اﻨﺒﻌﺎﺜﺎت ﻏﺎزات اﻻﺤﺘﺒﺎس اﻟﺤراري ﻤن ﻗطﺎع اﻟزراﻋﺔ
ﻨوﻓﻤﺒر٢٠٠٦ ، إﻋداد د /ﻤﺤﻤود ﻤدﻨﻲ
ظﺎﻫرة اﻻﺤﺘﺒﺎس اﻟﺤراري أو اﻻﺤﺘرار أو اﻟﺘدﻓﺌﺔ اﻟﻛوﻨﻴﺔ: ﻴﻤﻛن ﺘﻌرﻴف ظﺎﻫرة اﻻﺤﺘﺒﺎس اﻟﺤراري Global Warmingﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ اﻟزﻴﺎدة اﻟﺘدرﻴﺠﻴﺔ ﻓﻲ درﺠﺔ ﺤ اررة أدﻨﻰ طﺒﻘﺎت اﻟﻐﻼف اﻟﺠوي اﻟﻤﺤﻴط ﺒﺎﻷرض؛ ﻛﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟزﻴﺎدة اﻨﺒﻌﺎﺜﺎت ﻏﺎزات اﻟﺼوﺒﺔ اﻟﺨﻀراء greenhouse gasesﻤﻨذ ﺒداﻴﺔ اﻟﺜورة اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ،وﻏﺎزات اﻟﺼوﺒﺔ اﻟﺨﻀراء واﻟﺘﻲ ﻴﺘﻛون ﻤﻌظﻤﻬﺎ ﻤن ﺒﺨﺎر اﻟﻤﺎء ،وﺜﺎﻨﻲ أﻛﺴﻴد اﻟﻛرﺒون ،واﻟﻤﻴﺜﺎن ،وأﻛﺴﻴد اﻟﻨﻴﺘروز ﻤﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺘدﻓﺌﺔ ﺴطﺢ اﻷرض ﺤﺘﻰ ﻴﻤﻛن اﻟﺤﻴﺎة ﻋﻠﻴﻪ، واﻷوزون ﻫﻲ ﻏﺎزات طﺒﻴﻌﻴﺔ ﺘﻠﻌب ًا دور ً ﻓﺒدوﻨﻬﺎ ﻗد ﺘﺼﻝ درﺠﺔ ﺤ اررة ﺴطﺢ اﻷرض ﻤﺎ ﺒﻴن ١٩درﺠﺔ و ١٥درﺠﺔ ﺴﻠزﻴوس ﺘﺤت اﻟﺼﻔر ،ﺤﻴث ﺘﻘوم ﺘﻠك اﻟﻐﺎزات ﺒﺎﻤﺘﺼﺎص ﺠزء ﻤن اﻷﺸﻌﺔ ﺘﺤت اﻟﺤﻤراء اﻟﺘﻲ ﺘﻨﺒﻌث ﻤن ﺴطﺢ اﻷرض ﻛﺎﻨﻌﻛﺎس ﻟﻸﺸﻌﺔ اﻟﺴﺎﻗطﺔ ﻋﻠﻰ ﺴطﺢ اﻷرض ﻤن اﻟﺸﻤس ،وﺘﺤﺘﻔظ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻐﻼف اﻟﺠوي ﻟﻸرض؛ ﻟﺘﺤﺎﻓظ ﻋﻠﻰ درﺠﺔ ﺤ اررة اﻷرض ﻓﻲ ﻤﻌدﻟﻬﺎ اﻟطﺒﻴﻌﻲ.
ﻟﻛن ﻤﻊ اﻟﺘﻘدم ﻓﻲ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ووﺴﺎﺌﻝ اﻟﻤواﺼﻼت ﻤﻨذ اﻟﺜورة اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ وﺤﺘﻰ اﻵن ﻤﻊ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟوﻗود اﻟﺤﻔري )اﻟﻔﺤم و اﻟﺒﺘروﻝ و اﻟﻐﺎز اﻟطﺒﻴﻌﻲ( ﻛﻤﺼدر أﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠطﺎﻗﺔ ،وﻤﻊ اﺤﺘراق ﻫذا اﻟوﻗود اﻟﺤﻔري ﻹﻨﺘﺎج اﻟطﺎﻗﺔ واﺴﺘﺨدام ﻏﺎزات اﻟﻛﻠوروﻓﻠورﻛﺎرﺒوﻨﺎت ﻓﻲ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ
۲
ﺒﻛﺜرة؛ ﻛﺎﻨت ﺘﻨﺘﺞ ﻏﺎزات اﻟﺼوﺒﺔ اﻟﺨﻀراء greenhouse gasesﺒﻛﻤﻴﺎت ﻛﺒﻴرة ﺘﻔوق ﻤﺎ ﻴﺤﺘﺎﺠﻪ اﻟﻐﻼف اﻟﺠوي ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ درﺠﺔ ﺤ اررة اﻷرض ،وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ أدى وﺠود ﺘﻠك اﻟﻛﻤﻴﺎت اﻹﻀﺎﻓﻴﺔ ﻤن ﺘﻠك اﻟﻐﺎزات إﻟﻰ اﻻﺤﺘﻔﺎظ ﺒﻛﻤﻴﺔ أﻛﺒر ﻤن اﻟﺤ اررة ﻓﻲ اﻟﻐﻼف اﻟﺠوي ،وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻤن اﻟطﺒﻴﻌﻲ أن ﺘﺒدأ درﺠﺔ ﺤ اررة ﺴطﺢ اﻷرض ﻓﻲ اﻟزﻴﺎدة. ﻓﻘد ظﻝ اﻟﻤﺘوﺴط اﻟﻌـﺎم ﻟدرﺠـﺔ اﻟﺤـ اررة ﻓـﻲ اﻟﻌـﺎﻟم ﻨﺤـو ١٥درﺠـﺔ ﻤﺌوﻴـﺔ ﺤﺘـﻰ ﺒداﻴـﺔ اﻟﺴـﺒﻌﻴﻨﺎت ﻤــن اﻟﻘــرن اﻟﻌﺸـرﻴن ،ﺤﻴــث ارﺘﻔــﻊ إﻟــﻰ ﻨﺤــو ١٥.٥ﻓــﻲ ﺒداﻴــﺔ اﻟﺘﺴــﻌﻴﻨﺎت أي ﺒﺎرﺘﻔــﺎع ﻨﺼــف درﺠــﺔ ﻤﺌوﻴــﺔ ﻓــﻲ ﻏﻀــون ﻋﻘــدﻴن ﻤــن اﻟــزﻤن .وﻴﺘوﻗــﻊ أن ﺘزﻴــد ﺤ ـ اررة اﻟﻛ ـرة اﻷرﻀــﻴﺔ ﻨﺤــو ٥-٢درﺠــﺎت ﻤﺌوﻴﺔ ﺒﺤﻠوﻝ ﻋﺎم ٢١٠٠إذا ﺒﻘﻴت ﻤﻌدﻻت ﺘﻠوث اﻟﻬواء ﻋﻤـﺎ ﻫـﻲ ﻋﻠﻴـﻪ اﻵن .ﻟﻬـذا ﺘﺸـﻛﻝ ظـﺎﻫرة اﻻﺤﺘﺒــﺎس اﻟﺤ ـراري ﻗﻠﻘــﺎ ﺤﻘﻴﻘﻴــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﻨطــﺎق اﻟﻌــﺎﻟﻤﻲ .ﺤﻴــث ﺘــرى اﻟﻛﺜﻴــر ﻤــن اﻟﺠﻬــﺎت اﻟرﺴــﻤﻴﺔ واﻟﻌﻠﻤﻴــﺔ أﻨــﻪ إذا ﻟــم ﺘﺘﺨ ــذ إﺠ ـراءات ﺤﺎﺴــﻤﺔ ﻟﻠﺤ ــد ﻤــن اﻨﺒﻌــﺎث اﻟﻐــﺎزات اﻟﻀ ــﺎرة ﺒﺎﻟﺒﻴﺌــﺔ ﻓــﺈن ذﻟ ــك ﺴﻴؤدي ﺤﺘﻤﺎ إﻟﻰ ﺘﻔﺎﻗم ﺘﻠك اﻟظﺎﻫرة ،واﻟﺴﻴر ﺤﺜﻴﺜﺎ ﻨﺤو ﺘﻐﻴر ﻤﻨﺎﺨﻲ ﺴﻤﺘﻪ اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ارﺘﻔﺎع درﺠﺔ ﺤ اررة اﻷرض وﻤﺎ ﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤن ﻋواﻗب ﻋﻠﻰ اﻟطﺒﻴﻌﺔ. ﻏﻴر أن اﻻﺘﺠﺎﻩ ﻨﺤو ﻫذﻩ اﻟﺘﻐﻴرات ﻴﺠري ﺒﻤﻌدﻝ أﺴرع ﻤﻤﺎ ﻛﺎﻨت ﺘﺘﻨﺒﺄ ﺒـﻪ اﻟﻤﻌطﻴـﺎت اﻟﻤﻨﺎﺨﻴـﺔ اﻟﻤﻌروﻓــﺔ ،إذ ﺘﺸــﻴر ﺘﻘــدﻴرات ﻋﻠﻤﻴــﺔ ﺤدﻴﺜــﺔ إﻟــﻰ أن درﺠــﺎت اﻟﺤ ـ اررة ﻓــﻲ أﺠ ـزاء ﻤﺨﺘﻠﻔــﺔ ﻤــن اﻟﻛ ـرة اﻷرﻀــﻴﺔ ﺴــﺘرﺘﻔﻊ ﺒﻤﻘــدار ﻀــﻌف ﻤــﺎ ﻛﺎﻨــت ﺘﺘوﻗﻌــﻪ اﻟد ارﺴــﺎت اﻟﻤﻨﺎﺨﻴــﺔ .وﻟﻌــﻝ اﻷرﻗــﺎم اﻟﺘــﻲ ﺘﻘــدﻤﻬﺎ ﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟدﻓﺎع ﻋن اﻟﺒﻴﺌﺔ ﻟﺘؤﻛد أن ﻨﺴﺒﺔ ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ اﻟوﻻﻴﺎت اﻟﻤﺘﺤدة ﻓﻲ اﻨﺒﻌﺎث اﻟﻐـﺎزات اﻟﻤﺴـﺌوﻟﺔ ﻋن ظﺎﻫرة اﻻﺤﺘﺒﺎس اﻟﺤـراري ﺘزﻴـد ﻋﻠـﻰ %٢٤ﻓـﻲ ﺤـﻴن أن ﻋـدد ﺴـﻛﺎﻨﻬﺎ ﻻ ﻴزﻴـد ﻋﻠـﻰ % ٤ﻤـن ﻤﺠﻤوع ﺴﻛﺎن اﻟﻌﺎﻟم.
۳
اﻟﺸﻲء اﻟـذي ﺠﻌـﻝ اﻟﻤـداﻓﻌﻴن ﻋـن اﻟﺒﻴﺌـﺔ ﻴـرون أن ﻤـﺎ ﺘﺸـﻬدﻩ ﺒﻌـض اﻟﺒﻠـدان ﻤـن ﻓﻴﻀـﺎﻨﺎت ﻓـﻲ اﻟوﻗــت اﻟﺤﺎﻀــر ﻤــﺎ ﻫــو إﻻ اﻨــذار ﻤﺒﻛــر ﻟﺘــﺄﺜﻴر اﻟﺘﻐﻴ ـرات اﻟﻤﻨﺎﺨﻴــﺔ اﻟﺴــﻠﺒﻲ ،أﻤــﺎ اﻟﻌواﻗــب اﻟﺨطﻴ ـرة ﻻﻨﺒﻌﺎث ﻏﺎز ﺜﺎﻨﻲ أﻛﺴﻴد اﻟﻛرﺒون ﻓﻼ ﺘزاﻝ ﻛﺎﻤﻨﺔ وﻗد ﺘﻔﻌﻝ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﻀون ﺒﻀﻌﺔ ﻋﻘود.
٤
دور اﻟزراﻋﺔ ﻓﻲ ﺘﻐﻴر اﻟﻤﻨﺎخ ﺘﻌﺘﺒر اﻟزراﻋﺔ ﻤﺴؤوﻟﺔ ﻋن ﺜﻠث ﻤﺎ ﺘﺘﻌرض ﻟﻪ اﻟﻛرة اﻷرﻀﻴﺔ ﻤن ﺤ اررة وﺘﻐﻴر ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎخ .وﻤن اﻟﻤﺘﻔق ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻤوﻤﺎ أن %٢٥ﻤن اﻨﺒﻌﺎﺜﺎت اﻻﺤﺘﺒﺎس اﻟﺤراري ﻤن اﻟﻐﺎز وﺜﺎﻨﻲ أﻛﺴﻴد اﻟﻛرﺒون ﺘﺨرج ﻤن اﻟﻤﺼﺎدر اﻟزراﻋﻴﺔ وﺒﺨﺎﺼﺔ ﻋﻨد إزاﻟﺔ اﻟﻐﺎﺒﺎت وﺤرق اﻟﻛﺘﻠﺔ اﻹﺤﻴﺎﺌﻴﺔ. وﻴﺄﺘﻲ ﻤﻌظم ﻏﺎز اﻟﻤﺴﺘﻨﻘﻌﺎت واﻟﻤﻨﺎﺠم اﻟﻤوﺠود ﻓﻲ اﻟﺠو ﻤن اﻟﺤﻴواﻨﺎت اﻟﻤﺠﺘرة اﻟﻤﻨزﻟﻴﺔ، وﺤراﺌق اﻟﻐﺎﺒﺎت ،وأراﻀﻰ زراﻋﺔ اﻷرز اﻟﻤﻐﻤورة ﺒﺎﻟﻤﻴﺎﻩ واﻟﻤﻨﺘﺠﺎت اﻟﻤﻬﻤﻠﺔ ،ﻓﻲ ﺤﻴن أن ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺤرث اﻟﺘﻘﻠﻴدﻴﺔ واﺴﺘﺨدام اﻷﺴﻤدة ﻴﺴﺘﺄﺜران ﺒﻨﺴﺒﺔ %٧٠ﻤن اﻷﻛﺴﻴد اﻟﻨﺘرى. ﺘﺴﺎﻫم اﻟزراﻋﺔ ﻓﻲ ﺘﻔﺎﻗم اﻟﻤﺸﺎﻛﻝ اﻟﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋن ﻏﺎزات اﻻﺤﺘﺒﺎس اﻟﺤراري .وﻫﻨﺎك ﺜﻼﺜﺔ ﻤﺼﺎدر رﺌﻴﺴـﻴﺔ ﻻﻨﺒﻌﺎﺜــﺎت ﻏــﺎزات اﻻﺤﺘﺒــﺎس اﻟﺤـراري ﻓــﻲ اﻟز ارﻋــﺔ :اﻨﺒﻌﺎﺜــﺎت ) N2Oﺜــﺎﻨﻲ أﻛﺴــﻴد اﻟﻨﺘـرات( ﻤــن اﻟﺘرﺒ ــﺔ ﻻ ﺴــﻴﻤﺎ ﻨﺘﻴﺠ ــﺔ اﻟﺘﺨﺼــﻴب ﺒواﺴ ــطﺔ اﻵزوت؛ اﻨﺒﻌﺎﺜــﺎت ) CH4اﻟﻤﻴﺜـ ـﺎن( ﻤــن اﻟﺘﺨﻤﻴ ــر اﻟداﺨﻠﻲ واﻨﺒﻌﺎﺜﺎت CH4و N2Oﻨﺘﻴﺠﺔ إدارة اﻟﺴﻤﺎد اﻟطﺒﻴﻌﻲ ﻓﺄﻛﺴــﻴد اﻟﻨﻴﺘــروزﻴﻨﺘﺞ ﺒﺸــﻛﻝ طﺒﻴﻌــﻲ ﻓــﻲ اﻟﺘرﺒــﺔ ﻨﺘﻴﺠــﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴــﺔ ﻨــزع اﻟﻨﻴﺘــورﺠﻴن ﺒﻔﻌــﻝ اﻟﺒﺘﻛﺘرﻴــﺎ، وﻫﻨﺎك ﻋدد ﻛﺒﻴر ﻤن اﻷﻨﺸطﺔ اﻟزراﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻀﻴف اﻟﻨﻴﺘروﺠﻴن ﻏﻠﻰ اﻟﺘرﺒـﺔ ،ﻤﻤـﺎ ﻴزﻴـد ﻤـن ﻤﻘـدار اﻨﺒﻌﺎﺜﺎت أﻛﺴﻴد اﻟﻨﻴﺘروز .وﺘﻨﺸﺄ اﻨﺒﻌﺎﺜﺎت اﻛﺴﻴد اﻟﻨﻴﺘروز ﻤن ﻤﺴﺎر ﻤﺒﺎﺸر ) أي ﻤﺒﺎﺸرة ﻤن اﻟﺘرﺒﺔ اﻟﺘ ــﻲ ﻴﻀ ــﺎف إﻟﻴﻬ ــﺎ اﻟﻨﺒﺘ ــروﺠﻴن ،وﻤ ــن ﻤﺴ ــﺎرﻴن ﻏﻴ ــر ﻤﺒﺎﺸـ ـرﻴن ) أي ﻤ ــن ﺨ ــﻼﻝ ﺘط ــﺎﻴر اﻷﻤوﻨﻴ ــﺎ واﻛﺎﺴﻴد اﻟﻨﻴﺘروﺠﻴن وﺘرﺴﺒﻬﺎ ﻤرة أﺨرى وﻤن ﺨﻼﻝ ﺘرﺸﻴﺢ اﻟﺘرﺒﺔ واﻟﺼرف(. وﺘﺘﻤﺜﻝ اﻨﺒﻌﺎﺜﺎت اﻛﺴﻴد اﻟﻨﻴﺘروز اﻟﻤﺒﺎﺸرة ﻓﻲ ﺨﻤس ﻨواﺘﺞ أﺴﺎﺴﻴﺔ: .١ﻨﻴﺘروﺠﻴن اﻷﺴﻤدة اﻟﺘرﻛﻴﺒﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﺨدﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺘرﺒﺔ. .٢اﻟﻨﻴﺘروﺠﻴن اﻟﻨﺎﺘﺞ ﻋن اﻟﺴﻤﺎد اﻟﺒﻠدي اﻟﻤﺴﺘﺨدم ﻓﻲ اﻟزراﻋﺔ. ٥
.٣اﻟﻨﻴﺘروﺠﻴن اﻟﻤﺜﺒت ﻓﻲ اﻟﺘرﺒﺔ ﺒﻔﻌﻝ اﻟﻤﺤﺎﺼﻴﻝ اﻟﻤﺜﺒﺘﺔ ﻟﻠﻨﻴﺘروﺠﻴن. .٤اﻟﻨﻴﺘروﺠﻴن اﻟﻨﺎﺘﺞ ﻋن ﻤﺨﻠﻔﺎت اﻟﻤﺤﺎﺼﻴﻝ اﻟﻤﻌﺎدة إﻟﻰ اﻟﺘرﺒﺔ. .٥اﻟﻨﻴﺘروﺠﻴن اﻟﻨﺎﺘﺞ ﻋن اﻟزراﻋﺔ اﻟﻌﻀوﻴﺔ )اﻟﺘرﺒﺔاﻟﻤزروﻋﺔ(. ﻛﻤﺎ ﻴﺘوﻟد ﻏـﺎز اﻟﻤﻴﺜـﺎن ﻨﺘﻴﺠـﺔ ﺘرﺴـب اﻟﻤـواد اﻟﻌﻀـوﻴﺔ ﺒﻤﻌـزﻝ ﻋـن اﻟﻬـواء ﻓـﻲ ﺤﻘـوﻝ اﻷرز اﻟﻤﻐﻤورة ﺒﺎﻟﻤﻴﺎﻩ وﻴﻨﺘﻘﻠﻪ ﻫذا اﻟﻐﺎز إﻟﻰ اﻟﻐﻼف اﻟﺠوي ﺒﺸﻛﻝ رﺌﻴﺴﻲ ﻤن ﻨﺒـﺎت اﻷرز ،وﺘﺨﺘﻠـف ﻨﺴــﺒﺔ اﻨﺒﻌــﺎث اﻟﻤﻴﺜــﺎن ﺴــﻨوﻴﺎ ﺤﺴــب ﻤﻤﺎرﺴــﺎت إدارة اﻟﻤﻴــﺎﻩ واﺴــﺘﺨدام اﻷﺴــﻤدة اﻟﻌﻀــوﻴﺔ وﻨــوع اﻟﺘرﺒــﺔ .ﻛﻤــﺎ ﻴﻌــد ﺤــرق اﻟﻤﺨﻠﻔــﺎت اﻟزراﻋﻴــﺔ ﻤﺼــدر ﺼــﺎﻓﻲ ﻟﻛﺜﻴــر ﻤﻛــن اﻟﻐــﺎزات ﻛﻐــﺎز اﻟﻤﻴﺜــﺎن وﺜﺎﻨﻲ أﻛﺴﻴد اﻟﻛرﺒون وأﻛﺴﻴد اﻟﻨﻴﺘروز وأﻛﺎﺴﺴﻴد اﻟﻨﻴﺘروﺠﻴن . وﻴﻌﺘﺒــر ﻗطــﺎع اﻻﻨﺘــﺎج اﻟﺤﻴ ـواﻨﻲ أﺤــد ﻤﺼــﺎدر اﻻﻨﺒﻌﺎﺜــﺎت ﻤــن ﻗطــﺎع اﻟز ارﻋــﺔ ﺤﻴــث ﺘﻨﺸــﺄ اﻨﺒﻌﺎﺜﺎت ﻏﺎز اﻟﻤﻴﺜﺎن ﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﺨﻤر اﻟداﺨﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﻴواﻨـﺎت اﻟﻤﺴﺘﺄﻨﺴـﺔ ،وﻛـذﻟك اﻨﺒﻌﺎﺜـﺎت ﻏـﺎز اﻟﻤﻴﺜﺎن واﻛﺴﻴد اﻟﻨﻴﺘروز اﻟﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋن ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ روث اﻟﺤﻴواﻨﺎت. وﻟﻤﺎ ﻛﺎﻨت اﻟزراﻋﺔ ﻤن اﻷﺴﺒﺎب اﻟرﺌﻴﺴﻴﺔ ﻟﻤﺸﻛﻠﺔ ﺘﻐﻴر اﻟﻤﻨﺎخ ،ﻓﻤن اﻟﻀروري أن ﺘﻛون أﻴﻀﺎ ﺠزءا ﻫﺎﻤﺎ ﻤن اﻟﺤﻝ .وﻴﻘﺘرح اﻟﺘﻘرﻴر اﻟﻤﻘدم ﻋن ﻫذا اﻟﻤوﻀوع ﻤن ﻤﻨظﻤﺔ اﻷﻏذﻴﺔ واﻟزراﻋﺔ إﻟﻰ ﻟﺠﻨﺔ اﻟزراﻋﺔ أن ﺘﻘوم اﻟﻤﻨظﻤﺔ ﺒوﻀﻊ ﺒرﻨﺎﻤﺞ ﻤﺘﻛﺎﻤﻝ ﻟﺘﻐﻴر اﻟﻤﻨﺎخ ﻴﻤﻛن اﻟﻤﻨظﻤﺔ ﻤن اﻟﻘﻴﺎم ﺒدور أﻛﺒر ﻓﻲ اﻟﻤﻔﺎوﻀﺎت اﻟدوﻟﻴﺔ ،واﻹﺴﻬﺎم ﺒﺨﺒرﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﺒر ﻀرورﻴﺔ ﻤن أﺠﻝ ﺘﺨﻔﻴض ﻤﻌدﻻت ﺘﻐﻴر اﻟﻤﻨﺎخ وﺘدﻋﻴم ﻋﻤﻠﻴﺔ إدﺨﺎﻝ اﻟﺘﺤﺴﻴﻨﺎت ﻋﻠﻰ ﻤروﻨﺔ اﻟزراﻋﺔ ﺘﺠﺎﻩ ﺘﻨوع اﻟﻤﻨﺎخ. وﻤن اﻹﺠراءات اﻟﺘﻲ ﻴﻤﻛن اﺘﺨﺎذﻫﺎ:
٦
• اﻟﺘرﻛﻴز ﻤﺠدداً ﻋﻠﻰ إﻨﺘﺎج اﻟﻛﺘﻠﺔ اﻟﺤﻴوﻴﺔ واﻟﺤراﺜﺔ اﻟﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤوارد واﻟزراﻋﺔ اﻟﻌﻀوﻴﺔ. وﻤن ﺸﺄن اﻟﺘوﺴﻊ أﻛﺜر ﻓﻲ ﺘطوﻴر اﻟﻛﺘﻠﺔ اﻟﺤﻴوﻴﺔ اﻟزراﻋﻴﺔ اﻟﻘﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﺘﺠدد أن ﻴﺴﺎﻫم ﻓﻲ ﺘﺨﻔﻴض اﻻﻨﺒﻌﺎﺜﺎت ﻨﺘﻴﺠﺔ اﺴﺘﺨدام اﻟطﺎﻗﺔ واﻟﻨﻘﻝ ﻓﻲ ظﻝ اﺴﺘﻔﺎدة اﻟﻘطﺎع اﻟزراﻋﻲ ﻤﻨﻪ. •
ﺘﺤﺴﻴن اﺴﺘﺨدام اﻷﺴﻤدة ،إذ أن إطﻼق أﻛﺎﺴﻴد اﻷزوت ﻓﻲ اﻟﺠو ﻴﻤﺜﻝ ﺨﺴﺎرة ،وﻴدﻝ ﻋﻠﻰ ﻋدم ﻛﻔﺎءة اﻟزراﻋﺔ .
•
ﺘﺤﺴﻴن ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻬﻀم ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘرات ﺒزﻴﺎدة ﻛﻔﺎءة اﻷﻋﻼف ،أو اﻟﺘﺤوﻝ إﻟﻰ اﺴﺘﺨدام إﻨزﻴﻤﺎت ﺘﺴﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻀم ،إذا ﻛﺎن ذﻟك ﻤﻤﻛﻨﺎ؛
•
ﺘطوﻴر أﺴﺎﻟﻴب ﺘﺠﻤﻴﻊ اﻟﻤﻴﺎﻩ وﺼﻴﺎﻨﺘﻬﺎٕ ،وادﺨﺎﻝ ﺘﺤﺴﻴﻨﺎت أﺨرى ﻋﻠﻰ إدارة ﻤﻴﺎﻩ اﻟﻤﺤﺎﺼﻴﻝ ،ﻛﺠزء ﻤن اﻟﺘﺄﻗﻠم ﻤﻊ ﺘﻔﺎوت ﻛﻤﻴﺔ اﻷﻤطﺎر.
•
ﺘﺤﺴﻴن زراﻋﺔ اﻷرز ،إذ أن زﻴﺎدة اﻟﻐﻼت ﺘرﺘﺒط ﺒﺎﻻﻨﺨﻔﺎض اﻟﻨﺴﺒﻲ ﻓﻲ اﻨﺒﻌﺎﺜﺎت ﻏﺎز اﻟﻤﻴﺜﺎن.
•
اﻟزراﻋﺔ اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻴﺎﻨﺔ وأﺴﺎﻟﻴﺒﻬﺎ ﺒﻤﺎ ﻴؤدي إﻟﻰ ﺘﺤﺴﻴن ﺘﺨزﻴن اﻟﻛرﺒون ﻓﻲ اﻟﺘرﺒﺔ )أﺤواض اﻟﻛرﺒون( ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﺘﺘﺤﺴن ﻓﻴﻪ ﺘرﻛﻴﺒﺔ اﻟﺘرﺒﺔ وﺘزﻴد ﻗدرﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺤﺘﻔﺎظ ﺒﺎﻟﻤﻴﺎﻩ.
•
ﺘﺤﺴﻴن اﻟﺤد ﻤن ﺘﺄﺜﻴر ﻗطﻊ اﻷﺸﺠﺎر ﻓﻲ اﻟﻐﺎﺒﺎت ،واﻟﺤد ﻤن اﻟزراﻋﺔ ﺒﺄﺴﻠوب اﻟﻘطﻊ واﻟﺤرق ،وﺘﺤﺴﻴن ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻟﺘرﺒﺔ.
۷
اﻻﻟﺘزام ،اﻟﻔرص Oportunities and Committments ظﻬر دور اﻟزراﻋﺔ ﻓﻲ ﺘﻐﻴر اﻟﻤﻨﺎخ ظﻬو ار واﻀﺤﺎ ﻓﻲ ﺒروﺘوﻛوﻝ ﻛﻴوﺘو ﻟﻌﺎم ١٩٩٧ اﻟﻤﻠﺤق ﺒﺎﺘﻔﺎﻗﻴﺔ اﻹطﺎر اﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻸﻤم اﻟﻤﺘﺤدة ﺒﺸﺄن ﺘﻐﻴر اﻟﻤﻨﺎخ .وﻴرﻛز ﻫذا اﻟﺒروﺘوﻛوﻝ ﺘرﻛﻴ از ﺨﺎﺼﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻬوض ﺒﺎﻷﺸﻛﺎﻝ اﻟﻤﺴﺘداﻤﺔ ﻟﻠزراﻋﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻴﺘﻨﺎوﻝ اﻟﺘﻐﻴﻴرات ﻓﻲ اﺴﺘﺨدام اﻷراﻀﻲ ،وﺘﺨﻤر ﻏﺎز اﻟﻤﺴﺘﻨﻘﻌﺎت واﻟﻤﻨﺎﺠمٕ ،وادارة اﻷﺴﻤدة اﻟﻌﻀوﻴﺔ ،وزارﻋﺔ اﻷرز ،وﺤرق اﻟﺘرﺒﺔ اﻟزراﻋﻴﺔ واﻟﻛﺘﻠﺔ اﻹﺤﻴﺎﺌﻴﺔ ،ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻤﺼﺎدر ﻟﻐﺎزات اﻻﺤﺘﺒﺎس اﻟﺤراري ،واﻟﺘﻲ ﻴﺘﻌﻴن أن ﺘﺄﺨذﻫﺎ اﻟﺒﻠدان ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻋﻨد إﻋداد اﻟﺘﻘﺎرﻴر اﻟﺘﻲ ﺘرﻓﻊ إﻟﻰ ﻤؤﺘﻤر اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ اﻹطﺎر اﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻸﻤم اﻟﻤﺘﺤدة ﺒﺸﺄن ﺘﻐﻴر اﻟﻤﻨﺎخ. وﻴﻘوﻝ اﻟﺘﻘرﻴر أن ﻤﻨظﻤﺔ اﻷﻏذﻴﺔ واﻟزراﻋﺔ وأﻋﻀﺎﺌﻬﺎ ﻴواﺠﻬون ﻋدة ﺘﺤدﻴﺎت ﻤﺒﺎﺸرة وﻏﻴر ﻤﺒﺎﺸرة ﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋن اﻟﻤﻔﺎوﻀﺎت اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺒﺸﺄن اﻟﻤﻨﺎخ .وﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴﻝ اﻟﻤﺜﺎﻝ ﻴوﺠد اﻟﺘزام ﻋﻠﻰ اﻟﻤوﻗﻌﻴن ﻋﻠﻰ اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ اﻹطﺎر اﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻸﻤم اﻟﻤﺘﺤدة ﺒﺸﺄن اﻟﻤﻨﺎخ إﺠراء ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺠرد ﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﻟﻤﺼﺎدر ﻏﺎزات اﻻﺤﺘﺒﺎس اﻟﺤراري اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﺠﻴﻨﺎت اﻟﺒﺸرﻴﺔ .وﻴذﻫب ﺒروﺘوﻛوﻝ ﻛﻴوﺘو إﻟﻰ أﺒﻌد ﻤن ذﻟك ،ﺤﻴث ﻴﻠزم اﻟﺒﻠدان ﺒﺎﻟﺘﺤﻘق ﻤن ﺤدوث ﺘﻐﻴﻴرات ﻓﻲ اﻟﻤﺨزوﻨﺎن اﻟﻛرﺒوﻨﻴﺔ ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻤﺎ ﻴﻨﺸﺄ ﻋن اﻟﺘﻐﻴﻴرات ﻓﻲ اﺴﺘﺨدام اﻷراﻀﻲ واﻟﺘﻲ ﺘﺘﺼﻝ اﺘﺼﺎﻻ ﻤﺒﺎﺸ ار ﺒﺎﻟزراﻋﺔ. ﻛﻤﺎ ﺘﻘدم "آﻟﻴﺎت ﻛﻴوﺘو" ﺤواﻓز ﺘﻌرف ﺒﺎﺌﺘﻤﺎﻨﺎت اﻟﻛرﺒون ""Credits Carbon ﻟﻠﺒﻠدان اﻟﺘﻲ ﺘﺨﻔض ﻤن اﻨﺒﻌﺎﺜﺎت اﻟﻐﺎز اﻟﻨﺎﺸﺊ ﻋن اﻻﺤﺘﺒﺎس اﻟﺤراري وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻤن أﻨﻪ ﻟم ﻴﺘم اﻟوﺼوﻝ إﻟﻰ اﺘﻔﺎق ﺒﺸﺄن "اﻵﻟﻴﺎت" اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻓﺈﻨﻪ ﻤن اﻟﻤﺤﺘﻤﻝ أن ﺘﺤﺼﻝ اﻟﺒﻠدان ﻋﻠﻰ اﺌﺘﻤﺎﻨﺎت اﻟﻛرﺒون " "Carbon Creditsﻋن طرﻴق إدﺨﺎﻝ اﻟﺘﺤﺴﻴﻨﺎت ﻋﻠﻰ ﻨظم اﻹﻨﺘﺎج اﻟزراﻋﻴﺔ واﻟﻌﻤﻝ ﻋﻠﻰ اﺴﺘداﻤﺘﻬﺎ )ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﺘرﺸﻴد اﺴﺘﺨدام اﻷﺴﻤدة ،واﺴﺘﺨدام اﻷﻋﻼف
۸
اﻟﺤﻴواﻨﻴﺔ اﻷﻛﺜر ﻛﻔﺎءة ،وﺘطوﻴر ﺘﻘﻨﻴﺎت اﺴﺘﺨدام وﺼون اﻟﻤﻴﺎﻩ .وأﺴﺎﻟﻴب ﺼون اﻟزراﻋﺔ ،واﻟﺤد ﻤن اﻟزراﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻘوم ﻋﻠﻰ ﻨﺜر اﻟﻤﺨﻠﻔﺎت وﺤرﻗﻬﺎ ،وﺘوﻓﻴر ﺤﻤﺎﻴﺔ أﻓﻀﻝ ﻟﻠﺘرﺒﺔ(. ﻗد ﺘﺴﺎﻋد "اﺌﺘﻤﺎﻨﺎت اﻟﻛرﺒون " Carbon Creditsاﻟﺘﻲ ﻨص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒروﺘوﻛوﻝ ﻛﻴوﺘو ﻛﺜﻴ ار ﻤن اﻟﺒﻠدان ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺎﻤﻝ ﻤﻊ ﻨﺘﻴﺠﺔ أﺨرى ﻤﺘوﻗﻌﺔ ﻟﺘﻐﻴر اﻟﻤﻨﺎخ وﻫﻰ :ﺘزاﻴد اﻟﻔﻴﻀﺎﻨﺎت واﻟﻌواﺼف اﻻﺴﺘواﺌﻴﺔ اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ .وﺨﻼﻝ اﻟﻔﺘرة ﻤن ١٩٧٣إﻟﻰ ١٩٩٧أدت اﻷﻋﺎﺼﻴر واﻟزواﺒﻊ واﻟﻌواﺼف إﻟﻰ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ ١١٠٠٠ﻨﺴﻤﺔ ﺴﻨوﻴﺎ وﺘرﻛت أﻛﺜر ﻤن ١.١ﻤﻠﻴون ﻨﺴﻤﺔ دون ﻤﺄوى .وﺘﻘوﻝ اﻟﻤﻨظﻤﺔ أن ﺘﺨطﻴط اﺴﺘﺨدام اﻷراﻀﻲ ﺒﺼورة أﻓﻀﻝٕ ،واﺘﺒﺎع اﻷﺴﺎﻟﻴب اﻟﻤﺴﺘداﻤﺔ ﻓﻲ اﻟزراﻋﺔ واﻟﺼﻴد -وﻫﻰ أﻨﺸطﺔ ﺘﺸﺠﻌﻬﺎ آﻟﻴﺎت ﻛﻴوﺘو -ﻴﻤﻛن أن ﺘؤدى إﻟﻰ زﻴﺎدة ﻤروﻨﺔ اﻷرض واﻟﺤد ﻤن ﺘﻌرض اﻟﺒﻠدان ﻟﻸﻀرار اﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋن اﻟﻌواﺼف إﻟﻰ ﺠﺎﻨب اﻟﺤد ﻤن اﻟﺘﻐﻴﻴرات اﻟﻤﻨﺎﺨﻴﺔ .وﻴﻘوﻝ اﻟﺘﻘرﻴر أن ﻤﻨظﻤﺔ اﻷﻏذﻴﺔ واﻟزراﻋﺔ ﻴﻤﻛﻨﻬﺎ ،ﻛﺠزء ﻤن ﺒرﻨﺎﻤﺞ ﻤدﻋم ﻟﻠﺘﻐﻴﻴرات اﻟﻤﻨﺎﺨﻴﺔ ،ﺘﻘدﻴم اﻟﻌون ﻟﻠﺒﻠدان اﻷﻋﻀﺎء ﻓﻲ ﺘطوﻴر وﺘﺸﺠﻴﻊ ﻤﺜﻝ ﻫذﻩ اﻷﺴﺎﻟﻴب وﻏﻴرﻫﺎ ،واﻟﺘﻲ ﻤن ﺸﺄﻨﻬﺎ ﺘﺨﻔﻴض اﻨﺒﻌﺎﺜﺎت اﻟﻐﺎز اﻟﻨﺎﺸﺊ ﻋن اﻻﺤﺘﺒﺎس اﻟﺤراري ،أو ﻋزﻝ اﻟﻛرﺒون ،وﺘﺤدﻴد ﻓرص اﻟﻔوز "ﺒﺎﺌﺘﻤﺎﻨﺎت اﻟﻛرﺒون ."Carbon Credits
ﺘﻐﻴر اﻟﻤﻨﺎخ وﻤﺼــــر ﺘﻌﺘﺒــر ﺠﻤﻬورﻴــﺔ ﻤﺼــر اﻟﻌرﺒﻴــﺔ ﺒﺤﻛــم ظروﻓﻬــﺎ اﻟﺠﻐراﻓﻴــﺔ واﻻﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ ﻤــن اﻟﻤﻨــﺎطق اﻻﻛﺜــر ﺘﻌرﻀــﺎ ﻟﻼﺜــﺎر اﻟﺴــﻠﺒﻴﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴ ـرات اﻟﻤﻨﺎﺨﻴــﺔ ﺤﻴــث ﺘﺸــﻴر اﻟﻌدﻴــد ﻤــن اﻟد ارﺴــﺎت اﻟــﻰ ان ﻤﺼــر ﺴــوف ﺘﻌـﺎﻨﻰ ﻤــن اﻟﻌدﻴــد ﻤـن اﻻﺜــﺎر اﻟﺴــﻠﺒﻴﺔ ﺤــﺎﻝ ﺤـدوث ﺘﻐﻴــر اﻟﻤﻨــﺎخ ،ﻓﺎرﺘﻔــﺎع ﺴـطﺢ اﻟﺒﺤــر ﺴــوف ﻴــؤدى اﻟــﻰ ﻏــرق %١ﻋﻠــﻰ اﻻﻗــﻝ ﻤــن ﻤﺴــﺎﺤﺔ ﻤﺼــر واﻟﺘــﻰ ﻴﻌــﻴش ﻤﻌظــم ﺴــﻛﺎﻨﻬﺎ ﻓــﻰ %٥.٥ﻓﻘــط ﻤــن
۹
ﻤﺴــﺎﺤﺘﻬﺎ اﻟﻛﻠﻴــﺔ ﻛﻤــﺎ ان ﻏــرق %١ﻤــن اﻻ ارﻀــﻰ ﻴﻌﻨــﻰ ﻓﻘــدان ﻤﺼــر ﻟﺤ ـواﻟﻰ %٢٠ﻤــن ا ارﻀــﻴﻬﺎ اﻟﺨﺼــﺒﺔ اﻟﻤﺄﻫوﻟــﺔ ﺒﺎﻟﺴــﻛﺎن ،وﻴــزداد اﻻﻤــر ﺨطــورة اذا ﻤــﺎ ﻋﻠﻤﻨــﺎ ان ﻤﻨطﻘــﺔ اﻟــدﻟﺘﺎ اﻟﻤﻌرﻀــﺔ ﻟﻠﻐــرق ﻨﺘﻴﺠﺔ ارﺘﻔﺎع ﺴطﺢ اﻟﺒﺤر ﻫﻰ ﻤن أﻫم ﻤﻨـﺎطق اﻨﺘـﺎج اﻟﻐـذاء ﻓـﻰ ﻤﺼـر ﻫـذا ﺒﺎﻻﻀـﺎﻓﺔ اﻟـﻰ ااﻟـﻨﻘص ﻓــﻰ اﻨﺘﺎﺠﻴــﺔ ﻤﻌظــم اﻟﻤﺤﺎﺼــﻴﻝ ﺘﺤــت ظــروف ﺘﻐﻴــر اﻟﻤﻨــﺎخ وﻤــﺎ ﻴﺴــﺘﺘﺒﻊ ذﻟــك ﻤــن ﻋﻤــﻝ اﺴــﺘراﺘﻴﺠﻴﺎت ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﺘﻌظﻴم اﻻﺴﺘﻔﺎدة ﻤـن اﻟﻤـوارد اﻻرﻀـﻴﺔ واﻟﻤﺎﺌﻴـﺔ .ﻓﻔـﻰ ﻗطـﺎع اﻟز ارﻋـﺔ ﻤـن اﻟﻤﺘوﻗـﻊ أن ﺘـؤﺜر اﻟﺘﻐﻴـرات اﻟﻤﻨﺎﺨﻴــﺔ ﻋﻠــﻰ إﻨﺘﺎﺠﻴــﺔ اﻷرض اﻟزراﻋﻴــﺔ ﺒداﻴــﺔ ﻤــن اﻟﺘــﺄﺜﻴر ﻋﻠــﻰ ﺨـواص اﻷرض اﻟطﺒﻴﻌﻴــﺔ واﻟﻛﻴﻤﺎﺌﻴﺔ واﻟﺤﻴوﻴﺔ وﻛﻤﻴﺎت اﻟﻤـﺎء اﻟﻤﺘـﺎح وﻤـرو ار ﺒﺎﻨﺘﺸـﺎر اﻵﻓـﺎت واﻟﺤﺸـرات واﻷﻤـراض وﻏﻴرﻫـﺎ ﻤـن اﻟﻤﺸــﺎﻛﻝ واﻨﺘﻬــﺎء ﺒﺎﻟﺘــﺄﺜﻴر ﻋﻠــﻰ اﻟﻤﺤﺼــوﻝ اﻟﻤﻨــﺘﺞ .ﻓﻤــن ﺤﻴــث اﻟﺘــﺄﺜﻴر ﻋﻠــﻰ ﺨـواص اﻟﺘرﺒــﺔ ﻨﺠــد أن اﻟﺘﻐﻴـ ـرات اﻟﻤﻨﺎﺨﻴ ــﺔ ﺴ ــوف ﺘ ــؤﺜر ﻋﻠ ــﻰ ﺤـ ـ اررة اﻟﺘرﺒ ــﺔ ورطوﺒﺘﻬ ــﺎ واﻟﻤ ــﺎدة اﻟﻌﻀ ــوﻴﺔ ،وارﺘﻔ ــﺎع اﻟﻤ ــﺎء اﻷرﻀــﻲ ﻤﻤــﺎ ﻴــؤدى إﻟــﻰ ﺘﻤﻠــﻴﺢ ﺒﻌــض أﺠ ـزاء اﻟﺘرﺒــﺔ ﻫــذا ﺒﺎﻹﻀــﺎﻓﺔ ﺘــدﻫور ﻟﺼــﻔﺎت اﻟﺘرﺒــﺔ .ارﺘﻔــﺎع ﺤ اررة اﻟﻬواء ﺴوف ﻴؤدى إﻟـﻰ زﻴـﺎدة اﻟﺒﺨـر ﻨـﺘﺢ ،وارﺘﻔـﺎع ﺤـ اررة اﻟﺘرﺒـﺔ ﺴـوف ﻴـؤدى إﻟـﻰ زﻴـﺎدة ﻤﻌـدﻝ اﻟﺘﻔﺎﻋﻼت اﻟﻛﻴﻤﻴﺎﺌﻴﺔ وﻛذا اﻹﺴراع ﻤن اﻨﺤﻼﻝ اﻟﻤـﺎدة اﻟﻌﻀـوﻴﺔ .وﻤـن ﺤﻴـث اﻟﺘـﺄﺜﻴر ﻋﻠـﻰ اﻵﻓـﺎت و اﻟﺤﺸرات واﻷﻤراض ﻴﺘوﻗﻊ ﻨﻘص ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺼوﻝ ﻴﺼﻝ إﻟﻰ ﺤـواﻟﻲ %٣٠ﻤـن اﻹﻨﺘـﺎج اﻟﺤـﺎﻟﻲ وﻤـن ﺤﻴث اﻟﺘﺄﺜﻴرﻋﻠﻰ إﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ﺒﻌض اﻟﻤﺤﺎﺼﻴﻝ ﻓﻲ ﻤﺼر أﺸﺎرت ﻨﺘﺎﺌﺞ اﻟﺘﻨﺒـؤ ﺒﺘﻐﻴـر اﻟﻤﻨـﺎخ إﻟـﻰ ﺤـدوث ﻨﻘــص ﻓــﻲ إﻨﺘﺎﺠﻴــﺔ ﻤﻌظــم اﻟﻤﺤﺎﺼــﻴﻝ .وﺘﺤــت ظــروف ﺘﻐﻴـرات اﻟﻤﻨــﺎخ ﻴﺤﺘــﺎج اﻟﻘطـﺎع اﻟز ارﻋــﻲ إﻟــﻰ اﻹدارة اﻟﻤﺘﻛﺎﻤﻠ ــﺔ ﻟﻠﻤـ ـوارد اﻟﻤﺨﺘﻠﻔ ــﺔ ،و اﺘﺒ ــﺎع ﻫ ــذا اﻟ ــﻨﻤط ﻤ ــن اﻹدارة اﻟﻤﺘﻛﺎﻤﻠ ــﺔ ﻟﻺﻨﺘ ــﺎج اﻟز ارﻋ ــﻲ و اﻟﻤوارد اﻟطﺒﻴﻌﻴﺔ ﻴﻌد أﺤد اﻷﻫداف اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎﺴﺎت اﻻﺴﺘﻴﻌﺎﺒﻴﺔ ﻷﺨطﺎر ﺘﻐﻴر اﻟﻤﻨـﺎخ ،ﺤﻴـث أن رﻓﻊ ﻤﺴﺘوى اﻟﺘﻛﻨوﻟوﺠﻴـﺎت اﻟﻤﺴـﺘﺨدﻤﺔ ﺒﺎﻟﻘطـﺎع اﻟز ارﻋـﻰ ﻴرﻓـﻊ ﻤـن ﻗـدرات ﻫـذا اﻟﻘطـﺎع ﻋﻠـﻰ ﻤواﺠﻬـﺔ اﻷﺨطــﺎر اﻟﻤﺨﺘﻠﻔــﺔ اﻟﻤﺤﻴطــﺔ ﺒﺎﻹﻨﺘــﺎج اﻟز ارﻋــﻲ و اﻟﻤﺘرﺘﺒــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﺘﻐﻴ ـرات اﻟﻤﻨﺎﺨﻴــﺔ أو أي ﻤﺨــﺎطر أﺨ ــرى .ﻛﻤ ــﺎ أن ﺘﺨﻔ ــﻴض ﻀ ــﻐوط اﻟﻘط ــﺎع اﻟز ارﻋ ــﻲ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺒﻴﺌ ــﺔ اﻟﻤﺤﻴط ــﺔ ﻫ ــو أﺤ ــد اﻻﺘﺠﺎﻫ ــﺎت ۱۰
اﻟﺘﺼــﺤﻴﺤﻴﺔ ﻟﻠﺤــد ﻤــن اﻟﻤﺴــﺒﺒﺎت اﻟرﺌﻴﺴــﻴﺔ اﻟﺘــﻲ ﻴﺘرﺘــب ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﺘﻐﻴــر اﻟﻤﻨــﺎخ .وﺒﺎﻹﻀــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ رﻓــﻊ ﻤﻘﺎوﻤﺔ اﻟﻘطﺎع اﻟزراﻋﻲ ،ﻓﺈن اﻟﻨﻤـﺎذج اﻟرﻴﺎﻀـﻴﺔ ﺘﻌﺘﺒـر أﺤـد اﻷدوات اﻟﻤﻌﻴﻨـﺔ ﻟﺘﻘـدﻴر ﺤﺠـم اﻟﺘﻐﻴـرات اﻟﻤﻨﺎﺨﻴــﺔ اﻟﻤﺘوﻗﻌــﺔ ،و ﺘﺄﺜﻴراﺘﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﻘطﺎﻋــﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔــﺔ ﺒوﺠــﻪ ﻋــﺎم و اﻟﻘطــﺎع اﻟز ارﻋــﻲ ﻋﻠــﻰ وﺠــﻪ اﻟﺨﺼوص ،و ﺘﺄﺜﻴراﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤوارد اﻟطﺒﻴﻌﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ و ﺒﺨﺎﺼﺔ اﻟﻤوارد اﻟﻤﺎﺌﻴﺔ و اﻷرﻀﻴﺔ. وﺘﺤت ظروف ﺘﻐﻴر اﻟﻤﻨﺎخ ﻓﺎن اﺤﺘﻴﺎﺠﺎت ﻛﻝ ﻤﺤﺼوﻝ ﺴوف ﺘﺨﺘﻠف ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوﻀﻊ اﻟﺤﺎﻟﻲ) ﻤوﻋد زراﻋﺔ وﻤﻌﺎﻤﻼت زراﻋﻴﺔ أﺨرى(. وﻤﻤﺎ ﺴﺒق ﻴﺘﻀﺢ أﺒﻌﺎد ﻤﺸﻛﻠﺔ ﺘﻐﻴر اﻟﻤﻨﺎخ ﻋﻠﻰ اﻟﻘطﺎع اﻟزراﻋﻲ ﻤﻤﺎ ﻴﺴﺘﻠزم ﺴرﻋﺔ دراﺴﺔ ﺘﺄﺜﻴر اﻟﺘﻐﻴرات اﻟﻤﻨﺎﺨﻴﺔ وأﺜﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤوارد اﻷرﻀﻴﺔ واﻟﻤﺎﺌﻴﺔ وﻤﺎ ﻴﺴﺘﺘﺒﻌﻪ ﻤن ﺘﺄﺜﻴر ﻋﻠﻰ إﻨﺘﺎﺠﻴﺔ وﺤدة اﻟﻤﺴﺎﺤﺔ وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﻟدﺨﻝ اﻟﻘوﻤﻲ .
۱۱