issue1540 AR

Page 1

‫المقال السياسي‬

‫‪55‬‬


‫العدد ‪1540‬‬

‫‪60‬‬


‫المقال السياسي‬

‫تاريخ من العنف‬

‫طريق إريتريا ألن تصبح دولة منبوذة‬

‫تشارك إريتريا حدودها مع السودان وإثيوبيا وجيبوتي‪ ،‬ولديها تعداد صغير من السكان يبلغ ‪ 5‬ماليين نسمة‪ .‬وحصلت إريتريا على‬ ‫استقاللها في عام ‪ ..1951‬ويعتبر العداء مع إثيوبيا هو المحرك الرئيسي ألنشطة إريتريا وهو ما تنتقده وتعارضه الواليات المتحدة‬ ‫واألمم المتحدة واالتحاد اإلفريقي بشدة ‪..‬‬ ‫في نهاية عام ‪ ،2009‬أعلنت األمم المتحدة أنها‬ ‫ستفرض عقوبات على إريتريا لدعمها المسلحين‬ ‫في الصومال‪ .‬وتستهدف العقوبات الحكومة‬ ‫اإلريترية والقادة العسكريين بفرض حظر على‬ ‫األسلحة (من وإلى إريتريا)‪ ،‬باإلضافة إلي‬ ‫قيود على السفر‪ ،‬وتجميد األصول‪ .‬ويأتي جزء‬ ‫من عقوبات األمم المتحدة نتيجة لتزايد ضغوط‬ ‫ومطالب حكومات عديدة في المنطقة ومن‬ ‫االتحاد اإلفريقي‪ .‬ويطالب قرار مجلس األمن‬ ‫التابع لألمم المتحدة "جميع الدول األعضاء‪،‬‬ ‫وخاصة إريتريا‪ ،‬بالتوقف عن تسليح وتدريب‬ ‫وتجهيز الجماعات المسلحة وأفرادها‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك تنظيم الشباب؛ تلك الجماعات التي تسعى‬ ‫إلى زعزعة االستقرار في المنطقة أو تحرض‬ ‫على العنف والحروب األهلية في جيبوتي"‪.‬‬ ‫ويفسر تاريخ العنف الذي يميز القرن اإلفريقي‬ ‫سلوك إريتريا بشكل جزئي رغم أنه ال يبرره‪.‬‬ ‫تشارك إريتريا حدودها مع السودان وإثيوبيا‬ ‫وجيبوتي‪ ،‬ولديها تعداد صغير من السكان‬ ‫يبلغ ‪ 5‬ماليين نسمة‪ .‬وحصلت إريتريا على‬ ‫استقاللها في عام ‪ 1951‬من وصاية المملكة‬ ‫المتحدة تحت انتداب األمم المتحدة‪ .‬ثم تم‬ ‫إدماج إريتريا في اتحاد مع إثيوبيا وفقًا لقرار‬ ‫مجلس األمن رقم ‪ ،390‬والذي تم اعتماده بعد‬ ‫استشارة شعب إريتريا عن طريق االستفتاء‪.‬‬ ‫وقامت إثيوبيا بإكمال عملية االستيالء‬ ‫التدريجي حين ضمت إريتريا في عام ‪،1962‬‬ ‫وفرضت عليها ثقافتها بالقوة‪ .‬ومثل العديد من‬ ‫البلدان اإلفريقية‪ ،‬عانت إريتريا الحرب األهلية‬ ‫الطويلة‪ ،‬التي بدأت في حقبة الستينيات ضد‬ ‫حكومات إثيوبية متعاقبة‪ .‬وانتهت هذه الحرب‬ ‫في عام ‪ ،1991‬وأشرفت األمم المتحدة على‬ ‫استفتاء حيث صوت شعب إريتريا بأغلبية‬ ‫ساحقة لصالح االستقالل عن الحكم اإلثيوبي‪.‬‬ ‫ونالت إريتريا استقاللها ولكن جراح الحرب‬ ‫الطويلة واالحتالل الدموي ال تزال حية‪.‬‬ ‫وأصبح إسياس أفورقي‪ ،‬الذي كان زعيم‬ ‫جبهة التحرير الشعبية اإلريترية التي اعتنقت‬ ‫الماركسية‪ ،‬الرئيس المؤقت إلريتريا وظل‬ ‫زعيما للبالد منذ ذلك الحين‪ .‬وداخليًا كان‬ ‫حكمه ينتمي للحزب الواحد الذي ال يسمح‬ ‫‪ 09‬يناير ‪2010‬‬

‫الصومالية والجماعات المسلحة التابعة لها‪،‬‬ ‫وذلك بدعم ومباركة من الواليات المتحدة‬ ‫‪.‬وبررت إثيوبيا هذا التدخل في ذلك الوقت‬ ‫بالحاجة إلى "الدفاع عن سيادة أراضيها"‪.‬‬ ‫وهُزم اتحاد المحاكم اإلسالمية‪ ،‬لكن الشباب‪،‬‬ ‫وهي جماعة منشقة‪ ،‬شنت حرب تمرد ضد‬ ‫القوات اإلثيوبية حتى أجبرتها على االنسحاب‪.‬‬

‫مانويل ألميدا‬ ‫بوجود معارضة‪ ،‬ولم يقم حزبه بإجراء‬ ‫انتخابات وطنية أبدًا‪ .‬وتواجه الحكومة اتهامات‬ ‫باالضطهاد الديني واالنتهاكات الجسيمة لحقوق‬ ‫اإلنسان من قبل منظمات غير حكومية عديدة‪.‬‬ ‫أما خارجيًا‪ ،‬فقد تورطت إريتريا في صراعات‬ ‫مع كل جيرانها تقريبًا؛ بما فيها خوض حروب‬ ‫مع إثيوبيا واليمن والسودان وجيبوتي‪.‬‬ ‫ويعتبر العداء مع إثيوبيا هو المحرك الرئيسي‬ ‫ألنشطة إريتريا وهو ما تنتقده وتعارضه‬ ‫الواليات المتحدة واألمم المتحدة واالتحاد‬ ‫اإلفريقي بشدة‪ .‬فمنذ شهر مايو‪/‬آيار ‪1998‬‬ ‫وحتى عام ‪ ،2000‬ونتيجة لعدم ترسيم الحدود‬ ‫بين البلدين‪ ،‬نشبت حرب لتزهق أرواح نحو‬ ‫‪ 20‬ألف إريتري و‪ 125‬ألف إثيوبي‪ .‬ومنذ‬ ‫ذلك الحين‪ ،‬ازداد عدم الثقة سو ًءا بين الحكومة‬ ‫اإلثيوبية واإلريترية‪ .‬إال أن إريتريا بالتأكيد‬ ‫ليست الطرف الوحيد المذنب في هذا الصراع‬ ‫الدائر‪ .‬فبعد اتفاق الجزائر الذي وضع حدًا‬ ‫لنزاع دام ‪ 3‬أعوام بين إثيوبيا وإريتريا‪ ،‬قررت‬ ‫لجنة ترسيم الحدود التابعة لألمم المتحدة في عام‬ ‫‪ 2002‬أحقية إريتريا في إقليم بادمي المتنازع‬ ‫عليه‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬رفضت إثيوبيا قبول القرار‪،‬‬ ‫ولم تسحب قواتها من المناطق المتنازع عليها‬ ‫(وتشمل إقليم بادمي)‪ ،‬وبالتالي استمر النزاع‪.‬‬ ‫وفي يوليو‪ /‬تموز‪ ،2006 ،‬عندما انزلقت‬ ‫الصومال مرة أخرى إلى مستنقع الفوضى‪،‬‬ ‫دعت الحكومة االتحادية االنتقالية الصومالية‬ ‫إثيوبيا للتدخل ضد اتحاد المحاكم اإلسالمية‬

‫وبعد انسحاب إثيوبيا‪ ،‬أرسل االتحاد اإلفريقي‬ ‫بعثة لحفظ السالم (بعثة االتحاد اإلفريقي‬ ‫لحفظ السالم) لمساعدة الحكومة االنتقالية في‬ ‫الصومال‪ ،‬السيما في تدريب قوات األمن‬ ‫الصومالية‪ .‬ومنذ تدخل إثيوبيا لدعم الحكومة‬ ‫الصومالية‪ُ ،‬وجهت االتهامات إلريتريا‬ ‫بتقديم األسلحة والمساعدات المالية التحاد‬ ‫المحاكم اإلسالمية أولاً وبعد ذلك جماعة‬ ‫الشباب‪ .‬ولم تكن إثيوبيا هي الدولة الوحيدة‬ ‫التي تتهم إريتريا‪ ،‬بل دعمت الواليات‬ ‫المتحدة واألمم المتحدة مخاوف إثيوبيا أيضًا‪.‬‬ ‫انتهجت كل من إريتريا وإثيوبيا إستراتيجية‬ ‫تقديم الدعم لجماعات المعارضة في البلد اآلخر‬ ‫وللجماعات المسلحة غير الحكومية ضد الحكومة‬ ‫المنافسة‪ .‬وهذه سمة تميز تاريخ بعض أجزاء‬ ‫من إفريقيا‪ ،‬وليس فقط منطقة القرن اإلفريقي‪،‬‬ ‫ولكن أيضًا منطقة البحيرات العظمى‪ ،‬إن لم يكن‬ ‫معظم مناطق القارة‪ .‬وتعد أنشطة إريتريا ذات‬ ‫عالقة خاصة بالموضوع‪ ،‬حيث إن الجماعة‬ ‫التي يفضلها الشعب‪ ،‬وهى الشباب‪ ،‬ليست‬ ‫مجرد جماعة مسلحة غير حكومية عادية‪ .‬في‬ ‫الواقع‪ ،‬القوة الكبيرة والتطرف الشديد لجماعة‬ ‫الشباب بجانب عالقاتها الوثيقة مع تنظيم القاعدة‬ ‫وطموحاتها في الجهاد الدولي‪ ،‬يجعلها واحدة من‬ ‫أخطر الجماعات المسلحة في جميع أنحاء العالم‪.‬‬ ‫وعالوة على ذلك‪ ،‬تحرص إريتريا علي زعزعة‬ ‫استقرار جيبوتي‪ ،‬وترفض سحب قواتها من‬ ‫المنطقة المتنازع عليها وترفض اإلذعان لقرار‬ ‫مجلس األمن رقم ‪ 1862‬الذي طالبها بسحب‬ ‫قواتها‪, .‬ويكتسب هذا األمر قدراً كبيراً من األهمية‬ ‫اإلستراتيجية‪ ،‬ألن جيبوتي تعتبر قاعدة هامة‬ ‫لعمليات فرنسا والواليات المتحدة ضد المسلحين‬ ‫الصوماليين ومشكلة القرصنة‪ .‬وكل هذا يفسر‬ ‫ويبرر عقوبات األمم المتحدة علي إريتريا‪.‬‬ ‫‪58‬‬


‫تقارير‬

‫كان له تأثيرسلبي على نجاح الصفقة‪.‬‬ ‫ويوضح راي تاكية‪ ،‬المسئول عن التقرير‪،‬‬ ‫أنه بعد هذه االنتخابات أجرى الحرس‬ ‫الثوري وجهاز المخابرات تغييرًا كبيرًا‬ ‫تضمن تعديل الهيكل التنظيمي للقيادة‬ ‫وتوسيع نطاق عمل جهاز المخابرات‬ ‫اإليراني بهدف كبح جماح المعارضة‪.‬‬ ‫"ومن بين هذه اإلجراءات‪ ،‬تم تشكيل لجنة‬ ‫جديدة تهدف على ما يبدو إلى التعريف‬ ‫بشئون األمن القومي‪ ،‬واهتمت هذه اللجنة‬ ‫اهتما ًما كبيرًا بصفقة اليورانيوم منخفض‬ ‫التخصيب وتمردت على االتفاق الذي‬ ‫اعتبرته معوقًا لطموحات إيران النووية‪.‬‬ ‫ومن خالل هذه األحداث‪ ،‬يتوصل‬ ‫تاكية إلى أن المعارضة داخل النظام‬ ‫نفسه وليس اعتراضات الشخصيات‬ ‫األخرى مثل الريجاني ورافسنجاني‬ ‫هي المسئولة عن فشل تلك الصفقة‪.‬‬ ‫تقدمة تاكية لألحداث التي تأزمت بسببها‬ ‫الصفقة تطرح المزيد من المشكالت‪،‬‬ ‫وليس مجرد تأثير سياسة طهران‬ ‫الداخلية على تطور سياستها الخارجية‪.‬‬ ‫وإضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن هذه المقدمة توضح‬ ‫المشكالت التي تنشأ فيما يتعلق بصياغة‬ ‫السياسة الخارجية عند التعامل مع‬ ‫األنظمة التي تعاني انقسا ًما وحالة من عدم‬ ‫االستقرار‪ .‬بعبارة أخرى فإن النموذج‬ ‫اإليراني يوضح تأثير االنقسام الداخلي‬ ‫على نجاح أي دولة في إقامة عالقة‬ ‫ثابتة وقوية مع العالم الخارجي‪ .‬وكما‬ ‫يشير تاكية‪ ،‬في واحدة من أكبر مفارقات‬ ‫العالقات الدولية‪،‬إلى أن الرئيس اإليراني‬ ‫أحمدي نجاد‪ ،‬كان على ما يبدو‪ ،‬هو من‬ ‫يدعم صفقة تخصيب اليورانيوم بالخارج‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬لكنه نتيجة للضغوط التي‬ ‫يواجهها على المستوى المحلي‪ ،‬تخلى‬ ‫عن وعوده لتحقيق مصالحه‪ .‬وفي حين أن‬ ‫هذا يسهل الكثير من األمور على النظام‬ ‫داخليًا‪ ،‬فإنه كانت له انعكاسات سلبية‬ ‫زادت من تعقيد عالقة طهران بالغرب‪.‬‬ ‫ومما ال شك فيه أن عجز إيران عن إقامة‬ ‫عالقة جيدة مع الغرب يضع العراقيل أمام‬ ‫محاوالت أوباما التقارب من طهران‪.‬‬ ‫فاليد التي مدها أوباما إليران أصبحت‬ ‫اآلن محل شك‪ ،‬حيث بات واضحًا أن‬ ‫الحكومة اإليرانية تعطي وعودًا جوفاء‪.‬‬ ‫ومع ذلك يرى تاكية أن هذا ال يتضمن‬ ‫نهاية للصفقة‪ .‬فبالرغم من أن التفاوض مع‬ ‫العدد ‪1540‬‬

‫رؤية جيدة لتحقيق التقارب المنشود‪.‬‬

‫الحظ تاكية أن‬ ‫إعادة هيكلة الحرس‬ ‫الثوري وجهاز‬ ‫المخابرات في إيران‬ ‫عزز من االعتقاد‬ ‫بتآمر الغرب مع‬ ‫جماعات المجتمع‬ ‫المدني الداخلية؛ التي‬ ‫اتحدت م ًعا بهدف‬ ‫اإلطاحة بالجمهورية‬ ‫اإلسالمية‬ ‫إيران دائ ًما ما يكون صعبًا‪ ،‬فإن الباب ال‬ ‫يزال مفتوحًا‪ ،‬فمن الممكن تما ًما أن يتم‬ ‫إحياء عرض تصدير اليورانيوم منخفض‬ ‫التخصيب‪ ،‬ليس بمواصفات صفقة ‪1‬‬ ‫أكتوبر ‪ /‬تشرين األول التي دعت إلى شحن‬ ‫‪ 1200‬كجم إلى الخارج‪ ،‬ولكن يمكن أن‬ ‫يتم تقسيم هذا المقدار على ثالث مراحل‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬هناك افتراض ضمني في تقييم‬ ‫تاكية وهو أن الصفقة النووية أمر ال غنى‬ ‫عنه بالنسبة للبلدين لتحسين عالقاتهما‪ .‬لكنه‬ ‫كما يشير حوار أجرته" المجلة" أخيرًا مع‬ ‫السفير تشاس فريمان‪ ،‬هناك قضايا أخرى‬ ‫تقف في طريق التقارب بين البلدين‪ .‬وتقييم‬ ‫احتماالت إقامة عالقة خارج الصفقة‬ ‫النووية‪ ،‬ثم االنتقال إلى الصفقة النووية‬ ‫بمجرد أن يتم بناء المزيد من الثقة بمثابة‬

‫وعالوة على ذلك‪ ،‬الحظ تاكية أن‬ ‫إعادة هيكلة الحرس الثوري وجهاز‬ ‫المخابرات في إيران عزز من االعتقاد‬ ‫بتآمر الغرب مع جماعات المجتمع‬ ‫المدني الداخلية؛ التي اتحدت معًا‬ ‫بهدف اإلطاحة بالجمهورية اإلسالمية‪.‬‬ ‫يقول تاكية‪" :‬برنامج األسلحة النووية‬ ‫مصمم بدافع الخوف من التهديدات‬ ‫الخارجية‪ .‬فإذا لم تكن تخشى هذا‪ ،‬فإن‬ ‫استخدام األسلحة النووية سيتالشى"‪.‬‬ ‫وبالرغم من أنه في بعض األحيان تكون‬ ‫االستفادة من برنامج األسلحة النووية‬ ‫كرادع‪ ،‬فإن النظر‬ ‫مشتقة من وظيفته‬ ‫ٍ‬ ‫إليه بهذا المنظور يعد قاصرًا تما ًما‪.‬‬ ‫ويؤكد التقرير أن األسلحة النووية ليست‬ ‫مجرد أسلحة‪ ،‬وإنما تقترن بنادي الصفوة‬ ‫من الدول القوية‪ .‬والتشكيك في المنفعة‬ ‫التي يمكن أن تجنيها حكومة تعاني انقسا ًما‬ ‫داخليًا كبيرًا من المكانة التي ترتبط‬ ‫بحصولها على السالح النووي يُظهر‬ ‫فه ًما محدودًا للطريقة التي يحاول من‬ ‫خاللها النظام تحقيق التوازن في عالقته‬ ‫مع المعارضة الداخلية من خالل صياغة‬ ‫سياسته الخارجية بنا ًء عليها‪ .‬وعالوة على‬ ‫ذلك‪ ،‬فإنه نظرًا ألن الجمهورية اإلسالمية‬ ‫نشأت على أساس فكرة الثورة ومعاداة‬ ‫األمركة‪ ،‬يتضح جليًا أسباب اهتمام النظام‬ ‫الحالي بأن يُنظر إليه داخليًا باعتباره متمردًا‬ ‫على االتجاهات الغربية‪ .‬وعالوة على‬ ‫ذلك‪ ،‬يمكن أن يقلل امتالك السالح النووي‬ ‫من انقسام النظام ومن ثم يثبط المعارضة‪.‬‬ ‫وفي حين يتناول مقال تاكية تفصيالت‬ ‫مهمة تتعلق بإمكانية إبرام صفقة إيرانية‬ ‫مع الغرب‪ ،‬وأيضًا تأثير السياسة الداخلية‬ ‫على سياسة طهران الخارجية‪ ،‬فإن ثمة‬ ‫نقاط ضعف في هذا التقرير‪ .‬فبالرغم من‬ ‫كونه ثريًا بالمعلومات‪ ،‬فإنه كان يمكن أن‬ ‫يكون أكثر إفادة لو تضمن تحليلاً أوسع‬ ‫نطاقًا للكيفية التي يغير بها النجاح في‬ ‫الحصول على سالح نووي من الحراك‬ ‫الداخلي بين النظام والمعارضة في إيران‪.‬‬ ‫لمزيد من المعلومات يرجى زيارة الموقع‪:‬‬ ‫‪http://www.cfr.org/‬‬ ‫‪57‬‬


‫تقارير‬

‫عالقات نووية‬

‫لماذا تراجع نجاد عن وعوده بإتمام صفقة تخصيب‬ ‫اليورانيوم في الخارج؟‬

‫المؤلف ‪:‬راي تاكية‬ ‫الناشر ‪:‬مجلس العالقات الخارجية‬ ‫‪ 21‬ديسمبر ‪/‬كانون أول ‪2009‬‬

‫يؤكد التقرير الذي أعده مجلس العالقات الخارجية األمريكية على العالقة الديناميكية بين السياسة الخارجية والصراع الداخلي بين النظام‬ ‫اإليراني والمعارضة‪ .‬ويسلط التقرير الضوء على التأثير السلبي لالنتخابات اإليرانية األخيرة المثيرة للجدل والشعور العام بعدم شرعية‬ ‫الرئيس الحالي على صفقة أكتوبر‪ /‬تشرين األول والخاصة بتخصيب اليورانيوم‪.‬‬

‫يلقي مجلس العالقات الخارجية‬ ‫األمريكية الضوء على واحدة من أكثر‬ ‫القضايا التي واجهها العالم خالل عام‬ ‫‪ .2009‬من خالل التقرير الذي أعده‬ ‫عن التفسيرات المحتملة التي تقف وراء‬ ‫فشل الصفقة النووية بين إيران والغرب ‪.‬‬ ‫أكد التقرير أنه في البداية فسر الكثيرون‬ ‫موافقة إيران على إرسال أغلب اليورانيوم‬ ‫منخفض التخصيب إلى الخارج من أجل‬ ‫‪ 09‬يناير ‪2010‬‬

‫إعادة معالجته بأنه إنجاز بالنسبة للعالقات‬ ‫اإليرانية األمريكية‪ ،‬حيث تم تفسير هذه‬ ‫الصفقة بأنها دليل على أن دعوة أوباما‬ ‫للتقارب كانت فعالة واألهم من ذلك أنها‬ ‫اعتبرت بمثابة فرصة لكسب الوقت‬ ‫إلقناع طهران بالعدول عن برنامجها‬ ‫النووي‪ .‬ولكن لم تستمر الصفقة ولم يمض‬ ‫وقت طويل حتى تراجع اإليرانيون عن‬ ‫وعودهم؛ وهو قرار أعزاه الكثيرون‬ ‫إلى االضطراب الداخلي الذي هيمن‬

‫على السياسة اإليرانية منذ االنتخابات‬ ‫الرئاسية األخيرة المثيرة للجدل‪.‬‬ ‫تقرير مجلس العالقات الخارجية شدد‬ ‫على العالقة الديناميكية بين سياسة إيران‬ ‫الخارجية والصراع الداخلي بين النظام‬ ‫والمعارضة‪ .‬وسلط التقرير الضوء على‬ ‫الطريقة المثيرة للجدل التي أُجريت بها‬ ‫االنتخابات‪ ،‬وكذلك الشعور العام بعدم‬ ‫شرعية الرئيس الحالي‪،‬مؤكدًا أن كل هذا‬ ‫‪56‬‬


‫قراءات‬

‫رسوم الكاريكاتير التي هزت العالم‬ ‫جايتي كلوسن‬ ‫ثان‪2009‬‬ ‫نوفمبر ‪/‬تشرين ٍ‬

‫الغالف‬ ‫الغالف‬

‫في ‪ 30‬سبتمبر‪/‬أيلول من عام ‪ ،2005‬نشرت صحيفة "يوالندس بوستن" الدنماركية الرسوم الكاريكاتورية االثني عشر للنبي‬ ‫محمد (صلى اللـه عليه وسلم)‪ .‬وبعد خمسة أشهر‪ ،‬غمر اآلالف من المسلمين الصحيفة بسيول من الغضب والحزن عن طريق‬ ‫احتجاجا على الرسومات‪ .‬ويعد هذا‬ ‫الهاتف والبريد اإللكتروني والفاكس‪ .‬فمن آسيا إلى أوروبا‪ ،‬خرج المسلمون إلى الشوارع‬ ‫ً‬ ‫الكتاب أول دراسة شاملة لألزمة التي أثارت مناقشات حامية في جميع أنحاء العالم حول حرية التعبير‪ ،‬والكفر‪ ،‬وطبيعة اإلسالم‬ ‫المعاصر‪.‬‬

‫تقارير‬ ‫احتجاز الالجئين‬ ‫منظمة حقوق اإلنساند‬ ‫‪ 29‬ديسمبر كانون األول ‪2009‬‬ ‫تقوم إدارة تطبيق قوانين الهجرة والجمارك بالواليات المتحدة األمريكية باحتجاز الالجئين في السجون لعدم‬ ‫استيفائهم المتطلبات المستندية‪ .‬وهذا التقرير المؤلف من ‪ 40‬صفحة يحمل عنوان‪" :‬احتجاز الالجئين‪:‬‬ ‫الحبس التعسفي لالجئين في الواليات المتحدة الذين يخفقون في استيفاء المستندات المطلوبة لتوثيق‬ ‫أوضاعهم كمقيمين دائمين"‪ .‬ويتناول التقرير احتجاز الالجئين لعدم تمكنهم من الحصول على توثيق وضع‬ ‫اإلقامة الدائمة حتى بالرغم من أن مسئولي الهجرة بالواليات المتحدة أخضعوهم بالفعل لعملية فحص وتدقيق‬ ‫كاملة حينما عرفوا أنهم الجئون‪.‬‬

‫حوار‬ ‫مؤسسة كارنيجي للسالم الدولي‬

‫جيسيكا ثاتشمان ماثيوس‬

‫في مناقشة عامة في البرنامج الحواري "ديان ريم شو"‪ ،‬تناولت جيسيكا ماثيوس تحديات اإلرهاب الدولي‪.‬‬ ‫وأوضحت أن جذور اإلرهاب ال يمكن أن يتم إعزاؤها لمشكلة الفقر وحدها‪ .‬وترى جيسيكا أنه ينبغي أن نتنبه‬ ‫إلى دور أنظمة الحكم السيئة والفساد الحكومي في تأجيج اإلحساس بالظلم والغضب‪ ،‬مما يدفع األفراد إلى انتهاج‬ ‫التطرف كمتنفس لهم‪.‬‬

‫السياسة العراقية ومستقبلها الغامض مجلس العالقات الخارجية‬

‫جين عراف‪ ،‬مراسلة بغداد‪ ،‬صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور)‪،‬‬

‫مراسلة الشرق األوسط الشهيرة جين عراف تقول‪ :‬إنه بالرغم من االنفجارات اإلرهابية األخيرة في بغداد‪ ،‬فإن‬ ‫معظم العراقيين ال يلقي باللوم على رئيس الوزراء نوري المالكي فيما يتعلق بالمشكالت األمنية‪ .‬وتضيف عراف‬ ‫قائلة‪" :‬بعد كل التفجيرات االنتحارية‪ ،‬ربما تظن أن الناس غاضبون بشكل كبير‪ ،‬لكن عندما تسألهم في الشارع‪،‬ال‬ ‫يلقون بكثير من اللوم على المالكي‪ .‬وال يزال من غير الواضح حتى اآلن ما إذا كان المالكي سيحقق فو ًزا في‬ ‫االنتخابات البرلمانية التي ستعقد في ‪ 7‬مارس آذار"‪.‬‬ ‫العدد ‪1540‬‬

‫‪55‬‬


‫قراءات‬

‫جديد األسبوع‬ ‫كتب‬ ‫العدالة‬

‫الغالف‬

‫ميشيل جيه ساندل‬ ‫سبتمبر أيلول ‪2009‬‬ ‫ما واجباتك نحو اآلخرين في مجتمع حر؟ وهل ينبغي على الحكومة أن تفرض الضرائب على األغنياء لمساعدة الفقراء؟‬ ‫وهل هناك عدالة في السوق الحر؟ وهل يكون أحيانًا قول الصدق خطأً؟ وهل يكون القتل مطلوبًا في بعض األحيان من الناحية‬ ‫األخالقية؟ وهل من الممكن أو المرغوب وضع تشريعات لألخالق؟ وهل هناك تعارض بين حقوق األفراد والصالح العام؟‬ ‫هذه األسئلة هي محور حياتنا العامة اليوم وهي جوهر كتاب العدالة الذي يوضح فيه ميشيل ساندل كيف أن فهم الفلسفة بشكل‬ ‫أفضل يمكن أن يساعدنا في استيعاب معنى السياسة واألخالق والمعتقدات‪.‬‬

‫قسم العالقات اإلعالمية في حزب اللـه يتمنى لكم عي َد ميال ٍد سعي ًدا‪:‬‬

‫الغالف‬

‫لقاءات غير متوقعة في الشرق األوسط المتقلب‬ ‫نيل ماكفاركر‬ ‫مارس‪/‬آزار ‪2010‬‬ ‫تتشابه كل مناطق الحروب في بعض النواحي‪ ،‬ولكن البلدان التي تعيش في سالم نسبي تفعل ذلك بطريقتها الخاصة‪ .‬ويتوقف‬ ‫الكتاب الجديد لنيل ماكفاركر في مناطق الحروب (بغداد‪ ،‬بيروت)‪ ،‬ولكنه ينظر إلى هذه األرقام المختزنة من التحقيقات الصحفية‬ ‫عن الشرق األوسط بطريق غير مباشر‪ .‬وبدلاً من ذلك‪ ،‬يركز الكتاب على تصاعد األحداث‪ .‬وفي سلسلة واسعة النطاق جغرافيًا‬ ‫من اللوحات‪ ،‬يصور الكتاب المنطقة أكثر تعقيدًا وإثارة لالهتمام من تغطية صراعاتها المعروفة‪.‬‬

‫تناول الطعام مع القاعدة‬

‫الغالف‬

‫ثالثة عقود من استكشاف العوالم الكثيرة للشرق األوسط‬ ‫هيو بوب‬ ‫مارس ‪/‬آزار‪2010‬‬ ‫قضى بوب ثالثين عا ًما كمقيم ومسافر في منطقة الشرق األوسط‪ ،‬بد ًءا من زيارته في عام ‪ ،1980‬كطالب في جامعة أكسفورد‬ ‫ومرو ًرا بعشر سنوات قضاها كمراسل لصحيفة "وول ستريت جورنال"‪ .‬وتؤثر هذه األعوام في قراءته لتاريخ المنطقة الحديث‪.‬‬ ‫وحين يتحرك جيئةً وذهابًا عبر الزمن في مجموعة المقاالت القصيرة في سوريا والسودان وأفغانستان والمملكة العربية‬ ‫السعودية‪ ،‬تتناول هذه المذكرات الرائعة في مسيرته موضوعات متنوعة مثل المواقف العاطفية للرجال في الشرق األوسط‪،‬‬ ‫ومقتل دانيال بيرل‪ ،‬والحرب العراقية اإليرانية‪ ،‬والشعر الصوفي للشاعر الفارسي حافظ‪.‬‬

‫"اقتلوا خالد"‪..‬‬ ‫محاولة االغتيال الفاشلة لخالد مشعل من قبل الموساد وصعود حماس‬

‫الغالف‬

‫بول ماجوف‬ ‫مارس آزار ‪2010-01-06‬‬ ‫في كتابه "اقتلوا خالد" يستخدم الصحفي األسترالي بول ماجوف محاولة االغتيال الفاشلة كنقطة انطالق إلجراء دراسة دقيقة‬ ‫في الوقت المناسب لحماس‪ ،‬مبر ًزا السبل التي ساعدت بها إسرائيل عن قصد وغير قصد على صعود الحركة‪.‬‬ ‫‪ 09‬يناير ‪2010‬‬

‫‪54‬‬


‫إصدارات‬ ‫قراءات‬

‫العدد ‪1540‬‬

‫تقارير‬

‫‪53‬‬



‫األسواق‬

‫تعزيز األمن في المطارات األمريكية‬

‫اﻓﺘﺘﺎح أﻋﲆ ﻣﺒﻨﻰ ﰲ اﻟﻌﺎمل ﰲ ديب‬

‫أدت المحاولة اإلرهابية الفاشلة على متن الطائرة التي كانت متجهة‬ ‫من أمستردام إلى ديترويت يوم عيد الميالد إلى قيام السلطات‬ ‫األمريكية بتكثيف التواجد األمني في المطارات‪ .‬كما قامت الحكومة‬ ‫األمريكية ً‬ ‫أيضا بزيادة اإلجراءات األمنية للمسافرين القادمين‬ ‫من البلدان التي تعتبر "مصدر قلق" أو "الراعية لإلرهاب" أو‬ ‫المسافرين الذين يمرون على تلك البالد‪ .‬وقد زادت هذه اإلجراءات‬ ‫من صعوبة حرية حركة المسافرين‪ ،‬كما أدت إلى زيادة الحواجز‬ ‫التي تحول دون التكامل االقتصادي بين البلدان المعنية‪.‬‬

‫ﻣﺪﻳﻨﺔ ديب‪ ،‬وأﺻﺒﺢ أﻋﲆ ﻣﺒﻨﻰ ﰲ اﻟﻌﺎمل ﻋﻨﺪﻣﺎ زاد ارﺗﻔﺎﻋﻪ ﰲ ﻋﺎم ‪ 2007‬ﻋﲆ ﻣﺒﻨﻰ ﺗﺎﻳﺒﻴﻪ ‪101‬‬

‫اﻟﻘﻤﺔ اﳌﺴﺘﺪﻗﺔ‪:‬‬ ‫ميﻜﻦ رؤﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﻣﺴﺎﻓﺔ ‪ 95‬ﻛﻠﻢ ﻳﻌﻠﻮ ﺑﺮج ديب اﻟﺬي ﺑﻠﻐﺖ ﻛﻠﻔﺘﻪ ‪ 4‬ﻣﻠﻴﺎرات دوﻻر‪ ،‬واﳌﺆﻟﻒ ﻣﻦ ‪ 160‬ﻃﺎﺑﻘﺎً إﱃ ‪ 818‬ﻣﱰاً ﻓﻮق‬

‫ﻣﻜﺎﺗﺐ وأﺟﻨﺤﺔ‬ ‫اﻟﴩﻛﺎت‬

‫اﻟﻄﻮاﺑﻖ‬ ‫‪:108 - 45‬‬ ‫‪ 700‬ﺷﻘﺔ‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ‬

‫مخاطرة مالية‬ ‫المشكالت المالية األخيرة‪ ،‬التي واجهتها شركة نخيل للتطوير‬ ‫العقاري‪ ،‬التي تمتلكها حكومة دبي تبرز الحاجة إلى قواعد إفالس‬ ‫أكثر فعالية في منطقة الخليج‪ ،‬من أجل اإلسهام بشكل أفضل في‬ ‫تطوير هذه السوق‪ .‬واستنا ًدا إلى أن الكثير من السندات اإلسالمية‬ ‫يتم تفسيرها‪ً ،‬‬ ‫وفقا للقانون اإلنجليزي‪ ،‬وأن عد ًدا قليلاً من دول‬ ‫الخليج ترتبط بمعاهدات فرض تنفيذ العقود مع الغرب‪ ،‬فإنه يتعين‬ ‫على المستثمرين حاليًا التقدم إلى محكمة محلية من أجل تنفيذ‬ ‫العقود‪ .‬ونظرً ا لسوء القواعد والتنظيمات الخاصة باإلفالس في‬ ‫المنطقة‪ ،‬تبقى هذه المخاطرة المرتبطة بالصكوك بمثابة حجر عثرة‬ ‫في طريقة التطوير الشامل للسوق‪.‬‬

‫اﻟﻬﻴﻜﻞ‪ :‬ﺑﺮج ديب‪ ،‬ﻫﻮ ﻧﺎﻃﺤﺔ ﺳﺤﺎب ﺗﺸﺘﻤﻞ‬ ‫ﻋﲆ ‪ 125.000‬ﻓﺘﺤﺔ ﺗﺪﻋﻤﻬﺎ ﺟﺪارن‬ ‫اﻟﻘﺺ اﻟﺪاﻋﻤﺔ ﰲ اﺗﺠﺎه ﺣﻠﺰوين‬ ‫ﻋﲆ ﺷﻜﻞ ‪ Y‬ﺑﺎﺗﺠﺎه ﻋﻘﺎرب اﻟﺴﺎﻋﺔ‪.‬‬ ‫ﻋﻨﺎﴏ اﻟﻬﻴﻜﻞ ﻣﺘامﺳﻜﺔ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ‬ ‫ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻧﻮاة ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﺳﺪاﺳﻴﺔ‬ ‫ﳌﻘﺎوﻣﺔ ﺗﺄﺛري اﻟﺮﻳﺎح وﺗﺘﻀﻤﻦ‬ ‫اﳌﺼﺎﻋﺪ وﻣﺮاﻓﻖ اﻟﺨﺪﻣﺎت‬

‫اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟـ‬ ‫‪ 124‬ﺟﺪران‬ ‫ﻣﻨﺼﺔ اﳌﺸﺎﻫﺪة ﻗﺺ‬ ‫اﻟﻨﻮاة اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ‬

‫‪ 54‬ﻣﺼﻌﺪاً‬ ‫ﻣﻦ ”أوﺗﻴﺲ“‬ ‫ﺗﺘﻮﺟﻪ ﺻﻌﻮداً‬ ‫وﻧﺰوﻻً ﺑﴪﻋﺔ‬ ‫ﺗﺼﻞ إﱃ ‪ 10‬واﺟﻬﺎت اﻷﻟﻮﻣﻨﻴﻮم واﻟﺰﺟﺎج‪ 24.348 :‬ﻣﻦ أﻟﻮاح اﻹﻛﺴﺎءات اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ‬ ‫أﻣﺘﺎر‪/‬اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻐﻄﻲ ﻣﺴﺎﺣﺔ ‪ 132.190‬ﻣﱰ ﻣﺮﺑﻊ‪ ،‬مبﺎ ﰲ ذﻟﻚ ‪ 103،000‬ﻣﱰ ﻣﺮﺑﻊ‪،‬‬ ‫ﻧﻈﺎم‬ ‫اﻟﺘﱪﻳﺪ‪:‬‬ ‫ﻛﺎﻓﻴﺎً ﻟﺘﻮﻓري‬ ‫‪ 12.750‬ﻃﻨﺎً‬ ‫ﻣﻦ اﻟﺜﻠﺞ‬ ‫ﰲ اﻟﻴﻮم‬

‫مبﺎ ﻓﻴﻬﺎ ‪ 103.000‬ﻣﱰ ﻣﺮﺑﻊ ﻣﻦ أﻟﻮاح اﻟﺰﺟﺎج اﳌﺰدوﺟﺔ اﻟﻌﺎﻛﺴﺔ‬

‫أﻋﲆ اﳌﺒﺎين ﰲ اﻟﻌﺎمل )اﻋﺘامداً ﻋﲆ اﻟﻌﻠﻮ اﻟﻬﻨﺪﳼ(‬

‫‪ 442‬ﻣﱰ‬

‫‪ 451.9‬ﻣﱰ‬

‫‪ 509.2‬ﻣﱰ‬

‫ﻓﻨﺪق ”أرﻣﺎين‬ ‫ديب“‬ ‫و”أرﻣﺎين‬ ‫ﻟﻠﺸﻘﻖ‬ ‫اﻟﻔﻨﺪﻗﻴﺔ‬ ‫‪ 144‬ﺷﻘﺔ‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ‬ ‫‪1973‬‬ ‫ﺑﺮج وﻳﻠﻴﺲ‬ ‫ﺷﻴﻜﺎﻏﻮ‬

‫‪1998‬‬ ‫ﺑﺮج ﺑﱰوﻧﺎس‬ ‫ﻛﻮاﻻﳌﺒﻮر‪ ،‬ﻣﺎﻟﻴﺰﻳﺎ‬

‫‪2004‬‬ ‫ﺑﺮج ﺗﺎﻳﺒﻴﻪ ‪101‬‬ ‫ﺗﺎﻳﻮن‬

‫اﻷﺳﺎﺳﺎت‪ 192 :‬ﻋﻤﻮداً ﺑﻌﻤﻖ ‪ 50‬ﻣﱰاً وﻗﺎﻋﺪة أﺳﺎس ﺗﺰن ‪ 10.000‬ﻃﻦ ﺗﺴﺘﻠﺰم اﺳﺘﺨﺪام ‪ 45.000‬ﻣﱰ ﻣﻜﻌﺐ‬ ‫ﻣﻦ اﻟﺨﺮﺳﺎﻧﺔ‬

‫اﳌﺼﺪر‪ :‬ﴍﻛﺔ إﻋامر اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ ‪ ،‬أوﺑﻨﺸﻮ ﻟﻠﻌﻘﺎرات‪ ،‬ﺳﻜﻴﺪﻣﻮر‪ ،‬أوﻳﻨﻐﺰ وﻣريﻳﻞ ‪© GRAPHIC NEWS‬‬

‫أﻣريﻛﺎ ﺗﺸﺪد إﺟﺮاءات اﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﻋﲆ اﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ﺟﻮاً ﻣﻦ دول ﻣﻌﻴﻨﺔ‬ ‫أﻋﻠﻨﺖ إدارة أﻣﻦ اﻟﻨﻘﻞ اﻷﻣريﻛﻴﺔ أن ﺟﻤﻴﻊ رﻛﺎب اﻟﺮﺣﻼت اﻟﺠﻮﻳﺔ اﳌﺘﻮﺟﻬني اﱃ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻣﻦ‬ ‫أو ﻋﱪ ‪ 14‬دوﻟﺔ ﺳﻮف ﻳﺨﻀﻌﻮن ﻟﻔﺤﺺ أﺷﺪ ﴏاﻣﺔ وذات ﺗﻘﻨﻴﺎت ﻣﻌﺰزة‪ ،‬ﻣﺜﻞ ﻣﺴﺢ اﻟﺠﺴﻢ‬ ‫وﺗﺤﺴﺲ اﻟﺜﻴﺎب‪/‬اﻟﺠﺴﻢ وﺗﻔﺘﻴﺶ دﻗﻴﻖ ﻟﺤﻘﺎﺋﺐ اﻟﻴﺪ اﳌﺤﻤﻮﻟﺔ‬ ‫أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن‬ ‫اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣريﻛﻴﺔ‬ ‫ﻟﺒﻨﺎن‬ ‫ﺳﻮرﻳﺎ‬ ‫اﻟﻌﺮاق‬

‫ﻟﻴﺒﻴﺎ‬ ‫اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫ﻛﻮﺑﺎ‬

‫ﺑﺎﻛﺴﺘﺎن‬ ‫اﻳﺮان‬ ‫اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ‬ ‫اﻟﻴﻤﻦ‬

‫اﳌﺼﺪر‪ :‬إدارة أﻣﻦ اﻟﻨﻘﻞ اﻷﻣريﻛﻴﺔ )‪(TSA‬‬ ‫العدد ‪1540‬‬

‫ﻧﻴﺠريﻳﺎ‬ ‫اﻟﺴﻮدان‬ ‫اﻟﺼﻮﻣﺎل‬

‫ﻣﺪرﺟﺔ ﻋﲆ ﻻﺋﺤﺔ اﻟﻮﻻﻳﺎت‬ ‫اﳌﺘﺤﺪة ﻛﺪول راﻋﻴﺔ ﻟﻺرﻫﺎب‬ ‫”دول أﺧﺮى ﻣﺤﻞ اﻫﺘامم“‬ ‫‪© GRAPHIC NEWS‬‬ ‫‪51‬‬




‫المستثمر العالمي‬

‫تحديات ‪2010‬‬

‫هل ينجح القطاع المصرفي اإلماراتي في مواجهة األزمة؟‬

‫كانت بداية التحدي لهذا القطاع في منتصف العام ‪ ،2008‬حيث خرجت سيولة أجنبية من البالد لم يفصح عنها رسميًّا ولكن قدّرها البعض‬ ‫ما بين ‪ 180 – 150‬مليار درهم‪ ،‬وبصرف النظر عن مدى دقة الدوافع وراء ذلك‪ ،‬إال أنه خلق فجوة سيولة واضحة‪.‬‬ ‫يتألف القطاع المصرفي في اإلمارات من ‪24‬‬ ‫مصرفًا وطنيًا لديها ‪ 657‬فرعًا‪ ،‬و ‪ 28‬مصرفًا أجنبيًا‬ ‫لديها ‪ 82‬فرعًا‪.‬‬ ‫لقد بلغ إجمالي موجودات المصارف المحلية في‬ ‫نهاية شهر أكتوبر‪/‬تشرين أول ‪ ،2009‬بحسب‬ ‫تقارير البنك المركزي اإلماراتي ‪ 1.536‬تريليون‬ ‫درهم إماراتي(أي ما يعادل ‪ 418.3‬مليار دوالر)‬ ‫بنمو قدره ‪ 8%‬قياسًا بنفس الفترة من العام ‪.2008‬‬ ‫الشكل التالي يوضح نمو إجمالي موجودات القطاع‬ ‫المصرفي اإلماراتي خالل الفترة أكتوبر‪/‬تشرين أول‬ ‫‪ – 2008‬أكتوبر‪/‬تشرين أول ‪ ،2009‬مقارنة مع‬ ‫المتوسط المتحرك لفترتين (الخط البياني األحمر)‬ ‫حيث جاء نمو الموجودات أعلى من المتوسط‬ ‫المتحرك (‪)Two Periods Moving Average‬‬ ‫منذ شهر أغسطس‪/‬آب ‪. 2009‬‬ ‫إن بداية التحدي لهذا القطاع بدأت في منتصف العام‬ ‫‪ ،2008‬حيث خرجت سيولة أجنبية من البالد لم‬ ‫يفصح عنها رسميًا‪ ،‬ولكن ق ّدرها البعض ما بين‬ ‫‪ 180 – 150‬مليار درهم ‪ (.‬أي ما يعادل ‪40.87‬‬ ‫– ‪ 49.0‬مليار دوالر)‪ .‬ولم يعلن البنك المركزي في‬ ‫حينها عن سبب خروج السيولة‪ ،‬ولكن من المؤكد‬ ‫أنها خرجت بوقت قصير نسبيًا‪ ،‬ومن المؤكد أنها‬ ‫كانت سيولة ساخنة مضاربية الطبيعة‪ ،‬دخلت في‬ ‫وقت سابق من نفس العام إما لالستفادة من حركة‬ ‫سوق األسهم‪ ،‬أو ربما كانت تحاول االستفادة من‬ ‫شائعات حول إمكانية فك ارتباط ( ‪De-pegging‬‬ ‫الدرهم بالدوالر‪.‬‬

‫ضاح الطه‬ ‫و ّ‬ ‫حكومي صدر وأدى إلى استقرار السوق هو؛ قرار‬ ‫صادر من رئيس الدولة تضمن فيه الدولة الودائع‬ ‫بالكامل وفي كل المصارف المحلية واألجنبية‬ ‫العاملة في الدولة‪ .‬إضافة إلى ضخ سيولة عن طريق‬ ‫وزارة المالية والبنك المركزي بلغت ‪ 120‬مليار‬ ‫درهم ( ‪ 32.7‬مليار دوالر)‪.‬‬

‫الربع األول من عام ‪ ،2010‬هو‬ ‫الربع الذي تختبر فيه قوة القطاع‬ ‫المصرفي اإلماراتي مرة ثانية‪،‬‬ ‫حيث من المتوقع أن يتم تأجيل‬ ‫دفعات مستحقة السداد خالل‬ ‫الفترة إلى تواريخ الحقة‬

‫وبصرف النظر عن مدى دقة الدوافع وراء خروج‬ ‫السيولة‪ ،‬إال أنها خلقت فجوة سيولة واضحة أدت بعد‬ ‫فترة قصيرة من توقف شركتي تمويل كبيرتين هما‬ ‫( أمالك ‪ ) AMLAK‬و(تمويل ‪)TAMWEEL‬‬ ‫‪ ،‬وتعليق تداول سهميهما في سوق دبي المالي‬ ‫باإلضافة إلى التأثر والتراجع الواضحين في حجم‬ ‫االقتراض‪.‬‬ ‫لقد بلغت فجوة السيولة في أكتوبر‪/‬تشرين أول‬ ‫‪ ،2008‬في القطاع المصرفي اإلماراتي (‪82.7‬‬ ‫مليار درهم) أي ما يعادل ( ‪ 22.5‬مليار دوالر )‬ ‫مما جعل نسبة القروض إلى الودائع ‪. 109.40%‬‬

‫وعلى الرغم من استقرار القطاع المصرفي فإن‬ ‫عمليات اإلقراض بقيت محدودة مع تنامي حاالت‬ ‫اإلخفاق في سداد الديون‪ ،‬حيث ارتفعت مخصصات‬ ‫الديون المعدومة من ‪ 6.3‬مليار دوالر في أكتوبر‪/‬‬ ‫تشرين أول ‪ ،2008‬إلى ‪ 10.4‬مليار دوالر في‬ ‫أكتوبر‪/‬تشرين أول ‪ ،2009‬حيث إن جز ًءا من‬ ‫هذه المخصصات يعود إلى ديون منحتها مصارف‬ ‫إماراتية لمجموعتي سعد القصيبي المتعثرتين‪،‬‬ ‫إضافة إلى سفر من فقدوا وظائفهم‪ ،‬حيث إن بعضهم‬ ‫لم يقم بالسداد‪ ،‬فضلاً عن تساهل المصارف أصلاً‬ ‫في منح االئتمان قبل منتصف العام ‪.2008‬‬

‫انخفاض النسبة في أكتوبر‪/‬تشرين أول ‪ ،2009‬إلى‬ ‫مستوى ‪ ،103.8%‬أي تقلص فجوة السيولة لتصل‬ ‫إلى ‪ 37.6‬مليار درهم ‪( ،‬أي ما يعادل ‪ 10.2‬مليار‬ ‫دوالر) وهذا االنخفاض في النسبة جاء أفضل من‬ ‫المعدل المتحرك لفترتين سابقتين‪ .‬والموضح في‬ ‫الخط البياني األحمر‪ .‬وفي اعتقادي أن أهم قرار‬

‫لقد بلغ معدل كفاية رأس المال للمصارف اإلماراتية‬ ‫في نهاية الربع الثالث من عام ‪،2009‬نحو ‪،18%‬‬ ‫وهذا المعدل يعبرعن رصانة القطاع المصرفي‬ ‫اإلماراتي بموجب المعيار الدولي‪.‬‬

‫‪ 09‬يناير ‪2010‬‬

‫إن إعالن دبي العالمية (‪ ) Dubai World‬في بداية‬

‫شهر ديسمبر‪/‬كانون أول‪ ،‬عن إعادة جدولة ديون‬ ‫مستحقة السداد تتعلق بإحدى شركاتها التابعة ( نخيل‬ ‫‪ ) Nakheel‬والبالغة ‪ 4.1‬مليار دوالر‪ ،‬واقترحت‬ ‫الشركة إعادة جدولة السداد في الشهر الخامس من‬ ‫العام ‪ ،2010‬باإلضافة إلى بحث الشركة إعادة‬ ‫جدولة ‪ 26‬مليار دوالر مستحقة السداد بتواريخ‬ ‫مختلفة‪ ،‬قد تشكل ضغطًا كبيرًا خصوصًا إذا كانت‬ ‫تلك االلتزامات (صكو ًكا) تتركز على المصارف‬ ‫الكبيرة مثل بنك اإلمارات دبي الوطني (‪)ENBD‬‬ ‫وبنك أبو ظبي التجاري (‪ ،) ADCB‬حيث كان‬ ‫هذان المصرفان ضمن لجنة الدائنين التي تتفاوض‬ ‫على شروط التأجيل وإعادة الجدولة‪.‬‬ ‫لقد صاحب طلب إعادة جدولة الدفع صخب إعالمي‬ ‫عالمي غربي مبالغ به‪ ،‬وتم وصف طلب إعادة‬ ‫الجدولة بصفات غريبة مثل " إخفاق في السدا د"‬ ‫أو " إفالس دبي" ولتفادي تبعات تلك المبالغات‬ ‫التي استمرت لمدة أسبوعين تقرييًا‪ ،‬فاجأت دبي‬ ‫الجميع وبالتعاون مع حكومة أبوظبي بسداد المبلغ‬ ‫المستحق عل ًما بأن الدعم من أبوظبي جاء على شكل‬ ‫سندات بقيمة ‪ 10‬مليارات دوالر‪ ،‬حيث من المتوقع‬ ‫أن يتم سداد مستحقات لصالح دائنين آخرين وهذا‬ ‫اإلجراء سوف يسهم في تخفيف الضغط على سيولة‬ ‫المصارف‪.‬‬ ‫إن توقيت السداد في تاريخ االستحقاق كان رسالة‬ ‫قوية تشير إلى التزام حكومة دبي باإلبقاء على‬ ‫مناخ استثماري صحي في اإلمارة‪ ،‬وتعاون حكومة‬ ‫أبوظبي ضمن إطار الدولة االتحادية هو رسالة ثانية‬ ‫مهمة مفادها؛ أن اقتصاد اإلمارات قادرعلى مواجهة‬ ‫األزمات مع الحفاظ على خطط التنمية الواردة في‬ ‫موازنة الدولة‪ ،‬وهذه الحقيقة أكدها مسئولون من‬ ‫صندوق النقد الدولي‪.‬‬ ‫وفي اعتقادي أن الربع األول من عام ‪،2010‬‬ ‫هو الربع الذي تختبر فيه قوة القطاع المصرفي‬ ‫اإلماراتي مرة ثانية‪ ،‬حيث من المتوقع أن يتم تأجيل‬ ‫دفعات مستحقة السداد خالل الفترة إلى تواريخ‬ ‫الحقة‪ .‬وفي نفس الوقت على القطاع المصرفي أن‬ ‫يلبي احتياجات قطاع التمويل واالئتمان‪ ،‬مع محاولة‬ ‫تخفيض نسبة القروض إلى الودائع إلى ما دون‬ ‫‪ ،100%‬وهذا بالتأكيد يتطلب زيادة الودائع ‪ .‬كل‬ ‫هذه العوامل تحتاج إلى توازن من قِبِل المصارف‪،‬‬ ‫يبحث في االحتماالت ممكنة الوقوع مع متابعة من‬ ‫قِبِل المصرف المركزي‪.‬‬

‫محلل اقتصادي ومالي‬

‫‪48‬‬


‫اقتصاد عالمي‬

‫وتم تحسين الكثير من األسس االقتصادية‬ ‫المهمة في البالد‪ .‬فمثلاً ‪ ،‬أصبح من األيسر‬ ‫واألسرع بالنسبة لرجل األعمال السعودي‬ ‫الشاب أن يبدأ مشروعًا مقارنة بما كان عليه‬ ‫الحال منذ خمس سنوات‪ .‬وعالوة على ذلك‪،‬‬ ‫فإنه عند مقارنة المملكة بقريناتها من دول‬ ‫الشرق األوسط وشمال إفريقيا ودول منظمة‬ ‫التعاون االقتصادي والتنمية‪ ،‬يتمتع رجل‬ ‫األعمال الشاب في المملكة بالعديد من المزايا‬ ‫التي تشمل تقليص اإلجراءات المطلوبة لبدء‬ ‫المشروعات وتقليل وقت االنتظار وعدم‬ ‫وجود حدود دنيا لمتطلبات رأس المال‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ال تزال هناك مشكالت كبيرة‬ ‫تعوق تنمية القطاع األهلي‪ .‬وبالرغم من‬ ‫التقدم األخير والمشجع‪ ،‬فإن التنظيمات‬ ‫الحالية ال تزال تمثل عوائق ال داعي لها أمام‬ ‫رجال األعمال‪ ،‬الذين يبحثون عن االئتمان‬ ‫الضروري إلقامة مشروع معين‪ .‬في الواقع‪،‬‬ ‫من خالل عدم سن تشريعات فعالة تحمي‬ ‫حقوق المقرضين‪ ،‬وضعت الحكومة في بيئة‬ ‫االئتمان عقبات كبيرة أمام عملية اإلقراض‪،‬‬ ‫ومن ثم قللت من توافر رأس المال الالزم‬ ‫لتنمية المشروعات‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬تمثل‬ ‫السلطة القضائية غير الفعالة نسبيًا عقبة‬ ‫كبيرة في تفعيل سريان العقود بين األطراف‬ ‫الخاصة‪ ،‬األمر الذي من شأنه أن يعوق تقييم‬ ‫المخاطر طويلة األمد للمشروعات التجارية‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن تفعيل سريان العقود ال يبدو‬ ‫من الوهلة األولى أنه يمثل مشكلة كبيرة‪ ،‬إال‬ ‫أن الدراسات أشارت إلى الدور المهم الذي‬ ‫يمكن أن يلعبه في اإلسراع من عجلة النمو‬ ‫االقتصادي وتنمية القطاع األهلي‪.‬‬ ‫وهناك عقبة أخرى تواجه رجل األعمال‬ ‫العدد ‪1540‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫بالرغم من أن قوانين‬ ‫العمل في المملكة أكثر مرونة‬ ‫فيما يتعلق بتعيين الموظفين‬ ‫وتسريح العمالة مقارنة‬ ‫بدول الشرق األوسط وشمال‬ ‫إفريقيا ودول منظمة التعاون‬ ‫االقتصادي والتنمية‪ ،‬فإن‬ ‫التكاليف المرتفعة لتسريح‬ ‫العمالة تجعل من األصعب بكثير‬ ‫على رجل األعمال السعودي أن‬ ‫يتفاعل مع الركود االقتصادي‬ ‫بتقليل التكاليف‬

‫من الممكن أن يرفع النظام التعليمي األكثر كفاءة جودة العمالة ويحفز تطوير االقتصاد القائم على المعلومات‬

‫السعودي تتمثل في حالة سوق العمل‪.‬‬ ‫فبالرغم من أن قوانين العمل في المملكة أكثر‬ ‫مرونة فيما يتعلق بتعيين الموظفين وتسريح‬ ‫العمالة مقارنة بدول الشرق األوسط وشمال‬ ‫إفريقيا ودول منظمة التعاون االقتصادي‬ ‫والتنمية‪ ،‬فإن التكاليف المرتفعة لتسريح‬ ‫العمالة تجعل من األصعب بكثير على رجل‬ ‫األعمال السعودي أن يتفاعل مع الركود‬ ‫االقتصادي بتقليل التكاليف‪ .‬ومما ال شك فيه‬ ‫أن هذا العامل هو المسئول جزئيًا عن تراجع‬ ‫التنافس الدولي للشركات السعودية‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن جودة قوانين العمل تمثل‬ ‫عائقًا أمام تقوية وتنويع القطاع األهلي‪،‬‬ ‫يبدو هذا العامل ضئيلاً للغاية إذا ما قورن‬ ‫بالصعوبات التي يشكلها انخفاض مستوى‬ ‫تأهيل العمالة‪ .‬ومما يدعم هذه الحقيقة‪،‬‬ ‫تقرير عام ‪ ،2008‬الصادر عن المنتدى‬ ‫االقتصادي العالمي‪ ،‬الذي أكد على الحاجة‬ ‫إلى نظام تعليمي يتمتع بالكفاءة والفعالية‬ ‫لخلق رأسمال بشري يسهم في تنمية‬ ‫القطاع األهلي والتنوع االقتصادي بوجه‬ ‫عام‪.‬‬ ‫ويتفق الخبراء على أن تجديد النظام‬ ‫التعليمي ضرورة البد منها‪ .‬ففي ظل‬ ‫العولمة التي يشهدها عالمنا‪ ،‬تمثل التكاليف‬ ‫التي يسببها انخفاض مستوى تأهيل العمالة‬ ‫السعودية عائقًا بالنسبة لرجال األعمال‬ ‫المحليين‪ .‬وارتفاع تكاليف العمالة يجعل‬ ‫من الصعوبة بمكان على رجال األعمال‬ ‫السعوديين التنافس مع المنتجين الصينيين‬ ‫والفيتناميين الذين ينتجون السلع التي‬ ‫تحتاج إلى عمالة مكثفة‪ ،‬ويمثل انخفاض‬ ‫مهارات العمالة عائقًا أمام المملكة يمنعها‬ ‫من منافسة الشركات الغربية المنتجة للسلع‬

‫التي تحتاج إلى عمالة مكثفة وتكنولوجيا‬ ‫عالية‪.‬‬ ‫ومن الممكن أن يرفع النظام التعليمي‬ ‫األكثر كفاءة جودة العمالة ويحفز تطوير‬ ‫االقتصاد القائم على المعلومات‪ .‬وتحرير‬ ‫النظام التعليمي من القيود بمثابة عنصر‬ ‫مهم في تهيئة الجو التنافسي بين المؤسسات‬ ‫التعليمية‪ .‬وهذا من شأنه أن يعزز جودة‬ ‫التدريس‪ ،‬وأيضًا يعزز من أداء النظام‬ ‫التعليمي‪ .‬ومن األمثلة على ذلك جامعة‬ ‫الملك عبد اللـه للعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬التي‬ ‫تبعث على الشعور بالتفاؤل فيما يتصل‬ ‫بالمستقبل‪ ،‬ولكن كي تحقق هذه المبادرة‬ ‫المرجو منها‪ ،‬ينبغي أن تدخل السوق‬ ‫المزيد من المؤسسات التعليمية المتميزة‪.‬‬ ‫ويمكن أن يسهم في تلك النهضة التعليمية‬ ‫تحرير خدمات التعليم العالي‪ .‬وتعتبر‬ ‫المملكة هي االقتصاد المهم الوحيد في‬ ‫المنطقة الذي ال يضيف أي جامعة أجنبية‪،‬‬ ‫بالرغم من أن الجامعات األجنبية يمكن‬ ‫أن تكون نافعة جدًا‪ ،‬حيث إنها تقدم المزيد‬ ‫من المعارف التعليمية وطرق التدريس‬ ‫الفعالة‪ ،‬كما أنها تسهم في وضع حجر‬ ‫األساس لنظام تعليمي ديناميكي وتنافسي‪.‬‬ ‫وكما تبين لنا‪ ،‬يعيش الشباب السعودي‬ ‫أزمة في المملكة‪ .‬فبوجه عام هم ال‬ ‫يمتلكون المؤهالت المطلوبة لدعم عملية‬ ‫تنمية القطاع األهلي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬شهدت‬ ‫السنوات األخيرة الكثير من الدالئل‬ ‫المشجعة‪ .‬والحقيقة أن العمالق السعودي‬ ‫يحتاج إلى أقدام راسخة وقوية كي ال ينهار‬ ‫وينبغي عليه أن يتحرك بسرعة‪.‬‬ ‫‪47‬‬


‫اقتصاد عالمي‬

‫دفعة إصالح ملكية‬ ‫بدأها الملك فهد واستكملها الملك عبدهللا فوضعت السعودية ضمن‬ ‫الدول األكثر تشجي ًعا لمجال األعمال‬ ‫ضا شائ ًعا وخطي ًرا هو بطالة الشباب‪.‬‬ ‫بالرغم من جميع مزايا احتياطي النفط والثراء االقتصادي‪ ،‬فإن المملكة العربية السعودية تعاني مر ً‬ ‫وقد تم بذل جهود كبيرة من أجل التعامل مع هذه المشكلة‪ ،‬وأدت تلك الجهود إلى نتائج مشجعة‪ ،‬غير أنه ال تزال هناك حاجة لبذل المزيد‬ ‫من أجل حل هذه المشكلة التي ال تؤثر على قطاع الشباب فحسب‪ ،‬وإنما على نمو االقتصاد ككل‪.‬‬ ‫‪© Getty Images‬‬

‫أصبح من األيسر واألسرع بالنسبة لرجل األعمال السعودي أن يبدأ مشروعًا مقارنة بما كان عليه الحال منذ خمس سنوات‬ ‫يعتبر االقتصاد السعودي من زوايا عديدة‬ ‫اقتصادًا عمالقًا‪ ،‬فهو األكبر حتى اآلن في‬ ‫المنطقة‪ ،‬إذ يمثل إجمالي الناتج المحلي‬ ‫للمملكة ‪ 40%‬من إجمالي الناتج المحلي‬ ‫لدول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة‪.‬‬ ‫فالمملكة تمتلك أكبر احتياطي نفطي في‬ ‫العالم وقد حققت فائضًا ملحوظًا في الميزان‬ ‫التجاري بلغ ‪ 212‬مليار دوالر أمريكي في‬ ‫عام ‪( 2008‬بفضل صادراتها النفطية في‬ ‫األساس)‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬عندما نتأمل األوضاع‬ ‫في المملكة‪ ،‬نجد أن هذا االقتصاد يواجه‬ ‫تحديات هيكلية كبيرة‪.‬‬ ‫ومن بين تلك التحديات بطالة الشباب التي‬ ‫تمثل مشكلة ذات حساسية سياسية ومخاطر‬ ‫‪ 09‬يناير ‪2010‬‬

‫اقتصادية‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬يمكن أن نقول‪:‬‬ ‫إن المارد االقتصادي السعودي يقف على‬ ‫قدمين من الصلصال الهش‪.‬‬ ‫وثراء االقتصاد السعودي يمكن أن يحجب‬ ‫الواقع الحقيقي لمعدل البطالة الذي بلغ بالفعل‬ ‫‪ 11%‬مع بداية األزمة االقتصادية‪ .‬والحقيقة‬ ‫األكثر وضوحًا أن ‪ 44%‬من هذا المعدل‬ ‫تألفت من نساء ورجال تتراوح أعمارهم‬ ‫بين ‪ 20‬و‪ 24‬عا ًما‪ .‬وتعتبر المخاطر الناجمة‬ ‫عن عدم االستقرار االجتماعي خصوصًا من‬ ‫خالل تفريخ كوادر لألنشطة اإلرهابية بمثابة‬ ‫دافع رئيسي وراء جهود الحكومة للخروج‬ ‫من هذا المأزق‪.‬‬

‫ومن منظور نظري‪ ،‬فإن الحل الشافي لمشكلة‬ ‫البطالة التي يعانيها الشباب تتمثل في خلق‬ ‫قطاع خاص متنوع وفعَّال‪ ،‬لديه القدرة على‬ ‫استيعاب فائض العمالة الذي يسببه التحول‬ ‫الديموغرافي‪ ،‬الذي حدث أخيرًا في البالد‪.‬‬ ‫ووفقًا لتقرير البنك الدولي لعام ‪ ،2010‬فإن‬ ‫دفعة اإلصالح التي ابتدأها الملك فهد عام‬ ‫‪( ،2005‬مقارنة بالتنظيمات االقتصادية‬ ‫في ‪ 183‬دولة) وضعت البالد على بداية‬ ‫الطريق السليم نحو تحقيق هذا الهدف‪ .‬ومن‬ ‫خالل المضي قد ًما في هذه اإلصالحات‪ ،‬فإن‬ ‫حكومة الملك عبد اللـه الحالية أسهمت‪ ،‬دون‬ ‫شك‪ ،‬في بلوغ المملكة المرتبة الثالثة عشرة‬ ‫في العالم ضمن تصنيف أكثر الدولة تشجيعًا‬ ‫لمجال األعمال لعام ‪.2010‬‬ ‫‪46‬‬


‫حالة االقتصاد‬ ‫اقتصاد عربي‬

‫المستثمر العالمي‬

‫األسواق‬

‫دفعة إصالح‬

‫ملكية‬ ‫بقلم‬ ‫دانيال كاباريلي‬

‫العدد ‪1540‬‬

‫‪45‬‬


‫حوار‬


‫حوار‬ ‫الخروج من األزمة‪ ،‬من خالل اتخاذ بعض‬ ‫التدابير‪ ،‬وتوفير حزم من الحوافز االقتصادية‪.‬‬ ‫ولم يفكر أحد في استغالل الفرصة قط‪ .‬ولكن‬ ‫ربما كانت أبوظبي هي االستثناء الوحيد‪ ،‬حيث‬ ‫إنها كانت األقل انكشافًا وكانت ال تزال في‬ ‫مرحلة بناء طموحاتها‪.‬‬

‫األولوية لحل مشكالت التعليم والتوظيف‪ .‬ولكن‬ ‫مشكلة دول مجلس التعاون الخليجي هي نقص‬ ‫األيدي العاملة الالزمة إلنجاز مشروعاتهم‬ ‫الكبرى‪ .‬ويساورني شعور كبير بالقلق بشأن‬ ‫عال من البطالة‪،‬‬ ‫الدول التي تعانى من مستوى ٍ‬ ‫ومن التدخل الكبير من جانب حكوماتها‪ ،‬ومن‬ ‫انعدام وجود رؤية على المدى البعيد‪ ،‬ومن‬ ‫ضعف سكانها الذي يجعلهم عرضة للوقوع تحت‬ ‫خط الفقر‪ ،‬مثل مصر والجزائر والمغرب‪.‬‬

‫المجلة‪ :‬ولكن التعليم والبطالة ليستا‬ ‫مشكلتين معزولتين عن بعضهما‬ ‫البعض‪ .‬فقد طرأ تحسن كبير على النظام‬ ‫التعليمي في إيران على سبيل المثال‪،‬‬ ‫ولكن إيران ال تزال لديها مع ذلك واحد‬ ‫من أعلى معدالت البطالة في المنطقة‪.‬‬ ‫هذا صحيح‪ .‬فإيران دولة يقوم اقتصادها على‬ ‫التدخل الحكومي‪ .‬وبالتالي فإن أوضاعها في‬ ‫الوقت الراهن ليست مواتية لجذب رءوس‬ ‫األموال التي من شأنها أن تكون مكملة للموارد‬ ‫البشرية الضخمة الموجودة بها‪ .‬كما أنه ليس من‬ ‫السهل أيضًا على اإليرانيين أن يتحركوا بحرية‪.‬‬ ‫فحكومات دول الخليج ال ترحب بتنامي النفوذ‬ ‫اإليراني‪.‬‬

‫المجلة‪ :‬هل ترى أن دول مجلس التعاون‬ ‫الخليجي‪ ،‬تتمتع بما يمكن تسميته‬ ‫بالسوق الحر؟‬

‫المجلة‪ :‬وبماذا تنصح حكومات الشرق‬ ‫األوسط أن تفعل؟‬

‫طارق يوسف‬

‫القطاع الخاص عبارة عن ماكينة لخلق الوظائف‪،‬‬ ‫خاصة إذا كان النظام التعليمي قادرًا على توفير‬ ‫خريجين أكفاء يمكن االعتماد عليهم‪ .‬والقضايا‬ ‫التي تحتاج دول مجلس التعاون الخليجي إلى‬ ‫إيجاد حل لها ليست قضايا معقدة‪ ،‬كما هو الحال‬ ‫في الجزائر أو مصر‪ ،‬والتي ال تلعب الدولة فيها‬ ‫دورًا واضحًا‪.‬‬

‫المجلة‪ :‬ولكن هل النظام مستقر في‬ ‫منطقة الخليج فيما يتعلق بمعدل النمو‬ ‫السكاني؟‬ ‫في دول الخليج ال نجد ما يكفي من المواطنين‬ ‫لشغل الوظائف المتوفرة‪ ،‬فهناك تنافس بين‬ ‫الجميع على توظيف المواطنين‪ ،‬بالرغم من‬ ‫أن جميع المواطنين ليسوا كلهم مؤهلين‪ .‬وإذا‬ ‫استمرت هذه االقتصادات في النمو‪ ،‬فإنها ستخلق‬ ‫فرص عمل كافية لجميع المواطنين‪ .‬كما تعني‬ ‫التنمية االقتصادية أيضًا خفض معدل النمو‬ ‫السكاني في منطقة الخليج‪ .‬ويؤدي التعليم إلى‬ ‫تغيير الكثير من األمور‪ .‬فالناس اآلن يريدون‬ ‫أن تكون لهم وظائف‪ ،‬ولم يعودوا يرغبون في‬ ‫مجرد البقاء في المنزل‪ .‬والكثير من النساء في‬ ‫منطقة الخليج أصبحن مشغوالت بمستقبلهن‬ ‫المهني‪ ،‬ولم تعد أسرهن تشغل جل اهتمامهن كما‬ ‫كان الحال عليه في الماضي‪.‬‬

‫يمكننا تحديد بعض اإلصالحات السياسية العامة‬ ‫التي ينبغي على جميع البلدان في المنطقة أن‬ ‫تتبعها من أجل تخفيف وطأة البطالة بين الشباب‪.‬‬ ‫فعلى المستوى العام‪ ،‬تشمل اإلصالحات الالزمة‬ ‫تحديث أنظمة التعليم حتى يتمكن الطالب من‬ ‫اكتساب المهارات المالئمة‪ ،‬وتوسيع القطاع‬ ‫الخاص حتى يتمكن من القيام بدوره كآلة لخلق‬ ‫فرص العمل من خالل تسهيل اإلجراءات‬ ‫الالزمة لممارسة األعمال التجارية‪ ،‬وإصالح‬ ‫قوانين العمل لزيادة مرونة صاحب العمل فيما‬ ‫يتعلق بالتوظيف والفصل من العمل‪ ،‬والتقليل من‬ ‫جاذبية التوظيف في القطاع العام‪.‬‬ ‫وبالطبع فإنه ليس من السهل أو من الممكن‬ ‫من الناحية السياسية في كثير من األحيان تنفيذ‬ ‫بعض جوانب هذه اإلصالحات واسعة النطاق‪.‬‬ ‫وعالوة على ذلك‪ ،‬فإن تنفيذها سيستغرق وقتًا‬ ‫طويلاً ‪ .‬وبالنظر إلى حجم مشكلة البطالة في‬ ‫أوساط الشباب واآلثار الخطيرة التي يحدثها‬ ‫التباطؤ االقتصادي العالمي فليس بوسعنا تحمل‬ ‫مثل هذا الوقت الطويل‪.‬‬

‫الدور الذي تلعبه الحكومة في دول مجلس التعاون‬ ‫الخليجي وبقية العالم العربي كبير جدًا‪ .‬ولكن‬ ‫الفرق الحاسم واألساسي بين حكومات مجلس‬ ‫التعاون وبين بقية العالم العربي هو أن حكومات‬ ‫العالم العربي تتدخل بشكل سافر يعوق النشاط‬ ‫االقتصادي في بعض األحيان‪ .‬فهي تتدخل بشكل‬ ‫كبير وتضع الكثير من القوانين واإلجراءات‪.‬‬ ‫أما في منطقة الخليج فالوضع على النقيض من‬ ‫ذلك‪ .‬فبالرغم من وجود حكومات كبيرة فيها‪،‬‬ ‫فإن من يقودون هذه الحكومات يميلون إلى‬ ‫تسهيل األمور أمام رجال األعمال والمستثمرين‬ ‫للقيام بأنشطتهم االقتصادية‪ .‬أو بطريقة أخرى‪،‬‬ ‫يمكننا القول بأن دول الخليج تتعاطف مع رجال‬ ‫األعمال والمستثمرين وتخطب ودهم‪ ،‬بينما‬ ‫تحاول الدول العربية األخرى خارج منطقة‬ ‫الخليج افتراسهم‪ .‬ومن ثم يخشى رجال األعمال‬ ‫و المستثمرون التعامل معهم‪ .‬ولكن دول الخليج‬ ‫تضع في اعتبارها مصلحة القطاع الخاص‪ ،‬حتى‬ ‫في أثناء قيامها بمسئولياتها العامة الجسيمة‪ .‬وأنا‬ ‫أحييهم على ذلك!‬

‫المجلة‪ :‬سمعنا عن الفرص التي تظهر‬ ‫في أوقات األزمات‪ .‬فهل ترى أن هناك‬ ‫حكومات قد حاولت االستفادة من هذا‬ ‫الركود الشديد لالستعداد للمستقبل‪،‬‬ ‫ال سيما فيما يتعلق بخلق فرص عمل‬ ‫جديدة؟‬

‫وال يمكن مواجهة تح ٍد بهذا الحجم إال من خالل‬ ‫مزيد من التعاون بين البلدان بشأن السياسات‬ ‫والبرامج الشبابية‪ .‬وهذا يعني زيادة في‬ ‫االستثمارات الموجهة للشباب وتحديدها بناء‬ ‫على المعرفة المستندة إلى األدلة‪ ،‬وتحسين البيئة‬ ‫المؤسسية للشباب في وقت يعيش فيه الشرق‬ ‫األوسط في خضم بيئة اقتصادية عالمية ال يمكن‬ ‫التنبؤ بها‪.‬‬

‫المجلة‪ :‬وما عالقة ذلك بمشكلة‬ ‫التوظيف؟‬

‫ال أعتقد أن أي بلد قد تمكن من استغالل فرصة‬ ‫الركود الحالي‪ .‬فالجميع لم يفعل أكثر من محاولة‬

‫أجرى الحوار أندريس كال ‪ -‬صحفي متخصص في‬ ‫السياسة الشرق أوسطية والسياسة األوروبية‪.‬‬

‫العدد ‪1540‬‬

‫المجلة‪ :‬هل يمكنك أن تعطينا بعض‬ ‫التوصيات التي تتعلق بتنفيذ سياسات‬ ‫محددة؟‬ ‫إصالح سياسات التوظيف في القطاع العام‪،‬‬ ‫وتوفير الحماية االجتماعية لجميع العاملين‪،‬‬ ‫وإصالح سياسات القبول الجامعي‪ ،‬واالستثمار‬ ‫في رفع مستوى العمل التطوعي والبرامج‬ ‫التعليمية‪ ،‬ورفع قيمة العمل غير الرسمي‪،‬‬ ‫وتوسيع خطط التدريب المهني بعناية شديدة‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫حوار‬

‫إدارة األزمة‬

‫طارق يوسف‪:‬‬

‫عميد كلية دبي لإلدارة الحكومية‪ ،‬والمدير المساعد لمبادرة شباب‬ ‫الشرق األوسط بمعهد بروكنجز في واشنطن العاصمة‬ ‫تحدث طارق يوسف‪ ،‬عميد كلية دبي لإلدارة الحكومية مع ال "المجلة" حول تأثير األزمة المالية العالمية على سوق العمل وسياسات‬ ‫التعليم في بلدان المنطقة‪ .‬كما قدم يوسف عدة توصيات بشأن السياسات الخاصة بتلبية احتياجات األجيال الشابة على وجه الخصوص‪.‬‬

‫طارق يوسف؛ أحد العقول االقتصادية الشابة‬ ‫الرائدة في منطقة الشرق األوسط‪ .‬فهو عميد‬ ‫كلية دبي لإلدارة الحكومية‪ ،‬كما أنه يعمل أيضًا‬ ‫في جامعة جورج تاون بكلية كيندي لإلدارة‬ ‫الحكومية ومعهد بروكنجز‪ ،‬متخصص في‬ ‫االقتصاد التنموي والتاريخ االقتصادي لمنطقة‬ ‫الشرق األوسط‪ ،‬وله الكثير من الكتابات حول‬ ‫التأثير اإلقليمي للركود االقتصادي‪ .‬وهو أيضًا‬ ‫اقتصادي سابق في صندوق النقد الدولي والبنك‬ ‫الدولي‪ ،‬وعمل مستشارًا لألمم المتحدة لمشروع‬ ‫األلفية‪ .‬وقد تحدث إلى "المجلة"‪ ،‬على هامش‬ ‫مؤتمر حول أثر التباطؤ االقتصادي العالمي‬ ‫على سوق العمل وسياسات التعليم في منطقة‬ ‫الشرق األوسط‪.‬‬

‫المجلة ‪ :‬كيف يبدو الشرق األوسط بعد‬ ‫األزمة؟‬ ‫أخشى أال يحدث تغيير كبير وأن تظل األوضاع‬ ‫في الشرق األوسط على ما هي عليه‪ .‬فمن غير‬ ‫المحتمل أن تحدث أي تغيرات جذرية في منطقة‬ ‫الشرق األوسط‪.‬‬

‫المجلة‪ :‬لماذا ال تتوقع تغي ًرا؟‬ ‫ألن أغلب القوى المسئولة عن إدارة هذه األزمة‬ ‫لن تفعل شيئًا سوى تعزيز الوضع الراهن في‬ ‫الشرق األوسط‪ .‬إلن أغلب هذه القوى ال تؤمن‬ ‫بسياسات السوق والليبرالية في الفكر االقتصادي‬ ‫والسياسي‪ .‬وقد كان من نتائج هذه األزمة زيادة‬ ‫حجم الدور الذي تلعبه الدولة‪ ،‬وهو بالفعل ما‬ ‫يجب على حكومات الشرق األوسط أن تفعله‬ ‫لكي تشرع في حل األزمة‪ .‬في الواقع‪ ،‬إذا ما‬ ‫اشتدت األزمة‪ ،‬وازداد الركود االقتصادي‬ ‫سو ًءا‪ ،‬فسوف تكون هناك مطالبة بالمزيد من‬ ‫تدخل الدولة‪.‬‬

‫المجلة‪ :‬ال يبدو أنك متفائل؟‬ ‫‪ 09‬يناير ‪2010‬‬

‫نجاح المسئولين في مهمة مواجهة االزمه يتوقف على تحقيق اإلصالح‬

‫كل شيء يتوقف في النهاية على طبيعة الهدف‬ ‫المطلوب تحقيقه‪ .‬فالنموذج الليبرالي في السياسة‬ ‫واالقتصاد لم يحظَ بالقبول في العديد من بلدان‬ ‫الشرق األوسط‪ ،‬التي ترزخ اآلن تحت ضغوط‬ ‫هائلة‪ .‬ومن الممكن أن تتعرض دول المنطقة‬ ‫ألضرار بالغة إذا ما تفاقمت األزمة‪ ،‬وأود أن‬ ‫أؤكد أن هذه النظرة نظرة واقعية لألمور‪ ،‬ولكنها‬ ‫ال تعني أن األوضاع لن تتغير‪.‬‬

‫المجلة ‪ :‬وماذا تتوقع أن يحدث لسوق‬ ‫العمل في الشرق األوسط؟‬ ‫هذا يتوقف على عدة أشياء‪ .‬فمشكالت البطالة‬ ‫المتفاقمة تتطلب التزامات سياسية واقتصادية‬ ‫من أجل حلها‪ .‬كما لم يتمكن النموذج المناهض‬ ‫لسياسات السوق والعولمة من تحقيق النتائج‬ ‫المرجوة منه‪ .‬وبالرغم من أن أسعار النفط قد‬ ‫ساعدت هذا النموذج على البقاء حتى اآلن‪ ،‬فإنه‬ ‫لن يفلح في تجنب موجة العولمة لوقت طويل‪.‬‬ ‫وقد تؤول األمور في النهاية إلى حدوث ارتفاع‬

‫في معدالت البطالة‪ ،‬ووجود أشخاص يعملون‬ ‫في وظائف متواضعة‪ ،‬باإلضافة إلى وجود‬ ‫وظائف منخفضة الجودة‪ ،‬ومزيد من النشاط غير‬ ‫الرسمي‪ ،‬وانتشار الفقر في بعض المناطق‪.‬‬

‫المجلة‪ :‬هل تتوقع مزيدًا من عدم‬ ‫االستقرار السياسي الناتج عن ضعف‬ ‫سوق العمل؟‬ ‫ضعف سوق العمل لن يؤثر بالضرورة على‬ ‫الحكومات‪ .‬فالمسألة ليست سوى عدم إدارة‬ ‫االقتصاد بالشكل األمثل‪.‬‬

‫المجلة‪ :‬كيف ترى جهود بلدان مجلس‬ ‫التعاون الخليجي في هذا الصدد؟‬ ‫بلدان مجلس التعاون الخليجي تعاني من مشكلة‬ ‫مختلفة‪ .‬فحكومات هذه الدول تعمل بنجاح على‬ ‫حل المشكالت األساسية‪ .‬وباستثناء بعض الدول‬ ‫القليلة‪ ،‬أعطت دول مجلس التعاون الخليجي‬ ‫‪42‬‬


‫بروفايل‬ ‫رياضة تعذيب نفسه ليكون مستعدًا لتحمل التعذيب في‬ ‫ْره في جبهات الحرب‬ ‫سجون صدام حسين في حالة أس ِ‬ ‫‪.‬وقد ت ّم اإلفراج عن نقدي بعد ثالثة أشهر بأوامر‬ ‫صادرة عن قيادة الحرس الثوري‪ ،‬وعاد إلى فيلق بدر‪،‬‬ ‫ليس كمسئول استخبارات بل كضابط لوجيستي في‬ ‫أركان الفيلق‪.‬‬ ‫‪‎‬وبعد انتهاء الحرب العراقية اإليرانية‪ ،‬إنتقل نقدي إلى‬ ‫فيلق القدس‪ ،‬كمسئول العمليات السرية خارج البالد‪.‬‬ ‫ومع بدء الحرب في البوسنة‪ ،‬توجّه نقدي ضمن‬ ‫وحدة من رجال الكوماندوس التابع لفيلق القدس إلى‬ ‫البوسنة‪ ،‬حيث تولّى تدريب الشبان المسلمين على فنون‬ ‫االستخبارات واستجواب المعتقلين‪ .‬وزار نقدي لبنان‬ ‫أيضًا ضمن‪ ‬جماعة الضغط المعروفة داخل إيران بـ"‬ ‫أنصار حزب اللـه إيران "التي كان يقودها العميد حسين‬ ‫اللـه كرم‪.‬‬ ‫‪‎‬كادت لبنان تكون المحطة األخيرة في حياه نقدي عندما‬ ‫أرسل قائد وحدات الحرس المستقرة في لبنان آنذاك‪،‬‬ ‫العميد علي رضا عسكري (مساعد وزير الدفاع فيما‬ ‫بعد والذي اختفى في تركيا العام ‪ ،2007‬وقيل إنه‬ ‫كشف عن أسرار المنشآت النووية والعسکرية اإليرانية‬ ‫والمختبرات النووية السورية التي ضربتها الطائرات‬ ‫اإلسرائيلية عقب لجوئه إلى الواليات المتحدة خالل‬ ‫زيارة لدمشق ومن بعدها اسطنبول) بتقرير إلى قيادة‬ ‫الحرس في طهران أبدى خالله شكوكه حول سلوك‬ ‫نقدي‪ ،‬وأشار إلى ّ‬ ‫أن األخير مهتم أكثر من الالزم‬ ‫بالتعرف على مواقع حزب اللـه السرية ومستودعات‬ ‫أسلحته علي الفور تقررت عوده ‪.‬‬ ‫‪‎‬عاد نقدي إلى طهران وكانت المهمة األولى له لتحديد‬ ‫والئه أن يقوم باغتيال ابن عمه محمد حسين نقدي‪،‬‬ ‫القائم باألعمال اإليراني بعد الثورة في روما بسبب‬ ‫التحاقه بالمعارضة‪ ،‬فلم يتردد نقدي في تنفيذ المهمة‬ ‫بنجاح فاغتال ابن عمه بعدة رصاصات أطلقها أحد‬ ‫معاوني نقدي في رأسه‪ .‬ليفلت من عقاب شديد و يصدر‬ ‫قرارًا وبناء على طلب قائد الحرس وقتذاك‪ ،‬بترقيه‬ ‫نقدي إلى رتبة عميد‪ ،‬و ُع ِهدت إليه مسئولية استخبارات‬ ‫قوات الحرس‪ .‬وفي هذا المنصب أظهر نقدي جدارته‬ ‫ووالءه‪ ،‬وذلك خالل توليه مسئولية استجواب عمدة‬ ‫العاصمة اإلصالحي البارز غالم حسين كرباستشي‬ ‫في عهد الرئيس محمد خاتمي‪ ،‬و‪ 163‬مديرًا ومساعد‬ ‫مدير في بلدية طهران‪.‬‬ ‫‪‎‬وفي معتقل "وصال" مارس العميد محمد رضا نقدي‬ ‫أبشع أنواع التعذيب وأكثرها قسوة وغير أخالقية ‪ ‬بحق‬ ‫كرباستشي ومعاونيه‪ ،‬وأثارت تصريحات بعض‬ ‫المعتقلين خالل محاكمتهم حول ممارسات نقدي‪،‬‬ ‫ضجة كبيرة في البالد‪ .‬لدرجة أن قرر بعض النواب‬ ‫اإلصالحيين في البرلمان استدعاء نقدي إلى البرلمان‬ ‫الستجوابه‪ ،‬لكن خامنئي أنقذه‪ ،‬بنقله إلى مديرية مكافحة‬ ‫تهريب األموال والمخدرات ومنها إلى هيئة أَركان‬ ‫القوات المسلحة‪.‬‬ ‫‪ ‎‬وأدرج اسم نقدي قائمة المشمولين من المسئولين عن‬ ‫البرنامج النووي اإليراني عندما شدد مجلس األمن‬ ‫الدوي العقوبات على إيران بالقرار ‪ 1803‬في مارس‪/‬‬ ‫آذار ‪ْ ،2008‬إذ وصف القرار محمد‪ ‬رضا نقدي بأنه‬ ‫النائب السابق لقائد أركان الجيش اإليراني لشئون اإلمداد‬ ‫والتموين والبحوث الصناعية‪ .‬وقال المجلس إن نقدي من‬ ‫خالل مسئوليته عن إدارة مكافحة التهريب كان مسئوال‬ ‫العدد ‪1540‬‬

‫نقدى يسلم على صهره حسين طائب ومعهما قائد الحرس النورى محمد على جعفرى‬

‫عند انطالق الحركة الخضراء االحتجاجية عهد إلي نقدى تعذيب المعتقلين من المتظاهرين وأخذ اعترافاتهم بالجوة‬

‫عن جهود إيرانية للتحايل على الحزمتين السابقتين من‬ ‫العقوبات‪ .‬وكان نقدي قد أعلن عقب فرض الحزمة الثانية‬ ‫من العقوبات في مارس‪/‬آذار ‪ ،2007‬أن بالده اتخذت‬ ‫إجراءات لمواجهة العقوبات وأن لديها إمكانات لمواصلة‬ ‫برنامجها دون الحاجة الستيراد مواد من الخارج‪.‬‬

‫‪‎‬‬

‫‪ ‎‬وعمل نقدي عام ‪ ،1993‬كنائب لمدير مخابرات قوة‬ ‫القدس‪ ،‬التابعة للحرس الثوري والمسئولة عن العمليات‬ ‫الخارجية‪ ،‬لكن أبرز دور له هو الخطوة التي لجأ إليها‬ ‫نقدي في أعقاب توجيه القضاء‪ ‬اتهامات لنائب وزير‪ ‬‬ ‫االستخبارات‪ ‬للشئون األمنية " سعيد إمامي"‪ ‬بقتل‬ ‫مثقفين علمانيين‪ ،‬حيث قام برفقة طاقمه بتشكيل "قوة‬ ‫استخبارات موازية" لكي يتجنب مثل هذا التدقيق‪ .‬وهو‬ ‫ما سمح لنقدي ورفاقه بالعمل خارج نطاق سيطرة‬ ‫الرئيس آنذاك‪ ،‬محمد خاتمي‪ ،‬الذي توعد بتطهير‬ ‫الوزارة‪ .‬وبالرغم من محاوالت اإلصالح التي سعى‬ ‫خاتمي لتحقيقها‪ ،‬فإن نقدى استمر يقود رجالة في ارتكاب‬ ‫ممارستهم الوحشية‪ .‬و في تعذيب مجموعة من األعضاء‬ ‫البارزين في حزب المعارضة الخاص بالرئيس األسبق‪ ‬‬

‫‪ ‎‬وعقب انطالقة الحركة الخضراء االحتجاجية‪ ،‬عُهدت إلى‬ ‫نقدي مسئولية استجواب المعتقلين البارزين بالتنسيق مع‬ ‫جواد آزاده‪ ،‬مساعد وزير االستخبارات األسبق المعروف‬ ‫بقسوته في تعذيب المعتقلين ونجاحه في أخذ االعتراف‬ ‫بعمالة أمريكا من أي شخص يقضي يومين في زنزانته‪.‬‬ ‫وما من شك في أن نجاح نقدي وزميله آزاده في إرغام‬ ‫إصالحيين بارزين مثل الدكتور سعيد حجاريان‪ ،‬مستشار‬ ‫خاتمي‪ ،‬والمنظّر اإلصالحي المعروف حجة اإلسالم محمد‬ ‫علي أبطحي مساعد رئيس الجمهورية السابق‪ ،‬على قراءة‬ ‫االعترافات المعدة لهم أمام كاميرا التليفزيون اإليراني كان‬ ‫أهم مؤهالت تعيينه قائدًا لقوات الباسيج‪.‬‬

‫أكبر هاشمي رافسنجاني‪ .‬باإلضافة لدوره الرئيسي في‬ ‫تنظيم وتمويل" أنصار حزب اللـه إيران"‪ ،‬التي دبرت‬ ‫الهجوم الذي تم تنفيذه على الحي الجامعي للطالب في‬ ‫جامعة طهران عام ‪.1999‬‬

‫االنتخابات األخيرة‬

‫‪41‬‬


‫بروفايل‬

‫جالد الحي الجامعي‬

‫رضا نقدي اإليراني الجديد قائد الباسيج‬ ‫اعتبراإلصالحيون تولي رضا نقدي مسئولية قيادة قوات الباسيج‪ ،‬دليلاً آخر على أن خامنئي ليس بصدد مراجعة مواقفه وسحب دعمه‬ ‫غير المحدود‪ ‬لمحمود أحمدي نجاد‪ ،‬بل هو مؤشر خطير على أنّ السلطة ماضية في خطواتها‪ ‬نحو اجتثاث الحركة اإلصالحية بشكل كامل‬ ‫‪‎‬برغم كل الشكوك التي دارت حوله‪ ،‬وأنه أُرسل إلى‬ ‫إيران من قِبِل استخبارات الجيش العراقي ليتجسس على‬ ‫الجمهورية‪ ‬اإلسالمية الفتية‪ ،‬فقد منح الولي الفقيه آية‬ ‫اللـه علي خامنئي مسئولية قيادة قوات الباسيج" قوات‬ ‫المتطوعين أو قوات التعبئة الشعبية"الي محمد رضا‬ ‫نقدي‪ ‬ليخلف قائدها السابق‪ ‬حجة االسالم حسين طائب‪،‬‬ ‫وذلك تقديرًا‪ ‬لدوره المحوري في عمليات القمع التي‬ ‫مورست مع المحتجين على نتائج االنتخابات الرئاسية‪،‬‬ ‫ويصفه اإلصالحيون بـ " جالد الحي الجامعي"‪.‬‬ ‫‪‎‬محمد رضا نقدي‪ ،‬عراقي ذو أصول إيرانية‪ ،‬نجح‬ ‫في التسلق إلى مواقع خطيرة في جهاز الولي الفقيه‪،‬‬ ‫ونفّذ العديد من المهام‪ ،‬وكان آخرها مراقبة نشاط‬ ‫المرشحين اإلصالحيين في االنتخابات الرئاسية‬ ‫األخيرة؛ مير حسين موسوي ومهدي كروبي‪ ،‬قبل‬ ‫أن يُعيَّن قائدًا لـ "الباسيج" وسط حيرة اإلصالحيين‬ ‫الذين تفاءلوا للوهلة بحصول تغيرات إيجابية في قيادة‬ ‫قوات " الباسيج" عندما تسربت أنباء عن " إقالة "‬ ‫أو " تغيير" قائدها‪ ‬السابق " حسين طائب "‪ ،‬ولكنهم‬ ‫صعقوا ألن الولي الفقيه قام بتبادل مواقع ليس إلاَّ ‪ ،‬فح َّل‬ ‫نقدي محل طائب الذي ذهب إلى موقعه السابق في قيادة‬ ‫جهاز استخبارات الحرس الثوري الذي أصبح يملك‬ ‫صالحيات أكبر‪.‬‬ ‫‪‎‬واعتبراإلصالحيون تولي رضا نقدي مسئولية قيادة‬ ‫قوات الباسيج‪ ،‬دليلاً آخر على أن خامنئي ليس بصدد‬ ‫مراجعة مواقفه وسحب دعمه غير المحدود‪ ‬لمحمود‬ ‫أحمدي نجاد‪ ،‬بل هو مؤشر خطير على ّ‬ ‫أن السلطة‬ ‫ماضية في خطواتها‪ ‬نحو اجتثاث الحركة اإلصالحية‬ ‫بشكل كامل‪ ،‬حيث عهدت للعميد نصف العراقي‬ ‫ونصف اإليراني‪ ‬محمد رضا نقدي‪ ،‬بهذه المسئولية‪،‬‬ ‫ضا كامل الصالحيات لعمل ما يراه‬ ‫وتم منحه تفوي ً‬ ‫مناسبًا‪ ‬لحماية نظام والية الفقيه‪.‬‬ ‫‪‎‬خيبه االصالحيون في تقدي سببها ما ارتكبه من جرائم‬ ‫بشعة بحق الطالب وغيرهم من كبار اإلصالحيين‪،‬‬ ‫حينما کان قائدًا الستخبارات قوات الحرس الثوري‪،‬‬ ‫وفي االحتجاجات األخيرة‪ ،‬فلم يكن مجرد قائدًا و انما‬ ‫متخصص في إنتزاع االعترافات من أنصار الزعيمين‪،‬‬ ‫مير حسين موسوي‪ ،‬ومهدي كروبي ‪.‬‬

‫نقدي الشماع‬ ‫‪‎‬ويُنظر إلى نقدي ـ نجل الشيخ علي أكبر ثماني شمس‬ ‫الملقب بـ "ش ّماع" ألنه كان‪ ‬بائعًا للشموع في شبابه قبل‬ ‫ارتدائه زي رجل دين ـ في إيران‪ ،‬بكثير من الريبة التي‬ ‫‪ 09‬يناير ‪2010‬‬

‫كانت المهمة األولى‬ ‫لنقدي لتحديد والئه أن يقوم‬ ‫باغتيال ابن عمه‬ ‫محمد حسين نقدي‪ ،‬القائم‬ ‫باألعمال اإليراني بعد الثورة‬ ‫في روما بسبب التحاقه‬ ‫بالمعارضة‪ ،‬فلم يتردد‬ ‫نقدي في تنفيذ المهمة بنجاح‬ ‫فاغتال ابن عمه‬ ‫بعدة رصاصات أطلقها أحد‬ ‫معاونيه في رأسه ليصدر قرا ًرا‬ ‫بترقيه نقدي إلى رتبة عميد‬ ‫وصلت إلى حد التشكيك بوالئه‪ ،‬وأنه كان متعاونًا مع‬ ‫استخبارات الجيش العراقي أثناء توليه مسئولية كبيرة‬ ‫في جهاز استخبارات فيلق بدر التابع للمجلس األعلى‬ ‫للثورة اإلسالمية في العراق‪.‬‬

‫‪‎‬فقد طُرد محمد رضا ثماني شمس المعروف بمحمد‬ ‫رضا نقدي‪ ،‬من العراق بعد قيام الثورة‪ ‬اإلسالمية‬ ‫في إيران بعام واحد ضمن قوافل العراقيين المهجرين‬ ‫من ذوي األصول اإليرانية‪ ،‬وأسكنه مكتب شئون‬ ‫المهجرين في وزارة الداخلية‪ ،‬هو وأسرته‪ ،‬في‬ ‫مدينة نقدة الكردية شمال غربي إيران‪ .‬وتطوع محمد‬ ‫رضا في صفوف قوات بدر‪ ‬للمجلس األعلى للثورة‬ ‫اإلسالمية في العراق‪ ،‬رغم ّ‬ ‫أن استخبارات مدینة‬ ‫أُرومية‪ ،‬عاصمة محافظة أذربيجان الغربية‪ّ ،‬‬ ‫حذرت‬ ‫المجلس األعلى من إسناد مه ّمات أمنية واستخبارية‬ ‫إلى نقدي‪ ،‬إثر اعترافات أدلى بها أحد رجال البشمرجة‬ ‫التابع لحزب كردي إيراني معارض ‪ ،‬الذي كان‬ ‫على صلة بالنظام العراقي السابق‪ ،‬والذي كشف عن‬ ‫أسماء بعض المعاودين– أي المهجرين من العراق–‬ ‫المتعاونين مع استخبارات الجيش العراقي‪.‬‬ ‫‪‎‬ونجح‪ ‬نقدي‪ ‬في أن يُتسلّم القيادة في استخبارات‬ ‫المجلس األعلى ليصبح قائدًا الستخبارات المجلس‬ ‫في الجبهة الشمالية‪ ،‬لكنه اعتقل عام واحد سنة‪ ،‬من‬ ‫قِبِل استخبارات الحرس الثوري بعد إخضاعه لمراقبة‬ ‫متواصلة عدة أسابيع‪ .‬و كان سبب وراء االعتقال قيام‬ ‫نقدي يوميًّا بالذهاب إلى مكان خارج مدینة أرومية‬ ‫لتعذيب نفسه‪ ،‬تارة بحرق أصابعه وتارة أخرى بحرق‬ ‫رجليه‪ .‬واعترف نقدي بعد استجوابه بأنّه يمارس‬ ‫‪40‬‬


‫شخصيات‬ ‫بروفايل‬

‫حوار‬

‫جالد‬

‫الحي الجامعي‬

‫رضا نقدي "قائد الباسيج"‬ ‫العدد ‪1540‬‬

‫‪39‬‬


‫‪ 09‬يناير ‪2010‬‬

‫‪36‬‬


‫أفكار‬

‫يكون هدفًا إلدارة أوباما‪ ،‬وهنا يتضح أنه‬ ‫ينبغي على اإلدارة األمريكية أن تكفل‬ ‫التزا ًما سياسيًا بالعراق‪ ،‬وتضع حلولاً‬ ‫للمشكالت‪ ،‬التي قد يواجهها هذا البلد في‬ ‫المستقبل؛ فمن غير المحتمل أن تختفي‬ ‫التحديات الراهنة في لحظة االنسحاب‬ ‫العسكري األمريكي من العراق‪ ،‬بل‬ ‫وربما تزداد هذه التحديات عندما تصبح‬ ‫األمور السياسية واالقتصادية في أيدي‬ ‫السلطات العراقية‪ .‬واألولى بالنسبة إلدارة‬ ‫أوباما أن تستعد لمساعدة العراق في‬ ‫ثالثة مجاالت رئيسية وهي ‪ :‬المجاالت‬ ‫األمنية واالقتصادية واإلستراتيجية‪.‬‬ ‫هناك ثالثة أحداث رئيسية شكلت العالقة‬ ‫بين األمريكيين والعراقيين‪ .‬أولها اتفاقية‬ ‫اإلطار االستراتيجي‪ ،‬التي تهدف إلى تنظيم‬ ‫التعاون الدولي ‪ ،‬وتساعد على تحسين‬ ‫التعليم ‪ ،‬واالقتصاد ‪ ،‬والنظام القضائي‪.‬‬ ‫والثانية هي اتفاقية "وضع القوات" ‪ ،‬التي‬ ‫حددت الجدول الزمني النسحاب الجيش‬ ‫األمريكي من المدن العراقية بحلول ‪30‬‬ ‫يونيو‪/‬حزيران ‪ ،2009‬وااللتزام بمغادرة‬ ‫العراق بحلول ‪ 31‬ديسمبر‪/‬كانون أول‬ ‫عام ‪ .2011‬وكلتا االتفاقيتين تمت‬ ‫الموافقة عليها من قبل البرلمان العراقي‬ ‫في نوفمبر‪ ،2008‬ولكن الجدول الزمني‬ ‫النسحاب القوات األمريكية من العراق‬ ‫قد يتغير بعد االستفتاء الذي سيعقد مع‬ ‫االنتخابات البرلمانية في مارس ‪.2010‬‬ ‫وقد أظهر البنتاجون ووزارة الخارجية‬ ‫األمريكية‪ ،‬في ظل إدارة أوباما‪ ،‬التزا ًما‬ ‫باحترام هذه الخطوات المهمة‪ .‬وعزز‬ ‫أوباما وجهة النظر هذه خالل خطابه‬ ‫المهم عن العراق في والية كارولينا‬ ‫الشمالية في فبراير‪/‬شباط ‪ ،2009‬و كان‬ ‫الخطاب بعنوان اإلنهاء المسئول للحرب‬ ‫في العراق‪ .‬وهذا الخطاب يمثل التطور‬ ‫الثالث المهم الذي يؤثر على العالقات‬ ‫العراقية األمريكية‪ .‬وكان أوباما واضحًا‬ ‫في خطابه عندما تحدث عن الوضع‬ ‫األمني قائلاً ‪" :‬العراق ليس آمنًا بعد‪...‬‬ ‫سيستمر العنف كونه جز ًءا من الحياة في‬ ‫العراق"‪ .‬وكان أوباما على حق في ذلك ‪.‬‬ ‫ولكن السؤال الذي فرض نفسه هو‪ :‬كيف‬ ‫يمكن الحد من هذا التوقع إلى أدنى مستوى‬ ‫دون المساس باألهداف التي تحققت بالفعل؟‬ ‫سوف تتحدد اإلجابة من خالل نتائج‬ ‫االنتخابات التي ستحدد االستقرار السياسي‬ ‫في البالد‪ .‬وسوف يتأثر الجواب أيضًا‬ ‫بالجدول الزمني لرحيل القوات العسكرية‬ ‫األمريكية‪ ،‬والذي يمكن أن يتأجل إلى ما‬ ‫العدد ‪1540‬‬

‫بعد االنتخابات‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬يجب أن‬ ‫تركز إدارة أوباما على إعداد قوات أمن‬ ‫وقوات مسلحة عراقية يمكن الوثوق بها‪،‬‬ ‫أثناء قيامها بسحب القوات األمريكية‪.‬‬ ‫وعالوة على ذلك‪ ،‬بينما تركز اإلدارة‬ ‫األمريكية معظم جهودها على جبهة‬ ‫باكستان وأفغانستان‪ ،‬يجب أن يركز‬ ‫أوباما أيضًا على العراق ويجب أال‬ ‫ينظر إلى تحسين البيئة االقتصادية‬

‫بمساعدة االستثمارات األجنبية المباشرة‪.‬‬ ‫و يجب أن يتم تشجيع العراق أيضًا‬ ‫على تقليل اعتماده على عائدات النفط‪،‬‬ ‫التي تشكل أكثر من ‪ ٪ 60‬من الناتج‬ ‫المحلي اإلجمالي للعراق و‪ ٪ 19‬من‬ ‫عائدات الميزانية‪ .‬فأحد أهم الدروس‬ ‫من األزمة المالية العالمية الحالية هو‬ ‫ضرورة زيادة إنتاج النفط وتنويع‬ ‫االقتصاد‪ .‬ووفقًا لصندوق النقد الدولي‪،‬‬ ‫فإن االقتصاد العراقي سيستمر في‬ ‫الزيادة على مدى السنوات الخمس المقبلة‬ ‫ليحقق معدل نمو يزيد على ‪ 7٪‬سنويًا‪.‬‬ ‫وبعبارة أخرى‪ ،‬فإنه مع تحسن األوضاع‬ ‫األمنية والتوزيع العادل للموارد الطبيعية‬ ‫وإدارة األعمال بشكل جيد‪ ،‬سيحصل‬ ‫العراق على الكثير من االستثمارات‬ ‫التي يحتاج إليها‪ .‬ولكن حتى ذلك‬ ‫سيتوقف على مدى رغبة إدارة أوباما‬ ‫في الحفاظ على التزامها بهذه األهداف‪.‬‬

‫على الرغم من أن‬ ‫الرئيس أوباما لم يختر‬ ‫هذه الحرب‪ ،‬ولم توافق‬ ‫الدول األوروبية على‬ ‫التدخل في هذا البلد‪ ،‬فإن‬ ‫انهيار العراق سيكون‬ ‫كارثة على المنطقة‬ ‫أيضا‬ ‫وعلى أوروبا‬ ‫ً‬

‫إن نجاح العملية االنتخابية في مارس‪/‬‬ ‫آزار ‪ ،2010‬واالنتهاء من سحب‬ ‫القوات األمريكية قد يساعد على‬ ‫تغيير النظرة الدولية إلى العراق‬ ‫ليصبح بمثابة أحد األسواق الناشئة‪.‬‬

‫العراقية على أنها ذات أهمية ثانوية‪ .‬فقد‬ ‫اكتسبت الحكومة العراقية الحالية سمعة‬ ‫أنها تعزز مجال األعمال واالستثمار‪،‬‬ ‫ووضعت خطوطًا عريضة إلستراتيجية‬ ‫توسيع نطاق القطاع الخاص بالبالد‬ ‫وتعمل علي جذب المستثمرين الدوليين‪.‬‬ ‫وازداد االستثمار األجنبي أكثر من‬ ‫‪ ٪ 200‬خالل العام الماضي‪ .‬وهذه‬ ‫االستثمارات تتركز بشكل رئيسي‬ ‫في صفقات النفط والغاز والعقارات‬ ‫ومشروعات االستثمار المختلط التي‬ ‫أدت أيضًا إلى تعزيز الثقة مع الشركات‬ ‫العالمية التي ترى العراق‪ ،‬كموقع‬ ‫استثماري‪ ،‬قابلاً للحياة والنمو والتطوير‪.‬‬

‫وينبغي أن تحاول الواليات المتحدة‬ ‫االستعانة باآلخرين في القيام بما ال‬ ‫تستطيع القيام به بمفردها‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫الدول المجاورة وحلفاؤها األوروبيون‬ ‫واألمم المتحدة‪ .‬وعلى الرغم من أن‬ ‫الرئيس أوباما لم يختر هذه الحرب‪،‬‬ ‫ولم توافق الدول األوروبية على التدخل‬ ‫في هذا البلد‪ ،‬فإن انهيار العراق سيكون‬ ‫كارثة على المنطقة وعلى أوروبا أيضًا‪.‬‬ ‫ومن ثم فإن خطة سحب القوات األمريكية‬ ‫من شأنه أن يسهم في نجاح إستراتيجية‬ ‫دبلوماسية أكبر‪ ،‬تدفع دول الشرق األوسط‬ ‫والحكومات األوروبية واألمم المتحدة‬ ‫إلى اتخاذ دور بناء وسباق في العمل‬ ‫على إنقاذ االستقرار في الخليج العربي‪.‬‬

‫وكما قال برهام صالح‪ ،‬نائب رئيس‬ ‫الوزراء‪ ،‬في مؤتمر االستثمار بالعراق‬ ‫الذي عقد في لندن في أبريل ‪/‬نيسان عام‬ ‫‪" ،2009‬إن توفير الوظائف والخدمات‬ ‫بمثابة أفضل إستراتيجية لمكافحة التمرد‬ ‫وإعادة بناء االقتصاد"‪ .‬وفي أيامنا هذه‪،‬‬ ‫يوفر القطاع العام بالعراق ‪ ،43%‬من‬ ‫الوظائف في البالد ونحو ‪ ،٪ 60‬من العمل‬ ‫بنظام الدوام الكامل‪ ،‬وهذه األرقام ينبغي أن‬ ‫تحفز الحكومة على االستمرار في توسيع‬ ‫القطاع الخاص بالبالد‪ ،‬وذلك بالتأكيد‬

‫ينبغي أن يكون تصميم إستراتيجية‬ ‫سياسية شاملة تحدد توزيع الموارد داخل‬ ‫العراق أولى أولويات اإلدارة األمريكية‬ ‫وحلفائها‪ ،‬وكذلك يجب أن تشمل هذه‬ ‫األولويات تحسين مسألة تعيين السنة في‬ ‫الجيش وقوات األمن العراقية‪ ،‬وتحقيق‬ ‫االستقرار في البالد سياسيًا واقتصاديًا‪.‬‬ ‫وهذا المسار محفوف بالمخاطر‪ ،‬لكنه‬ ‫ال يزال أفضل من النهج قصير المدى‪،‬‬ ‫البعيد عن أي رؤية سياسية أشمل للعراق‬ ‫والشرق األوسط‪.‬‬ ‫‪37‬‬


‫أفكار‬

‫العراق ليس آمنًا بعد‪..‬‬

‫‪ 400‬قتيل فى بغداد خالل االربعة شهور الماضية نتيجة‬ ‫هجمات ارهابية‬

‫قد يفسر البعض اختفاء العراق من جدول أعمال اإلدارة األمريكية وخطبها الرئاسية على أنه ناتج عن انشغالها بما يحدث في باكستان‬ ‫وأفغانستان‪ .‬ولكن إنهاء المهمة في العراق بصورة تتسم بالتماسك والقوة والطموح يجب أن يكون هدفًا إلدارة أوباما‪ .‬فالخطة الزمنية‬ ‫النسحاب أمريكا من العراق تقضي بأن يتم ذلك في شهر أغسطس‪/‬آب عام ‪ ،2010‬وهنا يتضح أنه ينبغي على اإلدارة األمريكية أن تكفل‬ ‫التزا ًما سياسيًا بالعراق‪ ،‬وتضع حلولاً للمشكالت التي قد يواجهها هذا البلد في المستقبل‪.‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫مثل هذه الالفتة التحذيرية مازالت في اماكن كثيرة بالعراق‬

‫خالل األشهر األربعة الماضية‪ ،‬لقي ما‬ ‫يقرب من ‪ 400‬شخص مصرعهم في‬ ‫بغداد نتيجة التفجيرات اإلرهابية‪ .‬ولم‬ ‫تكن الهجمات الثالثة الكبرى متشابهة‬ ‫من الناحية المنهجية فحسب‪ ،‬ولكنها‬ ‫ركزت جميعًا على أهداف سياسية‪،‬‬ ‫ال سيما المؤسسات الحكومية التي‬ ‫تخضع للقيادة العراقية‪ .‬وتلك الهجمات‬ ‫‪ 09‬يناير ‪2010‬‬

‫تذكرنا بأن بناء الدولة العراقية ال‬ ‫يزال يجري العمل فيه بالنسبة للمجتمع‬ ‫الدولي والسلطات العراقية‪ .‬كما تسلط‬ ‫الضوء على ضرورة توجيه المزيد من‬ ‫االهتمام لهذا البلد من قبل إدارة أوباما‪.‬‬ ‫وكما كتب جون الترمان سابقًا في"‬ ‫المجلة"‪ ،‬فإن الحرب في العراق قد‬

‫اختفت من الصحف والتليفزيونات‬ ‫األمريكية العام الماضي‪ .‬واختفت العراق‬ ‫اآلن أيضًا من جدول أعمال اإلدارة‬ ‫األمريكية وخطبها الرئاسية‪ .‬وقد يفسر‬ ‫هذا االختفاء على أنه ناتج عن انشغال‬ ‫أمريكا بما يحدث في باكستان وأفغانستان‪.‬‬ ‫ولكن إنهاء المهمة في العراق بصورة‬ ‫تتسم بالتماسك والقوة والطموح يجب أن‬ ‫‪36‬‬


‫العراق‬

‫ليس آم ًنا بعد‪..‬‬ ‫بقلم‬ ‫برناردو بيريس دي ليما‬

‫العدد ‪1540‬‬

‫‪35‬‬


‫أفكار‬

‫‪ 09‬يناير ‪2010‬‬

‫‪34‬‬


‫أكثر من رأي‬

‫الخليج الساكن يتحرك‬

‫مستقبل الشباب وتشغيله أهم التحديات حتى ال يصبح تفجيريًا تكفيريًا أو منحرفًا‬

‫وجه الحقيقي للطاقات الشابة‪ ،‬وإشراكهم في التنمية الشاملة بشكل إيجابي سواء من خالل فتح قنوات الحوار‬ ‫في ظل غياب ال ُم ِّ‬ ‫معهم‪ ،‬ستتقاذفهم أمواج األفكار ولن ترسو مراكبهم على شاطئ مستقبل علمي واقتصادي متقدم للدول الخليجية الغنية والمتمكنة‬ ‫والمستقرة سياسيًّا وأمنيًّا‪.‬‬ ‫يعيش الخليج هذه األيام فترة ذهبية بفضل‬ ‫الطفرة النفطية‪ ،‬والموجهة لالستفادة منها‬ ‫في مجاالت التنمية البشرية واالقتصادية‬ ‫وتحقيق نهضة شاملة سوف تشهدها دول‬ ‫الخليج لو استمر األمن الذي هو حاضن‬ ‫للتنمية وباعث للسكينة‪ ،‬ليحيط بذلك النمو‬ ‫المتوازن الذي يتحرك بتناغم بديع من‬ ‫"رأس الحد" العمانية إلى "مقنا" السعودية‪.‬‬ ‫لكن هناك ما يؤثر ويتأثر بهذه التنمية‬ ‫إيجابيًّا أو سلبيًّا‪ ،‬وهنا يأتي دور الحكومات‪،‬‬ ‫باالهتمام بالشباب ألنهم ساعد الدولة‬ ‫في بناء المستقبل‪ .‬فجزء كبير من سكان‬ ‫الخليج هم من الشباب‪ ،‬وترى إحصاءات‬ ‫أنهم أكثر من النصف‪ ،‬وهم الذين‬ ‫عايشوا التنمية منذ انطالقتها‪ ،‬واشتد‬ ‫عودهم وقد أصبحت دولهم محط أنظار‬ ‫العالم‪ ،‬فهي مصدر الطاقة األغلى‪ ،‬وهي‬ ‫المتحكم في أرقام سوق البترول العالمية‪.‬‬ ‫غير أن هؤالء يواجهون في هذه المنطقة‬ ‫تحديات كبيرة‪ ،‬ربما ال تختلف كثيرًا عن‬ ‫التحديات التي تواجه نظراءهم في المغرب‬ ‫أو الشمال‪ ،‬ولكن عدة عوامل تجعل المشكلة‬ ‫التي تواجه الشاب الخليجي أكثر تعقيدًا من‬ ‫تلك التي تواجه غيره‪ .‬في الوقت الذي تتزايد‬ ‫فيه أعداد العمالة من كل األعراق واأللوان‬ ‫واألجناس التي تعمل بيدها أو بعقلها في‬ ‫القطاع الخاص أو الحكومي‪ ،‬حيث نجد أن‬ ‫هناك أعدادًا‪ ‬تتزايد من أبناء الخليج عاطلين‬ ‫عن العمل‪ ،‬منهم المؤهل علميًّا‪ ،‬ومنهم‬ ‫المؤهل جسديًّا للبذل والعطاء‪ ،‬واألسباب‬ ‫أغلبها اجتماعية تتركز في أن المواطن‬ ‫يعمل مديرًا فقط ويرفض العمل إذا خالطه‬ ‫عناء‪.‬‬ ‫وهذه الذهنية أضاعت فرصًا ذهبية من بين‬ ‫يدي شباب الخليج وجعلتهم محصورين في‬ ‫زاوية البطالة من دون أي إبداع أو إنجاز‬ ‫يُحسب ألوطانهم‪ .‬وفي المقابل؛ هناك من‬ ‫استوعب التحدي وخصوصًا في السعودية‪،‬‬ ‫العدد ‪1540‬‬

‫أحمد محمد الطويــان‬ ‫وبادر إلى العمل بج ٍّد حتى في أقل الوظائف‬ ‫التي كان يُنظر لها بدونية في الماضي‪.‬‬ ‫الشباب في الستينيات والسبعينيات في‬ ‫الخليج كانوا متأثرين بالحركات القومية‬ ‫أو الشيوعية باختالفها وتنوعها‪ ،‬وكانوا‬ ‫متحركين بعواطفهم تجاه أحداث جرت في‬ ‫ذلك الزمان‪ .‬وكان هناك من يقود فكرهم‬ ‫ويداعب مشاعرهم ‪ .‬ومع تالشي تلك‬ ‫الحركات واألحزاب وتناقص تأثيرها‪،‬‬ ‫وبالتحديد في أواخر السبعينيات‪ ،‬بدأت‬ ‫التيارات الحركية اإلسالمية تتحرك لتكون‬ ‫فكرة سائدة في المجتمعات وخصوصًا‬ ‫في السعودية وقطر والكويت‪ ،‬وانجرفت‬

‫الخليج تحول بسرعة إلى‬ ‫مركز‪ ،‬وهذا التحول المفاجئ‬ ‫وضع تحديات أمام أهل الخليج‪.‬‬ ‫أهمها مشكالت الشباب بتشغيله‬ ‫وإشغاله بالمستقبل‪ ،‬حتى ال‬ ‫يصبح تفجيريًّا تكفيريًّا أو‬ ‫منحرفًا في دروب المخدرات‪.‬‬ ‫والتحدي اآلخر هو؛ الهوية‬ ‫التي أصبحت مسألة وجود عند‬ ‫بعض المجتمعات الخليجية‪ ،‬كما‬ ‫أن تحدي األمن الوطني أصبح‬ ‫سا يؤرق الخليجيين بعد أن‬ ‫هاج ً‬ ‫مر الخليج بعواصف عسكرية‬ ‫وأمنية اجتازها بسالم‬ ‫العقول والقلوب مع فكرة لقيت فرا ًغا‬ ‫يستوعبها بعد تالشي المؤثرات السابقة‪.‬‬ ‫هذه الطفرة الدينية غير المقننة ولَّدت تطرفًا‬ ‫مقيتًا‪ ،‬صرف الشباب عن قضيته الوطنية‬ ‫إلى قضايا تستنزف المال والطاقات من‬

‫دون جدوى‪..‬‬ ‫وفي ظل غياب الموجه الحقيقي للطاقات‬ ‫الشابة‪ ،‬وإشراكهم في التنمية الشاملة بشكل‬ ‫إيجابي سواء بفتح قنوات الحوار معهم‪ ،‬أو‬ ‫باستيعاب طموحاتهم لتكوّن طموحًا جمعيًّا‬ ‫للدولة أو المجتمع‪ ،‬سيستمر التأثير المشتت‬ ‫النتمائهم الوطني‪ ،‬وستتقاذفهم أمواج األفكار‬ ‫ولن ترسو مراكبهم على شاطئ مستقبل‬ ‫علمي واقتصادي متقدم‪ ،‬للدول الخليجية‬ ‫الغنية والمتمكنة والمستقرة سياسيًّا وأمنيًّا‪.‬‬ ‫ففي فترة من الفترات كانت بيروت‬ ‫والقاهرة ودمشق مراكز‪ ،‬وكان الخليج في‬ ‫الطرف‪ ،‬وكان‪ ‬يتشكل الهم العربي في عقل‬ ‫المتضررين هناك ويندمج مع هذا الهم أهله‪،‬‬ ‫ولم يكن الخليجيون يشغلون بالهم كثيرًا‬ ‫بالتفكير في المستقبل بالصيغة األممية‪،‬‬ ‫ألن هناك من يقود االهتمامات ويدافع عن‬ ‫القضايا ويقتصر دور الخليج على التأييد‪.‬‬ ‫أما اليوم؛ فالخليج تحول بسرعة إلى مركز‪،‬‬ ‫وهذا التحول المفاجئ وضع تحديات أمام‬ ‫أهل الخليج‪ .‬أهمها مشكالت الشباب بتشغيله‬ ‫وإشغاله بالمستقبل‪ ،‬حتى ال يصبح تفجيريًّا‬ ‫تكفيريًّا أو منحرفًا في دروب المخدرات‪.‬‬ ‫والتحدي اآلخر هو؛ الهوية التي أصبحت‬ ‫مسألة وجود عند بعض المجتمعات‬ ‫الخليجية‪ ،‬كما أن تحدي األمن الوطني أصبح‬ ‫هاجسًا يؤرق الخليجيين بعد أن مر الخليج‬ ‫بعواصف عسكرية وأمنية اجتازها بسالم‪.‬‬ ‫الخليج الساكن يضج بالحركة‪ ،‬يستفيد‬ ‫الخليج من الماضي‪ ،‬ليضيء مستقبله‪،‬‬ ‫وسيكون الخليج خلاّ قًا أكثر ورائدًا أكثر لو‬ ‫منح أبناءه الثقة وخاطبهم بلغتهم‪ ،‬وم َّكنهم‬ ‫من زراعة حقل التنمية بسواعدهم‪ ،‬ولكن‬ ‫في المقابل يجب أن يؤهلهم ويبعدهم عن‬ ‫قصيهم عن دورهم الحقيقي‪.‬‬ ‫مؤثرات تُ ِ‬ ‫كاتب متخصص في الشئون القانونية‬


‫أكثر من رأي‬

‫النصف المعطل‬

‫العادات والتقاليد جدار حاجز للتغير في مجتمعنا السعودي‬

‫العادات والتقاليد المتوارثة جعلت أكثر من نصف المجتمع السعودي معطلاً ‪ ،‬فالمرأة في مجتمعنا تقتصر مشاركتها على مجاالت محدودة‬ ‫فقط‪ ،‬ولو طالبت بالتغيير وفتح قنوات جديدة إلثبات ذاتها هوجمت ألنها خرجت عن المتوارث واتُهمت بأنها تريد إفساد مجتمعها‬ ‫الشك أن جيل اليوم من الشبان السعوديين‬ ‫يختلفون عمن سبقهم من أجيال القرن‬ ‫الماضي‪ ،‬ففي الوقت الذي كانت تعيش‬ ‫فيه أجيال الثمانينيات ومن سبقهم في شبه‬ ‫انغالق وتقوقع على الذات‪ ،‬يعيش السعوديون‬ ‫اليوم عصر انفتاح فكرى وثقافي كبير‪،‬‬ ‫أسهم في وجوده تطور وسائل االتصال‬ ‫الحديثة‪ ،‬التي أتاحت للشبان السعوديين‬ ‫من كل طبقات المجتمع التواصل بشكل‬ ‫كبير مع اآلخر من مختلف شعوب العالم‪.‬‬ ‫وفي الوقت الذي كان مطلب التغيير ينحصر‬ ‫في الماضي على فئات وطبقات اجتماعية‬ ‫في المجتمع السعودي دون األخرى‪ ،‬أصبح‬ ‫مطلب التغيير اآلن العلم يطالب به أجيال‬ ‫اليوم بوجه العموم‪ ،‬ولكن تظل مطالب التغيير‬ ‫تتصادم مع التعددية الفكرية والتركيبية‬ ‫االجتماعية لهذا المجتمع المتعدد األطياف‪.‬‬ ‫ولن يستغرب المراقب للشأن السعودي‬ ‫تفاوت تلك المطالب بين أفراد الجيل الواحد‬ ‫بل وأفراد األسرة الواحدة‪ ،‬كما أنه لن‬ ‫يستغرب اصطدام تلك المطالب بواقع الحياة‬ ‫اليومية في كل مدينة سعودية‪ ،‬خاصة أن‬ ‫التنوع في التركيبة السكانية أوجد فجوات‬ ‫فكرية بين أبناء الجيل الجديد‪ ،‬فما هو‬ ‫معتاد في غرب السعودية يصبح غريبًا في‬ ‫وسطها والعكس صحيح‪ ،‬إذن يلعب اإلرث‬ ‫االجتماعي من عادات وتقاليد متوارثة‬ ‫الدور الرئيس والمتحكم في نسب التغيير‬ ‫الفكري والنمط المعيشي في السعودية‪.‬‬ ‫ولعل هذا اإلرث شكل العائق األكبر أمام‬ ‫الشبان السعوديين المطالبين باالنفتاح‬ ‫والتقدم‪ ،‬خاصة أن االنعزالية داخل أفراد‬ ‫المجتمع الواحد ال تزال متواجدة على رغم‬ ‫من انفتاح أفراد مجتمعنا على المجتمعات‬ ‫األخرى عبر اإلنترنت أو القنوات الفضائية‪.‬‬ ‫وبين االنغالق واالنفتاح أصبح كل شيء‬ ‫متاحًا‪ ،‬فما يصعب ممارسته في العلن يباح‬ ‫ممارسته في الخفاء مما شكل ازدواجية كبيرة‬ ‫لدى كثيرين لعل غالبيتهم من جيل الشبان الذين‬ ‫أرغموا على تقمص شخصيتين في آن واحد‪.‬‬ ‫ويخطئ من يقول إن التغيير مرفوض وليس‬ ‫له أساس ألنه متواجد ويتعايش معه غالبية‬ ‫‪ 09‬يناير ‪2010‬‬

‫منى المنجومي‬ ‫شبان اليوم‪ ،‬ولكن يصعب عليهم إظهار هذا‬ ‫التغير بشكل علني دفعة واحدة خصوصًا أنهم‬ ‫واثقون من أن تلك التغييرات وإن كانت حميدة‬ ‫ستصطدم بجدار العادات والتقاليد المتوارثة‬ ‫التي أصبحت مع مرور الزمن شماعة يعلق‬ ‫عليها السعوديون أسباب رفضهم دون الدخول‬ ‫في جدل فعلي عن أسباب رفضهم للتغيير‪.‬‬ ‫كما أنه يصعب على أي شخص تحديد‬ ‫ما هي مطالب التغيير وماذا يريد الجيل‬ ‫الجديد من الشبان السيما أنهم منقسمون‬

‫يخطئ من يقول إن‬ ‫التغيير مرفوض وليس‬ ‫له أساس ألنه متواجد‬ ‫ويتعايش معه غالبية‬ ‫شبان اليوم‪ ،‬ولكن‬ ‫يصعب عليهم إظهار‬ ‫هذا التغير بشكل علني‬ ‫دفعة واحدة‬ ‫فيما بينهم بحسب توجهاتهم الفكرية‪.‬‬ ‫فمنهم من يطالب بمنح حريات غير محدودة‬ ‫ألفراد المجتمع السعودي بما يتناسب مع‬ ‫متطلبات العصر وبما يتوافق مع حياة‬ ‫أقرانهم في دول العالم كافة‪ ،‬وتتعالى‬ ‫أصواتهم وتصرخ نريد أن نعيش كما نشاء‪،‬‬ ‫وفي المقابل تجد فئة منهم أخرى رافضة‬ ‫لهذا الفكر وهم أيضًا من الشبان السعوديين‬ ‫ويطالبون بالعودة إلرث العادات والتقاليد‬ ‫الرافضة لمنح هؤالء الحرية بل يرون أن‬ ‫جز ًءا من جسد مجتمعهم تمرد والبد من إعادته‬ ‫لصوابه حتى لو تطلب األمر بتر هذا الجزء‪.‬‬

‫فعلى سبيل المثال عندما ارتفعت أصوات‬ ‫تطالب بتغيير مناهج التعليم السعودية‬ ‫وإضافة مادة اللغة اإلنجليزية لمرحلة‬ ‫االبتدائية عارض الفكرة كثيرون ووقفوا‬ ‫لها بالمرصاد معللين ذلك بأنها تعارض‬ ‫عاداتهم وتقاليدهم بل وإن تطبيقها على‬ ‫مبال بلغته العربية‬ ‫الواقع سينتج جيلاً غير‬ ‫ٍ‬ ‫ونسوا أن غياب مثل هذه الخطوة أثر في‬ ‫أجيال شبان سعوديين وجعلهم يرفعون نسب‬ ‫البطالة في مجتمعاهم عا ًما بعد اآلخر السيما‬ ‫أن أيجاد هذه اللغة اإلنجليزية ضرورة ملحة‬ ‫في عصرنا باعتبار أنها لغة العالم كافة‪.‬‬ ‫وليست فكرة تغيير المناهج وتعديلها التي‬ ‫طالب بها يعطى الشباب السعودي التي تم‬ ‫رفضها من بعض أفراد جيلهم‪ ،‬إذا أن فكرة‬ ‫تغير نوعية مجال العمل واختبار مجال‬ ‫جديد حصر لسنوات على غير السعوديين‬ ‫ألنها فكرة تتعارض بشدة نع تقاليد‬ ‫مجتمعنا‪ ،‬وأصبح خيار البقاء في المنزل‬ ‫لشاب دون عمل أفضل من عمله في مجال‬ ‫الميكانيكا أو المهن الصناعية‪ ،‬ألن عمله‬ ‫في مجال كهذا يجعل منه شخصًا منبو ًذا في‬ ‫مجتمعه ويعود السبب ألنه خالف عادات‬ ‫وتقاليد مجتمعه وطالب بتغيير شيء منها‪.‬‬ ‫مطالب التغيير والمعارضة ال تتوقف على هذا‪،‬‬ ‫إذ إن العادات والتقاليد المتوارثة جعلت أكثر‬ ‫من نصف المجتمع السعودي معطلاً ‪ ،‬فالمرأة‬ ‫في مجتمعنا تقتصر مشاركتها على مجاالت‬ ‫محدودة فقط‪ ،‬ولو طالبت بالتغيير وفتح قنوات‬ ‫جديدة إلثبات ذاتها هوجمت ألنها خرجت عن‬ ‫المتوارث واتُهمت بأنها تريد إفساد مجتمعها‪.‬‬ ‫ولألسف الشديد أن هؤالء الرافضين للتغيير‬ ‫في مجتمعهم نسوا أن سعوديي اليوم ليسوا‬ ‫بسعوديي الثمانينيات والبد لهم أن يدركوا أن‬ ‫التغيير هو سمة الحياة ومن المنطق قبول هذا‬ ‫التغيير وتأييده حتى يؤدي الهدف اإليجابي‬ ‫منه بعيدًا عن الهجوم بين الحين واآلخر‬ ‫وتعليق تخوفنا من هذا التغيير على شماعة‬ ‫العادات والتقاليد‪.‬‬

‫رئيس قسم التحقيقات بصحيفة الحياة ‪-‬‬ ‫مكتب جدة‬ ‫‪32‬‬


‫أكثر من رأي‬

‫أحالم شباب الخليج‬

‫حتي ال يصبح اإلرهاب نهاية الطريق‬

‫سيظل الشاب الخليجي الهثًا وراء "الوظيفة الميري" عازفًا عن القطاع الخاص‪ ،‬الذي ال شك هو المجال األرحب لإلبداع‬ ‫واإلنجاز‪ .‬إن الفرق الشاسع بين القطاعين في الرواتب والمميزات والعطل يعني أن الدولة تخلت عن شبابها المبدع‪.‬‬ ‫تقول منظمة العمل العربية إن العالم العربي‬ ‫بحاجة إلى توفير مائة مليون فرصة عمل‬ ‫بحلول العام ‪ .2020‬وإن عدد الشباب العربي‬ ‫ممن يحتاجون إلى فرص عمل سنويًا‪،‬‬ ‫يقدر بنحو ‪ 30‬مليونًا و‪ 400‬ألف شاب‪.‬‬ ‫نظرة سريعة إلى الواقع العربي الراهن‬ ‫تشير‪ ،‬طبعًا‪ ،‬إلى أنه من الصعب جدًا إن‬ ‫لم يكن مستحيلاً توفير مثل هذا العدد الهائل‬ ‫من فرص العمل الكريمة للشباب‪ .‬ما يعني‬ ‫أن عدد العاطلين عن العمل سيزداد‪ ،‬األمر‬ ‫الذي سيكون مكلفًا اقتصاديًا واجتماعيًا‪،‬‬ ‫وسياسيًا على األرجح بشكل أكبر من قدرة‬ ‫الدول العربية علي تحمله‪ .‬لكن الشباب‬ ‫في منطقة الخليج سيكونون على األرجح‬ ‫أكثر حظًا‪ ، .‬رغم األزمة االقتصادية‬ ‫العالمية‪ .‬وليس من المتوقع أن تتراجع‬ ‫أسعار النفط خالل العشر سنوات المقبلة‬ ‫بشكل يهدد الميزانيات الحكومية‪ .‬ربما‬ ‫يحصل ذلك إذا صارت طواحين الهواء‬ ‫هي المصدر الرئيسي للطاقة‪ ،‬كما تروج‬ ‫شركات دنماركية‪ ،‬كارهة للنفط العربي ‪..‬‬ ‫على أية حال‪ ،‬بينما يبقى الشاب المصري‪،‬‬ ‫مثلاً ‪ ،‬ساه ًرا ليله يفكر فيما بعد التخرج في كلية‬ ‫الزراعة‪ ،‬وتؤرق السوري معضلة البحث عن‬ ‫عمل خالل السنوات القليلة المقبلة‪ ،‬ينام الشاب‬ ‫الخليجي ملء عينيه‪ .‬ال تؤرقه سوى الرسائل‬ ‫القصيرة خفيفة الظل في غرف المحادثة‬ ‫على اإلنترنت‪ .‬أو حتى تلك التي يرسلها إلى‬ ‫محطات األغاني محييًا فريقه المفضل أو‬ ‫صديقًا ال يبعد عن منزله سوي بضعة أمتار‪.‬‬ ‫فالشاب الخليجي‪ ،‬واللـه أعلم طبعا‪ ،‬يدرك‬ ‫أن على الدولة توفير عمل له‪ .‬حتى لو كان‬ ‫ذلك العمل على شاكلة البطالة المقنعة التي‬ ‫تنتشر في دول الخليج اليوم‪ .‬حيث يؤدي‬ ‫ثالثة شباب كلهم من خريجي صاالت‬ ‫الرياضة ورفع األثقال عمل موظف‬ ‫واحد على كاونتر الجوازات في منفذ‬ ‫حدودي أو ختم الفواتير المسددة في دائرة‬ ‫العدد ‪1540‬‬

‫محمد المزعل‬ ‫كهرباء‪.‬ليس ذلك خطأ بالضرورة‪ .‬فمن‬ ‫حق الشاب أن يسعى وراء عمل غير‬ ‫مجز من‬ ‫متعب‪ .‬ومن حقه أن يحلم براتب‬ ‫ٍ‬ ‫عمل ال يكلفه يوميًا سوى بضع ساعات‬ ‫من الجهد غير المضني في واقع الحال‪.‬‬ ‫وإضافة إلى ذلك‪ ،‬يتمتع بإجازات دورية‬ ‫وعطل رسمية وأعياد دينية يصل مجموع‬ ‫أيامها أكثر من ستة أشهر في العام‪.‬‬

‫على الدولة الخليجية أن‬ ‫تساوي بين القطاعين‪ .‬ال‬ ‫يمكن للشاب الخليجي أن‬ ‫يفكر جديًا في القطاع الخاص‬ ‫ما دام الوضع الحالي يؤكد‬ ‫أن موظف القطاع الحكومي‬ ‫هو "ابن الست" فيما عامل‬ ‫القطاع الخاص هو‬ ‫"ابن الجارية"‬ ‫تجن واضح (وسافر‬ ‫ربما يقول البعض إن هذا ٍ‬ ‫طبعًا) على الشباب الخليجي‪ .‬وهو كذلك فعلاً ‪.‬‬ ‫فمن شبابنا من هم قادة حقيقيون لمجتمعاتهم‪.‬‬ ‫ومبدعون في تخصصاتهم‪ .‬ويفتخر بهم‬ ‫العرب‪ .‬لكن هؤالء لن تجدهم تحت جناح‬ ‫دولة الرعاية والرفاه‪ .‬بل هم شباب اعتمدوا‬ ‫على أنفسهم‪ .‬وتعبوا على حالهم يدفعون من‬ ‫حر مالهم (وربما حر مال األهل) للتخرج‬ ‫في جامعات مرموقة في الخارج‪ .‬ومن ثم‬ ‫يتجهون إلى القطاع الخاص الذي يبقى المجال‬ ‫األرحب لإلبداع والتطوير في منطقة الخليج‪.‬‬ ‫لكن شريحة الشباب التي يستولي عليها‬

‫القطاع الحكومي تبقى هي الفئة المظلومة‬ ‫ربما البعض منها ظلم نفسه‪ ،‬فكم من الشباب‬ ‫نعرف ممن ترك الدراسة لينخرط في الجيش‬ ‫أو الشرطة‪ .‬كان ذلك مخرجًا سهلاً لمن ال‬ ‫يريد إكمال تعليمه‪ .‬طبعًا الجيش والشرطة‬ ‫عمل وطني بامتياز‪ .‬وقطاع ال يمكن التقليل‬ ‫من قدر أولئك الذين اختاروه قد ًرا‪ .‬ولكن‬ ‫البعض وربما الكثير يستسهل تلك الوظيفة‪.‬‬ ‫ربما يحتاج بعض الوساطة هنا‪ ،‬لكنه بالتأكيد‬ ‫ال يحتاج إلى المؤهالت العالية التي يتطلبها‬ ‫العمل في قطاع النفط مثلاً أو االتصاالت‪.‬‬ ‫عود على بدء إذن‪ .‬الدولة تبقى أبدًا هي المشكلة‬ ‫هنا‪ .‬وذلك ليس تجنيًا‪ .‬بل دعوة تكررت كثي ًرا‪،‬‬ ‫في الواقع أكثر من الالزم‪ ،‬من قبل الصحافة‬ ‫واألكاديميين والخبراء الدوليين‪ .‬على الدولة‬ ‫الخليجية أن تساوي بين القطاعين‪ .‬ال يمكن‬ ‫للشاب الخليجي أن يفكر جديًا في القطاع‬ ‫الخاص ما دام الوضع الحالي يؤكد أن‬ ‫موظف القطاع الحكومي هو "ابن الست"‬ ‫فيما عامل القطاع الخاص هو "ابن الجارية"‪.‬‬ ‫سيظل الشاب الخليجي الهثًا وراء "الوظيفة‬ ‫الميري" عازفًا عن القطاع الخاص الذي ال‬ ‫شك هو المجال األرحب لإلبداع واإلنجاز‪.‬‬ ‫إن الفرق الشاسع بين القطاعين في الرواتب‬ ‫والمميزات والعطل يعني أن الدولة تخلت عن‬ ‫شبابها المبدع‪ .‬عن الشباب الذي يتوق لعمل‬ ‫شيء مختلف‪ .‬شيء تفتخر به بالده‪ .‬لكن "دولة‬ ‫الرفاه" التي اعتنت بكل شيء في الخليج ال‬ ‫تزال تفشل رغم كل التحذيرات في العناية‬ ‫بشبابها المجتهد‪ .‬حتى في الرياضة‪ ،‬صار‬ ‫الطريق األسهل تجنيس الالعبين األجانب‬ ‫عوضًا عن تدريب وتأهيل الالعب المواطن‪.‬‬ ‫هذا ربما ما يحلم به شبابنا الجاد اليوم‪ .‬قطاع‬ ‫خاص يحترم جهودهم‪ .‬دولة تحتضن إبداعهم‬ ‫ومغامراتهم‪ .‬وإال سيبقى القطاع الوحيد الذي‬ ‫يجذبهم ذلك الذي يروج له أيمن الظواهري‪.‬‬

‫نائب مدير التحرير "غلف نيوز" – دبي‬ ‫‪31‬‬


‫أكثر من رأي‬

‫­بيت الطين يبقي مكان الفقير‬ ‫التغيير بين المطلب الشبابي واالستجابة المجتمعية‬ ‫ال فرق يمكن تحديده مابين الطبقات ربما إال من حيث الدرجة ال النوع‪ ،‬فالطبقة الوسطى تتحرك نحو رغبتها بمستوى اقتصادي‬ ‫أفضل من خالل البحث عن وظائف ذات دخل أعلى بينما الطبقة الغنية تتحرك نحو نفس الرغبة االقتصادية‪ ،‬لكن من خالل‬ ‫البحث عن مشاريع تجارية متوسطة‬ ‫طالما كان التغيير حالة تتفاوت مابين المطالب‬ ‫الواعية واإلرادة القوية‪ ،‬ومابين التفاعل‬ ‫الالإرادي واالستجابة الجبرية ‪ ،‬وألن دورة‬ ‫الحياة االجتماعية حركة ديناميكية فليس ثمة‬ ‫خط يسبق اآلخر ‪ ،‬فالتغيير الذي تشهده الساحة‬ ‫السعودية وتحديدًا في سنينها العشر األخيرة‬ ‫يتفاوت مابين االستجابة للضغوط الدولية في‬ ‫محاربة اإلرهاب وماتشعب عنها من تغييرات‬ ‫ومساءالت وزحزحة لكثير من التابوهات‬ ‫التاريخية‪ ،‬كتفاعل ال إرادي سبق زمنيًا في‬ ‫حركته المطالب الواسعة في التغيير على‬ ‫مستويات اجتماعية ودينية تحديدًا بإرادة قوية‪،‬‬ ‫وإن كان الجيل الجديد يشكل أهمية في أي تغيير‬ ‫اجتماعي‪ ،‬فإنه يشكل اليوم داخل السعودية‬ ‫أهمية أعلى قياسًا إلى النسبة العالية والتي تفوق‬ ‫نصف عدد السكان ألعمار تقل عن الخامسة‬ ‫والعشرين‪ ،‬وهذه النسبة باختالف طبقاتها‬ ‫االجتماعية تتحرك أو تحرك نحو التغيير‪،‬‬ ‫ال فرق يمكن تحديده مابين الطبقات ربما إال‬ ‫من حيث الدرجة ال النوع‪ ،‬فالطبقة الوسطى‬ ‫تتحرك نحو رغبتها بمستوى اقتصادي أفضل‬ ‫من خالل البحث عن وظائف ذات دخل أعلى‬ ‫بينما الطبقة الغنية تتحرك نحو نفس الرغبة‬ ‫االقتصادية‪ ،‬لكن من خالل البحث عن مشاريع‬ ‫تجارية متوسطة أو منفصلة عن الرأس الكبيرة‬ ‫‪ ،‬يقابل الوضع االقتصادي رغبات أخرى تبدو‬ ‫أكثر جدية على الساحة السعودية وتحظى‬ ‫بمتابعة أكبر من الخارج لها مثل الرغبة في‬ ‫التغيير الديني أو القوانين واألعراف التي تحكم‬ ‫باسمه‪ ،‬وفي هذه الرغبة ال تتفاوت الفروق بين‬ ‫الطبقات أيضا إال من حيث الممكن ‪ ،‬فالفتاة‬ ‫في طبقة اجتماعية وسطى تسعى إلى تحرر‬ ‫أعلى من سلطة األب أو األخ على مستوى‬ ‫تفاصيل الحياة اليومية مثل الخروج للزيارات‬ ‫الخاصة بها أو التسوق بمفردها‪ ،‬بينما تبحث‬ ‫فتاة في طبقة اجتماعية أعلى عن حقها في‬ ‫رسم مستقبلها بوعي وتخطيط مسبق مثل‬ ‫توجهها نحو االبتعاث إلكمال الدراسة أو حتى‬ ‫عن رغبتها في االنتقال للعيش في بلد آخر‪،‬‬ ‫هذه الرغبات تجد جدلها بين العرف والدين‪،‬‬ ‫فال تبدو ذات حدة أو صوت مرتفع‪ ،‬لكن ثمة‬ ‫صور أخرى يعلو صوتها وتتداخل الرغبة‬

‫‪ 09‬يناير ‪2010‬‬

‫لمياء السويلم‬ ‫الفردية فيها مع االجتماعية كنفور البعض‬ ‫من هيئة األمر بالمعروف والحنق الشديد‬ ‫منها‪ ،‬يجد الشباب أنفسهم في مطلب واحد مع‬ ‫موجة عارمة تجتاح الكثير ممن حولهم‪ ،‬فيجد‬ ‫أحدهم حكايا والديه عن السبعينيات والستينيات‬ ‫في مدينته يشبه تما ًما آراء مقاالت يحرص‬ ‫هو على قراءتها‪ ،‬يتابع اتجاه كتاب يحملون‬ ‫آراء ليبرالية فيحسب الشاب نفسه على التيار‬ ‫ويصنف جز ًءا من هويته به‪ ،‬التغيير الذي‬

‫ليس ثمة عوامل‬ ‫خاصة أو أحاديث‬ ‫بمواضيع محددة‬ ‫يمكن أن تتعرف‬ ‫على جنس‬ ‫صاحبها من‬ ‫خاللها‬ ‫يحرك الجيل أو الجيل الذي يتحرك نحو‬ ‫التغيير دائرة ديناميكية يسعى فيها الكثير منهم‬ ‫على فهمها أو الوعي بشروطها‪ ،‬يدرك الجيل‬ ‫الجديد هذه الحالة التي يتفاوت فيها بدرجة ما‪،‬‬ ‫ال يتقن تماما قراءة واقعها‪ ،‬لكنه يجتهد نحو‬ ‫تحليلها ولو بحوارات عابرة‪ ،‬االصطدامات‬ ‫التي يجدها الشباب في حركتهم ليست تلك‬ ‫الممانعات التقليدية من المحافظين أو أصحاب‬ ‫النغمة الخصوصية للمجتمع السعودي فقط‪،‬‬ ‫بل لعل في هذه الممانعات مايبدو أقل إيذاء‬ ‫بالنسبة لهم رغم قوة التيار المحافظ وسيطرته‬ ‫الشديدة والمحكمة ‪ ،‬ولعل هذا الجيل يدفع‬ ‫ثمن االصطدام بهذه الممانعات من خالل‬ ‫القبض على الشباب لعدم أداء الصالة أو باسم‬ ‫التطاول على العلماء كعقوبة إجتماعية أو‬ ‫من خالل حرمان الفتيات من حقوق الدراسة‬ ‫أو اختيار الزوج كعقوبات عائلية‪ ،‬وهو أقل‬ ‫إيذاء أمام النوع اآلخر من االصطدام وهو‬

‫اصطدام الجيل بنفسه ‪ ،‬فعلى مستوى الذات‬ ‫يجد أحدهم بداخله درجة من االلتزام وااليمان‬ ‫ال يعرف بأي المبادئ عليه أن يبذلها ويجاهد‬ ‫ألجلها‪ ،‬يحمل كثي ًرا من الشك في القيم والقيمة‬ ‫لوجوده‪ ،‬قد ال يمكن تصنيفها على مستوى‬ ‫الصراع الوجودي بفلسفته المعروفة‪ ،‬لكنه‬ ‫يشكل صراع هوية حقيقي رغم انتمائه الديني‬ ‫المعروف وجواز سفره المصدق‪ ،‬هذا عدا عن‬ ‫مستوى عالقات الجيل بنفسه من حيث تكوين‬ ‫الوسط االجتماعي االختياري ‪ ،‬كالصداقة أو‬ ‫العالقات بين الجنسين‪ ،‬وبين الجنسين أيضًا‬ ‫تكاد الفروق السابقة تتشابك إلى حد العجز‬ ‫عن تصنيف أي قضية بكونها ذكورية أو‬ ‫أنثوية‪ ،‬فليس ثمة عوامل خاصة أو أحاديث‬ ‫بمواضيع محددة يمكن أن تتعرف على جنس‬ ‫صاحبها من خاللها‪ ،‬ولعل في األعمال الجادة‬ ‫بكمها المرتفع على اإلنترنت من مواقع‬ ‫خاصة أو حتى صفحات شخصية يعكس‬ ‫بوضوح الطبيعة الجديدة التي يجد الجيل‬ ‫نفسه عليها ‪ ،‬تسيطر فيها قضية اإلنسانية‬ ‫من حيث إعادة اكتشاف الحقوق والواجبات‬ ‫والحقوق تماما هي المسألة األهم لهذا الجيل‪.‬‬ ‫استفهام يمكن تعليقه ويمكن االجتهاد حول‬ ‫إجابته‪ ،‬أين الطبقة الدنيا من التغيير؟‬ ‫سؤال قد يعلق لبداهة خط الفقر والعجز‪،‬‬ ‫واالجتهاد الممكن هو أن التغيير كحالة‬ ‫تفرض نفسها تدير عالقة الجيل الجديد من‬ ‫هذه الطبقة بالزمن ألنه الشرط الذي يتصل‬ ‫ببقية المجتمع وال ينفصل عنه كما يستطيع‬ ‫المكان ذلك‪ ،‬فبيت الطين يبقى مكان الفقير‬ ‫قبل تأسس الدولة وبعده ‪ ،‬لكن الفقير البدوي‬ ‫قبل الدولة هو ابنه الفقير السعودي بعدها ‪.‬‬ ‫أخي ًرا‪ ،‬التقسيم االجتماعي من حيث الطبقية‬ ‫العليا أو الدنيا في هذه القراءة المبسطة يأخذ‬ ‫من التصنيف االقتصادي ال أكثر‪ ،‬وهو تقسيم‬ ‫ضعيف الحتكامه إلى مقياس وحيد‪ ،‬لكن‬ ‫مساحة القول ال تحتمل أي طرح جديد في هذا‬ ‫االتجاه‬

‫كاتبة وباحثة سعودية‬ ‫‪30‬‬


‫أكثر من رأي‬

‫عولمة "اليولة" اإلماراتية‬

‫الشباب الخليجي مازال متمس ًكا بمبادئه وخصوصيته‬ ‫التي تميزه عن غيره‬ ‫الواقع يكشف لنا أن الشاب الخليجي حصل على نصيبه من العلم لدرجة تم ِّكنه من مواجهة التحديات والتغلب عليها‪ ،‬بل وفي كثير‬ ‫فرض ثقافته وهويته الوطنية‪.‬‬ ‫من األحيان ْ‬ ‫يعتقد كثيرون أن هوية الشاب الخليجي في‬ ‫مهب الريح‪ ،‬يرجع ذلك إلى التحديات الكثيرة‬ ‫في عالم تسوده المتغيرات السريعة وسط‬ ‫مجتمعات متنوعة الثقافات واألجناس‪ ،‬بسبب‬ ‫الخليط البشري الذي تش َّكل عبر السنين في‬ ‫هذا الجزء من العالم‪ ،‬بفعل أفواج العمالة التي‬ ‫جاءت لتسهم في بناء وتعمير هذه األرض‪.‬‬ ‫غير أن الشاب الخليجي بالرغم من كل ذلك‬ ‫يعي تما ًما بل ويفتخر بأنه ينتمي إلى مجتمع‬ ‫عربي إسالمي منذ فجر التاريخ‪ ،‬وأن ذلك‬ ‫أمر راسخ في جذور هذه األرض وسيبقى‬ ‫كذلك‪ ،‬وهو يعي تماما أن ما يجري اليوم هو؛‬ ‫تغيرات عالمية‪ ،‬وبالتالي تحديات عالمية‪،‬‬ ‫تحدي الديمقراطية تح ٍد حقيقي‪ ،‬وتحدي‬ ‫حقوق اإلنسان تح ٍد حقيقي‪ ،‬مشاركة المرأة‬ ‫في التنمية والسياسة تح ٍد حقيقي‪ ،‬ولذلك نجد‬ ‫الواقع يكشف لنا أيضًا أن الشاب الخليجي‬ ‫حصل على نصيبه من العلم لدرجة تمكنه من‬ ‫مواجهة هذه التحديات والتغلب عليها بل وفي‬ ‫كثير من األحيان فرْ ض ثقافته وهويته الوطنية‪.‬‬ ‫فالشباب فى اإلمارات مثال يعيش في مجتمع‬ ‫منفتح إلى أبعد الحدود‪ ،‬لكن غالبية الشباب‬ ‫تحصنوا بالعلم وتمرسوا في اإلدارة والقيادة‬ ‫الحديثة‪ ،‬لدرجة أنهم أصبحوا خبراء في‬ ‫مجاالت مختلفة‪ ،‬ومكنتهم وسائل االتصال‬ ‫الحديثة من نقل خبراتهم إلى الدول المجاورة‪،‬‬ ‫أذكر على سبيل المثال‪ ،‬أولئك الشباب‬ ‫اإلماراتيين الذين أسهموا في بناء المناطق‬ ‫الحرة في الهند واألردن‪ ،‬أو أولئك الذين‬ ‫يديرون شركات إماراتية خارج حدود الوطن‪،‬‬ ‫كالشبان التنفيذيين الذين يديرون شركات‬ ‫تابعة لمؤسسة اإلمارات لالتصاالت التي‬ ‫تدير سبع عشرة سوقًا خارج دولة اإلمارات‪،‬‬ ‫وكذلك الحال مع شركة دبي العالمية؛ العمالق‬ ‫الذي تمتد أذرعه لتدير موانئ تلتف حول‬ ‫الكرة األرضية‪ ،‬وصولاً إلى مدراء المحطات‬ ‫في طيران اإلمارات أو طيران االتحاد‪.‬‬ ‫هذا جانب‪ ،‬ويتمثل الجانب اآلخر في مدى‬ ‫تمسُّك الشاب الخليجي بمبادئه وهويته‬ ‫العدد ‪1540‬‬

‫سعيد البادي‬ ‫الثقافية وخصوصيته التي تميزه عن غيره‬ ‫من األشقاء العرب‪ ،‬وهذا الجانب مرتبط‬ ‫بما سبق‪ ،‬فقد تمكن الشاب الخليجي إلى حد‬ ‫ما من الحفاظ على الهوية الثقافية العربية‪،‬‬ ‫ونجح في الصمود وعدم االنسياق وراء‬ ‫العولمة ووراء الثقافة األمريكية العابرة‬ ‫للقارات‪ ،‬تجد هنا في اإلمارات أفواجًا من‬ ‫الشبان الذين سافروا ودرسوا في الواليات‬ ‫المتحدة وفي دول أوروبا الغربية‪ ،‬تمكنوا من‬ ‫االحتفاظ بخصوصية عاداتهم وتقاليدهم حتى‬ ‫وهم في الغربة‪ ،‬وتجدهم عندما يعودون أشد‬ ‫تم ُّس ًكا بهويتهم الثقافية خصوصًا مع وجود‬ ‫برامج وطنية تعزز هذه الهوية والتمسك بها‪.‬‬

‫تمكن الشاب الخليجي إلى حد‬ ‫ما من الحفاظ على الهوية‬ ‫الثقافية العربية‪ ،‬ونجح في‬ ‫الصمود وعدم االنسياق وراء‬ ‫العولمة ولثقافة األمريكية‬ ‫العابرة للقارات‪ ،‬ففى اإلمارات‬ ‫أفواجا من الشبان الذين سافروا‬ ‫ً‬ ‫ودرسوا في الواليات المتحدة‬ ‫وفي دول أوروبا الغربية‪،‬‬ ‫تمكنوا من االحتفاظ بخصوصية‬ ‫عاداتهم وتقاليدهم حتى وهم‬ ‫في الغربة‬ ‫لكن الحفاظ على الهوية ليس هو التحدي‬ ‫الحقيقي‪ ،‬فالتحدي هو في التغيرات‬ ‫الديموغرافية التي ترافقها بالضرورة تغيرات‬ ‫في البيئة الثقافية‪ ،‬ولذلك تجد اليوم كثيرًا من‬ ‫الشباب في سعيه إلى مواكبة الموضة يتخلى‬ ‫عن لغته األم وعن لباسه الوطني وإن كان‬ ‫ذلك بشكل مؤقت‪ ،‬غير أننا في عالم التحوالت‬ ‫العالمية الكبرى ونحن جزء من العالم ولسنا‬ ‫مختلفين عن بقية الشعوب‪ ،‬ففي فرنسا مثال‬

‫يوجد نحو خمسة ماليين مسلم من المغاربة‪،‬‬ ‫ال شك أنهم سيُحْ ِدثون تحوالت كبيرة في‬ ‫الثقافة الفرنسية‪ ،‬ولندن قبل سنوات كانت‬ ‫تتحول الي مدينة كئيبة مظلمة بعد السادسة‬ ‫مساء‪ ،‬ألن الجميع يذهبون إلى منازلهم وتُغلق‬ ‫المحال أبوابها‪ ،‬غير أنها تغيرت اليوم بالكامل‬ ‫فتجد الحياة تستمر إلى ما بعد منتصف‬ ‫الليل‪ ،‬وخصوصًا في الشوارع التي يرتادها‬ ‫العرب أو المهاجرون اآلسيويون‪ ،‬إن ذلك‬ ‫تغير ثقافي في البيئة الموجودة‪ ،‬وهذا أيضًا‬ ‫قد نجده في والية فلوريدا األمريكية التي‬ ‫تجد الناس فيها يتحدثون األسبانية‪ ،‬فمسألة‬ ‫التغيرات الثقافية والتحديات التي تواجه‬ ‫الهوية الثقافية مسألة عالمية ال يمكن تجاهلها‪.‬‬ ‫ويعيدنا ذلك إلى الحديث عن العولمة‪،‬‬ ‫والسؤال الدائم الذي يتبعها هل يجب أن نخاف‬ ‫من العولمة أم يجب أن نتبناها ونسهم فيها؟‬ ‫وهنا يجب أن نتذكر أن الدولة العباسية هي‬ ‫أول من عوْ لم الثقافة في ذلك الوقت‪ ،‬حينما‬ ‫كانت تستقطب جميع الثقافات وتتبناها‬ ‫لتخرجها بعد تطويرها والمساهمة فيها‬ ‫وتطعيمها بالعلوم وبالثقافة والهوية العربية‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬وتقدمها كإنتاج فكري وثقافي‬ ‫عربي والشواهد التاريخية تشهد على ذلك‪.‬‬ ‫في اإلمارات في أبو ظبي مثلاً أو دبي‪،‬‬ ‫تجد خليطًا من الثقافات يندمج بالثقافة‬ ‫المحلية ليخرج للعالم بصورة حديثة‬ ‫وعصرية‪ ،‬وهنا مربط الفرس‪ ،‬فال يجب‬ ‫أن نبقى جامدين لتلقي كل ما يَ ِرد إلينا من‬ ‫ثقافات العالم دون أن نقدم مساهمة تذكر‪.‬‬ ‫أبسط األمثلة؛ أن "اليولة" وهي رقصة‬ ‫محلية قديمة وشعبية ترمز إلى الشجاعة وإلى‬ ‫الحرب‪ ،‬تمكنت خالل السنوات الماضية‬ ‫من االستفادة من العولمة لتنطلق في فضاء‬ ‫اإلعالم المرئي‪ ،‬متجاوزة الحدود فتجد َمن‬ ‫يتعلمها ِمن غير اإلماراتيين‪.‬‬

‫كاتب بجريدة "االتحاد" اإلماراتية‬ ‫‪29‬‬


‫أكثر من رأي‬

‫سفراء التغيير‬

‫شباب الخليج ومواجهة تقاليد العنصرية والقبلية‬

‫المتابع لمسيرة التغيير في مجتمعنا الخليجي يجد أن أول سفراء التغيير كانوا أولئك الشباب الذين ابتعثوا للدراسة في الخارج‬ ‫وتحديدًا إلى الواليات المتحدة ودول أوروبا في الستينيات‪ ،‬وعادوا في بداية السبعينيات‪ ،‬تلك البعثات ساهمت بشكل أو بآخر في‬ ‫رقي المجتمعات الخليجية‬ ‫هل تغير الزمن وأصبح المجتمع الخليجي األسرع‬ ‫في تقبل التغيير؟ وإذا كانت اإلجابة باإليجاب‪،‬‬ ‫فما األسباب التي أدت إلى ذلك؟ فالمعروف‬ ‫عن المجتمعات بصفة عامة والخليجي على‬ ‫وجه الخصوص ومنذ األزل التمسك بنظرية‬ ‫مقاومة التغيير‪ ،‬وما شهده تاريخنا من رفض‬ ‫للعديد من مقومات التغيير سواء اإليجابية منها‬ ‫أو السلبية شاهد على ذلك‪ ،‬إال أنه مع المرور‬ ‫السريع للزمن‪ ،‬وما لعبه اإلعالم بكل وسائله‬ ‫من دور فاعل في انفتاح المجتمعات على‬ ‫بعضها البعض جعل من المتاح والسهل تداخل‬ ‫الثقافات‪ ،‬والبحث في ثناياها عن ما هو جديد أو‬ ‫مثير‪ ،‬بغض النظر عن اآلثار المترتبة على هذا‬ ‫التداخل‪ ،‬ومع الوقت ومسيرة الزمن السريعة‬ ‫بدأنا نتخلى شيئًا فشيئًا عن نظرية مقاومة التغيير‪،‬‬ ‫واستحدثنا نظرية جديدة هي البحث عن التغيير‪.‬‬ ‫هناك من يرجع تقبل الخليجيين للتغيير إلى أن‬ ‫شريحة الشباب تشكل النسبة العظمى منه‪ ،‬وبالتالي‬ ‫دائ ًما هذه الشريحة هي من تقود إلى التغيير‪ .‬وما‬ ‫نراه اليوم من مطالبات الشباب باالنفتاح وإعطائهم‬ ‫المزيد من الفرص‪ ،‬ما هو إال رغبة منهم في‬ ‫الخروج من روتين حياتهم ومن القوالب التي‬ ‫فرضها عليهم المجتمع‪ ،‬ليتمكنوا من تحديد رؤيتهم‬ ‫وأهدافهم بما يتناسب مع أفكارهم وطموحاتهم‪.‬‬ ‫خالل العقدين الماضيين وتحديدًا منذ أوائل‬ ‫التسعينيات الميالدية والتي تزامنت معها حرب‬ ‫الخليج الثانية (حرب تحرير الكويت)‪ ،‬تسارعت‬ ‫المجتمعات الخليجية نحو التغيير بشكل قد يكون‬ ‫مدهش حتى للمراقبين‪ ،‬وأصبحت هذه المجتمعات‬ ‫تنتقل من الضد إلى الضد بشكل أسرع‪ .‬فهل هذا‬ ‫التغيير مستوعب؟ وهل المؤسسات المشرعة‬ ‫مدركة لهذا التغيير وبالتالي بنت خططها‬ ‫لتتواكب مع التغيير بشكل يساعد على انسيابيته‬ ‫ال أن يكون سببًا في التصادم؟ حقيقة األمر قد‬ ‫تكون كثي ًرا من المؤسسات بعيدة عن مواكبة هذا‬ ‫التعايش مما خلق نوعًا من التصادم أحيانا بين‬ ‫من يمثل الجيل الجديد وهم عشاق التغيير ومن‬ ‫يقاوم التغيير وهم الجيل القديم الذين ولفوا أمو ًرا‬ ‫أصبحت من المسلمات ال يرغبون في التخلي‬ ‫عنها‪ ،‬مما أدى إلى نوع من الفجوة بين الجيلين‪.‬‬ ‫المتابع لمسيرة التغيير في مجتمعنا الخليجي‬ ‫يجد أن أول سفراء التغيير كانوا أولئك الشباب‬ ‫الذين ابتعثوا للدراسة في الخارج وتحديدًا إلى‬ ‫الواليات المتحدة ودول أوروبا في الستينيات‪،‬‬ ‫وعادوا في بداية السبعينيات‪ ،‬تلك البعثات‬ ‫ساهمت بشكل أو بآخر في رقي المجتمعات‬ ‫‪ 09‬يناير ‪2010‬‬

‫عهود محمد الهيف‬ ‫الخليجية‪ ،‬بل أدت إلى نقلها من مجتمعات يغلب‬ ‫عليها الطابع البدوي أو النمط التقليدي إلى‬ ‫مجتمعات تحاكي العصر‪ .‬فهؤالء الشباب بجنسيهم‬ ‫الذكري واألنثوي تعلموا اللغات األجنبية‪ ،‬ونقلوا‬ ‫ثقافات الغرب الحميدة إلى مجتمعهم وكان لديهم‬ ‫نوع من الرقابة الذاتية في رفض ما ال يتوافق‬ ‫مع عاداتهم وتقاليدهم ويخالف مبادئ تعاليم دينهم‬ ‫حتى وإن كان شذ منهم‪ .‬ساهم ذلك االحتكاك‬ ‫بالمجتمعات األخرى في إفادتهم لمجتمعهم عند‬ ‫عودتهم‪ ،‬فالبعض منهم استفاد من عادة النظام‪،‬‬

‫هناك من يرجع تقبل‬ ‫الخليجيين للتغيير‬ ‫إلى أن شريحة‬ ‫الشباب تشكل‬ ‫النسبة العظمى منه‪،‬‬ ‫وبالتالي دائ ًما هذه‬ ‫الشريحة هي من‬ ‫تقود إلى التغيير‬ ‫التي تميز المجتمع الغربي مثلاً ونقلها إلى مجتمعه‬ ‫الخليجي الذي كان يوصف بـ "الفوضوي"‪.‬‬ ‫ومع مرور الزمن‪ ،‬وفي الوقت الذي كانت في‬ ‫العائلة تعد للمليون قبل أن توافق على ابتعاث‬ ‫أبنائها وتحديدًا الفتيات للدراسة بالغرب‪،‬‬ ‫أصبح المجتمع يلهث في السعي وراء ابتعاث‬ ‫بناته للدراسة في الغرب‪ ،‬وأمام النجاح المبهر‬ ‫والعالمي الذي حققته بنات الخليج في الدراسة‬ ‫والعلوم والبحث والمعرفة بالغرب‪ ،‬ووصولهن‬ ‫إلى مراتب عالية من الشهرة‪ ،‬إال أننا ال يمكن‬ ‫أن نتناسى آثار هذه البعثات على البقية‪ ،‬ولكن‬ ‫هذه ضريبة النجاح الذي نسعى إليه‪ ،‬والبد أن‬ ‫نتقبلها‪ .‬هذا هو التغيير الذي يفرض نفسه على‬ ‫مجتمعنا‪ ،‬شئنا أم أبينا‪ ،‬فإن لم نتكيف معه‪ ،‬فهو‬ ‫الذي يرفضنا‪ ،‬ولن تتاح لنا فرصة لرفضه‪.‬‬

‫تختلف ردة فعل مجتمعنا الخليجي أمام مطالبة‬ ‫الشباب بفتح المزيد من أبواب الفرص أمامهم‪،‬‬ ‫ونعني هنا بالفرص‪ ،‬تلك التي تساعدهم على‬ ‫استخدام واستثمار أفكارهم بالطريقة التي‬ ‫يرونها صحيحة ومناسبة‪ ،‬والتخلي عن القيود‬ ‫واالعتقادات التي تُفرض عليهم وتجعلهم‬ ‫عبارة عن قوالب يصنعها المجتمع‪ ،‬قد يكون‬ ‫ذلك نتيجة خوف المجتمع من التغيير‪ .‬إذ إن‬ ‫التغيير ومواكبة كل ما هو جديد هو من وجهة‬ ‫تخل عن القيم الدينية والثقافية‬ ‫نظرهم فيه‬ ‫ٍ‬ ‫والعادات والتقاليد التي تمسك بها المجتمع منذ‬ ‫عقود‪ .‬فعلى سبيل المثال ظل هاجس المجتمع‬ ‫األكبر هو البطالة‪ ،‬ويبدأ معهم هذا الهاجس‬ ‫منذ أن يقوم اآلباء باختيار التخصص الدراسي‬ ‫المناسب ألبنائهم‪ ،‬معتقدين أنهم أكثر منهم خبرة‬ ‫ودراية بما يناسبهم وما هو األفضل لمستقبلهم‪،‬‬ ‫متجاهلين الرغبات والميول التي يمتلكها أبناؤهم‪،‬‬ ‫والتي إن استخدموها واستثمروها بما يناسبهم‬ ‫من توجهات وتخصصات فسيؤدي ذلك إلى‬ ‫اختصار الكثير من الجهد والوقت للوصول‬ ‫إلى ما يحملونه بداخلهم من آمال وطموحات‬ ‫للنهوض بالمجتمع ثقافيًا وعلميًا واقتصاديًا‪.‬‬ ‫وقد تختلف نظرة مجتمعنا الخليجي لسلوكيات‬ ‫الشباب‪ ،‬فمنهم من يتقبل التغيير الذي طرأ عليهم‬ ‫أخي ًرا ويؤيده‪ ،‬ومنهم من ينظر إلى هذا التغيير‬ ‫مستنك ًرا غياب بعض القيم والعادات والتقاليد التي‬ ‫تربى عليها‪ ،‬وقد يغفلون أن الشباب هم من يشكل‬ ‫الطاقة المحركة والقوة الذاتية التي لها دور كبير‬ ‫في عمليات النهوض والتقدم‪ ،‬سواء االقتصادية‬ ‫أو الثقافية أو االجتماعية‪ ،‬ومواكبة التغيير يعتبر‬ ‫من أهم العناصر التي تمكن الشاب الخليجي من‬ ‫الصعود والنهوض بهذا الدور والمساعدة على‬ ‫تقديم كل ما هو أفضل وجديد سواء على محيطه‬ ‫الضيق كعائلته وأصدقائه‪ ،‬أو على المجتمع بأكمله‪.‬‬ ‫خالصة القول‪ ،‬أيهما سيفرض فلسفته على‬ ‫اآلخر‪ ،‬هل ما يمثله الجيل القديم من أيديولوجية‬ ‫وأفكار يصفها الجيل الجديد بالقديمة والعائق أمام‬ ‫التقدمة والرقي أم أن أفكار التغيير ستطغى من‬ ‫خالل شريحة الجيل الجديد لتنتقل المجتمعات‬ ‫الخليجية من مجتمعات تقليدية يطغى عليها نوع‬ ‫من العنصرية والقبلية إلى مجتمعات أكثر انفتاحًا‬ ‫تسيطر عليها الحياة المدنية "المعصرنة" أكثر من‬ ‫الحياة التقليدية بأفكارها "الروتينية"‪.‬‬

‫باحثة في مجال التنمية البشرية‬ ‫‪28‬‬


‫أكثر من رأي‬ ‫إلى أين يتجه شباب الخليج؟‬ ‫أين يقف شباب الخليج‪ ..‬إلى أين يتجهون ‪ .‬هل تلقى مطالبتهم بالتغيير صدى لدى مجتمعاتهم‪ ..‬هل أخذتهم ثقافة العولمة عن ثقافة‬ ‫وتقاليد أوطانهم ‪ ..‬هل أصبحوا غرباء في بالدهم؟‬ ‫أسئلة كثيرها يطرحها وضع الشباب الخليجي اآلن‪ ،‬خالصتها أن هناك تغيي ًرا يحدث‪ ،‬أو ثورة اجتماعية يقودها الشباب في مجتمعاتهم‪،‬‬ ‫دعونا عددًا من الصحفيين والكتاب "شبابًا وفتيات" ليرسموا لنا طريق شباب الخليج‬

‫العدد ‪1540‬‬

‫‪27‬‬



‫قصة الغالف‬

‫من المثير لالهتمام‬ ‫أن مشكالت العمالة‬ ‫التي نتجت عن األزمة‬ ‫االقتصادية العالمية‬ ‫شجعت دول الخليج على‬ ‫تشجيع التوظيف في‬ ‫القطاع الخاص‪ .‬وأدى‬ ‫ذلك إلى زيادة كبيرة‬ ‫في العمالة في القطاع‬ ‫الخاص على الرغم من‬ ‫أن نسبة البطالة بين‬ ‫مواطني دول الخليج ال‬ ‫تزال في ارتفاع‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫هتمون قليلاً اوال يهتمون على اإلطالق بالتطرف ويعتبر اإلسالم الذى يحترمونه أكثر اعتدال‬

‫العديد من الحقوق‪ .‬وتختلف التحديات التي‬ ‫تواجه النساء الشابات في دول الخليج بشكل‬ ‫كبير عن تلك التي تواجه الشباب‪ .‬فالشابات‬ ‫الخليجيات أصبحن أكثر انشغالاً بقضايا‬ ‫عديدة تتعلق باستقاللهن مثل المشاركة‬ ‫االقتصادية والسياسية والثقافية داخل‬ ‫مجتمعاتهن المحلية‪.‬‬ ‫‪‎‬ولكن من المالحظ أن هناك تحسنًا بطيئًا‬ ‫وملحوظًا بين أغلب دول الخليج فيما يتعلق‬ ‫بتعزيز دور المرأة بشكل خاص والمساواة‬ ‫بشكل عام‪ .‬فاإلصالحات التي تم تنفيذها‬ ‫مكنت المرأة من المشاركة في المجاالت‬ ‫االقتصادية والسياسية باإلضافة إلى تعزيز‬ ‫العدد ‪1540‬‬

‫وضعها االجتماعي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال تزال‬ ‫النساء خاضعات فيما يتعلق بالقضايا‬ ‫المرتبطة باألسرة مثل الزواج والطالق‬ ‫والوصاية‪.‬‬ ‫‪‎‬‬ ‫وجود هذه الفوارق يطرح تحديات مهمة‬ ‫أمام الشباب في منطقة الخليج ككل‪ ،‬وليس‬ ‫فقط أمام النساء‪ .‬فقد أوضح تقرير التنمية‬ ‫البشرية العربية‪ ،‬الذي تم إعداده عن طريق‬ ‫برنامج األمم المتحدة اإلنمائي عن عام‬ ‫‪ ،2009‬كيف أن انعدام األمن – بالنسبة‬ ‫للنواحي الجسدية والعاطفية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية ‪ -‬التي تواجهها المرأة يعوق‬ ‫عملية التنمية في الدول العربية‪ .‬واألمر‬

‫األكثر وضوحًا يتمثل في أن الحد من‬ ‫الفرص المتاحة أمام النساء يؤدي إلى الحد‬ ‫من التنمية المهنية واالجتماعية للمجتمع‬ ‫العربي‪ ،‬ألنه بذلك يتم الحد من تنمية قدرات‬ ‫نصف قوة العمل في هذا المجتمع‪ ،‬وبالتالي‬ ‫يقلل من قدرة الدولة بوجه عام على تحقيق‬ ‫التنمية‪ .‬ويرى الشيخ الغامدي أن تخفيف‬ ‫القواعد االجتماعية المحافظة يمكن أن‬ ‫يعزز مكانة المرأة وإمكانية تطوير شباب‬ ‫المنطقة‪.‬‬ ‫‪‎‬‬ ‫وأظهر الشباب الخليجي دالئل مهمة تشير‬ ‫إلى تعزيز قوتهم‪ ،‬وذلك دليل على أن‬ ‫وضعهم في المجال السياسي واالجتماعي‬ ‫للمنطقة آخذ في التغير‪ ،‬وأيضًا يعتبر ذلك‬ ‫دليلاً على إنهم القوة الدافعة وراء الكثير‬ ‫من اإلصالحات‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬أشار نصر‬ ‫إلى أن تمكين الشباب كان نتيجة لنمو‬ ‫الطبقة الوسطى‪ .‬وهذه الظاهرة تحمل قدرًا‬ ‫كبيرًا من إمكانية تنمية الشباب في الخليج‪،‬‬ ‫لكن هناك الكثير من التحديات التي يجب‬ ‫مواجهتها حتى تتحقق هذه اإلمكانية‪ .‬فبد ًءا‬ ‫من الفرص االقتصادية المحدودة إلى‬ ‫مسائل المساواة‪ ،‬فإن الشباب في الخليج ال‬ ‫يزال أمامهم شوط طويل ينبغي أن يقطعوه‪،‬‬ ‫إذا أرادوا االستمرار في االتجاه الذي بدأوه‬ ‫أخيرًا من أجل تعزيز أوضاعهم‪ .‬ومن‬ ‫المؤكد أن دول الخليج ستستفيد كثيرًا من‬ ‫هذا الشباب الواعد‪.‬‬ ‫‪25‬‬


‫قصة الغالف‬

‫خالفًا لالعتقاد السائد‪،‬‬ ‫بدأت ظاهرة جديدة تعرف‬ ‫باسم "اإلسالم المعتدل"‬ ‫في االنتشار في المجتمعات‬ ‫الخليجية‪ .‬وتتميز هذه‬ ‫الظاهرة "بتعميم" الخطاب‬ ‫الديني‪ ،‬أي ال يقتصر تفسير‬ ‫الخطاب الديني على العلماء‬ ‫او رموز التيار اإلسالمي‬ ‫ضا‬ ‫الحركي‪ ،‬بل يشمل أي ً‬ ‫األفراد العاديين‪ .‬وقد خلق‬ ‫ذلك موجة من الفكر الثوري‪،‬‬ ‫مما وسع حدود هوية‬ ‫الشباب خارج اإلطار الديني‬

‫‪‎‬‬

‫وتبعًا لذلك‪ ،‬فقد ازدادت جاذبية القطاع العام‬ ‫بالمقارنة بالقطاع الخاص‪ ،‬نظرًا لدرجة‬ ‫األمان التي تتوفر لموظفي القطاع العام‪.‬‬ ‫وتظهر اإلحصاءات أن غالبية القوة العاملة‬ ‫في الخليج تعمل في القطاع العام‪ ،‬حيث إن‬ ‫ما يقرب من ‪ 90‬في المائة من القطريين‬ ‫الذين يعملون بدوام كامل في عام ‪، 2007‬‬ ‫هم موظفون في القطاع العام‪ ،‬وذلك مقارنة‬ ‫بـ ‪ 50‬في المائة من السعوديين‪ ،‬و‪ 86‬في‬ ‫المائة من اإلماراتيين‪ ،‬و‪ 84‬في المائة من‬ ‫الكويتيين‪.‬‬

‫‪‎‬‬

‫ولكن مع تزايد قوة العمل لم يعد بإمكان‬ ‫القطاع العام استيعاب المزيد من العاملين‬ ‫الجدد‪ .‬ولو عدنا من جديد إلى الدروس‬ ‫التي اقترحها نصر‪ ،‬سنجد أن قدرة القطاع‬ ‫الخاص على استعادة توازنه بسرعة هو‬ ‫الذي يوفر فرصة حقيقية للتغيير السياسي‪.‬‬ ‫وبالتالي فلو أصبح معظم الشباب من‬ ‫موظفي القطاع العام‪ ،‬فلن تكون لديهم القدرة‬ ‫على تغيير السياسات العامة التي عفا عليها‬ ‫الزمن‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬فإن جز ًءا كبيرًا من‬ ‫استقالل وقوة الشباب يعتمد على قدرتهم‬ ‫على استغالل نجاحاتهم في القطاع الخاص‪.‬‬ ‫ومن المثير لالهتمام أن مشكالت العمالة‬ ‫التي نتجت عن األزمة االقتصادية العالمية‬ ‫شجعت دول الخليج على تشجيع التوظيف‬ ‫في القطاع الخاص‪ .‬وأدى ذلك إلى زيادة‬ ‫‪ 09‬يناير ‪2010‬‬

‫أصحاب المحال ذوي العقلية العملية وأصحاب المتاجر والتجار والحرفيين وموظفي الحكومه يه‬

‫‪‎‬‬

‫كبيرة في العمالة في القطاع الخاص على‬ ‫الرغم من أن نسبة البطالة بين مواطني دول‬ ‫الخليج ال تزال في ارتفاع‪.‬‬ ‫ومع ذلك فإن مبادرات القطاع الخاص‬ ‫ليست مثالية‪ .‬كما تتنوع االتجاهات بين‬ ‫دول الخليج المختلفة‪ .‬فعلى سبيل المثال‪،‬‬ ‫كانت هناك طفرة في إنشاء المشروعات‬ ‫الخاصة األسرية‪ .‬وخلقت هذه المشاريع‬ ‫آمالاً لدى شباب الخريجين في بعض دول‬ ‫الخليج في الحصول على وظائف عالية‬ ‫الرواتب‪ .‬فالشباب في دول مثل اإلمارات‬ ‫وقطر والكويت يرفضون قبول الوظائف‬ ‫المنخفضة األجر نسبيًا‪ ،‬في حين أن الشباب‬

‫في بلدان مثل المملكة العربية السعودية‬ ‫وعمان والبحرين لديهم هامش أكبر من‬ ‫المرونة‪.‬‬ ‫‪‎‬‬

‫المساواة بين الجنسين‬

‫‪‎‬ومع ذلك‪ ،‬فإن قدرة القطاع الخاص على‬ ‫دعم وتعزيز الشباب في الخليج تعد محدودة‪.‬‬ ‫كما تقف العديد من التحديات األخرى في‬ ‫طريق تنمية الشباب‪ .‬وأحد األمثلة البارزة‬ ‫على ذلك هي قضية المساواة بين الجنسين‬ ‫في دول الخليج‪.‬‬ ‫نتيجة للمتطلبات الثقافية والدينية‪ ،‬تعيش‬ ‫اإلناث في المجتمعات الخليجية حرمانًا من‬ ‫‪24‬‬


‫قصة الغالف‬

‫األصولية في االنتخابات؛ على األقل لم‬ ‫يحدث ذلك إال بعد أن تخلت هذه األحزاب‬ ‫عن العنصر المتشدد من أهدافها المعلنة‪".‬‬

‫‪‎‬فرص ال ينبغي تفويتها‬

‫‪‎‬‬ ‫ولكن تقييم نصر يشكل تحديًا مه ًما‪ .‬ومن‬ ‫الضروري أن نتذكر أنه يصف اتجاهًا ال‬ ‫يزال في مرحلة التطور‪ .‬وربما ال تتحقق‬ ‫توقعاته بشأن إمكانية احتواء الطبقة‬ ‫الوسطى للتغييرات السياسية في المنطقة‪ ،‬إذ‬ ‫ربما تتعرقل قدرتها على تحمل الصدمات‬ ‫االقتصادية‪ .‬ولسوء الحظ‪ ،‬الشباب في‬ ‫منطقة الخليج‪ ،‬ال يوجد توافق بين دول‬ ‫الخليج في قدرتها على تعزيز المصالح‬ ‫االقتصادية للطبقة الوسطى‪ .‬وبالتالي فهناك‬ ‫خطر محتمل يتعلق بإهدار إمكانات الشباب‬ ‫باعتبارهم جز ًءا من عملية "إصالح"‬ ‫الطبقة الوسطى‪ ،‬وإهدار إمكانات الطبقة‬ ‫الوسطى ككل‪.‬‬ ‫‪‎‬‬ ‫وتعرقل أوجه القصور في المجاالت‬ ‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية قطاع‬ ‫الشباب الواعد‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬وعلى‬ ‫الرغم من الثراء الذي تتمتع به اقتصادات‬ ‫الخليج‪ ،‬ينبغي أن نتعرف بمزيد من الدقة‬ ‫على اإلمكانات االقتصادية التي تتمتع بها‬ ‫مجتمعاتهم المحلية‪.‬‬ ‫‪‎‬وتشكل عائدات النفط جز ًءا كبيرًا جدًا‬ ‫من اقتصاد منطقة الخليج‪ ،‬إال أن الفرص‬ ‫المتاحة لالستفادة من ارتفاع أسعار النفط‬ ‫من خالل إصالح االقتصاد ماتزال تقليدية‪.‬‬ ‫وتعتبر األزمة المالية األخيرة سالحًا ذا‬ ‫حدين‪ ،‬ألن اقتصادات الخليج قد استفادت‬ ‫بشكل كبير من عائدات النفط المرتفعة‪،‬‬ ‫ولكن مع ذلك فقد ظهرت لديها الحاجة إلى‬ ‫تنويع مصادر دخلها‪ .‬كما تعاني االقتصادات‬ ‫القائمة على النفط مشكلة البطالة‪ ،‬التي تؤثر‬ ‫بشكل مباشر على الشباب الخريجين‪.‬‬ ‫‪‎‬‬ ‫إن مشكلة البطالة التي يعاني منها الشباب‬ ‫في منطقة الخليج يمكن أن تعزى إلى‬ ‫عاملين رئيسيين‪ .‬األول هو أنه نظرًا لعدم‬ ‫وجود تنوع في االقتصاد فإن ذلك قد أدى‬ ‫إلى محدودية خيارات العمل المتاحة أمام‬ ‫قوة العمل الجديدة‪ .‬والثاني هو أن منطقة‬ ‫الخليج تعاني من تدني مستويات األجور‬ ‫وظروف العمل في قطاع النفط‪ ،‬وهذا‬ ‫بالتالي يجذب المزيد من العمالة األجنبية‬ ‫المهاجرة‪ ،‬ويبعد في نفس الوقت قوة العمل‬ ‫المحلية عن هذا القطاع‪.‬‬ ‫العدد ‪1540‬‬

‫ً‬ ‫تحسنا بطيئاً بين أغلب دول الخليج فيما يتعلق بتعزيز دور المرأه‬ ‫من المالحظ أن هناك‬ ‫ورغم ذلك مازالت النساء خاضعات لقيود عديدة‬

‫‪23‬‬


‫قصة الغالف‬

‫الخطاب الديني‪ ،‬أي ال يقتصر تفسير‬ ‫الخطاب الديني على العلماء او رموز‬ ‫التيار اإلسالمي الحركي‪ ،‬بل يشمل أيضًا‬ ‫األفراد العاديين‪ .‬وقد خلق ذلك موجة من‬ ‫الفكر الثوري‪ ،‬مما وسع حدود هوية الشباب‬ ‫خارج اإلطار الديني‪.‬‬

‫‪‎‬تأثير الطبقة الوسطى‬ ‫‪‎‬‬

‫على الرغم من التحديات التي يواجهها‬ ‫الشباب عموما ً في الخليج‪ ،‬إال أن هناك علي‬ ‫مايبدو ثورة هادئة للتغيير اإلجتماعي يقودها‬ ‫شباب الطبقة الوسطى ‪ .‬ووفقًا ألحدث كتاب‬ ‫لـ "والي نصر" واسمه "عوامل الحظ‪:‬‬ ‫الصعود الحديث للطبقة الوسطى في العالم‬ ‫اإلسالمي"‪ ،‬فإن نمو الطبقة الوسطى نتيجة‬ ‫لألداء القوي في القطاع الخاص‪ ،‬يمكنه‬ ‫تشجيع التغيير السياسي‪ ،‬حتى في ظل‬ ‫القيود الدينية واالجتماعية‪.‬‬ ‫‪‎‬‬ ‫في األساس‪ ،‬يصف فالي نصر ميزان القوى‬ ‫في المنطقة على أنه يجري تشكيله من قبل‬ ‫الطبقة الوسطى المتحركة صعودًا‪ ،‬وهذا‬ ‫يعكس التفسير الشهير الذي قاله بارينجتون‬ ‫مور عن الثورات الديمقراطية في الغرب‪،‬‬ ‫حين قال "إذا لم توجد برجوازية‪ ،‬فال توجد‬ ‫ديمقراطية"‪ .‬وبالمثل‪ ،‬أشار نصر إلى أن‬ ‫رجال األعمال والمستثمرين والمهنيين‬ ‫والمستهلكين في المنطقة‪ ،‬يرجحون‬ ‫كفة ميزان السياسة بعيدًا عن التطرف‪،‬‬ ‫ويغيرون كل الموازين تما ًما‪.‬‬

‫تدني االجور فى قطاع النفط بالخليج جعل هذا القطاع يجذب المزيد من العمالة األجنبية ويستبعد أبناء الخليج‬

‫‪ 09‬يناير ‪2010‬‬

‫‪‎‬وبالنسبة للشباب في دول الخليج الذين‬ ‫وجدوا أنفسهم أعضاء بارزين في هذه‬ ‫الطبقة الوسطى المتنامية‪ ،‬لم يبعدهم هذا‬ ‫االتجاه فقط عن السياسة المتطرفة‪ .‬وربما‬ ‫األهم من ذلك‪ ،‬غير نمو الطبقة الوسطى‬ ‫موقفهم على الساحة السياسية مما جعلهم‬ ‫أطرافًا مهمين ذوى آراء قيمة في جوهرها‬ ‫بسبب القوة االقتصادية التي يمثلونها بشكل‬ ‫مضطرد‪.‬‬ ‫‪‎‬‬ ‫وكما يشير نصر‪ ،‬فإن "األمل الكبير في‬ ‫صعود الطبقة الوسطى الجديدة في جميع‬ ‫أنحاء المنطقة – وانتشال نفسها من الفقر‬ ‫الذي وفر أرضًا خصبة لدعوة المتشددين‬ ‫– يتمثل في أن أصحاب المحال ذوي‬ ‫العقلية العملية وأصحاب المتاجر والتجار‬ ‫والحرفيين وموظفي الحكومة‪ ،‬يهتمون‬ ‫قليلاً أو ال يهتمون على اإلطالق بالتطرف‪.‬‬ ‫ويعتبر اإلسالم الذي يحترمونه أكثر‬ ‫اعتدالاً ‪ ،‬ولم يعطوا دعمهم عمو ًما لألحزاب‬ ‫‪22‬‬


‫قصة الغالف‬

‫‪‎‬‬

‫من قبل‪ ،‬ولكننا نسمع اآلن فقط أنها تحظى‬ ‫بدعم شريحة كبيرة من الشباب في البالد‪.‬‬ ‫ويمثل الشباب أبرز الفئات المجتمعية التي‬ ‫طالما أظهرت الدعم لتفسير الشيخ الغامدي‬ ‫المثير للجدل عندما كثرت الشائعات عن‬ ‫احتمال إقالته من منصبه‪.‬‬

‫اإلصالح الديني‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫العدد ‪1540‬‬

‫الشيخ أحمد الغامدي تعد فتواه بجواز اإلختالط بين النساء فى جامعة "الملك عبدهللا" بادرة على تغيير العادات‬ ‫اإلجتماعية في دول الخليج‬

‫أدى التيار الديني المحافظ باإلضافة إلى اإلنغالق الفكري إلى ظهور اتجاهات التطرف فى اوساط شباب المجتمعات الخليجيه‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫‪‎‬في الماضي‪ ،‬نظر الكبار للشباب على‬ ‫أنهم مجموعة من األفراد أقل منهم في‬ ‫الحكمة والنضج والخبرة‪ .‬وأعاقت هذه‬ ‫النظرة تنميتهم ورسخت داخلهم شعورًا‬ ‫بالدونية يرتبط بالهيكل الهرمي الذي يحكم‬ ‫المجتمعات في منطقة الخليج‪.‬‬ ‫‪‎‬‬ ‫وفقًا لألستاذة منيرة جمجوم في جامعة‬ ‫أكسفورد‪ ،‬ينظر الكبار لألجيال الشابة على‬ ‫إنها لم تكتمل بعد‪ ،‬مما ترك قدراتهم على‬ ‫االبتكار والقيادة معطلة‪.‬‬ ‫‪‎‬وكما تبين قصة الشيخ الغامدي‪ ،‬تلعب‬ ‫المعتقدات الدينية دورًا مه ًما في تشكيل‬ ‫التربية المحافظة للشباب في المجتمعات‬ ‫الخليجية‪.‬‬ ‫‪‎‬‬ ‫وتبعًا لذلك‪ ،‬أدى التيار الديني المحافظ‬ ‫باإلضافة إلى اإلنغالق الفكري إلى‬ ‫اتجاهات التطرف الديني في أوساط‬ ‫المجتمعات الخليجية‪ ،‬وهى االتجاهات التي‬ ‫جذبت األجيال الشابة في المنطقة‪ .‬وتعبر‬ ‫هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول‬ ‫في نيويورك عن هذا االتجاه‪ ،‬ولكنها أيضًا‬ ‫خلقت االنطباع بأن التنشئة الخليجية تقوم‬ ‫على األفكار الدينية المتطرفة التي تعمل‬ ‫على إعداد الشباب للجهاد‪ .‬وأثرت هذه‬ ‫النظرة الخارجية بشدة على السكان الشباب‬ ‫في المجتمعات الخليجية‪ ،‬حيث إن الغالبية‬ ‫العظمى من الشباب بالقطع ال تشترك مع‬ ‫هؤالء المتطرفين في معتقداتهم وأفكارهم‪.‬‬ ‫‪‎‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬وخالفًا لالعتقاد السائد‪ ،‬بدأت‬ ‫ظاهرة جديدة تعرف باسم "اإلسالم‬ ‫المعتدل" في االنتشار في المجتمعات‬ ‫الخليجية‪ .‬وتتميز هذه الظاهرة "بتعميم"‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫بيد أن قصة الشباب في الخليج‪ ،‬وتزايد‬ ‫تأثيرهم على التطورات في المنطقة ال‬ ‫ينبغي اعتبارها أمرًا مفرو ًغا منه‪ .‬ويذكر‬ ‫التاريخ أن الشباب في الخليج ساروا على‬ ‫خط رفيع بين حسن الطالع وسوئه – حيث‬ ‫إنهم مكبلون بقيود دينية وثقافية واقتصادية‬ ‫عديدة‪.‬‬ ‫‪‎‬‬

‫تتزايد ظاهرة البطاله بين الشباب والفتيات بسبب عدم وجود تنوع اقتصادي وتدني األجور فى قطاع النفط‬

‫‪21‬‬


‫قصة الغالف‬

‫شباب الخليج‬

‫التأثير الهادئ للطبقة الوسطى‬

‫ينظر الكبار للشباب في الخليج على أنهم مجموعة من األفراد أقل منهم في الحكمة والنضج والخبرة‪ .‬وأعاقت هذه النظرة تنميتهم‬ ‫ورسخت داخلهم شعو ًرا بالدونية يرتبط بالهيكل الهرمي الذي يحكم المجتمعات في منطقة الخليج ‪ ..‬وقد أدى التيار الديني المحافظ‬ ‫باإلضافة إلى اإلغالق الفكري إلى ظهور اتجاهات التطرف الديني في أوساط المجتمعات الخليجية‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫شباب الخليج أصبحوا على خط رفيع بين حسن الطالع وسوئه حيث أنهم مكبلون بقيود دينيه وثقافيه واقتصادية جديدة‬

‫‪‎‬منذ بضعة أسابيع فقط‪ ،‬أعرب رئيس هيئة‬ ‫األمر بالمعروف والنهي عن المنكر في‬ ‫مكة المكرمة‪ ،‬الشيخ أحمد الغامدي عن‬ ‫دعمه لالختالط بين الرجال والنساء في‬ ‫جامعة الملك عبد اللـه للعلوم والتكنولوجيا‪.‬‬ ‫‪‎‬‬ ‫ولدهشة العديد من الناس وغضب البعض‪،‬‬ ‫أشار الشيخ الغامدي إلى أن مصطلح‬ ‫"االختالط"‪ ،‬أو الفصل بين الجنسين‬ ‫‪ 09‬يناير ‪2010‬‬

‫استخدم حديثًا ولم يكن معروفًا للعلماء‬ ‫األوائل‪ .‬فاالختالط كان جز ًءا من الحياة‬ ‫الطبيعية لألمة ومجتمعاتها‪ .‬وقال الغامدي‪:‬‬ ‫'' يعتبر مصطلح االختالط دخيلاً على‬ ‫قاموس المصطلحات الفقهية المتعارف‬ ‫عليه"‪.‬‬ ‫‪‎‬‬ ‫وألنه يرأس هيئة األمر بالمعروف والنهي‬ ‫عن المنكر‪ ،‬فإن تصريح الشيخ الغامدي ليس‬

‫مه ًما فحسب ألنه صدر عن هذا المسئول‪،‬‬ ‫لكنه أيضًا يعتبر بمثابة بادرة على تطور‬ ‫العادات االجتماعية في دول الخليج‪ .‬ويعد‬ ‫تفسير الشيخ الغامدي لكلمة االختالط معبرًا‬ ‫أيضًا عن تأثير رأي الشباب في الخليج‬ ‫على التطورات االجتماعية والسياسية في‬ ‫المنطقة‪.‬‬ ‫‪‎‬‬ ‫وربما شعر البعض بهذه اآلراء الجسورة‬ ‫‪20‬‬


‫شباب الخليج‬ ‫الثأثيرالهادئ للطبقة الوسطى‬ ‫بقلم‬ ‫بوال ميجا و وسام شريف‬

‫العدد ‪1540‬‬

‫‪19‬‬


‫قصة الغالف‬

‫‪© Getty Images‬‬ ‫‪ 09‬يناير ‪2010‬‬

‫‪18‬‬


‫ترقبونا أسبوعيا باللغتني العربية واالجنليزية‬

‫جيوبوليتيكا‬

‫من ُسيلقي طوق النجاة؟‬ ‫بقلم‪ :‬كريستوفر بوسيك‬

‫أكثر من رأي‬

‫اخليار الصعب‬ ‫بقلم‪ :‬جوشوا مورافتشيك‪،‬‬ ‫سمير التقي‪,‬‬ ‫د‪.‬سعيد الالوندي‬

‫كتاب‬

‫غالف العدد‬ ‫من سيلقى‬ ‫طوق النجاة؟‬ ‫كريستوفر بوسيك‬

‫شئ من النجاح‬

‫ارون ديفيد ميلر‪،‬‬ ‫الخبير االمريكى فى شئون‬ ‫المفاوضات العربية االسرائيلية‬

‫اعادة‬

‫ترتيب البيت‬ ‫السى ميلكونيان‬

‫د‪.‬ريتشارد ويتز‬

‫مجلة العرب الدولية‬

‫مدير وزميل مركز التحليل السياسي والعسكري‬ ‫مبعهد هدسون في واشنطن العاصمة‬

‫أفكار‬

‫د‪ .‬ستيفن هيدميان‬

‫من احلب ما قتل‬ ‫بقلم ‪ :‬كريس فيليبس‬

‫نائب رئيس املعهد األمريكي للسالم‪،‬‬ ‫وأستاذ زائر في جامعة جورج تاون بواشنطن‪.‬‬

‫لقاء‬

‫حوار مع آرون ديفيد ميلر‪،‬‬ ‫الباحث والكاتب واملستشار‬ ‫السياسي‬

‫االقتصاد‬

‫إعادة ترتيب البيت السوري‬

‫جون ألترمان‬

‫مدير برنامج الشرق األوسط‬ ‫باملركز الدولى للدراسات‬ ‫االستراتيجيه بالواليات املتحدة‬

‫عودة سوريا‬ ‫بقلم‬ ‫ستيفن جلين‬

‫العدد ‪ 17 ،1537‬ديسمبر ‪2009‬‬

‫أ‪ .‬محمد السليمان‬

‫اقتصادي يعمل حاليا ً كمدير لقسم األسهم‬ ‫اخلاصة والعقارات بالشركة الوطنية الستثمار‬ ‫األموال وعضو مبجلس إدارة منتدى القيادات‬ ‫العربية الشابة ( فرع اإلمارات العربية املتحدة)‪.‬‬

‫‪www.majalla.com‬‬


‫الموجز رسائل‬

‫رسائل‬ ‫العدد السابق‬

‫بطل معركة المناخ‬ ‫من الجميل من آن آلخر أن نشعر أن جائزة نوبل للسالم قد أعطيت لمن‬ ‫يستحقها‪ .‬لم أكن أعرف شيئا من قبل عن د‪ .‬راجندرا كومار باتشوري‪ ،‬حتى‬ ‫قرأت البروفايل‪ .‬والواقع أن الخطر الذي يحذرنا منه د‪ .‬باتشوري‪ ،‬خطر‬ ‫واضح وقائم بالفعل‪ ،‬حيث من المحتمل جدا أن تؤدى تغييرات المناخ إلى‬ ‫انتهاء السالم في العالم وقيام الحروب‪ .‬ومن ثم ينبغي علينا أن نأخذ نصائح‬ ‫د‪ .‬باتشوري مأخذ الجد لتجنب ويالت حرب عالمية مستقبليه‪.‬‬

‫ليلى عبد الفتاح‬

‫غضب المناخ‬

‫بالرغم من حجم المشاكل الجسيمة التي يعاني منها الوطن العربي داخليا‬ ‫وخارجيا‪ ،‬وخاصة المشاكل االقتصادية‪ .‬فإننا ينبغي أن ننتبه إلى مشكلة‬ ‫تغير المناخ‪ ،‬بالرغم من كونها مشكلة من مشاكل البيئة التي ال يوجد لدينا‬ ‫وقت لالهتمام بها‪ .‬إن الخطر الذي يتهددنا خطر كبير بالفعل‪ ،‬ومن ثم‬ ‫ينبغي علينا استغالل الفرص التي يطرحها علينا الكاتب باتريك لوفران‬ ‫في هذا المقال‪ ،‬فبل أن تستفحل األمور ويفوت الوقت‪.‬‬

‫عبيد ابوالسيد‬

‫السعودية‪ :‬المملكة التي ال يعرفها الغرب ميراث راعي البقر‬ ‫نجح هذا الكتاب في تغيير العديد من المعتقدات عن المملكة متناولاً‬ ‫إياها بحيا ٍد شديد‪ ،‬ذلك باالضافة إلى المواضيع الغامضة التي نجح‬ ‫في إلقاء الضوء عليها‬ ‫حربي فضيل‬ ‫‪ 09‬يناير ‪2010‬‬

‫لقد استمتعت جدا بقراءة تعليقات السفير شاس فريمانن‪ ،‬سفير الواليات‬ ‫المتحدة السابق لدينا هنا في المملكة‪ .‬لقد أدركت الكثير من الحقائق حول‬ ‫طبيعة العالقات الدبلوماسية من خالل حديثه‪ ،‬خاصة بين الواليات المتحدة‬ ‫وغيرها من الدول‪ .‬ودعونا نأمل جميعا أال يخيب أوباما ظنه وظننا فيه‪.‬‬

‫مشعل مفوز المنجي‬ ‫‪16‬‬


‫‪ 2‬فورين بوليسي‬ ‫أعراض كارتر‬ ‫يناقش هذا المقال حالة االنفصام التي اتسمت بها السياسات الخارجية األمريكية‪ .‬ويدعي والتر‬ ‫راسل‪ ،‬أن إستراتيجيات أوباما الحالية ال تختلف بأي شكل عن االتجاه العام للسياسة األمريكية‪،‬‬ ‫ويحوله لنسخة أخرى من جيمي كارتر‪ .‬وعلى هذا األساس‪،‬‬ ‫وربما يؤدي ذلك إلى تشتيت جهوده‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫يرصد المقال بعض أوجه التشابه بين أوباما وكارتر ليدلل على مقاصده‪ ،‬حيث ينتمي الرجالن إلى‬ ‫الطراز القديم من جناح جيفرسون في الحزب الديمقراطي‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪ 3‬تايم‬ ‫"السيدة أوروبا"‬ ‫"لم يحدث قط أن ألقت ميركل خطابًا علق بالذاكرة"‪ .‬تقول قصة الغالف لمجلة "تايم" إنه رغم‬ ‫الصعود االستثنائي ألنجيال ميركل إلى السلطة‪ ،‬فإن الكثيرين ال يشجعون طريقة استخدامها‬ ‫لصالحيات منصبها‪ .‬وقد عانت ميركل التقليل من شأنها‪ ،‬إال أنها ال تزال تحتفظ بطموحها‪ ،‬حيث‬ ‫يعد الطموح إحدى سماتها األساسية‪ .‬ويناقش المقال نشأة ميركل في ظل نظام شيوعي‪ ،‬وكيف‬ ‫يشكل هذا تناقضًا في الوقت الحالي‪ ،‬بما أنها ترأس حكومة ديمقراطية‪ .‬واستنادًا إلى خلفيتها‬ ‫وتاريخها‪ ،‬تحاول كاثرين ماير أن تستنتج قراراتها المستقبلية‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫‪ 4‬ريزون‬ ‫المناخ القائد‬ ‫"المجتمعات المستهلكة غير قادرة على حفظ الموارد الطبيعية وموارد الطاقة الالزمة للتنمية‬ ‫والحفاظ على جنسنا البشري"‪ .‬وتقتبس مجلة "ريزون" هذا البيان الذي أدلى به فيدل كاسترو‬ ‫لكي تبرهن بطريقة ساخرة‪ ،‬كيف تسمح دول متقدمة بهامش مقبول من انبعاثات ثاني أكسيد‬ ‫الكربون يتجاوز المسموح به في الدول الفقيرة‪ ،‬مثل كوبا‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫غالفاإلسبوع‬

‫اإليكونوميست‬ ‫فعلناها!‬ ‫خالل األشهر القليلة القادمة سوف تصبح غالبية القوة العاملة األمريكية من النساء‪ ،‬بحيث‬ ‫تتجاوز هامش الـ ‪ .٪ 50‬وتناقش هذه المقالة نجاح المرأة في التغلب على العديد من التحديات‬ ‫االجتماعية والتمييز المبني على أساس الجنس‪ ،‬ونجاحها في الوصول إلى وضع أفضل بكثير‬ ‫داخل المجتمعات المحلية التي تعيش فيها‪ .‬فقد نجحت المرأة في االنتقال من الوظائف المكررة‬ ‫والنمطية التي كانت تشغلها قبل عقد من الزمان لكي تتولى إدارة الشركات في الوقت الحالي‪،‬‬ ‫وتجني النساء اآلن ثمار ثورتهن‪ .‬ومع ذلك ما زال هناك العديد من الجوانب التي ال تزال‬ ‫المرأة غير ممثلة فيها تمثيلاً كافيًا‪.‬‬ ‫العدد ‪1540‬‬

‫‪15‬‬


‫الموجز بانوراما الصحافة‬

‫الموجز قالوا‬

‫أقوال‬

‫بانوراما‬ ‫الصحافة‬

‫"سوف نقوم بإجراء محادثات مع‬ ‫إسرائيل إذا اعترفت بحدود عام‬ ‫"‪"1967‬‬ ‫الرئيس الفلسطيني محمود عباس معلنًا‬ ‫عن شروطه المسبقة لبدء المفاوضات‬ ‫مع إسرائيل‬

‫"لن يحدث هذا"‬ ‫تعليق رئيس الوزراء اإلسرائيلي‬ ‫بنيامين نتنياهو على شروط رئيس‬ ‫السلطة الفلسطينية لبدء المفاوضات‬ ‫الفلسطينية اإلسرائيلية والخاصة‬ ‫بانسحاب إسرائيل إلى حدود ‪1967‬‬

‫"آن األوان إللقاء السالح ونبذ‬ ‫العنف واإلرهاب‪ .‬يجب أن تنقذوا‬ ‫حياتكم و تعودوا مواطنين صالحين‬ ‫من جديد"‬ ‫الرئيس اليمني علي عبد اللـه صالح‬ ‫موج ًها خطابه إلى عناصر تنظيم القاعدة‬

‫"لسنا مستعدين لسماع‬ ‫دروس من اناس ال يحترمون‬ ‫قواعد أصدقائهم"‬

‫وزير الخارجية الفرنسي كوشنير منتقداً‬ ‫حماس خالل مؤتمر صحفى مشترك مع‬ ‫أمين عام جامعة الدول العربية‬

‫‪ 09‬يناير ‪2010‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪ 1‬نيوزويك‬ ‫ألف نقطة من الكراهية‬ ‫يناقش عدد هذا األسبوع من مجلة "نيوزويك"‬ ‫قضية الفشل في طرق مكافحة اإلرهاب‪.‬‬ ‫ويقول كريستوفر ديكي‪ :‬إن سياسات مكافحة‬ ‫اإلرهاب األمريكية أسفرت عن تزايد‬ ‫الضغوط على الجماعات المتطرفة‪ ،‬مما‬ ‫أدى إلى موجة جديدة من األعمال اإلرهابية‬ ‫الفردية على طريقة الهواة‪ .‬ويدلل ديكي على‬ ‫مقولته بقضية الشاب النيجيري ذي الثالثة‬ ‫والعشرين عا ًما‪ ،‬والذي أثارت محاولته‬ ‫الفاشلة لتفجير طائرة اضطراب الرأي العام‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫‪ 8‬السعودية‬ ‫‪7‬‬

‫أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد‬ ‫هللا بن عبدالعزيز محادثات مع العاهل‬ ‫االردني الملك عبد هللا حول القضايا‬ ‫اإلقليمية والدولية الكبرى‪.‬وفى مقدمتها‬ ‫كسر الجمود في مفاوضات السالم بين‬ ‫الفلسطينيين وإسرائيل‪.‬وتناول الزعيمان‬ ‫آخر التطورات بشأن القضية الفلسطينية‬ ‫وكذلك الجهود المبذولة إلحالل السالم‬ ‫في المنطقة‪ ،‬كما تطرقت المحادثات إلي‬ ‫جهود الدول العربية لتعزيز العالقات‬ ‫األخوية فيما بينهم وحل قضاياهم دون‬ ‫تدخل أطراف خارجية‬

‫‪9‬‬

‫‪9‬‬

‫كولومبيا‬

‫كشف المتمردون اليساريون في كولومبيا‬ ‫في بيان أنهم قتلوا حاكم مقاطعة كاكويتا‬ ‫الجنوبية بعد وقت قصير من خطفه‬ ‫تحت تهديد السالح في ‪ 21‬كانون األول‪/‬‬ ‫ديسمبر‪.‬وقال البيان إن الهدف من ذلك‬ ‫هو ردع الحكومة الكولومبية ووضع حد‬ ‫لتجاوزاتها العسكرية‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫السودان‬

‫انتقد غازي صالح الدين من حزب‬ ‫المؤتمر الوطني التابع للرئيس السوداني‬ ‫عمر حسن البشير القانون المنظم‬ ‫الستفتاء عام ‪ ،2011‬والذي صدر في‬ ‫ديسمبر‪/‬كانون األول بعد أشهر من‬ ‫الخالفات‪ ،‬قائال إنه يفتقر إلى أي موعد‬ ‫نهائي لمعالجة المشكالت العالقة‪ .‬وتبعا‬ ‫لذلك‪ ،‬فإنه من المتوقع أن التصويت‬ ‫على استقالل جنوب السودان في العام‬ ‫المقبل سوف يؤدي إلى حرب جديدة‬ ‫ما لم يتم اإلجابة عن الكثير من األسئلة‬ ‫الرئيسية حول الشمال والجنوب والحدود‬ ‫والجنسية والديون الخارجية‪.‬‬ ‫العدد ‪1540‬‬

‫‪7‬‬

‫أيسلندا‬

‫رفض رئيس أيسلندا التوقيع على مشروع‬ ‫قانون مثير للجدل يقضي بسداد ‪ 5‬مليارات‬ ‫دوالر (‪ 3.1‬مليار جنيه إسترليني)‬ ‫لبريطانيا وهولندا‪ .‬وقال الرئيس أوالفور‬ ‫راجنار جريمسون في أعقاب احتجاجات‬ ‫عامة‪ ،‬إنه سيجري استفتا ًء على مشروع‬ ‫القانون‪ .‬ومشروع القانون يهدف إلى‬ ‫تعويض الحكومات التي أجبرت على‬ ‫التدخل إلنقاذ المدخرين بعد تعرض‬ ‫أيسلندا ألزمة مصرفية‪.‬‬

‫‪ 10‬الكويت‬ ‫أجل البرلمان الكويتي بعد مناقشات‬ ‫ساخنة يوم الثالثاء التصويت الذي كان‬ ‫مقرراً على خطة سداد تقدر بعدة مليارات‬ ‫دوالر للديون الخاصة بالمواطنين‪ .‬وقد‬ ‫قرر رئيس المجلس جاسم الخرافي تأجيل‬ ‫الجلسة عندما فشل في تهدئة القاعة‬ ‫عقب تبادل االتهامات بين المؤيدين‬ ‫والمعارضين للخطة‪.‬‬ ‫‪13‬‬


‫الموجز‬

‫حول العالم‬

‫حول العالم‬ ‫‪ 1‬أفغانستان‬ ‫‪10‬‬

‫‪1‬‬

‫ذكرت وسائل اإلعالم األمريكية أن االنتحاري‬ ‫الذي قتل سبعة من عمالء المخابرات المركزية‬ ‫األمريكية في أفغانستان كان عميلاً مزدوجًا‬ ‫لتنظيم القاعدة‪ ،‬وكان يعمل طبيبًا في األردن‪،‬‬ ‫وسبق اعتقاله هناك قبل سنة‪ .‬ويقول نائب رئيس‬ ‫االستخبارات العسكرية الجنرال مايكل فلين‪:‬‬ ‫إن أجهزة االستخبارات األمريكية في أفغانستان‬ ‫ال تزال غير قادرة على اإلجابة عن األسئلة‬ ‫األساسية حول البيئة التي تعمل فيها قوات‬ ‫الواليات المتحدة وقوات التحالف واألشخاص‬ ‫التي تحاول تلك القوات حمايتهم وإقناعهم‬ ‫بالعدول عن الطريق الخاطئ‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪5‬‬

‫‪3‬‬

‫‪8‬‬

‫‪6‬‬

‫‪4‬‬

‫‪ 3‬مصر‬

‫‪ 2‬اليمن‬ ‫تمت إعادة فتح السفارة األمريكية في اليمن‬ ‫بعدما تم إغالقها في عطلة نهاية األسبوع‬ ‫الماضي بسبب مخاوف أمنية‪ .‬ويعود ذلك‬ ‫إلى "نجاح عمليات مكافحة اإلرهاب" التي‬ ‫تجريها قوات األمن اليمنية للتعامل مع‬ ‫مشكالت بعينها‪ .‬كانت وزيرة الخارجية‬ ‫األمريكية‪ ،‬هيالري كلينتون‪ ،‬قد وصفت‬ ‫في وقت سابق الوضع في اليمن بأنه يشكل‬ ‫تهديدًا محتملاً لألمن اإلقليمي والعالمي‪.‬‬ ‫‪ 09‬يناير ‪2010‬‬

‫اشتبك مئات الفلسطينيين مع قوات األمن‬ ‫المصرية على طول الحدود مع قطاع غزة‬ ‫بسبب تأخر قافلة مساعدات ‪ ،‬وتسببت‬ ‫االشتباكات في إصابة العشرات بجروح‬ ‫ومقتل جندي مصري واحد‪.‬برصاص‬ ‫فلسطيني وكانت قد بدأت المظاهرة التي‬ ‫نظمتها حماس بطريقة سلمية ولكنها تطورت‬ ‫اإلى العنف عندما بدأ الفلسطينيون برشق‬ ‫الجنود المصريين بالحجارة عبر الجدار‬ ‫الحدودي‪.‬‬

‫‪ 4‬الصومال‬ ‫أعلن برنامج الغذاء العالمي أخيرًا أن تهديدات‬ ‫وهجمات الجماعات المتشددة قد جعلت‬ ‫من المستحيل تقريبًا أن يحصل األشخاص‬ ‫الجائعون على الغذاء في جنوب الصومال‪.‬‬ ‫وأعرب "برنامج األغذية العالمي في بيان له‬ ‫عن بالغ قلقه إزاء تزايد الجوع والمعاناة بين‬ ‫الفئات األكثر ضعفًا في الصومال نتيجة لهذه‬ ‫الهجمات غير المسبوقة وغير اإلنسانية على‬ ‫عمليات اإلغاثة اإلنسانية"‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫العراق‬

‫صرح الجيش األمريكي بأن شهر ديسمبر‪/‬‬ ‫كانون األول هو أول شهر منذ بداية‬ ‫الحرب على العراق الذي لم يشهد وفيات‬ ‫بين القوات األمريكية نتيجة للمعارك‪ .‬وقال‬ ‫راي أوديرنو‪ ،‬قائد القوات األمريكية في‬ ‫العراق‪" ،‬إن ذلك يمثل تقد ًما مه ًما جدًا"‪،‬‬ ‫وأنهم يجب أن يواصلوا التحرك إلى‬ ‫األمام‪ .‬وأضاف أنه يعتقد أن جهود القوات‬ ‫األمريكية هناك قد قللت أعمال العنف مع‬ ‫مرور الوقت"‪.‬‬ ‫‪12‬‬


‫الموجز‬ ‫حول العالم‬

‫قالوا‬

‫بانوراما الصحافة‬

‫رسائل‬

‫وزير الداخلية االيرانى‬

‫إعدام الحرية‬ ‫أعلنت إيران وبصراحة أن اإلعدام ‪ -‬من‬ ‫اآلن‪ -‬فصاعدا هي عقوبة المحتجين على نتائج‬ ‫اإلنتخابات الرئاسية‪ ،‬باعتبار ذلك من أشكال‬ ‫تقويض األمن القومي في إيران ‪ ،‬والحرابة هلل‬ ‫وللرسول ‪،‬على حد وصف وزير الداخلية مصطفى‬ ‫محمد نجار‪ .‬وقال نجار وهو من قيادات الحرس‬ ‫الثوري سابقا وكان وزيرا للدفاع‪،‬إن المحتجين‬ ‫الذين يتظاهرون في الشارع من بعد يوم عاشوراء‬ ‫‪ ،‬محاربون هلل وللرسول‪ ،‬وأنهم يقوضون‬ ‫األمن القومي ‪..‬ولذا‪ ‬يجب أن يتم إعدامهم ‪..‬‬ ‫ووجه نجار التهديد األخير‪ ‬المحتجين‪ ‬بعدما‬ ‫أفادت وزارة االستخبارات اإليرانية أمس‬ ‫باعتقال العديد من األجانب المتورطين في‬ ‫"حرب نفسية" ضد الجمهورية اإلسالمية يوم‬ ‫العدد ‪1540‬‬

‫‪ 27‬ديسمبر‪/‬كانون األول في أعنف مصادمات‬ ‫تشهدها البالد منذ اإلعالن عن نتائج انتخابات‬ ‫الرئاسة في ‪12‬يونيو‪/‬حزيران الماضي‪.‬‬ ‫وأضاف نجار‪" :‬اعتبارا من يوم عاشوراء‬ ‫سيعتبر أي شخص يشارك في أعمال‬ ‫الشغب عدوا هلل ومعارضا لألمن القومي"‪.‬‬ ‫وأيد رئيس القضاء صالدق الريجاني التعامل‬ ‫بحزم مع المحتجين‪ ،‬وأطلقت الشرطة وقوات‬ ‫الباسيج والحرس الثوري تهديدات مماثلة بأنهم‬ ‫لن يتسامحوا مع المحتجين في المظاهرات‬ ‫القادمة‪ ،‬وذلك بعد تسيير مظاهرات مبرمجة‬ ‫قادها رجال دين متشددون نادت علنا بإعدام‬ ‫زعماء اإلصالح‪ ،‬ورفعت صورا للرئيس السابق‬ ‫محمد خاتمي وقد شوهت بحيث يظهر وهو يلبس‬

‫مالبس "غربية" للحض أيضا على نزع لباسه‬ ‫الديني!‬ ‫وفي مواجهة هذا اإلصرار من السلطه وقع ما‬ ‫يقرب من ‪ 90‬أستا ًذا جامعيًا رسالة إلى المرشد‬ ‫األعلى للثورة اإلسالمية اإليرانية آية اللـه علي‬ ‫خامنئي انتقدوا فيها تعامل الحكومة بعنف مع‬ ‫الطالب المحتجين‪ .‬وطلب األساتذة من خامنئي‬ ‫أن يأمر الحرس الثوري وميليشيات الحكومة‬ ‫وغيرهم باالمتناع عن أفعالهم ضد الطالب‪ ،‬وأن‬ ‫يقوموا بإخالء الحرم الجامعي ومغادرته تما ًما‪.‬‬ ‫ودعت الرسالة أيضًا إلى ضرورة تقديم اعتذار‬ ‫رسمي عن ضرب أعضاء الجامعة واإلفراج‬ ‫غير المشروط عن المحتجزين من الطالب‬ ‫وأعضاء هيئة التدريس‪.‬‬ ‫‪11‬‬




‫جيوبوليتيكا‬

‫عام على حرب غزة‬

‫تغير قواعد المبارة السياسية بين حماس وإسرائيل‬

‫غيرت حرب غزة قواعد المباراة السياسية بين حماس وإسرائيل‪ ،‬ولكن ليس إلى الحد الذي يتيح ألي من الطرفين ادعاء االنتصار‪ .‬حققت‬ ‫إسرائيل درجة أكبر من األمن للبلدات الجنوبية‪ ،‬لكنها ال تضمن عدم تجدد الهجمات الفلسطينية القادمة من القطاع ‪ ،‬ولم تتمكن حماس‬ ‫من تحويل صمودها في الحرب إلى اعتراف سياسي يتيح لها المشاركة في العملية السياسية‪.‬‬ ‫‪‎‬مر عام على حرب إسرائيل ضد قطاع غزة‪،‬‬ ‫وهي فترة كافية الختبار وتقييم الحرب وآثارها‬ ‫وإستراتيجيات أطرافها‪ .‬بدأت الحرب بعد فترة‬ ‫من التسخين تساقطت فيها الصواريخ من قطاع‬ ‫غزة على جنوب إسرائيل بعد انقضاء أجل التهدئة‪/‬‬ ‫الهدنة التي دامت لستة لشهور بين الطرفين‪ ،‬وبعد‬ ‫أن رفضت حركة حماس تمديد التهدئة‪/‬الهدنة التي‬ ‫كانت عقدتها مع إسرائيل بوساطة مصرية‪.‬‬ ‫‪‎‬شروط التهدئة لم تكن مقبولة لحماس ورأت الحركة‬ ‫أن التسخين يساعدها على عقد اتفاق جديد بشروط‬ ‫أفضل‪ .‬أيضًا‪ ،‬تصورت حماس أن التهديد بتجدد‬ ‫الصراع يمكن أن يجبر األطراف على قبول التعامل‬ ‫معها كممثل للفلسطينيين‪ ،‬وكسلطة أمر واقع تتمتع‬ ‫بالشرعية في غزة‪ ،‬كما يمكن له أن يساعدها على‬ ‫التفاوض على اتفاق جديد للمعابر يسهل حركة‬ ‫البضائع واألفراد عبر حدود القطاع المحاصر بعد‬ ‫أن انهارت االتفاقية المنظمة للمعابر بانتهاء وجود‬ ‫السلطة الوطنية الفلسطينية في قطاع غزة‪.‬‬ ‫‪‎‬شنت إسرائيل الحرب تحت شعار وقف إطالق‬ ‫الصواريخ من غزة‪ ،‬وإن كان بعض المسئولين‬ ‫اإلسرائيليين تحدث عن أهداف أكثر طموحًا وصلت‬ ‫إلى حد القضاء على سلطة حماس في غزة‪ .‬وانتهت‬ ‫الحرب دون سقوط سلطة حماس وإن كان إطالق‬ ‫الصواريخ من القطاع على إسرائيل قد توقف‪ .‬لم‬ ‫يتوصل الطرفان التفاق جديد للتهدئة‪/‬الهدنة‪ ،‬ولم يتم‬ ‫تجديد االتفاق السابق‪ .‬عادت العالقة بين إسرائيل‬ ‫والقطاع إلى ما كانت عليه في مرحلة اتفاق التهدئة‪/‬‬ ‫الهدنة‪ ،‬ولكن هذه المرة دون أي اتفاق أو إطار‬ ‫قانوني يحمي الوضع وينظمه‪.‬‬ ‫‪‎‬بدال من اتفاق يصعب اختراقه بين إسرائيل وبين‬ ‫حماس وسّعت إسرائيل نطاق حركتها فعقدت اتفاقا‬ ‫حظر على وصول‬ ‫مع الواليات المتحدة لفرض‬ ‫ٍ‬ ‫السالح لقطاع غزة عبر عمليات استخباراتية‬ ‫وبحرية تشمل منطقة واسعة تمتد من البحر المتوسط‬ ‫حتى الخليج ويشارك في تنفيذه عدد من الدول‪ .‬التغير‬ ‫الوحيد في السلوك اإلسرائيلي تجاه القطاع تمثل في‬ ‫الحد من تواتر الهجمات اإلسرائيلية ضد نشطاء‬ ‫حماس في غزة‪ ،‬األمر الذي أدى إلى تخفيف التوتر‬ ‫بين إسرائيل وبين حماس‪.‬‬ ‫‪‎‬بعد حرب غزة أصبحت المباراة السياسية‪ /‬العسكرية‬ ‫بين إسرائيل وحماس محكومة بقواعد جديدة‪.‬‬ ‫بمقتضى القواعد الجديدة تمتنع إسرائيل عن مهاجمة‬ ‫نشطاء حماس داخل القطاع طالما ال يشكلون تهديدًا‬ ‫مباشرًا إلسرائيل‪ ،‬أي طالما لم يكونوا في طريقهم‬ ‫لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل‪ .‬تتيح القواعد الجديدة‬ ‫‪ 09‬يناير ‪2010‬‬

‫والمطالب غير الواقعية من جانب الطرفين‪ ،‬ولكنها‬ ‫أسفرت عن تفاهمات غير رسمية احترمها الطرفان‬ ‫طوال العام األخير‪.‬‬ ‫‪‎‬الطرفان مرتاحان‪ ،‬ولو مؤقتا‪ ،‬لهذه التفاهمات‪ ،‬أما‬ ‫مصر فهي الخاسر األكبر بسببها‪ .‬إخفاق وساطة‬ ‫القاهرة في إنتاج اتفاق مكتوب بين حماس وإسرائيل‬ ‫أحرج الدبلوماسية المصرية‪ ،‬لكن األهم هو أن اعتماد‬ ‫غزة المتزايد على األنفاق الحدودية لتهريب السالح‬ ‫بات يمثل تهديدًا مباشرًا ألمن مصر وسيادتها‪.‬‬

‫د‪ .‬جمال عبد الجواد‬ ‫ألنشطة حماس التدريبية والتعبوية داخل القطاع‬ ‫درجة أعلى من الحصانة ضد الهجمات اإلسرائيلية‪.‬‬ ‫واصلت إسرائيل ‪ -‬وإن كان بشكل متقطع ‪ -‬الهجمات‬ ‫على األنفاق العابرة لحدود قطاع غزة مع مصر‪.‬‬ ‫هجمات إسرائيل على األنفاق متباعدة وال تستهدف‬ ‫كل األنفاق ولكن فقط تلك المستخدمة في نقل‬ ‫األسلحة والمهمات العسكرية لداخل القطاع‪ ،‬فيما‬ ‫يمكن اعتباره جز ًءا مكمال لسياسة منع وصول‬ ‫السالح التي يجري تطبيقها في المناطق المحيطة‬ ‫بالقطاع وعلى حدوده‪.‬‬ ‫‪‎‬الشروط الجديدة للعالقة بين إسرائيل وحماس توفر‬ ‫حماية من الهجمات اإلسرائيلية ألنشطة نقل البضائع‬ ‫والسلع المدنية عبر األنفاق إلى القطاع‪ ،‬األمر الذي‬ ‫عوّض مواصلة إغالق المعابر الواصلة بين إسرائيل‬ ‫والقطاع‪ .‬خفت حدة النقص الشديد في السلع واألدوية‬ ‫والمستلزمات المدنية األخرى في قطاع غزة‪ ،‬وهو‬ ‫النقص الذي ميَّز فترة التهدئة السابقة على الحرب‪،‬‬ ‫وإن كانت القيود أصبحت أكثر صرامة فيما يتعلق‬ ‫بسلع تعتبرها إسرائيل قابلة لالستخدام المزدوج‪.‬‬ ‫وتتوسع إسرائيل في تعريف السلع ذات االستخدام‬ ‫المزدوج لتشمل مواد البناء‪ ،‬األمر الذي لم يسمح‬ ‫بإعادة ما خربته الحرب في القطاع‪ .‬النوع الوحيد‬ ‫من السلع الذي التزمت إسرائيل بتزويد القطاع به‬ ‫عبر المعابر التي تربطها بالقطاع هو؛ المحروقات‬ ‫الالزمة لتشغيل محطات توليد الطاقة في غزة‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى ذلك فإن قس ًما من احتياجات قطاع‬ ‫غزة من وقود السيارات يأتي من إسرائيل‪ ،‬بينما‬ ‫يتم تهريب القسم الباقي عبر شبكة األنفاق المعقدة‬ ‫المزودة بمضخات عبر حدود القطاع مع مصر‪.‬‬ ‫‪‎‬لقد تم التوصل للقواعد الراهنة الحاكمة للعالقة بين‬ ‫إسرائيل وسلطة حماس في غزة من خالل الوساطة‬ ‫التي قامت بها مصر أثناء الحرب‪ ،‬وفي األسابيع‬ ‫القليلة التي تلتها‪ .‬لم تسفر الوساطة المصرية عن‬ ‫التوصل التفاق مكتوب بسبب الشروط المتشددة‬

‫‪ ‎‬حرب غزة غيرت قواعد المباراة السياسية بين‬ ‫حماس وإسرائيل‪ ،‬ولكن ليس إلى الحد الذي يتيح‬ ‫ألي من الطرفين ادعاء االنتصار في هذه الحرب‪.‬‬ ‫حققت إسرائيل درجة أكبر من األمن للبلدات‬ ‫الجنوبية القريبة من حدود غزة‪ ،‬لكنها ال تضمن‬ ‫عدم تجدد الهجمات الفلسطينية القادمة من القطاع‪ .‬لم‬ ‫تنهر سلطة حماس تحت ضغط الهجوم اإلسرائيلي‬ ‫ولم يبق إلسرائيل جنود داخل القطاع‪ ،‬لكن الحياة‬ ‫الطبيعية لم تعد للقطاع‪ ،‬ولم تتمكن حماس من تحويل‬ ‫صمودها في الحرب إلى اعتراف سياسي يتيح لها‬ ‫المشاركة في العملية السياسية‪.‬‬ ‫‪‎‬حظر السالح المفروض على غزة أصبح أكثر‬ ‫إحكا ًما‪ ،‬مما صعَّب وصول السالح والمهمات‬ ‫العسكرية للقطاع‪ ،‬لكن مراكز التدريب العسكري‬ ‫داخل القطاع وكذلك األسلحة والمهمات العسكرية‬ ‫التي قد تصل للقطاع أصبحت في مأمن من الهجمات‬ ‫اإلسرائيلية‪ .‬المرجح أن حماس استطاعت تعويض‬ ‫ما فقدته من أسلحة أثناء الحرب‪ ،‬بل أضافت‬ ‫لترسانتها أسلحة جديدة‪ ،‬لكن معدل تطوير قوة‬ ‫حماس العسكرية أصبح أكثر بطئا بكثير بسبب‬ ‫الحصار المفروض على الحدود وفي البحار البعيدة‪.‬‬ ‫تراقب إسرائيل بحذر التطور الحادث في قوة حماس‬ ‫العسكرية لكنها تتمنى ألاّ تجد نفسها مضطرة لخرق‬ ‫التفاهم الحاكم لعالقتها مع حماس عبر توجيه ضربة‬ ‫استباقية لقوة حماس العسكرية المتنامية‪ .‬حالة الال‬ ‫حرب التي سادت العالقة بين إسرائيل وحماس خالل‬ ‫العام األخير هي على درجة كبيرة من الهشاشة‬ ‫وتهدد باالنفجار في أي وقت‪ .‬وصول تسلح حماس‬ ‫لمستوى يصعب على إسرائيل التسامح معه‪ ،‬أو‬ ‫الضغوط التي تتعرض لها حماس بسبب غموض‬ ‫أسلوبها في التعامل مع الموقف الراهن قد يفتح الباب‬ ‫لتجدد القتال مرة أخرى‪.‬‬ ‫مدير مركز الدراسات السياسية واإلستراتيجية‬ ‫باألهرام‬ ‫‪08‬‬


‫‪ 39‬شخصيات‬ ‫بروفايل‬ ‫جالد الحي الجامعي‬ ‫حوار‬ ‫طارق يوسف‬

‫‪ 45‬االقتصاد‬ ‫اقتصاد سعودى‬ ‫دفعة إصالح ملكية‬ ‫المستثمر العالمي‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫العدد ‪ 09 ،1540‬يناير ‪2010‬‬

‫للمشاركة‬ ‫إلرسال مقاالت أو آراء يرجى المراسلة على‬ ‫البريد اإللكتروني‬

‫‪editorial@majalla.com‬‬

‫ملحوظة‪ :‬جميع المقاالت يجب أال تزيد على ‪ 800‬كلمة‬

‫اإلعالن‬ ‫لإلعالن في النسخة الرقمية يرجى االتصال بـ‪:‬‬

‫تحديات ‪2010‬‬

‫‪ 53‬إصدارات‬ ‫قراءات‬ ‫تقارير‬

‫عالقات نووية‬

‫‪ 58‬المقال السياسي‬

‫تاريخ من العنف‬

‫مكتب المملكة العربية السعودية‬ ‫الرياض‪-‬الشركة السعودية لألبحاث والتسويق‬ ‫شارع التخصصى‪-‬تقاطع طريق مكة‪-‬حى المؤتمرات‬ ‫ص‪-‬ب‪ 478 :‬رمز بريدى ‪11411:‬‬ ‫هاتف ‪ 966-1-4419933 :‬فاكس ‪966-1-4429555‬‬ ‫‪E-Mail: editorial@majalla.com‬‬ ‫مكتب القاهرة‬ ‫‪14‬شارع الحجاز ‪ -‬المهندسين ‪ -‬القاهرة‬ ‫هاتف ‪ -00202 3388654 -‬فاكس ‪00202 7492884 -‬‬ ‫‪E-Mail: editorial@majalla.com‬‬ ‫مكتب لندن‬

‫العدد ‪1540‬‬

‫‪Arab Press House‬‬ ‫‪182-184 High Holborn,‬‬ ‫‪LONDON WC1V 7AP‬‬ ‫‪DDI: +44 (0)20 7539 2335/2337,‬‬ ‫‪Tel.: +44 (0)20 7821 8181,‬‬ ‫‪Fax: +(0)20 7831 2310‬‬ ‫‪E-Mail: editorial@majalla.com‬‬

‫‪Mr. Wael Al Fayez‬‬ ‫‪w.alfayez@alkhaleejiah.com‬‬ ‫‪Tel.: 0096614411444‬‬ ‫‪F.: 0096614400996‬‬ ‫‪P.O.BOX 22304‬‬ ‫‪Riyadh 11495, Saudi Arabia‬‬

‫اشتراكات‬

‫لالشتراك في الطبعة الرقمية‪ ،‬يرجى االتصال بـ‪:‬‬ ‫‪subscriptions@majalla.com‬‬

‫تنويه‬ ‫اآلراء الواردة في هذه المجلة تعبر عن رأي‬ ‫مؤلفيها فقط و ال تعبر بالضرورة عن آراء مجلة‬ ‫المجلة وهيئه تحريرها‪.‬‬

‫حقوق النشر محفوظة لمجلة المجلة ‪ 2009‬التي‬ ‫تصدر عن الشركة السعودية لألبحاث والتسويق‬ ‫(المملكة المتحدة) شركة محدودة‪ .‬وال يجوز بأي‬ ‫حال من األحوال إعادة طباعة المجلة أو أي جزء‬ ‫منها أو تخزينها في أي نظام استرجاعي أو نقلها‬ ‫بأي صورة أو أي وسيلة إلكترونية أو آلية أو‬ ‫تصويرها أو تسجيلها أو ما شابه دون الحصول‬ ‫على تصريح مسبق من الشركة السعودية‬ ‫لألبحاث والتسويق (شركة محدودة)‪ .‬وتصدر‬ ‫المجلة أسبوعيا ً باستثناء إصدارين مدمجين في‬ ‫واحد بصورة دورية وإصدارات إضافية أو مزيدة‬ ‫أو موسعة‪ .‬لتلقي استفسارات االشتراك الرقمي‪،‬‬ ‫يرجى زيارة ‪www.majalla.com‬‬ ‫‪07‬‬


‫المحتـوى‬

‫‪46‬‬

‫‪ 08‬جيوبوليتيكا‬

‫عام على حرب غزة‬

‫‪ 11‬الموجز‬ ‫حول العالم‬ ‫قالوا‬ ‫بانوراما الصحافة‬ ‫رسائل‬

‫‪ 18‬قصة الغالف‬

‫شباب الخليج‬

‫الثورة الهادئة للطبقة الوسطى‬

‫‪ 27‬أكثر من رأي‬

‫إلى أين يتجه شباب الخليج؟‬

‫‪ 34‬أفكار‬

‫العراق ليس آمنًا بعد‪..‬‬ ‫إدارة التحرير‬

‫‪40‬‬

‫مدير مكتب لندن‬ ‫مانويل أمليدا‬ ‫مدير مكتب القاهرة‬ ‫أحمد أيوب‬ ‫احملـــررون‬ ‫بوال ميجا‬ ‫ستيفن جلني‬ ‫وسام شريف‬ ‫دانيال كاباريلى‬ ‫سكرتيرة التحرير‬ ‫جان سينجفيلد‬ ‫مدير املوقع اإللكتروني‬ ‫محمد صالح‬

‫‪ 09‬يناير ‪2010‬‬

‫‪06‬‬


‫كاريكاتير‬

‫العدد ‪1540‬‬

‫‪05‬‬


‫اإلفتتاحية‬

‫الغالف‬

‫أسسهــا سنة ‪1987‬‬

‫األمير أحمد بن سلمان بن عبد العزيز‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫أسسهــا هشام ومحمد على حافظ‬

‫عزيزي القارئ‬ ‫رئيس التحرير‬

‫عادل بن زيد الطريفي‬ ‫المدير العام‬

‫طارق القين‬

‫‪www.srpc.com‬‬ ‫‪The Majalla Magazine‬‬ ‫‪HH Saudi Research & Marketing‬‬ ‫‪(UK) Limited Arab Press House‬‬ ‫‪182-184 High Holborn,‬‬ ‫‪LONDON WC1V 7AP‬‬ ‫‪DDI: +44 (0)20 7539 2335/2337,‬‬ ‫‪Tel.: +44 (0)20 7821 8181,‬‬ ‫‪Fax: +(0)20 7831 2310‬‬

‫مرحبًا بك ضيفًا على عدد هذا األسبوع من "المجلة الرقمية"‪.‬‬ ‫نعرض لك في هذا العدد رؤية تحليلية حول أوضاع الشباب‬ ‫في منطقة الخليج‪ .‬ويرصد المقال‪ ،‬الذي يحمل عنوان "شباب‬ ‫الخليج"‪ ،‬رؤية حول ظهور طبقة وسطى قوية تبشر بتعزيز‬ ‫هذا القطاع المهم من المجتمع‪ ،‬بما في ذلك الشباب الذين‬ ‫يشكلونه‪ .‬لكنه بالرغم من هذه الوعود والدالئل المبشرة‪،‬‬ ‫تظل هناك تحديات تقف حجر عثرة على طريق استفادة‬ ‫الشباب المثلى من إمكاناتهم وطاقاتهم‪ .‬واستكمالاً لهذا المقال‪،‬‬ ‫قمنا بتوجيه الدعوة إلى عدد من الكتاب الشباب في المنطقة‬ ‫لعرض أفكارهم حول مستقبل الشباب في دول الخليج‪.‬‬ ‫لذا ندعوك إلى قراءة هذه المقاالت وغير ذلك الكثير على موقعنا‬ ‫اإللكتروني ‪ www.majalla.com‬وكالعادة‪ ،‬فإننا نرحب‬ ‫بتقييم قرائنا وندعوهم إلى كتابة تعليقاتهم على موقع "المجلة"‬ ‫أو االتصال بنا إذا كانت لديهم الرغبة في النشر لدينا‪.‬‬ ‫مع أطيب التمنيات‬

‫عادل الطريفي‬ ‫رئيس التحرير‬




‫عام علي حرب غزة‬ ‫د‪ .‬جمال عبد الجواد‬

‫دفعة إصالح ملكية‬ ‫دانيال كاباريلي‬

‫جالد الحي الجامعي‬ ‫رضا نقدى قائد الباسيج‬

‫شباب الخليج‬ ‫التأثير الهادئ للطبقة الوسطى‬ ‫بقلم‬ ‫بوال ميجا و وسام شريف‬

‫العدد ‪ 09 ،1540‬يناير ‪2010‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.