The majalla Arabic 1527 october 10

Page 1



‫تقارير‬

‫جنود أم مقاتلون أم مرتزقة؟‬

‫اخلصومات القدمية حجر عثرة في طريق مقاومة التمرد‬

‫لقد كانت اخلصومة القدمية ومناخ الشك والريبة بني باكستان والهند مبثابة العقبة الرئيسية التي حالت دون شن اجليش اإليراني‬ ‫وجهاز اخملابرات الباكستاني حربا ً واسعة النطاق ضد طالبان واجلماعات املقاتلة‪ .‬وهذه اجلماعات الراديكالية واملقاتلة ظل يُنظر‬ ‫إليها على أنها مبثابة مصدر قوة ضد الهند‪ ،‬ومؤخرا ً فقط أصبحت السلطات الباكستانية تعتبرها مبثابة خطر يهدد وجودها‪.‬‬ ‫إن اإلحباط الدولي بشأن احلرب على اإلرهابيني‬ ‫واملتمردين في أفغانستان وباكستان جعل‬ ‫دور اجليش الباكستاني وجهاز اخملابرات‬ ‫الباكستاني في دائرة الضوء‪ .‬ويتمركز‬ ‫النقد العام املوجه لكلتا املؤسستني على‬ ‫موقفهما املتضارب من طالبان واجلماعات‬ ‫املقاتلة‪ .‬واالتهامات املوجهة إليهما يبدأ من‬ ‫سعيهما الحتواء تلك اجلماعات ‪ -‬األمر الذي‬ ‫يقضي بترك جزء من باكستان للمتشددين‬ ‫واملقاتلني‪ -‬وصوال ً إلى دعمهما النشط‬ ‫حلركة طالبان‪.‬‬ ‫وهناك العديد من التفسيرات املعقولة ‪-‬‬ ‫التي متتد جذورها عبر تاريخ القرن العشرين‬ ‫ ألسباب كون اجليش الباكستاني وجهاز‬‫اخملابرات الباكستاني يناقضان التوقعات‬ ‫الدولية من خالل جتنب شن حرب شاملة‬ ‫ضد هذه اجلماعات‪ .‬ففي أثناء االحتالل‬ ‫السوفيتي ألفغانستان‪ ،‬استخدمت الواليات‬ ‫املتحدة بشكل مكثف اجلماعات املقاتلة‬ ‫ضد السوفييت‪ ،‬مع التعاون بشكل وثيق‬ ‫مع جهاز اخملابرات الباكستاني‪ .‬وكما كتب‬ ‫ستيف كول في حروب األشباح‪« ،‬استمرت‬ ‫قيادة جهاز اخملابرات األمريكية في اعتبار‬ ‫جهاز اخملابرات الباكستانية مبثابة وكالة‬ ‫التنفيذ الرئيسية التابعة حلركة اجلهاد»‪.‬‬ ‫وهذا التعاون الوثيق مع جهاز اخملابرات‬ ‫األمريكية وجهاز اخملابرات الباكستاني‬ ‫واجلماعات املقاتلة كان حاسما ً في طرد‬ ‫السوفييت من أفغانستان‪.‬‬ ‫وبعد االنسحاب السوفيتي من أفغانستان‬ ‫في عام ‪ ،1989‬وجد جهاز اخملابرات‬ ‫الباكستاني واملسئولون العسكريون‬ ‫الباكستانيون الفرصة سانحة لتوسيع‬ ‫نطاق سيطرة باكستان في أفغانستان‪.‬‬ ‫وبوضع هذا الهدف في احلسبان‪ ،‬قام‬ ‫جهاز اخملابرات الباكستاني برعاية الطالب‬ ‫اإلسالميني الذين كان يقودهم املال عمر‬ ‫وبحث اخلصومة بني التحالف القبلي احلاكم‬ ‫في أفغانستان من خالل الرشاوى املكثفة‪.‬‬ ‫وقد أدت هذه اإلجراءات إلى تأسيس نظام‬ ‫طالبان في عام ‪ .1996‬واع ُتبر الترويج‬ ‫الناشئ للراديكالية في أفغانستان مبثابة‬ ‫خطوة إستراتيجية هامة في تعزيز نفوذ‬ ‫باكستان في مواجهة جارتها‪.‬‬ ‫وأصبح نظام طالبان مبثابة املالذ اآلمن‬ ‫للقاعدة بالنتيجة املوحشة التي ال تخفى‬ ‫على أحد‪ .‬ومنذ ‪ 11‬سبتمبر أيلول؛ أصبحت‬ ‫نظرة أمريكا وغيرها من املسئولني الغربيني‬ ‫لهذه اجلماعات مباشرة وصريحة وهي أن‬ ‫‪ 10‬اكتوبر ‪2009‬‬

‫للقيام بحرب عصابات‪ ،‬ووجدوا أن هذه مبثابة‬ ‫إستراتيجية فعالة جدا ً في مواجهة القوة‬ ‫العسكرية الفائقة ألعداء باكستان‪ .‬واليوم‪،‬‬ ‫تشير الكثير من األدلة إلى أن اجلماعات‬ ‫املتشددة ال يزال يُنظر إليها على أنها حليف‬ ‫محتمل في الصراع مع الهند‪.‬‬

‫مانويل أمليدا‬ ‫حركة طالبان واجلماعات املتشددة مبثابة‬ ‫تهديد خطير جدا ً ينبغي محاربته بال هوادة‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن تاريخ التعاون بني جهاز اخملابرات‬ ‫الباكستاني وحركة طالبان وغيرهما من‬ ‫املقاتلني أفرزت نوعا ً من التعاطف والروابط‬ ‫طويلة األمد‪ .‬ففي كثير من األحيان‪ ،‬يتم‬ ‫تعيني ضباط اخملابرات من املناطق القبلية‬ ‫وهذه الروابط القبلية تعرض والئهم‬ ‫لباكستان للخطر‪ .‬وقد ذُكر أن تفاقم هذه‬ ‫املشكلة أدى إلى إجراء عملية تطهير في‬ ‫جهاز اخملابرات الباكستاني مؤخرا ً‪ .‬وفشلت‬ ‫هذه العملية نهاية األمر في أن تطال الرتب‬ ‫األدنى في جهاز اخملابرات حيث يعتبر دعم‬ ‫اإلسالميني وحركة طالبان متأصال ً بعمق‪.‬‬ ‫تعارض بعض األصوات بقوة وجود مثل‬ ‫هذا التواطؤ‪ .‬وكما أوضح برويز مشرف‬ ‫في مقابلة أجرتها معه مؤخرا ً مجلة دير‬ ‫شبيجل األملانية‪ ،‬فإن هذه ليست قضية‬ ‫عدم التزام إزاء التعامل مع تهديد طالبان‪.‬‬ ‫ورأى مشرف أنه من األفضل التعامل مع‬ ‫كل على حدة بدال ً من اعتبارهم‬ ‫قادة طالبان ٍ‬ ‫جميعا ً أعدا ًء‪.‬‬ ‫وبالرغم من كل هذا‪ ،‬فإن العقبة الرئيسية‬ ‫التي حتول دون دخول جهاز اخملابرات‬ ‫الباكستاني واجليش الباكستاني في حرب‬ ‫شاملة ضد طالبان وغيرها من الراديكاليني‬ ‫هي على األرجح عقبة قدمية تتمثل في‬ ‫اخلصومة بني باكستان والهند‪ .‬فالسبب‬ ‫احلقيقي في وجود جهاز اخملابرات الباكستاني‬ ‫كان متمثال ً في مواجهة تهديد الهند‪.‬‬ ‫فقد مت تأسيس جهاز اخملابرات الباكستاني‬ ‫عام ‪ 1948‬كي يقوم بتنسيق أنشطة‬ ‫اجليش عندما دخلت كلتا الدولتني في أولى‬ ‫حروبهما على إقليم كشمير‪ .‬وجلأ جهاز‬ ‫اخملابرات الباكستاني إلى اجلماعات املقاتلة‬

‫وقد اتهمت الهند مرارا ً وتكرارا ً باكستان‬ ‫خصوصا ً جهاز اخملابرات الباكستاني بالتورط‬ ‫في كشمير وفي العمليات الهجومية التي‬ ‫مت شنها من وقت آلخر في أماكن أخرى‬ ‫من الهند‪ .‬وهناك حدث ضمن سلسلة‬ ‫أخرى من األحداث تضيف شرعية لتلك‬ ‫االتهامات وهي االستجابة غير املالئمة من‬ ‫جانب السلطات الباكستانية في التعامل‬ ‫مع جماعة الشكر الطيبة التي تتخذ من‬ ‫باكستان مقرا ً لها‪ ،‬ويُذكر أن تلك اجلماعة‬ ‫اإلرهابية هي املسئولة عن هجوم مومباي‬ ‫عام ‪.2008‬‬ ‫وكثيرا ً ما ال يُلتفت إلى احتمال أن تكون الهند‬ ‫على عالقة بعناصر جهادية‪ .‬فاملسئولون‬ ‫الباكستانيون يؤمنون إميانا ً قويا ً بأن الهند‬ ‫ظلت تلعب دورا ً نشطا ً جدا ً من خالل جهاز‬ ‫مخابراتها اخلارجي في دعم حركات التمرد‬ ‫ضد باكستان‪ .‬وبوجه خاص‪ ،‬زعم هؤالء‬ ‫املسئولني أن الهند تستخدم قناصلها في‬ ‫أفغانستان لتزويد املتمردين باألسلحة واملال‪،‬‬ ‫في كل من بالوشيستان وحتى في سوات‪.‬‬ ‫أيضاً‪ ،‬يؤكد حديث مسئول مخابراتي‬ ‫أمريكي عمل في املنطقة احتمال أن‬ ‫يكون الهنود منهمكني في دعم طالبان‬ ‫ضد احلكومة الباكستانية في أفغانستان‬ ‫وباكستان‪ .‬وكما احلال بالنسبة لباكستان‪،‬‬ ‫هناك مخاوف من أن تكون احلكومة الهندية‬ ‫مفتقرة إلى السيطرة التامة على جهاز‬ ‫مخابراتها الذي رمبا يحتوي على عناصر مؤذية‬ ‫تساعد املقاتلني وتستغلهم ضد باكستان‪.‬‬ ‫وقد ظلت اجلماعات املقاتلة مبثابة أداة في‬ ‫سياسة القوة بني الدولتني في املنطقة‪.‬‬ ‫وال تزال باكستان على األخص تعتبر تلك‬ ‫اجلماعات مبثابة سالح ميكن أن تستغله في‬ ‫صراعها احملتمل مع الهند‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن‬ ‫احلكم بنا ًء على التطورات احلديثة يُظهر أن‬ ‫هناك أساسا ً منطقيا ً لالعتقاد بأن باكستان‬ ‫تبدأ في النظر إلى طالبان وغيرها من‬ ‫املقاتلني على أنهم مبثابة تهديد لوجودها‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى هذا‪ ،‬فإن تطبيع العالقات مع‬ ‫الهند رمبا يكون مبثابة جانب حاسم في جناح‬ ‫عملية مواجهة التمرد في املنطقة‪.‬‬ ‫‪56‬‬


‫تقارير‬

‫مقعد في اجمللس‬ ‫التشريعي الفلسطيني‪،‬‬ ‫مما يعطى حركة حماس‬ ‫األغلبية‪.‬‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2006‬‬ ‫رئيس الوزراء الفلسطيني‬ ‫اجلديد إسماعيل هنية‬ ‫وأعضاء حكومته يؤدون‬ ‫اليمني‪ .‬تعلن حكومتا‬ ‫الواليات املتحدة وكندا‬ ‫أنهما لن يقوما بأي اتصال‬ ‫مع احلكومة الفلسطينية‬ ‫بزعامة حماس‪.‬‬ ‫‪ 25‬يونيو ‪2006‬‬ ‫مسلحو حماس‬ ‫يهاجمون موقعا عسكريا‬ ‫إسرائيليا ويقتلون اثنني‬ ‫من اجلنود‪ ،‬ويخطفون‬ ‫الثالث واسمه جلعاد‬ ‫شاليط‪ .‬وتنكر احلكومة‬

‫الفلسطينية أي معرفة‬ ‫بالهجوم‪.‬‬ ‫مطلع شهر يونيو ‪2007‬‬ ‫بعد أسبوع من املعارك‬ ‫بني حماس وفتح‪ ،‬تسيطر‬ ‫حماس على قطاع غزة‪.‬‬ ‫‪ 14‬يونيو ‪2007‬‬ ‫رئيس السلطة‬ ‫الفلسطينية محمود‬ ‫عباس يقوم بحل احلكومة‬ ‫وينحى إسماعيل هنية‬ ‫عن رئاسة الوزراء‪ .‬ويرفض‬ ‫هنية القرار‪ ،‬ويظل الزعيم‬ ‫الفعلي في غزة‪.‬‬ ‫‪ 18-19‬أبريل‪2008 ,‬‬ ‫الرئيس األمريكي األسبق‬ ‫جيمي كارتر يجتمع مع‬ ‫زعيم حماس املنفى خالد‬ ‫مشعل في دمشق بسوريا‪.‬‬

‫حيث يقول املؤلفان‪« :‬إن حماس‬ ‫تستخدم هذا املصطلح لتوضح أنها‬ ‫مستعدة للنظر في قبول معاهدة‬ ‫سالم ملزمة‪ ...‬طاملا مت التصديق‬ ‫على هذه املعاهدة من قبل الشعب‬ ‫الفلسطيني»‪ .‬و يهدف املؤلفان‬ ‫من وراء ذلك إظهار أن هناك مجاال ً‬ ‫للمناورة‪ ،‬حتى داخل إيديولوجية‬ ‫منظمة حماس نفسها‪ ،‬من أجل‬ ‫إبرام معاهدة للسالم‪ ،‬لدرجة أنهما‬ ‫وضعت مفهوم الشرعية كأساس‬ ‫الستعدادها للترويج لهذه األهداف‪.‬‬ ‫ويشير املؤلفان أيضا ً إلى أنه مع ذلك‬ ‫فقد تصبح عملية السالم في ظل‬ ‫مثل هذه الظروف محل شك من قبل‬ ‫الكثيرين‪ .‬إال أنهما يؤكدان بالرغم من‬ ‫ذلك على أهمية أخذ هذا االحتمال‬ ‫بعني االعتبار‪ ،‬ألنه هذا هو السبيل‬ ‫الوحيد الذي قد يدفع حماس للدخول‬ ‫في مفاوضات‪ ،‬حيث يقول املؤلفان «إن‬ ‫العدد ‪1527‬‬

‫يونيو ‪2008‬‬ ‫هدنة وقف إطالق النار‬ ‫بني حماس وإسرائيل‬ ‫التي توسطت فيها مصر‬ ‫تدخل حيز التنفيذ‪.‬‬ ‫وتوافق حماس على‬ ‫وقف إطالق الصواريخ‬ ‫على البلدات احلدودية‬ ‫اإلسرائيلية‪ .‬وسوف‬ ‫تسمح إسرائيل بالتجارة‬ ‫احملدودة من وإلى قطاع‬ ‫غزة‪ .‬حتديد مهلة زمنية‬ ‫قدرها ستة أشهر لوقف‬ ‫إطالق النار‪.‬‬ ‫‪ 19‬ديسمبر ‪2008‬‬ ‫حماس تنهى رسميا وقف‬ ‫إطالق النار مع إسرائيل‪.‬‬ ‫وتواصلت الهجمات بني‬ ‫الطرفني طوال الوقت إلى‬ ‫حد ما‪ ،‬وتصاعدت أكثر في‬ ‫شهر نوفمبر‪.‬‬

‫فهم األسس اإلسالمية لسياسات‬ ‫حماس ورؤيتها للعالم سيكون شيئا ً‬ ‫ضروريا ً لنجاح أي عملية سالم تكون‬ ‫حماس طرفا ً فيها»‪.‬‬ ‫ومبنظور مختلف‪ ،‬تبرز اجملموعة‬ ‫الدولية لالزمات أن إجماع اآلراء‬ ‫حول حماس يقضى بأن التعامل‬ ‫معها يتطلب املواجهة‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫تقول أطراف اجملموعة أن اإلجراءات‬ ‫العسكرية واالقتصادية القاسية قد‬ ‫عززت نفوذ احلركة في األراضي احملتلة‪،‬‬ ‫وبالتالي تقوض جهود سالم عديدة‪.‬‬ ‫بدال من ذلك‪ ،‬ال يتطلب التعامل مع‬ ‫حماس فهما ً لفلسفتها فحسب‪،‬‬ ‫كما أشار التقرير السابق‪ ،‬ولكن‬ ‫األهم فهم مكانتها على الساحة‬ ‫الفلسطينية‪ .‬وبينما ارتبطت حركة‬ ‫حماس في مفهوم الناس بارتباطها‬ ‫بالصراع مع إسرائيل‪ ،‬فإن لديها‬

‫جدول أعمال محلى بالغ األهمية‪.‬‬ ‫وقد انعكس هذا األمر خالل محادثات‬ ‫وقف إطالق النار األخيرة‪ ،‬حيث طالبت‬ ‫احلركة مبكانة سياسية تتناسب مع‬ ‫التأييد الشعبي الذي حتظى به‪ .‬وعلى‬ ‫هذا تقول اجملموعة الدولية لالزمات‬ ‫إنه حني تتخذ حماس خطوات إلنهاء‬ ‫العنف‪ ،‬فينبغي وقتئ ٍذ منح املنظمة‬ ‫دورا ً سياسيا ً رسميا ً أكبر‪.‬‬ ‫وباملثل‪ ،‬يسلط مجلس العالقات‬ ‫اخلارجية الضوء على أهمية دور‬ ‫الساحة احمللية في نهج حماس جتاه‬ ‫إسرائيل‪ .‬وبدال ً من ذلك‪ ،‬يبرز مجلس‬ ‫العالقات اخلارجية املنافسة الداخلية‬ ‫بني فتح وحماس‪ ،‬وكيف ميكن أن يؤثر‬ ‫ذلك على عملية السالم‪ .‬وبالرغم‬ ‫من أن هذا اجلدل ضمني بشكل بالغ‪،‬‬ ‫ينبغي أن نشيد بالتقرير إلبرازه حالة‬ ‫السياسة الفلسطينية‪ .‬ويقول‬ ‫واضعو التقرير إنه منذ انتصار حماس‬ ‫في عام ‪ ، 2006‬فشلت احلركة في‬ ‫التوحد حول برنامج مترابط‪ ،‬مما أدى‬ ‫إلى تفاقم حدة التوتر داخل السلطة‬ ‫الفلسطينية‪« .‬كانت النتيجة‬ ‫الفعلية هي التقسيم اجلغرافي‬ ‫لألراضي الفلسطينية‪ ،‬مع احتفاظ‬ ‫حماس بالنفوذ في غزة واحتفاظ‬ ‫حركة فتح بالسلطة الفلسطينية‬ ‫املعترف بها دوليا ً في مدينة رام‬ ‫اهلل في الضفة الغربية «‪ .‬بالتالي‬ ‫ميكن التوصل إلى نتيجة مفادها‬ ‫أن اإلجماع بني صفوف الشعب‬ ‫الفلسطيني يقوضه االنقسام بني‬ ‫صفوف احلكومة إلى حد كبير‪.‬‬ ‫ورغم أن التقارير الثالثة أبرزت العوامل‬ ‫اخملتلفة التي ينبغي أخذها في االعتبار‬ ‫عند التعامل مع دور حماس في عملية‬ ‫السالم‪ ،‬فإن اخليط األساسي بينهم‬ ‫هو دور حماس املتغلغل‪ .‬بعبارة أخرى‪،‬‬ ‫سوف يتوجب على أي عملية سالم‬ ‫التعامل مع حماس إذا كانت تهدف‬ ‫إلى التوصل لهدنة دائمة‪.‬‬ ‫لقراءة التقارير كاملة تفقد الروابط‬ ‫التالية‬ ‫‪www.usip.org‬‬ ‫‪www.crisisgroup.org‬‬ ‫‪www.cfr.org‬‬ ‫‪55‬‬


‫تقارير‬

‫إن السؤال عن الكيفية التي‬ ‫يتم بها التعامل مع حماس يأتي‬ ‫في طليعة أي مناقشات تتعلق‬ ‫بإمكانية حتقيق السالم في النزاع‬ ‫الفلسطيني اإلسرائيلي‪ .‬وهناك‬ ‫حتديات مستمرة تواجه احتماالت‬ ‫حتقيق التفاوض الناجح بني الطرفني‬ ‫كما اتضح من رفض خالد مشعل‬ ‫مؤخرا ً تطبيع العالقات مع الدولة‬ ‫العبرية‪ .‬فقد أخبر زعماء الدول‬ ‫العربية أن يحتفظوا بنصائحهم‬ ‫املذلة ألنفسهم مبديا ً اعتراضه على‬ ‫دعوة أوباما للشرق األوسط أن يقبل‬ ‫إمياءات إسرائيل برغبتها في التطبيع‪.‬‬ ‫وقد أصر مشعل إصرارا ً شديدا ً على‬ ‫أن جتميد املستوطنات ليس كافيا ً‬ ‫لبدء التطبيع في العالقات‪ .‬وباعتباره‬ ‫الذراع السياسي حلركة حماس‪ ،‬يشير‬ ‫تصريح مشعل إلى العالقات املعقدة‬ ‫التي تخلقها حماس في نزاع الشرق‬ ‫األوسط ومن ثم يسلط الضوء على‬ ‫أهمية التوصل إلى طريقة متماسكة‬ ‫للتعامل مع هذا التنظيم‪.‬‬ ‫وقد انعكس هذا الهدف في تقارير‬ ‫صدرت مؤخرا ً عن املعهد األمريكي‬ ‫للسالم‪ ،‬مجموعة األزمات الدولية‬ ‫ومجلس العالقات اخلارجية‪ .‬وفي‬ ‫حني أنها جميعا ً تلقي الضوء على‬ ‫ضرورة فهم الثقل الذي متثله حماس‬ ‫في املفاوضات‪ ،‬تؤكد كل دراسة‬ ‫على جوانب مختلفة تتعلق بسلوك‬ ‫حماس ومن ثم يعطي كل تقرير‬ ‫مجموعة مختلفة من التوصيات‬ ‫للتوصل إلى اتفاق مع حماس قابل‬ ‫للتطبيق‪.‬‬ ‫ولنبدأ بالتقرير الذي يعد أكثر التقارير‬ ‫الثالثة أهمية؛ تلك التقارير الصادرة‬ ‫عن املعهد األمريكي للسالم‪ .‬فهذا‬ ‫التقرير يلقي نظرة غير مسبوقة‬ ‫على فلسفة حماس ويقدم رؤية‬ ‫مستقبلية إيجابية وإن كانت بعيدة‬ ‫املدى‪ ،‬تتعلق بإمكانية التوصل إلى‬ ‫اتفاق بني إسرائيل وفلسطني‪ .‬ومما يثير‬ ‫االهتمام أن التقرير يرى أن نظرة الغرب‬ ‫حلماس تتسم بالتناقض واملبالغة‪،‬‬ ‫ويشير إلى أن هذا التناقض في نظرة‬ ‫الغرب حلماس قلل من جدوى اجلهود‬ ‫السابقة التي بُذلت في التفاوض مع‬ ‫احلركة‪ .‬وبصورة أكثر حتديداً‪ ،‬يوضح‬ ‫‪ 10‬اكتوبر ‪2009‬‬

‫تاريخ حركة حماس‬ ‫‪1987‬‬ ‫تكوين حركة حماس في‬ ‫فلسطني‪.‬‬

‫حركة حماس‪ ،‬بعد أن قامت‬ ‫حماس بسلسلة من التفجيرات‬ ‫االنتحارية في إسرائيل‪.‬‬

‫‪1988‬‬ ‫نشر ميثاق حركة‬ ‫املقاومـــــــة اإلسالمية‪.‬‬ ‫واجلماعة تطرح نفسها‬ ‫كبديل ملنظمة التحرير‬ ‫الفلسطينية‪.‬‬

‫‪1997‬‬ ‫اإلفراج عن زعيم حماس‬ ‫الشيخ أحمد ياسني من‬ ‫السجن‪.‬‬

‫‪1989‬‬ ‫محكمة إسرائيلية تدين‬ ‫زعيم حماس الشيخ أحمد‬ ‫ياسني‪.‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫حماس تنفذ أول تفجير‬ ‫انتحاري‪.‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫السلطة الفلسطينية تقمع‬

‫‪1999‬‬ ‫امللك عبد اهلل عاهل األردن‬ ‫يغلق مقر حركة حماس‬ ‫في األردن‪.‬‬ ‫‪2009-2003‬‬ ‫بدء سلسلة من‬ ‫الهجمات في إسرائيل‬ ‫واألراضي الفلسطينية‪.‬‬ ‫وحماس تعلن مسؤوليتها‪.‬‬ ‫‪ 22‬مارس ‪2004‬‬ ‫مقتل ياسني زعيم حركة‬

‫مؤلفا التقرير سكام وأبو الرشيد أنه‬ ‫في حني تثبت حماس على جهودها‬ ‫املبذولة إلنكار حق إسرائيل في‬ ‫الوجود‪ ،‬فقد استندت معظم اجلهود‬ ‫السياسية والعسكرية حيال احلركة‬ ‫على استخدام القوة كي تغير‬ ‫موقفها‪.‬‬ ‫و يرى املؤلفان‪ ،‬بدال من ذلك‪ ،‬أن هناك‬ ‫ثالثة جوانب هامة حول حركة حماس‬ ‫لم يتم دراستها كما ينبغي من‬ ‫قبل اجلهات املعنية بعملية السالم‪.‬‬ ‫و اجلانب األول من هذه اجلوانب‪ ،‬كما‬ ‫يشير املؤلفان‪ ،‬هو أن حماس ال تقف‬ ‫ضد إسرائيل باعتبارها دولة للشعب‬ ‫اليهودي‪ ،‬ولكنها تقف ضد الوجود‬ ‫اإلسرائيلي ملا يتضمنه ذلك من أثار‬ ‫سلبية على املناطق الفلسطينية‪،‬‬ ‫التي تعدها حماس مناطق مقدسة‪.‬‬ ‫و تستمد منظمة حماس‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬أخالقياتها و أهدافها من‬

‫حماس في غارات جوية‬ ‫إسرائيلية‪.‬‬ ‫‪ 23‬مارس ‪2004‬‬ ‫تنصيب الدكتور عبد العزيز‬ ‫الرنتيسى خلفا لياسني‪.‬‬ ‫‪ 25‬يناير ‪2006‬‬ ‫تشارك حركة حماس للمرة‬ ‫األولى في انتخابات البرملان‬ ‫الفلسطيني كحزب‬ ‫«التغيير واإلصالح»‪ .‬وتقدم‬ ‫‪ 26‬مرشحا لالنتخابات عن‬ ‫احلركة‪.‬‬ ‫‪ 26‬يناير ‪2006‬‬ ‫فوز كاسح حلماس في‬ ‫االنتخابات التشريعية‬ ‫الفلسطينية‪ .‬وتفوز‬ ‫حماس ب ‪ 67‬مقعدا‪،‬‬ ‫وحركة فتح ب ‪34‬‬ ‫مقعدا من أصل ‪231‬‬

‫الشريعة اإلسالمية‪ .‬و بالتالي‪ ،‬فإذا‬ ‫أمكن استخدام الشريعة اإلسالمية‬ ‫كإطار لعملية السالم‪ ،‬فمن املرجح‬ ‫التوصل إلى أتفاق للسالم على املدى‬ ‫الطويل‪.‬‬ ‫ويعتقد املؤلفان أن إمكانية حتقيق‬ ‫السالم تتوقف بشكل كبير على‬ ‫مشاركة حركة حماس بشكل جدي‬ ‫في عملية السالم‪ .‬وهما يريان أنه‬ ‫نظرا ً ألن سياسات حماس‪ ،‬املبنية‬ ‫على الشريعة اإلسالمية‪ ،‬جتعلها‬ ‫تقف ضد إسرائيل‪ ،‬فبإمكان الشريعة‬ ‫اإلسالمية نفسها أن توفر حلوال ً‬ ‫لعملية السالم تخرجها من الطريق‬ ‫املسدود الذي أصبحت فيه‪ .‬وكان من‬ ‫ضمن املقترحات التي قدمها املؤلفان‬ ‫القيام بعملية تهدئة أو هدنة‬ ‫ومحاولة تطبيق مفهوم حماس‬ ‫اخلاص بالشرعية الفلسطينية‪.‬‬ ‫‪54‬‬


‫تقارير‬

‫التعامل مع حماس‬

‫حماس بني التصلب األيديولوجي واملرونة‬ ‫بول سكام وأسامة أبو الرشيد‬ ‫املعهد األمريكي للسالم‬ ‫تقرير خاص‪ 24 ،‬يونيو ‪2009‬‬ ‫التعامل مع حماس‬ ‫اجملموعة الدولية لألزمات‬ ‫حماس‬ ‫مجلس العالقات اخلارجية‬ ‫‪ 27‬أغسطس ‪2009‬‬

‫تجُ مع الدراسات أنه كي يتم وضع حد للصراع الفلسطيني اإلسرائيلي‪ ،‬يتعني أال يغفل أي حل مقترح حركة حماس‪ .‬والسؤال الذي‬ ‫تتعرض له هذه الدراسات بشكل مختلف هو‪ :‬ما هي أفضل طريقة للتعامل مع حماس‬

‫العدد ‪1527‬‬

‫‪53‬‬



‫قراءات‬

‫جديد األسبوع‬ ‫كتب‬

‫الغالف‬

‫املعركة من أجل أمريكا ‪ :2008‬قصة انتخابات غير عادية‬ ‫الكتاب ‪ :‬هاينز جونسون‪ ،‬دان بالتز‬ ‫الناشر ‪ :‬فايكنج أدلت ‪2009‬‬

‫هذا الكتاب هو سرد النتخابات عام ‪ 2008‬وكيف كانت إيذانا بعصر جديد في السياسة‬ ‫األمريكية وأحدثت تغييرا جوهريا في مستقبل الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫الغالف‬

‫بالكووتر‪ :‬املرتزقة قادمون كبرى شركات تصدير فرق املوت‬ ‫الكتاب ‪ :‬جيرمي سكاهيل‬ ‫الناشر ‪ :‬نيشن بوكس‪ :‬نسخة منقحة ومعدلة ‪2008‬‬

‫هذا الكتاب هو سرد النتخابات عام ‪ 2008‬وكيف كانت إيذانا بعصر جديد في السياسة‬ ‫األمريكية وأحدثت تغييرا جوهريا في مستقبل الواليات املتحدة‪.‬‬

‫دراسات‬

‫الغالف‬

‫دروس األزمة االقتصادية‬ ‫بني شتايل‪ ،‬زميل أول ومدير قسم االقتصاد الدولي –مجلس العالقات اخلارجية‪-‬مارس ‪2009‬‬ ‫يوضح هذا التقرير كيف أن األزمة االقتصادية كان سببها سياسة دعم متلك العقارات السكنية‬ ‫والتي بالتضافر مع املعالم األخرى للنظام املالي أدت إلى تراكم مستدام في الديون‪ .‬ويوصي‬ ‫بني شتايل بإصالحات جوهرية جلعل النظام أكثر قدرة على التعافي في األزمات‪.‬‬

‫كتب صوتية‬

‫الغالف‬

‫الكتاب ‪ :‬ثالثة أكواب من الشاي‪ :‬مهمة رجل واحد حملاربة اإلرهاب وبناء األمم‪ .‬مدرسة واحدة في آن‬ ‫املؤلف‪ :‬جريج مورتينسون وديفيد أوليفر ريلني‬ ‫الناشر ‪ :‬قراءة باتريك جيرارد لولر ‪2007 -‬‬

‫يعتبر كتاب «ثالثة أكواب من الشاي» سردا للسيرة الذاتية لرجل خاض ملحمة لبناء عدد من‬ ‫املدارس‪ ،‬وبالتحديد للفتيات في كل من باكستان وأفغانستان»‪.‬‬

‫العدد ‪1527‬‬

‫‪51‬‬


‫كتب‬

‫نحو فهم حلزب اهلل‬

‫الكتاب‪ :‬من حسن نصر اهلل إلى ميشيل عون‬ ‫قراءة سياسية حلزب اهلل‬ ‫املؤلف‪ :‬فايز قازى‬ ‫الناشر‪ :‬رياض الريس‬ ‫العام‪ :‬يناير ‪2009‬‬

‫ ‬

‫يقدم فايز قازي في كتابه سردا لتاريخ حزب اهلل منذ تأسيسه ويساعد القارئ على فهم أفضل حلزب اهلل من خالل شرح هيكل‬ ‫السلطة لديه‪.‬‬

‫في كتابه «من حسن نصر اهلل إلى ميشيل‬ ‫عون‪ :‬قراءة سياسية حلزب اهلل» يقدم فايز‬ ‫قازينقداللكتابالذيألفهالشيخنعيمقاسم‪،‬‬ ‫وهو نائب الشيخ حسن نصر اهلل‪ .‬ويدرس‬ ‫الكاتب األفكار املتضمنة في كتاب نعيم قاسم‬ ‫بينما يطرح التساؤالت حولها عبر صفحات‬ ‫كتابه‪ .‬ويصحب قازي القراء في استعراض‬ ‫لتاريخ حزب اهلل منذ تأسيسه وحتى اآلن‪،‬‬ ‫ويعطي تقييما ً للقضايا الهامة التي شكلت‬ ‫هذا التنظيم‪ .‬ويعرض الكتاب أيضا الفلسفة‬ ‫وراء إنشاء حزب اهلل‪ ،‬واألفكار التي حتكم‬ ‫سياساته‪ ،‬باإلضافة إلى شرح شامل لهيكل‬ ‫السلطة به والتي متكن القراء من فهم أفضل‬ ‫حلزب اهلل‪.‬‬ ‫وينفرد هذا الكتاب بقدرته على تقدمي الكثير‬ ‫من وجهات النظر اخملتلفة‪ .‬وال يقدم الكتاب‬ ‫نتيجة مباشرة‪ ،‬ومع ذلك فإنه يوجه القارئ‬ ‫من خالل تقدمي احلقائق وآراء السياسيني‬ ‫البارزين‪ .‬وينجح الكتاب أيضا في توجيه‬ ‫‪ 10‬اكتوبر ‪2009‬‬

‫القارئ نحو فهم أفضل حلزب اهلل وتاريخه‬ ‫وفلسفته وأفكاره وهيكله وعالقاته اخلارجية‪.‬‬ ‫ويغطى الكاتب كل جوانب ومواقف حزب اهلل‬ ‫من حيث موقفه من املقاومة إلى كيفية تعريفه‬ ‫«للعدو»‪ ،‬فضال عن فهم عالقاته مع سوريا‪،‬‬ ‫واألهم من ذلك عالقته بإيران‪ .‬والكتاب لديه‬ ‫القدرة على شرح موقف حزب اهلل بشأن‬ ‫معظمالقضاياالرئيسيةمثلاحتاللفلسطني‬ ‫واملشاركة في احلياة السياسية اللبنانية‪ .‬ويبرز‬ ‫قازي في عدة فصول أهمية فهم العالقة بني‬ ‫إيران وحزب اهلل وآثار ذلك على مدى انسياق‬ ‫حزب اهلل وراء زعامة إيران‪.‬‬ ‫و بالرغم من عناصر القوة املذكورة أعاله‪،‬‬ ‫يفتقر الكتاب إلى وجهة نظر موضوعية‪ .‬فمن‬ ‫خالل األسئلة التي يقترحها واالنتقادات التي‬ ‫يوجهها جند أن معارضة قازي حلزب اهلل‬ ‫واضحة‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬ميكن أن يكون‬ ‫الكتاب مفرطا في إعطاء املعلومات‪ ،‬رغم‬

‫أنه ميكن القول بأن هذا أسلوب يهدف إلى‬ ‫إمداد اجلمهور بكل ما يحتاجون إلى معرفته‬ ‫لكي يفهموا حزب اهلل بشكل واضح‪ .‬وعالوة‬ ‫على ذلك‪ ،‬يقدم املؤلف معلومات مع افتراض‬ ‫ضمني بأن القارئ على دراية جيدة بالسياسة‬ ‫اللبنانية بكل خصوصياتها املعقدة‪.‬‬ ‫ونهاية‪ ،‬يقترح الكاتب أن احلل الوحيد أمام‬ ‫لبنان ليستفيد حقا من حزب اهلل و الطريقة‬ ‫الوحيدة أمام حزب اهلل ليندمج حقا في احلياة‬ ‫السياسية اللبنانية يكون من خالل اإلصالح‬ ‫داخل احلزب نفسه‪ .‬ويعتقد فايز قازي أنه‬ ‫ينبغي على احلزب مراجعة انتمائه الكامل‬ ‫واملطلق إليران ويجب أن يغير طموحه‬ ‫الساعي إلنشاء «دولة حزب اهلل» أو دولة‬ ‫املرجعيات والتي هي مجرد امتداد للنظام‬ ‫اإليراني‪ .‬ويرى املؤلف أنه ينبغي على‬ ‫قيادات احلزب أن تسعى ألن تصبح قوة بناءة‬ ‫في تعزيز دولة لبنان وبالتالي تعزيز عملية‬ ‫التنمية في هذا البلد‪.‬‬ ‫‪50‬‬


‫اصدارات‬ ‫كتب‬

‫العدد ‪1527‬‬

‫قراءات‬

‫تقارير‬

‫‪49‬‬



‫األسواق‬

‫رخاء في‬ ‫األسواق األسيوية‬

‫رفع التحسن في أرباح الشركات في‬ ‫الواليات املتحدة بالتزامن مع انخفاض‬ ‫البطالة في أستراليا من التوقعات‬ ‫اإليجابية في جميع أنحاء أسيا‪ ،‬مما أدى‬ ‫على رفع أسعار األسهم في األسواق‬ ‫األسيوية‪ .‬و كانت أستراليا العامل‬ ‫الرئيسي وراء هذا االرتفاع‪ ،‬حيث‬ ‫انخفض معدل البطالة إلى ‪ 7.5‬من‬ ‫‪ 8.5‬في املئة‪ ،‬مشيرا إلى أن البلد‬ ‫قد بدأت تتغلب على حالة الركود‬ ‫التي تعانى منها‪ .‬وباملثل‪ ،‬فقد حدث‬ ‫انتعاش في أسواق هوجن كوجن و طوكيو‬ ‫نتيجة لهذه التطورات‪.‬‬

‫أول استثمار‬ ‫طويل األمد يتفق‬ ‫مع الشريعة اإلسالمية‬

‫ﺧﺮوج ﺧﻤﺴﺔ ﻣﻦ أﻛﱪ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﻟﻌﺎمل ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺮﻛﻮد‬

‫ﺑﺪأت ﺧﻤﺲ دول ﻣﻦ ﺑني أﻛﱪ ‪ 10‬اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت ﰲ اﻟﻌﺎمل ﰲ اﻻﻧﺘﻌﺎش ﺑﻌﺪ ﻣﺆﴍات إﱃ ﺗﻌﺎف اﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫ﰲ آﺳﻴﺎ وأوروﺑﺎ‪ .‬ﻟﻜﻦ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ وإﻳﻄﺎﻟﻴﺎ وروﺳﻴﺎ وإﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗﱰاﺟﻊ‬ ‫ﺧﺎرج اﻟﺮﻛﻮد اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻨﻤﻮ ﰲ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻌﺎم‪ ،‬اﻟﺮﺑﻊ اﻷﺧري ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﺮﺑﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‬ ‫اﻟﺼني‬ ‫اﻟﺒﺎزﻳﻞ ‪% 1.5‬‬ ‫أﻛﱪ ‪10‬‬

‫‪% 7.9‬‬

‫اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت‬

‫‪% 20.7‬‬ ‫ﺳﻨﻐﺎﻓﻮرة‬ ‫اﻟﻬﻨﺪ‬ ‫‪% 4.7‬‬ ‫ﻫﻮﻧﻎ ﻛﻮﻧﻎ ‪% 3.3‬‬ ‫إﻧﺪوﻧﻴﺴﻴﺎ‬ ‫‪% 2.3‬‬ ‫ﻛﻮرﻳﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ‪% 2.3‬‬ ‫ﺳﻠﻮﻓﺎﻛﻴﺎ * ‪% 2.2‬‬ ‫ﺑﻮﻟﻨﺪا‬ ‫‪% 0.4‬‬ ‫اﻟﻴﻮﻧﺎن‬ ‫‪% 0.3‬‬ ‫اﻟﱪﺗﻐﺎل‬ ‫‪% 0.3‬‬

‫أﳌﺎﻧﻴﺎ‬

‫اﻟﻴﺎﺑﺎن‬

‫‪% 0.3‬‬

‫‪% 0.9‬‬

‫ﻓﺮﻧﺴﺎ‬

‫‪% 0.3‬‬

‫اﻟﻮﻻﻳﺎت‬ ‫اﳌﺘﺤﺪة‬

‫‪% 0.3‬‬‫دول ﻣﺎ زاﻟﺖ‬ ‫ﰲ اﻟﺮﻛﻮد‬

‫اﻟﻨﻤﺴﺎ‬ ‫ﺑﻠﺠﻴﻜﺎ‬ ‫ﻗﱪص‬ ‫ﻫﻮﻟﻨﺪا *‬ ‫اﻳﺮﻟﻨﺪا**‬ ‫اﳌﺠﺮ‬ ‫** ج‪ .‬اﻟﺘﺸﻴﻚ‬ ‫ﺳﻠﻮﻓﻴﻨﻴﺎ **‬ ‫ﻟﻴﺘﻮاﻧﻴﺎ‬

‫‪% 0.4‬‬‫‪% 0.4‬‬‫‪% 0.5‬‬‫‪% 0.9‬‬‫‪% 1.5‬‬‫‪% 2.1‬‬‫‪% 3.4‬‬‫‪% 6.4‬‬‫‪% 12.3-‬‬

‫إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ‬

‫ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ‬

‫‪% 0.5-‬‬

‫مشروع جديد و مبتكر يتيح للمستثمرين‬ ‫اإلسالميون تنويع محافظهم االستثمارية‬ ‫باستخدام فئة من األصول غير املترابطة‪ .‬فقد‬ ‫متت املوافقة على أن تكون شركة «ستون‬ ‫كروس» أول شركة إلدارة األصول مقرها في‬ ‫الواليات املتحدة تتعامل في التأمني املتفق‬ ‫مع الشريعة‪ .‬و سوف تسمح هذه املؤسسة‬ ‫للمجتمع اإلسالمي بتنويع أصولهم وتلبية‬ ‫حاجتهم من املنتجات في املستقبل‪ ،‬من خالل‬ ‫تطبيق فئة أصول بديلة غير مرتبطة بأي فئة‬ ‫أصول أخرى موجودة في السوق‪.‬‬

‫إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ **‬

‫‪% 1.9-‬‬

‫‪% 0.8‬‬‫روﺳﻴﺎ ‪% 10.9-‬‬

‫* ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﺮﺑﻊ ذاﺗﻪ ﰲ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﴈ‪ ** .‬اﻻﺣﺼﺎءات ﻣﺘﻮاﻓﺮة ﻋﻦ اﻟﺮﺑﻊ اﻷول‪ .‬ﻻ اﺣﺼﺎءات ﻣﺘﻮاﻓﺮة ﻋﻦ اﻟﺮﺑﻊ اﻟﺜﺎين‬ ‫اﳌﺼﺪر‪ :‬ﻳﻮروﺳﺘﺎت‪ ،‬ﺟﻬﺎز اﻻﺣﺼﺎءات اﻟﻔﻴﺪراﱄ )روﺳﻴﺎ(‪ ،‬اﳌﻜﺘﺐ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻼﺣﺼﺎءات )اﻟﺼني(‬ ‫ﻣﺮﻛﺰ ﻣﺮاﻗﺒﺔ ﺗﻘﺪﻳﺮات اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻬﻨﺪي )اﻟﺴﻨﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ ‪(2010 – 2009‬‬

‫‪© GRAPHIC NEWS‬‬

‫إرﺗﻔﺎع ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺣﻮل اﻟﻌﺎمل‬

‫ﻫﻨﺎك إﺷﺎرات إﱃ أن اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻳﺘﻌﺎﰱ وﻟﻜﻦ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﰲ اﻹرﺗﻔﺎع وﺳﻂ ﻣﺨﺎوف ﻣﻦ رﻛﻮد ﻣﺰدوج‪.‬‬ ‫وﺻﻠﺖ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻌﺎﻃﻠني ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣريﻛﻴﺔ إﱃ أﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى ﰲ رﺑﻊ ﻗﺮن‪،‬‬ ‫وﰲ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ واﺣﺪ ﻣﻦ ﻛﻞ أرﺑﻌﺔ أﺷﺨﺎص ﻣﻦ اﻟﻘﻮة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺧﴪ وﻇﻴﻔﺘﻪ‬

‫انتعاش دبي‬

‫ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ‪ ،‬أﻳﻠﻮل )ﺳﺒﺘﻤﱪ( ‪2008‬‬

‫اﻟرنوﻳﺞ‬ ‫ﻫﻮﻟﻨﺪا‬ ‫اﻟﻴﺎﺑﺎن‬ ‫اﳌﻜﺴﻴﻚ‬ ‫أﳌﺎﻧﻴﺎ‬ ‫ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ‬ ‫اﻟﱪﺗﻐﺎل‬ ‫اﻟﺴﻮﻳﺪ‬ ‫ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻴﻮرو‬ ‫اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة‬ ‫ﻓﺮﻧﺴﺎ‬ ‫اﻳﺮﻟﻨﺪا‬ ‫ﻻﺗﻔﻴﺎ‬ ‫إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ‬ ‫ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ‬

‫بينما يبدو التعافي االقتصادي مؤكدا ً بصورة أكبر‪ ،‬يتوقع أكبر مسئول في غرفة‬ ‫جتارة وصناعة دبي أن تشهد اإلمارات العربية املتحدة تعافيا ً على شكل حرف‬ ‫(‪ )V‬العام القادم (هبوطا ً ألدنى نقطة ثم معاودة الصعود)‪ .‬وأضاف قائال ً‪« :‬إن‬ ‫تأثر دبي باألزمة لم يكن شديدا ً كما كان متوقعا ً‪ .‬فقد حتسنت الرؤية على‬ ‫املدى البعيد كما أصبحت توقعات السيولة وإمكانية التمويل واعدة»‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫فإن اخلبراء العامليني سرعان ما يحذرون من أن أسوأ مرحلة في الركود لم تنته‬ ‫بعد‪ .‬لكن الديناميكيات النوعية التي متيز اإلمارات العربية املتحدة تشير إلى أنه‬ ‫بالرغم من أنها ترتبط بالسوق العاملي من خالل عدد من القنوات مثل النفط‪ ،‬يبدو‬ ‫أنها أكثر قابلية للتعافي ومن ثم لديها القدرة على التعامل مع العوامل التي من‬ ‫شأنها أن تزيد اقتصاديات غيرها من الدول ضعفا ً‪.‬‬

‫‪0‬‬

‫آب )أﻏﺴﻄﺲ( ‪2009‬‬

‫‪*3.0 2.5‬‬ ‫اﻟﻌﺎﻃﻠﻮن ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ‬ ‫‪3.5 2.7‬‬ ‫اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة‪ 15.1 :‬ﻣﻠﻴﻮن‪،‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫‪*5.5‬‬ ‫اﻻﺗﺤﺎد اﻷورويب‪ 21.9 :‬ﻣﻠﻴﻮن‪،‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪6.3‬‬ ‫اﻟﺼني‪ 9 :‬ﻣﻼﻳني ﻣﺴﺠﻠﻮن‬ ‫‪7.8 7.1‬‬ ‫ﻋﺎﻃﻠني ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﻣﻦ اﳌﻌﺘﻘﺪ‬ ‫‪6.0‬‬ ‫‪*7.9‬‬ ‫أن ‪ 30‬ﻣﻠﻴﻮﻧﺎً ﻣﻦ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ‬ ‫‪7.8‬‬ ‫‪9.1‬‬ ‫أﻳﻀﺎً ﻓﻘﺪوا وﻇﺎﺋﻔﻬﻢ‬ ‫‪6.3‬‬ ‫‪9.4‬‬ ‫‪7.7‬‬ ‫* متﻮز )ﻳﻮﻟﻴﻮ( ‪2009‬‬ ‫‪9.6‬‬ ‫‪6.2‬‬ ‫‪9.8‬‬ ‫‪8.0‬‬ ‫‪9.9‬‬ ‫‪6.7‬‬ ‫‪12.5‬‬ ‫‪8.1‬‬ ‫‪18.3‬‬ ‫‪12.5‬‬ ‫‪18.9‬‬ ‫‪23.6 23.1‬‬

‫اﳌﺼﺪر‪Eurostat, national figures :‬‬

‫‪10‬‬

‫‪5‬‬

‫‪20‬‬

‫‪15‬‬

‫‪%25‬‬

‫‪© GRAPHIC NEWS‬‬

‫أﺳﻮأ اﻷزﻣﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﰲ اﻷﻋﻮام اﻷﺧرية‬

‫ﻛﻠﻔﺔ ﺑﺮﻣﻴﻞ اﻟﻨﻔﻂ ﺑﺎﻟﺪوﻻر اﻷﻣرييك )ﻣﻊ أﺧﺬ ﻧﺴﺐ اﻟﺘﻀﺨﻢ ﺑﻌني اﻹﻋﺘﺒﺎر(‬ ‫ﻓﱰات اﻟﺮﻛﻮد‬ ‫اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ – اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ‪:‬‬ ‫‪140‬‬ ‫اﻟﻨﻔﻂ ﻳُﺴ ﱢﺠﻞ ‪ 39.50‬دوﻻر‬ ‫دوﻻر‬ ‫ﻟﻠﱪﻣﻴﻞ‪ ،‬ﻣﺎ ﻳُﻌﺎدل ‪103.76‬‬ ‫دوﻻر ﺑﺄﺳﻌﺎر اﻟﻴﻮم‬ ‫‪120‬‬ ‫اﻻﺛﻨني اﻷﺳﻮد‪ :‬إﻧﻬﻴﺎر‬ ‫ﺻﺪﻣﺔ ﻧﻴﻜﺴﻮن‪:‬‬ ‫ﺷﺎﻣﻞ ﰲ أﺳﻮاق اﻷﺳﻬﻢ‬ ‫رﻳﺘﺸﺎرد‬ ‫‪ 100‬اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣرييك‬ ‫ﰲ ‪ 19‬ﺗﴩﻳﻦ اﻷول‬ ‫ﻧﻈﺎم‬ ‫ﻧﻴﻜﺴﻮن ﻳﻠﻐﻲ‬ ‫)أﻛﺘﻮﺑﺮ( ميﺤﻲ ‪% 22.6‬‬ ‫اﻟﺜﺎﺑﺖ‬ ‫أﺳﻌﺎر اﻟﴫف‬ ‫ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ اﻷﺳﻬﻢ ﰲ ﺳﻮق‬ ‫وودز‬ ‫ﺑﺮﻳنت‬ ‫‪ 80‬اﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻦ‬ ‫ﱡ‬ ‫ﻧﻴﻮﻳﻮرك‬ ‫وﻳُﻌﻠﱢﻖ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﺗﺤ ّﻮل اﻟﺪوﻻر‬ ‫إﱃ اﻟﺬﻫﺐ ردا ً ﻋﲆ ﺗﺼﺎﻋﺪ‬ ‫‪ 60‬ﻛﻠﻔﺔ اﻟﺤﺮب ﰲ ﻓﻴﺘﻨﺎم‬

‫‪1980‬‬

‫‪1990‬‬

‫‪40‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪1971‬‬ ‫‪1973‬‬

‫‪0‬‬

‫‪1970‬‬

‫اﻟﺜﻮرة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ‪:‬‬

‫‪75‬‬

‫‪80‬‬

‫‪85‬‬

‫روﺳﻴﺎ ﺗ ُﺨﻔﱢﺾ‬ ‫ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺮوﺑﻞ‬

‫‪90‬‬

‫ﻓﻘﺎﻋﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﺪوت ﻛﻮم‪:‬‬ ‫أﺳﻬﻢ ﴍﻛﺎت‬ ‫اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﳌﺘﻄﻮرة‬ ‫واﻹﻧﱰﻧﺖ ﺗﻬﺒﻂ‬

‫ﺣﺮب اﻟﺨﻠﻴﺞ‬

‫‪1997‬‬

‫اﻟﺼﺪﻣﺔ اﻟﺒﱰوﻟﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬ ‫اﻟﺼﺪﻣﺔ اﻟﺒﱰوﻟﻴﺔ‪ :‬ﺣﻈﺮ ﻧﻔﻄﻲ ﻋﺮيب ﺧﻼل‬ ‫”ﺣﺮب أﻛﺘﻮﺑﺮ“ ﻳﺆدي إﱃ ﻫﻠﻊ وﺗﻬﺎﻓﺖ ﻋﲆ اﻟﴩاء‬

‫اﳌﺼﺪر‪ :‬ﻣﺠﻠﺲ اﻻﺣﺘﻴﺎط اﻟﻔﻴﺪﻳﺮاﱄ‪ ،‬إدارة ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ‬ ‫العدد ‪1527‬‬

‫اﻟﺬوﺑﺎن‬

‫اﻵﺳﻴﻮي‪ :‬ﻣﻊ‬ ‫دﺧﻮل اﻟﻴﺎﺑﺎن‬ ‫ﰲ ﻓﱰة ﻣﺎﻟﻴﺔ‬ ‫ﻗﺎمتﺔ‪ ،‬ﺷﻬﺪت‬ ‫اﻗﺘﺼﺎدات ﺗﺎﻳﻼﻧﺪ‪،‬‬ ‫إﻧﺪوﻧﻴﺴﻴﺎ‪،‬‬ ‫اﻟﻔﻴﻠﻴﺒني وﻣﺎﻟﻴﺰﻳﺎ‬ ‫اﻧﻬﻴﺎرا ً ﻟﻘﻴﻢ‬ ‫أﺳﻬﻤﻬﺎ مبﺎ ﻳﺰﻳﺪ‬ ‫ﻋﲆ ‪% 50‬‬

‫‪1987‬‬

‫‪1979‬‬

‫‪ 11‬متﻮز )ﻳﻮﻟﻴﻮ(‪:2008 ،‬‬ ‫اﻟﻨﻔﻂ ﻳُﺴ ﱢﺠﻞ ﻣﺴﺘﻮى‬ ‫ﻗﻴﺎﺳﻴﺎً ‪ 147.27‬دوﻻر‬ ‫ﻟﻠﱪﻣﻴﻞ‬

‫‪95‬‬

‫‪2000‬‬

‫‪2009‬‬ ‫ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎين )ﻳﻨﺎﻳﺮ(‪:‬‬

‫‪1998‬‬ ‫‪2000‬‬

‫اﻟﻨﻔﻂ ﻳﱰاﺟﻊ إﱃ ‪ 34.5‬دوﻻر‬ ‫ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻧﻜامش اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﳌﻲ‬

‫‪05‬‬

‫‪10‬‬

‫‪© GRAPHIC NEWS‬‬

‫‪47‬‬


‫املستثمر العاملي‬

‫االستثمار في الواقع‬

‫ثورة الطاقة والعزلة اخلليجية‬

‫من خالل محاولتهم اللعب بأمان‪ ،‬دفع الكثيرون من مستثمري دول مجلس التعاون اخلليجي والصناديق السيادية ثمنا ً باهظا ً‬ ‫نظير استثماراتهم مع الغرب وينبغي أن يحذروا من القيام بذلك مرة أخرى‪ .‬ففي حني يجب أن تظل أولوية احلكومات اخلليجية‬ ‫متمثلة في تنويع االقتصاديات احمللية وبناء البنية التحتية الالزمة‪ ،‬يتعني على املستثمرين أن يستهدفوا سويا ً شركاء جدد‬ ‫واستثمارات متجددة في مجال الطاقة‪.‬‬ ‫من الواضح أن االقتصاد العاملي قد وصل حاليا ً‬ ‫إلى مرحلة االستقرار‪ ،‬وميكن أن تنتقل احلكومات‬ ‫واملستثمرون في القطاعات اخلاصة على السواء من‬ ‫حالة الطوارئ إلى اتخاذ قرارات تطلعية من شأنها أن‬ ‫متكنهم من جني مكاسب العالم القادم‪.‬‬ ‫وهذا ينطبق بشكل خاص على منتجي النفط‬ ‫في مجلس التعاون اخلليجي‪ .‬فمع تراوح األسعار‬ ‫حول ‪ 07‬دوالر أمريكي للبرميل‪ ،‬ميكن لكل دولة في‬ ‫املنطقة أن تبدأ بشكل متحفظ في التخطيط من‬ ‫أجل حتقيق االنتعاش‪ .‬وحتى منظمة أوبك ووكالة‬ ‫الطاقة الدولية تتفقان على أن النفط اخلام سوف‬ ‫يظل حول هذا املستوى على مدى أشهر قادمة مع‬ ‫توقع معظم احملللني اجتاه اخملاطرة نحو االرتفاع‪.‬‬ ‫لكن فيما يتم استخدام كل هذا النقد الذي دون شك‬ ‫سيتم توجيهه نحو الصناعة والبنوك واملستهلكني‬ ‫في نهاية األمر؟ فال تزال صناديق الثروة السيادية لدى‬ ‫مجلس التعاون اخلليجي حتتفظ بـ ‪ 1.5‬تريليون دوالر‬ ‫على األقل وفقا ً ملعهد صناديق الثروة السيادية‪ .‬أما‬ ‫صناديق األسهم اخلاصة في مجلس التعاون اخلليجي‬ ‫فقد سجلت أيضا ً مكاسب كبيرة هذا العام‪.‬‬ ‫ومن املؤكد أن مجلس التعاون اخلليجي قد تعلم من‬ ‫الصدمات النفطية السابقة وأدرك حقيقة أن لديه‬ ‫حاجة إلى تنويع اقتصادياته‪ .‬فقد منت االقتصاديات‬ ‫غير النفطية في املنطقة بنسبة تصل إلى حوالي‬ ‫‪ %7‬في عامي ‪ 2007‬و‪ ،2008‬في الوقت الذي قللت‬ ‫فيه احلكومات بشكل ملحوظ من الدين العام‪ .‬ولعل‬ ‫هذا باإلضافة إلى مجموعة من السياسات السليمة‬ ‫يفسر سبب تعامل املنطقة مع األزمة بشكل أفضل‬ ‫من بقية دول العالم‪.‬‬ ‫لكن هناك درسا ً آخر هام ميكن استخالصه أيضا ً وهو‬ ‫أن الكثير جدا ً من املال مت توجيهه نحو االقتصاديات‬ ‫الغربية خصوصا ً في قطاعات تعتبر آمنة من‬ ‫الناحية املالية‪ .‬مبعنى أنه من خالل محاولة العديد‬ ‫من املستثمرين في دول مجلس التعاون والكثير‬ ‫من الصناديق السيادية اللعب بأمان‪ ،‬دفعوا ثمنا ً‬ ‫باهظاً‪ ،‬وينبغي أن يحذروا من القيام بذلك مرة أخرى‪،‬‬ ‫خصوصا ً أن البيانات احلديثة تشير إلى أن صناديق‬ ‫مجلس التعاون اخلليجي قد تعهدت بثورة شرائية‬ ‫كما اتضح من الزيادة األخيرة في املشتريات مرتفعة‬ ‫التكلفة في الدول الغربية‪.‬‬ ‫ففي حني يجب أن تبقى أولوية احلكومات اخلليجية‬ ‫متمثلة في تنويع االقتصاديات احمللية وبناء البنية‬ ‫التحتية الالزمة‪ ،‬يتعني على املستثمرين أن‬ ‫يستهدفوا سويا ً شركاء جدد واستثمارات متجددة‬ ‫في مجال الطاقة‪.‬‬ ‫ولقد فاقت األسواق اإلفريقية واآلسيوية واألسواق‬ ‫الناشئة معظم األسواق الغربية وبالتأكيد اخلليجية‬ ‫في األداء‪ .‬لكن في إطار ذلك‪ ،‬ينبغي أال ينظر مجلس‬ ‫التعاون اخلليجي للمكسب فحسب ولكن ينبغي أن‬ ‫يركز أيضا ً على التأثير اجلغرافي والسياسي واألهداف‬ ‫بعيدة األمد‪ .‬فشمال وشرق إفريقيا ووسط آسيا‬

‫‪ 10‬اكتوبر ‪2009‬‬

‫اندريس كاال‬ ‫والدول العربية لها أهميتها االقتصادية والسياسية‪.‬‬ ‫وعالقات العمل ذات تأثير متتابع‪ .‬وقد زاد نفوذ إيران‬ ‫في املنطقة على خلفية استعدادها لتوسيع نطاق‬ ‫روابطها التجارية كما تُظهر التجربة العراقية‬ ‫والسورية‪ .‬وهناك مثال آخر وهو لبنان حيث نشأ أكثر‬ ‫من ‪ %60‬من االستثمارات األجنبية املباشرة خالل‬ ‫السنوات اخلمس األخيرة في دول مجلس التعاون‬ ‫خصوصا ً في مجال السوق العقاري‪.‬‬ ‫وبالرغم من منو االستثمار في السنوات األخيرة‪ ،‬إال‬ ‫أنه ال يزال حذرا ً‪ .‬فقد توصل تقرير حالي صادر عن‬ ‫املؤسسة العربية لضمان االستثمار أن أقل من ‪%5‬‬ ‫من جميع االستثمارات العربية في اخلارج ما بني‬ ‫عامي ‪ 1995‬و‪ 2007‬كانت من نصيب بالد عربية‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫كما أن اقتصاديات شمال إفريقيا أكثر انكشافا ً على‬ ‫أوروبا أيضاً‪ ،‬ومن ثم فإن أموال مجلس التعاون سوف‬ ‫تساعد في حتقيق االستقرار القتصادياتها‪ .‬وبالرغم‬ ‫من التركيز على الربح‪ ،‬فإن العوائد لها جاذبيتها‬ ‫أيضا ً‪ .‬فاالقتصاد املصري يتحسن بصورة أفضل من‬ ‫توقعات احلكومة املصرية وسوف ينمو بنسبة تزيد‬ ‫عن ‪ %5‬خالل العام املالي ‪ 2010-2009‬بعد أن‬ ‫حقق منوا ً نسبته ‪ %4.7‬في الدورة املنتهية في ‪13‬‬ ‫يوليو‪.‬‬ ‫ومن املتوقع أن تتعافى العديد من اقتصاديات دول وسط‬ ‫آسيا وشمال إفريقيا خصوصا ً في بنيتها التحتية‬ ‫ومجال معاجلة األغذية والرعاية الطبية وقطاعات‬ ‫السلع‪ .‬وبالنسبة لبعض اجملاالت كاإلنشاء‪ ،‬تكون هذه‬ ‫مبثابة طريقة جيدة للتحوط من االنكماش احمللي‪.‬‬ ‫نفس األمر ينطبق على دول إفريقية أخرى غير عربية‬ ‫مثل السنغال وبتسوانا وبوركينا فاسو‪ ،‬حيث قامت‬ ‫كل منها بتطوير ممارساتها التجارية والعملية وفقا ً‬ ‫ملا جاء بتقرير البنك الدولي‪ .‬فالتقارب اجلغرافي‬ ‫وضخامة عدد السكان ووفرة املوارد الطبيعية‬ ‫واألرض اخلصبة في بعض الدول اإلفريقية أهدافا ً‬ ‫مثالية للتوسعات اخلارجية جمللس التعاون في‬ ‫موزمبيق وتنزانيا وجنوب إفريقيا والقرن اإلفريقي في‬ ‫نهاية املطاف‪.‬‬ ‫صحيح أن هذا ميثل درجة أعلى من اخملاطرة لكن‬ ‫بعض الدول اإلفريقية تتحرك بسرعة كي تنضم‬ ‫لزمرة االقتصاديات الناشئة‪ .‬وهذا هو سبب تدفق‬

‫االستثمارات الصينية عليها خالل السنوات القليلة‬ ‫املاضية وينبغي أال يتخلف عن ذلك مجلس التعاون‬ ‫اخلليجي‪.‬‬ ‫أيضا ً يجب على املستثمرين أن يستهدفوا السوق‬ ‫احمللي من أجل خلق املزيد من فرص العمل‪ .‬والثورة‬ ‫املستقبلية للطاقة سوف تكون خير معني لهم‬ ‫على ذلك‪ .‬فبغض النظر عن قدرة العالم على االتفاق‬ ‫بشأن معايير محددة لتغير املناخ في كوبنهاجن‪ ،‬من‬ ‫الواضح أن كل دولة صناعية وكذلك الدول الرائدة بني‬ ‫االقتصاديات الناشئة سوف تسعى لعالم أنظف‪.‬‬ ‫وهذا ليس معناه مصادر متجددة فحسب‪ ،‬لكنه‬ ‫يعني أيضا ً تكنولوجيات قادرة على حرق الوقود‬ ‫احلفري بطريقة أكثر نظافة‪ .‬وفي أي من احلالتني‪ ،‬من‬ ‫املثالي بالنسبة لدول مجلس التعاون أن تكون رائدة‬ ‫في مجال أبحاث هذا املصدر املستقبلي الغني‪.‬‬ ‫وسوف تتطلب ثورة الطاقة مئات املليارات من‬ ‫الدوالرات في العقود القادمة‪ .‬ويعتبر تأسيس‬ ‫الشركات أو متويل األبحاث في هذا اجملال مبثابة‬ ‫الطريقة املثالية للتقليل من احلاجة إلى النفط‪ .‬فإذا‬ ‫كان العالم يسعى إلنقاص الوقود احلفري‪ ،‬فلماذا ال‬ ‫نصبح قادة العالم في البدائل؟‬ ‫وهناك مثال واضح يتمثل في احتجاز وتخزين‬ ‫الكربون‪ .‬فالدول الغربية تناضل من أجل العثور على‬ ‫املال الالزم الختبار العمليات الواعدة التي سوف‬ ‫تسمح بضخ ثاني أكسيد الكربون حتت األرض من‬ ‫أجل التخزين اآلمن‪ .‬وسوف تكون هناك حاجة إلى‬ ‫مبلغ ‪ 50‬مليار دوالر على مستوى العالم قبل هدف‬ ‫عام ‪ 2020‬املتمثل في بدء استخدام تكنولوجيا‬ ‫احتجاز وتخزين الكربون عامليا ً‪.‬‬ ‫وإنني أتساءل ملاذا ال يركز مجلس التعاون اخلليجي‬ ‫على هذه التكنولوجيا؟ فهو لديه وفرة في مواقع‬ ‫اخملزون األرضي في صورة رواسب نفطية مستنفدة بل‬ ‫وميكن أن يحل ضخ ثاني أكسيد الكربون محل الغاز‬ ‫الطبيعي الذي يستخدم في زيادة معدالت استخالص‬ ‫النفط‪ .‬وملاذا في ظل النقص املتوقع في الطاقة‪ ،‬ال‬ ‫تستخدم دول مجلس التعاون الطاقة الشمسية أو‬ ‫تنفق على التكنولوجيا احلديثة من أجل جعلها أكثر‬ ‫كفاءة وفعالية؟‬ ‫والوقود احليوي الذي يستخلص من الطحالب‬ ‫والوقود النظيف ووقود الهيدروجني جميعها متثل‬ ‫فرصا ً مشابهة ينبغي اقتناصها كما احلال بالنسبة‬ ‫للمصادر التجريبية األخرى التي تتطلب رأس املال‪.‬‬ ‫في واقع األمر أشار تقرير أوروبي حديث أن ‪7.2‬‬ ‫مليون وظيفة جديدة سوف تظهر في قطاع الطاقة‬ ‫املتجددة مبا يفوق قطاع الوقود احلفري‪ ،‬ومن ثم ينبغي‬ ‫أن يتم توجيه االستثمارات املستقبلية نحو قطاع‬ ‫الطاقة املتجددة‪.‬‬ ‫صحفي مستقل مقيم مبدريد ومتخصص في‬ ‫العلوم السياسية في منطقة الشرق األوسط‬ ‫وأوروبا‪ ،‬فضال عن قضايا الطاقة العاملية‪.‬‬ ‫‪46‬‬


THE MAJALLA

31


‫االقتصادالعربي‬

‫مؤشرات التنمية اليمنية‬ ‫مؤشر الفقر البشري‬

‫‪٪ 38‬‬

‫نصيب الفرد من الناجت احمللي اإلجمالي‬

‫‪ 930‬دوالرا أمريكيا‬

‫نسبة السكان الذين يعيشون بأقل من ‪ 1‬دوالر يوميا‬

‫‪%15.70‬‬

‫متوسط العمر املتوقع عند امليالد‬

‫‪ 61.5‬عاما‬ ‫تقرير التنمية البشرية (‪)2007‬‬

‫االقتصادية‪ .‬فمثال ً نسبة التعليم في اليمن‬ ‫‪ %54‬فقط ويعيش ‪ %15‬تقريبا ً من السكان‬ ‫بأقل من ‪ 1‬دوالر يوميا ً ومع ذلك تنفق األسرة‬ ‫العادية في اليمن ‪ 3‬دوالر يوميا ً في املتوسط‬ ‫على القات‪ .‬ولقد أصبحت املشكلة التي‬ ‫يسببها القات واضحة في الوقت احلالي‪ .‬وفي‬ ‫فترة السبعينيات‪ ،‬طالب رئيس الوزراء األسبق‬ ‫محسن العيني بإصدار قرارات باستئصال‬

‫‪ 10‬اكتوبر ‪2009‬‬

‫أشجار القات‪ .‬لكنه ولسوء طالع اليمن‪ ،‬لم‬ ‫يكن الشعب على استعداد لدعم هذه املعايير‪،‬‬ ‫ولم يبذل الكثير من أجل تغيير الوضع الراهن‪.‬‬ ‫لقد خلق إنتاج القات اهتزازا في االقتصاد‬ ‫اليمني‪ ،‬مما أثر على اإلنتاج الزراعي وتقلبات‬ ‫الصادرات والواردات‪ ،‬واالقتصاديات املنزلية‪،‬‬ ‫وحتى الدعم احلكومي والصحة العامة‪.‬‬ ‫ويأتي على قمة كل هذا اخلطر احملدق الذي‬

‫تشكله ندرة املياه في القطاع الزراعي ككل‪.‬‬ ‫وسواء كان احلل للسيطرة على القات هو فرض‬ ‫الضرائب‪ ،‬أو إلغاء الدعوم على وقود الديزل‪،‬‬ ‫أو زراعة محاصيل عالية الدخل بدال من ذلك‪،‬‬ ‫يجب على احلكومة أن تتغلب على الضغوط‬ ‫االجتماعية والسياسية للسيطرة على إنتاج‬ ‫وجتارة القات إلنقاذ االقتصاد من املزيد من‬ ‫االضمحالل‪.‬‬

‫‪44‬‬


‫منذ عدة سنوات‪ ،‬قُتل طفل ميني يبلغ من العمر ‪21‬‬ ‫عاما ً بعد أن دهسته سيارة بغير عمد كان يقودها‬ ‫السفير األملاني األسبق في اليمن عندما كان يتجول‬ ‫في الريف‪ .‬رمبا يخطر بالبال أن موقفا ً كهذا ميكن‬ ‫أن يكون له تداعيات خطيرة تشمل على األقل‬ ‫املالحقة القضائية للجاني إن لم تُبذل محاوالت‬ ‫من أجل تصفية املسألة عن طريق العنف‪ .‬ومع‬ ‫ذلك فإن السفير األملاني بذكائه وحنكته جلأ إلى حل‬ ‫املشكلة على الطريقة اليمنية‪ .‬فقد رتب لعقد‬ ‫لقاء مع أسرة الطفل املتوفى من أجل تسوية األمر‪.‬‬ ‫واصطحب السفير األملاني معه شاحنة محملة‬ ‫بالقات كإشارة اعتذارية وجلس مع أسرة الصبي‬ ‫لساعات قالئل وأعلن استعداده لقبول أي قرار تتخذه‬ ‫األسرة ضده‪ .‬ونظرا ً الحترامه للتقاليد اليمنية‪ ،‬عفا‬ ‫عنه والد الصبي ولم تكن هناك مدعاة للثأر‪ .‬فمن‬ ‫خالل معرفة السفير األملاني للدور الهام الذي يلعبه‬ ‫القات كركيزة أساسية في اجملتمع اليمني‪ ،‬توصل‬ ‫إلى احلل األمثل للخروج من هذا املأزق‪.‬‬ ‫يتم جمع القات من أعالي أشجار القات‪ ،‬ويُقال‬ ‫إن هذا النبات يحفز نشاط املخ نتيجة لعدد من‬ ‫املركبات التي يحويها‪ .‬وهذا النبات مشروع من قبل‬ ‫احلكومة اليمنية في حني تصنفه منظمة الصحة‬ ‫العاملية في مجموعة خاصة منفردة كنبات مخدر‪.‬‬ ‫ويتغلغل القات في جميع الطبقات االجتماعية‬ ‫للمجتمع اليمني ويسبب مشكالت اجتماعية‬ ‫عديدة باعتبار أن ‪ %90‬من الرجال ميضغونه مقابل‬ ‫‪ %50‬من النساء ناهيك عن انتشاره مؤخرا ً بني‬ ‫األطفال‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال يعتبر القات مجرد تقليد أو‬ ‫عادة مينية فحسب‪ ،‬حيث إن تأثيره االقتصادي على‬ ‫األقل بنفس قوة تأثيره االجتماعي‪.‬‬ ‫وتعاني اليمن من الفقر وانعدام األمن الغذائي‬ ‫ومعدالت البطالة املرتفعة وهي تقبع في مرتبة‬ ‫الدولة األقل منوا ً في منطقة الشرق األوسط‪.‬‬ ‫ويعتمد هذا البلد على الزراعة باعتبارها العامل‬ ‫الوحيد واألكثر أهمية في االقتصاد القومي حيث‬ ‫ميثل حوالي ‪ %17,6‬من إجمالي الناجت احمللي‪.‬‬ ‫ويُعتقد أن تكون إمكانية حتقيق التنمية الزراعية‬ ‫واالقتصادية أكثر احتمالية في شبه اجلزيرة‬

‫العربية بالرغم من أن نسبة ‪ %3‬فقط من األرض‬ ‫اليمنية تصلح للزراعة‪ .‬ومع ذلك فإن طرق الزراعة‬ ‫التقليدية تعوق هذه اإلمكانية بشدة‪ ،‬واألهم من‬ ‫ذلك التوسع في زراعة القات‪.‬‬ ‫في هذا البلد الذي يعتمد على الزراعة‪ ،‬يلعب القات‬ ‫دورا ً هائال ً في تخصيص املوارد واإلنتاج الزراعي‬ ‫والتجارة بل إنه يؤدي إلى تذبذب الواردات والصادرات‬ ‫الزراعية من عام آلخر‪ .‬فلو تخيلنا أن الزراعة اليمنية‬ ‫على شكل ساعة‪ ،‬لكان القات العقرب الرئيسي‬ ‫الذي يحرك العقارب األخرى أو يعوقها‪.‬‬ ‫ومتثل الزراعة مصدرا ً للمعيشة حلوالي ‪ %54‬من‬ ‫إجمالي قوة العمل اليمنية‪ ،‬و‪ %74‬من الريفيني‪،‬‬ ‫ومن ثم فهي شريان احلياة لقطاع كبير من السكان‬ ‫اليمنيني واالقتصاد ككل‪ .‬ووفقا ً للتقديرات‪ ،‬ميثل‬ ‫هذا النبات اخلبيث أكثر من ‪ %40‬من الزراعة‬ ‫اليمنية ومن ثم فإنه يعتبر مبثابة احملصول الزراعي‬ ‫األول في هذا البلد‪ ،‬بل إنه قد حل محل النب الذي‬ ‫كان في وقت من األوقات احملصول اليمني الرئيسي‬ ‫في جلب النقد‪.‬‬ ‫وعالوة على ذلك‪ ،‬فإن نسبة العمالة التي تعتمد‬ ‫على زراعة القات مذهلة حيث تبلغ ‪ .%25‬لقد‬ ‫أصبح القات أكبر محصول نقدي مربح في اليمن‬ ‫خالل العقد املاضي مما دفع املزارعني إلى زراعته بدال ً‬ ‫من زراعة احملاصيل املنافسة؛ وهي النب والكروم‪.‬‬ ‫ووفقا ً للمزارعني‪ ،‬متثل أرباح القات خمسة أضعاف‬ ‫أرباح الكروم و‪ 20‬ضعفا ً من أرباح البطاطس حيث‬ ‫إن نبات القات ينتج أوراقا ً على مدار العام ويزداد‬ ‫عليه الطلب دائما‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬يشغل القات‬ ‫الذي ميثل احملصول النقدي الرئيسي في اليمن أكثر‬ ‫من ‪ 145‬ألف هكتار من األرض وميثل نسبة مذهلة‬ ‫من إجمالي الناجت القومي تبلغ ‪.%9‬‬ ‫وبناء على اإلحصائيات السابقة‪ ،‬وعلى اعتبار أن‬ ‫القات ال يعدو كونه عقارا غير قابل للتصدير‪ ،‬يتم‬ ‫النظر إلى زراعة القات وإنتاجه على أنه عامل‬ ‫رئيسي في خلق تصدعات تعوق التقدم في اقتصاد‬ ‫هو بالفعل يزحف نحو النمو بخطى وئيدة‪ .‬ويقدر‬ ‫أن زراعة القات تنمو بنسبة ‪ %12‬سنويا‪ ،‬حيث‬

‫‪0.8‬‬ ‫الزياده في إستخدام القات‬ ‫‪0.4‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪0.2‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪100‬‬

‫‪80‬‬

‫‪60‬‬

‫‪40‬‬

‫‪20‬‬

‫معدالت استخدام القات تبعا لعمر رب األسرة‬

‫* ميالنوفيتش‪ ،‬برانكو‪« .‬اإلنفاق على القات في اليمن وجيبوتي‪ :‬حتليل جتريبي»‪ .‬مجلة االقتصاديات األفريقية‪ ،‬اجمللد ‪ ،17‬رقم (‪ ،)5‬الصفحات ‪661-687‬‬

‫العدد ‪1527‬‬

‫يستنزف القات املزيد من األراضي اخلصبة ويؤدي إلى‬ ‫تناقص الزراعات في احملاصيل الغذائية الضرورية‪.‬‬ ‫وعلى مدى السنوات القليلة املاضية‪ ،‬كان ثمة‬ ‫فجوة تتراوح بني ‪ % 92-75‬بني استهالك القمح‬ ‫وإنتاجه‪ .‬وحسب الدكتور إسماعيل محرم‪ ،‬مدير‬ ‫الهيئة العامة لألبحاث الزراعية‪ ،‬فإن اليمن ميكن‬ ‫أن تنتج ما يزيد عن إنتاجها احلالي من القمح مائة‬ ‫مرة إذا ما مت تطبيق الطرق املناسبة للحد من إنتاج‬ ‫القات‪ .‬ووفقا لذلك‪ ،‬فإن واردات القمح قد تضاعفت‬ ‫منذ عام ‪ ،2004‬بينما يغطي اإلنتاج احمللي من‬ ‫احلبوب حوالي ‪ %8‬فقط من احتياجات السوق‬ ‫احمللية‪ .‬كما سجلت اخلضروات معدال سنويا غير‬ ‫مالئم من اإلنتاج احمللي بالرغم من الزيادة الطفيفة‬ ‫في اإلنتاج‪.‬‬ ‫وتعتمد الزراعة اليمنية بشكل مكثف على املياه‬ ‫اجلوفية‪ ،‬حيث تشكل هذه املياه ما نسبته ‪% 90‬‬ ‫من عملية الري‪ .‬وهنا تظهر مشكلة أخرى خطيرة‬ ‫تتسبب فيها زراعة القات‪ ،‬إذ يستهلك القات وحده‬ ‫‪ %30‬من املياه اجلوفية في اليمن نتيجة اتباع‬ ‫املزارعني طرقا تقليدية في الري‪ ،‬مما يشكل تهديدا‬ ‫للموارد املائية للدولة‪ .‬ومن املتوقع أن ينضب حوض‬ ‫صنعاء بحلول عام ‪ 2025‬إذا لم يتم اتخاذ إجراء‬ ‫سريع نظرا ألن النطاق املائي يشهد انخفاضا‬ ‫بنسبة تصل إلى ستة أمتار سنويا في بعض‬ ‫املناطق‪ .‬وقد أدى هذا إلى تصنيف معدل استهالك‬ ‫الفرد للمياه في اليمن بني أقل املعدالت في العالم‪.‬‬ ‫كما أن االنخفاض احلاد في املوارد املائية اليعطي‬ ‫مساحة للنمو الزراعي‪ ،‬بالنظر إلى أن استخراج‬ ‫املياه يزداد صعوبة باطراد في وقت النهار‪.‬‬ ‫إن االعتماد على املياه اجلوفية وكذلك استنزاف‬ ‫املوارد املائية يلقيان الضوء على قضية أخرى‬ ‫رئيسية‪ ،‬وهي وقود الديزل املدعوم من الدولة‪ .‬حيث‬ ‫إن عملية استخراج املياه تتطلب مضخات أرضية‬ ‫تعمل بالديزل من أجل ضخ املياه إلى السطح‪.‬‬ ‫وهكذا فمن ناحية تؤدي عمليات دعم الديزل إلى‬ ‫خفض تكلفة زراعة القات وتخفيض أسعار السوق‪،‬‬ ‫إال أنها من ناحية أخرى تعد مبثابة إهدار للموارد‬ ‫املالية احملدودة للدولة‪ .‬ونظرا ألن الدعوم املقدمة‬ ‫للديزل قد أصبحت متثل طريقة غير مباشرة لدعم‬ ‫القات‪ ،‬يجمع معظم الوزراء في احلكومة على أن‬ ‫رفع الدعم عن الديزل سيكون الطريقة األكثر‬ ‫كفاءة في كبح إنتاج القات‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى إعاقته لإلنتاجية االقتصادية‬ ‫واستنزافه للموارد املائية‪ ،‬يعد القات أيضا سببا‬ ‫مباشرا وراء االنخفاض الهائل في إنتاجية العمل‬ ‫في اليمن‪ .‬وتقدر اإلحصاءات أن حوالي ‪ 22‬مليون‬ ‫ساعة عمل تضيع يوميا في استهالك القات‪.‬‬ ‫ويتقلص أيضا الدخل املتاح لتلبية االحتياجات‬ ‫املنزلية نتيجة اإلنفاق اليومي على القات والذي‬ ‫يتراوح بني ‪ 300‬إلى ‪ 5000‬ريال ميني‪ .‬ويزيد هذا‬ ‫بالطبع من تفاقم حالة انعدام األمن الغذائي‬ ‫وسوء التغذية التي يواجهها الشعب‪ ،‬حيث‬ ‫ينفق املال على القات بدال من الغذاء والذي يشهد‬ ‫بالفعل ارتفاعا في أسعاره‪.‬‬ ‫وقد أشار جولي فيلوريا ويليامز خبير البنك الدولي‬ ‫في التنمية اإلقليمية إلى أن‪« :‬استخدام القات‬ ‫في اليمن مبثابة طارئ قومي»‪ .‬ففي هذا البلد‬ ‫الذي ضربه الفقر‪ ،‬هناك حقيقة مقلقة ميكن أن‬ ‫تعصف بامكانية حتقيق التنمية في اليمن وهي‬ ‫أن متوسط ما ينفقه ماضغ القات يصل إلى ‪600‬‬ ‫ريال ميني (‪ 3‬دوالر تقريبا ً) في اليوم باإلضافة إلى‬ ‫املشروبات والسجائر‪.‬‬

‫وتواجه اليمن حاليا ً مشكالت خطيرة في‬ ‫عملية التنمية تنعكس على مؤشراتها‬

‫‪43‬‬


‫االقتصادالعربي‬

‫اقتصادالقات‬

‫ملاذا «املقيل» أكثر من عادة سيئة؟‬

‫وسام شريف سالم‬ ‫في وقت تسلط فيه األضواء على املوقف االقتصادي املفجع في اليمن إضافة إلى املشكالت السياسية التي تشهدها البالد‪ ،‬ثمة‬ ‫تقليد قدمي رمبا يلعب دورا ً كبيرا ً في استمرار العلل االقتصادية التي يعانيها هذا البلد‪.‬‬ ‫صنعاء‪ ،‬اليمن‪ :‬جندي ميني ميضغ القات‪ ،‬وهو دواء خفيف‬ ‫يستخدمه معظم اليمنيني بشكل يومى‪ ،‬أثناء قيامة‬ ‫بحراسة أحد مواقع االقتراع االنتخابي لفرز األصوات‬ ‫في صنعاء في ‪ 21‬سبتمبر ‪ .2006‬و قد توجه املاليني‬ ‫من الناخبني إلى صناديق االقتراع اخلاصة باالنتخابات‬ ‫الرئاسية و البلدية و التي جرت في ‪ 20‬سبتمبر‪.‬‬ ‫وأشارت التقارير األولية إلى أن الزعيم اليمنى اخملضرم‬ ‫من املتوقع أن يفوز فوزا ساحقا في أول اختبار انتخابي‬ ‫حقيقي يخوضه بعد ‪ 28‬عاما قضاها في السلطة‬ ‫كحاكم ألفقر دولة في شبه اجلزيرة العربية‪ ،‬حيث من‬ ‫املتوقع أن يفوز بنسبة ‪ 82‬في املئة من األصوات‪ ،‬بينما‬ ‫حصل منافسة الرئيسي‪ ،‬وزير النفط السابق‪ ،‬فيصل‬ ‫بن شمالن‪ ،‬على ‪ 16‬في املئة فقط من األصوات‪ ،‬وذلك‬ ‫حسب ما جاء في النتائج اجلزئية التي أعلنها رئيس‬ ‫اللجنة االنتخابية‪ ،‬عبد الوهاب الشريف‪.‬‬ ‫‪© Getty Image‬‬

‫‪ 10‬اكتوبر ‪2009‬‬

‫‪42‬‬


‫حالةاالقتصاد‬ ‫االقتصادالعربي‬

‫املستثمر العاملي‬

‫األسواق‬

‫ملاذا «املقيل»‬ ‫أكثر من عادة سيئة؟‬ ‫صنعاء‪ ،‬اليمن‪ :‬صبي ميني يشم نبات القات الذي أشتراه أباه‬ ‫حديثا‪ ،‬وهو من اخملدرات الشعبية التي تباع في سوق صنعاء منذ‬ ‫‪ 20‬سبتمبر ‪ .1999‬وينفق أكثر من ‪ 80‬في املئة من اليمنيني‬ ‫نحو ‪ 30‬في املئة من رواتبهم على القات‪.‬‬ ‫‪© Getty Image‬‬

‫العدد ‪1527‬‬

‫‪41‬‬


‫بروفايل‬

‫مينيون من شمال محافظة صعدة يسيرون بجوار دراجة نارية في مخيم أنشأه املفوض السامي لشؤون الالجئني باألمم املتحدة فى مرزراق بإقليم حجة في اليمن‪ ،‬على بعد ‪ 360‬كيلومترا‬ ‫إلى الشمال الغربي من صنعاء‪ .‬و قد مت إعادة اآلالف من املدنيني الذين يحاولون الهرب من أهوال القتال بني اجليش واملتمردين في شمال اليمن‪ ،‬و الذين وجدوا مالذا مؤقتا في اململكة‬ ‫العربية السعودية‪ ،‬إلى املناطق التي مزقتها احلرب‪ .‬فوفقا ملا ذكرته منظمة اليونيسيف هناك أربعة مخيمات في اليمن للمدنيني النازحني من صعدة‪ ،‬باإلضافة إلى ثالثة مخيمات أخرى‬ ‫‪.‬من ضمنها مخيم مرزراق الذي يضم حوالي ‪ 1500‬شخص في ‪ 280‬خيمة يشرف عليها أربعا من وكاالت األمم املتحدة باإلضافة إلى غيرها من جماعات اإلغاثة احمللية‬ ‫‪© Getty Image‬‬

‫الدين القائد الفعلي حلركة التمرد واحلائز‬ ‫على التأييد املطلق ألغلبية أعضاء احلركة‬ ‫وأتباعها وأنصارها في اليمن‪ ،‬وبات عبد‬ ‫امللك احلوثي هو من يختار ممثليه في جوالت‬ ‫التفاوض مع احلكومة وجلان الوساطة‪ ،‬مبا‬ ‫في ذلك اتفاق الدوحة الذي وقّع رسميا ً في‬ ‫شباط‪ /‬فبراير ‪ 2008‬برعاية دولة قطر‪ ،‬ولم‬ ‫تدم مفاعيله كثيرا ً‪.‬‬

‫اليمنية‪ ،‬ولهذا أسس عام ‪ 2007‬موقع‬ ‫املنبر اإللكتروني لنقل وجهة نظر حركته‬ ‫للعالم‪ .‬وتتميز إدارته للتمرد بقدرة واضحة‬ ‫على املناورة اإلعالمية‪ ،‬وهو ما افتقده‬ ‫شقيقه األكبر حسني‪ .‬على أن خطابه‬ ‫اإلعالمي والسياسي‪ ،‬رغم براعته في الدفاع‬ ‫عن الطروحات احلوثية‪ ،‬ال يخلو في كثير من‬ ‫فجة‪ ،‬األمر الذي جعله‬ ‫األحيان من شعبوية ّ‬ ‫ميتلئ بالعديد من التناقضات التي تقلل‬ ‫بشكل كبير من شأن تلك الطروحات‪ .‬فهو‬ ‫إذ يؤكّد في أكثر من مناسبة‪ ،‬مثالً‪ ،‬التزامه‬ ‫وحركته بالنظام اجلمهوري والدستور‬ ‫والقانون‪ ،‬وأن احلوثيني ال يريدون أن يحلّوا‬ ‫محل الدولة في منطقة صعدة‪ ،‬إال أنه في‬ ‫نفس الوقت يُعرّي نظام الرئيس صالح من‬ ‫فسر بشكل مقنع ملاذا لم‬ ‫الشرعية‪ ،‬وال ي ُ ِّ‬ ‫يلجأ إلى املؤسسات الدستورية ملعارضة‬ ‫حكمه‪ُ ،‬مكتفيا ً بترديد حجته األثيرة حول‬ ‫اضطرار احلوثيني لقتال احلكومة «دفاعا ً عن‬ ‫أنفسهم»‪.‬‬

‫ويكاد يجمع القريبون من عبد امللك احلوثي‬ ‫أنه ميتلك عددا ً من املؤهالت التي مكّنته من‬ ‫قيادة حركة مترد مسلحة ذات طابع مذهبي‬ ‫إحيائي‪ ،‬فهو ‪ -‬كما يؤكدون ‪ -‬شخصية قوية‬ ‫تتسم باحلصافة والذكاء‪ ،‬وال تعوزها موهبة‬ ‫اخلطابة والقدرة على حشد املناصرين‬ ‫واألتباع‪ .‬ويدللون على ذلك مبا جرى في‬ ‫آذار‪/‬مارس ‪ ،2009‬عندما استغل عبد امللك‬ ‫احلوثي مناسبة عيد املولد النبوي حلشد‬ ‫ت‬ ‫اآلالف من أتباعه‪ ،‬وحت ّدث فيهم بصو ٍ‬ ‫جهوري ُمندِّدا ً بتحالف اليمن مع الواليات‬ ‫املتحدة ومتهما ً السلطة اليمنية باخليانة‬ ‫والوالء للخارج على حساب الداخل‪ ،‬وهو إذ يُسأَل عن أسباب قيام األخيرة بشن‬ ‫ومحذرا ً إياها أنها ستخسر إن هي قامت بشن احلرب على جماعته‪ ،‬فإنه يرد بذكاء رجل‬ ‫ُ‬ ‫هجوم جديد ضد حركته‪.‬‬ ‫العالقات العامة‪ ،‬مكررا ً حجة احلوثيني‬ ‫التقليدية‪« :‬ألننا نردد شعارات معادية‬ ‫ظهرا ً النظام‬ ‫وكان قبلها قد استعرض مع قادة حركته ألميركا وإسرائيل»‪ُ ،‬م ِ‬ ‫اآلخرين قدرتهم حشد أعداد كبيرة من في اليمن على أنه عميل لألميركيني‬ ‫األنصار‪ ،‬إذ قاموا خالل حرب غزة في واإلسرائيليني‪ ،‬متجاهال ً حقيقة املوقف‬ ‫كانون الثاني‪ /‬يناير ‪ 2009‬بتنظيم مظاهرات اليمني الرسمي املؤيد بشدة للقضية‬ ‫معادية إلسرائيل وأميركا‪ ،‬تزخر بشعارات الفلسطينية‪ ،‬ودعمه املعلن للمقاومة في‬ ‫«الشباب املؤمن» التقليدية‪.‬‬ ‫فلسطني ولبنان والعراق‪.‬‬ ‫وإلى ذلك‪ ،‬يدرك عبد امللك احلوثي أهمية وفي اجتا ٍه موازٍ‪ ،‬ال ميلّ عبد امللك احلوثي من‬ ‫سالح اإلعالم في حربه ضد السلطة تكرار نفيه القاطع وجود أي شكل من‬ ‫‪ 10‬اكتوبر ‪2009‬‬

‫أشكال العالقة مع إيران أو مع جهات شيعية‬ ‫صرا ً على أن‬ ‫متول حركته وتدعمها‪ُ ،‬م ِ‬ ‫إيرانية ّ‬ ‫تش ُّبه احلوثيني بحزب اهلل اللبناني نابع من‬ ‫إعجابهم بنموذجه املقاوم‪ ،‬كإعجابهم‬ ‫بحركة حماس الفلسطينية‪ .‬ويتناسى‬ ‫خطاب زعيم احلوثيني التبريري أنه إذا كان‬ ‫االحتالل الكامل في فلسطني واجلزئي في‬ ‫لبنان‪ ،‬ميكن أن يبرر املقاومة وحمل السالح‬ ‫خارج نطاق الدولة وسلطتها‪ ،‬فإن هذا أمر‬ ‫ال ميكن تسويقه في دولة مثل اليمن أرضها‬ ‫غير محتلة من قوة أجنبية‪ ،‬ويعتبر انتشار‬ ‫السالح وضعف سلطة الدولة وهيبتها من‬ ‫أبرز املشاكل والتحديات التي تواجهها‪.‬‬ ‫ومع استمرار املواجهات املسلحة مع‬ ‫احلوثي الشاب وأنصاره‪ ،‬وعجز احلكومة‬ ‫اليمنية عن وضع ح ٍّد نهائي للتمرد في‬ ‫صعدة‪ ،‬وفي ظل االتهامات املتبادلة بني‬ ‫جانبي الصراع‪ ،‬إضافة إلى تورّط العديد‬ ‫ّ‬ ‫من القوى الداخلية واخلارجية في إذكاء‬ ‫احلرب‪ ،‬وفشل العديد من جهود الوساطة‬ ‫بني اجلانبني؛ ال يبدو أن مترد احلوثيني‬ ‫حسم قريبا ً‪ .‬وأيا ً كان مصير قادة احلركة‬ ‫سي َ‬ ‫ُ‬ ‫الكبار‪ ،‬وفي مقدمتهم عبد امللك احلوثي‪،‬‬ ‫فإن مأزق اليمن يظل ‪ -‬لسوء احلظ ‪-‬‬ ‫كما ً بفعل تفاقم األزمات السياسية‬ ‫ُمستح ِ‬ ‫واألمنية واالقتصادية التي متر بها البالد‪،‬‬ ‫شماال ً وجنوباً‪ ،‬وهذا بطبيعة احلال أمر ٌ‬ ‫يُريح القوى املناهضة للنظام اليمني‪ ،‬والتي‬ ‫يسرّها رؤيته وهو يغرق في رمال الفوضى‬ ‫ُ‬ ‫املتحركة‪ ،‬غير آبه ٍة مبستقبل البلد الذي أخذ‬ ‫يقترب رويدا ً رويدا ً من حافة اجملهول‪.‬‬

‫‪40‬‬


‫بروفايل‬

‫عبدامللك احلوثي ‪ ..‬من مترد إلى اخر!‬ ‫رمز اخر لصراعات اليمن الداخلية‬

‫ظهر عبد امللك احلوثي كشخصيةقيدية بعد وفاة أخيه كقائد للتمرد احلوثي‪.‬‬

‫‪C‬‬

‫‪M‬‬

‫‪Y‬‬

‫‪CM‬‬

‫‪MY‬‬

‫‪CY‬‬

‫‪CMY‬‬

‫‪K‬‬

‫قبل خمسة أعوام‪ ،‬وحتديدا ً في العاشر من‬ ‫شهر أيلول‪ /‬سبتمبر عام ‪ ،2004‬متكّنت‬ ‫السلطات اليمنية من قتل حسني بدر الدين‬ ‫احلوثي الذي قاد متردا ً مسلحا ً عنيفا ً ضدها‬ ‫في محافظة صعدة‪ .‬حينها تنفس كثيرون‬ ‫الصعداء‪ ،‬وساد شعور عام بأن نظام الرئيس‬ ‫علي عبد اهلل صالح قد جنح مجددا ً في جتاوز‬ ‫واحد من أصعب التحديات التي صادفته‬ ‫خالل فترة حكمه الطويلة لليمن‪ ،‬السيما‬ ‫وأن إخماد نيران التمرد الشيعي‪ ،‬الذي قاده‬ ‫جنل أحد أبرز املرجعيات الزيدية والشيعية‬ ‫اليمنية‪ ،‬استغرق وقتا ً طويال ً (أكثر من ثالثة‬ ‫أشهر) مقارنة باحلسم السريع في حرب‬ ‫صيف عام ‪ 1994‬مع االنفصاليني اجلنوبيني‪،‬‬ ‫والتي انتهت بهزميتهم خالل مدة أقصر‬ ‫(شهران وبضعة أيام)‪.‬‬ ‫غير أن مجريات احلوادث وما آلت إليه في‬ ‫الشهور والسنوات القليلة التالية‪ ،‬أثبتت‬ ‫ومض ّلال ً‪ .‬إذ عاد‬ ‫أن ذلك الشعور كان خادِعا ً ُ‬ ‫التمرد إلى الواجهة مرة أخرى بقيادة جديدة‪،‬‬ ‫أصغر سنا ً وأشد عزما ً وتصميما ً على تنفيذ‬ ‫املشروع الذي بدأه حسني احلوثي من خالل‬ ‫تأسيسه ما عُ ِرف يوما ً بتنظيم «الشباب‬ ‫تامني من والده‬ ‫املؤمن»‪ ،‬برعاية وتفهم ّ‬ ‫بدرالدين املرجع الزيدي املعروف‪.‬‬ ‫ومع أخذ عبد امللك بدر الدين احلوثي‪،‬‬ ‫الشقيق األصغر حلسني‪ ،‬زمام قيادة حركة‬ ‫التمرد املناهض لنظام حكم الرئيس صالح‬ ‫بدءا ً من عام ‪ ،2006‬حدث تطور نوعي في‬ ‫أداء التمرد‪ ،‬عسكريا ً وتنظيميا ً وسياسيا ً‬ ‫وإعالمياً‪ ،‬فضال ً عن أنه أصبح أكثر عنفا ً‬ ‫وشراسة‪ .‬ومبرور األيام وتوالي جوالت الصراع‬ ‫مع السلطة املركزية الضعيفة‪ ،‬متدد نطاق‬ ‫مترد احلوثيني اجلغرافي ليشمل إلى جانب‬ ‫صعدة‪ ،‬حاضنته الرئيسية‪ ،‬مناطق مجاورة‬ ‫في محافظات عمران واجلوف‪ ،‬وأخذ يقترب‬ ‫شيئا ً فشيئا ً من مديرية ميدي املطلّة على‬ ‫البحر األحمر‪.‬‬ ‫ورغم أن اسم عبد امللك احلوثي تردد‬ ‫كثيرا ً خالل السنوات األخيرة بوصفه القائد‬ ‫امليداني والفعلي جلماعة احلوثيني‪ ،‬لكن‬ ‫شخصيتهمازالتمحاطةبالغموضالشديد‬ ‫وما يعرف عنها يظل شحيحا ً للغاية وال‬ ‫يسمح بتكوين صورة متكاملة ودقيقة عن‬ ‫هذا الشاب‪ ،‬الذي خاض بصفته القيادية (وما‬ ‫يزال) أربع جوالت من القتال املرير مع‬ ‫الدولة اليمنية‪.‬‬ ‫العدد ‪1527‬‬

‫على أن املعلومات املتوفرة تشير إلى أنه‬ ‫ولد في صعدة عام ‪ ،1979‬أي أنه يبلغ حاليا ً‬ ‫الثالثني من عمره‪ ،‬وقد نشأ في أسرة ريفية‬ ‫ُمحافِظة ولها «اهتمام مبتابعة الشأن احمللي‬ ‫والدولي»‪ ،‬وتنقّ ل في طفولتهِ بني منطقتي‬ ‫مران وجمعة بن فاضل مبديرية حيدان‬ ‫اجلبلية الوعرة‪ ،‬وتلقى تعليمه في املدارس‬ ‫الدينية الزيدية املنتشرة في تلك الربوع‪.‬‬ ‫وهو متزوج وله عدد من األوالد‪.‬‬ ‫وحتى وقت قريب‪ ،‬كان اسم عبد امللك‬ ‫احلوثي يتردد على مسامع اليمنيني إال أن‬ ‫مالمح وجهه ظلّت بالنسبة للكثير منهم‪،‬‬ ‫مجهولة‪ .‬ومنذ مطلع عام ‪ 2005‬تداولت‬ ‫وسائل اإلعالم في اليمن صورة غير واضحة‬ ‫للرجل يظهر فيها بوجه طفولي حزين‬ ‫وصارم‪ ،‬وحلية صهباء خفيفة كأنها بزغت‬ ‫للتو‪ ،‬وتكاد تكون مالمحه عادي ًة متاما ً‪.‬‬ ‫وعندما وزّع املكتب اإلعالمي لعبد امللك‬ ‫احلوثي صورة حديثة له في أواخر ‪ ،2008‬عُ ّد‬ ‫ذلك حدثا ً إعالمياً‪ ،‬السيما أنه ظهر فيها‬ ‫مبالمح واضحة وإن بدا أكبر من املتوقّع‪ .‬ولم‬ ‫تخلُ الصورة من مضامني استعراضية ذات‬ ‫يلوح متأن ّقاً‪،‬‬ ‫مدلول رمزي فاقع‪ ،‬إذ بدا أنه ّ‬ ‫ويلف حول رقبته شاال ً فلسطينياً‪ ،‬ويقف‬ ‫خلف منبر تزيّنه الورود البالستيكية‪ ،‬بينما‬ ‫تنتصب امليكرفونات أمامه‪ .‬وهي‪ ،‬كما‬ ‫الحظ البعض بدقة‪ ،‬مظاهر قلّما يعثر‬

‫عليها املرء في محافظة صعدة النائية‪.‬‬ ‫وبعكس ظهوره اإلعالمي املتأخر‪ ،‬فإن‬ ‫جنم عبد امللك احلوثي ‪ -‬بوصفه أحد قياديي‬ ‫التيار احلوثي ‪ -‬أخذ في السطوع منذ وقت‬ ‫مبكر نسبياً‪ ،‬خصوصا ً إذا أخذنا في االعتبار‬ ‫عمره وقتئ ٍذ‪ .‬وفي البداية ظهر اسمه إلى‬ ‫جانب اسم عبد اهلل عيضة الرزامي‪ ،‬عضو‬ ‫البرملان السابق والقائد امليداني للحوثيني‪،‬‬ ‫الذي سرعان ما استأنف حركة التمرد‬ ‫في صعدة وخاض جولة ثانية من القتال‬ ‫مع اجليش اليمني بني شهري آذار‪/‬مارس‬ ‫وأيار‪/‬مايو ‪.2005‬‬ ‫لكن عبد امللك احلوثي مع بداية العام التالي‬ ‫مباشرة‪ ،‬وخالل نشوب جولة احلرب الثالثة‬ ‫مع السلطات اليمنية‪ ،‬لم يلبث أن جنح في‬ ‫تأكيد زعامته للتيار احلوثي‪ ،‬متجاوزا ً الرزامي‬ ‫وشخصيات بارزة أخرى في التيار‪ ،‬من بينها‬ ‫عدد من أشقاءه الذين يكبرونه سنا ً‪ .‬ويُعتقَ د‬ ‫أن احلوثي األب‪ ،‬الذي أشرف على احلرب الثانية‪،‬‬ ‫متكّن من إزاحة القادة البارزين وامليدانيني‪ ،‬ممن‬ ‫كانوا الذراع األمين لنجله حسني في احلرب‬ ‫األولى وقبلها في مرحلة التأسيس للحركة‪،‬‬ ‫عن واجهة القيادة امليدانية والسياسية‬ ‫وحتشيد املؤيدين من القبائل املوالية والقادة‬ ‫امليدانيني لنجله عبد امللك‪ ،‬وخصوصا ً ممن‬ ‫ينتمون لألسر الهاشمية املوالية للحركة‬ ‫أو ممن تربطهم عالقة قرابة ومصاهرة مع‬ ‫أسرة بدر الدين‪ ،‬بحيث أصبح عبد امللك بدر‬ ‫‪39‬‬


тАл╪ея╗зя║Шя║оя╗зя║Ц я╗Гя╗ая╗Шя║ФтАм

тАля╗гя╗Мя║О┘Г я╗Уя╗▓ я╗Ыя╗Ю я╗гя╗Ья║О┘ЖтАм

тАля╗Яя╗дя╗Мя╗ая╗оя╗гя║О╪к ╪ея║┐я║Оя╗Уя╗┤я║Ф я╗Ля╗ж ╪зя╗гя║Оя╗Ыя╗ж я╗гя║о╪зя╗Ыя║░ ╪зя╗Яя║Тя╗┤я╗К ╪зя╗Яя║оя║Яя║О╪б ╪▓я╗│я║О╪▒╪й я╗гя╗оя╗Чя╗Мя╗ия║ОтАк:тАмтАм

тАлтАк800 116 1666тАмтАм

тАлтАкwww.go.com.saтАмтАм

тАля╗│я║┤я║о┘К я╗ля║м╪з ╪зя╗Яя╗Мя║о╪╢ я╗Уя╗▓ ╪з я╗гя║Оя╗Ыя╗ж ┘И╪зя╗Яя╗дя║к┘Ж ╪зя╗Яя╗дя╗Ря╗Дя║О┘З я╗гя╗ж я║╖я║Тя╗Ья║ФтАм

тАля╗Яя╗дя║к╪й я╗гя║дя║к┘И╪п╪йтАм

тАля║зя║Оя║┐я╗К я╗Яя╗ая║╕я║о┘И╪╖ ┘И╪з я║гя╗Ья║О┘ЕтАм



‫حوار‬

‫هناك الكثير من التكهنات والتحليالت‬ ‫السياسية حول ما يجري في اليمن‪ ،‬وكل‬ ‫هذه القراءات واالحتماالت يجب أن تؤخذ في‬ ‫االعتبار‪ .‬لكن القضية في النهاية يجب أن‬ ‫تظل قضيتنا نحن كيمنيني‪ ،‬وينبغي على كل‬ ‫األطراف اليمنية‪ ،‬أحزاب املعارضة واحلكومة‬ ‫واجملتمع عموماً‪ ،‬أن يدركوا أن مسئوليتهم‬ ‫تتمثل في احلفاظ على أمن اليمن واستقالله‪،‬‬ ‫وأن ال يجعلوا من املماحكات السياسية أو‬ ‫األهداف احلزبية الضيقة عائقا ً أمام إيجاد‬ ‫احللول‪ .‬وكل الوساطات لن تأتي بأي نتيجة إذا‬ ‫لم تكن لدى اليمنيني نوايا حقيقية لتطبيع‬ ‫أوضاعهم وجتاوز خالفاتهم ومشاكلهم‪.‬‬ ‫اجمللة‪:‬كيف تنظرون إلى مستقبل جهود‬ ‫اليمن وحظوظها لالنضمام إلى املنظومة‬ ‫اخلليجية اإلقليمية في ضوء أزمة صعدة‬ ‫واألزمات األخرى التي متر بها البالد حالياً؟‬ ‫احلقيقة أن مسيرة اليمن اخلليجية متضي بوتيرة‬ ‫متسارعة‪ ،‬وقد أخذت مزيدا ً من الزخم في إطار‬ ‫املواقف اخلليجية الراهنة من اليمن وتبلور قناعة‬ ‫بأن ما يجري في اليمن بات يستدعي من دول مجلس‬ ‫التعاون إيالء احلكومة اليمنية املزيد من الدعم‬ ‫السياسي واالقتصادي والتنموي حتى تتمكن من‬ ‫جتاوز كل الصعوبات التي تواجهها‪ ،‬ألن أي تداعيات‬ ‫خطيرة قد حتدث ستكون لها انعكاسات مباشرة‬ ‫على دول اخلليج واألمن اإلقليمي ككل‪.‬‬ ‫اجمللة‪:‬هل بحثتم هذا املوضوع مع األمني‬ ‫العام جمللس التعاون اخلليجي عبدالرحمن‬ ‫العطية خالل زيارته األخيرة لليمن [مطلع‬ ‫شهر أيلول‪ /‬سبتمبر اجلاري]؟‬ ‫بالطبع بحثنا هذا املوضوع معه‪ ،‬كما طرحنا‬ ‫قضية التمرد في صعدة وغيره من القضايا‬ ‫على وزراء اخلارجية العرب في القاهرة‪ ،‬ألننا‬ ‫أردنا أن يعرفوا احلقيقة كما هي وليس عن‬ ‫تشوه احلقائق في‬ ‫طريق وسائل اإلعالم التي‬ ‫ّ‬ ‫بعض احلاالت‪.‬‬ ‫اجمللة‪:‬ما هو تقييمكم للمواقف الغربية‪،‬‬ ‫األوروبية واألميركية‪ ،‬من حرب صعدة‪،‬‬ ‫وهل صحيح أن احلكومة اليمنية أخذت‬ ‫من األميركيني ضوءا ً أخضر للمضي في‬ ‫طريق احلسم العسكري في معركتها مع‬ ‫احلوثيني؟‬ ‫احلكومة اليمنية ال حتتاج أن تأخذ ضوءا ً أخضر‬ ‫من أحد في قضية داخلية تهم األمن الوطني‪،‬‬ ‫وتهمنا نحن لتثبيت الوحدة الوطنية واحلفاظ‬ ‫عليها‪ ،‬وإلنهاء مترد مسلّح على احلكومة‬ ‫الشرعية للبلد‪ .‬الدول األوروبية واخلليجية‬ ‫دعت إلى وقف إطالق النار ومراعاة اجلانب‬ ‫اإلنساني في احلرب‪ ،‬وأظهروا تقديرهم للجهود‬ ‫الذي بذلتها اليمن في هذا الصدد‪ ،‬ورمبا تكون‬ ‫اليمن إحدى الدول القالئل التي وجد فيها‬ ‫جهد حكومي وشعبي إلعانة النازحني وإيصال‬ ‫املؤنة إليهم‪ .‬أما الواليات املتحدة فإنها ‪ -‬كما‬ ‫تعرفون ‪ -‬أعلنت في بيانها الثاني [حول احلرب‬ ‫‪ 10‬اكتوبر ‪2009‬‬

‫في صعدة] أن من حق احلكومة مواجهة‬ ‫العناصر التي حتمل السالح‪ ،‬وتخرج على‬ ‫القانون‪.‬‬ ‫اجمللة‪ :‬هل تكفي املواجهة العسكرية‬ ‫حلسم األزمة أم أنها معركة أيديولوجية‬ ‫باألساس؟‬ ‫أعتقد أن مسألة مواجهة الفكر مهمة‬ ‫للغاية‪ ،‬ألن االنحراف الفكري من أبرز اخملاطر‬ ‫التي نعانيها في مجتمعاتنا‪ .‬فاالنحرافات‬ ‫الفكرية في العاملني العربي واإلسالمي على‬ ‫مدى القرون قادتنا إلى كوارث محققة‪ ،‬وإحدى‬ ‫إشكاليات االنحرافات الفكرية أن هناك من‬ ‫يقوم بتغذيتها أحيانا ً ألسباب وأجندات خاصة‬ ‫بدول أو جماعات في اإلقليم أو خارجه‪ ،‬وفي‬ ‫النهاية فإن اجلميع يدفع ثمن هذه الصراعات‬ ‫الفكرية واملذهبية أو اإليديولوجية‪ .‬ومعاجلة‬ ‫هذه االنحرافات بالطبع تكون من خالل الفكر‪،‬‬ ‫فال ميكنك أن تواجه فكرا ً إال بفكر‪ ،‬وهذا يتم‬ ‫من خالل عدة أ ُ ُطر كالتربية التي تزيل الفهم‬ ‫املغلوط للدين ولقراءة التاريخ‪ .‬وهي قضية‬ ‫طويلة املدى‪ ،‬ألنه حتى لو استطعت أن تنتهي‬ ‫من مجموعة تتبنى فكرا ً منحرفا ً فإنك‬ ‫ستجد أمامك بعد فترة مجموعة أخرى حتمل‬ ‫ضع األسس التربوية‬ ‫فكرا ً منحرفا ً آخر‪ ،‬إذا لم ت َ َ‬ ‫السليمة‪.‬‬ ‫اجمللة‪ :‬كيف تنظرون إلى مستقبل اليمن في‬ ‫ضوء األزمات املركبة التي تعاني منها سواء‬ ‫في الشمال أو في اجلنوب ناهيك عن تفاقم‬ ‫خطر تنظيم القاعدة ؟‬

‫إن هذا املثلث التي تواجهه احلكومة اآلن هو‬ ‫مثلث يمُ ث ِّل التطرف في الفكر‪ ،‬وميثّل أيضاً‪ ،‬وكما‬ ‫قلت قبل قليل‪ ،‬مجموعة ال تقرأ التاريخ قراءة‬ ‫صحيحة‪ .‬ونتائج كل هذا هو اإلضرار باستقرار‬ ‫اليمن وبالتنمية في اليمن‪ ،‬وبحياة املواطن‬ ‫اليمني‪ .‬وكل هذه العناصر تسلك مسارا ً‬ ‫مضادا ً للتاريخ وللعصر الذي نعيش فيه‪ ،‬ولذلك‬ ‫فإنهم يخوضون معركة خاسرة‪ .‬املشكلة أنهم‬ ‫يُعيقون تقدم اليمن وتقدم األمتني العربية‬ ‫واإلسالمية‪ ،‬والذي يجني حصاد ما يقوم به‬ ‫هؤالء هم أعداء األمة اإلسالمية وأعداء األمة‬ ‫العربية الذين ي ّدعون أنهم يحاربونهم‪.‬‬ ‫أما القضية اجلنوبية فإن هناك بعدا ً سياسيا ً‬ ‫فيها‪ ،‬وقد حصلت معاجلات له وهناك خطوات‬ ‫للمزيد من املعاجلات‪ ،‬وأنا واثق بأن األصوات‬ ‫التي تدعو إلى فك االرتباط أو االنفصال ال متثل‬ ‫أغلبية أبناء اليمن شماال ً وجنوباً‪ ،‬ألن الوحدة‬ ‫متأصلة في ضمير اليمنيني‪ ،‬وكالعادة يحدث‬ ‫التذمر عندما تكون هناك مشاكل اقتصادية‪،‬‬ ‫وظروف صعبة‪ ،‬وإدارة رمبا ارتكبت أخطا ًء‪ ،‬ولكن‬ ‫املعاجلة ينبغي أن تكون في إطار املؤسسات‬ ‫الدستورية واحلراك السياسي املشروع‪.‬‬

‫اجمللة‪ :‬كم من الوقت ستحتاجه اليمن حتى‬ ‫يعود إليها االستقرار؟‬ ‫أنا لست ممن يرجمون بالغيب‪ ،‬ولكن أسأل اهلل‬ ‫أال يكون الوقت لذلك طويال ً‪.‬‬ ‫حوار محمد سيف حيدر ‪ -‬صحفي وباحث‬ ‫في مركز سبأ للدراسات اإلستراتيجية‬ ‫‪36‬‬


‫حوار‬

‫وزير الشؤون اخلارجية اليمني أبو بكر القربي (ميينا) يتحدث مع نظيره اإليراني منوشهر متقي خالل اجتماع وزاري في املؤمتر التاسع لبلدان حوض‬ ‫احمليط الهندي‪-‬رابطة التعاون اإلقليمي‪ ،‬و الذي عقد في مدينة صنعاء في ‪ 25‬يونيو‪ .2009 ،‬و قد مت افتتاح املؤمتر الذي أستمر ملدة خمسة أيام‬ ‫في ‪ 20‬يونيو‪ .‬وقد تخللت املؤمتر مناقشات جتارية واقتصادية وتكنولوجية مع ممثلني من ‪ 18‬بلدا من البلدان األعضاء‪.‬‬ ‫‪© Getty Image‬‬

‫العدد ‪1527‬‬

‫‪35‬‬


‫حوار‬

‫احلرب السادسة‬

‫وزير اخلارجية اليمني د‪ .‬أبو بكر القربي‬ ‫يعيد وزير خارجية اليمن الدكتور أبو بكر القربي تأكيد بالده على رفضها أي وساطة خارجية حلل أزمة التمرد في شمال البالد‪،‬‬ ‫ويقول أن الهجوم األخير للجيش اليمني على معاقل املتمردين احلوثيني في صعدة هدفه األساسي دفعهم إلى طاولة احلوار‪،‬‬ ‫كما يرفض كالم من يقول أن السلطات اليمنية تلقت ضوءا ً أخضر من واشنطن للهجوم على احلوثيني‪ .‬وفيما يلي مقتطفات من‬ ‫احلوار‪.‬‬ ‫اجمللة‪ :‬برأيكم هل سينجح احلسم‬ ‫العسكري مع املتمردين احلوثيني في صعدة؟‬ ‫أبو بكر القربي‪ :‬كما قلنا دائما ً إن الهدف من‬ ‫العمليات العسكرية هو الدفع بهذه العناصر‬ ‫إلى طاولة املفاوضات‪ ،‬ألننا نعرف أن جماعة‬ ‫التمرد التي تقوم بأعمال التخريب وحرب‬ ‫العصابات حتاول أن تفرض رؤيتها ومطالبها‬ ‫خارج الدستور والقانون‪ .‬وكما تابعتم‪ ،‬فإن‬ ‫احلكومة حتاول منذ احلرب األولى أن تفتح‬ ‫قنوات إلقناع هذه اجلماعة بالعودة إلى جادة‬ ‫الصواب‪ ،‬واحلوار مع احلكومة وحتديد املطالب‬ ‫التي لم تُعرف حتى اآلن بالتحديد سوى‬ ‫ظهر األهداف احلقيقية لهذه‬ ‫شعارات ال ت ُ ِ‬ ‫اجملموعة‪ .‬ولهذا‪ ،‬فإن العمليات العسكرية ‪-‬‬ ‫كما قلت ‪ -‬الهدف منها هو دفعهم إلى احلوار‪،‬‬ ‫ولكن في نهاية األمر إذا استمروا في أعمال‬ ‫العدوان فإن احلكومة سوف تواصل جهودها‬ ‫إلنهاء هذا التمرد‪.‬‬ ‫اجمللة‪ :‬ملاذا فشل برأيكم اتفاق الدوحة في‬ ‫إنهاء القتال في صعدة؟‬ ‫أوضحنا هذا‪ .‬أعتقد أن الرسالة التي وجهتها‬ ‫اللجنة [التي ُشك ِّلت ملتابعة تنفيذ اتفاق‬ ‫الدوحة] لفخامة الرئيس والتي نشرت في‬ ‫الصحف وبتوقيعات واضحة‪ ،‬قد أظهرت أن‬ ‫السبب في فشل اتفاق الدوحة كان سببه‬ ‫احلوثيون‪.‬‬ ‫اجمللة‪ :‬كيف تنظرون إلى البعد املذهبي‬ ‫والطائفي للمواجهة املسلحة؟ وهل أنتم‬ ‫قلقون بشأن ذلك؟‬ ‫أنا دائما ً من الناس الذين يقلقون من العامل‬ ‫املذهبي أو العنصري في أي صراع‪ ،‬ألنه يعبر عن‬ ‫أزمة تخلف فكري لدى من يروّجون هذا النوع‬ ‫من الصراعات‪.‬‬ ‫اجمللة‪ :‬ما هو تقييمكم ملوقف املعارضة‬ ‫من احلرب في صعدة‪ ،‬خصوصا ً في ظل‬ ‫اعتبارها الدولة واملتمردين احلوثيني «طرفني‬ ‫متساويني» كما ظهر في بياناتها األخيرة؟‬ ‫املعارضة لألسف لم توفّق في قضية احلوثيني‪،‬‬ ‫ألنها حاولت أن تستثمر هذه القضية لنيل‬ ‫مكاسب حزبية ولم تنطلق في موقفها من‬ ‫منطلقات حترص أوال ً على تثبيت الدستور‬ ‫‪ 10‬اكتوبر ‪2009‬‬

‫والقانون‪ .‬وأحزاب املعارضة عندما تدعو‬ ‫[احلكومة] إلى وقف احلرب واحلوار‪ ،‬تتناسى‬ ‫أو تتجاهل أن احلكومة نفسها أوقفت احلرب‬ ‫تستجب جماعة احلوثي لذلك‪.‬‬ ‫لعدة مرات ولم‬ ‫ِ‬ ‫احلكومة دائما ً قالت إن باب احلوار مفتوح‪،‬‬ ‫فهم إذن لم يأتوا بشيء جديد‪ .‬ويتوجب‬ ‫عليهم أن يوجهوا رسالة إلى احلوثيني لكي‬ ‫يلتزموا بالدستور والقانون‪ ،‬وأن ينخرطوا في‬ ‫حوار حقيقي إلنهاء هذا اخلالف‪ .‬وإذا كانت‬ ‫هناك مطالب مشروعة ودستورية [لهم]‪،‬‬ ‫فإننا ملتزمون – كحكومة ‪ -‬بالنظر فيها‬ ‫ومعاجلتها‪.‬‬ ‫اجمللة‪ :‬هل تعتقدون أن ما يجري في صعدة‬ ‫له أصداء ما على الوضع في اجلنوب؟‬ ‫مرتبط‬ ‫ال‪ ،‬ال أظن ذلك‪ .‬في احلقيقة إن ما يجري‬ ‫ٌ‬ ‫فقط باحلراك السياسي في البلد ككل‪،‬‬ ‫وأحزاب املعارضة دائما ً حتاول أن تستفيد من‬ ‫اخلالفات املوجودة‪ ،‬سواء في صعدة أو في‬ ‫احملافظات اجلنوبية‪.‬‬ ‫اجمللة‪ :‬اتهم الرئيس علي عبداهلل صالح‬ ‫ت إيرانية لم يحددها بدعم التمرد‬ ‫أخيرا ً جها ٍ‬ ‫في صعدة‪ ،‬فكيف تقيمون املوقف حاليا ً إزاء‬ ‫إيران؟‬ ‫نحن قلنا أن هناك معلومات‪ ،‬وأن هناك‬ ‫حتقيقات‪ ،‬وأننا سنعلن التفاصيل عندما‬ ‫تُس َتكمل هذه التحقيقات‪.‬‬ ‫اجمللة‪ :‬عطفا ً على ذلك‪ ،‬هل عرضت إيران‬ ‫فعال ً الوساطة بني احلكومة واحلوثيني بعد‬ ‫اندالع القتال في األسابيع األخيرة؟ وهل كان‬ ‫هناك إطار واضح لهذه الوساطة؟‬ ‫اإليرانيون أبدوا رغب ًة ملساعدة احلكومة‬ ‫[اليمنية]‪ ،‬لكنهم لم يقدموا مقترحا ً‬ ‫واضحا ً أو تفصيليا ً حول ما ميكن أن يقوموا‬ ‫به‪ ،‬وأبلغناهم نحن أن أهم دور إليران هو أن‬ ‫تتمسك مبوقفها املعلن بالوقوف مع الوحدة‬ ‫ومع استقرار اليمن‪ ،‬ورفض اللجوء إلى العنف‬ ‫حلل أي خالفات‪ .‬كما طالبناها أيضا ً بتحييد‬ ‫إعالمها الذي كان في الفترة السابقة يتبنّى‬ ‫موقف احلوثيني‪ ،‬وإن كان قد طرأ عليه بعض‬ ‫التحسن اآلن‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫اجمللة‪ :‬ما هو تقييمكم اليوم للموقف‬

‫العراقي من أزمة صعدة‪ ،‬السيما وأن هناك‬ ‫أطرافا ً سياسية في العراق تتهم اليمن‬ ‫بإيواء شخصيات مهمة من النظام البعثي‬ ‫السابق؟‬ ‫لقد صدر تصريح من وزارة اخلارجية [العراقية]‬ ‫نفى أن تكون هناك أي نوايا لفتح مكاتب‬ ‫للحوثيني‪ ،‬ومت التأكيد على أن الدستور‬ ‫العراقي واحلكومة العراقية يرفضون أي تدخل‬ ‫في الشأن الداخلي ألي دولة أخرى‪ ،‬وأنهم ال‬ ‫يربطون بني قضية وجود بعض العراقيني في‬ ‫اليمن مع ما طرحه بعض البرملانيني العراقيني‪.‬‬ ‫اجمللة‪ :‬هل تطالبون بتدخل خليجي أو‬ ‫إقليمي حلل األزمة؟‬ ‫كال‪ .‬لقد قلنا بوضوح أن هذه األزمة داخلية‪،‬‬ ‫وأننا سنعاجلها من خالل احلوار الداخلي‪،‬‬ ‫والوساطات اخلارجية لألسف الشديد تُعطي‬ ‫االنطباع وكأن هذه اجملموعة اخلارجة عن‬ ‫القانون متثل [جهة] نِديّة للحكومة‪.‬‬ ‫اجمللة‪ :‬هل يعني ذلك أنكم تغلقون الباب‬ ‫أي من‬ ‫أمام أي جهود وساطة قد تبادر بها ٌّ‬ ‫دول اإلقليم؟‬ ‫أنا قلت أن القضية‪ ،‬أوال ً وأخيراً‪ ،‬قضية داخلية‬ ‫وأنها ستعالج داخل اليمن‪.‬‬ ‫اجمللة‪ :‬ولكن إذا استمرت األزمة ُمستعصي ًة‬ ‫داخليا ً على احلل‪ ،‬فهل ستستمر احلكومة‬ ‫اليمنية في ص ّد الوساطات اخلارجية؟‬ ‫إن استعصاء األزمة يأتي في إطار العمل‬ ‫التخريبي وحرب العصابات‪ ،‬ولكن حتى هذه‬ ‫احللول اخلارجية التي ستأتي ستكون دائما ً ‪-‬‬ ‫كما حدث مع اتفاقية الدوحة ‪ -‬حال ً مؤقتا ً‬ ‫تستغله هذه العناصر فترة معينة ثم تعود‬ ‫للتمرد من جديد‪ .‬ولهذا يجب أن تكون هناك‬ ‫معاجلات جذرية للمشكلة؛ والوسطاء في‬ ‫معظم احلاالت ‪ -‬لألسف ‪ -‬ال يستطيعوا أن‬ ‫يوفروا املناخ املالئم لذلك‪ ،‬ومثل هذا املناخ‬ ‫يتوفر داخليا ً فقط من خالل حوار وطني‬ ‫حقيقي وجاد‪.‬‬ ‫اجمللة‪ :‬ما تعليقكم على من يقول إن‬ ‫اليمن حتولت إلى ساحة للتنافس وتصفية‬ ‫احلسابات بني بعض الدول اإلقليمية؟‬ ‫‪34‬‬


‫شخصيا ت‬ ‫حوار‬

‫بروفايل‬

‫احلرب‬ ‫السادسة‬

‫د‪ .‬أبو بكر القربي‬ ‫وزير اخلارجية اليمني‬

‫العدد ‪1527‬‬

‫‪33‬‬



‫الرئيس اإليراني محمود أحمدي جناد يتحدث في مؤمتر صحفي في ‪ 25‬سبتمبر أيلول ‪ 2009‬في نيويورك‪ .‬واإلدعاءات النارية بشأن محطة اليورانيوم السرية في إيران بالقرب من مدينة‬ ‫قم املقدسة تكشف النقاب عن رواية لسنوات من التجسس السري من قبل أجهزة اخملابرات الغربية التي راقبت في اخلفاء عمق البرنامج النووي لطهران‪.‬‬

‫ودول ‪( 1 + 5‬أعضاء مجلس األمن الدائمني‬ ‫وأملانيا) قد أتاحت أمام إيران الفرصة‬ ‫لتحسني العالقات السياسية واالقتصادية‪.‬‬ ‫وتضمنت احملادثات املشتركة مناقشات‬ ‫حول األمن اإلقليمي والتعاون في مجال‬ ‫التكنولوجيا النووية املدنية‪ .‬لكن مع ذلك‪،‬‬ ‫أصرت إيران على موقفها املعارض والذي متثل‬ ‫في إجرائها اختبار لصاروخ شهاب ‪ 3‬في ‪28‬‬ ‫سبتمبر‪ ،‬مما أظهر بوضوح األثر السلبي‬ ‫للتطورات األخيرة على عملية التقارب‪.‬‬ ‫ووفقا ملا ذكرته صحيفة نيويورك تاميز في‬ ‫املقال الذي نشرته في الرابع من أكتوبر‪،‬‬ ‫فقد وافقت الدول الست على إستراتيجية‬ ‫ثنائية املسار للشراكة مع إيران كلما كان‬ ‫ذلك ممكنا‪ .‬ووضعت بديال يتمثل في اتخاذ‬ ‫تدابير أكثر حزما إذا ما فشل النهج األول‪.‬‬ ‫و في حني كان صدور مثل هذه التصريحات‬ ‫متوقعا من الواليات املتحدة وحلفائها‬ ‫األوروبيني‪ ،‬إال أن العالم كان يراقب باهتمام‬ ‫بالغ ردود الفعل الروسية والصينية باعتبارها‬ ‫وسيلة لقياس مدى تأثير السرية اإليرانية‬ ‫على العالقات الدبلوماسية الدولية‪.‬‬ ‫فقد فشلت املعلومات االستخباراتية‬ ‫السابقة حول األهداف العسكرية للبرنامج‬ ‫اإليراني في إقناع روسيا والصني في املاضي‬ ‫بأن إيران تشكل تهديدا لالستقرار الدولي‪.‬‬ ‫ولكن مفاجأة اكتشاف منشئات نووية‬ ‫في مدينة «قم» اإليرانية قد غيرت من‬ ‫موقف موسكو‪ .‬ففي مقال نشرته وكالة‬ ‫رويترز اإلخبارية ذكر الرئيس الروسي دمييتري‬ ‫ميدفيديف إن «هذه االكتشافات تعد‬ ‫مصدر قلق بالغ»‪.‬‬ ‫و بالرغم من أن رد فعل الصني كان أقل‬ ‫وضوحا‪ ،‬إال أن العقوبات املقترحة تضمنت‬ ‫فرض حظر على تصدير املنتجات البترولية‬ ‫العدد ‪1527‬‬

‫املكررة إلى إيران‪ .‬ومثل هذا احلظر من شأنه‬ ‫أن يكون له تأثير خطير على العالقات‬ ‫التجارية بني الصني وإيران‪ .‬ونظرا لضرورة‬ ‫اشتراك الصني في اتخاذ مثل هذا التدبير‪،‬‬ ‫فقد أصبح من الواضح بشكل متزايد أن‬ ‫لعبة االستغماء التي تلعبها إيران مؤخرا‬ ‫قد ألهمت روسيا والصني باملوافقة على‬ ‫فرض عقوبات اشد صرامة من تلك املعمول‬ ‫بها حاليا‪.‬‬ ‫محادثات جنيف‪ :‬نقطة حتول أم محاولة‬ ‫للتضليل؟‬ ‫و قد وافقت إيران بالفعل خالل االجتماع‬ ‫الذي عقد في جنيف في األول من أكتوبر‬ ‫على السماح ملفتشي الوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية للوصول إلى فحص املنشئات‬ ‫النووية املوجودة في مدينة قم‪ .‬و قد حددت‬ ‫الوكالة موعدا لزيارة املنشىات في اخلامس‬ ‫و العشرين من أكتوبر‪ .‬وفى األسبوع التالي‬ ‫لالجتماع الذي عقد في األول من أكتوبر‪،‬‬ ‫متكن املدير العام للوكالة الدولية للطاقة‬ ‫الذرية‪ ،‬محمد البرادعي‪ ،‬من زيارة طهران‬ ‫لبحث إمكانية فحص هذه املنشئات‪.‬‬ ‫و باإلضافة إلى هذه التدابير التعاونية‪ ،‬فقد‬ ‫وافقت إيران أيضا على نقل اجلزء األكبر من‬ ‫وقودها النووي إلى دول أخرى لتخصيبه‪.‬‬ ‫وقد وصف احملللون هذه اخلطوة بأنها خطوة‬ ‫مفاجئه‪ ،‬إال أنهم رحبوا بها‪ ،‬حيث إنهم يرون‬ ‫أنها ستقلل مؤقتا من قدرة طهران على‬ ‫صنع قنابل نووية‪.‬‬ ‫وقال محمد البرادعي خالل زيارته‬ ‫إليران‪»:‬إنني أرى أننا ننتقل من مرحلة‬ ‫املواجهة إلى مرحلة الشفافية والتعاون‪.‬‬ ‫و لكنني ما زلت‪ ،‬بطبيعة احلال‪ ،‬أدعو إيران‬

‫إلى أن تظهر املزيد من الشفافية بقدر‬ ‫اإلمكان‪ ».‬و تعد هذه الدعوة إلى الشفافية‬ ‫التي يرددها اجملتمع الدولي دليال على أن‬ ‫العالم يرى أن إيران ال تسعى في احلقيقة‬ ‫سوى للحصول على التكنولوجيا النووية‬ ‫من أجل استخدامها في أغراض الطاقة‪.‬‬ ‫و قد أسفر تعاون إيران عن تقييم إيجابي‬ ‫للمحادثات من جانب الواليات املتحدة‬ ‫وبريطانيا‪ .‬إال أن كلتا الدولتني قد أكدتا على‬ ‫أنه بالرغم من أن هذه احملادثات قد تكون‬ ‫دليال على استعداد إيران للتفاوض‪ ،‬إال أن‬ ‫كلتيهما ال ترغبان في «إجراء احملادثات جملرد‬ ‫إجراء احملادثات فقط» ‪ .‬وقد أصر السفير‬ ‫األميركي لدى األمم املتحدة على أن «ايران‬ ‫أمامها فترة محدودة من أجل التوصل إلى‬ ‫تسوية شاملة بشأن برنامجها النووي‪».‬‬

‫و بالرغم من أهمية اخلطوات التعاونية‬ ‫التي أظهرتها إيران‪ ،‬إال أنة ال ينبغي أن‬ ‫تعتبر دول ‪ 5‬زائد ‪ 1‬مسالة التعاون اإليراني‬ ‫أمرا مفروغا منه‪ .‬فوجود املنشئات النووية‬ ‫في مدينة قم اإليرانية يعد دليال واضحا‬ ‫على فشل اجلهود األميركية في ثني إيران‬ ‫عن مواصلة برنامجها النووي من خالل‬ ‫الوسائل الدبلوماسية‪ .‬و بالرغم من ضرورة‬ ‫املشاركة‪ ،‬ينبغي لدول ‪ 5‬زائد ‪ 1‬أن تأخذ في‬ ‫اعتبارها توصيات مايكل ليفي‪ .‬فقد أكد‬ ‫مجلس العالقات اخلارجية بشأن تصدير‬ ‫االنتشار النووي على أهمية السماح بوجود‬ ‫بديل للعقوبات‪ .‬فقد أوضح أن العقوبات قد‬ ‫أثبتت حتى اآلن عدم فعاليتها‪ .‬وال ينبغي‬ ‫أن تنسى دول ‪ 1 + 5‬أن إيران قد مت ضبطها‬ ‫على حني غرة‪ ،‬و لم تكن قد أخذت حذرها‬ ‫بعد‪ ،‬والكثير من التعاون الذي تظهره اآلن‬ ‫ميكن أن يكون جزءا من عملية خداع نووية‬ ‫إستراتيجية كبرى‪.‬‬ ‫‪31‬‬


‫أفكار‬

‫إيران ودبلوماسية التقيّة‬

‫األخالق الفارسية والروح اخلومينية‬ ‫باوالميجيا‬

‫إن ما مت اكتشافه مؤخرا من موقع لتخصيب اليورانيوم في مدينة قم اإليرانية قد دفع إلى التشكيك مرة ثانية في النوايا السلمية‬ ‫لبرنامج إيران النووي‪ .‬فهل ميكن تفسير األمر على أن بوادر التعاون األخير من جانب إيران تعد دليال على حتول في النوايا‬ ‫اإليرانية‪ ،‬أم أن هذا التعاون هو ضرب من التقية السياسية التي يراد منها متكني طهران من كسب بعض الوقت ريثما يتمكن‬ ‫اإليرانيون من تطوير برنامج األسلحة النووية اخلاص بهم؟‬ ‫يقول ماكس فايبر في عمله الرائد إن‬ ‫األخالقيات التي تنطوي عليها الديانة‬ ‫السائدة في اجملتمع ميكن أن تسهم في‬ ‫تشكيل عوالم أخرى من السلوك داخل‬ ‫هذا اجملتمع‪ .‬وبالرغم من أنه كان يشير إلى‬ ‫األخالق البروتستانتية والروح املسيطرة‬ ‫على الرأسمالية‪ ،‬فإن السلوك اإليراني‬ ‫الذي شهدناه مؤخرا يوحي بأن هذا املبدأ‬ ‫ميكن تطبيقه على سياقات أخرى‪ .‬ويثير‬ ‫العرض املسرحي الذي قامت به إيران‬ ‫مؤخرا فيما يتعلق بشرعية وجود منشأة‬ ‫تخصيب اليورانيوم اخلاصة بها في مدينة‬ ‫قم إمكانية فهم لعبة إخفاء برنامج‬ ‫املنشآت النووية التي تلعبها إيران مع الغرب‬ ‫باعتبارها مقاربة مت استقاؤها من مبدأ‬ ‫«التقية» عند الشيعة‪.‬‬ ‫وينطوي املذهب السائد للشيعة‪ ،‬وهو‬ ‫الشيعة اإلثنى عشرية‪ ،‬على مفهوم التقية‬ ‫كوسيلة مقبولة حلماية حياة أولئك الذين‬ ‫يخشون من التعرض لألخطار نتيجة اجلهر‬ ‫مبمارسة معتقداتهم الدينية‪ .‬وهكذا تؤدي‬ ‫التقية إلى خلق حالة من اخلطر الوجودي‬ ‫الذي يتهدد اإلنسان وال ميكن اتقاؤه إال من‬ ‫خالل إخفاء معتقداته وأفكاره وقناعاته‪.‬‬ ‫ولطاملا أصرت إيران على اعتبار وصول‬ ‫إسرائيل إلى امتالك أسلحة نووية خطرا‬ ‫يهدد وجودها‪ .‬وفيما وراء ذلك‪ ،‬ترى طهران‬ ‫أن احتكار امتالك األسلحة النووية من‬ ‫جانب فئة منتخبة من الدول هو أمر يخلو‬ ‫من اإلنصاف وعلى ذلك يتعني على إيران أن‬ ‫تكون قادرة على اتخاذ التدابير التي تقربها‬ ‫من إمكانية الوصول إلى هذه األسلحة‬ ‫على قدم املساواة مع إسرائيل‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬تنكر إيران أن منشآتها ذات الكفاءة‬ ‫النووية العالية يراد منها تصنيع أسلحة‬ ‫حربية‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فقد قام‬ ‫قادة اجلمهورية اإلسالمية بإيقاف برنامج‬ ‫لألسلحة النووية في عام ‪ .2003‬وقد‬ ‫حدث هذا بالرغم من وجود أدلة متزايدة‬ ‫‪ 10‬اكتوبر ‪2009‬‬

‫من جانب اخملابرات البريطانية والفرنسية‬ ‫واألمريكية واإلسرائيلية تفيد بأنه إذا ماكان‬ ‫البرنامج النووي قد توقف بالفعل‪ ،‬فإنه قد‬ ‫مت استئنافه منذ ذلك التاريخ‪.‬‬ ‫ماذا نصدق؟‬ ‫وجند أن املزاعم اإليرانية تناقض نفسها‪،‬‬ ‫بل واألهم من ذلك أن الدليل الذي عثرت‬ ‫عليه وكاالت االستخبارات الدولية يفيد‬ ‫بأن الهدف الكامن وراء املنشأة الواقعة‬ ‫في مدينة قم املقدسة هو في نهاية األمر‬ ‫هدف حتكمه توجهات تسليحية‪ .‬ويزعم‬ ‫التقرير األحدث واألكثر جدال الصادر عن‬ ‫الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعنوان «‬ ‫األبعاد احملتملة للبرنامج النووي اإليراني أن «‬ ‫الهدف من منشأة قم هو تطوير رأس نووي‬ ‫يتم إطالقه باستخدام النظام الصاروخي‬ ‫شهاب ‪ . 3‬ويذكر التقرير أن صواريخ‬ ‫شهاب‪ 3-‬اململوكة إليران قادرة على‬ ‫استهداف الشرق األوسط وأجزاء من أوروبا‪.‬‬ ‫وقد أشارت املزيد من األبحاث إلى أن إيران‬ ‫قد قامت بالنظر في إيجاد آليات لتشكيل‬ ‫اليورانيوم اخملصب على هيئة أشكال تشبه‬ ‫احلربة‪ ،‬وهي قدرة ذات جدوى محدودة خارج‬ ‫نطاق التكنولوجيا العسكرية‪ .‬وهكذا فإن‬ ‫كل هذه الدالئل في مجملها قد أدت إلى‬ ‫التشكك في مدى صدق النوايا السلمية‬ ‫إليران‪ ،‬على األقل فيما يتعلق باملفاعل الذي‬ ‫مت اكتشافه مؤخرا‪.‬‬ ‫لقد بات واضحا لدى اإليرانيني من جراء‬ ‫الضغط الدولي على إيران أن العالم ليس‬ ‫لديه أدنى استعداد أو تقبل ألن يشهد‬ ‫تطوير إيران لقدرات نووية‪ .‬ومع كثرة دواعي‬ ‫القلق‪ ،‬يعتبر الدافع الرئيسي للقلق متمثال‬ ‫في أنه بينما قد تعي إيران كدولة مغبة نشر‬ ‫مثل هذا النوع من األسلحة‪ ،‬فإن االضطراب‬ ‫الذي متوج به الدولة اإليرانية ووجود عالقات‬ ‫تربطها بكيانات الترقى إلى مرتبة الدول‬ ‫قد يكون من شأنه وضع القدرات النووية‬

‫اإليرانية في أيدي قوى أقل تعقال‪.‬‬ ‫لقد ظلت إيران تلعب على أحبال الضغوط‬ ‫التي ميارسها النظام الدولي من جهة‪ ،‬ثم‬ ‫على وتر رغبتها في تطوير قدرات نووية‬ ‫من جهة ثانية‪ .‬وإذا ما أخذنا في االعتبار‬ ‫الضعف املتنامي الذي يحاصر النظام‬ ‫احلالي‪ ،‬فستبدو إيران أكثر حرصا على‬ ‫اكتساب سالح قد يجعلها تبدو أكثر قوة‪.‬‬ ‫وبالنظر إلى االحتماالت الراهنة‪ ،‬فقد بحثت‬ ‫إيران عن طريقة لكسب الوقت ريثما تسير‬ ‫قدما في برنامجها النووي‪ .‬ولكن هل لنا أن‬ ‫نفسر األمر على أن الهوية الدينية لإليرانيني‬ ‫قد زودتهم بحل ناجع يحفظ لهم ماء‬ ‫الوجه على الصعيد الدولي‪ ،‬ويتيح لهم‬ ‫تطوير سالح تدعي إيران أنها بحاجة إليه‬ ‫من أجل سالمتها؟‬ ‫وإذا ماكانت إيران بالفعل بصدد تطبيق‬ ‫نوع من التقية السياسية لكي يتيح ذلك‬ ‫للنظام فرصة تطوير قدرات نووية‪ ،‬فإن‬ ‫مامت مؤخرا من اكتشاف ملوقع تخصيب‬ ‫اليورانيوم في قم من املرجح أنه قد زاد هذه‬ ‫اجلهود تعقيدا‪ ،‬على األقل في الوقت الراهن‪.‬‬ ‫لقد فسر العالم غياب الشفافية من جانب‬ ‫إيران‪ ،‬باإلضافة إلى تنامي األدلة التي تثبت‬ ‫متسك اإليرانيني بإنتاج سالح نووي‪ ،‬على أنه‬ ‫بادرة على أهمية ممارسة املزيد من الضغوط‬ ‫والرقابة‪ .‬وإذا كان األمر كذلك‪ ،‬فإن سياسة‬ ‫التقية لن تصبح ذات ثمن باهظ فحسب‪،‬‬ ‫من جراء العقوبات والعزلة الدولية‪ ،‬بل‬ ‫سيثبت أنها مستعصية على التطبيق‪.‬‬ ‫الغبار النووي‬ ‫في السنوات السابقة‪ ،‬كان تطبيع العالقات‬ ‫مع إيران من أولويات السياسة اخلارجية‬ ‫للواليات املتحدة وحلفائها‪ .‬ولكن بالرغم‬ ‫من ذلك فإن التطورات األخيرة قد زادت من‬ ‫العقبات التي تقف في طريق التقارب‪.‬‬ ‫فاحملادثات التي جرت في جنيف بني إيران‬ ‫‪30‬‬


‫أفكار‬

‫إيران ودبلوماسية التقيّة‬

‫صورة بالقمر الصناعي ملوقع يحتمل أن يكون ملنشأة نووية في ‪ 27‬سبتمبر أيلول ‪ 2009‬في مدينه قم‬

‫العدد ‪1527‬‬

‫‪29‬‬


‫أكثر من رأي‬

‫اليمن بحاجة إلنقاذ‬

‫طوق النجاة ليس صناع ًة ميني ًة هذه املرّة!‬ ‫عندما تكون الظروف الداخلية غير مهيأة حلل األزمة‪ ،‬فإنه ال مناص من اللجوء إلى طرف خارجي نزيه ومحايد ليتدخل إلنقاذ‬ ‫ما ميكن إنقاذه‪ ،‬التدخل اخلارجي كضرورة حلل أزمة التمرد في صعدة‬

‫من املعروف أن التدخل اخلارجي في‬ ‫الشؤون الداخلية ألي بلد غالبا ً ما يكون‬ ‫نتيجة لعوامل ضعف داخلية‪ ،‬فالدول‬ ‫عندما تعجز عن ّ‬ ‫حل مشاكلها الداخلية‬ ‫فإن ذلك يستدعي بالضرورة تدخل قوى‬ ‫وأطرافا ً إقليمية ودولية‪ ،‬بغض النظر عن‬ ‫طبيعة هذا التدخل ودوافع كل طرف‬ ‫ونواياه احلقيقية منه‪.‬‬ ‫والواقع أن اليمن في هذه املرحلة يعاني‬ ‫من أزمات مركبة وحادة على األصعدة‬ ‫كافة‪ ،‬السياسية واالقتصادية واألمنية‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬ولكن أبرز تلك األزمات هي‬ ‫تلك احلرب الضروس الدائرة في شمال‬ ‫البالد وحتديدا ً في محافظة صعدة بني‬ ‫اجليش واملتمردين احلوثيني‪.‬‬ ‫فهذه احلرب التي اندلعت في عام ‪2004‬‬ ‫ما زالت مستمرة‪ ،‬وإن توقفت مؤقتا ً‬ ‫في فترات مختلفة‪ ،‬واآلن ها هي احلرب‬ ‫السادسة يشتد أوتارها وتتسع أبعادها‬ ‫وتتعدد أطرافها ويزداد ضحاياها من‬ ‫املدنيني والعسكريني‪ ،‬ورغم ذلك ال يوجد‬ ‫في األُفق بوادر حلل األزمة داخلياً‪ ،‬سواء‬ ‫جلهة احلسم العسكري أو جلهة احلل‬ ‫السياسي‪.‬‬ ‫ومع تفهمنا لهواجس احلكومة ومخاوفها‬ ‫حيال الوساطة اخلارجية‪ ،‬لكن األمور في‬ ‫اليمن تبدو معقدة بالفعل إلى درجة أنها‬ ‫حتتاج إلى تدخل خارجي‪ ،‬وليس العكس‪،‬‬ ‫بحيث يساعد على حلحلة الوضع املتأزم‬ ‫في البلد‪ ،‬كما حدث مثال ً في لبنان من‬ ‫خالل اتفاق الدوحة بني الفرقاء اللبنانيني‪.‬‬ ‫وفي اعتقادي أن التدخل اخلارجي من قبل‬ ‫طرف نزيه ومحايد وليست لديه أجندة‬ ‫سياسية خاصة ليقوم بدور الوسيط‬ ‫ويقرب وجهات النظر بني أطراف النزاع‪،‬‬ ‫ويساعد على إيجاد أرضية مالئمة ميكن‬ ‫البناء عليها لوضع حل نهائي وشامل‬ ‫لهذه حرب الكارثية‪ ،‬هو أمر ضروري لعدة‬ ‫أسباب أهمها‪:‬‬ ‫أن حل أزمة صعدة داخليا ً ومن دون‬ ‫االستعانة بطرف خارجي يتطلب وجود‬ ‫ح ٍّد أدنى من االستقرار والتوافق بني‬ ‫القوى واألحزاب السياسية والفاعلني‬ ‫اآلخرين‪ ،‬وهذا ما ال يتوفر حاليا ً في اليمن‪.‬‬ ‫فاألزمات السياسية واألمنية‪ ،‬سواء في‬ ‫صعدة أو في اجلنوب أو تعاظم خطر‬ ‫تنظيم القاعدة‪ ،‬كلها قضايا وحتديات‬ ‫عليها خالف كبير وتباين شديد في الرؤى‬ ‫‪ 10‬اكتوبر ‪2009‬‬

‫سقاف عمر السقاف‬ ‫بني القوى السياسية اخملتلفة‪ ،‬وحتديدا ً‬ ‫بني حزب املؤمتر الشعبي العام احلاكم‬ ‫وأحزاب املعارضة الرئيسية املنضوية في‬ ‫إطار تكتل «اللقاء املشترك»‪.‬‬

‫فشلت في السابق جميع جهود‬ ‫الوساطة التي قامت بها أطراف وجلان‬ ‫سياسية وقبلية وشخصيات اجتماعية‬ ‫ودينية بارزة‪ ،‬وذلك منذ اندالع احلرب في‬ ‫عام ‪ 2004‬في وقف القتال في صعدة‪.‬‬ ‫كما فشلت خطوات حكومية أخرى‬ ‫لتهدئة الوضع هناك‪ ،‬ومنها مبادرة‬ ‫احلكومة في أيلول‪ /‬سبتمبر ‪2005‬‬ ‫مبناسبة الذكرى الثالثة واألربعني‬ ‫لقيام الثورة‪ ،‬وفيها أعلن الرئيس علي‬ ‫عبداهلل صالح عن دفع تعويضات ألسرة‬ ‫حميدالدين الذين حكموا شمال اليمن‬ ‫حتى قيام الثورة في العام ‪ ،1962‬كما‬ ‫فشلت تدابير وإجراءات أخرى لوقف‬ ‫احلرب من طرف واحد مثلما حدث في‬ ‫العام املاضي عندما أعلن الرئيس صالح‬ ‫انتهاء احلرب ووقفها نهائيا ً‪.‬‬ ‫رغم إخفاق الوساطة القطرية‪،‬‬ ‫بالنتيجة‪ ،‬في إنهاء حرب صعدة إال أنها‬ ‫أثبتت أنه في حال تدخل طرف حسن‬ ‫النوايا وليس لديه أي مصالح أو أهداف‬ ‫خاصة فإنه ميكن أن يساهم في حل‬ ‫األزمة وإنهائها‪ .‬فاملقاربة القطرية حلل‬ ‫أزمة صعدة كانت األكثر موضوعية‬ ‫وواقعية‪ ،‬وكادت أن تنجح لوال أنها‬ ‫أغفلت مسائل تتعلق بتوفير آلية‬ ‫متابعة فاعلة ملراقبة وتنفيذ بنود اتفاق‬ ‫الدوحة بني املتمردين والدولة‪ .‬كما أن‬ ‫هناك أطرافا ً خارجية دخلت على اخلط‬ ‫وعملت على إفشال هذه الوساطة‪.‬‬ ‫طرفا النزاع بحاجة ماسة إلى وساطة‬ ‫خارجية‪ ،‬فكالهما غير قادر على حسم‬ ‫املعركة لصاحله‪ ،‬وكالهما يتكبد خسائر‬ ‫بشرية ومادية ومعنوية هائلة‪ ،‬وبالتالي‬ ‫فإن الطرفني بحاجة إلى وسيط خارجي‬ ‫حلل األزمة حتى وإن أبديا عكس ذلك‪.‬‬ ‫واحلقيقة أن اليمن كما هو بحاجة اليوم‬ ‫إلى جهود ونوايا حقيقية ومخلصة‬ ‫داخليا ً للخروج من أزمة صعدة بسالم‪،‬‬ ‫فإنه كذلك يحتاج إلى مساعدة من‬

‫طرف أو أطراف خارجية‪ ،‬إقليمية أو دولية‪،‬‬ ‫خصوصا ً أن احلل داخليا ً بات مستعصيا ً‬ ‫كما أوضحنا سابقاً‪ ،‬ولكن يجب التعامل‬ ‫مع أي دور أو تدخل خارجي بحذر‪ ،‬ويجب‬ ‫التأكد دوما ً من نوايا أصحاب الوساطة‬ ‫أو املبادرة املطروحة‪ .‬فأي طرف يدخل على‬ ‫خط الوساطة في أزمة صعدة يجب أن‬ ‫يكون ذو مصداقية وينشد احلل ومساعدة‬ ‫اليمن على جتاوز أزمته بالدرجة األولى‪.‬‬

‫ومع استبعادنا استئناف الوساطة‬ ‫القطرية على األقل في املرحلة الراهنة‪،‬‬ ‫فإن هناك قوى أو أطراف إقليمية ميكنها‬ ‫لعب هذا الدور في اليمن مثل مصر‬ ‫أو تركيا‪ .‬فكال الدولتني في حال أبدتا‬ ‫استعدادهما للتدخل في حل أزمة صعدة‬ ‫طرفي‬ ‫ستلقيان في اعتقادي قبوال ً من‬ ‫ّ‬ ‫النزاع‪ ،‬كما أن الدولتني لديهما مقومات‬ ‫مهمة ألداء مثل هذا الدور‪ .‬فمصر بحكم‬ ‫عالقتها السياسية والتاريخية باليمن‬ ‫ميكن أن تقوم باملهمة بنجاح‪ .‬كما أن‬ ‫مصر تريد أن تستعيد دورها السياسي‬ ‫ومكانتها اإلقليمية في املنطقة بعد أن‬ ‫شهد هذا الدور بعض التراجع في العقود‬ ‫املاضية‪ ،‬وتركيا بدورها متحفزة أيضا ً‬ ‫وماضية في سياسة «إعادة التموضع»‬ ‫باجتاه املشرق العربي‪ ،‬وهي تبحث عن أدوار‬ ‫سياسية وإقليمية محورية في املنطقة‪.‬‬ ‫وهنا أعتقد أن تدخل أيا ً من الدولتني‬ ‫حلل أزمة صعدة سيحقق لها بعضا ً‬ ‫مما تطمح إليه‪ ،‬وفي نفس الوقت هناك‬ ‫حظوظ كبيرة لنجاحها في انتشال‬ ‫اليمن من مأزقها وإنهاء احلرب الطويلة‬ ‫في صعدة‪.‬‬

‫وفي التحليل النهائي‪ ،‬نستطيع القول‬ ‫بأن اليمن في حال عجزت عن حل‬ ‫أزماتها مشاكلها الداخلية املتفاقمة‪،‬‬ ‫وفي حال نأت القوى اإلقليمية والدولية‬ ‫عن التدخل اإليجابي ومد يد العون لها‪،‬‬ ‫يتحول إلى‬ ‫فإن اليمن ال شك سوف‬ ‫ّ‬ ‫دولة فاشلة أو رمبا ينهار كلياً‪ ،‬وعندها‬ ‫لن تتوقف اآلثار السلبية لذلك االنهيار‬ ‫عند احلدود اليمنية وإمنا سوف تتجاوزها‬ ‫إلى تهديد األمن واالستقرار اإلقليم‬ ‫برمته‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫باحث في مركز البحوث واملعلومات‬ ‫بوكالة األنباء اليمنية‬ ‫‪28‬‬


‫أكثر من رأي‬

‫اليمن سيد نفسه!‬

‫أزمة صعدة بني التدخل اخلارجي واحللول الوطنية ‬

‫ي تدخالت خارجية تزيد الوضع تأزما ً وتعقيداً‪،‬‬ ‫لن حُتل أزمة التمرد احلوثي سوى في إطار حل داخلي شامل‪ ،‬ينأى بها عن أ ّ‬ ‫وهذا هو اخملرج الوحيد لليمن‪.‬‬

‫يعتقد البعض أن عالقة أطراف وقوى‬ ‫إقليمية مؤثرة بطرفي الصراع في صعدة‬ ‫(الدولة اليمنية وخصومها احلوثيني)‬ ‫ميكنها أن تساهم في جناح أي وساطة‬ ‫تقوم بها هذه األطراف لوقف احلرب‬ ‫وحلّ األزمة‪ ،‬بيد أننا نعتقد أن العكس هو‬ ‫طرفي النزاع من‬ ‫الصحيح‪ .‬ذلك أن موقف‬ ‫ّ‬ ‫هذه األطراف والقوى اإلقليمية املؤثرة‬ ‫طرفي نقيض‪ ،‬فالسلطة في اليمن ال‬ ‫على‬ ‫ّ‬ ‫ميكن أن تقبل أي وساطة من قبل إيران‬ ‫أو أي جهات شيعية أخرى‪ ،‬العتقادها‬ ‫أن هذه األطراف غير محايدة وأنها‬ ‫تقدم الدعم املادي واملعنوي للمتمردين‬ ‫احلوثيني‪ ،‬وهو ما ظهر بوضوح في‬ ‫احلرب السادسة‪ ،‬سواء من خالل التعاطف‬ ‫اإلعالمي لقنوات ووسائل إعالم شيعية مع‬ ‫احلوثيني أو تصريحات ملسئولني إيرانيني‬ ‫وقيادات شيعية دينية وسياسية عراقية‪.‬‬ ‫كما أن مثل هذه الوساطة ستكون‬ ‫مرفوضة من دول اجلوار (اململكة‬ ‫العربية السعودية حتديدا ً) التي سترى‬ ‫فيها جناحا ً للنفوذ اإليراني في املنطقة‪،‬‬ ‫مبا يحمله ذلك من مخاطر على أمن دول‬ ‫املنطقة واستقرارها‪ ،‬وهو أمر تضعه‬ ‫السلطة اليمنية بعني االعتبار‪ ،‬إذ أكد وزير‬ ‫اخلارجية اليمني رفض أي تدخل خارجي‬ ‫ يقصد إيران‪ -‬في الشأن اليمني الداخلي‬‫ألن هذه التدخالت تضر بأمن املنطقة‬ ‫واستقرارها‪ ،‬وتضر بعالقات دول املنطقة‬ ‫بعضها ببعض‪ ،‬وتثير الكثير من القلق‬ ‫واخملاوف حول أبعاد هذه التدخالت!‬ ‫وهذا التفهم احلكومي للقلق اخلليجي‬ ‫والسعودي حتديدا ً من الدور اإليراني‬ ‫في أزمة صعدة هو ما يدفع احلوثيني‬ ‫لرفض أي مبادرة أو وساطة خليجية حلل‬ ‫أزمة صعدة‪ ،‬إذ ظل اخلطاب اإلعالمي‬ ‫للحوثيني يتهم اململكة العربية السعودية‬ ‫بالتدخل لصالح احلكومة اليمنية واحلرب‬ ‫ضد الشيعة عموماً‪ ،‬ولهذا فإن مجرد‬ ‫إشاعة احلديث عن مشاركة سعودية في‬ ‫احلرب السادسة في صعدة بدا مقبوال ً لدى‬ ‫املقاتلني احلوثيني وحافزا ً لهم على القتال!‬ ‫لهذه األسباب وغيرها تبدو هذه األطراف‬ ‫الرئيسية املؤثرة عاجزة عن أي وساطة‬ ‫إليقاف احلرب‪ ،‬حتى وإن أرادت‪ .‬لقد‬ ‫أبدت إيران استعدادها للوساطة بني الدولة‬ ‫واحلوثيني‪ ،‬كما حاول التيار الصدري‬ ‫بالعراق القيام بدور الوسيط عبر السفير‬ ‫العدد ‪1527‬‬

‫زايد محمد جابر‬

‫اليمني في بيروت‪.‬‬ ‫وقد قال الناطق الرسمي باسم التيار‬ ‫الصدري «لقد حاولنا التد ّخل بوساطة‬ ‫إلنهاء األزمة بني أبناء الشعب اليمني‬ ‫بدوافع عربية وإسالمية‪ ،‬وفق الطرق‬ ‫الدبلوماسية الصحيحة»‪ ،‬لكن احلكومة‬ ‫اليمنيةلمتتجاهلهذهالوساطاتفحسب‪،‬‬ ‫بل رأت فيها دليال ً إضافيا ً على ما ظلّت‬ ‫تؤكده منذ بدء الصراع على تدخل هذه‬ ‫األطراف بالشأن اليمني ودعم التمرد‬ ‫احلوثي‪ ،‬حيث أكد الرئيس علي عبداهلل‬ ‫صالح في مقابلته األخيرة مع قناة اجلزيرة‬ ‫«أن مقتدى الصدر اقترح بدوره التوسط‬ ‫بني احلكومة واحلوثيني‪ ،‬وهذا يعني أن له‬ ‫صلة معهم»‪ .‬كما أكد أن جماعة احلوثي‬ ‫تلقّ ت مساعدات مالية من جهات إيرانية‬ ‫بلغت مائة ألف دوالر‪.‬‬ ‫وفي املقابل‪ ،‬فإن املوقف اخلليجي الذي‬ ‫متخض عن اجتماع وزراء خارجية‬ ‫ّ‬ ‫دول مجلس التعاون بجدة في أواخر آب‪/‬‬ ‫أغسطس املاضي‪ ،‬والذي اكتفى بالتأكيد‬ ‫على دعم اليمن «ملا فيه خير واستقرار‬ ‫األمن في املنطقة»‪ ،‬دون اتخاذ أي قرار‬ ‫يدعم بوضوح العمليات العسكرية ضد‬ ‫احلوثيني‪ ،‬مكتفيا ً بإرسال أمني عام اجمللس‬ ‫إلى صنعاء؛ رأى فيه احلوثيون تأييدا ً‬ ‫ضمنيا ً للحرب واستجابة للطلب احلكومي‬ ‫إلتاحة الفرصة الستمرار العمليات‬ ‫العسكرية ضد احلوثيني من أجل إرغامهم‬ ‫على القبول بشروط الدولة إليقاف احلرب‪.‬‬ ‫ورغم أن احلكومة قد أعلنت تعليق‬ ‫العمليات العسكرية بعد ساعة واحدة من‬ ‫وصول أمني عام مجلس التعاون اخلليجي‬ ‫الذي قال أنه أبلغ اجلانب اليمني مبوقف‬ ‫دول اخلليج‪ ،‬إال أن استئناف احلرب بعد‬ ‫التعليق بساعتني جعل احلوثيني يرون أن‬ ‫ذمة» وتغطية‬ ‫التعليق كان مجرد «براءة ّ‬ ‫على املوقف اخلليجي‪ ،‬وهو في نظرهم‬ ‫املوقف السعودي الداعم لنظام صنعاء‬ ‫باجتاه احلسم العسكري‪.‬‬ ‫هذا التجاذب اإلقليمي كان وال يزال‪ ،‬أحد‬ ‫األسباب الرئيسية إلفشال أي وساطات‬ ‫أخرى‪ ،‬إضافة إلى حتسس السلطة من أي‬ ‫وساطة خارجية والتي تعد‪ ،‬بغض النظر‬ ‫عن مضمونها‪ ،‬مكسبا ً معنويا ً للمتمردين‬

‫احلوثيني بإظهارهم ندا ً للدولة وليس جماعة‬ ‫متمردة وخارجة عن الشرعية الدستورية‪،‬‬ ‫وهو ما أفصح عنه الرئيس صالح بشأن‬ ‫الوساطة القطرية التي أثمرت توقيع‬ ‫احلكومة واحلوثيني التفاق الدوحة عام‬ ‫‪.2007‬‬ ‫إن هذه العوائق التي تعترض الوساطات‬ ‫اخلارجية تؤكد أهمية وضرورة احلل‬ ‫الداخلي ألزمة صعدة‪ ،‬وهناك جهات‬ ‫محلية عدة ميكنها أن تلعب دور الوسيط‬ ‫طرفي النزاع وعلى رأسها أحزاب‬ ‫بني‬ ‫ّ‬ ‫املعارضة (اللقاء املشترك)‪ ،‬التي ميكنها‬ ‫أن تخرج بحلول ميكن أن ترضي طرفي‬ ‫النزاع‪ .‬فأحزاب املعارضة باعتبارها‬ ‫أحزابا ً وطنية وأحد مكونات النظام‬ ‫السياسي اليمني والوجه اآلخر للسلطة‪،‬‬ ‫ال تقل حرصا ً عن احلزب احلاكم في‬ ‫احلفاظ على هيبة الدولة وحقّ ها الدستوري‬ ‫في الدفاع عن الوطن وبسط نفوذها على‬ ‫أراضي اجلمهورية كافة‪.‬‬ ‫وبالتالي‪ ،‬فإن الشروط الستة التي طرحتها‬ ‫اللجنة األمنية العليا على احلوثيني ال ميكن‬ ‫أن تتجاهلها أحزاب املشترك إذا ما أتيح‬ ‫لها القيام بهذه املهمة‪ ،‬إذ ليس فيها ما هو‬ ‫مجحف أو غير قانوني رمبا باستثناء شرط‬ ‫الكشف عن اخملتطفني األجانب لنفي‬ ‫احلوثيني عالقتهم بذلك‪.‬‬ ‫وفي املقابل‪ ،‬فإن موقع املشترك باعتباره‬ ‫التكتل الرئيسي للمعارضة وعالقته ‪-‬‬ ‫ورمبا تعاطف بعض أطراف املشترك‪-‬‬ ‫مع احلوثي‪ ،‬من شأنه أن يطمئن احلوثيني‬ ‫بعدم جتاهل مطالبهم املشروعة مثل‬ ‫إطالق املعتقلني‪ ،‬والسماح لهم مبمارسة‬ ‫معتقداتهموشعائرهمالدينية‪،‬وضمانعدم‬ ‫مالحقتهم أو التضييق عليهم‪..‬الخ‪.‬‬ ‫لقد آن األوان ألحزاب املعارضة للقيام‬ ‫بهذه املهمة والواجب الوطني‪ ،‬وعلى‬ ‫السلطة أن تدفع وتبارك مثل هذا الدور‬ ‫الذي لن يُساهم في إيقاف نزيف الدم اليمني‬ ‫في صعدة فحسب‪ ،‬وإمنا من شأنه أن يعيد‬ ‫الثقةبنيطرفياملعادلةالسياسية(السلطة‬ ‫واملعارضة)‪ ،‬وميثل املدخل الرئيسي‬ ‫حلوار وطني جاد وشامل حلل جميع‬ ‫األزمات الوطنية في البالد‪.‬‬

‫باحث ومحلل سياسي ميني‪.‬‬ ‫‪27‬‬


‫أكثر من رأي‬

‫تكلفة عدم التدخل في اليمن؟‬ ‫ال متلك اليمن اإلمكانيات لبسط األمن واإلستقرار في أراضيها‪ ،‬وبالتالي فإن ترك اليمن تقاتل لوحدة في ظل ظروف معقدة وصعوبات جمة‬ ‫قد يصل باليمن الى حافة الفوضى واالنهيار التام مما قد يؤثر على جيران اليمن‪.‬‬

‫الدول العربية ال ترغب في أن‬ ‫يتدخل أحد في شئونها الداخلية‪ ،‬حتى‬ ‫لو كانت على وشك أن تفقد السيطرة‬ ‫على مشكالت تهدد أمنها القومى‪ ،‬فال‬ ‫توجد ثقة واحلالة الوحيدة التي ميكن‬ ‫أن تقبل فيها بتدخالت‪ ،‬هو أن تساندها‬ ‫الدول اجملاورة أو املؤثرة فيما تقوم‬ ‫هى به بالطريقة التى تريدها‪ ،‬مما يخلق‬ ‫موقفا ً حرجاً‪ ،‬فقد يكون لدى األطراف‬ ‫اخلارجية تقدير آخر بشأن الطريقة‬ ‫التى تدار بها املشكلة أصالً‪ ،‬كما أنها‬ ‫قد تخشى من تورطها فى حقول ألغام‬ ‫تنفجر فى وجهها‪ ،‬فى مراحل تالية‪.‬‬ ‫هذه«قاعدةاشتباك»مفهومةفىمعظم‬ ‫العواصم العربية‪.‬‬ ‫لكن فى كل مرة تواجه فيها دولة‬ ‫عربية أزمات داخلية مسلحة تتعرض‬ ‫تلك القاعدة إلعادة االختبار‪ ،‬وهو‬ ‫مايبدو أنه يتكرر مرة أخرى فى حالة‬ ‫اليمن‪ ،‬فما يجرى داخلها ليس قضية‬ ‫مينية فقط‪ ،‬على األقل بالنسبة لقوى‬ ‫عربية كبيرة مثل السعودية ومصر‪،‬‬ ‫فهى دولة جوار جغرافى بالنسبة‬ ‫للسعودية ودولة جوار إستراتيجى‬ ‫بالنسبة ملصر‪ ،‬وقد يؤدى جتاهل الدولتني‬ ‫ملا يدور فيها إلى تهديدات جادة ألمنهما‬ ‫أو مصاحلهما‪ ،‬فسوف جتد السعودية‬ ‫نفسها فى مواجهة مشكلة تشبه‬ ‫«غزة» بالنسبة ملصر‪ ،‬وستتحول‬ ‫احلدود التى يبلغ طولها إلى ‪1500‬‬ ‫كلم إلى منطقة عمليات‪ ،‬أما مصر‪،‬‬ ‫فإنها ستخرج كل السيناريوهات‬ ‫اخلطرة املتعلقة بأمن البحر األحمر‪ ،‬أو‬ ‫التهديدات العابرة للحدود من األدراج‪.‬‬ ‫وفى احلقيقة‪ ،‬لم تكن هناك أبدا ً‬ ‫حسابات بسيطة فيما يتعلق بتعامل‬ ‫الدولتني مع أى تطورات تتعلق باليمن‪،‬‬ ‫ومن الواضح أن كل من الرياض والقاهرة‬ ‫كانتا تأمالن أن تتمكن احلكومة‬ ‫اليمنية من التعامل مع املشكالت‬ ‫التى تواجهها‪ ،‬من جانب احلوثيني فى‬ ‫الشمال‪ ،‬ومن جانب االنفصاليني فى‬ ‫اجلنوب‪ ،‬وتراقبان بقلق اتساع نطاق‬ ‫نشاطات القاعدة داخل اليمن‪ ،‬أو ارتباط‬ ‫بعض اليمنيني بأنشطة القرصنة فى‬ ‫خليج عدن‪ ،‬وكانت أسوأ كوابيسهما‬ ‫‪ 10‬اكتوبر ‪2009‬‬

‫د‪.‬محمد عبد السالم‬ ‫معا ً هو أن تتحول اليمن إلى ما أصبح‬ ‫يسمى «دولة فاشلة»‪ ،‬فرغم تشكك‬ ‫كثير من اليمنيني فى نوايا الدول اجملاورة‬ ‫أو القريبة‪ ،‬تؤكد مصادر ذات ثقل فى‬ ‫الدولتني أن استقرار وانضباط اليمن‬ ‫كان ميثل دائما مصلحة إستراتيجية‬ ‫ملصر والسعودية‪.‬‬ ‫بالتالى‪ ،‬فإن القناعة السائدة فى‬ ‫الدولتني‪ ،‬والتى يتم التعبير عنها‬ ‫أوال ً ويتم احلديث عنها بشكل معلن‪،‬‬ ‫هو أن ثمن جتاهل ما يجرى فى اليمن‬ ‫سيكون كارثياً‪ ،‬فنظرة سريعة للتقارير‬ ‫السعودية حول نشاطات التهريب‬ ‫على احلدود اجلنوبية‪ ،‬توضح ملاذا فكرت‬ ‫الرياض فى إقامة «سور» مع اليمن‪،‬‬ ‫ورمبا ال يعلم كثيرون أن التخطيط‬ ‫حملاولة اغتيال أحد أشهر رؤساء وزراء‬ ‫مصر‪ ،‬وهو د‪.‬عاطف صدقى‪ ،‬عام ‪1993‬‬ ‫قد جرى فى اليمن‪ .‬مما أدى إلى قطع‬ ‫مصر لالتصاالت الهاتفية بني الدولتني‬ ‫بعد أن متركزت كثير من عناصر جماعة‬ ‫اجلهاد واجلماعة اإلسالمية املصرية‬ ‫هناك‪.‬‬ ‫إضافة إلى أن وصول « األيدى‬ ‫اإليرانية» إلى اليمن ميكن أن يثير‬ ‫احتماالت ال نهاية لها‪ ،‬كما جرى‬ ‫انطالقا ً من قطاع غزة‪ ،‬أو من الضاحية‬ ‫اجلنوبية فى بيروت‪ ،‬جتاه مصر‪.‬‬ ‫لكن العاصمتني تفهمان أيضا ً أن‬ ‫ثمن التدخل فى اليمن سيكون فادحا ً‬ ‫بدرجة يبدو منها أن هذا اخليار غير‬ ‫قائم‪ ،‬سوى نظرياً‪ ،‬لسبب بسيط ومقنع‬ ‫وهو أن الدولتان لديهما خبرات مباشرة‬ ‫سابقةفىالتدخلفىاليمن‪،‬فقدتدخلت‬ ‫مصر فى اليمن عسكريا ً خالل الستينات‬ ‫وأصبحت لديها عقدة‪ ،‬وقد علق أحد‬ ‫العسكريني املصريني السابقني على‬ ‫حرب صعدة‪ ،‬بأنه يعرف تلك املناطق‪.‬‬ ‫ويقال أن السعودية قد حاولت التأثير‬ ‫بشكل ما فى حرب ‪ 1994‬داخل‬ ‫اليمن‪ ،‬وأشياء أخرى‪ ،‬وكانت التداعيات‬

‫كبيرة‪ ،‬وعادة ما ال يتم احلديث كثيرا ً‬ ‫فى املنطقة العربية عن تلك اخلبرات‬ ‫احلساسة‪ ،‬لكن النقطة احلاسمة‪ ،‬هى‬ ‫أن أحدا ً ال يريد التدخل املباشر‪ ،‬حتى لو‬ ‫طلب منه ذلك رسميا ً‪.‬‬ ‫إن مصادر مينية من داخل السلطة في‬ ‫صنعاء‪ ،‬تقرر أن هناك من يتدخل بالفعل‬ ‫فى شؤونها اخلاصة‪ ،‬فى اجتاهات ال‬ ‫ترغب احلكومة فيها‪ ،‬وتتم اإلشارة‬ ‫إلى ثالث دول‪ ،‬اثنتان منها عربية‪،‬‬ ‫والثالثة هى إيران التى أصبحت هناك‬ ‫أدلة مؤكدة على دعمها للحوثيني‪ ،‬لكن‬ ‫بالنسبة ملصر والسعودية على األقل‪،‬‬ ‫فإن الواضح هو إنهما تؤيدان اجتاهات‬ ‫احلكومة فى صنعاء‪ ،‬إلنهاء املوقف‬ ‫احلالى‪ ،‬ورمبا – حسب مصادر مختلفة‬ ‫– تدعمانها بشكل ما‪ ،‬فى مواجهة‬ ‫احلوثيني والقاعدة‪ ،‬ورمبا أيضا تقدمان‬ ‫بعض النصائح والوساطات فيما يتعلق‬ ‫مبشكلة اجلنوبيني‪ ،‬ال أحد يعرف‬ ‫بالضبط‪ ،‬أما ما بقى فإنه ميكن تفسيره‬ ‫بشكل مقنع‪ ،‬وهما فى كل األحوال ليستا‬ ‫إيران‪.‬‬ ‫لكن يظل هناك سؤال ال يرغب أحد‬ ‫فى القاهرة أو الرياض فى اإلجابة عنه‪،‬‬ ‫بل ال يتمنى أحد بالفعل أن يضطر‬ ‫إلى التفكير فيه‪ ،‬وهو ‪ :‬ماذا لو إنهار‬ ‫الوضع فى اليمن‪ ،‬أو وضح أن األمور‬ ‫تخرج عن نطاق السيطرة‪ ،‬أو لم تستمع‬ ‫صنعاء مبا يكفى إلى «التقديرات‬ ‫الصديقة» من جانب األشقاء‪ ،‬أو بدأت‬ ‫واشنطن – املتأهبة متاما للتعامل مع‬ ‫السيناريوهات السيئة باليمن – فى‬ ‫حتويل مواقفها‪ .‬هنا‪ ،‬ال يزعم أحد أن‬ ‫لديه إجابة محددة‪ ،‬لكن املنطق يشير‬ ‫إلى أنه إذا كان التدخل الثقيل غير وارد‬ ‫فى حالة وجود مؤشرات انهيار‪ ،‬فإن‬ ‫اخليار العقالنى هو أنه يجب منع وقوع‬ ‫مثل تلك االحتماالت أصال‪ ،‬وهو مايبدو‬ ‫أنه يحدث من جانب الدولتني‪ ،‬فاليمن‪،‬‬ ‫مرة أخرى‪ ،‬أهم من أن تترك هكذا‪.‬‬ ‫مدير برنامج األمن اإلقليمي‬ ‫مبركز األهرام للدراسات السياسية‬ ‫واإلستراتيجية بالقاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬ ‫‪26‬‬


‫أكثر من رأي‬

‫هل فتحت حرب صعدة الباب لتدخل إقليمى؟‬ ‫اليمن بني الداخل واخلارج‬

‫اليمن دولة فقيرة ومعدمة ولم تتوقف االضطرابات فيها منذ توح ّد اليمن الشمالي واجلنوبي في عام ‪ .1990‬ظاهرة احلوثيني التي ظهرت على السطح في‬ ‫اليمن عام ‪ 2004‬ال تبدو األخيرة في اليمن‪ ،‬لكن املعارك بني القوات اليمنية واحلوثيني تزداد ضراوة يوما ً بعد يوم على نحو يهدد سيادة اليمن ووحدة‬ ‫أراضيها ويقلق جيران اليمن‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬جتدر اإلشارة إلى أن جليران اليمن مصالح متضاربة مما يجعلهم يدعمون طرفا ً على حساب األخر‪.‬‬ ‫حتى اآلن وقفت السعودية ومعظم الدول العربية مع اليمن في‬ ‫قتالها ضد احلوثيني‪ ،‬في حني يبدو أن إيران وقوى شيعية أخرى في‬ ‫العالم العربي تدعم احلوثيني في متردهم ضد احلكومة اليمنية‪ .‬هذا‬ ‫الوضع جعل الكثيرين يتسألون‪ :‬ما اخملرج ملشكلة اليمن‪ ،‬داخلي أم‬ ‫خارجي؟ وهل متلك اليمن من القدرات واإلمكانيات ما يجعلها حتل‬ ‫مشاكلها بنفسها أم أن اليمن بحاجة لتدخل خارجي ملموس يضع‬ ‫حدا ً ملشاكلها وللتمرد الذي يدور على أراضيها؟‬ ‫‪© Getty Image‬‬

‫العدد ‪1527‬‬

‫‪25‬‬



‫قصة الغالف‬ ‫وعلى غرار أسلوب حزب اهلل‪ ،‬جمع احلوثي‬ ‫وأتباعه أموال الزكاة وأسسوا اجلمعيات‬ ‫اخليرية‪ ،‬مما كان في الواقع مبثابة مؤسسات‬ ‫دولة داخل الدولة في اليمن‪ ،‬بحيث قد‬ ‫يصبح احلوثيون في الوقت املناسب‬ ‫قادرين على حتدي احلكومة اليمنية وفرض‬ ‫فكرهم السياسي وبالتالي كسب املزيد‬ ‫من السلطة في اليمن‪.‬‬ ‫لقد أراد حسني تكوين نظام اقتصادي‬ ‫مكتف ذاتياً‪ ،‬من شأنه أن يوفر اإلعالة‬ ‫ألتباعه ويجبر احلكومة اليمنية على‬ ‫اإلذعان ملطالب احلوثيني‪ .‬وكان تأثير هذه‬ ‫اإلجراءات مهما ً بشكل خاص بسبب‬ ‫نقص التنمية في اليمن‪ .‬فنسبة‬ ‫املتعلمني في البالد تبلغ ‪ ٪ 55‬فقط من‬ ‫السكان‪ ،‬وميوت نحو ‪ ٪ 20‬من السكان‬ ‫قبل بلوغهم سن األربعني‪ .‬وانطوت هذه‬ ‫اإلجراءات على حتسن ملحوظ في مستوى‬ ‫معيشتهم‪ .‬وبهذه الطريقة تزايدت قوة‬ ‫احلوثي وحركته‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ولم تكن املساعدة االقتصادية التي قدمها‬ ‫حسني إلى احلوثيني فقط هي التي زادت‬ ‫التأييد له‪ ،‬ولكنها كانت شخصية حسني‬ ‫اجلذابة أيضاً‪ ،‬والذي ألقى خطبا ً ثورية في‬ ‫املساجد‪ .‬في هذه اخلطب صور حسني‬ ‫احلكومة اليمنية باعتبارها تابعا ً ألمريكا‬ ‫وإسرائيل‪ ،‬وأبرز مثال حركة حزب اهلل‬ ‫اللبناني‪ .‬ونتج عن مقارنته بتلك األطراف‬ ‫تطور جانب هام من الصراع‪ ،‬وهو عالقة‬ ‫احلركة بحركات أخرى وتأثير الدول اجملاورة‪.‬‬

‫البحث عن السعادة‬ ‫بينما كان صائغو إعالن االستقالل‬

‫يعكفون على بلورة ميثاق املبادئ‬ ‫األمريكية‪ ،‬فقد واجههم قرار صعب‪ .‬فمن‬ ‫منطلق تفهمهم أن الثراء ال ميكن أن يكون‬ ‫وعدا مينى به اجلميع‪ ،‬ومع اإلقرار في ذات‬ ‫الوقت بأهمية املساواة من أجل استقرار‬ ‫ومنو الوطن‪ ،‬فقد أعلنوا بدال ً من ذلك أن كل‬ ‫األفراد يستحقون «احلياة واحلرية وفرصة‬ ‫السعي إلى حتقيق السعادة»‪ .‬ومن نواح‬ ‫عديدة‪ ،‬فلكي تستطيع اليمن إعادة‬ ‫تدشني اسمها باعتبارها اليمن السعيد‪،‬‬ ‫فعليها أن تفي بوعد مشابه قد قطعته‬ ‫على نفسها في دستور ‪.1994‬‬ ‫وفي هذا الدستور تعلن اليمن أن‬ ‫«االقتصاد القومي لليمن يقوم على‬ ‫احلرية التي تفيد الفرد واجملتمع وتعزز‬ ‫االستقالل الوطني»‪ .‬إن العوامل التي‬ ‫تبرز احلركة احلوثية يتضح منها أن الصراع‬ ‫الدائر بني احلوثيني واحلكومة اليمنية‬ ‫يشي عن عدم قدرة الدولة على تقدمي‬ ‫التنمية الكافية للطبقات االجتماعية‬ ‫اخملتلفة داخل الدولة‪ .‬ومنذ توحيدها‬ ‫عام ‪ ،1990‬لم تتوقف اليمن عن املرور‬ ‫بطفرات عديدة سواء على اجلبهة اجلنوبية‬ ‫أو الشمالية‪ .‬إن مشكلة اليمن ال تكمن‬ ‫في األيديولوجية وحدها‪ .‬فاليمن يعاني‬ ‫من فقر طاحن‪ ،‬يعلن عن نفسه في شكل‬ ‫حركات أيديولوجية مثل حركة احلوثيني‪.‬‬ ‫وبالرغم من أنه مت عقد العديد من‬ ‫االتفاقيات بني احلكومة وحركة احلوثيني‬ ‫من أجل وضع حد للقتال الدائر‪ ،‬فلم يطل‬ ‫أمد أي منها أكثر من بضعة أشهر‪ .‬فمن‬ ‫ناحية‪ ،‬تستشعر احلكومة اليمنية باحلاجة‬ ‫إلى استعراض سلطتها املطلقة داخل‬ ‫اليمن‪ ،‬خوفا ً من إمكانية أن تنتفض ضدها‬ ‫جماعات أخرى وتقوض سلطتها‪ .‬ومن‬

‫ناحية أخرى‪ ،‬فإن دولة اليمن مبواردها‬ ‫احملدودة عاجزة عن تقدمي الرعاية‬ ‫االجتماعية ملواطنيها‪ .‬فهي تدور في فلك‬ ‫حتالفات إقليمية ودولية ال تقدم دوما ً حلوال ً‬ ‫مناسبة ملشكالت اليمن أو غيرها من‬ ‫الدول مبوجب هذه التحالفات‪.‬‬ ‫ويترتب على ذلك أن القتال بني احلوثيني‬ ‫واحلكومة اليمنية لن يتم تسويته‬ ‫بطريقة سلمية‪ .‬ومن األرجح أن تقوم‬ ‫احلكومة اليمنية بوضع حد لهذا الصراع‬ ‫من خالل استخدام القوة‪ ،‬كما تهدف‬ ‫حاليا ً عن طريق عملية األرض احملروقة‪.‬‬ ‫ويتميز احلوثيون بقلة عددهم‪ .‬وهم برغم‬ ‫متركزهم في اجلبال واخملابئ الوعرة‪ ،‬فليس‬ ‫لديهم من القوة الكافية ما ميكنهم من‬ ‫مواجهة القوات اليمنية لفترة طويلة‪،‬‬ ‫رغم أنه من امللحوظ أنهم قد حازوا أرض‬ ‫املعركة لوقت طويل في قتالهم ضد‬ ‫الدولة اليمنية‪.‬‬ ‫كما أن احلوثيني ال يتمتعون بالتأييد الكامل‬ ‫من جانب اجملتمع الزيدي الذي ينتمون‬ ‫إليه وإمنا يستلهمون العون من قوى‬ ‫خارجية غير مجاورة لهم جغرافياً‪ ،‬وهذا‬ ‫يضع احلوثيني في مأزق كبير‪ .‬وإلى حد‬ ‫بعيد‪ ،‬ال ميثل احلوثيون املشكلة الوحيدة‬ ‫التي تواجهها احلكومة اليمنية اليوم‪ ،‬إال‬ ‫أنهم يشكلون قائمة عريضة من التذمرات‬ ‫التي منشؤها التوترات التحتية الكامنة‬ ‫داخل اجملتمع اليمني‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن فهم‬ ‫ماهية احلوثيني وسبب قتالهم للحكومة‬ ‫يلقي الضوء على أهمية التنمية االقتصادية‬ ‫واجملتمعية التي حتتاج إليها اليمن من‬ ‫أجل إقامة سالم دائم‪.‬‬

‫تاريخ احلرب احلوثية‬ ‫يونيو ‪2004‬‬

‫دخلت قوات احلكومة في‬ ‫حرب مع أنصار رجل الدين‬ ‫املنشق‪ ،‬حسني احلوثي‪ ،‬في‬ ‫الشمال‪ .‬و قد تراوحت أعداد‬ ‫القتلى بني ‪ 80‬و أكثر من‬ ‫‪ 600‬قتيل‪.‬‬

‫سبتمبر ‪2004‬‬

‫صرحت احلكومة بأن قواتها‬ ‫قد متكنت من قتل رجل‬ ‫الدين املنشق‪ ،‬حسني‬ ‫احلوثي‪ ،‬زعيم التمرد احلوثي‬ ‫في الشمال‪.‬‬

‫أبريل ‪2005‬‬

‫مقتل أكثر من ‪ 200‬شخص‬ ‫في القتال الذي نشب‬ ‫العدد ‪1527‬‬

‫مجددا بني القوات احلكومية‬ ‫و املتمردين احلوثيني‪.‬‬

‫مايو ‪2005‬‬

‫أعلن الرئيس على عبد اهلل‬ ‫صالح أن زعيم التمرد في‬ ‫الشمال قد وافق على إنهاء‬ ‫التمرد في مقابل حصول‬ ‫املتمردين على عفو عام‪.‬‬

‫مارس ‪2006‬‬

‫اإلفراج عن أكثر من ‪600‬‬ ‫من أتباع احلوثي الذين مت‬ ‫اعتقالهم في عام ‪2004‬‬ ‫بعدما مت العفو عنهم‪.‬‬

‫سبتمبر ‪2006‬‬

‫الرئيس علي عبد اهلل صالح‬

‫يفوز بفترة والية أخرى في‬ ‫االنتخابات‪.‬‬

‫مارس ‪2007‬‬

‫قتل و إصابة العشرات‬ ‫بجروح بالغة في‬ ‫االشتباكات التي جرت‬ ‫بني قوات األمن و املتمردين‬ ‫احلوثيني في الشمال‪.‬‬

‫يونيو ‪2007‬‬

‫زعيم املتمردين عبد امللك‬ ‫احلوثي يقبل وقف إطالق‬ ‫النار‪.‬‬

‫أغسطس ‪2007‬‬

‫منع املواطنني من حمل‬ ‫األسلحة النارية في‬

‫صنعاء‪ .‬و جترمي املظاهرات‬ ‫التي تتم بدون تصريح‪.‬‬

‫يناير ‪2008‬‬

‫جتدد االشتباكات بني قوات‬ ‫األمن و املتمردين احلوثيني‪.‬‬

‫أغسطس ‪2009‬‬

‫أعلنت القوات احلكومية‬ ‫أنها قتلت أكثر من ‪100‬‬ ‫من املتمردين احلوثيني في‬ ‫الهجوم العسكري الكبير‬ ‫الذي شنته على إقليم‬ ‫صعدة‪.‬‬

‫سبتمبر ‪2009‬‬

‫لم يتم احترام وقف إطالق‬ ‫النار‪ ،‬وأفادت التقارير أن‬

‫القتال ال يزال مستمرا على‬ ‫الرغم من الهدنة املشروطة‬ ‫التي دعت إليها احلكومة‬ ‫في صراعها مع املتمردين‬ ‫الشيعة في الشمال‪.‬‬

‫أكتوبر ‪2009‬‬

‫مقتل العشرات على‬ ‫إثر غارة جوية قامت بها‬ ‫القوات احلكومية‪ .‬وقد‬ ‫أجرى اجليش اليمنى‬ ‫حتقيقا مكثفا حول‬ ‫التقارير التي أفادت بأن‬ ‫إحدى الغارات اجلوية‬ ‫التي استهدفت املتمردين‬ ‫احلوثيني قد قتلت عددا من‬ ‫النازحني اليمينني املدنيني‬ ‫بطريق اخلطأ‪.‬‬ ‫‪23‬‬


‫قصةالغالف‬ ‫اإلسالمي بنموذج بديل للحكم‪.‬‬ ‫وحقا ً سافر الزعيم األصلي للحوثيني‪،‬‬ ‫حسني احلوثي‪ ،‬إلى إيران أثناء منفاه وتأثر‬ ‫إلى حد كبير بتعاليم آية اهلل اخلميني‪ .‬إال‬ ‫أن املزاعم التي تقول إنه كان من أتباع‬ ‫اخلميني يصعب إثباتها‪ .‬وبدال ً من ذلك‪ ،‬فقد‬ ‫كانت جتربة احلوثي في إيران أقرب إلى‬ ‫أن تكون تقليدا ً أعمى‪ .‬وهكذا‪ ،‬فبينما لعبت‬ ‫إيران دورا ً هاما ً في البعد األيديولوجي‬ ‫للصراع اليمني‪ ،‬فإن مدى تأثيرها يجب‬ ‫أال يبالغ في تصويره‪.‬‬

‫الزهر واحلجر‬ ‫يشتمل اليمن على تنوع ديني قدمي األزل‬ ‫يضم مسلمني ومسيحيني ويهود‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬يشكل املسلمون غالبية سكان‬ ‫اليمن وينتمون إلى اثنني من املذاهب‪ ،‬وهما‬ ‫اإلسالم السني أو الشيعة الزيدية‪ .‬ورغم‬ ‫أن املسلمني السنة في اليمن هم األغلبية‪،‬‬ ‫ويشكلون حوالي ‪ % 60‬من سكان اليمن‬ ‫البالغ عددهم ‪ 22‬مليون نسمة‪ ،‬إال أنهم‬ ‫ال ينفردون بالسلطة في اليمن‪.‬‬ ‫وينتمى علي عبد اهلل صالح‪ ،‬رئيس‬ ‫اجلمهورية اليمنية منذ عام ‪ ،1978‬إلى‬ ‫أصل زيدي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن األزمة احلالية‬ ‫بني احلوثيني واحلكومة اليمنية جتعل‬ ‫التساؤل حول تركيبة اليمن الدينية أمرا ً‬ ‫مثيرا ً لالهتمام‪ ،‬خاصة وأن احلوثيني زيديون‬ ‫من حيث املنشأ‪ .‬ولكي نفرق بني احلوثيني‬ ‫والزيديني فمن املهم التأكيد على أنه ليس‬ ‫كل الزيديني حوثيني‪.‬‬ ‫تعد الزيدية طائفة دينية شيعية‪ ،‬وهى‬ ‫مختلفة عن التيار الشيعي اإلثنى عشري‬ ‫معتنق فكر اإلمامة والذي يتركز في إيران‬ ‫بشكل أساسي‪ .‬غير أن الظروف السياسية‬ ‫املعاصرة في اليمن خلقت انقسامات داخل‬ ‫اجملتمع الزيدي وقربت بعض احلوثيني‬ ‫أكثر إلى إيران مما كان عليه الزيديون في‬ ‫األصل‪.‬‬ ‫وتزامنت الطموحات السياسية حلسني‬ ‫احلوثي‪ ،‬زعيم حركة احلوثيني في اليمن‪،‬‬ ‫مع مصالح إيران في املنطقة‪ .‬وتعاظم‬ ‫تقارب حسني احلوثي مع شيعة إيران‬ ‫ليغلب على تقاربه من الزيدية األصلية‪،‬‬ ‫والتي هي قريبة من اإلسالم السني من‬ ‫الناحية الثيولوجية‪ .‬وتشير بعض األعمال‬ ‫األدبية عن الزيديني واحلوثيني في اليمن‬ ‫إلي أن احلوثى وأتباعه ينتمون إلى طائفة‬ ‫اإلمامة اإلثنى عشرية الشيعية‪.‬‬ ‫ويأتي في هذا السياق ما يشير إليه‬ ‫الكاتب عادل األحمدي بتعبير «الزهرة‬ ‫والصخرة» في معرض حديثه عن‬ ‫تركيبة اليمن الدينية‪ .‬وجند أن الصخرة‪،‬‬ ‫أو املتشددين هم احلوثيون في اليمن‬ ‫الذين غيروا والئهم الديني ومواقفهم لكي‬ ‫‪ 10‬اكتوبر ‪2009‬‬

‫تالءم مصاحلهم السياسية والتي ترتبط‬ ‫بإيران‪ .‬ثم نأتي إلى الزيديني اآلخرين‪،‬‬ ‫أو الزهرة‪ ،‬وهم ليسوا من احلوثيني‪،‬‬ ‫وقد ظلوا متحالفني مع حكومة اليمن‬ ‫وأدانوا احلوثيني معتبرين إياهم مجموعة‬ ‫من الزنادقة الذين سخروا مصالح اليمن‬ ‫لقوى خارجية مقابل منافع سياسية‪.‬ويقوم‬ ‫الصراع الدائر في اليمن اليوم أساسا ً على‬ ‫اخلالفات القائمة بني الزهرة والصخرة‬ ‫ضمن الطائفة الزيدية‪.‬‬

‫الشباب املؤمن‬ ‫ويبرز مفهوم الزهرة والصخرة أن الصراع‬ ‫رغم ما ينطوي عليه من مضامني دينية‪،‬‬ ‫إال أنه يرتكز في اليمن على أساس صراع‬ ‫سياسي من أجل السلطة أيضا ً‪ .‬وعندما‬ ‫أنهت ثورة ‪ 1962‬حكم اإلمامة الشمالي‪،‬‬ ‫صاحبها تغيير في النظام االجتماعي الذي‬ ‫ساد اليمن في املاضي‪ .‬و منذ ذلك احلني‪،‬‬ ‫تعرض اإلقليم الذي يسكنه الزيديون‬ ‫لتهميش سياسي واقتصادي مطرد‪.‬‬ ‫وتربط حتليالت عديدة للصراع هذا كله‬ ‫بحقيقةمفادهاأنهبينماشهدتنهايةحكم‬ ‫اإلمامة صعود اجلمهوريني إلى السلطة‪،‬‬ ‫فضال ً عن التقارب املتزايد بني أكبر‬ ‫طائفتنيدينيتني‪-‬الزيديةالشيعيةوالشافعية‬ ‫السنية‪ -‬ظلت هناك استثناءات‪ .‬وكان‬ ‫أهمها ظهور السلفيني‪ ،‬والذين حافظوا‬ ‫على عالقاتهم مع اململكة‬ ‫العربية السعودية‪ ،‬وهمشوا الزيديني في‬ ‫اليمن لصالتهم املزعومة باجلعفرية‬ ‫(وهى الطائفة الشيعية املهيمنة في إيران‬ ‫والعراق)‪ .‬وبالتالي متت تعبئة اإلحيائيني‬ ‫الزيدين‪ ،‬والسيما احلوثيني منهم نتيجة‬ ‫رفض نفوذ السلفيني في اليمن‪.‬‬ ‫واألهم من ذلك‪ ،‬أدى هذا باحلوثيني إلى‬ ‫اعتبار اجلمهورية معادية للهاشمية‬ ‫والزيدية من األساس‪ .‬غير أنه لكي نفهم‬ ‫التزام احلوثيني بقضية متردهم يجب علينا‬ ‫أوال ً حتديد الدور الذي لعبه حسني احلوثي‬ ‫في تكوين هذه اجلماعة العسكرية‪ .‬وميثل‬ ‫حسني احلوثي في نواح كثيرة املصدر‬ ‫األساسي لفهم الصراع اجلاري حاليا ً‬ ‫في اليمن‪ .‬كان احلوثي عضوا ً في البرملان‬ ‫باليمن قبل احلركة االنفصالية التي‬ ‫نشبت في البالد في عام ‪.1994‬‬ ‫حتى ذلك الوقت‪ ،‬كان حسني احلوثي عضوا ً‬ ‫في حزب احلق وهو حزب طائفي أسسه‬ ‫الزيديون‪ .‬وقد خلق هذا احلزب للزيديني‬ ‫وسيلة مهمة للتعبير السياسي‪ .‬إال أنه‬ ‫خالل احلركة االنفصالية أيد حزب احلق‬ ‫احلزب االشتراكي اليمني ضد حزب املؤمتر‬ ‫الشعبي العام‪ ،‬وهو احلزب احلالي في‬ ‫السلطة بقيادة الرئيس صالح‪ ،‬وخلق ذلك‬ ‫مشاكل حلزب احلق‪ .‬مما دفع حسني احلوثي‬ ‫إلى الفرار إلى سوريا وإيران‪ .‬وبعد عودته‬ ‫استقال من حزب احلق وأنشأ تنظيم‬

‫الشباب املؤمن في عام ‪ ،1997‬وهي‬ ‫جماعة تسعى إلى إحياء النشاط الزيدي‬ ‫من خالل التعليم والتبشير‪.‬‬ ‫عند هذه النقطة‪ ،‬تضاعفت أهمية حسني‬ ‫احلوثي‪ ،‬ومتكن من تكوين أتباع من املثاليني‬ ‫والذين حولوا اجلماعة تدريجيا ً إلى نوع‬ ‫من احلملة املقدسة‪ .‬ثم أسس احلوثيون‬ ‫جماعة ترتكز على أفكار مناهضة‬ ‫للواليات املتحدة وإلسرائيل‪ ،‬وفي بعض‬ ‫األحيان مناهضة لليهود‪ .‬إال أن املطالب‬ ‫الفعلية جلدول أعمالهم ال تزال غامضة‪.‬‬ ‫واملعروف عن احلوثيني أن اعتقال حسني‬ ‫احلوثي قامت به احلكومة نتيجة حتريضه‬ ‫الناس على منع الزكاة واقتحام املساجد‬ ‫والترويج ألفكار قوضت سلطة احلكومة‪.‬‬ ‫وأدت هذه العوامل إلى دعوات بإلقاء القبض‬ ‫عليه في عام ‪ ،2004‬وأخيرا ً حتولت محاوالت‬ ‫اعتقال احلوثي إلى مواجهات واسعة النطاق‬ ‫بني احلكومة وأتباعه‪ .‬ونتج عن الصراع‬ ‫األول في صعدة وفاته‪ ،‬لكنها لم تؤد إلى‬ ‫القضاء على إرثه في صراع اليمن‪ .‬وتعرضت‬ ‫احلكومة النتقادات كبيرة حول كيفية‬ ‫تعاملها مع األزمة‪ ،‬مما أدى إلى تزايد الدعم‬ ‫املؤيد للمتمردين‪ .‬وعند حلول املواجهة‬ ‫الرابعة تطور الدعم املؤيد حلركة التمرد‪.‬‬ ‫واليوم‪ ،‬ال يدعم إال عدد قليل جدا ً من‬ ‫املؤيدين الشعار الذي كان قريبا ً من‬ ‫احلوثيني كجدول ألعمالهم‪ .‬باإلضافة‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬لم يعد املشاركون في القتال‬ ‫مجموعة متجانسة‪ ،‬وال يتبعون فكرا ً‬ ‫محددا ً‪ .‬بدال ً من ذلك‪ ،‬امتدت املعركة إلى‬ ‫أعضاء آخرين في اجملتمع القبلي‪ .‬وانضم‬ ‫أناس لم يسمعوا قط عن حسني احلوثي‬ ‫في القتال‪.‬‬

‫الهجوم والدفاع‬ ‫في عام ‪ ،1994‬فر حسني احلوثي إلى‬ ‫سوريا ثم إلى إيران‪ .‬وتعرف حسني في إيران‬ ‫على النظام االقتصادي اإليراني وتركيبته‬ ‫الفكرية التي حتافظ على اجلمهورية‬ ‫اإلسالمية في املقام األول‪ .‬وعند عودته إلى‬ ‫اليمن‪ ،‬ترك حزب احلق ألنه لم يعد يروق له‬ ‫لقلة حماسه في حتدى احلكومة اليمنية‪.‬‬ ‫ولم يعد حزب احلق متشددا ً مبا يكفى في‬ ‫معارضته‪ ،‬إن صح أنه قد صار متشددا ً‬ ‫على اإلطالق‪ .‬وهكذا‪ ،‬أسس حسني احلوثي‬ ‫«حزب الشباب املؤمن» أو «الشباب‬ ‫املؤمنني» في عام ‪ .1997‬وأخذ تشكيل‬ ‫احلزب اجلديد سمات فكرية من الثورة‬ ‫اإليرانية‪ .‬ونظم احلزب مخيمات صيفية‪،‬‬ ‫حيث تلقى األطفال تعليما ً فكريا ً وثورياً‪ ،‬و‬ ‫ظل يعظ الناس ضد الدولة اليمنية ويصور‬ ‫أميركا وإسرائيل وأنظمة عربية أخرى في‬ ‫املنطقة على أنهم معادون لإلسالم‪.‬‬ ‫‪22‬‬


‫قصةالغالف‬ ‫في السابع عشر من يناير‪ ،‬وقف حشد‬ ‫من أتباع احلوثي خارج اجلامع الكبير في‬ ‫صنعاء يهتفون بعبارات ‪« :‬اهلل أكبر‪،‬‬ ‫املوت ألمريكا‪ ،‬املوت إلسرائيل‪ ،‬اللعنة على‬ ‫اليهود والنصر لإلسالم»‪ .‬و في الواقع‬ ‫قد مثلت «الصيحة»‪ ،‬كما عرفت بعد‬ ‫ذلك «صرخة في وجه الصلف»‪ ،‬بحسب‬ ‫تعبير حسني احلوثي قائد حركة التمرد في‬ ‫ذلك الوقت‪ .‬وعقب إلقائه محاضرة على‬ ‫أتباعه في وقت سابق في ذلك اليوم حول‬ ‫مخاطر الطغيان األمريكي واخلزي الذي‬ ‫يعاني منه العاملان العربي واإلسالمي‪،‬‬

‫مت التقاط هذه الصورة لرجال نازحني من إقليم‬ ‫صعدة الشمالي وذلك في معسكر أقامته‬ ‫مفوضية األمم املتحدة لشؤون الالجئني في‬ ‫مزراق في منطقة حجة اليمنية التي تقع على‬ ‫بعد ‪ 360‬كم شمال غرب صنعاء وذلك في‬ ‫‪ 10‬سبتمبر ‪ .2009‬وزعمت القوات اليمنية‬ ‫املنهمكة في قتال عنيف مع املتمردين الشيعة‬ ‫في اجلبال الشمالية أنها حققت تقدما ً كبيرا ً‬ ‫في الهجوم الذي شنته في األسبوع اخلامس من‬ ‫القتال‪.‬‬ ‫‪© Getty Image‬‬

‫حث احلوثي هؤالء األتباع على توصيل‬ ‫رسالته في العاصمة وحتديدا ً في املسجد‬ ‫الذي تصادف وجود الرئيس اليمني فيه‬ ‫في ذلك اليوم‪.‬‬ ‫ويعد النزاع الدائر اليوم في اليمن بني‬ ‫احلكومة وقوات املتمردين‪ ،‬املعروفني‬ ‫باسم «احلوثيني»‪ ،‬ذا أسباب متعددة‪،‬‬ ‫إال أن جذور الصراع احلديث تبدأ خارج‬ ‫اجلامع الكبير في عاصمة البالد‪ .‬ومنذ‬ ‫عام ‪ ،2004‬تسببت اجلوالت اخلمس من‬ ‫القتال الدائر بني احلكومة واحلوثيني في‬ ‫وجود ما يزيد عن ‪ 160,000‬شخص من‬ ‫املطرودين من ديارهم داخل الدولة‪ .‬وأعداد‬ ‫بهذه الضخامة ال ميكن أن تعبر عن اآلثار‬ ‫اإلنسانية التي متثلها بالنسبة لبلد يعيش‬ ‫‪ % 15‬من سكانه في ظل دخل يقدر بدوالر‬ ‫واحد يوميا‪ .‬وبطبيعة احلال‪ ،‬فإن أولئك‬ ‫الذين يقعون بني شقي رحا القتال الدائر‬ ‫يسألون أنفسهم‪ :‬ما السبيل إلى وضع‬ ‫حد لتلك املأساة؟ وقد أعطت احلكومة‬ ‫التي يقودها الرئيس صالح إجابة شافية‪:‬‬ ‫عملية األرض احملروقة‪.‬‬ ‫ويصور العنوان املشئوم للحملة األخيرة‬ ‫بني الثوار واحلكومة إلى أي مدى أفسد‬ ‫النزاع الدائر استقرار بلد عرف تاريخيا ً‬ ‫بانتشار األمن بني ربوعه وبقدرته على‬ ‫اجلمع بني املتناقضات والتجانس عبر‬ ‫طوائفه اخملتلفة في منطقة أنهكتها‬ ‫مثل هذه التفاوتات الدميوجرافية‪ .‬وهذه‬ ‫السمات هي التي أكسبت هذا الوطن‬ ‫اسمه الشهير‪ :‬اليمن السعيد‪.‬‬ ‫واليوم‪ ،‬فإن التوترات االجتماعية‬ ‫والسياسية والدينية قد قوضت هذا‬ ‫االسم الذي يتباهى اليمنيون به فخرا ً‪.‬‬ ‫وبينما لم يلق النزاع في صعدة اهتماما ً‬ ‫دوليا ًَ كبيرا ً إال من خالل وصف احلكومة‬ ‫اليمنية له على أنه مالذ آمن جديد‬ ‫للجماعات اإلسالمية املتطرفة‪ ،‬فإن هذا‬ ‫النزاع في الواقع يحمل مغزى خاصا ً‬ ‫نظرا ً ملا له من إمكانية التأثير على‬ ‫األوضاع في اليمن واملنطقة بوجه عام‪.‬‬ ‫وال يعكس هذا النزاع التوترات الداخلية‬ ‫التي ظلت تتراكم داخل اليمن حول بؤر‬ ‫التوتر الدينية واالجتماعية واالقتصادية‬ ‫والسياسية فحسب‪ ،‬بل إنه باألحرى ميثل‬ ‫السياق التاريخي واجليوسياسي األكبر‬ ‫الذي أخذ في التطور حول اليمن وداخله‪.‬‬ ‫وبناء على ذلك‪ ،‬فإن فهم ماهية احلوثيني‬ ‫وكيف ظهروا إلى حيز الوجود والقضية‬ ‫التي يقاتلون دفاعا ً عنها هو أمر جوهري‬ ‫لفهم كيف أن اليمن يسير تدريجيا ً في‬ ‫الطريق املوصل إلى «اليمن غير السعيد»‪.‬‬ ‫وتتمثل اإلجابة اخملتصرة عن مثل هذا‬ ‫السؤال في أن احلوثيني هم طائفة من‬ ‫الزيدية‪ ،‬وهي أكثر الطوائف الشيعية‬ ‫اعتداال ً وأقربها إلى اإلسالم السني‪ .‬ولكن‬ ‫األكثر من ذلك أن احلوثيني هم جماعة‬

‫العدد ‪1527‬‬

‫زيدية إحيائية يعتقدون أن الهوية الزيدية‬ ‫قد تعرضت للتهديد من جانب الهوية‬ ‫السلفية أو السنية‪ .‬وهذا الشعور باخلطر‬ ‫الذي ينتاب احلوثيني له جذور متأصلة في‬ ‫دورهم التاريخي كقادة لليمن‪.‬‬ ‫كما أن احلوثيني أيضا هم من الهاشمني‬ ‫الزيدين الذين حكموا اليمن ألكثر من ألف‬ ‫عام قبل الثورة التي اندلعت في اليمن‬ ‫عام ‪ .1962‬وقد كانت هذه الثورة إيذانا ً‬ ‫بنهاية اإلمامية اليمنية في الشمال‬ ‫وبداية االضمحالل االقتصادي والسياسي‬ ‫للزيدين‪ ،‬مما فتح الباب أمام تطور العوامل‬ ‫التي حرضت على النزاع احلالي في صعدة‪.‬‬

‫الصالة مع آيات اهلل‬ ‫إن الصراع اليمني‪ ،‬وبالتالي ما ينطوي‬ ‫عليه معنى الهوية احلوثية‪ ،‬قد زاد من‬ ‫تعقيده مجددا ً تلك األواصر التي تربط‬ ‫بني الثوار واحلكومة والدول األخرى في‬ ‫املنطقة‪ .‬فاحلكومة تتهم الثوار بالتحالف‬ ‫مع إيران وكذلك مع حزب اهلل اللبناني‪.‬‬ ‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬فإن قادة احلوثيني يدينون‬ ‫العالقات احلميمة التي تقيمها احلكومة‬ ‫مع الواليات املتحدة وكذلك التدخالت‬ ‫السعودية املتمثلة في إمداد احلكومة‬ ‫والعشائر احمللية باألموال‪ .‬وبعبارة أخرى‪،‬‬ ‫فإن الصراع الدائر في اليمن تبرزه األطراف‬ ‫املتورطة في القتال على أنه حرب بالوكالة‬ ‫بني السعودية وإيران‪.‬‬ ‫وبالرغم من صعوبة إثبات مزاعم حقيقية‬ ‫حول وجود تورط ألطراف خارجية في‬ ‫الصراع‪ ،‬فمن اجلائز القول إن املنطقة قد‬ ‫تأثرت تأثرا ً شديدا ً بالعالقة التنافسية‬ ‫بني الرياض وطهران‪ ،‬وخاصة إبان احلرب‬ ‫العراقية اإليرانية‪.‬‬ ‫وإذا كان التاريخ معروفا ً عنه أنه يكرر نفسه‪،‬‬ ‫فإن العالقة املتوترة بني إيران واململكة‬ ‫العربية السعودية ميكن أن يزيدها سوءا ً‬ ‫صعود جنم إيران في املنطقة‪ ،‬والسيما عن‬ ‫طريق مالها من نفوذ في فلسطني ولبنان‪.‬‬ ‫وميكن أن يقال نفس الشيء عن تأثير النزعة‬ ‫الشيعية االستردادية في اململكة العربية‬ ‫السعودية‪ .‬ونظرا ً ملا للحرب في اليمن من‬ ‫نزعة طائفية‪ ،‬فقد كان ثمة فرصة لتنامي‬ ‫املصالح املتعارضة خالل احلرب‪ .‬ولكن إلى‬ ‫أي مدى تتحالف هذه الطائفة مع إيران ؟‬ ‫إن اجلذور التاريخية للصراع ترتبط ارتباطا ً‬ ‫وثيقا ً بالفراغ األيديولوجي الذي استشعره‬ ‫الزيديون في أعقاب سقوط اإلمامية‬ ‫األخيرة‪ .‬فمع غياب اإلمام‪ ،‬كان يتوجب‬ ‫على العلماء تعويض هذه اخلسارة‬ ‫ومحاولة إحياء مشروعيتهم‪ .‬ولقد‬ ‫أصبحت هذه املهمة أكثر يسرا ً مع قيام‬ ‫الثورة اإلسالمية في إيران عام ‪،1979‬‬ ‫والتي أمدت الشيعة في كل أرجاء العالم‬ ‫‪21‬‬


‫قصةالغالف‬

‫معنى أن تكون حوثيا ً‬

‫الزيديون واحلوثيون‪ :‬بيت منقسم على نفسه!‬ ‫تواجه احلكومة اليمنية حاليا ًمعارضة حقيقية من جماعة التمرد احلوثية والتي طفت على السطح في وقت تشتد فيه األزمات االجتماعية‬ ‫واالقتصادية في اليمن‪ .‬وتنبع أهمية احلوثيني من عالقتهم بالطائفة الزيدية‪ ،‬وكذلك دور قائدهم السابق حسني احلوثي وترابط الصراع‬ ‫مع جيران مؤثرين‪ ،‬أهمهم إيران واململكة العربية السعودية‪ .‬تسليط الضوء على هذه األبعاد الكثيرة التي حتيط بالصراع يعطي صورة‬ ‫واضحة عمن هم احلوثيون وكذلك ما يتضمنه وجودهم في اليمن‪.‬‬

‫‪ 10‬اكتوبر ‪2009‬‬

‫‪20‬‬


‫معنى أن تكون‬

‫حوثيا‬ ‫بقلم‬

‫بوال ميجيا‬ ‫عاطف الشاعر‬

‫العدد ‪1527‬‬

‫‪19‬‬


‫قصة الغالف‬

‫‪ 10‬اكتوبر ‪2009‬‬

‫‪18‬‬


‫قريبا‬

‫املجلة موبايل‬ ‫على الـ ‪Iphone‬‬


‫املوجز رسائل‬

‫ما هي اخلطوة‬ ‫التالية حلزب اهلل؟‬

‫ملك الشطرجن‬ ‫هنري كيسينجر‬

‫وزير اخلارجية األمريكي األسبق‬

‫رافيل كاميلليري‬

‫إستراتيجية الهند‬ ‫اجلديدة في منطقة اخلليج‬ ‫كونستانتينو كزافييه‬

‫العدد ‪ 20، 1525‬يونيو ‪2009‬‬

‫مجلة العرب الدولية‬

‫اإلنفصاليه‬ ‫والراديكالية‬ ‫بشينج يانغ‬

‫اليمن غير السعيد‪:‬‬ ‫انفصال اجلنوب عن الشمال قد ال يعد احلل االمثل‬ ‫و لكن ذلك ال مينع كونه احدي الطرق التي قد تتجه‬ ‫اليها و املشكلة و لكن يتم جتاهلها فشكرا اليضاحها‬ ‫في هذا املقال‪.‬‬ ‫درهم العبسي‪ ،‬اليمن‬

‫بقلم ‪ :‬رامون باردو‬

‫الدور‪...‬‬ ‫وحدود الهوية‪:‬‬ ‫مبادرة االحتاد من اجل املتوسط التي‬ ‫اقدم عليها ساركوزي اضعفت من‬ ‫االمال التركية كثيرا باالضافة الي‬ ‫هواجس الهجرة للعمل التي قد تؤثر‬ ‫علي الهوية االوروبية ككل‪ .‬هذا املقال‬ ‫امتاز بايضاح كل النقاط ‪ .‬شكرا‬ ‫ريتشارد لوس‪ ،‬لندن‬

‫سوريا‪..‬‬ ‫لن تفطمها احلوافز عن العالقة بإيران‪:‬‬ ‫الضغوط الدولية سواء كانت حتالفات ام عداوات تلعب دورا كبيرا في العالقة‬ ‫السورية االيرانية ولكن ذلك ال يقلل من شان التطلعات االقليمية لكل من‬ ‫الدولتني و انا اتفق معك في اهمية اهتمام سوريا بدورها العربي مبناي عن‬ ‫عالقتها بايران‪.‬‬

‫فارس ديب‪ ،‬سوريا‬

‫ما وراء البترول‪:‬‬ ‫املفهوم اخلاطئ حيال عالقة الصني بالشرق‬ ‫االوسط يجب ان يتبدد فكما اشرت في‬ ‫املقال ان مقايضة البترول لم تعد هي‬ ‫املعيار الوحد املتحكم في االستثمار‬ ‫املتبادل و يجب علي الدول العربية باالخص‬ ‫احلد من تنامي االسواق الصينية حتي ال‬ ‫يؤثر علي االسواق الداخلية‪.‬‬

‫الني بوشر‪ ،‬امريكا‬

‫‪ 10‬اكتوبر ‪2009‬‬

‫مستقبل‬ ‫الكساد العاملي‪:‬‬ ‫لالسف اري ان الكساد نتج عن‬ ‫االعتماد املتزايد علي النظام‬ ‫القتصادي االمريكي و متغيالات‬ ‫العملة االمريكية و حتليلك الرائع‬ ‫يبرز ذلك باالضافة الي العوامل‬ ‫االخري‪.‬‬

‫احمد جالل‪ ،‬مصر‬

‫بني االجماع والرفض‪:‬‬ ‫املرجعية الدينية التي يستند اليه النظام‬ ‫االيراني تقلل من ممؤيديه داخليا و خارجيا‬ ‫ولهذا ظهرت التحالفات و االنشقاقات وانا‬ ‫اتفق مع كاتب القال في احتمالية تزايد‬ ‫هذه االنشقاقات مستقبليا‪.‬‬

‫محمد على ريزا‪ ،‬اميركا‬

‫‪16‬‬


‫‪ 3‬نيوستيتسمن‬ ‫تغيير ال ميكن تصديقه‬

‫‪2‬‬

‫‪ 2‬فورين أفيرز‬ ‫العد التنازلي للمناخ‬ ‫وأخيرا ً تناضل الواليات املتحدة وغيرها‬ ‫من الدول في سبيل حل مشكلة االحتباس‬ ‫احلراري‪ .‬وقد سألت فورين أفيرز أربعة‬ ‫خبراء للتعليق على سؤال عما إذا كان قد فات‬ ‫األوان أو لم يبذل اجلهد الكافي إلى اآلن من‬ ‫أجل التغلب على هذه املشكلة‪ .‬ويرى جويل‬ ‫كورتزمان أنه بالرغم من تأثر سمعة السوق‬ ‫احلر مؤخراً‪ ،‬يبقى هذا السوق مبثابة أداة قوية‬ ‫ومؤثرة في تخصيص رأس املال وتفعيل‬ ‫التغيير االجتماعي‪ .‬وهذا ينطبق بشكل خاص‬ ‫على مواجهة ظاهرة تغير املناخ الذي ميكن‬ ‫أن يعتمد على أنظمة مقايضة انبعاثات غاز‬ ‫الدفيئة‪.‬‬

‫تركيب صورة جتمع بني مالمح باراك أوباما‬ ‫وجورج دبليو بوش تصاحب قصة الغالف الذي‬ ‫بعنوان‪“ :‬تغيير ال ميكن تصديقه”‪ .‬ورسالة‬ ‫نيوستيتسمن هذا األسبوع واضحة‪ ،‬وهي‬ ‫أن باراك أوباما كان قد وعد بانشقاق كبير‬ ‫عن السياسة املتبعة في حقبة بوش لكن‬ ‫من الواضح أن بعض اجتاهات هذه احلقبة ال‬ ‫تزال مستمرة خالل إدارة أوباما‪ .‬فما اخلطأ‬ ‫إذن؟ ينبغي أال يفاجئنا تضاؤل االختالف بني‬ ‫بوش وأوباما‪ .‬فتشابه رؤساء أمريكا ينبع من‬ ‫طبيعة الرئاسة اإلمبريالية احلديثة على رأس‬ ‫دولة أمن قومي متضخمة‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫‪ 4‬ذي إكونوميست‬

‫‪4‬‬

‫النيويوركر‬

‫بعد اجتماع زعماء مجموعة العشرين في‬ ‫بيتسبيرج‪ ،‬لم يكن مستغربا ً أن يكون هدفهم‬ ‫هو الوصول إلى احلالة الطبيعية لالقتصاد‪.‬‬ ‫فما املسافة التي تفصلهم عن هذا الهدف‬ ‫وكيف يبدو االقتصاد العاملي “الطبيعي” أو‬ ‫“السوي” بعد هذا الركود الكبير؟ تلك هي‬ ‫القضايا التي تتناولها ذي إكونوميست في‬ ‫مقالتها الرئيسية هذا األسبوع‪ .‬لقد حتسنت‬ ‫رؤية االقتصاد بشكل كبير‪ ،‬لكن بالبحث‬ ‫األعمق‪ ،‬توحي هذه احلالة الطبيعية اجلديدة‬ ‫التي يُسعى لتحقيقها بضرورة توخي احلذر‪.‬‬

‫غالف األسبوع‬

‫فيقلباألزمة‬ ‫يبدو أن “النيويوركر” بصدد تبني منظور جديد حول املقاربة التي اعتمدتها احلكومة‬ ‫األمريكية في التعامل مع االقتصاد‪ .‬ويقدم لنا هذا العدد الفريق االقتصادي للبيت األبيض‬ ‫مع التركيز بوجه خاص على لورانس سمرز كبير مستشاري الرئيس باراك أوباما‪ .‬ومن‬ ‫خالل ذلك تسعى مجلة النيو يوركر إلى إلقاء الضوء على اخلبرات السياسية واالقتصادية‬ ‫والشخصية التي تساهم في تشكيل السياسة االقتصادية لفريق عمل البيت األبيض‪.‬‬

‫العدد ‪1527‬‬

‫‪15‬‬


‫املوجز أقوال‬

‫املوجز بانوراما الصحافة‬

‫أقوال‬ ‫“أعتقد أن هذه املفاوضات كانت مبثابة خطوة إلى‬ ‫األمام وأمتنى أن منضي قدما ً في نفس االجتاه كي‬ ‫نتمكن من حتقيق تعاون مثمر حلل كافة القضايا‬ ‫الدولية العالقة”‪.‬‬

‫بانوراما‬ ‫الصحافة‬

‫أحمدي جناد في إشارة إلى محادثات جنيف بشأن‬ ‫البرنامج النووي اإليراني املنعقد في األول من‬ ‫أكتوبر تشرين األول‬ ‫“قضية املصاحلة أصبحت أكثر أهمية من‬ ‫قضية التحرير”‪.‬‬ ‫د‪ .‬عبد املنعم سعيد بجريدة األهرام املصرية‬ ‫منتقدا ً االنقسام في الصف الفلسطيني‬

‫“استنادا ًإلى أهمية السياسة بالنسبة ألمننا –وقواتنا‬ ‫– سوف أكون صارما ً ومتأنياً‪ ،‬بينما أمضي قدما ً‬ ‫بجدية”‪.‬‬ ‫الرئيس أوباما في إشارة إلى زيادة عدد القوات في‬ ‫أفغانستان إلى ‪ 40‬ألف‬ ‫“سوف تستمر الصني في التعاون مع كافة شعوب‬ ‫العالم لدفع السالم والتنمية إلى األمام وبناء عالم‬ ‫متناغم ينعم بالسالم الدائم والرخاء في كافة ربوعه”‪.‬‬ ‫الرئيس هيو جيناتو وهو يعلن التزام الصني‬ ‫بالترويج لسياسة خارجية مستقلة‬ ‫تسعى لتحقيق السالم‬ ‫‪ 10‬اكتوبر ‪2009‬‬

‫‪1‬‬

‫‪ 1‬نيوزويك‬ ‫بعدما حتصل إيران على القنبلة‬ ‫النووية‬ ‫هذا األسبوع‪ ،‬يتناول فريد زكريا السؤال الذي‬ ‫شغل أذهان معظم قادة العالم وهو‪ :‬إذا متكنت‬ ‫إيران يوما ً ما من تطوير قنبلة نووية‪ ،‬فكيف‬ ‫سيتغير العالم حينئ ٍذ؟ يرى زكريا أن هذه لن تكون‬ ‫نهاية العالم‪ .‬لكن األهم هو قيام الكاتب بتحليل‬ ‫السلوك السياسي للواليات املتحدة في املاضي‬ ‫وذلك لفهم الكيفية التي وصلنا بها إلى هذه‬ ‫املرحلة التي نحن عليها اليوم‪ .‬كذلك فإن األمر‬ ‫املثير لالهتمام هو تقييمه للبدائل التي سيتعني‬ ‫على العالم أن يختار بينها إذا حصلت إيران على‬ ‫القنبلة النووية والعواقب احملتمل أن تترتب على‬ ‫إقدام العالم على اختيار أي من هذه البدائل‪.‬‬ ‫‪14‬‬


‫‪ 8‬أفغانستان‬ ‫قام عدد من املقاتلني الذين تدفقوا من إحدى القرى‬ ‫بأفغانستان مبهاجمة اثنني من اخمليمات اخلارجية‬ ‫النائية الواقعة بالقرب من احلدود الباكستانية‪،‬‬ ‫مما أسفر عن مقتل ثمانية جنود أمريكيني وسبعة‬ ‫من املتمردين األفغان في واحدة من أعنف املعارك‬ ‫خالل احلرب التي دامت ثماني سنوات‪ .‬وقد أعلنت‬ ‫حركة طالبان مسئوليتها عن الهجوم‪ ،‬الذي يعد‬ ‫أشرس هجوم شنته على قوات التحالف منذ أن‬ ‫أسفر هجوم مماثل في يوليو عام ‪ 2008‬عن مقتل‬ ‫تسعة جنود أمريكيني في نفس املنطقة اجلبلية‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫‪10‬‬

‫‪200 miles‬‬ ‫‪320km‬‬

‫‪Areas under Taliban control/influence‬‬

‫‪Mar 3, Lahore: Gunmen North-West‬‬ ‫‪Frontier‬‬ ‫‪attack Sri Lankan national‬‬ ‫‪Dir‬‬ ‫‪Province‬‬ ‫‪cricket team, wounding‬‬ ‫‪Jamrud‬‬ ‫‪several players and killing‬‬ ‫‪six policemen and driver‬‬ ‫‪Federally‬‬ ‫‪Mar 27, Jamrud:‬‬ ‫‪Islamabad‬‬ ‫‪Administered‬‬ ‫‪Suicide bomber‬‬ ‫‪Peshawar‬‬ ‫‪demolishes packed Tribal Areas‬‬ ‫‪Lahore‬‬ ‫‪mosque killing‬‬ ‫‪up to 50 people‬‬ ‫‪Punjab‬‬ ‫‪AFGHANISTAN‬‬ ‫‪Quetta‬‬

‫‪Mar 30, Lahore:‬‬ ‫‪Gunmen attack‬‬ ‫‪police academy‬‬ ‫‪killing at least 12‬‬ ‫‪May 27, Lahore:‬‬ ‫‪Suicide car bomber‬‬ ‫‪targets police‬‬ ‫‪buildings, killing‬‬ ‫‪at least 30‬‬ ‫‪May 28, Peshawar:‬‬ ‫‪Twin attacks kill 10 people‬‬

‫‪Jun 5, Upper Dir: Mosque‬‬ ‫‪blast leaves at least 38 dead‬‬ ‫‪Jun 9, Peshawar: Suicide‬‬ ‫‪vehicle bomb attack at five-star‬‬ ‫‪Pearl Continental Hotel kills at‬‬ ‫‪least 17 people, including‬‬ ‫‪two UN employees‬‬ ‫‪© GRAPHIC NEWS‬‬

‫‪ 6‬الصومال‬ ‫لقي أكثر من أربعني شخصا حتفهم وأصيب‬ ‫أكثر من تسعني آخرين من جراء وقوع مصادمات‬ ‫عنيفة بني حركة الشباب اجملاهدين وجماعة‬ ‫حزب اإلسالم املعارضة للحكومة االنتقالية في‬ ‫مقديشيو‪ .‬وكان من بني القتلى قواد ميدانيون‬ ‫من اجلانبني كانوا يحاولون السيطرة على‬ ‫مدينة كسمايو الواقعة على بعد خمسمائة‬ ‫كيلومتر جنوب العاصمة‪.‬‬ ‫العدد ‪1527‬‬

‫‪Baluchistan‬‬

‫‪P A K I S T A N‬‬

‫‪IRAN‬‬

‫‪Sindh‬‬

‫‪I N D I A‬‬

‫‪Karachi‬‬

‫‪ARABIAN‬‬ ‫‪SEA‬‬

‫‪9‬‬

‫كوريا الشمالية‬

‫قام الرئيس الصيني بزيارة رسمية إلى كوريا‬ ‫الشمالية للقاء القادة الكوريني واالحتفال‬ ‫بذكرى ستني عاما من العالقات الدبلوماسية بني‬ ‫البلدين‪ .‬وتأتي هذه الزيارة وسط بوادر تشير إلى أن‬ ‫الكوريني الشماليني قد يكون لديهم االستعداد‬ ‫ملعاودة احلوار حول برامجهم النووية بعد أشهر‬ ‫من املمانعة‪.‬‬

‫‪7‬باكستان‬ ‫لقي خمسة أفراد مصرعهم خالل هجوم‬ ‫على منظمة الغذاء التابعة لألمم املتحدة‬ ‫في باكستان‪ .‬وقد أدان األمني العام لألمم‬ ‫املتحدة‪،‬بان كي مون‪،‬الهجوم واصفا إياه بأنه‬ ‫«جرمية شنعاء»‪ .‬ومن جانبها أوقفت األمم‬ ‫املتحدة عملياتها في إسالم آباد بصفة مؤقتة‬ ‫في أعقاب الهجوم‪ .‬وقد أعلن متطرفو حركة‬ ‫طالبان املسئولية عن التفجيرات‪ ،‬قائلني إن‬ ‫أعمال اإلغاثة الدولية في باكستان ليست‬ ‫«في صالح املسلمني»‪.‬‬

‫‪ 10‬نيجيريا‬ ‫تخلى أحد قادة نيجيريا املتشددين عن نضاله‬ ‫املسلح ضد احلكومة في دلتا النيجر الغنية‬ ‫بالبترول‪.‬وقد قال عتيق توم في مؤمتر صحفي‬ ‫إن احلكومة منحته عفوا عاما وأضاف‪« :‬لذا‬ ‫فإنني قد قبلت العفو رسميا وهاأنذا أضع‬ ‫أسلحتي»‪ .‬إال أن هناك ثوارا آخرين مازالوا‬ ‫يقاتلون‪ ،‬معللني ذلك بأنهم يريدون توزيعا أكثر‬ ‫عدال للثروة البترولية‪.‬‬ ‫‪13‬‬


‫املوجز حول العالم‬

‫حولالعالم‬

‫‪9‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪ 1‬ايران‬

‫‪1‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪6‬‬

‫في مؤمتر مشترك له مع رئيس هيئة الطاقة‬ ‫النووية اإليرانية‪ ،‬صرح محمد البرادعي مدير‬ ‫عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن مفتشي‬ ‫الوكالةسوفيكونمبقدرتهمالتفتيشعلىمنشأة‬ ‫تخصيب اليورانيوم اجلديدة الواقعة بالقرب من‬ ‫مدينة قم اإليرانية‪ .‬وأعرب البرادعي عن أن‬ ‫عالقات إيران مع الغرب تتطور من التآمر إلى‬ ‫التعاون وأن النزاع الدائر بني الطرفني ميكن‬ ‫حله من خالل القنوات السلمية‪.‬‬

‫‪ 3‬األردن‬ ‫في مؤمتر صحفي عقد في عمان‪ ،‬اتهم وزير‬ ‫اخلارجية املصري أحمد أبو الغيط العديد من‬ ‫القوى األجنبية واإلقليمية مبحاولة التدخل في‬ ‫الشأن اليمني‪.‬وقد شدد أبو الغيط على أن مصر‬ ‫ترفض أي نوع من التدخل في هذا البلد العربي‬ ‫الشقيق وتعتبر احلرب الدائرة في صعدة شأنا‬ ‫مينيا داخليا‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫مصر‬

‫استبعد متحدث باسم وزارة اخلارجية املصرية أن‬ ‫يكون لتقرير جولدستون حول جرائم احلرب التي‬ ‫ارتكبتها إسرائيل وحماس تأثير على املصاحلة‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬مؤكدا أن األمرين منفصالن متاما‪.‬‬ ‫وقد أكد املتحدث أن مصر سوف توجه الدعوة‬ ‫للفصائل الفلسطينية للتوقيع على اتفاق‬ ‫املصاحلة بنهاية هذا الشهر بحضور عدد من‬ ‫وزراء اخلارجية العرب‪.‬‬ ‫‪ 10‬اكتوبر ‪2009‬‬

‫‪ 4‬تركيا‬

‫‪ 5‬أيرلندا‬

‫عقد رئيس صندوق النقد الدولي لقاء عاما مع‬ ‫طلبة وأساتذة جامعة بيليجي في اسطانبول‬ ‫باعتبارها املدينة التي سوف تستضيف االجتماع‬ ‫السنوي لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي‬ ‫خالل األيام القليلة القادمة‪ ،‬من أجل مناقشة‬ ‫سبل مكافحة الفقر ووضع استراتيجيات ملنع‬ ‫تكرار حدوث األزمة االقتصادية العاملية التي‬ ‫داهمت العالم في العام املاضي‪.‬‬

‫صوت الشعب األيرلندي لصالح معاهدة لشبونة‬ ‫اخلاصة باالحتاد األوروبي في ثاني استفتاء حول‬ ‫املعاهدة –وهو ماقد يتوقف عليه حتديد مصير‬ ‫اإلصالحات األوروبية التي طال انتظارها‪ .‬وقد أيد‬ ‫‪ % 1.76‬من األيرلنديني املعاهدة‪ ،‬بينما رفضها‬ ‫‪ % 9,23‬منهم‪ .‬وميثل هذا انفراجة بالنسبة‬ ‫لبروكسل منذ أن مت تعليق املعاهدة العام املاضي‬ ‫نتيجة رفض ‪ 3‬مليون أيرلندي لها‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪2‬‬


‫املوجز‬ ‫حول العالم‬

‫أقوال‬

‫بانوراما الصحافة‬

‫رسائل‬

‫عبداهلل فى دمشق‬

‫جهود امللك للمصاحلة العربية تتكلل بزيارة سوريا‬

‫خمسة أعوام كاملة تفصلنا عن حادث اغتيال رئيس‬ ‫الوزراء اللبناني األسبق رفيق احلريري‪ ،‬وما تبعه من‬ ‫نتائج سلبية على املنطقة ‪،‬كان من أبرزها سوء‬ ‫العالقات بني الرياض ودمشق والتى وصلت إلى حد‬ ‫مقاطعة الرياض للقمة العربية التى انعقدت‬ ‫بدمشق قبل عامني ‪.‬‬ ‫لكن يبدوا أن األفق العربى سوف يشهد تغيرا ً مهما ً‬ ‫خالل الفترة القادمة وخاصة على صعيد العالقات‬ ‫بني الدولتني بعد التحول االيجابى الذى طرأ على‬ ‫الدبلوماسية السورية خالل الفترة االخيرة و كانت‬ ‫أهم مالمحه دعوة رئاسية من الرئيس بشار لباها‬ ‫امللك عبد اهلل بزيارة رسمية لدمشق على رأس وفد‬ ‫سعودى كبير ورفيع املستوى‬ ‫وكل التوقعات تؤهل هذة الزيارة لتكون بداية لعالقة‬ ‫رمبا جتنى املنطقة كلها ثمارها على عدة مستويات‬ ‫األول أن هذه الزيارة الرسمية ستكون البداية لعودة‬ ‫جديدة ملثلث املنطقة القوى ( السعودية ‪ ،‬مصر ‪،‬‬ ‫سوريا ) الذى عانى حالة من الضعف على مدى‬ ‫االعوام املاضية بسبب خروج سوريا منه وأجتاهها‬ ‫الى حتالف أخر تقودة قوى لها مصالح خاصة على‬ ‫العدد ‪1527‬‬

‫حساب أستقرار املنطقة وكانت النتيجة أنه بينما‬ ‫ظلت العالقات بني القاهرة والرياض دافئة ‪ ،‬حتولت‬ ‫العالقات بني القاهرة ودمشق الى «عادية» على‬ ‫حد وصف وزير اخلارجية املصرى أحمد أبو الغيط ‪،‬‬ ‫ويأمل اخلبراء أن تكون أحدى نتائج زيارة امللك عبداهلل‬ ‫الى دمشق عودة العالقات القاهرية الدمشقية‬ ‫الى ما كانت عليه ليستكمل املثلث العربى أركانه‬ ‫ويستعيد قوته وتأثيره عربيا وأقليميا ‪.‬‬ ‫الثانى أن الوصول الى هذه املرحلة مجددا فى‬ ‫العالقات الثالثية ستعنى بال شك إضعاف املعسكر‬ ‫املسمى باملمانعة فى مواجهة ما أطلقوا عليه‬ ‫معسكر املواالة والذى على رأسه القاهرة والرياض‬ ‫الثالث أن الزيارة امللكية ستتيح فرصة أكبر لتصفية‬ ‫أجواء اخلالف السعودى السورى حول امللف اللبنانى‬ ‫مبا يفتح الباب النضمام سوريا الى اجملموعة العربية‬ ‫الساعية ألنهاء حالة االنقسام اللبنانى ‪ ،‬وليس‬ ‫مستبعدا على االطالق أن يكون سعد احلريرى أول‬ ‫املستفيدين من الزيارة ‪ ،‬ويتمكن من أجناز حكومته‬ ‫املعطلة‬

‫الرابع أن عودة العالقات الثالثية الى سيرتها االولى‬ ‫ستمنع بال شك عمليات االحتكاك السياسى التى‬ ‫ظهرت بني دول املنطقة طوال فترة جمود العالقات‬ ‫وبالتالى ستخلق مساحة أفضل ملصاحلة عربية‬ ‫أوسع متتد الى دول أخرى ‪ ،‬وفى الوقت نفسة متنع الى‬ ‫حد كبير التدخالت االيرانية فى املنطقة ‪ ،‬وخاصة‬ ‫فى القضية الفلسطينية‪.‬‬ ‫وكل هذا ‪ ،‬أذا أضيفت إلية اجلهود املصرية فى ملف‬ ‫املصاحلة الفلسطينية ‪ ،‬سيكون فرصة تاريخية‬ ‫لتحريك مبادرة امللك عبداهلل للسالم‬ ‫وفى النهاية فأن ما سبق يؤكد صحة الرأى القائل‬ ‫بأن ما يحدث على اجلانب السورى السعودى االن‬ ‫ليس ببعيد عن علم ورمبا مباركة القاهرة والتنسيق‬ ‫الكامل معها من اجلانب السعودى ‪ ،‬كما أن التحرك‬ ‫املصرى فى املصاحلة الفلسطينية ليس ببعيد عن‬ ‫علم ومباركة الرياض والتنسيق معها ‪ ،‬فالدولتان‬ ‫األكبر واألكثر تأثيرا فى املنطقة العربية والشرق‬ ‫االوسط بينهما تنسيق دائم وتكامل أدوار ج ٍّنب‬ ‫املنطقة مخاطر عديدة طوال السنوات االخيرة‬ ‫املاضية ‪.‬‬ ‫‪11‬‬




‫جيوبوليتيكا‬

‫موسكو‪:‬صانعةالسالمفيالشرقاألوسط‬ ‫قوة عظمى سابقة في ثوب جديد‬

‫بالرغم من أن جهود السالم السابقة للحكومة الروسية في منطقة الشرق األوسط كانت لها مجرد تأثيرات هامشية‪ ،‬رمبا تسنح الفرصة‬ ‫قريبا ً ملوسكو للعب دور أكبر بكثير‪ .‬وميكن للمسئولني الروس أن يستغلوا عالقاتهم اجليدة مع الطوائف الفلسطينية واإلسرائيلية‬ ‫اخملتلفة لإلسهام في تأمني حل الدولتني من أجل إنهاء النزاع‪.‬‬ ‫يتطلع املسئولون الروس إلى تعزيز دورهم‬ ‫في عملية السالم بالشرق األوسط‪ .‬ويسعى‬ ‫الدبلوماسيون الروس بشكل خاص من أجل‬ ‫كسب التأييد الستضافة مؤمتر للسالم في‬ ‫الشرق األوسط في العاصمة الروسية موسكو‬ ‫كامتداد الجتماع أنابوليس الذي عُ قد في‬ ‫نوفمبر تشرين الثاني ‪ .2007‬وبالرغم من أنه‬ ‫لم تكن جهود السالم السابقة التي بذلتها‬ ‫روسيا ذات تأثير كبير‪ ،‬إال أن موسكو رمبا حتظى‬ ‫قريبا ً بفرصة املشاركة في هذه العملية بشكل‬ ‫فعال‪.‬‬ ‫لقد لعبت احلكومة الروسية على مدى عقدين‬ ‫من الزمان‪ ،‬دورا ً داعما ً في عملية السالم‬ ‫بني العرب وإسرائيل إال أن هذا الدور كان بدا‬ ‫ثانويا ً‪ .‬وتعتبر الفيدرالية الروسية –إضافة إلى‬ ‫االحتاد األوروبي واألمم املتحدة والواليات املتحدة‬ ‫األمريكية– مبثابة عضو رئيسي في اللجنة‬ ‫الرباعية للوسطاء الدوليني في عملية السالم‬ ‫بالشرق األوسط‪ .‬وقد أيد الدبلوماسيون الروس‬ ‫بشدة موقف اللجنة الرباعية الذي يقضي بأن‬ ‫التسوية الشاملة للنزاع العربي اإلسرائيلي‬ ‫تتطلب قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات‬ ‫سيادة وقابلة للحياة شريطة أن يعترف زعماؤها‬ ‫وكذلك احلكومات العربية األخرى بحق إسرائيل‬ ‫في الوجود في إطار احلدود املعترف بها دوليا ً‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن األطراف املعنية في الشرق‬ ‫األوسط قد رحبت بشكل عام مببادرات السالم‬ ‫الروسية‪ ،‬ولكنهم كما جرت العادة حتولوا إلى‬ ‫األعضاء اآلخرين في اللجنة الرباعية عندما‬ ‫بحثوا عن تقدم ملموس في عملية السالم‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬فإن الظروف قد تتغير مستقبال ً بصورة‬ ‫متنح روسيا دورها الرائد الذي طاملا سعت للعبه‬ ‫في مجريات األمور مبنطقة الشرق األوسط‪.‬‬ ‫وفي كلمته التي ألقاها في ‪ 14‬يونيو حزيران‬ ‫وخلص فيها شروط الدولة العبرية للمضي‬ ‫قدما ً في عملية السالم‪ ،‬أصر رئيس الوزراء‬ ‫اإلسرائيلي بينيامني نتنياهو على أن حكومته‬ ‫لن تقبل بحل الدولتني إال إذا أعطت احلكومة‬ ‫الفلسطينية ضمانات تكفل أمن إسرائيل‪.‬‬ ‫وموسكو في مركز جيد يؤهلها للعب دور فعال‬ ‫من أجل الوفاء بهذا الشرط‪.‬‬ ‫فأوال ً ميكن أن تستمر روسيا في كبح جماح‬ ‫حماس وتعزيز القدرات األمنية للسلطة‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬تلك اإلجراءات التي حتجم معظم‬ ‫احلكومات األخرى عن القيام بها‪ .‬وثانياً‪ ،‬واألهم‬ ‫أن يضطلع الكرملن بدور قيادي في قوة حفظ‬ ‫السالم متعددة اجلنسيات التي ميكن أن تساعد‬ ‫في اإلشراف على تنفيذ حل الدولتني‪.‬‬ ‫‪ 10‬اكتوبر ‪2009‬‬

‫د‪.‬ريتشارد ويتز‬ ‫وموسكو وحدها دون سائر أعضاء اللجنة‬ ‫الرباعية لديها روابط رسمية مع حماس‪ .‬وقد‬ ‫رفضت احلكومة الروسية تصنيف حماس ضمن‬ ‫املنظمات اإلرهابية ولكنها سعت للتعاون مع‬ ‫قادتها التباع منظمة التحرير الفلسطينية‬ ‫ونبذ العنف واالعتراف بحق إسرائيل في الوجود‬ ‫والتمسك بكافة االلتزامات التي تعهدت بها‬ ‫السلطة الفلسطينية‪.‬‬ ‫كاف لضمان‬ ‫وإلى اآلن ال يزال تأثير روسيا غير ٍ‬ ‫التزام حماس بهذه الشروط الثالثة للجنة‬ ‫الرباعية‪ .‬وقد زاد استخدام حماس للقوة في عام‬ ‫‪ 2007‬الستبعاد فتح والسلطة الفلسطينية‬ ‫من قطاع غزة من توتر العالقات بني روسيا‬ ‫وحماس‪ .‬ومن ثم فقد تعامل مسؤولون‬ ‫روس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس‬ ‫وحكومة الضفة الغربية‪ .‬بل إنهم حتى‬ ‫زودوا القوات األمنية للسلطة الفلسطينية‬ ‫باألسلحة اخلفيفة والتدريب األمني بتصريح‬ ‫من السلطات اإلسرائيلية‪ .‬وفي أواخر العام‬ ‫املاضي‪ ،‬سعت احلكومة الروسية أيضا ً في جهد‬ ‫مشترك مع عباس وآخرين من أجل حث حماس‬ ‫على استئناف وقف إلطالق النار مع إسرائيل‬ ‫مدته ستة أشهر‪ ،‬إال أن هذا اجلهد باء بالفشل‪.‬‬ ‫لقد دفع االنهزام العسكري حلماس في احلرب‬ ‫التي اندلعت بعد ذلك في غزة بعض أعضاء‬ ‫اجلماعة إلى إعادة النظر في سياستهم حيال‬ ‫إسرائيل‪ ،‬على األقل من الناحية العملية إن‬ ‫لم يكن بشكل علني‪ .‬وإذا اتفقت إسرائيل‬ ‫والسلطة الفلسطينية على تأسيس دولة‬ ‫فلسطينية مستقلة‪ ،‬فرمبا ال يعترض الكثيرون‬ ‫في حماس على االتفاق‪ .‬وقد ال ترحب حماس‬ ‫بوجود عسكري إسرائيلي مستمر في األراضي‬ ‫احملتلة‪ ،‬لكنها قد تقبل نشر قوات حفظ السالم‬ ‫الدولي‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن العالقات بني الزعماء الروس‬ ‫واإلسرائيليني معقدة إال أنها ظلت جيدة‬ ‫بشكل عام منذ تخلت الدولة الروسية اجلديدة‬ ‫عن سياسات االحتاد السوفيتي املؤيدة بشكل‬ ‫واضح للعرب‪ .‬ومنذ عام ‪ ،1991‬دافع صناع‬

‫السياسة الروسية بشدة عن حق إسرائيل في‬ ‫الوجود حتى بالرغم من انتقاد روسيا إلسرائيل‬ ‫من آن آلخر بسبب سياسات األخيرة التي‬ ‫اعتبرتها موسكو متصلبة أو تصادمية بشكل‬ ‫مفرط‪ .‬وفي السنوات األخيرة‪ ،‬متكنت كلتا‬ ‫الدولتني من جتنب التوترات الكبرى التي تنجم‬ ‫عن دعم إسرائيل جلورجيا إضافة إلى بيع روسيا‬ ‫صواريخ الدفاع اجلوي إس – ‪ 300‬إليران‪.‬‬ ‫ومن بني املزايا التي ميكن أن تستغلها احلكومة‬ ‫الروسية بشكل أكثر فعالية التأثير الذي تتمتع‬ ‫به موسكو على آالف اإلسرائيليني من أصل‬ ‫روسي أو سوفيتي‪ .‬فأعضاء هذه اجلماعة التي‬ ‫تشكل أكبر طائفة يهودية ناطقة بالروسية‬ ‫خارج االحتاد السوفيتي السابق‪ ،‬يصوتون عادة‬ ‫لدعم األحزاب السياسية مثل احلزب الذي‬ ‫يتزعمه وزير اخلارجية اإلسرائيلي احلالي أفيجدور‬ ‫ليبرمان الذي يعترض على التفاوض بشأن تقدمي‬ ‫تنازالت للفلسطينيني‪ .‬ورمبا تصبح مواقفهم‬ ‫أكثر اعتداال ً إذا ما دافعت عنهم وحدات‬ ‫عسكرية تتشكل من أفراد يحملون نفس‬ ‫هويتهم السابقة‪.‬‬ ‫ورمبا ال يضع القادة اإلسرائيليون ثقتهم في‬ ‫بعثة حفظ السالم التي تقودها األمم املتحدة‬ ‫للدفاع عن مصاحلهم األمنية في األراضي‬ ‫الفلسطينية‪ .‬وفي أفضل األحوال‪ ،‬ميكن أن‬ ‫يقبلوا قوة تابعة للجنة الرباعية تلعب فيها األمم‬ ‫املتحدة دورا ً متواضعا ً‪ .‬وقد تكون القوات‬ ‫األمريكية واألوروبية على استعداد لالنتشار في‬ ‫الضفة الغربية‪ .‬ومع ذلك فإن احلكومة الروسية‬ ‫وحدها هي التي ميكن أن تكون على استعداد‬ ‫لنشر قوة حفظ السالم في املناطق التي تسيطر‬ ‫عليها حماس‪.‬‬ ‫ولقد لعبت روسيا بالفعل هذا الدور الهام في‬ ‫حفظ السالم مرتني من قبل‪.‬ففي كل من البوسنة‬ ‫وكوسوفو‪ ،‬ساعد وجود القوات الروسية على‬ ‫طمأنة األقليات الصربية مبا يكفي للمشاركة في‬ ‫اتفاقيات سالم حققت جناحا ً نوعيا ً حتت مظلة‬ ‫اإلشراف الشامل حللف شمال األطلسي وغيرها‬ ‫من املؤسسات الدولية‪.‬‬ ‫ومما يثير اإلعجاب رغبة احلكومة الروسية‬ ‫بشكل دائم في استضافة مؤمتر دولي بشأن‬ ‫الشرق األوسط‪ .‬وبغض النظر عن أي شيء آخر‪،‬‬ ‫ميكن أن تسهم موسكو بشكل أكثر فعالية‬ ‫في السالم واألمن الدوليني من خالل إرسال‬ ‫أفضل قواتها حلفظ السالم في املنطقة‪.‬‬ ‫د‪.‬ريتشارد ويتز‬ ‫مدير وزميل مركز التحليل السياسي والعسكري‬ ‫مبعهد هدسون في واشنطن العاصمة‬ ‫‪08‬‬


‫أسسها سنة ‪1987‬‬

‫األمير أحمد بن سلمان بن عبد العزيز‬

‫مـجـلـة الـعـرب الـدولــيــة‬ ‫أسسها هشام ومحمد علي احلافظ‬ ‫العدد ‪ 10 ،1527‬اكتوبر ‪2009‬‬ ‫رئيس التحرير‬

‫‪Editor-In-Chief‬‬

‫‪ 29‬شخصيات‬

‫حوار ‪ -‬وزير اخلارجية اليمني د‪ .‬أبو بكر القربي‬ ‫بروفايل‪ -‬عبدا مللك احلوثي ‪ ..‬من مترد إلى آخر!‬

‫‪ 35‬االقتصاد‬

‫عادل بن زيد الطريفي‬

‫للمشاركة‬

‫‪ADEL ALTORAIFI‬‬ ‫احملررون‬ ‫‪Editors‬‬

‫االفكار‬ ‫والأننا ن‬ ‫والع�رس‬ ‫اللغتني‬

‫إلرسال مقاالت أو آراء يرجى املراسلة على‬

‫‪editorial@majalla.com‬‬ ‫البريد اإللكتروني مصطفى فحص‬

‫‪MUSTAFA‬‬ ‫‪FAHS‬‬ ‫يجب ان ال تزيد‬ ‫ملحوظة‪ :‬جميع املقاالت‬ ‫عن ‪ 800‬كلمة‬ ‫مانويل أمليدا‬ ‫‪MANUEL ALMEIDA‬‬

‫اإلعالن‬

‫سكرتير التحرير‬ ‫‪Editorial Secretary‬‬ ‫سينجفيلد يرجي االتصال بـ‪:‬‬ ‫جان الرقمية‬ ‫لإلعالن في النسخة‬ ‫‪JAN SINGFIELD‬‬ ‫املدير التنفيذي‬ ‫‪Managing Director‬‬ ‫طارق القي‬ ‫‪TARIK ALGAIN‬‬

‫االقتصاد العربي ‪ -‬إقتصاد القات‬ ‫املستثمر العاملي ‪-‬االستثمار في الواقع‬

‫األسواق‬

‫كتب ‪ -‬نحو فهم حلزب اهلل‬ ‫تقارير ‪ -‬التعامل مع حماس‬

‫‪www.majalla.com‬‬

‫‪ 50‬املقالالسياسي‬

‫‪Mr Wael Al Fayez‬‬ ‫‪London Address‬‬ ‫‪w.alfayez@alkhaleejiah.com‬‬ ‫‪The‬‬ ‫‪Magazine‬‬ ‫‪Tel.:Majalla‬‬ ‫‪0096614411444‬‬ ‫‪HH Saudi Research‬‬ ‫‪& Marketing (UK) Limited‬‬ ‫‪M.: 00966505475131‬‬ ‫‪Arab‬‬ ‫‪Press House‬‬ ‫‪F.:‬‬ ‫‪0096614400996‬‬ ‫‪182-184‬‬ ‫‪High22304‬‬ ‫‪Holborn‬‬ ‫‪P.O.BOX‬‬ ‫‪LONDON‬‬ ‫‪Riyadh‬‬ ‫‪11495,WC1V‬‬ ‫‪Saudi7AP‬‬ ‫‪Arabia‬‬

‫اإن الهد‬ ‫على ه‬ ‫تقدير‪.‬‬ ‫ال�رسق‬ ‫ونعدك‬

‫‪DDI: +44 (0)20 7539 2335/2337‬‬ ‫‪Tel: +44 (0)20 7821 8181‬‬ ‫‪Fax: +(0)20 7831 2310‬‬

‫اشتراكات‬

‫لالشتراك في الطبعة الرقمية‪ ،‬يرجى االتصال بـ‪:‬‬ ‫‪subscriptions@majalla.com‬‬ ‫الواليات املتحدة‬ ‫وايران في‬ ‫افغانستان‬

‫حتالفات مضطربة‬

‫لقاء مع أمني اجلميّل‬ ‫الرئيس اللبناني األسبق‬

‫بقلم كرمي ساجدبور‬

‫العالم في ركود‪..‬‬ ‫لم يعد هناك‬ ‫سياسة‬ ‫خارجية‬ ‫بقلم باراغ خانا‬

‫‪www.majalla.com‬‬

‫جنود أم مقاتلون أم مرتزقة؟‬

‫مـجـلـة الـعـرب الـدولــيــة‬

‫اخلروج‬ ‫تنويه‬ ‫من‬ ‫األزمة‬

‫املقاالت الواردة في اجمللة ال متثل أي إجماع في‬ ‫الرأي‪ ،‬ومن غير املتوقع أن يتجاوب قراؤنا مع‬ ‫جميع األفكار املطروحة هنا‪ ،‬حيث يختلف بعض‬ ‫مؤلفينا في الرأي مع غيرهم‪.‬‬

‫؟‬

‫مكتب القاهرة‬ ‫‪14‬شارع احلجاز ‪ -‬املهندسني ‪ -‬القاهرة‬ ‫هاتف ‪ - 00202 3388654 -‬فاكس ‪00202 7492884 -‬‬ ‫مكتب اململكة العربية السعودية‬ ‫طريق املدينة‪ -‬خلف ستاد وزارة املعارف ص‪-‬ب ‪4556‬‬ ‫هاتف ‪ 966-1-4419933‬فاكس ‪966-1-4429555‬‬

‫العدد ‪1527‬‬

‫عدد رقم ‪ ،1517‬تاريخ ‪ 18‬ابريل‪/‬نيسان ‪2009‬‬

‫هل ينجح السياسيون‬ ‫حيث فشل‬ ‫اإلقتصاديون‬

‫مكتب لندن‬ ‫‪Arab Press House‬‬ ‫‪182-184 High Holborn,‬‬ ‫‪LONDON WC1V 7AP‬‬ ‫‪DDI: +44 (0)20 7539 2335/2337,‬‬ ‫‪Tel.: +44 (0)20 7821 8181,‬‬ ‫‪Fax: +(0)20 7831 2310‬‬ ‫‪E-Mail: editorial@majalla.com‬‬

‫هدفنا‬ ‫ال�رسق‬ ‫لم ترتون‬ ‫� ل‬ ‫�حلال يف‬ ‫�لمنرتنت‪.‬‬

‫لقد اأ�‬ ‫يتمتع‬ ‫اإعجابه‬ ‫اجلديد‪،‬‬

‫‪editorial@majalla.com‬‬

‫‪ 43‬اصدارات‬

‫�سوف‬ ‫ت�سمل‬ ‫نقل امل‬

‫بقلم ستيفن غلن‬

‫حقوق النشر محفوظة جمللة اجمللة ‪ 2009‬التي‬ ‫تصدر عن الشركة السعودية لألبحاث والتسويق‬ ‫(اململكة املتحدة) شركة محدودة‪ .‬وال يجوز‬ ‫بأي حال من األحوال إعادة طباعة اجمللة أو أي‬ ‫جزء منها أو تخزينها في أي نظام استرجاعي أو‬ ‫نقلها بأي صورة أو أي وسيلة إلكترونية أو آلية‬ ‫أو تصويرها أو تسجيلها أو ما شابه دون احلصول‬ ‫على تصريح مسبق من الشركة السعودية‬ ‫لألبحاث والتسويق (شركة محدودة)‪ .‬وتصدر‬ ‫اجمللة أسبوعيا ً باستثناء إصدارين مدمجني في‬ ‫واحد بصورة دورية وإصدارات إضافية أو مزيدة أو‬ ‫موسعة‪ .‬لتلقي استفسارات االشتراك الرقمي‪،‬‬ ‫يرجى زيارة ‪www.majalla.com‬‬ ‫‪07‬‬

‫قرائنا ا‬


‫احملتويات‬ ‫‪ 08‬جيوبوليتيكا‬

‫موسكو‪ :‬صانعة السالم في الشرق األوسط‬

‫‪ 09‬املوجز‬ ‫حول العالم‬ ‫أقوال‬ ‫بانوراما الصحافة‬ ‫رسائل‬

‫‪ 14‬قصةالغالف‬ ‫معنى أن تكون حوثيا‬

‫‪14‬‬

‫‪ 21‬أكثر من رأي‬ ‫هل فتحت حرب صعدة الباب لتدخل إقليمى؟‬

‫‪ 25‬أفكار‬

‫التقية‬ ‫إيران ودبلوماسية‬ ‫ّ‬

‫إدارة التحرير‬

‫مدير مكتب لندن‬ ‫مانويل امليدا‬ ‫مدير مكتب القاهرة‬ ‫احمد أيوب‬ ‫احملررين‬ ‫ستيفن جلني‬ ‫بوال ميجيا‬ ‫دينا وهبه‬ ‫وسام الشريف‬ ‫سكرتير التحرير‬ ‫جان سينجفيلد‬ ‫مدير املوقع االلكتروني‬ ‫محمد صالح‬ ‫الترجمة‬ ‫شريف عكاشة‬

‫‪ 10‬اكتوبر ‪2009‬‬

‫‪25‬‬

‫‪06‬‬


‫كاريكاتير‬

‫‪ ،‬العدد ‪1527‬‬

‫‪05‬‬


‫اإلفتتاحية‬

‫التحرير‬ ‫اإلفتتاحية‬

‫تصدر عن‬

‫عزيزي القارئ‪،‬‬ ‫أسسها سنة ‪1987‬‬

‫األمير أحمد بن سلمان بن عبد العزيز‬

‫مـجـلـة الـعـرب الـدولــيــة‬ ‫علياحلافظ‬ ‫ومحمدعلي‬ ‫هشامومحمد‬ ‫أسسهاهشام‬ ‫أسسها‬ ‫حافظ‬ ‫رئيس التحرير‬

‫‪Editor-In-Chief‬‬

‫عادل بن زيد الطريفي‬

‫‪ADEL ALTORAIFI‬‬ ‫احملررون‬ ‫‪Editors‬‬ ‫مصطفى فحص‬ ‫‪MUSTAFA FAHS‬‬ ‫مانويل أمليدا‬ ‫‪MANUEL ALMEIDA‬‬ ‫سكرتير التحرير‬ ‫‪Editorial Secretary‬‬ ‫جان سينجفيلد‬ ‫‪JAN SINGFIELD‬‬

‫املدير العام‬

‫املدير التنفيذي‬ ‫‪Managing Director‬‬ ‫طارق القي‬ ‫‪TARIK ALGAIN‬‬ ‫‪www.majalla.com‬‬

‫تصدر عن‬

‫‪editorial@majalla.com‬‬ ‫‪London Address‬‬ ‫‪The Majalla Magazine‬‬ ‫‪HH Saudi Research & Marketing (UK) Limited‬‬ ‫‪Arab Press House‬‬ ‫‪182-184 High Holborn‬‬ ‫‪LONDON WC1V 7AP‬‬ ‫‪DDI: +44 (0)20 7539 2335/2337‬‬ ‫‪Tel: +44‬‬ ‫‪(0)20 7821‬‬ ‫‪8181‬‬ ‫‪The‬‬ ‫‪Majalla‬‬ ‫‪Magazine‬‬ ‫‪Fax: Research‬‬ ‫‪+(0)20 7831 2310‬‬ ‫‪HH Saudi‬‬ ‫‪& Marketing‬‬

‫‪(UK) Limited Arab Press House‬‬ ‫‪182-184 High Holborn,‬‬ ‫‪LONDON WC1V 7AP‬‬ ‫‪DDI: +44 (0)20 7539 2335/2337,‬‬ ‫‪Tel.: +44 (0)20‬‬ ‫‪ 7821 8181,‬اخلروج‬ ‫‪ 7831 2310‬من‬ ‫‪Fax: +(0)20‬‬ ‫الواليات املتحدة‬ ‫وايران في‬ ‫افغانستان‬

‫حتالفات مضطربة‬

‫لقاء مع أمني اجلميّل‬ ‫الرئيس اللبناني األسبق‬

‫بقلم كرمي ساجدبور‬

‫العالم في ركود‪..‬‬ ‫لم يعد هناك‬ ‫سياسة‬ ‫خارجية‬ ‫بقلم باراغ خانا‬

‫‪www.majalla.com‬‬

‫اإنه ملن دواعي �رسورنا وبالغ �سعادتنا‬ ‫اأن نقدم لكم جملة املجلة يف ثوبها‬ ‫اجلديد‪.‬‬ ‫"املجلة" وال تزال‬ ‫لقد كانت‬ ‫املجلة العربية الرائدة يف ال�سئون‬ ‫ال�سيا�سية واالقت�سادية والعاملية‪،‬‬ ‫و�سوف نبذل ق�سارى جهدنا من‬ ‫اأجل اال�ستمرار على الدرب بل وجتاوزه‬ ‫ملا هو اأف�سل من اأجل قرائنا االأعزاء‪.‬‬ ‫لقد قمنا بالعديد من التغيريات‬ ‫الكبرية من اأجل تقدمي جملة تطرح‬ ‫اأف�سل االأفكار املمكنة‪.‬‬ ‫كما �سنقدم روؤية �سيا�سية‬ ‫اإ�سرتاتيجية ت�سعى اإىل جتلية ق�سايا‬ ‫عزيزي القارئ‪،‬‬ ‫املنطقة ال�سائكة‪ ،‬ومعاجلة اجلدل‬ ‫مبهنية ملتزمة‬ ‫والثقايف‬ ‫ال�سيا�سي‬ ‫موقعنا‬ ‫األول على‬ ‫نرحب بكم في مجلتنا اإللكترونية‪ .‬هذا هو العدد‬ ‫باحلياد عن طريق ا�ستكتاب اأبرز‬ ‫جمللة‬ ‫اجلديدة‬ ‫التعديالت‬ ‫بحلّته اجلديدة‪ .‬نأمل أن تنال‬ ‫اإللكتروني ُ‬ ‫ال�سيا�سيني واملثقفني على م�ستوى‬ ‫تطوير‬ ‫العامل‪.‬حاليا على‬ ‫العرب الدولية الرائدة إعجابكم ‪ .‬كما أننا نعمل‬ ‫حماولة قراءة‬ ‫باال�سافة اىل‬ ‫قرائنا‪ ،‬ونأمل في‬ ‫على‬ ‫خاللها اجمللة‬ ‫طل‬ ‫طرق‬ ‫جديدة ت ُ‬ ‫خلف ِ‬ ‫إلكترونيا يف اخلرب ‪.‬‬ ‫امل�ساحات الفارغة‬ ‫منلنغطي‬ ‫االخبار‬ ‫االفكار التي‬ ‫مباشر‬ ‫بشكل‬ ‫إعالمية‬ ‫القريب أن‬ ‫املستقبل‬ ‫القرن احلادي‬ ‫إنرتنت يف‬ ‫على اال‬ ‫موادالأ�سا�س‬ ‫حتميليف ا‬ ‫من يعتمد‬ ‫تتمكنواالذي‬ ‫أ�سلوب احلياة‬ ‫نتماهى مع ا‬ ‫والأننا‬ ‫اإللكتروني‪ .‬اإلكرتونية متاحة بكلتا‬ ‫القارئلت�سبح جملة‬ ‫خاللاملجلة‪،‬‬ ‫ومنوفكرة‬ ‫ت�سميم‬ ‫هواتفكمبتغيري‬ ‫علىفقد قمنا‬ ‫والع�رسين‪،‬‬ ‫النقالة‪،‬‬ ‫من‬ ‫اللغتني العربية واالإجنليزية‪.‬‬

‫نركز في هذا األسبوع على حركة احلوثيني في اليمن‪ ،‬من خالل حتليل‬

‫�سوف نقدم لقرائنا الكرام عرب موقع املجلة ‪ www.majalla.com‬خدمات تفاعلية والتي‬ ‫السياسية‬ ‫يتوافقأهمظهورها‬ ‫رابط و�سالت‬ ‫واالضطراباتإ�سافة اإىل‬ ‫املناق�سات ال�سيا�سية ا‬ ‫التيفيديو ال‬ ‫احلركةأفالم‬ ‫لهذهحافلة با‬ ‫عميقمكتبة‬ ‫ت�سمل‬ ‫تعصف‪ .‬باليمن‪ .‬نطرح السؤال في‬ ‫التي‬ ‫واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية‬ ‫نقل املعلومة عرب مواقع العالقات االجتماعية‬

‫قسم أكثر من رأى «هل فتحت حرب صعدة الباب لتدخل إقليمى؟»‬

‫ت�سغل منطقة‬ ‫احلالية‬ ‫النقاشأبرز واأهم‬ ‫دائرة ونطرح ا‬ ‫ن�ستك�سف‬ ‫من املجلة اأن‬ ‫هدفنا‬ ‫التيبقدرة‬ ‫يتعلق‬ ‫الق�سايا ما‬ ‫بآرائهم حول‬ ‫املساهمون في‬ ‫يجيب‬ ‫نتعرضسعى لأن مت‬ ‫الهدف‪ ،‬ون�‬ ‫هذا‬ ‫حتقيق‬ ‫�سبيل‬ ‫ويف‬ ‫العمق‪.‬‬ ‫من‬ ‫مبزيد‬ ‫أو�سط‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ال�رسق‬ ‫لتأثيراتتاز جملتنا‬ ‫احلكومة على حل هذه املشاكل بنفسها‪ ،‬وكذلك‬ ‫لم ترتونية واأن من تن قر�فنا من ��ست ت�ساف وفهم �مل ت�س تعات‬ ‫االقتصاد‪�.‬ل�ساخنة من منظ تر �أو�سع و�أ�سم ت أما‬ ‫� لالقات‪ ،‬النبات اليمني األول‪ ،‬في قسم‬ ‫�حلال يف ق�سمنا �ملا�ص مبر�أز �لبحث و�لتن تذ من خالل ر�وط والتقرير �لأ�سلي ل� تام ت �لذي مت ن�رشه على‬ ‫�لمنرتنت‪.‬‬

‫وكذلك ال تنسوا قراءة مقالة باوال ميجا عن إيران ودبلوماسية التقيَّة‪،‬‬ ‫أليففيما‬ ‫اخلارجية‬ ‫منإيران‬ ‫سياسية‬ ‫علىفي‬ ‫اخلفية‬ ‫التقيَّة‬ ‫لفكرة‬ ‫تتعرض‬ ‫والتي‬ ‫والكتابة التي‬ ‫مهارات التا‬ ‫اال�ستفادة‬ ‫قادرين‬ ‫أ�سبحنا‬ ‫احلظ اإذ ا‬ ‫أ�سعدنا‬ ‫لقد ا‬ ‫النووية‪.‬‬ ‫بالقنبلة‬ ‫يتعلق‬ ‫امل�ساركني يف ال�سحافة االإخبارية العاملية والذين عربوا لنا عن‬ ‫من اأبرز‬ ‫بها عدد‬ ‫يتمتع‬

‫اإعجابهم ال�سديد بتفكرينا التقدمي وحتركنا اجلدي والذين ي�سعدهم اأن ي�ساركونا م�سعانا‬ ‫القادمة‪.‬‬ ‫أ�سابيع‬ ‫خاللت َّاال‬ ‫مقاالتهم‬ ‫متطلعون لن�رس‬ ‫نرحبونحن‬ ‫اجلديد‪،‬‬ ‫ندعوكم الغتنام‬ ‫لذلك‬ ‫ابنا‪،‬‬ ‫قرائنا وك‬ ‫مشاركة‬ ‫ونقدر دائما‬

‫الفرصة للكتابة لنا‪ ،‬وترْك تعليقاتكم على أي مقالة أو اتصلوا بنا‬ ‫جملتنا "املجلة" هو اإ�سعاد قرائنا االأعزاء وكلنا اأمل يف اأن ن�ستمر‬ ‫اإن الهدف االأ�سا�سي من‬ ‫الكتابة لنا‪.‬‬ ‫إذا كنتم تودون‬ ‫على هذا املنوال خالل ال�سنوات القادمة‪ .‬لذلك نرحب مب�ساركاتكم واآرائكم ونكن لها كل‬

‫تقدير‪ .‬اإذا كان لديكم مو�سوع معني يتعلق بال�سيا�سة اأو االقت�ساد اأو الثقافة يف منطقة‬ ‫ال�رسق االأو�سط ترغبون من املجلة اأن تقوم ببحثه وحتليله يرجى االت�سال بفريق التحرير‬ ‫ونعدكم اأن نبذل ق�سارى جهدنا لطرحه يف اإ�سدار قادم‪ .‬مع خالص حتياتي‬ ‫الهتماماتكم‪.‬‬ ‫الطريفي‬ ‫قرائنا االأعزاء‪ ،‬اأنتم غايتنا ولنا ال�رسف اأن نعطي اأولوية ق�سوى عادل‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫مع خال�س حتياتي‬

‫مـجـلـة الـعـرب الـدولــيــة‬

‫األزمة‬

‫هل ينجح السياسيون‬ ‫حيث فشل‬ ‫اإلقتصاديون‬

‫عادل الطريفي‬ ‫رئيس التحرير‬




‫احلرب السادسة‬

‫االستثمار في الواقع‬ ‫ثورة الطاقة‬ ‫والعزلة اخلليجية‬

‫د‪ .‬أبو بكر القربي‬ ‫وزير اخلارجية اليمني‬

‫اندريس كاال‬

‫موسكو‪:‬‬ ‫صانعة السالم‬ ‫في الشرق األوسط‬ ‫ريتشارد ويتز‬

‫مجلة العرب الدولية‬

‫معنى أن تكون‬

‫حوثيا‬

‫العدد ‪ 10 ،1527‬اكتوبر ‪2009‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.