1544 arabic majalla

Page 1

‫المقال السياسي‬

‫‪55‬‬



‫المقال السياسي‬

‫آفاق مشرقة‬

‫مستقبل سياسة العراق الخارجية‬

‫نظ ًرا ألهمية العراق الجغرافية والسياسية ونظامها السياسي الذي ال يزال غير مستقر‪ ،‬وعالقاتها الحتمية مع أطراف رئيسية مثل إيران‬ ‫وتركيا والواليات المتحدة‪ ،‬من المفترض أن تقرر المصالح األجنبية طبيعة التحالفات الخارجية للعراق إلى حد كبير‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يمكن أن‬ ‫يحدد مستقبل عالقات العراق مع جيرانه األقوياء مشروعًا وطنيًا يشمل جميع أطرافه‪ ،‬ويكون نسبيًا بمنأى عن الضغوط الخارجية‪.‬‬ ‫خالل سنوات إدارة بوش ذاعت الطرفة التالية‬ ‫في أروقة السياسة‪" :‬هل تعرف من هو نائب‬ ‫رئيس جمهورية العراق؟ إنه ديك تشيني"‪.‬‬ ‫وال تزال هذه الفكرة موجودة اليوم‪ ،‬وتقضي‬ ‫بأنه بعد انتهاء عصر صدام حسين‪ ،‬تطور‬ ‫المشهد السياسي في العراق سوف تمليه‬ ‫األطراف والمصالح األجنبية‪ .‬ومن ثم‪ ،‬ووفق‬ ‫نفس المنطق‪ ،‬سوف يكون مستقبل السياسة‬ ‫الخارجية للعراق رهينًا بالتدخل الخارجي‬ ‫أيضًا‪ ،‬وتحديدًا من الواليات المتحدة أو إيران‪.‬‬ ‫وفي الوقت الحاضر‪ ،‬ال يزال من الصعب جدًا‬ ‫وصف معالم سياسة العراق الخارجية‪ ،‬ربما‬ ‫ألن حكومته ال تزال تفتقر إلى مذهب لسياستها‬ ‫الخارجية لديه أهداف محددة بوضوح‪ .‬وهذا‬ ‫أمر طبيعي نظ ًرا لجميع التحديات التي ال‬ ‫تزال تمنع العراق من تحقيق االستقرار‬ ‫النسبي‪ .‬وهناك شواغل رئيسية في البالد وهى‬ ‫التوترات المصاحبة لمناخ ما قبل االنتخابات‬ ‫– مثل القائمة المثيرة للجدل التي أصدرتها‬ ‫لجنة المساءلة والعدالة‪ ،‬وعدم القدرة على‬ ‫منع التفجيرات االنتحارية واسعة االنتشار‪،‬‬ ‫والخطر الماثل من العودة إلى أعمال العنف‬ ‫الطائفية‪.‬‬ ‫والنتيجة األكثر احتمالاً النتخابات مارس‪/‬‬ ‫آذار المقبل هو تشكيل تحالف آخر‪ .‬أو كما‬ ‫صرح وزير خارجية العراق هوشيار زيباري‬ ‫أخي ًرا لمجلة "المجلة"‪ :‬من المرجح أن تكون‬ ‫الحكومة االئتالفية المقبلة مكونة من ائتالف‬ ‫واسع‪ .‬وعلى األرجح‪ ،‬لن تتمكن كتلة واحدة‬ ‫من تشكيل الحكومة‪ ،‬وسوف تكون الكتل‬ ‫البرلمانية كثيرة‪ ".‬ويعنى تشكيل مثل هذه‬ ‫الحكومة االنتقائية أن أي دولة تسعى للتأثير‬ ‫على السياسة الخارجية للعراق‪ ،‬سواء كانت‬ ‫الواليات المتحدة أو إيران‪ ،‬سوف تواجه‬ ‫مشاكل كبيرة في القيام بذلك بشكل حاسم‪.‬‬ ‫إذن‪ ،‬ما التوقعات التي يمكن طرحها حول‬ ‫التوجهات المستقبلية لسياسة العراق الخارجية‪،‬‬ ‫السيما فيما يتعلق بجيرانه األقوى؟ حين نتطلع‬ ‫نحو الشمال‪ ،‬نجد أن تركيا هي أكبر شريك‬ ‫تجاري للعراق‪ ،‬ويعد العراق واحدًا من بين‬ ‫العديد من دول المنطقة التي تتودد إليها‬ ‫سياسة أردوجان الخارجية المجددة‪ .‬ورغم‬ ‫‪ 05‬فبراير ‪2010‬‬

‫مانويل ألميدا‬ ‫أنه حدثت توترات أخي ًرا بشأن عمليات اقتحام‬ ‫الجيش التركي لألراضي العراقية للتعامل مع‬ ‫المتمردين األكراد‪ ،‬يبدو أن تركيا يمكن أن‬ ‫تصبح شري ًكا وثيقًا للعراق‪ .‬وباإلضافة إلى‬ ‫ذلك‪ ،‬تعد تركيا معارضًا قويًا إلقامة منطقة‬ ‫حكم ذاتي لألكراد‪ ،‬بل وتعارض إقامة دولة‬ ‫كردية مستقلة معارضة أشد‪ ،‬وبالتالي تعتبر‬ ‫حليفًا مه ًما للحكومة في بغداد في هذا الصدد‬ ‫أيضًا‪.‬‬ ‫وحين ننظر إلى الغرب نحو سوريا‪ ،‬تبدو‬ ‫األمور أكثر تعقيدًا‪ .‬فكما أظهرت مقالة نشرت‬ ‫أخي ًرا في مجلة "المجلة"‪ ،‬تعد العالقة بين‬ ‫البلدين نوعًا من التناقض‪ .‬فمن ناحية‪ ،‬هناك‬ ‫ترابط اقتصادي وثقافي متزايد بين سوريا‬ ‫والعراق‪ ،‬يحقق منافع كبيرة لكال الجانبين‪.‬‬ ‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬شهدت هذه العالقة‬ ‫الثنائية توترات سياسية خطيرة‪ .‬وعلى وجه‬ ‫الخصوص‪ ،‬تشعر الحكومة العراقية بانعدام‬ ‫ثقة عميق تجاه ما تعتبره أداء سوريا الضعيف‬ ‫في احتواء أنشطة المسلحين والبعثيين السابقين‬ ‫المزعزعة لالستقرار والذين يجدون ملجأ في‬ ‫األراضي السورية‪ .‬في العام الماضي‪ ،‬عندما‬ ‫طلبت حكومة المالكي من سوريا ترحيل بعض‬ ‫البعثيين‪ ،‬رفضت سوريا وقالت إن البعثيين لو‬ ‫أرادوا فعل ذلك‪ ،‬لقاموا بترحيل المالكي في‬ ‫الماضي [في إشارة إلى طلب صدام حسين‬ ‫ذلك]‪ .‬وليس غريبًا أن نرى عالقات ثنائية‬ ‫تتسم بعالقات سياسية متوترة وعالقات‬ ‫اقتصادية قوية‪ ،‬وربما يكون هذا حال العالقات‬ ‫في المستقبل القريب بين العراق وسوريا‪.‬‬

‫وإذا اتجهنا أكثر نحو الجنوب‪ ،‬نجد أن العالقة‬ ‫بين حكومة المالكي والمملكة العربية السعودية‬ ‫قد توترت‪ .‬وزاد هذا التوتر نتيجة حادثة أخذت‬ ‫بعدًا أكبر مما ينبغي‪ ،‬عندما وصف رجل الدين‬ ‫الوهابي في المملكة العربية السعودية آية اللـه‬ ‫السيستاني في العراق "بالملحد" و"الفاسق"‪،‬‬ ‫ضمن اتهامات أخرى موجهة للشيعة في‬ ‫العراق‪ .‬ورغم أن هذا التصريح القى انتقادات‬ ‫شديدة داخل المملكة العربية السعودية‪ ،‬لكن‬ ‫رد المالكي بشكل قاسي‪ ،‬مته ًما المؤسسات‬ ‫الدينية السعودية باتخاذها موقفًا عدائيًا تجاه‬ ‫المسلمين الشيعة‪ ..‬وال تزال المملكة العربية‬ ‫السعودية ليس لديها سفارة في العراق‪ ،‬خالفًا‬ ‫لمصر وعدة دول عربية أخرى‪.‬‬ ‫وأخي ًرا‪ ،‬إذا نظرنا نحو الشرق‪ ،‬نجد الجار‬ ‫اإليراني القوي والفضولي‪ .‬وكما أوضح وزير‬ ‫خارجية العراق لمجلة "المجلة"‪" :‬إيران لديها‬ ‫نفوذ واسع وتحتفظ بوجود دبلوماسي وقنصلي‬ ‫واسع في العراق وتتمتع بعالقات واسعة مع‬ ‫جميع األطراف العراقية‪ .‬وهناك إصرار‬ ‫إيراني على الحفاظ على وجودها في العراق‪،‬‬ ‫على عكس الدول العربية التي ليس لديها‬ ‫هذا اإلصرار"‪ .‬ولكن االفتراض بأن الجانب‬ ‫الشيعي يجعل من المحتم أن إيران سوف تحدد‬ ‫السلوك الخارجي المستقبلي للحكومة العراقية‬ ‫هو افتراض مضلل‪ .‬فبوجه خاص‪ ،‬يقضي‬ ‫هذا االفتراض بأن جميع األطراف الشيعية‬ ‫العراقية‪ ،‬وخصوصًا حزب الدعوة اإلسالمي‬ ‫والمجلس األعلى‪ ،‬يتشاركان نفس اآلراء‬ ‫حول ما يجب أن تكون عليه طبيعة الوجود‬ ‫اإليراني في العراق‪ .‬إال أن العالقة الوثيقة بين‬ ‫البلدين‪ ،‬على األصعدة السياسية واالقتصادية‬ ‫والثقافية بين العراق وإيران أمر حتمي ويعتبر‬ ‫من مصلحة الدولتين والمنطقة أن تنجح هذه‬ ‫العالقة‪.‬‬ ‫وسوف يعتمد مستقبل سياسة العراق الخارجية‬ ‫وطبيعة تحالفاتها أساسًا على ما ستكشف عنه‬ ‫اللعبة السياسية الداخلية في العراق‪ .‬وإذا‬ ‫استطاعت هوية البالد الوطنية ومشروعها‬ ‫الوطني الشامل للجميع أن تكتسب زخ ًما‪ ،‬ليس‬ ‫هناك سبب ألن تقتصر عالقات العراق الخارجية‬ ‫على ما تسعى التدخالت أجنبية إلى إمالئه‪.‬‬ ‫‪60‬‬


‫تقارير‬

‫التي ساء فيها الوضع األمني وأسباب‬ ‫تدهوره‪ .‬ويقدم التقرير للحكومة اليمنية‬ ‫وشركائها اإلقليميين وحلفائها الغربيين‬ ‫توصيات سياسية كاشفة‪.‬‬

‫الجزيرة العربية بمسئوليته عن الحادث‪،‬‬ ‫مشي ًرا إلى أن ذلك بمثابة رد على الهجوم‬ ‫بالقذائف الصاروخية الذي قادته أمريكا‬ ‫في وقت سابق من نفس العام‪.‬‬

‫ومن بين الموضوعات المتنوعة التي‬ ‫يبحثها مركز تشاتام هاوس تبرز حقيقة‬ ‫أن اليمن أصبحت اآلن في مفترق طرق‪.‬‬ ‫وأرقام التنمية تؤكد موقفها كأفقر دولة‬ ‫في العالم العربي – حيث تعاني تضخ ًما‬ ‫نسبته ‪ 27%‬ونسبة بطالة تصل إلى‬ ‫‪ 40%‬ونم ًوا سكانيًا سريعًا‪ ..‬فكيف‬ ‫وصل بها الحال إلى هذا التدهور؟‬

‫ومع ذلك‪ ،‬ال يمثل اإلرهاب التهديد‬ ‫األمني الوحيد الذي تواجهه اليمن‪ .‬فتقرير‬ ‫تشاتام هاوس يشير إلى مدى أهمية موقع‬ ‫اليمن بالنسبة للمصالح اإلقليمية المختلفة‬ ‫وكيف أن تزايد عدم االستقرار وتدهور‬ ‫الوضع األمني يعرضان مبادرات مهمة‬ ‫للخطر‪ ..‬األمر الذي يمكن أن يؤثر على‬ ‫وحدة اليمن‪ .‬فأولاً موقع اليمن على‬ ‫البحر األحمر يؤدي إلى زيادة عمليات‬ ‫القرصنة‪ ،‬التي تتمخض عن األزمة‬

‫فالمشكالت التي تتعلق بالتواجد الحكومي‬ ‫في المناطق النائية في البالد والحرب‬ ‫األهلية في الشمال وحركة االنفصاليين‬ ‫في الجنوب وتمرد الجماعات اإلرهابية‬ ‫في البالد‪ ،‬لم تمكن اليمن من الهيمنة على‬ ‫مستقبلها‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬يبرز التقرير‬ ‫حقيقة أن العوامل االقتصادية تلعب‬ ‫دو ًرا مه ًما في زيادة عدم االستقرار‪..‬‬ ‫"فالميزانية الحكومية تقوم بشكل كبير‬ ‫على أساس عوائد النفط المتضائلة‪ ،‬كما‬ ‫تتضاءل أيضًا فرص اليمن في تشكيل‬ ‫مستقبلها وبناء اقتصاد قوي بعد نفاد‬ ‫النفط"‪.‬‬ ‫ومن حظ اليمن العاثر أن ظروفها ال‬ ‫تتحسن‪ ،‬وإنما تتكون دائرة خبيثة يؤدي‬ ‫فيها غياب الفرص االقتصادية إلى العنف‬ ‫وعدم االستقرار اللذين بدورهما يعوقان‬ ‫إمكانية تحقيق التنمية االقتصادية‪.‬‬ ‫ومن األمثلة المهمة على الدائرة الخبيثة‪،‬‬ ‫التي ظهرت في هذا البلد تزايد الجماعات‬ ‫اإلرهابية على أراضيه‪ ،‬فقد أشار التقرير‬ ‫إلى أنه في عام ‪ ،2009‬تحديدًا اندمجت‬ ‫فروع القاعدة في اليمن وتلك الموجودة‬ ‫في باقي أجزاء الجزيرة العربية ليتشكل‬ ‫تنظيم انتقالي موحد هو القاعدة في شبه‬ ‫الجزيرة العربية‪.‬‬ ‫وكما يشير التقرير أيضًا فإنه في‬ ‫أغسطس‪/‬آب الماضي‪ ،‬نجا األمير محمد‬ ‫بن نايف‪ ،‬نائب وزير الداخلية السعودي‬ ‫من محاولة الغتياله‪ ،‬عندما فجر أحد‬ ‫أعضاء تنظيم القاعدة نفسه أمام منزل‬ ‫األمير‪ ..‬واعترف تنظيم القاعدة في شبه‬ ‫العدد ‪1544‬‬

‫ال يمثل اإلرهاب التهديد‬ ‫األمني الوحيد الذي‬ ‫تواجهه اليمن‪ .‬فتقرير‬ ‫تشاتام هاوس يشير‬ ‫إلى مدى أهمية موقع‬ ‫اليمن بالنسبة للمصالح‬ ‫اإلقليمية المختلفة وكيف‬ ‫أن تزايد عدم االستقرار‬ ‫وتدهور الوضع األمني‬ ‫يعرضان مبادرات مهمة‬ ‫للخطر‪..‬‬ ‫اليمنية‪ .‬والمشكالت األمنية األخرى‬ ‫لها انعكاسات سلبية على أمن طرق‬ ‫الشحن والنقل بما في ذلك نقل النفط عبر‬ ‫قناة السويس‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬فإنه‬ ‫يفترض أن عدم استقرار اليمن يمكن أن‬ ‫يزيد من رقعة المنطقة التي يغيب عنها‬ ‫القانون والتي تمتد من شمال كينيا مرورًا‬ ‫بالصومال ووصولاً إلى خليج عدن"‪.‬‬ ‫وغني عن القول أن كلاً من اليمن‬ ‫واألطراف األخرى في المنطقة يرغبون‬ ‫في تحسن الوضع األمني للبالد ويؤكد‬ ‫هذه النقطة أن التقرير يقدم مالحظات‬ ‫مهمة‪ ،‬خاصة بالنسبة للغرب‪ ،‬فيما‬

‫يتعلق بكيفية مساعدة اليمن‪ .‬وفيما يتعلق‬ ‫بضرورة التوصل إلى تسوية سياسية‪،‬‬ ‫تقول هيل‪ :‬إن الوساطة الخارجية سوف‬ ‫تكون ضرورة أساسية لتحسين شرعية‬ ‫الحكومة ودعم تدابير حل الصراع التي‬ ‫وضعتها‪ .‬إال أن التقرير واضح بشأن‬ ‫الطريقة التي ال ينبغي للحكومات الغربية‬ ‫أن تنخرط فيها‪ ،‬حيث أشار إلى أن‬ ‫الوساطة الغربية المباشرة ستكون غير‬ ‫مناسبة وغير مثمرة‪ .‬حيث يرى البعض‬ ‫أن هذا النهج يحتمل أن يشجع على ردود‬ ‫األفعال العنيفة ويقوض شرعية الحكومة‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى ‪ ،‬يوضح التقرير أن‬ ‫الدول العربية التي تشارك األطراف‬ ‫الدولية الرئيسية الفعالة لها دور مهم في‬ ‫الوساطة المباشرة‪ .‬فهذه التوصية ثاقبة‬ ‫في قدرتها على قياس توجس اليمنيين من‬ ‫التدخل المباشر‪ ،‬والطريقة البديلة تتمثل‬ ‫في تقديم النتائج المرجوة‪ .‬ومع ذلك وكما‬ ‫يشير التقرير فإن اليمن بمثابة فرصة‬ ‫ذهبية فيما يتعلق بمصالح غربية مهمة‬ ‫جدًا وأنه من غير المرجح أن العديد من‬ ‫الحكومات الغربية ستقف بعيدًا تما ًما إذا‬ ‫رأوا أن الظروف لم تتحسن‪ .‬وعالوة على‬ ‫ذلك‪ ،‬ينبغي التساؤل عما يعنيه التقرير‬ ‫بالتعاون اإلقليمي مع الحكومات الغربية‪.‬‬ ‫وهل سيشمل ذلك الهجمات العسكرية‬ ‫األمريكية التي تقودها الواليات المتحدة‬ ‫ضد اإلرهاب في هذه البلد؟ هذه األسئلة‬ ‫المهمة تُركت دون إجابة في هذا التقرير‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن التقرير يوضح أهمية‬ ‫المساعدات االقتصادية‪ ،‬حيث ينبغي‬ ‫أن تكون لهذه المساعدات األولوية‬ ‫بالنسبة للجهات الدولية الفعالة لتشجيع‬ ‫الرئيس اليمني علي عبداللـه صالح على‬ ‫إحياء عملية اإلصالح الراكدة وتحسين‬ ‫امتثال النخبة‪.‬وتشير هيل إلى أنه منذ‬ ‫عام ‪ ،2006‬قدم المتبرعون الدوليون‬ ‫‪ 5‬مليارات دوالر في شكل مساعدات‬ ‫للتنمية‪ ،‬ولكن جز ًءا بسيطًا من األموال‬ ‫تم إنفاقه‪ ..‬ومثلما تفعل الجهات المانحة‬ ‫فإن الدول‬ ‫المحلية والمستثمرون‬ ‫األعضاء في مجلس التعاون الخليجي‬ ‫منوط بهم دور مهم في تنمية اليمن‪ .‬كما‬ ‫أن وجود نهج إقليمي منسق أمر البد منه‬ ‫لضمان مستقبل الدولة‪.‬‬ ‫لمزيد من المعلومات‬ ‫‪www.chathamhouse.org‬‬

‫‪59‬‬


‫تقارير‬

‫اليمن في انتظار المجهول‬ ‫اليمن‪ :‬الخوف من الفشل‬ ‫جيني هيل‬ ‫تشاتام هاوس‬ ‫ثان ‪2010‬‬ ‫يناير‪/‬كانون ٍ‬

‫تمثل األحداث التي تشهدها اليمن حاليًا تهديدًا متزايدًا لمنطقة شبه الجزيرة العربية‪ .‬وينبغي أن تتعاون األطراف الدولية مع القوى اإلقليمية‬ ‫لتعزيز المبادرات التي تهدف إلى تحسن الوضع الراهن في اليمن‪ .‬فبد ًءا من برامج التنمية إلى إجراءات مكافحة اإلرهاب‪ ،‬يوضح هذا‬ ‫التقرير السياسات المثلى‪ ،‬التي يمكن أن تساعد اليمن في الخروج من أزمته الحالية‪.‬‬

‫ال شك في أن حالة عدم االستقرار‪ ،‬التي‬ ‫تشهدها اليمن حاليًا تمثل تحديًا مه ًما‬ ‫بالنسبة للدبلوماسيين الغربيين‪ ،‬الذين‬ ‫يسعون لتقليل عدد الدول التي تعتبر‬ ‫بمثابة مال ٍذ آمن لإلرهابيين‪ .‬خاصة‬ ‫أن تضاعف عدد المشكالت السياسية‬ ‫‪ 05‬فبراير ‪2010‬‬

‫واالقتصادية واالجتماعية التي تواجه‬ ‫اليمن زادت من حدة األزمة وعجز‬ ‫الحكومة عن الهيمنة على المناطق النائية‬ ‫في البالد‪.‬‬ ‫"جيني هيل"‪ ،‬من مركز تشاتام هاوس‪،‬‬

‫لديها دراية تامة باحتمال أن تصبح‬ ‫اليمن بمثابة تهديد لألمن اإلقليمي‪ ،‬وهي‬ ‫تستعرض معنا تقري ًرا معدلاً لتقرير‬ ‫سابق يتعلق بالعقبات الحالية التي تواجه‬ ‫الحكومة اليمنية‪ .‬ومن خالل اعتماده على‬ ‫أبحاث سابقة‪ ،‬أبرز هذا التقرير الجوانب‬ ‫‪58‬‬


‫قراءات‬

‫تقارير‬ ‫شبكة التوزيع الشمالية وطريق الحرير الجديد‪ ،‬التخطيط لمستقبل أفغانستان‬ ‫أندرو سي كتشينز‪ ،‬توماس إم ساندرسون‪ ،‬ديفيد أيه جوردون‬ ‫مركز الدراسات اإلستراتيجية والدولية‬ ‫ديسمبر كانون أول ‪2009‬‬ ‫مع التواجد العسكري األمريكي المستمر في أفغانستان‪ ،‬فتح المخططون األمريكيون شبكة التوزيع‬ ‫الشمالية التي تعد بمثابة طوق النجاة اللوجيستي الجديد بالنسبة لهم‪ .‬وشبكة التوزيع الشمالية تمر عبر‬ ‫وسط آسيا وروسيا ومنطقة القوقاز وصولاً إلى موانئ بحر البلطيق والبحر األسود‪ .‬وتسمية هذه الشبكة‬ ‫باسم طريق الحرير الجديد يمكن أن يكون بادرة أمل بالنسبة لمستقبل اإليرادات القومية ألفغانستان‬ ‫والبنية التحتية الخاصة بالنقل والمواصالت‪ .‬ويؤكد مركز الدراسات ضرورة االستفادة من شبكة‬ ‫التوزيع الشمالية في تنمية التجارة األوروآسيوية (منطقة أوراسيا)‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فإن الشبكة سوف تلعب‬ ‫دورًا محوريًا في استقرار المنطقة من خالل توفير قنوات اقتصادية قوية تمتد من أفغانستان إلى أوروبا‬ ‫الشرقية‪.‬‬

‫بال هوية من جديد‪ :‬األردنيون من أصل فلسطيني محرومون من جنسيتهم‬ ‫هيومان رايتس ووتش‬ ‫ثان ‪2010‬‬ ‫‪ 31‬يناير كانون ٍ‬ ‫أكثر من نصف مواطني المملكة األردنية الهاشمية من أصل فلسطيني‪ .‬فبعد أن اضطروا إلى ترك أوطانهم‬ ‫واالستقرار في دولة األردن المجاورة‪ ،‬ها هم يجدون أنفسهم من جديد بال جنسية‪ .‬فقد جردت الحكومة‬ ‫األردنية الالجئين الفلسطينيين من الجنسية األردنية وذلك منذ عام ‪ ،1988‬مخفضة بذلك من درجتهم إلى‬ ‫مرتبة الطبقة الثانية‪ .‬ومن ثم فإن غير األردنيين يعانون أشد المعاناة فيما يتعلق بفرص العمل والتعليم؛ كما‬ ‫تتزايد الرسوم الدراسية والجامعية وال تتاح لهم الوظائف الحكومية‪ .‬وتوصي منظمة هيومان رايتس ووتش‬ ‫الحكومة األردنية بإعادة الجنسية األردنية إلى مواطنيها الذين هم من أصل فلسطيني ومساواتهم في الحقوق‬ ‫مع أقرانهم األردنيين‪.‬‬

‫حوار‬ ‫هل يتعين غلق معتقل جوانتانامو؟‬ ‫شايانا كاديدال‪ ،‬أحد كبار المحامين‪ ،‬مبادرة العدل الدولية‪ ،‬مجلس‬ ‫العالقات الخارجية‬ ‫ثان ‪2010‬‬ ‫‪ 21‬يناير‪/‬كانون ٍ‬ ‫ثان ‪ ،2009‬أمر الرئيس األمريكي باراك أوباما بِإغالق معتقل جوانتانامو خالل األشهر‬ ‫في يناير‪/‬كانون ٍ‬ ‫االثني عشر التالية‪ .‬وبعد ‪ s\ 8.EMBED Word.Document‬مرور عام ال تزال جدران السجن‬ ‫قائمة في كوبا‪ .‬ويرى كاديدال أن محاولة نسف الطائرة التابعة لشركة نورث ويست في الرحلة الجوية‬ ‫رقم ‪ 253‬بواسطة طالب نيجيري يدعى عمر فاروق مطلب ليس لها عالقة بإغالق معتقل جوانتانامو‪.‬‬ ‫ويضيف قائلاً ‪ :‬إنه في سبيل تحقيق األمن والسالمة للواليات المتحدة‪ ،‬ينبغي إغالق المعتقل مشيرًا إلى أن‬ ‫الحكومة األمريكية في حاجة إلى تجنب تنفير األجانب منها‪ ،‬حيث إن هذا الخطأ الجسيم يجعل الكثيرين‬ ‫يقعون فريسة للجماعات المتطرفة‪.‬‬ ‫العدد ‪1544‬‬

‫‪57‬‬


‫قراءات‬

‫جديد األسبوع‬ ‫كتب‬

‫الغالف‬

‫اإلخوان المسلمون وأزمة توريث الحكم في مصر‪ :‬سياسة‬ ‫التحرير واإلصالح في الشرق األوسط‬ ‫محمد زاهد‬

‫يتناول هذا الكتاب قضية تغييب الديمقراطية عن مصر‪ .‬والكتاب يناقش التأثير المتزايد لجماعة‬ ‫اإلخوان المسلمين وسياسة توريث الحكم في مصر‪ .‬ويستعرض زاهد تطور جماعة اإلخوان‬ ‫المسلمين إلى حركة سياسية‪ ،‬وما صاحب ذلك من زيادة المطالبة باإلصالح والتغيير‪ ،‬وتأثير هذا‬ ‫على تهيئة جمال مبارك‪ ،‬نجل الرئيس المصري حسني مبارك‪ ،‬حتى يرث السلطة‪ .‬محمد زاهد باحث‬ ‫مستقل في منطقة الشرق األوسط‪ .‬وهذا الكتاب يهدف إلى تمكين القارئ من فهم أفضل لدينا مكيات‬ ‫التطور السياسي واالجتماعي لمصر والتحديات المحتملة التي تواجه القيادة المصرية‪.‬‬

‫الغالف‬

‫تسجيالت لكلينتون‪ :‬تاريخ مكائد البيت األبيض‬ ‫تيلور برانش‬ ‫هذا الكتاب يقدم رؤية كاشفة لمكائد الرئاسة من خالل السرد الزمني ألحداث ترتبط بالبيت األبيض‪.‬‬ ‫والكتاب ال يتناسب فقط مع أولئك الذين لديهم اهتمام بالسياسة العالمية‪ ،‬بل يتناسب أيضًا مع أولئك الذين‬ ‫يهتمون أكثر باألمور العادية‪ ،‬إال أنه يكشف عن تعقيدات الحياة في مثل هذا المنصب الرئاسي‪ .‬ويضم‬ ‫الكتاب ‪ 78‬لقا ًء صريحًا مع الرئيس كلينتون‪ ،‬وقد قام المؤلف بتسجيل هذه الحوارات على مدى ‪ 8‬سنوات‪،‬‬ ‫وهذه اللقاءات بمثابة العمود الفقري لهذا الكتاب‪ ،‬وهي تؤيد مالحظات الكاتب الخاصة حول ضغوط‬ ‫السلطة‪ .‬وباختصار يقدم الكتاب رؤية فريدة من نوعها‪ ،‬ويعتبر عملاً مه ًما يصور ما يجري داخل البيت‬ ‫األبيض‪.‬‬

‫دبي ‪ :‬االحتفاظ بالنجاح ليس سهل‬

‫الغالف‬

‫كريستوفر إم ديفيدسون‬ ‫تلفت قصة دبي األنظار‪ ،‬ابتداء من منشأها كمجتمع صغير لصيد األسماك واللؤلؤ إلى أن أصبحت‬ ‫مدينة ضخمة ذات اقتصاد يزداد تنوعًا‪ .‬وتركيبة هذه اإلمارة يوضح كيف تم تنفيذ إستراتيجيات التنمية‬ ‫والمشكالت التي يحتمل أن تواجهها البالد من أجل الحفاظ على النجاح المبدئي‪ .‬ويناقش ديفيدسون‬ ‫الحاجة الستثمار أجنبي قوي لتشجيع اإلصالحات التي قد تؤثر على شرعية النظام الملكي التقليدي‪.‬‬ ‫ويعتبر ديفيدسون أحد أبرز الخبراء في المنطقة وهذه اإلمارة‪ .‬وهو يعرض مناقشة موضوعية تستند‬ ‫إلى خلفية تاريخية تُعرف بـ "حساسية النجاح"‪ ،‬ويسهم بمجموعة من الكتابات في واحدة من أكثر مدن‬ ‫العالم تصدرًا للعناوين الصحفية‪.‬‬

‫‪ 05‬فبراير ‪2010‬‬

‫‪56‬‬


‫كتب‬

‫أول أن األزمة أدت إلى تباطؤ في النمو‬ ‫االقتصادي‪ ،‬ورغم التحسن‪ ،‬سوف يظل‬ ‫النمو ضعيفًا نسبيًا‪ ،‬وبالتالي يثير تأثير‬ ‫االقتصاد على اإلصالح السياسي عدة‬ ‫أمور فيما يتعلق بتأثير دفء العالقات‬ ‫بين الشرق األوسط والغرب‪ ،‬منها هل‬ ‫يفاقم التراجع في الوضع االقتصادي‬ ‫من التوجهات االنعزالية للمنطقة‪،‬‬ ‫وبالتالي يقلل من احتمالية التقارب‬ ‫مع الغرب؟ وإذا كان هذا هو الوضع‪،‬‬ ‫فهل يعد اإلصالح االقتصادي وسيلة‬ ‫مثالية يستخدمها الغرب لتقييم النفوذ‬ ‫اإلقليمي لدول الشرق األوسط‪ ،‬والقيام‬ ‫باستخدام هذا اإلجراء كوسيلة لتحديد‬ ‫شكل سياسته الخارجية في المنطقة؟‬

‫ومما يؤكد هذه النقطة‪ ،‬إحدى مالحظات‬ ‫نصر الكاشفة‪ ،‬حيث إنه يقارن الطرق‬ ‫المختلفة‪ ،‬التي سلكتها الهند وباكستان‬ ‫منذ الحصول على القدرة النووية‪..‬‬ ‫ورغم اختالفهما في هذا الصدد‪ ،‬لم‬ ‫تصبح سوى واحدة منهما قوة إقليمية‪.‬‬ ‫ومن ثم‪ ،‬فإن الدرس المستفاد هو أن‬ ‫إيران ينبغي أن تقلل من تركيزها على‬ ‫تطوير برنامج نووي‪ ،‬وتركز بشكل‬ ‫أكبر على المشاركة في السوق العالمي‬ ‫إذا كانت تسعى بصدق إلى بسط نفوذها‪.‬‬ ‫وحقيقة أن إيران ترتيبها رقم ‪151‬‬ ‫ضمن الدول األكثر عزلة في العالم‪،‬‬ ‫في قائمة دول تضم ‪ ،160‬تعوق بشدة‬ ‫من نفوذ إيران االقتصادي في المنطقة‪،‬‬ ‫كما يأتي ترتيبها في المرتبة السادسة‬ ‫عشرة ضمن الدول األكثر عزلة في‬ ‫الشرق األوسط‪ ،‬الذي يضم ‪ 17‬دولة‪.‬‬ ‫إن رسالة نصر إليران وللغرب‬ ‫واضحة‪ ،‬ألن كليهما سوف يستفيدان‬ ‫كثي ًرا من قيام إيران بدفع مواردها‬ ‫بجدية في حركة االقتصاد العالمي‪،‬‬ ‫فهذه اإلستراتيجية سوف تعزز من‬ ‫نفوذ إيران‪ ،‬واإلصالح االقتصادي‬ ‫بها يمكن أن يؤدي إلى "تخفيف" في‬ ‫حدة مواقفها السياسيةـ كما يتنبأ هيوم‪.‬‬ ‫ورغم تحليل نصر لتأثير التيارات‬ ‫االقتصادية على السياسة في الشرق‬ ‫األوسط‪ ،‬فإنه يعد افتراضه بأن‬ ‫اإلصالح السياسي يتبع اإلصالح‬ ‫االقتصادي غير واضح‪ ،‬فبينما يستخدم‬ ‫حالة الصين لدعم استنتاجه بأنه منذ‬ ‫أن قامت الصين بانفتاح في اقتصادها‬ ‫قامت بتنفيذ إصالح سياسي‪ ،‬األمر‬ ‫الذي كان يجب أن يقوم نصر بالنظر‬ ‫فيه هو ما إذا كان اإلصالح السياسي‬ ‫في الصين كافيًا الستنتاج أن التحرير‬ ‫االقتصادي يتبعه بالضرورة تحرير‬ ‫سياسي‪ ،‬فضرورة وجود نوع من‬ ‫الفاصل الزمني بين اإلصالح السياسي‬ ‫الذي يحركه صعود طبقة وسطى‬ ‫قوية ال تعد موضع شك‪ ،‬كما أن هناك‬ ‫افتقا ًرا في األدلة الداعمة لصيغة‬ ‫أن الديمقراطية تعادل البرجوازية‪.‬‬ ‫وتتمثل مسألة أخرى أثيرت في إطار‬ ‫العالقة‪ ،‬التي يقول بها نصر بين‬ ‫التحرير السياسي والتقدم االقتصادي‬ ‫العدد ‪1544‬‬

‫وعلى جانب آخر‪ ،‬يستحق االهتمام‬ ‫الذي وجهه نصر إلى إيران في الكتاب‬ ‫اإلشادة‪ ،‬لكن فقط لقدرته على تصوير‬ ‫أهمية هذه الدولة في المنطقة‪ ،‬فجدله‬ ‫بأن إيران غيَّرت الشكل السياسي‬ ‫للمنطقة عام ‪ ،1979‬وتستطيع القيام‬ ‫بالشيء نفسه مرة أخرى‪ ،‬يعطي أهمية‬ ‫خاصة للتوصيات التي يقدمها‪ ،‬كما أن‬ ‫قدرته على إلقاء الضوء على أهمية‬ ‫تقارب الغرب مع إيران‪ ،‬على اعتبار‬ ‫أن من مصلحة الغرب "قبول إيران‬ ‫بمنطق التغيير االقتصادي وليس العمل‬ ‫ضده"(‪ ،)25‬تظهر مرة أخرى قدرة‬ ‫إيران على التسبب في حدوث تيار‬ ‫مماثل في مختلف أنحاء العالم العربي‪.‬‬

‫هي كيف تؤثر األزمة االقتصادية‬ ‫على قدرة اقتصاد العالم العربي على‬ ‫التشجيع على اإلصالح‪ ،‬ورغم أن‬ ‫نصر كان واضحًا فيما يتعلق بالدور‬ ‫المهم الذي يمكن أن تلعبه الطبقة‬ ‫الوسطي في تشجيع التغيير‪ ،‬لكن‬ ‫بعد عام ‪ ،2008‬يحتاج المرء إلى‬ ‫تقييم ما إذا كانت الطبقة الوسطى‬ ‫في المنطقة سوف تزدهر‪ ،‬فرغم‬ ‫افتراض أن الشرق األوسط كان أقل‬ ‫تضر ًرا بسبب األزمة مقارنة بأوروبا‬ ‫والواليات المتحدة‪ ،‬لكنه تأثر بها‪.‬‬ ‫وقد ذكر البنك الدولي في أكتوبر‪/‬تشرين‬

‫لقد كان نصر‪ ،‬الذي تسلح بمعلومات‬ ‫من زياراته للمنطقة مدعومة بأدلة‬ ‫إحصائية‪ ،‬قاد ًرا على رسم صورة‬ ‫واضحة للوضع في الشرق األوسط‬ ‫اليوم‪ ،‬وإضافة إلى نظريته األصلية التي‬ ‫ألقى من خاللها الضوء على الطريقة‬ ‫التي يمكن أن يؤدي من خاللها إشراك‬ ‫إيران اقتصاديًا إلى إحداث تحول في‬ ‫السياسة في المنطقة‪ ،‬خصص نصر‬ ‫أيضًا بعض الوقت للنظر في المفاهيم‬ ‫الخاطئة لدى الغرب فيما يتعلق بالشرق‬ ‫األوسط‪ ،‬وبتناوله العلمانية واألصولية‪،‬‬ ‫يعد كتاب نصر متكاملاً ‪ ،‬فيما يتعلق‬ ‫بتغطية المسارات المحتملة للتغيير في‬ ‫المنطقة‪ ،‬وبالتالي تعد حجته قوية فيما‬ ‫يتعلق بفكرة أن األمور االقتصادية لها‬ ‫عالقة كبيرة بالتطورات السياسية في‬ ‫العالم العربي‪.‬‬ ‫‪55‬‬


‫كتب‬

‫مفاتيح التغيير‬ ‫قوى الثروة‪:‬‬ ‫صعود الطبقة الوسطى‬ ‫المسلمة الجديدة وانعكاسات‬ ‫ذلك على عالمنا‬ ‫والي نصر‬ ‫فري برس ‪2009‬‬ ‫في آخر كتاب له‪ ،‬يرى "والي نصر" أن التغيير االقتصادي هو مفتاح اإلصالح السياسي في منطقة‬ ‫الشرق األوسط‪ .‬وتحدي ًدا فإن صعود الطبقة الوسطى من شأنه أن يغير األولويات السياسية لدول المنطقة‪،‬‬ ‫ويؤدي إلى مزيد من الدفء في عالقات تلك الدول مع الغرب‪.‬‬ ‫أقل ما يمكن أن يقال عن العالقة‬ ‫بين الغرب والشرق األوسط إنها‬ ‫مشحونة بالكثير من التوترات‪ ..‬ودعوة‬ ‫هانتينجتون للصراع بين الحضارات‬ ‫تتجلى بصورة أكثر وضوحًا في‬ ‫التحركات الدبلوماسية المكثفة في الدول‬ ‫الليبرالية الغربية وقريناتها من الدول‬ ‫الشرق أوسطية‪ ،‬المعروف عنها أنها‬ ‫أقل ليبرالية وتحر ًرا‪ .‬وفي آخر كتاب له‬ ‫يحمل عنوان "قوى الثروة" يلقي والي‬ ‫نصر نظرة على الفرص الكامنة في‬ ‫المنطقة‪ ،‬التي يمكن أن تعزز إقامة عالقة‬ ‫جديدة بين الشرق األوسط والغرب‪.‬‬ ‫ويرى نصر‪ ،‬الذي يتبع منهج ديفيد‬ ‫هيوم‪ ،‬أن قوى التغيير في العالم‬ ‫اإلسالمي تكمن لدى الطبقة الوسطى‬ ‫‪ 05‬فبراير ‪2010‬‬

‫ذات التفكير العملي والتجاري‪ .‬ويؤكد‬ ‫أن هذه الجماعة هي بمثابة مفتاح‬ ‫التقارب بين العالم اإلسالمي والغرب‪،‬‬ ‫حيث إن قوتهم االقتصادية المتزايدة‬ ‫سوف تجعلهم في موقع مهم‪ ،‬يمكنهم من‬ ‫تقرير االتجاهات السياسية المستقبلية‬ ‫لبالدهم‪ .‬ويشير نصر إلى أنه قد‬ ‫حان الوقت للتقليل من التركيز على‬ ‫صراع الحضارات واستعادة الرؤى‬ ‫الكاشفة العظيمة عن القوة التحويلية‬ ‫لألسواق والتجارة"‪ .‬واستشهد الكاتب‬ ‫بهيوم قائلاً ‪ :‬التجارة تهذب األخالق‬ ‫وتجعل السياسة القائمة على أساس‬ ‫المنطق والتشاور أكثر واقعية"‪)27( .‬‬ ‫وفي وصفه للقوة المتنامية للطبقة‬ ‫الوسطى في المنطقة‪ ،‬يركز نصر بشكل‬

‫خاص على الكيفية التي يمكن أن تستفيد‬ ‫بها إيران من هذه الظاهرة‪ .‬وتمثل إيران‬ ‫"دراسة حالة" مثيرة جدًا لالهتمام‪ ،‬كما‬ ‫أنها تعتبر واحدة من أكثر البالد نفو ًذا في‬ ‫المنطقة‪ ،‬ولديها رأس المال الضروري‬ ‫لتعزيز مصالحها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يشير نصر‬ ‫إلى أن هناك اختالفًا جوهريًا بين إيران‬ ‫والقوى الناشئة اليوم‪ ،‬فظهور قوى‬ ‫جديدة مثل دول مجموعة "بريكس"‬ ‫لم يكن يعنيها الكثير من القدرات‬ ‫العسكرية‪ .‬وإنما هذه الدول بمثابة نجوم‬ ‫اقتصادية وهي بمثابة محفزات للنمو في‬ ‫المناطق المجاورة‪ ..‬ولكن على العكس‬ ‫من هذه القوى الناشئة‪ ،‬عزلت إيران‬ ‫نفسها عن االقتصاد العالمي؛ وهي‬ ‫حقيقة تعوق بشكل خطير طموحاتها‬ ‫الهائلة لمزيد من النفوذ والقوة‪.‬‬ ‫‪54‬‬


‫إصدارات‬ ‫كتب‬

‫العدد ‪1544‬‬

‫قراءات‬

‫تقارير‬

‫‪53‬‬



‫مؤشرات‬

‫‪6,650.000 ‬‬ ‫‪6,600.000 ‬‬ ‫‪6,550.000 ‬‬ ‫‪6,500.000 ‬‬ ‫‪6,450.000 ‬‬ ‫‪6,400.000 ‬‬ ‫‪6,350.000 ‬‬ ‫‪6,300.000 ‬‬ ‫‪6,250.000 ‬‬ ‫‪6,200.000 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪4/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪2/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪ 3‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪ 2‬‬

‫‪7/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪ 2‬‬

‫‪3/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪9/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪5/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪01‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪7/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪3/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪4/‬‬ ‫‪02‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ 3‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ 2‬‬

‫‪7/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ 2‬‬

‫‪3/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪9/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪5/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪7/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪3/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ 0‬‬ ‫‪3/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪2/‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ 2‬‬ ‫‪9/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ 2‬‬ ‫‪4/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ 1‬‬ ‫‪9/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪ 1‬‬ ‫‪4/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪ 0‬‬ ‫‪9/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ !"#$%‬‬

‫‪ 0‬‬ ‫‪4/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪7,100.000 ‬‬ ‫‪7,000.000 ‬‬ ‫‪6,900.000 ‬‬ ‫‪6,800.000 ‬‬ ‫‪6,700.000 ‬‬ ‫‪6,600.000 ‬‬ ‫‪6,500.000 ‬‬ ‫‪6,400.000 ‬‬ ‫‪6,300.000 ‬‬ ‫‪6,200.000 ‬‬

‫‪6,450.000 ‬‬ ‫‪6,400.000 ‬‬ ‫‪6,350.000 ‬‬ ‫‪6,300.000 ‬‬ ‫‪6,250.000 ‬‬ ‫‪6,200.000 ‬‬ ‫‪6,150.000 ‬‬ ‫‪6,100.000 ‬‬ ‫‪6,050.000 ‬‬ ‫‪6,000.000 ‬‬

‫‪1,900.000 ‬‬ ‫‪1,850.000 ‬‬ ‫‪1,800.000 ‬‬ ‫‪1,750.000 ‬‬ ‫‪1,700.000 ‬‬ ‫‪1,650.000 ‬‬ ‫‪1,600.000 ‬‬ ‫‪1,550.000 ‬‬ ‫‪1,500.000 ‬‬ ‫‪1,450.000 ‬‬ ‫‪1,400.000 ‬‬

‫‪1,510.000 ‬‬ ‫‪1,500.000 ‬‬ ‫‪1,490.000 ‬‬ ‫‪1,480.000 ‬‬ ‫‪1,470.000 ‬‬ ‫‪1,460.000 ‬‬ ‫‪1,450.000 ‬‬ ‫‪1,440.000 ‬‬ ‫‪1,430.000 ‬‬ ‫‪1,420.000 ‬‬

‫‪7,100.000 ‬‬ ‫‪7,050.000 ‬‬ ‫‪7,000.000 ‬‬ ‫‪6,950.000 ‬‬ ‫‪6,900.000 ‬‬ ‫‪6,850.000 ‬‬ ‫‪6,800.000 ‬‬ ‫‪6,750.000 ‬‬

‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪02‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪4/‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪1/‬‬

‫‪ 3‬‬

‫‪7/‬‬

‫‪ 2‬‬

‫‪3/‬‬

‫‪ 2‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪5/‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪1/‬‬

‫‪9/‬‬

‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪7/‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪3/‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪3/‬‬ ‫‪02‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪0/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪ 3‬‬

‫‪6/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪ 2‬‬

‫‪2/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪ 2‬‬

‫‪8/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪4/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪0/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪6/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪2/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪01‬‬

‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪10‬‬

‫‪/2‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪/2‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪10‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪10‬‬

‫‪/2‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪/2‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪10‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪10‬‬

‫‪/2‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪/2‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪10‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪10‬‬

‫‪/2‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪/2‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪10‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪/2‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪01‬‬

‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪4/‬‬ ‫‪02‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪ 3‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪ 2‬‬

‫‪7/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪ 2‬‬

‫‪3/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪9/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪5/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪7/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪10‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪3/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪51‬‬

‫العدد ‪1544‬‬

‫*‪ !"#$%& '()#‬‬

‫‪ !"#$%& '&()*# +,-. '/0‬‬

‫('&‪ !"# $%‬‬

‫*)(‪ !"#$% !&' ‬‬

‫‪ !"#$%&' ()*+,‬‬


‫األسواق‬

‫التجارة واألزمة المالية العالمية‬

‫أظهر النظام المالي مرونة كبيرة خالل‬ ‫األزمة المالية العالمية في الفترة ‪-2007‬‬ ‫‪ ،2009‬وذلك مقارنة بالوضع عند انهيار‬ ‫النظام التجاري الدولي في ثالثينيات‬ ‫القرن العشرين‪ ،‬فرغم حدوث تراجع في‬ ‫تدفقات التجارة منذ وقوع األزمة‪ ،‬كان ذلك‬ ‫ناتجًا عن ضغوط السوق‪ ،‬وليس ارتفاعًا‬ ‫في التعريفات أو الحصص التجارية‪.‬‬ ‫وبفضل اتفاقية "الجات" لمنظمة التجارة‬ ‫العالمية وآلياتها لتسوية المنازعات‬ ‫التجارية‪ ،‬لم تكن الدول راغبة في أو قادرة‬

‫على رفع معدالت التعريفة والحصص‬ ‫التجارية خالل األزمة المالية العالمية‪.‬‬ ‫وما حدث كان زيادة في بعض الحلول‬ ‫التجارية مثل إجراءات مكافحة اإلغراق‬ ‫والضمانات والرسوم التعويضية في إطار‬ ‫األنشطة التجارية‪ ،‬والتي تسمح للدول‬ ‫بفرض تعريفات مؤقتة انتظا ًرا لقيام‬ ‫منظمة التجارة العالمية بالتحقيق في أي‬ ‫ممارسات تسعير غير عادلة في الدول‬ ‫الصناعية المصدرة‪ .‬ورغم أن الهدف من‬ ‫هذه اإلجراءات حمائي‪ ،‬فإنها مؤقتة في‬

‫طبيعتها‪ .‬كما أنه‪ ،‬وكما هو موضح تفصيال‬ ‫في قصة الغالف لهذا األسبوع‪ ،‬كانت‬ ‫اإلجراءات الحمائية التي حدثت خالل‬ ‫األزمة ذات طبيعة تنظيمية‪ ،‬حيث تمثلت‬ ‫في فرض متطلبات غير موضوعية وغير‬ ‫عادية فيما يتعلق بجودة السلع المستوردة‪.‬‬ ‫وعلى عكس اإلصالحات التجارية‪ ،‬فإن‬ ‫تضاعف هذه المعايير يمثل مشكلة طويلة‬ ‫األمد‪ .‬ومن بين االتجاهات األخرى التي‬ ‫تمت مالحظتها أن هذه اإلجراءات الحمائية‬ ‫تم وضعها أساسًا من قبل الدول المتقدمة‪.‬‬

‫تزايد معدل الطلب العالمي على النفط ‪( ،2010-2008‬بالمليون برميل)‬ ‫وبينما امتدت األزمة المالية العالمية إلى االقتصادات الكبرى في العالم إما لإلنذار باقتراب‬ ‫حدوث الركود أو على أفضل تقدير إلبطاء معدالت النمو االقتصادي‪ ،‬انهار الطلب العالمي‬ ‫على النفط‪ .‬وقد تضررت الواليات المتحدة تضررًا بال ًغا جراء األزمة خصوصًا في عام‬ ‫‪ ،2008‬في حين كانت ال تزال أوروبا وأمريكا الالتينية تشهدان نم ًوا في معدل الطلب‪.‬‬ ‫وبينما امتدت األزمة إلى أوروبا‪ ،‬هبط معدل الطلب في عام ‪ .2009‬وفي العالم النامي‬ ‫والناشئ‪ ،‬كانت هذه االتجاهات مختلفة إلى حد ما‪ .‬وبالرغم من انخفاض معدالت النمو فإن‬ ‫أمريكا الالتينية واجهت نم ًوا متزايدًا في معدل الطلب خالل األزمة‪ .‬أما آسيا وهي المنطقة‬ ‫األقل تأثرًا باألزمة فقد شهدت نم ًوا في معدل الطلب على النفط من عام ‪ 2009‬إلى اآلن‬ ‫والذي نتج على األرجح من حزمة التحفيز الصينية الضخمة‪ .‬ويبشر عام ‪ 2010‬بخير‬ ‫للعالم بأكمله‪ ،‬فبينما يتعافى االقتصاد العالمي‪ ،‬يعاود الطلب على النفط االرتفاع من جديد‪.‬‬

‫األزمة والتصدير (بريكس وترياد)‬ ‫عانت صادرات السلع التجارية بشكل هائل خالل األزمة المالية العالمية‪ .‬فمع انهيار‬ ‫مصرف "ليمان براذرز" في سبتمبر‪/‬أيلول ‪ ،2008‬بدأت التجارة الدولية في االنهيار‬ ‫هي األخرى‪ .‬وألول مرة منذ عام ‪ ،1948‬شهد العالم معدالت نمو سلبية للتجارة‬ ‫الدولية‪ .‬وبد ًءا من الربع األول في عام ‪ ،2006‬حتى بداية الربع الثالث في عام ‪،2008‬‬ ‫كانت صادرات السلع التجارية تنمو بشكل ثابت في االقتصادات الكبرى في العالم‪ .‬وقد‬ ‫انتهى كل هذا في منتصف الربع الثالث من عام ‪ .2008‬وبحلول نهاية الربع الثالث‬ ‫من عام ‪ ،2009‬كانت جميع االقتصادات الكبرى في العالم تشهد معدالت نمو سلبية‬ ‫حتى عامنا هذا‪ .‬ومنذ نهاية الربع الثالث من عام ‪ ،2009‬يبدو أن هذا االتجاه في طريقه‬ ‫لالنحسار بينما بدأت تخرج هذه االقتصادات من الركود‪.‬‬

‫األزمة والتصدير (بعض دول الشرق األوسط وشمال إفريقيا)‬ ‫لم تكن اقتصادات الشرق األوسط وشمال إفريقيا بمنأى عن األزمة‪ .‬فبينما دخلت‬ ‫أسواقهم التصديرية الرئيسية فترة الركود‪ ،‬هبط معدل االستيراد من المنطقة‪.‬‬ ‫وبالنسبة لمصدري النفط‪ ،‬كان الوضع أكثر سو ًءا‪ .‬فبينما هبط معدل الطلب على‬ ‫ثان ‪2008‬‬ ‫النفط‪ ،‬هبط سعر النفط؛ حيث شهد هبوطًا سريعًا من يناير‪/‬كانون ٍ‬ ‫فصاعدًا‪ .‬وانخفاض معدل الطلب إضافة إلى انخفاض أسعار الصادرات أديا‬ ‫إلى فرض صعوبات كبيرة على مصدِّري النفط في المنطقة (إيران والبحرين‬ ‫والكويت)‪ .‬ومع ذلك تشير آخر األرقام إلى االنتعاش االقتصادي الذي تحقق في‬ ‫األساس نتيجة لألرقام االقتصادية اإليجابية التي حققتها المملكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫وهذا يبشر بخير لدول مجلس التعاون الخليجي‪.‬‬ ‫‪ 05‬فبراير ‪2010‬‬

‫‪50‬‬



‫المستثمر العالمي‬

‫من األجدر بقيادة العالم؟‬

‫التخبط سيحكم العالم إذا فشلت الحكومات في بناء التعددية‬

‫بالرغم من أن الساسة يدعون دائ ًما إلى الجهود متعددة األطراف باعتبارها أفضل سبيل لحل المشكالت العالمية‪ ،‬فإن تلك الجهود ال تكون‬ ‫فعالة بشكل دائم‪ .‬والسبب في ذلك أن التحوالت الكبيرة في الجغرافيا السياسية واالقتصاد العالمي جعلت من الصعوبة بمكان التوصل إلى‬ ‫اتفاقيات دولية‪.‬‬ ‫دول الثماني كمحفز للعمل المشترك الحاسم حال ما‬ ‫تنتهي األزمة‪.‬‬

‫عقد من الزمان يفصل بين انهيار اجتماع منظمة‬ ‫التجارة العالمية في سياتل عام ‪ ،1999‬وقمة تغير‬ ‫المناخ التي عُقدت في كوبنهاجن في ديسمبر‪/‬‬ ‫كانون أول الماضي‪ .‬وثمة تشابه بين الحدثين‪ .‬فكال‬ ‫االجتماعين أعطيا وعودًا كثيرة ولم يحققا سوى‬ ‫القليل‪ .‬وكالهما كشف النقاب عن وجود فجوات عميقة‬ ‫بين الحكومات‪ ،‬كما انتهى كالهما بتبادل االتهامات‬ ‫الالذعة‪.‬‬ ‫ويُظهر هذان الحدثان كغيرهما من األحداث الدولية‬ ‫األخرى غير الحاسمة التي وقعت في الفترة التي‬ ‫تفصل بينهما‪ ،‬إلى أي مدى تبلغ صعوبة تحويل‬ ‫التزامات السياسيين الجديرة بالثناء ببذل الجهود‬ ‫متعددة األطراف إلى واقع عملي‪ .‬فبالرغم من وجود‬ ‫الرؤى واآلراء التي تسعى إلى إيجاد حلول مشتركة‬ ‫للمشكالت الدولية‪ ،‬هناك غياب لإلرادة القوية لتحقيق‬ ‫األهداف المنشودة‪ .‬فأين الخطأ إذن؟‬ ‫ال تزال أفكارنا المتعلقة بالجهود متعددة األطراف‬ ‫تتشكل عن طريق البنية الدولية التي ظهرت في‬ ‫أعقاب الحرب العالمية الثانية‪ .‬وقد تجسدت هذه البنية‬ ‫في مؤسسات مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي‬ ‫واالتفاق العام على التعريفات والتجارة‪ .‬وجميع هذه‬ ‫المؤسسات تم إنشاؤها بطرق مختلفة لتعزيز النظام‬ ‫الدولي عن طريق تأسيس أطر متفق عليها من القواعد‬ ‫والسلوك‪.‬‬ ‫وقد نشأ مفهوم "الجهود متعددة األطراف" القديم من‬ ‫ظروف خاصة وفريدة من نوعها كما يعتقد الكثيرون‪.‬‬ ‫ومن المفارقة أن تصميم وتعزيز مفهوم الجهود‬ ‫متعددة األطراف يتطلبان المزيد من الهيمنة وفي هذا‬ ‫الصدد تأتي الواليات المتحدة األمريكية في صدارة‬ ‫القوى الدولية‪ .‬ولم تقم الواليات المتحدة بوضع جدول‬ ‫األعمال والتوجيه والتنظيم للدول األخرى فحسب‪،‬‬ ‫ولكنها قامت أيضًا بممارسة نوع من القيادة البناءة‬ ‫عن طريق تبني رؤية واعية وطويلة األمد لمصالحها‬ ‫الخاصة بما يتجاوز المصلحة الوطنية قصيرة األمد‪.‬‬

‫جاي دي جونكويريس‬

‫لم تتقدم أية دولة لتحل‬ ‫محل الواليات المتحدة في‬ ‫قيادة العالم‪ .‬ولن يحدث ذلك‬ ‫قريبًا على األرجح‪ .‬فاالتحاد‬ ‫األوروبي يفتقر إلى التماسك‬ ‫والقوة السياسية الالزمة‪.‬‬ ‫وال تريد الصين وال الهند‬ ‫تحمل التكاليف والمسئوليات‬ ‫التي تترتب على تلك‬ ‫القيادة‪ ،‬حيث تشغلهما على‬ ‫حد سواء التحديات في‬ ‫الداخل‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬فإن نهاية الحرب الباردة قللت من أهمية كل‬ ‫من األساس الجغرافي والسياسي المتعلق بالسياسات‬ ‫واستعداد الناخبين األمريكيين لدعمها‪ .‬وفي غضون‬ ‫ذلك‪ ،‬كانت أوروبا قد أصبحت كيانًا اقتصاديًا قويًا‬ ‫ال يستهان به‪ .‬وظهرت قوى اقتصادية جديدة كان‬ ‫في مقدمتها اليابان وحاليًا الصين لتتحدى الهيمنة‬ ‫األمريكية‪ .‬وشجع ارتفاع أسعار النفط على تعزيز‬ ‫الجهود الدبلوماسية من قبل الدول المصدرة للطاقة‪.‬‬ ‫ونشرت العولمة الرخاء في ربوع واسعة من العالم‬ ‫المترابط بشكل كبير‪.‬‬

‫الداخل‪ .‬وتبدو اليابان متحفظة بالمثل‪ .‬وفي جميع‬ ‫األحوال‪ ،‬لن تكون أحد هذه البلدان اآلسيوية مقبولة‬ ‫لقيادة العالم حتى من قبل اآلخرين في منطقتها‪.‬‬ ‫ونتيجة لذلك‪ ،‬تفرق النفوذ بين مراكز قوى مختلفة‪،‬‬ ‫وال يمكن ألحد أن يخضع اآلخرين وفقًا إلرادته‪،‬‬ ‫ولكن يتطلب األمر موافقة الجميع للتوصل إلى‬ ‫اتفاقات متعددة األطراف‪ .‬وتسبب هذا األمر في خلق‬ ‫توترات خطيرة بين شرعية المؤسسات العالمية‪ ،‬فيما‬ ‫يتعلق بشموليتها‪ ،‬وكفاءتها في صنع القرار‪ .‬حتى‬ ‫األطراف الثانوية نسبيًا يمكنها اآلن استعراض قوتها‪،‬‬ ‫ومنع حدوث إجماع في اآلراء‪ ،‬كما حدث في قمة‬ ‫كوبنهاجن‪ ،‬وأيضًا في جولة منظمة التجارة العالمية‬ ‫المتعثرة التي أقيمت في الدوحة‪.‬‬

‫ولكن لم تتقدم أية دولة لتحل محل الواليات‬ ‫المتحدة في قيادة العالم‪ .‬ولن يحدث ذلك قريبًا على‬ ‫األرجح‪ .‬فاالتحاد األوروبي يفتقر إلى التماسك‬ ‫والقوة السياسية الالزمة‪ .‬وال تريد الصين وال الهند‬ ‫تحمل التكاليف والمسئوليات التي تترتب على تلك‬ ‫القيادة‪ ،‬حيث تشغلهما على حد سواء التحديات في‬

‫وحلت مجموعة دول العشرين مكان مجموعة دول‬ ‫الثماني القديمة كأبرز منتدى اقتصادي عالمي‪ .‬وتعتبر‬ ‫المجموعة أحدث محاولة للتوفيق بين تلك التوترات‪.‬‬ ‫فحتى اآلن‪ ،‬يتماسك مختلف أعضاء المجموعة معًا في‬ ‫مواجهة األزمة االقتصادية‪ .‬ولكنه من غير الواضح ما‬ ‫إذا كانت المجموعة ستصبح أكثر فعالية من مجموعة‬

‫‪ 05‬فبراير ‪2010‬‬

‫وعالوة على ذلك‪ ،‬هناك عزوف متزايد بين الحكومات‬ ‫عن اإلذعان لقواعد خارجية ملزمة‪ .‬واعتاد هذا األمر‬ ‫أن يكون من اختصاص الواليات المتحدة‪ .‬لكنه‬ ‫انتشر اآلن على نطاق واسع‪ .‬ويفسر ذلك‪ ،‬إلى حد‬ ‫ما‪ ،‬المشكالت التي طرأت في قمة كوبنهاجن‪ ،‬وفي‬ ‫محادثات الدوحة‪ ،‬حيث ال ترغب الواليات المتحدة‬ ‫واالتحاد األوروبي في االلتزام بحدود قصوى واجبة‬ ‫النفاذ من منظمة التجارة العالمية على دعهم الحالي في‬ ‫مجال الزراعة‪ ،‬حيث إن البلدان النامية سوف تح ّد من‬ ‫رسومها الجمركية عند المستويات الحالية‪.‬‬ ‫وربما كانت طموحاتنا مبال ًغا فيها‪ .‬فاألرجح أن‬ ‫أهداف قمة كوبنهاجن كانت آمالاً غير واقعية‪ ،‬بينما‬ ‫بدت الحالة االقتصادية لجولة الدوحة مثيرة للتساؤل‬ ‫دائ ًما‪ .‬ولكن إذا كان المفهوم الجديد "للجهود متعددة‬ ‫األطراف" " سيصبح أكثر من ذريعة لمواقف سياسية‬ ‫فارغة‪ ،‬وتحقيق أهداف معينة‪ ،‬فإنه ينبغي تعلم دروس‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫واحد من هذه الدروسهو ضرورة بناء الثقة‪ .‬وقد‬ ‫أزالت العولمة الحواجز وجعلت اقتصادات الدول أكثر‬ ‫ترابطًا‪ .‬لكن السياسة لم تواكب األمر‪ .‬وال تزال هناك‬ ‫فجوات كبيرة بين أولويات وتصورات الحكومات‬ ‫المختلفة والدوائر المحلية المسئولة أمامها‪ .‬ويتوافر‬ ‫سوء الفهم المتبادل‪ ،‬وتتولد عنه الشكوك والتنافس‬ ‫‪ -‬قبل كل شيء بين القويين العظميين – مما يحبط‬‫السعي من أجل إيجاد أرضية مشتركة‪.‬‬ ‫أما الدرس الثاني فهو أن فاعلية جهود األطراف‬ ‫المتعددة البد أن تبدأ من الداخل أو بعبارة أخرى‬ ‫على المستوى المحلي أولاً ‪ .‬واألمل في أن تخلق‬ ‫االجتماعات الدولية الكبيرة اتفاقيات جماعية أمر‬ ‫محكوم عليه بالفشل ما لم يكن المشاركون لديهم‬ ‫االستعداد الجدي لتقديم التعهدات الالزمة للتوصل إلى‬ ‫اتفاقات وكذلك الكفاح من أجلها في مواجهة المعارضة‬ ‫الداخلية‪ .‬وبطبيعة الحال‪ ،‬يمكن أن يؤدي الضغط‬ ‫الجماعي إلى إقناع بطيئي االستجابة‪ ،‬فقط إذا كانوا‬ ‫على استعداد لالقتناع‪ .‬ولكن محاولة فرض حلول من‬ ‫أعلى إلى أسفل‪ ،‬عندما يكون األساس ضعيفًا‪ ،‬تكون‬ ‫غير مجدية وبال معنى‪.‬‬ ‫في ظل غياب قيادة عالمية قوية‪ ،‬يتعين على الحكومات‬ ‫أن تقلل من تركيزها على خلق التصميمات الكبرى‬ ‫الشاملة‪ ،‬كما يتعين عليها التركيز بشكل أكبر على بناء‬ ‫التعددية من أسفل الهرم إلى أعاله‪ .‬صحيح أن هذا‬ ‫األمر سيستغرق بعض الوقت والمثابرة والشجاعة‬ ‫السياسية‪ ،‬لكن النجاح فيه سيكون أكيدًا وفي حالة عدم‬ ‫بذل جهد‪ ،‬سيكون التخبط هو البديل الوحيد‪.‬‬

‫زميل بالمركز األوروبي لالقتصاد السياسي الدولي‬

‫‪48‬‬


‫حالة االقتصاد‬ ‫اقتصاد عربي‬

‫المستثمر العالمي‬

‫األسواق‬

‫‪-----‬‬

‫‪----‬‬‫‪© Getty Images‬‬

‫أي مكان و في أى وقت من خالل األيفون‬ ‫العدد ‪1544‬‬

‫بقلم‬ ‫‪----‬‬‫‪51‬‬


‫حوار‬

‫اآلن أصبح بإمكانك متابعة المجلة من‬


‫حوار‬ ‫المجلة‪ :‬موقفكم من العملية السياسية؟‬ ‫ندعم العملية السياسية التي تضع تحرير‬ ‫العراق ووحدت ِه وسيادت ِه واستقالل ِه في أولويّات‬ ‫أهدافها وعملها‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬هل ستشاركون في االنتخابات القادمة؟‬ ‫لن نشارك في االنتخابات القادمة‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬ما أبرز العمليّات العسكرية؟‬ ‫عملية األسر في كربالء عام ‪2007‬م‪،‬‬ ‫وباعتراف قوّاد القوّات المحتلّة كانت أكبر عمليّة‬ ‫تستهدف قوّاتهم في الشرق األوسط‪ .‬وإحراق‬ ‫قاعدة‪( ‬فالكون األمريكية)‪ ‬في بغداد‪ ،‬والتي قُتِ َل‬ ‫فيها ما يزيد على مائة من جنود االحتالل‪ .‬كذلك‬ ‫إسقاط الطائرة البريطانية في محافظة ميسان‬ ‫عام ‪2007‬م‪ ،‬والتي قُتل فيها ما يزيد على سبعين‬ ‫جنديًّا من جنود االحتالل‪ .‬وإسقاط طائرة مروحية‬ ‫في البصرة عام ‪ 2006‬ومقتل خمسة جنود من‬ ‫جنود االحتالل كان فيهم قائد األسطول الجوّي‬ ‫البريطاني‪ .‬واستهداف موكب لقائد أمريكي في‬ ‫النجف وقَ ْتله‪ .‬وتنفيذ عمليّة أَسْر السفير البولندي‪،‬‬ ‫والتي لم تتكلّل بالنجاح‪ ،‬ولكن ُد ّمر موكبُهُ تدميرًا‬ ‫شبه كامل‪ ،‬وإصابته بجروح خطيرة‪ ،‬وهذا ما‬ ‫كان باعتراف العدو‪ .‬كما وتوجد الكثير من‬ ‫العمليات المميّزة قمنا بنشرها على الكثير من‬ ‫مواقع اإلنترنت‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬ما موقفكم من المقاومة السنّية؟‬ ‫نرفض القول بأن هناك مقاومة سنّية وشيعية‪،‬‬ ‫فكالنا مقاومة عراقية تؤ ّدي وظيفتها الشرعية‪،‬‬ ‫وكالنا نشترك باألهداف لتحرير العراق من‬ ‫المحتل‪ ،‬ونصلّي لقبلة واحدة‪ ،‬ونقرأ قرآنًا‬ ‫واحدًا‪ ،‬ونتّبع نبيًّا واحدًا‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬فما موقفكم من التفجيرات في المدن‪:‬‬ ‫االغتياالت‪ ،‬قَ ْتل الشرطة العراقية‪ ،‬والسياسيين‪،‬‬ ‫هل تؤيّدون قَ ْتلهم ألنّهم يتعاونون مع االحتالل؟‬ ‫َمن يقوم بمثل هذه األعمال اإلجرامية البشعة‬ ‫المنافية ألخالق وتعاليم اإلسالم وتعاليم الرسول‬ ‫األكرم الذي يأمرنا بالتجنّب عن قلع الشجرة‬ ‫جاعلاً لها حرمةً‪ ،‬فضلاً عن قَ ْتل األرواح‬ ‫المحترمة بحسب الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ف َمن‬ ‫يقتل األطفال والنساء والمدنيّين هو غريب عن‬ ‫اإلسالم وتعاليم الرسول األكرم(ص)‪ ،‬وما هو‬ ‫إالّ جندي من جنود االحتالل لتنفيذ أَ ِج ْندتهم‬ ‫االستعمارية في إبادة الشعوب‪ ،‬ونحن نحترم دم‬ ‫العراقي سواء كان مدنيًّا أَ ْم سياسيًّا أَ ْم شرطيًّا‪،‬‬ ‫بل ندعم استقرار البلد أمنيًّا‪ ،‬وننبذ الفوضى التي‬ ‫تعطي المبرّر لالحتالل في اإلبادة الجماعية‬ ‫والتحجّج للبقاء في مدننا الرافضة لوجوده؛‬ ‫لذا ندعو جميع العراقيين الغيارى لنبذ الفرقة‬ ‫العدد ‪1544‬‬

‫حسن نصر اللـه النموذج العربي الناصع‬ ‫لمقاومة االستكبار‬

‫مقتدى الصدر شخصيّة عراقية وطنيّة وسياسيّة‪ ،‬له‬ ‫أسلوبه في العمل ولنا أسلوبنا‬

‫واالختالف‪ .‬وما يحاوله االحتالل لزرع بذور‬ ‫الطائفية‪ ،‬ما هو إالّ هدف استعمار ّ‬ ‫ي ينبغي أال‬ ‫ننج ّر خلفه‪ ،‬فال يوجد تباعد طائفي حقيقي بين‬ ‫العراقيين‪ ،‬وما هو موجود إنّما هو باعتبارات‬ ‫المحت ّل الدخيل‪ ،‬ففي األمس كنّا نصلّي في مسجد‬ ‫واحد‪ ،‬ولكن هذه هي طريقة االحتالل يبحث عن‬ ‫الثغرات التي يمكن ْ‬ ‫أن يستثمرها من أجل جرّنا‬ ‫للنزاع فيما بيننا؛ ليكون هو المتفرّج اآلمن‪ ،‬وهذا‬ ‫ما حصل حتى في فلسطين على الرغم من ّ‬ ‫أن‬ ‫كليهما على مذهب ديني واحد‪ ،‬وكذلك ما حصل‬ ‫في أفغانستان ولبنان والكثير من البلدان األخرى‬ ‫بمجرّد مايضع المستعمر قَدَمه األولى هناك‪.‬‬

‫نحن مقاومة إسالمية عراقية‪ ،‬في جناحنا‬ ‫العسكري نعمل فقط على تحرير العراق من‬ ‫االحتالل‪.‬‬

‫بي ُ‬ ‫ّنت سابقا ً أنّنا مسلمون وعراقيّون‪ ،‬وال نسمح‬ ‫للمحت ّل وأعوانه في العراق ـ م ّمن ي ّدعون‬ ‫المقاومةَ والمقاومةُ منهم ومن أفعالهم التي تخدم‬ ‫المحتل بَ َراء ـ بتفرقتنا وتشتيت كلمتنا‪ ،‬ونرفض‬ ‫استهداف العراقيّين بسنّتهم وشيعتهم و أعراقهم‬ ‫وأجناسهم كافة‪.‬‬

‫المجلة‪ :‬كيف ترى من المترجمين مع الق ّوات‬ ‫األمريكية وغيرها؟‬

‫المجلة‪ :‬ما رأيكم بالتحالفات مع التنظيمات‬ ‫األخرى؟‬

‫نحن نستهدف اآلليات األمريكية‪ ،‬و َمن كان فيهم‬ ‫كان منهم‪ ،‬وهو يحمل وزره‪.‬‬

‫كلّنا أمل في ْ‬ ‫أن تتحالف وتتوحّد كل التنظيمات‬ ‫المقاومة في العراق‪ ،‬وقلوبنا قبل أبوابنا مفتوحة‬ ‫ِ‬ ‫لذلك‪.‬‬

‫المجلة‪ :‬هل لديكم عالقة بقتل النساء والحالّقين‬ ‫في البصرة؟‬ ‫هذا بعيد عن أهدافنا وسلوكنا وأخالقنا في‬ ‫المقاومة‪ ،‬فنحن نستهدف المحت ّل عسكريًّا فقط‪،‬‬ ‫و َم ْن نختلف معه نترك المسألة للحوار والنقاش‬ ‫إلقناع الطرف اآلخر‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬هل لديكم عالقة بقَ ْتل الضبّاط السابقين‬ ‫والبعثيّين؟‬

‫المجلة‪ :‬وقتل السنّة؟‬

‫المجلة‪ :‬هل لديكم رهائن بريطانيون حاليًّا ؟‬ ‫نعم لدينا رهينة بريطانية ورهينة أمريكية‪ ،‬وسيت ّم‬ ‫تسليمهما في حال لَب ْ‬ ‫ّت الحكومة العراقية مطالبنا‪.‬‬

‫أجرى الحوار نجاح محمد علي‬ ‫‪45‬‬


‫حوار‬ ‫بالسيارات التي تستخدمها الق ّوات األمنية‪،‬‬ ‫وكذلك تدريب مائة أخ من المجاهدين األكفّاء‬ ‫على اقتحام البناية واالنسحاب بصورة آمنة‬ ‫والقيام بمناورات عسكرية‪ ،‬وبفضله تعالى ت ّم‬ ‫تنفيذ العملية بتاريخ االثنين ‪2007 : 5 : 29‬م‬ ‫الساعة التاسعة صباحًا‪ .‬وت ّم ْ‬ ‫بنجاح‬ ‫ت العملية‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ق دون أ ّ‬ ‫وانسحبت‬ ‫ي خسائر إطالقًا‪،‬‬ ‫ساح ٍ‬ ‫مجاميعُنا غانمةً‬ ‫المجلة‪ :‬كيف َج َرتْ المفاوضات مع الجانب‬ ‫البريطاني؟‬ ‫لم نتفاوض مع الطرف البريطاني مباشرةً‪ ،‬بل‬ ‫مفاوضاتنا مع الحكومة العراقية‪ ،‬وهي بدورها‬ ‫تتكلّم مع الجانب البريطاني‪.‬‬ ‫المجلة‪َ :‬من هو الطرف العراقي‪ ،‬و َمن هو‬ ‫الطرف البريطاني في المفاوضات؟‬ ‫الطرف العراقي هي رئاسة الوزراء‪ ،‬وقد َخوَّلوا‬ ‫ب رسم ّي السيّ َد سامي العسكري‪.‬‬ ‫عنهم بكتا ٍ‬ ‫ي دور‬ ‫المجلة‪ :‬هل كان للمهندس أبي مهدي أ ّ‬ ‫في العملية والمفاوضات‬ ‫ليس له أ ّ‬ ‫ي دور‪.‬‬ ‫لم نتفاوض مع الطرف البريطاني مباشرةً‪ ،‬بل مفاوضاتنا مع الحكومة العراقية‪ ،‬وهي بدورها تتكلّم مع الجانب البريطاني‪.‬‬

‫وقادتنا وعلمائنا‪ ،‬فكان من الواجب ـ الديني‬ ‫واألخالقي والوطني ـ علينا ْ‬ ‫أن نح ّررهم‪ ،‬وما‬ ‫أُخذ بق ّوة ال يُستر ّد إالّ بالقوة؛ لذا كان لنا الح ّ‬ ‫ق‬ ‫أسر لجنود األمريكان‬ ‫الشرعي في تنفيذ عمليات ٍ‬ ‫و البريطان وعناصرهم السترداد إخوتنا‪ ،‬فت ّم‬ ‫التخطيط للعمليّة وتنفيذها على أيدي أبطال‬ ‫عصائب أهل الحق من العراق‪ ،‬وأ ّما إخفاؤهم‪،‬‬ ‫فقد كان في العراق بترتيب معيّن ال يمكن ذكره‪.‬‬

‫المجلة‪ :‬مالبسات وفاة رهينتَين؟‬ ‫كان األخوة القائمون على حراستهم يسمحون‬ ‫لهم بالتج ّول وبممارسة الرياضة بشكل طبيعي‪،‬‬ ‫فحاولوا الهرب أثناء سماعهم لدوريّات أمريكية‬ ‫قريبة منهم‪ ،‬م ّما‪ ‬اضط ّر‪ ‬األخوة القائمين على‬ ‫حراستهم لقتلهم‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬لماذا قتلتم العراقيين؟‬

‫المجلة‪ :‬ما عالقة إيران بالخطف؟‬

‫العملية نُفّ ْ‬ ‫ذت من دون إطالق وال رصاصة‪ ،‬فلم‬ ‫يتم قَ ْتل أ ّ‬ ‫ي أح ٍد أثناء أَسْرهم‪ ،‬ال عراقيين وال‬ ‫غيرهم‪.‬‬

‫المجلة‪ :‬هل نقلتم الرهائن إلى داخل إيران؟‬

‫المجلة‪ :‬هل كان بينهم أصلاً عراقيون؟‬

‫لم يتم إخراجهم من العراق أصلاً ‪.‬‬

‫في المبنى نعم‪ ،‬ولم نأخذ من المبنى غير‬ ‫البريطانيين الخمسة‪.‬‬

‫ليس إليران أ ّ‬ ‫ي عالق ٍة بذلك‪.‬‬

‫المجلة‪ :‬كيف يت ّم عالجهم إذا تع ّرضوا لعارض‬ ‫صحي؟‬ ‫ّ‬ ‫خصّصنا لهم طبيبًا يزورهم بصورة دورية في‬ ‫حال احتاجوا لذلك‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬تحدّث لنا عن تفاصيل الحياة اليومية‬ ‫للرهائن‪ ،‬وكيف أمضوا أيّامهم؟‬ ‫حرصنا على توفير ما يحتاجونه لراحتهم‬ ‫وتخفيف الضغط النفسي عليهم‪ ،‬وكانوا يعلمون‬ ‫ّ‬ ‫أن الح ّل لعو ِدهم لبلدهم هو بيد حكومتهم التي‬ ‫ْ‬ ‫جاءت بهم إلى العراق‪.‬‬ ‫‪ 05‬فبراير ‪2010‬‬

‫فصل لنا عملية الخطف ؟‬ ‫المجلة‪ :‬رجا ًء ِّ‬ ‫سأتكلّم بإيجاز فمكان العملية عبارة عن‬ ‫مركز معلومات تابع لوزارة المالية‪ ،‬يقع‬ ‫ببغداد في شارع فلسطين وضمن إجراءات‬ ‫أمنيّة مش ّددة‪ ،‬يتر ّدد على هذا المكان خبراء‬ ‫بريطانيون وحراس من نفس الجنسية كانوا‬ ‫جنودًا سابقين في ق ّوات االحتالل في محافظة‬ ‫البصرة‪ ،‬يعملون في االستخبارات العسكرية‪،‬‬ ‫وبعد انتهاء خدمتهم ت ّم تحويلهم لحماية هؤالء‬ ‫الخبراء‪ ،‬وبعد اكتمال المعلومات لدينا ت ّم‬ ‫شراء عشرين سيّارة ذات دفع رباع ّي‪ ،‬شبيهة‬

‫المجلة‪َ :‬من هو قيس الخزعلي‪ ،‬وكيف أصبح‬ ‫أمينًا عا ًمّا للعصائب؟‬ ‫سماحة األخ العزيز الشيخ قيس الخزعلي من‬ ‫طلبة المرجع الديني الكبير السيّد الشهيد مح ّمد‬ ‫الصدر‪ ،‬ومن معتمديه ووكالئه‪ ،‬وكان أحد‬ ‫أعضاء مكتبه‪ ،‬وهو يمثّل فِ ْك َره ومدرستَه لدى‬ ‫الكثير من أبناء الشعب العراقي عمو ًما وأبناء‬ ‫المنهج الصدري خصوصًا‪ ،‬وهو رمز المقاومة‬ ‫العراقية الشريفة النزيهة‪ ،‬غير الملطّخة بدماء‬ ‫العراقيين‪ ،‬ورمز التضحية والفداء من أجل‬ ‫تحرير العراق أرضًا وشعبًا‪ .‬وأ ّما كيف أصبح‬ ‫أمينًا عا ًّما للعصائب‪ ،‬فبحسب النظام الداخلي‬ ‫للعصائب فلمجلس األمناء ْ‬ ‫أن يختار أمينًا عا ًّما‬ ‫له‪ ،‬وقد ت ّم باإلجماع من قِبل هذا المجلس‬ ‫اختيار سماحة الشيخ قيس الخزعلي أمينًا عا ًّما‬ ‫لعصائب أهل الحق‪ ،‬ومجلس األمناء مك ّون من‬ ‫مجموعة من مؤسّسي المقاومة في العراق في‬ ‫مناطق الوسط والجنوب وبعض المناطق في‬ ‫شمال العراق‪ ،‬م ّمن يتّصفون بالخبرة وحسن‬ ‫القيادة والكياسة‪ ،‬ولهم تاريخ إسالمي مش ّرف‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬ما موقف السيّد مقتدى الصدر من‬ ‫العصائب؟‬ ‫السيّد مقتدى الصدر شخصيّة عراقية وطنيّة‬ ‫وسياسيّة‪ ،‬له أسلوبه في العمل ولنا أسلوبنا‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫نتمنّى ْ‬ ‫وأن نتجنّب‬ ‫أن نتّحد لتحرير العراق‪،‬‬ ‫الخالفات التي ال تنفع غير العدو‪ْ ،‬‬ ‫وأن نترك‬ ‫التوسّع على حساب الطرف اآلخر بتلفيق‬ ‫االتهامات وغير ذلك‪ ،‬فقضيّتنا شريفة‪ ،‬ونحن‬ ‫نؤ ّدي تكليفنا الشرعي‪ ،‬فَ ْل ْ‬ ‫نترك الخالفات‬ ‫ونجتمع على مشتركاتنا لنكون ق ّوة في وجه‬ ‫المستع ِمر‪.‬‬ ‫‪44‬‬


‫حوار‬

‫نستهدف اآلليات األمريكية ومن فيها‬

‫بصورة مباشرة‪ ،‬وفي بغداد كان يتولّى إدارة‬ ‫المعركة مباشرةً أخي الشيخ قيس الخزعلي‬ ‫ْ‬ ‫(دامت توفيقاته)‪ ،‬وأ ّما بقيّة المحافظات فقد‬ ‫خ ّولنا فيها إخوةً مجاهدين‪ .‬وقد استفدنا كثي ًرا من‬ ‫النجاحات واألخطاء معًا‪ ،‬فكان طرحنا الجديد‬ ‫هو ْ‬ ‫أن نعمل بأسلوب حرب العصابات كمبدأ‬ ‫إستراتيجي‪ ،‬والذي يختلف كثي ًرا عن أسلوب‬ ‫إدارة المعركة سابقًا من الجانب التكتيكي‬ ‫واألمني‪ ،‬وطُرُق القتال عمو ًما ربّما توجد‬ ‫مشتركات في األهداف فقط‪ّ ،‬‬ ‫لكن الصورة كانت‬ ‫متباينة وجديدة تما ًما‪ ،‬من حيث اعتماد مبدأ‬ ‫المناورة‪ ،‬واستنزاف العدو والمحافظة على‬ ‫عناصر المقاومة‪ ،‬وما شابه ذلك‪.‬‬ ‫وبالفعل‪ ،‬فبتوفيق اللـه تعالى رأينا الفارق كبي ًرا‬ ‫بين األمرين‪ ،‬فحرب العصابات هي حرب‬ ‫المناورة التي تغلب القدرة والكثرة‪ ،‬وقد واكبنا‬ ‫بعد ْ‬ ‫أن ف ّرج اللـه عنه من قيد االحتالل أخونا‬ ‫األكبر سماحة السيد األجل محمد الطباطبائي‬ ‫(دامت بركاته) في ميسرتنا تلك‪.‬‬ ‫وأ ّما ما يخصّ كتائب حزب اللـه‪ ،‬فال يوجد فرق‬ ‫بيننا‪ ،‬فهدفنا واحد‪ ،‬وع ُّدونا واحد‪ ،‬ولنا عالقات‬ ‫جيّدة وطيّبة معهم‪ ،‬نسأل اللـه لهم النصر‬ ‫والتوفيق‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬هل إليران عالقة مباشرة بالتنظي َمين؟‬ ‫إيران بلد إسالمي شقيق ومجاور‪ ،‬نَ ُك ُّن له‬ ‫االحترام‪ ،‬ولدينا عالقة طيّبة معهم‪ ،‬خصوصًا‬ ‫ّ‬ ‫أن الجمهورية اإلسالمية تدعم كل الحركات‬ ‫والمقاومة أمثال حزب اللـه في لبنان‪ ،‬وحركة‬ ‫حماس والجهاد اإلسالمي في فلسطين‪.‬‬ ‫العدد ‪1544‬‬

‫المجلة‪ :‬ما عالقة الحرس الثوري بالتنظيم؟‬ ‫الحرس الثوري مجموعة من المجاهدين‬ ‫المتمسّكين بمبادئ الثورة اإلسالمية في إيران‪،‬‬ ‫وفيهم الكثير من العلماء ورجال الدين من‬ ‫طلبة الحوزة في قم المق ّدسة والنجف األشرف‪،‬‬ ‫ولديهم عالقات كثيرة وجيّدة مع أغلب الجهات‬ ‫العراقية‪ ،‬سياسيّة كانت أو غيرها‪ ،‬وحتى‬ ‫اإلقليمية كذلك‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬ومن أين تحصلون على دعمكم المالي‬ ‫والتسلّحي؟‬ ‫من بعض الجهات المؤمنة والمجاهدة‪ ،‬التي‬ ‫ْ‬ ‫أخذت على عاتقها دعم المقاومة وتحرير‬ ‫العراق‪.‬‬

‫ما أُخذ بق ّوة ال يُستر ّد‬ ‫إالّ بالقوة؛ لذا كان‬ ‫ق الشرعي في‬ ‫لنا الح ّ‬ ‫تنفيذ عمليات أس ٍر‬ ‫لجنود األمريكان و‬ ‫البريطان وعناصرهم‬ ‫السترداد إخوتنا‬

‫المجلة‪ :‬ما عالقتكم بحزب اللـه لبنان وبالسيد‬ ‫حسن نصر اللـه؟‬ ‫سماحة السيّد حسن نصر اللـه (حفظه اللـه)‬ ‫النموذج المح ّمدي العربي الناصع لمقاومة‬ ‫االستكبار‪ ،‬وحزب اللـه المنصور المحامي عن‬ ‫العرب والمسلمين ض ّد الش ّر اإلسرائيلي؛ لذا‬ ‫نحن نتش ّرف ْ‬ ‫أن تكون لنا عالقة معهم‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬هل تد ّربون عناصركم في لبنان؟‬ ‫لدواع أمنية ‪.‬‬ ‫أعتذر عن اإلجابة‬ ‫ٍ‬ ‫المجلة‪ :‬وهل قاتل معكم لبنانيّون؟‬ ‫لم يقاتل معنا في الميدان غير العراقيين‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬ما عالقتكم بعماد مغنية؟‬ ‫الحاج الشهيد عماد مغنية رمز كبير من رموز‬ ‫المقاومة اإلسالمية في العالم‪ ،‬ويربطنا معه‬ ‫رفض االستكبار العالمي واالستعمار‪ ،‬وإنّنا‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫لكن قلوبنا متّحدة‬ ‫تباعدت بنا البلدان‬ ‫وإن‬ ‫وأهدافنا واحدة‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬نريد تفصيلاً عن َخ ْطف البريطانيين؟‬ ‫متى وكيف وأين أخفيتم الرهائن؟‬ ‫وجود االحتالل األمريكي البريطاني في العراق‬ ‫غير شرعي‪ ،‬واستعمارهم لبلدنا يجعلهم دخالء‬ ‫مغتصبين‪ ،‬وفوق ك ّل ذلك يقومون بأسر إخوتنا‬ ‫‪43‬‬


‫حوار‬

‫المساومة بالرهائن‬

‫أكرم الكعبي القيادي البارز بتنظيم عصائب أهل الحق‬ ‫أكد القيادي البارز في جماعة " عصائب أهل الحق " أكرم الكعبي في حوار خاص مع " "المجلة" أن الجماعة المتهمة بأنها تتلقى‬ ‫الدعم من إيران تحتجز حاليًا رهينتين‪ ،‬بريطاني وأمريكي‪ ،‬ولن تفرج عنهما إال وفق صفقة لم يكشف عن مضمونها‪ ،‬لكنه قال إنها تتعلق‬ ‫بمعتقلين من الجماعة وأشياء أخرى‪. ‬‬

‫كشف الكعبي‪ ،‬الذي وضعته الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية على لوائح اإلرهاب‪ ،‬عن وجود اتفاق‬ ‫غير معلن بين عصائب أهل الحق والحكومة‬ ‫العراقية لتبادل الرهائن لدى التنظيم بمعتقلين‬ ‫لدى الحكومة‪.‬‬ ‫ونفى الكعبي لـ "المجلة" أن يكون ملف الرهائن‬ ‫قد أغلق وقال تنظيم عصائب أهل الحق يستهدف‬ ‫األمريكيين وآلياتهم ومن فيها ‪ ،‬مشي ًرا إلى أن‬ ‫العمليات المسلحة ضد األمريكان والبريطانيين‬ ‫لن تتوقف حتى يغادروا العراق ‪.‬‬ ‫و"المجلة" تنشر هذا الحوار رغم تحفظها على‬ ‫‪ 05‬فبراير ‪2010‬‬

‫سياسية العنف ضد المدنيين‪.‬‬ ‫المجلة ‪ :‬حدِّثنا عن عصائب أهل الحق وكتائب‬ ‫حزب اللـه باختصار‪ ،‬ما الفرق بينهما؟‬ ‫سسا؟‬ ‫وكيف تأ َّ‬ ‫سسة؟‬ ‫وما أبرز القيادات المؤ ِّ‬ ‫تأس ْ‬ ‫ّست العصائب باسم‪( ‬أصحاب الكهف)‪ ‬في‬ ‫بداية األمر بعد انتهاء معارك النجف عام‬ ‫‪2004‬م‪ ،‬وكان ذلك لع ّدة أسباب‪ :‬منها قيام‬ ‫االحتالل بالتع ّدي على أمن العراق‪ ،‬واستمراره‬ ‫بغطرسته‪ ،‬ونهب ثروات البالد‪ ،‬والتح ّكم‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫قيس الخزعلي عضو عصائب الحق المعتقل الذي يسعى التنظيم إلى مبادلته برهائن بريطانيين‬

‫بالوضع السياسي‪ ،‬في نفس الوقت الذي ق ّرر‬ ‫السيّد مقتدى الصدر إيقاف العمليات العسكرية‪،‬‬ ‫فانبرى قس ٌم كبير من القيادات الميدانية للمقاومة‬ ‫جانبًا من أجل استمرار المقاومة‪ ،‬فعملنا على‬ ‫ترتيب تشكيالتنا بصورة مستقلّة‪ ،‬وحرصنا‬ ‫على التغيير في أسلوب المقاومة؛ انطالقًا‬ ‫من التجارب التي مررنا بها في المعارك مع‬ ‫االحتالل في عام ‪2004‬م‪ ،‬حيث كنّا أنا وأخي‬ ‫الشيخ قيس الخزعلي مشرفَين عا َّمين على‬ ‫جيش اإلمام المهدي (عجّل اللـه فرجه الشريف)‬ ‫في مقاومته لالحتالل آنذاك‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫كنت أتولى إدارة المعركة‬ ‫ففي النجف األشرف‬ ‫‪42‬‬


‫بروفايل‬ ‫كلية دلهي لالقتصاد‪ .‬ورغم أنه غادر الهند في‬ ‫وقت الحق للتدريس في معهد ماساتشوستس‬ ‫للتكنولوجيا وجامعة كولومبيا‪ ،‬فإن جز ًءا مه ًما‬ ‫من أبحاثه ركزت على االقتصاد في وطنه‪.‬‬ ‫ويبلغ باهجواتي اآلن السادسة والسبعين من‬ ‫العمر‪ ،‬ووضعته إنجازاته على القائمة النهائية‬ ‫من المرشحين لنيل جائزة نوبل في االقتصاد‪.‬‬ ‫وال تعد بحوث باهجواتي جديرة بالثناء‬ ‫لتعمقها فقط‪ ،‬بل تنال االحترام أيضًا‬ ‫اللتزامه بالدفاع عن أفكاره في مواجهة أشد‬ ‫منتقديها‪ .‬ووصف الخبراء كتابه "دفاعًا‬ ‫عن العولمة" بأنه إجابة مفصلة عن األسئلة‬ ‫التي طرحها منتقدو تحرير التجارة‪ .‬وفي‬ ‫مقابلة مع مجلة "ريزون" أوضح باهجواتي‬ ‫أن أحد أهداف الكتاب المهمة هو التصدي‬ ‫للمخاوف التي يشعر بها الناس تجاه العولمة‪.‬‬

‫في كتابه‪ ،‬ينجح باهجواتي في إثبات أن تحرير‬ ‫التجارة يمكن أن تكون له آثار إيجابية على حياة‬ ‫األفراد‪ .‬ومن بين األمثلة العديدة التي يضربها‬ ‫في كتابه "دفاعًا عن العولمة" كيف يساعد‬ ‫تحرير التجارة في تقليص الفجوة بين الجنسين‬ ‫في عدم المساواة في األجور‪ .‬وحين ينجح في‬ ‫إثبات مزايا االقتصاد الكلي من تحرير التجارة‬ ‫وتطمين الجمهور بالشكل الذي يطلبونه من دعاة‬ ‫اإلصالح االقتصادي‪ ،‬يميز باهجواتي نفسه‬ ‫عن غيره من األكاديميين في مجال االقتصاد‪.‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬ربما يكون هذا هو ما جعله أستا ًذا‬ ‫يحظى بشعبية كبيرة في جامعة كولومبيا‪.‬‬ ‫ويوضح الطالب هناك أنه باإلضافة إلى‬ ‫مساهمته في أبحاث عالية المستوى‪ ،‬فإن‬ ‫قدرته على تبسيط النتائج المعقدة هي التي‬ ‫تجعل دروسه مرغوبة جدًا‪ .‬ومثال على هذه‬ ‫المهارة هو مساهمته الحاسمة في نظرية‬ ‫التجارة‪ .‬وإذا كان في مقابالت سابقة قد وصف‬ ‫نظريته بأنها "بسيطة"‪ ،‬فهذا يرجع إلى أن لديه‬ ‫القدرة على استخالص المعلومات الرئيسية‬ ‫من عمليات اقتصادية معقدة بطريقة تجعل‬ ‫استنتاجاته تبدو بديهية‪ .‬وتوضح نظريته أن‬ ‫التجارة الحرة تعرضت النتقادات لفترة طويلة‬ ‫ألن مناصري الحمائية قالوا إن مزايا التجارة‬ ‫الحرة يمكن أن تتواجد فقط عندما تتسم األسواق‬ ‫بالمثالية‪ ،‬أي أنه فقط عندما تعكس األسعار‬ ‫العدد ‪1544‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫ويقول باهجواتي‪" :‬عندما كنت في سياتل‬ ‫في عام ‪ ،1999‬كان هناك نوع من التخبط‬ ‫في كل شيء يتعلق بمحاولة عقد جولة‬ ‫جديدة من المفاوضات التجارية‪ .‬وأدركت‬ ‫أن الناس الذين كانوا يحرضون لم يكونوا‬ ‫مهتمين بمزايا التجارة بالنسبة للدخل القومي‬ ‫واالزدهار‪ ،‬وكانوا يدعون أن العولمة تؤثر‬ ‫سلبًا على القضايا االجتماعية‪ ،‬وكانوا قلقين‬ ‫من أن العولمة تفتقر إلى الوجه اإلنساني"‪.‬‬

‫عندما كنت في سياتل في عام ‪ ،1999‬كان هناك نوع من التخبط وأدركت أن الناس الذين كانوا يحرضون لم يكونوا مهتمين بمزايا التجارة بالنسبة‬ ‫للدخل القومي واالزدهار‪ ،‬وكانوا يدعون أن العولمة تؤثر سلبًا على القضايا االجتماعية‪ ،‬وكانوا قلقين من أن العولمة تفتقر إلى الوجه اإلنساني"‪.‬‬

‫التكاليف االجتماعية الحقيقية فيمكنها أن توجه‬ ‫عملية التخصيص بشكل صحيح‪ .‬وأثبتت‬ ‫أبحاثه أنه بدلاً من استبعاد التجارة عندما ال‬ ‫يكون السوق مثاليًا‪ ،‬فإن ما تستطيع عمله هو‬ ‫"إصالح السوق" بحيث يعكس التكاليف بدقة‪.‬‬

‫سياسية أو أيديولوجية معروفة‪ .‬وبدلاً من ذلك‪،‬‬ ‫قال هذا الرجل المتوهج لصحيفة "نيويورك‬ ‫تايمز"‪ :‬إنه يفضل أن يعتبر نفسه "مصدر‬ ‫إزعاج الجمهور"‪ ،‬أي أنه شخص تحدى‬ ‫السياسات الراسخة واختار األفكار غير التقليدية‪.‬‬

‫وتعتبر قدرة باهجواتي على شرح أبحاثه‬ ‫بطريقة مفهومة بال شك ميزة مهمة لهذا‬ ‫المناصر للتجارة الحرة‪ .‬فمن خالل جعل‬ ‫أبحاثه سهلة التناول‪ ،‬وضع نفسه كساعد أيمن‬ ‫لصانعي السياسات والعديد من المنظمات‬ ‫الدولية المسئولة عن وضع السياسات التجارية‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى موقعه في مجلس العالقات‬ ‫الخارجية وجامعة كولومبيا‪ ،‬يشغل باهجواتي‬ ‫منصب مستشار السياسة االقتصادية للمدير العام‬ ‫التفاقية التجارة الحرة "الجات"‪ ،‬ويعمل أيضًا‬ ‫كمستشار خاص لألمم المتحدة حول العولمة‪،‬‬ ‫ومستشار خارجي لمنظمة التجارة العالمية‪،‬‬ ‫ومستشار أكاديمي لمنظمة "حقوق اإلنسان‬ ‫في آسيا"‪ .‬وكل هذه المناصب تتحدث عن‬ ‫قدرته على التعاون مع قطاع صنع السياسات‪.‬‬

‫ونظ ًرا ألنه يصعب تحديد توجهه السياسي‬ ‫بدقة‪ ،‬ي َّدعي منتقدوه فعال بأن توصياته‬ ‫كاقتصادي متناقضة أيضًا‪ .‬ويشيرون بشكل‬ ‫خاص إلى ابتعاده عن االقتصاد الحر‪،‬‬ ‫ومعارضته لسياسات مثل تطبيق حقوق‬ ‫الملكية الفكرية في بلدان مثل البرازيل والهند‪.‬‬

‫ورغم سمعة باهجواتي باعتباره من طالئع‬ ‫تحرير التجارة‪ ،‬فإنه ال يربط نفسه بأي تسمية‬

‫بيد أن وجهة نظره متسقة وقوية‪ ،‬إذا اعتبرته‬ ‫متمس ًكا بفلسفة نسبية لإلصالح االقتصادي‪.‬‬ ‫ويقول باهجواتي‪ :‬إن الدول المختلفة تضع‬ ‫أولويات مختلفة‪ ،‬واحتياجاتها هي التي ينبغي‬ ‫أن تملي السياسات مثل تطبيق حقوق الملكية‬ ‫الفكرية‪ ،‬بدلاً من االلتزام بسياسات عامة‬ ‫حول هذا الموضوع‪ .‬وأيًا كانت التسمية التي‬ ‫يعطيها أتباع ونقاد البروفسير باهجواتي‪ ،‬كل‬ ‫ما نستطيع أن نتأكد منه أن توصياته للسياسات‬ ‫تقوم على اعتقاد أن الديمقراطية والتجارة الحرة‬ ‫معًا يستطيعان تشجيع كل من النمو واإلصالح‬ ‫االجتماعي‪.‬‬ ‫‪41‬‬


‫بروفايل‬

‫دفا ًعا عن العولمة‬

‫البروفيسور جاديش باهجواتي زعيم النضال من أجل التجارة الحرة‬ ‫تصدر عمل البروفيسور جاديش باهجواتي األبحاث الخاصة بتحرير التجارة‪ .‬ونظ ًرا ألنهم وصفوه بأنه من أكثر أصحاب نظريات التجارة‬ ‫الدولية إبداعًا في جيله‪ ،‬فإن إنجازاته األكاديمية والسياسية جعلت منه زعي ًما للنضال من أجل تجارة حرة‪.‬‬ ‫خالل أوقات األزمات المالية تخضع عملية‬ ‫تحرير التجارة لتدقيق أكثر‪ .‬ويؤدى الخوف‬ ‫من المنافسة خالل األوقات التي يمر فيها‬ ‫السوق بصعوبات في كثير من األحيان‬ ‫إلى ادعاءات تقول بأن فرض الحمائية هو‬ ‫الحل للظروف القاسية الحالية‪ .‬إال أنه في‬ ‫مجال االقتصاد‪ ،‬كرس جاديش باهجواتي‬ ‫حياته المهنية ليثبت أن العكس هو الصحيح‪.‬‬ ‫ونظ ًرا ألنه مستقل بطبعه‪ ،‬يدرك باهجواتي أن‬ ‫طرحه حول سياسات تحرير التجارة ال يحظى‬ ‫بشعبية في بعض األحيان‪ ،‬لكنه ال يخاف أبدًا‬ ‫التعبير عن رأيه في هذا الموضوع‪ .‬ويقول‬ ‫باهجواتي "لقد كنت بمفردي‪ ،‬ولكننى تماسكت‪.‬‬ ‫فعادة ما يتغير العالم"‪ .‬ونظ ًرا ألنه مسلح بالرغبة‬ ‫والتهكم (ال شك أنهما إرث من أيامه التي قضاها‬ ‫في إنجلترا)‪ ،‬تصدر عمل البروفيسور جاديش‬ ‫باجواتى األبحاث الخاصة بتحرير التجارة‪.‬‬ ‫وحيث إنه أصدر أكثر من ثالثمائة منشور حول‬ ‫هذا الموضوع‪ ،‬اشتهر باهجواتي بأطروحاته‬ ‫المختلفة حول مزايا تحرير التجارة‪ ،‬وجلب له‬ ‫كتابه األخير "دفاعًا عن العولمة" إشادة دولية‪.‬‬ ‫غير أن البروفيسور باهجواتي ليس مجرد أستاذ‬ ‫أكاديمي ينصح من فوق برج عاجي‪ .‬فباإلضافة‬ ‫إلى منصبه كأستاذ في جامعة كولومبيا‪،‬‬ ‫يعمل باهجواتي‪ ،‬أيضًا‪ ،‬كباحث كبير في‬ ‫االقتصاد الدولي في مجلس العالقات الخارجية‬ ‫األمريكي‪ .‬ونظ ًرا ألنهم وصفوه بأنه من أكثر‬ ‫أصحاب نظريات التجارة الدولية إبداعًا في‬ ‫جيله‪ ،‬فإن إنجازاته األكاديمية والسياسية‬ ‫جعلت منه زعي ًما للنضال من أجل تجارة حرة‪.‬‬ ‫ولد باهجواتي في مومباي في عام ‪،1934‬‬ ‫لكنه واصل دراسته الجامعية في االقتصاد‬ ‫في كلية سانت جون بجامعة كامبردج‪ .‬بعد‬ ‫حصوله على درجته العلمية في عام ‪،1956‬‬ ‫تقدم للحصول على شهادة الدكتوراه في‬ ‫االقتصاد في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا‬ ‫في الواليات المتحدة‪ .‬وحين حصل على‬ ‫درجة الدكتوراه عاد إلى بلده األصلي‪ ،‬الهند‪،‬‬ ‫للتدريس في معهد اإلحصاء الهندي‪ ،‬وفى‬ ‫‪ 05‬فبراير ‪2010‬‬

‫‪40‬‬


‫شخصيات‬ ‫بروفايل‬

‫حوار‬

‫دفا ًعا‬

‫عن العولمة‬

‫البروفيسور جاديش باهجواتي‬

‫العدد ‪1544‬‬

‫‪39‬‬



‫الغالف‬ ‫قصةقضايا‬

‫‪© Getty Images‬‬ ‫إضطرت معظم الدول الغربية إلي دعم بنوكها ومؤسساتها المالية‬ ‫الكبري لتتمكن من مواجهة األزمة و تأثيرها‬

‫االتحاد األوروبي التعليق الفاعل للقواعد‬ ‫الخاصة بالمساعدات الحكومية‪ ،‬والتي قيدت‬ ‫منافسة الدول األخرى األعضاء‪ .‬وتم نسيان‬ ‫جدول أعمال لشبونة إلصالحات السوق‬ ‫لتعزيز القدرة التنافسية لالتحاد األوروبي‪،‬‬ ‫وهى واحدة من الخسائر الكبيرة لألزمة‪.‬‬ ‫وخارجيًا‪ ،‬تتخذ السياسة التجارية موقفًا‬ ‫دفاعيًا‪ .‬وباستثناء اتفاقية التجارة الحرة‬ ‫مع كوريا الجنوبية (لم يتم التصديق عليها‬ ‫بعد)‪ ،‬تعتبر المفاوضات التجارية عالقة‪.‬‬ ‫صحيح أن االتحاد األوروبي لم يزد الحمائية‬ ‫التقليدية بصورة ملحوظة (مثل التعريفات‬ ‫الجمركية وحواجز غير جمركية بسيطة)‪،‬‬ ‫ولكن هناك دالئل على الحمائية التنظيمية‪،‬‬ ‫خصوصًا على معايير المنتجات (ويتعلق‬ ‫بعضها بجدول أعمال االتحاد األوروبي حول‬ ‫تغير المناخ)‪ .‬وأخي ًرا‪ ،‬تمنح معاهدة لشبونة‬ ‫البرلمان األوروبي قوة أكبر في مجال‬ ‫السياسة التجارية لالتحاد األوروبي‪ .‬وربما‬ ‫تعقد القوى المشككة بالسوق ومناصرو‬ ‫القضية الواحدة في البرلمان األوروبي عملية‬ ‫صنع القرار وتدير نتائج السياسات في اتجاه‬ ‫المزيد من الحمائية‪.‬‬ ‫وماذا عن الصين؟ توقفت عملية تحرير‬ ‫التجارة منذ عام ‪ 2006‬تقريبا‪ ،‬استجابة‬ ‫إلجراءات أكثر ميلاً للسياسات الصناعية‬ ‫لتعزيز قطاعات مختارة‪ ،‬و"الشركات‬ ‫الوطنية العمالقة"‪ ،‬وهى الشركات المملوكة‬ ‫للدولة بشكل أساسي‪ .‬وتدعم استجابة الصين‬ ‫لألزمات القطاع العام وسلطة الدولة على‬ ‫حساب القطاع األهلي‪ .‬ونجحت استجابة‬ ‫الصين في إيقاف تباطؤ النمو في عام ‪،2009‬‬ ‫ولكنها تؤدي إلى تفاقم حد الصين الهيكلي من‬ ‫االستثمار المفرط ونقص االستهالك‪ .‬وتأخذ‬ ‫آليات القيادة والرقابة في الصين إصالحات‬ ‫العدد ‪1544‬‬

‫هناك اعتقاد سائد بأن نظرية كينز االقتصادية تصلح على المستوى المحلي‪ ،‬ونظرية سميث تصلح على المستوى الخارجي‬

‫ويتمثل التحدي على المدى‬ ‫القصير في إيقاف االنزالق إلى‬ ‫خيار الحكومة الضخمة في‬ ‫الداخل والحمائية المتصاعدة‬ ‫في الخارج‪ .‬ويكمن التحدي على‬ ‫المدى المتوسط؛ في العودة‬ ‫إلى المسار الصحيح مع تحرير‬ ‫التجارة واالستثمار األجنبي‬ ‫المباشر إلى جانب اإلصالحات‬ ‫الهيكلية المحلية‬ ‫السوق إلى الوراء‪ .‬وهناك خطر حقيقي يتمثل‬ ‫في أن يؤدي فائض قدرة التصنيع الضخم إلى‬ ‫تقلص أسواق التصدير في أوروبا وأمريكا‬ ‫الشمالية‪ ،‬وبالتالي يؤدي إلى مطالبات بردة‬ ‫فعل عن طريق فرض الحمائية ضد الصين‪.‬‬ ‫والجدير باإلطراء؛ أن القيادة في بكين‬ ‫لم تفاقم األمر أثناء األزمة‪ ،‬ولم تلجأ إلى‬ ‫المذهب المركنتلي التجاري العدواني‪ .‬ولكن‬ ‫التجارة المعطلة وتحرير االستثمار األجنبي‬ ‫المباشر وغياب اإلصالحات الهيكلية الداخلية‬ ‫وتصاعد الحماية تهدد بتوترات تجارية في‬ ‫المستقبل‪.‬‬ ‫وماذا بعد؟‬ ‫فتحت األزمة االقتصادية العالمية الباب أمام‬ ‫عصر جديد من الحكومة الضخمة‪ .‬وعاد‬ ‫االقتصاد الكلي الذي نصح به "كينز" في‬

‫ثوب جديد‪ ،‬وكذلك اقتصاديات الرفاهية التي‬ ‫نصح بها آرثر "بيجو" – وهى التدخالت‬ ‫الجزئية إلصالح إخفاقات السوق المزعومة‪.‬‬ ‫وتتصاعد عقلية الهندسة االجتماعية –‬ ‫وهى االعتقاد بأن العقول التكنوقراطية‬ ‫المتفوقة تستطيع حل المشكالت االجتماعية‬ ‫واالقتصادية المعقدة عن طريق التدخالت‬ ‫المستهدفة‪ .‬أهال بكم في عالم برؤية السيد‬ ‫بنثام‪ .‬وهو عالم هيوم وسميث وحايك – وهو‬ ‫االعتقاد بأن الحكومات ال تمتلك ما يكفي‬ ‫من المعرفة "لتهذيب" النتائج عن طريق‬ ‫أنظمة موصوفة مفصلة؛ وأنها "تفشل" من‬ ‫خالل أخطاء اإلنسان‪ ،‬والضغط السياسي‬ ‫والفساد‪ .‬وبالتالي‪ ،‬ينبغي أن تتجه التنظيمات‬ ‫إلى جانب الحيطة والحذر في السماح‬ ‫لألسواق بأن تعمل على نحو فاعل – وهو‬ ‫أمر يحظى بقبول أقل في الوقت الراهن‪.‬‬ ‫ويتمثل التحدي على المدى القصير في إيقاف‬ ‫االنزالق إلى خيار الحكومة الضخمة في‬ ‫الداخل والحمائية المتصاعدة في الخارج‪.‬‬ ‫ويكمن التحدي على المدى المتوسط؛ في‬ ‫العودة إلى المسار الصحيح مع تحرير‬ ‫التجارة واالستثمار األجنبي المباشر إلى‬ ‫جانب اإلصالحات الهيكلية المحلية‪ .‬وهي‬ ‫في المقام األول‪ ،‬عمل أحادي من جانب‬ ‫الحكومات والمنافسة فيما بينها‪ .‬ويمكن‬ ‫تعزيز هذا األمر بالتعاون الدولي في‬ ‫السياسات داخل منظمة التجارة العالمية‪،‬‬ ‫ومجموعة العشرين وغيرها من المحافل‬ ‫الدولية‪ ،‬ولكن ال يمكن توقع الكثير من آليات‬ ‫الحوكمة العالمية البطيئة‪.‬‬ ‫مدير مساعد المركز األوربي‬ ‫لالقتصاد السياسي الدولي ببروكسل‬ ‫‪37‬‬


‫الغالف‬ ‫قصةقضايا‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫االتحاد االوربي يتخذ موقفا دفاعيا لمواجهة األزمة‬

‫المنتج الوطني"‪ .‬واألمر الثالث هو؛ القيود‬ ‫المفروضة على العمال المهاجرين‪ .‬والرابع؛‬ ‫هو القيود المفروضة على االستثمار األجنبي‬ ‫المباشر أو شعار "االستثمار الوطني"‪.‬‬ ‫واألمر الخامس هو؛ حمائية المعايير‪ .‬وتشير‬ ‫التقارير المتواترة إلى تطبيق أكثر صرامة‬ ‫لمعايير التقنية والسالمة الغذائية على‬ ‫الواردات منذ بدء األزمة‪ .‬ولكن جدول أعمال‬ ‫تغير المناخ من المقرر أن يكون حصان‬ ‫طروادة بالنسبة لمعايير الحمائية الجديدة‪.‬‬ ‫فبسبب أن خطط تجارة االنبعاثات‪ ،‬خاصة في‬ ‫الواليات المتحدة واالتحاد األوروبي‪ ،‬سوف‬ ‫تفرض تكاليف كبيرة على القطاعات ذات‬ ‫االستهالك الكثيف للطاقة محليًا‪ ،‬فمن المتوقع‬ ‫أن يزيد الضغط لفرض تكاليف مماثلة على‬ ‫عال من الكربون‬ ‫إنتاج أرخص ذي استهالك‬ ‫ٍ‬ ‫في أماكن أخرى ال تخضع لسياسات خفض‬ ‫الكربون‪ .‬ومن ثم يطل شبح العقوبات التجارية‬ ‫على الدول التي تستهلك أكثر من نصيبها‬ ‫العادل من الموارد الحكومية أو تتحمل أقل من‬ ‫نصيبها العادل من تكاليف اإلنتاج؛ خصوصًا‬ ‫الصين‪ .‬وتم التهديد بفرض "تعريفات على‬ ‫الكربون"‪ .‬ولكن حمائية تغير المناخ يمكن‬ ‫أن تشمل أيضًا "إعانات خضراء" والتي‬ ‫تنطوي على تمييز في صالح المنتجين‬ ‫المحليين وجميع أنواع المعايير التمييزية‪.‬‬ ‫ويجب أن يعود الفضل في كبح الحمائية‬ ‫التقليدية إلى األسواق والعولمة‪ ،‬وليس‬ ‫لمؤتمرات القمة والتملق في مجموعة دول‬ ‫العشرين ومنظمة التجارة العالمية وغيرها‬ ‫من المحافل الدولية‪ .‬فقد حنثت مجموعة دول‬ ‫العشرين تباعًا بتعهداتها بعدم زيادة الحمائية‪.‬‬ ‫وتتسم ضوابط منظمة التجارة العالمية‬ ‫على البلدان النامية‪ ،‬وحتى على التعريفات‬ ‫‪ 05‬فبراير ‪2010‬‬

‫انكمشت تدفقات رأس المالي‬ ‫الدولي بنسبة ‪ 82%‬في عام‬ ‫‪ ،2008‬وانكمش الثراء العالمي‬ ‫بمقدار ‪ 29‬تريليون دوالر أمريكي‬ ‫في عام ‪ 2008‬والنصف األول‬ ‫من عام ‪2009‬‬ ‫الملزمة‪ ،‬بالضعف الشديد‪ .‬وبدال من ذلك‪،‬‬ ‫فرض تكامل السوق العالمي ضوابط تلقائية‬ ‫على الحكومات والشركات‪ .‬وهم يدركون‬ ‫أن الحماية المباشرة ترفع تكلفة األعمال‬ ‫التجارية‪ ،‬وتدعو لالنتقام‪ ،‬وتستبعدهم من‬ ‫االستفادة من مزايا العولمة وتضر بالثروة‬ ‫والرفاهية في الداخل‪.‬‬ ‫واألمر الذي يدعو لمزيد من القلق هو؛‬ ‫الحمائية التنظيمية غير التقليدية المتوقعة‬ ‫مستقبلاً ‪ ،‬وتتراوح ضوابط منظمة التجارة‬ ‫العالمية عليها بين الضعيفة إلى غير‬ ‫الموجودة‪ .‬ويتمثل الخطر‪ ،‬إن لم يتم احتواؤه‪،‬‬ ‫في أن هذا النوع من الحمائية سوف ينتشر‬ ‫تدريجيًا ليغطي مساحات أكبر من التجارة‬ ‫الدولية‪ .‬وهذا هو ما حدث خالل عقد‬ ‫السبعينيات وهو ما يدعو للقلق‪.‬‬ ‫استعراض القوات‬ ‫ننتقل اآلن إلى الالعبين الرئيسيين في مجال‬ ‫السياسة التجارية لنرى كيف استجابوا‬ ‫لألزمة‪ .‬ونبدأ بالواليات المتحدة؛ حيث يحظى‬ ‫الرئيس أوباما بقوى كبيرة تدعم الحمائية‬

‫داخل معسكره‪ ،‬وال سيما بين الديمقراطيين‬ ‫في الكونجرس والعمل المنظم‪ .‬وتدل‬ ‫تصرفاته حتى اآلن على العمل المتوازن‪،‬‬ ‫فهي تفسح المجال تارة أمام قوى الحمائية‬ ‫المحلية‪ ،‬ولكنها تمتص تأثيرها وتحافظ‬ ‫على انفتاح األسواق تارة أخرى‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫يعد النهج العام لهذه اإلدارة دفاعيًا‪ ،‬وتأتى‬ ‫السياسة التجارية في أسفل قائمة أولوياتها‪.‬‬ ‫وقبل كل شيء‪ ،‬ال تقود اإلدارة مبادرات‬ ‫بفتح األسواق‪ ،‬ويبدو الرئيس غير ميال تما ًما‬ ‫لمواجهة مؤيديه النقابيين ومناصري الحمائية‬ ‫في الكونجرس‪ .‬وليس هذا أم ًرا مده ًشا‪:‬‬ ‫فاإلدارة اليسارية الليبرالية التي تخضع لتدخل‬ ‫محلي من اليسار واليمين والوسط ليست ذلك‬ ‫النوع من اإلدارة التي تنقل المعركة إلى‬ ‫مناصري الحمائية في الداخل وتقود تعاونًا‬ ‫دوليًا لفتح األسواق في جميع أنحاء العالم‪.‬‬ ‫وإليكم أخبار سيئة‪ :‬تلغي الواليات المتحدة‬ ‫دورها القيادي التقليدي في التجارة العالمية‪.‬‬ ‫وهى تترك فرا ًغا عالميًا‪ ،‬ألنه ليس هناك قائد‬ ‫بديل ليقيم تعاونًا دوليًا ويحتوي الحمائية‪،‬‬ ‫ويفتح األسواق ويعزز القواعد متعددة‬ ‫األطراف‪ .‬وال يصلح االتحاد األوروبي‬ ‫أو الصين أو أي طرف آخر لهذا الدور‪.‬‬ ‫ويقف االتحاد األوروبي أيضا موقفًا‬ ‫دفاعيًا‪ .‬وبصفة عامة‪ ،‬عندما ينفتح السوق‬ ‫الموحد ويتكامل‪ ،‬تصبح السياسة التجارية‬ ‫لالتحاد األوروبي أكثر تطلعًا ومبادرة‪.‬‬ ‫وعندما يتعرض السوق األحادي لضغط‬ ‫من الحمائية الداخلية‪ ،‬تتحول السياسة‬ ‫التجارية لالتحاد األوروبي إلى االنكفاء‬ ‫على نفسها وتفسح المجال للحمائية ضد‬ ‫الغرباء‪ .‬وهذا هو الوضع اليوم تقريبًا‪.‬‬ ‫وشملت االستجابة الوطنية لألزمات داخل‬ ‫‪36‬‬


‫الغالف‬ ‫قصةقضايا‬ ‫والثمانينيات‪.‬‬ ‫وعلى عكس نمط الحمائية في عقد الثالثينيات‪،‬‬ ‫لم يكن هذا إعالنًا صريحًا بحرب تجارية ضد‬ ‫ارتفاع الرسوم الجمركية والحصص ذات‬ ‫الحد األقصى والضوابط الصارمة للصرف‬ ‫األجنبي‪ .‬ولكن الحمائية الجديدة كانت بمثابة‬ ‫حواجز أكثر دقة وذكا ًء‪ ،‬وال تفرض تعريفات‬ ‫جمركية وذلك بوسائل مختلفة منها "القيود‬ ‫االختيارية على الصادرات" و"تدابير السوق‬ ‫المنظم" والدعم وقيود عمليات الشراء على‬ ‫القطاع العام ومتطلبات شاقة من المعايير‪ .‬ولم‬ ‫تخرج هذه اإلجراءات عن نطاق السيطرة‪،‬‬ ‫بل تكشفت ببطء ودهاء‪ ،‬واستمرت ألكثر‬ ‫من عقد ونصف العقد‪ .‬كما أنها كونت فائضًا‬ ‫في عدة قطاعات صناعية‪ ،‬وربما أ ّخرت‬ ‫االنتعاش االقتصادي العالمي والعولمة‪ .‬وهذا‬ ‫هو الخطر الذي يواجهنا اليوم‪ ،‬وإن لم يكن‬ ‫بنفس الصورة القاسية مثل عقد الثالثينيات‪.‬‬ ‫الحمائية الجديدة‬ ‫ربما تكون المفاجأة الكبرى؛ أن العالم لم‬ ‫يندفع بقوة نحو الحمائية كرد فعل لألزمة‪.‬‬ ‫فوفقًا لمنظمة التجارة العالمية‪ ،‬بدأت التدابير‬ ‫التجارية الجديدة منذ بدء األزمة في التأثير‬ ‫على ‪ 1%‬من التجارة العالمية في السلع‬ ‫كحد أقصى‪ .‬وتتركز الحمائية الجديدة في‬ ‫القطاعات التي تمتعت بالحماية منذ فترة‬ ‫طويلة مثل‪ :‬المنسوجات والمالبس واألحذية‬ ‫والحديد والصلب واإللكترونيات االستهالكية‬ ‫والزراعة‪ .‬وتمت زيادة تدابير وقائية جديدة‬ ‫لمكافحة اإلغراق‪ ،‬والتحقيقات في الرسوم‬ ‫التعويضية‪ ،‬لكنها ال تزال تؤثر على حصة‬ ‫ضئيلة من التجارة العالمية‪ .‬وال يزال نحو‬ ‫ثلث التدابير التجارية الجديدة متحررة‪.‬‬ ‫غير أن "إنذار التجارة العالمية" يرسم‬ ‫صورة أكثر إثارة للقلق‪ .‬ويرصد المؤشر ما‬ ‫ال يقل عن ‪ 297‬إجرا ًء تجاريًا تمييزيًا منذ‬ ‫نوفمبر‪/‬تشرين ثان‪ ،‬لعام ‪ .2008‬وإجراءات‬ ‫الحمائية الجديدة آخذة في االرتفاع‪ .‬ويقدر‬ ‫المؤشر أن ثلث تدابير الحمائية الجديدة‬ ‫يشمل إنقا ًذا للخدمات المالية‪ ،‬والسيارات‬ ‫وغيرها من القطاعات‪ .‬وهكذا توازن األخبار‬ ‫الجيدة عن الحمائية "التقليدية" المعتدلة‬ ‫جدًا (والمتمثلة أساسًا في حواجز الحدود‬ ‫بين الدول) تقابلها دالئل مقلقة لحمائية‬ ‫غير تقليدية وهي حمائية ما وراء الحدود‪.‬‬ ‫وعلى رأس قائمة هذه التدابير األخيرة‪ ،‬يأتي‬ ‫"النظام المركنتلي التجاري" (والذي يعني‬ ‫تزايد الضغوط على البنوك والمؤسسات‬ ‫المالية لالنسحاب من األنشطة التجارية‬ ‫العالمية والتركيز على األسواق المحلية)‪.‬‬ ‫العدد ‪1544‬‬

‫وفى جانب واحد منها يجيء الضغط الحكومي‬ ‫في الداخل على المصارف التي تم إنقاذها‬ ‫لكي "تقدم قروضها في الداخل"‪ ،‬أي تقدم‬ ‫قروضها داخل الدولة على حساب القروض‬ ‫الخارجية (من خالل الفروع األجنبية مثلاً )‪.‬‬ ‫والجانب الثاني هو؛ ضغط الحكومات‬ ‫المحلية والمنظمين لتركيز مزيد من األنشطة‬ ‫التجارية المالية داخل الدولة‪ ،‬مع فرض قيود‬ ‫على التجارة عبر الحدود‪ .‬وأخي ًرا‪ ،‬ربما‬ ‫تنتهي المقترحات التنظيمية في نهاية المطاف‬ ‫بإقامة حاجز وقائي حول المصارف العمالقة‬ ‫التي تعتبر "أكبر من أن تتركها الدولة‬

‫لتفشل"‪ ،‬مع وجود آثار مزعجة على المنافسة‬ ‫العالمية‪ ،‬باإلضافة إلى المخاطر المعنوية‪.‬‬ ‫وتوجد وسائل أخرى غير تقليدية للحمائية تم‬ ‫إدخالها في أعقاب األزمة‪ .‬وهى أولاً ‪ ،‬أشكال‬ ‫الدعم الصناعي‪ .‬ويذهب القدر األكبر من‬ ‫هذا الدعم إلى صناعة السيارات‪ .‬كما يذهب‬ ‫الدعم المباشر إلى الشركات المحلية‪ ،‬وربما‬ ‫يتعارض بشكل واضح مع ضوابط منظمة‬ ‫التجارة العالمية بشأن الدعم المشوه للتجارة‪.‬‬ ‫األمر الثاني هو؛ القيود المفروضة على‬ ‫الشراء أمام القطاع العام أو شعار "اشتر‬ ‫‪35‬‬


‫الغالف‬ ‫قصةقضايا‬

‫الصين كانت في مقدمة الدول األسيوية التي تعافت لكن ربما‬ ‫يكون لألزمة متاعب قد تظهر في المستقبل‬

‫صندوق النقد الدولي توقع لمستقبل االقتصاد العالمي‪ ،‬أن يشهد‬ ‫تراجعًا نسبته ‪ %1.1‬إلجمالي الناتج العالمي في عام ‪2009‬‬

‫الدولية تراجعًا دوليًا في وفود السائحين‬ ‫بنسبة ‪ 3%-2‬في عام ‪ .2009‬التجارة‬ ‫واالقتصاد‬ ‫أحدثت األزمة االقتصادية العالمية تحو لاً‬ ‫كبي ًر ا في األفكار والسياسات ضد األسواق‬ ‫الحرة ولصالح التدخل الحكومي‪ .‬والتدخل في‬ ‫األزمات تجلى في جانبين أساسيين‪ :‬أولهما‬ ‫اإلنقاذ المالي الضخم خصوصًا الخدمات‬ ‫المالية على سبيل المثال وليس الحصر؛‬ ‫وثانيهما اتفاقيات التحفيز المالي التي ترتبط‬ ‫عادة بسياسات نقدية مرنة وغير تقليدية‪.‬‬

‫واالقتصاد الجزئي وسياسة اإلنقاذ المالي‬ ‫وسياسات االقتصاد الكلي القائم على التبذير‪،‬‬ ‫أمر يثير األعصاب على أقل تقدير‪ .‬فمن‬ ‫السذاجة البالغة أن ننتظر من تلك اإلجراءات‬ ‫أن تكون فاعلة في نفس الوقت الذين يتم‬ ‫فيه تجنب التدخل الحكومي واإلسراف في‬ ‫اإلنفاق والتخصيصات طويلة األمد‪ .‬وهذا‬ ‫من شأنه أن يقلل من تحفيز القطاع األهلي‬ ‫لالدخار واالستثمار والتجديد واالبتكار‪ .‬كما‬ ‫أنه سيحد من المنافسة ويرفع من التكاليف‬ ‫أمام المشروعات واألعمال والمستهلكين‪.‬‬

‫ولم تتمكن الحكومات من تجنب اإلنقاذ المالي‬ ‫للبنوك في ظل الظروف شديدة الصعوبة‬ ‫أواخر عام ‪ .2008‬كما أنها لم تستطع تجنب‬ ‫السياسات النقدية المرنة لضخ جرعة كبيرة‬ ‫من السيولة‪ .‬ولكن ثمة جد لاً واسعًا حول ما‬ ‫إذا كان ضخ كميات هائلة من األموال من‬ ‫جانب الحكومة أم ًر ا ضروريًا‪ .‬فهناك من‬ ‫يشكك في فاعلية "المضاعف المالي لكينز"‬ ‫خصو صًا في االقتصادات المفتوحة المعقدة‬ ‫(التي يتسرب منها بعض الطلب اإلضافي‬ ‫إلى الخارج من خالل الواردات)‪ .‬وتعاظم‬ ‫الدين العام سوف يكون معناه مزيدًا من‬ ‫الضرائب وأسعار مرتفعة للفائدة إضافة‬ ‫إلى مخاطر التضخم‪ .‬ومن بين األضرار‬ ‫المصاحبة أيضًا زيادة تكلفة رأس المال‪.‬‬

‫وهناك اعتقاد سائد بأن نظرية كينز االقتصادية‬ ‫تصلح على المستوى المحلي‪ ،‬ونظرية سميث‬ ‫تصلح على المستوى الخارجي‪ .‬صحيح أن‬ ‫هناك حاجة إلى تدخالت حكومية أكبر سوا ًء‬ ‫على مستوى االقتصاد الجزئي أو الكلي‬ ‫داخل البالد لتحفيز التعافي والحفاظ على‬ ‫االستقرار االجتماعي‪ ،‬ومن ثم منع االنزالق‬ ‫نحو الحمائية‪ .‬لكن هذا ينبغي أن يسير جنبًا‬ ‫إلى جنب مع االنفتاح على األسواق األجنبية‪،‬‬ ‫األمر الذي يتطلب تنسيقًا قويًا للسياسة‬ ‫الدولية (التي يطلق عليها أحيانًا "الحوكمة‬ ‫العالمية")‪ .‬وتقوم هذه الفكرة على أساس‬ ‫التناقض‪ .‬فالحكومات الكبرى على المستوى‬ ‫المحلي سوف تتجه حت ًما نحو الحمائية‪ ،‬نتيجة‬ ‫لقوتها وقوانينها المقيدة للمنافسة‪ .‬ومن ثم فإن‬

‫نظرية كينز تسري في الداخل والخارج معًا‪.‬‬ ‫فعلى أية حال‪ ،‬لم يتجه كينز للحمائية في‬ ‫فترة الثالثينيات بهدف جعل السياسة المالية‬ ‫الناشطة تعمل في بيئة اقتصادية منغلقة‪.‬‬ ‫ومن الشائع اآلن عقد مقارنات بين األزمة‬ ‫الحالية والكساد الكبير في فترة الثالثينيات‪.‬‬ ‫لكن هذا األمر يكون مضللاً أحيانًا‪ ،‬فسرعان‬ ‫ما ظهر االتجاه نحو حماية التجارة في أعقاب‬ ‫الهبوط الحادث في أسواق وول ستريت‪،‬‬ ‫وانقسم العالم إلى كتل تجارية متحاربة‪ .‬وهذا‬ ‫لم يحدث اليوم ومن غير المحتمل أن يحدث‬ ‫قريبًا‪.‬‬

‫أوباما يبدو أقل ميال لمواجهة مؤيدي اإلجراءات الحمائية‬

‫‪ 05‬فبراير ‪2010‬‬

‫ولكن المقارنة األنسب تكون مع عقد‬ ‫السبعينيات‪ .‬ففي هذه الفترة‪ ،‬تسببت سلسلة‬ ‫من الصدمات في مزيد من التدخل الحكومي‪.‬‬ ‫وتم إدخال لوائح منظمة في سوق العمل‬ ‫وسوق رأس المال‪ ،‬باإلضافة إلى الدعم‬ ‫وحزم التحفيز المالي وضوابط األسعار‬ ‫واألجور‪ .‬وتسببت هذه التدابير في تفاقم‬ ‫األزمات األولية وأطالت فترة الركود‪ .‬لكنها‬ ‫أيضًا أوجدت الحمائية‪ .‬وطالبت كل مجال‬ ‫وراء اآلخر بالحماية من المنافسة األجنبية‪،‬‬ ‫نظ ًرا لتمتعها بدعم الحكومة داخل الدولة‪.‬‬ ‫وكانت النتيجة؛ ظهور الحمائية "الجديدة"‬ ‫و"التجارة المدارة" خالل عقدي السبعينيات‬ ‫‪34‬‬


‫قضايا‬

‫بشكل هائل واندمجت في االقتصاد العالمي‬ ‫في فترة الثمانينيات والتسعينيات مع ظهور‬ ‫االقتصادات المستقلة لدول االتحاد السوفيتي‬ ‫السابق‪ ،‬بد ًءا من أوائل فترة التسعينيات‪.‬‬ ‫وانخفضت معدالت التعريفات الجمركية في‬ ‫الدول النامية من حوالي ‪ 30%‬في عام ‪1985‬‬ ‫إلى ما يزيد قليلاً على ‪ 10%‬في عام ‪.2005‬‬ ‫تراجع العولمة‬ ‫إن األزمة االقتصادية التي اندلعت في‬ ‫سبتمبر‪ /‬أيلول من عام ‪ ،2008‬ح ّولت الساحة‬ ‫السياسية واالقتصادية العالمية المزدهرة إلى‬ ‫محيط أكثر سو ًءا‪ .‬فقد أعقبها انكماش حاد‬ ‫في النمو العالمي زادت من حدته انكماشات‬ ‫أشد في التجارة واالستثمار األجنبي‬ ‫المباشر وغير ذلك من قنوات العولمة‪.‬‬ ‫وعانى العالم أسوأ مرحلة من مراحل‬ ‫تراجع العولمة منذ الحرب العالمية الثانية‪.‬‬ ‫واالنكماشات في النمو واإلنتاج الصناعي‬ ‫والتجارة وصلت ذروتها مع االقتراب من‬ ‫منتصف عام ‪ 2009‬مما أعاق التعافي‪.‬‬ ‫وبحلول نهاية العام‪ ،‬ظل التعافي ضعيفًا‬ ‫وغير مؤكد بالنسبة للغرب‪ ،‬في حين تعافت‬ ‫آسيا سريعًا‪ .‬وكانت الصين في مقدمة الدول‬ ‫اآلسيوية التي تعافت مما ساعد بلدان شرق‬ ‫العدد ‪1544‬‬

‫آسيوية أخرى على الخروج من األزمة‪،‬‬ ‫وتعافت الهند بسرعة أيضًا‪ .‬ومن ثم فإنه يبدو‬ ‫أن األزمة زادت من سرعة تحول الجاذبية‬ ‫االقتصادية نحو الشرق‪ .‬فقد أحيت التفاؤل في‬ ‫آسيا الذي يتعارض بشدة مع تشاؤم الغرب‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬يظل مستقبل االقتصاد العالمي غير‬ ‫واضح بشكل مؤكد‪ ،‬وربما يتعرض إلى فترات‬ ‫اضطراب قادمة ال يمكن آلسيا أن تنجو منها‪.‬‬ ‫وعالوة على ذلك‪ ،‬فإن استجابة الغرب وآسيا‬ ‫– خصوصًا الصين – لألزمة تختزن الكثير‬ ‫من المتاعب (وأكثرها سيظهر مستقبلاً )‪.‬‬ ‫ولتسليط المزيد من الضوء على تراجع‬ ‫العولمة بسبب األزمة‪ ،‬فإن صندوق النقد‬ ‫الدولي توقع لمستقبل االقتصاد العالمي‪ ،‬أن‬ ‫يشهد تراجعًا نسبته ‪ 1.1%‬إلجمالي الناتج‬ ‫العالمي في عام ‪ ،2009‬وهذا التراجع‬ ‫ناتج عن تراجع نسبته ‪ 3.4%‬في الدول‬ ‫المتقدمة وزيادة نسبتها ‪ 1.7%‬في الدول‬ ‫النامية‪ .‬كما توقع بنك التنمية اآلسيوية نم ًوا‬ ‫نسبته ‪ 4%‬في آسيا النامية في عام ‪،2009‬‬ ‫ليصل إلى ما نسبته ‪ 6.4%‬تقريبًا في عام‬ ‫‪ .2010‬ومن المتوقع أن تحقق الصين نم ًوا‬ ‫يقدر بـ ‪ 8%‬أو أعلى من ذلك‪ ،‬وأن تحقق‬ ‫الهند نم ًوا يقدر بـ ‪ 6%-5‬في عام ‪.2009‬‬ ‫وكان تراجع العولمة أكثر استئسادًا في‬

‫القطاع المالي‪ .‬فقد انكمشت تدفقات رأس‬ ‫المالي الدولي بنسبة ‪ 82%‬في عام ‪،2008‬‬ ‫وانكمش الثراء العالمي بمقدار ‪ 29‬تريليون‬ ‫دوالر أمريكي في عام ‪ 2008‬والنصف‬ ‫األول من عام ‪ .2009‬وتوقع صندوق النقد‬ ‫الدولي انكما ًشا لحجم التجارة الدولية في‬ ‫السلع والخدمات بنسبة ‪ 11.9%‬في عام‬ ‫‪ ،2009‬نتيجة النكماش يقدر بـ ‪ 14%‬في‬ ‫االقتصادات المتقدمة و‪ 7%‬في االقتصادات‬ ‫النامية‪ .‬ويتركز هذا االنكماش في تجارة‬ ‫السلع المرتبطة بشكل وثيق بانهيار اإلنتاج‬ ‫الصناعي العالمي خالل الربع األخير من‬ ‫عام ‪ ،2008‬والربع األول من عام ‪.2009‬‬ ‫وعانت أجزاء من تجارة الخدمات بالمثل‬ ‫خصوصًا النقل (المرتبط بتجارة السلع)‪،‬‬ ‫والخدمات المالية والسياحة‪ .‬ولكن الخدمات‬ ‫األخرى خصوصًا الخدمات العملية‬ ‫والمتخصصة كانت أكثر قدرة على التعافي‪،‬‬ ‫حتى إنها سجلت نم ًوا وإن كان متواضعًا‪.‬‬ ‫ووفقًا لمؤتمر األمم المتحدة للتجارة والتنمية‪،‬‬ ‫تراجع االستثمار األجنبي العالمي المباشر‬ ‫بنسبة ‪ 15%‬في عام ‪ ،2008‬ومن المتوقع أن‬ ‫يتراجع بمقدار الثلث أيضًا (إلى ‪ 1.2‬تريليون‬ ‫دوالر أمريكي) في عام ‪ .2009‬كما توقع‬ ‫مؤتمر األمم المتحدة تراجعًا في تحويالت‬ ‫المهاجرين النقدية إلى بلدانهم بنحو ‪8%-5‬‬ ‫في عام ‪ .2009‬وتتوقع منظمة السياحة‬ ‫‪33‬‬


‫قضايا‬

‫عودة كينز‬

‫هل تنقذ الحمائية العالم من آثار األزمةاالقتصادية؟‬

‫إن المقارنة األنسب تكون بين األزمات االقتصادية التي يشهدها العالم اليوم‪ ،‬وما حدث خالل فترة السبعينيات‪.‬‬ ‫حيث تسببت سلسلة من الصدمات في مزيد من التدخل الحكومي‪ ،‬باإلضافة إلى الدعم والتحفيز المالي وضوابط‬ ‫األسعار واألجور ‪ .‬وفي الوقت الحالي فتحت األزمة االقتصادية العالمية الباب أمام عصر جديد من الحكومة‬ ‫الضخمة‪ .‬وعاد االقتصاد الكلي الذي نصح به "كينز" في ثوب جديد‪ ،‬وكذلك اقتصاديات الرفاهية التي نصح بها‬ ‫آرثر "بيجو" – وهى التدخالت الجزئية إلصالح إخفاقات السوق المزعومة‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫يجب أن يعود الفضل في كبح الحمائية التقليدية إلى األسواق والعولمة‪ ،‬وليس لمؤتمرات القمة والتملق في مجموعة دول العشرين ومنظمة التجارة العالمية‬ ‫وغيرها من المحافل الدولية‪ .‬فقد حنثت مجموعة دول العشرين تباعًا بتعهداتها بعدم زيادة الحمائية‪.‬‬

‫كان عام ‪ ،2009‬هو عام ُّ‬ ‫تأزم التجارة الدولية‬ ‫التي عانت أشد درجات الهبوط والتراجع منذ‬ ‫فترة الثالثينيات‪ .‬وعادت الحمائية مما أحدث‬ ‫تغيي ًرا في االتجاه نحو تحرير التجارة الذي‬ ‫استمر ما يقرب من ثالثة عقود‪ .‬ولكن على‬ ‫عكس ما كان متوقعًا‪ ،‬فإن الحمائية لم تعد‬ ‫كردة فعل‪ ،‬وإنما تسللت إلى السطح بطرق‬ ‫شديدة الدقة والخفاء‪ .‬ومن ثم فإنه قد حان‬ ‫الوقت للنظر في السياسات التجارية عقب‬ ‫األزمة والتفكير في مستقبل تلك السياسات‬ ‫مع بداية العقد الثاني من القرن الحالي‪.‬‬ ‫‪ 05‬فبراير ‪2010‬‬

‫مراالقتصاد العالمي قبل األزمة بفترة ازدهار‬ ‫كبير‪ .‬فقد شهد العالم خالل ربع قرن حتى‬ ‫وقوع األزمة أسرع زيادة في النمو االقتصادي‬ ‫والعولمة والرخاء في تاريخه‪ .‬وتضاعفت‬ ‫التجارة الدولية سبع مرات بين عامي ‪1980‬‬ ‫و‪ ،2008‬بما يفوق الزيادة في إجمالي الناتج‬ ‫العالمي في نفس الفترة‪ .‬وقد فاق االستثمار‬ ‫األجنبي العالمي المباشر كلتا الزيادتين‪،‬‬ ‫حيث تضاعف لثالثين مرة تقريبًا‪ .‬وكانت‬ ‫الفترة الذهبية لالقتصاد العالمي في الخمس‬ ‫سنوات التي بدأت من عام ‪ ،2002‬حيث‬

‫ارتفعت معدالت النمو والتجارة واالستثمار‬ ‫األجنبي المباشر لمستويات‪ ،‬كبيرة كما زادت‬ ‫العولمة المالية بمستويات منقطعة النظير‪.‬‬ ‫وثمة قوتين دافعتين وقفتا وراء هذا التسارع في‬ ‫العولمة هما؛ التكنولوجيا وتحرير السياسات‪.‬‬ ‫فقد حدثت تحوالت وانقالبات مثل دعوات‬ ‫كل من ريجان وتاتشر إلى تحرير األسواق‬ ‫والتجارة‪ ،‬وكذلك السوق األوروبي الموحدة‬ ‫في فترة الثمانينيات وأوائل التسعينيات‪.‬‬ ‫وقامت الدول النامية بتحرير اقتصادها‬ ‫‪32‬‬


‫قضايا‬

‫عودة كينز‬ ‫بقلم‬ ‫رزين سالي‬

‫العدد ‪1544‬‬

‫‪31‬‬


‫‪ 05‬فبراير ‪2010‬‬

‫‪24‬‬


‫أفكار‬

‫‪© Getty Images‬‬ ‫حزب هللا أحد أهم المستفيدين من التعاون االيراني الكوري فقد‬ ‫قامت كوريا بنقل األسلحة إليه و دربت أعضاؤه‬

‫وهيالري كلينتون قد دعوا كال البلدين‬ ‫لوقف برامجهما النووية‪ ،‬وطالبا كوريا‬ ‫الشمالية باالمتناع عن نشر األسلحة‬ ‫النووية‪ ،‬مما يوحي ضمنًا بأن القضيتين‬ ‫مترابطتان‪ .‬وبالمثل‪ ،‬فإن القرار‬ ‫‪ 1874‬الذي كان للواليات المتحدة‬ ‫دور أساسي في صياغته ركز على‬ ‫وقف بيونج يانج لعمليات نقل األسلحة‪.‬‬ ‫وفي وقت سابق‪ ،‬سلطت كوندوليزا‬ ‫رايس الضوء على االرتباط بين‬ ‫كوريا الشمالية من حيث نشر األسلحة‬ ‫النووية والبرنامج النووي اإليراني‪،‬‬ ‫وربطت المحادثات التي تهدف إلى‬ ‫الحد من البرنامج النووي لبوينج‬ ‫يانج بحل للقضية النووية اإليرانية‪.‬‬ ‫ويمكن القول بأن إسرائيل هي البلد‬ ‫األكثر إهتما ًما بوقف التعاون بين‬ ‫إيران وكوريا الشمالية‪ .‬فبينما تركز‬ ‫الواليات المتحدة‪ ،‬إلى حد كبير‪ ،‬على‬ ‫بلد منشأ األسلحة النووية وتكنولوجيا‬ ‫الصواريخ والمواد الخام (كوريا‬ ‫الشمالية )‪ ،‬تركز إسرائيل على الطرف‬ ‫اآلخر (إيران)‪ .‬وبينما كانت الواليات‬ ‫المتحدة تؤكد ضرورة الحوار‪ ،‬دعت‬ ‫إسرائيل إلى شن غارات جوية على‬ ‫العدد ‪1544‬‬

‫كواندليزا أول من ربطت المحادثات التي تستهدف الحد من البرامج النووي الكوري‬ ‫بحل القضية النووية اإليرانية‬

‫المنشآت العسكرية اإليرانية‪ .‬فتل‬ ‫أبيب تدرك أنها ال تمتلك قدرة التأثير‬ ‫على بيونج يانج‪ ،‬لذلك ركزت على‬ ‫الخطر األقرب إليها وهو إيران ‪.‬‬

‫إسرائيل هي البلد األكثر‬ ‫إهتما ًما بوقف التعاون بين‬ ‫إيران وكوريا الشمالية‪.‬‬ ‫فبينما تركز الواليات‬ ‫المتحدة على بلد منشأ‬ ‫األسلحة النووية (كوريا‬ ‫الشمالية )‪ ،‬تركز إسرائيل‬ ‫على الطرف اآلخر‬ ‫(إيران)‪ .‬وبينما كانت‬ ‫الواليات المتحدة تؤكد‬ ‫ضرورة الحوار‪ ،‬دعت‬ ‫إسرائيل إلى شن غارات‬ ‫جوية على المنشآت‬ ‫العسكرية اإليرانية‬

‫وفي نهاية المطاف نقول‪ :‬إن إدماج‬ ‫كوريا الشمالية ضمن االقتصاد‬ ‫العالمي يبدو أنه السبيل الوحيد‬ ‫والمعقول لوضع حد النتشار األسلحة‬ ‫النووية والتعاون مع إيران‪ .‬فبرنامج‬ ‫بيونج يانج النووي ال يعزز أمن‬ ‫كوريا الشمالية بشكل كبير من هجوم‬ ‫عسكري أمريكي محتمل‪ .‬فأسلحة‬ ‫الواليات المتحدة الدفاعية والهجومية‬ ‫وأسلحة الدمار الشامل تكفي لهذا‬ ‫الغرض‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن وجود برنامج‬ ‫نووي متطور يعتبر أداة ممتازة لزيادة‬ ‫رأس المال‪ .‬فالمنافسة غابت عن شبكة‬ ‫عبد القادر خان‪ ..‬وكوريا الشمالية هي‬ ‫الالعب الرئيسي في مجال االنتشار‬ ‫النووي‪ .‬فإذا أُدمجت كوريا الشمالية‬ ‫في االقتصاد العالمي‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫الوصول إلى األسواق األمريكية‬ ‫واليابانية‪ ،‬سيكون شبه مؤكد أن تتخلى‬ ‫بيونج يانج عن االنتشار النووي‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬طالما ظلت بيونج يانج معزولة‬ ‫عن االقتصاد العالمي‪ ،‬فإن التعاون‬ ‫اإليراني‬ ‫والصاروخي‬ ‫النووي‬ ‫الكوري الشمالي سيستمر‬ ‫‪29‬‬


‫أفكار‬

‫هيالري كلينتون دعت مع أوباما البلدين لوقف برامجهما النووية و طالبا كوريا‬ ‫باالمتناع عن نشر االسلحة النووية‬

‫تطوير برنامجها الخاص بالصواريخ‪.‬‬ ‫منذ أكثر من عقدين‪ ،‬كانت كوريا‬ ‫الشمالية أكبر مورد لتكنولوجيا‬ ‫الصواريخ والمواد الخام والتقنية الفنية‬ ‫إليران‪ .‬وصواريخ شهاب تتضمن‬ ‫صواريخ متوسطة وطويلة المدى‬ ‫وصواريخ تعمل باألقمار الصناعية‬ ‫‪ ،‬وهذه الصواريخ‪ ،‬إلى حد كبير‪،‬‬ ‫تتخذ صواريخ نودونج وتايبودونج‬ ‫الكورية الشمالية أساسًا لها‪ .‬وكما هو‬ ‫الحال بالنسبة للتعاون النووي‪ ،‬يعتبر‬ ‫الحرس الثوري اإليراني هو نقطة‬ ‫االتصال الرئيسية مع القوات المسلحة‬ ‫الكورية الشمالية فيما يتعلق بعمليات‬ ‫نقل الصواريخ ‪ .‬في الواقع‪ ،‬التعاون‬ ‫في مجاالت الصواريخ والتعاون‬ ‫في مجال األسلحة النووية يرتبطان‬ ‫ارتباطًا وثيقًا‪ .‬وصواريخ شهاب ‪3‬‬ ‫هي صواريخ متوسط المدى يصل‬ ‫مداها إلى ‪ 1,600‬كيلومتر ‪ ،‬وهذه‬ ‫الصواريخ يحاول الفنيون اإليرانيون‬ ‫ونظراؤهم الكوريون الشماليون تعديلها‬ ‫لتناسب الرءوس الحربية النووية‪.‬‬ ‫وتستطيع صواريخ شهاب ‪ 3‬ضرب‬ ‫إسرائيل‪ ،‬وهو ما يفسر استعدادات‬ ‫‪ 05‬فبراير ‪2010‬‬

‫تل أبيب لتوجيه ضربات للمنشآت‬ ‫النووية ومنشآت الصواريخ اإليرانية‪.‬‬ ‫وحزب اللـه هو أحد أهم المستفيدين من‬ ‫التعاون بين إيران وكوريا الشمالية‪.‬‬ ‫فعالقات حزب اللـه مع الحرس الثوري‬ ‫اإليراني وثيقة ومعروفة‪.‬‬

‫عمل المسئولون‬ ‫اإليرانيون والكوريون‬ ‫الشماليون م ًعا من‬ ‫أجل تطوير مفاعل‬ ‫البلوتونيوم النووي‬ ‫"الكبار" في شمال‬ ‫شرق سوريا‪ ،‬الذي‬ ‫قصفته إسرائيل في‬ ‫سبتمبر ‪ .2007‬وتشير‬ ‫تقارير استخباراتية إلى‬ ‫أن عد ًدا غير معلوم من‬ ‫الحرس الثوري وعشرات‬ ‫الكوريين الشماليين قُتلوا‬ ‫في القصف‬

‫حيث كان الحرس الثوري يعمل كوسيط‬ ‫بين حزب اللـه وكوريا الشمالية منذ‬ ‫أواخر الثمانينيات ‪ .‬وقامت كوريا‬ ‫الشمالية بنقل أسلحة إلى تنظيم حزب‬ ‫اللـه الذي يتخذ لبنان مقرًا له وعملت‬ ‫على تدريب أعضاء التنظيم ألكثر من‬ ‫عقدين حتى اآلن‪ .‬والتعاون بين االثنين‬ ‫تطور منذ عام ‪،2000‬عندما جلبت‬ ‫شركة تنمية التعدين الكورية‪ ،‬التي‬ ‫تسيطر عليها الحكومة الكورية‪ ،‬خبراء‬ ‫ومعدات إلى جنوب لبنان من أجل‬ ‫بناء منشآت تحت األرض‪ .‬والخبراء‬ ‫األمنيون الغربيون واإلسرائيليون‬ ‫يتفقون على أن هذه المنشآت يمكن‬ ‫في نهاية المطاف أن تكون نووية‪.‬‬ ‫التعاون النووي والصاروخي بين إيران‬ ‫وكوريا الشمالية على رأس األجندة‬ ‫األمنية في الواليات المتحدة وإسرائيل‪.‬‬ ‫والخوف من حدوث هجوم نووي أو‬ ‫صاروخي من كوريا الشمالية على‬ ‫الواليات المتحدة ليس مطروحًا بقوة‪.‬‬ ‫وفي المقابل‪ ،‬انتشار األسلحة النووية‬ ‫في إيران ال يزال مستمرًا منذ أكثر‬ ‫من عقدين‪ .‬ولذلك‪ ،‬فإنه ليس هناك ما‬ ‫يدعو للدهشة عندما نجد باراك أوباما‬ ‫‪28‬‬


‫أفكار‬

‫مفاعل "الكبار" السوري قصفته إسرائيل عام ‪ 2007‬و تشير التقارير إلى مقتل عدد غير معلوم من‬ ‫أعضاءالحرس النووي و الكوريين الشماليين في هذا القصف‬

‫ومن منظور السوق‪،‬تعتبر إيران وكوريا‬ ‫الشمالية بمثابة شريكين مثاليين في‬ ‫النشاط النووي‪ .‬فطهران تمتلك األموال‬ ‫وموارد الطاقة الوفيرة‪ ،‬وهما العنصران‬ ‫التي تعتبر بيونج يانج بحاجة ماسة‬ ‫إليهما‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬فإن برنامج‬ ‫كوريا الشمالية النووي أكثر تطورًا‬ ‫من إيران‪ ،‬مما يجعل من عملية نقل‬ ‫التكنولوجيا والخبرة النووية شيئًا ثمينًا‬ ‫في هذه الدولة الشرق أوسطية‪ .‬وعالوة‬ ‫على ذلك‪ ،‬تم رصد ما ال يقل عن ‪2003‬‬ ‫خبراء ومسئولين كوريين شماليين في‬ ‫إيران‪ ،‬حيث كانوا يعملون في طهران‬ ‫على تعديل صواريخ"شهاب" لتتالءم‬ ‫مع الرءوس الحربية النووية‪ .‬وتشير‬ ‫التقارير أيضًا إلى أن الخبراء الكوريين‬ ‫الشمالية شاركوا بنشاط في تطوير‬ ‫منشآت إيران النووية تحت األرض‪.‬‬ ‫وأبرز هؤالء‪ ،‬ميونج ليو دو‪ ،‬وهو‬ ‫متخصص كوري شمالي معروف جدًا‬ ‫في تطوير هذه المنشـآت‪ ،‬وقد توالت‬ ‫سفرياته إلى إيران منذ مطلع عام ‪.2005‬‬

‫العدد ‪1544‬‬

‫الحرس الثوري اإليراني كان بمثابة المنظمة المسئولة عن التعامل مع بوينج يانج في الملف النووي‬

‫وقد تم تناول التعاون بين هذين البلدين‬ ‫في المجال النووي على المستوى‬ ‫الدولي‪ ،‬مما زاد من مخاوف الخبراء‬ ‫األمنيين الغربيين واإلسرائيليين‪.‬‬ ‫اإليرانيون‬ ‫المسئولون‬ ‫وعمل‬

‫تم رصد ما ال يقل عن ‪2003‬‬ ‫خبراء ومسئولين كوريين‬ ‫شماليين في إيران‪ ،‬حيث‬ ‫كانوا يعملون في طهران على‬ ‫تعديل صواريخ"شهاب"‬ ‫لتتالءم مع الرءوس الحربية‬ ‫ضا‬ ‫النووية‪ .‬وتشير التقارير أي ً‬ ‫إلى أن الخبراء الكوريين‬ ‫الشمالية شاركوا بنشاط في‬ ‫تطوير منشآت إيران النووية‬ ‫تحت األرض‪ .‬وأبرز هؤالء‬ ‫الخبراء‪ ،‬ميونج ليو دو‬

‫والكوريون الشماليون معًا من أجل‬ ‫تطوير مفاعل البلوتونيوم النووي‬ ‫"الكبار" في شمال شرق سوريا‪ ،‬الذي‬ ‫قصفته إسرائيل في سبتمبر ‪.2007‬‬ ‫وتشير تقارير استخباراتية إلى أن‬ ‫عددًا غير معلوم من الحرس الثوري‬ ‫وعشرات الكوريين الشماليين قُتلوا‬ ‫في القصف‪ .‬ويعد اكتشاف أي عمل‬ ‫مشترك في منشآت أخرى في أنحاء‬ ‫منطقة الشرق األوسط احتمالاً قائ ًما‪.‬‬ ‫ويعتبر نقل الصواريخ من كوريا‬ ‫الشمالية إلى إيران ثاني مصدر لقلق‬ ‫المسئولين الدوليين والخبراء األمنيين‪.‬‬ ‫فنقل هذا النوع من األسلحة أحد المصادر‬ ‫الرئيسية لرأس المال التي تعاني كوريا‬ ‫الشمالية من نقصه بشدة‪ .‬وكانت إيران‬ ‫واحدة من كبار عمالء كوريا الشمالية‬ ‫منذ منتصف الثمانينيات عندما نقلت‬ ‫بيونج يانج صواريخ سكود بي إلى‬ ‫إيران ‪ .‬هذا باإلضافة إلى الصواريخ‬ ‫التي قدمتها لـ" ليبيا" وسوريا‪ ،‬وكل‬ ‫هذا ساعد طهران على البدء في‬ ‫‪27‬‬


‫أفكار‬

‫عالقات قلقة‬

‫طهران وبيونج يانج ‪ ..‬مصدر الخطر القادم‬ ‫يمثل وجود شراكة نووية بين إيران وكوريا الشمالية أحد أكبر مخاوف الخبراء األمنيين الغربيين واإلسرائيليين‪ .‬السيما أن التعاون‬ ‫النووي بين كوريا الشمالية وإيران يرجع إلى التسعينيات‪ ،‬وهو يمثل مصدر خطر على منطقة الشرق األوسط ال ينبغي االستهانة به‬

‫في مايو‪/‬آيار ‪ ،2009‬أجرت كوريا‬ ‫الشمالية ثاني تجاربها النووية‪ .‬وكان‬ ‫أحد أهداف تلك التجربة إظهار‬ ‫تفوق بيونج يانج النووي للمسئولين‬ ‫اإليرانيين‪ .‬وفي يوليو‪/‬تموز ‪،2009‬‬ ‫فرضت لجنة العقوبات التابعة لألمم‬ ‫المتحدة‪ ،‬استنادًا إلى قرار مجلس األمن‬ ‫رقم ‪،1874‬عقوبات على ثالث شركات‬ ‫كورية شمالية وشركة تتخذ من إيران‬ ‫مقرًا لها‪ .‬وفي أغسطس ‪/‬آب من نفس‬ ‫العام‪ ،‬قامت دولة اإلمارات العربية‬ ‫المتحدة باالمتثال للقرار رقم ‪،1874‬‬ ‫واستولت على سفينة كورية شمالية‬ ‫تحمل أسلحة إلى إيران‪ .‬وفي نهاية العام‬ ‫وبالتحديد في ديسمبر‪/‬أيلول ‪،2009‬‬ ‫احتجزت تايالند طائرة تحمل أسلحة‬ ‫لكوريا الشمالية‪ .‬وأعلن مسئولون‬ ‫أمريكيون أن الشحنة التي احتجزتها‬ ‫‪ 05‬فبراير ‪2010‬‬

‫تايالند كان مقصدها المرجح إيران‪.‬‬ ‫هذه األحداث‪ ،‬سواء كانت حقيقية أو‬ ‫مزعومة‪ ،‬تبرز أحد أكبر مخاوف‬ ‫المسئولين الغربيين واإلسرائيليين‬ ‫وخبراء األمن وهو التعاون في مجال‬ ‫تطوير البرامج النووية والصاروخية‬ ‫بين طهران وبيونج يانج‪ .‬أو بشكل‬ ‫أكثر تحديدًا‪ ،‬نقل كوريا الشمالية‬ ‫للمواد النووية وتكنولوجيا الصواريخ‬ ‫والتكنولوجيا الفنية النووية إليران‪.‬‬ ‫ويرجع التعاون النووي بين كوريا‬ ‫الشمالية وإيران إلى فترة التسعينيات‬ ‫على أقل تقدير‪ .‬والحرس الثوري‬ ‫اإلسالمي أو الحرس الثوري اإليراني‪،‬‬ ‫كان بمثابة المنظمة المسئولة عن‬ ‫التعامل مع بوينج يانج فيما يتعلق‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫يرجع التعاون النووي بين كوريا الشمالية وإيران إلي فترة التسعينات على أقل تقدير‬

‫بالمسائل النووية منذ ذلك الوقت‪.‬‬ ‫وألنه فرع من فروع القوات المسلحة‬ ‫اإليرانية‪ ،‬التي تشارك بنشاط في تطوير‬ ‫البرنامج النووي اإليراني‪ ،‬كان الحرس‬ ‫الثوري في وضع جيد يؤهله للتفاوض‬ ‫مع القوات المسلحة الكورية الشمالية‪،‬‬ ‫فهي المحرك الرئيسي وراء أنشطة‬ ‫كوريا الشمالية النووية‪ .‬وقد وردت أنباء‬ ‫عن وجود محادثات بين البلدين للمرة‬ ‫األولى خالل األزمة النووية الكورية‬ ‫الشمالية في الفترة ما بين ‪.1994-93‬‬ ‫وكان القادة اإليرانيون يشعرون بالقلق‬ ‫من احتمال بدء سباق تسلح نووي في‬ ‫الشرق األوسط في خضم الشكوك التي‬ ‫أعقبت نهاية الحرب الباردة‪ ،‬ولذلك‬ ‫اتخذوا القرار باللجوء إلى دولة آسيوية‬ ‫بعيدة (كوريا الشمالية) لمساعدتهم‬ ‫في برنامجهم النووي الخبيث‪.‬‬ ‫‪26‬‬


‫‪© Getty Images‬‬

‫عالقات قلقة‬ ‫بقلم‬ ‫رامون باتشيكو باردو‬

‫العدد ‪1544‬‬

‫‪25‬‬


‫أفكـار‬ ‫أفكار‬

‫‪ 05‬فبراير ‪2010‬‬

‫‪24‬‬


‫تحليالت‬

‫حقيقة قنبلة إيران النووية‬ ‫علي نوري زاده‪ :‬إيران ستكون قادرة على إنتاج قنبلة نووية بدائية نهاية ‪ 2010‬‬ ‫عزت عبد العزيز‪ :‬برنامج طهران النووي غامض والفرع العسكري احتمال وارد‬ ‫"القاهرة" محمد إسماعيل‬ ‫إيران"الفتًا إلى أن الواليات المتحدة األمريكية ال تريد‬ ‫توريط نفسها في عمل عسكري بمنطقة الشرق األوسط‬ ‫مرة أخرى‪ ،‬وكذلك األمر بالنسبة للدول األوروبية‪.‬‬ ‫وتابع‪":‬كل الدول التي تمتلك معلومات عن‬ ‫البرنامج النووي اإليراني فضلت عدم الكشف‬ ‫عما بحوزتها وإفساح المجال أمام اإلصالحيين‬ ‫أمال في تغيير األوضاع السائدة في طهران"‬ ‫مشيرًا‪ ‬إلى أن الواليات المتحدة األمريكية وجهت إشارات‬ ‫خالل الفترة الماضية إلى طهران بأنها لديها معلومات‬ ‫حول البرنامج النووي اإليراني بغرض تنبيه طهران فقط‪.‬‬ ‫وأوضح زاده أن الفرع السري للبرنامج النووي اإليراني‬ ‫العمل فيه مستمر داخل مختبرات تحت أرضية ال تعلم‬ ‫الوكالة الدولية للطاقة الذرية عنها شيئا‪ ،‬بينما تتوافر لدى‬ ‫أجهزة االستخبارات الغربية معلومات تفصيلية عنها‪.‬‬

‫أثارت الوثائق السرية‪ ‬التي ‪ ‬كشفت‪ ‬عنها ‪ ‬مجلة‬ ‫"دير شبيجل" األلمانية ‪ ‬حول برنامج إيران النووي‬ ‫وما‪ ‬كشفته عن نوايا طهران‪ ،‬المتجهة صوب‬ ‫التسلح النووي وليس االستخدام السلمي‪ ،‬كما تعلن‬ ‫دائ ًما‪ ،‬جدلاً كبيرًا في األوساط السياسية‪ ،‬وزادت من‬ ‫المخاوف الغربية من النوايا اإليرانية‪ ،‬وخاصة في‬ ‫ظل ما يروج له الرئيس اإليراني أحمدي نجاد من أنه‬ ‫سيعلن قريبًا أنباء سارة لمواطنيه حول برنامج بالده‬ ‫النووي من الغموض على النشاط النووي اإليراني‪.‬‬ ‫وكانت ‪" ‬دير شبيجل"قد ذكرت ‪ ‬أن عددًا من أجهزة‬ ‫االستخبارات الغربية بحوزتها وثائق تشير إلى وجود‬ ‫فرع عسكري سري لبرنامج األبحاث النووية اإليراني‬ ‫وأن هذا الفرع يتشكل من تركيبة وهيكل سري‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى‪ ‬مسئول عن البرنامج أمام وزارة الدفاع اإليرانية‪.‬‬ ‫وأشارت ‪ ‬المجلة األلمانية إلى أن هناك اسمين‬ ‫مرتبطان بالبرنامج اإليراني للتسليح السري هما‬ ‫كانران دانيشجو‪ ،‬وزير األبحاث والتكنولوجيا الجديد‪،‬‬ ‫المقرب من الرئيس‪ ‬أحمدي نجاد وأحد المتهمين‬ ‫باإلشراف على تزوير االنتخابات الرئاسية الماضية‪،‬‬ ‫زاده‪.‬‬ ‫فخري‬ ‫محسن‬ ‫هو‬ ‫والثاني‬ ‫وأوضح التقرير‪ ،‬الذي نشرته إلى أن الوثائق تكشف عن‬ ‫الهيكل التنظيمي لقسم التطبيقات الموسعة للتكنولوجيا‬ ‫المتطورة وتتضمن قائمة بأسماء علماء يعملون فيه‪ ،‬كما‬ ‫أكد أن ‪ ‬نسخة من هذه الوثائق موجودة أيضا لدى الوكالة‬ ‫الدولية للطاقة الذرية في فيينا‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫وأكد التقرير أن إيران ستكون قادرة على إنتاج‬ ‫قنبلة نووية بدائية بحجم يشبه حجم شاحنة خالل‬ ‫العام الحالي‪ ،‬وأنها تعكف على تطوير رءوس‬ ‫حربية نووية‪ ،‬حيث كانت أجرت قبل ست سنوات‬ ‫تجارب الختبار صواعق تستخدم في قنبلة نووية‪.‬‬ ‫من ناحيته أكد علي نوري زاده‪ ،‬مدير مركز الدراسات‬ ‫العدد ‪1544‬‬

‫أكد التقرير أن إيران‬ ‫ستكون قادرة على‬ ‫إنتاج قنبلة نووية بدائية‬ ‫بحجم يشبه حجم شاحنة‬ ‫خالل العام الحالي‪،‬‬ ‫وأنها تعكف على تطوير‬ ‫رءوس حربية‬ ‫نووية‬ ‫العربية اإليرانية في لندن أن أجهزة االستخبارات‬ ‫الغربية والواليات المتحدة‪ ‬األمريكية على وجه‬ ‫الخصوص لديها معلومات دقيقة عن البرنامج النووي‬ ‫اإليراني لم تتوفر بعد لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية‪.‬‬ ‫وقال زاده في تصريحات خاصة لـ"المجلة"خالل‬ ‫السنوات الـ ‪ 5‬األخيرة لجأ إلى الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية أكثر من ‪ 6‬خبراء إيرانيين تولوا مسئولية‬ ‫اإلشراف على البرنامج النووي اإليراني وكشف لجهاز‬ ‫المخابرات األمريكية – ‪cia‬تفاصيل دقيقة عن البرنامج‬ ‫النووي اإليراني‪.‬‬ ‫وأرجع زاده أسباب عدم كشف الدول الغربية أو الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية عن المعلومات التي بحوزتها عن‬ ‫البرنامج النووي اإليراني إلى تخوف هذه الدول من‬ ‫التورط في المشاركة في‪ ‬عمل عسكري ضد إيران‪.‬‬ ‫وأضاف نوري زاده‪":‬الكشف عن هذه المعلومات‬ ‫معناه التزام الدول الغربية باتخاذ قرارات ضد إيران‬ ‫قد يكون أحدها هو توجيه ضربة عسكرية ضد‬

‫ورجح مدير مركز الدراسات العربية اإليرانية إلى‬ ‫صحة ما ذهب إليه تقرير المجلة األلمانية حول قدرة‬ ‫إيران على تصنيع قنبلة نووية‪ ،‬وصفها بالقذرة‪ ،‬خالل‬ ‫العام الحالي وقال ‪":‬إيران لديها المعرفة العلمية وكانت‬ ‫تعانى من قصور في التقنيات إال أنها مع ذلك قادرة‬ ‫على تصنيع قنابل قذرة خالل فترات زمنية قليلة "‬ ‫وتابع‪":‬ربما ال يكون لدى إيران قدرة على إنتاج‬ ‫رءوس نووية لكنها لديها إرادة وخبرات لفعل ذلك"‪.‬‬ ‫وفى السياق ذاته وصف الدكتور عزت عبد العزيز‪،‬‬ ‫الرئيس األسبق لهيئة الطاقة الذرية في مصر‪ ،‬النشاط‬ ‫النووي اإليراني بالغامض خاصة في الجزء المتعلق‬ ‫بتخصيب اليورانيوم من أجل أغراض عسكرية‪.‬‬ ‫وأوضح عبد العزيز أن هناك نوعين من تخصيب‬ ‫اليورانيوم؛ األول التخصيب المنخفض بنسب ال‬ ‫تتجاوز الـ ‪ 40%‬والثاني هو التخصيب المرتفع‬ ‫بنسب تصل إلى ‪ ،90%‬مشيرًا إلى أن النوع الثاني‬ ‫هو الذي يتم استخدامه في األغراض العسكرية‪.‬‬ ‫وقال عزت‪":‬دائ ًما الدول التي تتجه إلى التخصيب‬ ‫المرتفع تمارس نشاطها في سرية تامة وأماكن غير‬ ‫معروفة‪ ،‬مثلما كانت تفعل العراق قبل حرب الخليج‬ ‫األولى‪ ،‬حيث وصلت إلى مرحلة متقدمة للغاية واقتربت‬ ‫من تصنيع قنبلة ذرية‪" .‬‬ ‫وأكد عزت أنه ال يستبعد وجود فرع عسكري‬ ‫للبرنامج النووي اإليراني تابع للجيش إال أنه أشار‬ ‫في الوقت ذاته إلى ضرورة إقامة‪ ‬الدليل على‬ ‫هذا النشاط‪ ،‬حتى تستطيع الوكالة الدولية للطاقة‬ ‫الذرية اتخاذ إجراءات بشأن برنامج إيران النووي‪.‬‬ ‫ولفت عزت إلى أن إيران دخلت المجال النووي منذ زمن‬ ‫الشاه وسعت في هذا التوقيت إلى تصنيع قنبلة ذرية‪،‬‬ ‫وهو األمر الذي يشير إلى احتمال اقترابها من تصنيع‬ ‫القنبلة في ‪ ،2010‬كما ذهب تقرير "دير شبيجل"‪.‬‬ ‫وقال عزت‪":‬إذا صح أن إيران لديها يورانيوم عالي‬ ‫التخصيب فمن المؤكد أنها اقتربت من تصنيع قنبلة‬ ‫نووية‪".‬‬ ‫‪23‬‬


‫تحليالت‬

‫تجريم "البعث" يهدد المصالحة العراقية‬ ‫نزارالسامرائى‪ :‬نظرية والية الفقيه تتحكم فى قرارات الحكومة‬ ‫رشيدالخيون ‪ :‬دعوة الحكومة تتعارض مع المصالحة‬ ‫"القاهرة" وائل فايز‬ ‫أضافت دعوة الحكومة العراقية إلي تضمين قانون‬ ‫العقوبات العراقي نصوصا تجرم الترويج لحزب‬ ‫البعث «الصدامي» مزيدا من القلق والتوتر الي‬ ‫المشهد السياسي في العراق خاصة أن دعوة الحكومة‬ ‫تتزامن مع تداعيات استبعاد المئات من المرشحين‬ ‫لالنتخابات من جانب هيئة «المساءلة والعدالة»‪.‬‬ ‫وكانت األمانة العامة لمجلس الوزراء ‪ ‬قد طلبت‬ ‫من مجلس النواب ضرورة تضمين قانون العقوبات‬ ‫العراقي رقم (‪ )111‬نصوصا عقابية تجرم وتحظر‬ ‫البعث الصدامي ورموزه ومن يمجد ويروج ألفكاره‬ ‫وفقا ألحكام المادة (‪ )7‬من الدستور العراقي ‪.‬‬ ‫ووفق تأكيدات المسئولين فإن األمانة العامة‬ ‫لمجلس الوزراء أخذت ‪ ‬بتوصيات اللجنة التي تم‬ ‫تشكيلها بهدف التخلص مخلفات نظام البعث‪ ،‬وقد‬ ‫نصت توصيات اللجنة على رصد التصريحات‬ ‫التي تبرر أو تروج أو تمجد حزب البعث‬ ‫الصدامي‪ ،‬وتقديم تقارير إلى الجهات األمنية عنها‬ ‫بغية اتخاذ الالزم بصددها وفقا ألحكام القانون‪.‬‬ ‫وقد القت دعوة الحكومة معارضة من بعض‬ ‫القانونيين بالبرلمان وقال عضو اللجنة القانونية‪،‬‬ ‫محسن السعدون إن حظر الترويج لحزب البعث‬ ‫منصوص عليه بالدستور وتحديدا المادة ‪7‬‬ ‫منه‪ ،‬التي تنص على حظر أي كيان أو جهة‬ ‫تحاول أن تمجد فكر البعث أو النظام السابق‪.‬‬ ‫مؤكدا على ‪ ‬أنه ال يجوز تضمين ذلك في قانون‬ ‫العقوبات‪ ،‬وأن على الحكومة أن تقدم مقترح قانون‬ ‫جديد أو تقوم بتعديل قانون العقوبات الحالي‪.‬‬ ‫وأضاف السعدون ان «البرلمان سيرى إمكانية ذلك‪،‬‬ ‫بعد اطالعه على قانون العقوبات (الجديد) الذي‬ ‫يجب ان يكون متفقا مع المعايير الدستورية ويمكن‬ ‫بعد ذلك تعديل فقرة أو فقرتين منه ‪ ،‬و من الممكن‬ ‫جدا رفض مقترح تعديل القانون من قبل البرلمان‬ ‫إذا وجد أنه ال يتفق مع معايير القانون األصلي ‪.‬‬ ‫وقد‪ ‬أكد جو بايدن نائب الرئيس األميركي أثناء زيارة إلى‬ ‫بغداد ‪ ‬األسبوع الماضي ‪ ‬دعم بالده لجهود منع حزب‬ ‫البعث الصدامي من العودة إلى السلطة في العراق ‪..‬‬ ‫‪ ‬يأتى ذلك في الوقت الذي اتهم فيه الجنرال ديفيد‬ ‫بترايوس‪ ،‬قائد الجيش األمريكي في الشرق األوسط‬ ‫وشرق أفريقيا‪ ،‬هيئة "المساءلة والعدالة بالعراق"‬ ‫بأنها أصبحت أداة في يد فيلق القدس التابع إليران‬ ‫‪ ..‬واعتبر الدكتور نزار السامرائي –أستاذ العلوم‬ ‫السياسية العراقي‪ -‬أن دعوة الحكومة إلضافة نص‬ ‫ضمن قانون العقوبات يجرم المروجين للبعث ‪ ‬ما‬ ‫هي إال محاولة لمحاربة الناس بمواد قانونية تمثل‬ ‫سيفا مسلطا على رقاب الجميع وليس على أنصار‬ ‫البعث فقط حيث أن مثل هذه النصوص القانونية‬ ‫‪ 05‬فبراير ‪2010‬‬

‫وفق تأكيدات المسئولين‬ ‫فإن األمانة العامة لمجلس‬ ‫الوزراء أخذت ‪ ‬بتوصيات‬ ‫اللجنة التي تم تشكيلها‬ ‫بهدف التخلص مخلفات‬ ‫نظام البعث‪ ،‬وقد نصت‬ ‫توصيات اللجنة على رصد‬ ‫التصريحات التي تبرر‬ ‫أو تروج أو تمجد حزب‬ ‫البعث الصدامي‬ ‫ستكون ذريعة لمحاسبة المواطنين على نواياهم‬ ‫وليس أفعالهم ‪.‬واصفا‪ ‬طلب الحكومة العراقية‬ ‫في حالة تنفيذه بأنه سيكون بمثابة قانون الغاب‬ ‫وليس شيئا آخر ‪.‬كما يمثل تراجعا للقيم القانونية‪ ‬‬ ‫والحضارية وخاصة بعد زيادة حالة التربص من‬ ‫جانب الحكومة ‪ ‬بكل األصوات المعارضة لسياساتها‪.‬‬ ‫والمح السامرائي إلى أن نظرية والية الفقيه اإليرانية‬ ‫تسيطر على الحكومة العراقية‪ ‬وخاصة بعدما‬ ‫أصبحت هيئة العدالة والمساءلة أداة في يد إيران‬ ‫وصار قانون اجتثاث البعث العراقي مشابه تماما‬ ‫لمجلس صيانة الدستور اإليرانى الذي يقوم بشطب‬ ‫اى مرشح من االنتخابات لمجرد انه ال يؤمن بنظرية‬ ‫والية الفقيه ‪ .‬وأضاف ‪ :‬إذا أرادت الحكومة تحقيق‬ ‫عدالة حقيقية فعليها تطبيق قانون االجتثاث علي من‬

‫تلطخت أيديهم بدماء العراقيين في الفترة األخيرة‬ ‫من ميلشيا حزب الدعوة وجيش المهدي وحزب‬ ‫هللا العراقي والبشماركا الكردية باإلضافة إلى من‬ ‫ثبت تورطهم من البعثيين في جرائم تعذيب وقتل ‪.‬‬ ‫ولم يستبعد السامرائي قيام البرلمان بتمرير طلب‬ ‫الحكومة بالموافقة على إضافة نص عقابي يجرم كل‬ ‫من يروج أو تثبت صلته من قريب أو بعيد بحزب‬ ‫البعث المنحل ‪.‬موضحا إن إرادة البرلمان صارت‬ ‫تابعة إليران‪ ‬وتوقع الدكتور حسن البزاز –أستاذ‬ ‫إدارة األزمات في جامعة بغداد‪ -‬أن يتم تمرير دعوة‬ ‫الحكومة للبرلمان بإضافة نص لقانون العقوبات‬ ‫يسمح بتجريم كل من له صلة بالبعث ‪.‬مشيرا‬ ‫إلى أن ذلك بمثابة مخطط يتم باإلتفاق مع أطراف‬ ‫خارجية مثل إيران‪ ‬وبعض الدول العربية وربما‬ ‫إسرائيل ألنهم جميعا لهم أجندة يسعون إلى تنفيذها ‪.‬‬ ‫وقال الدكتور رشيد الخيون –الباحث العراقي – أن‬ ‫هناك تناقضا بين المصالحة واالجتثاث فمثل هذه‬ ‫القوانين تعرقل المصالحة‪ ‬وخاصة التي لها عالقة‬ ‫باستبعاد أو تهميش اى طوائف ‪.‬الفتا إلى أن المادة‬ ‫السابعة من الدستور‪ ‬تكفى لحظر البعث الصدامى‪ ‬‬ ‫وكل من شاركوا صدام في قضايا التعذيب وجرائمه‬ ‫التي اقترفها‪ .‬أما طلب الحكومة األخير من البرلمان‬ ‫فما هو إال مخطط‪ ‬وذريعة للزج بكل من يعارض‬ ‫سياساتها‪ ‬في ‪ ‬السجون بتهمة‪ ‬الترويج للفكر البعثى‬ ‫‪.‬وفى حالة األخذ به سيكون سيفا مسلطا على رقاب‬ ‫الشعب بمختلف طوائفه ‪ ..‬ودعا الخيون النظام الحاكم‬ ‫إلى ضرورة مراعاة البعد األمنى وعامل االستقرار‬ ‫في كل قراراته وإال فسوف يستمر الوضع في العراق‬ ‫على ما هو عليه‪.‬‬ ‫‪22‬‬


‫تحليالت‬

‫ماذا بعد مقتل المبحوح في دبي؟‬ ‫حماس تصدر صراعها مع إسرائيل إلى الخارج ومخاوف من‬ ‫دور أكبر لحزب اللـه‬ ‫"القاهرة" وسام شريف‬

‫جاء اغتيال محمود المبحوح مسئول‬ ‫حماس‪ ،‬بأحد فنادق دبي األسبوع الماضي‪،‬‬ ‫لينذر ببدء مرحلة أخرى من الحرب‬ ‫خارج الحدود بين حماس وإسرائيل؛‬ ‫مماثلة لتلك التي وقعت قبل عدة عقود‬ ‫بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية‪.‬‬ ‫وقد أشارت أصابع االتهام إلى جهاز‬ ‫"الموساد"‬ ‫اإلسرائيلية‬ ‫المخابرات‬ ‫بالتورط في اغتيال المبحوح‪ ،‬وبالتالي‪،‬‬ ‫تعهدت حماس بعملية انتقام مشابهة‪ ،‬حيث‬ ‫هددت بتوسيع نطاق عملياتها إلى مناطق‬ ‫في الخارج ضد مسئولين إسرائيليين‪.‬‬ ‫والتزمت حماس الصمت المطلق فيما‬ ‫يتعلق بالغرض من جدول سفريات‬ ‫المبحوح خالل اآلونة األخيرة‪ ،‬بينما تشير‬ ‫تقارير أمنية إلى أن الجماعة كانت ترسله‬ ‫في مهام رفيعة المستوى‪ .‬وأشارت التقارير‬ ‫إلى وجود أقاويل تفيد تورط المبحوح في‬ ‫تهريب أنظمة صواريخ متطورة من إيران‬ ‫إلى قطاع غزة‪ ،‬الذي تحكمه حركة حماس‪،‬‬ ‫ومن بين تلك األنظمة صواريخ بعيدة‬ ‫المدى يمكنها أن تضرب قلب إسرائيل‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن حماس تمتلك‬ ‫بالفعل ترسانة كبيرة من أسلحة قصيرة‬ ‫المدى‪ ..‬ويرى المسئولون اإلسرائيليون أن‬ ‫إضافة صواريخ بعيدة المدى لهذه الترسانة‬ ‫يعتبر بمثابة تهديد ال يمكن احتماله‪.‬‬ ‫"لقد التزمنا بأن تكون المواجهة بيننا وبين‬ ‫العدو اإلسرائيلي داخل األراضي المحتلة‪.‬‬ ‫وتريد إسرائيل تغيير قواعد اللعبة وفتح‬ ‫الساحة الدولية للمعارك وبالتالي سوف‬ ‫تكون مسئولة عن رد فعل مالئم ومماثل‬ ‫من جانبنا"‪ .‬هذا هو نص التصريح الذي‬ ‫أدلى به واحد من كبار مسئولي حماس‪ ،‬مما‬ ‫أدى إلى تصاعد الخوف من حدوث "عقد‬ ‫إرهابي "مماثل للذي بادرت به منظمة‬ ‫التحرير الفلسطينية خالل فترة السبعينيات‪.‬‬ ‫‪ ‬فقد نفذت منظمة التحرير الفلسطينية عدة‬ ‫عمليات خارج األراضي الفلسطينية ضد‬ ‫العدد ‪1544‬‬

‫أشارت التقارير إلى وجود‬ ‫أقاويل تفيد تورط المبحوح‬ ‫في تهريب أنظمة صواريخ‬ ‫متطورة من إيران إلى‬ ‫قطاع غزة‪ ،‬الذي تحكمه‬ ‫حركة حماس‪ ،‬ومن بين‬ ‫تلك األنظمة صواريخ بعيدة‬ ‫المدى يمكنها أن تضرب قلب‬ ‫إسرائيل‬ ‫أهداف إسرائيلية في عقد السبعينيات‪.‬‬ ‫ووقعت أهم هذه العمليات في شهر سبتمبر‪/‬‬ ‫أيلول من عام ‪ ،1970‬حين خطفت منظمة‬ ‫التحرير الفلسطينية ثالث طائرات وقامت‬ ‫بتفجيرها في وقت الحق بعد اإلفراج‬ ‫عن الركاب أمام كاميرات التليفزيون‪.‬‬ ‫كعقاب‬ ‫بالعملية‬ ‫المنظمة‬ ‫وقامت‬ ‫للواليات المتحدة على دعمها إلسرائيل‪.‬‬ ‫وكانت منظمة التحرير الفلسطينية‬ ‫مسئولة أيضًا عن مقتل أحد عشر‬ ‫رياضيًا ومدربًا إسرائيليًا خالل األلعاب‬ ‫األولمبية عام ‪ 1972‬في ميونخ بألمانيا‪.‬‬

‫غير أن الوضع الراهن يشير إلى أن صراعًا‬ ‫متعدد األطرف على وشك االنفجار‪ ،‬إذا‬ ‫أقدمت حماس على تغيير "قواعد اللعبة"‪.‬‬ ‫وحين تصدر حماس صراعها مع إسرائيل‬ ‫إلى الخارج في هذه المرحلة فلن يشمل‬ ‫الصراع الطرفين الفلسطيني واإلسرائيلي‬ ‫فقط‪ ،‬ولكن من المتوقع أن تتورط فيه‬ ‫أطراف أخرى بشكل كبير‪ .‬ويتوقع كثير‬ ‫من المحللين تدخل حزب اللـه في الصراع‬ ‫المتأجج‪ ،‬حيث تفتقر حماس إلى الخبرة‬ ‫في إدارة العمليات الخارجية وتبعًا لذلك‬ ‫سوف تحتاج إلى مساعدة‪ .‬وذهب البعض‬ ‫إلى أبعد من ذلك‪ ،‬حيث توقعوا زيادة‬ ‫الدعم اإليراني ألكثر من مجرد تزويد‬ ‫الجماعات المسلحة باألسلحة‪ ،‬وذلك بتقديم‬ ‫المساعدة اللوجيستية واالستخباراتية‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬طلبت حماس أن تكون‬ ‫جز ًءا من التحقيقات التي أجرتها السلطات‬ ‫المحلية اإلماراتية في قتل المبحوح‪.‬‬ ‫وقوبل هذا الطلب برفض صريح من‬ ‫رئيس الشرطة المحلية الذي أشار إلى أنه‬ ‫سيتعاون فقط مع السفارة الفلسطينية في‬ ‫التحقيقات الخاصة باغتيال مسئول حماس‪،‬‬ ‫وليس مع "عناصر فردية"ـ حسب وصفه ‪ .‬‬ ‫وألن حماس ال تقبل هذا الرفض‪ ،‬ال‬ ‫تزال ‪ ‬تواصل متابعة قضية مقتل عضوها‬ ‫البارز‪ ،‬حيث أعلنت الحركة عن خطتها‬ ‫إلرسال ممثلين عنها إلى دبي للمشاركة‬ ‫في تحقيق مشترك‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪،‬‬ ‫أوضح أيمن طه‪ ،‬المتحدث باسم حماس‬ ‫أنه يتوقع تعاونًا كاملاً من السلطات‬ ‫في دبي مؤكدًا أن "العدو الصهيوني‬ ‫سوف يدفع ثمنًا باهظًا لهذه الجريمة"‪.‬‬ ‫‪ ‬وأدى هذا بدوره إلى مزيد من الشكوك‬ ‫والتكهنات حول األهمية البالغة التي توليها‬ ‫حماس لهذه المسألة‪ ،‬فربما قررت الحركة‬ ‫تصدير الصراع ألسباب تتجاوز االنتقام‬ ‫من إسرائيل‪.‬‬ ‫‪21‬‬


‫تحليالت‬

‫هل تعود السعودية إلى أفغانستان مجد ًدا؟‬

‫أسعد الشمالن ‪:‬السعودية تملك إنجاز المهمة‬ ‫طارق محيى الدين ‪ :‬كرزاي أحسن االختيار‬ ‫"القاهرة" أحمد ربيع‬

‫عد أشهر من الحديث عن ضرورة البدء‬ ‫في مشروع مصالحة بين الحكومة األفغانية‬ ‫وحركة طالبان توجه الرئيس األفغاني‬ ‫حامد كرازي إلى المملكة العربية السعودية‬ ‫في زيارة رسمية على رأس وفد رفيع‬ ‫المستوى التقى خاللها بالملك عبداللـه بن‬ ‫عبد العزيز لبحث سبل التوصل إلى اتفاق‬ ‫أو مبادرة إلصالح األوضاع المتوترة‬ ‫بين األطراف األفغانية المتصارعة‪.‬‬ ‫وتأتي زيارة كرازى إلى المملكة بعد‬ ‫أسبوع من انتهاء المؤتمر الدولي الذي‬ ‫عقد في العاصمة البريطانية لندن حول‬ ‫أفغانستان والذي وجه خالله الرئيس‬ ‫األفغاني رسالة إلى العاهل السعودي‬ ‫طالبه فيها بأن يكون للسعودية دور في‬ ‫المصالحة األفغانية ومساعدة الحكومة‬ ‫األفغانية في إحالل السالم بالمنطقة‪.‬‬ ‫زيارة كرازى للملكة فسرها الخبراء بأنها‬ ‫تأكيد على أهمية الدور السعودي في تحقيق‬ ‫المصالحة األفغانية خاصة وان السعودية لديها‬ ‫خبرات في تلك المنطقة ترجع إلى ثمانينات‬ ‫القرن الماضي‪ ،‬حينما وقفت السعودية إلى‬ ‫جانب األفغان ضد قوات االحتالل السوفيتي‪.‬‬ ‫وفى الوقت الذي تتمسك فيه السعودية‬ ‫بضرورة توقف طالبان عن تقديم المالذ‬ ‫لزعيم تنظيم القاعدة "أسامة بن الدن"‬ ‫لكي يستطيع المجتمع الدولي تقبلها مجددًا‬ ‫كمشاركة في الحكومة األفغانية‪ ،‬يصر‬ ‫قادة طالبان على ضرورة انسحاب كل‬ ‫القوات الغربية من أفغانستان قبل الموافقة‬ ‫على إجراء محادثات‪ ،‬لكن كرزاي رفض‬ ‫هذا الشرط المسبق قائلاً إنه يجب على‬ ‫طالبان المساعدة في تحقيق السالم أولاً‬ ‫حتى يتسنى للقوات األجنبية الرحيل‪.‬‬ ‫الموقف السعودي أكدت عليه الخارجية‬ ‫السعودية‪ ،‬في بيانها حول مناشدة كرزاي‪،‬‬ ‫إذ قال البيان " إن إثبات رغبة طالبان في‬ ‫السالم والنية الصادقة لتحقيقه يبدأ بقطع‬ ‫طالبان عالقتها مع المتشددين‪ ،‬والتوقف‬ ‫‪ 05‬فبراير ‪2010‬‬

‫عن توفير المالذ اآلمن ألسامة بن الدن"‪.‬‬ ‫الدكتور أسعد الشمالن‪ ،‬المحلل السياسي‬ ‫بالمعهد الدبلوماسي السعودي أكد أهمية‬ ‫الدور الذي تلعبه السعودية من أجل‬ ‫التوصل إلى اتفاق بين الحكومة األفغانية‬ ‫وحركة طالبان باعتبارها وسيطًا فاعلاً‬ ‫في دفع وتشجيع األطراف األفغانية‬ ‫المتصارعة نحو رؤية مشتركة لمستقبل‬ ‫أفغانستان ضمن إطار إنهاء العنف الداخلي‪.‬‬ ‫وأضاف الشمالن أن العاهل السعودي‬ ‫يمتلك القدرة على إنجاز األمر لخبرته‬ ‫وخبرة المملكة الكبيرة بالشأن األفغاني‬ ‫والذي يرجع إلى ثمانينيات القرن الماضي‪،‬‬ ‫عندما ساندت المملكة أفغانستان في‬ ‫مواجهة االتحاد السوفيتي‪ ،‬وكذلك أثناء‬ ‫فترة حكم طالبان حيث اعترفت السعودية‬ ‫ إضافة إلى اإلمارات وباكستان ‪ -‬بحكم‬‫طالبان فى وقت لم تعترف بها باقي الدول‬ ‫وبالتالي ليس مستغربًا أو جديدًا أن نرى‬ ‫السعودية تتوسط إلنهاء الصراع األفغاني‬ ‫ولكن على طالبان أن تستجيب للعرض‬ ‫السعودي المتضمن قطع عالقاتها بتنظيم‬ ‫القاعدة وأال تكون مال ًذا لإلرهابيين‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن االهتمام السعودي يأتي‬

‫من كون أفغانستان نقطة انطالق لثقافة‬ ‫اإلرهاب وعدم استقرار األوضاع بها من‬ ‫شأنه أن يؤثر على األمن والسلم العالمي‪.‬‬ ‫ويؤكد طارق محيى الدين‪ ،‬المحلل السياسي‬ ‫الباكستاني‪ ،‬أن السعودية كان لها دور‬ ‫مهم فى تحديد مالمح الخارطة السياسية‬ ‫واإلستراتيجية في هذه المنطقة منذ سنوات‪،‬‬ ‫سواء في حقبة حكم طالبان أو ما قبلها‬ ‫أثناء مساندتها ألفغانستان ضد االحتالل‬ ‫السوفيتي‪ ،‬مشي ًرا إلى أنه مثلما للواليات‬ ‫المتحدة وباكستان أدوار وساطة تقوم بها بين‬ ‫حكومة كرازي وحركة طالبان فإنه أيضًا ال‬ ‫يجب أن ننسى الدور السعودي وما يمثله من‬ ‫أهمية بهدف التوصل لحل للقضية األفغانية‪،‬‬ ‫وبالتالي حينما اختار الرئيس األفغاني‬ ‫أن يزور المملكة ويطلب مساندة العاهل‬ ‫السعودي كان محقًا في اختياره‪ ،‬خاصة أن‬ ‫السعودية استضافت قبل عامين اجتماعات‬ ‫مع قيادات من حركة طالبان والحزب‬ ‫اإلسالمي المدعوم من قلب الدين حكمتيار‪.‬‬ ‫وأضاف محيى الدين أن هذه الزيارة سوف‬ ‫تفتح الباب ألمريكا لجلب قيادات طالبان‬ ‫للتفاوض معها‪ ،‬فال أحد ينكر الجهود‬ ‫والوساطات التى تقوم بها السعودية من أجل‬ ‫إحالل السالم فى تلك المنطقة‪.‬‬ ‫‪20‬‬


‫تحليالت‬

‫هل تعود السعودية إلى أفغانستان مجد ًدا؟‬ ‫ماذا بعد مقتل المبحوح في دبي ؟‬

‫العدد ‪1544‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫تجريم "البعث" يهدد المصالحة العراقية‬ ‫حقيقة قنبلة إيران النووية‬

‫‪19‬‬




‫الموجز رسائل‬

‫رسائل‬ ‫كعكة النفط العراقي‬ ‫غزو العراق كان يهدف في االساس الي وضع يد األمريكان‬ ‫علي البترول و لكن الواليات المتحدة لم تضع في اعتبارها‬ ‫المخاطر األمنية التي ترتبت علي هذا االحتالل قبل الغزو و‬ ‫قد أدي ذلك بالطبع الى قلة إقبال الشركات األمنية علي اإلدالء‬ ‫بدلوهم في المناقصة التي أجريت علي حقول البترول العراقية‬ ‫‪ ,‬و ال يعني ذلك ان الواليات المتحدة لن تستفيد بشكل كافي من‬ ‫هذه الحقول ‪ ,‬فاذا ظننا ذلك سنكون مخطئين ‪.‬‬

‫العدد السابق‬

‫أيمن عبد هللا‬

‫طريق السودان الجديد‬ ‫السودان تسير االن نحو االستقرار ‪ ،‬و لن يتم هذا‬ ‫االستقرار اال اذا تكاتفت جميع القوى داخل البلد و العمل‬ ‫على رفعتها و تقدمها ‪..‬‬ ‫محمد عبد القوى‬

‫الجزائر‬

‫هل انتهى زمن العنف؟‬ ‫ان الرئيس بوتفليقه قد استطاع ان يحدث فرق كبير في الجزائر حيث‬ ‫استطاع ان ينتشلها من العنف و اإلرهاب إلي السالم و الطمانينه ‪ ,‬كما انه‬ ‫استطاع ان يطور من البنية التحتية للجزائر و يرفع من شانها إلي حد كبير ‪.‬‬

‫وائل العامري‬ ‫‪ 05‬فبراير ‪2010‬‬

‫تفجيرات سياسية‬ ‫ال خالف على صعوبة الدور الذي يقوم به زيباري ‪ ،‬فالعراق‬ ‫مرت و تمر بمطبات صعبة اثرت عليها سواء داخليا او خارجيا‪،‬‬ ‫و لكي تعود العراق الى سابق عهدها البد من بذل جهود مضنية‬ ‫لعودتها و فرض االمن فيها ‪..‬‬

‫سعيد بو قرة‬ ‫‪16‬‬


‫‪2‬‬

‫‪ 2‬ذا نيو ريببلك‬ ‫أوباما في الميزان‬ ‫تناقش قصة الغالف في هذا العدد من مجلة‬ ‫"ذا نيو ريببلك" الصعوبات التي تواجهها اإلدارة األمريكية برئاسة أوباما في الفترة األخيرة‪ .‬حيث‬ ‫يوضح كاتب المقال‪ ،‬جون جوداس‪ ،‬أن الرئيس قد ال يتمكن من تنفيذ جدول أعماله بسبب فشله في‬ ‫التعامل مع سكان الطبقة العاملة األمريكية وجعلهم متحمسين لسياساته‪ ..‬ويستشهد جوداس بالعديد‬ ‫من المشاكل التي تسببت في إعاقة تنفيذ خطط إصالح الرعاية الصحية‪ ،‬وأعاقت أيضًا محاوالت‬ ‫أوباما إلنقاذ أمريكا من الورطة التي أوقعها فيها الرئيس السابق‪ ..‬وتؤكد المقالة أنه يجب على‬ ‫أوباما التصدي بشكل أفضل لمتطلبات أمريكا الوسطى‪ ،‬إذا أراد من الشعب األمريكي أن يعتبره‬ ‫رئيسًا ناجحًا‪.‬‬

‫‪ 3‬النيوزويك‬

‫أضرار مضادات االكتئاب‬

‫في قصة الغالف لهذا األسبوع‪ ،‬تلقي "النيوزويك" نظرة على الجدل الدائر حول فعالية الحبوب‬ ‫المضادة لالكتئاب‪ ،‬وترى أن الدراسات تشير إلى أن االستفادة من تناول تلك الحبوب يمكن‬ ‫أن تأتي من تأثيرها كمهدئ أكثر من تأثيرها عالجيًا‪ .‬ويشير الكاتب إلى العديد من الدراسات‬ ‫الطبية التي تدعم المزاعم الواردة في هذا المقال واستنادًا إلى تأثير هذه الحبوب على الكثير‬ ‫من الشعب األمريكي‪ ،‬تعد النتائج التي تتوصل إليها قصة الغالف هذه مثيرة للجدل الشديد‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫غالفاإلسبوع‬

‫اإليكونوميست‬ ‫كتاب الوظائف‬ ‫تقدم المقالة الرئيسية لمجلة "اإليكونوميست" تحليلاً ممتا ًزا عن ابتكارات شركة أبل وعبقرية ستيف‬ ‫جوبز‪ ،‬الذي تم وضع صورة كاريكاتورية له على الغالف‪ .‬ويبرهن المقال قدرة أجهزة "أبل" الجديدة‬ ‫على إحداث تحول جذري في الصناعات التقليدية من خالل استعراض أجهزة "أبل" الحديثة مثل‪،‬‬ ‫"أي بود‪ ،‬وأي فون‪ ،‬وأي باد"‪.‬‬ ‫العدد ‪1544‬‬

‫‪15‬‬


‫الموجز بانوراما الصحافة‬

‫الموجز قالوا‬

‫أقوال‬ ‫"يتعين على المتمردين إعادة‬ ‫ستة جنود سعوديين مفقودين‬ ‫إذا أرادوا إنهاء المعارك"‬ ‫مساعد وزير الدفاع السعودي‬ ‫األمير" خالد بن سلطان بن عبد‬ ‫العزيز" في إشارة إلى الصراع‬ ‫مع الحوثيين‪.‬‬

‫بانوراما‬ ‫الصحافة‬

‫"إذا كانت هناك رغبة في السالم‬ ‫والمصالحة‪ ،‬فمن الممكن إغالق‬ ‫هذا الملف من خالل تبادل‬ ‫األسرى"‬ ‫زعيم الحوثيين الشيعة عبد‬ ‫الملك الحوثي مدعيًا مبادرة‬ ‫للمصالحة‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫"بيرلسكوني أحد أهم أصدقاء‬ ‫إسرائيل"‬ ‫رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو‬ ‫متحدثًا إلى نظيره اإليطالي‬ ‫سيلفيو بيرلسكوني‪ ،‬الذي يبدأ‬ ‫زيارة رسمية إلسرائيل وبرفقته‬ ‫ستة وزراء‪.‬‬

‫"باعتباري من بين الشخصيات‬ ‫السياسية المهمة‪ ،‬فإنني آمل‬ ‫بشدة أن تنال إسرائيل عضوية‬ ‫االتحاد األوروبي"‬ ‫بيرلسكوني يخبر نتنياهو في‬ ‫إطار زيارته إلسرائيل‬

‫‪ 05‬فبراير ‪2010‬‬

‫‪ 1‬التايم‬ ‫إعادة إعمار هاييتي‬ ‫بالكلمات والصور‪ ،‬تعرض لنا مجلة "التايم"‬ ‫رؤية متعمقة حول النتائج الكارثية‪ ،‬التي‬ ‫خلفها زلزال هاييتي المدمر‪ ،‬وما يتعين القيام‬ ‫به إلعادة الخدمات األساسية إلى السكان‬ ‫المتضررين‪ .‬وصور جيمس ناتشوي تبين لنا‬ ‫ضرورة التحرك السريع واالستجابة القوية‬ ‫من جانب المؤسسات الدولية واإلنسانية‪.‬‬ ‫وانطالقًا من األحداث الدرامية لعمليات‬ ‫اإلنقاذ األخيرة لمن كانوا تحت األنقاض‪،‬‬ ‫تبين هذه الصور المرونة التي يتمتع بها‬ ‫سكان هاييتي وقدرتهم على الوقوف على‬ ‫أقدامهم من جديد‪ .‬ويوضح لنا ناتشوي أنه‬ ‫كان مراقبًا ومشار ًكا أيضًا في هذه المأساة‬ ‫مشددًا على قدرة وسائل اإلعالم على تشجيع‬ ‫الناس للمشاركة في مساعدة شعب هاييتي‪.‬‬ ‫‪14‬‬


‫‪8‬‬

‫‪6‬‬

‫‪7‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪10‬‬

‫الهند‬

‫قال قائد الجيش الهندي الجنرال‪ ،‬ديباك‬ ‫كابور‪ ،‬إن الهند سوف تحاول خلق توازن‬ ‫في القوى مع كل من باكستان والصين‪.‬‬ ‫وأضاف قائلاً ‪" :‬االتجاهان ـ الجنوبي‬ ‫الغربي والشمالي الشرقي ـ سوف يتم‬ ‫إعطاؤها نفس القدر من االهتمام من‬ ‫قِبل الهند‪ .‬ومن جانبهم‪ ،‬انتقد مسئولون‬ ‫باكستانيون على الفور مالحظات القائد‬ ‫الهندي‪ ،‬في حين جاء رد فعل الصين‬ ‫على هذه التصريحات هادئا ً جداً‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫‪ 9‬فنزويال‬ ‫قامت هيئة األوراق المالية في فنزويال‬ ‫بمصادرة ثالث شركات للسمسرة في‬ ‫األوراق المالية‪ ،‬مستدلة بارتباط تلك‬ ‫الشركات ببنوك مرت أخيرًا بأزمات‬ ‫مالية‪ .‬وقد شهدت الشهور األخيرة‬ ‫استحواذ حكومة شافيز على إدارة أكثر‬ ‫من اثني عشر بن ًكا وشركة سمسرة‪،‬‬ ‫مشيرة إلى انتهاك تلك المؤسسات‬ ‫للقوانين المصرفية‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫سيريالنكا‬

‫أقال رئيس سيريالنكا عشرات من كبار‬ ‫الضباط العسكريين كما تم اعتقال نحو‬ ‫‪ 37‬شخص‪ ،‬وبررت وزارة الدفاع‬ ‫ذلك قائلة‪" :‬إنهم كانوا يمثلون تهديدًا‬ ‫مباشرًا لألمن القومي" ‪ .‬جاءت تلك‬ ‫األحداث بعد انتخابات الرئاسة التي‬ ‫جرت األسبوع الماضي‪ .‬واتهم الرئيس‪،‬‬ ‫ماهيندا راجاباكسي‪ ،‬المعارضة التي‬ ‫ُمنيت بالهزيمة في االنتخابات بالتخطيط‬ ‫الغتياله بعدما تغلب على الجنرال السابق‬ ‫في الجيش‪ ،‬ساراث فونسيكا‪ ،‬في معركة‬ ‫االستفتاء المرير الذي أُجري في ‪26‬‬ ‫يناير‪/‬كانون ثان‪.‬‬ ‫العدد ‪1544‬‬

‫‪ 7‬الكويت‬ ‫شركة اللوجستية التي تتخذ الكويت مقرًا‬ ‫لها‪ ،‬والتي يقدر رأس مالها بمليارات‬ ‫الدوالر‪ ،‬والتي أنشئت عقب الغزو‬ ‫األمريكي للعراق‪ ،‬من المقرر أن يتم‬ ‫استدعاء المسؤلين عنها للتحقيق معهم‬ ‫في تهم جنائية نتيجة للمبالغة في تقدير‬ ‫مستحقاتها التي تستقطع من أموال دافعي‬ ‫الضرائب األمريكيين إلمداد الجنود‬ ‫األمريكيين بالمواد الغذائية في العراق‬ ‫والتي قدرت بأكثر من ‪ 8.5‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وإذا ثبتت التهم الموجهة إلى المسؤولين‪،‬‬ ‫فإن الشركة ستكون مدينة للحكومة‬ ‫األمريكية بما يصل إلى مليار دوالر‪.‬‬

‫‪ 10‬السودان‬ ‫ذكر مسئولون أن السودان يتعرض للتهديد‬ ‫نتيجة لتدفق األسلحة الثقيلة من منافسيه‬ ‫مثل‪ ،‬تشاد وليبيا‪ .‬وأضاف المسئولون أن‬ ‫الواليات المتحدة تراقب تدفق األسلحة‬ ‫إلى المتمردين واالنفصاليين في جنوب‬ ‫السودان‪ .‬وقالت مبعوثة الواليات المتحدة‬ ‫لدى األمم المتحدة‪ ،‬سوزان رايس‪" :‬إن‬ ‫األسلحة تأتي من كل االتجاهات"‪.‬‬ ‫‪13‬‬


‫الموجز‬

‫حول العالم‬

‫حول العالم‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ 1‬سويسرا‬

‫‪3‬‬

‫‪5‬‬

‫‪8‬‬

‫استؤنفت في سويسرا المحادثات بين‬ ‫الواليات المتحدة والدبلوماسيين الروس‬ ‫حول معاهدة جديدة للحد من التسلح‪ .‬وأشار‬ ‫الرئيس األمريكي‪ ،‬باراك أوباما‪ ،‬ونظيره‬ ‫الروسي‪ ،‬ديمتري ميدفيديف‪ ،‬األسبوع‬ ‫الماضي إلى أن المعاهدة الجديدة تم تقريبًا‬ ‫االتفاق عليها‪ ،‬وسوف يتم االنتهاء من‬ ‫صيغتها النهائية في غضون أسابيع قليلة‪.‬‬

‫‪ 3‬إسرائيل‬ ‫حذر وزير الدفاع اإلسرائيلي‪ ،‬إيهود باراك‪،‬‬ ‫من أن توقف المحادثات حول عملية السالم مع‬ ‫سوريا ستكون لها آثار وخيمة بالنسبة لمستقبل‬ ‫الشرق األوسط‪ .‬وقال باراك موجها حديثه‬ ‫لكبار الضباط في قوات الدفاع اإلسرائيلية‪:‬‬ ‫"الواقع المألوف في الشرق األوسط هو أننا‬ ‫نجلس على الفور مع السوريين بعد شن حرب‬ ‫معهم‪ ،‬ونتفاوض معهم بشأن نفس القضايا‬ ‫التي ناقشناها معهم على مدى الـ ‪ 15‬عا ًما‬ ‫الماضية"‪.‬‬

‫‪ 2‬سوريا‬ ‫قال الرئيس السوري بشار االسد أن إسرائيل‬ ‫تدفع الشرق األوسط باتجاه حرب جديدة‪ .‬ونقلت‬ ‫وكالة األنباء السورية عن األسد قوله خالل‬ ‫اجتماع مع وزير الخارجية األسباني ميجيل‬ ‫أنخيل موراتينوس قوله "كل الوقائع تشير إلى‬ ‫أن إسرائيل تدفع المنطقة باتجاه الحرب وليس‬ ‫باتجاه السالم‪ ,‬اسرائيل غير جادة في تحقيق‬ ‫السالم‪ .‬كما قال وزير الخارجية السوري وليد‬ ‫المعلم في مؤتمر مماثل مع موراتينوس إن‬ ‫إسرائيل "تزرع مناخ الحرب في المنطقة"‬ ‫بالتهديد بمهاجمة إيران ولبنان وقطاع غزة‪.‬‬ ‫‪ 05‬فبراير ‪2010‬‬

‫‪ 4‬األردن‬ ‫حث العاهل األردني الملك‪ ،‬عبد اللـه‬ ‫الثاني‪ ،‬الرئيس األمريكي‪ ،‬باراك أوباما‪،‬‬ ‫على تكثيف الجهود لتحقيق تقدم ملموس في‬ ‫مسالة إقامة دولتين منفصلتين (إسرائيلية‬ ‫وفلسطينية) إلنهاء الصراع اإلسرائيلي‬ ‫الفلسطيني‪ .‬وأدلى العاهل األردني بهذه‬ ‫التصريحات خالل محادثة هاتفية مع‬ ‫أوباما‪ ،‬وذلك وفقا لبيان صادر عن المحكمة‬ ‫الملكية‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫كوريا الشمالية‬

‫اجتمع مسئولون من الكوريتين ـ الشمالية‬ ‫والجنوبية ـ في كوريا الشمالية لمناقشة‬ ‫إنشاء مجمع صناعي مشترك بعد أيام‬ ‫من تبادل إطالق النار في عرض البحر‪،‬‬ ‫والذي أظهر وجود تهديد أمني في شبه‬ ‫الجزيرة المقسمة‪ .‬وادعت بيونج يانج أن‬ ‫ما حدث كان مناورة عسكرية‪ ،‬وصرح‬ ‫مسئولون من كوريا الجنوبية بأنه لم تحدث‬ ‫أي إصابات أو أضرار‪.‬‬ ‫‪12‬‬


‫الموجز‬ ‫حول العالم‬

‫قالوا‬

‫بانوراما الصحافة‬

‫رسائل‬

‫هل من مجيب؟!‬ ‫للمرة الثانية في أقل من شهر الزعيم‬ ‫االصالحي االيراني البارز مهدي كروبي‬ ‫بمبادرة جديدة لحل األزمة االيرانية‪ .‬دعا‬ ‫كروبي أنصاره الى المشاركة الواسعة‬ ‫في مظاهرات ذكرى الثورة االسالمية‬ ‫في الحادي عشر من فبراير الجاري رغم‬ ‫تهديدات المحافظين‪ .‬وقال كروبي في‬ ‫بيان اصدره في ذكرى الثورة التي قادها‬ ‫االمام الخميني الراحل العام ‪ 1979‬إن‬ ‫االعتراف بحقوق الشعب واالذعان لرأيه‬ ‫في االنتخابات هو الطريق الوحيد للخروج‬ ‫من األزمة الراهنة في البالد‪ .‬وطالب كروبي‬ ‫وهو رجل دين ايضا‪ ،‬مراجع الدين وعلماء‬ ‫العدد ‪1544‬‬

‫االسالم والشخصيات السياسية بالتدخل‬ ‫ألنقاذ البالد والعباد ممايجري قائال إن‬ ‫األزمة التي تعصف بايران تهدد الجميع‬ ‫محذرا من المتطرفين ومن مندسين‪.‬وأضاف‬ ‫" إن على الحركة الخضراء االحتجاجية أن‬ ‫تحذر المندسين وشعاراتهم المتطرفة خالل‬ ‫مظاهرات ذكرى الثورة االسالمية"‪ .‬كذلك‬ ‫طالب كروبي الذي كان قال انه يعترف‬ ‫بحكومة أحمدي نجاد كأمر واقع ألن المرشد‬ ‫األعلى آية هللا علي خامنئي قام بتنصيبه‪ ،‬بأن‬ ‫يسارع خامنئي الى طرد المتملقين من الكتاب‬ ‫واصحاب القلم والشخصيات‪ ،‬والمتطرفين‬ ‫وممارسي العنف ‪ ،‬والمزيفين الدينيين من‬

‫حوله‪ ‬كما دعا الى تطبيق الدستور بحذافيره‬ ‫واحترام حق الناخب وان تمارس المؤسسات‬ ‫الدستورية وظائفها مشيرا بشكل خاص الى‬ ‫مجلس الخبراء المعني بتقييم أداء المرشد‬ ‫وعزله‪.‬‬ ‫دعا أيضا الى االفراج دون قيد أو شرط عن‬ ‫نالسجناء السياسيين واعادة أجواء الحرية‬ ‫للصحافة الحرة الناقدة وازالة أجواء الرعب‬ ‫والقمع واالجواء البوليسية من البالد‪.‬وقال "‬ ‫إن الحاكم الذي اليعمل بالدستور ‪..‬ظالم"‪..‬‬ ‫لكن الخبراء توقعوا أال يتم اإلستجابة لهذه‬ ‫المبادرة مثلما حدث مع سابقتها‪.‬‬ ‫‪11‬‬




‫جيوبوليتيكا‬

‫الشريك المحبوب‬

‫تركيا بين االتحاد األوروبي والشرق األوسط‬

‫تزداد أهمية تركيا في الشرق األوسط على المستوي االقتصادي‪ ،‬حيث يمثل اقتصادها بالفعل أكثر من نصف حجم اقتصاد منطقة الشرق‬ ‫األوسط وشمال أفريقيا بالكامل‪ .‬وكذلك تتعزز مكانتها على المستوى السياسي‪ .‬فمع عضوية االتحاد األوروبي التي تضع أعينها عليها‪،‬‬ ‫تستخدم تركيا نفس األفكار التي جلبت االستقرار إلى أوروبا فيما بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وذلك في إطار جهودها لحل االنقسامات‬ ‫المريرة في الشرق األوسط ‪.‬‬ ‫تعثرت مفاوضات تركيا لالنضمام إلى االتحاد‬ ‫األوروبي في اآلونة األخيرة‪ ،‬ولكن في تحول غير‬ ‫مألوف‪ ،‬تستخدم تركيا اآلن نفس األفكار التي جلبت‬ ‫االستقرار إلى أوروبا لفترة ما بعد الحرب العالمية‬ ‫الثانية‪ ،‬وذلك في محاولة لتهدئة االنقسامات المريرة في‬ ‫الشرق األوسط‪.‬‬

‫إلى المدن األوروبية‪ ،‬كما تخدم مناطق كثيرة داخل‬ ‫تركيا أكثر من إيران والدول العربية‪ .‬فبينما تطير‬ ‫طائرات علي الخطوط التركية مرتين في اليوم الواحد‬ ‫لتصل بين أسطنبول ودمشق‪ ،‬تطير طائرات من نفس‬ ‫هذه الخطوط أربع مرات يوميًا لتصل بين أسطنبول‬ ‫وتل أبيب‪.‬‬

‫وانضمت أخيرًا سوريا واألردن وليبيا ولبنان إلى‬ ‫إيران ودول أخرى في المنطقة التي تتمتع بتأشيرة حرة‬ ‫للسياحة واألعمال التجارية مع تركيا‪ .‬كما تبذل أنقرة‬ ‫كل ما بوسعها من أجل خلق تكامل في البنية التحتية‬ ‫اإلقليمية‪ ،‬ولقد نجحت في دعم التجارة مع جيرانها‪،‬‬ ‫وهي اآلن تجمع الحكومات معًا من أجل عقد اجتماعات‬ ‫مشتركة تضم مسئولين رفيعي المستوى في مجالس‬ ‫الوزراء‪.‬‬

‫وينبغي أال نسيء فهْم اإلطراء غير العادي الذي‬ ‫أوردته الصحف العربية بشأن أردوغان‪ ،‬عندما واجه‬ ‫إسرائيل‪ ،‬فهذا ليس معناه موافقة العرب على الهيمنة‬ ‫اإلقليمية لتركيا‪ .‬فقد قال المبعوثون العرب لتركيا‪ ،‬إنهم‬ ‫سعداء بأن يجدوا دولة سنية مسلمة تتصرف كمتحدث‬ ‫رسمي عن همومهم‪ ،‬وكذلك تعمل كقوة موازية أو‬ ‫معادلة لدولة إسالمية شيعية مثل إيران‪ .‬ولكنهم أردفوا‬ ‫قائلين‪ :‬إن حكوماتهم ال تشعر بارتياح تجاه تفجر غضب‬ ‫أردوغان الذي ينم عن شعبوية معادية إلسرائيل‪ ،‬وأنهم‬ ‫سيرفضون أي جهود تركية تزيد على درجة الوساطة‬ ‫في النزاعات اإلقليمية‪.‬‬

‫هذا التحول إلى فكر االتحاد األوروبي األساسي‪ ،‬وهو‬ ‫فكر التقدم من خالل االعتماد المتبادل بين الدول‪ ،‬ال‬ ‫يزال في مراحله األولى‪ .‬ويرجع ذلك جزئيًا إلى طبيعة‬ ‫األنظمة الحاكمة في الشرق األوسط التي تخاف من‬ ‫التكامل اإلقليمي وتراه يشكل تهديدًا سياسيًا‪ .‬وقد اعتنقت‬ ‫تركيا أيضًا هذا االتجاه لفترة طويلة‪ ،‬انتهت بنهاية‬ ‫الحرب الباردة بعدها ازداد شعورها باألمان وبدأت‬ ‫تستغل الفرص التجارية خاصة بعدما خاضت تركيا‬ ‫حكم حزب العدالة والتنمية اليميني الذي تولى السلطة‬ ‫منذ عام ‪ ،2002‬وقام بتنمية عالقات تركيا مع روسيا‬ ‫وأفريقيا والدول المجاورة‪ ،‬وخاصة جيران تركيا‬ ‫المسلمين في الشرق األوسط‪.‬‬ ‫وخالل نفس الفترة‪ ،‬تعززت عالقات تركيا مع االتحاد‬ ‫األوروبي بسرعة‪ .‬وعلى الرغم من العقبات الكثيرة‪،‬‬ ‫بما في ذلك المتشككون األوروبيون في تركيا‪ ،‬وبطء‬ ‫وتيرة اإلصالح الداخلية التركية‪ ،‬والجمود في حل‬ ‫قضية قبرص‪ ،‬ال تزال أنقرة في عملية تفاوضية كاملة‬ ‫يمكن أن تمكنها من الفوز بعضوية االتحاد األوروبي‬ ‫خالل عقد أو عقدين‪.‬‬ ‫هذه الديناميكيات المتناقضة ظاهريًا‪ ،‬أعادت فتح الجدل‬ ‫حول مسألة ما إذا كانت تركيا أصبحت "أوروبية" أو‬ ‫"أورآسيوية" أو "عثمانية جديدة"‪ ،‬أو حتى "إسالمية"‪.‬‬ ‫والقلة القليلة هي التي تأخذ في االعتبار جوانب القصور‬ ‫التي تتعلق بمن يرون أن تركيا تزداد تشابهًا مع‬ ‫اإلمبراطورية العثمانية السابقة‪ ،‬وكذلك السياق التركي‬ ‫الحديث الذي يمكن التنبؤ به نسبيًا‪ .‬وهذا الجدل يعد‬ ‫أيضًا في كثير من األحيان بديلاً عن الهموم السياسية‬ ‫المحلية؛ سواء كانت خشية أوروبا من ارتفاع معدل‬ ‫البطالة بين مواطنيها والهجرة واإلسالم وال ُمعلَّقين‬ ‫‪ 05‬فبراير ‪2010‬‬

‫هيو بوب‬ ‫العرب الذين يرغبون في الحصول على عصي‬ ‫ليتمكنوا من معاقبة حكوماتهم‪ ،‬أو النشطاء المؤيدين‬ ‫إلسرائيل ويسعوا لفرض ضغوط أمريكية على تركيا‪.‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬االتحاد األوروبي والغرب عمو ًما‪ ،‬على‬ ‫عكس ما يعتقد بعض األوروبيين‪ ،‬يحتاجون تركيا‬ ‫جزئيًا بهدف تحقيق االستقرار الذي يرجون انتشاره بين‬ ‫جيرانهم الشرقيين كما إن أولويات أنقرة ليست العودة‬ ‫للخالف‪ ،‬ولكن التوسع في االقتصاد الذي يمثل بالفعل‬ ‫أكثر من نصف حجم منطقة الشرق األوسط وشمال‬ ‫أفريقيا بالكامل‪ .‬وعندما يدلي رئيس الوزراء‪ ،‬رجب‬ ‫طيب أردوغان‪ ،‬بتصريحات تنطوي على حماسة زائدة‬ ‫عند قيامه بزيارة الخرطوم أو طهران أو دمشق‪ ،‬فإنه‬ ‫يفكر جزئيًا في العقود التي سيوقعها مئات من رجال‬ ‫األعمال الذين يؤيدونه ويرافقونه‪ .‬وبالمثل‪ ،‬عندما زار‬ ‫أردوغان الواليات المتحدة في ديسمبر‪ /‬كانون أول‬ ‫الماضي‪ ،‬وكانت النتيجة العامة الرئيسية تشكيل لجنة‬ ‫مشتركة لتعزيز التجارة‪.‬‬ ‫إن قادة حزب العدالة والتنمية‪ ،‬حتى وإن كانوا طرحوا‬ ‫جانبًا قضية أسلمة شبابهم ‪ ،‬فإنهم يشعرون بالدفء حيال‬ ‫القادة المسلمين‪ .‬بل إن بعض قادة الحزب يعتبرون‬ ‫أردوغان ممثلاً لـ ‪ 1.5‬مليار مسلم‪ .‬ولكن تركيا بأكملها‬ ‫ترغب في االندماج في أوروبا حتى إن الزائر للمكتبات‬ ‫التركية سوف يبحث جاهدًا حتى يجد أي شيء خاص‬ ‫بالشرق األوسط‪.‬‬ ‫كما أن مبيعات تركيا للشرق األوسط أقل نسبيًا مما‬ ‫كانت عليه في العقدين الماضيين‪ ،‬حتى إن هذه المبيعات‬ ‫تمثل أقل من ربع صادرات تركيا‪ .‬فاالتحاد األوروبي‬ ‫يحظي بنصف التجارة التركية وحوالي ‪ 90%‬من‬ ‫االستثمار األجنبي في ‪ .2008‬وهناك حوالي ‪ 4‬ماليين‬ ‫تركي يعيشون في أوروبا‪ ،‬في حين أن تعدادهم ال‬ ‫يتجاوز سوى عشرات األلوف في الشرق األوسط‪.‬‬ ‫وشركات الطيران التركية تعمل في شبكة عمل مكثفة‬

‫وزيادة اهتمام تركيا بجيرانها أقنع مؤسسة الدراسات‬ ‫االقتصادية واالجتماعية التركية بسؤال ‪ 2000‬شخص‬ ‫في سبع دول عربية عن آرائهم‪ .‬وفي شهر نوفمبر‪/‬‬ ‫تشرين ثان‪ ،‬أعلنت النتائج‪ ،‬حيث وجد أن ثالثة أرباع‬ ‫المشاركين يفضلون أن يكون لتركيا دور أكبر في‬ ‫القضية اإلسرائيلية الفلسطينية‪ ،‬وقضايا أخرى من‬ ‫قضايا الشرق األوسط‪ .‬ولكن أعرب ‪ % 57‬منهم عن‬ ‫رغبتهم في رؤية دولة إسالمية في االتحاد األوروبي‪،‬‬ ‫ورأى ‪ ،64%‬منهم ‪ 62%‬من المملكة العربية‬ ‫السعودية‪ ،‬أن عملية التفاوض التركي لالنضمام إلى‬ ‫االتحاد األوروبي لها أثر إيجابي على دورها في العالم‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫وتعتقد تركيا أيضًا أن أفكار االتحاد األوروبي يمكن أن‬ ‫تساعد في رأب الصدع وإنهاء االنقسامات في المنطقة‪.‬‬ ‫والشهرة المؤخرة لمطربين أتراك ومسلسالت تركية‬ ‫في العالم العربي ليست لمجرد أن االثنين قد أصبحا‬ ‫أكثر تقاربًا من جديد‪ .‬فالمنافسة واإلصالحات التي يريد‬ ‫االتحاد األوروبي أن تتحقق في تركيا‪ ،‬قد أدت إلى‬ ‫انفتاح المجتمع التركي‪ ،‬وكذلك انفتاح ثقافته واقتصاده‪،‬‬ ‫وأصبحت األفالم والموسيقى التركية على مستوى‬ ‫عال‪ ،‬واستطاعت أن تحصد جوائز عديدة في أوروبا‬ ‫أيضًا‪.‬‬

‫مدير مشروع تركيا وقبرص في مجموعة‬ ‫األزمات الدولية‬ ‫‪08‬‬


‫‪ 39‬شخصيات‬ ‫بروفايل‬ ‫دفاعا ً عن العولمة‬ ‫حوار‬ ‫المساومة بالرهائن‬

‫‪ 48‬االقتصاد‬ ‫المستثمر العالمي‬ ‫من األجدر بقيادة العالم؟‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫العدد ‪ 05 ،1544‬فبراير ‪2010‬‬

‫للمشاركة‬ ‫إلرسال مقاالت أو آراء يرجى المراسلة على‬ ‫البريد اإللكتروني‬

‫‪editorial@majalla.com‬‬

‫ملحوظة‪ :‬جميع المقاالت يجب أال تزيد عن ‪ 800‬كلمة‬

‫اإلعالن‬ ‫لإلعالن في النسخة الرقمية يرجى االتصال بـ‪:‬‬

‫‪ 54‬إصدارات‬ ‫كــــتب‬ ‫مفاتيح التغيير‬ ‫قراءات‬ ‫تقارير‬ ‫اليمن في انتظار المجهول‬

‫‪ 60‬المقال السياسي‬ ‫آفاق مشرقة‬ ‫مكتب المملكة العربية السعودية‬ ‫الرياض‪-‬الشركة السعودية لألبحاث والتسويق‬ ‫شارع التخصصى‪-‬تقاطع طريق مكة‪-‬حى المؤتمرات‬ ‫ص‪-‬ب‪ 478 :‬رمز بريدى ‪11411:‬‬ ‫هاتف ‪ 966-1-4419933 :‬فاكس ‪966-1-4429555‬‬ ‫‪E-Mail: editorial@majalla.com‬‬ ‫مكتب القاهرة‬ ‫‪14‬شارع الحجاز ‪ -‬المهندسين ‪ -‬القاهرة‬ ‫هاتف ‪ -00202 3388654 -‬فاكس ‪00202 7492884 -‬‬ ‫‪E-Mail: editorial@majalla.com‬‬ ‫مكتب لندن‬

‫‪Arab Press House‬‬ ‫‪182-184 High Holborn,‬‬ ‫‪LONDON WC1V 7AP‬‬ ‫‪DDI: +44 (0)20 7539 2335/2337,‬‬ ‫‪Tel.: +44 (0)20 7821 8181,‬‬ ‫‪Fax: +(0)20 7831 2310‬‬ ‫‪E-Mail: editorial@majalla.com‬‬ ‫العدد ‪1544‬‬

‫‪Mr. Wael Al Fayez‬‬ ‫‪w.alfayez@alkhaleejiah.com‬‬ ‫‪Tel.: 0096614411444‬‬ ‫‪F.: 0096614400996‬‬ ‫‪P.O.BOX 22304‬‬ ‫‪Riyadh 11495, Saudi Arabia‬‬

‫اشتراكات‬

‫لالشتراك في الطبعة الرقمية‪ ،‬يرجى االتصال بـ‪:‬‬ ‫‪subscriptions@majalla.com‬‬

‫تنويه‬ ‫اآلراء الواردة في هذه المجلة تعبر عن رأي‬ ‫مؤلفيها فقط و ال تعبر بالضرورة عن آراء مجلة‬ ‫المجلة وهيئه تحريرها‪.‬‬

‫حقوق النشر محفوظة لمجلة المجلة ‪ 2009‬التي‬ ‫تصدر عن الشركة السعودية لألبحاث والتسويق‬ ‫(المملكة المتحدة) شركة محدودة‪ .‬وال يجوز بأي‬ ‫حال من األحوال إعادة طباعة المجلة أو أي جزء‬ ‫منها أو تخزينها في أي نظام استرجاعي أو نقلها‬ ‫بأي صورة أو أي وسيلة إلكترونية أو آلية أو‬ ‫تصويرها أو تسجيلها أو ما شابه دون الحصول‬ ‫على تصريح مسبق من الشركة السعودية‬ ‫لألبحاث والتسويق (شركة محدودة)‪ .‬وتصدر‬ ‫المجلة أسبوعيا ً باستثناء إصدارين مدمجين في‬ ‫واحد بصورة دورية وإصدارات إضافية أو مزيدة‬ ‫أو موسعة‪ .‬لتلقي استفسارات االشتراك الرقمي‪،‬‬ ‫يرجى زيارة ‪www.majalla.com‬‬ ‫‪07‬‬


‫المحتـوى‬

‫‪22‬‬

‫‪ 08‬جيوبوليتيكا‬ ‫الشريك المحبوب‬

‫‪ 11‬الموجز‬ ‫حول العالم‬ ‫قالوا‬ ‫بانوراما الصحافة‬ ‫رسائل‬

‫‪ 19‬تحليالت إخبارية‬

‫هل تعود السعودية إلى أفغانستان مجدداً‬

‫‪ 22‬أفكار‬ ‫التحالف النووي‬

‫‪ 31‬قضايا‬

‫‪42‬‬

‫عودة كينز‬ ‫إدارة التحرير‬

‫مدير مكتب لندن‬ ‫مانويل أمليدا‬ ‫مدير مكتب القاهرة‬ ‫أحمد أيوب‬ ‫احملـــررون‬ ‫بوال ميجا‬ ‫ستيفن جلني‬ ‫وسام شريف‬ ‫دانيال كاباريلى‬ ‫سكرتيرة التحرير‬ ‫جان سينجفيلد‬ ‫مدير املوقع اإللكتروني‬ ‫محمد صالح‬

‫‪ 05‬فبراير ‪2010‬‬

‫‪06‬‬


‫كاريكاتير‬

‫العدد ‪1544‬‬

‫‪05‬‬


‫اإلفتتاحية‬

‫الغالف‬

‫أسسهــا سنة ‪1987‬‬

‫األمير أحمد بن سلمان بن عبد العزيز‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫أسسهــا هشام ومحمد علي حافظ‬

‫عزيزي القارئ‬ ‫رئيس التحرير‬

‫عادل بن زيد الطريفي‬ ‫المدير العام‬

‫طارق القين‬

‫‪www.srpc.com‬‬ ‫‪The Majalla Magazine‬‬ ‫‪HH Saudi Research & Marketing‬‬ ‫‪(UK) Limited Arab Press House‬‬ ‫‪182-184 High Holborn,‬‬ ‫‪LONDON WC1V 7AP‬‬ ‫‪DDI: +44 (0)20 7539 2335/2337,‬‬ ‫‪Tel.: +44 (0)20 7821 8181,‬‬ ‫‪Fax: +(0)20 7831 2310‬‬

‫مرحبًا بك ضيفًا على عدد هذا األسبوع من "المجلة الرقمية"‪ .‬نعرض‬ ‫لك في هذا العدد رؤية تحليلية حول العالقات النووية بين إيران وكوريا‬ ‫الشمالية حيث يرصد رامون باتشيكو باردو ‪،‬الباحث في مجال مكافحة‬ ‫إنتشار األسلحة النووية‪ ،‬تأثير هذه العالقة القلقة على منطقة الشرق‬ ‫األوسط‪ ،‬كما يبحث رازين سالي‪ ،‬مدير المركز األوروبي لالقتصاد‬ ‫السياسي الدولي‪ ،‬كيف يمكن أن تسبب سياسات "الحمائية" التي‬ ‫ضا‬ ‫تتبعها بعض الدول ضر ًرا لالقتصاد العالمي علي المدي الطويل‪ .‬أي ً‬ ‫في هذا العدد يكتب هيو بوب‪ ،‬وهو مدير مشروع تركيا وقبرص في‬ ‫مجموعة األزمات الدولية عن األهمية السياسية المتزايدة لتركيا في‬ ‫منطقة الشرق األوسط‪.‬‬ ‫لذا ندعوك إلى قراءة هذه المقاالت وغير ذلك كثير على موقعنا‬ ‫اإللكتروني ‪ majalla.com‬وكالعادة‪ ،‬فإننا نرحب بتقييم قرائنا‬ ‫وندعوهم إلى كتابة تعليقاتهم على موقع "المجلة" أو االتصال بنا إذا‬ ‫كان لديهم الرغبة في النشر لدينا‪.‬‬

‫مع أطيب التمنيات‬

‫عادل الطريفي‬ ‫رئيس التحرير‬




‫الشريك المحبوب‬ ‫هيو بوب‬

‫المساومة بالرهائن‬ ‫أكرم الكعبي القيادي البارز‬ ‫بتنظيم "عصائب أهل الحق"‬

‫عودة كينز‬ ‫رزين سالي‬

‫عالقات قلقة‬ ‫بقلم‬ ‫رامون باتشيكو باردو‬

‫العدد ‪ 05 ،1544‬فبراير ‪2010‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.