بين بغداد وطهران... الحدود الموبوءة

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫‪Issue 1794 Friday 03 April 2020‬‬

‫كورونا يعزل العالم‪...‬‬ ‫وخسائر باملليارات‬ ‫‪44 32‬‬

‫إيبوال ‪ ...‬ملاذا لم يحصن أميركا‬ ‫ضد كورونا؟‬

‫فيروس كورونا يغير موسم‬ ‫الجوائز‬

‫‪18‬‬

‫‪48‬‬ ‫‪2‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫كورونا و«دول الجنوب»‬ ‫أي تأثير؟ وأي مستقبل؟‬ ‫‪34‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫غسان شربل‬

Ghassan Charbel

Editor-in-Chief ‫التحرير‬ ‫سكرتري‬ Acting CEO of NASHR Co.

ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē +y:a ` 3x3Na - M k 1fM

Omar A. Alshaikh ‫الدسوقي‬ ‫مصطفى‬ ‫ﻣﺴﺆول ﻣﻜﺘﺐ اﳋﻠﻴﺞ‬ ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē ^¤ 7yG* Ò* ^d< ‫للمشاركة‬ +y:a ` 3x3Na - M k 1fM

‫إلرسال مقاالت أو آراء يرجى املراسلة على البريد اإللكتروني‬ ‫اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ‬ CEO of ‫ﺳﻜﺮﺗﲑ‬ NASHReditorial@majalla.com Co. ‫ كلمة‬800 ‫على‬ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē ‫أال تزيد‬Acting ‫املقاالت يجب‬ ‫جميع‬ :‫ملحوظة‬

¥E¢ 6^G* £ }H

Omar A. Alshaikh +y:a ` 3x3Na - M k 1fM

‫اشتراكات‬

ǀżȤƾƪƵƴŽ Acting CEO of NASHR Co.:‫ يرجى االتصال بـ‬،‫لالشتراك في الطبعة الرقمية‬ www.issuu.com/majalla :‫لالشتراك في االلكترونية‬ subscriptions@majalla.com

ΔϤϠϛ ϰϠϋ ΪϳΰΗ ϻ΃ ΐΠϳ ΕϻΎϘϤϟ΍ ϊϴϤΟ ΔχϮΤϠϣ HGLWRULDO#PDMDOOD FRP ϲϧϭήΘϜϟϹ΍ ΪϳήΒϟ΍ ϰϠϋ ΔϠγ΍ήϤϟ΍ ϰΟήϳ ˯΍έ΁ ϭ΃ ΕϻΎϘϣ ϝΎγέϹ Omar A. Alshaikh

‫ وال يجوز بأي حال من األحوال إعادة طباعة املجلة أو أي جزء منها أو تخزينها في أي نظام‬.‫ شركة محدودة‬ȝƾżȚǍƄŵȚ )‫ التي تصدر عن الشركة السعودية لألبحاث والتسويق (اململكة املتحدة‬2009 ‫حقوق النشر محفوظة ملجلة املجلة‬ ZZZ LVVXX FRP PDMDOOD ΔϴϧϭήΘϜϟϻ΍ ϲϓ ϙ΍ήΘηϼϟ VXEVFULSWLRQV#PDMDOOD FRP ˰Α ϝΎμΗϻ΍ ϰΟήϳ ˬΔϴϤϗήϟ΍ ΔόΒτϟ΍ ϲϓ ϙ΍ήΘηϼϟ ‫ لتلقي‬.‫ وتصدر املجلة أسبوعية‬.)‫استرجاعي أو نقلها بأي صورة أو أي وسيلة إلكترونية أو آلية أو تصويرها أو تسجيلها أو ما شابه دون الحصول على تصريح مسبق من الشركة السعودية لألبحاث والتسويق (شركة محدودة‬ ϡΎψϧ ϱ΃ ϲϓ ΎϬϨϳΰΨΗ ϭ΃ ΎϬϨϣ ˯ΰΟ ϱ΃ ϭ΃ ΔϠΠϤϟ΍ ΔϋΎΒσ ΓΩΎϋ· ϝ΍ϮΣϷ΍ Ϧϣ ϝΎΣ ϱ΄Α ίϮΠϳ ϻϭ ΓΩϭΪΤϣ Δϛήη ΓΪΤΘϤϟ΍ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϖϳϮδΘϟ΍ϭ ΙΎΤΑϸϟ ΔϳΩϮόδϟ΍ Δϛήθϟ΍ Ϧϋ έΪμΗ ϲΘϟ΍ ΔϠΠϤϟ΍ ΔϠΠϤϟ ΔχϮϔΤϣ ήθϨϟ΍ ϕϮϘΣ www.majalla.com ‫ يرجى زيارة‬،‫استفسارات االشتراك الرقمي‬ ϲϘϠΘϟ ˱ΎϳήϬη ΔϠΠϤϟ΍ έΪμΗϭ ΓΩϭΪΤϣ Δϛήη ϖϳϮδΘϟ΍ϭ ΙΎΤΑϸϟ ΔϳΩϮόδϟ΍ Δϛήθϟ΍ Ϧϣ ϖΒδϣ ΢ϳήμΗ ϰϠϋ ϝϮμΤϟ΍ ϥϭΩ ϪΑΎη Ύϣ ϭ΃ ΎϬϠϴΠδΗ ϭ΃ ΎϫήϳϮμΗ ϭ΃ Δϴϟ΁ ϭ΃ ΔϴϧϭήΘϜϟ· ΔϠϴγϭ ϱ΃ ϭ΃ ΓέϮλ ϱ΄Α ΎϬϠϘϧ ϭ΃ ϲϋΎΟήΘγ΍ ZZZ PDMDOOD FRP ΓέΎϳί ϰΟήϳ ˬϲϤϗήϟ΍ ϙ΍ήΘηϻ΍ Ε΍έΎδϔΘγ΍

LVVXH $XJXVW

Ώ΁ βτδϏ΃ ΩΪόϟ΍

A Weekly Political News Magazine ++ 6DXGL 5HVHDUFK DQG 0DUNHWLQJ 8. /WG ϰμμΨΘϟ΍ ϊσΎϘΗ ΔϜϣ ϖϳήσ Ε΍ήϤΗΆϤϟ΍ ϲΣ νΎϳήϟ΍ ΎϬϟ κΧήϣ $UDE 3UHVV +RXVH +LJK +ROERUQ www.majalla.com/eng ϥΪϨϟ ϒΗΎϫ νΎϳήϟ΍ $ 0RQWKO\ 3ROLWLFDO 1HZV 0DJD]LQH /RQGRQ :& 9 $3 7HO )D[ HH Saudi ZZZ PDMDOOD FRP HQJ Research and Marketing (UK) Ltd

10th Floor Building 7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG KT#DONKDOHHMLDK FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ΪϳήΑ ˬZZZ DONKDOHHMLDK FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ Tel : +44 207 831 8181 - Fax: +44 207 831 2310 ϝϭΪϟ΍ ϒϠΘΨϣ Ϧϣϭ ˬ ϥΪϨϟ ˬ βϳέΎΑ ˬ ϲΑΩ ˬ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϞΧ΍Ω Ϧϣ

‫وكيل التوزيع‬

ϲϧϼϋϹ΍ ϞϴϛϮϟ΍

ϲϧΎΠϣ ϒΗΎϫ ˬZZZ DUDEPHGLDFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ ˬ LQIR#DUDEPHGLDFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ΪϳήΑ

ΕΎϛ΍ήΘηϹ΍ Ϟϴϛϭ ‫الوكيل اإلعالني‬

‫وكيل اإلشتراكات‬

ˬ βϛΎϓ ϒΗΎϫ ˬ νΎϳήϟ΍ Ώ ι Ε΍ήϤΗΆϤϟ΍ ϲΣ ΔϳΩϮόδϟ΍ ΔϴΑήόϟ΍ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϲϓ ϊϳίϮΘϟ΍ Ϟϴϛϭ - ‫وكيل التوزيع في اململكة العربية السعودية حي املؤتمرات‬ ZZZ VDXGLGLVWULEXWLRQ FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ +966 11 4419933 :‫ هاتف‬،11585 ‫ الرياض‬- 62116 ‫ب‬.‫ص‬ - ‫ طريق مكة‬- ‫ حي املؤتمرات‬- ‫مرخص لها الرياض‬ info@arabmediaco.com :‫بريد إلكتروني‬ + 966 11 2121774 :‫فاكس‬ ‫تقاطع التخصصى‬ www.arabmediaco.com :‫موقع إلكتروني‬ www.saudidistribution.com ZZZ KDODSULQWFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ ˬ βϛΎϓ ˬ ϒΗΎϫ ˬ νΎϳήϟ΍ Ώ ι :‫موقع إلكتروني‬ +44 207 831 8181 :‫ لندن‬- 4419933 ‫ هاتف‬:‫الرياض‬ 2440076-800 :‫هاتف مجاني‬

‫�شركات ن�شر‬

،www.alkhaleejiah.com ϊϳίϮΘϟ΍ Ϟϴϛϭ :‫موقع إلكتروني‬ hq@alkhaleejiah.com :‫بريد إلكتروني‬ + 9714 3 914440 :‫ دبي‬،920 000 417 : ‫من داخل اململكة‬ +44 207 404 6950 :‫ لندن‬+00764 537 331 :‫باريس‬ ΔϋΎΒτϟ΍ ΰϛήϣ +966 11 441 1444 : ‫ومن مختلف الدول‬

‫شركات نشر‬ ΔϋϮϤΠϤϟ΍ ΕΎϛήη www.arabmediaco.com

áeÉ©dG äÉbÓ©dGh ¿ÓYEÓd á«é«∏ÿG

www.sspc.com.sa Saudi Specialized Publishing Company

www.srpc.com 6DXGL 6SHFLDOL]HG 3XEOLVKLQJ &RPSDQ\

‫الشركة السعودية للنشر املتخصص‬

ΔχϮϔΤϣ ΕΎϋϮΒτϤϟ΍ ϩάϬϟ ϊϳίϮΘϟ΍ ϕϮϘΣ

©ϡϼϋϹ΍ ΕΎϣΪΨϟ ϥϮϴΒϳήΗª Δϛήθϟ

ϲϧΎΠϤϟ΍ ϒΗΎϬϟ΍ ϰϠϋ ϝΎμΗϹ΍ ϰΟήϳ ˬΕΎϣϮϠόϤϟ΍ Ϧϣ ΪϳΰϤϟ΍ ϰϠϋ ϝϮμΤϠϟ www.majalla.com/eng

©ΔϠΠϤϟ΍ª ΔμΧήϣ ΔϴΑήόϟ΍ ΔϐϠϟΎΑ ΕΎϋϮΒτϤϟ΍ ϩάϬϟ ήθϨϟ΍ ϕϮϘΣ 8002440014 ‫ يرجى اإلتصال على الهاتف املجاني‬،‫للحصول على املزيد من املعلومات‬

»‫حقوق التوزيع لهذه املطبوعات محفوظة لشركة «تريبيون لخدمات اإلعالم‬ »‫حقوق النشر لهذه املطبوعات باللغة العربية مرخصة «املجلة‬

2020/ 04 / 03 )‫ إبريل (نيسان‬1794 ‫العدد‬

3

Richmond_adve

‫‪4‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫ّ‬ ‫محاصرون‪ ...‬لكن ممتنون‬ ‫املغاربة املحاصرون في منازلهم‪ ،‬بسبب الحجر‬ ‫الصحي ً‬ ‫منعا النتشار فيروس كورونا‪ ،‬يصفقون‬ ‫ً‬ ‫تعبيرا عن شكرهم للسلطات (غيتي)‬ ‫من نوافذهم‬

‫‪5‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫‪6‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫ال ّ‬ ‫نازح ومقيم‪ ..‬شبح‬ ‫بني‬ ‫ق‬ ‫يفر‬ ‫ٍ‬ ‫فريوس كورونا يطارد اخمليمات‬ ‫ً‬ ‫أطفال سوريون نازحون يقرأون ملصقا يحدد‬ ‫‪ 7‬خطوات ملنع انتشار فيروس كورونا في‬ ‫مخيم للنازحني قرب دير بلوط‪ ،‬على الحدود‬ ‫التركية (غيتي)‬

‫‪7‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫كردستان‪ :‬الحرب الوقائية مع كورونا‬

‫بني بغداد وطهران‪ ...‬الحدود املوبوءة‬

‫روشن قاسم‬

‫تصور مشاهد سقوط الناس في الشوارع كأوراق الشجر جعلها ال تقتنع‬ ‫بعدم حملها الفيروس ليبقى خوف الفيروس الجائح يطاردها ومشهد الرجل‬ ‫املتهاوي ال يفارق تفكيرها‪.‬‬

‫كنت أسابق خطواتي علني أصل قبل فوات األوان‪ ،‬وأعبر الحدود‪ ،‬في نفس‬ ‫الوقت لم يكن يغيب عن عيني ذلك املشهد‪ ،‬رجل يسقط في قاعة االنتظار‬ ‫بأحد املراكز الصحية وسط طهران‪ ،‬ما كنت وقتها مدركة لتفسير سقوطه‪،‬‬ ‫ولم يتجرأ أحد على االقتراب منه‪ ،‬لتخترق مسامعي كلمة كورونا وتعلق في‬ ‫ذهني‪ ...‬طلب منا املغادرة على الفور وإخالء القاعة‪ ،‬خرجنا وتركنا وراءنا‬ ‫أنفاس ذلك الرجل تتصارع في رئتيه‪.‬‬ ‫في ‪ 21‬فبراير (شباط) ‪ 2020‬قررت السلطات في إقليم كردستان‪ ،‬غلق املعابر‬ ‫مع إيران‪ ،‬لكن جنار أحمد من (أهالي مدينة السليمانية) تمكنت بالفعل من‬ ‫الوصول إلى معبر باشماخ الحدودي بني إيران وإقليم كردستان‪ ،‬قبل تعميم‬ ‫القرار على جميع معابر اإلقليم بيوم واحد فقط‪ ،‬وتحكي لـ«املجلة»‪ ،‬قائلة‪:‬‬ ‫«قصدت طهران ملراجعة طبيبي الذي كان قد أجرى لي عملية جراحية العام‬ ‫الفائت‪ ،‬وفضلت أن يكون موعدي مع الطبيب قبل االنتخابات اإليرانية‪ ،‬وقتها‬ ‫لم يكن هناك بعد أي إعالن رسمي من قبل السلطات في إي��ران عن وجود‬ ‫حاالت إصابة بكورونا»‪ ،‬مستدركة «لكن عندما وطأت قدمي طهران شعرت‬ ‫أن هناك أمرا مريبا حيث كان يجري حديث بني اإليرانيني عن وجود عشرات‬ ‫اإلصابات بفيروس كورونا وأن السلطات ال تعترف بذلك»‪.‬‬ ‫وتضيف قائلة‪« :‬ما كنت أصدق أو أنني فضلت أن ال أصدق ما كان يتناقله‬ ‫الناس‪ ،‬خاصة أن أمامي أيام حتى يحني موعد مراجعتي الطبيب‪ ،‬وخالل تلك‬ ‫الفترة كنت أسمع عن تزايد حاالت اإلصابة في الصني وأن الكثير من الدول‬ ‫بدأت بالفعل وقف الرحالت الجوية مع الصني‪ ،‬ورغم أن ما كنت أشعر به من‬ ‫قلق كان الناس في شوارع طهران يشعرون به‪ ،‬إلى أن سمعنا أن هناك حاالت‬ ‫إصابة بالفعل في مدينة قم‪ ،‬ولكن ما كان يدور من أحاديث في الشارع لم‬ ‫يكن له صدى في اإلعالم اإليراني‪ ،‬أو أحيانا كنت أشعر أن الناس غير مهتمة‬ ‫أصال بموضوع الفيروس‪ ،‬إلى أن اتصلت أختي وأخبرتني ولكن بطريقة غير‬ ‫مباشرة‪ ،‬عن وجود حاالت إصابة في مدينة قم‪ ،‬وهذا بالنسبة ّ‬ ‫إلي كان جرس‬ ‫إنذار‪ ،‬خاصة أننا ندرك سلفا في كردستان خطورة تفشي الفيروس وسرعة‬ ‫انتشاره‪ ،‬فاإلعالم في إقليم كردستان كان يركز على هذا املوضوع ويدعو‬ ‫املواطنني إلى أخذ الحيطة ويحذر العائدين من الصني بوجوب مراجعتهم‬ ‫املراكز الصحية وإجراء الفحوصات الالزمة‪.‬‬ ‫لن تعود جنار إلى املركز الصحي مرة أخرى‪ ،‬فقد كان الخيار األوحد أمامها‬ ‫هو العودة فورا إلى السليمانية‪ ،‬ورغم أنها وصلت قبل يوم واحد من إغالق‬ ‫املعابر الحدودية من قبل حكومة إقليم كردستان‪ ،‬أي إنها لم تخضع ألي‬ ‫اختبار بخصوص الفيروس أو تمكث في الحجر الصحي‪ ،‬إال أنها اتخذت قرارا‬ ‫بحجر نفسها طوعيا رغم أن الكثيرين ممن صادفتهم في املعبر لم يتخذوا‬ ‫نفس الخيار‪ ،‬بل اعتبروا وصولهم قبل قرار الحكومة هو لحسن حظهم‪ ،‬وما‬ ‫تستغرب منه جنار أيضا أنه رغم نشر العشرات من مقاطع الفيديو التي‬

‫في الحجر الصحي‬ ‫أما بختيار حسني نوري فقد استغرق وقتا أطول في رحلة عوته إلى اإلقليم‬ ‫وإت��م��ام امل��واف��ق��ات الرسمية ل��ع��ودت��ه‪ ،‬ك��ون��ه ط��ال��ب دراس����ات عليا ف��ي إح��دى‬ ‫الجامعات في طهران وقضية عودته و‪ 80‬طالبا آخر‪ ،‬كانت تتطلب موافقات‬ ‫السلطات األمنية‪ ،‬كما أن شؤون اإلقامات وإجراءات استعادة جوازاتهم شابها‬ ‫بعض العرقالت ليستغرق مزيدا من الوقت‪ ،‬ففضل بختيار أن يبقى في طهران‬ ‫ويتولى هو تسلم جوازات بقية الطالب من كردستان وأن يلتقي معهم في‬ ‫كردستان إيران على اعتبار أن تلك املناطق لم يكن قد وصلها الوباء بعد‪.‬‬ ‫وينتقد بختيار خالل اتصال أجرته «املجلة» معه‪ ،‬خالل إقامته في الحجر‬ ‫الصحي‪ ،‬بإحدى املناطق التابعة للسليمانية‪« :‬تعامل السفارة العراقية في‬ ‫طهران معهم وعرقلتهم عودته لحجج واهية‪ ،‬وأن السفارة كانت تستغرب‬ ‫من قلق املراجعني لها من الجالية العراقية في إيران ولم يأخذوا قلق العراقيني‬ ‫بطهران محمل الجد لتتأخر األوراق عدة أيام ويضطر بختيار إلى أن يحجر‬ ‫نفسه وزوج��ت��ه وطفلته الرضيعة الحديثة ال���والدة ألسبوعني ويخرج فقط‬ ‫لتبضع حاجاتهم األس��اس��ي��ة»‪ ،‬مشيرا إل��ى أن «الكثير من العراقيني كانوا‬ ‫يعودون إلى بغداد واملحافظات األخرى دون أن يخضعوا للحجر الصحي أو‬ ‫حتى تجرى لهم الفحوصات الالزمة»‪.‬‬ ‫ويقول‪« :‬أخبرت املوظفني في السفارة عن قلق زوجتي‪ ،‬خاصة أنها وضعت‬ ‫مولودها قبل أسابيع في طهران‪ ،‬ولم أتمكن من تسجيل الطفلة في العراق‪،‬‬ ‫وعلى السفارة أن تساعدنا بتسريع إج��راءات تسجيل املولودة لنتمكن من‬ ‫العودة‪ ،‬وأن��ه بعد تعطيل دوام الجامعات أري��د أن أع��ود مع زوجتي وطفلتنا‬ ‫بأسرع وقت إلى اإلقليم‪ ،‬ولكن دوام السفارة كان فقط يومني في األسبوع ما‬ ‫اضطرني إلى أن أراجعهم عدة مرات وعلى فترات متباعدة‪ ،‬إلى أن استطعت‬ ‫أن أكمل أوراقي وأتمكن من العودة‪ ،‬لقد كان الوضع مأساويا والناس كانت‬ ‫تتساقط في الشوارع‪ ،‬كانت طهران بائسة ومخيفة»‪.‬‬ ‫ويضيف‪« :‬فور عبورنا الحدود إلى الداخل يوم ‪ 13‬مارس (آذار)‪ ،‬تم استقبالنا‬ ‫في املنفذ الحدودي بأحسن ما يكون من قبل الطاقم الطبي‪ ،‬وأخبرونا أنه‬ ‫علينا أن نقيم في إحدى املنتجعات املخصصة للحجر الصحي ملدة أسبوعني‬ ‫وستجرى لنا الفحوصات واالختبارات الالزمة للتأكد من خلونا من الفيروس‬ ‫وخالل تلك املدة هم يتكفلون باحتياجاتنا من الطعام والشراب واألدوية»‪.‬‬ ‫ولم يخف بختيار أن رؤيته تغيرت بعد دخوله الحجر الصحي ما اعتبرها‬ ‫نعمة يفتقدها كثير من شعوب العالم ومنها إيران التي رأى بأم عينه الوضع‬ ‫تفان وإخالص‪ ،‬وأن‬ ‫املأساوي»‪ ،‬متابعا لم أكن أتصور كيف يعمل الكادر بكل ٍ‬ ‫الذي يقدمه اإلقليم تعجز عن تقديمه الدول الكبرى واملتقدمة‪ ،‬إذ إن دولة مثل‬

‫‪٨‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫إيرانيون بال مأوى‬ ‫جمعتهم البلدية في‬ ‫طهران (غيتي)‬

‫إيران ال تستطيع إجراء الفحص الخاص باملرض وحني هاتفت املركز الخاص‬ ‫في طهران أخبروني أن أمامي ‪ 151‬شخصا»‪.‬‬ ‫وفي ‪ 20‬فبراير ‪ 2020‬قررت السلطات في إقليم كردستان‪ ،‬غلق املعابر مع‬ ‫إيران أمام الحركة التجارية والسياحية‪ ،‬في إطار إجراءات ملنع انتقال فيروس‬ ‫كورونا الذي تسبب في وفيات داخل إيران وسمحت السلطات في كردستان‬ ‫بدخول مواطني اإلقليم املوجودين ب��إي��ران شريطة إج��راء فحوصات ويتم‬ ‫وضعهم تحت املراقبة‪.‬‬ ‫ولكردستان أربعة معابر رسمية مع إيران‪ :‬حاج عمران بني أربيل وإيران‪ ،‬وهو‬ ‫من أكبر وأنشط معابر اإلقليم‪ ،‬وباشماخ الذي يربط بني محافظة السليمانية‬ ‫وإيران‪ ،‬وبرويز خان‪ ،‬وهو أيضا معبر يربط محافظة السليمانية مع إيران‪،‬‬ ‫وكرمك في السليمانية للبضائع واملواد الغذائية والزراعية‪.‬‬ ‫وقد تم اإلبقاء على ‪ 3‬معابر حدودية مفتوحة مع إيران لكي يتسنى للمواطنني‬ ‫املوجودين هناك العودة إلى اإلقليم‪ ،‬وأمهلت السلطات سكان اإلقليم حتى‬ ‫تاريخ ‪ 15‬مارس ‪ 2020‬للعودة‪ ،‬على أن تغلق املعابر بشكل نهائي حتى أمام‬ ‫القادمني من سكان اإلقليم في تاريخ ‪ 16‬مارس ‪ 2020‬ولغاية ‪ 1‬أبريل ‪.2020‬‬ ‫مع األخذ في االعتبار االستمرار في الحركة التجارية وفق التعليمات السارية‪.‬‬

‫املواجهة املباشرة‬ ‫في ‪ 3‬مارس‪ ،‬خرج هفال أبو بكر‪ ،‬محافظ السليمانية‪ ،‬مع مدير صحة املحافظة‬ ‫وأعلن عن أول حالة وفاة بسبب فيروس كورونا لرجل دين (إمام مسجد)‬ ‫ّ‬ ‫مسن‪ ،‬وهو مال رشيد أورحمان‪ ،‬عمره ‪ 63‬عاما‪ ،‬وكان قد أقام الصالة إماما‬ ‫قبل أسبوع من وفاته‪ ،‬وكونه يعاني من أمراض في القلب‪ ،‬أضعفت من قدرته‬ ‫على تحمل أعراض كورونا‪ ،‬وفقد حياته بمرضه األول‪ ،‬واإلمام كان قد استقبل‬ ‫في منزله‪ ،‬ضيوفا قدموا من إي��ران‪ ،‬وأصابته العدوى‪ ،‬وعلى أثره تم اتخاذ‬ ‫جملة من اإلجراءات الوقائية في اإلقليم‪.‬‬ ‫ومن هنا بدأت حكاية اإلقليم في املواجهة املباشرة مع القادم من وراء الحدود‪،‬‬ ‫الحدود التي لطاملا كانت تشكل لإلقليم وللكرد قضية معقدة بني الطبيعي‬ ‫وال��واق��ع امل�ف��روض ب�ين شعب تقسمه سياج ومعابر وتسمى وف��ق القوانني‬ ‫الدولية حدودا دولية‪ ،‬بني عوائل يقسمها حواجز ومعابر تبدو بالنسبة لهم‬ ‫محض افتراء من التاريخ‪.‬‬ ‫ورغم ذلك‪ ،‬فإن اإلج��راءات الوقائية بحسب محافظ السليمانية بدأت بالفعل‬

‫‪٩‬‬

‫رغم أن النظام اإليراني أخفى موضوع‬ ‫تفشي الوباء مخافة أن يؤثر على نسبة‬ ‫املشاركة االنتخابية فإنها كانت أضعف نسبة‬ ‫إقبال في تاريخ الجمهورية اإلسالمية‬ ‫عندما ك��ان فيروس كورونا يفتك بالصني‪ ،‬في وق��ت كانت كثير من ال��دول‬ ‫تظن أنهم بمنأى عن هذا الفيروس وبأنه لن يصل إلى حدود بالدهم‪ ،‬ولكن‬ ‫في اإلقليم كانت هناك رؤية أخرى‪ ،‬لعله شعور الكردي بأن أحدا لن يسعفه‬ ‫عندما ي��دق الخطر ب��اب��ه وإغ�ل�اق ال�ب��اب وال�ع��زل سيخنقه اقتصاديا وكيف‬ ‫سيتعامل مع حدوده املختلطة‪ ،‬فبدأوا يتسابقون مع الزمن وليسبقوا انتشار‬ ‫كورونا بخطوات‪ ،‬والكالم لـهفال أبو بكر‪ ،‬محافظ السليمانية‪ ،‬خالل حوار‬ ‫أجرته معه «املجلة»‪.‬‬ ‫ويقول أبو بكر‪« :‬اإلجراءات الوقائية بدأت منذ بداية هذا العام‪ ،‬وبحكم العالقات‬ ‫االقتصادية والتجارية التي تربط اإلقليم وال�ص�ين‪ ،‬وحركة املالحة الجوية‬ ‫النشطة مع الصني‪ ،‬فهناك أعداد كبيرة من الصينيني يعملون في القطاعات‬ ‫املختلفة في السليمانية وباقي محافظات اإلقليم‪ ،‬كما أن هناك عددا كبيرا‬ ‫من التجار الذين يقصدون الصني بهدف التجارة‪ ،‬كل هذا جعلنا حريصني‬ ‫على مراقبة ومتابعة تفاصيل األخبار القادمة من هناك‪ ،‬وأيقنا أن دائرة خطر‬ ‫تحد حقيقي ملنع الوباء‬ ‫تفشي الوباء لن يقتصر على الصني وسنكون أمام ٍ‬ ‫من الوصول إلينا»‪.‬‬ ‫ويضيف‪« :‬حاولنا أن نستبق ذلك بتوفير جميع املستلزمات الطبية من أجهزة‬ ‫ومواد فحص الفيروس‪ ،‬ففي ‪ 5‬فبراير‪ ،‬تم الحجر الصحي لكل القادمني من‬ ‫الصني في مطار السليمانية الدولي‪ ،‬وقبلها أعلن عن حظر دخول املسافرين‬ ‫القادمني من الصني إلى اإلقليم‪ ،‬ومنع دخول األجانب الذين زاروا الصني خالل‬ ‫الفترة من ‪ 14‬يناير (ك��ان��ون الثاني) امل��اض��ي‪ ،‬عبر املنافذ الحدودية إلقليم‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫كردستان‪ ،‬وفي نفس الوقت وعن طريق مديرية األمن العام واألجهزة الصحية‬ ‫قمنا بفحص وإجراء اختبار فحص الفيروس لكل الصينيني داخل محافظة‬ ‫السليمانية من الذين يعملون ويعيشون في حدود املحافظة وبعد ‪ 14‬يوما‬ ‫بالفعل تبني أن أيا ممن أخضعناهم للحجر الصحي ال يحملون الفيروس‬ ‫ونتائج الفحص كانت سلبية»‪.‬‬ ‫واستدرك أبو بكر‪« :‬لكن التحدي األكبر كان مع تفشي الوباء في إيران وما‬ ‫سيشكله من خطر على اإلقليم‪ ،‬ففي ‪ 20‬فبراير قررت وزارة الداخلية في‬ ‫إقليم كردستان غلق املعابر مع الجمهورية اإلسالمية اإليرانية ومنع حامل‬ ‫الجواز اإلي��ران��ي من دخ��ول اإلقليم واستقبال حاملي الجواز العراقي‪ ،‬بعد‬ ‫فحصهم وإخضاعهم للحجر الصحي ملدة ‪ 14‬يوما»‪ ،‬مضيفا‪« :‬رغم أعداد‬ ‫العائدين إلى اإلقليم فقد أخضعنا كل هؤالء إلى الحجر الصحي‪ ،‬ليلة ‪20‬‬ ‫و‪ 21‬فبراير‪ ،‬وهو ما مثل لنا التحدي األكبر على اإلطالق في كيفية استيعاب‬ ‫كل العائدين بأماكن خاصة لحجرهم صحيا‪ ،‬األعداد كانت باآلالف ودخلت‬ ‫املديريات ذات الصلة أي الجوازات وحرس الحدود والطواقم الصحية واألمن‬ ‫العام والنقل وامل��واص�لات في حالة استنفار‪ ،‬ك��ان علينا أن نقنع اآلالف أن‬

‫الحجر الصحي هو ملصلحتهم وال يعني أننا نسجنهم‪ ،‬إضافة إلى ذلك كانت‬ ‫أمامنا مهمة أخرى وهي إقناع أصحاب الفنادق واملنتجعات السياحية في‬ ‫السماح باستخدام فنادقهم كحجر صحي آلالف العائدين‪ ،‬كما كنا بحاجة‬ ‫إل��ى مئات وسائل النقل املناسبة لنقل ه��ؤالء‪ ،‬خاصة أن الفيروس ينتشر‬ ‫بسرعة‪ ،‬وكان علينا أن نراعي املعايير الصحية في نقل العائدين على اعتبار‬ ‫أنهم يمكن أن يكونوا حاملني للفيروس‪ ،‬وبعد أسبوع تم فحص اآلالف من‬ ‫العائدين تبني أن لدينا ‪ 70‬حالة إصابة في السليمانية ‪ 69‬حالة عن طريق‬ ‫فحصهم من قبل كوادرنا الصحية‪ ،‬فقط حالة واحدة كانت لعائد من إيطاليا‬ ‫هو نفسه راج��ع املركز الصحي وطالب ب��إج��راء فحص للفيروس وبالفعل‬ ‫ظهرت النتائج إيجابية»‪.‬‬ ‫ويؤكد الحاكم املحلي أن «غالبية حاالت اإلصابة في السليمانية تم الكشف‬ ‫عنها من قبل الكوادر الطبية من خالل الفحص الذي أجري آلالف الناس‪ ،‬كما‬ ‫أنه خالل املدة السابقة تأكد لدينا أن الفيروس دخيل وليس محليا وأن الحاالت‬ ‫تنقسم إلى ثالثة أقسام رئيسية‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫القسم األول هم العائدون من إيران‪.‬‬ ‫والقسم الثاني هم العائدون من الدول األوروبية‪.‬‬ ‫والقسم الثالث من اإلصابات هي ألناس مالمسني للقسمني األول والثاني»‪.‬‬

‫محافظ السليمانية‪ :‬اإلجراءات الوقائية‬ ‫بدأت بالفعل عندما كان فيروس‬ ‫كورونا يفتك بالصني‪ ،‬في وقت كانت‬ ‫تظن دول كثيرة أنها بمنأى عن هذا‬ ‫الفيروس وأنه لن يصل إلى حدودها‪،‬‬ ‫وما دامت هناك حاالت إصابة في العالم‬ ‫فسوف نستمر بإجراءاتنا في اإلقليم‬

‫حظر التجول في‬ ‫السليمانية‬

‫محافظ السليمانية‬ ‫هفال أبو بكر‬

‫‪١٠‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫مستشفى خاص ملكافحة‬ ‫كورونا من قبل متبرعني‬ ‫في السليمانية‬

‫ويشير قائال‪« :‬حاليا في السليمانية بقي لدينا ‪ 3‬مراكز حجر صحي بعد أن‬ ‫كان ‪ 18‬مركزا قد استوعبوا اآلالف املشتبه في حملهم الفيروس من العائدين‬ ‫ومن مالمسيهم‪ ،‬وسوف نبقي خالل اليومني املقبلني على مركز واحد‪ ،‬وقد‬ ‫تم اختبار كل من ذكرناهم وحتى الذين دخلوا عن طريق التهريب إلى اإلقليم‬ ‫أو بطرق غير شرعية»‪.‬‬

‫بانوراما الحرب الوقائية‬ ‫أجمع املسؤولون في إقليم كردستان حول مبدأ أن الصراع مع كورونا أمر‬ ‫ال مفر منه‪ ،‬حتى إن لم يكن وشيكا‪ ،‬فكانت من أوائل الحكومات التي أعلنت‬ ‫الحرب الوقائية ضد هذا الفيروس من خالل عدة إجراءات وقرارات‪.‬‬ ‫ منع دخول املسافرين األجانب إلقليم كردستان عبر املنافذ الحدودية ممن‬‫زاروا جمهورية الصني الشعبية من تاريخ ‪ 14‬يناير (كانون الثاني)‪.‬‬ ‫ إغالق املنافذ الحدودية مع العراق منذ ‪ 20‬فبراير املاضي‪.‬‬‫ منع دخول اإليرانيني إلى اإلقليم من ‪ 20‬فبراير املاضي‪.‬‬‫ منع دخول املسافرين األجانب إلقليم كردستان عبر املنافذ الحدودية ممن‬‫زاروا جمهورية إيران اإلسالمية من تاريخ ‪ 25‬فبراير‪.‬‬ ‫ تعطيل املدارس ورياض األطفال الحكومية وغير الحكومية منذ ‪ 26‬فبراير‬‫املاضي‪.‬‬ ‫ تعطيل الدراسة في الجامعات واملعاهد منذ ‪ 29‬فبراير املاضي‪.‬‬‫ إيقاف الدوام الرسمي في دوائر ومؤسسات الحكومة منذ ‪ 29‬فبراير املاضي‪.‬‬‫ إيقاف جميع املراسم والشعائر والفعاليات الدينية في املساجد والكنائس‬‫واملعابد بما في ذلك خطب الجمعة في الجوامع بجميع أرجاء إقليم كردستان‬ ‫ومنع إقامة مآتم العزاء منذ ‪ 4‬مارس املاضي‪.‬‬ ‫ إيقاف خطوط النقل العام بني املدن (باص ‪ -‬ميني باص) وفي داخل املدن‬‫منذ ‪ 13‬مارس املاضي‪.‬‬ ‫ فرض حظر التجول في محافظتي أربيل والسليمانية منذ ‪ 13‬مارس املاضي‪.‬‬‫ إي�ق��اف تنقل امل��واط�ن�ين ب�ين محافظات اإلق�ل�ي��م‪ ،‬باستثناء ال�ف��رق الصحية‬‫والدبلوماسيني واملنظمات التابعة لألمم املتحدة والقوى األمنية والتجار وأي‬ ‫حالة استثنائية‪ ،‬منذ ‪ 14‬مارس‪.‬‬ ‫ إيقاف الرحالت الجوية من مطاري أربيل والسليمانية الدوليني مع مطاري‬‫بغداد والبصرة منذ ‪ 14‬مارس املاضي‪.‬‬ ‫‪ -‬إيقاف التنقل بني إقليم كردستان وبقية مدن العراق منذ ‪ 14‬مارس املاضي‪.‬‬

‫‪١١‬‬

‫األدوية والعالجات التي يجب أن‬ ‫تعطى للمصابني والتي حصلت عليها‬ ‫إيران من املنظمات الدولية تباع‬ ‫للمواطنني بأسعار مرتفعة‬ ‫ منع التنقل ً‬‫سيرا على األقدام باستثناء ما يتعلق بتوفير االحتياجات اليومية‬ ‫والحاالت املرضية‪ ،‬وستتم معاقبة كل من ال يلتزم بذلك‪.‬‬ ‫ البدء باستخدام تقنية (فيديو كونفرانس) في اجتماعات الحكومة في ‪17‬‬‫مارس املاضي‪.‬‬ ‫‪ -‎‬وفي نهاية مارس تم اإلعالن عن مشروع فاست كير «‪ »Fast - Care‬لعالج‬ ‫ً‬ ‫املرضى في البيت مجانا من خالل ثالثني فريقا طبيا يتواجدون في كل من‬ ‫محافظات أربيل‪ ،‬والسليمانية‪ ،‬ودهوك‪ ،‬وحلبجة‪ ،‬وإدارة كرميان‪ ،‬ورابرين‪،‬‬ ‫ً‬ ‫لعالج املريض في البيت مجانا‪ ،‬وسيقوم كل فريق فاست كير «‪»Fast - Care‬‬ ‫بزيارة مرضى السرطان واألم��راض املزمنة والحوامل وغيرها من الحاالت‬ ‫املرضية والطبية والتي ال تحتاج لزيارة املستشفى‪.‬‬

‫!لكن إيران؟‬ ‫لكن الرئيس اإليراني حسن روحاني صرح قبل أيام أن فيروس كورونا الذي‬ ‫ً‬ ‫معتبرا أنه قد يبقى سنة‬ ‫اجتاح العالم لن يتراجع بعد أسبوع أو عشرة أيام‪،‬‬ ‫أو سنتني‪.‬‬ ‫سؤال وجهناه إلى محافظ السليمانية قبل أن نختم حوارنا معه‪ :‬ماذا أنتم‬ ‫فاعلون؟ وإلى أي مدى أنتم صادقون مع مواطني اإلقليم؟‬ ‫يؤكد بشكل قطعي قائال‪« :‬ليس فقط في إيران‪ ،‬ما دامت هناك حاالت إصابة‬ ‫في العالم فسوف نستمر بإجراءاتنا في اإلقليم‪ ،‬الوباء بدأ من شخص واحد‬ ‫في الصني وانتشر في كل العالم‪ ...‬هذه قناعتنا سنستمر على نفس الوتيرة‪،‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫وعلينا أن ننتقل إلى مراحل أخرى في حربنا الوقائية‪ ،‬وهنا نعتمد على الفرد عائدون من إيران‬

‫والوقاية الذاتية واألسرية ليصبح بالنسبة لنا أسلوب حياة من اآلن فصاعدا‬ ‫وملستقبل بعيد‪ ...‬على الناس أن يتجنبوا االختالط وأن يلتزموا بالتعليمات‬ ‫الوقائية‪ ،‬يجب االبتعاد عن التجمعات‪ ...‬هذا يستمر لزمن طويل حتى نطمئن‬ ‫بشكل كامل»‪ ،‬منوها‪« :‬كنا شفافني من أول يوم مع املواطنني‪ ،‬منذ ‪ 5‬فبراير‬ ‫حتى هذه اللحظة لم نخف أي معلومة عن الناس كنا شفافني مائة في املائة‬ ‫وتعاملنا مع الوباء‪ ،‬أنا كنت أول شخص خرجت مع مدير صحة السليمانية‪،‬‬ ‫قلنا نعم هناك حالة إصابة بالسليمانية‪ ،‬وأعلنا عن أول حالة وفاة‪ ،‬وأعلنا‬ ‫لشعبنا عن واقعنا الصحي‪ ،‬ما هو متوفر من أجهزة ومستلزمات الحرب‬ ‫ضد هذا الفيروس وما نحن عاجزون عن تأمينه‪ ،‬طلبنا صراحة أن يكون‬ ‫املواطنون عونا لنا في حربنا هذه لنكون عونا لهم»‪.‬‬ ‫بالتأكيد املهمة على السلطات في اإلقليم لن تكون سهلة‪ ،‬خاصة أن العراق‬ ‫بات يتصدر حاالت الوفيات‪ّ ..‬‬ ‫عداد «كورونا» في تصاعد‪ ،‬مما يجعله ثاني بلد‬ ‫من حيث عدد الوفيات املرتبطة بـ‪ 19-COVID‬في منطقة شرق البحر األبيض‬ ‫املتوسط بعد إيران‪ .‬وقد توقعت منظمة الصحة العاملية في بيان لها بشأن‬ ‫إصابات ووفيات كورونا في العراق «ارتفاعا ً‬ ‫كبيرا في عدد حاالت اإلصابة‬ ‫باملرض في غضون األيام العشرة القادمة مع زيادة الفحوصات املخبرية»‪.‬‬

‫وانتشرت جائحة فيروس كورونا في العراق ً‬ ‫ابتداء من ‪ 24‬فبراير ‪ 2020‬في‬ ‫مدينة النجف‪ ،‬وأعلنت وزارة الصحة العراقية عن أول حالة إصابة مؤكدة‬ ‫بالفيروس في النجف لطالب دين إيراني الجنسية‪.‬‬ ‫وفيما يلي تسلسل اإلعالن عن حاالت اإلصابة الخاصة بالعائدين من إيران‪،‬‬ ‫واملعلنة رسميا فيما تشير األرق��ام غير الرسمية إل��ى أع��داد تفوق األع��داد‬ ‫املعلنة‪.‬‬ ‫في ‪ 25‬فبراير‪ :‬أعلنت وزارة الصحة عن أربع إصابات بفيروس كورونا في‬ ‫محافظة كركوك ضمن عائلة واحدة قدمت من إيران‪.‬‬ ‫في ‪ 27‬فبراير‪ :‬أعلنت وزارة الصحة تسجيل أول إصابة في العاصمة بغداد‬ ‫لرجل يبلغ من العمر ‪ 42‬سنة كان عائدا من زيارة إلى إيران‪ ،‬وتسجيل إصابة‬ ‫جديدة في كركوك لرجل يبلغ من العمر ‪ 51‬سنة كان عائدا من إيران‪.‬‬

‫في الوقت الذي أوقفت فيه جميع‬ ‫الدول رحالتها إلى الصني فإن الرحالت‬ ‫اإليرانية استمرت من وإلى الصني‬

‫إيرانيون يصطفون‬ ‫للحصول على مستلزمات‬ ‫الحماية من فيروس‬ ‫كورونا املستجد‪ .‬طهران‬ ‫(غيتي)‬

‫د‪ .‬عالء الدین توران عضو‬ ‫اللجنة‌ الخارجیة‌ للمجلس‬ ‫الوطنی للمقاومة‬

‫‪١٢‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫طواقم اإلطفاء تقوم بأعمال‬ ‫التطهير في شارع مكتظ‬ ‫في طهران (غيتي)‬

‫حاالت جديدة مؤكدة بفيروس‬ ‫‪ 1‬مارس‪ :‬أعلنت وزارة الصحة عن اكتشاف ‪6‬‬ ‫ٍ‬ ‫كورونا اثنان منهم في بغداد (واحدة في جانب الرصافة والثانية في جانب‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا‪.‬‬ ‫الكرخ) و‪ 4‬حاالت في محافظة السليمانية وجميعهم كانوا في إيران‬ ‫حاالت جديدة مؤكدة بفيروس كورونا‬ ‫‪ 3‬مارس‪ :‬أعلنت وزارة الصحة عن ‪5‬‬ ‫ٍ‬ ‫املستجد‪ ،‬واحدة في بغداد‪ ،‬وواحدة في محافظة كربالء‪ ،‬وواحدة في محافظة‬ ‫النجف‪ ،‬واثنتان في محافظة واسط (من سكان قضاء الصويرة ع��ادوا من‬ ‫إيران)‪.‬‬ ‫‪ 5‬م��ارس‪ :‬أعلنت وزارة الصحة تسجيل ‪ 3‬إصابات جديدة اثنتان منها في‬ ‫كركوك وثالثة في واس��ط لرجل من أهالي جصان يعمل سائقا في املنفذ‬ ‫الحدودي مع إيران‪.‬‬ ‫‪ 7‬مارس‪ :‬أعلنت وزارة الصحة تسجيل ‪ 8‬إصابات مؤكدة بفيروس كورونا ‪7‬‬ ‫منها في بغداد (‪ 6‬في الرصافة وواحدة في الكرخ) وواحدة في النجف ألنثى‬ ‫عمرها ‪ 32‬سنة من مدينة الكوفة‪-‬علوة الفحل‪ ،‬عائده من إيران‪ .‬وأعلنت صحة‬ ‫اإلقليم تسجيل إصابة في أربيل ألنثى عمرها ‪ 49‬سنة عائده من إيران‪.‬‬ ‫‪ 8‬مارس‪ :‬أعلنت صحة ميسان تسجيل حالة وفاة بسبب كورونا ملصاب عمره‬ ‫‪ 35‬سنة بعد وصوله إلى طوارئ مستشفى «الشهيد الصدر التعليمي»‪ ،‬حيث‬ ‫كان بحالة حرجة جدا‪ .‬وكان املصاب قد عاد من إيران عن طريق مطار بغداد‬ ‫الدولي‪ ،‬ودخل البالد يوم ‪ 27‬فبراير‪ ،‬وفي ذي قار لرجل يبلغ من العمر ‪62‬‬ ‫عاما من سكان قضاء الشطرة عائد من إيران وأعلنت صحة اإلقليم تسجيل‬ ‫ثالث حاالت إصابة؛ واحدة في أربيل المرأة عمرها ‪ 52‬سنة وهي شقيقة املرأة‬ ‫التي تم تشخيص إصابتها في أربيل والتي كانت قد عادت من إيران‪ ،‬واثنان‬ ‫في السليمانية لرجلني أحدهما يبلغ من العمر ‪ً 53‬‬ ‫عاما وهو عائد من إيران‪.‬‬ ‫‪ 9‬مارس‪ :‬صحة البصرة تعلن تسجيل أول وفاة بسبب كورونا لرجل عمره‬ ‫‪ 75‬سنة عائد من إيران‪.‬‬ ‫‪ 11‬م��ارس‪ :‬أعلنت صحة النجف تسجيل إصابة أح��د أف��راد عائلة القنصل‬ ‫اإليراني في محافظة النجف وأكد القنصل مغادرته مع عائلته إلى إيران في‬ ‫الساعات القادمة لتلقي العالج‪.‬‬ ‫‪ 12‬مارس‪ :‬أعلنت وزارة الصحة تسجيل ‪ 6‬إصابات جديدة بفيروس كورونا‬ ‫‪ 5‬منها في بغداد (واحدة في جانب الرصافة المرأة عمرها ‪ 45‬سنة‪ ،‬و‪ 4‬في‬

‫‪١٣‬‬

‫النظام اإليراني قام بإرسال ما تمنحه‬ ‫له منظمة الصحة العاملية من مستلزمات‬ ‫وأجهزة وأدوية ملنع تفشي الفيروس‬ ‫إلى ميليشياتها في العراق وسوريا‬ ‫ولبنان وتحرم املواطن اإليراني منها‬ ‫مستشفى مدينة الطب) وسادسة في محافظة النجف‪.‬‬ ‫‪ 13‬م��ارس‪ :‬أعلنت وزارة الصحة تسجيل ‪ 10‬إصابات جديدة‪ 5 ،‬منها في‬ ‫بغداد (‪ 3‬في جانب الرصافة وواحدة في مستشفى مدينة الطب وواحدة في‬ ‫عاما كان ً‬ ‫جانب الكرخ لرجل يبلغ من العمر ‪ً 39‬‬ ‫عائدا من إيران) واثنتان في‬ ‫محافظة واس��ط لرجل وزوجته كانا عائدين من إي��ران‪ ،‬وإصابة واح��دة في‬ ‫محافظة بابل المرأة تبلغ من العمر ‪ 69‬سنة من قضاء املسيب‪ ،‬وواحدة في‬ ‫محافظة النجف لرجل يبلغ من العمر ‪ 71‬سنة‬ ‫محافظة كربالء‪ ،‬وواحدة في ً‬ ‫كان عائدا من إيران ثم توفي الحقا‪.‬‬ ‫‪ 14‬مارس‪ :‬أعلنت صحة واسط تسجيل أول حالة وفاة في املحافظة لرجل من‬ ‫أهالي ناحية شيخ سعد كان عائدا من إيران‪ .‬وأعلنت صحة الرصافة تسجيل‬ ‫إصابتني جديدتني بفيروس كورونا المرأتني‪ ،‬األولى كان لها تاريخ مالمسة‬ ‫مع شقيقة لها وافدة من إيران والثانية تبلغ من العمر ‪ 72‬عاما عائدة من إيران‬ ‫منذ أسبوعني‪ .‬وأعلنت وزارة الصحة تسجيل ‪ 5‬حاالت بينها واحدة في كربالء‬ ‫لرجل عمره ‪ 70‬سنة عائد من إيران‪.‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫‪ 15‬مارس‪ :‬أعلنت صحة الرصافة تسجيل إصابة جديدة لفتى عمره ‪ 15‬عاما‬ ‫عائد من إيران وأعلنت صحة البصرة تسجيل إصابة ثالثة في املحافظة لرجل‬ ‫عمره ‪ 37‬سنة عائد من إيران‪ .‬وأعلنت صحة الديوانية تسجيل أول إصابة في‬ ‫املحافظة لرجل عائد من إيران‪ ،‬وواحدة في الديوانية المرأة عائدة من إيران‪،‬‬ ‫واثنان في النجف لرجل عمره ‪ 54‬سنة عائد من إيران والثانية المرأة عمرها‬ ‫‪ 37‬سنة كانت مالصقة لقريبتها املصابة العائدة من إيران‪.‬‬ ‫‪ 17‬مارس‪ :‬أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل ‪ 21‬إصابة بفيروس كورونا‪3 ،‬‬ ‫منها في محافظة ُكربالء (األولى المرأة في العقد السبعني من العمر كانت‬ ‫عائدة من إيران واألخريات لنساء تجمعهم صلة قرابة بمصابة‪.‬‬ ‫‪ 19‬مارس‪ :‬أعلن محافظ البصرة تسجيل حالة وفاة ثالثة المرأة عمرها ‪46‬‬ ‫سنة عائده من إيران بسبب فيروس كورونا‪.‬‬ ‫‪ 21‬مارس‪ :‬أعلنت صحة اإلقليم تسجيل ‪ 7‬إصابات ‪ 4‬منهم ملصابني سبق‬ ‫لهم أن زاروا إيران ودول أوروبية‪.‬‬ ‫وبالتأكيد ما أعلن بعد ذلك من إصابات بالفيروس كان ملالمسني لعائدين‬ ‫من إي��ران أو من ال��زوار اإليرانيني للنجف وك��رب�لاء‪ ،‬فرغم إع�لان السلطات‬ ‫العراقية أنها أغلقت جميع املعابر البرية مع إي��ران وأوقفت رحالت الطيران‬ ‫ب�ين البلدين‪ ،‬خوفا م��ن تفشي ف��ي��روس «ك��ورون��ا»‪ ،‬ولكن بيانات الرحالت‬ ‫حتى منتصف شهر مارس كانت تظهر أن بعض الرحالت الجوية بني إيران‬ ‫والعراق متواصلة‪.‬‬ ‫ويعيش نحو ‪ 500‬ألف عراقي في إيران‪ ،‬وعاد عشرات آالف منهم منذ تفشي‬ ‫الفيروس‪ ،‬وهم طالب جامعيون ورجال أعمال وعمال بناء وأساتذة‪ ،‬وقد عاش‬ ‫كثيرون منهم في إيران لسنوات‪.‬‬ ‫إذن إيران صدرت كورونا إلى جميع دول املنطقة وهي بحسب املنظمات الدولية‬ ‫بؤرة الوباء في الشرق األوسط فلماذا أخفت الوباء‪.‬‬

‫إيران أخفت‬ ‫جهانغير عبد اللهي‪ ،‬رئيس منظمة حقوق كردستان إيران‪ ،‬قال لـ«املجلة»‪،‬‬ ‫إن «النظام اإليراني أخفى تفشي الفيروس‪ ،‬بل أنكر وجود أي حاالت إصابة‪،‬‬ ‫واستمر اإلنكار ألكثر من شهر‪ ،‬وقبل يومني فقط من االنتخابات البرملانية‬ ‫في إيران والتي جرت ‪ 21‬فبراير‪ ،‬أعلن النظام عن بعض اإلصابات بفيروس‬ ‫كورونا في مدينة قم‪ ،‬لكن األمر اختلف ً‬ ‫تماما بعد يوم واحد من االنتخابات‪،‬‬ ‫حيث أخذ عداد اإلصابات بكورونا في تصاعد بشكل مخيف»‪ ،‬مشيرا إلى أنه‬ ‫«خالل فترة اإلنكار تلك كانت هناك عدة مناسبات في إيران من االنتخابات‬ ‫إلى مراسم تشييع الجنود اإليرانيني الذين قتلوا في القصف األميركي‪ ،‬هذه‬ ‫التجمعات كلها ساهمت في تفشي الوباء بشكل لم تتمكن من السيطرة عليه‪،‬‬ ‫في ظل إنكار الحكومة لوجود حاالت إصابة بكورونا في إيران»‪ ،‬مشيرا إلى‬ ‫أنه «رغم أن النظام أخفى موضوع تفشي الوباء مخافة أن يؤثر على نسبة‬ ‫املشاركة إال أنها كانت أضعف نسبة إقبال في تاريخ الجمهورية اإلسالمية‪،‬‬ ‫بنسبة مشاركة ‪ 42.6‬في املائة»‪.‬‬

‫ويضيف عبد اللهي‪« :‬الحرس الثوري اإليراني ومؤسساته االقتصادية هي‬ ‫املتحكمة ف��ي الحقيقة ف��ي القضايا االقتصادية والتحايل على العقوبات‬ ‫األميركية‪ ،‬ففي الوقت الذي أوقفت فيه جميع الدول رحالتها إلى الصني فإن‬ ‫الرحالت اإليرانية استمرت من وإلى الصني وهذا يعكس مدى استهتار نظام‬ ‫الباسداران بأرواح اإليرانيني»‪ ،‬الفتا‪« :‬بعد االنتخابات اعترفت الحكومة بوجود‬ ‫عدد كبير من اإلصابات‪ ،‬إال أنه حسب املعلومات واإلحصاءات غير الرسمية‬ ‫أفادت بأن األعداد أضعاف مضاعفة»‪.‬‬ ‫ويشير قائال‪« :‬األعداد كبيرة بمناطق الشعوب األخرى في إيران‪ ،‬فمثال ما‬ ‫وصلنا أن أعدادا كبيرة من املواطنني أصيبوا بالوباء في أرومية‪ ،‬وسردشت‪،‬‬ ‫في كردستان إيران‪ ،‬وكذلك في بانة وسقز‪ ...‬الوضع مخيف‪ ،‬وهذا ما جعل‬ ‫السجناء يعتصمون وي��ف��رون م��ن السجن ف��ي س��ق��ز‪ ،‬ه��ن��اك ح���االت كبيرة‬ ‫ممن فارقوا حياتهم في أوضاع مأساوية في سنندج‪ ،‬وكرمنشاه‪ ،‬وإيالم‪،‬‬ ‫ولرستان‪ ،‬النظام لحد اآلن لم يكشف عن إحصائيات دقيقية هناك‪ ،‬حتى‬ ‫مركز حقوق إنسان كردستان واملراكز الحقوقية األخرى واملنظمات املدنية‪،‬‬ ‫فمن الصعوبة أن تحصل على أعداد دقيقة لإلصابات‪ ،‬وما يصلنا لحد اآلن‬ ‫أعداد تقريبية»‪.‬‬ ‫ويلفت إل��ى أن «األج��ه��زة التي وصلت إلي��ران الخاصة بعالج املصابني هي‬ ‫تباع في األس��واق من قبل قوات الباسداران كما أن األدوي��ة والعالجات التي‬ ‫يجب أن تعطى للمصابني والتي حصلت عليها من املنظمات الدولية تباع‬ ‫للمواطنني بأسعار مرتفعة‪ ،‬كما أن النظام اإليراني قام بإرسال ما تمنحه لها‬ ‫منظمة الصحة العاملية من مستلزمات وأجهزة وأدوية ملنع تفشي الفيروس‬ ‫إلى ميليشياتها في العراق وسوريا ولبنان وتحرم املواطن اإليراني منها»‪.‬‬

‫احملكومون بالسجن ألكثر من خمس‬ ‫سنوات ال يزالون يرزحون في السجون‬ ‫أصيب‬ ‫ومهددون باإلصابة بالفيروس بل ً‬ ‫البعض منهم فعال‬

‫بختيار نوري عند‬ ‫املعبر الحدودي‬

‫الكاتب والباحث في الشأن‬ ‫اإليراني يوسف عزيزي‬

‫‪14‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫النظام اإليراني يرفض تسليم جثث‬ ‫ضحايا كورونا لذويهم إال بعد توقيعهم‬ ‫على أوراق تثبت أنهم ماتوا بسيب‬ ‫أزمات قلبية وخالفه‬

‫أطنان املعدات الطبية‬ ‫من منظمة الصحة‬ ‫العاملية في مطار آل‬ ‫مكتوم الدولي في دبي‪،‬‬ ‫يتم تجهيزها لشحنها‬ ‫إلى إيران (غيتي)‬

‫ويؤكد جهانغير أن هنالك اآلالف من املواطنني يئنون تحت أوجاعهم دون‬ ‫أن يسمح لهم باملعالجة في املراكز الصحية‪ ،‬بل يتركون ملصيرهم دون أن‬ ‫يحصلوا على أي نوع من املسكنات والعالجات‪ ،‬حتى إن السلطات ال تجري‬ ‫لهم الفحوصات وتطلب منهم أن يبقوا في منازلهم»‪.‬‬ ‫ويختم حديثه معنا قائال‪« :‬إي��ران هي ثاني أكبر ب��ؤرة تفش للفيروس بعد‬ ‫الصني منشأ الفيروس‪ ،‬لكن نسبة الوفيات بالنسبة لعدد املصابني تجعل بؤرة‬ ‫ً‬ ‫إيران أكثر فتكا من الصني‪ ،‬وأكثر خطرا على دول الجوار»‪.‬‬ ‫وكان وزير الصحة اإليراني السابق حسن قاضي زاده هاشمي قد نشر يوم‬ ‫‪ 22‬مارس‪ ،‬على صفحته في «إنستغرام» أنه نقل إلى املسؤولني اإليرانيني‪،‬‬ ‫بمن فيهم الرئيس اإليراني‪ ،‬حسن روحاني‪ ،‬أواخر ديسمبر (كانون األول)‬ ‫املاضي‪ ،‬مخاوفه وتحذيراته بخصوص تفشي فيروس كورونا في إيران‪.‬‬ ‫وقال قاضي زاده هاشمي‪ ،‬في منشوره على «إنستغرام»‪ ،‬مخاطبا الشعب‬ ‫ً‬ ‫اإليراني‪ ،‬إن ً‬ ‫«عددا منكم أكدوا على أن ال أتردد في مساعدة الحكومة»‪ ،‬مضيفا‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫تعلمت‪ ،‬نظرا للحساسية املوجودة‪ ،‬أن أقدم نصيحة سرية بصمت‪ ،‬فهي‬ ‫«لقد‬ ‫أكثر ً‬ ‫تأثيرا‪ ،‬بدال من كتابة الرسائل املفتوحة ووجهات النظر العلنية والعامة‬ ‫التي من شأنها أن تضاعف مخاوف أبناء وطني»‪.‬‬ ‫وأوضح أنه أبلغ ‪ -‬منذ أواخر ديسمبر (كانون األول) املاضي ‪ -‬مسؤولني رفيعي‬ ‫املستوى في البالد‪ ،‬بمن فيهم رئيس الجمهورية ووزير الصحة‪ ،‬بمخاوفه‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫أعلنت‬ ‫«وكذلك أبديت وجهة نظري واقتراحاتي بهذا الشأن»‪ ،‬مردفا‪« :‬إنني‬ ‫ً‬ ‫عن استعدادي التام للتعاون والخدمة بهذا الخصوص»‪ ،‬الفتا إلى أن معظم‬ ‫محاوالته مرت «دون جدوى» حتى اآلن‪.‬‬ ‫كما أن قناة «إيران إنترناشيونال»‪ ،‬كانت أعلنت أنها حصلت على مجموعة‬ ‫من األدلة والوثائق التي تكشف أن مسؤولي النظام اإليراني كانوا على علم‬ ‫ً‬ ‫تقريبا‪ ،‬على‬ ‫بتفشي فيروس كورونا في إي��ران منذ يوم ‪ 21‬يناير املاضي‬ ‫عكس ما زعمه الرئيس اإليراني‪ ،‬حسن روحاني‪ ،‬من أن تسجيل أول حالة‬ ‫إصابة بفيروس كورونا كانت يوم ‪ 19‬فبراير املاضي‪.‬‬

‫هلوسات‬ ‫وبحسب ناشطني‪ ،‬ف��إن النظام اإلي��ران��ي يرفض تسليم جثث قتلى كورونا‬ ‫لذويهم إال بعد توقيعهم على أوراق تثبت أنهم م��ات��وا بسيب أزم��ات قلبية‬ ‫وخالفه‪ ،‬فيما أفاد آخرون بأن النظام يتخلص من آالف الجثث بشكل غير‬ ‫إنساني وسط تعتيم إعالمي وتهديد للطاقم الطبي بعدم التصريح عن عدد‬ ‫ضحايا كورونا الحقيقي في إيران‪.‬‬ ‫كما سلطوا ال�ض��وء على ال�ب��دع الدينية ف��ي تعامل النظام م��ع ال��وب��اء‪ ،‬ومنها‬ ‫تصريحات رجل دين إيراني متشدد‪ ،‬أكد أن ظهور فيروس كورونا املستجد‬ ‫هو مقدمة لظهور املهدي املنتظر‪.‬‬ ‫وأض��اف علي رض��ا بناهيان‪ ،‬املقرب من املرشد األعلى علي خامنئي‪ ،‬في‬ ‫تصريحات لوكالة أنباء «تسنيم» اإليرانية‪« :‬وفق الروايات فإن ظهور األمراض‬

‫‪15‬‬

‫واألوبئة ومنها كورونا هو مقدمة لظهور اإلمام املهدي»‪ ،‬ودعا اإليرانيني إلى‬ ‫نشر الفيروس بني الناس‪ ،‬ألن ذلك سيعجل بظهور املهدي‪ ،‬على حد تعبيره‪.‬‬ ‫كما طالب بناهيان الشيعة بمواصلة ال��دع��اء والتضرع لظهور امل�ه��دي قبل‬ ‫حلول شهر رمضان‪.‬‬ ‫أما خامنئي نفسه فقد دعا اإليرانيني إلى الحفاظ على تزايد عدد السكان‬ ‫ملواجهة استمرار تفشي فيروس ك��ورون��ا‪ ،‬وف��ي حديث آخ��ر له ق��ال‪« :‬يجب‬ ‫أن ال نستغرب من أعدائنا‪ ،‬ألن لدينا أعداء من الجن واإلن��س‪ ،‬وهناك تعاون‬ ‫استخباراتي فيما بينهم»!‬ ‫أما رجل الدين اإليراني ولي الله نقي بور‪ ،‬وعلى القناة الثالثة اإليرانية‪ ،‬فقد‬ ‫قال‪ :‬إسرائيل تحاول عبر «الجن» اختراق إيران وحزب الله وحماس‪ ..‬واليهود‬ ‫لديهم اليد العليا في الجن والسحر‪.‬‬

‫كورونا في املعتقالت‪ ...‬الخطر على الكرد والعرب‬ ‫وبعيدا عن خرافات املرشد ومقربيه وعن سؤال وجهناه إلى الكاتب والباحث‬ ‫ف��ي ال �ش��أن اإلي��ران��ي ي��وس��ف ع��زي��زي‪ ،‬ع��ن امل�ش�ه��د ال�س�ي��اس��ي اإلي��ران��ي في‬ ‫تعاطيه مع وب��اء كورونا‪ ،‬فقال لـ«املجلة‪« :‬إن بعض ن��واب البرملان والعاملني‬ ‫في املستشفيات يرون أن األرقام أكبر مما يعلن رسميا‪ ،‬إذ تقول املعارضة‬ ‫إن املصابني يبلغ عددهم نحو ‪ 60‬ألفا واملوتى أكثر من ‪ 4‬آالف شخص (قبل‬ ‫أسبوع)‪ ،‬والجميع يوجه االتهام للنظام الكهنوتي الذي لم يوقف رحالت طيرانه‬ ‫إلى الصني ملدة شهر بعد تفشي الوباء في ذلك البلد وكذلك رفض النظام حجر‬ ‫مدينة قم التي كانت أول مدينة تصاب بالوباء بسبب وجود رجال دين صينيني‬ ‫يدرسون في جامعة املصطفى العاملية في املدينة‪ ،‬كما أن النظام لم يسمح‬ ‫باإلعالن عن وجود الجائحة في إيران إال يوم ‪ 19‬فبراير (شباط) ‪ 2020‬أي‬ ‫بعد أن نظم مسرحيته االستعراضية أي مظاهرات ما يسمى بالذكرى السنوية‬ ‫للثورة يوم ‪ 11‬فبراير‪ ،‬واالنتخابات البرملانية يوم ‪ 21‬فبراير‪ ،‬وقد شاهدنا‬ ‫املشاركة الضئيلة في تلك املهزلة املوصوفة باالنتخابات»‪.‬‬ ‫ويضيف ع��زي��زي‪« :‬ت��م إغ�ل�اق جميع األض��رح��ة ال�ت��ي ك��ان ال�ع��وام م��ن الناس‬ ‫يعتقدون أنها تشفي املرضى مثل ضريح السيدة معصومة اخت اإلمام الثامن‬ ‫للشيعة في مدينة قم وضريح اإلمام الثامن علي بن موسى الرضا في مدينة‬ ‫مشهد‪ ،‬كما تم تعطيل صلوات الجمعة في جميع املدن اإليرانية منذ أكثر من‬ ‫شهر‪ .‬ويتوقع أن يؤثر ذلك سلبا على معتقدات الناس بهكذا أمور ويساهم‬ ‫في علمنة املجتمع اإليراني بعد االنتهاء من الجائحة‪ .‬ويمكن مقارنة األمر مع‬ ‫ما حدث في القرن الرابع عشر في أوروبا حيث قتل الطاعون نحو ‪ 100‬مليون‬ ‫شخص بما فيهم القساوسة حيث لم تنجد الكنائس لجوء املصابني بالطاعون‬ ‫إليها مما مهد الطريق ملا يوصف بعهد النهضة في القرنني الخامس عشر‬ ‫والسادس عشر امليالديني»‪.‬‬ ‫وح��ول الوضع الصحي في األح��واز يشير عزيزي إلى أن «الوضع الصحي‬ ‫في األح��واز حاله كحال سائر املناطق التي أصفها باملحيط قياسا باملركز‬ ‫الفارسي بل أسوأ‪ ،‬بسبب املركزية الحديدية في البالد ووجود تسهيالت طبية‬ ‫أكثر في العاصمة واملحافظات اإليرانية الوسطى‪ ،‬ولم يسمح الرئيس اإليراني‬ ‫بوضع إقليم األحواز في الحجر الصحي رغم طلب املحافظ املعني من قبله‪،‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫غير أن الناس تصدت بنفسها لعشرات اآلالف من سيارات زوار النوروز الذين رضا املكي‪ ،‬باإلضافة إلى ثالثة جنود من حراس سجن األهواز بالفيروس‬ ‫اتجهوا من طهران وسائر املدن اإليرانية إلى اإلقليم ضاربني بعرض الحائط وقد تم نقل هؤالء الجنود إلى الحجر الصحي في عيادة السجن»‪.‬‬ ‫كل الوصايا الخاصة باملكوث في البيوت ً‬ ‫ردعا لتفشي الجائحة»‪ ،‬مشيرا إلى‬ ‫أن «السلطة نفسها ورغم تحذيرات األطباء لم تراع املقررات الخاصة بمكافحة إيران هو في مركز كارثة إنسانية‬ ‫الجائحة بما فيها التباعد االجتماعي‪ ،‬حيث قامت باستعراض مركبات تحمل‬ ‫ً‬ ‫جنودا وأشخاصا في شوارع األهواز العاصمة بقيادة املحافظ‪ ،‬مما أدى إلى من جهته‪ ،‬كشف الدكتور عالء الدین توران‪ ،‬عضو اللجنة‌ الخارجیة‌ للمجلس‬ ‫خروج بعض الناس ملشاهدة املوكب ملا يسمى مواجهة الحرب الجرثومية‪ ،‬الوطنی للمقاومة اإلیرانیة‪ ،‬لـ«املجلة» عن «أنباء مثيرة للقلق ح��ول إصابة‬ ‫تلبية لهلوسة علي خامنئي ال��ذي ادع��ى أن ف�ي��روس ك��ورون��ا ه��و م��ن صنع السجناء في إيران بفيروس کورونا‪ ،‬حیث تسبب تمرد السجناء في كثير‬ ‫الواليات املتحدة ضد إيران وتم بالتعاون بني الجن واإلنس‪ ،‬مما أثار سخرية من السجون»‪.‬‬ ‫كثير من اإليرانيني بهذه املعتقدات الخرافية»‪.‬‬ ‫ويقول توران‪« :‬إن الوضع الحالي في إيران كارثي للغاية في ظل حكم املاللي‬ ‫ويلفت قائال‪« :‬لو لم يكن الطقس الحار ً‬ ‫لشاهدنا‬ ‫األيام‬ ‫هذه‬ ‫األحواز‬ ‫في‬ ‫نسبيا‬ ‫املتخلفني والرجعيني‪ ،‬والذين يفتقرون إلى القدرة على التعامل مع مثل هذه‬ ‫مناطق‬ ‫مستوى‬ ‫اآلن‬ ‫حتى‬ ‫اإلقليم‬ ‫نسبة أكبر م��ن الوفيات حيث ل��م يصل‬ ‫األزم��ة‪ ،‬وأث��اروا مخاوف بني الشعب اإليراني وجميع املنظمات الدولية‪ ،‬ففي‬ ‫خطيرة ً‬ ‫خالل‬ ‫سمعت‬ ‫وكما‬ ‫وطهران‪،‬‬ ‫وكردستان‬ ‫جدا مثل جيالن ومازندران‬ ‫يناير (كانون الثاني) ‪ ،2020‬تمت إضافة ‪ 200‬مليون دوالر إضافية إلى‬ ‫اتصاالتي هناك ف��إن الناس نفسها هي التي تراعي الشؤون الصحية ولم ميزانية فيلق ال�ق��دس‪ ،‬في حني يدعي النظام ً‬ ‫كذبا أن��ه ال يستطيع معالجة‬ ‫تخرج إل��ى خ��ارج املنازل إال لالضطرار واملستشفى املخصص للمصابني املرضى بسبب العقوبات»‬ ‫أي مستشفى الرازي الذي ليس به أجهزة كافية ملعالجة املرضى ولم تراع به وحول تقييمه للواقع الصحي في إيران قبل كورونا وإلى أي مدى كان يولي‬ ‫ً‬ ‫الشروط الصحية»‪.‬‬ ‫اهتماما بهذا القطاع‪ ،‬يشير توران إلى أن «الوضع الصحي في إيران في‬ ‫النظام‬ ‫تحصل‬ ‫كي‬ ‫السوداء‬ ‫السوق‬ ‫في‬ ‫بيعها‬ ‫يتم‬ ‫املساعدات‬ ‫«بعض‬ ‫ويشير إلى أن‬ ‫مركز كارثة إنسانية‪ ،‬كما أن السجل الصحي والعالجي قبل فيروس كورونا‬ ‫تطالب‬ ‫فلذا‬ ‫وإقليمية‪،‬‬ ‫داخلية‬ ‫خاصة‬ ‫ألغراض‬ ‫تستخدمها‬ ‫نقود‬ ‫الحكومة على‬ ‫في إيران كارثي بسب نقص البنية التحتية الالزمة»‪ ،‬مشيرا إلى أن «إيران دولة‬ ‫ً‬ ‫بل‬ ‫اإليرانية‬ ‫للحكومة‬ ‫مباشرة‬ ‫مساعدة‬ ‫أي‬ ‫تحويل‬ ‫بعدم‬ ‫اإليرانية‬ ‫املعارضة‬ ‫ذات موارد طبيعية وبشرية ضخمة‪ ،‬لكن على مدى ‪ 40‬عاما‪ ،‬يحكم إيران‬ ‫استخدامها»‪،‬‬ ‫كيفية‬ ‫على‬ ‫تشرف‬ ‫دولية‬ ‫هيئة‬ ‫هناك‬ ‫تكون‬ ‫يجب أن‬ ‫نظام ال يفكر إال في الحفاظ على حكمه ونهب ثروات إيران‪ ،‬حيث دمر جميع‬ ‫السياسيني‬ ‫املعتقلني‬ ‫عن‬ ‫�راج‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫اإل‬ ‫تم‬ ‫�ل‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫املعتقلني‬ ‫موضوع‬ ‫يخص‬ ‫وفيما‬ ‫البنية التحتية االقتصادية والثقافية والتاريخية والعلمية والصحية في البالد»‪.‬‬ ‫عزيزي‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫مشروط‪:‬‬ ‫بشكل‬ ‫سراحهم‬ ‫إطالق‬ ‫من‬ ‫أعلن‬ ‫ما‬ ‫ضمن‬ ‫األحوازيني‬ ‫ويضيف‪« :‬من الناحية الصحية والعالجية‪ ،‬يواجه املجتمع اإليراني تحديات‬ ‫«امل�ت�ح��دث باسم السلطة القضائية السيد إسماعيلي يدعي أن السلطات خطيرة للغاية ليس لها حل في هذا النظام‪ ،‬وتعود التحديات بشكل أساسي‬ ‫اإليرانية قامت بإطالق سراح مشروط لنحو خمسني في املائة من السجناء إلى أن نظام الحكم ال يفكر في الناس وصحتهم وال يرغب في دفع تكاليف‬ ‫في إيران أي إنها سمحت لهم بقضاء اإلجازة خارج السجون لفترة محددة باهظة لهذا الغرض»‪.‬‬ ‫لكنه أكد أن ذلك يقتصر على الذين صدرت بحقهم أحكام بالسجن ألقل من ويتابع‪« :‬فیما یتعلق بعجز نظام املاللي عن معالجة‌ هذه األزمة‌ الطبیة‪ ،‬علینا‬ ‫خمس سنوات فقط‪ ،‬وه��ذا معناه أن املحكومني بالسجن ألكثر من خمس أن نعود الی أساس طبيعة هذا النظام وطريقة تفكيره وتناقضه مع علم الطب‬ ‫سنوات ال يزالون‬ ‫يرزحون في السجون ومهددون باإلصابة بالفيروس بل والعلوم الحديثة‪ ،‬ودخ��ول عمالء هذا النظام مثل املعممنی والحرس الثوري‬ ‫ً‬ ‫»‪.‬‬ ‫فعال‬ ‫منهم‬ ‫أصيب البعض‬ ‫في ًإدارة املجتمع‪ ،‬نحن نتذكر كيف أن الخميني‪ ،‬مؤسس هذا النظام‪ ،‬قال‬ ‫السجناء‬ ‫من‬ ‫املائة‬ ‫في‬ ‫‪50‬‬ ‫نحو‬ ‫أن‬ ‫الدولية‬ ‫العفو‬ ‫منظمة‬ ‫أعلنت‬ ‫«لقد‬ ‫ويضيف‪:‬‬ ‫سابقا إن جميع مصائبنا هي من الجامعات‪ ،‬وبهذا النحو‪ ،‬بني بشكل ال‬ ‫السجناء‬ ‫من‬ ‫املائة‬ ‫في‬ ‫‪20‬‬ ‫إن‬ ‫يقول‬ ‫إحصاء‬ ‫لدينا‬ ‫وكذلك‬ ‫الكرد‬ ‫من‬ ‫هم‬ ‫في إيران‬ ‫لبس فيه عن تعارضه ونظامه مع العلم واملعرفة‪ ،‬ونحن اليوم نرى آثار هذه‬ ‫وأساسا‬ ‫�رد‬ ‫�‬ ‫ك‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫�رب‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫السجناء‬ ‫أن‬ ‫معناه‬ ‫�ذا‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫�رب‪،‬‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫�ن‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫�م‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫�ران‬ ‫ف��ي إي�‬ ‫األفكار الرجعية املتخلفة الناجمة عن آيديولوجيا الخميني في كارثة فيروس‬ ‫كورونا‪،‬‬ ‫جائحة‬ ‫بعدوى‬ ‫لإلصابة‬ ‫عرضة‬ ‫األكثر‬ ‫هم‬ ‫الفارسية‬ ‫غير‬ ‫القوميات‬ ‫كورونا التي تضرب في إيران حيث یتهم املرشد األجانب والجن ویتحدث‬ ‫ولم يسمح في سجن األهواز املركزي إال لقلة بالخروج من السجن كإجازة عن حرب بیولوجیة بدل أن یلجأ إلی العلماء واإلخصائينی ویصرف أموال‬ ‫مؤقتة‪ ،‬وقد أصيب حتى اآلن بالفيروس في سجن شيبان في األهواز السيد‬ ‫مهدي البحري‪ ،‬املصور الصحافي والناشط الثقافي األهوازي البالغ من العمر‬ ‫‪ً 29‬‬ ‫عاما وهو معتقل منذ انتفاضة نوفمبر (تشرين الثاني) املاضي‪ .‬وقد‬ ‫تم التأكيد بإصابته بعد التأكد من إصابة السجينني ميالد البغالني وحميد‬

‫النظام تستر على دخول فيروس كورونا‬ ‫إلى إيران العتبارات سياسية‪ ،‬وعلى وجه‬ ‫الخصوص‪ ،‬تنظیم مسيرة ‪ 11‬فبراير‬ ‫ومسرحية االنتخابات‪ ،‬بينما يعود أول‬ ‫ضحايا الفيروس في إيران إلى شهر يناير‬

‫جهانغير عبد اللهي رئيس‬ ‫منظمة حقوق كردستان إيران‬

‫‪١٦‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫حتى اآلن مات أكثر من ‪ 100‬مسؤول في‬ ‫رأس النظام ومات عناصر وقادة في قوات‬ ‫الحرس الثوري بسبب فيروس كورونا‬

‫يواصل الناس زيارة‬ ‫ضريح «فاطمة‬ ‫املعصومة» رغم تفشي‬ ‫الوباء (غيتي)‬

‫الشعب ملعالجة‌ األزمة»‪.‬‬ ‫ويكشف عن أنه في الوقت الذي «تواجه فيه البالد أزمة كورونا‪ ،‬ال يزال يتم‬ ‫تخصيص املزيد من التمويل والدعم لفيلق القدس في يناير (كانون الثاني)‬ ‫‪ ،2020‬حيث تمت إضافة ‪ 200‬مليون دوالر إضافية إلى ميزانية فيلق القدس‪،‬‬ ‫في حني يدعي النظام ً‬ ‫كذبا أنه ال يمكن معالجة املرضى بسبب العقوبات»‪.‬‬ ‫ويضيف‪« :‬م��ؤخ� ً�را‪ ،‬أرس��ل أكثر من ‪ 100‬طبيب وعضو في املجتمع الطبي‬ ‫اإليراني في أوروب��ا والواليات املتحدة رسالة إلى املدير العام ملنظمة الصحة‬ ‫العاملية ‪ WHO‬تفيد بأن املستشفيات اإليرانية تعاني من نقص في املواد الخام‬ ‫واملعدات ملكافحة فيروس كورونا بسبب سوء اإلدارة حيث يتم التحكم في‬ ‫املرافق العالجية حصرا من قبل قوات الحرس‪ ،‬أما املستشفيات والعيادات‬ ‫ً‬ ‫تجهيزا ً‬ ‫جيدا فهي مكرسة للمسؤولني الحكوميني وق��وات الحرس‬ ‫املجهزة‬ ‫واملاللي املقربني من النظام‪ ،‬لقد أدى إخفاء الحقائق واإلجراءات القمعية إلى‬ ‫انتشار هذه املأساة»‪.‬‬

‫االمتناع عن حجر قم عمل إجرامي‬ ‫يشير ت��وران أيضًا إلى أن «النظام تستر» على دخ��ول فيروس كورونا إلى‬ ‫إيران العتبارات سياسية‪ ،‬وعلى وجه الخصوص‪ ،‬تنظیم مسيرة ‪ 11‬فبراير‬ ‫ومسرحية االنتخابات‪ ،‬بينما يعود أول ضحايا الفيروس في إيران إلى شهر‬ ‫يناير (كانون الثاني) وامتنع النظام عن فرض الحجر الصحي في قم‪ ،‬وهو‬ ‫عمل إجرامي في الواقع ألنه أدى إلى انتشار الفيروس وأصبح العالم كله يعلم‬ ‫ً‬ ‫جيدا اليوم أكاذيب النظام في عدم التصريح الشفاف عن إحصائيات ضحايا‬ ‫كورونا‪ ،‬ألنهم شهدوا ذلك في مأساة إسقاط الطائرة األوكرانية‪ ،‬وقبل ذلك‬ ‫عدم تبیان إحصائيات شهداء انتفاضة نوفمبر»‪.‬‬

‫‪١٧‬‬

‫ويتابع‪« :‬في الوقت الذي يدعي فيه نظام املاللي ً‬ ‫كذبا أن العقوبات منعته من‬ ‫التحكم وضبط انتشار فيروس كورونا‪ ،‬فقد قام نظام املاللي بطرد فريق‬ ‫أطباء بال حدود‪ ،‬من إيران‪ ،‬وكان هذا الفريق قد ذهب مع ‪ 9‬أطباء متخصصني‬ ‫وطائرتي معدات‪ ،‬إلى أصفهان إلنشاء مستشفى ميداني هناك‪ ،‬وجاء طرد‬ ‫النظام لهذا الفريق بهدف عدم االطالع على األبعاد الحقيقية للمصابني بكورونا‬ ‫والوفيات‪ ،‬وعدم الكشف عن تكتم النظام وتهاونه»‪.‬‬ ‫واستدرك‪« :‬لكن على الصعيد الدولي‪ ،‬يدعي النظام أنه غير قادر على معالجة‬ ‫املرضى بسبب العقوبات‪ ،‬هذا خداع وكذبة كبيرة‪ ،‬ويزعم روحاني من داخل‬ ‫إيران أنه ليس لدينا نقص‪ ،‬ولدينا مستشفى إضافي‪ .‬وأن ّ‬ ‫أسرة املستشفيات‬ ‫فارغة‪ ،‬ولدينا جميع أنواع املرافق الطبیة‪ ،‬لكن ظريف في دجل وكذب واضح‬ ‫يكتب إلى األمني العام لألمم املتحدة أننا على شفا كارثة بسبب العقوبات»‪.‬‬ ‫ويؤكد قائال‪« :‬إن الكارثة الحقيقية تحدث بسبب هذا النظام ألنه ومن أجل‬ ‫الحفاظ على بقائه على استعداد لقتل اآلالف وعشرات اآلالف من اإليرانيني‬ ‫حتى يتمكنوا من كسر العقوبات‪ ،‬ليس ملساعدة الشعب اإليراني‪ ،‬ولكن لزيادة‬ ‫قمع الشعب اإليراني من خالل زيادة إمكانية حصوله على املال وزيادة اإلرهاب‬ ‫والتطرف في املنطقة»‪.‬‬ ‫وعن سؤالنا هل بالفعل وصل الفيروس إلى داخل النظام‪ ،‬يقول‪« :‬وفقا ألبحاث‬ ‫م�ص��ادر املقاومة اإلي��ران�ي��ة‪ ،‬حتى اآلن م��ات أكثر م��ن ‪ 100‬عنصر مسؤول‬ ‫ومعروف في رأس النظام‪ ،‬وم��ات عدد من عناصر وق��ادة في ق��وات الحرس‬ ‫بسبب ف�ي��روس ك��ورون��ا‪ ،‬وبالطبع يسعى النظام ق��در اإلم�ك��ان إل��ى التستر‬ ‫ً‬ ‫عنصرا من عناصر قوات الحرس‪،‬‬ ‫والتغطية على هذه األرقام‪ ،‬بما في ذلك ‪25‬‬ ‫من بينهم ‪ 5‬قادة سابقني في قوات الحرس‪ ،‬أحدهم ناصر شعباني‪ ،‬كما تضم‬ ‫القائمة ‪ 21‬من املاللي‪ ،‬بينهم املعمم خسرو شاهي وعدد من أعضاء مجلس‬ ‫شورى النظام وأئمة الجمعة‪ ،‬بمن فيهم املعمم خلفي من السلطة القضائية‪،‬‬ ‫وأحد العناصر الرئيسية في مذبحة عام ‪ ،1988‬وأحد املوتى اآلخرين بفيروس‬ ‫كورونا دبلوماسي في وزارة خارجية النظام‪ ،‬حسني شيخ اإلسالم‪ ،‬وكذلك‬ ‫مير محمدي‪ ،‬عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام وعضو مكتب خامنئي‪.‬‬ ‫وفي ‪ 3‬مارس (آذار) تم اإلعالن عن وفاة ‪ 23‬شخصا من أصل ‪ 290‬عضوا‬ ‫في برملان النظام»‪.‬‬ ‫وفي جانب آخر‪ ،‬يؤكد «استمرار تزايد عدد ضحايا فيروس كورونا‬ ‫في إيران بشكل كبير كل يوم‪ ،‬فهناك أنباء مثيرة للقلق حول إصابة‬ ‫السجناء بالفيروس‪ ،‬حيث إن مساحة السجن محدودة للغاية وال توجد‬ ‫مرافق داخل السجن الستيعاب كثير من الضحايا‪ ،‬ويمكن أن تؤدي‬ ‫الكارثة ل��وف��اة كثير م��ن الضحايا م��ن ب�ين مئات اآلالف م��ن السجناء‬ ‫وتتحول لكارثة كبرى وفي هذا الصدد‪ ،‬فإن الوضع في سجني طهران‬ ‫الكبير وك��رج خطير للغاية‪ ،‬حيث إن سجن ط�ه��ران أكبر سجن في‬ ‫إيران‪ ،‬واملعروف باسم سجن طهران الكبير أو سجن فشافويه‪ ،‬وهو‬ ‫ال يتمتع بأقل مستوى من املرافق الصحية وفي سجن قيزلحصار‪،‬‬ ‫توفي الكثير من السجناء بسبب فيروس كورونا‪ ،‬والوضع مشابه في‬ ‫سجن غوهردشت‪ ،‬وإيفني‪ ،‬وسجن قرشك‪ ،‬وعشرات السجون الصغيرة‬ ‫والكبيرة في طهران والبرز»‪.‬‬ ‫ويضيف‪« :‬في أعقاب انتشار فيروس كورونا في السجون اإليرانية أصبح‬ ‫السجناء يعيشون في ظروف محفوفة باملخاطر للغاية‪ ،‬ألنهم محرومون من‬ ‫الوصول إلى األقنعة والكمامات واملطهرات‪ ،‬ناهيك عن أن بعض السجون ال‬ ‫تتوافر فيها مواد التنظيف العادية مثل الصابون»‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫ما فشلت واشنطن في تعلمه من تقرير مجلس األمن القومي عن الفيروس‬

‫إيبوال ‪ ...‬ملاذا لم يحصن أميركا‬ ‫ضد كورونا؟‬ ‫بقلم‪ :‬كريستوفر كيرشوف‬

‫آخر انتشار لفيروس إيبوال‬

‫ك��ان تفشي ع��دوى فيروس اإليبوال بني عامي ‪ 2013‬و‪2015‬‬ ‫بمثابة اخ�ت�ب��ار واق�ع��ي ل�ق��درة واش�ن�ط��ن على كشف واح�ت��واء‬ ‫أمراض معدية تهدد األمن العاملي‪ .‬وأدرك حينها الخبراء الذين‬ ‫ح��ارب��وا تفشي الفيروس أن انتشاره ك��ان سيتسبب بكارثة‬ ‫عاملية وشيكة‪ .‬ولذلك بادر مجلس األمن القومي بإجراء دراسة‬ ‫مفصلة حول إنجازات وإخفاقات االستجابات الدولية واملحلية‪.‬‬ ‫وشاركت ‪ 26‬وزارة وهيئة أميركية في بداية فبراير (شباط)‬ ‫‪ 2015‬في «دروس مستفادة» رأسها البيت األبيض‪ ،‬وخلصت‬ ‫إلى تقرير من ‪ 73‬صفحة يتضمن ‪ 21‬نتيجة وتوصية‪ .‬وترأست‬ ‫هذا الجهد تحت إشراف مستشارة األمن القومي سوزان رايس‬ ‫ومنسق التحرك في مواجهة إيبوال رون كالين‪ .‬وكتبت تقرير‬ ‫مجلس األمن القومي الذي نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا‪.‬‬ ‫وات �ض��ح لجميع ال�ج�ه��ات ال�ت��ي ك��ان��ت ت �ح��اول م��واج�ه��ة تفشي‬ ‫الفيروس أن نظام االستجابة للفيروسات في الواليات املتحدة‬ ‫ً‬ ‫سوءا‪ .‬وكان السيناريو‬ ‫والعالم قد ينهار إذا واجه سيناريو أشد‬ ‫املطروح يتعلق بتوقيت حصول األس��وأ وليس بإمكانية ذلك‪.‬‬ ‫وخلص تقرير مجلس األمن القومي إلى أن «األوبئة في املستقبل‬ ‫ستكون أشد خطورة‪ ،‬وخاصة تلك التي تنتقل عن طريق الهواء‬ ‫وقبل ظهور األعراض»‪ .‬وأوصى التقرير «بوضع معيار تخطيط‬ ‫ً‬ ‫حسب الحد األدنى املناسب‪ ،‬ألن ً‬ ‫وباء آخر قد يكون هائال من‬ ‫نطاق محلي»‪.‬‬ ‫حيث الحجم واالنتشار على‬ ‫ٍ‬ ‫وعلى الرغم من أن تكاليف الوباء الحالي لن تكون قابلة للقياس‬ ‫بشكل كامل لبعض الوقت‪ ،‬فإن ما تم فعله وما لم يتم فعله في‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫تقريبا بني نهاية أزمة اإليبوال وظهور لفيروس‬ ‫السنوات األربع‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واضحا‬ ‫كورونا املستجد بات معروفا في املجال العام‪ ،‬وأصبح‬ ‫ً‬ ‫بشكل‬ ‫تماما أين ومتى أخفقت الواليات املتحدة في االستعداد‬ ‫ٍ‬ ‫أفضل‪.‬‬

‫تصدرت أخبار فيروس إيبوال عناوين الصحف في الواليات‬ ‫بشكل لم‬ ‫املتحدة في صيف وخريف عام ‪ .2014‬ألنه انتشر‬ ‫ٍ‬ ‫يمكن السيطرة عليه عبر دول غ��رب أفريقيا‪ .‬وك��ان توماس‬ ‫دنكان أول مصاب يموت بسبب الفيروس على أرض الواليات‬ ‫امل�ت�ح��دة‪ .‬وف��ي ال�ن�ه��اي��ة‪ ،‬أودى إي�ب��وال بحياة أك�ث��ر م��ن ‪ 11‬ألف‬ ‫شخص ح��ول العالم‪ ،‬وشخصني في ال��والي��ات املتحدة‪ .‬ولكن‬ ‫بحسب معظم الذين شاركوا في محاربة الفيروس فقد كان‬ ‫ً‬ ‫بأضعاف مضاعفة‪.‬‬ ‫سوءا‬ ‫يمكن أن يكون أشد‬ ‫ٍ‬ ‫حالفنا الحظ مرتني أثناء تفشي فيروس إيبوال؛ فلم تكن حمى‬ ‫اإلي�ب��وال النزفية الفيروسية املميتة تنتقل عبر ال�ج��و‪ ،‬وح��دث‬ ‫التفشي ف��ي منطقة ن��ائ�ي��ة م��ن ال�ع��ال��م تربطها خ�ط��وط قليلة‬ ‫باملراكز السكانية في أفريقيا وال توجد فيها خطوط جوية‬ ‫ً‬ ‫مباشرة إلى املدن العاملية‪ .‬وعلمنا أيضا أننا لن نكون محظوظني‬ ‫هكذا مرة أخرى‪ .‬فبسبب التحضر وإزال��ة الغابات التي تجمع‬ ‫أنواع الحيوانات التي ال تتفاعل عادة و«األس��واق الرطبة» التي‬ ‫تبيع لحوم الحيوانات البرية عبر أفريقيا وآسيا‪ ،‬يتطور العالم‬ ‫بطرق تزيد بشكل كبير من احتمالية انتقال فيروس حيواني‬ ‫املصدر من مضيف حيواني إلى البشر‪ .‬كما تعتبر الحوادث‬ ‫التي تحصل في مختبرات التكنولوجيا الحيوية واإلرهابيني‬ ‫وبرامج األسلحة البيولوجية الهجومية مصادر محتملة للعدوى‬ ‫الجماعية‪ .‬وعندما ينتقل الفيروس ألي سبب من األسباب‪،‬‬ ‫يساعد انتقاله الجوي عبر القارات على انتشاره بسرعة مذهلة‪.‬‬ ‫ومع أن العدوى بفيروس اإليبوال أو انتقاله أصعب من فيروس‬ ‫ك ��ورون��ا امل�س�ت�ج��د (وم� ��ن األس �ه��ل اخ �ت � ّب��اره‪ ،‬ف�ق��د ت��م تطوير‬ ‫االختبار بالفعل)‪ ،‬إال أن اإليبوال كان معل ًما قاسيا بحد ذاته‪.‬‬ ‫فمع تضاعف عدد املصابني كل ثالثة أسابيع في ذروة تفشيه‪،‬‬ ‫كانت تفرض عقوبة شديدة على الذين ال يتحركون الحتوائه‪.‬‬ ‫وك��ان ال بد من احتواء إيبوال في أس��رع وقت حتى ال يتحول‬ ‫ً‬ ‫سريعا إلى تهديد ألمن الشعب األميركي واالقتصاد العاملي‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫إحدى عناصر شرطة‬ ‫والية نيويورك تتحدث‬ ‫إلى مريض عند مدخل‬ ‫مركز اختبار فيروس‬ ‫كورونا في كلية ليمان‬ ‫في نيويورك (غيتي)‬

‫وبالفعل أصدر الرئيس السابق باراك أوباما ً‬ ‫أمرا بنشر ‪2800‬‬ ‫جندي أميركي لدعم عشرات اآلالف من األطقم الصحية في‬ ‫غينيا وليبيريا وسيراليون‪ .‬وبنى الجنود عشرات اآلالف من‬ ‫ّ‬ ‫األسرة في وحدات لعالج إيبوال لعزل ورعاية املصابني ودعموا‬ ‫فرق تعقب الوباء للحد من انتقاله وقادوا حمالت تثقيفية حول‬ ‫كيفية انتشار إيبوال‪ .‬وهكذا‪ ،‬توقفت آخر سالسل انتقال العدوى‬ ‫ً‬ ‫تقريبا على نشر الجيش األميركي‪.‬‬ ‫في نهاية ‪ ،2015‬بعد عام‬ ‫ويستطيع األميركيون أن يفخروا بالدور ال��ذي لعبته دولتهم‬ ‫في أزمة هددت دول العالم‪ .‬ولكن كشفت االستجابة لفيروس‬ ‫إيبوال عن ثغرات في االستعداد والقدرات الكامنة عند أجهزة‬ ‫ال��دول��ة املعنية بالصحة واألم��ن ف��ي ال��والي��ات املتحدة‪ .‬وينطبق‬ ‫األم��ر ك��ذل��ك على النظام ال��دول��ي‪ .‬فقد ظهر النقص عند هيئة‬ ‫خدمات الصحة العامة األميركية التي تبني أنها ال تمتلك ما‬ ‫يكفي من لقاحات الحمى الصفراء لنشر العناصر في غرب‬ ‫أفريقيا وعند القيادة العسكرية األميركية في أفريقيا التي ال‬ ‫تمتلك خطة محدثة للوباء‪ .‬وف��ي أميركا‪ ،‬أغرقت حالتا إيبوال‬ ‫اللتان تم رصدهما في واليتي نيويورك وتكساس أنظمة الصحة‬ ‫العامة والتخلص من النفايات الخطرة‪ .‬وحصلت واشنطن على‬ ‫درج��ة م��ن الكفاءة م��ن منظمة الصحة العاملية بسبب قدرتها‬ ‫على ً االستجابة للوباء الخطير ‪ -‬وهي درجة من الكفاءة تبني‬ ‫الحقا أنها ال تمتلكها‪ .‬فبمجرد ظهور حجم األزمة الكلي وهرع‬ ‫الواليات املتحدة وشركائها إلى غرب أفريقيا‪ ،‬أدى الفشل في‬ ‫تقديم ق��درات اختبار كافية وم�ع��دات الحماية الشخصية إلى‬

‫‪19‬‬

‫اتضح لجميع الجهات التي كانت تحاول‬ ‫مواجهة تفشي الفيروس أن نظام‬ ‫االستجابة للفيروسات في الواليات‬ ‫املتحدة والعالم قد ينهار إذا واجه‬ ‫سيناريو أشد ً‬ ‫سوء ا‬ ‫الكوادر الطبية في الخطوط األمامية إلى ظهور األزم��ة اآلن مع‬ ‫انتشار فيروس كورونا‪.‬‬

‫ما بعد اإليبوال‬ ‫وحتى قبل انتهاء وباء اإليبوال‪ ،‬بدأت الحكومة األميركية تطبيق‬ ‫استراتيجية من ثالثة محاور الحتواء تفشي وب��اء قد يكون‬ ‫أكثر خطورة في املستقبل‪ .‬وركزت في املحور األول على أجندة‬ ‫األمن الصحي العاملي‪ ،‬وهي مبادرة لتوسيع القدرات حول العالم‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫لكشف األم ��راض امل�ع��دي��ة وم�ن��ع ان�ت�ش��اره��ا‪ .‬وأق��ام��ت ال��والي��ات‬ ‫املتحدة شراكات مع أكثر من ‪ 60‬دولة حول العالم من خالل هذه‬ ‫املبادرة‪ ،‬وصرفت مليار دوالر من املكمل اإلضافي للتصدي‬ ‫لفيروس إيبوال الذي أقره الكونغرس في ديسمبر (كانون األول)‬ ‫‪ 2014‬إلنشاء عشرات املختبرات املتخصصة في جميع أنحاء‬ ‫تفش جديدة وتنظيم برامج قطرية‬ ‫العالم للكشف عن حاالت‬ ‫ٍ‬ ‫بلد على حدة‪.‬‬ ‫لتعميق االستعداد في كل ٍ‬ ‫ً‬ ‫وثانيا‪ ،‬باشرت بناء مجموعة من املستشفيات ومراكز االختبار‬ ‫في الواليات املتحدة ملعالجة املرضى املصابني بفيروس إيبوال‬ ‫وتزويد الطواقم الطبية باملزيد من معدات الحماية الشخصية‬ ‫واملواد الالزمة ملكافحة مسببات األمراض الفتاكة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ث��ال��ث��ا‪ ،‬عينت ال��والي��ات امل�ت�ح��دة منسقا لالستجابة للطوارئ‬ ‫الصحية وأنشأت مديرية جديدة لألمن الصحي الدولي والدفاع‬ ‫ال�ب�ي��ول��وج��ي داخ ��ل م�ج�ل��س األم ��ن ال �ق��وم��ي وك�ل�ف�ت�ه��ا بمراقبة‬ ‫التهديدات البيولوجية وتنسيق االستجابات املستقبلية‪ .‬ومن‬ ‫بني مهامها قيادة إصالحات ما بعد اإليبوال لضمان التغييرات‬ ‫الهيكلية داخل الوكاالت واإلدارات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وألن مكافحة مسببات األمراض الخطيرة تتطلب تعاونا وثيقا‬ ‫بني الدوائر الحكومية التي ال تعمل ً‬ ‫معا في العادة‪ ،‬فإن زيادة‬ ‫القدرات األميركية تتطلب االستعداد للقيام بتغييرات قد تتعارض‬ ‫مع ثقافة اإلدارات والوكاالت الفيدرالية والجيش األميركي‪ .‬وقد‬ ‫تتطلب تملق الكونغرس لزيادة امليزانيات وإضافة التفويضات‬ ‫وتعديل املهام‪ .‬وبالنظر إلى حجم التغييرات‪ ،‬فقد يتطلب ذلك‬ ‫ً‬ ‫شخصيا‪ .‬ودفعت خطورة تهديد املرض املعدي‬ ‫قيادة الرئيس‬ ‫واليته إلى تضمني‬ ‫املنتهية‬ ‫أوباما‬ ‫للرئيس‬ ‫القومي‬ ‫فريق األمن‬ ‫ُ‬ ‫سيناريو جائحة األنفلونزا في تمرين مشترك أجري مع فريق‬ ‫الرئيس الحالي دونالد ترامب‪ .‬ولضمان سيرورة مهمة مديرية‬ ‫األم��ن الصحي العاملي والدفاع البيولوجي الجديدة في اإلدارة‬ ‫ً‬ ‫موظفا ً‬ ‫مدنيا‬ ‫الجديدة‪ ،‬اختار فريق البيت األبيض املنتهية واليته‬ ‫ً‬ ‫محترفا ‪ -‬خبيرة محترمة في الدفاع البيولوجي في البنتاغون‬ ‫تدعى إليزابيث كاميرون – لقيادة املديرية‪ ،‬مما يحافظ على‬ ‫العاملي‪ .‬ولكن تم تخفيض امليزانية اإلجمالية املخصصة ملراكز‬ ‫استمراريتها من إدارة إلى أخرى‪.‬‬ ‫السيطرة على األمراض‪ ،‬ولم يتم إجراء استثمارات جديدة في‬ ‫الواليات املتحدة أو البلدان األخ��رى على القدرة األكبر على‬ ‫الدروس غير املكتسبة‬ ‫َ‬ ‫املتصور في الواليات املتحدة لبناء‬ ‫االنتشار‪ .‬ولم يتم التوسع‬ ‫سقطت محاور االستراتيجية الصحية واحدة تلو األخرى مجموعة املستشفيات املتخصصة لعالج إيبوال والتي تضم‬ ‫بني ‪ 2017‬و‪ .2019‬كما تسقط العجالت من الحافلة‪ .‬وعندما ‪ 35‬مستشفى‪ ،‬ولم يتبع مبلغ ‪ 259‬مليون دوالر املخصص‬ ‫نفدت األموال املقدمة من املكمل اإلضافي للتصدي لفيروس للمجموعة عام ‪ 2014‬ضخ أموال ذات مغزى لينتهي املشروع‬ ‫إيبوال‪ ،‬واصلت اإلدارة الجديدة تمويل أجندة األمن الصحي في مايو (أي��ار) ‪ .2020‬مما دف��ع وزارة الصحة والخدمات‬ ‫اإلنسانية إلى التحذير في نوفمبر (تشرين الثاني) ‪2017‬‬ ‫من أن «القدرة الحالية لهذا النظام غير كافية للتصدي ألنواع‬ ‫كثيرة من تفشي األمراض املعدية (مثل جائحة األنفلونزا‬ ‫وغيرها من مسببات األمراض التنفسية)‪ .‬كما لم يتم تعزيز‬ ‫املخزون الطبي الوطني بشكل كبير‪ .‬وأقر قادة الكونغرس‬ ‫ميزانيات لم تتضمن أيا من محاور الرؤية أو حجم املبلغ‬ ‫ال��ذي ت��م تخصيصه للتصدي إلي�ب��وال وال�ب��ال��غ ‪ 5.4‬مليار‬ ‫دوالر»‪.‬‬ ‫وت��م التخلص م��ن م�ح��ور االستراتيجية الثالث عندما أغلق‬ ‫مستشار األمن القومي السابق جون بولتون‪ ،‬املديرية الجديدة‬ ‫لألمن الصحي ال��دول��ي وال��دف��اع البيولوجي‪ .‬وت��رك مدير تلك‬

‫سيالحظ املؤرخون الذين ينظرون‬ ‫للفترة ما بني تفشي فيروس إيبوال‬ ‫وفيروس كورونا تسلسال لألحداث‬

‫‪20‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫الطبيب كريج سبنسر‬ ‫يتحدث خالل مؤتمر‬ ‫صحافي يوم ‪ 11‬نوفمبر‬ ‫‪ 2014‬في مستشفى بلفيو‬ ‫في نيويورك‪ ،‬بعد أن‬ ‫عولج من فيروس إيبوال‬ ‫(غيتي)‬

‫املديرية منصبه قبل يوم واحد من إعالن منظمة الصحة العاملية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جديدا إليبوال في الكونغو الديمقراطية والذي أودى بحياة‬ ‫تفشيا‬ ‫أكثر من ‪ 5‬آالف شخص حتى اليوم‪.‬‬ ‫سيالحظ املؤرخون الذين ينظرون للفترة ما بني تفشي فيروس‬ ‫إيبوال وفيروس كورونا تسلسال لألحداث‪ .‬توفي إميل البالغ من‬ ‫العمر عامني والذي أصبح أول ضحية معروفة إليبوال في غرب‬ ‫أفريقيا‪ ،‬في قرية ميلياندو الغينية في ديسمبر (كانون األول)‬ ‫‪ .2013‬وبعد ست سنوات‪ ،‬الحظ األطباء في مستشفى ووهان‬ ‫املركزي في الصني مجموعات من االلتهاب الرئوي الحاد والتي‬ ‫لم تستجب للعالج‪ ،‬وهو تطور سريري أثار تفشي السارس في‬ ‫‪ .2003 - 2002‬وتم االنتهاء من تقرير مجلس األم��ن القومي‬ ‫ً‬ ‫تقريبا بني هذين الحدثني‪ ،‬في‬ ‫للدروس املستفادة من إيبوال‬ ‫صيف عام ‪.2016‬‬ ‫ويجب أن يتم التركيز اليوم على املستقبل وليس املاضي‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬سيكون من الضروري تفسير التفشي الحالي لفيروس‬ ‫كورونا وكيفية تصدي الواليات املتحدة له‪ ،‬كما كانت بعد أزمة‬ ‫إيبوال‪ ،‬حتى ال يتم تجاهل الدروس مرة أخرى‪ .‬فمكافحة األوبئة‬ ‫في أفضل الظروف ٌ‬ ‫أمر صعب‪ ،‬وحتى األنظمة التي تم اختبارها‬

‫‪21‬‬

‫عندما ينتقل الفيروس ألي‬ ‫سبب من األسباب‪ ،‬يساعد انتقاله‬ ‫الجوي عبر القارات على انتشاره‬ ‫بسرعة مذهلة‬ ‫ً‬ ‫جيدا ال تعمل كما هو مخطط لها‪ .‬ولن ُيعرف أبدًا مدى استعداد‬ ‫بشكل أفضل لوباء فيروس كورونا في حال كانت‬ ‫األمة والعالم‬ ‫ٍ‬ ‫البنية التحتية التي دعا إليها صانعو السياسات الذين حاربوا‬ ‫ّ‬ ‫ستقدر األمة في نهاية املطاف‬ ‫إيبوال قد تم بناؤها بالكامل‪ .‬ولكن‬ ‫الحياة وسبل العيش بسبب فقدانها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تم نشر املقال أوال على موقع ‪ForeignAffairs.com‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫الصني‪ :‬هل اقتربت نهاية اإلمبراطورية الصناعية؟‬

‫بقلم‪ :‬إيلي فواز‬

‫إخفاء الصني عن العالم‬ ‫حقيقة الوباء الذي‬ ‫ضرب ووهان يجعل‬ ‫الناس تتساءل أيضًا عن‬ ‫ماوي‬ ‫تعاظم قدرات ٍ‬ ‫نظام ٍ‬ ‫ديكتاتوري ال يقيم أي‬ ‫ٍ‬ ‫اعتبار للحريات ولحقوق‬ ‫اإلنسان‬

‫ال يمر يوم من دون أخبار عن تسليم الصني أدوات طبية فيها خلل أو عجز ما‪ .‬إسبانيا تسلمت ‪650‬‬ ‫ألف جهاز تنفس ال تعمل‪ .‬تركيا وهولندا تسلمتا آالف أجهزة فحص لفيروس كورونا غير صالحة‬ ‫لالستعمال‪.‬‬ ‫أضف أن هناك فعال تعتيما إعالميا عن انتشار وباء كورونا في الصني وعن العدد الحقيقي للوفيات‬ ‫في ووهان؛ ففيما تشير األعداد الرسمية إلى ‪ 2500‬ضحية هناك تقارير غير رسمية تستند إلى تسلم‬ ‫األهل رماد ذويهم الذين تم حرق جثثهم ترفع هذا العدد إلى أكثر من أربعني ألفًا‪ .‬حتى الكالم على رفع‬ ‫الحجر عن مدينة ووهان مصدر الوباء العاملي يواجه بكثير من التشكيك إذ يتم الحديث اليوم عن وضع‬ ‫بكني هي األخرى في الحجر‪ .‬ويقال إن حكومة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون غاضبة من‬ ‫الصني‪ ،‬وتتهمها بنشر معلومات مضللة وك��ذب بشأن عدد ح��االت اإلصابة بفيروس كورونا‪ ،‬ما قد‬ ‫يدفعها للتخلي عن اتفاق بالده مع شركة االتصاالت الصينية العمالقة «هواوي»‪...‬‬ ‫ما سببته الصني من أذى القتصادها أوال والقتصادات العالم ج��راء عدم املصارحة بتفشي فيروس‬ ‫كورونا وتحوله إلى وباء فقدت السيطرة عليه يدفع إلى إعادة التفكير جديا بالنظام االقتصادي العاملي‬ ‫وحتى السياسي‪.‬‬ ‫ُ ّ‬ ‫فالصني تصنع نحو ‪ 24‬في املائة من حاجات العالم وتسيطر بذلك على قطاعات إنتاجية هامة جدا‬ ‫وحساسة بعد أن كانت تمثل فقط نحو ‪ 11‬في املائة من مجموع إنتاج العالم عام ‪ .2005‬هذا التحول‬ ‫يعود أساسا إلى سياسة الحكومة الصينية في دعم القطاع الصناعي ورخص اليد العاملة بشكل ال‬ ‫يمكن ألي بلد صناعي في الغرب التفكير في املنافسة‪ .‬ولهذا السبب قررت املصانع العاملية الضخمة‬ ‫نقل جزء أساسي وكبير من صناعاتها للصني‪ .‬في هذه املعادلة كان الجميع رابحا؛ الصني في سعيها‬ ‫لتصبح إمبراطورية صناعية وقوة عاملية تنافس الواليات املتحدة في قيادتها للعالم‪ ،‬ولكن أيضا كبرى‬ ‫الشركات العاملية في سعيها إلنتاج سلع بأسعار تنافسية تدفع الناس لالستهالك أكثر وتؤمن بذلك‬ ‫أرباحا تفوق الخيال‪.‬‬ ‫مع تفشي وباء كورونا ووضع الكرة األرضية في حجر شبه تام وتوقف املصانع عن اإلنتاج وبالتالي‬ ‫توقف العرض والطلب وك��ل ما راف��ق ه��ذا ال��وب��اء من أزم��ات اقتصادية خطيرة على األم��ن االقتصادي‬ ‫للغرب تحديدًا بدأت الحكومات تتساءل عن مغزى االتكال حصريًا على الصني كمركز عاملي للصناعات‬ ‫واحتياجات العالم؟ املستهلكون أيضا تساءلوا بدورهم عن تلك الشهية املفتوحة على اإلقبال الوحشي‬ ‫على السلع حتى لو انتفت الحاجة لها‪.‬‬ ‫هذا ناهيك عن فضح تفشي الوباء هشاشة النظام الصحي األوروبي‪ .‬وهذا قد يفتح الباب واسعا ملحاسبة‬ ‫الشعوب األوروبية لحكوماتها وملغزى وجودها في اتحاد أوروبي عجز عن مساعدة الدول األكثر تضررا‬ ‫من تفشي الوباء ال سيما إيطاليا وإسبانيا‪ .‬هذا من شأنه تعزيز األحزاب التي تطالب من أجل االنفصال‬ ‫عن االتحاد األوروبي‪ ،‬ما قد يضع تلك البيروقراطية في خطر من عدم االستمرار والتماسك‪.‬‬ ‫ولكن يبقى األهم بروز شكوك لدى الناس عن مدى صحة النمط الحياتي الذي يتبعونه خاصة في موضوع‬ ‫االستهالك واإلنفاق غير املجدي‪ .‬هذا كله يدفع باملحللني إلى توقع إنتاج واقع اقتصادي وصناعي جديد‪،‬‬ ‫مدفوع بشيء من الشعور القومي يعيد الشركات العاملية إلى بلدانها األم واستثمارها باليد العاملة الوطنية‬ ‫ولو على حساب ارتفاع في أسعار السلع املعروضة‪.‬‬ ‫إخفاء الصني عن العالم حقيقة الوباء الذي ضرب ووهان يجعل الناس تتساءل أيضا عن تعاظم قدرات‬ ‫نظام ماوي ديكتاتوري ال يقيم أي اعتبار للحريات ولحقوق اإلنسان‪ ،‬ويسعى لقيادة العالم بدءًا من طريق‬ ‫الحرير وصوال إلى انتشارها خارج حدودها من خالل إقامة أولى قواعدها العسكرية في جيبوتي من‬ ‫أجل النفاذ إلى مصادر املواد الخام‪ .‬وهي كانت شرعت سنة ‪ .2016‬في بناء سكة حديدية تربط بني أديس‬ ‫آبابا وجيبوتي‪ ،‬لتساهم في نقل البضائع نحو ميناء جيبوتي ومنه إلى الصني‪.‬‬ ‫هذا املخطط اليوم أصبح في خطر ألن أحد ركائزه‪ -‬بقاء حاجة العالم للصني كمركز صناعي‪ -‬بدأ يتزعزع‪.‬‬ ‫فهل يكون كورونا إيذانًا بانهيار اإلمبراطورية الصينية ومخططاتها الكبيرة للسيطرة على العالم من‬ ‫خالل الصناعة؟‬ ‫ال أحد يملك الجواب قطعا‪ ،‬إنما الجميع يؤكد أن املرحلة اآلتية ستشهد تطورات وتغييرات كبيرة على‬ ‫أكثر من صعيد‪.‬‬ ‫‪22‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫مجلة العرب الدولية‬

‫‪www.majalla.com‬‬

‫بعد عرضها العودة للمفاوضات بعيدًا عن الوسيط األميركي‬

‫مناورة إثيوبيا األخيرة‪ ...‬هل توقع‬ ‫مصر في فخ «التسويف» مرة أخرى؟‬ ‫القاهرة‪ :‬محمد خليل‬ ‫بعد توالي جوالت التفاوض حول سد النهضة لبضع سنوات‬ ‫والتي لم تسفر عن أي حلول عملية‪ ،‬والتي كان آخرها املفاوضات‬ ‫الرباعية التي ج��رت ف��ي واشنطن تحت رع��اي��ة وزارة الخزانة‬ ‫األميركية والتي خرجت بصيغ محددة يمكنها املساهمة في‬ ‫حل األزمة بعد الوصول إلى صيغ محددة‪ ،‬وقع عليها الجانب‬ ‫املصري منفردا‪ ،‬فيما رفض الجانبان السوداني‪ ،‬واإلثيوبي‪،‬‬ ‫التوقيع عليها على الرغم من أنها ال تصب جميعها في صالح‬ ‫الجانب املصري‪ ،‬وخروج تصريحات ملسؤولني إثيوبيني تتهم‬ ‫واشنطن باالنحياز للجانب املصري‪ ،‬والتأكيد على ب��دء ملء‬ ‫خ��زان السد ب��إرادة إثيوبية منفردة‪ ،‬ما فتح الباب أم��ام مصر‬ ‫إلعالن أن جميع الحلول متاحة‪ ،‬وهو ما دفع الجانب اإلثيوبي‬ ‫إلى إطالق مناورة جديدة عبر الترويج لفكرة استعداده العودة‬ ‫إلى طاولة املفاوضات مع مصر حول قواعد ملء وتشغيل سد‬ ‫النهضة‪ ،‬بشروط أهمها‪ ،‬إبعاد وزارة الخزانة األميركية عن امللف‪،‬‬ ‫وإل�غ��اء جميع الصيغ التي سبق وت��م االت�ف��اق عليها من خالل‬ ‫مفاوضات واشنطن التي ام�ت��دت على م��دار ‪ 3‬أشهر تقريبا‪،‬‬ ‫والتي قاطعت أديس أبابا جولتها األخيرة نهاية فبراير (شباط)‬

‫أكاديمي مصري‪ :‬العودة إلى ملف‬ ‫التفاوض مستبعد تمامًا بالنسبة ملصر‬

‫املاضي‪ ،‬وكانت مخصصة للتوقيع باألحرف األولى على االتفاق‪،‬‬ ‫وذلك بحجة أن الصيغ التي أعدها فريق الوزير األميركي ستيفن‬ ‫منوتشني‪ ،‬بالتعاون مع البنك الدولي لم يتم التوافق على بنودها‬ ‫بني جميع األطراف‪ ،‬لتعود مرة أخرى اآلن وتعلن استعداد وزيري‬ ‫الخارجية وامل�ي��اه اإلثيوبيني‪ ،‬غيدو أن��دارغ��اش�ي��و‪ ،‬وسيليشي‬ ‫بيكيلي الستئناف امل�ف��اوض��ات بشكل مباشر دون وسطاء‪،‬‬ ‫أو بوسطاء غير ملزمني‪ ،‬م��ن دون تطبيق امل��ادة العاشرة من‬ ‫اتفاق املبادئ املوقع في مارس (آذار) ‪ ،2015‬بني مصر وإثيوبيا‬ ‫والسودان‪ ،‬والتي تتعلق بتسوية النزاع حول سد النهضة ومياه‬ ‫النيل األزرق وطلب الوساطة في هذا الشأن‪.‬‬ ‫املناورة اإلثيوبية األخيرة والتي يقودها السفير املخضرم‪ ،‬جروم‬ ‫أباي‪ ،‬املقرب من رئيس الوزراء اإلثيوبي آبي أحمد‪ ،‬والذي شكل‬ ‫فريقا من الدبلوماسيني لعقد اجتماعات مطولة مع ع��دد من‬ ‫الوفود األوروبية الدائمة لدى االتحاد األوروبي‪ ،‬يركز على ثالث‬ ‫نقاط رئيسية‪ ،‬هي رفض أدي��س أبابا تدويل القضية‪ ،‬وتدخل‬ ‫الوسطاء غير املعنيني‪ ،‬كالواليات املتحدة لفرض حلول بعينها‪،‬‬ ‫واستحقاق إثيوبيا تاريخيا وتنمويا واقتصاديا باالستفادة من‬ ‫مواردها املائية بحجة أن مصر هي الدولة األكثر استفادة من مياه‬ ‫النيل على مدار التاريخ‪ ،‬وأن االتفاق الثالثي بني مصر وإثيوبيا‬ ‫والسودان يعتبر خروجا على االتفاق اإلطاري لدول حوض النيل‬ ‫املوقع في عنتيبي عام ‪ .2010‬وتهدف املناورة اإلثيوبية لكسب‬ ‫مزيد من الوقت‪ ،‬وإيقاع مصر في فخ «التسويف» واستكمال‬ ‫بناء السد‪ ،‬وملء الخزان بعيدا عن أي اتفاق ملزم مع مصر‪،‬‬ ‫فهل تقع مصر في هذا الفخ؟‬ ‫م��ن جانبها وف��ي محاولة الس�ت�ق��راء املشهد‪ ،‬ق��ام��ت «املجلة»‬ ‫ب��اس �ت �ع��راض آراء ال �خ �ب��راء وامل�ت�خ�ص�ص�ين ف��ي ه ��ذا ال �ش��أن‪،‬‬ ‫الستيضاح األهداف اإلثيوبية‪ ،‬وما هي الحلول املصرية املتاحة‬ ‫إلحباط هذه املناورة‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫نهر النيل األزرق‬ ‫أثناء مروره عبر سد‬ ‫النهضة (غيتي)‬

‫خيارات مصرية كثيرة‬ ‫من جانبه‪ ،‬قال الخبير في شؤون املياه باملجلس العربي للمياه‪،‬‬ ‫الدكتور ضياء القوصي‪ ،‬في تصريحات خاصة لـ «املجلة»‪ :‬إن‬ ‫مصر تقع في حرج كبير بسبب هذه املحاوالت اإلثيوبية التي‬ ‫ت��ه��دف إل��ى ال��ت��س��وي��ف‪ ،‬م��ؤك��دا أن مصر لديها خ��ي��ارات كثيرة‬ ‫للحفاظ على مكتسباتها املائية‪ ،‬خاصة أنها ال تملك ترف التنازل‬ ‫عن متر واحد من حصتها في املياه‪ ،‬وعليها اللجوء إلى العقالنية‬ ‫الدولية من خالل التوجه إلى املنظمات الدولية الفاعلة في هذا‬ ‫املجال إلجبار الجانب اإلثيوبي على الرضوخ واالستجابة إلى‬ ‫صوت العقل‪ ،‬خاصة أن محاوالتها للتسويف لم تعد مقبولة‪،‬‬ ‫من النظام امل��ص��ري‪ ،‬أو من ال��رأي العام املصري أيضا‪ ،‬مؤكدا‬ ‫أن مصر لديها خيارات كثيرة ومتاحة إلجبار الجانب اإلثيوبي‬ ‫على االنصياع إلى صوت العقل‪ ،‬وحل األزمة بطريقة تصب في‬ ‫مصالح الدول الثالث مصر‪ ،‬والسودان‪ ،‬وإثيوبيا‪ ،‬ودون اإلضرار‬ ‫بأي طرف‪.‬‬ ‫وأض����اف ال��ق��وص��ي‪« :‬أن���ا ال أم��ي��ل‪ ،‬وال أؤي���د ال��ع��ودة م���رة أخ��رى‬ ‫للمفاوضات‪ ،‬خاصة أنها مفاوضات عقيمة لن تفضي إلى أي‬ ‫نتائج ملموسة‪ ،‬وقد جربنا املفاوضات مع الجانب اإلثيوبي لعدة‬ ‫سنوات دون الوصول إلى أي حلول‪ ،‬ودون جدوى‪ ،‬ويجب على‬ ‫مصر تدويل القضية‪ ،‬وتقديم شكوى لألمم املتحدة‪ ،‬واملنظمات‬ ‫الدولية الكثيرة املعنية بهذا األمر‪ ،‬ألن السلوك اإلثيوبي لم يعد‬ ‫مقبوال بأي حال من األحوال»‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫خبير في شؤون املياه‪ :‬العودة مرة أخرى‬ ‫للمفاوضات غير مجدية‪ ...‬ويجب على‬ ‫مصر تدويل القضية وتقديم شكوى‬ ‫لألمم املتحدة‬ ‫ضرورة تغيير الخطط ولغة الخطاب‬ ‫ومن جهته‪ ،‬قال مساعد وزير الخارجية األسبق الدكتور عبد‬ ‫الله األش��ع��ل‪ ،‬في تصريحات خاصة لـ «املجلة»‪ :‬إثيوبيا أخذت‬ ‫موقفا مناهضا ملصر منذ البداية‪ ،‬وهو انتهاجها ملسألة اإلصرار‬ ‫على بناء السد ومنع امل��ي��اه ع��ن مصر‪ ،‬ول�لأس��ف مصر كانت‬ ‫تدرك ذلك منذ البداية‪ ،‬وكانت الدول املمولة للسد تعلق تمويلها‬ ‫على موافقة مصر‪ ،‬ومصر قدمت حسن النية بتوقيع االتفاق‬ ‫اإلطاري‪ ،‬وانتهى األمر إلى إعالن إثيوبيا أنها سوف تقوم بعملية‬ ‫ملء خزان السد بشكل منفرد ما يعني جفاف مصر‪ ،‬واتفاق‬ ‫واشنطن‪ -‬رغم أنه ال يحقق املصالح املصرية‪ -‬إال أنه كما يبدو‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫كان سيساهم في إيجاد صيغ توافقية‪ ،‬بحصول مصر على‬ ‫حصة مائية ملزمة إلثيوبيا‪ ،‬حيث طالبت إثيوبيا بحصول‬ ‫مصر على ‪ 30‬مليار متر مكعب من املياه سنويا‪ ،‬واقترحت‬ ‫السودان ‪ 35‬مليار‪ ،‬ومع ذلك لم ترغب إثيوبيا في التوقيع على‬ ‫مثل هذه الصيغ‪.‬‬ ‫وأضاف األشعل‪ :‬برغم أن أزمة كورنا أحدثت ارتباكا في جميع‬ ‫دول العالم خاصة الواليات املتحدة األميركية التي تعد حاليا‬ ‫ال �ب��ؤرة رق��م ‪ 1‬ف��ي ال�ع��ال��م‪ ،‬وم��ع ذل��ك ي�ج��ب أن ال تنسى مصر‬ ‫موضوع سد النهضة‪ ،‬ألن إثيوبيا فعال تسعى إلى التحلل من‬ ‫جميع االلتزامات‪ ،‬وتمكني مخططها الساعي إلبادة مصر‪ ،‬ومن‬ ‫املفترض أن تنشئ مصر لجنة مكونة من وزارة الدفاع‪ ،‬ووزارة‬ ‫الخارجية‪ ،‬ووزارة ال��ري‪ ،‬ومجلس ال��وزراء للعمل على معالجة‬ ‫امل��وض��وع م��ن جميع ات�ج��اه��ات��ه «االس�ت��رات�ي�ج�ي��ة‪ ،‬والعسكرية‪،‬‬ ‫واالقتصادية‪ ،‬وغيرها»‪ ،‬وصحيح أن أزمة كورونا تهز العالم إال‬ ‫أن إثيوبيا ماضية في تنفيذ مخططها‪ ،‬حيث أعلنت أنها ستبدأ‬ ‫ملء خزان السد في يوليو (تموز) القادم‪ ،‬وألن إثيوبيا ال تريد أن‬ ‫تقع تحت طائلة أي التزام‪ ،‬فعندما رأت أن اتفاق واشنطن سوف‬ ‫يقيدها خالفا الستراتيجيتها األساسية رفضت التوقيع عليه‪،‬‬ ‫وعلى مصر أن تتنبه لهذا وتغير من خططها‪ ،‬ولغة خطابها‪.‬‬ ‫وتابع األشعل‪ :‬رأينا وزير الخارجية املصري سامح شكري يقوم‬ ‫بجولة في عدة دول أفريقية مثل جيبوتي والصومال الستيضاح‬ ‫موقف هذه الدول من األزمة‪ ،‬وهذا غير كاف‪ ،‬ألنه يجب أن تبدأ‬ ‫املسألة بمذكرة واضحة نحدد فيها املوقف املصري املستند‬ ‫للقانون الدولي‪ ،‬ألنه في حال عدم االستناد إلى قواعد القانون‬ ‫الدولي فسوف تقوم السودان أيضا بمنع املياه عن مصر‪ ،‬حيث‬ ‫إنها وبتأييد من إثيوبيا تستنكر اتفاق ‪ 1959‬الخاص باقتسام‬ ‫مياه النيل‪ ،‬فنحن ليس لدينا مفر‪ ،‬وال بد من االستناد إلى قواعد‬ ‫قانونية معتبرة‪ ،‬في هذا املوضوع‪.‬‬ ‫وأك��د األش �ع��ل‪ ،‬بالقطع مصر تملك م��ن اآلل �ي��ات‪ ،‬واألدوات ما‬ ‫يمكنها من إجبار الجانب اإلثيوبي على االنصياع إلى صوت‬ ‫الحق والتسليم باملطالب املصرية املقررة لحقوقها التاريخية‬

‫أستاذ في الشؤون األفريقية‪ :‬مصر‬ ‫تملك من اآلليات واألدوات ما يمكنها‬ ‫من إجبار الجانب اإلثيوبي على‬ ‫االنصياع إلى صوت الحق والتسليم‬ ‫باملطالب املصرية املقررة لحقوقها‬ ‫التاريخية في مياه النيل وإعادة‬ ‫إثيوبيا إلى لغة العقل‬

‫في مياه النيل‪ ،‬وإعادة إثيوبيا إلى لغة العقل‪ ،‬أوال يمكن ملصر‬ ‫أن تضع مصطلح الحقوق القانونية ملصر املستندة إلى قواعد‬ ‫القانون الدولي‪ ،‬ولدينا ‪ 5‬اتفاقيات دولية في هذا الصدد‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى العمل على توضيح السلوك اإلثيوبي الذي ال يعتبر نزاعا‬ ‫على املياه‪ ،‬ولكنه مؤامرة إلفناء مصر‪ ،‬والذي يعد سلوكا عدائيا‬ ‫منذ بداية األزمة‪ ،‬مستغال حسن النوايا املصرية‪ ،‬وبعدما وصلت‬ ‫إلى مراحل معينة من بناء السد أخذت في «التبجح»‪ ،‬بتصريحات‬ ‫أنه إذا أرادت مصر الحرب‪ ،‬فإن إثيوبيا لديها القدرة على حشد‬ ‫مليون ج�ن��دي‪ ،‬إض��اف��ة إل��ى ذل��ك‪ ،‬ف��إن مصر يمكنها التحرك‬ ‫من خالل أطر قانونية في اإلط��ار األفريقي‪ ،‬وعرض املوضوع‬ ‫على االتحاد األفريقي واملحكمة األفريقية‪ ،‬لكسب ال��رأي العام‬ ‫األفريقي ال��ذي يعد األس��اس في النزاع‪ ،‬ألن أفريقيا هي البيئة‬ ‫الحاضنة للنزاع‪ ،‬وبعدها يمكن التحرك على املستوى الدولي‪،‬‬ ‫ونضع ال��دول الخمس دائ�م��ة العضوية ف��ي مجلس األم��ن أم��ام‬ ‫مسؤولياتها‪ ،‬وأن تعرض األمر بصيغة أن إثيوبيا تريد أن تفني‬ ‫العرق املصري‪ ،‬والتدليل على ذلك بالحجج التي قدمتها إثيوبيا‬ ‫في أدبياتها‪ ،‬فإثيوبيا تتنصل من القانون الدولي ويجب على‬ ‫مصر أن تعمل على إخضاعها للقانون الدولي‪ ،‬فاملوقف املصري‬ ‫يحتاج إلى تعديل وجدية في املرحلة القادمة‪ ،‬ألنه يمكن أن تقع‬ ‫مصر في فخ التسويف اإلثيوبي والدخول في مفاوضات غير‬ ‫جادة مرة أخرى‪ ،‬ألن هذه القضية حيوية جدا‪ ،‬فمصر لن تبقى‬ ‫على الخريطة لو تم تجفيف نهر النيل‪ ،‬ويجب العمل من منطلق‬ ‫أن إثيوبيا دولة معادية‪ ،‬ألن كل املؤشرات تقول إن إثيوبيا تسير‬ ‫في تنفيذ هذا املخطط (إفناء العرق املصري) منذ زمن طويل‪ ،‬من‬ ‫خالل السدود‪ ،‬حيث إنها تسعى لعمل ثالثة سدود أخرى على‬ ‫النيل األزرق‪ ،‬الذي تتحصل مصر من خالله على نسبة ‪ 85‬في‬ ‫املائة من حصتها املائية‪ ،‬وما يدلل على سوء النوايا اإلثيوبية أن‬ ‫لديها ‪ 24‬نهرا داخليا‪ ،‬و‪ 12‬نهرا دوليا كان يمكنها إنشاء سدود‬ ‫على أي منها لتوليد الطاقة الكهربية كما تدعي‪ ،‬ولكنها تسعى‬ ‫من خالل سد النهضة لإلضرار بمصر‪ ،‬كما أنها قامت بإنشاء‬ ‫السد بالقرب من الحدود السودانية لضمان أنه في حالة انهيار‬ ‫السد ال يتأذى الجانب اإلثيوبي ولكن تتأذى السودان ومصر‪.‬‬ ‫وال بد أن تغير الحكومة املصرية نظرتها للمشكلة‪ ،‬وبالتالي فإن‬ ‫أدوات مصر ملعالجة املشكلة يجب أن تختلف عما كانت عليه‬ ‫في السابق‪ ،‬ألن الذهاب إلى املفاوضات مرة أخرى هو مضيعة‬ ‫للوقت والدليل على ذلك مفاوضات واشنطن التي استهلكت‬ ‫مزيدا من الوقت دون جدوى‪ ،‬وفي النهاية تخرج تصريحات‬ ‫إثيوبية تدعي وقوف إثيوبيا في وجه اإلرادة األميركية وتمتنع‬ ‫عن التوقيع على صيغ االتفاقات بحجة ع��دم مراجعتها من‬ ‫جميع األطراف‪ ،‬ولو لم تكن أديس أبابا قد حصلت على الضوء‬ ‫األخضر من واشنطن ملا تجرأت أت تعلن وبهذا الشكل تحديها‬ ‫لإلدارة األميركية‪ .‬كما أن اإلدارة األميركية لو كانت جادة في‬ ‫الوصول إلى اتفاق لكان بإمكانها بما تملكه من أدوات أن تجبر‬ ‫الجانب اإلثيوبي على االنصياع إل��ى نتائج امل�ف��اوض��ات التي‬ ‫استمرت لثالثة أشهر على األقل‪.‬‬ ‫وختم السفير عبد الله األش�ع��ل‪ :‬اتفاقيات توزيع مياه النيل‬ ‫تم إبرامها وقت أن كان تعداد مصر ‪ 20‬مليون نسمة‪ ،‬واآلن‬ ‫زاد التعداد على ‪ 100‬مليون نسمة‪ ،‬أي إن االحتياجات املائية‬ ‫املصرية كان يجب زيادتها‪ ،‬وليس نقصانها وحصول مصر‬ ‫على ‪ ،30‬أو ‪ 35‬مليار متر مكعب من املياه سنويا عوضا عن‬

‫‪26‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫رئيس الوزراء اإلثيوبي‬ ‫آبي أحمد (إلى اليسار)‪،‬‬ ‫والرئيس املصري عبد‬ ‫الفتاح السيسي (إلى‬ ‫اليمني) خالل قمة ثالثية‬ ‫مع السودان بشأن سد‬ ‫النهضة فبراير ‪2019‬‬ ‫(غيتي)‬

‫حصتها الحالية ‪ 55.5‬مليار متر مكعب سنويا‪.‬‬

‫مناورة إثيوبية تفتقر لحسن النوايا‬ ‫في السياق‪ ،‬قال األستاذ بمعهد الدراسات األفريقية بجامعة‬ ‫القاهرة الدكتور أيمن شبانة في تصريحات خاصة لـ «املجلة»‪:‬‬ ‫إن اإلع��ل��ان اإلث���ي���وب���ي األخ���ي���ر ب��اس��ت��ع��داده��ا ال���ع���ودة ل��ط��اول��ة‬ ‫املفاوضات مع مصر حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة‪،‬‬ ‫بشرط إبعاد وزارة الخزانة األميركية عن امللف‪ ،‬وإلغاء جميع‬ ‫الصيغ التي سبق وت��م االت��ف��اق عليها م��ن خ�لال مفاوضات‬ ‫واشنطن التي امتدت على مدار ‪ 3‬أشهر تقريبا‪ ،‬هي مناورة‬ ‫تفتقر إلى حسن النوايا‪ ،‬وتستهدف إضاعة الوقت‪ ،‬ومجاراة‬ ‫امل��وق��ف‪ ،‬وإثيوبيا ليس لديها النية للتوقيع على أي اتفاق أو‬ ‫الوصول إلى أي حلول أو اتفاقات‪ ،‬وسوف يستمر ذلك إلى فترة‬ ‫االنتخابات القادمة في إثيوبيا والتي قد تجرى في أغسطس‬ ‫(آب) القادم‪ ،‬وأكد شبانة أن مصر لديها اآلليات املتاحة إلجبار‬ ‫إثيوبيا على تغيير موقفها سواء كانت آليات ودية‪ ،‬أو قسرية‪،‬‬ ‫ولكن ال يمكن الخوض في مثل هذه املسائل‪ ،‬ومصر تحتفظ‬ ‫بها لنفسها‪ ،‬كما أنه يمكن ملصر من خالل حلفائها تغيير‬

‫‪27‬‬

‫عبد الله األشعل‪ :‬السلوك اإلثيوبي‬ ‫ال يعتبر نزاعا على املياه ولكنه‬ ‫مؤامرة إلفناء مصر‪ ،‬وهو سلوك‬ ‫عدائي تجب مواجهته‬ ‫املوقف اإلثيوبي عن طريق دعم إنشاء السد وتقديم أموال وعقد‬ ‫اتفاقيات تجارية‪ ،‬واتفاقيات سياسية وأمنية وعالقات تجارية‬ ‫وتعاون في مجاالت املوانئ وغيرها‪ ،‬وباختصار العودة إلى‬ ‫ملف التفاوض مستبعد تماما بالنسبة ملصر حيث وصلت‬ ‫إثيوبيا إلى مرحلة عدم االكتراث باملطالب واملصالح واالعتبارات‬ ‫املصرية‪ ،‬ولذلك فإن عودة مصر إلى طاولة التفاوض أصبحت‬ ‫مستبعدة وبشكل نهائي‪.‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫منظمة الصحة العاملية‪ :‬العمالت النقدية تسهم في تفشي الفيروسات‬

‫كورونا و«املعامالت اإللكترونية«‪...‬‬ ‫قراءة في التجربة السعودية‬ ‫م��ا يستعرضه ه��ذا التقرير م��ن خ�لال إط�لال��ة على مفهوم‬ ‫باكو‪:‬أحمد طاهر‬ ‫املعامالت غير النقدية وأهميتها‪ ،‬وإقدام كثير من الدول على‬ ‫كيفية تعزيز ه��ذه النوعية من املعامالت املالية مع التركيز‬ ‫«إن العمالت النقدية يمكن أن تلتقط جميع أن��واع البكتيريا على التجربة السعودية‪ ،‬وذلك كله من خالل عدة محاور على‬ ‫وال�ف�ي��روس��ات»‪ ،‬ب�ه��ذا التصريح ال��ذي أعلنه امل�ت�ح��دث باسم النحو اآلتي‪:‬‬ ‫منظمة الصحة العاملية لصحيفة التليغراف البريطانية‪ ،‬أطلقت‬ ‫عبر‬ ‫املنظمة تحذيرا للجميع بأن فيروس «كورونا» قد ينتقل‬ ‫أوال‪ :‬املعامالت غير النقدية‪ ...‬املفهوم واملزايا‬ ‫ملس النقود وتداولها‪ ،‬ألن الشخص املصاب بالفيروس قادر‬ ‫ً‬ ‫على نقل العدوى لألموال (نقــدا) نتيجة اللمس أو العطس املعامالت غير النقدية هي تلك املعامالت التي تتم عبر التمويل‬ ‫أو ال�س�ع��ال‪ ،‬داع�ي��ة الجميع إل��ى ال�ح�ف��اظ على نظافة اليدين اإللكتروني‪ ،‬والذي يعرف بأنه تحويل األموال من خالل وسيط‬ ‫وتعقيمها بعد ملس العمالت النقدية‪ ،‬مع حث الجميع على إلكتروني مثل الكومبيوتر أو الهواتف الذكية أو باستخدام‬ ‫استخدام املدفوعات غير التالمسية «الدفع اإللكتروني» أو الكروت ذات الشرائط املمغنطة إلصدار األوامر أو التعليمات أو‬ ‫بالبطاقة البنكية‪ ،‬بهدف تقليل مخاطر انتقال العدوى‪.‬‬ ‫األذون ملؤسسة مالية ما‪ .‬وتنقسم هذه املعامالت غير النقدية‬ ‫يكن‬ ‫�م‬ ‫والحقيقة أن ال�ت��وج��ه نحو امل�ع��ام�لات غير النقدية ل�‬ ‫إلى ثالث فئات رئيسية‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫وإنما‬ ‫الفيروسي‪،‬‬ ‫مرتبطا في األس��اس بتفشي هذا املرض‬ ‫امل��دف��وع��ات وال�ت�ح��وي�لات املصرفية‪ ،‬وم��ن أمثلتها التحويل‬ ‫التوجه‬ ‫بضرورة‬ ‫األخيرة‬ ‫تزايدت املطالبات الدولية في العقود‬ ‫من بنك إلى بنك آخر‪ ،‬ماكينات الصراف اآلل��ي‪ ،‬دفع فواتير‬ ‫هائلة‬ ‫زيادة‬ ‫من‬ ‫شهدته‬ ‫ما‬ ‫نحو هذا النوع من املعامالت مع‬ ‫استهالك الخدمات املنزلية كالكهرباء واملاء‪.‬‬ ‫التجارة‬ ‫حركة‬ ‫تصاعد‬ ‫بسبب‬ ‫في املعامالت والتسويات املالية‬ ‫مدفوعات البيع بالتجزئة ومن أمثلتها بطاقات االئتمان مثل‬ ‫حجم‬ ‫تضخم‬ ‫يؤدي‬ ‫أن‬ ‫من‬ ‫والتخوف‬ ‫الدولية‪ ،‬إذ تصاعد القلق‬ ‫الفيزا أو املاستر كارد‪ ،‬بطاقات الخصم املدينة الصادرة من‬ ‫السداد‬ ‫على‬ ‫االعتماد‬ ‫في‬ ‫استمرت‬ ‫ما‬ ‫التعامالت املالية ‪ -‬إذا‬ ‫البنوك‪.‬‬ ‫غسل‬ ‫�رار‬ ‫�‬ ‫غ‬ ‫على‬ ‫املالية‬ ‫الجرائم‬ ‫حجم‬ ‫النقدي – إل��ى ارتفاع‬ ‫املدفوعات التجارية اإللكترونية عبر اإلنترنت مثل الشيكات‬ ‫نحو‬ ‫التوجه‬ ‫فكان‬ ‫الضريبي‬ ‫والتهرب‬ ‫اإلرهاب‬ ‫األموال وتمويل‬ ‫اإللكترونية‪ ،‬البطاقات اإللكترونية‪ ،‬بطاقات االئتمان املشفرة‪.‬‬ ‫تكنولوجيا‬ ‫دور‬ ‫لتزايد‬ ‫استثمارا‬ ‫النقدية‬ ‫غير‬ ‫هذه املعامالت‬ ‫وم��ن ث��م‪ ،‬يمكن رص��د امل��زاي��ا ال�ت��ي تحققها أي دول��ة إذا ما‬ ‫املالية‬ ‫النظم‬ ‫توجه‬ ‫في‬ ‫أسهمت‬ ‫التي‬ ‫�االت‬ ‫�‬ ‫ص‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫واال‬ ‫املعلومات‬ ‫اتجهت نحو تعظيم حجم املعامالت غير النقدية (املعامالت‬ ‫وقوانني‬ ‫بسياسات‬ ‫األخذ‬ ‫إلى‬ ‫العالم‬ ‫أنحاء‬ ‫معظم‬ ‫في‬ ‫الرقابية‬ ‫ًّ اإللكترونية)‪ ،‬فيما يأتي‪:‬‬ ‫ا‬ ‫تدريجي‬ ‫واالنتقال‬ ‫النقدية‪،‬‬ ‫املالية‬ ‫التعامالت‬ ‫من‬ ‫للحد‬ ‫وبرامج‬ ‫ تتسم هذه املعامالت بأنها معامالت غير مقيدة بعملة معينة‬‫اإللكترونية‪.‬‬ ‫املدفوعات‬ ‫نظم‬ ‫على‬ ‫االعتماد‬ ‫إلى‬ ‫أو بمكان محدد‪.‬‬ ‫لفيروس‬ ‫واملخيف‬ ‫السريع‬ ‫االنتشار‬ ‫إن‬ ‫القول‬ ‫يمكن‬ ‫وعليه‪،‬‬ ‫ س��رع��ة وم��رون��ة عملية ال�ت�ح��وي��ل ن �ظ��را ألن �ه��ا عملية تتم‬‫ُ‬ ‫ك��ورون��ا ح��ول ال�ع��ال��م أع�ط��ى دف�ع��ة للمعامالت ع��ن ب�ع��د في إلكترونيا‪.‬‬ ‫ك��ل امل� �ج ��االت ب�م��ا ف��ي ذل ��ك ال�ت�ك�ن��ول��وج�ي��ا امل��ال �ي��ة وع�م�ل�ي��ات ‪ -‬األمان ومواجهة أي ممارسات فاسدة مثل عمليات غسل‬ ‫ال��دف��ع اإلل �ك �ت��رون��ي لتقليل ف��رص اإلص��اب��ة ب��ال �ع��دوى‪ ،‬وه��و‬

‫‪28‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫سعوديون في معرض‬ ‫جيتكس ‪ 2018‬في مركز‬ ‫دبي التجاري العاملي‬ ‫(غيتي)‬

‫األموال‪.‬‬ ‫وال تتوقف مزايا هذه النوعية من املعامالت على ذلك فحسب‪،‬‬ ‫بل تسهم هذه املعامالت في تنشيط النمو االقتصادي‪ ،‬وذلك‬ ‫م��ن خ�لال حزمة م��ن التسهيالت والضمانات ال��داع�م��ة‪ ،‬من‬ ‫أبرزها‪:‬‬ ‫زيادة معدالت الشمول املالي والذي يعني طبقا لتعريف البنك‬ ‫الدولي بأنه تمكني األفراد والشركات للحصول على منتجات‬ ‫وخدمات مالية مفيدة وبأسعار معقولة تلبي احتياجاتهم التي‬ ‫يتم تقديمها بطريقة مسؤولة ومستدامة‪.‬‬ ‫توسيع ال�ق��اع��دة الضريبية م��ن خ�لال تشجيع القطاع غير‬ ‫الرسمي لالندماج في القطاع الرسمي‪.‬‬ ‫تقديم دراس ��ة واض �ح��ة ع��ن طبيعة ال �س��وق وات�ج��اه��ات��ه بما‬ ‫يمكن من اتخاذ القرارات السليمة في التعامل مع اتجاهات‬ ‫املستهلكني وحجم إنفاقهم من ناحية‪ ،‬وكذلك حجم املعروض‬ ‫من مختلف السلع والخدمات من ناحية أخرى‪.‬‬ ‫الالتالمسية‪ .‬اتجهت كثير م��ن ال ��دول إل��ى تبني م��زي��د من‬ ‫اإلج ��راءات للحد م��ن ه��ذه النوعية م��ن املعامالت ف��ي مقابل‬ ‫التوسع ف��ي املعامالت غير النقدية‪ ،‬خاصة ف��ي ظ��ل وج��ود‬ ‫ثانيا‪ :‬كورونا والتوجه الدولي نحو تفعيل‬ ‫ص�ع��وب��ات إلج ��راء ال�ت�س��وي��ات وامل �ع��ام�لات امل��ال�ي��ة امل�ب��اش��رة‪،‬‬ ‫املعامالت غير النقدية‬ ‫خاصة على مستوى كبار ال�ت�ج��ار‪ ،‬إذ تتطلب ال��ذه��اب إلى‬ ‫ف��ي ض��وء مواجهة مخاطر اس�ت�خ��دام العمالت النقدية في البنوك إلي��داع أو تحصيل األم��وال بما يحتم عليهم تغيير‬ ‫املعامالت املختلفة‪ ،‬كما أشارت إلى ذلك منظمة الصحة العاملية طرق العمل لتحصيل النقود بطرق أخ��رى س��واء من خالل‬ ‫من أن أوراق البنكنوت قد تكون ناقلة للفيروس وأنه يفضل املتاجر اإللكترونية أو العمل مع تطبيقات أخرى مثل تطبيقات‬ ‫االعتماد على أدوات التكنولوجيا املالية ومنها وسائل الدفع التوصيل أو خدمات املدفوعات املبتكرة ليكونوا أقل عرضة‬

‫املعامالت غير النقدية هي تلك‬ ‫املعامالت التي تتم عبر التمويل‬ ‫اإللكتروني‪ ،‬والذي يعرف بأنه تحويل‬ ‫األموال من خالل وسيط إلكتروني مثل‬ ‫الكومبيوتر أو اهلواتف الذكية‬

‫‪29‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫لنقص األموال حيث يتم تحويل النقود لحساباتهم مع نهاية‬ ‫كل دورة دفع‪ ،‬ومن أبرز ما اتخذته بعض الدول خالل الفترة‬ ‫املاضية ما يأتي‪:‬‬ ‫ أستراليا‪ :‬وضعت متاجر وم��والت ومحطات وق��ود كثيرة‬‫الالفتات التي تعلن عدم قبولها للنقد‪ ،‬مع زيادة الحد املسموح‬ ‫به للمعامالت املالية الرقمية في متاجر التجزئة‪ ،‬من خالل‬ ‫الهاتف املحمول دون الحاجة إلدخال رقم سري ليرتفع من‬ ‫‪ 100‬دوالر إلى أكثر من الضعف ليصل إلى ‪ 250‬دوالرا لكل‬ ‫معاملة‪.‬‬ ‫ الصني‪ :‬أقدم البنك املركزي الصيني – بنك الشعب – على‬‫إصدار تعليماته للبنوك بتعقيم األوراق النقدية قبل إتاحتها‬ ‫للجمهور وذلك باستخدام األشعة فوق البنفسجية والحرارة‪،‬‬ ‫ثم االحتفاظ بها ملدة ‪ 14‬يوما قبل إمكان طرحها‪ ،‬كما ضاعف‬ ‫البنك الصيني من إصدار أوراق النقد الجديدة لتصل إلى ما‬ ‫يعادل ‪ 86‬مليار دوالر خالل الفترة املاضية ليتم استبدال‬ ‫ً‬ ‫البنكنوت ف��ي األق��ال�ي��م األك�ث��ر تعرضا لإلصابة وك��ذل��ك في‬

‫االنتشار السريع واخمليف لفيروس‬ ‫كورونا حول العالم أعطى دفعة‬ ‫للمعامالت عن ُبعد في كل اجملاالت بما‬ ‫في ذلك التكنولوجيا املالية وعمليات‬ ‫الدفع اإللكتروني‪ ،‬لتقليل فرص‬ ‫اإلصابة بالعدوى‬

‫املستشفيات وحافالت النقل العام‪.‬‬ ‫ ال ��والي ��ات امل �ت �ح��دة األم �ي��رك �ي��ة‪ :‬أع �ل��ن م�ج�ل��س االح�ت�ي��اط��ي‬‫الفيدرالي األميركي (البنك املركزي األميركي) عن بذل مزيد‬ ‫من الجهود للتأكد من أن اإلمدادات النقدية غير ملوثة‪ ،‬حيث‬ ‫أع�ل��ن أن��ه ب��دأ ف��ي ع��زل ال� ��دوالرات ال�ت��ي ت��م ت��داول�ه��ا ف��ي آسيا‬ ‫وأوروب��ا قبل إعادة تدويرها‪ .‬كما وضعت بنوك االحتياطي‬ ‫الفيدرالي اإلقليمية العملة الفعلية لفترة تتراوح من ‪ 7‬إلى ‪10‬‬ ‫أيام كإجراء احترازي‪.‬‬ ‫ ك��وري��ا ال�ج�ن��وب�ي��ة‪ :‬ات�خ��ذ ال�ب�ن��ك امل��رك��زي ال �ك��وري إج ��راءات‬‫مشابهة ملا جرى في الصني‪ ،‬حيث أعلن أنه يتم تعريض أوراق‬ ‫النقد لحرارة تبلغ ‪ 150‬درجة مئوية قبل تغليفها وشحنها‬ ‫إلعادة االستخدام في البنوك‪.‬‬ ‫ االتحاد األوروبي‪ :‬أبلغت الوكالة املصرفية التابعة لالتحاد‬‫األوروبي شركات الدفع لتسهيل العمالء إجراء املدفوعات دون‬ ‫االتصال الجسدي‪ ،‬مثل االحتفاظ ببطاقة ائتمان أو خصم‬ ‫أعلى من محطة دفع‪ ،‬أو استخدام تطبيقات الهاتف املحمول‬ ‫مثل ‪ Google Pay‬أو ‪.Apple Pay‬‬ ‫ م�ص��ر‪ :‬ش�ه��دت ان�ت�ش��ارا كبيرا ل�ش��رك��ات خ��دم��ات ال��دف��ع‪،‬‬‫والتوسع في إصدار بطاقات «ميزة» اإللكترونية‪ ،‬فضال عن‬ ‫اتخاذ مجموعة من اإلج ��راءات الهادفة إل��ى تيسير تحويل‬ ‫األموال من خالل الهاتف املحمول‪ ،‬خاصة مع صدور القانون‬ ‫رق��م (‪ )19‬لسنة ‪ 2019‬بتنظيم وسائل الدفع غير النقدي‪،‬‬ ‫وال��ذي أل��زم الجهات الحكومية بعدم قبول معامالت نقدية‬ ‫تزيد عن قيمة محددة‪.‬‬ ‫ العراق‪ :‬أص��در البنك املركزي العراقي‪ ،‬بيانا جاء فيه أنه‪:‬‬‫ً‬ ‫«تزامنا مع ما يمر به البالد‪ ،‬ونتيجة ملتابعة البنك للتقارير‬ ‫الدولية التي تحذر من قابلية األوراق النقدية على أن تكون‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وسطا ناقال للفيروسات‪ ،‬يدعو التجار واملواطنني للتعامل‬ ‫نقاط بيع‪ ،‬محافظ الهاتف‬ ‫بأدوات الدفع اإللكتروني (بطاقات‪ً ،‬‬ ‫النقال)‪ ،‬مع تجنب التعامل بالنقد حفاظا على الصحة العامة»‪.‬‬ ‫يتضح مما سبق حرص مختلف الدول على توسيع حجم‬ ‫امل�ع��ام�لات اإلل�ك�ت��رون�ي��ة خشية ان�ت�ش��ار ال �ع��دوى م��ن خ�لال‬ ‫العمالت الورقية‪ ،‬إدراكًا بأن التقدم في نظم الدفع اإللكترونية‬

‫‪30‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫موظفة تقف بجوار‬ ‫جهاز صراف آلي في‬ ‫«سبيربنك» في روسيا‬ ‫(غيتي)‬

‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ويعد‬ ‫قناعا‬ ‫موظف يرتدي‬ ‫األوراق النقدية في فرع بنك‬ ‫الصني في تايوان بمقاطعة‬ ‫سانشي الصينية (غيتي)‬

‫ً‬ ‫يتيح بديال أكثر أمانا في سداد الكثير من املعامالت‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬اململكة العربية السعودية والتوجه نحو‬ ‫املعامالت املالية اإللكترونية‬ ‫في خضم رؤية اململكة ‪ 2030‬وبرنامج تطوير القطاع املالي‬ ‫الهادف إلى رفع معدل التعامالت املالية الرقمية‪ ،‬والتقليل من‬ ‫استخدام النقد الورقي والتحول إلى مجتمع غير نقدي‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى تسهيل آلية إج��راء املدفوعات النقدية بني املستفيدين‪،‬‬ ‫يستهدف هذا البرنامج زيادة نسبة املدفوعات غير النقدية‬ ‫إلى ‪ 70‬في املائة من إجمالي عمليات الدفع النقدي باململكة‬ ‫بحلول عام ‪.2030‬‬ ‫ول��ذا فقد حرصت مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك‬ ‫امل��رك��زي ال �س �ع��ودي) ع�ل��ى تبني مجموعة م��ن السياسات‬ ‫واتخاذ حزمة من اإلجراءات الرامية إلى التوجه نحو تعظيم‬ ‫املعامالت غير النقدية‪ ،‬ليس فقط بسبب أزمة كورونا األخيرة‬ ‫وإنما سبقت ذلك‪ ،‬بما يمهد الطريق الستكمال هذه اإلجراءات‬ ‫وزيادة حجم هذه املعامالت مع تفاقم تداعيات األزمة الصحية‬ ‫الناجمة عن كوفيد‪ ،19-‬مع األخذ في الحسبان أن مؤسسة‬ ‫النقد العربي السعودي التي تم تأسيسها عام ‪ .1990‬تملك‬ ‫تجربة عاملية متطورة في تأسيس شبكة ألنظمة املدفوعات‬ ‫السعودية وفق أحدث املعايير الفنية واملواصفات القياسية‬ ‫ُ‬ ‫العاملية‪ ،‬حيث تعد الشبكة اآلل�ي��ة الوحيدة ف��ي اململكة التي‬ ‫تسهل آلية إج��راء املدفوعات النقدية بني الجهات الحكومية‬ ‫واملستفيدين‪ ،‬وتربط كافة أجهزة الصرف اآلل��ي وطرفيات‬ ‫نقاط البيع واملتاجر في كافة أنحاء اململكة بشبكة مدفوعات‬ ‫مركزية تقوم بدورها في إع��ادة توجيه العمليات املالية إلى‬ ‫الجهة املصدرة للبطاقة‪.‬‬ ‫وق��د ات�خ��ذت املؤسسة بعض اإلج ��راءات الهادفة إل��ى تعزيز‬ ‫هذه النوعية من املعامالت‪ ،‬ومنها‪ :‬تأسيس شركة مساهمة‬ ‫سعودية‪ ،‬تملكها املؤسسة بشكل كامل‪ ،‬وتملك جميع نظم‬ ‫املدفوعات الوطنية وتشغيلها وتطويرها‪ ،‬وإبرام شراكة بني‬

‫‪31‬‬

‫التوجه نحو هذه املعامالت غير‬ ‫النقدية استثمار لتعاظم دور‬ ‫تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت التي‬ ‫أسهمت في توجه النظم املالية الرقابية‬ ‫شبكة املدفوعات السعودية اململوكة كلية للمؤسسة وشركة‬ ‫ً‬ ‫عامليا في مجال حلول وأنظمة‬ ‫«فوكالينك»– الشركة الرائدة‬ ‫الدفع والتابعة ملاستر كارد‪ -‬إلطالق خدمة املدفوعات الفورية‬ ‫ف��ي امل�م�ل�ك��ة ال�ع��رب�ي��ة ال �س �ع��ودي��ة‪ ،‬وال �ت��ي بمقتضاها يمكن‬ ‫للمؤسسات املالية وال�ش��رك��ات واملستهلكني ألول م��رة في‬ ‫اململكة إجراء مدفوعات فورية بني الحسابات‪ ،‬وهو ما ينعكس‬ ‫إيجابا على اقتصاد اململكة من خالل تحسني البنية التحتية‬ ‫بشكل كبير‪،‬‬ ‫للمدفوعات‪ ،‬وتسريع نمو قطاع التجارة الرقمية‬ ‫ٍ‬ ‫وتمكني ش��رك��ات التكنولوجيا املالية الناشئة واملؤسسات‬ ‫املالية العريقة من االستفادة من املزايا التي يوفرها االقتصاد‬ ‫الرقمي‪.‬‬ ‫ومع بوادر أزمة فيروس كورونا‪ ،‬أسرعت املؤسسة باتخاذ‬ ‫مجموعة من القرارات التي ألزمت بها املؤسسات املالية بهدف‬ ‫حماية كافة املتعاملني مع هذه املؤسسات وكذا العاملني فيها‪،‬‬ ‫تمثل أبرزها فيما يأتي‪:‬‬ ‫ ض��رورة االلتزام بالجاهزية لتلقي طلبات فتح الحسابات‬‫البنكية واملحافظ اإللكترونية‪ ،‬للتجار العاملني في أنشطة‬ ‫الخدمات الشخصية‪ ،‬وكذلك الجاهزية لتلقي طلبات توفير‬ ‫وسائل الدفع اإللكتروني املصرحة من املؤسسة‪ ،‬والتجاوب‬ ‫معها عبر القنوات املختلفة‪ ،‬كالفروع‪ ،‬واملوقع الرسمي‪ ،‬والرقم‬ ‫املوحد‪ ،‬لتيسير هذا املتطلب على التجار العاملني في أنشطة‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫الخدمات الشخصية‪ ،‬وااللتزام بالقواعد التنظيمية والتشغيلية‬ ‫لهذه الخدمات‪.‬‬ ‫ تعديل أو إعادة هيكلة التمويالت الحالية دون أي تكاليف أو‬‫رسوم إضافية؛ لتخفيف اآلثار وتمكينهم من االستمرارية‬ ‫في ممارسة أنشطتهم واعتماد وتنفيذ خطط عمالئهم من‬ ‫القطاع الخاص للمحافظة على مستويات التوظيف للمنشآت‬ ‫امل�ت�ض��ررة م��ن ان�ت�ش��ار ف �ي��روس ك��ورون��ا‪ ،‬م��ن خل��ال توفير‬ ‫االحتياجات التمويلية وتقديم الدعم ال�لازم للعمالء األف��راد‬

‫تتسم املعامالت غير النقدية بأنها‬ ‫معامالت غير مقيدة بعملة معينة‬ ‫أو بمكان محدد‪ ،‬مع سرعة ومرونة‬ ‫عملية التحويل‪ً ،‬‬ ‫نظرا ألنها عملية‬ ‫تتم إلكترونيًا‪ ،‬باإلضافة إلى األمان‬ ‫ومواجهة أي ممارسات فاسدة مثل‬ ‫عمليات غسل األموال‬

‫الذين فقدوا وظائفهم في القطاع الخاص وإعفاء جميع العمالء‬ ‫من رس��وم إج��راء العمليات عبر القنوات اإللكترونية‪ ،‬ومن‬ ‫رس��وم انخفاض الرصيد عن الحد األدن��ى‪ ،‬وم��ن أي رسوم‬ ‫ُ‬ ‫تفرض على عمليات إعادة التمويل أو إنهاء اتفاقيات قائمة‬ ‫(س��واء تمويل أو من جانب ال��ودائ��ع)‪ ،‬ومل��دة ستة أشهر على‬ ‫األقل‪.‬‬ ‫ م��راج�ع��ة إع ��ادة تقييم م�ع��دالت ال�ف��ائ��دة وال��رس��وم األخ��رى‬‫على البطاقات االئتمانية س��واء للعمالء الحاليني أو العمالء‬ ‫الجدد‪ ،‬بما يتوافق مع انخفاض معدالت الفائدة ً‬ ‫حاليا نتيجة‬ ‫لألوضاع االقتصادية‪.‬‬ ‫ إرجاع أي رسوم تحويل للعملة األجنبية املفروضة من البنك‬‫للعمالء الراغبني في إلغائها أو الذين قاموا بإلغاء الحجوزات‬ ‫املرتبطة بالسفر‪ ،‬التي تم القيام بها باستخدام البطاقات‬ ‫االئتمانية أو البطاقات املربوطة بحساباتهم الجارية (مدى)‬ ‫أو مسبقة الدفع‪.‬‬ ‫ ت�ح��دي��د ال�ح��د األدن ��ى م��ن ف ��روع امل��ؤس�س��ة امل��ال�ي��ة؛ لتقديم‬‫ً‬ ‫إلكترونيا‪.‬‬ ‫الخدمات الضرورية فقط غير املمكن تقديمها‬ ‫ً‬ ‫تواجد أعداد من العمالء إلى زيادة‬ ‫وحرصا على أن ال يؤدي‬ ‫ً‬ ‫مخاطر انتقال العدوى‪ ،‬وحفاظا على سالمة عمالء البنك‬ ‫ومنسوبيه؛ فقد ح� ّ�ددت مؤسسة النقد ع� ً‬ ‫�ددا من الضوابط‬ ‫بشأن عمل فروع البنوك واملصارف العاملة في اململكة‪ ،‬ومن‬ ‫أب��رزه��ا‪ :‬إل ��زام امل��ؤس�س��ات امل��ال�ي��ة؛ ب��وض��ع ح��د أق�ص��ى لعدد‬ ‫العمالء الذين تتم خدمتهم من خالل الفرع – في الوقت الواحد‬ ‫ بما يتناسب مع حجم الفرع‪ ،‬وأن ال ُيسمح بتجاوز هذا‬‫العدد‪ ،‬على أن تتم مراعاة املساحة الكافية للتباعد بني العمالء‬ ‫في صاالت االنتظار‪ .‬وكذلك بني موظفي البنك والعمالء‪ .‬مع‬ ‫التقيد ب��اإلج��راءات االح�ت��رازي��ة ال�لازم��ة التي تضعها وزارة‬

‫‪32‬‬

‫العدد ‪ 1793‬مارس (آذار) ‪2020/ 03 / 27‬‬

‫رئيسة املفوضية‬ ‫األوروبية أورسوال‬ ‫فون ديرالين تتحدث‬ ‫إلى وسائل اإلعالم في‬ ‫بيراليمونت‪ .‬بروكسل‪،‬‬ ‫بلجيكا (غيتي)‬

‫كرستني الغارد‪ ،‬رئيسة‬ ‫البنك املركزي األوروبي‪،‬‬ ‫تتحدث إلى وسائل اإلعالم‬ ‫بعد اجتماع مجلس إدارة‬ ‫البنك في فرانكفورت‪،‬‬ ‫أملانيا (غيتي)‬

‫الصحة بشأن من يحضر من العاملني إلى ّ‬ ‫مقرات العمل‪ ،‬وفق‬ ‫الدليل الوقائي الخاص بفيروس كورونا (‪ )19-COVID‬داخل‬ ‫أماكن العمل الصادر عن الوزارة‪ ،‬فضال عن ضرورة توفير‬ ‫املؤسسات املالية نقطة فرز في مداخل الفروع لقياس درجة‬ ‫حرارة العمالء‪ ،‬وتوفير املعقمات الالزمة‪ ،‬مع تزويد منسوبي‬ ‫في‬ ‫البنك بكافة االحتياطات الوقائية ال�لازم��ة‪ ،‬واالس�ت�م��رار ً‬ ‫توعية وحث العمالء على استخدام القنوات اإللكترونية حفاظا‬ ‫على سالمتهم‪.‬‬ ‫ إلزام شركات خدمات املدفوعات املرخصة في اململكة؛ برفع‬‫الحد األعلى املسموح به لتغذية املحفظة اإللكترونية إلى (‪20‬‬ ‫ً‬ ‫شهريا‪ ،‬بما يساهم في املحافظة على سالمة كافة‬ ‫ألف ريال)‬ ‫املتعاملني بأدوات الدفع اإللكتروني وتيسير تعامالتهم املالية‬ ‫من خالل تطبيقات املحافظ اإللكترونية املقدمة من شركات‬ ‫خدمات املدفوعات‪.‬‬ ‫ إل��زام كافة البنوك الت�خ��اذ اإلج ��راءات التشغيلية والتقنية‬‫لتنفيذ التغييرات املطلوبة ل��رف��ع ال�ح��د املسموح ب��ه؛ لتنفيذ‬ ‫عمليات الدفع من خالل البطاقات البنكية عبر تقنية االتصال‬ ‫قريب املدى (‪« )NFC‬مدى أثير» على أجهزة نقاط البيع دون‬ ‫الحاجة إلى إدخال الرقم السري من مبلغ ‪ 100‬ريال إلى ‪300‬‬ ‫ريال للعملية الواحدة‪ ،‬وذلك بهدف املحافظة على سالمة كافة‬ ‫املتعاملني ب��أدوات الدفع اإللكتروني‪ ،‬حيث يعزز القرار من‬ ‫كفاءة خصائص خدمات الدفع من خالل البطاقات البنكية‬ ‫عبر تقنية االتصال قريب املدى‪.‬‬

‫رابعًا‪ :‬املعامالت غير النقدية وضمانات النجاح‬ ‫لم تكن أزمة وباء كوفيد‪ 19-‬كما سبقت اإلشارة هي الدافع‬

‫‪33‬‬

‫الرئيسي في التوجه نحو تعظيم املعامالت غير النقدية بقدر‬ ‫ما كانت العامل الذي سرع من هذا التوجه‪ ،‬وهو ما يفرض‬ ‫على الجميع اإلسراع في معدالت التحول نحو املعامالت غير‬ ‫النقدية شريطة أن تراعى مجموعة من الضوابط الناظمة لهذه‬ ‫النوعية من املعامالت‪ ،‬والتي يتمثل أبرزها فيما يأتي‪:‬‬ ‫ استكمال إصالح القطاع املصرفي من أجل تبني املدفوعات‬‫اإللكترونية‪.‬‬ ‫ وجود رؤية سياسة‪ -‬قومية تستهدف املضي قدمًا في طريق‬‫االقتصاد غير النقدي‪.‬‬ ‫ إصدار التشريعات والقوانني والقرارات التنظيمية الهادفة‬‫إلى ضبط أداء هذه املعامالت وتقليل حجم مخاطرها وتعظيم‬ ‫مزاياها‪.‬‬ ‫ وج��ود آل�ي��ة ال��رص��د والتقييم للتغلب على أي تحديات أو‬‫مشكالت مستقبلية‪.‬‬ ‫ نهاية القول؛ إنه ال يوجد أي خالف على أهمية الخدمات‬‫اإللكترونية أو املعامالت غير النقدية‪ ،‬إال أن أزمة فيروس‬ ‫ك��ورون��ا ق��د أك ��دت ع�ل��ى األه�م�ي��ة ألن تصبح ث�م��ة حاجة‬ ‫من قبل العمالء الذين ما زال��وا يفضلون الطرق القديمة‬ ‫للتعامالت املالية إل��ى ض ��رورة إع ��ادة النظر ف��ي طريقة‬ ‫تفكيرهم في ظل الصعوبات والتحديات التي تواجههم‬ ‫في الوقت الراهن اعتمادا على هذه النوعية من املعامالت‪،‬‬ ‫وضرورة التحول إلى املعامالت اإللكترونية حفاظا على‬ ‫صحتهم من ناحية‪ ،‬واستفادة من املزايا التي تحققها‬ ‫هذه النوعية من املعامالت من ناحية أخرى‪ ،‬إذ لم يعد ثمة‬ ‫مفر من مسايرة التوجه العاملي للمدفوعات غير النقدية‬ ‫مع تعاظم املردودات املحققة معها فرديا ومجتمعيا وماليا‬ ‫وأمنيا‪.‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫خبير‪ :‬الدول العربية ستفقد ‪ 27‬مليون وظيفة‬

‫كورونا و«دول الجنوب» أي تأثير؟‬ ‫وأي مستقبل؟‬ ‫الجزائر‪ :‬ياسني بودهان‬

‫النائم استيقظ بعد حسم معركة الفيروس ليقدم نفسه للعالم‬ ‫ً‬ ‫وشعبا‪ ،‬وتقدم‬ ‫كدولة قوية‪ ،‬أحسنت تقدير املوقف حكومة‬ ‫يدها بعد ذل��ك ملساعدة ال��دول التي كانت توصف بـ «القوية»‬ ‫وأصبحت اليوم تصارع الوباء بكلفة باهظة‪ ،‬لتمارس الصني‬ ‫بذلك ما يسمى «الدبلوماسية الصحية» لتعزيز مكانتها في‬ ‫الساحة الدولية‪ ،‬ومثال ذلك تجربتها مع إيطاليا التي وجدت‬ ‫الصني واقفة بجانبها في الوقت الذي تخلت عنها دول الفضاء‬ ‫األوروب ��ي‪ ،‬م��ا دف��ع ببعض مواطنيها إل��ى إن��زال علم االتحاد‬ ‫األوروبي‪ ،‬ورفع العلم الصيني مكانه‪.‬‬ ‫الباحث محمد عزيز يؤكد أنه «ال يمكن النظر إلى أزمة االتحاد‬ ‫األوروبي املتصاعدة بفعل انتشار جائحة كورونا‪ ،‬باعتبارها‬ ‫عابرا للعالقات بني دوله‪ ،‬يمكن تجاوزه متى ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تم القضاء‬ ‫توترا‬ ‫على الفيروس»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫في عصر «م��ا بعد ال�ك��ورون��ا»‪ ،‬يتابع‪« :‬ستقف بلدان التكتل‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫تحديات ِمن شأنها أن تهز‬ ‫أمام نوع مختلف ِمن التحديات‪،‬‬ ‫دعائم االتحاد ووحدته‪ ،‬وسط غياب مظاهر التضامن بني دوله‬ ‫َ‬ ‫وانكفائها ضمن حدودها الداخلية‪ ،‬وتجلي حدود السياسات‬ ‫النيوليبرالية‪ّ ،‬‬ ‫ورب�م��ا يتبينّ أن االت�ح��اد ال��ذي استطاع تجاوز‬ ‫تداعيات بريكست وأزمة الالجئني واألزمة االقتصادية العاملية‬ ‫ً‬ ‫عام ‪ .2008‬بات أكثر هشاشة وضعفا من ذي قبل‪ ،‬بعدما أعاد‬ ‫اختبار انتشار الوباء االعتبار إلى الدولة القومية‪ :‬املالذ األخير‬ ‫للشعوب في وقت األزمات الكبرى»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫حسب الباحث «شكلت إيطاليا االختبار األصعب في هذا‬ ‫السياق‪ ،‬االستجابة البطيئة‪ ،‬معطوفة على غياب الوحدة بني‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫قريبا‪ ،‬وجعال‬ ‫دول تكتل اليورو‪ّ ،‬بددا اآلمال بانحسار الوباء‬ ‫من أوروبا بؤرة جديدة لألزمة»‪.‬‬ ‫وليس ً‬ ‫بعيدا عن التأثيرات التي طالت الدول الصناعية الكبرى‪،‬‬ ‫وحجم التأثيرات والتداعيات التي مستها بسبب هذا الوباء‪،‬‬ ‫يتساءل البعض عن مصير دول الجنوب‪ ،‬ومدى التأثيرات التي‬ ‫طالتها‪ ،‬وكيف تتعامل معها في ظل منظومة سياسية عاملية‬ ‫ً‬ ‫استنادا لبعض املؤشرات‪.‬‬ ‫بدأت تتشكل‬ ‫في حديثه لـ «املجلة» يؤكد أستاذ العلوم السياسية والعالقات‬

‫مع استمرار جائحة كورونا ً‬ ‫عامليا‪ ،‬وتواصل عداد املصابني في‬ ‫نفسها بشأن‬ ‫االرتفاع‪ ،‬ليقارب املليون‪ ،‬ثمة أسئلة بارزة تطرح‬ ‫ّ‬ ‫مصير البلدان األقل جاهزية ملواجهة هذا الوباء الذي أطل عليها‬ ‫على حني ِغ ّرة‪ ،‬فكبرى الدول التي تملك منظومة صحية قوية‪،‬‬ ‫باتت تتهاوى أنظمتها الصحية أمام عجز كوادرها ومرافقها‬ ‫الطبية على احتواء ومعالجة العدد املتفاقم من املصابني ً‬ ‫يوميا‪،‬‬ ‫هذا الوضع يدفع للتساؤل عن مصير الدول الضعيفة صحياً‬ ‫واقتصاديا‪ ،‬أو ما يسمى «دول الجنوب» على مواجهة هذا‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫عامليا‬ ‫الوباء الفتاك بأقل كلفة ممكنة‪ ،‬وكيف سيكون موقعها‬ ‫في ظل نظام دولي جديد بدأت تتشكل معامله‪ ،‬حسب متابعني‪،‬‬ ‫على ضوء تداعيات هذا الوباء‪ ،‬خاصة على الدول الصناعية‬ ‫الكبرى‪.‬‬ ‫وبشكل عام‪ ،‬يجزم كثيرون بأن ما قبل كورونا‪ ،‬ليس كما بعده‪،‬‬ ‫انتهائها من‬ ‫ويجزمون أن التغيير الذي ستشهده البشرية بعد‬ ‫ً‬ ‫إح�ص��اء ضحاياها‪ ،‬بعد انتهاء ال��وب��اء سيكون عميقا عبر‬ ‫ً‬ ‫ثقافيا‪ ،‬ويعتقد‬ ‫مستويات مختلفة سياسيا واقتصاديا وحتى‬ ‫البعض أن الصني التي واج�ه��ت ال�ف�ي��روس واح�ت ً��وت��ه ف��ي مدة‬ ‫قياسية‪ ،‬س��وف لن تكون الصني املعروفة سابقا‪ ،‬فالعمالق‬

‫محنة كورونا العاملية قد تكون‬ ‫القطرة التي أفاضت الكأس وأدت‬ ‫الستقالة عالم الجنوب‪ ،‬وتعلمه‬ ‫الدروس جيدًا‬ ‫‪34‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫بائعتان متجولتان‬ ‫تبيعان أقنعة وقفازات‬ ‫في ساحة األوبرا‪ ،‬في‬ ‫مصر (غيتي)‬

‫الدولية بجامعة الجزائر‪ ،3-‬الدكتور إدريس عطية أن «تأثير‬ ‫كورونا على ما يسمى دول الجنوب لم يكن باملستوى الكبير»‪،‬‬ ‫فهي برأيه «مجرد تأثيرات بسيطة عكس ما حدث في الصني‬ ‫أو أوروبا أو أميركا‪ ،‬ألن بؤرة الوباء العاملي انتقلت من الشرق‬ ‫إلى الغرب‪ ،‬أي من القارة اآلسيوية إلى القارة العجوز‪ ،‬حيث‬ ‫إيطاليا وإسبانيا وفرنسا‪ ،‬وها هي تحتل أرقاما قياسية في‬ ‫القارة األميركية حيث الواليات املتحدة األميركية»‪.‬‬ ‫لحد الساعة عالم الجنوب (العالم الثالث) برأيه «ال يزال بعيدا‬ ‫عن التأثيرات العميقة لهذا الوباء‪ ،‬ال من حيث الوضع الصحي‪،‬‬ ‫وال من حيث التداعيات االقتصادية‪ ،‬ألن دول الجنوب كلها‬ ‫دول تعاني الهشاشة السياسية واملؤسساتية‪ ،‬وتعج بأنظمة‬ ‫صحية مهترئة وهزيلة للغاية‪ ،‬وخاصة دول القارة األفريقية»‪،‬‬ ‫وبالتالي يؤكد أن «األم��ن الصحي لهذه ال��دول منكوب منذ‬ ‫البداية‪ ،‬ونظرا لقلة التنقل الدولي وضعف الرحالت الجوية‬ ‫لهذه الدول فمعدل نقل الوباء وانتشار العدوى ظل بسيطا‪،‬‬ ‫وبالتالي فمستوى اإلصابات بقي ضعيفا للغاية خاصة في‬ ‫دول أفريقيا جنوب الصحراء»‪.‬‬ ‫ومن حيث التداعيات االقتصادية‪ ،‬يشير الباحث إلى أن «نسبة‬ ‫مساهمة ه��ذه ال��دول ف��ي االقتصاد العاملي‪ ،‬ال ت��زال بسيطة‬ ‫للغاية وتقارب الصفر‪ ،‬فمثال أفريقيا تساهم بما نسبته ‪ 4‬في‬ ‫املائة من االقتصاد العاملي حسب تقديرات البنك الدولي لسنة‬ ‫‪ .2019‬ولذلك فاألضرار التي أصابت الدول االقتصادية الكبرى‬ ‫في العالم لم تؤثر بنفس الجسامة على دول عالم الجنوب‪،‬‬ ‫ال من حيث السياحة وال الخدمات وال الطيران والصناعة»‪.‬‬ ‫ويبقى تأثر هذه ال��دول فقط حسب رأي��ه في «انهيار أسعار‬

‫‪35‬‬

‫النظام العاملي الجديد سيكون‬ ‫نظامًا متعدد املراكز‪ ،‬وليس متعدد‬ ‫األقطاب‪ ،‬خاصة أن الواليات املتحدة‬ ‫األميركية تفاوض على القطبية‬ ‫الدولية فيما بينها وبني الصني‬ ‫البترول واملواد األولية على أساس أن أغلب هذه الدول ريعية‬ ‫تعتمد على الثروات الطبيعية في تعييش شعوبها»‪.‬‬ ‫ورغم ما سبق‪ ،‬فإن عطية يجزم أن «دول عالم الجنوب في عالم‬ ‫ما بعد كورنا‪ ،‬أصبح حقيقة»‪ ،‬خاصة أننا‪ ،‬يتابع‪« :‬سنشهد‬ ‫نظاما عامليا جديدا‪ ،‬وربما عالقات دولية جديدة تحت عناوين‬ ‫صينية‪ ،‬وصوننة جديدة للسياسة العاملية‪ ،‬حيث سيتغير‬ ‫كثير من القوى الدولية‪ ،‬ونشهد خريطة عاملية جديدة»‪ ،‬وهذه‬ ‫فرصة كبيرة برأيه لـ «دول عالم الجنوب للتموقع والركوب في‬ ‫قطار العصرنة الذي ستقوده الصني»‪ ،‬ذلك ألن عطية يعتقد‬ ‫أن «النظام العاملي الجديد سيكون نظاما عامليا متعدد املراكز‪،‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫وليس نظاما عامليا متعدد األقطاب‪ ،‬خاصة أن الواليات املتحدة‬ ‫األميركية تفاوض على القطبية الدولية فيما بينها وبني الصني‪،‬‬ ‫لكن الواقع االقتصادي الحالي وخريطة التوازنات تؤكد على‬ ‫التوجه نحو مراكز ثقل دولية منتشرة في العالم‪ ،‬وبإمكان‬ ‫عالم الجنوب أن يغتنم الفرصة للتموقع في العالم الجديد ملا‬ ‫بعد كورونا‪ ،‬من خالل فك االرتباط بالعالم الغربي املتوحش‬ ‫رأس�م��ال�ي��ا وال�لام�ت�س��ام��ح ليبراليا وامل�ع��ول��م آي��دي��ول��وج�ي��ا‪ ،‬من‬ ‫خالل عقد شراكات استراتيجية مع األقطاب واملراكز الجديدة‬ ‫كالصني م�ث�لا»‪ ،‬ومل��اذا ال يضيف ب��أن «تشكل دول الجنوب‬ ‫مراكز دولية خاصة بها‪ ،‬بداية من أميركا الجنوبية‪ ،‬م� ً‬ ‫�رورا‬ ‫بالقارة األفريقية ووصوال إلى آسيا‪ ،‬من خالل تفعيل طاقاتها‬ ‫ً‬ ‫ومجتمعيا‪ ،‬فأفريقيا مثال‬ ‫االستيعابية اقتصاديا وسياسيا‬ ‫يمكن أن ت�ك��ون سلة غ��ذاء العالم بامتياز على شاكلة غابة‬ ‫األمازون التي تشكل رئة العالم»‪ .‬ولذلك يؤكد عطية أنه «ينبغي‬ ‫على دول عالم الجنوب حجز موقع متقدم في عالم ما بعد‬ ‫كورونا»‪.‬‬ ‫وبما أننا أمام فرصة وصفها الباحث بـ «التاريخية والفريدة من‬ ‫نوعها»‪ ،‬وأمام املشهد العام الراهن‪ ،‬فدول عالم الجنوب حسب‬ ‫حديثه «تستطيع التموقع‪ ،‬من خالل القيام بإصالحات داخلية‬ ‫حقيقية من خالل حكامة النظم السياسية‪ ،‬وتفعيل البرامج‬ ‫التنموية من خ�لال االستجابة الفعلية ملطالب شعوبها وفق‬ ‫منطق الديمقراطية كاستراتيجية حكم وتعضيدها بالحكم‬ ‫الرشيد كآلية تسيير تحقق الشفافية‪ ،‬وتعزز النزاهة وتطور‬ ‫األداء الحكومي والوطني»‪.‬‬ ‫أما خارجيا فدول عالم الجنوب برأيه تحتاج إلى «مصاحبة‬ ‫اقتصادية وتكنولوجية خارجية»‪ ،‬ولذلك ينبغي حسب حديثه‬ ‫«على القوى الصاعدة مساعدة دول عالم الجنوب‪ ،‬ودفعها‬ ‫لكي تشهد نهضة حقيقية وتكافح الفقر وتدحض األزمات‪،‬‬ ‫وتمكن اإلن�س��ان‪ ،‬وتستفيد من مقدراتها»‪ ،‬ألن الغرب برأيه‬ ‫«كبس كثيرا على أنفاس عالم الجنوب من خالل دعم الحكام‬ ‫الفاسدين‪ ،‬وتعزيز دورهم السياسي وارتباطهم بالنخبة في‬ ‫ً‬ ‫عبيدا للغرب غير آبهني بمصالح شعوبهم»‪،‬‬ ‫الغرب‪ ،‬مما جعلهم‬ ‫لكن ساعة الفرج في تقديره «قد تكون قريبة»‪ ،‬ومحنة كورونا‬ ‫العاملية قد «تكون القطرة التي أفاضت الكأس وأدت باستفاقة‬ ‫عالم ً الجنوب‪ ،‬وتعلمه الدروس جيدا»‪.‬‬ ‫ووفقا ملا سبق ذكره‪ ،‬يؤكد عطية أن «ما بعد كورونا ليس كما‬

‫قبله ال وطنيا وال إقليميا وال دوليا‪ ،‬فانتشار الفزع بهذا الشكل‪،‬‬ ‫وظهور عجز العظماء أمام هذا الكائن املجهري‪ ،‬ينبغي أن يثمر‬ ‫عن عوملة التضامن واملساواة والعدالة واإلنصاف‪ ،‬وإعادة ترتيب‬ ‫سلم القيم العاملي»‪ .‬ويعتقد أن «عالم ما بعد جائحة كورونا‬ ‫مختلف ونتائجه ستكون أعمق من نتائج الحرب العاملية الثانية‬ ‫على العالم بأسره‪ ،‬ودول الجنوب قادرة على حجز موقع متقدم‬ ‫ب�ين األم��م‪ ،‬فموقعها االستراتيجي وت�ن��وع ثرواتها الطبيعية‬ ‫ومواردها اإلنسانية والثقافية يرشحها للريادة»‪.‬‬ ‫وع��ن تحليله للمشهد االق�ت�ص��ادي العاملي ف��ي ظ��ل ك��ورون��ا‪،‬‬ ‫وال �ت��داع �ي��ات امل�ح�ت�م�ل��ة ل �ه��ذا ال ��وب ��اء ع�ل��ى االق �ت �ص��اد ال�ع��امل��ي‪،‬‬ ‫واقتصاديات دول الجنوب‪ ،‬يؤكد الخبير االقتصادي الدكتور‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كبيرا وغير‬ ‫تهاويا‬ ‫سليمان ناصر أن «وب��اء ك��ورون��ا سبب‬ ‫مسبوق ألسعار النفط وهذا بسبب نقص الطلب العاملي عليه‬ ‫في األسواق الدولية‪ ،‬فبعد أن كان فوق الستني دوالرا قبل تفشي‬ ‫أزمة كورونا أصبح اآلن يقترب من ‪ 20‬دوالرا ببضع دوالرات»‪،‬‬

‫الخبير االقتصادي‬ ‫سليمان ناصر‬

‫دول عالم الجنوب تستطيع التموقع‪،‬‬ ‫من خالل القيام بإصالحات داخلية‬ ‫حقيقية من خالل حكامة النظم‬ ‫السياسية‪ ،‬وتفعيل البرامج التنموية من‬ ‫خالل االستجابة الفعلية ملطالب شعوبها‬ ‫الدكتور إدريس عطية‬

‫‪36‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫صياد لبناني يصلح‬ ‫شبكة صيده بعد أن‬ ‫سمحت له السلطات‬ ‫بالعمل مع اتخاذ‬ ‫إجراءات وقائية ضد‬ ‫فيروس كورونا‪ ،‬في‬ ‫صيدا جنوبي لبنان‬ ‫(غيتي)‬

‫ويتابع‪« :‬صحيح أن الصني التي تعتبر أكبر مستورد للنفط‬ ‫ً‬ ‫تدريجيا‬ ‫في العالم بنحو ‪ 10‬ماليني برميل قد بدأت تتعافى‬ ‫من هذا الوباء وبدأ اقتصادها يشتغل من جديد‪ ،‬لكن موجة‬ ‫الوباء انتقلت بعد ذلك إلى غرب الكرة األرضية وضربت بقوة‬ ‫ً‬ ‫كال من دول االتحاد األوروبي والواليات املتحدة‪ ،‬وهما قطبان‬ ‫اقتصاديان عامليان ال ُيستهان بهما‪ ،‬مما نتج عنه نحو ‪ 3‬إلى‬ ‫‪ 4‬مليارات إنسان جالس في البيت بسبب الحجر املنزلي‪ ،‬ومما‬ ‫ينبئ بأن أزمة كورونا وبالنتيجة أسعار النفط لن تتعافى في‬ ‫األجل القريب»‪.‬‬ ‫وباإلضافة إل��ى تدهور أسعار النفط بسبب ك��ورون��ا‪ ،‬يؤكد‬ ‫ً‬ ‫ناصر لـ «املجلة» أن «هناك مشكلة أخ��رى أيضا مؤثرة هو‬ ‫رفض روسيا في اجتماع أوبك األخير اقتراح خفض اإلنتاج‪،‬‬ ‫مما يعني أن السوق ستشهد تخمة في امل�ع��روض دون أي‬ ‫بوادر للحل في األفق ملشكلة األسعار»‪.‬‬ ‫وبالنسبة لتداعيات هذا األمر على دول الجنوب‪ ،‬نّ‬ ‫يبي ناصر‬ ‫أن «الكثير من دول الجنوب هي دول ذات اقتصاد ريعي‪ ،‬أي‬ ‫تعتمد في اقتصادها على تصدير املواد األولية‪ ،‬وهذه املواد‬ ‫كانت ًت َّ‬ ‫ً‬ ‫أساسا إلى دول الشمال وهذه الدول مصانعها‬ ‫صدر‬ ‫متوقفة واق�ت�ص��اده��ا شبه م�ش�ل��ول‪ ،‬مما يعني ت��وق��ف هذه‬ ‫الصادرات والتي تعتبر مصدر الدخل األساسي لهذه الدول‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مزيدا من البطالة لديها‪ ،‬فعلى سبيل املثال‬ ‫مما يعني بالنتيجة‬ ‫تشير التقديرات إلى أن الدول العربية لوحدها (وهي من دول‬ ‫الجنوب) ستفقد ما يقارب ‪ 27‬مليون وظيفة بسبب هذا الوباء‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مزيدا من الفقر في هذه الدول»‪.‬‬ ‫وهذا ما يعني في النهاية‬ ‫ناصر يوضح أيضا أن «الكثير من دول الجنوب يعتمد على‬ ‫مساعدات من دول الغرب‪ ،‬سواء كانت من الحكومات أو من‬ ‫جمعيات إنسانية فيها‪ ،‬وهذه الدول الغربية قد مس معظمها‬ ‫وباء كورونا وركزت كل إمكانياتها املالية واملادية ملكافحة هذا‬ ‫الوباء ولم تفلح في ذلك‪ ،‬مما يعني أنها لن تجد األموال الكافية‬ ‫لتقدمها كمساعدات لدول الجنوب‪ ،‬بل قد يصل األمر حتى‬

‫‪37‬‬

‫الواقع االقتصادي الحالي وخريطة‬ ‫التوازنات تؤكد على التوجه نحو مراكز‬ ‫ثقل دولية منتشرة في العالم‪ ،‬وبإمكان‬ ‫عالم الجنوب أن يغتنم الفرصة للتموقع في‬ ‫العالم الجديد‬ ‫ً‬ ‫إلى امتناع البنوك في الدول الغربية عن منحها قروضا ألن‬ ‫ً‬ ‫جهود التمويل في تلك الدول متوجهة أيضا ملكافحة الوباء»‪.‬‬ ‫ومن املتوقع يتابع ناصر في حديثه لـ «املجلة» أن «يرتفع الطلب‬ ‫على حجم القروض من املؤسسات النقدية واملالية الدولية إذا‬ ‫وص��ل ال��وب��اء بقوة إل��ى دول الجنوب في ظل ضعف بنيتها‬ ‫الصحية‪ ،‬ولن تستطيع هذه املؤسسات تلبية الطلب على تلك‬ ‫القروض في ظل الطلب املتوقع عليها من دول أخ��رى سواء‬ ‫كانت ناشئة أو حتى متقدمة»‪ .‬ففي هذا الصدد يكشف أن‬ ‫«مديرة صندوق النقد الدولي أعلنت عن تخصيص الصندوق‬ ‫ُ‬ ‫ملبلغ ‪ 50‬مليار دوالر تصرف كمساعدات تمويلية (إقراضية)‬ ‫عاجلة للدول املتضررة من وباء كورونا‪ ،‬منها ‪ 10‬مليارات‬ ‫دوالر للبلدان األكثر ً‬ ‫فقرا كتسهيالت ائتمانية سريعة الصرف‪،‬‬ ‫مع العلم أن الطاقة اإلقراضية الكلية للصندوق تبلغ تريليون‬ ‫دوالر‪ ،‬وه��و ما يمثل نصف املبلغ ال��ذي خصصته الواليات‬ ‫املتحدة لوحدها لإلنفاق على هذه األزمة»‪.‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫كورونا‪ ..‬وباء السجن االتصالي!‬

‫سعيد الدحية الزهراني*‬

‫ماذا لو ضرب منظومة‬ ‫االتصال الرقمي‬ ‫«فيروس كورونا‬ ‫رقمي» مسببًا انهيارًا‬ ‫ً‬ ‫شامال لسقف السماوات‬ ‫االتصالية الرقمية‬ ‫ً‬ ‫واعتالال ألجساد‬ ‫الحزم الخوارزمية‬ ‫السيبرانية‪ ...‬بالتوازي‬ ‫مع تفشي كورونا‬ ‫(‪ )19-COVID‬في‬ ‫األجساد البشرية على‬ ‫امتداد املعمورة املعتلة؟!‬

‫يثير التتبع التأملي وما يستتبعه من محاوالت تأويلية لسياق الكارثة الصحية اإلنسانية التي ضرت منظومة األمن الصحي‬ ‫للبشرية خالل الربع األول من هذا العام ‪ 2020‬عبر وباء كورونا (‪ )19-COVID‬استفهامات االمتداد ملنظومة الخسارات التي‬ ‫ً‬ ‫وثقافيا وغيرها‪ ...‬إال أن أحد أهمها يمثله سؤال الخسائر‬ ‫لم يتكشف منها بعد سوى رأس جبل الجليد اقتصاديا وسياحيا‬ ‫االتصالية اإلنسانية الكبير‪..‬‬ ‫ً‬ ‫وفق املعيار االتصالي إزاء التأثيرات الصحية التي فرضت ً‬ ‫حجرا وعزال طال األفراد والشعوب والنشاطات‪ ...‬فإن تجليات تفشي‬ ‫ً‬ ‫فيروس كورونا (‪ )19-COVID‬لم تقف عند حدود الوباء الصحي فقط‪ ...‬بل تعدت ذلك حتى باتت ً‬ ‫اتصاليا فرض حجورات‬ ‫وباء‬ ‫وع��زوالت اتصالية قطعت التواصالت وأمرضت االت�ص��االت؛ ب��دءًا باتصاالت البني شخصية التي أصبح يفصلها عن بعضها‬ ‫مسافة املتر ونصف املتر أو أكثر‪ ،‬ناهيك عن انكماش اتصاليات اللمس كالتحية وغيرها‪ ..‬وكذا االتصال الجمعي مثل قاعات‬ ‫ً‬ ‫الدرس وخطب الجمعة التي تم تعليقها‪ ...‬وأيضا االتصاالت الجماهيرية في املناسبات الرياضية ونحوها حني ُحرم الجماهير‬ ‫من حضورها‪ ...‬أما أحدثها فهو فرض الحجر والعزل االتصالي فيما بني الشعوب والثقافات حني صنفت بعض الدول على أنها‬ ‫دول موبوءة يمنع السفر منها وإليها‪...‬‬ ‫هذا الحجر االتصالي الذي سببه وباء كورونا (‪ )19-COVID‬يحمل انعكاسات اتصالية غاية في الخطورة تطال منظومة الروح‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وشعوبيا‪ ...‬في صورة تهاوت عندها األشكال االتصالية اإلنسانية السالف ذكرها‬ ‫وجماهيرا‬ ‫وجمعيا‬ ‫شخصيا‬ ‫املعنوية اإلنسانية‬ ‫(البني شخصي والجمعي والجماهيري والشعوبي والثقافاتي) بل حتى االتصالية الرقمية التي تجلت عبرها آثار الدمار املعنوي‬ ‫ً ً‬ ‫والوجداني واملشاعري‪ ...‬حتى بات هو اآلخر أي فضاء االتصال الرقمي اتصاال مريضا بانعكاسات الوباء وطاقاته السلبية‪ ...‬ومع‬ ‫ً‬ ‫هذا يطل السؤال األخطر في الظرف الراهن‪ :‬ماذا لو ضرب منظومة االتصالية الرقمية فيروس كورونا رقمي مسببا انهيارا شامال‬ ‫ً‬ ‫لسقف السماوات االتصالية الرقمية واعتالال ألجساد الحزم الخوارزمية السيبرانية‪ ...‬بالتوازي مع تفشي كورونا (‪)19-COVID‬‬ ‫في األجساد البشرية على امتداد املعمورة املعتلة؟!‬ ‫هذا املنعطف الخطير الذي ضرب ًعصب الحياة اإلنسانية األساسي وهو االتصال‪ ...‬يعيدنا إلى جوهرية النشاط االتصالي في‬ ‫منظومة النظام الكوني ككل‪ ،‬انطالقا من قاعدة‪ :‬أصل الحياة االتصال وما عداه يأتي ً‬ ‫تاليا له‪ ...‬بدءًا باتصاالت الطبيعة التي تجسدها‬ ‫ً‬ ‫مثاال الشمس والنباتات عبر وسيط األشعة وحدوث عملية التمثيل الضوئي النباتية‪ً ...‬‬ ‫مرورا بمنظومة الرمزيات االتصالية األولى‬ ‫في عصر االتصال قبل اللفظي ثم االتصالية الشفاهية ثم اتصاليات الكتابة بعد اختراع الطباعة ووالدة مؤسسات االتصال‬ ‫الجماهيري وأخير ً‬ ‫حاليا العصر االتصالي الرقمي‪ ...‬وما بينها تحدث اتصاليات أخرى مثل االتصالية املاورائية والذاتية وعصر‬ ‫االتصالية‪..‬‬ ‫اندماجات األشكال ً‬ ‫ً‬ ‫لقد مثل االتصال شرطا أصيال في رحلة بقاء النوع اإلنساني وتطوره وتكيفه وفق الرؤية الداروينية على مستوى النوع البيولوجي‬ ‫وعلى مستوى املحيط السيكولوجي الفرداني الذاتي وعلى مستويات سوسيولوجيا السياقات والثقافات‪ ...‬ضمن أطر شرطية من‬ ‫التعاطي والتفاعل االتصالي املستمر والتنامي‪ ...‬وفق القاعدة التي أصلتها املدرسة الالمرئية الفلسفية وهي قاعدة (ال يمكننا أن‬ ‫ال نتواصل) التي تعد في أصلها مسلمة كونية وفطرية‪ ...‬ومنها شيدت البشرية سيرورة القدسية االتصالية وصيرورة حقوق‬ ‫التعبير وحرية التواصل والوصول واإليصال‪ ...‬مدفوعة ّ‬ ‫بهمني رئيسيني يمثالن بنية النظام االتصالي اإلنساني هما؛ اإلتاحة‬ ‫االتصالية والسرعة التواصلية‪ ...‬في إطار من التفاعلية املتنامية باطراد مستمر‪...‬‬ ‫من هنا ليس باإلمكان أن نتخيل ً‬ ‫حيزا ً‬ ‫حيا دون ات�ص��ال‪ ...‬وه��ذا ما يدفع البشرية نحو صون البنية االتصالية اإلنسانية من‬ ‫مهددات انهيارها على النحو الذي أحدثه وباء كورونا (‪ )19-COVID‬فاألمن االتصالي هو شريان الحياة لجل األنشطة اإلنسانية‬ ‫ً‬ ‫األخ��رى‪ ...‬وحني يصاب بمكروه فهذا يعني أن كارثة وجودية تطل برأسها‪ ،‬وأن آثارها لن تكون في إطار املتوقع فضال عن أن‬ ‫تكون تحت إجراءات السيطرة واالحتواء‪ ...‬ألن انكماش آفاق االتصاليات اإلنسانية هو انهزام وخذالن للذات العميقة أمام منجزها‬ ‫االتصالي املبهر وارت��داد حضاري ص��ارخ‪ ...‬فكيف سيكون شكل الحياة التي َع َم َرها االتصال بمختلف أشكاله‪ ...‬وهي تواجه‬ ‫ً‬ ‫تقييدا باألغالل والسالسل والسجون والحجر والعزل‪ ...‬أظن أننا أمام لحظة شبحية فارقة مسكونة بأكوام من الدمار النفسي‬ ‫واالجتماعي والحضاري‪...‬‬ ‫والحال اليوم يعبر عنها مثال بسيط ومباشر وهو عقوبة السجن‪ ...‬التي ما هي في حقيقتها سوى عقاب اتصالي يتم بمقتضاه‬ ‫حرمان السجني من الحق االتصالي الوجودي مع محيط الحياة من حوله‪ ...‬وهذا هو القائم اآلن بعد أن ضرب كورونا الكرة األرضية‬ ‫بأكملها وحولها إلى سجن كبير يحوي بداخله سجونات أصغر فأصغر‪ ...‬تبدأ بسجن الشعوب داخل بلدانها املوبوءة ثم سجن‬ ‫الجماهير عن أنشطتها العامة ثم سجون األفراد عن بعضهم البعض‪...‬‬ ‫بقي الفضاء االتصالي الرقمي املريض رغم اعتالله بالروح املعنوية املنكسرة والطاقات السلبية املنتشرة بني ال��ذوات الرقمية‬ ‫املتواصلة‪ ...‬جراء صناعة الخوف والهلع التي يتشاركها املستخدمون في البيئات االتصالية الرقمية‪ ...‬ومع هذا فالخوف من كورونا‬ ‫رقمي يودع البشرية السجن الرقمي الكبير‪ ...‬ويقضي على ما تبقى من العافية االتصالية اإلنسانية والحياة ككل‪...‬‬ ‫• فاصلة التواصل‪:‬‬ ‫الحياة اتصال‪ ...‬وحني ينتفي يبدأ العدم!‬ ‫* صحافي سعودي‪ ،‬ومحاضر بكلية اإلعالم واالتصال بجامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية بالرياض‬

‫‪38‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫بعد إغالق الحدود وإيقاف الطيران والسياحة وحظر التجوال‬

‫إجراءات كورونا الصارمة تفرض‬ ‫إيقاعها على العالم‬ ‫القاهرة‪ :‬خالد مخلوف‬

‫«بؤرة» للوباء عامليا‪ ،‬وفرض االتحاد األوروبي حظرا على تصدير تجهيزات‬ ‫الحماية الطبية لضمان توفرها بشكل كاف داخل أراضيها‪.‬‬

‫تسارعت وتيرة اإلجراءات الصارمة التي فرضتها معظم دول العالم وذلك في سياسة موحدة‬

‫محاوالت مستمرة للحد من انتشار فيروس كورونا بني مواطنيها ولوقف‬ ‫حالة زحف الفيروس من الخارج إلى أراضيها‪ ،‬بعد حصد الفيروس ‪ -‬وبحسب‬ ‫إحصاءات رسمية ‪ -‬ألرواح ما يزيد على ‪ 44‬ألف شخص من بني إجمالي‬ ‫حاالت اإلصابة التي وصلت حتى األربعاء املاضي إلى ما يقارب ‪ 890‬ألف‬ ‫مصاب بالفيروس‪ ،‬بحسب إع�لان ال��دول عن عدد املصابني‪ ،‬وسط تقارير‬ ‫إعالمية ع��ن عمل أح��د املختبرات األمل��ان�ي��ة لتطوير عقار لعالج الفيروس‪،‬‬ ‫وتشابهت إلى حد بعيد اإلجراءات التي اتخذتها دول كثيرة‪ ،‬وذلك لتخفيف‬ ‫وق��ع انتشار الفيروس‪ ،‬ب� ً‬ ‫�دءا من إيقاف رح�لات الطيران وإل�غ��اء اآلالف من‬ ‫الرحالت السياحية‪ ،‬وقام االتحاد الدولي للسياحة في أملانيا بتعليق نشاطه‬ ‫بالنسبة للرحالت السياحية املجدولة سلفا‪ ،‬هذا باإلضافة لعمليات إغالق‬ ‫الحدود البرية والبحرية والجوية والسماح فقط بحركة دخول البضائع‪ ،‬ومنع‬ ‫التجمعات وإغالق املوالت التجارية واملقاهي‪ ،‬ووصوال إلى فرض منع التجوال‬ ‫في بعض الدول للحد من انتشار الفيروس‪ ،‬هذا باإلضافة لكثير من اإلجراءات‬ ‫البنكية الكفيلة بمنع تردد العمالء على مقار البنوك‪ ،‬وتأجيل أقساط القروض‬ ‫لعدة أشهر وصلت إل��ى ستة ف��ي بعض ال ��دول‪ ،‬وتأجيل أق�س��اط الشركات‬ ‫الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬وكذلك الحد من استخدام ماكينات الصراف اآللي وذلك‬ ‫ملنع انتشار العدوى عن طريق اللمس‪ ،‬وغيرها من اإلجراءات الكفيلة بالحد‬ ‫من انتشار الفيروس‪ ،‬فيما أعلنت منظمة الصحة العاملية أن أوروبا أصبحت‬

‫شلل في النقل العاملي وإغالق‬ ‫الحدود وإيقاف الطيران‬

‫ورغم تشابه اإلجراءات التي قامت بها كثير من الدول األوروبية‪ ،‬فإن االتحاد‬ ‫األوروب ��ي ل��م يفرض سياسة م��وح��دة على جميع ال��دول األع�ض��اء‪ ،‬ول��م يقم‬ ‫البنك املركزي األوروبي بخفض الفائدة رغم التوقعات السلبية ألسواق املال‬ ‫األوروبية معلنا إج��راءات لدعم عمليات االقتراض بمقدار ‪ 120‬مليار يورو‬ ‫وسط توقعات بانخفاض الناتج املحلي األوروبي جراء األزمة‪.‬‬ ‫وأعلن الرئيس الفرنسي ماكرون إغالق االتحاد األوروبي لحدوده الخارجية‬ ‫كاملة ملدة شهر وتعليق الرحالت بني العالم الخارجي ودول االتحاد بهدف‬ ‫ال�ح��د م��ن ان�ت�ش��ار ال �ف �ي��روس‪ ،‬وأغ�ل�ق��ت أمل��ان�ي��ا ح��دوده��ا م��ع ك��ل م��ن فرنسا‬ ‫وسويسرا والنمسا والدنمارك‪ ،‬ونصحت مواطنيها بتجنب السفر إلى مناطق‬ ‫الخطر التي حددتها بإيطاليا وإقليم خوبي الصيني‪ ،‬وكوريا الجنوبية‪ ،‬وفرض‬ ‫الرئيس األميركي دونالد ترامب حظرا للسفر على مواطني أوروبا القادمني‬ ‫إلى الواليات املتحدة األميركية باستثناء مواطني اململكة املتحدة‪ ،‬وأعلنت‬ ‫وزارة الدفاع األميركية (البنتاغون) وضع وزير الدفاع األميركي مارك إسبر‬ ‫ونائبه في الحجر الصحي بسبب كورونا‪ ،‬كما أعلنت عن وجود ‪ 37‬إصابة‬ ‫ملوظفي ال��وزارة بالفيروس‪ ،‬وقامت الحكومة األملانية بتفعيل حزمة مالية‬ ‫جديدة للشركات‪ ،‬وقامت بتسهيل القواعد الخاصة بالعقود قصيرة األجل‬ ‫ً‬ ‫تخفيفا على أصحاب العمل‪.‬‬

‫مصارف مركزية‬ ‫وعلى املستوى األعلى‪ ،‬أعلنت كثير من املصارف املركزية حالة الطوارئ‪،‬‬ ‫وق��ام البنك الفيدرالي األم�ي��رك��ي بخفض ال�ف��ائ��دة إل��ى م��ا يقرب م��ن الصفر‬ ‫وأط�ل��ق برنامجا تحفيزيا بقيمة ‪ 700‬مليار دوالر لحماية االقتصاد من‬ ‫تداعيات األزمة التي وصفها جيروم باول رئيس املجلس االحتياطي الفيدرالي‬

‫‪40‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫األميركي بأن تأثيرها «عميق» على االقتصاد‪ ،‬ويعد هذا التخفيض األول‬ ‫خارج االجتماع ال��دوري املنتظم للمجلس االحتياطي الفيدرالي منذ األزمة‬ ‫املالية عام ‪ 2008‬وسط حالة التخوف من الركود العاملي‪.‬‬ ‫وضمن خطة مضادة للتداعيات االقتصادية للفيروس وفي محاولة لدعم‬ ‫استقرار األسواق املالية‪ ،‬أعلن البنك املركزي الياباني مضاعفة برنامج شراء‬ ‫أصول الصناديق في البورصة لترتفع إلى نحو ‪ 113‬مليار دوالر‪ ،‬وكذلك‬ ‫صناديق األصول العقارية إلى ‪ 17‬مليار دوالر‪ ،‬معلنا كذلك عن حزمة من‬ ‫اإلجراءات اإلضافية لتمويل الشركات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬ورغم ذلك وصف‬ ‫املركزي الياباني النشاط االقتصادي في البالد بالضعيف نتيجة األزمة‪.‬‬ ‫ومن جانبها‪ ،‬أعلن عدد من البنوك املركزية في السعودية ومصر واإلمارات‬ ‫واألردن عن إطالق عدد من اإلجراءات التحفيزية ملواجهة تداعيات فيروس‬ ‫كورونا عقب اإلجراءات املتعلقة بتعليق الرحالت الجوية ومنع االنتقال ومنع‬ ‫التجمعات في األماكن املفتوحة واملغلقة‪ ،‬وإغالق املدارس والجامعات واملطاعم‬ ‫واملقاهي‪ ،‬واملجمعات التجارية باستثناء املطاعم ومناشدة املواطنني الحد من‬ ‫التنقل‪ ،‬وضرورة البقاء في املنازل للحد من انتشار الفيروس‪ ،‬وأعلنت اململكة‬ ‫العربية السعودية عن توفير ‪ 50‬مليار ريال (نحو ‪ 13.33‬مليار دوالر) لدعم‬ ‫القطاع الخاص‪ ،‬فيما أعلنت الحكومة املصرية تخصيص ‪ 100‬مليار جنيه‬ ‫(نحو ‪ 6.41‬مليار دوالر) ملواجهة تداعيات أزمة كورونا‪ ،‬وأعلنت الحكومة‬ ‫األردنية تخصيص ‪ 550‬مليون دوالر لنفس الغرض‪ ،‬وأعلنت دبي اإلغالق‬ ‫امل��ؤق��ت ألرب�ع��ة م��ن املتنزهات وال��وج�ه��ات السياحية الرئيسية حتى نهاية‬ ‫شهر مارس (آذار) الجاري‪ ،‬وذلك من منطلق الحرص على صحة وسالمة‬

‫‪41‬‬

‫البنك األوروبي املركزي ُيبقي على‬ ‫نسبة الفائدة ويدعم االقتراض بمقدار‬ ‫‪ 120‬مليار يورو‬ ‫الرواد واملوظفني‪.‬‬

‫تراجع صيني وتدهور أوروبي‬ ‫وألقت األزم��ة الصحية بظاللها على اقتصاد الصني منشأ ال��وب��اء العاملي‬ ‫التي أعلنت أول تراجع إلنتاجها الصناعي منذ ما يقرب من ثالثني عاما‪،‬‬ ‫يضاف إلى ذلك تأثر مبيعات التجزئة لديها بشكل كبير‪ ،‬فيما استأنفت‬ ‫مدينة شينغيانغ‪ ،‬شمال غربي الصني‪ ،‬عمليات اإلنتاج بشكل كامل حيث لم‬ ‫تسجل املنطقة أي حالة إصابة جديدة لعدة أيام متتالية‪ ،‬وفي مقابل تراجع‬ ‫معدالت اإلصابة بالفيروس في الصني‪ ،‬ترتفع في نفس الوقت بوتيرة مقلقة‬ ‫عدد حاالت الوفيات في أوروبا‪ ،‬معظمهم في إيطاليا‪ ،‬األكثر تضررا‪ ،‬والتي‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫سجلت أكبر عدد من الوفيات في العالم‪.‬‬ ‫وجاءت إسبانيا في املركز الثاني أوروبيًا من حيث عدد اإلصابات والوفيات‬ ‫جراء الفيروس‪ ،‬وفرضت حالة الطوارئ وطلبت من مواطنيها عدم مغادرة‬ ‫املنازل بعد أن تدهورت األمور لديها وزيادة عدد الوفيات‪.‬‬ ‫يبدو أن الصني استطاعت السيطرة بشكل كبير على الوضع لديها‪ ،‬فيما‬ ‫فشلت أوروبا في ذلك‪ ،‬وهو ما عبر عنه جيروم سالومون مدير عام شؤون‬ ‫الصحة الفرنسي الذي وصف الوضع في بالده وفي أوروبا بوجه عام باملقلق‬ ‫جدا ويتدهور بسرعة كبيرة والذي وصل لتضاعف عدد الحاالت كل ثالثة‬ ‫أيام‪ ،‬وهو ما دعا السلطات في فرنسا وعدد من الدول األوروبية إلى إغالق‬ ‫املطاعم والحانات واملالهي الليلية وامل��دارس والجامعات ودور السينما بعد‬ ‫االرتفاع املطرد في حاالت الوفاة واإلصابة‪ ،‬وهو ما قامت به كثير من الواليات‬ ‫األميركية أيضا‪.‬‬ ‫وتسبب قرار وقف الرحالت إلى دول أوروبا في تكدس مئات الفرنسيني في‬ ‫مطار مراكش من دون وجهة أو طائرات تقلهم إلى بلدانهم‪ ،‬وقامت السلطات‬ ‫الفرنسية بترتيب رح�لات جوية ط��ارئ��ة إلع��ادة مواطنيها العالقني بسبب‬

‫البنوك املركزية في السعودية‬ ‫ومصر واإلمارات واألردن تطلق‬ ‫برامج تحفيزية ملواجهة األزمة ودعم‬ ‫القطاع الخاص‬

‫اإلج ��راءات امل�ف��روض��ة على حظر ال�ط�ي��ران‪ ،‬وطلبت السلطات الفرنسية من‬ ‫نظيراتها املغربية مساعدة العالقني الفرنسيني‪.‬‬ ‫وأعلنت دول أخرى عن إغالق املساجد‪ ،‬فيما أعلن الفاتيكان عن إقامة صلوات‬ ‫واحتفاالت عيد الفصح التي تتم في ساحة القديس بطرس من دون مشاركة‬ ‫املواطنني‪ ،‬وستكون كل الصلوات خالل البث املباشر‪ ،‬وقام البابا فرنسيس‬ ‫بالصالة في كاتدرائية سانتا ماريا بهدف صرف الوباء عن إيطاليا والعالم‪.‬‬

‫األوملبياد مؤجل بأمر من كورونا‬ ‫حالة الهلع من تواصل انتشار الفيروس وتأثيره العاملي امتدت إلى النشاط‬ ‫الرياضي عامليا حيث أصبحت الفعاليات الرياضية الكبرى مهددة‪ ،‬ولم‬ ‫يقتصر األمر على إقامة املباريات من دون جماهير‪ ،‬بل امتد األمر إلى‬ ‫تأجيل دورة األلعاب األوملبية (طوكيو ‪ )2020‬التي تستضيفها اليابان‬ ‫العام الحالي‪.‬‬ ‫وأعلنت اللجنة األوملبية الدولية واللجنة املنظمة لدورة األلعاب األوملبية القادمة‬ ‫ً‬ ‫رسميا‬ ‫(طوكيو ‪ )2020‬تأجيل فعاليات هذه النسخة من ال��دورات األوملبية‬ ‫ملدة عام بسبب تفشي فيروس «كورونا» املستجد في أماكن عدة بالعالم‪.‬‬ ‫لتكون بذلك املرة األولى منذ ‪ 1944‬التي يتم فيها تأجيل دورة أوملبية‪ ،‬واملرة‬ ‫األولى في تاريخ الدورات األوملبية الحديثة الذي يمتد ‪ً 124‬‬ ‫عاما‪ ،‬التي يتم فيها‬ ‫تأجيل دورة مقررة بالفعل‪.‬‬ ‫وأوضح بيان اللجنة األوملبية الدولية أن الهدف من التأجيل هو حماية صحة‬ ‫وسالمة الرياضيني وجميع املشاركني في األلعاب األوملبية واملجتمع الدولي‪،‬‬ ‫وقدرت التكلفة التي تكبدتها اليابان للتجهيز للحدث األوملبي بنحو ‪ 13‬مليار‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫االقتصاد الياباني لم يكن أقل قلقا من الرياضة‪ ،‬حيث تأثرت سوق األسهم‬ ‫اليابانية بالسلب نتيجة مخاوف من عدم إعالن الدول السبع الصناعية الكبرى‬ ‫عن رد فعل مجمع وموحد تجاه تأثير كورونا على االقتصاد‪ ،‬وتأثرت أسهم‬ ‫بعض الشركات اليابانية‪ ،‬وانخفضت أسهم بعض منها بنسب تتراوح من ‪3‬‬

‫‪42‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫في املائة إلى ما يقارب ‪ 5‬في املائة‪ ،‬وهذا لم يمنع ارتفاع أسهم شركات أخرى‬ ‫إلى ما بني ‪ 1.02‬في املائة إلى ‪ 4.68‬في املائة‪.‬‬

‫دوريات أوروبية‬ ‫التداعيات املتسارعة ألقت بظاللها على الدوريات األوروبية التي أجلت نشاطها‪،‬‬ ‫حيث أعلن رئيس الوزراء اإليطالي‪ ،‬جوسيبي كونتي‪ ،‬تعليق األحداث الرياضية‬ ‫ومن بينها مباريات الدوري اإليطالي لكرة القدم «الكالتشيو» ملكافحة تفشي‬ ‫كورونا املستجد‪.‬‬ ‫وق��ال كونتي ف��ي مؤتمر صحافي‪« :‬ال ت��وج��د أس�ب��اب الس�ت�م��رار املباريات‬ ‫واألح��داث الرياضية وأن��ا أعني دوري كرة القدم‪ .‬أنا آس��ف‪ ،‬لكن يتعني على‬ ‫جميع أنصار اللعبة (تيفوزي) أن يأخذوا علما بذلك»‪.‬‬ ‫وكان داميانو توماسي رئيس رابطة الالعبني اإليطالية قد ملح في وقت سابق‬ ‫الستحالة استئناف منافسات الدوري في شهر أبريل (نيسان) القادم‪ ،‬نظرا‬ ‫لصعوبة األمر وتعرض ‪ 11‬من الالعبني‪ ،‬وعدد من اإلداريني لإلصابة بكورونا‪،‬‬ ‫ووجود ‪ 100‬شخص من املنظومة في يوفنتوس تحت الحجر الصحي‪.‬‬ ‫كما قرر االتحاد األوروبي لكرة القدم (يويفا) تأجيل بطولة كأس أمم أوروبا‬ ‫(ي��ورو ‪ )2020‬إل��ى العام املقبل بسبب انتشار وب��اء فيروس ك��ورون��ا‪ ،‬وأكد‬ ‫االت�ح��اد النرويجي أن��ه تقرر تأجيل البطولة على أن تنطلق ي��وم ‪ 11‬يونيو‬ ‫(حزيران) ‪ ،2021‬وتستمر حتى ‪ 11‬يوليو (تموز) التالي‪.‬‬

‫مختبر أملاني يطور عقارا مضادا للفيروس‬ ‫وتداولت بعض التقارير اإلعالمية ط��وال منتصف األسبوع املاضي‬ ‫عمل املختبر األملاني «كيورفاك» على مشروع تطوير لقاح ضد فيروس‬ ‫كورونا‪ ،‬وسعى عدد من الباحثني األمل��ان لظهور العقار الجديد إلى‬ ‫النور‪ ،‬وأشارت التقارير إلى محاوالت الرئيس األميركي دونالد ترامب‬ ‫لوضع يده على املختبر األملاني من خالل إغرائه باملال بعرض مالي‬

‫‪43‬‬

‫إجراءات صارمة تفرضها الدول على‬ ‫التجمعات للحد من انتشار الفيروس‬ ‫كبير وصل ملليار دوالر كحزمة استثمارية في مقابل الحصول على‬ ‫العقار حصريا‪ ،‬وذل��ك بعد تأكيدات العلماء األمل��ان أن ما يفصلهم‬ ‫ع��ن ع��رض امل �ش��روع ه��و أش�ه��ر قليلة‪ ،‬وأش ��ارت صحف أمل��ان�ي��ة إلى‬ ‫م�ح��اوالت الرئيس األميركي ج��ذب العلماء األمل��ان م��ن خ�لال عرض‬ ‫ماليني الدوالرات عليهم‪ ،‬وهو ما رفضته شركة «كيورفاك» التي أكدت‬ ‫أن أي عقار سيتم التوصل إليه ستتم مشاركته مع العالم كله‪ ،‬وهي‬ ‫الخطوة التي القت استحسان وزير االقتصاد األملاني‪ ،‬وملح مكتبه إلى‬ ‫إمكانية معارضة أي مشروع استثمار يتعلق بأمور استراتيجية في‬ ‫أملانيا‪ ،‬وإمكان الحكومة األملانية التدقيق في أي عملية تهدف الستحواذ‬ ‫دول أخرى على شركات أملانية– في إشارة إلى املحاوالت األميركية‬ ‫لشراء الشركة األملانية– خاصة إذا كان األمر يتعلق باملصالح األمنية‬ ‫األملانية واألوروبية‪.‬‬ ‫ووصل التخوف العاملي من فيروس كورونا ذروته بعد زيادة انتشاره‬ ‫ف��ي غالبية دول العالم‪ ،‬وه��و م��ا جعل منظمة الصحة العاملية تطلق‬ ‫إنذارات الخطر بتحول الفيروس لوباء عاملي‪ ،‬عقب فترة بسيطة من رفع‬ ‫تقييمها لخطورة الفيروس إلى مستوى «مرتفع جدا»‪ ،‬وهو املستوى‬ ‫األعلى لتقييم املخاطر لدى املنظمة‪ ،‬ووجهت املنظمة نداءات للمجتمع‬ ‫الدولي للتبرع لتمويل مكافحة الفيروس‪ ،‬والعمل على تطبيق إجراءات‬ ‫محكمة للكشف عن الحاالت مبكرا وعزل املرضى‪ ،‬وكذلك تتبع الحاالت‬ ‫املخالطة للمرضى والتي لم تظهر عليها األعراض بعد‪.‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫انخفاض االستثمار األجنبي املباشر ألدنى مستوى منذ األزمة املالية العاملية‬

‫كورونا يعزل العالم‪ ...‬وخسائر باملليارات‬

‫القاهرة‪ :‬حسني البطراوي‬

‫وأدى انتشار فيروس كورونا بالفعل إلى تعطيل عمليات التصنيع في جميع‬ ‫أنحاء العالم‪ ،‬حيث قامت الصني بإغالق مصانعها‪ ،‬مما أث��ر بالسلب على‬ ‫سالسل اإلمداد العاملية‪ ،‬األمر الذي قد يدفع شركات عاملية بحلول منتصف‬ ‫مارس إلى إغالق منشآت التصنيع‪.‬‬ ‫أصبح التأثير االقتصادي واضحا بالفعل في البلدان األشد تأثرا بتفشي‬ ‫هذا امل��رض‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬في الصني‪ ،‬تراجع نشاط قطاعي الصناعة‬ ‫التحويلية والخدمات بشكل حاد في شهر فبراير (شباط)‪ .‬وبينما هبوط‬ ‫النشاط في قطاع الصناعة التحويلية يضاهي مستواه في بداية األزمة املالية‬ ‫العاملية‪ ،‬يبدو أن تراجع الخدمات أكبر هذه املرة‪ ،‬وذلك بسبب التأثير الكبير‬ ‫الناجم عن التباعد االجتماعي‪.‬‬ ‫وكذلك انخفض العرض والطلب في العالم على أسهم بورصات شحن املواد‬ ‫الجافة كمواد البناء والسلع األولية على غرار ما شهدته أكثر مراحل األزمة‬ ‫املالية العاملية حدة‪ ،‬بسبب تراجع النشاط االقتصادي املقترن ببذل جهود‬ ‫غير مسبوقة الحتواء املرض‪ .‬وليس لهذا االنخفاض مثيل في فترات انتشار‬ ‫األوبئة السابقة أو حتى بعد هجمات ‪ 11‬سبتمبر (أيلول)‪.‬‬ ‫ينطوي انتشار وباء فيروس كورونا على صدمات في العرض والطلب‪ .‬فقد‬ ‫أدى اضطراب نشاط األعمال إلى انخفاض اإلنتاج‪ ،‬مما أسفر عن صدمات‬ ‫العرض‪ .‬وكذلك أدى إحجام املستهلكني ومؤسسات األعمال عن اإلنفاق إلى‬ ‫انخفاض الطلب‪.‬‬

‫توقعت منظمة التعاون االقتصادي والتنمية انخفاض نمو الناتج ُاملحلي‬ ‫لعام ‪ .2020‬ال سيما في ُالبلدان املرتبطة‬ ‫اإلجمالي العاملي بنسبة ‪ 0.5‬في املائة ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫تجاريا واقتصاديا مع الصني‪ ،‬كما من املتوقع أن تعاني االقتصادات األوروبية‬ ‫الكبرى من اضطرابات‪.‬‬ ‫وتتوقع األمم املتحدة أن تنخفض تدفقات االستثمار األجنبي املباشر إلى‬ ‫ما بني ‪ 5‬إلى ‪ 15‬في املائة لتصل ألدنى مستوياتها منذ األزمة املالية العاملية‬ ‫عامي ‪ .2009-2008‬كما سيؤدي التباطؤ االقتصادي إلى انخفاض الطلب‬ ‫على الطاقة‪.‬‬ ‫ويعد قطاعا السياحة والصناعات املرتبطة بالسفر األشد تضررا‪ ،‬وحذرت‬ ‫الرابطة الدولية للنقل الجوي من أن فيروس كورونا املستجد قد يكلف شركات‬ ‫النقل الجوي العاملية ما بني ‪ 63‬و‪ 113‬مليار دوالر أميركي‪ ،‬انخفاضا في‬ ‫ً‬ ‫اإلي ��رادات خ�لال ال�ع��ام ‪ ،2020‬فضال ع��ن ت��راج��ع أسهم الشركات الفندقية‬ ‫الكبرى‪.‬‬ ‫وقدرت منظمة السياحة العاملية انخفاض عدد السياح الدوليني بنسبة تتراوح‬ ‫بني ‪ 1‬إلى ‪ 3‬في املائة خالل العام الحالي ‪ 2020‬على مستوى العالم‪ ،‬وهذا‬ ‫االنخفاض يؤدي إلى خسائر تقدر بما يتراوح بني ‪ 30‬إلى ‪ 50‬مليار دوالر‬ ‫أميركي في إنفاق الزوار الدوليني في الوجهات السياحية‪ ،‬وسيكون التأثير‬ ‫األكبر على الشركات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬األمر ًالذي يستدعي اتخاذ تدابير ممارسة األعمال‬ ‫الدعم واالنتعاش للسياحة في أكثر البلدان تضررا‪.‬‬ ‫وعلى جانب العرض‪ ،‬حدث انخفاض مباشر في عرض العمالة بسبب الوعكة‬ ‫الصحية التي أصابت العاملني‪ ،‬بدءا من مقدمي خدمات الرعاية الذين اضطروا‬ ‫التجارة العاملية‬ ‫لرعاية أطفالهم نظرا إلغالق امل��دارس‪ ،‬وكذلك من جراء تزايد الوفيات‪ ،‬بكل‬ ‫أما حركة التجارة العاملية‪ ،‬ووضع قطاع التصنيع‪ ،‬فقد أصدرت شعبة التجارة أسف‪ .‬ولكن هناك تأثيرا أكبر من ذلك يقع على النشاط االقتصادي بسبب‬ ‫ً‬ ‫الدولية والسلع األساسية (االونوكتاد)‬ ‫تقريرا أوضح أن الوضع ستكون له ج�ه��ود اح�ت��واء امل��رض وم�ن��ع ان�ت�ش��اره م��ن خ�لال عمليات اإلغ�ل�اق والحجر‬ ‫تأثيرات كبيرة على انخفاض اإلنتاج في قطاع الصناعة‪ ،‬وبالتالي في حجم الصحي‪ ،‬التي أدت إلى تراجع استخدام الطاقة اإلنتاجية‪ .‬وإضافة إلى ذلك‪،‬‬ ‫الطلبيات الجديدة‪ً ،‬‬ ‫نظرا ألهمية الصني املتزايدة في االقتصاد العاملي كدولة فالشركات التي تعتمد على سالسل ال�ع��رض ق��د ال تتمكن م��ن الحصول‬ ‫ً‬ ‫ُمصنعة ومصدرة للمنتجات‪ ،‬وموردا رئيسيا للمدخالت الوسيطة لشركات على القطع التي تحتاج إليها‪ ،‬سواء على املستوى املحلي أو املستوى الدولي‪.‬‬ ‫التصنيع في الخارج‪ ،‬ومن املتوقع أن تواجه بعض الشركات ً‬ ‫نقصا في املكونات على سبيل املثال‪ ،‬الصني هي أحد املوردين املهمني للسلع الوسيطة إلى بقية‬ ‫األساسية ُلصناعتها‪ ،‬والصعوبة في الحصول على قطع الغيار الالزمة‪ ،‬بما العالم‪ ،‬وبصفة خاصة في مجال اإللكترونيات والسيارات واآلالت واملعدات‪.‬‬ ‫يؤثر على القدرات اإلنتاجية‪ ،‬والصادرات اإلجمالية لكثير من الشركات‪.‬‬ ‫فأدى االضطراب الذي تشهده بالفعل إلى انتقال تداعيات إلى الشركات التي‬ ‫تنفذ العمليات املتممة لإلنتاج‪ .‬وسوف تسهم هذه االضطرابات معا في رفع‬ ‫تكاليف ممارسة األعمال كما أنها ستشكل صدمة سلبية تصيب اإلنتاجية‪،‬‬ ‫وتحد من النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫وضع آلية للتنسيق على مستوى‬ ‫العالم للتعجيل بتعافي العرض والطلب‬

‫مستوى اإلنفاق‬ ‫وعلى جانب الطلب‪ ،‬سوف يتراجع مستوى اإلنفاق نتيجة لخسائر الدخل‪،‬‬ ‫وال�خ��وف م��ن ان�ت�ق��ال ال �ع��دوى‪ ،‬وت�ص��اع��د أج ��واء ع��دم ال�ي�ق�ين‪ .‬ورب�م��ا أقدمت‬

‫‪44‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫انعكاس مبنى‬ ‫الكابيتول في العاصمة‬ ‫األميركية واشنطن على‬ ‫سيارة إسعاف (غيتي)‬

‫الشركات على تسريح العمالة ألنها غير ق��ادرة على دفع رواتبها‪ .‬ويمكن‬ ‫أن تكون ه��ذه اآلث��ار ح��ادة بصفة خاصة ف��ي بعض القطاعات كالسياحة‬ ‫والضيافة – كما رأينا في إيطاليا مثال‪ .‬ومنذ أن بدأ البيع البخس في سوق‬ ‫األسهم األميركية مؤخرا بتاريخ ‪ 20‬فبراير ‪ ،2020‬تضررت أسعار أسهم‬ ‫خطوط الطيران بشكل غير متناسب‪ ،‬على نحو مماثل ملا حدث في أعقاب‬ ‫الهجمات اإلرهابية في الحادي عشر من سبتمبر لكن الضرر الذي أصابها‬ ‫أقل مما كان عليه الوضع بعد األزمة املالية العاملية‪ .‬وباإلضافة إلى هذه اآلثار‬ ‫على مستوى القطاعات‪ ،‬فتدهور مشاعر املستهلكني ومؤسسات األعمال‬ ‫يمكن أن يدفع الشركات إلى توقع انخفاض الطلب مما يؤدي بها إلى الحد‬ ‫من إنفاقها واستثماراتها‪ .‬وهذا األمر سيؤدي بدوره إلى تفاقم حاالت إغالق‬ ‫الشركات وفقدان الوظائف‪.‬‬

‫البنوك املركزية‬ ‫وي�ج��ب أن ت�ظ��ل ال�ب�ن��وك امل��رك��زي��ة م�س�ت�ع��دة ل�ت�ق��دي��م س�ي��ول��ة وف �ي��رة للبنوك‬ ‫والشركات املالية غير املصرفية‪ ،‬وال سيما لتلك التي تقرض املؤسسات‬ ‫الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬التي ربما كانت أقل استعدادا ملواجهة اضطراب حاد‪.‬‬ ‫ويمكن أن تقدم الحكومات ضمانات ائتمانية مؤقتة وموجهة لتلبية احتياجات‬ ‫هذه الشركات إلى السيولة على املدى القصير‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬توسعت‬ ‫كوريا في اإلقراض ألغراض عمليات مؤسسات األعمال وتقديم ضمانات‬ ‫على قروض املؤسسات الصغيرة واملتوسطة املتضررة‪ .‬ومن شأن أجهزة‬ ‫التنظيم وال��رق��اب��ة على األس ��واق امل��ال�ي��ة ك��ذل��ك أن تشجع على تمديد آج��ال‬ ‫استحقاق القروض مؤقتا وعلى أساس إطار زمني محدد‪.‬‬ ‫ومن خالل التنشيط النقدي األوسع نطاقا كتخفيض أسعار الفائدة األساسية‬ ‫أو شراء األصول يمكن رفع مستوى الثقة ودعم األسواق املالية إذا واجهت‬ ‫السوق مخاطر من تشديد األوضاع املالية بشكل كبير (بينما اإلجراءات التي‬ ‫تتخذها البنوك املركزية الكبيرة تولد هي كذلك تداعيات مواتية على البلدان‬

‫‪45‬‬

‫خسائر شركات النقل الجوي‬ ‫العاملية تتراوح بني ‪ 63‬إلى ‪113‬‬ ‫مليار دوالر‬ ‫املعرضة للخطر)‪ .‬والدفعة املالية التنشيطية واسعة النطاق التي تتسق مع‬ ‫الحيز املتاح للتصرف في املالية العامة يمكن أن تساعد على زي��ادة الطلب‬ ‫الكلي لكنها ستزداد فعالية على األرجح عندما تبدأ عمليات الشركات في‬ ‫العودة إلى الوضع الطبيعي‪.‬‬

‫العرض والطلب‬ ‫وأعلنت كريستالينا غورغييفا‪ ،‬مدير صندق النقد الدولي‪ ،‬أن انتشار كورونا‬ ‫بمثابة صدمة استثنائية إل��ى حد م��ا‪ ،‬لكنها تؤثر على عناصر مهمة في‬ ‫العرض والطلب معا‪ ،‬فالعرض سيضطرب بسبب ح��االت امل��رض والوفاة‪،‬‬ ‫وأيضا بسبب جهود احتواء األزم��ة التي تحد من الحركة‪ ،‬وارت�ف��اع تكلفة‬ ‫ممارسة األعمال نظرا للقيود على سالسل العرض‪ ،‬وتقليص االئتمان‪.‬‬ ‫وسينخفض الطلب أيضا بسبب ارتفاع عدم اليقني وزيادة السلوك التحوطي‪،‬‬ ‫وجهود احتواء األزم��ة‪ ،‬وتصاعد التكاليف املالية التي تحد من القدرة على‬ ‫اإلنفاق‪ .‬وستنتقل هذه اآلثار عبر الحدود‪.‬‬ ‫وأشارت إلى أن نحو ثلث الخسائر االقتصادية من املرض ستكون تكاليف‬ ‫مباشرة‪ :‬خسائر في األرواح‪ ،‬وعمليات غلق ألماكن العمل‪ ،‬وإجراءات للحجر‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫الصحي‪ .‬أما الثلثان الباقيان فهما اآلث��ار غير املباشرة الناجمة عن تراجع‬ ‫ثقة املستهلكني واملسلك التقشفي ملؤسسات األعمال‪ ،‬وضيق األوضاع في‬ ‫األسواق املالية‪.‬‬ ‫وأك��دت أن��ه ف��ي ظ��ل أي سيناريو‪ ،‬سينخفض النمو العاملي ف��ي ‪ 2020‬عن‬ ‫مستوى العام املاضي‪ .‬ولكن ما يصعب التنبؤ به هو إلى أي حد سينخفض‪،‬‬ ‫وما مدة استمرار هذا االنخفاض‪ ،‬فذلك سيعتمد على الوباء نفسه‪ ،‬وأيضا‬ ‫على حسن توقيت إجراءاتنا ومدى فعاليتها‪.‬‬ ‫ويشكل هذا صعوبة خاصة في البلدان التي تعاني من ضعف نظمها الصحية‬ ‫ومحدودية قدرتها على االستجابة‪ ،‬مما يدعو إلى وضع آلية للتنسيق على‬ ‫مستوى العالم من أجل التعجيل بتعافي العرض والطلب‪.‬‬ ‫توفر الحماية للناس‬

‫(ال نندم عليها فيما بعد) لتقصير فترة التأثير االقتصادي وتخفيف حدته‪.‬‬ ‫وينبغي ات�خ��اذ ه��ذه اإلج� ��راءات ف��ي ال��وق��ت امل�ن��اس��ب وتوجيهها ب��دق��ة نحو‬ ‫القطاعات ومؤسسات األعمال واألس��ر األش��د تضررا‪ ...‬وإذا حدث ضعف‬ ‫شامل في الطلب من خ�لال قناتي الثقة وانتقال التداعيات‪ ،‬بحيث يشمل‬ ‫التجارة والسياحة وأسعار السلع األولية وتشديد األوض��اع املالية‪ ،‬فسوف‬ ‫يتطلب ذلك استجابة إضافية على مستوى السياسات لدعم الطلب والتأكد‬ ‫كاف من السيولة‬ ‫من كفاية عرض االئتمان‪ .‬كما سيتعني كذلك توفير قدر ٍ‬ ‫ملوازنة مخاطر االستقرار املالي»‪.‬‬

‫املالية العامة‬ ‫وأضافت غورغييفا أن «األولوية القصوى من حيث استجابة املالية العامة‬ ‫تتمثل في ضمان اإلنفاق األساسي املتعلق بحماية صحة الناس‪ ،‬ورعاية‬ ‫املرضى‪ ،‬وإبطاء انتشار الفيروس‪ .‬وأؤكد بشدة على إلحاح الحاجة إلى تكثيف‬ ‫الجهود في اتخاذ اإلج��راءات الصحية ال�لازم��ة‪ ،‬وضمان إنتاج املستلزمات‬ ‫الطبية بما يجعل عرضها متناسبا مع الطلب عليها‪ ...‬وق��د يتطلب األمر‬ ‫اتخاذ إجراءات على صعيد السياسة املالية الكلية ملعالجة صدمات العرض‬ ‫والطلب التي أشرت إليها آنفا‪ .‬وينبغي أن يكون الهدف هو اتخاذ إج��راءات‬

‫يجب أن تنتقل البلدان النامية سريعًا‬ ‫إلى زيادة اإلنفاق على الصحة‪ ،‬فما‬ ‫زالت أنظمة الصحة العامة ضعيفة‪،‬‬ ‫مما يعرض مواطنيها للعدوى‬

‫فيما أشارت دراسة لـفيتور غاسبار‪ ،‬وباولو ماورو‪ ،‬الخبيرين بالبنك الدولي‪،‬‬ ‫إلى ضرورة أن تضع الحكومات واملجتمع العاملي على رأس أولوياتها حماية‬ ‫الشعوب من انتقال ع��دوى امل��رض وع�لاج من يصابون ب��ه‪ .‬وزي��ادة اإلنفاق‬ ‫على الصحة يمكن أن ينقذ أرواحا داخل البلدان وعلى مستوى العالم‪ .‬ونظرا‬ ‫لسرعة انتقال عدوى هذا الفيروس‪ ،‬فإن اتخاذ اإلج��راءات الالزمة يمكن أن‬ ‫يساعد على ضمان عدم إرباك النظم الصحية في البلدان املختلفة‪ ،‬بما فيها‬ ‫النظم ذات القدرات املحدودة‪.‬‬ ‫ويجب على البلدان أن تنفق على الصحة بصرف النظر عن الحيز املتاح في‬ ‫ميزانيتها العامة‪ .‬وهناك حاجة ملحة في البلدان منخفضة الدخل للحصول‬ ‫َ‬ ‫على ِمنح أو قروض بفائدة صفرية لتمويل اإلنفاق الصحي الذي قد ال يكون‬ ‫بوسعها تمويله من دون هذه املنح والقروض‪ .‬وتشير التجارب السابقة مع‬ ‫أوبئة مثل إيبوال‪ ،‬إلى أهمية اإلسراع بتوفير التمويل بشروط ميسرة الحتواء‬ ‫هذا املرض والحد من انتشاره‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن األموال العامة الزمة‬ ‫أيضا للتوصل إلى لقاح فعال ضد الفيروس‪.‬‬ ‫وأضافت الدراسة أنه ينبغي أن تسعى الحكومات لحماية شعوبها من التأثير‬ ‫االقتصادي لهذه األزمة الصحية العاملية‪ .‬وحماية األشد تضررا من الوقوع‬ ‫ضحية اإلفالس أو فقدان مصدر الرزق بال ذنب اقترفوه‪ .‬فاملطعم الذي تديره‬ ‫أسرة في بلد يعتمد على السياحة‪ ،‬أو املوظفون في مصنع أغلق أبوابه بسبب‬ ‫حجر صحي محلي‪ ،‬كلهم يحتاجون إل��ى دع��م لتجاوز األزم��ة‪ .‬وتستطيع‬ ‫الحكومات‪ ،‬تبعا لقدراتها اإلدارية‪ ،‬مساعدة األفراد واملؤسسات بعدة سبل‬ ‫في الوقت ال��راه��ن‪ ،‬عن طريق إغاثة األف��راد واملؤسسات األش��د تضررا من‬

‫‪46‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫موظفون يتناولون‬ ‫الطعام أثناء استراحة‬ ‫الغداء في مصنع‬ ‫للسيارات في ووهان‬ ‫وسط الصني (غيتي)‬

‫الفتة على طريق سريع‬ ‫في غالسكو في اسكتلندا‬ ‫تنصح سائقي السيارات‬ ‫بتجنب السفر قدر‬ ‫اإلمكان (غيتي)‬

‫خالل إمدادهم بتدفقات نقدية مؤقتة في الوقت املناسب إلى أن تنحسر األزمة‬ ‫الطارئة‪ .‬وتقديم دعم على األجور لألفراد والشركات من أجل املساعدة على‬ ‫كبح العدوى‪ ،‬والتوسع في التحويالت– النقدية والعينية‪ -‬وإطالة مدتها‪ ،‬وال‬ ‫سيما للفئات املعرضة للخطر‪ .‬وتقديم تخفيف ضريبي لألفراد ومؤسسات‬ ‫األعمال الذين يعجزون عن سدادها‪.‬‬

‫السياحة تخسر ‪ 50‬مليار دوالر‪...‬‬ ‫واحتماالت توقف املصانع‬

‫الحد من األضرار‬ ‫وتؤكد دراس��ة سييال بازارباسيولو‪ ،‬نائبة الرئيس للنمو املتكافئ واملالية‬ ‫واملؤسسات بالبنك الدولي‪.‬‬ ‫أنه في األسابيع القادمة‪ ،‬سيتعني على جميع البلدان‪ ،‬حتى تلك التي لم تسجل‬ ‫حالة إصابة واحدة بالفيروس‪ ،‬اتخاذ خطوات ملموسة على صعيد السياسات‬ ‫لحماية مواطنيها والحد من األضرار على اقتصاداتها‪.‬‬ ‫وأضافت‪ :‬ال أحد يستطيع التنبؤ عن يقني باألثر االقتصادي الكامل لتفشي‬ ‫ال�ف�ي��روس‪ .‬فالكثير منه يعتمد على معرفة م��ا ه��و مجهول‪ ،‬مثل إل��ى متى‬ ‫ستستمر العدوى‪ ،‬وكم عدد البلدان التي ستبتلى بها‪ ،‬وما مدى استدامة‬ ‫وتضافر سياسات املواجهة املنسقة والسريعة التي يتم تبنيها‪ .‬بيد أن ما‬ ‫نعلمه هو أن تفشي العدوى حدث مع مرور االقتصاد العاملي بنقطة ضعف‬ ‫تزامنت مع بدء نهوضه من أدنى معدل شهده منذ األزمة املالية التي حدثت‬ ‫عام ‪ .2009‬ولهذا تداعياته املثيرة للقلق على االقتصادات النامية من حيث‪:‬‬ ‫تشديد الشروط االئتمانية‪ ،‬وضعف معدالت النمو‪ ،‬وتشتيت ملوارد الحكومات‬ ‫بتوجيهها ملكافحة العدوى مما يحد من التمويل املتاح لألولويات اإلنمائية‬ ‫الرئيسية‪ .‬ومن شأن حدوث ركود اقتصادي أيضا أن يعطل جهود مكافحة‬ ‫الفقر املدقع‪ .‬ومن ثم‪ ،‬يتحتم على واضعي السياسات في كل مكان أن يدركوا‬ ‫أن األضرار االقتصادية يمكن أن تنتقل من بلد إلى آخر وأن يسارعوا نحو‬ ‫منع انتشار الفيروس‪.‬‬

‫سالسل القيمة العاملية‬ ‫إن انتقال األضرار يحدث على األرجح من خالل قنوات كثيرة‪ .‬أولها التجارة؛‬ ‫فسالسل القيمة العاملية‪ ،‬التي تستحوذ على نصف التجارة العاملية تقريبا‪،‬‬ ‫تتعطل نتيجة توقف املصانع وتأخر استئناف التشغيل‪.‬‬ ‫وثانيها‪ ،‬تدفق رأس املال األجنبي الذي قد يعزف عن البلدان املتضررة من‬

‫‪47‬‬

‫تفشي الفيروس‪ .‬وثالثها رأس املال املحلي‪ -‬البشري‪ ،‬واملالي‪ -‬الذي بات‬ ‫غير مستغل بعد إغ�لاق املصانع ومكوث العمال في منازلهم‪ .‬والرابع‪،‬‬ ‫هو النقل والسياحة اللذان يشكالن راف��دا رئيسيا لإليرادات في الكثير‬ ‫من البلدان النامية واللذان ينكمشان مع تراجع الطلب وزيادة القيود على‬ ‫السفر‪ .‬وأخيرا‪ ،‬سيؤدي الهبوط الحاد في أسعار السلع األولية إلى اإلضرار‬ ‫بالبلدان النامية التي تعتمد عليها من أجل تأمني اإلي��رادات التي تحتاج‬ ‫إليها بشدة‪.‬‬ ‫وأكدت أنه على الحكومات تجنب اللجوء إلى السياسات الحمائية التي يمكن‬ ‫أن تفاقم األزمات التي تواجه سالسل القيمة العاملية وتزيد مستويات عدم‬ ‫اليقني املرتفعة بالفعل‪ .‬بل واألكثر أهمية‪ ،‬أنه ينبغي على الحكومات أن تتجنب‬ ‫فرض قيود على الصادرات من األغذية واملنتجات الطبية الضرورية‪ ،‬والعمل‬ ‫بدال من ذلك معا ملساندة زيادة اإلنتاج وضمان تدفق املوارد إلى حيث تشتد‬ ‫الحاجة إليها‪.‬‬ ‫وع�ل��ى امل��دى امل�ت��وس��ط‪ ،‬وم��ع تحسن ال�ظ��روف االق�ت�ص��ادي��ة‪ ،‬م��ن ال�ض��روري‬ ‫تشجيع منشآت األع�م��ال على الحفاظ على مستويات أعلى م��ن املخزون‬ ‫وتنويع املوردين إلدارة املخاطر على أفضل ما يكون‪.‬‬ ‫من جانبها‪ ،‬يجب أن تنتقل البلدان النامية سريعا إلى زي��ادة اإلنفاق على‬ ‫الصحة‪ ،‬فما زالت أنظمة الصحة العامة ضعيفة‪ ،‬مما يعرض مواطنيها لتفشي‬ ‫العدوى سريعا بينهم‪ .‬وعلى الحكومات أن تعزز االستثمارات التي تدعم هذه‬ ‫األنظمة لتمكينها من تسريع جهود العالج واالحتواء‪ .‬والتحويالت النقدية‬ ‫والخدمات الطبية املجانية للفئات األشد احتياجا يمكن أن تساعد في تطويق‬ ‫تفشي املرض والحد من أضراره املالية‪ .‬ومساندة القطاع الخاص‪ ،‬حيث إنه من‬ ‫املرجح تعرض كافة منشآت األعمال للضرر‪ ،‬فإنها ستستفيد من االئتمان‬ ‫قصير األجل‪ ،‬واإلعفاءات الضريبية املؤقتة أو حزم الدعم‪.‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫أثر على قواعد التصويت للمرشحني لنيل جوائز «إيمي»‪ ...‬وبعض قواعد القبول‬

‫فيروس كورونا يغير موسم الجوائز‬ ‫بقلم‪ :‬مايكل أوردونا‬ ‫عد التأهل للحصول على جوائز إيمي وقواعد مشاهدة األفالم‬ ‫املرشحة للحصول على جائزة «غولدن غلوب»‪ .‬ولم يتغير موعد‬ ‫حفل توزيع جوائز إيمي الـ‪ 72‬املقرر انطالقه في ‪ 20‬سبتمبر‬ ‫(أيلول) الذي يصادف يوم األحد‪.‬‬ ‫وأعلنت «أكاديمية التلفزيون» يوم الجمعة عن تغييرات سيتم‬ ‫تنفيذها في هذا املوسم من جوائز إيمي بسبب الظروف الطارئة‬ ‫التي فرضها تفشي الوباء وتطال قواعد التصويت واملشاركة‬ ‫لألعمال التلفزيونية واملسلسالت‪ ،‬وذل��ك بسبب تأخر أعمال‬ ‫اإلنتاج والبرمجة‪.‬‬ ‫ومددت األكاديمية تاريخ أهلية املشاركة لـ«الحلقات املعلقة» حتى‬ ‫ً‬ ‫‪ 30‬يونيو (حزيران)‪ ،‬بدال من ‪ 31‬مايو (أيار)‪ ،‬أو الحلقات الواقعة‬ ‫خارج خانة األهلية اّاملحددة‪ .‬وينطبق ذلك على فئتي السالسل‬ ‫امل��ح��دودة والعادية‪ .‬إل أن��ه يتوجب على املسلسالت املحدودة‬ ‫إرسال جميع الحلقات قبل ‪ 30‬يونيو وعلى املسلسالت العادية‬ ‫إرسال ‪ 6‬حلقات على األقل قبل ذلك التاريخ‪ .‬وبحسب اإلعالن‬ ‫الصادر عن األكاديمية‪ ،‬إذا لم يتم إرسال جميع حلقات السلسلة‬ ‫املحدودة الكاملة بحلول التاريخ املحدد‪ ،‬فسيتم إرجاء تأهيلها‬ ‫مع إنجازاتها الفردية إلى السنة املقبلة‪.‬‬ ‫وكرر اإلعالن تعليق جميع املناسبات «للنظر فيها» التي بدأت‬ ‫سابق من هذا الشهر‪ .‬وقال اإلعالن إنه تم تعليق املوسم‬ ‫وقت‬ ‫في ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫«سواء كانت تعرض بوجود الجمهور‪،‬‬ ‫الحالي من جوائز إيمي‪:‬‬ ‫أو عن طريق بثها أو تسجيلها للنشر على منصة العرض»‪.‬‬ ‫وأوض���ح متحدث ب��اس��م األك��ادي��م��ي��ة ملجلة «ذي تايمز» أن��ه تم‬ ‫كذلك حظر فقرة األسئلة واألجوبة االفتراضية والتي ال ّ‬ ‫تعرض‬

‫املشاهدين للخطر‪ ،‬وذل��ك للحفاظ على مستوى متكافئ في‬ ‫املنافسة‪.‬‬ ‫وأض���اف‪« :‬نحن نقدر دق��ة الفقرة ولكننا ال نظن أنها الخيار‬ ‫ال��س��ل��ي��م‪ .‬ف��ق��د ي��رغ��ب ال��ب��ع��ض ف��ي امل��ش��ارك��ة ف��ي ح�ين يرفض‬ ‫البعض اآلخر‪ .‬نحن نتفهم الوضع ونحاول أن نكون منصفني‬ ‫مع الجميع في هذا املجال»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وصرح قائال‪« :‬لقد تلقينا بالفعل بعض التعليقات من املمثلني‬ ‫واملنتجني الذين وافقونا الرأي في هذا الخصوص‪ ،‬ولكن اتخذت‬ ‫أكاديمية التلفزيون هذا القرار ألننا اعتقدنا أنه صائب»‪.‬‬ ‫وبالطبع‪ ،‬يتم إرس��ال األف�لام املرشحة عبر اإلنترنت لتتمكن‬ ‫اللجنة من مشاهدتها قبل الحفل وكذلك األمر بالنسبة لعملية‬ ‫ال��ت��ص��وي��ت‪ .‬ول���ذل���ك‪ ،‬ي��ج��ب أن يتمكن أع��ض��اء األك��ادي��م��ي��ة من‬ ‫مشاهدة جميع األفالم واملسلسالت ليتمكنوا من التصويت‪.‬‬ ‫وأشار املتحدث إلى أن «بريد الكتيبات املتعلقة باألفالم وحلقات‬ ‫املسلسالت املرسلة عبر اإلنترنت قد تستمر في هذا الوضع»‪.‬‬ ‫حد ما الستيعاب‬ ‫وقد تم تقليص مواعيد جدول التصويت إلى ٍ‬ ‫فترة األهلية املمددة دون تغيير موعد الحفل‪.‬‬

‫تم تقليص مواعيد جدول‬ ‫حد ما الستيعاب‬ ‫التصويت إلى ٍ‬ ‫فترة األهلية املمددة دون تغيير‬ ‫موعد الحفل‬

‫جيمس كوردن على خشبة‬ ‫املسرح في حفل توزيع‬ ‫جوائز إيمي الـ‪ 71‬على‬ ‫مسرح مايكروسوفت في‬ ‫لوس أنجليس‪ ،‬يوم األحد‬ ‫‪ 22‬سبتمبر ‪)TNS( 2019‬‬

‫‪48‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫(من اليسار إلى اليمني)‬ ‫مايا رودولف‪ ،‬وتينا فاي‪،‬‬ ‫وآيمي بولر‪ ،‬يتحدثون‬ ‫على خشبة املسرح‬ ‫خالل حفل توزيع جوائز‬ ‫األوسكار السنوي الواحد‬ ‫والتسعني في مسرح‬ ‫دولبي‪ ،‬يوم ‪ 24‬فبراير‬ ‫‪ 2019‬في هوليوود‪،‬‬ ‫بكاليفورنيا (غيتي)‬

‫الجدول الجديد‪:‬‬ ‫‪ 5‬يونيو (حزيران)‪ :‬آخر موعد للمشاركة‬ ‫‪ 13 – 2‬يوليو (تموز)‪ :‬التصويت على جولة الترشيحات‬ ‫‪ 28‬يوليو‪ :‬اإلعالن عن الترشيحات‬ ‫‪ 31 - 21‬أغسطس (آب)‪ :‬التصويت في الجولة النهائية‬ ‫ويمكنكم الحصول على تفاصيل التقويم املعدل لجوائز إيمي‬ ‫على موقع ‪.Emmys.com‬‬ ‫كما أعلنت رابطة هوليوود للصحافة األجنبية عن تغييرات‬ ‫في قواعد قبولها لألعمال املشاركة في جائزة غولدن غلوب‪.‬‬ ‫وقالت إنه بسبب تفشي فيروس كورونا واضطرار دور السينما‬ ‫إغالق أبوابها‪ ،‬ستلغي هذا املوسم شرط أن يتم عرض األفالم‬ ‫ً‬ ‫خصيصا للناخبني‪ .‬وأكدت أن إرسال روابط األفالم ملشاهدتها‬ ‫عبر اإلنترنت أو حتى أقراص دي في دي ستكون كافية‪.‬‬ ‫وبحسب الرابطة‪ ،‬تتأهل األفالم التي كان مقررا عرضها في‬ ‫ص��االت ل��وس أنجليس خ�لال الفترة املمتدة بني ‪ 15‬مارس‬ ‫(آذار) إلى ‪ 30‬أبريل (نيسان)‪ ،‬حتى لو لم تصل في النهاية‬ ‫إل��ى ال��ص��االت‪ .‬وسيكون باإلمكان ترشيح أع��م��ال ت��م بثها‬ ‫مباشرة على التلفزيون أو املنصات اإللكترونية املدفوعة‬ ‫واإلنترنت‪ .‬وتنطبق هذه الشروط مباشرة على األفالم التي‬ ‫يتم ف��ي ه��ذه الفترة إل��غ��اء عرضها األول ف��ي دور السينما‬

‫‪49‬‬

‫بسبب تفشي فيروس كورونا واضطرار‬ ‫دور السينما إغالق أبوابها‪ ،‬ستلغي هذا‬ ‫املوسم وسيكون إرسال روابط األفالم‬ ‫ملشاهدتها عبر اإلنترنت أو حتى‬ ‫أقراص دي في دي ً‬ ‫كافيا‬ ‫ً‬ ‫واستبدال ذلك «بعرضها أوال على شاشات التلفزيون (مثل‬ ‫خدمة ب��ث االش��ت��راك وق��ن��اة االش��ت��راك وال��ب��ث التلفزيوني‪...‬‬ ‫إلخ)»‪.‬‬ ‫وهذا التغيير في القواعد مؤقت‪ ،‬على الرغم من أن الرابطة تقول‬ ‫ً‬ ‫مزيدا من التعديالت‪.‬‬ ‫إن الوضع املتغير قد يؤدي أو يفرض‬ ‫ولم يتم اإلعالن بعد عن موعد حفل غولدن غلوب لعام ‪.2021‬‬ ‫ولكن ستتشارك تينا فاي وآيمي بولر في تقديم الحفل‪.‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫قتلت ‪ 50‬مليون شخص حول العالم‪ ...‬وأصابت الرئيس ويلسون‬

‫كتاب‪« :‬األنفلونزا العظيمة«‪...‬‬ ‫قصة أخطر وباء في التاريخ‬ ‫واشنطن‪ :‬محمد علي صالح‬ ‫في األسبوع املاضي‪ ،‬أعلنت دار نشر «بنغوين» في نيويورك‬ ‫ً‬ ‫رقميا‪ ،‬وكان الكتاب‬ ‫إعادة إصدار هذا الكتاب‪ ،‬ليكون متوفرا‬ ‫الورقي صدر أول مرة عام ‪.2005‬‬ ‫بسبب وب��اء «ك��ورون��ا»‪ ،‬زاد إقبال األميركيني على ق��راءة هذا‬ ‫الكتاب‪ ،‬وغيره من الكتب عن أوبئة مماثلة في تاريخ الواليات‬ ‫املتحدة‪.‬‬ ‫اشتهر الكتاب‪ ،‬واشتهر مؤلفه جون باري‪ ،‬أكثر من أي وقت‬ ‫مضى‪ ،‬خالل األسابيع القليلة املاضية‪ ،‬حيث ظهر في مقابالت‬ ‫تلفزيونية كثيرة‪ .‬وفي مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست»‪،‬‬ ‫انتقد إدارة الرئيس دونالد ترامب‪ ،‬وقال إن ترامب‪ ،‬أوال‪ ،‬يظل‬ ‫يقلل من خطر «كورونا»‪ ،‬وثانيا‪ ،‬يهتم بإعادة عجلة االقتصاد‬ ‫األميركي‪ ،‬وإنقاذ الشركات العمالقة‪ ،‬أكثر من اهتمامه بصحة‬ ‫األميركيني‪ ،‬أغنياء وفقراء‪.‬‬ ‫يتخصص املؤلف في كتابة كتب عن الكوارث‪ .‬ومن الكتب التي‬ ‫كتبها‪« :‬املد املتصاعد‪ :‬فيضان املسيسبي العظيم عام ‪،»1927‬‬ ‫و«الخلية املحولة‪ :‬فتح أسرار السرطان»‪...‬‬ ‫تفاصيل «األنفلونزا العظيمة» (‪ )1919 - 1918‬ال تقل أهمية‬ ‫عن تفاصيل السرية التي أحاطت بها‪.‬‬ ‫في عام ‪ ،1918‬في خضم الحرب العاملية األولى‪ ،‬هجم نوع جديد‬ ‫من األنفلونزا على القوات املتحاربة في أوروب��ا‪ ،‬على جوانب‬ ‫خ�ط��وط إط�ل�اق ال �ن��ار‪ .‬ل�ك��ن‪ ،‬ق��رر ال�س�ي��اس�ي��ون‪ ،‬ب�ض�غ��وط من‬ ‫العسكريني‪ ،‬عدم إعالن الخبر حتى ال تتأثر معنويات الجنود‪.‬‬ ‫هكذا‪ ،‬أبقت بريطانيا‪ ،‬وفرنسا‪ ،‬وأملانيا‪ ،‬ودول أوروبية أخرى‪،‬‬ ‫املوضوع سرا‪ .‬وذلك ألن إعالن أي جانب للخبر كان سيعتبر‬ ‫انتصارا للجانب اآلخر‪.‬‬ ‫في نفس الوقت‪ ،‬كانت إسبانيا محايدة في الحرب‪ .‬وعندما‬ ‫وصل املرض إلى إسبانيا‪ ،‬لم تتردد الصحف في إعالن الخبر‪،‬‬ ‫وس��ارع��ت الحكومة‪ ،‬وأم ��رت‪ ،‬ليس فقط بوضع احتياطيات‪،‬‬ ‫ول�ك��ن‪ ،‬أي�ض��ا‪ ،‬ب��زي��ادة نشر الخبر للمساعدة ف��ي الوقاية من‬

‫‪50‬‬

‫امل��رض‪ .‬حتى إصابة ملك إسبانيا باملرض نشرتها صحف‬ ‫إسبانيا في صدر صفحاتها األولى‪.‬‬ ‫هكذا‪ ،‬صار املرض «إسبانيًا»‪ ،‬ومن هنا جاء اسم «االنفلونزا‬ ‫اإلسبانية»‪ .‬وكان السبب هو أن اإلسبانيني قالوا الحقيقة‪.‬‬ ‫في األسبوع املاضي‪ ،‬تحدث عن هذا مؤلف الكتاب‪ .‬وقال‪« :‬إنهم‬ ‫(إدارة ترامب) يحاولون بوضوح وضع أفضل اللمسات املمكنة‬ ‫على األشياء‪ ،‬ويحاولون التحكم في املعلومات»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عامليا‪ ،‬كانت‬ ‫وأض��اف‪« :‬عندما انتشرت األنفلونزا اإلسبانية‬ ‫هناك رقابة مباشرة في دول أوروبا‪ .‬وكانت الرقابة في الواليات‬ ‫املتحدة أقل‪ .‬لكن‪ ،‬كانت هناك ضغوط قوية‪ ،‬خاصة من جانب‬ ‫ج �ن��راالت ال �ق��وات املسلحة‪ ،‬ملنع ه�ب��وط ال ��روح املعنوية وسط‬ ‫الجنود»‪.‬‬ ‫ملنع ال�خ��وف وال�ه�ل��ع داخ��ل ال��والي��ات امل�ت�ح��دة‪ ،‬تأسست وكالة‬ ‫فيدرالية اسمها «لجنة املعلومات العامة» (سي بي إي)‪ .‬وترأسها‬ ‫آرثر بوالرد املتشدد عقائديا‪ .‬وهو الذي قال‪« :‬قوة الفكرة في‬ ‫إلهامها للناس‪ ،‬وليس في صدقها أو كذبها»‪.‬‬ ‫عندما بدأ الوباء‪ ،‬لم يصدر الرئيس وودرو ويلسون أي بيان‪.‬‬ ‫وقال الجراح العام روبرت بلو‪« :‬ال يوجد سبب للقلق إذا اتبع‬ ‫املواطنون االحتياطات املناسبة»‪.‬‬

‫»كتاب‪« :‬األنفلونزا العظيمة‬ ‫املؤلف‪ :‬جون باري‬ ‫الناشر‪ :‬بنغوين‪ ،‬نيويورك‬ ‫الصفحات‪546 :‬‬ ‫)السعر‪ 11 :‬دوالرا (‪ 14‬رقمي‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫يوجد خيط فضي عند طرف كل‬ ‫سحابة قاتمة»‪ ،‬كانت هناك فوائد ما‬ ‫بعد «األنفلونزا العظيمة»‪ ،‬منها‪ :‬إعادة‬ ‫هيكلة نظام الصحة العامة في الواليات‬ ‫املتحدة‪ .‬والضغط لتأسيس معاهد‬ ‫وطنية للصحة‬

‫لكن‪ ،‬كان الوضع أخطر‪ ،‬وبلغ معدل الوفيات من األنفلونزا‬ ‫اإلسبانية نسبة ‪ 2‬في املائة من جملة املصابني بها‪( .‬هذا رقم‬ ‫أعلى كثيرا من نسبة وفيات اإلنفلونزا املوسمية)‪.‬‬ ‫وفي ظاهرة يمكن أن تذكر الناس بالحرب األهلية األميركية‬ ‫(‪ ،)1865 - 1861‬ص� ��ارت ال �ص �ح��ف خ �ن��وع��ة ل�ل�ج�ن��راالت‬ ‫والسياسيني‪ ،‬بهدف «مصلحة البالد العليا»‪.‬‬ ‫خ�ل�ال أس��اب�ي��ع قليلة‪ ،‬ص ��ارت ف�ي�لادل�ف�ي��ا واح ��دة م��ن أكثر‬ ‫امل��دن تضررا في البالد؛ رق��د مرضى األنفلونزا في أس� ّ�رة‬ ‫إض��اف�ي��ة ف��ي م �م��رات املستشفيات‪ ،‬ووض �ع��ت‪ ،‬صفا فوق‬ ‫صف‪ ،‬صناديق املوتى‪ ،‬حتى يتم دفنها في مقابر جماعية‪.‬‬ ‫ومع نهاية الوباء‪ ،‬كان قد مات ‪ 12.500‬من سكان املدينة‪،‬‬ ‫حسب معلومات نشرتها في ذلك الوقت صحيفة «فيالدلفيا‬ ‫انكوايارار»‪.‬‬ ‫في مقاطعة جفرسون (والية ويسكنسن)‪ ،‬قالت صحيفة‬ ‫محلية إن ال��وب��اء سيقضي ع�ل��ى ن�ص��ف س�ك��ان ال��والي��ات‬ ‫املتحدة‪ .‬وسارع جنرال في قاعدة عسكرية قريبة‪ ،‬بإرسال‬

‫‪51‬‬

‫وف��د عسكري حقق م��ع رئيس تحرير الصحيفة‪ ،‬حسب‬ ‫«قانون الخيانة في أوقات الحرب»‪.‬‬ ‫ف��ي نهاية امل �ط��اف‪ ،‬قتلت «األن�ف�ل��ون��زا العظيمة» ‪ 50‬مليون‬ ‫شخص تقريبا حول العالم‪ ،‬منهم نصف مليون في الواليات‬ ‫املتحدة‪( .‬أصابت‪ ،‬ولم تقتل‪ ،‬الرئيس ويلسون)‪.‬‬ ‫كتب املؤلف كتابه بأسلوب صحافي سهل الهضم‪ .‬وسهل‬ ‫فهم عبارات طبية وأرقاما مثل شرح تكاثر فيروس األنفلونزا‬ ‫ف��ي ال�خ�ل�ي��ة‪ ،‬وم�ث��ل تشبيه ال�ح�م��ض ال �ن��ووي ب �ق��راءة ب��راي��ل‬ ‫للعميان‪ ،‬ومثل مقارنة أرقام اليوم بأرقام املاضي‪ ،‬حيث قال‬ ‫إن عدد ضحايا «كورونا» يمكن أن يصل إلى ‪ 150‬مليون‬ ‫شخص حول العالم‪ ،‬إذا قورن بنسبة «األنفلونزا العظيمة»‪.‬‬ ‫في ذلك الوقت‪ ،‬كان سكان العالم ملياري شخص‪ ،‬باملقارنة‬ ‫مع ‪ 6‬مليارات اليوم‪.‬‬ ‫ينقل الكتاب تصريحات كثير من السياسيني والعسكريني‬ ‫حول عدم إطالع الشعب األميركي على الحقيقة‪:‬‬ ‫مثل ق��ول ه�ي��رام ج��ون�س��ون‪ ،‬ح��اك��م والي��ة كاليفورنيا‪ ،‬في‬ ‫ذل��ك ال��وق��ت‪« :‬ستكون أول ضحية عندما تأتي الحرب هي‬ ‫الحقيقة»‪.‬‬ ‫وم �ث��ل ان�ت �ش��ار ش��ائ �ع��ات ب ��أن «ج��واس �ي��س أمل� ��ان‪ ،‬أنزلتهم‬ ‫غواصات أملانية على الساحل الشرقي للواليات املتحدة‪،‬‬ ‫هم الذين أحضروا األنفلونزا إلى الواليات املتحدة»‪ ،‬ومثل‬ ‫القول بأن الرئيس ويلسون‪ ،‬بسبب إصابته باألنفلونزا‪،‬‬ ‫قدم تنازالت في مفاوضات السالم في قصر فرساي في‬ ‫فرنسا‪( .‬يوجد مؤرخون ال يعتقدون أن هذا كان إشاعة)‪،‬‬ ‫ومثل القول بأنه‪ ،‬في والية أالسكا «كان مستحيال تقدير‬ ‫عدد القتلى ألن الدببة والكالب الجائعة دخلت منازل فيها‬ ‫جثث‪ ،‬ونقلتها‪ ،‬وأكلتها»‪( .‬أكد كثير من الناس أن هذا لم‬ ‫يكن إشاعة أيضًا)‪.‬‬ ‫كما ي�ق��ول��ون‪« :‬ي��وج��د خيط فضي عند ط��رف ك��ل سحابة‬ ‫ق��ات�م��ة»‪ ،‬ك��ان��ت ه�ن��اك ف��وائ��د م��ا بعد «األن�ف�ل��ون��زا العظيمة»‪،‬‬ ‫منها‪ :‬إعادة هيكلة نظام الصحة العامة في الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫وال�ض�غ��ط لتأسيس م�ع��اه��د وط�ن�ي��ة للصحة‪ ،‬منها املعهد‬ ‫الصحي الوطني (إن إتش آي) في واشنطن العاصمة‪ ،‬والذي‬ ‫هو اآلن في قيادة الحملة ضد «كورونا»‪.‬‬ ‫توجد في الصفحة األخيرة من الكتاب‪ ،‬جملة فيكتور فوغان‪،‬‬ ‫مدير كلية الطب في جامعة ميتشيغان‪ ،‬والذي كان من قادة‬ ‫إعادة النظام الصحي في البالد‪« :‬كادت الحضارة أن تختفي‬ ‫خالل أسابيع قليلة»‪.‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫عبد الحليم خدام‪ :‬مات ولم يعتذر من السوريني‬

‫بقلم‪ :‬عالية منصور‬

‫مات الرجل الثاني‬ ‫في سوريا في ظل‬ ‫حكم حافظ األسد‬ ‫ولم يعتذر من‬ ‫الشعب السوري‪،‬‬ ‫عن قتلهم بالنفايات‬ ‫السامة‪ ،‬وعن‬ ‫اعتقاهلم وتعذيبهم‬ ‫في املعتقالت‪ ،‬وعن‬ ‫دوره في توريث‬ ‫سوريا إلى االبن‬

‫مات عبد الحليم خدام في منفاه الباريسي‪ ،‬بعد نحو ‪ً 15‬‬ ‫عاما من رحيله عن سوريا وقطيعته مع نظام بشار األسد‪ ،‬دون أن تعني هذه‬ ‫القطيعة انحيازه للشعب السوري‪.‬‬ ‫مات من كان له الدور األبرز بانتقال السلطة وتوريثها بعد وفاة حافظ األسد إلى ابنه بشار‪ ،‬مات من رأى في ربيع دمشق ‪ 2001‬ولجان‬ ‫أحياء املجتمع املدني تجاوزا للخطوط الحمراء‪ ،‬مات من وصف الدعوات لإلصالح السياسي في سوريا بأنها «جزأرة» لسوريا‪ ،‬أي الدخول‬ ‫مالحقة رموز ربيع دمشق‪.‬‬ ‫في حرب أهلية مثل الجزائر‪ ،‬فمهد بذلك الطريق إلطالق يد الجهات األمنية في ً‬ ‫كان خدام أحد أبرز أذرع حافظ األسد السنية في فرض حكمه‪ ،‬وكان أسوأهم خلقا كما يقول عارفوه‪.‬‬ ‫أجمع السوريون املعارضون لحكم األسد على العداء للرجل‪ ،‬فالرجل نفسه وخالل كل فترة وجوده في باريس بعد انشقاقه عن نظام األسد‬ ‫لم يكلف نفسه يوما باالعتذار عن الدور الذي لعبه في تاريخ سوريا الحديث والذي أوصل البالد إلى ما وصلت إليه‪ ،‬بل هو نفسه قال في‬ ‫إحدى مقابالته التلفزيونية إنه لم يخطئ بشيء خالل حياته السياسية‪.‬‬ ‫وجوده في السلطة‪.‬‬ ‫طيلة‬ ‫لعبها‬ ‫التي‬ ‫السيئة‬ ‫األدوار‬ ‫إذا أردنا أن نستذكر أبرز محطات حياة خدام السياسية فلن نجد إال‬ ‫ً‬ ‫كان محافظا للقنيطرة خالل حرب ‪ .1967‬وهو من أعلن سقوط القنيطرة بيد إسرائيل‪ ،‬بصفته محافظا لها‪ ،‬عبر بيان تاله على اإلذاعة‬ ‫السورية في ‪ 5‬يونيو (حزيران) ‪ ،1967‬أي قبل سقوط املدينة الفعلي بيد قوات االحتالل اإلسرائيلي بطلب من صديقه وزير الدفاع آنذاك حافظ‬ ‫األسد‪ ،‬الذي أصدر عقب البيان ً‬ ‫أمرا للقوات السورية املتمركزة قرب بحيرة طبريا باالنسحاب‪ ،‬ما أدى إلى مقتل عدد كبير منهم‪ ،‬وهرب خدام‬ ‫ً‬ ‫مستخدما سيارة أجرة وترك سيارة املحافظ الرسمية أمام مبنى املحافظة لتستولي عليها إسرائيل بعد احتالل القنيطرة‪.‬‬ ‫حينها من القنيطرة‬ ‫بعد انقالب حافظ األسد في العام ‪ 1970‬وتسلمه السلطة‪ ،‬كافأ صديقه عبد الحليم خدام بتعيينه وزيرا للخارجية ونائبا لرئيس الوزراء‬ ‫وكان خدام رأس حربة في الدفاع عن نظام حافظ األسد وتثبيت حكمه‪ ،‬وعمل على تلميع صورة النظام دبلوماسيًا أثناء مجزرة حماه‬ ‫الشهيرة عام ‪.1982‬‬ ‫أصبح نائبا لرئيس الجمهورية في العام ‪ .1984‬وصار من أقرب املقربني من حافظ األسد‪ ،‬وكان خدام مبعوث األسد الخاص إلى لبنان‪ ،‬فتسلم‬ ‫امللف من العام ‪ 1975‬حتى العام ‪ ،1998‬حيث نقل األسد امللف إلى ابنه بشار الذي عاد من لندن بعد وفاة باسل شقيقه األكبر في ‪.1994‬‬ ‫عبد الحليم خدام وأبناؤه تورطوا بإدخال النفايات النووية السامة إلى سوريا ودفنها في البادية‪ ،‬هذا امللف الخطير الذي لم يفتح به أي تحقيق‬ ‫حقيقي حتى بعد إعالن خدام انشقاقه‪ ،‬ليس لعدم كفاية األدلة‪ ،‬بل ألنها تمت بعلم وموافقة حافظ األسد‪ ،‬فمكاسب خدام كانت مادية‪ ،‬بينما‬ ‫كانت غاية األسد كما يذكر أحد املطلعني على امللف توطيد العالقة مع املخابرات اإليطالية على خلفية الصراع مع منظمة التحرير الفلسطينية‪،‬‬ ‫فاملخابرات اإليطالية كانت تربطها عالقات وطيدة مع منظمة التحرير والجبهة الشعبية بقيادة جورج حبش‪ ،‬وكان آنذاك الصراع على أشده‬ ‫بني النظام السوري والفلسطينيني‪.‬‬ ‫حمل لقب الرئيس السوري ألقل من أربعني ً‬ ‫يوما بعد وفاة رفيقه حافظ األسد‪ ،‬حيث تسلم مهام الرئاسة مؤقتًا حسب الدستور الذي يكلف‬ ‫بموجبه نائب الرئيس بتلك املهام‪ ،‬فكانت أبرز مهماته آنذاك إصدار املراسيم التي قضت بانتقال سلس للسلطة في سوريا من حافظ األسد‬ ‫إلى ابنه بشار األسد‪ ،‬ووفقًا للدستور السوري ال يجوز تعديل الدستور من دون موافقة رئيس الجمهورية‪ ،‬وباعتبار رئيس الجمهورية مات‬ ‫فإن نائب الرئيس ال يحق له توقيع قانون تعديل الدستور طبقا للقواعد العامة‪ ،‬إال أن خدام قبل بالتوقيع على التعديل الدستوري وعرف‬ ‫الحقا أن املقابل كان نقل أمواله وأموال عائلته إلى الخارج‪.‬‬ ‫أبقى بشار على خدام كنائب لرئيس الجمهورية‪ ،‬إال أن دوره في الحياة السياسية بدأ يتقلص شيئا فشيئا إلى أن تقدم باستقالته من منصبه‬ ‫كنائب للرئيس في يونيو (حزيران) ‪ 2005‬خالل املؤتمر العام لحزب «البعث»‪ ،‬ولكنه احتفظ بمنصبه كعضو في القيادة املركزية لـ«البعث»‪.‬‬ ‫ليخرج بعدها إلى لبنان ويغادر من مطار رفيق الحريري الدولي إلى منفاه الباريسي‪ ،‬ويعلن في مقابلة تلفزيونية في سبتمبر (أيلول) من‬ ‫العام نفسه انشقاقه عن النظام ويتهمه باغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري‪.‬‬ ‫أكثر من ‪ً 35‬‬ ‫عاما أمضاها عبد الحليم خدام في السلطة‪ ،‬كان خاللها الخادم الوفي لحافظ األسد وشريكه في أغلب الجرائم التي ارتكبها‬ ‫ُ‬ ‫النظام السوري في الداخل السوري وفي لبنان‪ ،‬ورأس حربة النظام في الصراع مع اإلخ��وان املسلمني‪ ،‬ومع أي شخص أو مجموعة يشك‬ ‫بوالئها املطلق لحافظ األسد شخصيا‪ ،‬فحتى رفاق األمس بالحزب والحكم أمضوا ما تبقى من حياتهم في املعتقالت بعد وصول حافظ‬ ‫ً‬ ‫معصوما عن الخطأ‪ ،‬فهو الذي «لم يخطئ طيلة حياته السياسية»‪.‬‬ ‫األسد إلى السلطة‪ ،‬ومع ذلك كان يرى خدام نفسه‬ ‫ومن املفارقات في حياة خدام بعد خروجه من سوريا‪ ،‬أن عمله املعارض اقتصر على التحالف مع جماعة اإلخوان املسلمني وتشكيل ما‬ ‫سمي بـ«جبهة الخالص» في العام ‪ 2006‬والتي فرط عقدها بعد انسحاب اإلخوان منها في العام ‪ 2009‬وتعليق جميع أنشطتهم املعارضة‬ ‫للنظام بحجة مقاومة إسرائيل‪.‬‬ ‫شارك خدام بعشرات الحوارات اإلعالمية والتلفزيونية من باريس‪ ،‬وكان يصب جام غضبه على بشار األسد مع محاوالت تبريرية ودفاعية‬ ‫عن حقبة حكم حافظ األسد‪ ،‬تلك الحقبة التي أسست لكل ما هو دموي ومظلم في سوريا‪ .‬كانت مشكلته األساسية هي إبعاده عن مركز‬ ‫ً‬ ‫صنع القرار في سوريا بشار األسد‪ ،‬وهو الذي رأى في نفسه األحقية في الحكم من الولد القادم حديثا من لندن‪.‬‬ ‫ال تكفي هذه السطور لتعداد ما ارتكبه عبد الحليم خدام من آثام بحق سوريا والسوريني‪ ،‬وبحق لبنان واللبنانيني‪.‬‬ ‫لقد مات الرجل الثاني في سوريا في ظل حكم حافظ األسد ولم يعتذر من الشعب السوري‪ ،‬لم يعتذر عن شراكته مع حافظ األسد‪ ،‬لم يعتذر‬ ‫عن قتلهم بالنفايات السامة‪ ،‬لم يعتذر عن اعتقالهم وتعذيبهم في املعتقالت‪ ،‬لم يعتذر عن دوره في توريث سوريا إلى االبن‪ ،‬مات من كانت‬ ‫قضيته شخصه ولم تكن له أي قضية مشتركة مع عذابات السوريني قبل انطالق الثورة السورية وبعدها‪ ،‬فال عجب أن لم ينعه إال أعداء‬ ‫األمس‪ ،‬حلفاؤه الحقًا في «جبهة الخالص»‪ ،‬أي اإلخوان املسلمني‪.‬‬

‫‪52‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫مجلة العرب الدولية‬

‫‪2‬‬

‫‪« :‬كورونا«‬ ‫راغب عالمة لـ‬ ‫إرهاب آثم‪ ...‬والثورة اللبنانية لم تمتُ‬

‫الحرية ال تقاس بالتظاهر‪ ...‬ولدينا مجلس نيابي يتكلم فيه جميع النواب عن هموم املواطن‬

‫الرئيس رفيق الحريري لـ‬ ‫ً‬ ‫رئيسا للحكومة ألني بليونير‬ ‫أجرى الحوار‪ :‬عبد الرحمن الراشد‬

‫العدد‪28-22– 880 :‬‬ ‫ديسمبر (كانون األول) ‪1996‬‬

‫امل� ��رة األخ� �ي ��رة ال �ت��ي ق��اب �ل��ت ف�ي�ه��ا رئ�ي��س‬ ‫ال � ��وزراء ال�ل�ب�ن��ان��ي رف �ي��ق ال �ح��ري��ري كانت‬ ‫ف��ي م �ن��زل��ه ف��ي ال�ع��اص �م��ة ال�ف��رن�س�ي��ة في‬ ‫خريف ‪ ،1993‬وأت��ذك��ر جيدًا أنني تركته‬ ‫غاضبًا من الحديث‪ ،‬معترضًا على األسئلة‬ ‫وت�ع�ق�ي�ب��ات�ه��ا‪ .‬وف��ي ه��ذه امل ��رة التقيته في‬ ‫بيروت‪ ،‬وأول انطباع سجلته عنه الهدوء‪ ،‬بما‬ ‫ً‬ ‫أكد لي أنه نمى لنفسه ً‬ ‫جلدا خشنا يتحمل‬ ‫فظاظة الصحافة ويقيه سهام اإلعالميني‪،‬‬ ‫ح�ت��ى إن أح ��د ال��زم�ل�اء ع�ل��ق م �م� ً‬ ‫�ازح��ا ب��أن‬ ‫ال �ح��ري��ري ص� ��ار «م �ع �ل��م» وال �ح �ق �ي �ق��ة ال�ت��ي‬ ‫يعرفها الكثيرون أن لبنان أكبر مقهى عربي‬ ‫ل�ل�س�ي��اس��ة‪ ،‬ع�ل��ى ال��رغ��م م��ن ص�غ��ر حجمه‪،‬‬ ‫أخباره بعدد فناجينه‪ ،‬وصحافته تمثل أطول‬ ‫ً‬ ‫وسائل اإلعالم العربي لسانا‪ ،‬وأكثرها نفوذا‪،‬‬ ‫لهذا ك��ان أم��ام الحريري أن يخرج منها إما‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫معلما‪...‬‬ ‫مهزوما أو‬ ‫سألته عن ثرائه ومحطة تلفزيونه وجيرانه‬ ‫ً‬ ‫وجوازه وظل في جلسته هادئا رغم وجود أكثر من مائة زائر‬ ‫ينتظرونه في الغرفة املجاورة‪ .‬شاركني في الحوار زميلي‬ ‫األس�ت��اذ إبراهيم ع��وض مدير مكتب «املجلة» في بيروت‪،‬‬ ‫وتم بحضور األستاذ نهاد مشنوق املستشار الصحافي‬ ‫لرئيس الوزراء‪.‬‬ ‫في الطائرة التي أقلتني إلى بيروت الحظت أن غالبية الركاب‬ ‫من اآلسيويني‪ ،‬ومن املؤكد أن هؤالء لم يأتوا للنزهة بل جاءوا‬ ‫للعمل‪ ،‬ولكن أين اللبنانيون؟‬ ‫ هناك ورشة كبيرة في البالد وهذه الورشة تحتاج إلى يد‬‫عاملة من كل االختصاصات‪.‬‬ ‫*ه��ل ل�ه��ذا ع�لاق��ة بكلمة نسبت إل��ى رئيس‬ ‫الجمهورية إل�ي��اس ال �ه��راوي أن «اللبنانيني‬ ‫كسالى ال يقبلون أي نوع من األعمال؟‬

‫‪56‬‬

‫‪ :‬لم أصبح‬

‫ً‬ ‫ كال‪ ،‬ال عالقة إطالقا‪ ،‬السبب هو وجود ورشة كبيرة تحتاج‬‫إلى عمالة كبيرة‪.‬‬ ‫* كم يبلغ عدد العاملني غير اللبنانيني في لبنان؟‬ ‫ األرق ��ام ت �ت��راوح حسب امل��واس��م‪ ،‬ه�ن��اك مبالغات ف��ي هذا‬‫املوضوع‪ ،‬بعض الصحف تتكلم عن ماليني‪ ،‬وأنا ال أعتقد‬ ‫بوجود مثل هذا العدد الذي يبقى دون الـ‪ 500‬ألف عامل من‬ ‫السوريني وغيرهم‪.‬‬ ‫* أال توجد لديكم أرقام دقيقة في هذا املجال؟‬ ‫ لدينا أرقام شبه دقيقة‪ .‬بسبب التغيرات التي تطرأ حسب‬‫املواسم؛ ففي أثناء مواسم الزراعة مثال يتزايد العدد‪ ،‬وعندما‬ ‫تنتهي هذه املواسم يقل العدد بنسبة كبيرة‪.‬‬ ‫* لقد أصدرتم قرارا بمنع ًالتظاهر‪ ،‬أال تعتقدون‪ ،‬أن‬ ‫من حق الناس التظاهر وفقا للنظام اللبناني؟‬ ‫ ال أحد يستطيع أن يدعي أن ال حرية في لبنان أو أن الحرية‬‫عندنا في خطر‪ .‬الناس تكتب وتتكلم وتعبر عن رأيها بكل‬ ‫حرية ولم نسمع بأن شخصا اضطهد إلبدائه رأيا‪ .‬وأكثر من‬ ‫ذلك أقول هناك نوع من املبالغة تصل إلى التهجم‪ ،‬ومع ًذلك‬ ‫لم تحاول الحكومة أن تحاسب ً‬ ‫أحدا على شيء قاله إطالقا‪.‬‬ ‫وحكومتي هي التي تقدمت بمشروع قانون ُصدق عليه في‬ ‫مجلس النواب لتعديل املرسوم االشتراعي ‪ 104‬ال��ذي كان‬ ‫يتضمن بعض الحد من حرية الصحافة والصحافي‪.‬‬ ‫* وهل تعتبر هذا بديال لحق التظاهر؟‬ ‫كال‪ ،‬إنما الحرية ال تقاس بالتظاهر‪ .‬لدينا مجلس نيابي يتكلم‬ ‫فيه جميع النواب‪ -‬عن هموم املواطن ‪ -‬في كل املوضوعات‬ ‫والصحافة تكتب في كل األمور‪ .‬ال أحد يستطيع أن يشكو من‬ ‫قلة الحرية في البلد‪ ،‬الحرية ال حدود لها‪ ،‬وهذا أمر معروف‪،‬‬ ‫لكن م��وض��وع التظاهر ه��و م��وض��وع آخ��ر ل��ه ع�لاق��ة باألمن‬ ‫واألوض��اع التي تعيشها البالد‪ ،‬ونحن نحرص على وضع‬ ‫معني لدينا وعلى تثبيت األم��ن واالس�ت�ق��رار في البلد الذي‬ ‫دف��ع الثمن غاليا نتيجة الفلتان ال��ذي حصل ف��ي السنوات‬ ‫السابقة‪ .‬إن التجربة التي يخوضها لبنان‪ ،‬تجربة فريدة‪ ،‬فلم‬ ‫ً‬ ‫حربا أهلية وأتى بعد الحرب‬ ‫يحصل في التاريخ أن خاضت‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫األهلية نظام ديمقراطي‪ ،‬فالعادة جرت في هذه الحال أن تأتي‬ ‫أنظمة متشددة‪ .‬لكننا نخوض تجربة فريدة وناجحة‪ .‬الناس‬ ‫تستطيع أن تتكلم عبر كل الوسائل‪ ،‬لكننا نترك هذا الهامش‬ ‫البسيط للحكومة من أجل الحفاظ على األمن‪.‬‬ ‫* يقال إنه ما يزال لديك نوع من الحساسية تجاه‬ ‫النقد‪ ،‬كما يقال إن ه��ذه من ال�ع��ادات التي أخذتها‬ ‫من اململكة العربية السعودية‪ ،‬في حني أن لبنان بلد‬ ‫متعدد الطوائف واملذاهب واالنتماء ات؟!‬ ‫ لقد قضيت ‪ 28‬سنة في السعودية‪ ،‬أي أكثر مما قضيته في‬‫لبنان‪ ،‬لكنني لبناني وأعرف لبنان وخصوصيته‪ .‬والسؤال‬ ‫هنا ما هو حجم هذه الخصوصية؟ وهل هي ‪ 100‬في املائة؟‬ ‫البعض يحاول أن يقول إن لدى لبنان الخصوصية في كل‬ ‫ش��يء‪ ،‬لكن أن��ا أق��ول إن ه��ذا األم��ر غير صحيح‪ .‬ل��دى لبنان‬ ‫الخصوصية في مجموعة من األمور لكنه بلد كغيره في كثير‬ ‫من األم��ور األخ��رى‪ .‬ب��اب الخصوصية ه��ذا دخ��ل الكثيرون‬ ‫منه ليجعلوا م��ن ه��ذا البلد ب�ل��دا ب�لا مقومات تحت شعار‬ ‫الخصوصية‪.‬‬ ‫في لبنان مسيحيون ومسلمون ولدينا ترتيب معني لتعيش‬ ‫كل الطوائف وتشعر أنها مشاركة في الحكم وتسير أمور‬ ‫البالد‪ ،‬لكن ال خصوصية لدينا في كثير من املواضيع‪ .‬البعض‬ ‫يحاول‪ ،‬وتحت شعار الخصوصية اللبنانية‪ ،‬الدخول لجرنا‬ ‫إلى مجموعة من املخالفات التي تؤدي بالنتيجة إلى تفريغ‬ ‫الدولة من محتواها‪ .‬وأنا ال أؤيد أن يصبح االستثناء قاعدة‪.‬‬ ‫أنا أؤمن بخصوصية لبنان في أمور محددة ومحدودة‪ .‬أما‬ ‫جر الخصوصية على كل الحياة اللبنانية فهو ش��يء فيه‬

‫‪57‬‬

‫نعم ما زلت أحمل جواز سفري‬ ‫السعودي‬ ‫خطأ‪ .‬أما القول بأنني أمتعض من النقد فغير صحيح‪ .‬أنا‬ ‫أمتعض من االفتراء‪.‬‬ ‫* كيف تفسر االفتراء؟‬ ‫ عندما يختلق أحدهم قصة غير حقيقية ويلصقها بي‪.‬‬‫هناك كالم أقرب إلى الشتيمة منه إلى النقد‪ .‬وهذا كالم يسيء‬ ‫إلى الحرية ويسيء إلى الجو العام في البالد‪.‬‬ ‫* هل هو كيد سياسي؟‬ ‫ ال‪ ...‬ال أعتقد‪ ،‬العالقة له بالسياسة وال العمل العام وال بأي‬‫ش��يء س��وى أن بعض األشخاص تسنى لهم الوصول إلى‬ ‫وسيلة محمية بالقانون راح��و يكتبون ما يحلو لهم هكذا‬ ‫على هواهم‪.‬‬ ‫* أال ت �ع �ت��رف ب��وج��ود م�ش�ك�ل��ة رئ�ي�س�ي��ة ل �ه��ا ع�لاق��ة‬ ‫بصورة رئيس للحكومة دخل إلى البالد وإلى رئاسة‬ ‫الحكومة مباشرة وهو بليونير؟‬ ‫‪ -‬أنا لم أدخل إلى الحكومة بكوني بليونيرا‪ ،‬بل ألني أمثل ثقة‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫في عيون الناس أكثر من أي شيء آخر خالل السنوات العشر‬ ‫التي سبقت وصولي إل��ى الحكومة في العام ‪ ،1992‬ارتبط‬ ‫اسمي بأمرين أساسيني؛ األول أنه لم يكن هناك من محاولة‬ ‫لوقف النار إال وكان لي يد فيها بشكل أو بآخر‪ .‬والثاني هو‬ ‫مساعدتي ألهل وطني أثناء املحنة وما زلت‪ .‬لكن السؤال‪ :‬أين‬ ‫مشاريع رفيق الحريري «البليونير» في هذا البلد؟‬ ‫* أين هذه املشاريع؟‬ ‫ غير موجودة‪ .‬أعمالي ما تزال في اململكة العربية السعودية‪.‬‬‫في بلدنا كل األم��ور معروفة فليسم أحدهم مشاريعي إذا‬ ‫كانت موجودة‪.‬‬ ‫* البعض يقول‪« :‬سوليدير»؟‬ ‫ «سوليدير» مشروع كنت وراءه قبل قدومي إل��ى رئاسة‬‫الحكومة‪ .‬وعندما توليت رئاسة الحكومة كانت لجان التخمني‬ ‫قد تشكلت والسير بعملية تأسيس الشركة مستمر‪ .‬وبعد‬ ‫وصولي بفترة بسيطة ال تتعدى بضعة أشهر وصل املوضوع‬ ‫إل��ى مرحلة االكتتاب فوقعت بني أمرين أحالهما م��ر‪ .‬فإذا‬ ‫ساهمت سيقال إن رئيس الحكومة يساهم في مشروع كبير‬ ‫في البالد‪ .‬وأذا لم أساهم فلن يساهم أحد‪ ،‬وفي نهاية املطاف‬ ‫ق��ررت املساهمة وأعلنت أن أي إي��راد يأتي م��ن مساهمتي‬ ‫في الشركة سأوزعه على الجمعيات الخيرية‪ .‬وهكذا فعلت‪.‬‬ ‫وبالنتيجة فإن مساهمتي ال تزيد على ‪ 7‬في املائة فقط‪.‬‬ ‫* أال تشعر بحساسية تجاه هذا املوضوع (بليونير‬ ‫ورئيس حكومة)؟‬ ‫ طبعا أشعر بالحساسية‪ ،‬فمكانتي املالية مجال البتزاز * و«املستقبل» أين موقعه؟‬‫ قد يكون الثاني‪.‬‬‫سياسي‪ .‬فأنا أسمع إشاعات غير طبيعية‪.‬‬ ‫* كيف ستحلون قضية العاملني في املحطات اإلذاعية‬ ‫* هل اضطررت يوما إلى تغيير موقف معني حتى والتلفزيونية التي ستقفل؟‬ ‫ ستعالج هذه القضية في إطارها‪.‬‬‫تتخلص من هذه الحساسية؟‬ ‫ كال بالعكس‪ ،‬مع أني لو فعلت لوفرت على نفسي الكثير‪.‬‬‫* لكن يبدو أن القضية مستمرة؟‬ ‫* ل�ق��د ح ��ازت ح�ك��وم�ت��ك ال�ث�ق��ة بأغلبية س��اح�ق��ة في ‪ -‬إن أشد املعارضني لتطبيق قانون اإلعالم لم يطالب ببقاء‬ ‫ال� �ب ��رمل ��ان‪ ،‬وال �ب �ع��ض ي �ت �س��اء ل ع ��ن ك�ي�ف�ي��ة «ت �س��دي��د كل املحطات عاملة‪.‬‬ ‫فواتير» هذه األغلبية على الساحة؟‬ ‫ قبل االنتخابات كانوا يستطيعون قول ما يشاءون‪ ،‬لكني * هل وصلتكم شكاوى على املحطات الفضائية التي‬‫نجحت في االنتخابات برقم غير بسيط وانتخبت نائبا عن تبث من لبنان؟‬ ‫بيروت وأنا لست من بيروت وهذا األمر يحصل ألول مرة في ‪ -‬ال‪ .‬لكني ال أستبعد أن يحصل ذلك‪ .‬الدولة اللبنانية ستراقب‬ ‫لبنان‪ ،‬فال أحد استطاع أن ينجح في فرض زعامته في بيروت عمل املحطات مع بدء البث من لبنان‪ ،‬علما أن «‪ »LBC‬تبث من‬ ‫روما‪ ،‬و«املستقبل» يبث تجريبيا‪ .‬وسيتم التركيز على عدم‬ ‫وهو من خارجها وهذا دليل أن ال وجود لفواتير‪.‬‬ ‫خدش حياء أحد وأن يتماشى ما يقدم مع التقاليد العربية‪.‬‬ ‫* لكن مشاريعك مستمرة كـ «سوليدير» وتلفزيون ك�م��ا أن ال �ب��رام��ج واألخ �ب��ار ال�س�ي��اس�ي��ة ستخضع إلش��راف‬ ‫مباشر فنحن حريصون ً‬ ‫جدا على عالقتنا الخارجية‪.‬‬ ‫«املستقبل»؟‬ ‫ ومل��اذا تتوقف؟ ل��و ل��م أك��ن رئيس وزراء وكنت على رأس‬‫«سوليدير» ل�س��ارت األم��ور بشكل أف�ض��ل‪ ،‬وه��ل تعتقد لو * أي ستكون هناك رقابة عليها؟‬ ‫ك��ان ه�ن��اك رئ�ي��س وزراء آخ��ر أال يعطي رخ�ص��ة لتلفزيون ‪ -‬نعم‪.‬‬ ‫«امل�س�ت�ق�ب��ل»؟ ال أح ��د يستطيع أن ي��رف��ض‪ ،‬ك��ذل��ك أعطينا‬ ‫تلفزيون «‪ »LBC‬رخصة مع أننا لسنا على وفاق سياسي * ك��م م ��رة ذه �ب��ت إل ��ى س��وري��ا م �ن��ذ ت��ول �ي��ت رئ��اس��ة‬ ‫الحكومة؟‬ ‫معه‪ .‬لكنه التلفزيون األول في البالد‪.‬‬

‫‪58‬‬

‫العدد ‪ 1793‬مارس (آذار) ‪2020/ 03 / 27‬‬

‫الرئيس الحريري‬ ‫يتحدث إلى رئيس‬ ‫تحرير«املجلة» (تصوير‪:‬‬ ‫جوزيف أبي رعد)‬

‫الدولة اللبنانية ستراقب عمل‬ ‫احملطات مع بدء البث من لبنان‪،‬‬ ‫علما أن «‪ »LBC‬تبث من روما‪،‬‬ ‫و«املستقبل» يبث تجريبيا‬ ‫* ألم يطرح عليكم عبر القنوات السرية؟‬ ‫ ال توجد قنوات سرية‪.‬‬‫* نسمع دائمًا عن انزعاج املسؤولني السوريني من‬ ‫إقحامهم في مواضيع ذات شأن لبناني بحت كما أن‬ ‫البعض يستخدم اسم السوريني في قضايا داخلية‬ ‫صرفة؟‬ ‫ أنا ال أحب أن أكون طرفا في هذا النقاش ألن فيه إساءة للبنان‬‫وسوريا‪ .‬وقد يكون هذا كالم حق يراد به باطل‪ .‬نحن لدينا‬ ‫عالقات قوية دون شك مع السوريني وات�ص��االت مستمرة‪،‬‬ ‫ون �ح��ن ن�ن�س��ق رس �م �ي��ا ف ��ي م��وض��وع��ي األم� ��ن وال �س �ي��اس��ة‬ ‫الخارجية املتعلقة باملفاوضات‪ .‬ولبنان بلد ال يخفى فيه شيء‪.‬‬ ‫ال أحد يستطيع أن يقول إن السوريني تدخلوا في موضوع‬ ‫معني‪ ،‬ولو فعلوا لكنا قرأنا ذلك في الصحف‪.‬‬

‫ اسألني كم مرة ذهبت منذ ‪ ،1982‬فأنا لم أغير عاداتي‪.‬‬‫كنت أذه��ب وم��ا زل��ت‪ ،‬فلدي ص��داق��ات شخصية مع بعض‬ ‫الشخصيات السورية وأحيانا أذه��ب ملواضيع لها عالقة‬ ‫ب��ال �ع�لاق��ات ب�ين ال�ب�ل��دي��ن وم�ع�ظ��م األح �ي��ان أذه ��ب ل �ل �ت��داول‪،‬‬ ‫فالوصول إل��ى هناك ال يستغرق أكثر من ساعة ونصف‬ ‫الساعة عن طريق البر‪.‬‬

‫* لكنكم تزورون سوريا عندما يبحث موضوع تأليف‬ ‫حكومة أو تعديلها أو تغييرها؟‬ ‫ م��وض��وع تشكيل الحكومات ف��ي لبنان ومنذ االستقالل‬‫يكون التشاور فيه مع القوى اإلقليمية‪ .‬وحتى قبل دخول‬ ‫الجيش السوري إلى لبنان كان هناك تشاور دائم بني لبنان‬ ‫وسوريا في هذا اإلط��ار‪ ،‬وهذا التشاور كان يتسع ويضيق‬ ‫حسب الظروف‪.‬‬

‫* ه ��ل ال زل� ��ت م �ل �ت��زم��ا ع� ��دم ال� ��دخ� ��ول ف ��ي ال �س �ج��ال‬ ‫* هل نستطيع أن نقول إن املعدل مرتان في الشهر؟ ح��ور ال�ت�ع��دي�لات ال��دس�ت��وري��ة ال�ت��ي يطرحها رئيس‬ ‫ ال أستطيع أن أحدد قد يكون في هذه الحدود‪.‬‬‫الجمهورية إلياس الهراوي؟‬ ‫ نعم أنا ملتزم بالدستور الذي يقول إن رئيس الجمهورية هو‬‫* ب�م��ا أن س��وري��ا ه��ي ال�ش�ق�ي�ق��ة ال �ك �ب��رى ل�ل�ب�ن��ان أال الوحيد في السلطة التنفيذية الذي يمتلك حق طرح التعديالت‪،‬‬ ‫ت��ذه�ب��ون أح�ي��ان��ا ألخ��ذ «امل �ب��ارك��ة» ل�ق��رار م��ا أو ألخذ وحتى اآلن لم يصلني كرئيس للحكومة أي شيء بخصوص‬ ‫توجيه معني؟‬ ‫التعديالت‪ ،‬فلماذا أدخل في موضوع حساس كهذا ال أملك‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫�ق‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫�اور‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫�ران‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ ك�ل�ا‪ ،‬ه �ن��اك أم‬‫عنه حتى الساعة شيئا ملموسا بني يدي‪.‬‬ ‫املواضيع األمنية بسبب وج��ود الجيش ال�س��وري في لبنان‬ ‫وهذا أمر طبيعي‪ .‬وكذلك مواضيع السياسة الخارجية املتعلقة * على صعيد العمل‪ ،‬ماذا لديك في السعودية حاليا؟‬ ‫باملفاوضات العربية واإلسرائيلية‪.‬‬ ‫ أنا عملي في السعودية‪ .‬هنا في لبنان لدي أمور بسيطة جدا‬‫كلها تقريبا موجودة قبل أن أصبح رئيسا للحكومة‪ .‬أوالدي‬ ‫ً‬ ‫رسميا موضوع «لبنان أوال»؟‬ ‫* ألم يطرح عليكم‬ ‫في السعودية وبيتي في السعودية‪.‬‬ ‫ «لبنان أوال» لم يطرح علينا إال إعالميا‪ ،‬فلم يحدث أن‬‫قدم لنا األميركيون مثل هذا العرض نقال عن إسرائيل‪ * ،‬ه��ل ت�خ�ل�ي��ت ع��ن ج� ��واز س �ف��رك ال �س �ع��ودي ب�ع��د أن‬ ‫أو أن أحد املسؤولني الذين زاروها نقل إلينا شيئا مماثال‪ .‬أصبحت رئيس وزراء لبنان؟‬ ‫والهدف من طرحه تجميل صورة إسرائيل أو خلق خالفات ‪ -‬ال‪ ،‬ال زلت أحمله‪ .‬كنت أعتز بحمله من قبل وال زلت أعتز به‬ ‫في لبنان‪.‬‬ ‫وبعالقتي التي يمثلها‪.‬‬

‫‪59‬‬

‫العدد ‪ 1793‬مارس (آذار) ‪2020/ 03 / 27‬‬

‫بو‬

‫ر‬

‫تر‬

‫يه‬

‫بريشة فنان‪ ...‬رسم مكانته في قلوب الناس‬

‫في ذكرى رحيل العندليب الـ ‪ ...43‬ماذا قالت له قارئة الفنجان؟‬

‫كتبت‪ :‬حنان حبش‬ ‫امليالد‪ ...‬واملعاناة منذ البداية‬ ‫ ولد عبد الحليم علي شبانة في يونيو (حزيران) ‪1929‬‬‫في قرية الحلوات بمحافظة الشرقية في مصر‪.‬‬ ‫ ل��م يكد يتم عامه األول حتى فقد أب��اه ّ‬‫وأم��ه ليعيش‬ ‫ً‬ ‫يتيما دون رعاية‪.‬‬ ‫ حليم هو األخ ال��راب��ع لثالثة إخ��وة انشغلوا عنه بعد‬‫وفاة والديه‪.‬‬ ‫ أصيب في طفولته بمرض البلهارسيا الذي رافقه خالل‬‫حياته املتعبة حتى فراش املوت‪.‬‬ ‫املوسيقى‪ ...‬حب من أول لحن‬ ‫ بدأ شغف عبد الحليم باملوسيقى من بداية التحاقه‬‫ّ‬ ‫املدرسية آنذاك‪.‬‬ ‫باملدرسة‪ ،‬ليكون كبير منشدي الفرقة‬ ‫ انتسب إلى معهد املوسيقى العربية في الرابعة عشر‬‫ً‬ ‫من عمره زميال لكمال الطويل‪.‬‬ ‫ عمل ّ‬‫يكتشفه اإلذاعي حافظ‬ ‫مدر ًسا للموسيقى قبل أن‬ ‫ً‬ ‫عبد الوهاب‪ ،‬الذي أخذ حليم اسمه منه الحقا‪.‬‬ ‫عمالقة الفن‪ ...‬صافيني كل مرة‬ ‫ عمل مع أهم ّ‬‫امللحنني واملوسيقيني وقتذاك‪ :‬املوجي–‬ ‫بليغ حمدي– كمال الطويل– عبد الوهاب‪.‬‬ ‫ غنى لنزار قباني‪.‬‬‫ ش��ارك البطولة م��ع أه��م املمثلني‪ :‬ع��ادل إم��ام ونجالء‬‫فتحي وميرفت أمني وشادية‪.‬‬ ‫ قال عنه الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس‪ :‬سمعت‬‫ً‬ ‫صوتا ً‬ ‫شابا يهدد عرش عبد الوهاب‪ ،‬فهو متمكن رغم أنه‬ ‫ال يبدو عليه!‬ ‫العندليب األسمر‬ ‫‪ -‬ب��دأ م �ش��واره بـ«صافيني م��رة» ف��ي أغسطس (آب)‬

‫‪ 1952‬ورفضت‪ ،‬لكنه أعاد غناءها في يونيو (حزيران) ‪.1953‬‬ ‫وحققت ً‬ ‫نجاحا ً‬ ‫كبيرا‪.‬‬ ‫ ث��م ق� ّ�دم أغنية «على ق��د ال�ش��وق» كلمات محمد علي‬‫أحمد‪ ،‬وألحان كمال ًالطويل‪ ،‬في يوليو (تموز) ع��ام ‪.1954‬‬ ‫وحققت ً‬ ‫نجاحا ساحقا‪ ،‬وأعاد تقديمها في فيلم «لحن الوفاء»‬ ‫عام ‪.1955‬‬ ‫ُّ‬ ‫ مع تعاظم نجاحه لقب بالعندليب األسمر‪.‬‬‫ خالل مشواره قدم أكثر من مائتني وثالثني أغنية‪.‬‬‫ل��ل��ه ول��ل��ح��ب ول���ل���وط���ن‪ ...‬أك���ث���ر م���ن م��ائ��ت�ين‬ ‫وثالثني أغنية‬ ‫ أغاني الحب‪ :‬جانا الهوى – على قد الشوق – توبة –‬‫في يوم في شهر في سنة – موعود – رسالة من تحت املاء‪.‬‬ ‫ أغاني الوطن والثورة‪ :‬العهد الجديد – إحنا الشعب –‬‫الله يا بلدنا – أغنية املسيح – الوطن األكبر – أحلف بسماها‪.‬‬ ‫ االبتهاالت الدينية كلها من ألحان محمد املوجي‪ ،‬مثل‪:‬‬‫أدعوك يا سامع – بيني وبني الناس – ورحمتك في النسيم‪.‬‬ ‫الخالف مع كوكب الشرق و«بلبل»‬ ‫ الرئيس املصري الراحل جمال عبد الناصر هو من أنقذ‬‫حليم من غضب أم كلثوم‪ ،‬ولم ُت َ‬ ‫طو صفحة الخالف بينهما‬ ‫حتى بعد ‪ 5‬س�ن��وات الح�ق��ة ف��ي حفل خطوبة اب�ن��ة الرئيس‬ ‫الراحل أنور السادات‪.‬‬ ‫ اختلف مع صديقه بليغ حمدي لتأجيل أغنيته «هو اللي‬‫اختار» لصالح أغنية عبد الوهاب «فاتت جنبنا»‪ ،‬وتم الصلح‬ ‫قبل السفر للعالج‪.‬‬ ‫ عاتبته الشحرورة صباح ألنه أطال الغناء قبلها‪ ،‬لكن‬‫ً‬ ‫خصوصا بعد فيلم «ش��ارع‬ ‫جمعتهم ع�لاق��ة ص��داق��ة ق��وي��ة‬ ‫الحب»‪.‬‬ ‫ابن القدر‬ ‫‪ -‬على فراش املرض قال‪ :‬أنا «ابن القدر»‪.‬‬

‫‪61‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫ آخ��ر أغ�ن�ي��ة ك��ان��ت «ق��ارئ��ة ال�ف�ن�ج��ان» ف��ي ن��ادي‬‫الترسانة ع��ام ‪ .1976‬يقول أح��د مرافقيه إن��ه ل��م يكن‬ ‫ً‬ ‫مرتاحا لغنائها ملا احتوته من نبوءات وأح��زان‪ ،‬وذكر‬ ‫أنه غضب ألول مرة على الجمهور قبل بداية األغنية‪...‬‬ ‫وكانت األخيرة‪.‬‬ ‫النهاية‬ ‫ هنالك رواية تقول إنه طلب الزواج من ميرفت أمني‬‫قبل سفره للعالج في باريس وقبل تصوير فيلم «ال»‬ ‫الذي مات قبل تصويره‪ ...‬لكنها قالت‪« :‬ال»‪.‬‬ ‫ أصيب بمرض البلهارسيا ما تسبب في تليف‬‫كبده‪.‬‬ ‫ خضع ألكثر من ‪ 60‬عملية جراحية‪.‬‬‫ انتهى مشوار العندليب بنقل دم ملوث بفيروس‬‫التهاب الكبد له‪ ،‬وهنالك رواي��ة تقول إن املنظار تسبب‬ ‫بنزيف داخلي أدى إلى وفاة العندليب‪ ،‬يوم األربعاء ‪30‬‬ ‫مارس (آذار) عام ‪ 1977‬بالعاصمة البريطانية (لندن)‬ ‫عن عمر يناهز السابعة واألربعني عامًا‪.‬‬ ‫ حزنت جماهير العندليب األسمر حزنًا شديدًا‬‫بعد إعالن خبر وفاته‪ ،‬حتى أن بعض الفتيات من مدينة‬ ‫األسكندرية املصرية انتحرن بعد معرفتهن بهذا الخبر‪.‬‬ ‫وقد تم تشييع جثمانه في جنازة مهيبة لم تعرف مصر‬ ‫مثلها سوى جنازة الرئيس املصري الراحل جمال عبد‬ ‫الناصر‪ ،‬والفنانة الراحلة أم كلثوم‪ ،‬حيث بلغ عدد الذين‬ ‫حضروا جنازته نحو ‪ 2.5‬مليون شخص‪.‬‬ ‫عن حليم‬ ‫ فيلم حليم ‪ 2006‬بطولة أحمد زكي وهيثم أحمد زكي‪.‬‬‫ مسلسل «العندليب حكاية شعب» بطولة شادي شامل‪.‬‬‫ محمود العزازي بدور عبد الحليم حافظ في مسلسل‬‫«الشحرورة»‪.‬‬

‫قال‪ :‬عرفت قيمة أن أكون ًّ‬ ‫حرا في عناق أحبائي‬

‫‪« :‬كورونا» إرهاب آثم‪...‬‬ ‫راغب عالمة لـ‬ ‫ُ‬ ‫والثورة اللبنانية لم تمت‬ ‫بيروت‪ :‬سارة عبدو‬

‫ّ‬ ‫عمل غنائي يحاكي واقعنا في ظل تفشي فيروس‬ ‫«كورونا»‪ ،‬ما الرسالة التي يحملها هذا العمل؟‬ ‫ «انتو أملنا» أغنية إنسانية‪ ،‬ت� ّ�م التحضير لها بصدق‬‫�ال‪ ،‬ورس��ال�ت�ه��ا أب �ع��د م��ن أزم ��ة «ك��ورون��ا»‪.‬‬ ‫�اس ع� � ٍ‬ ‫وإح �س� ٍ‬ ‫األغنية صرخة في وجه كل محاولة آثمة لتدمير اإلنسان‬ ‫واألوط��ان‪ ،‬وهي بمثابة عربون شكر وتقدير لتضحيات‬ ‫كل إنسان يضع نفسه في الصفوف األمامية للدفاع عن‬ ‫أخيه اإلنسان في أي معركة مستجدة‪ .‬فحني أتانا اإلرهاب‪،‬‬ ‫كان جيشنا وشعبنا املقاوم باملرصاد‪ .‬وفي معركتنا ضد‬ ‫وب��اء «ك��ورون��ا»‪ ،‬كان الكادر الطبي على أهبة االستعداد‬ ‫ً‬ ‫ووقف في الصف األول‪ ،‬آخذا مسؤولية الوطن على عاتقه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫كما أن الثورة اللبنانية املتجسدة بالثوار الذين أشعلوا‬ ‫ّ‬ ‫معنية‬ ‫بإنهاء الفساد ومحاسبة الفاسدين‬ ‫شرارة املطالبة ّ‬ ‫باألغنية‪ .‬أملنا معلق على األشخاص الذين يجابهون هذا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فسادا‪.‬‬ ‫بشرا أم‬ ‫فيروسا أم‬ ‫اإلرهاب‪ ،‬سواء كان اإلرهاب‬

‫ّ‬ ‫يتحكم فيروس «كورونا» باألرض َ‬ ‫ومن عليها‪ ،‬منذ أشهر‪،‬‬ ‫ويضع كال منا في عزلة اجتماعية صارمة‪ .‬وقد أثر في‬ ‫ح�ي��اة م�ل�ي��ارات األش �خ��اص ح��ول ال�ع��ال��م‪ ،‬ول��م يسلم منه‬ ‫املشاهير والساسة‪ ،‬وال حتى األمراء‪.‬‬ ‫وبينما تعلو صرخات املواطنني بني عزل كورونا والقحط‬ ‫املعيشي‪ُ ،‬يسرب الفنان راغ��ب عالمة ألرواحنا جرعات‬ ‫أمل‪ ،‬ويمنحنا الطاقة لالنطالق من جديد‪ .‬فبعد أغنية «طار‬ ‫البلد» التي ّ‬ ‫ندد فيها باألزمات التي وضعها السياسيون‬ ‫اللبنانيون في وجه الشعب‪ ،‬يشكر اليوم الكوادر الطبية‬ ‫التي تجابه «إرهاب كورونا»‪ ،‬في أغنية حملت عنوان «انتوا‬ ‫أملنا»‪ ،‬ويمد يد العون ملن يحتاجها‪.‬‬ ‫يأسف أن دول العالم استثمرت الكثير في الردع النووي‬ ‫ً‬ ‫صحيا ملواجهة عدو غير مرئي‬ ‫ولكنها لم تكن مستعدة‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يهاجم صحة اإلنسان‪ .‬ويترقب فصال جديدا من الثورة‬ ‫اللبنانية بعد زوال الوباء القاتل‪.‬‬ ‫* أخبرنا عن ظ��روف تنفيذ األغنية وتصويرها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التجول الجزئي في‬ ‫في ظل الحجر املنزلي وحظر‬ ‫عن أزمة لبنان اإلنسانية‪ ،‬وآرائه السياسية والفنية‪ ،‬وأسرار البلد‪...‬‬ ‫ٌّ‬ ‫حياته العائلية‪ّ ،‬‬ ‫سجلنا األغنية في ظروف صعبة ً‬ ‫ّ‬ ‫يحدثنا في هذا الحوار‪...‬‬ ‫جدا‪ ،‬كل على حدة‪،‬‬ ‫‬‫فالشاعر ن��زار فرنسيس كتبها‪ ،‬وج��ان م��اري رياشي‬ ‫ً‬ ‫* أغنيات كثيرة ّ‬ ‫لحنها‪ ،‬ولم أجتمع بهما‪ ،‬كما أن املوسيقيني َ‬ ‫ّ‬ ‫نصبتك صوتا للشعب اللبناني‪،‬‬ ‫عزفوا من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫آخرها «طار البلد»‪ .‬واليوم‪ ،‬تبث األمل من خالل منازلهم‪ ،‬والكورال سجال األغنية في منزليهما وأرسالها‬ ‫إلى مهندس الصوت‪.‬‬ ‫ويقول مطلعها‪:‬‬ ‫«في خوف ّ‬ ‫مقرر يقتلنا وعم تصعب األحوال‬ ‫هاملرة انتو أملنا ولو كنتو قالل‬ ‫كل الدني عم تبتلي ما عاد بدها املسألة‬ ‫انتو فرسان املرحلة واألبطال‬ ‫ّ‬ ‫بالصف األول وقفتكن‬ ‫انتو املا ّبتتعب همتكن ّ‬ ‫وطننا كلو برقبتكن ومعلق عليكم اآلمال»‪.‬‬

‫أتشارك اهلموم واألحالم مع كل‬ ‫مواطن لبناني‬

‫‪62‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫الفنان راغب عالمة في‬ ‫صورة عائلية مع أسرته‬ ‫(خاص‪« -‬املجلة»)‬

‫واضطررت ملغادرة املنزل لنحو ساعة من الوقت لتصوير‬ ‫مشهد منها بمؤازرة القوى األمنية‪.‬‬ ‫* كيف تمضي يومياتك في الحجر املنزلي؟‬ ‫ً‬ ‫بعيدا عن صخب الحياة الخارجية‬ ‫ أجد السعادة في املنزل‬‫وأعتبر أن هذه املرحلة فترة راحة وفرصة لتمضية الوقت‬ ‫م��ع عائلتي‪ ،‬فنشاهد األف�ل�ام واألخ �ب��ار ونطهو األط�ب��اق‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ونلحن ونغني‪.‬‬

‫«كورونا» حرمني أشياء كثيرة‬ ‫وجعلني أفهم الحياة أكثر‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫قيمتها‪ .‬نراهم مختبئني في‬ ‫وعنجهية وتحكم وتسلط‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فحكمة الله تتجلى في أقداره‪ ،‬وقد أوجد‬ ‫الحكمة التي منازلهم‪ ،‬مرعوبني‪ِ ،‬‬ ‫* مم حرمك فيروس «كورونا»‪ ،‬وما ِ‬ ‫ما ُيخيف الذين لطاملا أخافوا الناس‪.‬‬ ‫استخلصتها منه؟‬ ‫ حرمني أشياء كثيرة‪ ،‬ولكنه جعلني أفهم الحياة أكثر‪،‬‬‫ع��رف��ت قيمة أن أك ��ون ح� � ًّ�را ف��ي ع�ن��اق أح�ب��ائ��ي وعائلتي * م��ا نصيحتك للمواطنني الجتياز ه��ذه املرحلة‬ ‫وأصدقائي‪ ...‬أشتاق اليوم إلى مالمسة ابني‪ ،‬فصحيح أنه الصعبة؟‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ (يستشهد بالقاعدة الصينية)‪« :‬تعامل مع أي شخص‬‫رياضيا ولكنه ال ّيمسني وال يعانقني‪.‬‬ ‫يدربني‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫عرفت قيمة األش�ي��اء وأيقنت أن اإلن�س��ان الظالم املتجبر على أنه مصاب وتصرف مع كل الناس على أنك مصاب»‪.‬‬ ‫ل��ن يهنأ‪ ،‬فربنا أرس��ل ج��رث��وم��ة ص�غ�ي��رة‪ ،‬سجنت ثالثة وإن لم نفعل‪ ،‬سنخاطر بأرواحنا ونخسر أحباءنا‪.‬‬ ‫مليارات ومئات أل��وف األش�خ��اص في منازلهم‪ ،‬وشغلت‬ ‫العلماء واألطباء حول العالم‪ .‬لقد أغلقت كل ما في الكرة * ماذا عن َ‬ ‫ولديك خالد ولؤي‪ ،‬ال بد أنهما سعيدان بأن وقتك‬ ‫ْ‬ ‫أفقدت األشياء املزيفة من ُحكم ومال الكامل بات ملكهما!‬ ‫األرضية واألهم أنها‬

‫‪63‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫ ي �ش �ع��ران ب��أن�ه�م��ا م �ح��اص��ران إل ��ى ح � ٍّ�د م ��ا‪ ،‬ف�ف��ي ال �ع��ادة‬‫يخرجان بكثرة‪ ،‬وأنا األكثر سعادة اليوم ألني أجدهما في‬ ‫البيت بجانبي طوال الوقت‪.‬‬ ‫* بعد األزمة املالية‪ ،‬تلوح في األفق مجاعة‪ ،‬وقد كنت‬ ‫أول املشاركني في حملة «صامدون» التي تهدف إلى‬ ‫تأمني حصص غذائية لعائالت محتاجة‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫ّ‬ ‫تبرعك بمبلغ مالي للطاقم الطبي وللصليب األحمر‬ ‫إلى أي ّمدى تشعر أن الوطن مسؤوليتك؟‬ ‫اللبناني‪ّ .‬‬ ‫ الوطن محتل‪ ،‬يحتله أشخاص ليسوا على قدر املسؤولية‬‫ُ‬ ‫لحكم شعب ونص قوانني‪ .‬انهارت الثقة في النظام السياسي‬ ‫وتبعها اآلن انهيار الثقة في النظام املالي والقطاع املصرفي‪،‬‬ ‫وصرخات املواطنني بدأت تعلو‪ ،‬فاللبنانيون بني عزل كورونا‬ ‫والقحط املعيشي‪ ،‬ومسؤوليتنا وواجبنا الوطني ّ‬ ‫مد يد العون‬ ‫َّ‬ ‫لهم‪ ،‬هذا الشعب املسكني الذي ُيسرق ُ‬ ‫وينهب وينكل بحياته‬ ‫ً‬ ‫وحياة أبنائه‪ ،‬ويقف مذلوال أمام محتلي املناصب العليا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫* ما أكثر ما يستفزك اليوم؟‬ ‫ أن ال��ذي��ن س��رق��ون��ا ون�ه�ب��وا أم ��وال شعبنا يعيشون في‬‫ممالكهم ول��م يتأثروا بما آل��ت إليه األوض��اع املعيشية في‬ ‫بعضهم البعض‪ .‬فرغم‬ ‫لبنان‪ ،‬فيما يساعد امل�س��روق��ون‬ ‫ّ‬ ‫فقره‪ُ ،‬يسرق املواطن اللبناني ُ‬ ‫ويهدر حقه‪ ،‬أما السارقون‬ ‫فيتحاصصون ويتنافسون على املناصب والحقائب‪ .‬يمدّ‬ ‫ّ‬ ‫تحرك‬ ‫اللبناني ال�ي��وم ي��ده ألخيه اللبناني‪ ،‬أم��ا ال��دول��ة‪ ،‬فلم‬ ‫ً‬ ‫ساكنا‪ ،‬وأن��ا ال ّ‬ ‫أحمل الحكومة أي مسؤولية فهي لم ترث‬ ‫من الحكومات السابقة إال الكوارث‪« ...‬الله يكون بعونهم»‪ .‬امل �ق��اوم‪ ،‬اإلره ��اب ال��ذي أت��ى ل�ي� ّ‬ ‫�دم��ر ل�ب�ن��ان‪ .‬لقد ك��ان أج��دى‬ ‫بحكومات دول العالم تخصيص م��وازن��ات لنظام صحي‬ ‫* ل�ط��امل��ا ط��ال�ب��ت بتشكيل ح�ك��وم��ة ت�ك�ن��وق��راط‪ ،‬هل ش��ام��ل يحمي ال�ش�ع��وب ويقيها ال �ش��رور‪ ،‬فقد استثمرت‬ ‫الكثير في الردع النووي والقليل ً‬ ‫أرضتك الحكومة الحالية؟‬ ‫جدا في نظام احتواء األوبئة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كبيرا‬ ‫مجهودا‬ ‫تكنوقراط ولكنها تبذل‬ ‫ ليست حكومة‬‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫كلمة‬ ‫وهي‬ ‫السابقة‪،‬‬ ‫الحكومات‬ ‫فته‬ ‫خل‬ ‫ما‬ ‫وتحاول إصالح‬ ‫* قبل أن تقعد «ك��ورون��ا» اللبنانيني في منازلهم‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫على‬ ‫محسوبون‬ ‫أنهم‬ ‫ولو‬ ‫عافية»‬ ‫ألف‬ ‫«يعطيهم‬ ‫حق تقال‪.‬‬ ‫أنزلتهم ال �ث��ورة إل��ى ال �ش��ارع للمطالبة بمحاسبة‬ ‫ّ‬ ‫ال��زع��ام��ات‪ ،‬لكن أقله لم نعد نسمع بصفقات‪ ،‬ع��دا صفقة النظام الفاسد واسترداد األموال املنهوبة‪ .‬كيف ترى‬ ‫التعيينات في املراكز املالية‪ ،‬فلوال وجود «كورونا» ملا سمح خطوة إزال��ة الخيام من الساحات؟ هل هو اعتداء‬ ‫الشعب اللبناني لهم بتمريرها‪.‬‬ ‫على انتقاضة ‪ 17‬تشرين برأيك؟‬

‫ أجهل خلفيات ه� ً�ذه الخطوة ولكنه ليس الوقت املناسب‬‫* تقديرك للكادر الطبي دفعك إلى دعوة اللبنانيني‬ ‫ّ‬ ‫للتجمع‪ ،‬وذلك حفاظا على صحة شبابنا وسالمتهم‪.‬‬ ‫للوقوف على الشرفات للتصفيق لهم مساء األحد‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫املاضي‪ ،‬تحت شعار «زقفة لألبطال»‪ .‬كيف تصف * ه��ل تظن أننا سنشهد فصال ج��دي��دا م��ن الثورة‬ ‫الخطوة؟‬ ‫اللبنانية بعد زوال الفيروس؟‬ ‫ّ‬ ‫ُ ْ ُ‬ ‫عن‬ ‫يدافعون‬ ‫فهم‬ ‫بكثير‪،‬‬ ‫�ك‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ذ‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫ا‬ ‫من‬ ‫يستحقون‬ ‫‬‫ْ‬ ‫ بالتأكيد‪ ،‬فالثورة اللبنانية لم تمت‪ ،‬خ ِرقت من األتباع‪ ،‬ولكن‬‫الذي‬ ‫كورونا»‬ ‫«إرهاب‬ ‫مواجهة‬ ‫في‬ ‫والوطن‬ ‫واإلنسان‬ ‫الشعب‬ ‫ّ‬ ‫الشعب «دمه فاير»‪ ،‬شعب لم يرث من الحكومات والتركيبة‬ ‫يفتك بنا‪ ،‬كما قاوم جيشنا اللبناني وقوانا األمنية وشعبنا السياسية الطائفية س��وى ال �ك��وارث والفقر والنهب وقتل‬ ‫مستقبل الشباب‪ .‬لم يعد لبنان دولة‪ ،‬بل دويالت طائفية‪،‬‬ ‫يعمل فيها ال�ش�ع��ب وي��دف��ع ال �ض��رائ��ب‪ ،‬وي �س��رق ال��زع�م��اء‬ ‫األموال ويتقاسمونها‪ ،‬فالوزراء ّ‬ ‫املعينون محسوبون على‬ ‫ّ‬ ‫الزعامات الطائفية الكبرى التي لم تثبت إال حبها لنفسها‪.‬‬

‫لم يرث اللبناني من الحكومات‬ ‫والتركيبة السياسية الطائفية سوى‬ ‫الكوارث والفقر‬

‫* ماذا بعد «كورونا»؟‬ ‫ أوقفت جميع مشاريعي إلى حني زوال «كورونا»‪ ،‬وقد‬‫سميته «اإلره� ��اب اآلث ��م»‪ ،‬على أم��ل أن ن�ع��ود إل��ى حياتنا‬ ‫الطبيعية في وقت قريب‪.‬‬

‫‪64‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫«السوبر ستار»‬ ‫راغب عالمة (خاص‪-‬‬ ‫«املجلة»)‬

‫ً‬ ‫الدوري السعودي واملصري األقوى عربيا‪ ...‬وخماسية األهلي لن تتكرر مرة ثانية‬

‫‪:‬لن أرحل عن صن‬ ‫بيتسو موسيماني لـ‬ ‫دوانز وهدفنا الفوز بدوري أبطال أفريقيا من جديد‬ ‫القاهرة‪ :‬عبد الحكيم محمد‬ ‫أكد بيتسو موسيماني املدير الفني للفريق األول لكرة القدم‬ ‫بنادي صن داونز الجنوب أفريقي أنه حزين للخروج من دور‬ ‫الــ‪ 8‬لدوري األبطال األفريقي وكان يحلم بالفوز باللقب الذي حرم‬ ‫منه منذ إقصاء الزمالك في نسخة ‪ .2016‬وق��ال موسيماني‬ ‫في تصريحات خاصة لـ «املجلة» إنه سعيد بتجربته مع فريقه‬ ‫الحالي‪ ،‬وكانت هناك بعض املفاوضات من أندية أخرى لكنها‬ ‫لم تجد القبول لديه‪.‬‬ ‫وأضاف أنه لم يتحدث معه أحد من األندية املصرية حتى يبدي‬ ‫رأيه في العمل داخل أرض الفراعنة‪ ،‬ولكن هو يتمني ذلك دون‬ ‫شك‪ ،‬فمصر هي أفضل منتخبات القارة السمراء في كرة القدم‪،‬‬ ‫وأوضح أنه متابع جيد ملعظم الدوريات العربية‪ ،‬خاصة في مصر‬ ‫وتونس والجزائر واملغرب واململكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫وتابع أن ال���دوري املصري والسعودي هما األق��وى في وجهة‬ ‫نظره‪ ،‬يليهم التونسي‪ ،‬ولكن في الجزائر واملغرب األمر يختلف‪،‬‬ ‫فمعظم العبيهم يذهبون لالحتراف في ال��دوري��ات األوروب��ي��ة‪،‬‬ ‫وشدد مدرب صن داون��ز على أنه يعيش في حالة خاصة مع‬ ‫فريقه بجنوب أفريقيا‪ ،‬وحقق لقب دوري األب��ط��ال األفريقي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مبكرا املوسم‬ ‫قريبا منه العام املاضي وخرج‬ ‫عام ‪ 2016‬وكان‬ ‫الحالي‪.‬‬ ‫وقال إنه ال يشكل عقدة لألندية املصرية كما يتردد‪ ،‬ألن األمور‬ ‫في كرة القدم ال تسير بهذا الشكل‪ ،‬وأضاف أنه يميل ً‬ ‫فعليا إلى‬ ‫الوداد البيضاوي املغربي ولكن ليس هناك أي مفاوضات منهم‬

‫محمد صالح وماني ومحرز األفضل في‬ ‫القارة السمراء‬

‫ً‬ ‫في الوقت الحالي أو حتى سابقا‪ ،‬وأوضح‪« :‬ليس معنى اإلشادة‬ ‫ً‬ ‫بجماهيرهم رغبتي في العمل هناك‪ ...‬أنا سعيد جدا بتجربتي‬ ‫ونسعى للحفاظ على القوام الرئيسي للفريق بهدف املنافسة‬ ‫على األلقاب وأتمنى العودة لقيادة منتخب بالدي واللعب في‬ ‫ك��أس العالم س��واء على مستوى املنتخب أو األن��دي��ة م��ع صن‬ ‫داونز»‪.‬‬ ‫ويعد موسيماني واح ً���دا م��ن أفضل م��درب��ي ال�� ًق��ارة األفريقية‬ ‫في السنوات العشر األخيرة بعد أن ك��ون فريقا لصن داون��ز‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وحاضرا في املراحل األخيرة لدوري أبطال‬ ‫موجودا بقوة‬ ‫بات‬ ‫أفريقيا‪.‬‬ ‫العبا ً‬ ‫ولد موسيماني يوم ‪ 26‬يوليو (تموز) ‪ 1964‬وكان ً‬ ‫جيدا‪،‬‬ ‫لكنه لم يصل لدرجة النجومية التي وصل إليها في عالم التدريب‪،‬‬ ‫وق��د سبق ل��ه وأن تولى ت��دري��ب منتخب جنوب أفريقيا لكرة‬ ‫القدم مرتني‪ ،‬مرة كمساعد م��درب وأخ��رى كمدير فني‪ ،‬ويعد‬ ‫موسيماني واحدا من أهم املدربيني بجنوب أفريقيا وأكثرهم‬ ‫تقييما بعد أن ساهم في الحصول على عدة ألقاب في بطوالت‬ ‫كبرى مع سوبر سبورت يونايتد الجنوب أفريقي بني عامي‬ ‫‪ 2001‬و‪.2007‬‬ ‫وق���د ش��غ��ل م��وس��ي��م��ان��ي منصب امل��دي��ر ال��ف��ن��ي ملنتخب ب�لاده‬ ‫بشكل مؤقت لسبع مباريات عام ‪ .2007‬قبل أن يتم التعاقد مع‬ ‫األسطورة كارلوس ألبرتو بيريرا مديرا فنيا‪ ،‬استمر موسيماني‬ ‫كمساعد له حتى نهاية واليته األولى‪ ،‬وفي ‪ 2008‬عني املدرب‬ ‫ً‬ ‫جويل سانتانا مديرا فنيا جديدا للمنتخب واستمر معة أيضا‬ ‫كمساعد حتى انتهاء والي��ت��ه ع��ام ‪ 2009‬وق���رر إع���ادة تعيني‬ ‫كارلوس ألبرتو بيريرا مرة أخرى لقيادة املنتخب خالل نهائيات‬ ‫ك��أس العالم لكرة القدم ‪ .2010‬استمر موسيماني مساعدا‬ ‫لـكارلوس ألبرتو بيريرا حتى نهاية ك��أس العالم لكرة القدم‬ ‫‪ 2010‬ثم أصبح مديرا فنيا للمنتخب حتى عام ‪ 2012‬قبل أن‬ ‫تتم إقالته بسبب الفشل في الصعود لكأس األمم األفريقية‪،‬‬ ‫واألداء املخيب لآلمال للفريق في بداية التصفيات األفريقية‬ ‫املؤهلة لنهائيات كأس العالم ‪ 2014‬عقب التعادل مع إثيوبيا‪،‬‬ ‫ثم انتقل إلى نادي ماميلودي صن داونز واستمر فيه حتى‬ ‫اآلن مديرا فنيا للفريق‪.‬‬

‫‪66‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫بيتسو موسيماني املدير‬ ‫الفني للفريق األول لكرة‬ ‫القدم بنادي صن داونز‬ ‫الجنوب أفريقي‬

‫بيتسو موسيماني تحدث لـ «املجلة» عن الكثير من األمور‪:‬‬ ‫* هل بالفعل تلقيت عروضًا من مصر للتدريب؟‬ ‫ لم تكن عروضًا حقيقية‪ ...‬كانت عبارة عن بعض االتصاالت‬‫ملعرفة الرأي بالنسبة لي ولكنها لم ترتق لشيء رسمي‪.‬‬

‫أتمنى قيادة منتخب جنوب أفريقيا‬ ‫في مونديال العالم‬

‫* وما هي األندية التي تحدثت معك؟‬ ‫ لم يكن أندية بعينها‪ ...‬األمر يتلخص في حديث من أحد وكالء‬‫الالعبني واملدربني‪ ،‬طلب معرفة رأيي في إمكانية التدريب في النسخة املاضية ولكننا لم نوفق املوسم الحالي وسنعود بشكل‬ ‫أقوى في النسخة املقبلة‪.‬‬ ‫ناد‪.‬‬ ‫مصر دون ذكر اسم أي ٍ‬ ‫* ولكن البعض يتحدث عن مفاوضات من أندية شمال‬ ‫* وهل من املمكن أن تعمل في مصر؟‬ ‫ مصر واحدة من أفضل البالد في القارة األفريقية التي تلعب أفريقيا مع العبي صن داونز!!‬‫ك��رة ق���دم‪ ،‬ول��ه��ا ت��اري��خ ط��وي��ل وب��ه��ا أن��دي��ة عظيمة مثل األهلي ‪ -‬ال أعتقد أن إدارة النادي ستوافق على ذلك‪ ،‬لدينا طموحات‬ ‫والزمالك واإلسماعيلي‪ ،‬ولكني ال أستطيع الحديث عن أمور وأهداف نسعى إليها‪ ،‬لذلك نحاول الحفاظ على القوام الرئيسي‬ ‫لم تصل ملرحلة جدية من التفاوض‪ ،‬دعنا ال نستبق األحداث‪ .‬للفريق‪ ،‬وجلب آخرين لدعم الصفوف‪ ،‬ثم إن العبينا في فريق‬ ‫كبير ويجب عليهم حال الرغبة في الرحيل أن يكون للدوريات‬ ‫األوروبية‪.‬‬ ‫* هل أصبحت عقدة لألندية املصرية؟‬ ‫ كرة القدم ال تقاس بهذا الشكل‪ ،‬امللعب هو الفيصل في كل‬‫شيء‪ ...‬أحفظ الكرة املصرية وأحرص على متابعتها لذا أعرف * وما الطموحات واألهداف؟‬ ‫مفاتيح اللعب ً‬ ‫ ه��دف��ن��ا إع����ادة ال��ف��وز ب��ل��ق��ب دوري أب��ط��ال أف��ري��ق��ي��ا وال��ذه��اب‬‫جيدا‪.‬‬ ‫للمشاركة في كأس العالم لألندية‪.‬‬ ‫* وهل لديك النية لترك صن داونز؟‬ ‫ الحقيقة‪ ...‬أنا سعيد بما أقدمه هنا‪ ،‬كوننا فريقا جيدا ينافس * وكيف ت��رى خ��روج فريقك أم��ام األه�ل��ي ف��ي النسخة‬‫اآلن في البطوالت القارية ويجابه أفضل أندية أفريقيا‪ ،‬حققنا الحالية؟‬ ‫لقب دوري أب��ط��ال أفريقيا ع��ام ‪ 2016‬وك��ن��ا قريبني منه في ‪ -‬هكذا هي كرة القدم‪ ...‬األهلي فريق كبير‪ ،‬وأحد أفضل أندية‬

‫‪67‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫القارة السمراء‪ ،‬تغلبنا عليه العام املاضي وهو حقق الفوز في ‪ -‬لم أتلق أي عروض رسمية من هناك وسعيد بالبقاء في صن‬ ‫النسخة الجارية‪ ،‬املهم أننا نافسنا ولعبنا بشرف وكنا قريبني داونز‪.‬‬ ‫من الفوز في ملعبنا‪.‬‬ ‫* ول�ك��ن ال�ب�ع��ض رب��ط ب�ين إش��ادت��ك بجماهير ال ��وداد‬ ‫* م��اذا تطور في أداء األهلي من الخسارة بخماسية ورغبتك في تدريب فريقهم؟‬ ‫أمامكم املوسم املاضي ثم تجاوز صن داون��ز والتأهل ‪ -‬أنا أشيد باللعب في األجواء الجماهيرية وأحترم فريق الوداد‬ ‫لنصف نهائي البطولة؟‬ ‫ولكن لم يصلني أي شيء رسمي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كثيرا مع‬ ‫ فوزنا بخمسة أهداف على األهلي شيء ال يتكرر‬‫األندية الكبرى بحجم الفريق األحمر‪ ،‬أعتقد أنهم كانوا جاهزين * هل تتابع الدوريات العربية؟‬ ‫أكثر مما مضى بجانب املدير الفني الجديد رينيه فايلر ورغبة ‪ -‬نعم وهناك الدوري السعودي واملصري واملنافسة شرسة جدا‬ ‫ولكن في رأيي أن الدوريات املغربية والجزائرية أقل حدة بسبب‬ ‫الالعبني في إزالة آثار خسارة العام املاضي‪.‬‬ ‫* ه��ل م��ن املمكن االن�ت�ق��ال لتدريب ال ��وداد البيضاوي رحيل العبيهم لالحتراف األوروبي رغم الحماس الجماهيري‬ ‫املغربي؟‬ ‫الرهيب هناك‪.‬‬ ‫* ما طموحاتك؟‬ ‫ أتمنى قيادة منتخب ب�لادي من جديد والتأهل معهم إلى‬‫كأس العالم‪.‬‬

‫لن يرحل أي العب من صن داونز في‬ ‫الفترة الحالية‬

‫* من أفضل العب في أفريقيا؟‬ ‫ً‬ ‫حاليا‪ ،‬من بينهم‪ :‬محمد‬ ‫ أعتقد هناك الكثير من الالعبني‬‫صالح‪ ،‬وساديو ماني‪ ،‬ورياض محرز‪.‬‬

‫‪68‬‬

‫العدد ‪ 1794‬إبريل (نيسان) ‪2020/ 04 / 03‬‬

‫موسيماني‬