تحالف إرهابي لمواجهة التحالف الدولي

Page 1

Mechanical Competence Model Dual Time Lady Dual Time indication Self-winding

AB U DHAB I: Al Manara International Jewellery +971 2681 3232; AM MAN: Time Center +962 6552 5706; C AI RO: BTC Exclusive +202 3774 0607; BAH R AI N: Asia Jewellers +973 1753 4444; B E I R UT: Ulysse Nardin Boutique +961 1 992 092; DAMASCU S: Watch To w n + 9 6 3 1 1 3 7 3 6 1 1 5 ; D O H A : A l i B i n A l i + 9 7 4 4 4 1 3 1 3 9 1 ; D U B A I : U l y s s e N a r d i n B o u t i q u e + 9 7 1 4 3 9 5 0 5 7 7 ; J E D D A H : F i r s t J e w e l r y + 9 6 6 2 6 6 0 3 6 4 4 ; K U WA I T : M o r a d Yo u s u f B e h b e h a n i + 9 6 5 2 4 6 7 6 2 6 ; M U S C AT : A l Q u r u m J e w e l l e r y L LC + 9 6 8 2 4 5 6 2 5 5 8 ; R I YA D H : F i r s t Jewelry +966 1460 2801 info@ulysse-nardin.ch - ulysse-nardin.com



‫الكلمة الأخرية‬

‫العراقي الجديد حيدر العبادي التخفيف مما تركه سلفه ورفيقه في حزب َّالدعوة اإلسالمية‪ ،‬نوري‬ ‫يحاول رئيس الوزراء ِ‬ ‫فمن املعلوم أن تلك الفترة (‪ )2014 -2006‬كانت مألى‬ ‫املالكي‪ ،‬وأن يؤدي ما أوكل إليه ِمن مسؤولية يثبت أنه األجدر‪ِ ،‬‬ ‫بالخروقات الدستورية‪ ،‬وبعدم الثقة بني القوى السياسية‪ ،‬وبعظمة الفساد والتدهور في نواحي الحياة كافة‪ ،‬حتى هناك‬ ‫َمن أخذ ُيراجع موقفه ِمن جدوى سقوط نظام صدام حسني (أعدم ‪.)2006‬‬ ‫كان أخطر ما أنتجته تلك الفترة هو ما سماه العبادي نفسه «الجيش الفضائي»‪ ،‬فـ‪ 50‬ألف منتسب (حسب العبادي) إلى‬ ‫الجيش العراقي كانوا على الورق فقط‪ ،‬وهذا يعد أحد األسباب املهمة في هزيمة الجيش العراقي أمام مسلحي «داعش»‬ ‫في مشهد مخز للغاية‪ ،‬وحتى هذه اللحظة ما زالت املوصل ومناطق غربية بيد املسلحني‪ .‬بينما كان املالكي قد أسس‬ ‫مكتبا خاصا بالقائد العام للقوات‪ ،‬ال حدود لصالحياته‪ ،‬ولديه ميزانية ضخمة‪ ،‬إال أنه سلط فيه األقارب واألصهار وعددا‬ ‫كبيرا من املنتسبني الوهميني‪.‬‬ ‫بطبيعة الحال‪ ،‬يتحمل ‪ -‬بحكم املسؤولية ‪ -‬رئيس الوزراء والقائد العام للقوات املسلحة املسؤولية الكاملة عما حصل‪،‬‬ ‫وهذا ما جعل حيدر العبادي يلغي املكتب في أول خطة له بعد إلغاء األلقاب كدولة الرئيس التي كانت تطلق على إبراهيم‬ ‫الجعفري ونوري املالكي‪.‬‬ ‫لحزب الدعوة ككل‪ ،‬وأثبت أن سلفه لم‬ ‫كان ظهور العبادي على شاشات الفضائيات محرجا ليس للمالكي فحسب‪ ،‬إنما‬ ‫َ‬ ‫ُيكلف نفسه بالتدقيق في مسألة خطرة مثل هذه‪ ،‬مع أن وسائل اإلعالم قد أشارت‪ ،‬من قبل وحذرت من وجود املنتسبني‬ ‫الفضائيني‪ .‬ال ندري إلى أي مدى يتمكن حيدر العبادي من تصفية تلك الفترة بجيشها الفضائي وبفسادها املزمن‪ ،‬وهو‬ ‫ما زال عضوا قياديا في حزب الدعوة اإلسالمية‪ ،‬وتكتل دولة القانون وهما برئاسة املالكي نفسه؟‬

‫بقلم‪ :‬ر�شيد اخل ُّيون‬

‫التفت العبادي‪ ،‬بعد الجيش‪ ،‬إلى وزارة الداخلية‪ ،‬وإذا هي األخرى مألى بالفساد وبالفضائيني أيضا‪ ،‬تلك الوزارة التي كان‬ ‫يهيمن عليها حزب الدعوة بوزيرها بالوكالة (نوري املالكي) وبوكيلها األقدم عدنان األسدي‪ .‬وعندما نقول فساد الجيش‬ ‫والداخلية يعني أن الحالة األمنية سيئة للغاية‪ .‬كذلك نوه العبادي إلى فساد في القضاء العراقي‪ ،‬ذلك الذي استغله املالكي‬ ‫ضد خصومه‪ ،‬أو َ‬ ‫ممن ال يتعاون معه‪ ،‬حقا أو باطال‪.‬‬ ‫يبق املالكي على صلة مع دولة إقليمية‪ ،‬عدا إيران‪ِ ،‬من دون ألغام تنفجر في أي وقت‪ ،‬وهذا عامل آخر يضاف إلى‬ ‫لم ِ‬ ‫عوامل عدم االستقرار األمني‪ ،‬ناهيك عن الطائفية التي أشعلها من موقعه كرئيس للسلطة التنفيذية‪ ،‬وهنا ال ننزه بقية‬ ‫السياسيني ِمن لوثتها‪ ،‬لكن رئيس الوزراء والقائد العام للقوات املسلحة‬ ‫ووزير الداخلية واألمن‪ ،‬حسابه آخر‪.‬‬

‫العراق‪ ..‬نجاح العبادي مرتهن‪!..‬‬

‫حاول العبادي‪ ،‬مع حداثة حكمه وعظمة ما أمامه ِمن مصاعب‪ ،‬أن ينهج‬ ‫سياسة جديدة مع دول الجوار‪ ،‬تلك التي نسفها املالكي بحماقات ال‬ ‫ُّ َّ‬ ‫السنة‬ ‫أول وال آخر لها‪ .‬كذلك حاول التخفيف من االحتقان الطائفي بني‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫والشيعة ِمن جانب وبني املركز واإلقليم ِمن جانب آخر‪ ،‬فقد أوصلها املالكي إلى مواجهة بني عرب وكرد‪ ،‬وذلك ِمن خالل‬ ‫خطابه‪ ،‬الذي كان ُيذاع كل يوم أربعاء‪ ،‬وصار وجود املالكي نفسه هو املشكلة‪.‬‬

‫هناك َمن يراهن على فشل حيدر العبادي فيما يسعى إليه‪ ،‬وذلك بسبب عظمة التدخل اإليراني‪ ،‬ممثال بشخص قاسم‬ ‫سليماني ونائبه على شأن العراق أبو مهدي املهندس‪ ،‬العضو في حزب الدعوة ومنظمة بدر سابقا‪ ،‬فقيل هو الذي‬ ‫يترأس الحشد الشعبي‪ ،‬وإنه وراء تأسيس العديد من امليليشيات التي قاتلت بسوريا‪ُ ،‬بعذر الدفاع عن األضرحة املقدسة‪،‬‬ ‫كضريح الست زينب املفترض‪.‬‬ ‫أما الفساد فقد تراكم خالل السنوات اإلحدى عشرة‪ ،‬بعد سقوط النظام السابق‪ ،‬بما يصعب معالجته بإجراءات فوقية؛‬ ‫حتى صار مؤسسا ومحميا‪ ،‬وكم صحافي لقي حتفه عندما حاول القرب من شبكات الفساد‪ ،‬ناهيك عن أن املسؤولني‬ ‫خالل تلك السنوات أخذوا يتناوبون على املناصب‪ ،‬فوزير املالية الذي أبتلي بالفساد أصبح وزيرا للنفط مثال‪ ،‬أو وزير‬ ‫النفط الذي عرفت وزارته باملحسوبية والفساد صار وزيرا للتعليم العالي‪ ،‬وكذلك بقية املناصب‪ ،‬فكيف ُيحارب الفاسد‬ ‫بوجود هذا التداول على املناصب؟‬ ‫صحيح أن العبادي يختلف عن املالكي بمواصفات عديدة‪ ،‬منها أنه لم يشتهر عنه التورط في أعمال عنف أيام املعارضة‪،‬‬ ‫ولم يكن مدانا للجمهورية اإلسالمية اإليرانية بفضل في أيام املعارضة‪ ،‬ألنه لم يعش هناك كاآلخرين‪ ،‬وأنه صاحب‬ ‫ُ‬ ‫ومن أسرة بغدادية تقدر قيمة املدينة‪ ،‬كذلك لم ُيعرف عنه فساد أو ابتالء باالستحواذ‬ ‫شهادة علمية وتكنوقراط ممارس‪ِ ،‬‬ ‫حال‬ ‫في‬ ‫يكفي‬ ‫ال‬ ‫شك‬ ‫بال‬ ‫امللتهب؟‬ ‫العراقي‬ ‫الوضع‬ ‫مسار‬ ‫لتصحيح‬ ‫هذا‬ ‫يكفي‬ ‫هل‬ ‫لكن‪،‬‬ ‫على قصر من القصور كسابقيه‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ومن ِقبل السلطات الثالث‪ ،‬وأن ترفع يد اإلدارة السابقة‪ ،‬فاملالكي‪ ،‬الذي حمى‬ ‫جماعي‪،‬‬ ‫ِمن األحوال إذا لم ُي َص ْر إلى عمل‬ ‫ِ‬ ‫ملفات الفساد‪ ،‬ويحاول كبح أي نجاح يظهر رداءة إدارته في حالة نجاح العبادي‪ ،‬ما زال متمكنا من النفوذ عبر تكتل‬ ‫دولة القانون‪ ،‬وحزب الدعوة اإلسالمية‪ ،‬وبهذا يبقى العبادي أسيرا لرئيسه في الحزب والتكتل‪ ،‬في حالة أنه ال يتمكن من‬ ‫التحرر من الكيانني وزعامتهما‪.‬‬

‫‪66‬‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬


‫الصناعيني»‪ ،‬ألنها كانت تكلف أقل‪ ،‬وكان الهدف أن تستعملها دول العالم الثالث‬ ‫لألغراض التعليمية واالتصاالت التليفونية‪ ،‬والتلفزيونية‪ .‬واتفقت الشركة مع‬ ‫حكومة زائير على تشييد قواعد إلطالق الصواريخ واألقمار الصناعية‪ ،‬ألن‬ ‫زائير تقع فوق خط االستواء (إلطالق أقمار ثابتة‪ :‬تدور حول األرض بسرعة‬ ‫دوران األرض حول نفسها)‪.‬‬ ‫لكن‪ ،‬وقبل أن يكتمل امل�ش��روع أفشت «امل��وس��اد» أس��راره إل��ى االستخبارات‬ ‫السوفياتية كذلك‪ .‬فمارست الدول الكبرى ضغطا على حكومة زائير التي ألغت‬ ‫املشروع‪ ،‬وفى يوليو ‪ 1981‬أدل��ى الرئيس الليبي معمر القذافي بتصريحات‬ ‫صحافية هاجم فيها الدول الكبرى‪ ،‬ألنها «تنتج أسلحة نووية لتدمير العالم»‪،‬‬ ‫وقال إن ليبيا «تريد استخدام الطاقة النووية لألغراض السلمية»‪.‬‬ ‫وبدأت تتسرب معلومات عن أن شركات أملانية تساعد ليبيا في بناء مفاعل‬ ‫نووي‪ ،‬في سبها (مشروع الفندق)‪ .‬وليبيا لم تخف رغبتها في بناء مفاعل‬ ‫نووي‪ ،‬وكانت أجرت اتصاالت مع شركة «كلف أند جنرال أتوميكز» األميركية‬ ‫ملساعدتها‪ ،‬لكن اإلدارة األميركية تدخلت ومنعت الشركة من مساعدة ليبيا‪.‬‬ ‫كذلك تدخلت اإلدارة األميركية عندما كشفت شبكة اشتركت فيها ليبيا‬ ‫إلمدادها بالتكنولوجيا األميركية‪ ،‬وكان من أبطالها عميال املخابرات األميركية‬ ‫أدوين ويلسون وفرانك تيريل‪ .‬وفى الوقت ذاته‪ ،‬كانت ليبيا تحاول طريقا آخر‬ ‫باالتفاق مع شركات سويدية لتدريب الفنيني واملهندسني الليبيني (مشروع‬ ‫تيلوب)‪ ،‬لكن تسربت مرة أخ��رى معلومات بأن ه��ؤالء يدرسون أو يمهدون‬ ‫لدراسة تكنولوجيا الصواريخ املوجهة‪.‬‬ ‫وم��رة أخ��رى م��ورس ضغط مكثف على السويد‪ .‬ففي البداية استقال مدير‬ ‫شركة «تيلوب» (ال��ذي كان قائدا للسالح الجوى السويدي) وفى وقت الحق‬ ‫ألغت حكومة السويد االتفاقية مع ليبيا وأرسلت الطالب الليبيني إلى بلدهم‪ .‬كان‬ ‫ذلك في سنة ‪ .1982‬قبل ذلك بسنة كانت إسرائيل قد قصفت املفاعل النووي‬ ‫العراقي‪ ،‬ولتأكيد أن العراق كان يريد إنتاج الطاقة النووية وزعت «املوساد»‬ ‫قائمة بالدول التي استوردت في تلك السنة مادة اليورانيوم من النيجر (واحدة‬ ‫من أغنى دول العالم إنتاجا لليورانيوم)‪ .‬وتشير القائمة إلى أن العراق استورد‬ ‫‪ 100‬طن وليبيا استوردت ‪ 1200‬طن‪.‬‬ ‫الحملة األول��ى كانت ضد النيجر‪ ،‬ألنها باعت اليورانيوم لدولتني عربيتني‪.‬‬ ‫وبجهود أميركية سرية اتفقت الواليات املتحدة‪ ،‬وكندا‪ ،‬وأستراليا‪ ،‬وجنوب‬ ‫أفريقيا‪ ،‬على تخفيض سعر ال�ي��وران�ي��وم إلي��ذاء اقتصاد النيجر‪ ،‬والضغط‬ ‫إلغالق السفارة الليبية فيه‪ .‬عالقة ليبيا بالنيجر نفسها كانت مجال شكوك‬ ‫االستخبارات اإلسرائيلية واألميركية وغيرها‪ .‬فقبل ذلك بعده سنوات نشرت‬ ‫أنباء أن ليبيا تشترى «الكيك األصفر» (مادة اليورانيوم شبه الخام) من النيجر‪.‬‬ ‫وفى ‪ 1980‬قيل إنها بدأت تشتريه بكميات كبيرة‪ .‬ونشرت أنباء اتفاق بني ليبيا‬ ‫وباكستان إلنتاج ما سمي وقتها بـ«القنبلة الذرية اإلسالمية»‪ .‬وعندما تولى‬ ‫الحكم الرئيس رونالد ريجان في سنة ‪ 1981‬تدهورت العالقات بني أميركا‬ ‫وليبيا واشتبكت القوات األميركية والليبية وأعلن ريجان أن القذافي هو «عدو‬ ‫أميركا األول في كل العالم»‪ .‬لكن الحملة األخرى التي كانت تجرى في الخفاء‪،‬‬ ‫وبواسطة «املوساد» كان هدفها منع ليبيا من إقامة أي مفاعل أو مصنع ذي‬ ‫صلة بالطاقة النووية‪ .‬وكانت «امل��وس��اد» هي التي قدمت إل��ى االستخبارات‬ ‫األميركية معلومات عن االتصاالت الليبية األملانية وصورت لهم أن القذافي يريد‬ ‫بناء قوة ذرية ضاربة في شمال أفريقيا‪ ،‬تهدد األسطول األميركي في البحر‬ ‫األبيض املتوسط‪ ،‬ومصالح أميركا وفرنسا وحلفائهما والدول التي تتعاون‬ ‫معهما في أفريقيا‪ ،‬هذا غير قصف إسرائيل بالصواريخ النووية‪.‬‬

‫علماء قتلوا‬ ‫مقتل العالم املصري الدكتور سعيد بدير أعاد القائمة الطويلة للعلماء العرب‬ ‫الذين اغتيلوا على يد أجهزة استخبارات‪ ،‬وخصوصا «املوساد»‪ .‬والقائمة تبدأ‬ ‫بالدكتورة سميرة موسى التي اغتيلت في الواليات املتحدة عام ‪ 1953‬وكانت‬ ‫متخصصة في مجال الفيزياء النووية‪ .‬وكذلك الدكتور سمير نجيب وهو عالم‬ ‫الذرة املصري الذي اغتيل في ديترويت يوم ‪ 12‬أغسطس (آب) ‪ 1967‬قبل يوم‬ ‫واحد من عودته إلى مصر‪.‬‬

‫الكليات العلمية الفرنسية تقبل بعض العرب بشروط‬ ‫يوجد في فرنسا كثير من املدارس العليا املتخصصة‪ ،‬لكن أكثرها شهرة ‪5‬‬ ‫مدارس وهذه املدارس هى‪:‬‬ ‫‪ – 1‬مدرسة البوليتكنيك (أي املتعددة االختصاصات العلمية‪ ،‬وهي مدرسة‬ ‫عسكرية عليا لتدريس العلوم وتكوين كبار املهندسني املدنيني والعسكريني‬ ‫العاملني في حقل الدفاع الوطني والتصنيع الحربي وه��ي من أكثر امل��دارس‬ ‫الفرنسية انغالقا في وجه األجانب عموما‪ ،‬لكن ذلك ال يمنع وجود نحو مائة‬ ‫طالب أجنبي منهم ‪ 20‬عربيا من ‪ 5‬جنسيات مختلفة التحقوا بها بمقتضى‬ ‫اتفاقيات بني فرنسا والدول العربية املعنية‪.‬‬ ‫‪ – 2‬املفوضية العامة للطاقة النووية‪ ،‬وهى هيئة حكومية تم إنشاؤها بعد نهاية‬ ‫الحرب العاملية الثانية ملواكبة التقدم النووي في العالم ومد البالد بخبرائها‬ ‫وفنييها النوويني وموقعها مدينة ساكليه في ضواحي باريس‪ .‬وتنقسم هذه‬ ‫الهيئة إلى قسمني‪ :‬قسم عسكري خاص بالفرنسيني ويخضع لرقابة وزارة‬ ‫الدفاع‪ ،‬وقسم مدني مفتوح لألجانب س��واء منهم الطالب الذين يتلقون فيه‬ ‫تعليما تطبيقيا ويجرون فيه األبحاث العلمية‪ ،‬لكن دون أن يتحملوا مسؤوليات‪،‬‬ ‫ألن ذلك يلزمهم الحصول على الجنسية الفرنسية‪ .‬وهذا يحدث كثيرا ويعتبر‬ ‫إح��دى وسائل اج�ت��ذاب األدم�غ��ة العلمية األجنبية‪ ،‬أو الخبراء الذين ترسلهم‬ ‫بالدهم إلى فرنسا بعد توقيع اتفاق معها بشأن شراء مفاعل نووي أو محطة‬ ‫كهربائية نووية من ذلك – مثال – أن بلدانا مثل العراق بموجب اتفاقية إنشاء‬ ‫مفاعل «تموز» النووي‪ ،‬وباكستان عمال باتفاق تعاون نووي وقعته مع فرنسا‬ ‫في نهاية الستينات‪ .‬أرسلت أعدادا كبيرة من طالبها في امليدان النووي لتدرب‬ ‫في ساكليه‪.‬‬ ‫‪ – 3‬املدرسة الوطنية لإلدارة‪ ،‬وتتمثل مهمتها أساسا في تكوين الكوادر من‬ ‫اإلداري�ين والسياسيني واالقتصاديني العالني في البالد وهى مدرسة خاصة‬ ‫بالفرنسيني فقط‪.‬‬ ‫‪ – 4‬املدرسة العسكرية في باريس وتقوم بتكوين كوادر الجيوش البرية والجوية‬ ‫والبحرية الفرنسية وهى مفتوحة أمام األجانب بأعداد محدودة وبمقتضى‬ ‫اتفاقيات ثنائية بني فرنسا والدولة التي لها تعاون عسكري هام معها‪.‬‬ ‫‪ – 5‬الكلية العسكرية في سان سير وهى من أشهر امل��دارس العسكرية في‬ ‫العالم أسسها نابليون بونابرت عام ‪ 1802‬لكي تمد جيشه بالضباط والخبراء‪.‬‬ ‫وهذه الكلية مفتوحة أمام األجانب‪ ،‬لكن بأعداد ونسب قليلة جدا (نحو ‪ 5‬في‬ ‫املائة) وتعد اآلن أقل من ‪ 250‬طالبا أجنبيا من أصل ‪ 5‬آالف طالب فيها‪ .‬وكان‬ ‫فيها في السنة املاضية أكثر من مائة طالب من قوات الدفاع الجوي السعودي‬ ‫وهيى حالة استثنائية‪ .‬والطلبة الدارسون فيها يدخلونها بموجب اتفاق تعاون‬ ‫عسكري بني بلدهم وفرنسا يكون مرتبطا في الغالب بعقود ش��راء أسلحة‬ ‫فرنسية تتطلب تكوين طلبة البلد املعنى وتدريبهم على استعمال السالح‬ ‫والستيعاب التقنيات العسكرية الفرنسية <‬

‫سعيد بدير مع زوجته وأحد أوالده‬

‫زوجة بدير‬ ‫‪:‬‬ ‫لـ‬ ‫تعرضنا‬ ‫في أملانيا‬ ‫لضغوط نفسية‬ ‫شديدة‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫‪65‬‬


‫أرشيف‬

‫املمثل والسينارسيت الراحل سيد بدير‬ ‫والد عالم الذرة سعيد بدير‬

‫ما هي عالقة‬ ‫السكرتيرة‬ ‫النمساوية‬ ‫بمحاولة‬ ‫منع بدير‬ ‫من مغادرة‬ ‫أملانيا؟‬

‫على أثر تهشم جزء منه بفعل ضربات عنيفة وجهت إليه بواسطة آلة حديدية‪.‬‬ ‫فسر البوليس الفرنسي الجريمة على أنها نتيجة شجار عنيف ق��د يكون‬ ‫نشب بني الضحية وسارق دخل عليه في غرفته‪ ،‬ولكن عندما تعمقت الشرطة‬ ‫الفرنسية في تحرياتها اكتشفت أن املشد ليس شخصا ع��ادي��ا‪ ،‬فهو عالم‬ ‫ذرة مصري متعاقد مع الهيئة النووية العراقية منذ ‪ 5‬سنوات‪ ،‬ويزور فرنسا‬ ‫كثيرا بحكم كونه مسؤوال عن استالم جميع املعدات النووية الفرنسية التي‬ ‫اشتراها العراق ضمن مشروع مفاعله النووي‪ ،‬وكذلك فحصها فنيا للتأكد‬ ‫من تطابقها مع املواصفات والشروط املطلوبة‪ .‬واكتشفت الشرطة أنه مسؤول‬ ‫عن تدريب ‪ 250‬خبيرا نوويا عراقيا كان يجري تدريب بعضهم في املركز‬ ‫النووي الفرنسي في سياكليه‪.‬‬ ‫وقالت الصحف الفرنسية حول مقتل املشد إن العقل املدبر للمشروع النووي‬ ‫العراقي قتل‪ ،‬وإن موته قد يكون سببا في تأخير إنجاز املشروع ملدة سنتني‪.‬‬ ‫وقالت مجلة «العلوم والحياة الفرنسية» التي نشرت موضوعا مطوال عن‬ ‫الحادثة إن املشد هو أهم عالم نووي عربي كما إنه الوحيد في العالم العربي‬ ‫القادر على رعاية مشروع نووي ضخم مثل مشروع «تموز» العراقي‪ ،‬وإن موته‬ ‫يعتبر ضربة قاضية للمشروع كله‪ ،‬وكذلك للمحاوالت النووية العربية‪ .‬عندها‬ ‫فقط وجد البوليس الفرنسي تفسيرا معقوال لجريمة فندق «امليريديان» التي‬ ‫نفذها جهاز محترف لم يستعمل كاتم الصوت ورصاصتني في الرأس على‬ ‫طريقة الجواسيس‪ ،‬ألن ذلك يعنى «توقيع الجريمة» كما تقول لغة الشرطة‪،‬‬ ‫وإنما فضل التضليل والتمويه إلتاحة الفرصة أمام القاتل للهروب من فرنسا‬ ‫قبل اكتشاف الحقيقة‪.‬‬

‫نتيجة التحقيق‬ ‫وكانت نتيجة التحقيق األمني والقضائي الفرنسي حول العمليتني املذكورتني‪،‬‬ ‫أن «الجريمة تمت بفعل مجهول»‪ .‬ورفعت دعويان قضائيتان ضد مجهول‪،‬‬ ‫وما زال البحث جاريا وامللف مفتوحا بانتظار الحصول على عناصر جديدة‬ ‫تساعد الشرطة والقضاء على الوصول إلى الفاعل‪ ،‬وهو أمر لن يحدث‪ .‬فالتهمة‬ ‫تدور حول جهاز «املوساد» اإلسرائيلي وأصبحت يقينا بعد نسف املفاعل‬ ‫العراقي‪ ،‬ولكن خالل ‪ 17‬سنة املاضية نفذت «املوساد» عمليات سرية ضد‬ ‫العرب في فرنسا ولم يحدث أن أوقع البوليس الفرنسي ولو مرة واحدة بجهاز‬ ‫«املوساد» اإلسرائيلي أو قبض على أي من عناصره‪ ..‬ملاذا؟ الجواب يتضمنه‬ ‫كتاب فانسان مونتوي املستشرق الفرنسي املعروف الذي نشر في فرنسا‬ ‫قبل أكثر من ‪ 10‬سنوات تحت عنوان «ملف س��ري عن إسرائيل» خصص‬ ‫نصفه تقريبا للحديث عن «جرائم املوساد في أوروبا»‪ ،‬وبالتحديد تلك التي‬ ‫استهدفت العرب بعد عملية ميونيخ في سبتمبر (أيلول) ‪ 1972‬عندما قررت‬ ‫الحكومة اإلسرائيلية تجنيد فريق من القتلة املحترفني – على حد قول مونتوي‪.‬‬ ‫قوامه ‪ 15‬أرسلتهم إلى أوروبا الغربية حيث قاموا بتنفيذ أكثر من ‪ 15‬عملية‬ ‫قتل ذهب ضحيتها أكثر من ‪ 10‬أشخاص عرب منهم محمود الهمشرى في‬ ‫‪64‬‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫ديسمبر (كانون األول) ‪ ،1972‬والدكتور باسل القبيسي في أبريل ‪،1973‬‬ ‫ومحمد بوضيا في يونيو ‪ ،1973‬ومحمود صالح في يونيو ‪ 1973‬في فرنسا‬ ‫وعادل زعيتر في إيطاليا‪ ،‬وآخرون في قبرص وبلجيكا والنرويج‪.‬‬ ‫وي ��ورد م��ون�ت��وي تفاصيل دقيقة ع��ن التنظيم ال�س��ري اإلس��رائ�ي�ل��ي ويعطي‬ ‫أسماء أعضائه فردا فردا‪ ،‬موضحا أن قائد ذلك الفريق يهودي فرنسي من‬ ‫أصل بولندي هاجر إلى إسرائيل في بداية الستينات‪ ،‬ثم جرى تعيينه ملحقا‬ ‫عسكريا إسرائيليا في باريس مدة ‪ 3‬سنوات (‪ )1966 – 1963‬قبل أن يعود‬ ‫إلى إسرائيل ويلتحق نهائيا بـ«املوساد»‪ ،‬ويقول املؤلف في كتابه إن اسم ذلك‬ ‫الرجل الفرنسي هو ليبرمان‪ ،‬أما كنيته اإلسرائيلية فهي إيرلى ليفنات‪ ،‬وقد‬ ‫احتفظ بهويته الفرنسية حتى عندما ك��ان ملحقا عسكريا في باريس مع‬ ‫مخالفة ذلك لألعراف الدبلوماسية ربما ألنه حمله جواز سفر فرنسيا كان‬ ‫يسهل عليه مهماته السرية في أوروبا والعالم العربي‪.‬‬ ‫ويذهب مونتوي إلى حد إعطاء تفاصيل تتعلق بحياة ليبرمان مثل عنوانه في‬ ‫فرنسا وتل أبيب وأرقام تليفوناته وأرقام أوراق هويته وجوازه وأسماء أصدقائه‬ ‫اليهود الفرنسيني الذين كان ينزل عندهم في فرنسا‪ ،‬وكذلك عناوينهم وتواريخ‬ ‫زيارتهم إلسرائيل بدعوة من ليبرمان نفسه الذي يثبت املؤلف أنه كان موجودا‬ ‫في باريس وروما وأوسلو في األيام التي قتل فيها العرب املذكورة أسماؤهم آنفا‪.‬‬ ‫وملا كان مونتوي صديقا شخصيا ملحمود الهمشري‪ ،‬فقد تعهد بأال يتوقف عن‬ ‫البحث والتفتيش في سجالت البوليس والقضاء‪ .‬وعندما تجمع لديه ما يكفي‬ ‫من األدلة التي تثبت تورط «املوساد» في علميات قتل العرب في أوروبا قدمها‬ ‫إلى قاضي التحقيق الفرنسي وضابط البوليس الجنائي‪ ،‬وكان جواب املسؤولني‬ ‫الفرنسيني في جهازي األمن والقضاء أن معلومات مونتوي غير كافية‪ .‬وبعد‬ ‫شهور جرى استنطاق عائلتني يهوديتني في فرنسا كانتا على عالقات وثيقة‬ ‫بليبرمان أكدتا كل ما قاله مونتوي‪ .‬بعد ذلك جاء قاضي تحقيق جديد قرر‬ ‫إعادة البحث في عمليات االغتيال وانطالق من مبدأ «فاعل مجهول» فضاعت‬ ‫جهود الرجل ال��ذي ك��رس سنوات من حياته للبحث عن الحقيقة في قضايا‬ ‫اغتيال العرب في فرنسا‪ ،‬وانتهى مونترى إلى نتيجة مفادها أن فرنسا تغض‬ ‫النظر عن أعمال «املوساد» اإلجرامية فوق أراضيها‪ ،‬وأن أجهزة األمن فيها‪ ،‬إن‬ ‫لم تكن متواطئة مع «املوساد»‪ ،‬فهي على األقل قررت الوقوف على الحياد تاركة‬ ‫حرية التصرف في تصفية من تعتبرهم أعداء لها‪.‬‬

‫أميركا تمنع بعض الطالب العرب من دراسة علم الذرة‬ ‫يوم ‪ 1983 /3 /21‬نشرت جريدة «واشنطن بوست» خبرا في ركن مهمل‪ ،‬في‬ ‫الصفحة الـ‪ 19‬مفاده أن مدير إدارة الهجرة والتجنيس األميركية وبناء على‬ ‫توصية من وزير الخارجية جورج شولتز سيمنع الطالب الليبيني من دراسة‬ ‫«علم الذرة والعلوم ذات الصلة» في الجامعات األميركية‪ ،‬وبهذا سيرفض طلب‬ ‫تأشيرة أي طالب ليبي يريد دخول الواليات املتحدة لهذا الغرض‪ ،‬وستنتهي‬ ‫في الحال تأشيرات إقامة الطالب الذين يدرسون الذرة‪.‬‬ ‫فى ذلك الوقت كان في الواليات املتحدة قرابة ‪ 4‬آالف طالب ليبى منهم ‪300‬‬ ‫يدرسون ال��ذرة‪ .‬وج��اء في الخبر أن ج��ورج شولتز أص��در القرار «للمحافظة‬ ‫على أمن الواليات املتحدة»‪ ،‬لكن ما لم تقله «واشنطن بوست» إن القرار صدر‬ ‫قبل ذلك بـ‪ 10‬أيام‪ ،‬ولسبب ما لم يعلن في وقته‪ ،‬وما لم تقله «واشنطن بوست»‬ ‫كذلك أن الخبر الصغير املهمل كان نتيجة مخابرات مكثفة اشتركت فيها وكالة‬ ‫االستخبارات األميركية و«املوساد» اإلسرائيلية وغيرهما‪.‬‬ ‫ودور «املوساد» بالذات يعود إلى سنة ‪ 1962‬عندما أحضر الرئيس املصري‬ ‫جمال عبد الناصر إل��ى مصر مجموعة علماء ص��واري��خ من أملانيا الغربية‬ ‫لالشتراك في مشروع «فاسر فول» إلنتاج ‪ 8‬صواريخ مصرية من نوع «في‪.‬‬ ‫تو» استعملها األملان بنجاح خالل الحرب العاملية الثانية‪ .‬وعلمت «املوساد»‬ ‫باملشروع وتابعته‪ ،‬وصممت على وقفه‪ ،‬فبدأت ترسل ط��رود متفجرات إلى‬ ‫العلماء األمل��ان وتخطف أف��راد أسرهم‪ ،‬فاضطروا لالنسحاب من مصر بعد‬ ‫‪ 5‬س�ن��وات وه��ؤالء العلماء ك��ان لهم صلة بشركة «أوت��راك��ا» األمل��ان�ي��ة إلنتاج‬ ‫تكنولوجيا الفضاء وظلت «املوساد» تتابع نشاطها‪.‬‬ ‫وف��ى وق��ت الح��ق اخترع علماء الشركة تكنولوجيا جديدة إلط�لاق صواريخ‬ ‫غير معقدة إلرس��ال أقمار صناعية إلى الفضاء أطلق عليها «أقمار الفقراء‬


‫يحيى املشد قتل في مصر‬

‫سميرة موسى قتلت في أميركا‬

‫إلى القاهرة على الطائرة املصرية التي تمكن من الحجز عليها‪ ،‬ورغم أنه لم يكن‬ ‫يدري تفاصيل الواقعة (التي حكتها لنا زوجته في ما بعد عن لسانه) فإنه‬ ‫يشير إلى اعتقاده بأن الجهات األمنية األملانية كانت تبحث عن شخص يشبهه‬ ‫في بعض صفاته من حيث كثافة الشعر والشاربني‪ .‬ويقول إن تلك الواقعة تدل‬ ‫على صدق أحاسيسه بأنه كان مراقبا ومتابعا فترة طويلة‪.‬‬

‫تفسير جهات األمن‬ ‫ويذكر بدير في خطابه تفسير جهات األم��ن في مدينة دي��زب��رج األملانية ملا‬ ‫كان يتعرض له من حوادث غامضة‪ ،‬على أنها ليست بالضرورة صادرة عن‬ ‫أشخاص أملان‪ ،‬وقد تكون صادرة عن جهات مصرية مناهضة أو جماعات‬ ‫عربية متطرفة‪ .‬وبعد أن يرفض هو هذا التفسير يشير إلى أنه‪:‬‬ ‫‪ – 1‬ليست لي أي عالقات اجتماعية أو غير اجتماعية بأي أملاني أو عربي أو‬ ‫مصري في أملانيا غير االتصال ببعض الزمالء املصريني لالطمئنان ومعرفة‬ ‫األخبار‪.‬‬ ‫‪ – 2‬ال أذهب إلى أي أماكن عامة وال أشرب وال أدخن وال أتعاطى شيئا غير‬ ‫األكل‪ ،‬وال أغادر منزلي بعد السادسة مساء‪.‬‬ ‫‪ – 3‬ال أحضر أي اجتماعات لتأييد أي تيار أو طائفة أو جالية حتى املصرية‪.‬‬ ‫‪ – 4‬لم يحدث أن ارتكبت أي مخالفة (حتى عبور مشاه) ط��وال الفترة التي‬ ‫قضيتها في أملانيا‪ ،‬كما لم تجر معي أي تحقيقات أو محاضر نظير أي عمل‬ ‫خارج عن القانون‪.‬‬ ‫ويقول بدير في رسالته‪« :‬لم أرغب طوال هذه الفترة من املعاناة أن أبلغ امللحق‬ ‫العسكري في بون‪ ،‬خصوصا أنني لم تكن لدى أي أدلة مادية حول مخاوفي‬ ‫أو شكوكي غير الحريق األخير الذي شب في شرفة منزلي ويمكن إرجاعه‬ ‫بسهولة إلى خطأ أحد الجيران الذين ألقوا عقب سيجارة بعد تدخينها»‪ .‬ويشير‬ ‫إلى أن ما حدث لدى عودته على طائرة «مصر للطيران» دفع به إلى كتابة هذا‬ ‫الخطاب الذي يختتمه كاآلتي‪« :‬رجاء التكرم باإلحاطة واتخاذ الالزم نحو اآلتي‪:‬‬ ‫‪ – 1‬التأكد من صحة وقائع طائرة «مصر للطيران» املغادرة من دوسلدورف‬ ‫إلى القاهرة مساء الجمعة املوافق ‪.1989 /6 /9‬‬ ‫‪ – 2‬إذا ما ثبتت صحة هذه الواقعة فرجاء التنسيق مع الجهات األمنية املصرية‬ ‫والجهات األمنية األملانية التخاذ اإلجراءات الكفيلة بتحقيق ما واجهته وعالقته‬ ‫بالواقعة األخيرة‪ .‬كما أنني على استعداد لإلدالء بأية أقوال أو معلومات حول‬ ‫هذا املوضوع سواء في مصر أو في أملانيا‪.‬‬

‫لغز الشقة‬ ‫وذك��رت جيهان أحمد عيد (‪ 29‬سنة) وه��ى أرملة العالم املصري لـ«املجلة»‪،‬‬ ‫الحوادث الغامضة التي تعرض لها على مدى عام كامل من إقامتهما في أملانيا‪:‬‬ ‫«كنا نستيقظ في الصباح لنجد أغراضا انتقلت من أماكنها إلى أماكن أخرى‪،‬‬ ‫ومنها صور على الحائط وكتب‪ ،‬وكنت كثيرا ما أسمع في الليل حركة في‬

‫سعيد بدير قتل في فرنسا‬

‫مكان ما من الشقة الكبيرة‪ ،‬وفى أحد األيام الحظت أن صندوقا فارغا تشترى‬ ‫فيه األجهزة الكهربائية كان موضوعا أعلى الخزانة وقد تحرك من مكانه‪.‬‬ ‫وعندما صعدت على كرسي ألتأكد من الواقعة الحظت أثار أصابع على الغبار‬ ‫الذي يغطى الصندوق‪ .‬وبعدها أحكمنا إغالق األبواب والنوافذ‪ ،‬كما وضعت‬ ‫على املقابض كتبا مفتوحة لكي تسقط إذا ما ح��اول أحد تحريكها‪ ،‬ورغم‬ ‫ذلك اكتشفنا الظواهر نفسها في الصباح دون وجود أي دالئل على أن بابا‬ ‫أو نافذة قد فتحت‪ .‬ولم نكتشف سرقة أي شيء‪ ،‬ووضعنا أغراضا ثمينة في‬ ‫طريق زائر الليل الغامض‪ ،‬فلم يأخذ منها شيئا‪ ،‬والغريب أنني الحظت أن هذا‬ ‫الشخص كان يتعمد إصدار أصوات تنم عن وجوده‪ ،‬خاصة صرير األبواب»‪.‬‬ ‫وتقول زوجة بدير‪« :‬كان زوجي يعمل في البيت وكل أبحاثه‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫أسطوانات الكومبيوتر‪ ،‬موجودة في غرفته في املنزل‪ ،‬إال أننا لم نكتشف فقدان‬ ‫شيء منها‪ .‬والحادث األول تعرضنا له بعد استالمنا تلك الشقة بنحو شهرين‪،‬‬ ‫وكنا قد غادرنا املنزل على غير عادتنا وعدنا لنجد خزانة كتب خاصة مفتوحة‬ ‫والكتب مبعثرة‪ .‬وفى صباح أحد األيام‪ ،‬وبعد أن خرج سعيد إلى عمله‪ ،‬شعرت‬ ‫بشخص يقف أمام غرفة النوم‪ ،‬وسمعت وقع قدميه في الردهة‪ ،‬ولكن فجأة‬ ‫استغرقت في النوم أنا وابني‪ ،‬وعندما استيقظت لم أجد أحدا‪ .‬وكل هذه الحوادث‬ ‫لم تبدأ إال بعد أن انتقلنا إلى الشقة الجديدة في ديزبرج‪ ،‬وكانت سكرتيرة‬ ‫الجامعة الخاصة بسعيد قد نصحتنا باالنتقال إليها»‪.‬‬ ‫وتفيد معلومات «املجلة» أن السكرتيرة التي تشير إليها أرملة بدير اسمها‬ ‫كلينبرج‪ ،‬وه��ى م��ن أص��ل ن�م�س��اوي‪ ،‬وك��ان��ت مسؤولة م��ن قبل الجامعة عن‬ ‫الشؤون الخاصة بالعالم املصري‪ ،‬ورغم أن مهمتها كانت تقتضى توصيله‬ ‫يوم سفره األخير إلى مصر ومساعدته في إتمام كل إجراءات السفر‪ ،‬فإنها‬ ‫تعللت بعذر طارئ وتركته أمام الباب الخارجي في املطار؛ حيث تمت يومها‬ ‫– كما حكى لزوجته – محاولة إلعاقة سفره‪ ،‬وهى املحاولة التي أشار إليها‬ ‫في خطابه إلى االستخبارات املصرية‪ .‬فما هو لغز الشقة في ديزبرج؟ وما‬ ‫هي حكاية السكرتيرة النمساوية األصل؟ وماذا حدث مساء ‪ 13‬يوليو ‪1989‬‬ ‫في املنزل رقم ‪ 20‬شارع كامب شيزار في اإلسكندرية حيث أقام بدير ليلة‬ ‫واحدة وبمفرده (كانت زوجته في القاهرة) قبل أن يقتل؟ ومن هو حسني عبد‬ ‫ربه الذي ورد ذكره في الورقة الغامضة التي عثر عليها في جيب جلباب بدير‬ ‫الذي كان يرتديه وقت وفاته؟ وهل قتل بدير أم انتحر‪ ،‬أم ُدفع إلى االنتحار؟‬ ‫هذه األسئلة من السابق ألوان��ه الكشف عنها‪ ،‬ألن التحقيق في قضية مقتل‬ ‫العالم سعيد بدير ما زال جاريا ولم تعلن نتائجه بعد‪.‬‬

‫مونتوي قدم‬ ‫إلى السلطات‬ ‫الفرنسية ملفا‬ ‫بأسماء من‬ ‫ارتكبوا جرائم‬ ‫ضد العرب‬ ‫فرفضت‬ ‫التعاون معه‬

‫مقتل املشد‬ ‫وبعد مرور ‪ 14‬شهرا على عملية السانيو سورمير أعادت «املوساد» الكرة‬ ‫فقامت بتنفيذ عملية سرية أخرى بهدف تأخير إنجاز املشروع النووي العراقي‪.‬‬ ‫ففي ‪ 14‬يونيو ‪ 1980‬تم ارتكاب جريمة بدت غريبة األط��وار في الغرفة رقم‬ ‫‪ 9041‬في الطابق التاسع من فندق «امليريديان» في باريس‪ ،‬إذ عثر البوليس‬ ‫الفرنسي على جثة رجل اسمه يحيى املشد مات متأثرا بجراح خطيرة في رأسه‬

‫غالف املجلة العدد (‪)497‬‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫‪63‬‬


‫أرشيف‬

‫سميرة موسى‪ ،‬يحيى املشد‪ ،‬وسعيد سيد بدير وآخرون تجمعهم صفة واحدة‪ ،‬فهم علماء ذرة عرب اغتيلوا في ظروف‬ ‫غامضة وعلى مدى حقبات زمنية متفاوتة‪ ،‬وكان آخرهم بدير‪ ،‬الذي قيل إنه انتحر‪ ،‬قبل أسابيع‪ ،‬بينما تؤكد زوجته أنه‬ ‫قتل‪ ،‬وأنه تعرض للتهديد والضغوط النفسية من قبل جهات مجهولة‪ .‬فمن يقتل علماء الذرة العرب؟ وما دور «املوساد»‬ ‫(االستخبارات اإلسرائيلية) على هذا الصعيد؟ وما هو موقف الهيئات العربية املتخصصة بالطاقة الذرية؟ «املجلة» تحاول‬ ‫من خالل التحقيق التالي اإلجابة عن هذه األسئلة‪.‬‬

‫بعد تعرضهم لتهديدات وضغوط نفسية‬

‫من يغتال علماء الذرة العرب؟‬ ‫املجلة‬ ‫العدد (‪)497‬‬ ‫‪1989/08/22‬‬

‫باريس‪« :‬املجلة»‬ ‫القاهرة‪ :‬أيمن الصياد‬ ‫واشنطن‪« :‬املجلة»‬

‫‪62‬‬

‫ي��وم قتل عالم ال��ذرة املصري يحيى املشد صيف ع��ام ‪ ،1980‬قال االستراتيجية شديدة الوضوح؛ مما حدا ببعض املهتمني بحادث بدير إلى الربط‬ ‫الراديو اإلسرائيلي‪« :‬إن املشد لديه خبرة في الطاقة النووية وإن وفاته بني طبيعة ذلك البحث وبني مقتل العالم املصري‪.‬‬ ‫ستؤخر عملية التسليح النووي العراقي التي كان من شأنها أن تضع‬ ‫طلب الحماية‬ ‫إسرائيل في وضع حرج للغاية»‪.‬‬ ‫ويعكس تعليق الراديو اإلسرائيلي ملاذا يفقد العرب علماءهم بالقتل واحدا بعد‬ ‫اآلخر‪ .‬والظروف الغامضة التي أطاحت بمقتل العالم املصري الشاب الدكتور وفى أوراق بدير الخاصة‪ ،‬التي اطلعت عليها «املجلة» عرض من وكالة «ناسا»‬ ‫املهندس سعيد بدير‪ ،‬وهو في اإلسكندرية منذ أسابيع‪ ،‬فجرت القضية مرة األميركية ألبحاث الفضاء للعمل ضمن فريقها‪ ،‬إال أنه لم يرد على العرض‬ ‫أخ��رى‪ ،‬إذ لم يكن أحد من مصر يسمع من قبل بسعيد بدير‪ ،‬حتى ظهرت – كما قالت زوج�ت��ه لـ«املجلة» – ألن األميركيني اش�ت��رط��وا أن يحصل على‬ ‫صحف الجمعة ‪ 14‬يوليو (تموز) ‪ ،1989‬وفيها خبر صغير عن انتحار ابن الجنسية األميركية للعمل في هذا املجال الحيوي‪ ،‬إال أن الرجل – كما تقول‬ ‫الفنان سيد بدير بإلقاء نفسه من شرفة منزله الكائن في الطابق الثالث من زوجته ‪ -‬رفض العرض‪ .‬وفى هذه األوراق رسالة خطية كتبها هذا الضابط‬ ‫بناية قديمة في أحد أحياء اإلسكندرية‪ ،‬ولم يثر الخبر في البداية اهتمام أحد‪ ،‬السابق إلى مدير االستخبارات الحربية املصرية‪ ،‬لكن املنية وافته على ما يبدو‬ ‫إال أنه سرعان ما اتضح أن الحادث لم يكن مجرد انتحار‪ ،‬وأن الضحية ليست قبل أن يتمكن من إرسالها‪«( .‬املجلة» اطلعت على اإليصال الخاص برسالة‬ ‫أخرى بعثها العالم املصري إلى الرئيس حسنى مبارك بالبريد املوصى عليه‬ ‫فقط ابن الفنان املعروف سيد بدير‪.‬‬ ‫وتقول أوراق تضمنها ملف محفوظ في إدارة جوائز الدولة في مصر يحمل قبل ‪ 3‬أي��ام فقط م��ن وف��ات��ه‪ ،‬وإن ك��ان أح��د م��ن أقربائه ال يعلم مضمونها)‪.‬‬ ‫غالف اسم القتيل الشاب‪ ،‬إن الدكتور بدير السيد الضابط السابق في القوات ويقول بدير في رسالته إل��ى مدير االستخبارات الحربية‪« :‬إن��ه ع��اش سنته‬ ‫املسلحة املصرية كان رئيسا لقسم بحوث املوجات والهوائيات في إدارة البحوث األول��ى في أملانيا من أوائ��ل أغسطس (آب) ‪ 1987‬إلى أواخ��ر يوليو ‪ 1988‬في‬ ‫والتطويرات الفنية في قيادة القوات الجوية في مصر في الفترة من يناير (كانون مدينة موالهيم م��ن دون مشكالت م��ن أي ج�ه��ة‪ ،‬حتى ب��دأت ث�م��ار إنجازاته‬ ‫الثاني) ‪ 1983‬حتى ‪ ،1987‬وإنه حاصل على الدكتوراه في الهندسة اإللكترونية العلمية تظهر‪ ،‬فانتقل إلى مسكن جديد في مدينة ديزبرج نفسها بعيدا عن‬ ‫من جامعة كنت في إنجلترا في مايو (أيار) ‪ 1981‬بعد أن حصل على ماجستير مقر عمله ‪ 5‬دقائق فقط‪ .‬وبعد نحو شهرين من انتقاله إلى مسكنه الجديد‬ ‫في الهندسة الكهربائية من الكلية الفنية العسكرية املصرية في يوليو ‪« ،1976‬واجهته بعض املشكالت والصعوبات‪ ،‬وقد لفت نظر األستاذ الذي كنت أعمل‬ ‫وكان أول من تمنحه الكلية هذه الدرجة التي ختم بها تاريخ تفوقه الدراسي معه إلى ذلك‪ ،‬إال أنه كان يعيدها دائما إلى الخيال الزائد أو الحساسية املفرطة‪،‬‬ ‫في مصر‪ ،‬كما حصل على بكالوريوس في الهندسة بامتياز مع مرتبة الشرف أو ألنني ألتمس عذرا لفسخ العقد مبكرا للذهاب إلى أميركا التي جاءتني منها‬ ‫األولى من الكلية الفنية العسكرية في مايو ‪ 1972‬باإلضافة إلى بكالوريوس عروض بعقود أفضل»‪.‬‬ ‫في العلوم العسكرية في العام ذات��ه‪ ،‬مما حدا برئيس الجمهورية إلى منحه ويضيف‪« :‬ويمكننى حصر هذه املشكالت والصعوبات في اآلتي‪( :‬والكالم ما‬ ‫جائزة الواجب العسكري من الطبقة الثانية تقديرا ألدائه وتفانيه أثناء دراسته‪ .‬زال من أوراق العالم املصري)‪.‬‬ ‫ويشير ملف بدير إلى مكانته العلمية العاملية حتى أثناء خدمته النظامية في ‪ – 1‬كنت أحس دائما بمن يراقبني أو يتابعني في معظم األحيان‪.‬‬ ‫القوات املسلحة املصرية‪ ،‬حني انتخب وهو في الـ‪ 35‬من عمره عضوا بارزا في ‪ – 2‬كنت أحس بأن هناك أشخاصا يحاولون استفزاز أو تخويف العاملني في‬ ‫إحدى أهم الجمعيات العلمية للهندسة اإللكترونية في العالم (‪ )L.E.E.E‬في األماكن التي أتردد عليها‪.‬‬ ‫‪ – 3‬لفتت نظري حوادث أثبتت صحة إحساسي بأن هناك مجموعة أو أفرادا‬ ‫فبراير (شباط) ‪ ،1984‬اعترافا بنبوغه الخاص‪.‬‬ ‫ولعل أهم ما في مسيرته العلمية موافقة املسؤولني في القوات املسلحة املصرية يعملون لإلضرار بي‪ ،‬سواء جسمانيا أو معنويا‪.‬‬ ‫في يونيو (حزيران) ‪ 1987‬على سفره إلى أملانيا الغربية ليعمل بصفته العلمية ويستطرد بدير في رسالته الطويلة ليقول إنه أبلغ أستاذة األملاني بمخاوفه‬ ‫ال العسكرية في املشروع رقم ‪ 254‬في جامعة ديزبرج لتطوير وسائل تصميم التي كان يرددها دائما إلى الحساسية املفرطة‪ ،‬إلى أن تغير رأيه بعد الحادثة‬ ‫األخيرة التي تم فيها إشعال حريق في أحد أح��واض الزهور املصنوعة من‬ ‫دوائر امليكروويف املتكاملة باستخدام الحاسب اآللي‪.‬‬ ‫ويقول املقربون منه إنه تمكن في إطار هذا املشروع الذي كان يكلف ‪ 10‬آالف البالستيك واملوجودة في الشرفة الخاصة باملنزل‪ .‬وبناء على ذلك أعاد بدير‬ ‫دوالر أسبوعيا‪ ،‬من التوصل إلى نتائج بارزة في مجال إمكانية عائلته إلى مصر خوفا عليها وتمكن من االتفاق مع أستاذه على اختصار‬ ‫االتصال بكل السفن الفضائية أو األقمار الصناعية‪ ،‬وأخذ كل مدة العقد (الذي ينتهي أصال في ‪ )1989 /12 /31‬لينتهي في ‪،1989 /6 /30‬‬ ‫املعلومات ح��ول التجسس م��ن خاللها‪ ،‬ورب�م��ا أيضا إمكانية إال أن استمرار التهديدات – كما يقول في رسالته – دفعه إلى املجيء على أول‬ ‫طائرة إلى مصر وكان موعدها مساء الجمعة ‪.1989 /6 /9‬‬ ‫التشويش عليها‪.‬‬ ‫ورغ��م أن املشروع كان ما زال في مجال البحث النظري‪ ،‬فإن أهميته ويشير بدير في خطابه إلى واقعة أخيرة تعرض لها عند مغادرته دوسلدورف‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬


‫التهديدات اإلرهابية‬ ‫تظل دواف��ع مونيس وحجم تأثره ب��األح��داث الحالية في الشرق األوس��ط محال‬ ‫للتكهنات‪ ،‬ويشتعل النقاش في الوقت الحالي حول ما إذا كان إرهابيا أو مجرد‬ ‫شخص متعصب مضطرب نفسيا‪ ،‬ولكن تقدم عملية االحتجاز في حد ذاتها‬ ‫تذكرة بأنه حتى أكثر قوانني مكافحة اإلرهاب صرامة وشموال ال تحصن املجتمع‬ ‫من املخاطر‪ ،‬ويظهر ذلك الدرس بوضوح أكبر أمام دول جنوب شرقي آسيا‪ ،‬التي‬ ‫شهدت منذ عام ‪ 2000‬وقوع هجمات إرهابية كبرى في مناطق عامة‪.‬‬ ‫كما ذك��رت في مقالي األخير في «ف��وري��ن آف�ي��رز»‪ ،‬تذكرنا األع��داد الكبيرة من‬ ‫املقاتلني الدوليني الذين ينضمون إلى «داعش»‪ ،‬اليوم‪ ،‬بتدفق الوافدين من جنوب‬ ‫شرقي آسيا الذين انضموا إلى الجهاد األفغاني في الثمانينات‪ .‬وتوصلت إلى‬ ‫أنه بسبب تجربة املنطقة األول��ى مع هؤالء املقاتلني العائدين إلى الديار‪ ،‬تمتلك‬ ‫حكوماتها مجموعة أكثر شموال من األدوات للحد من التهديدات اإلرهابية‪ .‬وحتى‬ ‫مع ذل��ك‪ ،‬أوصيت بتوخي الحذر وح��ذرت من التهاون‪ .‬وبغض النظر عن دوافع‬ ‫مونيس‪ ،‬إال أن األحداث التي وقعت في سيدني تؤدي إلى إعادة النظر في الطرق‬ ‫التي تظل املنطقة عرضة للخطر من خاللها‪.‬‬

‫جنوب تايالند‪ ،‬ومينداناو في جنوب الفلبني‪ ،‬بصورة ملحوظة في خطابه‪.‬‬ ‫ق��د يتغير ذل��ك‪ ،‬ولكن ف��ي ال��وق��ت الحالي‪ ،‬ساهم الغموض ال��ذي يكتنف أه��داف‬ ‫«داعش» في جنوب شرقي آسيا في جعل آيديولوجيته أكثر قوة‪ ،‬وسمح غياب‬ ‫أجندة واضحة‪ ،‬خصوصا بجنوب شرقي آسيا‪ ،‬للجماعات واألف��راد املحليني‬ ‫بتوفيق خطاب «داعش» وفقا ألغراضهم الخاصة‪ ،‬وال يختلف عن ذلك ما فعله‬ ‫مونيس في سيدني عندما رف��ع علم «جبهة النصرة» (الفرع السوري لتنظيم‬ ‫القاعدة)‪.‬‬ ‫وبفضل التغطية اإلعالمية املوسعة التي يحظى بها «داعش»‪ ،‬ليست هناك حاجة‬ ‫لكي يحاول التنظيم الوصول بنشاطه إلى جنوب شرقي آسيا‪ ،‬وخصوصا إذا‬ ‫كانت تنظيمات أخرى صديقة سعت بالفعل إلى التواصل معه‪.‬‬

‫معالجة نقاط الضعف‬ ‫مان هارون مونيس قتل في عملية تحرير رهائن‬ ‫قام باحتجازهم في مقهى «لينت» في سيدني‬

‫يتركز أحد املخاوف الرئيسية في الجزيرة الجنوبية الفلبينية مينداناو وأرخبيل‬ ‫سولو‪ .‬وعلى الرغم من أن هذه الجزر أرض فلبينية فإن مانيال تجاهد من أجل‬ ‫تأكيد سيادتها عليها‪ ،‬إذ عانت هذه الجزر لفترة طويلة من اضطرابات الحروب‬ ‫والصراعات بني القبائل وتوفر ساحة للمتعاطفني املحتملني مع «داعش» للعمل‬ ‫والتدريب‪ .‬وكان اإلرهابيون من إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة قد استخدموا‬ ‫هذه الجزر مرارا كمالذ في املاضي‪.‬‬ ‫ويشار إلى أن جماعة أبو سياف اإلجرامية التي تعمل في سولو أعلنت بالفعل‬ ‫مبايعتها لـ«داعش»‪ ،‬ومن أجل استعادة سيطرتها على الجزيرة سيكون على‬ ‫مانيال العمل عن قرب مع جبهة تحرير مورو اإلسالمية‪ ،‬وهي جماعة مسلمة‬ ‫متمردة سابقا قامت أخيرا بتوقيع اتفاق سالم تاريخي معها‪ .‬ولكن هناك أيضا‬ ‫حدودا ملا تستطيع أن تفعله جماعة معارضة؛ فعلى الرغم من حضورها القوي‬ ‫في وسط مينداناو فإن نفوذها أضعف كثيرا في سولو‪.‬‬ ‫كذلك يشكل «داع��ش» واملتعاطفون معه تهديدا في الفضاء اإللكتروني‪ ،‬حيث‬ ‫يستخدمون مواقع على الشبكة ووسائل التواصل االجتماعي لتجنيد أنصارهم‬ ‫وتجاهد الحكومات في جنوب آسيا من أج��ل ال��رد على ذل��ك‪ .‬وف��ي إندونيسيا‬ ‫على وجه التحديد‪ ،‬تنتشر املواقع املتطرفة التي يحتفي عدد كبير منها في تحد‬ ‫واضح بانتصارات «داعش» امليدانية كما أنها تجمع التبرعات لها‪ .‬كما يستخدم‬ ‫متطرفون إندونيسيون اإلنترنت لنشر مقاطع فيديو دعائية تعرض في غالب‬ ‫األحيان مبايعات علنية للتنظيم‪ .‬ومن جانبه صمم تنظيم داعش تطبيقات وأنشأ‬ ‫حسابات على موقع «تويتر» لتوصيل رسالته‪ ،‬بينما يشير إلى مستوى من‬ ‫التعقيد التكنولوجي الذي يميز التنظيم عن الجماعات املسلحة األخرى‪ ،‬ويجعل‬ ‫من األصعب احتواء آيديولوجيته‪.‬‬

‫جنوب شرقي آسيا‬ ‫في الوقت ذاته‪ ،‬لم تجد حكومات جنوب شرقي آسيا حتى اآلن وسيلة لوقف تأثير‬ ‫«داعش» بني األجانب‪ .‬وفي ظل االعتقاد بأن «داعش» يضع األولوية في التجنيد‬ ‫ألوروبا والشرق األوسط القريب‪ ،‬يظهر أن له أثرا بسيطا في جنوب شرقي آسيا‪.‬‬ ‫على سبيل املثال‪ ،‬ليس من الواضح حتى اآلن ما إذا كان «داعش» يبعث بعمالء‬ ‫إلى املنطقة من أجل تجنيد عمالء بالطريقة التي كان تنظيم القاعدة يتبعها في‬ ‫أواخر التسعينات‪.‬‬ ‫ب��اإلض��اف��ة إل��ى ذل��ك‪ ،‬يجب على «داع ��ش» أن ُي� ّ�م� ِ�ك��ن جماعة أخ��رى ل�ت��ؤدي دور‬ ‫الشريك الذي كانت تضطلع به الجماعة اإلسالمية تجاه القاعدة عندما اشترك‬ ‫كال التنظيمني في اآليديولوجيا ذاتها واملعرفة بالعمليات‪ .‬كذلك لم يتناول «داعش»‬ ‫أيا من صور الجهاد املزعومة في جنوب شرقي آسيا‪ ،‬وهي تحديدا باتاني في‬

‫منذ األحداث اإلرهابية اليت وقعت يف ‪ 11‬سبتمرب‬ ‫(أيلول) عام ‪ 2001‬تطبق أسرتاليا بعضا من أكثر‬ ‫القوانني صرامة وشموال يف مكافحة اإلرهاب يف العالم‬ ‫يجد «داعش» ثمار ذلك الجهد بالفعل‪ ،‬حيث يحتشد عدد كبير من اآلسيويني‬ ‫من جنوب شرقي آسيا‪ ،‬ما بني متعصبني دينيا إلى متعاطفني يمتلكون ما‬ ‫هو أكبر من حب املغامرة‪ ،‬ذاهبني إلى العراق وسوريا لالنضمام إلى صفوف‬ ‫«داعش»‪ .‬وقد كتب كثيرون تدوينات أعربوا فيها عن دوافعهم لالنضمام إلى‬ ‫القتال أو قاموا بتصوير صوالتهم‪.‬‬ ‫ما معني كل هذا بالنسبة لجنوب شرقي آسيا‪ ،‬في أعقاب الحدث املأسوي الذي وقع‬ ‫في سيدني؟ سوف تدفع األحداث التي وقعت على مدار يومي ‪ 14‬و‪ 15‬ديسمبر‬ ‫حكومات جنوب شرقي آسيا إلى إعادة تقييم سياساتها واستراتيجياتها في‬ ‫مكافحة اإلره ��اب‪ .‬وف��ي ظ��ل األح��وال املليئة بالشكوك التي أسفر عنها ظهور‬ ‫«داع��ش»‪ ،‬يجب أن يتحمل النقاد مسؤولية تجنب إث��ارة الفزع ويجب أن تقوم‬ ‫الحكومات بمقاومة تنفيذ سياسات غير محسوبة‪ .‬ولكن تستدعي املرحلة الحالية‬ ‫أيضا يقظة تحمل رؤية واضحة‪.‬‬ ‫وكما كشفت عملية االحتجاز في سيدني‪ ،‬ال تخلو حتى أكثر االستراتيجيات‬ ‫الشاملة من األخطاء‪ .‬ويجب أن تعمل حكومات جنوب شرقي آسيا بجدية على‬ ‫دراسة كيفية معالجة أكبر نقاط الضعف لديها على املستوى الفردي للدول وعلى‬ ‫املستوى اإلقليمي‬

‫فورن أفيرز ‪ /‬يناير ‪( -‬كانون الثاني) ‪61 - 2015‬‬


‫صحافة عالمية‬

‫في أعقاب الحدث املأسوي الذي وقع في سيدني‬

‫إعادة النظر يف السياسات األمنية‬ ‫يف أسرتاليا وجنوب شرقي آسيا‬

‫وأحدة من الرهائن بعد أن خرجت من مقهى «لينت» حيث يوجد رهائن آخرون محتجزون في وسط سيدني في ‪ 15‬ديسمبر ‪( 2014‬جاسون ريد ‪ -‬رويترز)‬

‫بقلم ‪ :‬جوزيف تشينيونغ ليو *‬

‫تمنح قوانني مكافحة اإلرهاب سلطات كاسحة ألجهزة األمن وإنفاذ القانون‪ ،‬كان من شأنها أنها ساعدت على‬ ‫إحباط كثير من املخططات اإلرهابية املستوحاة من تنظيم داعش‪ .‬ولكن في ‪ 14‬ديسمبر (كانون األول)‪ ،‬قام مان‬ ‫هارون مونيس‪ ،‬الذي يقول إنه رجل الدين‪ ،‬وهو من إيران منحته أستراليا حق اللجوء في عام ‪ ،1996‬باحتجاز‬ ‫أكثر من ‪ 10‬رهائن في مقهى بوسط سيدني‪ ،‬انتهى االحتجاز بعد مرور أقل من ‪ 24‬ساعة عندما اقتحمت قوات‬ ‫كوماندوز أسترالية املقهى وحدثت مواجهة أسفرت عن مصرع مونيس ورهينتني‪.‬‬ ‫* كبير زمالء وأستاذ كرسي لي كوان يو لدراسات جنوب شرقي آسيا في معهد بروكينغز‬ ‫وعميد وأستاذ السياسة الدولية واملقارنة في كلية إس‪ .‬راجاراتنام للدراسات الدولية بكلية نانيانغ التكنولوجية‬

‫فورن أفيرز‪ /‬يناير ‪( -‬كانون الثاني) ‪60 - 2015‬‬


‫مليون برميل يوميا‪ ،‬كما هو في اجتماعها األخير‪ ،‬وبدأ املحللون يهاجمون‬ ‫السعودية واصفيها بأنها تريد أن ترى األسعار تهبط حتى يتسنى لها النيل‬ ‫من خصومها السياسيني‪ ،‬مثل روسيا وإيران‪.‬‬ ‫وبسبب معارضته خفض «أوبك» إلنتاجها‪ ،‬وهو ما أدى إلى هبوط األسعار ‪20‬‬ ‫في املائة عقب االجتماع‪ ،‬واجه النعيمي والسعودية اتهامات من جهات كثيرة‬ ‫بأن القرار كان هدفه األساسي سياسيا‪ ،‬بهدف ضرب االقتصاد الروسي‬ ‫واإليراني‪ .‬وكان النعيمي قد عارض بشدة في اجتماع «أوبك»‪ ،‬الشهر املاضي‪،‬‬ ‫أن تقوم دول «أوبك» بتخفيض إنتاجها من أجل الحفاظ على حصتها السوقية‬ ‫أمام التوسع الكبير في اإلنتاج من خارج املنظمة‪ ،‬خاصة من الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫حيث أسهم النفط الصخري في رفع اإلنتاج األميركي بنحو ‪ 3.5‬مليون برميل‬ ‫بني عامي ‪ 2011‬و‪ ،2014‬ليصل إجمالي إنتاجها من النفط الخام عند ‪9.1‬‬ ‫مليون برميل‪ ،‬وتقترب بذلك من تجاوز إنتاج السعودية‪.‬‬ ‫إال أن النعيمي قال في كلمته التي نشرتها وكالة األنباء السعودية إن املعلومات‬ ‫والتحليالت غير الصحيحة‪ ،‬التي يتم تداولها بني الحني واآلخ��ر «مثل ربط‬ ‫القرارات البترولية بأهداف سياسية‪ ..‬هذه التحليالت الخاطئة سوف تنكشف‬ ‫بال شك‪ ،‬ويتضح خطؤها‪ ،‬مما يساعد على عودة التوازن إلى السوق»‪.‬‬ ‫وال يزال الرئيس اإليراني حسن روحاني والرئيس الفنزويلي نيكوالس مادورو‬ ‫يلمحان في تصريحاتهما أخيرا إل��ى أن هبوط أسعار النفط أم��ر سياسي‬ ‫بالكامل‪ .‬وانضم إليهم الرئيس الروسي فالديمير بوتني‪ ،‬الذي قال في مؤتمر‬ ‫صحافي سنوي مع وسائل اإلعالم الروسية والعاملية هذا الشهر إنه شخصيا‬ ‫ال يستبعد أن تكون السعودية والواليات املتحدة «متواطئني» لتخفيض أسعار‬ ‫النفط‪ .‬وال يوجد عند بوتني تصور واضح حيال الهبوط‪ ،‬إذ إنه لم يستبعد‬ ‫باألمس أيضا أن يكون الهبوط نتيجة لحرب على الحصة السوقية بني منتجني‬ ‫النفط التقليديني ومنتجي النفط الصخري‪.‬‬ ‫وقال بوتني إن عليهم تجهيز االقتصاد الروسي وتنويعه أكثر لتقبل سيناريو‬ ‫وصول األسعار إلى ‪ 40‬دوالرا‪ ،‬حيث ال يعلم أحد إلى أي مدى ستهبط‪.‬‬ ‫وع��اد النعيمي للحديث ع��ن ه��ذا األم��ر م�ج��ددا ف��ي أبوظبي ق��ائ�لا‪« :‬انتشرت‬ ‫في اآلونة األخيرة تحليالت ومقاالت عن مؤامرة من قبل السعودية ألهداف‬ ‫سياسية‪ ،‬واستخدام البترول وأسعاره ضد هذه الدول أو تلك التقنية أو تلك‪،»..‬‬ ‫مضيفا‪« :‬أود أن أؤكد أن الحديث عن مؤامرات مزعومة من قبل السعودية ال‬ ‫أساس له من الصحة‪ ،‬ويدل على سوء فهم»‪ّ .‬‬ ‫وشدد وزير النفط السعودي على‬ ‫أن «سياسة اململكة مبنية على أسس اقتصادية بحتة»‪.‬‬

‫متى ستنتهي الحرب؟‬ ‫ال أحد يعلم إلى متى ستستمر هذه الحرب‪ ،‬ولكن ال أحد في «أوب��ك» أو في‬ ‫السوق يريد أن تطول هذه الحرب‪ .‬ولكن املؤكد أن الحرب ستنتهي مع عودة‬ ‫السوق لالستقرار مجددا وخروج املنتجني عالي التكلفة منها‪ .‬وبالنسبة لألمني‬

‫العام ملنظمة أوبك الليبي عبد الله البدري‪ ،‬فإننا ال يجب أن نتوقع شيئا قبل‬ ‫نهاية النصف الثاني من العام املقبل ‪.2015‬‬ ‫والسبب في ذلك يعود إلى أن غالبية املنتجني كانوا قد استثمروا في البنية‬ ‫التحتية لإلنتاج‪ ،‬ولهذا فإن إنتاجهم الحالي لن يتأثر‪ ،‬ولكن من سيتأثر هم‬ ‫الذي يريدون زيادة اإلنتاج أو الدخول في استثمارات جديدة‪.‬‬ ‫وأبدى النعيمي في أبوظبي تفاؤله الشديد بعودة األسعار لالرتفاع‪ ،‬حتى بعد‬ ‫أن فقدت أسعار النفط نحو ‪ 50‬في املائة من قيمتها‪ ،‬وأصبحت تتداول عند ‪60‬‬ ‫دوالرا‪ ،‬وحتى في قمة اضطراب السوق وعدم معرفته أين سيكون القاع‪ .‬وال‬ ‫يزال وزير البترول السعودي متفائال‪ ،‬بل وأكثر من هذا‪ ،‬إذ إنه يقول إنه على‬ ‫يقني ‪ 100‬في املائة بأن األسعار ستصعد بعد أن تتخلص السوق من الفائض‪،‬‬ ‫حيث إن األسعار الحالية ال تسمح ببقاء إنتاج أنواع النفط عالية التكلفة من‬ ‫خارج دول منظمة «أوبك»‪.‬‬ ‫ولكن ال أحد يستطيع أن يقول بالتحديد متى ستعود األسعار لالرتفاع‪ ،‬كما‬ ‫قال النعيمي‪ ،‬ولكنه متفائل بعودتها قريبا في العام املقبل‪ ،‬مع استمرار النمو‬ ‫العاملي ونمو الطلب على النفط معه‪.‬‬ ‫ويذكرنا النعيمي في حربه الحالية بخطة شليفن التي اعتمدتها أملانيا في عام‬ ‫‪ 1914‬ملحاربة روسيا وفرنسا‪ .‬وخطة شليفن هي منسوبة لجنرال أملاني اسمه‬ ‫ألفريد فون شليفن‪ ،‬وتقوم على أساس بسيط‪ ،‬وهو أن تهاجم أملانيا فرنسا‬ ‫بسرعة من خالل اختراق الدول املحايدة في الحرب‪ ،‬مثل بلجيكا‪ ،‬للوصول‬ ‫إلى فرنسا بسرعة واإلجهاز عليها ثم االلتفاف بسرعة إلى روسيا‪ ،‬التي توقع‬ ‫شليفن أنها ستأخذ وقتا طويال في االستعداد وتعبئة الجنود نظرا لكبر‬ ‫حجمها‪ .‬ولكن الحظ خذل أملانيا‪ ،‬إذ عطلت املقاومة في بلجيكا زحف األملان‬ ‫وفاجأت روسيا الجميع عندما تمكنت‪ ،‬بسبب تحسن وسائل النقل والقطارات‬ ‫عندها‪ ،‬من أن تنقل الجنود إلى الحدود الروسية األملانية بسرعة كبيرة‪.‬‬ ‫وقد تشهد حرب النعيمي الحالية عودة بالزمن إلى أيام خطة شليفن‪ ،‬حيث إن‬ ‫املنتجني خارج «أوبك» قد يفاجئون «أوبك» ويخفضون تكاليفهم أو تساعدهم‬ ‫دولهم في ذلك‪ ،‬وما كان من املفترض أن يأخذ شهورا قد يأخذ سنوات‪ ،‬كما‬ ‫حدث في الحرب العاملية األولى‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫كل هذه السيناريوهات تذكرنا بما حدث في خطة شليفن‪ ،‬التي مات صاحبها‬ ‫ُ‬ ‫في عام ‪ ،1913‬أي قبل الحرب العاملية األولى بعام واحد‪ ،‬ومع ذلك نسبت إليه‬ ‫عندما تم تطبيقها‪ .‬ومع بداية الحرب ال يوجد مجال سوى أن ينتظر الجميع‬ ‫ويراقب ما ستحمله األيام املقبلة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫املهم في ه��ذه الحرب هو النفس الطويل‪ ،‬ويبدو أن السعودية وباقي «أوب��ك»‬ ‫لديها من الوقت سنة أو اثنتان لتحمل انخفاض أسعار النفط‪ ،‬وهذه مدة كافية‬ ‫لتنفيذ الخطة‪.‬‬ ‫ومما قد يزيد من سرعة تعافي السوق هو أن هبوط األسعار الحالي للنفط‬ ‫قد يزيد الطلب عليه مجددا‪ ،‬وهذا ما قد يقصر عمر الحرب‪ .‬وبغض النظر عن‬ ‫النتائج أو الوقت‪ ،‬فإن هذه الحرب ستغير خارطة النفط لألبد<‬

‫وزير البترول السعودي علي النعيمي‬

‫منذ أن اتفقت‬ ‫دول «أوبك» على‬ ‫اإلبقاء على سقف‬ ‫إنتاجها عاليا‬ ‫عند ‪ 30‬مليون‬ ‫برميل يوميا‬ ‫بدأ املحللون‬ ‫يهاجمون‬ ‫السعودية‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫‪59‬‬


‫اقتصاد‬

‫لم تكن تصريحات وزير البترول السعودي علي النعيمي للصحافيني أثناء حضوره مؤتمر الطاقة العربي‬ ‫العاشر‪ ،‬الذي انعقد في أبوظبي‪ ،‬في أواخر ديسمبر (كانون األول) من عام ‪ ،2014‬مجرد تصريحات‪ ،‬بل‬ ‫كانت إعالن حرب على املنتجني من خارج منظمة البلدان املصدرة للبترول (أوبك)‪.‬‬

‫وزير البترول السعودي يعلن الحرب على املنتجني من خارج «أوبك»‬

‫النعيمي‪ ..‬من املايسرتو إلى اجلنرال‬ ‫الخبر‪:‬‬ ‫وائل مهدي‬

‫صرح وزير البترول السعودي أنه لن يتنازل عن برميل واحد من‬ ‫إنتاجه‪ ،‬وسيستمر في الحفاظ على حصته في السوق وحصة باقي‬ ‫الدول األعضاء في املنظمة‪ ،‬وسيكون خصما شرسا‪ ،‬ولن يهدأ له‬ ‫بال حتى تعود السوق للتوازن مجددا ويخرج كل املنتجني غير األكفاء منها‪.‬‬ ‫وبهذا اإلعالن تحول الوزير ذا الـ‪ 80‬ربيعا من دوره كمايسترو في األسواق‬ ‫إلى جنرال يخطط‪ ،‬مستخدما خطة حديثة لم يستخدمها وزي��ر في «أوب��ك»‬ ‫من قبله قط‪.‬‬ ‫وهذه ليست املرة األولى التي تخوض فيها السعودية و«أوب��ك» حربا نفطية‪،‬‬ ‫ولكن الجديد هنا أن الحرب هذه املرة «على املكشوف»‪.‬‬

‫كيف بدأت هذه الحرب؟‬

‫الواليات املتحدة‬ ‫وكندا واملكسيك‬ ‫وروسيا‬ ‫والبرازيل‬ ‫والصني تنتج‬ ‫خارج منظومة‬ ‫«أوبك»‪ ..‬وال‬ ‫تهتم بكيفية‬ ‫استقرار السوق‬

‫‪58‬‬

‫بدأت معالم هذه الحرب تتشكل في منتصف العام الحالي عندما بدأ الطلب على‬ ‫النفط يتباطأ‪ ،‬وبدأ اإلنتاج من خارج «أوبك» يزداد من قبل كل املنتجني املعروفني‬ ‫باملنتجني الهامشيني‪ ،‬الذين ينتجون في الهامش ويعتمدون في إنتاجهم على‬ ‫بقاء أسعار النفط عالية عند ‪ 100‬دوالر‪.‬‬ ‫وفي بداية العام ‪ ، 2014‬كان الجميع يتوقع أن ينمو الطلب العاملي على النفط‬ ‫بنحو ‪ 1.2‬مليون برميل يوميا‪ ،‬عن مستواه في العام املاضي‪ ،‬ليصبح اإلجمالي‬ ‫نحو ‪ 92.4‬مليون برميل يوميا‪ ،‬إذ إن االقتصاد العاملي نما بنحو ‪ 3.2‬في املائة‬ ‫ه��ذا العام‪ .‬ولكن الواقع ك��ان مخيبا لآلمال‪ ،‬كما ق��ال النعيمي في كلمته في‬ ‫أبوظبي‪ ،‬التي أوضح فيها أن النمو هذا العام قد ال يتجاوز ‪ 700‬ألف برميل‬ ‫إضافية‪.‬‬ ‫إال أن األس��ع��ار ف��ي النصف األول م��ن ال��ع��ام املنتهي واص��ل��ت ارتفاعها ال��ذي‬ ‫استقرت عليه في السنوات الـ‪ 3‬األخيرة‪ ،‬لتتداول عند مستوى يفوق ‪ 100‬دوالر‬ ‫للبرميل‪ .‬هذا االرتفاع جعل الكل ينتجون بأقصى طاقتهم‪ ،‬وخصوصا أولئك‬ ‫املنتجني الذي ينتجون ما يعرف باسم النفط الصخري في الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫الذين أضافوا أكثر من ‪ 3‬ماليني برميل إلى إنتاج الواليات املتحدة اليومي بني‬ ‫عامي ‪ 2011‬و‪ 2014‬ليصل إنتاجها إلى أعلى مستوى له في ‪ 3‬عقود‪ ،‬وتقترب‬ ‫من مستوى إنتاج السعودية اليومي‪ ،‬البالغ ‪ 9.7‬مليون برميل يوميا‪.‬‬ ‫وليست الواليات املتحدة هي الوحيدة التي تنتج بشراهة حاليا‪ ،‬بل هناك كندا‬ ‫واملكسيك وروسيا والبرازيل والصني‪ ،‬وك��ل ه��ؤالء ينتجون خ��ارج منظومة‬ ‫«أوبك»‪ ،‬وال يهتمون بكيفية استقرار السوق‪ ،‬تاركني هذه املهمة لدول «أوبك»‪،‬‬ ‫وعلى رأسها السعودية‪.‬‬ ‫وبسبب هذه املنظومة الحالية أصبح هناك فائض يقرب من مليوني برميل‬ ‫يوميا‪ ،‬بحسب تقديرات وزير الطاقة القطري محمد السادة‪ ،‬الذي أعلن عنها‬ ‫ف��ي خطابه ال��ذي أل��ق��اه ف��ي أبوظبي الشهر الحالي‪ .‬وش���ارك ال��س��ادة النعيمي‬ ‫التوجهات نفسها‪ ،‬عندما قال إنه يجب على املنتجني من خارج «أوبك»‪ ،‬خاصة‬ ‫غير األكفاء‪ ،‬أن يتركوا السوق حتى تستقر وتتوازن‪.‬‬ ‫ولكن السعودية هذه املرة فضلت أن ال تقوم هي أو األوبك بمهمتها التقليدية‬ ‫في الدفاع عن األسعار واستقرار السوق‪ ،‬نظرا ألن األسعار انخفضت كثيرا‪،‬‬ ‫ومع هذا ال يزال اإلنتاج من خارج «أوبك» مستمرا‪ .‬وهو ما عبر عنه النعيمي‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫في تصريحاته األخيرة التي نشرتها وكالة األنباء السعودية هذا الشهر‪ ،‬والتي‬ ‫قال فيها‪« :‬في وضع مثل ه��ذا‪ ،‬فإنه من الصعب‪ ،‬إن لم يكن من املستحيل‪،‬‬ ‫قيام اململكة أو (أوبك)‪ ،‬بأي إجراء قد ينجم عنه تخفيض حصتها في السوق‬ ‫وزيادة حصص اآلخرين‪ ،‬في وقت يصعب فيه السيطرة على األسعار‪ ،‬فنخسر‬ ‫السوق‪ ،‬ونخسر األسعار معا»‪ .‬وفي كل حرب هناك هدف يسعى طرف إلى‬ ‫تحقيقه‪ ،‬وبالنسبة للنعيمي‪ ،‬فإن الهدف اآلن هو الحفاظ على حصة السعودية‬ ‫و«أوبك» السوقية‬‪ .‬وفي كل حرب‪ ،‬هناك طرف يسعى لجعل الطرف اآلخر يذعن‬ ‫وينصاع له‪ ،‬وفي هذه الحرب يريد النعيمي أن يجعل املنتجني أصحاب التكلفة‬ ‫العالية خ��ارج «أوب���ك» ينصاعون ل��ـ«أوب��ك» ويتنازلون عن ج��زء من إنتاجهم‬ ‫حتى تتوازن السوق التي تشهد فائضا‪ .‬وأصحاب التكلفة العالية واملنتجون‬ ‫الهامشيون ليسوا هم منتجي النفط الصخري فقط‪ ،‬كما يوضح النعيمي‪،‬‬ ‫بل منتجو النفط الثقيل والنفط الذي يتم استخراجه من أعماق سحيقة في‬ ‫البحار وغيرهم‪.‬‬

‫األسعار‪ ..‬السالح الجديد‬ ‫وفي كل حرب هناك أسلحة يتم استخدامها‪ .‬وفي هذه املرة كشف النعيمي‬ ‫عن أهم سالح يملكه‪ ،‬وهو سالح األسعار‪.‬‬ ‫كشف الوزير نيته للبقاء في السوق وتحمل انخفاض األسعار إلى ما ال نهاية‬ ‫للحفاظ على حصته السوقية‪ ،‬حتى لو وصلت األسعار إلى ‪ 20‬دوالرا‪ ،‬كما‬ ‫يقول هو في حوار مع نشرة «ميس» النفطية املتخصصة‪.‬‬ ‫ولدى النعيمي سالح آخر‪ ،‬وهو سالح تكلفة اإلنتاج املنخفضة التي يملكها‪،‬‬ ‫إذ إنه أوضح في حديثه مع ميس‪ ،‬إن تكلفة إنتاج النفط السعودي هي بني ‪4‬‬ ‫إلى ‪ 5‬دوالرات للبرميل‪ ،‬فيما يرى الوزير أن هناك منتجني من خارج «أوبك»‬ ‫يحتاجون إلى أسعار عالية للبقاء في السوق‪ ،‬وعلى هؤالء التسليم لألمر الواقع‪.‬‬ ‫ومن بني هؤالء منتجو النفط الصخري‪ ،‬الذين قد يحتاجون إلى أسعار بني ‪30‬‬ ‫و‪ 90‬دوالرا للبرميل حتى ينتجون‪ ،‬كما يقول الوزير‪.‬‬ ‫وف��ي ك��ل ح��رب هناك استراتيجية وه��ن��اك تكتيك‪ ،‬فأما االستراتيجية فهي‬ ‫واضحة وتتركز حول جعل األسعار تهبط إلى مستوى مؤلم للمنتجني‪ ،‬وبذلك‬ ‫يغادر كل من ال يستطيع املنافسة السوق‪ ،‬وتبقى السوق حكرا بني «أوبك»‬ ‫واملنتجني األقوياء خارج «أوبك»‪.‬‬ ‫وفي كل حرب هناك ضحايا‪ ،‬وأول الضحايا ميزانيات دول «أوب��ك» نفسها‪،‬‬ ‫حيث ب��دأت ال���دول تشرع ف��ي تخفيض نفقاتها واألس��ع��ار التي ستعتمدها‬ ‫للميزانية في العام املقبل‪ .‬وأول هذه الدول التي أعلنت عن أسعار النفط الالزمة‬ ‫لتعادل ميزانيتها العراق الذي قال وزي��ره خالل وج��وده في أبوظبي إن بلده‬ ‫سيعتمد سعر ‪ 60‬دوالرا في العام املقبل بدال من ‪ 90‬دوالرا هذا العام‪.‬‬

‫حرب اقتصادية أم حرب سياسية؟‬ ‫ومنذ أن اتفقت دول «أوب��ك» على اإلبقاء على سقف إنتاجها عاليا عند ‪30‬‬


‫مجلة العرب الدولية‬ ‫شهرية سياسية‬

‫تأسست في لندن عام ‪1980‬‬

‫‪www.majalla.com‬‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫شهرية سياسية‬

‫اشرتك اآلن‬ ‫واحصل على‬ ‫نسختك الورقية‬

‫تأسست في لندن عام ‪1980‬‬

‫العدد ‪ 1603‬يناير ‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫للحصول على العدد‬ ‫اسـتخـدم هاتفــك‬ ‫ال ــذكي لـمــسح‬ ‫هـ ـ ــذا الـ ــرقـ ـ ـ ــم‬ ‫‪01‬‬

‫‪ISSN 1319-0873‬‬

‫‪9 771319 087013‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪Issue 1603 - January 2015‬‬

‫فورن أفيرز‪ /‬أيار‪ /‬مايو ‪57 - 2014‬‬

‫‪www.majalla.com‬‬


‫تحقيق‬

‫تطرف وتعصب‪ ..‬ال إرهاب‬

‫ل � ��ذا‪ ،‬ف �م��ن ال � �ض� ��روري ت �ح��دي��د م �ب��ادئ‬ ‫ت��وج �ي �ه �ي��ة واض� �ح ��ة ت �س��اع��د ال �ج �ه��ات‬ ‫املختصة والعاملني في البيئات التعليمية‬ ‫ع� �ل ��ى ح� �م ��اي ��ة ال� �ت�ل�ام� �ي ��ذ وت �ج �ه �ي��زه��م‬ ‫لالنخراط في املجتمع البريطاني‪ ،‬خاصة‬ ‫أن ب�ع��ض امل��درس�ي�ن ق��د ال ي��درك��ون أن‬ ‫�اف‬ ‫منهجهم التعليمي واإلج �ب��اري م�ن� ٍ‬ ‫للقيم الديمقراطية الحديثة‪ .‬وم��ن جهة‬ ‫أخ ��رى‪ ،‬ينبغي على السلطات مواجهة‬ ‫األف ��راد ال��ذي��ن ثبت انضمامهم لتيارات‬ ‫متطرفة تدعو لإلقصاء على أسس العرق‬ ‫والجنس والدين‪ ،‬وذلك من خالل منعهم‬ ‫من مناصب السلطة وعدم السماح لهم‬ ‫بنشر خ�ط��اب��ات ال�ع�ن��ف وال�ك��راه�ي��ة في‬ ‫املنابر اإلعالمية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬أكدت سالتمان أن خطر‬ ‫ال�ت�ط��رف ف��ي ب��ري�ط��ان�ي��ا ال يقتصر على‬ ‫األقلية املسلمة‪ ،‬وأن النظر إليه على أساس‬ ‫ديني ّ‬ ‫مجرد من كل االعتبارات‪ ،‬هو اختصار‬ ‫ل�ح�ج��م ال�ت�ه��دي��د ال ��ذي ي��واج��ه امل�ج�ت�م��ع‪ .‬ذل��ك أن‬ ‫الجماعات التابعة لليمني البريطاني املتطرف‪،‬‬ ‫على غرار «رابطة الدفاع اإلنجليزية» وغيرها من‬ ‫املتشددين ال يقلون خطورة عن بعض املتشددين‬ ‫اإلسالميني‪ .‬فرغم أن التيارين متناقضان‪ ،‬فإنهما‬ ‫في الواقع يعززان بعضهما البعض‪.‬‬

‫توضح الدكتورة إرين سالتمان‪ ،‬باحثة‬ ‫في مؤسسة كويليام ملكافحة التطرف‪،‬‬ ‫ل �ـ«امل �ج �ل ��ة» أن ال �ش �ب��اب أك �ث ��ر ع��رض��ة‬ ‫ل�لان �ج��رار وراء ال�ف�ك��ر امل�ت�ش��دد خ�لال‬ ‫امل��رح�ل�ت�ين ال�ث��ان��وي��ة وال�ج��ام�ع�ي��ة‪ ،‬وه��ي‬ ‫سنني «البحث عن الهوية وتحديد مكانهم‬ ‫في املجتمع»‪ ،‬مما قد يجعلهم سريعي‬ ‫التأثر بأفكار منافية للقيم البريطانية‪،‬‬ ‫والقيم الديمقراطية بشكل ع��ام‪ ،‬والتي‬ ‫ّ‬ ‫يروج لها بعض األفراد والجماعات في‬ ‫مواقع سلطة‪ .‬وهذا ما لوحظ في بعض‬ ‫الجامعات البريطانية حيث احتضنت‬ ‫جماعات معينة آيديولوجيات متطرفة‬ ‫األوساط‬ ‫وأقبل قادتها على نشرها في‬ ‫وزيرة الداخلية البريطانية تتوسط بعضا من رجال الشرطة‬ ‫الجامعية‪ ،‬وهو أمر خطير ينبغي رصده‬ ‫والتصدي له بشكل أفضل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫>‬ ‫و‬ ‫ز‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ة‬ ‫ال‬ ‫غيلمور‪،‬‬ ‫�ت‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫�ر‬ ‫وم��ن جهتها‪ ،‬أك ��دت م��ارغ�‬ ‫دا‬ ‫خل‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫طا‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫كبيرة الزمالء في املعهد امللكي للخدمات‬ ‫ة‪ :‬نحن اليوم‬ ‫في خض ّم‬ ‫ص‬ ‫را‬ ‫ع‬ ‫أ‬ ‫ج‬ ‫يا‬ ‫ل‬ ‫والفكر املستقل للدفاع واألمن‪ ،‬لـ«املجلة»‪،‬‬ ‫ض‬ ‫اإل‬ ‫ر‬ ‫د آيديولوجية‬ ‫ها‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫قا‬ ‫تل‬ ‫ة‬ ‫أن الغالبية العظمى من املسلمني في البالد‪،‬‬ ‫ونحتاج إل‬ ‫ى‬ ‫ت‬ ‫ج‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫م‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫الذين يبلغ عددهم نحو ‪ 2.7‬مليون نسمة‬ ‫ع‬ ‫وانا ملواجهة‬ ‫ه‬ ‫ذا‬ ‫ال‬ ‫ت‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫أو م��ا ي�ع��ادل ‪ 4.8‬ف��ي امل��ائ��ة م��ن إجمالي‬ ‫الخطير‬ ‫ال� �س� �ك ��ان‪ ،‬ل �ي �س��ت ف ��ي خ �ط��ر ال �ت �ط��رف‬ ‫> مجلس‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ة‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫غ‬ ‫وليست متطرفة وال تدعم التطرف‪ .‬أما‬ ‫ف‬ ‫هام بدأ التحقيق‬ ‫ي‬ ‫ما‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫مجلس مسلمي بريطانيا‪:‬‬ ‫ب‬ ‫املشاكل ذات العالقة بالفكر املتطرف‬ ‫قضية «‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫حصان طروادة»‬ ‫والتي شملت بعض املدارس‪ ،‬فتقتصر‬ ‫د‬ ‫تلقيه رس‬ ‫ال‬ ‫ة‬ ‫ت‬ ‫ز‬ ‫ال تطرف في املدارس‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫ج‬ ‫على «حفنة صغيرة م��ن املؤسسات‬ ‫و‬ ‫د «مخطط»‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ط‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ال �ت �ع �ل �ي �م �ي��ة»‪ .‬وت �ع �ل �ي �ق��ا ع �ل��ى ازدي � ��اد‬ ‫مل‬ ‫«تقارير أوفستيد حول بعض املدارس البريطانية‬ ‫دارس الحكومية‬ ‫االه�ت�م��ام ب�م��وض��وع ان�ت�ش��ار األف�ك��ار‬ ‫كشفت قضايا سوء إدارة وشفافية ومساءلة‪ ،‬كما‬ ‫املتشددة في األوس��اط التعليمية في‬ ‫أشارت إلى تجاوزات قانونية لبعض املديرين‪ ،‬لكنها‬ ‫الحكومة‬ ‫«رفع‬ ‫تم‬ ‫لذلك‬ ‫نتيجة‬ ‫اآلونة األخيرة‪ ،‬قالت غيلمور إنه‬ ‫لم تقدم أي أدلة على وجود خطر التطرف‪ ،‬فعليا كان‬ ‫باستمرار»‪،‬‬ ‫للتحديث‬ ‫تخضع‬ ‫والتي‬ ‫التطرف‬ ‫مكافحة‬ ‫البريطانية لتمويل برامج‬ ‫أو محتمال‪ .‬كما ال توجد أي أدلة على احتضان أو تشجيع هذه املدارس على‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫داخل‬ ‫بذل‬ ‫ت‬ ‫التطرف‬ ‫انتشار‬ ‫من‬ ‫للحد‬ ‫الجهود‬ ‫من‬ ‫كبيرا‬ ‫كما وضحت أن «جزءا‬ ‫التطرف أو فشلها في حماية التالميذ‪ ،‬كما جاء في مذكرة أوفستيد»‪ ،‬هكذا ّ‬ ‫عبر‬ ‫املجتمعات املسلمة من طرف تلك املجتمعات نفسها»‪.‬‬ ‫أحمد طلحة‪ ،‬عضو في مجلس مسلمي بريطانيا‪ ،‬عن موقف املجلس من تقارير‬

‫الفكر املتشدد ال ينافي القانون‬ ‫في الوقت الذي يناقش فيه مشروع القانون الجديد ملكافحة اإلرهاب في البرملان‬ ‫البريطاني‪ ،‬ارتفعت األص��وات املناهضة لتجريم التشدد الديني غير العنيف‪،‬‬ ‫باعتباره جزءا من حريات التعبير‪.‬‬ ‫وتوضح إرين سالتمان في هذا السياق‪ ،‬أنه أصبح من الصعب على السلطات‬ ‫تحديد ما هو قانوني وما هو غير ذلك‪ .‬فمن القانوني في مجتمع ديمقراطي‬ ‫أن يعلن األفراد عن اقتناعهم بفكر متشدد‪ ،‬طاملا ال يحرضون على العنف وال‬ ‫يشجعون على الكراهية‪ .‬لكنه من غير املقبول في مجتمع ديمقراطي ومتعدد‬ ‫الثقافات‪ ،‬كاملجتمع البريطاني‪ ،‬أن يتم التفريق بني الجنسني في باحات االستراحة‬ ‫واألنشطة املوازية وأن ال يحتك األطفال بثقافات غير ثقافتهم‪ .‬بناء على ذلك‪،‬‬ ‫ومهما تصور األف ��راد امل� ّ‬ ‫�روج��ون ملثل ه��ذه األف�ك��ار أنهم ال ينتهكون الهياكل‬ ‫لاّ‬ ‫القانونية القائمة‪ ،‬إ أنه من األساسي التمسك واملحافظة على القيم البريطانية‬ ‫الديمقراطية‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بسبل الحد من انتشار الفكر املتطرف في أوساط الشباب‪ ،‬ترى‬ ‫سالتمان أن السلطات تكتفي‪ ،‬في أحيان كثيرة‪ ،‬بتقييم األداء األكاديمي البحت‬ ‫وتغض النظر عما يعبر عنه اآلباء واملدرسون من قلق حيال سلوكيات معينة‪.‬‬

‫‪56‬‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫هيئة التعليم البريطانية في حديثه مع «املجلة»‪.‬‬ ‫وأضاف طلحة‪« :‬أنشأنا مؤخرا (لجنة املهام التعليمية) ملساعدة املدارس املعنية‬ ‫على معالجة القضايا التي أثارتها أوفستيد من جهة‪ ،‬وضمان نمو األطفال في‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫وت ّ‬ ‫عدهم لتحديات وفرص الحياة‬ ‫بيئة مناسبة تمكنهم من االعتزاز بهويتهم‬ ‫البريطانية الحديثة من جهة أخرى»‪.‬‬ ‫من جانب آخر‪ّ ،‬‬ ‫عبر طلحة عن تخوفه من التأثير السلبي الذي قد تسببه التغطية‬ ‫اإلعالمية لتقارير أوفستيد على الطالب والتالميذ املسلمني خاصة‪ ،‬وعلى الجالية‬ ‫ّ‬ ‫املسلمة عموما‪ ،‬كما أكد عزم املجلس على تفادي الوقوع في ذلك‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ووضح في هذا السياق‪« :‬رغم املعرقالت والتغطية اإلعالمية السلبية التي تعاني‬ ‫منها الجالية املسلمة‪ ،‬يعمل املجلس جاهدا على إشباع أطفالنا بتعاليم اإلسالم‬ ‫السمحة وقيمه وإنتاج مواطنني نشيطني يخدمون املجتمع بجميع أطيافه»‪ .‬أما‬ ‫عن جهود املجلس ملكافحة التطرف‪ ،‬فكشف طلحة عن تأسيس لجنة للنظر في‬ ‫ّ‬ ‫التوصل بتوصيات‬ ‫قضايا التطرف والتعصب وسبل معالجتها‪ ،‬ويتوقع املجلس‬ ‫اللجنة بحلول عام ‪.2015‬‬ ‫يرى طلحة أن تضافر جهود مختلف جهات املجتمع‪ ،‬بما فيها الحكومة والجالية‬ ‫املسلمة واملجتمع املدني هو أنجع سبيل ملكافحة اإلرهاب‪ ،‬كما أكد على أهمية‬ ‫دور اإلعالم الذي ينبغي أن يكون «واسعا‪ ،‬ومتوازنا‪ ،‬وعادال» في تغطيته للجالية‬ ‫املسلمة في بريطانيا <‬


‫احدى املدارس التي تعرضت لالنتقاد واملراقبة من لجنة التفتيش البريطانية‬

‫يقدم من خاللها توصيات التخاذ اإلج��راءات الالزمة تجاه هذه امل��دارس‪ .‬تلفت‬ ‫امل��ذك��رة إل��ى اعتماد امل��دارس املستقلة ال�ـ‪ 6‬مناهج «ضيقة وم�ح��دودة»‪ ،‬ال توفر‬ ‫املؤهالت الالزمة «النخراط التالميذ في الحياة املجتمعية البريطانية الحديثة»‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫كما «تجعلهم عرضة للتأثر بالتيارات املتطرفة واملتشددة»‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬أكد‬ ‫السيد ويلشاو أن الزيارات التفتيشية املفاجئة للمدارس الـ‪ 6‬كشفت عن تدني‬ ‫جودة التعليم‪ ،‬وشككت بشدة في قدرة املسؤولني على تحسني املناهج وطريق‬ ‫التلقني‪ .‬كما انتقدت هيئة التعليم طرق الحفظ والتكرار التي تعتمد عليها هذه‬ ‫امل��دارس في تلقني امل��واد الدينية وغير الدينية‪ ،‬باإلضافة إل��ى ضعف تشجيع‬ ‫التالميذ على االنفتاح على ثقافات أخرى وضعف أدائهم في املواد العلمية واللغة‬ ‫اإلنجليزية في بعض الحاالت‪.‬‬ ‫شمل التقرير ‪ 6‬مدارس خاصة مستقلة ذات مرجعية إسالمية‪ ،‬وهي «إبراهيم‬ ‫أكاديمي»‪ ،‬و«مدرسة شرق لندن اإلسالمية»‪ ،‬و«أكاديمية شرق لندن»‪ ،‬و«مدرسة‬ ‫امليزان االبتدائية»‪ ،‬و«جامعة األم��ة»‪ ،‬و«مظاهر العلوم»‪ ،‬باإلضافة إلى مدرسة‬ ‫«السير جون كاس» العامة التابعة لكنيسة إنجلترا‪ .‬وأش��ارت التقارير الـ‪ 7‬إلى‬ ‫تدني املناهج التعليمية‪ ،‬خاصة في املدارس اإلسالمية الـ‪ .6‬وتفاوت الفرص بني‬ ‫الذكور واإلناث في بعض املدارس املختلطة‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬أكدت نيكي مورغان‪ ،‬وزيرة الدولة للتعليم‪ ،‬أنه بينما ال يوجد‬ ‫م��ا يشير إل��ى م��ؤام��رة منسقة ‪-‬ك�م��ا ثبت ف��ي قضية ح�ص��ان ط ��روادة‪ -‬إال أنه‬ ‫من الواضح أن هذه امل��دارس فشلت في تحضير األطفال لالنخراط في الحياة‬ ‫البريطانية الحديثة‪ .‬وأضافت‪« :‬سنطلب من هذه املدارس تنفيذ خطط عمل عاجلة‬ ‫ونتوقع مالحظة تحسن في غضون أسابيع‪ .‬في حالة ما لم يتم إجراء التغييرات‬ ‫ال�لازم��ة فإننا نحتفظ بحق إغ�لاق امل��دارس املعنية»‪ .‬وأض��اف��ت‪« :‬نعلم أن قادة‬ ‫املدارس والسلطات املحلية مصممون على بناء مجتمع يتسم باالنفتاح وستعمل‬ ‫الحكومة مع قادة املدارس املحلية على ضمان حماية األطفال من خطر التطرف»‪.‬‬ ‫مكان املرأة في املنزل وال فرق بني الشريعة والقانون البريطاني‬ ‫رغم اختالف مالبسات حادثتي م��دارس شرق لندن وم��دارس برمنغهام‪ ،‬فإن‬ ‫ّ‬ ‫املتشدد وغياب املؤهالت الالزمة‬ ‫النتيجة واحدة‪ ،‬وهي انتشار الفكر اإلسالمي‬ ‫ّ‬ ‫«الن�خ��راط التالميذ في الحياة املجتمعية البريطانية الحديثة» والتشبع بقيم‬ ‫الديمقراطية في بعض األوساط التعليمية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ويفيد السيد ميكائيل ويلشاو‪ ،‬كبير مفتشي هيئة أوفستيد‪ ،‬في املذكرة التي‬ ‫ّ‬ ‫وجهها لوزارة التعليم بخصوص مدارس برمنغهام الـ‪ 21‬التي خضعت للتفتيش‬

‫>و ّ‬ ‫ج‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫م التعليم الب‬ ‫ال‬ ‫ريطاني انتقادات‬ ‫ذعة لـ‪ 7‬مدارس ب‬ ‫ش‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫د‬ ‫ن‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫شلها في أداء‬ ‫واجب‬ ‫ها لحماية التال‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ت‬ ‫ط‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫>‬ ‫عضو مجلس م‬ ‫سل‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ري‬ ‫ط‬ ‫ان‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ا‪ :‬ال توجد أي‬ ‫دلة على احتضا‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ض‬ ‫ا‬ ‫مل‬ ‫دا‬ ‫ر‬ ‫س الفكر املتشدد‬ ‫واملراقبة‪ ،‬أن «ثقافة الخوف والترهيب» تسود في بعض األوساط التعليمية وأن‬ ‫عددا من املديرين خضعوا للتهميش‪ ،‬واضطروا إلى التخلي عن مناصبهم في‬ ‫بعض الحاالت‪ .‬كما أشار إلى «ضيق املناهج الدراسية‪ ،‬وسوء استعمال املوارد‬ ‫املالية‪ ،‬وإخفاق السلطات املهتمة بحماية التالميذ من خطر التطرف والتشدد»‪.‬‬ ‫ونتيجة لهذه املمارسات‪ ،‬يبدو أن الثقافة والقيم التي يتشبع بها تالميذ بعض هذه‬ ‫املدارس هي امتداد آلراء بعض األفراد فحسب‪ ،‬وال تعكس قيم مجتمع برمنغهام‬ ‫وال املجتمع البريطاني عامة بأي شكل من األشكال‪.‬‬ ‫من جانب آخر‪ ،‬كشفت املذكرتان املتعلقتان بمدارس برمنغهام ومدارس لندن‪،‬‬ ‫عن قلق املسؤولني حيال التباين في معاملة اإلناث والذكور والفصل بني الجنسني‬ ‫ّ‬ ‫أثناء األنشطة املوازية والدروس الدينية والتنمية الشخصية‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬أكد‬ ‫التقرير املتعلق بمدرسة «مزاهر العلوم»‪ ،‬وهي إحدى مدارس لندن التي شملها‬ ‫التحقيق‪ ،‬أن التالميذ ال يدركون الفرق بني الشريعة اإلسالمية والقانون البريطاني‬ ‫وأن نظرتهم لدور النساء في املجتمع «ضيقة»‪ ،‬حيث قال بعض التالميذ ملراقبي‬ ‫«أوفستيد» إن «دور املرأة يقتصر على البقاء في البيت وتنظيفه وأداء الصلوات‬ ‫وانتظار عودة األبناء ملساعدتهم في الواجبات املدرسية»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫متحدث باسم «أوفستيد» أن «الستار لم ُيغلق بعد»‬ ‫وفي حديث مع «املجلة»‪ ،‬أكد‬ ‫على هذا النوع من القضايا‪ ،‬وأنه من الجائز أن نشهد في الفترة املقبلة عددا أكبر‬ ‫من امل��دارس ّ التي فشلت في حماية تالميذها وضمان حصولهم على التعليم‬ ‫الذي يستحقونه وانخراطهم في الحياة البريطانية الحديثة‪ .‬وأضاف املتحدث أن‬ ‫الهيئة لن ّ‬ ‫تتردد في التدخل على نحو سريع وحاسم إذا ما ثبت تعرض التالميذ‬ ‫لخطر التشدد أو غيره‪.‬‬ ‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫‪55‬‬


‫تحقيق‬

‫ال يخفى ّأن معضالت اإلرهاب والتطرف الديني والعنف السياسي أصبحت في قلب اهتمامات الرأي العام‬ ‫الدولي وفي مقدمة أجندة هيئات مكافحة اإلرهاب الدولية‪ ،‬وال سيما في بريطانيا‪ .‬رفعت الحكومة درجة‬ ‫الخطر اإلرهابي على أراضيها خالل األشهر القليلة املاضية إلى «حاد»‪ ،‬وهي من أعلى درجات التأهب األمني‬ ‫بريطانيا‪ .‬وبيد أن بريطانيا ضاعفت جهودها ملكافحة اإلرهاب داخل الحدود وخارجها منذ أكثر من عقد‬ ‫في‬ ‫لاّ‬ ‫ّ‬ ‫من الزمن‪ ،‬إ أنه يبدو أن استراتيجيتها األمنية اتبعت نحوا مختلفا في اآلونة األخيرة حيث ازداد االهتمام‬ ‫بسبل ّ‬ ‫ّ‬ ‫املتطرف في بعض فئات املجتمع البريطاني‪ ،‬وعلى رأسها بعض املدارس‬ ‫الحد من انتشار الفكر‬ ‫االبتدائية والثانوية واملدارس القرآنية‬

‫ّ‬ ‫املتشدد وغياب املؤهالت الالزمة النخراط التالميذ في املجتمع‬ ‫انتشار الفكر‬

‫التطرف يف املدارس الربيطانية‬ ‫لندن‪ :‬نجالء حبريري‬ ‫كشف عدد من الخبراء وجهات أمنية مختصة لـ«املجلة» عن تفاوت‬ ‫خطورة «زحف» الفكر املتطرف حسب السياق واملكان‪ ،‬حيث ال يجوز‬ ‫تصنيف جميع أنواع التشدد الفكري إرهابا من جهة‪ ،‬وال اختزال تيارات‬ ‫الفكر الديني املتطرف في حرية الفكر واملعتقد من جهة أخرى‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وصرحت وزي��رة الداخلية البريطانية‪ ،‬تيريزا ماي‪ ،‬في ‪ 24‬من شهر ديسمبر‬ ‫(كانون األول) املاضي‪ ،‬على هامش تقديم مقترح قانون مكافحة اإلرهاب الجديد‬ ‫ّ‬ ‫خضم صراع أجيال ضد آيديولوجية اإلرهاب القاتلة‪،‬‬ ‫للبرملان‪« :‬نحن اليوم في‬ ‫ونحتاج إلى تجنيد جميع قوانا ملواجهة هذا التهديد الخطير وسريع التغير‪ ..‬من‬ ‫املستحيل القضاء تماما على تهديد اإلرهاب في مجتمع ّ‬ ‫حر ومنفتح‪ ،‬لكن ينبغي‬ ‫علينا بذل كل ما في وسعنا لتقليل الخطر الذي يعرضنا له‬ ‫أعداؤنا‪ ،‬بما يتوافق وقيمنا»‪.‬‬

‫«حصان طروادة»‬ ‫في مدينة برمنغهام‬ ‫بعد شهور طويلة من التحقيق‪ ،‬نشرت الحكومة‬ ‫البريطانية تقريرا‪ ،‬ف��ي يوليو (ت��م��وز) املاضي‪،‬‬ ‫ي��ؤك��د وج����ود م���ح���اوالت منسقة ألسلمة‬ ‫عدد من امل��دارس الحكومية في مدينة‬ ‫برمنغهام من قبل األجهزة اإلداري��ة‬ ‫لتلك املدارس‪.‬‬ ‫ف�����ي ال����س����اب����ع م�����ن م�������ارس (آذار)‬ ‫امل�����اض�����ي‪ ،‬أع����ل����ن م���ج���ل���س م��دي��ن��ة‬ ‫برمنغهام أن��ه ب��دأ التحقيق فيما‬ ‫عرف بقضية «حصان طروادة»‪،‬‬ ‫ب��ع��د أن ت��ل��ق��ى رس���ال���ة م��ج��ه��ول��ة‬ ‫املصدر تزعم بوجود «مخطط»‬ ‫إس�لام��ي متطرف ف��ي امل���دارس‬ ‫الحكومية‪ ،‬تسبب في اإلطاحة‬ ‫وزيرة التربية والتعليم البريطانية نيكي مورغان‬ ‫بـ‪ 4‬مديرين وتعويضهم بأفراد‬

‫‪54‬‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫ّ‬ ‫متنفذين يدعمون جهود ترسيخ اإلسالم «املتشدد» في املدارس (أو ال يقفون‬ ‫في وجهها)‪.‬‬ ‫ورغم أن السلطات لم تشكك في حقيقة املخطط الذي استهدف ما ال يقل عن ‪21‬‬ ‫مدرسة‪ ،‬فإنها نفت وجود أدلة على تشدد عنيف أو إرهاب أو تطرف في مدارس‬ ‫برمنغهام‪ ،‬التي تعد ثاني أكبر مدينة بريطانية‪ .‬وقالت وزيرة التعليم البريطانية‬ ‫نيكي مورغان أمام البرملان‪ ،‬إن التقرير الذي أعده رئيس شرطة مكافحة اإلرهاب‬ ‫بيتر كالرك «يثير االنزعاج»‪ ،‬وأعلنت عن إجراءات لتشديد الرقابة على الجهات‬ ‫التي تدير املدارس‪ .‬وجاء في تقرير كالرك أن التحقيق أظهر وجود «عمل منسق‬ ‫ومتعمد ومستمر من قبل عدد من األفراد لفرض مبادئ إسالمية متشددة وغير‬ ‫متسامحة في بعض مدارس برمنغهام»‪.‬‬ ‫وأضاف أن ذلك تحقق من خالل «اكتساب النفوذ في عدد من األجهزة اإلدارية‪،‬‬ ‫وت��ع��ي�ين م��دي��ري��ن أو م��درس�ين متعاطفني م��ع ه���ذه ال��ج��ه��ود‪ ،‬وت��ع��ي�ين أش��خ��اص‬ ‫يشاطرونهم الفكر نفسه في مناصب ب��ارزة والسعي لطرد املديرين الذين ال‬ ‫يشعر ه��ؤالء األف���راد بأنهم يطيعونهم بالشكل الكافي»‪ .‬كما كشف التقرير‬ ‫أن الهدف من ذلك كان فرض «املذهب واملمارسات املتشددة املسيسة لإلسالم‬ ‫السني»‪.‬‬

‫التطرف في مدارس «تاور هاملتس»‬ ‫ومن جهة أخرى‪ّ ،‬‬ ‫وجه مكتب تقييم التعليم البريطاني (أوفستيد)‪ ،‬وهو هيئة‬ ‫تعليمية رسمية ملراقبة معايير التعليم في بريطانيا‪ ،‬في نوفمبر (تشرين الثاني)‬ ‫املاضي انتقادات الذعة لـ‪ 7‬مدارس في منطقة «تاور هاملتس»‪ ،‬شرق العاصمة‬ ‫لندن‪ ،‬لفشلها في أداء واجبها لحماية التالميذ من التطرف‪ .‬أصدرت أوفستيد‬ ‫بتكليف من وزارة‬ ‫تقارير فردية مفصلة لـ‪ 6‬مدارس خاصة ومدرسة عمومية‬ ‫ٍ‬ ‫التعليم لفتت فيه إلى تساهل بعض هذه املدارس مع ممارسات قد تعتبر مشجعة‬ ‫للتطرف وخفضت تصنيف بعضها من ممتاز إلى «غير مالئم»‪.‬‬ ‫وأشارت نتائج التفتيش واملراقبة في املدارس املستقلة الـ‪ 6‬إلى تساهل بعض هذه‬ ‫املدارس مع ممارسات قد تعتبر مشجعة للتطرف‪ ،‬وعبرت عن مخاوف جدية‬ ‫تجاه تدابير حماية ورعاية التالميذ من خطر االنجرار وراء الفكر التطرفي‪ّ .‬‬ ‫وجه‬ ‫ّ‬ ‫السيد ميكائيل ويلشاو‪ ،‬كبير مفتشي هيئة أوفستيد‪ ،‬مذكرة ل��وزارة التعليم‬


‫رجل األعمال حسني سالم‬

‫مبارك والرئاسة مستقبال غير مطروح أمامنا‪ ،‬ألنه ال توجد أي مؤشرات على هذا‪..‬‬ ‫وإذا خرج براءة فمن حقه أن يعامل كأي مواطن مصري‪ ،‬والكلمة األخيرة في هذه‬ ‫املسائل السياسية للشعب وحده»‪.‬‬ ‫ويضيف‪« :‬بالنسبة لترشح صديق جمال (أحمد عز) للبرملان‪ ،‬فإن املعلومات التي‬ ‫لدينا تقول إنه لن يخوض االنتخابات املقبلة في ‪ 2015‬على اإلطالق‪ ،‬وما نسب إليه‬ ‫عن أنه ُ‬ ‫سيرشح نفسه‪ ،‬مجرد بالون اختبار لهدف معني في رأسه‪ .‬أنا أرى ضجة‬ ‫حوله وحول مستقبل جمال أكثر من الالزم»‪.‬‬ ‫ويزيد قائال‪« :‬ال شك أن البعض أصبح يضع فرضيات تقول ماذا لو فاز أقطاب‬ ‫من الحزب الوطني في البرملان املقبل‪ ،‬مثل عز وغيره‪ ،‬ثم خرج جمال مبارك من‬ ‫السجن وبدأ يمارس السياسة‪ ،‬فهل هؤالء سيقفون معه؟ وأنا أقول لك إن هؤالء‬ ‫لن يقفوا مع جمال بل ض��ده‪ ،‬ألن الشعب املصري لن يقبل بعودة النظام القديم‬ ‫تحت أي مسمى‪ .‬ومصر لن تعود إلى الوراء‪ ..‬ال لنظام مبارك وال لنظام اإلخوان»‪.‬‬ ‫وم��ن جانبه ي�ق��ول ال��دك�ت��ور ج�م��ال زه ��ران‪ ،‬أس�ت��اذ العلوم السياسية ف��ي جامعة‬ ‫السويس‪ ،‬واملنسق العام لـ«تحالف العدالة االجتماعية» الذي يضم ‪ 33‬كيانا سياسيا‪،‬‬ ‫إن «مصر ما زال��ت في حالة غير واضحة املعالم‪ ،‬وبالتالي تظل كل االحتماالت‬ ‫مفتوحة‪ ،‬بما في ذلك ما يقال عن محاوالت رجال جمال مبارك العودة إلى الساحة‬ ‫السياسية مجددا‪ ..‬نحن في حالة غير واضحة املعالم‪ .‬ولذلك أتصور أن االحتماالت‬ ‫كلها قائمة‪ ..‬وما يطرح من أسئلة قائم‪ ،‬ألنه ال يوجد حسم وال إرادة باالنحياز‬ ‫للثورة»‪.‬‬ ‫ويرى زهران أن غياب كثير من اإلجراءات «الثورية» في السنوات املاضية هو السبب‬ ‫في عودة الجدل بشأن مستقبل جمال مبارك وأصدقائه‪ .‬ويقول إنه «من الغريب‬ ‫أن قانون العزل السياسي لم يأخذ مساره إلى النهاية حني جرى اقتراحه بعد ثورة‬ ‫يناير للحيلولة دون أي محاولة لعودة النظام القديم‪ .‬وكان الغرض من هذا القانون‬ ‫حرمان قيادات الحزب الوطني من ممارسة السياسة بما فيها االنتخابات»‪ .‬ويزيد‬ ‫الدكتور زهران قائال‪« :‬اآلن يوجد إحباط على كل املستويات لدى الناس العاديني‪،‬‬ ‫ولكن رغم كل ما يحدث فإن الرهان على الشعب‪ ..‬الشعب يدرك بالفطرة الغث من‬ ‫الثمني‪ ،‬ويدرك أن الغث ال بد من إزاحته؛ ولذلك نرى أن كل هذه املسائل والتكهنات‬ ‫والحسابات مجرد مرحلة انتقالية ستنتهي» <‬

‫الدكتور جمال زهران‬

‫محمود نفادي‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫‪53‬‬


‫تحقيق‬

‫رجل األعمال أحمد عز‬

‫فرحة انصار مبارك‬ ‫بحكم البراءة‬

‫بديعة منصور‬

‫سميرة الجزار‬

‫‪52‬‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫األعوام التي تسبق عام ‪ 2018‬فيمكنه قانونا خوض انتخابات الرئاسة في تلك السنة‬ ‫إذا أراد‪ .‬ويكون من حقه ممارسة العمل السياسي بشكل عام كأي مواطن مصري‪.‬‬ ‫لكن فريد الديب‪ ،‬محامى مبارك ونجليه‪ ،‬علق على ما رددته وسائل اإلعالم عن‬ ‫عزم جمال الترشح في االنتخابات الرئاسية املقبلة بأنه خبر عار تماما عن الصحة‬ ‫وهدفه تأجيج الفتنة‪ ،‬وفقا ملا ذكره لفضائية «صدى البلد» املصرية‪ .‬ويشير الديب‬ ‫إلى أن جمال‪ ،‬وكل عائلة مبارك‪ ،‬ال يسعون لخوض الحياة السياسية وال يبغون‬ ‫ُ‬ ‫إال رفعة مصر وتقدمها وأن تنصر على أعدائها‪ ،‬مشددا على أنهم «يؤمنون أن‬ ‫مصر تسير بشكل جيد مع الرئيس عبد الفتاح السيسي»‪.‬‬ ‫كما تحدثت مصادر أخرى زعمت تواصلها مع جمال مبارك نفسه أثناء جلسة‬ ‫املحاكمة األخيرة التي جرت في أكاديمية الشرطة في جنوب القاهرة‪ ،‬بأنه أبلغها‬ ‫ُّ‬ ‫ينصب على الخروج براءة في‬ ‫أنه ال ينوي الترشح أو العودة للسياسة وأن حلمه‬ ‫ما تبقى عليه من تهم‪ ،‬وأنه يخطط للعيش خارج مصر وكتابة مذكراته مع العمل‬ ‫السياسي وداخل السجن‪ ،‬بعد انتهاء التجربة املريرة التي ما زال يمر بها حتى اآلن‪.‬‬ ‫لكن كل هذا لم يوقف سيل التوقعات والتكهنات والشائعات التي عزز من قوتها‬ ‫تسريبات عن اعتزام أحمد عز خوض انتخابات البرملان املقبل وقيامه بجهود‬ ‫لجمع شتات رجال الحزب الوطني الديمقراطي‪ .‬ويوصف عز أيضا بأنه «رجل‬ ‫جمال مبارك» و«أحد أهم مصادر قوته السياسية»‪ .‬وفي مناقشات جرت داخل‬ ‫أح��د األح��زاب الليبرالية ك��ان الحديث ي��دور ك��اآلت��ي‪« :‬ف��ي ح��ال حصول النواب‬ ‫السابقني للحزب الوطني املنحل على أغلبية في البرملان املقبل سيكون من‬ ‫حقهم تشكيل حكومة‪ ،‬ولو افترضنا أن رجال قويا من رجال الحزب الوطني‪،‬‬ ‫مثل ع��ز‪ ،‬خ��اض االن�ت�خ��اب��ات‪ ،‬ف��ي دائ��رت��ه بمحافظة املنوفية وف��از فيها‪ ،‬فمن‬ ‫املمكن أن يجده املصريون وقد أصبح رئيسا للحكومة»‪ .‬وفي املقابل أعلن عدد‬ ‫من بني املحسوبني على ثورة يناير‪ ،‬أن أحمد عز إذا فاز فلن نسمح له بدخول‬ ‫مجلس الشعب‪ .‬وينظر بعض السياسيني املستقلني لهذا األمر بطريقة مختلفة‪.‬‬ ‫ويصفون الجدل الدائر حول مستقبل جمال مبارك بأنه «سيناريو النخب»‪،‬‬ ‫وسيناريو «الجالسني في املكاتب» و«سيناريو الذين ال يعرفون ما يدور في‬ ‫الشارع السياسي»‪.‬‬ ‫ويقول أحد القادة املحسوبني على التيار املوالي للرئيس السيسي‪« :‬موضوع جمال‬


‫استقبال حاشد لجمال مبارك‬ ‫ابان توليه امانة السياسات في‬ ‫الحزب الوطني الديمقراطي والى‬ ‫جواره كمال الشاذلي وصقوت‬ ‫الشريف وعلي الدين هالل‬

‫مخاطبا املصريني‪« :‬ال أحد يستطيع أن يعيد البالد إلى الوراء‪ ..‬أنتم غيرتم الدنيا‬ ‫كلها‪ ،‬فهل بعد هذا يأتي أي أحد غصبا عن املصريني؟ ألم تكن السنوات األربع‬ ‫املاضية كافية لكي يتعلم البعض مما جرى‪ .‬أنا ال أمنع أحدا ولكن الشعب هو‬ ‫الذي يمنع»‪.‬‬ ‫ويبلغ جمال من العمر في الوقت الحالي ‪ 51‬سنة‪ .‬وه��و االب��ن األصغر ملبارك‬ ‫والسيدة سوزان‪ ،‬وكان يعمل في مجال املصارف والبنوك في بريطانيا قبل أن‬ ‫يعود إل��ى مصر في أواخ��ر تسعينات القرن املاضي‪ .‬وب��دأ حينذاك يؤسس ملا‬ ‫ُعرف بمجموعة «الجيل الجديد» الذي أطاح بالجيل القديم داخل الحزب الوطني‬ ‫الديمقراطي‪ ،‬وهو الحزب الحاكم الذي أسسه السادات وترأسه مبارك منذ مطلع‬ ‫الثمانينات حتى قرار املحكمة بحل الحزب عقب ثورة ‪.2011‬‬ ‫وشغل جمال موقع األمني العام املساعد وأمني السياسات في الحزب الذي انضم‬ ‫إليه رسميا في عام ‪ ،2000‬ومنذ ذلك التاريخ وملدة أكثر من ‪ 10‬سنوات كان جمال‬ ‫ومجموعة االقتصاديني الشباب الذين جاءوا معه‪ ،‬وتولوا مقاعد حزبية وبرملانية‬ ‫وحكومية‪« ..‬يحاولون التخلص من اإلرث البيروقراطي للدولة وتنقية الدستور‬ ‫والقوانني من النصوص االشتراكية التي يعود بعضها لعهد جمال عبد الناصر»‪،‬‬ ‫كما يقول أحد أعضاء البرملان السابقني عن الحزب الوطني‪ ،‬مشيرا إلى أن اتخاذ‬ ‫إج ��راءات اقتصادية صعبة على أي��دي مجموعة جمال‪ ،‬أدت إل��ى ارت�ف��اع معدل‬ ‫النمو لنحو ‪ 7.5‬في املائة‪ ،‬وهو مؤشر إيجابي وقتها لدولة مثل مصر‪ ،‬لكن هذه‬ ‫اإلجراءات ُووجهت بانتقادات حادة من جانب املعارضة وعدتها منحازة لصالح‬ ‫األغنياء على حساب الفقراء الذين يمثلون أغلبية الشعب‪.‬‬

‫رجال األعمال‬

‫حسني مبارك‬

‫محاكمة القرن وقبلة الحياة‬ ‫ويضيف نفادي أن انتخابات رئاسة الجمهورية بني محمد مرسي مرشح جماعة‬ ‫اإلخ��وان وقتها وأحمد شفيق ال��ذي كان يقال إنه محسوب على نظام مبارك‪..‬‬ ‫«كانت في الحقيقة منافسة بني نظام مبارك الشعبي‪ ،‬واإلخ��وان‪ ..‬أزعم اآلن أن‬ ‫شفيق هو الفائز الفعلي في تلك االنتخابات‪ ،‬بغض النظر عن النتائج الرسمية التي‬ ‫أعلنت فوز مرسي بفارق بسيط عن شفيق‪ .‬وتعلم أنه يجري التحقيق في قضية‬ ‫االنتخابات الرئاسية حيث إن النشر محظور فيها إلى أن تنتهي»‪.‬‬ ‫ولهذا‪ ،‬كما يقول نفادي‪ ،‬فإن حكم البراءة على مبارك ونجليه ليس له محل من‬ ‫اإلعراب‪ ،‬ولن يمنح قبلة الحياة كما يعتقد البعض‪ ،‬ولن يؤدي إلى انتعاش للمنظومة‬ ‫القديمة أو ما أشبه ذلك على اإلط�لاق‪ ،‬لكن البعض يحاول استغالل الحكم في‬ ‫إعطاء انطباع أو صورة تحريضية آلخرين‪.‬‬ ‫وفسر كثير من وسائل اإلعالم املحلية الكلمة التي ألقاها الرئيس السيسي في‬ ‫افتتاح أعمال مطار الغردقة على البحر األحمر‪ ،‬منذ نحو أسبوعني‪ ،‬بأنها رسالة‬ ‫إل��ى ال��ذي��ن يطمحون ف��ي ال�ع��ودة م��رة أخ��رى للحياة السياسية‪ .‬وق��ال السيسي‬

‫وكان من أبرز الوجوه املحسوبة على جمال‪ ،‬امللياردير القوي في صناعة الحديد‬ ‫والصلب‪ ،‬أحمد عز (‪ 55‬سنة)‪ ،‬الذي شغل موقع أمني التنظيم في الحزب‪ ،‬ويتهمه‬ ‫خصومه السياسيون عادة بأنه كان سببا في إشعال نار املعارضة ضد نظام‬ ‫مبارك حني قرر إقصاء جماعة اإلخوان واألح��زاب املشاكسة عن دخول البرملان‬ ‫في عام ‪ .2010‬وجرى اتهام عز في قضايا فساد واحتكار‪ ،‬وصدرت أحكام بحقه‬ ‫بالسجن ملدة ‪ 37‬عاما‪ ،‬مع فرض غرامات مالية باهظة‪ ،‬لكن محكمة النقض قضت‬ ‫قبل أسبوعني بقبول الطعن الذي تقدم به وقررت إعادة محاكمته أمام دائرة جديدة‪.‬‬ ‫ومن بني الوجوه األخرى التي انخرطت في برنامج جمال مبارك اإلصالحي‪ ،‬محمود‬ ‫محيي ال��دي��ن‪ ،‬وزي��ر االستثمار األس�ب��ق‪ ،‬ورش�ي��د محمد رش�ي��د‪ ،‬وزي��ر الصناعة‬ ‫األسبق‪ ،‬وبطرس غالي وزير املالية األسبق‪ ،‬وأحمد املغربي‪ ،‬وزير اإلسكان األسبق‪،‬‬ ‫وزهير جرانة وزير السياحة األسبق‪ ،‬وأنس الفقي وزير اإلعالم األسبق‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬ ‫وهناك رجال أعمال آخرون استفادوا قبيل ثورة يناير من التعديالت التشريعية‬ ‫وتنقيح القوانني من وصاية الدولة على العمل االقتصادي‪ .‬وغالبية هؤالء اختفوا‬ ‫من الساحة السياسة املصرية عقب الثورة‪ ،‬بسبب املالحقات القضائية أو بسبب‬ ‫إثارة الرأي العام ضدهم من جانب املعارضة‪ ،‬خصوصا جماعة اإلخوان‪ ،‬التي كانت‬ ‫تقول إن «مجموعة الجيل الجديد» تسعى لوضع جمال في قصر الحكم خلفا لوالده‬ ‫في االنتخابات الرئاسية التي لم تتم بعد أن كان مقررا لها سبتمبر (أيلول) ‪.2011‬‬ ‫ومن املعروف أن الرئيس األسبق‪ ،‬مبارك‪ ،‬تعهد أثناء مظاهرات ميدان التحرير‬ ‫الضخمة بأنه لن يترشح في تلك االنتخابات ال هو وال أي من أفراد أسرته‪ .‬ومنذ‬ ‫ظهر جمال داخل قفص االتهام مع والده وشقيقه عالء‪ ،‬يوم ‪ 3‬أغسطس (آب) عام‬ ‫‪ 2011‬لم يخرج من مقر احتجازه في سجن طرة في جنوب القاهرة‪ .‬ومنذ القبض‬ ‫عليه اختفى الحديث عن مستقبله السياسي‪ ،‬ولم يظهر إال بعد ص��دور أحكام‬ ‫بالبراءة في القضية الرئيسية املتهم فيها مع شقيقه وأبيه‪.‬‬ ‫ورغم وجود قضايا أخرى بحق جمال ما زالت منظورة أمام املحاكم‪ ،‬فإن منتديات‬ ‫السياسة وحوارات التلفزيون ومقاالت الصحف‪ ،‬عادت مرة أخرى لتتساءل عما‬ ‫يمكن أن يكون عليه مبارك االبن في املستقبل في حال خروجه براءة من جميع‬ ‫القضايا املتهم فيها‪.‬‬

‫فريد الديب ينتصر‬ ‫ويقول مصدر قضائي إن جمال إذا حصل على البراءة وخرج من السجن في أي من‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫‪51‬‬


‫تحقيق‬

‫ومسؤولني وأعضاء سابقني بمجلس إدارة أحد البنوك املصرية‪ .‬وجرى تأجيل‬ ‫القضية إلى جلسة ‪ 7‬يناير الحالي‪.‬‬ ‫لكن يبدو أن مستقبل رم��وز النظام السابق بمن فيهم م�ب��ارك وج�م��ال‪ ،‬ل��م يعد‬ ‫يشغل الرأي العام كما كان الحال في بداية ثورة يناير‪ .‬ورغم االحتياطات األمنية‬ ‫الواسعة التي اتخذتها السلطات في يوم الحكم في القضية نهاية شهر نوفمبر‬ ‫(تشرين الثاني) املاضي‪ ،‬التي تصفها وسائل اإلعالم املحلية بـ«قضية القرن»‪،‬‬ ‫فإن مظاهرات مناصري مبارك وخصومه كانت محدودة للغاية‪ ،‬واقتصر الجدل‬ ‫بشأن احتمال خروج جمال وعودته للسياسة على صالونات السياسيني واملثقفني‬ ‫وبرامج الدردشة في التلفزيون‪.‬‬ ‫ويقول سائق التاكسي‪ ،‬حسني‪ ،‬وهو يجتاز جسر ‪ 6‬أكتوبر‪ ،‬أحد الجسور الكبرى‬ ‫التي تخترق وسط العاصمة املصرية‪« :‬لم أعد أفهم أي شيء من الجدل الدائر هنا‬ ‫وهناك بعد براءة مبارك وجمال‪ .‬ما يهمني هو ماذا سأستفيد‪ .‬من يريد أن يعمل‬ ‫في السياسية يرينا ماذا سيقدم لنا‪ ،‬أما أن يرجع جمال أو ال يرجع‪ ،‬فهذا لم يعد‬ ‫ذا معنى بالنسبة لي‪ .‬وال أعتقد أنه حتى لو عاد ستقوم ثورة جديدة‪ .‬نحن جربنا‬ ‫ثورتني ضد مبارك وضد مرسي ولم يحدث شيء‪ ،‬وغير قادر على سداد بقية‬ ‫أقساط التاكسي الذي اشتريته في ‪ .2010‬هذه هي قضيتي»‪.‬‬

‫جبهة نساء مصر‬ ‫وعلى الجانب اآلخ��ر م��ن ضفة النيل حيث مقار كثير م��ن األح ��زاب واملنتديات‬ ‫السياسية‪ ،‬تشارك بديعة منصور‪ ،‬عضو «جبهة نساء مصر»‪ ،‬في اللغط الدائر‬ ‫حول مستقبل مبارك االبن بعد حكم البراءة‪ .‬وتلتقط أنفاسها‪ ،‬وتقول‪« :‬ال أعتقد أن‬ ‫جمال سيدخل مرة أخرى إلى تجربة الحياة السياسية‪ .‬ال يمكن‪ .‬ولو بنسبة واحد‬ ‫في املائة‪ ،‬ألن التجربة التي مر بها مع والده وشقيقه عالء‪ ..‬أقصد تجربة السجن‬ ‫بعد ث��ورة الشعب عليهم‪ ،‬والقضايا التي رفعت ضدهم‪ ،‬وما فيها من اتهامات‪،‬‬ ‫تجعل أي شخص يكره السياسة حتى لو كان قد حصل في النهاية على حكم‬ ‫البراءة أو شيء من هذا القبيل»‪.‬‬ ‫وتضيف بديعة منصور‪« :‬حتى لو حصلوا على أحكام نهائية بالبراءة‪ ،‬فال أظن أنه‬ ‫سيكون لدى أي منهم فرص للعودة لخوض التجربة السياسية نفسها‪ .‬ولو أرادوا‬ ‫أن يعودوا َّ‬ ‫الكرة مرة أخرى كما يشيع البعض وكما يتخوف البعض اآلخر‪ ،‬فإنني‬ ‫أرى أن الشعب سيد قراره تجاه هذا األمر‪ .‬يقبل بجمال أو ال يقبل به‪ ،‬هذا شأنه»‪.‬‬ ‫وم��ن جانبها ت�ق��ول سميرة ال �ج��زار‪ ،‬أمينة امل ��رأة ب��ال�ح��زب امل�ص��ري الديمقراطي‬ ‫االجتماعي وعضو هيئته العليا‪ ،‬إن «جمال مبارك وال�ح��زب الوطني سيعودان‬ ‫شئنا أم أبينا‪ ،‬ألن السياسة املوجودة حاليا ستعتمد على كل املجموعات املصرية‪،‬‬ ‫وبالتالي أتوقع أن يظهر الفلول (رم��وز نظام مبارك) مرة أخ��رى‪ ،‬خصوصا في‬ ‫البرملان املقبل الذي ستجري انتخاباته قريبا‪ .‬أي أنه سيكون هناك نواب من الفلول‬ ‫واإلسالميني والثوريني وغيرهم‪ .‬الفيصل الوحيد سيكون ‪ -‬في رأيي ‪ -‬هو عدم‬ ‫السماح بالفساد كما كان الحال في املاضي‪ .‬وجمال مبارك مثله مثل أي مصري‬ ‫سيخضع مستقبله الختيارات الناس إذا كانوا يريدونه أم ال يريدونه»‪.‬‬ ‫ومن وجهة نظر دعاء العجوز‪ ،‬املحامية والقيادية بالحزب االشتراكي املصري‪ ،‬فإن‬ ‫عودة مبارك االبن متروكة للشعب املصري صاحب الحق في اختيار من ينوب عنه‬ ‫في الحياة السياسية‪ .‬كل مصري من حقه الترشح والشعب قادر على الفرز بني‬ ‫هذا وذاك‪ .‬ال يمكن أن تكون هناك وصاية على إرادة الشعب‪.‬‬

‫التحذير من عودة جمال مبارك‬ ‫وف��ور ص��دور أحكام البراءة على مبارك ونجليه سارعت الحركات الثورية التي‬ ‫أس�ه�م��ت ف��ي ث��ورة ي�ن��اي��ر إل��ى ال�ت�ح��ذي��ر م��ن ع��ودة ج�م��ال للمنافسة ع�ل��ى رئ��اس��ة‬ ‫مصر‪ .‬وم��ن ب�ين ه��ذه ال�ح��رك��ات «االش�ت��راك�ي��ون ال�ث��وري��ون»‪ ،‬و«التحالف الشعبي‬ ‫االشتراكي» وغيرهما‪ .‬ويقول شريف الروبي‪ ،‬املتحدث باسم حركة ‪ 6‬أبريل (الجبهة‬ ‫الديمقراطية)‪ ،‬إن «أحكام براءة رموز نظام مبارك تعني أن دولتهم ما زال لها تأثير‬ ‫ظاهر‪ ،‬وأن جمال سيخوض انتخابات الرئاسة املقبلة»‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫وهنا يعود محمود نفادي ليذكر باملثل املصري الذي يقول «يا ترى من يعيش؟»‪،‬‬ ‫في تعليقه على ما يشاع من تكهنات عن فرص ترشح جمال للرئاسة في عام‬

‫‪50‬‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫الرئيس عبد الفتاح السيسي‬

‫‪ ،2018‬مشيرا إلى أن منظومة «نظام مبارك» ماتت يوم ‪ 11‬فبراير (شباط) ‪،2011‬‬ ‫وهو اليوم الذي أعلن فيه حسني مبارك تخليه عن حكم مصر وتكليف املجلس‬ ‫األعلى للقوات املسلحة وقتها بإدارة شؤون البالد‪.‬‬ ‫ويعد «تحالف نواب الشعب» الذي يتحدث نفادي باسمه‪ ،‬أحد االئتالفات السياسية‬ ‫التي تستعد لخوض انتخابات البرملان املقبل‪ .‬وهو يرى أن النظام السابق باملفهوم‬ ‫القانوني والسياسي انتهى‪« ..‬أما باملفهوم الشعبي‪ ،‬فإنه ما زال قائما‪ ..‬بمعنى أن‬ ‫هناك أناسا عاشوا وتربوا وتعلموا على مدى ‪ 30‬سنة في عهد حكم مبارك‪ ،‬هؤالء‬ ‫يمكن أن تقول إنهم هم نظام مبارك»‪.‬‬ ‫ويزيد موضحا‪« :‬حني أقول إن نظام مبارك قائما شعبيا‪ ،‬فإن هذا ال يعني أنه يمكن‬ ‫أن يقوم سياسيا أو قانونيا بأي حال من األحوال‪ ..‬كما أنني أعني بوجود نظام‬ ‫مبارك شعبيا الرغبة التي يبديها املواطنون اليوم بضرورة ع��ودة األم��ن واألم��ان‬ ‫للشارع وحماية الدولة للمواطنني‪ ،‬كما كان الحال في املاضي‪ ..‬أي قبل ثورة يناير‪.‬‬ ‫صحيح أنه كانت هناك مشكالت اقتصادية وغيرها‪ ،‬لكن الناس حني تتحدث عن‬ ‫مبارك يقارنون بني الوضع األمني في عهده وفي العهد الذي جاء بعده‪ ،‬واالستقرار‬ ‫األمني قبل مبارك وبعده‪ ،‬واالنفالت األخالقي قبل وبعد‪ ،‬واإلرهاب قبل وبعد أيضا»‪.‬‬


‫حني تسأل سائق سيارة األجرة التي تعبر‬ ‫ف��وق جسر ال�ق��اه��رة ع��ن ف��رص وحظوظ‬ ‫جمال في الرجوع للعمل السياسي‪ ،‬كما‬ ‫كان عليه حني شغل موقع رئيس املجلس األعلى‬ ‫للسياسات منذ عام ‪ 2005‬تقريبا حتى قيام ثورة‬ ‫‪ 25‬يناير ‪ ،2011‬يقول لك بكل ثقة إن األسماء لم‬ ‫تعد تهم‪« ..‬املهم هو العمل الفعلي الذي له مردود‬ ‫على األرض وعلى ال�ف�ق��راء‪ ..‬لقد قمنا بثورتني‬ ‫دون أن أتمكن م��ن س��داد أق�س��اط التاكسي ال��ذي‬ ‫أعمل عليه»‪.‬‬ ‫ويقصد السائق‪ ،‬ويدعى حسني ويبلغ من العمر ‪ 55‬سنة‪ ،‬ما نتج عن االنتفاضة ضد‬ ‫مبارك واإلطاحة بمرسي‪ ،‬من تدهور في الوضع االقتصادي واألمني خالل األعوام‬ ‫الثالثة املاضية‪ .‬لكن كثيرا من السياسيني والنشطاء ينظرون بتشكك إلى املستقبل‪،‬‬ ‫ويتحدثون بطريقة واثقة عن أن الشعب لن يمنح مبارك االبن أي فرصة لكي يعود‪.‬‬

‫مستقبل رموز النظام األسبق‬ ‫وفي مكتب إلحدى الصحف في ضاحية الدقي املزدحمة بالقاهرة‪ ،‬يجلس محمود‬ ‫نفادي‪ ،‬املتحدث باسم «تحالف نواب الشعب» لشرب فنجان من القهوة بعد يوم‬ ‫حافل بالترتيبات السياسية من أجل املستقل‪ ،‬ويقول في لهجة املتأكد من سير‬ ‫األمور في هذا البلد‪« :‬ما يتردد عن وجود فرص لترشح جمال مستقبال للرئاسة‬ ‫هو نوع من العبث السياسي»‪.‬‬ ‫وجاء اسم جمال ضمن املتهمني في عدة قضايا تتصل بالفساد املالي والقتل‪،‬‬ ‫مع والده وشقيقه عالء ووزير الدخلية في عهد مبارك‪ ،‬حبيب العادلي‪ ،‬وعدد من‬

‫جمال لرئاسة ‪ 2018‬على صفحات التواصل االجتماعي‬

‫مساعدي الوزير‪ ،‬إضافة إلى رجل األعمال الشهير حسني سالم الذي يقيم حاليا‬ ‫في إسبانيا‪.‬‬ ‫وبرأت املحكمة املتهمني في الشق األخطر من القضية الذي يتعلق بقتل متظاهرين‬ ‫في ثورة يناير‪ ،‬وارتكاب أعمال فساد‪ ،‬بعد أن كانت محكمة أخرى أصدرت حكما‬ ‫بالسجن املؤبد على مبارك والعادلي ومن معهم في الئحة االتهامات عام ‪.2012‬‬ ‫وقضت املحكمة ببراءة مبارك في قضية فساد تتصل بتصدير الغاز إلسرائيل‪،‬‬ ‫وبانقضاء الدعوى الجنائية ضده وضد نجليه جمال وعالء في قضية ثالثة تتعلق‬ ‫بقبول عطايا من رجل األعمال‪ ،‬سالم‪ ،‬مقابل استغالل نفوذه‪ .‬كما برأت سالم أيضا‪.‬‬ ‫وقام النائب العام بالطعن على أحكام البراءة‪.‬‬ ‫ويحاكم جمال وعالء أيضا في قضية فساد مالي أخرى مع ‪ 7‬من رجال األعمال‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫‪49‬‬


‫تحقيق‬

‫بعد الحكم ببراءة الرئيس األسبق حسني مبارك ونجليه جمال وعالء‪ ،‬وعدد من مساعدي الرئيس‪ ،‬شعر كثير من‬ ‫املراقبني أن منظومة ما يسمى«النظام األسبق» الذي حكم البالد ملدة ‪ 30‬سنة بدأت تنتعش‪ ،‬وأن هناك احتماال بأن‬ ‫تعود قيادات بارزة في النظام األسبق لكي تتصدر واجهة الحياة السياسية‪ ،‬بل هناك من بدأ يتكهن بوجود فرص‬ ‫لجمال‪ ،‬نجل مبارك‪ ،‬للمنافسة والترشح لرئاسة الجمهورية املقبلة املقرر لها عام ‪ ،2018‬رغم خروج تسريبات‬ ‫منقولة عن جمال نفسه بنفيه لهذا األمر ورغبته في االنتقال إلى خارج مصر في حال صدور أحكام نهائية ببراءته‬

‫تلتقي الحرس القديم للرئيس األسبق ويؤكدون‪ :‬جمال مرشح رئاسي ‪2018‬‬

‫تداعيات براءة مبارك‬ ‫ونجليه على رجاله وأنصاره‬ ‫القاهرة‪ :‬عبد الستار حتيتة‬

‫‪48‬‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬


ً ‫حمل العدد كامال للصحيفة واحتفظ به على آيباد‬ ‫مجانًا‬

(for iPad) ????? ?????? for iPad on ...

https://itunes.apple.com/gb/app/for-ipad-alshrq...

Available on the App Store http://kaywa.me/H7QO1

Download the Kaywa QR Code Reader (App Store &Android Market) and scan your code!


‫لسان الحال‬

‫بقلم‪ :‬طوين بدران‬

‫فيما بدا أنه غارة جديدة لسالح الجو اإلسرائيلي في سوريا الشهر املاضي‪ ،‬تم قصف أهداف في مطار دمشق الدولي‬ ‫وموقع في منطقة الديماس قرب الحدود مع لبنان‪ .‬استهدفت الضربات‪ ،‬على غرار سابقاتها‪ ،‬شحنات ومستودعات‬ ‫أسلحة لم يعرف نوعها تابعة للنظام ولحلفائه في إيران وحزب الله‪.‬‬ ‫رغم أن كل الغارات اإلسرائيلية في سوريا منذ انطالق الثورة استهدفت املحور اإليراني حصريا‪ ،‬ما زالت هناك قناعة‬ ‫لدى شريحة واسعة من املحللني العرب‪ ،‬ولدى كثيرين في املعارضة السورية‪ ،‬بأن إسرائيل ونظام األسد متحالفان‬ ‫ضمنا‪ .‬ال بل يذهب البعض إلى القول إن تفضيل إسرائيل بقاء األسد في الحكم هو وراء سياسة واشنطن املترددة‬ ‫في سوريا‪ .‬يحتاج هذا التحليل إلى مراجعة نقدية‪ ،‬فهو ال يستند إلى الواقع ويرتكز على قراءة خاطئة للخريطة‬ ‫الجيوسياسية‪ .‬ففي حني تدعم بعض الدول اإلقليمية املعارضة السورية‪ ،‬وحدها إسرائيل قامت بعمليات مباشرة‬ ‫في سوريا ضد األسد وحلفائه اإليرانيني‪ ،‬وهو ما عارضته إدارة الرئيس أوباما بشدة‪.‬‬ ‫تكررت هذه املقولة بعد الغارة األخيرة‪ .‬فزعم معلقون بارزون أن الغارة في الحقيقة تنصر بشار األسد‪ .‬وخرج أمني‬ ‫عام االئتالف السوري املعارض بتصريحات عن «توحيد الجهود» بني إسرائيل واألسد وعن «حقيقة عالقتهما‬ ‫الوثيقة»‪ .‬بالطبع‪ ،‬قد يشير البعض إلى كالم لشخصية ما في إسرائيل ‪ -‬محلل أو صحافي‪ ،‬أو عضو في الكنيست‬ ‫أو حتى مسؤول سابق في الجيش ‪ -‬لدعم نظرية أن الحكومة اإلسرائيلية تؤيد األسد‪ .‬إنما الواقع هو أن العمليات‬ ‫اإلسرائيلية في سوريا واضحة وثابتة‪ :‬عندما تضرب إسرائيل في سوريا‪ ،‬فهي تضرب النظام وداعميه اإليرانيني‪.‬‬ ‫الغارة األخيرة في ديسمبر (كانون األول) خير مثال‪ .‬من ناحية‪ ،‬كانت الغارة روتينية بمعنى أنها استهدفت على‬ ‫األرجح شحنة أسلحة استراتيجية من إيران لحزب الله‪ .‬أي أنها أتت ضمن قوانني االشتباك التي وضعتها إسرائيل‬ ‫والتي تقضي بضرب السالح الذي يتجاوز خطوطها الحمر‪ .‬لكن الغارة أيضا ضربت مطار دمشق ‪ -‬للمرة الثانية ‪-‬‬ ‫وهذا ليس بتفصيل صغير‪ ،‬فإن إيران‪ ،‬بحسب ما كشفته تقارير صحافية السنة املاضية‪ ،‬تمد نظام األسد بالسالح‬ ‫والعتاد عبر رحالت جوية أسبوعية إلى مطار دمشق ينظمها الحرس الثوري وينسقها على األرض ضباط إيرانيون‬ ‫في دمشق‪ .‬بقصفها مركز اإلم��دادات الحيوي للنظام‪ ،‬توضح إسرائيل أنها ال تأبه إن أثرت ضرباتها سلبا في‬ ‫ترتيبات النظام اللوجيستية وبالتالي في قدراته على خوض الحرب ضد الثوار‪ .‬وبحسب إعالمي محلي استطاع‬ ‫الوصول إلى املطار بعد الغارة‪ ،‬فإن الضربة استهدفت «الجناح العسكري للمطار‪ ،‬أي مناطق تجمع وحدات الجيش‬ ‫السوري هناك‪ ،‬إضافة ملبنى (الصادرات والواردات) الذي باتت السلطات السورية تستقبل الشحنات العسكرية عبره‬ ‫وتخزنها هناك قبل نقلها إلى مناطق استخدامها»‪.‬‬ ‫وهذا ما أكده مدير املرصد السوري لحقوق اإلنسان رامي عبد الرحمن في تصريحات لـ«الشرق األوسط»‪ ،‬مضيفا‬ ‫أن املهاجع املستهدفة «كانت تحوي مؤنا ومعدات» لقوات األسد‪.‬‬ ‫أما املوقع في الديماس فيبدو أنه مرتبط مباشرة بحزب الله‪ .‬بحسب عبد الرحمن‪،‬‬ ‫فإن مخازن السالح املستهدفة يديرها حزب الله‪« ،‬رغم أن املنطقة خاضعة عسكريا‬ ‫للفرقة الرابعة» في جيش النظام‪ .‬ونقل عن عدة مصادر سورية مقتل وجرح عدد‬ ‫من عناصر حزب الله في الغارة على الديماس‪ .‬وهنا أيضا يمكن القول إن الضربة‬ ‫روتينية استهدفت سالحا يتم تجميعه وتخزينه في الديماس ووجهته لبنان ليصبح‬ ‫جزءا من ترسانة الحزب في مواجهته املقبلة مع إسرائيل‪ ،‬مثل صواريخ «فاتح ‪»110‬‬ ‫اإليرانية أو ربما سالح مضاد للطيران‪.‬‬ ‫لكن تقارير أخرى تحدثت عن احتواء بعض املخازن على طائرات بال طيار إيرانية‬ ‫الصنع‪ .‬وقد استخدم الحزب هذه الطائرات في معاركه مع الثوار‪ ،‬كما أن اإليرانيني قد زودوا النظام بهذه الطائرات‬ ‫لجمع املعلومات حول مواقع وتحركات الثوار‪.‬‬ ‫من نافل القول إن إسرائيل تحمي مصالحها في حربها مع إيران وذراعها في لبنان‪ ،‬حزب الله‪ ،‬فهذا أمر طبيعي‪.‬‬ ‫ولكن الحديث عن تحالف إسرائيلي مع األسد يتجاهل البديهي‪ :‬بما أن األسد تابع إليران‪ ،‬وقواته أضحت متكاملة مع‬ ‫الحرس الثوري وحزب الله‪ ،‬ومناطقه معابر أساسية إلمداد حزب الله بالسالح اإليراني‪ ،‬فما من مصلحة إلسرائيل‬ ‫بتأييده‪ .‬طبعا ق��درة إسرائيل على التأثير في الداخل السوري محدودة ج��دا‪ ،‬وهي أصال ال ترغب بالدخول في‬ ‫املستنقع السوري‪ .‬السياسة الرسمية اإلسرائيلية تسعى للبقاء خارج الحرب السورية‪ ،‬مع الرد الحازم على أي‬ ‫خرق أمني لحدودها‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬فإن البيت األبيض يرفض أي اقتراح يقضي بضرب األسد والقوات التابعة إليران التي تسانده‬ ‫عسكريا‪ .‬ال بل إن الرئيس أوباما بعث رسالة إلى القائد األعلى إليران علي خامنئي قيل إنه طمأنه فيها بأن التحالف‬ ‫الذي تقوده واشنطن في العراق وسوريا لن يستهدف األسد‪.‬‬ ‫أظهرت إدارة أوباما مرارا أنها تعتبر سوريا منطقة نفوذ إيرانية‪ ،‬وهو موقف يتعارض كليا مع املصالح اإلسرائيلية‪.‬‬ ‫على عكس واشنطن‪ ،‬حافظت إسرائيل على رؤية استراتيجية واضحة في سوريا‪ ،‬ولم تحد عن مواجهة املحور‬ ‫اإليراني‪ .‬مقولة إن إسرائيل تدعم األسد تتجاهل هذه الحقائق‪ .‬الواقع الصريح هو أن إسرائيل وليس اإلدارة األميركية‬ ‫من يضرب أدوات ومصالح إيران في سوريا‪ .‬طبعا‪ ،‬ال يقول أحد إن إسرائيل تعمل مع قوى املعارضة‪ ،‬فهذه مجرد‬ ‫دعاية األسد‪ .‬لكن الرد على هذه الدعاية ال يكون باعتماد نظريات بائدة ولغة ال تقل خشبية عن خطاب النظام‪.‬‬

‫تفضيل إسرائيل بقاء األسد‪..‬‬ ‫تحليل ال يستند إلى الواقع‬

‫‪46‬‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬


‫السبيل األفضل لترجمة تلك املبادئ إلى واقع‪ ،‬وهو ما دعانا إلى‬ ‫إيالء مكانة واضحة للحوار في مبادرتنا على أن يتم بني قوى‬ ‫تعتمد السياسة وسيلة لتحقيق أهدافها وتتخلى عن الخيار‬ ‫العسكري والعنف أسلوبا لبلوغ الغايات‪ ،‬واملبادرة أتاحت للمبعوث‬ ‫الدولي لألزمة الليبية‪ ،‬برناردينو ليون‪ ،‬أن يقترب من منهجنا‪،‬‬ ‫وه��ا هو قد أعلن عن جولة ح��وار بني أط��راف الصراع في ليبيا‬ ‫بعد تفاهم مع مختلف القوى الليبية على قواعد وأهداف العملية‬ ‫السياسية‪.‬‬ ‫ونهدف أن تفضي تلك الخطوة إلى تشكيل حكومة بتوافق تلك‬ ‫القوى تنهي االنقسام في ليبيا وتعيد للبالد وحدتها تحت مظلة‬ ‫الشرعية‪ ،‬خاصة أن لنا تجارب سابقة في الحلول العسكرية‬ ‫وأشير بوضوح إلى حل األزمة العراقية وما نتج عنها من نتائج‬ ‫تمثلت ف��ي ان�ت�ش��ار ال �س�لاح وامل�ي�ل�ي�ش�ي��ات وت�ك��اث��ر ال�ج�م��اع��ات‬ ‫اإلرهابية‪.‬‬ ‫> كيف تنظر مصر إل��ى تنامي ظ��اه��رة اإلره ��اب خ��اص��ة في‬ ‫ظل األوضاع داخل سيناء وهل هنالك تنسيق مصري دولي‬ ‫ملالحقة الجماعات اإلرهابية؟‬

‫ مصر تلعب دورا مهما في مجال مكافحة اإلرهاب‪ ،‬الذي عانت‬‫منه كثيرا خالل الفترة املاضية والتفات العالم اآلن إلى هذا الخطر‪،‬‬ ‫هو بمثابة تأكيد على صواب الخطوات املصرية في مكافحته‪،‬‬ ‫والتحذير من أضراره اإلقليمية والدولية‪ ،‬وظاهرة اإلرهاب‪ ،‬أو فكرة‬ ‫اإلرهاب بمعنى أدق‪ ،‬ال ترتبط بدولة أو منطقة معينة وال تنبع من‬ ‫ّ‬ ‫هذا الدين أو تلك الثقافة‪ ،‬وإنما تحركها مصالح جماعات وقوى‬ ‫إقليمية معينة‪ ،‬تستغل التنظيمات اإلرهابية لتحقيق أغراضها‪.‬‬ ‫سامح شكري‬

‫للنظام الدولي الجديد‪.‬‬ ‫إطار منطقي‬ ‫لوضع‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وف��ى املقابل‪ ،‬باتت معايير أخ��رى‪ ،‬مثل الديمقراطية واالعتماد‬ ‫امل�ت�ب��ادل وم�س�ت��وى النمو وال �ق��درة على االب�ت�ك��ار‪ ،‬تحتل مكانا‬ ‫بشكل واضح‪ ،‬ولو بدرجات متفاوتة‪ ،‬على قدرة‬ ‫متقدما وتؤثر‬ ‫ٍ‬ ‫أي دولة أو كيان أو العب على تحقيق مستوى أفضل من االندماج‬ ‫على املستوى الدولي ضمن عالقات أكثر ندية‪.‬‬ ‫> بشأن اجتماع الخرطوم لدول جوار ليبيا‪ ،‬هنالك خالفات‬ ‫حول سبل الحل لألزمة بل الخالفات امتدت أيضا على كيفية‬ ‫اختيار األطراف الليبية املشاركة في الحوار‪ ،‬مصر ودول أخرى‬ ‫ترفض مشاركة ميليشيات تنتهج العنف‪ ،‬ما تعليقكم على‬ ‫الجدل الذي دار في الخرطوم؟‬

‫ ليبيا تشهد تطورات تثير القلق‪ ،‬وتتطلب تعاونا وجهدا كبيرا‪،‬‬‫خاصة دول ال�ج��وار الجغرافي لليبيا اعتمدت م�ب��ادرة جماعية‬ ‫تعيد االعتبار ملفهوم الدولة وتحييد امليليشيا وممارساتها التي‬ ‫تتنافى مع متطلبات الحياة العصرية‪ .‬هناك قدر من التفاؤل بعد‬ ‫قيام دول الجوار الليبي في طرح اإلطار السياسي لتسوية األزمة‬ ‫الليبية وال��ذي شاركت مصر في صياغته مع دول ال�ج��وار في‬ ‫أغسطس (آب) املاضي بالقاهرة‪.‬‬ ‫ونعول كثيرا في مؤتمر الخرطوم على أن يوجه رسالة واضحة‬ ‫لتأكيد وحدة موقفنا وراء كافة املبادئ التي تضمنتها مبادرتنا‬ ‫ال سيما منها م��ا يتعلق ببناء دول��ة قوية وبمكافحة اإلره��اب‬ ‫والتطرف‪ ،‬ال شك لدينا من جانب آخر أن الحوار بني الليبيني هو‬

‫يجب إعادة النظر في جميع االتفاقيات الدولية املعنية بمكافحة‬ ‫اإلرهاب الدولي‪ ،‬بهدف عقد اتفاقية شاملة تعالج كافة الجوانب‬ ‫املتصلة به والتعاون املطلوب بني الدول للتصدي له وردعه‪ ،‬بما‬ ‫في ذلك تبادل املعلومات بني األجهزة املختصة عن املخططات‬ ‫اإلرهابية واألف ��راد والجماعات املتورطة فيها وت��دري��ب وح��دات‬ ‫خاصة على مواجهة اإلرهاب واإلرهابيني وتوفير الوسائل التي‬ ‫تستخدم ف��ي تلك امل��واج�ه��ة وال�ت�ع��اون للقبض على اإلرهابيني‬ ‫والتحقيق معهم ومحاكمتهم‪ ،‬وما يتبع ذلك من إجراءات جماعية‬ ‫إزاء الدول التي تساعد اإلرهابيني وتحرضهم بصورة تضمن‬ ‫أال تأخذ ه��ذه اإلج ��راءات ال��رادع��ة طابع ال�ع��داء لجماعة قومية أو‬ ‫مجموعة من الدول‪.‬‬

‫التعاون‬ ‫املصري‬ ‫الخليجي‬ ‫يتحرك من‬ ‫خالل أطر‬ ‫سياسية‬ ‫وتعاون أمني‬ ‫واستراتيجي‬ ‫يصب في‬ ‫مصلحة الوطن‬ ‫العربي‬

‫إن الخط السياسي ال��ذي كانت‪ ،‬وم��ا زال��ت‪ ،‬تنتهجه مصر منذ‬ ‫سنوات يطالب بضرورة اإلسراع بمعالجة جذور اإلرهاب وإزالة‬ ‫أسبابه الكامنة‪ ،‬خاصة السياسية واالقتصادية واألمنية‪ ،‬من‬ ‫خالل القضاء على بؤر التوتر وعلى ازدواجية املعايير في تطبيق‬ ‫الشرعية ال��دول�ي��ة وإن �ه��اء االح �ت�لال األج�ن�ب��ي‪ ،‬واالع �ت��راف بحق‬ ‫الشعوب في تقرير مصيرها‪ ،‬والتأكيد على أن استمرار فشل‬ ‫املجتمع الدولي في التعامل مع القضايا الشائكة‪ ،‬وغيرها من‬ ‫حاالت الظلم واالحتالل والعنصرية‪ ،‬إنما يوفر الذريعة واألرض‬ ‫الخصبة ألصحاب الفكر املتطرف لنشر أفكارهم والترويج لها‬ ‫ومن ثم لتجنيد العناصر اإلرهابية‪.‬‬ ‫اإلرهاب في سيناء أو داخل مصر نتعامل معه بجدية وكفاءة‪،‬‬ ‫خاصة أن هنالك رفضا ملثل هذه العمليات اإلرهابية‪ ،‬وما تكاتف‬ ‫الشعب إال دافعا لنا لهزيمة الجماعات املتطرفة التي تحاول زعزعة‬ ‫استقرار مصر <‬ ‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫‪45‬‬


‫حوار‬

‫وزير الخارجية املصري سامح شكري لـ‬

‫‪ :‬الحل الدبلوماسي يجنب سوريا خطر التفتت‬

‫توافق مصري خليجي ملالحقة اإلرهاب‬ ‫ونزع فتيل األزمات يف املنطقة‬ ‫املنامة‪:‬‬ ‫كمال سر الختم‬

‫دعا وزير الخارجية املصري إلى اعتماد الحل الدبلوماسي للحرب في سوريا بديال للحل العسكري‬ ‫املطروح حاليا متزامنا مع ضرورة إيجاد نظام إقليمي عربي جديد بعيدا عن أسلوب املحاور الذي‬ ‫كان موجودا على مدى العقود الـ‪ 4‬املاضية‪ .‬وقال وزير الخارجية املصري سامح شكري في حوار مع‬ ‫«املجلة» أن الدور املصري يتحرك في اتجاه توافق إقليمي ودولي ملحاصرة بؤر التوتر في العالم العربي‬ ‫خاصة في سوريا والعراق وليبيا واليمن‪ ،‬مقابل دعاة الحل العسكري‪ ،‬األمر الذي أفرز تنظيمات‬ ‫إرهابية في املنطقة‪.‬وأضاف أن التعاون املصري الخليجي يتحرك من خالل أطر سياسية وتعاون‬ ‫أمني واستراتيجي يصب في مصلحة الوطن العربي ملواجهة التحديات التي تحيط باملنطقة‪ .‬وفيما‬ ‫يلي نص الحوار‪.‬‬ ‫> ب��رأي��ك م��ا ال��ذي يهدد أم��ن الخليج وكيف ملصر أن الدعم املادي والسياسي‪ ،‬ونقول‪ :‬إن أمن الخليج هو جزء ال‏يتجزأ‬ ‫تساعد في حمايته وهل املقصود دعم عسكري ‪ -‬أمني من األمن القومي املصري وإن مصر ترفض كل أشكال التدخل‬ ‫ استخباراتي أم ماذا؟‬‫‏لزعزعة استقرار دول مجلس التعاون‪.‬‬

‫منذ أحداث‬ ‫‪ 25‬يناير‬ ‫كانت الغالبية‬ ‫العظمى‬ ‫من الدول‬ ‫الخليجية‬ ‫حريصة على‬ ‫احترام إرادة‬ ‫الشعب املصري‬

‫ نعيش فترة غير مسبوقة تتعدى اإلقليم خاصة تنامي الفكر‬‫املتطرف من خالل وجود بؤر صراع ملتهبة في العراق وسوريا‬ ‫واليمن وليبيا إلى جانب التدخالت اإلقليمية والدولية لتحقيق‬ ‫مصالحها السياسية بعيدا عن مصالح الخليج والتضامن العربي‪.‬‬ ‫إن املصلحة املشتركة تقتضي تبني أولويـات متكاملة وصوال‬ ‫إلى تجاوز األزمات التي يعاني منها بعض دول املنطقة حاليا‪،‬‬ ‫خاصة ما تشهده سوريا من اقتتال والعراق من سيطرة املشهد‬ ‫الطائفي وبالتالي يؤدي إلى انهيار الدولة الوطنية لحساب الدولة‬ ‫الطائفية وس��ي��ط��رة امليليشيات على املشهد ف��ي ك��ل م��ن ليبيا‬ ‫واليمن‪ ،‬وبالتالي ندعو إلى تحقيق النمو واالستقرار الالزمني‬ ‫كي تمارس هذه املنطقة الهامة دورا حقيقيا وبناء على مستوى‬ ‫العالم ال أن تضيف إلى مشكالته القائمة‪.‬‬ ‫والتعاون املصري الخليجي من خالل أطر سياسية وتعاون أمني‬ ‫واستراتيجي يصب في مصلحة الوطن العربي ملواجهة التحديات‬ ‫التي تحيط بنا جميعا‪.‬‬

‫ املشهد في سوريا غاية في التعقيد من قتال وتدمير وفقد‬‫ل�ل�أرواح‪ ،‬سوريا تتعرض للتقسيم والفوضى وه��ذا يؤثر على‬ ‫األمن القومي العربي الذي ال يتحمل مثل ذلك‪.‬‬ ‫اعتماد الحل الدبلوماسي للحرب في سوريا بديال للحل العسكري‬ ‫املطروح حاليا متزامنا مع ض��رورة إيجاد نظام إقليمي عربي‬ ‫جديد بعيدا عن أسلوب امل��ح��اور ال��ذي ك��ان م��وج��ودا على مدى‬ ‫العقود الـ‪ 4‬املاضية هو الحل‪.‬‬ ‫الدور املصري يتحرك في اتجاه توافق إقليمي ودولي ملحاصرة‬ ‫> العالقات املصرية الخليجية الراسخة واملمتدة باختالف بؤر التوتر في العالم العربي خاصة في سوريا والعراق وليبيا‬ ‫األنظمة في مصر وعالقات الشراكة واالستثمار والتعاون في واليمن‪ ،‬مقابل دعاة الحل العسكري‪ ،‬األمر الذي أفرز تنظيمات‬ ‫كافة املجاالت إلى أي مدى تصب في العمل العربي املشترك إرهابية في املنطقة‪.‬‬ ‫وكيف تنظرون إلى مجمل العالقات؟‬

‫ منذ ثورة ‪ 25‬يناير كانت الغالبية العظمى من الدول الخليجية‬‫حريصة على احترام إرادة الشعب املصري‪ ،‬وأن تجعل العالقة‬ ‫متواصلة مع مصر‪ ،‬وتجلت العالقات األخوية بعد ‪ 30‬يونيو مما‬ ‫كان له من دور إيجابي في استقرار مصر‪ ،‬األمر الذي يعني مدى‬ ‫التضامن العربي عندما نهضت ال��دول العربية كافة في تقديم‬ ‫‪44‬‬

‫> ه�ن��ال��ك ت�ق��دي��ر ب��ال��غ ح��ول م��دى ال �ت��راب��ط ب�ين ش �ع��وب دول‬ ‫الخليج والشعب املصري‪ ،‬وما يتمثل من عالقات على مستوى‬ ‫القيادات من رواب��ط وثيقة‪ ،‬لذلك يجب استثمار ذلك لصالح‬ ‫التنمية ف��ي بلداننا ك��اف��ة‪ ،‬وبالنسبة إل��ى س��وري��ا كيف ترى‬ ‫مصر الحل في ظل االختالف حول الدعم املقدم لقوى االعتدال‬ ‫على األرض؟ أال تتفق معي أن انتشار السالح يعزز انتشار‬ ‫امليليشيات في هذا البلد؟‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫توافق الحل العسكري ال يؤدي النفراج في املشهد السياسي‪ ،‬بل‬ ‫يساعد في تكاثر التطرف‪ ،‬إن الحديث عن املنطقة العربية والشرق‬ ‫األوسط يستدعي أيضا استعراض أبرز مالمح السياق العاملي‬ ‫األوسع ال سيما في ظل التوقعات بشأن النظام العاملي الجديد‬ ‫الذي سيتشكل عقب انتهاء عهد القطبية الثنائية‪ .‬في حني نلمس‬ ‫استقرار أي من النظريات التي سعت‬ ‫شواهد كثيرة على عدم‬ ‫ِ‬


‫وفي العام املاضي‪ ،‬انعقدت لجنة األمم املتحدة املعنية بالحقوق االقتصادية‬ ‫واالجتماعية بالجمهورية اإلسالمية اإليرانية لتتوصل إلى أن هناك الكثير من‬ ‫املخاوف التي ال تزال تواجه الجماعات العرقية والدينية‪ .‬ورغم التقدم الكبير الذي‬ ‫تم إحرازه للحد من نسبة الفقر املدقع‪ ،‬فإن هناك مناطق متدنية األحوال‪ ،‬بما‬ ‫فيها إقليم كردستان‪ ،‬تعاني من مستويات مرتفعة من الفقر وسوء األحوال‬ ‫املعيشية في املناطق التي يقطنها أقليات عرقية‪ ،‬وفي بعض الحاالت تفتقر‬ ‫املناطق تماما إلى الخدمات الرئيسية مثل الكهرباء والصرف الصحي وخدمات‬ ‫النقل العام واملرافق الطبية أو املدارس‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬فإن األقليات العرقية تواجه قيودا شديدة بالفعل على التعليم‬ ‫بلغتهم األصلية‪ ،‬بما ف��ي ذل��ك اللغة اآلذري��ة وال�ك��ردي��ة والعربية‪ ،‬رغ��م وج��ود‬ ‫بعض القوانني التي تحمي االستخدام املحدد للغات غير الفارسية‪ .‬كما أن‬ ‫غلق الصحف واملطبوعات بلغات األقلية أدى أيضا إلى منع تلك املجموعات‬ ‫من حقوقهم في املشاركة في الحياة الثقافية‪.‬‬ ‫يقطن محمود صفا بمدينة تبريز وال يعتقد أن مرشحي االنتخابات يهتمون‬ ‫حقا بالشعب‪« :‬فاألمل األولي الذي ظهر خالل انتخابات روحاني كان زائفا‬ ‫بالنسبة ملعظم األشخاص‪ .‬وهو على أي حال يعد أفضل من الرئيس األخير‬ ‫ولكنه ليس جيدا بالقدر الكافي كي يحدث أي تغيير حقيقي في حياة األشخاص‬ ‫اليومية‪ .‬واألمر ليس شخصيا أيضا‪ .‬ال يستطيع أي رئيس لهذا النظام أن يبذل‬ ‫الكثير إلحداث تغيير – بإمكانهم فقط تعديل ما يسمح لهم النظام به»‪.‬‬

‫ميزانية الحكومة‬ ‫يتفق أكام شريفي‪ ،‬مواطن كردي يمتلك متجرا بمدينة مهاباد‪ ،‬مع ما سبق‬ ‫ويذكر أنه لم يؤمن بوعود روحاني قط‪« :‬يتعني عليهم جميعا إصدار الوعود‬ ‫كي يبدو أنهم مختلفون ويرغبون في إح��داث التغيير‪ ،‬فقط إل��ى أن يفوزوا‬ ‫باالنتخابات ومن ثم يصبحون جميعا سواسية‪ .‬فهو مجرد رمز‪ ،‬وال يمكنه أن‬ ‫يكون أكثر من ذلك‪ ،‬حتى لو أراد أن يحدث تغييرا‪ ،‬فلن يسمح له النظام بذلك»‪.‬‬ ‫كانت مهمة روحاني وال تزال ممثلة في إحداث انتعاش اقتصادي‪ ،‬حيث تمكن‬ ‫بالفعل من تقليص نسبة التضخم من نحو ‪ 35‬في املائة إلى ‪ 20‬في املائة‬ ‫سنويا‪ .‬وعلى عكس نظيره أحمدي نجاد الذي لم يعرض ميزانية الحكومة‬ ‫على البرملان في الوقت املحدد قط‪ ،‬فإن روحاني عرض امليزانية التي عمل‬ ‫عليها فريق مختص‪ .‬وبالتالي‪ ،‬ف��إن اإلدارة االقتصادية قد تحسنت على‬ ‫نحو طفيف‪ ،‬وبالتأكيد لم تعد فوضوية مثلما كان الحال في عهد أحمدي‬ ‫نجاد‪ .‬بيد أنه رغم انخفاض معدل التضخم‪ ،‬فإن هناك مشكالت اقتصادية‬ ‫ضخمة من دون حلول‪.‬‬ ‫تقيم مريم إسكندري بطهران حيث تعمل مدرسة‪ ،‬وال تشعر بالتفاؤل حيال‬ ‫روحاني إذ قالت‪« :‬أعتقد أن ادع��اءات اإلص�لاح أو التغيير في طهران ليست‬ ‫سوى خدعة باالنتخابات‪ .‬ترغيب الحكومة في خ��داع األشخاص ليظنوا أن‬ ‫هناك نموذجا ما من الديمقراطية ملنع التمرد‪ .‬فهي تقدم آماال كاذبة وتجعل‬ ‫األش�خ��اص يفكرون ف��ي أن التغيير ممكن بالفعل‪ .‬أم��ا ع��ن االق�ت�ص��اد‪ ،‬فإن‬

‫روحاني قدم مساعدات طفيفة‪ ،‬ولكن بالنسبة للسياسة‪ ،‬فإنهم جميعا سواء‬ ‫وف��ي كل م��رة يتم اختيار شخص جديد تكتسب من خالله الحكومة املزيد‬ ‫من الوقت»‪.‬‬ ‫وتابعت شرحها قائلة إنه من أجل إعطاء األمل مرة أخرى للشعب اإليراني‪ ،‬فإن‬ ‫روحاني بحاجة إللغاء العقوبات في املستقبل القريب‪« .‬وعلى املدى البعيد‪ ،‬فإن‬ ‫االقتصاد اإليراني سوف يكون بحاجة إلصالحات هيكلية وقانونية‪ ،‬حيث إنها‬ ‫تفوق قدرة روحاني أو أي رئيس آخر‪ .‬صحيح أن روحاني واجه صدامات مع‬ ‫الحرس الثوري الجمهوري ولكنه أبقى على توازن معهم‪ ،‬بينما ال يمكنه تحقيق‬ ‫أي قدر من النجاح فيما يتعلق بالوضع االقتصادي أو السياسة الخارجية من‬ ‫دون وجود تحديات حقيقية وتعزيز دور الحرس الثوري‪ .‬ومرة أخرى‪ ،‬فإن‬ ‫ذلك من غير املحتمل تماما نتيجة للدور البارز ال��ذي يؤديه الحرس الثوري‬ ‫الجمهوري في النظام وعالقاتهم القوية مع املرشد األعلى»‪.‬‬

‫ارتفاع معدالت البطالة والركود‬ ‫وال تزال معدالت البطالة والركود مرتفعة للغاية مثلما هو الحال بالنسبة‬ ‫لهجرة النخبة من املثقفني واملتعلمني‪ .‬فاإليرانيون لم يعد لديهم األمل الذي‬ ‫كان موجودا عندما تم انتخاب روحاني‪ ،‬ولكن في غياب بديل له‪ ،‬لم يفقدوا‬ ‫األمل تماما‪ .‬وإذا لم يستطع التوصل إلى اتفاق شامل مع الغرب وتخفيف‬ ‫العقوبات االقتصادية املفروضة على إيران خالل الوقت املتبقي له‪ ،‬سوف‬ ‫يمثل ذلك ضربة مدمرة للشعب اإليراني‪.‬‬ ‫أوض��ح م�ي�لاد م �ي �م��ارزاده‪ ،‬ط��ال��ب بكلية ال�ح�ق��وق ب�ط�ه��ران‪ ،‬أن السياسة‬ ‫الخارجية املستقبلية إليران تملك سالحا ذا حدين قائال إنه «في حالة ما‬ ‫إذا تمكنت إيران من إقامة عالقات مع الغرب‪ ،‬فإنها سوف تيسر الحياة‬ ‫على اإليرانيني‪ ،‬حيث إن ذلك سوف يؤدي إلى تالشي الضغوط واملخاوف‬ ‫من نشوب الحرب والعقوبات‪ .‬ولكن ذلك لن يغير ظروفهم حيث ستظل‬ ‫حقوق اإلنسان مهدرة كما هي وفي الواقع قد يزداد األمر سوءا ألن أنظار‬ ‫العالم سوف تتحول عن إيران»‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية‪ ،‬يسعى روحاني إلى تحويل صورة‬ ‫إيران لتبدو دولة معتدلة من دون إحداث أي تغييرات ملموسة‪ .‬وبدأ العالم‬ ‫بالفعل يفقد صبره وال يمكن االستمرار على هذا الوضع لفترة أطول‬ ‫من خالل الشعارات فحسب إذا لم تدعم تصريحاته بإجراءات فعلية‪.‬‬ ‫يعتمد مصير حكومته على قدرته في التوصل إلى اتفاق مع الغرب‪،‬‬ ‫بحيث يتمكن من رفع العقوبات وتخفيف املعاناة االقتصادية على أغلبية‬ ‫الشعب اإليراني‪ .‬يقول علي محمدي‪ ،‬الذي يعمل حارس إحدى البنايات‬ ‫املكتبية‪ ،‬إنه من املهم أال تكون لدينا توقعات سلبية‪« :‬لقد بث روحاني‬ ‫الشعور اإليجابي في شعبه ونأمل أن يؤدي ذلك إلى حدوث تغييرات‬ ‫كبيرة في املستقبل‪ .‬ومن املمكن أن تكون تلك بداية ألمور أفضل مقبلة‪.‬‬ ‫أعتقد أنه من املهم للغاية الحفاظ على تفاؤل مجتمعنا‪ ،‬وإال خنقتنا‬ ‫املأساة التي نعيشها» <‬

‫احد الشوارع الرئيسية في العاصمة طهران‬

‫أخفق روحاني‬ ‫في إحداث‬ ‫أي تأثيرات‬ ‫إيجابية على‬ ‫التمييز اليومي‬ ‫الذي تعاني منه‬ ‫النساء‬

‫الرئيس‬ ‫حسن‬ ‫روحاني‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫‪43‬‬


‫شؤون سياسية‬

‫ُ‬ ‫انتخب حسن روحاني ً‬ ‫رئيسا إليران خالل شهر يونيو‪ /‬حزيران لعام ‪ ،2013‬كان ُيعد شخصية‬ ‫عندما‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫معتدلة‪ :‬رئيسا بإمكانه تحويل إيران إلى الحداثة ومن املحتمل أيضا أن يفتح آفاق التواصل مع الواليات‬ ‫املتحدة والغرب‪ .‬فقد كانت شعارات روحاني‪ ،‬للبعض‪ُ ،‬ملهمة فيما يتعلق بموقف الجمهورية اإلسالمية‬ ‫الديني واملتحفظ‪ .‬وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬بعد مرور عام ونصف‪ ،‬بدأت صورته كشخص براغماتي في التأرجح‬ ‫وتالشت كافة اآلمال األولية التي شعر بها الشعب اإليراني‪ .‬فكلماته امللهمة ال تتوافق مع سياسات النظام‬ ‫الذي يرأسه‪ ،‬وبالتالي لم يف بالعديد من وعوده االنتخابية‬

‫تستطلع رأي الشارع اإليراني‪ ..‬ماذا يريد املواطنون من الحكومة واملرشد؟‬

‫طهران تعاني من الداخل‬ ‫طهران‪:‬‬ ‫ديالن رافيان‬

‫تحتل إيران‬ ‫املرتبة األولى‬ ‫في نسب‬ ‫اإلعدام‪..‬‬ ‫وروحاني‬ ‫أشرف في عام‬ ‫واحد على ‪967‬‬ ‫عملية إعدام‬

‫عندما انتخب حسن روح��ان��ي رئيسا إلي���ران خ�لال شهر يونيو‬ ‫(حزيران) عام ‪ .2013‬كان يعد شخصية معتدلة‪ :‬رئيسا بإمكانه‬ ‫تحويل إيران إلى الحداثة ومن املحتمل أيضا أن يفتح آفاق التواصل‬ ‫مع الواليات املتحدة األميركية والغرب‪ .‬فقد كانت شعارات روحاني‪ ،‬للبعض‪،‬‬ ‫ملهمة فيما يتعلق بموقف الجمهورية اإلسالمية الديني واملتحفظ‪ .‬ورغم ذلك‪،‬‬ ‫بعد مرور عام ونصف‪ ،‬بدأت صورته كشخص براغماتي في التأرجح وتالشت‬ ‫كل اآلمال األولية التي شعر بها الشعب اإليراني‪ .‬فكلماته امللهمة ال تتوافق مع‬ ‫سياسات النظام الذي يرأسه‪ ،‬وبالتالي لم يف بالكثير من وعوده االنتخابية‪.‬‬ ‫باعتبار روحاني واجهة أكثر مرونة للنظام اإليراني‪ ،‬خاصة عندما تتم مقارنته‬ ‫بنظيره ال��س��اب��ق محمود أح��م��دي ن��ج��اد‪ ،‬ف��إن م��وق��ف روح��ان��ي ب��ش��أن بعض‬ ‫القضايا يميل ألن يكون أكثر اعتداال من مواقف أعضاء البرملان (املجلس)‬ ‫األكثر تحفظا‪ .‬وفيما يتعلق بدور املرأة‪ ،‬قدم روحاني رؤى مختلفة عن املرشد‬ ‫األعلى آية الله خامنئي‪ .‬وفي حديثه باملنتدى الوطني لدور املرأة في تشكيل‬ ‫االقتصاد والثقافة الذي عقد في طهران في شهر أبريل (نيسان) من العام‬ ‫‪ ،2014‬ذكر روحاني قائال‪« :‬لن نقبل بثقافة التفرقة بني الجنسني‪ ...‬يجب أن‬ ‫تحصل املرأة على مساواة في الفرص والحماية والحقوق االجتماعية»‪.‬‬ ‫وإذا قورن ذلك بتصريحات خامنئي حول األمر ذاته‪ ،‬نجد االختالف واضحا‪،‬‬ ‫حيث ذكر خامنئي على موقعه اإللكتروني الخاص أنه «من أكبر أخطاء التفكير‬ ‫الغربي في مسألة املرأة هو (املساواة بني الجنسني)‪ .‬العدالة حق؛ ولكن املساواة‬ ‫تكون أحيانا حقا وأحيانا باطال»‪.‬‬ ‫ويدعي روح��ان��ي أن��ه «ت��م اتخاذ خطوات ثمينة لكي تملك امل��رأة حضورا في‬ ‫مجاالت العلوم والتعليم والعمل والتوظيف‪ .‬وفي الوقت الحالي‪ ،‬تتمتع النساء‬ ‫في إيران بحضور في كافة مجاالت ثقافتنا واقتصادنا»‪.‬‬

‫أصوات النساء‬

‫اية الله‬ ‫علي‬ ‫خامنئي‬

‫‪42‬‬

‫ولكن من املؤسف أنه رغم خطاباته املتفائلة‪ ،‬ال ي��زال الوضع كما هو‪ ،‬حيث‬ ‫تواجه املرأة تفرقة في القانون وفي الواقع فيما يتعلق بقضايا الزواج والطالق‬ ‫وامل��ي��راث وحضانة األط��ف��ال وجنسية ال��ب�لاد والسفر إل��ى ال��خ��ارج‪ .‬وف��ي عام‬ ‫‪ .2012‬وضعت الكثير من الجامعات اإليرانية قواعد من شأنها منع الطالبات‬ ‫من االلتحاق بمواد دراسية تسمح لهن بالحصول على ما يقرب من ‪ 80‬درجة‪.‬‬ ‫فالواقع الذي تواجهه املرأة اإليرانية ال يزال صارما كما كان دوما‪ ،‬حيث أخفق‬ ‫روح��ان��ي في إح��داث أي تأثيرات إيجابية على التمييز اليومي ال��ذي ال يزال‬ ‫يتعرض إليه نصف السكان اإليرانيني‪ .‬وبعيدا عن تصريحاته‪ ،‬لم يتوصل‬ ‫روحاني إلى أي حلول ملموسة أو عملية حيال تمييز املؤسسات ضد املرأة‬ ‫ووضعها باعتبارها مواطنة من الدرجة الثانية‪.‬‬ ‫وفي الوقت الحالي‪ ،‬تحتل إيران املرتبة األولى في نسب اإلعدام للفرد الواحد‪،‬‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫فيما تشير التقارير إلى أن الرئيس روحاني قد أشرف على ‪ 967‬عملية إعدام‬ ‫منذ انتخابه‪ .‬ومؤخرا كانت هناك حالة بارزة لريحانة جباري التي تم إعدامها‬ ‫بعد اتهامها بقتل الشخص ال��ذي ح��اول اغتصابها دفاعا عن نفسها‪ .‬فقد‬ ‫تم شنق الفتاة البالغة من العمر ‪ 26‬عاما رغم حالة الغضب والتنديد الدولي‪.‬‬ ‫وفيما يخص حاالت االعتداء باستخدام املياه الحمضية «ماء النار» على عدد‬ ‫من النساء والفتيات في مدينة أصفهان لعدم التزامهن بارتداء الحجاب‪ ،‬وعد‬ ‫الرئيس روحاني بتطبيق أقصى عقوبة ممكنة على الجناة‪ ،‬رغم أنه لم يتم إلقاء‬ ‫القبض على أي منهم‪ .‬تتساءل سارة نجافي‪ ،‬طالبة بجامعة أصفهان‪« :‬كيف‬ ‫من املمكن أن يكون النظام سريعا للغاية في إلقاء القبض على متظاهرين‬ ‫معادين للحكومة أو منشقني عنها أو كتاب وطالب‪ ،‬ولكنه ال يستطيع القبض‬ ‫على هؤالء األشخاص العاديني؟»‪.‬‬ ‫ونتيجة لهذه العملية املؤسسية غير العادلة لنظام القضاء اإلي��ران��ي‪ ،‬توجد‬ ‫قواسم مشتركة آيديولوجية أساسية ضئيلة بني املعتدلني واملتشددين حول‬ ‫قضية املرأة‪ ،‬فضال عن الباسيج والشرطة األخالقية والحرس الثوري اإليراني‬ ‫وقوى متشددة حكومية أخرى‪ ،‬ممن يضطلعون بتنفيذ القانون على أرض‬ ‫الواقع‪ ،‬لذا تقل احتماالت وضع أي قوانني إيجابية فعلية لتعزيز حقوق املرأة‪.‬‬

‫األقليات العرقية والدينية‬ ‫ينطبق ذلك أيضا على األقليات العرقية والدينية‪ ،‬وهم جزء آخر من املجتمع‬ ‫اإليراني الذي يشكل ما يقرب من نصف إجمالي عدد السكان‪.‬‬ ‫تستمر الحكومة في تجاهل حقوق مواطنيها‪ ،‬بما في ذلك حقوق املسيحيني‬ ‫والبهائيني والصوفيني واليهود وأعضاء من جماعات دينية أقلية أخرى‪ .‬ودائما‬ ‫م��ا يتعرض أع��ض��اء م��ن أقليات دينية إل��ى املضايقات واالع��ت��ق��ال التعسفي‬ ‫واملوت‪ .‬ومرة أخرى‪ ،‬كما هو الحال في قضية املرأة‪ ،‬لم يتغير شيء بالنسبة‬ ‫لألقليات بإيران‪.‬‬ ‫وحسبما تذكر التقارير الصادرة عن األمم املتحدة‪ ،‬فإن النظام اإليراني شن‬ ‫حملة على احتفال بعيد الفصح وألقى القبض على مسيحيني‪ ،‬وأصدر تهديدات‬ ‫لهؤالء املسيحيني باملوت والتعذيب النفسي وإغالق الكنائس املرخصة‪ .‬ورغم‬ ‫أن اضطهاد األقليات الدينية ال يعد أم��را ج��دي��دا ف��ي الجمهورية اإلسالمية‬ ‫اإليرانية‪ ،‬فإن التقرير يقوض االدعاء بأن الرئيس حسن روحاني استهل عهدا‬ ‫جديدا من التسامح‪.‬‬ ‫وقبل انعقاد االنتخابات التي جرت في شهر يونيو من العام املاضي التي فاز‬ ‫فيها بالرئاسة‪ ،‬وعد روحاني شعبه بأن «كل األع��راق وكل األدي��ان بما فيها‬ ‫األقليات الدينية‪ ،‬ينبغي أن تشعر بالعدالة»‪ .‬كما وعد بأنه سوف يضمن الحقوق‬ ‫الثقافية واللغوية لألقليات‪ .‬ولكن يذكر شهيد وخبراء آخرون في مجال حقوق‬ ‫اإلنسان أن الواقع مختلف تماما عن تلك الوعود‪.‬‬


‫مؤشرا موحيا لتراجع حضور اإلخ��وان املسلمني فى املشهد السياسي‬ ‫العربى بوجه عام‪.‬‬ ‫أما القاهرة من جانبها‪ ،‬ورغم ترحيبها بالخطوات التقاربية وإجراءات بناء‬ ‫الثقة القطرية حيالها ‪ ،‬فتبدو متريثة فى ردات أفعالها إذ ال تريد التعجل فى‬ ‫االحتفاء بتلك الخطوات واإلج��راءات القطرية مخافة أن تتوقف عندها قطر‬ ‫وتعتبرها جل املطلوب منها الستعادة دفء العالقات مع القاهرة ودول مجلس‬ ‫التعاون ‪،‬السيما فى ظل تداول بعض التقارير معلومات بشأن إمكانية لجوء‬ ‫قطر لتدشني منابر إعالمية بديلة لقناة "الجزيرة مباشر مصر" ‪،‬أو ابتكار‬ ‫وسائل جديدة للهجوم على القاهرة واإلضرار بأمنها واستقرارها ‪.‬‬

‫شروط املقاربة‬

‫أص� ُ�درت الحكومة املصرية في نهاية شهر كانون األول ‪/‬ديسمبر املاضي‬ ‫قرارا باعتبارها تنظيمًا إرهابيًا‪ ،‬كما صدرت قرارات أخرى بمصادرة أموال‬ ‫وممتلكات قياداتها ‪،‬فيما صدر حكم قضائي بحل حزب الحرية والعدالة‬ ‫املنبثق عنها والذى يعد ذراعها السياسي‪ ،‬وقف الدعم القطري للجماعات‬ ‫املسلحة في ليبيا‪ ،‬وأن تتوقف الحرب اإلعالمية التى تشنها الدوحة ضد‬ ‫القاهرة‪ ،‬سواء عبر شبكة الجزيرة القطرية أو غيرها‪ .‬وأال تنطوى أية شراكة‬ ‫استراتيجية بني قطر وتركيا على أية مخططات أو مشاريع لإلضرار بمصالح‬ ‫مصر وأمنها واستقرار نظامها ال سيما وأن الرئيس التركى إردوغ��ان ال‬ ‫يزال مصرا على التغريد خارج السرب الدولى عبر رفض االعتراف بالرئيس‬ ‫السيسي واعتبار اإلط��اح��ة بالرئيس اإلخ��وان��ى امل�ع��زول محمد مرسى فى‬ ‫الصيف املاضى انقالبا عسكريا‪.‬‬

‫وتأسيسا على ذل��ك‪ ،‬أك��د الرئيس املصرى عبد الفتاح السيسى من بكني مصالحة قبل ‪ 25‬يناير‬

‫خ�لال لقاء جمعه وإعالميني مصريني كانوا يرافقونه‪" ،‬أن زي��ارة مبعوث‬ ‫أمير قطر للقاهرة كانت مجرد نقطة انطالق لتوجيه رسالة ترضية إلى‬ ‫املصريني"‪ ،‬وطالب السيسي بضرورة االنتظار لرؤية أبعاد قرار غلق قناة‬ ‫ً‬ ‫"الجزيرة مباشر مصر" مؤكدا أنه ينتظر أفعاال وليس أق��واال فيما يتصل‬ ‫بالجزء اإلعالمي من ملف املصالحة مع قطر‪ ،‬كأمر ضروري قبل التورط في‬ ‫تصريحات مرحبة بالخطوة من دون معرفة إلى أين ستذهب اآللة اإلعالمية‬ ‫القطرية‪ .‬بيد أن السيسي اعتبر ال�ق��رار مقدمة معقولة تتطلب م��زي�دًا من‬ ‫الخطوات على صعد أخرى موازية كتسليم ناشطني إسالميني ومعارضني‬ ‫في الدوحة وغيرها من املواضيع التى ستكون محل بحث قريبًا مع السلطات‬ ‫القطرية ‪،‬وحذر السيسى من أن الجهات التي تخطط لتدمير مصر لم ترفع‬ ‫راية االستسالم بعد‪ ،‬وما زالت تعمل بدأب من أجل بلوغ هدفها‪.‬‬ ‫وبتصريحاته تلك ‪،‬يكون السيسي قد حدد معالم أية مقاربة للمصالحة بني‬ ‫القاهرة والدوحة‪ ،‬والتى تستند بدورها إلى حزمة شروط أو مطالب وضعتها‬ ‫دوائر رسمية وشعبية مصرية ‪،‬لعل أبرزها‪ :‬وقف الدعم القطرى للجماعات‬ ‫اإلرهابية والعناصر الهاربة من مصر‪ ،‬كما الجماعات التى تناهض النظام‬ ‫امل�ص��رى داخ��ل مصر وخ��ارج�ه��ا‪ ،‬خاصة جماعة اإلخ ��وان املسلمني‪ ،‬التى‬

‫تبقى اإلشارة أخيرا إلى أن الخطوات واإلجراءات القطرية التقاربية إزاء القاهرة‬ ‫تكتسب من حيث التوقيت أهمية بالغة ‪ -‬بحسب مصادر امنية ‪ -‬كونها‬ ‫استبقت يوم الخامس والعشرين من يناير املقبل‪ ،‬والذى يصادف الذكرى‬ ‫الرابعة الن��دالع ال�ث��ورة املصرية فى العام ‪، 2011‬وه��ى املناسبة التى كانت‬ ‫بعض الدوائر األمنية املصرية تتوقع أن تستغلها الدوحة لشن حمالت دعائية‬ ‫مناهضة للسلطة الحالية فى مصر من خالل اآللة اإلعالمية القطرية الجبارة‬ ‫التى تأتى فى القلب منها "قناة الجزيرة مباشر مصر" ‪ ،‬بالتوازى مع تمويل‬ ‫بعض األنشطة املخالفة بغية إحراج تلك السلطة أو حتى إسقاطها‪.‬‬ ‫وبناء عليه‪ ،‬يجوز االدع��اء بأن مجىء تلك املساعى التقاربية القطرية قبل‬ ‫حلول تلك املناسبة إنما يعكس إرادة قطرية حقيقية للتجاوب مع املناشدات‬ ‫الخليجية واملبادرات السعودية الرامية إلى طى خالفات املاضى وتذويب الجليد‬ ‫بني الدوحة والقاهرة‪ .‬وتلك خطوة يتعني على القاهرة وضعها فى الحسبان‬ ‫واتخاذ ما يلزم حيالها بمنأى عن أية مزايدات رخيصة أو تحريض مغرض‬ ‫من قبل بعض األصوات غير املدركة لكيفية صناعة السياسة الخارجية وغير‬ ‫الواعية لغاياتها ومقاصدها<‬

‫مشهد من نشرة األخبار‬ ‫بالجزيرة مباشر مصر‬

‫أدهشت‬ ‫السلطات‬ ‫القطرية الجميع‬ ‫بإعالنها‬ ‫وقف بث قناة‬ ‫"الجزيرة مباشر‬ ‫مصر"‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫‪41‬‬


‫شؤون سياسية‬

‫حفلت األسابيع القليلة املنقضية بعدد من اإلشارات القطرية الالفتة على طريق تذويب الخالفات مع دول‬ ‫مجلس التعاون الخليجي‪ ..‬وتبديد التوترات مع القاهرة‪ ،‬طاوية بني ثناياها حزمة من الخطوات التقاربية‬ ‫واإلجراءات التفاهمية التي تأتي في عداد إجراءات بناء الثقة بني الدوحة والقاهرة‪ ،‬والتي تمخضت عنها عدة‬ ‫دوافع ومعطيات‪.‬‬

‫مصدر امني‪ :‬التقارب بني الدوحة والقاهرة يكتسب أهمية بالغة الستباقه ذكرى ‪ 25‬يناير‬

‫ماذا بعد املصاحلة املصرية القطرية‬ ‫القاهرة‪:‬‬ ‫بشير عبد الفتاح‬

‫رأب الصدع‬ ‫بني القاهرة‬ ‫والدوحة‬ ‫جاء تتويجا‬ ‫ملساع خليجية‬ ‫بقيادة‬ ‫سعودية‬

‫‪40‬‬

‫كان من أبرز دوافع التجاوب القطري بشأن مطالب مصر‪ ،‬الضغوط‬ ‫الخليجية القوية التى مورست على الدوحة‪ .‬فمما يستلفت االنتباه‬ ‫بهذا الصدد أن كافة الخطوات واملبادرات التقاربية القطرية حيال‬ ‫القاهرة كانت تأتى مباشرة وتباعا فى أعقاب فعاليات وملتقيات رسمية‬ ‫خليجية ال تخلو بدورها من تحرك سعودى – إماراتى حثيث لحمل قطر‬ ‫على االلتزام بتعهداتها الخاصة باملصالحة مع مصر‪.‬‬ ‫فلقد جاءت خطوات املصالحة املصرية القطرية تتويجا ملسيرة من مساع‬ ‫خليجية بقيادة سعودية كانت قد بدأت فى أبريل ‪/‬نيسان املاضى حينما‬ ‫اجتمع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بمدينة جدة السعودية‬ ‫واتفقوا على ض��رورة اعتماد اآلل�ي��ات التي تكفل السير في إط��ار جماعي‬ ‫يجنب الدول األعضاء أية تأثيرات سلبية ألية سياسات أحادية الجانب من‬ ‫قبل أى منها على مصالح وأم��ن واستقرار وس�ي��ادة باقى ال��دول األخ��رى‪.‬‬ ‫وف��ي ه��ذا الخصوص أك��د وزراء الخارجية موافقة دول�ه��م على آلية تنفيذ‬ ‫"وثيقة الرياض"‪ ،‬و"اتفاق الرياض التكميلي"‪ ،‬الذي جاء عليه البيان الختامي‬ ‫الجتماع الرياض فى منتصف شهر نوفمبر املاضى‪ ،‬والذي استضافه العاهل‬ ‫السعودي‪ ،‬وشارك فيه كل من ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة‪،‬‬ ‫وأمير الكويت الشيخ صباح األحمد الصباح‪ ،‬وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد‬ ‫آل ثاني‪ ،‬ونائب رئيس دولة اإلمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم‪ ،‬وولي‬ ‫عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان‪.‬‬

‫ترحيل سبعة من قيادات اإلخوان‬ ‫فبعد أقل من يومني على املؤتمر الدولي الذي استضافته مدينة جدة السعودية‬ ‫ف��ى شهر سبتمبر امل��اض��ى للتباحث بشأن ال�ح��رب ض��د تنظيم "داع��ش"‪،‬‬ ‫ال��ذي تشترك فيها نحو أرب�ع�ين دول��ة‪ ،‬م��ن بينها عشر دول عربية‪ ،‬ق��ررت‬ ‫السلطات القطرية ف��ى حينها ترحيل سبعة م��ن ق�ي��ادات جماعة اإلخ��وان‬ ‫املسلمني املصريني املقيمني على األراض��ى القطرية‪ ،‬وطلبت منهم رسميًا‬ ‫م�غ��ادرة أراضيها‪ .‬وف��ى أعقاب القمة الخليجية الخامسة والثالثني ‪،‬والتى‬ ‫استضافتها الدوحة فى التاسع من شهر ديسمبر املنقضى ‪ ،‬بدأت شبكة‬ ‫ال�ج��زي��رة اإلع�لام�ي��ة القطرية تظهر ت�ح��وال إيجابيا طفيفا ف��ى سياستها‬ ‫التحريرية ‪،‬خصوصا فيما يتصل بتناولها للشأن املصرى ‪.‬‬ ‫وقبل أن يطوى العام ‪ 2014‬صفحاته‪ ،‬وامتثاال مل�ب��ادرة العاهل السعودى‬ ‫امللك عبد الله‪ ،‬جاءت الزيارة املشتركة التى قام بها كل من مبعوث أمير قطر‬ ‫ورئيس الديوان امللكى السعودى‪ ،‬إلى القاهرة والتقاؤهما بالرئيس املصرى‬ ‫عبد الفتاح السيسي والتباحث معه بشأن سبل تجاوز الخالفات وتفعيل‬ ‫العمل العربى املشترك‪ .‬وبعدها بأيام قالئل ‪ ،‬كانت زي��ارة مدير املخابرات‬ ‫القطرية للقاهرة بغرض التحضير لقمة مصرية‪ -‬قطرية فى الرياض برعاية‬ ‫سعودية وبحضور خادم الحرمني الشريفني خالل األيام القلية املقبلة‪.‬‬ ‫ول��م يمض يومان فقط على تلك الخطوة األخ�ي��رة‪ ،‬حتى أدهشت السلطات‬ ‫القطرية الجميع بإعالنها وقف بث قناة "الجزيرة مباشر مصر" ومطالبتها‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫قيادات جماعة اإلخوان املسلمني وغيرها من التنظيمات والحركات اإلسالمية‬ ‫األخرى واملوجودين على األراضى القطرية بعدم ممارسة أى نشاط سياسي‬ ‫انطالقًا من تلك األراضى‪.‬‬ ‫غير أن تعثر املساعى الدبلوماسية الخليجية إلقناع قطر بإبداء مزيد من‬ ‫املرونة فيما يخص تسوية الخالفات بينها وبني دول مجلس التعاون من‬ ‫ج��ان��ب وال�ق��اه��رة م��ن ج��ان��ب آخ ��ر‪ ،‬ق��د دف��ع ب ��دول امل�ج�ل��س إل��ى تبني بعض‬ ‫اإلج ��راءات التصعيدية إزاء ال��دوح��ة تمثلت ف��ى‪ :‬سحب ث�لاث دول خليجية‬ ‫هى السعودية واإلمارات والبحرين لسفرائها من الدوحة مطلع شهر مارس‬ ‫املاضى‪ ،‬جراء عدم استجابة األخيرة ملطالب خليجية بإنهاء دعمها للجماعات‬ ‫االسالمية املتطرفة في املنطقة واملضي قدمًا في استضافتها لبعض قيادات‬ ‫هذه الجماعات واملتعاطفني معها ‪،‬بما يشكل تهديدا ‪،‬ليس ألمن واستقرار‬ ‫دول مجلس التعاون فحسب ‪،‬وإنما لغيرها من دول املنطقة ‪ .‬وهو التحرك‬ ‫الخليجى التصعيدى الذى حمل فى طياته وقتذاك تأثيرات سلبية على سوق‬ ‫األسهم القطري الذى أحاط به االرتباك بجريرة تفاقم قلق املستثمرين بشأن‬ ‫احتماالت العزلة اإلقليمية للدوحة‪ ،‬األمر الذى امتدت تداعياته لتلقى بظاللها‬ ‫الكئيبة على خطط قطر الرامية إل��ى إنفاق مليارات ال ��دوالرات على جهود‬ ‫ً‬ ‫استعدادا الستضافة نهائيات كأس العالم لكرة‬ ‫تهيئة البنية التحتية القطرية‬ ‫القدم عام‪.2022‬‬

‫عدم جدوى الرهان على الجماعة‬ ‫ومع استمرار تقاعس الدوحة عن استكمال جهود املصالحة مع دول مجلس‬ ‫التعاون وكذلك القاهرة ‪،‬بدأت بعض دول املجلس تلوح باتخاذ إجراءات عقابية‬ ‫تصعيدية ضدها قد تشمل قيودًا على استخدام قطر املجال الجوي والحدود‬ ‫البرية لدول مجلس التعاون ‪،‬األمر الذى من شأنه أن يكبد الحكومة القطرية‬ ‫خسائر اقتصادية هائلة كونها ستضطر إلى االعتماد فى تجارتها على‬ ‫اإلم��دادات املنقولة ً‬ ‫بحرا‪ ،‬ناهيك عن أن إغالق الحدود البرية السعودية أمام‬ ‫قطر سيزيد من تكلفة املواد الغذائية األساسية للشعب القطرى‪ ،‬والتي تأتي‬ ‫غالبيتها من إنتاج القطاع الزراعي السعودى‪ .‬هذا ناهيك عن أن التهديد بإغالق‬ ‫املجال الجوي السعودي أمام الطائرات القطرية كفيل بأن يوجه ضربة قوية‬ ‫لشركة الخطوط الجوية القطرية ذات الطموح العاملى الهائل والنمو املتسارع‪.‬‬ ‫تيقن الدوحة من استحالة عودة عقارب الساعة إلى الوراء فى مصر وعدم‬‫جدوى الرهان على جماعة اإلخ��وان املسلمني مجددا بغية إسقاط السلطة‬ ‫الحالية فى مصر ‪،‬والتى كانت تعتقد الدوحة فى أنها تقلدت الحكم بطريقة‬ ‫غير شرعية بعد اإلطاحة بأول رئيس منتخب بعد ثورة يناير من عام ‪2011‬‬ ‫‪،‬توطئة إلع��ادة حكم اإلخ��وان املسلمني ورئيسها امل�ع��زول محمد مرسى ‪،‬‬ ‫السيما بعدما التفت جموع املصريني حول السيسي ووضعته على كرسى‬ ‫الحكم فى انتخابات ديمقراطية اعترف بنتائجها املجتمع الدولى قاطبة‪ ،‬فيما‬ ‫أعطت خسارة املرشح الرئاسى التونسى ‪،‬املدعوم من حركة النهضة اإلخوانية‬ ‫املنصف املرزوقى فى االنتخابات الرئاسية التونسية ‪،‬التى أجريت مؤخرا‪،‬‬


‫اإلنسان‪ ،‬وإعالن القاهرة لحقوق اإلنسان في اإلسالم‪ ،‬واملواثيق‬ ‫واالتفاقيات الدولية واإلقليمية ذات الصلة‪.‬‬

‫القضايا العربية‬

‫حيث أوضح أمير قطر الشيخ تميم أن هدف االتحاد الخليجي‬ ‫يتحقق ع��ب��ر «خ���ط���وات ت��دري��ج��ي��ة» تستند إل���ى ش��راك��ة فعلية‬ ‫للنظم االقتصادية واالجتماعية‪ .‬وشدد أمير قطر على أن األمن‬ ‫الخليجي يتطلب الحفاظ على عالقات التعاون وحسن الجوار‪،‬‬ ‫داعيا املنظومة الخليجية للتحرك «كرجل واحد»‪.‬‬ ‫ف��ي ح�ين أك��د أم��ي��ر الكويت أن الحديث ع��ن االت��ح��اد الخليجي‪،‬‬ ‫بحاجة إلى العمل إلى على «خلق أس��اس صلب يمهد للدخول‬ ‫إلى مرحلة االتحاد‪ ،‬أساسا يجسد تجاوز الخالفات ويحصن‬ ‫تجربتنا»‪.‬‬ ‫وأكد إعالن الدوحة على أهمية «تأسيس مرحلة جديدة في العمل‬ ‫الجماعي بني دول املجلس ملجابهة التحديات التي تواجه أمنها‬ ‫واس��ت��ق��راره��ا»‪ ،‬م��ؤك��دا أن ذل��ك يتطلب م��ن ه��ذه ال���دول «سياسة‬ ‫م��وح��دة ت��ق��وم ع��ل��ى األس����س واأله�����داف ال��ت��ي تضمنها ال��ن��ظ��ام‬ ‫األساسي ملجلس التعاون»‪.‬‬ ‫وأعلنت دول الخليج إعالنا خليجيا لحقوق اإلنسان في دول‬ ‫مجلس التعاون لدول الخليج العربية‪ ،‬ينسجم مع ميثاق األمم‬ ‫املتحدة‪ ،‬واإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان‪ ،‬وامليثاق العربي لحقوق‬

‫وعلى الرغم من أن الهم املصري هيمن على القمة الخليجية‪ ،‬فإن الدول‬ ‫الخليجية صاغت مواقف سياسية من قضايا عربية‪ ،‬بينها العراق‬ ‫واليمن‪ .‬وأك��دت القمة الخليجية تجديد دعمها ووقوفها إل��ى جانب‬ ‫البحرين «في كل خطواتها في محاربتها لألعمال اإلرهابية»‪ .‬وفي‬ ‫موضوع العراق‪ ،‬رحبت دول الخليج «بالتوجهات الجديدة للحكومة‬ ‫العراقية»‪.‬‬ ‫في املوضوع اليمني‪ ،‬أكدت دول الخليج دعمها «جهود الرئيس عبد ربه‬ ‫منصور هادي في تحقيق األمن واالستقرار‪ ،‬وبسط سيطرة الدولة‪،‬‬ ‫وفي قيادة عملية االنتقال السلمي للسلطة‪ ،‬من خالل االلتزام باملبادرة‬ ‫الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل»‪.‬‬ ‫كما حثت دول الخليج «جميع األطراف اليمنية على االلتزام بتسوية‬ ‫خالفاتهم عن طريق الحوار والتشاور ونبذ اللجوء إلى أعمال العنف‬ ‫لتحقيق أهداف سياسية»‪ ،‬وأدان مجلس التعاون «أعمال العنف التي‬ ‫قامت بها جماعة الحوثيني في صنعاء وعمران والحديدة وغيرها‪،‬‬ ‫واالستيالء على مؤسسات الدولة املدنية والعسكرية‪ ،‬ونهب وتخريب‬ ‫محتوياتها»‪.‬‬ ‫في الشأن الليبي‪ ،‬أدان املجلس «تحكم امليليشيات وسيطرتها على‬ ‫الساحة الليبية»‪ ،‬مؤكدا على «أهمية أمن ليبيا واستقرارها ووحدة‬ ‫أراض��ي��ه��ا»‪ ،‬مطالبا ب��وق��ف ف���وري ألع��م��ال العنف‪ ،‬وإج���راء مصالحة‬ ‫وطنية‪ .‬ودعا املجلس كل األطراف الليبية لدعم الشرعية املتمثلة في‬ ‫مجلس النواب املنتخب‪ ،‬متطلعا إلى أن يقوم مجلس النواب والحكومة‬ ‫الليبية املؤقتة بتبني سياسات تراعي مصالح جميع الليبيني وتلبي‬ ‫تطلعاتهم‪ ،‬وتحقق األمن والرخاء<‬

‫«إعالن الدوحة» يحصن األمن اخلليجي‬ ‫> شدد إع�لان الدوحة‪ ،‬على تضامن دول مجلس التعاون ممارسة‬ ‫ومنهجا‪ ،‬بما يكفل صون األمن الخليجي‪ ،‬والتمسك بالهوية اإلسالمية‬ ‫والعربية‪ ،‬والحفاظ على سالمة دول املجلس كافة‪ ،‬واحترام سيادتها‬ ‫وعدم التدخل في شؤونها الداخلية‪.‬‬ ‫كما شدد على ض��رورة مواصلة العمل الفردي والجماعي املشترك‬ ‫وب��ذل الجهد لتوفير البيئة املالئمة م��ن أج��ل رفعة ورفاهية املواطن‬ ‫الخليجي وترسيخ حقه في التقدم والعيش األمن‪ ،‬و«نؤكد أن التقدم‬ ‫والنهضة رهينان برفاه اإلنسان ورفعته وصون كرامته وضمان كافة‬ ‫حقوقه وحماية مقدراته ومكتسباته وأمنه»‪.‬‬ ‫ولفت إلى أهمية العمل الجماعي املشترك في جميع أوجهه السياسية‬ ‫واالجتماعية واالقتصادية واألمنية والثقافية واإلعالمية وغيرها من‬ ‫املجاالت األخرى‪ ،‬بما يخدم مسيرة املجلس ومكتسباته التي تحققت‪،‬‬ ‫مع العمل على تطوير منظومة العمل الخليجي املشترك بكاملها على‬ ‫نحو يكفل لها مواجهة التحديات املشتركة التي تتطلبها تطورات‬ ‫األوض�����اع اإلق��ل��ي��م��ي��ة وال���دول���ي���ة‪ ،‬وي��ج��ع��ل��ه��ا ت��س��ه��م ب��ف��ع��ال��ي��ة ف��ي رس��م‬ ‫مستقبل أفضل لشعوب دول املجلس‪ ،‬مع دعم تلك املنظومة وتوفير‬ ‫ك��ل اإلمكانيات ال�لازم��ة لتطوير أدائ��ه��ا وأساليب عملها بما يتوافق‬ ‫ومعطيات العصر ومواكبة ما تفرضه املتغيرات اإلقليمية والدولية‪.‬‬ ‫وش���دد اإلع��ل�ان‪ ،‬ع��ل��ى أه��م��ي��ة تحقيق أه����داف ن��ظ��ام مجلس ال��ت��ع��اون‬ ‫األس���اس���ي ال��رام��ي��ة إل���ى دع���م وت��رس��ي��خ ال���رواب���ط واألواص������ر األخ��وي��ة‬ ‫والتاريخية املتينة والقيم واملصالح املشتركة التي تجمع بني شعوب‬

‫دول املجلس‪ ،‬والسعي لتعزيز تضامن دول مجلس التعاون والتمسك‬ ‫ب��ال��رواب��ط واألواص���ر املشتركة‪ ،‬وتعميق وح��دة ال��ه��دف واملصير بني‬ ‫دول املجلس‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن النظام األساسي ملجلس التعاون‪ ،‬يؤكد إقامة تعاون وثيق‬ ‫بني دول املجلس في الشؤون السياسية واالقتصادية واملالية والتبادل‬ ‫التجاري والزراعة والصناعة والشؤون االجتماعية والصحية‪ ،‬وكل‬ ‫أشكال التعاون األخرى الواردة في النظام‪.‬‬ ‫وشدد على أهمية تأسيس مرحلة جديدة في العمل الجماعي بني دول‬ ‫املجلس ملجابهة التحديات التي تواجه أمنها واستقرارها والتي تتطلب‬ ‫منها سياسة موحدة تقوم على األسس واألهداف التي تضمنها النظام‬ ‫األساسي ملجلس التعاون‪.‬‬ ‫وشدد على ضرورة مواصلة السعي إلى تحقيق تلك األهداف من أجل‬ ‫مستقبل مشرق لشعوب دول املجلس ومواجهة التهديدات واملخاطر‬ ‫الدولية واإلقليمية الراهنة وخصوصا التي تحيط باملنطقة العربية‬ ‫والتي تنعكس آثارها بشكل مباشر أو غير مباشر على دول املجلس‪.‬‬ ‫وعبر املجلس األعلى عن تقديره للخطوات التنفيذية التي اتخذتها‬ ‫ال���دول األع��ض��اء لتلبية تطلعات ش��ع��وب دول املجلس ف��ي التضامن‬ ‫والتكامل والوحدة وتعزيز مسيرة العمل املشترك‪ ،‬وترسيخ الصلة‬ ‫الوثيقة والروابط الكثيرة التي تربط بني دول املجلس‪ ،‬والحرص على‬ ‫توطيد تلك الروابط وتدعيمها وتوجيهها إلى ما فيه تأمني مستقبل‬ ‫شعوب دول املجلس وتحقيق أمانيها وآمالها‪.‬‬

‫أعلنت‬ ‫القمة إعالنا‬ ‫خليجيا‬ ‫لحقوق‬ ‫اإلنسان‬ ‫ينسجم مع‬ ‫املواثيق‬ ‫الدولية‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫‪39‬‬


‫شؤون سياسية‬

‫وزير الخارجية‬ ‫القطري‬ ‫لـ‬ ‫‪:‬‬ ‫مكافحة‬ ‫اإلرهاب تأتي‬ ‫في أولوية‬ ‫التنسيق‬ ‫الخليجي في‬ ‫املجال األمني‬

‫‪38‬‬

‫بن عبد العزيز التويجري رئيس الديوان امللكي السكرتير الخاص‬ ‫لخادم الحرمني الشريفني‪ ،‬حيث التقيا الرئيس املصري عبد الفتاح‬ ‫السيسي وبحثا تطبيع العالقات القطرية ‪ -‬املصرية‪ ،‬التي مرت بكثير‬ ‫من األزمات منذ اإلطاحة بالرئيس األسبق محمد مرسي‪.‬‬ ‫وعلى ال�ف��ور‪ ،‬أعلنت اململكة العربية السعودية ترحيبها باملبادرة‬ ‫القطرية‪ ،‬وقالت في بيان إن اململكة ترحب «بتوطيد العالقات بني‬ ‫مصر وقطر‪ ،‬وأك��دت حرصها على فتح صفحة جديدة بني مصر‬ ‫وقطر‪ ،‬ويأتي ذلك بعدما استجابت ملبادرة أطلقها امللك عبد الله بن‬ ‫عبد العزيز»‪.‬‬ ‫وقالت الحكومة القطرية إنها «ترحب بالبيان الصادر عن الديوان‬ ‫امللكي في اململكة العربية السعودية الشقيقة وباملبادرة الكريمة لخادم‬ ‫الحرمني الشريفني امللك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ‪ -‬حفظه‬ ‫الله ‪ -‬لتوطيد العالقات بينها وبني شقيقتها جمهورية مصر العربية‪،‬‬ ‫وإذ تؤكد استجابتها ملا جاء فيه‪ ،‬مثمنة الجهود املخلصة واملقدرة‬ ‫ل�خ��ادم الحرمني الشريفني‪ ،‬وإذ تشيد بحكمته امل�ع�ه��ودة وحرصه‬ ‫الشديد على تعميق التضامن العربي ملا فيه خير ومصلحة أمتينا‬ ‫العربية واإلسالمية‪ »..‬فإن «دولة قطر التي تحرص على دور قيادي‬ ‫ملصر ف��ي العاملني العربي واإلس�لام��ي‪ ،‬ت��ؤك��د حرصها أي�ض��ا على‬ ‫عالقات وثيقة معها والعمل على تنميتها وتطويرها ملا فيه خير‬ ‫البلدين وشعبيهما الشقيقني»‪.‬‬ ‫واستمرارا للخطوات الضرورية لتطبيع العالقات بني البلدين‪ ،‬أعلن‬ ‫ع��ن ق�ي��ام «شبكة ال�ج��زي��رة التلفزيونية» ب��وق��ف ب��ث ق�ن��اة «ال�ج��زي��رة‬ ‫مباشر مصر» من الدوحة مؤقتا «لحني تهيئة الظروف لعودة البث‬ ‫من القاهرة»‪.‬‬ ‫ويمكن أن تمهد هذه الخطوة لتسوية قضية ‪ 3‬من صحافيي قناة‬ ‫«الجزيرة» الناطقة باإلنجليزية‪ ،‬محكوم عليهم بالسجن بني ‪ 7‬و‪10‬‬ ‫سنوات في مصر‪ .‬وملح السيسي قبل أسابيع إلمكانية تسليم اثنني‬ ‫منهما؛ أحدهما أسترالي واآلخ��ر مصري يحمل جنسية كندا‪ ،‬إلى‬ ‫بلديهما‪.‬‬

‫وزير الخارجية القطري‪ :‬قمة الدوحة سعت لتلبية آمال شعوب‬ ‫دول املجلس في التضامن والتقدم واالزدهار (واس)‬

‫مواجهة اإلرهاب‬ ‫أطلقت القمة الخليجية موقفا م��وح��دا ف��ي مكافحة اإلره ��اب‪،‬‬ ‫ودعا بيانها الختامي إلى تكثيف العمل الدولي ملكافحة اإلرهاب‬ ‫وتجفيف منابعه‪ .‬وأعلن وزير الخارجية القطري خالد بن محمد‬ ‫العطية أن دول الخليج العربية قطعت شوطا كبيرا في التنسيق‬ ‫األمني ومكافحة اإلرهاب‪.‬‬ ‫مشددا في إجابته عن سؤال لـ «املجلة» خالل مؤتمر صحافي‬ ‫أعقب الجلسة الختامية للقمة‪ ،‬أن األمن الخليجي جزء ال يتجزأ‪،‬‬ ‫وأن مكافحة اإلره��اب تأتي ف��ي أول��وي��ة التنسيق الخليجي في‬ ‫املجال األمني‪ .‬وقال‪« :‬التنسيق في هذا الجانب تام وكامل»‪.‬‬ ‫كذلك أعلنت القمة الخليجية موافقة دول املجلس على «إنشاء‬ ‫قوة الواجب البحري املوحدة» وذلك لدعم استراتيجيته في الدفاع‬ ‫املشترك‪ .‬كما أعلنت القمة بدء العمل بجهاز الشرطة الخليجية‬ ‫من مقره في مدينة أبوظبي‪.‬‬ ‫وبحثت القمة عددا من القضايا‪ ،‬بينها مشروع االتحاد الخليجي‬ ‫الذي دعا إليه خادم الحرمني الشريفني في قمة البحرين ‪،2012‬‬

‫إعالن «ثوري» حلقوق اإلنسان اخلليجي‬ ‫> دشنت القمة الخليجية التي عقدت في الدوحة‪ ،‬أول إعالن خليجي‬ ‫لحقوق اإلن�س��ان‪ ،‬تحت عنوان «إع�لان حقوق اإلن�س��ان ل��دول مجلس‬ ‫التعاون ل��دول الخليج العربية»‪ ،‬وه��و إع�لان أك��د على اح�ت��رام حقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬وعلى حق العيش بكرامة‪ ،‬واملساواة‪ ،‬وأن الناس متساوون في‬ ‫الكرامة اإلنسانية‪ ،‬وفي الحقوق والحريات‪ .‬كما نص على الحماية ضد‬ ‫االعتداء‪ ،‬وتحريم إزهاق األرواح‪ ،‬والعبودية‪ ،‬واحترام األديان والشعائر‬ ‫الدينية‪.‬‬ ‫ويتكون اإلعالن من ‪ 47‬مادة‪ ،‬ونصت املادة األولى منه على أن «الحياة‬ ‫حق لكل إنسان‪ ،‬ويجب حمايته من كل اعتداء عليه‪ ،‬وال يجوز إزهاق‬ ‫نفس بغير ح��ق‪ ،‬وإك��رام امليت وحماية جثمانه ومدفنه واج��ب»‪ ،‬كما‬ ‫نصت امل��ادة الثانية على أن «الناس متساوون في الكرامة اإلنسانية‪،‬‬ ‫وفي الحقوق والحريات‪ ،‬وهم سواسية أمام النظام (القانون)‪ ،‬وال تمييز‬ ‫بينهم بسبب األصل أو الجنس أو الدين أو اللغة أو اللون أو بأي شكل‬ ‫من أشكال التمييز األخرى»‪.‬‬ ‫ونصت املادة التاسعة على كفالة حرية الرأي والتعبير «بما يتوافق مع‬ ‫الشريعة اإلسالمية والنظام العام واألنظمة والقوانني»‪ ،‬بينما نصت املادة‬ ‫العاشرة على أن «حرية التنقل واإلقامة واملغادرة حق لكل إنسان وفقا‬ ‫للنظام (القانون)»‪ .‬ونصت املادة «‪ »11‬على منع اإلبعاد عن الوطن أو منع‬ ‫العودة إليه‪« ..‬ال يجوز إبعاد مواطن عن بلده أو منعه من الدخول إليها»‪،‬‬ ‫وأكدت املادة «‪ »13‬منع سحب الجنسية من املواطنني‪« ..‬الجنسية حق‬ ‫لكل إنسان‪ ،‬ينظم منحها النظام (القانون)‪ ،‬وال يجوز إسقاط الجنسية‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫أو سحبها إال في حدوده»‪.‬‬ ‫وأع�ط��ت امل ��ادة «‪ »30‬امل��واط�ن�ين الخليجيني ح��ق امل�ش��ارك��ة ف��ي الحياة‬ ‫السياسية‪« :‬املشاركة السياسية حق لكل مواطن‪ ،‬وله حق االشتراك‬ ‫في إدارة الشؤون العامة لبالده‪ ،‬كما له الحق في تقلد الوظائف العامة‬ ‫على قدم املساواة مع اآلخرين طبقا للنظام (القانون)‪ ،‬وتعمل الدولة على‬ ‫توفير فرص العمل ملواطنيها»‪.‬‬ ‫وأعطت املادة «‪ »31‬املواطنني الخليجيني حق تكوين الجمعيات والنقابات‪:‬‬ ‫«ح��ري��ة تكوين الجمعيات والنقابات والهيئات مكفولة وفقا للنظام‬ ‫(القانون)‪ ،‬وال يجوز إجبار أي إنسان على االنضمام إليها»‪.‬‬ ‫ومنعت امل��ادة «‪ »19‬ممارسة التعذيب ضد املوقوفني‪« :‬امل�س��اواة أمام‬ ‫القضاء وحظر التعذيب أو املعاملة القاسية واملهينة»‪ .‬أما املادة «‪»37‬‬ ‫فأكدت على حق املسجونني ومنع انتهاك كرامتهم‪« :‬يعامل املحكوم‬ ‫عليهم بعقوبات سالبة للحرية معاملة إنسانية تحترم فيها كرامتهم‪،‬‬ ‫وت��راع��ى ف�ي�ه��ا امل�ع��اي�ي��ر ال��دول �ي��ة ال �خ��اص��ة ب��امل��ؤس �س��ات اإلص�لاح�ي��ة‬ ‫والعقابية»‪.‬‬ ‫وحصن هذا اإلعالن مبدأ الحقوق العامة للمواطنني الخليجيني‪ ،‬ومنع‬ ‫تأويل أو تفسير نصوصه إال بما يضمن عدم اإلخالل بتلك الحقوق‪،‬‬ ‫ونصت املادة األخيرة «‪ »47‬منه على أنه «ال يجوز تفسير هذا اإلعالن أو‬ ‫تأويله أو تعديله على نحو ينتقص من الحقوق والحريات التي تحميها‬ ‫التشريعات الداخلية لدول املجلس أو املواثيق الدولية واإلقليمية لحقوق‬ ‫اإلنسان التي صادقت عليها أو انضمت إليها دول املجلس»‪.‬‬


‫خارطة الطريق»‪ ،‬و«مساندة املجلس الكاملة ووقوفه التام مع مصر مئات اآلالف من فرص العمل للمصريني‪.‬‬ ‫حكومة وشعبا في كل ما يحقق استقرارها وازدهارها»‪ ،‬مبينا «أهمية تريد القاهرة أن توقف الدوحة دعمها للميليشيات املتقاتلة‪ ،‬وهو ما‬ ‫دور مصر العربي واإلقليمي ملا فيه خير األمتني العربية واإلسالمية»‪ .‬تنفيه الدوحة‪ .‬كما تريد أيضا وقف ما تسميه بالتحريض اإلعالمي‬ ‫وتمثل خارطة الطريق التي يتبناها الرئيس املصري‪« ،‬الحد األدنى» عبر شبكة قنوات «الجزيرة»‪ ،‬وعدم التدخل في شؤونها الداخلية‪.‬‬ ‫من اإلجماع الخليجي‪ ،‬لكن حزمة االتفاق مع القاهرة ال تتوقف عندها‪ ،‬ب��ال�ع��ودة للقمة الخليجية‪ ،‬وقبلها املصالحة الخليجية‪ ،‬فقد كانت‬ ‫فهي أرست مصالحة جديدة بني الدوحة والقاهرة‪ ،‬تقوم على تخفيف مصر ف��ي جوهر ه��ذه امل �ب��ادرات التي رع��اه��ا امللك عبد الله ب��ن عبد‬ ‫العزيز‪ ،‬وأثمرت في ‪ 20‬ديسمبر (كانون األول) إرساء‬ ‫االح �ت �ق��ان اإلع�ل�ام ��ي‪ ،‬وال�ت��وق��ف‬ ‫مصالحة بني القاهرة والدوحة‪.‬‬ ‫ع� �م ��ا ت �س �م �ي��ه ال � �ق ��اه ��رة دع �م��ا‬ ‫تقوم على تعهد قطر بـ«وقوفها‬ ‫لجماعة اإلخوان املناوئة للنظام‬ ‫دو‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫جل‬ ‫س التعاون‪ :‬معلومات‬ ‫التام إلى جانب جمهورية مصر‬ ‫الجديد في مصر‪.‬‬ ‫ يتكون‬‫م‬ ‫جل‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫تعا‬ ‫ال �ع��رب �ي��ة ال �ش �ق �ي �ق��ة‪ ،‬ك �م��ا ك��ان��ت‬ ‫�ة‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫�‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫�ات‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫�ا‬ ‫وم� � ��ن ب�ي��ن ال � �خ �ل‬ ‫ون‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫�د‬ ‫ول‬ ‫ال‬ ‫خل‬ ‫يج ال‬ ‫العربية السعودية‪ ،‬واإلمارات العربية عربية من ‪ 6‬دول؛ هي‪ :‬اململكة‬ ‫دائما‪ ،‬فأمن مصر من أمن قطر»‪.‬‬ ‫�ر)‬ ‫�‬ ‫ط‬ ‫�‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫�ر‬ ‫�‬ ‫ص‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫ب�ي�ن ال �ب �ل��دي��ن (‬ ‫املتح‬ ‫وممل‬ ‫دة‪ ،‬ودولة الكويت‪ ،‬ودولة قطر‪،‬‬ ‫وق ��د أع �ل��ن ف��ي ك��ل م��ن ال��ري��اض‬ ‫ال� �ت� �ب ��اي ��ن ت � �ج� ��اه ال� �ج� �م ��اع ��ات‬ ‫كة البحرين‪ ،‬وسلطنة عمان‪.‬‬ ‫ تأسس املجل‬‫وال �ق��اه��رة وال� ��دوح� ��ة‪ ،‬ع��ن ن�ج��اح‬ ‫املتقاتلة في ليبيا‪ ،‬حيث تتهم‬ ‫ املساحة س في ‪ 25‬مايو (أيار) ‪.1981‬‬‫اإل‬ ‫جما‬ ‫لية‬ ‫للد‬ ‫وس � ��اط � ��ة ق ��ادت � �ه ��ا ال� �س� �ع ��ودي ��ة‪،‬‬ ‫ال �ق��اه��رة ال �س �ل �ط��ات ال�ق�ط��ري��ة‬ ‫ول‬ ‫ا‬ ‫لس‬ ‫ت‪:‬‬ ‫‪2.058‬‬ ‫يناهز ‪ 15‬في املائة من مساحة الوطن مليون كلم مربع‪ ،‬مشكلة ما‬ ‫ورعاها خادم الحرمني الشريفني‬ ‫ب ��دع ��م م �س �ل �ح�ي�ن م��رت �ب �ط�ين‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫ع �دد س�ك�‬‫�ان‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫�د‬ ‫ول‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫ب�ج�م��اع��ة اإلخ� ��وان املسلمني‪.‬‬ ‫امل �ل��ك ع �ب��د ال �ل��ه ب��ن ع �ب��د ال �ع��زي��ز‪،‬‬ ‫س‬ ‫�‬ ‫ت‪:‬‬ ‫‪31‬‬ ‫ملي‬ ‫ونا‬ ‫السعودية ال�ص��دارة ف��ي ع�دد السكان و‪ 691‬أل�ف��ا و‪ 474‬نسمة‪ .‬تمثل‬ ‫لتنقية األج��واء العربية وتحسني‬ ‫وترتبط مصر ب�ح��دود برية‬ ‫بن‬ ‫اإلم ��ارات بنسبة ‪ 14.022‬ف��ي امل��ائ��ة‪ ،‬سبة ‪ 69.498‬ف��ي امل��ائ��ة‪ ،‬تليها‬ ‫العالقات بني قطر ومصر‪.‬‬ ‫�ى‬ ‫م��ع ج��ارت�ه��ا ليبيا تمتد إل�‬ ‫فسل‬ ‫املائة‪ ،‬فال‬ ‫طنة عمان بنسبة ‪ 8.291‬في‬ ‫كو‬ ‫يت‬ ‫بن‬ ‫سبة‬ ‫وأس �ف��رت ال�ج�ه��ود ال�س�ع��ودي��ة عن‬ ‫�ل‬ ‫‪ 1200‬ك �ي �ل��وم �ت��را‪ ،‬وت�ش�ك�‬ ‫‪31‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫في‬ ‫املا‬ ‫ئة‪ ،‬ثم‬ ‫فالب‬ ‫قطر بنسبة ‪ 2.862‬في املائة‪،‬‬ ‫زيارة قام بها موفد خاص من أمير‬ ‫ال� �ف ��وض ��ى امل �س �ل �ح��ة ه �ن��اك‬ ‫حرين بنسبة ‪ 1.493‬في املائة‪.‬‬ ‫ الناتج‬‫قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني‪،‬‬ ‫صداعا أمنيا مستمرا لدى‬ ‫ ن املحلي‪ 1.60 :‬تريليون دوالر‪.‬‬‫ص‬ ‫يب‬ ‫الف‬ ‫رد‬ ‫من‬ ‫الن‬ ‫اتج‬ ‫الجانب املصري‪ ،‬باإلضافة‬ ‫هو الشيخ محمد بن عبد الرحمن‬ ‫ا‬ ‫ملح‬ ‫لي‪:‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫‪ 33‬ألف دوالر‪.‬‬ ‫آل ث��ان��ي م�س��اع��د وزي ��ر الخارجية‬ ‫ل�ك��ون ليبيا تمثل شريانا‬ ‫لشؤون التعاون الدولي‪ ،‬يرافقه خالد‬ ‫اقتصاديا لجارتها وتوفر‬

‫ولي العهد السعودي األمير سلمان بن عبد‬ ‫العزيز لدى وصوله قطر واستقبله الشيخ‬ ‫تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر (واس)‬

‫دول الخليج‬ ‫تعد مصر‬ ‫عمود‬ ‫التوازن‬ ‫السياسي‬ ‫في العالم‬ ‫العربي‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫‪37‬‬


‫شؤون سياسية‬

‫عبرت القمة الخليجية الـ‪ 35‬التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة‪ ،‬في ‪ 9‬ديسمبر (كانون األول) املاضي‪،‬‬ ‫«نفق األزمات»‪ ،‬ونجحت أوال في تحصني البيت الخليجي‪ ،‬ومن ثم توحيد املوقف السياسي لدول الخليج‬ ‫الست‪ ،‬التي وحدتها أزمات وشتتها أخرى‪.‬‬

‫قمة الدوحة أرست املصالحات وأعادت مصر دولة محورية في العالم العربي‬

‫موقف خليجي موحد‬ ‫الدوحة‪:‬‬ ‫ميرزا الخويلدي‬

‫حثت دول‬ ‫الخليج جميع‬ ‫األطراف‬ ‫اليمنية على‬ ‫االلتزام بتسوية‬ ‫خالفاتهم‬ ‫بالحوار ونبذ‬ ‫أعمال العنف‬

‫عبد اللطيف الزياني‬

‫‪36‬‬

‫وراء نجاحات هذه القمة‪ ،‬يقف خادم الحرمني الشريفني امللك‬ ‫عبد الله بن عبد العزيز‪ ..‬فقد تمكن في ‪ 16‬نوفمبر (تشرين‬ ‫الثاني) املاضي‪ ،‬من وضع حد للجدل الذي صاحب انعقاد‬ ‫القمة الخليجية‪ ،‬خصوصا في ما يتعلق بإمكانية استضافة الدوحة‬ ‫لها‪ .‬قبل ذلك اليوم كان هناك خالف سياسي مع قطر‪ ،‬بلغت ذروته‬ ‫عند قيام ‪ 3‬دول خليجية‪ ،‬هي‪ :‬السعودية‪ ،‬واإلمارات‪ ،‬والبحرين‪ ،‬بسحب‬ ‫سفرائها من الدوحة في ‪ 6‬مارس (آذار) ‪.2014‬‬ ‫ودون الجهد الذي بذله خادم الحرمني في تصفية الخالفات الخليجية‪،‬‬ ‫كان انعقاد القمة في الدوحة «مجرد احتمال»‪ .‬لكن املصالحة الخليجية‬ ‫أعادت التنسيق الخليجي إلى سابق عهده‪ ،‬ووضعت قطار العالقات‬ ‫على السكة الصحيحة‪ .‬وخطت القمة الخليجية خطوات لألمام في‬ ‫تنقية األجواء الخليجية‪ ،‬وأطلقت مسارا من العمل الخليجي‬ ‫القائم على رص الصفوف وتوحيد املواقف ملجابهة‬ ‫التحديات الخطيرة التي تعصف باملنطقة‪ ،‬وعلى‬ ‫رأسها مكافحة اإلرهاب‪.‬‬ ‫منذ تصاعدت األزم��ة في ‪ 6‬مارس‬ ‫امل���اض���ي‪ ،‬م��وع��د س��ح��ب ال��س��ف��راء‪،‬‬ ‫كان واضحا أنه من الصعب إبقاء‬ ‫ال��ت��ب��اي��ن ال���ح���اد ف���ي وج���ه���ات ال��ن��ظ��ر‬ ‫داخل البيت الخليجي على خلفية‬ ‫األحداث التي أعقبت ما بات يعرف‬ ‫بـ«الربيع العربي»‪ ،‬حبيس الدوائر‬ ‫الضيقة‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن الدوحة احتوت‬ ‫ك��ث��ي��را م��ن ن��ق��اط ال��خ�لاف خاصة‬ ‫في ما يتعلق باملشكالت املباشرة‬ ‫بينها وبني شقيقاتها الخليجيات‪ ،‬فإن‬ ‫الخالفات بشأن موقف الدوحة من األح��داث في‬ ‫مصر وعالقاتها املتوترة مع النظام الذي أعقب ثورة‬ ‫‪ 30‬يونيو (حزيران) ‪ 2013‬التي أسقطت حكم اإلخوان املسلمني‬ ‫حلفاء الدوحة‪ ،‬وجاءت بالرئيس املنتخب عبد الفتاح السيسي‪ ،‬أبقت‬ ‫القمة الخليجية أسيرة املوقف القطري من النظام املصري‪ ،‬وبالنسبة‬ ‫لدول الخليج‪ ،‬خصوصا السعودية واإلمارات‪ ،‬فإن مصر تعد عمود‬ ‫التوازن السياسي في العالم العربي‪ ،‬وقد قدمت الدولتان دعما مباشرا‬ ‫لالقتصاد املصري للخروج من أزمته‪ ،‬كما سخرتا إمكاناتهما لدعم‬ ‫الرئيس السيسي‪ .‬ولم يكن محتمال أن تخرج قطر شديدة الصلة‬ ‫بجماعة اإلخوان املسلمني التي تصنفها هاتان الدولتان بأنها‬ ‫منظمة إرهابية‪ ،‬عن اإلجماع الخليجي‪.‬‬ ‫يذكر أن الدوحة اتخذت خطوات سابقة من شأنها تخفيف‬ ‫ال��ت��وت��ر م���ع م��ص��ر وال���ح���د م���ن خ�لاف��ات��ه��ا م���ع أش��ق��ائ��ه��ا‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫الخليجيني‪ ،‬ففي ‪ 15‬سبتمبر (أيلول) ‪ 2014‬أعلن عن مغادرة عدد‬ ‫من قياديي جماعة اإلخوان املسلمني العاصمة القطرية الدوحة إلى‬ ‫وجهات أبرزها تركيا‪ ،‬ومن بني هذه القيادات‪ :‬الدكتور محمود حسني‪،‬‬ ‫األم�ين ال��ع��ام للجماعة‪ ،‬ويعد حسني ثاني أكبر ق��ي��ادي ف��ي جماعة‬ ‫اإلخ��وان خ��ارج السجون املصرية‪ ،‬بعد نائب مرشد الجماعة الفار‬ ‫محمود ع��زت‪ ،‬وضمن املبعدين أيضا‪ ،‬الدكتور عمرو دراج‪ ،‬وزير‬ ‫العالقات الخارجية والتعاون الدولي في عهد الرئيس األسبق محمد‬ ‫مرسي‪ ،‬وعضو املكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة‪ ،‬والداعية‬ ‫الدكتور جمال عبد الستار‪ ،‬والدكتور حمزة زوبع‪ ،‬املتحدث الرسمي‬ ‫باسم ح��زب الحرية وال��ع��دال��ة‪ ،‬والشيخ عصام تليمة‪ ،‬مدير مكتب‬ ‫القرضاوي السابق‪ ،‬وكذلك الدكتور أشرف بدر الدين‪ ،‬عضو‬ ‫مجلس ال��ش��ع��ب ال��س��اب��ق‪ ،‬وال��داع��ي��ة ال��دك��ت��ور وج��دي‬ ‫غنيم‪ ..‬وآخرون‪.‬‬ ‫وقد أرسى اتفاق املصالحة الخليجية تأطير‬ ‫امل���وق���ف ال��س��ي��اس��ي ال��خ��ل��ي��ج��ي قبيل‬ ‫انعقاد القمة في ما يتعلق تحديدا‬ ‫بمصر‪ ،‬بل إن املصالحة الخليجية‬ ‫ان����ص����ب����ت أس�����اس�����ا ح�������ول ت���وح���ي���د‬ ‫املوقف اإليجابي من القاهرة‪ ،‬وبعد‬ ‫امل��ص��ال��ح��ة‪ ،‬دع����ا خ�����ادم ال��ح��رم�ين‬ ‫ال��ش��ري��ف�ين امل��ل��ك ع��ب��د ال��ل��ه ب��ن عبد‬ ‫ال���ع���زي���ز‪ ،‬م��ص��ر إل����ى امل��س��اه��م��ة في‬ ‫إن��ج��اح املصالحة الخليجية‪ .‬وق��ال‬ ‫ في تصريح نشرته وكالة األنباء‬‫السعودية ‪« :-‬أن��اش��د مصر شعبا‬ ‫وقيادة للسعي معنا في إنجاح هذه‬ ‫الخطوة في مسيرة التضامن العربي‪،‬‬ ‫كما عهدناها دائما عونا وداعمة لجهود العمل‬ ‫العربي املشترك»‪.‬‬ ‫وأوضح امللك عبد الله أن «اتفاق الرياض أكد على الوقوف إلى‬ ‫جانب مصر والتطلع إلى مرحلة جديدة من اإلجماع والتوافق»‪ ،‬داعيا‬ ‫مصر قيادة وشعبا إلى «السعي معنا إلنجاح هذه الخطوة في مسيرة‬ ‫التضامن العربي»‪ .‬وحث امللك عبد الله ق��ادة ال��رأي والفكر ووسائل‬ ‫اإلعالم في الدول املعنية على السعي إلى تحقيق هذا التقارب‪.‬‬

‫قمة املصالحة‬ ‫وانعقدت قمة الدوحة الخليجية تتويجا للمصالحة‪ ،‬واالنطالق بموقف‬ ‫يعيد القاهرة دولة حليفة لدول الخليج‪ .‬وكان الشق األهم هو ما يتعلق‬ ‫باالتفاق على دعم «برنامج الرئيس عبد الفتاح السيسي املتمثل في‬


‫األراض��ي األفغانية والخاسر الوحيد هو الشعب الباكستاني الفقير‬ ‫واألفغاني معا‪.‬‬

‫لقطة من داخل املدرسة العسكرية التي‬ ‫شهدت االعتداء الوحشي لحركة طالبان‬ ‫على التالميذ (غيتي)‬

‫السيناريوهات املطروحة‬ ‫‪ -1‬ن �ج��اح ال�ج�ي��ش ال�ب��اك�س�ت��ان��ي ف��ي ح��رب��ه ض��د ط��ال �ب��ان ب��اك�س�ت��ان‬ ‫والجماعات املسلحة األخرى التي يتجاوز عددها‬ ‫وفقا للتقديرات ‪ 30‬ألف مقاتل شريطة حصوله على‬ ‫الدعم الكامل من األح��زاب السياسية والجماعات‬ ‫> مسؤول أمني‪:‬‬ ‫الدينية ويتمكن من القضاء على طالبان باكستان‬ ‫املال فضل الله‬ ‫على أراض�ي��ه وبذلك يكون قد انتقم من قتلة طلبة‬ ‫املدرسة العسكرية في بيشاور‪.‬‬ ‫على قيد الحياة‬ ‫‪ -2‬ف�ش��ل عملية م�لاح�ق��ة امل�س�ل�ح�ين وت��وس��ع رقعة‬ ‫لكنه توارى عن‬ ‫امل�ع��ارك إل��ى م��دن مثل بنجاب وفيصل آب��اد وملتان‬ ‫األنظار‬ ‫وي �ت��ورط ال�ج�ي��ش وامل��ؤس�س��ة العسكرية ف��ي ال�ح��رب‬ ‫ال� �ض ��روس م��ع م�س�ل�ح��ي ط��ال �ب��ان ب��اك �س �ت��ان وت �ك��ون‬ ‫النتيجة عكسية‪ ،‬خاصة إذا كانت خسائر هذه الحرب‬ ‫مرتفعة وزادت كلفتها املالية‪ ،‬حني ذلك سيكون الجيش‬ ‫الباكستاني في ورطة خطيرة لن يتمكن من الخروج منها مثلما تورط‬ ‫في حرب ‪ 1971‬ضد البنغاليني‪.‬‬ ‫‪ -3‬تعاون باكستان بكل الصدق واإلخالص مع كابل في القضاء على‬ ‫كل الجماعات املسلحة دون استثناء وتستهدف طالبان باكستان‬ ‫غني رئاسة الجمهورية في أفغانستان والذي أجرى أول زيارة له إلى وأفغانستان وشبكة حقاني التي تتخذ من وزيرستان مقرا لعملياتها‬ ‫إسالم آباد بهدف تعزيز التعاون وإنهاء الحرب في بالده وباكستان‪ .‬في أفغانستان‪ ،‬حينها تجد التعاون الكامل من القوات األفغانية في‬ ‫يقول الخبراء إن الكرة باتت في ملعب إسالم آباد فهي يجب أن تتعاون العثور على زعيم طالبان باكستان املال فضل الله املختبئ في مناطق‬ ‫مع كابل في إنهاء الحرب فيها وهي مفتاح لحل مشاكل باكستان مثل بالشرق األفغاني‪ ،‬وبذلك ينجح البلدان في القضاء على العدو املشترك‬ ‫األمية املتفاقمة‪ ،‬لكن هل يتعلم الجيش الباكستاني من أخطائه؟ يقول بينهما‪ .‬هذا السيناريو أقرب للتصور‪.‬‬ ‫إحسان الله سعادت أستاذ جامعي في كابل إن التاريخ يقول إن الجيش ‪ -4‬السيناريو األخير وهو األسوأ‪ ،‬أن كال البلدين باكستان وأفغانستان‬ ‫الباكستاني الحاكم الحقيقي لباكستان ال يتعلم من أخطائه وإنه سوف ي�س�ت�م��ران ف��ي ل�ع�ب��ة ت��وج�ي��ه االت �ه��ام��ات وتستفيد م��ن ف �ق��دان الثقة‬ ‫يستمر في دعم طالبان أفغانستان لتحقيق العمق االستراتيجي في الجماعات املسلحة في كال البلدين وتتحول املنطقة إلى حرب جديدة‬ ‫املنطقة ومحاربة النفوذ الهندي في أفغانستان‪ ،‬وإن الهند هي األخرى تتمحور حول تصفية الحسابات وحرب باإلنابة بني دول كثيرة لها‬ ‫ستستفيد من هذه الحرب في توجيه ضربات لباكستان انطالقا من ثأر ضد بعضها البعض <‬

‫تقوم الحكومة‬ ‫الباكستانية‬ ‫هذه األيام‬ ‫بحشد الرأي‬ ‫العام ضد حركة‬ ‫طالبان باكستان‬ ‫وتستعمل‬ ‫وسائل اإلعالم‬ ‫الحكومي‬ ‫والخاص لتوجيه‬ ‫العمليات‬ ‫العسكرية ضد‬ ‫الحركة‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫‪35‬‬


‫شؤون سياسية‬

‫تدريبات لعناصر من طالبان باكستان‬ ‫عنصر من الجيش الباكستاني‬ ‫اثناء تأمينه بعض تالميذ املدرسة‬

‫خبير أمني‬ ‫أفغاني‪ :‬كابل ال‬ ‫تزال تنظر بعني‬ ‫الشك والريبة‬ ‫إلى الجانب‬ ‫الباكستاني‬ ‫في التعامل‬ ‫مع الجماعات‬ ‫اإلرهابية‬ ‫الحتفاظها‬ ‫بقيادات طالبان‬ ‫أفغانستان‬

‫‪34‬‬

‫بيشاور ستغير من موقف الجيش الباكستاني تجاه حركة طالبان األم‬ ‫في أفغانستان ومن املتوقع أن تقوم بخطوات من شأنها الضغط على‬ ‫الحركة للجلوس إلى طاولة الحوار مع الحكومة األفغانية والخروج من‬ ‫األراضي الباكستانية ليتسنى للجيش القضاء على طالبان باكستان‬ ‫بسهولة‪ ،‬لكن العلمية ليست سهلة وقد تستغرق وقتا طويال حتى‬ ‫يصبح الجيش الباكستاني قادرا على إنهاء وجود طالبان في مناطق‬ ‫القبائل‪.‬‬ ‫ي�ق��ول حكمت ص��اف��ي وه��و خبير ف��ي ش ��ؤون ط��ال�ب��ان أفغانستان‪:‬‬ ‫«من الصعب أن يتخلى الجيش الباكستاني عن طالبان أفغانستان‬ ‫فهي ورق��ة رابحة للجيش يستعملها متى ش��اء ملصلحته في جلب‬ ‫املساعدات األميركية من ناحية ومن ناحية أخرى في الضغط على‬ ‫الحكومة األفغانية في كابل وترجمة مصالح باكستان تتحقق من‬ ‫خالل دعم طالبان»‪ .‬وأشار صافي إلى أن «وجود باكستان قائم على‬ ‫دعم الجماعات املتطرفة؛ فإن هي تخلت عن هذه الجماعات انهارت‬ ‫باكستان كدولة قوية في املنطقة»‪.‬‬

‫مناطق القبائل مالذات آمنة للمتطرفني‬ ‫تشكل امل�ن��اط��ق القبلية ال�ت��ي تطلق عليها باكستان «م�ن��اط��ق فاتا»‬ ‫وهي خارجة عن سيطرة الحكومة املركزية في إسالم آباد الحديقة‬ ‫الخلفية لطالبان باكستان وأفغانستان وجماعات مسلحة أخرى‪ ،‬هذه‬ ‫املناطق تقع على جانبي الحدود املترامية بني أفغانستان وباكستان‬ ‫وه��ي ح��دود غير رسمية ب�ين البلدين تعيش فيها قبائل البشتون‬ ‫ولها امتدادات قبلية في كال البلدين ويسهل التنقل بينها وال يحمل‬ ‫سكانها أوراق��ا ومستندات رسمية‪ ،‬ودون حل معضلة الحدود بني‬ ‫البلدين فإنه من الصعب السيطرة على املسلحني وضبط تنقالتهم‬ ‫من وإلى باكستان قبل أن يتم وضع آلية مناسبة لضبط الحدود من‬ ‫خالل التعاون املشترك بني البلدين‪ ،‬وباإلضافة إلى مقاتلي طالبان‬ ‫باكستان وأفغانستان فاملعلومات تشير إل��ى أن عشرات من فلول‬ ‫تنظيم القاعدة ومقاتلني شيشان وأوزبك يتنقلون في مناطق القبائل‬ ‫وينشطون فيها ويقومون بعمليات في الداخل األفغاني والباكستاني‬ ‫على حد سواء‪ ،‬وأن عشرات من شبكات التجسس واملخابرات األجنبية‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫حسن رئيس جناح بيشاور‬ ‫لطالبان الباكستانية يجلس‬ ‫يمني الصورة ويجلس الى‬ ‫جواره مسؤول إعالمي‬

‫باتت تنشط في مناطق القبائل الستعمال الجماعات املسلحة من أجل‬ ‫تحقيق مصالحها الخاصة بها في منطقة جنوب آسيا وصوال إلى‬ ‫دول آسيا الوسطى‪.‬‬ ‫التوقعات تشير إلى أن الحرب ضد طالبان في املنطقة تتوسع رقعتها‬ ‫إل��ى داخ��ل العمق الباكستاني وأن جماعات ج��دي��دة بصدد الظهور‬ ‫في باكستان مثل تنظيم داعش حيث ظهرت شعارات داعمة له في‬ ‫مناطق بالبنجاب وبيشاور وهو األمر الذي يدق ناقوس خطر للجيش‬ ‫الباكستاني الذي يشن أكبر وأضخم عملية له ضد الجماعات املسلحة‪،‬‬ ‫يقول الخبراء األمنيون إن أرضية التعاون باتت متاحة بني كابل وإسالم‬ ‫آباد خاصة بعد االنتخابات الرئاسية األفغانية األخيرة وتولي أشرف‬


‫وتابع تقي‪« :‬ومن املتوقع أن تعلن إسالم آباد عن خطة جديدة تشرح‬ ‫فيها كيفية التصدي لخطر طالبان والجماعات املسلحة األخرى التي‬ ‫باتت تنتشر في جميع املدن الرئيسية وتجد من يتعاطف معها بعد‬ ‫مشاركة باكستان في الحرب األميركية ضد ما يسمى اإلرهاب في‬ ‫أفغانستان»‪.‬‬

‫شكوك أفغانية في النوايا الباكستانية‬ ‫الحكومة الباكستانية أعلنت صراحة أنها ستواجه جميع املسلحني‬ ‫وأن��ه ليس هناك ف��رق بني ه��ؤالء املسلحني وب�ين طالبان وأن الجيش‬ ‫سيتصدى للجميع دون استثناء وهو مطلب أفغاني قديم جديد حيث‬ ‫ت��رى كابل أن إس�لام آب��اد ال تستهدف طالبان أفغانستان أو الذين‬ ‫يشنون الهجمات في الداخل األفغاني انطالقا من األراضي الباكستانية‬ ‫وإنما تستهدف كل من يقوم بهجوم على الجيش الباكستاني وأن‬ ‫إس�لام آب��اد لم تتخل عن العمق االستراتيجي في أفغانستان وهو‬ ‫إنشاء حكومة موالية لها في كابل عبر الضغط املسلح الذي تمارسه‬ ‫الجماعات املسلحة من بينها طالبان وشبكة حقاني املوالية للمخابرات‬ ‫الباكستانية وفقا للحكومة األفغانية‪ .‬ويرى الخبراء ومتابعو الشأن‬ ‫األفغاني والباكستاني أن إس�لام آب��اد خاصة قيادة الجيش الحاكم‬ ‫الفعلي لباكستان قد تغير من مواقفها تجاه أفغانستان بعد الهجوم‬ ‫على املدرسة العسكرية بيشاور وقد يتخلى عن الطموح الزائد في‬ ‫أفغانستان عبر دعمه لطالبان‪ ،‬وبعد زيارة مفاجئة أجراها قائد الجيش‬ ‫الباكستاني الجنرال راحيل شرف إلى كابل عقب الهجوم على املدرسة‬ ‫طالب التعاون األمني بني البلدين للقضاء على اإلرهابيني على جانبي‬ ‫الحدود وتبادل املعلومات العسكرية واالستخباراتية بني البلدين‪.‬‬ ‫يقول الخبير األمني واملحلل السياسي األفغاني حبيب حكيمي‪« :‬إن‬ ‫كابل ال ت��زال تنظر بعني الشك والريبة إل��ى الجانب الباكستاني في‬

‫التعامل مع الجماعات اإلرهابية على أراضيها‪ ،‬فهي ال تزال تحتفظ‬ ‫بقيادات طالبان أفغانستان من أجل استثمارهم في املستقبل‪ ،‬األمر‬ ‫الذي يثير الشكوك حول النوايا الحقيقية إلسالم آباد في التصدي‬ ‫للخطر األمني الذي يواجهه البلدان بنفس املستوى من الخطورة»‪.‬‬ ‫ويبدو جليا أن األم��ن واالستقرار في باكستان يمر عبر األراض��ي‬ ‫األفغانية؛ فإذا كانت إسالم آباد جادة في إعادة الهدوء إلى أراضيها‬ ‫والقضاء على الجماعات اإلرهابية املتنامية في امل��دن الباكستانية‬ ‫فعليها مساعدة األفغان في إعادة االستقرار إلى بلدهم عبر إرغام‬ ‫طالبان على إجراء مفاوضات مباشرة مع الحكومة األفغانية الجديدة‬ ‫من أجل إنهاء الصراع املسلح منذ أكثر من ‪ 13‬عاما‪ ،‬حينها ستكون‬ ‫إسالم آباد قادرة على القضاء على التطرف املتزايد على أراضيها‪،‬‬ ‫الشهور القليلة املقبلة حاسمة بالنسبة لكال البلدين في كيفية التعامل‬ ‫مع حركة طالبان‪ ،‬فإما أن يتعاونا في القضاء على العدو املشترك‬ ‫أو تستمر لعبة تبادل االتهامات بينهما ويستمر نزيف الدم في كال‬ ‫الطرفني‪.‬‬

‫موقف طالبان أفغانستان من عملية بيشاور‬ ‫ف��ور وق��وع الجريمة أص���درت طالبان أفغانستان بيانا ص��در باسم‬ ‫امل��ت��ح��دث ب��اس��م��ه��ا ذب��ي��ح ال��ل��ه م��ج��اه��د ال����ذي ي��ت��واص��ل م���ع ال���وك���االت‬ ‫والصحافيني باسم املتحدث الرسمي باسم طالبان‪ ،‬قال فيه إن طالبان‬ ‫أفغانستان تندد بأشد ال��ع��ب��ارات الهجوم ال��ب��رب��ري وال��وح��ش��ي على‬ ‫املدرسة العسكرية في بيشاور وإنها تعارض استهداف املدنيني في‬ ‫الحرب كما أنها ترفض استهدف األطفال في الحرب الجارية‪ ،‬يأتي‬ ‫هذا املوقف من طالبان أفغانستان رغم أن طالبان باكستان ترى في‬ ‫زعيم طالبان أفغانستان املال محمد عمر زعيمها وأميرا للمؤمنني‪.‬‬ ‫وتقول إنها تنتمي إلى طالبان أفغانستان‪ .‬ويرى املحللون أن حادثة‬

‫سيدة باكستانية ترفع صور‬ ‫بعض الضحايا من التالميذ‬

‫مصادر‬ ‫باكستانية‪ :‬ال‬ ‫يمكن تجاهل‬ ‫تورط املخابرات‬ ‫الهندية في‬ ‫تعزيز قدرات‬ ‫طالبان باكستان‬ ‫عبر األراضي‬ ‫األفغانية‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫‪33‬‬


‫شؤون سياسية‬

‫الهجوم على مدرسة يديرها الجيش الباكستاني ويتعلم فيها أبناء الجنراالت وعناصر الجيش في مدينة‬ ‫بيشاور يوم ‪ 16‬ديسمبر (كانون األول) ‪ 2014‬كان بمثابة إعالن حرب على املؤسسة العسكرية الباكستانية‪،‬‬ ‫حركة طالبان باكستان جناح املال فضل الله الذي توارى عن األنظار بحسب مسؤول أمني عقب هجوم القوات‬ ‫الباكستانية على وادي سوات ومناطق القبائل في باجور‪ ،‬أعلن مسؤوليته عن االعتداء اإلجرامي على املدرسة‬ ‫الذي أسفر عن مقتل ما ال يقل عن ‪ 140‬شخصا جلهم من طالب املدرسة‬

‫مجزرة بيشاور‪ ..‬طالبان تعلن الحرب على إسالم آباد وترد على عمليات «ضرب عضب»‬

‫املناطق القبلية الباكستانية‪..‬‬ ‫«احلديقة اخللفية» للمتطرفني‬ ‫كابل‪:‬‬ ‫محمود رحماني‬

‫مصادر داخل‬ ‫الحكومة‬ ‫الباكستانية‬ ‫تتهم املخابرات‬ ‫األفغانية‬ ‫بالتعاون مع‬ ‫زعيم طالبان‬ ‫باكستان في‬ ‫شن هجمات‬ ‫والتخطيط‬ ‫ضد الجيش‬ ‫الباكستاني‬

‫‪32‬‬

‫قال البيان الصادر عن طالبان باكستان إن الهجوم اإلرهابي‬ ‫ج ��اء ردا ع�ل��ى ع�م�ل�ي��ات ال�ج�ي��ش ال�ب��اك�س�ت��ان��ي ع�ل��ى منطقة‬ ‫وزيرستان ومناطق القبائل التي أدت حسب رواياتهم إلى‬ ‫مقتل مئات املدنيني وم��ن بينهم أطفال ونساء وشيوخ في الغارات‬ ‫التي يشنها الجيش على مقاتلي الحركة‪ .‬وأشار البيان إلى أن الهجوم‬ ‫ثأر لألعداد الكبيرة من األطفال الذين يقتلون يوميا بهجمات الجيش‬ ‫الباكستاني‪ .‬وأضاف البيان‪« :‬إننا سنواصل مثل هذه العمليات حتى‬ ‫يتوقف الجيش عن مالحقة مقاتلي طالبان ومهاجمة مناطق القبائل‬ ‫التي يعتقد أن جماعات مسلحة تنشط فيها وتشن هجماتها في‬ ‫الداخل الباكستاني»‪.‬‬

‫أضخم عملية عسكرية للجيش الباكستاني‬ ‫الجيش الباكستاني يشن منذ ‪ 4‬أشهر أكبر وأضخم عملية عسكرية‬ ‫له في مناطق القبائل املتاخمة للحدود األفغانية‪ ،‬خاصة في منطقة‬ ‫وزيرستان ضد مقاتلي طالبان باكستان‪ .‬وقد أطلق على العملية اسم‬ ‫«ضرب عضب»‪ .‬يقول الجيش الباكستاني إنه قتل املئات من مسلحي‬ ‫طالبان في تلك املناطق وتمت السيطرة على كثير من الذخائر واألسلحة‬ ‫واملناطق التي كانت قد أحكمت طالبان السيطرة عليها منذ سنوات‪.‬‬ ‫عملية الجيش الباكستاني أدت إل��ى حد كبير إل��ى إضعاف طالبان‬ ‫باكستان وكسر شوكتها‪ ،‬لكنها ل��م تقض عليها نهائيا‪ .‬وهجوم‬ ‫طالبان على املدرسة العسكرية بمدينة بيشاور خير دليل على ذلك‪.‬‬

‫أين زعيم طالبان باكستان‬ ‫تقول مصادر أمنية باكستانية إن زعيم طالبان باكستان املال فضل‬ ‫الله املطلوب لدى إسالم آباد يختبئ في مكان آمن في داخل األراضي‬ ‫األفغانية تحديدا في منطقتي «كونر أو نورستان املقربتني من منطقة‬ ‫القبائل الباكستانية»‪ ،‬وأن لديه مئات من املقاتلني الذين فروا إليه بعد‬ ‫شن هجوم من قبل الجيش الباكستاني على مناطق القبائل ووادي‬ ‫س��وات‪ ،‬ب��ل ت��ذه��ب بعض الحلقات ف��ي داخ��ل الحكومة الباكستانية‬ ‫بعيدا حيث تتهم املخابرات األفغانية بأنها تتعاون مع زعيم طالبان‬ ‫باكستان في شن هجمات والتخطيط لها ضد الجيش الباكستاني‪.‬‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫وتقول إن تورط املخابرات الهندية في تعزيز قدرات طالبان باكستان‬ ‫عبر األراض��ي األفغانية ال يمكن تجاهله‪ ،‬اتهامات تنفيها الحكومة‬ ‫األفغانية التي تعاني م��ن ال�ت��وت��رات األمنية على أراض�ي�ه��ا ب��ل تتهم‬ ‫باكستان بأنها هي من تقف وراء تقوية الجماعات املتطرفة للوصول‬ ‫إلى األهداف السياسية في أفغانستان والهند وأن باكستان هي من‬ ‫أوجدت طالبان وهي اآلن تعاني منها انطالقا من مقولة شهيرة «يداك‬ ‫أوكتا وفوك نفخ»‪.‬‬ ‫االتهامات املتبادلة بني العاصمتني كابل وإس�لام آباد ليست جديدة‬ ‫بل هي قديمة منذ أن شهدت أفغانستان حروبا أهلية في تسعينات‬ ‫القرن املاضي حيث اتهمت كابل إسالم آباد بالوقوف وراء الجماعات‬ ‫املسلحة التي قاتلت من أجل السيطرة على كابل‪.‬‬

‫مستقبل طالبان‬ ‫ي�ق��ول الخبير االس�ت��رات�ي�ج��ي ال�ب��اك�س�ت��ان��ي ح�س�ين ت�ق��ي «إن إس�لام‬ ‫آب��اد تعرضت ألكبر هجوم دم��وي ف��ي تاريخها امل�ل��يء بالصراعات‬ ‫وال�ت��وت��رات» وشبه تقي الهجوم على امل��درس��ة العسكرية بأنه يمثل‬ ‫بالنسبة للدولة أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) ‪ 2001‬في‬ ‫الواليات املتحدة األميركية‪.‬‬ ‫وفور الهجوم على املدرسة دعا رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف‬ ‫إلى عقد اجتماع طارئ شارك فيه جميع ممثلي األحزاب السياسية‬ ‫املمثلة في البرملان لوضع آلية جديدة ملواجهة الخطر األمني القادم من‬ ‫طالبان باكستان‪ ،‬كما رفع نواز شريف الحظر عن تنفيذ عقوبة اإلعدام‬ ‫بحق معتقلي الجماعات املسلحة الذين أدانتهم املحاكم وكانت إسالم‬ ‫آباد منعت عقوبة اإلعدام في عهد الرئيس السابق آصف زرداري من‬ ‫حزب الشعب بعد ما تعرض لضغوط غربية ملنع اإلعدام وفعال نفذت‬ ‫إسالم آباد حتى اآلن حكم اإلعدام بحق ‪ 8‬من قادة طالبان باكستان‬ ‫وعناصر ف��ي الجيش ثبت تورطهم ف��ي الهجوم على ق��ائ��د الجيش‬ ‫الباكستاني السابق برويز مشرف‪.‬‬ ‫يقول حسني تقي «تقوم الحكومة الباكستانية هذه األيام بحشد الرأي‬ ‫العام ضد حركة طالبان باكستان وتستعمل وسائل اإلعالم الحكومي‬ ‫والخاص لتوجيه العمليات العسكرية ضد الحركة في جميع املناطق‬ ‫الباكستانية بعد الهجوم الدموي على املدرسة العسكرية في بيشاور»‪.‬‬


‫عنصر من داعش يقاتل في كوباني‬

‫إيران بعد أن كانت تتعاون معهم‪ ،‬وهم غالبا ينتظرون فرصة الستعادة دورهم‪،‬‬ ‫مثال أعضاء جماعة أنصار اإلسالم فروا إلى إيران عقب استهدافهم من قوات‬ ‫التحالف إبان احتالل العراق في ‪ .2003‬وأفادت تقارير آنذاك بأن رئيس تنظيم‬ ‫القاعدة في العراق في النهاية أبو مصعب الزرقاوي‪ ،‬قضى بضعة أشهر في‬ ‫إقليم كردستان اإليراني‪ ،‬وحشد الكثير من الجهاديني البلوشستان والسلفيني‬ ‫الكرد خالل إقامته»‪.‬‬ ‫وكانت أنباء تحدثت عن أن عناصر «داعش» نظموا مسيرة بالدراجات النارية‪،‬‬ ‫رافعني األعالم السوداء املكتوب عليها عبارة «ال إله إال الله»‪ ،‬وهتفوا ضد األحزاب‬ ‫الكردية‪ ،‬وضد العلمانيني في مدينة بانة وسنندج مركز محافظة كردستان‬ ‫اإليرانية‪ ،‬ولم تتخذ الشرطة اإليرانية أي إجراءات ضدهم‪.‬‬ ‫وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني اإليراني قد أعلن عن إرسال ‪ 250‬من‬ ‫عناصره للقتال إلى جانب قوات البيشمركة ملحاربة «داعش»‪ ،‬وقد خاضت عدة‬ ‫معارك بالقرب من منطقة مخمور شمال العراق‪.‬‬ ‫ووفقا ملواقع إيرانية‪ ،‬فإن مناصري وجود عناصر «داع��ش» ال يقتصر على‬ ‫كردستان إي��ران فقط‪ ،‬بل هناك «مناصرون لـ(داعش) في إقليم بلوشستان‬ ‫ش��رق إي��ران ب��أع��داد كبيرة‪ ،‬ويظهرون علنا ف��ي ال �ش��وارع‪ ،‬ويرفعون األع�لام‪،‬‬ ‫ويهتفون بشعارات نصرة لـ(داعش)»‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬نشرت جريدة «جمهوري إسالمي» اإليرانية الرسمية‪ ،‬خبرا‬ ‫تناقلته وسائل اإلعالم اإليرانية على نطاق واسع‪ ،‬عن ظهور عناصر من تنظيم‬ ‫داع��ش ف��ي مدينة أردب�ي��ل‪ ،‬شمال غربي إي ��ران‪ ،‬بالقرب م��ن ح��دود جمهورية‬ ‫أذربيجان‪ ،‬األمر الذي نفته وزارة الداخلية اإليرانية‪.‬‬ ‫في حني أكد تقرير صادر عن منظمة العدل والتنمية لحقوق اإلنسان عبر الفريق‬ ‫الدولي للمنظمة أن جماعة جند الله السنية املناوئة للسلطات اإليرانية‪ ،‬التي‬ ‫تتمركز على الحدود اإليرانية الباكستانية وتوجد بأفغانستان‪ ،‬والتي نفذت عدة‬ ‫هجمات بإيران منذ سنوات‪ ،‬قامت أخيرا بمبايعة تنظيم داعش تمهيدا إلعالن‬ ‫والية بلوشستان اإلسالمية بإيران‪.‬‬ ‫وقال املتحدث باسم جماعة «جند الله»‪ ،‬فهاد مروات‪ ،‬إن الجماعة أعلنت مبايعتها‬ ‫بعد لقاء وفد من ‪ 3‬رجال‪ ،‬يرأسه الزبير الكويتي‪ ،‬مشددا‪« :‬مهما كانت نيتهم‬ ‫فسوف نساندهم»‪.‬‬ ‫وبحسب مراقبني‪ ،‬فإن «داع��ش» لها صالت مع عدة جماعات محظورة‪ ،‬مما‬ ‫ينبئ بأن مهرجان إعالن مبايعة تنظيم داعش من جانب التنظيمات األصولية‬ ‫املتشددة سيستمر لفترة ليست بالقصيرة‪ .‬و«جند الله» تنظيم إسالمي سني‪،‬‬ ‫مقره إقليم (سستان ‪ -‬بلوشستان)‪ ،‬الواقع جنوب شرقي إي��ران‪ ،‬على املثلث‬ ‫الحدودي مع أفغانستان وباكستان‪ .‬وتأسست الجماعة عام ‪ 2002‬على يد‬ ‫الشيخ عبد املالك ريجي (عبد املالک ریگي)‪ ،‬وهو أحد طلبة العلوم الدينية‪ ،‬للعمل‬ ‫على الدفاع عن حقوق املسلمني السنة عامة والشعب البلوشي خاصة <‬

‫االنتحاري ابو الحسن الكردي امام شاحنة محملة بمتفجرات‬

‫الكردي داخل شاحنة مفخخة في اخر لقطة له قبل تفجيرها بعني العرب وخلفت عشرات القتلى والجرحى‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫‪31‬‬


‫قصة الغالف‬

‫عبد الله مهتدي رئيس حزب كوملة‬

‫جنود البيشمركة الكردية يلتقطون الصور التذكارية مع شعار داعش بعد أسر أحد عناصر التنظيم (غيتي)‬

‫األمن العراقي يلقي القبض على عناصر متشددة تنتمي إلى جماعات إرهابية‬

‫‪30‬‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫علي الكردي بصفحته على الفيسبوك‬

‫وعن دور إيران في املنطقة يقول إن «إيران كانت الداعم األساسي لحكومة املالكي‬ ‫وللسياسات الخاطئة لحكومة املالكي‪ ،‬التي بدورها أتاحت وهيأت الظروف لظهور‬ ‫وتمدد (داع��ش)‪ ،‬وصحيح أن إي��ران حاليا تحارب إلى جانب القوات الشيعية في‬ ‫العراق‪ ،‬وتساعد إقليم كردستان في محاربة (داعش)‪ ،‬لكن إيران كانت عامال مهما‬ ‫للصراع الطائفي في املنطقة‪ ،‬وامليليشيا الشيعية املدعومة من إيران ليست أفضل‬ ‫من (داع ��ش)‪ ،‬وت�م��ارس األخ�ط��اء نفسها»‪ ،‬معتقدا أن��ه «رغ��م ظهور إي��ران بمظهر‬ ‫املحارب للتطرف‪ ،‬فإنه من الناحية االستراتيجية ال يمكن إلي��ران ب��أي شكل من‬ ‫األشكال أن تكون حليفا ضد اإلره��اب أو (داع��ش)‪ ،‬ألن إي��ران ببساطة طرف في‬ ‫الصراع الطائفي في املنطقة»‪.‬‬ ‫ويضيف أن «نظام بشار األسد استفاد من ظهور داعش‪ ،‬بل سعى ليظهر للعالم‬ ‫أن املعارضة هي عبارة عن مجموعات إرهابية‪ ،‬وهذا ما جعل النظام يطلق سراح‬ ‫املتطرفني في سجونه‪ ،‬وهو النظام‪ ،‬يقصف املدنني‪ ،‬ويترك (داعش)‪ ،‬وال يتعرض‬ ‫لتحركاتها»‪.‬‬ ‫ويختم املعارض البارز اإليراني حديثه قائال‪« :‬األزمة السياسية واالقتصادية في‬ ‫إيران أعمق من أن يستطع (داعش) تحويلها أو تغيير مسارها‪ ،‬وإيران بحاجة‬ ‫في ه��ذا الوقت أكثر من أي وق��ت مضى إل��ى تغييرات جذرية في بنية النظام‬ ‫الحاكم‪ .‬على نظام الجمهورية اإلسالمية اإليرانية أن يتحول إلى نظام تعددي‬ ‫ديمقراطي وادعاءات النظام بأنه يحارب (داعش) لن تغير شيئا‪ ،‬وال يمكن أن‬ ‫تكون لصالح النظام أو عامال مؤثرا في تأجيل التغيير‪ .‬ففي إيران‪ ،‬هناك قوى‬ ‫حقيقية تطالب بالتغيير‪ .‬ولن يقنعها التأجيل»‪.‬‬ ‫ويؤكد صحافي إيراني من األحواز‪ ،‬فضل عدم الكشف عن اسمه‪ ،‬يؤكد على‬ ‫أن «النظام اإليراني يغض الطرف عن نشاط عدد من الجماعات السلفية‪ ،‬فيما‬ ‫يقوم بقمع جماعات أخرى‪ ،‬وأن أعضاء من تلك الجماعات غالبا ما تعاونوا مع‬ ‫النظام‪ ،‬وفي املقابل‪ ،‬يجري اعتقال أعضاء من جماعات ممن ال يتعاونون مع‬ ‫النظام‪ ،‬ويستخدمون الدعاية املناهضة للشيعة واإليرانيني‪ ،‬وتجري محاكمتهم‬ ‫ويمنعون من ممارسة أنشطتهم»‪.‬‬ ‫ويشير إلى أن «النشاط اإلسالمي في األحواز ليس بمستوى النشاط في مناطق‬ ‫سنية أخ��رى‪ ،‬ولم يتمكن بعد من ترسيخ وج��وده بالشكل ال��ذي هو عليه في‬ ‫املناطق الكردية والبلوشية واملناطق السنية األخرى‪ ،‬حيث إن الشعب في األحواز‬ ‫ّ‬ ‫ينقسم بني الشيعة والسنة‪ ،‬ويحرص النظام على أن يقلب أي حراك قومي إلى‬ ‫طائفي‪ ،‬لذا فإن االحتجاجات التي اندلعت في األحواز أبريل (نيسان) ‪،2005‬‬ ‫حصرها النظام في الجماعات السنية باألحواز»‪.‬‬ ‫ويضيف‪« :‬غالبا ما تشهد املناطق السنية حاالت إعدام بتهم السلفية»‪ ،‬الفتا إلى‬ ‫أن أصدقاء له في سندج أفادوا بوجود «نشاط ملحوظ لجماعات سلفية على‬ ‫مرأى ومسمع قوات الباسيج‪ ،‬واالطالعات (االستخبارات)‪ ،‬وأن الجماعات تلك‬ ‫لها مدارس دينية‪ ،‬وحتى إنهم يقومون بتجنيد الشباب»‪.‬‬ ‫ويرى أن «(داع��ش) قد يكون استفاد من أعضاء وقيادات سلفية تخلت عنها‬


‫نالحظه من خالل التنصت على أجهزة الالسلكي الخاصة بهم‪ ،‬والشيء نفسه‬ ‫بالنسبة للكرد بني صفوف (داعش)»‪.‬‬

‫طهران‪ ..‬رسائل تهديد‬ ‫أبو ذر التركماني‬ ‫عنصر ينتمي الى‬ ‫داعش ولقى حتفه‬ ‫على معبر مرشد‬ ‫بينار بعني العرب‬ ‫نوفمبر املاضي‬

‫الحماية الشعبية عن محاوالت اختراق من قبل دواعش كرد يرتدون زي وحدات‬ ‫حماية الشعب الكردية‪.‬‬ ‫ويشير اريان إلى أن هذا يجعل املقاتلني الكرد في صفوف «داعش» لهم قيمة كبيرة‬ ‫في معارك مع قوات الحماية الشعبية أو البيشمركة على حد سواء‪ ،‬ألنهم يعرفون‬ ‫الجغرافيا واللغة وحتى طريقة التفكير‪.‬‬ ‫ويضيف أن «هناك أعدادا كبيرة من األتراك انضمت إلى (داعش)‪ ،‬وآخرها ما كشفه‬ ‫تقرير عن عبور ‪ 53‬أسرة تركية على األقل ‪ -‬بعضها يضم أطفاال‪ ،‬إلى سوريا‪ ،‬من‬ ‫أجل االنضمام إلى تنظيم داعش‪ ،‬وأن ضباطا متقاعدين أتراك يقاتلون في صفوف‬ ‫التنظيم في مقابل تقاضي رواتب عالية»‪.‬‬ ‫الناطق باسم وح��دات حماية الشعب‪ YPG‬ري��دور خليل‪ ،‬وفي تصريح مقتضب‬ ‫لـ«املجلة» يكشف أن «جزءا رئيسيا من عمل املقاتلني الكرد هو التنصت (املراقبة‬ ‫اإللكترونية) وجمع معلومات املخابرات»‪.‬‬ ‫ويضيف خليل أن��ه «ب�ين عناصر تنظيم داع��ش يتكلمون ال�ك��ردي��ة‪ ،‬ويدعون‬ ‫بالكردي إلى االستسالم‪ ،‬في محاولة منهم إلحباط معنويات مقاتلينا»‪ ،‬الفتا‬ ‫إل��ى أن «ه�ن��اك امل�ئ��ات م��ن األت��راك والتركمان ب�ين صفوف (داع ��ش)‪ ،‬وه��ذا ما‬

‫حادثة احتجاز رهائن في سيدني من قبل الجئ يحمل الجنسية اإليرانية‪ ،‬الذي‬ ‫طالب بتزويده براية تنظيم داعش‪ ،‬جاءت بعد أيام قليلة فقط من إعالن املديرية‬ ‫العامة لآلسايش (األم��ن الكردي) في أربيل أن االنتحاري ال��ذي ّ‬ ‫فجر نفسه أمام‬ ‫محافظة أربيل‪ ،‬الشهر املاضي‪ ،‬هو كردي من إيران‪ ،‬وما ينعش الذاكرة ويعيد إلى‬ ‫األذهان أبو إبراهيم اإليراني الذي نفذ عملية انتحارية في تلعفر‪ ،‬وتسبب بقتل ‪13‬‬ ‫من القوات الجيش العراقي ‪ 20‬مايو (أيار) املاضي‪ ،‬وهو مواطن سني إيراني من‬ ‫منطقة تالش في محافظة كيالن شمالي إيران‪ ،‬وعمره ‪ 35‬سنة‪ ،‬وفي ‪ 28‬أغسطس‬ ‫(آب) املاضي‪ ،‬أعلن «داعش» عبر حسابه على شبكة «تويتر» عن وقوع اشتباكات‬ ‫مسلحة بني عناصر الدولة اإلسالمية وقوات الحرس الثوري قرب مدينة أورومية‬ ‫شمال غربي إيران‪.‬‬ ‫كل هذا يحتم على الجمهورية اإلسالمية أخذ كالم أبو محمد العدناني‪ ،‬املتحدث‬ ‫باسم «داعش» في رسالة هجومية ضد أيمن الظواهري بعد إظهاره التأييد لجبهة‬ ‫النصرة ضد «داعش»‪ ،‬على محمل الجد‪.‬‬ ‫وقال العدناني‪« :‬ظل (داع��ش) يلتزم نصائح وتوجيهات شيوخ الجهاد ورم��وزه‪،‬‬ ‫ولذلك لم تضرب الدولة اإلسالمية الروافض في إيران منذ نشأتها‪ ،‬وتركت الروافض‬ ‫آمنني في إيران‪ ،‬وكبحت جماح جنودها املستشيطني غضبا‪ ،‬رغم قدرتها آنذاك‬ ‫على تحويل إيران لبرك من الدماء‪ ،‬وكظمت غيظها كل هذه السنني؛ تتحمل التهم‬ ‫بالعمالة أللد أعدائها إيران؛ لعدم استهدافها‪ ،‬تاركة الروافض ينعمون فيها باألمن‬ ‫واألم��ان‪ ،‬امتثاال ألمر (القاعدة)‪ ،‬للحفاظ على مصالحها‪ ،‬وخطوط إمدادها في‬ ‫إي ��ران»‪ .‬وك��ان��ت مدينة ج��وان��رود ف��ي إقليم كرمانشاه ال�ك��ردي شهدت مسيرات‬ ‫نظمها مجموعة من اإلسالميني املتطرفني‪ ،‬رفعوا خاللها أعالما سوداء وسيوفا‪،‬‬ ‫ورددوا شعارات «الله أكبر»‪.‬‬ ‫وي��رى زعيم ح��زب كوملة الكردي اإلي��ران��ي املعارض عبد الله مهتدي أن «النظام‬ ‫اإلي��ران��ي خ�لال السنوات السابقة دع��م جناح اإلس�ل�ام املتطرف ضمن مساعيه‬ ‫لتقويته في كردستان‪ ،‬وبالتالي تقويض األحزاب التحررية املعارضة‪ ،‬وجعله بديال‬ ‫أو قوة منافسة أمام األحزاب الكردية»‪.‬‬ ‫ويكشف مهتدي في حدث لـ«املجلة» أن «مع التعتيم اإلعالمي‪ ،‬وعدم وجود أرقام‬ ‫رسمية عن أعضاء الحركات السلفية‪ ،‬يصعب تقدير أعداد من ينتمون من السنة‬ ‫اإليرانيني إلى (داع��ش)»‪ ،‬مستدركا أن «في كردستان إيران‪ ،‬أستطيع أن أقدر أن‬ ‫العدد قد يقترب من ‪ 50‬كرديا من إيران ضمن صفوف تنظيم داعش»‪ ،‬معتبرا أن‬ ‫«(داعش) يشكل خطرا على حركة التحرر الكردية‪ ،‬وأيضا على النضال التحرري‪،‬‬ ‫وخطرا على املجتمع املدني وعلى الديمقراطية وحقوق اإلنسان»‪ ،‬منوها بأن «الكرد‬ ‫حاليا هم في الصفوف األمامية ملحاربة أفكار هذا التنظيم الخطير‪ ،‬وشهدت عدة‬ ‫مناطق من كردستان إيران مظاهرات دعم لشنكال وكوباني»‪.‬‬ ‫وحول احتماالت تحول الصراع الطائفي إلى إيران يقول «إن ‪ 25‬في املائة من املجتمع‬ ‫ّ‬ ‫اإليراني سني‪ ،‬وسنة إيران تحت قمع كبير من قبل النظام‪ ،‬ورجال الدين السنة‬ ‫َ‬ ‫غالبا مالحقون ومعتقلون في سجون النظام واملدارس الدينية السنية تهدم فوق‬ ‫ّ‬ ‫رؤوس من فيها بالشوفالت‪ ،‬لذا هناك احتقان وعدم رضا من سنة إيران‪ ،‬خاصة‬ ‫من البلوش الذين غالبيتهم من السنة والتركمان كذلك»‪ ،‬الفتا إلى أن «مشكلة الكرد‬ ‫أو التركمان أو البلوش ليست مشكلة دينية أو طائفية‪ ،‬بل إنها قومية وسياسية‬ ‫تتعلق بنظام الحكم‪ ،‬ولطاملا ح��اول النظام اإلي��ران��ي االلتفاف وإظ�ه��ار القضايا‬ ‫القومية في إيران بمظهر الديني الطائفي طبعا ليكسب الزخم والتأييد من جموع‬ ‫الشيعة في املنطقة»‪.‬‬ ‫ول��م يخف أن «قمع السنة ف��ي إي��ران يكون عامال لظهور أش�خ��اص م��ن ب�ين السنة‬ ‫متطرفني ويحملون أفكار (داعش) والجهاد وذلك عامل مهم‪ ،‬ومن الطبيعي أنه عندما‬ ‫يكون النظام اإليراني شيعيا متطرفا‪ ،‬فإنه سيظهر ّ‬ ‫سني متطرف باملقابل‪ .‬ومساعي‬ ‫غالبية أحزاب املعارضة اإليرانية الوقوف ضد االقتتال الطائفي في إي��ران»‪ ،‬مؤكدا‪:‬‬ ‫«نحن ضد الصراع الطائفي‪ .‬هذا ليس منه أي فائدة‪ ،‬لذا نحن نعتقد بضرورة فصل‬ ‫الدين عن الدولة ليتمتع كل إيراني بحقوقه الكاملة»‪.‬‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫‪29‬‬


‫قصة الغالف‬

‫وحول املناطق التي يقطنها التركمان ومن يسيطر عليها‪ ،‬يكشف قائال لـ«املجلة»‪:‬‬ ‫«حاليا املناطق التي يقطنها التركمان على حد علمي قسم منها تحت سيطرة‬ ‫(داعش)‪ ،‬وآخر يخضع لسيطرة جبهة النصر‪ .‬واملناطق التركمانية في حلب‬ ‫والرقة تحت سيطرة (داعش)‪ ،‬أما املناطق التركمانية في الالذقية وطرطوس‬ ‫وحمص وحماه والشام تحت سيطرة النظام والجيش الحر»‪ ،‬مضيفا‪« :‬جبهة‬ ‫النصرة في املناطق التركمانية ال تتدخل بالشؤون في مناطقنا نهائيا»‪.‬‬ ‫وال يخفي «افتقار املكون التركماني إلى قيادة قوية»‪ ،‬مشيرا إلى أن «غياب‬ ‫القيادة أب��رز مشاكل املعارضة التركمانية‪ ،‬والسبب في انخراط الشباب في‬ ‫تنظيمات معارضة أخرى وبعضها متشدد»‪.‬‬ ‫إال أنه وبحسب مصادر مقربة من قيادات «داعش» فإن «أمير داعش في املنطقة‬ ‫الشرقية حاليا عبد الناصر التركماني هو نفسه املسؤول عن اغتيال قادة تنظيم‬ ‫القاعدة في العراق سابقا‪ ،‬ومنهم أبو سيف املوصلي»‪ ،‬مضيفا أن «التركمان‬ ‫يسيطرون على مناصب قيادية في دول��ة البغدادي‪ ،‬فأبو مسلم التركماني‬ ‫املسؤول األول في العراق‪ ،‬وفي سوريا أبو علي التركماني»‪ ،‬مشيرا إلى أن «أبو‬ ‫علي التركماني هو الشهير بأبي علي األنباري‪ ،‬وأن أبو أحمد التركماني مسؤول‬ ‫نينوى األمني وغيرهم الكثير من التركمان يتوزعون بني مناطق يسيطر عليها‬ ‫التنظيم في البلدين في تل أبيض والرقة وحويجة وتل عفر»‪.‬‬

‫أممية داعش‬ ‫أحد املسؤولني عن ملف الجماعات اإلسالمية في أجهزة األمن الكردية وحاليا‬ ‫مدير شرطة قضاء داق��وق العميد ك��اوا غريب ي��رى أن «تنظيم داع��ش أخطر‬ ‫التنظيمات املسلحة على اإلط�ل�اق ف��ي املنطقة‪ ،‬واستراتيجيته تختلف عن‬ ‫التنظيمات اإلره��اب��ي��ة السابقة ل��ه‪ ،‬وعلى رأس��ه��ا (ال��ق��اع��دة)»‪ ،‬منوها بأنه من‬ ‫يأت ليحكم منطقة معينة في‬ ‫خالل اطالعه على وثائق التنظيم فإن «(داعش) لم ِ‬ ‫العراق وسوريا كما هو معلن‪ ،‬بل إنه يتبنى األممية وحدود دولته لن تتوقف‬ ‫وقابلة للتمدد»‪ .‬ويقول غريب لـ«املجلة» إن «هدف داعش يكمن في تهديد النسيج‬ ‫االجتماعي وإثارة العنف الطائفي والقتل على الهوية‪ ،‬مما يمكنه من التمدد إلى‬ ‫األقليات في املنطقة أو إلى األقوام من غير العرب الذين لهم صراعات قومية‪،‬‬ ‫منهم الكرد والتركمان والبلوش واآلذريني وغيرهم»‪.‬‬ ‫ويلفت إلى أنه من خالل املعلومات التي أخذها من أعضاء في التنظيم الذين‬ ‫رفض أحدهم رفضا قاطعا أن يجري مع «املجلة» أي حوار‪ ،‬إلى أنه «رغم اتساع‬ ‫التنظيم السريع‪ ،‬ف��إن املعلومات املعروفة عن تفاصيل التنظيم قليلة وغير‬ ‫موثوقة‪ ،‬ومن الصعوبة بمكان تتبع مساره وأماكن وجود عناصره وتشكيالته‬ ‫في املجتمع‪ ،‬ألنها تحيط نفسها بسرية تامة»‪.‬‬ ‫ويوضح أن «ما ساعد التنظيم هو الخطأ الكبير الذي دخلت فيه أميركا ودول‬ ‫ّ‬ ‫أخرى‪ ،‬وهو تجميع اإلرهابيني في أماكن محددة‪ ،‬مما مكن قياداتهم من تنظيم‬ ‫أنفسهم مجددا‪ ،‬وما فعله (داعش) هو الهجوم على السجون وتحرير قيادات‬ ‫(القاعدة)‪ ،‬وعلى عكس ما يتوقع الناس‪ ،‬فإن املساجد بالنسبة لهم ليست املكان‬ ‫الذي يتم فيه التنظيم‪ ،‬بل حاليا هي السجون والنوادي الرياضية‪ ،‬وهي أماكن‬ ‫تجمعاتهم‪ ،‬إضافة إلى مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬وذلك دليل على التركيز‬ ‫على الشباب وأيضا التركيز على البناء الجسدي للجهاد‪ ،‬ومخيمات النازحني»‪.‬‬ ‫ويضيف أن «التنظيم يعتمد على جيش إعالمي يعتمد التشويق والترهيب‪،‬‬ ‫وهم حذرون جدا من الصحافيني حيث يصعب اختراقهم»‪.‬‬ ‫ويكشف أن��ه «إض��اف��ة إل��ى الخاليا النائمة هناك م��ا ُي��ع��رف عندهم بـالتنظيم‬ ‫الخدمي السري يختص بالعمل بني النازحني‪ ،‬ومن خالل مدرسني‪ ،‬واستغالل‬ ‫معاناة ال��ن��ازح�ين‪ ،‬ويسمى التنظيم ال��ث��ان��ي‪ ،‬وحسب املعلومات ف��إن التنظيم‬ ‫الخدمي فعال‪ ،‬وهو أيضا يحاول إفراغ مناطق صراعها من املدنيني‪ ،‬ما عدا‬ ‫الشباب‪ ،‬حتى ال يشكلون ضغطا على التنظيم في حاالت الحصار»‪ ،‬مشيرا‬ ‫إلى أن «الداعشي يتصف بالكتمان الشديد‪ ،‬والقليل منهم يعودون‪ ،‬ومن يعود‬ ‫ال تبدو عليه عالمات الندم لاللتحاق بـ(داعش)‪ ،‬ويحرص التنظيم على أن تضم‬ ‫الصفوف األول��ى مختلف القوميات‪ ،‬حسب استطالعنا هناك أك��راد‪ ،‬والقوة‬ ‫الثانية بعد العرب هم أت��راك‪ ،‬وبالنسبة للتركمان عددهم ليس قليال‪ ،‬وهناك‬ ‫الكثير من أذربيجان»‪.‬‬ ‫‪28‬‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫تغريدات ورسائل عبر التويتر والفيسبوك من عناصر كردية تنتمي الى تنظيم داعش‬

‫توظيف األقليات‬ ‫من جهته‪ ،‬أش��ار الصحافي التركي جكدار اري��ان إلى أن «داع��ش» له عالقات‬ ‫واسعة مع جماعات وأحزاب إسالمية في تركيا ويكشف الصحافي لـ«املجلة»‬ ‫أن «هناك أنصارا من (حزب الله) التركي وهو حزب كردي سني تأسس في‬ ‫السبعينات‪ ،‬ملواجهة حزب العمال الكردي‪ ،‬على اعتبار أنه حزب شيوعي أو‬ ‫يساري ملحد»‪.‬‬ ‫ويضيف أنه بحسب تقارير أمنية من كوباني‪ ،‬فإنه توجه أعداد كبير من أنصار‬ ‫الحزب للقتال إلى جانب التنظيم اإلرهابي ضد قوات الحماية الشعبية‪ ،‬مضيفا أن‬ ‫«العالقة بني (حزب الله) التركي واملخابرات التركية شجعت أنصار الحزب للقتال‬ ‫إلى جانب (داعش)‪ ،‬إلنعاش الصراع مجددا بني (حزب الله) وقوات الحماية الشعبية‬ ‫التي تعدها الدولة التركية جناح حزب العمال الكردستاني»‪.‬‬ ‫وينوه بأن «(داعش) يوظف أنصار (حزب الله) خالل قتاله في كوباني‪ ،‬وهؤالء‬ ‫األكراد يلعبون دورا مهما في مجريات النزاع في كوباني‪ ،‬إذ يسهمون بمعرفتهم‬ ‫بامليدان‪ ،‬باإلضافة إلى الخدمات اللغوية»‪ ،‬مضيفا أنه سمع من مقاتلني في قوات‬


‫هناك إنذارا بالفصل ملن لم يراجع الوزارة خالل ‪ 15‬يوما ملن هم داخل‬ ‫العراق‪ ،‬أما من هم في الخارج عليهم مرجعة ال��وزارة خالل ‪ 3‬أشهر‪،‬‬ ‫ولم نتخذ حتى اآلن قرارا بفصل أحد منهم»‪.‬‬ ‫وحول الدعوات إلى الجهاد من على منابر املساجد‪ ،‬نفى مسلم أي دعوة‬ ‫للجهاد‪ ،‬منوها بأنه «ليس كل دعوة إلى الجهاد إرهابا‪ ،‬فهناك جهاد‪..‬‬ ‫خير جهاد كلمة حق عند سلطان جائر»‪.‬‬ ‫وال يمضي ي��وم إال وتتناقل وسائل إع�لام في اإلقليم ُأخ��ب��ارا حول‬ ‫املقاتلني الكرد في «داعش»‪ ،‬فقبل نهاية اشهر املاضي قتل ما يقرب‬ ‫من ‪ 20‬شابا كرديا في املواجهات مع قوات البيشمركة‪ ،‬خالل معارك‬ ‫تحرير زم��ار‪ ،‬وسبقه اعتقال نحو ‪ 50‬شابا بتهمة االنتماء لتنظيم‬ ‫داعش‪ ،‬وإعدام «داعش» لـ‪ 5‬من كرد حلبجة بتهمة التجسس‪ ،‬وإعدام‬ ‫أم��ي��ر ك���ردي ف��ي حويجة بتهمة س��رق��ة امل���ال ال��ع��ام‪ ،‬فيما تظهر آخر‬ ‫يزيد ع��ن ‪ 500‬ش��اب ك��ردي إل��ى «داع���ش»‪،‬‬ ‫اإلح��ص��اءات انضمام م��ا ُ‬ ‫ومقتل ‪ 50‬منهم‪ ،‬بينهم ‪ 7‬ق��ت��ل��وا خ�لال م��ع��ارك س��د امل��وص��ل‪ ،‬ولن‬ ‫تتوقف‪.‬‬

‫انقسام حول «داعش»‬ ‫على بعد كيلومترات في منطقة ملتهبة‪ ،‬على اعتبار أنها من املناطق‬ ‫املتنازع عليها بني إقليم كردستان وبغداد‪ ،‬تشهد كركوك نزاعا‬ ‫يضاف إلى نزاع مكوناتها الكرد والتركمان والعرب‪.‬‬ ‫أبو حسن شاب تركماني شيعي‪ ،‬أحد مقاتلي الحشد الشعبي شارك‬ ‫في تحرير ناحية آمرلي التركمانية‪ ،‬يفتخر بأنه شارك في فك الحصار‬ ‫عن آمرلي وتحريرها بعد شهرين كانت تئن خاللها تحت حصار‬ ‫العصابات اإلرهابية واملرتزقة ممن ينتمون إلى القرى العربية والتركمانية‬ ‫السنية‪ ،‬حسب تعبيره‪ .‬الشاب ال��ذي لم يتزوج بعد‪ ،‬ولكن يفضل أن ينادوه‬ ‫بأبو حسني يقول لـ«املجلة»‪« :‬تلبية لفتوى املرجعية تم تشكيل مجموعات من‬ ‫املتطوعني التركمان ضمن الحشد الشعبي ضد (داع���ش)‪ ،‬لتحرير املوصل‬ ‫وتلعفر وجميع مناطقنا»‪ ،‬مضيفا‪« :‬هناك آالف العائالت التركمانية الشيعية‬ ‫نزحت إلى إقليم كردستان ومحافظات الجنوب‪ ،‬ولكن الشباب انضموا إلى‬ ‫الحشد الشعبي‪ .‬ولقد شكلنا فوجا من التركمان لقتال مسلحي تنظيم‬ ‫داعش‪ ،‬الذين احتلوا أراضينا وممتلكاتنا»‪.‬‬ ‫م���ن ج��ه��ت��ه‪ ،‬ق���ي���ادي ت��رك��م��ان��ي اش���ت���رط ع���دم ال��ك��ش��ف ع���ن اس��م��ه‬ ‫لحساسية املوقف يكشف عن‬ ‫أن «م��ئ��ات ال��ش��ب��اب التركمان‬ ‫ي����ق����ات����ل����ون ض����م����ن ص���ف���وف‬ ‫التنظيم اإلرهابي‪ ،‬حيث سيطر‬ ‫ّ‬ ‫يتقدمهم‬ ‫مسلحون سنة‬ ‫تنظيم داعش‬ ‫ع��ل��ى م��دي��ن��ة‬ ‫ت��ل��ع��ف��ر‪ ،‬بعد‬ ‫م��ع��ارك اس��ت��م��رت لنحو‬ ‫أسبوعني مع القوات العراقية‬ ‫امل���دع���وم���ة ب��م��ق��ات��ل�ين من‬ ‫ال���ع���ش���ائ���ر ال��ت��رك��م��ان��ي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ال������س������ن������ي������ة»‪ ،‬م���ض���ي���ف���ا‪:‬‬ ‫«باملقابل‪ ،‬انضم شباب عوائل‬ ‫ش��ي��ع��ة إل����ى امل��ت��ط��وع�ين للقتال‬ ‫ض��م��ن ال��ح��ش��د ال��ش��ع��ب��ي‪ ،‬بعد‬ ‫دع���وة امل��رج��ع��ي��ة الشيعية املمثلة باملرجع‬ ‫األعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني لحمل‬ ‫السالح ومقاتلة الجهاديني السنة»‪.‬‬ ‫ويقول القيادي التركماني لـ«املجلة» إنه «في كركوك‬ ‫وقبل ظهور (داعش) التحق ‪ 50‬شابا تركمانيا سنيا‬

‫صور قيادات داعش‬

‫بتنظيمات إسالمية مسلحة في سوريا‪ ،‬تحت اسم الجهاد‪ ،‬ومنهم أمراء حاليا‬ ‫في املوصل‪ ،‬ولكن األعداد تضاعفت‪ ،‬إال أنه مقارنة بتل عفر فإن تركمان كركوك‬ ‫أقل حماسة لـ(داعش)»‪.‬‬ ‫وأش��ار إل��ى أن «عمليات النهب كانت تقتصر حصرا على منازل التركمان‬ ‫الشيعة‪ ،‬ألن مسلحي تنظيم داعش رفضوا عودتهم ملنازلهم‪ ،‬واكتفوا بدعوة‬ ‫ّ‬ ‫التركمان السنة للعودة ملنازلهم»‪.‬‬ ‫ويعد قضاء تلعفر ذو الغالبية التركمانية‪ ،‬نقطة استراتيجية بني‬ ‫مركز محافظة نينوى املوصل شمال بغداد‪ ،‬والحدود العراقية‬ ‫م��ع س��وري��ا‪ ،‬وك��ان تنظيم داع��ش اإلره��اب��ي ق��د بسط سيطرته‬ ‫على قضاء تلعفر في الـ‪ 25‬من شهر يونيو (حزيران)‬ ‫املاضي‪ ،‬مما أدى إلى نزوح آالف‬ ‫ال��ع��ائ�لات التركمانية الشيعية‬ ‫إل��������ى م����ح����اف����ظ����ات ال����ج����ن����وب‪،‬‬ ‫وبعد تحريرها‪ ،‬نزحت آالف‬ ‫العائالت السنية إلى املوصل‪.‬‬ ‫ال���ت���رك���م���ان ف����ي س����وري����ا ‪ -‬وه���م‬ ‫ّ‬ ‫مسلمون سنة‪ ،‬وأهم تجمعاتهم‬ ‫ف���������������������ي ح�������ل�������ب‬ ‫ف���������ي ال������ق������رى‬ ‫ال����ش����م����ال����ي����ة‬ ‫ل������ل������م������دي������ن������ة‪،‬‬ ‫وأي������ض������ا ي�������وج�������دون ف��ي‬ ‫دم�������ش�������ق وال���ل���اذق�������ي�������ة‬ ‫وحمص‪.‬‬ ‫ويرى القائد العسكري السابق‬ ‫وامل��م��ث��ل ع���ن ال��ت��رك��م��ان في‬ ‫االئتالف السوري املعارض‬ ‫طارق سلو أن وضعهم «مختلف في تركمان‬ ‫العراق‪ ،‬حيث هناك قيادات منهم في (داعش)»‪،‬‬ ‫مستدركا‪« :‬أما بالنسبة إلى تركمان سوريا ال‬ ‫يوجد أي شخص في القيادة العليا»‪.‬‬ ‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫‪27‬‬


‫قصة الغالف‬

‫في خضم التطورات العسكرية في كل من العراق وسوريا وهما ساحتا الصراع للتنظيم اإلرهابي «داع��ش» ودولته‬ ‫العابرة‪ ،‬تفتت الدولتان ميدانيا إلى عدد من الجبهات‪ ،‬لعدة قوى وهويات وانتماءات تحت غطاء جوي دولي تقوده أميركا‪،‬‬ ‫بينما يتم تغطية أخبار الصراع على عدة مستويات تتناقض معها معايير املعركة الكالسيكية‪ ،‬في ظل صراع معقد‬ ‫متشابك ومعركة ليس فيها جبهة تجمع خلفها مكونا موحدا ومتجانسا‪ ،‬لتختلط الصراعات بني ما هو طائفي وقومي‬ ‫دون أن تتماهى‪ ،‬بل ما قد ُيعد مجرد تعكير لصفو قضية األقليات األزلية‪.‬‬ ‫ففي الوقت الذي يقوم فيه «داعش» بجرائم إبادة جماعية بحق أقليات عرقية ودينية‪ ،‬تنتهج سلوكا معاكسا يصل إلى‬ ‫ّ‬ ‫حد مغازلة سنة األقليات القومية في مناطق صراعها املعلنة‪ ،‬بما ينسجم مع النهج األممي للتنظيم‪ ،‬ويفرض واقعا‬ ‫أكثر تعقيدا ألرض املعركة‪.‬‬

‫شهود عيان وعناصر منشقة عن صفوف «داعش»‬ ‫عن أزمة األقليات في صفوف التنظيم‬ ‫يتحدثون لـ‬

‫«داعش» يعني أمراء من األقليات‬ ‫لتطمني املكونات القومية‬ ‫كردستان‪ :‬روشن قاسم‬ ‫آزاد أحمد رمزان من حلبجة‪ ،‬على مضض‪ ،‬ينعى أخاه الذي كان قد‬ ‫انضم لـ «داعش»‪ ،‬وال يتردد في وصفه بـ «الشهيد»‪ ،‬رغم أن أنظار‬ ‫أبناء جلدته في إقليم كردستان تتجه إلى الجبهات املفتوحة على‬ ‫أشرس أن��واع القتال مع التنظيم اإلرهابي‪ ،‬الذي تحالف ضده‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫إقليم كردستان‪ ،‬أكثر من ‪ 40‬دولة‪.‬‬ ‫يكشف رمزان لـ «املجلة» عن ظروف اختفاء أخيه‪ ،‬الذي‪ ،‬حسب زعمه‪ ،‬بعد‬ ‫أسابيع من اختفائه‪ .‬وف��ي اتصال هاتفي‪ ،‬علمت عائلته أن م��روان أحمد‬ ‫رم��زان‪ ،‬انضم إلى «داع��ش» وأنه يقاتل مع التنظيم في سوريا‪ ،‬يقول آزاد‪:‬‬ ‫«نحن ‪ 7‬إخوة ولنا أخت وحيدة‪ ،‬ومروان مواليد ‪ ،1988‬تخرج في كلية إدارة‬ ‫أعمال‪ ،‬منذ ‪ 4‬سنوات‪ ،‬وفشله في أن يحصل على وظيفة حكومية تتناسب‬ ‫مع مؤهالته‪ ،‬ربما جعلته يختار ذلك الطرق»‪.‬‬ ‫ولدى السؤال عن عالقاته االجتماعية وخلفيته السياسية كشف آزاد عن أن‬ ‫«مروان كان له صديقان‪ ،‬وهما أيضا خريجا جامعة‪ ،‬وسافرا إلى سوريا‬ ‫بعد انضمامهما إلى التنظيم»‪ ،‬مستدركا‪« :‬سمعنا أن أحدهما استشهد قبل‬ ‫مروان»‪ ،‬مضيفا‪« :‬إن مروان كباقي أفراد عائلتي كان عضوا في الجماعة‬ ‫اإلسالمية في كردستان العراق‪ ،‬قبل انضمامه إلى (داعش)‪ ،‬وصديقاه أيضا‬ ‫كانا لهما التوجه ذاته‪ ،‬وتردده املستمر معهم على املسجد كان أمرا طبيعيا‬ ‫بالنسبة للعائلة امللتزمة أصال بتعاليم اإلسالم»‪.‬‬ ‫ويلفت إلى أن «مروان أمضى سنة و‪ 7‬أشهر ضمن صفوف التنظيم‪ ،‬وأنه‬ ‫كان يتصل بهم بني الحني واآلخ��ر‪ ،‬وأنه رفض العودة رغم إلحاح أمه‪ ،‬إلى‬ ‫أن اتصل أحدهم ونقل إليهم خبر مقتل مروان‪ ،‬دون اإلفصاح عن املزيد»‪،‬‬ ‫ويختم حديثه قائال‪« :‬ل��م نشعر للحظة بأنه ن��ادم على ما اخ�ت��اره‪ ،‬ونحن‬ ‫احترمنا اختياره»‪.‬‬ ‫‪26‬‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫إال أن مصادر أمنية أكدت أن مروان لم يكن شخصا عاديا في التنظيم‪ ،‬بل‬ ‫حلبجة‪ ،‬التي وصل عدد من التحق من شبابها‬ ‫كان أمير تنظيم الشباب في‬ ‫ُ‬ ‫بالتنظيم اإلرهابي إلى ‪ 85‬شابا قتل منهم ‪ 25‬وبقي ‪ 23‬يقاتل مع «داعش»‪،‬‬ ‫وبعضهم عاد‪ ،‬وهم اآلن تحت مراقبة األجهزة األمنية‪.‬‬ ‫وغالبا ما ُيذكر اسم حلبجة لدى الحديث عن املقاتلني الكرد في «داعش»‪،‬‬ ‫حلبجة التي دمرت خالل الحرب اإليرانية ‪ -‬العراقية جراء قصفها من قبل‬ ‫النظام العراقي السابق بالسالح الكيميائي‪ ،‬لتفقد موقعها السابق بوصفها‬ ‫مركزا ثقافيا كبيرا أنجب كوكبة المعة من الشعراء‪.‬‬ ‫وشهدت املدينة صعود جماعات اإلسالم السياسي‪ ،‬مثل الحركة اإلسالمية‬ ‫في كردستان إبان التسعينات‪ ،‬وبحلول عام ‪ 2000‬تمكنت جماعة «أنصار‬ ‫اإلسالم»‪ ،‬املرتبطة بتنظيم القاعدة من السيطرة على القرى الجبلية املطلة‬ ‫على حلبجة قبل أن تكون هدفا لقوات التحالف خالل احتالل العراق في‬ ‫عام ‪.2003‬‬

‫«داعش» في كردستان‬ ‫وزير األوقاف والشؤون الدينية في حكومة إقليم كردستان كمال مسلم ال يرى‬ ‫داعي للتهويل‪ ،‬وأنه ال معلومات دقيقة لديه حول الكرد املقاتلني مع «داعش»‪،‬‬ ‫فذلك من اختصاص األجهزة املعنية‪ ،‬وما يكشفه لـ«املجلة»‪ ،‬هو أن «‪ 48‬موظفا‬ ‫في وزارة األوقاف التابعة لحكومة اإلقليم‪ ،‬التحقوا بتنظيم داعش»‪ ،‬معتبرا أن‬ ‫«الرقم ال يمثل شيئا‪ ،‬وهو إنجاز ُيحسب للوزارة‪ ،‬مع تنظيم يعتبر نفسه هو‬ ‫اإلسالم الحقيقي»‪.‬‬ ‫ويضيف أن «ما يتعلق باإلجراءات التي تم اتخاذها بحق موظفي الوزارة‪ ،‬فإن‬


‫الجنرال وليام مايفيل قائد حملة قوات التحالف على مواقع تنظيم داعش في سوريا (غيتي)‬

‫أسباب تراجع داعش‬

‫معلمة نيجيرية تروي قصة اعتقالها مع بعض الطالبات من قبل بوكو حرام‬

‫وإيجاد قنوات عمل فنية واستخباراتية معلوماتية تعمل على اصطياد وتعقب‬ ‫مقاتلي وقيادات التنظيم وتجفيف األصول املالية التي تعد العصب الرئيسي لبقاء‬ ‫هذه الجماعات‪.‬‬ ‫يحاول البغدادي الحصول على بيعات جديدة من الفصائل «الجهادية» وكسب‬ ‫مقاتلني ج��دد‪ ،‬من خ�لال إج��راء اتصاالت مع التنظيمات «الجهادية» في املنطقة‪،‬‬ ‫وكذلك في الهند وآسيا الوسطى‪ ،‬أبرزها القوقاز وكازاخستان‪.‬‬ ‫وكشفت املعلومات أن «داعش» لديه شبكة عمل منظمة‪ ،‬وواجهات عمل تديرها عبر‬ ‫تركيا لدخول الجماعات إلى سوريا‪ ،‬ومنها إلى العراق‪ ،‬باإلضافة إلى استخدام شبكة‬ ‫اإلنترنيت بشكل منظم ألغراض التجنيد‪.‬‬ ‫املعطيات على األرض تعكس تراجع التنظيم تنظيميا وميدانيا‪ ،‬وهو يعيش اآلن‬ ‫م��أزق مواجهة التحالف ال��دول��ي ونشر ق��وات��ه التي باتت ال تظهر إال على شكل‬ ‫جيوب وخاليا صغيرة‪ ،‬بعد أن كانت على شكل غ��زوات وعمليات واسعة‪ .‬هذا‬ ‫التراجع يمثل انتكاسة لم يشهدها التنظيم من قبل‪ ،‬وظهرت حاالت من االنشقاقات‬ ‫والتصدعات التنظيمية وتسرب وتخلي بعض قياداته امليدانية‪ ،‬خاصة في مدينة‬ ‫املوصل واألنبار وكوباني‪.‬‬ ‫يعاني التنظيم اآلن من أزمة الثقة داخل قياداته‪ ،‬خاصة من الكرد في كوباني‪ ،‬بعد‬ ‫أن كشفت املعلومات وجود قيادات تعمل لصالح إقليم كردستان والكرد في سوريا‬ ‫وقيادات أخرى تعمل لصالح التحالف الدولي واالستخبارات والعشائر العراقية‪.‬‬ ‫اس �ت �م��رار ال�ت�ح��ال��ف ال��دول��ي واإلق�ل�ي�م��ي ي�ع�ن��ي ض�ع��ف التنظيم ط��ردي��ا‪ ،‬وتظهر‬ ‫أهمية التحالف اإلقليمي ربما أكثر م��ن التحالف ال��دول��ي‪ ،‬مل��ا ل��ه م��ن انعكاسات‬ ‫جيوستراتيجية‪ ،‬بانفتاح ال�ع��راق على ال��دول الخليجية‪ ،‬أب��رزه��ا اململكة العربية‬ ‫السعودية ودولة اإلمارات العربية <‬

‫> رفض غالبية عشائر املنطقة الغربية‪ ،‬التحالف معه‪ ،‬وخسارة التنظيم‬ ‫واحدا من أبرز معاقله وحواضنه الجغرافية واالجتماعية‪.‬‬ ‫> انشقاق قياداته الرئيسية وامليدانية من الداخل‪ُ ،‬يشار إلى أن غالبية‬ ‫ق �ي��ادات التنظيم‪ ،‬والحلقة امل�ق��رب��ة م��ن ال�ب�غ��دادي ه��م م��ن أه��ال��ي املنطقة‪،‬‬ ‫الغربية في العراق‪ ،‬وتطغى عليهم الصفة العشائرية‪ .‬ويحتفظ التنظيم‬ ‫داخل قياداته امليدانية بعدد من عشيرة آل بونمر‪ ،‬وهذا يجعل ما يرجح‬ ‫االنشقاقات أكبر‪.‬‬ ‫> تسرب املعلومات السرية عن التنظيم من الداخل‪.‬‬ ‫> ظهور نزعة قوية عند الزعامات العشائرية في املنطقة الغربية‪ ،‬بإيجاد‬ ‫تحالفات‪ ،‬ملواجهة اإلرهاب‪.‬‬ ‫> انخفاض تدفق املقاتلني املحليني إلى التنظيم وتراجعه تنظيميا‪.‬‬ ‫> دعم الحكومة العراقية للمجالس املحلية ملدينة األنبار واملنطقة الغربية‬ ‫ومنحها صالحيات أوسع‪ ،‬ضمن سياسة الحكومة الجديدة‪.‬‬ ‫> تقليص الفجوة بني املكونات العراقية‪ ،‬وإيجاد تقارب ما بينها في إطار‬ ‫الحل السياسي الذي تتبناه الحكومة العراقية‪.‬‬ ‫> تراجع الخطاب الطائفي والدعاية التي يقودها التنظيم‪ ،‬مستغال خالفات‬ ‫املنطقة الغربية مع الحكومة العراقية‪.‬‬ ‫اعترف التنظيم بخسارته أمام القوات العراقية في أعقاب استعادة بلدة‬ ‫جرف الصخر في شهر أكتوبر (تشرين األول) ‪ ،2014‬وهذا ما جاء على‬ ‫لسان متحدثه أبو محمد العدناني‪ ،‬فقد تعرض التنظيم إلى انشقاقات‬ ‫داخ��ل قياداته امليدانية‪ ،‬ونجحت ال�ق��وات العراقية والتحالف ال��دول��ي من‬ ‫تحقيق اختراق داخل صفوف التنظيم‪.‬‬ ‫ُيشار أن هذه الخروق التي حققتها القوات العراقية‪ ،‬ربما ُت َّ‬ ‫جير إلى صالح‬ ‫العشائر العراقية في األن�ب��ار وامل��وص��ل أكثر من الجهد االستخباراتي‬ ‫ملنظومة األمن والدفاع العراقية‪،‬‬ ‫في أعقاب جرائم التنظيم ضد العشائر العراقية‪ ،‬هذه الجرائم ربما كانت‬ ‫وراء إعادة حسابات بعض أبناء العشائر الذين يحتلون مرتبة قيادية داخل‬ ‫أراض‬ ‫التنظيم‪ .‬لكن رغم ذلك فإن جماعة البغدادي ما زالت تسيطر على‬ ‫ٍ‬ ‫واسعة في العراق‪ ،‬البعض يقدرها بمساحة دولة هولندا‪ .‬كشف مسؤول‬ ‫كبير في وزارة الدفاع األميركية البنتاغون يوم ‪ 5‬ديسمبر (كانون األول)‬ ‫‪ ،2014‬أن القوات املسلحة العراقية تسارع في رسم خططها السترجاع‬ ‫األراض��ي التي استولى عليها تنظيم داع��ش‪ .‬وقالت صحيفة «نيويورك‬ ‫تايمز» ‪ ،The New York Times‬ف��ي تقرير ل�ه��ا‪ ،‬إن اإلن �ج��ازات التي‬ ‫حققتها طائرات التحالف الدولي والقوات البرية العراقية‪ ،‬في عزل مسلحي‬ ‫«داع��ش»‪ ،‬في املوصل‪ ،‬قد شجعت املسؤولني العراقيني للدفع نحو شن‬ ‫هجوم واسع لتحرير املدينة من ذلك التنظيم‪ ،‬خالل الشتاء الحالي‪ ،‬أي‬ ‫قبل أشهر من املوعد املحدد لذلك الهجوم املرتقب‪ ،‬متجاهلني التحذيرات‬ ‫األميركية‪.‬‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫‪25‬‬


‫قصة الغالف‬

‫عراقية ‪ -‬عراقية على مستوى شعبي ومع الحكومة‪ ،‬وسوف تشهد دعما من قبل‬ ‫دول املنطقة‪ ،‬وأبرزها اململكة األردنية املحاذية لحدود األنبار‪ ،‬وكذلك العشائر العربية‬ ‫في سوريا ودول املنطقة‪.‬‬ ‫العراق ما زال يحتاج إلى الدعم العربي في مواجهة اإلره��اب‪ ،‬ويبدو أن الحكومة‬ ‫العراقية الجديدة عملت مراجعة على أخطاء الحكومات التي سبقتها وبدأت باالنفتاح‬ ‫على الدول العربية‪ ،‬وهذا من شأنه دعم جهود العراق في مواجهة اإلرهاب من خالل‬ ‫الدعم بكل أنواعه وتبادل الخبرات في مجال األمن واالستخبار والدفاع وإيجاد مراكز‬ ‫تبادل املعلومات وتعقب املطلوبني‪ ،‬هذه السياسات من شأنها أن تعمل على تراجع‬ ‫التنظيم‪ .‬وكان لدعم اململكة العربية السعودية ودولة اإلم��ارات العربية‪ ،‬مصر‪ ،‬في‬ ‫مواجهة اإلرهاب دور في إخراج مصر من حافة الفوضى‪ ،‬ومن املمكن أن يحصل‬ ‫العراق على الدعم ذاته‪ ،‬ومن املمكن استنساخ تجربة مصر في العراق رغم الفوارق‪،‬‬ ‫تحديدا في مؤسسة األمن والدفاع‪.‬‬

‫وزير الخارجية األميركي جون كيري‬ ‫أبو بكر‬ ‫شيكاو زعيم‬ ‫بوكو حرام‬

‫انشقاقات داخل «داعش»‬ ‫العمليات العسكرية للقوات العراقية تسببت في انكسار معنوي لهذا التنظيم‪.‬‬ ‫املعلومات الواردة من داخل مدينة املوصل واألنبار أكدت اختفاء عدد من قياديي‬ ‫التنظيم‪ .‬الحكومة العراقية وزعامات العشائر شنت حملة عالقات سرية لسحب‬ ‫بعض هذه الزعامات وفصلها عن التنظيم‪ ،‬وهو أسلوب ناجح استخباراتيا في‬ ‫مواجهة اإلرهاب والجماعات‪ .‬التنظيم بدأ يتراجع‪ ،‬والفترة الحالية تشهد انشقاقات‬ ‫عمودية وأفقية‪ ،‬ويعود السبب إلى توسع التنظيم من حلقة مغلقة إلى تنظيم أشبه‬ ‫باألحزاب الشمولية عند دول العالم الثالث‪ ،‬يقوم على الدعاية وكسب املقاتلني‪.‬‬ ‫شهد تنظيم داعش عمليات خيانة ما بعد اجتياحه مدينة املوصل في يونيو ‪،2014‬‬ ‫بينها مسؤول األمن في الرقة وتم الكشف عن خاليا كردية داخل التنظيم تعمل‬ ‫إلقليم كردستان العراق‪.‬‬ ‫البغدادي أمر بإعدام «أبو عبيدة املغربي» املسؤول األمني في التنظيم بالرقة بتهمة‬ ‫الخيانة‪ ،‬وكذلك أحمد عاصي من الحويجة في محافظة صالح الدين‪ .‬بدأ التنظيم‬ ‫بنقل قياداته الكردية إلى خطوط املواجهة في كوباني بسبب عدم الثقة بني صفوفه‪.‬‬ ‫أك��د م�س��ؤول��ون أك ��راد ي��وم ‪ 10‬ديسمبر ‪ 2014‬أن التنظيم أع��دم «وال ��ي» املوصل‬ ‫معمر توحلة و‪ 9‬آخرين من مسلحيه في معسكر الغزالني جنوب املوصل رميا‬ ‫بالرصاص‪ .‬وكان التنظيم قد اعتقل توحلة بتهمة التجسس لصالح الحكومة العراقية‬ ‫والتحالف الدولي‪.‬‬ ‫إن كشف التنظيم قيادات في هذا املستوى يعني أنه يتبع األساليب االستخبارية‪ ،‬إما‬ ‫عن طريق مراقبة شبكة االتصاالت التي تقع تحت سيطرته في املوصل ومدن أخرى‪،‬‬ ‫أو عن طريق املراقبة البشرية‪ ،‬واالحتمال اآلخر‪ ،‬أنه ربما يملك التنظيم مصادر داخل‬ ‫املؤسسات األمنية في العراق وإقليم كردستان أو سوريا تغذيه باملعلومات السرية‪.‬‬ ‫ب��دأ التنظيم يخسر بعض حلقاته من القيادات امليدانية‪ ،‬وظهرت ح��االت اختفاء‬ ‫للبعض اآلخر خالل الضربات الجوية‪ ،‬في أعقاب التحالف الدولي سبتمبر ‪،2014‬‬ ‫وهذا يعني أن الجماعات تتجه نحو الضعف والتفكك‪.‬‬ ‫إن حاالت اإلعدامات التي يقوم بها البغدادي داخل التنظيم واعتقال قيادات عسكرية‬ ‫أخرى من دون تهم‪ ،‬خطوة استباقية واحترازية لتجنب الخيانة تعكس حالة القلق‬ ‫واإلرباك‪ ،‬ومن املرجح أن يكون ذلك وراء عدم ظهور زعيم التنظيم واختفائه‪.‬‬ ‫التنظيمات والجماعات «الجهادية» تبدأ بحلقة مغلقة وتنتهي بشبكة غير مركزية‬ ‫تشهد خاللها الكثير من تسرب املعلومات واالنشقاق‪ ،‬لتبرهن على أنها غير قادرة‬ ‫على اإلدارة والحوكمة‪ ،‬وما تعلنه من واليات وإدارات يبقى افتراضيا‪.‬‬

‫مأزق تعبوي‬ ‫إن املساحة التي ينتشر عليها التنظيم في الوقت الحاضر مساحة واسعة تمتد‬ ‫من شمال شرقي سوريا إلى املناطق الغربية والشمالية الغربية من العراق‪ ،‬وهذا‬ ‫يعني أن ما حققه التنظيم من عمليات توسع وقضم جغرافيا العراق وسوريا من‬ ‫املمكن أن يأتي بنتائج تنظيمية وعسكرية سلبية‪ .‬هذه املساحة تعرض التنظيم إلى‬ ‫االنشقاقات وإلى الضعف‪ ،‬كونها تحتاج إلى الدعم اللوجيستي من أسلحة ووسائل‬ ‫اتصال ودعم تعبوية‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫> إعالن تنظي‬ ‫م‬ ‫«‬ ‫أن‬ ‫صا‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫إل‬ ‫س‬ ‫الم» الكردية‬ ‫مبايعته لـ «داع‬ ‫ش‬ ‫»‪،‬‬ ‫ش‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫فا‬ ‫ج‬ ‫أة بعد أن شهدت‬ ‫العالقة سابقا‬ ‫م‬ ‫وا‬ ‫ج‬ ‫ه‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫سل‬ ‫حة‬ ‫> تمثل ليبيا‬ ‫قل‬ ‫قا‬ ‫مل‬ ‫ص‬ ‫ر‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫جود معسكرات‬ ‫تدريبية ملقا‬ ‫تل‬ ‫ني‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ظ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫قاعدة‪ ،‬من بينهم‬ ‫ثروت شحاتة‪،‬‬ ‫و‬ ‫أب‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫ه‬ ‫ذه‬ ‫ا‬ ‫مل‬ ‫ع‬ ‫سكرات‬ ‫سرت وبنغازي‬ ‫ومهما توسع التنظيم‪ ،‬فإنه ال يرتقي إلى قدرة اإلمساك باألرض وإدارتها بهذا‬ ‫الحجم‪ ،‬لذا املرحلة الحالية سوف تشهد موجة جديدة من خسارة بعض مواقعه‬ ‫التي سيطر عليها‪ ،‬مقابل استعادة القوات العراقية تنظيم قواتها‪ ،‬وكذلك الدعم‬ ‫اإلقليمي والدولي‪.‬‬ ‫ووفقا لتقرير تناولته وكالة األناضول في ‪ 22‬نوفمبر (تشرين الثاني)‪ ،‬نقال عن‬ ‫االستخبارات العراقية‪ ،‬فإن التنظيم يعاني من أزمة وزير حرب في العراق في أعقاب‬ ‫مقتل رضوان حمدون‪.‬‬ ‫وأوض��ح امل�س��ؤول في االستخبارات العراقية ياسني الجبوري أن خالفات داخل‬ ‫التنظيم تدور حول شخصية وزير الحرب الجديد‪ .‬وفقا لفواز جرجس‪ ،‬فإنه يمكن‬ ‫للملكة العربية السعودية واململكة األردنية أن يكون لهما دور مهم جدا‪ ،‬ألنهما بلدا‬ ‫غالبيتني سنيتني‪ ،‬ومن ضمن املقيمني هناك ضباط سابقون من الجيش العراقي‬ ‫فروا من بالدهم أثناء وفي أعقاب الغزو األميركي عام ‪.2003‬‬ ‫إن التحالف الدولي واإلقليمي يعني تبادل املعلومات إلى جانب الخيار العسكري‪،‬‬


‫أهم الفصائل التي بايعت داعش‬

‫مقاتل ينتمي‬ ‫الى بوكو حرام‬

‫واملسلحون امل��وال��ون لها من وق��ف الهجوم ال��ذي ق��ام به تنظيم داع��ش على مطار‬ ‫دير الزور العسكري‪ ،‬حيث تكبد خسائر فادحة‪ .‬واضطر التنظيم إلى التراجع إلى‬ ‫حدود أسوار املطار‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وأش��ار املرصد إلى أن أكثر من مائة من ُعناصر التنظيم قتلوا في الهجوم‪ ،‬وأن‬ ‫العشرات من عناصر التنظيم «الجهادي» قتلوا في انفجار األلغام املزروعة داخل‬ ‫امل�ط��ار وف��ي محيطه‪ .‬وانسحب مقاتلو التنظيم نتيجة كثافة القصف ووص��ول‬ ‫تعزيزات عسكرية‪.‬‬

‫خسارة الحواضن واملالذات‬ ‫يستقطب «داع��ش» ال��زع��ام��ات القبلية عبر هيئة العشائر ف��ي التنظيم بالترغيب‬ ‫والترهيب‪ ،‬وسجلت هياكله اإلدارية زيارات يقوم بها أعضاء «لجنة العشائر»‪ ،‬الذين‬ ‫تقبلوا هدايا ممنوحة من أموال وغيرها تحت بند «كبار الشخصيات»‪.‬‬ ‫يتبع التنظيم سياسة إرسال ممثليه في املناطق للقاء زعماء القبائل املحلية‪ ،‬قبل‬ ‫القيام بأي عمل عسكري‪ ،‬وهي طريقة لجس النبض وقراءة االستعدادات لكسب‬ ‫«بيعة» العشائر التي تجنبهم الكثير من الخسائر واملواجهات املسلحة‪ .‬ما يجري‬ ‫اآلن في العراق‪ ،‬و مشهد تقلص وتراجع تنظيم داعش في العراق‪ ،‬فقد خسر التنظيم‬ ‫بعض املناطق التي كان يسيطر عليها وهو يراهن على الحواضن واملالذات‪ ،‬أبرزها‬ ‫ُ‬ ‫محافظة األن�ب��ار‪ ،‬التي ت�ع� ّ�د معقله ونقطة انطالقه على أن�ق��اض تنظيم «التوحيد‬ ‫والجهاد» بزعامة الزرقاوي‪ .‬إن مجزرة آل بونمر من شأنها أن تكون بداية لتحالفات‬

‫> إع�لان تنظيم «أنصار اإلس�لام» الكردية مبايعته في شمال العراق‬ ‫ل �ـ «داع��ش»‪ ،‬وه��ي املبايعة التي شكلت مفاجأة بعد أن شهدت سابقا‬ ‫مواجهة مسلحة‪.‬‬ ‫> بايع فصيل تابع إلى جبهة النصرة‪ ،‬املعروف باسم «جند الحق» يوم‬ ‫‪ 23‬يونيو (حزيران) ‪ 2013‬في مدينة البوكمال «داعش» الذي يتعارض‬ ‫معه ويقاتله‪ ،‬واالتفاق تم قرب منطقة ربيعة الحدودية مع العراق‪.‬‬ ‫> «جماعة األحرار»‪ ،‬وهي جماعة منشقة على حركة طالبان الباكستانية‬ ‫أعلنت تأييدها «داعش»‪.‬‬ ‫> جماعة عقبة ب��ن نافع «الجهادية» أعلنت بيعتها للتنظيم ي��وم ‪16‬‬ ‫سبتمبر ‪ ،2014‬وهي تمثل الجناح العسكري لتنظيم أنصار الشريعة‬ ‫اإلرهابي‪ ،‬الذي يتزعمه أبو عياض‪.‬‬ ‫> ج�م��اع��ة «ج�ن��د ال�خ�لاف��ة ال�ج�ه��ادي��ة» أع�ل�ن��ت بيعتها منتصف شهر‬ ‫سبتمبر ‪ ،2014‬التي قامت بخطف وقتل مواطن فرنسي بطلب من أبو‬ ‫بكر البغدادي‪ ،‬محاولة ملنع باريس من شن غارات ضد التنظيم‪.‬‬ ‫> انضم ‪ 300‬مقاتل من الهند بعد إعالن التحالف الدولي ضد التنظيم في‬ ‫سبتمبر ‪ ،2014‬وهو ما يعد ظاهرة جديدة‪ ،‬واستعداد «جهاديني» هنود‬ ‫لاللتحاق بـ«داعش»‪ .‬وتقول «غاوري خانديكار» الخبيرة في شؤون آسيا‬ ‫من معهد العالقات الدولية في مدريد‪ ،‬إن هناك أعدادا متزايدة من الشباب‬ ‫املسلمني الهنود يريدون اآلن االنضمام إلى «داعش» في العراق وسوريا‪،‬‬ ‫أو إلى مجموعات متشددة في أفغانستان وباكستان‪.‬‬ ‫> أعلنت جماعة «أنصار بيت املقدس» في ‪ 30‬يونيو ‪ 2014‬إتمام البيعة‬ ‫ملن أطلقوا عليه «خليفة املسلمني» أبو بكر البغدادي‪ .‬في هذه املرحلة‪،‬‬ ‫الجماعة تحصل على الدعم اإلخواني املباشر عبر الحدود الليبية‪ .‬وتبقى‬ ‫ليبيا تمثل خاصرة مصر بسبب وج��ود معسكرات تدريبية ملقاتلني‬ ‫من تنظيم القاعدة بينهم قياديون ‪ ،‬منهم ثروت شحاتة بعد مغادرته‬ ‫إيران عام ‪ ،2014‬وأبرز هذه املعسكرات هي معسكر «سرت وبنغازي‬ ‫والزنتني»‪ .‬الدكتور طارق رمضان أستاذ الدراسات اإلسالمية املعاصرة‬ ‫ّ‬ ‫اإلسالمية‬ ‫في كلية سانت أنتوني بـجامعة أكسفورد يقول إن الجماعات‬ ‫في مصر وتونس مثال سرعان ما بدأت تعاني من أزمات وانفجارات‬ ‫داخلية ورؤى مختلفة عما اعتادته‪ .‬ونشرت مصادر إعالمية وصول‬ ‫العشرات من مقاتلي التنظيم إلى سيناء في شهر مارس (آذار) ‪،2014‬‬ ‫وأن مقاتلي هذا التنظيم وصلوا إلى سيناء بعد عبور الجبال الحمراء‬ ‫في طريقهم إلى خليج العقبة‪ ،‬وكانت تنتظرهم هناك زوارق املهربني‬ ‫من بدو سيناء الذين يتعاونون مع عناصر تنظيم القاعدة‪ ،‬ومع كل من‬ ‫يدفع لهم نقدا‪.‬‬ ‫كشفت املعلومات عن مخطط تشكيل تنظيم جديد اسمه «دالم»‪ ،‬أي الدولة‬ ‫اإلسالمية في ليبيا ومصر‪ .‬التقارير االستخبارية كشفت أن عناصره‬ ‫موجودة بشمال سيناء تلقوا تدريبات بسوريا ويقودون أعماال إرهابية‬ ‫باملنطقة‪ ،‬لكنهم بأعداد قليلة ال يمكن أن يمثلوا تهديدا حقيقيا على أمن‬ ‫مصر في هذه املرحلة‪.‬‬ ‫> نشر داعش في شهر أبريل (نيسان) ‪ 2014‬صورا‪ ،‬قال إنها ملجاهدي‬ ‫غزة ّ‬ ‫يتدربون في معسكرات التنظيم بسوريا والعراق‪ ،‬ونشر التنظيم‬ ‫على حساب منسوب إليه ف��ي موقع «ت��وي�ت��ر»‪ ،‬ص��ورا تظهر مقاتلني‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫يتدربون على السالح‪ ،‬كتب أسفل كل منها «مجاهدو غزة في الدولة»‬ ‫و«قادمون يا يهود»‪ ،‬وقال التنظيم إن املقاتلني يشكلون «سرية الشيخ أبو‬ ‫النور املقدسي»‪ ،‬ويتدربون في معسكرات «داعش» في العراق وسوريا‪.‬‬ ‫> أعلن بعد وصوله إلى سوريا مبايعته لـ«داعش» ليشكل بذلك ضربة‬ ‫معنوية قوية تجاه تنظيم القاعدة‪ ،‬وأعلن تنظيم «داع��ش» عن مبايعة‬ ‫عناصر تنظيم القاعدة في اليمن أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمني‪،‬‬ ‫ونشر التنظيم فيديو مصورا يبني فيه مبايعة «القاعدة» وعناصرها‪،‬‬ ‫بينما قالت إنهم يخشون من زعيم «القاعدة» ناصر الوحيشي‪ ،‬الذي‬ ‫رفض مبايعة البغدادي‪ ،‬أن يحارب أتباع البغدادي في اليمن‪.‬‬ ‫> وفي ليبيا قرر تنظيم أنصار الشريعة مبايعة أبو بكر البغدادي‪ ،‬ودعا‬ ‫إلى ّ‬ ‫تجمع جماهيري إلبالغ السكان بقرار مبايعته تنظيم «داعش»‪.‬‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬كانون الثاني ‪ -‬يناير ‪2015‬‬

‫‪23‬‬


‫قصة الغالف‬

‫بمثلث املوت ما بعد ‪ .2005‬بعد أن شهدت املنطقة عمليات إرهابية خارج سيطرة‬ ‫الحكومة‪ .‬هي خطوة عسكرية استراتيجية لتأمني الطريق الرئيسي ما بني العراق‬ ‫وكربالء‪ .‬إن استعادة الحكومة العراقية جرف الصخر‪ ،‬التي تحولت تسميتها إلى‬ ‫جرف النصر‪ ،‬ضمن خطة الحكومة لتأمني حزام بغداد من الجهات الـ‪ ،4‬وهذا يعني‬ ‫أن العمليات العسكرية املقبلة سوف تتجه نحو منطقة أبو غريب غربا والتاجي‬ ‫والطارمية شماال‪ ،‬ومنطقة السلمان شرقا‪.‬‬ ‫إن تحرير جرف الصخر يعني تأمني محافظات بغداد وبابل وكربالء وهي في الوقت‬ ‫ُ‬ ‫نفسه تعد خسارة كبيرة للتنظيم كونها نقطة انطالق رئيسية نحو املحافظات‬ ‫الجنوبية ال يمكن تعويضها‪ .‬الخسارة لم تتحدد بخسارة األرض بل بإعداد قيادات‬ ‫التنظيم امليدانية املتخصصة بالتفخيخ واملتفجرات واالغتياالت‪ .‬كان التنظيم يعد‬ ‫بلدة جرف الصخر بوابة إكمال فتوحاته في العراق إلسقاط بغداد وبابل وكربالء‬ ‫والنجف وصوال إلى البصرة‪ .‬الخبير األمني اللواء عبد الكريم خلف أكد أن منطقة‬ ‫جرف الصخر نقطة استراتيجية مهمة س��واء للقوات األمنية العراقية أو لتنظيم‬ ‫داعش وتمثل نقطة انطالق ‪ 3‬محاور في آن واحد‪ ،‬وهي مطار بغداد الدولي‪ ،‬والفرات‬ ‫األوسط وكربالء‪ ،‬كما أن لها تأثيرا بالغ األهمية على مناطق حزام بغداد‪ ،‬وأيضا‬ ‫باتجاه الفلوجة‪ ،‬وبالتالي فإن هذه األهمية متبادلة سواء للتنظيم أو للقيادة العسكرية‬ ‫العراقية‪ .‬وتعمل استراتيجية القوات العراقية الجديدة على أساس خطة اإلسناد‬ ‫القريب وليس اإلسناد البعيد‪ ،‬مثلما كان معموال به في املعارك السابقة‪ ،‬وهذا من‬ ‫شأنه أن يحرم التنظيم من استخدام وسائل القيادة والسيطرة‪ .‬وتتبع القوات العراقية‬ ‫في هذه العمليات تكتيك تقطيع أوصال املنطقة عسكريا‪ ،‬أي توزيعها إلى مربعات‬ ‫مع تحديد املهام‪ .‬إن تحرير بلدة جرف الصخر‪ ،‬من شأنه أن يدفع القوات العراقية‬ ‫باتجاه مدينة عامرية الفلوجة وهيت ‪ -‬محافظة األنبار‪ ،‬ملا لها من أهمية استراتيجية‪،‬‬ ‫وهي رؤية جديدة في مسرح العمليات العسكرية تتصف بالدقة والتخطيط‪.‬‬ ‫استطاعت القوات العراقية تحرير قضاء بيجي بالكامل من تنظيم داعش منتصف‬ ‫شهر نوفمبر (تشرين الثاني) ‪.2014‬‬ ‫إن استعادة مدينة ومصفى بيجي له الكثير من التداعيات ال تخدم تنظيم «داعش»‪،‬‬ ‫ف��اق��ت��ص��ادي��ا ت��ع��د أك��ب��ر م��ص��اف��ي ال���ع���راق وم��ص��در ت��م��وي��ل للتنظيم‪ ،‬أم���ا ميدانيا‬ ‫ولوجيستيا‪ ،‬فإن السيطرة على بيجي تفتح الطريق لتقدم القوات العراقية شماال‬ ‫باتجاه بلدة البيجات شمال صالح الدين‪ ،‬وتضيق الخناق على التنظيم في صالح‬ ‫الدين بقطع اإلمدادات‪ ،‬ومن هن تكمن أهمية استعادة بلدة بيجي‪ ،‬التي تعد واحدة‬ ‫من أكبر خسائر التنظيم‪.‬‬

‫تراجع «داعش»‬

‫>‬ ‫زعيم جماعة «ب‬ ‫و‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫ح‬ ‫را‬ ‫م‬ ‫»‬ ‫ا‬ ‫مل‬ ‫ني‬ ‫سلحة في‬ ‫جيريا أبو بكر ش‬ ‫ي‬ ‫كا‬ ‫أ‬ ‫عل‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫صف شهر‬ ‫وليو ‪ 2014‬دعم‬ ‫ه‬ ‫لل‬ ‫ب‬ ‫غ‬ ‫دا‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫بو‬ ‫سبق أن بايعت‬ ‫كو حرام تنظيم‬ ‫ال‬ ‫قا‬ ‫ع‬ ‫دة‬ ‫عا‬ ‫م‬ ‫‪9‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪20‬‬ ‫>ت‬ ‫رتكز آيديولوجي‬ ‫ة‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫ح‬ ‫را‬ ‫م‬ ‫على «الجهاد»‬ ‫وتتميز بالص‬ ‫الب‬ ‫ة‬ ‫و‬ ‫ال‬ ‫خ‬ ‫ش‬ ‫ون‬ ‫ة‬ ‫وهي تميل إلى‬ ‫«الت‬ ‫كفير والهجرة »‬

‫بدأ «داعش» يتراجع في العراق ومن املقرر أن يخسر مساحات واسعة أبرزها حوض‬ ‫جبال حمرين شرق بغداد عند محافظة ديالى وكذلك صالح الدين‪ ،‬ومن املتوقع‬ ‫عزل التنظيم في هذه املناطق بعد تحرير بلدة أمرلي ‪ -‬شمال شرقي بغداد‪ ،‬مطلع‬ ‫شهر سبتمبر ‪ .2014‬س��وف يركز التنظيم على التمترس في محافظة املوصل‬ ‫التي اعتبرها واليته‪ ،‬وكذلك عند املثلث التركي العراقي السوري‪ ،‬هذا املثلث يسمح‬ ‫له بحرية الحركة وإجراء اتصاالت وتنقل املقاتلني‪ .‬البنتاغون يحتاج في عملياته‬ ‫العسكرية إلى املعلومات االستخباراتية على األرض حول األهداف‪ ،‬وهذا يعني أن‬ ‫الجهد االستخباراتي وجمع املعلومات هو األساس بأي عملية عسكرية‪ .‬مشكلة‬ ‫أميركا في مواجهة التنظيم ربما تكمن في سوريا أكثر من العراق‪.‬‬ ‫إن متابعة تنظيم داع��ش تحتاج إلى جهد في سوريا باإلضافة إلى العراق‪ ،‬كون‬ ‫خريطة التنظيم تمتد ما بني مدينة الرقة في سوريا واملناطق الشمالية الشرقية‬ ‫وبعض من املناطق الشمالية الغربية عند حلب وإدلب‪ ،‬لتصل إلى مدينة ديالى شرق‬ ‫العراق‪ ،‬وكذلك إلى مدينة األنبار غرب بغداد‪ ،‬هذه الخريطة يعني أن التنظيم ومقاتليه‬ ‫لديهم حرية الحركة والتنقل‪ ،‬وعسكريا ال يمكن التحدث عن العمليات العسكرية‬ ‫في العراق واستثناء سوريا‪.‬‬

‫نوفمبر ‪ 2014‬من شن ‪ 6‬هجمات انتحارية في عني العرب‪ ،‬وسقوط ‪ 25‬قتيال‪.‬‬ ‫واستهدف أول هجوم انتحاري موقعا كرديا خالل الساعات األول��ى من الصباح‬ ‫بالقرب من معبر حدودي مع تركيا‪ُ ،‬ويعتقد أنه أول هجوم في هذه املنطقة‪ ،‬ولهذا‬ ‫تبرز أهميته‪ .‬إن تطاول القتال واملواجهات إلى هذا الوقت في كوباني ال يصب في‬ ‫صالح التنظيم‪ ،‬كونه يواجه الجماعات الكردية املقاتلة املعروفة بخبرات عسكرية‬ ‫قتالية في مناطق صعبة‪ ،‬إلى جانب أنها جماعات منسجمة ومتماسكة عقائديا ال‬ ‫يمكن اختراقها‪ .‬إن استمرار القتال إلى هذا الحد يمثل استنزافا للتنظيم في قدراته‬ ‫البشرية والتعبوية‪ ،‬وينعكس ذلك على إمكاناته العسكرية في جبهات قتال أخرى‪.‬‬

‫استنزاف التنظيم في كوباني‬

‫هزيمة التنظيم في مطار دير الزور‬

‫يحاول تنظيم داعش السيطرة على عني العرب «كوباني» منذ شهر سبتمبر ‪،2014‬‬ ‫لكن املقاتلني األكراد تمكنوا من صد هجماته‪ .‬ونفذ مقاتلو تنظيم داعش يوم ‪28‬‬

‫تمكنت القوات السورية من صد هجوم على مطار دير الزور مطلع شهر ديسمبر‬ ‫‪ ،2014‬بعد أن نجح «داع��ش» في اقتحامه والتقدم فيه‪ .‬وتمكنت القوات النظامية‬

‫‪22‬‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬كانون الثاني ‪ -‬يناير ‪2015‬‬


‫أبو بكر البغدادي (أبو دعاء)‬

‫صورة ارشيفية‬ ‫لعناصر متشددة‬ ‫في كشمير‬ ‫يرفعون األعالم‬ ‫الفلسطينية‬ ‫وأعالم «داعش»‬ ‫في وسط مدينة‬ ‫سريناغار‬ ‫خالل مظاهرة‬ ‫ابان العدوان‬ ‫اإلسرائيلي على‬ ‫غزة في يوليو‬ ‫‪( 2014‬غيتي)‬

‫نقطة تفتيش في بلدة تازة خورماتو العراقية‪ ،‬ويظهر التركمان الشيعة‪ ،‬يقفون‬ ‫بجوار ملصق يصور جنديا عراقيا وأمامه العلم العراقي بعد دحره داعش (غيتي)‬

‫وبرفقتها ‪ 3‬من أبنائها‪ .‬وفي السياق نفسه‪ ،‬هدد القيادي في جبهة النصرة أنس‬ ‫شركس املعروف بـأبو علي الشيشاني يوم ‪ 11‬ديسمبر ‪ 2014‬بأنه سيبدأ بالتحرك‬ ‫ألسر نساء وأطفال في لبنان إذا لم يتم اإلفراج عن زوجته وطفليه الذين اعتقلهم‬ ‫الجيش اللبناني‪ ،‬مدعيا اسم زوجته عال مسقال العقيلي أم علي‪ .‬وأعلنت وزارة‬ ‫الدفاع العراقية سيطرة الجيش الكاملة على ناحية جرف الصخر ومنطقة الرويعية‬ ‫والفاضلية والفارسية وعبد ويس والبلدات املحيطة بها شمال بابل‪ ،‬وكان اللواء‬ ‫الـ‪ 31‬من الفرقة الثامنة التابعة لقيادة عمليات بابل وبمساندة الحشد الشعبي نفذت‬ ‫عمليات واسعة الستعادة السيطرة على الناحية‪.‬‬ ‫العملية استمرت باتجاه عامرية الفلوجة ‪ -‬محافظة األنبار‪ ،‬القريبة من جرف الصخر‪،‬‬ ‫التي تبعد عنه بـ‪ 60‬كلم‪ .‬تؤمن هذه العملية أمنيا مناطق جنوب بغداد وشمال بابل‬ ‫التي كانت تمثل منذ ‪ 2003‬أبرز حواضن «القاعدة» و«داعش» والجماعات املسلحة‪.‬‬ ‫وتعد العمليات خطوة وإن��ج��ازا نوعيا عجزت الحكومات السابقة عن تحقيقها‪،‬‬ ‫وتمثل خاصرة بغداد ومصدر تهديد على أمنها وأم��ن املناطق الجنوبية ُعرفت‬

‫> هو إبراهيم ع��واد إبراهيم ال��ب��دري‪ ،‬كنيته السابقة أب��و دع��اء‪ .‬عمل‬ ‫محاضرا في الدراسات اإلسالمية وإماما لجامع أحمد بن حنبل في‬ ‫سامراء‪ ،‬ومن ثم إمام جامع في بغداد‪ ،‬وآخر في الفلوجة‪ .‬اعتقلته القوات‬ ‫األميركية في ‪ 4‬يناير (كانون الثاني) ‪ 2004‬لنحو ‪ 3‬أعوام‪ .‬أسس تنظيما‬ ‫تحت اسم «جيش أهل السنة»‪ ،‬والتحق بعدها بـ«القاعدة»‪ ،‬وأصبح الرجل‬ ‫الثالث في التنظيم‪ ،‬تولى القيادة خلفا ألبو عمر البغدادي‪.‬‬ ‫> حصل أب��و بكر ال��ب��غ��دادي على مقعد ل��ل��دراس��ة ف��ي جامعة ص��دام‬ ‫للعلوم اإلسالمية في بغداد‪ ،‬وهذه الجامعة كانت تحت سيطرة حزب‬ ‫البعث واملوالني إلى النظام السابق ما قبل ‪ .2003‬لقد كشفت املعلومات‬ ‫أن النظام السابق كان يرسل بعضا من مواليه‪ ،‬من داخ��ل الحزب أو‬ ‫املؤسسة األمنية م��ن أج��ل ال��دراس��ة ف��ي الجامعات اإلس�لام��ي��ة وحتى‬ ‫الحوزات العلمية‪ ،‬من أجل أن يكونوا مصادر لألجهزة األمنية‪ ،‬وهذا‬ ‫يعني أن البغدادي ربما كان أحد مصادر أجهزة االستخبارات ‪ -‬األمن‬ ‫العام سابقا‪.‬‬ ‫> خالل فترة سجن البغدادي في «بوكا» (العراق ‪ )2005 – 2004‬كان‬ ‫الجيش واالستخبارات األميركية تشرف على هذا السجن‪ ،‬خاللها تم‬ ‫وضع البغدادي في الردهات العادية للسجناء‪ ،‬وليس من الخط األول‪،‬‬ ‫وهذا يعني أنه لم يكن يمثل أي دور قيادي في «القاعدة» أو التنظيمات‬ ‫«الجهادية» األخ��رى‪ .‬ك��ان أح��د سجناء معتقل بوكا في العراق تحت‬ ‫السيطرة األميركية ول��م يكن محتجزا في املجمع رق��م ‪ ،14‬ال��ذي كان‬ ‫مخصصا للمعتقلني األكثر تطرفا واألكثر خطورة‪ ،‬بحسب املعلومات‪،‬‬ ‫بل كان واحدا من بني آالف السجناء في سجن «بوكا»‪.‬‬ ‫> خ��رج ال��ب��غ��دادي م��ن السجن دون أن تثبت ض��ده أي تهمة‪ُ ،‬يشار‬ ‫إلى أن البغدادي كان يدير جماعة مسلحة «جهادية» صغيرة عملت‬ ‫ضمن مظلة «القاعدة» والتوحيد والجهاد آنذاك تحت زعامة أبو مصعب‬ ‫الزرقاوي حتى عام ‪ .2006‬أي حتى مقتل الزرقاوي‪ ،‬والتحق بتنظيم‬ ‫داعش في العراق الذي تأسس على أنقاض التوحيد والجهاد عام ‪،2006‬‬ ‫ليعمل ساعي بريد في التنظيم‪.‬‬ ‫> قفز البغدادي على رأس التنظيم ع��ام ‪ 2010‬بعد مقتل سلفه أبو‬ ‫عمر البغدادي في ال��ع��راق‪ ،‬إل��ى جانب زعيم «ال��ق��اع��دة» في ال��ع��راق أبو‬ ‫أيوب املصري‪.‬‬ ‫> الصعود السريع ألبو بكر البغدادي واستعانته بطاقم من العسكر‬ ‫واألجهزة األمنية التي خدمت خالل النظام السابق‪ ،‬ليفرض التنظيم هالة‬ ‫والكثير من الغموض‪ ،‬منها عدم ظهور البغدادي عالنية‪.‬‬ ‫> الشهادات أظهرت وج��ود اخ��ت��راق مخابراتي للتنظيم‪ ،‬وخ�لال تلك‬ ‫الفترة خرج من السجن العميد الركن‬ ‫محمد الندى الجبوري‪ ،‬املعروف‬ ‫ب���ال���راع���ي‪ ،‬ال����ذي ت��س��ل��م ق��ي��ادة‬ ‫أركان التنظيم‪ ،‬والعميد الركن‬ ‫سمير عبد محمد املعروف‬ ‫بحجي بكر واللواء أبو مسلم‬ ‫التركماني‪.‬‬ ‫> كشف الكاتب الصحافي‬ ‫ال���ت���رك���ي رف���ع���ت ب��ال��ل��ي أن‬ ‫تركيا استضافت «متزعم‬ ‫م����ا ُي���س���م���ى ت��ن��ظ��ي��م دول����ة‬ ‫العراق والشام التابع لتنظيم‬ ‫ال����ق����اع����دة‪ ،‬وق����دم����ت ل��ه‬ ‫مساعدات مالية‬ ‫ف�����������ي ع�������ام‬ ‫‪.»2008‬‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫‪21‬‬


‫قصة الغالف‬

‫خارطة دول شمال أفريقيا املعروفة بتربتها «الجهادية» أبرزها الجزائر‪ ،‬جماعة‬ ‫أب��و مصعب الجزائري‪ ،‬وف��ي موريتانيا تنظيم الحركة من أج��ل الوحدة والجهاد‬ ‫بزعامة املوريتاني أحمد ود خيرو‪ ،‬ورغم االنشقاقات واختالف التسميات‪ ،‬لكنها‬ ‫تقاتل تحت مظلة «عوملة الجهاد»‪ ،‬وتتضمن في داخلها جنسيات من مختلف شمل‬ ‫املغرب العربي وغرب أفريقيا‪ ،‬مالي ونيجيريا‪ ،‬وكذلك تنظيم أنصار الدين بزعامة‬ ‫إياد غالي في دولة مالي ‪ -‬باماكو‪ .‬إن تشديد الرقابة في املغرب العربي اإلسالمي‬ ‫دفع التنظيمات ذاتها إلى التمدد إلى مالي ونيجيريا‪ ،‬لتكون م�لاذا وأرض جهاد‬ ‫في الوقت نفسه‪ .‬التقارير االستخباراتية كشفت عن استخدام القاعدة في بالد‬ ‫املغرب‪ ،‬خاصة جماعة «دروكال»‪ ،‬فقد أعلن من املغرب اإلسالمي فتح معسكرات‬ ‫تدريب وإعداد املقاتلني في مالي‪ ،‬وشاركت كتائب أيضا في الحرب الدائرة بسوريا‪.‬‬

‫التكفير والهجرة عند بوكو حرام‬ ‫ترتكز آيديولوجية بوكو حرام على «الجهاد»‪ ،‬وتميز بالصالبة والخشونة‪ ،‬وهي‬ ‫تميل إلى «التكفير والهجرة والتوحيد والجهاد»‪ ،‬أي تكفير من يخالف عقيدتها‬ ‫وأحكامها‪ ،‬وهجرة الفساد من منظورها‪ ،‬وترك مراكز املدن وامليول إلى العزلة أكثر‬ ‫من العلن‪ .‬لذا نجدها تستفيد من البيئة والجغرافية في شمال نيجيريا ومعقلها‬ ‫في «بورنو»‪ .‬وأقامت الجماعة قاعدة لها في قرية «كاناما» بوالية «يوبه» شمال‬ ‫شرقي نيجيريا على الحدود مع النيجر‪ ،‬حيث ُينسب إليها سلسلة من التفجيرات‬ ‫ُ‬ ‫والهجمات التي شهدتها املناطق الشمالية الشرقية من نيجيريا‪ .‬تعد بوكو حرام‬ ‫نسخة طالبان‪ ،‬بل وصفها كثير من املعنيني بشأن «القاعدة» بأنها النسخة األقرب‬ ‫في غرب أفريقيا‪ .‬املشكلة التي تواجه وكالة االستخبارات املركزية واالستخبارات‬ ‫الغربية أنها إلى اآلن لم تحصل على معلومات كثيرة عن هذا التنظيم‪ ،‬وال عن الخطني‬ ‫األول والثاني من قياداته‪ .‬ربما يرجع ذلك إلى انعزال التنظيم في املناطق الشمالية من‬ ‫ُ‬ ‫نيجيريا وعدم وجوده في املدن‪ ،‬باإلضافة إلى أن املجتمعات هناك تعد من املجتمعات‬ ‫املغلقة‪ .‬ورغم جهود وكاالت االستخبارات‪ ،‬وأبرزها وكالة االستخبارات الفرنسية‪،‬‬ ‫التي صعدت عملياتها في مالي ملتابعة بوكو حرام في نيجيريا‪ ،‬فإنها كانت تجد‬ ‫صعوبة في إدامة العالقة بمصادرها وتدريبهم‪ ،‬مما جعل الكثيرين منهم يقعون‬ ‫بأيدي تنظيم بوكو حرام‪.‬‬

‫حركة الشباب الصومالية‬ ‫إن حركة الشباب الصومالية لم تعلن إلى اآلن مبايعتها لـ«داعش»‪ ،‬وربما يعود هذا‬ ‫إلى العالقة املستدامة للتنظيم بفرع «القاعدة» في اليمن‪ ،‬الذي ُيعد بديال عن التنظيم‬ ‫ُ‬ ‫املركزي‪ ،‬واألخطر بني فروع «القاعدة»‪ .‬حركة الشباب الصومالية تعد ظهير تنظيم‬ ‫القاعدة في «اليمن والجزيرة العربية» بزعامة الوحيشي‪ ،‬وهناك حركة ودعم وتداخل‬ ‫م��ا ب�ين التنظيمني‪ ،‬وم��ن املمكن وص��ف حركة الشباب بالخزان البشري لتنظيم‬ ‫اليمن ومالذه اآلمن‪ .‬هذه املؤشرات تدعم استمرارية عالقة الشباب بتنظيم اليمن‬ ‫لكن تبقى احتماالت إعطاء البيعة للبغدادي غير مستحيلة‪ .‬إن أبو بكر البغدادي‬ ‫بعث موفديه إلى جميع التنظيمات «الجهادية» في املنطقة من أجل سد النقص في‬ ‫العامل البشري للمساحة الجغرافية التي يتمدد عليها التنظيم‪ ،‬وم��ن املتوقع أن‬ ‫حركة الشباب كانت واحدة منها‪ ،‬وسبق ألبو بكر البغدادي أن دعا حركة الشباب‬ ‫إلى الدفاع عن حدود «داعش»‪ .‬أما عبدي جودان زعيم الحركة السابق‪ ،‬فقد دعا قبل‬ ‫مقتله في سبتمبر ‪ ،2014‬تأييده لتنظيم «البغدادي»‪ .‬وتكمن أهمية حركة الشباب‬ ‫في عاملها البشري‪ ،‬وفي توفير منفذ جديد للتنظيم في القرن األفريقي من شأنه‬ ‫أن يهدد املالحة الدولية وخليج عدن‪ .‬البغدادي نجح بسحب أنصار بيت املقدس في‬ ‫سيناء من مظلة الظواهري‪ ،‬لكن العالقة املستدامة لحركة الشباب مع تنظيم اليمن‬ ‫مختلفة عن مقاييس عالقة بيت املقدس بالظواهري‪ ،‬وتدعم رأي استبعاد إعطاء‬ ‫البيعة لتنظيم داعش في الوقت الحاضر‪.‬‬

‫زوجات البغدادي‬ ‫اعتقلت استخبارات الجيش اللبناني مطلع شهر ديسمبر (كانون األول) ‪2014‬‬ ‫إح��دى زوج��ات زعيم تنظيم داع��ش أبو بكر البغدادي بصحبة أحد أبنائها‪ ،‬أثناء‬ ‫‪20‬‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫> كشفت التقا‬ ‫ري‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫مل‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ان‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ن داخل سوريا‬ ‫تقارب وتص‬ ‫ال‬ ‫ح‬ ‫ج‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫ة‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫ص‬ ‫رة مع «داعش»‪،‬‬ ‫رغم ارتباط «الن‬ ‫ص‬ ‫رة‬ ‫»‬ ‫ب‬ ‫ـ‬ ‫«‬ ‫ال‬ ‫قا‬ ‫ع‬ ‫دة‬ ‫» وإعطاء‬ ‫بي‬ ‫عتها للظواهري‬ ‫> يع‬ ‫كف «داعش» اآلن‬ ‫عل‬ ‫ى‬ ‫ا‬ ‫الن‬ ‫د‬ ‫فا‬ ‫ع‬ ‫داخل املدن‬ ‫والتخلص من األ‬ ‫ما‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫مل‬ ‫ك‬ ‫ش‬ ‫وف‬ ‫ة‪،‬‬ ‫ش‬ ‫والتحول من‬ ‫ن هجمات رئيس‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫إل‬ ‫ى‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫ا‬ ‫ختراقات نوعية‬ ‫ضد املد‬ ‫ن التي يخسرها‬ ‫> سجى عبد ال‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫دل‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ي‪،‬‬ ‫التي اعتقلتها‬ ‫السلطات اللبن‬ ‫ان‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫ص‬ ‫ف‬ ‫ها‬ ‫ز‬ ‫شقي‬ ‫وجة البغدادي‪،‬‬ ‫قة املدعو عبد ال‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫دل‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫عليه‬ ‫ملحكوم‬ ‫باإلعدام الشترا‬ ‫ك‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ج‬ ‫ي‬ ‫را‬ ‫ت بالبصرة‬ ‫محاولتها دخ��ول األراض��ي اللبنانية بهوية م��زورة عندما كانت تتنقل ق��رب بلدة‬ ‫عرسال عند الحدود اللبنانية ‪ -‬السورية‪ .‬وهي تحمل الجنسية السورية‪ ،‬وعمر‬ ‫ابنها ‪ 8‬سنوات‪.‬‬ ‫ون�ش��رت وزارة الداخلية العراقية ي��وم ‪ 3‬ديسمبر ‪ 2014‬أن سجى عبد الحميد‬ ‫الدليمي‪ ،‬التي اعتقلتها السلطات اللبنانية بوصفها زوجة البغدادي‪ ،‬شقيقة املدعو‬ ‫عبد الحميد الدليمي املعتقل لدى السلطات واملحكوم عليه باإلعدام الشتراكه في‬ ‫تفجيرات بالبصرة‪ .‬ونفى املصدر االستخباري العراقي أن تكون هناك زوجة بهذا‬ ‫االسم للبغدادي‪ ،‬مشيرا إلى أن البغدادي لديه زوجتان‪ ،‬هما أسماء فوزي محمد‬ ‫الدليمي وإسراء رجب القيسي‪ ،‬وال توجد زوجة باسم سجى الدليمي‪.‬‬ ‫لكن سبق أن كشفت التسريبات بعد صفقة تبادل راه�ب��ات معلوال بأسرى من‬ ‫جبهة النصرة في شهر يونيو ‪ ،2014‬كشف عن هوية سجى الدليمي وأبنائها‬ ‫التي كانت من ضمن األس��رى ممن كانوا في سجون النظام ال�س��وري‪ .‬وق��ال أبو‬ ‫معن القيادي في «النصرة» إن «سجى الدليمي» ما هي إال زوجة أبو بكر البغدادي‪،‬‬


‫ومباشرة لـ«داعش»‪.‬‬ ‫> تنظيم «داع��ش» قد يختلف عن باقي الفروع من خ�لال اسمه ال��ذي يأخذ اسم‬ ‫«ال��دول��ة» وليس «اإلم���ارة» أو «الخالفة»‪ ،‬وه��ذا ما أث��ار نقاشا داخ��ل قيادات تنظيم‬ ‫القاعدة منذ إع�لان تسميته التي تتعارض مع مرجعية «ال��ق��اع��دة»‪ .‬ه��ذا الخالف‬ ‫بات واضحا اآلن بأن املشروع والنهج الذي تم رسمه إلى «داعش» كان منذ البداية‬ ‫يختلف مع «القاعدة»‪.‬‬

‫أبو سياف األنصاري يعلن فرع «داعش» في لبنان‬ ‫كشف بيان أصدره أبو سياف األنصاري عن وجود فرع لـ«داعش» في لبنان‪ ،‬حيث‬ ‫أعلن األنصاري في تسجيل صوتي البيعة لزعيم «داعش» وفق مباركة مشروطة‬ ‫من أب��و بكر ال��ب��غ��دادي‪ .‬ت��داول��ت امل��واق��ع «الجهادية»‪ ،‬مطلع فبراير ‪ 2014‬تسجيال‬ ‫صوتيا منسوبا إلى «أبو سياف األنصاري» يعلن فيه إنشاء جناح «داعش» في‬ ‫العراق والشام في مدينة طرابلس بشمال لبنان‪ ،‬ومبايعة زعيمه أبو بكر البغدادي‪.‬‬ ‫األنصاري هو لبناني من شمال لبنان‪ ،‬وكان مقاتال مع جماعة فتح اإلسالم في‬ ‫املعارك ضد الجيش اللبناني عام ‪ ،2007‬وجاء في التسجيل‪« :‬نبايع أمير املؤمنني‬ ‫أبا بكر الحسيني القرشي البغدادي على السمع والطاعة (…) ونقول له‪ :‬سر بنا‬ ‫ما شئت‪ ،‬وخض بنا املصاعب‪ ،‬واجعلنا رأس حربتك نبطش بعدوك‪ ،‬وال يتخلف‬

‫> التقارير االست‬ ‫خ‬ ‫با‬ ‫ر‬ ‫ات‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫ك‬ ‫ش‬ ‫ف‬ ‫ت عن أن عناصر‬ ‫جماعة «أنصار‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫مل‬ ‫ق‬ ‫د‬ ‫س»‬ ‫الت‬ ‫من أ‬ ‫ي اعلنت مبايعة‬ ‫طلقوا عليه «خل‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫ا‬ ‫مل‬ ‫سل‬ ‫م‬ ‫ني»‬ ‫ال‬ ‫أبو بكر‬ ‫بغدادي تحصل‬ ‫عل‬ ‫ى‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫إل‬ ‫خ‬ ‫واني املباشر‬ ‫عبر‬ ‫الحدود الليبية‬ ‫>‬ ‫كشفت املعلوما‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫خ‬ ‫ط‬ ‫ط‬ ‫ت‬ ‫شكيل تنظيم‬ ‫جديد بشمال س‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫اء‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫«‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫م»‪ ،‬أي الدولة‬ ‫اإلسالمية في ل‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫يا‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ص‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫ن عناصره تلقوا‬ ‫تدريبات بسو‬ ‫ري‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫بأ‬ ‫ع‬ ‫داد‬ ‫قليلة ال يمكن أن‬ ‫يمثلوا تهديدا‬ ‫ح‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫يا‬ ‫عل‬ ‫ى‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ن مصر‬ ‫فينا رجل واحد عن نصرتك»‪.‬‬ ‫كانت بداية الظهور العلني لـ«القاعدة» في لبنان قد بدأت قبل األزمة السورية ‪،2007‬‬ ‫مع صعود نشاط تنظيم فتح اإلسالم وكتائب عبد الله عزام وسرايا زياد الجراح‪.‬‬

‫بوكو حرام‬ ‫أعلن زعيم جماعة «بوكو حرام» املسلحة في نيجيريا «أبو بكر شيكاو منتصف‬ ‫شهر يوليو ‪ »2014‬دعمه إلى أبو بكر البغدادي‪ .‬سبق أن بايعت بوكو حرام تنظيم‬ ‫القاعدة عام ‪ ،2009‬وهذا ما عمل على رسم خارطة جديدة لوجود «القاعدة»‪ .‬تجدر‬ ‫اإلشارة إلى أن مبايعة هذه التنظيمات وغيرها لـ«القاعدة»‪ ،‬ال تعني سيطرة التنظيم‬ ‫املركزي على هذه الفروع تنظيميا‪ ،‬واألح��داث برهنت خ��روج ف��روع «القاعدة»‪ .‬إن‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫‪19‬‬


‫قصة الغالف‬

‫ي��راه��ن تنظيم داع��ش على وج��ود تحالفات م��ن أن�ص��اره‬ ‫تستهدف دول التحالف الدولي أكثر من الرهان على قوته‬ ‫العسكرية ف��ي س��وري��ا وال�ع��راق ودول أخ��رى‪ .‬ووف�ق��ا إلى‬ ‫تقارير ميدانية‪ ،‬ف��إن التنظيم تخلى عن أسلحته الثقيلة‬ ‫واملدفعية ومعاقله الرئيسية‪ ،‬وعن استخدام عجالته الثقيلة‪.‬‬ ‫هذه الخطوة تعني أن الضربات الجوية قد أضعفت التنظيم‬ ‫وحرمته كثيرا م��ن اس�ت�خ��دام ق��درت��ه التسليحية‪ ،‬ل��ذا هو‬ ‫يميل في هذه املرحلة إلى التخفي داخل املناطق السكنية‬ ‫واستخدام املدنيني دروعا بشرية‪.‬‬

‫مأزق أبو دعاء‬ ‫تنظيم «داعش» يشهد تراجعا وانشقاقات داخلية‬ ‫بغداد‪ :‬جاسم محمد‬ ‫يعكف «داع��ش» اآلن على االن��دف��اع داخ��ل امل��دن والتخلص من األماكن املكشوفة‪،‬‬ ‫والتحول م��ن ش��ن هجمات رئيسية إل��ى تنفيذ اخ�ت��راق��ات نوعية ض��د امل��دن التي‬ ‫يخسرها‪ ،‬منها مدينة سامراء وبيجي وفي األنبار‪ .‬هذه العمليات يمكن وصفها‬ ‫في مجال الدفاع بأنها جيوب‪ ،‬وتعتمد على خاليا نشطة موجودة في تلك املدن أو‬ ‫التحرك بخاليا صغيرة من الخارج لشن الهجمات‪ .‬ويقول وزير خارجية الواليات‬ ‫املتحدة جون كيري‪ ،‬بأنه‪ ،‬باإلضافة إلى الحملة العسكرية‪ ،‬سيكون من املهم بدرجة‬ ‫ِّ‬ ‫مساوية أن يجفف التحالف الدولي التمويل غير املشروع للتنظيم‪ ،‬وأن يوقف تدفق‬ ‫املحاربني األج��ان��ب الذين يحملون ج��وازات سفر من دول ح��ول العالم‪ ،‬بما فيها‬ ‫الواليات املتحدة‪.‬‬

‫تقليص الفجوات بني البغدادي وأبو محمد الجوالني‬ ‫كشفت التقارير امليدانية م��ن داخ��ل س��وري��ا ت�ق��ارب وتصالح جبهة النصرة مع‬ ‫«داعش»‪ ،‬رغم ارتباط «النصرة» بـ«القاعدة» وإعطاء بيعتها للظواهري‪ .‬هذا املوقف‬ ‫يعكس أن كال التنظيمني يشترك في آيديولوجية وعقيدة «جهادية»‪ .‬وقد ّ‬ ‫صعد‬ ‫اإلجماع الدولي ضد التنظيم منسوب بيعات فصائل ومجموعات «جهادية» وأفراد‬ ‫إلى «داعش»‪ .‬التنظيم يحاول أن يعالج مشكلة توسع وانتشاره على رقعة جغرافية‬ ‫واسعة بالحصول على بيعات من قبل فصائل جهادية أخرى‪ ،‬وكسب مقاتلني جدد‬ ‫عبر وسائل التجنيد وعبر مبعوثيه‪ ،‬هذه الخطوة جاءت بعد اشتداد الضربات الجوية‬ ‫من قبل التحالف الدولي‪ ،‬التي أثرت فعال على تقدم التنظيم‪.‬‬ ‫هذه املبايعة قلصت املواجهة بني التنظيمني في هذه املرحلة‪ ،‬وتأتي املبايعة وسط‬ ‫مواجهات بني النصرة من جهة والفصائل املقاتلة في املعارضة السورية والعشائر‬ ‫من جهة أخرى‪ .‬يشار أن تقارب النصرة و«داعش» ليس غريبا رغم الخالفات التي‬ ‫ُ‬ ‫تعد خالفات تنظيمية وليست آيديولوجية‪ ،‬كون «النصرة» ُولدت من رحم «داعش»‬ ‫في العراق‪ ،‬وتم اإلعالن عنها في أبريل (نيسان) ‪« .2014‬النصرة» و«داعش» عرفا‬ ‫أنهما كانا يتقاتالن في جبهة‪ ،‬ويكونان متجاورين في مناطق أخ��رى‪ ،‬لكن من‬ ‫املمكن اعتبار ذلك منعطفا في قدرة التنظيم التي بدأت تستقطب حتى معارضيها‬ ‫وخصومها من «النصرة»‪ .‬حالة االستقطاب التي حصل عليها أبو بكر البغدادي‬ ‫‪18‬‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫بعد سيطرته على املوصل‪ ،‬وكسب مجموعات مسلحة جديدة‪ّ ،‬‬ ‫صعدت من رصيده‪،‬‬ ‫ليثبت أن منهج أبو بكر البغدادي بات أقوى من «القاعدة» وزعيمها الظواهري‪.‬‬ ‫أما احتماالت وجود عالقات أو مصالحة ما بني تنظيم القاعدة و«داعش» فيبدو أنها‬ ‫مستبعدة‪ ،‬رغم أنها غير مستحيلة‪ ،‬وربما يعود ذلك لألسباب التالية‪:‬‬ ‫> حجم املنافسة ما بني التنظيمني على عوملة «الجهاد» يعد منافسة من النوع‬ ‫الصعب‪ ،‬وما شهدته العالقات ما بني تنظيم أبو بكر البغدادي وجبهة النصرة‪ ،‬ال‬ ‫يمكن قياسه‪ ،‬لالختالف في العوامل واألسباب‪.‬‬ ‫> الخالفات ما بني التنظيم ب��دأت ما بعد ع��ام ‪ 2010‬وصعود أب��و بكر البغدادي‬ ‫على رأس التنظيم‪ ،‬وسجال الخالفات ظهر بشكله الواسع علنا في أبريل (نيسان)‬ ‫‪ 2013‬بخروج أبو محمد الجوالني‪ ،‬زعيم «النصرة» على البغدادي‪ ،‬وإعطاء البيعة‬ ‫للظواهري‪.‬‬ ‫> أعلنت «القيادة العامة لتنظيم القاعدة» في بيان منسوب لها نشر على اإلنترنت‬ ‫يوم ‪ 3‬فبراير (شباط) ‪ 2014‬أنه ال صلة لها بـ«داعش»‪ ،‬وجاء في البيان الذي نقلته‬ ‫قاعدة‬ ‫مؤسسة «سايت» املتخصصة في رصد املواقع اإلسالمية‪« :‬تعلن جماعة ُ َ‬ ‫الجهاد أنها ال صلة لها بجماعة الدولة اإلسالمية في العراق والشام‪ ،‬فلم تخطر‬ ‫ُ‬ ‫ولم تستأمر فيها‪ ،‬ولم تستشر‪ ،‬ولم ترضها‪ ،‬بل أمرت بوقف العمل بها»‪.‬‬ ‫بإنشائها‪ّ ،‬‬ ‫> وج��ه منظر التيار السلفي «ال�ج�ه��ادي» عصام ال�ب��رق��اوي الشهير بأبو محمد‬ ‫املقدسي من داخل سجنه باألردن منتصف شهر فبراير ‪ 2014‬انتقادات شديدة‬


‫تقارب محتمل بني «داعش» وجماعات أصولية‬ ‫في مصر واليمن والصومال ونيجيريا‬

‫تحالف إرهابي ملواجهة‬ ‫التحالف الدولي‬


‫قصة الغالف‬


‫سلمى حايك تدعو‬ ‫إلى التضامن مع‬ ‫الفتيات احملتجزات‬ ‫لدى بوكو حرام‬ ‫دعت املمثلة واملنتجة‬ ‫املكسيكية من أصل لبناني‬ ‫سلمى حايك املجتمع‬ ‫الدولي التضامن مع الفتيات‬ ‫املحتجزات في نيجيريا لدى‬ ‫حركة بوكو حرام‪ ،‬منذ مايو‬ ‫(أيار) من العام املنتهي أثناء‬ ‫عرض فيلم «النبي» املقتبس‬ ‫عن رواية الكاتب اللبناني‬ ‫الراحل جبران خليل جبران‬ ‫في مهرجان كان السينمائي‪.‬‬ ‫وأثارت حايك قضية الفتيات‬ ‫املختطفات في نيجيريا حني‬ ‫حملت وهي تلتقط الصور‬ ‫على السجادة الحمراء مع ثلة‬ ‫من النجوم الفتة كتب عليها‬ ‫«أعيدوا لنا بناتنا»‪.‬‬

‫نصف سكان‬ ‫سوريا الجئون‬ ‫ومشردون‬ ‫قالت األمم املتحدة‪ ،‬إن‬ ‫عدد الالجئني السوريني‬ ‫املسجلني لدى الدول‬ ‫املجاورة بلغ ‪ 3‬ماليني‬ ‫الجئ إلى سبتمبر‬ ‫(أيلول) من العام املاضي‬ ‫موزعني بشكل أساسي‬ ‫على لبنان وتركيا‬ ‫واألردن والعراق‪ ،‬متحدثة‬ ‫عن نزوح نحو نصف‬ ‫السوريني الذين ما زالوا‬ ‫يعيشون داخل بالدهم‪.‬‬ ‫وأشارت مفوضية‬ ‫األمم املتحدة إلى أن‬ ‫عدد الـ‪ 3‬ماليني الجئ‬ ‫«عدد قياسي يمثل‬ ‫زيادة بمقدار مليون‬ ‫الجئ مقارنة بعام‬ ‫‪ .2013‬باإلضافة إلى‬ ‫نزوح ‪ 6.5‬مليون داخل‬ ‫سوريا‪ ،‬وهو ما يعني أن‬ ‫قرب نصف السوريني‬ ‫جميعا أجبروا اآلن على‬ ‫ترك بيوتهم والنجاة‬ ‫بأرواحهم»‪.‬‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫‪15‬‬


‫‪2014‬‬

‫أحداث مصورة‬ ‫من عام مضى‬

‫أسكوتلندا ترفض‬ ‫االستقالل عن‬ ‫بريطانيا بأكثر‬ ‫من ‪% 55‬‬ ‫رفض االسكوتلنديون‬ ‫االستقالل عن بريطانيا‬ ‫في االستفتاء الذي أجري‬ ‫‪ 18‬سبتمبر (أيلول) ‪2014‬‬ ‫وحافظوا على وحدة‬ ‫اململكة املتحدة‪ ،‬بنسبة ‪55‬‬ ‫في املائة‪ .‬وشكل مدخال‬ ‫ملنح بلدانها الـ‪ 4‬املزيد‬ ‫من الصالحيات‪ ،‬بحسب‬ ‫نتائج االستفتاء‪ ..‬وحصل‬ ‫الوحدويون على مليونني‬ ‫وألف و‪ 926‬صوتا‪ ،‬مقابل‬ ‫مليون و‪ 617‬ألفا و‪989‬‬ ‫صوتا لالستقالليني‪.‬‬

‫اإليبوال‪..‬‬ ‫خسائر بشرية‪..‬‬ ‫هل سيتم احتواء‬ ‫تفشي املرض‬ ‫يواصل فيروس اإليبوال‬ ‫انتشاره في غرب أفريقيا‬ ‫العام الجديد أيضا مع نوبات‬ ‫تفش متقطعة للوباء في‬ ‫البلدان القريبة من سيراليون‬ ‫وليبيريا وغينيا وربما‬ ‫تظهر حاالت في مناطق‬ ‫أبعد‪ .‬لكن السلطات أكثر‬ ‫تفهما للمخاطر والحاجة‬ ‫إلى تتبع من خالطوا املرضى‬ ‫األمر الذي يشير إلى أنه‬ ‫سيتم احتواء تفشي املرض‬ ‫قبل أن يزداد حجم الخسائر‬ ‫البشرية واالقتصادية‪ .‬وفي‬ ‫الوقت نفسه سيغير التطوير‬ ‫السريع لألمصال والعقاقير‬ ‫التجريبية اتجاه األحداث‬ ‫في الدول األكثر تضررا إال‬ ‫أن ذلك لن يحدث إال بعد‬ ‫أن يكون مرض اإليبوال قد‬ ‫مزق النسيج االجتماعي‬ ‫واالقتصادي الضعيف‬ ‫بالفعل في هذا الجزء من‬ ‫أفريقيا‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬


‫العراق‪ ..‬انهيار‬ ‫حكومة املالكي ‪..‬‬ ‫والعبادي أكثر ميال‬ ‫الستيعاب القوى‬ ‫السياسية‬ ‫أتاح تغيير الحكومة في‬ ‫العراق بانتقال الحكم من‬ ‫رئيس الوزراء نوري املالكي‬ ‫إلى حيدر العبادي ‪ -‬الذي‬ ‫يبدو من الناحية النظرية‬ ‫أكثر ميال إلى استيعاب‬ ‫القوى السياسية ‪ -‬مجاال‬ ‫لتعزيز املعارضة ضد تنظيم‬ ‫داعش‪ .‬لكن البالد مقسمة‬ ‫بالفعل بني األكراد في‬ ‫الشمال والشيعة في بغداد‬ ‫والجنوب والسنة في الوسط‬ ‫والغرب وهي املناطق التي‬ ‫يسيطر عليها التنظيم‪.‬‬

‫احلرب على‬ ‫غزة ‪2014‬‬ ‫النزاع العسكري بني إسرائيل‬ ‫وحركات املقاومة الفلسطينية‬ ‫في قطاع غزة بدأ فعليا يوم‬ ‫‪ 8‬يوليو (تموز) ‪ 2014‬ملدة‬ ‫‪ 50‬يوما وقد أطلق الجيش‬ ‫اإلسرائيلي على عدونه عملية‬ ‫الجرف الصامد وردت كتائب‬ ‫عز الدين القسام بمعركة‬ ‫العصف املأكول (وردت‬ ‫حركة الجهاد اإلسالمي‬ ‫بعملية البنيان املرصوص)‪.‬‬ ‫بعد موجة عنف تفجرت‬ ‫مع خطف وتعذيب وحرق‬ ‫الطفل محمد أبو خضير من‬ ‫شعفاط على أيدي مجموعة‬ ‫مستوطنني في ‪ 2‬يوليو‬ ‫‪ ،2014‬وأعقبها احتجاجات‬ ‫واسعة في القدس وداخل‬ ‫عرب ‪ 48‬وكذلك مناطق الضفة‬ ‫الغربية‪ ،‬واشتدت وتيرتها‬ ‫بعد أن دهس إسرائيلي اثنني‬ ‫من العمال العرب قرب حيفا‬ ‫وتخلل التصعيد قصف‬ ‫متبادل بني إسرائيل واملقاومة‬ ‫الفلسطينية في قطاع غزة‬ ‫وانسحبت إسرائيل من القطاع‬ ‫‪ 26‬أغسطس ‪.2014‬‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫‪13‬‬


‫‪2014‬‬

‫أحداث مصورة‬ ‫من عام مضى‬

‫اجلزائر‪..‬‬ ‫فوز بوتفليقة‬ ‫بوالية رابعة‬ ‫أعلن وزير الداخلية الجزائري‬ ‫الطيب بلعيز ‪ 18‬أبريل‬ ‫(نيسان) من العام املاضي عن‬ ‫فوز الرئيس الجزائري عبد‬ ‫العزيز بوتفليقة الذي يبلغ ‪77‬‬ ‫عاما ويعاني مشكالت صحية‬ ‫كبيرة بوالية جديدة بنسبة‬ ‫‪ 81.53‬في املائة من أصوات‬ ‫املقترعني في االنتخابات‬ ‫الرئاسية الجزائرية‪ .‬ومع‬ ‫انخفاض أسعار النفط تكافح‬ ‫الجزائر لجلب مزيد من‬ ‫االستثمارات في قطاع النفط‬ ‫والتعامل مع ضغوط اجتماعية‬ ‫من أجل أحوال معيشية‬ ‫وإسكان ودعم أفضل‪ .‬وربما‬ ‫يشكل ذلك أزمة ألكبر بلد في‬ ‫أفريقيا في عام ‪.2015‬‬

‫داعش يوحد القوى‬ ‫العربية والواليات‬ ‫املتحدة واحللفاء‬ ‫األوروبيني ضده‬ ‫استطاع تنظيم داعش‬ ‫أن يوحد القوى العربية‬ ‫والواليات املتحدة والحلفاء‬ ‫األوروبيني ضده‪ .‬ومع ظهور‬ ‫عالمات على أنه يجري‬ ‫احتواؤه فإنه يعزز على ما‬ ‫يبدو قبضته على األراضي‬ ‫التي يسيطر عليها في‬ ‫شرق سوريا وغرب العراق‪.‬‬ ‫ويفتح التنظيم جبهات‬ ‫جديدة في شبه جزيرة‬ ‫سيناء وفي ليبيا وربما في‬ ‫اليمن في حني أنه ال يزال‬ ‫قادرا على التوغل في لبنان‪.‬‬ ‫في الوقت الحالي يتصدى‬ ‫لقتال التنظيم قوات التحالف‬ ‫والجيش وقوات البيشمركة‬ ‫الكردية التي تعاني نقصا‬ ‫في العتاد‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬


‫ليبيا تتمزق‪..‬‬ ‫وحفرت يقود‬ ‫«عملية الكرامة»‬ ‫ليبيا تتمزق وتتحول فيما‬ ‫يبدو إلى دولة فاشلة أخرى في‬ ‫املنطقة وربما إلى بؤرة جديدة‬ ‫لإلرهاب‪ .‬وربما تتفكك إلى‬ ‫إقطاعيات تخضع لسيطرة‬ ‫قادة فصائل قبليني يقدمون‬ ‫الكثير من الفرص للمتطرفني‪.‬‬ ‫ومنذ ‪ 16‬مايو (أيار) من العام‬ ‫املاضي قاد اللواء خليفة حفتر‬ ‫ما سميت بـ«عملية الكرامة»‬ ‫أو «كرامة ليبيا» وهي عملية‬ ‫عسكرية قال‪ :‬إنها تهدف إلى‬ ‫(تطهير ليبيا من اإلرهاب‬ ‫والعصابات والخارجني عن‬ ‫القانون وااللتزام بالعملية‬ ‫الديمقراطية ووقف االغتياالت‬ ‫خصوصا التي تستهدف‬ ‫الجيش والشرطة)‪.‬‬ ‫قائال‪ :‬إن العملية (ليست‬ ‫انقالبا وإن الجيش لن يمارس‬ ‫الحياة السياسية)‪.‬‬

‫إيران‪ ..‬املقاربة‬ ‫األمريكية‬ ‫إمكانية إبرام اتفاق‬ ‫نووي بني ايران والغرب‬ ‫قد يؤدي إلى تغيير‬ ‫قواعد اللعبة اإلقليمية‪.‬‬ ‫وسيؤدي مثل هذا‬ ‫االتفاق إلى إعادة دمج‬ ‫الجمهورية اإلسالمية‬ ‫إقليميا ودوليا وهو‬ ‫ما يفتح الباب لفرص‬ ‫استثمارية محتملة‬ ‫وتعاون أكبر مع دول‬ ‫الخليج لحل مجموعة من‬ ‫الصراعات اإلقليمية من‬ ‫أفغانستان إلى سوريا‬ ‫وبالتالي بناء تفاهمات‬ ‫أمنية إقليمية أكثر‬ ‫استقرارا اذا خلصت‬ ‫نوايا طهران‪.‬‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫‪11‬‬


‫‪2014‬‬

‫أحداث مصورة‬ ‫من عام مضى‬

‫خادم احلرمني الشريفني‬ ‫يلتقي الرئيس السيسي‬ ‫يف القاهرة‬ ‫التقى خادم الحرمني الشريفني امللك‬ ‫عبد الله بن عبد العزيز‪ ،‬مساء ‪20‬‬ ‫يوليو (تموز) املاضي مع الرئيس‬ ‫املصري عبد الفتاح السيسي في‬ ‫زيارة رسمية ملصر‪ ،‬وقدم امللك عبد‬ ‫الله بن عبد العزيز التهنئة للرئيس‬ ‫السيسي على توليه مهام الرئاسة‬ ‫في مصر‪ ،‬كما قدم الرئيس املصري‬ ‫الشكر للملك عبد الله بن عبد‬ ‫العزيز‪ ،‬على الدعم السعودي الكبير‬ ‫ملصر‪ .‬وتناولت القمة السعودية‬ ‫ املصرية التي جرت على منت‬‫طائرة خادم الحرمني الشريفني في‬ ‫مطار القاهرة‪ ،‬التطورات اإلقليمية‪،‬‬ ‫وأهمية التنسيق والعمل املشترك‬ ‫بني البلدين ملواجهة التحديات التي‬ ‫تسود املنطقة‪ ،‬كما تناولت العالقات‬ ‫الثنائية بني مصر والسعودية‪.‬‬

‫إردوغان‪ ..‬يبحث‬ ‫عن أغلبية حلزب‬ ‫العدالة والتنمية يف‬ ‫االنتخابات الربملانية‬ ‫بعد فوزه بكرسي الرئاسة‬ ‫في ‪ 10‬أغسطس (آب) املاضي‬ ‫يريد الرئيس رجب طيب‬ ‫إردوغان أغلبية أقوى لحزب‬ ‫العدالة والتنمية حتى يمكنه أن‬ ‫يحقق نظاما رئاسيا تنفيذيا‪.‬‬ ‫وقبل االنتخابات البرملانية في‬ ‫يونيو (حزيران) املقبل يتوقع‬ ‫أن يمارس املزيد من سياسات‬ ‫االستقطاب التي ينتهجها ‪-‬‬ ‫والتي انطوت على شن حملة‬ ‫على مؤيدي خصمه فتح الله‬ ‫غولن وفرض سيطرة أكبر‬ ‫على وسائل اإلعالم واملحاكم‬ ‫وتوجيه انتقادات إلى املعارضة‬ ‫العلمانية‪ .‬وقد يكون تأييد‬ ‫األكراد املفتاح نحو الرئاسة‬ ‫التنفيذية مقابل مزيد من‬ ‫الحقوق في دستور جديد ‪-‬‬ ‫وهذا يعني أنه من املرجح أن‬ ‫تبقى العملية في مسارها رغم‬ ‫األحداث في سوريا‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬


‫جذبت في ‪ 2014‬أكثر من مليوني زائر‬

‫سلطنة عمان تراهن‬ ‫على السياحة‬ ‫سلطنة عمان الغنية بالصحاري والجبال‬ ‫والفنادق الفخمة والتي تضم أول أوبرا على‬ ‫الطراز اإليطالي في شبه الجزيرة العربية‪،‬‬ ‫إلى جذب املزيد من السياح العام الجديد‪ .‬وقبل ‪ 5‬أيام من‬ ‫نهاية العام املاضي قال فابيو سكاشيافيالني الخبير‬ ‫االقتصادي في الصندوق السيادي العماني «لو لم يكن‬ ‫لدى عمان النفط لكان اقتصادها يعتمد على السياحة»‪.‬‬ ‫ويوفر الذهب األس��ود للدولة ‪ 75‬في املائة من عائداتها‬ ‫العامة‪.‬‬ ‫وتتجه سلطنة عمان نحو السياحة ملا تتمتع به السلطنة‬ ‫التي تعد ‪ 4‬ماليني نسمة وتتجاوز مساحتها مساحة‬ ‫اململكة املتحدة من مواقع جذب غير مستغلة بشكل واف‪.‬‬ ‫فمع طبيعتها املتنوعة وشواطئها املمتدة على مسافة‬ ‫‪ 1700‬كلم معظمها غير مستغل‪.‬‬ ‫و«ت �ع �ك��س ع �م��ان ت ��اري ��خ ش �ب��ه ال �ج��زي��رة وح �ض��ارت �ه��ا‬ ‫األصيلة» على ما قالت أمينة البلوشي املسؤولة في وزارة‬ ‫السياحة التي تعد استراتيجية على مدى ‪ 25‬عاما‪ ،‬مؤكدة‬ ‫«أننا نريد استثمارذلك»‪ .‬وبإمكان عمان أن تعتمد على‬ ‫صورتها كبلد مستقر وآم��ن‪ ،‬وهي ميزة هامة مقارنة‬ ‫باألوضاع في دول أخرى كثيرة في الشرق األوسط‪.‬‬ ‫وق��د جذبت عمان في ‪ 2014‬نحو ‪ 2.1‬مليون زائ��ر‪ ،‬أي‬ ‫بارتفاع ‪ 50‬ف��ي امل��ائ��ة ع��ن السنتني السابقتني بحسب‬ ‫ال��وزارة‪ .‬وهذا التقدم يعود جزئيا إلى استثمارات تزيد‬ ‫قيمتها عن ‪ 660‬مليون دوالر وأك��دت عمان على مدى‬ ‫سنوات أنها تعول على ‪ 12‬مليون سائح سنويا بحلول‬ ‫‪.2020‬‬

‫تسعى‬

‫تولى وزارات الداخلية والدفاع‬ ‫والخارجية في زمن بورقيبة‪ ..‬ورئاسة‬ ‫البرملان في عهد بن علي‬

‫حفل تنصيب قائد السبسي‬ ‫رئيسا للجمهورية التونسية‬

‫الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي‬

‫تحدث عن مؤامرة وهمية الغتيال‬ ‫الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ‬

‫فيلم «املقابلة»‪ ..‬دعاية‬ ‫سياسية لعمل فني‬

‫ملصق دعاية فيلم املقابلة‬

‫الفلكلور العماني‬

‫ال��رئ �ي��س ال �ت��ون �س��ي امل�ن�ت�ه�ي��ة والي �ت��ه‬ ‫امل �ن �ص��ف امل� ��رزوق� ��ي ق �ص��ر ق��رط��اج‬ ‫الرئاسي بعد ‪ 3‬سنوات قضاها في‬ ‫الحكم‪ .‬وينظم الرئيس التونسي الجديد الباجي‬ ‫قائد السبسي بعد أدائه اليمني الدستورية حفل‬ ‫التنصيب في ‪ 14‬من شهر يناير (كانون الثاني)‬ ‫الجاري‪.‬ويخشى أن�ص��ار امل��رزوق��ي‪ ،‬م��ن تراجع‬ ‫الحريات الوليدة في البالد إثر فوز منافسه قائد‬ ‫السبسي باالنتخابات الرئاسية التي أجريت ‪21‬‬ ‫ديسمبر (كانون األول) املاضي‪.‬‬ ‫ويعتبر هؤالء أن «النظام القديم»‪ ،‬الذي يقولون‬ ‫إن قائد السبسي جزء منه‪ ،‬انتصر على الثورة‬ ‫التي أنهت يوم ‪ 14‬يناير ‪ 2011‬حكم الرئيس زين‬ ‫العابدين بن علي‪.‬‬ ‫وفاز قائد السبسي (‪ 88‬عاما) مؤسس ورئيس‬ ‫حزب «نداء تونس» املعارض لإلسالميني‪ ،‬بالدورة‬ ‫الثانية لالنتخابات الرئاسية التي تنافس فيها مع‬ ‫املرزوقي (‪ 69‬عاما)‪.‬‬ ‫وح�ص��ل ق��ائ��د السبسي ع�ل��ى ‪ 55.68‬ف��ي امل��ائ��ة‬ ‫م��ن األص ��وات وامل��رزوق��ي على ‪ 44.32‬ف��ي املائة‬ ‫وفق النتائج الرسمية التي أعلنتها الهيئة املكلفة‬ ‫بتنظيم االنتخابات العامة‪ .‬وكان قائد السبسي‬ ‫ت��ول��ى ع��دة وزارات مهمة مثل الداخلية وال��دف��اع‬ ‫والخارجية في عهد بورقيبة‪ .‬كما تولى رئاسة‬ ‫البرملان بني ‪ 1990‬و‪ 1991‬في عهد بن علي‪.‬‬

‫غادر‬

‫الفيلم الكوميدي «املقابلة» (ذي إنترفيو) الذي‬ ‫يتحدث ع��ن م��ؤام��رة وهمية الغتيال الزعيم‬ ‫ال� �ك ��وري ال �ش �م��ال��ي ك �ي��م ج��ون��غ أون وي�ث�ي��ر‬ ‫جدال دوليا‪ ،‬على منصات على اإلنترنت وعدد من دور‬ ‫السينما األميركية مع بداية احتفاالت أعياد امليالد العام‬ ‫املنصرم‪ .‬وكانت شركة «سوني بيكتشرز» أعلنت ‪25‬‬ ‫ديسمبر (كانون األول) املاضي أن «املقابلة» موجود على‬ ‫غوغل بالي و«يوتيوب موفيز» واكسبوكس فيديو التابع‬ ‫ملايكروسوفت واملوقع الخاص الذي أنشئ للفيلم ‪www.‬‬ ‫‪ seetheinterview.com‬بسعر ‪ 5.99‬دوالر للمشاهدة‬ ‫و‪ 14.99‬دوالر ل�ل�ب�ي��ع‪ .‬وق� ��ال م��اي�ك��ل ل�ي�ن�ت��ون‪ ،‬ال��رئ�ي��س‬ ‫التنفيذي لشركة سوني إنترتينمنت‪ ،‬إن ط��رح الفيلم‪،‬‬ ‫ال��ذي أث��ار أزم��ة مؤخرا‪ ،‬على اإلنترنت جاء عقب أسبوع‬ ‫من املحادثات مع غوغل ومايكروسوفت وشركاء آخرين‪.‬‬ ‫وكان هجوم إلكتروني في األسابيع األخيرة على شركة‬ ‫س��ون��ي وت�ه��دي��دات إره��اب�ي��ة م��ن ج��ان��ب قراصنة إنترنت‬ ‫وتحقيق من جانب مكتب التحقيقات االتحادي (إف بي‬ ‫آي) في هذا الشأن‪ ،‬قد حولوا هذا الفيلم الساخر إلى قضية‬ ‫دولية‪ .‬ورفضت دور سينما كبرى في الواليات املتحدة‬ ‫عرض الفيلم بسبب «تهديدات»‪ .‬ونددت كوريا الشمالية‬ ‫بالفيلم ووصفته بأنه عمل عدواني‪ ،‬وأثنت على الهجمات‬ ‫اإللكترونية التي استهدفت سوني ونفت مسؤوليتها عن‬ ‫ذلك‪ .‬وقال الرئيس األميركي باراك أوباما الذي كان يمضي‬ ‫عطلة نهاية ال�ع��ام ف��ي ه��اوي‪ ،‬لصحافيني «إن�ن��ي سعيد‬ ‫ب�خ��روج الفيلم»‪ ،‬وي ��روي الفيلم قصة صحافيني يمثل‬ ‫دوريهما جيمس فرانكو وسيث روغني حصالن على‬ ‫موعد ملقابلة كيم جونغ اون‪ .‬وتتدخل وكالة االستخبارات‬ ‫املركزية (سي آي إيه) األميركية لتطلب منهما اغتياله‪.‬‬

‫عرض‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫‪09‬‬


‫األسبوع الخامس‬

‫نيابة عن خادم الحرمني الشريفني‪ ..‬األمير سلمان بن عبد العزيز لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء االستثنائية إلقرار امليزانية العامة للدولة (واس)‬

‫تعديالت وزارية شملت ‪ 9‬وزارات في أوسع‬ ‫تعديل وزاري تشهده اململكة منذ سنوات‬

‫مجلس الوزراء يقر أكبر‬ ‫ميزانية في تاريخ السعودية‬

‫اليمن يهوي بعد استيالء الحوثيني على‬ ‫املصرف املركزي والتحكم في مفاصل الدولة‬

‫صنعاء في قبضة‬ ‫«أنصار الله»‬

‫‪08‬‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫السعودية ‪ 25‬ديسمبر (كانون األول) املاضي أكبر ميزانية في تاريخها‪ ،‬مواصلة التوسع في اإلنفاق على‬ ‫خطط التنمية‪ ،‬باعتمادات تبلغ ‪ 860‬مليار ريال سعودي في عام ‪ .2015‬وأقر مجلس الوزراء في جلسة‬ ‫خادم الحرمني الشريفني‪.‬‬ ‫استثنائية‪ ،‬امليزانية التي صدرت بأوامر ملكية من ُ‬ ‫وأعرب خادم الحرمني الشريفني امللك عبد الله بن عبد العزيز في كلمة ألقيت نيابة عنه‪ ،‬في الجلسة االستثنائية التي عقدت‬ ‫برئاسة األمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي‪ ،‬في قصر اليمامة‬ ‫بالرياض‪ ،‬عن تفاؤله بأن النمو االقتصادي في السعودية سيستمر مدفوعا بنشاط القطاع الخاص‪ ،‬واستمرار تعزيز‬ ‫التكامل بني القطاعني العام والخاص‪ ،‬ومواصلة تحسني أداء القطاع الحكومي‪ ،‬وتطوير التعليم باعتباره أساس التنمية‪،‬‬ ‫ومعالجة اختالالت سوق العمل إليجاد مزيد من فرص العمل للمواطنني‪ ،‬والتنمية املتوازنة بني املناطق‪ ،‬واالستخدام‬ ‫األمثل للموارد‪.‬‬ ‫وقبل أيام من إعالن موازنة البالد لعام ‪ 2015‬أصدر خادم الحرمني الشريفني امللك عبد الله بن عبد العزيز الثامن من‬ ‫ديسمبر املاضي أوامر ملكية بتغيير وزاري شمل تعيني ‪ 9‬وزراء جدد في أوسع تعديل وزاري سعودي منذ سنوات‪.‬‬ ‫وشملت التعديالت‪ ،‬تعيني وزير جديد للثقافة واإلعالم هو عبد العزيز بن عبد الله الخضيري‪ .‬كما عني الدكتور محمد بن‬ ‫علي بن هيازع وزيرا للصحة‪ ،‬وجرى تعيني الدكتور عصام بن سعد بن سعيد رئيس هيئة الخبراء بمجلس الوزراء وزير دولة‬ ‫وعضوا بمجلس الوزراء باإلضافة إلى عمله‪ .‬وشملت األوامر تعيني الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل وزيرا للشؤون‬ ‫اإلسالمية واألوقاف والدعوة واإلرشاد‪ ,‬والدكتور خالد بن عبد الله السبتي وزيرا للتعليم العالي‪ ،‬وتعيني الدكتور فهاد بن‬ ‫ّ‬ ‫الحميد وزيرا للشؤون االجتماعية‪،‬‬ ‫معتاد بن شفق الحمد وزيرا لالتصاالت وتقنية املعلومات‪ ،‬وتعيني سليمان بن سعد‬ ‫واملهندس وليد بن عبد الكريم الخريجي وزيرا للزراعة‪ ،‬واملهندس عبد الله بن عبد الرحمن املقبل وزيرا للنقل‪.‬‬

‫أعلنت‬

‫جماعة «أنصار الله» التابعة للحوثيني قبضتها على ميناءالحديدة‪ ،‬وقامت بعزل كبار املديرين‬ ‫في ثاني أكبر ميناء في البالد‪ ،‬وتجيء هذه الخطوات بعد يوم واحد من هجوم الذع شنه زعيم‬ ‫الحوثيني عبد امللك الحوثي على الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ‪ 17‬ديسمبر (كانون‬ ‫األول) املاضي‪.‬‬ ‫وكثف الحوثيون في اليمن من عمليات استيالئهم على املؤسسات األمنية والعسكرية في البالد‪ ،‬واستولوا‬ ‫على البنك املركزي‪ ،‬ومبنى شركة «صافر» النفطية الرسمية التي تعنى بإنتاج وتصدير النفط من الحقول‬ ‫في املناطق املنتجة للنفط‪ ،‬وأغلقوا مبنى منتدى التغيير والبناء السياسي‪ .‬وأحكموا سيطرتهم أيضا على‬ ‫مبنى مصلحة األحوال املدنية بصنعاء‪ ،‬بعد اشتباكات مع القوات األمنية املرابطة هناك‪ ،‬األمر الذي أدى إلى‬ ‫سقوط قتلى وجرحى من الطرفني‪ ،‬في خطوة تؤكد تقدم الحركة املتمردة نحو السيطرة الكاملة على الدولة‬ ‫ومرافقها‪ ،‬وتمكن سيطرة الحوثيني على سجالت ابناء الشعب جماعة أنصار الله االطالع على كل بيانات‬ ‫املواطنني وأرقامهم الوطنية‪.‬‬ ‫وكان زعيم الحوثيني عبد امللك الحوثي قد انتقد في وقت سابق الرئيس هادي قائال إنه يسمح بالفساد‪،‬‬ ‫وطالبه بأن يسلم السيطرة على مؤسسات الدولة إلى الحوثيني حتى يمكنهم ضمان عدم إهدار األموال‪.‬‬

‫أحكمت‬


‫‪..‬‬ ‫رساله المحرر‬ ‫رغم معاناته من الضربات الجوية للتحالف الدولي‪ ،‬مما أضعفه وحرمه من سالحه‪،‬‬ ‫فإن تنظيم داعش وأميره أبو بكر البغدادي يبحثان عن بيعة جديدة من متشددين‬ ‫جدد‪ ،‬عبر اتصاالت مع تنظيمات متطرفة في دول الشرق األوسط‪ ،‬وكذلك في الهند‬ ‫وآسيا الوسطى‪ .‬الباحث العراقي في قضايا اإلرهاب واالستخبارات جاسم محمد‪،‬‬ ‫رصد في ملف هذا العدد خطط «داعش» لتكوين «تحالف إرهابي ملواجهة التحالف‬ ‫الدولي»‪ ،‬مشيرا إلى أن «داعش» يملك شبكة منظمة‪ ،‬وواجهات عمل يديرها عبر‬ ‫تركيا لدخول الجماعات إلى سوريا‪ ،‬ومنها إلى العراق‪ ،‬باإلضافة إلى استخدام‬ ‫اإلنترنت بشكل منظم ألغراض التجنيد؛ حيث «يراهن تنظيم داعش على وجود‬ ‫تحالفات من أنصاره تستهدف دول التحالف الدولي أكثر من رهانه على قوته‬ ‫العسكرية في سوريا والعراق ودول أخرى»‪.‬‬ ‫وفي امللف ذاته‪ ،‬وتحت عنوان‪(« :‬داعش) يعني أمراء من األقليات لتطمني املكونات‬ ‫القومية»‪ ،‬تكتب الصحافية الكردية روشن قاسم عن حاالت االنشقاقات والتصدعات‬ ‫التنظيمية لـ«داعش»‪ ،‬وتخلي‪ ،‬أو باألحرى تسرب‪ ،‬بعض قياداته امليدانية‪ ،‬خاصة‬ ‫في مدن املوصل واألنبار وكوباني‪ ..‬كل ذلك ترصده قاسم عبر لقاءات بعدد من‬ ‫السجناء والعناصر املنشقة والهاربة من صفوف «داعش»‪ ،‬والذين تحدثوا لـ«املجلة»‬ ‫عن «أزمة األقليات» في صفوف التنظيم‪.‬‬ ‫وفي ملف آخر‪ ،‬وتعليقا على «تداعيات براءة مبارك ونجليه على رجاله وأنصاره»‬ ‫من التهم املنسوبة إليهم؛ ومن أبرزها قتل املتظاهرين في «أحداث يناير»‪ ،‬يكتب‬ ‫الصحافي املصري عبد الستار حتيتة عن مستقبل رموز النظام السابق؛ حيث‬ ‫«شعر كثير من املراقبني أن منظومة ما يسمى (النظام األسبق)‪ ،‬الذي حكم البالد‬ ‫‪ 30‬سنة‪ ،‬بدأت تنتعش‪ ،‬وأن هناك احتماال بعودة قيادات بارزة في النظام األسبق‬ ‫لكي تتصدر واجهة الحياة السياسية‪ ،‬بل إن هناك من بدأ يتكهن بوجود فرص‬ ‫لجمال‪ ،‬نجل مبارك‪ ،‬للمنافسة والترشح لرئاسة الجمهورية املقبلة املقرر لها عام‬ ‫‪.»2018‬‬ ‫وحول رصد «موقف خليجي موحد»‪ ،‬يتابع الصحافي السعودي ميرزا الخويلدي‬ ‫نتائج القمة الخليجية الـ‪ 35‬التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة‪ ،‬في التاسع من‬ ‫ديسمبر (كانون األول) املاضي‪ ،‬والتي عبرت‪ ،‬على حد تعبيره‪« ،‬نفق األزمات»‪،‬‬ ‫ونجحت أوال في تحصني البيت الخليجي‪ ،‬ومن ثم توحيد املوقف السياسي لدول‬ ‫الخليج الست‪ ،‬التي وحدتها أزمات وشتتتها أخرى‪.‬‬ ‫أما الصحافي السعودي املتخصص في شؤون النفط والطاقة وائل املهدي فقد‬ ‫رصد في تقرير «النعيمي من املايسترو إلى الجنرال» تصريحات وزير البترول‬ ‫السعودي علي النعيمي للصحافيني‪ ،‬أثناء حضوره مؤتمر الطاقة العربي العاشر‪،‬‬ ‫الذي انعقد في أبوظبي‪ ،‬أواخر ديسمبر ‪ ،2014‬وعدها إعالن حرب على املنتجني من‬ ‫خارج منظمة البلدان املصدرة للبترول (أوبك)‪.‬‬ ‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬تقدم «املجلة» نخبة من أهم املقاالت والتحقيقات والتقارير‬ ‫السياسية‪ ،‬ومادة مترجمة منتقاة من مجلة «فورن أفيرز» األميركية‪ ،‬التي تسلط‬ ‫الضوء على أهم األحداث اإلقليمية والعاملية‪.‬‬ ‫في عدد هذا الشهر ندعوك عزيزي القارئ ملتابعة هذه املوضوعات وغيرها الكثير‬ ‫على موقعنا «‪ ،»majalla.com‬كما نرحب دائما بآرائك وتعليقاتك‪ ،‬أو االتصال بنا‬ ‫إذا رغبت في التواصل معنا‪.‬‬ ‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬

‫‪7‬‬


‫المحتوى‬

‫قمة الدوحة أرست املصالحات‬ ‫وأعادت مصر دولة محورية‬ ‫في العالم العربي‬

‫موقف خليجي‬ ‫موحد يف السياسة‬ ‫ومكافحة اإلرهاب‬

‫مصدر امني‪ :‬التقارب بني‬ ‫الدوحة والقاهرة يكتسب أهمية‬ ‫بالغة الستباقه ذكرى ‪ 25‬يناير‬

‫تقارب محتمل‬ ‫بني «داعش»‬ ‫وجماعات‬ ‫أصولية في‬ ‫مصر واليمن‬ ‫والصومال‬ ‫ونيجيريا‬

‫حتالف‬ ‫إرهابي‬ ‫ملواجهة‬ ‫التحالف‬ ‫الدولي‬

‫ماذا بعد املصاحلة‬ ‫املصرية القطرية‬

‫تلتقي الحرس القديم‬ ‫للرئيس األسبق ويؤكدون‪:‬‬ ‫جمال مرشح رئاسي ‪2018‬‬

‫تداعيات براءة مبارك‬ ‫ونجليه على رجاله‬ ‫وانصاره‬

‫مجزرة بيشاور‪..‬‬ ‫طالبان تعلن الحرب‬ ‫على إسالم آباد‬ ‫وترد على عمليات‬ ‫«ضرب عضب»‬

‫املناطق القبلية‬ ‫الباكستانية‪..‬‬ ‫«احلديقة‬ ‫اخللفية»‬ ‫في أعقاب الحدث املأسوي‬ ‫للمتطرفني‬ ‫الذي وقع في سيدني‬ ‫واجلماعات‬ ‫إعادة النظر يف السياسات‬ ‫املسلحة‬ ‫األمنية يف أسرتاليا‬ ‫وجنوب شرق آسيا‬ ‫‪6‬‬

‫المجلة ‪ /‬العدد ‪ 1603‬يناير‪( -‬كانون الثاني) ‪2015‬‬


‫رسمة من ارشيف (املجلة)‬ ‫رسمها قبل ربع قرن الراحل‬ ‫الفنان محمود كحيل‬



‫رئيس التحرير‬

‫�سلمان بن يو�سف الدو�سري‬ Salman Aldossary Editor-in-Chief

ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē +y:a ` 3x3Na - M k 1fM

:‫سكرتري التحرير‬

‫الد�سوقي‬ ‫م�صطفى‬ Omar A. Alshaikh

Acting CEO of NASHR Co.

‫ﻣﺴﺆول ﻣﻜﺘﺐ اﳋﻠﻴﺞ‬

ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē ‫للمشاركة‬ ‫ كلمة‬800 ‫ جميع المقاالت يجب أال تزيد على‬:‫ملحوظة‬ editorial@majalla.com ‫إلرسال مقاالت أو آراء يرجى المراسلة على البريد اإللكتروني‬ +y:a ` 3x3Na - M k 1fM

^¤ 7yG* Ò* ^d<

‫اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ‬ ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē Acting CEO of ‫ﺳﻜﺮﺗﲑ‬ NASHR Co. ‫اشتراكات‬ Omar A. Alshaikh +y:a ` 3x3Na - M k 1fM www.issuu.com/majalla :‫لالشتراك في االلكترونية‬ subscriptions@majalla.com :‫ يرجى االتصال بـ‬،‫لالشتراك في الطبعة الرقمية‬

¥E¢ 6^G* £ }H

ǀżȤƾƪƵƴŽ Acting CEO of NASHR Co.

‫أي جزء منها أو تخزينها في أي نظام‬ΔϤϠϛ ϰϠϋ ΪϳΰΗ ϻ΃ ΐΠϳ ΕϻΎϘϤϟ΍ ϊϴϤΟ ΔχϮΤϠϣ HGLWRULDO#PDMDOOD FRP ϲϧϭήΘϜϟϹ΍ ΪϳήΒϟ΍ ϰϠϋ ΔϠγ΍ήϤϟ΍ ϰΟήϳ ˯΍έ΁ ϭ΃ ΕϻΎϘϣ ϝΎγέϹ ‫ وال يجوز بأي حال من األحوال إعادة طباعة المجلة أو‬.‫ التي تصدر عن الشركة السعودية لألبحاث والتسويق (المملكة المتحدة) شركة محدودة‬2009 ‫حقوق النشر محفوظة لمجلة المجلة‬ Omar A. Alshaikh ‫ لتلقي‬.ً‫ وتصدر المجلة شهريا‬.)‫على تصريح مسبق من الشركة السعودية لألبحاث والتسويق (شركة محدودة‬ ‫استرجاعي أو نقلها بأي صورة أو أي وسيلة إلكترونية أو آلية أو تصويرها أو تسجيلها أو ما شابه دون الحصول‬ ȝƾżȚǍƄŵȚ www.majalla.com ‫ يرجى زيارة‬،‫استفسارات االشتراك الرقمي‬

ZZZ LVVXX FRP PDMDOOD ΔϴϧϭήΘϜϟϻ΍ ϲϓ ϙ΍ήΘηϼϟ VXEVFULSWLRQV#PDMDOOD FRP ˰Α ϝΎμΗϻ΍ ϰΟήϳ ˬΔϴϤϗήϟ΍ ΔόΒτϟ΍ ϲϓ ϙ΍ήΘηϼϟ

ϡΎψϧ ϱ΃ ϲϓ ΎϬϨϳΰΨΗ ϭ΃ ΎϬϨϣ ˯ΰΟ ϱ΃ ϭ΃ ΔϠΠϤϟ΍ ΔϋΎΒσ ΓΩΎϋ· ϝ΍ϮΣϷ΍ Ϧϣ ϝΎΣ ϱ΄Α ίϮΠϳ ϻϭ ΓΩϭΪΤϣ Δϛήη ΓΪΤΘϤϟ΍ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϖϳϮδΘϟ΍ϭ ΙΎΤΑϸϟ ΔϳΩϮόδϟ΍ Δϛήθϟ΍ Ϧϋ έΪμΗ ϲΘϟ΍ ΔϠΠϤϟ΍ ΔϠΠϤϟ ΔχϮϔΤϣ ήθϨϟ΍ ϕϮϘΣ Issue 1603 - January 2015 2015 )‫ (كانون الثاني‬- ‫ يناير‬1603 ‫العدد‬ ϲϘϠΘϟ ˱ΎϳήϬη ΔϠΠϤϟ΍ έΪμΗϭ ΓΩϭΪΤϣ Δϛήη ϖϳϮδΘϟ΍ϭ ΙΎΤΑϸϟ ΔϳΩϮόδϟ΍ Δϛήθϟ΍ Ϧϣ ϖΒδϣ ΢ϳήμΗ ϰϠϋ ϝϮμΤϟ΍ ϥϭΩ ϪΑΎη Ύϣ ϭ΃ ΎϬϠϴΠδΗ ϭ΃ ΎϫήϳϮμΗ ϭ΃ Δϴϟ΁ ϭ΃ ΔϴϧϭήΘϜϟ· ΔϠϴγϭ ϱ΃ ϭ΃ ΓέϮλ ϱ΄Α ΎϬϠϘϧ ϭ΃ ϲϋΎΟήΘγ΍ HH Saudi Research and Marketing (UK) Ltd ZZZ PDMDOOD FRP ΓέΎϳί ϰΟήϳ ˬϲϤϗήϟ΍ ϙ΍ήΘηϻ΍ Ε΍έΎδϔΘγ΍ ‫ تقاطع التخصصى‬- ‫ طريق مكة‬- ‫ حي المؤتمرات‬- ‫الرياض‬ ‫مرخص لها‬

Arab Press House, 184 High Holborn, London WC1V 7AP$XJXVW LVVXH Tel: +44 207 831 8181 - Fax: +44 207 831 2310

A Monthly Political News Magazine +44 207 831 8181 :‫ لندن‬- 4419933 ‫ هاتف‬:‫الرياض‬

Ώ΁ βτδϏ΃ ΩΪόϟ΍

www.majalla.com/eng

++ 6DXGL 5HVHDUFK DQG 0DUNHWLQJ 8. /WG ϰμμΨΘϟ΍ ϊσΎϘΗ ΔϜϣ ϖϳήσ Ε΍ήϤΗΆϤϟ΍ ϲΣ νΎϳήϟ΍ ΎϬϟ κΧήϣ hq@alkhaleejiah.com :‫ بريد إلكتروني‬،www.alkhaleejiah.com :‫موقع إلكتروني‬ $UDE 3UHVV +RXVH +LJK +ROERUQ ‫الوكيل اإلعالني‬ ϥΪϨϟ ϒΗΎϫ νΎϳήϟ΍ $ 0RQWKO\ 3ROLWLFDO 1HZV 0DJD]LQH +966 11 441 1444 : ‫الدول‬ ‫مختلف‬ ‫ومن‬ ، +44 207 404 6950 :‫لندن‬ ، +331 537 764 00 :‫باريس‬ ، +9714 3 914440 :‫دبي‬ ،920 000 417 : ‫من داخل المملكة‬ /RQGRQ :& 9 $3 ZZZ PDMDOOD FRP HQJ 7HO )D[ 800-2440076 :‫ هاتف مجاني‬،www.arabmediaco.com :‫ موقع إلكتروني‬، info@arabmediaco.com :‫بريد إلكتروني‬

KT#DONKDOHHMLDK FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ΪϳήΑ ˬZZZ DONKDOHHMLDK FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ ϝϭΪϟ΍ ϒϠΘΨϣ Ϧϣϭ ˬ ϥΪϨϟ ˬ βϳέΎΑ ˬ ϲΑΩ ˬ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϞΧ΍Ω Ϧϣ

،+966 11 2121774 :‫ فاكس‬+966 11 4419933 :‫ هاتف‬،11585 ‫ الرياض‬- 62116 ‫ب‬.‫ ص‬- ‫وكيل التوزيع في المملكة العربية السعودية حي المؤتمرات‬ www.saudidistribution.com :‫موقع إلكتروني‬

ϲϧΎΠϣ ϒΗΎϫ ˬZZZ DUDEPHGLDFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ ˬ LQIR#DUDEPHGLDFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ΪϳήΑ

‫شركات نشر‬

‫وكيل اإلشتراكات‬

ϲϧϼϋϹ΍ ϞϴϛϮϟ΍ ‫وكيل التوزيع‬

ΕΎϛ΍ήΘηϹ΍ Ϟϴϛϭ

ˬ βϛΎϓ ϒΗΎϫ ˬ νΎϳήϟ΍ Ώ ι Ε΍ήϤΗΆϤϟ΍ ϲΣ ΔϳΩϮόδϟ΍ ΔϴΑήόϟ΍ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϲϓ ϊϳίϮΘϟ΍ Ϟϴϛϭ ZZZ VDXGLGLVWULEXWLRQ FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ Saudi Specialized Publishing ‫املتخصص‬ ‫السعودية للنشر‬ ‫ الشركة‬Company

ZZZ KDODSULQWFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ ˬ βϛΎϓ ˬ ϒΗΎϫ ˬ νΎϳήϟ΍ Ώ ι

‫�شركات ن�شر‬

ϊϳίϮΘϟ΍ Ϟϴϛϭ ΔϋΎΒτϟ΍ ΰϛήϣ

‫حقوق التوزيع لهذه المطبوعات محفوظة‬

ΔϋϮϤΠϤϟ΍ ΕΎϛήη

»‫لشركة «تريبيون لخدمات اإلعالم‬

8002440014 ‫ يرجى اإلتصال على الهاتف المجاني‬،‫للحصول على المزيد من المعلومات‬ www.arabmediaco.com

www.sspc.com.sa

áeÉ©dG äÉbÓ©dGh ¿ÓYEÓ»‫«المجلة‬ d á«é«∏ÿG‫حقوق النشر لهذه المطبوعات باللغة العربية مرخصة‬ www.srpc.com

6DXGL 6SHFLDOL]HG 3XEOLVKLQJ &RPSDQ\

ΔχϮϔΤϣ ΕΎϋϮΒτϤϟ΍ ϩάϬϟ ϊϳίϮΘϟ΍ ϕϮϘΣ

©ϡϼϋϹ΍ ΕΎϣΪΨϟ ϥϮϴΒϳήΗª Δϛήθϟ


AHMED SEDDIQI & SONS

AHMED SEDDIQI & SONS

AHMED SEDDIQI & SONS

Dubai Mall - DUBAI

Mall Of Emirates - DUBAI

Wafi Mall - DUBAI

Al Aali - SEEF

(+971) 4 339 8881

(+971) 4 341 1211

(+971) 4 324 6060

(+973) 17 582 444

BAHRAIN JEWELLERY CENTRE

BOUTIQUE AKILLIS 332 RUE SAINT-HONORÉ PARIS - FRANCE

WWW.AKILLIS.COM

Laurence Laborie-Arywanka

AK COLLECTION / STUD EARRING / SOLO OR DUO


‫مجلة العرب الدولية‬ 1980 ‫تأسست في لندن عام‬

‫شهرية سياسية‬ 2015 )‫ (كانون الثاني‬- ‫ يناير‬1603 ‫العدد‬





‫للحصول على العدد‬ ‫اسـتخـدم هاتفــك‬ ‫ال ــذكي لـمــسح‬ ‫هـ ـ ــذا الـ ــرقـ ـ ـ ــم‬ ISSN 1319-0873

01

9 771319 087013 

www.majalla.com

Issue 1603 - January 2015




Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.