31أكتوبر 2009
48
المقال السياسي
55
المقال السياسي
عفوا! ال يوجد رجل مناسب للمهمة
كرزاي وحدود اآلمال األمريكية في أفغانستان تعد حكومة حامد كرزاي مخيبة لآلمال وفق أية معايير .وبينما انعقدت آمال الغرب في الماضي على كرازي من أجل قيادة حكومة أفغانية مستقرة وجديرة باالعتبار ،يراه المسئولون األمريكيون أحد أكبر العقبات في طريق إعادة بناء أفغانستان .غير أن هذا االعتقاد يتجاهل قضايا بنيوية ،منها؛ أن البالد لم تحظ بحكومة قوية ذات سيادة خالل المائة سنة األخيرة. بينما كان كرزاي يمثل في الماضي أكبر أمل لدى الغرب في قيادة حكومة أفغانية مستقرة وجديرة باالحترام ،يعتبره المسئولون األمريكيون اآلن واحدًا من أكبر العقبات في .طريق إعادة بناء أفغانستان وأدى افتقاد الواليات المتحدة للثقة في كرزاي إلى تأجيلها ألية قرارات بإرسال المزيد من الجنود والمدنيين إلى البالد قبل إعالن نتيجة رسمية للمأزق السياسي الحالي .وال شك أن الحكومة األفغانية الحالية ال تعمل لصالح أغلبية األفغان ،وال من أجل المشاركة في الجهود الدولية إلعادة إعمار البالد .غير أن السؤال الرئيسي هو؛ ما إذا كانت حكومة كرزاي الضعيفة تمثل مشكلة ظرفية ،أم ما إذا كان فشلها ذا طبيعة بنيوية حتمية ،وأن أية حكومة أفغانية سوف تكون ضعيفة وفاسدة .نظرًا لجميع التحديات الموجودة وتمر أفغانستان بأكبر أزمة سياسية لها منذ تولي كرزاي منصبه في عام .2004 وراودت المسئولين األمريكيين آمال كبيرة في أن تقدم االنتخابات األفغانية في شهر أغسطس بديال لحكومة كرزاي الواهنة والفاسدة .ولكنها بدال من ذلك ،لم تجلب نصرًا ألكبر معارضي كرزاي ،عبد اللـه عبد اللـه ،أو تؤدي إلعادة انتخاب كرزاي ،ولكنها أفرزت جمودًا يشكل كابوسًا حقيقيًّا لإلستراتيجية األمريكية في أفغانستان .والخبر السار أن كرزاي أعلن أن العملية الدستورية يجب أن تحظى باالحترام الكامل ،واتفقا على إجراء جولة ثانية من .االنتخابات في السابع من شهر نوفمبر ويوضح أحدث تقييم داخلي للحرب األفغانية أجراه الجيش األمريكي سوء أداء حكومة كرزاي بشكل الفت للنظر .ويصف صاحب هذا التقييم ،وهو القائد العسكري األعلى الجنرال ستانلي ماكريستال ،حالة مزمنة من الفساد وإساءة استغالل السلطة ،و»يزيد هذا الوضع من أزمة الثقة الشعبية في الحكومة، ويعزز ثقافة اإلفالت من العقاب» .وتعد قائمة االتهامات الموجهة إلى كرزاي طويلة نوعًا ما .ويأتي على رأسها تدهور الوضع األمني ،الذي يعزوه كثير من المحللين إلى إبعاد الحكومة لعدد من قبائل البشتون والذين .يتحالفون اآلن مع حركة طالبان
أو قبائل وفقًا لتراتبية هرمية ،لعبت فيها العقيدة اإلسالمية دورًا رئيسيًّا .ومنذ ذلك الحين، .يرزح تاريخ البالد تحت نير الفوضى والعنف
مانويل الميدا وباإلضافة إلى ذلك ،تعرَّض المقربون من كرزاي النتقادات حادة لوقت طويل .ومن بين هؤالء الجنرال فهيم الذي تم تعيينه وزيرًا للدفاع بعد فترة وجيزة من تولي كرزاي منصب رئيس الحكومة األفغانية االنتقالية، وسرعان ما أحاطت به مزاعم بتورطه في تجارة المخدرات .كما تعرض شقيق كرزاي األصغر أحمد والي كرزاي ،وهو رئيس المجلس المحلي في قندهار ،إلى اتهامات من جميع المصادر األجنبية بتورطه في تجارة المخدرات .وال يقتصر األمر على مجرد تورطه فيها ،بل يسود االعتقاد بأن أحمد كرزاي يرأس مجموعة مهمة لتهريب .المخدرات تعمل في جنوب البالد كما يسود اعتقاد لدى المسئولين األمريكيين بأنه يوجد شخص أفضل لهذا المنصب من كرزاي ،ويرتبط هذا االعتقاد أيضا باإلحباط المتراكم من جراء عدم ج ْني تقدم من الجهد والموارد المستثمرة في إعادة إعمار .أفغانستان غير أن الثابت خالل أكثر من مائة سنة ،أنه لم تتمتع حكومة أفغانية أبدًا بسيطرة فعلية على جميع أراضي البالد وشعبها المتنوع الذي يمثل سكانها .وتمتد الفترة الوحيدة التي نعمت بالسالم والتحديث في تاريخ أفغانستان المضطرب من بداية عشرينيات القرن الماضي حتى عام ،1973عندما تمت اإلطاحة بالملك زاير شاه في انقالب عسكري. خالل هذه الفترة ،تقلدت حكومة ضعيفة في كابول حكم البالد من خالل شكل ال مركزي من السياسات ،وسيطرت على الريف عشائر
اليوم ،تعد أفغانستان واحدة من أفقر البلدان في العالم .ووفقًا لألمم المتحدة ،تمثل أرباح تجارة المخدرات أكثر من 50%من الناتج اإلجمالي المحلي .ويبدو تنفيذ الخطط الرامية إلحالل محاصيل بديلة مكان األفيون شبه مستحيل. وتعتبر كثير من حدود أفغانستان في معظمها حدودًا شكلية ،تعج بالمتطرفين واإلرهابيين من المنطقة وخارجها ،وتتقاسم أراضيها قبائل وعشائر وأعراق مختلفة تنظر إلى سيادة .الدولة على أنها مجرد وهم ومع ْ أخذ كل هذا في االعتبار ،ليس من المعقول أن نتوقع حكومة خالية من الفساد في أفغانستان .وبصرف النظر عن نتائج انتخابات اإلعادة ،سوف يتحتم على المسئولين األمريكيين قبول حقيقة من اثنتين ،أو حتى كلتيهما .أوال ،سوف يتعين على كرزاي أن يكون جز ًءا من الحل في المستقبل القريب ألفغانستان .وثانيا :ليس من المرجح أن يكون لدى أي من خلفائه ،اآلن أو في المستقبل، سجل أفضل فيما يتعلق بالفساد وضعف الدولة .وإذا كان الفساد هو القضية األكبر ،فإن عبد اللـه عبد اللـه ال تنعقد عليه آمال كبار ،من .واقع سجله كوزير للخارجية أما بالنسبة إلدارة بوش ،فكان ن ْشر الديمقراطية جز ًءا رئيسيًّا من سياسته الخارجية والمثالية الخطرة ووجهات النظر المغلوطة حول دور الواليات المتحدة في السياسة العالمية. وبطبيعة الحال ،فإن واحدة من سلبيات نشر الديمقراطية هو أنها أمر مستحب طالما أن األشخاص المفضلين هم الذين يفوزون. وسرعان ما اكتشفت إدارة بوش ذلك مع فوز حماس االنتخابي في غزة .وبالنسبة إلدارة أوباما ،أصبح كرزاي يمثل ما كانت تمثله حماس إلدارة بوش .وهذه واحدة من معضالت بناء الدولة ،وهى العمل مع زعماء ال يحبهم بناة الدولة .وفي حالة تدخل الواليات المتحدة في أفغانستان ،فإن هذا التحالف المرير ،مع كرزاى وخلفائه ،من المرجح أن .يستمر لبضعة عقود على األقل 56
تقارير
الزعيم الليبي معمر القذافي يصل الي مقر الجمعية العمومية بنيو يورك © Getty Images
وقت آلخر ،يبدو القذافي ملتزما ً بالمثل بإقامة عالقة مع الغرب ،بعد أن أشار في زيارته األخيرة إلى نيويورك أن هذا األمر بمثابة هدف من أهداف السياسة الخارجية الليبية. وبالرغم من أن مجلس العالقات الخارجية يقدم المشورة للواليات المتحدة بشأن الكيفية التي تتعامل بها مع عالقاتها بطرابلس، سلطت إصدارات أخرى الضوء على جوانب مختلفة تتعلق بالعوامل التي من شأنها أن تؤثر على عالقتها بالغرب .فقد أشارت صحيفة اإليكونوميست أنه باإلضافة إلى سلوك القذافي على الساحة الدولية ،فإن أداءه داخل ليبيا كان له على األقل قدر من التأثير على عالقته بالعالم الخارجي. وأشارت الصحيفة على وجه التحديد إلى أن العدد 1530
نجاح السياسة الوطنية التي ينتهجها القذافي غالبا ً ما انعكست إيجابا ً على عالقات ليبيا بالغرب .فمثالً أوضحت الصحيفة أنه في السنوات األخيرة بلغ عدد أطفال المدارس في ليبيا معدالت تعليم عالمية ،وزاد متوسط أعمار السكان الليبيين بنحو 20عاما ً إضافية. ومع ذلك ،فإن التطورات التي حدثت في التنمية االجتماعية للبالد تعتبر غير جديرة باالهتمام إذا أخذنا في االعتبار حقيقة أن النفط يسهم بالنصيب األكبر في دخل الفرد. بعبارة أخرى ،بينما تحسن الموقف الداخلي والخارجي لليبيا ،فمن الواضح أن القذافي سبب رئيسي في سوء اإلدارة .وقد استطاعت ليبيا مؤخراً فقط ،أن تتجاوز ولو بقدر محدود مسألة تصنيفها ضمن الدول المنبوذة ،األمر الذي كان يحد بشكل كبير من عالقتها بالغرب
ويشير تحليل تلك اإلصدارات المختلفة إلى أن القذافي شخصيا ً كان له تأثير على العالقة التي تقيمها ليبيا مع الغرب وسيظل هذا التأثير قائماً .وتركز اللقاء الذي تم إجراؤه من داخل مجلس العالقات الخارجية على الكيفية التي تعزز بها مصالح ليبيا إمكانية تنمية عالقات أوثق مع الغرب .ومع ذلك ،فإن خصائص القيادة الليبية تحد من إمكانية أن تصبح طرابلس مثاالً يحتذى به في التقارب. لمزيد من المعلومات عن اللقاء والتقرير، يرجى زيارة الموقع التالي: http://www.cfr.org http://www.economist.com 55
تقارير
ليبيا والغرب
هل يفسد القذافي العالقة بين طرابلس وواشنطن؟ دانا موس مجلس العالقات الخارجية 10سبتمبر أيلول 2009 كيف تبدد امكانيات دولة؟ صحيفة «اإليكونوميست» 20أغسطس آب 2009 ألقى العقيد القذافي خطابا ً مؤخراً جعل العالم يتساءل إلى أي مدى تغيرت ليبيا منذ أن تخلت عن برنامجها النووي؟ فمن الواضح أن ليبيا قد بذلت جهوداً للتصالح مع الغرب ،غير أنه تحدث من آن آلخر توترات سياسية تعيق هذا التقدم .فما هو مستقبل عالقة ليبيا مع الغرب وكيف يؤثر عليها القذافي شخصياً؟ في 23سبتمبر أيلول ،تحدث العقيد القذافي للمرة األولى في الجمعية العامة لألمم المتحدة .وألقى زعيم ليبيا ،الذي اشتهر بسلوكه غريب األطوار ،خطبة الذعة مدتها 90دقيقة ،وطالب فيها بمقعد إلفريقيا في مجلس األمن .ومما أثار فزع جمهور المستمعين أنه لم ينه خطابه عند هذا األمر. فبعد أن مزق ميثاق األمم المتحدة واقترح تسمية مجلس األمن بمجلس اإلرهاب ،اقترح القذافي أيضا محاكمة أولئك الذين تسببوا في القتل الجماعي في العراق .وضمن توصيات أخرى كثيرة ،دافع القذافي عن حق حركة طالبان في إقامة إمارة إسالمية، وأشار إلى أن وباء أنفلونزا الخنازير كان سالحا ً بيولوجياً ،واقترح تجميع األراضي اإلسرائيلية والفلسطينية معا ً ليكونا دولة واحدة تسمى (إسراطين). ومن المثير لالهتمام ،أنه تم تفسير تلك الفرصة التي أتيحت للقذافي كي يتحدث أمام الجمعية العامة لألمم المتحدة بأنها إشارة إلى التحسن الذي نال عالقاته الدبلوماسية مع الغرب .ومع ذلك ،منذ حملة الحرب على اإلرهاب ،أصبحت ليبيا أكثر تعاونا ً مع الواليات المتحدة .ولم يغب هذا السلوك الجيد عن الحكومة األمريكية ،والتي رفعت ليبيا من قائمة الدول الراعية لإلرهاب في عام .2006ووفقا لعرض قدمته مجلة «اإليكونوميست» عن تأثير القذافي على ليبيا ،قاده هذا الشعور بتحسن العالقات إلى اتخاذ موقف أكثر حزما على المسرح العالمي ،مع بعض التأثير على قدرة ليبيا على أن تصبح حليفا أقرب للدول الغربية. 31أكتوبر 2009
إذن ما هو مستقبل ليبيا مع الغرب؟ وبوضوح أكثر ،إلى أي مدى تتحدد عالقات ليبيا الدبلوماسية عن طريق القذافي نفسه ،مع غرابة أطواره وقلة مسئولية أساليب حكمه في بعض األحيان؟ دانا موس ،وهى زميلة في معهد واشنطن لسياسات الشرق األدنى، تناولت مستقبل عالقة ليبيا والغرب في لقاء من داخل مجلس العالقات الخارجية .ورأت أنه على المدى القصير ،قد تتـأثر العالقات بين ليبيا والغرب بسلوك القذافي في الجمعية العامة .ولكن على المدى الطويل ،يجمع بين ليبيا والواليات المتحدة مصلحة مشتركة في تنمية واستمرارية عالقة إيجابية بينهما .ومن المرجح أن تكون هذه المصلحة المتبادلة القوة الدافعة للعالقات بين ليبيا والغرب. وأشارت موس على نحو خاص إلى أن البلدين تجمعهما مصالح تجارية وأهداف مشتركة لمكافحة اإلرهاب .وباإلضافة إلى ذلك ،تعتبر الواليات المتحدة مسألة تخلي ليبيا عن برنامجها النووي مثاالً يحتذى به في التعامل مع إيران وكوريا الشمالية .لكن الكاتبة تبزر ثمة اختالفات بين ليبيا وغيرها من الدول التي يدور الجدل حول برامجها النووية .فبرنامج ليبيا النووي في المقام األول كان أقل تطوراً من برامج الدول األخرى «المارقة» ،واألهم من ذلك أن التقارب بين واشنطون وطرابلس جاء نتيجة لمبادرة ليبية. وتشير موس إلى شيء يثير االهتمام وهو تزايد األدلة على أن سلوك ليبيا في السنوات األخيرة يدل على أن التقارب بشأن قضايا محددة ليس قويا ً بالقدر الكافي خصوصا ً
إذا ظل النظام الليبي مناهضا ً للديمقراطية. وتعتقد أنه بالرغم من أن العالقة األمريكية الليبية لن تصبح حميمة أبداً ما دام القذافي في سدة الحكم ،إال أنها ستصبح وثيقة وإن كانت درجة وثاقة العالقات مسألة نسبية. ومنذ التقارب ،تتحدد عالقة ليبيا بالغرب على أساس تعاونها مع الواليات المتحدة أكثر من الدول األخرى .وقد قدم القذافي معلومات استخباراتية وفتح جسراً لمرور المساعدات إلى السودان .ومع ذلك لم تخ ُل العالقة بين الواليات المتحدة وليبيا من المشكالت. إن خطاب القذافي الذي ألقاه في األمم المتحدة أظهر أنه ال يزال على استعداد لترويج األفكار المناهضة للديمقراطية وتلك المناهضة ألمريكا على وجه الخصوص بالرغم من أن العالقة بين البلدين أصبحت أكثر وثاقة .وتشير موس إلى أن القذافي أثار جدالً عندما شكك في مزايا التحالف مع الواليات المتحدة .وبالمثل شكك في أن تكون الديمقراطية مفيدة إلفريقيا. وهناك مثال يؤكد اللهجة االنتقادية لحكومة القذافي وهو يتعلق بوقف البرنامج النووي الليبي .فقد زعمت الحكومة الليبية مؤخراً (مارس آذار )2009أن الواليات المتحدة لم تحفظ جميل ليبيا عندما أوقفت برنامجها النووي .وبصورة أكثر دقة ،رأت الحكومة الليبية أن «هذا هو السبب وراء تردد كوريا الشمالية وإيران حاليا ً في تحقيق تقدم يتعلق بمشروعيهما النوويين» كما جاء على لسان شلقم سفير ليبيا لدى األمم المتحدة .وبالرغم من هذه التوترات التي تطفو على السطح من 54
قراءات
جديد األسبوع كتب
الغالف
أكبر من أن تفشل :القصة الداخلية للطريقة التي ناضلت بها وول ستريت وواشنطون إلنقاذ النظام المالي وإنقاذ ذاتها. ندرو روس سوركين 2009/10/27 يقدم أندرو روس سوركين أول تقرير مفصل وسري عن الكيفية التي تحولت بها أكبر أزمة مالية منذ الكساد العظيم إلى تسونامي عالمي .من داخل مكتب المدير «بليمان برزرز» إلى االجتماعات السرية بكوريا الجنوبية ،وردهات واشنطون، فإن « كبير على اإلخفاق» هي القصة الحاسمة عن أقوى الرجال في عالم األموال والسياسة اللذين يصارعون النجاح والفشل ،األنا والجشع ويتصدون في نهاية األمر للمصير الذي يفرضه االقتصاد العالمي.
نصف السماء :عندما يتحول االضطهاد إلى فرصة حقيقية للنساء في كل أنحاء العالم نيكوالس دي كريستوف وشيريل وودن سبتمبر 2009
الغالف
صحب الحائزون على جائزة بوليتزر نيكوالس دي كريستوف وشيريل وودن قرائهم في رحلة عبر إفريقيا وأسيا من أجل لقاء نخبة رائعة من النساء يكافحن في ظل ظروف قاهرة وجماعة أخرى التقل روعة قد حققت النصر بالفعل. ومن خالل مايرويانه من قصص ،يساعدنا كل من كريستوف وودن على أن نرى أن مفتاح التقدم في عالمنا يكمن في إطالق الطاقات الكامنة لدى المرأة –ويوضحان بجالء كيف يمكن أن يساعد كل منا في تحقيق ذلك .ونظرا ألنها تتسم بطابع أخالقي صارم وتوجه ذرائعي وروح ملهمة ،فإن رواية «نصف السماء» تعد قراءة أساسية لكل مواطن يعيش في عصر العولمة.
تقارير لواليات المتحدة :االنضمام إلى معاهدة حظر األلغام منظمة حقوق اإلنسان 22أكتوبر 2009 ترى المنظمات غير الحكومية التابعة لمنظمة حقوق اإلنسان أن الواليات المتحدة ينبغي أن تشارك في اجتماع هام بشأن االتفاقية الدولية التي تحظر األلغام التي تستهدف العناصر البشرية وأن تلتزم واشنطون باالنضمام إلى االتفاقية .ومن المفترض أن يفتتح مؤتمر المراجعة الثاني لمعاهدة عام 1997 في قرطاجنة ،كولومبيا في 30نوفمبر تشرين األول .2009ومن المتوقع أن تقوم بحضور المؤتمر أكثر من 100حكومة .وقد تم توجيه الدعوة إلى الواليات المتحدة لكنها لم تؤكد بعد مشاركتها.
فيديو وهم الديمقراطية في أفغانستان 23أكتوبر 2009 حوار مع :توماس إتش جونسون مدير دراسات الثقافة والصراع ،الكلية البحرية للدراسات العليا المحاور :جريج برونو ،مجلس العالقات الخارجية بعد مساع دبلوماسية مكثفة على أعلى المستويات بين واشنطون وكابول ،وافق الرئيس األفغاني حامد كرزاي على خوض ٍ المعركة االنتخابية التي ستدور في 7نوفمبر تشرين األول أمام منافسه عبد هللا عبد هللا .ويقول خبير الشئون األفغانية توماس إتش جونسون من الكلية البحرية للدراسات العليا إنه تم الموافقة على االنتخابات الحاسمة بعد تأثير مكثف من مسئولين أمريكيين وأن الناخبين األفغان يرون أن هذه االنتخابات لن توصلهم إلى الزعيم القانوني الذي يريدونه .ويضيف جونسون أن هذه المعركة االنتخابية الحاسمة يمكن أن تهدد استقرار البالد خصوصا ً إذا حقق عبد هللا الفوز فيها. العدد 1530
53
كتب
العودة إلى اقتصاد الركود خطة كروجمان للخروج من األزمة العالمية بول كروجمان بنجوين بوكس 2008
كيف يمكننا الخروج من األزمة المالية الراهنة؟ ماذا يمكننا أن نفعل من أجل م ْنع مثل هذه األزمات من الحدوث مستقبالً؟ سؤاالن يثيران مخاوف االقتصاديين و السياسيين و يجيب عنهما بول كروجمان في كتابه
يعرض كتاب بول كروجمان ،والذي يحمل عنوان «العودة إلى اقتصاد الركود» ،رؤية عامة عن مختلف االقتصادات في مراحل مختلفة من التاريخ .ويهدف كروجمان من الكتاب إلى اإلجابة عن سؤالين رئيسيين يثيران مخاوف االقتصاديين والسياسيين والعامة على حد سواء. وهذان السؤاالن هما :كيف يمكننا الخروج من األزمة المالية الراهنة؟ وماذا يمكننا أن نفعل من أجل م ْنع مثل هذه األزمات من الحدوث من األساس؟ ويبدأ كروجمان كتابه بالبحث بشكل مفصل عن األسباب المختلفة التي أدت إلى حدوت ما يسمى بالـ»الركود األعظم» ،والذي وقع في عام ،1930وما الذي كان ينبغي علينا تعلمه من ذلك، ولكننا لألسف لم نفعل .كما يتناول كروجمان األزمة االقتصادية اآلسيوية في التسعينيات وأزمات دول أمريكا الالتينية وروسيا واليابان. وهو يحاول أن يبحث بشكل مفصل في األسباب المختلفة التي من المرجح أن تكون قد أدت إلى وقوع هذه األزمات ،وكذلك السياسات المختلفة التي استُخدمت للتعامل معها. ومن أهم المميزات التي يتمتع بها هذا الكتاب، والتي تجعله مختلفا عن غيره من الكتب الحديثة التي تحلل األزمة المالية ،البساطة في تناول موضوعه .فهذا الكتاب يستخدم لغة بسيطة ،تجعله ينجح في توصيل رسالته إلى خبراء االقتصاد 31أكتوبر 2009
والقارئ العادي المهتم باألمور االقتصادية على حد سواء .حيث ال يحتوي الكتاب على المعضالت االقتصادية التي تستغلق على الفهم. بل إن المؤلف يوضح لقرائه في مقدمة الكتاب أنهم ال ينبغي أن يتوقعوا أن يكون هذا الكتاب كتابًا»متخصصًا مليئًا بالمصطلحات الفنية». ولكن بدالً من ذلك يعلن كروجمان بشكل صريح أن أهداف الكتاب هي أهداف «جادة وخطيرة بما يكفي ،ولكن أسلوب الكتابة سيكون سخيفًا كلما تطلب الموضوع ذلك « .إال أن الكاتب ينجح ،من خالل هذا األسلوب «السخيف» واألمثلة الخالقة والشرح الوافي ،في جعْل الكتاب شائقًا وسهل الفهم في الوقت نفسه. ومن المثير لالهتمام ،أن كروجمان ال يتناول األزمة المالية لعام 2008،باعتبارها حدثًا مفردًا قائ ًما بذاته ،ولكنه بدال من ذلك يربط األوضاع الخاطئة في اقتصاديات العالم خالل السنوات الماضية بما حدث في العام الماضي في القطاع المالي .كما أنه يسلط الضوء على اإلشارات التحذيرية وتقلبات السوق التي ربما نكون قد تجاهلناها ،أو قللنا من شأنها قائالً« :أنا أميل إلى القول بأن األزمة الراهنة ال تختلف في شيء عن األزمات السابقة .ولكن قد يكون من األدق أن نقول إنها مثل كل األزمات السابقة مجتمعة». ويؤكد المؤلف أيضا على قوة األفكار اإلبداعية. حيث يرى أننا لن نكون قادرين على التغلب
على األزمة المالية العالمية الراهنة إال من خالل تنفيذ تدابير مبتكرة .وما يعنيه ضمنًا هنا هو؛ أن المصدر الحقيقي للمشكلة التي نواجهها اليوم ليس نقص الموارد ،بل عدم فهْم كيفية منع حدوث األزمات االقتصادية في المستقبل. ويخلص كروجمان إلى أن «ما يحتاجه العالم اآلن هو عملية إنقاذ» .فهو يعتقد أن إصالح نقاط الضعف في النظام االقتصادي قد أصبح ضرورة ملحة ،إال أن األولوية بالنسبة لواضعي السياسات ينبغي أن تُعطى للتعامل مع خطر واضح وقائم. وباإلضافة إلى ذلك ،يوصي كروجمان بأنه في ظل العولمة المالية ،ينبغي للبلدان المتقدمة التعاون والتنسيق معًا من أجل تحريك عجلة االئتمان ودعم اإلنفاق -وهي بال شك مهمة صعبة .ويؤكد على أننا لن ننجح في إصالح النظام اقتصادي إال عندما يستعيد االقتصاد عافيته من جديد. وفي حين أنه ال خالف حول صحة التوصيات التي يقدمها كروجمان من خالل هذا الكتاب إال أنه يفشل في أن يضع في اعتباره أهمية األجواء السياسية الالزمة إلنجاح اإلصالح االقتصادي. وبمعنى آخر ،بالرغم من أن الجميع متفقون على ضرورة اإلصالح في الوقت الحالي الذي ال تزال فيه األزمة ماثلة في ذاكرتنا ،لكن هل ستظل الحال كذلك بمجرد أن يصبح االقتصاد أكثر استقرارًا؟ 52
إصدارات كتب
العدد 1530
قراءات
تقارير
51
األسواق
تزايد الثقة في دول مجلس التعاون
تفاؤل حذر في اإلمارات
لقد أظهر قطاع األعمال في دول مجلس التعاون نمواّ في الثقة وذلك خالل الربع الثالث وفقا ً لمؤشر أعمال الخليج إتش إس بي سي .وهذا ينطبق على رؤيتهم بشأن كافة المعايير التي تشمل معدل الدوران وهوامش األرباح وتحقيق األهداف .وقد كانت هناك توقعات بتحقيق نمو نسبته 34%خالل األشهر الثالثة القادمة بما يمثل زيادة تقدر بـ .5%ويتوقع 16%فقط أن يواجهوا انكماشا ً في عمالتهم بينما يتوقع 54%تحسنا ً في أعمالهم.
صنفت أجور الموظفين مقارنةً بدول أخرىُ ، في اإلمارات العربية المتحدة على أنها األفضل وفقا ً لشركة ميرسر لالستشارات في مجال الموارد البشرية .وأضافت ميرسر أن أغلب الشركات أعربوا عن نيتهم في زيادة األجور في العام المقبل .وأشارت نتائج الدراسة إلى أن مخصصات اإلسكان في أبو ظبي كانت أعلى بشكل ملحوظ في عام 2009من مخصصات إسكان دبي .وقد عززت هذه النتائج اإليجابية من التفاؤل الحذر العام الذي يسود المنطقة.
إرﺗﻔﺎع ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺣﻮل اﻟﻌﺎمل
ﻫﻨﺎك إﺷﺎرات إﱃ أن اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻳﺘﻌﺎﰱ وﻟﻜﻦ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﰲ اﻹرﺗﻔﺎع وﺳﻂ ﻣﺨﺎوف ﻣﻦ رﻛﻮد ﻣﺰدوج. وﺻﻠﺖ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻌﺎﻃﻠني ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣريﻛﻴﺔ إﱃ أﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى ﰲ رﺑﻊ ﻗﺮن، وﰲ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ واﺣﺪ ﻣﻦ ﻛﻞ أرﺑﻌﺔ أﺷﺨﺎص ﻣﻦ اﻟﻘﻮة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺧﴪ وﻇﻴﻔﺘﻪ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ،أﻳﻠﻮل )ﺳﺒﺘﻤﱪ( 2008
اﻟرنوﻳﺞ ﻫﻮﻟﻨﺪا اﻟﻴﺎﺑﺎن اﳌﻜﺴﻴﻚ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ اﻟﱪﺗﻐﺎل اﻟﺴﻮﻳﺪ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻴﻮرو اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻓﺮﻧﺴﺎ اﻳﺮﻟﻨﺪا ﻻﺗﻔﻴﺎ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ
آب )أﻏﺴﻄﺲ( 2009
*3.0 2.5 3.5 2.7 اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة 15.1 :ﻣﻠﻴﻮن، 4.0 *5.5 اﻻﺗﺤﺎد اﻷورويب 21.9 :ﻣﻠﻴﻮن، 4.2 6.3 اﻟﺼني 9 :ﻣﻼﻳني ﻣﺴﺠﻠﻮن 7.1 7.8 ﻋﺎﻃﻠني ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ،إﻻ أﻧﻪ ﻣﻦ اﳌﻌﺘﻘﺪ 6.0 *7.9 أن 30ﻣﻠﻴﻮﻧﺎً ﻣﻦ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ 7.8 9.1 أﻳﻀﺎً ﻓﻘﺪوا وﻇﺎﺋﻔﻬﻢ 6.3 9.4 7.7 * متﻮز )ﻳﻮﻟﻴﻮ( 2009 9.6 6.2 9.8 8.0 9.9 6.7 12.5 8.1 18.3 12.5 18.9 23.1 23.6 اﻟﻌﺎﻃﻠﻮن ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ
0
اﳌﺼﺪرEurostat, national figures :
5
10
15
20
%25
© GRAPHIC NEWS
«هابل» الموزع الوحيد لريفنس في الشرق األوسط أعلنت هابل كونسلتانسي مزود تكنولوجيا معلومات اتفاقية توزيع حصرية مع ريفينس للتكنولوجيا في جميع أنحاء الشرق األوسط. وسوف تقوم هابل بتوزيع حلول ريفنيس في مجال تكنولوجيا المعلومات في القطاعات المختلفة في المنطقة .وتشير صحيفة زاويا إلى أن المخاطر التي تتعرض لها تكنولوجيا المعلومات تهدد بشكل كبير استقرار أي مؤسسة .ووفقا ً لما قاله ذو الفقار علي خان ،الرئيس التنفيذي لشركة هابل كونسلتانسي ،تساعد ريفينس في التخلص من الحاجة إلى إجراء تقييمات يدوية للمخاطر ومن ثم توفير الوقت والجهد والتكلفة الالزمة الكتشاف وتخفيف المخاطر في أجهزة الشبكات. العدد 1530
”اﻟﺪول اﻷﻗﻞ ﻓﺴﺎدا“
ﻳﺪرج ﻣﺆﴍ ﻣﺪرﻛﺎت اﻟﻔﺴﺎد ،اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﻣﺆﺳﺴﺔ ”اﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ“ ،ﰲ ﻗﺎمئﺘﻪ 180دوﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮى ﻓﻴﻬﺎ رﺟﺎل اﻷﻋامل واﳌﺤﻠﻠﻮن اﳌﺤﻠﻴﻮن اﻟﻔﺴﺎد ﻣﻨﺘﴩاً ﰲ أوﺳﺎط اﳌﺴﺆوﻟني اﻟﺤﻜﻮﻣﻴني واﻟﺴﻴﺎﺳﻴني
10
ﻧﻘﺎط ﻣﺆﴍ ﻣﺪرﻛﺎت اﻟﻔﺴﺎد
0
اﻷﻛرث ﻓﺴﺎدا اﻷﻗﻞ ﻓﺴﺎدا ﻋﺪد اﻟﻨﻘﺎط ﻋﺪد اﻟﻨﻘﺎط اﳌﺮﻛﺰ اﳌﺮﻛﺰ 1اﻟﺪمنﺎرك 21 9.3ﺳﺎﻧﺖ ﻟﻮﺳﻴﺎ 7.1 ﻧﻴﻮزﻳﻠﻨﺪا 22ﺑﺎرﺑﺎدوس 7.0 اﻟﺴﻮﻳﺪ 23ﺗﺸﻴﲇ 6.9 4ﺳﻨﻐﺎﻓﻮرة 9.2 ﻓﺮﻧﺴﺎ أوروﻏﻮاي 5ﻓﻨﻠﻨﺪا 9.0 ا ﴪ ﺳﻮﻳ 26ﺳﻠﻮﻓﻴﻨﻴﺎ 6.7 7أﻳﺴﻠﻨﺪا 27 8.9إﺳﺘﻮﻧﻴﺎ 6.6 ﻫﻮﻟﻨﺪا 28ﻗﻄﺮ 6.5 ﺳﺎﻧﺖ ﻓﻨﺴﻨﺖ 9أﺳﱰاﻟﻴﺎ 8.7 إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻛﻨﺪا 11ﻟﻜﺴﻤﺒﻮرغ 31 8.3ﻗﱪص 6.4 32 8.1اﻟﱪﺗﻐﺎل 6.1 12اﻟﻨﻤﺴﺎ ﻛﻮﻧﻎ ﻫﻮﻧﻎ دوﻣﻴﻨﻴﻜﺎ 33 6.0 إﴎاﺋﻴﻞ 14أﳌﺎﻧﻴﺎ 7.9 اﻟرنوﻳﺞ 35اﻷﻣﺎرات 5.9 36 7.7ﺑﺘﺴﻮاﻧﺎ 5.8 16اﻳﺮﻟﻨﺪا ﻣﺎﻟﻄﺎ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺑﻮرﺗﻮرﻳﻜﻮ 18ﺑﻠﺠﻴﻜﺎ 7.3 39ﺗﺎﻳﻮان 5.7 اﻟﻴﺎﺑﺎن اﳌﺘﺤﺪة اﻟﻮﻻﻳﺎت 40ﻛﻮرﻳﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ 5.6 اﳌﺼﺪر :ﻣﺆﺳﺴﺔ ”اﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ“
© GRAPHIC NEWS
49
العدد 1530
المستثمر العالمي
النفط :ذهب أسود أم لعنة اقتصادية؟
«روث الشيطان» :إما ثراء فاحش و إما مشكالت بال حدود ربما تمثل تقلبات أسعار النفط تحديًا يصعب التعامل معه ،فهذه التقلبات يمكن أن تحول ذلك المورد المربح إلى لعنة اقتصادية وسياسية. لكن الدول على ما يبدو تعلمت الدرس جيدًا بعد أن أساءت التعامل مع تقلبات أسعار النفط في الماضي .فبالرغم من أنه تم تطبيق إستراتيجيات أكثر فاعلية ،فإن االرتفاعات تكون مصحوبة اآلن وبشكل عام بترشيد في اإلنفاق لمواجهة أي انخفاضات مستقبلية. كلنا يعرف أن الذهب األسود هو اسم يطلق على النفط ،لكن «تيري لين» أسماه «لمسة ميداس» وأطلق عليه مؤسس أوبك «روث الشيطان». كما هو معروف ،النفط قادر على أن يمطر األمم بوابل من اإليرادات ،ليرفع مستوى شعوبها إلى مستويات معيشية ينعم بها أغنى أغنياء العالم .لكن النفط يمكن أن يجلب معه مشكالت وتحديات من نوع خاص؛ ربما تكون أحيانًا بمثابة «لعنة»؛ ليس فقط ألن الدول التي تعتمد بصفة أساسية على أسعار النفط المتقلبة لتحقيق اإليرادات ال تعرف أبدًا متى سيُسحب البساط من تحت أقدامها بسرعة .واالقتصاديات النفطية عُرضة كذلك لحاالت معينة من انعدام الكفاءة وحدوث اضطرابات في السوق حتى في أفضل األوقات ،إذا لم تتعامل الحكومات مع األزمة بوسائل أكثر حكمة وأساليب أكثر ذكا ًء. لم يكن ممكنًا سوى لقلة قليلة أن تتنبأ بأن سعر النفط سوف يرتفع إلى 150دوالرً ا أمريكيًّا للبرميل العام الماضي ،بل إن عددًا أقل بكثير من هؤالء هم الذين اعتقدوا أنه يمكن أن يهبط على الفور إلى ُخمس سعره .لكن مقارنة بالصدمات الكبرى األولى التي حدثت في فترة انتعاش النفط في السبعينيات والثمانينيات ،فإن أداء خبراء النفط كان أفضل بشكل ملحوظ، حيث استخدموا إستراتيجيات جديدة للتعامل مع المشكالت التي تنشأ سوا ًء عند ارتفاعه أو انخفاضه. وكما أشار كارل في كتابه «نقمة الوفرة» ،فإن المشكلة األولى التي يُحت َمل أن تنشأ عند انتعاش النفط هي؛ مشكلة اقتصادية في جوهرها .وفيما يطلق عليه غالبًا المرض الهولندي ،تتطلب الزيادة الهائلة في إيرادات النفط ما يتجاوز بكثير قدرة اإلنتاج المحلي على مسايرته، وهذه المشكلة إضافة إلى الزيادة في قوة العملة المحلية تجعل البالد أكثر اعتمادًا على االستيراد في تلبية معظم احتياجاتها .وغالبًا ما يتم توجيه المال إلنتاج النفط بدالً من توجيهه إلى اإلنتاج المحلي غير النفطي ،الذي يتعثر نتيجة العتماد البالد بشكل شبه حصري على اإليرادات النفطية في دخلها القومي. والمشكلة الثانية سياسية .فالقدرة على اإلنفاق غالبًا ما تحل محل الحاجة إلى السلطة التي يُفرض بها حكم القانون في الدول النفطية، وحيث إن الحكومة ال تحتاج لجمع الضرائب من السكان ،فال تقوم العالقات بين المجتمع والحكومة على أساس مبدأ األخذ والعطاء ولكن تقوم على أساس توزيع اإليجارات .وغالبًا ما تتشكل جماعات قوية تنعم بالوضع الراهن وتعارض أية تعديالت. وهذه المشكالت التي تتراكم عند تصاعد أسعار النفط تصبح أشد خطورة عندما تهبط األسعار. وكما ورد في كتاب كارل ،فإن هذا يكون له تأثير أسوأ على الدول التي لديها عجز في رأس المال وبها عدد هائل من السكان مقارنة 31أكتوبر 2009
وبالرغم من أن التأميم ال يخلو من ثمن باهظ (سوا ًء من الناحية االقتصادية أو السياسية)، فإنه يمكن أن يسهم في توجيه المال الذي يتكاثر نتيجة للطفرات الوقتية ليُستفاد منه مستقبالً، بحيث تتمكن الدول خالل فترات انخفاض األسعار من أن تستفيد من «حصة أعلى من اإليرادات األقل» ،كما يقول بيترو دوناتيلو بيتس ،رئيس تحرير مجلة التين بيتروليوم.
فينسنت بيفينز باحتياطي النفط لديها مثل إيران وفنزويال ونيجيريا ومصر وسوريا والمكسيك ،في مقابل الدول التي لديها فائض في رأس المال مثل المملكة العربية السعودية والكويت وليبيا وقطر واإلمارات العربية المتحدة؛ لكنها جميعًا تواجه ضغوطًا مماثلة .وكما يشير كيرن شودهري، فإنه حتى في المملكة العربية السعودية لم تنجح محاوالت ضبط اإلنفاق مع الصفوة الخاصة بعد حالة االنتعاش التي شهدها النفط في فترة السبعينيات .ومع ذلك فإنه في أغلب الدول التي كان لديها عجز في رأس المال أدى انتعاش السبعينيات إلى فورة اقتصادية خطيرة وأزمة سياسية. من بين األسباب التي جعلت الدول تستجيب بصورة أكثر نجاحً ا هذه المرة ()2009-2007 أنها أدركت أن قيمة النفط طويلة األمد .فقد كان الكثير من الدول في فترة السبعينيات تظن أن احتياطياتها النفطية سرعان ما ستنفد ،ومن ثَم اندفعت نحو القيام بمشروعات ذات تكلفة هائلة واهتمت بالتصنيع السريع .وعند تجنب هذا االندفاع أصبحت سياسات اإلنفاق الرشيدة أكثر سهولة في تطبيقها؛ تلك السياسات التي تعتبر أحد أهم وأبرز جوانب التعامل مع الزيادة في األسعار بنجاح ،والتي تتجنب إحماء االقتصاد أكثر مما ينبغي ،وتعزز االحتياطي من أجل الحفاظ على مستويات اإلنفاق في حالة هبوط األسعار .وقد لعب التقدم الذي أحرزته العديد من الدول على هذه الجبهة دورً ا بالغ األهمية. وهناك إجراءات أخرى أكثر فاعلية وإبداعًا ظهرت في أمريكا الالتينية .ففي المكسيك، استخدم وزير المالية آلية تحوُّ ط رائعة ،أتاحت للبالد تحصيل 8مليارات دوالر عندما هبطت األسعار .وهذه اآللية الفاعلة يصعب تطبيقها على من هم أقل استبصارً ا باألمور ،لكنها يمكن أن تكون مفيدة عندما تبدو األسعار مرتفعة بصورة غير معقولة. وفي فنزويال ،تم استخدام بعض الطرق األكثر راديكالية والتي تشمل تأميم النفط وجباية الضرائب بصورة أكثر حس ًما .فالضرائب تساعد على خلق مجاالت غير نفطية للدخل.
وبالرغم من أن إستراتيجية المملكة العربية السعودية ناجحة ،فإنها محافظة بشكل أكبر بكثير .فقد اعتمدت على االحتياطيات الضخمة، وساعد قطاعها النفطي المنظم على تجنب فرط االئتمان في أوقات االنتعاش .ويقوم جانب كبير من اإلنفاق في البالد على التنويع االقتصادي ومشروعات البنية التحتية .وعلى النقيض من ذلك ،حقنت دول خليجية أخرى المال بسخاء في القطاع العقاري مما تسبب في حدوث مشكلة في قطاع اإلسكان. وفي المملكة العربية السعودية« ،لم تستسلم السلطات للضغط الشعبي الذي يسعى لإلنفاق بشكل ُمفرط وضبط سعر الصرف ،وكانت النتيجة أن شهدت الحكومة انخفاضً ا كبيرً ا في ديونها وارتفاعًا في احتياطياتها األجنبية» كما يقول براد بورالند ،كبير االقتصاديين في شركة «جدوى» لالستثمار. ونتيجة لهيكلها السياسي ،استطاعت المملكة الحفاظ على معدل إنفاقها المحافظ وسياساتها الخاصة بأسعار الصرف ،بالرغم من كونها واحدة من أفقر دول الخليج بالنسبة لدخل الفرد. وبالرغم من أن تقلبات أسعار النفط وكذلك تأثيراتها السلبية المحتملة ال تزال قائمة ،فإن أداء الدول حاليًا أفضل بكثير إذا ما قورن بأدائها في السبعينيات .فقد استفاد الكثيرون بعض الدروس من فرط اإلنفاق ،وإن كانت األغلبية تجنبت القضايا الشائكة التي تتعلق بمواجهة طبقة الصفوة ذات النفوذ. وما يحمله المستقبل سوف يعتمد بشكل كبير على المملكة العربية السعودية نفسها ،والتي كانت صاحبة تأثير كبير على أسعار النفط، ألنها قامت بمشروع زيادة اإلنتاج إلى 12,5 مليون برميل يوميًّا .وحاليًا يبدو أن المملكة تفضل على األرجح األسعار متوسطة المستوى، والتعافي الدولي ال ُمطرد على األسعار المرتفعة التي يمكن أن تمثل تهديدًا لها ،حيث إن أداء رض في االقتصاد السعودي حاليًا ذو مستوى ُم ٍ المجاالت التي تعتبر محط أنظار النظام .لكن مع أسعار النفط ،ال يمكننا التنبؤ بالكثير. صحفي وعالم في االقتصاد السياسي مقيم في لندن. وله مشاركاته في مجلة نيوستيتسمن وأخي ًرا في صحيفة فايننشال تايمز 46
اقتصاد عالمي التي تلقتها الصين بسبب أزمة االئتمان جاءت في صورة تأثير مباشر على االقتصاد .الحقيقي وعندما واجهت البالد هبوطا ً مفاجئا ً في حجم التجارة األجنبية ومخاطر هبوط نمو إجمالي الناتج القومي إلى ما دون «عتبة االستقرار االجتماعي» والتي تقدر بـ ،8%اتخذت الحكومة موقفا ً إستراتيجيا ً مهما ً تمثل في تعزيز االستهالك المحلي كحل طويل األمد لمشكلة االعتماد على التصدير .وتمكنت من تحقيق هذا الهدف باستخدام وسائل مالية مثل اإلنفاق الحكومي واإلعفاءات الضريبية واالستثمار إضافة إلى خفض أسعار الفائدة. وفي األوقات التي تعرضت فيها الحكومة لنقد من قبل من شككوا في جدوى تركيزها المنصب على تطوير البنية األساسية ،كان هدف اتفاقية التحفيز التي أطلقتها الحكومة تعزيز الطلب المحلي وخلق فرص عمل جديدة من خالل االستثمار في مشروعات هندسية ضخمة .والمبدأ الذي اعتمدت عليه الصين يتلخص في أن اإلنفاق على البنية األساسية سوف يزيد معدل الطلب على صناعات ترتبط بها (مثل الحديد والصلب واألسمنت والبناء) ،ومن ثم يتم خلق فرص عمل جديدة على الفور .والهدف النهائي من هذا االتجاه هو تحفيز المستهلكين على .اإلنفاق من مدخراتهم الكبيرة ومع ذلك ،يتشبث هؤالء النقاد بأن نسبة الـ 1%الضئيلة ،المخصصة لبرامج الرعاية االجتماعية ليست كافية لمواجهة مشكلة البطالة الشديدة التي تعوق بشكل كبير االستهالك في الصين .ومع ذلك ،تشير األرقام إلى احتماالت جيدة .فمبيعات التجزئة والسيارات تشير إلى نمو قوي في عام ،2009وحتى أسعار العقارات استعادت قوتها .وخالل الربع الثاني من عام ،2009 حدث نمو في إجمالي الناتج القومي في الصين بنسبة .7.9%واستطاع االقتصاد الصيني الخروج من األزمة االقتصادية قبل تعافي قطاع التصدير بالبالد ،ويعتقد أن ذلك حدث نتيجة للتحرك الفعال من جانب .الحكومة لكن ينبغي علينا أن نتساءل عن تكلفة تدخل الحكومة .فمشروعات اتفاقية التحفيز يتم تمويلها تمويالً جزئيا ً فقط من قبل الحكومات المركزية واإلقليمية ،مع اقتراض جزء كبير من البنوك .وإضافة إلى ذلك ،يمكن أن تؤدي مخاطر الفقاعات المحتملة التي ترتبط بالنمو االقتصادي القوي في عام ،2009إلى دق ناقوس خطر القروض البنكية المتعثرة ناهيك عن الوقت الذي تستغرقه الحكومة في اعتماد مساعدات تحفيز االقتصاد حيث يتم ذلك في مراحل .ونتيجة لتلهف الحكومة في أن العدد 1530
تكون في طليعة النمو ،ربما ال تقوم األقاليم الصينية بتقييم جدوى مشروعاتها بطريقة مالئمة .ونتيجة لذلك ،ربما تواجه الصين مجموعة خطيرة من القروض ومشروعات
يذكرنا اتجاه الصين الحالي الذي يقوم على أساس االعتماد على الذات في كل شيء باالستياء اآلسيوي الذي أعقب تدخل صندوق النقد الدولي عقب أزمة .1997وقد تركت هذه التدخالت آثاراً على آسيا وأحدثت حراكا ً لدى الكثير من الدول اآلسيوية نحو تحقيق استقاللية اقتصادية عن القوى الغربية الكبرى البنية األساسية غير الفعالة .ومما زاد األمور سوءاً أن معظم التمويل الخاص بهذه االتفاقية يُعتقد أنه يتم توجيهه إلى مؤسسات مملوكة للدولة .ومن ثم فإن اتفاقية التحفيز الصينية ال تتعامل مع تطوير المؤسسات األهلية في الصين .ونتيجة لذلك ،ال تستفيد الشركات الصغيرة من التسهيالت االئتمانية التي يتم منحها للمؤسسات المملوكة للدولة .وال يقف األمر عند هذا الحد بل إن هذه الشركات يتم إغفالها من مشروعات البنية األساسية الكبرى .ومن ثم فإنها تناضل من أجل تحقيق النمو من خالل زيادة ثقة المستهلكين التي يتم تعزيزها بمشروعات البنية األساسية .الضخمة ويُعتقد أن مطالبة الحكومة الصينية بدعم القطاع األهلي في مقابل المؤسسات المملوكة للدولة ،يعتبر أمراً صعب التنفيذ في هذه المرحلة .فبالرغم من أن تحرير القطاع األهلي يمكن أن يسهم في التالشي التدريجي لعدم الكفاءة والمحسوبية اللذين يرتبطان بالقطاع الحكومي ،ليس هناك استعداد لدى النظام الصيني للتخلي عن سيطرته على االقتصاد .في الواقع ،تمثل الروح العملية لدى أبناء الطبقة الوسطى ريحا ً ليبرالية قوية للغاية في دولة ال تزال استبدادية .فاالستقرار السياسي في نهاية األمر يأتي في المرتبة األولى لدى الصين ،وربما يكون هذا بمثابة توجه وإن لم يعلن عنه في عقول الزعماء الصينيين عندما وضعوا خطتهم لتحفيز
.االقتصاد وربما يكون هذا الدرس قد تعلمته الصين من أزمة العمالت اآلسيوية في عام ،1997 خصوصا ً في إندونيسيا .فقد أفقد االضطراب االجتماعي الهائل الذي أعقب التحرك الحكومي غير الشعبي الرئيس سوهارتو منصبه بعد بقائه في السلطة عشرين عاماً. وبالتأكيد فإن الظروف تغيرت حينئ ٍذ ،حيث كانت أزمة 1997إقليمية في نطاقها ولم تضرب الصين بقوة إذا ما قورنت بغيرها من الدول اآلسيوية .إال أنه منذ ذلك الحين ،كانت الصين قادرة على الصعود كقوة اقتصادية رئيسية في المنطقة وقوة سياسية هامة في العالم .وبأي حال من األحوال ،بعد ما حدث في عام ،1997وضعت الصين في الحسبان التأثير االجتماعي التفاقيتها الخاصة بالتحفيز عندما قامت بوضع إستراتيجيات لمواجهة .األزمة الحالية وعالوة على ذلك ،ربما يذكرنا اتجاه الصين الحالي الذي يقوم على أساس االعتماد على الذات في كل شيء باالستياء اآلسيوي الذي أعقب تدخل صندوق النقد الدولي عقب أزمة .1997وقد تركت هذه التدخالت آثاراً على آسيا وأحدثت حراكا ً لدى الكثير من الدول اآلسيوية نحو تحقيق استقاللية اقتصادية عن القوى الغربية الكبرى .وزاد هذا من وعي الحكومة الصينية بمدى ضرورة النظام المالي السليم للنمو كي يظل قوياً .وربما كان أهم درس استفادته الدول من أزمة عام ،1997أن تنفتح بسرعة البرق على رأس المال األجنبي ،على أن يكون ذلك مسبوقا ً .دون شك بوضع المعايير التنظيمية المناسبة اآلن وقد انقضت عشر سنوات منذ األزمة اآلسيوية ،تقوم الصين بتطبيق العديد من االستجابات كما فعلت حينذاك .وهذه االستجابات تشمل اإلنفاق الحكومي واإلعفاءات الضريبية والسيطرة على العملة. وإذا كنا نبحث عن تشابه واضح بين أزمة 2009/2008وأزمة ،1998/1997فإن هذا التشابه يتمثل في أن الصين خرجت أقل تضرراً مقارنة بالدول األخرى ،في أعقاب االضطراب .فقد خرجت الصين من هذه األزمة كاقتصاد سريع الحركة لديه القدرة على التعامل مع مشكالته ربما بصورة أسرع من أي دولة أخرى .ولكن ثمة سؤاالً يبقى عالقا ً في األذهان :هل خطة التحفيز الصينية المدعومة باالستثمار يمكن أن تتجاوز العقبات األخرى المحتملة التي يمكن أن يفرزها هيكل االقتصاد في المستقبل؟
صحفي متخصص في االقتصاد األسيوي 45
اقتصاد عالمي
الدرس الصيني
كيف هزم التنين األزمة العالمية ؟
لويس جويماريس
يرى الكثيرون أن آسيا نجحت في الخروج من األزمة االقتصادية نتيجة إلجراءات االستثمار التي اتخذتها الحكومة .وبالرغم من أن هذه اإلجراءات حققت نجاحا ً كبيراً ،فإنها لم تعالج مشكالت أخرى يعاني منها لب االقتصاد الصيني مثل دور المؤسسات المملوكة للدولة ،وهو اتجاه ال يُحتمل أن يتغير في المستقبل القريب نتيجة لرغبة الحكومة في االستحواذ على السلطة.
هل لجأت الصين إلى اإلنقاذ المالي للخروج من األزمة االقتصادية؟ يرى الكثيرون أن الصين كانت من أوائل الدول التي خرجت من الركود االقتصادي بنجاح ،وذلك بفضل تعافيها المدعوم باالستثمار القوي .وبالرغم من أنه من السابق ألوانه تسليط الضوء على األسباب الرئيسية وراء تعافي الصين بسرعة ،في ظل اقتصاد تستحوذ الدولة على 31أكتوبر 2009
المؤسسات الكبرى في القطاعات الحساسة منه ،فإن اتفاقية التحفيز االقتصادي الضخمة التي تقدر بـ 4تريليونات يوان صيني (586 مليار دوالر أمريكي) والتي أطلقتها الصين في نوفمبر تشرين الثاني 2008لعبت دوراً .رئيسيا ً في إعادة القوة إلى االقتصاد اآلسيوي ويعتمد االقتصاد الصيني بصفة أساسية
على االستثمار األجنبي المباشر والتصدير (أسهمت الصادرات بما يزيد على 30% من نمو إجمالي الناتج القومي الصيني في عام .)2007ومع ذلك ،في أعقاب أزمة االئتمان ،بينما خفضت الدول المتقدمة من إنفاقها بشكل مفاجئ .كان المصدرون والمصنعون الصينيون من أوائل من عانوا هذه التأثيرات .وحتى أكثر الصفعات إيالما ً 44
حالة االقتصاد اقتصاد عالمي
المستثمر العالمي
األسواق
الدرس الصيني
كيف هزم التنين األزمة العالمية ؟
العدد 1530
43
بروفايل أصبح جز ًءا من قيادة حماس والرجل الثاني في جهازها العسكري ،كتائب القسام ،وواحدًا من المتحكمين في قرارها السياسي والمسئول األول عن الملف األخطر في يد الحركة اآلن وهو؛ ملف الجندي اإلسرائيلي شاليط ،الذي أخرج اسم أحمد سعيد الجعبري من تحت األرض إلى العلن مرة أخرى، وجعله معروفًا لكثير من الفلسطينيين واإلسرائيليين أيضا ،فهو وحده صاحب القرار في هذا الملف ،ال تتخذ القيادة الحمساوية خطوة تفاوضية بشأنه اآلن بالرجوع إلى الجعبري الذي استحوذ على ثقتهم العمياء ،لدرجة توكيله من قيادات الحركة في غزة أو خارجها بوضع ما يراه من شروط إلبرام الصفقة بما يضمن اإلفراج عن أكبر عدد ممكن من أعضاء حماس داخل السجون اإلسرائيلية ،فقيادات حماس يرون أن موافقة إسرائيل على إطالق سراح 20فلسطينيًّا مقابل شريط لمدة دقيقة واحدة مع الجندي شاليط ،أكبر دليل على أن سيناريو الصفة الذي رسمه الجعبري قابل للتحقيق مع بعض المراوغات والمماطالت المغلفة بستار سياسي. ويزيد من ثقة الحمساويين في الجعبري؛ قناعتهم بقدرته على التعامل مع جهاز االستخبارات اإلسرائيلي. ويدللون على ذلك ،بأن إسرائيل فشلت على مدار 3سنوات في تحديد مكان شاليط، والسبب على ح ِّد قولهم؛ قدرة الجعبري على إخفائه خالل الحرب اإلسرائيلية األخيرة على غزة ،والتي كان ضمن أهداف إسرائيل منها ،الوصول إلى الجندي شاليط واستعادته من قبضة حماس .لكن انتهت الحرب وظل شاليط في حوزة حماس ،أو باألدق ،في حوزة الجعبري ،فليس كل قيادات حماس يعرفون مكان شاليط ،فهو سرٌّ ال يطَّلع عليه إال قليل منهم بجانب الجعبري نفسه. وحسب وصف بعض قيادات حماس ،فإن حرب غزة األخيرة لم يقتصر تأثيرها على الجعبري عند هذا ،فقد كان لها دور أساسي في تصعيده عسكريًّا داخل الحركة ،وم ْنحه مكانة خاصة ألنها جعلت قيادات الداخل والخارج يتعاملون باهتمام مع أفكاره العسكرية. كما جعلت شباب حماس ينظرون إليه باهتمام ،ويعتبرونه نموذجًا لما يجب أن يتسم به القائد العسكري الحمساوي من االنضباط الكامل والدقة المتناهية ،باإلضافة إلى الخبرة التي تجعله قادرًا على قراءة أفكار اآلخرين. والجعبري الذى يُعرف وسط حركة حماس العدد 1530
بـ «أبو محمد» رب أسرة مكونة من ستة أبناء، ينتمي لعائلة يمتد أصلها لمدينة الخليل؛ التي غادرها مع نفر من أقاربه إلى منطقة أخرى في قطاع غزة .بدايته مع العمل العسكري السري كانت عندما التحق بالمجموعات المسلحة التابعة لحركة فتح في الثمانينيات، وشارك معهم في عمليات مسلحة ضد القوات اإلسرائيلية ،وكانت أشهر عملياته وقتها ،إلقاء قنبلة يدوية على ضابط إسرائيلي كان يعمل في منطقة الشجاعية بالقرب من محطة السكة الحديد ،واعتُقل الجعبري إثر ذلك في سنة ،1982وأمضى في السجن ثالثة عشر عاما كانت بمثابة نقطة التحوّل في حياته ،فمع انطالق االنتفاضة الفلسطينية األولى ،وبروز حركة المقاومة اإلسالمية «حماس» التحق الجعبري بالحركة ،وهو في داخل السجون اإلسرائيلية ،وقبل مرور وقت طويل أصبح أحد القيادات الحمساوية داخل السجن ،مما سمح له بمجالسة القيادات التاريخية لحماس وعلى رأسهم الشيخ أحمد ياسين الذي ال ينكر الجعبرى أنه استفاد منة الكثير داخل السجن ،وكانت حصيلة هذه االستفادة خبرة م ّكنته من أن يخرج من سجنه عام ،1995وهو من كبار رجاالت حماس المعروفين داخل الحركة ،ولم يمض عامان على خروجه حتى أصبح جز ًءا من القيادة السياسية للحركة ،ويصبح المسئول عن مؤسسة النور ،إحدى أبرز المؤسسات التي أسستها حماس ،لتكون مسئولة عن عائالت القتلى والمعتقلين والجرحى من أعضائها.
دائما ما يردد الجعبري لمن حوله من أعضاء حركة حماس، أنه لم يعد يخشى الرصاص وال الصواريخ ،ويعلم أن تاريخ موته مكتوب على مقدمة صاروخ إسرائيلي لم يصل إليه بعد ،وربما يكون في الطريق ومنذ لحظة خروج الجعبري من السجن في ،1995كان دوره واضحًا في العمل العسكري داخل الحركة ،إال أنه واجتهه بعض الصعوبات ،عندما اعتُقل مرة أخرى عام ،1998لكن هذه المرة على يد السلطة الفلسطينية واستمر اعتقاله لعامين كاملين، خرج بعدها ليتم تكليفه مباشرة من قيادة حماس ليعاون صالح شحادة ومحمد الضيف ،قائد الجناح العسكري ،في إعادة ترتيب العمل العسكري داخل حماس ،وكان للجعبري الدور األبرز في هذه المهمة ،بداية من توليه رئاسة القوة العسكرية أو الجيش الشعبي
الذي شكلته حماس في ،2002للتصدي لالجتياحات اإلسرائيلية على قطاع غزة، وكانت قيادته لهذا الجيش هي أول الطريق في إبراز شخصيته العسكرية التي شكلت له قاعدة واسعة بين صفوف الحمساويين، ومن يومها أصبح الجعبري رق ًما صعبًا بين قيادات الحركة ،وأحد رواد تطوير العمل العسكري فيها .ويلقبونه بقائد الميدان، ويتذكرون له العمليات العسكرية التي قادها، ويرون أنها كانت من أخطر ما نفذ الجناح العسكري لحماس ضد اإلسرائيليين ،ومنها عمليات «الوهم المتبدد ،نذير االنفجار ،حقل الموت» وهي عمليات يعتبرها الحمساويون غير اعتيادية. ومع دخول حركة حماس االنتخابات في 25يناير ،2006وحصولها على األغلبية التشريعية ،وتسلمها للحكومة الفلسطينية، توقع كثيرون أن يمنح إسماعيل هنية مقعدًا وزاريًّا للجعبري .لكن هذا لم يحدث لسببين، األول :أن الجعبري مطلوب إسرائيليًّا، والثاني :أنه كان مكلفًا بمهمة أخرى أهم عند قيادات حماس وهي تحويل جهد الجهاز العسكري من العمل العسكري ضد إسرائيل ،إلى عمل أمنى داخلي بهدف حماية حكومة حركته من منافسيهم في فتح ،الذين أطلق عليهم الحمساويون وصف األعداء والخونة ،فاستنفر أبو محمد جميع رجاله فى الجهاز العسكري لكي يكونوا الدرع الحامية إلسماعيل هنية وأعضاء حكومته وتصفية خصومهم ،حتى وصل األمر لذروته حين كانت محاولة اغتيال هنية ،حيث قاد الجعبري بنفسه عملية السيطرة على غزة، وتحويلها إلى مستعمرة خاصة بحماس وإبعاد المنتمين لفتح منها ،ومن بعدها بدأت مرحلة االنقسام الفلسطيني الذي لم تفلح كل المحاوالت اإلقليمية والدولية في إنهائه. وكما يقول بعض أعضاء حماس؛ فإذا كان قلة من قيادات الحركة يملكون القول الفصل في موقفهم من المصالحة ،فإن واحدًا من هذه القلة هو الجعبري؛ صاحب الكلمة داخل حماس ،فرأيه ال يمكن تجاهله في وضْ ع غزة ،والصلح مع فتح أو تأجيله ،فهو الرجل الذي كان خفيًّا وأصبح قويًّا داخل حماس ويرفض الصلح مع فتح ألنه يرفض التنازل عن غزة ،ويرى أن سيطرة حماس عليها إنجاز يُحسب له ال يقل عن إنجاز إخراج اإلسرائيليين من فلسطين ،كما يرفض أي محاوالت للتعامل السياسي مع القضية الفلسطينية ويصر علي العمل العسكري السري .فرغم مرض ضعف النظر الذي خرج به الجعبرى من سجنه ،فإنه ما زال يُدمن العمل العسكري وال يفرِّ ط فيه ولو على حساب حياة اآلخرين. 41
بروفايل
الرجل القوي
الجعبري:الملف األخطر في حماس
فجأة خرج أحمد الجعبري من تحت األرض بعد سنوات من العمل العسكري المسلح في حماس ليكون واحدًا من قيادات الحركة المؤثرين في قرارها.
.أحمد اجلعبري محتضنا محمود الزهار ،أحد مؤسسي حماس ،في صورة تذكارية بعد أيام من هزمية فتح في غزة ،يوليو 2007
لم يكن يتوقع أحمد الجعبري أن الصواريخ اإلسرائيلية يمكن أن تطال منزله بحي الشجاعية وسط غزة ،كان يعتقد أن احترافه العمل المسلح تحت األرض ،وخطواته الحذرة إلى أقصى درجة ،والسرية التي يحيط بها نفسه واستخدامه لكل أساليب التخفي ،ستضمن له سرية تحركاته وتُسهِّل عليه خداع اإلسرائيليين طوال الوقت بحيث ال يعلمون أين وال أين يتحرك ،لكنه فجأة وجد صارو ًخا إسرائيليًّا يقتحم سماء غزة ويخرق سكونها النادر ليلة السابع عشر من أغسطس/آب ،2004قاصدًا بيته. 31أكتوبر 2009
كان الجعبري وقتها بالفعل داخل البيت يستضيف ثلة من أهله في زيارة ظنوا أنها سرية ،فاكتشفوا أنها مصورة إسرائيليًّا ،نجا الجعبري بإصابة خفيفة في قدمه ،لكنه فقد في الغارة نجله األكبر محمد وأغلب َمن كانوا في بيته. منذ ذلك اليوم لم تذق عين الجعبري طعم النوم ،فالمحاوالت اإلسرائيلية ال تهدأ الغتياله ،تكررت بعد هذا الحادث أربع مرات كان آخرها أثناء حرب غزة األخيرة. فالجعبري مطلوب إسرائيليًّا ،وأجهزتها
العسكرية تريده حيًّا أو ميتًا ،تتقفَّى أثره أينما كان ،وتمكنت بالفعل من رصده أكثر من مرة ،لكنه كما يقولون؛ كان في عمره بقية فهرب قبل الرصاص بلحظات. دائما ما يردد الجعبري لمن حوله من أعضاء حركة حماس ،أنه لم يعد يخشى الرصاص وال الصواريخ ،ويعلم أن تاريخ موته مكتوب على مقدمة صاروخ إسرائيلي لم يصل إليه بعد ،وربما يكون في الطريق لكنه ال يهتم ،وتكفيه 45عاما قضى نصفها في العمل المسلح ،ووصل خاللها إلى أن 40
حوار
ضخم من المال تدفق خالل عام 2007 وحده .فإذا كان لديك اقتصاد يقدر بـ 6.5 مليار دوالر أمريكي وقمت بحقنه بـ 1.8 مليار دوالر أمريكي ،فمن الواضح أنك ستشهد توسعًا في هذا االقتصاد .خاصة وأن الحكومة لم تستخدم هذا المال في دفع الرواتب فحسب وإنما في زيادتها .وإضافة إلى ذلك ،فإنها تقوم بدفع الديون المتأخرة للقطاع األهلي وخفض الضرائب .وبوجه عام ،تشير تقارير السلطة الفلسطينية إلى أن تحفيزها المالي كان يعادل 10%من إجمالي الناتج المحلي. المجلة :وماذا عن االستثمار األجنبي؟ المؤشرات تؤكد زيادة ثقة المستثمرين بعد عامين من السالم النسبي في الضفة الغربية .وهناك بعض االستثمارات الخاصة المتواضعة كما حدث شيء من االنتعاش في سوق اإلسكان الجديد ،الذي ازدادت أهميتة في الوقت الحالي بعدإنتظام دفع الرواتب. ومن بشائر نمو االستثمار وجود شبكة الهاتف النقال الفلسطينية الثانية «وطنية». فقد وافق اإلسرائيليون على التوقيع على اتفاقية تتعلق بالتردد واسع النطاق ،وإن كانت وطنية تقول إن هذا التردد أقل من 4.8ميجا هرتز وهو التردد الذي تحتاجه الشركة كي تقدم خدمة مناسبة .وتهدد وطنية بالمطالبة بإعادة رسوم ترخيصها (ما يعادل نحو 354دوالرًا أمريكيًا) وإذا لم يجتاز المشروع هذه العقبة ،فسوف يكون ذلك بمثابة ضربة قوية للوضع المالي للسلطة الفلسطينية ،وصفعة خطيرة للثقة .وحسب تقديرات وطنية ،يمكن أن تجذب هذه الشبكة رؤوس أموال تقدر بـ 650مليون دوالر أمريكي إلى الضفة الغربية وتخلق 2500 وظيفة جديدة خالل العامين األولين من تشغيلها .وقد شجع توني بلير على القيام بهذا المشروع إضافة إلى الكثير من األطراف المعنية به. هناك مشروعات أخرى إما متوقفة وإما مؤجلة لعوامل سياسية في األساس .فقد تعرض مشروع اإلسكان في روابي لعدة تأجيالت وهناك مشروع الروضة الصناعية في الشمال الذي يبدو أنه سيتم تأجيله .بصراحة نحن ال نرى تقدما ملموسا في المشروعات الكبرى.وهذه قد تكون إحد أألسباب فى بطء النمو عما كان يجب أن يكون علية
على نقاط التفتيش والحواجز الحدودية، وهذه الخطوات كان مرحبا ً بها ومجدية للغاية ،بالرغم من أنها يمكن أن تعين عليها أشخاصا ً مرة أخرى إذا تغيرت الظروف. واآلن أصبح االنتقال في الضفة الغربية أسهل بكثير ،لكن هذا كله ال يُقارن (باعتباره عامالً في التعافي) باتفاقية التحفيز المالي الضخمة هذه.
البضائع التي تسمح إسرائيل بمرورها عبر معبر قرني وهي في األساس السلع األساسية مثل زيت الطعام والمواد الغذائية لكن األشياء األخرى تمر عبر األنفاق (التي تربط بين مصر وغزة) وال أحد يعرف كم عدد هذه األنفاق .تخبرنا التقارير الصحفية بأن عدد هذه األنفاق يبلغ 900أو ،1000لكن هذا الكالم غير مؤكد. المجلة:وهل ترى أن هذا وحده كاف ألستمرار التعافى ؟ لكي يتمكن االقتصاد الفلسطيني من النمو البد أن تُنعش التبادالت التجارية بين قطاع غزة والضفة الغربية ، وأهم من ذلك أن يفتح أمام االقتصاد الفلسطينى أبواب االسواق الخارجية . فى أعتقادى هناك مساحة مهمة للمنتجات الفلسطينية فى أن تتحرك بين الضفة الغربية واسرائيل واالسواق المجاورة . االسرائيليون يحتاجون الى تطبيق نظام التصديرالمتبادلبينالمنطقتينمثلالموجود فى مقاطعة «قرنى « فى غزة ،حيث يتم تنزيل البضائع قبل رحيلها حتى يتمكن االسرائيليون من الكشف علي محتوياتها ثم بعد ذلك يتم تحميلها مرة اخرى لتكمل مسارها يقول االسرائيليون انهم يعملون علي انجاح مثل هذا النظام لكن لن يكون األمر كما كان في السابق عندما كانت الشاحنات ذات اللوحات الصفراء تتحرك بحرية ما بين الضفة الغربية واسرائيل
المجلة :هل صحيح أن إسرائيل لم تعد تضع رجالها في نقاط التفتيش والحواجز التي تعوق حرية االنتقال؟
المجلة :هل معظم هذه الشحنات المستوردة من إسرائيل؟
لم تعد إسرائيل تضع الكثيرين من رجالها
ما يزيد على .80%
العدد 1530
المجلة :هل معدالت حركة البضائع في تزايد أم في تراجع؟ ينبغي أن تسأل اإلسرائيليين والفلسطينيين عن ذلك .فقد قمنا ببعض المراقبة لكن ليس لدينا معلومات كافية لتقرير ما يحدث بالفعل، وقد شهدنا زيادة ملحوظة في الواردات وهذا أمر مهم إذا أخذنا في االعتبار زيادة معدل الطلب. المجلة :ماذا عن الوضع االقتصادي في غزة؟ لدينا مكتب هناك ،لكن جميع اإلحصائيات تحتاج إلى نظام ،فالسلطة الفلسطينية تواجه صعوبات في العمل في غزة .وهناك أرقام تدل على البضائع التي تسمح إسرائيل بمرورها عبر معبر قرني وهي في األساس السلع األساسية مثل زيت الطعام والمواد الغذائية لكن األشياء األخرى تمر عبر األنفاق (التي تربط بين مصر وغزة) وال أحد يعرف كم عدد هذه األنفاق .تخبرنا التقارير الصحفية بأن عدد هذه األنفاق يبلغ 900أو ،1000لكن هذا الكالم غير مؤكد. المجلة :ماذا يمكن أن يحدث إذا تم إغالق هذه األنفاق كما يدعو إلى ذلك بعض اإلسرائيليين واألمريكيين؟ هل يمكن أن تكون هناك أزمة إنسانية؟ ربما يكون ذلك بمثابة ضربة قوية لالقتصاد الفلسطيني ،قد تخنق األقتصاد الفلسطينى . فهذه األنفاق مهمة للغاية. المجلة :كيف يمكن للفلسطينيين الذين يقطنون الضفة الغربية االستفادة من هذاالنمو والمحافظة علية ؟ ال يمكن أن يكون هناك نمو ثابت ما لم تتمكن المنتجات الفلسطينية من الوصول إلى األسواق الخارجية والموارد الداخلية مثل األرض والماء وأشياء أخرى مثل التردد المالئم لشبكات الهاتف النقال فحرمان الفلسطينيين من الوصول بمنتجاتهم الىة االسواق الخارجية يحرمهم من فرص جيدة للنمو .وال تنسى أن 60%من األراضي الفلسطينية التزال محظورة أمام الفلسطينيين وال يستطيعون تطويرها .صحيح أن بعض هذه القيود تم التفاوض بشأنها بموجب اتفاقية « أوسلو» لكن الكثير من هذه القيود فُرضت منذ ذلك الحين في صورة حواجز تعوق التحرك والنشاط االستيطاني. أجري الحوار -ستيفن جلين 39
حوار
اقتصاد تحت الحصار
القمه تنتعش بصندوق التبرعات و غزة تعيش على األنفاق
بعين المراقب والخبير يرى جون نصير رئيس بعثة البنك الدولى بالضفة الغربية وغزة ،أن الضفة حققت قدرا من التعافى األقتصادى ال يمكن إنكاره بفضل صناديق التبرعات وزيادة التحويالت النقدية وإغالق بعض نقاط التفتيش التي تسيطر عليها إسرائيل والتي كانت تعوق حرية الحركة بين المدن الكبرى جون يكشف أن غزة لم تحقق ما حققته الضفة ،والسبب أغالق المعابر سألناه وهل يمكن للضفة أن تحافظ على التعافى وتستفيد منه ،فقال أن هذا ممكن ولكن بشروط يحددها فى هذا الحوار
حاملة جنود إسرائيلية تقوم بتأمني املنطقة بينما تنتظر القافلة التابعة لوكالة األمم املتحدة إلغاثة الالجئني الفلسطينيني © Getty Images
المجلة :كيف ترى المؤشرات التى تؤكد تعافي االقتصاد الفلسطيني؟ التعافى تحقق فى الضفة الغربية لكن غزة لم تشهد الكثير من هذا االنتعاش ، .ربما يكون االقتصاد قد انكمش في غزة نتيجة إلغالق نقاط العبورفى الفترة االخيرة ،لكن الضفة الغربية في طريقها لتحقيق زيادة في إجمالي الناتج المحلي يتراوح بين 5الى 31أكتوبر 2009
7%وهذا يتفق مع توقعات صندوق النقد الدولي والسلطة الفلسطينية نفسها .لكن هذا النمو يأتي من قاعدة منخفضة وليس بنفس الدرجة المرتفعة التي شاهدناها في مناطق أخرى عقب الصراع مثل منطقة البلقان التي تحقق فيها نمو هائل بعد الحرب هناك. لكننا نلحظ بالفعل انتعاشا ً ليس فقط في النمو الحقيقي ولكن في إجمالي الناتج المحلي لكل فرد ،وهو أمر مهم بالنسبة القتصاد يبلغ
معدل النمو السكاني فيه .% 2.7 المجلة :وما العوامل المحفزة لهذا النمو؟ نرجع هذا في األساس إلى التبرعات .ففي عام 2008حصلت السلطة الفلسطينية على نحو 1.8مليار دوالر أمريكي كدعم للميزانية وحدها .وكان مقدار ما بالصناديق يقدر بـ 6,5مليار دوالر أمريكي ،وهو مبلغ 38
شخصيا ت حوار
بروفايل
اقتصاد األنفاق ديفيد كريج
مدير عام برنامج الضفة الغربية وغزة بالبنك الدولي العدد1530 العدد 1527
33 37
31أكتوبر 2009
36
أفكار في 15أغسطس /آب ،2009اقتحم مقاتلو حماس مسجد رجل الدين المتشدد عبد اللطيف موسى ،القائد المزعوم لجماعة جند أنصار اللـه، وهي جماعة إسالمية حديثة النشأة تتخذ من مدينة رفح مق ًّرا لها .وجاء تدخل حماس في اليوم التالي لخطبة صالة الجمعة التي ألقاها موسى والتي كانت مليئة بالتحدي ،حيث أعلن أن غزة هي «إمارة إسالمية» ،مما ش َّكل في واقع األمر تحديًا لسلطة حماس في األراضي الفلسطينية. وفي وقت سابق من ذلك اإلسبوع ،كانت قوات أمن حماس قد قامت بالفعل بمحاولة فاشلة العتقال القائد العسكري للجماعة ،الذي كان يشتبه في أنه خالد بنات ،وهو مواطن سوري من أصل فلسطيني ،معروف أيضا باسم أبو عبد اللـه المهاجر .وقد لقي موسى وبنات مصرعهما خالل محاولة حماس قمع ما اعتبرته بمثابة تمرد ،والذي أسفر عن مقتل ما ال يقل عن 22 شخصا آخرين. وكان الصدام الذي وقع في أغسطس /آب، واحدًا من أكثر المواجهات العنيفة التي حدثت بين الفصائل الفلسطينية المتناحرة في قطاع غزة منذ تولي حماس السلطة هناك قبل عامين. واألهم من ذلك ،أن هذه المواجهة كانت أوضح دليل إلى اآلن على مدى دموية الصراع على السلطة بين قوات أمن حماس وبين الجماعات اإلسالمية المتشددة في األشهر األخيرة ،حيث تزايدت حدة االنتقادات التي كانت توجهها هذه الجماعات لسياسات حماس ،حتى إن بعض تلك الجماعات تمادت إلى حد وصفها بأنها ليست جماعة «إسالمية بما يكفي» .وال يخلو هذا الموقف من مفارقة ،حيث إن حماس (وهذا االسم هو اختصار السم الجماعة األصلي المعروف بـ «حركة المقاومة اإلسالمية») قد حازت على التأييد الشعبي في مواجهة حركة فتح العلمانية من خالل المبادئ اإلسالمية التي كانت تدعو إليها .و بالتالي فإن ظهور الجماعات اإلسالمية المتشددة في قطاع غزة ،وتنامي شعبيتها قد أصبح يهدد بتقويض سلطة حماس السياسية في اإلقليم ،بينما يُجرِّ دها في الوقت ذاته من شرعيتها كممثل للمقاومة اإلسالمية في فلسطين. كانت جماعة جند أنصار اللـه تمارس نشاطها في بداية األمر في رفح وخان يونس ،ثم انتشرت بسرعة بعد ذلك في جميع أنحاء قطاع غزة .وفي الوقت الذي أغارت فيه حماس على مسجد بن تيميه ،بلغ عدد أعضاء الجماعة 500عضو، من بينهم عدد من المقاتلين األجانب .كما اكتسبت جماعة جند أنصار اللـه بعض األهمية في يونيو/ حزيران ،عندما شنت هجو ًما مروعًا بالخيول ِّ (وإن كان قد ُمني بالفشل) على معبر ناحال عوز، وهو أحد المعابر الموجودة على الحدود بين غزة وإسرائيل ،بهدف خطف جندي إسرائيلي. وكانت هذه الغارة واحدة من أخطر الهجمات التي تم شنها على موقع عسكري إسرائيلي منذ انتهاء الهجوم اإلسرائيلي على غزة في يناير/ كانون الثاني .ومع ذلك ،فإن جماعة جند أنصار اللـه ليست سوى واحدة من عدد من الجماعات المتشددة المتأثرة بتنظيم القاعدة والتي ظهرت في قطاع غزة في السنوات األخيرة .ومن أبرز هذه الجماعات حتى اآلن جماعة جيش اإلسالم، وهي الجماعة التي شاركت في القبض على الجندي اإلسرائيلي جلعاد شاليط في عام ،2006 وهى كذلك المسئولة عن اختطاف مراسل قناة العدد 1530
الـ «بي بي سي» في غزة ،آالن جونستون ،في عام .2007 وغالبا ما تدعو هذه الجماعات المختلفة ،والتي عادة ما تشترك في المبادئ السلفية الدينية التي تعتنقها ،إلى العودة لإلسالم بصورته النقية ،وإلى التنفيذ الكامل ألحكام الشريعة اإلسالمية ،ورفض الديمقراطية بوصفها غير إسالمية .واألهم من ذلك ،أن هذه الجماعات قد انتقدت بشدة حركة حماس بسبب التزامها بشروط وقف إطالق النار الذي تم تنفيذه عقب انتهاء الهجوم اإلسرائيلي األخير على غزة في يناير /كانون الثاني ،وارتفع صوت تلك الجماعات مناديًا بإدانة اللين السياسي الذي أبدته حماس تجاه إسرائيل .كما تمكنت هذه الجماعات من اجتذاب الشباب من سكان غزة إليها من خالل تفسيرها المتشدد لإلسالم ،ومن خالل دعوتها التي ال هوادة فيها حول كيفية محاربة إسرائيل وحلفائها الغربيين .وقالت جماعة جند أنصار اللـه ،على وجه الخصوص، إنها تريد توحيد الجماعات اإلسالمية المسلحة المختلفة ،بما في ذلك جماعة حماس وجماعة الجهاد اإلسالمي ،من أجل مكافحة إسرائيل بشكل أكثر فاعلية.
بالرغم من أن ميثاق حماس، يدعو إلى إقامة دولة إسالمية في فلسطين وزوال إسرائيل، فإن قادة حماس في السنوات األخيرة قاموا بمحاوالت متكررة لخفض نبرة الخطاب المعادي للسامية واعتماد نهج استرضائي بشكل أكبر مع الدولة العبرية.
نشطاء الجماعات األخرى من ح ْمل السالح في قطاع غزة .وكان المتشددون من جماعة جند أنصار اللـه مسلحين تسليحًا جيدًا بصورة نسبية ،وهذا يشير إلى احتمال أن يكون بعضهم متشددين سابقين في جماعات أخرى ،من بينها حماس .وفى الغالب ،فإن هذا المؤشر سيكون مؤش ًرا ُمقلقًا بالنسبة لحركة حماس .فإذا لم يتمكن قادة حماس من إحداث تغيير حقيقي وإيجابي يعود بالنفع على سكان غزة ،فمن غير المرجح أن تنجح الجماعة في قلب التيار لصالحها على المدى البعيد .وفي الواقع ،فإن رد حماس المفاجئ والعنيف على ما تصورت أنه إشعال للفتنة من جانب موسى ،يعد داللة واضحة على أن قادة حماس قد أصبحوا في موقف دفاعي ،وأنهم قد أصبحوا حريصين على مواجهة الجماعات التي يرونها معارضة لهم بشكل حاسم ،قبل أن يشتد ساعد تلك الجماعات في أرض يعتقد أنها أصبحت مرتعًا خصبًا لأليديولوجيات األكثر تشددًا. ولكن التعامل مع مثل هذه الجماعات «المارقة» قد أوقع حماس في معضلة ال تُحسد عليها، وح َّد بشكل كبير من الخيارات المتاحة أمامها. حيث ستواجه حماس ،بوصفها حركة المقاومة اإلسالمية «الرسمية» في فلسطين ،معارضة كبيرة من داخل الجماعة نفسها ،ومن القاعدة العريضة من الجماهير التي تدعمها لو أنها تعاملت بشدة أكثر من الالزم مع الجماعات األخرى لمشاركة تلك الجماعات في أعمال مقاومة ضد إسرائيل أو قيامها بأنشطة تدعي بأنها إسالمية محضة ،مما يشكل معضلة حقيقية بالنسبة لحماس .فبالرغم من أن ميثاق حماس، والذي صدر في عام ،1988يدعو في نهاية المطاف إلى إقامة دولة إسالمية في فلسطين وزوال إسرائيل ،فإن قادة حماس في السنوات األخيرة قاموا بمحاوالت متكررة لخفض نبرة الخطاب المعادي للسامية واعتماد نهج استرضائي بشكل أكبر مع الدولة العبرية .وفي الواقع ،فقد ذهب قادة حماس في هذا الشأن إلى حد االعتراف بحتمية قيام الدولة اإلسرائيلية جنبًا إلى جنب مع دولة فلسطينية ،واقترحوا القيام بهدنة لمدة 10سنوات مع إسرائيل .فعلى سبيل المثال ،أعلن رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل ،في المقال االفتتاحي في صحيفة الجارديان البريطانية في يناير /كانون الثاني 2006قائالً« :هذه هي رسالتنا لإلسرائيليين :إن صراعنا معكم ليس صراعًا دينيًّا بل هو صراع سياسي .فنحن ليس لدينا أي مشكلة مع اليهود الذين لم يعمدوا إلى مهاجمتنا ،وإنما مشكلتنا مع أولئك الذين قدموا إلى أرضنا ،وفرضوا أنفسهم علينا بالقوة ،ودمروا مجتمعنا وشردوا شعبنا».
ويعتبر االتجاه المتزايد من جانب شباب غزة نحو األشكال األكثر تطرفًا لإلسالم السياسي ،ذا داللة واضحة على اإلحباط الكبير الذي يشعر به الكثير من سكان غزة نتيجة لتردي األوضاع المعيشية هناك منذ الهجوم اإلسرائيلي األخير. فهم يرون أن األحزاب والجماعات الفلسطينية المسلحة قد فشلت في تعزيز القضية الفلسطينية، وتحسين الظروف المعيشية للسكان المحليين. وبالرغم من أن حماس كانت دائ ًما تحظى باحترام وتأييد الفلسطينيين لكفاءتها وابتعادها عن الفساد مقارنة بحركة فتح ،فإن نتائج استطالعات الرأي التي أجريت أخي ًرا أظهرت أن التأييد الفلسطيني لحماس في الضفة الغربية وقطاع غزة في تضاؤل مستمر .فأقل من 19 ٪فقط من الذين شملهم االستطالع الذي أُجري في يوليو /تموز يؤيدون حماس ،بالمقارنة بـ 27 ٪في آخر استطالع تم إجراؤه في يناير /كانون الثاني .2009كما أن سكان غزة ساخطون أيضا بسبب فشل محادثات المصالحة التي تتم من خالل وساطة مصرية ،واستمرار الحصار اإلسرائيلي على األراضي الفلسطينية.
ووفقًا لما هو حادث اآلن ،فمن غير المرجح أن تجد مثل هذه التصريحات آذانًا صاغية من سكان غزة الذين يكافحون بشكل متزايد من أجل سد احتياجاتهم المعيشية بصورة يومية .ومن المفارقات العجيبة التي قد تحدث ،أن تتولد في المستقبل القريب الرغبة لدى إسرائيل في مد يد المساعدة لحماس من أجل التصدي للجماعات المتطرفة التي تظهر في المنطقة.
ولكن بالرغم من ذلك ،ال تزال حماس حتى اآلن تسيطر على معظم عمليات تهريب األسلحة عبر الحدود بين مصر وقطاع غزة ،كما أنها منعت
مرشح لنيل درجة الدكتوراه في مجال الدراسات الحربية بكلية كينجز في لندن. 35
أفكار
معركة في الداخل صراع السلطة بين حماس والجماعات المتشددة في غزة يقدم لنا االشتباك الذي وقع في أغسطس /آب ،بين جماعة إسالمية راديكالية وبين عناصر حركة حماس في رفح ،لمحة نادرة عن الصراع على السلطة الذي يجري حاليا وراء الكواليس في قطاع غزة .حيث شهدت حركة حماس في األشهر األخيرة تحديًا متزايدًا لشرعيتها من قِبل جماعات راديكاليه متأثرة بتنظيم القاعدة .وال يزال حجم هذا الصراع على السلطة غير واضح ،ولكن من المؤكد أنه ستكون له تداعيات على نطاق واسع يشمل قطاع غزة ،وإسرائيل ،وبقية المنطقة.
مقاتلين فلسطينيين بجناح حماس العسكري كتائب عز الدين القسام يشهرون © Getty Images اسلحتهم جنازة بجنوب قطاع غزة 31أكتوبر 2009
34
معـركة في الداخل صراع السلطة بين حماس والجماعات المتشددة في غزة بقلم :رفاييل كاميليري
العدد 1530
33
أفكار
31أكتوبر 2009
32
العدد 1530
أكثر من رأي
حكومة شعارات!
لماذا زادت ظاهرة هجرة الشباب الفلسطيني و حاالت االنتحار تحت سيطرة حماس؟
قبل أربع سنوات و خالل خوضها االنتخابات التشريعية رفعت حكومة حماس شعار االصالح و التغيير لكنها حتى اآلن لم تنجح في تحقيقه. ال ينازع أحد في حق حركة حماس – من الناحية الدستورية البحتة – في أن تكون على سدة الحكم في المناطق الفلسطينية، قطاع غزة والضفة الغربية ،فقد فازت في انتخابات تشريعية نزيهة في إطار تجربة انتخابية فريدة في المنطقة العربية ،حركة حماس انقلبت على نفسها قبل أكثر من عامين ،عندما استخدمت السالح لالنفراد بالسلطة في قطاع غزة واضعة اتفاق مكة الذي تم بينها وبين حركة فتح في متحف التاريخ . المشهد الوطني الفلسطيني خالل هذه الفترة ،ما يزيد عن عامين ،بات منقس ًما وكارثيًّا ،مسئولية حركة حماس ال تقبل الشك فيما وصلت إليه األمور ،وكان يمكن تقييم إدارة الحركة خالل تلك الفترة من الزاوية السياسية ،لكننا سنتخطى ذلك بالقدر الممكن ،رغم صعوبة ذلك ،بالتركيز على إدارة حكم حماس لقطاع غزة من زوايا أخرى تكاد تغيب في ظل بروز المشهد السياسي لهذا األداء. فمن المعروف أن حركة حماس التي؛ فازت عن حق في االنتخابات التشريعية قبل حوالي أربعة أعوام ،رفعت شعار «التغيير واإلصالح «وفي هذا السياق ،فإننا سنركز على مدى تحقق هذا الشعار ،على المستوى والمعيشي واالجتماعي االقتصادي للمواطن الفلسطيني في قطاع غزة ،وإذا كان صحيحً ا أن الدستور الفلسطيني ـ القانون األساسي ـ يمنح الحكومة تولي الحكم ألربع سنوات تعقبها انتخابات جديدة ،فهذا ال يعني أن الفترة المنصوص عليها دستوريًّا ،مطلقة ،بل تعتمد على تحقيق الحكومة لشعارها ال ُمعلن ،إذ إن أي حكومة ال تنتظر الفترة الدستورية لكي تستقيل أو تُقال ،بل إنها تسقط قبل الموعد الدستوري ،في حال عدم تحقيقها ألهداف شعارها المعلن .وفي النظام الديمقراطي، الذي فازت حركة حماس على أساسه، هناك العديد من الحكومات ،تستقيل أو تقال ،قبل الموعد المحدد دستوريًّا ،بما يعرف بانتخابات مبكرة ،بهدف العودة إلى الشعب لتحديد موقفه في إطار صندوق االقتراع ،في حال فشل الحكومة في القيام بواجبها في خدمة جميع المواطنين. 31أكتوبر 2009
هاني حبيب وقد تُعلل حركة حماس ،عدم نجاحها في تحقيق شعارها هذا إذا اعترفت بذلك. بالحصار المفروض على قطاع غزة، إسرائيليًّا ودوليًّا ،وكونها تنتهج نهج «المقاومة « ،وضرورة أن يدفع الشعب الفلسطيني ثمنًا مقابل هذا النهج ،وهنا نعترف بأن الحصار كان مفروضً ا قبل سيطرة حماس على قطاع غزة ،إال أن ذاك الحصار لم يكن شامال وتزايد تأثيره المباشر بعد انفراد الحركة بحكم وإدارة قطاع غزة ،كما أن الحديث عن «خيار المقاومة « هو حديث شعاراتي ال أكثر، ألن مبادئ أي مقاومة تعتمد على صالبة الوحدة الوطنية ألي شعب مقاوم ،وفي ظل االنقسام ،فإن المشهد الفلسطيني يرسم معالم انقسام ال نظير له في التاريخ النضالي الوطني الفلسطيني ،ومن المالحظ أن هذه المعالم ،ال تنحصر بالخالف بين الحركة وبين حركة فتح ،بل بين الحركة وبين جميع الفصائل الفلسطينية بما فيها الفصائل اإلسالمية التوجُّ ه كحركة الجهاد اإلسالمي، ناهيك عن أن المشهد النضالي الفلسطيني، يرسم معالم تهدئة على حدود قطاع غزة مع فلسطين المحتلة عام ،1948هي األكثر صمودًا مقارنة مع التهدئة السابقة المعلنة، إذ من المالحظ أن هناك تهدئة حقيقية، غير معلنة ،سبقت الحرب اإلسرائيلية ً رسوخا بعد تلك على قطاع غزة ،وزادت الحرب ،والحديث عن خيار المقاومة ظل شعارً ا مرفوعا ،وفعال غامضا تقوم به بين فترة وأخرى فصائل أخرى ،كشكل من أشكال التمرد على إدارة وحكم حماس أكثر منه استجابة لواجب وطني نضالي .
وقد تُعلل حركة حماس، عدم نجاحها في تحقيق شعارها هذا إذا اعترفت بذلك .بالحصار المفروض على قطاع غزة، وبعد أن انزلقنا إلى تقييم ذي طابع سياسي، على الرغم منَّا ،نعود مرة أخرى لكي نلقي
األضواء -باختصار شديد – على المشهد االقتصادي واالجتماعي ألحوال الجمهور الفلسطيني في قطاع غزة ،تحت سيطرة حركة حماس خالل العامين الماضيين، وذلك من خالل تناول ظواهر ثالث كجزء من المشهد الفلسطيني ،خاصة في قطاع غزة تحت سيطرة حركة حماس ،وتحديدا ظاهرة تزايد هجرة الشباب الفلسطيني، وإقدام أعداد متزايدة من الشباب على محاولة االنتحار واالنتحار الفعلي ،وحالة حقوق اإلنسان في قطاع غزة. هجرة و انتحار أظهر استطالع للرأي أواخر آب /أغسطس الماضي ،أجرته شركة الشرق األدنى لالستشارات ،أن 48في المئة من أهالي قطاع غزة يفكرون عمليًّا بالهجرة من القطاع ،وفي استطالع سابق قبل بضعة أشهر تراوحت نسبة هؤالء الذين يفكرون عمليا بالهجرة بين ( )40 38-في المئة. كما أشارت أرقام نُشرت أخيرً ا ،منتصف آب /أغسطس الماضي ،سجلتها مصادر طبية وأمنية في قطاع غزة إلى تزايد ملحوظ في عدد من حاولوا االنتحار، وتم تسجيل سبع حاالت وفاة نتجت عن محاوالت انتحار من أصل 95محاولة خالل النصف األول من العام الجاري، وهي ظاهرة لم تكن معروفة في مجتمع متدين ومحافظ. حالة حقوق اإلنسان ولن نتناول هذه الحالة بشموليتها ،بل سنذكر أحد عناصرها والمتمثل في م ْنع حرية تنقل المواطنين ،خاصة بين جناحي الوطن الفلسطيني المتاح ،قطاع غزة والضفة الغربية .هذه الظواهر الثالث ،تشكل جز ًءا من حالة اإلحباط وتزايد شدة الفقر والبطالة جراء حصار مستمر يستمد ديمومته نتيجة لحالة االنقسام الداخلي الفلسطيني ،الذي تتحمل حركة حماس وسيطرتها المطلقة على قطاع غزة مسئولية كبيرة فيه. محل سياسي فلسطيني 30
أكثر من رأي
حماس على طريق أوسلو! من «المقاومة» إلي «السلطة» إلي «التسوية» !؟ رغم أن 27شهرً ا في عمر الدول أو الحكومات ال تعني الكثير ،فهي في حالة حكم حركة المقاومة اإلسالمية (حماس) لقطاع غزة ،منذ انقالبها الشهير على قوات فتح وسيطرتها بالكامل على القطاع في 14حزيران /يونيو ،2007شهدت ثالث مراحل مهمة ،وتقلبات بدأت بالمقاومة وحدها ثم المزاوجة بين السلطة والمقاومة، وتوشك أن تنتهي بالمزاوجة بين «السلطة والتسوية والمقاومة». فحرْ ص حماس على المزاوجة بين السلطة والمقاومة ،وهي متسلحة بفوزها الكاسح في انتخابات يناير 2006بقرابة 60%من مقاعد البرلمان الفلسطيني ،ونفى أن يكون ما فعلته «انقالب» وإنما «إجهاض» النقالب دبّرته أمريكا لصالح فتح – أكدته مجلة «فانيتي فير» األمريكية عدد إبريل 2008بالوثائق – تهدده اآلن قيود ممارسة اللعبة السياسية التي هي في نهاية المطاف التفاوض السياسي للوصول إلى تسوية . صحيح أن حماس سعت للحرص في مزاوجتها بين السلطة والمقاومة في العامين الماضيين على عدم التنازل عن ثوابت عقائدية ومفاهيمية في أسس الصراع، والتأكيد على حق المقاومة ،ولكن وقوع غزة بين فكي كماشة إسرائيلية وحصار خانق واعتداءات إسرائيلية متتالية ،فرض على «سلطة حماس « نوعًا من «التهدئة» اإلجبارية. ولكن هذه التهدئة فرضت بدورها تحديات داخلية وخارجية على حماس ،منها الدخول في صدامات مع باقي حركات المقاومة في غزة لمنعها من خرْ ق اتفاق التهدئة السياسي مع العدو ،ما نتج عنه صدامات خصوصً ا مع الحركات السلفية المقاومة ،مثل «جند أنصار اللـه» وجماعة «جيش اإلسالم» وسقوط مئات القتلى وتشويه صورة الحركة وظهورها كسلطة ق ْمعيَّة تدافع عن التهدئة مع االحتالل على حساب دماء أبناء غزة، بصرف النظر عن أخطاء هذه الحركات السلفية. أيضً ا ،فرضت معادلة الحصار الخانق والضغوط العربية والدولية على حماس أن تتعلق بأي حبال سياسية ممدودة لفك الحصار ،ومنها اتصاالت مع أوروبيين وأمريكان من أجل فك الحصار. ومع أن مد الغرب يده لحماس بعد فشل عدوان يناير ،2009في تدمير بنية الحركة، يأتي في سياق إستراتيجية أمريكية قديمة سبق العدد 1530
محمد جمال عرفة اتباعها مع فتح وعرفات لـ»تليين» المقاومة، والدخول في مسارات التسوية السلمية التي تلغي المقاومة ،فإن حماس تعتبر السيناريو مختلفًا معها. فقد ظلت الحركة -بعد أكثر من عامين من الحصار اإلسرائيلي المحكم ،والعمليات العسكرية والضغط الدولي -قوية وصامدة، ولم تضطر لرفع الراية البيضاء أو السعي لتفاوض غير مشرف ،ما دفع الغرب – وليس هي – للدخول في سلسلة لقاءات سياسية مع قياديي حماس. نعم ،قد يبدو الهدف الغربي األمريكي خبيث، ويستهدف تطويع الحركة سياسيا كما حدث مع حركة فتح باستيعابها في العمل السياسي، ود ْفعها للتخلي تدريجيًّا عن العمل المسلح، ولكن تصرفات قادة حماس تؤكد استيعابهم لهذه األهداف الغربية ،وحرصهم على المزاوجة بين السلطة والتسوية والمقاومة معها ،مع دخول الحركة عامها الثالث في غزة.
فرضت معادلة الحصار الخانق والضغوط العربية والدولية على حماس أن تتعلق بأي حبال سياسية ممدودة لفك الحصار ،ومنها اتصاالت مع أوروبيين وأمريكان من أجل فك الحصار. فقد تدرجت الخطط الغربية تجاه حماس منذ فوزها في انتخابات يناير ،2006من محاولة جرها لتسوية سياسية مع إسرائيل – تحت غطاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس – إلى حصارها اقتصاديًّا وخنقها تمويليًّا أمال في ثورة الغزاويين عليها أو تخليها عن السلطة ،وحتى محاولة إقصائها بالقوة عبر خطة دحالن األمريكية الشهيرة. وعندما فشلت كل هذه الخطط ،جربوا سياسة الحصار والضغوط ،وأخيرا ..استخدام القوة العسكرية اإلسرائيلية – في عدوان يناير الماضي -إلنهاء حكم حماس ،ولكن كل هذه الخطط لم تفلح ،وعلى العكس زادت من قوة الحركة التي صمدت برغم جرائم الحرب الصهيونية في غزة.
وال شك أن هذا الصمود – برغم د ْفع شعب غزة ثمنًا باهظًا من دمائه وتدهور معيشته – كان وراء تغيير الغرب إستراتيجية (العصا) واعتماد (الجزرة) التي تقوم على التواصل مع حماس ،وعقد مسئولون أوروبيون وأمريكيون لقاءات مباشرة وغير مباشرة مع الحركة الستدراجها لفخ التسوية السياسية، بهدف د ْفعها لتغيير سياستها واالنخراط في العملية السياسية جنبًا إلى جنب مع السلطة الفلسطينية. ولكن الحاصل حتى اآلن أن كل هذه التطورات -بما فيها االختراقات السياسية الغربية للعالقة مع حماس -زادت من قوة حماس السياسية وجعلتها طرفًا صعبًا ال يمكن تجاوزه في أي معادلة أو أي موضوع متعلق بشأن القضية الفلسطينية. والمشكلة .أن هذه اللقاءات الحمساوية – الغربية لها أهداف متعارضة تتعلق بالسعي األوروبي – عبر العصا والجزرة – الستيعاب الحركة في العملية السياسية بجانب السلطة الفلسطينية في رام اللـه، في حين أن أهداف حماس مختلفة ،لتظل نقطة الخالف الرئيسية بين الطرفين هي؛ ازدواجية (المقاومة والتسوية) التي يرفضها الغرب وتصر عليها حماس. ومع هذا فالواقع العملي يشير لتجميد عملي من قِبل حماس مستقبال لخيار المقاومة خالل هذه المفاوضات الهادفة للتسوية سواء على خلفية تبادل األسرى وفتح المعابر أو إعادة صياغة اتفاق للتهدئة – تحتاجه حماس في المرحلة المقبلة لتوفير مواد إعادةأعمار غزة ،وتحسين أحوال الشعب بما يجدد شعبيتها في وقت يقترب فيها استحقاق انتخابات الرئاسة والبرلمان الفلسطيني العام المقبل. معادلة حماس في عام حكمها األول في غزة، كانت تنحصر بالتالي في المقاومة فقط ،التي حاربت لتُبقِي عليها مستمرة ،ومع دخول عامها الثاني أصبحت مضطرة للمزاوجة بين (السلطة والمقاومة) ،أما مع دخول عامها الثالث – وبعد نفاذ كل حيل إقصائها بالحصار أو االنقالب أو الغزو العسكري – فقد باتت الحركة مضطرة للمزاوجة بين (المقاومة والسلطة والتسوية) معًا وسط مخاوف أبنائها أن ينجح االستدراج الغربي لها كما نجح مع فتح ،وتأكيدات قادة الحركة أنهم واعون لهذا! محلل سياسي مصري 29
أكثر من رأي
غزة اآلمنة!
عامان من سيطرة حماس
لست مبال ًغا لو قلت :إن غزة لم تتمتع في لحظة من لحظات عمرها أمنًا واستقرارً ا داخليًّا أفضل مما تعيشه اآلن ،وفي ظل حكم حركة المقاومة اإلسالمية حماس وسيطرتها عليها في أعقاب أحداث 14 حزيران/يونيو ،2007على عكس ما كان متوقعًا لما ستكون عليه األوضاع في قطاع غزة رغم حالة االنقسام والحصار والرفض الدولي والعربي. إن من يعيش في غزة ويتجول في شوارعها يدرك أن الصورة مختلفة عما هو منشور في وسائل اإلعالم عن األوضاع في قطاع غزة ،وهذا ال يعني أن حكم حماس مثالي أو أفالطوني ولم ت ُ شبْه شوائب. فرغم أن تجربة الحكم لدى حركة حماس هي األولى ،وجاءت بعد عملية قيصرية دامية ودون طبيب جرَّاح أو مختص في الوالدة نتيجة الرفض الدولي لها كونها تنتمي إلى اإلسالم وتحديدا ،إلى جماعة اإلخوان المسلمين ،وكان جزء من حكمها فيه تخبط وتجاوزات وسلبيات ،ورغم ذلك كان هناك قبول لسياساتها في الوسط الشعبي ،وتسمع من المواطنين التبريرات واألعذار ،وذلك مرده إلى أن الفترة التي سبقت حكم حماس كانت فترة مؤلمة وتجربة غير مقبولة على المواطن الفلسطيني الذي منحها الفرصة الطويلة ،ولكنها فشلت في تحقيق األمن والعدل وخلقت حالة من الصراع الطبقي داخل مجتمع ال يحتمل الظلم ولن يصبر عليه. كان األمن العنصر المفقود في الشارع الفلسطيني في قطاع غزة ،فالموت كان قانونًا ،والصراع كان حك ًما ،والتخلص كان رغبة ورأيًا عا ًما ،فكان الوقوف الجماهيري إلى جانب حركة حماس أحد أهم أسباب النجاح واستمرار حكم حماس على أمل أن يكون الوضع مختلفًا ،وكان ما أراد المواطن الفلسطيني من تحقيق أمنه الشخصي وأمنه العام خالل فترة حكم حماس ،وبات المواطن الفلسطيني داخليًّا آمنًا على نفسه وعلى ماله وأهله، وما يدلل على توفر األمن هو؛ الحريات الشخصية التي حاز عليها المواطن ،ولعل من أهم المالحظات من قِبل المتشددين في قطاع غزة أن السفور ازداد في قطاع غزة ،والسفور المقصود هو خروج بعض السيدات أو الفتيات في الشوارع بلباس غير ملتزم بالشرع اإلسالمي ،رغم إسالمية الحاكم ،دون أن يعترضهن عارض، 31أكتوبر 2009
مصطفى الصواف مطمئنات إلى أن حركة حماس لن تعتدي عليهن أو تمنعهن أو تفرض عليهن لباسًا معينًا دون أن يكون هناك تمهيد لذلك أو إعادة تشكيل للثقافات وزيادة الوعي عبر التثقيف والتوجيه واإلرشاد. هذا مثال فقط أردت اإلشارة إليه لتوضيح درجة الرضا من قِبل الرأي العام الفلسطيني في قطاع غزة عن حكم حماس ،ألن هذا الرضا سينقلنا إلى الوضع السياسي ،وكيف واجهت حركة حماس الحصار الدولي واإلقليمي دون أن يكون هناك َمن يثور على سوء وتردي األوضاع المعيشية داخل قطاع غزة ،ولعل المثال األكبر الذي يمكن االستشهاد به ،هذا االصطفاف الجماهيري خلف حركة حماس خالل العدوان اإلسرائيلي األخير على قطاع غزة ،وهذا الصمود الجماهيري الذي أفشل األهداف اإلسرائيلية وحال دون تحقيقها رغم حجم اإلرهاب اإلسرائيلي بحق المدنيين، وهذا الدمار الهائل الذي تعرضت له كل القطاعات.
من أهم المالحظات من قِبل المتشددين في قطاع غزة أن السفور ازداد في قطاع غزة، والسفور المقصود هو خروج بعض السيدات أو الفتيات في الشوارع بلباس غير ملتزم بالشرع اإلسالمي ،رغم إسالمية الحاكم ،دون أن يعترضهن عارض، هذا النجاح الذي حققته حماس يعود إلى أن المواطن الفلسطيني يدرك أن حكومة حماس تعيش األزمة التي يعيشها ،وتتجرع عذابات الحصار كما يتجرعها المواطن، وأن هذه الحكومة بقيادة حركة حماس ربما أرست شيئًا من العدالة االجتماعية والمساواة بين الناس ،على عكس الصورة السابقة ،فبات المواطن والحاكم على درجة متساوية وال امتيازات تفرِّ ق الحاكم عن المحكوم ،ففي الوقت الذي انقطع فيه البترول توقفت سيارة المسئول كما توقفت سيارة المواطن ،وعندما لجأ المواطن إلى استخدام األدوات البدائية في الطهو بعد نفاد
غاز الطهو من القطاع لم يلجأ وحده لتلك األدوات بل أوقد المسئول الحطب واستخدم (بابور الكاز) في طهو طعامه. لكن هل يعني ذلك أن حكم حماس لم يشهد يروج تجاوزات؟ يخطئ من يظن ذلك أو ِّ لعكس الواقع ،هناك أخطاء في حكم حماس وهناك تجاوزات من قِبل بعض أفرادها، ولكن هناك فرقًا بين أن يكون التجاوز بقانون ،ويمثل صفة العموم ،وبين أن يكون هذا التجاوز بشكل فردي ويحاسب عليه القانون ،وهذه نقطة ،رغم السلبيات التي ارتكبتها حماس ،كانت في صالح حكم حماس؛ ألن المواطن شعر أن هناك محاسبة وهناك عدم رضا على المستوى القيادي من هذه السلبيات والتجاوزات، وعندها غض المواطن الطرف عن مالحقة حماس في تجاوزاتها ،طالما أنها تالحقها بنفسها ،وما يدلل على ذلك؛ أن هذه السلبيات والتجاوزات في تراجع ملموس يبعث على االطمئنان لدى المواطن الفلسطيني. ما تعرَّض له حكم حماس من إجراءات مختلفة وعلى ص ُع ٍد مختلفة داخليًّا ُ وفلسطينيًّا وإقليميًّا ودوليًّا يمكن لها أن يهد أركان نُظم لها سنوات طوال في الحكم واإلدارة ،وليست حركة تمارس السياسة بشكل أولي في وسط معمعات من التحديات والمؤامرات إلقصائها عن الحكم، وإخراجها من الساحة السياسية الفلسطينية، مقاطعة وحصار ومضايقات ال حدود لها؛ وصْ فها بل وضْ عها على قائمة اإلرهاب، تجويع ثم حرب وتدمير وقالقل داخلية عائلية وتنظيمية ،كانت المعالجة فيها رغم دمويتها وحجم الخسائر الكبير فإنها كانت معالجة ثبَّتت أركان األمن الداخلي ،وهذا األمن الداخلي المستقر هو الذي به واجهت حماس الحصار والتجويع والمؤامرات والعدوان ،وأدرك المواطن الفلسطيني أن حكم حماس فيه حفظ لكرامته ،وصون ألمنه ومقاومة لعدوه ،وفي نفس الوقت ِّ تأكد المواطن أن البديل عن حكم حماس هو الموت والذل والمهانة فقَبِل وتح َّمل التجاوزات وساند وأيَّد حكم حماس ،ولم يثُر في وجهها كما خططت كل األطراف الدولية واإلقليمية والفلسطينية ،وأعتقد أن المواطن في القطاع سيمضي مع حماس إلى أبعد الحدود. كاتب ومحلل سياسي فلسطيني 28
أكثر من رأي القبضة الحديدية عامان من الحكم الصعب
مضي عامين على حكم حماس لغزة ،تم خاللهما الكثير من األشياء التي لم تكن متوقعة .وصل الوضع االقتصادي بغزة إلى درجة غير مسبوقة من التردي وأصبحت الحياة صعبة للكثير من أهل غزة .إسرائيل شنت هجمات عنيفة وبشكل مستمر ضد غزة مسببة كثيرًا من الضرر ألهلها وبنيتها التحتية .وفي نفس الوقت واجهت حماس عسكريًا وبعنف كل من اعترضها من خالل طرق ووسائل عديدة بما فيها القتل والسجن .لكن بالرغم من كل هذا بقي حكم حماس قويًا وعصيًّا على االختراق. ما الوسائل التي استخدمتها حماس في حكمها لغزة؟ كيف يمكن أن نقيِّم حكم حماس لغزة كحكومة؟ هل يوجد عند حماس ما يكفي من الموارد لالستمرار بحكم غزة؟ هذه األسئلة وغيرها هي موضوع جدل في هذا العدد.
© Getty Images
العدد 1530
27
31أكتوبر 2009
قصة الغالف قسوة ضد الفصائل اإلسالمية األكثر تشددا، والتي ظهرت في اآلونة األخيرة على الساحة السياسية في غزة .وكانت الحملة على جماعة جند أنصار اللـه في أغسطس ،2009على سبيل المثال ،واحدة من أكثر األحداث عنفًا في غزة منذ بدء العملية الهجومية اإلسرائيلية المسماة بـ»الرصاص المصبوب» .ورمزت الحملة لتعصب حماس العميق تجاه أي منافس سياسي داخلي ،وخاصة ممن يمكن أن يكونوا مرتبطين حتى من بعيد بفكر السلفية الجهادية. وقد ينبع هذا الموقف من ر ْفض حركة حماس لمحاوالت القاعدة المتكررة لالستفادة من القضية الفلسطينية ،وإيجاد موطئ قدم لها في األراضي الفلسطينية .وباإلضافة إلى ذلك ،فرغم أن انتماءاتها وأنسابها ال تزال غير واضحة ،فقد تخشى حماس أيضا من أن تمد هذه الفصائل المتشددة جماعات القاعدة بمعلومات عن الطرق الداخلية في قطاع غزة ،وحينما تفعل ذلك ستفتح القطاع أمام تدخل إسرائيلي ودولي غير مسبوق ،وبهذا تتغير الظروف التي بموجبها نجحت حماس في تأسيس وتعزيز حكمها.
التحدي الصعب بالرغم من أن التركيز على األمن الداخلي هو المحور األساسي في البرنامج الذي وضعته حماس إلدارة غزة ،فإنها لم تستطع إجبار إسرائيل على رفع الحصار المفروض على غزة بعد االستيالء الذي حدث في عام ،2007بالرغم من جهودها المتكررة للقيام بذلك .وقد نجح هذا الحصار في توليد ضغوط اقتصادية كبيرة لم يسبق لها مثيل في قطاع غزة .حيث ذكرت أخيرًا وكالة األمم المتحدة إلغاثة وتشغيل الالجئين الفلسطينيين في قطاع غزة ،أن عدد سكان قطاع غزة الذين يعيشون في «فقر مدقع» قد تضاعف ثالث مرات ليصل إلى 300000شخص هذا العام .وبعبارة أخرى ،فإن واحدًا من كل خمسة من سكان غزة قد أصبح يعد اآلن فقيرًا معد ًما .ونتيجة لهذه الظروف ،فقد أصبح الهدف االقتصادي األول لمنظمة حماس هو البقاء على قيد الحياة .ولكن في الوقت نفسه، فإن العقوبات االقتصادية وما نتج عنها من انهيار القطاع الخاص ،كانت بمثابة مزيج من النعمة والنقمة للسلطات التابعة لحماس. فمن ناحية ،خلق الخنق البطيء القتصاد غزة أزمة إنسانية ،وولّد سخطًا شعبيًّا ،وح َّد من قدرة حماس على الحكم .ولكن من ناحية أخرى ،فقد سمح االختناق البطيء لالقتصاد لحماس بتحقيق الهيمنة االقتصادية على نحو فاعل وتشديد قبضتها على قطاع غزة. وهناك مجموعة من العوامل التي أعطت حماس الفرصة لتمويل نفسها وأنشطتها، وساعدتها على منع حدوث انهيار اقتصادي تام .فأوال ،وبالرغم من العداء الشديد واالنتهاكات المتعددة ،فإن السلطة الفلسطينية بقيادة فياض ال تزال أكبر مساهم في ميزانية العدد 1530
الرواتب في غزة ،وبالتالي فإنها تعد القوة الرئيسية التي تحرك السوق الفلسطينية. وبالنظر إلى أن حوالي ٪ 50من القوة العاملة في غزة مكونة من الموظفين الحكوميين الذين يتقاضون راتبًا من الحكومة ،فإن هذه المساهمة من جانب السلطة الفلسطينية تعد مصدرًا حيويًّا ال غنى عنه من مصادر الدعم االقتصادي لحكومة حماس .ومن المفارقات العجيبة أن يكون استيالء حماس على غزة، واستعادة الحكم من حماس في الضفة الغربية، هما الدافع وراء استئناف إسرائيل للتحويالت الجمركية التي مألت خزائن السلطة الفلسطينية باألموال من جديد ،وم َّكنتها من مساعدة قطاع غزة .وثانيا ،فقد واصلت األمم المتحدة وغيرها من الجهات الدولية المانحة ضخ األموال إلى قطاع غزة لصالح عمليات اإلغاثة ،بينما قامت هذه الجهات في الوقت نفسه بزيادة المساعدات اإلنسانية التي تقدمها بشكل كبير كتعويض عن االنخفاض الحاد الذي حدث في مساعدات التنمية منذ منتصف عام .2007ووفقا لما ذكرته مجموعة األزمات الدولية ،فقد أنفقت وكاالت األمم المتحدة أكثر من 350مليون دوالر في قطاع غزة في عام 2008وحده .كما وجدت حكومة حماس وسائل جديدة ومبتكرة للحصول على المزيد من األموال.
حتى ولو كانت حماس قد تمكنت من البقاء على قيد الحياة في ظل ظروف وضغوط غير عادية، فإن غزة ال تزال مكشوفة وهشة وضعيفة .فعلى سبيل المثال؛ الوضع االقتصادي الحالي ال يصلح للبقاء أو االستمرار على المدى الطويل. فعلى سبيل المثال ،في األشهر األولى بعد االستيالء على الحكم ،حددت الحكومة كفالة مقدراها حوالي 400دوالر لإلفراج عن المحتجزين الذين تم االشتباه في قيامهم بأنشطة معادية لحماس .كما الحظ المراقبون أن التبرعات األجنبية قد أسهمت أيضا بشكل كبير في زيادة عائدات الحكومة في قطاع غزة .فقد قدمت إيران ،على سبيل المثال، إسهامات كبيرة باإلضافة إلى اإلسهامات التي قدمتها الدول الخليجية األخرى .وقد تراوحت اإليرادات التي حصلت عليها حكومة حماس من التبرعات األجنبية بين 150مليون دوالر 200 ،مليون دوالر .وأخيرًا ،فقد استفادت حماس أيضا من إنشاء واحتكار وتنظيم أنفاق من أجل القيام بعمليات تهريب مكثفة بين غزة ومصر ،حيث أصبحت هذه األنفاق في ظل هذه البيئة السياسية التي يتم فيها فرض العقوبات على كل شيء -باستثناء قائمة محدودة من المساعدات اإلنسانية ـ بمثابة شرايين الحياة الحيوية لقطاع غزة. فحماس ال تسيطر على غالبية هذه األنفاق فحسب ،بل إنها تقوم أيضا بتحديد األسعار وجباية الضرائب على جميع البضائع التي
تمر عبرها .ووفقا ألحد أصحاب المتاجر في غزة ،فقد ضم فرض ضريبة قيمة مضافة نسبتها حوالي ٪ 14.5على كل البضائع التي تأتي عن طريق األنفاق.
إلى متى السيطرة؟ في العامين التاليين الستيالء حركة حماس على السلطة ،لم تتمكن حماس فقط من النجاح في «إدارة األزمة» ،ولكنها تمكنت أيضا من توطيد سلطتها وشل حركة خصومها المحتملين .فمعظم الوزارات ومؤسسات القطاع العام قد تم تطهيرها تما ًما من الموالين لحركة فتح ،كما تمت االستعاضة عنهم بالمتعاطفين مع حماس ،مما ساعد على خلق نظام حكم مستقر إلى حد ما ،إن لم يكن نظاما صارما .حيث يبدو إن نموذج نظام الحكم الذي تقدمة حماس يعتمد على تأمين النظام الداخلي وتوطيد النظام من جهة ،ور ْفض التنازل عن المبادئ الرئيسية للحركة من جهة أخرى فيما يتعلق بمنافسي الحركة من الخارج مثل إسرائيل والسلطة الفلسطينية. ومع ذلك ،فإنه حتى ولو كانت حماس قد تمكنت من البقاء على قيد الحياة في ظل ظروف وضغوط غير عادية ،فإن غزة ال تزال مكشوفة وهشة وضعيفة .فعلى سبيل المثال؛ الوضع االقتصادي الحالي ال يصلح للبقاء أو االستمرار على المدى الطويل .كما لم تنجح هجمات حماس على إسرائيل وما نتج عنها من «حرب على غزة» في تغيير الوضع على األرض .فالمعابر بقيت مغلقة لمعظم الوقت، والتعمير وإعادة التأهيل يسيران بخطى بطيئة مثل القواقع ،والصواريخ ما زالت تُطلَق على إسرائيل ،واألنفاق من مصر ما زالت تستخدم لتهريب األسلحة .ومن الواضح أيضا أنه ما لم يتم رفع الحصار فإن حماس ستظل تشن الهجوم تلو اآلخر على إسرائيل ،وأن المسألة ليست سوى مسألة وقت قبل أن تقوم إسرائيل بشن حرب جديدة على غزة ر ًّدا على تلك الهجمات .وعالوة على ذلك ،فإنه إذا لم يحدث تقارب بين الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ،فمن غير المحتمل أن يسمح المجتمع الدولي بحدوث انتعاش في قطاع غزة ،خوفًا من أن يؤدى هذا إلى مساعدة حماس بشكل غير مباشر. وفي نفس الوقت ،فلن تتخلى حماس وال فتح بسهولة عن قبضتها على السلطة .ومع ذلك، فالمصالحة الفلسطينية أمر أساسي ال بد منه، ألنه بدون ذلك سيستمر الحصار ،واألزمة اإلنسانية المتفاقمة في قطاع غزة والتي ستؤدى في نهاية المطاف إلى ْ نزع الشرعية عن إنجازات حماس األخرى ،مما سيؤدي في النهاية إلى عرقلة كل الجهود التي تبذلها حماس للسيطرة على الحكم في غزة. راشمي سينغ -باحثة بكلية العالقات الدولية وزميله بمركز دراسات اإلرهاب و العنف السياسي في جامعة سانت أندروز -المملكة المتحدة 25
قصة الغالف
صبية فلسطينيون يلعبون كرة القدم في مدينة غزة © Getty Images
للمعارضة السياسية والمدنية ،وتقوية نظام الرقابة والمراقبة وتعزيز األجهزة األمنية لحماس ،والتي تُستخدم بال خجل لتنفيذ هذه التغييرات .وهكذا ،تحولت كتائب عز الدين القسام ،وهى الجناح العسكري لحماس ،من قوة سرِّ ية للفدائيين إلى قوة عسكرية ترتدي الزي الرسمي ومنظمة ذات فاعلية مسئولة عن قمع الجماعات المسلحة داخل قطاع غزة وحمايتها من الهجمات الخارجية أيضا. كما حولت حماس قوة الد ْعم التنفيذي إلى ثالثة فروع مسئولة عن إدارة األمن الداخلي في غزة :وهى الشرطة المدنية وقوات األمن الداخلي (وهى جهاز المخابرات) وقوات األمن الوطني (قوة شرطة الحدود) .وبعبارة موجزة؛ أرست حماس أسس الحوكمة اإلدارية في قطاع غزة وحافظت عليها من خالل احتكار األمن بال منازع ،مما أعطاها القدرة على السيطرة على منطقة ظلت تحكمها العشائر المتنافسة والميليشيات المتناحرة حتى اآلن. وفي حين كان هناك بالتأكيد انخفاض كبير في الفوضى الداخلية نتيجة لذلك ،فقد كانت االستجابة الشعبية متباينة ،فبينما يشعر بعض سكان غزة بالراحة الستعادة القانون الداخلي والنظام ،يواصل آخرون العيش في حالة من عدم الثقة ،وتُ ْقلقهم هيمنة حماس ويخافون من استخدامها للقوة والعنف. وتوجد مبررات لبعض هذه المخاوف على األقل ،حيث إن حماس استخدمت أيضا هذه القوات األمنية المتحولة لقمع أي تحديات تمثلها الميليشيات والعشائر المتنافسة لتوطيد سيطرتها على قطاع غزة .وقد اكتسبت 31أكتوبر 2009
العشائر القوة بشكل مطرد في قطاع غزة منذ اندالع االنتفاضة الثانية ،عندما أدت التوغالت اإلسرائيلية إلى التسليح السريع للعائالت التي تدخلت لتوفير الحماية العسكرية والدعم االقتصادي والبنية التحتية التي لم تستطع الحكومة توفيرها .إال أنه بعد استيالء حركة حماس على القطاع ،تم شن حملة لتفكيك القوة العسكرية واالقتصادية لعشائر غزة .وتم نزع سالح العائالت بالقوة أحيانا ،وإخضاع اقتصادها غير الرسمي للرقابة والتنظيم ،وقلَّصت السلطات بشكل حاد األنشطة اإلجرامية المرتبطة بهذه العائالت ،مثل الخطف وسرقة السيارات وتهريب المخدرات .وقد عزز تراجع نفوذ العشائر قدرة حماس على حكم غزة بفاعلية، ورحب الكثيرون في قطاع غزة باالستقرار الناتج وتهدئة المجتمع رغم أن بعض المراقبين اتهموا حماس بتأليب القبائل ضد بعضها البعض من أجل توطيد حكم حزبهم. وقد تعززت قدرة حماس على إدارة قطاع غزة بشكل فاعل من خالل السيطرة على العديد من الميليشيات المسلحة .وتسبب رحيل زعامة فتح عن قطاع غزة أثناء استيالء حماس عليها في انقسام الحركة ،وف ْقدها للتوجه وتدهور الروح المعنوية للميليشيا التابعة لها .وحتى مع ذلك ،اعتمد البعض داخل حركة فتح إستراتيجية الكفاح المسلح، والعمل تحت قيادة مقسمة ولجأوا إلى ُخطط تذ ِّكرنا بتلك التي استخدمتها حماس خالل االنتفاضة األولى. وتضمنت خططهم الجديدة الكتابات على الجدران وإطالق النيران والتفجيرات، واستهدافهم المتصاعد إلسرائيل أمال في أن يثير ذلك رد فعل عسكري إسرائيلي
ضد حماس .وقد تجاوبت حماس مع ذلك بمصادرة األسلحة واعتقال السياسيين وأفراد قوات األمن والمسلحين المشتبه فيهم ،وقمعها بعنف ألولئك الذين يرتبطون بفتح أو الذين يُشتبَه في دعمهم لها أو تعاطفهم معها .ونتيجة لذلك ،تم سحْ ق التحدي الذي مثَّلته حركة فتح في قطاع غزة على نحو فعال ،وإن كان بطريقة عنيفة. وتمثل الجماعات اإلسالمية مثل الجهاد اإلسالمي الفلسطيني تحديًا رئيسيًّا أيضا لموقف حماس ،بوصفها الذراع األساسية للمقاومة الوطنية اإلسالمية ،وقد مالت حماس إلى كبح أنشطتها من خالل مصادرة األسلحة ومراقبة عمليات التدريب والحد منها ،وأحيانًا السيطرة بالقوة على مساجدها. في الوقت نفسه ،وبينما ح َّدت حماس بشكل صارم من استخدام القوة من جانب الميليشيات داخل قطاع غزة ،فقد غضَّت الطرف في معظم األحيان عن أنشطتها ضد إسرائيل ،وتهربت بشكل دائم من كبح إطالق الصواريخ على إسرائيل أو تفكيك صناعة إنتاج الصواريخ والتي تجعل هذه الهجمات ممكنة. وحين قامت بذلك ،أوضحت حماس أنها لن تكسب الكثير بإقناع الميليشيات بمهاجمة إسرائيل ،وخاصة في ضوء الحصار اإلسرائيلي المتواصل وعمليات التوغل العسكرية في قطاع غزة .وفي الوقت نفسه، حين سيطرت حماس على نشاط الميليشيات داخل قطاع غزة ،أشارت الحركة بشكل واضح إلى أنها لن تتسامح مع أي عقبات أمام سلطتها وتحكمها الداخلي .إال أن حماس اتخذت بشكل تقليدي ملحوظ إجراءات أشد 24
قصة الغالف في الخامس والعشرين من يوليو ،1906 فازت حركة المقاومة اإلسالمية (حماس) باالنتخابات الوطنية الفلسطينية .وبينما جاء هذا النصر االنتخابي تتويجً ا لمسيرة طويلة من االندماج السياسي المتواصل ،فقد قوبل باالستياء ليس فقط من جانب إسرائيل والمجتمع الدولي ولكن أيضا من جانب منافستها بالداخل ،أال وهي فتح .وقد استجابت إسرائيل والجبهة الرباعية (المكونة من الواليات المتحدة واالتحاد األوروبي واألمم المتحدة وروسيا) بمحاولة تقويض الحكومة التي تتزعمها حماس من خالل العزلة السياسية واالقتصادية ،وفي نفس الوقت د ْعم سلطة محمود عباس على أمل أن يؤدي ذلك إلى دفع حماس نحو موقف أقل تشددًا، والتشكيك فيها إلى الحد الذي يدفع الشعب الفلسطيني إلى إقصائها عن السلطة بمحض اختياره .بل إن فتح التي اعتادت دائما على السيطرة على الملعب السياسي ،لم يتسن لها أن تقبل بهزيمتها االنتخابية ،وحاولت بشكل صريح القضاء على قدرة حماس على الحكم. وقد استتبع ذلك صراع دموي متزايد على السلطة مع قيام الفصيليْن بتعبئة ميليشيات عسكرية وتكديس السالح واللجوء إلى أعمال القتل داخل األراضي المحتلة .وبحلول يونيو عام ،2007تدهور الوضع بحيث تحولت االشتباكات بين الفصيلين إلى صراع شامل من أجل السيطرة على قطاع غزة .وفي أقل من إسبوع دهمت حماس المنشآت األمنية للسلطة الفلسطينية ومراكز فتح الرئيسية لتستولي على قطاع غزة.
تاريخ التنافس نجحت حماس في خالل العامين التاليين لهذا االنقالب العنيف في إحكام قبضتها على قطاع غزة ،بالرغم من استمرار العزلة السياسية واالقتصادية ،وتدهور البيئة األمنية .وقد أتت التحديات الخارجية التي تواجهها حماس في إدارة قطاع غزة نتيجة للضغوط التي تمارسها السلطة الفلسطينية من مقرها في الضفة الغربية ،والتي قامت بمقاطعة األمن والقضاء والقطاعات الحكومية األخرى في قطاع غزة، مباشرة بعد استيالء حماس على السلطة ،مما أدى إلى ب ْتر الروابط اإلدارية التي تربطها بحكومة حماس .كما حثت السلطة الفلسطينية موظفيها العاملين في القطاع العام ،باالمتناع عن العمل ،وإلاَّ تعرضوا لخطر إلغاء رواتبهم الحكومية .كما سعت السلطة الفلسطينية لحرمان حكومة حماس من الحصول على اإليرادات الحكومية بإعالنها عن توقف الحكومة عن جباية الضرائب في جميع أنحاء قطاع غزة ،واكتفت بدفع الرواتب بشكل غير منتظم لبعض موظفي القطاع العام الثانويين (مثل عمال النظافة في المستشفيات وعمال البلدية) .وباإلضافة إلى ذلك ،فقد منعت السلطة الفلسطينية ،المتمركزة في الضفة الغربية ،دعم الوقود من الوصول إلى قطاع غزة قي كثير من األحيان .ووفقا لما ذكرته مجموعة األزمات الدولية ،فإن السلطة الفلسطينية لم تكتف بذلك ،بل ضغطت على ِ الجهات المانحة لتأجيل المشاريع الجديدة العدد 1530
المزمع القيام بها في غزة .كما تضمنت التحديات الخارجية األخرى التي تواجهها حماس الحصار اإلسرائيلي المفروض على قطاع غزة ،والذي يحظر الصادرات ويحد بشدة من الواردات ويحرم مرور أكثر من 100،000من العمال من غزة إلى داخل األراضي اإلسرائيلية .وقد قامت إسرائيل في أواخر عام ،2007بمواصلة خ ْفض اإلمدادات الغذائية الواردة إلى قطاع غزة، ر ًّدا على استمرار القصف الفلسطيني ،كما قامت أيضا بخفض واردات الوقود وتقييد إمدادات العملة األجنبية ،وهي سياسة ما زالت إسرائيل تتبعها حتى اليوم ولكن مع بعض التغيرات الطفيفة .وكنتيجة لذلك ،فقد حاق الدمار بالكثير من الصناعات في غزة مثل التصنيع والبناء والنقل ،كما تم تسريح الجزء األكبر من العاملين في القطاع الخاص. ومن ثَ َّم تواجه حماس ضغوطًا متزايدة لكسر الحصار من أجل وقف انهيار االقتصاد في غزة .وبالتالي تعتمد قدرة حماس على حكم غزة اعتمادًا كبيرً ا على هاتين القوتين الخارجيتين .فلن ينتعش اقتصاد غزة إال إذا رفعت إسرائيل الحصار الذي تفرضه على غزة من ناحية ،وأفرجت السلطة الفلسطينية عن أموال القطاع العام في قطاع غزة من ناحية أخرى.
تحولت كتائب عز الدين القسام ،وهى الجناح العسكري لحماس ،من قوة س ِّرية للفدائيين إلى قوة عسكرية ترتدي الزي الرسمي ومنظمة ذات فاعلية مسئولة عن قمع الجماعات المسلحة داخل قطاع غزة وحمايتها من الهجمات الخارجية أيضا. وداخل قطاع غزة ،اضطرت حماس أيضا للتغلب على عدد من العقبات ،ومن بينها شبكة غزة القوية والمدججة بالسالح من العشائر واألسر والميليشيات التي تنتمي ألطراف أخرى متعددة .ولم تتضمن هذه الميليشيات المنافسين التقليديين العلمانيين فقط مثل فتح ،ولكنها شملت أيضا عناصر أسالمية أخرى مثل حركة الجهاد اإلسالمي الفلسطينية ،وعددا متزايدا من الجماعات الموالية لتنظيم القاعدة ،وبينها أخيرا جماعة جند أنصار اللـه. إال أنه بالرغم من التحديات الهائلة ،لم تتمكن حماس من البقاء فقط ولكنها استطاعت تعزيز سلطتها أيضا .وقد فعلت ذلك باختيار التركيز على العوامل التي تستطيع السيطرة عليها ،مثل تحدياتها الداخلية ،بينما تستمر في التصرف باعتبارها حركة مقاومة تجاه أولئك الذين ال تستطيع السيطرة عليهم ،مثل العناصر الخارجية على النحو الذي تمارسه
إسرائيل والسلطة الفلسطينية. واستخدمت حماس األمن لتُثبت صالحيتها للحكم ،وقد حققت نظا ًما داخليًّا ُمحك ًما نسبيًّا عن طريق احتكارها لممارسة العنف دون منازع وذلك باستخدام جهازها األمني الذي أُعيد تنظيمه .وبنا ًء على ذلك ،فشل حصار غزة الذي نفذته إسرائيل واألطراف الدولية على أمل عزل وإقصاء حماس في نهاية المطاف في إضعاف الحركة .وبدال من ذلك، سهَّل الحصار قدرتها على الحكم دون عائق في الوقت ذاته ،وذلك عن طريق تهميش التأثيرات األكثر اعتداال داخل الجماعة. وبينما قد يُلقى سكان غزة باللوم على حماس لعدم قدرتها على إنهاء الحصار ،فهم يلومون إسرائيل أيضا على فرضه ،كما يلومون المجتمع الدولي على د ْعمه وكذلك حركة فتح على السكوت عليه .ونتيجة لذلك ،تمتعت حماس بالحرية في إعادة تشكيل المشهد السياسي في غزة وتعزيز موقفها من خالل جعْل األمن الداخلي واستخدام القوة هما العمود الفقري لحكمها اإلداري في المنطقة.
احتكار العنف أرست حماس األسلوب الذي ستدير به غزة خالل استيالئها القمعي على المنطقة في يونيو من عام .2007وأثارت المواجهة التي أدت إلى االنقالب ،مخاوف حماس األمنية حينما أصرت حركة فتح على االحتفاظ بالسيطرة على األجهزة األمنية في قطاع غزة في مواجهة جهود حماس الحثيثة من أجل وضْ ع هذه القوات األمنية تحت سلطتها. وكانت حماس تعلم أن موقفها في السلطة لن يكون آمنًا أبدًا حقًا ما لم تدعمه القوة ،ولهذا سعت حماس أيضا إلى االعتراف الرسمي بقوة الدعم التنفيذي التابعة لها؛ وهي قوة أنشئت بعد نصرها االنتخابي في عام ،2006 وهى تمثل اآلن شرطة غزة .وكان استيالء حماس على القطاع الناتج عن ذلك عنيفًا بشكل ملحوظ ،وأدى س ْفك الدماء المروع ِّ إلى ق ْتل عدد من الفلسطينيين في عام ،2007 يفوق عدد َمن قُتلوا في الصراع مع إسرائيل. وتم اعتبار التجمعات العامة غير المرخص لها ،وخاصة إذا ما ارتبطت بحركة فتح، على أنها تعكير لألمن وتم تفريقها أحيانًا باستخدام الذخيرة الحية .وتم أيضا ق ْمع أعمال العصيان الصغيرة بوحشية مع استخدام القوة غير المتكافئة في كثير من األحيان .وفى حين استهدفت حماس الجماعات األمنية المنافسة ومجتمع غزة المدني ،صرحت منظمات حقوق اإلنسان بأن تعداد المعاقين في غزة قد تضاعف خالل أربعة أيام .وتميز كل من استيالء حماس على القطاع وحملتها الالحقة من أجل السيطرة على المنطقة بأعمال االعتقال غير المبرر واإلعدام بدون محاكمة والتعذيب .واألمور التي أسفر عنها االستيالء على كل مؤسسات السلطة الفلسطينية في قطاع غزة ،هي القمع المنتظم 23
قصة الغالف
دولة حماس
كيف تحكم الحركة قطاع غزة؟
لقد نجحت حماس في تثبيت دعائم حكمها في غزة من خالل التأسيس المنظم للنظام واألمن على صعيد الجبهة الداخلية. إال أنه في ظل مواصلة إسرائيل غ ْلق المعابر الحدودية ،فسيظل المشهد االقتصادي في سبيله إلى التدهور على نحو مطرد .وال تمثل غزة تحديًا أمام اإلدارة فحسب بل إنها في طريقها إلى أن تتحول إلى قنبلة موقوتة تنتظر االنفجار.
إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المعزول وزعيم حماس وهو يلوح لمؤيديه خالل مهرجان كبير أقيم في مدينة غزة © Getty Images 31أكتوبر 2009
22
دولة
حماس
كيف تحكم الحركة قطاع غزة؟ راشمي سينغ
العدد 1530
21
قصة الغالف
© Getty images
31أكتوبر 2009
20
AD
الموجز رسائل
رسائل إلى متى االنتظار؟
مانويل ألميدا
السياسة حديث د .محمد سيد طنطاوي شيخ األزهر
العراق معركه في الخفاء جون الترمان
مجلة العرب الدولية
طريق مفروش بالنوايا الحسنة المال السياسي و اإلصالح االقتصادي
العدد 24 ،1529أكتوبر 2009
طريق مفروش بالنوايا الحسنة
أكد أن المواطن العادي هو الضحية األولي لألداء المتضخم للبنوك وحرصها علي تحقيق أكبر مكاسب ممكنة عبر ترويج غير مسبوق االتجاه وهو ما نلمسه في مصر حاليا ً حيث أصبح التعامل واسعا ً معها في كل المجاالت نتيجة حمالت الترويج المكثفة للبنوك ويظهر ذلك في قطاع التمويل العقارى ،لكنه كما يقول المقال وضع يخفي مشاكل كثيرة وهو ما أكدته دراسة حديثة قالت إن األشهر الثالثة الماضية شهدت تراجعا ً وصل إلي %12في الطلب علي العقارات وهو ماقد يكون مؤشراً لحالة ركود قادمة في أحد أهم األنشطة االقتصادية في مصر خالل الفترة الماضية ،والموقف يتكرر في مختلف بلدان الوطن العربي خاصة الخليج وأعجبني ذلك التحليل المدقق لحجم االقتصاد في الدول الكبري وتحكمه في إقتصادات العالم الثالث واألداء الصيني الواعي محمد الدمنهوري مهندس معماري
اللعب بالدين
تفق مع اإلمام األكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ األزهر فيما ذهب إليه بأن السنة والشيعة مسلمون وإن كان الشيعة يخالفون سنة الرسول (ص) ويسبون أصحاب ابتداً ًء من سيدنا أبي بكرالصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان والسيدة عائشة ....الخ وقد أصاب شيخ األزهر حينما أعلن وبكل وضوح أن ايران تستخدم المذهب الشيعي للحصول علي فريد من المطامع والسيطرة علي المنطقة العربية وعلي رأسها مصر والسعودية وتدخلت مؤخراً في اليمن إلحداث مزيد من البلبلة والشغب من جانب الحوثيين ضد الحكومة اليمنية بما يزعزع أمن واستقرار البالد . لكني مختلف مع فضيلته في قوله بأن مصر لم يتم اختراقها فهناك بالفعل اختراق شيعي لمصر من طريق اختراق الطرق الصوفية. مؤمن النزاوي صحفي مصري
قضية التوريث
لقضية تكمن في هل الوصول لهذه الخالفة لوالده بطريقة ديقراطية حقيقية أم ال؟ ألن جمال مبارك مواطن مصري من حقه الدستوري كغيره الترشح شرط أن تتساوى الفرص بينه وغيره ال أن يفضل ألنه ابن الرئيس فإذا تقدم لالنتخابات وكان في الطليعة بشكل ديمقراطي وحر ودون تزوير فله أن يكون رئيس مصر هذه القضية في رأي فيس بوك المجلة -احمد مكاوي 31أكتوبر 2009
مترو دبي تقدم هائل وواضح أن تدخل اإلمارات مثل هذه التطورات والتفكير لدعم مواطنيها وسهولة المواصالت ،أما بالنسبة للترويج السياحي فأعتقد أنها خطوة إيجابية ألن السائح يحب عدم التقيد والمغامرة في البحث عن األماكن التي يزورها بجانب توفير األمان له من خالل مترو األنفاق فالشك أنه يوفر عنصراً مهما ً من األمان للسائح األجنبي. أما بالنسبة للناحية االقتصادية فبالتأكيد يشكل جانبا ً أقتصاديًا كبيًرا ومه ًما في دور الدولة وبالتأكيد يقوم بالتخفيف من وطأة األزمة المالية. أحمد الرزيقي 16
2نيوزويك
2
3
االقنصاد ضد التطرف تري النيوزويك ان وجود راسماليين من الطبقة الوسطي في الشرق االوسط هو اقوي امل في تقدم تلك المجتمعات و اعتي سالح لمحاربة التطرف .النهضة االقتصادية قد مهدت طريقها بالفعل من بيروت لطهران و لذا فالمقال يوضح الدور الفعال للتنمية االقتصادية في زيادة معدالت التعيين و بالتبعية ازدهار المجتمعات الشرق اوسطية و التي من شانها ان تقضي علي االفكار االرهابية المتطرفة والتي تنمو تحت وطاة الفقر و التخلف.
3نيوستيتسمن الرهان االكبر جيفري روبنسون يري روبنسون ان الحرب المدارة بافغانستان ال تاتي بثمارها و ربما يكون حل االزمة الراهنة في الوصول التفاق مع طالبان .و لكن ما زال التساؤل قائم ,ما الهدف من الحرب؟ يري روبنسون ان سياسات اوباما في افغانستان لم تاتي بحلول بل زادت من عدد قتلي الشباب المجند.
4هارفارد انترناشيونال ريفيو دماء من اجل البشرية يري روبنسون ان الحرب المدارة بافغانستان ال تاتي بثمارها و ربما يكون حل االزمة الراهنة في الوصول التفاق مع طالبان .و لكن ما زال التساؤل قائم ,ما الهدف من الحرب؟ يري روبنسون ان سياسات اوباما في افغانستان لم تاتي بحلول بل زادت من عدد قتلي الشباب المجند.
4
غالفاإلسبوع
اإليكونومست الصين و امريكا ..الثنائي العجيب يناقش المقال العالقة بين الصين و امريكا و التي يصفها الكثيرون بالعجيبة .ينصح المقال الواليات النحدة ان “ تتسم بالثقة في معامالتها مع اقرب منافسيها” .علي اصعدة كثيرة يجد البلدان نفسيهما علي “فراش واحد” .اقتصادات البلدين مترابطة بحكم ان الواليت المتحدة هي اكبر مدين بالعالم و ان الصين هي اكبر دائن .وسط انشغال العالم بالعديد من المشاكل اقتصادية كانت او متعلقة بالبيئة يجب علي القوتان التكاتف من اجل حلها.
العدد 1530
15
الموجز بانوراما الصحافة
الموجز قالوا
أقوال
« لقد أرسلنا جنودنا ألداء المهمة وهم يستحقون منا كل الدعم»
بانوراما الصحافة
وزير الدفاع اإلسرائيلي إيهود باراك في بيان ردا على اتهامات بأن الجيش اإلسرائيلي ارتكب جرائم حرب خالل هجومه على حماس في بداية هذا العام « لقد ظللنا ننتظر الضوء في نهاية النفق المظلم لما يقرب من ثالث سنوات .وسوف ننتظر حتى نقرر أنه قد فاض بنا الكيل وأن المسيرة قد أنهكت» برنارد كوشنر ،وزير الخارجية الفرنسي متناوال المحادثات مع طهران بشأن برنامجها النووي» «مؤخرا انتباني شعور بأن شخصا ما قد أحدث فوضى عظيمة وأن علي أن أزيل ماصنع بمكنستي وهاأنذا أنظف األرض وإذا بأولئك الذين تسببوا في تلك الفوضى يصيحون بي قائلين« :ويحك إنك ال تنظف بالسرعة المطلوبة أو على مايرام .إنك تستعين بمكنسة اشتراكية عرجاء .فاليظن هؤالء أن كوني نحيفا يعني أنني لست حازما الرئيس باراك أوباما ،ردا على منتقديه من الجمهوريين الذين يقول إنهم اليساعدونه على حل بعض مشكالت البيت األبيض والكونجرس. «إننا نواجه تحديات جساما في عملية إعادة اإلعمار ،ولكن بينما نقوم بالبناء ،فإنهم يحملون معاول الهدم» رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في إشارة إلى أولئك المسئولين عن الهجمات اإلرهابية يوم األحد الماضي. 31أكتوبر 2009
1 1التايم غير محبوب ازدياد المعارضة ضد تولي بلير رئاسة االتحاد االوروبي تطرح كاثرين ماير سؤاال في عدد التايم لهذا االسبوع :ما الذي يوحد الفرنسيين االشتراكيين و المتحفظين البريطانيين و يجمع مناهضين حقوق المراة بمحررين مجالت الفضائح؟ االجابة :توني بلير .تؤكد التايم علي تحالف المتنافسين في وجه تولي بلير لمنصب رئاسة االتحاد االوروبي المرموق و سعيهم لعرقلة جهوده .خلقت معاهدة لشبونة منصبين جديدين من ضمنهم رئيس المجلس االوروبي والذي يري بلير كمرشح قوي لتوليه. 14
8الصرب تقاعس الزعيم الصربي األسبق رادوفان كاراديتش عن المثول أمام القضاء لمحاكمته عن إحدى عشرة تهمة موجهة إليه من بينها اإلبادة الجماعية وجرائم الحرب وجرائم ضد اإلنسانية. وقد أنكر كاراديتش هذه التهم المتصلة بحرب البوسنة في تسعينات القرن الماضي .و أجل القاضي المحاكمة يوما واحدا فقط .وكان كاراديتش قد حذر من قبل قائال إنه بحاجة إلى مزيد من الوقت إلعداد دفاعه الخاص.
10
9كوريا الشمالية أرسلت كوريا الشمالية مبعوثا رفيع المستوى إلى الواليات المتحدة من أجل إحياء المحادثات بشأن تقليص الطموحات النووية لبيوننج يانج مقابل حصولها على مساعدات إنسانية ضخمة من الواليات المتحدة.
6أفغانستان لقي أربعة جنود أمريكيين مصرعهم وأصيب اثنان آخرون من جراء تصادم مروحيتين في جنوب أفغانستان. وفي حادث منفصل في غرب البالد ،لقي سبعة جنود حتفهم في حادث تحطم مروحية أمريكية، حيث سقطت الطائرة أثناء عملية قامت بها قوات أفغانية ودولية. العدد 1530
7باكستان بعد ساعات قليلة من وصول وزيرة الخارجية األمريكية هيالري كلينتون إلى باكستان ،هز انفجار واسع النطاق مدينة بيشاور الشمالية ،مما أسفر عن مقتل 92شخصا على األقل وإصابة أكثر من مائتين بجروح .وتتعهد كلينتون بفتح صفحة جديدة في عالقات الواليات المتحدة مع شريك باكستاني عرف عنه التشكك في النوايا األمريكية وذلك لمعاونتها في التصدي للتطرف اإلسالمي.
10سويسرا نصحت الحكومة السويسرية مواطنيها بعدم السفر إلى ليبيا بعد أن رفضت طرابلس إطالق سراح اثنين من رجال األعمال السويسريين تم احتجازهم هناك منذ العام الماضي .و صرحت وزارة الخارجية السويسرية بأن التوتر السياسي الذي بدأ في أعقاب القبض على نجل الرئيس الليبي في جنيف العام الماضي مازال مستمرا .وقالت الحكومة السويسرية إنه نظرا لعدم وجود نية من جانب الحكومة الليبية لتطبيع العالقات ،فإنها ستعيد النظر في الطريقة التي اتبعتها لحل المشكلة. 13
الموجز
حول العالم
حول العالم
1العراق
ضرب تفجيران انتحاريان العاصمة العراقية مما أودى بحياة أكثر من مائة وثالثين شخصا وأدى إلى إصابة خمسمائة آخرين .وتعد هذه التفجيرات األعنف منذ عامين وقد استهدفت وزارة العدل العراقية ومجلس محافظة بغداد. وأشارت أصابع االتهام إلى تنظيم القاعدة كما اتهمت الحكومة العراقية سوريا بالتورط في الحادث ،قائلة إن دمشق قدمت مالذا آمنا لمقاتلين أجانب ومتمردين يقومون بالتخطيط لعمليات هجومية وتنفيذها داخل العراق. وجه أيضا مسؤولون عراقيون التهمة إليران بضلوعها في تسليح وتدريب ميليشيات شيعية، بينما نفت الدولتان هذه التهم.
8
9
7
6
3
1
4 5
2
و أعلنت جماعة تابعة لتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن الحادث ،مما أثار شكوكا حول الوضع األمني في الفترة السابقة على االنتخابات العراقية في يناير القادم .و صدر البيان عن جماعة تعرف باسم تنظيم الدولة اإلسالمية في العراق وتم نشره على موقع على اإلنترنت يستخدمه المتشددون عادة في إعالن مسؤوليتهم عن مثل هذه الهجمات. في نفس الوقت أعلن الجيش األمريكي أن قوة أمنية عراقية يرافقها مستشارون عسكريون أمريكيون قد اعتقلت ثمانية مشتبهين خالل عملية استهدفت اعتقال قائد خلية إرهابية تصنع القنابل في غرب بغداد
3إيران هدد الحرس الثوري اإليراني بشن هجوم على المنشآت النووية اإلسرائيلية إذا ما هاجمت إسرائيل الدولة اإلسالمية .وأعلن القائد األعلى للحرس الثوري اإليراني أنه في حالة قيام الكيان الصهيوني بمهاجمة إيران ،فإن طهران ستهاجم قطعا المنشآت النووية اإلسرائيلية مستخدمة قدراتها الصاروخية .وأضاف أن إسرائيل بالكامل في مرمى الصواريخ اإليرانية.
2السعودية مواصلة لتحركاته الهادفة إلى لم الشمل العربي ،بعد زيارته التاريخية إلى دمشق، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد هللا بن عبد العزيز أمير قطر حمد بن خليفة وعقد معه محادثات حول المستجدات على الصعيدين الدولي واإلقليمي والعالقات الثنائية بين البلدين. ومن بين القضايا التي تناولها الزعيمان القضية الفلسطينية واالعتداءات اإلسرائيلية األخيرة على المقدسات اإلسالمية والحاجة إلى سالم شامل وعادل في المنطقة في إطار الشرعية الدولية. 31أكتوبر 2009
4البحرين
5اليمن
في خطوة قد تسهم في تعقيد جهود قادة الدول الخليجية الرامية إلى دعم محادثات السالم مع إسرائيل ،صوت برلمان البحرين الذي يسيطر عليه اإلسالميون بالموافقة على تشريع يجرم االتصاالت مع تل أبيب. وفي تجاهل العتراضات الحكومة ،وافق البرلمان على توقيع عقوبات بالسجن لمدة تتراوح بين ثالث إلى سبع سنوات وغرامة قدرها عشرة آالف دينار بحريني لكل من يخالف التشريع الجديد.
ألقت البحرية اليمنية القبض على سفينة إيرانية محملة بأسلحة مضادة للدبابات عند سواحلها الشمالية الغربية على البحر األحمر .وأفادت األنباء بأن السفينة كانت في طريقها إلى اليمن لنقل أسلحة إلى المتمردين الحوثيين في إقليم صعدة. وكان أفراد طاقم السفينة الخمسة من خبراء األسلحة .و تم اعتقالهم ونقلهم على الفور إلى العاصمة صنعاء من أجل إجراء التحقيقات معهم. 12
الموجز حول العالم
قالوا
بانوراما الصحافة
رسائل
ال سياسة في الحج أثارت تصريحات أطلقها كل من المرشد األعلي علي خامنئي ورئيس الجمهورية أحمدي نجاد عن تعرض الحجاج اإليرانيين العتداءات أثناء موسم الحج ردود فعل واسعة فى العالم العربى حيث حذر وزير الحج السعودي فؤاد الفارسي من استغالل الحج في أغراض سياسية . ونفى الفارسى ما رددته الحكومه اإليرانية عن أن ما يتعرض له المسلمون اإليرانيون يستهدف وحدة المسلمين ويخدم األهداف األمريكية وقال الفارسي إن المسلمين في جميع أنحاء العالم يعرفون ما تقوم به المملكة العربية السعودية وقيادتها من بذل لكل الجهود لحماية الحجاج و تسهيل أداء النسك للجميع على اختالف جنسياتهم العدد 1530
التى تزيد على 58جنسية ،ونبه إلى خطورة استغالل الحج ألغراض سياسية . وفي سياق متصل أعلن عدد من علماء األزهر فى مصر رفضهم لمحاوالت تسييس موسم الحج وقال الشيخ محمود عاشور وكيل األزهر السابق وعضو مجمع البحوث اإلسالمية إن استغالل فريضة الحج في أغراض ال عالقة لها بأداء الفريضة يخرج تلك العبادة عن مقاصدها الشرعية . وأضاف الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث اإلسالمية أن الحج هو موسم لتجمع المسلمين من كل بقاع األرض دون تفرقة بينهم ولم نعرف أو نسمع أن مسلما أيا كانت جنسيته تعرض ألى مضايقات أو مشكالت فى
األراضى المقدسة وبالتالي فإن أي محاولة لبث هذه الفرقة ال تتفق ومقاصد الشريعة اإلسالمية التي تحث علي االتحاد وتنبذ التفرق مشيراً إلى أن أصحاب تلك المحاوالت يريدون إثارة الفتنة في العالم اإلسالمي وتحويل موسم العبادة الى ساحة معركة سياسية الدين بريء منها. الغريب على حد وصف بعض الخبراء أنه فى الوقت الذى يحاول فيه الوفداإليراني المشارك فى مفاوضات فيينا حول البرنامج النووى االيرانى التأكيد على رغبة طهران فى الحوار مع العالم وفتح ما يمكن تسميته صفحه جديدة فى العالقات الدولية ،تأتى تصريحات على خامنئى ونجاد عن الحج متناقضة تماما مع هذا التوجه وتكشف أن ايران ما زالت تنتهج سياسة المواجهة . 11
جيوبوليتيكا
إيران و قوة الشراء الدبلوماسية
بينما يزداد حذر أوروبا تجاه التجارة مع إيران ،تتطلع طهران نحو الشرق
اعتمد الغرب على العقوبات االقتصادية كأداة للضغط على إيران في الماضي .ورغم أن إيران ،منذ قيام الثورة ،ادعت التزامها مرارا بمواصلة العالقات االقتصادية مع الدول النامية أكثر من البلدان الصناعية ،فإن الواقع كان عكس ذلك .غير أن القلق المتزايد من جانب القوى الغربية تجاه إيران ،السيما االتحاد األوروبي ،دفع إيران شرقًا .وقد نجحت في تحقيق هدفها السابق بدرجات متفاوتة باالعتماد على الدول النامية من أجل تعافيها االقتصادي .فهل يفقد الغرب نفوذه بفرض عقوبات على إيران؟
بعد فترة قصيرة من إطاحة الثورة اإليرانية عام 1979بشاه إيران الموالي للغرب ،أعلنت الحكومة الثورية عن فجر جديد في عالقات إيران التجارية مع العالم الخارجي ،يؤذن بتحول التدفق التجاري من العالم الغربي إلى الدول اإلسالمية ودول العالم الثالث « المضطهدة « .فلن تظل إيران «معتمدة» على التمويل الغربي ،والخبرة ،أو التقنية ،ولكنها ستسلك طريقا يمكنها من االستعاضة عن الواردات ،واالعتماد على اإلنتاج المحلي ،واتباع سياسة تجارية تفضِّ ل دول الشرق والعالم الثالث. بطبيعة الحال ،كما يحدث في حالة العديد من الوعود التي يقطعها الثوار المتحمسون ،يتفوق الواقع في كثير من األحيان على الفكر ،ولم تنجح التجربة اإليرانية في السياسة التجارية للتضامن مع العالم الثالث في كسب القوة الدافعة أكثر من شعارات النخب السياسية .وصحيح أن سلعًا رخيصة مصنعة ذات نوعية منخفضة تدفقت من العالم النامي ،ولكن المستهلك اإليراني بتطوره وعصريته وفطنته رفض تسييس التجارة ،وأظهر رغبة محدودة في ترك األجهزة والمالبس ذات الجودة من أجل التضامن مع العالم الثالث . أما بالنسبة للقادة اإليرانيين الجدد في مجالي الصناعة والنفط ،فهم أيضا لم يجدوا سبيال واسعا ً لاللتفاف حول التقنية المتفوقة من الشركات الغربية ،ووضعوا طلبات البضائع في باريس ولندن ونيويورك وهيوستن .وبالرغم من االتهامات الثورية للشاه ونخبته بأنهم «مس َّممون بحب الغرب» ،فإن نخبة التجارة والصناعة الجديدة في الجمهورية اإلسالمية أظهرت تفضيال واضحًا للمنتجات الغربية. ويظل هذا الوضع ساريًا حتى اليوم .وبينما نأت الواليات المتحدة بنفسها عن السوق اإليرانية ،فإن االتحاد األوروبي لم يفعل ذلك بالتأكيد .ويمثل االتحاد األوروبي حاليًا ربع إجمالي تجارة إيران ،وتشكل دول االتحاد األوروبي :فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة أربعة من أكبر ستة مستثمرين أجانب في إيران في الفترة بين عامي( 2000ـ .)2008 وفي حين تظل إيران مستعدة لمواصلة تدفقها المنتظم من التجارة واالستثمار مع أوروبا ،فإن االتحاد األوروبي أكثر حذرًا .وهناك عوامل كان لها أثر ضار وهى المواجهة الحالية حول برنامج إيران النووي ،وخطابات الرئيس محمود أحمدي نجاد ال ُمحرِّضة ،والجهود األمريكية إلقناع المؤسسات المالية األوروبية بتجنب الدخول في عالقات 31أكتوبر 2009
أفشين موالفي تجارية مع إيران .وقد انسحبت كبرى شركات النفط األوروبية مثل توتال وبريتش بتروليوم من المشروعات اإليرانية .ونادرا ما تتعامل وكاالت ائتمان التصدير األوروبية مع إيران بعد اآلن، وتتجنب البنوك األوروبية ببساطة معظم المعامالت مع إيران .وبينما لم تصل التجارة بين االتحاد األوروبي وإيران إلى حد االنهيار ،فإن المؤشرات على المدى المتوسط تشير إلى حدوث تباطؤ. وفي واقعة بالغة الخطورة أخيرًا ،تلقى المستشار األلماني السابق جيرهارد شرودر مذكرة شديدة اللهجة من وزير مالية ألمانيا يطلب منه فيها الكف عن ممارسة الضغوط لصالح الشركات األلمانية التي تعمل في إيران.
تفوق المثلث «الصيني- الياباني -الكوري الجنوبي» في األساس على االتحاد األوروبي كشريك تجاري رئيسي إليران وفي اآلونة األخيرة ،أدرجت وزارة الخزانة في المملكة المتحدة أهم شركة للشحن البحري في إيران، واسمها خطوط شحن جمهورية إيران اإلسالمية، بوصفها كيانًا محظورًا ،مما منع جميع البنوك البريطانية من التعامل مع شركة الشحن الكبرى. وبينما تب ِّ طئ الدول األوروبية من تعاملها التجاري مع إيران ،تتطلع طهران نحو الشرق بشكل متزايد. وهي قد وضعت أقدامها هنالك بالفعل .وإذا نظرنا إلى ملف إيران التجاري الحالي ،نجد أنه حقق فعليًّا جانبًا واحدًا من الوعود الثورية ،وهو بناء شبكة شرقية من الشركاء التجاريين .وتقف الصين على
قمة إستراتيجية إيران التجارية في الشرق ،وتمثل نحو ٪ 15من إجمالي تجارة إيران ،وتبعتها بعد ذلك اليابان بفترة قصيرة بحوالي ، ٪ 10وكوريا الجنوبية بنسبة .٪ 6لذلك يتفوق المثلث «الصيني- الياباني -الكوري الجنوبي» في األساس على االتحاد األوروبي كشريك تجاري رئيسي إليران .ونجد أن الدول الخمس التالية في حقيبة إيران التجارية هي؛ تركيا واإلمارات العربية وجنوب إفريقيا وروسيا والهند ،والبرازيل ،وهى دول بارزة في األسواق الناشئة. وعندما يتعلق األمر بمبيعات النفط الخام ،يصبح تطلع إيران نحو الشرق أكثر وضوحًا .ونجد أن المشترين األربعة الرئيسيين للنفط الخام اإليراني هم الصين واليابان والهند وكوريا الجنوبية .ويرجع هذا جزئيًّا إلى طبيعة أسواق النفط حاليًا ،مع ارتفاع الطلب في آسيا ،وبنسبة أخرى إلى بساطة الجغرافيا البحرية وطرق الشحن بين الخليج الفارسي وبين آسيا .ولكن هذا التركيز شرقًا من المرجح أن يصبح أكثر وضوحًا ،حيث برزت الصين باعتبارها المستثمر الرئيسي في مشاريع المنبع اإليرانية الجديدة. وفي هذه األثناء ،تواصل دبي لعب دور ضخم في عالم التجارة اإليرانية .وأصبحت هذه المدينة- الدولة على الخليج الفارسي ،أهم موقع إلعادة تصدير البضائع من جميع أنحاء العالم إلى إيران، ونقطة جذب لرؤوس األموال اإليرانية التي تبحث عن فرص استثمار .وابتداء من المنشآت التجارية التاريخية المشاركة في أعمال التجارة المشروعة إلى الشركات المرتبطة بجهاز إيران العسكري، والتي تسعى للحصول على سلع في قوائم العقوبات األمريكية ،وبذلك تصبح دبي جز ًءا من رئتي إيران التجارية .حيث تأتي نسبة %10من جميع واردات إيران من دبي. وفي عالم يموج بالحذر الشديد من جانب االتحاد األوروبي تجاه توسيع عالقات التجارة واالستثمار مع إيران ،يمكننا أن نتوقع أن تقوم روسيا والصين ودول آسيا بسد هذه الثغرات .ومن المفارقات؛ أنه بينما تدعو إدارة الرئيس باراك أوباما إيران إلى استعادة مكانها الصحيح في المجتمع الدولي باالبتعاد عن حافة الهاوية النووية ،فإن النفوذ الغربي على إيران قد يأخذ في التراجع ،حيث تتدفق التجارة ودوالرات االستثمار شرقًا. كبير باحثين وزميل في المؤسسة األمريكية الجديدة ومؤلف رحالت فارسية :جولة عبر إيران
08
37شخصيات حوار -اقتصاد تحت الحصار بروفايل -الرجل القوي
مجلة العرب الدولية العدد 30 ،1530أكتوبر 2009
للمشاركة إلرسال مقاالت أو آراء يرجى المراسلة على البريد اإللكتروني
editorial@majalla.com
43االقتصاد اقتصاد عالمي -الدرس الصيني
ملحوظة :جميع المقاالت يجب أال تزيد على 800كلمة
اإلعالن لإلعالن في النسخة الرقمية يرجي االتصال بـ:
المستثمر العالمي -النفط: ذهب أسود أم لعنة اقتصادية؟
51إصدارات كــــتب قراءات تقارير
اشتراكات
56المقال السياسي عفوا! ال يوجد رجل مناسب للمهمة مكتب المملكة العربية السعودية الرياض-الشركة السعودية لألبحاث والتسويق شارع التخصصى-تقاطع طريق مكة-حى المؤتمرات رمز بريدى 11411: ص-ب478 : هاتف 966-1-4419933 :فاكس 966-1-4429555 E-Mail: editorial@majalla.com مكتب القاهرة 14شارع الحجاز -المهندسين -القاهرة هاتف -00202 3388654 -فاكس 00202 7492884 - مكتب لندن
Arab Press House 182-184 High Holborn, LONDON WC1V 7AP DDI: +44 (0)20 7539 2335/2337, Tel.: +44 (0)20 7821 8181, Fax: +(0)20 7831 2310 E-Mail: editorial@majalla.com العدد 1530
Mr. Wael Al Fayez w.alfayez@alkhaleejiah.com Tel.: 0096614411444 M.: 00966505475131 F.: 0096614400996 P.O.BOX 22304 Riyadh 11495, Saudi Arabia
لالشتراك في الطبعة الرقمية ،يرجى االتصال بـ: subscriptions@majalla.com
تنويه
المقاالت الواردة في المجلة ال تمثل أي إجماع في الرأي ،ومن غير المتوقع أن يتجاوب قراؤنا مع جميع األفكار المطروحة هنا ،حيث يختلف بعض مؤلفينا في الرأي مع غيرهم.
حقوق النشر محفوظة لمجلة المجلة 2009التي تصدر عن الشركة السعودية لألبحاث والتسويق (المملكة المتحدة) شركة محدودة .وال يجوز بأي حال من األحوال إعادة طباعة المجلة أو أي جزء منها أو تخزينها في أي نظام استرجاعي أو نقلها بأي صورة أو أي وسيلة إلكترونية أو آلية أو تصويرها أو تسجيلها أو ما شابه دون الحصول على تصريح مسبق من الشركة السعودية لألبحاث والتسويق (شركة محدودة) .وتصدر المجلة أسبوعيا ً باستثناء إصدارين مدمجين في واحد بصورة دورية وإصدارات إضافية أو مزيدة أو موسعة .لتلقي استفسارات االشتراك الرقمي، يرجى زيارة www.majalla.com 07
المحتـوى
34
08جيوبوليتيكا
إيران و قوة الشراء الدبلوماسية
11الموجز حول العالم قالوا بانوراما الصحافة
20قصة الغالف دولة حماس
27أكثر من رأي القبضة الحديدية
32أفكار
معـركة في الداخل إدارة التحرير
43
مدير مكتب لندن مانويل أمليدا مدير مكتب القاهرة احمد أيوب احملـــررون ستيفن جلني بوال ميجا دينا وهبه سكرتيرة التحرير جان سينجفيلد مدير املوقع اإللكتروني محمد صالح الترجمة شريف عكاشة
31أكتوبر 2009
06
كاريكاتير
العدد 1530
05
اإلفتتاحية
الغالف عفوا اليوجد رجل مناسب للمهمة
اقتصاد األنفاق ديفيد كريج مبعوث البنك الدولي
مانويل أمليدا
إيران وقوة الشراء الدبلوماسية أفشني موالفي
مجلة العرب الدولية
دولة حماس كيف حتكم احلركة قطاع غزة؟
أسسهــا سنة 1987
األمير أحمد بن سلمان بن عبد العزيز
بقلم راشمي سنيغ
العدد 31 ،1530اكتوبر 2009
مجلة العرب الدولية أسسهــا هشام ومحمد علي حافظ
أعزائي القراء
رئيس التحرير
عادل بن زيد الطريفي المدير العام
طارق القين
الشركة السعودية لألبحاث والنشر
مرحبا بكم ضيوفا على عدد هذا األسبوع من المجلة الرقمية .نقدم لكم في هذا العدد نظرة فاحصة على «دولة حماس» من خالل المقال الرئيسي الذي تكتبه هذه المرة راشمي سينغ ،باحثة بكلية العالقات الدولية ومركز دراسة اإلرهاب والعنف السياسي بجامعة سانت أندروز. وتتناول سينغ في مقالها التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها حماس وتقيم كيفية إدارتها لقطاع غزة.واستكماال لما يناقشه المقال، قمنا بدعوة مجموعة من الخبراء في الشأن الفلسطيني للمشاركة في الجدل الذي نطرحه أسبوعيا في باب «أكثر من رأي» ،حيث يقوم هؤالء المفكرون بتقييم مسيرة السنتين اآلخيرتين من حكم حماس. كما يطالعكم هذا األسبوع في قسم الجيوبوليتيكا تحليل كتبه أفشين موالفي، زميل المؤسسة األمريكية الجديدة ومؤلف كتاب «رحالت فارسية». وفي هذا المقال المعنون« :إيران وقوة الشراء الدبلوماسية» يتناول موالفي العالقة التي يشوبها الحذر بين أوروبا وإيران والنزعة المتنامية لدى إيران إلى التطلع شرقا بحثا عن حلفاء اقتصاديين وسياسيين. لذا ندعوكم لقراءة هذا المقال والكثير غيره على موقعنا األلكتروني.
www.srpc.com The Majalla Magazine HH Saudi Research & Marketing (UK) Limited Arab Press House 182-184 High Holborn, LONDON WC1V 7AP DDI: +44 (0)20 7539 2335/2337, Tel.: +44 (0)20 7821 8181, Fax: +(0)20 7831 2310
وكما اعتدنا فإننا نرحب بتقييمكم وندعوكم إلى كتابة تعليقاتكم على موقع المجلة أو االتصال بنا إذا كانت لديكم الرغبة في الكتابة لنا. مع أطيب التمنيات
عادل الطريفي رئيس التحرير
عفوا اليوجد رجل مناسب للمهمة
اقتصاد األنفاق ديفيد كريج مبعوث البنك الدولي
مانويل أمليدا
إيران وقوة الشراء الدبلوماسية أفشني موالفي
مجلة العرب الدولية
دولة حماس كيف حتكم احلركة قطاع غزة؟ بقلم راشمي سنيغ
العدد 31 ،1530اكتوبر 2009