مستقبل مواجهة الإرهاب المراوغ بين الافتراضي والواقعي

Page 1


‫وصارت لك شعبية‪ ..‬الرئيس عملك بطل‪ ،‬والناس‬ ‫كلها تتكلم عنك‪..‬‬ ‫ثم جمع الرئيس السادات أعضاء الحزب الوطني من‬ ‫رجال اإلعالم في ميت أبو الكوم‪ ،‬وقال لهم‪« :‬تصوروا‬ ‫ف��ي هبالة سياسية ف��ي البلد‪ ،‬ت�ص��وروا أن��ه جاءني‬ ‫مليون خطاب احتجاج على وقف مصطفى أمني»‪.‬‬ ‫بعض األع �ض��اء أرادوا تخفيف ال��وق��ع عليه فقالوا‬ ‫ل��ه‪« :‬ي��ا ري��س إنهم أنصار العهد البائد»‪ .‬فقال لهم‪:‬‬ ‫«أبدا إن معظمهم شباب وطلبة وتالميذ صغار»‪ ،‬ثم‬ ‫ع��اد ليقول‪« :‬ش��وف��وا الهبالة‪ ،‬الزم تبينوا للناس إن‬ ‫مصطفى أمني ده كان بيه»‪ .‬قام صالح جالل وقال‬ ‫ل��ه إن وق��ف مصطفى أم�ين أح��دث أش�ي��اء ف��ي البلد‪.‬‬ ‫عندئذ خبط بيده املنضدة وقال له‪« :‬أنت ما تنفعش‬ ‫تكون عضو الحزب‪ ،‬أنا عايز أعضاء فيهم صالبة»‪.‬‬ ‫ث��م خ�ط��ب ف��ي أح ��د م��ؤت �م��رات ال �ح��زب وق� ��ال‪« :‬إن‬ ‫مصطفى أم�ين منع م��ن الكتابة ولكنه يتقاضى‬ ‫م��رت�ب��ه»‪ .‬وق ��ال إن��ه «ف��ي سنة ‪ 1970‬ك��ان أوالدي‬ ‫ف��ي ال �ق��وات املسلحة نائمني ف��ي ال �ع��راء وك��ان هو‬ ‫يتمتع باملياه الدافئة واملياه الباردة»‪ .‬ونسي الرئيس‬ ‫ال � �س ��ادات أن �ن��ي ك �ن��ت س �ن��ة ‪ 1970‬ف ��ي ال�س�ج��ن‪.‬‬ ‫والحقيقة أن السادات خدمني بهذا الهجوم؛ فعندما‬ ‫يهاجم رئيس الدولة أحد الصحافيني فإنه يعمق‬ ‫شعبيته لدى القراء‪ .‬واستمر منعي من الكتابة‪.‬‬

‫أي ديمقراطية؟‬ ‫«‪ ..‬لم يتوقف رد الفعل بعد منعي من الكتابة‪ .‬حدث‬ ‫أن الرئيس السادات سافر إلى أميركا‪ .‬وهناك عقد‬ ‫مؤتمرا صحافيا‪ ،‬وب��دأ يتحدث عن الديمقراطية‬ ‫وامل�ن��اخ الديمقراطي ف��ي مصر‪ .‬إح��دى امل�ح��ررات‬ ‫قالت ل��ه‪« :‬أي ديمقراطية إذا ك��ان مصطفى أمني‬ ‫ممنوعا من الكتابة؟»‪.‬‬ ‫ق��ال‪« :‬إن ه��ذا ش��يء صغير وث��ان��وي‪ ،‬إن�م��ا املناخ‬ ‫الديمقراطي موجود»‪.‬‬ ‫ثم سافر إلى املغرب وعقد مؤتمرا صحافيا‪ ،‬وتحدث‬ ‫أيضا عن الديمقراطية‪ ،‬فسأله أح��د الصحافيني‪:‬‬ ‫«ملاذا تمنع مصطفى أمني من الكتابة؟»‪ .‬فقال لهم‪:‬‬ ‫«إن هذه مسألة فرعية»‪.‬‬ ‫ثم استقل الطائرة عائدا إلى القاهرة‪ ،‬ومن املعروف‬ ‫أنه يجلس في الطائرة مع زوجته في قمرة خاصة‪،‬‬ ‫أم��ا ال�ص�ح��اف�ي��ون فيجلسون ف��ي ال�خ�ل��ف‪ .‬فجأة‬ ‫فتحت السيدة جيهان الباب وقالت للصحافيني‪:‬‬ ‫«عندي خبر جيد لكم»‪ ..‬تساءلوا عن الخبر‪ ،‬قالت‪:‬‬ ‫«الرئيس قرر دعوة مصطفى أمني إلى فرح جمال‬ ‫ابننا‪ ،‬وأنه أرسل تلكس من الطائرة بالفعل‪ ،‬وجاء‬ ‫تلكس أن مصطفى أمني تسلم الدعوة»‪.‬‬ ‫نزل الصحافيون في مطار القاهرة‪ ،‬وجاءوني إلى‬ ‫مكتبي‪ ،‬دخلوا علي فرحني‪ ،‬قالوا‪« :‬مبروك»‪ .‬قلت‬ ‫لهم‪ :‬مبروك؟ مبروك ملاذا؟‬ ‫قالوا لي بدهشة‪« :‬ألم تصلك دعوة بحضور فرح‬ ‫جمال السادات؟»‪ .‬قلت‪ :‬نعم وصلت‪.‬‬ ‫قالوا‪« :‬إن ذلك يعني أنك ستكتب‪ .‬السيدة جيهان‬ ‫أبلغتنا بذلك»‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬ال‪ ،‬الرئيس شتمني في زفة‪ ،‬وهو اآلن يحاول‬ ‫مصالحتي في ح��ارة‪ ..‬ال‪ ،‬أنا لن أذه��ب إلى الفرح‬

‫مصطفى أمني مع والدته وهو طالب في واشنطن‬

‫ولن ألبي الدعوة‪.‬‬

‫الفرح‬ ‫ت�س��اءل أص��دق��ائ��ي الصحافيون وزم�لائ��ي الذين‬ ‫جاءوني مهنئني‪:‬‬ ‫كيف؟ كيف سترفض الدعوة للفرح؟‬ ‫قلت لهم‪ :‬إن منع صحافي من الكتابة معناه قطع‬ ‫لسانه‪ ،‬ومن رأيي أن الرجل املقطوع اللسان ال يذهب‬ ‫إلى األفراح لتقديم التهاني!‬ ‫ق�ل��ت ل�ه��م‪ :‬إن ال �ن��اس ال��ذي��ن س�ي��رون�ن��ي ف��ي ال�ف��رح‬ ‫س�ي�ق��ول��ون‪ :‬ان �ظ��روا ل�ق��د ه��اج�م��ه ال��رئ�ي��س هجوما‬ ‫شديدا وبمجرد أن أشار إليه راح يجري إليه‪ ..‬ال‬ ‫إنني لن أقبل الدعوة‪.‬‬ ‫قالوا‪« :‬إذن أرسل بطاقة ورد»‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬سيقول الناس‪« :‬انظروا لقد هاجمه الرئيس‬ ‫وسبه وها هو يرسل إليه الورود عند أول إشارة»‪..‬‬ ‫قالوا‪« :‬إذن أرسل برقية اعتذار قل أنا مريض»‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬أنا ال أكذب‪.‬‬ ‫قالوا‪« :‬إذن هناك حل»‪..‬‬ ‫قلت‪ :‬ما هو؟‬ ‫قالوا‪« :‬الفرح في الساعة السابعة‪ ..‬أال تجيء إلى‬ ‫مكتبك بعد الظهر؟»‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬ال‪ ،‬أنا اعتدت أن أجيء إلى مكتبي في «أخبار‬ ‫ال� �ي ��وم» م�ن��ذ ال �خ��ام �س��ة ح�ت��ى ال�ث��ام�ن��ة وال �ن �ص��ف‪،‬‬ ‫وبالفعل ذهبت إلى مكتبي في ميعادي املحدد‪ ،‬ثم‬ ‫ذهبت إلى بيتي وارتديت بيجامتي وبدأت أتناول‬

‫عشائي استعدادا للنوم‪.‬‬ ‫في هذه األثناء وفي حديقة منزل الرئيس السادات‪،‬‬ ‫تساءل هو‪« :‬أين مصطفى أمني؟»‪ .‬رد عليه بعض‬ ‫األص� ��دق� ��اء ب �ج �م��ل م�خ�ت�ل�ف��ة ك� ��ان ال� �غ ��رض منها‬ ‫تجنيبي ال�ح��رج‪ ،‬ولكنه ص��اح وطلب من األستاذ‬ ‫م��وس��ى ص�ب��ري واألس �ت��اذ أح�م��د رج��ب أن يذهبا‬ ‫في عربة من عربات الرئاسة إلى بيتي وأن يعودا‬ ‫بصحبتي إلى الفرح‪ .‬قال إنه أرسل إلي دعوة لكي‬ ‫يقول لي أكتب‪.‬‬ ‫جاءاني في البيت وأخبراني أن الرئيس السادات‬ ‫يطلب مني استئناف الكتابة‪.‬‬ ‫نظرت في الساعة‪ .‬قلت لهما إن الوقت متأخر‪ ،‬وإنه‬ ‫ال يمكنني الكتابة اآلن‪ .‬كل ما يمكن عمله هو أن‬ ‫ينشر مربع في «األخ�ب��ار» غ��دا يعلن عن عودتي‬ ‫الستئناف «فكرة»‪.‬‬ ‫وب��ال �ف �ع��ل ات �ص��ل األس� �ت ��اذ م��وس��ى ص �ب��ري في‬ ‫«األخ�ب��ار» وطلب نشر ه��ذا اإلع�لان في الصفحة‬ ‫األولى عن عودة «فكرة»‪.‬‬ ‫ارتديت مالبسي‪ ،‬واصطحبت زوجتي إلى الفرح‪.‬‬ ‫دخلت وصافحت الرئيس وقال لي‪« :‬مبروك»‪.‬‬ ‫وصافحتني السيدة جيهان والسيد حسني مبارك‬ ‫والسيد ممدوح سالم‪ .‬قبلني املهندس سيد مرعي‪،‬‬ ‫وذهبت إلى منضدة في الحديقة‪ ،‬وفوجئت أن عددا‬ ‫كبيرا من املدعوين جاءوا ليصافحوني ويتحدثوا‬ ‫معي‪ ،‬فقد جاءت السيدة جيهان السادات وجلست‬ ‫إلى مائدتنا تاركة مائدة الرئيس <‬ ‫(إلى اللقاء مع الحلقة الثالثة)‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪45‬‬


‫الصحافة فروسية‬ ‫وبعد فترة جاءني األستاذ موسى صبري‪ ،‬قال لي‪:‬‬ ‫«إن الرئيس يقول إنه إذا لم يهاجم مصطفى أمني‬ ‫ف��ؤاد س��راج الدين فسوف أص��در ق��رارا بفصله‪.‬‬ ‫ملاذا كان مصطفى أمني يهاجم الوفد في املاضي‬ ‫وال يهاجمه اآلن؟»‪.‬‬ ‫ق�ل��ت ل�لأس �ت��اذ م��وس��ى ص �ب��ري‪ :‬إن �ن��ي ال أرض��خ‬ ‫ل�ل�ت�ه��دي��د‪ ،‬وإذا ك ��ان ال��رئ �ي��س ي��ري��د أن يفصلني‬ ‫فليفصلني‪.‬‬ ‫بعد ثالثة أيام أبلغت بأن الرئيس أمر بأن يظهر في‬ ‫الصفحة األولى من «األخبار» برواز يعلن أنه ابتداء‬ ‫من الغد سيكتب مصطفى أمني ويهاجم الوفد في‬ ‫سلسلة مقاالت‪ ..‬قلت ال مانع عندي في أن تكتبوا‬ ‫هذا البرواز‪ ..‬لكن أنا لن أكتب‪.‬‬ ‫وغضب السادات غضبا شديدا‪ ،‬ثم جاءوني بعد‬ ‫ذل��ك وط�ل�ب��وا مني أن أن�ش��ر ال�ك�ت��اب األس ��ود ال��ذي‬ ‫أص ��دره م�ك��رم عبيد ض��د ال��وف��د ف��ي األربعينات‪،‬‬ ‫ورف�ض��ت أن أن�ش��ره‪ ،‬وعندئذ أرس��ل إل��ي الرئيس‬ ‫ي�ت�س��اءل‪ :‬مل��اذا ك��ان مصطفى أم�ين يهاجم الوفد‬ ‫زمان واآلن ال يهاجمه؟‬ ‫قلت لهم‪ :‬إنني أعتقد أن الصحافة فروسية‪ ،‬إنني‬ ‫أهاجم الرجل وهو يمتطي جوادا‪ ،‬لكن إذا سقط من‬ ‫فوقه فلن أهاجمه‪ ،‬ألنني لو حاربته فستكون نذالة‬ ‫صحافية؛ زمان كنت أحارب الوفد وكان لديه أربع‬ ‫عشرة جريدة ترد علي‪ ،‬لكنني ال أحارب شخصا‬ ‫أو حزبا منزوع ال�س�لاح‪ .‬األم��ر اآلخ��ر أنني أعتقد‬ ‫أن الهجوم على حزب معارضة يزيده ق��وة‪ ،‬األمر‬ ‫أشبه باملسمار تدق عليه فيزداد متانة وإذا تركته‬ ‫يقع‪ .‬ثم إنكم تطلبون مني نشر الكتاب األسود‪ ،‬في‬ ‫الكتاب األسود نجد مآخذ على حزب الوفد من نوع‬ ‫أن موظفا ك��ان في الدرجة السادسة حصل على‬ ‫ال��درج��ة الخامسة‪ .‬وبعد ال�ث��ورة تمت ترقية واحد‬ ‫من صاغ إلى مشير‪ .‬مكرم عبيد تحدث عن زوجة‬ ‫النحاس ب��اش��ا ال�ت��ي اش�ت��رت ف��روا بمائة وأرب�ع�ين‬ ‫جنيها‪ .‬عند نشر ه��ذا الكالم اآلن سيقوم الناس‬ ‫بعقد مقارنة‪ ،‬وستعطى فرصة للحديث عن زوجة‬ ‫رئيس الجمهورية‪ .‬قلت لهم‪ :‬إن هذه الحملة املطلوب‬ ‫شنها على فؤاد سراج الدين والنحاس ستخدمهما‬ ‫ولن تنال منهما‪ .‬قلت لهم‪ :‬إنني خبير في الصحافة‬ ‫وإذا أراد رئيس الجمهورية تنظيم حملة من هذا‬ ‫ال�ن��وع فليرسل إل��ي وي��أخ��ذ رأي��ي كخبير ولكن ال‬ ‫يعطيني أوامر‪ .‬إن أكبر إهانة للكاتب أن يتلقى أمرا‬ ‫بالكتابة في موضوع معني‪ .‬قلت لهم‪ :‬لقد عملت مع‬ ‫جمال عبد الناصر‪ ،‬وعبد الناصر كان ديكتاتورا‬ ‫وط��وال عمره لم يصدر إل��ي أم��را أب��دا‪ .‬ك��ان يقص‬ ‫الواقعة أو الحدث ويترك لي الحرية في االختيار‪،‬‬ ‫وكثيرا ما اختلفت معه؛ وعلى سبيل املثال كان‬ ‫يريدني أن أؤيد أحكام اإلعدام التي أصدرتها محكمة‬ ‫الثورة‪ ،‬ولم أقبل تأييد أحكام اإلعدام‪ .‬كذلك عملت‬ ‫مع النحاس ومع أحمد ماهر ومع النقراشي ومع‬ ‫امللك فاروق‪ ،‬ولم يحدث أن أحدهم طلب مني الكتابة‬ ‫في موضوع معني‪ .‬إذا قبل الكاتب هذا الوضع فإنه‬ ‫يصير كاتبا عموميا مثل ه��ؤالء الذين يجلسون‬ ‫أمام املحاكم‪ .‬لألسف كان الرئيس السادات يظن أن‬

‫‪44‬‬

‫في فرح ابنة السادات في اإلسكندرية‪ :‬مصطفى أمني وبعض الزمالء‬

‫الصحافة حصة إمالء؛ هو يملي ونحن نكتب‪..‬‬

‫الهجوم‬ ‫ع�ن��دم��ا ن�ق�ل��وا رأي ��ي إل ��ى ال��رئ �ي��س ال� �س ��ادات أب��دى‬ ‫ارتياحه له‪ ،‬وقال‪ :‬إن هذا رأي عاقل‪ ،‬وسكت‪ .‬بعد‬ ‫فترة رف��ع إليه تقرير يقول إن ف��ؤاد س��راج الدين‬ ‫طامع في رئاسة الجمهورية‪ ،‬عندئذ ثار السادات‪،‬‬ ‫وبدأ األستاذ موسى صبري نشر سلسلة مقاالت‬ ‫يهاجم فيها ف��ؤاد س��راج ال��دي��ن‪ ،‬وج ��اءت الحملة‬ ‫الصحافية بأثر عكسي تماما‪.‬‬ ‫وازدادت شعبية ف��ؤاد س��راج ال��دي��ن‪ .‬ث��ار الرئيس‬ ‫وق��ال‪ :‬إن مصطفى أمني هو السبب‪ ،‬لو أنه هاجم‬ ‫فؤاد سراج الدين ملا حدث ذلك‪.‬‬ ‫ب�ي�ن�م��ا رأي� ��ي ب�ع�ك��س ذل� ��ك؛ إذ إن �ن��ي ل��و ه��اج�م�ت��ه‬ ‫لتضاعفت شعبيته‪ ،‬ون��زل الرئيس ال�س��ادات إلى‬ ‫امليدان‪ ،‬وراح يخطب في كل مناسبة مهاجما الوفد‬ ‫وف��ؤاد س��راج الدين‪ .‬وق��ال في إح��دى الخطب‪« :‬إن‬ ‫مصطفى أمني كتب مرحبا بالوفد»‪.‬‬ ‫ن �ع��م‪ ..‬ل �ق��د ك �ت��ب م��رح �ب��ا ب��ال��وف��د‪ ،‬وم��رح �ب��ا بكل‬ ‫حزب؛ بحزب لليسار‪ ،‬لليمني‪ ،‬بأي حزب‪ .‬أنا لست‬ ‫شيوعيا ورأيي أن الشيوعيني يجب أن يكون لهم‬ ‫ً‬ ‫حزب وتكون لهم جريدة ناطقة باسمهم علنا حتى‬ ‫يتعرف الناس على حقيقة أفكارهم‪ ،‬وهذا رأيي وأنا‬ ‫أن��ادي ب��ه ط��وال عمري ول��ن أغ�ي��ره أب��دا‪ .‬وق��د كنت‬ ‫وأنا صاحب «أخبار اليوم» أطبع جريدة «املاليني»‬ ‫وكانت لسان حال الشيوعيني‪ ،‬في مطابع «أخبار‬ ‫اليوم»‪ ،‬وكنت أطبع جريدة «الجمهور املصري» في‬ ‫مطابع «أخبار اليوم» وهي تشتمني كل أسبوع‪.‬‬

‫الصحافي والوزير‬ ‫كان الرئيس السادات يقول‪ :‬إن مصطفى أمني كان‬ ‫يضرب ال�ب��اب برجله وي��دخ��ل على ال��وزي��ر‪ .‬وك��ان‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫ال �س��ادات ي��ري��د للصحافي أن ي�ق��ف خ ��ارج غرفة‬ ‫مكتب ال��وزي��ر‪ .‬يعني ذل��ك أن يصبح الصحافي‬ ‫ساعيا؛ أي‪ :‬مكانه بني السعاة والفراشني الواقفني‬ ‫على الباب!‬ ‫إنني طوال عمري لم أضرب بقدمي مكتبا لوزير‪،‬‬ ‫ولكنني كنت أعتقد أن الشعب ال بد أن يعلم وأنني‬ ‫مندوب هذا الشعب‪ ،‬أدخل على الوزير وأسأله‪ ،‬وأنا‬ ‫لست متسوال وال مستجديا‪ ،‬إنما مندوب للشعب‪،‬‬ ‫وه��ذا هو خالفي مع ث��ورة يوليو‪ ،‬فبعض زعماء‬ ‫الثورة يريد للصحافيني أن يصبحوا آالت‪ ،‬أن يقف‬ ‫الصحافي للوزير يعظمه وهو داخل ويعظمه وهو‬ ‫خارج‪.‬‬ ‫استمر املوقف متوترا حتى أعلن الرئيس السادات‬ ‫عن تشكيل الحزب الوطني والحظت أن أعضاء‬ ‫مجلس الشعب من حزب مصر انضموا كلهم إلى‬ ‫الحزب الجديد مرة واحدة‪..‬‬ ‫* قلت ملصطفى أمني‪ :‬إنني أذكر «فكرة» ذلك اليوم‬ ‫التي بدأتها بقولك‪« :‬هرول أعضاء مجلس الشعب‬ ‫من حزب مصر إلى الحزب الجديد»‪.‬‬ ‫ ل��م ي �ق��رأ األع �ض��اء ب��رن��ام��ج ال �ح��زب ال�ج��دي��د وال‬‫أه��داف��ه ول�ك�ن�ه��م ان �ض �م��وا إل �ي��ه مل �ج��رد أن ال�ح��زب‬ ‫الجديد هو حزب رئيس الجمهورية‪ .‬األمر الثاني‬ ‫أن اتحاد العمال تبرع بمبلغ خمسة وثالثني ألفا‬ ‫من الجنيهات للحزب الجديد‪ ،‬بينما قانون االتحاد‬ ‫يمنعه من التبرع لألحزاب‪.‬‬ ‫قرأ الرئيس السادات ما كتبت وغضب‪ .‬وفي هذه‬ ‫امل��رة ترجم غضبه إل��ى إج��راء عملي‪ .‬منعني من‬ ‫الكتابة‪.‬‬

‫مليون احتجاج‬ ‫بعد يومني اتصلت ب��ي السيدة جيهان ال�س��ادات‬ ‫وقالت لي‪:‬‬ ‫طبعا أنت غير حزين‪ ،‬لقد أصبحت بطال في مصر‪،‬‬


‫مصطفى أمني‪ ..‬صورة التقطت له عام ‪1917‬‬

‫وكنت أكتب ما أراه‪.‬‬ ‫كان يغضب أحيانا من كتابات بعض املحررين‪،‬‬ ‫وك �ن��ت أح� ��اول ال�ت�خ�ف�ي��ف‪ ،‬أق ��وم ب ��دور ام�ت�ص��اص‬ ‫الغضب‪ .‬وط��وال عمري لم أبلغ أي محرر بغضب‬ ‫رئيس الدولة‪ ،‬ألن غضب رئيس الدولة على محرر‬ ‫يعني حرمانه من العمل‪ ،‬وحرمانه من لقمة العيش‪،‬‬ ‫واألهم هو اهتزاز القلم في يده وتعميق الخوف في‬ ‫نفسه‪ .‬وكثيرا ما اتصل بي الرئيس عبد الناصر‬ ‫وأبدى بعض املالحظات تجاه كتابات معينة‪ ،‬وكذلك‬ ‫ال �س��ادات‪ .‬لكنني ح��رص��ت دائ�م��ا على أال أب�ل��غ أي‬ ‫محرر بمالحظات رئيس الدولة عليه‪ ،‬وفي نفس‬ ‫الوقت كنت أخفف وقع هذه الكتابات عند الرئيس‪.‬‬ ‫وبعد أن يقدم مصطفى أمني هذا السلوك العملي‬ ‫الذي يتضمن أخالق العمل الصحافي‪ ،‬والفروسية‬ ‫والنبل التي يتحلى بها صحافي كبير‪ ،‬يواصل‬ ‫التذكر‪:‬‬

‫ح��دث في وزارة الدكتور عبد العزيز حجازي أن‬ ‫اشتدت نبرة النقد من جانب الصحف‪ ،‬واستدعانا‬ ‫الرئيس السادات إلى اجتماع في سرايا رأس التني‪،‬‬ ‫التقى بنا وكان غاضبا‪ ،‬قال‪« :‬إن الوزراء ال يعرفون‬ ‫كيف يواصلون عملهم في ظل هذا النقد الشديد‪،‬‬ ‫ومعظم النقد كالم فارغ»‪ .‬وانتقد ما ينشر‪ .‬أغلب‬ ‫امل��وج��ودي��ن صمتوا‪ ،‬واع�ت�ق��دوا أن الحرية انتهت‪.‬‬ ‫يومها وقفت وقلت‪ :‬إننا نشكر الرئيس السادات‬ ‫ألنه يعاتب الصحافة‪ ،‬ومعنى ذلك أنه ال يستطيع‬ ‫أن يعاقب الصحافة‪ ،‬ومعنى ذلك أنه من حق رئيس‬ ‫الجمهورية أن يهاجم الصحافة‪ ،‬ومن حق الصحافة‬ ‫أن تنتقد‪.‬‬ ‫بعد االج�ت�م��اع اصطحبني الرئيس ال �س��ادات إلى‬ ‫حجرة جانبية وقال لي‪« :‬عملت طيب بما قلته‪ ،‬لقد‬ ‫أحرجني الدكتور حجازي وق��ال إن��ه منزعج جدا‬ ‫مما يوجه إليه من نقد‪ ،‬وما قلته كالم صحيح»‪.‬‬

‫خرجت من هذا االجتماع‪ ،‬وضعت فكرة كاريكاتير‬ ‫مشهور عن شخص ادعى أنه مات لكي يغسلوه‬ ‫بالصابون – كانت هناك أزمة صابون وقتئذ‪.‬‬ ‫استمررت في النقد‪ ،‬وكان يتحدث باستمرار مبديا‬ ‫غضبه أو استياءه‪ .‬وفي أحد األيام جاءني املهندس‬ ‫عثمان أحمد عثمان‪ ،‬وقال لي‪« :‬إن الرئيس يحبك‬ ‫ويقدرك‪ ،‬وهو يريد منك أن تهاجم حزب الوفد»‪.‬‬ ‫قلت لعثمان‪ :‬إنني ال أستطيع أن أهاجم الوفد ألنه‬ ‫لم يبد ما يستحق الهجوم‪ ،‬ثم إنني أرح��ب بقيام‬ ‫أحزاب جديدة إلى جانب حزب الوفد‪.‬‬ ‫ق��ال ع�ث�م��ان‪« :‬إن ال��رئ�ي��س ي��ري��د أن يقابلك»‪ .‬قلت‬ ‫له‪ :‬ليس هناك ض��رورة ملقابلة الرئيس‪ ،‬فليس لي‬ ‫طلبات‪ .‬ولكن يسعدني أن ألتقي به‪ ..‬ثم قال‪« :‬إذن‬ ‫هاجم ف��ؤاد س��راج ال��دي��ن»‪ .‬وقلت إن��ه ليس هناك‬ ‫ضرورة ملهاجمته ألنه لم يعمل شيئا يستحق عليه‬ ‫الهجوم‪.‬‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪43‬‬


‫تعيد «املجلة» نشر ذكريات الكاتب والصحافي الكبير األستاذ مصطفى أمني‪ .‬وقد تم تسجيل هذه الذكريات خالل شهر أبريل(نيسان)‬ ‫عام ‪ ،1982‬وهي تتضمن معلومات وتفاصيل وحكايات حصرية لـ «املجلة»‪.‬‬

‫ً‬ ‫قالت لي جيهان السادات‪ :‬الرئيس عمل منك بطال وصارت لك شعبية‬ ‫خاص بـ‬

‫مصطفى أمني يتذكر‪:‬هؤالء عرفتهم (الحلقة الثانية)‬

‫ً‬ ‫خالفي مع ثورة يوليو عائد إلى كوني رفضت أن أكون متسوال‪ ..‬بل مندوب الشعب‬

‫القاهرة‪ :‬مكتب «املجلة»‬ ‫م��ا زال مصطفى أم�ين يتحدث ع��ن أن��ور‬ ‫السادات‪ .‬وعندما يبدأ كاتبنا الكبير وأكبر‬ ‫صحافي عربي معاصر في الحديث‪ ،‬فإنه‬ ‫ال يتردد‪ ،‬وال يتوقف‪ ،‬وال تبدو على وجهه أي آثار‬ ‫محاولة إلع��داد صياغة‪ ،‬أو النتقاء ألفاظ‪ ،‬يتدفق‬ ‫بسرعة ويحكي بصدق طفولي‪ ،‬ال يوقفه إال رنني‬ ‫جرس التليفون أو دخول السكرتير الخاص ليضع‬ ‫بعض صحف الصباح التي صدرت في مكان ما‬ ‫من العالم‪ ،‬أو ليذكر بموعد مقبل‪ .‬ويعود مصطفى‬ ‫أمني إلى الحديث كأنه لم يتوقف أبدا‪ ،‬مستخرجا‬ ‫األح��داث والوقائع من ه��ذه ال��ذاك��رة املدهشة‪ ..‬وما‬ ‫زال الصحافي الكبير يتذكر رئيس مصر السابق‬ ‫أنور السادات‪.‬‬

‫يقول مصطفى أمني‪:‬‬ ‫قال أنور السادات‪ :‬حذرني املحررون من الجلوس‬ ‫في هذه الحجرة‪ ،‬قالوا إنها حجرة نحس لم يدخلها‬ ‫شخص إال وعزل‪ .‬كان فيها مصطفى أمني وجرى‬ ‫له ما ج��رى‪ ،‬ثم ج��اء كمال الحناوي وخ��رج منها‬ ‫معزوال‪ ،‬ثم جاء هيكل وخرج‪ ،‬ثم جاء خالد محيي‬ ‫الدين‪ ،‬ثم كمال الدين رفعت وعزل‪ ،‬ثم محمود أمني‬ ‫العالم وع��زل‪ .‬قال أنور السادات إنه سيجلس في‬ ‫الحجرة‪ ،‬لكنه سيجري تعديال بسيطا‪ ،‬كان املكتب‬ ‫إلى اليسار فنقله إلى اليمني‪ ،‬وجلس في الحجرة‪،‬‬ ‫وخرج منها إلى رئاسة الجمهورية‪ .‬وقال السادات‬ ‫للمحررين إن ه��ذه الحجرة ستظل ل��ي حتى أتم‬ ‫م��دت��ي ف��ي رئ��اس��ة الجمهورية وأع��ود إل�ي�ه��ا‪ ..‬قال‬ ‫السادات‪ :‬اذهب أنت خذ الحجرة حتى أعود إليها‪..‬‬ ‫بعد ذلك بمدة استدعاني إلى القناطر‪.‬‬

‫رئاسة التحرير مرة أخرى‬ ‫في استراحة القناطر ق��ال لي ال�س��ادات‪ :‬أن��ا ق��ررت أن‬ ‫تكون رئيسا ملجلس إدارة «أخبار اليوم»‪ ،‬وأن تعود‬ ‫إليك كل السلطات التي كانت لك‪ ،‬وأنت صاحب «أخبار‬ ‫اليوم» حتى تعود «أخبار اليوم» إلى سابق مجدها‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬والله أنا قررت بعد خروجي من السجن أال‬

‫‪42‬‬

‫أتولى منصبا‪ .‬وأنا مستعد أن أعمل تحت رئاسة‬ ‫إحسان عبد القدوس‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ال‪ ،‬إحسان غاوي يكتب روايات‪ ،‬أنا سوف أقيله‬ ‫من رئاسة مجلس اإلدارة‪ ،‬إنه ال يصلح‪.‬‬ ‫ق �ل��ت‪ :‬إذن س��أع�م��ل ت�ح��ت رئ��اس��ة أي إن �س��ان في‬ ‫«أخبار اليوم»‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ال ‪ ،‬مستحيل‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬أنا ال يمكن أن أصبح رئيسا ملجلس اإلدارة‪.‬‬ ‫قال‪ :‬إذن إما أنت وإما علي‪..‬‬ ‫قلت‪ :‬إذن علي‪..‬‬ ‫قال‪ :‬وأنت رئيس تحرير «أخبار اليوم»‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬ال يمكن‪ ،‬لن أقبل أي منصب‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ال بد‪ ،‬ال نقاش في هذا‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬إذن سأقبل ملدة سنة‪.‬‬ ‫واف��ق‪ .‬ثم اقترحت أن يكون موسى صبري نائبا‬ ‫لرئيس مجلس اإلدارة‪ ،‬ف��واف��ق‪ .‬واق�ت��رح��ت ع��ودة‬ ‫ج�ل�ال ال�ح�م��ام�ص��ي رئ �ي �س��ا ل�ل�ت�ح��ري��ر‪ ،‬ف �ق��ال إن‬ ‫دماغه ناشفة وسوف يسبب لي متاعب‪ .‬وألححت‬ ‫عليه لكنه واف ��ق‪ .‬وع��دت إل��ى دار «أخ �ب��ار ال�ي��وم»‪،‬‬ ‫وبدأت العمل بالفعل‪ .‬عملت كأحد رؤساء تحرير‬ ‫«األخ�ب��ار» أيضا‪ .‬وأدخلت إل��ى «األخ�ب��ار» صفحة‬ ‫ج��دي��دة ب�ع�ن��وان «رأي ال�ش�ع��ب»‪ ،‬وب��اب��ا ج��دي��دا في‬ ‫«أخبار اليوم» بعنوان «عزيزتي أخبار اليوم»‪ ،‬وشاع‬ ‫مناخ فيه درجة من الحرية‪ ..‬قبل ذلك هناك حادثة‬ ‫مهمة جدا‪.‬‬

‫الرقابة‬ ‫عندما صدر قرار بتعيني املرحوم علي أمني مديرا‬ ‫لتحرير «األهرام»‪ ،‬ذهبنا إلى السادات‪ ،‬وسأله عما‬ ‫يريد فقال املرحوم علي أمني‪:‬‬ ‫لي مطلب واح��د هو إلغاء الرقابة على الصحف‪..‬‬ ‫ودهش السادات‪:‬‬ ‫انت أول رئيس تحرير يطلب إلغاء الرقابة‪.‬‬ ‫وأصر املرحوم علي أمني على مطلبه‪ .‬وفورا أمسك‬ ‫السادات بورقة وقلم‪ .‬وكتب ق��رارا بإلغاء الرقابة‪،‬‬ ‫أعطاني ال��ورق��ة وط�ل��ب مني أن أوصلها إل��ى عبد‬ ‫القادر حاتم نائب رئيس ال��وزراء ووزي��ر اإلع�لام‪.‬‬ ‫وذهبنا إلى الدكتور حاتم‪ ،‬قال‪ :‬ال بد أنكم ترافعتم‬ ‫س��اع��ات؟ فقلنا ل��ه‪ :‬أب��دا‪ ،‬لم يستغرق األم��ر سوى‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫دقيقة واحدة‪.‬‬ ‫بعد حوالي أسبوعني جاءني مراسل أجنبي‪ ،‬وشكا‬ ‫من الرقابة املفروضة على املراسلني األجانب‪ ،‬وقال‬ ‫إن بعضهم يسافر إلى بيروت ويرسل من هناك‬ ‫ما يشاء‪ .‬بعد خروجه من مكتبي اتصلت تليفونيا‬ ‫بالسادات وأخبرته بما قاله لي امل��راس��ل‪ ،‬واقتنع‪.‬‬ ‫طلب مني أن أذهب إلى الدكتور حاتم وأخبره بإلغاء‬ ‫الرقابة على املراسلني األج��ان��ب‪ ،‬وهنا قلت ل��ه إن‬ ‫كالمي سيكون شفويا وهذا ال يصلح‪ ،‬لكنه قال‬ ‫إن صدور القرار سيستغرق وقتا‪ .‬من هنا يبدو‬ ‫حرصه على سرعة إصدار القرار‪.‬‬ ‫ويتوقف مصطفى أمني لحظات ثم يقول‪:‬‬ ‫الحقيقة أنني ال أدعي بطولة وال أدعي أنني ترافعت‬ ‫ساعات من أجل إلغاء الرقابة‪ ،‬وه��ذا يدل على أن‬ ‫ال� �س ��ادات ل��و ك ��ان م�ح��اط��ا ف��ي ال �س �ن��وات األخ �ي��رة‬ ‫ببطانة تحب الحرية والديمقراطية ربما كانت قد‬ ‫أثرت فيه وما كان جرى له ما جرى‪.‬‬

‫التعذيب واألحزاب‬ ‫ويتابع مصطفى أمني حديثه‪:‬‬ ‫كتبت ع��ن التعذيب وات�ص��ل ب��ي ال �س��ادات‪ ،‬وطلب‬ ‫مني أال أكتب عن التعذيب‪ .‬وقال إنني جئت أضمد‬ ‫الجروح ال أفتح الجروح‪.‬‬ ‫قلت له‪ :‬إن الكتابة عن التعذيب تخيف الذين يعاقبون‬ ‫الناس‪ ،‬إننا ننقذ بذلك أرواحا‪.‬‬ ‫واس �ت �م��ررت ف��ي ال�ك�ت��اب��ة ع��ن ال�ت�ع��ذي��ب‪ .‬ث��م كتبت‬ ‫عن اإلخ��وان املسلمني وما جرى لهم‪ ،‬واتصل بي‬ ‫السادات وطلب مني أال أكتب عن اإلخ��وان‪ ،‬وقلت‬ ‫ل��ه إن اإلخ ��وان ك��ان��وا معي ف��ي السجن وق��د رأي��ت‬ ‫ما جرى لهم‪ ،‬واستمررت في الكتابة عن التعذيب‬ ‫واإلخ ��وان‪ .‬ثم كتبت عن ض��رورة ع��ودة األح��زاب‪،‬‬ ‫وت�ح��ول املنابر إل��ى أح��زاب‪ ،‬وغ�ض��ب‪ ،‬وات�ص��ل بي‬ ‫وقال‪ :‬إن ذلك ليس مناسبا اآلن للواقع في مصر‪.‬‬ ‫واستمررت في الكتابة عن ضرورة تحول املنابر‬ ‫إلى أحزاب‪.‬‬ ‫ثم كتب الدكتور نعمان خليل مقاال في صفحة «رأي‬ ‫الشعب» يطالب فيه بمحاكمة رئيس الجمهورية‬ ‫أنور السادات‪ .‬واتصل بي السادات ثائرا وغاضبا‪..‬‬ ‫وللحقيقة والتاريخ أنه وجه إلي اثني عشر إنذارا‬


‫النوم السيئ‬ ‫يجب أن ينخفض هرمون «الكورتيزول» في املساء لكي يمكن‬ ‫جسمك من الراحة واستعادة طاقته‪ .‬وبالتالي فإذا كنت تعاني‬ ‫من األرق‪ ،‬فإن ذلك يرجع غالبا إلى ارتفاع مستوى هرمون‬ ‫الكورتيزول في املساء كنتاج للعديد من الضغوط التي يتعرض‬ ‫لها جسمك‪ .‬وعندما يتعامل جسمك باستمرار مع التوتر‪،‬‬ ‫تتعطل آليات اإلصالح الذاتي الطبيعية بالجسم مما يجعلك‬ ‫أكثر عرضة لإلصابة باألمراض‪.‬‬ ‫الشخير‬ ‫ربما يكون الشخير هو العالمة الوحيدة على اإلصابة بمرض‬ ‫«انقطاع النفس االن�س��دادي»‪ ،‬وهو نوع من اضطرابات النوم‬ ‫ال��ذي يعني ان�غ�لاق ممر ال�ه��واء أث�ن��اء ال�ن��وم ويمكنه أن يزيد‬ ‫احتمالية اإلصابة بارتفاع ضغط الدم الرئوي والذي قد يؤدي‬ ‫إلى توقف القلب في النهاية‪.‬‬

‫اإلحساس باإلرهاق‬

‫‪,,‬‬

‫هل تعلم أن أجسامنا‬ ‫تمنحنا إشارات مبكرة‬ ‫تحذرنا من تراجع‬ ‫صحتنا قبل أن نصاب‬ ‫بأمراض مهددة للحياة؟‬

‫م�م��ا ال ش��ك ف�ي��ه أن اإلح �س��اس ب��اإلره��اق رب�م��ا ي�ك��ون نتاج‬ ‫حرق الدهون التي تناولتها في منتصف الليل ثم االستيقاظ‬ ‫مبكرا لرعاية األطفال أو العمل‪ .‬وربما تشعر باإلرهاق نتيجة‬ ‫وج��ود مشكلة ف��ي وظ��ائ��ف ال�غ��دة ال��درق�ي��ة‪ ،‬أو بسبب تضرر‬ ‫الغدة الكظرية أو ألن جسمك يبذل مجهودا كبيرا في محاولة‬ ‫حمايتك من السموم التي تدخل جسمك عبر األطعمة املصنعة‪،‬‬ ‫والسجائر‪ ،‬والكحوليات‪ ،‬والتلوث البيئي‪.‬‬ ‫ويعد السبب األك�ث��ر شيوعا لإلحساس املستمر ب��اإلره��اق‬ ‫هو التوتر املستمر‪ ،‬حيث يتم استهالك آليات التعافي الذاتية‬ ‫ف��ي امل �ح��اوالت امل�س�ت�م��رة لحمايتك م��ن ال �ع��دوى وال�س��رط��ان‬ ‫ومجموعة أخرى من األمراض الخطيرة‪ .‬وفي بعض األحيان‬ ‫يكون اإلره��اق املزمن مجرد عرض إلى أن الجهاز العصبي‬ ‫عالق في التعامل مع االستجابات املزمنة واملتكررة للتوتر‪،‬‬ ‫وربما يكون الهمس الذي يسبق صراخ الجسد‪.‬ولذلك ال يجب‬ ‫أن تغفل اإلرهاق‪ ،‬وتنتبه إلى اإلشارات التي يرسلها جسدك‬ ‫والتي يمكنها أن تنقذ حياتك‪.‬‬

‫القلق املستمر‬

‫على صحة الجسد‪ .‬وعندما تحصل على ما يكفي من السوائل‬ ‫يصبح ل��ون البول أق��رب إل��ى اللون الشفاف‪ .‬ف��إذا أصبح لون‬ ‫بولك يميل إلى الصفرة‪ ،‬فمن املرجح أنك ال تتناول ما يكفي‬ ‫من السوائل‪ .‬وتذكر أن املشروبات التي تحتوي على الكافايني‬ ‫أو املشروبات الكحولية تسبب الجفاف وال تساهم في االرتواء‬ ‫كما أن املشروبات الغازية تحتوي على مواد كيماوية ولذلك‬ ‫يجب عليك أن تشرب ما يكفي من املياه أو الشاي األخضر أو‬ ‫األعشاب أو العصائر الخضراء أو ماء جوز الهند‪.‬‬

‫التبرز مرة واحدة يوميا‬ ‫يجب أن يتبع ال�ت�ب��رز الطبيعي ك��ل م��رة ت�ت�ن��اول فيها وجبة‬ ‫غذائية‪ .‬فعندما يدخل الطعام إلى الجهاز الهضمي‪ ،‬تتحرك‬ ‫األم�ع��اء السليمة للحد م��ن السموم وت�ت��رك مساحة للتغذية‬ ‫الجديدة‪ .‬وعندما تصاب باإلمساك‪ ،‬يمكن أن تتسلل السموم‬ ‫في الجسم عبر بطانة األمعاء‪ ،‬وتنتقل إلى مجرى الدم وتتسبب‬ ‫في االلتهابات مما يمكن أن يعرضك ملجموعة من األمراض‬ ‫الصحية الخطيرة‪.‬‬

‫الحكة املستمرة‬ ‫رب�م��ا ت�ن�ج��م ال�ح�ك��ة ع��ن ن��وع م��ن ال�ح�س��اس�ي��ة أو غ�ي��ره��ا من‬ ‫اض �ط��راب��ات ال�ج�ل��د ال�ح�م�ي��دة ول�ك�ن�ه��ا ت �ك��ون‪ ،‬ف��ي ال�ع��دي��د من‬ ‫األحيان‪ ،‬إحدى همسات الجسم بوجود مشكلة في الكبد‪.‬‬

‫اإلصابة املتكررة بالبرد واإلنفلونزا‬ ‫نحن جميعا معرضون لإلصابة بالفيروسات والبكتيريا كل‬ ‫يوم‪ ،‬ولكن الشخص السليم يجب أن يتمكن من مقاومة تلك‬ ‫األمراض معظم الوقت‪ .‬فإذا كنت ممن يلتقطون كل فيروسات‬ ‫البرد التي يصاب بها أصدقاؤك أو تمرض في كل مرة يصاب‬ ‫فيها أوالدك بأحد الفيروسات‪ ،‬فإن جهازك املناعي ربما ال‬ ‫يعمل على النحو الجيد وه��و م��ا يمكن أن يجعلك معرضا‬ ‫ليس فقط لإلصابة باألمراض املعدية ولكن اإلصابة بأمراض‬ ‫تهدد ال�ح�ي��اة‪ .‬ويجب تجنب ذل��ك ع��ن طريق تجنب األصابة‬ ‫بالفيروسات‪.‬‬

‫رب�م��ا تعتقد أن القلق دائ�م��ا م��ا ينبعث م��ن ال ��رأس‪ -‬وبالطبع تشقق الشفاه‬

‫هو كذلك‪ .‬فكما كتبت عنه في «العقل قبل الطب»‪ ،‬يبدأ القلق‬ ‫كإحساس في عقلك ثم ينعكس على حالة الجسم ويجعلك‬ ‫أكثر عرضة لإلصابة بأمراض مثل أمراض القلب‪ .‬ولكن في‬ ‫بعض األح�ي��ان‪ ،‬يمكن أن يسير القلق على النحو العكسي؛‬ ‫حيث يمكن أن ينجم القلق ع��ن اض�ط��راب��ات ف��ي الهرمونات‬ ‫الجنسية أو فرط نشاط الغدة الدرقية أو األورام بالغدة الكظرية‬ ‫وغيرها‪.‬‬ ‫إذا كنت غير متأكد من سبب شعورك بالقلق‪ ،‬يجب أن تبدأ‬ ‫في التفكير في السبب الذي يجعلك دائم القلق‪ .‬فعادة ما يكون‬ ‫القلق هو نتاج عدم اتساقك مع بعض مناحي حياتك‪ .‬وإذا كنت‬ ‫تشعر أنك قلق دون سبب على اإلطالق يجب عليك الرجوع إلى‬ ‫طبيبك لكي يفحص مستوى الهرمونات‪.‬‬

‫‪,,‬‬

‫السمنة إلى أحد شكلني‪:‬‬ ‫‪ -1‬التفاحة حيث يتركز ال��وزن اإلض��اف��ي عند منطقة‬ ‫الوسط والبطن‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكمثرى‪ ،‬حيث يتركز الوزن اإلضافي حول األرداف‬ ‫واألف� �خ ��اذ‪ .‬وع �ل��ى ال��رغ��م م��ن أن زي� ��ادة ال� ��وزن بصفة‬ ‫ع��ام��ة ه��ي إح��دى همسات الجسم ال�ت��ي ت�ن��ذر بوجود‬ ‫أزمة صحية‪ ،‬فإن األشخاص الذين تتحول أجسامهم‬ ‫إل��ى شكل التفاحة يصبحون أك�ث��ر ع��رض��ة لإلصابة قلة تناول السوائل والبول الداكن‬ ‫بأمراض القلب من األشخاص الذين تتخذ أجسامهم‬ ‫شكل الكمثرى‪.‬‬ ‫كاف من السوائل ضروريا للحفاظ‬ ‫يعد الحصول على قدر ٍ‬

‫ربما يعكس تشقق الشفاه نقص فيتامني «ب» خاصة «ب‪»12‬‬ ‫والذي يمكن أن يجعلك عرضة لإلصابة بأمراض مثل األنيميا‪.‬‬ ‫ولكي تحصل على مقدار ك��اف من فيتامني «ب‪ »12‬يمكنك‬ ‫مزج الفشار بزيت الزيتون والخميرة والتروفل وامللح والفلفل‬ ‫الحريف‪.‬‬

‫اإلصابة املستمرة بالحبوب‬ ‫إذا كنت تصاب بشكل متكرر بالحبوب‪ ،‬أو اإلكزيما‪ ،‬أو‬ ‫الطفح ال�ج�ل��دي‪ ،‬فربما تكون صحتك ف��ي خطر‪ .‬فربما‬ ‫يكون ذلك إشارة إلى نوع من الحساسية الغذائية أو نوع‬ ‫آخر من الحساسية أو على املعاناة التي يواجهها الجهاز‬ ‫العصبي‪ .‬وإذا كنت قويا بما يكفي لكي تحدد أسباب‬ ‫توترك وتعمل على عالجها فإنك ستجد أن تلك الحبوب‬ ‫اختفت دون عالج <‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪41‬‬


‫يصبح من املؤكد أن صحتك ليست على ما يرام عندما يتم‬ ‫تشخيص إصابتك بمرض عضال أو عندما تتعرض ألزمة قلبية أو‬ ‫سكتة دماغية أو تصاب بالفشل الكلوي‪ .‬وربما تحفز تلك األزمات‬ ‫الصحية وعيك وتدفعك ألن تعمل على إجراء تغييرات صحية‬ ‫وتغييرات في أسلوب حياتك لكي تعيد التوازن إلى جسمك‪.‬‬

‫ً‬ ‫‪ 12‬دليال تشير إلى احتمال إصابتك‬ ‫بأمراض خطيرة ال يجب تجاهلها‬

‫تدفعك إلجراء تغييرات صحية لتعيد التوازن إلى جسمك‬

‫لندن‪ :‬ليزا رانكن‬

‫ملاذا يتقلص طولك؟‬

‫ل�ك��ن ه��ل تعلم أن أج�س��ام�ن��ا تمنحنا إش ��ارات‬ ‫م�ب�ك��رة ت �ح��ذرن��ا م��ن ت��راج��ع ص�ح�ت�ن��ا ق�ب��ل أن‬ ‫ن�ص��اب ب��أم��راض م�ه��ددة للحياة؟ وذل��ك حيث‬ ‫تهمس إلينا أجسامنا م�ح��ذرة وإذا ل��م نستمع إل��ى تلك‬ ‫الهمسات تبدأ أجسامنا في الصراخ‪.‬‬ ‫كيف يمكن أن نعرف أن أجسامنا تهمس؟ ه��ذه بعض‬ ‫اإلشارات التحذيرية التي تصدرها أجسامنا ويجب علينا‬ ‫اإلصغاء إليها‪.‬‬

‫أمر غريب! فقد قام األطباء بقياس طولك قبل عامني‪ ،‬وكان‬ ‫طولك يصل إل��ى ‪ 174‬سنتيمترا مثال‪ .‬واآلن أصبح طولك‬ ‫‪ 162‬سنتيمترا فقط‪ .‬فلماذا يتقلص طولك؟ غالبا ما يحدث‬ ‫ذلك عندما تبدأ العظام في االنكماش نتيجة اإلصابة بمرض‬ ‫هشاشة العظام‪ .‬وال يجب أن يعني التقدم في السن تدهور‬ ‫حالة العظام‪ .‬فيمكن أن يكون لديك عظام جيدة طوال حياتك اتخذ جسمك شكل التفاحة‬ ‫ومن ثم فإذا بدأت تعاني من قصر القامة فذلك يمكن أن يعني‬ ‫أن عظامك تهمس لك وإذا لم تصغ لذلك الهمس وتبدأ مباشرة ع��ادة م��ا يتحول شكل األش�خ��اص ال��ذي��ن يعانون من‬

‫‪40‬‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫في اتخاذ إجراءات لتحسني الحالة الصحية لعظامك فربما‬ ‫ينتهي بك الحال إلى اإلصابة بكسور في الفخذين أو منطقة‬ ‫الحوض‪ .‬ولكي تحمي عظامك‪ ،‬يجب أن تحرص على تناول‬ ‫ما يكفي من الكالسيوم الطبيعي‪ ،‬وفيتامني (د) باإلضافة إلى‬ ‫التدريبات الرياضية املالئمة وتقنيات االسترخاء‪ ،‬التي عادة ما‬ ‫يغفلها األطباء رغم أنها تلعب دورا حيويا في تقوية العظام!‬


‫داليدا خليل نجمة لبنانية جديدة تألقت مؤخرا من خالل عدة أعمال بارزة جعلتها تتربع على عرش الدراما اللبنانية رغم‬ ‫مشوارها الفني القصير‪ .‬وبدأت داليدا التي توصف دائما بالجميلة واألنيقة الهادئة تشكل خطرا تنافسيا على نجمات الصف‬ ‫األول من ممثالت الدراما في لبنان‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قدمت أكثر من ‪ 14‬مسلسال وفيلما لبنانيا وعربيا وتميزت بحصر البطولة بشخصها‬

‫داليدا خليل لـ‬

‫‪ :‬أطمح ملسرحية غنائية استعراضية‬

‫بيروت‪ :‬نور الهدي بحلق‬ ‫ً‬ ‫ق��دم��ت دال �ي��دا خ�ل�ي��ل أك �ث��ر م��ن ‪ 14‬مسلسال‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وعربيا وتميزت بحصر البطولة‬ ‫لبنانيا‬ ‫وفيلما‬ ‫بشخصها‪ .‬الرقص والغناء رافقا دال�ي��دا في‬ ‫مشوارها الفني‪ ،‬إذ إنها احتلت املرتبة الثانية خالل‬ ‫مشاركتها في برنامج رقص النجوم في موسمه الثالث‬ ‫وال��ذي يعرض سنويا على قناة ‪ MTV‬اللبنانية‪ ،‬كما‬ ‫جمعها ديو غنائي مع النجم زياد برجي في أول أفالمها‬ ‫«ح�ل��وة كتير وك��ذاب��ة»‪ .‬وه��ا ه��ي ال�ي��وم نجمة الشاشة‬ ‫اللبنانية بعدما أس��رت قلب أمير الليل في مسلسلها‬ ‫ال��درام��ي ال�ج��دي��د ال��ذي جمعها م��ع ال�ب��وب س�ت��ار رام��ي‬ ‫ع�ي��اش‪ ،‬حيث ت��دور أح��داث��ه ف��ي ال�س�ن��وات األخ �ي��رة من‬ ‫االن�ت��داب الفرنسي للبنان‪ .‬التقت «املجلة» ف��ي بيروت‬ ‫بالنجمة اللبنانية املتألقة وكان هذا الحوار‪:‬‬ ‫> ه��ل تعتقدين أن مشاركة أس�م��اء فنية كبيرة‬ ‫كزياد برجي ورامي عياش في أعمالك التمثيلية‬ ‫تحصد أكثر نسبة مشاهدة؟‬ ‫ بالطبع وج��ود أس�م��اء فنية كبيرة ي��ؤث��ر على نسبة‬‫املشاهدة‪ ،‬نظرا ألن جمهور أي فنان يكون متحمسا‬ ‫ل��رؤي��ة ن�ج�م��ه امل�ف�ض��ل ي�م�ث��ل ل�ل�م��رة األول � ��ى‪ ،‬ول �ك��ن أي‬ ‫مسلسل يمكن أن «يكسر الدنيا» حتى من دون وجود‬ ‫أسماء فنية‪ ،‬كما أن لي جمهورا ينتظر ظهوري في أعمال‬ ‫جديدة‪ ،‬واالثنان يكتمالن ً‬ ‫معا‪.‬‬ ‫> م��ن فضلت ف��ي التمثيل أك�ث��ر‪ ،‬زي��اد برجي أم‬ ‫رامي عياش؟‬ ‫ م ��ع االث� �ن�ي�ن ط �ب� ً�ع��ا‪ ،‬ف �ل �ك��ل م �ن �ه �م��ا ط �ب �ع��ه ال �خ ��اص‪،‬‬‫فبالكوميديا نجحت مع زياد ومع رامي في الدراما‪.‬‬ ‫يتميز ب�ه��ا‪ ،‬وال أح��د يشكل خ�ط��را ع�ل��ى أح ��د‪ .‬فللكل‬ ‫نصيب ويلي بيشتغل بالقي‪.‬‬ ‫يعاملونك بثقة تامة‪ ،‬فال‬ ‫> الكتاب واملنتجون‬ ‫ِ‬ ‫الفترة؟‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫خاصة‬ ‫أعمال‬ ‫أحد يحظى بهكذا‬ ‫> ب�ع��د م�ش��ارك�ت��ك ف��ي ب��رن��ام��ج رق ��ص ال�ن�ج��وم‪،‬‬ ‫�ن‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫�يء‪.‬‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫�ل‬ ‫�‬ ‫ك‬ ‫�ل‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫�‬ ‫ق‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫�ة‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫�ؤو‬ ‫ ط�ب�ع��ا‪ ،‬وه ��ذه م�س�‬‫وتجربتك الغنائية‪ ،‬وصوتك الجميل‪ ،‬هل تأملني‬ ‫لها‪،‬‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫�م‪،‬‬ ‫�‬ ‫ئ‬ ‫�زا‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫تأتي‬ ‫�زم‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫�ل‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫أ‬ ‫ناحيتي‪ ،‬فعلى ق��در‬ ‫مسرحية غنائية استعراضية؟‬ ‫فالتمثيل ليس لعبا وال يوجد وق��ت إلضاعته‪ ،‬فأعمل‬ ‫بكامل طاقتي إلنجاح العمل وألكون قد الحمل‪.‬‬ ‫ هذا ما أطمح له في األيام املقبلة‪ ،‬وما أتمناه بالفعل‪ .‬إنني‬‫بانتظار هذه الفرصة وسوف أكون دائما بانتظارها‪.‬‬ ‫> هل أصبحت تشكلني خطرا على نجمات الصف‬ ‫األول كما تقول كبريات الصحف واملجالت؟‬ ‫> هل أنت راضية على ما قدمته حتى اليوم ؟‬ ‫وأدوار‬ ‫الخاصة‪،‬‬ ‫ بالطبع ال‪ ،‬لكل شخص شخصيته‬‫‪ -‬راضية والحمد لله على كل شي‪ ،‬فخورة بما حققته‬

‫وما أنجزته‪ ،‬إن شاء الله ضل هيك‪ ،‬وضل راضية حالي‪،‬‬ ‫وراضية جمهوري‪.‬‬ ‫> هل أصبحت املسلسالت اللبنانية تالقي إقباال‬ ‫في العالم العربي‪ ،‬خاصة بعد مشاركة النجوم‬ ‫اللبنانيني في األعمال املشتركة؟‬ ‫ أكيد‪ ،‬فاملشاهد العربي أصبح ينتظر األعمال اللبنانية‪،‬‬‫وي�ت��اب�ع�ه��ا‪ ،‬وب�ع��ض امل�ش��اه��دي��ن ال يهتمون ل�ه��ا‪ ،‬فلكل‬ ‫مشاهد ذوقه‪.‬‬ ‫وف��ي كلمة أخيرة لـ«املجلة» تمنت داليدا للجميع عاما‬ ‫سعيدا مليئا ب��ال�ف��رح وال�ت�ق��دم لجميع ال�ع��ال��م العربي‪،‬‬ ‫وتمنت له السالم والطمأنينة <‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪39‬‬


‫الراقصة صوفينار‬

‫الراقصة األرمنية ترفض تسلم إنذار بحكم قضائي صادر من والية نيوجيرسي األميركية على يد ُ«محضر» مصري‬

‫محكمة أميركية تقضي بتغريم الراقصة صوفينار ‪ 200‬ألف دوالر‬ ‫القاهرة‪ :‬عبد الستار حتيتة‬ ‫ب�ع��د م �ع��ان��اة ف��ي أروق � ��ة امل �ح��اك��م ان�ت�ه��ت بحكم‬ ‫ب ��ال �ب ��راءة‪ ،‬ت �ع��ود ال��راق �ص��ة ص��وف �ي �ن��ار مل��واج�ه��ة‬ ‫مشاكل قضائية ج��دي��دة‪ ،‬آخ��ره��ا حكم ص��ادر‬ ‫بالواليات املتحدة األميركية‪ ،‬بتغريمها ‪ 200‬ألف دوالر‪.‬‬ ‫وتعمل الراقصة ذات األصول األرمنية الروسية‪ ،‬انطالقا من‬ ‫العاصمة املصرية القاهرة منذ عدت سنوات‪ ،‬وجرى اتهامها‬ ‫قبل أشهر بإهانة العلم املصري‪ ،‬والحكم عليها بالحبس ملدة‬ ‫ستة أشهر‪ ،‬إال أن محكمة أعلى بالقاهرة ألغت الحكم وقضت‬ ‫بتغريمها ‪ 30‬ألف جنيه (أقل قليال من ‪ 4‬آالف دوالر)‪.‬‬ ‫وخ�لال اليومني امل��اض�ي�ين‪ ،‬ص��در ضدها حكم جديد من‬ ‫محكمة في والية نيوجيرسي بالواليات املتحدة األميركية‪،‬‬ ‫بغرامة قدرها ‪ 200‬ألف دوالر‪ ،‬وذلك إلخاللها بتعاقد مع‬ ‫رجل أعمال من الجالية املصرية بالواليات املتحدة‪ ،‬يدعى‬ ‫محمد نصار‪.‬‬ ‫ويقول نصار‪ ،‬في إفادة بالبريد اإللكتروني إن صوفينار‬ ‫رفضت تسلم حكم املحكمة‪ ،‬في مقر سكنها في مصر‪،‬‬ ‫على ي��د محضر م��ن املحاكم املصرية‪ ،‬مشيرا إل��ى أن��ه ال‬ ‫يمكنه التعليق على ه��ذه الوقائع إال م��ن خ�لال اإلج��راءات‬ ‫القانونية‪.‬‬

‫‪38‬‬

‫صورة من إنذار بحكم قضائي صادر من والية نيوجيرسي‪.‬‬

‫ووفقا ملصدر مقرب من الراقصة صوفينار فإنه يبدو‬ ‫أن السبب الرئيسي في الخالفات التي تنتهي ع��ادة في‬ ‫امل�ح��اك��م‪ ،‬ي�ع��ود إل��ى س��وء ف�ه��م مل�ح�ت��وى ال�ت�ع��اق��دات التي‬ ‫تبرمها إلحياء حفالت س��واء في مصر أو في الواليات‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫املتحدة‪ .‬وأن بعض متعهدي الحفالت يستغلون ثغرات في‬ ‫التعاقد لرفع قضايا بحق الراقصة أو اللجوء لإلجراءات‬ ‫القانونية إلجبارها على تنفيذ التعاقدات دون أي إمكانية‬ ‫للمراجعة أو إعادة التفاوض <‬


‫ندوات صحافية‪ ،‬وشراء مساحات في مختلف وسائل‬ ‫ً‬ ‫خصوصا في‬ ‫اإلعالم املعروفة بكتاباتها السينمائية‪،‬‬ ‫هوليوود‪ ،‬كما أن األوسكار كما يقول له «قواعد سياسية‬ ‫وخيارات وتوجهات واضحة مرتبطة ببعض القضايا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وبعيدا عن هذا يضيف قائال‪« :‬هناك‬ ‫االستراتيجية»‪،‬‬ ‫كثير من الضغط السينمائي‪ ،‬منها اختيار املوضوع‪،‬‬ ‫وأداء املمثلني‪ ،‬مع ال��رؤى اإلخراجية التي تعتمد بعض‬ ‫األساليب املستحدثة‪ ،‬واملرتبطة بالرقمنة والتكنولوجيات‬ ‫الحديثة»‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬يؤكد املختص في السينما األستاذ بكلية‬ ‫فنون وثقافة بجامعة قسنطينة‪ ،‬البروفسور جدي قدور‪،‬‬ ‫أن راهن السينما الجزائرية تأثر بوالدتها غير الطبيعية‬ ‫خالل فترة الثورة‪ ،‬فبروز الصناعة السينمائية ببالده‬ ‫ي�ق��ول ل�ـ«امل�ج�ل��ة» ل��م «ي�ك��ن ب��داع��ي اإلب� ��داع‪ ،‬ول �ض��رورات‬ ‫متعلقة بالفن‪ ،‬ولكن جاءت للرد على السينما الكولونيالية‬ ‫للمستعمر الفرنسي‪ ،‬وبالتالي كانت مجرد أداة ملحاربة‬ ‫االستعمار الفرنسي»‪.‬‬ ‫وبعد االستقالل مباشرة‪ ،‬وخالل مرحلة السبعينات‪،‬‬ ‫يقول ج��دي إن «السينما استعملت ألغ��راض وأه��داف‬ ‫آيديولوجية بحتة‪ ،‬مرتبطة بالدعاية للتوجه اآليديولوجي‬ ‫للدولة الجزائرية‪ ،‬وذلك بتوجيهات مباشرة من الرئيس‬ ‫ال��راح��ل ه��واري بومدين‪ ،‬وك��ان الهدف من ذل��ك أرشفة‬ ‫ال�ث��ورة الجزائرية ً‬ ‫عامليا‪ ،‬حتى تكون رائ��دة ف��ي مجال‬ ‫حركات التحرر»‪.‬‬ ‫واعتبر أن املرحلة الثانية من عمر السينما الجزائرية بعد‬

‫االستقالل بدأت مع مجيء الرئيس بوتفليقة الذي رعا‬ ‫إنتاج كثير من األفالم الثورية‪ ،‬بهدف بث الروح الثورية‪،‬‬ ‫وغرس الروح الوطنية لدى الجيل الجديد من الجزائريني‬ ‫الذي بدأ يفتقد لتلك الروح‪.‬‬

‫الترويج للفكر التحرري‬ ‫واعتبر جدي أن «اقتصار دور السينما على الترويج‬ ‫للفكر التحرري‪ ،‬أو لبث الروح الوطنية‪ ،‬هو أحد أسباب‬ ‫فشلها‪ ،‬وعدم تألقها من جديد»‪ّ ،‬‬ ‫وفسر نجاح األفالم‬ ‫ال�ث��وري��ة املنتجة خ�لال مرحلة السبعينات ب�ك��ون تلك‬ ‫األفالم خاطبت عواطف املشاهدين الذين عايشوا تلك‬ ‫األح� ��داث‪ ،‬ول��م ت�خ��اط��ب ع�ق��ول�ه��م‪ ،‬وال��دل�ي��ل ع�ل��ى ذل��ك أن‬ ‫الجيل الجديد غير مكترث أو مهتم بمتابعة هذا النوع‬ ‫من األفالم‪.‬‬ ‫وش� ��دد ع �ل��ى أن غ �ي��اب رؤي� ��ة اس�ت��رات�ي�ج�ي��ة للصناعة‬ ‫السينمائية أحد أسباب الفشل‪ ،‬ومن صور غياب هذه‬ ‫الرؤيا عدم وجود معاهد للتكوين السينمائي‪ ،‬وفي ظل‬ ‫غياب هذه املعاهد‪ ،‬يقول «تغيب الحركة النقدية التي من‬ ‫املفترض أن توجه وتطور الحركة اإلب��داع�ي��ة»‪ .‬والدليل‬ ‫على ذلك أن «فيلم بن بولعيد املنتج ً‬ ‫أخيرا للمخرج أحمد‬ ‫راشدي يحمل الرؤية اإلخراجية نفسها ألعمال املخرج‬ ‫التي أنتجها قبل ثالثني ً‬ ‫عاما»‪.‬‬ ‫وبرأيه‪ ،‬فإن «غياب معاهد التكوين أمر مقصود‪ ،‬الهدف‬ ‫منه ضمان استمرار سطوة الجيل القديم من املخرجني‬

‫ع �ل��ى امل �ش �ه��د ال �س �ي �ن �م��ائ��ي‪ ،‬وإق� �ص ��اء ال �ج �ي��ل ال �ج��دي��د‪،‬‬ ‫ً‬ ‫خصوصا في مجال إنتاج األفالم الثورية»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وباملقابل‪ ،‬يعتقد جدي أن كثيرا من السينمائيني ببالده‬ ‫يتعاملون مع الفيلم الثوري أو التاريخي بمفهوم خاطئ‪،‬‬ ‫ذلك أنهم يعيدون األحداث التاريخية بأدق تفاصيلها‪،‬‬ ‫وفي الواقع يقول إن «السينما التاريخية ليست إعادة‬ ‫للتاريخ‪ ،‬وال تكرر ما كتبته الكتب التاريخية‪ ،‬ولكنها‬ ‫تنقل املسكوت عنه»‪.‬‬ ‫وب��رأي��ه‪ ،‬ف��إن «أص ��ل امل�ش�ك�ل��ة ي�ع��ود ل�ل��رؤي��ة الرسمية‬ ‫للدولة الجزائرية للفعل السينمائي ال��ذي ال ت��رى فيه‬ ‫سوى وسيلة لتحقيق أهداف مناسباتية غير مرتبطة‬ ‫بالجوانب اإلبداعية‪ ،‬لذلك تصرف أم��وال باهظة على‬ ‫أفالم باهتة»‪.‬‬ ‫وفي الواقع‪ ،‬فإن الجزائر لم تستفد من الطفرة املالية‬ ‫التي جنتها من ارتفاع موازنة الثقافة خالل سنوات‬ ‫البحبوحة املالية‪ ،‬ورغم تنظيمها لكثير من الفعاليات‬ ‫الثقافية الكبيرة‪ ،‬على غرار «سنة الجزائر في فرنسا»‬ ‫ ‪ ،2003‬ثم «الجزائر عاصمة الثقافة العربية» ‪،2007 -‬‬‫و«ت�ل�م�س��ان ع��اص�م��ة ال�ث�ق��اف��ة اإلس�لام �ي��ة» ‪،2011 -‬‬ ‫و«خمسينية االستقالل» ‪ ،2012 -‬و«ستينية الثورة» ‪-‬‬ ‫‪ ،2014‬و«قسنطينة عاصمة الثقافة العربية» ‪،2015 -‬‬ ‫فإن كل هذه املناسبات لم تشفع للسينما الجزائر‪،‬‬ ‫ورغ��م إن�ت��اج ال�ع�ش��رات م��ن األف�ل�ام‪ ،‬فإنها ل��م تحقق‬ ‫أي نجاح يذكر‪ ،‬وتدخل درج النسيان بمجرد نهاية‬ ‫عرضها األول<‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪37‬‬


‫أثار خروج الفيلم الجزائري «البئر»‪ ،‬ملخرجه لطفي بوشوشي‪ ،‬من قائمة األفالم القصيرة لفئة األفالم األجنبية لترشيحات‬ ‫ً‬ ‫كثيرا من التساؤالت حول راهن السينما الجزائرية‪ ،‬وما آلت إليه بعد أن كانت ثاني أهم‬ ‫«األوسكار» في نسختها الحالية‪،‬‬ ‫سينما عربية‪ ،‬وواحدة من أعرق املدارس السينمائية األفريقية‪.‬‬

‫واحدة من أعرق املدارس السينمائية األفريقية‬

‫السينما الجزائرية‪ ..‬حنني إلى املاضي الجميل‬

‫الجزائر‪ :‬ياسني بودهان‬ ‫خروج الفيلم الذي حاز على كثير من الجوائز‬ ‫أسباب‬ ‫العربية أحيا تساؤالت مشروعة بشأن‬ ‫ً‬ ‫فشل السينما الجزائرية‪ ،‬بعد أن نجحت سابقا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نجاحا ً‬ ‫ً‬ ‫واسعا‪،‬‬ ‫وعامليا‬ ‫عربيا‬ ‫في تقديم روائ��ع حققت‬ ‫على غ��رار رائعة املخرج محمد لخضر حمينة «وقائع‬ ‫سنني الجمر»‪ ،‬وهو الفيلم العربي الوحيد الذي نال جائزة‬ ‫السعفة الذهبية في مهرجان كان‪ ،‬عام ‪.1974‬‬ ‫وتحتفظ السينما الجزائرية ب��إرث زاخ��ر يعود ألول��ى‬ ‫خطواتها في السنوات األولى لثورة التحرير الجزائرية‪،‬‬ ‫دورا م�ح� ً‬ ‫حيث لعبت ً‬ ‫�وري��ا ف��ي الكفاح ض��د املستعمر‬ ‫الفرنسي‪ ،‬حيث أس��س جيش التحرير ال�ج��زائ��ري أول‬ ‫مدرسة للتكوين السينمائي بمدينة األوراس‪ ،‬في شرق‬ ‫البالد‪ ،‬عام ‪ ،1975‬تحت إشراف املخرج الفرنسي رينيه‬ ‫فوتييه الذي أخرج فيلم «الجزائر تحترق» عام ‪،1975‬‬ ‫والذي حاول من خالله اكتشاف الوجه الحقيقي لفرنسا‬ ‫االستدمارية‪ ،‬وما تقوم به من ممارسات ضد الشعب‬ ‫الجزائري األعزل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وتحديدا خالل‬ ‫وتعتبر السنوات التي أعقبت االستقالل‪،‬‬ ‫فترة الستينات والسبعينات‪ ،‬بمثابة العصر الذهبي لهذه‬ ‫ً‬ ‫اهتماما‬ ‫السينما‪ ،‬وحينها أولت الحكومة الجزائرية الفتية‬ ‫ً‬ ‫كبيرا للنشاط السينمائي‪ ،‬ويتجلى ذلك من خالل عدد‬ ‫قاعات السينما التي تم فتحها‪ ،‬والتي تجاوز عددها‬ ‫الـ‪ 400‬قاعة‪.‬‬

‫تم تأسيس املركز الوطني للسينما‬ ‫وب��امل �ق��اب��ل‪ ،‬أط �ل �ق��ت ع�م�ل�ي��ات ت �ك��وي��ن واس �ع��ة للفنيني‬ ‫والتقنيني في امليدان السينمائي‪ ،‬كما تم تأسيس املركز‬ ‫الوطني للسينما‪ ،‬واملعهد الوطني للسينما عام ‪،1964‬‬ ‫لكن بعد ‪ 3‬سنوات فقط تم حل املؤسستني‪ ،‬وعوضتا‬ ‫باملركز الجزائري للسينما‪ ،‬والديوان الوطني للتجارة‬ ‫والتوزيع السينمائي‪.‬‬ ‫كثيرا من األفالم املنتجة خالل الـ‪ً 30‬‬ ‫ورغم أن ً‬ ‫عاما التي‬ ‫أعقبت تاريخ استقالل البالد غلب عليها الطابع الثوري‬ ‫نجاحا ً‬ ‫ً‬ ‫واسعا داخل‬ ‫التحرري‪ ،‬فإنها استطاعت أن تحقق‬ ‫وخ��ارج الجزائر‪ ،‬ونالت ً‬ ‫كثيرا من الجوائز السينمائية‬ ‫امل��رم��وق��ة‪ ،‬وم��ن أشهر األف�ل�ام املنتجة «فجر املعذبني»‬ ‫ملخرجه أحمد راش��دي‪ ،‬وفيلم «معركة الجزائر» ‪1966‬‬ ‫الحائز على ج��ائ��زة األس��د الذهبي ملهرجان البندقية‪،‬‬

‫‪36‬‬

‫وهو من إنتاج مشترك مع إيطاليا‪ ،‬ومن إخراج جيليه‬ ‫بونتيكورقو‪.‬‬ ‫وقد شهدت هذه الفترة إنتاج كثير من األفالم املشتركة‬ ‫مع دول أخرى‪ ،‬أهمها مصر وفرنسا‪ ،‬وبلغ عدد األفالم‬ ‫املنتجة بني عامي ‪ 1966‬و‪ً 24 ،1974‬‬ ‫فيلما‪ ،‬أشهرها‬ ‫«ري��ح ‪ -‬األوراس» ملحمد لخضر حامينه ‪ ،1966‬وهو‬ ‫الفيلم الحائز على جائزة العمل األول من مهرجان كان‬ ‫لعام ‪ ،1966‬وجائزة أفضل سيناريو وجائزة الكتاب‬ ‫ال �س��وف �ي��ات ال �ك �ب��رى ل�ل�س�ي�ن��اري��و ف��ي م��وس�ك��و ‪،1967‬‬ ‫وج��ائ��زة ال�غ��زال الذهبي م��ن مهرجان طنجة (امل�غ��رب)‬ ‫لعام ‪ ،1968‬إل��ى جانب أف�لام أخ��رى على غ��رار «الليل‬ ‫يخاف من الشمس» ملصطفى بديع ‪ ،1966‬وقدم أحمد‬ ‫راش��دي فيلم «األفيون والعصا» ‪ ،1970‬و«دوري��ة نحو‬ ‫الشرق» ‪ 1971‬لعمار العسكري‪ ،‬و«عرق أسود» ‪1972‬‬ ‫لسيد ع�ل��ي م��ازي��ف‪ ،‬و«م�ن�ط�ق��ة م�ح��رم��ة» ألح�م��د ع�لام‬ ‫‪ ،1972‬و«س�ن�ع��ود» لسليم ري��اض ‪ ،1972‬و«ال�ف�ح��ام»‬ ‫‪ 1972‬ملحمد بو عماري الحائز على التانيت الفضي في‬ ‫مهرجان قرطاج لعام ‪ ،1972‬وجائزة النقاد السينمائيني‬ ‫الدولية في مهرجان أوغادوغو لعام ‪ ،1973‬كما شارك‬ ‫في مسابقة جورج سادول لعام ‪ ،1973‬وجائزة املكتب‬ ‫الكاثوليكي في برلني لعام ‪.1974‬‬ ‫وتعد رائعة «وقائع سنني الجمر» ملخرجه محمد لخضر‬ ‫ً‬ ‫حامينه أيقونة السينما الجزائرية‪ ،‬وعنوان تألقها عامليا‪ ،‬أفالم الثورة‬ ‫وه��و الفيلم ال�ع��رب��ي ال��وح�ي��د ال��ذي ن��ال ج��ائ��زة السعفة‬ ‫وح�ت��ى أف�ل�ام ال �ث��ورة ي�ق��ول إن ع��دده��ا قليل‪ ،‬موضحاً‬ ‫الذهبية في مهرجان كان عام ‪.1975‬‬ ‫أن املشكل في هذه النوعية من األف�لام يتعلق بطريقة‬ ‫طرحها‪ ،‬حيث تركز على تمجيد األشخاص وقيادات‬ ‫مواضيع اجتماعية وكوميدية‬ ‫ً الثورة‪ ،‬إذ انتقلت فكرة األفالم املنتجة بعد الثورة‪ ،‬وخالل‬ ‫وفي الواقع‪ ،‬فإن ثيمات السينما الجزائرية تنوعت الحقا فترة السبعينات‪ ،‬من تمجيد الشعب كبطل للثورة‪ ،‬إلى‬ ‫ً‬ ‫لتالمس مواضيع اجتماعية وكوميدية‪ ،‬إال أن األوضاع تمجيد األشخاص في األفالم املنتجة حديثا‪ ،‬على غرار‬ ‫األمنية التي شهدتها البالد مع بداية التسعينات أثرت أف�لام «العقيد لطفي» و«ك��ري��م بلقاسم» و«الل��ة فاطمة‬ ‫بشكل كبير على واقع السينما‪ ،‬حيث توقفت بشكل شبه نسومر» و«مصطفى بن بولعيد»‪.‬‬ ‫كامل عجلة اإلنتاج السينمائي‪ ،‬بسبب حالة الفوضى ولفت إلى أن فيلم «البئر» الذي خرج ً‬ ‫أخيرا من ترشيحات‬ ‫التي طبعت شؤون البالد في مستويات ومجاالت عدة‪ .‬األوسكار لفت االنتباه ألنه تطرق لثورة التحرير بشكل‬ ‫م��ا س�ب��ق ي��ؤك��ده ال�ك��ات��ب واإلع�ل�ام��ي ف�ي�ص��ل م �ط��اوي‪ ،‬مختلف‪ ،‬حيث المس وتطرق لبعض الطابوهات‪ ،‬وهنا‬ ‫ح�ي�ن�م��ا أك ��د ل�ل�م�ج�ل��ة أن «ال�ت�ق�ه�ق��ر ال� ��ذي ط�ب��ع املشهد يكمن ّ‬ ‫سر نجاحه‪ ،‬وأشار إلى أنه «في الفيلم التاريخي‪،‬‬ ‫السينمائي الجزائري سببه املباشر هو ما حدث خالل نحن ال نكتب التاريخ بقدر من نكشف حقائق تاريخية‬ ‫م��ا ي�س�م��ى ب��ال�ع�ش��ري��ة ال� �س ��وداء»‪ ،‬ح�ي��ث ي �ق��ول‪« :‬تعثر غير معروفة‪ ،‬وغير متداولة بقصد أو عن غير قصد»‪.‬‬ ‫اإلبداع السينمائي‪ ،‬وراحت الدولة تنسحب من كثير من وبرر خروج الفيلم بعدة أسباب‪ ،‬أهمها كون األوسكار‬ ‫ل��ه ب�ع��ض ال�ق��واع��د ال�خ��اص��ة ب��ه‪ ،‬م�ث��ل ض ��رورة ال�ت��روي��ج‬ ‫املشاريع السينمائية»‪.‬‬ ‫وب ��امل �ق ��اب ��ل‪ ،‬ش� ��دد م� �ط ��اوي ع �ل��ى أن «غ� �ي ��اب م��درس��ة للفيلم بعرضه في قاعات السينما لعدة أشهر‪ ،‬وتنظيم‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫متخصصة في التكوين السينمائي أثر بشكل سلبي‬ ‫على واقع الصناعة السينمائية ببالده»‪ ،‬وأكد أن هذا األمر‬ ‫«أحد املطالب امللحة للجيل الجديد من السينمائيني الذين‬ ‫لم يجدوا الفرصة لصقل مواهبهم وإبداعاتهم»‪.‬‬ ‫واع�ت�ب��ر أن «ظ��اه��رة ال�ق��اع��ات السينمائية املغلقة هي‬ ‫إحدى األوجه التي تعكس أزمة السينما الجزائرية‪ ،‬فبعد‬ ‫االستقالل كان عدد الصاالت املفتوحة أكثر من ‪400‬‬ ‫صالة‪ ،‬لتصبح اآلن بعد عقود من الزمن ال تتجاوز ‪80‬‬ ‫صالة فقط»‪ ،‬وهو عدد وصفه مطاوي بـ«القليل ً‬ ‫جدا»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأوضاع هذه الصاالت كان يمكن أن يكون أفضل حاال لو‬ ‫تدخل برأيه القطاع الخاص الغائب ً‬ ‫تماما عن االستثمار‬ ‫في هذا املجال اإلبداعي على أهميته‪ ،‬فاإلنتاج السينمائي‬ ‫برأيه يحتاج إلى رأس املال من أجل إنتاجه وتسويقه‪،‬‬ ‫ونوه بمشكلة غياب سوق سينمائية‪ ،‬نّ‬ ‫ّ‬ ‫وبي أن «القانون‬ ‫ال يلزم القنوات الفضائية العاملة بالجزائر بشراء األفالم‬ ‫املنتجة‪ ،‬أو املساهمة بالتمويل في عمليات اإلنتاج»‪.‬‬ ‫وع��ن ال�س� ّ�ر ف��ي رواج األف�ل�ام ال�ت��ي ت�لام��س ج��وان��ب من‬ ‫الثورة الجزائرية دون غيرها من األف�لام‪ ،‬أك��د مطاوي‬ ‫على وج��ود تعدد في الثيمات التي عالجتها السينما‬ ‫منذ االستقالل‪ ،‬فسينما الواقع الجزائرية على حد قوله‬ ‫ً‬ ‫«كانت السباقة ً‬ ‫وأفريقيا»‪.‬‬ ‫عربيا‬


‫> خ�ل�ال ال�ف�ت��رة األخ �ي��رة ق��دم��ت أك �ث��ر م��ن عمل‬ ‫بطولة جماعية‪ ،‬هل جاء هذا بسبب عدم وجود‬ ‫أعمال تكتب مليرفت أمني خاصة؟‬ ‫ من املحال أن أفكر بهذه الطريقة فالذي يحدد قبولي‬‫ال��دور م��ن عدمه ه��و السيناريو الجيد وه��ل أستطيع‬ ‫أن أق��دم ج��دي��دا م��ن خالله أم ال‪ ...‬ألنني ال أح��ب على‬ ‫اإلطالق تكرار نفسي‪ ،‬فكثير من األعمال التلفزيونية‬ ‫ال�ت��ي ع��رض��ت ع�ل��ي تتشابه م��ع دور س�ب��ق أن قدمته‬ ‫ف��ي السينما‪ ،‬ل��ذل��ك أرف��ض م�ب��اش��رة‪ ،‬أم��ا فيما يتعلق‬ ‫�ان في عمل أقدمه فال يفرق معي على‬ ‫ب��دور أول أو ث� ٍ‬ ‫اإلطالق‪ ،‬فالحمد لله قدمت جميع األدوار والبطوالت من‬ ‫خالل مشواري السينمائي‪ ،‬منها العائلي واالجتماعي‬ ‫والرومانسي والتراجيدي‪ ،‬وأحيانا الكوميدي‪ ،‬وأبحث‬ ‫دائ�م��ا ع��ن الجديد ليس أك�ث��ر‪ ،‬وأن��ا م��ن أكثر الفنانات‬ ‫ال�لات��ي ي��ؤم��ن بأهمية ت��واص��ل األج �ي��ال‪ ،‬ول��ذل��ك أرح��ب‬ ‫بشدة بوجودي في األعمال الشبابية ومع الشباب‪ ،‬ولكن‬ ‫ب �ش��رط أن أج ��د ال ��دور‬ ‫املناسب املكتوب جيدا‬ ‫ليس أكثر‪ ،‬فأنا ظهرت‬ ‫ووج ��دت م��ن يحتضن‬ ‫م��وه �ب �ت��ي وي �ق��دم �ن��ي‪،‬‬ ‫ول � �ه� ��ذا أح � ��ب أن أف �ع��ل‬ ‫ال � � � �ش� � � ��يء ن � �ف � �س� ��ه م ��ع‬ ‫األجيال الجديدة‪.‬‬ ‫> آخ� � � � � ��ر أع� � �م � ��ال � ��ك‬ ‫ال �س �ي �ن �م ��ائ �ي ��ة ك ��ان‬ ‫فيلم «م��ن ‪ 30‬سنة»‬ ‫بطولة أح�م��د السقا‬ ‫وشريف منير وحقق‬ ‫نجاحا كبيرا‪ ...‬هل‬ ‫كنت تتوقعني نجاح‬ ‫العمل؟‬ ‫ ف �ي �ل��م «‪ 30‬س � �ن� ��ة» م��ن‬‫األعمال السينمائية التي سعدت باملشاركة فيها؛ ملا‬ ‫يتضمنه العمل من سيناريو جيد أليمن بهجت قمر‬ ‫ومخرج متميز مثل عمرو عرفة وتوليفة كبيرة من‬ ‫النجوم الذين يتمتعون بمواهب عبقرية جعلتهم في‬ ‫املقدمة‪ ،‬كما أن الفيلم تتوافر فيه جميع العوامل التي‬ ‫تجعله عمال سينمائيا متكامال‪ ،‬وأكثر ما أسعدني في‬ ‫العمل تفاعل الجمهور معي وإعجابه بالعمل‪.‬‬ ‫> من يعجبك من النجمات الجدد؟‬ ‫ دنيا سمير غانم‪ ،‬فهي فنانة موهوبة وتجيد التمثيل‬‫وال �غ �ن��اء‪ ،‬وه �ن��اك آخ ��رون ج �ي��دون ويمتلكون م��واه��ب‬ ‫كثيرة‪.‬‬ ‫> هل ساندك الحظ حتى حصلت على الفرصة‬ ‫األولى؟‬ ‫ الحمد لله أنا فنانة محظوظة والحظ وقف بجواري‬‫كثيرا‪ ،‬وبخاصة في بدايتي الفنية حينما قمت ببطولة‬ ‫فيلم «أبي فوق الشجرة» بدال من إحدى الفنانات التي‬ ‫ك��ان��ت امل��رش�ح��ة األول ��ى ل�ل��دور ومل��ا تخلفت ع��ن موعد‬ ‫التصوير رشحني وحيد فريد مدير التصوير املعروف‪،‬‬ ‫وف��ي بيته قابلت امل�خ��رج حسني ك�م��ال وع�ب��د الحليم‬

‫> ق ��دم ��ت ك �ث �ي��را م��ن‬ ‫األع � �م� ��ال م� ��ع ال �ن �ج��م‬ ‫الراحل ن��ور الشريف‬ ‫ت� � �ج � ��اوزت ‪ 20‬ع�م�لا‬ ‫وك��ون��ت م�ع��ه ثنائيا‬ ‫ف � �ن � �ي� ��ا خ � �ل� ��ال ف � �ت ��رة‬ ‫ال � �س � �ب � �ع � �ي � �ن� ��ات ه ��ل‬ ‫اس �ت �ف��دت م ��ن ال�ع�م��ل‬ ‫معه؟‬ ‫ استفدت كثيرا من كل‬‫ن �ج��م ت �ع��ام �ل��ت م �ع��ه وال‬ ‫أن� �س ��ى دائ � �م� ��ا ن�ص�ي�ح��ة‬ ‫ال� �ف� �ن ��ان ال � ��راح � ��ل ي�ح�ي��ى‬ ‫ش� ��اه�ي��ن ل � ��ي ب � �ض� ��رورة‬ ‫اخ� �ت� �ي ��ار أع � �م� ��ال� ��ي‪ ،‬وأال‬ ‫أتنازل عن مستوى النجاح‬ ‫الذي حققته تحت أي ظرف ونور الشريف لم يكن فنانا‬ ‫ع��ادي��ا بالنسبة ل��ي‪ ،‬ورح�ي�ل��ه ك��ان ص��دم��ة وت��رك جرحا‬ ‫في القلب‪ ،‬فنور الشريف رفيق الدرب كان صديقا وفيا‬ ‫مخلصا يحب عمله ج��دا‪ ...‬في أول يوم تصوير لنا في‬ ‫فيلم «بتوقيت ال�ق��اه��رة» آخ��ر أع�م��ال��ه ك��ان م��رح��ا ألبعد‬ ‫ّ‬ ‫ال�ح��دود‪ ،‬وم�ش��واري م��ع ن��ور كبير حيث إننا ك��ون��ا معا‬ ‫ثنائيا فنيا ناجحا ف��ي ف�ت��رة السبعينات ف��ي ع��دد من‬ ‫األفالم الناجحة‪ ،‬حيث بلغ عدد أفالمنا نحو ‪ 26‬فيلما‪ ،‬وتم‬ ‫تكريمنا في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بوصفنا‬ ‫أحسن ثنائيات مع نجالء فتحي ومحمود ياسني‪.‬‬ ‫> كيف ترين السينما اآلن؟‬ ‫ هناك أف�لام كثيرة جيدة ومحترمة لكن في املقابل‬‫هناك أف�لام سيئة ج��دا‪ ،‬وهناك أف�لام جيدة لكن أزمة‬ ‫أفالم الشباب أنهم يهتمون فقط بالبطولة املطلقة وال‬ ‫ينظرون إل��ى أدوار الصف الثاني‪ ،‬وه��ذه كارثة وعلى‬ ‫حافظ‪ ،‬وكان هذا حظا كبيرا بالنسبة لي والحظ وحده سبيل امل�ث��ال ال الحصر فيلم «ال أن ��ام» ق��ام ببطولته‬ ‫عمالقة الزمن املاضي‪ ،‬عمر الشريف‪ ،‬ويحيى شاهني‪،‬‬ ‫ال يكفي‪ ،‬وال بد من وجود موهبة حقيقية‪.‬‬ ‫وف��ات��ن حمامة‪ ،‬وهند رس�ت��م‪ ،‬ورش��دي أب��اظ��ة‪ ،‬ومريم‬ ‫> أال تخشني من أن يؤثر وج��ودك املستمر في فخر الدين‪ ،‬وعماد حمدي‪ ،‬كل ه��ؤالء العمالقة كانوا‬ ‫أبطاال لفيلم واحد‪ ...‬الجميل أن هذا كان السائد حينها‪.‬‬ ‫التلفزيون على نجوميتك سينمائيا؟‬ ‫ هذه املشكلة قد تكون واردة بالنسبة للفنانني الذين‬‫ي��وج��دون ف��ي أك�ث��ر م��ن ع�م��ل ت�ل�ف��زي��ون��ي خ�ل�ال ال�ع��ام > هل تشعرين بالحنني إلى املاضي؟‬ ‫ال��واح��د‪ .‬أض��ع السينما ف��ي املرتبة األول��ى وأب�ح��ث عن ‪ -‬هذه حقيقة ولذلك تجدني صديقة وفية لقناة «روتانا‬ ‫الدور املناسب الذي يعيدني إلى الشاشة الفضية بعد زمان» ألنها تشبع رغبتي عندما أشاهد أفالم األبيض‬ ‫ه��ذه ال�س�ن��وات الطويلة وأض��ع مجموعة م��ن ال�ش��روط واألس ��ود بها‪ ،‬التي تشبعني فنيا وروح�ي��ا حتى إذا‬ ‫ال�ص��ارم��ة ف��ي م��واص�ف��ات ه��ذا العمل ألن الجمهور ال كنت أشاهد الفيلم للمرة املائة‪ ...‬أما أفالم هذه األيام‬ ‫يقبل العمل املتوسط من كبار النجوم ويطالبهم دائما فأرى أنها صنعت للمشاهدة مرة واحدة فقط‪ ،‬كما أنني‬ ‫باألفضل‪ ،‬ومن ناحية أخرى فأنا أحرص على الحفاظ أعشق كل ما هو قديم ويذكرني باملاضي‪.‬‬ ‫على تاريخي الفني ولن أسيء إليه ملجرد الظهور على‬ ‫> ماذا تمثل الجوائز للنجمة ميرفت أمني؟‬ ‫شاشة السينما‪.‬‬ ‫ لقد حصلت على بعض الجوائز القيمة خالل مشواري‬‫> م��اذا يمثل لك العمل مع النجم الكبير عادل الفني‪ ،‬ولكن هناك بعض التكريمات اع�ت��ذرت عنها‪،‬‬ ‫ألنني ال أؤم��ن بالتكريم في أي مناسبة وأي وقت‪.‬‏‪..‬‏‬ ‫إمام؟‬ ‫ كان له أثر كبير في دعم مشواري الفني بالسينما وأخيرا فإن حب الجمهور لي هو جائزتي وتكريمي‏‪.‬‬‫وهناك كيمياء خاصة بيني وب�ين الزعيم ع��ادل إمام ‏‬ ‫منذ فيلم «واح��دة بواحدة» وآخر عمل بيننا «مرجان > متى تعتزل ميرفت أمني؟‬ ‫ عندما ال أجد أدوارا جديدة أقدمها أو ال تناسبني<‬‫أحمد مرجان»‪.‬‬ ‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪35‬‬


‫ظلت النجمة الكبيرة ميرفت أمني إحدى حبات الكريز على شاشة السينما املصرية‪ .‬كتبت تاريخها الفني املمتد خالل عشرات‬ ‫األعمال السينمائية التي استطاعت أن تحصد من خاللها إعجاب الجمهور بها منذ بدايتها الفنية في فيلم «أبي فوق الشجرة»‬ ‫آخر أعمال الفنان الراحل عبد الحليم حافظ‪ .‬حافظت ميرفت أمني على توهجها الفني خالل مشوارها الطويل‪ .‬لم تسقط في فخ‬ ‫أفالم املقاوالت أو االختيارات السيئة أو شعار «السوق عايز كده»‪ ،‬ولهذا حافظت على مكانها بني نجمات الصف األول حتى اآلن‪.‬‬ ‫تعيش الفنانة ميرفت أمني حالة من النشاط الفني حيث تقوم حاليا بتصوير فيلم «ممنوع االقتراب أو التصوير» بمشاركة‬ ‫مجموعة من الشباب كما تستعد خالل أيام لتصوير مسلسل «قصر العشاق» الذي يجمعها بالنجوم سهير رمزي وبوسي‬ ‫وف��اروق الفيشاوي وحسني فهمي‪ .‬وفي حوار أجرته معها «املجلة» تتحدث الفنانة ميرفت أمني عن آخر أعمالها وأخبارها‬ ‫وأشياء أخرى‪ .‬وإلى ما جاء في الحوار‪...‬‬

‫سأعتزل الفن عندما يحدث هذا األمر‪ ...‬وأعتز بصداقتي للماضي‬

‫‪:‬‬ ‫ميرفت أمني لـ‬ ‫أنا محظوظة ولن أسيء لتاريخي الفني‬ ‫القاهرة‪ :‬الدين راضي‬ ‫> هل ما شجعك لقبول مسلسل «قصر‬ ‫ال� �ع� �ش ��اق» ال� � ��ذي ي �ض ��م ن� �ج ��وم ال ��زم ��ن‬ ‫الجميل هو وج��ود ه��ؤالء الفنانني في‬ ‫ال�ع�م��ل وال�ح�ن�ين إل��ى ال��زم��ن ال�ج�م�ي��ل أم ج��ودة‬ ‫العمل؟‬ ‫ «قصر العشاق» نخوض من خالله السباق الرمضاني‬‫املقبل ويضم مجموعة كبيرة م��ن ال�ن�ج��وم‪ .‬وه��و من‬ ‫تأليف محمد الحناوي وإخراج عمر عبد العزيز‪ .‬وتدور‬ ‫أح��داث العمل في إطار اجتماعي رومانسي كوميدي‬ ‫حول التغيرات التي شهدتها الساحة االجتماعية خالل‬ ‫العقدين األخيرين في مصر مقارنة بالجيل املاضي‪.‬‬ ‫والحقيقة أن ما شجعني على قبول العمل وجود فنانني‬ ‫كبار أحبهم وتربطني بهم عالقات صداقة وزمالة قوية‬ ‫استمرت س�ن��وات طويلة وأح��ب العمل معهم‪ ،‬كما أن‬ ‫العمل مكتوب بشكل جيد ويعبر بشكل واقعي عما‬ ‫يحدث في املجتمع خالل السنوات األخيرة‪ ،‬كما‬ ‫أن مؤلف املسلسل كاتب موهوب أثبت جدارته‬ ‫خالل األعوام املاضية من خال أكثر من عمل‬ ‫حقق نجاحا كبيرا خ�لال ال�س�ن��وات القليلة‬ ‫املاضية‪.‬‬ ‫> ت �ق ��وم�ي�ن ح ��ال �ي ��ا ب �ت �ص��وي��ر ف�ي�ل��م‬ ‫«ممنوع االقتراب أو التصوير» وهو‬ ‫عمل كوميدي بمشاركة مجموعة من‬ ‫الشباب‪ ،‬ما الذي شجعك على قبول‬ ‫العمل؟‬ ‫ قصة فيلم «ممنوع االقتراب أو التصوير»‬‫واقعية حدثت بالفعل في الفترة األخيرة‪،‬‬ ‫كما أن العمل كوميدي من الدرجة األولى‪،‬‬

‫‪34‬‬

‫وأنا أحب هذه النوعية من األعمال التي تعتمد على حبكة بعقد جلسات عمل معه في بداية التحضيرات املبدئية‬ ‫درامية كوميدية في آن واحد‪ ،‬كما أن املخرج روماني للفيلم كما أن املخرج صاغ السيناريو بحرفية عالية‬ ‫سعد لديه موهبة مميزة ومختلفة وظهرت عندما قمت املستوى وهو األمر الذي جعلني أوافق على بطولة الفيلم‬ ‫دون تردد كما يشاركني البطولة يسرا اللوزي وبيومي‬ ‫ف��ؤاد ومحمد مهران وط��ارق اإلب�ي��اري وع��دد آخ��ر من‬ ‫النجوم والوجوه الجديدة‪.‬‬

‫الفنانة ميرفت أمني‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫> آخر أعمالك التلفزيونية كان مسلسل «رأس‬ ‫الغول» بطولة النجم الكبير الراحل محمود عبد‬ ‫العزيز‪ ...‬ما مالبسات هذا العمل؟‬ ‫ وجود اسم فنان كبير مثل محمود عبد العزيز في‬‫العمل وجودة العمل نفسه‪ ،‬كل هذه األشياء حمستني‬ ‫للمشاركة دون تردد؛ ألنني أثق في اختياراته القوية‪،‬‬ ‫فهو من املحال أن يقدم على عمل هابط‪ ،‬ثانيا الراحل‬ ‫محمود عبد العزيز كان من الفنانني الذين أسعد كثيرا‬ ‫بالتعاون معهم‪ ،‬فسبق أن قدمنا معا منذ بداياتنا كثيرا‬ ‫من األعمال املهمة مثل «الحفيد»‪ ،‬مع العظيمني عبد‬ ‫املنعم مدبولي وكريمة مختار وغيرهما‪ ،‬وأيضا‬ ‫فيلم «تزوير في أوراق رسمية»‪ ،‬وهو من أبرز‬ ‫األعمال املقربة لقلبي‪ ،‬أيضا «الدنيا على جناح‬ ‫يمامة»‪ ،‬باإلضافة إلى أن دوري في املسلسل‬ ‫وجدته جديدا علي تماما؛ ألن الجمهور لم‬ ‫يرني في هذا الشكل من قبل‪ ...‬والحمد لله‬ ‫العمل حقق نجاحا كبيرا‪ .‬ومن الصعب أن‬ ‫تجد شيئا جديدا في الدراما التلفزيونية‬ ‫ب�س�ه��ول��ة‪ ،‬وه ��ذا س��ر رف �ض��ي ك�ث�ي��را من‬ ‫األع �م ��ال خ�ل�ال ال �ف �ت��رة األخ� �ي ��رة‪ ،‬ف��أزم��ة‬ ‫األع�م��ال التلفزيونية دائ�م��ا ف��ي القصة‬ ‫والسيناريو فإذا توافر ال��ورق الجيد‪،‬‬ ‫ً‬ ‫عمال ً‬ ‫جيدا‪.‬‬ ‫فمن السهل أن تقدم‬


‫جواز السفر املصري لعبد الوهاب سليمان ميتو‬ ‫عبد الوهاب سليمان ميتو‬

‫سليمان م�ي�ت��و‪ ،‬ب�ط��ل ال��واق �ع��ة‪ ،‬ت�ق��ول إن��ه ف��ي ع��ام‬ ‫‪ 2007‬صدر قرار بوقف التعامل من خالل بطاقة‬ ‫إثبات الشخصية الورقية واستبدال بها بطاقة الرقم‬ ‫القومي‪ .‬وهنا كانت املفاجأة الكبرى التي قلبت‬ ‫حياته‪ ،‬حتى اآلن‪.‬‬ ‫ويضيف أنه جرى إخطاره من السلطات املصرية‬ ‫وغير مسجل‬ ‫أن والده ال يحمل الجنسية املصرية‪ً ،‬‬ ‫في الكشوف الرسمية‪ ،‬وأنه يحمل أوراقا تثبت أنه‬ ‫أحد رعايا الدولة الفرنسية‪ ...‬أي يحمل الجنسية‬ ‫الفرنسية‪ ،‬مما يترتب عليه عدم االعتراف بجميع‬ ‫األوراق التي يحملها مثل بطاقة إثبات الشخصية‬ ‫وجواز السفر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويواصل الرجل حكايته قائال‪ :‬تم رفض استخراج‬ ‫ب �ط��اق��ة ال��رق��م ال �ق��وم��ي امل �ص��ري��ة‪ ،‬وج� ��رى رف��ض‬ ‫االع�ت��راف ب��أي أوراق أحملها‪ ،‬رغ��م قيامي ب��أداء‬ ‫فريضة الحج قبل سنوات‪ ،‬وأداء أوالدي الخدمة‬ ‫ال �ع �س �ك��ري��ة ب �م �ص��ر‪ ،‬وع� ��دم اع� �ت ��راض أي جهة‬ ‫حكومية مصرية على هذا‪.‬‬ ‫ويضيف‪« :‬ك��ان علي أن أط��رق الجانب اآلخ��ر من‬ ‫األزمة‪ ،‬وأذهب إلى السفارة الفرنسية وأبحث عن أي‬ ‫أوراق تثبت حمل والدي الجنسية الفرنسية‪ ،‬لوضع‬ ‫حد لهذه امل��أس��اة‪ ،‬إال أن السفارة الفرنسية ردت‬ ‫بأنه ال يوجد أي أوراق تثبت حمل والدي للجنسية‬ ‫الفرنسية‪ ،‬وب��ال�ت��ال��ي (أن��ت م�ص��ري اب��ن مصري‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ولست فرنسيا)»‪.‬‬ ‫وي �ق��ول ال��رج��ل‪« :‬م�ن��ذ ع��ام ‪ ،2007‬ح�ت��ى اآلن‪ ،‬ما‬ ‫ً‬ ‫حائرا وأبحث عن إجابة عن سؤالي‪ :‬هل أنا‬ ‫زالت‬ ‫مصري أم فرنسي؟! وعندما يتوفاني ال�ل��ه‪ ،‬هل‬ ‫سيتم استخراج شهادة وفاة مصرية أم فرنسية‪.‬‬ ‫هذه األسئلة أضعها أمام املسؤولني لعل قلبهم يرق‬ ‫لي ويسرعوا لوضع حل لهذه األزمة»<‬

‫بطاقة الهوية املصرية القديمة مليتو‬

‫بيانات‬ ‫السجالت‬ ‫املصرية‬ ‫تقول إن‬ ‫جنسية‬ ‫والد عبد‬ ‫الوهاب‬ ‫«حماية‬ ‫فرنسا»‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪33‬‬


‫فرنسيا‪ .‬وبعد عمر بلغ ‪ً 92‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عاما‪،‬‬ ‫مصريا أم‬ ‫يحاول مواطن من مدينة اإلسكندرية املصرية إثبات صحة جنسيته‪ ،‬وما إذا كان‬ ‫ما زال الرجل يتردد على السلطات في كل من القاهرة وباريس‪ ،‬ملعرفة هل هو مصري أم فرنسي‪ .‬ويقول مسؤول مصري إن‬ ‫األوراق تشير إلى أن والده فرنسي‪ ،‬بينما تجيب السفارة الفرنسية في القاهرة‪ ،‬بأنه ال يوجد ما يؤكد ذلك‪.‬‬

‫يسعى بني القاهرة وباريس الستخراج بطاقة هوية جديدة‬

‫عجوز مصري يكتشف أن والده فرنسي بعد ‪ 92‬سنة من العمر‬ ‫القاهرة‪ :‬عصام الدين راضي‬ ‫عبد الوهاب سليمان ميتو‪ ،‬مقيم بمنطقة‬ ‫بحري‪ ،‬أح��د أع��رق أحياء املدينة الواقعة‬ ‫شمال غربي العاصمة املصرية‪ .‬ظل طيلة‬ ‫أكثر من تسعة عقود يعيش مثل أي مواطن يحمل‬ ‫الجنسية امل�ص��ري��ة‪ .‬يتمتع بكل ال�ح�ق��وق وعليه‬ ‫جميع الواجبات التي يقرها الدستور والقانون‪.‬‬ ‫يحمل ه��ذا ال�ع�ج��وز ال�س�ك�ن��دري ش �ه��ادة ميالد‬ ‫وجواز سفر وجميع األوراق الحكومية التي تقول‬ ‫إنه مصري‪ .‬ليس هذا فقط بل إن أوالده شاركوا‬ ‫في عدد من الحروب التي خاضتها مصر‪ ،‬إال أن‬ ‫كل ه��ذا لم يشفع ل��ه‪ ،‬حيث واج��ه صدمة شديدة‬ ‫حني أثبتت األوراق الحكومية أن والده غير مصري‬ ‫ومن رعايا الدولة الفرنسية‪.‬‬ ‫وترتب على كل ذلك عدم صحة جنسيته املصرية‬ ‫وأنه مواطن فرنسي تابع للدولة الفرنسية‪ ،‬وأن ‪92‬‬ ‫عاما من عمره‪ ،‬قضاها كمصري‪ ،‬ذهبت أدراج‬ ‫الرياح وأن عليه أن يبدأ مرحلة جديدة من حياته‬ ‫متنقال بني الجهات الحكومية املصرية والفرنسية‬ ‫ليثبت باألوراق هل هو مصري أم فرنسي؟ وتقول‬ ‫السلطات في كل من البلدين إن األمر ما زال في‬ ‫طور البحث‪.‬‬ ‫ال �ح �ك��اي��ة ك �م��ا ج� ��اءت ع �ل��ى ل �س��ان ع �ب��د ال��وه��اب‬

‫ميتو ورحلة البحث عن حقيقة جنسيته‬

‫‪32‬‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫خطاب من السفارة الفرنسية يقول إنها‬ ‫ال تستطيع إثبات أن ميتو فرنسي‬



‫بو‬

‫ر‬

‫تر‬

‫يه‬

‫«بابا نويل» ‪ ..‬يبحث عن سالم االطفال‬ ‫‪1‬‬ ‫ ما اسم بابا نويل؟‬‫ نعم‪ ،‬ليس مل��ن يكنى ب�ـ «أب��ي عيد رأس السنة» اس��م واح��د عند الجميع في‬‫أرجاء املعمورة‪.‬‬ ‫ فهو «سانتا كلوز» أيضا‪ ،‬يعيش مع زوجته السيدة كلوز التي ال نراها أبدا‪.‬‬‫ وفي خيال األطفال‪ّ ،‬‬‫فإن بعض األقزام يصنعون له هدايا عيد السيد املسيح‪.‬‬ ‫ وفي الصني وروسيا وبالد العالم التي تنتشر فيها الديانة املسيحية‪ ،‬يحمل‬‫بابا نويل أسماء أخرى‪.‬‬ ‫ لكن اسمه في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال والبرازيل‪ ،‬وج��زء من‬‫كندا وآيرلندا وبلجيكا وتركيا والوطن العربي‪ ،‬ال يخرج عن عبارة بابا نويل‪.‬‬ ‫ ويبقى بابا نويل في معناه األوروبي قريبا من معنى الوالدة والحياة‪.‬‬‫ وفي معناه العربي‪ ،‬بالصدفة‪ ،‬فإنه قريب من العطاء والكرم والنوال‪.‬‬‫‪2‬‬ ‫ لقد بات من املألوف في خيال األطفال في العالم املسيحي‪ ،‬أن الهدايا هي‬‫لألطفال الفقراء واألغنياء على حد س��واء‪ ،‬وهي الدليل األكيد على بداية عام‬ ‫جديد‪.‬‬ ‫ والعام الجديد ال يولد وال دليل عليه إال بإطاللة الرجل العجوز واألب الحنون‬‫الضحوك‪.‬‬ ‫ ولكن اللحية الطويلة البيضاء التي تغطي وجهه تضفي عليه وقارا ملحوظا‪.‬‬‫ وأما لباسه فهو معطف أحمر اللون يوحي بالحيوية‪.‬‬‫ ولهذا املعطف أكمام وأطراف بيضاء‪ ،‬توحي بدفء القطن وهو يواجه ذرات‬‫الثلج‪.‬‬ ‫ وله طرطور يخفي فيه الهدايا الصغيرة امللفوفة بعناية‪ ،‬مثل أي هدية مفاجئة‪،‬‬‫وهو مثل قلنسوة طويلة لحماية شعره األبيض من الثلج الذي تذروه عربته التي‬ ‫تحمله من القطب الشمالي‪ ،‬وهي عبارة عن مزالج طائر في السحاب تقوده‬ ‫األيائل ذات القرون‪.‬‬ ‫ إنه يدس الهدايا عبر شقوق املنازل‪ ،‬أو أي ثقب ممكن‪ ،‬مثل املداخن‪ ،‬واألبواب‬‫املفتوحة‪ ،‬ويقدمها لألطفال‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ ولبابا نويل قصتان‪ :‬واحدة قديمة تعود إلى القرون الوسطى‪ ،‬وأخرى تعود‬‫إلى العصر القريب‪.‬‬ ‫أوال‪ -‬لقد منعت الكنيسة الكاثوليكية عادة شائعة‪ ،‬هي تبادل الهدايا في القرون‬

‫‪30‬‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫الوسطى باعتبارها طقسا وثنيا‪ .‬وقصة سانتا كلوز مأخوذة من قصة القديس‬ ‫نيكوالس‪ ،‬وهو أسقف «ميرا» عاش في القرن الخامس امليالدي‪ ،‬وكان يقوم‬ ‫أثناء الليل بتوزيع الهدايا للفقراء ولعائالت املحتاجني‪ ،‬دون أن تعلم هذه العائالت‬ ‫من هو فاعل الخير ه��ذا‪ .‬وص��ادف أن توفي هذا القديس في شهر ديسمبر‬ ‫(كانون األول)‪.‬‬ ‫ثانيا‪ -‬عام ‪ 1823‬كتب الشاعر األميركي كالرك موريس قصيدة «الليلة السابقة‬ ‫لعيد امليالد»‪ ،‬يصف بها هذه الشخصية‪ ،‬ويحدد مالمح خرافية لها‪ ،‬وهي تعتمد‬ ‫أبعادا تجارية‪ ،‬كأن يقوم األطفال بكتابة رسائل إلى سانتا ويضعونها في‬ ‫جراب امليالد‪ ،‬أو بقرب الشجرة قبل العيد‪ ،‬ويستيقظون صباح العيد لفتحها‪.‬‬ ‫وصار بابا نويل مجموعة من خرافات تحوم كلها حول فلسفة الهدايا والتقارب‬ ‫بني الناس والتراحم فيما بينهم‪ ،‬بمناسبة عيد ميالد السيد املسيح‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ يكبر األطفال الذين انتظروا بابا نويل‪ ،‬وينجبون أطفاال ينتظرون هدايا بابا‬‫نويل‪ ،‬ويكتشفون أن بابا نويل ليس غير والدهم‪ ،‬أو والدتهم‪ ،‬أو جدهم‪ ،‬أو أحد‬ ‫األقارب الذين كانوا يجلبون الهدايا وينسبونها لبابا نويل ويخفون الفاعل‪،‬‬ ‫املشتري‪ ،‬كما كان يفعل القديس نيكوالس‪.‬‬ ‫ وما الهدايا امللفوفة سوى تلك السلعة املعروضة من التجار‪ ،‬يشتريها الكبار‬‫بنقودهم ويهدونها للصغار‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ وفي مثل هذه األيام‪ ،‬يأتي بابا نويل‪ ،‬ولكنه ال يجد أطفاال‪ ،‬لقد كبروا بسرعة‬‫وخ �س��روا طفولتهم ف��ي امل�ن��اف��ي اإلج �ب��اري��ة وال�ت��رح�ي��ل ال�ق�س��ري ع��ن ال��وط��ن‪،‬‬ ‫والتهجير الذي خلق بؤرا للتوتر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ وقرر بابا نويل أنه ال بد أن يوزع فيها حبوب التهدئة للعالم‪ ،‬وفضل أن يعمل‬‫إطفائيا إلخماد النيران‪ ،‬حتى يشعر الجميع بالدفء‪ ،‬ويستمتع األطفال في‬ ‫كل الدنيا بعطلة هادئة هانئة‪ ،‬وال نتخيل بابا نويل إال إطفائيا يسعى إلى رش‬ ‫ّ‬ ‫األرضية التي باتت تعج‬ ‫املاء على الحرائق املندلعة هنا وهناك‪ ،‬فوق هذه الكرة‬ ‫باألسلحة‪.‬‬ ‫ ولكن ما ال ينساه بابا نويل هو أن سالم األطفال بات مهددا‪ ،‬وأن أكبر هدية‬‫لهم هي السالم‪ ،‬فالعالم بات قبيحا باألسلحة‪ ،‬ويغدو مليحا باألطفال‪ ،‬إذا حل‬ ‫في ديارهم السالم‬

‫نص‪ :‬منصف املزغين‬ ‫ريشة‪ :‬علي املندالوي‬


‫مجلة العرب الدولية‬ ‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪Issue 1627 Saturday 7-13 January 2017‬‬

‫‪2‬‬

‫ً‬ ‫< ‪ 12‬دليال تشير إلى احتمال إصابتك بأمراض خطيرة ال يجب تجاهلها‬ ‫< محكمة أميركية تقضي بتغريم الراقصة صوفينار ‪ 200‬ألف دوالر‬ ‫< الشمال اإلثيوبي‪ ...‬حاضن النيل األزرق وملتقى ديانات السماء‬

‫عجوز مصري يكتشف‬ ‫أن والده فرنسي‬ ‫بعد ‪ 92‬سنة من العمر‬

‫ميرفت أمني‪:‬‬ ‫أنا محظوظة ولن‬ ‫أسيء لتاريخي الفني‬


‫رسالة من ‪ 2016‬إلى ‪2017‬‬ ‫والسلف ِم��ن ّ‬ ‫الرسائل بني الخلف َّ‬ ‫تبدو َّ‬ ‫السنني‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫بالغريبة؛ فالزمن يعيشه الناس‪ ،‬وتسجل حوادثه‬ ‫في ساعاته وأيامه؛ َ‬ ‫وم��ن يقرأ محمد بن جرير‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫الطبري (ت‪310‬هـ) «تاريخ األمم وامللوك»‪ ،‬وما صنف ِمن‬ ‫بعده في التاريخ على طريقته‪ ،‬سيجده عبارة عن رسائل‬ ‫بني السنني‪ ،‬وعلى مدى َّ‬ ‫الدهر تجد التسليم والتسلم ً‬ ‫قائما‬ ‫بينها‪ ،‬وبني العقود‪ ،‬وبني القرون‪ ،‬حتى َمن حصر تاريخه‬ ‫بمائة سنة ِمن مئات التاريخ (الحوادث الجامعة والتجارب‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫النافعة في املائة َّ‬ ‫السابعة) مثال‪ ،‬وهكذا تتداول األيام‪.‬‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ليس اعتباطا يتبادل الناس التهاني بانقضاء سنة وقدوم‬ ‫أخ��رى؛ وه��م ال يقصدون انقضاء الخير فيها بقدر ما‬ ‫َّ‬ ‫يقصدون تجاوز الشر منها‪ ،‬أن ال يصاحبهم إلى السنة‬ ‫ِّ‬ ‫ومن أسباب‬ ‫الجديدة‪ ،‬ولكل أهل دين وقومية رأس سنتهم‪ِ ،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ذل��ك وم��وج�ب��ات��ه‪ :‬ذك��رى ب��داي��ة الخليقة‪ ،‬أو م�ي�لاد الديانة‬ ‫ُّ‬ ‫نفسها‪ ،‬أو ح��دث فاصل ف��ي ت��اري��خ ال�ق��وم‪ ،‬وكلها تتوج‬ ‫باألعياد‪.‬‬ ‫غير أننا لسنا خارج هذا العالم‪ ،‬كي ال نحسب لتجدد‬ ‫السنني امليالدية حسابها‪ُّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫فالدنيا‪ ،‬مثلما نرى ونسمع‪،‬‬ ‫غ��دت قرية صغيرة‪ ،‬وال تعني ه��ذه الجبال وال��ودي��ان‬ ‫َ‬ ‫وال �ب �ح��ار ح��واج��ز ب�ين آف��اق �ه��ا‪ ،‬وال �ق��ول مل��ن ن�ق��ل عنه‬ ‫أبو حيان التوحيدي (ت‪414‬ه �ـ)‪ ،‬أبو سليمان محمد‬ ‫بن طاهر ّ‬ ‫السجستاني (ت‪380‬ه �ـ)‪ ،‬عندما سأله عن‬ ‫س� ّ�ر َّ‬ ‫الصداقة بينه وب�ين اب��ن سيار القاضي‪ ،‬واألول‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫بسجستان والثاني بالصيمرة‪ ،‬وهما بلدان متباعدان‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فأجابه ق��ائ�لا‪« :‬األمكنة في الفلك أش� ُّ�د تضامنا ِمن‬ ‫الخاتم في ُأصبعك‪ ،‬وليس لها هذا ُ‬ ‫البعد ال��ذي تجده‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫باملسافة األرض �ي��ة ِم��ن ب�ل� ٍ�د إل��ى بلد بفراسخ تقطع‪،‬‬ ‫وجبال ُتعلى‪ ،‬وبحار ُت�خ��رق» (التوحيدي‪َّ ،‬‬ ‫الصداقة‬ ‫َّ‬ ‫والصديق)‪.‬‬ ‫ال نبالغ إذا قلنا إنه تعبير مبكر عن العوملة‪ ،‬التي نعيشها‬ ‫تامة في هذا ال� َّ�زم��ان‪ ،‬فكيف نعاب على استعمال تاريخ‬ ‫صار شأنه ً‬ ‫دوليا‪ ،‬وإال فرؤوس ّ‬ ‫السنني متعددة في هذه‬ ‫ُّ‬ ‫الدنيا‪ ،‬ليس بني املسلمني واملسيحيني وال بني أوروبا وبقية‬ ‫القارات‪ ،‬إنما متعددة داخل بقعة جغرافية واحدة بني دين‬ ‫ً‬ ‫جميعا توحد باالحتفال‪ ،‬فاألعمار‬ ‫وآخ��ر‪ ،‬إال أن العالم‬ ‫واملواعيد ُّ‬ ‫الدولية واملحلية غدت وفق امليالد‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أق��ول ه��ذا ألن هناك م��ن اعتبر االحتفال بالعام الجديد‪،‬‬ ‫أو الكتابة في املناسبة‪ ،‬معصية ِمن املعاصي أعاذنا الله‬ ‫َّ ّ‬ ‫لكن ال��ش�ه��ور التي نتداولها‪ِ ،‬م��ن ثقافة منطقتنا‬ ‫منها‪،‬‬ ‫ومحيطها‪ ،‬م��ع اخ�ت�لاف األس��ام��ي‪ِ ،‬م��ن يناير و(ك��ان��ون‬ ‫َّ‬ ‫الثاني) وحتى ديسمبر و(كانون األول)‪ ،‬ومعلوم أن كانون‬ ‫ِّ‬ ‫مفردة سريانية معناها «الشتاء»‪ ،‬و«ك��ان��ون» تستخدم‬ ‫قبل وسائل التدفئة الحديثة‪ ،‬بمعنى الحطب املوضوع في‬ ‫املوقد واملشبوب ً‬ ‫نارا‪.‬‬ ‫إن فكرة َّ‬ ‫الرسائل بني عام وآخر مطروقة‪ ،‬قرأتها قبل ‪49‬‬

‫ال‬

‫ُّ‬ ‫الخيون‬ ‫بقلم‪ :‬رشيد‬

‫ً‬ ‫عاما‪ ،‬في مجلة لم أعد أتذكر اسمها‪ ،‬رسالة موجهة ِمن‬ ‫‪ 1967‬إل��ى ‪ .1968‬وأكثر ما ك��ان يشكو َّ‬ ‫السلف للخلف‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫«النكسة»‪ ،‬على اعتبار أن «النكبة» تسمية اختصت بما‬ ‫الرسالة مؤملة‪ ،‬حمل بها َّ‬ ‫حدث (‪ .)1948‬كانت ِّ‬ ‫السلف خلفه‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫مهمة محو النكسة‪ ،‬التي غيرت عاملنا تماما‪ ،‬وأنعشت‬ ‫َّ‬ ‫الثورات واإلسالم ِّ‬ ‫السياسي‪ ،‬ومنها وبسببها خرج شعار‬ ‫ّ‬ ‫«اإلسالم هو الحل»‪ ،‬وأي ظهور ألمر جديد ُينسب ليونيو‬ ‫(حزيران) ‪ .1967‬وجاء الخلف وزاد الخسف‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫كان العام ‪ 2016‬محمال بالهموم والنكبات الجسام‪ ،‬عام‬ ‫ً‬ ‫أيضا‪ ،‬ودعونا نقرأ ِّ‬ ‫الرسالة‬ ‫اإلرهاب ومكافحته املتعثرة‬ ‫استهالل أوجبته املناسبة‪:‬‬ ‫بعد‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫«كنت أظن أن الحوادث التي ورثتها من أعوام ما بعد‬ ‫ال �غ��زو األم�ي��رك��ي ألفغانستان ث��م ال �ع��راق ستنتهي؛‬ ‫كي ال ُأحملك وزره��ا‪ ،‬ولكن‪ ،‬ما أن أزف َّ‬ ‫الرحيل وإذا‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫خرائب‪ ،‬هجرها‬ ‫أسلم لك حلب وبقية املدن السورية‬ ‫أهلها‪ ،‬ومعلوم َمن يعبر البحار ال عودة له‪ ،‬وآخرها‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫لك تفجير برلني‪ ،‬وكان الحدث الجسيم‪،‬‬ ‫أيضا خلفت ِ‬ ‫ليس ألنه تفجير خطير‪ ،‬فما أكثر األخطار‪ ،‬لكنه جاء‬ ‫ن��وع� ً�ي��ا‪ ،‬وف��ي أع�ي��اد امل �ي�لاد‪ ،‬وق�ص��د س��وق املناسبة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫موجها إلى دين ال مكان‪ ،‬وكانت أملانيا األكثر‬ ‫وكأنه‬ ‫ً‬ ‫تعاطفا مع املزاحني عن أرضهم‪ ،‬وإذا بأحدهم يفعلها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حطاما‪ ،‬وهكذا تسلمتها‪ ،‬واليمن مائجة‬ ‫أترك لك ليبيا‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫هائجة‪ ،‬وديانها وجبالها في النهار غيرها في الليل‪ ،‬أما‬ ‫ً‬ ‫العراق فأمره أمر‪ ،‬ثلثه ليس معه‪ ،‬ورأسه يتدلى مثقال‬ ‫ِ‬ ‫بدعوات االنفصال‪ ،‬وكان األمل عودة املوصل‪ ،‬وتطفأ‬ ‫الطائفية‪ ،‬وإذا بالحشود تتقابل‪ ،‬على دعوى عمرها ألف‬ ‫وأربعمائة عام‪ ،‬والسؤال الذي ال يعني َّ‬ ‫الزمن بماضيه‬ ‫َ‬ ‫القريب وحاضره ناهيك عن مستقبله‪ :‬ملن اإلمامة؟!‬ ‫َ‬ ‫ومن ُيعتقد أن األوائل اختلفوا لكنهم حكموا واصطلحوا‬ ‫ومضوا لسبيلهم‪.‬‬ ‫أت ��رك ل��ك املنطقة ه��ائ�ج��ة‪ ،‬وال �ع��ال��م ي�ق��ف ع�ل��ى ق��رن ث��ور‪،‬‬ ‫س��أغ��ادر ول��م أع��رف أي إنجاز كبير أنجزته‪ ،‬كي أضعه‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫خميرة بني يديك‪ ،‬فما عادت تقال إنجازات الطب والعلوم‬ ‫وال ِّ‬ ‫الزراعة وال االقتصاد على العموم‪ ،‬وما زال اإلرهاب‬ ‫يفترس األرواح ف�لا ص��وت يعلو على ص��وت��ه‪ .‬أنسحب‬ ‫سرا‪ ،‬قد تنتهي ُ‬ ‫و«داعش» ما زال أمرها ً‬ ‫ويكشف املستور‪،‬‬ ‫لكن ما قيمة ذل��ك والحق قد ابتلعه الباطل‪ .‬معك سيبدأ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تهديدا‪ ،‬وشاعت حوله‬ ‫جديدا مأل األثير‬ ‫أميركيا‬ ‫رئيسا‬ ‫حكايات عجيبة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ختاما‪ ،‬مع كل املحبطات التي خلفتها لك‪ ،‬تركت لك‪ ،‬في‬ ‫ً‬ ‫أواخر ساعاتي‪ ،‬ما يخفف قليال عن إرث العقود الخوالي‪،‬‬ ‫إن �ه��ا أول م� ��رة‪ ،‬وم �ن��ذ م �ب��ادئ وي �ل �س��ون األرب� �ع ��ة عشر‬ ‫(‪ ،)1918‬أن تدافع أميركا عن الباطل‪ ،‬قضي األمر بإيقاف‬ ‫االستيطان وتحريمه بفلسطني‪ ،‬وه��ذا أقصى ما قدرت‬ ‫على فعله لك‪ ،‬أودعك بأمل عساه يجدي» <‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪27‬‬


‫خادم الحرمني الشريفني لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء املخصصة إلعالن امليزانية (واس)‬

‫ضريبة السلع املنتقاة‬ ‫من املقرر أن يبدأ فرض ضريبة السلع املنتقاة في الربع‬ ‫ال�ث��ان��ي م��ن ع��ام ‪ ،2017‬وه��ي خ��اص��ة ب��امل�ن�ت�ج��ات التي‬ ‫تتسبب في أض��رار على الصحة‪ ،‬كمشتقات التبغ التي‬ ‫ستبلغ ضريبتها ‪ 100‬في املائة‏‪ ،‬واملشروبات الغازية ‪50‬‬ ‫في املائة‪ ،‬ومشروبات الطاقة ‪ 100‬في املائة‪ ،‬كما يمكن أن‬ ‫تتوسع لتشمل األطعمة التي تتسبب في انتشار السمنة‬ ‫ومرض السكري‪.‬‬ ‫أم ��ا ض��ري�ب��ة ال�ق�ي�م��ة امل �ض��اف��ة‪ ،‬ف��إن�ه��ا س�ت�ش�م��ل جميع‬ ‫املنتجات والخدمات‪ ،‬وتبلغ قيمتها ‪ 5‬في املائة من قيمة‬ ‫املنتج‪ ،‬مع إعفاءات ال تتجاوز ‪ 100‬منتج فقط من السلع‬ ‫األساسية‪ .‬ومن املقرر تطبيقها في الربع األول من عام‬ ‫‪.2018‬‬

‫املكافئ املالي‬ ‫وسترفع الحكومة املكافئ امل��ال��ي ال��ذي تدفعه شركات‬ ‫القطاع الخاص على عدد املوظفني غير السعوديني الزائد‬ ‫عن عدد نظرائهم السعوديني في كل منشأة‪ ،‬والبالغ ً‬ ‫حاليا‬ ‫ً‬ ‫شهريا‪ .‬وعلى سبيل املثال‪ ،‬سيزيد املكافئ‬ ‫‪ 200‬ريال‬

‫‪26‬‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪,,‬‬

‫التخطيط لزيادة اإلنفاق إلى‬ ‫ً‬ ‫مليارا‬ ‫‪ 890‬مليار ريال من ‪825‬‬ ‫بما يعني رفع اإلنفاق على‬ ‫البنية التحتية بشكل خاص‬ ‫بنسبة ‪ 69‬في املائة‬

‫‪,,‬‬

‫تأثر السلع والخدمات‪ ،‬بتصاعد أسعار الطاقة في بلد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫متوفرا‬ ‫محليا‬ ‫إنتاجا‬ ‫تقليديا على اعتبار الطاقة‬ ‫اعتاد‬ ‫بأرخص األسعار‪ .‬ولكن يبدو أن الحكومة ماضية جدياً‬ ‫في تحرير أسعار الطاقة واملياه‪ ،‬وعدم االنتظار أكثر من‬ ‫ً‬ ‫شبيها بما حصل‬ ‫ذل��ك‪ .‬وم��ن املقرر أن يكون التحرير‬ ‫في دولة اإلمارات العربية املتحدة قبل أعوام عندما جرى‬ ‫تحرير أسعار البنزين والديزل عبر تحديد تسعيرة‪ ،‬يعاد‬ ‫النظر فيها مرة واحدة كل شهر»‪.‬‬

‫املالي الذي تدفعه الشركات عن كل عامل أجنبي‪ ،‬يزيد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اعتبارا من‬ ‫شهريا‪،‬‬ ‫على عدد السعوديني إلى ‪ 400‬ريال‬ ‫ً‬ ‫شهريا في ‪ ،2019‬و‪800‬‬ ‫يناير ‪ ،2018‬وإلى ‪ 600‬ريال‬ ‫ً‬ ‫شهريا في ‪.2020‬‬ ‫ريال‬ ‫وإذا ك��ان��ت ال �ع �م��ال��ة ال ��واف ��دة ت �ق��ل ع ��ن ع ��دد ال�ع��ام�ل�ين‬ ‫السعوديني‪ ،‬فسيبلغ املكافئ املالي الذي تدفعه الشركات‬ ‫ع��ن ك��ل ع��ام��ل ي�ق��ل ع��ن ع ��دد ال �س �ع��ودي�ين ‪ 300‬ري��ال‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اعتبارا من يناير (كانون الثاني) ‪ ،2018‬على‬ ‫شهريا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أن يصل إلى ‪ 500‬ريال شهريا في ‪ ،2019‬و‪ 700‬ريال‬ ‫ً‬ ‫شهريا في ‪.2020‬‬ ‫ولن يقتصر األمر على ذلك‪ ،‬إذ ستفرض رسوم حكومية‬ ‫على مرافقي ومرافقات العمال الوافدين‪ ،‬أي على أفراد‬ ‫عائالتهم‪ ،‬إذ إن��ه سيجري تطبيق رس��وم ق��دره��ا ‪100‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اعتبارا من يوليو (تموز) املقبل عن كل‬ ‫شهريا‪،‬‬ ‫ري��ال‬ ‫فرد مرافق للعمالة الوافدة في القطاع الخاص‪ .‬وسيرتفع‬

‫ً‬ ‫شهريا عن كل مرافق في يوليو‬ ‫املقابل إلى ‪ 200‬ريال‬ ‫ً‬ ‫‪ ،2018‬وإلى ‪ 300‬ريال شهريا عن كل مرافق في ‪،2019‬‬ ‫ً‬ ‫شهريا في ‪.2020‬‬ ‫و‪ 400‬ريال‬ ‫ً‬ ‫فمثال‪ ،‬سيدفع الوافد إذا كان عدد أفراد أسرته ‪ 4‬أشخاص‬ ‫ً‬ ‫‪ 400‬ريال (‪ 106.7‬دوالر) شهريا‪ ،‬أي ‪ 4800‬ريال (‪1280‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ابتداء من منتصف عام ‪ ،2017‬وصوال‬ ‫سنويا‬ ‫دوالرا)‬ ‫ً‬ ‫إلى ‪ 1600‬ريال (‪ 426.6‬دوالر) شهريا‪ ،‬أي ‪ 19200‬ريال‬ ‫ً‬ ‫سنويا‪.‬‬ ‫(‪ 5120‬دوالرا)‬ ‫وإذا ما جرى تطبيق هذه الخطوة‪ ،‬فإن تكلفة العامل‬ ‫األجنبي سترتفع إل��ى مستويات غير مسبوقة في‬ ‫تاريخ س��وق العمل السعودية‪ .‬وس��وف تزيد األعباء‬ ‫بشكل هائل على الشركات التي لديها أع��داد كبيرة‬ ‫م��ن املوظفني غير ال�س�ع��ودي�ين‪ .‬وق��د أث��ار ذل��ك بعض‬ ‫املخاوف في أوساط القطاع الخاص‪ ،‬التي تخشى على‬ ‫فقدان امليزة التنافسية للمنتج السعودي مع التحرير‬ ‫التدريجي ألسعار الطاقة وزيادة الرسوم على العمالة‬ ‫الوافدة‪ ،‬حيث سيضطر كثير منهم إلى مغادرة البالد‬ ‫أو إرس��ال ذويهم إل��ى بالدهم األصلية‪ .‬ولكن‪ ،‬يبقى‬ ‫ً‬ ‫مبكرا على مدى تأثير هذا اإلجراء‪ ،‬سيما أنه‬ ‫الحكم‬ ‫يحفز ال�ق�ط��اع ال�خ��اص على االس�ت�ع��ان��ة بشكل أكبر‬ ‫باملواطنني السعوديني‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويبدو أن العام الجاري سيكون مختلفا عن األعوام‬ ‫السابقة من حيث إدخال مفاهيم جديدة وممارسات‬ ‫لم يعتد عليها املواطنون أو املقيمون من قبل‪ .‬وفي‬ ‫جميع األح � ��وال‪ ،‬ف��إن ض�ع��ف أس �ع��ار ال�ن�ف��ط أرخ��ى‬ ‫بظالله على امليزانية ومعها سياسات الدعم السخي‬ ‫في األعوام السابقة‪ ،‬ليبدأ عصر جديد تجسده «رؤية‬ ‫‪ »2030‬التي تقوم على نهج مختلف‪ ،‬فيما ينتظر‬ ‫املواطنون حصادها ويراقبون تأثيراتها وتقدمها‪،‬‬ ‫خطوة بخطوة<‬


‫خادم الحرمني الشريفني لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء املخصصة إلعالن امليزانية وإقرارها في الرياض (واس)‬

‫أما العجز املتوقع مليزانية ‪ .2017‬فإنه عند ح��دود ‪ 198‬الخاص للتمويل أو على السيولة بالقطاع املصرفي‪.‬‬ ‫مليار ريال (‪ 52.8‬مليار دوالر)‪ ،‬مقابل عجز فعلي ‪297‬‬ ‫مليار ريال (‪ 79‬مليار دوالر) في ‪.2016‬‬ ‫التوازن املالي‬ ‫وح� ��ول م��ا ي�ت�ع�ل��ق ب �ت �ق��د ًي��رات ال �ن �م��و‪ ،‬ف��إن �ه��ا ت �ظ��ل عند‬ ‫حدود اثنني في املائة‪ ،‬وفقا ملا يجري تداوله في الدوائر بالتزامن مع صدور امليزانية الجديدة‪ ،‬أطلقت الحكومة‬ ‫االقتصادية الرسمية‪ .‬وصحيح أنها أعلى من نسبة نمو السعودية للمرة األولى في تاريخها برنامج التوازن املالي‪،‬‬ ‫‪ ،2016‬إال أنها تبقى دون النسب املحققة في السنوات الذي يهدف إلى تحقيق ميزانية متوازنة‪ ،‬تتساوى فيها‬ ‫العشر األخيرة‪.‬‬ ‫اإلي� ��رادات وال�ن�ف�ق��ات‪ ،‬بحلول ع��ام ‪ .2020‬ويسعى هذا‬ ‫«املجلة»‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫حديثه‬ ‫في‬ ‫يشرح‬ ‫املوسى‬ ‫خالد‬ ‫الخبير املالي‬ ‫البرنامج إلع��ادة هيكلة املالية العامة ل�ل��دول��ة‪ ،‬بأسلوب‬ ‫النفط‬ ‫أسعار‬ ‫بارتفاع‬ ‫تنبؤات‬ ‫على‬ ‫بنيت‬ ‫الواردة‬ ‫أن األرقام‬ ‫أك�ث��ر ك �ف��اءة‪ ،‬عبر ترشيد اإلن �ف��اق الحكومي وتركيزه‬ ‫أواخر‬ ‫األسعار‬ ‫فاندفاعة‬ ‫النفطية‪.‬‬ ‫غير‬ ‫اإليرادات‬ ‫وتعظيم‬ ‫ع�ل��ى امل �ش��اري��ع ذات ال �ج��دوى ال�ت�ن�م��وي��ة الحقيقية‪ ،‬إل��ى‬ ‫في‬ ‫الثقة‬ ‫من‬ ‫جرعة‬ ‫القرار‬ ‫صناع‬ ‫منحت‬ ‫املاضي‪،‬‬ ‫العام‬ ‫جانب ترشيد اإلنفاق التشغيلي املتصل بعقود الصيانة‬ ‫‪.2017‬‬ ‫عام‬ ‫خالل‬ ‫أفضل‬ ‫إيرادات‬ ‫على‬ ‫الحصول‬ ‫إمكانية‬ ‫واإلدارة للمشاريع أو الخدمات القائمة‪ .‬وتتوقع الحكومة‬ ‫ويضاف إل��ى ذل��ك‪ ،‬أن التحرير الجزئي ألسعار الوقود توفير نحو ‪ 70‬مليار ري��ال (‪ 18.7‬مليار دوالر) على‬ ‫واملياه مع رفع بعض الرسوم على التأشيرات والتراخيص مدار السنوات املقبلة على شكل توفير تصاعدي‪ ،‬يصل‬ ‫البلدية‪ ،‬ساهم في تعزيز اإليرادات غير النفطية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫سنويا بحلول ‪ .2020‬ويتضمن‬ ‫إلى ‪ 21.4‬مليار ري��ال‬ ‫ً‬ ‫على‬ ‫ا‬ ‫حضور‬ ‫ويبقى تمويل العجز من بني امللفات األكثر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫البرنامج تحريرا تدريجيا ملنتجات الطاقة واملياه‪ ،‬حتى‬ ‫�ين‬ ‫م‬ ‫األ‬ ‫وبحسب‬ ‫ط��اول��ة ص�ن��اع ال �ق��رار امل��ال��ي ف��ي ال �ب�لاد‪.‬‬ ‫تواكب األسعار العاملية بعد ‪ 4‬سنوات‪ .‬ويتضمن التوازن‬ ‫محمد‬ ‫السعودي‬ ‫العام للجنة املالية في ال��دي��وان امللكي‬ ‫املالي فرض ضريبة على استهالك السلع الضارة‪ ،‬إلى‬ ‫و‪15‬‬ ‫‪10‬‬ ‫بني‬ ‫ما‬ ‫القتراض‬ ‫التويجري‪ ،‬فإن اململكة تخطط‬ ‫جانب البدء في تطبيق ضريبة القيمة املضافة‪ .‬كما يشمل‬ ‫ريال‬ ‫مليار‬ ‫‪70‬‬ ‫ونحو‬ ‫العاملية‬ ‫مليار دوالر من األس��واق‬ ‫استحداث ضرائب على العمال الوافدين ومرافقيهم‪.‬‬ ‫من السوق املحلية العام الجاري‪.‬‬ ‫وح��ول توقيت إص��دار ال�س�ن��دات‪ ،‬ي��وض��ح وزي��ر املالية‬ ‫م�ح�م��د ال �ج��دع��ان أن ��ه م��ن امل �ت��وق��ع اس�ت�ئ�ن��اف إص ��دار تحرير الطاقة وحساب املواطن‬ ‫السندات بالعملة املحلية في الربع األول من ‪ ،2017‬مع‬ ‫التأكيد على أال تؤثر اإلصدارات على احتياجات القطاع تهدف الحكومة إلى توفير ‪ 209‬مليارات ري��ال (‪55.73‬‬

‫ً‬ ‫ابتداء من ‪ 2017‬وحتى ‪ 2020‬عبر التحرير‬ ‫مليار دوالر)‪،‬‬ ‫التدريجي ألسعار الطاقة واملياه للوصول إلى األسعار‬ ‫العاملية‪ .‬وت��درس الحكومة ً‬ ‫حاليا رب��ط أس�ع��ار البنزين‬ ‫وال��دي��زل بأسعار التصدير املرجعية وتطبيقها خالل‬ ‫‪.2020 - 2017‬‬ ‫ويطرح تحرير أسعار الطاقة واملياه إشكالية تزايد األعباء‬ ‫املعيشية على امل��واط�ن�ين م��ن خ�لال ت��زاي��د التكلفة على‬ ‫املنتجني ومزودي الخدمات‪ ،‬الذين سيحملون املستهلك‬ ‫كل الزيادات‪ .‬ومن أجل التخفيف من اآلثار التضخمية‪،‬‬ ‫استحدثت الحكومة ما يسمى «حساب امل��واط��ن» الذي‬ ‫تقوم فكرته على منح األسر أصحاب الدخل املنخفض‬ ‫واملتوسط إعانات نقدية حكومية‪ .‬ومن املقرر أن تكون‬ ‫قيمة البدالت النقدية متحركة‪ ،‬مع مراجعتها ً‬ ‫دوريا من‬ ‫أجل مواكبة التغيرات في أسعار الطاقة وأي إصالحات‬ ‫أخرى قد تزيد العبء على األسر ذات الدخل املنخفض‬ ‫واملنخفض املتوسط‪ ،‬التي سيحصل أصحابها على دعم‬ ‫كلي‪ ،‬أما األسر ذات الدخل املتوسط واملتوسط املرتفع‪،‬‬ ‫فإنها ستحصل على دع��م جزئي‪ ،‬أم��ا أصحاب الدخل‬ ‫املرتفع فلن يحصلوا على أي دع��م‪ .‬وسيبدأ التسجيل‬ ‫في البرنامج خالل فبراير (شباط) املقبل‪ ،‬وسيحصل‬ ‫املستحقون على الدعم عبر حساب «املواطن» قبل زيادة‬ ‫أسعار الطاقة‪ .‬وتسري توقعات أولية أن يبلغ إجمالي‬ ‫البدالت ضمن البرنامج نحو ‪ 70 - 60‬مليار ري��ال بني‬ ‫‪ 2017‬و‪.2020‬‬ ‫وحول تحرير الطاقة‪ ،‬يعلق الخبير عبد الرحمن األحمد‪:‬‬ ‫«من املبكر ً‬ ‫جدا التنبؤ باستجابة آليات السوق‪ ،‬وبالتالي‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪25‬‬


‫لم تأت امليزانية السعودية الجديدة لعام ‪ 2017‬إال حلقة في سلسلة «رؤية ‪ »2030‬مع إطالق رسمي ملا اصطلح على تسميته‬ ‫«التوازن املالي»‪ ،‬أي الوصول إلى موازنة تتعادل في اإلنفاق والدخل بحلول عام ‪ .2020‬فيما جاءت املفاجأة بزيادة اإلنفاق‪،‬‬ ‫وبخاصة على املشروعات ذات الجدوى االقتصادية لدعم النمو‪ ،‬وكذلك البدء في إنشاء صندوق لتحفيز القطاع الخاص بقيمة‬ ‫‪ 200‬مليار ريال حتى ‪.2020‬‬

‫باكورة ميزانيات «رؤية ‪»2030‬‬

‫عجز أقل وإنفاق أعلى‪ ...‬وعملية جراحية‬ ‫للطاقة وسوق العمل بدعم مدروس‬

‫جدة‪ :‬معتصم الفلو‬ ‫ك�م��ا ش�ه��دت امل�ي��زان�ي��ة إدخ ��ال مفاهيم ج��دي��دة‬ ‫مثل «الدعم املباشر» للمواطنني عبر «حساب‬ ‫املواطن»‪ ،‬للحد من آثار الرفع التدريجي ألسعار‬ ‫الطاقة واملياه‪ ،‬وكذلك تطبيق ضريبة «املنتجات الضارة»‬ ‫ً‬ ‫مثل املشروبات الغازية والتبغ ومشروبات الطاقة‪ ،‬وأيضا‬ ‫ف��رض «املقابل املالي للوافدين»‪ ،‬أي ف��رض رس��وم على‬ ‫الشركات التي يزيد فيها عدد املوظفني غير السعوديني‬ ‫عن نظرائهم من املواطنني‪.‬‬

‫جردة حساب ‪2016‬‬ ‫آتت إج��راءات الترشيد التي اتخذت خالل العام املاضي‬ ‫أكلها‪ ،‬بانخفاض العجز إلى ‪ 297‬مليار ريال (‪ 79‬مليار‬ ‫دوالر) في ‪ ،2016‬مقارنة بالعام السابق عندما بلغت ‪367‬‬ ‫مليار ريال (‪ 97.86‬مليار دوالر)‪ .‬وكانت تقديرات ميزانية‬ ‫‪ 2016‬تشير إلى عجز قدره ‪ 326‬مليار ريال (‪ 86.9‬مليار‬ ‫دوالر)‪ ،‬أي أن العجز الحقيقي أتى أقل من املتوقع بنحو‬ ‫‪ 29‬مليار ريال (‪ 7.73‬مليار ريال)‪.‬‬ ‫أم��ا إي� ��رادات ‪ ،2016‬ف��إن�ه��ا ارت�ف�ع��ت بشكل طفيف عن‬ ‫املتوقع‪ ،‬إذ بلغت ‪ 528‬مليار ريال (‪ 140.8‬مليار دوالر)‬ ‫ً‬ ‫بدال من ‪ 514‬مليار ريال (‪ 137‬مليار دوالر)‪ ،‬أي ‪ 14‬مليار‬ ‫ً‬ ‫تقريبا‪.‬‬ ‫ريال (‪ 3.8‬مليار دوالر)‬ ‫أما النفقات الفعلية‪ ،‬فقد انخفضت إلى ‪ 825‬مليار ريال‬ ‫(‪ 220‬مليار دوالر) عما كان ً‬ ‫مقدرا بمعدل ‪ 1.8‬في املائة‪،‬‬ ‫أي عند ‪ 840‬مليار ريال (‪ 224‬مليار دوالر)‪ ،‬وهي أقل‬ ‫م��ن م�ص��روف��ات ‪ 2015‬الفعلية ال�ت��ي وص�ل��ت إل��ى ‪978‬‬ ‫مليار ريال (‪ 260.8‬مليار دوالر)‪ ،‬وهو ما يدل على قدرة‬ ‫التحكم بمسار اإلنفاق وعدم تجاوزه الحدود‬ ‫جيدة على ً‬ ‫املرسومة مسبقا‪.‬‬ ‫للنمو‪ ،‬فقد تباطأ‪ ،‬حيث بلغ ‪ 1.4‬في املائة في‬ ‫وبالنسبة ً‬ ‫‪ ،2016‬هبوطا من ‪ 1.8‬في املائة في العام السابق‪ ،‬ولكنه‬ ‫جاء أفضل من توقعات صندوق النقد الدولي التي كانت‬ ‫عند حدود ‪ 1.2‬في املائة‪ .‬وكان من أهم أسباب ذلك تقليص‬

‫‪24‬‬

‫رواتب أجور القطاع العام وتجميد عقود حكومية بقيمة‬ ‫تريليون ري��ال (‪ 266‬مليار دوالر)‪ ،‬إل��ى جانب إص�لاح‬ ‫أسعار الطاقة واملياه‪ ،‬مما أدى إلى تشدد القطاع الخاص‬ ‫في اتخاذ قرارات التوسع‪.‬‬ ‫ويقول الخبير االقتصادي عبد الرحمن األحمد لـ«املجلة»‪:‬‬ ‫ً‬ ‫«ب��دأ العام ثقيال على االقتصاد السعودي بضغط من‬ ‫ً‬ ‫دوالرا في‬ ‫أسعار النفط‪ ،‬فمتوسط خام (أوبك) بلغ ‪26.5‬‬ ‫يناير (كانون الثاني) املاضي‪ ،‬ولم يتمكن من الوصول‬ ‫ً‬ ‫دوالرا إال في ديسمبر (كانون األول)‬ ‫إلى مستوى ‪50‬‬ ‫املاضي‪ ،‬بعيد اتفاق دول (أوبك) واملنتجني من خارجها‬ ‫على خفض اإلن�ت��اج م��ع مطلع ال�ع��ام ال �ج��اري‪ .‬وبالطبع‪،‬‬ ‫انعكس ذلك على امليزانية ومعدالت الدين واالحتياطات‬ ‫النقدية‪ .‬ول��و أن السنة ب��دأت كما انتهت‪ ،‬لربما خرجنا‬ ‫بميزانية متعادلة‪ ،‬ولكن ذلك لم يحصل!»‪.‬‬ ‫أما اإلي��رادات غير النفطية‪ ،‬فقد قفزت إلى ‪ 38‬في املائة‪،‬‬ ‫لتصل إلى ‪ 199‬مليار ريال (‪ 53‬مليار دوالر) عام ‪،2016‬‬ ‫وهو أمر غير مسبوق في تاريخ املالية السعودية‪ ،‬رغم أن‬ ‫التوقعات كانت عند حدود ‪ 181‬مليار ريال (‪ 48.3‬مليار‬ ‫دوالر)‪ ،‬فيما كانت ‪ 166‬مليار ريال (‪ 44.3‬مليار دوالر)‬ ‫في ًالعام السابق‪.‬‬ ‫ووفقا ألحدث إحصاءات مؤسسة النقد العربي السعودي‬ ‫(ساما) في أواخر ديسمبر املاضي‪ ،‬انخفضت االحتياطات‬ ‫النقدية بنسبة ‪ 15‬في املائة على أساس سنوي‪ ،‬إلى ‪2.019‬‬ ‫تريليون ريال (‪ ً 538.4‬مليار دوالر) في نوفمبر (تشرين‬ ‫الثاني) املاضي‪ ،‬هبوطا من ‪ 2.383‬تريليون ريال (‪635.5‬‬ ‫مليار دوالر) في الفترة املقابلة من ‪ ،2015‬لتفقد ‪364.1‬‬ ‫مليار ريال (‪ 97.1‬مليار دوالر) خالل عام‪.‬‬ ‫وي�ض�ي��ف األح �م��د ف��ي ه��ذا ال�س�ي��اق‪« :‬ق�ب�ي��ل ن�ه��اي��ة ال�ع��ام‬ ‫املاضي‪ ،‬جرى سداد نحو ‪ 100‬مليار ريال (‪ 26.7‬مليار‬ ‫الخدمات والسلع للقطاعات‬ ‫دوالر) للمقاولني وم��زودي‬ ‫ً‬ ‫الحكومية‪ ،‬وشكل هذا األم��ر ضغطا على االحتياطات‪،‬‬ ‫ً‬ ‫دوالر)‬ ‫فيما تجري تهيئة ‪ 30‬مليارا أخرى (‪ 8‬مليارات ً‬ ‫لسدادها خالل أول شهرين من السنة الحالية‪ ،‬وفقا ملا‬ ‫صرح به وزير املالية محمد الجدعان»‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للديون الخارجية‪ ،‬فقد أظهر تحليل وحدة‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫التقرير ف��ي الزميلة «االق�ت�ص��ادي��ة»‪ ،‬نشر ف��ي ديسمبر‬ ‫املاضي‪ ،‬ارتفاع مجمل الدين العام إلى ‪ 342.4‬مليار ريال‬ ‫(‪ 91.3‬مليار دوالر)‪ ،‬فيما بلغ حجم الدين الخارجي نحو‬ ‫‪ 103.1‬مليار ريال (‪ 27.5‬مليار دوالر)‪ ،‬تشكل نحو ‪30‬‬ ‫في امل��ائ��ة‪ ،‬مقابل ‪ 239.3‬مليار ري��ال (‪ 63‬مليار دوالر)‬ ‫كديون محلية تمثل النسبة الباقية البالغة ‪ 70‬في املائة‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬يصبح حجم الدين العام ‪ 14.1‬في املائة من الناتج‬ ‫اإلجمالي املحلي‪ ،‬وهو ضمن األقل ً‬ ‫عامليا‪ ،‬في مقابل ‪5.9‬‬ ‫في املائة من مجمل الناتج لعام ‪.2015‬‬ ‫وح��ول أرق��ام ال��دي��ن‪ ،‬يوضح األح�م��د‪« :‬صحيح أن أرق��ام‬ ‫الدين زادت خالل العام املاضي‪ ،‬وشكلت نحو ‪ 14‬في املائة‬ ‫من الناتج اإلجمالي املحلي‪ ،‬لكن االقتصاد السعودي ال‬ ‫يزال ً‬ ‫بعيدا عن معدل ‪ 86‬في املائة من الناتج املحلي مطلع‬ ‫األلفية الجديدة‪ ،‬وال يزال أبعد عن معدالت االقتصادات‬ ‫الكبرى مثل اليابان (‪ 250‬في املائة) وال��والي��ات املتحدة‬ ‫(‪ 108‬في املائة)»‪ .‬وكان من أبرز إجراءات تعزيز الشفافية‬ ‫املالية في البالد إنشاء مكتب إدارة الدين العام ب��وزارة‬ ‫املالية في أكتوبر (تشرين األول) املاضي؛ إلدارة الدين‬ ‫العام بمزيد من االحترافية عبر تطوير سوق أدوات الدين‬ ‫الحكومية بشقيه األولي والثانوي‪ .‬ومن املقرر تسجيل‬ ‫وإدراج وتداول إصدارات الدين العام عبر منصة السوق‬ ‫املالية السعودية «تداول» بشكل تدريجي‪.‬‬ ‫وبالنسبة للضغوط التضخمية على االق�ت�ص��اد‪ ،‬توقع‬ ‫تقرير «ساما» األخير نسبة التضخم لعام ‪ 2016‬بني ‪3.8‬‬ ‫و‪ 4.3‬في املائة‪ ،‬مقابل ‪ 2.2‬في املائة للعام السابق‪.‬‬

‫أرقام ‪2017‬‬ ‫ً‬ ‫لعل أكثر نقاط امليزانية الجديدة إش��راق��ا هو التخطيط‬ ‫لزيادة اإلنفاق إلى ‪ 890‬مليار ريال (‪ 237.33‬مليار دوالر)‬ ‫ً‬ ‫مليارا (‪ 220‬مليار دوالر) كإنفاق فعلي لعام‬ ‫من ‪825‬‬ ‫‪ ،2016‬بما يعني رفع اإلنفاق على البنية التحتية بشكل‬ ‫خاص بنسبة ‪ 69‬في املائة‪ .‬فيما تتوقع امليزانية ارتفاع‬ ‫اإليرادات النفطية بنسبة ‪ 46‬في املائة إلى ‪ 480‬مليار ريال‬ ‫(‪ 128‬مليار دوالر)‪.‬‬


‫مجلة العرب الدولية‬

‫‪www.majalla.com‬‬


‫العالقات الخارجية في مجلسي الشيوخ والنواب‪.‬‬

‫نحو سالم وتفاهم‬

‫تغريدة السياسي االميركي ماثيو ليفيت‬

‫الصفحة الرئيسية ملركز أبحاث السياسة الخارجية األميركي يشيد بتحقيق املجلة‬

‫الكتابة وإعداد التقارير والتحليالت على يد فريق عاملي‬ ‫متنوع‪ .‬وكانت نتيجة هذا التقارب نوعا من التواصل‬ ‫– في األسلوب واإلدراك – ليس بشرقي وال غربي‪ ،‬بل‬

‫انتشار منهجية «املجلة» وآفاقها‬ ‫شهدت رحلة «املجلة» في عام ‪ 2016‬تقاربا بني أساليب‬

‫‪22‬‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪,,‬‬

‫أشهر التحقيقات‬ ‫االستقصائية التي نشرتها‬ ‫عام ‪ 2016‬كانت‬ ‫سلسلة حلقات حول العالقة‬ ‫بني إيران وتنظيم القاعدة‪..‬‬ ‫وأصبحت السلسلة موضوعا‬ ‫خبريا قائما بذاته تصدر أهم‬ ‫األخبار في ‪ 10‬دول عربية‬ ‫وحاز تغطية متميزة في‬ ‫أوروبا والواليات املتحدة‬

‫‪,,‬‬

‫كانت أه��م اإلس�ه��ام��ات التي كتبها ج��وزي��ف ب��راودي في‬ ‫«املجلة»‪ ،‬باإلضافة إلى تحقيقاته الصحافية‪ ،‬موضوعات‬ ‫ت �ن��اول ف�ي�ه��ا م�ل�ام��ح م�س�ت�ق�ب��ل ي�ب�ش��ر ب �م��زي��د م��ن ال��ود‬ ‫والتسامح في الشرق األوس��ط‪ .‬وف��ي ه��ذا اإلط��ار‪ ،‬تحدث‬ ‫عن كيفية ترويج الشباب في السعودية والخليج للتفكير‬ ‫النقدي والتشاور املدني‪ ،‬عبر وسائل التواصل االجتماعي‬ ‫وفي األوساط العامة‪ .‬واستعرض برنامج املعالجة الفكرية‬ ‫لإلرهابيني في مركز األمير محمد بن نايف للمناصحة‬ ‫وال��رع��اي��ة‪ .‬وأوض ��ح ال�ق��واس��م املشتركة ب�ين دع ��وات امللك‬ ‫سلمان بن عبد العزيز إلى إنهاء خطاب الكراهية واملساعي‬ ‫املستمرة التي يبذلها زعماء وطنيون وشركات خاصة‬ ‫ومنظمات مجتمع م��دن��ي ف��ي ك��ل م��ن أوروب ��ا وال��والي��ات‬ ‫املتحدة‪ .‬وفي موضوع رائد ناقشت «املجلة»‪ ،‬رؤية الحكومة‬ ‫اإلسرائيلية ذاتها ملبادرة السالم العربية بعد مرور أربعة عشر‬ ‫عاما على إطالقها على يد امللك الراحل عبد الله بن عبد العزيز‪.‬‬ ‫أثار املقال نقاشات جديدة بشأن احتماالت إحياء املبادرة في‬ ‫واشنطن وتل أبيب والقاهرة‪.‬‬ ‫وق ��دم م�ب�ع��وث ال �س�لام األم �ي��رك��ي امل�خ�ض��رم دي�ن�ي��س روس‬ ‫إسهامات غزيرة إلى «املجلة»‪ .‬بدأت بلقاء واسع التأثير خالل‬ ‫الصيف‪ ،‬تحدث فيه عن رؤيته ملزيد من التكامل اإلقليمي ودور‬ ‫أميركي أكبر في اقتالع النزعة التوسعية اإليرانية‪ .‬وبفضل‬ ‫شعبية كتابته بني القراء العرب‪ ،‬انضم بعد ذلك لكتابة عمود‬ ‫في «املجلة»‪ ،‬حيث نشرت مقاالته في كل من «املجلة» و«الشرق‬ ‫األوسط»‪ .‬قدم روس على صفحات «املجلة» تقييما ملدى تأثير‬ ‫االنتخابات األميركية على سياسة الشرق األوس��ط‪ ،‬وكيف‬ ‫يعتزم دونالد ترامب محاربة «داع��ش»‪ ،‬وسبب اعتقاده بأن‬ ‫‪ »2030‬إلى جهودها‬ ‫الدعم األميركي للسعودية – من «رؤية‬ ‫ُ‬ ‫لتحقيق االس�ت�ق��رار اإلقليمي – ه��و البديل املفضل ملسيرة‬ ‫إدارة أوباما نحو التطبيع مع إي��ران‪ .‬في كثير من ساحات‬ ‫ال�ص��راع‪ ،‬خيمت مسألة روسيا إل��ى حد كبير على مدار‬ ‫عام ‪ ،2016‬وسوف تستمر في ذلك في عام ‪ .2017‬وفي‬ ‫سبيل استمرار التركيز على القضية‪ ،‬استعانت «املجلة»‬ ‫بخبيرة شؤون أوراسيا األميركية ‪ -‬الجورجية البارزة مايا‬ ‫أوتاراشفيلي لكتابة عمود ثابت‪ .‬وعلى مدار العام املاضي‪،‬‬ ‫غطت أوتاراشفيلي شؤون اإلعالم الروسي وأوضحت كيف‬ ‫يؤثر على املجتمع الروسي وما يكشفه عن سياسة بوتني‪.‬‬ ‫كذلك تتبعت فاعلية العقوبات على روسيا‪ ،‬وتأثير قمة‬ ‫وارسو‪ ،‬واألهم من ذلك مضامني امليل الظاهر تجاه روسيا‬ ‫م��ن جهة الرئيس ت��رام��ب وإدارت ��ه‪ .‬وي�ش��ار إل��ى أن مكتبة‬ ‫الوسائط املتعددة في الناتو أدرجت مقال أوتاراشفيلي الذي‬ ‫نشر في «املجلة» عن قمة وارسو ضمن أبرز املوضوعات‬ ‫التي نشرت في عام ‪ .2016‬وفي الوقت ذاته‪ ،‬لجأت «املجلة»‬ ‫إلى خبير الشؤون األوروبية الغربي رونالد غارنييري‪ ،‬في‬ ‫فترة االضطرابات التي شهدها االتحاد األوروبي لتغطية‬ ‫ظاهرة «البريكست» وما تعنيه بالنسبة للقارة األوروبية‬ ‫باإلضافة إلى أميركا الشمالية‪.‬‬

‫متنوع بالكامل وفائق في كثير من األحيان‪ .‬وهكذا‬ ‫َ َ‬ ‫تش َّجع فريق العمل مع نهاية عام ‪ 2016‬لعرض قدمته‬ ‫إحدى املؤسسات اإلعالمية الكبرى التي سعت لنشر‬ ‫محتوى «املجلة» عبر قنواتها الخاصة‪ ،‬وهي مؤسسة‬ ‫«تريبيون»‪.‬‬ ‫تعتبر شركة «تريبيون» مجموعة إعالمية مرموقة‪،‬‬ ‫ي�ق��ع م�ق��ره��ا ف��ي ش�ي�ك��اغ��و‪ ،‬وت�م�ل��ك خ��دم��ات مطبوعة‬ ‫وإذاعية وتلفزيونية تصل إلى جمهور ُيقدر بعشرات‬ ‫املاليني‪ .‬ووسط موجة اندماج في صناعة اإلعالم في‬ ‫مطلع القرن الحادي والعشرين‪ ،‬استحوذت الشركة‪،‬‬ ‫إلى جانب إصداراتها اإلعالمية في الساحل الشرقي‬ ‫ووسط الغربي‪ ،‬على شركة «تايمز ميرور» في لوس‬ ‫أنجليس والتي تمتلك صحيفة «لوس أنجليس تايمز»‬ ‫وع��ددا م��ن اإلص ��دارات األخ ��رى‪ .‬وف��ي ال��وق��ت الحالي‪،‬‬ ‫تسعى شركة «تريبيون»‪ ،‬التي تدير كل هذه اإلصدارات‬ ‫تحت مظلة واحدة‪ ،‬إلى توسعة نطاق تغطيتها اإلعالمية‬ ‫بينما تقلص الصحف األميركية ع��دد مكاتبها في‬ ‫الخارج‪ .‬تقدمت شركة «تريبيون» إلى «املجلة» باقتراح‬ ‫عقد اتفاقية م�ش��ارك��ة امل�ح�ت��وى‪ ،‬وال�ت��ي س��وف نقدم‬ ‫بموجبها تغطية ل�ش��ؤون ال�ش��رق األوس ��ط لجمهور‬ ‫«تريبيون» العريض‪ .‬وتتطلع «املجلة» بعد توقيع مذكرة‬ ‫تفاهم في عام ‪ 2016‬إلى تفعيل االتفاق في عام ‪،2017‬‬ ‫لتقدم أسلوبها املميز ونهجها الجدير باالحترام إلى‬ ‫جمهور ال يحصى يتوق إلى التعرف إلينا ويشترك‬ ‫معنا في قيمنا<‬


‫‪ ..‬قيادي «داعشي»‬ ‫منشق‪ :‬البغدادي زعيم ِظل‪..‬‬ ‫والعقيد نهيري «الرجل األول»‬ ‫ً‬ ‫أسرارا‬ ‫عشي» ينشق عن التنظيم ويكشف لـ‬ ‫قيادي «دا‬ ‫و«حزب الله» والنظام السوري‬ ‫نشأة «داعش» وعالقته بطهران‬ ‫مثيرة عن‬

‫أسرار مفاوضات «سجن اهلضبة»‬ ‫الليبي بني أنصار تنظيم «القاعدة»‬ ‫وقادة من عهد «القذافي»‬

‫املالئكة وال‬ ‫شياطني و«العدالة الناجزة» دراما املظلومية واإلرهاب‬ ‫الثورة ا‬ ‫ملالية‬ ‫اال‬ ‫بتكارية‬ ‫‪..‬‬ ‫التمويل‬ ‫مقابل النجاح‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫تأسست‬ ‫في‬

‫العدد ‪ 1622‬أغسطس (آب) ‪2016‬‬

‫قال إن «لجنة رباعية» تقود التنظيم برئاسة‬ ‫مازن نهيري ضابط اخملابرات السابق في نظام صدام‬ ‫العقيد‬

‫لندن عام ‪ 1980‬شهرية سياسية‬

‫‪Issue 1622 - August 2016‬‬

‫خوفًا من مالحقات قضائية بعد كشف‬ ‫بجواز سفر «باطل» ورصدها ت‬ ‫حركاته‬ ‫ا‬ ‫مل‬ ‫شبوهة‬

‫درة التونسية ‪:‬‬ ‫لن أترك الفن‬ ‫من أجل الزواج‬

‫دخوله برلني‬

‫هروب يحيى الحوثي من أملانيا‬ ‫إلى سويسرا بـ ‪ 4‬ماليني يورو‬

‫العميد أبو أيوب العراقي‪ :‬البغدادي زعيم ِظل‬ ‫وال يقود «داعش»‬ ‫اعمني للتنظيم بتخطيط من حسني سالمي رجل الحرس الثوري‬ ‫إيران أبرز الد‬ ‫للتنظيم اختارت البغدادي لحاجتهم إلى رجل دين‬ ‫قيادات املؤسسة‬ ‫> ال يكون في الواجهة وللحصول على دعم أهالي األنبار‬

‫بغداد‪ :‬جاسم محمد ‪:‬‬ ‫ـرارا جديدة عن نشأة «داعــش»‬ ‫ـ«املجلة» أسـ ً‬ ‫ـي» ينشق عن التنظيم يــروي ل‬ ‫بنظام صــدام وقيادي «داعـشـ‬ ‫الثاني في التنظيم وأنه ليس‬ ‫ضابط سابق القدس وحزب الله والنظام السوري‪.‬‬ ‫أن أبو بكر البغدادي هو الرجل‬ ‫وعالقته بفيلق‬ ‫باألدلة والتسجيالت الصوتية‬ ‫للتضليل‪ ،‬حيث أعلن التنظيم‬ ‫العميد أبو أيوب يكشف‬ ‫أواخر يونيو(حزيران) ‪ 2014‬كانت‬ ‫مكان‪ ،‬ودعا الفصائل املتشددة في‬ ‫عقدت له في‬ ‫إماما وخليفة للمسلمني في كل‬ ‫زعيم التنظيم الحقيقي‪ ..‬ويقول إن البيعة التي البغدادي ً‬ ‫ـ«الخالفة اإلسالمية» وتنصيب‬ ‫قيام ما وصفها ب‬ ‫مازن نهيري وكنيته «أبو صفاء‬ ‫مختلف أنحاء العالم إلى مبايعته‪.‬‬ ‫وليس سنيا وال رجل دين‪ ،‬يدعى‬ ‫«داعش» وزعيمه الحالي بعثي‬ ‫أبو أيوب أن قائد‬ ‫خليفة الحاج بكر مؤسس التنظيم‪.‬‬ ‫من يشرف على هيكلية التنظيم‬ ‫وزعم العميد عقيد سابق في نظام صدام ويعد‬ ‫أكثر أهمية من البغدادي وهم‬ ‫الرفاعي» وهو‬ ‫أن «جماعة أهل العقد والحل»‬ ‫وأهم ما جاء على لسان أبو أيوب‬ ‫معنويات املقاتلني كرجل دين‪.‬‬ ‫لرفع‬ ‫بالكامل والدواوين والواليات‪.‬‬ ‫الخبرة العسكرية وال يدير املعارك‪ ،‬وحضر مرتني إلى األنبار فقط «الدولة اإلسالمية»‪ ،‬وهو أول زعيم‬ ‫قائال إن الحاج بكر‪ ،‬هو عراب‬ ‫وقال إن البغدادي ال يمتلك‬ ‫املنشق عن حقيقة نشأة التنظيم‬ ‫العراقي‬ ‫العميد‬ ‫كما تحدث‬ ‫‪.2013‬‬ ‫عام‬ ‫«القاعدة» والظواهري حتى عام ‪،2013‬‬ ‫الزرقاوي ‪ ،2010‬قتل في سوريا‬ ‫للتنظيم‪ ،‬بعد مقتل أبو عمر‬ ‫عندما كان التنظيم مرتبطا بـ‬ ‫تبني نظام بشار األسد تنظيم‬ ‫إيران وسوريا مع «داعش»‬ ‫لحقيقة‬ ‫وكشف أبو أيوب عن عالقة عن «داعش» ثم إعالن «داعش» دولته‪ .‬وقدم عرضا سريعا الثائرة في سوريا‪ .‬وكشف كذلك في‬ ‫وبعد انشقاق جبهة النصرة‬ ‫املعارضة والجماعات اإلسالمية‬ ‫‪ ،2003‬ودعم «داعش» ملواجهة‬ ‫ما بعد‬ ‫القاعدة في العراق عن أسرار مثيرة تنشر ألول مرة‪.‬‬ ‫هذا امللف الحصري‬ ‫‪18‬‬

‫سابق في‬

‫نظام صدام وخليفة الحاج بكر مؤسس التنظيم‬

‫كنيته «أبو صفاء الرفاعي» عقيد «داعش» الخفي‪ ..‬القيادي العسكري مازن نهيري‬ ‫الرجل األول وزعيم‬ ‫مازن نهيري (أبو صفاء الرفاعي)‪،‬‬ ‫م��ن م��وال �ي��د ع�ق��د ال�س�ب�ع�ي�ن��ات من‬ ‫ال �ع �ق��د امل ��اض ��ي‪ ،‬ع �س �ك��ري ب��رت�ب��ة‬ ‫السابق‪ ،‬ما قبل ‪ ،2003‬عام احتالل العراق‪.‬‬ ‫عقيد في النظام‬ ‫التنظيم ال�ث��الث��ة إل��ى ج��ان��ب أب��و بكر‬ ‫ه��و م��ن م��ؤس�س��ي‬ ‫الزعيم الحقيقي للتنظيم و القائد‬ ‫البغدادي‪ ،‬ويعد اآلن‬ ‫حيا من القيادة العسكرية املؤسسة‬ ‫ما زال‬ ‫الوحيد الذي بكر (مؤسس التنظيم) عام ‪ 2014‬في‬ ‫بعد مقتل الحاج‬ ‫علي البيالوي‪ ،‬قائد عمليات التنظيم‬ ‫سوريا ومقتل أبو‬

‫‪ 2014‬ف ��ي أس �ب ��وع واح� ��د م ��ن اج�ت�ي��اح‬ ‫�ام‬ ‫ال� ��ذي ق �ت��ل ع � يونيو (حزيران) ‪ .2014‬وتبرز أهمية‬ ‫«داع��ش» املوصل‬ ‫بعد مقتل أبو مسلم التركماني وعبد‬ ‫أيضا‬ ‫مازن نهيري اللذين يمثالن الخط الثاني من القيادات‪.‬‬ ‫الرحمن القادولي‬ ‫مكتب االستخبارات منذ البدء على‬ ‫أسس مازن نهيري‬ ‫استخبارات األنظمة الشمولية‪ ،‬أي ال‬ ‫أجهزة‬ ‫غرار فكرة منظومة من دون حماية‪ ،‬على أساس هذه‬ ‫يوجد نظام أو املكتب‪ ،‬وأول��ى الخطوات التي ق��ام بها‬ ‫الفكرة تم إنشاء‬ ‫مفارز للتنظيم تقوم باالستطالع‬ ‫املكتب‪ ،‬هي تشكيل‬

‫وتكمن مسؤولية مازن نهيري ومكتب‬ ‫وجمع املعلومات‪.‬‬ ‫في حماية قيادات التنظيم‪.‬‬ ‫االستخبارات شخصية تعمل وراء الستار ول��م يظهر‬ ‫م��ازن نهيري‪ ،‬قيادات التنظيم من الخط الثاني‪ ،‬وترتبط‬ ‫أبدا حتى إلى‬ ‫االستخبارات العمليات السرية االنتحارية في‬ ‫بمكتب‬ ‫االنتحارية‪ ،‬وهو املسؤول األول عنها‪.‬‬ ‫الخاليا‬ ‫الخارج‪ ،‬أي نهيري خليفة الحاج بكر باستمرار عالقة‬ ‫ويعتبر مازن‬ ‫عراقيني يعملون مستشارين إلى‬ ‫التنظيم م��ع ض�ب��اط‬ ‫نظام بشار األسد‪.‬‬ ‫العدد ‪ 1622‬أغسطس (آب) ‪2016‬‬

‫‪19‬‬

‫العدد ‪ 1622‬أغسطس (آب) ‪2016‬‬ ‫‪08‬‬

‫صورة من تحقيق «املجلة» في عدد أغسطس ‪ 2016‬حول اعترافات العميد أبو أيوب الحصرية‪..‬‬ ‫وصورة من غالف العدد الذي يشير إلى هروب الحوثي من أملانيا إلى سويسرا‬

‫من داخل إيران عن تردي أوضاع حقوق اإلنسان في الدولة‬ ‫بعد توقيع االتفاق النووي اإليراني‪ ،‬باإلضافة إلى الخيارات‬ ‫االستراتيجية الجديدة التي يتخذها املاللي من أجل االستحواذ‬ ‫على مكاسب اقتصادية وجيوسياسية في مواجهة الغرب‪.‬‬

‫انفرادات وأصداء‬

‫مكتبة « الناتو» أدرجت مقال «املجلة» عن قمة وارسو‬ ‫ضمن أبرز املوضوعات التي نشرت عام ‪ 2016‬عامليا‬ ‫ونقلت رابط املقال على موقعها اإللكتروني‬

‫‪,,‬‬

‫لم يسلم «داعش» من رؤية‬ ‫الباحثة واستطاعت‬ ‫اختراق التنظيم وكشفت عن‬ ‫زعيمه الحقيقي وعالقته‬ ‫بأجهزة االستخبارات‬ ‫السورية واإليرانية‬

‫‪,,‬‬

‫بعض من أشهر املوضوعات التي نشرتها «املجلة» في عام‬ ‫‪ 2016‬كانت تحقيقاتها االستقصائية‪ .‬تصدرت تلك املجموعة‬ ‫سلسلة من املوضوعات الطويلة تجاوزت ‪ 25‬ألف كلمة للكاتب‬ ‫جوزيف براودي بشأن العالقة بني إيران وتنظيم القاعدة‪ .‬من‬ ‫خ�لال االط�لاع على آالف الوثائق الخاصة باملحاكم وإج��راء‬ ‫ل�ق��اءات م��ع محامني وم�س��ؤول�ين ف��ي القطاع األم�ن��ي ف��ي أرب��ع‬ ‫قارات‪ ،‬كشف براودي عن قيام إيران بتقديم دعم مادي لتنظيم‬ ‫القاعدة منذ تأسيسه‪ ،‬وتحملها مسؤولية قانونية وأخالقية‬ ‫عن الدمار الذي تسبب به التنظيم منذ ذلك الحني – من مأساة‬ ‫الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)‪ ،‬إلى إراقة الدماء في ليبيا‬ ‫وسوريا والعراق‪ ،‬إلى استهداف املدنيني في الخليج والشرق‬ ‫األقصى وما وراءه‪ .‬في الربيع أصبحت السلسلة موضوعا‬ ‫خبريا قائما بذاته‪ ،‬حيث تصدرت أهم األخبار في عشر دول‬ ‫عربية وحازت تغطية في أوروبا والواليات املتحدة أيضا‪.‬‬ ‫خضعت امليليشيات الوكيلة إليران أيضا إلى تحليل «املجلة»‪،‬‬ ‫ومن خالل الكشف عن جرائمها‪ ،‬ألهمت «املجلة» تحركا دوليا‪.‬‬ ‫أحد األمثلة البارزة على ذلك سلسلة املوضوعات التي أعدها‬ ‫حسن الرماحي وويليام غلوكروفت من برلني بشأن يحيى‬ ‫الحوثي‪ ،‬شقيق زعيم الحوثيني‪ ،‬الذي استغل األراضي األملانية‬ ‫وال�ل�ج��وء ال�س�ي��اس��ي ب�ط��رق غ�ي��ر ق��ان��ون�ي��ة لتعزيز إمكانيات‬ ‫امليليشيا‪ .‬بعد النشر ألول مرة‪ ،‬هرب الحوثي من أملانيا إلى‬ ‫سويسرا‪ .‬وأثار املوضوع بعد ذلك لعبة القط والفأر بني الحوثي‬ ‫وع��دد م��ن السلطات األوروب �ي��ة التي علمت بشأن استغالله‬ ‫لضيافتها‪ .‬كما أثار املوضوع أيضا موضوع نقاش جديد في‬ ‫الواليات املتحدة‪ ،‬حيث لم تكن حرب اليمن تحظى سوى بتغطية‬ ‫محدودة هناك‪ .‬وكتبت إصدارات منها «ذا أميركان إنترست»‪،‬‬ ‫ومراكز بحثية مثل معهد أبحاث السياسات الخارجية‪ ،‬جميعا‬

‫‪ISSN 1319-0873‬‬

‫‪9 771319 087013‬‬

‫عن سلسلة املوضوعات التي أعدها رحماني وغلوكروفت‬ ‫وتكهنوا بشأن مضامينها الجيوسياسية‪ .‬في الوقت ذاته‪ ،‬تم‬ ‫نشر تحقيقات «املجلة» على «تويتر» في الواليات املتحدة عبر‬ ‫حسابات بن شابيرو‪ ،‬مؤلف أفضل الكتب مبيعا في «نيويورك‬ ‫تايمز»‪ ،‬ومجلة «بوليتيكو» وع�ش��رات آخ��ري��ن؛ وف��ي أوروب��ا‪،‬‬ ‫عبر كارولني روالنتس كاتبة عمود في صحيفة «إن آر سي»‬ ‫الهولندية اليومية البارزة‪ .‬وأصبحت ميليشيات الحوثي ذاتها‬ ‫أضعف أمام قوة «املجلة»‪.‬‬ ‫ومن أوروبا إلى أميركا الالتينية‪ ،‬استعانت «املجلة» بالصحافي‬ ‫االستقصائي الشهير في «نيويورك تايمز» رون�ين برغمان‬ ‫لتقصي حقيقة تفجيري السفارة اإلسرائيلية ومركز الجالية‬ ‫اليهودية في بوينس آيرس في عامي ‪ 1992‬و‪ 1994‬بالترتيب‪.‬‬ ‫عرقل الفساد في حكومة األرجنتني عملية البحث عن العدالة‬ ‫مدع‬ ‫في القضية‪ ،‬على الرغم من الجهود الحثيثةً التي يبذلها ٍ‬ ‫أرجنتيني شجاع دفع حياته في النهاية ثمنا لشجاعته‪ .‬بيد‬ ‫أن ب��رغ�م��ان‪ ،‬ال��ذي س��اف��ر إل��ى بوينس آي��رس وأج��رى ل�ق��اءات‬ ‫م��ع م�س��ؤول�ين رف�ي�ع��ي امل�س�ت��وى ف��ي أج �ه��زة أم�ن�ي��ة أميركية‬ ‫وإسرائيلية وأرجنتينية وغيرها‪ ،‬استطاع جمع أدلة حاسمة‬ ‫على أن «حزب الله» ونظام طهران يقفان خلف هذه املجازر‪.‬‬ ‫ومنذ نشره‪ ،‬بدأ التحقيق الصحافي في التأثير على حرية‬ ‫حركة عدد من املسؤولني اإليرانيني رفيعي املستوى من وإلى‬ ‫الجمهورية اإلسالمية‪.‬‬ ‫كذلك لم يسلم تنظيم داعش من رؤية «املجلة» الباحثة؛ حيث‬ ‫اس �ت �ط��اع ال�ص�ح��اف��ي االس�ت�ق�ص��ائ��ي امل�ت�م�ي��ز ج��اس��م محمد‬ ‫اختراق التنظيم واالستعانة بعميد عراقي سابق كان قياديا‬ ‫داخ��ل التنظيم كمصدر ل��ه‪ .‬كشف امل�ص��در ع��ن وج��ود قسم‬ ‫ف��رع��ي ج��دي��د داخ��ل التنظيم‪ ،‬وع�لاق��ة ب�ين «داع ��ش» وأج�ه��زة‬ ‫االس�ت�خ�ب��ارات ال�س��وري��ة واإلي��ران�ي��ة‪ ،‬وشخصية قيادية غير‬ ‫معروفة حتى اآلن داخ��ل الجماعة‪ ،‬باإلضافة إل��ى معلومات‬ ‫جديدة بشأن التسلسل الهرمي للقيادة‪ ،‬وإمكانية استغالل‬ ‫االنقسامات في صفوف التنظيم‪ .‬ولعل أهم إثبات على صحة‬ ‫تقارير جاسم محمد عملية االغتيال التالية للقيادي أبو محمد‬ ‫العدناني‪ .‬وف��ي واشنطن العاصمة‪ ،‬تم ت��داول املوضوع على‬ ‫نطاق واسع في أروقة الكونغرس‪ ،‬مما أثار تساؤالت في لجنتي‬ ‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪21‬‬


‫قاومت هيئة التحرير‪ ،‬من خالل صحافة استقصائية قوية‪ ،‬االعتقاد السائد بشأن بعض من أكثر قضايا املنطقة تعقيدا‬ ‫وسخونة‪ .‬وأضافت «املجلة» إلى كوكبة كتابها من جميع أنحاء العالم العربي مجموعة جديدة من الكتاب املرموقني‬ ‫من خارج املنطقة والذين ساعدوا على توسعة نطاق التغطية لتشمل أوروبا واألميركتني وروسيا وجمهوريات االتحاد‬ ‫السوفياتي السابق في آسيا الوسطى والصني ودول شرق آسيا الديمقراطية املجاورة‪ ،‬وأحيانا أيضا الفضاء الخارجي‪.‬‬

‫مكتبة « الناتو» أدرجت مقال عن قمة وارسو ضمن أبرز املوضوعات التي نشرت العام املنصرف‬

‫باألرقام والوثائق‪ ..‬شهد عام ‪ 2016‬تحول‬ ‫من مجرد إصدار صحافي إلى قوة تتجاوز الحدود القومية‬ ‫أن يؤثر في الخطاب العام بعواصم أجنبية في مقدمتها واشنطن‬

‫> استطاع احملتوى املتنوع من‬

‫تغريدة مركز أبحاث السياسة‬ ‫الخارجية األميركي بصفحته الرسمية‬

‫مجلة «أميركان إنترست» نقلت عن « املجلة»‬ ‫تحقيقها بشأن يحيى الحوثي‬

‫لندن‪( :‬املحرر)‬

‫في الصميم‪ :‬التزام أخالقي رفيع‬

‫استطاع هذا املحتوى املتنوع من «املجلة» أن يؤثر‬ ‫في الخطاب العام في العواصم األجنبية وخاصة‬ ‫في الواليات املتحدة؛ حيث حازت النسخة اإلنجليزية‬ ‫الجديدة تغطية في وسائل اإلعالم ومواقع التواصل االجتماعي‬ ‫والنقاشات في املؤسسات السياسية األكثر نفوذا في‪ .‬وأخيرا‬ ‫لتتويج عامها الحافل‪ ،‬عقدت «املجلة» اتفاقية مع مجموعة‬ ‫إع�لام�ي��ة أم�ي��رك�ي��ة ب ��ارزة لنشر م�ح�ت��واه��ا ال�ف��ري��د ف��ي مئات‬ ‫اإلص��دارات األخ��رى‪ .‬وتفخر «املجلة» بعرض بعض من أبرز‬ ‫إنجازات عامها الحافل‪.‬‬

‫في حني أدت االبتكارات التكنولوجية والخطاب املتغير في عالم‬ ‫متصل إلى دفع «املجلة» إلى التطور بطرق عديدة‪ ،‬حافظت على‬ ‫مجموعة املبادئ ذاتها التي كانت دائما دافعها في البحث عن‬ ‫الحقيقة‪ :‬وهي اإليمان بالكرامة اإلنسانية واألخوة بني البشر‪،‬‬ ‫ومستقبل واعد للعالم العربي‪ .‬وفي ظل تفشي حرب طائفية‬ ‫خطرة في املنطقة‪ ،‬انتهج فريق عمل «املجلة» مسارا تحريريا‬ ‫واضحا‪ ،‬تعاملت فيه مع جميع الفصائل في املنطقة باملعيار‬ ‫ذاته‪ ،‬وفي مواجهة مأساة جماعية بحثت عن أشعة األمل في‬ ‫وجود سالم مدني‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫تعليق معهد واشنطن لدراسات الشرق األدنى‬ ‫يشيد بتحقيق مبادرة السالم العربية‬

‫وبهذه الروح وصف الكاتب واملثقف السعودي يوسف الديني‬ ‫الخطاب الديني والثقافي ف��ي دول الخليج بمزيج ن��ادر من‬ ‫التعاطف واملوضوعية‪ .‬وحلل فريقنا املمتد من الكتاب اللبنانيني‬ ‫– ومنهم جويس كرم وإيلي ف��واز وطوني ب��دران وآخ��رون –‬ ‫عالقة «ح��زب الله» وحلفائه الدوليني‪ ،‬مع شعورهم بالعطف‬ ‫تجاه الخسائر البشرية التي ألحقتها امليليشيا بالسوريني‬ ‫واللبنانيني وآخرين بغض النظر عن طائفتهم‪ .‬وأصبح الكاتب‬ ‫املصري ال�ب��ارز‪ ،‬بطل الحوار بني الحضارات‪ ،‬علي َ‬ ‫الس َّمان‪،‬‬ ‫صاحب عمود ثابت في «املجلة» في ه��ذا العام أيضا‪ ،‬حيث‬ ‫يقدم خبرته التي تمتد لستة عقود كرجل دولة وصانع سالم‬ ‫إلى صحافة «املجلة»‪ .‬في الوقت ذاته‪ ،‬كشفت تقارير شجاعة‬


‫من الطالب إلى القيادات‬ ‫على الرغم من إرثها من املدارس الجيدة وذلك العدد‬ ‫من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة‪ ،‬ما‬ ‫زالت املنوفية من املحافظات الفقيرة‪ ،‬حيث إنها واحدة‬ ‫من محافظتني فقط في مصر يفتقران إلى الظهير‬ ‫الصحراوي الذي يمكن زراعته واستصالحه؛ ومن‬ ‫ثم فإنها غير ق��ادرة على توسيع أراضيها الزراعية‬ ‫وم��ن ث��م ك��ان اقتصادها القائم على ال��زراع��ة يتعثر‬

‫عبد الفتاح السيسي‬

‫كلما تزايد عدد سكانها‪ .‬ويعيش سكان املنوفية‬ ‫في منازل أصغر من املتوسط في البالد كما يعد‬ ‫ع��دد األس��رة لكل شخص في املستشفيات األقل‬ ‫على مستوى البالد‪.‬‬ ‫وبالتالي يبدو أن امل�ص��در الثالث لنجاح املنوفية‬ ‫هو الهجرة البناءة لسكانها؛ حيث كانت املحافظة‬ ‫تشتهر تاريخيا باملعدالت املرتفعة للهجرة مقارنة‬ ‫باملحافظات األخرى‪ .‬ففي محافظة القاهرة القريبة‪،‬‬ ‫ي�ه�ي�م��ن امل ��زارع ��ون امل �ن��وف �ي��ون وع��ائ�لات �ه��م على‬ ‫أحياء برمتها‪ ،‬خاصة في منطقة شبرا الخيمة‬ ‫الصناعية‪( .‬وب��ال�خ��ارج‪ ،‬هناك العديد من بائعي‬ ‫الهوت دوج الحالل في نيويورك الذين ينحدرون‬

‫‪,,‬‬

‫بدأت قصة النفوذ السياسي‬ ‫الهائل للمنوفية في أواخر القرن‬ ‫التاسع عشر عندما اتجه عبد‬ ‫العزيز فهمي باشا إلى تحسني‬ ‫جودة التعليم باملحافظة‬

‫‪,,‬‬

‫ال�ت��اس��ع ع�ش��ر‪ ،‬وف��ي ظ��ل ال��رغ�ب��ة ف��ي االن�ف�ص��ال عن‬ ‫بريطانيا ‪ -‬التي احتلت مصر في عام ‪ّ 1882‬‬ ‫وحدت‬ ‫م��ن ف��رص التعليم امل�ج��ان��ي امل�ت��اح��ة للمصريني في‬ ‫محاولة على ما يبدو لتلجيمهم ‪ -‬أقنع فهمي مجموعة‬ ‫من أصحاب األراضي املنوفيني بأن يتبرعوا باألرض‬ ‫لبناء مدارس خاصة‪ .‬وفي عام ‪ ،1914‬كانت املنظمة‬ ‫التي أنشأوها تحت اسم «جمعية املساعي املشكورة»‬ ‫تعلم نحو ‪ 15‬في املائة من الطالب املصريني وأصبحت‬ ‫ً‬ ‫تعليما‪ .‬الرئيس السابق‬ ‫املنوفية من أفضل املحافظات‬ ‫مبارك الذي التقى فيها بأحد وزرائه الالحقني‪ ،‬وهو‬ ‫وزي��ر الخارجية زك��ي ب��در‪ .‬وف��ي األي��ام التي سبقت‬ ‫استحواذ جمال عبد الناصر والضباط األحرار على‬ ‫السلطة ف��ي ‪ ،1952‬كانت النشأة ف��ي املنوفية تقدم‬ ‫ميزة حقيقية في بلد تعاني فيه العديد من املدارس‬ ‫من عدم وجود تمويل أو مدرسني‪ .‬وحتى اآلن‪ ،‬فإن‬ ‫نسبة الطالب الذين استأنفوا تعليمهم بعد سن ‪15‬‬ ‫في املنوفية ما زال��ت أعلى مما هي عليه في معظم‬ ‫محافظات مصر الريفية حيث تجاوزت نسبة ‪ 80‬في‬ ‫املائة في العقد األول من القرن الحالي‪.‬‬ ‫ول�ك��ن اإلص�لاح��ات ال�ت��ي ق��ام بها عبد ال�ن��اص��ر بعد‬ ‫الثورة جردت مدارس تلك الجمعية من استقالليتها‬ ‫ومن جانب كبير من جودتها‪ ،‬وذلك بحسب ما أفاد به‬ ‫سكان املحافظة‪ .‬ولكن عقودا من التعليم الجيد كانت‬ ‫قد مكنت العديد من املنوفيني من تحقيق الهيمنة على‬ ‫النظام العسكري الجديد بمصر؛ حيث تمكن الشبان‬ ‫املتعلمون في املحافظة من االلتحاق بجيش ناصر‬ ‫والترقي في صفوفه بسرعة كبيرة حتى أصبحوا‬ ‫يمثلون نسبة كبيرة في صف الضباط منذ األي��ام‬ ‫األولى لحكم ناصر‪ .‬ويبدو أن ذلك النجاح املبكر قد‬ ‫أق�ن��ع امل��زي��د م��ن ال�ش�ب��ان م��ن املنوفية بالسعي وراء‬ ‫الثروة والوضع االجتماعي اللذين يوفرهما االلتحاق‬ ‫بصفوف الجيش‪ .‬فيقول صامويل تادروس‪ ،‬أستاذ‬ ‫العلوم السياسية واملنوفي الذي يعمل حاليا كزميل‬ ‫ب��اح�ث�ين بمعهد ه��ادس��ون‪« :‬إذا ك�ن��ت م��ن قويسنا‪،‬‬ ‫وق��اب �ل��ت ش�خ�ص��ا آخ ��ر م��ن ق��وي�س�ن��ا ي��رت��دي ال��زي‬ ‫ال��رس �م��ي‪ ،‬ف��إن��ك رب�م��ا تتحمس ل�لال�ت�ح��اق بالجيش‬ ‫أيضا»‪.‬‬ ‫واس �ت �م��رت ال�ع�لاق��ة ال��وث�ي�ق��ة ب�ين امل�ن��وف�ي��ة وال�ج�ي��ش‪،‬‬ ‫رغم عدم استمرار مدارسها الجيدة املستقلة‪ .‬ففي‬ ‫االنتخابات الرئاسية التي أجريت في ‪ ،2012‬دعمت‬ ‫نسبة كبيرة من املصوتني في املنوفية أحمد شفيق‪،‬‬ ‫ال��وزي��ر السابق للطيران‪ ،‬ال��ذي خسر بفارق ضئيل‬ ‫أمام مرسي‪ ،‬أكثر من أي مرشح آخر‪ .‬وتكرر دعمهم‬ ‫للسيسي‪ ،‬وهو عسكري سابق أيضا‪ ،‬في االنتخابات‬ ‫التي فاز فيها برئاسة البالد‪.‬‬

‫عدلي منصور‬

‫من املنوفية)‪ .‬ومما ال شك فيه أن الهجرة خففت من‬ ‫الضغط على املحافظة ووفرت الفرص ملن يتركونها‪.‬‬ ‫تشهد مصر العديد من األزمات االقتصادية التي ال‬ ‫ً‬ ‫قريبا‪ ،‬وتشعر الطبقة الوسطى‬ ‫يبدو أنها ستنتهي‬ ‫بالرعب في ظل ارتفاع أسعار السلع املستوردة‪ ،‬كما‬ ‫يعاني الفقراء في ظل نقص السلع األساسية مثل‬ ‫السكر ولنب األطفال‪ .‬وفي العديد من املحافظات بدأت‬ ‫شعبية السيسي في التراجع بالتزامن مع تراجع قيمة‬ ‫الجنيه‪ .‬وإذا كان بإمكاننا استخالص ال��دروس من‬ ‫تاريخ املنوفية‪ ،‬فسوف تظل املحافظة وفية لزعماء‬ ‫البالد أكثر من أي محافظة أخرى<‬ ‫* صحافي يقيم بالقاهرة‪.‬‬ ‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪19‬‬


‫الرئيس الراحل انور السادات والرئيس‬ ‫األسبق حسني مبارك‬

‫رغم ً أنه نشأ كطفل فقير وأمي في مزرعة صغيرة تقع عند نهاية قناة الري‪ ،‬يدرك أحمد فوزي منذ نعومة أظافره أن هناك‬ ‫شيئا غير اعتيادي بشأن محافظته في الدلتا الجديدة‪ .‬فأثناء سيره على الطريق الترابي بمركز قويسنا‪ ،‬كان أبوه يشير‬ ‫إلى املنازل التي ولد فيها العديد من السياسيني والعسكريني البارزين‪ .‬فيقول أحمد فوزي‪ ،‬امليكانيكي الذي يبلغ ‪ً 25‬‬ ‫عاما‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جانبا من معلومات أبيه املوسوعية عن مآثر تلك املحافظة‪« :‬رئيس الوزراء الجنزوري‪ ،‬كان يصلي هنا‬ ‫مستعيدا‬ ‫من عمره‪،‬‬ ‫و(القائد العسكري السابق) الجمسي كان يذهب إلى هذه املدرسة»‪.‬‬

‫انجبت احملافظة أربعة من الرؤساء الستة الذين حكموا مصر أبرزهم السادات ومبارك ‪ ..‬وأخيرا السيسي‬

‫رسائل من املنوفية‪ ..‬مهد الزعماء في مصر‬ ‫القاهرة‪ :‬بيتر شوارتزستاين *‬ ‫لقد ق��دم��ت امل�ن��وف�ي��ة‪ ،‬مسقط رأس ف��وزي‪،‬‬ ‫أرب �ع��ة م��ن ال ��رؤس ��اء ال�س�ت��ة ال��ذي��ن حكموا‬ ‫مصر؛ حيث كان أن��ور السادات‪ ،‬وحسني‬ ‫مبارك‪ ،‬من بني أبناء تلك املحافظة رغم أن عائالتهم‬ ‫ه��اج��رت إل��ى ال�ق��اه��رة ق�ب��ل أن ي��ول��دا‪ ،‬ب��اإلض��اف��ة إل��ى‬ ‫الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي وعدلي منصور‪،‬‬ ‫رئيس املحكمة الدستورية ال��ذي تولي رئاسة البالد‬ ‫لفترة قصيرة في أعقاب خلع الرئيس محمد مرسي‬ ‫في ‪ .2013‬كما أن صدقي صبحي‪ ،‬ال��وزي��ر الحالي‬ ‫للدفاع وأحد الخلفاء املحتملني للسيسي‪ ،‬من املنوفية‪،‬‬ ‫كذلك إبراهيم محلب‪ ،‬ال��ذي عمل كرئيس وزراء في‬

‫‪18‬‬

‫والية السيسي حتى سبتمبر (أيلول) ‪ .2015‬وتعد‬ ‫قائمة املسؤولني املدنيني والعسكريني الذين ينحدرون‬ ‫من تلك املحافظة قائمة مبهرة؛ خاصة إذا أخذت في‬ ‫اعتبارك أن املنوفية هي سابع أصغر محافظة من بني‬ ‫محافظات مصر السبع والعشرين وأنها تأتي في‬ ‫الترتيب الحادي عشر من حيث عدد السكان‪ .‬فيقول‬ ‫فوزي‪ ،‬فيما كان صوت القطار الذي يمر عبر محطة‬ ‫قويسنا الصغيرة يقترب‪« :‬نحن ننتج رؤس��اء كما‬ ‫تنتج بعض املحافظات األخرى األثاث»‪.‬‬ ‫وق��د الح��ظ امل�ص��ري��ون تلك امل�ف��ارق��ة‪ ،‬مما جعل تلك‬ ‫امل�ح��اف�ظ��ة م�ح�لا ل �ع��دد ال ن�ه��ائ��ي م��ن ال �ن �ك��ات‪ .‬حيث‬ ‫يتساءل بعض القاهريني بسخرية في بعض األحيان‬ ‫«هل أنت منوفي» في حالة اتهام أحد األصدقاء بأنه‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫يتصرف بلؤم أو ببخل‪ .‬ولكن املنوفيني ينظرون بفخر‬ ‫إلن�ج��ازات محافظتهم‪ .‬كما أن لديهم بعض األفكار‬ ‫ح��ول م��وارده��ا فيقول محمد م�ك��رم‪ ،‬ب��ائ��ع العصير‬ ‫ال��ذي يعمل بمنطقة مزدحمة على طريق القاهرة ‪-‬‬ ‫اإلسكندرية الزراعي خارج قويسنا‪« :‬التعليم واإليمان‪.‬‬ ‫هما ركائزنا وما يسمح لنا بالبقاء»‪.‬‬

‫وادي امللوك‬ ‫تبدأ قصة النفوذ السياسي الهائل للمنوفية في أواخر‬ ‫القرن التاسع عشر عندما اتجه عبد العزيز فهمي‬ ‫ب��اش��ا‪ ،‬وه��و سياسي ليبرالي م��رم��وق‪ ،‬إل��ى تحسني‬ ‫جودة املدارس هناك‪ .‬ففي أوائل التسعينات من القرن‬


‫الخصوم من خالل إخافتهم من التعرض‬ ‫املنطق الكامن وراء الردع النووي بسيط للغاية؛ يعمل السالح النووي على ردع‬ ‫ً‬ ‫النتقام مماثل‪ .‬ومن ثم يتطلب الردع امتالك إمكانات نووية تضمن البقاء‪ .‬وانطالقا من هذه الفكرة األساسية‪ ،‬أصبح‬ ‫هناك نحو ‪ 15‬ألف سالح نووي في العالم‪ ،‬معظمها في الواليات املتحدة وروسيا‪.‬‬

‫‪ 15‬ألف سالح نووي في العالم معظمها في الواليات املتحدة وروسيا‬

‫املتطلبات الحقيقية للردع في عهد ترامب‬

‫واشنطن‪ :‬مايكل كريبون *‬ ‫يرجع السبب وراء ذلك العدد من السالح النووي‬ ‫إلى تعدد مستويات األرثوذكسية النووية أو‬ ‫التعقيد املذهبي ال��ذي ت��راك��م ك��رواس��ب فوق‬ ‫الفكرة األساسية للردع النووي‪.‬‬

‫الثالوث النووي‬ ‫ويقتضي الحصول على اآلالف من السالح‬ ‫النووي الخضوع ملقتضيات الوفرة الزائدة؛‬ ‫ل �ي��س ف �ق��ط ال �ث��ال��وث ال� �ن ��ووي م ��ن ق��اذف��ات‬ ‫القنابل‪ ،‬والغواصات‪ ،‬والصواريخ األرضية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ولكن أيضا صواريخ كروز التي تطلق من‬ ‫ال�ب�ح��ر وال �ج��و‪ .‬وت�ح�م��ل ب�ع��ض ال�ص��واري��خ‬ ‫وجميع قاذفات القنابل أكثر من رأس نووية‬ ‫واح ��دة‪ ،‬مما يعني ض ��رورة وض��ع قوائم‬ ‫ً‬ ‫منطقيا‬ ‫اس �ت �ه��داف واس �ع��ة ل�ك��ي ي�ص�ب��ح‬ ‫وض ��ع ع ��دد أك �ب��ر م��ن ال � ��رؤوس ال �ن��ووي��ة‪.‬‬ ‫ب��اإلض��اف��ة إل��ى ض ��رورة االن �ط�ل�اق خ�لال‬ ‫دقائق من وصول معلومات بشأن وقوع‬ ‫ه �ج��وم ن ��ووي‪ .‬ب��اإلض��اف��ة إل��ى األس�ل�ح��ة‬ ‫النووية التكتيكية قصيرة املدى‪ ،‬وخيار‬ ‫البدء باستخدام السالح النووي باإلضافة إلى‬ ‫استخدامه لالنتقام‪.‬‬ ‫تلك هي البنية السامية من املعتقدات حول الردع النووي التي‬ ‫تسفر عن وجود ذلك العدد الكبير من الرؤوس النووية‪ .‬وال‬ ‫يوجد سوى عدد قليل يمكنه شرح تلك املعتقدات بالتفصيل‬ ‫ألن �ه��ا ت �ب��دو ك��ارث �ي��ة وم �ن��ذرة ك�م��ا ي�ت�ع��ام��ل ال�ج�م�ي��ع معها‬ ‫باعتبارها من املسلمات بناء على أن الواليات املتحدة تمكنت‬ ‫من الخروج من الحرب الباردة دون الحاجة إلى التورط في‬ ‫ح��رب ن��ووي��ة‪ .‬فنحن نختار أال نفكر في العواقب السيئة‪،‬‬ ‫ونفترض أن زعماءنا الوطنيني سوف يقرون بجنون خطط‬ ‫الحرب النووية‪ .‬ولكنك إذا تخيلت احتمالية وصول شخص‬ ‫لديه صفات متشككة إلى منصب رئيس البالد‪ً ،‬سيصبح‬ ‫ذلك النظام التوسعي املهيمن على الردع النووي مقلقا للغاية‪.‬‬

‫األرثوذكسية النووية‬ ‫خالل الحرب الباردة وبعدها‪ ،‬فحصت الواليات املتحدة‬ ‫امل �ع��اه��دات لتقليل م�خ��اوف�ه��ا ب �ش��أن ال �س�ل�اح ال �ن��ووي‪.‬‬

‫ترامب موضوع غالف مجلة صينية تنتقده (غيتي)‬

‫واآلن تنهار تلك املعاهدات وتعود األرثوذكسية النووية‬ ‫للمشهد مرة أخرى وهو ما يرجع الفضل فيه إلى سلوك‬ ‫الرئيس الروسي فالديمير بوتني والبرامج االستراتيجية‬ ‫األم�ي��رك�ي��ة وال��روس �ي��ة امل �ع��اص��رة‪ .‬ك�م��ا أن تكلفة إع��ادة‬ ‫رسملة الثالوث األميركي باإلضافة إلى صواريخ كروز‬ ‫وتكاليف دورة الحياة تصل إل��ى نحو تريليون دوالر‪.‬‬ ‫ونظرا ألن واشنطن لم تحاول ً‬ ‫ً‬ ‫أبدا فحص األرثوذكسية‬ ‫النووية فإنها اآلن تجد كافة تلك البرامج ضرورية وتجد‬ ‫صعوبة في تقليصها‪.‬‬ ‫ودعونا نمنح الردع النووي حقه‪ :‬ساعدت معادلة اإلمكانات‬ ‫النووية على منع حروب تقليدية شاملة بني القوى العظمى‬ ‫منذ عام ‪ .1945‬كما حثت على الحذر أثناء األزمات وخالل‬ ‫الحربني التقليديتني الصغيرتني اللتني وقعتا بني دول نووية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫موجودا‪ ،‬ستكون هناك حاجة‬ ‫وطاملا كان السالح النووي‬ ‫إلى ال��ردع النووي‪ .‬ولكن ال��ردع النووي ال يتطلب ذلك العدد‬ ‫من األسلحة النووية أو تلك الخطط املعقدة للحروب النووية‪.‬‬ ‫كما يتطلب اإليمان باألرثوذكسية النووية التخلص الكامل‬ ‫م��ن ال �ش��ك ف��ي إم�ك��ان�ي��ة اس �ت �خ��دام خ�ط��ط ال �ح��رب ال�ن��ووي��ة‬

‫بفعالية أو اإلي�م��ان ال�غ��ائ��م ب�ق��درة الزعماء‬ ‫الوطنيني على السيطرة على األض��رار‬ ‫إذا ما تم عبور الحاجز ال�ن��ووي‪ .‬ويؤكد‬ ‫املدافعون عن األرثوذكسية النووية أنهم‬ ‫واقعيون للغاية‪ ،‬ولكن ليس من الواقعية أن‬ ‫نفترض وجود منطق وراء الوقت املحدود‬ ‫املخصص لبعض االستخدامات املحدودة‬ ‫ل�ل�أس �ل �ح��ة ال� �ن ��ووي ��ة أو الس �ت �خ��دام��ات �ه��ا‬ ‫الشاملة‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى أنه بعد ظهور «سحابة عيش‬ ‫ال �غ ��راب»‪ ،‬ي�ص�ب��ح ك��ل ش��يء م�ع�ت�م� ً�دا على‬ ‫السيطرة على التصعيد وليس على الردع‬ ‫«الحقيقي» وخيارات الحرب‪ .‬وبالفعل‪ ،‬فإنه‬ ‫إذا ما تم تجاوز الحاجز بيننا وبني الحرب‬ ‫ال �ن��ووي��ة‪ ،‬س�ي�ص�ب��ح ن �ظ��ام امل �ع �ت �ق��دات ال��ذي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يحيط باألرثوذكسية النووية هشا وضعيفا؛‬ ‫كما سينهار «املنطق املهدئ» لنظرية الردع‬ ‫مع أول تجربة‪.‬‬ ‫وسوف تظل نظرية الردع النووي قائمة حتى‬ ‫تفشل‪ ،‬ثم يصبح الخطر األكبر أن تخفق على‬ ‫نحو ك��ارث��ي‪ .‬ويعتمد منع اإلخ�ف��اق الكارثي‬ ‫على االستخدام املحدود للغاية وال��ذي بعده‬ ‫ربما يتمكن الزعماء الوطنيون على نحو ما‬ ‫من التدخل ملنع الجنون‪ ،‬رغم أنهم قد أخفقوا‬ ‫في منع الحرب‪.‬‬ ‫وفي ظل غياب مناهضي األرثوذكسية مثل رونالد ريغان‬ ‫وميخائيل غورباتشوف‪ ،‬يعتمد الطريق لتحقيق أقل درجة‬ ‫من املقاومة (رغم أنه ما زال يحث على قدر كبير من املقاومة)‬ ‫على الحد من الترسانات النووية واحدة تلو األخرى‪ .‬ولكن‬ ‫هذه العملية بطيئة ويمكن عرقلتها‪ ،‬فيما يمكن تحقيق تقدم‬ ‫أكبر إذا ما ألقى الزعماء نظرة حقيقية على نظام املعتقدات‬ ‫الذي أنتج ذلك الزخم الهائل والقاتل للتفكير الحالم‪.‬‬ ‫لم يكن هناك ً‬ ‫أبدا وقت مثالي إلعادة التقييم الشاملة للمناحي‬ ‫ً‬ ‫األك�ث��ر ت�ط��رف��ا لألرثوذكسية ال�ن��ووي��ة‪ ،‬ليس خ�لال الحرب‬ ‫ال �ب��اردة ول�ي��س خ�لال عمليات التقليص ال�ك�ب��رى بعد حل‬ ‫االتحاد السوفياتي وليس اآلن في ظل استحواذ فالديمير‬ ‫ب��وت�ين على األراض ��ي والتهديد العسكري‪ .‬ول�ك��ن انتخاب‬ ‫دونالد ترامب يتطلب إعادة تقييم تلك املعتقدات التي ربما‬ ‫يصبح م��ن الصعب الحفاظ عليها وال�ت��ي ربما ال تحتمل‬ ‫االختبارات الحقيقية <‬ ‫* أحد مؤسسي مركز ستيمسون‪.‬‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪17‬‬


‫الناتو وتوسع االتحاد األوروبي‬ ‫يمثل الناتو واالتحاد األوروب��ي رمزين لكراهية بوتني‬ ‫للعالم ال�غ��رب��ي؛ ه��ذان التحالفان ال �ل��ذان يضمان دوال‬ ‫ص �غ �ي��رة وك �ب �ي��رة م �ت �ح��دة ت �ح��ت م�ظ�ل��ة ق �ي��م امل �س��اواة‬ ‫والديمقراطية وحقوق اإلن�س��ان وإع��ادة تعريف فكرة‬ ‫س�ي��اس��ة ال �ق��وة ال�ع�ظ�م��ى‪ .‬ت �ع��ارض روس �ي��ا ت��وس��ع كال‬ ‫ال�ك�ي��ان�ين فعليا م�ن��ذ ت��أس�ي�س�ه�م��ا‪ .‬ب�ي��د أن امل�ع��ارض��ة‬ ‫الروسية ل��م توقف أي��ا منهما‪ .‬فيما ب�ين عامي ‪2004‬‬ ‫و‪ 2013‬ضم االتحاد األوروبي ‪ 13‬دولة من وسط وشرق‬ ‫أوروبا داخل حدوده‪ ،‬ويوجد في الوقت الحالي خمس‬ ‫دول ض�م��ن امل��رش�ح�ين ل�لان�ض�م��ام إل �ي��ه (وم ��ن بينهم‬ ‫تركيا)‪ .‬في الفترة ذاتها‪ ،‬انضم إل��ى الناتو تسع دولة‬ ‫من املنطقة نفسها‪.‬‬ ‫من املنظور التاريخي‪ ،‬ت��رى الحكومات الروسية أن‬ ‫ال��دول األعضاء في االتحاد السوفياتي السابق تقع‬ ‫داخ��ل «دائ ��رة ن�ف��وذ» روس �ي��ا‪ ،‬ب��اإلض��اف��ة إل��ى كونها‬ ‫«منطقة عازلة» بني روسيا وأوروب��ا‪ .‬ولكن بالنسبة‬

‫‪16‬‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪,,‬‬

‫‪,,‬‬

‫وج��ه التحديد وروس�ي��ا‪ ،‬بينما تستمر‬ ‫حكومة بوتني في دعم األسد وخوض‬ ‫الحرب األهلية السورية نيابة عنه‪.‬‬ ‫في ظل انشغال القادة في األمم املتحدة‬ ‫في نقاشات ساخنة‪ ،‬يمتد تأثير الحرب‬ ‫السورية ال��واس��ع بعيدا عن س��وري��ا‪ .‬في‬ ‫‪ 19‬ديسمبر (كانون األول) ع��ام ‪،2016‬‬ ‫تم اغتيال سفير روسيا ل��دى تركيا في‬ ‫م �ع��رض ف�ن��ي ف��ي أن �ق��رة‪ .‬وق �ب��ل أن يلقى‬ ‫امل�س�ل��ح م�ص��رع��ه ع�ل��ى ي��د ق ��وات الشرطة‬ ‫التركية‪ ،‬ص��رخ قائال‪« :‬ال تنسوا حلب‪ ،‬ال‬ ‫تنسوا سوريا!» لن يشعل ذلك الحادث حربا‬ ‫عاملية‪ ،‬وليس من املرجح حتى أن يتسبب في‬ ‫أي توترات وشيكة بني روسيا وتركيا‪ ،‬ولكنها‬ ‫تلقي باللوم املباشر تماما على روس�ي��ا في‬ ‫عيون العالم‪.‬‬ ‫وفقا ملعظم توقعات الخبراء‪ ،‬من غير املرجح‬ ‫أن يواجه التدخل الروسي في سوريا تحديا‬ ‫في ظل رئاسة ترامب‪ ،‬ولكن حتى مع احتمالية‬ ‫خروج الواليات املتحدة من طريقها‪ ،‬ماذا سوف‬ ‫تفعل روسيا لحل املشاكل العديدة في سوريا؟‬ ‫هل ستستمر في محاربة املعارضني حتى تقضي‬ ‫على املعارضة تماما؟ هل ستسدد روسيا ثمن إعادة‬ ‫بناء سوريا التي دمرها الصراع بمجرد انتهاء الحرب‬ ‫األهلية؟ وبمجرد أن يتم ذلك‪ ،‬كيف ستتعامل مع تنظيم‬ ‫داعش في سوريا؟ إن لعبة روسيا األخيرة في سوريا‬ ‫غير واضحة‪ .‬ويعتقد بعض الخبراء أن بوتني يحارب‬ ‫لغرض الحرب‪ ،‬إلبراز صورة القوة والنفوذ في الداخل‬ ‫وال �خ��ارج ب�ـ«ت�ط��وي��ع» وض��ع ف��ي ال�ش��رق األوس ��ط شهد‬ ‫إخفاقات أميركية‪ .‬بيد أنه في ظل اقتصاد راكد تصبح‬ ‫تلك الحملة الدعائية باهظة للغاية‪ .‬ع�ل�اوة على ذل��ك‪،‬‬ ‫حتى دون حزم من الحكومة األميركية‪ ،‬بدأت الضغوط‬ ‫الدولية على روسيا إلنهاء الحرب في سوريا مؤخرا‪،‬‬ ‫وم��ن املرجح أن ت��زداد ق��وة في الشهور املقبلة‪ .‬فكيف‬ ‫سيتعامل بوتني مع هذه الضغوط الدولية؟ سوف يتضح‬ ‫ذلك في عام ‪.2017‬‬

‫أج��رت��ه بريطانيا ف��ي ‪ 2016‬ع�ل��ى ال�خ��روج‬ ‫م��ن االت �ح��اد األوروب� ��ي م��ن ال�خ�ط��اب ال��ذي‬ ‫تدعمه روسيا لتصوير االتحاد األوروبي‬ ‫كمشروع فاشل‪.‬‬ ‫ولكن رد كل من الناتو واالتحاد األوروبي‬ ‫ع�ل��ى ذل ��ك؛ ف�ف��ي ق�م��ة ال�ن��ات��و ال�ت��ي عقدت‬ ‫ف��ي وارس ��و ف��ي ‪ ،2016‬ات�ف��ق األع�ض��اء‬ ‫األساسيون على تقديم ونشر أربع فرق‬ ‫متعددة الجنسيات إلى ثالث دول في‬ ‫منطقة البلطيق وبولندا‪ .‬وتولت الواليات‬ ‫املتحدة قيادة الفرقة التي تقرر نشرها‬ ‫في بولندا‪ ،‬وأملانيا في ليتوانيا‪ ،‬وكندا‬ ‫في التفيا‪ ،‬وبريطانيا في استونيا‪.‬‬ ‫أوق ��ف ذل ��ك ال�ت�ك�ه�ن��ات ح ��ول درج��ة‬ ‫التزام الناتو باملادة الخامسة‪ ،‬على‬ ‫األقل حتى اآلن‪ .‬في الحقيقة أعرب‬ ‫رئيس أميركا املقبل ع��ن تشككه‬ ‫علنا ف��ي أه�م�ي��ة ال �ن��ات��و‪ ،‬ول�ك��ن حتى‬ ‫إذا كانت رئاسة ترامب تعني زعزعة‬ ‫هجمات القراصنة‪ ،‬وتأثير االنتخابات‪ ،‬والتجسس وغير ذلك من أنشطة روسيا على استقرار الناتو‪ ،‬فليس من املرجح أن‬ ‫الشبكة العاملية رمز لها بقرص كمبيوتر فيه صورة الرئيس الروسي بوتني ( غيتي)‬ ‫ي�ح��دث ذل��ك ب�ين عشية وض�ح��اه��ا أو‬ ‫حتى في خالل عام‪ .‬في الوقت الحالي‪،‬‬ ‫ُي�ظ�ه��ر ال�ن��ات��و ع��زم��ه ع�ل��ى ح�م��اي��ة ح ��دوده وحلفائه‬ ‫املجاورين لروسيا‪.‬‬ ‫هذا العام تتم روسيا عامني من‬ ‫وفي الوقت الحالي يستعد االتحاد األوروبي ملنح نظام‬ ‫التأشيرة الحرة لكل من جورجيا وأوكرانيا‪ ،‬في خطوة‬ ‫الركود االقتصادي‪..‬و اتهامات‬ ‫تعد مهمة تجاه الحصول على عضوية كاملة في االتحاد‬ ‫يوما ما‪ .‬وتأتي هذه األخبار لتغيير قواعد اللعبة لهاتني‬ ‫لوزير االقتصاد أوليوكاييف‬ ‫الدولتني اللتني تسعى روسيا فيهما بقوة مؤخرا لبث‬ ‫بقبول رشوة بلغت مليوني دوالر‬ ‫مشاعر معادية للغرب عبر دعايتها اإلعالمية املؤثرة‪.‬‬ ‫وك�م��ا كشفت دراس ��ات ح��دي�ث��ة‪ ،‬ال ي ��زال ال�ج��ورج�ي��ون‬ ‫واألوك��ران�ي��ون متمسكني بتوجهاتهم املوالية لالتحاد‬ ‫األوروبي‪ .‬وهكذا على الرغم من جميع االنتكاسات التي‬ ‫لتلك الدول من خالل سياساتها الخارجية والوعود تعرض لها الناتو واالت�ح��اد األوروب��ي في ع��ام ‪،2016‬‬ ‫بإمكانية االنضمام إل��ى االت�ح��اد األوروب ��ي‪ ،‬يمكنها م��ن امل��رج��ح أن يستمر الكيانان ف��ي تحدي طموحات‬ ‫ال�ح�ص��ول م��ن خل��ال االت �ح��اد ع�ل��ى ف��رص��ة مباشرة بوتني في إع��ادة ترسيخ الهيمنة الروسية على وسط‬ ‫للدخول إلى وسط وغرب أوروبا‪ ،‬في عملية «تغريب» وشرق أوروبا‪.‬‬ ‫تشمل «تقاربا» ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا‪ .‬من إعادة انتخاب بوتني‬ ‫جهة أخرى يمنح الناتو سالمة مادية بموجب مادته وأخيرا‪ ،‬سوف يكون تركيز بوتني األكبر على الحفاظ‬ ‫الخامسة‪ ،‬والسالمة ليست فكرة مجردة ل��دول مثل على معدالت شعبيته املرتفعة حاليا في روسيا‪ .‬سوف‬ ‫أوكرانيا أو جورجيا أو مولدوفيا أو إحدى عشرة دولة يكون ذلك مهما لضمان إعادة انتخابه رئيسا في مارس‬ ‫شيوعية سابقة أعضاء في الناتو‪ ،‬إذ تعرضت جميع (آذار) عام ‪ .2018‬وبالضرورة يجب أن يتأكد من نجاحه‬ ‫تلك ال��دول‪ ،‬في مرة أو أكثر خالل تاريخها الحديث‪ ،‬في التعامل مع التحديات األربعة املذكورة من‪:‬‬ ‫لتهديدات روسية مباشرة لسالمتها املادية‪.‬‬ ‫‪ -1‬إن الروس سيستمرون في التصديق في عظمة بوتني‬ ‫الخطوات‬ ‫في عام ‪ ،2016‬أقدمت روسيا على بعض‬ ‫وتفوق روسيا على الساحة العاملية‪.‬‬ ‫كل‬ ‫وفاعلية‬ ‫الخطيرة بهدف التشكيك في شرعية‬ ‫‪ -2‬إن ال�ح�ك��وم��ة ال��روس �ي��ة ستمتلك األم � ��وال ال�ك��اف�ي��ة‬ ‫بشأن‬ ‫�ل‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫�و‬ ‫�‬ ‫ط‬ ‫م��ن ه��ات�ين امل��ؤس�س�ت�ين‪ .‬وق��ع خ�لاف‬ ‫لالستمرار ف��ي س��داد تكاليف امل�غ��ام��رات الباهظة في‬ ‫الناتو‬ ‫اتفاقية‬ ‫قابلية تطبيق امل ��ادة الخامسة ف��ي‬ ‫الخارج وأيضا دفع الرواتب واملعاشات من أجل تجنب‬ ‫املتحدة‬ ‫الواليات‬ ‫(هل الدول األعضاء في الناتو مثل‬ ‫اتخاذ إجراءات تقشفية عميقة (مثل تلك التي قد تثير‬ ‫روسيا‬ ‫مع‬ ‫حرب‬ ‫وأملانيا على استعداد للدخول في‬ ‫استياء شعبيا بل وتؤدي إلى قيام انتفاضات‪.‬‬ ‫روسيا‬ ‫تمويل‬ ‫وساعد‬ ‫بسبب استونيا الصغيرة؟)‪،‬‬ ‫س��وف تتطلب إع��ادة انتخاب بوتني أيضا ع��دم مشاركة‬ ‫املتطرفة‬ ‫اليمينية‬ ‫القومية‬ ‫ودعمها لحركات األحزاب‬ ‫مرشحني آخرين يمكن أن ينجحوا في االنتخابات‪ .‬في‬ ‫في‬ ‫التشكيك‬ ‫إشعال‬ ‫على‬ ‫في جميع أنحاء أوروب��ا‬ ‫اللحظة الراهنة ال يوجد أي منافس جاد‪ ،‬ولكن يعتمد الكثير‬ ‫االتحاد‬ ‫داخل‬ ‫األجانب‬ ‫من‬ ‫والخوف‬ ‫الوحدة األوروبية‬ ‫على النجاح الذي ستحققه حكومة بوتني في عام ‪ 2017‬إذا‬ ‫�ذي‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫االستفتاء‬ ‫�زز‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫�ك‪،‬‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ذ‬ ‫على‬ ‫�لاوة‬ ‫األوروب ��ي‪ .‬ع‬ ‫أراد املحافظة على الوضع الراهن في الداخل <‬


‫‪,,‬‬

‫في أوكرانيا خسائر الدوالر‬ ‫والروبل وتسبب في فرض عزلة‬ ‫كاملة على موسكو‬

‫‪,,‬‬

‫الفساد يمكن أن تلحق أضرارا كبيرة بصورة الحكومة‪.‬‬ ‫ي�س�ت��وع��ب ب��وت�ين أه�م�ي��ة ذل ��ك ال�ت�ح��دي ج �ي��دا‪ ،‬وق ��د ب��دأ‬ ‫بالفعل في اتخاذ خطوات لتحقيق االستقرار لالقتصاد‬ ‫ال��روس��ي‪ ،‬واألك �ث��ر أه�م�ي��ة لتحسني ص ��ورة االق�ت�ص��اد‬ ‫الروسي في الداخل‪ .‬في نوفمبر (تشرين الثاني) عني‬ ‫وزي��را جديدا لالقتصاد‪ ،‬وفي خطابه املباشر للشعب‬ ‫أع�ل��ن أن االق�ت�ص��اد ال��روس��ي ف��ي طريقه إل��ى التعافي‪.‬‬ ‫ووض��ع بوتني أيضا بعض األه��داف الطموحة لألعوام‬ ‫املقبلة‪ .‬في خطابه أمام الجمعية االتحادية كلف بوتني‬ ‫الحكومة بتحقيق «معدالت نمو لالقتصاد الوطني تفوق‬ ‫املعدالت العاملية في موعد أقصاه عامي ‪.»2020-2019‬‬ ‫فما ه��ي م�ع��دالت النمو املقبولة‪ .‬وفقا لرئيس ال��وزراء‬ ‫ميدفيديف‪ ،‬ل��ن ي�ك��ون م�ع��دل النمو ال��ذي يبلغ ‪ 1.5‬في‬ ‫امل��ائ��ة ج�ي��دا بما يكفي‪ .‬ص��رح ميدفيديف ق��ائ�لا‪« :‬من‬ ‫أجل تنفيذ تكليف خطاب الرئيس‪ ،‬نحتاج إلى املضي‬ ‫قدما في تغيير بنية االقتصاد‪ .‬ويمكننا أن نشهد تلك‬

‫الخطوة اآلن»‪.‬‬ ‫نمو اق�ت�ص��ادي طموحة‪ .‬ف��ي ديسمبر (ك��ان��ون األول)‬ ‫وهكذا سيكون التخلص من العقوبات الغربية عامال عام ‪ ،2016‬أعلن عن عقد صفقات اقتصادية ثنائية مع‬ ‫مهما لتحقيق التعافي االق�ت�ص��ادي‪ ،‬إال أن��ه ل��ن يكون اليابان بقيمة ‪ 2.5‬مليار دوالر‪ .‬ويبدو أن بوتني يستغل‬ ‫كافيا‪ .‬يبذل بوتني بالفعل جهوده من أجل تمويل خطة النزاعات على األراضي بني روسيا واليابان على جزر‬ ‫كوريل لالستفادة من هذه الصفقة‪ .‬ولكن هذه مجرد‬ ‫بداية لصفقات ومفاوضات مكثفة سيكون على بوتني‬ ‫القيام بها خالل عام ‪ 2017‬من أجل تحقيق االستقرار‬ ‫لالقتصاد الروسي‪.‬‬ ‫تجاوز ثمن العدوان الروسي‬

‫الوضع في سوريا‬ ‫ع�ن��دم��ا ظ��ن املجتمع ال��دول��ي أن امل��وق��ف ف��ي س��وري��ا ال‬ ‫يمكن أن يصل إلى ما هو أسوأ‪ ،‬اجتاحت أخبار تراجع‬ ‫حلب وسقوطها ومعها صور األطفال القتلى والجرحى‬ ‫ع�ن��اوي��ن وس��ائ��ل اإلع�ل�ام ف��ي ال �غ��رب‪ .‬أص�ب�ح��ت عقول‬ ‫معظم املشاهدين تربط بني تلك الصور امل��روع��ة على‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪15‬‬


‫على مدار عام ‪ 2016‬تصدرت روسيا عناوين معظم مواقع األخبار العاملية‪.‬‬ ‫ج��اءت تلك السمعة السيئة نتيجة للسياسات الخارجية الروسية املثيرة‬ ‫للجدل‪ .‬إضافة إلى تصرفاتها التي أدت إلى إشعال الحرب في أوكرانيا والتي‬ ‫معتد نتيجة لتدخلها املتزايد‬ ‫بدأت في عام ‪ ،2014‬برزت صورة روسيا كطرف‬ ‫ٍ‬ ‫ف��ي س��وري��ا‪ ،‬وإل��ى ح��د م��ا بسبب تدخلها ف��ي السياسة األوروب �ي��ة‪ ،‬وأخ�ي��راً‬ ‫األميركية‪.‬‬

‫تعرضت الدول الديمقراطية الغربية النتكاسات خطيرة على مدار العام املنتهي‬

‫‪ 5‬تحديات كبرى تواجهها روسيا‬ ‫بقيادة بوتني في ‪2017‬‬

‫موسكو‪ :‬مايا أوتاراشفيلي‬

‫األوك��ران�ي��ة‪ .‬وال ي��زال ذل��ك ال�ص��راع دون حل حتى اآلن‪.‬‬ ‫اتضح أن القرم ودونباس أكثر تكلفة على روسيا مما‬ ‫توقع بوتني‪ .‬فقد أدان املجتمع الدولي إعالن روسيا بضم‬ ‫ال�ق��رم‪ .‬وف��رض��ت ال��والي��ات املتحدة واالت �ح��اد األوروب ��ي‬ ‫ع�ق��وب��ات اق�ت�ص��ادي��ة ع�ل��ى روس �ي��ا‪ ،‬وال �ت��ي ت��زام�ن��ت مع‬ ‫انخفاض أسعار الطاقة ودفعت االقتصاد الروسي إلى‬ ‫حالة من الركود‪.‬‬ ‫تجاوز ثمن العدوان الروسي في أوكرانيا خسائر الدوالر‬ ‫وال��روب��ل‪ ،‬إذ تسبب أيضا ف��ي ف��رض عزلة كاملة على‬ ‫روسيا عن الغرب‪ .‬وفي قمة الناتو التي عقدت في صيف‬ ‫عام ‪ ،2016‬أعلن الحلف أن روسيا هي أكبر تهديد بعد‬ ‫تنظيم داعش‪ .‬وفي ‪ 19‬ديسمبر (كانون األول) ‪،2016‬‬ ‫تبنت الجمعية العامة لألمم املتحدة قرارا يعلن أن روسيا‬ ‫قوة محتلة‪ ،‬وأن جمهورية القرم الخاضعة للحكم الذاتي‬ ‫أراض محتلة‪.‬‬ ‫ومدينة سيفاستوبول‬ ‫ٍ‬ ‫وه �ك��ذا أم �ض��ت روس �ي��ا أك �ث��ر م��ن ع��ام�ي�ن ف��ي ت�م��وي��ل‬ ‫القرم (بصفتها أراضيها)‪ ،‬وتسديد تكلفة الحرب في‬ ‫دونباس‪ ،‬وتحمل وطأة العقوبات االقتصادية الغربية‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من مشاركة روسيا في مباحثات مينسك‬ ‫األول��ى والثانية لوقف إط�لاق ال�ن��ار‪ ،‬فلم يتحقق اتفاق‬ ‫فعلي ل��وق��ف إط�ل�اق ال�ن��ار ف��ي دون �ب��اس‪ ،‬وي�ظ��ل الوضع‬ ‫حرجا في أوكرانيا‪ .‬في حني تستمر املؤسسات الدولية‬ ‫والغربية في إدانة التصرفات الروسية في أوكرانيا دون‬ ‫أن يظهر حل في األفق‪ .‬ويبدو أنه كما تتعرض أوكرانيا‬ ‫آلثار العدوان الروسي الهائلة سيكون على روسيا أيضا‬ ‫أن تتحمل تبعات تصرفاتها هناك‪ .‬وبالتالي في عام‬ ‫‪ ،2017‬سوف تضع حكومة بوتني التخلص من العقوبات‬ ‫الغربية املتعلقة بأوكرانيا على قمة أولوياتها‪.‬‬

‫يبدو للعني غير الخبيرة أن روسيا أصبحت‬ ‫ق ��وة ع��امل�ي��ة ع�ظ�م��ى ج��دي��رة ب ��أن ت��وض��ع في‬ ‫ال �ح �س �ب��ان؛ ي �ق��ود ال ��دول ��ة رج ��ل ق ��وي يحظى‬ ‫بمعدالت شعبية مرتفعة تتجاوز ‪ 80‬في املائة باستمرار‪.‬‬ ‫وتستطيع حكومة بوتني أن تضم أراض��ي دول أخرى‬ ‫إليها على ال��رغ��م م��ن رف��ض بقية دول العالم (ال�ق��رم)‪،‬‬ ‫وتشن هجمات إلكترونية خفية أو غير خفية على دول‬ ‫أخ��رى (استونيا في ع��ام ‪ ،2007‬ال��والي��ات املتحدة في‬ ‫أث�ن��اء االنتخابات الرئاسية ‪ ،)2016‬وت�خ��وض حروبا‬ ‫هجينة ف��ي الساحة الخلفية ألوروب ��ا (إقليم دون�ب��اس‬ ‫ف��ي أوك��ران �ي��ا)‪ ،‬وت�ن�ت�ه��ك امل �ج��ال ال �ج��وي ملنطقة الناتو‬ ‫(ب�ل��دان البلطيق على م��دار ع��ام ‪ ،)2016‬وت�ش��ن حربا‬ ‫معلوماتية مع العالم الخارجي (الدعاية اإلعالمية في‬ ‫االت�ح��اد األوروب��ي وم��ا وراءه)‪ ،‬وتدخل في ح��رب أكثر‬ ‫تقليدية نيابة عن قادة مولعني بالحرب في مناطق بعيدة‬ ‫عنها (سوريا)‪ .‬ولكن مثل تلك «القوى العظمى» يجب‬ ‫أن تتعامل مع تحديات واسعة النطاق في الخارج وفي‬ ‫الداخل‪ ،‬حيث إن السياسات الخارجية العدائية ال تسلم‬ ‫من التبعات الخطيرة‪.‬‬ ‫وق��د تعرضت ال��دول الديمقراطية الغربية النتكاسات‬ ‫خطيرة على م��دار ع��ام ‪ ،2016‬مما يشير إل��ى أن عام‬ ‫‪ 2017‬س ��وف ي �ك��ون م�ل�ي�ئ��ا ب��االض �ط��راب��ات بالنسبة‬ ‫للواليات املتحدة واالتحاد األوروب��ي‪ ،‬ولكنه ال يعني أن‬ ‫األمور ستكون أسهل بالنسبة لروسيا تحت قيادة بوتني‬ ‫في العام املقبل‪.‬‬ ‫أوكرانياضحية املغامرات الخارجية الروسية‬ ‫اكتسبت امل�غ��ام��رات الخارجية ال��روس�ي��ة زخ�م��ا جديدا‬ ‫عندما ضمت حكومة الرئيس بوتني شبه جزيرة القرم اقتصاد متعثر‬ ‫األوك��ران�ي��ة في ع��ام ‪ .2014‬بعد شهور اندلعت الحرب‬ ‫في إقليم دون�ب��اس في أوك��ران�ي��ا‪ .‬ودخ��ل االنفصاليون‬ ‫من الطبيعي أن تلقي العقوبات آثارا سلبية على روسيا‪.‬‬ ‫بدعم من القوات الروسية في حرب ال تنتهي مع القوات‬

‫‪14‬‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫ولكن كما يدفع كثير من الخبراء‪ ،‬لم يكن لتلك العقوبات‬ ‫تأثير مدمر لو لم تنخفض أسعار الطاقة وتستمر في‬ ‫تدنيها‪ .‬م��ع ب��داي��ة ع��ام ‪ ،2017‬تتم روس�ي��ا ع��ام�ين من‬ ‫ال��رك��ود االق �ت �ص��ادي (ح �ي��ث وص��ل م �ع��دل ن�م��و ال�ن��ات��ج‬ ‫املحلي اإلجمالي في عام ‪ 2015‬إلى سالب ‪ 3.7‬في املائة‪،‬‬ ‫ونحو سالب ‪ 0.05‬في املائة في عام ‪ .)2016‬وفي حني‬ ‫يظل الخبراء االقتصاديون في الغرب منقسمني بشأن‬ ‫احتماالت تعافي االقتصاد الروسي في عام ‪ ،2017‬يبدو‬ ‫من املرجح أن روسيا قد تستطيع بالكاد الخروج من‬ ‫الركود‪ .‬ولكن أدت األزمة االقتصادية إلى ارتفاع معدالت‬ ‫الفقر في روسيا‪ .‬ووفقا لبيانات البنك الدولي‪ ،‬وصل‬ ‫‪ 11.2‬في املائة من السكان إلى خط الفقر في عام ‪.2014‬‬ ‫وارتفعت النسبة إلى ‪ 13.3‬في املائة في عام ‪ .2015‬وفي‬ ‫عام ‪ُ ،2016‬وجهت اتهامات لوزير االقتصاد إليكسي‬ ‫أوليوكاييف بقبول رش��وة بلغت مليوني دوالر‪ ،‬وتم‬ ‫اعتقاله‪ .‬ومع أن أوليوكاييف دفع ببراءته‪ ،‬فإن فضيحة‬


‫الهادي املجدوب وزير الداخلية التونسي‬

‫> ما مدى صحة أن مصدر اإلرهاب في تونس اآلن هو‬ ‫ليبيا؟ وأن استقرار تونس مرتبط باستقرار جارتها؟‬ ‫ ل�ي��س ب��ال �ض��رورة‪ ،‬ع�ن��دم��ا ن�ت�ح��دث ع��ن أن ليبيا مصدر‬‫اإلره ��اب فيجب أن ي��وض��ع ه��ذا ب�ين ق��وس�ين؛ فالكثير من‬ ‫التونسيني املنتمني إل��ى ح��رك��ات إرهابية م��وج��ودون اآلن‬ ‫في ليبيا‪ ،‬وبخاصة بعد انهيار الدولة‪ ،‬وهذا ما وفر أرضا‬ ‫خصبة لنمو الحركات اإلرهابية‪ ،‬وطبعا هذا يشكل خطرا‬ ‫على تونس‪ .‬لكن انعكاس الوضع الليبي على تونس ال يجب‬ ‫تهويله‪ ،‬وطبعا من مصلحة تونس أن يكون الوضع مستقرا‬ ‫في ليبيا‪ ،‬ونحن اآلن مطالبون بمضاعفة جهودنا في املراقبة‬ ‫وحماية الحدود عشرات امل��رات‪ ،‬تأثير الوضع قي ليبيا على‬ ‫تونس هو عنصر مهم‪ ،‬لكن ليس أساسيا‪.‬‬ ‫> كيف تتعاملون مع وسائل اإلعالم الجديد ووسائل‬ ‫ال�ت��واص��ل االج�ت�م��اع��ي ال�ت��ي أصبحت م�ص��در تهديد‬ ‫أم �ن��ي أس��اس �ي��ا‪ ،‬وب �خ��اص��ة ف��ي خ�ل��ق وت �غ��ذي��ة الفكر‬ ‫اإلرهابي لدى الشباب؟‬ ‫ الفضاء االف�ت��راض��ي ه��و أخطر فضاء ف��ي مجال مكافحة‬‫ّ‬ ‫اإلرهاب؛ ألنه غير مرئي‪ ،‬ويمكن العناصر اإلرهابية من سرية‬ ‫العمل يتم م��ن خاللها استقطاب ال�ش�ب��اب‪ .‬والسيطرة عليه‬ ‫تتطلب امتالك تكنولوجيا متقدمة يمكنها احتواء التكنولوجيا‬ ‫املعتمدة‪ ،‬وال دولة يمكنها تحديد نسبة نجاحها في التحكم في‬

‫‪,,‬‬

‫من املواقع الدفاعية والتقدم‬ ‫نحو اإلرهابيني‬

‫‪,,‬‬

‫استراتيجية وطنية ملكافحة اإلره ��اب‪ ،‬واآلن يجب التفريق‬ ‫بني أمرين‪ ،‬وهما أن االستراتيجية األمنية موجودة‪ ،‬لكن عند‬ ‫التحدث عن استراتيجية وطنية‪ ،‬يجب اعتبار كل األشياء‪.‬‬

‫بني البلدين‪ ،‬وفي السنتني األخيرتني فاق التعاون بني البلدين‬ ‫هذا املجال‪ ،‬والصعوبة فيما ال تراه ليس فيما نراه‪.‬‬ ‫> ال �ت �ع��اون ب�ين ت��ون��س ودول ال�خ�ل�ي��ج ه��ل ت��أث��ر في حجم التعاون ال��ذي ك��ان منذ عشرات السنني‪ ،‬وه��ذا يشمل‬ ‫الكثير من املجاالت‪ ،‬مثل مجال التكوين أمن الطيران املدني‪،‬‬ ‫السنوات األخيرة؟‬ ‫ ال بد أن نعترف بأن املشاغل بني تونس وبني دول الخليج الحدود التعاون متواصل وتم توقيع مذكرة تفاهم في املجال‬‫مختلفة‪ ،‬لكن كانت وما زالت عالقاتنا قوية معهم منذ استقالل األمني مع بريطانيا‪.‬‬ ‫تونس‪ ،‬ووقفت الكثير من ال��دول مع تونس وقفة قوية‪ ،‬ولم‬ ‫تتغير العالقات في التوازنات‪.‬‬ ‫> فوز ترامب في االنتخابات األميركية هل سيؤثر في‬ ‫وال يمكن لوم أي دولة صديقة أو شقيقة في مجال الدعم الذي العالقات األميركية التونسية؟‬ ‫تقدمه‪ ،‬وأي مساعدات نحن نشكرهم عليها؛ ألن لكل أولوياته‪ - ،‬أف�ض��ل ش��يء ه��و ال�ت��رق��ب قبل إص ��دار أح �ك��ام؛ فالحمالت‬ ‫وهم ال يدخرون جهدا‪.‬‬ ‫االنتخابية شيء وواقع الحكم شيء آخر‪ ،‬والواليات املتحدة ال‬ ‫يختزلها شخص؛ فهي دولة توازن قوى ومؤسسات وقانون؛‬ ‫> أن�ت��م اآلن ف��ي زي ��ارة ع�م��ل ل�ب��ري�ط��ان�ي��ا‪ ،‬ه��ل ت��أث��رت وهذا ما سيحد من أي انحراف يمكن أن يحدث‪ ،‬ومن العبث‬ ‫العالقات التونسية البريطانية‪ ،‬بعد االنفصال عن استباق األحداث‪.‬‬ ‫االتحاد األوروبي؟‬ ‫ رغم أن أغلب العالقات والتعاون التونسي البريطاني كان > وج��ود ح��رك��ة النهضة وتدخلها ف��ي إدارة ش��ؤون‬‫ف��ي إط��ار االت�ح��اد األوروب ��ي‪ ،‬فإنه كانت هناك عالقة ثنائية ال �ب�ل�اد‪ ،‬ي�ث�ي��ر م �خ��اوف م��ن ت�ع��زي��ز وج� ��ود ال�ح��رك��ات‬ ‫اإلسالمية في تونس؟‬ ‫ التوازنات السياسية في تونس لن تتغير وال يمكن ألي حركة‬‫أن تغير الدستور الذي ينص أول مبدأ فيه على مدنية الدولة‪،‬‬ ‫ح��رك��ة النهضة ك��ان��ت م��وج��ودة ف��ي ك��ل ال�ح�ك��وم��ات‪ ،‬وتونس‬ ‫الحل األمثل هو الخروج‬ ‫لم تتغير‪.‬‬ ‫> هل أنت متفاءل بمستقبل الوضع في تونس؟‬ ‫ متفاءل جدا؛ تونس بخير‪ ،‬وال يجب نسيان أن تونس عاشت‬‫ثورة وتشهد انتقاال سياسيا كبيرا‪ ،‬وكذلك على املستويني‬ ‫االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬تونس تعتبر دولة نجحت<‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪13‬‬


‫شهدت تونس في السنوات األخيرة أحداثا إرهابية هزت البالد‪ ،‬وأثرت بشكل عميق في االقتصاد الذي تراجع بشكل مقلق‪،‬‬ ‫وعلى األوضاع االجتماعية؛ ما يثير مخاوف حول مستقبل البالد على مختلف الصعد‪.‬‬ ‫ورغم تغيير الحكومات منذ سقوط بن علي يناير (كانون الثاني) ‪ 2011‬إلى اآلن‪ ،‬فإن الحلول السياسية التي قدمت لم تتمكن‬ ‫من نقل البالد نحو تطلعات شعبها‪ ،‬وبقي الوضع مقلقا‪ .‬والهاجس األمني هو األولوية التي تشغل التونسيني من جهة‪،‬‬ ‫واملجتمع الدولي من جانب آخر‪« :‬املجلة» التقت الهادي املجدوب‪ ،‬وزير الداخلية التونسي‪ ،‬على هامش زيارته لندن الشهر‬ ‫املاضي‪ ،‬وحاورته حول األوضاع األمنية وعمل وزارته في تونس‪.‬‬

‫اهلادي اجملدوب‪ :‬املعالجة األمنية ملكافحة اإلرهاب ال تفي وحدها بالقضاء على التطرف‬

‫‪ :‬األمن‬ ‫وزير الداخلية التونسي لـ‬ ‫هو الحلقة األخيرة في مواجهة اإلرهاب‬

‫> الوضع األمني في تونس حاليا؟‬ ‫ عندما نتحدث عن الوضع األمني‪ ،‬فبالضرورة هذا‬‫يجرنا إلى الحديث عن الوضع االقتصادي والوضع‬ ‫االجتماعي‪ ،‬الرتباط الوضع األمني بهما‪.‬‬ ‫وتونس منذ فترة في استقرار‪ ،‬وتعتبر سنة ‪ 2016‬هادئة أمنيا‬ ‫مقارنة ب��ـ‪ ،2015‬التي شهدت ‪ 3‬أحداث كبيرة‪ ،‬حادثة متحف‬ ‫ب��اردو وهجوم سوسة اإلرهابي‪ ،‬وحادثة «محمد الخامس»؛‬ ‫وهذا ما جعل البالد تفقد الكثير من زوارها‪.‬‬ ‫> ه��ل بعد ‪ 2015‬تطلبت األوض ��اع ف��ي تونس إع��ادة‬ ‫هيكلة ت��ام��ة للمؤسسة األم�ن�ي��ة‪ ،‬أم فقط العمل على‬ ‫تطويرها؟‬ ‫ واجهتنا تحديات تقنية وفنية‪ ،‬م��ن أهمها محاولة إع��ادة‬‫هيكلة املؤسسة األمنية‪ .‬وبالنسبة ملسألة إص�لاح املنظومة‬ ‫األمنية‪ ،‬فقد كان األمر مطروحا من قبل ‪ ،2015‬لكن ما حدث‬ ‫جعلنا ّ‬ ‫نسرع األمور‪.‬‬ ‫لكن ليس هذا اإلشكال الرئيسي‪ ،‬إنما التحدي الحقيقي هو‬ ‫أننا مطالبون بإصالح املنظومة األمنية وهي في حالة عمل‬ ‫وهنا الصعوبة‪.‬‬ ‫> هذا اإلصالح الذي تحدثتم عنه‪ ،‬يعني أنكم بصدد‬ ‫وضع استراتيجية إصالحية واضحة‪ ،‬أو وضعتم ذلك‬ ‫فعال وتعملون على تنفيذها؟‬ ‫ مهما تكن االستراتيجيات التي توضع فالجانب غير املتوقع‬‫هو املهم‪ ،‬وما يحدث في تونس هو الذي يفرض التعامل بطرق‬ ‫معينة‪.‬‬ ‫> إذن‪ ،‬هل الداخلية التونسية مستعدة للتعامل مع‬ ‫مختلف السيناريوهات املتوقعة‪ ،‬وغير املتوقعة؟‬ ‫ نحن مستعدون‪ ،‬لكن ما قصدته أننا في تونس كنا قد بدأنا‬‫فعليا بالعمل على خطة إلصالح املنظومة األمنية‪ ،‬لكن ما وقع‬ ‫في ‪ 2015‬أبرز الثغرات التي دفعتنا إلى تغيير استراتيجيات‬ ‫العمل‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪,,‬‬

‫‪,,‬‬

‫لندن‪ :‬نادية التركي‬

‫ون��ع��م��ل اآلن ع��ل��ى ت��ط��وي��ر م���ج���االت ك��ب��ي��رة واس��ت��رات��ي��ج��ي��ات هنا أنه ال يمكن أن تطلب من اآلخرين أشياء ال يمتلكونها‪،‬‬ ‫عمل بالتوازي‪ ،‬ومن أهم الخطط التي نعمل عليها حاليا هي وبخاصة إذا تحدثنا على التقنيات االستخباراتية‪.‬‬ ‫ويشمل التعاون خاصة تبادل املعلومات باألساس‪ ،‬وأحيانا‬ ‫استراتيجية مكافحة اإلرهاب في تونس‪.‬‬ ‫ت��ب��ادل التحاليل ح��ول ال��وض��ع‪ .‬ول��دي��ن��ا تقاليد عمل م��ع دول‬ ‫> هل وجدت املؤسسة األمنية نفسها في وقت ما تعمل نتعامل معها بندية‪ ،‬مثل فرنسا بريطانيا‪ ،‬الواليات املتحدة‬ ‫بسياسة الفعل ورد الفعل؟‬ ‫وغيرها منذ فترة طويلة‪.‬‬ ‫ ال‪ ،‬لم نضطر إلى ذلك أبدا‪ ،‬سنة ‪ 2016‬شهدت االستراتيجيات‬‫األمنية ت��ح��والت كبيرة‪ ،‬وهنا أت��ح��دث ع��ن املؤسسة األمنية > االس� �ت� �ق ��رار األم� �ن ��ي اآلن ه ��و ال �ق ��اع ��دة األس��اس �ي��ة‬ ‫والعسكرية معا‪ ،‬والعنصر املهم ال��ذي تغير هو أنه بالنسبة ال�ت��ي ي�ق��وم عليها االق�ت�ص��اد‪ ،‬االس�ت�ق��رار االجتماعي‬ ‫والعالقات الدولية‪ ..‬هل الحكومة التونسية الحالية‬ ‫لألمن والدفاع تم الخروج من املواقع الدفاعية‪.‬‬ ‫واعية بهذا األمر‪ ،‬وهل خصصت لكم امليزانية املناسبة‬ ‫لدعم عمل وزارة الداخلية لتحقيق أهدافها؟‬ ‫> كيف ذلك؟‬ ‫ توصلنا إلى قناعة أنه كلما حافظت على موقعك الدفاعي؛ فإن ‪ -‬الحكومة الحالية بنيت على وثيقة قرطاج‪ ،‬وهي وثيقة تنص‬‫الضربة آتية ال ريب فيها‪ ،‬لكن الحل األمثل أنه ال بد من الخروج على أنه من أولويات حكومة الوحدة الوطنية مكافحة اإلرهاب‪،‬‬ ‫من هذه املواقع والتقدم نحو اإلرهابيني وليس انتظارهم‪ ،‬وهذا ومنذ نهاية ‪ 2015‬كان هناك دعم استثنائي لوزارة الداخلية‪.‬‬ ‫يتطلب عمال استباقيا وعمال استخباراتيا كبيرا‪.‬‬ ‫في املجال األمني هناك استمرارية سواء في حكومة رئيس‬ ‫الحكومة الحالي يوسف الشاهد أم السابق الحبيب الصيد‪.‬‬ ‫> كيف ّ‬ ‫تقيمون عمل املنظومة االستعالماتية ضد‬ ‫اإلرهاب‪ ،‬الذي يعد اليوم الهاجس األمني األساسي‪ > ،‬تبني أن خطر اإلرهاب األكبر هو في تأثيره في الجيل‬ ‫الجديد‪ ،‬وبخاصة الشباب الذين تم تجنيدهم عبر‬ ‫وهل هناك جهات دولية داعمة لتونس؟‬ ‫ مجال االستخبارات هو في مجال تبادل املعلومات باألساس‪ ،‬مواقع التواصل االجتماعي‪ ..‬هل بدأتم في التفكير في‬‫وهو يحقق منفعة متبادلة ملختلف األطراف‪ ،‬وتونس لها الكثير العمل على التعاون مع وزارات أخرى‪ ،‬خصوصا وزارة‬ ‫من األصدقاء الذين يتعاملون معها وتتعامل معهم‪ ،‬واإلشكال التعليم لتعديل وتغيير البرامج التعليمية لتساعد‬ ‫على تحصني الشباب من الغزو الفكري املتطرف؟‬ ‫ التفكير في هذه املسألة كان موجودا ومطروحا‪ ،‬بعد أحداث‬‫‪ 2015‬ك��ان هناك ميزانية استثنائية ألخ��ذ إج���راءات عاجلة‬ ‫لوزارتي الداخلية والدفاع‪ ،‬كما اعتمد جزء من هذه امليزانية‬ ‫ما وقع في ‪ 2015‬أبرز‬ ‫ل����وزارة ال��ث��ق��اف��ة ووزارة التعليم وال���ش���ؤون االج��ت��م��اع��ي��ة؛ ألن‬ ‫املعالجة األمنية ملكافحة اإلره���اب ال تفي وح��ده��ا بالقضاء‬ ‫ثغرات دفعتنا إلى تغيير‬ ‫على اإلرهاب‪ ،‬بل يمكن القول إن دور األمن هو الحلقة األخيرة‬ ‫في مواجهة اإلرهاب‪.‬‬ ‫استراتيجيات عملنا‬ ‫ويبدأ العمل الحقيقي مع املنظومة التربوية‪ ،‬والخطاب الديني‪،‬‬ ‫واالق���ت���ص���اد‪ .‬اآلن ت���ون���س ف���ي امل���رح���ل���ة األخ����ي����رة م���ن وض��ع‬


‫تشارلي ميلر الباحث األمني في تويتر الخبير بوكالة األمن القومي السابق يتحدث خالل محاضرة مشتركة مع كريس فاالسيك أستشاري أمني خالل عرض حول استغالل‬ ‫خطورة السيارات الحديثة املرتبطة بشبكة االتصاالت السلكية والالسلكية مما يجعلها أقل عرضة لغزوات األمن و تهديدها ألجهزة الكمبيوتر في املنازل والشركات (غيتي)‬

‫‪,,‬‬

‫‪,,‬‬

‫ً‬ ‫مشيرا إلى أن التعامل مع‬ ‫للقضاء على اإلره��اب‪،‬‬ ‫اإلره��اب كقضية أمنية‪ ،‬ثبت فشله على م��دار ‪40‬‬ ‫ً‬ ‫عاما مضت‪ ،‬فعندما ظهر اإلره��اب في عهد امللك‬ ‫فاروق تم التعامل معه كقضية أمنية فقط‪ ،‬وكانت‬ ‫النتيجة اغتيال النقراشي والخازندار‪ ،‬وتنفيذ ‪38‬‬ ‫جريمة إرهابية‪ ،‬وعقب ثورة ‪ 1952‬تم التعامل مع‬ ‫اإلره ��اب بالطريقة ذات�ه��ا‪ ،‬فكانت محاولة اغتيال‬ ‫عبد الناصر‪ ،‬و‪ 22‬عملية إرهابية أخرى‪ ،‬ثم اغتيل‬ ‫الرئيس السادات‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬أكد العميد خالد عكاشة‪ ،‬مدير املركز‬ ‫الوطني للدراسات األمنية‪ ،‬أن العمليات اإلرهابية‬ ‫التي شهدها العالم خالل ‪ 2016‬تؤكد أنه ال توجد‬ ‫دولة بعيدة عن اإلرهاب وأن هذا األمر ليس بسبب‬ ‫ً‬ ‫مشيرا‬ ‫عدم قدرة األجهزة األمنية على مواجهتها‪،‬‬ ‫إلى أن هناك ً‬ ‫كثيرا من العمليات اإلرهابية استطاعت‬ ‫األجهزة األمنية إحباطها‪ ،‬لكن ما وقع منها بسبب‬

‫محاصرة اإلرهاب للعالم وتزايد عناصره واختيار تطور العالم‪ ،‬من خالل استقطاب عناصر جديدة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الجماعات اإلرهابية أهداف مدنية ال أحد يتوقعها وأعداد أكبر بشكل غير متوقع‪ ،‬وأماكن أيضا غير‬ ‫متوقعة‪ ،‬وبطرق جديدة عن طريق اقتياد شخص‬ ‫ال تحمل سوى الخسة والغدر‪.‬‬ ‫وأوضح عكاشة أن املوجات اإلرهابية تطورت مع لسيارة‪ْ ،‬‬ ‫وده��س كثير من املواطنني أو عن طريق‬ ‫إط �ل�اق ن ��ار ع�ل��ى م��واط �ن�ين ب�ش�ك��ل ع �ش��وائ��ي في‬ ‫األماكن املزدحمة‪.‬‬ ‫وت��اب��ع مدير امل��رك��ز الوطني ل�ل��دراس��ات األمنية أن‬ ‫الكليات واملعاهد األمنية لديها من القدرات والكوادر‬ ‫م��ا تستطيع أن ت��واج��ه ب��ه اإلره� ��اب‪ ،‬م��وض� ً�ح��ا أن‬ ‫فؤاد عالم‪ :‬القضاء على‬ ‫األجهزة األمنية في كل ال��دول تعرف كيف تعمل‬ ‫ً‬ ‫اإلرهاب يحتاج إلى‬ ‫جيدا‪ ،‬ولكن املسؤولية األخرى تقع على املؤسسات‬ ‫الدينية والثقافية في القيام بدورهم في مكافحة‬ ‫القضاء على مسبباته‬ ‫اإلرهاب‪ ،‬وتوفير النشطات الثقافية التي تستقطب‬ ‫ً‬ ‫الشباب‪ً ،‬‬ ‫مؤكدا أنه إن لم‬ ‫بعيدا عن الفكر املتطرف‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫تقم تلك األجهزة بدورها فهو حكم على اإلرهاب‬ ‫باالستمرار <‬ ‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪11‬‬


‫ً‬ ‫شهد عام ‪ 2016‬عمليات إرهابية طالت ً‬ ‫ً‬ ‫وعددا‬ ‫كبيرا من عواصم الدول في أملانيا وبريطانيا وفرنسا وروسيا ومصر‪،‬‬ ‫عددا‬ ‫ً‬ ‫من الدول العربية بني تفجيرات ودهس حتى وصل بعضها إلى استهداف دور العبادة وانتهاك حرمتها‪ ،‬فضال عن العمليات‬ ‫ً‬ ‫كثيرا من‬ ‫اإلرهابية التي شهدها عدد من املطارات في كثير من الدول‪ ،‬ليودع العالم عام ‪ 2016‬بعد أن هزته هذه الكارثة‪ ،‬ليضع‬ ‫عالمات االستفهام حول فشل األجهزة األمنية في إحباط العمليات اإلرهابية التي شهدها العالم‪ ،‬وما يجب أن تقوم به أجهزة‬ ‫األمن لتطوير أدائها ملواجهة اإلرهاب‪.‬‬

‫أكدوا الفرق بني املكافحة واملواجهة‬

‫‪ :‬وتيرة اإلرهاب‬ ‫خبراء أمنيون لـ‬ ‫أسرع من حركة األجهزة األمنية‬

‫اللواء فاروق املقرحي‬

‫اللوء فؤاد عالم‬

‫القاهرة‪ :‬أحمد سالم‬ ‫ي�ق��ول ال �ل��واء ف ��ؤاد ع�ل�ام‪ ،‬الخبير األم�ن��ي‬ ‫ووكيل جهاز مباحث أمن الدولة األسبق‪،‬‬ ‫إن وتيرة عمل اإلرهابيني أصبحت أسرع‬ ‫ً‬ ‫مؤكدا أن املقبل أسوأ‬ ‫من وتيرة األجهزة األمنية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫موضحا أنه ال توجد دولة واحدة‬ ‫وأخطر وأسرع‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مشيرا إلى أن كل اإلج��راءات التي‬ ‫تكافح اإلره��اب‪،‬‬ ‫تتخذها الدول ما هي إال إجراءات ملواجهة اإلرهاب‬ ‫وليس مكافحته‪ ،‬ألن مفهوم املكافحة هو إحباط‬ ‫العمليات والجرائم اإلرهابية قبل وقوعها‪.‬‬ ‫وأكد الخبير األمني أن مكافحة اإلرهاب تتبلور في‬ ‫تكاتف عدة محاور سياسية واقتصادية وثقافية‬ ‫ً‬ ‫مشيرا إلى أن املواجهة األمنية‬ ‫ودينية واجتماعية‪،‬‬ ‫وحدها ال تكفي‪ ،‬وفى الوقت نفسه يقوم بكل ما‬

‫‪10‬‬

‫العميد خالد عكاشة‬

‫ل��دي��ه م��ن استراتيجيات‪ ،‬فالقضاء على اإلره��اب ألن اإلره��اب يتعامل معها كالفئران الساكنة في‬ ‫ً‬ ‫يحتاج إلى القضاء على مسبباته أوال التي تؤدي الجحور‪.‬‬ ‫إل �ي��ه‪ ،‬م��ن خ�لال ع��دة م �ح��اور اق�ت�ص��ادي��ة وثقافية‬ ‫وتعليمية وغ�ي��ره��ا‪ ،‬فما زال التعامل م��ع قضايا مصادر األجهزة األمنية‬ ‫اإلرهاب واإلرهابيني يتم باإلجراءات نفسها‪ ،‬التي‬ ‫ً‬ ‫كانت تتم منذ ‪ 40‬ع��ام��ا‪ ،‬وه��ي وح��ده��ا ال تكفي‪ ،‬وأشار املقرحي إلى أن الجريمة اإلرهابية ال يمكن‬ ‫فاألمن دوره إحباط املخططات اإلجرامية للمنظمات منعها ومن السهل على اإلرهابي القيام بجريمته‬ ‫اإلرهابية‪.‬‬ ‫وم��ن الصعب إح�ب��اط األج�ه��زة األمنية لها إال في‬ ‫�ي‪،‬‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫األ‬ ‫الخبير‬ ‫�ي‪،‬‬ ‫�‬ ‫ح‬ ‫�ر‬ ‫�‬ ‫ق‬ ‫�‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫�اروق‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫�واء‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫وأوض ��ح‬ ‫حالة وجود معلومة بها من خالل مصادر األجهزة‬ ‫�اط‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫�‬ ‫ح‬ ‫إ‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫�ة‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫األ‬ ‫�زة‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫�‬ ‫ج‬ ‫األ‬ ‫�درة‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ق‬ ‫�دم‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫أس �ب��اب‬ ‫األمنية‪.‬‬ ‫عام‬ ‫خالل‬ ‫العالم‬ ‫شهدها‬ ‫التي‬ ‫اإلرهابية‬ ‫العمليات‬ ‫وأك ��د الخبير األم �ن��ي أن األج �ه��زة األم�ن�ي��ة ت��واك��ب‬ ‫ً‬ ‫‪ ،2016‬الفتا إلى أن األجهزة األمنية جميعها تعمل التطورات الحديثة‪ ،‬وأن الكليات العسكرية واملعاهد‬ ‫ً‬ ‫في النور عكس الجماعات اإلرهابية التي تعمل في األم�ن�ي��ة ت�ط��ور نفسها أوال ب ��أول‪ ،‬ب��اإلض��اف��ة إل��ى‬ ‫الظالم والزحام‪ ،‬حيث تفقد قدرتها على املواجهة‪ ،‬أنها تطور أدواتها لتتواكب مع املواجهات الحديثة‬ ‫ً‬ ‫موضحا أن امل��واج�ه��ة األمنية ال تكفي‬ ‫وهنا تظهر األجهزة األمنية في صورة الفريسة‪ ،‬ل�لإره��اب‪،‬‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬


‫تدشن موقعها الجديد باللغة اإلنجليزية على اإلنترنت‬

‫‪.com‬‬

‫‪The View From The East‬‬ ‫األفكار خلف األخبار‬

‫نافذة باللغة اإلنجليزية على السياسة العربية والشرق أوسطية‬ ‫يكتبها ويحررها نخبة من أبرز الكتاب الغربيني‪.‬‬

‫> هيكلة جميع األقسام في املوقع لتسهيل عملية تصفحه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫> خدمات جديدة جعلت املوقع أكثر تفاعال مع زائريه‪.‬‬ ‫خدمة صوتية ومرئية لألخبار العاجلة وتقارير‬ ‫> ‪Live‬‬ ‫وحوارات بالصوت والصورة من قلب الحدث‪.‬‬ ‫> نقل آخر وأهم التغريدات العاملية املؤثرة‪ ،‬والتفاعل معها عبر املوقع‪.‬‬ ‫> أعمق التحقيقات والتقارير الحصرية‪ ،‬وأدق التحليالت وأبرز‬ ‫ً‬ ‫التعليقات وأكثرها واقعية وتميزا‪.‬‬

‫شؤون سياسية < قضايا < حتقيقات < تقارير < ثقافة < آراء ووجهات نظر < مقابالت < فنون < أحداث مصورة < بروفايل < سيلفي < صحة وطب بديل < مذكرات < فنون < رياضة < ذاكرة املكان‬


‫من الثغرات التي تكشف عنها تجارب العام املاضي‬ ‫«ال��دم��وي��ة» أن امل �ع �ل��وم��ات ت�ش�ك��ل أح ��د أه ��م مشكالت‬ ‫ً‬ ‫مكافحة اإلرهاب‪ ،‬في حالتي‪« :‬الندرة» و«التخمة»‪ ،‬فضال‬ ‫عن أن تكون هناك خالفات سياسية أو ثقافية فيما‬ ‫يتصل بتعريف اإلرهاب أو درجة التسييس التي يتسم‬ ‫بها عمل بعض الدول فيما يتصل باإلرهاب‪ .‬ففي ظل‬ ‫وج��ود خ�لاف��ات كبيرة ب�ين ال��دول الغربية وشركائها‪،‬‬ ‫وبخاصة في العاملني العربي واإلس�لام��ي‪ ،‬ثمة «إع��ادة‬ ‫تقييم» تتم للمعلومات على نحو يجعل بعضها يتم‬ ‫إهماله بسبب تحفظ من يحصل على املعلومات على‬ ‫«معايير» الطرف الذي يقدم املعلومات العتبار جماعة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شخصا مصنفا كإرهابي‪.‬‬ ‫أو‬ ‫وع�ل��ى سبيل امل �ث��ال‪ ،‬ك�ش��ف م��وق��ع أمل��ان��ي ع��ن تحذير‬ ‫املخابرات املغربية لنظيرتها األملانية من احتمال إقدام‬ ‫املواطن التونسي أنيس عامري على تنفيذ هجوم إرهابي‬ ‫على أراضيها قبل أشهر من قيامه بعملية‪ .‬وحسب‬ ‫موقع «فيلت»‪ ،‬فإن السلطات األمنية املغربية سبق أن‬ ‫أرس�ل��ت تحذيرين عبر ال�ب��ري��د اإلل�ك�ت��رون��ي للسلطات‬ ‫األمنية األملانية حول احتمال إقدام أنيس عامري لتنفيذ‬ ‫هجوم إرهابي على أراضيها‪ .‬وأن مصادر موثوقة من‬ ‫االستخبارات الغربية هي التي سربت هذه املعلومات‪.‬‬ ‫ب��ل إن ال��رئ�ي��س ال�ت��رك��ي رج��ب طيب إردوغ� ��ان أك��د‪ ،‬أن‬ ‫هجمات بروكسل‬ ‫السلطات التركية اعتقلت أحد منفذي ّ‬ ‫اإلرهابية‪ ،‬في والي��ة غ��ازي عنتاب‪ ،‬وسلمته للسلطات‬ ‫البلجيكية محذرة إياهم منه‪ ،‬إال أن األخيرة تجاهلت ذلك‬ ‫وأطلقت سراحه‪ .‬ومما يؤكد تأثير الخالفات «القانونية‪-‬‬ ‫ال�س�ي��اس�ي��ة‪ -‬ال�ث�ق��اف�ي��ة» ف��ي ك �ف��اءة وج��دي��ة ال�ت�ع��ام��ل مع‬ ‫املعلومات املتبادلة في إطار مكافحة اإلرهاب‪ ،‬أن الرئيس‬

‫‪8‬‬

‫التركي دعا‪ ،‬في تعقيبه على هذه املعلومات‪ ،‬إلى القيام‬ ‫بتعريف اإلره ��اب لكي يصبح ب��اإلم�ك��ان التعامل مع‬ ‫ً‬ ‫مؤكدا‪« :‬لو اتفق العالم وسعى بجد إليجاد حل‬ ‫األزمة‪،‬‬ ‫لقضية اإلره��اب‪ ،‬حينها نستطيع اقتالع اإلره��اب من‬ ‫جذوره»‪.‬‬ ‫وفي تعقيب على وقائع هجوم ميونيخ «يوليو ‪،»2016‬‬ ‫ً‬ ‫كان الخطاب الروسي‪ ،‬شبه الرسمي‪ ،‬مثاال على الخالفات‬ ‫السياسية العميقة فيما يتصل بـ«الثغرات» التي يتسلل‬ ‫منها الخطر اإلرهابي‪ ،‬فحسب تحليل لـ«روسيا اليوم»‪،‬‬ ‫ً‬ ‫على أملانيا‪ :‬أوال‪ ،‬التعامل بحزم مع املؤسسات واملنظمات‬ ‫السلفية ألقابعة على أراضيها‪ ،‬التي تدعو إلى التطرف‬ ‫وإرسال الجهاديني إلى سوريا والعراق‪ .‬وعليها ً‬ ‫ثانيا‪،‬‬ ‫ض�ب��ط ح��دوده��ا أم ��ام امل��وج��ات ال�ب�ش��ري��ة‪ ،‬وال�ت��أك��د من‬ ‫هوية القادمني الجدد قبل استقبالهم‪ .‬فـ«األمن القومي‬ ‫ألي بلد أهم من املشاعر اإلنسانية التي ً‬ ‫غالبا ما تكون‬ ‫ً‬ ‫مزدوجة املعايير»‪ .‬وثالثا‪ ،‬على الدول الغربية الضغط‬ ‫على حلفائها في الشرق األوس��ط‪ ،‬فهذه الدول تصدر‬ ‫اإليديولوجيات الراديكالية ليس إلى أوروبا فحسب‪ ،‬بل‬ ‫إلى كل أنحاء العالم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫نموذجا للتحريض على‬ ‫وهذا التحريض الروسي يمثل‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪,,‬‬

‫«تنظيم القاعدة» أول من‬ ‫تمكن من التواصل مع‬ ‫عناصره ونقل األموال‬ ‫واملعلومات والتكليفات عبر‬ ‫شبكة من «الرجال املوثوقني»‬ ‫ً‬ ‫بعيدا عن‬ ‫في دول عدة‬ ‫الرقابة أو االختراق‬

‫‪,,‬‬

‫املعايير والتخمة املعلوماتية‬

‫وسائل حديثة انضمت إلى‬ ‫القنبلة والحزام الناسف‬ ‫والرصاصة شملت حوادث‬ ‫الدهس والطعن بالسكني‪..‬‬ ‫والرغبة في العنف باتت‬ ‫مشكلة ثقافية ‪ -‬سياسية قبل‬ ‫أن تكون أمنية‬

‫‪,,‬‬

‫بالقليل من مواطنيه‪ ،‬سواء كانوا من أصول أجنبية أم ال‪،‬‬ ‫في صفوف «داعش» كان االهتمام بالعالم االفتراضي‬ ‫يطغى بقوة على االهتمام بالعالم الحقيقي‪ .‬وخالل العام‬ ‫املاضي تكرر الكشف عن أن شبكة اإلنترنت لعبت الدور‬ ‫األكبر في عمليات التجنيد‪ ،‬لكن ما لم تتوقعه أجهزة‬ ‫األمن الغربية هذه املزاوجة بني‪« :‬التجنيد االفتراضي»‬ ‫و«التنفيذ الواقعي»‪.‬‬ ‫ففي يونيو (حزيران) من عام ‪ 2016‬قام شاب عشريني‬ ‫بقتل شرطي فرنسي وزوج�ت��ه ذب� ً�ح��ا داخ��ل منزلهما‬ ‫ف��ي م��دي�ن��ة ماينانفيل ال�ف��رن�س�ي��ة‪ ،‬ف��ي ي��ول�ي��و (ت�م��وز)‬ ‫اقتحم مسلحان كنيسة «سانت إتيان دو روفراي» في‬ ‫منطقة نورماندي شمال فرنسا‪ ،‬وذبحا كاهنا‪ .‬وفي‬ ‫ُ‬ ‫ه�ج��وم نيس ده�س��ت شاحنة بضائع ك�ب��رى يقودها‬ ‫ً‬ ‫حشدا من الجماهير‬ ‫سائق فرنسي من أصل تونسي‪،‬‬ ‫الحاضرين أثناء مشاهدة األلعاب النارية خالل احتفاالت‬ ‫العيد الوطني الفرنسي‪ ،‬املعروف باسم «يوم الباستيل»‪،‬‬ ‫الواقعة جنوب فرنسا‪ .‬وكان حجم عدد‬ ‫في مدينة نيس ِ‬ ‫ً‬ ‫الضحايا في الحادث «‪ 84‬قتيال – على األقل – وإصابة‬ ‫ً‬ ‫مؤشرا على حجم الرعب الذي يمكن أن ينجم‬ ‫املئات»‬ ‫عن استخدام مفردة من مفردات الحياة اليومية لتنفيذ‬ ‫عمل إرهابي‪ .‬وتكرر ً هذا في هجوم برلني‪ ،‬حيث اقتحمت‬ ‫شاحنة كبيرة سوقا ألعياد امليالد وس��ط برلني‪ ،‬في‬ ‫‪ 19‬ديسمبر (كانون األول)؛ ما أسفر عن سقوط ‪12‬‬ ‫ً‬ ‫شخصا على األقل وإصابة ‪.48‬‬

‫‪,,‬‬

‫الحريات والحقوق اإلنسانية بدعوى مكافحة اإلرهاب‪،‬‬ ‫وه��و خ�ط��اب يتجاهل ع �م� ً�دا م �ص��ادر ت�ه��دي��د حقيقية‬ ‫ل�لإره��اب تنبع من منابع مغايرة ً‬ ‫تماما‪ ،‬فعلى سبيل‬ ‫املثال‪ ،‬في ‪ 3‬فبراير (شباط) ‪ 2015‬وبعد أسابيع قليلة‬ ‫م��ن اع �ت��داءات يناير (ك��ان��ون ال�ث��ان��ي) ف��ي ب��اري��س التي‬ ‫استهدفت صحيفة «ش��ارل��ي إي�ب��دو» ومتجرا يهوديا‬ ‫وشرطية‪ ،‬اعتدى موسى كوليبالي‪ ،‬وهو من ضواحي‬ ‫باريس‪ ،‬بسكني على ثالثة عسكريني كانوا يحرسون‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يهوديا‪ .‬وأثناء احتجازه عبر عن كرهه لـ‪« :‬فرنسا‬ ‫مركزا‬ ‫ّ‬ ‫والشرطة والعسكريني وال�ي�ه��ود»‪ ،‬وه��و م��رك��ب فكري‬ ‫يميني متشدد ال صلة له ال بالفكر السلفي اإلسالمي‬ ‫وال بالهجرة املتدفقة على أوروبا‪.‬‬

‫ثمن فشل اإلدماج‬ ‫من املصادر الواقعية املتعينة التي ال يجادل منصف‬ ‫ف��ي أن�ه��ا خلقت ن�ط��اق��ات «اإلره ��اب املحتمل» الظاهرة‬ ‫والكامنة ً‬ ‫معا‪ ،‬الفشل الجزئي املزمن لسياسات كثير‬ ‫م��ن ال � ��دول األوروب� �ي ��ة إزاء امل �ه��اج��ري��ن‪ .‬ف�ع�ل��ي عكس‬ ‫وجهة النظر الروسية شبه الرسمية‪ ،‬وهي عينة ممثلة‬ ‫للخطاب الشمولي اليميني‪ ،‬يرى باحثون وسياسيون‬ ‫أن سياسات التهميش األوروبية إحدى أهم الثغرات التي‬ ‫ينبغي عالجها في منظومة مكافحة اإلرهاب‪.‬‬ ‫وعلى سبيل املثال‪ ،‬طرح الكاتب املغربي الدكتور حسني‬ ‫مجدوبي هذا الجانب من القضية بوضوح «تفجيرات‬ ‫باريس اإلرهابية‪ :‬الفشل االستخباراتي والخلل األبدي‬ ‫في إشكالية االندماج‪ ،‬مقال‪ ،‬جريدة (القدس العربي)‬ ‫ً‬ ‫مشيرا إلى تحديني كبيرين‪،‬‬ ‫اللندنية – ‪،»2015 -11 -17‬‬ ‫يطرحهما الخطر اإلرهابي‪:‬‬ ‫األول‪ ،‬إشكالية االندماج الفاشلة حتى اآلن‪ ،‬واآلخر‬ ‫إشكالية تعايش املسلمني وسط املجتمعات األوروبية‬ ‫وب�ي�ن ال �غ��رب وال �ش��رق امل�م�ث��ل ف��ي ال�ع��ال��م اإلس�لام��ي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وأساسا العربي منه‪ .‬فلم يعد اإلرهابي ذلك الشبح‬ ‫ال�ق��ادم م��ن الضفة الجنوبية للمتوسط‪ ،‬ب��ل املهاجر‬ ‫ً‬ ‫منغمسا في اإلج��رام الجنائي‪،‬‬ ‫ال��ذي ع��ادة ما يكون‬ ‫ويتحول فجأة إلى «إرهابي»‪ .‬ويكشف هذا الخطاب‬ ‫ف��ي ال��وق��ت ذات��ه‪ ،‬وع��ي ال��دول األوروب �ي��ة ب��أن املعضلة‬ ‫هي إشكالية االندماج‪ .‬وعلى عكس ما هو شائع من‬ ‫صورة نمطية تربط االنعزال في املجتمعات األوروبية‬ ‫ب �ـ«م �ت��دي �ن�ين» أو س�ل�ف�ي�ين ي��رف �ض��ون االن� �خ ��راط في‬ ‫مجتمعاتهم يكشف الكاتب املغاربي عن أن التهميش‬ ‫ً‬ ‫اختيارا‪ ،‬بل هو «مفروض» على الجميع‪ ،‬يقول‪:‬‬ ‫ليس‬ ‫«ويشعر أف��راد الجاليتني العربية واإلس�لام�ي��ة‪ ،‬بمن‬ ‫فيهم اليساريون والليبراليون بأنهم يكادون يعيشون‬ ‫في عالم خاص بهم بسبب سياسة التهميش‪ .‬وهذا‬ ‫النموذج األوروب��ي لم يستفد من النموذج األميركي‬ ‫الذي يسهل االندماج»‪.‬‬ ‫وتبقى الثغرات تهدد منظومة مكافحة اإلره��اب‪ ،‬ويبقى‬ ‫طغيان االهتمام بـ«العالم االفتراضي» الذي مجرد وسيلة‬ ‫وم��رآة للتناقضات التي هي متعينة في ال��واق��ع بأبعاده‬ ‫السياسية والثقافية والقانونية‪ ،‬وهذه الثنائية‪ :‬االنشغال‬ ‫ً‬ ‫بالعالم االفتراضي‪ ،‬وإهمال العالم الحقيقي‪ ،‬فضال عن‬ ‫الجذور الفكرية للمفاهيم الحاكمة للتصورات واملعايير‬ ‫التي يتم االحتكام إليها في اختيار الوسائل وحدود الفعل‬ ‫ووجهته‪ ،‬أحد أخطر مشكالت اللحظة <‬


‫‪,,‬‬

‫‪,,‬‬

‫كل الدعم ليقوم بمهمته‪.‬‬ ‫هذه الشبكات القائمة على العالقة املباشرة تكون‪،‬‬ ‫إلى حد كبير‪ ،‬غير قابلة لالختراق‪ ،‬وبالتالي تمنح‬ ‫من يتبعها قدرة على االستمرار تفوق قدرة األشكال‬ ‫ً‬ ‫التنظيمية األخرى‪ ،‬فضال عن أن التواصل في ظلها‬ ‫�ؤم��ن ت �م� ً‬ ‫م� ّ‬ ‫�ام��ا‪ .‬وخ�ل�ال ف�ت��رة ط��وي�ل��ة ط��ور ف��رس��ان‬ ‫الهيكل ه��ذه التقاليد ليمتلكوا باستخدامها أكبر‬ ‫شبكة مالية عرفها التاريخ‪ ،‬ومنها تطورها ظهرت‬ ‫«البنوك»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫«حرفيا» في نهاية‬ ‫وقد عادت هذه التقاليد إلى الحياة‬ ‫القرن العشرين على يد «تنظيم القاعدة» ال��ذي تمكن‪،‬‬ ‫إلى جانب الوسائل التقليدية في التواصل ونقل األموال‪،‬‬ ‫على شبكة من «الرجال املوثوقني» في دول عدة نقلوا‬ ‫من خاللهم األموال واملعلومات والتكليفات‪ً ،‬‬ ‫بعيدا عن أي‬ ‫نوع ممكن من أنواع الرقابة أو االختراق‪ .‬وهذا الصراع‬ ‫بني التبسيط والتعقيد أحد وجوه الصراع بني «القاعدة»‬ ‫و«داعش» وحلفائهما‪ ،‬من ناحية‪ ،‬وبني الدول من ناحية‬ ‫أخرى‪.‬‬

‫ً‬ ‫والخبرات‪ ،‬فضال عن دورها ظهيرا إعالميا غير تقليدي‪.‬‬ ‫من العالم الحقيقي إلى االفتراضي‬ ‫ً‬ ‫وبطبيعة الحال‪ ،‬أصبحت الحرية والخصوصية مكانا‬ ‫ً‬ ‫خ�ل�ال ال �س �ن��وات ال �ت��ي أع�ق�ب��ت ظ �ه��ور وس��ائ��ل اإلع�ل�ام‬ ‫مالئما لـ«االختباء»‪ ،‬وخالل السنوات القليلة ثمة دراسات‬ ‫االج�ت�م��اع��ي ع�ل��ى ش�ب�ك��ة اإلن �ت��رن��ت ك��ان م��ن الطبيعي‬ ‫مواقع اجتماعية‬ ‫بها‬ ‫قامت‬ ‫التي‬ ‫األدوار‬ ‫تكشف‬ ‫كثيرة‬ ‫ً‬ ‫والحقا املستعدين‬ ‫توقع أن تتحول إلى ساحات للتجنيد ونقل التعليمات على اإلنترنت لتجنيد املناصرين‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫لالنخراط في العنف‪ ،‬لكن القديم لم ت��ط صفحته‪ ،‬بل‬ ‫ظهرت صيغ «هجني» تتسم بقدر كبير من املرونة مكنت‬ ‫ً‬ ‫التنظيمات‪ ،‬أوال أن تتحول‪ ،‬في حاالت‪ ،‬كثيرة إلى «ملهم»‬ ‫يحفز ويمنح الراغب في القيام بعمل منفرد يناصر به‬ ‫كيف يكون ‪ً 2017‬‬ ‫ً‬ ‫عاما‬ ‫منفردا أو‬ ‫منشروعها أن يخطط للقيام بعمل عنيف‬ ‫ً‬ ‫بالشراكة مع عدد محدود من الشركاء أي��ا كان مكان‬ ‫ً‬ ‫مفصليا في مواجهة‬ ‫إقامته‪.‬‬ ‫وم��ع التحول إل��ى خليط م��ن الوسائل بعضها أحادية‬ ‫ثغرات منظومة مكافحة‬ ‫االستخدام «سالح ناري – قنبلة – حزام ناسف» إلى‬ ‫وسائل مزدوجة االستخدام «سيارة – شاحنة – سكني»‬ ‫اإلرهاب؟‬ ‫أص�ب��ح ب��اإلم�ك��ان جعل األج �ه��زة األم�ن�ي��ة كما ل��و كانت‬ ‫تتحرك في ظالم دامس‪.‬‬ ‫وتحت وطأة صدمة الغرب الناجمة عن انخراط عدد ليس‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪7‬‬


‫كيف يكون ‪ً 2017‬‬ ‫ً‬ ‫مفصليا في مواجهة ثغرات منظومة مكافحة اإلرهاب؟‬ ‫عاما‬ ‫ربما كان هذا أحد أسئلة العام الجديد امللحة‪ ،‬وبخاصة شمال املتوسط وجنوبه؛ فقد‬ ‫كان ‪ 2016‬أحد األعوام الدموية وشهد ً‬ ‫ً‬ ‫كبيرا من الهجمات اإلرهابية املتنوعة‪،‬‬ ‫عددا‬ ‫هجمات ربما تحمل ج��دي� ً�دا فيما يتصل بمفهوم الثغرات األمنية‪ .‬وم��ع استمرار‬ ‫ً‬ ‫وتاليا اإلجراءات التي‬ ‫الخطر اإلرهابي ثمة حاجة إلى إعادة بناء – جزئي – للرؤية‪،‬‬ ‫يمكن أن تجعل العالم أكثر «مناعة» في مواجهة خطر ماثل تعكسه توقعات أمنية‬ ‫ال تخلو من تشاؤم‪ ،‬وتحذيرات متفاوتة الحدة ال تكاد تنقطع من تهديدات إرهابية‪،‬‬ ‫ومن خطورة السفر إلى هذا البلد أو ذاك‪.‬‬

‫عام جديد وخطر قديم‬

‫مستقبل مواجهة أجهزة األمن واالستخبارات‬ ‫لإلرهاب املراوغ بني االفتراضي والواقعي‬ ‫في عدد غير قليل من الهجمات التي شهدتها‬ ‫دول ك�ث�ي��رة ف��ي ال�ش�م��ال وال�ج�ن��وب وال�ش��رق‬ ‫وال �غ��رب‪ ،‬ك��ان��ت األص��اب��ع تشير إل��ى ث�غ��رات‪،‬‬ ‫ً‬ ‫بل أحيانا‪« :‬فشل استخباراتي»‪ .‬وتظل الهجمات التي‬ ‫ش�ه��دت�ه��ا دول أوروب� �ي ��ة ت�ش�ي��ر إل ��ى ن�م��ط ع ��ام ينبغي‬ ‫إخضاعه للتحليل‪ .‬فقد تكرر الكشف عن أن هجمات‬ ‫ع��دة وقعت رغ��م وج��ود تحذير م��ن عمل متوقع‪ ،‬وفي‬ ‫بعضها تبني أن أحد الجناة أو املشتبه بهم كان موضوع‬ ‫تحذير من جهات أمنية داخل القارة أو خارجها‪ .‬وقائع‬ ‫طرحت ع�لام��ات استفهام بشأن ال�ك�ف��اءة‪ ،‬كما بشأن‬ ‫ح��دود فهم الظاهرة‪ ،‬وبخاصة لجهة تحوالت الظاهرة‬ ‫اإلرهابية ما بني االفتراضي والواقعي‪.‬‬

‫أسلحة التبسيط والتعقيد‬ ‫العمليات اإلرهابية التي شهدها العام املاضي جزء من‬ ‫مسار طويل من الرهان على الوصول إل��ى ه��دف غير‬ ‫متوقع‪ ،‬واستخدام وسيلة غير متوقعة‪ .‬منطق اختيار‬ ‫ً‬ ‫تقريبا‪ ،‬كل مكان يمكن أن يتجمع فيه‬ ‫األه��داف شمل‪،‬‬ ‫عدد كبير من الناس؛ ما يجعل مهمة رجال األمن أقرب‬ ‫إلى املستحيل إذا أرادوا تأمني مواطنيهم‪ ،‬وهنا أصبح‬ ‫املستهدف «كسر إرادة» املجتمعات قبل صانع القرار‪.‬‬ ‫وبقدر ما يعد اإلص��رار على مواجهة الخطر اإلرهابي‬ ‫ضرورة تبقى عمليات إعادة النظر وإعادة القيم ً‬ ‫جزءا‪،‬‬ ‫ال غنى عنه‪ ،‬من أي تصور مستقبلي‪.‬‬ ‫وفيما يتصل باختيار الوسائل‪ ،‬فقد انضمت حزمة‬ ‫وسائل جديدة إلى‪ :‬القنبلة والحزام الناسف والرصاصة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وسائل شملت استلهام ح��وادث الدهس ‪ ،‬وص��وال إلى‬

‫‪6‬‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪,,‬‬

‫‪,,‬‬

‫الشارقة‪ :‬ممدوح الشيخ‬

‫العودة إلى ما هو بدائي كالسكني‪ .‬وهنا‪ ،‬يصعب ً‬ ‫جدا‬ ‫الحديث عن ثغرات أمنية؛ فالرغبة في العنف هنا تصبح‬ ‫مشكلة ثقافية ‪ -‬سياسية قبل أن تكون أمنية‪.‬‬ ‫لكن اس�ت�خ��دام السكني أو ال�س�ي��ارة ك��ان م��ؤش� ً�را على‬ ‫سمتني تبلغان الغاية في األهمية في التحوالت الطارئة‬ ‫على العمليات اإلرهابية‪:‬‬ ‫ً‬ ‫وحدة متخصصة للشرطة الجنائية والتقنية قرب‬ ‫أوالهما جعل العنف ً‬ ‫الحياة‬ ‫نسيج‬ ‫من‬ ‫»‬ ‫«محتمال‬ ‫ا‬ ‫جزء‬ ‫ليون وسط شرق فرنسا ‪ 9‬ديسمبر في تجربة‬ ‫اليومية‪ ،‬وه��و م��ا ال حيلة ألي نظام أمني مهما بلغت‬ ‫جديدة للتعرف على القتلى ضحايا هجمات باريس‬ ‫كفاءته في مواجهتها إال بالبحث عن الجناة املحتملني‬ ‫وهي سلسلة عمليات إرهابية منسقة شملت إطالق‬ ‫نار جماعي وتفجيرات انتحارية واحتجاز رهائن‬ ‫ضمن «فئات» بعينها‪ ،‬ما يهدد باللجوء إلى أحد بديلني‪:‬‬ ‫حدثت في مساء يوم ‪ 13‬نوفمبر ‪( 2015‬غيتي)‬ ‫التقويض الجزئي ل��دول��ة ال�ق��ان��ون والتخلي ع��ن ميراث‬ ‫م��ن ال�ح��ري��ات يمثل أح��د أه��م م�ع��ال��م االج�ت�م��اع الغربي‬ ‫ً‬ ‫ال�ح��دي��ث‪ ،‬أو التخلص م��ن جماعات بعينها بالطرد أو الكبيرة‪ ،‬ستكون إعالنا عن فشل كبير كلفته السياسية‬ ‫سحب الجنسية أو املراقبة الشاملة التي هي‪ ،‬فوق كلفتها باهظة‪.‬‬ ‫السمة األخرى‪ :‬انتصار التبسيط على التعقيد التقني‪،‬‬ ‫ولألمر قصة ليست جديدة في مسار الصراع بني الدول‬ ‫والجماعات اإلره��اب�ي��ة‪ .‬فمن حقائق التاريخ املثيرة أن‬ ‫جماعة «فرسان الهيكل» الشهيرة التي كانت أحد أشهر‬ ‫تحت وطأة صدمة الغرب‬ ‫الجماعات املسلحة في الحروب الصليبية‪ ،‬التقت للمرة‬ ‫األول��ى ف��ي ال�ش��ام ب�ـ«ح��رك��ة الحشاشني» اإلسماعيلية‬ ‫الناجمة عن انخراط عدد‬ ‫امل �ت �ط��رف��ة‪ .‬وي��ذه��ب ب��اح �ث��ون إل ��ى أن ف��رس��ان ال�ه�ي�ك��ل‬ ‫أصبحوا‪ً ،‬‬ ‫من مواطنيه في صفوف‬ ‫فعليا‪ ،‬الناقل الوحيد لتقاليد حركة الحشاشني‬ ‫التي كانت‪ ،‬على األرجح‪ ،‬ستختفي مع القضاء عليها‪.‬‬ ‫«داعش» طغى االهتمام‬ ‫وقد كان من أكثر ما ورثه الفرسان عن الحشاشني‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وتأثيرا‪ ،‬السرية الشديدة واالعتماد على شبكة‬ ‫فاعلية‬ ‫بالعالم االفتراضي بقوة على‬ ‫من الرجال املوثوقني في نطاق جغرافي واسع يتعدى‬ ‫ح ��دود ال ��دول ال�ق��ائ�م��ة آن� ��ذاك‪ ،‬م��ا ج�ع��ل الحشاشني‪،‬‬ ‫االهتمام بالعالم الحقيقي‬ ‫ً‬ ‫مبكرا‪ ،‬يتحولون إلى ظاهرة دولية‪ ،‬أو تكاد‪ .‬وقد كان‬ ‫من تقاليد هذه الشبكة أن يذهب أي عضو في الحركة‬ ‫إلى أي مكان فيقدم نفسه للرجل املوثوق فيجد عنده‬


‫عمالقة القانون استجابوا إلرادة الجماهير‬ ‫حينما‬

‫للتفاعل مع الكاتب يرجى ارسال‬ ‫تعليقاتكم على الربيد اإللكرتوني‬ ‫‪editorial@majalla.com‬‬

‫ذهبنا إل��ى عمالقة القانون س��واء في‬ ‫تاريخ ماضينا‪ ،‬فنتذكر العالم املتفرد‬ ‫د‪.‬عبد الحميد باشا بدوي‪ ،‬الذي عمل‬ ‫في املنظمات الدولية‪ ،‬وك��ان له كتب وم��راج��ع عن‬ ‫القانون الدولي‪ ،‬وكان شرفا كبيرا لي أن ألتقي به‬ ‫قبل سفري للخارج وأن ينصحني عبد الحميد‬ ‫باشا بدوي أن ألحق عند وصولي لفرنسا بجامعة‬ ‫جرينوبل باألقاليم‪.‬‬ ‫ث��م ج��اء ف��ي ع�ص��ر ح��دي��ث ال��دك �ت��ور ال �ع��ري��ان‪ ،‬ثم‬ ‫ال��دك�ت��ور فتحي س��رور عميد ال�ق��ان��ون واملحامي‬ ‫املشهور‪ ،‬وف��ي مرحلة حديثة ظهر على الساحة‬ ‫ال��دك �ت��ور م�ح�م��د ح� �م ��ودة‪ ،‬ال� ��ذي اش �ت �ه��ر بسرعة‬ ‫البديهة والذكاء والقدرة على خطاب مفوه مقنع‪،‬‬ ‫وكان الدكتور حمودة زميال لي بباريس الذي تعلم‬ ‫منها الكثير‪.‬‬ ‫أم��ا الدكتور فتحي س��رور ال��ذي عرفته عن قرب‬ ‫م�س�ت�ش��ارا ثقافيا أح�ب��ه ط�لاب��ه وك ��ان شخصية‬ ‫مستقلة في التعامل مع سفيرنا وقتها‪ ..‬السفير‬ ‫عبد املنعم النجار‪.‬‬ ‫وعلى املستوى الشخصي كان البنه معزة خاصة‬ ‫لدي‪ ،‬نظر لتواضعه الجم‪ ،‬وعلى مستوى القانون‬ ‫وامل ��راف� �ع ��ات ك ��ان ل �ل��دك �ت��ور ف�ت�ح��ي س� ��رور ق ��درة‬ ‫استثنائية على الدفاع‪ ،‬ولن ينسى الكثيرون كيف‬ ‫أن فتحي سرور أثناء األزمة الكبرى واملحاكمات‬ ‫كان محل تقدير كثير من رجال القضاء والجامعة‪،‬‬ ‫وأجمع الكثيرون على أنه يندر أن رجال القانون لم‬ ‫يشيروا إليه بكل التقدير واالحترام وأنه يندر أن‬ ‫أحدا منهم أنه لم يدرس على يديه‪.‬‬ ‫أم��ا ال��دك �ت��ور ال �ع��ري��ان ف�ق��د اس�ت�ش��ارت��ه كثير من‬ ‫مؤسسات القانون والتشريع الدولية عن الرؤية‬ ‫املستقبلية لنا‪.‬‬ ‫وعودة إلى الدكتور محمد حمودة الذي تفرد بتميز‬ ‫ن��ادر وه��و القدرة حينما يبدأ في دراس��ة دوسيه‬ ‫قضية إال ترتفع عينه عن األوراق قبل أن ينتهي‬ ‫فعليا م��ن دراس ��ة ك��ل ج��وان��ب القضية‪ ،‬ه��ذه هي‬ ‫الجدية وإعطاء أمانة العمل كل حقها من االحترام‬ ‫واالهتمام‪.‬‬ ‫من منا ينسي شخصيات لهم مكانتهم في عالم‬ ‫القانون‪ ،‬أولهم أرف��ع علماء القانون الدكتور فؤاد‬ ‫ري ��اض اخ�ت�ص��اص��ي ال��دول��ي ال �خ��اص ال ��ذي تولى‬ ‫م�س��ؤول�ي��ة ع��ال�ي��ة امل�س�ت��وى ف��ي امل��ؤس�س��ة ال��دول�ي��ة‬ ‫الجنائية‪ ،‬ويأتي بعد ذلك املفكر املحترم الدكتور‬ ‫أح �م��د ال�ق�ش�ي��ري األخ وال �ص��دي��ق وزم �ي��ل جامعة‬ ‫باريس وهو من االختصاصيني الذين يستحقون‬ ‫كل التقدير واالحترام‪.‬‬ ‫وهو أيضا يتمثل بالخلق العالي بني زمالئه داخل‬ ‫مصر وخارجها‪ ،‬أما العنصر الثالث فيتمثل في‬ ‫سيدة محترمة الدكتورة األستاذة سامية راشد‬

‫أستاذة القانون الدولي الخاص التي اشتهرت بعلم‬ ‫ع��زي��ز‪ ،‬وم��ن املفيد أن ن��ذك��ر هنا ش��اب��ا وعمالقا‬ ‫في نفس الوقت وهو الدكتور طارق رياض تميز‬ ‫بذكاء متميز وله مكانة محترمة كمحام في الدولي‬ ‫الخاص كتخصص بقية عائلته والده الدكتور فؤاد‬ ‫رياض ووالدته د‪ .‬سامية راشد‪ ،‬ولن أنسى العزيزة‬ ‫هالة رياض بنت د‪.‬فؤاد رياض وال ينقصها العلم‬ ‫بالقانون‪ ،‬هذه هي الصورة الكاملة املشرفة لعائلة‬ ‫م��ن ع�م��ال�ق��ة ال �ق��ان��ون ال �ت��ي ن��ال��ت اح �ت��رام الجميع‬ ‫وتقديرهم‪.‬‬ ‫وأرج��و أن نعلم أن مصر كانت وما زالت مدرسة‬ ‫القانون وأيضا مدرسة القضاء‪ ،‬فحينما نعلم أن‬ ‫املحاكم بدرجاتها املختلفة من محكمة االستئناف‬ ‫إلى محكمة النقض مارا باملحكمة الدستورية العليا‬ ‫هي بمثابة مؤسسات تعليمية تعلم رجال القانون‬ ‫القواعد الثابتة التي تحتاجها في تطورها وعلمها‪.‬‬ ‫ونحن نعلم أيضا أن بقية ال��دول العربية األخرى‬ ‫مثل س��وري��ا ول�ب�ن��ان وال �ع��راق ه��ي أي�ض��ا م��دارس‬ ‫للقانون والقضاء على مستويات مختلفة من العلم‪.‬‬ ‫وأذكر أن سوريا حينما كنت أتعلم في كلية الحقوق‬ ‫جامعة جرينوبل الفرنسية كان لها شباب تميز‬ ‫في دراس��ات��ه القانونية رغ��م أن تفوق وتخصص‬ ‫املصريني كان حول دراس��ة القانون وفروعه‪ ،‬وال‬ ‫أدري هل تركيز املصريني على القانون يأتي من‬ ‫خلفه سبعة آالف سنة من العلوم املصرية القديمة‪.‬‬ ‫وم ��ن ذك ��ري ��ات دراس � ��ة ال �ق��ان��ون وك �ل �ي��ة ال�ح�ق��وق‬ ‫وذكريات دراسة القانون وكلية الحقوق وذكريات‬ ‫ل��زم�لاء وزم �ي�لات أع ��زاء ل��ن أن�س��ى زميلة تفوقت‬ ‫علينا جميعا‪ ،‬وه��ي حسن ش��اه ال�ه��اك��ع‪ ،‬وكانت‬ ‫دائ�م��ا «أول��ى ال��دف�ع��ة»‪ ،‬وك��ان��ت بقية الدفعة تعجب‬ ‫بها شكال أيضا فتسير وراءها في الطريق الذي‬ ‫تختاره في طريقها بمترو اإلسكندرية إلى بيتها‪.‬‬ ‫أم��ا الزميل العزيز ال��راح��ل فتحي نجيب العظيم‬ ‫الذي كان في كثير من األحيان ينجح ويصبح أول‬ ‫الدفعة‪ ،‬وك��ان يسكن معي في نفس املنزل بحي‬ ‫الشاطبي‪ ،‬وال تعرف عيناه النوم إال بعد أن تكتمل‬ ‫مذاكرته‪.‬‬ ‫ه��ؤالء كانوا ق��دوة ون�م��اذج تميزت وتفوقت على‬ ‫زمالئهم‪ ،‬وك��ان فتحي الطيبي من عائلة التجار‬ ‫بطنطا‪ ،‬وكان والده يأتي إلى اإلسكندرية كل شهر‬ ‫ليقيم ليلة معنا في بيتنا بحي الشاطبي ليطمئن‬ ‫على ابنه فتحي‪.‬‬ ‫كل هذا الجو العائلي أعوام الخمسينات كان جوا‬ ‫مطمئنا‪ ،‬حيث يساعد كل منا اآلخ��ر بطريقته‪..‬‬ ‫وحينما أق��ول بطريقته بمعنى ذل��ك أن املتميزين‬ ‫بكونهم أوائل الدفعة كانت لهم مكانة بيننا‪.‬‬ ‫ال حسد وال حقد على من تفوقوا‪ ،‬الكل تربطهم‬ ‫املحبة واملودة‪.‬‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪5‬‬


‫حسن ُح ّمد إبراهيم أكد في حوار مع‬

‫وجود إعفاءات ضريبة للمستثمر العربي‬

‫وزير التجارة الجيبوتي‪ :‬بالدنا قررت فتح الباب لالستثمارات الخليجية‬ ‫جيبوتي‪ :‬عبد الستار حتيتة‬ ‫أكد وزير التجارة واملكلف بوزارة السياحة‬ ‫في جيبوتي‪ ،‬حسن ُح ّمد إبراهيم‪ ،‬أن بالده‬ ‫تسعى إلى استثمار حالة االستقرار واملوقع‬ ‫االستراتيجي‪ ،‬في فتح مجاالت واسعة لالستثمار في‬ ‫املشروعات االقتصادية التجارية والسياحية‪.‬‬ ‫وأضاف الوزير إبراهيم في حوار أجرته معه «املجلة»‬ ‫في مكتبه في العاصمة الجيبوتية‪ ،‬أن الحكومة بدأت‬ ‫ت ��درك م��ا ل��دي�ه��ا م��ن م �م �ي��زات ق� ��ادرة ع�ل��ى تشجيع‬ ‫الفرص االستثمارية‪ ،‬مشيرا إلى أن جيبوتي قررت‬ ‫فتح الباب لرجال األعمال والشركات‪ ،‬وبخاصة من‬ ‫الدول العربية ومنطقة الخليج‪.‬‬ ‫وأك��د على استقرار عملة ب�لاده‪ ،‬الفرنك الجيبوتي‪،‬‬ ‫أمام الدوالر منذ استقالل جيبوتي عام ‪ 1977‬حتى‬ ‫اآلن‪ ،‬قائال إن هذا من شأنه أن يبعث الطمأنينة أمام‬ ‫املستثمرين‪ ،‬إل��ى جانب وج��ود مميزات أخ��رى‪ ،‬من‬ ‫بينها اإلعفاءات الضريبة للمستثمرين العرب دون‬ ‫غيرهم‪.‬‬ ‫وإلى أهم ما جاء في الحوار‪...‬‬

‫‪4‬‬

‫> يالحظ وج��ود اهتمام من جانب الحكومة‬ ‫ل� �ج ��ذب االس� �ت� �ث� �م ��ارات األج� �ن� �ب� �ي ��ة‪ ،‬ه� ��ل ه ��ذا‬ ‫صحيح؟‬ ‫ ن �ع��م‪ ..‬وك �م��ا ت �ع��رف��ون‪ ،‬ج�ي�ب��وت��ي ت�ق��ع ف��ي منطقة‬‫اس �ت��رات �ي �ج �ي��ة‪ ،‬وب �خ ��اص ��ة ف ��ي ال �ج ��ان ��ب ال �ت �ج��اري‬ ‫وال �س �ي��اح��ي‪ ،‬م �ق��ارن��ة ب � ��دول اإلق� �ل� �ي ��م‪ ..‬ه �ن��اك دول‬ ‫م �ض �ط��رب��ة‪ ،‬ل �ك��ن ج �ي �ب��وت��ي رأس �م��ال �ه��ا ه ��و األم ��ن‬ ‫واالس �ت �ق��رار‪ .‬وال�ح�ك��وم��ة لديها م�ش��روع الستثمار‬ ‫ه��ذا األم��ن لجذب االستثمارات إل��ى جيبوتي‪ ،‬سواء‬ ‫اس�ت�ث�م��ارات غربية أو ع��رب�ي��ة‪ ،‬وب�خ��اص��ة م��ن ال��دول‬ ‫الخليجية‪ .‬وه��ذا يمكن أيضا أن يزيد ع��دد السياح‬ ‫ال �ق��ادم�ي�ن م��ن ال� �خ ��ارج‪ .‬ه �ن��اك اآلن خ �ط��وط ط �ي��ران‬ ‫ج�ي�ب��وت�ي��ة‪ .‬ه�ن��اك اآلن رب��ط ب�ين إث�ي��وب�ي��ا وجيبوتي‬ ‫سيلعب دورا في هذا املجال‪ .‬والطرق مهمة في زيادة‬ ‫عدد السياح‪ .‬واآلن الحكومة بدأت تدرك هذه النقاط‬ ‫التي تشجع األعمال االستثمارية‪ ،‬وهو أمر قد يجذب‬ ‫املشروعات السياحية أيضا‪.‬‬

‫مباشرة ب�ين القطاع االستثماري والقطاع السياحي‬ ‫لجذب االستثمارات السياحية‪ .‬اليوم اإلثيوبيون يأتون‬ ‫إلى جيبوتي‪ ،‬خصوصا إلى منطقة تاجورة ومنطقة أبخ‬ ‫وغيرهما من املناطق والجزر التي تجذب السياح‪ .‬لدينا‬ ‫جزر في وسط البحر يحبها السياح في أوقات العطلة‬ ‫وف��ي الصيف‪ .‬وك��ل ه��ذه املواقع قابلة للتطوير لزيادة‬ ‫عدد السياح من باقي دول العالم‪ .‬جيبوتي دولة غنية‪.‬‬ ‫شرم الشيخ تقع على البحر األحمر‪ ،‬وكذلك جيبوتي‪..‬‬ ‫رؤية جيبوتي أن تكون شرم الشيخ أو دبي‪ ..‬كما أن هذه‬ ‫الرؤية تسعى إلى أن تكون جيبوتي دبي الصغيرة في‬ ‫مجال االستثمارات وأن تكون شرم الشيخ في مجال‬ ‫السياحة‪ .‬وسنعمل على هذه الرؤية‪ .‬توجد لدينا رغبة‬ ‫حقيقية‪ ،‬واألمر مرتبط بالوقت واملوارد الالزمة والدولة‬ ‫ّ‬ ‫بدأت تسخر كل اإلمكانات لهذا الغرض‪.‬‬

‫> هناك معلومات ع��ن توجه نحو السياحة‬ ‫بقوة من خ�لال إقامة مدينة سياحية كبيرة‬ ‫في شمال البالد مثل شرم الشيخ املصرية؟‬ ‫ ت��وج��د م �ش ��روع ��ات ت��ري��د ال ��دول ��ة أن ت�س�ت�ث�م��ره��ا‪،‬‬‫خصوصا في قطاع السياحة‪ .‬هناك استراتيجية معينة‬ ‫وهناك مشروعات كثيرة في منطقة بحيرة الك عسل‪،‬‬ ‫وغيرها من املناطق السياحية الواعدة‪ .‬وهناك عالقة‬

‫> وماذا عن القطاع التجاري؟‬ ‫ في املجال التجاري جيبوتي تقع على ثاني أهم طرق‬‫ال�ت�ج��ارة ال�ع��امل�ي��ة‪ .‬وه��ي تقع ف��ي منطقة استراتيجية‪.‬‬ ‫والحكومة أدركت هذه النقطة لتجهيز التجارة بني الدول‪.‬‬ ‫ولهذا ستفتتح الكثير من املوانئ مثل ميناء تاجورة‬ ‫ال��واق��ع ع�ل��ى ال�ب�ح��ر األح �م��ر‪ ،‬وس�ي�م��ر م��ن إث�ي��وب�ي��ا إل��ى‬ ‫كينيا‪ ،‬وهناك أيضا ميناء عسل‪ .‬وهناك أكثر من سبعة‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫وزير التجارة املكلف بالسياحة الجيبوتي حسن ُح َّمد إبراهيم‬

‫موانئ‪ ،‬إضافة إلى ميناء جيبوتي‪ .‬وهي ال تخدم إثيوبيا‬ ‫فقط‪ ،‬لكنها معدة لخدمة دول «الكوميسا» و«اإليغاد»‪.‬‬ ‫ولذلك؛ أدعو إلى جذب االستثمارات العربية‪ ،‬خصوصا‬ ‫الخليجية؛ ألن مناخ االستثمار جيد في جيبوتي‪ ،‬وهناك‬ ‫إعفاءات ضريبة تعطى للمستثمر العربي دون غيره‪..‬‬ ‫قوانني االستثمار في جيبوتي مشجعة‪ .‬وتوجد دول‬ ‫أجنبية تستثمر في جيبوتي مثل الصني التي تستثمر‬ ‫في مجال البنوك وفي قطاع السكك الحديدية‪ .‬اآلن هناك‬ ‫مطار مدني جديد في العاصمة سيتم بناؤه بسعة أكبر‬ ‫من املطار الحالي‪ ،‬وهناك مطار دولي آخر سيتم بناؤه‬ ‫ف��ي محافظة أب��خ ش�م��ال العاصمة‪ .‬ه��ذا كله لتشجيع‬ ‫االستثمارات والتجارة‪.‬‬ ‫> من الالفت لالنتباه في الفترة األخيرة وجود‬ ‫بنوك أجنبية إلى جانب البنوك الجيبوتية؟‬ ‫ ن �ع��م‪ ،‬ت��وج��د ب �ن��وك أج�ن�ب�ي��ة وم�ن�ه��ا ب �ن��وك صينية‬‫وماليزية ويمنية وصومالية وغيرها من أفريقيا‪.‬‬ ‫قبل نحو سبع س�ن��وات ك��ان هناك بنكان فقط في‬ ‫ج �ي �ب��وت��ي‪ ..‬اآلن أص �ب��ح ي��وج��د أك �ث��ر م��ن ‪ 11‬بنكا‪.‬‬ ‫والعملة أي�ض��ا (ال�ف��رن��ك الجيبوتي) ليست معومة‪،‬‬ ‫وهي مستقرة أمام ال��دوالر‪ ،‬منذ استقالل جيبوتي‬ ‫عام ‪ 1977‬حتى اآلن‪.‬‬


‫‪..‬‬ ‫رساله المحرر‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫غسان شربل‬

‫‪ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē‬‬ ‫‪+y:a ` 3x3Na - M k 1fM‬‬ ‫‪Acting CEO of NASHR Co.‬‬

‫‪Ghassan‬‬ ‫‪Charbel‬‬ ‫<‪^¤ 7yG* Ò* ^d‬‬ ‫‪Omar A. Alshaikh‬‬ ‫ﻣﺴﺆول ﻣﻜﺘﺐ اﳋﻠﻴﺞ‬

‫‪ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē‬‬ ‫‪+y:a ` 3x3Na - M k 1fM‬‬

‫‪Editor-in-Chief‬‬ ‫‪¥E¢ 6^G* £ }H‬‬ ‫اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ‬ ‫‪ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē‬‬ ‫‪Acting CEO‬‬ ‫ﺳﻜﺮﺗﲑ ‪of‬‬ ‫‪NASHR Co.‬‬ ‫‪Omar A. Alshaikh‬‬ ‫‪+y:a ` 3x3Na - M k 1fM‬‬

‫‪ 5‬تحديات كبرى‬ ‫تواجهها روسيا بقيادة‬ ‫بوتني في ‪2017‬‬

‫‪ǀżȤƾƪƵƴŽ‬‬ ‫‪Acting CEO‬‬ ‫‪of NASHR Co.‬‬

‫‪ΔϤϠϛ ϰϠϋ ΪϳΰΗ ϻ΃ ΐΠϳ ΕϻΎϘϤϟ΍ ϊϴϤΟ ΔχϮΤϠϣ HGLWRULDO#PDMDOOD FRP ϲϧϭήΘϜϟϹ΍ ΪϳήΒϟ΍ ϰϠϋ ΔϠγ΍ήϤϟ΍ ϰΟήϳ ˯΍έ΁ ϭ΃ ΕϻΎϘϣ ϝΎγέϹ‬‬ ‫‪Omar A. Alshaikh‬‬

‫سكرتري التحرير‬ ‫‪ ȝƾżȚǍƄŵȚ‬‬

‫‪ZZZ LVVXX FRP PDMDOOD ΔϴϧϭήΘϜϟϻ΍ ϲϓ ϙ΍ήΘηϼϟ VXEVFULSWLRQV#PDMDOOD FRP ˰Α ϝΎμΗϻ΍ ϰΟήϳ ˬΔϴϤϗήϟ΍ ΔόΒτϟ΍ ϲϓ ϙ΍ήΘηϼϟ‬‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫تأسست في لندن عام ‪ 1980‬شهرية سياسية‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪ ϡΎψϧ ϱ΃ ϲϓ ΎϬϨϳΰΨΗ ϭ΃ ΎϬϨϣ ˯ΰΟ ϱ΃ ϭ΃ ΔϠΠϤϟ΍ ΔϋΎΒσ ΓΩΎϋ· ϝ΍ϮΣϷ΍ Ϧϣ ϝΎΣ ϱ΄Α ίϮΠϳ ϻϭ ΓΩϭΪΤϣ Δϛήη ΓΪΤΘϤϟ΍ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϖϳϮδΘϟ΍ϭ ΙΎΤΑϸϟ ΔϳΩϮόδϟ΍ Δϛήθϟ΍ Ϧϋ έΪμΗ ϲΘϟ΍ ΔϠΠϤϟ΍ ΔϠΠϤϟ ΔχϮϔΤϣ ήθϨϟ΍ ϕϮϘΣ‬‬ ‫‪ ϲϘϠΘϟ ˱ΎϳήϬη ΔϠΠϤϟ΍ έΪμΗϭ ΓΩϭΪΤϣ Δϛήη ϖϳϮδΘϟ΍ϭ ΙΎΤΑϸϟ ΔϳΩϮόδϟ΍ Δϛήθϟ΍ Ϧϣ ϖΒδϣ ΢ϳήμΗ ϰϠϋ ϝϮμΤϟ΍ ϥϭΩ ϪΑΎη Ύϣ ϭ΃ ΎϬϠϴΠδΗ ϭ΃ ΎϫήϳϮμΗ ϭ΃ Δϴϟ΁ ϭ΃ ΔϴϧϭήΘϜϟ· ΔϠϴγϭ ϱ΃ ϭ΃ ΓέϮλ ϱ΄Α ΎϬϠϘϧ ϭ΃ ϲϋΎΟήΘγ΍‬‬ ‫‪ZZZ PDMDOOD FRP ΓέΎϳί ϰΟήϳ ˬϲϤϗήϟ΍ ϙ΍ήΘηϻ΍ Ε΍έΎδϔΘγ΍‬‬

‫‪ Ώ΁ βτδϏ΃ ΩΪόϟ΍‬‬

‫مصطفى الدسوقي‬

‫‪ϰμμΨΘϟ΍ ϊσΎϘΗ ΔϜϣ ϖϳήσ Ε΍ήϤΗΆϤϟ΍ ϲΣ νΎϳήϟ΍ ΎϬϟ κΧήϣ‬‬ ‫ ‪ ϥΪϨϟ ϒΗΎϫ νΎϳήϟ΍‬‬

‫‪ $ 0RQWKO\ 3ROLWLFDO 1HZV 0DJD]LQH‬‬

‫‪ZZZ PDMDOOD FRP HQJ‬‬

‫‪ ϲϧϼϋϹ΍ ϞϴϛϮϟ΍‬‬ ‫‪ΕΎϛ΍ήΘηϹ΍ Ϟϴϛϭ‬‬ ‫‪ϊϳίϮΘϟ΍ Ϟϴϛϭ‬‬ ‫‪ΔϋΎΒτϟ΍ ΰϛήϣ‬‬

‫للمشاركة‬

‫ ‪LVVXH $XJXVW‬‬ ‫‪ ++ 6DXGL 5HVHDUFK DQG 0DUNHWLQJ 8. /WG‬‬ ‫ ‪$UDE 3UHVV +RXVH +LJK +ROERUQ‬‬ ‫‪/RQGRQ :& 9 $3‬‬ ‫ [‪7HO )D‬‬

‫رسائل من املنوفية‪..‬‬ ‫مهد الزعماء‬ ‫املصريني‬

‫باكورة ميزانيات «رؤية ‪»2030‬عجز أقل‬ ‫وإنفاق أعلى‪ ...‬وعملية جراحية للطاقة‬

‫‪Issue 1627 Saturday 7-13 January 2017‬‬

‫‪2‬‬

‫ميرفت أمني‪ :‬أنا‬ ‫محظوظة ولن أسيء‬ ‫لتاريخي الفني‬

‫خبراء أمنيون‪ :‬وتيرة اإلرهاب أسرع من حركة األجهزة األمنية ‪ ...‬والقادم أسوأ‬

‫مستقبل مواجهة اإلرهاب املراوغ‬ ‫بني االفتراضي والواقعي‬

‫‪KT#DONKDOHHMLDK FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ΪϳήΑ ˬZZZ DONKDOHHMLDK FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ‬‬ ‫‪ ϝϭΪϟ΍ ϒϠΘΨϣ Ϧϣϭ ˬ ϥΪϨϟ ˬ βϳέΎΑ ˬ ϲΑΩ ˬ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϞΧ΍Ω Ϧϣ‬‬

‫إلرسال مقاالت أو آراء يرجى املراسلة على البريد اإللكتروني‬ ‫‪ ϲϧΎΠϣ ϒΗΎϫ ˬZZZ DUDEPHGLDFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ ˬ LQIR#DUDEPHGLDFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ΪϳήΑ‬كلمة‬ ‫‪ editorial@majalla.com‬ملحوظة‪ :‬جميع املقاالت يجب أال تزيد على ‪800‬‬

‫‪ ˬ βϛΎϓ ϒΗΎϫ ˬ νΎϳήϟ΍ Ώ ι Ε΍ήϤΗΆϤϟ΍ ϲΣ ΔϳΩϮόδϟ΍ ΔϴΑήόϟ΍ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϲϓ ϊϳίϮΘϟ΍ Ϟϴϛϭ‬‬ ‫‪ZZZ VDXGLGLVWULEXWLRQ FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ‬‬

‫اشتراكات‬

‫االتصال بـ‪subscriptions@majalla. :‬‬ ‫لالشتراك في الطبعة الرقمية‪ ،‬يرجى‬ ‫�شركات ن�شر‬ ‫‪ com‬لالشتراك في االلكترونية‪www.issuu.com/majalla :‬‬

‫ ‪ZZZ KDODSULQWFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ ˬ βϛΎϓ ˬ ϒΗΎϫ ˬ νΎϳήϟ΍ Ώ ι‬‬

‫‪ΔϋϮϤΠϤϟ΍ ΕΎϛήη‬‬

‫‪áeÉ©dG äÉbÓ©dGh ¿ÓYEÓd á«é«∏ÿG‬‬

‫‪www.srpc.com‬‬

‫‪www.sspc.com.sa‬‬

‫‪www.arabmediaco.com‬‬

‫حقوق النشر محفوظة ملجلة املجلة ‪ 2009‬التي تصدر عن الشركة‬ ‫السعودية لألبحاث والتسويق (اململكة املتحدة) شركة محدودة‪.‬‬ ‫‪©ϡϼϋϹ΍ ΕΎϣΪΨϟ ϥϮϴΒϳήΗª Δϛήθϟ‬‬ ‫املجلة أو أي جزء‬ ‫وال يجوز بأي حال من األحوال إعادة طباعة‬ ‫‪ ϲϧΎΠϤϟ΍ ϒΗΎϬϟ΍ ϰϠϋ ϝΎμΗϹ΍ ϰΟήϳ ˬΕΎϣϮϠόϤϟ΍ Ϧϣ ΪϳΰϤϟ΍ ϰϠϋ ϝϮμΤϠϟ‬‬ ‫‪ ©ΔϠΠϤϟ΍ª ΔμΧήϣ ΔϴΑήόϟ΍ ΔϐϠϟΎΑ ΕΎϋϮΒτϤϟ΍ ϩάϬϟ ήθϨϟ΍ ϕϮϘΣ‬في أي نظام استرجاعي أو نقلها بأي صورة أو‬ ‫منها أو تخزينها‬ ‫أي وسيلة إلكترونية أو آلية أو تصويرها أو تسجيلها أو ما شابه‬ ‫دون الحصول على تصريح مسبق من الشركة السعودية لألبحاث‬ ‫والتسويق (شركة محدودة)‪ .‬وتصدر املجلة شهريًا‪ .‬لتلقي‬ ‫استفسارات االشتراك الرقمي‪ ،‬يرجى زيارة ‪www.majalla.com‬‬ ‫\‪6DXGL 6SHFLDOL]HG 3XEOLVKLQJ &RPSDQ‬‬

‫‪ ΔχϮϔΤϣ ΕΎϋϮΒτϤϟ΍ ϩάϬϟ ϊϳίϮΘϟ΍ ϕϮϘΣ‬‬

‫مرخص لها الرياض ‪ -‬حي املؤتمرات ‪ -‬طريق مكة ‪-‬‬ ‫تقاطع التخصصى‬ ‫الرياض‪ :‬هاتف ‪ - 4419933‬لندن‪+44 207 831 8181 :‬‬

‫يرجى إرسال تعليقاتكم‬ ‫على الربيد اإللكرتوني‬ ‫‪editorial@majalla.com‬‬

‫«املجلة» في حلة جديدة‬ ‫بعد أيام من اآلن تكون «املجلة» على موعد مع اكتمال عام جديد‪ ،‬حيث تدخل‬ ‫في فبراير (شباط) املقبل عامها السابع والثالثني‪ ،‬لكن هذا ليس كل ما يستجد‬ ‫على «املجلة»؛ فمنذ أشهر وأسرة التحرير تعمل على تغييرات متتالية‪ ،‬كان‬ ‫أهمها ص��دور موقعها اإللكتروني بلغاته ال�ث�لاث‪ ،‬وه��ا ه��ي اآلن تركز على‬ ‫النسخة اإللكترونية دون نسخة ورقية‪ ،‬كما هو حال إصدارات دولية كثيرة‪..‬‬ ‫منذ ص��دور عددها األول في عام ‪ 1980‬بصورة أسبوعية‪ ،‬ثم شهرية بعد‬ ‫ذلك‪ ،‬اعتبرت «املجلة» إحدى املجالت الدولية الرائدة في الشؤون السياسية‬ ‫في العالم العربي‪ .‬وكانت طوال ثمانينات وتسعينات القرن املاضي من أهم‬ ‫الصحف األسبوعية التي تصدر بالعربية وتوزع في أنحاء العالم‪ .‬وهي تصدر‬ ‫عن الشركة السعودية لألبحاث والنشر التي تصدر أيضا صحيفة «الشرق‬ ‫األوسط» وغيرها من اإلصدارات الرائدة واملعروفة‪.‬‬ ‫وقد توالى على رئاسة تحرير «املجلة» كثير من الصحافيني الوازنني‪ .‬ويتولى‬ ‫رئاسة تحريرها ً‬ ‫حاليا األستاذ غسان شربل‪.‬‬ ‫التحرير في التجهيز لعدد جديد‬ ‫ومع دخول «املجلة» عام ‪ 2017‬بدأت أسرة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تصميما وإخ� ً‬ ‫ً‬ ‫�راج��ا‪ ،‬م��ن ناحية‪ ،‬وم ��ادة تحريرية م��ن ناحية أخ��رى‪ .‬وتعود‬ ‫ً‬ ‫«املجلة» هذا العام من جديد للصدور أسبوعيا بلغات ثالث العربية واإلنجليزية‬ ‫ً‬ ‫إلكترونيا فقط مثلها مثل مجالت عاملية توقفت‬ ‫والفارسية‪ .‬ولكنها ستصدر‬ ‫ً‬ ‫ورقيا‪ ،‬من جملتها «نيوزويك» األميركية‪ ،‬ملواكبة لغة عصر فيه من الغموض‬ ‫الكثير وال��ذي يدفع أكثر ملحاولة معرفة موازين القوى التي تتحكم فيه بل‬ ‫وربما تحكمه‪.‬‬ ‫وفي هذه الصورة اإللكترونية الجديدة واملختلفة‪ ،‬تسعى «املجلة» إلى تقديم‬ ‫ط��رح إع�لام��ي ي �ح��اول م��واك�ب��ة ال�ن�ق�ل��ة ال�ن��وع�ي��ة ال�ت��ي تحققت ف��ي مسيرتها‬ ‫الطويلة التي حرصت خاللها «املجلة» على الوصول ملكانة رائ��دة واالرتقاء‬ ‫بمستواها بشكل متواصل‪ ،‬وذلك من خالل تزويد القراء بتحليالت سياسية‬ ‫وثقافيا ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وفنيا‬ ‫واقتصاديا‬ ‫سياسيا‬ ‫دقيقة وتحقيقات صحافية موضوعية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ورياضيا‪ ،‬وذل��ك من خ�لال مجموعة متميزة من الكتاب العرب‬ ‫واجتماعيا‬ ‫واألجانب‪ ،‬باإلضافة إلى مجموعة من املحررين والصحافيني االستقصائيني‬ ‫الذين يبحثون ً‬ ‫دائما عن املختلف واملهم‪..‬‬ ‫إن أسرة التحرير‪ ،‬وهي تقدم للقارئ مجلته «املجلة» في حلتها اإللكترونية‬ ‫الجديدة‪ ،‬ليسعدها أن يتضمن العدد معالجة متميزة ألب��رز وأه��م األح��داث‬ ‫والقضايا العربية والدولية الراهنة على موقعها اإللكتروني بلغاته الثالث‪.‬‬ ‫ندعوك عزيزي القارئ لالطالع على هذا العدد الجديد من «املجلة» ونرحب‬ ‫دائما بآرائك ومقترحاتك‪ ،‬كما ندعوك للتعليق على املوضوعات أو االتصال‬ ‫بنا إذا رغبت في التواصل معنا‪.‬‬

‫الوكيل اإلعالني‬ ‫موقع إلكتروني‪،www.alkhaleejiah.com :‬‬ ‫بريد إلكتروني‪hq@alkhaleejiah.com :‬‬ ‫من داخل اململكة ‪ ،920 000 417 :‬دبي‪+ 9714 3 914440 :‬‬ ‫باريس‪ +00764 537 331 :‬لندن‪+44 207 404 6950 :‬‬ ‫ومن مختلف الدول ‪+966 11 441 1444 :‬‬

‫وكيل اإلشتراكات‬ ‫بريد إلكتروني‪info@arabmediaco.com :‬‬ ‫موقع إلكتروني‪www.arabmediaco.com :‬‬ ‫هاتف مجاني‪2440076-800 :‬‬

‫‪A Weekly Political News Magazine‬‬

‫‪www.majalla.com/eng‬‬ ‫‪HH Saudi Research and Marketing (UK) Ltd‬‬ ‫‪Arab Press House, 184 High Holborn, London WC1V 7AP‬‬ ‫‪Tel : +44 207 831 8181 - Fax: +44 207 831 2310‬‬ ‫حقوق التوزيع لهذه املطبوعات محفوظة لشركة «تريبيون لخدمات اإلعالم»‬ ‫حقوق النشر لهذه املطبوعات باللغة العربية مرخصة «املجلة»‬

‫شركات نشر‬

‫وكيل التوزيع‬ ‫وكيل التوزيع في اململكة العربية السعودية حي املؤتمرات ‪-‬‬ ‫ص‪.‬ب ‪ - 62116‬الرياض ‪ ،11585‬هاتف‪+966 11 4419933 :‬‬ ‫فاكس‪+ 966 11 2121774 :‬‬ ‫موقع إلكتروني‪www.saudidistribution.com :‬‬

‫‪Saudi Specialized‬‬ ‫‪Publishing‬‬ ‫املتخصص‬ ‫السعودية للنشر‬ ‫‪ Company‬الشركة‬

‫للحصول على املزيد من املعلومات‪ ،‬يرجى اإلتصال على الهاتف املجاني ‪8002440014‬‬

‫‪www.majalla.com/eng‬‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪3‬‬


‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪Issue 1627 Saturday 7-13 January 2017‬‬

‫مقاالت الرآي‬ ‫عمالقة القانون استجابوا‬ ‫إلرادة اجلماهري‬ ‫بقلم‪ :‬علي السمان‬

‫رسالة من ‪ 2016‬إلى ‪2017‬‬ ‫بقلم‪ :‬رشيد ُّ‬ ‫اخليون‬

‫عام جديد وخطر قديم‬

‫‪06‬‬ ‫‪32‬‬

‫وزير التجارة اجليبويت‪ :‬بالدنا قررت فتح الباب لالستثمارات اخلليجية‪0432‬‬

‫داخل العدد‬

‫خبراء أمنيون‪ :‬وتيرة‬ ‫اإلرهاب أسرع من حركة‬ ‫األجهزة األمنية‬ ‫املتطلبات احلقيقية للردع يف عهد ترامب‬

‫‪10‬‬

‫‪17‬‬ ‫‪32‬‬

‫وزير الداخلية التونسي‬ ‫‪ :‬األمن هو‬ ‫لـ‬ ‫الحلقة األخيرة في‬ ‫مواجهة اإلرهاب‬ ‫‪12‬‬

‫باألرقام والوثائق‪ ..‬شهد عام‬ ‫من‬ ‫‪ 2016‬تحول‬ ‫مجرد إصدار صحافي إلى قوة‬ ‫تتجاوز الحدود القومية‬ ‫‪20‬‬ ‫‪2‬‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪32‬‬ ‫«بابا نويل» ‪ ..‬يبحث عن سالم االطفال‬

‫‪30‬‬ ‫‪32‬‬


‫‪ 5‬تحديات كبرى‬ ‫تواجهها روسيا بقيادة‬ ‫بوتني في ‪2017‬‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫تأسست في لندن عام ‪ 1980‬شهرية سياسية‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫رسائل من املنوفية‪..‬‬ ‫مهد الزعماء‬ ‫املصريني‬

‫باكورة ميزانيات «رؤية ‪»2030‬عجز أقل‬ ‫وإنفاق أعلى‪ ...‬وعملية جراحية للطاقة‬

‫‪Issue 1627 Saturday 7-13 January 2017‬‬

‫خبراء أمنيون‪ :‬وتيرة اإلرهاب أسرع من حركة األجهزة األمنية ‪ ...‬والقادم أسوأ‬

‫مستقبل مواجهة اإلرهاب املراوغ‬ ‫بني االفتراضي والواقعي‬

‫‪2‬‬

‫ميرفت أمني‪:‬‬ ‫أنا محظوظة ولن‬ ‫أسيء لتاريخي الفني‬


‫‪ 5‬تحديات كبرى‬ ‫تواجهها روسيا بقيادة‬ ‫بوتني في ‪2017‬‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫تأسست في لندن عام ‪ 1980‬شهرية سياسية‬

‫العدد ‪ 1627‬السبت ‪ 13-7‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫رسائل من املنوفية‪..‬‬ ‫مهد الزعماء‬ ‫املصريني‬

‫باكورة ميزانيات «رؤية ‪»2030‬عجز أقل‬ ‫وإنفاق أعلى‪ ...‬وعملية جراحية للطاقة‬

‫‪Issue 1627 Saturday 7-13 January 2017‬‬

‫خبراء أمنيون‪ :‬وتيرة اإلرهاب أسرع من حركة األجهزة األمنية ‪ ...‬والقادم أسوأ‬

‫مستقبل مواجهة اإلرهاب املراوغ‬ ‫بني االفتراضي والواقعي‬

‫‪2‬‬

‫ميرفت أمني‪:‬‬ ‫أنا محظوظة ولن‬ ‫أسيء لتاريخي الفني‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.