issue 1551 AR

Page 1

‫المقال السياسي‬

‫‪13‬‬

‫‪THE MAJALLA‬‬

‫‪55‬‬


‫تقارير‬

‫يرى التقرير أن‬ ‫المجتمع الدولي ينبغي‬ ‫أن يفكر بجدية في‬ ‫خطورة مسألة عدم‬ ‫خضوع جماعات‬ ‫ضخمة في اليمن‬ ‫للسيطرة الحكومية‬ ‫المشكلت وتصبح أكثر وضوحا‪ ،‬تزداد‬ ‫احتماالت أن تواجه اليمن عددا متداخل من‬ ‫األزمات‪ .‬ويرى المؤلف كريستوفر باوسيك‬ ‫أن اليمن أصبحت أخي ًرا مكانا ً يعتبره‬ ‫اإلرهابيون ملذاً آمنا ً لهم يشبه حزام باكستان‬ ‫القبلي والصومال التي تفتقر إلى حكومة قوية‬ ‫وساحل إفريقيا الجانح عن القانون ‪.‬‬ ‫وتوصف اليمن كثيراً بأنها دولة فاشلة‬ ‫وهناك الكثير من األسباب التي تبرر صحة‬ ‫هذا الوصف‪ .‬ويوضح التقرير كيف أن‬ ‫الحرب األهلية واستئساد الحركة االنفصالية‬ ‫واالتجاهات االقتصادية والديموغرافية‬ ‫أصبحت تهدد الحكومة اليمنية‪ .‬ويحلل لنا‬ ‫باوسيك الديناميكيات المعقدة لهذا البلد‬ ‫ويسلط الضوء على حقيقة أن الحكومة تواجه‬ ‫تحديات خطيرة في كفاحها من أجل بسط‬ ‫سيطرتها على البلد التي تظهر اسميا فقط‬ ‫كدولة موحدة‪ .‬والنفط الذي تملكه البلد بدأ في‬ ‫النفاد – واألمر األكثر كارثية – أزمة المياه‬ ‫التي يعتبرها باوسيك ذات أبعاد خطيرة‪.‬‬ ‫ويشير هذا التقرير بصورة ضمنية إلى‬ ‫ضرورة تضافر الجهود للحيلولة دون أن‬ ‫تصبح اليمن أفغانستان جديدة‪ .‬وال يناقش‬ ‫التقرير تبعات التدخل العسكري في اليمن؛‬ ‫وجدير بالذكر أن الحكومتين البريطانية‬ ‫واألمريكية أوضحتا رفضهما االنزالق من‬ ‫جديد في حملة عسكرية مكلفة‪.‬‬ ‫والقضايا التي يتناولها التقرير تتمحور حول‬ ‫وجود القاعدة في البلد‪ ..‬والمخاوف التي‬ ‫يثيرها هذا األمر اعترف بها من قبل مدير‬ ‫المخابرات القومية األمريكية‪ ،‬دنيس بلير في‬ ‫تقييمه السنوي للمخاطر في عام ‪ 2009‬حيث‬

‫العدد ‪1551‬‬

‫المتطرفين الذين أجبروا على الخروج من المملكة‪ ،‬وجدوا ملذهم في المناطق التي تبعد عن قبضة الحكومة في اليمن‬

‫أشار إلى أن اليمن في طريقها ألن تصبح‬ ‫ساحة لمعارك الجهاديين‪ .‬ويتعين علينا‬ ‫فقط أن ننظر إلى تضاريس هذا البلد لفهم‬ ‫أسباب شعور القاعدة باالرتياح على أرضه‪.‬‬ ‫فالمناطق الجبلية في اليمن وعرة يصعب‬ ‫الوصول إليها واألهم من ذلك أنها خارج‬ ‫نطاق سيطرة الحكومة المركزية‪ .‬وخروج‬ ‫هذا الخطر من اليمن ليس بأمر جديد غير أن‬ ‫التقرير ال يتعرض لهذه النقطة المهمة‪ .‬فهناك‬ ‫تاريخ من التطرف في البلد تعود جذوره‬ ‫لسنوات طويلة‪.‬‬ ‫ويشير التقرير إلى أن فعالية تدابير مكافحة‬ ‫اإلرهاب في المملكة العربية السعودية‬ ‫زادت من انتشار التطرف في اليمن حيث‬ ‫إن المتطرفين الذين أجبروا على الخروج‬ ‫من المملكة‪ ،‬وجدوا ملذهم في المناطق التي‬ ‫تبعد عن قبضة الحكومة في اليمن‪ .‬وبنا ًء‬ ‫عليه ‪ ،‬يرى التقرير أن المجتمع الدولي‬ ‫ينبغي أن يفكر بجدية في خطورة مسألة‬ ‫عدم خضوع جماعات ضخمة في اليمن‬ ‫للسيطرة الحكومية‪ .‬ويرى التقرير أن حرب‬ ‫أفغانستان وغزو العراق أسهما في صرف‬ ‫انتباه الواليات المتحدة والمجتمع الدولي عن‬ ‫تطوير إستراتيجية فعالة لمكافحة اإلرهاب‬ ‫في اليمن ‪ ..‬ومع ذلك فإن المؤلف يحجم عن‬ ‫انتقاد هذه الخطأ انتقاداً شديداً‪ .‬لكن األمر‬ ‫الواضح أنه بدون مساعدة مباشرة وفورية‬ ‫من المجتمع الدولي‪ ،‬فإن هذه األزمة يمكن‬ ‫أن تُغرق اليمن‪.‬‬

‫ويورد التقرير تقييم الرئيس أوباما الذي‬ ‫أعلن خلل حملته الرئاسية أن الدول‬ ‫الفقيرة ذات الحكومات الضعيفة بمثابة‬ ‫مرتع خصب لإلرهابيين‪ .‬ويعزز باوسيك‬ ‫هذه الرسالة بمناقشة الكيفية التي تسهم‬ ‫بها المتاعب االقتصادية للبلد في تفاقم‬ ‫المشكلت األمنية‪ .‬والبطالة التي يعاني‬ ‫منها الشعب اليمني خصوصا ً الشباب‬ ‫أوجدت فرصة مواتية للتنظيمات اإلرهابية‬ ‫الستغلل الشباب وغرس أفكار التطرف‬ ‫في عقولهم‪ .‬وبما أنه من المتوقع أن‬ ‫يتضاعف السكان بحلول عام ‪ ،2030‬يمكن‬ ‫أن تستمر معدالت البطالة في االرتفاع‬ ‫ما لم يتم التعامل مع أزمة سوق العمل‪.‬‬ ‫إن أكبر المخاطر التي تهدد األمن الدولي‬ ‫تنشأ من الدول األكثر فوضوية والتي لديها‬ ‫حكومات ضعيفة‪ .‬وهناك اتفاق بين آراء‬ ‫المفكر الفرنسي الكبير فرانسيس فوكوياما‬ ‫ونتائج هذا التقرير‪ ،‬حيث أشار فوكوياما‬ ‫إلى أن الدول الضعيفة أصبحت أكبر‬ ‫عقبة في طريق األمن الدولي‪ .‬وفكرة أن‬ ‫الدول التي لديها حكومات ضعيفة تحتضن‬ ‫اإلرهاب ليست جديدة‪ .‬وبإعطاء تحليل‬ ‫أعمق للمشكلت التي تواجه البلد‪ ،‬يتجاوز‬ ‫باوسيك حالة السعار التي اتسمت بها‬ ‫التغطيات اإلعلمية األخيرة لمشاكل اليمن‬ ‫ليبحث دقائق األزمة اليمنية‪.‬‬

‫ولمزيد من المعلومات‬ ‫‪http://www.carnegieendowment.org/‬‬

‫‪61‬‬


‫تقارير‬

‫على حافة الهاوية‬

‫األزمات تقود اليمن إلى كارثة‬

‫اليمن وتجنب الصعود إلى الهاوية‬ ‫أبحاث كارنيجي‪2009 ،‬‬

‫تشرف اليمن على انهيار اقتصادي واجتماعي‪ .‬وهناك قصور في فهم أسباب المشكالت المتشابكة التي تواجه هذا البلد ‪ ..‬والتقرير الصادر‬ ‫عن مؤسسة كارنيجي لألبحاث تحت عنوان‪" :‬اليمن وتجنب الصعود إلى الهاوية" يعطينا صورة كاشفة لهذا البلد‬ ‫التقرير جاء في حينه‪ ،‬ليسلط الضوء على جذور المشكالت التي تواجهها اليمن وهل يمكن أن تقوده إلى كارثة؟ ويعرض المؤلف كريستوفر‬ ‫باوسيك الحلول المحتملة مؤكدا أن حالة الالحراك في مواجهة تلك المشاكل تمثل خطورة بالغة ‪..‬‬ ‫األنباء التي تناقلتها وسائل اإلعالم عن‬ ‫االنتحاري الذي أراد تفجير نفسه ليلة عيد‬ ‫رأس السنة وأنه كان قد قضى وقتا ً في اليمن‪،‬‬ ‫جعلت المجتمع الدولي يزيد من تدقيقه وفحصه‬ ‫إلستراتيجية اليمن في مواجهة اإلرهاب‪.‬‬ ‫ويشير التقرير الصادر عن مؤسسة كارينجي‬ ‫لألبحاث والذي يحمل عنوان "اليمن وتجنب‬ ‫الصعود إلى الهاوية" إلى أن حكومة اليمن‬ ‫تعاني قصوراً في قدرتها على تقديم حلول‬ ‫لمخاطر تزايد التطرف واإلرهاب ‪.‬‬

‫‪ 02‬أبريل ‪2010‬‬

‫ويرى التقرير أنه بدون المخاوف التي‬ ‫أثيرت أخي ًرا حول اإلرهاب‪ ،‬كان من غير‬ ‫المحتمل أن تجذب تطورات األوضاع في‬ ‫اليمن الكثير من االهتمام الدولي‪ .‬بيد أن مثل‬ ‫هذه التطورات األخيرة أسهمت في فهم جديد‬ ‫لمشكالت اليمن‪ ،‬التي إن تُركت دون معالجة‬ ‫فمن الممكن أن تزعزع االستقرار المحلي بل‬ ‫واالستقرار اإلقليمي والدولي‪.‬‬ ‫ولمكافحة خطر اإلرهاب في هذا البلد‪ ،‬البد‬ ‫من فهم أسبابه‪.‬‬

‫ويتناول هذا التقرير عدداً من التحديات التي‬ ‫تجعل مستقبل البالد في مهب الريح وتهدد‬ ‫األمن الدولي في الوقت ذاته ‪.‬‬ ‫والجدل حول الخطورة البالغة للقضايا التي‬ ‫تواجهها اليمن أصبح مألوفاً‪ .‬ومن ثم ليس‬ ‫هناك جديد في هذا التقرير بشأن الموضوع‬ ‫األساسي محل الجدل‪ .‬وكما يعترف المؤلف‪،‬‬ ‫فإن المشكالت التي تواجه اليمن ليست فريدة‬ ‫في المنطقة‪ ،‬حيث يزداد عدد الدول التي‬ ‫تواجه تحديات مماثلة‪ .‬ولكن بينما تتراكم‬

‫‪60‬‬


‫قراءات‬


‫قراءات‬

‫كتب‬ ‫قصة المخطوطات‪:‬‬

‫االكتشاف المعجزة والمغزى الحقيقي من مخطوطات البحر الميت‬

‫مارجريت هوليس‬

‫جيزا فيرمس‬

‫اكتشاف مخطوطات البحر الميت في قمران بفلسطين‬ ‫في عام ‪ ،1947‬يعتبر واحدا من أكبر االكتشافات‬ ‫األثرية في كل العصور‪ .‬فهذه المخطوطات الغامضة‬ ‫أحدثت ثورة في فهمنا للكتاب المقدس‪ ،‬وبداية ظهور‬ ‫الدين المسيحي‪ .‬ولم تنفصل حياة جيزا عن المخطوطات‬ ‫ألكثر من ستين عا ًما‪ .‬فجيزا فيرمس رائد على مستوى‬ ‫العالم في مخطوطات البحر الميت‪ ،‬وهو أفضل من‬ ‫يمكنهم الحديث عن قصة اكتشاف هذه المخطوطات‬ ‫ونشرها في جميع أنحاء العالم‪ .‬وعمد جيزا إلى كشف‬ ‫األسرار واألخطاء ‪ -‬ولكن أيضًا أشار إلى العديد من‬ ‫المشاركين في هذا االكتشاف‪ .‬وسلط الضوء على ما‬ ‫تعلمه عن المخطوطات وقام بتقييم فقرات منها‪ .‬ومن‬ ‫خالل كتابته الصريحة وإحساسه الفريد بالمسئولية‪،‬‬ ‫استطاع تأليف مقدمة مثالية لكل من يريد أن يفهم هذه‬ ‫الوثائق الفريدة من نوعها‪.‬‬

‫بريطانيا والشرق األوسط في فترة ‪11‬‬ ‫سبتمبر‪/‬أيلول‬

‫الغالف‬ ‫هذا الكتاب يتناول دور بريطانيا في العراق والعالقات‬ ‫في المنطقة بعد حقبة ‪ 11‬سبتمبر‪/‬أيلول‪ .‬ويسهم هذا‬ ‫العمل لمارجريت هوليس بشكل كبير في فهمنا للشرق‬ ‫األوسط‪ .‬يسلط الضوء على تورط حكومة بلير في‬ ‫المنطقة‪ ،‬ويحدد التغيرات التي حدثت نتيجة ألحداث‬ ‫‪ ،9 / 11‬وتورط بريطانيا عسكريًا بعد ذلك‪ .‬وهذا‬ ‫العمل مهم جدًا ألي شخص يرغب في فهم أفضل لكيفية‬ ‫سير األحداث في المنطقة في السنوات العشر الماضية‪.‬‬

‫التطرف اإلسالمي‪:‬‬

‫الغالف‬

‫قصة الحركات اإلسالمية‬

‫يوسف شويري‬

‫يقدم يوسف شويري منظورًا جديدًا عن التطرف اإلسالمي‬ ‫في عمله األخير‪ .‬فهو يرى أن التطرف رد فعل للتحديات‬ ‫اً‬ ‫تحليل لكيفية‬ ‫المعاصرة والهياكل السياسية الحديثة‪ ،‬ويقدم‬ ‫تحول القيم اإلسالمية إلى قوة سياسية معاصرة‪ .‬هذه الطبعة‬ ‫تقدم تعريفًا دقيقًا لحركة المقاومة اإلسالمية الحديثة من خالل‬ ‫ربطه بالخلفية التاريخية للتقاليد واألعراف اإلسالمية‪ .‬وهذه‬

‫تقارير‬

‫الغالف‬

‫الطبعة الحديثة تقدم فرعًا جديدًا تما ًما للتعامل مع الجوانب‬ ‫التي أعقبت عام ‪1997‬؛ وبها قسم عن تنظيم القاعدة وما بعد‬ ‫اً‬ ‫فضل عن مناقشة كيفية وصول توجهات‬ ‫‪ 11‬سبتمبر‪/‬أيلول‪،‬‬ ‫اإلسالميين للعالم‪ .‬ويختتم الكتاب بالحديث عن "التطرف‬ ‫اإلسالمي" من خالل تقييم األوضاع الحالية‪ ،‬وكيف سيتطور‬ ‫اتجاه اإلسالميين في المستقبل‪.‬‬

‫الواليات المتحدة وإسرائيل‪:‬‬ ‫‪ ‬عالقة غير مستقرة‬

‫سجن أكبر‪:‬‬ ‫قمع السجناء السياسيين السابقين في تونس‬

‫أجرى مجلس العالقات الخارجية حوارًا‬ ‫مثيرًا مع أشخاص رفيعي المستوي فيما‬ ‫يتعلق بالعالقة غير المستقرة بين الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية وإسرائيل في أعقاب زيارة‬ ‫نائب الرئيس األمريكي‪ ،‬جوزيف بايدن‪ ،‬إلى‬ ‫اً‬ ‫تقليل‬ ‫منطقة الشرق األوسط‪ .‬والتي شهدت‬ ‫من شأن الواليات المتحدة بإعالن إسرائيل‬ ‫عن خططها لبناء مستوطنات جديدة في‬ ‫القدس الشرقية‪ .‬ويتم طرح وجهات نظر‬ ‫متباينة في هذه المناقشة التي تهدف إلى‬ ‫تعريف القارئ بكيفية تأثير االنقسام الحالي‬ ‫في العالقات بين الواليات المتحدة وإسرائيل‬ ‫على المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل‬ ‫والفلسطينيين‪ .‬وهذا الحوار يكشف عن الكثير‬ ‫من جوانب األزمة‪ ،‬وهو مفيد ألولئك الذين‬ ‫يرغبون في فهم أفضل لألمور‪.‬‬

‫ذكرت هيومن رايتس ووتش‪ ،‬في تقريرها الذي نشر أخيرًا‪،‬‬ ‫أنه يجب على السلطات التونسية إنهاء القيود التعسفية على‬ ‫السجناء السياسيين المفرج عنهم‪ .‬ويرصد هذا التقرير‬ ‫المستفيض مجموعة من التدابير القمعية التي تتخذها‬ ‫السلطات التونسية وتفرضها على السجناء السابقين‪ ،‬مثل‬ ‫الرصد الدقيق والمراقبة‪ ،‬والحرمان من جوازات السفر‪.‬‬ ‫وقالت هيومن رايتس ووتش؛ إن هذه التدابير تهدف على‬ ‫ما يبدو إلى ضمان عدم قدرة المنشقين على استئناف حياتهم‬ ‫الطبيعية عند اإلفراج عنهم‪ .‬وقالت سارة لي ويتسون‪،‬‬ ‫مديرة هيومن رايتس ووتش لشئون الشرق األوسط وشمال‬ ‫إفريقيا‪ ":‬إن تونس عندما تفرج عن السجناء السياسيين‬ ‫تحرص على أن تكون حياتهم شبيهة بسجن كبير من خالل‬ ‫المراقبة والتهديدات ومزيج من القيود"‪ .‬هذا التقرير يحث‬ ‫السلطات على الكف عن اتباع مثل هذه الممارسات‪ ،‬ويقترح‬ ‫مجموعة من التدابير التي من شأنها تمكين المنشقين الذين تم‬ ‫اإلفراج عنهم من العيش بحرية أكبر‪.‬‬

‫مجلس العالقات الخارجية‬

‫‪ 02‬أبريل ‪2010‬‬

‫هيومن رايتس ووتش‬

‫‪58‬‬


‫كتب‬

‫وسائل اإلعلم ‪ ،‬ولكنه عمل على‬ ‫تسليط الضوء على دول الشرق‬ ‫األوسط وأحداثها التاريخية كما‬ ‫عاشها في ذلك الوقت‪.‬‬

‫القارئ‪ ،‬مما يجعل كتاب "العشاء‬ ‫مع القاعدة" ممتعًا ومفيدًا جدًا‪.‬‬ ‫وهناك أيضًا بعد عاطفي مهم في‬ ‫كتاب بوب األخير‪ ،‬بجانب ما‬ ‫يوضحه من خفايا سياسة الصحافة‬ ‫الغربية‪ .‬فنظ ًرا لكون بوب دارسًا‬ ‫لثقافة ولغات الشرق األوسط‪ ،‬من‬ ‫الصعب عليه أن يحتمل النظر‬ ‫إليه على أنه جاسوس‪ً ،‬‬ ‫بدال من‬ ‫االعتراف به كباحث موضوعي ال‬ ‫يبغي سوى معرفة وكشف الحقيقة‪.‬‬ ‫وإلى جانب ذلك‪ ،‬يسلط بوب أيضًا‬ ‫الضوء على األخطار الجسيمة التي‬ ‫يتعرض لها الصحفيون العاملون‬ ‫في المنطقة‪.‬‬

‫وتتجاوز أهداف هذا الكتاب مجرد‬ ‫تسليط الضوء على المواجهات‬ ‫الثقافية التي ربما يجد فيها المثقفون‬ ‫الغربيون متعتهم عن طريق عقد‬ ‫لقاءات مع اإلرهابيين والمسئولين‬ ‫والنساء في المنطقة‪ .‬حيث يكشف‬ ‫بوب عن عيوب ومزايا الصحافة‬ ‫نفسها بالنسبة للمنطقة‪.‬‬ ‫وبالرغم من صعوبة السير على‬ ‫خطى بوب‪ ،‬فإنه قطع شوطًا مه ًما‬ ‫في تسليط الضوء على اثنتين من‬ ‫القضايا التي كان لها انعكاسات‬ ‫كبيرة على العلقة بين الصحافة‬ ‫وصنع السياسات‪ .‬فبوب يرى أنه‬ ‫بالرغم من التزام أكثر الصحف‬ ‫شهرة في الغرب بأخلقيات المهنة‬ ‫إال أن ثمة عقبات تقف في طريق‬ ‫عرض الشرق األوسط بصورة‬ ‫دقيقة‪.‬‬ ‫وتقف التعديلت التي يجريها‬ ‫المحررون والرأي العام السائد في‬ ‫الشرق األوسط عقبة أمام الرسالة‬ ‫التي يرغب الصحفيون في توصيلها‬ ‫لق َّرائهم‪ .‬ولعل أبرز مثال على ذلك‪،‬‬ ‫كما يشير بوب‪ ،‬هو قضية الصراع‬ ‫العربي اإلسرائيلي‪ ،‬والتي ال يمكن‬ ‫ألي صحفي نشر أي أخبار عنها إال‬ ‫عندما يقرنها بالحديث عن احتماالت‬ ‫تحقق السلم‪ .‬ولذا يوضح بوب‬ ‫أنه على الرغم من النوايا الحسنة‬ ‫للصحفيين‪ ،‬فإنه في نهاية المطاف‪،‬‬ ‫تنشر األخبار المهمة في الصفحات‬ ‫األولى للجرائد بشكل يخفف كثي ًرا‬ ‫من األثر الذي كان ينبغي عليها أن‬ ‫تحدثه‪.‬‬

‫العدد ‪1551‬‬

‫هيو بوب نجح في جعل كتابه ال غنى عنه في دراسة‬ ‫الشرق األوسط‬

‫ومن ناحية أخرى إيجابية‪ ،‬ينتهز‬ ‫بوب الفرصة لوضع األمور في‬ ‫نصابها من خلل هذا الكتاب‪.‬‬ ‫يكتف فقط بسرد‬ ‫حيث إنه لم‬ ‫ِ‬ ‫العقبات‪ ،‬ولكن يتجاوزها موضحًا‬ ‫للقارئ الطرق المختلفة لكيفية‬ ‫التغلب عليها‪ .‬ويخلق هذا األسلوب‬ ‫الذي يتبعه بوب في السرد‪،‬‬ ‫والرؤية العميقة النابعة من خبرته‬ ‫الشخصية‪ ،‬رابطة قوية بينة وبين‬

‫في روايته لألحداث‪،‬‬ ‫لم يحصر بوب نفسه‬ ‫في المعلومات التي‬ ‫استطاع قراءتها في‬ ‫الكتب اإلرشادية أو علم‬ ‫بها من خالل وسائل‬ ‫اإلعالم ‪ ،‬ولكنه عمل على‬ ‫تسليط الضوء على دول‬ ‫الشرق األوسط وأحداثها‬ ‫التاريخية كما عاشها في‬

‫ﺫلك الوقت‬

‫فغالبًا ما يميل القارئ إلى نسيان‬ ‫المخاطر التي يتعرض لها‬ ‫الصحفيون في الشرق األوسط من‬ ‫أجل الحصول على موضوعات‬ ‫دقيقة ومثيرة للهتمام‪ .‬ولكن قدرة‬ ‫بوب على أن يقدم للقارئ الجوانب‬ ‫المختلفة لطبيعة عمله‪ ،‬والمتاعب‬ ‫التي يتعرض لها بشكل يومي‪ ،‬تعد‬ ‫من األمور التي تثير اإلعجاب‪ .‬كما‬ ‫يعد الكتاب من ناحية أخرى‪ ،‬إحيا ًء‬ ‫لذكرى زملئه وأصدقائه الذين‬ ‫ماتوا وهم يؤدون واجبهم‪.‬‬ ‫"العشاء مع القاعدة " ليس مجرد‬ ‫كتاب وإنما شهادة دامغة على قدرة‬ ‫هذا الصحفي في االستحواذ على‬ ‫ق َّرائه‪ .‬فعلى الرغم من صعوبة‬ ‫واف لما يحدث في هذه‬ ‫تقديم شرح‬ ‫ٍ‬ ‫المنطقة المعقدة خلل ثلثة عقود‬ ‫من االضطراب‪ ،‬فإن بوب نجح‬ ‫في تحقيق كل األهداف التي أراد‬ ‫إنجازه وعلى الرغم من أن الكتاب‬ ‫ً‬ ‫عمل تاريخيًا أو سياسيًا‪ ،‬فإنه‬ ‫ليس‬ ‫ال غنى عنه في مجال دراسة الشرق‬ ‫األوسط‪ ،‬ال لشيء إال ألنه نقل‬ ‫وجهة نظر فريدة من خلل المزيج‬ ‫المتنوع من المقاالت التي يحتويها‪.‬‬ ‫‪57‬‬


‫كتب‬

‫العشاء مع‬ ‫القاعدة‬ ‫تجربة صحفي غربي في الشرق األوسط‬ ‫هيو بوب‬ ‫ثالثة عقود في استكشاف العوالم‬ ‫المختلفة للشرق األوسط‬ ‫توماس دان بوكس‪2010 ،‬‬ ‫يروي هيو بوب في كتابه األخير" العشاء مع القاعدة" تجربته في الشرق األوسط خالل أكثر الفترات اضطرابًا في المنطقة‪ .‬وال يقتصر‬ ‫المؤلف على رواية ما يحدث على أرض الواقع‪ ،‬وإنما يعطينا رﺅية مهمة حول سياسة الصحافة بالنسبة لقضايا هذه المنطقة الساخنة من‬ ‫العالم ‪..‬‬

‫يذ ّكرنا كتاب هيو بوب" العشاء مع‬ ‫القاعدة" الذي يروي فيه مشواره‬ ‫المهني كصحافي في الشرق األوسط‬ ‫‪ ،‬بمغامرات إنديانا جونز‪ .‬والكتاب‬ ‫مفيد جدًا بالنسبة ألي شخص معنِ ﱟي‬ ‫بمهمة تقديم منطقة الشرق األوسط‬ ‫بدقة للمراقبين الغربيين‪ .‬فهو أكثر‬ ‫من مجرد سرد تاريخي أو سياسي‬ ‫للمنطقة إنما سيرة ذاتية تعكس‬ ‫خبرة بوب بمنطقة الشرق األوسط‪.‬‬ ‫هذا ال يعني أن الكتاب يفتقر إلى‬ ‫العمق‪ .‬فقد نجح هيو بوب في تحقيق‬ ‫ما يطمح إليه المعلمون في حجرة‬ ‫الدارسة‪ ،‬بصياغة الخصائص‬ ‫السياسية واالجتماعية واالقتصادية‬ ‫في المنطقة استنادًا إلى خبراته‪.‬‬ ‫فالكتاب يعلم ويلهم ولكن بطريقة‬ ‫غير مباشرة‪.‬‬ ‫ومن خلل إسلوب متميز ينجح‬ ‫‪ 02‬أبريل ‪2010‬‬

‫بوب يرى أنه‬ ‫بالرغم من التزام‬ ‫أكثر الصحف‬ ‫شهرة في الغرب‬ ‫بأخالقيات المهنة‬ ‫فﺈن ثمة عقبات تقف‬ ‫في طريق عرض‬ ‫الشرق األوسط‬ ‫بصورة دقيقة‬ ‫بوب في أن ينقلك عبر صفحات‬ ‫كتابه من أيام دراسته كطالب يقوم‬ ‫بدراسة اللغتين ـ العربية والفارسية‬ ‫ـ في جامعة أوكسفورد إلى الفترة‬ ‫ً‬ ‫مراسل في الشرق‬ ‫التي عمل فيها‬ ‫األوسط ألكثر من صحيفة معروفة‬

‫في الغرب‪ ،‬ويستعرض العديد من‬ ‫دول منطقة الشرق األوسط‪ .‬ومن‬ ‫هنا ينجح في تزويد القارئ بالرؤية‬ ‫والمعلومات عن العديد من البلدان‬ ‫التي تشكل منطقة الشرق األوسط‬ ‫بطريقة تعجز عنها معظم الكتب‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫ورغن أن المقاالت التي يتضمنها‬ ‫كتابه قد تبدو في البداية منفصلة‬ ‫مكانيًا وزمانيًا‪ ،‬إالأنها في نهاية‬ ‫ً‬ ‫شامل للمنطقة‬ ‫األمر تتضمن خليطًا‬ ‫بد ًءا من إيران بعد الثورة اإلسلمية‬ ‫إلى العراق في مرحلة ما بعد الغزو‪.‬‬ ‫وهذا يوضح نجاح بوب في أن يكون‬ ‫له حضور في اللحظات المحورية‬ ‫والحاسمة في تاريخ المنطقة‪.‬‬ ‫وفي روايته لألحداث‪ ،‬لم يحصر‬ ‫بوب نفسه في المعلومات التي‬ ‫استطاع قراءتها في الكتب‬ ‫اإلرشادية أو علم بها من خلل‬ ‫‪56‬‬


‫إصدارات‬ ‫كتب‬

‫العدد ‪1551‬‬

‫قراءات‬

‫تقارير‬

‫‪55‬‬


THE MAJALLA

31



‫األسواق‬

‫سوق المعاشات‬ ‫خطط المعاشات؛ هي أدوات استثمار معفاة من‬ ‫الضرائب تمنح األفراد فرصة الدخار رأس‬ ‫المال الستخدامه كدخل تقاعدي في المستقبل‪.‬‬ ‫وعادة ما يتم وضع هذه االستثمارات في صندوق‬ ‫مشترك (صندوق المعاشات التقاعدية) من‬ ‫خلل إستراتيجية استثمار متحفظة نسبيًا فيما‬ ‫ً‬ ‫ومقارنة بالصناديق األخرى‪،‬‬ ‫يتعلق بالمخاطر‪.‬‬ ‫تعتبر صناديق المعاشات حتى اآلن هي األكبر‬ ‫في القائمة‪ ،‬وبحلول نهاية عام ‪ ،2009‬قامت‬ ‫صناديق المعاشات بإدارة أصول تساوي قيمتها‬

‫أكثر من ‪ 29‬تريليون دوالر أمريكي بما يتجاوز‬ ‫صناديق االستثمار المشتركة (‪ 23‬تريليون دوالر‬ ‫أمريكي) وصناديق التأمين (‪ 20‬تريليون دوالر‬ ‫أمريكي) وصناديق الثروة السيادية (‪ 3.8‬تريليون‬ ‫دوالر أمريكي)‪.‬‬ ‫وبالرغم من التعافي الذي لوحﻆ في نهاية عام‬ ‫‪ ،2009‬تبقى الظروف المحيطة بخطط المعاشات‬ ‫صعبة‪ .‬وبالرغم من نمو أسواق المعاشات بشكل‬ ‫خصوصا في دول‬ ‫سريع في األسواق الناشئة –‬ ‫ً‬

‫مثل البرازيل وجنوب إفريقيا وسنغافورة – فإن‬ ‫هذا السوق ال يزال تسيطر عليه دول منظمة‬ ‫التعاون االقتصادي والتنمية‪ .‬وتمثل الواليات‬ ‫المتحدة في هذه المجموعة ‪ 60%‬من األصول‬ ‫تليها المملكة المتحدة (‪ )9%‬ثم كندا (‪)6%‬‬ ‫وهولندا وأستراليا (‪ )4%‬واليابان (‪ .)3%‬وإذا‬ ‫أخذنا حقيقة أن هذه الدول استطاعت أن تُحدث‬ ‫لديها تراكمًا في األصول على مدار العقود‪ ،‬فمن‬ ‫المحتمل أن تظل في صدارة القائمة في المستقبل‬ ‫القريب‪.‬‬

‫أصول المعاشات الدولية‬ ‫بعد التراجع بنسبة تزيد على ‪ 18%‬بين عامي ‪ 2007‬و‪ – 2008‬من ‪31‬‬ ‫تريليو ًنا إلى ‪ 26‬تريليون دوالر أمريكي – فإنه ً‬ ‫وفقا للتقديرات‪ ،‬فإن األصول‬ ‫التي تديرها صناديق المعاشات بلغت أكثر من ‪ 29‬تريليون دوالر أمريكي‬ ‫بحلول نهاية عام ‪ .2009‬وهذا يمثل نموًا نسبته ‪ 14%‬خلل عام واحد‪.‬‬ ‫ويأتي هذا االتجاه نتيجة ارتفاع في معظم فئات األصول في عام ‪،2009‬‬ ‫الذي أدى بدوره إلى عوائد إيجابية لصناديق المعاشات الدولية‪ .‬وتعافي‬ ‫أسواق األسهم وفئات األصول البديلة واستقرار سوق السندات أدى إلى‬ ‫تغيير االتجاه السلبي‪ ،‬الذي ساد خلل عام ‪2008‬؛ عندما كانت عوائد‬ ‫صناديق المعاشات سلبية‪ .‬بيد أن زيادة األصول يختلف عن ذلك النمو الذي‬ ‫لوحﻆ قبل عام ‪ ،2007‬والذي حدث في األساس نتيجة للتوسع في التمويل‬ ‫(نتيجة إلصلح نظام المعاشات في العديد من الدول)‪.‬‬

‫معدل عوائد نظم المعاشات‬ ‫باستثناء كوريا الجنوبية وتركيا‪ ،‬شهدت كل الدول التي شملها الرسم البياني معدات‬ ‫عوائد سلبية بالنسبة الستثمارات صناديق المعاشات‪ ،‬وكانت أيرلندا والواليات‬ ‫المتحدة وأستراليا وبريطانيا هي الدول التي شهدت أكثر انخفاضات‪ ،‬وقد تأثرت‬ ‫معدالت العوائد بشكل رئيسي بانهيار أسواق األسهم‪ ،‬وبحلول عام ‪ ،2009‬تغير‬ ‫الوضع بشكل كبير‪ ،‬حيث أثّر تعافي أسواق األسهم بشكل كبير على مخصصات‬ ‫األسهم الخاصة بصناديق المعاشات‪ ،‬مما أعاد مستويات العوائد إلى الوضع‬ ‫اإليجابي‪ ،‬وقد شهدت أولى الدول تعافيًا من األزمة ـــ خاصة هونج كونج وشيلي‬ ‫وإسرائيل ـــ القفزات األكبر في معدل عوائد صناديق المعاشات‪.‬‬

‫مخصصات أصول صناديق المعاشات‬

‫تتأثر التغيرات في مخصصات األصول بشكل كبير بهشاشة أسواق األسهم‪،‬‬ ‫وبالتالي تمثل مؤشرً ا غير جيد فيما يتعلق باستراتيجيات االستثمار‪ ،‬ورغم ذلك يعد‬ ‫هذا المؤشر مفي ًدا فيما يتعلق بتقييم اإلستراتيجيات في الفترات القصيرة للستقرار‬ ‫المالي‪ ،‬مثل فترة ‪ .2003-2008‬وتختلف مخصصات األصول للدول األخرى في‬ ‫منظمة التعاون االقتصادي والتنمية بشكل كبير عن الدول الخمس‪ ،‬التي يشمل هذا‬ ‫الرسم البياني‪ ،‬فبينما تمثل األسهم أكثر من ‪ 50%‬من أصول صناديق المعاشات‬ ‫في بريطانيا والواليات المتحدة واليابان وأستراليا وهولندا‪ ،‬ال تزال السندات تمثل‬ ‫ما يزيد على ‪ 50%‬من األصول في الدول األخرى في منظمة التعاون االقتصادي‬ ‫والتنمية‪ ،‬بما في ذلك النرويج والدنمارك وبولندا والمكسيك‪ ،‬وتمثل األسهم في‬ ‫إسبانيا والمكسيك وكوريا الجنوبية أقل من ‪ 15%‬من محفظة استثمار صناديق‬ ‫المعاشات‪.‬‬

‫‪ 02‬أبريل ‪2010‬‬

‫‪52‬‬


‫اآلن أصبح بإمكانك متابعة المجلة من أي مكان و في أى وقت من خالل األيفون‬


‫المستثمر العالمي‬

‫فرصة محفوفة بالمخاطر‬ ‫االستثمار في األوراق المالية اليونانية والسندات القابلة للتحويل‬ ‫مع التعافي البطيء لالقتصاد العالمي واألسواق المالية من االضطرابات األخيرة‪ ،‬تظهر في األفق تهديدات وفرص جديدة بالنسبة للمستثمرين‪،‬‬ ‫حيﺚ تشكل العائدات المرتفعة للسندات في االقتصاد اليوناني فرصة لالستثمار وخطرا في نفس الوقت ‪ .‬كما تجلب األداة الرأسمالية الجديدة‪،‬‬ ‫صا جديدة لالستثمار‪ ،‬إال أن المشكالت المرتبطة بها ينبغي أن تثير قلق المستثمرين‪.‬‬ ‫المتمثلة في السندات القابلة للتحويل‪ ،‬فر ً‬ ‫عندما اجتمع وزراء مالية االتحاد األوروبي في‬ ‫بروكسل يوم ‪ 16‬فبراير‪/‬شباط‪ ،‬للنظر في عجز‬ ‫الميزانية اليونانية وخروج الدين العام عن معايير‬ ‫ً‬ ‫طويل ليقتنعوا بأن‬ ‫ماستريخت‪ ،‬لم يستغرقوا وقتًا‬ ‫اإلصلحات السابقة التي اقترحتها اليونان‪ ،‬والتي كانت‬ ‫موجهة إلى حد كبير لتعزيز اإليرادات ً‬ ‫بدال من محاولة‬ ‫خفض اإلنفاق العام‪ ،‬لن تحد من العجز في الميزانية‬ ‫لعام ‪ 2010‬بنسبة ‪ ،% 4‬كما هو مطلوب‪ .‬وقد أشار‬ ‫الوزراء‪ ،‬تأكيدًا على انعدام ثقتهم في نجاح اليونان‪،‬‬ ‫إلى تلك اإلخفاقات التي منيت بها اليونان وعجزها عن‬ ‫الوفاء بمتطلبات سابقة‪.‬‬ ‫وخلص االجتماع إلى أنه ينبغي على الحكومة اليونانية‪،‬‬ ‫بحلول ‪ 16‬مارس‪/‬آذار ‪ ، 2010‬أن تضع ميزانية جديدة‬ ‫لتنفيذها هذا العام‪ .‬وإحقاقًا للحق‪ ،‬فقد أعلنت اليونان في‬ ‫‪ 3‬مارس‪/‬آذار عن تخفيضات في اإلنفاق بلغت ‪4.8‬‬ ‫مليار دوالر‪ ،‬وأصدرت سندات مدتها عشر سنوات‪.‬‬ ‫وليس من المستغرب أن يفوق االكتتاب في هذه السندات‬ ‫ما كان متوقعًا‪ ،‬حيث تبلغ نسبة العائد عليها ‪،٪ 6.4‬‬ ‫بشكل يقترب من فارق العرض و الطلب (‪ 290+‬نقطة‬ ‫أساس) على مثيلتها من السندات األلمانية‪.‬‬ ‫وكما لو أن اليونان ليس لديها ما يكفي من المشكلت‪،‬‬ ‫ال يوجد أي مؤشر على أن البنك المركزي األوروبي‬ ‫ينوي تقليل الضمانات المطلوبة من اليونان‪ ،‬خاصة‬ ‫بعدما أصدر قرارًا في ديسمبر‪/‬كانون أول الماضي‬ ‫بإعادة وضعها في التصنيف األعلى‪ ،‬من حيث‬ ‫صلحيتها للحصول على قروض ائتمانية‪ ،‬بحلول‬ ‫نهاية عام ‪ ،2011‬ويعود الفضل في هذا القرار‪ ،‬من‬ ‫جانب البنك المركزي‪ ،‬في ارتفاع نسبة اإلقبال على‬ ‫شراء السندات اليونانية‪ ،‬بعد التدهور الذي أصابها‬ ‫في نهاية العام الماضي‪ .‬ولكن هذا ال يمنع من احتمال‬ ‫تعرض السندات اليونانية لخطر التدهور من جديد‪ ،‬إثر‬ ‫التدهور الذي أصاب المصارف األربعة الرئيسية في‬ ‫اليونان‪ ،‬والذي من شأنه أن يجعل السندات اليونانية‬ ‫غير مدرجة في خطة اإلصلح الحالية‪.‬‬ ‫ويتمثل السؤال الحقيقي فيما إذا كانت اليونان تستطيع‬ ‫تحقيق موجة من خفض األجور في القطاع العام‬ ‫وإصلح نظام المعاشات ونظام الرعاية الصحية‬ ‫وإصلح اإلدارة العامة‪ ،‬وكذلك إجراءات إصلح‬ ‫أسواق المنتجات وإصلح بيئة األعمال وتحسين‬ ‫اإلنتاجية وتحقيق النمو في التوظيف‪ ..‬وسوف يظل‬ ‫العجز عند ‪ 8,7%‬حتى في حالة اتخاذ تلك اإلجراءات‪،‬‬ ‫وتضم خطة أخرى‪ ،‬متوقع اكتمال إعدادها بحلول ‪15‬‬ ‫مايو‪/‬آيار ‪ ،2010‬تفاصيل حول مقترحات إعادة عجز‬ ‫الديون إلى حدود معقولة بحلول عام ‪ ،2012‬وكانت‬ ‫فوارق العرض والطلب بالنسبة لمقايضات الديون‬ ‫التي يتم العجز عن سدادها عند كتابة هذا التقرير ‪298‬‬ ‫نقطة أساس‪ ،‬وهو المعدل الذي ال يزال مرتفعًا رغم‬ ‫‪ 02‬أبريل ‪2010‬‬

‫إدوارد بولز‬ ‫انخفاضه بنسبة ‪ 25%‬مقارنة باألسبوع السابق‪.‬‬ ‫وقد حدث كل ذلك في إطار مناخ اتسم بالتوجس‬ ‫المتزايد من جانب الطبقة السياسية األوروبية‪ ،‬خاصة‬ ‫بعد تذكر أن اليونان دخلت في صفقات فيما يتعلق‬ ‫بمشتقات العملة عام‪ ،2001‬كوسيلة لتحسين وضع‬ ‫ميزانيتها العمومية قبل االنضمام لليورو‪ ،‬لكن الرئيس‬ ‫ساركوزي أظهر مؤشرات يوم ‪ 7‬مارس‪/‬آذار على‬ ‫دعمه الواضح لليونان مقارنة بموقف أقل تأييدًا بكثير‬ ‫من جانب المستشارة األلمانية أنجيل ميركل‪ ،‬واألكثر‬ ‫من ذلك هو أن السياسيين انضموا للحملة الصاخبة التي‬ ‫تستهدف ما يوصف بالسوق "العارية" لفوارق العرض‬ ‫والطلب فيما يتعلق بالديون السيادية‪ ،‬والتي يقولون إنها‬ ‫مسئولة عن البعض من مشكلت اليونان‪ ،‬والحقيقة أن‬ ‫هذا يمثل انتهازية سياسية "سافرة"‪.‬‬ ‫ما الذي يعنيه ذلك بالنسبة للمستثمر العادي؟ إن هذا‬ ‫يعني عوائد أعلى على األوراق المالية اليونانية على‬ ‫المدى القصير‪ ،‬وهو ما يعد أمرًا محل ترحيب دائ ًما‪.‬‬ ‫ المشكلت فيما يتعلق برأس المال المعد للستخدام‬‫في الطوارئ‬ ‫وبعد أن جذبت انتباهكم‪ ،‬سوف أناقش معكم بعض‬ ‫التحفظات حول السندات القابلة للتحويل‪ ،‬فهي بالنسبة‬ ‫للبعض تعد أحدث مثال لألدوات الجيدة لرأس المال‪،‬‬ ‫وبالنسبة آلخرين تعد محفوفة بالمشكلت‪ ،‬دعوني‬ ‫سنعرض سبعة من تلك التحفظات لنفكر فيها معًا‪:‬‬ ‫‪ .1‬مشكلة السيولة‪ :‬إذا تم تحويل السندات القابلة‬ ‫للتحويل‪ ،‬فمن المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم سيناريو‬ ‫التوتر‪ .‬فعند اإلعلن عن وقوع حدث مؤثر فإن ذلك‬ ‫من شأنه أن يؤثر سلبًا على السيولة المتاحة للبنك‪.‬‬ ‫‪ .2‬تحديد المخاطر‪ :‬لن يكون المستثمرون قادرين على‬ ‫تحديد المخاطر المتضمنة في السندات القابلة للتحويل‪:‬‬ ‫تعريف رأس المال األساسي‪ :‬إذا استمرت تعريفات‬ ‫رأس المال في التغير‪ ،‬فكيف يتأتى للمستثمرين الحكم‬ ‫على االحتماالت الضمنية للتحول المحتمل إلى األسهم‬ ‫إذا لم تكن قد ُوضعت بعد قواعد لذلك؟‬

‫مقدار رأس المال األساسي‪ :‬في الوقت الذي ال يزال‬ ‫فيه المشرعون يقومون بتقييم مستوى رأس المال‪ ،‬الذي‬ ‫ينبغي أن تحافﻆ عليه البنوك‪ ،‬ثمة سؤال حول المستوى‬ ‫الملئم الذين يمكن أن يشعر معه المستثمرون باالرتياح‬ ‫في االكتتاب؟ فإذا كان الحدث منخفضًا جدًا في تأثيره‪،‬‬ ‫فإنه بنا ًء على المستوى الذي اعتادت أن تدير عنده‬ ‫البنوك رأس مالها األساسي‪ ،‬ربما ال تكون هناك أي‬ ‫مزايا إلصدار السندات القابلة للتحويل‪ ،‬إلى أن تصل‬ ‫األزمة إلى نقطة قد ال يكون للتحول إلى األسهم أي‬ ‫ميزة‪.‬‬ ‫‪ .2‬الطلب‪ :‬كثير من حاملي السندات طويلة األجل‬ ‫واألوراق المالية الهجينة قد ال يكونون قادرين على‬ ‫استخدام السندات القابلة للتحويل نتيجة لخيار تحويل‬ ‫األسهم المدمج‪ ..‬بيد أن السندات القابلة للتحويل قد‬ ‫تكون مناسبة بصورة أكبر لصناديق التحوط التي‬ ‫سوف تسعى لحماية السندات من خلل تقليل األسهم‬ ‫األساسية‪.‬‬ ‫‪ .3‬التسعير‪ :‬يمكن أن تكون السندات القابلة للتحويل ذات‬ ‫ثمن مرتفع للغاية‪ .‬وآخر إصدار تطلب من المستثمرين‬ ‫كي يحصلوا على السندات القابلة للتحويل من خلل‬ ‫تبادل السندات التي لم يكن متوقعًا لها أن تصبح سندات‬ ‫قابلة للسترداد أو تحصل على فوائد‪ ،‬وهذا الذي أدى‬ ‫إلى خفض سعر السندات القابلة للتحويل‪.‬‬ ‫‪ .4‬اإلفصاح‪ :‬إذا أدرك البنك أنه قد خرق مستوى‬ ‫اإلطلق خلل ‪ 12‬شهرًا فهل من المعقول أن يفصح‬ ‫عن هذا الخرق الذي قد يتسبب في عقبات إلصدار‬ ‫مزيد من رأس المال‪.‬‬ ‫‪ .5‬التدفقات النقدية‪ :‬اتفق المشرعون على جعل السندات‬ ‫القابلة للتحويل أوراقًا مالية إلزامية (األموال الخاصة‬ ‫المساندة أو حتى الديون األولية)‪ ،‬ومن ثم فإن النشاط‬ ‫التجاري سوف يفقد المزيد من النقد لسداد الفوائد‪ ،‬وهو‬ ‫األمر الذي أرادت المفوضية األوروبية إيقافه‪.‬‬ ‫‪ .6‬التصنيف‪ :‬إذا لم تتضمن السندات القابلة للتحويل حدًا‬ ‫موضوعيًا للتحويل يم ﱢكن المستثمرين من قياس المخاطر‬ ‫المرتبطة بالتحويل‪ ،‬فإن مؤسسة موديز العالمية قد ال‬ ‫تقوم بتصنيف السندات قابلة التحويل‪ ،‬األمر الذي سوف‬ ‫يحد من طلب المستثمرين‪ .‬وقد حذرت وكالة "ستاندرد‬ ‫آند بورز" المؤسسات من السندات قابلة التحويل‬ ‫وقالت إنها ال تعتبرها ً‬ ‫بديل عن رأس المال الدائم‪.‬‬ ‫إذن قبل أن تندفع لشراء السندات القابلة للتحويل‪ ،‬ينبغي‬ ‫أن تسأل نفسك عما إذا كانت ستفيدك حقًا‪.‬‬

‫رئيس الشئون العامة‪ ،‬لمنطقة أوروبا‪ ،‬في بنك‬ ‫ستاندر‬ ‫‪50‬‬


‫اإلقتصادعالمي‬ ‫المقاومة أو االلتفاف حول العقوبات (خصوصًا في‬ ‫شرق وجنوب شرق آسيا) والمؤسسات الكبرى شبه‬ ‫الحكومية في إيران‪.‬‬ ‫ومنذ عام ‪ ،1996‬عندما مررت الحكومة األمريكية‬ ‫قانون العقوبات ضد إيران وليبيا من جانب واحد‪،‬‬ ‫عززت إيران من علقاتها التجارية مع شركاء‬ ‫معينين بشكل كبير‪ ،‬وبالرغم من أن االتحاد األوروبي‬ ‫وجمهورية الصين الشعبية يأتيان في صدارة الشركاء‬ ‫التجاريين للجمهورية اإلسلمية‪ ،‬فإن السنوات‬ ‫األخيرة شهدت ازدهارًا في العلقات التجارية بين‬ ‫إيران وعدد من الدول األخرى النامية والتي من‬ ‫بينها سوريا وفنزويل والهند‪ .‬وبينما تلوح في األفق‬ ‫احتماالت فرض عقوبات اقتصادية متعددة الجوانب‬ ‫ضد إيران‪ ،‬تقدم اثنان من الشركاء التجاريين إليران‬ ‫وهما روسيا والصين للعب دور سياسي محوري‪،‬‬ ‫مما يدعو لضرورة إلقاء نظرة أعمق على علقاتهما‬ ‫االقتصادية بطهران‪.‬‬

‫من السابق ألوانه تحديد‬ ‫ما إﺫا كانت االعتبارات‬ ‫السياسية أم االعتبارات‬ ‫االقتصادية هي التي سوف‬ ‫تحدد فعليًا مسار اإلجراء‬ ‫الذي سيتخذه المجتمع‬ ‫الدولي تجاه طهران‬

‫التردد الروسي‬ ‫نشأت العلقات التجارية الروسية ‪ -‬اإليرانية من وجود‬ ‫احتياطي كبير من الغاز الطبيعي في كل البلدين‪،‬‬ ‫حيث تمتلك الدولتان أكبر احتياطي للغاز الطبيعي‬ ‫في العالم‪ ،‬وقد وثقت الدولتان علقاتهما االقتصادية‬ ‫من أجل تحقيق أقصى استفادة من إمكاناتهما‪ ،‬وفي‬ ‫أكتوبر‪/‬تشرين أول ‪ ،2008‬وقعت روسيا وإيران‬ ‫وقطر‪ ،‬الذين يشكلون معًا ‪ ٪ 40‬من احتياطيات العالم‬ ‫من الغاز الطبيعي‪ ،‬اتفاقًا رسميًا لتعزيز الروابط‬ ‫االقتصادية بينهم في مجال الطاقة‪ ،‬وباإلضافة إلى‬ ‫تعاونهما في مجال الطاقة‪ ،‬ثم وسّعت روسيا وإيران‪،‬‬ ‫منذ عام ‪ ،2008‬من نطاق علقاتهما التجارية في‬ ‫مجال الزراعة‪ ،‬واالتصاالت والطيران‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من دعم الحكومة الروسية الرسمي‬ ‫لكل من الجوالت الثلث السابقة من عقوبات مجلس‬ ‫األمن ضد إيران‪ ،‬فإنها قدمت المساعدات بشكل علني‬ ‫للجمهورية اإلسلمية لتطوير منشﺂتها النووية في‬ ‫بوشهر‪ ،‬والتي تفيد التقارير أن بناءها سيكتمل في‬ ‫عام ‪ ،2011‬ولم تصوت روسيا لصالح العقوبات ضد‬ ‫إيران في عام ‪ ،2006‬إال بعدما عارضت بشدة طرح‬ ‫مسألة العقوبات االقتصادية ضد إيران للتصويت‬ ‫في مجلس األمن في عام ‪ ،2005‬ومن جديد‪ ،‬يعرب‬ ‫الدبلوماسيون الروس عن استيائهم إزاء المقترحات‬ ‫الحالية بفرض عقوبات ضد إيران‪ ،‬مع إقرارهم‬ ‫بخطورة امتلك إيران ألسلحة نووية‪.‬‬ ‫والمسألة األكثر إثارة للجدل فيما يتعلق بالعلقات‬ ‫الروسية اإليرانية‪ ،‬تظل مسألة التسليم الوشيك ألنظمة‬ ‫الدفاع الجوي والصاروخي إليران‪ ،‬والتي كان قد تم‬ ‫االتفاق عليها في عام ‪ ،2005‬من خلل العقد الذي‬ ‫وقعته طهران مع وكالة روسوبورون إكسبورت‬ ‫المملوكة للحكومة الروسية‪ ،‬وقد سخر القادة الغربيون‬ ‫من هذا االتفاق‪ ،‬والذي بموجبه تمنح روسيا إيران‪،‬‬ ‫على حد قولهم‪ ،‬شبكة األمان التي تحتاجها األخيرة‬ ‫للمضي قد ًما في تخصيب اليورانيوم‪.‬‬ ‫كما أن هناك قلقًا كبيرًا بشأن التبادل الواضح والعلني‬ ‫للمعرفة العلمية بين روسيا وإيران‪ ،‬فقد ظلت‬ ‫الحكومة اإليرانية لسنوات طويلة‪ ،‬تسمح للعلماء‬ ‫العدد ‪1551‬‬

‫الروس واألوكرانيين بحرية الدخول إلى البلد عن‬ ‫طريق سياسات منح التأشيرات المشبوهة‪ ،‬وخلفًا‬ ‫لغيرها من السلع المتداولة عبر الحدود الروسية‬ ‫واإليرانية‪ ،‬من المستحيل تقريبًا قياس القيمة الحقيقية‬ ‫لهذا النوع من تبادل المعرفة‪ ،‬بالرغم من تأكيد تقرير‬ ‫أصدرته وكالة المخابرات المركزية األمريكية‬ ‫في عام ‪ ،2009‬أن المساعدات التي قدمها الخبراء‬ ‫الروس قد "ساعدت إيران في التحرك نحو تحقيق‬ ‫االكتفاء الذاتي في إنتاج الصواريخ الحربية"‪.‬‬ ‫اللغز الصيني‬ ‫وبينما كان االتحاد األوروبي لفترة طويلة أكبر شريك‬ ‫تجاري إليران‪ ،‬حيث زاد حجم تجارته معها على‪35‬‬ ‫مليار دوالر عام ‪ ،2008‬تعد الصين في وضع سوف‬ ‫يجعلها تحل محل األوروبيين‪ ،‬وذلك إن لم تكن قد‬ ‫حلت محلهم بالفعل‪ ،‬فطبقًا لمقال نشرته صحيفة‬ ‫فايننشال تايمز‪ ،‬بلغ نصيب الصين من التجارة مع‬ ‫إيران ‪ 29‬مليار دوالر عام ‪ ،2009‬لكن الرقم الحقيقي‬ ‫يمكن أن يكون أعلى من ذلك بكثير‪ ،‬حيث إن جانبًا‬ ‫كبيرًا من تجارة الصين يتدفق إلى إيران عبر دولة‬ ‫اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬وبوضع ذلك الجانب في‬ ‫االعتبار يُق ّدر الخبراء إجمالي تدفقات التجارة الصينية‬ ‫مع إيران بما ال يقل عن ‪ 36,6‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وتمثل السلع االستهلكية واآلالت جانبًا كبيرًا من‬ ‫واردات إيران من الصين‪ ،‬وتقوم إيران بدورها‬ ‫بتوفير ‪ 12%‬من احتياجات الصين من مصادر‬ ‫الطاقة‪ ،‬والدليل على ذلك يتمثل في قيامها بتصدير‬ ‫‪ 23‬مليون طن من خام النفط للصين عام ‪،2009‬‬ ‫وبموجب آخر توقعات كشفت عنها شركة الصين‬ ‫الوطنية للبترول يمكن أن تزيد واردات الصين من‬ ‫النفط اإليراني بنسبة تصل إلى ‪ 9,1%‬العام المقبل‪.‬‬ ‫وقد بدأت إيران‪ ،‬التي تعاني من بنيتها التحتية غير‬ ‫الملئمة فيما يتعلق بتصفية النفط‪ ،‬في استيراد كميات‬ ‫أكبر من مواد الوقود المكررة من الصين‪ ،‬فطبقًا‬ ‫لتقرير صحيفة فايننشال تايمز في سبتمبر‪/‬أيلول‪،‬‬ ‫يصل يوميًا إلى إيران ما يتراوح بين ‪ 30‬ألفًا إلى ‪40‬‬ ‫ألف برميل من البنزين الصيني ‪ ،‬ويتم ذلك عادة عبر‬

‫وسطاء‪.‬‬ ‫ومثلها مثل روسيا‪ ،‬ارتبط موقف الصين المنفتح على‬ ‫إيران عادة باعتبارات اقتصادية وتجارية‪ ،‬فرغم أن‬ ‫الصين أيدت الثلث جوالت السابقة من العقوبات‬ ‫ضد إيران‪ ،‬عززت بكين من تعاونها مع طهران‬ ‫في السنوات األخيرة‪ ،‬وساعدت العديد من الشركات‬ ‫الصينية في تطوير قدرات إيران في مجال الطاقة‪،‬‬ ‫وهو ما شمل عقدًا بقيمة ‪ 1,76‬مليار دوالر لتنمية حقل‬ ‫شمال أزاديجان‪ ،‬وصفقة قيمتها ‪ 3,39‬مليار دوالر‬ ‫إلنتاج غاز طبيعي مسال من حقل جنوب باري‪ ،‬والتي‬ ‫تم االتفاق عليها في مارس‪/‬آذار ‪.2009‬‬ ‫إال أن األكثر أهمية بالنسبة للمفاوضات التجارية‬ ‫هو؛ الشائعات التيتتردد حول قيام الصين بمبيعات‬ ‫لتكنولوجيا الصواريخ للجمهورية اإلسلمية‪ ،‬فالصين‬ ‫مثلها مثل روسيا لها تاريخ طويل في تجارة األسلحة‬ ‫مع إيران يرجع إلى بداية الثورة اإلسلمية عام‬ ‫‪ ،1979‬فقدرة العلماء الصينيين على إحداث تحوالت‬ ‫في التكنولوجيا الهندسية العسكرية سمحت لهم بإعالة‬ ‫إنتاج تكنولوجيا صواريخ سوفيتية قديمة‪ ،‬وبضخ‬ ‫المنتجات النهائية إلى إيران‪.‬‬ ‫وقد كشف تحقيق لمكتب وكالة أسوشيتد برس العام‬ ‫الماضي‪ ،‬أن التجار الصينيين نجحوا في توصيل ما‬ ‫يزيد على ‪ 200‬محول ضغط للطاقة إلى إيران‪ ،‬عن‬ ‫طريق شبكة معقدة للتوصيل أحاطت المقصد النهائي‬ ‫لتلك المحوالت بقناع من السرية‪ ،‬وطبقًا للخبراء‬ ‫النوويين‪ ،‬يعد التفسير المنطقي لقيام دولة بشراء‬ ‫هذا العدد الكبير من المحوالت في توقيت واحد هو؛‬ ‫توجيهها ألنشطة تخصيب اليورانيوم‪ ،‬وتذكر الحكومة‬ ‫الصينية أنها ال تعرف أي شيء عن التجارة السرية‪،‬‬ ‫لكن الكثيرين اعتبروا دفاع الصين عن هذا األمر‬ ‫محاولة دبلوماسية مقنعة لتجنب إغضاب إيران‪.‬‬ ‫وبالتالي‪ ،‬فإن مصير الجولة الجديدة للعقوبات‬ ‫االقتصادية يعتمد على دعم من قبل اثنين من أبرز‬ ‫شركاء إيران التجاريين‪ ،‬كما أنه وبينما لن تؤثر‬ ‫مجموعة العقوبات‪ ،‬التي يتم النظر فيها حاليًا‪ ،‬بشكل‬ ‫مباشر على قطاع الطاقة اإليراني‪ ،‬من الواضح أن‬ ‫تعقد اقتصادها السياسي يذهب إلى ما هو أبعد من‬ ‫النفط‪ ،‬وفي مناخ دبلوماسي تتسبب فيه األقوال في‬ ‫ضعف األفعال‪ ،‬وتكشف فيه األرقام االقتصادية جانبًا‬ ‫واحدًا فقط من حقيقة األوضاع‪ ،‬أصبح الفصل بين‬ ‫األمور السياسية والسلوكيات الهادفة إلى تحقيق ربح‬ ‫مهمة شبه مستحيلة‪.‬‬ ‫ورغم كل ما سبق ب ال يزال من السابق ألوانه تحديد‬ ‫ما إذا كانت االعتبارات السياسية أم االعتبارات‬ ‫االقتصادية هي التي سوف تحدد فعليًا مسار اإلجراء‬ ‫الذي سوف يتخذه المجتمع الدولي تجاه إيران‪ ،‬لكن‬ ‫في ضوء العلقات التجارية الراسخة التي تتمتع بها‬ ‫الجمهورية اإلسلمية مع اثنتين من أهم القوى في‬ ‫العالم‪ ،‬يمكن أن يكون الوصول إلى إجماع دولي جز ًءا‬ ‫من صفقة‪ ،‬وفي النهاية يمكن أن تكون هناك صعوبة‬ ‫أكبر في مساءلة شركاء إيران التجاريين‪.‬‬

‫كاتب مستقل وأحد مستشاري منظمة التعاون والتنمية‬ ‫االقتصادية‪.‬‬ ‫‪49‬‬


‫اإلقتصاد عالمي‬

‫من يملك عقاب إيران؟‬

‫الشريكان ) روسيا والصين ( يحددان مصير الجولة الجديدةمن العقوبات ضد طهران‬

‫ﺑﻘﻠﻢ ﺃﻣاﺭ ﺗﻮﺭ‬

‫بينما يعكف الغرب على بحﺚ مسألة فرض عقوبات اقتصادية أكثر صرامة ضد إيران يزيد الجدل الدولي تعقيدًا بسبب تلك العالقات‬ ‫االقتصادية التي تربط إيران بروسيا والصين وهو ما يجعل دعم الدولتين ألي عقوبات موضع شك ‪..‬‬

‫بينما إيران ماضية في برنامجها النووي وفي حين‬ ‫لم تحرز الجهود الدبلوماسية أي نتائج ملموسة‬ ‫وأصبح الخطاب الدولي الموجه إليران أكثر حدة‪،‬‬ ‫بدأ المجتمع الدولي يفكر من جديد في مسألة تضييق‬ ‫الخناق على إيران بفرض سلسلة جديدة من العقوبات‪.‬‬ ‫لكن على العكس من العقوبات السابقة‪ ،‬فإن العرض‬ ‫األمريكي الحالي الذي يتم تداوله بين أعضاء مجلس‬ ‫األمن الدولي يمكن أن يدعو إلى حظر تام على‬ ‫تعاملت بعينها بين الدول األعضاء في األمم المتحدة‬ ‫والجمهورية اإلسلمية في محاولة الستهداف القطاع‬ ‫المصرفي والتأمين والشحن؛ تلك القطاعات التي‬ ‫تخضع للحرس الثوري اإليراني‪.‬‬ ‫بيد أن الجدل يحتد حول مدى فعالية سلسلة العقوبات‬ ‫الجديدة ضد إيران في تعويق جهودها الرامية إلى‬ ‫تخصيب اليورانيوم‪ .‬وبالرغم من أن معظم القوى‬ ‫الغربية تؤيد العقوبات المقترحة‪ ،‬فإن دعم روسيا‬ ‫والصين لهذه العقوبات ال يزال موضع جدل‪ .‬فهاتان‬ ‫الدولتان اللتان تتمتعان بحق الفيتو في مجلس األمن‬ ‫تجمعهما بإيران مصالح مشتركة‪ ،‬وهذا ما يصيبهما‬ ‫بنوع من التردد‪.‬‬ ‫‪ 02‬أبريل ‪2010‬‬

‫ورغم أن هذا الجدل يبدو سياسيًا في ظاهره‪ ،‬فإنه‬ ‫مدفوع دون شك بالمصالح االقتصادية‪ ،‬وفي حين‬ ‫قد يستمر الخبراء وصانعو السياسة في اختلفهم‬ ‫حول مدى فعالية العقوبات في تحقيق تغيير سياسي‬ ‫حقيقي‪ ،‬فإن الطريقة الوحيدة إلجراء تحليل للعقوبات‬ ‫االقتصادية المحتملة من حيث مساؤها ومزاياها ال بد‬ ‫ً‬ ‫تفصيل للمناخ‬ ‫أن تبدأ من القاع‪ ،‬مع استكشاف أكثر‬ ‫التجاري اإليراني والعلقات التجارية التي تحكم هذا‬ ‫المناخ‪.‬‬ ‫ المشهد التجاري اإليراني‬‫تمتلك إيران داخل حدودها الشاسعة ‪ 10%‬من‬ ‫احتياطيات النفط العالمي ومن ثم فإن اقتصادها يعتمد‬ ‫بشكل أساسي على الطاقة‪ .‬وفي عام ‪ ،2007‬حققت‬ ‫إيران ‪ 57‬مليار دوالر أمريكي من عوائد تصدير‬ ‫النفط ‪ ،‬وهو ما يمثل نحو نصف إجمالي العائد‬ ‫الحكومي‪ .‬ويمثل النفط حاليًا نحو ‪ 80%‬من إجمالي‬ ‫الصادرات اإليرانية‪.‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫الشريكان‪ ،‬الصين وروسيا‪ ،‬األمل الوحيد أمام إيران لإلفلت من مأزق‬ ‫العقوبات الدولية المشددة‬

‫لكنه في ظل إدارة الرئيس اإليراني محمود أحمدي‬ ‫نجاد‪ ،‬ترنح االقتصاد المحلي للبلد تحت وطأة الدعم‬ ‫الحكومي الضخم وارتفاع معدل البطالة ومعدالت‬ ‫التضخم‪ .‬ونظرًا لغياب البنية األساسية الملئمة‬ ‫لتكرير الموارد الضخمة من النفط الخام‪ ،‬اضُطرت‬ ‫البلد إلى استيراد البنزين‪ .‬ووفقًا لتقرير صدر أخيرًا‬ ‫عن وكالة رويترز‪ ،‬فإن إيران قامت باستيراد البنزين‬ ‫في فبراير‪/‬شباط عام ‪ ،2010‬بمعدل يزيد على‬ ‫وارداتها منه في نفس الشهر من العام الماضي بنحو‬ ‫‪.23%‬‬ ‫وفي الوقت الذي يتفق فيه الكثيرون على أن العقوبات‬ ‫التي تستهدف فيلق الحرس الثوري اإليراني يمكن أن‬ ‫تؤدي إلى تأثير سلبي على االقتصاد اإليراني‪ ،‬يرى‬ ‫آخرون أن العقوبات يمكن أن تكون مفيدة لشركاء‬ ‫بعينهم‪ .‬ويرى د‪ .‬أرانج كشافارزيان‪ ،‬األستاذ المساعد‬ ‫بقسم الدراسات اإلسلمية والشرق أوسطية بجامعة‬ ‫نيويورك أن تشديد العقوبات ضد إيران سوف يفيد‬ ‫ثلث طوائف هي‪ :‬التجار الذين يتخذون من المناطق‬ ‫التجارية الحرة في الخليج مقرًا لهم (خصوصًا في‬ ‫دبي) والمصالح التجارية في الدول القادرة على‬ ‫‪48‬‬


‫حالة االقتصاد‬ ‫اقتصاد عالمي‬

‫المستثمر العالمي‬

‫األسواق‬

‫من يملك‬

‫عقاب إيران؟‬ ‫بقلم‬ ‫مار تور‬

‫العدد ‪1551‬‬

‫‪47‬‬


‫إﻧﺘﺮﻧﺖ ﻃﻠﻘﺔ‬

‫ﻣﻌﺎك ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن‬

‫ﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻋﻦ اﻣﺎﻛﻦ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺒﻴﻊ اﻟﺮﺟﺎء زﻳﺎرة ﻣﻮﻗﻌﻨﺎ‪:‬‬

‫‪800 116 1666‬‬

‫‪www.go.com.sa‬‬

‫ﻳﺴﺮي ﻫﺬا اﻟﻌﺮض ﻓﻲ ا ﻣﺎﻛﻦ واﻟﻤﺪن اﻟﻤﻐﻄﺎه ﻣﻦ ﺷﺒﻜﺔ‬

‫‪ 02‬أبريل ‪2010‬‬

‫ﻟﻤﺪة ﻣﺤﺪودة‬

‫ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺸﺮوط وا ﺣﻜﺎم‬


‫حوار‬

‫ت حماس لما انتظرنا كل هذه األشهر من أجل‬ ‫ع عليها‬

‫عند اللقاءات الثنائية بين قادة الحركتين ؟‬ ‫ لألسف عند كل لقاء مشترك نكتشف أن‬‫من يلتقي بنا ال يملك قرارًا في فتح‪ ،‬فيكون‬ ‫الجلوس عبثيًا ال طائل منه وال جدوى ألن‬ ‫من نجالسه ال يملك قراره ‪.‬‬ ‫‪ :‬أين تقف حماس من الدول العربية‬ ‫اليوم ؟‬ ‫ـ الحديث عن علقة حماس بالدول العربية‬ ‫تجن كبير على حماس‪ ،‬فـ"حماس" ال‬ ‫فيه ٍ‬ ‫تأخذ جانبًا دون جانب وال يكون عندها‬ ‫ملف على حساب ملف‪ ،‬فنحن كلنا أبناء‬ ‫أمة عربية واحدة ذات دين واحد وعقيدة‬ ‫واحدة وتاريخ مشترك ولغة واحدة‪ ،‬لكن‬ ‫هذا ال يمنع من التباين في بعض الرؤى‬ ‫والمواقف خصوصًا من حل الصراع ‪.‬‬ ‫إن البعض ألقى كل ما في جعبته في‬ ‫حضن المفاوضات" وحماس ال تجد‬ ‫نفسها إال في صف الممانعة‪ ،‬وإن كانت‬ ‫تحرص على علقاته متميزة مع كل‬ ‫الدول العربية بالذات المملكة العربية‬ ‫السعودية ومصر واليمن والمملكة األردنية‬ ‫الهاشمية والجزائر والمغرب وسوريا ‪.‬‬ ‫العدد ‪1551‬‬

‫‪ :‬تقرون بذلك أنكم مع محور بذلك‪ ،‬ليدعموا الجهد المصري الطيب‬ ‫الممانعة في المنطقة ؟‬ ‫الذي يحتاج إلى بعض الرتوش إلتمام‬ ‫المصالحة‪.‬‬ ‫ نحن لسنا في محور ضد محور من‬‫محاور األمة بالعكس نحن نطالب بإنهاء‬ ‫‪ :‬ﺫكرت تركيز بعﺾ الوفود على‬ ‫سياسة المحاور التي أرهقت األمة وتعمل قضية اعتراف حماس بﺈسرائيل‪ .‬لك‬ ‫على شرذمتها وتفرقتها‪.‬‬ ‫تصريﺢ سابق تؤكد فيه أن أحدًا لن يلقي‬ ‫اﻵخر في البحر بعد اﻵن‪ ،‬وأن حماس‬ ‫‪ :‬تلتقون باستمرار وفودًا غربية اعترفت بحق إسرائيل في الوجود؟‬ ‫صا دبلوماسية في أكثر من منطقة‪،‬‬ ‫خصو ً‬ ‫؟‬ ‫اللقاءات‬ ‫تلك‬ ‫من‬ ‫ًا‬ ‫ئ‬ ‫شي‬ ‫حققتم‬ ‫هل‬ ‫ لقد نفيت هذا التصريح المنسوب إلي‬‫زورًا في الوقت الذي خرج فيه (قبل‬ ‫ بدايةً يجب أن يكون معلو ًما أن الوفود شهرين تقريبًا)‪ ،‬ونحن نؤكد أن ميثاق‬‫األجنبية ومنها الغربية هي التي تطلب حماس لن يتغير ولن يتبدل‪ ،‬وإيماننا‬ ‫عقد اللقاء معنا‪ ،‬وعند عقد اللقاءات فإننا المطلق أن فلسطين كلها لنا‪ ،‬وال يوجد حق‬ ‫نعرض على الوفود مواقفنا ورؤيتنا لحل إلسرائيل في فلسطين أبدًا‪ ،‬وهذا ليس كل ًما‬ ‫قضايا الصراع في المنطقة‪ ،‬ونعرض يمكن أن نبدل فيه‪ ،‬هذه عقيدة نعتقدها ‪.‬‬ ‫لهم آفاق المستقبل وفق مفهومنا للصراع‬ ‫وطريقة إدارته‪.‬‬ ‫‪ :‬لكنكم تبحثون عن فتﺢ باب‬ ‫التفاوض مع إسرائيل عبر وسطاء‬ ‫‪ :‬ماﺫا تبحثون في تلك اللقاءات ؟ غربيين ؟‬ ‫ ال نبحث عن إنشاء قنوات تفاوض‬‫ نبحث العديد من الملفات‪ ،‬لكننا نركز مع إسرائيل‪ ،‬وما يجري ال يعدو كونه‬‫على المصالحة الداخلية‪ ،‬وعلى الدور محاوالت غربية لجس نبض حماس ليس‬ ‫المصري والعربي واألوروبي‪ ،‬بينما من اليوم ولكن هذه المحاوالت منذ تأسيس‬ ‫تركز بعض الوفود خصوصًا األوروبية حماس قبل (‪ )22‬عا ًما‪.‬‬ ‫على قضية االعتراف بحق إسرائيل في‬ ‫الوجود وخلفه من قضايا الصراع‪.‬‬ ‫‪ :‬إﺫن ما زلتم ترفضون المفاوضات‬ ‫التي يتبناها الرئيس الفلسطيني ؟‬

‫حماس ال تجد نفسها‬ ‫إال في صف الممانعة‪،‬‬ ‫وإن كانت تحرص‬ ‫على عالقات متميزة‬ ‫مع كل الدول العربية‬ ‫خاصة السعودية‬ ‫ومصر واالردن‬

‫‪ :‬ترفضون المفاوضات ‪ .‬المجلس‬ ‫التشريعي الذي تترأسه وفازت حماس‬ ‫بأكثر من )‪ (50%‬من مقاعده هو‬ ‫نتاﺝ تلك المفاوضات التي تصفونها‬ ‫بـ"العبثية"؟‬

‫‪ :‬ما مدى دقة الطلب من الوفود‬ ‫األجنبية التدخل على خط المصالحة‬ ‫الداخلية إلى جانب مصر؟‬ ‫ً‬ ‫ نحن لم نطلب دخولهم وسيطا بدال من‬‫مصر‪ ،‬نحن وجدنا رغبة عند الروس‬ ‫واألتراك للدخول في الوساطة‪ ،‬ورحبنا‬

‫ عندما دخلنا االنتخابات التشريعية في‬‫بداية (‪ )2006‬أعلن الجميع أن أوسلو‬ ‫قد ماتت‪ ،‬وعندما ماتت تلك االتفاقات‬ ‫وبقيت هذه األجسام التي يقيمها أي شعب‬ ‫من شعوب األرض قلنا ندخل االنتخابات‬ ‫إلصلح الوضع الفلسطيني‪.‬‬

‫قلنا من البداية قبل عشرين عا ًما إن‬ ‫المفاوضات عبثية ولن تعطي الفلسطينيين‬ ‫شيئًا من حقهم‪ ،‬وبعد كل جوالت‬ ‫المفاوضات ماذا أخذ الفلسطينيون ‪" ..‬‬ ‫أخذوا سرابًا "‪..‬‬

‫‪45‬‬


‫حوار‬

‫يمن علينا‪ ،‬ثم إن الراتب شأن وشرعية من توقيع االتفاق فإذا بالورقة تقول غير‬ ‫الحكومة شأن آخر‪.،‬‬ ‫ذلك‪ ،‬وكل هذه وغيرها قضايا شائكة‬ ‫وحلها ضروري إلنهاء اإلشكاالت‬ ‫‪ :‬لنذهب إلى الحوار الفلسطيني العالقة كافة‪.‬‬ ‫الفلسطيني المتعثر منذ أشهر‪ ..‬مصر‬ ‫‪ :‬في اﻵونة األخيرة بدأ قادة‬ ‫تحمل حركة حماس المسئولية عن تعطيل‬ ‫المصالحة الفلسطينية‪ ،‬لماﺫا ترفضون حماس يركزون على طلب توفير‬ ‫ضمانات للتوقيع على الورقة المصرية‬ ‫التوقيع إلى اليوم؟‬ ‫ولم يطلبوا األخذ بمالحظاتهم ؟‬ ‫ مصر دورها هو " الوساطة" بين فتح‬‫وحماس‪ ،‬وال يجوز للوسيط والمصلح ‪ -‬يجب أن يدرك الجميع أن الضمانات‬ ‫أن يتهم طرفًا‪ ..‬وان كانت مصر تحرص التي تطلبها حماس نبعت من الملحظات‬ ‫على تحقيق مصالحة قوية فعليها البحث التي ذكرت لك جز ًءا منها آنفًا " هذه‬ ‫عن أسباب رفض حماس التوقيع والتعامل الملحظات جزء من تصميم حماس‬ ‫على طلب الضمانات"‪ ،‬وان أرادت‬ ‫معها ليسجل لها نجاح دبلوماسي‪.‬‬ ‫مصر إنجاز المصالحة البد من توفير‬ ‫‪ :‬لكن مصر أكدت وكذلك بعﺾ الضمانات التي تعتبر الخطوة األولى‬ ‫القوى الفلسطينية أن الورقة المصرية على طريق إنجاز المصالحة ‪.‬‬ ‫للمصالحة أخذت في االعتبار معظم‬ ‫مواقف حماس بقدر أكبر من مواقف فتﺢ‬ ‫‪ :‬لماﺫا تصرون على الضمانات‬ ‫؟‬ ‫؟ أال ترى أنها تعوق المصالحة ؟‬ ‫ لو جاءت بنود الورقة المصرية كما ‪ -‬نحن نتمسك بالضمانات كي ندخل‬‫تريد حماس لما انتظرت حماس كل مصالحة حقيقية مضمونة وليس‬ ‫األشهر األربعة لطلب أخذ ملحظاتها في توقيعًا على ورق سرعان ما يتحول‬ ‫االعتبار‪ ،‬وطلب توفير ضمانات للتنفيذ‪.‬‬ ‫إلى مناكفات وسجاالت وقتال‪.‬‬ ‫‪ :‬ما الذي تأخذه حماس على الورقة‬ ‫المصرية ؟‬ ‫ هناك قضايا كثيرة اتفق عليها قادة القوى في‬‫الحوارات المسبقة لكتابة الورقة المصرية‪،‬‬ ‫وعند صياغة الورقة بشكلها النهائي سقط‬ ‫الكثير من االتفاقات بين تلك القوى ‪.‬‬ ‫فمثل اتفقت القوى على أن يتم تشكيل‬ ‫لجنة االنتخابات المركزية الفلسطينية‬ ‫بالتوافق بين كل القوى‪ ،‬بمعنى أن تسمى‬ ‫كل القوى مندوبيها في اللجنة ثم يصدر‬ ‫قرار رئاسي بالموافقة عليها‪ ،‬ولكن‬ ‫ضرب بهذا االتفاق عرض الحائط ‪.‬‬ ‫وهناك قضية الموظفين المفصولين من‬ ‫عملهم بتهمة االنتماء لحماس‪ ،‬كان االتفاق‬ ‫أن يعود كل هؤالء إلى أعمالهم‪ ،‬فإذا‬ ‫بالورقة تقول " يعود كل موظف إلى عمله‬ ‫بشرط بقاء الموقع شاغرًا ‪ ،‬وأتساءل " هل‬ ‫يبقى موقع شاغرًا منذ ثلث سنوات؟"‪.‬‬ ‫وهناك قضية المعتقلين في سجون السلطة‬ ‫بالضفة‪ ،‬اتفقنا على إطلقهم بعد شهرين‬ ‫‪ 02‬أبريل ‪2010‬‬

‫نتمسك بالضمانات‬ ‫كي ندخل مصالحة‬ ‫حقيقية مضمونة‬ ‫وليس توقي ًعا على‬ ‫ورق‬ ‫‪ :‬حدث هذا في اتفاق مكه ورغم‬ ‫ﺫلك انتهي بالفشل فمن المسئول ؟‬ ‫ بإمكان أي مراقب أن يقول بحيادية‬‫من الذي فجر االتفاق ‪ ..‬لقد قتل عناصر‬ ‫فتح عدد من عناصر حماس قرب مقر‬ ‫السرايا األمني وسط غزة بعد توقيع‬ ‫االتفاق في مكة المكرمة بدقائق" ومن‬ ‫هذه الواقعة بإمكان الجميع الحكم على‬

‫لو جاءت بنود الورقة المصرية كما أرادت‬ ‫التوقيع‬

‫مفجر االتفاق الذي احترمته حماس‪.‬‬ ‫‪ :‬ما الضمانات التي تريدونها‬ ‫للتوقيع على ورقة المصالحة ؟‬ ‫ نريد ضمانات بتنفيذ االتفاق بصدق‬‫وأن يطبق بالتوازي من الحركتين‬ ‫ودون انتقائية في التطبيق‪ ،‬ألن هذا‬ ‫االتفاق إن تحققت ضمانات له فإننا‬ ‫سنعيد ترتيب البيت الفلسطيني على‬ ‫أسس وطنية في الداخل والخارج‪.‬‬ ‫‪ :‬قادة فتﺢ يزورون قطاع غزة‬ ‫باستمرار‪ .‬لماﺫا ال تبادرون أنتم في‬ ‫حماس بلقاء قيادات السلطة وفتﺢ؟‬ ‫ وضعنا نحن يختلف عن وضع قادة‬‫فتح‪ ،‬فهم يملكون بطاقة الشخصيات‬ ‫المهمة "‪ "V.I.P‬التي تمكنهم من‬ ‫التنقل بسهولة‪ ،‬وهي ميزة ال تتوفر لنا‪،‬‬ ‫بالعكس نحن نواجه مشاكل كبيرة عند‬ ‫االقتراب من حواجز قوات االحتلل في‬ ‫الضفة وغزة‪ ،‬وهنا ال بد من اإلشارة‬ ‫إلى أننا التقينا بعدد من قادة فتح‪.‬‬ ‫‪ :‬هل توصلتم إلى قواسم مشتركة‬ ‫‪44‬‬


‫حوار‬

‫‪ :‬مضى شهران على انتهاء والية‬ ‫المجلس التشريعي الفلسطيني فهل ما‬ ‫سا دستوريًا للمجلس ؟‬ ‫زلت رئي ً‬ ‫ التشكيك في شرعية المجلس التشريعي‬‫أمر غير منطقي‪ ،‬ألنه " ال اجتهاد في‬ ‫النص"‪ ،‬فالمادة (‪ )47‬مكرر تنص على‬ ‫أن مدة المجلس التشريعي تنتهي عندما‬ ‫ينتخب مجلس جديد‪ ،‬ويقسم أعضاءه‬ ‫اليمين الدستورية‪ ،‬وحتى يتحقق ذلك‬ ‫األمر يبقى المجلس قائ ًما وفق النص‬ ‫الدستوري ‪ .‬أما عرفًا‪ ،‬فقد تسلمنا المجلس‬ ‫من المجلس السابق بعد انتهاء مدته‬ ‫بست سنوات‪ ،‬لذا ال يجوز أن يصلح‬ ‫الدستور معهم هناك وال يصلح معنا ‪.‬‬ ‫‪ :‬في المقابل أنتم تصرون على‬ ‫انتهاء والية الرئيس الفلسطيني محمود‬ ‫عباس ؟‬ ‫ النصوص الدستورية في الرئاسة‬‫تختلف عنها في المجلس التشريعي تما ًما‪،‬‬ ‫فالنصوص واضحة وقطعية وتؤكد أنه‬ ‫ال تمديد لوالية الرئيس حتى ليوم واحد‬ ‫بعد انتهاء فترة السنوات األربع‪ ،‬بينما‬ ‫تؤكد النصوص قانونية تمديد المجلس‬ ‫التشريعي ‪.‬‬ ‫‪ :‬لكنكم تتعاملون مع الرئيس‪ ،‬أال‬ ‫تتواصلوا معه ؟‬ ‫ حقيقة أننا نتعامل مع الرئيس كأمر‬‫واقع‪ ،‬ولكننا ال نقر له الرئاسة من الناحية‬ ‫الدستورية‪ ،‬ألن اإلقرار بدستورية‬ ‫رئاسته يعني أننا نخالف النصوص التي‬ ‫وضعها الرئيس وقادة فتح قبل خمس‬ ‫سنوات‪.‬‬ ‫‪ :‬هل تقولون للرئيس إن بقاءه في‬ ‫المنصب غير دستوري ؟‬ ‫ شخصيًا أرسلت للرئيس عباس رسائل‬‫عديدة‪ ،‬ذكرته فيها أن هناك خلل دستوريًا‬ ‫في الرئاسة‪ ،‬وطالبته بتصحيحه‪ ،‬كما‬ ‫أطالبه باستمرار بتسهيل عمل المجلس‬ ‫التشريعي المعطل منذ اعتقال أكثر من‬ ‫أربعين نائبًا على يد قوات االحتلل‬ ‫اإلسرائيلية ‪.‬‬ ‫العدد ‪1551‬‬

‫المجلس التشريعي مستمر بحكم الدستور‬

‫نحن نتلقى رواتبنا‬ ‫من مخصصات‬ ‫الشعب الفلسطيني‬ ‫التي تقدم له على‬ ‫شكل هبات ومنﺢ‬ ‫‪ :‬من يعطل عودتكم إلى مقر‬ ‫المجلس التشريعي لممارسة مهامكم ؟‬ ‫ جلسنا مع قادة الكتل البرلمانية عقب‬‫اإلفراج عني من السجون اإلسرائيلية‬ ‫في يوليو‪ /‬تموز الماضي‪ ،‬واتفقنا على‬ ‫أن أرجع والنواب إلى المجلس في السابع‬ ‫والعشرين من يوليو‪ /‬تموز (‪)2009‬‬ ‫ووافقت كتلة فتح البرلمانية (ثاني أكبر‬ ‫الكتل بعد كتلة حماس ) أن توقع على‬ ‫اتفاق العودة للتشريعي دون إثارة األمر‬ ‫في اإلعلم‪ ،‬فوافقت على ذلك‪ ،‬وأكدت‬ ‫أنني لن أرجع للمجلس ألسقط حكومة‬ ‫فلسطينية في الضفة الغربية (تتبع الرئيس‬ ‫الفلسطيني )‪ ،‬وأبقي حكومة في غزة تابعة‬ ‫لحركة حماس (أقالها الرئيس)‪ ،‬بل أكدت‬ ‫أن العودة ستكثف لموضوع المصالحة‬

‫فقط‪ ،‬فإذا برئيس كتلة فتح عزام األحمد‬ ‫الذي وقع االتفاق يعلن بعد دقائق من‬ ‫توقيعه أنني لست رئيسًا للمجلس ‪.‬‬ ‫‪ :‬كيف كنتم ستتعاملون مع وجود‬ ‫حكومتين واحدة في الضفة واألخرى في‬ ‫غزة ؟‬ ‫ حكومة سلم فياض التي كلفها‬‫الرئيس هي حكومة غير شرعية‬ ‫ألنها لم تنل ثقة المجلس التشريعي‪،‬‬ ‫ونصوص الدستور تنص صراحة‬ ‫على أنه ال يجوز لرئيس مجلس‬ ‫الوزراء أو أي من وزرائه أن يمارس‬ ‫صلحياته دون ثقة المجلس التشريعي‪،‬‬ ‫وهي الثقة التي يطلبها منا فياض‪،‬‬ ‫ونحن لم نعطه هذة الثقة ألن الحكومة في‬ ‫غزة هي التي حازت على ثقة المجلس‬ ‫التشريعي عند تأليفها قبل ثلث سنوات‪،‬‬ ‫وتبقى حكومة تصريف أعمال إلى أن‬ ‫تأتي حكومة جديدة وتنال ثقة المجلس‬ ‫التشريعي ‪.‬‬ ‫‪ :‬لكنك ونواب المجلس التشريعي‬ ‫عن حماس تتلقون راتبكم الشهري من‬ ‫حكومة سالم فياض‪ ،‬كيف ﺫلك وأنتم‬ ‫ترفعون عنها غطاء الشرعية ؟‬ ‫ نحن نتلقى رواتبنا من مخصصات‬‫الشعب الفلسطيني التي تقدم له على‬ ‫شكل هبات ومنح‪ ،‬وال يستطيع أحد أن‬ ‫‪43‬‬


‫حوار‬

‫الجري وراء السراب‬ ‫عزيز الدويك‬ ‫رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني‬ ‫ال ينكر الدكتور عزير الدويك‪ ،‬رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني والقيادي في حركة حماس‪ ،‬إن نواب حماس يتلقون رواتبهم من‬ ‫مخصصات الشعب الفلسطيني واإنهم حتى األن لم ينفذوا برنامجهم االنتخابي ألسباب ردها إلى العقبات التي وضعت أمامهم ‪.‬‬ ‫ويرى الدويك أن الضمانات التي تطلبها حماس للتوقيع على ورقة المصالحة‪ ،‬التي أعدتها القيادة المصرية‪ ،‬ضرورة فرضتها التجربة‬ ‫المرة في االتفاقات السابقة التي انهارت لعدم التزام حركة فتﺢ بها‪.‬‬ ‫الغريب أن الدويك يرى أن استمرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس في منصبه الرئاسي غير دستوري النتهاء واليته قبل ثالثة عشر‬ ‫شه ًرا‪ ،‬بينما يؤكد أنه المجلس التشريعي الذي انتهت فترته قبل شهر دستورى‪.‬‬ ‫"غزة"علي البطة‬

‫الدويك ‪ :‬نتعامل مع الرئيس كأمر واقع‬

‫‪ 02‬أبريل ‪2010‬‬

‫‪42‬‬


‫بروفايل‬

‫من البداية بعد إسهامه بمشورة قيمة فيما‬ ‫يتعلق بخطاب الرئيس في القاهرة في‬ ‫يونيه‪/‬حزيران عام ‪ ،2009‬وبعد ثمانية‬ ‫أشهر تم تعيين حسين مبعوث أمريكي‬ ‫خاص لدى منظمة المؤتمر اإلسلمي‪،‬‬ ‫وهو ثاني شخص يشغل هذا المنصب‪،‬‬ ‫وقد قال عنه أوباما بعد تعيينه في هذا‬ ‫المنصب‪" :‬لقد لعب رشاد‪ ،‬كمحام متميز‬ ‫وكعضو مقرب محل ثقة من بين العاملين‬ ‫في البيت األبيض‪ ،‬دورًا رئيسيًا في تكوين‬ ‫الشراكات التي دعوت إليها في القاهرة‪،‬‬ ‫وباعتباره حافظًا للقرآن‪ ،‬هو عضو يحظى‬ ‫باالحترام بين الطائفة المسلمة األمريكية‪،‬‬ ‫وأنا أشكره على القيام بهذا العمل المهم"‪.‬‬ ‫وتعد إقامة علقة راسخة وإيجابية مع‬ ‫العالم اإلسلمي من األهداف الرئيسية‬ ‫إلدارة أوباما‪ ،‬ويري أوباما أن هذه الشراكة‬ ‫يجب أن تقوم على التفاهم وعلى المصالح‬ ‫المشتركة وعلى الثقة المتبادلة‪ ،‬فكما ذكر‬ ‫راشد حسين أخيرًا"تغيير المفاهيم سوف‬ ‫يحتاج إلى وقت‪ ،‬خاصة في توقيت تخوض‬ ‫فيه الواليات المتحدة في حربين في الدول‬ ‫اإلسلمية وتحارب التهديد المستمر‬ ‫لإلرهاب‪ ،‬والتحدي هو التأكيد على فكرة‬ ‫أن هذه عملية طويلة األمد"‪.‬‬ ‫ويرى حسين أن هناك حاجة إلى جهد‬ ‫مشترك لتحسين العلقات بين الدول‬ ‫اإلسلمية والغرب‪ ،‬حيث ذكر أنه "تم‬ ‫القيام بالكثير فيما يتعلق بالمفاهيم األمريكية‬ ‫الخاطئة تجاه المسلمين‪ ،‬لكن هناك الكثير‬ ‫من المفاهيم الخاطئة لدى المسلمين تجاه‬ ‫الواليات المتحدة‪ ،‬وهو األمر الذي يجب‬ ‫تحسينه من خلل الجهد المشترط والتفاهم‬ ‫المتبادل‪ ،‬ومن الواضح أننا لن نتفق على‬ ‫كل القضايا‪ ،‬ومهمتنا سوف تكون هي‬ ‫تعظيم جوانب االتفاق والنظر في جوانب‬ ‫االختلف‪ ،‬من أجل الوصول إلى أحسن‬ ‫السياسات"‪.‬‬ ‫وكان حسين قد تعرض النتقاد حاد على‬ ‫المستوى الداخلي لتعليقاته الناقدة عام‬ ‫‪ ،2004‬لطريقة تعامل إدارة بوش مع‬ ‫المحاكمات الخاصة باإلرهاب‪ ،‬وشكك‬ ‫الكثير من السياسيين في والئه بل واعتبروه‬ ‫يمثل خطورة‪ ،‬و لكن جوش جولدبيرج قال‬ ‫العدد ‪1551‬‬

‫إنه بينما كان يشاهد قيام اإلعلم األمريكي‬ ‫بانتقاد حسين‪" :‬أظهر التليفزيون لي مرة‬ ‫أخرى بجلء كيف يتم اغتيال الشخصية‪،‬‬ ‫لكن الوضع كان مختلفًا هذه المرة‪ ،‬فضحية‬ ‫اإلعلم اإلخباري لم يكن شخصًا ال أعرفه‪،‬‬ ‫بكل كان المستهدف هو رجل عرفته‬ ‫طوال حياتي كصبي ورجل أحترمه كثيرًا‬ ‫ومعجب به كثيرًا‪ ،‬فقد شاهدت وصف هذا‬ ‫الرجل الذي يعد صديقًا جيدًا بأنه "جهادي"‬ ‫وبأنه "متعاطف مع اإلرهابيين" وبأنه‬ ‫"مخترق" للمجتمع األمريكي‪ ،‬وبما هو‬ ‫أسوأ من ذلك من أوصاف‪ ،‬وكان رد فعلي‬ ‫هو التشكيك في هذه المزاعم المنافية للعقل‬ ‫والمشينة والجديرة باالزدراء"‪.‬‬

‫أهم سمات حسين‬ ‫الجديرة باالحترام‬ ‫"قوة شخصيته‬ ‫ونزاهته"‪ ،‬فهو‬ ‫رجل يهدف إلى‬ ‫"خدمة الصالﺢ‬ ‫العام‪ ،‬وليس تحقيق‬ ‫مكاسب شخصية‬ ‫ورغم أن هذه الهجمات تم شنها من قبل‬ ‫أقلية صغيرة‪ ،‬كان ال يزال على رشاد‬ ‫حسين إثبات مصداقيته أمام كل من‬ ‫األمريكيين وأمام الطائفة المسلمة ككل‪،‬‬ ‫فكما ذكر أخيرًا سادا كومبر‪ ،‬المبعوث‬ ‫الخاص األمريكي السابق لدى منظمة‬ ‫المؤتمر اإلسلمي‪" :‬سوف يواجه حسين‬ ‫تحديًا مزدوجًا يتمثل في أن يثبت للعالم‬ ‫اإلسلمي أن خطاب أوباما في القاهرة كان‬ ‫أكثر من مجرد كلمات وردية وأن يظهر‬ ‫للجمهور األمريكي أن تأكيد اإلدارة الحالية‬ ‫على القوة الناعمة يحقق نتائج ملموسة"‪.‬‬ ‫ويرى جولدبيرج أن أهم سمات حسين‬

‫الجديرة باالحترام تتمثل في "قوة شخصيته‬ ‫ونزاهته"‪ ،‬فهو رجل يهدف إلى "خدمة‬ ‫الصالح العام‪ ،‬وليس تحقيق مكاسب‬ ‫شخصية"‪ ،‬وقد ذكر لي سادا كومبر أخيرًا‬ ‫أن "أحد أسباب احترامي لحسين هو أنه‬ ‫حافﻆ للقرآن‪ ،‬فحفظة القرآن يكون لديهم‬ ‫فهم حقيقي لما يدعو إليه القرآن‪ ،‬ويميلون‬ ‫إلى التسامح الشديد وإلى السعة والتنوع‬ ‫في األفق‪ ،‬وإلى البعد عن من يروجون‬ ‫لسيطرة رجال الدين على اإلسلم‪،‬‬ ‫ويدعون أن القرآن كتاب دين يدعو إلى‬ ‫السلم‪ ،‬وعلى النقيض تكون معرفة من‬ ‫يعُرفون بالزعماء الدينيين‪ ،‬والذين يتبنون‬ ‫رؤية متطرفة لإلسلم‪ ،‬بالقرآن محدودة"‪.‬‬ ‫ويمثل رشاد حسين ً‬ ‫دليل حيًا على إمكانية‬ ‫التوفيق بين العقيدة اإلسلمية وبين القيم‬ ‫الغربية الحديثة‪ ،‬فهو مسلم قوي العقيدة‬ ‫وعالم بالقرآن‪ ،‬إضافة إلى كونه مواطنًا‬ ‫أمريكيًا كامل المقومات‪ ،‬وتقوم زودته‬ ‫أيضًا بـ"كسر الكثير من المفاهيم الخاطئة‬ ‫حول المرأة في اإلسلم"‪ ،‬وذلك عن طريق‬ ‫إحداث توازن بين معتقداتها اإلسلمية‬ ‫القوية وارتدائها الحجاب من ناحية وبين‬ ‫وضعها التعليمي العالي كدارسة للقانون‬ ‫في جامعة ييل‪.‬‬ ‫وتعد قصة رشاد حسين مبهجة للقلب‪،‬‬ ‫فهو مسلم من الجيل الثاني من المسلمين‬ ‫األمريكيين‪ ،‬تغلب على العقبات وصعد‬ ‫إلى قمة الساحة الدولية‪ ،‬إال أن قدرة‬ ‫حسين على التأثير على من هم خارج‬ ‫حدود الواليات المتحدة وعلى تحقيق‬ ‫نتائج ملموسة في بيئة إسلمية تتسم‬ ‫بالتنوع الشديد لم تُختبر بعد‪ ،‬وكانت‬ ‫الشراكة بين منظمة المؤتمر اإلسلمي‬ ‫والواليات المتحدة قد أتت أخي ًرا بالكثير‬ ‫من النتائج اإليجابية‪ ،‬وشمل ذلك تعاونًا‬ ‫أقوى من أجل خفض معدالت الوفيات‬ ‫بين األمهات في إفريقيا واالعتراف‬ ‫األكبر بكسوفو كدولة ذات أغلبية‬ ‫مسلمة‪ ،‬ويمثل حسين جس ًرا جديدًا‪ ،‬لكن‬ ‫معالجة جراح الماضي سوف تحتاج‬ ‫إلى التزام قوي وطويل األمد من قبل‬ ‫مختلف األطراف المعنية‪ ،‬وبالتالي حان‬ ‫الوقت لبناء قوة دفع ولتحويل األقوال‬ ‫إلى أفعال‪.‬‬ ‫‪41‬‬


‫بروفايل‬

‫مبعوث الرئيس‬ ‫رشاد حسين‪ ،‬المبعوث األمريكي الخاص لمنظمة المؤتمر اإلسالمي‬ ‫يمكن أن يكون رشاد حسين‪ ،‬وباعتباره المبعوث األمريكي الخاص لمنظمة المؤتمر اإلسالمي‪ ،‬هو الحل األمريكي لسد الفجوة بين‬ ‫نموﺫجا حيًا لالندماﺝ‬ ‫الشرق والغرب‪ ،‬فباعتباره مسل ًما من أصول هندية‪ ،‬تربى في أعماق الجنوب األمريكي‪ ،‬يمكن أن تكون قصة حياته‬ ‫ً‬ ‫والتفاهم بين الثقافات‪ ،‬والعالقة الوثيقة مع البيت األبيﺾ سوف تعطي حسين نفو ًﺫا كبي ًرا على السياسة األمريكية في العالم اإلسالمي في‬ ‫المستقبل‪.‬‬

‫ولد رشاد حسين‪ ،‬وهو أمريكي مسلم‬ ‫من الجيل الثاني من الهنود في الواليات‬ ‫المتحدة‪ ،‬في والية ويومينج وتربى في‬ ‫والية تكساس‪ ،‬واهتم بالسياسة منذ نعومة‬ ‫أظافره‪ ،‬وكصبي‪ ،‬فاز هو وصديقه جوش‬ ‫جولدبيرج "ببطولة المناظرات" في‬ ‫الوالية‪ ،‬وقد قال جولدبيرج "كنا نمزح‬ ‫بأننا يو ًما ما سوف نتوصل إلى حل لعملية‬ ‫السلم"‪.‬‬ ‫لقد كان جولدبيرج‪ ،‬وهو أمريكي يهودي‪،‬‬ ‫يعي من البداية أن علقته مع حسين تعد‬ ‫علقة فريدة جدًا‪ ،‬حيث يقول‪" :‬رغم أننا‬ ‫كنا مجرد صبيين من تكساس‪ ،‬كنا نعي‬ ‫أن علقتنا تعد نموذجًا للتعايش وأنها‬ ‫تعزز أهمية الحوار بين األديان والثقافات‬ ‫واألمم‪ ،‬لقد كانت علقتنا ً‬ ‫مثاال حيًا أن ما‬ ‫يجمعنا أقوى مما يفرقنا"‪.‬‬

‫‪ 02‬أبريل ‪2010‬‬

‫‪© GETTY IMAGES‬‬

‫رشاد قال عنه أوباما أنه لعب دورًا رئيسيًا في الشراكات التي دعوت إليها في القاهرة‬

‫حصل حسين على مؤهله الجامعي في‬ ‫الفلسفة والعلوم السياسية من جامعة نورث‬ ‫كارولينا‪ ،‬ونال درجة الماجستير في اللغة‬ ‫العربية والدراسات اإلسلمية من جامعة‬ ‫هارفرد‪ ،‬ثم حصل بعد ذلك على درجة‬ ‫علمية في القانون من جامعة ييل‪ ،‬واكتسب‬ ‫حسين خبرة في بداية حياته المهنية من‬ ‫خلل العمل في لجنة الشئون القضائية‬ ‫بمجلس النواب األمريكي‪ ،‬وبعد ذلك عمل‬ ‫في المجال القانوني بمحكمة االستئناف‬ ‫األمريكية‪ ،‬ثم محامي مرافعات في وزارة‬ ‫ثان‬ ‫العدل األمريكية‪ ،‬وفي يناير‪/‬كانون ٍ‬ ‫عام ‪ 2009‬تم تعيينه نائب مستشار مساعد‬ ‫للرئيس باراك أوباما‪.‬‬ ‫وك َّون أوباما انطباعًا جيدًا عن حسين‬ ‫‪40‬‬


‫شخصيات‬ ‫بروفايل‬

‫حوار‬

‫مبعوث الرئيس‬

‫رشاد حسين‪ ،‬المبعوث األمريكي الخاص لمنظمة المؤتمر اإلسالمي‬

‫العدد ‪1551‬‬

‫‪39‬‬



‫العدد ‪1551‬‬


‫أفكار‬ ‫مقاتليها أيضًا لمساعدة القاعدة في العراق‪ ،‬وبشكل عام‬ ‫تحتفﻆ الجماعات التي ترتبط بالكيان المركزي للقاعدة‬ ‫بالتواصل مع المركز‪ ،‬إما من خلل معسكرات التدريب‬ ‫أو التمويل وأحيانًا من خلل العمليات المشتركة نفسها‪.‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫أما الجماعات التي تحصل على اإللهام من الكيان‬ ‫المركزي للقاعدة فتفتقر إلى هذا التواصل‪ ،‬وتتسم‬ ‫بالتعلم الذاتي وتبنت الراديكالية من تلقاء نفسها‪ ،‬لكن‬ ‫هذا اإللهام يعد دليل على قوة أيديولوجية القاعدة‬ ‫التي برزت كأيديولوجية دولية بسبب حملة الدعاية‬ ‫المنظمة لتنظيم القاعدة‪ ،‬ففي خطاب من الظواهري‬ ‫إلى أبى مصعب الزرقاوي عام ‪ 2005‬أعلن األول أن‬ ‫"أكثر من نصف المعركة يجري في ميدان المعركة‬ ‫اإلعلمية‪ ،‬فنحن في سباق إعلمي من أجل كسب تأييد‬ ‫القلوب والعقول"‪.‬‬ ‫لقد قام تنظيم القاعدة في الواقع بنشر أيديولوجيته على‬ ‫جماهير دولية عن طريق شبكة اإلنترنت‪ ،‬وكانت‬ ‫النتيجة هي أنه بينما يمكن أال يلتقي األشخاص الذين‬ ‫يتم تجنيدهم بأي من زعماء الكيان المركزي للتنظيم‪،‬‬ ‫يتم بشكل نشط تزويدهم بمصدر اإللهام ويتم الدفع‬ ‫بهم في اتجاه الراديكالية ويتم تجنيدهم من خلل هذه‬ ‫اآلليات اإلعلمية‪ ،‬حيث الذكاء اإلعلمي الذي سمح‬ ‫بنقل أيديولوجية العنف العابر للحدود الوطنية لتنظيم‬ ‫القاعدة إلى نوعيات متعددة من الجماهير في مختلف‬ ‫أنحاء العالم‪.‬‬ ‫وهذا يعيدنا إلى التساؤل‪ :‬في ضوء هذه الصور المتعددة‪،‬‬ ‫ما الوضع الحقيقي لتنظيم القاعدة؟ وقد يكون التساؤل‬ ‫األهم هو‪ :‬هل التنظيم أو أي من فروعه يحتفﻆ بالقدرة‬ ‫على إلحاق ضرر خطير بأعدائه المفترضين؟ من‬ ‫الواضح أن تنظيم القاعدة والجماعات المرتبطة به تظل‬ ‫مصممة على إلحاق الضرر بالغرب وعلى استهداف‬ ‫ما يعتبرونه نظ ًما مرتدة‪ ،‬لكن من الواضح أيضًا أن‬ ‫هناك انخفاضًا حادًا للتأييد السياسي واأليديولوجي‬ ‫للتنظيم وأيديولوجيته في العالم اإلسلمي‪.‬‬ ‫ويرجع جانب كبير من هذا االنخفاض في التأييد إلى‬ ‫استخدام التنظيم للعنف دون تمييز ضد المسلمين وغير‬ ‫المسلمين على السواء‪ ،‬إال أنه ورغم هذا االنخفاض في‬ ‫التأييد‪ ،‬ورغم الكثير من االستراتيجيات متعددة األوجه‬ ‫والجوانب لمكافحة اإلرهاب والتي تتبناها مختلف الدول‬ ‫في الشرق األوسط والغرب‪ ،‬طالما ظل لتنظيم القاعدة‬ ‫نفوذ‪ ،‬ولو على أصغر عدد من األفراد‪ ،‬يستطيع من‬ ‫خلله التجنيد والتدريب بنجاح‪ ،‬سوف يحتفﻆ التنظيم‬ ‫بالقدرة على إلحاق ضرر خطير بالحياة وبالممتلكات‪،‬‬ ‫وهذا يُظهر أنه قد تكون هناك تغييرات فيما يتعلق ببؤرة‬ ‫التركيز اإلقليمي وفيما يتعلق بالقدرات العملياتية‪ ،‬لكن‬ ‫رغم ذلك يظل تنظيم القاعدة قائ ًما طالما ظل من يتم‬ ‫تجنيدهم على استعداد للسفر إلى الملذات اآلمنة وإلى‬ ‫المناطق التي تشهد فرا ًغا أمنيًا في مختلف أنحاء العالم‪،‬‬ ‫وقد يكون الوقت قد حان لنتعامل بقدر أكبر من الجدية‬ ‫مع ما أعلنه الظواهري‪ ،‬بحيث نبذل جهدًا مشتر ًكا من‬ ‫أجل اكتساب تأييد القلوب والعقول‪.‬‬ ‫باحﺚ بكلية العالقات الدولية وبمركز دراسة‬ ‫اإلرهاب والعنف السياسي بجامعة سان أندرو‬ ‫‪ 02‬أبريل ‪2010‬‬

‫األفضل أن تبدأ مواجهة القاعدة بنفس المنطق الذي تبناه الرجل الثاني في التنظيم‬ ‫أيمن الظواهري وهو بذل المجهود من أجل كسب القلوب والعقول‬

‫‪36‬‬


‫أفكار‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫الزعماء‪ ،‬والذين كان لهم دور محوري في توفير‬ ‫ملذ آمن للقاعدة في المنطقة مثل بيت هللا محسود‪،‬‬ ‫ألحق ضررًا شديدًا بالتنظيم وأعاق قدرته على‬ ‫استهداف الغرب بشكل قوي‪.‬‬ ‫إال أن الشريط الصوتي لـ "بن الدن" تحت عنوان‬ ‫"من أسامة ألوباما" والذي تم بثه على قناة الجزيرة‬ ‫في أواخر شهر يناير‪/‬كانون أول لم يقم فقط باإلشادة‬ ‫بعبد المطلب باعتباره ً‬ ‫بطل‪ ،‬بل جاء فيه أن تنظيم‬ ‫القاعدة كان هو المسئول عن محاولة تفجير طائرة‬ ‫ديترويت عشية عيد الميلد‪ ،‬وإلن تنظيم القاعدة في‬ ‫شبه الجزيرة العربية كان قد أعلن فعليًا المسئولية‬ ‫عن الترتيب للهجوم وعن تدريب عبد المطلب‪ ،‬يعتقد‬ ‫بعض مسئولي االستخبارات األمريكية أن هذا البيان‪،‬‬ ‫كان محاولة يائسة من جانب بن الدن‪ ،‬الذي تحول إلى‬ ‫مجرد زعيم صوري للقاعدة‪ ،‬إلثبات أنه يدير بشكل‬ ‫مباشر الجماعات المتعددة التابعة للتنظيم‪.‬‬ ‫إال أن مستوى دقة هذا الزعم يعد محل تساؤالت‪،‬‬ ‫ألن هؤالء المحللين أنفسهم سبق أن أعلنوا السقوط‬ ‫الحاد لتنظيم القاعدة‪ ،‬لكن هل يزداد تنظيم القاعدة‬ ‫ضعفًا أم أن لديه القدرة على تهديد واستهداف الغرب‬ ‫ومصالحه؟‬ ‫إن أي محاولة لإلجابة عن هذا التساؤل يجب أن تبدأ‬ ‫بفهم الطبيعية الحقيقية للتنظيم الذي يتسم بالمرونة‬ ‫والقدرة على التكيف‪.‬‬ ‫لقد وصف ستيف كول تنظيم القاعدة‪ ،‬في شهادة له‬ ‫ثان ‪ 2010‬أمام لجنة القوات‬ ‫يوم ‪ 27‬يناير‪/‬كانون ٍ‬ ‫المسلحة بمجلس النواب األمريكي‪ ،‬بأنه "تنظيم‬ ‫وشبكة وحركة وأيديولوجية ذو طبيعة دولية"‪ ،‬وهذه‬ ‫المرونة في الواقع هي التي جعلت تنظيم القاعدة بنفس‬ ‫درجة قسوته وخطورته اليوم‪ ،‬فالكيان المركزي‬ ‫لتنظيم القاعدة اتسم باالتساق القوي فيما يتصل بمهامه‬ ‫وأهدافه‪ ،‬فمنذ بداية التنظيم قبل ما يزيد على عشرين‬ ‫عا ًما وحتى اآلن‪ ،‬التزم ذلك الكيان المركزي بلوائح‬ ‫التنظيم وبهياكل لجانه وبقواعد الخلفة فيه‪.‬‬ ‫وقد قاد الزعماء الرئيسيون‪ ،‬مثل بن الدن وأيمن‬ ‫الظواهري‪ ،‬التنظيم بشكل مستمر في جهوده للتشجيع‬ ‫على جهاد دولي واسع‪ ،‬عن طريق الجمع بين األفراد‬ ‫ذوي العقليات المتشابهة في نضال مشترك ضد‬ ‫الهيمنة الغربية وضد النظم الحاكمة التي يرونها نظم‬ ‫مرتدة‪ ،‬وبينما حدث تفاوت في طبيعة هذه الشبكة مع‬ ‫مرور الوقت‪ ،‬ظل الهدف األصلي‪ ،‬الذي يتمثل في‬ ‫الحث على الجهاد على مستوى دولي‪ ،‬في صميم‬ ‫أيديولوجية التنظيم ومنهجيته‪.‬‬ ‫لقد حدث تغير على شبكة القاعدة من حيث شكلها‬ ‫ومن حيث مناطق نفوذها الجغرافي‪ ،‬حيث قام‬ ‫كيانها المركزي باستغلل الفراﻍ األمني المتزايد‬ ‫بشكل ماكر‪ ،‬لكن عانت الكثير من الجماعات التابعة‬ ‫له من الضعف‪ ،‬ومع بداية هذا القرن كان مركز‬ ‫القوة المحوري في القاعدة في جنوب شرق آسيا‪،‬‬ ‫وفي عام ‪ ،2005‬أصبح لها نفوذ كبير في شمال‬ ‫إفريقيا والعراق‪ ،‬واليوم تعد أكثر قوة في اليمن‬ ‫العدد ‪1551‬‬

‫خطاب أوباما عن تمزيق القاعدة لم ينفذ حتى اآلن ويبدو أنه من الصعب تنفيذه‬

‫منذ بداية القاعدة‬ ‫قبل ما يزيد على‬ ‫عشرين عا ًما وحتى‬ ‫اﻵن‪ ،‬التزم ﺫلك‬ ‫الكيان المركزي‬ ‫بلوائﺢ التنظيم‬ ‫وبهياكل لجانه‬ ‫وبقواعد الخالفة فيه‬

‫والصومال وباكستان‪ ،‬وبينما يعد هناك تفاوت كبير‬ ‫في طبيعة العلقة بين الكيان المركزي لتنظيم القاعدة‬ ‫والجماعات اإلقليمية التابعة لها‪ ،‬تعد هذه الجماعات‬ ‫إما مرتبطة بالهيكل المركزي أو حصلت على اإللهام‬ ‫منه‪.‬‬ ‫والجماعات التي ترتبط بالكيان المركزي لتنظيم‬ ‫القاعدة هي الجماعات التي ألقت قسم البيعة لـ"بن‬ ‫الدن" والتي تم االعتراف بها من المستويات العليا‬ ‫من قيادة التنظيم‪ ،‬مثل القاعدة في العراق والقاعدة في‬ ‫المغرب اإلسلمي والقاعدة في شبه الجزيرة العربية‪،‬‬ ‫وهناك أيضًا تلك الجماعات التي قد تكون على صلة‬ ‫بالقاعدة لكن لم تلق قسم البيعة مثل حركة الشباب‬ ‫في الصومال‪ ،‬أو تلك الجماعات التي لها صلت‬ ‫تاريخية بالقاعدة مثل جماعة العسكر الطيبة التي تتخذ‬ ‫من باكستان مقرًا لها‪ ،‬فهذه الجماعات لم تشترك مع‬ ‫تنظيم القاعدة في معسكرات التدريب فقط‪ ،‬بل أرسلت‬ ‫‪35‬‬


‫أفكار‬

‫"القاعدة" وأتباعها‬

‫هل يزداد التنظيم قوة أم يتحقق وعد أوباما بتمزيقه؟‬

‫أكد كثير من المحللين االستخباراتيين واألمنيين منذ منتصف عام ‪ ،2008‬أن تنظيم القاعدة في سبيله إلى الزوال‪ ،‬ورغم أن حججهم كانت‬ ‫ً‬ ‫تساﺅال مفاده ‪ :‬ما حقيقة‬ ‫قوية‪ ،‬فﺈن الهجمات التي وقعت عام ‪ ،2009‬أﻅهرت أن القدرات العملياتية للتنظيم ال تزال كما هي‪ ،‬وهذ يثير‬ ‫وضع تنظيم القاعدة ووضع الجماعات التابعة له‪.‬‬ ‫ﺑﻘﻠﻢ ‪ :‬ﺭاﺷﻤﻲ ﺳيﻨﺞ‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫طالما ظل التنظيم قادرًا على تجنيد الشباب وتوصيلهم إلى الملذات اآلمنة وظل ممكنا أداء هؤالء قسم البيعة لـ "بن الدن" سيظل تنظيم‬ ‫القاعدة خطراً على الحياة والممتلكات‬

‫ألقى الرئيس األمريكي باراك أوباما يوم ‪ 2‬يناير‪/‬‬ ‫ثان ‪ 2010‬بيانًا غريبًا ومخيفًا مثل خطابات‬ ‫كانون ٍ‬ ‫جورج بوش من حيث لهجته ومضمونه‪ ،‬حيث‬ ‫استعرض أوباما في خطابه األسبوعي من البيت‬ ‫األبيض الخطوات التي اتخذتها إدارته لحماية‬ ‫سلمة وأمن الشعب األمريكي‪ ،‬مشددًا على التزامه‬ ‫الراسخ بـ"تمزيق وتفكيك وإلحاق الهزيمة بتنظيم‬ ‫القاعدة وحلفائه المتطرفين"‪ ،‬وكان بيان أوباما رد‬ ‫على تفجيرين وقعا قبل أقل من أسبوعين وتحديدًا‬ ‫في ديسمبر‪/‬كانون أول عام ‪ ،2009‬أول هذين‬ ‫التفجيرين تمثل في المحاولة الفاشلة لتفجير الرحلة‬ ‫‪ 02‬أبريل ‪2010‬‬

‫الجوية رقم ‪ 253‬التابعة لشركة "نورثويست إيراينز"‬ ‫والتي كانت متوجهة إلى ديترويت على يد النيجيري‬ ‫عمر الفاروق عبد المطلب‪ ،‬والثاني تمثل في الهجوم‬ ‫االنتحاري الذي نفذه الطبيب األردني همام خليل أبو‬ ‫ملل البلوي في خوست بأفغانستان‪ ،‬وكان المثير‬ ‫للحرج هو قيام البلوي‪ ،‬والذي كانت وكالة المخابرات‬ ‫المركزية األمريكية قد أرسلته إلى أفغانستان‬ ‫الختراق القيادة العليا للقاعدة‪ ،‬بقتل سبعة أمريكيين‬ ‫وضابط استخبارات أردني إضافة إلى مقتله هو‬ ‫ً‬ ‫عميل لكل من االستخبارات‬ ‫شخصيًا‪ ،‬ويعتقد أنه كان‬ ‫الباكستانية ووكالة المخابرات المركزية ولتنظيم‬

‫القاعدة‪.‬‬ ‫وأثار الهجومان تساؤالت مرة أخرى حول وضع‬ ‫القاعدة وحلفائها‪ ،‬والذين كان يعتقد منذ منتصف‬ ‫عام ‪ ،2008‬أنهم في سبيلهم إلى الزوال‪ ،‬فعلى‬ ‫سبيل المثال أكد المسئولون األمريكيون بشكل قوي‬ ‫عام ‪ 2009‬أن خسائر التنظيم غير مسبوقة خاصة‬ ‫للزعماء متوسطي ورفيعي المستوى نتيجة للهجمات‬ ‫المكثفة للطائرات بدون طيار في المناطق القبلية‬ ‫التي تتم إدارتها بشكل فيدرالي في باكستان‪ ،‬وأعرب‬ ‫المحللون عن اعتقادهم في أن القضاء على هؤالء‬ ‫‪34‬‬


‫"القاعدة"‬ ‫وأتباعها‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫بقلم‬ ‫راشمي سينج‬

‫‪33‬‬


‫أفكار‬

‫‪32‬‬




‫قضايا‬ ‫جديدة على إيران‪ ،‬حتى ولو كان ذلك يعنى‬ ‫امتلك إيران ألسلحة نووية‪ ..‬وقد أفشى‬ ‫الرئيس اإليراني محمود أحمدي نجاد رغبة‬ ‫طهران في كسب ود الصين وتوريطها معها‬ ‫في معاركها الجيوسياسية‪ ،‬عندما صرح ً‬ ‫قائل‪:‬‬ ‫"إن األعداء المشتركين لكل األمتين يقفون‬ ‫أمام جهود التقدم والتنمية التي تبذلها كل من‬ ‫طهران وبكين"‪.‬‬ ‫صديق أم مستغل؟‬ ‫ولكن البعض اآلخر قد بدأ يأخذ العلقة‬ ‫المتنامية بين بكين وطهران على محمل‬ ‫الجد‪ .‬فالواليات المتحدة والعديد من الدول‬ ‫األوروبية أصبحت تنظر إلى مشاركة الصين‬ ‫في قطاع الطاقة اإليراني على أنها عقبة في‬ ‫سبيل حل القضية النووية‪ ،‬حيث قدم مسئولون‬ ‫في الواليات المتحدة أدلة دامغة على أن‬ ‫الشركات الصينية تتهرب من الحظر الذي‬ ‫فرضته األمم المتحدة على بيع التكنولوجيا‬ ‫والمواد العسكرية ذات االستخدام المزدوج‬ ‫إلى إيران‪ ،‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬أبلغت دولة‬ ‫اإلمارات العربية المتحدة أنها قد اعترضت‬ ‫شحنتين قادمتين من الصين ومتجهتين إلى‬ ‫إيران‪ ،‬تحتويان على صفائح األلومنيوم‬ ‫والتيتانيوم‪ ،‬التي من الممكن استخدامها في‬ ‫إنتاج الصواريخ‪.‬‬ ‫وتحاول وزيرة الخارجية األمريكية‪ ،‬هيلري‬ ‫كلينتون‪ ،‬من خلل الربط بين مصالح الصين‬ ‫مع إيران في مجال الطاقة والتقدم الحادث‬ ‫في البرنامج النووي اإليراني‪ ،‬وضع العبء‬ ‫على كاهل بكين التخاذ الخطوة التالية في‬ ‫منطقة الخليج‪ ،‬ولكن هل ستدرك الصين‪،‬‬ ‫كما تقول كلنتون‪" ،‬مدى زعزعة االستقرار‬ ‫الذي سيحدث في منطقة الخليج‪ ،‬نتيجة امتلك‬ ‫إيران‪ ،‬التي تحصل منها الصين على الجزء‬ ‫الكبر من احتياجاتها من النفط‪ ،‬ألسلحة‬ ‫نووية"‪ ،‬أم أنها ستواصل لهاثها األعمى‬ ‫وراء ثروة إيران دون النظر للعواقب؟‬ ‫فلو اختارت الصين أن تنفذ الخيار األخير‪،‬‬ ‫فإن ذلك قد يعرض أمن طاقتها للخطر‬ ‫بدون أن تدرى‪ ..‬فمن المؤكد أن السلح‬ ‫النووي اإليراني سيؤدي إلى زيادة التوتر‬ ‫في منطقة الخليج‪ ،‬خاصة عندما تبدأ الدول‬ ‫األخرى في التحرك لمواجهة النمو الذي‬ ‫سيحدث في التسلح اإليراني‪ .‬وهذا من‬ ‫شأنه أن يؤثر تأثيرًا مباشرًا على الصين‪،‬‬ ‫فنحو ما يقرب من نصف واردات الصين‪،‬‬ ‫و ‪ ٪ 40‬من شحنات البترول العالمية‪ ،‬تمر‬ ‫يوميًا عبر مضيق هرمز‪ ،‬حيث يمر عبر‬ ‫هذا الممر البحري المهم‪ ،‬الذي يقع بين إيران‬ ‫العدد ‪1551‬‬

‫تمثل زيارات كلينتون إلى منطقة الخليج محاوالت أمريكية لكسب الدعم اللزم‬ ‫من أجل فرض جولة جديدة من العقوبات ضد إيران‬

‫وسلطنة عمان‪ ،‬ويبلغ أدنى اتساعه ‪ 34‬كم‬ ‫فقط‪ ،‬شحنات البترول القادمة من المناطق‬ ‫المنتجة للنفط في المملكة العربية السعودية‬ ‫وإيران ودولة اإلمارات العربية المتحدة‪،‬‬ ‫جنبًا إلى جنب مع الشحنات القادمة من‬ ‫الكويت والعراق‪ ،‬والتي تعد من كبرى‬ ‫الدول المنتجة للنفط‪ .‬وكانت إيران قد هددت‬ ‫بالفعل بإغلق المضيق ردًا على أي هجوم‬ ‫على أراضيها‪ ،‬والذي من المرجح أن يحدث‬ ‫مع تصاعد حدة التوتر حول برنامجها‬ ‫النووي السري‪.‬‬ ‫المسئولية‬ ‫تأتي‬ ‫السلطة‬ ‫مع‬ ‫وبالرغم من أنه من الواضح أن الصين‬ ‫قد أصبحت العبًا مه ًما في الخليج‪ ،‬فإنه‬ ‫لم يتضح كيف تنظر بكين على مسئوليتها‬ ‫تجاه أمن الخليج‪ .‬فهل ستكتفي الصين‬ ‫بوضع ثقتها في شركائها في مجلس التعاون‬ ‫الخليجي وتطمئن بقدرتهم على سداد‬ ‫احتياجاتها من النفط‪ ،‬أم أنها ستحتضن‬

‫إيران وتعتبرها شري ًكا لها‪ ،‬بالرغم من‬ ‫الطموحات الكبيرة التي تضعها إيران‬ ‫على علقتها بالصين‪ ،‬والتي تفوق كثي ًرا‬ ‫شكل العلقة التي تتصورها الصين؟‬ ‫وينبغي أيضًا أن تنتهز دول مجلس التعاون‬ ‫الخليجي هذه الفرصة لتقييم علقاتها مع‬ ‫الصين‪ ،‬فلو قبلت بكين الضمانات التي‬ ‫قد يعطونها لها بشأن سداد احتياجاتها من‬ ‫النفط‪ ،‬فإن هذا سيعني أن الصين جادة في‬ ‫أن تصبح شري ًكا في أمن الخليج‪ ،‬أما إذا‬ ‫اختارت المضي قد ًما في طريق مصالحها‬ ‫الضيقة مع إيران‪ ،‬حتى لو كان ذلك يعني في‬ ‫نهاية المطاف تعريض أمن طاقتها للخطر‪،‬‬ ‫فإن دول مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬ينبغي‬ ‫أن تنظر إلى الصين على أنها ليست أكثر‬ ‫من مجرد دولة انتهازية ال ترغب سوى في‬ ‫الحصول على النفط الموجود في المنطقة‪.‬‬ ‫مدير البرامج الدولية للقانون واألمن في جامعة‬ ‫نيويورك‬ ‫‪29‬‬


‫قضايا‬ ‫قيامها بتوسيع طاقة مصافيها النفطية عندما‬ ‫كانت عوائد الدولة مرتفعة نتيجة ارتفاع‬ ‫األسعار في الفترة التي سبقت عام ‪،2008‬‬ ‫إلى االعتماد على الواردات لتلبية ‪40%‬‬ ‫من الطلب المحلي‪ ،‬وهو ما يعد وضعًا مكلفًا‬ ‫للخزانة اإليرانية‪ ،‬حيث تضطر الدول إلى‬ ‫تحمل الفرق بين سعر السوق الذي تستورد‬ ‫به البنزين وبين السعر المدعم بدرجة كبيرة‬ ‫الذي توفره للمستهلكين‪.‬‬ ‫وحتى هذه الواردات ليست آمنة‪ ،‬وذلك مع‬ ‫تكثيف واشنطن لحملة عقوبات لموردي‬ ‫البنزين‪ ،‬فقد أوقفت شركة شل المكية الهولندية‬ ‫والمجموعة البترولية المستقلة الكويتية‬ ‫وشركة جلينكو السويسرية الشحنات التي‬ ‫كانت توردها إليران‪ ،‬وذكرت على المستوى‬ ‫الخاص أن تلك الشحنات ال تستحق المخاطرة‬ ‫بمصالحها في مجال األعمال في الواليات‬ ‫المتحدة‪ ،‬وال يستمر سوى خمس شركات فقط‬ ‫في البيع إليران‪ ،‬من بينها شركة بتروناس‬ ‫الماليزية وشركة لوكأويل الروسية‪.‬‬

‫يثير تنامي نفوذ الحرس الثوري داخل إيران مخاوف الغرب وأمريكا من إمكانية‬ ‫تحول إيران إلى ديكتاتورية عسكرية‬

‫لحقيقة أن معظم االحتياطيات المتبقية في‬ ‫العالم من النفط والغاز الطبيعي توجد في‬ ‫منطقة الخليج‪ ،‬فما يزيد على نصف االحتياطي‬ ‫العالمي التقليدي من النفط يوجد في خمس دول‬ ‫في الخليج العربي‪ ،‬وتحتفﻆ السعودية والعراق‬ ‫وإيران بنسبة ‪ 43%‬من كل اإلمدادات النفطية‬ ‫التي ال تزال باقية في العالم‪ ،‬واألمر ال يختلف‬ ‫كثيرًا بالنسبة للغاز الطبيعي‪ ،‬فثلثة من الدول‬ ‫ذات االحتياطيات األعلى من الغاز توجد‬ ‫في منطقة الخليج‪ ،‬وتحتفﻆ إيران وقطر‬ ‫بثاني وثالث أكبر احتياطي على التوالي‪.‬‬ ‫كما أن االحتياطيات النفطية في منطقة الشرق‬ ‫األوسط ال تواجه تحديات تقنية كما هي الحال‬ ‫بالنسبة لمناطق أخرى من العالم‪ ،‬خاصة أن‬ ‫الشركات الوطنية الصينية للنفط ال تمتلك‬ ‫التكنولوجيا المتقدمة المطلوبة الستخراج‬ ‫االحتياطيات الموجودة في محيط أركيتيك‬ ‫أو المخزونات البحرية في غرب إفريقيا‪،‬‬ ‫أما دولة مثل إيران فتوفر فرصة جيدة‬ ‫للشركات الصينية الكتساب خبرة إدارية قيمة‬ ‫‪ 02‬أبريل ‪2010‬‬

‫دون منافسة من الكثير من الشركات الدولية‬ ‫الرائدة‪ ،‬والتي إما قاطعت االستثمار هناك أو‬ ‫تعرضت لعقوبات بسببه‪.‬‬ ‫لمصلحة من؟‬ ‫وتنظر إيران هي األخرى إلى علقات تزداد‬ ‫اتساعًا مع الصين من منظور إستراتيجي‪،‬‬ ‫وتحرص على قيام الصين باالستثمار في‬ ‫قطاعها النفطي المتدهور‪ ،‬فقد أدت سنوات‬ ‫من العقوبات وأدى المناخ المشوش وغير‬ ‫المستقر لمجال األعمال في إيران وأدى عدم‬ ‫القدرة على إعادة استثمار األرباح في صناعة‬ ‫النفط إلى انخفاض معدالت اإلنتاج بشكل‬ ‫مضطرد‪ ،‬فبينما تقوم إيران بتصدير المزيد‬ ‫من النفط للصين كل عام‪ ،‬فإنها في الواقع تنتج‬ ‫كمية أقل منه‪ ،‬حيث تقل الكمية التي تنتجها‬ ‫بشكل سنوي بنسبة تتراوح بين ‪ 10%‬و ‪12‬‬ ‫‪ ،%‬كما أن أداء قطاع تصفية النفط لم يكن‬ ‫أحسن ً‬ ‫حاال‪ ،‬حيث اضطرت إيران‪ ،‬وبعد عدم‬

‫وتتطلع إيران بشغف إلى الصين‪ ،‬في إطار‬ ‫بحثها عن شريك دولي يرغب في االستثمار‬ ‫في قطاعها النفطي‪ ،‬ولم يخف المسئولون‬ ‫اإليرانيون هذه الرغبة‪ ،‬حيث أعلن وزير‬ ‫النفط اإليراني السابق‪ ،‬بيجان زانجانيه‪ ،‬في‬ ‫عام ‪ً ،2004‬‬ ‫قائل‪" :‬نود أن تحصل الصين‬ ‫على أكبر حصة من صادراتنا"‪ ..‬كما أيد‬ ‫ممثل إيران السابق لدى الوكالة الدولية للطاقة‬ ‫الذرية‪ ،‬علي أكبر صالحي‪ ،‬هذا الرأي‪ ،‬عندما‬ ‫تحدث عن الصين ً‬ ‫قائل‪" :‬إننا نكمل بعضنا‬ ‫البعض‪ ،‬فالصين لديها صناعة ونحن لدينا‬ ‫موارد الطاقة"‪.‬‬ ‫ولكن طهران تنظر إلى أبعد من ذلك‪ ،‬حيث‬ ‫إن القيمة اإلستراتيجية لعلقتها بالصين‪،‬‬ ‫من وجهة نظر طهران‪ ،‬تتجاوز مجرد‬ ‫كون علقتها مبنية على المنفعة المتبادلة‬ ‫في مجال الطاقة‪ ،‬إلى حد ربما فاق تقدير‬ ‫الصين نفسها لهذه العلقة‪ ،‬فلو تمكنت إيران‬ ‫من إقناع الصين‪ ،‬التي تتمتع بحق "الفيتو"‬ ‫في مجلس األمن التابع لألمم المتحدة‪ ،‬بمدى‬ ‫أهمية إيران كمصدر من مصادر الطاقة‪،‬‬ ‫فإن إيران ستكون قد نجحت في تجنيد حليف‬ ‫قوي لها في مواجهتها مع الواليات المتحدة‪،‬‬ ‫والعديد من جيرانها في منطقة الخليج‪ ،‬بشأن‬ ‫برنامجها النووي‪ ،‬حيث يعتقد البعض‪ ،‬أنه‬ ‫إذا ما أصبحت الصين تعتمد اعتمادًا كبيرًا‬ ‫على القطاع النفطي في إيران‪ ،‬فإن الصين‬ ‫ستفكر كثي ًرا قبل أن تغلق خط إمداداتها من‬ ‫النفط اإليراني‪ ،‬بموافقتها على فرض عقوبات‬ ‫‪28‬‬


‫قضايا‬ ‫الخارجية الصينية فحسب‪ ،‬ولكنها أظهرت‬ ‫أيضًا مدى بزوﻍ الصين كلعب أساسي‬ ‫ومؤثر في المنطقة‪ .‬وبغض النظر عن مدى‬ ‫مقبولية ضمانات إمدادات النفط‪ ،‬تمثل هذه‬ ‫العروض نقطة تحول في الصعود المستمر‬ ‫لنجم الصين على مدى العقدين الماضيين‪.‬‬ ‫فالصين اآلن العب أساسي في أمن الخليج‪.‬‬ ‫والسؤال المطروح‪ :‬هل ستكون الصين‬ ‫ً‬ ‫مسئوال أم أنها ستستمر في تركيزها‬ ‫العبًا‬ ‫ضيق األفق على مصالحها المتعلقة بالطاقة؟‬

‫الرئيس الصيني هو جيناتو منذ ذلك الحين‬ ‫بزيارتين إلى المملكة العربية السعودية كان‬ ‫آخرهما في فبراير‪ /‬شباط من العام الماضي‪.‬‬ ‫وفي الواقع‪ ،‬رحلة كلينتون سبقتها زيارة‬ ‫من وزير الخارجية الصيني يانج جيتشي‬ ‫في يناير‪ /‬كانون الثاني‪ ..‬وباإلضافة إلى‬ ‫الزيارات المتكررة التي يقوم بها مسئولون‬ ‫صينيون للمنطقة‪ ،‬أرسلت اإلمارات العربية‬ ‫المتحدة والكويت وعمان والبحرين وقطر‬ ‫والعراق وفودًا رفيعة المستوى إلى بكين‪.‬‬

‫جديدة‬ ‫بأبعاد‬ ‫قديمة‬ ‫علقة‬ ‫الشك أن الصين ليست بجديدة على المنطقة‪..‬‬ ‫فالصين ومنطقة الخليج تجمعهما علقات‬ ‫تجارية طويلة األمد تمتد جذورها لثلثة آالف‬ ‫عام‪ ،‬حيث كان يعبر التجار والرسل والحجاج‬ ‫مسالك طريق الحرير القديم بين الخليج‬ ‫والصين‪ ..‬وبمرور القرون‪ ،‬تكونت علقات‬ ‫تجارية وثقافية وتكنولوجية قوية‪ ،‬حيث كان‬ ‫يتم االتجار في البضائع وكانت تنتشر األفكار‪،‬‬ ‫ومنذ نحو ‪ 1500‬عام‪ ،‬أقامت أسرة "هان"‬ ‫الحاكمة في شرق الصين علقات ملحية مع‬ ‫المنطقة واإلمبراطورية الساسانية الفارسية‪،‬‬ ‫التي حكمت ما نطلق عليه اليوم الشرق األوسط‬ ‫وجنوب آسيا‪ ،‬وقام الساسانيون بتصدير‬ ‫السجاد وغيره من البضائع إلى الصين‪،‬‬ ‫بل إنهم عيَّنوا بعثة تجارية دائمة لهم هناك‪.‬‬

‫وشهدت التجارة واالستثمار بين إيران‬ ‫ً‬ ‫هائل على‬ ‫والصين بشكل خاص نم ًوا‬ ‫مدار السنوات األخيرة القلئل‪ ،‬ففي‬ ‫عام ‪ ،2009‬قُدر حجم االستثمارات بين‬ ‫البلدين بـ ‪ 36.5‬مليار دوالر أمريكي أي‬ ‫بزيادة تقدر بـ ‪ 35%‬مقارنة بعام ‪.2008‬‬

‫علقة متمركزة حول المصلحة الذاتية‬ ‫إن علقة بكين‪ ،‬التي تزداد عمقًا مع إيران‬ ‫في مجال الطاقة‪ ،‬يحكمها في الغالب زيادة‬ ‫وصلت إلى عنان السماء في الطلب على‬ ‫مصادر الطاقة في الصين‪ ،‬وذلك نتيجة للتوسع‬ ‫الذي يشهده االقتصاد الصيني واالرتفاع في‬ ‫االستهلك المحلي‪ ،‬فطبقًا لمؤسسة "بلتس"‪،‬‬ ‫التي تعد مصدرًا رائدًا لتقييم األسعار في‬ ‫أسواق الطاقة‪ ،‬زاد الطلب الصيني على‬ ‫النفط بنسبة وصلت إلى ‪ 6,6%‬عام ‪،2009‬‬ ‫وذلك مقارنة بعام ‪ ،2008‬وفي الواقع وصلت‬ ‫الواردات الصينية من النفط إلى معدل مرتفع‬ ‫بشكل غير مسبوق في ديسمبر‪/‬كانون أول عام‬ ‫‪ ،2009‬حيث استوردت أكثر من ‪ 5‬مليارات‬ ‫برميل يوميًا خلل ذلك الشهر‪ ،‬ومع التوقعات‬ ‫بتضاعف حجم الطلب بحلول عام ‪،2030‬‬ ‫تواجه الصين حاجة ملحة إليجاد مصادر‬ ‫مهمة للنفط بما يسمح باستمرار نمو اقتصادها‪.‬‬ ‫وتعتبر الصين هذا األمر مسألة أمن قومي‪،‬‬ ‫فإذا لم تتمكن من الحفاظ على معدل نمو‬ ‫اقتصادي سنوي تتراوح نسبته بين ‪7%‬‬ ‫و‪ ،8%‬تخشى الحكومة أن يؤدي ذلك إلى عدم‬ ‫تمكنها من التعامل ـ عدم المساواة في الدخول‬ ‫ـ مع الفقر‪ ،‬وتخشى من أن تُقابل القضايا‬ ‫االجتماعية التي تنجم عن ذلك باالضطراب‬ ‫الشعبي‪.‬‬

‫في أمن الخليج‪ .‬والسؤال‬

‫ولتلبية هذه الزيادة الحادة في الطلب‪ ،‬انخرطت‬ ‫الصين في عملية واسعة لتوفير مصادر‬ ‫الطاقة‪ ،‬مستخدمة احتياطياتها من العملة التي‬ ‫وصلت إلى ‪ 2‬تريليون دوالر لشراء إمدادات‬ ‫النفط والغاز من مختلف أنحاء العالم‪ ،‬حيث‬ ‫تقوم عادة بتقديم القروض أو تنفيذ مشروعات‬ ‫للبنية التحتية مقابل شحنات النفط المضمونة‪،‬‬ ‫فعلى سبيل المثال قامت الصين منذ الصيف‬ ‫الماضي بإبرام صفقات لتقديم قرض بقيمة ‪25‬‬ ‫مليار دوالر لروسيا‪ ،‬التي تعاني من وضع‬ ‫مالي غير جيد مقابل ‪ 300‬ألف برميل نفط‬ ‫يوميًا خلل العقدين القادمين‪ ،‬ولتقديم قرض‬ ‫بقيمة ‪ 10‬مليارات دوالر للبرازيل مقابل‬ ‫‪ 200‬ألف برميل نفط يوميًا خلل السنوات‬ ‫العشر المقبلة‪ ،‬كما دخلت في مشروع نفطي‬ ‫ضخم مع فنزويل‪ ،‬وفي الواقع بلغ عدد‬ ‫مشروعاتها للستثمار الخارجي في مجال‬ ‫الطاقة ‪ 208‬مشروعات منذ عام ‪ ،1992‬كان‬ ‫‪ 40‬منها في منطقة الشرق األوسط‪.‬‬

‫والعلقات التجارية بين المنطقتين ليست أقل‬ ‫شأنًا مما كانت عليه في الماضي‪ ،‬ففي عام‬ ‫‪ ،2008‬سجل حجم التجارة بين الصين ودول‬ ‫مجلس التعاون الخليجي وإيران ما يزيد على‬ ‫‪ 100‬مليار دوالر أمريكي‪ ،‬حيث نما بمعدل‬ ‫استثنائي يبلغ ‪ 20%‬سنويًا على مدار األعوام‬ ‫القليلة الماضية‪ .‬وفي حين ال يمكن أن نغفل‬ ‫الصادرات الصينية إلى منطقة الخليجية –‬ ‫بد ًءا من المواد الكيميائية والبلستيك مرورًا‬ ‫ً‬ ‫ووصوال إلى‬ ‫بالمنسوجات واإللكترونيات‬ ‫المعدات الملحية والعسكرية – فإن عماد‬ ‫ً‬ ‫متمثل‬ ‫التجارة بين المنطقتين كان وال يزال‬ ‫في صادرات الطاقة من منطقة الخليج‬ ‫خصوصًا النفط‪ .‬ففي مقدمة مصدري النفط‬ ‫بالنسبة للصين ثلث دول تقع في منطقة‬ ‫الخليج وهي المملكة العربية السعودية‬ ‫وإيران وعمان‪ ،‬وفي عام ‪ ،2009‬كان نصف‬ ‫الواردات النفطية الصينية يأتي من الخليج‬ ‫وكانت المملكة العربية السعودية وإيران‬ ‫وحدهما يمثلن أكثر من ثلث تلك الواردات‪.‬‬ ‫ولم تمر هذه العلقة المتنامية دون اهتمام‪.‬‬ ‫فقد اختار الملك عبد اللـه الصين لتكون أول‬ ‫دولة يقوم بزيارتها بعد توليه العرش‪ ،‬وقام‬ ‫العدد ‪1551‬‬

‫لكن ال يتسم أي جانب من جوانب هذه العلقة‬ ‫بنفس درجة األهمية اإلستراتيجية التي يتسم‬ ‫بها قطاع الطاقة‪ ،‬فطبقًا لإلدارة األمريكية‬ ‫لمعلومات الطاقة‪ ،‬قفزت الصادرات اإليرانية‬ ‫من النفط إلى الصين من ‪ 425‬ألف برميل‬ ‫يوميًا عام ‪ ،2008‬إلى ‪ 544‬ألف برميل‬

‫الصين اﻵن العب أساسي‬ ‫المطروح‪ :‬هل ستكون‬ ‫ً‬ ‫مسئوال أم‬ ‫الصين العبًا‬ ‫أنها ستستمر في تركيزها‬ ‫ضيق األفق على مصالحها‬ ‫المتعلقة بالطاقة‬ ‫عام ‪ ،2009‬وهي الزيادة التي كانت بنسبة‬ ‫‪ ،30%‬أما الواردات الصينية من السعودية‪،‬‬ ‫ورغم كبر حجمها‪ ،‬فقد ارتفعت بنسبة ‪2%‬‬ ‫فقط خلل نفس الفترة‪ ،‬مما يظهر أن إيران‬ ‫تكتسب أرضية جديدة بسرعة‪ ،‬ولم تتلق‬ ‫أي دولة خليجية أخرى استثمارات صينية‬ ‫تتعلق بالطاقة بحجم ما تلقته إيران‪ ،‬حيث‬ ‫تفيد التقديرات بأن الشركات الصينية تعهدت‬ ‫بما يقرب من ‪ 120‬مليار دوالر لمشروعات‬ ‫النفط والغاز اإليرانية‪ ،‬وذلك رغم أن الكثير‬ ‫من تلك الصفقات سوف يحتاج إلى سنوات‬ ‫ليدخل حيز التنفيذ‪.‬‬

‫األنظار‬ ‫جميع‬ ‫محط‬ ‫الخليج‬ ‫وتعد منطقة الخليج العربي مصدرًا مه ًما‬ ‫للطاقة بالنسبة للصين‪ ،‬وال يرجع ذلك فقط‬ ‫لكون رحلة الشحن أقصر بين الخليج والصين‬ ‫مقارنة بأمريكا اللتينية وإفريقيا‪ ،‬بل أيضًا‬ ‫‪27‬‬


‫قضايا‬

‫التنين الصيني في الخليج‬

‫أمن الخليج ودبلوماسية النفط اإليرانية الصينية‬

‫خطط إيران النووية واعتمادها االقتصادي على صادرات النفط جعلت من الصين العبًا رئيسيًا في أمن منطقة الخليج‪ ،‬وتعد‬ ‫عروض النفط مقابل التعاون خير شاهد على هذا الصعود‪ ،‬وبغﺾ النظر عن مدى مقبولية تلك العروض من عدمها‪ ،‬فﺈنها تعتبر‬ ‫ً‬ ‫مسئوال‬ ‫بمثابة نقطة تحول في صعود نجم الصين على مدى العقدين الماضيين‪ .‬والسؤال المطروح اﻵن‪ :‬هل ستكون الصين العبًا‬ ‫أم أنها ستستمر في تركيزها ضيق األفق على مصالحها المتعلقة بالطاقة؟‬

‫العلقات اإلستراتيجية بين المملكة والصين تضمن التوازن ليس في المنطقة وحدها ولكن على النطاق العالمي أيضًا‬

‫عندما سافرت وزيرة الخارجية األمريكية‪،‬‬ ‫هيلري كلينتون‪ ،‬إلى الخليج العربي في‬ ‫فبراير‪ /‬شباط‪ ،‬كانت تضع في مقدمة أولوياتها‬ ‫مسألة كسب الدعم من أجل فرض جولة جديدة‬ ‫من العقوبات ضد البرنامج النووي اإليراني‪،‬‬ ‫الذي تشك واشنطن وغيرها من الدول في‬ ‫احتمال استغلل إيران له في تطوير أسلحة‬ ‫نووية‪ ،‬وركزت كلينتون جُل اهتمامها على‬ ‫فيلق الحرس الثوري اإليراني‪ ،‬تلك المنظمة‬ ‫شبه العسكرية التي تمتلك من القوة السياسية‬ ‫والعسكرية واالقتصادية في المنطقة الكثير‪،‬‬ ‫وحذرت كلينتون من إمكانية أن تتحول‬ ‫إيران إلى ديكتاتورية عسكرية نتيجة لتنامي‬ ‫‪ 02‬أبريل ‪2010‬‬

‫نفوذ الحرس الثوري‪ ،‬ودعت إلى توسيع‬ ‫نطاق العقوبات المفروضة على األفراد‬ ‫والمصارف والشركات التي تربطها بإيران‬ ‫علقات عمل‪ ،‬وتضمن خطاب كلينتون رسالة‬ ‫موجزة ودقيقة وجهتها إلى الصين التي تقع‬ ‫على بعد ‪ 6500‬كيلومتر من الخليج العربي‪.‬‬ ‫وخلل أكثر من أربع ساعات من المحادثات‬ ‫السرية في المعسكر الصحراوي للملك عبد‬ ‫اللـه خارج الرياض‪ ،‬أشارت األنباء إلى‬ ‫أن كلينتون حثت المملكة العربية السعودية‬ ‫على استخدام تأثيرها المتزايد على الصين‬ ‫لإلسهام في إقناع بكين بدعم سلسلة جديدة‬

‫من العقوبات ضد إيران‪ .‬وانطوت الرسالة‬ ‫بشكل أساسي على ضمانات يمكن أن يتم‬ ‫منحها للصين تقضي بأن المملكة العربية‬ ‫السعودية يمكن أن تزود بكين بإمدادات نفطية‬ ‫تعوضها عن المليون ونصف المليون برميل‪/‬‬ ‫يوميًا‪ ،‬والذي يمكن أن تخسره الصين في‬ ‫حال فرض العقوبات ضد إيران‪ ..‬وتأتي هذه‬ ‫الجهود الرامية إلى تخلي الصين عن علقتها‬ ‫بإيران في أعقاب عروض مماثلة تقدمت‬ ‫بها اإلمارات العربية المتحدة والكويت‪.‬‬ ‫ولم تُظهر عروض النفط مقابل التعاون‬ ‫مركزية وأهمية الطاقة بالنسبة للسياسة‬ ‫‪26‬‬


‫التنين الصيني‬ ‫في الخليج‬ ‫بقلم‬ ‫دانيال فريفيلد‬

‫العدد ‪1551‬‬

‫‪25‬‬


‫قضايا‬

‫‪ 02‬أبريل ‪2010‬‬

‫‪24‬‬


‫هل تعود العالقات‬ ‫المصرية السورية‬ ‫لسابق عهدها ؟‬ ‫"القاهرة"أحمد ربيع‬ ‫جاء إعالن الرئيس السوري بشار األسد اعتزامه‬ ‫زيارة القاهرة للقاء نظيره المصري‪ ،‬حسنى مبارك‪،‬‬ ‫بمثابة بارقة أمل لعودة العالقات المصرية السورية‬ ‫إلى سابق عهدها وبالتالي عودة المثلث العربي‬ ‫المتمثل في مصر‪ ،‬السعودية‪ ،‬وسوريا‪ ،‬وإنجاح‬ ‫مبادرات المصالحات العربية‪ ،‬التي بدأها العاهل‬ ‫السعودي الملك عبد اللـه بن عبد العزيز‪.‬‬ ‫تصريحات األسد جاءت على هامش قمة سرت‬ ‫العربية التي انتهت قبل يومين بإقرار الورقة‬ ‫السورية التي تضمنت آليات جديدة إلدارة الخالفات‬ ‫العربية‪ ،‬وبعد رسائل إيجابية متبادلة بين أعلى‬ ‫قيادات في البلدين كان آخرها زيارة وزير التجارة‬ ‫والصناعة المصري رشيد محمد رشيد إلى دمشق‬ ‫قبل أيام من انعقاد القمة العربية‪.‬‬ ‫غير أن محللين سياسيين اعتبروا أن حسن النوايا‬ ‫ليس كافيًا لعودة الوفاق المصري السوري خاصة‬ ‫في ظل اختالف وجهات النظر بين البلدين فيما‬ ‫يتعلق ببعض القضايا العربية‪ ،‬وهو ما يتطلب‬ ‫ضرورة الحوار بشأنها‪ .‬والمعروف أن األسد لم‬ ‫يزر القاهرة منذ ‪ 4‬سنوات بعد الحرب اإلسرائيلية‬ ‫على لبنان في يوليو‪ /‬تموز ‪. 2006‬‬ ‫السفير يوسف أحمد‪ ،‬مندوب سوريا الدائم لدى‬ ‫الجامعة العربية قال إن زيارة الرئيس السوري‪،‬‬ ‫بشار األسد إلى القاهرة الهدف منها اطمئنان األسد‬ ‫على صحة نظيره المصري حسنى مبارك بعد‬ ‫عودته من الرحلة العالجية‪ ،‬مشي ًرا إلى أن التطرق‬ ‫إلى القضايا السياسية والمصالحة المصرية السورية‬ ‫سيتوقف على مدى تحسن الحالة الصحية للرئيس‬ ‫المصري‪.‬‬ ‫يوسف أكد حرص دمشق تجاوز الخالفات السياسية‬ ‫مع القاهرة لكي يكتمل المثلث العربي المتمثل في‬ ‫السعودية ومصر وسوريا ألن ذلك من شأنه أن‬ ‫يحقق المصالح العربية‪ ،‬لكنه أشار في ذات الوقت‬ ‫العدد ‪1551‬‬

‫إلى أن الكرة اآلن في ملعب الجانب المصري خاصة‬ ‫أن األسد سبق وأن زار القاهرة ‪ 3‬مرات بينما لم‬ ‫يرد الرئيس المصري بزيارة واحدة إلى دمشق‪ ،‬وال‬ ‫يعني قيام األسد بهذه الزيارة إنهاء الخالفات بين‬ ‫البلدين‪ ،‬فهي مازالت قائمة بسبب توجه كل دولة‬ ‫نحو سياسة معينة ال تتفق مع سياسة الدولة األخرى‪،‬‬ ‫وكان من المفترض أن تشهد قمة سرت المنتهية لقاء‬ ‫بين األسد ومبارك لوال غياب الرئيس المصري‬ ‫نتيجة تعرضه ألزمة صحية منعته من حضور القمة‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫وبما أن اللقاء لم يتم فإن المصالحة بين البلدين‬ ‫سوف تحتاج إلى لقاءات من نوع خاص ‪ -‬يختلف‬ ‫عن الزيارة التي سيقوم بها األسد‪ -‬تعتمد على‬ ‫الحوار المبنى على أسس وقواعد مشابهة لما تم‬ ‫في المصالحة السورية السعودية‪ ،‬فالعالقات بين‬ ‫الرياض ودمشق ‪ -‬بحسب وصفه ‪ -‬ممتازة‪ ،‬والبد أن‬ ‫يكون الحوار السوري المصري على نفس المستوى‬ ‫وهو ما سعت إليه سوريا في قمة سرت العربية‬ ‫بحيث تضمنت الورقة السورية آليات جديدة إلدارة‬ ‫الخالفات العربية‪ ،‬ألنه من الطبيعي أن تختلف‬ ‫توجهات كل دولة في التعامل مع قضايا المنطقة‬ ‫العربية‪ ،‬ولكن المهم هو كيف تدار هذه الخالفات في‬ ‫إطار تقريب وجهات النظر دون اتساع هوة الخالف‬ ‫وتزايد الفرقة العربية‪.‬‬ ‫محمود شكري سفير مصر األسبق لدى سوريا أكد أن‬ ‫الزيارة المرتقبة للرئيس السوري من شأنها تحقيق‬ ‫المصالحة المصرية السورية والتي ستكون ‪ -‬في‬ ‫حال نجاحها ‪ -‬مفتاحًا للعديد من األمور في مقدمتها‬ ‫عودة المثلث العربي المتمثل في مصر والسعودية‬ ‫وسوريا‪ ،‬والذي بإمكانه مواجهة التغيرات التي‬ ‫تشهدها منطقة الشرق األوسط المتمثلة في الضغوط‬ ‫اإليرانية للعب دور في المنطقة‪ ،‬وكذلك تركيا‬ ‫التي أصبحت موجودة بقوة على الساحة العربية‪،‬‬ ‫وبدون نجاح المصالحات العربية فإن دور العرب‬ ‫في المرحلة المقبلة سيكون أشبه بدور الكورال في‬

‫المسرح السياسي‪.‬‬ ‫وأضاف شكري‪ :‬الخالفات بين مصر وسوريا‬ ‫ليست هيكلية ويمكن تجاوزها في اللقاء المنتظر‬ ‫بين مبارك واألسد والذي سيكون بمثابة خطوة أولى‬ ‫إلعادة العالقات بين البلدين‪ ،‬بما ينعكس في النهاية‬ ‫على المنظومة العربية كلها ألنه ليس بمقدور مصر‬ ‫أو السعودية أو سوريا بمفردها أن تقوم بتأثير على‬ ‫مسار القضايا العربية الحالية‪ ..‬وبالتالي البد من‬ ‫توازن عربي لمواجهة التغيرات الجديدة التي تطرأ‬ ‫على المنطقة‪.‬‬ ‫من جانبه أوضح الكاتب السعودي‪ ،‬عبد اللـه‬ ‫بجاد العتيبي أن الدول العربية بحاجة إلى إعادة‬ ‫اللحمة العربية عبر مبادرات المصالحة التي‬ ‫بدأها الملك عبد اللـه بن عبد العزيز‪ ،‬ومما‬ ‫الشك فيه أن مبادرة الرئيس السوري بشار األسد‬ ‫وإعالنه زيارة القاهرة تخدم المصالحة العربية‬ ‫شريطة أال تكون مبادرة ذات طابع شخصي فقط‬ ‫بل البد لها من إطار سياسي‪ ،‬فالنوايا الطيبة ال‬ ‫تبني سياسات‪ ،‬مشي ًر ا إلى أن مصر لم تخرج من‬ ‫الصف العربي‪ ،‬بينما سوريا خرجت وانضمت‬ ‫إلى صفوف أخرى‪ ..‬في إشارة منه إلى إيران‪،‬‬ ‫وهو ما يتطلب أن تقوم سوريا بمراجعة سياساتها‬ ‫ووالءاتها حتى يعود المثلث العربي كما كان في‬ ‫السابق " مصر‪ ،‬السعودية‪ ،‬وسوريا " والذي‬ ‫به تحقق الكثير من النجاحات للعرب وعودته‬ ‫ستساهم في إنهاء العديد من المشاكل العربية‪.‬‬ ‫وأضاف العتيبي‪ :‬من حق سوريا أن تطالب بإنهاء‬ ‫االحتالل اإلسرائيلي للجوالن واتخاذ ما تراه من‬ ‫سياسات إلنهائه‪ ،‬ولكن قبل هذا البد من إنجاح‬ ‫المصالحات العربية بحيث يكون هناك فيما بعد‬ ‫غطاء أمريكي إلعادة الحقوق العربية المسلوبة‬ ‫في فلسطين والعراق وسوريا‪ ،‬ألن اجتهادات‬ ‫كل دولة للحصول على حقوقها معرضة للنجاح‬ ‫والفشل والصواب والخطأ‪.‬‬ ‫‪23‬‬


‫زيارات‬ ‫وفود عراقية‬ ‫لطهران تثير‬ ‫مخاوف دول‬ ‫المنطقة‬ ‫"القاهرة"وائل فايز‬ ‫حذر خبراء السياسة من خطورة التدخالت‬ ‫اإليرانية في الشأن العراقي بشكل خطير يهدف‬ ‫إلى رسم الخريطة السياسية للبالد على أساس‬ ‫طائفي بعد سلسلة من المساعي اإليرانية لتشكيل‬ ‫حكومة من التيارات التابعة لها ومحاولة استبعاد‬ ‫القائمة العراقية بزعامة عالوي‪ ،‬رغم فوزها‬ ‫باالنتخابات األخيرة بفارق ضئيل عن قائمة‬ ‫االئتالف العراقي بزعامة نوري المالكي‪.‬‬ ‫وقد اتهم رئيس الوزراء العراقي السابق‪ ،‬إياد‬ ‫عالوي‪ ،‬زعيم القائمة العراقية‪ ،‬إيران بأنها تحاول‬ ‫منعه من تولي رئاسة الوزراء بسبب تدخلها‬ ‫السافر في شئون البالد الداخلية‪.‬‬ ‫وقال زعيم القائمة العراقية‪ ،‬التي فازت في‬ ‫االنتخابات بفارق ضئيل‪ ،‬إن إيران تتدخل بشكل‬ ‫مباشر في تشكيل الحكومة‪ ،‬وفي وقت سابق حذر‬ ‫نائب الرئيس العراقي‪ ،‬طارق الهاشمي‪ ،‬من‬ ‫الدخول في نفق الطائفية‪ ..‬مجددًا بسبب تدخالت‬ ‫دول الجوار وتحديدًا إيران‪ ..‬مؤكدًا رفضه التام‬ ‫قيام طهران برسم مالمح الحكومة داخل العراق‪،‬‬ ‫ولم يخف قلق الشعب من تدخل دول مجاورة‬ ‫بشئونه الداخلية باللعب على وتر الطائفية‪.‬‬ ‫الدكتور نبيل سليم –أستاذ بجامعة بغداد‪ -‬أشار‬ ‫إلى أن العراق يواجه تحديًا صعبًا فإما عراقًا‬ ‫خاليًا من المشاكل والتفرقة‪ ،‬ويقوم على المساواة‬ ‫والمشاركة الحقيقية‪ ،‬وإما انهيار العراق نتيجة‬ ‫هذه التدخالت التي تحاول أن تنال من وحدة‬ ‫العراق وكرامته‪ ،‬وحذر من خطورة بسط النفوذ‬ ‫اإليراني على الساحة العراقية عن طريق بعض‬ ‫التيارات والطوائف السياسية‪ ،‬ويأتي في مقدمتها‬ ‫ائتالف دولة القانون بزعامة نوري المالكي‪،‬‬ ‫رئيس الوزراء السابق‪ ،‬فقد صارت إيران في‬ ‫السنوات األخيرة هي قبلة الحكومة العراقية بقيادة‬ ‫‪ 02‬أبريل ‪2010‬‬

‫جالل طالباني رئيس العراق وأبرز دليل على ذلك‬ ‫مؤتمر القمة العربية األخير‪ ،‬الذي مثل العراق فيه‬ ‫وزير خارجيتها‪ ..‬بينما قام طالباني بزيارة إلى‬ ‫إيران للترتيب لمسألة ما بعد االنتخابات‪.‬‬ ‫ولفت د‪.‬سليم النظر إلى قيام إيران باللعب على‬ ‫وتر الطائفية بين العراقيين لتمرير مشروعها‬ ‫القومي إلى الشعب العربي‪ ،‬حيث تعتبر العراق‬ ‫جسر المرور للوطن العربي‪ ،‬ويأتي ذلك بعدما‬ ‫صارت طهران ها الالعب األساسي في الشأن‬ ‫العراقي‪ ،‬خاصة بعدما ظهرت هشاشة أمريكا في‬ ‫التأثير على مسرح األحداث‪ ،‬فال يخفى على أحد‬ ‫الدعم اإليراني للمالكي‪ ،‬وهذا اتضح في تمسكه‬ ‫برئاسة الوزراء رغم أن حزبه يأتي في الترتيب‬ ‫الثاني في عدد المقاعد االنتخابية‪.‬‬ ‫ومن جانبه أكد فاضل الربيعي‪ ،‬المحلل السياسي‪،‬‬ ‫أن الحكومة اإليرانية تسعى إلى دعم الجبهة التي‬ ‫تمثلها من خالل لم شمل المجلس األعلى برئاسة‬ ‫عمار الحكيم‪ ،‬المرتبط بها مع حزب الدعوة‬ ‫اإلسالمي برئاسة رئيس الوزراء المنتهية واليته‪،‬‬ ‫نوري المالكي‪ ،‬للوقوف ضد فوز القائمة العراقية‬ ‫في االنتخابات البرلمانية‪.‬‬ ‫وألمح إلى وجود مفاوضات تَجرى على أرض‬ ‫إيران حول تشكيل الحكومة العراقية ال ُمقبلة‬ ‫وخاصة أن األالعيب اإليرانية نـَجحت في إقناع‬ ‫االئتالف الوطني العراقي وائتالف دولة القانون‬ ‫باالندماج في كتل ٍة واحدة للتعاون مع التحالف‬ ‫الكردستاني‪ ،‬وذلك بهدف عزل القائمة العراقية‬ ‫التي فازت في االنتخابات عن تحالفات تشكيل‬ ‫الحكومة ال ُمقبلة‪.‬‬ ‫وشدد الربيعي على خطورة التدخالت اإليرانية‬ ‫وأجهزتها المسئولة في األوضاع األمنية‬

‫والسياسية بالعراق لوضع اللمسات األخيرة على‬ ‫الشكل المفترض للحكومة الجديدة في بغداد‪.‬‬ ‫وقال الربيعي إن قرار المحكمة االتحادية العليا‬ ‫بشأن تفسير الكتلة األكبر في البرلمان يعتبر‬ ‫انحنا ًء للقضاء أمام ائتالف دولة القانون‪.‬‬ ‫فقد قالت المحكمة االتحادية العليا‪ ،‬في بيان لها‬ ‫ردت فيه على استفسار المالكي حول تفسير المادة‬ ‫‪ 76‬من الدستور العراقي النافذ‪ ،‬إن الكتلة النيابية‬ ‫األكثر عددًا تعني إما الكتلة التي تكونت بعد‬ ‫االنتخابات من خالل قائمة انتخابية واحدة دخلت‬ ‫االنتخابات وحازت على العدد األكثر من المقاعد‪،‬‬ ‫أو الكتلة الناجمة عن تحالف قائمتين أو أكثر من‬ ‫القوائم التي دخلت االنتخابات واندمجت في كتلة‬ ‫واحدة‪ ،‬لتصبح الكتلة األكثر عددًا في البرلمان‪.‬‬ ‫وأكد الدكتور نزار السامرائي – الباحث العراقي‪-‬‬ ‫أن أمريكا قدمت العراق على طبق من ذهب‬ ‫إليران ‪..‬مؤكدًا أن أالعيب إيران لن تفلح بشأن‬ ‫اإلبقاء على المالكي كرئيس للوزراء حتى في‬ ‫حالة نجاحه في تكوين أكبر ائتالف ضد القائمة‬ ‫العراقية‪ ،‬نظرًا ألن المالكي عليه تحفظات عديدة‬ ‫من التيار الصدري من ناحية ومن سوريا من‬ ‫ناحية أخرى بسبب االتهامات الجوفاء التي أطلقها‬ ‫المالكي ضدها عقب تفجيرات بغداد في العام‬ ‫الماضي ‪،‬عالوة على أن المالكي غير مرغوب‬ ‫فيه من جانب أمريكا والسعودية واألردن‪ ،‬وحتى‬ ‫على المستوى الشعبي ال يحظى بأي مصداقية‪.‬‬ ‫وأشار السامرائي إلى أن إيران تسعى إلى استبعاد‬ ‫القائمة العراقية نظرًا لقيامها على أساس وطني‬ ‫بعيدًا عن الطائفية في حين أن قيادات طهران تأمل‬ ‫رسم الخريطة السياسية على أساس طائفي‪.‬‬ ‫‪22‬‬


‫تحليالت‬

‫األزمة الداخلية‬ ‫مستمرة في‬ ‫إيران‬ ‫"القاهرة"عبد الجواد أبوكب‬ ‫في خطوة لها داللتها السياسية وتعبر بحق عن‬ ‫األزمة التي تعاني منها الجمهورية اإلسالمية‬ ‫اإليرانية اعترف وزير الخارجية اإليراني‬ ‫منوشهر متقي بخطورة الصراعات التي تشهدها‬ ‫بالده بين األجنحة المتصارعة في نظام الحكم‬ ‫‪ ،‬وأعرب عن أمله في أن يشهد العام اإليراني‬ ‫الجديد المزيد من االنسجام بين القوى الداخلية‪.‬‬ ‫ونقلت وكالة األنباء اإليرانية "ارنا" عن متقي‬ ‫قوله ‪ -‬خالل لقاء مع العاملين بوزارة الخارجية‬ ‫لتهنئتهم بالعام الجديد الذي بدأ يوم ‪ 21‬مارس‪/‬‬ ‫أذار الجاري ‪ -‬إن "جدول أعمال وزارة الخارجية‬ ‫اإليرانية للعام الجديد يتضمن المزيد من االستفادة‬ ‫من القدرات العلمية في البالد وكذلك وجهات‬ ‫نظر أساتذة العلوم السياسية والعالقات الدولية‬ ‫والحقوق"‪.‬‬

‫بالتضييق علي المشاركين في المسيرة‪.‬‬ ‫من جهته قال سعيد منتظري‪ ،‬نجل آية هللا‬ ‫منتظري لموقع الطريق األخضر (جرس)‪:‬‬ ‫"بينما كانت الجماهير وأسرة منتظري مجتمعة‬ ‫منذ ساعات في أطراف ضريح السيدة معصومة‬ ‫إلقامة صالة الميت‪ ،‬ولتشييع الجثمان المغفور‪،‬‬ ‫فرضت قوى األمن وعناصرها في الزي المدني‬ ‫أجواء أمنية مثقلة‪ ،‬فمنعت الجميع من المشاركة‬ ‫في الصالة على الجثمان وعرقلت مراسم التأبين‪،‬‬ ‫وقام العشرات من قوات األمن بإحضار جثمان‬ ‫والدتي بواسطة سيارة عسكرية وتحت مراقبة‬ ‫أمنية مشددة‪ ،‬وتم دفنها دون حضور األسرة أو‬ ‫الجماهير التي حضرت للمشاركة في المراسم"‪.‬‬ ‫وتعليقا على طريقة تعامل السلطات اإليرانية بهذا‬ ‫الشكل قال منتظري إن" السلطات تخاف حتى من‬ ‫جثمان سيدة توفت في العقد الثامن من عمرها"‪،‬‬ ‫مضيفا ً "هذا الموقف المؤسف بلور الخوف لديهم‬ ‫بوضوح وأثبت أنهم يهابون حتى من الجثامين‬ ‫وتشييعها"‪.‬‬

‫تأتي تصريحات متقي في وقت يشهد فيه الداخل‬ ‫اإليراني أزمة كبيرة بين النظام والمعارضة في‬ ‫أعقاب مصادرة الحكومة لجثمان الحاجة رباني‬ ‫زوجة المرجع الديني آية هللا منتظري األب‬ ‫الروحي للحركة اإلصالحية والتي تعرف في‬ ‫إيران باسم "الحركة الخضراء" والتي وافتها‬ ‫المنية بعد نحو مائة يوم من رحيل زوجها الذي‬ ‫كان يمثل أكبر الداعمين للحركة اإلصالحية رغم‬ ‫تجمع اآلالف حول بيت منتظري‪ ،‬بانتظار استالم‬ ‫جثمان رباني من السلطات بغية إقامة صالة الميت‬ ‫وتشييعها إلى مثواها األخير في مسجد السيدة‬ ‫معصومة بنت موسى الكاظم في مدينة قم‪.‬‬

‫وأعادت األجواء األمنية المشددة‪ ،‬وزحف اآلالف‬ ‫من اإليرانيين القادمين من مختلف المدن إلى بيت‬ ‫المرجع الديني الفقيد آية هللا حسين علي منتظري‬ ‫للمشاركة في جنازة زوجته ذكريات ما شهدته‬ ‫مدينة قم قبل مائة يوم عندما ألغت أجهزة األمن‬ ‫مراسم العزاء علي المرجع الديني في واقعة‬ ‫أغضبت معظم اإليرانيين‪.‬‬

‫وذكر موقع "جرس" اإلصالحي أن السلطات‬ ‫امتنعت عن تسليم جثمان الحاجة رباني إلى ذويها‪،‬‬ ‫وقامت بدفنها في مراسم حكومية لم تحضرها‬ ‫أسرة منتظري‪ ،‬وهو ما جعل الجماهير الغفيرة‬ ‫ترد بمسيرة جنائزية ضخمة جابت الشوارع في‬ ‫تحد صريح لألمن الذي كثف من تواجده وقام‬

‫من جهة أخرى كثفت السلطات اإليرانية‬ ‫إجراءاتها للحيلولة دون متابعة المواطنين للبث‬ ‫اإلذاعي والتليفزيوني األجنبي عن طريق األقمار‬ ‫االصطناعية‪ ،‬وضاعفت من الرقابة المفروضة‬ ‫على اإلنترنت الذي أصبح أهم وسيلة معارضة‬ ‫أمام الشباب اإليراني الذي يحاول التحايل على‬

‫العدد ‪1551‬‬

‫هذه الرقابة ليصل صوته إلي العالم الخارجي‬ ‫كاشفا عما يحدث من قمع للحركة اإلصالحية‬ ‫في الداخل ‪،‬بالتزامن مع تقارير عن تزايد‬ ‫تعطيل شبكة المعلومات الدولية التي يستخدمها‬ ‫نحو ‪ 34%‬من اإليرانيين‪،‬الذين حاولوا استخدام‬ ‫الهواتف المحمولة في تصوير المظاهرات ونقل‬ ‫وقائع العنف حيث يشترك ‪ 59%‬تقريبا ً منهم في‬ ‫خدمات الهاتف المحمول وفقا ً لتقديرات االتحاد‬ ‫الدولي لالتصاالت السلكية والالسلكية ‪.‬‬ ‫واستمرارا لخطتها الممنهجة لقمع حرية الرأي‬ ‫والتعبير ‪،‬واصلت حكومة الرئيس اإليراني‬ ‫أحمدي نجاد حبس الصحفيين المعارضين‬ ‫والتحرش بهم وإغالق الصحف التي يعملون بها‬ ‫كنوع من الضغط عليهم ‪ ،‬مثلما أغلقت سابقًا عقب‬ ‫االنتخابات مباشرة الصحف التابعة للزعيمين‬ ‫اإلصالحيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي‬ ‫‪،‬الذين لجئا إلى إطالق موقعين إلكترونيين لكن‬ ‫السلطات عرقلت الوصول إلى الموقعين‪ ،‬ما أجبر‬ ‫المعارضة على إطالق مواقع جديدة‪.‬‬ ‫كما كبلت النشاط الجامعي تماما في خطوات‬ ‫تصاعدية بدأت عقب إعالن فوز أحمدي نجاد‬ ‫بفترة رئاسة ثانية على إثر قيام الطالب باإلعالن‬ ‫عن معظم هذه الخطوات واالحتجاجات عبر‬ ‫االنترنت السيما موقع "تويتر" وتتجه نية‬ ‫السلطات حاليا لتعقب من يستخدمون هذه الوسائل‬ ‫في نشاط معارض واعتقالهم‪.‬‬ ‫ومع احتمال قرب توقيع عقوبات علي طهران‬ ‫بسبب برنامجها النووي تشتعل األوضاع داخليا‬ ‫بشكل غير مسبوق في ظل مخاوف من نقص‬ ‫وشيك في بعض السلع الرئيسية وأجواء العزلة‬ ‫التي باتت مفروضة على المواطنين بسبب‬ ‫تصرفات غير محسوبة لرئيس حولته تصرفاته‬ ‫الغير مفهومة إلى لغز كبير على المستوي الدولي‪.‬‬ ‫‪21‬‬


‫تحليالت‬

‫هل تهدأ‬ ‫األجواء بين‬ ‫برلين وأنقرة؟‬ ‫"القاهرة"عبد الجواد أبوكب‬ ‫وسط أجواء من التوتر والتراشق اللفظي على‬ ‫المستوى الدبلوماسي‪ ،‬بدأت المستشارة األلمانية‬ ‫أنجيال ميركل‪ ،‬زيارتها لتركيا التي تهدف‬ ‫إلنعاش حركة التجارة بين البلدين‪ ،‬ومناقشة عدد‬ ‫من الملفات العالقة ذات االهتمام المشترك ‪.‬‬ ‫في وقت أكدت فيه على موقفها الرافض النضمام‬ ‫أنقرة لالتحاد األوروبي‪ ،‬وهو ما رد عليه رئيس‬ ‫الوزراء التركي بوصف موقف المستشارة‬ ‫األلمانية بـ"غير المحترم "‪.‬‬ ‫وقد وصلت المستشارة األلمانية أنجيال ميركل‪،‬‬ ‫إلى أنقرة يوم ‪29‬مارس ‪/‬آذار‪ ،‬في زيارة لتركيا‬ ‫لمدة يومين‪ ،‬لمناقشة سبل تطوير العالقات بين‬ ‫البلدين‪.‬التقت اً‬ ‫كل من رئيس الوزراء‪ ،‬رجب‬ ‫طيب أردوغان‪ ،‬والرئيس عبد اللـه جول‪ ،‬ركزت‬ ‫المباحثات على جملة من القضايا المهمة‪ ،‬في‬ ‫مقدمتها إلغاء تأشيرة الدخول للمواطنين األتراك‬ ‫إلى ألمانيا‪ ،‬والتعاون في العديد من القضايا في‬ ‫مقدمتها العراق‪ ،‬أفغانستان‪ ،‬إيران والمشاكل‬ ‫المتعلقة بمنطقة الشرق األوسط ‪.‬‬ ‫كما ركزت المباحثات على مرحلة تطبيع‬ ‫العالقات التركية ‪ -‬األرمينية‪ ،‬والعالقات التركية‬ ‫– اليونانية‪ ،‬والجهود المبذولة لتسوية المشكلة‬ ‫القبرصية ورفع الحصار االقتصادي المفروض‬ ‫على شمال قبرص‪ ،‬وقد التقت ميركل في‬ ‫اسطنبول ممثلي دوائر األعمال واألديان ‪.‬‬ ‫وقد استبقت ميركل زيارتها لتركيا بالتأكيد مجددًا‬ ‫على موقفها من مفاوضات تركيا مع االتحاد‬ ‫األوروبي مشيرة إلى أن تركيا يجب أن تحصل‬ ‫على مزايا تفضيلية‪ ،‬وليس على العضوية الكاملة‬ ‫لالتحاد‪ ،‬وهو الموقف الذي يغضب تركيا‪،‬‬ ‫‪ 02‬أبريل ‪2010‬‬

‫والذي دفعها إلى مطالبة ميركل بااللتزام بمبدأ‬ ‫العقد شريعة المتعاقدين‪ ،‬الذي تقوم على أساسه‬ ‫المفاوضات ‪.‬‬ ‫وقد شهدت األيام األخيرة قبل الزيارة‪ ،‬شدًا وجذبًا‬ ‫بين أنقرة وبرلين على خلفية موقف ميركل من‬ ‫مفاوضات تركيا واالتحاد األوروبي‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى مطالبة أردوغان بفتح مدارس وجامعات للغة‬ ‫التركية للمواطنين األتراك المقيمين في ألمانيا‪،‬‬ ‫والذين يزيد عددهم على ‪ 3‬ماليين‪ ،‬وإعالن‬ ‫ميركل رفضها هذا المطلب ‪.‬‬ ‫وانتقد أردوغان موقف ميركل‪ ،‬واعتبره نوعًا من‬ ‫الكراهية ضد تركيا ومحاولة لجعلها كبش فداء‬ ‫ألوروبا ‪ .‬وكان رئيس الوزراء التركي‪ ،‬رجب‬ ‫طيب أردوغان‪ ،‬قد استبق وصول ميركل بهجوم‬ ‫عنيف‪ ،‬وأعلن عن دهشته لمواقف المستشارة‬ ‫األلمانية أنجيال ميركل من كل ما يخص تركيا‬ ‫قائال‪ ":‬ال أفهم سبب كل هذه الكراهية"‪ .‬وقال‬ ‫أردوغان‪ ،‬ردا على أسئلة للصحفيين حول‬ ‫الزيارة والخالفات التي تفجرت قبل أيام بسبب‬ ‫موقف ميركل من عضوية تركيا باالتحاد‬ ‫األوروبى‪ ،‬ومطالبتها بمنحها مزايا تفضيلية‬ ‫بدلاً عن العضوية‪ ،‬ورفض مطلبه بفتح مدارس‬ ‫وجامعات لألتراك المقيمين في ألمانيا‪ ،‬ألن الجيل‬ ‫الجديد ال يعرف لغة بالده‪ ،‬وإن على المستشارة‬ ‫األلمانية أن تغيّر من مواقفها تجاه تركيا‪.‬‬ ‫وأضاف‪ " ،‬ال أفهم ما سبب كل هذه الكراهية‪،‬‬ ‫أعتقد أنه موقف غير محترم من جانب مستشارة‬ ‫ألمانيا؛ أال تقبل بفتح مدارس باللغة التركية فى‬ ‫بالدها "‪ ،‬متسائال‪ ":‬هل تركيا تمثل بالنسبة‬ ‫لميركل كبش فداء"؟‬ ‫وأوضح أردوغان أنه سيناقش األمر مع ميركل‪،‬‬ ‫وسيعبر لها صراحة عن رأيه في موقفها‪ ،‬مشيرًا‬

‫إلى أن هناك عددًا من المدارس الثانوية التي‬ ‫تدرس باللغة األلمانية في تركيا‪ ،‬ولم نشعر بالقلق‬ ‫عندما طلب المسئولون األلمان إقامة جامعة‬ ‫ألمانية في اسطنبول‪ ،‬وخصصنا لهم ‪ 120‬ألف‬ ‫متر مربع من األرض لتقام عليها‪.‬‬ ‫وكانت ميركل‪ ،‬التي تعتبر زيارتها هي األولى‬ ‫لتوركيا منذ عام ‪ ،2006‬رفضت في بيان سابق‬ ‫على زيارتها‪ ،‬مقترح أردوغان بإقامة مدارس‬ ‫تركية في ألمانيا‪ ،‬قائلة عن تعلم اللغة بأنه جزء‬ ‫حيوي بالنسبة لألتراك المقيمين في ألمانيا من‬ ‫أجل تحقيق اندماجهم في المجتمع‪ ،‬مشيرة إلى أن‬ ‫األتراك في بالدها يتوزعون على ثالثة أجيال‬ ‫‪ .‬وقالت ميركل‪ :‬إن تعلم هؤالء األتراك للغة‬ ‫األلمانية أمر مهم بالنسبة للعمل وللحياة‪ ،‬وأنه‬ ‫يجب عليهم احترام قوانين البالد‪.‬‬ ‫يأتي هذا في الوقت الذي وضعت فيه ميركل‬ ‫خالل الزيارة حجر األساس ألول جامعة ألمانية‬ ‫في تركيا‪ ،‬وهو ما اعتبره البعض هناك موقفًا‬ ‫غير مبرر من قِبل الحكومة التي كانوا ينتظرون‬ ‫منها معاملة ألمانيا بالمثل فيما يتعلق بالنواحي‬ ‫التعليمية‪ ،‬على أن ميركل التي إصطحبت وفدًا‬ ‫اً‬ ‫مستقبل‬ ‫يغلب عليه الطابع التجاري‪ ،‬قد تتساهل‬ ‫في موقفها تجاه تركيا على جميع المستويات إذا‬ ‫خرجت مباحثاتها هناك بشكل إيجابي‪ ،‬وفق ما‬ ‫يتوقعه المراقبون بالنسبة للجانب االقتصادي؛‬ ‫الذي تهتم ألمانيا حاليًا بدعم موقفها فيه‪ ،‬ال‬ ‫سيما بعد المعاناة التي شهدها اقتصاد بالدها‬ ‫عقب األزمة العالمية‪ ،‬والموقف الهش لالتحاد‬ ‫األوروبي بعد السقوط الكبير لالقتصاد اليوناني‪،‬‬ ‫وتراجع قيمة اليورو كثيرًا أمام العمالت‬ ‫الرئيسية‪ ،‬فهل تهدأ األوضاع بين برلين وأنقرة‬ ‫كما هو متوقع أم تزداد اشتعالاً ؟‬ ‫‪20‬‬


‫تحليالت‬

‫هل تهدأ األجواء بين برلين وأنقرة؟‬ ‫األزمة الداخلية مستمرة في إيران‬ ‫زيارات وفود عراقية لطهران تثير مخاوف دول‬ ‫هل تعود العالقات المصرية السورية لسابق عهدها ؟‬ ‫العدد ‪1551‬‬

‫‪19‬‬




‫الموجز رسائل‬

‫رسائل‬ ‫العدد السابق‬

‫إيران ليست مارقة‬ ‫سلسلة العقوبات الجديدة التي يسعى المجتمع الدولي لفرضها‬ ‫ضد طهران ينبغي أن تكون عقوبات ذكية حتى ال تؤدي إلى‬ ‫مزيد من معاناة الشعب اإليراني‪ ،‬وإنما ينبغي أن تستهدف‬ ‫الحرس الثوري فهو إن صح القول سبب كل ما يحدث في‬ ‫إيران‪.‬‬

‫شيرين صفوت‬

‫العراق القادم‬ ‫العراق يتجه نحو مستقبل خطير وغير مأمون ‪ ،‬بعد خسارة‬ ‫رئيس وزرائه نوري المالكي لالنتخابات العامة بفارق ضئيل‬ ‫عن رئيس الوزراء األسبق إياد عالوي‪ ،‬أتوقع مزيدًا من‬ ‫االحتقان الطائفي في العراق وهذا سيكون كارثة‪.‬‬

‫جميل الزهيدي‬

‫دولة اإلخوان االقتصادية‬

‫مشاري الذايدي ل "لمجلة"‪ :‬أسباب القلق السعودي‬

‫مقال رائع يكشف لنا عن أسرار لم نكن نعلمها عن اإلخوان كروافد‬ ‫ميزانيتهم‪ .‬فقد كانت مفاجأة بالنسبة لي عندما علمت أن مصادر ميزانية‬ ‫اإلخوان من جيوبهم‪ ..‬هل إلى هذا الحد اإلخوان منظمون‪.‬‬

‫سمير زرار‬ ‫إذا كانت هذة أموال اإلخوان وعرفنا مصدرها فهل لكم أن تقولو لنا مصدر‬ ‫مليارات المسئولين في البلد‪.‬‬

‫اً‬ ‫فعل كما يقول الكاتب الكبيرال شك أن للسعودية دورا رائدا‬ ‫في المنطقة خاصة وأن الملك عبد هللا يحمل على عاتقه هموم‬ ‫ومشاكل المنطقة بأسرها والتصدي السعودي للمتمردين‬ ‫في اليمن كان له دور أساسي و فاعل في ردعهم وإال كان‬ ‫خطرهم سيتفشى في المنطقة دون رادع ‪.‬‬

‫عماد القيصر‬

‫صبري خليفة‬ ‫‪ 02‬أبريل ‪2010‬‬

‫‪16‬‬


‫‪ 2‬اإليكونوميست‬ ‫الزوبعة والعلم وتغير المناخ‬ ‫جاء في مجلة اإليكونوميست‪ ،‬أن الكارثة التي تمثلت في مؤتمر كوبنهاجن حول المناخ وفرت‬ ‫الذخيرة لهؤالء‪ ،‬الذي يتهمون حكومات العالم بعدم اعتبار ضرورة اتخاذ إجراء فيما يتعلق‬ ‫بهذه القضية أمرًا ملحًا‪ ،‬وكان االنشغال بمسألة الركود وبمشروع قانون إصالح الرعاية‬ ‫الصحية األمريكي قد أدى إلى دخول التشريع الخاص بالتغير المناخي في طي النسيان‪ ،‬وترى‬ ‫اإليكونوميست أنه ال يمكن استمرار هذا الوضع‪ ،‬فهذا األمر ملح بشكل ال يسمح بتجاهله‪ ،‬ومن هنا‬ ‫ترى اإليكونوميست في افتتاحيتها أن السياسيين يجب أن يبدأوا في أخذ التهديد الذي يمثله ارتفاع‬ ‫درجة حرارة األرض مأخذ الجد‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪ 3‬بروسبكت‬ ‫تذكرة سفر ديف‬

‫يتناول توم ستريتهورست في مجلة بروسبكت كثرة األفالم التي تم إنتاجها في الواليات المتحدة‬ ‫حول حرب العراق مثل فيلم "ذا هارت لوكر" الذي فاز أخيرًا بجائزة أوسكار‪ ،‬ويتساءل حول‬ ‫إذا كانت هذه األفالم نجحت في التصوير الدقيق لصراع العراق‪ ،‬وانتهى إلى أن الشخصيات‬ ‫العراقية في مثل هذه األفالم تعد في أحسن الحاالت ذات بعد واحد وفي أسوأها ال وجود لها‪ ،‬ويرى‬ ‫ستريتهورست أن الكثير من تلك األفالم يركز على تصوير جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش‬ ‫األمريكي‪ ،‬لكنها تغفل حقيقة أن الغالبية العظمى من العراقيين الذين قتلوا تعرضوا للقتل الخطأ‪،‬‬ ‫بسبب سوء الفهم وعدم التفاهم المتبادل‪ ،‬وليس نتيجة لوحشية متعمدة من جانب الجيش األمريكي‪،‬‬ ‫وينتهي ستريتهورست إلى أن تلك األفالم ال تضم فيل ًما في مستوى فيلم "أبوكاليبس ناو" وهو الفيلم‬ ‫الذي قدم أحسن تصوير لحرب فيتنام‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫غالفاألسبوع‬

‫‪ 4‬التايم‬ ‫كابوس البابا‬

‫‪4‬‬ ‫العدد ‪1551‬‬

‫في كل يوم يظهر المزيد من المزاعم بشأن االعتداءات الجنسية في الكنيسة الكاثولوكية‪ ،‬وقد‬ ‫دمرت فضائح االعتداءات الجنسية في أوروبا التي ُكشف عنها النقاب أخيرًا االعتقاد بأن‬ ‫الكهنة الفاسدين من صنع أمريكي فقط‪ .‬ويكتب جوش اً‬ ‫قائل‪ :‬إن مئات االتهامات من أيرلندا‬ ‫وأوروبا حاليًا أوقعت الفاتيكان في براثن أزمة تعد األخطر من نوعها منذ فضائح االعتداءات‬ ‫الجنسية‪ ،‬التي أزيح عنها الستار في عام ‪ ،2002‬في الواليات المتحدة‪ .‬وفي هذا التقرير‬ ‫يتناول جوش الضرر الذي ألحقته هذه الفضائح بمصداقية البابوية‪ .‬ويتوصل إلى أن صمت‬ ‫البابا عن مثل هذه األمور أسهم في احتدام الغضب العام‪ ،‬فمشاعر السخط ضد البابا في تزايد‬ ‫كما يزداد التقليل من شأن قيادته‪ .‬وفي الفقرة الختامية لمقالة جوش يشير بأن توجهات البابوية‬ ‫تتعارض بشكل خطير مع مشاعر وأفكار الكاثولوكيين‪.‬‬ ‫‪15‬‬


‫الموجز بانوراما الصحافة‬

‫الموجز قالوا‬

‫أقوال‬

‫بانوراما‬ ‫الصحافة‬

‫"ال أستبعد أن تكون نفس الجهات التي قامت‬ ‫بتنفيذ األعمال اإلرهابية السابقة وراء هذه الجريمة‬ ‫النكراء"‬ ‫فالديمير بوتين‬ ‫رئيس الوزراء الروسي‬

‫"رغم الجهود الكبيره المبذوله في مجال نزع‬ ‫السالح النووي ال يزال هناك قصور في التنفيذ‬ ‫والتطبيق الجاد"‬ ‫السفير خالد بن عبد الرازق النفيسي‬ ‫المندوب الدائم للسعودية باألمم المتحدة‬

‫‪1‬‬ ‫‪ 1‬نيوزويك‬ ‫مستقبل شركات الموضة‬

‫" االجتماع مع المسئولين األمريكيين بشأن التعاون‬ ‫النووي ونزع السالح مضى بشكل جيد"‬ ‫محمود القرشي‬ ‫وزير الخارجية الباكستاني‬

‫" ال توجد أي خطط للدخول في محادثات رسمية‪،‬‬ ‫واألمر غير مطروح ووجهات النظر الباكستانية‬ ‫مفهومة جيدًا واستمعنا إليهم بعناية"‬ ‫هيالري كلينتون‬ ‫وزيرة خارجية أمريكا‬

‫‪ 02‬أبريل ‪2010‬‬

‫ترى جوناثان تبرمان أن شركات الموضة لم‬ ‫تتمكن فقط من عبور األزمة االقتصادية العالمية‪،‬‬ ‫لكنها حققت انتعا ًشا كذلك‪ ،‬واتخاذها قرارًا بااللتزام‬ ‫بجذورها الحصرية والكالسيكية‪ ،‬جعل الكثير‬ ‫منها يحقق أرباحًا هائلة مثل هيرمس ولويس‬ ‫فيتون مخالفة بذلك مجمل اتجاهات الموضة‪.‬‬ ‫وتعتبر تبرمان أن هذا يأتي نتيجة لسوق المشترين‬ ‫الذين أصبحوا أكثر انتقائية في مشترياتهم‪ ،‬وتكمن‬ ‫قوة هذه الشركات في أنها أدركت أنه في أوقات‬ ‫الركود‪ ،‬يستمر األشخاص الذين لديهم استعداد‬ ‫لشراء المنتجات عالية الجودة بغض النظر عن‬ ‫تكلفتها في اإلنفاق‪ ،‬لكنهم يتحولون إلى اقتناء‬ ‫المنتجات األكثر كالسيكية‪ ،‬التي تعتبر بمثابة‬ ‫مقتنيات استثمارية ذكية طويلة األمد‪ .‬ومن ثم فإن‬ ‫مقال تبرمان يعترف أنه خلف ستار األزمة المالية‬ ‫توجد بعض قصص النجاح‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫‪ 8‬اليمن‬

‫‪7 92‬‬

‫أكد وزير خارجية اليمن‪ ،‬أبو بكر‬ ‫القربي‪َّ ،‬‬ ‫أن "األوضاع في بالده تشهد‬ ‫استقرارًا بعد وقف النار مع المتمردين‬ ‫الحوثيين‪ ،‬والبدء في تنفيذ االتفاق الذي‬ ‫تم التوصل إليه بين الحكومة وبينهم"‪،‬‬ ‫القربى أقر بـ"وجود دعوات انفصالية في‬ ‫الجنوب تنامت على إثر هذه الحرب"‪.‬‬ ‫وقال‪ ،‬على هامش االجتماع الوزاري العربي‬ ‫في مدينة سرت الليبية‪َّ ،‬‬ ‫إن "الحرب توقفت‬ ‫بيننا وجماعة الحوثيين‪ ،‬وهناك اآلن جهود‬ ‫مبذولة لتحقيق السالم وإعادة األعمار‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 9‬جنيف‬ ‫رفض برنامج األغذية العالمي تقريرًا‬ ‫لمجموعة خبراء في األمم المتحدة يندد‬ ‫بعمليات اختالس لمساعداته الغذائية في‬ ‫الصومال‪ ،‬وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج‬ ‫األغذية العالمي‪ ،‬جوزيت شيران في‬ ‫جنيف "إن هذا التقرير الذي قرأناه‪ ،‬ال‬ ‫يتضمن أي دليل يدعم هذه التصريحات"‪.‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬أعربت إميليا كاسيال‪ ،‬المتحدثة‬ ‫باسم البرنامج‪ ،‬عن أسفها من أن تكون‬ ‫المعلومات الواردة في التقرير مجرد‬ ‫تكهنات تم التعامل معها بوصفها أكيدة‪.‬‬

‫‪ 6‬بريطانيا‬ ‫ذكر مسئولون بريطانيون أن حكومة‬ ‫بالدهم لن تسمح لنظيرتها‪ ‬اإلسرائيلية‬ ‫باستبدال مسئول المخابرات اإلسرائيلية‪،‬‬ ‫الذي‪ ‬طردته لندن على خلفية استخدام‬ ‫الفريق الذي شارك في اغتيال المبحوح‬ ‫جوازات سفر بريطانية مزيفة‪ ،‬إال إذا قدمت‬ ‫تل‪ ‬أبيب تعهدًا بعدم استخدام أوراق ثبوتية‬ ‫بريطانية مجددًا في مثل هذه‪ ‬العمليات‪.‬‬ ‫وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد‬ ‫ميليباند إنه يريد من نظيره‪ ‬اإلسرائيلي‬ ‫أفيجدور ليبرمان تعهدًا بهذا‪ ،‬ألن المسألة‬ ‫غير قابلة للتفاوض‪.‬‬ ‫العدد ‪1551‬‬

‫‪ 7‬فرنسا‬ ‫شن الرئيس الفرنسي نيكوال ساركوزي‬ ‫آيتا الباسكية‬ ‫هجو ًما على منظمة‬ ‫بـ"استئصال‬ ‫متوعدًا‬ ‫االنفصالية‬ ‫كل قواعدها الواحدة تلو األخرى"‬ ‫في فرنسا‪ ،‬حيث يشتبه بقيام‬ ‫عناصر منها بقتل شرطي فرنسي‪.‬‬ ‫وقال الرئيس الفرنسي في أحد أشد‬ ‫تحذيراته إلى المنظمة الباسكية االنفصالية‬ ‫"لن ندع األراضي الفرنسية تصبح‬ ‫القاعدة الخلفية لإلرهابيين والقتلة"‪.‬‬

‫‪ 10‬ليبيا‬ ‫خلص الزعيم الليبي‪ ،‬معمر القذافي إلى‬ ‫أن تقسيم نيجيريا‪ ‬إلى أربع دول على‬ ‫نحو عرقي‪ ،‬اقتداء بنموذج يوغسالفيا‬ ‫السابقة‪ ،‬هو الحل األمثل إلنهاء العنف‬ ‫الطائفي الدائر في تلك الدولة األفريقية‪،‬‬ ‫األمر الذي‪ ‬أثار غضب حكومة أبوجا‪،‬‬ ‫التي سارعت الستدعاء سفيرها من‬ ‫طرابلس‪ .‬اعتراضًا على كالم القذافي‬ ‫خاصه وأن الرئيس الليبي‪ ‬سبق له‬ ‫اقتراح تقسيم نيجيريا إلى دولتين‪ ،‬على‬ ‫غرار الهند وباكستان‬ ‫‪13‬‬


‫الموجز‬

‫حول العالم‬

‫حول العالم‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪10‬‬

‫‪3‬‬

‫‪8‬‬

‫‪ 1‬أمريكا‬ ‫أعلن البيت األبيض أن الرئيسين األمريكي‬ ‫باراك أوباما والروسي ديمتري ميدفيديف‬ ‫توصال إلى اتفاق بشأن معاهدة تاريخية‬ ‫لخفض األسلحة النووية‪ ،‬وأنهما سيلتقيان‬ ‫لتوقيعها في الثامن من أبريل‪ /‬نيسان في براج‪.‬‬ ‫ويعد االتفاق على معاهدة بديلة لمعاهدة‬ ‫خفض األسلحة اإلستراتيجية "ستارت"‬ ‫التي تعود إلى الحرب الباردة أبرز‬ ‫إنجازات أوباما في السياسة الخارجية منذ‬ ‫أن تولى السلطة‪ ،‬ويمكن أن تعزز جهوده‬ ‫لفتح صفحة جديدة في العالقات مع موسكو‪.‬‬

‫‪ 2‬بروكسل‬ ‫أعلن رئيس الوزراء اإلسباني خوسيه‬ ‫لويس ثاباتيرو في ختام قمة للقادة‬ ‫األوروبيين في بروكسل أن وزير خارجيته‬ ‫سيزور ليبيا في محاولة لحل الخالف بينها‬ ‫وبين سويسرا‪ .‬وقال ثاباتيرو‪ ،‬الذي تتولى‬ ‫بالده الرئاسة الدورية لالتحاد األوروبي‪،‬‬ ‫إن ميجيل انخيل موراتينوس "سيتوجه‬ ‫إلى ليبيا في أقرب وقت إلنهاء األزمة "‪.‬‬ ‫وأعرب ثاباتيرو عن أمله أن يتمكن‬ ‫السويسري المحتجز في ليبيا من العودة‬ ‫إلى بالده في أسرع وقت ممكن‪.‬‬ ‫‪ 02‬أبريل ‪2010‬‬

‫‪ 3‬البحرين‬ ‫وجهت مملكة البحرين الدعوة الستضافة‬ ‫المنتدى الحضري العالمي السادس‬ ‫في عام ‪ ،2012‬وبذلك تكون مملكة‬ ‫البحرين أول دولة عربية وشرق أوسطية‬ ‫تستضيف مثل هذا المنتدى العالمي‪.‬‬ ‫وقد أيد برنامج األمم المتحدة للمستوطنات‬ ‫البشرية طلب مملكة البحرين الستضافة‬ ‫المنتدى تقديرًا منه للدور المحوري المهم الذي‬ ‫تلعبه البحرين في دعم مشاريع البرنامج وما‬ ‫وجده البرنامج من دعم كبير من قبل صاحب‬ ‫السمو الملكي‪ ،‬األمير خليفة بن سلمان آل‬ ‫خليفة رئيس الوزراء‪.‬‬

‫‪ 4‬كوريا الشمالية‬

‫هددت كوريا الشمالية ‪ ،‬كوريا الجنوبية‬ ‫والواليات المتحدة‪ ،‬بـ "ضربات نووية‬ ‫غير مسبوقة"‪ ،‬وذلك في رد فعل غاضب‬ ‫على تقارير أفادت أن واشنطن وسيول‬ ‫تضعان خططًا للتعامل مع سيناريو‬ ‫حدوث اضطرابات وزعزعة استقرار‬ ‫وربما حتى تمرد في كوريا الشمالية ‪.‬‬ ‫وقد انتقدت كوريا الشمالية هذه الخطط‬ ‫ووصفتها بأحالم "مجنون يتمنى أن تسقط‬ ‫السماء" ‪.‬‬

‫‪ 5‬اليونان‬ ‫على مضض وبعد مناقشات شاقة أقر قادة‬ ‫دول منطقة اليورو خطة لمساعدة اليونان‬ ‫يمولها األوروبيون وصندوق النقد‬ ‫الدولي في آلية جديدة لم يسبق لها مثيل‬ ‫منذ إطالق العملة الموحدة قبل ‪ 11‬عا ًما‬ ‫وقال رئيس المفوضية األوروبي‪،‬‬ ‫جوزيه مانويل باروزو‪ ،‬بعد قمة لرؤساء‬ ‫الدول الحكومات األوروبية‪ :‬تمكنا من‬ ‫حل المشكلة داخل العائلة األوروبية‬ ‫وبمشاركة صندوق النقد الدولي وهذا‬ ‫يؤمن لليونان شبكة أمان متينة‪.‬‬ ‫‪12‬‬


‫الموجز‬ ‫حول العالم‬

‫قالوا‬

‫بانوراما الصحافة‬

‫رسائل‬

‫وعكة عراقية بأي ٍد إيرانية‬ ‫أسبوع كامل مر على إعالن نتائج االنتخابات‬ ‫العراقية ولم يعرف العراقيون حتى اآلن من‬ ‫سيقود البالد خالل السنوات الخمس القادمة ‪،‬‬ ‫هل إياد عالوي زعيم القائمة العراقية التى‬ ‫فازت بأكبر عدد من المقاعد البرلمانية‬ ‫منافسه نوري المالكي‬ ‫(‪ 91‬مقعدًا) أم‬ ‫رئيس الوزراء العراقي وزعيم االئتالف‬ ‫الذي جاء فى الترتيب الثانى (‪ 89‬مقعدًا)‬ ‫المحللون يرون أن العراق اآلن على مفترق‬ ‫طرق وخاصة بعد تمسك المالكي برئاسة الوزراء‬ ‫ورافضا تولي عالوي أمر تشكيل الحكومة بما‬ ‫يخالف المادة‪ 76‬من الدستور التي تعطي الحزب‬ ‫الفائز بأغلبية فى البرلمان الحق فى تشكيل‬ ‫الحكومة وفى حالة فشله يقع تشكيل الحكومة من‬ ‫نصيب اكبر تحالف فاز بنسبة من المقاعد فى‬ ‫البرلمان‪.‬وما بين عالوي والمالكي تقف إيران‬ ‫العدد ‪1551‬‬

‫كالعب رئيسي على الساحة العراقية وتكثف‬ ‫مجهوداتها لدعم الجبهة التي تمثلها من خالل لم‬ ‫شمل المجلس األعلى برئاسة عمار الحكيم المرتبط‬ ‫بها مع حزب الدعوة اإلسالمي برئاسة رئيس‬ ‫الوزراء المنتهية واليته نوري المالكي للوقوف‬ ‫ضد فوز القائمة العراقية في االنتخابات البرلمانية‬ ‫فالتدخالت اإليرانية وصلت إلى حد أن جز ًء ا من‬ ‫المفاوضات من أجل الحكومة العراقية المنتظرة‬ ‫تتم اآلن على أرض طهران ليس من أجل‬ ‫العراق‪ ،‬وإنما من أجل تأمين المصالح اإليرانية‬ ‫فى العراق ومن ثم تأمينها بشكل كبير فى المنطقة‬ ‫وقد نجحت األالعيب اإليرانية في إقناع االئتالف‬ ‫الوطني العراقي وائتالف دولة القانون باالندماج‬ ‫في كتلة واحدة للتعاون مع التحالف الكردستاني‬ ‫وذلك بهدف عزل القائمة العراقية التي فازت في‬ ‫االنتخابات عن تحالفات تشكيل الحكومة ال ُمقبلة‪.‬‬

‫وهو ما أصاب العراقيين بغضب شديد بسبب‬ ‫وضع مصير بالدهم ومستقبله فى يد اآلخرين‬ ‫من خالل التدخالت اإليرانية‪ ،‬وسادت حالة‬ ‫من القلق والخوف على غياب االستقالل‬ ‫والحرية عن العراق بسبب أطماع إيران‬ ‫وسط كل هذا يبدو أن التدخل اإليراني لن يكون فى‬ ‫صالح المالكي الذي وإن كانت إيران تدعمه إال‬ ‫أنها مجبرة على التخلى عنه بعدما أصبح ال يحظى‬ ‫بدعم من جانب كثير من دول الجوار وعلى رأسها‬ ‫سوريا التى اتهمها بالوقوف وراء تفجيرات بغداد فى‬ ‫العام الماضي‪ ،‬وبالتالي اليمكن إليران أن تضحي‬ ‫بعالقاتها مع دمشق لصالح تأييد المالكي‪ ،‬كما تعلن‬ ‫األردن رفضها لسياسات المالكي‪ ..‬فضال عن عدم‬ ‫رغبة أمريكا فى إستمرار شخص مثير للمشاكل‬ ‫و الجدل على راس حكومة العراق فى ظل سعيها‬ ‫الدءوب لسحب قواتها من العراق‪.‬‬ ‫‪11‬‬



‫جيوبوليتيكا‬

‫نستيرنكو‪" :‬ليس بمقدورنا االستبعاد‬ ‫التام لبدء العمل في إعداد مسودة‬ ‫بفرض جولة أخرى من عقوبات مجلس‬ ‫األمن ضد إيران"‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬قدم المسئولون الروس عددًا‬ ‫متنوعًا من التقييمات المتعلقة بما إذا‬ ‫كانت موسكو ستدعم فرض مزيد من‬ ‫العقوبات ضد إيران ومن ستشملهم‬ ‫هذه العقوبات‪ .‬وفي حين أشار واضعو‬ ‫السياسات الروسية بأن موسكو ربما‬ ‫تقبل مزيدًا من العقوبات إلبطاء برنامج‬ ‫إيران النووي‪ ،‬إال إنهم أوضحوا إنهم‬ ‫سيعارضون العقوبات "القاسية" التي‬ ‫تنادي بها إسرائيل وبعض الحكومات‪.‬‬ ‫وأوضح وزير الخارجية الروسي‬ ‫سيرجي الفروف في حوار تم عقده‬ ‫أواخر فبراير‪/‬شباط مع وكالة األخبار‬ ‫اً‬ ‫قائل‪:‬‬ ‫الروسية الرسمية "نوفوستي"‬ ‫"إذا قمنا بدعم العقوبات‪ ،‬فلن نتجاوز‬ ‫هدف الدفاع عن نظام منع انتشار‬ ‫األسلحة النووية‪ .‬فنحن ال نريد أن‬ ‫نستغل نظام منع انتشار األسلحة‬ ‫النووية في خنق إيران"‪ .‬وبالرغم‬ ‫من أن المسئولين الروس يستشهدون‬ ‫باالعتبارات اإلنسانية‪ ،‬فإنه من‬ ‫الواضح أنهم يريدون تجنب إلحاق‬ ‫الضرر بالمصالح الروسية في إيران‬ ‫من خالل اتخاذ تدابير من شأنها التأثير‬ ‫على االقتصاد الروسي اليومي‪.‬‬ ‫وإضافة إلى سعي رئيس الوزراء‬ ‫اإلسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إقناع‬ ‫روسيا بتأييد فرض عقوبات قاسية ضد‬ ‫إيران وذلك خالل زيارته لموسكو في‬ ‫فبراير‪/‬شباط‪ ،‬فإنه أراد أيضًا من هذه‬ ‫الزيارة منع روسيا من تنفيذ تعاقدها‬ ‫مع إيران في عام ‪ ،2007‬والذي ينص‬ ‫على تسليم أنظمة دفاع صاروخية‬ ‫إس‪ -300‬إليران‪ .‬وكان المسئولون‬ ‫اإلسرائيليون والغربيون قد حذروا‬ ‫من أن تسليم األنظمة الصاروخية إس‬ ‫‪ -300‬يمكن أن يجبر إسرائيل على شن‬ ‫هجوم على األهداف النووية اإليرانية‬ ‫قبل أن تدخل حيز التشغيل ألن فاعليتها‬ ‫العالية يمكن أن تزيد الخطر الذي يهدد‬ ‫الطيارين اإلسرائيليين‪.‬‬ ‫العدد ‪1546‬‬

‫املفاعالت اإليرانية‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫&<‪,9.‬‬

‫‪-8)%7‬‬

‫‪3‬‬

‫أ‪%92/‬ن‬

‫‪4‬‬

‫آراك‬

‫‪5‬‬

‫‪!0%25‬ت ‪,:1‬‬ ‫‪*4;5‬ة‬

‫‪3Czj 1000 t;v` Çg6; -1‬وات‪.‬‬ ‫‪3$35 hkZy -2‬ء ا‪._z^Gf‬‬ ‫‪IG<Py -3‬م ا‪v##zf‬را‪vzn‬م ا‪ 7TG$‬ا‪v##<P$‬رد ‪ pj‬رو‪ IZ5 3zO‬أن و‪=gS‬‬ ‫ا‪3Z]If‬ت ا‪ ~n3k?f‬ا‪3c ~<f‬ن ‪v`vc vdOvj Åj 3szgY 3ًa^<j‬د ‪ Izfv<f‬ا‪35Lsdf‬ء‪.‬‬ ‫‪vy‬ا‪ tB‬ا‪ 3kzO * ،9gdRj hY3^$‬أن ‪ tdgk; 3j hc‬إ‪Ly‬ان ‪ pj‬ا‪v##zf‬را‪vzn‬م ا‪،~aof‬‬ ‫* ‪ ،«LsQv5» 9B3D IPf ~^d; * ،3ً o#W 825 }gY IyNy‬إ* ‪I$‬ة ‪voO 7‬ات‬ ‫‪ IZy -1‬ا‪.Ro$‬ة ا‪ 7zTG<f 9zPz1Lf‬ا‪v##zf‬را‪vzn‬م‪.‬‬ ‫‪I5 -2‬أ ا‪3Y Joj tz] 7zTG<f‬م ‪.2006‬‬ ‫‪v<Ey -3‬ي ‪3ay 3j }gY‬رب ‪3sB 4600‬ز ‪LW‬د ‪NcLj‬ي‪ّJ\; ،‬ى ‪v##zf35‬را‪vzn‬م‪،‬‬ ‫إ‪ 9]3U‬إ‪ 3700 vEn }f‬أ‪LF‬ى ‪LB‬ى ;?‪ ÅUvj ÅUv; lf 3sodf ،3s<z6‬ا‪hz\R<f‬‬ ‫‪ }<D‬ا&ن‪.‬‬ ‫‪ -1‬أول ‪3<n) ÅoTj‬ج ا‪v`vf‬د ا‪vof‬وي ]~ إ‪Ly‬ان‪.‬‬ ‫‪3F ~ّaoy - 2‬م ا‪v##zf‬را‪vzn‬م )ا‪ 9dZdf‬ا‪L^Tf‬اء( ‪ pj‬ا‪vRf‬ا‪ pj ،71‬أ‪tgyvE; hB‬‬ ‫‪ 3ًz13zkzc‬إ‪3[ }f‬ز »‪IO‬ا‪v##g] ~O‬را‪ Iy‬ا‪v##zf‬را‪vzn‬م«؛ ا‪3$‬دة ا‪~] ّÄV; ~<f‬‬ ‫أ‪NsB‬ة ا‪LXf‬د ا‪NcL$‬ي ‪ 7zTG<f‬ا‪v##zf‬را‪vzn‬م‪.‬‬ ‫‪ 9`3W Çg6; -3‬ا‪LRY ÅoT$‬ة أ‪3oW‬ن ‪ pj‬ا‪v`vf‬د ا‪vof‬وي ‪ hY3^$‬ا‪3z$‬ه ا‪9gza?f‬‬ ‫‪3E5(f‬ث ]~ أراك )‪3Czj 40‬وات( و ‪ pj 3ً o#W 30‬ا‪v`vf‬د ا‪vof‬وي ‪I5‬ر‪9B‬‬ ‫;‪ IEc 913$35 9PkF 7zTG‬أ`‪+Y3^kgf }T‬ت ا‪vof‬و‪ 9y‬ا‪3z$35 hkZ; ~<f‬ه‬ ‫ا‪ 9^z^Gf‬ا‪ hY3^j h?j 9Wv\V$‬دار‪3Czj 360) pyvF‬وات( أو ‪.LsQv5 9XEj‬‬

‫‪3Czj 40 t<`3W Çg6; -1‬وات‪.‬‬ ‫‪va; -2‬ل ‪LsW‬ان إن ا‪ ~] 7zTG<f‬ا‪IG<PzO hY3^$‬م )‪3<n‬ج ‪vj‬اد ‪9ZRj‬‬ ‫‪IG<O+f‬ا‪3j‬ت ا‪ 9z6Xf‬وا‪ 9zY3oTf‬ا‪Lj pdf ،9zkgPf‬ا`‪ %6‬دو‪Ly %zf‬ون أ‪tn‬‬ ‫‪ Åj 7O3o<y‬إ‪3<n‬ج ا‪vznv;vg6f‬م ا‪ 7 ّVo$‬ا‪Jf‬ي ‪ ÅoS ~] hFIy‬ا'‪9EgO‬‬ ‫ا‪vof‬و‪.9y‬‬

‫;‪L‬دد ا‪3Z$‬ر‪ 9U‬ا)‪Ly‬ا‪ ~] 9zn‬ا‪3Gf‬رج أ‪3D‬د‪Lz?c @y‬ة ‪ pY‬و‪vB‬د ‪+Y3^j‬ت أ‪LF‬ى‬ ‫‪IY hTy 9yLO‬د‪ 3r‬إ‪ }f‬أ‪.3soz5 pj ً+Y3^j 70 pj L?c‬‬ ‫‪LsW hY3^j -1‬ان ا‪.~?E6f‬‬ ‫‪L] "hY3^j – 2‬ود " و‪3sB 3000 vEof ÅP<y‬ز ‪LW‬د ‪NcLj‬ي‪.‬‬ ‫‪ ÅoTj -3‬أرد‪3c‬ن‪ }aoy @zD ،‬ا‪v##zf‬را‪vzn‬م ا‪3Gf‬م ‪ًN ّcLj 6Ty ~df‬ا‪ ،‬و‪3dj05‬ن‬ ‫‪Jr‬ا ا‪ ÅoT$‬إ‪3<n‬ج ‪ pj 3ً o#W 70 - 60 pj‬ا‪v##zf‬را‪vzn‬م ‪.3ًyvoO‬‬

‫وحتى وقت قريب‪ ،‬كان المسئولون‬ ‫الروس لديهم إصرار على أنهم‬ ‫سيقومون بتسليم األنظمة الصاروخية‬ ‫إس‪ -300‬إليران حيث تمثل الطائرات‬ ‫االعتراضية سالحا ً دفاعياً‪ ،‬وحيث‬ ‫إن بيعها يمكن أن يتطابق بشكل تام‬ ‫مع القانون الدولي والروسي‪ .‬لكن‬ ‫بعد أعوام من الشائعات حول موعد‬ ‫التسليم‪ ،‬وبعد التصريحات الروسية‬ ‫المتكررة بأن المشكلة تقتصر على حل‬ ‫بعض الصعوبات المالية والفنية قبل‬ ‫إنجاز الصفقة‪ ،‬اعترف الفروف في‬ ‫فبراير‪ /‬شباط أنه بينما تمتلك روسيا‬ ‫الحق القانوني في إتمام هذه الصفقة‪،‬‬ ‫فإن االعتبارات السياسية تحول دون زميل ومدير مركز التحليل العسكري‬ ‫إنفاذ تلك الصفقة في وقت قريب‪.‬‬ ‫السياسي بمعهد هدسون‪ ،‬واشنطن‪.‬‬

‫الطلب على الصادرات الروسية من‬ ‫األسلحة يبلغ مستويات هائلة‪ ،‬حيث‬ ‫إن الطلبات التي تم حجزها بالفعل‬ ‫تبلغ قيمتها ‪ 34‬مليار دوالر أمريكي‪.‬‬ ‫ولذلك بمقدور موسكو أن تؤجل صفقة‬ ‫الصواريخ إس‪ -300‬لعدة سنوات‬ ‫أخرى‪ .‬بيد أن الفروف أشار بأن روسيا‬ ‫تنتظر من الحكومات األخرى أن تفعل‬ ‫نفس الشيء؛ في تحذير إلسرائيل‬ ‫والواليات المتحدة بتقليل مبيعاتهما من‬ ‫األسلحة لجورجيا‪.‬‬

‫‪09‬‬


‫جيوبوليتيكا‬

‫بين الرفﺾ والقبول‬ ‫لماﺫا تفضل روسيا استمرار المواجهة بين إيران والغرب؟‬ ‫رغم أن روسيا تستفيد كثي ًرا من حالة الجمود الحالية بشأن إيران‪ ،‬فﺈن السياسات الروسية تتأقلم بشكل مستمر لتتواكب مع التغيرات في‬ ‫البيئة السياسية‪ ،‬فقد أدى تقدم طهران أخي ًرا في تطوير قدراتها‪ ،‬فيما يتعلق باألسلحة النووية إلى تلميﺢ المسئولين الروس إلى تأييدهم‬ ‫فرض المزيد من العقوبات على إيران وإلى القيام بتجميد توريد أنظمة الدفاع الصاروخية إس‪ -300‬إليران إلى أجل غير مسمى‪.‬‬

‫تستفيد روسيا كثي ًرا من حالة الجمود‬ ‫الحالية في المواجهات بين إيران‬ ‫والغرب‪ ،‬شريطة أال يتفاقم الوضع‬ ‫ليأخذ شكل الحرب وأال يؤدي إلى‬ ‫امتلك إيران ألسلحة نووية‪ ،‬ولهذا‬ ‫غيّر المسئولون الروس مواقفهم إلى‬ ‫حد ما خلل الشهور األخيرة فيما‬ ‫يتعلق بسياسات إيران النووية وفيما‬ ‫يتعلق بالمبيعات الروسية المحتملة‬ ‫ألنظمة دفاع صاروخية متقدمة‬ ‫إليران‪ ،‬إال أن سياسات روسيا تجاه‬ ‫إيران تتسم بشكل عام بالثبات أكثر‬ ‫من اتسامها بالتغير‪.‬‬ ‫وتحقق روسيا عدة مكاسب من‬ ‫استمرار المواجهة بين طهران‬ ‫والحكومات الغربية‪ ،‬فهذه التوترات‬ ‫تحافﻆ على وضع روسيا الحالي‬ ‫كأكبر شريك اقتصادي إليران وتتيح‬ ‫للدبلوماسيين الروس فرصة القيام‬ ‫بدور الوسيط بين طهران والغرب‪..‬‬ ‫كما أن نفور طهران من الغرب يساعد‬ ‫على دعم أسعار الطاقة العالمية من‬ ‫خلل منع إيران من اإلسهام بمواردها‬ ‫من الطاقة في خطوط أنابيب قزوين‬ ‫التي يرعاها الغرب‪ ،‬والذي يمكن أن‬ ‫يقلل من اعتماد أوروبا على إمدادات‬ ‫النفط التي تخضع لسيطرة روسيا‪.‬‬ ‫وقد هددت العديد من التطورات‪،‬‬ ‫التي حدثت العام الماضي‪ ،‬الوضع‬ ‫الجيد الذي كانت تتمتع به روسيا‬ ‫في هذا الصدد‪ ،‬فمن جهة‪ ،‬سعت‬ ‫إدارة أوباما إلى إشراك الحكومة‬ ‫اإليرانية دبلوماسيًا في محاولة لحل‬ ‫الخلفات بين واشنطن وطهران‪،‬‬ ‫ولحسن حﻆ موسكو‪ ،‬فشلت المساعي‬ ‫‪ 02‬أبريل ‪2010‬‬

‫ريتشارد ويتز‬

‫أشار واضعو‬ ‫السياسات الروسية‬ ‫إلى أن موسكو‬ ‫ربما تقبل مزي ًدا من‬ ‫العقوبات إلبطاء‬ ‫برنامج إيران النووي‪،‬‬ ‫إال أنهم أوضحوا أنهم‬ ‫سيعارضون العقوبات‬ ‫"القاسية" التي‬ ‫تنادي بها إسرائيل‬ ‫الرامية لتحقيق المصالحة بين‬ ‫واشنطن وطهران ويرجع ذلك في‬ ‫األساس إلى الوضع الفوضوي داخل‬ ‫إيران منذ انتخابات الرئاسة في‬ ‫يونيه‪/‬حزيران من العام الماضي‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬استمرت إيران في‬ ‫المضي قد ًما لتصنيع قنبلة نووية‪.‬‬ ‫ولهذا السبب‪ ،‬قام صانعو السياسات‬ ‫الروسية بتبني لهجة أكثر حدة نوعًا ما‬

‫في التعامل مع إيران‪ ،‬كما حدث في‬ ‫سياسات روسيا تجاه عقوبات إيران‬ ‫ومبيعات األسلحة الروسية لطهران‪.‬‬ ‫ومنذ األنباء التي صدرت في سبتمبر‪/‬‬ ‫أيلول الماضي‪ ،‬التي تفيد بأن إيران‬ ‫أقامت منشأة لتخصيب اليورانيوم‬ ‫في قم‪ ،‬ال يزال المسئولون الروس‬ ‫يطلبون مزيدًا من الشفافية فيما‬ ‫يتعلق بأنشطة إيران النووية‪ .‬وكان‬ ‫هؤالء المسئولون قد أشاروا سابقًا‬ ‫إلى أنهم من الممكن أن يقوموا فقط‬ ‫بتأييد فرض المزيد من العقوبات ضد‬ ‫إيران إذا قدمت الوكالة الدولية للطاقة‬ ‫الذرية أدلة ملموسة تفيد بأن الحكومة‬ ‫اإليرانية كانت تسعى للحصول على‬ ‫سلح نووي‪ .‬ومنذ اكتشاف منشأة قم‬ ‫تحاول موسكو الضغط على إيران‬ ‫لكي تقدم المزيد من األدلة التي تفيد‬ ‫بأن برنامجها ال يستهدف بناء أسلحة‬ ‫نووية‪.‬‬ ‫وبما أن المحادثات استمرت بشأن‬ ‫احتماالت أن تسمح إيران للحكومات‬ ‫األجنبية بتخصيب اليورانيوم اإليراني‬ ‫ً‬ ‫بدال من قيام‬ ‫تحت رقابة دولية‬ ‫إيران بتخصيبه بنفسها‪ ،‬كان بإمكان‬ ‫المسئولين الروس االعتراض على‬ ‫العقوبات على أساس أنها من الممكن‬ ‫أن تعصف بالمفاوضات الهشة‪ ،‬وقد‬ ‫أقدمت إيران على تخصيب اليورانيوم‬ ‫بنفسها بنسبة تصل إلى ‪ ،20%‬بما‬ ‫يقترب من درجة التخصيب اللزمة‬ ‫لبناء أسلحة نووية‪ ،‬وتوصلت الوكالة‬ ‫الدولية للطاقة الذرية إلى أن إيران‬ ‫ربما تكون بصدد تطوير أسلحة‬ ‫نووية‪ ،‬من هنا قال المتحدث الرسمي‬ ‫باسم وزارة الخارجية الروسية أندري‬ ‫‪08‬‬


‫‪ 32‬أفكار‬ ‫"القاعدة" وأتباعها‬

‫‪ 39‬شخصيات‬ ‫بروفايل‬ ‫مبعوث الرئيس‬

‫رشاد حسين‪ ،‬المبعوث األمريكي الخاص‬ ‫لمنظمة المؤتمر اإلسلمي‬

‫حوار‬ ‫الجري وراء السراب‬

‫عزيز الدويك‬ ‫رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫العدد ‪ 19 ،1549‬مارس ‪2010‬‬

‫للمشاركة‬ ‫إلرسال مقاالت أو آراء يرجى المراسلة على‬ ‫البريد اإللكتروني‬

‫‪editorial@majalla.com‬‬

‫ملحوظة‪ :‬جميع المقاالت يجب أال تزيد عن ‪ ۸۰۰‬كلمة‬

‫اإلعالن‬ ‫لإلعلن في النسخة الرقمية يرجى االتصال بـ‪:‬‬

‫‪ 47‬االقتصاد‬ ‫من يملك عقاب إيران؟‬

‫‪ 55‬إصدارات‬ ‫كــــتب‬ ‫العشاء مع القاعدة‬ ‫قراءات‬ ‫تقارير‬ ‫على حافة الهاوية‬ ‫مكتب المملكة العربية السعودية‬ ‫الرياض‪-‬الشركة السعودية لألبحاث والتسويق‬ ‫شارع التخصصى‪-‬تقاطع طريق مكة‪-‬حى المؤتمرات‬ ‫ص‪-‬ب‪ 478 :‬رمز بريدى ‪11411:‬‬ ‫هاتف ‪ 966-1-4419933 :‬فاكس ‪966-1-4429555‬‬ ‫‪E-Mail: editorial@majalla.com‬‬ ‫مكتب القاهرة‬ ‫‪14‬شارع الحجاز ‪ -‬المهندسين ‪ -‬القاهرة‬ ‫هاتف ‪ -00202 3388654 -‬فاكس ‪00202 7492884 -‬‬ ‫‪E-Mail: editorial@majalla.com‬‬ ‫مكتب لندن‬

‫العدد ‪1551‬‬

‫‪Arab Press House‬‬ ‫‪182-184 High Holborn,‬‬ ‫‪LONDON WC1V 7AP‬‬ ‫‪DDI: +44 (0)20 7539 2335/2337,‬‬ ‫‪Tel.: +44 (0)20 7821 8181,‬‬ ‫‪Fax: +(0)20 7831 2310‬‬ ‫‪E-Mail: editorial@majalla.com‬‬

‫‪Mr. Wael Al Fayez‬‬ ‫‪w.alfayez@alkhaleejiah.com‬‬ ‫‪Tel.: 0096614411444‬‬ ‫‪F.: 0096614400996‬‬ ‫‪P.O.BOX 22304‬‬ ‫‪Riyadh 11495, Saudi Arabia‬‬

‫اشتراكات‬

‫للشتراك في الطبعة الرقمية‪ ،‬يرجى االتصال بـ‪:‬‬ ‫‪subscriptions@majalla.com‬‬

‫تنويه‬ ‫اآلراء الواردة في هذه المجلة تعبر عن رأي‬ ‫مؤلفيها فقط وال تعبر بالضرورة عن آراء مجلة‬ ‫المجلة وهيئه تحريرها‪.‬‬

‫حقوق النشر محفوظة لمجلة المجلة ‪ ۲۰۰۹‬التي‬ ‫تصدر عن الشركة السعودية لألبحاث والتسويق‬ ‫(المملكة المتحدة) شركة محدودة‪ .‬وال يجوز بأي‬ ‫حال من األحوال إعادة طباعة المجلة أو أي جزء‬ ‫منها أو تخزينها في أي نظام استرجاعي أو نقلها‬ ‫بأي صورة أو أي وسيلة إلكترونية أو آلية أو‬ ‫تصويرها أو تسجيلها أو ما شابه دون الحصول‬ ‫على تصريح مسبق من الشركة السعودية‬ ‫لألبحاث والتسويق (شركة محدودة)‪ .‬وتصدر‬ ‫المجلة أسبوعيًا باستثناء إصدارين مدمجين في‬ ‫واحد بصورة دورية وإصدارات إضافية أو مزيدة‬ ‫أو موسعة‪ .‬لتلقي استفسارات االشتراك الرقمي‪،‬‬ ‫يرجى زيارة ‪www.majalla.com‬‬ ‫‪07‬‬


‫المحتـوى‬

‫‪40‬‬

‫‪ 08‬جيوبوليتيكا‬ ‫بين الرفض والقبول‬

‫‪ 11‬الموجز‬ ‫حول العالم‬ ‫قالوا‬ ‫بانوراما الصحافة‬ ‫رسائل‬

‫‪ 19‬تحليالت‬ ‫هل تهدأ األجواء بين برلين وأنقرة؟‬ ‫األزمة الداخلية مستمرة في إيران‬

‫‪ 24‬قضايا‬ ‫التنين الصيني في الخليج‬

‫ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ‬

‫‪47‬‬

‫ﻣﺪﻳﺮ ﻣﻜﺘﺐ ﻟﻨﺪﻥ‬ ‫ﻣانﻮيﻞ ﺃمليﺪا‬ ‫ﻣﺪﻳﺮ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‬ ‫ﺃﺣﻤﺪ ﺃيﻮﺏ‬ ‫ﺳﻜﺮﺗﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ‬ ‫ﺟاﻥ ﺳيﻨﺠفيﻠﺪ‬ ‫ﺍﶈـــﺮﺭﻭﻥ‬ ‫ﺑﻮﻻ ﻣيﺠا‬ ‫ﻭﺳاﻡ ﺷريﻒ‬ ‫ﺩانياﻝ ﻛاﺑاﺭيﻠﻰ‬

‫‪ 02‬أبريل ‪2010‬‬

‫‪06‬‬


‫كاريكاتير‬

‫العدد ‪1551‬‬

‫‪05‬‬


‫اإلفتتاحية‬

‫الغالف‬

‫أسسهــا سنة ‪۱۹۸۷‬‬

‫األمير أحمد بن سلمان بن عبد العزيز‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫أسسهــا هشام ومحمد علي حافﻆ‬

‫رئيس التحرير‬

‫عادل بن زيد الطريفي‬ ‫المدير العام‬

‫طارق القين‬

‫‪www.srpc.com‬‬ ‫‪The Majalla Magazine‬‬ ‫‪HH Saudi Research & Marketing‬‬ ‫‪(UK) Limited Arab Press House‬‬ ‫‪182-184 High Holborn,‬‬ ‫‪LONDON WC1V 7AP‬‬ ‫‪DDI: +44 (0)20 7539 2335/2337,‬‬ ‫‪Tel.: +44 (0)20 7821 8181,‬‬ ‫‪Fax: +(0)20 7831 2310‬‬

‫عزيزي القارﺉ‬ ‫مرحبًا بك ضيفًا على عدد هذا األسبوع من "المجلة الرقمية"‪.‬‬ ‫في قصة الغالف لعدد هذا األسبوع‪ ،‬والتي تحمل عنوان "التنين‬ ‫الصيني في الخليج"‪ ،‬يوضﺢ الكاتب دانيال فريفلد كيف نجحت‬ ‫خطط إيران النووية واعتمادها االقتصادي على الصادرات النفطية‬ ‫في جعل الصين تبرز كالعب رئيسي فيما يتعلق بأمن المنطقة‪.‬‬ ‫والدليل على ﺫلك مقترحات "النفط مقابل التعاون"‪ ،‬والتي تمثل‪،‬‬ ‫بغﺾ النظر عما إﺫا تم قبولها أم ال‪ ،‬نقطة تحول في صعود‬ ‫نجم الصين على مدى العقدين الماضيين‪ .‬ويطرح فريفلد سؤاال‬ ‫مه ًما‪ ،‬وهو‪ :‬هل سترتفع الصين إلى مستوى مسئوليتها كالعب‬ ‫أم ستواصل تركيزها الضيق على مصالحها في مجال الطاقة؟‬ ‫كما يقدم لنا راشمي سينج رﺅية مهمة حول مستقبل تنظيم القاعدة‪.‬‬ ‫لذا ندعوك إلى قراءة هذه المقاالت وغير ﺫلك كثير على‬ ‫اإللكتروني "‪ "majalla.com‬وكالعادة‪ ،‬فﺈننا‬ ‫موقعنا‬ ‫نرحب بتقييم قرائنا وندعوهم إلى كتابة تعليقاتهم على موقع‬ ‫"المجلة"أو االتصال بنا إﺫا كان لديهم الرغبة في النشر لدينا‬ ‫مع أطيب التمنيات‬

‫عادل الطريفي‬ ‫رئيس التحرير‬




‫"القاعدة"‬

‫مبعوث الرئيس‬

‫راشمي سينج‬

‫رشاد حسين‬ ‫المبعوث األمريكي الخاص لمنظمة‬ ‫المؤتمر اإلسالمي‬

‫وأتباعها‬

‫من يملك عقاب‬ ‫إيران؟‬ ‫أمار تور‬

‫مجلة العرب الدولية‬

‫التنين الصيني‬ ‫في الخليج‬ ‫دانيال فريفيلد‬

‫العدد ‪ 2 ،1551‬إبريل ‪2010‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.