issue 1552 AR

‫المقال السياسي‬

‫‪13‬‬

‫‪THE MAJALLA‬‬

‫‪55‬‬

‫المقال السياسي‬

‫السالم مقابل العدالة‬ ‫محاكمة مجرمي الحرب تقوض مباحثات السالم في أفغانستان‬ ‫ربما تكون أضرار التدخل المحتمل للمحكمة الجنائية الدولية في شئون أفغانستان أكبر من منافعه‪ ،‬فرغم أن العدالة تعد من المثل النبيلة‬ ‫التي يصعب تحقيق السالم بدونها‪ ،‬إال أن محاكمة مجرمي الحرب‪ ،‬الذين ينتمون لحركة طالبان يمكن أن تقوض المباحثات الحالية من أجل‬ ‫عملية سالم مستقبلية في أفغانستان إذا تدخلت المحكمة الجنائية الدولية ـــ التي تعد أفغانستان من الدول الموقعة على معاهدة تأسيسها ـــ‬ ‫وقام لويس مورينو‪-‬أوكامبو‪ ،‬مدعي عام المحكمة‪ ،‬بفتح تحقيق رسمي في جرائم الحرب والجرائم ضد اإلنسانية التي ارتكبت في أفغانستان‪.‬‬

‫لقد كانت محاكمة زعماء طالبان حتى اآلن‬ ‫من األمور المستبعدة‪ ،‬إلى أن كتب "كانداس‬ ‫روندو" و"نيك جرونو" اللذان ينتسبان‬ ‫للمجموعة الدولية لمواجهة األزمات‪ ،‬مقالاً‬ ‫في صحيفة هيرالد تريبيون الدولية تحت‬ ‫عنوان "محاكمة مجرمي حرب طالبان"‬ ‫ليوضحا أنه مع قيام باكستان بإلقاء القبض‬ ‫على المال برادار‪ ،‬وهو الرجل الثاني في‬ ‫حركة طالبان (إضافة إلى زعماء آخرين‬ ‫في طالبان)‪ ،‬يجب أن يقوم مدعي عام‬ ‫المحكمة بـ "فتح تحقيق رسمي‪ ،‬ويسعى‬ ‫من أجل إصدار مذكرة توقيف ضد برادار‬ ‫ويطلب من باكستان تسليمه لالهاي إذا كان‬ ‫يعتقد أن لديه من األدلة ما يبرر ذلك‪.‬‬ ‫لقد أعربت جماعات المجتمع المدني‬ ‫ونشطاء حقوق اإلنسان والكثير من مواطني‬ ‫أفغانستان (خاصة الذين ال يعدون من‬ ‫البشتون) عن القلق الشديد تجاه الحصانة‬ ‫التي تتمتع بها طالبان األفغانية والتي يتمتع‬ ‫بها زعماء الحرب‪ ،‬إال أن هناك مشكالت‬ ‫مهمة تتعلق بالتدخل المفترض للمحكمة‬ ‫الجنائية الدولية في شئون أفغانستان‪،‬‬ ‫وهي المشكالت التي تبدأ بطبيعة صدى‬ ‫كلمة "دولي" في أفغانستان‪ ،‬فليست حركة‬ ‫طالبان وحدها هي التي ترفض الوجود‬ ‫األجنبي في أفغانستان‪ ،‬فاألفغان العاديون‬ ‫يكرهون التدخل األجنبي من أي نوع‪ ،‬مع‬ ‫استثناء نادر يتمثل في المساعدات المالية‪.‬‬ ‫يروي الممثل السابق لألمم المتحدة‬ ‫بأفغانستان (والعراق) األخضر اإلبراهيمي‬ ‫قصة في مناسبة عامة عُقدت أخيرًا حول‬ ‫أفغانستان‪ .‬وتقول القصة إن رجلاً عسكريًا‬ ‫بريطانيًا طلب من السكان المحليين في‬ ‫إحدى قرى والية هلمند أن يتمنوا ثالث‬ ‫أمنيات‪ ،‬وكانت اإلجابة "نحن نعلم جيدًا‬ ‫ما هي تلك األماني‪ ،‬أوال‪ ،‬نود أن ترحل‬ ‫‪ 9‬إبريل ‪2010‬‬

‫مانويل ألميدا‬

‫طالبان بعيدًا‪ ،‬وثانيًا‪ ،‬أن ترحل أنت بعيدًا‪،‬‬ ‫وثالثًا‪ ،‬أال يعود أي من القوات األجنبية مرة‬ ‫أخري‪" .‬‬ ‫وبالرغم من أن الكثيرين في أفغانستان ال‬ ‫يرغبون في وجود طالبان فإن حركة طالبان‬ ‫أفغانية تضم مواطنين أفغان‪ ،‬وسوف‬ ‫يتضمنها أي حل سياسي للصراع‪ ،‬و قد‬ ‫أصبحت حركة طالبان اآلن تحت ضغط‬ ‫شديد من الهجوم األمريكي األخير على‬ ‫معاقلها في المرجة وقريبًا في قندهار‪ ،‬وقد‬ ‫بدأت المفاوضات ومن المرجح أن تسنح‬ ‫فرصة ثمينة للتوصل إلى اتفاق سياسي ‪.‬‬ ‫وفي حوار أُجري أخيرًا مع "المجلة"‪،‬‬ ‫أوضح أحمد رشيد‪ ،‬الكاتب الباكستاني‬ ‫الشهير‪ ،‬أن طالبان األفغانية باتت متعبة‬ ‫من الحرب وعانت من خسائر فادحة‪،‬‬ ‫حيث إنهم يدركون أن العودة إلى السلطة‬ ‫ستؤدي بهم إلى العزلة مرة أخرى عن‬ ‫المجتمع الدولي‪ ،‬و لذا باتوا مقتنعين بأنه‬ ‫من األفضل التوصل إلى اتفاق مع كابول‪.‬‬ ‫وعالوة على ذلك ‪ ،‬يعتقد رشيد أن طالبان‬ ‫األفغانية تدرك اآلن أن جلب األجانب‬ ‫إلى أفغانستان يعد خطأ ً إستراتيجيًا‪ ،‬وهذا‬ ‫ينطبق على وجهات نظرهم حول القاعدة‪.‬‬ ‫وكما أوضح روندو وجرونو في مقالتهما‪،‬‬

‫"قوانين العفو العام ال تسري على‬ ‫المالحقات القضائية الخاصة بالمحكمة‬ ‫الجنائية الدولية"‪ .‬وإذا كان هذا صحيحًا‪،‬‬ ‫فما الدافع الذي يجعل زعماء طالبان‬ ‫يتفاوضون إذا كانوا يخشون من مالحقتهم‬ ‫ومقاضاتهم بغض النظر عن اتفاقهم مع‬ ‫الحكومة في كابول؟ ويمكن للمحكمة‬ ‫الجنائية الدولية أن تقوض أساس عملية‬ ‫المصالحة التي تضع نهاية للصراع‪.‬‬ ‫ومن نافلة القول إن هذه قضية معقدة‪،‬‬ ‫لنتأمل معًا قضية أوغندا‪ ،‬في عام ‪،2006‬‬ ‫دخل جيش الرب للمقاومة في مفاوضات‬ ‫مع الحكومة األوغندية بعد أن أصدرت‬ ‫المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف‬ ‫بحق خمسة من الزعماء البارزين لجيش‬ ‫الرب للمقاومة‪ ،‬وبدلاً من القبض عليهم‬ ‫وتسليمهم للمحكمة الجنائية الدولية‪،‬‬ ‫عرضت الحكومة األوغندية عف ًوا عا ًما‬ ‫لجميع أفراد جيش الرب للمقاومة كجزء‬ ‫من اتفاق السالم‪ .‬وقد تم منح هذا العفو بنا ًء‬ ‫على قانون محلي يطلب من المتورطين‬ ‫االعتراف بجرائمهم وطلب العفو‪ ،‬ولم‬ ‫ينجح هذا االتفاق‪ ،‬واليوم تعتبر الحرب بين‬ ‫الحكومة األوغندية وجيش الرب للمقاومة‬ ‫من أطول صراعات إفريقيا أمدًا‪.‬‬ ‫العدالة من المثل النبيلة‪ ،‬وكذلك السالم‬ ‫والنظام‪ ،‬وفي حالة أفغانستان‪ ،‬ربما يكون‬ ‫أمرًا سيئًا فكرة إيثار العدالة الدولية الدخيلة‬ ‫على الحلول محلية الصنع‪ ،‬حتى وإن كانت‬ ‫هذه الحلول في صورة عدالة تصالحية من‬ ‫خالل المحاكم األفغانية وعفو يتم منحه‬ ‫لمجرمي الحرب‪ .‬هل يمكن أن يكون هناك‬ ‫سالم دائم دون عدالة شاملة؟ في أفغانستان‬ ‫وبعد ثالثة عقود من الصراع‪ ،‬على األرجح‬ ‫أن اإلجابة عن هذا السؤال تكون بـ "نعم"‪،‬‬ ‫وحري بنا أن ننتظر ونرى ما يحدث‪.‬‬ ‫‪48‬‬

‫تقارير‬

‫المتحدة أثارت نفور قطاعات مهمة من‬ ‫السكان الصوماليين‪ ،‬وجعلتهم أكثر عرضة‬ ‫لالستجابة لنداءات المتطرفين‪ ..‬ونتيجة‬ ‫لذلك برزت ميليشيات مثل جماعة الشباب‬ ‫وأصبح والؤها لتنظيم القاعدة مثالاً لبعض‬ ‫الجهود التي تبذلها الواليات المتحدة والتي‬ ‫أضرت أكثر مما نفعت أهدافها‪ ،‬فبدون‬ ‫فهم ديناميكيات المجتمع الصومالي منذ‬ ‫الحرب األهلية‪ ،‬يغفل الكثيرون عن العالقة‬ ‫بين المبادرات األمريكية ونمو التطرف‪.‬‬ ‫لكن األهم من ذلك‪ ،‬معرفة و خبرة بروتون‬ ‫التي تتضح في التقرير والتي مكنتها من تقييم‬ ‫النتائج المحتملة لمختلف اإلستراتيجيات‪،‬‬ ‫وبهذه الطريقة تمكنت من تقديم مجموعة‬ ‫من التوصيات السياسية إلدارة أوباما‪.‬‬ ‫توضح بروتون أن أوباما اختار أن يتخذ‬ ‫سياسة بوش الخاصة بدعم الحكومة‬ ‫االتحادية االنتقالية ليبني عليها‪ ،‬بوصفها‬ ‫وسيلة لتوفير حصن ضد القوات اإلسالمية‬ ‫المتشددة‪ ..‬وقد فعل ذلك بتقديم الوعود‬ ‫لرئيس الحكومة االتحادية االنتقالية الشيخ‬ ‫شريف شيخ أحمد‪ ،‬بإعطائه شحنات‬ ‫من الذخيرة والدعم الدبلوماسي‪ ،‬وعلى‬ ‫الرغم من أن الحكومة االتحادية االنتقالية‬ ‫هي األكثر صداقة للواليات المتحدة في‬ ‫المدينة‪ ،‬فإن بروتون ترى أن احتماالت‬ ‫نشأتها كحكومة أو كيان فعال سيئة‬ ‫للغاية"‪ ،‬فسيطرة الحكومة االنتقالية الفعلية‬ ‫محدودة للغاية‪ ،‬وبقاؤها يعتمد على قوات‬ ‫حفظ السالم التابعة لالتحاد األفريقي‪،‬‬ ‫فدعم الحكومة االتحادية االنتقالية من قبل‬ ‫الواليات المتحدة لم يشجع على تنفيذ جدول‬ ‫أعمال اإلدارة األمريكية‪ ،‬ولكنه في الواقع‬ ‫أدى إلى تقويض مصداقية هذه الحكومة‪.‬‬ ‫وترى بروتون أنه بمجرد أن نعترف‬ ‫بأن احتماالت بقاء الحكومة االتحادية‬ ‫االنتقالية محدودة‪ ،‬يكون البديل األفضل‬ ‫هو اتباع نهج مختلف في التعامل مع‬ ‫الصومال‪ ،‬لكن هذا البديل ينبغي أن‬ ‫يقوم على أساس ضرورة تجنب تنظيم‬ ‫حملة مطولة لمكافحة التمرد وبناء الدولة‬ ‫كتلك التي بدأتها إدارة بوش في الشرق‬ ‫األوسط؛ ليس فقط ألن هذه الحملة‬ ‫لن تكون مجدية فحسب‪ ،‬إذا أخذنا في‬ ‫االعتبار إعطاء الواليات المتحدة العراق‬ ‫وأفغانستان األولوية‪ ،‬ولكن أيضًا ألنه ال‬ ‫توجد لديها رغبة في تنظيم بعثة عسكرية‬ ‫العدد ‪1552‬‬

‫جديدة مكلفة جدًا في الخارج‪ ،‬وترى‬ ‫بروتون أنه من األفضل أن تكون هناك‬ ‫وقفة محدودة لمكافحة اإلرهاب تهدف‬ ‫إلى حرمان تنظيم القاعدة من االستخدام‬ ‫المحتمل للصومال كقاعدة تدريب‪.‬‬

‫رغم أن الحكومة‬ ‫االتحادية االنتقالية هي‬ ‫األكثر صداقة للواليات‬ ‫المتحدة في المدينة‪،‬‬ ‫فإن بروتون تري‬ ‫أن احتماالت نشأتها‬ ‫كحكومة أو كيان فعال‬ ‫سيئة للغاية"‪ ،‬فسيطرتها‬ ‫الفعلية محدودة‪ ،‬وبقاؤها‬ ‫يعتمد على قوات حفظ‬ ‫السالم التابعة لالتحاد‬ ‫األفريقي‬ ‫وبعكس اإلستراتيجية الحالية‪ ،‬يرى‬ ‫التقرير أن هناك ضرورة لتوجيه ضربات‬ ‫جوية تستهدف أعضاء القاعدة ومنتسبيها‪،‬‬ ‫كما يرى أن هناك ضرورة في االلتزام‬ ‫بالالمركزية في توزيع المساعدات‬ ‫الخارجية األمريكية‪ ..‬وتشير بروتون أيضًا‬ ‫إلى أنه بدلاً من الرد العسكري العدواني‬ ‫لمواجهة القرصنة‪ ،‬يجب على الواليات‬ ‫المتحدة إطالق مبادرات من شأنها تعبئة‬ ‫الصوماليين أنفسهم لمواجهة القراصنة‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن البعض قد ال يشعر‬ ‫باالرتياح من اتباع إستراتيجية عدوانية‬ ‫محدودة ضد بلد يزداد اجتذابًا لإلرهابيين‪،‬‬ ‫فإن حجج بروتون حول هذه النقطة قوية‪،‬‬ ‫فإذا كانت الجهود السابقة لم تحقق شيئًا‬ ‫يذكر لتحسين األوضاع وإذا كان القيام‬ ‫بحملة عسكرية أم ًرا غير مقبول سياسيًا‪،‬‬ ‫فإن كل ما يمكن أن تفعله الواليات المتحدة‬ ‫أن تبذل قصارى جهدها في حدود ما تملك‪.‬‬ ‫وبينما يغلب على ما تبقى من توصيات‬

‫بروتون االنسجام مع الفلسفة السابق‬ ‫اإلشارة إليها والخاصة "بفك االرتباط"‪،‬‬ ‫فإن هذه التوصيات ليست جميعها‬ ‫مقنعة‪ ،‬والنقطة األكثر إثارة للدهشة في‬ ‫تقرير بروتون أنها تدعي أن ميليشيات‬ ‫الشباب والجماعات المتطرفة األخرى‬ ‫ينبغي أن يُسمح لها بالمشاركة في‬ ‫الحكومة إذا ما وافقت تلك الجماعات‬ ‫على التخلي عن رسالتهم الجهاديةـ‬ ‫وهذه الفكرة بها إشكالية لعدة أسباب‪:‬‬ ‫فأولاً ‪ ..‬على الرغم من أن بروتون ترى‬ ‫أن بذور فشل جماعة الشباب قد نُثرت‬ ‫بالفعل وأصبح سقوط الحكومة االنتقالية‬ ‫مسألة وقت‪ ،‬فإن ميليشيات الشباب في‬ ‫الوقت الراهن تنقل نوعية الدعم التي‬ ‫من شأنها أن تقوض الحكومة االتحادية‬ ‫االنتقالية‪ ،‬هذا يعني أن هذه الميليشيات‬ ‫سواء كانت في حالة تقاتل فيما بينها أم‬ ‫ال‪ ،‬فإنها على األرجح تظل على صلة‬ ‫بتنظيم القاعدة‪ ،‬ولم توضح بروتون‬ ‫بالضبط كيف أن فرصة المشاركة في‬ ‫الحكومة ستجعل هؤالء اإلرهابيين‬ ‫يتخلون عن فلسفة التطرف‪ ،‬خاصةً أن‬ ‫بروتون ترى أن التأييد األمريكي السابق‬ ‫لم يكن فعالاً ‪ ،‬ولكنه أدى إلى نفور ساسة‬ ‫الحكومة االتحادية االنتقالية من الجماهير‬ ‫وشجع على التطرف‪ ،‬فلماذا إذن لن‬ ‫يحدث هذا إذا سمحت الواليات المتحدة‬ ‫للمتطرفين السابقين في حركة الشباب‬ ‫بالمشاركة في الحكومة؟ هذا السؤال لم‬ ‫تتم اإلجابة عنه‪ ،‬وهذا أمر مستغرب إذا‬ ‫أخذنا في االعتبار إيمان بروتون بأن‬ ‫مواجهة نفوذ الجماعات المتطرفة هي‬ ‫وسيلة ضمان حكومة قوية في الصومال‪.‬‬ ‫وبالرغم من جانب القصور هذا‪ ،‬فإن‬ ‫بروتون نجحت في تناول مسألة فك‬ ‫االرتباط بشكل بناء ومدهش‪ ،‬فقد‬ ‫استطاعت تقييم عدم كفاءة الجهود المبذولة‬ ‫من جانب الواليات المتحدة واألمم المتحدة‬ ‫على نطاق أوسع‪ ،‬فبروتون ترى أنه من‬ ‫األفضل بذل جهود أقل لتجنب المزيد من‬ ‫األضرار‪ ،‬ورؤيتها هذه مقنعة‪ ،‬خاصة‬ ‫إذا كان تقليل الجهود سيؤدي إلى تهيئة‬ ‫الظروف من أجل المشاركة بشكل فعال‬ ‫في المستقبل‪.‬‬ ‫ولمزيد من المعلومات‬ ‫‪www.cfr.org‬‬ ‫‪47‬‬

‫تقارير‬

‫المالذ اآلمن للقاعدة‬ ‫الصومال‪ :‬اتجاه جديد‬

‫مجلس العالقات الخارجية‬ ‫برونوين إي‪ .‬بروتون‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2010‬‬

‫تمثل األوضاع غير المستقرة في الصومال ظروفًا مواتية لتنظيم القاعدة‪ ،‬حيث تشجع عناصر التنظيم على اتخاذ هذا البلد مال ًذا آمنًا لهم‪،‬‬ ‫وهو ما يثير دون شك مخاوف الواليات المتحدة على نحو متزايد خاصة مع تطبيق إستراتيجية خاطئة لتحقيق االستقرار في هذا البلد‪.‬‬

‫حالة عدم االستقرار في الصومال تخلق‬ ‫ظروفًا مواتية لإلرهاب واإلتجار في‬ ‫المخدرات والقرصنة والمصادر األخرى‬ ‫لعدم االستقرار‪ ،‬والتي يمكن أن تمتد‬ ‫خارج حدود هذا البلد‪ ،‬وتعي الواليات‬ ‫المتحدة جيدًا حقيقة أن الصومال أصبحت‬ ‫قنبلة موقوتة بمقدورها زعزعة االستقرار‬ ‫في المنطقة وبالتالي تقويض إستراتيجية‬ ‫مكافحة اإلرهاب‪ ،‬بيد أن التدابير التي‬ ‫تطبقها الواليات المتحدة في الصومال ال‬ ‫تزال إلى اآلن مكلفة وتفتقر إلى الفعالية‪،‬‬ ‫وهذا ما تشير إليه برونوين بروتون‪،‬‬ ‫الزميلة بمجلس العالقات الخارجية‪.‬‬ ‫‪© Getty Images‬‬

‫من خالل إلقاء نظرة على تاريخ‬ ‫الصومال الحديث‪ ،‬يوضح تقرير بروتون‬ ‫األسباب والمصادر المختلفة وراء حالة‬ ‫عدم االستقرار في الصومال‪ .‬وتقترن‬ ‫تحليالتها بعدة مقترحات وبدائل قيمة‬ ‫لإلستراتيجية الحالية‪ ،‬التي تقوم الواليات‬ ‫المتحدة بتطبيقها‪ ،‬وهذه العوامل ليست‬ ‫مقصورة على الظروف الموجودة‬ ‫على أرض الواقع بالصومال‪ ،‬مثل‬ ‫شعبية أو عدم شعبية الحكومة االتحادية‬ ‫االنتقالية‪ ،‬وإنما تشمل أيضًا األوضاع‬ ‫في الخارج‪ ،‬خاصة غياب اإلرادة‬ ‫السياسية من جانب الواليات المتحدة ‪.‬‬ ‫ومن بين مزايا تقرير بروتون أنه‬ ‫يتضمن تاريخ الصومال ويعطي فه ًما‬ ‫أفضل لقصور الجهود المبذولة حاليًا‪..‬‬ ‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬هناك نقطة مهمة ال‬ ‫تزال تؤثر على مختلف أبعاد التدخل‬ ‫األمريكي في الصومال وهي أن العديد‬ ‫من اإلستراتيجيات التي اتبعتها الواليات‬ ‫‪ 9‬إبريل ‪2010‬‬

‫‪46‬‬

‫كتب‬

‫لتصوير اإلسالم على أنه دين عنف‪.‬‬

‫العدالة الجنائية يمكن أن يساعد على‬ ‫خفض اإلرهاب بعدة طرق‪ ،‬فإمكانية‬ ‫التعرض لالعتقال والعقاب يمكن‬ ‫أن تردع اإلرهابيين اآلخرين من‬ ‫القيام بهجمات‪ ..‬إال أن تأثير الردع‬ ‫في تحقيق العدالة الجنائية كان محل‬ ‫تساؤالت منذ فترة طويلة‪ ،‬حيث يندر‬ ‫أن تكون العقوبة والمحاكمة رادعًا في‬ ‫الجرائم األقل خطورة مثل السرقة‪،‬‬ ‫وبالتالي ال يكون من المرجح أن تكون‬ ‫العقوبة رادعًا لمن هم على استعداد‬ ‫للموت من أجل قضية يؤمنون بها‪.‬‬

‫ويدحض المؤلف في ذلك الفصل المزاعم‬ ‫بأن اآليات القرآنية التي تتناول قتل الكفار‬ ‫تجعل من اإلسالم دين عنف‪ ،‬وأشار إلى‬ ‫آية بعينها يتم التطرق إليها في إطار‬ ‫مزاعم أن اإلسالم دين عنف‪ ،‬والتي جاء‬ ‫فيها‪" :‬فإذا انسلخ األشهر الحرم‪ ،‬فاقتلوا‬ ‫المشركين حيث وجدتموهم‪ ،‬وخذوهم‬ ‫واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد"‪،‬‬ ‫ولكنه يوضح أن الجزء المشار إليه‬ ‫أعاله من اآلية يتبعه جزء آخر ينص‬ ‫على أنه "فإن تابوا وأقاموا الصالة وآتوا‬ ‫الزكاة فخلوا سبيلهم إن هللا غفور رحيم"‪.‬‬ ‫وبمعنى آخر يستخدم عسيري نفس‬ ‫التكتيك الذي يستخدم إلقناع اإلرهابيين‬ ‫السابقين بأن اإلسالم ليس دين عنف‬ ‫في تعريف القراء بنفس الحقيقة‪،‬‬ ‫ويعد التحليل المنطقي للقرآن جانبًا‬ ‫مه ًما من اإلستراتيجية السعودية‬ ‫لمكافحة اإلرهاب‪ ،‬ألنه يدحض‬ ‫رؤية اإلرهابيين الذين يعتمدون‬ ‫على القرآن لتبرير أعمال اإلرهاب‪.‬‬ ‫ويمكن أن يكون هذا هو سبب النجاح‬ ‫الكبير الذي حققته إستراتيجية السعودية‬ ‫لمكافحة اإلرهاب‪ ،‬فبدلاً من تقديم‬ ‫أدلة علمانية على خطأ التفسيرات‬ ‫التي يقدمها اإلرهابيون‪ ،‬أظهرت‬ ‫السعودية تقدي ًرا كبي ًرا لنفسية مواطنيها‬ ‫وقدمت حلاً دينيًا لمشكلة اإلرهاب‪.‬‬ ‫ورغم أن الكتاب يقدم تفاصيل مهمة‬ ‫فيما يتعلق باإلستراتيجية السعودية‬ ‫لمكافحة اإلرهاب‪ ،‬فإنه يفتقر إلى‬ ‫التفاصيل في جوانب أخرى‪ ،‬خاصة‬ ‫أن تقييم عسيري ألسباب اإلرهاب‬ ‫تفتقر إلى الهيكل العلمي‪ ،‬بل ويتم‬ ‫أحيانًا تقديم تفسيرات متناقضة لما قد‬ ‫يدفع األفراد إلى أن يصبحوا إرهابيين‪.‬‬ ‫ومن األمثلة على ذلك زعمه بأن "أسباب‬ ‫اإلرهاب متعددة بتعدد نوعية الناس‬ ‫الذين يرتكبون هجمات إرهابية"‪ ،‬لكنه‬ ‫يصف الفقر وعدم المساواة في موضع‬

‫العدد ‪1552‬‬

‫السفيرعواض عسيري نجح في شرح الدور‬ ‫السعودي في مواجهة اإلرهاب‬

‫سابق من الكتاب بأنهما السبب الرئيسي‬ ‫لإلرهاب‪ ،‬ورغم أن كال الزعمين‬ ‫يتسمان بالصواب ورغم إمكانية أن‬ ‫يكون هناك في الواقع عالقة متبادلة‬ ‫بينهما‪ ،‬كان من الممكن أن يقوم المؤلف‬ ‫بتقديم حجته بطريقة أكثر تركي ًزا‪.‬‬ ‫وتتعلق فرضية ثانية تدور حولها‬ ‫التساؤالت فيما يتعلق بهذا الكتاب‬ ‫بتأثير نظام العدالة الجنائية فيما يتعلق‬ ‫بمنع حدوث الهجمات اإلرهابية‪ ،‬حيث‬ ‫يزعم عسيري أن "استخدام نظام‬

‫التحليل المنطقي للقرآن‬ ‫كان عنص ًرا مه ًما في‬ ‫اإلستراتيجية السعودية‬ ‫لمكافحة اإلرهاب‪ ،‬ألنه‬ ‫يدحض رؤية اإلرهابيين‬ ‫الذين يعتمدون على‬ ‫القرآن لتبرير أعمال‬ ‫اإلرهاب‬

‫ورغم هاتين النقطتين اللتين تعدان محل‬ ‫تساؤل فيما يتعلق بكتاب عسيري‪ ،‬فإن‬ ‫الكتاب يعد إضافة جيدة للمجال البحثي‬ ‫الخاص بسياسات مكافحة اإلرهاب‪،‬‬ ‫فعسيري ال يقوم فقط بدراسة النموذج‬ ‫السعودي لمكافحة اإلرهاب‪ ،‬بل يتناول‬ ‫أيضًا اإلستراتيجيات المشابهة التي‬ ‫أخذت بها دول أخرى‪ ،‬وهو الجانب‬ ‫المهم جدًا في الكتاب‪ ،‬حيث يسمح‬ ‫بإعداد إجراءات لمكافحة اإلرهاب‬ ‫تعتمد على تجارب الدول المختلفة‪.‬‬ ‫ويعد هذا الجانب محل إعجاب أيضًا‬ ‫للموضوعية التي يتسم بها‪ ،‬ولتأكيد‬ ‫عسيري على االستفادة من تجارب‬ ‫الدول األخرى‪ ،‬حيث يلقي الكاتب‬ ‫الضوء على قيام تلك الدول بتطبيق‬ ‫سياسات "ناعمة" لمكافحة اإلرهاب‪،‬‬ ‫مما "يعطي تلك السياسات طابعًا‬ ‫محليًا يتناسب بشكل ناجح مع البيئات‬ ‫ذات الصلة"‪ ،‬ورغم ذلك يعترف‬ ‫المؤلف بأن النموذج السعودي‬ ‫لمكافحة اإلرهاب يمكن أن يكون‬ ‫مكلفًا وبأن توفير التمويل الكافي لذلك‬ ‫النموذج يعد عاملاً أساسيًا لنجاحه‪.‬‬ ‫ويعكس كتاب عسيري حول مكافحة‬ ‫اإلرهاب رؤية جيدة فيما يتعلق‬ ‫بأهمية القوة الناعمة بالنسبة للحرب‬ ‫على اإلرهاب‪ ،‬كما أن كتابه يعكس‬ ‫جهدًا دبلوماسيًا ناجحًا فيما يتعلق‬ ‫باإلسالم‪ ،‬حيث يدحض أي مزاعم‬ ‫ترى أن اإلسالم يشجع العنف‪.‬‬ ‫‪45‬‬

‫كتب‬

‫الردع الناعم‬

‫مكافحة اإلرهاب‪..‬‬ ‫دور السعودية في الحرب على اإلرهاب‬ ‫تأليف‪ :‬على بن سعيد عواض عسيري‬

‫دار النشر‪ :‬مطابع جامعة أكسفورد‬ ‫سنة النشر‪2009 :‬‬

‫أصبحت السعودية محل اهتمام عالمي لنجاحها في صياغة إستراتيجية خاصة بها لمكافحة اإلرهاب عن طريق نموذج يشجع على إعادة‬ ‫تأهيل اإلرهابيين السابقين وعلى التعليم كوسيلة لمنع اآلخرين من السعي لتحقيق أهداف إرهابية‪ ،‬وشجع هذا المستوى من النجاح‬ ‫الدبلوماسي "علي عواض عسيري" على إعداد كتاب يشرح فيه طبيعة البرنامج الذي أخذت به السعودية لمكافحة اإلرهاب ويتناول فيه‬ ‫مدى إمكانية تطبيق هذا البرنامج في الدول األخرى التي تعاني من تهديدات إرهابية ‪.‬‬

‫واجهت السعودية أزمة خطيرة بعد‬ ‫هجمات ‪ 11‬سبتمبر‪/‬أيلول‪ ،‬حيث كان‬ ‫معظم المهاجمين من أصول سعودية‪،‬‬ ‫مما أدى إلى تساؤالت في مختلف أنحاء‬ ‫العالم حول ما إذا كانت السعودية دولة‬ ‫تشجع الفكر المتطرف‪ ،‬واآلن وصل‬ ‫العالم إلى إجماع بأن الوضع ليس كذلك‪،‬‬ ‫بل على العكس أصبح للسعودية الريادة‬ ‫فيما يتعلق بنوعية معينة من سياسات‬ ‫مكافحة اإلرهاب‪ ،‬وهي النوعية التي ال‬ ‫تعتمد على الهجمات باستخدام طائرات‬ ‫بدو ن طيار‪ ،‬بل تتجنب السياسات‬ ‫الهجومية والتي تتسبب في حدوث‬ ‫مظالم تستخدم في وقت الحق كمبرر‬ ‫لقتل األبرياء‪ ،‬وتعد اإلستراتيجية‬ ‫السعودية في طليعة ما تم وصفه‬ ‫بالسياسة "الناعمة" لمكافحة اإلرهاب‪،‬‬ ‫والتي تركز على الوقاية وإعادة التأهيل‪.‬‬ ‫ونتيجة للنجاح الذي حققته السعودية‪،‬‬ ‫كتب الدبلوماسي السعودي عواض‬ ‫عسيري كتابًا تحت عنوان "مكافحة‬ ‫اإلرهاب‪..‬دور السعودية في الحرب‬ ‫‪ 9‬إبريل ‪2010‬‬

‫على اإلرهاب" يشرح فيه طبيعة‬ ‫إستراتيجية بالده‪ ..‬معربًا عن األمل‬ ‫في إمكانية جعلها قابلة للتطبيق في‬ ‫سياقات أخرى‪ ،‬لكن مع التقدم في‬ ‫صفحات الكتاب‪ ،‬يالحظ القارئ أن‬ ‫أهداف المؤلف تضم بعدًا آخر يتسم‬ ‫بنفس القدر من األهمية‪ ،‬ويتمثل في‬ ‫التعاون الدولي‪ ،‬ويهدف المؤلف بشكل‬ ‫عام إلى إظهار أن اإلسالم دين سالم‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد تبرز خبرات المؤلف‬ ‫كدبلوماسي‪ ،‬حيث نجح في إظهار أن‬ ‫اإلسالم دين سالم وأن ما يؤسف له هو‬ ‫أن اإلرهابيين لديهم تفسيرات محرفة‬ ‫لمبادئ اإلسالم تجعله يبدو وكأنه يبارك‬ ‫العنف ويشجع عليه‪ ،‬ومن هنا ينجح‬ ‫المؤلف في دحض فكرة أن الصدام‬ ‫محتوم بين الدول الغربية العلمانية‬ ‫والدول الدينية المحافظة مثل السعودية‬ ‫بحجة اختالف "الحضارات" التي‬ ‫تخص كل جانب‪ ،‬وعلى النقيض من تلك‬ ‫الفكرة‪ ،‬يوضح المؤلف بشكل متكرر‬ ‫أن تقاليد اإلسالم تظهر قبول اآلخر‬

‫وقبول االختالف الديني على الدوام‪.‬‬ ‫ويتضح هذا األمر بدرجة أكبر عندما‬ ‫يدرك المرء أن هذا هو التكتيك الذي‬ ‫تم تطبيقه في إستراتيجية السعودية‬ ‫لمكافحة اإلرهاب‪ ،‬حيث تمثل التوعية‬ ‫بالمبادئ الحقيقية لإلسالم جز ًءا مه ًما‬ ‫من إستراتيجية مكافحة اإلرهاب‪،‬‬ ‫وشمل ذلك في الواقع العملي تشجيع‬ ‫رجال الدين الذي يحظون باحترام واسع‬ ‫على التحدث مع اإلرهابيين ليوضحوا‬ ‫لهم أن تفسيراتهم السابقة للجهاد‬ ‫تتعارض في الواقع مع مبادئ اإلسالم‪.‬‬ ‫إال أن الجهاد يعد فعليًا من مبادئ‬ ‫اإلسالم؛ فكيف للمرء أن يفرق بين‬ ‫العنف والجهاد‪ ،‬إذا زعم اإلرهابيون أنهم‬ ‫يمارسون الجهاد بالمفهوم اإلسالمي؟ إن‬ ‫الفصل الذي كتبه عسيري تحت عنوان‬ ‫"المنظور اإلسالمي لإلرهاب" يعد‬ ‫مه ًما في هذا الصدد‪ ،‬خاصة بالنسبة‬ ‫للقراء الذين يعدون أقل دراية بحقيقة‬ ‫اإلسالم والذين قد يكونون عرضة‬ ‫‪44‬‬

‫إصدارات‬ ‫كتب‬

‫العدد ‪1552‬‬

‫قراءات‬

‫تقارير‬

‫‪43‬‬

‫اآلن أصبح بإمكانك متابعة المجلة من أي مكان و في أى وقت من خالل األيفون‬

‫المستثمر العالمي‬

‫المقامرة على الدوالر‬

‫تصور مستقبلي لالقتصاد وأسواق العمالت‬ ‫يبدو أن الواليات المتحدة وضعت قدمها على الطريق الموصل إلى مستوى ثابت للدين طويل األمد‪ ..‬وهذا المستوى رغم أنه غير مرغوب فإنه‬ ‫صا أن التعامل مع تمويل العجز لن يمثل معضلةً‪ ،‬كما يرى كثيرون‪.‬‬ ‫ضا‪ ،‬خصو ً‬ ‫ليس كارثيًا أي ً‬ ‫ثمة تضارب بين التوقعات بشأن الديون األمريكية‬ ‫المستقبلية‪ ،‬التي صدرت عن مكتب البيت األبيض‬ ‫لإلدارة والميزانية‪ ،‬وتلك التي تضمنتها تقييمات‬ ‫مكتب الكونجرس لشئون الميزانية‪ ،‬والتي تتعلق‬ ‫بمقترحات أوباما األخيرة بشأن الميزانية‪ ،‬فقد‬ ‫تركز قدر هائل من االهتمام على التفاوت بين‬ ‫التصورين – إذ إن الفارق بينهما ‪ 1.2‬تريليون‬ ‫دوالر أمريكي على مدار العقد – لكن األمر‬ ‫األكثر إثارة للقلق هو ما يجمعهما‪ :‬الزيادة الهائلة‬ ‫في مستوى مديونية الحكومة من إجمالي الناتج‬ ‫المحلي‪ ..‬لكن تأمل الوضع الحالي يعطينا أساسًا‬ ‫أفضل للتنبؤ بالتطورات المستقبلية في االقتصاد‬ ‫وأسواق العمالت‪ ،‬ومن ثم يهيئنا للعواقب المحتملة‪.‬‬ ‫ويرى مكتب البيت األبيض لإلدارة والميزانية أنه‬ ‫حتى عام ‪ ،2020‬يظل عجز الميزانية الفيدرالية عند‬ ‫مستوى أعلى من ‪ 3.5%‬على مدار العقد بأكمله‪،‬‬ ‫في حين يرى مكتب الكونجرس لشئون الميزانية أن‬ ‫هذه النسبة ستكون ‪ ،4.5%‬ودون إحداث تغييرات‬ ‫هائلة‪ ،‬يبدو أن الواليات المتحدة وضعت قدمها‬ ‫على الطريق الموصل إلى مستوى ثابت للدين‬ ‫طويل األمد يقترب من ‪ ،80%‬من إجمالي الناتج‬ ‫المحلي‪ ،‬وهذا المستوى رغم أنه غير مرغوب‬ ‫فإنه ليس كارثيًا أيضًا‪ ،‬خصوصًا أن التعامل مع‬ ‫تمويل هذا العجز لن يكون معضلةً ـ كما يرى‬ ‫كثيرون ـ وتظل األسعار الضريبية‬ ‫منخفضة نسبيًا مقارنة بالدول األوروبية‪.‬‬ ‫في الحقيقة هذه األسعار تظل أدنى بكثير من‬ ‫األسعار الضريبية األمريكية في فترة التسعينيات‬ ‫التي كانت تشهد ازدهارًا‪ ،‬ورفع الضرائب إلى‬ ‫مستويات تماثل مستوياتها في عهد كلينتون‬ ‫يمكن أن يسهم إسها ًما كبيرًا في التعامل مع‬ ‫مشكلة عجز الميزانية والديون‪ ،‬لكن وحسبما‬ ‫كشف الجدل األخير حول إصالح نظام التأمين‬ ‫الصحي‪ ،‬ثمة عقبات مؤسساتية وحزبية تقف‬ ‫كحجر عثرة على طريق التغييرات الكبيرة في‬ ‫السياسات الحالية‪ .‬ويبقى سؤال ملح هنا‪ :‬هل‬ ‫سيتمكن الرئيس أوباما أو أي من خلفائه في‬ ‫عام ‪ ،2010‬من التغلب على هذه العقبات؟!‬ ‫وبخالف عجز الميزانية‪ ،‬هناك عجز آخر تعاني‬ ‫منه الحكومة األمريكية وهو العجز التجاري؛ فقد‬ ‫كان آخر فائض تجاري يحدث في الواليات المتحدة‬ ‫في عام ‪ ،1975‬وعلى مدار جيل‪ ،‬لم يعرف العالم‬ ‫سوى العجز التجاري األمريكي الكبير‪ ،‬الذي‬ ‫‪ 9‬إبريل ‪2010‬‬

‫د‪ .‬مارك داكينفيلد‬

‫اليونان بأعين مفتوحة ويخشى أن تتكرر في‬ ‫إسبانيا وإيطاليا‪ ..‬بيد أن القيود التي فرضتها منطقة‬ ‫اليورو على حجم العجز المالي للدول األعضاء‬ ‫تمثل قيدًا قويًا ال يوجد في الحكومة األمريكية‬ ‫الفيدرالية‪ ،‬وحتى بدون أي تغييرات‪ ،‬يشبه الوضع‬ ‫المالي األمريكي الوضع المالي أللمانيا أكثر من‬ ‫مشابهته لدول جنوب أوروبا‪ ،‬ومن جهة أخرى‪،‬‬ ‫فإن وضع التجارة األمريكية على عكس ألمانيا التي‬ ‫تعد ثاني أكبر قوة مصدرة في العالم بعد الصين‪.‬‬

‫يزداد ضراوة من آن آلخر‪ ،‬وقد أحدثت األزمة‬ ‫االقتصادية تراجعًا في العجز التجاري الذي هبط‬ ‫من ‪ 696‬مليار دوالر أمريكي في عام ‪،2008‬‬ ‫إلى ‪ 381‬مليار دوالر في عام ‪ .2009‬والعودة إلى‬ ‫الوضع الطبيعي سوف تؤدي إلى مزيد من التدهور‬ ‫في ميزان المدفوعات األمريكي‪ ،‬وهذا من شأنه أن‬ ‫يؤدي إلى تراجع قيمة الدوالر بشكل ملحوظ عندما‬ ‫تنتهي األزمة االقتصادية الحالية‪ .‬والجاذبية الحالية‬ ‫التي يتمتع بها الدوالر األمريكي لها عالقة كبيرة‬ ‫بغياب مالذ آمن آخر لألموال أكثر من ارتباطها‬ ‫بقوة الوضع التجاري والمالي للواليات المتحدة‪.‬‬

‫وبالطبع‪ ،‬أيًا كان الحديث عن قوة الدوالر‪ ،‬فإن‬ ‫السياسة الرسمية للواليات المتحدة تتمثل في أنه‬ ‫ينبغي على الصين أن تعيد تقييم عملتها مقابل‬ ‫الدوالر األمريكي‪ .‬ويتفق الخبراء بشكل كبير على‬ ‫أن عواقب فك االرتباط بين الدوالر األمريكي‬ ‫والرينمنبي الصيني يمكن أن يمثل إعادة تقييم‬ ‫للعملة الصينية بنسبة تتراوح بين ‪.40%-25‬‬ ‫ومن المحتمل أن يشكل هذا األمر اإلستراتيجية‬ ‫االقتصادية الصينية المعنية بالتصدير‪ ،‬لكن‬ ‫صانعي السياسات األمريكية يحاولون‪ ،‬بشكل‬ ‫متزايد‪ ،‬إعادة تقييم العملة الصينية من جديد‪.‬‬

‫بخالف عجز الميزانية‪ ،‬هناك‬ ‫عجز آخر تعاني منه الحكومة‬ ‫األمريكية وهو العجز‬ ‫التجاري؛ فقد كان آخر فائض‬ ‫تجاري يحدث في الواليات‬ ‫المتحدة في عام ‪،1975‬‬ ‫وعلى مدار جيل‪ ،‬لم يعرف‬ ‫العالم سوى العجز التجاري‬ ‫األمريكي الكبير‪ ،‬الذي يزداد‬ ‫ضراوة من آن آلخر‬

‫وبينما يخرج االقتصاد العالمي من الركود‬ ‫الكبير‪ ،‬يبدأ المستثمرون من جديد في النظر إلى‬ ‫االستثمارات التي تحقق معدالت عوائد أعلى‬ ‫مقارنة بالسندات الحكومية اآلمنة والمكاسب‬ ‫التي يمكن تحقيقها من تعافي االقتصاد األمريكي‬ ‫سوف تتأثر نتيجة تباطؤ إيقاع الطلب على الدوالر‬ ‫األمريكي‪ ،‬ويواصل اليورو التعزيز من نفسه‬ ‫كبديل إقليمي للدوالر األمريكي‪ ،‬لكن احتماالت‬ ‫النمو الحقيقي في االتحاد األوروبي قد تحدث لدى‬ ‫الدول األعضاء المنتمية ألوروبا الشرقية‪ ،‬والتي‬ ‫لم يقم معظمها بعد بتطبيق عملة اليورو‪ .‬وفي ظل‬ ‫هذا المناخ‪ ،‬سوف تصبح اقتصادات العالم النامي‬ ‫أكثر جاذبية‪ ،‬خصوصًا في تلك الدول التي حققت‬ ‫نجاحًا ملحوظًا مثل الصين والهند والبرازيل‬ ‫بفضل مثابرتها ونموها القوي في مواجهة األزمة‬ ‫االقتصادية‪.‬‬

‫أسعار العمالت نسبية والقليل من بدائل الدوالر‬ ‫تواجه تحديات أيضًا‪ ،‬فعملة اليورو تمر بأوقات‬ ‫عصيبة‪ .‬وبالرغم من أن تجارة االتحاد األوروبي‬ ‫في حالة متوازنة‪ ،‬فإن الوضع المالي لبعض الدول‬ ‫األعضاء في االتحاد األوروبي يواجه حالة من‬ ‫عدم االستقرار‪ ،‬ويترقب االتحاد األوروبي أزمة‬

‫اآلراء الواردة في هذا المقال تعبر عن رأي كاتبها‬ ‫وليس بالضرورة عن رأي كلية الحرب الجوية‬ ‫األمريكية أو وزارة الدفاع األمريكية‬

‫أستاذ االقتصاد السياسي الدولي في كلية‬ ‫الحرب الجوية األمريكية‬ ‫‪40‬‬

‫حالة االقتصاد‬ ‫اقتصاد عالمي‬

‫المستثمر العالمي‬

‫األسواق‬

‫المقامرة على‬ ‫الدوالر‬ ‫بقلم‬ ‫د‪ .‬مارك داكينفيلد‬

‫العدد ‪1552‬‬

‫‪39‬‬

‫إﻧﺘﺮﻧﺖ ﻃﻠﻘﺔ‬

‫ﻣﻌﺎك ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن‬

‫ﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻋﻦ اﻣﺎﻛﻦ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺒﻴﻊ اﻟﺮﺟﺎء زﻳﺎرة ﻣﻮﻗﻌﻨﺎ‪:‬‬

‫‪800 116 1666‬‬

‫‪www.go.com.sa‬‬

‫ﻳﺴﺮي ﻫﺬا اﻟﻌﺮض ﻓﻲ ا ﻣﺎﻛﻦ واﻟﻤﺪن اﻟﻤﻐﻄﺎه ﻣﻦ ﺷﺒﻜﺔ‬

‫‪ 9‬إبريل ‪2010‬‬

‫ﻟﻤﺪة ﻣﺤﺪودة‬

‫ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺸﺮوط وا ﺣﻜﺎم‬

‫حوار‬

‫ عندما يقر المجتمع الدولي ومجلس‬‫األمن بأن األراضي الفلسطينية التي‬ ‫احتلتها إسرائيل في الرابع من حزيران‬ ‫(‪ )1967‬هي حدود الدولة الفلسطينية ‪،‬‬ ‫فان االستيطان يصبح من الماضي ليس في‬ ‫نظرنا بل في نظر المجتمع الدولي ‪ ،‬وعندها‬ ‫يزول االستيطان على كثافته من كل مناطق‬ ‫الضفة الغربية كما أزيل من شبه جزيرة‬ ‫سيناء ‪.‬‬ ‫‪ :‬قبل إعالن الدولة تثور شكوك‬ ‫حول رجاالت السلطة الفلسطينية وقيادات‬ ‫فتح ؟‬ ‫ نحن تعودنا منذ عقود من اإلسرائيليين‬‫ممارسة الضغوط عبر إفشاء بعض األسرار‬ ‫للضغط على القيادة الفلسطينية لثنيها صالبة‬ ‫مواقفها ‪ ،‬فعندما تمارس القيادة الفلسطينية‬ ‫سياسة ضغط وحسم مع إسرائيل تخرج‬ ‫علينا في إعالمها بفضائح ‪.‬‬

‫اتهامنا باغتيال المبحوح باطل وال يشكل لنا إحراجًا‬

‫‪ :‬ما الهدف من وراء كشف إسرائيل‬ ‫تلك الفضائح ؟‬ ‫ الهدف واضح‪ ،‬وهو إثناء القيادة‬‫الفلسطينية عن رفضها بدء المفاوضات مع‬ ‫إسرائيل قبل وقف االستيطان‪ ،‬وقد جربت‬ ‫إسرائيل سياسة الضغط بالفضائح مع القيادة‬ ‫الفلسطينية في زمن الرئيس الراحل ياسر‬ ‫عرفات‪ ،‬فغرقنا في البحث فيها ولم نخرج‬ ‫بشيء‪.‬‬ ‫‪ :‬هناك اتهامات من حماس أيضا ً‬ ‫لعناصر من فتح بتقديم مساعدة لوجسيتية‬ ‫للمجموعة التي اغتالت محمود المبحوح‬ ‫قيادي حماس في دبي؟‬ ‫ هذه اتهامات باطلة وتتقاطع مع االتهامات‬‫اإلسرائيلية ‪ ،‬وهي بالمناسبة مرفوضة من‬ ‫أي طرف فلسطيني ‪ ،‬خصوصا ً أن تحقيقات‬ ‫شرطة دبي لم تنته بعد ‪.‬‬ ‫‪ :‬أال يشكل اغتيال المبحوح حرجا ً‬ ‫للسلطة وفتح؟‬ ‫ كال ‪ ،‬ال يشكل لنا إحراجا ‪ ،‬فهذا مناضل‬‫فلسطيني اغتاله الموساد اإلسرائيلي ‪،‬‬ ‫وهو اغتيال يشكل حرجا ً إلسرائيل ‪ ،‬لذا‬ ‫عرضت ملفات الفساد إللهاء الفلسطينيين‬ ‫والعالم عن مواقفها والحرجة في الخارج ‪.‬‬ ‫العدد ‪1552‬‬

‫حكومة نتنياهو أكذب الحكومات اإلسرائيلية‬

‫‪ :‬هل إسرائيل محرجة من ملفات‬ ‫الفساد واالغتيال؟‬

‫الفلسطينيين بهذه االتهامات إللهائها عن‬ ‫مواقفها الوطنية الثابتة‪.‬‬

‫ نعم إسرائيل في حالة حرج شديدة جداً‬‫‪ :‬هل يدفع الحرج إسرائيل لشن‬ ‫‪ ،‬إذ‪ ،‬تواجه حرجا ً بعد انكشاف جرائمها حرب أو عملية عسكرية كبيرة في المنطقة؟‬ ‫ضد الشعب الفلسطيني األعزل في قطاع‬ ‫غزة ‪ ،‬وتواجه جريمة تزوير جوازات سفر ‪-‬ال يستبعد شيء على إسرائيل ‪ ،‬فإذا شعرت‬ ‫لعمالء جهاز مخابراتها (الموساد) الغتيال أن حرجها والضغط الدولي وصل الي الذروة‬ ‫المبحوح ‪ ،‬فضالً عن مواجهتها ضغوط ‪ ،‬فستلجأ الى ما ينقذها من الضغوط ويخرجها‬ ‫المجتمع الدولي لوقف االستيطان ‪ ،‬لذا من الزاوية ‪ ،‬وستشن عملية عسكرية كبيرة‬ ‫فهي تحاول أن ترد الصاع صاعين للقيادة هنا أو هناك ‪ ،‬وهذه عادة إسرائيلية تاريخية ‪.‬‬ ‫‪37‬‬

‫حوار‬

‫عندما يقر المجتمع الدولي ومجلس األمن بأن األراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل في الرابع من يونيه ‪ /‬حزيران (‪ )1967‬هي حدود الدولة‬ ‫الفلسطينية ‪ ،‬فإن االستيطان يصبح من الماضي ليس في نظرنا بل في نظر المجتمع الدولي‬

‫ومن يقول غير ذلك "مفتري" حتى لو كان تهويد القدس ‪ ،‬وهدم المسجد األقصى ‪.‬‬ ‫رئيس المجلس التشريعي عزيز دويك أحد‬ ‫‪ :‬الرئيس األمريكي وعد بتدخل‬ ‫ابرز قادة حماس ‪.‬‬ ‫‪ :‬لكن المؤسسات الحقوقية‬ ‫الفلسطينية تتهم السلطة باعتقال المئات‬ ‫من عناصر حماس على خلفية سياسية‬ ‫من بينهم عدد من األكاديميين الجامعيين‬ ‫والصحفيين ؟‬ ‫ هذه اتهامات نرفضها في فتح ‪ ..‬وزارة‬‫الداخلية الفلسطينية دعت الجميع الى‬ ‫زيارة السجون لالطالع على ملفات كل‬ ‫المعتقلين ‪ ،‬وهناك من اعتقل الستغالله‬ ‫موقعه األكاديمي أو مهنته الصحفية للتستر‬ ‫على قضايا غير قانونية ‪ ،‬وكل شيء مثبت‬ ‫بالدليل والبرهان ‪.‬‬ ‫‪ :‬الحكومة اإلسرائيلية تدعو الى‬ ‫التفاوض ‪ .‬ماذا في جعبتها لتفاوض‬ ‫القيادة الفلسطينية؟‬ ‫ الحكومات اإلسرائيلية المتعاقبة كاذبة ‪،‬‬‫وحكومة بنيامين نتنياهو أكذب حكومة ‪،‬‬ ‫وال تريد سالما ً مع الفلسطينيين ‪ ،‬وال تريد‬ ‫وقف االستيطان ‪ ،‬وال تريد وقف مخططات‬ ‫‪ 9‬إبريل ‪2010‬‬

‫حكومة بنيامين‬ ‫نتنياهو أكذب‬ ‫حكومة ‪ ،‬وال‬ ‫تريد سال ًما مع‬ ‫الفلسطينيين‪..‬‬ ‫وحماس تجنت‬ ‫على فتح في قضية‬ ‫المبحوح‬ ‫قوي لوقف االستيطان إلطالق المفاوضات‬ ‫المتعثرة ؟‬

‫األمريكي باراك أوباما ‪ ،‬فقد أسمعنا كالما ً‬ ‫طيبا ً في خطابه بالجامعة األمريكية بالقاهرة‬ ‫‪ ،‬وعد فيه بوقف االستيطان وتحريك قطار‬ ‫التفاوض ‪ ،‬وها نحن نرى اليوم كيف‬ ‫يتحرك قطار االستيطان وتتوقف عجالت‬ ‫المفاوضات‪ ..‬نرى عملية استيطانات‬ ‫وتوسع كل يوم‪ ..‬وحصار للقدس تمهيدا‬ ‫لتهويده‪.‬‬ ‫‪ :‬وزير الخارجية الفرنسي برنار‬ ‫كوشنير قال انه "يمكن التفكير" في‬ ‫اإلعالن و"االعتراف الفوري" بدولة‬ ‫فلسطينية حتى قبل المفاوضات المتعلقة‬ ‫بحدودها ‪ .‬كيف استقبلتم الموقف الفرنسي‬ ‫الجديد ؟‬ ‫ هذا موقف مهم‪ ،‬ولكننا أعلنا الدولة‬‫الفلسطينية منذ عام (‪ )1988‬واعترفت بها‬ ‫(‪ )105‬دولة‪ ،‬نحن ال نريد اعترافا جديدا ‪،‬‬ ‫نريد اعتراف بدولة بحدود الدولة‪ ،‬لذا نحن‬ ‫نريد قرار من مجلس األمن الدولي يعلن‬ ‫عن الدولة الفلسطينية‪.‬‬

‫‪ :‬لكن هل الواقع يتيح دولة‬ ‫فلسطينية متواصلة األطراف ؟ خصوصا ً‬ ‫ نحن لم نعد نعول على إدارة الرئيس واالستيطان يقطع الضفة الى جزر؟‬‫‪36‬‬

‫حوار‬ ‫وينفي الرجل المشارك بحكم موقعه‬ ‫التنظيمي في صنع قرار حركة فتح‬ ‫تعرض قادة حماس في الضفة الغربية الى‬ ‫مالحقات ومضايقات من القوى األمنية‬ ‫الموالية لفتح ‪ ،‬ويؤكد أنهم يتحركون‬ ‫بحرية كاملة ويتحدثون دون قيود ليل نهار‬ ‫‪ ،‬لكنه يشكو من تقييد قوى امن حماس‬ ‫حرية قادة فتح وكوادرها وعناصرها في‬ ‫غزة‪.‬‬ ‫‪ :‬سيذهب وفد من أعضاء المجلس‬ ‫الثوري لحركة فتح لزيارة قطاع غزة‪.‬‬ ‫ماذا يحمل الوفد في جعبته ؟‬ ‫ تجب اإلشارة الى أن من سيذهب من‬‫قادة فتح ليس وفداً رسميا ً ألننا نسافر من‬ ‫منطقة في الوطن الى منطقة أخرى‪ ،‬وما‬ ‫هؤالء إال مجموعة من أعضاء الثوري (‪7‬‬ ‫أعضاء) سيزورون غزة ليلتقوا قيادات‬ ‫فتح وكوردها وعناصرها ومسئولي‬ ‫والشخصيات‬ ‫الفلسطينية‬ ‫الفصائل‬ ‫المجتمعية الفاعلة ‪.‬‬ ‫‪ :‬هل سيلتقون قيادة حماس‬ ‫ويتفاوضون معها ؟‬ ‫ قادة فتح سيلتقون بكل من يرغب في‬‫لقائهم بغزة‪ ،‬لكنهم غير مخولين بإجراء‬ ‫تفاوض مع حماس في القضايا السياسية‬ ‫ألن هناك لجان مشتركة افرزها حوار‬ ‫القاهرة بين الفصائل لبحث كل القضايا‬ ‫محل الخالف‪.‬‬ ‫‪ :‬الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة‬ ‫المركزية لفتح التقى قيادة حماس وبحث‬ ‫معهم ورقة المصالحة المصرية ؟‬ ‫ يجب أن نوضح هنا مسألة في غاية‬‫األهمية هي أن شعث لم يسع للقاء قيادة‬ ‫حماس بل هم من دعوه للقاء ‪ ،‬وكذلك من‬ ‫سيذهب من فتح الى غزة أن دعي للقاء‬ ‫قادة حماس فنحن ال نمانع في ذلك وال‬ ‫نقاطعهم أبداً ‪ ،‬لكن هناك محددات سياسية‬ ‫يلتزم بها قادة فتح ‪.‬‬ ‫‪ :‬لماذا ال تتركوا لقادة فتح فرصة‬ ‫الحوار مع حماس إلقناعها بالتوقيع على‬ ‫الورقة المصرية ؟‬ ‫ هذه الورقة "الوثيقة" كان من المفترض‬‫أن توقع عليها حماس قبل ما يزيد عن‬ ‫العدد ‪1552‬‬

‫شعث أو غيره من قادة فتح سيلتقون بكل من يرغب في لقائهم بغزة لكنهم غير مخولين بإجراء‬ ‫تفاوض مع حماس‬

‫أربعة أشهر مثلما وقعتها حركة فتح‪،‬‬ ‫لكنهم لحجج واهية يتذرعون بها لم يوقعوا‬ ‫الورقة التي لن نبحث في بنودها من جديد‪.‬‬ ‫‪ :‬حماس تتمسك بتوفير ضمانات‬ ‫لها خشية تنصل فتح من تنفيذ بعض بنود‬ ‫االتفاق؟‬ ‫ في األصل يجب أن نطلب نحن ضمانات‬‫من حماس لاللتزام باالتفاق وليس العكس‪،‬‬ ‫فهي التي خرقت الكثير من االتفاقات‬ ‫السابقة بالتذرع بحجج واهية أطاحت‬

‫حماس هي التي‬ ‫تخرق االتفاقات‬ ‫وقادتها يتحركون‬ ‫في كل مدن السلطة‬ ‫وقراها بحرية مطلقة‬ ‫وال تعترضهم السلطة‬ ‫إطالقا‬ ‫بأكثر من اتفاق أو مشروع اتفاق‪.‬‬ ‫‪ :‬إن لم تتوفر لحماس ضمانات هل‬ ‫تتوقع فشل المصالحة ؟‬ ‫ حماس تختلق مبررات دائما ً للتملص‬‫والتنصل من أي اتفاق ‪ ،‬فيوم تذرعت بتأجيل‬ ‫بحث تقرير لجنة تقصي حقائق الحرب‬

‫األممية الموسومة بلجنة "جولدستون" في‬ ‫األمم المتحدة لعدم التوقيع ‪ ،‬ويوم تذرعت‬ ‫بالمعتقلين ‪ ،‬واليوم تتذرع بالضمانات ‪،‬‬ ‫ونحن ال‪ ‬نمانع إن أرادت القيادة المصرية‬ ‫إعطاءهم ضمانات‪.‬‬ ‫‪ :‬حماس تتهم فتح رسميا ً بخرق‬ ‫اتفاق " مكة المكرمة" الذي عقد في‬ ‫فبراير(‪ )2007‬برعاية خادم الحرمين‬ ‫الشريفين الملك عبد هللا بن عبد العزيز ؟‬ ‫ هذا اتهام مردود على حماس " فهي‬‫من خرقت اتفاق مكة المكرمة " عندما‬ ‫قادت انقالبا ً ضد السلطة الفلسطينية في‬ ‫قطاع غزة في يونيو‪/‬حزيران (‪)2007‬‬ ‫‪ ،‬فهل يعقل أن تشبه حماس قتل اثنين‬ ‫من عناصرها بعد االتفاق كقلتها أكثر‬ ‫من (‪ )600‬فلسطيني من عناصر فتح‬ ‫والمواطنين ‪ ،‬وجرح وإعاقة المئات من‬ ‫العناصر ‪ ،‬وتدمير المباني ‪ ،‬هذه حقائق‬ ‫دامغة شاهدها مئات الماليين على شاشات‬ ‫التلفاز ‪.‬‬ ‫‪ :‬تتهم حماس السلطة الفلسطينية‬ ‫بتضييق الخناق على حركة قادتها في‬ ‫الضفة فضالً عن اعتقال كوادرها ؟‬ ‫ هذا كالم ليس فيه أي جزء من الدقة وهو‬‫اتهام تفتري فيه حماس على السلطة وفتح‬ ‫"افترا ًء كبيرا" ‪ ،‬فقادة حماس يتحركون‬ ‫في كل مدن السلطة وقراها بحرية مطلقة‬ ‫‪ ،‬وال تعترضهم السلطة إطالقا ‪ ،‬فال تطلب‬ ‫األجهزة األمنية من أحد إبراز تصريح‬ ‫مرور لالنتقال من محافظة الى أخرى ‪،‬‬ ‫‪35‬‬

‫حوار‬

‫االفتراء الكبير‬

‫أمين مقبول‬ ‫القيادي بالمجلس الثوري لحركة فتح‬ ‫"غزة"علي البطة‬

‫يبدي أمين سر المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" أمين مقبول دهشته من طلب حركة حماس ضمانات‬ ‫لتوقيع اتفاق المصالحة (ورقة المصالحة المصرية) خشية تنصل فتح من تنفيذ بنود االتفاق ‪ ،‬ويقول ‪ ":‬إن فتح هي التي يجب أن‬ ‫تطلب الضمانات" ألن حماس خرقت اتفاق "مكة المكرمة" بانقالبها على السلطة الفلسطينية في قطاع غزة في منتصف يونيه‪/‬‬ ‫حزيران(‪.)2007‬‬ ‫مقبول الذي اختير ألمانة سر المجلس الثوري ضمن (‪ )120‬قياديا ً ‪ ،‬فازوا في عضوية المجلس الذي يعد برلمان الحركة في االنتخابات‬ ‫التي جرت نهاية السنة الماضية في رام هللا بالضفة الغربية ‪ ،‬يرفض أن يتفاوض أعضاء ثوري فتح أثناء زيارتهم المقبلة لقطاع غزة‬ ‫مع قادة حماس حول ورقة المصالحة ويقول " اللجان المشتركة انتهت من كل شيء "‪.‬‬

‫مقبول ‪ :‬قادة حماس يتحركون في كل مدن الضفة وقراها بحرية مطلقة ‪ ،‬وال تعترضهم السلطة‬ ‫إطالقا‬

‫‪ 9‬إبريل ‪2010‬‬

‫‪34‬‬

‫بروفايل‬

‫االنتخابات الرئاسية األخيرة في أفغانستان‬ ‫ق��وض م��ن ش��رعية الحكوم��ة األفغاني��ة‬ ‫بدرجة كبيرة‪ ،‬وهي تطورات قللت بش��كل‬ ‫كبير من إمكانية التوصل إلى حل سياس��ي‬ ‫وجعلت الدبلوماسي األمريكي بيترجالبرث‬ ‫النائب السابق إليدي‪ ،‬يتهمه بغض الطرف‬ ‫عن ممارسات التزوير التي أدت إلي إعادة‬ ‫انتخ��اب قرض��اي‪ ،‬وهي االتهام��ات التي‬ ‫أدت الحقً��ا إل��ى إقالة بيت��ر جالبرث‪ ،‬لكن‬ ‫هذا ل��م يعزز من مصداقي��ة إيدي في نظر‬ ‫األفغان وال في نظر المجتمع الدولي‪.‬‬ ‫ورغ��م هذا الج��دل ‪ ،‬فإن خب��رة إيدي فيما‬ ‫يتعلق بأفغانستان‪ ،‬واتصاالته مع الحكومة‬ ‫األفغانية وحركة طالب��ان تجعله في وضع‬ ‫جي��د لتقديم ال��رأي القائم عل��ى الخبرة فيما‬ ‫يتعل��ق بالخي��ارات الواقعي��ة بالنس��بة لهذا‬ ‫البلد‪ ،‬وإضافة إلى رأيه بأن الحل السياس��ي‬ ‫هو الحل الوحيد‪ ،‬اس��تفاد إيدي من االهتمام‬ ‫الذي صاحب مغادرته أفغانستان‪ ،‬إلرسال‬ ‫رس��الة مفاده��ا أنه يجب موازن��ة الجهود‬ ‫العس��كرية ع��ن طريق الجهود السياس��ية‪،‬‬ ‫وقال إيدي لصحيف��ة نيويورك تايمز‪" ،‬إنه‬ ‫ف��ي حالة عدم الدفع بالتيارات الس��لبية إلى‬ ‫المسار اإليجابي‪ ،‬لن يمكن القيام بالكثير من‬ ‫أجل إعادة الس�لام إلى الب�لاد"‪ ،‬لكن يمكن‬ ‫أن يك��ون الدرس الذي س��لط الضوء عليه‬ ‫بدرج��ة أكبر هو أن "العمليات العس��كرية‬ ‫ض��د المتمردي��ن يج��ب إرجاؤها حتى ال‬ ‫تعرق��ل الجهود الرامية إل��ى التفاوض من‬ ‫أجل التوصل إلي حل سلمي معهم"‪.‬‬

‫حدث الضوء على أهمية التعاون السياسي‬ ‫ف��ي التعامل مع الصراع‪ ،‬حتى وإن لم يكن‬ ‫بالشكل الذي يقترحه إيدي‪.‬‬ ‫إن الصراع في أفغانس��تان‪ ،‬وكما أظهرت‬ ‫فت��رة والي��ة إيدي‪ ،‬اس��تمر لي��س فقط ألن‬ ‫حركة طالب��ان ترفض قط��ع العالقات مع‬ ‫تنظي��م القاع��دة‪ ،‬بل أيضًا لك��ون الجوانب‬ ‫السياسية والجغرافية للصراع تتطلب تعاونًا‬ ‫سياس��يًا ليس فق��ط بين طالب��ان والحكومة‬ ‫األفغانية‪ ،‬بل يج��ب أن يكون هناك تعاون‬ ‫ج��دي بين األمم المتحدة والواليات المتحدة‬ ‫وأفغانس��تان وباكس��تان‪ ،‬و ذلك إذا أرادوا‬ ‫تفادي سيناريوهات تنطوي على تشكيك كل‬ ‫ط��رف في نوايا الطرف اآلخر وتؤدي إلى‬ ‫تقوي��ض آليات بناء الثق��ة الالزمة للتعاون‬ ‫بين األطراف المعنية‪.‬‬

‫كثيرون انتقدوا‬ ‫أساليب إيدي في‬ ‫أفغانستان‪ ،‬و قالوا إنه‬ ‫ركز على بناء عالقات مع‬ ‫األطراف المتحاربة أكثر‬ ‫من تركيزه على أن يسود‬ ‫القانون‪ ،‬وكان لهذا تأثير‬ ‫كبير على أفغانستان حتى‬ ‫أن مجموعة األزمات‬ ‫الدولية طالبته باالستقالة‬

‫وأظه��رت مقابلة إليدي مع هيئ��ة اإلذاعة‬ ‫البريطاني��ة أن رس��الته إل��ى المجتم��ع‬ ‫الدول��ي لم تج��د آذانًا صاغي��ة‪ ،‬حيث انتقد‬ ‫إي��دي االعتق��االت األخيرة ض��د أعضاء‬ ‫كب��ار في حرك��ة طالب��ان من قب��ل قوات‬ ‫أمريكية‪ -‬باكس��تانية مشتركة ألنها أضرت‬ ‫باالتصاالت الت��ي كان يجريها مع أعضاء‬ ‫ثان ‪،2009‬‬ ‫حركة طالبان منذ يناير‪/‬كانون ٍ‬ ‫وه��و لم يندد فقط بتأثي��ر هذه االعتقاالت‪،‬‬ ‫بل وندد أيضًا بالنوايا المفترضة وراءها‪.‬‬

‫إال أن إي��دي كمبع��وث لألم��م المتحدة في‬ ‫أفغانس��تان‪ ،‬كان ينبغي أن يقع جانب كبير‬ ‫من مس��ئولية التنسيق عليه‪ ،‬فبينما ال يمكن‬ ‫إلقاء المسئولية عليه بشكل كامل فيما يتعلق‬ ‫بتزوير االنتخابات‪ ،‬لم يتم الوفاء بالتزامات‬ ‫م��رض‪،‬‬ ‫لألم��م المتح��دة كوس��يط بش��كل‬ ‫ٍ‬ ‫ويجب أن يكون خليفة إيدي مؤهلاً بش��كل‬ ‫أفضل بشأن التفاوض بخصوص المصالح‬ ‫المتفاوتة لألطراف المعنية‪.‬‬

‫وقال إيدي إن باكستان ربما كانت تعلم أن‬ ‫هناك مفاوضات تُجرى مع طالبان‪،‬واتهمها‬ ‫بمحاول��ة عرقلة التوصل إلى حل سياس��ي‬ ‫يكون للحكومة الباكس��تانية دور بارز فيه‪،‬‬ ‫ورغ��م أن الحكومة الباكس��تانية فندت تلك‬ ‫االدعاءات‪،‬فإنه ألقى تبادل االتهامات الذي‬

‫وإذا ل��م يس��تمر المبع��وث الحال��ي لألم��م‬ ‫المتح��دة ل��دى أفغانس��تان في الس��ير على‬ ‫نفس المس��ار الذي س��لكه إي��دي من خالل‬ ‫الدعوة للمفاوضات‪ ،‬فيجب أن يكون قادرًا‬ ‫على التنس��يق بين هذه الخطط والسياسات‬ ‫األخ��رى التي ُوضعت إلضع��اف طالبان‪،‬‬

‫العدد ‪1552‬‬

‫وبص��رف النظر ع��ن الجانب العس��كري‬ ‫من ه��ذه السياس��ات‪ ،‬كان��ت هن��اك أيضًا‬ ‫جه��ود مبذولة الجتذاب أعضاء طالبان من‬ ‫خالل توفي��ر األمن والعمل لهم كي يتركوا‬ ‫التنظي��م‪ ،‬ه��ذه الجهود ينبغ��ي أن تُدمج في‬ ‫خط��ة أكثر قوة وتأثي��رًا للتعامل مع حركة‬ ‫طالب��ان من الناحية السياس��ية‪ ..‬واألهم من‬ ‫ذلك‪ ،‬هو ضرورة تأمين مس��توى رس��مي‬ ‫من المفاوضات‪ ،‬وذلك لتجنب أي اتهامات‬ ‫بأن من يناقش��ون القضايا التي يختص بها‬ ‫مجلس الكويتا ش��ورى غير مخولين للقيام‬ ‫بذلك‪.‬‬ ‫يبلغ الس��يد إيدي من العم��ر ‪ 60‬عاما ً وهو‬ ‫دبلوماس��ي نرويج��ي‪ ،‬وق��د وص��ف عام‬ ‫‪ 2010‬بأن��ه أكث��ر األع��وام تحدي��ا ً لجهود‬ ‫المجتم��ع الدولي في أفغانس��تان منذ الغزو‬ ‫األمريك��ي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإننا نكون قد أس��أنا‬ ‫التقدي��ر إذا قلن��ا إن الس��نوات الس��ابقة ل��م‬ ‫تك��ن صعبة‪ .‬فعلى العك��س من ذلك‪ ،‬كانت‬ ‫سنوات والية الس��يد إيدي شديدة الصعوبة‬ ‫دون ش��ك‪ ،‬على الرغم من خبرته الطويلة‬ ‫في البلدان التي تمزقها الصراعات‪.‬‬ ‫شغل إيدي سابقًا منصب المبعوث الخاص‬ ‫لألمي��ن العام لألمم المتحدة في كوس��وفو‬ ‫في عام ‪ 2005‬ومنص��ب الممثل الخاص‬ ‫لألمي��ن العام في البوس��نة والهرس��ك في‬ ‫الفت��رة ‪ .1998-1997‬وقبل ذلك‪ ،‬ش��غل‬ ‫منصب س��فير النرويج لدى منظمة حلف‬ ‫شمال األطلسي من ‪ 2002‬حتى ‪، 2006‬‬ ‫ول��دى منظمة األمن والتعاون في أوروبا‬ ‫م��ن ‪ 1998‬حت��ى ‪ .2002‬وعل��ى الرغم‬ ‫من خبرته‪ ،‬فإن الكثيرين انتقدوا أس��اليبه‬ ‫ف��ي أفغانس��تان‪ ،‬و قال��وا إنه رك��ز على‬ ‫بن��اء عالقات م��ع األط��راف المتحاربة‬ ‫أكثر من تركيزه على أن يس��ود القانون‪،‬‬ ‫وكان له��ذا تأثي��ر كبي��ر على أفغانس��تان‬ ‫حت��ى أن مجموعة األزمات الدولية دعت‬ ‫الس��تقالته‪.‬‬ ‫ولك��ن الس��يد إي��دي أكد أن��ه لن يس��تقيل‬ ‫م��ن منصب��ه كمبعوث لألم��م المتحدة في‬ ‫أفغانس��تان‪ ..‬ولكن��ه س��يظل عل��ى وعده‬ ‫ألس��رته أنه ل��ن يمكث في كابول س��وى‬ ‫عامي��ن فق��ط‪ ،‬واألكث��ر أهمية من س��بب‬ ‫رحيل الس��يد إيدي هو َمن س��يحل محله‪،‬‬ ‫وكي��ف س��يتعامل م��ع تأثير الفت��رة التي‬ ‫قضاها إيدي في أفغانس��تان؟!‬ ‫‪33‬‬

‫بروفايل‬

‫الحوارفي‬ ‫مواجهة اإلرهاب‬ ‫كاي إيدي‬ ‫مبعوث األمم المتحدة‬ ‫السابق إلى أفغانستان‬

‫يؤيد مبعوث األمم المتحدة إلى أفغانس���تان‬ ‫المنتهية فترة واليته‪ ،‬كاي إيدي‪ ،‬إيجاد حل‬ ‫سياس���ي للصراع‪ ،‬إال أن فت���رة واليته دار‬ ‫حوله���ا الكثير من الج���دل‪ ،‬وهو ما يمكن‬ ‫أن يقوض م���ن رؤيته ويعوق من التعاون‬ ‫الض���روري للوصول إلى حل سياس���ي في‬ ‫أفغانستان‪.‬‬

‫ف��ي الوق��ت ال��ذي تس��تعد في��ه الواليات‬ ‫المتح��دة إلرس��ال المزيد م��ن القوات إلى‬ ‫أفغانس��تان ملمحة إلى أن الحل العسكري‬ ‫يمك��ن أن ي��ؤدي إل��ى االس��تقرار هناك‪،‬‬ ‫يع��رب كاي إيدي‪ ،‬مبع��وث األمم المتحدة‬ ‫إلى أفغانس��تان‪ ،‬المنتهي��ة فترة واليته عن‬ ‫رأي مخالف‪ ،‬حيث كان قد قضى األش��هر‬ ‫األخيرة من واليته يؤكد ضرورة التفاوض‬ ‫م��ع حركة طالبان‪ ،‬واألكثر من كاي إيدي‬ ‫المؤي��د إليجاد حل سياس��ي للن��زاع كان ـ‬ ‫حتى وقت قريب ـ جز ًءا من تفاوض غير‬ ‫رسمي مع أعضاء حركة طالبان‪.‬‬

‫أظهرت مقابلة إليدي مع هيئة اإلذاعة البريطانية أن رسالته إلى المجتمع الدولي لم تجد آذانًا صاغية‬

‫‪ 9‬إبريل ‪2010‬‬

‫إال أن مصداقي��ة مبع��وث األم��م المتحدة‬ ‫النرويجي الجنس��ية ث��ار حولها الكثير من‬ ‫الج��دل‪ ،‬فواليته التي اس��تمرت عامين لم‬ ‫تتسم بزيادة االستقرار‪ ،‬بل اتسمت بزيادة‬ ‫س��فك الدماء‪ ،‬كما أن التزوير الذي شهدته‬ ‫‪32‬‬

‫شخصيات‬ ‫حوار‬

‫بروفايل‬

‫الحوارفي مواجهة اإلرهاب‬ ‫كاي إيدي‬

‫مبعوث األمم المتحدة السابق إلى أفغانستان‬ ‫العدد ‪1552‬‬

‫‪31‬‬

‫قضايا‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن المستثمرين األجانب ال تزال لديهم‬ ‫أنشطة استثمارية ال بأس بها في دبي‪ .‬فوفقًا لدراسة‬ ‫بحثية عن األسهم أجرتها جي بي مورجان في‬ ‫نوفمبر‪ /‬تشرين الثاني‪ ،‬فإن بنك إتش إس بي سي (‪17‬‬ ‫مليار دوالر أمريكي) ووكالة ستاندرد تشاردترد‬ ‫(‪ 7.8‬مليار دوالر) وباركليز (‪ 3.6‬مليار دوالر)‬ ‫ومجموعة ‪ RBS/ABN Amro (2.24‬مليار‬ ‫دوالر) وبنك بي إن بي باريبا (‪ 1.7‬مليار دوالر)‬ ‫هي أكثر المؤسسات االستثمارية األجنبية عرضة‬ ‫للمخاطر‪ .‬ومع ذلك فإن أنشطتها االستثمارية في‬ ‫أبوظبي ربما تكون قيدت رغبتها في الضغط على‬ ‫دبي من أجل سداد الديون بسرعة؛ استنادًا إلى أن مثل‬ ‫هذه اإلجراءات من الممكن أن تؤثر سلبًا على اقتصاد‬ ‫اإلمارات العربية المتحدة ككل‪ .‬ويواجه مستثمرو‬ ‫الشرق األوسط مخاطر مشابهة‪ ،‬لكن السالمة‬ ‫المالية وانخفاض ديون هذه الدول الشرق أوسطية‪،‬‬ ‫تجعلها في وضع أفضل بكثير الستيعاب الصدمة‪.‬‬ ‫وظهرت بعض األخبار الجيدة في ديسمبر‪/‬كانون‬ ‫أول ‪ ،2009‬وطبقًا لوكالة رويترز لألنباء‪ ،‬فإنه‬ ‫في الرابع والعشرين منه‪ ،‬أفادت التقديرات بأن‬ ‫األصول العقارية لشركة دبي العالمية ــ والتي‬ ‫تشمل "كوين ماري ‪ "2‬وحصة كبيرة في "سيرك‬ ‫دو سولي" ‪ -‬بلغت ‪ 120‬مليار دوالر‪ ،‬وفي ضوء أن‬ ‫التزامات الشركة (والتي تشمل ليس فقط الديون بل‬ ‫أيضًا المدفوعات للمقاولين) تبلغ حوالي ‪ 59‬مليار‬ ‫دوالر‪ ،‬فقط وهو ما يؤكد مخاطر التعرض لإلفالس‬ ‫تتراجع‪ ،‬وهذا يقلل بقدر كبير من مخاطر العدوى‪.‬‬

‫مستقبل واعد‬

‫بعد األزمة أثبتت دبي أنها قادرة على البقاء فلم يغادرها األجانب ولم تهرب منها االستثمارات‬

‫حركة واحدة؛ ولم تكن جز ًءا من تناغم عالمي‬ ‫بل هي جزء من نشاز‪ .‬وكما يشير ورتز‪ ،‬خالفًا‬ ‫لشركة "ليمان براذرز" أو المجموعة األمريكية‬ ‫العالمية للتأمين "أيه أي جي"‪ ،‬لم تكن "دبي‬ ‫العالمية" طرفًا في صفقات بتريليونات الدوالرات‬ ‫من مشتقات األسهم التي يتم التعامل فيها بشكل‬ ‫مباشر بين المشتري والبائع دون أن تكون مدرجة‬ ‫في بورصة معترف بها رسميًا"‪ .‬وعلى هذا النحو‪،‬‬ ‫سرعان ما قصرت األسواق ردود أفعالها على‬ ‫األحداث التي وقعت في دبي ودولة اإلمارات‪.‬‬ ‫وارتبط الخوف من العدوى في أعقاب أحداث‬ ‫نوفمبر‪ /‬تشرين ثان‪ ،‬وديسمبر‪/‬كانون أول بالظروف‬ ‫الحساسة لألسواق المالية العالمية أكثر من ارتباطه‬ ‫بإمكانية حدوث العدوى‪ .‬وتولدت األزمة المالية‬ ‫العالمية جزئيًا من التعامل في المشتقات‪ ،‬وهي‬ ‫أداة وضعت لتقليل المخاطر‪ .‬واتضح أن هذا فشل‬ ‫ذريع‪ .‬وعلى هذا النحو‪ ،‬أصبحت األسواق متوترة‬ ‫للغاية عند أي بادرة لمخاطر غير متوقعة‪ .‬ونظرًا‬ ‫العدد ‪1552‬‬

‫النعدام شفافية بعض الشركات في دبي‪ ،‬فإن هذا‬ ‫بالضبط ما كان يعنيه نهاية دعم الحكومة لديون‬ ‫شركة دبي العالمية‪.‬‬

‫من غير المرجح أن‬ ‫تتالشى أهمية إمارة دبي‪،‬‬ ‫فلم يغادر األجانب بشكل‬ ‫جماعي منها ولم تتحول‬ ‫إلى مدينة أشباح كما‬ ‫كان يتوقع بعض الخبراء‬ ‫المتشائمين‬

‫في كل األحوال ال يزال ما يخفيه المستقبل بالنسبة‬ ‫لدبي مجهولاً ‪ ،‬فيما يتعلق بالمعضالت التي تواجهها‪،‬‬ ‫فاألمر المؤكد هو أن المستقبل سوف يشهد الكثير‬ ‫من التغيير في اقتصاد دولة اإلمارات وسياستها‪،‬‬ ‫إال أنه من غير المرجع أن تتالشى أهمية إمارة دبي‪،‬‬ ‫فعلى عكس األفكار التي وردت في أولى التقارير‬ ‫اإلعالمية الغربية بشأن أزمة ديون دبي‪ ،‬لم يغادر‬ ‫األجانب بشكل جماعي منها ولم تتحول إلى مدينة‬ ‫أشباح‪ ،‬لكن ال يزال من الواجب القيام بالكثير من‬ ‫األمور للتعامل مع الوضع في السوق العقاري في‬ ‫اإلمارة‪ ،‬والذي تعرض لضربة قوية وذلك قبل‬ ‫فوات األوان‪.‬‬ ‫غير أنه من الواضح أن اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫في حاجة إلى تحسين نظام حوكمتها المؤسسية‬ ‫وسياسات الشفافية‪ .‬وكما أكد جيمس هاموند الثالث‪،‬‬ ‫الرئيس التنفيذي للتسويق وتطوير المنتج بمؤسسة‬ ‫أي إس أي لألسواق الناشئة‪ ،‬فإن اإلمارات العربية‬ ‫المتحدة تحتاج على األخص إلى إتاحة اإلحصاءات‬ ‫االقتصادية كي تعزز بيئة اقتصادية ديناميكية‬ ‫ومسئولة‪ .‬ويمكن أن تسهم الرقابة الموحدة‬ ‫والمركزية على النظام القضائي في تحسين مثل‬ ‫هذا التشريع االقتصادي‪ .‬ومع ذلك فإن المبالغة‬ ‫في المركزية والتدخل يمكن أن تأتي بآثار عكسية‪.‬‬ ‫وباعتبار أبو ظبي المركز السياسي الذي تم تعزيزه‬ ‫أخيرًا في االتحاد اإلماراتي‪ ،‬فإنها يجب أن تواجه‬ ‫الميل نحو ترك العنان بشكل تام للحكومة في‬ ‫التخطيط لالقتصاد‪.‬‬ ‫‪29‬‬

‫قضايا‬

‫ومثال على ذلك‪ ،‬حتى اليوم ال نعرف الكثير عن‬ ‫حكومة دبي‪ ،‬أو الديْن الموحد للشركات المملوكة‬ ‫للدولة‪ .‬ووفقًا إليكارت ورتز‪ ،‬من مركز الخليج‬ ‫لألبحاث‪ ،‬وضعت بعض التقديرات الخاصة للديْن‬ ‫الموحد ما بين ‪ 80‬إلى ‪ 100‬مليار دوالر أمريكي‪.‬‬ ‫وإذا ما أضفنا إلى ذلك القروض المصرفية الثنائية‪،‬‬ ‫ترتفع التقديرات إلى مستوى ‪ 150-120‬مليار‬ ‫دوالر أمريكي‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يمكن أن تمثل الديون ما‬ ‫بين ‪ 100‬و‪ ٪ 200‬من الناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬ ‫ويناظر الرقم األدنى من هذه التقديرات تسعة‬ ‫أضعاف اإليرادات المالية لدبي في عام ‪.2008‬‬ ‫ووفقا لورتز‪ ،‬هناك عامالن مقلقان بشأن عبء‬ ‫الديون في دبي‪ .‬فأولاً ‪ ،‬هناك دين مستحق يبلغ ‪50‬‬ ‫مليار دوالر على مدى الثالث سنوات القادمة‪ .‬ورغم‬ ‫مساعدة إمارة أبو ظبي‪ ،‬ووفقًا ألفضل تصور‪،‬‬ ‫سوف تواجه دبي تكاليف إعادة تمويل أعلى بكثير‬ ‫في ضوء األحداث األخيرة‪ .‬ووفقًا لتصور أسوأ من‬ ‫ذلك‪ ،‬ربما تجد دبي أنه من المستحيل الفوز بأي‬ ‫إعادة تمويل على اإلطالق‪ .‬وأما العامل الثاني؛ فإنه‬ ‫وفقا لوكالة موديز للتصنيف‪ ،‬هناك قدر ال يستهان‬ ‫به من الديون (حوالي ‪ 25‬مليار دوالر أمريكي) لم‬ ‫يعد مدعو ًما بأصول قابلة لالستمرار‪ ،‬أو من قبل‬ ‫نموذج عملي سليم‪ .‬ويثير هذا تساؤالت عمن سوف‬ ‫يتحمل الفاتورة‪.‬‬ ‫وتعتبر ضخامة هذه األرقام مثالاً جيدًا على‬ ‫النتائج الكارثية التي تغذيها المعايير السيئة إلدارة‬ ‫الشركات‪ .‬وأجبرت المشاكل اإلدارية وعدم توافر‬ ‫البيانات وكاالت التصنيف االئتماني على معاملة‬ ‫الشركات المملوكة للدولة (مثل دبي العالمية)‬ ‫أو األفراد (دبي القابضة)‪ ،‬على أنها كيانات‬ ‫شبه ‪ -‬سيادية‪ .‬ونظرًا النخفاض مستويات الدين‬ ‫الحكومي‪ ،‬كانت هذه التقييمات مفضلة بشكل‬ ‫مطرد‪ ،‬وكانت بالتالي مضللة للمستثمرين بشكل‬ ‫سيئ‪ .‬وعندما اختفى الدعم الضمني للحكومة‪،‬‬ ‫اضطر المستثمرون لتحمل المسئولية وحدهم‪.‬‬ ‫ويتعارض سلوك الحكومة الذي أظهرته أثناء‬ ‫األزمة أيضًا مع السلوك الذي يمكن توقعه من‬ ‫مدينة تطمح إلى أن تصبح مرك ًزا ماليًا دوليًا‪ .‬وهناك‬ ‫خطآن يوضحان بسهولة مسلك الهواة هذا‪.‬‬ ‫فأولاً ‪ ،‬رغم أن اختيار إعالن مطالب "دبي العالمية"‬ ‫بتجميد ديونها قبل إجازة رسمية ربما ال يكون‬ ‫غريبًا‪ ،‬حيث إنه يعطي الالعبين في السوق وقتًا‬ ‫الستيعاب المعلومات قبل التصرف‪ ،‬كان توقيت‬ ‫هذا اإلعالن مضللاً في أفضل األحوال‪ .‬فقد جاء‬ ‫هذا اإلعالن بعد ساعتين فقط من إعالن مصرفين‬ ‫في أبو ظبي يتمتعان بعالقات قوية مع الحكومة‬ ‫عن منح ‪ 5‬مليارات دوالر أمريكي لصندوق دعم‬ ‫التنمية االقتصادية في دبي‪ .‬وأصيب المستثمرون‬ ‫بالصدمة لرؤية تصويتهم الالحق بالثقة في سندات‬ ‫شركة "نخيل" يترجم إلى خسارة بنسبة ‪ ٪ 30‬خالل‬ ‫ساعتين فقط من إيقاف الديون الذي أعلنته الحكومة‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬اتضح أن إعالن صفقة اإلنقاذ من‬ ‫‪ 9‬إبريل ‪2010‬‬

‫محمد بن راشد آل مكتوم ‪ :‬إصرار قيادة دبي على عبور األزمة لعب الدور األكبر في تخطيها‬

‫قبل أبو ظبي في ‪ 14‬ديسمبر‪/‬كانون أول كان غير دقيق‪.‬‬ ‫وفي وقت الحق من ذلك الشهر‪ ،‬صححت الحكومة‬ ‫موقفها‪ ،‬مبرزة أن نصف مبلغ الـ ‪ 10‬مليارات‬ ‫دوالر أمريكي‪ ،‬يعود إلى صفقة ديون قديمة‪ .‬وفسر‬ ‫المحللون هذه األحداث بطريقتين‪ :‬األولى؛ أن هذا‬ ‫كان مظهرًا من مظاهر ضعف مهارات االتصال‬

‫األصول العقارية لشركة‬ ‫دبي العالمية بلغت ‪120‬‬ ‫مليار دوالر‪ ،‬بينما تبلغ‬ ‫ديونها والتزاماتها حوالي‬ ‫‪ 59‬مليار دوالر‪ ،‬وهذا‬ ‫يؤكد تراجع مخاطر‬ ‫التعرض لإلفالس‬

‫في السوق في اإلمارة وانعدام الشفافية‪ .‬وثانيًا‪ ،‬أشار‬ ‫هذا األمر إلى أن إمارة أبو ظبي طلبت المزيد من‬ ‫األدلة على قوة دبي المالية‪ .‬وضاعت ثقة السوق‬ ‫المتبقية في حكومة دبي في غضون ‪ 3‬أسابيع بالكاد‬ ‫من بدء األزمة‪.‬‬ ‫وهذا النوع من اإلشارات المتكررة المتضاربة‬ ‫من تلك المؤسسات االقتصادية‪ ،‬يقول عنها رئيس‬ ‫التقديرات الحكومية في الشرق األوسط في مؤسسة‬ ‫ستاندرد آند بور‪ ،‬فاروق سوسة‪ ،‬إنها تضاعف‬ ‫الشكوك حول مدى تماسك عملية صنع السياسات‪.‬‬

‫العقاب‬ ‫أحد االختالفات بين الحفالت الموسيقية والمالحم‬ ‫الشعرية هو؛ أن األخيرة تتألف من مقطوعات ذات‬ ‫حركة واحدة‪ ،‬بينما تتألف الحفالت الموسيقية من‬ ‫عدة حركات‪ .‬وعلى عكس وسائل اإلعالم‪ ،‬سرعان‬ ‫ما أدركت األسواق أن هذه األحداث كانت من صنع‬ ‫‪28‬‬

‫قضايا‬ ‫في تحويل دبي إلى مقصد سياحي مهم‪ ،‬وإلى واحدة‬ ‫من أهم موانئ التصنيع الغربي‪ ،‬حيث يوجد بها‬ ‫أكبر ميناء صنعه اإلنسان في العالم‪ ،‬كما ظلت‬ ‫دبي‪ ،‬حتى بداية األزمة‪ ،‬تعد مرك ًزا ماليًا وإعالميًا‬ ‫وتكنولوجيًا مه ًما وواعدًا‪ .‬ولكن كل هذا توقف فجأة‬ ‫في الخامس والعشرين من نوفمبر‪/‬تشرين ثان من‬ ‫عام ‪.2009‬‬

‫ملحمة موسيقية عربية مليئة بالشجن‬ ‫تعد أزمة دبي‪ ،‬مثل المالحم الموسيقية الهنغارية‪،‬‬ ‫لحنًا منفردًا مكونًا من عدة ألحان محلية وأجنبية‬ ‫تسبح بحرية‪ ،‬على الرغم من تكاملها‪ ،‬في بناء‬ ‫موسيقي مرن‪ .‬وفى هذه الملحمة الموسيقية العربية‬ ‫تتكرر ثالث نغمات رئيسية باستمرار وتغذي‬ ‫بعضها بعضًا‪ ،‬وهذه النغمات أو المواضيع هي‬ ‫األزمة المالية العالمية‪ ،‬والجغرافيا السياسية للنفط‬ ‫‪ ،‬وميزان القوى الداخلي لدولة اإلمارات‪ .‬وتختلط‬ ‫هذه المواضيع بدورها على نحو مرن في ظل نظام‬ ‫اقتصادي عالمي مصاب بصدمة عصبية ويعاني‬ ‫من الذهول‪.‬‬ ‫فقد بدأت أزمة دبي في عام ‪ ،2007‬في أعقاب أزمة‬ ‫الرهن العقاري األمريكية‪ .‬و أعقب ذلك حدوث أزمة‬ ‫في االئتمان أثّرت على العالم بأكمله‪ ،‬وكانت دبي‬ ‫في مقدمة من تأثر‪ .‬وفي فبراير‪/‬شباط ‪ ،2009‬اتسع‬ ‫نطاق األزمة ليشمل االقتصاد الحقيقي الذي أجبر‬ ‫دبي في نهاية األمر على بيع سندات تبلغ قيمتها‬ ‫‪ 10‬مليارات دوالر أمريكي للحكومة اإلماراتية‬ ‫المتحدة من أجل تيسير متطلبات السيولة‪ .‬ومع‬ ‫تضاؤل االحتياطيات النفطية‪ ،‬اعتمدت الحكومة‬ ‫بشكل مكثف على القطاع الخدمي‪ ،‬وبوجه خاص‬ ‫قطاع الخدمات المالية من أجل إعادة ملء خزائنها‪.‬‬ ‫وعلى مدار العام استمرت األنشطة المالية في‬ ‫االنحدار‪ ،‬آخذة معها اإليرادات المالية لدبي‪ .‬وهذه‬ ‫الديناميكية أجبرت دبي على اللجوء إلى إصدار‬ ‫آخر للسندات‪ ،‬مستهدفة هذه المرة أسواق الديون‬ ‫الدولية‪ .‬وفي سبيل جعل صكوكها التي تبلغ قيمتها‬ ‫‪ 2‬مليار دوالر أمريكي‪ ،‬أكثر جاذبية للمستثمرين‬ ‫الدوليين الذين زاد تخوفهم‪ ،‬أشارت الحكومة في‬ ‫أكتوبر‪ /‬تشرين األول من عام ‪ 2009‬أنها تنأى‬ ‫بنفسها عن االلتزامات المالية للمؤسسات المملوكة‬ ‫للدولة‪ .‬وفسرت األسواق الدولية هذا األمر بأنه‬ ‫نهاية فعلية لضمان الحكومة الضمني لديون تلك‬ ‫الشركات‪ .‬وبالرغم من أن هذا كان بمثابة حل‬ ‫لمشكلة النقد الفوري التي كانت تعانيها الحكومة‪،‬‬ ‫فإنه أيضًا ترك الشركات المملوكة للحكومة عرضة‬ ‫للمخاطر‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬فإن وكاالت تقدير االئتمان‬ ‫مثل موديز خفضت مرتبة مؤسسات دبي الست‬ ‫المرتبطة بالحكومة‪.‬‬ ‫وكانت الشركات المملوكة للدولة تراكم الديون منذ‬ ‫أواخر التسعينيات‪ ،‬عندما انكمشت إيرادات النفط‪.‬‬ ‫ونتيجة لذلك‪ ،‬اضطرت الحكومة ومؤسساتها للجوء‬ ‫إلى أسواق االئتمان لتمويل مشروعاتها الخاصة‬ ‫بالبنية التحتية‪ .‬وفي ذلك الوقت‪ ،‬أحجم المستثمرون‬ ‫الوطنيون والدوليون عن إقراض تلك الشركات‪،‬‬ ‫على افتراض أن حكومة دبي هي الضامن لهم‪.‬‬

‫العدد ‪1552‬‬

‫بيد أنه مع زيادة حدة أزمة االئتمان‪ ،‬أُصيب قطاع‬ ‫العقارات المزدهر في دبي بضربة موجعة‪ ،‬مما‬ ‫وضع الشركات العقارية مثل شركة نخيل التابعة‬ ‫لشركة دبي العالمية في موقف ال تحسد عليه‪ .‬وكان‬ ‫الوضع المالي لشركة نخيل قد تدهور بالفعل طيلة‬ ‫عام‪ ،‬عندما قررت الحكومة سحب دعمها الضمني‪.‬‬ ‫وأصبح الموقف أشد سو ًءا في ‪ 25‬نوفمبر‪ /‬تشرين‬ ‫الثاني ‪.2009‬‬

‫السالمة المالية‬ ‫إلمارة دبي ودولة‬ ‫اإلمارات وانخفاض‬ ‫ديونها تجعلها في‬ ‫وضع أفضل بكثير‬ ‫الستيعاب الصدمة‬ ‫والعودة إلى مكانتها‬ ‫سري ًعا‬ ‫يوم األداء‬ ‫عشية إجازة عيد األضحى الذي توافق زمنيًا مع‬ ‫عشية عيد الشكر األمريكي في عام ‪ ،2009‬أعلنت‬ ‫حكومة دبي أن شركة دبي العالمية وشركة نخيل‬ ‫سوف تطلبان من دائنيهما منحهما مهلة مدتها ستة‬ ‫أشهر لسداد ديونهما التي بلغت ‪ 26‬مليار دوالر‬ ‫أمريكي‪ .‬وحتى بالرغم من أن الحكومة تسلمت ‪5‬‬ ‫مليارات دوالر أمريكي في هذا اليوم من برنامج‬ ‫للسندات وضعته الحكومة االتحادية‪ ،‬كان هذا المبلغ‬ ‫أقل بكثير من العشرة مليارات دوالر األمريكي‬ ‫التي كان من المتوقع أن يحققها البرنامج‪ ،‬بل إن‬ ‫المال كان مطلوبًا أيضًا لمتطلبات أخرى تحتاج‬ ‫إليها الحكومة للتغلب على مشكلة السيولة‪.‬‬ ‫وعقب اإلعالن‪ ،‬تراجع مؤشر داو جونز بنحو‬ ‫‪ 155( 1.5%‬نقطة) في يوم قصير للتعامل‪.‬‬ ‫وتراجعت أسعار النفط بنسبة تصل إلى ‪7%‬‬ ‫وإن كانت تعافت جزئيًا في وقت الحق من نفس‬ ‫اليوم‪ .‬وتلقت األسواق األوروبية ضربة موجعة‬ ‫في السادس والعشرين‪ ،‬حيث تراجعت بنسبة‬ ‫‪ 3%‬وأعقبتها األسواق اآلسيوية في يوم السابع‬ ‫والعشرين‪.‬‬ ‫وفي بيان عام أذاعته قناة الجزيرة في الثالثين‬ ‫من نوفمبر‪/‬تشرين ثان‪ ،‬أعلن المدير العام لوزارة‬ ‫المالية في دبي‪ ،‬عبد الرحمن الصالح‪ ،‬عدم تدخل‬ ‫الحكومة في حل أزمة شركة دبي العالمية من خالل‬ ‫التأكيد على أن ديون الشركة لم تضمنها الحكومة‪.‬‬ ‫وشدد الصالح على أن هذا الموقف يعكس الوضع‬ ‫القانوني للشركة‪ ،‬حيث إنه لم تكن هناك أي التزامات‬ ‫تعاقدية بين ال ُمقرضين والحكومة فيما يتعلق بديون‬

‫الشركة‪ .‬وقد أحدث هذا البيان مزيدًا من البلبلة في‬ ‫السوق‪ .‬وفي نفس اليوم‪ ،‬انخفضت األسهم في دبي‬ ‫بنسبة ‪ 7.3%‬أخرى‪ ،‬وبنسبة ‪ 8.3%‬في أبوظبي‪.‬‬ ‫وفي األول من ديسمبر‪ /‬كانون األول‪ ،‬وفي سبيل‬ ‫تهدئة المستثمرين‪ ،‬أصدرت شركة دبي العالمية‬ ‫بيانًا تقول فيه؛ إنها قامت بتعيين مويليز آند‬ ‫كومباني لتقديم االستشارات للشركة‪ ،‬كما قامت‬ ‫بتعيين روثتشايلد هاويس لإلشراف على إعادة‬ ‫هيكلة التزامات شركة نخيل البالغة ‪ 26‬مليار دوالر‬ ‫أمريكي والتفاوض بشأن هذه الديون من جديد‪.‬‬ ‫وفي ‪ 14‬ديسمبر‪/‬كانون أول‪ ،‬وهو يوم استحقاق‬ ‫الديون الخاصة بالسندات اإلسالمية لشركة نخيل‬ ‫والبالغ قيمتها ‪ 4.1‬مليار دوالر أمريكي‪ ،‬أعلنت‬ ‫الحكومة عن دعم يقدر بـ ‪ 10‬مليارات دوالر‬ ‫أمريكي من أبوظبي لإلسهام في تخفيف الضغط‬ ‫على شركة دبي العالمية‪ .‬وأوضحت حكومة دبي‬ ‫أن الـ ‪ 5.9‬مليار دوالر المتبقية‪ ،‬يمكن أن تدعم‬ ‫شركة دبي العالمية حتى أبريل‪ /‬نيسان ‪.2010‬‬ ‫وأكدت وكالة فيتش ريتينجز‪ ،‬أن دعم أبو ظبي‬ ‫كان على األرجح بمثابة خطوة تكتيكية من أجل‬ ‫السماح بإعادة الهيكلة المنظمة لاللتزامات والديون‬ ‫داخل دبي‪ .‬ووفقًا لجون سفاكياناكيس‪ ،‬مدير البنك‬ ‫السعودي الفرنسي – كريدي أجريكول‪ ،‬فإن‬ ‫تحرك أبو ظبي كان بمثابة عامل أساسي في تهدئة‬ ‫األسواق‪ ،‬حيث إنه حتى ذلك الوقت كانت المشيخة‬ ‫المجاورة قد أقصت نفسها بعيدًا عن أحداث دبي‪.‬‬ ‫وفي اليوم نفسه‪ ،‬أعلن الشيخ أحمد بن سعيد‬ ‫آل مكتوم‪ ،‬رئيس اللجنة المالية العليا لدبي‪ ،‬أن‬ ‫الحكومة ملتزمة "بالتصرف في جميع األوقات‬ ‫وفقا لمبادئ السوق وممارسات األعمال المقبولة‬ ‫دوليًا"‪ .‬كما أعلن الشيخ احمد عن تنفيذ قوانين‬ ‫اإلفالس الجديدة التي‪ ،‬حسب قوله‪" ،‬سوف تكون‬ ‫متاحة متى تمكنت شركة دبي العالمية وفروعها‬ ‫من إعادة هيكلة التزاماتها بصورة مقبولة"‪.‬‬ ‫ولم تطلب شركة "دبي العالمية رسميًا إلى اآلن‬ ‫تأجيل سداد الديون‬ ‫وحتى قبل اندالع أزمة االئتمان‪ ،‬بدت دبي وكأنها‬ ‫نجحت في التحول من االقتصاد القائم على النفط‬ ‫إلى اقتصاد يعتمد على الخدمات الحيوية والمعرفة‪.‬‬ ‫ومن الناحية السياسية‪ ،‬مثلت دبي أيضًا واحدة‬ ‫من آخر المدافعين عن الحكومة المحلية في دولة‬ ‫اإلمارات العربية المتحدة التي تعتمد على المركزية‬ ‫بشكل متزايد‪ .‬ولكن سوف يتغير الكثير من هذا‬ ‫اآلن‪ ،‬ولن تلوم دبي إال حكومتها فقط‪.‬‬

‫الجريمة‬ ‫يرى بعض الخبراء أن دبي تعتبر مسئولة بشكل‬ ‫نسبي عن متاعبها‪ .‬فأولاً ‪ ،‬رغم أن دبي نجحت في‬ ‫تكوين إستراتيجية تنمية صحيحة في مرحلة ما بعد‬ ‫النفط‪ ،‬فإن الحكومة أرست ذلك على مؤسسات‬ ‫اقتصادية تعاني من مشاكل‪ .‬وثانيًا‪ ،‬أظهرت بعض‬ ‫المؤسسات االقتصادية في دبي بطئًا في التعامل مع‬ ‫األزمة‪ .‬وبذلك أضعفت الثقة الموجودة في السوق‪.‬‬ ‫‪27‬‬

‫قضايا‬

‫انبعاث العنقاء‬ ‫تأمالت في أزمة دبي المالية‬

‫على عكس ما توقع كثيرون‪ ،‬نجحت دبي في وقت قصير أن تعبر أزمتها المالية‪ ،‬وتثبت أنها كالعنقاء يمكنها‬ ‫أن تعود من جديد‪ ،‬فدبي لم تستسلم لألزمة وإنما تعاملت معها بذكاء أثبت قدرتها على التحرك السريع‪.‬‬ ‫وراء هذا النجاح‪ ،‬ليس مجرد تخطيط متميز‪ ،‬وإنما إصرار من قيادتها على أن تظل دبي كما كانت مرك ًزا ماليًا‬ ‫ضا أثبت التالحم بين الحكومة المركزية وإمارة دبي فعاليته‪ ،‬فما قامت به حكومة أبوظبي من مساندة‬ ‫عالميًا‪.‬أي ً‬ ‫لشقيقتها دبي في محنتها أنقذ وأكد أن اتحاد اإلمارات صلب في مواجهة األزمات‪.‬‬

‫كانت فترة أواخر القرن الثامن عشر في أوروبا‬ ‫حافلة بالتناقضات‪ ،‬لذا كان الروائي البريطاني‬ ‫الكبير‪ ،‬تشارلز ديكنز‪ ،‬دائ ًما ما يصفها بأنها "‬ ‫أفضل األزمنة وأسوئها‪ ،‬وعصر الحكمة والحماقة‪،‬‬ ‫وعصر اإليمان والكفر‪ ،‬وزمن النهضة والمعرفة‪،‬‬ ‫وزمن الظالم والجهل‪ ،‬وربيع األمل‪ ،‬وشتاء‬ ‫اليأس‪ ،"...‬ويبدو أن عام ‪ ،2010‬يحفل هو أيضًا‬ ‫بالتناقضات‪ ،‬فهو عام الفرص المتناقضة والمصائر‬ ‫المختلفة الثنتين من اإلمارات الصديقة‪ ،‬وإن كانتا‬ ‫في الحقيقة من ألد األعداء‪ ،‬وهما دبي وأبو ظبي‪.‬‬ ‫والتي يحاول البعض تصويرهما على أنهما عدوتان‬ ‫ويشبهونهما بإنجلترا وفرنسا في القرن الثامن‬ ‫عشر‪ ،‬باعتبارهما صاحبتي طريقتين مختلفتين في‬ ‫نواح عدة‪.‬‬ ‫التفكير‪ ،‬ورؤيتين متضادتين للعالم من‬ ‫ٍ‬ ‫يري بعض الخبراء أن األحداث المحيطة باألزمة‬ ‫المالية لشركة دبي العالمية ستكون حت ًما مكلفة‬ ‫‪ 9‬إبريل ‪2010‬‬

‫بالنسبة لدبي‪ .‬فمن الناحية االقتصادية‪ ،‬قد تقوض‬ ‫وضع دبي كمركز دولة اإلمارات االقتصادي‬ ‫والسياسي‪ .‬ومن الناحية السياسية‪ ،‬يمكن أن تخسر‬ ‫دبي الكثير على المستويين المحلي والدولي‪ ،‬حيث‬ ‫إن الدعم المالي الذي ستقدمه لها أبو ظبي لن يكون‬ ‫بال مقابل‪ .‬وأما بالنسبة لبقية العالم‪ ،‬فإن األزمة‬ ‫تمثل مشكلة كبرى‪ .‬فتأثير هذه األزمة الداخلية على‬ ‫األنظمة االقتصادية اإلقليمية والدولية ‪ -‬إن وجد ‪-‬‬ ‫سوف يكون تأثيرًا غير مباشر‪.‬‬ ‫لقد قطعت دبي شوطًا طويال منذ أن كانت مرك ًزا‬ ‫وسوقًا رائجًا لتجارة تهريب الذهب الهندي‪ .‬فقد‬ ‫تخلت هذه اإلمارة التي يحكمها نظام المشيخة‪ ،‬عن‬ ‫خططها االقتصادية المدعومة بعائدات النفط في‬ ‫التسعينيات من أجل إنشاء وتطبيق نظام اقتصادي‬ ‫آخر مبني على تقديم الخدمات‪ .‬فقد استشرف الشيخ‬ ‫مكتوم بن راشد آل مكتوم‪ ،‬انعدام قدرة النفط على‬

‫تمويل مسار التنمية بشكل دائم‪ ،‬خاصة مع السرعة‬ ‫التي تتضاءل بها االحتياطات النفطية لإلمارة‪ ،‬ومن‬ ‫ثم قرر أن يستثمر عائدات دبي من النفط في خلق‬ ‫بنية تحتية اقتصادية قويه تؤدي إلى تكوين مناخ‬ ‫يشجع على االستثمار‪ .‬وقد كان لهذه اإلستراتيجية‬ ‫أثر كبير علي نجاح دبي في التحول إلى االقتصاد‬ ‫القائم على المعرفة‪.‬‬ ‫فمع انتعاش األسواق في بداية األلفية الجديدة وما‬ ‫صاحبه من نماء االقتصاد وازدهار قطاع الخدمات‬ ‫في دبي‪ ،‬انبعثت دبي من جديد مثل العنقاء‪ ،‬حيث‬ ‫انبثقت ناطحات السحاب وانتشرت في الصحراء‬ ‫كما لو كانت فطرًا في غابة‪ ،‬وأصبح المصرفيون‬ ‫في البنوك االستثمارية وشركات الوساطة يتحدثون‬ ‫عن دبي باعتبارها المكان األمثل لالستثمار‪.‬‬ ‫وللوهلة األولى قد يبدو أن إستراتيجية الشيخ قد‬ ‫آتت ثمارها‪ .‬فإحقاقا للحق‪ ،‬نجحت هذه السياسات‬ ‫‪26‬‬

‫العنقاء‬

‫مة دبي المالية‬

‫كابرللي‬

‫العدد ‪1552‬‬

‫‪25‬‬

‫قضايا‬

‫انبعاث‬

‫تأمالت في أزم‬

‫دانيل ك‬

‫‪ 9‬إبريل ‪2010‬‬

‫‪24‬‬

‫تحليالت‬ ‫أوشكت على اإلفالس حاليًا بسبب االختالسات‬ ‫المتكررة‪.‬‬ ‫وطالب عشرات من النواب المستقلين في‬ ‫البرلمان بتقديم رحيمي إلى المحاكمة أو على‬ ‫األقل إجباره على إرجاع األموال التي نهبها‬ ‫إلى أصحابها أو إلى شركة التأمين‪ ،‬إال أن‬ ‫القيادة العليا‪ ،‬وكالعادة‪ ،‬أوقفت جميع قرارات‬ ‫استدعاء أو اعتقال نائب رئيس الجمهورية‪،‬‬ ‫بحجة أن اإلسالم ال يجيز التشهير أو اإلساءة‬ ‫إلى المسئولين‪.‬‬

‫بيرة يديرها‪ ،‬محمد رضا رحيمي‪ ،‬النائب األول للرئيس اإليراني‪،‬‬ ‫حمدي نجاد‬

‫وقد نشرت محتويات هذه الرسالة في موقع "‬ ‫أحمد توكلي " أحد نواب البرلمان األصوليين‪،‬‬ ‫وأشارت مباشرة إلى النائب األول للرئيس‪ ،‬محمد‬ ‫رضا رحيمي‪ ،‬ونشرت صورته في الموقع‪.‬‬ ‫في هذا الوقت خرج أحد المسئولين في مكتب‬ ‫الرئيس‪ ،‬أحمدي نجاد‪ ،‬عن صمته وقال في أول‬ ‫ردة فعل لمكتب الرئيس على هذه االتهامات‪،‬‬ ‫التي استهدفت محمد رضا رحيمي‪" :‬إن هذه‬ ‫االتهامات عارية عن الصحة‪ ،‬وهي غير‬ ‫مدروسة‪ ،‬والبد للقضاء مالحقة من يدلي بمثل‬ ‫هذه التصريحات"‪.‬‬ ‫ونقلت وكالة األنباء اإليرانية " إيرنا" الحكومية‬ ‫الخاضعة إلشراف أحمدي نجاد‪ ،‬تقري ًرا حول‬ ‫تصريحات " محمد باقر نادران " وهو أحد‬ ‫المسئولين في مكتب الرئيس أحمدي نجاد‬ ‫قوله‪" :‬إن اتهامات " النائب إلياس نادران "‬ ‫ضد ثاني مسئول في السلطة التنفيذية‪ ،‬هي‬ ‫استمرار لتصرفات مبنية على الحقد والكراهية‬ ‫التي تواجهها حكومة الرئيس أحمدي نجاد‪ ،‬منذ‬ ‫تشكيل الحكومة في الدورة التاسعة الماضية‪،‬‬ ‫واشتدت منذ التشكيل الوزاري في الحكومة في‬ ‫دورتها العاشرة الحالية وال أتصور لها نهاية"‪.‬‬ ‫وأبدى المسئول في مكتب أحمدي نجاد تفاؤله في‬ ‫أن يتصدى االدعاء العام لهذه التصريحات التي‬ ‫قال إنه ال أساس لها من الصحة‪ ،‬والتي وصفها‬ ‫بأنها تهدف إلى توتير األجواء العامة في البالد‪.‬‬ ‫العدد ‪1552‬‬

‫اعترضت وزارة االقتصاد والمالية‬ ‫على عدم مالحقة ألفين من مسئولي‬ ‫النظام وذويهم‪ ،‬بسبب حصولهم على‬ ‫حوالي ‪ 50‬مليار دوالر من البنوك‬ ‫على شكل قروض‪ ،‬وعدم استرجاع‬ ‫أو دفع هذه القروض بالرغم من‬ ‫استحقاقها منذ أعوام‬

‫وكانت مصادر كشفت في األيام الماضية عن‬ ‫ملف اختالس لشركة تأمين كبرى في حكومة‬ ‫أحمدي نجاد‪ ،‬مقرها شارع فاطمي الذي تقع‬ ‫فيه وزارة الداخلية‪ ،‬وتحفظت السلطة القضائية‬ ‫على اسمها وصاحبها‪ ،‬إال أن إدارة التفتيش‬ ‫العام سربت االسم إلى أجهزة اإلعالم الداخلية‪،‬‬ ‫وعرف أن النائب األول لرئيس الجمهورية‪،‬‬ ‫محمد رضا رحيمي‪ ،‬صاحب شركة إيران‬ ‫للتأمين‪ ،‬وهي أكبر وأهم شركة في هذا المجال‪.‬‬ ‫وقالت وسائل إعالم محلية‪ :‬إن رحيمي سرق في‬ ‫يوم واحد أكثر من ‪ 70‬مليون دوالر من المال‬ ‫العام‪ ،‬وأودع في حسابه الشخصي وحسابات‬ ‫زوجته وأوالده خارج إيران مئات ماليين‬ ‫الدوالرات من أموال شركة إيران‪ ،‬التي‬

‫وفي سياق متصل‪ ،‬اعترضت وزارة االقتصاد‬ ‫والمالية على عدم مالحقة ألفين من مسئولي‬ ‫النظام وذويهم‪ ،‬بسبب حصولهم على حوالي‬ ‫‪ 50‬مليار دوالر من البنوك على شكل قروض‪،‬‬ ‫وعدم استرجاع أو دفع هذه القروض بالرغم‬ ‫من استحقاقها منذ أعوام‪ ،‬األمر الذي عرض‬ ‫العديد من البنوك لإلفالس أو أجبرها على‬ ‫تقليص استثماراتها‪ .‬وكانت الحكومة قدمت‬ ‫مشروعًا قبل ‪ 4‬أعوام ينص على حصول‬ ‫كل مسئول أو مستثمر حكومي على مئات‬ ‫الماليين من الدوالرات كقرض من المصارف‬ ‫الحكومية إلنجاز مشاريع زراعية وتربية‬ ‫المواشي أو توسيع الصناعة واإلنتاج‪ ،‬لكن‬ ‫أيًّا من هؤالء لم يقم بأي مشروع حقيقي‪ ،‬بل‬ ‫حصل هؤالء على األموال الطائلة من دون‬ ‫أي فوائد‪ .‬وأودع بعضهم األموال في بنوك‬ ‫خاصة‪ ،‬أو أنجزوا بها مشاريع مربحة جدًا‬ ‫مثل بناء المدن السكنية وشراء األراضي‬ ‫والغابات‪ ..‬أو الهروب بها إلى خارج البالد‪.‬‬ ‫وكان الرئيس اإليراني‪ ،‬محمود أحمدي نجاد‪،‬‬ ‫أصدر في سبتمبر‪/‬أيلول الماضي‪ ،‬قرارا‬ ‫بتعيين محمد رضا رحيمي‪ ،‬المعاون القانوني‬ ‫والبرلماني له‪ ،‬بصفة نائب أول لرئيس‬ ‫الجمهورية بدال من صهره المثير للجدل‬ ‫أسفنديار رحيم مشائي‪.‬‬ ‫وقد ولد محمد رضا رحيمي في قرية سربش‬ ‫آباد‪ ،‬التابعة لمدينة قروة في محافظة كردستان‬ ‫اإليرانية‪ .‬ويبلغ رحيمي ستين عا ًما تقربيًا‪.‬‬ ‫وهو حاصل على شهادة في الحقوق من‬ ‫جامعة طهران‪ .‬وشغل منصب وكيل نيابة‬ ‫في محافظة سنندج وقروة‪ ،‬كما شغل منصب‬ ‫رئيس اتحاد طلبة الجامعة في سنندج‪ ،‬وبعد‬ ‫ذلك بفترة قصيرة أصبح أستا ًذا جامعيًا لمادة‬ ‫الحقوق‪ .‬وبعدها بفترة وجيزة عُين كمسئول‬ ‫عن قسم الحقوق في نفس الجامعة‪ .‬كما شغل‬ ‫عام ‪ ،1993‬محافظًا إلقليم كردستان اإليراني‪.‬‬ ‫وتعرض رحيمي في الدورة الرئاسية السابقة أيضًا‬ ‫التهامات بأنه زوّر شهادته الدراسية وبالفساد‪ ،‬لكن‬ ‫أحمدي نجاد أصر على تعيينه نائبًا أول للرئيس‬ ‫رغم معارضة الكثير ممن أيّده في االنتخابات‬ ‫األخيرة؛ المشكوك في نزاهتها من اإلصالحيين‪.‬‬ ‫‪23‬‬

‫تحليالت‬

‫إيران‪:‬‬ ‫رحيمي رئيس‬ ‫مؤسسة‬ ‫الفساد في‬ ‫دولة نجاد‬

‫تشهد طهران هذه األيام سجالاً حادًا حول شبكة فساد اقتصادية كب‬ ‫محمود أح‬

‫"دبي"نجاح محمد علي‬ ‫لم تتوقف المعركة في إيران بين اإلصالحيين‬ ‫وبين المحافظين بسبب أزمة االنتخابات‬ ‫الرئاسية المستمرة‪ ،‬حتى اندلعت أزمة أخرى‬ ‫بين البرلمان والرئيس محمود أحمدي نجاد حول‬ ‫الفساد‪ ،‬تضاف إلى أزمته مع البرلمان حول‬ ‫وقف الدعم الحكومي للسلع الحياتية‪ .‬إذ تشهد‬ ‫طهران هذه األيام سجالاً حادًا حول شبكة فساد‬ ‫اقتصادية كبيرة يديرها‪ ،‬محمد رضا رحيمي‪،‬‬ ‫النائب األول للرئيس اإليراني‪ ،‬محمود أحمدي‬ ‫نجاد‪ .‬وفي جلسة البرلمان‪ ،‬الذي يرأسه علي‬ ‫الريجاني‪ ،‬والتي عقدت اوائل إبريل ‪ /‬نيسان‬ ‫‪ ،2010‬قال إلياس نادران‪ ،‬وهو أحد النواب‬ ‫األصوليين‪ " :‬إن هناك أفرادًا يدافعون عن‬ ‫نائب الرئيس‪ ،‬محمد رضا رحيمي‪ ،‬في قضية‬ ‫الفساد االقتصادي‪ ،‬غير أنهم ربما ال يعلمون‬ ‫أي شيء حول تدخالته في إدارة شبكات الفساد‬ ‫االقتصادي"‪ ،‬مشي ًرا بشكل خاص إلى معلومات‬ ‫مهمة‪ ،‬أدلى بها بعض األشخاص الذين تم‬ ‫اعتقالهم أخيرًا تدينه في القضية‪ .‬أضاف أيضًا‪:‬‬ ‫"هؤالء يدافعون عن محمد رضا رحيمي‪ ،‬إما‬ ‫أنهم يجهلون معلومات عن مستوى تدخالته في‬ ‫هذه الشبكات أو أن معلوماتهم ناقصة"‪.‬‬ ‫ويأتي هذا االتهام من نواب في البرلمان لـ‬ ‫"محمد رضا رحيمي "‪ ،‬في حين أن محاربة‬ ‫الفساد االقتصادي كانت أحد برامج الرئيس‬ ‫محمود أحمدي نجاد في االنتخابات الرئاسية في‬ ‫العام الماضي‪ ،‬والتي يشكك اإلصالحيون في‬ ‫نزاهتها‪ ،‬ويقولون إنها شهدت تزوي ًرا على نطاق‬ ‫واسع إلعادة انتخاب أحمدي نجاد‪ ،‬فيما اتهم‬ ‫أحمدي نجاد – في أحدث تصريحاته حول هذا‬ ‫الملف ‪ -‬أبناء بعض المسئولين رفيعي المستوى‬ ‫‪ 9‬إبريل ‪2010‬‬

‫كشفت وسائل إعالم محلية أن‬ ‫رحيمي سرق في يوم واحد‬ ‫أكثر من ‪ 70‬مليون دوالر من‬ ‫المال العام‪ ،‬وأودع في حسابه‬ ‫الشخصي وحسابات زوجته‬ ‫وأوالده خارج إيران مئات‬ ‫الماليين‬ ‫في الجمهورية اإلسالمية بالفساد االقتصادي‪،‬‬ ‫ومن أبرز هؤالء المسئولين " رفسنجاني "‬ ‫ووعد أحمدي نجاد بقطع أيديهم‪.‬‬ ‫وأشار النائب إلياس نادران‪ ،‬إلى ملف ما يعرف‬ ‫" شارع فاطمي في طهران " عندما قال‪":‬‬ ‫إن محمد رضا رحيمي أدار مجموعة في‬ ‫شارع فاطمي كانت تجمع األموال من مصادر‬ ‫مشبوهة‪ ،‬وكان يتخذ قرارات حول توزيع هذه‬ ‫األموال‪ ،‬وقد تم اعتقال جميع أعضاء الشبكة ما‬ ‫عدا النائب األول للرئيس‪ ،‬محمد رضا رحيمي‬ ‫نفسه"‪.‬‬ ‫وأضاف أيضا‪" :‬من غير المقبول أن نتجنب‬ ‫توجيه اتهام ألحد بسبب منصبه التنفيذي في‬ ‫الحكومة‪ ،‬ونتفادى محاكمته‪ ،‬وهذا أيضًا بعيد‬ ‫عن العدل المنشود‪ ،‬ألن شبكة الفساد االقتصادي‬ ‫التي كانت تنشط في شارع فاطمي بطهران‬ ‫تتشكل من أفراد مثل " جابر أبدالي " و " إلياس‬

‫محمودي " و " مسعودي " وأشخاص آخرين‬ ‫تم اعتقالهم أخيرًا"‪ .‬وقام نادران بشرح تفاصيل‬ ‫هذا الملف قائلاً ‪ ":‬من غير المنطقي أن نقول‪:‬‬ ‫إن محمد رضا رحيمي‪ ،‬لم يكن المسئول عن‬ ‫توزيع هذه األموال الفاسدة‪ ،‬أن جابر أبدالي‪،‬‬ ‫قام بتزوير توقيع محمد رضا رحيمي‪ ،‬على‬ ‫الشيكات‪ ،‬خصوصًا أنه يمكن إثبات صاحب‬ ‫الخط الموجود على الشيكات بسهولة‪ ،‬واألهم أن‬ ‫األموال التي قامت الشبكة بتوزيعها‪ ،‬مصدرها‬ ‫فاسد‪ ،‬والبد أن يكون محمد رضا رحيمي‪،‬‬ ‫مسئولاً أمام الشعب والقضاء وأن يجيب عن كل‬ ‫التساؤالت"‪.‬‬ ‫وأعلن رئيس السلطة القضائية‪ ،‬صادق‬ ‫الريجاني‪ ،‬وهو شقيق رئيس البرلمان‪ ،‬منذ‬ ‫شهر تقريبًا عن اعتقال أفراد شبكة متعلقة بالفساد‬ ‫االقتصادي عندما قال‪ " :‬إن أفراد هذه الشبكة‬ ‫تمكنوا من اختالس الماليين من الدوالرات‬ ‫من رواتب الناس وبيت المال‪ ،‬بواسطة تزوير‬ ‫مستندات حكومية وقضائية‪ ،‬وأن االتهام الموجه‬ ‫ألحدهم فقط هو اختالس ستة ماليين دوالرات‬ ‫فما بالكم بباقي أعضاء الشبكة"؟‬ ‫وفي نفس القضية أرسل عدد من نواب البرلمان‬ ‫رسالة إلى رئيس السلطة القضائية‪ ،‬صادق‬ ‫الريجاني‪ ،‬في الرابع من أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬الماضي‬ ‫يشيرون فيها إلى ضغوط فُ ِرضت عليه من‬ ‫الرئيس‪،‬ـ وطالبوه ببدء مالحقة أفراد شبكة‬ ‫الفساد من أعلى المستويات حتى وإن كان هذا‬ ‫المتهم شخصية رفيعة المستوى في الحكومة أو‬ ‫أحد أبناء المسئولين‪.‬‬ ‫‪22‬‬

‫تحليالت‬

‫بين القوى العراقية‪ ،‬مما يستلزم اإلسراع في‬ ‫االتفاق بينهم وتشكيل الحكومة‪.‬‬ ‫وردا على اتهام إيران بوقوفها وراء‬ ‫التفجيرات‪ ،‬قال العتيبي‪ " :‬ال أستطيع الجزم‬ ‫بذلك‪ ،‬ولكن التصرفات اإليرانية وسياسة‬ ‫طهران تجاه العراق‪ ،‬تشير إلى تورطها في‬ ‫تلك التفجيرات"‪ ،‬ألن من مصلحتها عدم‬ ‫استقرار العراق‪ ،‬على الرغم من استهداف‬ ‫التفجيرات سفارتها‪ ،‬لكن إذا ما طبقنا المثل‬ ‫العربي " بعض الناس يجدع أنفه نكاية في‬ ‫غيره " على التفجيرات األخيرة‪ ،‬فإنه ال‬ ‫يمكن أن نستبعد الدور اإليراني‪.‬‬ ‫وشدد العتيبي على ضرورة حسم الخالفات‬ ‫السياسية بين الفرقاء العراقيين حتى ال يشهد‬ ‫العراق مزيدًا من العمليات اإلرهابية‪.‬‬

‫ت في اليمن وأفغانستان‪ ،‬فأرادت أن تثبت وجودها بالقيام‬ ‫العمليات‬ ‫أوضاع مختلطة في العراق يصعب التنبؤ‬ ‫بالجهة المسئولة عن هذه التفجيرات‪ ،‬ولكن‬ ‫الشعيبي أشار في الوقت نفسه إلى أن هذه‬ ‫التفجيرات تعكس عدم االستقرار األمني‪،‬‬ ‫وبالتالي توجيه رسالة تخويف إلى الدول لعدم‬ ‫استمرارها في التمثيل الدبلوماسي بالعراق‪،‬‬ ‫وهو ما يعني أن هناك عملية تنظيمية يقوم‬ ‫بها المستفيدون من عدم استقرار العراق‪،‬‬ ‫وربما يكون هذا التنظيم هو القاعدة ‪ -‬ألن‬ ‫المؤشرات تقول ذلك ‪ -‬لكن ال أستطيع‬ ‫الجزم بذلك ألننا أمام وضع أمني خطير‬ ‫يصعب معه التنبؤ السياسي‪ ،‬وما علينا سوى‬ ‫االنتظار لحين انتهاء التحقيقات‪.‬‬ ‫الشعيبي أكد أن المستفيدين من التفجيرات‬ ‫في العراق كثيرون‪ ،‬وال يمكن أن نستبعد‬ ‫دولة مثل إسرائيل أو أمريكا‪ ،‬خاصة أن‬ ‫هناك معلومات عن أن بعض العمليات‬ ‫اإلرهابية السابقة كانت تقف وراءها قوى‬ ‫االحتالل األمريكي‪.‬‬ ‫الكاتب السعودي عبد اللـه العتيبي‪ ،‬لدية‬ ‫تفسير أخر فيرى إن العراق يعيش حالة‬ ‫من عدم االستقرار بعد االنتخابات البرلمانية‬ ‫التي لم تأت بحل نهائي بشأن من يشكل‬ ‫العدد ‪1552‬‬

‫الحكومة العراقية الجديدة‪ ،‬وبالتالي لم يكن‬ ‫غريبًا أن تحاول بعض األطراف العراقية‬ ‫والدول المستفيدة من عدم استقرار العراق‪،‬‬ ‫في التحرك من أجل تحقيق أهدافها وإظهار‬ ‫احتجاجها وإثبات وجودها‪ ،‬وهو األمر الذي‬ ‫ساعدت فيه بشكل كبير الخالفات السياسية‬

‫سيف اليزل‪:‬‬ ‫القاعدة تلقت في‬ ‫اآلونة األخيرة العديد‬ ‫من الضربات في اليمن‬ ‫وأفغانستان‪ ،‬فأرادت أن‬ ‫تثبت وجودها بالقيام‬ ‫بتلك العمليات ‪ ،‬بعد أن‬ ‫وجدت المناخ مالئ ًما‬ ‫داخل العراق بسبب‬ ‫االنقسام بين الطوائف‬ ‫السياسية‬

‫اللواء سامح سيف اليزل‪ ،‬الخبير األمني‬ ‫واإلستراتيجي بمصر‪ ،‬اتهم تنظيم القاعدة‬ ‫بالوقوف وراء هذه التفجيرات‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫"القاعدة تلقت في اآلونة األخيرة العديد‬ ‫من الضربات في اليمن وأفغانستان‪،‬‬ ‫فأرادت أن تثبت وجودها بالقيام بتلك‬ ‫العمليات" ‪ ،‬بعد أن وجدت المناخ مالئ ًما‬ ‫داخل العراق بسبب االنقسام بين الطوائف‬ ‫السياسية على الرغم من وجود قوات‬ ‫الشرطة العراقية وقوات االحتالل‪ ،‬ولكن‬ ‫عدم استقرار الحالة األمنية والسياسية‬ ‫داخل العراق‪ ،‬ساعد تنظيم القاعدة في‬ ‫القيام بتلك التفجيرات‪ ،‬فضلاً عن تصارع‬ ‫القوى السياسية العراقية ومحاولة كل منها‬ ‫إثبات وجودها من خالل استخدام العنف‬ ‫بدلاً من الحلول السلمية‪.‬‬ ‫وأضاف اليزل‪ :‬إن اختيار سفارات دول‬ ‫بعينها الستهدافها لم يكن عشوائيًا من‬ ‫وجهة نظر القائمين على التفجير‪ ،‬فالدول‬ ‫التي تم استهداف سفاراتها لها ثقل في‬ ‫المنطقة العربية وداخل العراق‪ ،‬فإسبانيا‬ ‫تشارك بقوات عسكرية في العراق‪،‬‬ ‫وكل من مصر وإيران وسوريا لها دور‬ ‫في العراق‪ ،‬بغض النظر عن ماهية هذا‬ ‫الدور‪ ،‬فإيران تتدخل في الشأن العراقي‬ ‫بهدف السيطرة على العراق‪ ،‬بينما مصر‬ ‫وسوريا تسعيان لوجود عربي في هذا البلد‬ ‫المحتل الذي هو جزء من الكيان العربي‪.‬‬ ‫‪21‬‬

‫تحليالت‬

‫العراق‪:‬‬

‫هل عادت‬ ‫القاعدة‬ ‫من جديد؟‬

‫القاعدة تلقت في اآلونة األخيرة العديد من الضربات‬ ‫بتلك‬

‫"القاهرة"أحمد ربيع‬

‫علي مدى إسبوع كامل دوت إنفجارات‬ ‫عديدة في أرجاء بغداد ‪ ،‬بعضها إستهدف‬ ‫مباني حكومية‪ ،‬وأغلبها ركزت على‬ ‫منشآت دبلوماسية مثل سفارات مصر‬ ‫وسوريا واسبانيا وإيران‪ .‬ورغم أن البعض‬ ‫يذهب في تفسير هذه االنفجارات إلى‬ ‫كونها أول نتائج الخالفات التي نتجت عن‬ ‫االنتخابات بين قائمتي عالوي والمالكي ‪،‬‬ ‫إال أن أخرين يعتبرونها رسالة واضحه من‬ ‫تنظيم القاعده الذي تمكن من العراق ليؤكد‬ ‫أنه موجود ويحذر كل الدول التي تريد‬ ‫إعادة فتح سفاراتها في بغداد‪ ..‬لكن أغلب‬ ‫الدول رفضت الرسالة وأكدت إستمرارها‬ ‫في العراق‪ .‬ومابين اإلحتمالين تبقي الحقيقة‬ ‫الواضحة أن العراق كما إتفق الجميع ليس‬ ‫أمنًا بعد‪ ..‬وأن هناك أيادي خفية تريد العبث‬ ‫بالعراق واستمرار حالة عدم االستقرار‬ ‫األمني والسياسي‪،‬‬ ‫علي الكليدار‪ ،‬المحلل السياسي العراقي‪ ،‬لم‬ ‫يستبعد تورط إيران في كل التفجيرات التي‬ ‫شهدها العراق‪ ،‬مبررًا ذلك بأن إيران تفضل‬ ‫أن يكون المكون الشيعي هو المسيطر‬ ‫على العراق‪ ،‬وبالتالي استمرار الهيمنة‬ ‫اإليرانية على القرار العراقي وتأجيج‬ ‫الفتنة الطائفية بين العراقيين‪ ،‬مشيرًا إلى أن‬ ‫الخالفات السياسية‪ ،‬وعدم تشكيل الحكومة‬ ‫‪ 9‬إبريل ‪2010‬‬

‫حتى اآلن‪ ،‬تعد أحد األسباب التي أدت إلى‬ ‫هذه التفجيرات‪ ،‬خاصة أن إيران أدركت‬ ‫أن الحكومة الجديدة ربما تأتي على غير‬ ‫رغبتها‪ ،‬فأرادت إحداث حالة من الفوضى‬ ‫من خالل هذه التفجيرات للضغط على شيعة‬

‫العتيبي ‪:‬‬ ‫التصرفات اإليرانية‬ ‫وسياسة طهران‬ ‫تجاه العراق‪ ،‬تشير‬ ‫إلى تورطها في‬ ‫تلك التفجيرات‪،‬‬ ‫ألن من مصلحتها‬ ‫عدم استقرار‬ ‫العراق‬

‫العراق لإلسراع في حسم الموقف بشأن‬ ‫تشكيل الحكومة العراقية‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن التفجيرات التي وقعت‬ ‫كانت بالقرب من السفارة اإليرانية فإن‬ ‫ذلك ال يمنع من توجيه االتهام إلى طهران‬ ‫التي حاولت أن تبعد األنظار عنها وتنفي‬ ‫مسئوليتها عن الحادث‪.‬‬ ‫وأشار الكليدار إلى أن إيران وإسرائيل لهما‬ ‫مخططات تستهدف العراق‪ ،‬وليس من‬ ‫المستبعد أبدًا أن يكون أحدهما وراء هذا‬ ‫الحادث‪ ،‬لكنه استبعد في الوقت نفسه أن‬ ‫يكون تنظيم القاعدة أو البعثيون هو المسئول‬ ‫عن هذه التفجيرات‪ ،‬أو حتى الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية ‪ -‬على الرغم من‬ ‫مسئوليتها الكاملة عما جرى في العراق ‪-‬‬ ‫ألنها تريد حكومة مستقرة من أجل اإلسراع‬ ‫في سحب قواتها‪.‬‬ ‫من جانبه أوضح الدكتور عماد فوزي‬ ‫الشعيبي‪،‬الكاتبوالمحللالسياسيالسوري‪،‬‬ ‫أن الوضع األمني في العراق لن يستقر في‬ ‫القريب العاجل‪ ،‬ألن الدولة ُد ِمرت وال توجد‬ ‫قوة أمنية منظمة تستطيع أن تحيط بمجمل‬ ‫آليات العنف التي تحدث‪ ،‬وبالتالي فنحن أمام‬ ‫‪20‬‬

‫تحليالت‬

‫إيران‪ :‬رحيمي رئيس مؤسسة الفساد في دولة نجاد‬ ‫تفجيرات العراق‪ ..‬من المقصود بالرسالة؟‬ ‫العدد ‪1552‬‬

‫‪19‬‬

‫ﺟﻴﻮﺑﻮﻟﻴﺘﻴﻜﺎ‬

‫ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﻭﺍﻟﻘﺒﻮﻝ‬ ‫ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻔﻀﻞ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ‬ ‫ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺑﻴﻦ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ؟‬

‫ﻗﻀﺎﻳﺎ‬

‫ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ‬ ‫ﺃﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻭﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﻂ‬ ‫ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ‬

‫ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ‬

‫ﻣﺒﻌﻮﺙ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ‬ ‫ﺭﺷﺎﺩ ﺣﺴﻴﻦ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺒﻌﻮﺙ‬ ‫ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻟﻤﻨﻈﻤﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ‬

‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ‬

‫ﻣﻦ ﻳﻤﻠﻚ ﻋﻘﺎﺏ ﺇﻳﺮﺍﻥ؟‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻳﻜﺎﻥ ) ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻭﺍﻟﺼﻴﻦ (‬ ‫ﻳﺤﺪﺩﺍﻥ ﻣﺼﻴﺮ ﺍﻟﺠﻮﻟﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺿﺪ ﻁﻬﺮﺍﻥ‬

‫ﺍﻟﻐﻼﻑ‬

‫ﺍﻗﺮﺃ ﻟﻬﺆﻻﺀ‬ ‫ﺇﺩﻭﺍﺭﺩ ﺑﻮﻟﺰ‬ ‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺸﺌﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻟﻤﻨﻄﻘﺔ‬ ‫ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ‪ ،‬ﻓﻲ ﺑﻨﻚ ﺳﺘﺎﻧﺪﺭ‬

‫ﻓﻮﺍﺯ ﺟﺮﺟﺲ‬ ‫ﺑﻮﻓﻴﺴﻮﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺑﻤﺪﺭﺳﺔ‬ ‫ﻟﻨﺪﻥ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ‬

‫ﻫﻴﻮ ﺑﻮﺏ‬ ‫ﺻﺤﻔﻲ ﻏﺮﺑﻲ ﻳﺮﻭﻱ ﺣﻜﺎﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺸﺎء ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ‬

‫ﺩ‪ .‬ﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺠﻮﺍﺩ‬ ‫ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻷﻫﺮﺍﻡ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ‬

‫الموجز رسائل‬

‫رسائل‬ ‫العدد السابق‬

‫القاعدة وأتباعها‬ ‫كل األحداث والتفجيرات ألتي شهدتها األسابيع الماضية‬ ‫خاصة في العراق إضافة إلى فشل القوات األمريكية في‬ ‫مواجهة القاعدة في أفغانستان يؤكد أن هذا التنظيم يزداد قوة‬ ‫وليس ضعفًا‪ ..‬ويبدو أن األمر يحتاج إلى إستراتيجية أخرى‬ ‫لمواجهته‪.‬‬

‫عمر عبد الواحد‬

‫الجري وراء السراب‬ ‫مصر طوال عمرها لم تلعب في القضية الفلسطينية كطرف‬ ‫لة مصلحة مع أحد الفصائل وإنما تريد تجميع الفلسطينيين‬ ‫على مائدة واحدة لكن يبدو أن حماس لها توجيهات أخرى‬ ‫يعرفها جيدًا األخ الدويك‪ ،‬ونصيحتي ال تنس يا دويك أن‬ ‫األيام دواليك‪.‬‬

‫أحمد بن الفتاح‬

‫التنين الصيني في الخليج‬

‫من يملك العقاب؟‬

‫الصين بالفعل أصبحت العبًا أساسيًا ليس في الخليج فقط وإنما في مناطق‬ ‫عديدة من العالم ‪ .‬وهذا حتي وإن مثل بعض الخطر على مصالحنا العربية‬ ‫لكنه يعطينا ميزة تواجد وقد ًرا من التوازن العالمي المطلوب‪.‬‬

‫راضي األحمر‬

‫بالتأكيد الصين من حقها أن تكثف تواجدها في الخليج ألن مصالحها تتطلب‬ ‫ذلك خاصة ما يتعلق بالنفط‪.‬‬

‫عودتنا السوابق الدولية أن ما تريده واشنطن تفعله ولو تأخر‬ ‫بعض الوقت ‪ .‬فهى وحدها تملك عقاب إيران أما الصين‬ ‫وروسيا فموقفهما من الممكن أن يتغير سريعًا إذا مارست‬ ‫واشنطون ضغوطها‪.‬‬

‫حسن الصيامي‬

‫غسان الحاسمي‬ ‫‪ 9‬إبريل ‪2010‬‬

‫‪16‬‬

‫‪ 2‬ريزون‬ ‫خمس أكاذيب حول االقتصاد األمريكي‬

‫أثار الركود المستمر سؤالاً مرب ًكا لالقتصاديين المؤيدين لكينيز وهو‪ :‬لماذا يستمر االقتصاد‬ ‫األمريكي في التردي بالرغم من الرعاية المكثفة لفريق اقتصادي حكومي يتم امتداحه عالميًا‬ ‫لتألقه؟ ولعل اإلجابة هي أن إدارة أوباما تتعامل مع اقتصاد خيالي ال يشبه كثيرًا االقتصاد الذي‬ ‫يعيش الباقون منا في ظله‪ ،‬ويتناول هذا المقال األساطير التي حيكت حول االقتصاد األمريكي‬ ‫واألوهام التي تثيرها الحكومة‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪ 3‬نيو ريببليك‬

‫ما جدوى األسلحة النووية؟‬

‫يبدو أن النظام النووي يتهاوى‪ ،‬فقد مضى عهد التوازن بين القوى العظمى في حقبة الحرب‬ ‫الباردة‪ ،‬وأعادت كوريا الشمالية معالجة بلوتونيوم كاف إلنتاج يورانيوم يصلح لتصنيع األسلحة‬ ‫النووية‪ ،‬وكانت سوريا تقوم فيما يبدو ببناء منشأة نووية سرية‪ ،‬وهي المنشأة التي قامت إسرائيل‬ ‫بتدميرها عام ‪ ،2007‬ويناقش هذا المقال في نيو ريببليك االنتشار الحالي للطموحات النووية في‬ ‫مختلف أنحاء العالم‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫غالفاألسبوع‬

‫‪ 4‬اإليكونوميست‬ ‫األمل أخي ًرا‬

‫‪4‬‬ ‫العدد ‪1552‬‬

‫اعتمدت الواليات المتحدة لعقود على رغبة مستهلكيها في اإلنفاق‪ ،‬وهي الرغبة التي اعتمدت‬ ‫على االقتراض واعتمدت على ارتياح كاذب‪ ،‬مبعثه الفقاعات التي شهدتها أسعار األصول‪،‬‬ ‫أما اآلن فيقوم األمريكيون بادخار أكثر واقتراض أقل ألن انهيار أسعار المنازل أدى إلى‬ ‫تالشي ثروتهم‪ ،‬يقوم المصرفيون ومسئول الرقابة المصرفية‪ ،‬الذين سبق أن احتفوا بتحرير‬ ‫االئتمان باالقتصاد في عملية االئتمان‪ ،‬لكن أكبر اقتصاد في العالم بدأ عملية إعادة توازن‬ ‫تأخرت كثيرًا‪ ،‬فلم يعد من الممكن أن يكون االستهالك واالقتراض األمريكيين محر ًكا القتصاد‬ ‫الواليات المتحدة وال القتصاد العالم‪ ،‬وهذا يعد مصدر أمل‪ ،‬الخوف هو أن السياسيين في كل‬ ‫مكان يمكن أن يكونوا غير قادرين على التعامل مع العواقب‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫الموجز بانوراما الصحافة‬

‫الموجز قالوا‬

‫بانوراما‬ ‫الصحافة‬

‫أقوال‬ ‫"إيران ال يمكنها أن تواصل سباقها المجنون‬ ‫فالوقت حان التخاذ قرارات"‬ ‫باراك أوباما‬ ‫رئيس الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية‬

‫"ال يمكن أن تكون لدينا حكومة وحدة وطنية‬ ‫فحسب‪ ،‬بل نريد حكومة علمانية يمكنها أن‬ ‫تعمل وتوفر األمن لهذا البلد"‬ ‫إياد عالوي‬ ‫زعيم القائمة العراقيه الفائزة‬ ‫بأغلبية مقاعد البرلمان العراقي‬

‫‪1‬‬ ‫‪ 1‬التايم‬ ‫أنجيال ميركل‪ :‬قواعد ألمانية‬

‫" المجتمع الدولي تورط في عمليات تزوير‬ ‫االنتخابات ولم يعترف بما فيه الكفاية بالسيادة‬ ‫األفغانية"‬ ‫حامد كرازي‬ ‫الرئيس األفغاني‬

‫رئيس الوزراء التركي‪ ،‬رجب طيب أردوغان‪،‬‬ ‫أصبح مثل الرئيس الليبي معمر القذافي أو الرئيس‬ ‫الفنزويلي هوجو شافيز"‬

‫تواجه ألمانيا مخاطر االضطرار لدفع الحصة‬ ‫الكبرى من اإلنقاذ المالي لليونان‪ ،‬وهو أمر ال‬ ‫ترغب فيه أنجيال ميركل على اإلطالق‪ ،‬وقد‬ ‫تولت ميركل قيادة الحملة المناهضة لإلنقاذ‬ ‫المالي‪ ،‬مما أدى إلى إثارة جدل واسع حول ما‬ ‫إذا كانت المستشارة األلمانية ستعيد ألمانيا إلى‬ ‫أساليبها القديمة‪ ،‬ويتناول هذا المقال سياسات‬ ‫اإلنفاق في دول البحر المتوسط‪ ،‬التي ظلت‬ ‫تدفع بقيمة اليورو إلى الوراء‪ ،‬مقارنة بالدوالر‬ ‫األمريكي‪ ،‬ويمكن أن يكون رفض ميركل لخطة‬ ‫اإلنقاذ المالي مفيد في نهاية األمر لمنطقة اليورو‪،‬‬ ‫بالرغم من النقد الموجه حاليًا لهذه الخطة‪.‬‬

‫أفيجدور ليبرمان‬ ‫وزير الخارجية اإلسرائيلي‬

‫‪ 9‬إبريل ‪2010‬‬

‫‪14‬‬

‫‪ 8‬موريتانيا‬ ‫المحامين‬ ‫ونقابات‬ ‫هيئات‬ ‫اتفقت‬ ‫ببلدان المغرب العربي على تأسيس‬ ‫اتحاد مشترك بهدف توحيد جهودها‬ ‫ومواقفها المشتركة في كل القضايا‪.‬‬ ‫وتم التوقيع على وثيقتي النظام األساسي‬ ‫والداخلي لالتحاد‪ ،‬على أن يعلن‬ ‫عن قيامه بشكل رسمي في يونيه‪/‬‬ ‫حزيران القادم بالعاصمة الجزائرية‪.‬‬ ‫وجاء االتفاق عقب المصادقة على النظامين‬ ‫األساسي والداخلي‪ ،‬بعد نحو اثني عشر عا ًما‬ ‫من فشل هذه الهيئات والنقابات في تجاوز‬ ‫عدد من اإلشكاليات والعراقيل القانونية‪ ،‬التي‬ ‫تم حسمها أخيرًا في العاصمة الموريتانية‬ ‫نواكشوط‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ 9‬لشبونة‬ ‫وافقت لجنة الشئون الدستورية بالبرلمان‬ ‫األوروبي على إجراء تعديل في معاهدة‬ ‫لشبونة لزيادة ‪ 18‬مقعدا في البرلمان‬ ‫األوروبي خالل الدورة التشريعية الحالية‪.‬‬ ‫اللجنة استبعد إنعقاد جمعية تأسيسية‬ ‫لمناقشةتغييرالمعاهدة‪.‬‬ ‫وأرجع الخبراء هذا اإلجراء لمعالجة نتائج‬ ‫انتخابات البرلمان األوروبي التي جرت في‬ ‫شهر يونيو ‪ ،2009‬وتم تنظيمها في إطار‬ ‫معاهدة نيس التي تحدد عدد األعضاء بـ‪.736‬‬

‫‪ 6‬إيران‬ ‫قال حسن فيروز أبادي‪ ،‬رئيس األركان‬ ‫اإليراني‪ ،‬إن بالده سترد على أي هجوم‬ ‫عسكري قد تشنه الواليات المتحدة بضرب‬ ‫القوات األمريكية المرابطة في الشرق األوسط‪.‬‬ ‫وأشار فيروز أبادي ‪ -‬على هامش احتفال‬ ‫عسكري ‪ -‬إلى أن أي غارة على إيران ستضع‬ ‫إمدادات البترول في خطر‪ ،‬ونقلت عنه هيئة‬ ‫اإلذاعة والتليفزيون اإليرانية قوله‪ :‬إذا كانت‬ ‫أمريكا تريد الحصول على بترول المنطقة‬ ‫وأسواقها فإن أسواق المنطقة ستنتزع من‬ ‫أمريكا وستزيد سيطرة المسلمين على البترول‪.‬‬ ‫العدد ‪1552‬‬

‫‪ 7‬األردن‬ ‫أكد وزير الصحة األردني نايف الفايز‬ ‫أن عبء الصحة النفسية في العالم يشكل‬ ‫‪ 13‬بالمائة من مجموع ما ينفق على‬ ‫الصحة بشكل عام وان المرض النفسي هو‬ ‫األول انتشارا بين جميع األمراض كافة‪.‬‬ ‫وقال نايف أمام المؤتمر الدولي األول لجمعية‬ ‫أطباء األمراض النفسية المنعقد في عمان إن‬ ‫بالده تولي جل اهتمامها للطب النفسي حيث‬ ‫بدأت وزارته حديثا بوضع إستراتيجية وسياسة‬ ‫للصحة النفسية على مستوى األردن بالتعاون‬ ‫مع منظمة الصحة العالمية والجامعات األردنية‬ ‫والقطاع الخاص‪.‬‬

‫‪ 10‬بريطانيا‬ ‫توقع سياسيون أن تشهد بريطانيا حمالت‬ ‫انتخابية مبكرة شرسة بين حزب العمال‬ ‫الحاكم وحزب المحافظين المعارض الذي‬ ‫يقوده ديفيد كاميرون بعدما أعلن رئيس‬ ‫الوزراء البريطاني‪ ،‬جوردون براون‪ ،‬عن‬ ‫تحديد موعد لالنتخابات العامة البريطانية‬ ‫يوم السادس من مايو‪/‬أيار المقبل‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫لقائه بملكة بريطانيا إليزابيث الثانية‪ ،‬في‬ ‫قصر بكنجهام‪ ،‬حيث طلب منها حل البرلمان‬ ‫األسبوع المقبل‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫الموجز‬

‫حول العالم‬

‫حول العالم‬ ‫‪9‬‬

‫‪6 5‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪8‬‬

‫‪10‬‬

‫‪ 1‬السعودية‬ ‫األمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود‪ ،‬أمير‬ ‫منطقة الرياض‪ ،‬يقوم بزيارة رسمية للهند‬ ‫تستغرق خمسة أيام‪ ،‬يلتقي خاللها برئيسة‬ ‫الهند‪ ،‬براتيبا باتيل‪ ،‬وبنائبها الدكتور‪ ،‬حامد‬ ‫أنصارى‪ ،‬حيث سيجري معه مباحثات حول‬ ‫القضايا الثنائية ذات االهتمام المشترك‪ ،‬كما‬ ‫يلتقي وزير الشئون الخارجية إس إم كريشنا‪،‬‬ ‫ويشارك في غداء عمل ينظمه اتحاد غرف‬ ‫التجارة والصناعة الهندية‪ ،‬واتحاد الصناعة‬ ‫الهندي لبحث الشأن االقتصادي بين الشريكين‬ ‫السعودية والهند اللتين يبلغ حجم التبادل‬ ‫التجاري بينهما حاليا ما قيمته ‪ 25‬مليار دوالر‪.‬‬

‫‪ 2‬الصين‬

‫كشفت مصلحة الدولة للرقابة على النقد‬ ‫األجنبي في الصين أن رصيد الديون الخارجية‬ ‫الصينية بلغ حتى نهاية العام الماضي ‪.428‬‬ ‫‪ 647‬مليار دوالر أمريكي ( باستثناء الديون‬ ‫الخارجية لمنطقتي هونغ كونغ وماكاو‬ ‫اإلداريتين الخاصتين ومقاطعة تايوان)‪.‬‬ ‫وأكدت اإلحصاءات األولية للمصلحة أن‬ ‫رصيد الديون الخارجية الصينية في نهاية عام‬ ‫‪ 2009‬قد ازداد بنحو ‪ 54‬مليار دوالر أمريكي‬ ‫مقارنة بالديون في نهاية عام ‪2008‬‬ ‫‪ 9‬إبريل ‪2010‬‬

‫‪ 3‬السويد‬ ‫اعتقلت قوات األمن السويدية رجال يشتبه بارتكابه‬ ‫جرائم حرب في إقليم كوسوفا قبل نحو عشر سنوات‪.‬‬ ‫ونقل راديو" السويد الدولي" عن هيئة االدعاء‬ ‫السويدية قولها إن وحدة مكافحة جرائم الحرب‬ ‫الخاصة اعتقلت الرجل ‪ ،‬وهو في الثالثينات من‬ ‫العمر ‪ ،‬غربي السويد لالشتباه في ارتكابه جرائم‬ ‫حرب خالل حقبة الحرب األهلية في منطقة البلقان‬

‫‪ 4‬اليمن‬ ‫أعلنت اللجنة الوطنية اليمنية المعنية بمحور‬ ‫"سفيان" جنوب محافظة "صعدة" شمال اليمن‪،‬‬ ‫تعليق أعمالها بسبب عدم جدية العناصر الحوثية‬ ‫في االلتزام بتنفيذ النقاط الست التي حددتها‬ ‫الحكومة اليمنية لوقف العمليات العسكرية‬ ‫وإطالق النار في المنطقة العسكرية الشمالية‬ ‫والغربية‪ ،‬والتي سبق أن أعلن عبد الملك الحوثي‪،‬‬ ‫القائد الميداني للحوثيين االلتزام بتنفيذها‪.‬‬

‫‪ 5‬تايالند‬ ‫بعد أيام من الصدام والتظاهر انسحب‬ ‫متظاهرو القمصان الحمر من مقر‬ ‫البرلمان التايلندي بانكوك بعد أن‬ ‫التفوا حوله مطالبين باستقالة رئيس‬ ‫الوزراء التايالندي ابهيسيت فيجاجيفا ‪.‬‬ ‫وأعلن كوركاوي بيكولثونغ أحد قادة القمصان‬ ‫الحمر بينما كانت الحشود تغادر المكان "لقد‬ ‫أنجزنا مهمتنا وبإمكاننا العودة إلى قاعدتنا"‪.‬‬ ‫وكان نائب رئيس الوزراء سيثيب‬ ‫ثاوغسوبان المكلف باألمن وعددًا من‬ ‫شخصيات الحكومة تمكنوا من االنسحاب‬ ‫على متن مروحيتين‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪7‬‬

‫الموجز‬ ‫حول العالم‬

‫قالوا‬

‫بانوراما الصحافة‬

‫رسائل‬

‫إيران‪ :‬البحث عن عقوبة‬

‫أحرزت الجهود الدولية‪ ،‬التي تقودها‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية لفرض‬ ‫عقوبات على إيران تقد ًما ملموسًا‪،‬هذا‬ ‫األسبوع وبات من الواضح أن العالم‬ ‫يخطو بسرعة نحو حسم هذا الملف بعد‬ ‫التطور األخير الذي حدث مع إعالن‬ ‫الصين عن مشاركتها في اجتماع مجموعة‬ ‫خمس زائد واحد(الدول الخمس دائمة‬ ‫العضوية في مجلس األمن الدولي إضافة‬ ‫إلى ألمانيا) والذي تم تخصيصه لبحث‬ ‫فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب‬ ‫برنامجها النووي‪.‬‬ ‫ويأتي اإلعالن عن مشاركة الصين عقب‬ ‫إعالن وزير الخارجية اإليراني‪ ،‬منوشهر‬ ‫متقي‪ ،‬أن فرض عقوبات جديدة على بالده‬ ‫العدد ‪1552‬‬

‫لن يكون لها أي تأثير يذكر‪ ،‬لكنها ستقلل‬ ‫فقط من مصداقية مجلس األمن الدولي‪.‬‬

‫كانت قضية فرض عقوبات اقتصادية‬ ‫أكثر صرامة ضد إيران قد شهدت‬ ‫خالل الفترة الماضية جدلاً واسعًا بسبب‬ ‫العالقات االقتصادية‪ ،‬التي تربط إيران‬ ‫بروسيا والصين‪ ،‬وهو ما جعل الكثير‬ ‫من المراقبين يشككون في إمكانية دعم‬ ‫الدولتين لقرار فرض العقوبات على‬ ‫طهران‪.‬‬ ‫وتشكل المشاركة الصينية في اجتماع‬ ‫دول خمس زائد واحد خطوة مهمة‪ ،‬إذا‬ ‫وضعنا في االعتبار أن الخبراء يقدرون‬ ‫إجمالي تدفقات التجارة الصينية مع‬

‫إيران بما ال يقل عن ‪ 36,6‬مليار دوالر‬ ‫سنو يًا‪.‬‬ ‫وقد أكدت المتحدثة باسم وزارة‬ ‫جيانغ‬ ‫الصينية‪،‬‬ ‫الخارجية‬ ‫يوي‪" :‬إن الصين ستشارك في‬ ‫المحادثات‪ ،‬رغم أنها ال تزال تعتبر أن‬ ‫الحوار والتشاور هما الطريق األفضل‬ ‫لحل المسألة النووية اإليرانية"‪ ..‬سوف‬ ‫تبدو الصورة أكثر وضوحًا خالل األيام‬ ‫القليلة القادمة عقب اإلعالن عن نتائج‬ ‫المحادثات لكي نعرف أي االعتبارات‬ ‫كان األقوى من وجهة نظر الصين‪:‬‬ ‫السياسة ورغبة المجتمع الدولي في وضع‬ ‫حد لطموحات إيران النووية‪ ،‬أم االقتصاد‬ ‫ومصالح بكين المشتركة مع طهران؟‬ ‫‪11‬‬

‫جيوبوليتيكا‬

‫األيديولوجي بين الوطنية اإلقليمية شبه‬ ‫العلمانية لحركة فتح والسلطة الوطنية‬ ‫الفلسطينية من ناحية‪ ،‬واألصولية اإلسالمية‬ ‫المتشددة لحركة حماس وحكومة غزة من‬ ‫ناحية أخرى تجعل من الصعب تحقيق‬ ‫المصالحة بين الفريقين والسلطتين‪ ،‬وال‬ ‫يمكن اعتبار المجتمع الفلسطيني بدعًا في‬ ‫هذا المجال‪ ،‬ففي أغلب المجتمعات العربية‬ ‫واإلسالمية مازال الخصام والتناقض بين‬ ‫هذين الجناحين اللذين يحتالن المساحة‬ ‫األكبر من المجالس السياسية في المنطقة هو‬ ‫سيد الموقف‪ ،‬ومازالت عملية البحث عن‬ ‫حلول وسط وقواعد للتعايش بينهما دائرة‬ ‫بال استقرار على صيغة نهائية تحل التوتر‬ ‫بين اإلسالم والدولة وبين الديني والمدني‬ ‫في المجتمعات العربية واإلسالمية‪.‬‬ ‫أهم ما يميز الخبرة الفلسطينية في هذا‬ ‫المجال هو أن االستقطاب بين هذين‬ ‫الجناحين حدث في مرحلة مبكرة قبل‬ ‫الحصول على االستقالل وقبل استكمال‬ ‫بناء الدولة الوطنية‪ ،‬على عكس خبرة‬ ‫أغلب بالد المنطقة التي تأخر فيها‬ ‫االنقسام لما بعد االستقالل وبناء الدولة‬ ‫الوطنية وتعزيزها‪ ،‬فالصراع بين التيار‬ ‫الوطني واإلسالمي في بالد المنطقة‬ ‫المختلفة يدور حول تكييف الدولة‬ ‫الوطنية شبه العلمانية لمقتضيات صعود‬ ‫تيار اإلسالم السياسي‪ ،‬وهو صراع‪ ،‬على‬ ‫قدر شراسته وصعوبته‪ ،‬يدور على خلفية‬ ‫مؤسسية ودستورية محددة هي خلفية‬ ‫الدولة الوطنية المستقلة‪ ،‬ذات السيادة‬ ‫وذات القاعدة اإلقليمية المحددة‪ ،‬أما في‬ ‫الحالة الفلسطينية فإن الصراع الدائر‬ ‫بين التيارين هو صراع تأسيسي بين‬ ‫رؤيتين مستقبليتين للوطن واإلقليم الذي‬ ‫يجب أن يقوم عليه والدولة وفلسفة بنائها‬ ‫وعالقاتها بالمحيط اإلقليمي والدولي‬ ‫خاصة بإسرائيل‪ ،‬وحتى اآلن فإن أيًا من‬ ‫الطرفين لم يستطع البرهنة بما ال يقبل‬ ‫مجالاً للشك على أن رؤيته واختياراته‬ ‫تمثل االختيار الفعال القادر على‬ ‫الوصول بالشعب الفلسطيني إلى أهدافه‬ ‫الوطنية‪ .‬فال المفاوضات التي يعتمدها‬ ‫المعتدلون وال المقاومة والكفاح المسلح‬ ‫الذي يعتمده المتشددون أثبتا فعاليتهما‬ ‫المؤكدة‪ ،‬األمر الذي يبقي االنقسام‬ ‫العدد ‪1546‬‬

‫عندما يكون الخالف على موقف تكون المصالحة سهلة‪ ..‬لكن عندما يكون الخالف على سيطرة على‬ ‫أرض ووطن تصبح المصالحة عسيرة‬

‫الفلسطيني على أرضية صراعات‬ ‫الرؤى واأليديولوجيات والمراهنة على‬ ‫المستقبل‪ ،‬وليس على أرضية الخالف‬ ‫على السياسات األكثر فعالية لتحقيق‬ ‫األهداف الوطنية للفلسطينيين ‪.‬‬

‫األوسط بين معتدلين ومتشددين‪ .‬فكل من‬ ‫طرفي االنقسام الفلسطيني يتمتع بتأييد‬ ‫ودعم واحدة من الكتلتين اإلقليميتين‬ ‫الكبيرتين‪ ،‬واألرجح أن تجسير الفجوة‬ ‫بين الفلسطينيين المنقسمين لن يتم قبل‬ ‫أن يتم تجسيرها على المستوى اإلقليمي‬ ‫أولاً ‪ ،‬األمر الذي ال يتوقع حدوثه في‬ ‫المستقبل القريب‪.‬‬

‫االنقسام الفلسطيني‪ ،‬إذن‪ ،‬تعززه عوامل‬ ‫موضوعية موجودة في البيئة الفلسطينية‪،‬‬ ‫وتعززه باإلضافة إلى ذلك عوامل أخرى‬ ‫موجودة في البيئة اإلقليمية األوسع نطاقًا‪.‬‬ ‫فاالنقسام بين الفلسطينيين هو جزء رئيس مركز األهرام للدراسات السياسية‬ ‫عضوي من االنقسام الراهن في الشرق واإلستراتيجية‬ ‫‪09‬‬

‫جيوبوليتيكا‬

‫المصالحة الفلسطينية مؤجلة ج ًدا‬ ‫التناقض األيديولوجي بين فتح شبه العلمانية‪ ،‬وحماس األصولية المتشددة زاد اإلنقسام‬ ‫ما يقرب من ثالث سنوات مرت منذ استيالء حركة حماس على السلطة في قطاع غزة دون أي إشارة إلى أن الوضع الشاذ‪ ،‬الذي ترتب‬ ‫على ذلك في طريقه لالنتهاء‪ ،‬عرف المجتمع الفلسطيني‪ ،‬مثل أي مجتمع آخر؛ بما فيها المجتمعات الخاضعة لالحتالل األجنبي‪ ،‬االنقسامات‬ ‫والصراعات الداخلية‪ ،‬فاالختالف هو إحدى سنن الحياة‪ .‬لكن االنقسام الراهن بين فتح وحماس هو األكثر عمقًا وخطورة بين االنقسامات‬ ‫الكثيرة التي عرفتها الساحة الفلسطينية‪ ،‬وال ترجع خطورة هذا االنقسام إلى أنه جاء مصحوبًا بسفك للدم الفلسطيني على يد أشقاء في‬ ‫الوطن‪ ،‬فقد سال الدم الفلسطيني قبل ذلك في الصراعات بين الفلسطينيين‪ ،‬لكن عمق هذا االنقسام وخطورته وصعوبة إيجاد حل له ترجع‬ ‫إلى عوامل أربعة‪ ،‬إقليمية ‪ ،Territorial‬ومؤسسية وسياسة‪ ،‬وإقليمية ‪.Regional‬‬

‫فاستيالء حماس على قطاع غزة أدى إلى‬ ‫تقسيم الوطن الفلسطيني بين الفلسطينيين‬ ‫أنفسهم‪ ،‬ألول مرة‪ ،‬فأقام كل طرف‬ ‫من األطراف المتناحرة لنفسه سلطة‬ ‫يزعم شرعيتها على جزء من الوطن‬ ‫الفلسطيني‪..‬‬ ‫لقد انقسم الوطن الفلسطيني طويلاً قبل‬ ‫ذلك‪ ،‬فقد توزع لعقدين من الزمان بين‬ ‫إسرائيل واألردن ومصر‪ ،‬لكن هذا‬ ‫االنقسام لم يؤد سوى إلى صعود الهوية‬ ‫الوطنية الفلسطينية وخلق أسباب التوحيد‬ ‫السياسي والنفسي للشعب الفلسطيني‪،‬‬ ‫أما هذه المرة فقد ساهم تقسيم الوطن‬ ‫الفلسطيني بين الفلسطينيين أنفسهم في‬ ‫تعزيز قوة األطراف المنقسمة بعضها‬ ‫إزاء بعض‪ ،‬واألهم من هذا هو أن الغنيمة‬ ‫المتاحة في يد كل طرف‪ ،‬أي األراضي‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬لها قيمة مادية ومعنوية هائلة‬ ‫ال تسهل إظهار المرونة في أي مباحثات‬ ‫للمصالحة‪ ..‬فالمصالحة الفلسطينية في هذه‬ ‫المرة ال يمكن لها أن تتم إال بتنازل أحد‬ ‫الطرفين عن أرض يسيطر عليها‪ ،‬وهو‬ ‫قرار شديد الصعوبة بالنسبة ألي قائد‬ ‫أو مسئول‪ ،‬فينما يمكن التنازل عن هذا‬ ‫الموقف أو ذاك‪ ،‬كما قد يكون من الممكن‬ ‫إظهار بعض اللين في المواقف السياسية‬ ‫على سبيل المناورة أو اختبار نوايا الطرف‬ ‫اآلخر‪ ،‬فإن مثل هذا النوع من التنازالت‬ ‫والمساومات هو من النوع الذي يمكن‬ ‫التراجع عنه بال تكلفة تذكر‪ ،‬األمر الذي‬ ‫ال ينطبق على السيطرة على األرض‪ ،‬فما‬ ‫إن يقدم أي طرف تنازلاً بهذا الخصوص‬ ‫إال وكان من الصعب عليه التراجع عنه‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬فال مجال للمناورة عندما يتعلق‬ ‫‪ 9‬إبريل ‪2010‬‬

‫يتنازعان تحت الفتة وشرعية السلطة‬ ‫الوطنية الفلسطينية‪ ،‬إال أن االنفصال‬ ‫اإلقليمي بين نطاق سلطة كل منهما يجعل‬ ‫لهذا التنازع قيمة رمزية أكثر منها قيمة‬ ‫فعلية‪.‬‬ ‫د‪ .‬جمال عبد الجواد‬

‫المصالحة الفلسطينية‬ ‫في هذه المرة ال يمكن‬ ‫لها أن تتم إال بتنازل‬ ‫أحد الطرفين عن أرض‬ ‫يسيطر عليها‪ ،‬وهو قرار‬ ‫شديد الصعوبة بالنسبة‬ ‫ألي قائد أو مسئول‬ ‫األمر بالسيطرة على األرض‪.‬‬ ‫واأليديولوجي‬ ‫السياسي‬ ‫االنقسام‬ ‫الفلسطيني المعزز بتقسيم األرض‬ ‫الفلسطينية بين سلطتين ساهم في تدعيم‬ ‫البعد المؤسسي لالنقسام الفلسطيني الراهن‬ ‫بين فتح وحماس‪ ،‬ففي خبرات االنقسام‬ ‫الفلسطيني السابقة كان الصراع يدور‬ ‫تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية‪ ،‬أو‬ ‫كان يدور تحت مظلة هذا الفصيل أو ذاك‪،‬‬ ‫مثلما دار الصراع بين قيادة فتح الرسمية‬ ‫وفئات منشقة عنها‪ ،‬أما الصراع بين فتح‬ ‫وحماس‪ ،‬على العكس من ذلك‪ ،‬فإنه ال‬ ‫يدور ضمن أي إطار مؤسسي مشترك‪.‬‬ ‫صحيح أن الطرفين من الناحية الدستورية‬

‫ومنذ سيطرت حماس على قطاع غزة‬ ‫أخذ قسما الوطن الفلسطيني في الضفة‬ ‫الغربية وقطاع غزة يتطوران في اتجاهات‬ ‫متعارضة في مجاالت عدة‪ .‬فهناك مؤسسات‬ ‫سياسية مستقلة تما ًما عن بعضها البعض‬ ‫في الضفة والقطاع‪ ،‬وكذلك الحال بالنسبة‬ ‫للمؤسسات األمنية التي يعمل كل منها وفقًا‬ ‫لقواعد وهياكل تنظيمية ولتحقيق أهداف‬ ‫مختلفة تما ًما‪ .‬وفي المجال التشريعي يتطور‬ ‫الضفة والقطاع في اتجاهين مختلفين‪ ،‬فبينما‬ ‫يتم فرض قوانين مستمدة من الشريعة‬ ‫اإلسالمية على السكان في قطاع غزة‪ ،‬فإن‬ ‫النظام التشريعي في الضفة الغربية يتطور‬ ‫وفقًا لمبادئ الوطنية اإلقليمية والوسطية‬ ‫اإلسالمية المعتدلة السائدة في أغلب دول‬ ‫المنطقة‪ ،‬أما بالنسبة لهياكل االقتصاد‬ ‫وسياسات التنمية االقتصادية‪ ،‬فبينما تشهد‬ ‫الضفة الغربية سياسات إدارة وتنمية تسعى‬ ‫إلقامة اقتصاد طبيعي يعتمد على القطاع‬ ‫الخاص واالنفتاح على العالم وتحكمه‬ ‫قواعد قانونية واضحة وشفافة‪ ،‬فإن اقتصاد‬ ‫غزة أقرب القتصاد الكفاف الذي ال يسعى‬ ‫ألكثر من اإلبقاء على حياة السكان‪ ،‬في ظل‬ ‫ظروف الحصار والعزلة عن العالم والروح‬ ‫العسكرية ونظم الطوارئ االستثنائية‬ ‫المفروضة على غزة بفعل الحصار‬ ‫الخارجي من ناحية‪ ،‬وطبيعة أيديولوجيا‬ ‫حماس الدينية المتشددة من ناحية أخرى‪.‬‬ ‫وعلى المستوى السياسي فإن التناقض‬ ‫‪08‬‬

‫‪ 31‬شخصيات‬ ‫حوار‬ ‫االفتراء الكبير‬

‫أمين مقبول‬ ‫القيادي بالمجلس الثوري لحركة فتح‬

‫بروفايل‬ ‫الحوار لمواجهة اإلرهاب‬ ‫كاي إيدي‪ ،‬مبعوث األمم املتحدة السابق إلى أفغانستان‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫العدد ‪ 9 ،1552‬إبريل ‪2010‬‬

‫للمشاركة‬ ‫إلرسال مقاالت أو آراء يرجى المراسلة على‬ ‫البريد اإللكتروني‬

‫‪editorial@majalla.com‬‬

‫ملحوظة‪ :‬جميع المقاالت يجب أال تزيد عن ‪ 800‬كلمة‬

‫‪ 39‬االقتصاد‬

‫اإلعالن‬ ‫لإلعالن في النسخة الرقمية يرجى االتصال بـ‪:‬‬

‫المقامرة على الدوالر‬

‫‪ 43‬إصدارات‬ ‫قراءات‬ ‫تقارير‬ ‫المالذ اآلمن للقاعدة‬

‫‪ 48‬المقال السياسي‬ ‫السالم مقابل العدالة‬ ‫مكتب المملكة العربية السعودية‬ ‫الرياض‪-‬الشركة السعودية لألبحاث والتسويق‬ ‫شارع التخصصى‪-‬تقاطع طريق مكة‪-‬حى المؤتمرات‬ ‫ص‪-‬ب‪ 478 :‬رمز بريدى ‪11411:‬‬ ‫هاتف ‪ 966-1-4419933 :‬فاكس ‪966-1-4429555‬‬ ‫‪E-Mail: editorial@majalla.com‬‬ ‫مكتب القاهرة‬ ‫‪14‬شارع الحجاز ‪ -‬المهندسين ‪ -‬القاهرة‬ ‫هاتف ‪ -00202 3388654 -‬فاكس ‪00202 7492884 -‬‬ ‫‪E-Mail: editorial@majalla.com‬‬ ‫مكتب لندن‬

‫العدد ‪1552‬‬

‫‪Arab Press House‬‬ ‫‪182-184 High Holborn,‬‬ ‫‪LONDON WC1V 7AP‬‬ ‫‪DDI: +44 (0)20 7539 2335/2337,‬‬ ‫‪Tel.: +44 (0)20 7821 8181,‬‬ ‫‪Fax: +(0)20 7831 2310‬‬ ‫‪E-Mail: editorial@majalla.com‬‬

‫‪Mr. Wael Al Fayez‬‬ ‫‪w.alfayez@alkhaleejiah.com‬‬ ‫‪Tel.: 0096614411444‬‬ ‫‪F.: 0096614400996‬‬ ‫‪P.O.BOX 22304‬‬ ‫‪Riyadh 11495, Saudi Arabia‬‬

‫اشتراكات‬

‫لالشتراك في الطبعة الرقمية‪ ،‬يرجى االتصال بـ‪:‬‬ ‫‪subscriptions@majalla.com‬‬

‫تنويه‬ ‫اآلراء الواردة في هذه المجلة تعبر عن رأي‬ ‫مؤلفيها فقط وال تعبر بالضرورة عن آراء مجلة‬ ‫المجلة وهيئه تحريرها‪.‬‬

‫حقوق النشر محفوظة لمجلة المجلة ‪ 2009‬التي‬ ‫تصدر عن الشركة السعودية لألبحاث والتسويق‬ ‫(المملكة المتحدة) شركة محدودة‪ .‬وال يجوز بأي‬ ‫حال من األحوال إعادة طباعة المجلة أو أي جزء‬ ‫منها أو تخزينها في أي نظام استرجاعي أو نقلها‬ ‫بأي صورة أو أي وسيلة إلكترونية أو آلية أو‬ ‫تصويرها أو تسجيلها أو ما شابه دون الحصول‬ ‫على تصريح مسبق من الشركة السعودية‬ ‫لألبحاث والتسويق (شركة محدودة)‪ .‬وتصدر‬ ‫المجلة أسبوعيًا باستثناء إصدارين مدمجين في‬ ‫واحد بصورة دورية وإصدارات إضافية أو مزيدة‬ ‫أو موسعة‪ .‬لتلقي استفسارات االشتراك الرقمي‪،‬‬ ‫يرجى زيارة ‪www.majalla.com‬‬ ‫‪07‬‬

‫المحتـوى‬

‫‪ 08‬جيوبوليتيكا‬

‫‪25‬‬

‫المصالحة الفلسطينية مؤجلة جدًا‬

‫‪ 11‬الموجز‬ ‫حول العالم‬ ‫قالوا‬ ‫بانوراما الصحافة‬ ‫رسائل‬

‫‪ 19‬تحليالت‬ ‫إيران‪ :‬رحيمي رئيس مؤسسة الفساد في‬ ‫دولة جناد‬ ‫تفجيرات العراق‪ ..‬من املقصود بالرسالة؟!‬

‫‪ 24‬قضايا‬

‫انبعاث العنقاء‬ ‫إدارة التحرير‬

‫‪19‬‬

‫مدير مكتب لندن‬ ‫مانويل أمليدا‬ ‫مدير مكتب القاهرة‬ ‫أحمد أيوب‬ ‫سكرتيرة التحرير‬ ‫جان سينجفيلد‬ ‫احملـــررون‬ ‫بوال ميجا‬ ‫وسام شريف‬ ‫دانيال كاباريلى‬

‫‪ 9‬إبريل ‪2010‬‬

‫‪06‬‬

‫كاريكاتير‬

‫العدد ‪1552‬‬

‫‪05‬‬

‫اإلفتتاحية‬

‫الغالف‬

‫أسسهــا سنة ‪1987‬‬

‫األمير أحمد بن سلمان بن عبد العزيز‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫أسسهــا هشام ومحمد علي حافظ‬

‫رئيس التحرير‬

‫عادل بن زيد الطريفي‬ ‫المدير العام‬

‫طارق القين‬

‫عزيزي القارئ‬ ‫مرحبًا بك ضيفًا على عدد هذا األسبوع من المجلة الرقمية‪ .‬حيث‬ ‫نعرض لك رؤية تحليلية لألزمة االقتصادية في دبي‪ ،‬وتقييم لما خلفته‬ ‫من أثار على االقتصاد العالمي‪ .‬ففي المقال الذي يحمل عنوان "انبعاث‬ ‫العنقاء"‪" ،‬تأمالت في أزمة دبي المالية" يرصد محرر "المجلة"‬ ‫"دانيال كابريللي" األثار التي يمكن أن تنتج عن األزمة على الوضع‬ ‫ضا كيف بدأت دبي بمساندة‬ ‫السياسي واالقتصادي اإلماراتي‪ ،‬ويوضح أي ً‬ ‫شقيقتها أبو ظبي خطه ذكيه لعبور األزمه بأقل الخسائر‪.‬‬ ‫لذا ندعوكم إلى قراءة هذا المقال وغير ذلك كثير على موقعنا اإللكتروني‬ ‫‪ Majalla.com‬وكالعادة‪ ،‬فإننا نرحب بتقييم قرائنا وندعوهم إلى‬ ‫كتابة تعليقاتهم على موقع "المجلة" أو االتصال بنا إذا كانت لديهم‬ ‫الرغبة في النشر لدينا‪.‬‬

‫‪www.srpc.com‬‬ ‫‪The Majalla Magazine‬‬ ‫‪HH Saudi Research & Marketing‬‬ ‫‪(UK) Limited Arab Press House‬‬ ‫‪182-184 High Holborn,‬‬ ‫‪LONDON WC1V 7AP‬‬ ‫‪DDI: +44 (0)20 7539 2335/2337,‬‬ ‫‪Tel.: +44 (0)20 7821 8181,‬‬ ‫‪Fax: +(0)20 7831 2310‬‬

‫مع أطيب التمنيات‬

‫عادل الطريفي‬ ‫رئيس التحرير‬

‫االفتراء الكبير‬

‫مصالحة مؤجلة ج ًدا‬

‫أمين مقبول‬ ‫القيادي بالمجلس الثوري لحركة فتح‬

‫د‪ .‬جمال عبد الجواد‬

‫المقامرة على الدوالر‬ ‫د‪ .‬مارك داكينفيلد‬

‫مجلة العرب الدولية‬

‫انبعاث العنقاء‬ ‫تأمالت في أزمة دبي المالية‬ ‫دانيل كابرللي‬

‫العدد ‪ 9 ،1552‬إبريل ‪2010‬‬