مغول الأمس وإرهاب اليوم... وجهان لعملة واحدة

Page 1


‫ثالثني شخصا‪.‬‬ ‫ق�ل��ت ل�ل�م�س��ؤول‪ :‬أرج ��وك أن ت�ق��ول للرئيس ال �س��ادات‬ ‫إن ه�ت�ل��ر خ�س��ر ال �ح��رب ع�ن��دم��ا ح ��ارب ف��ي جبهتني‬ ‫مختلفتني‪ ،‬والرئيس اآلن سيحارب في عشرين جبهة!‬ ‫وأنا من رأيي أنه سيخسر في هذه الحركة‪ .‬ثانيا أعتقد‬ ‫أنني خبير في الصحافة األميركية واألوروبية‪ ،‬وأعتقد‬ ‫أنه برغم شعبيته الكبيرة في أميركا فسوف يواجه‬ ‫بهجوم كبير ج��دا ه�ن��اك؛ ألن تمثاال ه�ن��اك للرئيس‬ ‫ال �س��ادات‪ ،‬ول�ك��ن ق��اع��دة ال�ت�م�ث��ال ت��رت�ك��ز ع�ل��ى إنهائه‬ ‫للديكتاتورية‪ ،‬وغلق املعتقالت‪ ،‬فإذا نزعت هذه القاعدة‬ ‫فسيسقط التمثال‪.‬‬ ‫ذهب املسؤول ورجع إلي ليقول‪ :‬إن الرئيس السادات‬ ‫ق��ال «أن��ا غ��ول» وق��ال‪ :‬قل ملصطفي أم�ين إنني أعرف‬ ‫أميركا وأوروب��ا أحسن منه أل��ف م��رة‪ ،‬وه��و ال يعرف‬ ‫شعبيتي ف��ي ه��ذه ال�ب�لاد‪ ،‬ول��ن ت�ج��رؤ ج��ري��دة واح��دة‬ ‫على مهاجمتي‪.‬‬ ‫وجاء ‪ 5‬سبتمبر (أيلول)‪ .‬وفوجئت أن عدد املعتقلني‬ ‫ألف وخمسمائة شخص‪ ،‬ورأيت أن هذه كارثة‪ .‬كارثة‪.‬‬ ‫ذكرت هنا مصطفى أمني بتلك األيام السوداء‪ ،‬عندما‬ ‫كان يتصل بي يوميا ليقول لي‪ :‬أنت لم تعتقل بعد‪..‬‬ ‫ً‬ ‫وأن��ا أي��ض��ا‪ ..‬وك��ان مصطفي أم�ين يتوقع اعتقاله بني‬ ‫لحظة وأخرى‪.‬‬ ‫ ن�ع��م‪ ..‬ن�ع��م‪ ..‬لقد ده�ش��ت عندما ل��م أج��د نفسي‬‫ب�ين امل�ع�ت�ق�ل�ين‪ .‬وح �ت��ى اآلن ل��م أدر م��ن ال ��ذي رف��ع‬ ‫اسمي م��ن كشوف املعتقلني‪ .‬ث��م ح��دث أن فوجئ‬ ‫الرئيس السادات بالهجوم العنيف عليه في الغرب‪.‬‬ ‫لم يتصور أب��دا أن جريدة واح��دة ستهاجمه‪ ،‬إلى‬ ‫درج��ة أن��ه فقد أعصابه وق��ال ملراسل أجنبي‪« :‬أنا‬ ‫سأضربك بالرصاص»‪.‬‬ ‫أنا صاحب فكرة عقد املؤتمر الصحافي الذي تحدث‬ ‫ف�ي��ه إل��ي ال�ص�ح��اف�ي�ين‪ ،‬ل�ي�ش��رح ل�ه��م أن ه��ذا االع�ت�ق��ال‬ ‫مؤقت‪ ،‬وأن املعتقلني سيخرجون بعد أيام‪.‬‬ ‫بعد أيام جاءني أحد املسؤولني‪ ،‬وقال لي‪« :‬إن الرئيس‬ ‫السادات يقول‪ :‬لقد انتصرنا»‪ .‬تساءلت‪ :‬كيف؟ فقال‬

‫السادات ومصطفى أمني‪ :‬صورة من ايام زمان‬

‫ل��ي‪« :‬إن ال��رئ�ي��س ال �س��ادات ي�ق��ول إن ال �ن��اس نسيت‬ ‫املعتقلني وانشغلت بهموم الحياة اليومية‪ ،‬بلقمة‬ ‫الخبز»‪ .‬قلت‪ :‬كيف ه��ذا؟ إن البواب في بيتي ثائر‪،‬‬ ‫والسائق ثائر‪ .‬وفي «أخبار اليوم» السعاة ثائرون‪،‬‬ ‫امل�ح��ررون ث��ائ��رون وغ��اض�ب��ون‪ ..‬ق��ال امل�س��ؤول‪« :‬إنه‬ ‫ما من وزي��ر أو مسؤول واح��د يتحدث إلي الرئيس‬ ‫في امل��وض��وع»‪ .‬قلت‪ :‬كيف؟ إنهم أل��ف وخمسمائة‪،‬‬ ‫ك��ل منهم ل��ه أس ��رة‪ ،‬يعنى ال�ع��دي��د م��ن اآلالف‪ .‬ق��ال‬ ‫ل��ي امل �س��ؤول‪« :‬أب ��دا‪ ..‬لقد ه��دأت األم ��ور‪ ..‬ل��م يقل لي‬ ‫أحد كلمة احتجاج»! قلت‪ :‬إنهم خشوا أن يقولوا لك‬ ‫فتقبض عليهم!‬ ‫اتصلت بأحمد رج��ب وقلت ل��ه‪ :‬يبدو أنني أصبحت‬ ‫معوقا سياسيا‪ ،‬كما يبدو أنني تقدمت في السن إلى‬

‫مصطفى أمني في سجن ليمان طره بعد االفراج عنه‬

‫الحد الذي ال أفهم فيه ما يجرى‪ .‬وسردت على أحمد‬ ‫رجب ما جرى‪ ،‬فقال لي إنه يتفق معي في الرأي وإن‬ ‫القضية أغضبت الرأي العام بشكل أساسي‪ .‬قلت له‪:‬‬ ‫إنني أعتقد أن السادات انتهى نهائيا‪ ،‬ثم استدعيت‬ ‫محسن محمد وقلت له‪ :‬إن تجربتي تؤكد أن السادات‬ ‫انتهي‪ .‬وذهل محسن!‬ ‫ث��م ج��اءن��ي ف��ي أح��د األي��ام صحافي قديم ك��ان يعمل‬ ‫في «أخبار اليوم» قال لي إنه كان في محاولة لزيارة‬ ‫لسجن ط ��رة‪ ،‬وق ��ال‪ :‬إن امل�س�ج��ون�ين السياسيني في‬ ‫حالة سيئة جدا‪ ،‬وإنه ذهب مع زوجة املحامي الوفدي‬ ‫إبراهيم طلعت التي أخذت معها دواء لزوجها‪ ،‬وزجاجة‬ ‫كولونيا‪ ،‬ولكن الضابط رفض تسلم الدواء‪ ،‬وقال إنها‬ ‫يمكن أن تترك لزوجها زجاجة الكولونيا في مكتبه‪،‬‬ ‫وكلما احتاج إلى «بخة» من الزجاجة يجيء ويطلبها‪.‬‬ ‫سمعت ه��ذا ال�ك�لام‪ ،‬وانقبضت انقباضا ش��دي��دا‪ .‬أن‬ ‫أغلب املعتقلني كانوا مختلفني معي في الرأي‪ ،‬ولكني‬ ‫شعرت كأنني معهم في زنزانة واحدة‪ ..‬ومعنا حرية‬ ‫الرأي!‬ ‫كان ذلك في الثامنة مساء‪ .‬عدت إلى البيت وتناولت‬ ‫العشاء‪ .‬ازداد شعوري بأن كل ما دعوت إليه من حرية‬ ‫وديمقراطية انهار فوق رأسي‪ .‬وشعرت باالنقباض‪،‬‬ ‫وب��دأت أشعر ب��اإلع�ي��اء ال�ش��دي��د‪ .‬دخلت إل��ى السرير‪،‬‬ ‫وجثمت الدنيا فوق أنفاسي‪ ،‬وشعرت كأني أموت‪.‬‬ ‫ج��اء الطبيب ف��ي منتصف ال�ل�ي��ل‪ ،‬وأم��رن��ي ب��أن أل��زم‬ ‫ال�ف��راش‪ ،‬وأال أقابل أح��دا‪ ،‬وأال أتصل بالتليفون‪ ،‬وأال‬ ‫أقوم بأي مجهود‪ ،‬وأن أمتنع عن الكتابة‪ .‬لقد أصبت‬ ‫بذبحة صدرية‪.‬‬ ‫وقلت للطبيب‪ :‬إنني ملتزم بجميع ما طلبه مني‪ ،‬في ما‬ ‫عدا شيء واحد وهو كتابة «فكرة» إذ لم أكن أستطيع‬ ‫أن أت�ن�ف��س وأن ��ا م�ت��وق��ف ع��ن ال�ك�ت��اب��ة‪ .‬واف ��ق الطبيب‬ ‫واستمررت أكتب «فكرة» من فراش املرض‪ .‬كان ذلك‬ ‫في ‪ 4‬أكتوبر (تشرين األول) ‪<1981‬‬ ‫األسبوع املقبل‪ :‬الحلقة الخامسة‬

‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪35‬‬


‫تعيد «املجلة» نشر ذكريات الكاتب والصحافي الكبير األستاذ مصطفى أمني‪ .‬وقد تم تسجيل هذه الذكريات خالل شهر أبريل (نيسان)‬ ‫عام ‪ ،1982‬وهي تتضمن معلومات وتفاصيل وحكايات حصرية لـ «املجلة»‪.‬‬

‫مصطفى أمني يتذكر‪ :‬هؤالء عرفتهم (‪)4‬‬

‫خاص بـ‬

‫ً ُ‬ ‫أمني‪ :‬حلم حياتي أن أكتب مقاال ال تحذف منه كلمة‬ ‫توقفت عن الكتابة في «الشرق األوسط» بأمر من أنور السادات‬

‫خاص بـ «املجلة»‬ ‫يتابع الصحافي العربي الكبير مصطفى أمني‬ ‫رواي��ة ذكرياته عن الشخصيات السياسية‬ ‫التي عرفها خالل عمله الصحافي‪ ،‬من محمد‬ ‫نجيب إلى السادات عبر عبد الناصر‪ .‬وكانت «املجلة»‬ ‫نشرت في األعداد املاضية هذه الذكريات املهمة‪ .‬وفيما‬ ‫يأتي حلقة جديدة من ذكرياته‪.‬‬

‫الكتابة في الخارج‬ ‫ذكرت كاتبنا مصطفى أمني بأزمة الكتابة في الصحف‬ ‫العربية وما ترتب عليها من إجراءات‪ .‬قال‪:‬‬ ‫آه‪ ..‬تلك قصة أخ��رى‪ .‬ما حدث أن محمد علي حافظ‬ ‫الصحافي ال�س�ع��ودي ك��ان تلميذي ف��ي كلية اآلداب‬ ‫امل�ص��ري��ة‪ ،‬ع�ن��دم��ا ك�ن��ت أدرس ف��ي ال�ص�ح��اف��ة‪ ،‬وكنت‬ ‫أت��وس��م ف�ي��ه ال��ذك��اء‪ ،‬وأرى أن��ه س�ي�ك��ون ل��ه مستقبل‪.‬‬ ‫وكان وال��ده صديقي‪ ،‬وعندما ق��رروا إص��دار «الشرق‬ ‫األوسط» عرضوا علينا املشروع‪ ،‬وتحمسنا له جدا‪،‬‬ ‫وكانت فكرتي أنا وأخي املرحوم علي أمني أن نصدر‬ ‫لهم طبعة في القاهرة‪ .‬تعاقدوا معي على نقل «فكرة»‪،‬‬ ‫ورحبت بذلك؛ ألنه من رأي��ي أن الكاتب العربي يجب‬ ‫أن يكون مثل الكاتب األج�ن�ب��ي‪ ،‬أي ينشر مقاله في‬ ‫عدة صحف‪ .‬وبدأ نشر «فكرة» في «الشرق األوسط»‪،‬‬ ‫وك��ان��ت مختلفة ع��ن «ف �ك��رة» ف��ي «األخ �ب��ار»‪ .‬غضب‬ ‫الرئيس ال �س��ادات مما يكتب ف��ي «ال�ش��رق األوس��ط»‪.‬‬ ‫وطلب التوقف عن النشر‪ ،‬لكنني رفضت‪ .‬ثم بلغني‬ ‫عن طريق شخصية كبيرة ال أري��د ذك��ر اسمها اآلن‬ ‫برغبته في توقفي عن النشر‪ .‬كان السادات يعتقد أن‬ ‫األمير جريدة «الشرق األوسط» هدفها القضاء على‬ ‫أن��ور ال �س��ادات‪ ،‬ول��دي��ه معلومات أنها منتشرة ألنني‬ ‫أكتب فيها‪.‬‬ ‫قلت لهذه الشخصية الكبيرة‪ :‬إن معلومات الرئيس‬ ‫خاطئة‪:‬‬ ‫ أوال‪ :‬ليس من سياسة«الشرق األوسط»‪ ،‬القضاء على‬‫أنور السادات‪.‬‬ ‫ ث��ان �ي��ا‪ :‬أن ��ا رأي� ��ي أن ��ه ل��و ت��وق�ف��ت ع��ن ال�ك�ت��اب��ة فيها‬‫فسيستمر انتشارها أكبر وأكثر وأن��ه من األفضل‬ ‫أن يستمر الكتاب املصريون ف��ي الكتابة ف��ي جميع‬ ‫الصحف‪ ،‬وأن الجيش املصري لم يصل إل��ى املحيط‬ ‫األطلسي أو الخليج ال�ع��رب��ي‪ ،‬ول�ك��ن الكاتب املصري‬

‫‪34‬‬

‫واملوسيقى املصرية وصوت أم كلثوم وعبد الوهاب‪،‬‬ ‫وصل هذا كله إلى سائر أرج��اء الوطن العربي‪ ،‬وهذا‬ ‫التراث حصاد عشرات السنني‪ ،‬وملك لألمة العربية‬ ‫ك�ل�ه��ا‪ ،‬وإذا سحبنا ال�ك�ت��اب امل�ص��ري�ين م��ن الصحف‬ ‫العربية فتلك جريمة ضد مصر وضد العالم العربي‪.‬‬ ‫ولم يقتنع الرئيس السادات‪ .‬وعاد يطلب مني التوقف‬ ‫عن الكتابة في «الشرق األوس��ط»‪ .‬قلت بصراحة‪ :‬إنه‬ ‫من أمنياتي قبل أن أموت‪ ،‬أن أكتب مقالة‪ ،‬وأن تنشر‬ ‫كاملة دون حذف‪ ،‬وعندما أكتب في «الشرق األوسط»‬ ‫ال يحذف سطر واح��د‪ .‬إنها أمنية حياتي وأحققها‪،‬‬ ‫إنني ال أستطيع التوقف‪.‬‬ ‫قالوا لي‪ :‬إن الرئيس السادات سيصدر قرارا جمهوريا‬ ‫بمنعك من الكتابة‪ .‬قلت‪ :‬إنها ليست املرة األولى‪ ،‬وإنه‬ ‫ف��ي ك��ل م��رة يقف ال�ل��ه إل��ى جانبي‪ .‬ث��م جمع الرئيس‬ ‫ال �س��ادات ال�ص�ح��اف�ي�ين‪ ،‬وق ��ال ل�ه��م‪ :‬إن م��ن يكتب في‬ ‫ال�ص�ح��ف امل�ص��ري��ة ي�ج��ب أال يكتب ف��ي أي صحيفة‬ ‫عربية‪ .‬وكنت مقصودا بهذا الكالم‪.‬‬ ‫بالطبع «أخ�ب��ار ال�ي��وم» و«األخ �ب��ار» بالنسبة إل��ي مثل‬ ‫أوالدي‪ ،‬وك��ان م��ن الصعب أن أه�ج��ر الصحف التي تحديات واعتقاالت‬

‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫بنيتها بعرقي وعمري‪ .‬كتبت في «فكرة» أقول إنني‬ ‫اخترت الكتابة ملصر‪ ،‬وفي مصر‪.‬‬ ‫وعندما أخطرت األستاذ موسى صبري بقراري‪ ،‬اتصل‬ ‫بالرئيس السادات من مكتبه‪ ،‬وأبلغه بأنني سأكتب في‬ ‫مصر وملصر‪ .‬وعندئذ قال له الرئيس السادات‪ :‬كيف؟‬ ‫لقد علمت أن السعودية قدمت له سيارة «رولزرويس»‬ ‫هدية! فقال له‪ :‬إن هذا غير صحيح‪.‬‬ ‫وفي الواقع إنني لم أحصل على سيارة «رولزرويس»‬ ‫أو غيرها‪ ،‬لكن تفسيري لذلك أن هشام علي حافظ‬ ‫دع��ان��ي م��رة للعشاء ف��ي ل�ن��دن‪ ،‬وع�ن��د ان�ص��راف��ي إلى‬ ‫الفندق‪ ،‬ركبت سيارة «رولزرويس» خاصة كانت معدة‬ ‫لتوصيل الضيوف‪ .‬ويبدو أن أحدهم رآني في السيارة‬ ‫ً‬ ‫تقريرا يقول‪ :‬إنهم اشتروا ملصطفى أمني سيارة‬ ‫فكتب‬ ‫«رولزرويس»‪.‬‬ ‫وال ��واق ��ع أن �ن��ي رك �ب��ت «رول ��زروي ��س» م ��رة واح� ��دة في‬ ‫حياتي‪ ...‬هي هذه املرة‪ ..‬وهذا يدل على قيمة التقارير‪،‬‬ ‫ومدى صحتها‪.‬‬

‫مصطفى أمني يتذكر‬

‫انقطعت عن الكتابة في الخارج‪ .‬وبعد تشكيل املجلس‬ ‫األعلى للصحافة تقرر أن أي صحافي يريد الكتابة‬ ‫في ال�خ��ارج عليه أن يستأذن أوال‪ ..‬وشعرت برغبة‬ ‫في التحدي‪..‬‬ ‫حدث وقتئذ أن رئيس تحرير جريدة «األنباء» الكويتية‬ ‫أب��دى رغبته ف��ي نشر «ف �ك��رة» ف��واف�ق��ت دون ت��ردد‪.‬‬ ‫وحصل اعتراض في مصر‪ .‬ملاذا؟‬ ‫ألن «فكرة» التي كانت تنشر في الكويت‪ ،‬كانت تنشر‬ ‫بدون حذف‪ ،‬فكان يبدو األصل املقيد‪ ،‬والنص الحر‪،‬‬ ‫وكتبت في «األخبار» مرحبا بأي صحيفة تريد أن‬ ‫تنقل «فكرة»‪.‬‬ ‫ويتوقف مصطفى أمني للحظات ثم ينتقل إلى الحديث‬ ‫ع��ن امل��اض��ي ال�ق��ري��ب‪ ،‬ويتحدث ع��ن تفاصيل تنشر‬ ‫ألول مرة‪.‬‬ ‫يقول مصطفى أمني‪:‬‬ ‫في أغسطس املاضي جاءني أح��د املسؤولني‪ ،‬وقال‬ ‫ل��ي إن الرئيس ال�س��ادات ينوي اعتقال ع��دد محدود‬ ‫جدا من الشيوعيني والوفديني واألقباط والجماعات‬ ‫اإلس�لام �ي��ة وامل �ح��ام�ين وال�ص�ح��اف�ي�ين وال�ن��اص��ري�ين‪،‬‬ ‫واإلخوان املسلمني‪ ،‬وأن هذا العدد سيكون في حدود‬


‫أسرة فيلم «آخر ديك في مصر» أثناء‬ ‫االحتفال بانتهاء تصوير الفيلم‬

‫وليد يوسف وإخراج محمد مصطفى وبطولة محمود‬ ‫حميدة‪ ،‬هبة مجدي‪ ،‬رامز أمير‪ ،‬لقاء سويدان‪ ،‬مشيرة‬ ‫إسماعيل‪ ،‬سيد رجب‪ ،‬وتدور أحداث الفيلم بني مدينتي‬ ‫القاهرة واملنصورة‪ ،‬ويسلط الضوء على قصص الحب‬ ‫وتتوالى األحداث لتجمعهم داخل أتوبيس‪ .‬كما يشارك‬ ‫في السباق بعد فترة غياب مصطفى قمر بفيلم «فني‬ ‫قلبي» وتدور أحداثه في إطار رومانسي‪ ،‬وبطولة يسرا‬ ‫ال �ل��وزي‪ ،‬ش�ي��ري ع ��ادل‪ ،‬إدوارد إي �م��ان ال�س�ي��د‪ ،‬حميد‬ ‫الشاعري‪ ،‬حمادة هالل‪ ،‬عزت أبو عوف‪ ،‬شيرين‪ ،‬محمد‬ ‫لطفي‪ ،‬لطفي لبيب‪ ،‬إخراج إيهاب راضي‪.‬‬ ‫وبعد تأجيله أكثر من مرة أخيرا يعرض فيلم «القرموطي‬ ‫ف��ي أرض ال� �ن ��ار» ال� ��ذي ي �ع��ود ب��ه م��ن ج��دي��د ل�لأع�م��ال‬ ‫السينمائية الفنان أحمد آدم‪ ،‬ويشارك في البطولة بيومي‬ ‫ف��ؤاد‪ ،‬عفاف رش��اد‪ ،‬بدرية طلبة‪ ،‬محمد ع��ادل‪ ،‬تأليف‬ ‫محمد نبوي‪ ،‬إخراج أحمد البدري‪ ،‬وتدور أحداث حول‬ ‫أحداثه حول تنظيم داعش اإلرهابي الذي يستقطب عددا‬ ‫من الشباب ويتدخل القرموطي إلنقاذهم‪.‬‬ ‫ويدخل املنافسة أيضا فيلم «يا تهدي يا تعدي»‪ ،‬وهو‬

‫ب�ط��ول��ة آي�ت�ن ع��ام��ر وم�ح�م��د ش��اه�ين وش �ي �م��اء سيف‬ ‫وبدرية طلبة ومحمد عادل وعايدة رياض‪ ،‬ومن تأليف‬ ‫أحمد عزت‪ ،‬ومن إخراج خالد الحلفاوي‪.‬‬ ‫وقد عرض منذ أيام قليلة فيلم «يوم للستات» تجاريا‬ ‫بعد ع��رض��ه بمهرجان ال�ق��اه��رة السينمائي ال��دول��ي‬ ‫ال� � �ـ‪ ،38‬ل�ي��دخ��ل ف��ي س �ب��اق امل��وس��م ال �ج��دي��د لينافس‬ ‫األفالم املعروضة‪ ،‬الفيلم بطولة نيللي كريم وفاروق‬ ‫الفيشاوي وإل�ه��ام شاهني ون��اه��د السباعي وأحمد‬ ‫الفيشاوي‪ ،‬ومن تأليف هناء عطية‪ ،‬ومن إخراج كاملة‬ ‫أبو ذكري‪.‬‬ ‫ويقول الناقد الشناوي إن فرصة الفنان محمد رمضان‬ ‫أك�ب��ر وق��درت��ه على ال�ج��ذب أك�ب��ر ف��ي األف�ل�ام املنافسة‬ ‫في هذا املوسم‪ .‬أما فيلم «األصليني» لـلمخرج مروان‬ ‫حامد‪ ،‬فيرى أن فريق العمل نجح من قبل في تجربة‬ ‫أخرى‪ ،‬وهي فيلم «الفيل األزرق» الذي عرض من قبل‪،‬‬ ‫وأضاف‪« :‬في النهاية ال نستطيع الحكم على املوسم‬ ‫إال بعد العرض»‪ ،‬موضحا أن الجمهور له حسابات‬ ‫أخرى وجمعيها مجرد توقعات <‬

‫صورة دعائية لفيلم «هروب اضطراري»‬

‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪33‬‬


‫يتنافس عدد كبير من األفالم السينمائية على كعكة إيرادات ‪ 2017‬حيث يعرض‬ ‫ما يقرب من ‪ 12‬عمال فنيا بدور العرض السينمائي املصري بداية من العام‬ ‫الجديد والتي يتنوع مضمونها ما بني «الدرامي الكوميدي» و«الرومانسي»‬ ‫و«األكشن»‪ .‬ويقول الناقد الفني طارق الشناوي إن العمل الجديد للفنان محمد‬ ‫رمضان‪ ،‬يؤكد أنه ما زال في املقدمة‪ ،‬مشيرا إلى أن هذا يرجع للتراكم الذي‬ ‫حققه رمضان وقدرته على جذب الجمهور في أعماله األخيرة سواء في السينما‬ ‫واملسرح أو التلفزيون‪.‬‬

‫ً‬ ‫سينمائيا مصرياً‬ ‫عمال ً‬ ‫‪12‬‬ ‫تتنافس على إيرادات ‪2017‬‬ ‫تتنوع بني الكوميدي والرومانسي واألكشن‬

‫القاهرة‪ :‬سها الشرقاوي‬ ‫يشهد ه��ذا املوسم منافسة‬ ‫ق��وي��ة ب�ي�ن ع� ��دد م ��ن ن�ج��وم‬ ‫ال�ص��ف األول ع�ل��ى رأس�ه��م‬ ‫ال� �ف� �ن ��ان م �ح �م��د رم� �ض ��ان‬ ‫وأحمد السقا وخالد الصاوي وعمرو‬ ‫سعد وهاني رمزي‪ .‬يأتي في مقدمة‬ ‫ه��ذه األعمال التي تنافس بقوة فيلم‬ ‫«آخ��ر دي��ك من مصر» للفنان محمد‬ ‫رمضان ويشاركه البطولة مي عمر‪،‬‬ ‫ه��ال��ة ص��دق��ي‪ ،‬ان�ت�ص��ار‪ ،‬م�ل��ك ق��ورة‪،‬‬ ‫ش �ي �م��اء س �ي��ف‪ ،‬وم ��ن ت��أل �ي��ف أي�م��ن‬ ‫ب�ه�ج��ت ق �م��ر‪ ،‬وإخ� � ��راج ع �م��رو ع��رف��ة‪،‬‬ ‫وت��دور األح��داث حول شخص يفقد كل‬ ‫أس��رت��ه ف��ي ح ��ادث غ��رق ليجد نفسه ال��رج��ل الوحيد‬ ‫املتبقي في عائلته‪.‬‬ ‫كما اختار الفنان أحمد السقا املوسم الجديد لعرض‬ ‫فيلم «هروب اضطراري» ويشاركه العمل غادة عادل‪،‬‬ ‫وأمير كرارة‪ ،‬وفتحي عبد الوهاب‪ ،‬وأحمد زاهر‪ ،‬وعزت‬ ‫أبو عوف‪ ،‬ومن تأليف محمد سيد بشير‪ ،‬وإخراج أحمد‬ ‫خ��ال��د م��وس��ى‪ ،‬وت ��دور ق�ص��ة الفيلم ح��ول أح��د رج��ال‬ ‫األعمال الذي يتعرض نجله لعملية قتل‪ ،‬وتوجه أصابع‬ ‫االتهام إلى اثنني من الشخصيات اللذين تربطه بهما‬ ‫عالقة وطيدة ما يضطرهما للهرب منه‪.‬‬ ‫ويشارك خالد الصاوي بفيلمني‪ ،‬األول فيلم «األصليني»‪،‬‬ ‫بطولة ماجد الكدواني‪ ،‬منة شلبي‪ ،‬محمد ممدوح‪ ،‬قصة‬ ‫أحمد مراد‪ ،‬إخراج مروان حامد‪ ،‬وفريق العمل حريص‬ ‫على عدم اإلفصاح عن تفاصيل العمل‪ .‬والثاني فيلم‬ ‫«أخالق العبيد»‪ ،‬تأليف عصام الشماع وعلى الجندي‪،‬‬ ‫وإخراج أيمن مكرم‪ ،‬ويشارك به يسرا اللوزي‪ ،‬سارة‬

‫‪32‬‬

‫إعالن عن فيلم «موالنا»‬

‫سالمة‪ ،‬لطفي لبيب‪ ،‬وتدور أحداث الفيلم حول شخص‬ ‫ثري يعود إلى مصر بعد سنوات من الغربة‪ ،‬وينخرط‬ ‫في شهواته‪ ،‬حيث يرتبط بفتاة تعمل في مجال الدعارة‪،‬‬ ‫وتتعرض لتشويه من اب��ن عمها فيما يحاول الرجل‬ ‫الثري إنقاذها‪.‬‬ ‫ويشهد املوسم عودة الفنان عمرو سعد بفيلم «موالنا»‪،‬‬ ‫الذي يتناول حياة داعية يقدم برنامجا دينيا يستحوذ‬ ‫على قلوب املاليني من الجمهور لكنه يعيش في صراع‬ ‫م��ع ن�ف�س��ه ط ��وال ال��وق��ت‪ ،‬وم��ع زوج �ت��ه‪ ،‬وم��ع األج �ه��زة‬ ‫األم�ن�ي��ة‪ .‬الفيلم م��ن بطولة درة‪ ،‬ري�ه��ام ح�ج��اج‪ ،‬لطفي‬ ‫لبيب‪ ،‬صبري فواز‪ ،‬أحمد راتب‪ ،‬وهو مأخوذ من رواية‬ ‫للكاتب إبراهيم عيسى‪ ،‬ومن إخراج مجدي أحمد علي‪.‬‬ ‫ويعود أيضا الفنان الكوميدي هاني رمزي إلى السينما‬ ‫ب�ف�ي�ل��م «ق �س �ط��ي ي��وج �ع �ن��ي» ال� ��ذي ي �ت �ن��اول األوض� ��اع‬ ‫االجتماعية ف��ي مصر ف��ي إط��ار اجتماعي كوميدي‪.‬‬ ‫الفيلم من بطولة مايا نصري وكلوديا حنا وحسن‬ ‫حسني وبيومي ف��ؤاد‪ ،‬ومجموعة من الوجوه الشابة‬

‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫والجديدة‪ ،‬تأليف وإخراج إيهاب ملعي‪ ،‬ويدور حول‬ ‫مواطن يعاني من دفع األقساط التي تستهلك راتبه‪.‬‬ ‫وبعد فترة انقطاع عن األعمال السينمائية يعود الفنان‬ ‫أحمد عيد إل��ى السينما بفيلم «ياباني أصلي»‪ ،‬الذي‬ ‫يتم تصويره ب�ين مصر وال�ي��اب��ان‪ ،‬وتشاركه البطولة‬ ‫املمثلة اليابانية ساكي تسوكاموتو‪ ،‬ون��دى موسى‪،‬‬ ‫إيمان السيد‪ ،‬من تأليف لؤي السيد‪ ،‬وإخراج محمود‬ ‫كريم‪ .‬ويتناول الفيلم قضية التعليم في مصر باملقارنة‬ ‫مع التعليم في اليابان‪.‬‬ ‫كما يعرض في املوسم الجديد مجموعة من األف�لام‬ ‫امل��ؤج �ل��ة م�ن�ه��ا ف�ي�ل��م «ال� �ق ��رد ب�ي�ت�ك�ل��م»‪ ،‬ب �ط��ول��ة أح�م��د‬ ‫ال�ف�ي�ش��اوي‪ ،‬ع�م��رو واك��د‪ ،‬ري�ه��ام ح�ج��اج‪ ،‬سيد رج��ب‪،‬‬ ‫محمود الجندي‪ ،‬رانيا شاهني‪ ،‬مصطفى أبو سريع‪،‬‬ ‫ليلى ع��ز ال �ع��رب‪ ،‬تميم ع �ب��ده‪ ،‬وت��أل�ي��ف وإخ� ��راج بيتر‬ ‫ميمي‪ ،‬وت��دور أح��داث الفيلم حول ساحرين شقيقني‬ ‫ي�ح�ض��ران لخدعة سحرية ق ��ادرة على إط�ل�اق س��راح‬ ‫والداهما البريء من السجن‪.‬‬ ‫وينضم إل��ى املجموعة فيلم «ي��وم م��ن األي ��ام» تأليف‬


‫الفنانة رانيا يوسف‬

‫في املاضي‪ ،‬س��واء أكانت أم��ورا مادية إنتاجية أو فنية‪،‬‬ ‫حتى أحافظ على اسمي الفني‪ ،‬وما وصلت إليه حتى اآلن‪.‬‬ ‫> ج��اءت بدايتك الفنية من خالل السينما لكنك‬ ‫فجأة ابتعدت‪ ...‬هل كان هذا األمر مقصودا؟‬ ‫ لم أقصد االبتعاد عن السينما ولم يعطلني شيء عنها‪،‬‬‫ولكن األعمال التي كانت تعرض علي كانت دون املستوى‬

‫ولهذا كنت أرفض العمل‪ ،‬وعندما جاءتني نصوص قوية لم األفالم السينمائية الجديدة على هذه املعادلة‪.‬‬ ‫أتردد في تقديمها‪ ،‬مثل «ريكالم» و«واحد صحيح» وغيرهما‬ ‫من األفالم‪ ،‬وهناك ٌّ‬ ‫كم كبير من األفالم عرضت علي خالل > ال �ب �ع��ض ي �ح��اول أن ي �ق��دم��ك ن�ج�م��ة إغ � ��راء في‬ ‫ال�ف�ت��رة األخ �ي��رة ورف�ض�ت�ه��ا‪ ،‬ألن�ه��ا ال تناسبني وغالبيتها السينما‪ ...‬هل يزعجك هذا؟‬ ‫تجارية بحتة‪ ،‬وأنا ال أحب هذه النوعية من األفالم‪ ...‬صحيح ‪ -‬ليست لدي ممنوعات في السينما وما يحدد قبولي العمل‬ ‫أنه من حق املنتج أن يبحث عن نجاح فيلمه وع��ودة أمواله‪ ،‬أو رفضه قوة السيناريو والفكرة؛ فأنا ال أقدم اإلغراء ملجرد‬ ‫لكن ينبغي املوازنة بني الفن والتجارة‪ ،‬وأن يحرص منتجو اإلغراء ولكن ألن العمل الفني يتطلب هذا<‬

‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪31‬‬


‫استطاعت الفنانة رانيا يوسف خالل الفترة األخيرة أن تلفت إليها األنظار بقوة وأن تقنع الجميع بموهبتها وقدرتها على‬ ‫تقديم األدوار املعقدة واملهمة وأحقيتها في الوقوف بجوار نجمات الصف األول على شاشة التلفزيون والسينما‪.‬‬ ‫خالل مشوارها الفني قدمت رانيا يوسف عشرات األدوار املهمة التي كشفت عن موهبتها الحقيقية وأنها لم تكن ممثلة بالصدفة‪،‬‬ ‫وإنما ممثلة تمتلك أداوتها جيدا‪ ،‬وأنها مع كل عمل جديد تضيف إلى رصيدها الفني عند الجمهور‪.‬‬

‫قالت إنها تضحك حني تطاردها الشائعات‬

‫رانيا يوسف في حوار مع‬ ‫ليست لدي ممنوعات في السينما‬ ‫القاهرة‪ :‬عصام الدين راضي‬ ‫رانيا يوسف أصبح لها حضور ق��وي في كل‬ ‫عمل تشارك فيه‪ .‬وقدمت خالل الفترة األخيرة‬ ‫أكثر من عمل كان له فضل في نقلها نقلة فنية‬ ‫مهمة منها مسلسل «أفراح القبة» وحاليا تستعد ألكثر‬ ‫من عمل‪ .‬وتكشف في ح��وار مع «املجلة» عن تفاصيل‬ ‫أعمالها القادمة‪.‬‬ ‫> ف ��ي ال �ب��داي��ة ت�س�ت�ع��دي��ن ل �ل �م �ش��ارك��ة ف ��ي فيلم‬ ‫«ممنوع االق �ت��راب أو التصوير» بطولة النجمة‬ ‫القديرة ميرفت أمني والنجمة الشابة يسرا اللوزي‬ ‫وتأليف وإخراج روماني سعد‪ ...‬ما الذي شجعك‬ ‫على قبول هذا العمل والعودة به إلى السينما؟‬ ‫ أظهر في الفيلم ضيفة شرف؛ حيث أجسد شخصيتي‬‫الحقيقية باسم «ران�ي��ا ي��وس��ف» نجمة سينمائية‪ ،‬وإن‬ ‫م�ش��اه��دي ال ت�ت�ع��دى ‪ 10‬م�ش��اه��د ف �ق��ط‪ ،‬وواف �ق��ت على‬ ‫ال �ظ �ه��ور ألن �ن��ي أح� ��ب ت �ل��ك ال �ن��وع �ي��ة م ��ن األدوار‬ ‫الكوميدية الخفيفة‪ ،‬كما أنه بمشاركة نجمة‬ ‫كبيرة مثل ميرفت أمني يشرفني العمل معها‬ ‫وكذلك الفنانة الجميلة يسرا اللوزي‪.‬‬

‫«دم مريم»‪ ،‬أن العمل لم يتم الشروع في كتابة أي حلقات ي��اس�ين وامل��ؤل��ف محمد أم�ين راض��ي كثير م��ن جلسات‬ ‫منه حتى اآلن‪ ،‬وما زال املؤلف يكتب الخطوط العريضة العمل لنناقش تخيالتنا حول الشخصية‪.‬‬ ‫للقصة‪ ،‬ورأى امل�خ��رج والجهة املنتجة أن ه��ذا األم��ر لن‬ ‫يمكنهما من اللحاق بالعرض الرمضاني‪ ،‬وبخاصة أن > املؤلف محمد أمني راضي انسحب من املسلسل‬ ‫السيناريو سيحتاج إل��ى فترة تحضيرات طويلة‪ ،‬لذلك وتم إسناد كتابة باقي الحلقات للكاتبة نشوى‬ ‫اضطر القائمون على العمل إل��ى البحث ع��ن سيناريو زايد‪ ...‬هل أثر هذا على جودة العمل؟‬ ‫آخر يقوم ببطولته الفنانات أنفسهن الالتي تعاقدن على ‪ -‬ليس لي عالقة بهذه الخالفات‪ ،‬وفيما يخص شخصية‬ ‫مسلسل «دم مريم»‪.‬‬ ‫سنية فهي لم تتأثر‪ ،‬ألن أحداثها انتهت في الحلقة الـ‪18‬‬ ‫وهي آخر حلقة سلمها املؤلف محمد أمني‪.‬‬ ‫> آخر أعمالك «أفراح القبة» حقق نجاحا كبيرا‪...‬‬ ‫هل كان سببا في نقلك ملنطقة أخرى من النجومية؟ > جسدت دور الراقصة «سنية» في املسلسل‪...‬‬ ‫ الحمد لله ربنا كرمنا على قدر املجهود ال��ذي تم بذله فهل وجدت صعوبة في تجسيد الدور؟‬‫ورأيته عمال مختلفا وبذلت مجهودا كبيرا في دور سنية ‪ -‬كل مشاهدي كانت صعبة للغاية لكن الرقص أرهقني‪...‬‬ ‫وأعتبره من أصعب األدوار املكتوبة‪ ،‬خصوصا أنه غير وحتى أتقن الدور تدربت على الرقص ملدة ‪ 3‬أشهر‪ ،‬وهذا‬ ‫موجود في الرواية األصلية‪ ،‬فليس لدي مرجع أعود إليه‪ ،‬أخذ مني وقتا طويال في التدريب‪ ...‬صحيح ليس هناك‬ ‫فالرواية كما كتبها األدي��ب نجيب محفوظ قائمة على بنت مصرية ال تستطيع الرقص ومن شدة حبي للدور‬ ‫أرب��ع شخصيات ف�ق��ط‪ ،‬ل��ذل��ك جمعتني باملخرج محمد‬ ‫ضحيت كثيرا وبذلت مجهودا كبيرا‪.‬‬ ‫> املسلسل ضم عددا كبيرا جدا من النجمات‪...‬‬ ‫كيف كان شكل املنافسة بينكن؟‬ ‫ على اإلط�ل�اق‪ .‬ل��م نفكر ف��ي ه��ذا‪ ،‬وك��ذل��ك بالنسبة‬‫لباقي فريق املسلسل‪ ،‬وعالقتي بالنجمة منى زكي‬ ‫جيدة جدا‪ ،‬وكذلك باقي فريق العمل‪ ،‬كلنا «حبينا»‬ ‫العمل ولم ننظر ألنفسنا أو ننظر على أننا في سباق‪.‬‬

‫> وم ��ا آخ ��ر ت �ف��اص �ي��ل م�س�ل�س��ل «م�ص��ر‬ ‫ال� �ج ��دي ��دة» ال � ��ذي ت �خ��وض�ي�ن ب ��ه س �ب��اق‬ ‫رمضان العام الحالي؟‬ ‫ مسلسل «مصر الجديدة»‪ ،‬املقرر أن أخوض‬‫م��ن خ�لال��ه ال�س�ب��اق ال��رم�ض��ان��ي ه��ذا ال �ع��ام من‬ ‫ت��أل�ي��ف م��ري��م ن��اع��وم‪ ،‬وإخ � ��راج أس��ام��ة ف ��وزي‪،‬‬ ‫وي �ش��ارك ف��ي ب�ط��ول�ت��ه‪ ،‬س��وس��ن ب ��در‪ ،‬وروب ��ي‪،‬‬ ‫وريهام عبد الغفور‪ ،‬وأقدم من خالله دورا جديدا‬ ‫علي سيكون مفاجأة للجمهور‪.‬‬ ‫> وم��ا س�ب��ب ت��وق��ف مسلسل «دم م��ري��م»‬ ‫ال��ذي كنت تستعدين للمنافسة ب��ه خالل‬ ‫سباق رمضان هذا العام؟‬ ‫‪ -‬يرجع السبب الحقيقي وراء توقف مسلسل‬

‫‪30‬‬

‫‪:‬‬

‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫الفنانة رانيا‬ ‫يوسف‬

‫> هل كان نجاح دورك في «أفراح القبة» سببا‬ ‫في تغير اختياراتك الفنية؟‬ ‫ أك�ي��د خ�لال ف�ت��رة اإلج ��ازة بعد ان�ت�ه��اء املسلسل‬‫ح��رص��ت ع�ل��ى ال�ت�ف�ك�ي��ر ف�ي�م��ا أري ��د ال �ق �ي��ام ب��ه من‬ ‫خطوات فنية وبدأت أفكر أن علي التركيز فيما بعد‬ ‫في شكلي‪ ،‬كيف سأظهر للجمهور ومع من؟ حتى‬ ‫ال أمر بتجربة «أرض النعام» نفسها‪ ،‬الذي لم أكن‬ ‫سعيدة به لظروف إنتاجية‪ ،‬وقتها كنت «رقم واحد»‬ ‫بعد مسلسل «السبع وصايا»‪ ،‬وفي النهاية أعرف‬ ‫أنه من الطبيعي وجود نقاط صعود وهبوط‪ ،‬لكن‬ ‫قررت أال أتنازل في أمور كثيرة كنت ال أهتم بها‬


‫أفضل فيلم في فئة الفيلم املوسيقي أو الكوميدي‪ ،‬ونال‬ ‫مخرجه َ«دميان تشازل» جائزتي أفضل إخراج وأفضل‬ ‫سيناريو أصلي‪ ،‬كما حصد ممثال الفيلم الرئيسيان‬ ‫«إيما ستون» و«رايان غوزلينغ» جائزتي أفضل ممثلة‬ ‫وممثل في فيلم كوميدي أو موسيقي‪ ،‬كما حصل مؤلف‬ ‫موسيقى الفيلم «جاسنت ه��وات��ز» على جائزة أفضل‬ ‫موسيقى تصويرية‪.‬‬

‫كلمات من أغاني «ال ال الند»‬ ‫من بني أغاني الفيلم أغنية «مدينة ال�ن�ج��وم»‪ ...‬وتقول‬ ‫كلماتها‪:‬‬ ‫مدينة النجوم هل تلمعني فقط في عيني؟‬ ‫مدينة النجوم لم تلمعي بوضوح تام‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأيضا أغنية عازفة على املسرح‪ ،‬تقول‪:‬‬ ‫ال أعلم لم أستمر في تحريك جسدي‪...‬‬ ‫ً‬ ‫صحيحا أم خطأ‪...‬‬ ‫ال أعلم إذا كان هذا‬

‫ال أع �ل��م إذا ك ��ان ه �ن��اك إي �ق��اع ي�س�ي�ط��ر على‬ ‫جسدي‪...‬‬ ‫ولكني أعلم فقط أنني أشعر ش�ع��ورا جيدا‬ ‫الليلة‪...‬‬ ‫ال أعلم ما اسمك لكنني أحبه‪...‬‬ ‫كنت أفكر في أشياء أود تجربتها‪...‬‬ ‫ً‬ ‫وأخيرا أغنية أداء اختبار التمثيل‪ ،‬وتقول‪:‬‬ ‫عمتي كانت تقيم في باريس‪...‬‬ ‫ً‬ ‫قصصا‬ ‫أت��ذك��ر أن�ه��ا ك��ان��ت ت��أت��ي وتخبرنا‬ ‫كثيرة‪...‬‬ ‫وأتذكر منها أنها قفزت في النهر مرة حافية‬ ‫القدمني‪...‬‬ ‫كانت تبتسم‪ ...‬وقفزت من دون النظر‪...‬‬ ‫لقد هبطت في نهر الصني‪...‬‬ ‫ً‬ ‫شهرا في‬ ‫املياه كانت مجمدة‪ ...‬وأمضت‬ ‫العطس‪...‬‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫مجدد‬ ‫ذلك‬ ‫ستفعل‬ ‫إنها‬ ‫قالت‬ ‫ولكنها‬ ‫<‬

‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪29‬‬


‫فيلم «‪ ،»la la land‬رومانسي موسيقي كوميدي ‪ -‬درامي استعراضي‪ ،‬من تأليف‬ ‫وإخراج داميان تشازل‪ .‬والعمل بطولة رايان غوسلينغ‪ ،‬وإيما ستون‪ ،‬إضافة‬ ‫إل��ى ج��ي ك��ي سيمونز‪ ،‬وروزم� ��اري دي��وي��ت‪ .‬ت��دور أح��داث القصة ح��ول شاب‬ ‫موسيقي «سيباستيان ويلدر» عازف على بيانو ملوسيقى الجاز بشكل مذهل‬ ‫وموهوب‪ ،‬وممثلة طموحة‪ ،‬وهي النجمة إيما ستون (ميا دوالن)‪ ،‬ويقعان في‬ ‫الحب في مدينة لوس أنجليس‪.‬‬

‫يذكرك بأعمال السبعينات الحاملة‬

‫فيلم «ال ال الند»‪ ...‬سحر املوسيقى‬ ‫واأللوان على خلفية رومانسية‬ ‫القاهرة‪ :‬عالء حجازي‬ ‫ثم تحكي تفاصيل الفيلم عن رحلة معاناتها‬ ‫في تحقيق حلمها بأن تصبح ممثلة مشهورة‪،‬‬ ‫وذه��اب�ه��ا الخ�ت�ب��ارات أداء املمثلني‪ ،‬وك��ل مرة‬ ‫ً‬ ‫تفشل فيها‪ ،‬وهو أيضا كذلك‪ ،‬ويفشل في عمله‪ ،‬لحبه‬ ‫عزف البيانو وموهبته في عزفه وال يجد من يقدر فنه‪.‬‬ ‫وتتوالى األحداث ما بني صعود لنجمه وانضمامه لفرقة‬ ‫موسيقية وتحقيقه نجاحا كبيرا‪ ،‬ولكنها تفشل في‬ ‫تحقيق النجاح ذاته إلى أن تأتيها فرصة وتنجح فيها‪،‬‬ ‫ولكنهما يفترقان ليحقق ك��ل واح��د منهما الصعود‬ ‫الفني‪.‬‬ ‫وبعد ‪ 5‬سنوات يجتمعان في مطعم وملهى موسيقي‪،‬‬ ‫وهو صاحبه‪ ،‬ويعزف على البيانو‪ ،‬ويكون مع ميا دوالن‬ ‫زوجها‪ ،‬فيراها‪ ،‬فيعزف لها مقطوعة موسيقية عذبة‬ ‫فيها من الحنان واالحتراف واإلبداع املوسيقي الراقي‪،‬‬ ‫فتلتهب مشاعرها وترجع بالذكريات وتعيش قصة من‬ ‫وحي خيالها‪ ،‬مفادها «أنني لو كنت بقيت معك لنجحنا‬ ‫ً‬ ‫معا وأح��ب بعضنا بعضا بجنون ورزقنا باألطفال»‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ولكنها تصحو في النهاية على انتهاء عزفه وابتسامته‬ ‫لها بأن امليعاد قد فات‪.‬‬ ‫ت ��م ع ��رض ال �ف �ي �ل��م ألول م ��رة ف ��ي م �ه��رج��ان ال�ب�ن��دق�ي��ة‬ ‫السينمائي‪ ،‬قبل أن يبدأ عرضه ف��ي ال��والي��ات املتحدة‬ ‫الشهر املاضي‪.‬‬ ‫ي��ذك��رك الفيلم بأعمال السبعينات الجميلة‪ ،‬أو عندما‬ ‫كانت سمة أفالم هوليوود الغنائية‪ ،‬وأخذتها منهم األفالم‬ ‫البوليوودية‪ ،‬تجد فيه من الروح والدراما ما تستنشق منه‬ ‫رائحة تلك الفترة من قصة وسيناريو وأداء ورقصات‬ ‫وتصميم الرقصات وأزياء املمثلني؛ فنجد النجمة إيما‬ ‫ستون أتقنت الغناء وأجادت الرقص بنعومة واحترافية‬ ‫رقص الكالسيكيات ووقع وضرب األقدام على األرض‬ ‫واملسرح‪ ،‬فهو فيلم يطير عقلك‪ ،‬وتهفو روحك وتسمو‬

‫‪28‬‬

‫مشاهد من الفيلم‬

‫الشخصية ول��ون بشرتها ّ‬ ‫وقصة شعرها السبعينية‪،‬‬ ‫وروح�ه��ا وح��داث�ت�ه��ا؛ ف ��أداء البطلة ل��م يختلف ع��ن أداء‬ ‫«راي� ��ان» ب��ل ت �ع� ّ�داه ف��ي انسيابية وس�ه��ول��ة ك��أن��ك تجد‬ ‫مارلني مونرو‪ ،‬شاعرة بجوانب الشخصية متمكنة منها‬ ‫وباملوسيقى وسحرها‪.‬‬

‫بسماع موسيقى «البيانو» وسماع عزف اآلالت األوبرالية‪،‬‬ ‫وهي تشدو باللحن الجميل الهادئ الرومانسي‪.‬‬ ‫وف�ي�م��ا يتعلق ب� ��أداء امل�م�ث��ل وال �ن �ج��م راي� ��ان غوسلينغ‬ ‫«سيباستيان ويلدر» ع��ازف بيانو الجاز‪ ،‬فهو يتميز‬ ‫بالثقة والهدوء املتمكن واملمسك بجوانب الشخصية من‬ ‫تعابير الوجه‪ ،‬ورومانسية املشاعر ورهافة اإلحساس‬ ‫ً‬ ‫وخفة‬ ‫باملوسيقى‪ ،‬وأي��ض��ا رشاقته وإتقانه وسرعته‬ ‫‪ 7‬جوائز‬ ‫حركة جسده بشعور باملوسيقى والرقصات‪ .‬أما النجمة‬ ‫إيما ستون فنجدها مميزة في مكياجها واتساقه مع ح�ص��ل فيلم «الال الن ��د» ع�ل��ى ‪ 7‬ج��وائ��ز‪ ،‬وه��ي ج��ائ��زة‬

‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬


‫تدشن موقعها الجديد باللغة اإلنجليزية على اإلنترنت‬

‫‪.com‬‬

‫‪The View From The East‬‬ ‫األفكار خلف األخبار‬

‫نافذة باللغة اإلنجليزية على السياسة العربية والشرق أوسطية‬ ‫يكتبها ويحررها نخبة من أبرز الكتاب الغربيني‪.‬‬

‫> هيكلة جميع األقسام في املوقع لتسهيل عملية تصفحه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫> خدمات جديدة جعلت املوقع أكثر تفاعال مع زائريه‪.‬‬ ‫خدمة صوتية ومرئية لألخبار العاجلة وتقارير‬ ‫> ‪Live‬‬ ‫وحوارات بالصوت والصورة من قلب الحدث‪.‬‬ ‫> نقل آخر وأهم التغريدات العاملية املؤثرة‪ ،‬والتفاعل معها عبر املوقع‪.‬‬ ‫> أعمق التحقيقات والتقارير الحصرية‪ ،‬وأدق التحليالت وأبرز‬ ‫ً‬ ‫التعليقات وأكثرها واقعية وتميزا‪.‬‬

‫شؤون سياسية < قضايا < حتقيقات < تقارير < ثقافة < آراء ووجهات نظر < مقابالت < فنون < أحداث مصورة < بروفايل < سيلفي < صحة وطب بديل < مذكرات < فنون < رياضة < ذاكرة املكان‬


‫األمير ويليام يتحدث إلى الطفلة اويف بعمر التاسعة في مستشفى لألطفال في ستراتفورد‪( .‬غيتي)‬

‫ً‬ ‫تصريحا ً‬ ‫نادرا حول األميرة ديانا‬ ‫ُيصدر‬

‫األمير ويليام عاش «حالة غضب» بعد وفاة والدته‬

‫لندن‪ :‬مينا الدروبي‬ ‫أدل��ى األم�ي��ر وي�ل�ي��ام‪ ،‬دوق كمبريدج‪ ،‬بتصريح‬ ‫علني نادر حول وفاة والدته األميرة ديانا‪ ،‬أثناء‬ ‫ُ‬ ‫محاولته مواساة فتاة تسمى إيفا تبلغ من العمر‬ ‫ُ‬ ‫تسع سنوات توفي والدها بمرض خطير‪.‬‬ ‫وأثناء زيارته ملركز تأهيل من األزمات بشرق لندن بصحبة‬ ‫دوقة كمبريدج‪ ،‬كيت‪ ،‬سأل األمير ويليام الفتاة إيفا‪:‬‬ ‫«هل تعلمني ما حدث لي؟ لقد فقدت والدتي عندما كنت‬ ‫صغيرا للغاية‪ُ .‬كنت أبلغ من العمر ‪ً 15‬‬ ‫ً‬ ‫عاما فقط‪ ،‬وكان‬ ‫ً‬ ‫أخي يبلغ من العمر ‪ 12‬عاما‪ .‬لقد خسرنا والدتنا عندما‬ ‫ً ً‬ ‫صغارا أي��ض��ا»‪ .‬ثم س��أل ُاألمير ويليام الفتاة قائال‪:‬‬ ‫كنا‬ ‫«هل تتحدثني عن والدك؟ من املهم للغاية التحدث عن ذلك‬ ‫األمر‪ُ ...‬مهم للغاية»‪.‬‬ ‫جدير بالذكر أن األمير ويليام هو الراعي امللكي لـ«املركز‬ ‫البريطاني لألطفال املأزومني»‪ ،‬وهو أحد املراكز الخيرية‬ ‫ُ‬ ‫التي تساعد األفراد على التكيف مع خسارة من ُيحبون‪.‬‬ ‫تحدثت ماري‪ ،‬والدة إيفا‪ ،‬للصحافيني بعد زيارة األمير‪،‬‬ ‫وأخبرتهم أن الحوار الذي جرى بني األمير ويليام وابنتها‬

‫‪26‬‬

‫ً‬ ‫كاد أن ُيبكيها‪ .‬واستأنفت ماري قائلة‪« :‬لم أصدق نفسي‬ ‫ً‬ ‫عاطفيا للغاية‬ ‫عندما بدأ ويليام الحديث عن والدته‪ .‬لقد كان‬ ‫وكنت أحاول منع نفسي من البكاء‪ ..‬لكنني بكيت بالفعل»‪.‬‬ ‫وك��ان ويليام وكيت قد التقيا باألطفال في املركز ببلدة‬ ‫س�ت��رات�ف��ورد‪ ،‬وش�ج�ع��اه��م ع�ل��ى إن �ش��اء أوع �ي��ة للذكريات‬ ‫ملساعدتهم في التكيف مع أحزانهم‪.‬‬ ‫وأثناء ُمشاركته في هذا الحدث‪ ،‬التقى ويليام مع لورنا‬ ‫آيرالند وابنها البالغ من العمر ‪ً 12‬‬ ‫عاما‪ ،‬شينوبي أيرنز‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫فيما كانا يمآلن وعاءهما بامللح امللون ليتذكرا به جدة الولد‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫(التي توفيت منذ ثالثة أعوام) وجده (الذي توفي في عام‬ ‫‪ .)2015‬ذكرت ً لورنا أن األمير ويليام بدأ الحديث مع ابنها‬ ‫ُ‬ ‫شينوبي‪ ،‬قائلة‪« :‬لقد أخبر األمير ابني أنه عندما توفيت‬ ‫ً‬ ‫والدته‪ ،‬كان يبلغ من العمر ‪ً 15‬‬ ‫غاضبا للغاية‬ ‫عاما‪ ،‬وكان‬ ‫ووجد صعوبة بالغة في التحدث عن األمر»‪.‬‬ ‫م��ن امل�ع��روف أن��ه ل��م يمر ي��وم على األم�ي��ر ويليام واألمير‬ ‫ه��اري دون التفكير في والدتهما الراحلة‪ ،‬األميرة ديانا‪.‬‬ ‫وكما ذكر هاري من قبل‪« ،‬كانت ديانا هي أفضل أم في‬ ‫العالم»‪ُ .‬فمنذ ‪ً 20‬‬ ‫عاما‪ ،‬توفيت األميرة ديانا في حادث‬ ‫سير ُمروع بباريس‪ .‬وحينها كان ويليام يبلغ من العمر‬

‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫عاما‪ ،‬بينما كان أخوه يبلغ ‪ً 12‬‬ ‫‪ً 15‬‬ ‫عاما فقط‪.‬‬ ‫ساهمت األحداث املأساوية التي جرت في الحادي والثالثني‬ ‫م��ن أغ�س�ط��س (آب) ل�ع��ام ‪ ،1997‬ف��ي أن ُي�ص�ب��ح وي�ل�ي��ام‬ ‫وهاري بمثابة أوجه للمأساة الدولية‪ .‬فبينما بكى املاليني‬ ‫ً‬ ‫م��ن األش�خ��اص علنا ف��ي ال�ش��ارع أث�ن��اء ج�ن��ازة والدتهما‪،‬‬ ‫ظل الولدان دون بكاء وسط الحشود الغفيرة التي شيعت‬ ‫نعشها‪.‬‬ ‫وي �ب��دو أن ال�ح�ي��اة امللكية ق��د ع ��ادت إل��ى طبيعتها خ�لال‬ ‫السنوات التالية لذلك الحدث األليم؛ حيث انصب التركيز‬ ‫على كيفية حماية االبنني من أن ُيصبحا ضحية للصحافة‪،‬‬ ‫مثل والدتهما‪ .‬وفي الذكرى السنوية العاشرة لرحيل األميرة‬ ‫ديانا‪ ،‬كان األمير ويليام واألمير هاري ما زاال يحاوالن‬ ‫التخفيف من حسرة قلبيهما‪ ،‬وكانا ال زاال مترددين في‬ ‫النطق باسم والدتهما عالنية‪.‬‬ ‫وفي الشهر املاضي‪ ،‬أعلن هاري أنه كان يكبح مشاعره‬ ‫ً‬ ‫اسم «األمير هاري‬ ‫أيضا‪ .‬ففي الفيلم الوثائقي الذي يحمل ً‬ ‫في أفريقيا»‪ ،‬قال‪« :‬لم أتمكن من التكيف حقا مع ما حدث‪،‬‬ ‫وكانت هناك الكثير من املشاعر املدفونة وكنت لفترة طويلة‬ ‫من حياتي ال أريد أن أفكر في األمر»<‬



‫مجلة العرب الدولية‬ ‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪Issue 1629 Saturday 21-27 January 2017‬‬

‫رانيا يوسف‬ ‫لـ‬ ‫‪ :‬ليست‬ ‫لدي ممنوعات‬ ‫في السينما‬

‫‪2‬‬

‫ً ُ‬ ‫< مصطفى أمني‪ :‬حلم حياتي أن أكتب مقاال ال تحذف منه كلمة‬ ‫< فيلم «ال ال الند»‪ ...‬سحر املوسيقى واأللوان على خلفية رومانسية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫< ‪ 12‬عمال سينمائيا مصريا تتنافس على إيرادات ‪2017‬‬


‫مجلة العرب الدولية‬

‫‪www.majalla.com‬‬


‫تاجر يتلقى أوراقا نقدية من أحد الزبائن في متجر لبيع الخضراوات في مدينة إسطنبول (غيتي)‬

‫وترافقت كل جلسة برملانية ملناقشة تلك التعديالت الليرة الضعيفة مفيدة؟‬

‫مع تراجع ما في قيمة الليرة في سوق الصرف‪.‬‬ ‫أما األخطر في حديث رجل األعمال التركي أيدين‪،‬‬ ‫فهو قوله‪« :‬رج��ال األعمال يخزنون ال��دوالر واليورو‬ ‫بكميات كبيرة‪ ،‬ورؤوس األموال‪ ،‬بدأت بالتسرب إلى‬ ‫الخارج‪ .‬أعرف رجال أعمال كثرا يفعلون ذلك‪ ،‬وجزء‬ ‫منهم مرتبطون بجماعة رجل الدين فتح الله غولن‪،‬‬ ‫صاحب التأثير القوي في البالد‪ .‬هناك حالة متزايدة‬ ‫من عدم اليقني بشأن مستقبل البالد‪ ،‬والليرة جزء‬ ‫من ذلك»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كبيرا في‬ ‫كما أن السياحة التركية تعاني هبوطا‬ ‫األعداد‪ ،‬فقد زار البالد ‪ 41‬مليون سائح عام ‪،2014‬‬ ‫و‪ 36‬مليونا في ‪ ،2015‬أما إحصائيات عام ‪،2016‬‬ ‫التي لم تظهر كاملة‪ ،‬فتشير إلى أن العدد اإلجمالي‬ ‫قد ال يتجاوز ‪ 28 - 26‬مليون سائح‪ ،‬وهو ما يفقد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫هائال من العملة الصعبة‪ّ ،‬‬ ‫يؤمنه هذا‬ ‫البالد مدخوال‬ ‫القطاع الحيوي‪.‬‬ ‫وقال رئيس اتحاد الفنادق‪ ،‬تيمور بايندير‪ :‬إن إيرادات‬ ‫ال �غ��رف ت��راج �ع��ت ‪ 42‬ف��ي امل��ائ��ة ع�ل��ى م ��دار األش�ه��ر‬ ‫العشرة األولى من ‪ ،2016‬مقارنة بالفترة نفسها من‬ ‫‪ ،2015‬مسجلة أيضا أكبر هبوط في أوروبا‪ ،‬بينما‬ ‫شهدت بعض الفنادق معدالت إشغال عند ‪ 30‬في‬ ‫املائة فقط؛ وهو ما يعني أنها كانت تعمل بخسارة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مضيفا‪« :‬ب��اع بعض م�لاك الفنادق شققهم لتلبية‬ ‫احتياجاتهم وسرح القطاع ‪ 40‬في املائة من عمالته»‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫ي �ش �ك��ل ان �خ �ف��اض ق �ي �م��ة ال�ع�م�ل��ة‬ ‫الوطنية التركية ف��رص��ة لتعزيز‬ ‫ال � � � �ص� � � ��ادرات؛ إذ ت� �ه� �ب ��ط ك �ل �ف��ة‬ ‫ال �ص��ادرات وت��زي��د ق��درت�ه��ا على‬ ‫امل�ن��اف�س��ة ف��ي األس� ��واق ال�ع��امل�ي��ة‪،‬‬ ‫وبخاصة أن البالد تتمتع بقاعدة‬ ‫ص �ن��اع �ي��ة وزراع � �ي ��ة وس�ي��اح�ي��ة‬ ‫أمني الصندوق يمرر مجموعة من أوراق الـ‪ 100‬ليرة تركية في‬ ‫متينة ومتنوعة‪ ،‬وبذلك يتحسن‬ ‫متجر لصرف العمالت في مدينة إسطنبول (غيتي)‬ ‫امليزان التجاري التركي الذي يعاني‬ ‫ع �ج��زا ي �ت��راوح ب�ين ‪ 60‬و‪ 80‬مليار‬ ‫فإن قطاع السياحة سيترمم بشكل أسرع‪.‬‬ ‫دوالر س�ن� ً‬ ‫�وي��ا‪ .‬وت��ذك��ر ب�ي��ان��ات غير رسمية ل��وزارة إن وقوع تركيا على الفالق األوروبي ‪ -‬اآلسيوي‪ ،‬وعمق‬ ‫التجارة والجمارك التركية‪ ،‬أن صادرات البالد في عام مشكالتها البنيوية‪ ،‬العرقية منها والسياسية‪ ،‬يجعل‬ ‫‪ 2016‬وصلت إلى ‪ 142.61‬مليار دوالر‪ ،‬بانخفاض ال�ب�لاد ف��ي حالة توتر سياسي واق�ت�ص��ادي ونقدي‬ ‫طفيف ً‬ ‫جدا عن عام ‪ 2015‬حني بلغت ‪ 143.81‬مليار دائ ��م‪ ،‬ك��ان��ت ال�ل�ي��رة دائ� ً�م��ا ف��ي صلبه‪ ،‬منذ تأسيس‬ ‫دوالر‪ .‬وفي تصريحات حديثة لوكالة «األناضول» الجمهورية التركية‪ .‬لكن‪ ،‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬فإن هذا‬ ‫التركية‪ ،‬قالت الخبيرة االقتصادية ومديرة شركة «إم املوقع املميز‪ ،‬يجعل من األتراك ً‬ ‫شعبا ذا حيوية كبيرة‪،‬‬ ‫آر في أسوشيتس» مايرا رودريجيز فاالداريس‪« :‬إن يؤمن باملبادرة وإعادة البناء السريع واستعادة الثقة‪.‬‬ ‫انخفاض قيمة الليرة التركية قد يشكل فرصة إيجابية وتبقى األرق��ام دائ� ً�م��ا سيدة األح�ك��ام‪ ،‬فيما إذا كانت‬ ‫ً‬ ‫بالنسبة لتركيا‪ ،‬ويساعدها على خفض العجز في ال�ل�ي��رة ال�ت��رك�ي��ة ستشهد ت�ح�س��ن��ا أم أن �ه��ا ستمشي‬ ‫التجارة الخارجية»‪.‬وبذلك‪ ،‬تصبح الصادرات التركية على خطى الجنيه املصري‪ ،‬حيث إن بعض املعطيات‬ ‫أكثر جاذبية لألسواق الخارجية‪ ،‬وبخاصة القريبة‪ ،‬متشابهة إل��ى ح��د كبير‪ .‬كما أن الليرة ص��ارت قاب‬ ‫مثل إي��ران وروس�ي��ا‪ ،‬إل��ى جانب األس��واق األفريقية قوسني من الرقم «‪ »4‬مقابل ال��دوالر‪ ،‬وهو رقم يعني‬ ‫الصاعدة بقوة‪ .‬وفي حال انضباط األمن مرة أخرى‪ ،‬الكثير للنخبة السياسية التركية الحاكمة!<‬

‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬


‫ال��رح�لات ال�ج��وي��ة‪ ،‬وف��رض��ت سلسلة م��ن العقوبات‬ ‫القاسية بحق األتراك‪ ،‬نتج منها توقف تدفق السياح‬ ‫الروس الذين يشكلون املرتبة الثانية في عدد السياح‬ ‫األج��ان��ب (‪ 5 - 4‬ماليني سائح س�ن� ً‬ ‫�وي��ا)؛ مما يعني‬ ‫ح��رم��ان ال�ب�لاد م��ن نحو ‪ 13.5‬مليار دوالر‪ ،‬تشكل‬ ‫‪ 14‬ف��ي امل��ائ��ة م��ن مجمل ال��دخ��ل السياحي ال��ذي بلغ‬ ‫‪ 96‬مليار دوالر‪ ،‬وكذلك تقويض الصادرات التركية‬ ‫إلى روسيا‪ ،‬وأرخت تلك العقوبات بظاللها على العام‬ ‫التالي‪.‬‬

‫تحوالت ‪ 2016‬وتراجع السياحة‬

‫أناس يمرون أمام متجر لصرف‬ ‫العمالت في مدينة إسطنبول (غيتي)‬

‫البنك املركزي‪ ،‬وصار اختصاص العلوم السياسية‬ ‫والعالقات الدولية‪ ،‬ال��ذي يحمل شهادته جتني قايا‪،‬‬ ‫ضمن معايير األهلية في ه��ذه الوظيفة الحساسة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫متاحا في السابق‪ .‬ويعتبر الرجل‬ ‫وه��و ما لم يكن‬ ‫أحد املقربني ج� ً�دا من الحكومة والرئاسة إلى درجة‬ ‫أن��ه ك��ان يسرب ما يحصل في اجتماعات املركزي‬ ‫التركي‪ ،‬املستقل ً‬ ‫نظريا‪ ،‬لدوائر صنع القرار السياسي‬ ‫ف��ي ال �ب�لاد‪ ،‬بحسب ادع ��اء ال�ك��ات��ب ال�ت��رك��ي ع�ب��د الله‬ ‫ً‬ ‫نسبيا (‪ً 40‬‬ ‫عاما)‬ ‫بوزكورت‪ .‬كما أن سنه الصغيرة‬ ‫كان مثار جدل وشكوك بافتقاره إلى الخبرات الالزمة‬ ‫إلدارة هذه املؤسسة الكبيرة‪.‬‬

‫توتر سياسي وعقوبات ‪2015‬‬ ‫بعد فشل حزب العدالة والتنمية في تحقيق غالبية‬ ‫مقاعد ال�ب��رمل��ان ليشكل الحكومة وح��ده ف��ي يونيو‬

‫‪ ،2015‬ت��راج�ع��ت ال�ل�ي��رة وت�ف��اق��م ال�ت��راج��ع م��ع انهيار‬ ‫املباحثات لتشكيل حكومة ائتالفية‪ ،‬وفقدت الليرة‬ ‫ف��ي ذل��ك ال�ع��ام نحو رب��ع قيمتها؛ حتى وص�ل��ت إلى‬ ‫حدود ‪ 2.8‬ليرة مقابل الدوالر‪.‬‬ ‫ورغم نجاح الحزب الحاكم في االنتخابات التي عقدت‬ ‫في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام نفسه‪ ،‬فإن ذلك‬ ‫لم يفلح ً‬ ‫كثيرا في ثني العملة عن مسلسل التراجع‪.‬‬ ‫ورغم رفع معدالت الفائدة عدة مرات في ‪ ،2015‬فإن‬ ‫هذا اإلجراء لم ينجح في وقف التراجع؛ إذ بدأت موجة‬ ‫من العمليات اإلرهابية تضرب البالد‪ ،‬كان مصدرها‬ ‫حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش اإلرهابي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وفقا ملا تعلنه الحكومة التركية‪.‬‬ ‫ولكن التطور األخطر ال��ذي شكل ضربة لالقتصاد‬ ‫التركي هو عملية إسقاط الطائرة العسكرية الروسية‬ ‫جرحا ً‬ ‫ً‬ ‫قوميا‬ ‫في أواخر نوفمبر‪ ،‬التي اعتبرها الروس‬ ‫ً‬ ‫جميعا‪ ،‬فقررت الحكومة الروسية تعليق‬ ‫أصابهم‬

‫في حديث إلى «املجلة»‪ ،‬يقول رجل األعمال التركي‪،‬‬ ‫ال��ذي فضل التعريف ع��ن نفسه باسم أي��دي��ن‪ ،‬وهو‬ ‫يحترف تصنيع وتسويق املنتجات الغذائية‪« :‬كان‬ ‫ع��ام ‪ 2016‬ف��ي غ��اي��ة ال�ص�ع��وب��ة؛ ألن إق �ف��ال ال�س��وق‬ ‫الروسية أم��ام املنتجات التركية ف� ّ�وت علينا ً‬ ‫فرصا‬ ‫تصديرية مهمة بأكثر من ملياري دوالر في تقديري‪.‬‬ ‫كما أن العمليات اإلره��اب�ي��ة التخريبية قلصت من‬ ‫أعداد السياح‪ ،‬وأغلقت الكثير من الفنادق أبوابها في‬ ‫إسطنبول‪ ،‬ول��وال مسارعة إردوغ ��ان ب��االع�ت��ذار من‬ ‫القيادة الروسية لخسرنا أكثر من ذلك بكثير‪ ،‬فتوقيت‬ ‫االعتذار توافق مع مطلع صيف ‪2016‬؛ مما خفف من‬ ‫تأثيرات مقاطعة السياح الروس للبالد‪ ،‬لكن الضرر‬ ‫قد حصل‪ ،‬وق��د يكون إنقاذ املوسم السياحي أحد‬ ‫أسباب االعتذار!»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا في أديس أبابا‪ ،‬حيث‬ ‫وحصل اللقاء مع أيدين‬ ‫أضاف‪« :‬هذه هي املرة الثالثة التي آتي فيها إلى أفريقيا‬ ‫من أج��ل البحث عن أس��واق بديلة للسوق الروسية‪،‬‬ ‫ونجحت في فتح أس��واق جديدة ملنتجاتي الغذائية‪.‬‬ ‫أعرف السوق الروسية ً‬ ‫جيدا‪ ،‬لكن القوة الشرائية هنا‬ ‫أضعف بكثير»‪.‬‬ ‫في تموز‪ ،‬أث��ارت محاولة االنقالب الفاشلة مخاوف‬ ‫ك�ب�ي��رة‪ ،‬ون �ش��رت ح��ال��ة م��ن ع��دم ال�ي�ق�ين ف��ي أوس��اط‬ ‫املستثمرين ورجال األعمال الذين توجهوا إلى تحويل‬ ‫عملتهم إلى الدوالر واليورو؛ مما أدى إلى تفاقم حالة‬ ‫سوق الصرف‪ ،‬فانكسر حاجز ‪ 3‬ليرات مقابل الدوالر‪،‬‬ ‫ووصل إلى ‪3.1‬؛ األمر الذي أنذر بتراجعات متتالية‪.‬‬ ‫ومع كل انفجار جديد‪ ،‬كانت قيمة الليرة تهتز أكثر‬ ‫ً‬ ‫تقريبا‬ ‫فأكثر‪ ،‬ويقول أيدين‪« :‬تعاني تركيا منذ عامني‬ ‫موجات إرهاب أصولي غير منضبط‪ ،‬إلى جانب حرب‬ ‫أهلية غير معلنة في املناطق الجنوبية الشرقية مع‬ ‫حزب العمال الكردستاني‪ ،‬نتج منها دمار هائل‪ ،‬ال‬ ‫تسلط وسائل اإلعالم الضوء عليه؛ مما جعل البالد‬ ‫وجهة أق��ل جاذبية للسياحية واالستثمار‪ .‬كما أن‬ ‫موجة اإلقاالت التي أعقبت محاولة االنقالب الفاشلة‬ ‫ً‬ ‫وطالت كبار قادة األمن وصغارهم أيضا‪ ،‬أضعفت‬ ‫قدرة األجهزة األمنية على التنبؤ بالعمليات اإلرهابية‪،‬‬ ‫ول��م ي�ع��د تخلو ي��وم�ي��ات ال�ص�ح��ف م��ن ن�ش��ر أح��داث‬ ‫اإلرهاب‪ ،‬وهكذا كانت ليرتنا الوطنية تدفع الضريبة‬ ‫عند كل مفترق»‪.‬‬ ‫ويضاف إلى ما سبق‪ ،‬أن التعديالت الدستورية التي‬ ‫تهدف إلى منح الرئيس سلطات تنفيذية وصالحيات‬ ‫مطلقة‪ ،‬أضعفت ثقة األوروبيني‪ ،‬وهم الشريك األكبر‬ ‫ل�ت��رك�ي��ا‪ ،‬ف��ي ت �ح��ول ال �ب�لاد إل��ى ن �م��وذج دي�م�ق��راط��ي‪،‬‬

‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪21‬‬


‫من يتذكر ورقة العشرة ماليني‬ ‫على الليرة التركية؟ ومن يتذكر‬ ‫سعر الصرف عند ‪ 1.65‬مليون‬ ‫ليرة مقابل الدوالر عام ‪2001‬؟ لم‬ ‫تكن بداية العام الحالي سعيدة‬ ‫باملرة على الليرة التركية‪ ،‬ولم‬ ‫يعد الحديث عن مصير مشابه‬ ‫ً‬ ‫مستبعدا‪ .‬وال‬ ‫للجنيه املصري‬ ‫يبدو أن دعوات الرئيس التركي‬ ‫رجب طيب إردوغان املتكررة‬ ‫لألتراك بتشجيعهم على‬ ‫تحويل مدخراتهم بالدوالر إلى‬ ‫الليرة التركية قد جلبت ً‬ ‫نفعا‪،‬‬ ‫فتلتها اتهامات لـ«أعداء البالد»‬ ‫باملضاربة على الليرة التركية في‬ ‫السوق السوداء‪ ،‬حتى وصمهم‬ ‫باإلرهاب بقوله‪« :‬إرهابيون‬ ‫يحملون الدوالر واليورو‪ ،‬ال فرق‬ ‫بينهم وبني اإلرهابيني الذين‬ ‫يحملون األسلحة والقنابل»‪.‬‬

‫ضعف استقاللية «املركزي» التركي وعدم اليقني واإلرهاب‬

‫هل تتجه الليرة التركية نحو السقوط الحر؟‬

‫جدة‪ :‬معتصم الفلو‬ ‫م�ن��ذ م�ح��اول��ة االن �ق�ل�اب ال�ف��اش�ل��ة ف��ي يوليو‬ ‫(تموز) املاضي‪ ،‬تراجعت قيمة الليرة نحو‬ ‫‪ 28‬في امل��ائ��ة‪ ،‬منها ‪ 12‬في املائة منذ بداية‬ ‫يناير (ك��ان��ون ال�ث��ان��ي) ال�ح��ال��ي؛ لتالمس ح��دود ‪3.9‬‬ ‫ليرات‪ ،‬مقابل الدوالر الواحد‪.‬‬ ‫وفي ظل التدهور املتواصل لقيمة الليرة أمام العمالت‬ ‫العاملية‪ ،‬تزيد معدالت التضخم وتتردد االستثمارات في‬ ‫املجيء إلى البالد‪ ،‬وتتفاقم الصعوبات املعيشية على‬ ‫املواطنني‪ ،‬وتنحسر معدالت النمو وتتبخر املدخرات‪.‬‬ ‫فما األسباب الكامنة وراء انحدار العملة الوطنية؟‬

‫صراع البنك املركزي والحكومة‬ ‫ي�ع��ان��ي ال�ب�ن��ك امل��رك��زي ال�ت��رك��ي ت��راج��ع االستقاللية‬

‫‪20‬‬

‫وازدي��اد التدخالت السياسية في عمله منذ أن كان‬ ‫ً‬ ‫رئيسا للوزراء‪ ،‬وبعدها توليه سدة الحكم‬ ‫إردوغ��ان‬ ‫ع��ام ‪ ،2014‬وه��ي السنة التي ب��دأ فيها تراجع سعر‬ ‫ال �ل �ي��رة ال�ت��رك�ي��ة ع��ن م�س�ت��وي��ات�ه��ا ع ��ام ‪ 2013‬بعيد‬ ‫م�ظ��اه��رات حديقة ج�ي��زي ف��ي يونيو (ح��زي��ران) من‬ ‫ذل��ك ال�ع��ام‪ .‬وتلى ذل��ك انفجار فضائح الفساد التي‬ ‫تورط فيها نجله وانتشارها عبر تسريبات صوتية‪،‬‬ ‫نشرت على وسائل التواصل أوائل عام ‪ ،2014‬ومنذ‬ ‫منتصف ‪ 2013‬وحتى بداية ‪ 2014‬كانت الليرة قد‬ ‫خسرت نحو ‪ 10‬في املائة من قيمتها‪ ،‬حيث قاربت‬ ‫‪ 2.4‬ليرة مقابل الدوالر‪.‬‬ ‫وك��ان البنك امل��رك��زي يتعرض الن�ت�ق��ادات وضغوط‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫هجوما باالسم وبعبارات قاسية‬ ‫مباشرة‪ ،‬وأحيانا‬ ‫على إرديم باشجي‪ ،‬محافظ البنك املركزي (‪- 2011‬‬ ‫‪)2016‬؛ األمر الذي جعل «املركزي» التركي ً‬ ‫مقيدا أمام‬ ‫التحوالت الطارئة؛ فالرئيس يرفض زي��ادة معدالت‬

‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫الفائدة‪ً ،‬‬ ‫سعيا لتعزيز اإلقراض واإلنفاق واالستثمار‪،‬‬ ‫فيما يرى البنك املركزي أن زيادة الفائدة أمر ضروري‬ ‫ل�ك�ب��ح ان �خ �ف��اض س�ع��ر ال �ل �ي��رة وم �ع ��دالت ال�ت�ض�خ��م‪.‬‬ ‫وكان حرص إردوغ��ان على الظهور مدافعا أول عن‬ ‫االقتراض بفائدة منخفضة‪ ،‬يأتي ً‬ ‫دائما على حساب‬ ‫قيمة العملة الوطنية‪ .‬صحيح أن محافظ البنك املركزي‬ ‫باشجي كان يعارض خفض الفائدة وينفذ ما يراه‬ ‫بالفعل‪ ،‬فقد رفعها مرات عدة بني ‪ 2013‬و‪ ،2016‬إال‬ ‫االنسجام بني «امل��رك��زي»‬ ‫أن الليرة دفعت ثمن ع��دم‬ ‫ً‬ ‫التركي والحكومة‪ ،‬فالرئاسة الحقا‪.‬‬ ‫وفي أبريل (نيسان) املاضي‪ ،‬تسلم املحافظ الجديد‬ ‫م��راد جتني قايا‪ ،‬وه��و من مواليد ع��ام ‪ ،1976‬والية‬ ‫ج��دي��دة تستمر ل�خ�م��س س �ن��وات‪ .‬وي�ت�م�ت��ع امل�ح��اف��ظ‬ ‫الجديد بدعم خاص من الرئاسة؛ إذ ُع نّي نائبا للمحافظ‬ ‫السابق عام ‪ 2012‬بعد تعديل دستوري مثير للجدل‪،‬‬ ‫عدلت بموجبه القوانني الحاكمة لتعيني نواب محافظي‬


‫يعني بقاء أطول في املنطقة وتحمل التبعات األمنية‬ ‫والخسائر في األرواح وإيجاد خطة متكاملة إلحالل‬ ‫البدائل السياسية املوالية لها على طريقة الواليات‬ ‫املتحدة التي لم تنجح بشكل كبير ال في أفغانستان‬ ‫وال العراق بقدر ما خلقت تحديات ضخمة وملفات‬ ‫عالقة وهشاشة أمنية بالغة‪.‬‬

‫ناشطون في مظاهرة ضد العمليات العسكرية‬ ‫الروسية في سوريا أثناء زيارة للرئيس الروسي‬ ‫بوتني ملدينة برلني (غيتي)‬

‫ملفات املنطقة‬

‫ً‬ ‫اإلقليمية مضافا إليها أميركا أوباما في كل التحركات‬ ‫األخيرة ومنها مبادرة وقف إطالق النار وهو ما ال يمكن‬ ‫تصور استمراره فسجل الواليات املتحدة في التدخل‬ ‫ف��ي املنطقة أكبر بكثير م��ن سجل موسكو ب��داي��ة من‬ ‫الحرب ضد االتحاد السوفياتي نفسه في أفغانستان‬ ‫ً‬ ‫مرورا بالعراق وليبيا والتحالف الدولي في الحرب على‬ ‫اإلرهاب عدا التدخل في امللفات اإلقليمية األساسية مثل‬ ‫الصراع العربي اإلسرائيلي أو تمدد نظام إيران وسعيه‬ ‫في امتالك السالح النووي‪.‬‬ ‫والحال أن نجاح بوتني في لفت أنظار العالم واملجتمع‬

‫الدولي بعد تدخله الهمجي في سوريا هو نجاح سياسي‬ ‫أكثر من كونه عسكريا إال أنه من غير املمكن تصور‬ ‫أن تبلغ حدود التدخل الروسي إلى أن تتحول إلى بديل‬ ‫للواليات املتحدة على طريقة شرطي العالم الجديد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫اإلش�ك��ال�ي��ة تنبع أوال م��ن ف�ه��م األول ��وي ��ات ال��روس�ي��ة‬ ‫وأه �م �ه��ا إن �ع��اش س ��وق ال �س�ل�اح ب�ص�ف�ق��ات ك�ب�ي��رة‪،‬‬ ‫والحصول على كروت سياسية جديدة عبر املقامرة‬ ‫ب��األزم��ة ال�س��وري��ة‪ ،‬إال أن��ه ال يمكن تخيل أن تنبعث‬ ‫إم�ب��راط��وري��ة االت �ح��اد السوفياتي ك��راع�ي��ة لألنظمة‬ ‫الشمولية ذات املنزع اليساري من جديد فدور كهذا‬

‫ه��ل تستطيع روس �ي��ا االن� �خ ��راط ب�ش�ك��ل أك �ب��ر في‬ ‫مشاكل وم�ل�ف��ات املنطقة‪ ،‬س��ؤال ي�ح��اول املحللون‬ ‫االستراتيجيون البحث ف�ي��ه‪ ،‬لكن امل��ؤك��د أن ع��ودة‬ ‫الواليات املتحدة سيكون لها تأثير كبير على تحجيم‬ ‫الدور الروسي؛ إضافة إلى مدى ما ستحصل عليه‬ ‫من عوائد إي��رادات الطاقة التي تعاني من انخفاض‬ ‫كبير‪ ،‬كما أن سمعة الدب الروسي السيئة ً‬ ‫جدا في‬ ‫املنطقة في تصاعد وهو ما يعني أن شعاراتها في‬ ‫الحرب على اإلرهاب عادة ال تؤخذ بجدية ال سيما‬ ‫بعد استهداف املدنيني السوريني‪ ،‬واملشاهد املروعة‬ ‫التي تناقلتها وسائل اإلع�لام في حني أن رد فعل‬ ‫التنظيمات املتطرفة املسلحة في سوريا هو االرتداد‬ ‫إل��ى امل��دن املتاخمة وم�ح��اول��ة الحفاظ على ال�ك��وادر‬ ‫واالستفادة من ال�ع��دوان الروسي على املدنيني في‬ ‫تجنيد املزيد من األعضاء‪.‬‬ ‫ما تشهده املنطقة من فوضى عارمة وصعود منطق‬ ‫امليليشيات واملجموعات اإلرهابية تحت مظلة اإلسالم‬ ‫السياسي سنية وشيعية‪ ،‬ي��ؤك��د أن ج � ً‬ ‫�زءا ك�ب�ي� ً�را من‬ ‫الخريطة الكالسيكية للنظام اإلقليمي قد انهار إلى غير‬ ‫رجعة‪.‬‬ ‫ح��دود التدخل ال��روس��ي ل��ن تنهي على األرج��ح وج��ود‬ ‫«داع��ش» بالكامل‪ ،‬فحتى في تجربة املوصل ما زالت‬ ‫املعركة أطول مما تخيلتها الحكومة العراقية التي تبدو‬ ‫في وضعية عسكرية أفضل بعد دعم ميليشيات الحشد‬ ‫الشعبي‪.‬‬ ‫في نهاية املطاف مهما حاولت األط��راف الدولية إبقاء‬ ‫شرعية األسد في صفقة نزعه لألسلحة الكيماوية فإن‬ ‫ذلك ال يمكن أن يقبل به الشعب السوري أو حتى األطراف‬ ‫اإلقليمية‪ ،‬كما أن نزع تلك األسلحة ال يعني نهاية الحلف‬ ‫األسدي مع إيران وحلفائها في املنطقة وبالتالي سيظل‬ ‫أمر سوريا مرهونا بالتوازنات اإلقليمية‪ ،‬ولذا فالتدخل‬ ‫األميركي وال��روس��ي قد يساهم في إنهاء نظام األسد‬ ‫ولكن ليس في حل األزمة السورية مع بقائه‪.‬‬ ‫وبحسب «ال�غ��اردي��ان» البريطانية ف��إن هناك انقساما‬ ‫كبيرا حول أسباب سحب بعض املعدات الروسية من‬ ‫س��وري��ا ال�ت��ي نقلت ع��ن ال��رئ�ي��س ب��وت�ين إل��ى أن�ه��ا مهمة‬ ‫تقريبا إال أن ً‬ ‫ً‬ ‫عددا من الخبراء يؤكد أن وجود‬ ‫منجزة‬ ‫هذه املعدات الروسية في سوريا هو مجرد استعراض‬ ‫عسكري رمزي ملحاولة إعطاء صورة جديدة عن روسيا‬ ‫بوتني القوية‪.‬‬ ‫األك�ي��د أن أي دع��اوى استقالل س�ي��ادي يتحدث عنها‬ ‫نظام األسد قد انتهت إلى غير رجعة فاملدة الزمنية التي‬ ‫قالها بوتني في أول توقيت للتدخل العسكري لم تتجاوز‬ ‫الستة أشهر‪ ،‬وقد شارف التورط الروسي اآلن في الدماء‬ ‫السورية على قرابة العامني <‬

‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪19‬‬


‫على الرغم من حنق‬ ‫املنطقة على التدخل‬ ‫الروسي السافر في األزمة‬ ‫السورية فإن قراءة فاحصة‬ ‫لحدود هذا التدخل رغم‬ ‫ال أخالقيته من ناحية‬ ‫ً‬ ‫إنسانية أظهرت ارتباكا‬ ‫ً‬ ‫روسيا وهشاشة جعلت‬ ‫من العسير ً‬ ‫جدا عقد‬ ‫أي مقارنة بني االتحاد‬ ‫السوفياتي إبان غزو‬ ‫أفغانستان وروسيا بوتني‬ ‫ً‬ ‫موقعا لها‬ ‫وهي تحرث‬ ‫في األزمة السورية بجانب‬ ‫نظام طهران بميليشياته‬ ‫املسلحة وأذرعه وأبرزها‬ ‫«حزب الله»‪.‬‬

‫ُ‬ ‫اإلمبراطوريات ال تبعث‬ ‫حدود الدور الروسي في املنطقة‬

‫جدة‪ :‬يوسف الديني‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن سحبها‬ ‫ست طائرات سوخوي ‪ 24‬من قاعدة حميميم‬ ‫بالالذقية وأعادتها إلى روسيا‪ ،‬وذلك في إطار‬ ‫تقليص وج��وده��ا ال�ع�س�ك��ري وتغيير تركيبة قواتها‬ ‫العاملة في سوريا‪ ،‬مشيرة إلى وجود خطط جادة من‬ ‫قبل وزارة ال��دف��اع الروسية لسحب ج��زء من الطائرات‬ ‫الروسية واملجموعة التقنية الهندسية وأف��راد الجيش‬ ‫املتمركزين بالقاعدة في القادم من األيام‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫ً‬ ‫تمهيدا‬ ‫وقف إطالق النار الذي دشنه الرئيس الروسي‬ ‫ً‬ ‫استباقيا لعودة دخول واشنطن على الخط بعد تسلم‬ ‫الرئيس األميركي الجديد دونالد ترامب امللف‪ ،‬ومع ذلك‬ ‫فشل وقف إطالق النار رغم أنه تم باتفاق مع طرف جديد‬ ‫وهو تركيا التي تعاني من االستهداف املكثف من قبل‬ ‫عدة أطراف بينها «داع��ش»‪ ،‬وربما كان جر قدم تركيا‬ ‫إلى سوريا هو جزء من بداية الرغبة في االنسحاب من‬ ‫املستنقع ال�س��وري األم��ر ال��ذي لم يقتصر على القوات‬ ‫البرية أو الجوية بل شمل القوات البحرية التي عبر عنها‬ ‫رئيس هيئة أركان الجيش الروسي فاليري غراسيموف‬

‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫بتصريح أكد فيه أن قوة بحرية روسية بقيادة حاملة‬ ‫ال�ط��ائ��رات األم �ي��رال ك��وزن�ت�س��وف ب��دأت االن�س�ح��اب من‬ ‫شرق البحر املتوسط بعد أن شاركت في سوريا‪.‬‬ ‫استبعاد األطراف اإلقليمية‬ ‫وع �ل��ى األرج � ��ح أن م� �ب ��ادرة وق ��ف إط �ل�اق ال �ن��ار وف��رت‬ ‫ل�ل�م�ع��ارض��ة ف��رص��ة ك�ب�ي��رة إلع ��ادة ال�ص�ف��وف وترتيب‬ ‫األول��وي��ات كما هو الحال مع املنظمات اإلنسانية التي‬ ‫ستساهم ف��ي تخفيف املعاناة غير املسبوقة لسكان‬ ‫حلب لكن السؤال املطروح اليوم هو عن إمكانية إكمال‬ ‫روس �ي��ا ت��وغ�ل�ه��ا ف��ي س��وري��ا م��ع اس �ت �ب �ع��اد األط� ��راف‬


‫لودر جنوب اليمن‪ ..‬قبل الخسوف‬ ‫وصلنا‬

‫ُّ‬ ‫الخيون‬ ‫بقلم‪ :‬رشيد‬

‫زنجبار‪ ،‬في نوفمبر (تشرين الثاني)‬ ‫‪ ،1979‬ق��ي��ل ل��ن��ا‪ :‬س��ت��ع��م��ل��ون م��درس�ين‬ ‫بمديرية ل��ودر‪ ،‬فهناك املناخ معتدل مع‬ ‫ً‬ ‫ترغيبا باملوافقة‬ ‫وج��ود بساتني الحمضيات‪ ،‬جاء ذلك‬ ‫ً‬ ‫وشد ِّ‬ ‫استئثارا أو طلب املغامرة‪،‬‬ ‫الرحال إليها‪ .‬وافقنا ليس‬ ‫ِّ‬ ‫أو مثلما كنا نعلن لخدمة النظام االشتراكي آنذاك‪ ،‬إنما‬ ‫على قول‪ :‬مكره أخاك ال بطل‪ ،‬فليس هناك خيار‪ .‬مرت‬ ‫السيارة فوق جبل العرقوب‪ ،‬فشعرنا بثقلها فالجبل غني‬ ‫ُ‬ ‫باملغناطيس‪ ،‬ونزلنا مدينة شقرة‪ ،‬وهي محطة نصف‬ ‫الطريق‪ ،‬معروفة فيها مصنع لتعليب األسماك‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مساء‬ ‫وصلنا لودر في املساء‪ ،‬والكهرباء تأتي السادسة‬ ‫وتنقطع في الثانية عشرة‪ ،‬واملدينة تشرب ِمن بئر واحدة‪.‬‬ ‫كنا نتجول في عرض َّ‬ ‫الصحراء‪ ،‬فأخبرني زميلي املصري‬ ‫عن البئر أنه رميت فيها جثة فتاة قبل خمس عشرة سنة‪،‬‬ ‫وليته لم يقلها‪ ،‬فطوال مكوثي هناك كنت أتخيلها مع كل‬ ‫شربة م��اء‪ .‬ك��ان السكن خ��ارج س��وق املدينة‪ ،‬في شقق‬ ‫َّ‬ ‫شيدتها الكويت مع بناية الثانوية‪ ،‬والسوق عبارة عن‬ ‫َّ‬ ‫الطني َّ‬ ‫والصخر‪ ،‬ينتهي الزحام فيها‬ ‫دكاكني تجمع بني‬ ‫َّ‬ ‫مع الظهيرة‪ .‬كنا ننتظر تجمع الطلبة في ثانويتها كل‬ ‫صباح قادمني ِمن طرق شتى‪ِ ،‬من الصحراء وسفح جبل‬ ‫سيرا على األق���دام‪ ،‬ومنهم ِم��ن البدو ُّ‬ ‫ً‬ ‫الرحل‪،‬‬ ‫مكيراس‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫الذين عملت ال��دول��ة على استقرارهم‪ ،‬في تجربة تشبه‬ ‫التجربة السعودية في العشرينات‪ِ ،‬من القرن املاضي‪،‬‬ ‫فيما ُع��رف بالهجر‪ .‬ك��ان ثبات األس��ع��ار‪ ،‬ووج���ود دعم‬ ‫َّ‬ ‫الدولة عبر شركة التجارة‪ ،‬وسيادة األمن هما املظهران‬ ‫ً‬ ‫جنوبا‬ ‫البائنان‪ ،‬والطرق كانت مأمونة‪ ،‬ليل نهار‪ِ ،‬من عدن‬ ‫ً‬ ‫وحتى املهرة شرقا‪.‬‬ ‫أثار استغربنا ونحن نسمع الم التعريف تنطق باأللف‬ ‫وامل��ي��م‪ ،‬فعندما ُيقال أم س��وق يعني ال ُّ��س��وق‪ ،‬وأم بابور‬ ‫يعني البابور‪ ،‬اسم السيارة مأخوذ ِمن الهندية‪ ،‬وظهر‬ ‫َّ‬ ‫ِمن قراءة كتاب اللغوي العراقي هاشم الطعان (ت ‪)1981‬‬ ‫أنها واح��دة ِمن لهجات الجاهلية‪ ،‬احتفظت بها املنطقة‬ ‫لنقاوتها ِمن التأثر بلهجات غيرها‪ .‬ليس هناك أهدأ ِمن‬ ‫لودر‪ ،‬فالصمت يدمر العصب‪ ،‬وال يلوح في األفق البعيد‬ ‫عبر الصحراء وسفح الجبل في ظهرها إال قافلة حمير‬ ‫أو جمال‪ ،‬ونباح الكالب السائبة‪ ،‬التي ألفناها وصارت‬ ‫ترافقنا للحماية‪.‬‬ ‫أهلها كانوا يجمعون بني البداوة النقية الجافة وطراوة ما‬ ‫تحاول َّ‬ ‫الدولة الجديدة إدخاله عليهم‪ ،‬فتجد دار السينما‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ال��ت��ي تغير الفلم ي��وم��ي��ا ِم��ن األف�ل�ام العربية املعروضة‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫سابقا‪ ،‬مكتظة بالرجال والنساء‪ ،‬والتعليم في االبتدائية‬ ‫ً‬ ‫على ما أتذكر كان مختلطا‪ ،‬أما الثانوية فالبنات يدرسن‬ ‫في القسم اآلخر ِمن البناية‪ ،‬لكن الهيئة التدريسية كانت‬ ‫مختلطة في القسمني‪.‬‬ ‫يوجد باملدينة أكثر ِمن مسجد واألذان يرفع‪ ،‬على خالف‬

‫ما كنا نسمع في اإلذاعات املعارضة ِمن منع األذان‪ ،‬مع‬ ‫ً‬ ‫محليا بعدن‪،‬‬ ‫وجود دكان صغير يبيع البيرة التي تصنع‬ ‫والبائع واملشترون ِمن أهل املدينة نفسها‪ .‬كان زميلنا‬ ‫املدرس للغة العربية والدين‪ ،‬وكنت أشاركه في تدريس‬ ‫املادة نفسها‪ ،‬الشيخ باهرمز في غاية األدب واالنفتاح‪،‬‬ ‫حتى ان��ده��ش��ت عندما ق���رأت تصريحاته بعد ال��وح��دة‬ ‫اليمنية (‪ 22‬م��اي��و‪/‬أي��ار ‪ )1990‬أن��ه أح��د أقطاب اإلخ��وان‬ ‫املسلمني‪ ،‬ويبدو أنه كان يعمل بمبدأ التقية‪.‬‬ ‫خرجت ل��ودر بطالبها وموظفي ومستخدمو دوائرها‬ ‫رافعة الفتات ضد إسرائيل وتنديد باتفاقية كامب ديفيد‬ ‫(‪)1978‬؛ مع أن الغبار الذي تركته املظاهرة سد الرؤية‪،‬‬ ‫فالشوارع غير معبدة‪ .‬كانت ثانويتها تدرس الفلسفة‪،‬‬ ‫وه��و كتاب مختصر‪ ،‬ألفه ماركسيون ع��رب‪ ،‬يتضمن‬ ‫الفلسفة اليونانية واملعتزلة واألشاعرة وحتى املاركسية‪.‬‬ ‫أما الشيخ العطاس مدرس مادة ِّ‬ ‫الدين فكان يميل لراحة‬ ‫النفس وراحة البال‪ ،‬وهو يعتمر العمامة ويكتحل العني‬ ‫َّ‬ ‫ويحني الشعر‪ ،‬وح��ري��ص على ت��ن��اول العسل‪ ،‬نالطفه‬ ‫بالسؤال‪ :‬ما رأيك بلينني؟! فيرد علينا تقية‪« :‬كبير»!‬ ‫كانت بيوت السالطني عالمة على خراب الدول وعمران‬ ‫غيرها‪ ،‬ضمن الزم��ة ت��داول األي��ام‪ ،‬أبوابها وشبابيكها‬ ‫مخلوعات‪ ،‬ولم يبق منها إال الحيطان والسقوف بعد أن‬ ‫ِّ‬ ‫هرب أهلها إلى الشمال عبر جبل مكيراس‪ ،‬الذي يفصل‬ ‫ب�ين ال َّ��دول��ت�ين‪ ،‬وب�ين رؤي���ة ال��ق��ص��ور امل��ه��ج��ورة وت��دري��س‬ ‫الطلبة كيف كان السالطني يستغلون ويستبدون على‬ ‫َّ‬ ‫الناس يكتمل املشهد‪ ،‬بأن نظاما جديدا قد قام‪ ،‬وإعالما‬ ‫ً‬ ‫أح��ادي��ا ومنهاجا دراس��ي��ا ي��رب��ي ج��ي�لا آخ���ر‪ ،‬وال ب��د أن‬ ‫يكون السابق هو األسوأ‪ ،‬فقد ُأزيح َّ‬ ‫السالطني بعد تنكيس‬ ‫العلم البريطاني (‪ 30‬نوفمبر ‪ ،)1967‬بإنهاء حقبة امتدت‬ ‫لألكثر ِمن مائة وثالثني ً‬ ‫عاما‪ ،‬بدأت يوم احتلت بريطانيا‬ ‫عدن وما حولها(‪!)1839‬‬ ‫تداولت األي��ام على ل��ودر‪ ،‬وع��اد الجيل املهزوم آنذاك‬ ‫ِمن أبناء السالطني وسواهم‪ ،‬ليحاول تأسيس لودر‬ ‫ع��ل��ى ن��م��ط آخ����ر‪ ،‬ول���م ي��ف��ل��ح��وا‪ ،‬وال أدري ه���ل تغير‬ ‫نظام الكهرباء فيها‪ ،‬أم طمرت تلك البئر التي تشرب‬ ‫منها املدينة‪ ،‬هل توقفت قوافل الطلبة القادمني ِمن‬ ‫الفجاج إلى مدارسها‪ ،‬وما هو مصير دار السينما‪،‬‬ ‫واملستوصف الطبي‪ ،‬وما هو مصير ثانوية البنات‪،‬‬ ‫كل هذه األسئلة سألتها مع نفسي وأنا أسمع أن لودر‬ ‫أمست إمارة لـ «القاعدة»‪ ،‬وغدت دار حرب منذ (‪،)2012‬‬ ‫وقبلها عاثت فيها وبقية املدن والحواضر الجنوبية‬ ‫سلطة علي عبد الله صالح‪ ،‬بعد أن سلمها املغفلون‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫بشعار الوحدة اليمنية‪ .‬أخبرت أن السينما قد أحرقت‬ ‫ُ‬ ‫واملدرسة أغلقت‪ ،‬وعادت لودر إلى ما قبل (‪،)1839‬‬ ‫بعد أن تفرق عنها اإلقطاعيون واالشتراكيون ً‬ ‫معا‪.‬‬ ‫إنه الخسوف بأرض الجنوب‪.‬‬

‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪17‬‬


‫أكد املطران بيتر فيشر موللر‪ ،‬أسقف الكنيسة اإلنجيلية بكوبنهاغن‪ ،‬ورئيس مؤسسة دان ميشن الدنماركية للتنمية‪ ،‬أن أسباب‬ ‫اإلرهاب والعنف مشتركة بني كل املجتمعات‪ ،‬وليس في املجتمعات اإلسالمية فقط‪.‬‬

‫املطران موللر قال إن أسباب اإلرهاب مشتركة بني كل اجملتمعات‬

‫‪ :‬الحوار بني األديان هو الحل‬

‫أسقف كوبنهاغن لـ‬ ‫القاهرة‪ :‬محمد عبد الرءوف‬

‫ق��ال م��ول�ل��ر ل �ـ«امل �ج �ل��ة» خ�ل�ال زي��ارت��ه الحالية‬ ‫للقاهرة‪ ،‬إنه طالب شيخ األزهر الدكتور أحمد‬ ‫ال�ط�ي��ب خ�ل�ال ل�ق��ائ��ه ب��ه ف��ي مشيخة األزه ��ر‪،‬‬ ‫بالتعاون ف��ي نشر ال�ح��وار ب�ين األدي ��ان‪ ،‬وبخاصة بني‬ ‫املسلمني واملسيحيني‪ ،‬مضيفا أن مصر بها تجربة‬ ‫فريدة في التعايش بني الديانتني عمرها نحو ‪ 1400‬عام‪.‬‬ ‫وأض��اف موللر أن «البعض يرى أن الدين هو املشكلة‪،‬‬ ‫بينما ال��دي��ن ه��و ال�ح��ل عبر ال�ح��وار ب�ين أت�ب��اع الديانات‬ ‫املختلفة‪ ،‬وبخاصة بني املسلمني واملسيحيني؛ ألن األديان‬ ‫هي الطريق النفتاح املجتمعات ونبذ التهميش املؤدي‬ ‫لإلرهاب»‪ ،‬وتابع قائال‪« :‬نعلم أنه من السهل الحديث عن‬ ‫الحوار‪ ،‬لكن من الصعب املبادرة به؛ ألن األمر يحتاج إلى‬ ‫شجاعة نتمنى أن نتحلى بها ملعالجة العنف واإلرهاب‬ ‫في العالم»‪.‬‬ ‫وفيما يلي نص الحوار‪..‬‬ ‫> كيف ترى انتشار اإلرهاب والعنف في العالم‬ ‫كله حاليا؟‬ ‫ أعتقد أن أس�ب��اب العنف والتطرف مشتركة ب�ين كل‬‫املجتمعات‪ ،‬ودائما ما نجد أن العنف واإلرهاب يرتبطان‬ ‫بأشخاص يشعرون بالتهميش‪ ،‬وال يجدون أنفسهم‬ ‫جزءا من مجتمعاتهم؛ مما يدفعهم إلى الجوء إلى العنف‬ ‫والتطرف للتعبير عن أنفسهم‪ ،‬وهذا األمر غير قاصر‬ ‫على املجتمعات العربية فقط‪ ،‬بل هذه أسباب اإلرهاب‬ ‫في العالم كله‪.‬‬ ‫> ولكن البعض يربط بني اإلرهاب واإلسالم‪ ،‬ما‬ ‫رأيك في هذا الربط؟‬ ‫ هذا غير صحيح‪ ،‬واألدي��ان قد يساء استخدامها من‬‫قبل بعض األش�خ��اص ال��ذي��ن ق��د يعمدون إل��ى ارتكاب‬ ‫أعمال إرهابية‪ ،‬ولكن هذا ال يجب أن يجعلنا نعمم هذا‬ ‫االستخدام السيئ‪ ،‬وسأضرب مثاال باملجتمع الدنماركي‬ ‫طوال عمره كان مجتمعا له ثقافة واحدة وديانة واحدة‪،‬‬ ‫وهو أمر استمر أجياال كثيرة‪ ،‬ولكن اآلن أصبح هناك‬ ‫هجرة والجئون وأشخاص من ديانات مختلفة؛ مما أدى‬ ‫إلى نشوء حالة من عدم االستقرار جعلت البعض يشير‬ ‫إلى األشخاص املختلفني ثقافيا ودينيا بأنهم السبب في‬ ‫ذلك‪ ،‬وبات البعض خائفا من اإلسالم‪ ،‬وينظرون له على‬ ‫أنه دين عنف وإرهاب على عكس الحقيقة‪.‬‬ ‫> كيف ترى الحل؟‬

‫‪16‬‬

‫املطران بيتر‬ ‫فيشر موللر‬

‫ البعض ي��رى أن ال��دي��ن ه��و املشكلة‪ ،‬بينما ال��دي��ن هو‬‫الحل عبر الحوار بني أتباع الديانات املختلفة‪ ،‬وبخاصة‬ ‫ب�ين امل�س�ل�م�ين وامل�س�ي�ح�ي�ين؛ ألن األدي � ��ان ه��ي ال�ط��ري��ق‬ ‫النفتاح املجتمعات ونبذ التهميش املؤدي إلى اإلرهاب‪،‬‬ ‫وهذا الحوار يجب أن يبدأ من األطفال في سن املدرسة‬ ‫ون�ح��ن ف��ي ال��دن �م��ارك ل��دي�ن��ا م �ب��ادرة جميلة ن�ق��وم بها‬ ‫م�ن��ذ س �ن��وات ت�ت�م�ث��ل ف��ي ت�ن�ظ�ي��م زي � ��ارات ل��رج��ال دي��ن‬ ‫مسلمني ومسيحيني ويهود للمدارس لتعريف األطفال‬ ‫باملشتركات بني األديان‪ ،‬وأن الحوار هو سبيل التعايش‪،‬‬ ‫وتربيتهم على تقبل اآلخر‪.‬‬

‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫> التقيتم خ�لال زيارتكم القاهرة شيخ األزه��ر‪،‬‬ ‫فهل بحثتم الحوار املشترك؟‬ ‫ لقاؤنا مع شيخ األزهر الدكتور أحمد الطيب كان مثمرا‬‫وج�ي��دا‪ ،‬وقلت ل��ه نتطلع إل��ى تعاونكم معنا ف��ي مصر‬ ‫ف��ي نشر ال�ح��وار ب�ين األدي ��ان‪ ،‬وبخاصة ب�ين املسلمني‬ ‫واملسيحيني؛ ألن مصر بها تجربة فريدة في التعايش‬ ‫بني الديانتني عمرها نحو ‪ 1400‬عام‪ .‬نعلم أنه من السهل‬ ‫الحديث عن الحوار‪ ،‬لكن من الصعب املبادرة به؛ ألن األمر‬ ‫يحتاج إلى شجاعة نتمنى أن نتحلى بها ملعالجة العنف‬ ‫واإلرهاب في العالم<‬


‫الجنرال ديغول‪ ...‬عمالق الجمهورية الخامسة‬ ‫الجنرال‬

‫للتفاعل مع الكاتب يرجى ارسال‬ ‫تعليقاتكم على الربيد اإللكرتوني‬ ‫‪editorial@majalla.com‬‬

‫ديغول (‪ )1970 - 1890‬هو أحد‬ ‫أبطال املقاومة ورجال الجيش‪،‬‬ ‫ك �م��ا أن ��ه رج ��ل دول� ��ة م��ن ط��راز‬ ‫رفيع‪ ،‬وهو ‪ -‬فضال عن ذلك ‪ -‬كاتب فرنسي‪.‬‬ ‫ع ��رف دي �غ��ول م �ن��ذ ال �ب��داي��ة ب�ص�ف�ت��ه رئ�ي� ً�س��ا‬ ‫ً‬ ‫وقائدا للجنة الفرنسية‬ ‫لحركة «فرنسا الحرة»‬ ‫للتحرير الوطني أثناء الحرب العاملية الثانية‪،‬‬ ‫وكان كذلك رئيس الحكومة املؤقتة للجمهورية‬ ‫الفرنسية م��ن ‪ 1946‬وح�ت��ى ‪ ،1977‬قبل أن‬ ‫ً‬ ‫رئيسا ل �ل��وزراء منذ ع��ام ‪ 1958‬حتى‬ ‫يكون‬ ‫ً‬ ‫عام ‪ 1959‬ثم رئيسا للجمهورية الفرنسية من‬ ‫‪ 8‬يناير (كانون الثاني) ‪ 1959‬حتى ‪ 28‬أبريل‬ ‫(نيسان) ‪.1969‬‬ ‫للرجل ماضيه العسكري الطويل منذ تعيينه‬ ‫وزير دولة للحرب والدفاع أثناء حرب ‪،1940‬‬ ‫وأث �ن��اء ال �ح��رب رف��ض ط�ل��ب امل��ارش��ال بيتان‬ ‫للهدنة مع أملانيا النازية‪ ،‬وم��ن خ�لال اإلذاع��ة‬ ‫البريطانية بلندن وجه إلى الشعب الفرنسي‬ ‫ن� � � ً‬ ‫�داء ف ��ي ‪ 18‬ي��ون �ي��و (ح � ��زي � ��ران) ي��دع��وه��م‬ ‫باالنضمام إلى املقاومة‪.‬‬ ‫وع��اد الجنرال ديغول إل��ى السلطة إب��ان أزمة‬ ‫‪ 13‬م��اي��و (أي ��ار) ‪ 1958‬أث�ن��اء ح��رب الجزائر‪،‬‬ ‫ً‬ ‫رئيسا للجمهورية وكانت‬ ‫وتم انتخاب ديغول‬ ‫س �ي��اس �ت��ه ه ��ي س �ي��اس��ة ال �ت �م �س��ك ب��ال�ع�ظ�م��ة‬ ‫والتأكيد على دور املؤسسات والقوة املالية‪،‬‬ ‫وبعد ذلك بدأ ديغول في التنازل عن سياسة‬ ‫«الجزائر الفرنسية» رغم معارضة العسكريني‪،‬‬ ‫وأصبح ينادي باالستقالل الوطني والتصالح‬ ‫م��ع أمل��ان�ي��ا وت�ن�ف�ي��ذ م�ش��اري��ع ال�ط��اق��ة ال�ن��ووي��ة‬ ‫الفرنسية وخروج فرنسا من حلف األطلنطي‪.‬‬ ‫يعتبر شارل ديغول أحد قادة فرنسا العظماء‬ ‫وأحد أهم كتابها‪.‬‬ ‫وحينما ننظر إل��ى تاريخ ديغول منذ البداية‬ ‫ً‬ ‫نموذجا يقوده ً‬ ‫دائما حبه لوطنه‪.‬‬ ‫ندرك أنه كان‬ ‫أما عن تعامله مع قيادات الدولة فإن تعامله‬ ‫مثال مع ميشال دبريه رئيس الوزراء األسبق‬ ‫ً‬ ‫نموذجا للقيادة‪ ،‬وكذلك تعامله مع جاك‬ ‫يعد‬ ‫ً‬ ‫فوكار (‪ )Jacques Foccart‬فقد كان نموذجا‬ ‫ً‬ ‫ف ��ي ال �ط��اع��ة وك� ��ان م �ك �ل��ف��ا ب�م�ل��ف ال�س�ي��اس��ة‬ ‫األفريقية مع الجنرال ديغول قبل أن يعمل مع‬ ‫الرئيس جورج بومبيدو رئيس الوزراء قبل أن‬ ‫ً‬ ‫رئيسا للجمهورية‪.‬‬ ‫يصبح‬ ‫وج��اءت بعد ذل��ك املهمة الكبرى التي تخص‬ ‫الجزائر وق��ام الجنرال بعدة رح�لات وأصبح‬

‫ي �ج �ه��ز ن �ف �س��ه ل� �خ� �ي ��ار االس � �ت � �ق�ل��ال‪ ،‬وأع� ��د‬ ‫الجنرال نفسه ليقترح االستقالل الذاتي على‬ ‫الجزائريني‪..‬‬ ‫ول��م تنجح م�ح��اول��ة االن �ق�لاب ال�ع�س�ك��ري في‬ ‫‪ 22‬أبريل ‪ 1961‬ولم تنجح بداية املفاوضات‬ ‫م��ع جبهة تحرير ال�ج��زائ��ر ول�ك��ن ت��م التوقيع‬ ‫ع�ل��ى ات�ف��اق�ي��ة إي�ف�ي��ان (‪ )Evian‬ب�ين فرنسا‬ ‫وال�ج��زائ��ر ف��ي ‪ 22‬م��ارس (آذار) ‪ ،1962‬بعد‬ ‫قبول استفتاء وافقت عليه فرنسا والجزائر‬ ‫ومنحت االستقالل للجزائر وتحولت األمور‬ ‫في ‪ 1962‬وتخلصت فرنسا من حرب الجزائر‬ ‫ولكن ليس من توابعها‪ ،‬واستمرت االعتداءات‬ ‫من طرف القوات املسلحة اإلرهابية املسماة‬ ‫«‪.»O.A.S‬‬ ‫وللعلم ف��إن الجنرال دي�غ��ول ل��م يخسر ً‬ ‫يوما‬ ‫صداقته للكتلة الغربية‪ ،‬كما حافظ ً‬ ‫دائما على‬ ‫صداقته ومودته مع كل ال��وزراء الذين عملوا‬ ‫معه فنجحوا ف��ي أداء واج�ب�ه��م على أحسن‬ ‫وجه‪.‬‬ ‫ولعل من الالفت ذهاب الرجل يوميا إلى بيته‬ ‫(‪ )Colombey - les - Deux – Églises‬ليكتب‬ ‫مذكراته حتى آخر يوم في حياته وفي حضور‬ ‫عائلته وكل أعضاء حركة التحرير‪.‬‬ ‫أم� ��ا ع ��ن ع��ائ �ل �ت��ه‪ ،‬ف �ك��ان��ت زوج� �ت ��ه م �ع��روف��ة‬ ‫ب��اح �ت��رام �ه��ا ل �ل��آداب وال ً�ت �ق��ال �ي��د وك� ��ان اب�ن�ه��ا‬ ‫(فيليب دي�غ��ول) ضابطا في البحرية‪ ،‬وبعد‬ ‫ذلك شغل عضوية مجلس الشيوخ منذ ‪1986‬‬ ‫وحتى ‪.2004‬‬ ‫كان للجنرال ديغول أسلوبه في القيادة‪ ،‬فقد‬ ‫ك��ان يعرف كيف يقود رج��ال��ه ويطلب منهم‬ ‫الطاعة والنظام‪.‬‬ ‫أم��ا مع وزرائ��ه فقد اع�ت��ادوا أن يستمع إليهم‬ ‫قبل أن يقوم بتوجيههم‪ ،‬كما اعتاد السفراء‬ ‫أن يستمع ديغول إلى بعض نصائحهم بحكم‬ ‫تجاربهم الدبلوماسية والدولية‪.‬‬ ‫ك �م��ا ك��ان��ت ل ��ه ط��ري �ق �ت��ه ال �خ��اص��ة ف ��ي إل �ق��اء‬ ‫خطاباته‪ ،‬وك��ان��ت ل��ه ن�ب��رة خ��اص��ة ال تنسى‪،‬‬ ‫وكانت عباراته املميزة وغير املعتادة‪ ،‬تؤثر في‬ ‫سامعيه‪ ،‬وأذكر أنني استمعت إلى خطاب ألقاه‬ ‫في قصر اإلليزيه كان له أثره على الجميع‪.‬‬ ‫وقد كان الجنرال معتدا بنفسه لدرجة الكبرياء‬ ‫بل والغرور‪.‬‬ ‫لكن أه��م سماته على اإلط�ل�اق ذاك املستوى‬ ‫العالي من العلم واملعرفة املوسوعية‪.‬‬

‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪15‬‬


‫إيرانيون أكراد في مدينة أربيل‬ ‫يتظاهرون ضد إعدام الحكومة‬ ‫اإليرانية لثوار أكراد (غيتي)‬

‫الكعبي قال إنها خطوة للتحرر من االحتالل اإليراني‬

‫األحواز يطمحون إلى مقعد مراقب في الجامعة العربية‬

‫القاهرة‪ :‬خالد أبو الروس‬ ‫يطمح «األح � ��واز» ف��ي مقعد م��راق��ب بالجامعة‬ ‫ال�ع��رب�ي��ة‪ .‬وي�ق��ع إقليم األح ��واز ال��ذي ك��ان قديما‬ ‫إم ��ارة ع��رب�ي��ة مستقلة‪ ،‬ف��ي غ��رب إي� ��ران‪ .‬وق��ال‬ ‫ع��ارف الكعبي‪ ،‬رئيس «اللجنة التنفيذية إلع��ادة شرعية‬ ‫مساع لحلحلة القضية‬ ‫دول��ة األح��واز العربية» إن��ه توجد‬ ‫ٍ‬ ‫األحوازية في القمة العربية املقبلة التي ستعقد في العاصمة‬ ‫األردن �ي��ة‪ ،‬وإن «ه��ذا ال�ح��راك خطوة للتحرر م��ن االحتالل‬ ‫اإليراني املستمر منذ نحو ‪ 90‬عاما»‪.‬‬ ‫وعقدت اللجنة التي يرأسها الكعبي أول مؤتمر صحافي‬ ‫لها في العاصمة املصرية منتصف يناير(كانون الثاني)‪،‬‬ ‫وطالبت القمة العربية التي ستعقد في مارس (آذار) املقبل‪،‬‬ ‫باالعتراف بـ«دولة األحواز العربية»‪ ،‬وبالتالي «تخصيص‬ ‫مقعد لها كمراقب في جامعة ال��دول العربية على أن يتم‬ ‫رفع ملف القضية إلى مجلس األمن ملطالبة الدولة اإليرانية‬ ‫بسرعة االنسحاب من األراضي املحتلة خالل فترة زمنية‬ ‫م �ح��ددة»‪ .‬وأوض ��ح الكعبي أن م�ق��وم��ات ال��دول��ة األح��وازي��ة‬

‫‪14‬‬

‫قائمة «فهناك الشعب‬ ‫ال � ��ذي ي �ب �ل��غ أك �ث ��ر م��ن‬ ‫‪ 12‬م � �ل � �ي� ��ون ن �س �م��ة‬ ‫وال�ج�غ��راف�ي��ا وال�ق�ي��ادة‬ ‫السياسية»‪.‬‬ ‫وق ��ال ال�ك�ع�ب��ي‪« :‬جئنا‬ ‫إلى هنا لشرح األبعاد‬ ‫القانونية والسياسية‬ ‫مل� �ش ��روع إع� � ��ادة دول ��ة‬ ‫إلى‬ ‫األح ��واز»‪ ،‬مشيرا‬ ‫عارف الكعبي‬ ‫أن ال� �ن� �ض ��ال م� ��ن أج ��ل‬ ‫تحرير األحواز أخذ عدة أشكال منذ الستينات من القرن‬ ‫املاضي‪ .‬وكشف عن أن هناك تنظيمات ثورية نشطة داخل‬ ‫األحواز‪ ،‬ولكن حالتها مثل حاالت كافة التنظيمات العربية‬ ‫«لكل تنظيم آيديولوجية خاصة به‪ ،‬وهذه التنظيمات تعتبر‬ ‫أعمدة لدعم قيام دولة األحواز العربية وأيضا ليكون مشروع‬ ‫قيامها سقفا لهذه التنظيمات في االجتهادات السياسية»‪.‬‬ ‫وأكد الكعبي أنه تمت دراس��ة مشروع قيام الدولة مع عدة‬

‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫م��دارس قانونية مختلفة على الصعيد العربي وال��دول��ي‪،‬‬ ‫وب��ال �ت��ال��ي ف�ك�ل�م��ة ال ��دول ��ة ت �ع �ن��ي ت ��واف ��ر ع �ن �ص��ر ال�ش�ع��ب‬ ‫وال�ج�غ��راف�ي��ا وال �ق �ي��ادة السياسية الف�ت��ا إل��ى أن «ك��ل ه��ذه‬ ‫العناصر متوفرة لدينا وعلى هذا األس��اس بدأنا التحرك‬ ‫القانوني على املستوى العربي والدولي‪ ،‬ووجدنا ترحيبا‬ ‫بمشروع قيام الدولة»‪.‬‬ ‫وشارك عدد من النشطاء العرب‪ ،‬خاصة من مصر واألردن‪،‬‬ ‫من املهتمني بالشأن األحوازي‪ ،‬في املؤتمر‪ .‬وقال اإلعالمي‬ ‫املصري‪ ،‬سامح أبو وردة‪ :‬نسعى لتدويل القضية والوصول‬ ‫بها ملجلس األمن ومحكمة العدل الدولية‪ ،‬مطالبا الجامعة‬ ‫العربية بمنح عضوية مراقب لدولة األحواز في القمة املقبلة‪.‬‬ ‫وتعد األحواز من املناطق الغنية بالثروات الطبيعية خاصة‬ ‫البترول وال�غ��از‪ .‬وأك��د سامي الخضر‪ ،‬اإلع�لام��ي األردن��ي‬ ‫وأح ��د امل�ه�ت�م�ين بقضية األح � ��واز‪ ،‬ع�ل��ى أن م �ش��روع دول��ة‬ ‫األح��واز العربية ينطلق من القاهرة إلى عمان ومنها إلى‬ ‫كل املحافل العربية من أجل وجود دولة األحواز العربية في‬ ‫كل مكان بثقافتها‪ .‬وأعلن عن انطالق قناة فضائية قريبا‬ ‫باسم األحواز من إحدى العواصم العربية<‬


‫> قبل أشهر معدودة من موعد االنتخابات النيابية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫جديدا‪ ،‬أم‬ ‫هل ستنجز القوى السياسية قانون انتخاب‬ ‫سيبقى قانون الستني الذي أعلنت كل القوى السياسية‬ ‫رفضه؟ وهل نحن أمام تمديد ثالث للمجلس النيابي؟‬ ‫ ل��ن أض��رب ب��ال��رم��ل كما يفعل ك�ث�ي��رون‪ ،‬ول�ك��ن على جميع‬‫ال�ق��وى السياسية وال �ن��واب أن يعملوا م��ن أج��ل االت�ف��اق على‬ ‫ّ‬ ‫ق��ان��ون انتخابي ج��دي��د‪ ،‬عبر ط��روح��ات وح�ل��ول‪ ،‬وال�ك��ف عن‬ ‫اللطم والتنبؤات‪ ،‬فنحن «تيار املستقبل» و«القوات اللبنانية»‬ ‫والحزب التقدمي االشتراكي‪ ،‬قدمنا قانونا مختلطا موجودا‬ ‫في مجلس النواب‪ ،‬يعني أننا ال نريد قانون الستني‪ ،‬واألطراف‬ ‫الستني‪ ،‬أي أن هناك إمكانية‬ ‫األخرى تقول إنها ال تريد‬ ‫قانون ً‬ ‫ً‬ ‫للوصول إلى قانون يعتبر حال وسطا بني النسبي واألكثري‪،‬‬ ‫يراعي هواجس جميع األطراف‪ ،‬ومن يرفض هذا الطرح ويذهب‬ ‫ّ‬ ‫إلى املستحيالت‪ ،‬كالنسبية الكاملة‪ ،‬يعني أنه هو من يعطل‬ ‫ويعيدنا إلى الستني‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فالقانون املختلط ه��و ال�ح��ل املقبول ف��ي لبنان‪ّ ،‬أم��ا‬ ‫النسبي فهو قانون رائ��ع ولكن ال يمكن أن‬ ‫القانون‬ ‫ّ‬ ‫نطبقه في ظل وجود حزب مسلح يمنع أي معارض‬ ‫م��ن االق �ت��راب إل��ى مناطقه‪ .‬أن��ا عانيت ف��ي تجربتي‬ ‫ً‬ ‫مرشحا في انتخابات ‪ 2009‬في زحلة‪،‬‬ ‫عندما كنت‬ ‫وأردت أن أص � ّ�وت ف��ي ضيعتي ال�ه��رم��ل‪ ،‬فاتصلت‬ ‫حينها باللواء الشهيد وسام الحسن لكي يؤمن لي‬

‫‪,,‬‬

‫صقر‪ :‬زيارة عون للسعودية‬ ‫رسالة ملروجي الشعارات‬ ‫املسيئة للسعودية بأن فكرة‬ ‫العداء للمملكة اصطدمت‬ ‫بجدار عازل‬

‫‪,,‬‬

‫فالذهاب إلى سوريا وإل��ى بشار األس��د املرفوض من شعبه‬ ‫ومن العالم العربي الذي يرى فيه رئيس نظام قمعي يمارس‬ ‫ً‬ ‫مجددا‬ ‫عبر عصاباته وشبيحته اإلجرام على شعبه‪ ،‬سيخلق‬ ‫ً‬ ‫شرخا بني اللبنانيني‪ ،‬وب�ين القوى السيادية في لبنان وبني‬ ‫«حزب القوات» والرئيس عون‪ ،‬لذلك مغامرة الذهاب إلى سوريا‬ ‫هي مقامرة خاسرة على الصعيدين الداخلي والخارجي‪.‬‬

‫ّ‬ ‫الحماية‪ ،‬فقال ل��ي إن��ه ال يستطيع‪ ،‬ولكن سيحاول‬ ‫ّ‬ ‫مع الجيش اللبناني‪ ،‬وكان الجواب أنه ال توجد آليات‬ ‫كافية ملواكبتي من أجل ممارسة حقي في االقتراع‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نسبيا في ظل‬ ‫في بلدتي‪ ،‬فكيف لنا أن نقبل قانونا‬ ‫هذا الوضع القائم؟‬ ‫نحن اليوم أم��ام فرصة إق��رار قانون انتخاب جديد‪ ،‬و«تيار‬ ‫املستقبل» مستعد للنزول ً‬ ‫غدا إلى املجلس النيابي والتصويت‬ ‫ع�ل��ى ق��ان��ون م�خ�ت�ل��ط‪ّ ،‬أم ��ا ال �ك�ل�ام ع��ن ال �ت �م��دي��د‪ ،‬إن ح�ص��ل‪،‬‬ ‫ً ً‬ ‫تقنيا بحتا‪ ،‬من أجل استيعاب القانون الجديد الذي‬ ‫فسيكون‬ ‫من املفترض أن ُي ّ‬ ‫قر‪.‬‬ ‫> ه��ل «ت �ي��ار املستقبل» ج��اه��ز ل�خ��وض االن�ت�خ��اب��ات‬ ‫النيابية املقبلة؟‬ ‫باالنتخابات النيابية‬ ‫البلدية‬ ‫االنتخابات‬ ‫يقارن‬ ‫ بالتأكيد‪ ،‬فمن‬‫ً‬ ‫هو مخطئ‪ .‬اللبنانيون يعلمون ً‬ ‫ً‬ ‫سياديا‬ ‫جيدا أن في لبنان خطا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وطنيا متمثال بـ«‪ 14‬آذار»‪ ،‬والجسر األساسي في هذا الخط هو‬

‫«تيار املستقبل»‪ ،‬وأي انهيار لـ«تيار املستقبل» يعني انهيار‬ ‫«‪ 14‬آذار»‪ ،‬يعني تسليم البلد لـ«حزب الله»‪ .‬واللبنانيون بوعيهم‬ ‫السياسي ال يمكن أن يسلموا «حزب الله» قرار البلد‪ .‬التصويت‬ ‫لـ«تيار املستقبل» هو حماية آلخر عمود من أعمدة السيادة‬ ‫في لبنان‪.‬‬ ‫ولكن شراكتنا معهم هي شراكة الضرورة‪ ،‬في الحكومة‬ ‫الجديدة التي تحمل البيان الوزاري نفسه‪ ،‬لحكومة «ربط‬ ‫ن��زاع» مع «ح��زب الله» ال��ذي ال ي��زال ً‬ ‫قائما‪ .‬فمواقفنا من‬ ‫سوريا وس�لاح الحزب واملحكمة الدولية‪ ،‬هي ثوابت لن‬ ‫تتغير‪ ،‬ال ن��زال نختلف م��ع «ح��زب ال�ل��ه» بثوابتنا عبر‬ ‫م�م��ارس��ات��ه ال�ت��ي ت�ت�ج��اوز ال��دول��ة واألع� ��راف ف��ي س��وري��ا‬ ‫ولبنان‪ ،‬إن ف��ي االع�ت��داء على الشعب ال�س��وري‪ ،‬أو عبر‬ ‫«س��راي��ا امل �ق��اوم��ة»‪ ،‬أي تسليح ال �ن��اس وت�ح��وي�ل�ه��م إل��ى‬ ‫ع�ص��اب��ات م��ن أج��ل االع �ت��داء على ال �ن��اس‪ ،‬وال يمكن أن‬ ‫تستقيم الدولة القوية والرئيس القوي إال بعد وقف هذه‬ ‫اآلفة السرطانية‪.‬‬ ‫> حملت الحكومة الجديدة عنوان «استعادة الثقة»‪،‬‬ ‫ولكن إقرار مراسيم النفط وصفها اللبنانيون بأنها‬ ‫ّ‬ ‫«تقسيم الجبنة ب�ين السياسيني»‪ ،‬م��ا يعني أن ثقة‬ ‫اللبنانيني بالحكومة الجديدة ال تزال غائبة‪.‬‬ ‫ ال ش� ّ�ك ّأن اس�ت�ع��ادة ث�ق��ة ال �ن��اس ص�ع�ب��ة‪ ،‬ول�ك��ن إق��رار‬‫مراسيم النفط ه��و إن�ج��از‪ ،‬وه��ذه الخطوة ت��أخ��ر عليها‬ ‫لبنان سنوات‪ ،‬والكالم عن وجود صفقة هو كالم غير‬ ‫مدعم باألدلة‪ .‬الحديث عن صفقات ال يزال ً‬ ‫مبكرا‪ ،‬فنحن‬ ‫أمامنا ‪ 10‬سنوات لكي نستخرج النفط‪ ،‬لذلك علينا انتظار‬ ‫التطبيق في الفترة املقبلة‪ ،‬ولكن جميعنا معنيون بأن‬ ‫تعد على ثروتنا الوطنية‪ ،‬بالرقابة من‬ ‫نالحق ونمنع أي ٍ‬ ‫والصحافة‬ ‫قبل الناس‬ ‫<‬

‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪13‬‬


‫بعد غياب قسري دام نحو ‪ 5‬سنوات عن لبنان‪ ،‬اختار النائب اللبناني عقاب صقر لحظة مصيرية لعودته إلى عمله ً‬ ‫نائبا‬ ‫ً‬ ‫منتخبا في البرملان اللبناني‪ ،‬واستكمال مسيرة النضال في «تيار املستقبل» إلى جانب الرئيس سعد الحريري‪ .‬غياب صقر‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫جسديا عن لبنان لم يمنعه من متابعة امللفات اللبنانية والسورية‪ ،‬إال أن املخاطرة للعودة في السنوات املاضية لم تكن نافعة‬ ‫ّ‬ ‫في ظل الشلل املؤسساتي والفراغ الرئاسي‪ّ ،‬أما اليوم وبعدما استعاد لبنان نصابه الدستوري بانتخاب رئيس للجمهورية‬ ‫يمكنني أن أمارس‬ ‫«بات لها فائدة على الرغم من املخاطر األمنية التي لم تنتهِ حتى اليوم‪،‬‬ ‫فاملجلس النيابي عاد للعمل‪ ،‬واآلن ً‬ ‫ّ‬ ‫دوري نائبا في البرملان‪ ،‬كذلك في السياسة اإلنجازات باتت ممكنة» بحسب ما أكد في حديث مع «املجلة»‪ ،‬رافضا الكالم عن أي‬ ‫صفقة أو تسوية إلعادته إلى لبنان‪.‬‬

‫على «حزب الله» أن يطوع دويلته ملنطق الدولة القوية وإال سيضع نفسه بوجه «الرئيس القوي»‬

‫عقاب صقر‪ :‬التنازالت التي قدمها «املستقبل» لصالح لبنان‬

‫بيروت‪ :‬فايزة دياب‬ ‫ّ‬ ‫> هل ما يعيشه لبنان اليوم في ظل عودته‬ ‫إلى «الحضن العربي» وزخم العمل الحكومي‬ ‫واستعادة الثقة بالدولة هو انتصار ملحور‬ ‫«‪ 14‬آذار»؟‬ ‫ ب��داي��ة‪ ،‬م��ن ب��دأ ب��االن�ت�ص��ار ه��و منطق ال��دول��ة‪ ،‬وق ��وى «‪14‬‬‫آذار» وعلى رأسها «تيار املستقبل» كان هدفها إعادة الحياة‬ ‫للمؤسسات ال��دس�ت��وري��ة‪ .‬فبانتخاب ال��رئ�ي��س ميشال عون‬ ‫وعودة الرئيس سعد الحريري عادت الدولة إلى حيويتها‪ّ ،‬أما‬ ‫اآلن فمعركتنا هي بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬ ‫وهذه املعركة هي بوجه كل من يريد تعطيل الدولة‪ .‬ومن يضع‬ ‫نفسه ف��ي م��واج�ه��ة م�ش��روع ال��دول��ة وامل��ؤس�س��ات سنكون له‬ ‫باملرصاد‪.‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬وصول ميشال عون إلى ّ‬ ‫ً‬ ‫سدة الرئاسة على الرغم من‬ ‫ع�لام��ات االستفهام الكبيرة على انتخابه م��ن قبل جمهور‬ ‫«‪ 14‬آذار» و«ت�ي��ار املستقبل»‪ ،‬لكنها أع��ادت فكرة «الرئيس‬ ‫القوي» التي تصطدم بفكرة «الدويلة» التي ستعمل ّ‬ ‫للحد من‬ ‫صالحيات الرئيس القوي‪ ،‬أي ميشال عون‪ ،‬الذي يريد دولة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قوية ً‬ ‫سياديا‬ ‫مشروعا‬ ‫تماما كما قوى «‪ 14‬آذار» التي تحمل‬ ‫بامتياز‪ ،‬وعلى «حزب الله» أن يطوع دويلته ملنطق الدولة القوية‬ ‫وتكرارا عندما ّ‬ ‫ً‬ ‫التي أرادها كما أعلن ً‬ ‫أصر على ترشيح‬ ‫مرارا‬ ‫ميشال ع��ون للرئاسة‪ ،‬وإال سيضع نفسه ب��وج��ه «الرئيس‬ ‫القوي»‪.‬‬ ‫> ه�ن��اك اس�ت�ي��اء م��ن ج�م�ه��ور «ت �ي��ار املستقبل» على‬ ‫م�ب��ادرة ان�ت�خ��اب ال��رئ�ي��س وتشكيل الحكومة بسبب‬ ‫التنازالت التي ّقدمها «تيار املستقبل» لـ«حزب الله»‪،‬‬ ‫فما رأيك؟‬ ‫ التنازالت التي ّقدمها «تيار املستقبل» على مستوى انتخاب‬‫رئيس للجمهورية وفي تشكيل الحكومة كانت لصالح الدولة‬ ‫ّ‬ ‫القوية‪ ،‬وليس كما قال البعض إنها لصالح «حزب الله»‪ ،‬أي ّأن‬ ‫«تيار املستقبل» تنازل من حصته السياسية لصالح حصة‬ ‫الدولة‪ ،‬وهذا أمر طبيعي طاملا ّأن مشروعنا هو «الدولة» وحتى‬ ‫إن خسرنا جولة أو تراجعنا عن جولة فهذا تراجع تكتيكي‬ ‫من أجل نصر استراتيجي‪.‬‬ ‫أما عن األسماء التي استفزت جمهور «‪ 14‬آذار» في الحكومة‪،‬‬ ‫فكذلك هناك أسماء وزراء من فريق «‪ 14‬آذار» مستفزة للفريق‬

‫‪12‬‬

‫اآلخر‪ ،‬كالوزراء معني املرعبي‪ ،‬ومروان حمادي‪ ،‬وجمال الجراح‪،‬‬ ‫فلو وضعنا «فيتو» على أي اسم من األسماء التي استفزت‬ ‫جمهورنا‪ ،‬فيحق لهم في املقابل وضع «فيتو» على عدد من‬ ‫ً‬ ‫وزرائ�ن��ا‪ .‬ولكن أيضا في املقابل حتى اللحظة لم يقم هؤالء‬ ‫ال��وزراء الذين اعتبرهم جمهورنا غير مقبولني في التشكيلة‬ ‫الحكومية بأي فعل استفزازي‪ ،‬فالوزير سليم جريصاتي أعلن‬ ‫في أول تصريح له ّأنه ال يمكن أن يكون ّ‬ ‫ضد املحكمة الدولية‪.‬‬ ‫> الرئيس عون كانت وجهته اململكة العربية السعودية‬ ‫في أول زيارة خارجية في العهد الرئاسي‪ ،‬فما أهمية‬ ‫هذه الزيارة بالنسبة للبنان؟‬ ‫ من أهم إنجازات زيارة الرئيس عون الذي بقي مرشح «حزب‬‫الله» مل��دة سنتني ونصف‪ ،‬وم��ن ث� ّ�م وص��ل إل��ى س� ّ�دة الرئاسة‬ ‫ب�ت��واف��ق وط�ن��ي‪ ،‬ه��ي استراتيجية‪ ،‬ف�ع��ون ل��م يستطع تخطي‬ ‫اململكة العربية ال�س�ع��ودي��ة كمدخل رئيسي ل��زي��ارات لبنان‬ ‫ّ‬ ‫للعالم العربي؛ ألنه يعلم ّأن من يسعى للوصول إلى دولة قوية‬ ‫مدعومة باقتصاد قوي وسياحة واستثمار‪ ،‬عليه أن يدخل إلى‬ ‫ً‬ ‫السعودية التي تعتبر بوابة الخليج‪ ،‬وأيضا من يعمل للوصول‬ ‫إلى جيش قوي يحتاج إلى هبة الثالثة مليارات املجمدة من قبل‬ ‫السعودية الداعمة الدائمة للجيش اللبناني‪.‬‬ ‫َ‬ ‫إذن‪ ،‬زي��ارة ع��ون للسعودية ه��ي رس��ال��ة ملتهوري الشعارات‬ ‫املسيئة للسعودية‪ ،‬مفادها أن من دون «الفيزا» السعودية ال‬ ‫يمكن ع��ودة الحياة إل��ى االقتصاد اللبناني‪ ،‬وال يمكن عودة‬ ‫لبنان إل��ى الحضن العربي وإل��ى نشاطه العاملي‪ ،‬أي بمعنى‬ ‫ّ‬ ‫آخر‪ ،‬هذه الزيارة تؤكد أن فكرة العداء إلى السعودية هي فكرة‬ ‫خرقاء سياسيا‪ ،‬فالخط الذي كان يعمل في لبنان على هذه‬ ‫الفكرة اصطدم بجدار عزل أثبت ّأن هذا املنهج ليس لديه أي‬ ‫أفق نجاح في لبنان‪ ،‬فال يمكن ألي رئيس لبناني أن يتخطى‬ ‫العالقة االستراتيجية بني لبنان واململكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫ك��ون ه��ذه العالقة هي شريان حياة للبنان‪ ،‬وم��ن يتجاوزها‬ ‫ّ‬ ‫يعني أنه يعزل لبنان عن محيطه العربي وعن جزء من العالم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ويعزل اللبنانيني عن بعضهم بعضا‪ ،‬كون السعودية لها امتداد‬ ‫في لبنان مع كل الشرائح والطوائف اللبنانية‪.‬‬ ‫> ول �ك��ن ه �ن��اك زي � ��ارات م �ت �ك��ررة ل��وف��ود إي��ران �ي��ة إل��ى‬ ‫بيروت‪ ،‬وآخرها قبل زيارة عون للسعودية بيومني‪،‬‬ ‫م��ن أج��ل التأكيد على دور «ح��زب ال�ل��ه» ف��ي امل�ب��ادرة‬ ‫الرئاسية والدعم اإليراني للرئيس عون‪ ،‬فما الرسالة‬

‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫التي تريد طهران إيصالها للعهد الجديد؟‬ ‫ زي��ارات الوفود اإليرانية االستلحاقية رسالة ب� ّ‬‫�أن لبنان لن‬ ‫ينسحب من منظومة املمانعة‪ ،‬ولكن في املقابل نحن نؤكد أن‬ ‫لبنان لن يخرج من املحور اإلي��ران��ي؛ ألنه في األص��ل لم يكن‬ ‫جزءا من هذه املنظومة‪ .‬ففي الواقع ماذا ّ‬ ‫ً‬ ‫تقدم لنا إيران على‬ ‫املستوى االقتصادي أو السياحي أو االستثماري؟ كذلك إيران‬ ‫ليست جواز السفر الصالح لفتح العالقات مع العالم العربي‬ ‫والعالم‪ ،‬بل هي بطاقة حمراء تعيق انفتاحنا على العالم‪ّ .‬أما‬ ‫السؤال الذي يطرح نفسه بعد زيارة الوفد اإليراني إلى بيروت‬ ‫ليقول إن «حزب الله» لن ينسحب من سوريا‪ ،‬هو ّ‬ ‫موجه إلى‬ ‫ً‬ ‫تحديدا‪ ،‬فهل أنت يا «حزب الله» فريق كشافة رديف‬ ‫«حزب الله»‬ ‫تابع للحرس الثوري اإليراني؟ هل لديك هوية لبنانية وصفة‬ ‫لبنانية كي يأتي مسؤول إيراني يتحدث عنك ويقرر دخولك‬ ‫وخروجك من سوريا؟‬ ‫إذن‪ ،‬م��ا ي�ح��دث ه��و دل�ي��ل ع�ل��ى أن ك��ل م��ا زع�م�ت��ه إي ��ران في‬ ‫ّ‬ ‫تصريحاتها السابقة أن�ه��ا ال تتدخل ف��ي ال�ش��ؤون الداخلية‬ ‫اللبنانية هو كالم مغاير للواقع‪ ،‬والكالم الذي ّ‬ ‫صرح به الوفد‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا هو ك�لام يسيء بالدرجة األول��ى إل��ى «حزب‬ ‫اإلي��ران��ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الله» ال��ذي انهزم أخالقيا واستراتيجيا عندما قرر االعتداء‬ ‫على الشعب السوري‪ ،‬وكشف الدور الحقيقي له كذراع من أذرع‬ ‫الحرس الثوري‪ّ ،‬‬ ‫وحول الحزب وأمينه العام من زعيم عربي كما‬ ‫كان يقدم نفسه إلى ملحق بالقرار العسكري اإليراني‪ .‬فـ«حزب‬ ‫ّ‬ ‫الله» الذي نفذ أوامر إيران ودخل الحرب الدموية في سوريا‬ ‫وخرق السيادة اللبنانية والسورية‪ ،‬واعتدى على شعب أعزل‪،‬‬ ‫وفتح «حرب املائة عام» بني الطائفة الشيعية والشعب السوري‪،‬‬ ‫عليه أن يعود اليوم قبل الغد من هذه الحرب؛ ّ‬ ‫ألن كل ساعة‬ ‫تأخير لها كلفتها الباهظة في العالقة بني الشعبني اللبناني‬ ‫والسوري وبني الشيعة والسنة‪ ،‬على امتداد الوطن العربي‪.‬‬ ‫> ذكرت بعض الوسائل اإلعالمية أن وجهة الرئيس‬ ‫عون بعد جولته العربية ستكون لسوريا‪ ،‬فهل يتقبل‬ ‫ً‬ ‫تحديدا زيارة عون‬ ‫فريق «‪ 14‬آذار» و«تيار املستقبل»‬ ‫لسوريا؟‬ ‫ نحن اليوم أمام مرحلة جديدة‪ ،‬فهناك مبادرات عربية وقطرية‬‫إلعادة لم الشمل لكل القوة السياسية وإلحياء اقتصاد لبنان‪،‬‬ ‫ف�لا أعتقد ّأن الرئيس ع��ون سيخطو ه��ذه الخطوة ويضرب‬ ‫اإلنجازات التي قام بها منذ بداية عهده‪ ،‬إن على صعيد التوافق‬ ‫اللبناني الداخلي أو على صعيد االنفتاح على العالم العربي‪.‬‬


‫قوات «داعش» أثناء معركة في املوصل‬

‫إلى عروشهم تابعني لسلطان مصر اململوكي‪.‬‬ ‫وك��ان من نتيجة الهزيمة التي مني بها الجيش املغولي‬ ‫بقيادة كيتوبوقا وعدم قدرة هوالكو على تزويده بقوات‬ ‫نظرا لحروبه مع منافسيه من أهل بيته‪ ،‬أنه سعى لدى‬ ‫ال�خ��ان األع�ظ��م لتعزيز ق��وت��ه وه��و م��ا ت��م ل��ه عبر إص��دار‬ ‫م��رس��وم بمنح ه��والك��و ال�ب�لاد الواقعة ب�ين نهر جيحون‬ ‫حتى بالد الشام‪ ،‬وبدأ في ترتيب جيشه ملعاودة الحرب‬ ‫مع املماليك إال أنه لم يتمكن من ذلك إذ عاجلته املنية في‬ ‫‪1265‬م‪663 -‬هـ‪.‬‬ ‫ول�ك��ن ل��م يتخل امل�غ��ول ع��ن حلمهم بضم مصر وال�ش��ام‪،‬‬ ‫إذ مع تسرب خبر مقتل سيف الدين قطز بسبب خالفه‬ ‫مع قائد جيشه الظاهر بيبرس‪ ،‬توقعوا االنقسام داخل‬ ‫دول��ة املماليك بما دفعهم ملحاولة ف��رض سيطرتهم على‬ ‫بالد الشام مرة أخرى‪ ،‬ورغم االستبسال الذي أباله أهالي‬ ‫الشام في مواجهتهم‪ ،‬فإنهم لم يتمكنوا من هزيمتهم حتى‬ ‫تمكن الظاهر بيبرس بعد تثبيت شؤونه على عرش الدولة‬

‫‪,,‬‬

‫لن تتوقف الجرائم التي‬ ‫ترتكب اليوم بحق أبناء‬ ‫األمة اإلسالمية إال إذا أفاقت‬ ‫من غفلتها واستعادت زمام‬ ‫أمورها ووحدة صفوفها‬

‫‪,,‬‬

‫الجهات‪ ،‬والعودة إلى ماردين مرة أخرى وفرض الحصار‬ ‫عليها والذي انتهى بخضوع املدينة بعد وفاة امللك السعيد‬ ‫وتولي ابنه املظفر والدخول في مفاوضات ثنائية انتهت‬ ‫بتسليم املدينة‪ .‬وبعدها توجهت الجيوش إلى دمشق إذ‬ ‫تم استسالمها في فبراير (شباط) ‪1260‬م‪ ،‬وخروج امللك‬ ‫الناصر وأتباعه إل��ى غ��زة‪ ،‬ليتوالى بعد ذل��ك سقوط مدن‬ ‫الشام مثل حماه حيث كان ملا جرى في دمشق أثر كبير في‬ ‫استسالم أهلها وهروب امللك املنصور الثاني‪ .‬وهكذا بعد‬ ‫أن تم للمغول السيطرة على حلب ودمشق وحماه وغيرها‬ ‫من املدن املجاورة‪ ،‬أصبح استيالؤهم على بقية مدن الشام‬ ‫مسألة وقت‪ ،‬وذلك بسبب ما حل ببالد الشام من األهوال‬ ‫والخوف والفزع‪ ،‬فضال عن تفرق كلمة األمراء األيوبيني‪.‬‬ ‫معركة عني جالوت ونهاية إمبراطورية املغول‬ ‫كان من نتائج سقوط كثير من املدن اإلسالمية في أيدي‬ ‫املغول وحلفائهم أن عم الرعب والخوف سائر أرجاء مدن‬ ‫الدولة اإلسالمية‪ ،‬خاصة مع هروب الكثيرين بما يحملونه‬ ‫في نفوسهم من خوف بسبب ما حل بهم وببالدهم من‬ ‫دمار وخراب وهالك‪ .‬وفي تلك األثناء بدأت جيوش املغول‬ ‫تتمدد ف��ي بقية أراض��ي الخالفة العباسية‪ ،‬ول��م يبق لها‬ ‫إال مصر إذ أن احتاللها يعني سهولة استكمال املخطط‬ ‫املغولي في التمدد نحو مدن وممالك الخالفة الواقعة في‬ ‫الغرب خاصة أن الوضع في املغرب الكبير كان قد تمزق‬ ‫إلى دويالت صغيرة بعد سقوط دولة املوحدين‪ .‬كما حرص‬ ‫ً‬ ‫املغول على احتالل مصر خوفا من أن يؤدي تجمع العلماء‬ ‫والعسكريني الفارين من بالدهم املحتلة إلى مصر بما لها‬ ‫من مكانة تاريخية وقيادة واعية وحمية دينية من تحولها‬ ‫ملقر إلعادة ترتيب البيت اإلسالمي ملواجهة تمددهم‪ ،‬وهو‬ ‫ما تم بالفعل‪ .‬إذ أدرك سيف الدين قطز أن الحفاظ على‬ ‫دولته (دولة املماليك) يستوجب القضاء على الخطر املغولي‬ ‫ال��ذي استشرى في املمالك اإلسالمية‪ ،‬وبالفعل تم اتخاذ‬ ‫خطوات جادة إلع��ادة ترتيب األوض��اع الداخلية من خالل‬ ‫ع��زل امللك املنصور وتعيني اب��ن املعز أيبك ق��ائ��دا للدولة‪،‬‬ ‫مع توسيع قاعدة املشاركة املجتمعية عبر إشراك األمراء‬ ‫والعلماء وكبار القادة وأصحاب الرأي في كيفية مواجهة‬ ‫هذا الخطر‪ .‬وهو ما نتج عنه االتفاق في الرأي على رفض ما‬ ‫حمله رسل هوالكو من تهديد ووعيد‪ ،‬وذلك بقتلهم وتعليق‬ ‫رؤوسهم على باب زويلة‪ ،‬وهي رسالة أراد بها قطز رفع‬ ‫معنويات املواطنني من ناحية‪ ،‬وإعالن الحرب على املغول‬ ‫م��ن ناحية أخ��رى‪ .‬لتبدأ مرحلة االس�ت�ع��داد للمواجهة مع‬ ‫تغير النهج ال��ذي اتبعته املمالك اإلسالمية التي تحصنت‬ ‫داخل حدودها‪ ،‬حيث ارتأى قطز أن التحصن داخل املدن‬ ‫لصد الهجوم في حالة حدوثه لم ينجح في هزيمة املغول‪.‬‬ ‫ولذا اعتبر أن الخروج ملواجهتهم هو أفضل وسيلة للنصر‬ ‫واختار لذلك مكان عني جالوت في فلسطني‪ ،‬ويرجع اختيار‬ ‫هذا املكان لعدة عوامل‪ ،‬أبرزها‪ :‬الطبيعة الجغرافية للمنطقة‪،‬‬ ‫إذ أنها منطقة منبسطة بما يجعل املعارك مكشوفة مع‬ ‫ّ‬ ‫ال�ع��دو‪ ،‬مع وج��ود جبل يعلوها بما ُيمكن ال��رم��اة من أداء‬ ‫واجبهم على أكمل وجه‪ .‬كما أن اختيار بالد الشام يعطي‬ ‫دفعة قوية للجموع الشامية الهاربة إلى مصر واملنضمة‬ ‫لجيش املماليك لالستبسال والتفاني ف��ي الجهاد طمعا‬ ‫في العودة مرة أخرى إلى بالدها‪ .‬وبالفعل تحقق النصر‬ ‫للجيش املصري على املغول في معركة عني جالوت في‬ ‫أغسطس (آب) ‪1260‬م‪658 -‬هـ‪ .‬ليستكمل املهمة بتحرير‬ ‫الكثير من مدن الشام (دمشق‪ ،‬حمص‪ ،‬حلب‪ )...‬وإعادة‬ ‫ترتيب أوضاعها وأحوالها من خالل إعادة امللوك األيوبيني‬

‫اململوكية في مصر والشام‪ ،‬بإرسال جيش لطرد املغول من‬ ‫بالد الشام‪ ،‬وهو ما دفعهم إلى االنسحاب قبل قدومه خوفا‬ ‫مما جرى لهم في السابق‪ .‬وهكذا نجحت األمة اإلسالمية‬ ‫حينما توحدت صفوفها في طرد املغول كما سبق ونجحت‬ ‫أيضا في طرد الصليبيني‪.‬‬ ‫م ��ن ك ��ل م ��ا س �ب��ق‪ ،‬ي �م �ك��ن أن ن �خ �ل��ص إل� ��ى نتيجتني‬ ‫مهمتني‪ :‬األول��ى‪ ،‬تتعلق ب��أوض��اع األم��ة اإلسالمية بني‬ ‫البارحة واليوم‪ ،‬إذ أنه ما تعرضت له من غياب لهويتها‬ ‫اإلسالمية وتفرقها وتمزقها وتشتت إراداتها مع غياب‬ ‫االستعدادات املادية الالزمة ملواجهة التهديدات واملخاطر‪،‬‬ ‫كانت من أبرز األسباب وراء تعرضها للهزائم وللقتل‬ ‫واإلبادة‪ .‬أما حني فاقت من غفوتها ونجحت في تجميع‬ ‫شتات قواتها استطاعت أن تدحر أعداءها وتقف في‬ ‫مواجهة تهديداتهم‪ .‬ولن تقف الجرائم التي ترتكب اليوم‬ ‫بحق أب�ن��اء األم��ة اإلس�لام�ي��ة إال إذا ف��اق��ت م��ن غفلتها‬ ‫واس �ت �ع��ادت زم ��ام أم��وره��ا ووح� ��دت ص�ف��وف�ه��ا‪ ،‬ولعل‬ ‫خطوة التحالف اإلسالمي ملحاربة اإلرهاب التي اتخذتها‬ ‫اململكة العربية السعودية بداية حقيقية لتصحيح هوية‬ ‫األم��ة اإلسالمية وتوحيد صفوفها في مواجهة أشد‬ ‫املخاطر التي تحيط بها اليوم وهو القتل باسم الدين‪.‬‬ ‫أما النتيجة الثانية‪ ،‬فتتعلق بدور القائد في تغيير حركة‬ ‫التاريخ ومساره‪ ،‬فاملقارنة مع االختالف بني دور كل‬ ‫من جنكيز خان في توحيد الشعب املغولي وبناء دولته‬ ‫التوسعية‪ ،‬وب�ين دور القائد قطز ونجاحه ف��ي إع��ادة‬ ‫ترتيب شؤون الدولة اإلسالمية بعدما تفككت أواصرها‬ ‫وضاعت ممالكها تحت جحافل الجيش املغولي‪ ،‬توضح‬ ‫أنه يمكن أن يتحول مسار التاريخ تماما بظهور رجل‬ ‫قادر على بناء دولته شريطة أن تتأسس على مبادئ‬ ‫العدل والشورى والديمقراطية واملساواة والعدالة‪ ،‬وهو‬ ‫ما تطمح فيه شعوب منطقتنا العربية ودولنا اإلسالمية‬ ‫جمعاء الستعادة مجدها <‬

‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪11‬‬


‫أحد أفراد جهاز مكافحة اإلرهاب يقف أمام لوحة إعالنات عليها شعار «داعش» شرق املوصل (غيتي)‬

‫املغول ما بعد جنكيز خان واستمرار التوسع‬ ‫على حساب دولة الخالفة‬ ‫حرص جنكيز خان قبل وفاته على أن يقسم إمبراطورتيه‬ ‫على أربعة من أبنائه دون الباقني والبالغ إجمالهم تسعة‬ ‫أبناء‪ ،‬لضمان تدريبهم على مباشرة مهام الحكم وتحمل‬ ‫املسؤوليات من ناحية‪ ،‬والحفاظ على ما حققه من منجزات‬ ‫من ناحية أخرى‪ .‬وقد تم التقسيم على النحو التالي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬أكبر أبنائه جوجي كان من نصيبه البالد الواقعة بني‬ ‫نهر ارتش والسواحل الجنوبية لبحر قزوين‪ ،‬وكان أغلب‬ ‫أهلها من األتراك والتركمان‪ .‬وملا توفي جوجي قبل جنكيز‬ ‫خان‪ ،‬قرر أن تكون هذه املناطق من نصيب حفيده باتو بن‬ ‫جوجي وقد لعب دورا مهما في تسوية املنازعات على والية‬ ‫عرش اإلمبراطورية بعد وفاة جنكيز خان‪.‬‬ ‫‪ - 2‬اختص جغتاي ببالد اإلي��غ��ور وأقاليم ما وراء النهر‬ ‫وكاشغر وبلخ وغزنة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬ن��ال أوك��ت��اي السيطرة على مناطق جبال ت��ار باجاي‬ ‫وأط��راف بحيرة أالج��ول وح��وض نهر اليميل ال��ذي يصب‬ ‫في البحيرة الواقعة في غرب منغوليا‪.‬‬ ‫‪ - 4‬أما منغوليا فكانت من نصيب تولوي أصغر أبنائه‪ ،‬وقد‬

‫‪10‬‬

‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪,,‬‬

‫مما زاد الطني بلة أن‬ ‫الصراعات بني املسلمني لم‬ ‫تتوقف مما ضاعف من أثر‬ ‫هذه الحروب على مستقبل‬ ‫الدولة العباسية‬

‫‪,,‬‬

‫وسفك دماء أهلهما‪ .‬إال أنهم لم يتمكنوا من دخول مدينتي‬ ‫تبريز وكنجة حينما علموا بقوة أهلهما وقائدهما في ذلك‬ ‫الوقت وإعالنهما الجهاد‪ ،‬وهو ما أدخل الرعب في قلوبهم‪.‬‬ ‫هكذا‪ ،‬نجح التتار خ�لال أع��وام ثالثة (‪619 - 616‬ه���ـ) في‬ ‫االنطالق من منغوليا بالصني إلى كل من‪ :‬كازاخستان ثم‬ ‫أوزبكستان والتركمنستان وأفغانستان وإيران والوقوف‬ ‫على أبواب العاصمة العباسية العراق‪ .‬وعلى الجانب اآلخر‬ ‫ن��ج��ح��وا ف��ي ال��س��ي��ط��رة ع��ل��ى ك��ل م��ن أذرب��ي��ج��ان وأرمينيا‬ ‫وجورجيا وروسيا‪.‬‬

‫ظل وصيا على العرش – طبقا للعرف املغولي ‪ -‬بمساعدة‬ ‫ثالثة من املستشارين إلى أن انتخب أوكتاي خانا جديدا‬ ‫خلفا لجنكيز خان‪.‬‬ ‫وجدير بالذكر أن التوسعات ظلت مستمرة في عهد الخان‬ ‫الجديد‪ ،‬حتى وصلت ح��دود دول��ة التتار ع��ام ‪639‬ه���ـ من‬ ‫كوريا شرقا إلى بولندا غربا‪ ،‬ومن سيبيريا شماال إلى‬ ‫بحر الصني جنوبا‪ ،‬بل أصبحت قوة التتار في ذلك الوقت‬ ‫هي القوة األول��ى في العالم‪ .‬في حني ظل القسم األوس��ط‬ ‫والغربي من العالم اإلسالمي – الذي يبدأ من العراق حتى‬ ‫املغرب ‪ -‬مفرقا مشتتا ال يكتفي بمشاهدة الجيوش املغولية‬ ‫ُ‬ ‫وهي تسقط معظم ممالك العالم في وقتهم‪ ،‬بل انشغلوا‬ ‫بالصراعات الداخلية فيما بينهم وازداد تفككهم‪ .‬ومع وفاة‬ ‫أوك��ت��اي تولى ابنه كيوك بن أوك��ت��اي وك��ان له الفضل في‬ ‫تثبيت أقدام اإلمبراطورية في مستعمراتها من دون إضافة‬ ‫بالد جديدة‪ .‬ولذا فقد توقفت توسعاتهم في ذلك الوقت‪.‬‬ ‫إال أنه في ظل ما كانت تتعرض له دولة الخالفة بممالكها‬

‫املستقلة من حمالت صليبية أوروبية‪ ،‬وفي ظل التقارب‬ ‫الذي حدث بني الطرفني (املغول والصليبيني) نتيجة تزاوج‬ ‫عدد كبير من قادة املغول من فتيات البلدان األوروبية التي‬ ‫احتلوها‪ ،‬بما سمح بتغلغل الديانة املسيحية نسبيا في‬ ‫بالط الحكم املغولي‪ ،‬األم��ر ال��ذي أوق��ع املسلمني بني شقي‬ ‫الرحى املغول من ناحية والصليبيني من ناحية أخرى‪ ،‬ومما‬ ‫زاد الطني بلة أن الصراعات بني املسلمني لم تتوقف مما‬ ‫ضاعف من أثر هذه الحروب على مستقبل الدولة العباسية‪،‬‬ ‫خاصة مع وفاة الخليفة العباسي املستنصر بالله‪ ،‬ليخلفه‬ ‫ابنه املستعصم بالله البالغ من العمر ثالثني عاما ولم تكن‬ ‫لديه دراية واسعة بشؤون السياسة والعسكرية‪.‬‬ ‫وفي خضم ذلك‪ ،‬استكمل املغول توسعاتهم بحق ما تبقى‬ ‫م��ن أراض���ي الخالفة خاصة بعد استيالئهم على أم�لاك‬ ‫الدولة الخوارزمية كاملة والتي كانت بمثابة الحاجز القوي‬ ‫في مواجهة تقدمهم نحو مقر الخالفة في العراق‪ ،‬إذ لم يعد‬ ‫فاصال بينهم سوى شريط ضيق في غرب إقليم فارس‬ ‫(غ��رب إي��ران حاليا)‪ ،‬تقطنه طائفة اإلسماعيلية الشيعية‬ ‫ال��خ��ط��رة‪ ،‬وك��ان��وا أه��ل ح��رب وق��ت��ال ول��ه��م ق�لاع وح��ص��ون‪،‬‬ ‫فضال عن طبيعة املكان الجبلية‪ ،‬وكانوا على خالف دائم‬ ‫مع املذهب السني وكراهية شديدة له‪ ،‬بل كانوا يتعاونون‬ ‫مع األع���داء‪ ،‬ت��ارة يراسلون املغول وت��ارة أخ��رى يراسلون‬ ‫الصليبيني‪ .‬وهو ما أدركه املغول في ضرورة التخلص من‬ ‫هذه الطائفة واقتالع جذور دولتهم‪ ،‬إذ أقدم هوالكو على‬ ‫رأس جيش كبير في يناير (كانون الثاني) ‪1256‬م‪653-‬هـ‪،‬‬ ‫متوجها إل��ى ق�لاع الدولة اإلسماعيلية البالغ عددها نحو‬ ‫املائة قلعة‪ ،‬وذلك بناء على تعليمات أخيه منكو خان‪ ،‬وهو‬ ‫م��ا دف��ع زعيم اإلسماعيلية رك��ن ال��دي��ن خ���وارزم ش��اه إلى‬ ‫االستسالم وتقبيل األرض أمامه‪ ،‬بل وتوجيه أوام��ره إلى‬ ‫املندوبني التابعني له في بالد الشام إلى تسليم جميع القالع‬ ‫إلى جيش هوالكو‪.‬‬

‫املغول واحتالل بغداد والجزيرة العربية‬ ‫وبالد الشام‬ ‫مع تحقق الهدف األول الذي جاء من أجله هوالكو واملتمثل‬ ‫في القضاء على الدولة اإلسماعيلية‪ ،‬توجه لتحقيق هدفه‬ ‫الثاني املتمثل ف��ي االس��ت��ي�لاء على ب��غ��داد وال��ق��ض��اء على‬ ‫الخالفة العباسية التي كان خليفتها آنذاك املعتصم بالله‬ ‫(‪1242‬م ‪1258 -‬م)‪ ،‬ون��ج��ح ف��ي االس��ت��ي�لاء على عاصمة‬ ‫الخالفة‪ ،‬بل باشر فيها كثيرا من سلطاته بشأن تنظيم‬ ‫شؤون اإلدارة فيها مع تركها في أيدي العراقيني عدا اإلدارة‬ ‫العسكرية والشرطية‪.‬‬ ‫واستكماال لتوسعتهم‪ ،‬توجهت جيوشهم صوب الجزيرة‬ ‫ال��ع��رب��ي��ة‪ ،‬إذ ت��وج��ه ه��والك��و بنفسه إل��ى ك��ل م��ن دينسمر‬ ‫ونصيبني ومن ثم حران‪ ،‬وكلف ابنه يشموط بقيادة فرقة‬ ‫أخرى من الجيش والتوجه إلى ميافارقني‪ ،‬كما وجه فرقة‬ ‫أخ���رى ب��ق��ي��ادة ال��ص��ال��ح اب���ن ص��اح��ب امل��وص��ل ب���در ال��دي��ن‬ ‫ل��ؤل��ؤ إل���ى آم���د‪ .‬وق���د نجحت ه���ذه ال��ج��ي��وش ف��ي السيطرة‬ ‫على هذه املدن‪ ،‬إذ أخضعت آمد بعد استسالم أهلها في‬ ‫ع��ام ‪1257‬م‪ .‬كما نجحوا ف��ي االستيالء على ميافارقني‬ ‫بالقوة بعد مقتل امللك الكامل‪ ،‬ليتوجه الجيش بعدها إلى‬ ‫حصار مدينة ماردين التي رفضت االستسالم‪ ،‬ليتم تركها‬ ‫والتوجه إلى حلب عن طريق عبور نهر الفرات واالستيالء‬ ‫عليها عام ‪1260‬م بعد حصار شديد ومهاجمتها من كل‬


‫أحد امللوك األتراك بجيشه البالغ عدده ثالثني ألف مقاتل‪،‬‬ ‫وملك خان أمير مدينة هراة بفرقة من جيشه‪ .‬فضال عن‬ ‫ً‬ ‫انضمام ما يقرب من ستني ألفا من الجنود الخوارزمية‬ ‫الذين فروا من املدن املختلفة في وسط وشمال دولة خوارزم‬ ‫بعد سقوطها‪ .‬ولم ينتظر ق��دوم التتار وإنما خرج إليهم‬ ‫في منطقة بلق بجوار مدينة غزنة (تقع ه��ذه املدينة في‬ ‫أفغانستان اآلن‪ ،‬وذلك على بعد نحو مائة وخمسني كلم‬ ‫جنوب مدينة ك��اب��ل‪ ،‬وه��ي مدينة حصينة تقع ف��ي وسط‬ ‫جبال ب��اروب��ا ميزوس األفغانية)‪ .‬وك��ان لحمية املسلمني‬ ‫وصعوبة الطبيعة الصخرية والجبلية للمنطقة وبعد معركة‬ ‫دامت ثالثة أيام‪ ،‬ألحق املسلمني النصر للمرة األولى على‬ ‫التتار‪ .‬ورغم ذلك النصر فإن جنكيز خان الذي كان يتمركز‬ ‫في منطقة الطالقان في شمال شرقي أفغانستان‪ ،‬لم يرتدع‪،‬‬ ‫وإنما أرس��ل جيشا بقيادة أحد أبنائه ملعركة جديدة في‬ ‫مدينة كابل األفغانية وهي مدينة محاطة من كل جهاتها‬ ‫ً‬ ‫تقريبا بالجبال؛ فشمالها ج�ب��ال ه�ن��دوك��وش الشاهقة‪،‬‬ ‫وغربها جبال باروبا ميزوس‪ ،‬وجنوبها وشرقها جبال‬ ‫حدث في معركة غزنة حيث‬ ‫سليمان‪ ،‬وقد تكرر معه ما ُ‬ ‫تعرض جيشه لهزيمة كبيرة قتل على إثرها ع��دد كبير‬ ‫من جنوده‪.‬‬ ‫‪ - 6‬التفكك مدخل لهزيمة املسلمني واحتالل أفغانستان‬ ‫كاملة‪ ،‬لم يستمر التحالف اإلسالمي طويال‪ ،‬إذ دب الخالف‬ ‫بني أطرافه‪ ،‬وتحديدا بني سيف الدين بغراق أمير الترك‪،‬‬ ‫وملك خان أمير مدينة هراة‪ ،‬بشأن أنصبتهم في الغنائم‬ ‫املحققة م��ن ال�ح��رب‪ ،‬ورغ��م م�ح��اوالت القائد ج�لال الدين‬ ‫خ��وارزم ش��اه املحافظة على وح��دة الصف فإنه لم ينجح‬ ‫في ذلك‪ ،‬مما أدى إلى تفكك التحالف‪ ،‬لينتهز جنكيز خان‬ ‫القتال ال��ذي احتدم بني الطرفني ليعاود هجومه لتعويض‬ ‫هزيمتيه السابقتني‪ ،‬وهو ما لم تستطع القوة اإلسالمية‬ ‫ما بعد االنقسام من مواجهته‪ ،‬وق��د اضطر ج�لال الدين‬ ‫إلى الهروب من ساحة املعركة واالتجاه جنوبا نحو نهر‬

‫السند الفاصل بني باكستان والهند‪ ،‬حيث وقعت املعركة‬ ‫بني الجيشني ول��م تستمر طويال‪ ،‬انتهت بهزيمة الجيش‬ ‫اإلسالمي وهروب جالل الدين ومقربيه ومقتل ملك خان‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫في حني ترك عامة املسلمني ليتعرضوا إلى مذابح جماعية‬ ‫على يد التتار معلنا جنكيز خ��ان سيطرته الكاملة على‬ ‫أفغانستان لتمثل الخطوة األكثر خطورة في طريق سقوط‬ ‫الخالفة اإلسالمية‪ ،‬نظرا لعدة أسباب‪ ،‬أبرزها ما يلي‪:‬‬ ‫• الطبيعة الجبلية للدولة األفغانية بما يجعل غزوها شبه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫طبيعيا ً‬ ‫قويا في وجه‬ ‫حاجزا‬ ‫مستحيل‪ ،‬وبذلك فهي تمثل‬ ‫ال�غ��زاة‪ ،‬وه��ذا الحاجز يخفف ال��وط��أة على البالد املجاورة‬ ‫لها‪ .‬فإن سقوطها يعني أن سقوط البالد املجاورة لها أمر‬ ‫محتمل ً‬ ‫جدا‪ ،‬وسيكون غزو أو مساومة باكستان وإيران‬ ‫ً‬ ‫ثم العراق بعد ذلك أسهل جدا‪.‬‬ ‫• موقعها االستراتيجي وسط آسيا‪ ،‬فالذي يحتلها سيملك‬ ‫رؤية باتساع ‪ 360‬درجة على املنطقة بأسرها‪ ،‬حيث يصبح‬ ‫على بعد خطوات من دول املنطقة مثل باكستان وإي��ران‬ ‫وروسيا والهند‪ ،‬كما يصبح قريبا ً‬ ‫نسبيا من الصني‪ ،‬وبذلك‬ ‫تصبح السيطرة على كامل آسيا ‪ -‬بعد احتالل أفغانستان‬ ‫ً‬ ‫ ً‬‫أمرا ممكنا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫• تمتع سكانها بنزعة إسالمية عالية جدا‪ ،‬وبروح جهادية‬

‫‪,,‬‬

‫التفكك مدخل‬ ‫لهزيمة املسلمني واحتالل‬ ‫أفغانستان كاملة‬

‫‪,,‬‬

‫ثناء معركة في املوصل‬

‫أحد أفراد قوات الحكومة العراقية يرفع عالمة النصر بعد استرجاع قرية الخوين في املوصل من تنظيم داعش (غيتي)‬

‫ب��ارزة‪ ،‬وليس من السهل أن يقبلوا االح�ت�لال‪ ،‬وظهر ذلك‬ ‫ً‬ ‫واضحا في انتصارهم مرتني على التتار بينما فشلت كل‬ ‫الجيوش اإلسالمية في تحقيق مثل هذا النصر‪ .‬وعليه‪،‬‬ ‫فاحتاللها يعني نشر ال��روح السلبية ف��ي بقية اإلم��ارات‬ ‫اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪ - 7‬التهديد بغزو شمال العراق‪ ،‬وانسحاب جيش املغول‬ ‫وتوجهه نحو إيران‪ :‬في ظل االنتصارات املتتالية التي حققها‬ ‫ُ‬ ‫جيش املغول‪ ،‬فتحت شهيته ملزيد من احتالل أراضي الدولة‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬حيث أصبح على مقربة من العراق‪ ،‬فبدأ التفكير‬ ‫في غ��زو مدينة أربيل في شمال ال�ع��راق‪ ،‬ودب الرعب في‬ ‫أهالي املدينة وفي بعض املدن املجاورة كاملوصل‪ ،‬وبدأوا‬ ‫في الهروب خوفا من مالقاة العدو‪ ،‬وهو ما حرك الخليفة‬ ‫العباسي الناصر لدين الله‪ ،‬وبدأ في إعالن حالة االستنفار‬ ‫العام في كل املدن العراقية‪ ،‬مع تجهيز جيش الخالفة‪ ،‬إال‬ ‫أنه لم يستطع أن يجمع سوى ثمانمائة رجل وذلك بسبب‬ ‫ما سبقت اإلش��ارة إليه بشأن الصراعات واالنقسامات‪،‬‬ ‫فلم يكن الخليفة إال مجرد رمز أو صورة‪ .‬ولذلك قرر قائد‬ ‫جيشه مظفر الدين االنسحاب خوفا من خ��وض معركة‬ ‫بهذا الجيش الهزيل بما يعني فناءه عن بكرة أبيه‪ .‬ورغم‬ ‫كون هذه هي الحقيقة فإن الجيش املغولي شعر من جانبه‬ ‫أنها خدعة وأن هذا العدد هو مقدمة لجيش كبير‪ ،‬فقرروا‬ ‫االن�س�ح��اب م��ن امل�ع��رك��ة‪ ،‬متبنني أس�ل��وب ح��رب استنزاف‬ ‫بدال من الصدام املباشر‪ ،‬وذلك عن طريق توجيه ضربات‬ ‫خ��اط�ف��ة م��وج�ع��ة ل �ل �ع��راق‪ ،‬وع ��ن ط��ري��ق ال �ح �ص��ار ال�ط��وي��ل‬ ‫ً‬ ‫املستمر‪ ،‬وأيضا عن طريق عقد األحالف واالتفاقيات مع‬ ‫الدول واإلمارات املجاورة لتسهيل الحرب ضد العراق في‬ ‫الوقت املناسب‪ .‬لذلك فقد انسحب الجيش املغولي بإرادته‬ ‫ليطول بذلك عمر العراق عدة سنوات أخرى‪.‬‬ ‫‪ - 8‬اجتياح املدن اإليرانية همذان وأردويل وبيلقان‪ ،‬إذ أقدم‬ ‫املغول على حصار املدينتني‪ ،‬والدخول في معارك مباشرة‬ ‫مع أهلهما‪ ،‬انتهت بانتصارهم‪ ،‬حيث أعملوا القتل والحرق‬

‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪9‬‬


‫مشهد تخيلي ملعارك التتار‬

‫‪8‬‬

‫منه ترك نيسابور واتجه إلى مازن دران وهي مدينة تقع‬ ‫في إيران حاليا فلما علم التتار بذلك لم يدخلوا نيسابور‬ ‫بل جاوزوها واتجهوا خلفه مباشرة فترك مازن دران إلى‬ ‫مدينة ال��ري ثم إل��ى مدينة همدان والتتار في أث��ره ثم عاد‬ ‫إل��ى مدينة م��ازن دران م��رة أخ��رى ليتجه منها إل��ى مدينة‬ ‫طبرستان وهي مدينة على ساحل بحر ما يعرف اآلن ببحر‬ ‫قزوين‪ ،‬ومنها إلى جزيرة في وسط البحر وظل بها حتى‬ ‫موته‪ .‬لتعاود الفرقة التترية احتالل هذه املدن مرة أخرى‪،‬‬ ‫حيث نجحت في السيطرة على مازن دران رغم صعوبتها‬ ‫وحصانتها‪ ،‬كما سقطت مدينة الري ومدينة قزوين‪ .‬ومع‬ ‫سياسة القتل والتعذيب والسبي والنهب التي تبناها الجيش‬ ‫املغولي‪ ،‬بدأت تتساقط املدن اإلسالمية باالستسالم‪ ،‬حيث‬ ‫قرر حاكم مدينة تبريز الواقعة في دول��ة أذربيجان غرب‬ ‫بحر قزوين تسليم املدينة دون مقاومة‪ .‬وهو املسار الذي‬ ‫انتهجه الجيش املغولي في اجتياح املدن الواقعة غرب بحر‬ ‫قزوين‪ ،‬إذ نجحوا في هزيمة مملكتي أرمينيا وجورجيا‬ ‫املسيحيتني‪.‬‬ ‫‪ - 4‬سقوط إقليمي خراسان وخ��وارزم (‪1220 - 1219‬م‬ ‫‪ 617 - 616‬هـ)‪ ،‬لم يركن جنكيز خان إلى الدعة واالستقرار‬

‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪,,‬‬

‫سياسة القتل والتعذيب‬ ‫والسبي والنهب التي تبناها‬ ‫الجيش املغولي‬

‫‪,,‬‬

‫النيران في املدينة بأكملها‪.‬‬ ‫‪ - 2‬تدمير سمرقند‪ ،‬بعد االستيالء على بخارى‪ ،‬كان من‬ ‫السهولة االنتقال إلى املدينة املجاورة لها وهي سمرقند‬ ‫الواقعة كذلك في دول��ة أوزبكستان؛ حيث حاصر التتار‬ ‫امل��دي�ن��ة ال�ت��ي استبسل أهلها ف��ي مواجهتهم رغ��م رفض‬ ‫الجيش الخوارزمي النظامي الدفاع عنها‪ ،‬حيث شكل أهلها‬ ‫جيشا من ‪ 70‬ألف مقاتل ملواجهة العدوان املغولي‪ ،‬ورغم‬ ‫عدم خبرتهم في مجال القتال‪ ،‬فإنهم استطاعوا الوقوف‬ ‫في وجهه بما جعله يلجأ إلى الخداع في فك الحصار عن‬ ‫املدينة لسحب املقاتلني بعيدا عن املدينة لتبدأ تصفيتهم‬ ‫جميعا وع ��ودة ال�ج�ي��ش ف��ي ح�ص��ار امل��دي�ن��ة ال�ت��ي سلمها‬ ‫الجيش الخوارزمي النظامي رافضا الدخول في معركة مع‬ ‫الجيش املغولي‪ ،‬فما كان منهم إال أن أعملوا القتل والنهب‬ ‫والتدمير واإلح��راق في املدينة وأهلها جميعا بمن فيهم‬ ‫الجنود الخوارزميون‪.‬‬ ‫وم��ن الجدير بالذكر أن امل�غ��ول تبنوا منهجا ف��ي غزوهم‬ ‫للمدن اإلسالمية‪ ،‬تمثل هذا املنهج في ُ اصطحاب أسرى من‬ ‫املدن التي يغزونها‪ ،‬وهو النهج الذي طبق في غزوهم ملدينة‬ ‫سمرقند‪ ،‬حيث اصطحبوا أسرى من مدينة بخارى‪ ،‬ويرجع‬ ‫تبني هذا النهج إلى جملة من األسباب‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ زيادة أعداد الجنود بما يبث الرعب في قلوب أعدائهم‪.‬‬‫ إجبارهم على القتال في صفوفهم‪.‬‬‫ وضعهم في مقدمة صفوف القتال كدروع بشرية‪.‬‬‫ يقتلونهم على أبواب املدن لبث الرعب في قلوب أعدائهم‬‫وإعالمهم أن هذا هو ُاملصير الذي ينتظرهم إذا قاوموا‪.‬‬ ‫ يبادلونهم في حال أسر رجال منهم في القتال‪.‬‬‫‪ - 3‬سقوط العاصمة الخوارزمية أورج��ان��دا‪ ،‬مع استقرار‬ ‫جنكيز خ��ان ف��ي مدينة سمرقند‪ ،‬أرس��ل فرقة عسكرية‬ ‫مكونة من عشرين ألفا من فرسانه للقضاء على محمد بن‬ ‫خوارزم‪ ،‬ومع نجاحهم في الدخول إلى العاصمة‪ ،‬الذ محمد‬ ‫بن خوارزم بالفرار إلى مدينة نيسابور‪ ،‬فلما علم بقربهم‬

‫أحد مقاتلي «داعش» أث‬

‫في مدينة سمرقند‪ ،‬وإنما وجد أن ثمة إقليمني من أعظم‬ ‫األق��ال�ي��م وأق��وه��ا ف��ي امل�ن��اط��ق املحيطة ب��ه‪ ،‬وه�م��ا‪ :‬إقليمي‬ ‫خراسان وخوارزم؛ حيث كان يضم إقليم خراسان الواقع‬ ‫اآلن شرق إيران وشمال أفغانستان‪ ،‬عددا من املدن الكبيرة‪،‬‬ ‫أهمها‪ :‬بلخ – مرو – نيسابور – ه��راة – غزنة‪ .‬أما إقليم‬ ‫خ ��وارزم وال��ذي ك��ان ن��واة ال��دول��ة ال�خ��وارزم�ي��ة فقد اشتهر‬ ‫بالقالع الحصينة والثروة العددية‪ ،‬ويقع إلى الشمال الغربي‬ ‫من سمرقند ويمر به نهر جيحون‪ ،‬ويقع اآلن في دولتي‬ ‫أوزبكستان وتركمانستان؛ ف��أرس��ل جنكيز خ��ان ثالث‬ ‫ف��رق من جيشه‪ :‬األول��ى‪ ،‬لتدمير إقليم فرغانة ال��واق��ع في‬ ‫أوزبكستان ً‬ ‫حاليا على ُبعد نحو ‪500‬كلم شرق سمرقند‪،‬‬ ‫والثانية‪ ،‬لتدمير مدينة ترمز وال�ت��ي تبعد نحو ‪100‬كلم‬ ‫– جنوب سمرقند‪ ،‬والثالثة‪ ،‬لتدمير قلعة قالدة وهي من‬ ‫أحصن قالع املسلمني على نهر جيحون‪ .‬وقد نجحت هذه‬ ‫الفرق الثالث بدورها التدميري‪ ،‬عبر إعمال القتل واألسر‬ ‫والسبي والنهب والتخريب؛ فوصلت الرسالة املغولية إلى كل‬ ‫الشعوب املحيطة فعمت الرهبة في أرجاء املنطقة؛ وعندما‬ ‫عادت الفرق الثالث من مهمتها‪ ،‬بدأ جنكيز خان يعد للمهمة‬ ‫التالية وهي السيطرة على إقليمي خراسان وخوارزم‪ ،‬وقد‬ ‫تم له ذلك عام ‪ 617‬هـ‪ ،‬ليسيطر املغول على املناطق الشمالية‬ ‫والوسطى من دولة خوارزم الكبرى ووصلوا في تقدمهم‬ ‫إل��ى ال�غ��رب على مقربة كبيرة م��ن نهاية ه��ذه ال��دول��ة على‬ ‫حدود العراق‪.‬‬ ‫‪ - 5‬معركتا غزنة وكابل عام ‪ 617‬هـ والنصر للمسلمني‪،‬‬ ‫رغم ما حققه الجيش املغولي من انتصارات على الدولة‬ ‫ال�خ��وارزم�ي��ة‪ ،‬فإنه ل��م تمتد سيطرته على ح��دوده��ا كلية‪،‬‬ ‫وإنما ظل جنوبها بعيدا عن سيطرته‪ ،‬وك��ان حاكمه هو‬ ‫جالل الدين بن محمد بن خوارزم شاه‪ ،‬الذي استفاد من‬ ‫الدرس الذي تم مع والده‪ ،‬فأسرع بإعداد العدة للقتال عبر‬ ‫إعدادا ً‬ ‫مسارين‪ :‬األول‪ ،‬إعداد جيشه ً‬ ‫جيدا‪ .‬الثاني‪ ،‬تحالفه‬ ‫مع بعض امللوك املسلمني‪ ،‬منهم‪ :‬سيف الدين بغراق وهو‬


‫عناصر من قوات الحكومة العراقية يركبون سيارة عليها صورة السيستاني في جنوب املوصل (غيتي)‬

‫الخالفة‪ ،‬وهو ما يتطلب أن تكون ثمة قواعد إم��داد ثابتة معلنا الحرب على الدولة الخوارزمية كمدخل لغزو الدولة‬ ‫اإلسالمية واحتاللها‪.‬‬ ‫لجيوشهم في منطقة متوسطة الجانبني‪.‬‬ ‫دعما‬ ‫يمثل‬ ‫بما‬ ‫الطبيعية‬ ‫‪ - 2‬غنى املنطقة بالثروات واملوارد‬ ‫املحطات املغولية في غزو الدولة اإلسالمية‬ ‫لتلك الجيوش في حروبها‪.‬‬ ‫‪ - 3‬خطورة االستمرار في التوسع وص��وال إل��ى عاصمة مر الهجوم املغولي على ال��دول��ة اإلسالمية عبر محطات‪،‬‬ ‫الخالفة‪ ،‬وخلف جيوشها شعوب مسلمة‪ ،‬األمر الذي يهدد إذ كما سبقت اإلشارة حرص جنكيز خان على أن يكون‬ ‫نجاحها في أي معارك قد تخوضها إما بسبب محاربة دخ��ول��ه إل��ى قلب العالم اإلس�لام��ي عبر تصفية ممنهجة‬ ‫هذه الجيوش لهذه ُالشعوب بما يضعها في مواجهة على للممالك واملدن الرئيسية في الدولة‪ ،‬وبدأ ذلك بغزو الدولة‬ ‫جبهتني معا‪ ،‬وإما تقطع عليها خطوط اإلمداد‪.‬‬ ‫الخوارزمية‪ ،‬إذ انتهز فرصة الحادثة السابق اإلشارة إليها‬ ‫ولهذه األسباب قرر جنكيز خان خوض ح��روب متتالية والخاصة بقتل التجار املغوليني‪ ،‬ليتخذ قرارا بغزو مملكة‬ ‫مع الدولة الخوارزمية املسيطرة على تلك املنطقة مستفيدا الخوارزميني‪ ،‬وك��ان ذلك عام ‪1219‬م ‪ 616-‬هـ‪ ،‬إذ اشتبك‬ ‫مما بينها وبني الخالفة العباسية من عداوة شديدة‪ ،‬إذ أنه‬ ‫رغم املعاهدات واالتفاقيات املبرمة بني الدولتني (الخوارزمية‬ ‫واملغولية) بشأن عدم اعتداء أي من الدولتني على األخرى؛‬ ‫فإنه وفقا ملا هو معلوم من سمات جيش املغول أنه ال عهد‬ ‫حرص جنكيز خان على‬ ‫لهم مطلقا‪.‬‬ ‫الواقعة‬ ‫أترار‬ ‫مدينة‬ ‫في‬ ‫جرى‬ ‫ما‬ ‫خان‬ ‫جنكيز‬ ‫ولذا‪ ،‬انتهز‬ ‫أن يكون دخوله إلى قلب‬ ‫على ال�ح��دود ب�ين ال��دول�ت�ين‪ ،‬حيث أق��دم حاكم املدينة على‬ ‫ق�ت��ل م�ج�م��وع��ة م��ن ال�ت�ج��ار امل�غ��ول ذه�ب��وا إل�ي�ه��ا‪ ،‬ف��أس��رع العالم اإلسالمي عبر تصفية‬ ‫جنكيز خان بمطالبة محمد بن خوارزم شاه رئيس الدولة‬ ‫ممنهجة للممالك واملدن‬ ‫الخوارزمية بتسليم القتلة إليه حتى يحاكمهم بنفسه‪،‬‬ ‫إال أن األخ�ي��ر رف��ض الطلب معتبرا أن��ه ت�ع� ٍ�د على سيادة‬ ‫الرئيسية في الدولة‬ ‫البالد املسلمة‪ ،‬إذ أنه سيحاكمهم في بالده‪ ،‬فإن ثبت بعد‬ ‫التحقيق أنهم مخطئون عاقبهم في بالده بالقانون السائد‬ ‫فيها وهو الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وهو ما رفضه جنكيز خان‬

‫‪,,‬‬

‫الجيشان في موقعة شرق نهر سيحون واملعروف حاليا‬ ‫بنهر سريداريا في دولة كازاخستان‪ ،‬وقد استمرت املعركة‬ ‫ملدة أربعة أي��ام راح ضحيتها ما يقارب من عشرين ألفا‬ ‫من املسلمني‪ ،‬مع وقوع قتلى من الجانب املغولي‪ ،‬وهو ما‬ ‫دفع وزير األمير محمد بن خوارزم إلى الهروب حتى وقع‬ ‫أسيرا لدى جيش املغول‪ .‬وقد تمت له السيطرة على مدينة‬ ‫أت��رار التي كانت تعد بداية أو مفتاح دول��ة ما وراء النهر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لينطلق الجيش املغولي مكمال استيالءه على كل من مدن‬ ‫جند وبنكت وخجندة الواقعة كلها على نهر سيحون‪ ،‬دون‬ ‫ُ‬ ‫مقاومة تذكر‪ .‬وهكذا استولى جيش جنكيز خان على إقليم‬ ‫كازاخستان بأكمله‪ ،‬منطلقا الستكمال احتالله لبقية املدن‪،‬‬ ‫بدءا من مدينة بخارى والذي مثل احتالله لها بداية االختراق‬ ‫الحقيقي لقلب الدولة اإلسالمية‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬اجتياح بخارى‪ ،‬كان استيالء الجيش املغولي على دولة‬ ‫كازاخستان دون مقاومة تذكر‪ ،‬فتح شهيته للوصول إلى‬ ‫مدينة بخارى الواقعة في دولة أوزبكستان‪ ،‬حيث حاصر‬ ‫املدينة مطالبا من أهلها االستسالم (‪1219‬م‪6161-‬ه � �ـ)‪،‬‬ ‫لينقسم رأي أهلها ما بني رف��ض الطلب واالس�ت�م��رار في‬ ‫ً‬ ‫القتال‪ ،‬وبني االستجابة للطلب خوفا من القتل‪ ،‬ليرجح الرأي‬ ‫األخير وال��ذي كان هو رأي األغلبية بما سهل دخوله إلى‬ ‫املدينة والقضاء على مجموعة املجاهدين املحصنني في‬ ‫القلعة الكبيرة الرافضني لالستسالم‪ ،‬وذل��ك بعد حصار‬ ‫دام عشرة أيام‪ .‬ويذكر أنه رغم االستسالم فإنه لم يشفع‬ ‫ألهلها‪ ،‬حيث أعمل فيهم الجيش املغولي بعد االستيالء‬ ‫على مقدراتها وثرواتها‪ ،‬القتل والذبح‪ ،‬وصوال إلى إشعال‬

‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪7‬‬

‫‪,,‬‬


‫رجل عراقي يمر أمام لوحة إعالنات عليها شعار «داعش» شرق املوصل (غيتي)‬

‫طوائف املغول‬ ‫يرى املؤرخ ملبترون أن املغول يتكونون من طوائف وقبائل‪،‬‬ ‫في الغالب هم ‪ 4‬طوائف تضم ‪ 10‬قبائل منها‪:‬‬ ‫> أتراك تركستان‪.‬‬ ‫> تركمان ش��رق بحر ال�خ��زر (ق��زوي��ن) وآس�ي��ا الوسطى‬

‫‪6‬‬

‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪,,‬‬

‫‪,,‬‬

‫بكلمة التتار‪ ،‬إذ تباينت أسماء التتار‪ ،‬فكان الصليبيون‬ ‫يطلقون عليهم التاتا بحذف ال��راء‪ ،‬أما األوروبيني فكانوا‬ ‫ي�ط�ل�ق��ون عليهم اس��م ال �ت��ارت��ار‪ ،‬وامل�ف�ك��ر اإلس�ل�ام��ي عبد‬ ‫الرحمن بن خلدون أطلق عليهم اسم التغزعز‪ .‬وكما اختلفت‬ ‫تسمية التتار‪ ،‬اختلف كذلك معنى هذا االسم‪ ،‬فالتتار عند‬ ‫الصليبيني ك��ان��ت تعني ال�ب��دو وال�ف��روس�ي��ة‪ .‬أم��ا ف��ي اللغة‬ ‫التركية القديمة فكانت تعني الفارس صاحب البريد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وبعيدا ع��ن ه��ذه االخ�ت�لاف��ات س��واء ف��ي التعريف بما هو‬ ‫املقصود بمصطلح التتار أو بتاريخ نشأتهما‪ ،‬فما يعنينا‬ ‫ه��و ب��داي��ة ظ �ه��ور ق��وت�ه��م ف��ي أواخ� ��ر ال �ق��رن ال �ث��ان��ي عشر‬ ‫امليالدي‪ -‬السادس الهجري‪ ،‬حيث برزوا كقوة عاملية خارج‬ ‫نطاق موطنهم األص�ل��ي (منغوليا) خ�لال العقدين األول‬ ‫والثاني من القرن الثالث عشر امليالدي‪ -‬السابع الهجري‪،‬‬ ‫إذ استطاعوا أن يؤسسوا لهم أكبر إمبراطورية عاملية في‬ ‫أقصر مدة زمنية‪ً ،‬‬ ‫بدءا من الجزر اليابانية واملحيط الهادي‬ ‫ً‬ ‫شرقا إلى قلب القارة األوروبية غربا‪ ،‬ومن سيبيريا وبحر‬ ‫البلطيق شماال إلى الحدود الشمالية للجزيرة العربية وبالد‬ ‫الشام وفلسطني جنوبا‪.‬‬

‫وأرمينيا‪.‬‬ ‫‪132‬ه � �ـ‪ ،‬وك��ان��ت عاصمتها ب �غ��داد‪ ،‬إال أن�ه��ا ب ��دأت ت��واج��ه‬ ‫> األوزبك‪.‬‬ ‫الكثير من مظاهر الضعف والتشرذم بحلول القرن السابع‬ ‫> البخاريون‬ ‫الهجري‪ ،‬فلم تستطع أن تسيطر إال على وس��ط وجنوب‬ ‫العراق فقط؛ حيث تحولت الخالفة في ذلك الزمان إلى صورة‬ ‫> أتراك قرمان الذين قدموا من تركستان‪.‬‬ ‫> ال �ع �ث �م��ان �ي��ون وأت � � ��راك األن ��اض ��ول وق�س�ط�ن�ط�ي�ن�ي��ة من للخالفة‪ ،‬إذ تشرذمت أراضيها واستقلت مدنها وأصبح لها‬ ‫حكام منفصلون‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬ ‫تركستان‪.‬‬ ‫‪ - 1‬ال��دول��ة األيوبية وتسيطر على ك��ل م��ن مصر والشام‬ ‫> تتار جزيرة القرم‪.‬‬ ‫والحجاز واليمن‪.‬‬ ‫واألندلس‪.‬‬ ‫املغرب‬ ‫بالد‬ ‫في‬ ‫املوحدين‬ ‫‪ - 2‬دولة‬ ‫الخالفة العباسية وتفتت الدولة اإلسالمية‬ ‫ً‬ ‫‪ - 3‬الدولة الخوارزمية‪ ،‬تمتد حدودها من غرب الصني شرقا‬ ‫نشأت الخالفة العباسية بعد سقوط الدولة األموية سنة إلى أجزاء كبيرة من إيران غربا‪.‬‬ ‫‪ - 4‬دولة الغوريني في الهند‪.‬‬ ‫‪ - 5‬ال��دول��ة اإلسماعيلية ف��ي األراض ��ي ال�ف��ارس�ي��ة (إي��ران‬ ‫ًّ‬ ‫حاليا)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫‪ - 6‬الدولة السالجقية في األناضول (تركيا حاليا)‪.‬‬ ‫في ظل حالة الضعف والتردي‬ ‫املغول وبدايات التفكير في غزو الدولة اإلسالمية‬ ‫ف��ي ظ��ل حالة الضعف وال �ت��ردي واالن�ق�س��ام التي أصابت‬ ‫واالنقسام التي أصابت الدولة‬ ‫الدولة اإلسالمية في نهاية عهد الخالفة العباسية وتفتتها‬ ‫سعت تلك الجحافل إلى‬ ‫إل��ى دوي�ل�ات وم�م��ال��ك م�ت�ن��ازع��ة‪ ،‬وف��ي ظ��ل ن�ج��اح جيوش‬ ‫إم�ب��راط��وري��ة امل�غ��ول ف��ي تدمير ح��واض��ر اإلس�ل�ام الكبرى‬ ‫استكمال السيطرة على أمالك‬ ‫في املشرق اإلسالمي‪ ،‬سعت تلك الجحافل إلى استكمال‬ ‫السيطرة على أمالك دولة الخالفة‪ ،‬وذلك عبر التمركز في‬ ‫دولة الخالفة‬ ‫البداية في منطقتي أفغانستان وأوزبكستان لعدة أسباب‪،‬‬ ‫منها‪:‬‬ ‫‪ُ - 1‬بعد املسافة بني الصني مقر دولتهم والعراق عاصمة‬


‫أحد أفراد جهاز مكافحة اإلرهاب في بلدة برطلة شرق املوصل (غيتي)‬

‫ملوك العالم» واسمه الحقيقي هو تيموجني وك��ان قائدا‬ ‫عسكريا شديد البأس وكانت له القدرة على تجميع الناس‬ ‫حوله وب��دأ ف��ي التوسع تدريجيا ف��ي املناطق املحيطة به‬ ‫وس��رع��ان ًم��ا ات��س��ع��ت مملكته ح��ت��ى بلغت ح��دوده��ا من‬ ‫كوريا شرقا إلى حدود الدولة الخوارزمية اإلسالمية غربا‪،‬‬

‫‪,,‬‬

‫التحالف اإلسالمي ملحاربة‬ ‫اإلرهاب بقيادة السعودية‬ ‫بداية حقيقية لتصحيح‬ ‫هوية األمة اإلسالمية‬

‫‪,,‬‬

‫ّ‬ ‫بيسوكا بهادر والد جنكيز خان والذي ولد عام ‪549‬هـ وملا‬ ‫بلغ الثالثة عشرة من عمره توفي أبوه وانفض أكثر قبائل‬ ‫املغول من حوله لصغر سنه فلما بلغ مبلغ الرجال ظهرت‬ ‫مواهبه السياسية والعسكرية فجمع قبائل املغول حوله‬ ‫ً‬ ‫وسن لهم قانونا يسيرون على هديه ويحكمون بمقتضاه‬ ‫ووحد صفوفهم واستعان بهم على توسيع ملكه‪ ،‬ونجح‬ ‫في إخضاع قبائل التتار تحت حكمه‪.‬‬ ‫وعليه‪ ،‬يصبح من األهمية بمكان تصحيح الخطأ التاريخي‬ ‫ال��ذي يقع فيه كثير م��ن الباحثني وال��ك��ت��اب‪ ،‬عند تناولهم‬ ‫لتاريخ الدولة اإلسالمية في مواجهة الغزو املغولي‪ ،‬فليس‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫صحيحا أن املغول والتتار شيء واحد‪ ،‬فيقال أحيانا هجمة‬ ‫التتار على العالم اإلسالمي أو إمبراطورية التتار‪ ،‬ولكن‬ ‫الصواب أن املغول والتتار وإن كانا ينتميان إلى قبائل الترك‪،‬‬ ‫إال أنهما دخال في صراع كبير‪ ،‬نتج عنه تشتتهما‪ ،‬حتى‬ ‫اجتمع شملهما على يد قائدهم جنكيز خان‪.‬‬ ‫ويذكر أن اس��م جنكيز خ��ان لم يكن هو اسمه الحقيقي‪،‬‬ ‫وإنما هو لقب يعني باللغة املنغولية «قاهر العالم» أو «ملك‬

‫مشهد درامي لجندي مغولي‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫جنوبا‪ ،‬بل‬ ‫ومن سهول سيبيريا شماال إلى بحر الصني‬ ‫نجحت الدولة في سنوات قليلة في أن تضم في طياتها‬ ‫دول��ة الصني بكاملها (‪ 9‬ماليني كيلومتر مربع)‪ ،‬إضافة‬ ‫إل��ى ك��ل م��ن منغوليا‪ ،‬فيتنام‪ ،‬ك��وري��ا‪ ،‬كمبوديا‪ ،‬تايالند‪،‬‬ ‫أجزاء من سيبيريا‪.‬‬ ‫ولقد كانت لهم ديانة غريبة وهي خليط من أديان مختلفة‬ ‫جمعها زعيمها جنكيز خان من شرائع اإلسالم واملسيحية‬ ‫أشياء أخرى؛ وأخرج لهم في النهاية‬ ‫والبوذية واختلق لهم‬ ‫ُ‬ ‫ك��ت��اب��ا ج��ع��ل��ه ك��ال��دس��ت��ور أط���ل���ق ع��ل��ي��ه اس���م «ال���ي���اس���ق» أو‬ ‫«الياسج» أو «الياسا»‪.‬‬ ‫نخلص إل���ى ال��ق��ول إن ن��ج��اح جنكيز خ���ان ف��ي السيطرة‬ ‫على قبائل التتار وإرغامهم على االنضمام إلى جيوشه‬ ‫ومشاركتهم في حروبه‪ ،‬ومع غلبة عددهم في تركيبة هذه‬ ‫الجيوش‪ ،‬أطلق عليها التتار لتعبر عن الهمجية والقسوة‬ ‫والوحشية‪.‬‬ ‫ومن الجدير بالذكر أن االختالف بني املؤرخني حول بدايات‬ ‫ظهور قبائل التتار واملغول‪ ،‬امتد إلى التباين في املقصود‬

‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪5‬‬


‫ال تزال األمة اإلسالمية‬ ‫تتعرض إلى مخاطر جمة ال‬ ‫تقل عن تلك التي تمتلئ بها‬ ‫كتب التاريخ من اعتداءات‬ ‫على الشعوب اإلسالمية‪،‬‬ ‫وصلت إلى جرائم لن‬ ‫تمحى من ذاكرة أبنائها‪.‬‬ ‫فما تعرضت له األمة من‬ ‫احتالل صليبي نجحت‬ ‫في صده بقيادة رجال‬ ‫تحملوا املسؤولية ونهضوا‬ ‫بشعوبهم في مواجهة‬ ‫الحمالت الصليبية‪ ،‬كذلك ما‬ ‫تعرضت له األمة من هجوم‬ ‫مغولي تتاري واسع قضى‬ ‫على األخضر واليابس‬ ‫وهدم الحضارة اإلسالمية‬ ‫بما حملته من مشاعل نور‬ ‫للعالم أجمع‪.‬‬ ‫أبو بكر البغدادي أثناء إلقائه‬ ‫خطبة لصالة الجمعة في أحد‬ ‫مساجد املوصل (غيتي)‬

‫ورثتهم «القاعدة» و«داعش» و«حشد» إيران وميليشياتها‬

‫مغول األمس وإرهاب اليوم‪ :‬وجهان لعملة واحدة‬

‫أوالن باتور (مانغوليا)‪ :‬أحمد طاهر‬ ‫الحقيقة أن ما تتعرض له األمة اإلسالمية اليوم‬ ‫ليس بعيدا عما ج��رى في األم��س‪ ،‬فما تقوم به‬ ‫جماعات اإلرهاب والتطرف من ممارسات تثير‬ ‫الرعب والخوف في قلوب الشعوب اإلسالمية مثل القاعدة‬ ‫أو داعش أو الحشد الشعبي ومليشيات إيران في املنطقة‬ ‫لم يختلف كثيرا عما ارتكبته جحافل املغول من جرائم‬ ‫وفظائع بحق املدن واملمالك التي احتلتها‪ .‬وحتى تستفيد‬

‫‪4‬‬

‫الشعوب اليوم من أح��داث التاريخ كي ال تتكرر األخطاء‬ ‫واألخطار نفسها وتأخذ العبرة والعظة‪ ،‬علينا أن نبحث‬ ‫فيما ح��دث مع انتصارات جنكيز خ��ان وحفيده هوالكو‬ ‫وما هي قصة خروجه إلى بالد اإلسالم واملسلمني‪ ،‬وملاذا‬ ‫تهاوت الخالفة العباسية على أيديهم بهذه السرعة وبهذه‬ ‫الصورة املهينة؟‬ ‫املغول وبدايات ظهور قوتهم‬ ‫تتعدد الروايات التاريخية وتتنوع حول بداية ظهور قبائل‬ ‫املغول والتتار‪ ،‬وإن كانت أقربها هي أن التتار واملغول هم‬

‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫يسكنون الجزء‬ ‫في األس��اس قبائل من الترك البدو كانوا‬ ‫ً‬ ‫الشرقي من ب�لاد التركستان وم��ا يليها شرقا من بالد‬ ‫الصني في العصور الوسطى‪ ،‬وأن ألنجة خان أحد ملوك‬ ‫الترك ُولد له في األزمنة القديمة ولدان توأمان هما‪ :‬مغول‬ ‫خان وتتار خان وقد تفرعت منهما قبائل املغول والتتار‪.‬‬ ‫وقد عاش أوالدهم في وفاق مدة طويلة إلى أن حدث نزاع‬ ‫ً‬ ‫بينهما تغلب فيه التتار أوال وص��ارت لهم ال�س�ي��ادة مدة‬ ‫طويلة‪ ،‬ثم اتحدت قبائل املغول وحاربت التتار وهزمتهم‬ ‫وانتزعت منهم السيادة وظل امللك متوارثا فيهم إلى عهد‬


‫رئيس التحرير‬ ‫غسان شربل‬

Ghassan Charbel

Editor-in-Chief ‫التحرير‬ ‫سكرتري‬ Acting CEO of NASHR Co.

ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē +y:a ` 3x3Na - M k 1fM

Omar A. Alshaikh ‫الدسوقي‬ ‫مصطفى‬ ‫ﻣﺴﺆول ﻣﻜﺘﺐ اﳋﻠﻴﺞ‬ ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē ^¤ 7yG* Ò* ^d< ‫للمشاركة‬ +y:a ` 3x3Na - M k 1fM

‫إلرسال مقاالت أو آراء يرجى املراسلة على البريد اإللكتروني‬ ‫اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ‬ CEO of ‫ﺳﻜﺮﺗﲑ‬ NASHReditorial@majalla.com Co. ‫ كلمة‬800 ‫على‬ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē ‫أال تزيد‬Acting ‫املقاالت يجب‬ ‫جميع‬ :‫ملحوظة‬

¥E¢ 6^G* £ }H

Omar A. Alshaikh +y:a ` 3x3Na - M k 1fM

‫اشتراكات‬

ǀżȤƾƪƵƴŽ Acting CEO of NASHR Co.:‫ يرجى االتصال بـ‬،‫لالشتراك في الطبعة الرقمية‬ www.issuu.com/majalla :‫لالشتراك في االلكترونية‬ subscriptions@majalla.com

ΔϤϠϛ ϰϠϋ ΪϳΰΗ ϻ΃ ΐΠϳ ΕϻΎϘϤϟ΍ ϊϴϤΟ ΔχϮΤϠϣ HGLWRULDO#PDMDOOD FRP ϲϧϭήΘϜϟϹ΍ ΪϳήΒϟ΍ ϰϠϋ ΔϠγ΍ήϤϟ΍ ϰΟήϳ ˯΍έ΁ ϭ΃ ΕϻΎϘϣ ϝΎγέϹ Omar A. Alshaikh

‫ وال يجوز بأي حال من األحوال إعادة طباعة املجلة أو أي جزء منها أو تخزينها في أي نظام‬.‫ شركة محدودة‬ȝƾżȚǍƄŵȚ )‫ التي تصدر عن الشركة السعودية لألبحاث والتسويق (اململكة املتحدة‬2009 ‫حقوق النشر محفوظة ملجلة املجلة‬ ZZZ LVVXX FRP PDMDOOD ΔϴϧϭήΘϜϟϻ΍ ϲϓ ϙ΍ήΘηϼϟ VXEVFULSWLRQV#PDMDOOD FRP ˰Α ϝΎμΗϻ΍ ϰΟήϳ ˬΔϴϤϗήϟ΍ ΔόΒτϟ΍ ϲϓ ϙ΍ήΘηϼϟ ‫ لتلقي‬.‫ وتصدر املجلة شهريًا‬.)‫استرجاعي أو نقلها بأي صورة أو أي وسيلة إلكترونية أو آلية أو تصويرها أو تسجيلها أو ما شابه دون الحصول على تصريح مسبق من الشركة السعودية لألبحاث والتسويق (شركة محدودة‬ ϡΎψϧ ϱ΃ ϲϓ ΎϬϨϳΰΨΗ ϭ΃ ΎϬϨϣ ˯ΰΟ ϱ΃ ϭ΃ ΔϠΠϤϟ΍ ΔϋΎΒσ ΓΩΎϋ· ϝ΍ϮΣϷ΍ Ϧϣ ϝΎΣ ϱ΄Α ίϮΠϳ ϻϭ ΓΩϭΪΤϣ Δϛήη ΓΪΤΘϤϟ΍ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϖϳϮδΘϟ΍ϭ ΙΎΤΑϸϟ ΔϳΩϮόδϟ΍ Δϛήθϟ΍ Ϧϋ έΪμΗ ϲΘϟ΍ ΔϠΠϤϟ΍ ΔϠΠϤϟ ΔχϮϔΤϣ ήθϨϟ΍ ϕϮϘΣ www.majalla.com ‫ يرجى زيارة‬،‫استفسارات االشتراك الرقمي‬ ϲϘϠΘϟ ˱ΎϳήϬη ΔϠΠϤϟ΍ έΪμΗϭ ΓΩϭΪΤϣ Δϛήη ϖϳϮδΘϟ΍ϭ ΙΎΤΑϸϟ ΔϳΩϮόδϟ΍ Δϛήθϟ΍ Ϧϣ ϖΒδϣ ΢ϳήμΗ ϰϠϋ ϝϮμΤϟ΍ ϥϭΩ ϪΑΎη Ύϣ ϭ΃ ΎϬϠϴΠδΗ ϭ΃ ΎϫήϳϮμΗ ϭ΃ Δϴϟ΁ ϭ΃ ΔϴϧϭήΘϜϟ· ΔϠϴγϭ ϱ΃ ϭ΃ ΓέϮλ ϱ΄Α ΎϬϠϘϧ ϭ΃ ϲϋΎΟήΘγ΍ ZZZ PDMDOOD FRP ΓέΎϳί ϰΟήϳ ˬϲϤϗήϟ΍ ϙ΍ήΘηϻ΍ Ε΍έΎδϔΘγ΍

LVVXH $XJXVW

Ώ΁ βτδϏ΃ ΩΪόϟ΍

A Weekly Political News Magazine ++ 6DXGL 5HVHDUFK DQG 0DUNHWLQJ 8. /WG ϰμμΨΘϟ΍ ϊσΎϘΗ ΔϜϣ ϖϳήσ Ε΍ήϤΗΆϤϟ΍ ϲΣ νΎϳήϟ΍ ΎϬϟ κΧήϣ $UDE 3UHVV +RXVH +LJK +ROERUQ www.majalla.com/eng ϥΪϨϟ ϒΗΎϫ νΎϳήϟ΍ $ 0RQWKO\ 3ROLWLFDO 1HZV 0DJD]LQH /RQGRQ :& 9 $3 7HO )D[ HH Saudi ZZZ PDMDOOD FRP HQJ Research and Marketing (UK) Ltd

10th Floor Building 7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG KT#DONKDOHHMLDK FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ΪϳήΑ ˬZZZ DONKDOHHMLDK FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ Tel : +44 207 831 8181 - Fax: +44 207 831 2310 ϝϭΪϟ΍ ϒϠΘΨϣ Ϧϣϭ ˬ ϥΪϨϟ ˬ βϳέΎΑ ˬ ϲΑΩ ˬ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϞΧ΍Ω Ϧϣ

ϲϧϼϋϹ΍ ϞϴϛϮϟ΍

»‫حقوق التوزيع لهذه املطبوعات محفوظة لشركة «تريبيون لخدمات اإلعالم‬ »‫حقوق النشر لهذه املطبوعات باللغة العربية مرخصة «املجلة‬ ϲϧΎΠϣ ϒΗΎϫ ˬZZZ DUDEPHGLDFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ ˬ LQIR#DUDEPHGLDFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ΪϳήΑ

ΕΎϛ΍ήΘηϹ΍ Ϟϴϛϭ

ˬ βϛΎϓ ϒΗΎϫ ˬ νΎϳήϟ΍ Ώ ι Ε΍ήϤΗΆϤϟ΍ ϲΣ ΔϳΩϮόδϟ΍ ΔϴΑήόϟ΍ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϲϓ ϊϳίϮΘϟ΍ Ϟϴϛϭ ZZZ VDXGLGLVWULEXWLRQ FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ ‫وكيل اإلشتراكات‬

ϊϳίϮΘϟ΍ Ϟϴϛϭ ‫الوكيل اإلعالني‬

‫وكيل التوزيع‬

ZZZ KDODSULQWFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ ˬ βϛΎϓ ˬ ϒΗΎϫ ˬ νΎϳήϟ΍ Ώ ι - ‫وكيل التوزيع في اململكة العربية السعودية حي املؤتمرات‬ +966 11 4419933 :‫ هاتف‬،11585 ‫ الرياض‬- 62116 ‫ب‬.‫ص‬ - ‫ طريق مكة‬- ‫ حي املؤتمرات‬- ‫مرخص لها الرياض‬ info@arabmediaco.com :‫بريد إلكتروني‬ + 966 11 2121774 :‫فاكس‬ ‫تقاطع التخصصى‬ www.arabmediaco.com :‫موقع إلكتروني‬ www.saudidistribution.com :‫موقع إلكتروني‬ +44 207 831 8181 :‫ لندن‬- 4419933 ‫ هاتف‬:‫الرياض‬ 2440076-800 :‫هاتف مجاني‬

‫�شركات ن�شر‬

ΔϋϮϤΠϤϟ΍ ΕΎϛήη

www.arabmediaco.com

www.sspc.com.sa

‫شركات نشر‬

áeÉ©dG äÉbÓ©dGh ¿ÓYEÓd á«é«∏ÿG

،www.alkhaleejiah.com ΔϋΎΒτϟ΍ ΰϛήϣ :‫موقع إلكتروني‬ hq@alkhaleejiah.com :‫بريد إلكتروني‬ + 9714 3 914440 :‫ دبي‬،920 000 417 : ‫من داخل اململكة‬ +44 207 404 6950 :‫ لندن‬+00764 537 331 :‫باريس‬ +966 11 441 1444 : ‫ومن مختلف الدول‬

www.srpc.com 6DXGL 6SHFLDOL]HG 3XEOLVKLQJ &RPSDQ\

ΔχϮϔΤϣ ΕΎϋϮΒτϤϟ΍ ϩάϬϟ ϊϳίϮΘϟ΍ ϕϮϘΣ

Saudi Specialized Publishing Company ‫املتخصص‬ ‫السعودية للنشر‬ ‫الشركة‬ ©ϡϼϋϹ΍ ΕΎϣΪΨϟ ϥϮϴΒϳήΗª Δϛήθϟ

ϲϧΎΠϤϟ΍ ϒΗΎϬϟ΍ ϰϠϋ ϝΎμΗϹ΍ ϰΟήϳ ˬΕΎϣϮϠόϤϟ΍ Ϧϣ ΪϳΰϤϟ΍ ϰϠϋ ϝϮμΤϠϟ

www.majalla.com/eng

3

2017 )‫ يناير (كانون الثاني‬27-21 ‫ السبت‬1629 ‫العدد‬

©ΔϠΠϤϟ΍ª ΔμΧήϣ ΔϴΑήόϟ΍ ΔϐϠϟΎΑ ΕΎϋϮΒτϤϟ΍ ϩάϬϟ ήθϨϟ΍ ϕϮϘΣ

8002440014 ‫ يرجى اإلتصال على الهاتف املجاني‬،‫للحصول على املزيد من املعلومات‬

Richmond_adve


‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫‪Issue 1629 Saturday 21-27 January 2017‬‬

‫الكعيب قال إنها خطوة للتحرر‬ ‫من االحتالل اإليراني‬

‫األحواز يطمحون إلى مقعد‬ ‫مراقب في الجامعة العربية‬ ‫‪1432‬‬

‫ضعف استقاللية «املركزي» الرتكي وعدم اليقني واإلرهاب‬

‫هل تتجه الليرة التركية نحو السقوط الحر؟‬ ‫‪20‬‬ ‫املطران موللر قال إن أسباب اإلرهاب‬ ‫مشرتكة بني كل اجملتمعات‬

‫‪:‬‬ ‫أسقف كوبنهاغن لـ‬ ‫الحوار بني األديان هو الحل‬ ‫‪16‬‬ ‫‪2‬‬

‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫حدود الدور الروسي يف املنطقة‬

‫ُ‬ ‫اإلمبراطوريات ال تبعث‬ ‫‪32‬‬

‫‪18‬‬


‫األحواز يطمحون‬ ‫إلى مقعد مراقب في‬ ‫الجامعة العربية‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫تأسست في لندن عام ‪ 1980‬شهرية سياسية‬

‫العدد ‪ 1629‬السبت ‪ 27-21‬يناير (كانون الثاني) ‪2017‬‬

‫عقاب صقر‪ :‬التنازالت‬ ‫التي قدمها «املستقبل»‬ ‫لصالح لبنان‬

‫علي السمان يكتب ‪ :‬الجنرال ديغول‪...‬‬ ‫عمالق الجمهورية الخامسة‬

‫‪Issue 1629 Saturday 21-27 January 2017‬‬

‫ورثتهم «القاعدة» و«داعش» و«حشد» إيران وميليشياتها‬

‫‪2‬‬

‫رانيا يوسف‪ :‬ليست لدي‬ ‫ممنوعات في السينما‬

‫مغول األمس وإرهاب اليوم‪ ...‬وجهان لعملة واحدة‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.