دولة اعتدال نووية .. هل حان الوقت للرياض؟

Page 1



‫ّ‬ ‫وتقدرون فتضحك األقدارُ‬ ‫سيف القذافي‪..‬‬ ‫ِّ‬ ‫الحقوقي والباحث الليبي محمد عبد املطلب‬ ‫ال�ه��ون��ي ف��ي كتابه «س�ي��ف ال �ق��ذاف��ي‪ ..‬مكر‬ ‫ال� ِّ�س�ي��اس��ة وس�خ��ري��ة األق ��دار» ح�ي��اة سيف‬ ‫اإلس�ل�ام ِم��ن امل�ه��د إل��ى س�ق��وط ن�ظ��ام األب واالع�ت�ق��ال‪،‬‬ ‫وس�ي��ف أح��د أب�ن��اء ال��رؤس��اء ال��ذي��ن ُول ��دوا ون�ش��أوا في‬ ‫أح�ض��ان ال��رئ��اس��ة‪ ،‬واخ�ت�ل��ف ُمصير سيف ع��ن عدي‬ ‫صدام حسني وأخيه قصي (قتال ‪ ،)2003‬وعن بشار‬ ‫األس��د‪ ،‬الذي وحده ِمن بني أبناء الرؤساء العرب ورث‬ ‫عرش أبيه‪ ،‬بينما فشل جمال مبارك وأحمد علي عبد‬ ‫الله صالح في وراثة عروش اآلباء الجمهوريني‪.‬‬ ‫قبل اللقاء بالهوني كنت ال أميز بني أوالد ال��رؤس��اء‪،‬‬ ‫فلما أخ�ب��رت��ه ع��ن تعرضي مل��وق��ف م�ح��رج ًم��ع سيف‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تحايلت‬ ‫دعيت إليه صدفة‪،‬‬ ‫قبل سنوات‪ ،‬ضمن حفل‬ ‫أال ُأص��اف�ح��ه‪ ،‬ق�ي� ً‬ ‫�اس��ا على أن��ه ع��دي ص ��دام‪ ،‬ف�لا فرق‬ ‫بينهما في مخيلتي‪ .‬عندها قص علي مستشاره أفكار‬ ‫اإلصالح التي كان يحاول تحقيقها‪ ،‬وسط ّ‬ ‫الشر الذي‬ ‫ُ‬ ‫كان يمثله نظام األب (قتل ‪.)2011‬‬ ‫بعدها ص��در كتابه (ال�ه��ون��ي) «سيف ال�ق��ذاف��ي‪ .».‬عن‬ ‫«م��دارك» (‪ ،)2015‬س� ً‬ ‫�اردا قصة سيف مع نظام األب‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مستشارا لسنوات‬ ‫فقد عمل معه‬ ‫بحكم قربه ِمن الحدث‪ُ ،‬‬ ‫طوال (‪ )1998‬وحتى ما قبيل نهاية النظام‪ .‬كانت البداية‬ ‫بمحاولة تشخيص الخلل‪ ،‬والتخفيف ِمن القهر على‬ ‫على مواكبة‬ ‫فنجح بإطالق‬ ‫الليبيني‪ُّ ،‬‬ ‫السجناء‪ ،‬والعمل ً‬ ‫ّ‬ ‫العصر‪ ،‬فكل ش��يء في النظام ص��ار متهرئا‪ ،‬ال أحد‬ ‫يفكر سواء القائد املفكر‪.‬‬ ‫بالسؤال وجوابه‪:‬‬ ‫واجهه‬ ‫والهوني‬ ‫في أول لقاء بني سيف‬ ‫َّ‬ ‫«يبدو أن��ك ال تؤمن بالنظرية العاملية الثالثة»! بعد أن‬ ‫أوضح الهوني له بداياته املاركسية التي ما عادت تمثل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نظريا لظمأ اإلنسانية‬ ‫ح�لا‪ ،‬بينما كانت «تستجيب‬ ‫إلى العدالة»‪ ،‬فإذا كان َّ هذا رأيه بنظرية ماركس فماذا‬ ‫سيقول عن النظرية الثالثة؟! َّ‬ ‫الثة» داخل ليبيا يكفي‬ ‫كان االستفسار عن النظرية «الث َّ‬ ‫أن يصبح املستفسر في دائ��رة الشك‪ ،‬فكيف إذا جاء‬ ‫السؤال ِمن ابن القذافي؟ عندها اعتبر الهوني السؤال‬ ‫ّ‬ ‫بالنظام ككل‪َّ .‬‬ ‫ماكرا‪ ،‬فيه استدراج إلى َّ‬ ‫ً‬ ‫لكن أسلوب‬ ‫الرأي‬ ‫ً‬ ‫سيف في الحوار منح صاحبنا شيئا ِمن االطمئنان‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫فأجاب الهوني بما احتمله ابن صاحب النظرية‪« :‬أي‬ ‫نظرية إذا ج��اءت بحلول نهائية ألي مشكل بشري‪،‬‬ ‫وفي أي جانب ِمن جوانب الحياة‪ ،‬فإنها تفرض على‬ ‫البشرية أن تتوقف عن التفكير»‪ .‬غير أن الجواب وقع في‬ ‫ِّ‬ ‫قلب سيف‪ ،‬فتشكلت العالقة بني ابن النظام والقانوني‬ ‫الهوني‪.‬‬ ‫ف��ي ال�ك�ت��اب ت�ف��اص�ي��ل ص��اغ�ه��ا ال�ه��ون��ي بلغة ص��ادق��ة‬ ‫ً‬ ‫القذافي في‬ ‫وأسلوب مؤثر‪ ،‬عارجا على محاوالت ابن ُّ‬ ‫اإلص�لاح‪ ،‬وه��و ي��رى نهاية سياسة أبيه‪ ،‬والظلم الذي‬

‫جرد‬

‫بقلم‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫رشيد الخيون‬

‫حياة سيف‬ ‫اإلسالم ِمن املهد‬ ‫إلى سقوط نظام‬ ‫األب واالعتقال‬

‫‪82‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫كغيره ِمن‬ ‫فرض على الليبيني‪ .‬ال يخفي الهوني حنينه‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫أبناء جيله‪ ،‬إلى الحقبة السنوسية‪ ،‬وقد كتب في «الشرق‬ ‫ً‬ ‫مصرحا بهذه العاطفة‪ .‬كان اإلحساس بمحو‬ ‫األوسط»‬ ‫ت�ل��ك الحقبة املضيئة لحظة وص��ول��ه إل��ى ل�ق��اء سيف‬ ‫ألول م��رة‪ ،‬وم��روره بحي غرغور بضواحي طرابلس‪،‬‬ ‫الخاص بفلل مديري الشركات األجنبية االستثمارية‬ ‫ّ‬ ‫ب�ع��د اك�ت�ش��اف ال��ن �ف��ط‪ ،‬وي ��وزع «ك ��أول غنيمة ج��اه��زة‬ ‫للقسمة»‪ ،‬وبعد الثورة بثالثني ً‬ ‫يحدث تغيير‬ ‫عاما لم‬ ‫ُّ‬ ‫عليه «عدا استبدال األسوار‪ ،‬التي كانت ِمن الشجيرات‬ ‫متر‪ ،‬بأسوار هي أشبه بجدران‬ ‫ال َّ يزيد ارتفاعها عن ٍ‬ ‫الثكنات منها بأسوار املنازل»‪ .‬في ذهن الهوني ترمز‬ ‫ِّ‬ ‫تلك األسوار إلى غموض النظام وجبروته‪.‬‬ ‫ت�ل��ك ك��ان��ت ب��داي��ة ال� ِّ�رح �ل��ة ب�ين امل��ؤل��ف ون�ج��ل ال�ق��ذاف��ي‪،‬‬ ‫وخاللها تحاشى إحراجات كثيرة‪ ،‬منها َّأنه تحاشى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫صحافيا يندد باختطاف الثائر الكردي‬ ‫مؤتمرا‬ ‫أن يقيم‬ ‫أوجالن (‪ ،)1999‬فعندها فكر الهوني في ما لو سأله‬ ‫الرأي داخل ّ‬ ‫صحافي عن سجناء َّ‬ ‫السجون الليبية ماذا‬ ‫سيكون جوابه؟ ال يتجرأ صحافي داخل طرابلس على‬ ‫ِّ‬ ‫ال� ُّ�س��ؤال‪ ،‬لكن الهوني تحاشى النفاق املفضوح وهو‬ ‫يدافع عن سجني خارج ليبيا‪.‬‬ ‫إح ��راج آخ ��ر‪ ،‬ت �ص��وروا م��وق��ف ال�ه��ون��ي‪ ،‬ال �ع��دو ال�ل��دود‬ ‫لإلسالم السياسي وأقطابه‪ ،‬أن ُيكلف بوساطة إلطالق‬ ‫ُّ‬ ‫سراح السوداني اإلخواني حسن َّالترابي‪ ،‬وهو يعلم أن‬ ‫الرجل ً‬ ‫لهذا َّ‬ ‫دورا ما في قضية الشيخ محمد محمود‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫طه (أعدم ‪)1985‬؟ إال أن من نقل إليهم الرسالة رفعوا‬ ‫َّ‬ ‫عنه ثقل التكليف‪ ،‬بأن ذلك ليس ِمن شأن ابن القذافي‬ ‫بل ِمن شأن القذافي نفسه‪.‬‬ ‫أما لقاء املؤلف بعدي صدام‪ ،‬وكان في مهمة إنسانية‬ ‫ملساعدة املتضررين ِمن أطفال العراق بفعل الحصار‬ ‫آنذاك‪ ،‬فقصته تؤجل إلى كلمة أخرى‪ ،‬ومنها ما أفصح‬ ‫ُ‬ ‫عنه عدي عندما أقدم مع عمه لتخويف الكرد برميهم‬ ‫ً‬ ‫بالطحني ِم��ن الطائرات‪ ،‬ونزوحهم عن قراهم ظنا أنه‬ ‫الكيماوي‪ ،‬مع أن املنطق يقول‪ :‬لم يهربوا ِمن الطحني إال‬ ‫بعد رؤية فتك الكيماوي‪ً ،‬‬ ‫قياسا على الفزع ِمن الحبل‬ ‫بعد نهشة األفعى‪.‬‬ ‫أف��رغ الهوني ج��زءا ِمن ذكرياته في الكتاب بلغة أدبية‬ ‫ِّ‬ ‫م� ِّش��وق��ة‪ ،‬وب �س��رد أح ��داث مفصلية ف��ي ح�ي��اة ال��ن�ظ��ام‬ ‫ال��ل�ي�ب��ي‪ ،‬قبل سقوطه بعقد ِم��ن ال� َّ�زم��ان‪ ،‬حتى انتهى‬ ‫ً‬ ‫سيف سجينا مبتور اإلصبع‪ ،‬بعد أن أنهى أمل الليبيني‬ ‫بخطابه األخير‪ ،‬وقد أهمل ما سجل له الهوني ِمن فقرات‬ ‫يأخذ بها املبادرة بالتغيير وقد ج��اءت فرصته‪ .‬جاء‬ ‫«مكر ِّ‬ ‫السياسة وسخرية األقدار» عنوانا في الصميم‪،‬‬ ‫َ ُ‬ ‫والفلكُ‬ ‫ً‬ ‫متأسيا كاتبه ببيت املعري (ت ‪449‬هـ)‪« :‬ت ِقفون‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫سخ ُر ٌ‬ ‫األقدار» (ديوان لزوم‬ ‫دائر ‪ /‬وتقدرون فتضحك‬ ‫امل‬ ‫ما ال يلزم) <‬


‫وقالت سينكلير بعد اختيارها ضمن التشكيلة‪« :‬هناك كثير‬ ‫من الالعبات املتشابهات في نفس املركز‪ ،‬لكن املدرب جون‬ ‫غير تماما وج��ه الفريق وطريقة أداء كل الع�ب��ة»‪ .‬وتابعت‪:‬‬ ‫«وفي وجوده على رأس الجهاز الفني قد يحدث أي شيء»‪.‬‬ ‫وم��ن ب�ين ال��وج��وه ال�ش��اب��ة املنضمة إل��ى التشكيلة املدافعة‬ ‫كاديشا بوكانان وثنائي ال��وس��ط أشلي ل��ورن��س وجيسي‬ ‫فليمنغ‪ ،‬وك�ل�ه��ن س�ت�ش��ارك ف��ي ث��ان��ي ب�ط��ول��ة ل�ك��أس العالم‬ ‫على التوالي بعدما خضن كأس العالم تحت ‪ 20‬عاما العام‬ ‫املاضي‪ .‬ومن جهتها أكدت العبة خط الوسط في املنتخب‬ ‫الكندي‪ ،‬كايلني كيل‪َّ ،‬أن فريقها يمتلك ً‬ ‫روحا عالية على الرغم‬ ‫من النتائج املتفاوتة منذ الفوز بامليدالية البرونزية خالل دورة‬ ‫األلعاب األوليمبية‪.‬‬

‫اجملموعات‬ ‫جاءت املجموعات حسب القرعة ا‬ ‫لتي أقيمت بمدينة أوتاوا كالتالي‪:‬‬ ‫املجموعة األولى‪:‬‬ ‫كندا‪ ،‬الصني‪ ،‬نيوزيلندا‪ ،‬هولندا‪.‬‬ ‫املجموعة الثانية‪ :‬أملا‬ ‫نيا‪ ،‬كوت ديفوار‪ ،‬النرويج‪ ،‬تايلند‪.‬‬ ‫املجموعة الثالثة‪ :‬اليا‬ ‫بان‪ ،‬سويسرا‪ ،‬الكاميرون‪ ،‬اإلكوادور‪.‬‬ ‫امل‬ ‫جموعة الرابعة‪ :‬الواليات املتحدة األ‬ ‫ميركية‪ ،‬أستراليا‪ ،‬السويد‪ ،‬نيجيريا‪.‬‬ ‫امل‬ ‫جم‬ ‫وعة‬ ‫ال‬ ‫خامسة‪ :‬البرازيل‪ ،‬كوريا‬ ‫الجنوبية‪ ،‬إسبانيا‪ ،‬كوستاريكا‪.‬‬ ‫امل‬ ‫جم‬ ‫وعة‬ ‫ال‬ ‫سادسة‪ :‬فرن‬ ‫سا‪ ،‬إنجلترا‪ ،‬كولومبيا‪ ،‬املكسيك‪.‬‬

‫لقطة من نهائي كأس العالم للسيدات ‪ 2011‬بني اليابان التي فازت‬ ‫بلقب البطولة تغلبه على الواليات املتحدة بركالت الترجيح بعد‬ ‫الوصول إلى نتيجة تعادل ‪ 2-2‬بعد األشواط اإلضافية‬

‫امل��رة األول��ى التي سيشاهد فيها الكنديون البطولة على‬ ‫نطاق واسع مع احتمالية حصول املنتخب الكندي على لقب‬ ‫ً‬ ‫البطولة والذي يعتبر على األقل ً‬ ‫أمرا محتمال‪.‬‬

‫ً‬ ‫سينكلير تقود وجوها شابة‬ ‫وتقود سينكلير التي خاضت ‪ 153‬مباراة دولية مع كندا‬ ‫مجموعة من املخضرمات في التشكيلة مثل الحارسة ايرين‬ ‫مكليود وثالثي الوسط ماتيسون وديزيري سكوت وصوفي‬ ‫شميت واملهاجمة ميليسا تانكريدي‪.‬‬

‫أفريقيا وآسيا‬ ‫وك��ان��ت منتخبات نيجيريا وال�ك��ام�ي��رون وك ��وت دي�ف��وار‬ ‫حجزت مقاعدها بعد أن نالت البطاقات الثالث عن القارة‬ ‫األفريقية بعد خوضهم بطولة كأس أفريقيا للسيدات ‪2014‬‬ ‫وتوجت نيجيريا باللقب وحلت الكاميرون باملركز الثاني‬ ‫وجاءت كوت ديفوار في املركز الثالث‪.‬‬ ‫أم��ا في القارة الصفراء فأقيمت ك��أس آسيا للسيدات في‬ ‫الفترة من ‪ 14‬إلى ‪ 25‬مايو (أيار) ‪ 2014‬في فيتنام‪ ،‬حيث‬ ‫ك��ان م��ن امل �ق��رر م��ع ان�ت�ه��اء م�ن��اف�س��ات�ه��ا ت��أه��ل املنتخبات‬ ‫الخمسة صاحبة املراكز األول��ى عن القارة اآلسيوية‪ .‬ومع‬ ‫انتهاء التصفيات نجحت منتخبات كل من كوريا الجنوبية‪،‬‬ ‫والصني‪ ،‬واليابان‪ ،‬وأستراليا‪ ،‬وتايالند‪ ،‬في التأهل إلى كندا‬ ‫‪.2015‬‬

‫> يشارك في االفتتاح الرسمي لبطولة لكأس العالم للسيدات في كندا ‪ 2015‬أكثر من ‪ 200‬فنان‬ ‫يحتفلون بتجسيد قوة االتحاد لدى املرأة‪ ،‬وسيكون الشعار الرسمي للبطولة هو «نحو هدف‬ ‫أكبر»‪.‬‬ ‫وستحيي كل من الفنانة سارا ماكالكلن الفائزة بجائزة غرامي‪ ،‬والثنائي تيغان وسارا‬ ‫الفائزتني بجائزة جونو‪ ،‬حفل االفتتاح مباشرة بعد انطالق املباراة االفتتاحية بني كندا‬ ‫والصني التي ستقام على ملعب كومنولث في ادمونتون‪.‬‬ ‫وصرحت ماكالكلن قائلة‪« :‬أنا فخورة لكوني جزءا من حفل افتتاح كأس العالم للسيدات‬ ‫كندا ‪ ،2015‬وستكون هذه املناسبة فرصة كبيرة لي لكي أغني «إن يور شوز»‪ ،‬وهي األغنية‬ ‫املستلهمة من قصة ماالال يوسفزاي وقوة شخصيتها لتواجه ما تؤمن به حقا‪.‬‬ ‫وقالت سارا كوين‪« :‬أنا وتيجان سنوجد هناك‪ ،‬ونحن مغتبطتان للمشاركة في حفل االفتتاح!‬ ‫سنغني أغنية خالل الحفل إلى جانب مجموعة رائعة من الفنانني‪ ،‬ونتطلع للوجود في ادمونتون‬ ‫للمشاركة في هذا الحدث املثير»‪.‬‬

‫دول أوروبا‬ ‫ف��ي ال�ق��ارة العجوز تأهل ثمانية منتخبات لنهائيات كأس‬ ‫العالم كندا ‪ 2015‬من القارة األوروبية‪ ،‬وقد حجزت منتخبات‬ ‫إنجلترا‪ ،‬وسويسرا‪ ،‬وإسبانيا‪ ،‬والنرويج‪ ،‬وفرنسا‪ ،‬وأملانيا‪،‬‬ ‫والسويد‪ ،‬مقاعدها في النهائيات‪ ،‬وذلك بعد تصدرها ترتيب‬ ‫م�ج�م��وع�ت�ه��ا ض�م��ن ال�ت�ص�ف�ي��ات‪ .‬وي �ن��ص ن �ظ��ام التصفيات‬ ‫على تأهل أب�ط��ال املجموعات السبع‪ ،‬بينما تنافست أربعة‬ ‫منتخبات من أصحاب أفضل مركز ثاني هي إيطاليا‪ ،‬وهولندا‪،‬‬ ‫واسكوتلندا‪ ،‬وأوكرانيا‪ ،‬في تصفيات نهائية في الفترة بني ‪25‬‬ ‫أكتوبر (تشرين األول) و‪ 27‬نوفمبر (تشرين الثاني) ‪2014‬‬ ‫للفوز بالبطاقة الثامنة واألخيرة والتي ذهبت للهولنديات‪.‬‬ ‫وف ��ي أم �ي��رك��ا ال �ش �م��ال �ي��ة ت��أه��ل م�ن�ت�خ�ب��ا ال ��والي ��ات امل�ت�ح��دة‬ ‫األميركية وكوستاريكا إلى النهائيات بعد بلوغهما نهائي‬ ‫بطولة ال�ك��ون�ك��اك��اف‪ ،‬كما اقتنص منتخب املكسيك بطاقة‬ ‫التأهل املباشر الثالثة بعد ف��وزه باملركز الثالث بتغلبه على‬ ‫منتخب ترينداد وتوباجو‪ ،‬ال��ذي خ��اض م�ب��اراة امللحق أمام‬ ‫اإلك��وادور صاحب املركز الرابع في بطولة أميركا الجنوبية‬ ‫لتحديد الفائز ببطاقة التأهل الرابعة واألخ�ي��رة‪ ،‬التي ذهبت‬ ‫للمنتخب اإلك��وادوري في نهاية املطاف‪ .‬وفي وسط املحيط‬ ‫الهادي‪ ،‬أقيمت بطولة أوقيانوسيا للسيدات في الفترة بني ‪25‬‬ ‫– ‪ 29‬أكتوبر ‪ 2014‬وشارك فيها أربعة منتخبات هي‪ :‬بابوا‬ ‫نيوغينيا (املستضيفة)‪ ،‬ونيوزيلندا (حاملة اللقب)‪ ،‬وتونجا‪،‬‬ ‫وج��زر ك��وك‪ ،‬وحصل منتخب نيوزيلندا على فرصة تمثيل‬ ‫هذه القارة في كأس العالم للسيدات كندا ‪.2015‬‬

‫أميركا الجنوبية‬ ‫أما في أميركا الجنوبية فأقيمت بطولة أميركا الجنوبية‬ ‫للسيدات في اإلك ��وادور في الفترة بني ‪ 11‬و‪ 28‬سبتمبر‬ ‫(أي �ل��ول) ‪ ،2014‬ش��ارك ف��ي البطولة عشر دول تنافست‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كولومبيا‬ ‫برازيليا‬ ‫على بطاقتني مباشرتني‪ .‬التأهل جاء‬ ‫وخ��اض��ت ال��دول��ة املنظمة (اإلك� ��وادور) م�ب��اراة امللحق أم��ام‬ ‫ت��ري�ن�ي��داد وت��وب��اج��و ون�ج�ح��ت ف��ي خ�ط��ف ال�ب�ط��اق��ة الثالثة‬ ‫ملنتخبات أميركا الالتينية <‬

‫الفنانة‬ ‫سارا ماكالكلن‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪81‬‬


‫بني السادس من يونيو‬ ‫(حزيران) الحالي إلى الخامس‬ ‫من يوليو (تموز) املقبل‬ ‫سيعيش العالم وقع كأس‬ ‫العالم للسيدات (كندا ‪)2015‬‬ ‫في نسخة سابعة جديدة كليا‪،‬‬ ‫إذ تم رفع عدد املنتخبات‬ ‫املشاركة من ‪ 16‬إلى ‪ 24‬منتخبا‬ ‫من قارات العالم املختلفة‪.‬‬

‫ً‬ ‫منتخبا‪ 52 ..‬مباراة‬ ‫كأس العالم للسيدات‪ :‬ست مدن مضيفة‪24 ..‬‬

‫كندا ‪ ..2015‬بطولة ناعمة تحت شعار «نحو هدف أكبر»‬ ‫العالم لألندية‪ .‬وبسبب أهمية الدور الذي تلعبه تكنولوجيا خط‬ ‫لندن‪« :‬املجلة»‬ ‫املرمى في مساعدة الحكام‪ ،‬يقوم االتحاد الدولي باعتماد هذه‬ ‫التكنولوجيا في جميع مسابقاته للكبار‪ ،‬في حني تتم املساعدة‬ ‫م�ن��ذ أن تبنى ال�ب��رازي�ل��ي ج ��واو ه��اف�ي�لان��ج الرئيس في بطوالت أخ��رى لكن كل حالة بحالة‪ .‬يذكر أنه استعملت‬ ‫السابق لالتحاد الدولي لكرة القدم فكرة إقامة بطولة تكنولوجيا خط املرمى للمرة األولى من قبل مجلس االتحاد‬ ‫عاملية للسيدات عام ‪ 1991‬على غرار بطولة الرجال‪ ،‬الدولي لكرة القدم في يوليو عام ‪.2012‬‬ ‫أصبحت «ك��أس العالم للسيدات» إح��دى أه��م بطوالت الفيفا‬ ‫للجنس الناعم‪ ،‬وربما أكبرها رياضيا‪.‬‬ ‫ست مدن كندية تستضيف كأس العالم‬ ‫بطولة ال يمكن أن إال أن نطلق عليها اسم «ثورة كروية» باملعنى‬ ‫الحرفي‪ ،‬فعدا منتخب أملانيا للسيدات الحائز على اللقب مرتني‪ ،‬حددت كندا ست مدن لالستضافة وهي أدمنتون وفانكوفر‬ ‫لم تفلح القوى الكروية التقليدية كثيرا في هذه املسابقة‪ ،‬بل إن ومونتريال وأوتاوا ومونكتون ووينيينج‪ .‬وسبق ملونتريال أن‬ ‫الواليات املتحدة فرضت نفسها كإحدى القوى الكبرى في هذه استضافت كثيرا من األح��داث الدولية‪ ،‬مثل املعرض العاملي‬ ‫املسابقة وبلقبني‪ .‬أما القارة الصفراء فلها لقب واحد (اليابان سنة ‪ 1967‬واألل�ع��اب األوملبية الصيفية ع��ام ‪ 1976‬ونسخة‬ ‫في النسخة املاضية) ولقب واحد ملنتخب النرويج‪.‬‬ ‫‪ 2007‬من نهائيات كأس العالم تحت ‪ 20‬سنة‪ ،‬وسباق كندا‬ ‫الدولي للسيارات ضمن الجائزة الكبرى ف��ورم��وال‪ .1‬كما أن‬ ‫ن��ادي الهوكي على الجليد‪« ،‬ك�ن��دي��ان دي م��ون�ت��ري��ال»‪ ،‬اتخذ‬ ‫كندا ‪ ..2015‬بطولة تاريخية‬ ‫من هذه املدينة ً‬ ‫مقرا له منذ نشأته سنة ‪ ،1909‬كما أن بقية‬ ‫وم��ن امل�ن�ت�ظ��ر أن ت �ك��ون ب�ط��ول��ة ك��أس ال�ع��ال��م ل�ل�س�ي��دات كندا املدن تعتبر مراكز تجارية ورياضية وثقافية مشهورة قاريا‬ ‫‪ 2015‬تاريخية على أكثر من صعيد‪ ،‬واألمر ال يقتصر على وعامليا‪.‬‬ ‫الرقم القياسي من املباريات التي شهدتها تصفياتها وعدد‬ ‫املنتخبات املشاركة فيها‪ ،‬بل أيضا بداية تطبيق تكنولوجيا روح عالية للفريق الكندي‬ ‫خط املرمى في منافساتها خالل العرس الكروي بقرار من‬ ‫تكنولوجيا‬ ‫االتحاد الدولي‪ .‬ويأتي قرار الفيفا بعد نجاح تطبيق‬ ‫تلتقي كندا في امل�ب��اراة االفتتاحية مع الصني في الرابعة‬ ‫وقبلها‬ ‫‪2014‬‬ ‫خط املرمى في نهائيات كأس العالم البرازيل‬ ‫مساء بتوقيت غرينتش‪ ،‬تليها مباراة نيوزيلندا وهولندا‬ ‫كأس‬ ‫�ن‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫نسختني‬ ‫ف��ي بطولة ك��أس ال�ق��ارات‪ ،‬باإلضافة إل��ى‬ ‫في السابعة مساء‪.‬‬ ‫‪80‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫وعززت كندا صاحبة الضيافة تشكيلتها املعتادة بعناصر‬ ‫شابة قبل انطالق كأس العالم لكرة القدم للسيدات ‪،2015‬‬ ‫في مسعى للبناء على امليدالية البرونزية التي نالتها في‬ ‫األلعاب األوملبية ‪.2012‬‬ ‫وكانت القائد كريستني سينكلير وديانا ماتيسون التي‬ ‫سجلت هدف الفوز بعد وقت إضافي لتحصل كندا على‬ ‫املركز الثالث في األوملبياد من بني أفراد التشكيلة الجديدة‬ ‫التي أعلنتها البالد وتضم ‪ 23‬العبة للبطولة‪ .‬وع��ادت ‪15‬‬ ‫العبة من تشكيلة ‪ 2012‬إلى فريق كأس العالم ‪.2015‬‬ ‫وق��ال ج��ون هيردمان ال��ذي ع نّ�ّي� على رأس الجهاز الفني‬ ‫ملنتخب كندا بعد شهرين من احتالل الفريق املركز األخير‬ ‫في كأس العالم ‪ 2011‬دون الحصول على نقطة واحدة إنه‬ ‫عمل على تحفيز كل الالعبات على تقديم أداء أفضل من‬ ‫األوملبياد‪.‬‬ ‫وق� ��ال ه �ي��ردم��ان‪« :‬ج�م�ي�ع�ه��ن ي�ش��ارك�ن�ن��ي ن �ف��س ال��رؤي��ة‬ ‫واملنافسة على كل مركز على أشدها»‪ ،‬وتابع‪« :‬أؤمن أن هذه‬ ‫الكتيبة املؤلفة من ‪ 23‬العبة ستجعلنا في أفضل صورة‬ ‫في كل املراكز»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مرشحا للفوز بلقب‬ ‫ولكن هيردمان أوضح َّأن فريقه ليس‬ ‫ً‬ ‫كأس العالم للسيدات‪ ،‬مضيفا‪« :‬في الحقيقة إن كندا لم تكن‬ ‫ً‬ ‫يوما من البالد التي تهتم ً‬ ‫كثيرا بكرة القدم وتعمل على‬ ‫إخ��راج املواهب على نطاق واس��ع في ظل مشاهدة معظم‬ ‫الكنديني لهوكي الجليد أو مسابقات الشطرنج»‪.‬‬ ‫وتشير التوقعات إلى أن تحقيق نتائج طيبة هو أمر غير‬ ‫وارد خالل بطولة كأس العالم للسيدات‪ ،‬ولعلها ستكون‬


‫سالم ليس إال مجاملة من مخرج كبير‪ ،‬ولذلك لم أفاتح‬ ‫أح� ً�دا في املوضوع ألنني لم أكن متأكدة من أن عاطف‬ ‫سالم سوف يطلبني للعمل في السينما‪.‬‬

‫مفيش تفاهم‬ ‫وانشغلت مع أمي ملدة يومني في عملية سحب أوراقي‬ ‫وتقديمها إل��ی م��درس��ة «قصر النيل» الخاصة‪ ،‬وكلما‬ ‫عدت إلی البيت أسأل أختي هل طلبتني إحدی زميالتي؟‬ ‫وت�ك��ون اإلج��اب��ة بالنفي‪ ،‬فأيقنت أن م��ا دار بيني وبني‬ ‫ً‬ ‫حديثا ً‬ ‫عابرا لن ينفذ وحزنت‬ ‫عاطف سالم لم يكن إال‬ ‫علی ضياع الفرصة واندمجت لبضعة أي��ام أخ��ری في‬ ‫مدرستي الجديدة‪ ،‬وشعرت بإحباط مؤقت ولم تعد لي‬ ‫رغبة في مشاهدة السينما‪.‬‬ ‫وذات يوم عدت إلی البيت‪ ،‬فأخبرتني أمي بأن زميلتي‬ ‫ميرفت قد سألت عني وتركت لي رقم تليفونها وتريدني‬ ‫أن أتصل بها فور وصولي من املدرسة‪ .‬أخذت الرقم من‬ ‫يد أمي وأنا أسأل نفسي من تكون ميرفت هذه‪ ،‬فلم يكن‬ ‫لي صديقة بهذا االس��م وتشككت في األم��ر‪ ،‬فسحبت‬ ‫التليفون إلی غرفتي وأغلقت الباب من الداخل‪ ،‬وأدرت‬ ‫قرص التليفون أطلب ميرفت التي ادعت أنها صديقتي‪،‬‬ ‫ورد علي صوت نسائي ال أعرفه فقلت‪ :‬أنا نبيلة‪ ،‬مني‬ ‫اللي طلبني من عندكم‪.‬‬ ‫وبسرعة جاءني ال��رد بأنني أتحدث مع شركة «دوالر‬ ‫فيلم» وأن األستاذ عاطف سالم سوف يحدثني ف� ً‬ ‫�ورا‪.‬‬ ‫ل��م أص��دق م��ا يحدث ف��ي البداية ولكن س��رع��ان م��ا جاء‬ ‫صوت عاطف سالم عبر األثير ليسأل عني‪ ،‬ويقول لي‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أهال نبيلة‪ .‬ماذا فعلت في املدرسة؟ وأخبرته بأنني نقلت‬ ‫أوراقي إلی مدرسة «قصر النيل» الخاصة وبعد حديث‬ ‫قصير عن املدرسة وأخبارها قال لي عاطف سالم‪ :‬إنه‬ ‫يريد إشراكي في فيلم «مفيش تفاهم»‪.‬‬ ‫كدت أصرخ في البداية‪ ،‬ولكنني تمالكت نفسي وظللت‬ ‫أنهال عليه بأسئلتي‪ .‬متی سنبدأ؟ ومن هم أبطال الفيلم؟‬ ‫وأين ستصوره؟‬ ‫وش��رح ل��ي عاطف سالم ك��ل ش��يء وطلب مني الذهاب‬ ‫إلی مكتب املخرج حلمي رفلة حتی نقوم بعمل اختبار‬ ‫سينمائي لوجهي وأعطاني عنوان املكتب وأنهی املكاملة‪.‬‬ ‫وتركت سماعة التليفون من يدي‪ ،‬وأصابتني حالة من‬ ‫«الجنون املؤقت» وأخ��ذت أكلم نفسي وأتساءل‪ :‬ما هو‬ ‫ً‬ ‫دورا ً‬ ‫الدور الذي سألعبه هل سيكون ً‬ ‫صغيرا‪.‬‬ ‫كبيرا أم‬ ‫وكيف سيكون شكلي أمام الكاميرا؟ ووقفت أمام املرأة‬ ‫أستعرض خطواتي وتسريحة شعري وأقوم بحركات‬ ‫تمثيلية أس�ت�ع��رض فيها ق��درات��ي كنجمة سينمائية‪،‬‬ ‫وشطح بي الخيال شطحات ال يمكن أن أصفها كأنه‬ ‫حلم جميل ال أريد أن يوقظني منه أحد‪.‬‬ ‫تمالكت أعصابي وكتمت فرحتي وخرجت من غرفتي‬ ‫ألتناول الغداء مع أمي وإخوتي‪ ..‬لم أتكلم كلمة واحدة‪.‬‬ ‫كنت في غاية الهدوء والراحة حتی إن أمي الحظت ّ‬ ‫علي‬ ‫شيئا فقالت لي‪« :‬مش عوايدك ساكتة ليه»؟ فاحتججت‬ ‫ً‬ ‫صداعا وأريد أن أنام‪ ،‬أكملت غذائي ودخلت‬ ‫بأن عندي‬ ‫غرفتي مرة أخری وأنا أكاد أطير من الفرحة‪ ،‬كنت أريد أن‬ ‫يأتي الصباح بأي شكل‪ ،‬كانت الساعات تمر كأنها الدهر‬ ‫كله‪ .‬لم يغمض لي جفن طوال الليل‪ ،‬عشرات األحاسيس‬ ‫ومئات األسئلة تطحن رأسي‪ ،‬كنت أريد أن أصارح أمي‬ ‫بكل ش��يء‪ ..‬ولكنني خشيت أن ترفض خاصة بعد أن‬

‫ً‬ ‫وعدتها بأن أنهي دراستي أوال‪ ،‬ولكنني كنت أبحث عن‬ ‫طريقة ملصارحتها والحصول علی موافقتها وعندما‬ ‫فشلت تركت املسألة برمتها حتی أعرف ما سوف يسفر‬ ‫عنه لقاء الغد مع عاطف سالم‪ .‬وفي املوعد املحدد‪ ،‬كنت‬ ‫أقف أمام مكتب حلمي رفلة أسأل عن األستاذ عاطف‬ ‫ً‬ ‫سالم وخرج ّ‬ ‫مرحبا ثم دخل‬ ‫إلي عاطف سالم يستقبلني‬ ‫ب��ي إل��ی حجرة حلمي رفلة ليعرفني عليه وك��أن��ه كان‬ ‫يريد أن يعرف رأيه في وعدنا لنجلس في مكتب عاطف‬ ‫سالم حيث أكد لي بانني سوف اشترك معهم في فيلم‬ ‫«مفيش تفاهم» وسألته بلهفة عن دوري‪ ،‬فقال‪ :‬إنه دور‬ ‫صغير‪ ،‬وصامت‪ ،‬وهو عبارة عن اختبار لي‪ ،‬فإذا نجحت‬ ‫فأمامنا عشرات األفالم الجديدة األخری التي تشتركني‬ ‫معنا فيها‪.‬‬

‫أن أعود إلی املدرسة‪ ،‬ولكن خوفي من جرح أحاسيس‬ ‫ً‬ ‫أمي جعلني أكتم هذه الرغبة أيضا‪ ،‬لقد أصبح عقلي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتائها منذ اللحظة األول��ی التي قابلت فيها‬ ‫مشغوال‬ ‫عاطف سالم‪ ،‬وأصبحت شبه شاردة التفكير وكان كل‬ ‫ً‬ ‫محصورا في تحديد موعد التصوير واللحظة‬ ‫تفكيري‬ ‫التي سأقف فيها أم��ام الكاميرا‪ .‬لقد كنت أق��رأ جميع‬ ‫املجالت الفنية والجرائد في مدة األسبوع التي حددها‬ ‫لي عاطف سالم لبداية التصوير‪ ،‬كنت أري��د أن أعرف‬ ‫كل ما له عالقة باملمثلني واالستوديوهات والكاميرات‪.‬‬ ‫وج��اءت اللحظة الحاسمة عندما طلبني عاطف سالم‬ ‫وأخ �ب��رن��ي ب��أن ال�ت�ص��وي��ر س�ي�ب��دأ غ � ً�دا ف��ي «اس�ت��ودي��و‬ ‫مصر» وسألته عن مكان االستوديو‪ ،‬فطلب مني الذهاب‬ ‫إلی مكتب حلمي رفلة وهم هناك سيتولون مسؤولية‬ ‫إحضاري إلی االستوديو‪ ،‬وكان املطلوب مني أن أكون‬ ‫ً‬ ‫صباحا وك��ان ال‬ ‫في االستوديو في الساعة العاشرة‬ ‫مفر أمامي من ممارسة هوايتي األول��ی في «التزويغ»‬ ‫من املدرسة‪ ،‬رغم الوعود التي قطعتها علی نفسي بعدم‬ ‫«التزويغ»‪ ،‬ولكن «التزويغ» هذه املرة يختلف عنه في كل‬ ‫املرات السابقة‪ .‬لقد شعرت بأن مستقبلي كله مرهون‬ ‫علی هذه «التزويغة»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مشكلة أخ��ری واجهتني‪ ،‬هي كيف أخفي فستانا من‬ ‫ف�س��ات�ين ال �خ��روج داخ ��ل شنطة ال�ك�ت��ب ح�ت��ی ال أضطر‬

‫كان إيماني ً‬ ‫قويا بنجاحي‬ ‫فلم يكن يعنيني‬ ‫ومن دون أي تفكير قلت له‪:‬‬ ‫موافقة‪ً ،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قصيرا أم ط��وي�لا‪ ،‬ناطقا أم صامتا‪.‬‬ ‫أن يكون ال��دور‬ ‫كان كل ما يعنيني أن أظهر علی شاشة السينما ولو‬ ‫للحظة واحدة‪ ،‬وكان في داخلي إيمان قوي بأنني سوف‬ ‫أنجح وسوف ألفت األنظار‪ ،‬وقدم لي عاطف سالم ً‬ ‫عقدا‬ ‫ألوق��ع عليه‪ ،‬وق��ال لي سوف نبدأ التصوير في خالل‬ ‫أسبوع وسوف أتصل بك بني الحني والحني لالطمئنان‬ ‫عليك‪ .‬وانتهت املقابلة وخرجت من مكتب عاطف سالم‬ ‫وكأنني أملك العالم كله كنت أريد أن يشاركني أحد هذه‬ ‫الفرحة الكبيرة لقد تحقق األمل الكبير وسأكون ممثلة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫خصوصا‬ ‫وعزمت أم��ري علی أال أفشي سري ألحد‬ ‫أم ��ي‪ .‬وع ��دت إل��ی م��درس�ت��ي وك ��ان ع��اط��ف س��ال��م دائ��م‬ ‫االتصال بي‪ ،‬وال أخفيكم ً‬ ‫سرا إذا قلت لكم إنه قد تولدت‬ ‫في داخلي رغبة في عدم مواصلة الدراسة‪ ،‬كنت ال أريد‬

‫للذهاب إلی االستوديو «بمريلة» املدرسة‪.‬‬ ‫وخطرت لي فكرة وهي ليست في الحقيقة فكرة بل هي‬ ‫«ك��ذب��ة»‪ ،‬لقد كذبت علی وال��دت��ي وقلت لها إن املدرسة‬ ‫سوف تخرج ً‬ ‫غدا في رحلة إلی الفيوم‪ ،‬وقد اشتركت في‬ ‫ً‬ ‫هذه الرحلة‪ ،‬وبالتالي وجدت مبررا لكي أخرج بفستان‬ ‫ً‬ ‫خ ��روج ب ��دال م��ن «م��ري�ل��ة» امل��درس��ة‪ .‬وج �ه��زت مالبسي‬ ‫وارتميت علی السرير يملؤني الفرح وتحاصرني األحالم‬ ‫م��ن ك��ل ال �ج �ه��ات‪ ،‬وأخ ��ذت أس ��رع وت�ت�ص��اع��د ال�خ�ي��االت‬ ‫في رأس��ي وق��رأت ً‬ ‫كثيرا من س��ور ال�ق��رآن الكريم حتی‬ ‫يغمض جفني ولو لساعة واحدة حتی يكون في إمكاني‬ ‫مواجهة مصاعب اليوم التالي‪ ،‬ولكن كل محاوالتي في‬ ‫ً‬ ‫النوم ضاعت عبثا وظللت ليلتي بطولها ساهرة دون‬ ‫أن تلحظني أختي التي تنام علی سريرها إلی جواري‪.‬‬ ‫ً‬ ‫صباحا‪ ،‬قمت بمفردي قبل أن‬ ‫وف��ي الساعة السابعة‬ ‫يستيقظ أف��راد البيت وارت��دي��ت مالبسي واتجهت إلی‬ ‫مكتب حلمي رفلة؛ حيث وجدت بعضهم في انتظاري‬ ‫للذهاب إلی «استوديو مصر»‪ ،‬وهنا بدأت خطواتي األولی‬ ‫في عالم السينما <‬ ‫وإلی الحلقة القادمة‬ ‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪79‬‬


‫حكاييت مع الزمان‬ ‫(احللقة الثانية)‬

‫نبيلة عبيد تروي قصة حياتها لـ‬

‫وتقول‪ :‬الحظ انتظرني داخل سيارة «تاونس» أمام محل سندويتشات‬

‫نجمة مصر‪ :‬أصبت بالجنون املؤقت‬ ‫بعد ترشيحي لتمثيل فيلم «مفيش تفاهم»‬ ‫في الحلقة السابقة روت نبيلة عبيد‬ ‫كيف قررت أن تصبح ممثلة‪ ،‬وهي في‬ ‫سن الخامسة من عمرها‪ .‬وكيف لعبت‬ ‫ً‬ ‫دار سينما شبرا باالس ً‬ ‫رئيسيا في‬ ‫دورا‬ ‫تحقيق هذا الحلم‪ .‬وفي هذه الحلقة تروي‬ ‫نبيلة عبيد كيف ابتسم لها الحظ من داخل‬ ‫سيارة «تاونس» وكيف كانت البداية في‬ ‫ً‬ ‫صباحا‬ ‫فيلم «ما فيش تفاهم»‪ .‬في العاشرة‬ ‫كان الحظ ينتظرني داخل سيارة «تاونس»‬ ‫أمام محل البقالة الذي أشتري منه بعض‬ ‫ً‬ ‫السندويتشات‪ ،‬وكان هذا الحظ متمثال في‬ ‫شخصية املخرج السينمائي عاطف سالم‬ ‫الذي كنت قد شاهدت معظم أفالمه‪.‬‬ ‫‪78‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫القاهرة‪ :‬محمد طه‬ ‫ك��ان عاطف سالم يجلس داخ��ل سيارته وأنا‬ ‫أقف أم��ام املحل‪ ،‬وأخ��ذ ينظر إل� ّ�ي ويتطلع إلی‬ ‫هيئتي‪ ،‬ولفت نظري عندما أخذ يلوح لي بيده‬ ‫ويبتسم فلوحت له وذهبت إليه وم��ددت ي��دي من باب‬ ‫س�ي��ارت��ه ألص��اف�ح��ه‪ .‬ولكنه بسرعة فتح ب��اب السيارة‬ ‫ونزل منها وصافحني بحرارة كأنه يعرفني من قبل‪.‬‬ ‫ثم سألني عن اسمي فذكرته له‪ ،‬وسألني عن مدرستي‪،‬‬ ‫فقلت له إنني طالبة في الصف األول الثانوي بمدرسة‬ ‫«كلية السالم»‪ ،‬وغ� ً�دا سوف أح��ول أوراق��ي إلی مدرسة‬ ‫«قصر النيل» الخاصة‪ .‬كان يحدثني وينظر إلي‪ ،‬وفجأة‬ ‫ق�ط��ع ح��دي�ث��ه وق ��ال ل��ي ف��ي ص��وت ج ��اد‪« :‬ت�ح�ب��ي تبقي‬ ‫ممثلة»؟‬

‫ونزلت علي الجملة ن��زول الصاعقة‪ ،‬وأحسست أن كل‬ ‫كياني يهتز ف� ً‬ ‫�رح��ا وأحببت أن أت��أك��د م��ن الجملة مرة‬ ‫أخری‪ ،‬فقلت له‪:‬‬ ‫ حضرتك بتقول إيه؟‬‫ومرة أخری قال لي‪ :‬عاوزة «تشتغلي» في السينما؟‬ ‫وهنا أمسكت بكلماته وقلت له علی الفور‪« :‬يا ريت» إنه‬ ‫حلمي الوحيد‪.‬‬ ‫ضحك عاطف سالم وأخبرني أنه يستعد إلخراج فيلم‬ ‫ج��دي��د وي�ب�ح��ث ل��ه ع��ن وج ��وه ج��دي��دة وط�ل��ب م�ن��ي رق��م‬ ‫تليفوني‪ ،‬فأعطيته الرقم وقلت له‪ :‬إذا أردت أن تكلمني‬ ‫فأرجوك أن تطلبني عن طريق صوت نسائي‪ .‬وتركت‬ ‫عاطف سالم والفرحة تكاد تقتلني‪ ،‬كنت أريد أن أصرخ‬ ‫من أعماقي وأقول ً‬ ‫أخيرا سأمثل في السينما‪ ،‬كنت أريد‬ ‫أن أروي ألختي أو ألمي كل ما حدث‪ ،‬ولكنني خشيت‬ ‫املوقف‪ ،‬بل تملكني إحساس بأن ما حدث مع عاطف‬


‫بهدف توجيه املجتمع هي سياسة في حد ذاتها‪ ..‬فالفن ال‬ ‫ينفصل أبدا عن السياسة‪ .‬وقد اكتفيت بمواجهة الهجوم ضد‬ ‫عملي وفني ومحاولة تشويه الفن املصري‪.‬‬ ‫> ملاذا تعطل فيلمك الجديد «يوم للستات»‪ ،‬وكان‬ ‫مقررا طرحه بداية العام الحالي؟‬ ‫ تعطل الفيلم ألكثر من سبب‪ ،‬أولها مشكالت إنتاجية‪ ،‬مما‬‫دفعني لتحمل إنتاجه‪ ،‬ألنني متحمسة ل��ه ج��دا خاصة أنه‬ ‫يناقش قضايا تهم املرأة والرجل وتدور أحداثة على مدار يوم‬ ‫كامل على حمام سباحة بني ‪ 5‬أزواج وزوج��ات ويشاركني‬ ‫ال�ب�ط��ول��ة ف�ي��ه م�ح�م��ود ح�م�ي��دة‪ ،‬وف� ��اروق ال�ف�ي�ش��اوي وأح�م��د‬ ‫الفيشاوي‪ ،‬وإي��اد نصار‪ ،‬وأحمد داود‪ ،‬ونيللي كريم‪ ،‬وهالة‬ ‫صدقي‪ ،‬وناهد السباعي‪ ،‬وسماح أنور‪ .‬أما األسباب األخرى‬ ‫تتعلق بوفاة والدة املخرجة كاملة أبو ذكري‪ ،‬وأيضا تنسيق‬ ‫مواعيد الفنانني الذي انشغلوا ببعض األعمال الرمضانية‪.‬‬ ‫> ه��ل م��ا زال��ت أوض��اع السينما متأثرة ب��األح��داث‬ ‫السياسية التي مرت بها مصر؟‬ ‫ بالطبع التأثير ما زال مستمرا‪ ،‬وال تزال األحوال االقتصادية‬‫مسيطرة تماما على اإلن�ت��اج‪ ،‬لكن م��ن ناحية أخ��رى‪ ،‬نحن‬ ‫ن�ك��اف��ح ل��دع��م ص�ن��اع��ة السينما ف��ي م��واج�ه��ة ال �ك��وارث التي‬ ‫تواجهها‪ ،‬أهمها القرصنة وس��رق��ة األف�ل�ام وعرضها على‬ ‫الفضائيات‪ .‬لذا أح��رص دائما على أن أقف بجوار السينما‬ ‫املصرية رغم خسارتي اإلنتاجية يجب أن ندعمها بكل ما‬ ‫نملك ول��دي استعداد ت��ام ألن أخسر كل أم��وال��ي حتى تقف‬ ‫السينما وتعود لسابق عهدها‪ .‬ورغم كل ما تمر به الصناعة‪،‬‬ ‫فإنني أختار دائما األعمال الفنية ذات القيمة أكثر من األعمال‬ ‫التجارية‪ ،‬ورغ��م م�ش��واري الفني‪ ،‬فإنني أعمل دائ�م��ا ب��روح‬ ‫الهواة‪.‬‬ ‫> ي�ع��رض ل� ِ�ك حاليا فيلمان سينمائيان «ريجاتا»‬ ‫و«هز وسط البلد»‪ ،‬فما انطباعك عن ذائقة الجمهور‪،‬‬ ‫هل تغيرت وأصبحت األفالم ذات القضايا اإلنسانية‬ ‫تحظى باإلقبال؟‬ ‫ عندي حالة حماس سينمائية‪ ،‬وأع� ّ�د حاليا ألف�لام أخرى‪.‬‬‫وأود تقديم كل ما يمس املجتمع‪ ،‬وأختار نماذج حقيقية من‬ ‫قلب املجتمع‪ ،‬مثل دوري في فيلم «ريجاتا»‪ ،‬سيدة مريضة‬ ‫بالسرطان‪ ،‬و«هز وسط البلد» دور املتسولة التي ال تجد مكان‬ ‫يؤويها هي وأوالدها‪ ،‬فتتسول وينتهي بها الحال ألن يتوفى‬ ‫أوالده��ا األربعة في ي��وم واح��د‪ .‬من خ�لال ه��ذه الشخصيات‬ ‫نحاول حل مشكالت هذه الحاالت‪ ،‬نحن نقدم هموم الناس‬ ‫لكي يلتفت لها املجتمع فالفن ليس للتسلية‪ .‬وأرى أن الجمهور‬ ‫بالفعل بدأ يقبل على هذه النوعية والحمد لله حققا نجاحا‬ ‫جيدا لم أتوقعه‪.‬‬ ‫> إذن ك��ان��ت امل�ش�ك�ل��ة ف��ي ت�ق��وي��م ذائ �ق��ة ال�ج�م�ه��ور‬ ‫وتوجيهها إلى األفالم الجدية بدال عن الهزلية؟‬ ‫ في كل مجال هناك من ال يهتم بمصلحة البلد وال بقيمة‬‫ال�ع�م��ل‪ ،‬ومنهم بعض العاملني ف��ي السينما‪ ،‬فمثال غالبية‬ ‫املنتجني يركزون على الفيلم الكوميدي‪ ،‬وهم يربون عقول‬ ‫وأذواق ال �ن��اس ع�ل��ى ت�ل�ق��ي ه ��ذه ال�ن��وع�ي��ة ف�ق��ط م��ن األف�ل�ام‬ ‫باعتبارها هي األفالم الجيدة‪.‬‬ ‫> وكيف ترين تقبل الجمهور في الشارع ونظرتهم‬ ‫للفن‪ ،‬خاصة بعد موجة الهجوم التي شنتها بعض‬ ‫التيارات اإلسالمية ضد الفن والفنانني؟‬ ‫ ف��ي الحقيقة أرى شغفا وح��ال��ة تعطش م��ن ال�ن��اس للفن‪،‬‬‫وملست تلك الحالة من الشغف وعشق الفن وح��ب الفنانني‬ ‫أثناء تصويري لفيلم «ريجاتا» في حي شبرا الشعبي‪ .‬كانت‬

‫كل أسرة تود استضافتنا في بيتها للغذاء أو احتساء الشاي‪،‬‬ ‫وأحاطونا بحالة من الحب والتعاون لم أرها منذ زمن‪ ،‬فالشعب‬ ‫املصري معدنه أصيل وعاشق للفن منذ القدم‪ ،‬وأعتقد أن‬ ‫ج�ه��ود تلك ال�ت�ي��ارات ف��ي ال�ق�ض��اء على ال�ف��ن امل�ص��ري ب��اءت‬ ‫بالفشل‪.‬‬ ‫> هل ترين ضرورة تدخل الدولة في صناعة السينما‬ ‫من جديد لدعمها؟‬ ‫ نريد أن تعود مصر قوية كما كانت دوما‪ ،‬ومن أهم املجاالت‬‫التي لعبت فيها مصر دورا رياديا السينما‪ ،‬ألنها تمثل القوة‬ ‫الناعمة ملصر وتنشر الوعي بكثير من القضايا االجتماعية‬ ‫واإلنسانية‪ ،‬كما أنها تحرك املشاعر وتعمل العقل ونحن اآلن‬ ‫في ّ‬ ‫أمس الحاجة لذلك‪ .‬لكن أنا أعلم أن الظروف الحالية ال تسمح‬ ‫بدعم الدولة للسينما‪ ،‬لكن وجهت حديثي للرئيس السيسي‬ ‫بأهمية مساندة الدولة بما تمتلكه من تسهيالت للتصوير في‬ ‫املواقع التاريخية واألثرية أو التابعة للدولة وضرورة خفض‬ ‫قيمة استئجارها‪ ،‬ألن تكلفتها تكون باهظة‪ ،‬وقد يصل إيجار‬ ‫ساعة لتصوير مشهد واحد إلى ‪ 10‬آالف جنيه‪ ،‬هذا املشهد‬ ‫قد يحتاج في تصويره إلى ‪ 7‬ساعات‪ ،‬ولديك باقي العمل‪ ،‬وبه‬ ‫مئات املشاهد‪ ،‬لذا نحتاج للتسهيل في تلك املسألة‪.‬‬ ‫> هل ترين أن هناك أمال في ع��ودة املسرح لسابق‬ ‫عهده أيضا؟‬ ‫ ما زال املسرح الجاد املحترم جمهوره م�ح��دود‪ ،‬فلم يعد‬‫امل �س��رح ي�خ��اط��ب ع�ق��ول ال�ج�م�ه��ور وي �ح��رك م�ش��اع��ره��م كما‬

‫تعلمته في معهد الفنون املسرحية‪ .‬وأرف��ض تقديم املسرح‬ ‫التجاري‪ ،‬إما أن أقدم مسرح كما تعلمته‪ ،‬ألنه أبو الفنون أو‬ ‫ال‪ .‬وأكتفي حاليا باألعمال التي قدمتها من قبل «كاليجوال»‬ ‫مع نور الشريف‪ ،‬و«خشب ال��ورد» مع محمود عبد العزيز‪،‬‬ ‫و«بهلول في إسطنبول» مع سمير غانم‪ ،‬تلك األع�م��ال كنا‬ ‫نعرضها ملدة خمس سنوات‪ ،‬أما اآلن أتحدى أن يستمر عرض‬ ‫مسرحي جاد أكثر من شهر واحد‪.‬‬ ‫> رأيك في مسألة خلع الحجاب التي أثيرت أخيرا‬ ‫ودعوة الكاتب شريف الشوباشي لذلك؟‬ ‫ أنا ضد تلك الدعوات‪ ،‬ألنها حرية شخصية وال تناقش‪ ،‬ال‬‫أحد يمتلك حق التحكم في املظهر الخارجي لإلنسان‪ ،‬وأن‬ ‫يحكم على الصواب والخطأ‪ .‬نحن ال نملك حساب البشر‪.‬‬ ‫> ما السر وراء اللمحة الفلسفية في تصريحاتك؟‬ ‫ ال أعلم على وجه التحديد‪ ،‬قد يكون السر فيها حبي للقراءة‬‫ُ‬ ‫التي تنضج العقل‪ .‬فجانب قراءة كل ما يتعلق بعملي‪ ،‬أقرأ‬ ‫ف��ي علم النفس وم��ا يقدمه م��ن تشريح للنفس البشرية‪،‬‬ ‫وال��رواي��ات‪ ،‬وع�ل��م الفلك‪ ،‬وبشكل ع��ام أستغل وق��ت ال�ف��راغ‬ ‫لالستمتاع بالقراءة‪ ،‬وخصوصا الكتاب الورقي‪ ،‬وال أعترف‬ ‫بالقراءة اإللكترونية‪ .‬قرأت لكل كتابنا الكبار نجيب محفوظ‬ ‫وإح�س��ان عبد ال�ق��دوس ومحمد س�ل�م��اوي‪ ،‬ود‪ .‬مصطفى‬ ‫محمود‪ ،‬كما أحب القراءة للكاتب األملاني كولني ويسلون‪،‬‬ ‫وق ��راءة املسرحيات الكالسيكية أللبير كامي وج��ان بول‬ ‫سارتر‪ ،‬وشكسبير <‬ ‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪77‬‬


‫ترى النجمة املصرية إلهام‬ ‫شاهني أن الفن والسياسة‬ ‫وجهان لعملة واحدة‪ ،‬لكنها‬ ‫تأسر االبتعاد عن خوض املعترك‬ ‫السياسي مكتفية بتصديها‬ ‫ملعركة كبرى مع رموز اإلسالم‬ ‫السياسي في حقبة حكم «اإلخوان‬ ‫املسلمني»‪ .‬وتفضل طرح القضايا‬ ‫اإلنسانية امللحة وإبرازها من‬ ‫خالل أعمالها السينمائية‬ ‫والتلفزيونية‪ ،‬التي تزيد في‬ ‫عددها عن املائة‪ .‬وقد توج شغفها‬ ‫العام املاضي باختيار األمم‬ ‫املتحدة لها سفيرة نوايا حسنة‬ ‫للسلم والرعاية واإلغاثة‪ .‬وهي‬ ‫ترى أن دور الفنانني العرب في‬ ‫املرحلة املقبلة يجب أن ينمي روح‬ ‫االنتماء والعمل الوطني ملواجهة‬ ‫القوى الظالمية واإلرهابية التي‬ ‫تتربص بعاملنا العربي‪،‬‬ ‫وإلى نص الحوار‪:‬‬

‫يجب أن ينمي دور الفنانني العرب روح االنتماء ملواجهة القوى الظالمية‬

‫إهلام شاهني لـ‬ ‫حوار‪ :‬داليا عاصم‬

‫> ما طبيعة عملك كسفيرة للسلم والرعاية‬ ‫واإلغاثة؟‬ ‫ أعتبر هذا املنصب تكليفا ومهمة إنسانية جليلة‪،‬‬‫وينصب دوري على نشر الوعي وتقديم الدعم تجاه القضايا‬ ‫املتعلقة بالعطاء وتقديم املساعدات عندما تتعرض بعض‬ ‫املناطق والبلدان للكوارث الطبيعية‪ ،‬أو تلك الناتجة عن الحروب‬ ‫والصراعات حول العالم‪ ،‬وال ينحصر عملنا في نطاق العالم‬ ‫العربي‪ .‬ويقتصر عملنا كسفراء لإلغاثة على زيارة املناطق‬ ‫املنكوبة وكتابة تقارير عنها لألمم املتحدة‪ ،‬التي تقوم بدورها‬ ‫بإرسال املساعدات‪ ،‬أما فيما يتعلق بالسلم فدورنا كفنانني‬ ‫قدرا ً‬ ‫ننال ً‬ ‫كبيرا من اهتمام اإلعالم أن نسلط الضوء على أهمية‬

‫‪76‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪ :‬الفن والسياسة وجهان لعملة واحدة‬

‫السالم والتقريب بني الشعوب حول العالم‪.‬‬ ‫> هل رافقت إحدى بعثات األمم املتحدة؟ وما الدولة‬ ‫األشد احتياجا لعمل املنظمة في الوقت الحالي؟‬ ‫ لم تبدأ بعد مهامي الرسمية ومرافقة البعثات‪ ،‬ولألسف كل‬‫مناطق العالم اآلن بها مناطق منكوبة وفي ّ‬ ‫أمس الحاجة إلى‬ ‫املساعدات اإلنسانية سواء في العراق وسوريا واليمن وليبيا‬ ‫وتونس واملغرب وأفغانستان‪ ،‬وحتى البوسنة والهرسك ما‬ ‫زالوا في حاجة للمساعدات‪.‬‬ ‫> ُيلقى الكثير من اللوم على الفنانني العرب لعدم‬ ‫ج��دي�ت�ه��م ف ��ي ال �ع �م��ل ال �خ �ي��ري واإلن� �س ��ان ��ي‪ ،‬بعكس‬ ‫الفنانني في الغرب‪ ،‬فما رأيك؟‬ ‫ ال تعليق ّ‬‫لدي! وأعتقد أن ً‬ ‫كثيرا من الفنانني العرب يقومون‬ ‫بأنشطة خيرية وتطوعية‪ ،‬لكنها ال تحظى باالهتمام اإلعالمي‪،‬‬ ‫وبالتأكيد م��ن يقوم بهذه األع�م��ال ال يسعى وراء األض��واء‬

‫ليفاخر بها‪.‬‬ ‫> أن��ت معروفة ب��آرائ��ك الجريئة‪ ،‬فما رأي��ك في أداء‬ ‫الرئاسة والحكومة خاصة أنك كنت من أبرز الداعمني‬ ‫لثورة ‪ 30‬يونيو؟‬ ‫ هناك مجهود خ��ارق وكبير م��ن قبل الرئيس والحكومة‪،‬‬‫لدينا رئيس يحب البلد فعال‪ ،‬ويعمل من أجله‪ ،‬لكن يبدو أن‬ ‫املسألة تحتاج لسنوات طويلة بعكس توقعاتنا لكي تتغير‬ ‫مصر وتعود كما كانت في املاضي‪ .‬وحاليا أرى البالد في‬ ‫حاجة للعمل الجاد من كل مواطن مصري‪ ،‬سواء ّكان يعيش‬ ‫بها أو خارجها‪ ،‬ويجب أن يستمر دعمنا لبالدنا كل على قدر‬ ‫طاقته وطبيعة عمله‪.‬‬ ‫> ه��ل فكرت يوما ف��ي دخ��ول معترك السياسة من‬ ‫منطلق العمل الحزبي مثال؟‬ ‫‪ -‬هي لعبة بعيدة عن تفكيري تماما‪ ،‬لكن كل كلمة نقولها‬


‫آل غور‬ ‫الصفحات األولى لكتابه وحتى خاتمته؛ يقول في‬ ‫خاتمة الكتاب‪“ :‬وخير ما نستهل به نقاشنا هو‬ ‫أن ن�س��أل‪ :‬م��ن ن�ح��ن؟ ال �ج��واب امل�ب��دئ��ي م��رة أخ��رى‬ ‫متوافر بسهولة‪ :‬نحن البشر العاقلون‪( ..‬الكائنات‬ ‫ال�ت��ي ت�ع�ل��م)‪ ..‬املشتبه بهم امل �ع �ه��ودون‪ ..‬نحن من‬ ‫قمنا بالفعل برحلة طويلة ج��دا م��ن ال�غ��اب��ات إلى‬ ‫السهول العشبية (السافانا) إل��ى امل��زارع وم��ن ثم‬ ‫إلى املدن الكبرى‪ .‬ومن شخصني إلى آالف وماليني‬ ‫ومليارات البشر ومن الحجارة إلى املحاريث إلى‬ ‫خطوط التجميع وم��ن ث��م إل��ى ال��روب��وت��ات النانوية‬ ‫ومن املقاطع إلى املوسوعات إلى موجات األثير إلى‬ ‫العقل العاملي‪ ،‬من األسر إلى العشائر إلى املجتمعات‬ ‫املحلية ومن ثم إلى الدول‪ ..‬لكن هذا هو الطريق الذي‬ ‫سلكناه واملحطة التالية التي ستقودنا إليها هذه‬ ‫الرحلة ستعتمد على أي نوع من الكائنات سنختار‬ ‫أن نكون‪ .‬بعبارة أخرى قرارنا حول الطريقة التي‬ ‫سنختارها للعيش سيحدد م��ا إذا كانت الرحلة‬

‫ستقودنا أم إننا سنقود الرحلة”‪.‬‬ ‫أما ما يجب فعله من وجهة نظر آل غور فيعتمد بشكل‬ ‫أساسي على وجود ما سماه غور “العقل العاملي” الذي‬ ‫يوفر لنا فرصة لتعزيز عملية صنع القرار القائمة على‬ ‫العقل‪ .‬ولكن النظم االقتصادية والسياسية التي ننفذ‬ ‫عبرها حتى أكثر القرارات حكمة هي في حقيقة األمر‬ ‫بحاجة ماسة لإلصالح‪.‬‬ ‫وال ينسى غور أن يشير إلى تراجع الثقة في رأسمالية‬ ‫السوق والديمقراطية التمثيلية “ألن��ه من الواضح أن‬ ‫كلتيهما بحاجة إل��ى اإلص�ل�اح على ح��د س ��واء‪ ..‬إن‬ ‫إصالح هاتني األداتني الكبيرتني يجب أن يحتل املرتبة‬ ‫األول ��ى ف��ي س�ل��م األول��وي��ات ع�ل��ى أج �ن��دة ك��ل م��ن ي��ود‬ ‫املساعدة في تشكيل مستقبل البشرية”‪.‬‬ ‫ي�ط��رح غ��ور عبر كتابه الكبير وامل�ه��م وص��ول عربة‬ ‫البشرية إلى مفترق طرق كما يقول‪ .‬وليس أمام الجنس‬ ‫البشري إال أحد خيارين‪ ،‬إما السير باآلليات البالية‬ ‫ذات�ه��ا وال��وص��ول إل��ى نهاية ال�ح�ض��ارة التي نعرفها‪،‬‬ ‫وإما “املستقبل”‪.‬‬

‫ حكايات العبر واملواعظ‬‫ حكايات الجميالت والشطار‬‫أما الجزء الثاني فيتضمن‪:‬‬ ‫ حكايات العجائب والغرائب واملغامرات والنوادر‬‫ حكايات املواويل واألدوار والحكم واألمثال واملقوالت‬‫السائرة‬ ‫ حكايات املالئكة والجان‬‫ حكايات املردة والغيالن‬‫ حكايات تؤكد على صفات الذكاء وحسن الفطن‬‫والجزء الثالث يتضمن‪:‬‬ ‫ حكايات األلغاز والفوازير واملعاضالت‬‫ حكايات البطوالت والسير والقدرات‬‫ حكايات األنبياء وأل البيت واألولياء والقديسني‬‫ حكايات مصرية قديمة‬‫أما الجزء الرابع فيتضمن‪:‬‬ ‫ حكايات أطفال املدارس‬‫باإلضافة إل��ى ملحق ص��ور ال��رواة الذين جمع منهم‬ ‫ال �ب��اح��ث أح �م��د ت��وف �ي��ق ح��وادي �ت��ه‪ .‬وك��ذل��ك مجموعة‬ ‫ال �ك �ش��اف��ات امل�ه�م��ة ال �ت��ي أورده � ��ا ال �ب��اح��ث ف��ي نهاية‬ ‫موسوعته املهمة‪.‬‬ ‫وق��د أش��ار الباحث ف��ي مقدمته إل��ى أن��ه جمع بنفسه‬ ‫‪ 324‬حدوتة فيما أضاف لباحثني آخرين ‪ 168‬حدوتة‬ ‫واستفاد من حواديت جمعها أكاديميون في رسائل‬ ‫جامعية ومجالت بواقع ‪ 78‬حدوتة‪.‬‬ ‫ون �ظ��را أله�م�ي��ة ال�ح�ك��اي��ات الشعبية ‪ -‬ي�ق��ول أحمد‬ ‫توفيق ‪“ -‬باعتبارها واحدة من أهم الفنون الشعبية‬ ‫التي حافظت وما زالت تحافظ على الحس الجمعي‬ ‫فهي قسم من أقسام ثقافة شعبية توحد ال تشتت‬ ‫تبني ال تهدم والتي أيضا تسهم بشكل كبير في‬ ‫تربية أطفالنا وتعليمهم وتنمية قدراتهم اإلبداعية‬ ‫(‪ )...‬والتي بدأ دورها يتقلص”‪.‬‬ ‫وعن أبطال تلك الحواديت يذكر توفيق مجموعة من‬ ‫السمات املميزة لهم مثل‪:‬‬ ‫ ال�ب�ط��ل دائ �م��ا ك��ا ينتصر ف��ي ن�ه��اي��ة ال�ح�ك��اي��ة على‬‫الشخوص الشريرة‬ ‫ دائما ما يجد البطل شخوصا خيرة تساعده‬‫ يتوقف نجاح البطل على ظهور قوى قدرية خارجية‬‫ أبطال هذه الحواديت لهم القدرة على التنقل والحركة‬‫من عالم املجهول إلى عالم املعلوم‬ ‫ ليس من ال�ض��روري أن يمتلك بطل تلك الحكايات‬‫الذكاء‪ ،‬ولكنه ربما امتلك قدرات خارقة <‬

‫ثانيا‪:‬‬ ‫الكتاب‪ :‬الحواديت‪ ..‬موسوعة حكايات‬ ‫الطفل في مصر‬ ‫املؤلف‪ :‬أحمد توفيق‬ ‫الناشر‪ :‬الهيئة املصرية العامة للكتاب‬ ‫في أربعة أجزاء من القطع الكبير وعبر ما يزيد‬ ‫على ‪ 2600‬صفحة‪ ،‬جمع الباحث املصري‬ ‫أحمد توفيق ‪ 570‬حدوتة من حواديت األطفال‬ ‫ف��ي مصر ف��ي تقسيم موسوعي استغرق‬ ‫أربعة عشر قسما هي على الترتيب‪:‬‬ ‫الجزء األول ويتضمن‪:‬‬ ‫ حكايات الحيوانات والطيور واألسماك‬‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪75‬‬


‫من الكتب التي صدرت مؤخرا‬ ‫«كتاب الحواديت‪ ..‬موسوعة‬ ‫حكايات الطفل في مصر»‬ ‫الذي صدر عبر عامني تقريبا‬ ‫في أربعة أجزاء متتالية في‬ ‫القاهرة‪ ،‬للباحث املصري أحمد‬ ‫توفيق‪ .‬وكتاب» «املستقبل‪..‬‬ ‫ستة محركات للتغيير العاملي»‬ ‫«للسياسي األميركي آل غور‬ ‫نائب الرئيس األميركي األسبق‬ ‫بيل كلينتون‪ .‬والكتاب ظهر في‬ ‫طبعته اإلنجليزية عام ‪ 2013‬لكنه‬ ‫لم يظهر مترجما إلى العربية إال‬ ‫الشهر املاضي‪.‬‬

‫بني ماض حي ومستقبل يعالج الحياة‬

‫موسوعة الحواديت وكتاب املستقبل‬ ‫هشام عبد العزيز‬ ‫ي �ه �ت��م ال� �ك� �ت ��اب ��ان ب �ج��ان �ب�ي�ن م �ه �م�ين ب ��ل ق��ل‬ ‫مؤرقني لإلنسان؛ أولهما (الحواديت) يهتم‬ ‫ب��امل��اض��ي ال �ح ��ي خ ��اص ��ة ف ��ي ال � �ش ��رق‪ .‬أم��ا‬ ‫الثاني (املستقبل) فينزع ملحاولة التعرف على مالمح‬ ‫املستقبل ال��ذي ينتظر البشرية بعد عقد من الزمان‬ ‫وربما بعد أيام‪..‬‬ ‫أوال‪:‬‬ ‫ال �ك �ت��اب‪ :‬امل�س�ت�ق�ب��ل‪ ..‬س�ت��ة م �ح��رك��ات للتغيير‬ ‫العاملي‬ ‫املؤلف‪ :‬آل غور‬ ‫ترجمة‪ :‬د‪ .‬عدنان جرجس‬ ‫ال �ن��اش��ر‪ :‬امل �ج �ل��س ال��وط �ن��ي ل�ل�ث�ق��اف��ة وال �ف �ن��ون‬ ‫واآلداب‬ ‫‪74‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫ف��ي ال��وق��ت ال��ذي يشير فيه ك��ات��ب م�ص��ري أن العالم‬ ‫الثالث عامة وال�ع��رب على وج��ه الخصوص يسيرون‬ ‫إلى املستقبل وهم ينظرون في أقفيتهم‪ ،‬نقرأ املقولة‬ ‫الشهيرة للكاتب الغربي صموئيل تيلور كولريدج‬ ‫“غالبا ما تتقدم أشباح األحداث الكبيرة بخطى أسرع‬ ‫لتصل ق�ب��ل ت�ل��ك األح � ��داث‪ ..‬وف��ي ال �ي��وم يمشي الغد‬ ‫بالفعل”‪.‬‬ ‫اتساقا مع هذا الهاجس املؤرق بني املاضي من جهة‬ ‫وامل�س�ت�ق�ب��ل م��ن ج�ه��ة ث��ان�ي��ة وح�ص��اره�م��ا للحاضر‬ ‫وضغطهما عليه‪ ،‬م��ن جهة ثالثة‪ .‬م��ن ه��ذا الهاجس‬ ‫انطلق السياسي األميركي البارز آل غ��ور في كتابه‬ ‫امل�ه��م (املستقبل) ليشير إل��ى عناصر ستة سماها‬ ‫“محركات التغيير العاملي”‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫‪ -1‬نشوء اقتصاد عاملي مترابط بشكل عميق‪ ،‬أو ما‬ ‫سماه غور “شركة األرض”‪.‬‬ ‫‪ -2‬شبكة اتصاالت إلكترونية تغطي كوكب األرض كله‪.‬‬ ‫‪ -3‬خلق توازن جديد بني القوى السياسية واالقتصادية‬

‫والعسكرية ف��ي ال�ع��ال��م‪ ،‬يختلف ع��ن شكل العالقات‬ ‫املعروف في النصف الثاني من القرن العشرين‪.‬‬ ‫‪ -4‬النمو السريع غير املستدام لنسب السكان واملدن‬ ‫واالستهالك وتدفقات التلوث‪ ،‬والناتج االقتصادي الذي‬ ‫يقاس ويوجه بواسطة مجموعة غريبة ومشوهة من‬ ‫املقاييس املقبولة عامليا‪.‬‬ ‫‪ -5‬ظهور مجموعة ثورية جديدة من التقنيات القوية في‬ ‫مجال البيولوجيا والكيمياء الحيوية والجينية وعلوم‬ ‫املواد‪.‬‬ ‫‪ -6‬ظهور عالقة جديدة بني القوة اإلجمالية للحضارة‬ ‫البشرية والنظم األيكولوجية لألرض‪.‬‬ ‫ل��م يكن ك�ت��اب آل غ��ور إج��اب��ة ع��ن أسئلة ب�ق��در ما‬ ‫ك��ان طرحا ب��ل ط��روح��ات متعددة وقلقة ح��ول ما‬ ‫كان وما هو كائن وماسوف يكون عليه اإلنسان‬ ‫املرتحل عبر آالف إن لم يكن ماليني السنني على‬ ‫كوكب هو في الحقيقة رأس املال الحقيقي للبشرية‬ ‫كلها‪ ،‬البشرية التي تساءل غور عن طبيعتها منذ‬


‫في هذه السبيل أن الخلفية التروتسكية للمهندس خيرت‬ ‫الشاطر نائب مرشد جماعة اإلخوان تلعب – حتى اآلن‬ ‫ً‬ ‫بشهادة معايشني – ً‬ ‫مؤثرا في اختياراته والدور‬ ‫دورا‬ ‫الذي لعبه في تاريخ الجماعة‪ ،‬وكذلك املاضي الناصري‬ ‫املتشدد لعاصم عبد املاجد القيادي السابق بالجماعة‬ ‫اإلسالمية املصرية‪.‬‬ ‫وقد كانت مصر في عام ‪ 1974‬على موعد مع ُّ‬ ‫تحول‬ ‫نوعي هو بالفعل منعطف في تاريخ العنف ذي اإلسناد‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬وأعني بذلك محاولة انقالب فاشلة أصبحت‬ ‫َ‬ ‫تعرف إعالميا بـ«قضية الفنية العسكرية»‪ ،‬وهي قضية‬ ‫ظلت الرواية الرائجة عنها «الرواية الرسمية»‪ .‬وفي عام‬ ‫‪ 2007‬خ��رج أح��د أش��ه��ر رم���وز التنظيم ع��ن صمته –‬ ‫طالل األنصاري – بشهادة عن التنظيم ونشأته ومساره‬ ‫طرحت الكثير من التساؤالت املشروعة حول «دقة» ما‬ ‫ً‬ ‫سائدا لعقود‪ .‬وقبل أسابيع قدم الباحث األكاديمي‬ ‫ظل‬ ‫الدكتور كمال السعيد حبيب – وهو قيادي سابق بتنظيم‬ ‫الجهاد املصري – ً‬ ‫كتابا ً‬ ‫مهما هو‪« :‬هاتف الخالفة» الذي‬ ‫قام حبيب بتحريره وتقديمه وكذلك التعريف بمؤلفه‬ ‫الدكتور أحمد الرجال‪.‬‬ ‫وفي هامش إحدى صفحات الكتاب تصادفنا معلومة‬ ‫عن أن «صالح سرية» الفلسطيني‪ /‬األردن��ي القادم من‬ ‫ً‬ ‫العراق‪ ،‬اإلخواني احتماال‪ ،‬قبل دوره في هذا االنقالب‬ ‫الفاشل ذي األهمية الكبيرة في تاريخ جماعات اإلسالم‬ ‫ً‬ ‫عضوا في حزب شيوعي!‬ ‫السياسي‪ ،‬كان‬ ‫وتأتي أهمية املحاولة الفاشلة املعروفة بـ«انقالب الفنية‬ ‫العسكرية» من اعتبارات عدة‪ :‬أولها استنادها إلى جهد‬ ‫نظري ربما كان ً‬ ‫تاليا في األهمية مباشرة لكتابات سيد‬ ‫قطب‪ ،‬لجهة التفكير بآليات آيديولوجية شمولية ومفردات‬ ‫دينية‪ ،‬وعلى أساس هذه التنظيرات توالت أدبيات عوملة‬ ‫العنف وانفصاله ع��ن األط���ر الشرعية‪ ،‬ليصبح وسيلة‬ ‫ً‬ ‫لتغيير العالم‪ .‬وهي وسيلة يأتي فيها الفعل أوال‪ ،‬ثم يأتي‬ ‫التنظير لتبريره بالتنظير وبما يفترض أنه «فتوى»‪ ،‬وبه‬ ‫تأسس مشروع فكري جديد ديباجاته إسالمية ودعائمه‪:‬‬ ‫«التغيير من أعلى»‬ ‫بـ«القوة»‬ ‫ً‬ ‫بناء على «اإلرادة»‪.‬‬ ‫في تعارض تام مع القاعدة الذهبية‪« :‬ال إكراه في الدين»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مؤشرا على‬ ‫واالعتبار الثاني أن «الفنية العسكرية» كانت‬ ‫بداية مرحلة االستيالء على الدولة بالقوة دون تقييم‬ ‫معياري «شرعي» لبنيتها؛ إذ غلب املفهوم املاركسي‬ ‫ل��ل��دول��ة ك��وس��ي��ل��ة تستخدمها «ط��ب��ق��ة» ل��ق��ه��ر الطبقات‬ ‫األخرى‪ ،‬وهو مفهوم يسيطر بشكل كاسح على ذهنية‬ ‫النسبة األكبر من جماعات العنف ذات اإلسناد اإلسالمي‬ ‫التي ال تكاد ت��رى ال��دول��ة إال «سلطة»‪ ،‬وق��د ك��ان املفكر‬ ‫العربي اإلسالمي املعروف الدكتور أبو يعرب املرزوقي‬ ‫ي��ل��خ��ص أخ���ط���ر ن��ق��ائ��ص م��ت��ش��ددي ال��ت��ي��ار ال��ت��ن��وي��ري‬ ‫بسلسلة م��ق��االت ورد ف��ي عنوانها تعبير‪« :‬التحديث‬ ‫االستبدادي»‪ ،‬فإذا بـ«التحديث االستبدادي» يصبح سمة‬ ‫لصيقة بفكر اإلسالميني املتأثرين بالفكر اليساري!‬

‫والغضب نتيجة للظلم االجتماعي والفجوة بني األغنياء‬ ‫وال��ف��ق��راء ف��ي أميركا‪ ،‬وه��و اعتنق ًاإلس�ل�ام أوائ���ل عام‬ ‫‪ ،1997‬وع��زا ذل��ك – كما أش��ار الحقا – إل��ى ما سماه‬ ‫«ك���رم اإلس�ل�ام ت��ج��اه ال��ف��ق��راء»‪ .‬وه��و باختصار دمج‬ ‫وج��ه��ات نظره املعادية للرأسمالية م��ع إيمانه الديني‬ ‫الجديد‪.‬‬

‫اليسار العربي املتحول‬

‫صالح سرية‬

‫«مرصد الظاهرة الدينية في سويسرا» كان قد أصدر‬ ‫في ديسمبر (كانون األول) ‪ ،2008‬دراسة عما اعتبره‬ ‫الباحث نيكوالي دوت بويار نقاط التقاء بني «اليسار»‬ ‫و«اإلسالم السياسي» في صورة التجربة العملية التي‬ ‫مثلتها الكتيبة الطالبية التابعة لحركة فتح في مرحلة‬ ‫السبعينات وال��ث��م��ان��ي��ن��ات م��ن ال��ق��رن ال��ع��ش��ري��ن‪ .‬تقوم‬ ‫األط��روح��ة املركزية للكراسة على فكرة «االستمرارية‬ ‫املنافية لفكرة القطيعة»‪ ،‬فكل اآليديولوجيات املتعاقبة‬ ‫واملتصارعة في أغلب األح��ي��ان‪ ،‬كلها تلتقي – حسب‬ ‫ال���ب���اح���ث���ة ع����وم����ري����ة س���ل���ط���ان���ي – ف����ي م����ح����ور واح������د‪:‬‬ ‫«الخصوصية املقطوعة عن النماذج الغربية عبر هذه‬ ‫ال��ت��ي��ارات لتعطيها مظهر ع��ال��م ث��ال��ث مشترك يرفض‬ ‫اإلمبريالية ويتبنى خطاب املواجهة بني الشمال والجنوب‬ ‫أو بني املركز واملحيط في سعيه إلى استنبات نموذج‬ ‫محلي للتغيير الثوري»‪.‬‬ ‫النموذج ال��وارد في ال��دراس��ة «الكتيبة الطالبية» تجربة‬ ‫فلسطينيني اعتبروا أن حركة فتح خرجت عن الخط‬ ‫التحرري الذي كان ينادي بدولة فلسطينية على األرض‬ ‫التاريخية لفلسطني وشكل إنشاؤها «محاولة إلعادة‬ ‫توجيه الخط اليساري القومي داخل حركة فتح»‪ ،‬وفي‬ ‫تطور الحق‪ ،‬سينتقل بعضهم من تخوم الفكر اليساري‬ ‫إل��ى اإلس�ل�ام السياسي ف��ي تجربة ف��ري��دة م��ن التحول‬ ‫الديني والسياسي‪ .‬وعلى األرجح انتقلت فكرة «التغيير‬ ‫ال���ث���وري» م��ن امل��ارك��س��ي��ة إل���ى ف��ك��ر «ج��م��اع��ات اإلس�ل�ام‬ ‫السياسي»‪.‬‬

‫اللغويات األميركي ذائع الصيت نعوم تشومسكي‪ ،‬وهو‬ ‫واحد من أهم نقاد العوملة في العالم وأحد أكثر نقادها‬ ‫ً‬ ‫عمليا‬ ‫تأثيرا‪ .‬وقبل ذل��ك بقليل كانت الفكرة تتجسد‬ ‫في شخص شهيد بولسن‪ .‬والطريف أنه كان ً‬ ‫سببا في‬ ‫ً‬ ‫جعل مدينتي الصغيرة «قويسنا»‪ ،‬تجد مكانا لها على‬ ‫صفحات الفورين بوليسي األميركية!‬ ‫فالدعوات التي يروجها شهيد بولسن عبر اإلنترنت‬ ‫الستهداف رم��وز العوملة وج��دت من يحولها إل��ى نار‬ ‫ً‬ ‫مطعما يحمل عالمة تجارية أميركية شهيرة‪.‬‬ ‫أحرقت‬ ‫ً‬ ‫بولسن البالغ م��ن العمر ‪ 43‬ع��ام��ا‪ ،‬ويحمل الجنسية‬ ‫األميركية‪ .‬وينبع تأثيره من جهوده املبتكرة لصهر‬ ‫اآليديولوجيا املعادية للرأسمالية التي ظهرت في أوائل‬ ‫ال��ق��رن ال��واح��د والعشرين‪ ،‬م��ع أف��ك��ار جماعات العنف‬ ‫ذات اإلسناد اإلسالمي‪ .‬وقد لفت نظري في هذا املقال‬ ‫الذي نشرته فورين بوليسي عنه قول كاتبي املقال إن‪:‬‬ ‫«افتتان اإلسالميني بأفكار اليسار الراديكالي ليس‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جديدا»‪.‬‬ ‫أمرا‬ ‫ورس��ال��ة ب��ول��س��ن تسعى إل���ى «أس��ل��م��ة خ��ط��اب أقصى‬ ‫ً‬ ‫معتبرا‬ ‫اليسار حول الشرور العاملية لليبرالية الجديدة»‪،‬‬ ‫أن «ال��ش��رك��ات امل��ت��ع��ددة الجنسيات ه��ي ال��ش��ر املطلق‬ ‫واألعداء الحقيقيون للمسلمني‪ ،‬حيث كتب في صفحته تواريخ متقاطعة‬ ‫على «فيسبوك»‪« :‬مصر اليوم تتعرض للغزو واالحتالل‬ ‫من ِقبل الليبرالية الجديدة الصليبية»‪ .‬وجدير بالذكر ومن املفارقات التي انطوى عليها هذا التالقح اإلسالمي‪/‬‬ ‫هنا أن بولسن في مرحلة شبابه‪ ،‬كان يشعر بالحنق اليساري أن «الجماعة اإلسالمية» في لبنان في بداية‬ ‫ستينات القرن العشرين أص��درت ً‬ ‫كتيبا عنوانه‪« :‬من‬ ‫م���ب���ادئ وأه������داف ال��ج��م��اع��ة اإلس�ل�ام���ي���ة» ج����اء ف��ي��ه عن‬ ‫اليسار أنه‪« :‬من أخطر االتجاهات التي تهدد عقيدة األمة‬ ‫وأخالقها بالفناء وال��دم��ار»‪ ،‬والكتيب أيضا لم يتحدث‬ ‫ً‬ ‫مطلقا عن النظام الرأسمالي ومخاطره‪ .‬لكن الجماعة‬ ‫اإلسالمية في لبنان تحولت إل��ى «األممية اإلسالمية»‬ ‫نتيجة انفتاحها على تنظيرات ال��ن��دوي‪ ،‬وامل����ودودي‪،‬‬ ‫وسيد قطب‪.‬‬ ‫وبدهي أن التيارات السياسية والفكرية مشرعة األبواب‬ ‫على التأثيرات ً‬ ‫دائما‪ .‬لكن التأثر شيء واالجتياح شيء‬ ‫ً‬ ‫آخر‪ ،‬فضال عن أن سمات العنف الثوري اليساري في‬ ‫ً‬ ‫طبعاتها األكثر تشددا أصبح يعاد نتاجها بـ«ديباجات»‬ ‫بن الدن وتشومسكي وبولسن‬ ‫دينية‪ ،‬مما ي��ؤدي إل��ى نتائج سلبية متعددة‪ ،‬وثمارها‬ ‫ً‬ ‫عندما تم الكشف قبل أسابيع عن بعض وثائق أسامة بن‬ ‫وضوحا – وم��رارة – ظاهرة للعيان في الهالل‬ ‫األكثر‬ ‫شهيد بولسن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الدن لم يكن مفاجئا ما ظهر عن اهتمامه بكتابات عالم‬ ‫يوم خصيبا <‬ ‫الذي كان ذات ٍ‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪73‬‬


‫الباحث األميركي والناشط نعوم تشومسكي يشارك ثلة من الناشطني‬ ‫الفلسطينيني واألجانب تظاهرة سلمية في ميناء غزة لكسر الحصار‬ ‫البحري اإلسرائيلي على القطاع (صورة أرشيفية) أكتوبر ‪( 2012‬غيتي)‬

‫اإلسالميون واليسار من «صالح سرية» إلى «شهيد بولسن»‬

‫فكرا وتنظيماً‬ ‫التأثير اليساري على الجماعات املتطرفة ً‬

‫أبوظبي‪ :‬ممدوح الشيخ‬ ‫تمهيد‬ ‫اإلبرة و«كوم القش التحليلي»‬ ‫البحث عن التأثيرات التي انتقلت من اليسار‬ ‫ً‬ ‫– ً‬ ‫وتنظيما – إلى الحركات العنيفة ذات‬ ‫فكرا‬ ‫اإلس�ن��اد اإلس�لام��ي ب��دأ بالنسبة ل��ي ف��ي عام‬ ‫‪ 2005‬عندما طالعت كتاب «اإلره ��اب‪ :‬ح��رب أهلية في‬ ‫الثورة الفرنسية»‪ ،‬للمؤرخ البريطاني املعروف ديفيد‬ ‫أندرس‪ ،‬وكان على قائمة األكثر ً‬ ‫مبيعا‪ ،‬وهو الكتاب الذي‬ ‫اعتبر أن اإلرهاب ليس ظاهرة مرتبطة على نحو قطعي‬ ‫بالتفسيرات الدينية املتطرفة بل تبلورت بشكل تام في‬ ‫فترة «حكم اإلره��اب» من تاريخ الثورة الفرنسية‪ ،‬وهو‬ ‫منظور يتجاوز اليسار ليشمل التنوير الفرنسي كجذر‬ ‫تاريخي لليسار وغيره‪.‬‬ ‫ف��ي ع��ام ‪ 2003‬ك��ان ه�ن��اك جهد تفسيري آخ��ر مثير‬ ‫للجدل انصب – ب��األس��اس – على تنظيم القاعدة هو‬ ‫كتاب‪« :‬القاعدة ومعنى أن تكون حداثية»‪ ،‬من تأليف‬

‫‪72‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫ِّ‬ ‫املنظر واألكاديمي البريطاني جون جراي (أستاذ الفكر إلى اإلبادة – في سرد مؤلم مظلم لقرن من القتل املؤدلج‪،‬‬ ‫لندن لالقتصاد والعلوم السياسية)‪ ،‬وهو يتفق في تحليله مع من يرون الثورة الفرنسية تمثل‬ ‫األوروبي في كلية ً‬ ‫وهو خيط سيمتد الحقا في عام ‪ 2015‬ليصل إلى شهيد املصدر الرئيسي لـ«آيديولوجيا اإلرهاب»‪.‬‬ ‫بولسن!‬ ‫القاعدة‬ ‫تنظيم‬ ‫جذور‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫ذهب‬ ‫كتابه‬ ‫في‬ ‫جراي‬ ‫جون‬ ‫الشيوعي السابق‬ ‫تنتمي إلى العصر الحديث وتوتراته وليس إلى اإلسالم‬ ‫كدين أو حتى إل��ى العصور الوسطى‪ ،‬فهو ‪ -‬برأيه – ش��اع ه��ذا ال�ل�ق��ب ع�ل��ى ن�ح��و ك�ب�ي��ر ف��ي أدب �ي��ات م��واك�ب��ة‬ ‫مجرد انعكاس لبعض تشوهات الفكر الغربي املتطرف‪ ،‬تحوالت كبيرة شهدتها ظاهرة‪« :‬اإلس�لام السياسي»‬ ‫وبالتحديد «العوملة»‪ .‬وبني هذه األدبيات يبقى ما كتبه منذ منتصف سبعينات القرن العشرين‪ ،‬وكان يستخدم‬ ‫األكاديمي األميركي جي برادفورد دي لونج عن حصاد لإلشارة إلى قائمة طويلة من الشخصيات العامة انتقلت‬ ‫�اري��خ االق �ت �ص��ادي ل�ل�ق��رن ال�ع�ش��ري��ن األك �ث��ر أهمية من املعسكر العلماني بمدرستيه (اليمني واليسار) إلى‬ ‫ال �ت� ً‬ ‫وعمقا‪ ،‬إذ رصد أن القرن الذي شهد النمو االقتصادي املعسكر اإلسالمي – بمعناه الواسع – وقد توزعوا ضمن‬ ‫األس��رع واملجتمعات اإلنسانية األغ�ن��ى على اإلط�لاق فئات عدة‪ .‬الدكتور زكي نجيب محمود أستاذ الفلسفة‬ ‫ً‬ ‫شهد أيضا أعظم جرائم «اإلبادة الجماعية» على نحو املرموق‪ ،‬مثال كانت مراجعاته نظرية محضا ولم تتجاوز‬ ‫م�ض��اع��ف‪ ،‬ف��ال�ج��رائ��م األك �ب��ر ف��ي ال �ت��أري��خ اإلن�س��ان��ي‪ .‬حقل الثقافة‪ ،‬وكذلك الدكتور عبد الوهاب املسيري خبير‬ ‫واملجرمون األكثر بشاعة على م��دى التاريخ‪ ،‬عاشوا الصهيونية املعروف‪ ،‬كانت تجربته إيمانية‪ /‬معرفية في‬ ‫خالل القرن العشرين!‬ ‫املقام األول‪ .‬وفي فئات أخرى يمكن إدراج تحوالت كثير‬ ‫وهو في دراسته تلك‪ ،‬يؤرخ لالرتباط البائس بني‬ ‫«العقيدة من املنخرطني في الجدل اآليديولوجي والعمل السياسي‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫االقتصادية» واستخدام اإلرهاب بشكل منظم – وصوال‬ ‫وتنظيما وممارسة‪ ،‬ولعل من أكثر الحقائق إثارة‬ ‫تنطيرا‬


‫نهر دجلة‬

‫كورنيش النيل – مصر‬

‫العرق سوس الشراب‬ ‫التقليدي في دمشق‬

‫رغم جنون البشر وغضب الطبيعة عنوانا ثابتا للحياة‬ ‫وبيتا للماليني من سكان هذا الكوكب‪ ،‬لقد أراد النيل‬ ‫لهذه القطعة من األرض أن تصير جنة الناس‪ ،‬وطاملا‬ ‫كان للماء إرادة الخير‪.‬‬

‫مدينة السالم‬ ‫س�م��اه��ا الخليفة ال�ع�ب��اس��ي أب��و جعفر امل�ن�ص��ور مدينة‬ ‫السالم تيمنا بالجنة‪ ،‬لكن بغداد باألصل قرية عاش فيها‬ ‫البابليون قبل امليالد بقرون‪ ،‬لقد وردت باسم «بجدادا»‬ ‫في لوح سبار الذي يرجع تاريخه إلى القرن الثامن عشر‬ ‫قبل امليالد‪ ،‬أي الفترة التي شهدت حكم حمورابي‪ ،‬أما في‬ ‫الوثيقة التي ترقى لزمن اآلشوريني سنة ‪ 728‬قبل امليالد‪،‬‬ ‫فقد ذكرت باسم «بغدادو»‪.‬‬ ‫وع��ن لفظ الكلمة ف��ي اللغة ال�ف��ارس�ي��ة‪ ،‬فهي مركبة من‬ ‫مفردتني؛ باغ بمعنى البستان‪ ،‬وداد بمعنى العدل‪ ،‬ويرى‬ ‫األغلب أن داد تعني الحبيب ال العدل‪ ،‬وبينما يفضل معظم‬ ‫الباحثني املعاصرين أن معنى بغداد كان هبة الله‪ ،‬يرى‬ ‫دارسون آخرون أنها كانت بمعنى عطية الصنم‪.‬‬ ‫ه ��ي ب �غ ��داد إذن‪ ،‬م��دي �ن��ة ف ��ي ك �ب��د ال �ت��اري��خ ل�ك�ن�ه��ا هبة‬ ‫الجغرافيا‪ ،‬يشقها النهر الخالد دج�ل��ة لفصني؛ الكرخ‬ ‫وال��رص��اف��ة‪ ،‬اب�ت�ل�ع��ت أرض �ه��ا خ�م��س ح �ض��ارات وظ�ل��ت‬ ‫هي حية ال تموت‪ ،‬املدينة التي ذاق نعيمها سومريون‬

‫وآشوريون وبابليون وكلدانيون وعباسيون‪ ،‬انطلقت من‬ ‫قوسها سهام الحرب والفكر والفلسفة والسياسة والفن‪،‬‬ ‫وأصيبت بالدمار والقتل والجوع والوباء‪ ،‬لكنها استعصت‬ ‫على العدم وأعطت البشر درسا أول في الخلود‪.‬‬ ‫كان املؤرخ اليوناني قبل ألفي عام يقول إن القاهرة هي‬ ‫هبة النيل‪ ،‬ألن النيل واسمه القديم نيالوس هو النهر‬ ‫العظيم الذي كتب الحياة لهذه املدينة‪ ،‬أما بردى فكان‬ ‫اإلغريق يسمونه بنهر الذهب‪ ،‬لكن املؤرخ اإلسالمي ابن‬ ‫عساكر كان يقول إن االسم القديم للنهر هو باراديوس‬ ‫بمعنى نهر الفردوس‪ ،‬كما أن دجلة في اللغة اآلشورية‬ ‫كانت تعني النهر عالي الضفتني بينما الكلدانيون كانوا‬ ‫يسمونها ايديجالت‪ ،‬بمعني النمر الحالي‪ ،‬كتوصيف‬ ‫لطغيان فيضانه املفاجئ‪.‬‬ ‫ك�ت��ب امل ��اء مصير ه��ذه امل ��دن ال�ت��اري�خ�ي��ة‪ ،‬ف��امل�ي��اه سر‬ ‫الوجود ودونها تفنى الحياة‪ ،‬هي مقدسة لدى الديانات‬ ‫القديمة وشعوبها‪ ،‬فمعظم حضارات ما قبل التاريخ‬ ‫قامت على ضفاف األنهار‪ ،‬ب��ردى والنيل ودجلة هي‬ ‫املحابر التي دونت أحد أقسى وأزهى عصور التاريخ‬ ‫اإلنساني‪ ،‬أحيت األشجار والحيوانات وبني آدم‪ ،‬األنهار‬ ‫كانت رمز التأمل واإليمان ونواة البعث واإلحياء وروح‬ ‫ال �ح �ض��ارة‪ ،‬ت�ع��اق��ب عليها ال��زم��ان بالنعيم وال�ش�ق��اء‪،‬‬ ‫بالخير وال�ش��ر‪ ،‬بالسالم وال�ح��رب‪ ،‬بالخوف واألم��ان‪،‬‬ ‫وظلت عنوان أبديا للحياة على األرض <‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪71‬‬


‫التراث الشعبي العراقي‬

‫نهر بردى‬

‫الرياض‪ :‬ملياء سويلم‬

‫يعتل قاسيون فحكمه بالناس قائم‪،‬‬ ‫بحكم دمشق‪ ،‬من‬ ‫ِ‬ ‫ومن يسقط عن رأسه تذهب به األيام وال يعود‪.‬‬

‫ْ‬ ‫سماها اآلشوريون َد َمشقا‪ ،‬بينما كان اآلراميون‬ ‫يسمونها ديماشقو أو دا مشقا‪ ،‬وبينما تذهب‬ ‫ب�ع��ض ال ��رواي ��ات ال�ت��اري�خ�ي��ة إل��ى أن امل�ع�ن��ى هو‬ ‫األرض امل��زه��رة لخصوبة أرض�ه��ا‪ ،‬تذهب رواي��ات أخرى‬ ‫غير محققة وتأخذ الطابع الشعبي الخرافي إلى أن اسم‬ ‫املدينة مركب من مفردتني‪ ،‬دم وشقى‪ ،‬أي سقى بالدم في‬ ‫داللة عن أول جريمة في التاريخ حدثت في هذه املدينة‪ ،‬التي‬ ‫قتل فيها قابيل (قايني) أخاه هابيل‪ ،‬ويؤكد بعض الباحثني‬ ‫أن دمشقا بمعنى الحديقة الغناء قد وردت بالهيروغليفية‬ ‫في آث��ار تل العمارنة بمصر‪ ،‬ومهما اختلف األص��ل في‬ ‫املعنى فإن دمشق تحمل من اسمها نصيب املكان‪ ،‬يؤمن‬ ‫أهلها أنها أقدم عاصمة في العالم‪ ،‬وفي الحقيقة التاريخية‬ ‫شهدت بعض الحفريات األثرية على وجود أدوات وآثار‬ ‫لإلنسان الحجري فيها‪.‬‬ ‫نهر ب��ردى ال��ذي يصب ع��روق��ه ف��ي أرض�ه��ا جعل منها‬ ‫مدينة عامرة بالخير والحياة على مر القرون والسنني‪،‬‬ ‫كل الحضارات التي قامت في هذه املنطقة منذ الفينيقية‬ ‫وحتى األم��وي��ة عرفت قيمة دمشق‪ ،‬وجعلت منها رمزا‬ ‫للقوة واملجد‪ ،‬كل سلطة عرفت أن ميالدها أو موتها معلق‬

‫قا هي رع‬

‫األرض املزهرة‬

‫‪70‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫«قا هي رع» هكذا كان قدماء املصريني ينطقون القاهرة‪ ،‬أي‬ ‫أن القاهرة التي تعرف كثيرا بالتاريخ اإلسالمي أنها املدينة‬ ‫التي تقهر أعداءها‪ ،‬لها أصل أسبق في اللغة الهيروغليفية‪،‬‬ ‫لغة ق��دام��ى املصريني‪ ،‬وك��ان��ت ق��ا تعني الشبيه‪ ،‬أم��ا هي‬ ‫فتعني النعيم وال�ج�ن��ة‪ ،‬والقسم األخ�ي��ر رع فهو بمعنى‬ ‫الشمس‪ ،‬بينما في تحقيق آخر يقول سامح مقار ناروز‬ ‫مؤلف كتاب اللهجة العامية وجذورها املصرية‪ ،‬أن القاهرة‬ ‫قديما كانت تسمى «كاهي رع» بمعنى موطن اإلل��ه رع‪،‬‬ ‫وباختالف الرأيني‪ ،‬فإن القاهرة دائما لها معنى الجنة‪ ،‬ألنها‬ ‫أحد أول مواطن الحياة إلنسان هذه األرض‪.‬‬ ‫ومن ينزل هذه الجنة على طرفي النيل سيعرف طريقه‬ ‫إلى عني شمس (أون)‪ ،‬التي تقع في شمال قاهرة اليوم‪،‬‬ ‫وال�ت��ي ك��ان��ت تسمى هليوبوليس عند اإلغ��ري��ق‪ ،‬بينما‬ ‫في جنوبها حيث قرية «ميت رهينة» كانت تعيش من‬ ‫نفر‪ ،‬ويعتقد أن اإلغريق حرفوها إلى ممفيس‪ ،‬هم الذين‬ ‫يسمونها أيضا مدينة األلف باب‪ ،‬لقد تعاقبت الشعوب‬ ‫على هذه القطعة من األرض آالف القرون‪ ،‬اكتسبت فيها‬ ‫مئات األسماء‪ ،‬ورسمتها آالف املالمح العمرانية‪ ،‬وظلت‬

‫التراث الشعبي السوري‬


‫كل مدينة تجر خلفها تاريخا عريقا هي مدينة «باركتها» يد الجغرافيا‪ ،‬واإلنسان في رحلته الطويلة على األرض‬ ‫خضع دائما إلرادة املكان‪ .‬دمشق والقاهرة وبغداد‪ ،‬من أثرى وأعمق املدن تاريخا في الشرق األوسط‪ 3 ،‬عواصم‬ ‫شكلت لإلنسان بيتا باختالف العصور واألزمنة‪ ،‬كل مدينة منها شق صدرها نهر فنبت لها قلبان‪ ،‬يمرض واحد‬ ‫ّ‬ ‫فينبض الثاني كمولد حياة احتياطي‪ ،‬يضع املوت رسالته العدمية في هذه املدن‪ ،‬يصيبها بالحروب والفقر‬ ‫واملرض ونوائب الدهر من كل أطرافها لكنه ال يتفشى بها وال يقطع إيمان الناس بأرضها‪ ،‬امتثال التاريخ ملشيئة‬ ‫الجغرافيا‪ ،‬هذا هو الدرس الذي يمكن أن نتعلمه من خلود هذه املدن وأبديتها‪.‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪69‬‬


‫التاريخ في مشيئة الجغرافيا‬

‫مدن األنهار املقدسة‬

‫‪68‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬


‫لندن‪ :‬مينا الدروبي‬ ‫تسلط ال�ج��ري�م��ة األخ �ي��رة ال�ت��ي شهدت‬ ‫م �ق �ت��ل امل �ع �ل �م��ة ج �ي��د ب��ان��اي��وت��و ال �ض��وء‬ ‫على ارتفاع معدل جرائم العنف بجنوب‬ ‫أفريقيا‪ ،‬سواء كان املتورطون رجاال ضد زوجاتهم‬ ‫أو ُمجرمني ال يعرفون ضحاياهم‪ .‬ف��ي ‪ 21‬أبريل‬ ‫(ن�ي�س��ان)‪ ،‬ت��م اختطاف جيد بانايوتو م��ن خ��ارج‬ ‫منزلها ب�ب��ورت إل�ي��زاب�ي��ث بجنوب أفريقيا أثناء‬ ‫انتظارها ركوب مواصالت إلى املدرسة‪ .‬وفي اليوم‬ ‫ال�ت��ال��ي‪ ،‬ش��اه��دت ط��ائ��رة مروحية تابعة للشرطة‬ ‫جثتها ف��ي أح��د الحقول‪ ،‬حيث اتضح أن املعلمة‬ ‫البالغة من العمر ‪ 28‬أصيبت بطلق ناري أدى إلى‬ ‫وفاتها‪.‬‬ ‫تعاني جنوب أفريقيا من تلك الصورة السلبية‪،‬‬ ‫حتى على الرغم من شهرتها كمقصد سياحي ال‬ ‫يتعرض فيه أغلبية السياح ألي أذى‪.‬‬ ‫تم اتهام زوج جيد‪ ،‬كريستوفر بانايوتو‪ ،‬رجل‬ ‫األعمال البالغ من العمر ‪ً 28‬‬ ‫عاما بتأجير آخرين‬ ‫ما لخطف زوجته وقتلها‪ ،‬بعد أن اعترف أن كلمته‬ ‫لتأبينها أثناء مراسم جنازتها مسروقة من عمل‬ ‫أدبي‪.‬‬ ‫وبعد مرور وقت قصير على العثور على الجثة‪،‬‬ ‫تم إلقاء القبض على حارس كان يعمل بناد يملكه‬ ‫كريستوفر بانايوتو‪ ،‬بتهمة القتل وادعى أنه نفذ‬ ‫عملية القتل بعد أن دفع له رئيسه مبلغا ماليا‪.‬‬ ‫واف ��ق س�ي��ول��ي‪ ،‬ال�ب��ال��غ م��ن ال�ع�م��ر ‪ 31‬ع� ً‬ ‫�ام��ا على‬ ‫العمل مع الشرطة لتقديم دليل واتصل ببانايوتو‬ ‫لطلب امل��زي��د م��ن امل��ال‪ .‬راق�ب��ت ق��وات الشرطة لقاء‬ ‫ال��رج �ل�ين ودف ��ع ب��ان��اي��وت��و امل ��ال ل �ل �ح��ارس‪ ،‬وذل��ك‬ ‫حسبما ذكرت صحيفة «التايمز»‪.‬‬ ‫وفي وقت الحق من املساء ذاته‪ ،‬تم إلقاء القبض‬ ‫على بانايوتو‪ ،‬ولم تكشف الشرطة بجنوب أفريقيا‬ ‫عن الدوافع وراء ذلك القتل ولكن أشارت صحيفة‬ ‫«التايمز» (بجنوب أفريقيا) إلى أن بانايوتو كان‬ ‫يتقرب إلى مديرة سوبر ماركت يمتلكه تبلغ من‬ ‫العمر ‪ً 26‬‬ ‫عاما‪.‬‬ ‫مثل بانايوتو أمام املحكمة في بداية شهر مايو‬ ‫(أيار) ببورت إليزابيث حيث تم اتهامه بتهمة القتل‬ ‫والتآمر الرتكاب جرائم القتل والسرقة والخطف‪.‬‬ ‫ويبدو أيضا أن هناك شخصا ثالثا متورطا في‬ ‫الجريمة وال يزال ً‬ ‫هاربا‪.‬‬ ‫عاش الزوجان ً‬ ‫ً‬ ‫معا ملدة ‪ 11‬عاما‪ .‬وجدير بالذكر‬ ‫أنه لم يحضر أي فرد من عائلة ال��زوج أو الزوجة‬ ‫إلى قاعة املحكمة‪.‬‬ ‫وخ�لال كلمته لتأبني زوجته القتيلة‪ ،‬ذك��ر رجل‬

‫ً‬ ‫األعمال الجنوب أفريقي قائال‪« :‬ليس هناك شيء‬ ‫في الحياة أستطيع أن أفعله دون وجود جيد إلى‬ ‫جانبي»‪.‬‬ ‫أث��ارت الكلمات الشعرية مشاعر ق��راء صحيفة‬ ‫محلية‪ ،‬حيث علق القراء عن مدى حزن بانايوتو‬ ‫ورغبتهم ال�ش��دي��دة ف��ي إل�ق��اء القبض على القتلة‬ ‫الوحشيني‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن أح��داث القضية التي وقعت‬ ‫بمدينة بورت إليزابيث لم تكن ذات أهمية كبيرة‬ ‫ك��ال �ح��ادث�ين ال �س��اب �ق�ين ال �ل��ذي��ن وق �ع��ا ف ��ي ج�ن��وب‬ ‫أفريقيا‪ ،‬إال أن مشهد الزوج الذي أعرب عن شعوره‬ ‫العميق ب��ال�ح��زن علنا ث��م ت�ح��ول��ه إل��ى مشتبه به‬ ‫بزعم تدبيره لعملية قتل زوجته بوحشية قد أثار‬ ‫كثيرين في جنوب أفريقيا‪.‬‬ ‫أن�ك��ر بانايوتو ك��ون��ه وراء مقتل زوج�ت��ه ولكنه‬

‫جيد‬ ‫بانايوتو‬

‫اعترف أن مقال التأبني كانت مسروقة‪.‬‬ ‫علق أليوين جريبينو‪ ،‬أح��د محامي باناياتو‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ق��ائ�لا «ل�ق��د ب�ح��ث ع��ن خ�ط��اب ال�ت��أب�ين ع�ل��ى موقع‬ ‫(غ ��وغ ��ل)‪ ،‬ف �ق��د أراد أن ي �ق��ول ك �ل �م��ات رق �ي �ق��ة عن‬ ‫زوجته»‪.‬‬ ‫ك��ان ص��وت باناياتو يرتجف عندما ك��ان ُي��ودع‬ ‫زوج� �ت ��ه ق ��ائ�ل�ا‪« :‬ك �ن��ت أن� ��ا وج �ي��د ن �ح��ب بعضنا‬ ‫ال �ب �ع��ض‪ ،‬وب �ع �ي��دا ع��ن ال �خ�لاف��ات ال��زوج �ي��ة‪ ،‬التي‬ ‫يعاني منها جميع األزواج‪ ،‬حيث كنا على ما يرام»‪.‬‬ ‫وأش��ار باناياتو أيضا إل��ى أن املدعني قالوا من‬ ‫قبل إن لديهم دليال قويا ضد بيستوريوس‪ ،‬ذلك‬ ‫الرياضي مبتور القدمني الذي قتل صديقته ريفا‬ ‫ستينكامب في عام ‪ ،2013‬وضد ديواني الذي اتهم‬ ‫بالتخطيط لقتل عروسه آني ديواني بكيب تاون‬ ‫في عام ‪.2010‬‬ ‫ُ‬ ‫وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬أدين بيستوريوس في العام‬ ‫املاضي بتهمة أقل وهي القتل الخطأ ُ‬ ‫وحكم عليه‬ ‫بالسجن مل��دة خمسة أع ��وام‪ .‬وف��ي ال��وق��ت الحالي‬

‫ت��واص��ل النيابة ال�ع��ام��ة االس�ت�ئ�ن��اف‪ .‬أم��ا دي��وان��ي‬ ‫فقد حصل على البراءة في العام املاضي وعاد إلى‬ ‫بريطانيا‪.‬‬ ‫قرأ بانايوتو تأبينه للمشيعني من املنصة حيث‬ ‫كانت الزهور محيطة بزوجته وكانت هناك صورة‬ ‫لها داخل إطار‪ .‬وكانت كلمته مماثلة ملقال تأبني‬ ‫منشور على موقع على اإلنترنت ُيسمى (‪Fraught‬‬ ‫‪.)with Peril‬‬ ‫ق��ال ال��زوج في كلمته‪« :‬لقد جعلتني أشعر أني‬ ‫أك �ث��ر األح �ي ��اء ح �ظ��ا‪ .‬ل��م أع ��رف أب� � ً�دا ل��م منحتني‬ ‫قلبها؟»‪.‬‬ ‫وجد اعتقاد أن بانايوتو كان على عالقة غرامية‬ ‫مع إحدى موظفاته‪ُ ،‬‬ ‫ويقال إن الدافع وراء القتل هو‬ ‫العبء املالي الذي تكبده بانايوتو أثناء محاولته‬ ‫اإلنفاق على كل من زوجته وعشيقته‪.‬‬ ‫وم��ن غير املحتمل أن يظل الجمهور متعاطفا‬ ‫مع بانايوتو‪ .‬وبخالف وضعه في القضية التي‬ ‫تبدو ضده بصورة كبيرة‪ ،‬لم يحصل بانايوتو‬ ‫على موافقة لإلفراج عنه بكفالة ألنه لم يوفق فيما‬ ‫كتبه مرفقا بطلب الخروج بكفالة‪ .‬ذكر بانايوتو‬ ‫األسباب التي ينبغي من أجلها اإلفراج عنه بكفالة‬ ‫ً‬ ‫قائال في جملة تحمل مكابرة يتعذر تصديقها‪:‬‬ ‫«في كل يوم يمر في هذا البلد تقع جرائم خطيرة‬ ‫للغاية‪ ،‬أخطر من جريمة قتل زوجتي»‪.‬‬ ‫وم��ن ج��ان�ب��ه ق��ال ع��م ب��ان��اي��وت��و‪ ،‬بيتر ب�ي�ك��ر‪ ،‬إن‬ ‫«ال�ع��ائ�ل��ة م�ت�ع��اط�ف��ة وم �ص��دوم��ة ج ��راء اع�ت�ق��ال��ه»‪،‬‬ ‫مضيفا‪« :‬نشعر جميعا بالصدمة أكثر من أي شيء‬ ‫آخر‪ .‬كريس رجل لطيف واألمر غير مفهوم»‪.‬‬ ‫كما قال العم إن «العائلة ترغب في معرفة الدليل‬ ‫ال ��ذي تملكه ال �ش��رط��ة‪ .‬ن�ح��ن نعتقد أن الشخص‬ ‫املسؤول عن القتل‪ ،‬بغض النظر عن هويته‪ ،‬ينبغي‬ ‫ً‬ ‫التعامل معه وفقا للعدالة»‪ .‬مضيفا أن «القانون‬ ‫يجب أن يأخذ مجراه وأن القاتل مهما كان ينبغي‬ ‫أن يأخذ جزاءه»‪.‬‬ ‫تبدو القضية مشابهة لقضية شيرين ديواني‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫رجل األعمال البريطاني املتهم بتدبير جريمة قتل‬ ‫زوجته آني بعد اتفاقه مع سائق تاكسي ورجلني‬ ‫آخ��ري��ن أث�ن��اء رحلة شهر العسل التي ذه��ب فيها‬ ‫الزوجان إلى كيب تاون في عام ‪.2010‬‬ ‫تمت تبرئة السيد ديواني من التورط في وفاة‬ ‫زوجته بعد أن وافق القاضي على اعتبار شهادة‬ ‫سائق التاكسي‪ ،‬الذي حصل على اتفاق بتخفيف‬ ‫العقوبة بعد أن اعترف بتورط دي��وان��ي‪ ،‬بأنها ال‬ ‫ُيمكن االعتماد عليها‪.‬‬ ‫أما كريستوفر بانايوتو‪ ،‬فسيظل محبوسا حتى‬ ‫ي��وم ‪ 19‬ي��ون�ي��و (ح ��زي ��ران)‪ ،‬بينما ت��واص��ل ق��وات‬ ‫الشرطة تحقيقاتها <‬ ‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪67‬‬


‫وقع حادث قتل مأساوي جديد في جنوب أفريقيا‪ ،‬في حالة مشابهة لقضيتي‬ ‫النجم األوليمبي أوسكار بيستوريوس املتهم بقتل صديقته‪ ،‬والبريطاني شيرين ديواني‬ ‫الذي تمت تبرئته من تهمة قتل زوجته أثناء شهر العسل‪.‬‬

‫جيد وزوجها اثناء شهر العسل‬

‫حادث قتل مأساوي جديد في جنوب أفريقيا‬

‫مقتل املعلمة «جيد»‪..‬‬ ‫واتهام زوجها بتأجير آخرين لخطفها وقتلها‬ ‫زوج جيد كرستوفر‬ ‫في قاعة املحكمة‬

‫‪66‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬


‫البعض ببضعة سنتيمترات وتعمل ف��ي ال�ت��ردد‬ ‫الكهربائي ذاته وتتبادل الطاقة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وف �ق��ا لتصميم س�م�ي��ث‪ ،‬ت��وض��ع ل�ف��اف��ة اإلرس� ��ال‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ذات قطر يبلغ ‪ 3‬سم تقريبا‪ ،‬على رأس الشخص‬ ‫املريض‪ .‬ومن ثم‪ ،‬تبث الطاقة عبر الرأس إلى لفافة‬ ‫استقبال أص�غ��ر قليال م��زروع��ة ب��ال��داخ��ل‪ :‬بحيث‬ ‫ُ َّ‬ ‫تش ِغل هذه اللفافة جهاز استشعار لقياس النشاط‬ ‫الكهربائي للمخ‪ .‬وم��ن أج��ل إرس��ال تلك البيانات‬ ‫م��رة أخ ��رى ل�لأط�ب��اء‪ ،‬اب�ت�ك��ر سميث ن��وع��ا ج��دي��دا‬ ‫من تقنيات «التشتت االرت ��دادي»‪ .‬تخيل شخص‬ ‫مسافر ُيرسل إش��ارات لرجال اإلنقاذ باستخدام‬ ‫م ��رآة تعكس أش�ع��ة ال�ش�م��س‪ .‬ك��ذل��ك تعمل رق��اق��ة‬ ‫التشتت االرتدادي‪ ،‬التي يتم إدخالها باملخ بجانب‬ ‫لفافة االستقبال‪ ،‬على تلقي البيانات ع��ن طريق‬ ‫عكس بعض اإلشارات التي تبثها وحدة واي فاي‬ ‫صغيرة يتم حملها أو ارتدائها خارج الجسم‪.‬‬ ‫إذا ك��ان املريض يعاني من نوبة ص��رع‪ ،‬يستطيع‬ ‫األطباء استخدام جهاز سميث لتحديد مناطق املخ‬ ‫ال�ت��ي تعاني م��ن الخلل ث��م ي �ح��ددون ه��دف العالج‬ ‫ب �ص��ورة أك �ث��ر ف �ع��ال �ي��ة‪ .‬وب �ع��د إج � ��راء ال�ك�ث�ي��ر من‬ ‫التجارب املعملية املبشرة‪ ،‬من املقرر اختبار هذه‬ ‫التقنية على الحيوانات الحقا في العام الحالي‪.‬‬

‫محاربو قوس قزح‬

‫مشهد لتشقق ارضي وسوف يعالج‬ ‫االسمنت الذكي التشققات بحيث‬ ‫يمنكه التمدد تلقائيا لتغطية الشقوق‬ ‫والتصدعات سريعا دون تدخل خارجي‬

‫االختبارات امليدانية في الوقت الحالي‪.‬‬

‫كل ما يدور برأسك‬ ‫من أجل دراسة بعض األمراض مثل الصرع ومرض‬ ‫باركنسون وعالجها‪ ،‬قد ُيدخل األطباء في بعض‬ ‫األحيان أقطابا داخل رأس املريض‪ .‬تسمح لهم تلك‬ ‫األق�ط��اب ب��رؤي��ة كيفية عمل امل��خ وال�ح�ص��ول على‬ ‫التحفيزات لتخفيف الهزات واأللم وأيضا االكتئاب‪.‬‬ ‫ولكن تتطلب مثل تلك امل��واد امل��زروع��ة داخ��ل عقل‬

‫املريض وجود أسالك تدور حول الجمجمة ‪ -‬مما‬ ‫ً‬ ‫يفتح مجاال لإلصابة بعدوى خطيرة ‪ -‬وبالتالي ال‬ ‫يتم استخدامها إال كمالذ أخير‪.‬‬ ‫قام جوشوا سميث‪ ،‬أستاذ علوم الحاسب بجامعة‬ ‫واش�ن�ط��ن‪ ،‬بتطوير ح��ل الس�ل�ك��ي ب��ال�ك��ام��ل خ�لال‬ ‫السنوات القليلة املاضية‪ .‬يعتمد نظامه على رقاقة‬ ‫واح ��دة واث�ن�ين م��ن األج �ه��زة الصغيرة ال�ت��ي تنقل‬ ‫الطاقة من خالل «الرنني الكهربائي»‪ ،‬وهي تقنية‬ ‫يتم استخدامها في بعض أجهزة شحن الهواتف‬ ‫الذكية‪ :‬اثنان من اللفائف املعدنية بعيدة عن بعضها‬

‫لم تتغير فرضية التمويه ‪ -‬وهي أنه ليس بإمكانك‬ ‫إط�لاق ال�ن��ار على م��ا ال تستطيع رؤي�ت��ه على م��دار‬ ‫الزمان‪ ،‬ولكن بالتأكيد تغيرت أنماطها‪ .‬ال يتوقف‬ ‫ال�ج�ي��ش األم �ي��رك��ي دائ� ً�م��ا ع�ن��د األف �ض��ل‪ :‬ف�ف��ي ع��ام‬ ‫‪ ،2004‬تبنى ال�ج�ي��ش األم �ي��رك��ي تصميما ج��دي��دا‬ ‫منقطا يكرهه ال�ج�ن��ود وأش� ��اروا إل��ى أن التأثيرات‬ ‫البصرية الغريبة تجعلهم ف��ي ال��واق��ع يقفون على‬ ‫مسافة بعيدة محددة‪.‬‬ ‫ولكن م��اذا ل��و تحول عنصر التمويه ببساطة إلى‬ ‫الذوبان في محيطه؟ ابتكر علماء بجامعة كاليفورنيا‬ ‫بعد حصولهم على تمويل من وزارة الدفاع األميركية‪،‬‬ ‫مادة مرنة عالية التباين من شأنها التحول إلى ألوان‬ ‫وأنماط جديدة في غمضة عني‪.‬‬ ‫استخدم ال�ن�م��وذج التجريبي املعملي‪ ،‬ال��ذي أطلقه‬ ‫العلماء ألول مرة في أواخر عام ‪ ،2014‬مادة البوليمر‬ ‫ال �ش �ف��اف��ة ذات �ه��ا امل�س�ت�خ��دم��ة ف��ي ص �ن��ع ال �ع��دس��ات‬ ‫الالصقة‪ .‬تم تشكيل تلك املادة في صورة صفوف‬ ‫م��ن ال�ن�ت��وءات الدقيقة ال�ت��ي تعكس‪ ،‬إذا ت��م الفصل‬ ‫بينها بمسافة م�ح��ددة‪ ،‬ط��ول معني ملوجة الضوء‪،‬‬ ‫وبالتالي تحدد لون امل��ادة‪ .‬إذا تم مد البوليمر على‬ ‫نطاق مجهري‪ ،‬تتغير املسافة بني النتوءات‪ ،‬يتغير‬ ‫اللون معها أيضا‪.‬‬ ‫ح�ت��ى اآلن‪ ،‬ل��م ُي�ص�م��م ال�ع�ل�م��اء س��وى ن �م��وذج قابل‬ ‫للضبط ال�ي��دوي حجمه ‪ 1‬سنتيمتر مربع فقط‪– ،‬‬ ‫وهو ما ال يكفي لتمويه دمية في صورة جندي‪ .‬ولكن‬ ‫إذا سارت األمور حسب املخطط لها‪ ،‬سوف يتضمن‬ ‫العسكري املصنوع من تلك املادة أجهزة إلكترونية‬ ‫ُ‬ ‫صغيرة تسبب تمدد‪ ،‬باإلضافة إلى كاميرات ُيمكن‬ ‫ارتداؤها قد تستشعر أيضا البيئة املحيطة بالجندي‬ ‫ُ‬ ‫وتجري تعديالت تلقائية سريعة <‬ ‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪65‬‬


‫جهاز املناعة البشري يلهم علماء بريطانيني إلحداث ثورة في الهندسة املعمارية‬

‫ابتكار مذهل‪ ..‬إسمنت ذكي يجدد نفسه تلقائياً‬ ‫يستخدم العالم كميات من اإلسمنت تساوي ضعف الكميات املستخدمة من الحديد واأللومونيوم والبالستيك والخشب مجتمعة‪ .‬يتميز‬ ‫اإلسمنت بأنه مادة قاسية‪ ،‬ومن السهل تطويعها‪ ،‬كما أنها دائمة – ولكن ال يدوم شيء إلى األبد‪ .‬في عام ‪ ،2013‬قدرت الجمعية األميركية‬ ‫للمهندسني املدنيني أن تكلفة إصالح البنية التحتية للواليات املتحدة سوف تفوق ‪ 3.6‬مليار دوالر بحلول عام ‪.2020‬‬ ‫لندن‪ :‬املجلة‬

‫ً‬ ‫ُ‬ ‫وتخرج مركبات الكالسيوم لسد الثغرات‪ .‬وبجامعة بحار أكثر أمانا‬

‫كارديف‪ ،‬يعمل الباحثون على بوليمرات لها ذاكرة‬ ‫شكلية ‪ -‬وهي مواد بالستيكية بإمكانها أن تتقلص‬ ‫للحرارة‪ .‬سوف‬ ‫أو تنمو أو تنثني عندما تتعرض ُ‬ ‫تساعد إضافة شرائط البوليمرات املشابهة إلى‬ ‫الخرسانة على سد الشقوق الكبيرة في حالة ما‬ ‫إذا تم استخدامها مع آلة نفخ الحرارة على سبيل‬ ‫املثال‪.‬‬

‫عندما انفجرت منصة دي�ب��وات��ر ه��وراي��زن للنفط‬ ‫في الوقت الحالي‪ ،‬كون علماء ومهندسون‬ ‫البحري في عام ‪ ،2010‬واجهت أجهزة اإلنسان اآللي‬ ‫من ثالث جامعات بريطانية – جامعة باث‬ ‫التي تم إرسالها إلغالق البئر صعوبة في إصالح‬ ‫البتكار‬ ‫وكمبردج وكارديف – فريق عمل‬ ‫املعدات‪ ،‬مما سمح بتدفق النفط إلى خليج املكسيك‬ ‫استوحى‬ ‫أنواع جديدة من اإلسمنت «الذكي»‪ .‬وقد‬ ‫ملدة ‪ 87‬يوما‪ .‬يرجع ذلك إلى أن األشخاص الذين‬ ‫التي‬ ‫البيولوجية‬ ‫العلماء فكرتهم م��ن العمليات‬ ‫كانوا يتحكمون في أجهزة اإلنسان اآللي من سفن‬ ‫ُ‬ ‫املواد‬ ‫فتلك‬ ‫تساعد على تجديد البشرة‪،‬‬ ‫قريبة مروا بأوقات عصيبة‪ .‬فالتيارات‬ ‫ً‬ ‫تلقائيا‬ ‫بإمكانها تجديد نفسها‬ ‫تحت امل��اء أدت إل��ى تمايل األج�ه��زة‬ ‫الثقوب‬ ‫من خالل ترشيح مللء‬ ‫وحدث تأخير في الفترة الزمنية‬ ‫�وق‬ ‫�‬ ‫ق‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫أو ال �ت �م��دد لتغطية ال�‬ ‫بني الضغط على األزرار فوق‬ ‫ً‬ ‫سريعا‪.‬‬ ‫امل� ��اء ورؤي � ��ة ال �ح��رك��ة تحت‬ ‫ف� � � ��ي ج � ��ام� � �ع � ��ة ك� � �م� � �ب � ��ردج‪،‬‬ ‫املاء‪ .‬وما هو أكثر من ذلك‪،‬‬ ‫ابتكرت العاملة عبير ّ‬ ‫الطباع‬ ‫ه ��و أن األش� �خ ��اص ال��ذي��ن‬ ‫وزم � �ل� ��اؤه � � � ��ا ك � �ب � �س� ��والت‬ ‫كانوا يتحكمون في أجهزة‬ ‫ت � � �ح � � �ت� � ��وي ع � � �ل� � ��ى م � � � ��واد‬ ‫اإلن�س��ان اآلل��ي اعتمدوا على‬ ‫ق��ائ �م��ة ع �ل��ى امل� �ع ��ادن من‬ ‫كاميرات فيديو ملعرفة حجم‬ ‫اإلسمنت‪،‬‬ ‫شأنها تجديد‬ ‫الضرر‪ ،‬ولكن عرقلها تلوث‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫�أ‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫�ل‬ ‫ح � �ي � ��ث ت � �ع � �م� �‬ ‫املياه واختالطها بالنفط‪.‬‬ ‫�م‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫�‬ ‫ج‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫�ات‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ن �س �ي��ج ال � �ن� ��د‬ ‫ق� � ��د ي� � �ك � ��ون ل� � � ��دى ش ��رك ��ة‬ ‫ُ‬ ‫تلك‬ ‫خلط‬ ‫ت‬ ‫�وف‬ ‫اإلن�س��ان‪ .‬س�‬ ‫«ب � � � �ل� � � ��وه� � � ��اب � � � �ت � � � �ي � � � �ك� � � ��س‬ ‫قبل‬ ‫باإلسمنت‬ ‫الكبسوالت‬ ‫(‪ »)BluHaptics‬األميركية‬ ‫أول‬ ‫�ر‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫�‬ ‫ظ‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫�د‬ ‫ص �ب��ه وع �ن�‬ ‫ال � � � � �ح� � � � ��ل إلص� � � � �ل � � � ��اح ت � �ل� ��ك‬ ‫الهيكل‬ ‫في‬ ‫صغير‬ ‫صدع‬ ‫ال�ت�س��ري�ب��ات ف��ي املستقبل‪:‬‬ ‫بدخول‬ ‫يسمح‬ ‫الخرساني‬ ‫ح � �ي� ��ث اب� � �ت� � �ك � ��رت ن� �ظ ��ام ��ا‬ ‫ُ‬ ‫املياه والهواء‪ ،‬سوف تفتح‬ ‫ي�س�ت�خ��دم أش �ع��ة ال �س��ون��ار‬ ‫ت �ل��ك ال �ك �ب �س��والت‪ .‬وع�ل�ي��ه‪،‬‬ ‫اللتقاط صور ثالثية األبعاد‬ ‫ُ‬ ‫فإنها س��وف ت�ق��دم جرعة‬ ‫ل� �ق ��اع ال� �ب� �ح ��ر‪ ،‬م �م��ا ي�س�م��ح‬ ‫م� ��ن م � � ��ادة م �ي �ت��اك��ري �ل �ي��ت‬ ‫ألجهزة اإلنسان اآللي بالعمل‬ ‫مقطع يظهر العملية البيولوجية التي تساعد على التئام الجروح وتجديد البشرة بشكل تلقائي‬ ‫يستخدمها‬ ‫امل �ي �ث �ي��ل‪ ،‬ال �ت��ي‬ ‫حتى في ظل انعدام الرؤية‪ .‬كما‬ ‫ركبة‬ ‫أو‬ ‫ورك‬ ‫استبدال‬ ‫أو‬ ‫لتركيب‬ ‫العظام‬ ‫جراحو‬ ‫من غير املحتمل أن يتم بناء أول جسر أو طريق أن تلك التقنية لديها حساسية للمس ردود األفعال‬ ‫أصبحت‬ ‫كلما‬ ‫العملية‬ ‫هذه‬ ‫تتكرر‬ ‫سوف‬ ‫معدنية‪.‬‬ ‫أو مبنى مكتبي من الخرسانة «الذكية» في الوقت والشعور بها‪ ،‬حيث يتمكن األشخاص العاملون‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫الخرسانة مضغوطة أو تالفة‪ .‬تأمل ًالطب ُاع أن تدوم القريب‪ .‬ينبغي على العلماء أن يعرفوا أوال أفضل عليها من استخدام مقود للشعور بما يشعر به‬ ‫مادة امليتاكريليت امليثيل ملدة ‪ 20‬عاما‪ ،‬لتطيل بذلك تقنية ينبغي استخدامها ف��ي مختلف ال�ظ��روف الروبوت‪ ،‬مثل وجود أنبوب معدني‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫عمر املباني التي يصنعها اإلنسان‪.‬‬ ‫واختبارها‪ ،‬من بني التقنيات األخرى‪ ،‬كي يضمنوا ومن املمكن أن تساعد تلك التقنية في وقف تسرب‬ ‫باث‬ ‫جامعة‬ ‫�ي‬ ‫وف��ي ال��وق��ت ذات��ه‪ُ ،‬ي�ج��ري العلماء ف�‬ ‫أن تكون الكبسوالت ضعيفة بالقدر الكافي للفتح النفط‪ .‬يستطيع النظام تحويل حقل اآلثار املوجودة‬ ‫تجاربهم من خالل إضافة البكتيريا ومواد مغذية عندما تستدعي الحاجة‪ ،‬وصلبة بالقدر الكافي ت�ح��ت امل ��اء‪ ،‬ذل��ك امل �ي��دان ال ��ذي ي�ج��ب ال�ت�ع��ام��ل معه‬ ‫إل��ى الخرسانة‪ .‬عندما يتم تفعيل تلك امل��واد من للبقاء داخل خالط اإلسمنت‪ .‬ولكن عالم الخرسانة بحرص شديد لتجنب إحداث أي تلفيات في اآلثار‬ ‫خ�ل�ال ت �س��رب امل� ��اء إل ��ى ال �ش �ق��وق‪ ،‬س ��وف تعمل سوف ُيصبح في النهاية‪ ،‬على األقل في الداخل‪ ،‬التاريخية املغمورة منذ فترة زمنية بعيدة‪ .‬وال تزال‬ ‫ً‬ ‫تقنية شركة «بلو هابتيكس ‪ ،»BluHaptics‬قيد‬ ‫شابها لإلنسان‪.‬‬ ‫البكتيريا وكأنها مصانع صغيرة إلنتاج املعادن‪ُ ،‬م‬ ‫‪64‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬


‫مجلة العرب الدولية‬ ‫شهرية سياسية‬

‫‪www.majalla.com‬‬

‫اشرتك اآلن‬ ‫واحصل على‬ ‫نسختك الورقية‬

‫تأسست في لندن عام ‪1980‬‬

‫رئيس إيطاليا لـ‬ ‫ستكون كارثة إذا تخلينا‬ ‫عن الوحدة األوروبية‬

‫‪:‬‬

‫شاشات اهلواتف‬ ‫الذكية تحول الليل‬ ‫إلى نهار داخل الدماغ‬

‫ً‬ ‫حزب الله إلى واجهة العقوبات األميركية مجددا‬ ‫األسهم السعودية تفتح ذراعيها لالستثمار األجنبي‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫شهرية سياسية‬

‫إهلام شاهني لـ‬ ‫الفن والسياسة‬ ‫وجهان لعملة واحدة‬

‫‪:‬‬

‫تأسست في لندن عام ‪1980‬‬

‫لضبط التوازن اإلقليمي ووقف األطماع اإليرانية وعسكرة املنطقة‬

‫دولة اعتدال نووية ‪ ..‬هل حان الوقت للرياض؟‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫للحصول على العدد‬ ‫اسـتخـدم هاتفــك‬ ‫ال ــذكي لـمــسح‬ ‫هـ ـ ــذا الـ ــرقـ ـ ـ ــم‬ ‫‪06‬‬

‫‪ISSN 1319-0873‬‬

‫‪9 771319 087013‬‬ ‫‪‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪ ( -‬يونيو ) ‪2015‬‬

‫فورن أفيرز‪ /‬أيار‪ /‬مايو ‪57 - 2014‬‬

‫‪www.majalla.com‬‬

‫‪‬‬

‫‪Issue 1608- June 2015‬‬

‫(مايو) ‪2015‬‬ ‫أيار‪(--‬يونيو)‬ ‫حزيران‬ ‫‪1607‬‬ ‫‪1608‬‬ ‫العددالعدد‬

‫‪53‬‬ ‫‪51‬‬


‫مسكينة الغدة الصنوبرية‪ ،‬التي تقع خلف‬ ‫املهاد في فجوة بني نصفي الكرة الدماغية‪.‬‬ ‫تؤدي هذه الغدة الصنوبرية مهمة بسيطة‬ ‫إفراز هرمون امليالتونني الذي ينظم النوم‪.‬‬ ‫في املاضي‪ ،‬كانت الغدة تبدأ عملها عادة‬ ‫بعد غروب الشمس‪ ،‬وتصل إلى أقصى‬ ‫قدر لها في منتصف الليل‪ ،‬ثم يقل عملها‬ ‫مع بداية الصباح‪ .‬والنتيجة تتمثل في‬ ‫الحصول على فترات نوم ويقظة منتظمة‬ ‫ويمكن االعتماد عليها‪.‬‬ ‫ولكن الحياة العصرية التي نعيشها اآلن‬ ‫ً‬ ‫اضطرابا للغدة الصنوبرية‪ ،‬وذلك‬ ‫تسبب‬ ‫ألن إشارة البدء في عمل الغدة تكون مع‬ ‫غياب الضوء ‪ -‬وخاصة الضوء األزرق‪.‬‬ ‫ويشار إلى أن هذا الضوء يشع بكثافة‬ ‫من الثنائيات الباعثة للضوء في شاشات‬ ‫الهواتف الذكية واألجهزة اللوحية وأجهزة‬ ‫الكومبيوتر املحمولة‪ .‬وهكذا تحول األمر‬ ‫بالنسبة للغدة‪ ،‬وأصبح هذا الضوء سببا‬ ‫لتحويل الليل إلى نهار‪.‬‬

‫ً‬ ‫اضطرابا للغدة الصنوبرية‪ ..‬واملراهقون أكثر عرضة ملخاطرها‬ ‫تسبب‬

‫شاشات اهلواتف الذكية تحول الليل إلى نهار داخل الدماغ‬

‫لندن‪« :‬املجلة»‬ ‫ُ‬ ‫ت�ش�ي��ر ال ��دراس ��ات امل�ت�ت��ال�ي��ة إل ��ى أن اس�ت�خ��دام‬ ‫األدوات والتطبيقات املتاحة عبر الشاشات في‬ ‫وقت الليل له تأثير سيئ على نوم األشخاص‪.‬‬ ‫وبالفعل‪ ،‬تزداد األمور ً‬ ‫سوءا مع صغر حجم الشاشات‪،‬‬ ‫وب��ال�ت��ال��ي ينبغي حملها ع�ل��ى ن�ح��و أق ��رب إل��ى العينني‪.‬‬ ‫ونتيجة لذلك‪ ،‬أصبحت هناك سوق ضخمة من األجهزة‬ ‫والتطبيقات التي تنظم ق��در ال�ض��وء األزرق املنبعث من‬ ‫الشاشات‪.‬‬

‫مستويات امليالتونني‬ ‫ُ‬ ‫تشير أحدث األبحاث إلى أن فئة واحدة ‪ -‬املراهقني ‪ -‬قد تكون‬ ‫عرضة للمخاطر بشكل خاص‪ .‬يتبع األف��راد في منتصف‬ ‫س��ن امل��راه�ق��ة أن�م��اط ن��وم غير ع��ادي��ة‪ .‬وإذا ت��رك��وا وشأنهم‬ ‫سنجد أنهم يسهرون طوال الليل وينامون في الصباح ألن‬ ‫دورة امليالتونني الخاصة بهم تبدأ وتنتهي في وقت الحق‬ ‫عن البالغني‪ .‬عالوة على ذلك‪ُ ،‬يعرف املراهقون بالتصاقهم‬ ‫بشاشاتهم‪ .‬لذلك من املؤكد واملنطقي افتراض أن املراهقني‪،‬‬ ‫على وجه التحديد‪ ،‬سوف يعانون من اضطراب النوم‪.‬‬ ‫‪62‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫تتبعت ال��دراس��ة‪ ،‬التي نشرها باحثون في سويسرا في‬ ‫شهر أكتوبر (تشرين األول)‪ ،‬قدر النعاس واليقظة لدى‬ ‫الفتيان الذين تتراوح أعمارهم بني ‪ 15‬و‪ً 17‬‬ ‫عاما على مدار‬ ‫أسبوعني باملنزل‪ ،‬حيث قاموا بارتداء إما نظارات مزودة‬ ‫بمرشحات تمنع الضوء األزرق أو نظارات أخرى عادية‬ ‫تحمل التصميم ذاته لعدة ساعات قبل نومهم‪ .‬ومن ثم‪،‬‬ ‫كرر الفريق التجربة ذاتها في أحد املعامل‪ ،‬وقاموا بقياس‬ ‫مستويات امليالتونني لدى الفتيان وردود فعلهم على مدار‬ ‫الليل‪ .‬أشارت كافة النتائج إلى األمر ذاته‪ :‬في غياب الضوء‬ ‫األزرق‪ ،‬كان املشاركون على استعداد أكبر للنوم‪.‬‬

‫عالج الضوء‬

‫ُ‬ ‫وفي شهر فبراير (شباط)‪ ،‬أكد أحد األبحاث التي أجريت‬ ‫ع�ل��ى م��ا ي �ق��رب م��ن ‪ 10‬آالف م��راه��ق ن��روي�ج��ي ت �ت��راوح‬ ‫ُ‬ ‫أعمارهم بني ‪ 16‬و‪ً 19‬‬ ‫عاما‪ ،‬على ما تشير إليه املالحظة‬ ‫املعتادة‪ .‬يستخدم معظم هؤالء املراهقني أجهزة الحاسوب‬ ‫وهواتفهم وغيرها قبل أن يخلدوا للنوم‪ .‬وأشارت البيانات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أيضا إلى أن استخدام التطبيقات كان مقترنا على نحو‬ ‫ك�ب�ي��ر ب��أن �م��اط ال �ن��وم‪ .‬ف�ك�ل�م��ا ازداد ن�ظ��ر امل��راه �ق�ين إل��ى‬ ‫ً‬ ‫الشاشات‪ ،‬استغرقوا وقتا أطول للخلود إلى النوم وقصر‬ ‫وقت النوم الخاص بهم خالل الليل‪.‬‬

‫وهناك دراسة ثالثة‪ ،‬نشرتها ماريانا فيغيرو وزمالؤها‬ ‫بمعهد بوليتكنيك رينسيالر‪ ،‬في مدينة تروي بنيويورك‪،‬‬ ‫في جريدة «اليتننغ ريسيرش أند تكنولوجي»‪ ،‬شملت‬ ‫الدراسة أشخاصا تتراوح أعمارهم بني ‪ 15‬و‪ً 17‬‬ ‫عاما‪.‬‬ ‫ورغم أن فيغيرو تناولت ‪ 20‬مراهقا فحسب‪ ،‬فإن نتائجها‬ ‫كانت مختلفة ً‬ ‫كثيرا عن النتائج التي توصلت إليها في‬ ‫أعمال سابقة لها شملت أشخاصا بالغني‪ ،‬وكانت جديرة‬ ‫باملتابعة‪.‬‬ ‫في الليلة األولى من كل تجربة‪ ،‬ارتدى املشاركون نظارات‬ ‫برتقالية لحجب الضوء األزرق‪ ،‬وتم أخذ عينات من لعابهم‬ ‫كل ساعة حتى حان وقت النوم‪ .‬في الليالي التي لم يرتد‬ ‫فيها املشاركون النظارات‪ ،‬قل مستوى امليالتونني لدى‬ ‫امل�ت�ط��وع�ين بنسبة ‪ 23‬ف��ي امل��ائ��ة ب�ع��د م ��رور س��اع��ة من‬ ‫نظرهم إل��ى ال�ش��اش��ة‪ ،‬مقارنة بمستويات ال�ه��رم��ون في‬ ‫الليالي التي ارتدوا فيها النظارات‪ .‬وبعد مرور ساعتني‪،‬‬ ‫تراجع املستوى بنسبة ‪ 38‬في املائة‪.‬‬ ‫وك��ان��ت ال��دراس��ات ال�س��اب�ق��ة ال�ت��ي أج��رت�ه��ا فيغيرو على‬ ‫البالغني قد أظهرت أن مستوى امليالتونني تراجع بنسبة‬ ‫‪ 14‬في املائة فقط بعد مرور ساعتني من الجلوس أمام‬ ‫يتعلق ب��ال�ن��وم وال �ش��اش��ات‪ ،‬ي �ب��دو ًأن‬ ‫ال �ح��اس��وب‪ .‬ف�ي�م��ا ً‬ ‫ُ‬ ‫املراهقني مختلفون حقا‪ .‬ولكن هذه املعرفة لن تمثل فارقا‬ ‫في سلوكياتهم <‬


‫القطاع املنظم وتسببت في إغ�لاق كثير من املصانع هي عليه اآلن‪ ،‬وهذا يتطلب السلم االجتماعي‪ ،‬وتحسني‬ ‫مناخ االستثمار‪ ،‬وتهيئة الظروف املناسبة الستقطاب‬ ‫وفقدان اآلالف من فرص العمل‪.‬‬ ‫> هل أث��رت األوض��اع السياسية واألمنية على املستثمرين األجانب‪.‬‬ ‫> ه��ل ي�م�ك��ن اع�ت �ب��ار ت��ون��س ن �م��وذج��ا مختلفا‬ ‫االقتصاد بشكل مباشر وسريع‪ ،‬وكيف ذلك؟‬ ‫ امل��رح�ل��ة االن�ت�ق��ال�ي��ة ال�ت��ي ع�ش�ن��اه��ا ق�ب��ل االن�ت�خ��اب��ات مقارنة بالبلدان التي شهدت تغيرات منذ ‪،2011‬‬‫األخيرة بما اكتنفها من تجاذبات سياسية واضطرابات وه ��ل ف�ع�لا ال�ت�ج��رب��ة ال��دي�م�ق��راط�ي��ة ف��ي ت��ون��س‬ ‫أمنية‪ ،‬أثرت بالتأكيد على الوضع االقتصادي‪ ،‬وجعلت توفقت؟ رغم غياب الرضا والتفاؤل عن الشارع‬ ‫املستثمرين التونسيني واألج��ان��ب ينتظرون إل��ى حني التونسي؟‬ ‫تتضح أمامهم الرؤية‪ ..‬اليوم تحسنت األوضاع األمنية ‪ -‬ال �ع��دي��د م��ن األوس � ��اط امل�ح�ل�ي��ة واألج �ن �ب �ي��ة ت ��رى أن‬ ‫بشكل كبير‪ ،‬وهناك نجاحات في مجال مقاومة اإلرهاب التجربة التونسية كانت إلى حد اآلن مختلفة‪ ..‬توصلنا‬ ‫والتصدي لإلرهابيني‪ ..‬أما على املستوى االقتصادي‪ ،‬إلى إقرار دستور جديد وإجراء انتخابات في أجواء‬ ‫فكنا نأمل أنه بمجرد تركيز املؤسسات الدائمة ستتغير سليمة‪ ،‬وحرية التعبير أصبحت واقعا ملموسا لكل‬ ‫األوض��اع‪ ،‬وه��ذا لم يحصل‪ ،‬ولألسف‪ ،‬إل��ى اآلن‪ ،‬إذا ال التونسيني‪ ..‬أنجزنا عملية االنتقال السياسي‪ ،‬أما‬ ‫تزال املؤشرات االقتصادية سيئة‪ ..‬ما نعاني منه اليوم ترسيخ أسس الديمقراطية فهو في بداياته‪ ،‬ويتطلب‬ ‫هو امتداد رقعة االحتجاجات االجتماعية‪ ،‬واملغاالة في املزيد من الوقت ومن مراكمة املمارسة الديمقراطية‪..‬‬ ‫املطالب التي ال تقدر املؤسسة االقتصادية في الظروف ومن املؤكد أن الطريق ال يزال طويال في هذا املجال‪..‬‬ ‫الراهنة على االستجابة إليها‪ ،‬وكثرة اإلضرابات التي هناك إرادة من أغلب القوى الوطنية السياسية واملدنية‬ ‫تعطل آليات اإلنتاج‪ ،‬وعدم قدرة الدولة على فرض سلطة واالج�ت�م��اع�ي��ة واالق �ت �ص��ادي��ة إلن �ج��اح ه��ذه ال�ت�ج��رب��ة‪،‬‬ ‫القانون على الجميع‪.‬‬ ‫وه��ي ت ��درك أن امل�ص��اع��ب س�ت�ت��واص��ل‪ ،‬وأن املخاطر‬ ‫> الحكومة التونسية الجديدة قدمت الكثير من ت�ظ��ل ق��ائ�م��ة‪ ..‬وم��ن ناحيتنا ك�ص��اح�ب��ات وأص�ح��اب‬ ‫ال��وع��ود التي ل��م ي� َ�ر منها الشعب شيئا تحقق مؤسسات ن��رى أن تحقيق العافية القتصادنا يظل‬ ‫ميدانيا إلى اآلن‪ ،‬بحجة أن مقاومة اإلرهاب هي شرطا أساسيا لنجاح التجربة الديمقراطية الناشئة‬ ‫األولوية‪ ،‬أال تتخوفون من غضب شعبي بسبب في بالدنا‪.‬‬ ‫تفاقم األزمة االقتصادية في البالد؟ > يردد متابعون للوضع التونسي أن «النهضة»‬ ‫تلعب دورا أكبر مما يبدو في الحكومة‪ ،‬وهي‬ ‫ال�ت��ي ت��دي��ر فعليا ال �ب�لاد وه��ذا‬ ‫ي �ع��ود ل �ص �ف �ق��ات س �ي��اس �ي��ة في‬ ‫ تترأ‬‫م��رح �ل��ة االن �ت �خ��اب��ات؟ م ��ا م��دى‬ ‫( س وداد بوشماوي ا‬ ‫الت‬ ‫ح‬ ‫اد‬ ‫ا‬ ‫لت‬ ‫ون‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫لل‬ ‫منظمة ا‬ ‫صحة هذه الرؤية؟‬ ‫صناعة والتجارة‬ ‫ألعراف التونسية) م‬ ‫والصناعات التقليدية‬ ‫ أصيلة محافظة قابس ج نذ مايو (أيار) ‪.2011‬‬‫ النهضة ه��ي ال�ح��زب ال�ث��ان��ي الفائز‬‫نوب ت‬ ‫ شاركت باسم منظمة األعرا ونس‪ ،‬وهي من عائ‬‫لة‬ ‫في االنتخابات األخيرة‪ ،‬وهي شريك‬ ‫مع‬ ‫رو‬ ‫فة‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫ف في ال‬ ‫ال األعمال‪.‬‬ ‫ف��ي ال�ح�ك��وم��ة ع�ل��ى ق��اع��دة ت��واف��ق تم‬ ‫حوار الوطني إلى ج‬ ‫العمال) وعمادة‬ ‫وداد بوشماوي رئيسة االتحاد‬ ‫األزمة السيا املحامني ورابطة حقوق اإلنسان‪ ،‬وهو انب اتحاد الشغل (ن‬ ‫قا‬ ‫بة‬ ‫س‬ ‫بينها وبني نداء تونس وحزبني آخرين‬ ‫ال‬ ‫ية‬ ‫ا‬ ‫حو‬ ‫التونسي للصناعة والتجارة‬ ‫ار‬ ‫لت‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫لذ‬ ‫عر‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫فت‬ ‫اد‬ ‫ها‬ ‫إلى تجاوز‬ ‫ تحصلت على عديد من ال تونس سنة ‪.2013‬‬‫والصناعات التقليدية اثناء‬ ‫يكونون جميعهم هذه الحكومة‪ .‬وهذا‬ ‫ج‬ ‫وا‬ ‫ئز العاملي‬ ‫ة‪،‬‬ ‫من‬ ‫صا‬ ‫ها‬ ‫ح‬ ‫التونسي‬ ‫تكريمها من الرئيس‬ ‫بال‬ ‫بة‬ ‫خ‬ ‫مؤ‬ ‫صو‬ ‫س‬ ‫ش� ��أن ال �س �ي��اس �ي�ين ف �ي �م��ا ب �ي �ن �ه��م‪ ..‬ما‬ ‫ص لق‬ ‫سة في‬ ‫سنة ‪ ،2013‬والج العالم العربي» من طرف شراكة «دو ب «أفضل امرأة أعمال‬ ‫قائد السبسي‬ ‫يهمنا نحن كمنظمة أصحاب عمل أن‬ ‫في‬ ‫ائ‬ ‫بلدية أوسلو بال زة الدولية «أعمال من أجل السالم» لس ل» مجموعة الثمانية‬ ‫بالدنا بحاجة أساسية لالستقرار في‬ ‫نر‬ ‫نة‬ ‫وي‬ ‫‪4‬‬ ‫ج‬ ‫‪01‬‬ ‫لق‬ ‫‪،2‬‬ ‫ا‬ ‫يا‬ ‫لت‬ ‫دا‬ ‫تق‬ ‫ي تمنحها‬ ‫االختيار عليها عد ً‬ ‫يدا من املرا طاع األعمال لدورها‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ه ��ذه امل��رح �ل��ة واالس �ت �ق��رار غ�ي��ر ممكن‬ ‫ال‬ ‫حو‬ ‫ار‬ ‫ا‬ ‫لو‬ ‫طن‬ ‫ت من قبل‬ ‫ي‪ ،‬كما وقع‬ ‫ه � �ن� ��اك ح � �ل� ��ول م �م �ك �ن��ة‬ ‫دون توافق‪ ،‬خاصة بني القوى الكبرى‪.‬‬ ‫أكثر النساء تأثيرا في تونس‪ ،‬وفي أ وسائل إعالم تونس‬ ‫ية وأجنبية كواحدة‬ ‫فر‬ ‫من‬ ‫يق‬ ‫يا‪.‬‬ ‫ل� � �ت� � �ج � ��اوز األزم� � � � � ��ة ف��ي‬ ‫االستقرار ض��روري‪ ،‬ألن��ه وح��ده الكفيل‬ ‫تونس؟‬ ‫بتوضيح الرؤية أمام املستثمرين‪.‬‬ ‫ الحلول موجودة‪ ..‬وأولها عودة كل‬‫> األوضاع األمنية في تونس‪ ،‬كيف‬ ‫التونسيني إل��ى العمل‪ ،‬وال�ك��ف ع��ن املطلبية املجحفة‪ - ،‬كل التونسيني على قناعة‬ ‫ت �ق �ي �م��ون �ه��ا؟ وه� ��ل أن �ت ��م م�ت�ف��ائ�ل��ون‬ ‫وتجنب االضطرابات االجتماعية واالحتجاجات وفرض ت��ام��ة ب��أن م�ق��اوم��ة اإلره ��اب تبقى أول��وي��ة األول��وي��ات‪ ..‬خاصة مع ما يحدث في ليبيا؟‬ ‫سلطة القانون على الجميع‪ ..‬تونس بحاجة اليوم إلى ول�ك��ن ينتظرون أي�ض��ا تحسن أح��وال�ه��م االجتماعية ‪ -‬األوض ��اع األمنية ف��ي تونس تحسنت‪ ،‬ولكن اليقظة‬ ‫مناخ اجتماعي هادئ‪ ،‬والتونسيون مدعوون إلى العمل وظ ��روف معيشتهم وه ��ذا طبيعي وم �ش��روع‪ ،‬ولكن ضرورية‪ ..‬فقد تكبدنا جراء بعض العمليات اإلرهابية‬ ‫أكثر للتعويض عما ف��ات‪ ..‬وبالعمل وح��ده يمكن أن هذا لن يتحقق إال بالصبر وبتقاسم التضحيات بني خسائر فادحة‪ ،‬والقطاع السياحي تضرر كثيرا‪ ..‬كذلك‬ ‫نحقق األهداف التي انتفض من أجلها شعبنا في يناير كل الفئات وبالعمل أكثر‪ ..‬علينا اليوم تركيز الجهود ت�ض��رر اقتصادنا ج��راء األوض ��اع ف��ي ليبيا‪ ..‬تربطنا‬ ‫‪ ..2011‬كذلك ال بد من إقرار اإلصالحات الالزمة في من أجل مساعدة الفئات الهشة‪ ،‬خاصة في املناطق بأشقائنا الليبيني عالقات تاريخية ال يمكن القفز عليها‬ ‫املجال االقتصادي بتشجيع املبادرة الخاصة‪ ،‬وتسهيل الداخلية‪ ..‬أما الوعود فكل األح��زاب التي شاركت في أو تجاوزها‪ ،‬ونحن نأمل أن يتوصل الفرقاء في ليبيا‬ ‫عمليات تمويل الشباب للمشاريع ال�ج��دي��دة‪ ،‬خاصة االنتخابات قدمت وع��ودا بعضها ال يمكن تحقيقه‪ ..‬إلى حل سياسي اعتمادا على الحوار وتغليب مصلحة‬ ‫للشباب‪ ،‬وإص�لاح املنظومة الجبائية وصياغة مجلة على كل هناك إصالحات وعدت بها األحزاب املكونة الشعب الليبي باألساس‪ ..‬ومصلحة الشعب الليبي من‬ ‫اس�ت�ث�م��ارات ج��دي��دة ت�ك��ون مبسطة وم�ح�ف��زة‪ ،‬وكذلك ل�ل�ح�ك��وم��ة ال�ح��ال�ي��ة‪ ،‬وه ��ي ت�ع�م��ل ع�ل��ى ت�ط�ب�ي�ق�ه��ا‪ ..‬ما مصلحة الشعب التونسي‪ ،‬وأعتقد أن كل التونسيني‬ ‫م�ق��اوم��ة التهريب وال�ت�ج��ارة ال�ف��وض��وي��ة امل��وازي��ة التي أستطيع تأكيده أنه ال شيء يمكن تحقيقه ما لم تعد سيعملون على إسناد كل الجهود الخيرة التي تعمل‬ ‫خربت النسيج االق�ت�ص��ادي التونسي وضيقت على عجلة االقتصاد إلى الدوران بسرعة أكبر بكثير مما على تحقيق األمن واالستقرار في ليبيا <‬

‫نبذ‬

‫ة عن وداد بوشماوي‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪61‬‬


‫أكدت وداد بوشماوي رئيسة‬ ‫االتحاد التونسي للصناعة‬ ‫والتجارة والصناعات التقليدية‪،‬‬ ‫أن املشكل األساسي في تونس‬ ‫هو االقتصاد‪ ،‬وأنه ال خيار‬ ‫أمام التونسيني سوى العودة‬ ‫إلى العمل للنهوض ببالدهم‪،‬‬ ‫مضيفة في حوار أجرته معها‬ ‫مجلة «املجلة» أن الوضع أيضا‬ ‫يتطلب إقرار اإلصالحات الالزمة‬ ‫في املجال االقتصادي بتشجيع‬ ‫املبادرة الخاصة‪.‬‬ ‫وحول تأثير الوضع في ليبيا‬ ‫على تونس‪ ،‬أكدت بوشماوي‬ ‫أن األوضاع األمنية في تونس‬ ‫تتحسن‪ ،‬رغم العمليات اإلرهابية‬ ‫التي شهدتها البالد أخيرا‪ ،‬لكن‬ ‫يبقى استتباب األمن في ليبيا‬ ‫مهمًا ومصيريًا‪ ،‬مشددة على أن‬ ‫أمن تونس من أمن ليبيا‪.‬‬

‫رئيسة االتحاد التونسي للصناعة والتجارة ‪ :‬ال خيار أمام التونسيني إال العودة إلى العمل‬

‫وداد بوشماوي‪ :‬اقتصادنا منهك واملؤشرات األساسية تبعث على القلق‬

‫حوار‪ :‬نادية التركي‬ ‫> ما تقييمكم لعمل الحكومة الجديدة؟‬ ‫وهل تركيبتها معقولة وتمثل الشعب‬ ‫التونسي؟‬ ‫ ال �ح �ك��وم��ة ال �ج��دي��دة ه��ي ن�ت�ي�ج��ة الخ �ت �ي��ار ال�ش�ع��ب‬‫التونسي ف��ي االن�ت�خ��اب��ات األخ �ي��رة‪ ،‬وتركيبتها هي‬ ‫ثمرة توافق بني ‪ 4‬أحزاب تتكون منها هذه الحكومة‬ ‫باإلضافة إلى عدد من املستقلني‪ .‬وقد واجهت ً‬ ‫كثيرا‬ ‫من املصاعب الظرفية‪ ،‬خاصة االجتماعية (إضرابات‬ ‫واحتجاجات متواصلة‪ ،‬خاصة في الحوض املنجمي‪،‬‬ ‫عطلت إنتاج الفوسفات الذي يمثل موردا أساسيا من‬ ‫العملة الصعبة لخزينة الدولة) وكذلك أمنية (االعتداء‬ ‫على متحف ب ��اردو‪ ،‬وت��واص��ل ال�ت�ه��دي��دات اإلره��اب�ي��ة‬ ‫غرب البالد) مما جعلها تتأخر في إجراء العديد من‬ ‫كاف‬ ‫اإلصالحات الضرورية‪ ،‬وع��دم التركيز بشكل ٍ‬ ‫‪60‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫على امللف االقتصادي‪ .‬نحن كأصحاب مؤسسات‬ ‫وكمعنيني بالشأن االقتصادي نتفهم هذه الظروف‪.‬‬ ‫ولكن عامل ال��وق��ت أصبح مهما‪ ،‬وه�ن��اك الكثير من‬ ‫اإلج � ��راءات وال �ق ��رارات ال�ت��ي ت�ف��رض نفسها اآلن وال‬ ‫تحتمل املزيد من التأخير‪ ،‬حتى تعود عجلة االقتصاد‬ ‫التونسي للدوران بالنسق املطلوب‪.‬‬ ‫> االق�ت�ص��اد ه��و املشكل األس��اس��ي ف��ي تونس‪،‬‬ ‫فمنذ سنوات‪ ،‬وبحسب املتابعني‪ ،‬وهو يعاني‬ ‫ت �ع �ث ��رات واض� �ح ��ة ل ��م ت� �ت ��رك م� �ج ��اال ل �ل �ت �ف��اؤل‪،‬‬ ‫خصوصا مع تراكم الديون الخارجية والشلل‬ ‫داخليا‪.‬‬ ‫ مشكلنا األساسي اليوم هو االقتصاد والعودة إلى‬‫العمل والجهد واإلن �ت��اج‪ ..‬فبعد أن حققنا االنتقال‬ ‫السياسي ب��امل�ص��ادق��ة على دس�ت��ور ج��دي��د وإج��راء‬ ‫انتخابات نزيهة وشفافة وتركيز املؤسسات املنتخبة‬ ‫الدائمة وتثبيت الكثير من الهيئات الدستورية‪ ،‬علينا‬ ‫أن ن��وج��ه ج�ه��ودن��ا إل��ى امل�ل��ف االق �ت �ص��ادي‪ ..‬فنجاح‬

‫االنتقال السياسي يظل هشا ما لم ننجح في تحقيق‬ ‫االنتقال االقتصادي‪ ،‬واالستجابة لتطلعات شعبنا‬ ‫خاصة في مجال التشغيل وتوفير أسباب العيش‬ ‫ال �ك��ري��م ل�ك��ل ال�ت��ون�س�ي�ين‪ ،‬وخ �ص��وص��ا ف��ي امل�ن��اط��ق‬ ‫الداخلية التي بقيت لعقود طويلة مهمشة ومحرومة‪..‬‬ ‫صحيح أن اقتصادنا منهك‪ ،‬وأن املؤشرات األساسية‬ ‫تبعث على القلق‪ ..‬ولكن باإلرادة وبتضافر كل الجهود‬ ‫وباتخاذ اإلجراءات الالزمة والشروع في اإلصالحات‬ ‫يمكن تجاوز هذه املصاعب‪ ،‬وال بد من التنبه إلى عمل‬ ‫الوقت الذي يضغط‪ ..‬تحقيق التنمية يمر عبر خلق‬ ‫املزيد من الثروات ال من خالل االقتراض‪ ..‬واالقتراض‬ ‫يجب أن نوجهه إلى االستثمار وخلق فرص العمل‬ ‫املجدية للشباب املتخرج في الجامعات‪ ،‬وخلق القيمة‬ ‫املضافة القتصادنا‪.‬‬ ‫> من موقعك خاصة كرئيسة االتحاد التونسي‬ ‫ل�ل�ص�ن��اع��ة وال �ت �ج��ارة وال �ص �ن��اع��ات التقليدية‪،‬‬ ‫وام ��رأة أع�م��ال مطلعة على ال��وض��ع بعمق‪ ،‬هل‬


‫كيف تسببت الرياضيات املزيفة في شعوري بالسأم من االقتصاد‬ ‫أثار‬

‫بقلم‪ :‬نوح سميث‬

‫طريقة استخدام‬ ‫الرياضيات يف‬ ‫االقتصاد الكلي‬ ‫ليست هي نفسها‬ ‫املستخدمة يف‬ ‫العلوم الطبيعية‬

‫ب��ول روم��ر‪ ،‬خبير النمو االقتصادي امل�ع��روف‪ ،‬وال��ذي‬ ‫ع � ��ادة م ��ا ي �ك��ون اس �م��ه م ��درج ��ا ب��ال �ق��ائ �م��ة ال�ق�ص�ي��رة‬ ‫للمرشحني لنيل جائزة نوبل‪ ،‬ضجة كبيرة مؤخرا‪ ،‬من‬ ‫خالل ورقة بحثية نشرتها دورية "املراجعة االقتصادية األميركية‪:‬‬ ‫أوراق ودراس ��ات"‪ ،‬بعنوان "الرياضيات املزيفة في نظرية النمو‬ ‫االقتصادي"‪ .‬تعد الورقة قنبلة إحباط بوجه من يعتقد رومر أنهم‬ ‫أس��اءوا إل��ى النظرية الرياضية من خ�لال اإلخفاق في عقد صلة‬ ‫محكمة بني العناصر الرياضية والعالم الواقعي‪ .‬كان روبرت لوكاس‬ ‫وإدوارد بريسكوت‪ ،‬عاملا االقتصاد الكلي الحائزان على جائزة‬ ‫نوبل‪ ،‬من أبرز من استهدفهم رومر‪.‬‬ ‫بالنسبة لي‪ ،‬يظهر مقال رومر أمرين‪ .‬األول‪ ،‬وهو األكثر إمتاعا‪،‬‬ ‫أن ل��وك��اس وب��ري�س�ك��وت ك��ان��ا م�ص��در إزع ��اج ل��زم��رة ك�ب�ي��رة من‬ ‫االقتصاديني من املستوى األول‪ .‬وأما الثاني‪ ،‬وهو األهم‪ ،‬فهو أن‬ ‫هناك أزمة كبرى في نظرية االقتصاد الكلي برمتها‪.‬‬ ‫أوال ال �ع��داء‪ .‬ل�ق��د ق��ام ل��وك��اس وب��ري�س�ك��وت وال ��دائ ��رة األوس ��ع من‬ ‫أتباعهما (املعروفني كذلك باسم "قبيلة املياه العذبة" ألن األماكن‬ ‫التي يعملون بها بعيدة عن الشواطيء) بالضغط من دون هوادة من‬ ‫أجل نظريات ال حاجة فيها إلى تدخل الحكومة في االقتصاد‪ .‬وقد‬ ‫عرفوا بهجماتهم العدائية – وإن كانت غير موفقة في النهاية – على‬ ‫االقتصاد الكلي املستند إلى النظرية الكينزية الجديدة‪.‬‬ ‫ول�ط��امل��ا ج�ل��ب ع�ل��ى ه ��ؤالء اح�ت�ق��اره��م ل�لأف�ك��ار الكينزية سخط‬ ‫بول كروغمان وبراد ديلونغ‪ ،‬ولكن في داخل الوسط املهني‪ ،‬كان‬ ‫انتقادهم يتم همسا وراء األبواب املغلقة‪.‬‬ ‫غير أن األم��ر لم يعد كذلك‪ .‬فليس روم��ر هو أول عالم رياضيات‬ ‫هادئ الطبع يخرج على املأل ليصب سخطه على أتباع "املياه العذبة"‬ ‫في الشهور األخيرة‪.‬‬ ‫ففي ديسمبر (كانون األول) املاضي‪ ،‬ندد روجر فارمر في جامعة‬ ‫كاليفورنيا‪ ،‬لوس أنغلوس‪ ،‬بأتباع "املياه العذبة" والنموذج الذي‬ ‫فرضوه على نظرية دورة األعمال‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فإن أعداء قبيلة "املياه‬ ‫العذبة" يرفعون صوتهم أخيرا‪ .‬وأتساءل من الذي سيكون هدف‬ ‫الهجوم في املرة القادمة!‬ ‫إن انتفاضة رومر حول الرياضيات املزيفة ‪ – Mathiness‬والتي‬ ‫تدين ملصطلح "الحقيقة البديهية" ال��ذي حفره املمثل الكوميدي‬ ‫س�ت�ي�ف��ن ك��ول �ب��رت – ه��ي أع �م��ق ب�ك�ث�ي��ر م��ن ال� �ن ��زاع م��ع ج�م��اع��ة‬ ‫"املياه العذبة"‪ .‬بالفعل هي تتعلق ب��دور الرياضيات في النظرية‬ ‫االقتصادية‪.‬‬ ‫إن علوم االقتصاد تحوي الكثير ج��دا من النظريات الرياضية‪.‬‬ ‫ولن ترى في غير االقتصاد وجودا أكبر للبراهني والنظريات من‬ ‫الرياضيات نفسها‪ .‬ويمكن أن تجد بعض فروع االقتصاد‪ ،‬كنظرية‬ ‫اللعبة‪ ،‬مكانا مشروعا في أقسام الرياضيات في الجامعات‪ .‬ولكن‬ ‫حتى في مجاالت مثل االقتصاد الكلي‪ ،‬التي تتعامل ظاهريا مع‬ ‫نظرية العالم ال��واق�ع��ي‪ ،‬تعد الرياضيات أم��را محوريا لكل شيء‬ ‫يفعله االقتصاديون‪.‬‬ ‫ولكن طريقة استخدام الرياضيات في االقتصاد الكلي ليست‬ ‫هي نفسها املستخدمة في العلوم الطبيعية‪ .‬وليس هذا بالشيء‬ ‫الذي تدركه الغالبية من غير االقتصاديني‪ ،‬لذا أعتقد أن األفضل‬ ‫أن أقوم بالتوضيح‪.‬‬ ‫بالنسبة إل��ى بعض العلوم االقتصادية‪ ،‬وبخاصة في االقتصاد‬ ‫الكلي‪ ،‬أو دراسة أفعال األفراد – يمكنك التنبؤ بأي املزادات سيحقق‬

‫أعلى سعر‪ ،‬أو كم من الناس سيستقلون قطارا‪ .‬ولكن األمر يختلف‬ ‫بالنسبة إل��ى علوم االقتصاد الكلي‪ ،‬وال�ت��ي تنظر ف��ي االقتصاد‬ ‫بنطاقه األوس ��ع‪ .‬معظم امل �ع��ادالت ف��ي ال�ن�م��اذج ال ت�ك��ون مدعومة‬ ‫ب��ال�ب��ره��ان‪ .‬ع�ل��ى سبيل امل �ث��ال‪ ،‬م�ع��ادل��ة تسمى ي��ول��ر لالستهالك‬ ‫موجودة في جوهر جميع نماذج االقتصاد الكلي تقريبا‪ .‬وهي‬ ‫تحدد عالقة بني نمو االستهالك ومعدالت الفائدة‪ .‬ولكن عندما‬ ‫نظر الباحثون في البيانات الحقيقية لنمو االستهالك ومعدالت‬ ‫الفائدة‪ ،‬وجدوا أن املعادلة تعطي التنبؤات الخاطئة تماما! ومع هذا‪،‬‬ ‫مازال يجري استخدامها كأساس كل نموذج اقتصاد كلي تقريبا‪.‬‬ ‫إذا ق��رأت بأدبيات االقتصاد الكلي‪ ،‬فستجد أن تقريبا كل ورقة‬ ‫بحثية شهيرة وم��رم��وق��ة‪ ،‬تغص بمثل تلك األن��واع م��ن امل�ع��ادالت‬ ‫التي ال تتفق مع الواقع‪.‬‬ ‫إن هذه وغيرها كثير من العبارات الرياضية ال تتفق إلى حد بعيد‬ ‫مع الواقع امللموس‪ ،‬وليس لها ما يدعمها من أدلة‪ .‬وبرغم هذا يتم‬ ‫الزج بها في نماذج كبرى متعددة املعادالت‪ ،‬وبعدها يتم الحكم على‬ ‫هذه النماذج فقط من خالل كيفية موافقتها للبيانات اإلجمالية‬ ‫(وهو ما ال يكون جيدا في املعتاد)‪.‬‬ ‫ه��ذا ال�ن�ه��ج بأكمله ل��ن ي�ك��ون ل��ه م�ك��ان ف��ي ال�ه�ن��دس��ة‪ .‬الهندسة‬ ‫شيء تتوقع نجاحه‪ ،‬ولكن خبراء االقتصاد الكلي في كثير من‬ ‫األحيان هم يعاملون نماذجهم باعتبارها سبال بسيطة لـ"ترتيب‬ ‫تفكيرنا" بشأن العالم‪ ،‬على حسب تعبير ديفيد أندولفاتو‪ ،‬نائب‬ ‫رئ�ي��س البنك االحتياطي امل��رك��زي ف��ي س��ان��ت ل��وي��س‪ .‬وبتعبير‬ ‫آخر‪ ،‬يستخدم خبراء االقتصاد الكلي الرياضيات ليجعلوا من‬ ‫أفكارهم شيئا ملموسا‪ ،‬وإلقناع اآلخرين‪ ،‬وللتأكد من االتساق‬ ‫الداخلي ألفكارهم (غير املعقولة أحيانا)‪ ،‬ولكن ليس للتنبؤ فعليا‬ ‫بأشياء في العالم الواقعي‪.‬‬ ‫ل�ن�ع��ود إل��ى ش�ك��وى روم ��ر‪ .‬ه��و يستهدف بالتحديد ل��وك��اس‬ ‫وبريسكوت وقلة من اآلخرين ألنهم يعقدون صالت هشة أو غير‬ ‫واضحة بني العناصر الرياضية والعالم الواقعي‪ .‬ولكن من خالل‬ ‫ما يمكنني ما أراه‪ ،‬فإن مثل تلك الصالت الهشة وغير الواضحة‬ ‫ه��ي ال�ق��اع��دة ف��ي م�ج��االت االق�ت�ص��اد الكلي‪ .‬ي�ق��ول روم��ر إنني‬ ‫"سئمت" ألنني أقول هذا‪ ،‬وإن تأثير أمثال لوكاس وبريسكوت‬ ‫هو ما تسبب بفتور حماستي لنظرية االقتصاد الكلي‪ .‬حسنا‪،‬‬ ‫هو محق بأنني تعبت‪ ،‬وهو محق بأنني بدأت أستشعر التعب‬ ‫عندما بدأت أتابع نماذج بريسكوت‪ .‬لقد فهمتني يا رومر!‬ ‫ولكنني عندما نظرت أبعد من تلك النماذج‪ ،‬إلى النماذج األقدم‬ ‫واألحدث‪ ،‬فإنني وجدت ما بدا أنه اختالف فقط في الدرجة‪ ،‬وليس‬ ‫النوع‪ .‬إن نظرية االقتصاد الكلي تغص بصور الرياضيات الزائفة‪.‬‬ ‫وليس األمر مقتصرا فقط على لوكاس وبريسكوت‪ ،‬بل إنها الثقافة‬ ‫العلمية الكاملة لهذا املجال‪.‬‬ ‫يقول رومر إنه في الثقافة الجديدة‪ ،‬التي ال أساس لها‪ ،‬لالقتصاد‬ ‫الكلي‪ ،‬فإن "العمل التجريبي علم‪ ،‬والنظرية استمتاع"‪ .‬ربما كان هذا‬ ‫قريبا من الطريقة الرشيدة للتفكير في األشياء‪ .‬ففي عصرنا هذا‪،‬‬ ‫حيث تعمل تقنيات املعلومات على تزويد علوم االقتصاد بسيل‬ ‫من البيانات الجديدة‪ ،‬تتراجع نسبة األوراق النظرية في الدوريات‬ ‫الكبرى‪ .‬ربما بدأ االقتصاديون في رؤية الرياضيات الزائفة على‬ ‫ما هي عليه‪ ،‬والتغاضي عنها وفقا لذلك <‬ ‫باالتفاق مع «بلومبيرغ»‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪59‬‬


‫الزلو بوك‪ :‬املوظفون يسعون لاللتحاق بالشركات التي توفر بيئة منفتحة وتعاونية ومبتكرة‬

‫كسر القواعد‪ ..‬سر نجاح شركة «غوغل»‬

‫لندن‪( :‬املجلة)‬ ‫تستقبل ش��رك��ة «غ��وغ��ل» أك�ث��ر م��ن مليوني طلب‬ ‫ال�ت�ح��اق ب��وظ��ائ��ف ف��ري��دة ف��ي ال �ع��ام‪ .‬ف��ي محاضرة‬ ‫أقيمت مؤخرا في كلية لندن لالقتصاد‪ ،‬أوضح الزلو‬ ‫بوك‪ ،‬رئيس وحدة عمليات األفراد‪ ،‬كيف تحولت «غوغل» من‬ ‫محرك بحثي صغير إلى شركة عاملية تضم أكثر من ‪ 50‬ألف‬ ‫موظف من دون أن تفقد ثقافتها أو مبادئها األساسية‪.‬‬ ‫يقود الزل��و ب��وك عمليات امل��وارد البشرية في «غ��وغ��ل»‪ ،‬التي‬ ‫تتضمن جميع املجاالت املتعلقة بجاذبية وتطوير واالحتفاظ‬ ‫بالعاملني في «غوغل»» الذين يفوق عددهم ‪ 50‬ألف موظف‬ ‫منتشرين في سبعني فرعا حول العالم‪.‬‬ ‫في أثناء فترة عمله في «غوغل»‪ ،‬حصلت الشركة على لقب‬ ‫صاحب عمل استثنائي ملا يزيد على ‪ 100‬م��رة‪ ،‬منها لقب‬ ‫«أفضل شركة للعمل بها» في اململكة املتحدة وآيرلندا والواليات‬ ‫املتحدة واليابان والبرازيل وعدد من الدول األخرى‪.‬‬ ‫كشف ب��وك عن أن السر في نجاح «غ��وغ��ل» يرجع إل��ى عدم‬ ‫الخوف مطلقا من كسر القواعد‪ .‬وق��ال في أثناء املحاضرة‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫«دائما ما نؤمن في غوغل بتعيني موظف أفضل منا»‪.‬‬ ‫من املهم أن نعلم ملاذا حازت «غوغل» على كثير من الجوائز‬ ‫فيما يتعلق بأفضل األم��اك��ن للعمل‪ .‬يأتي كتاب الزل��و بوك‬ ‫األخير الذي يحمل عنوان «قواعد العمل! ملحة من داخل غوغل‬ ‫سوف تغير أسلوب حياتك وقيادتك» ليوضح املنهج الذي يكمن‬ ‫خلف نجاح الشركة‪ .‬عندما سئل بوك عن مخاوفه بأن يكشف‬ ‫الكتاب عن أسرار «غوغل» للعالم‪ ،‬قال بوك بوضوح‪« :‬إذا كنا‬ ‫نستطيع أن نقدم املزيد من الخير ألجل العالم‪ ،‬فسوف أرغب‬ ‫في مشاركة هذه املعلومات‪ .‬إننا نقضي معظم أوقات حياتنا‬ ‫في العمل أكثر مما نخصصه ألسرنا وأصدقائنا‪ .‬لذلك رغبت‬ ‫في مشاركة نجاحنا مع العالم»‪.‬‬ ‫ومن جانبه دافع الزلو عن حقوق املوظفني‪ ،‬قائال بأسلوب ُم ِقنع‬ ‫إنهم يستحقون «إدارة امللجأ»‪ ،‬على حد قوله أثناء املحاضرة‪،‬‬

‫‪58‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫حيث يتميز العاملون بالذكاء وال يحتاجون إلى االنقياد أو‬ ‫الخضوع للمديرين أصحاب السلطة‪ .‬واستطرد قائال‪« :‬لهذا‬ ‫السبب قمنا في غوغل بسحب أكبر قدر ممكن من السلطة من‬ ‫يد املديرين»‪ .‬يعتقد كل من الزلو و«غوغل» أن املوظفني يسعون‬ ‫إل��ى العمل ف��ي الشركات التي توفر بيئة منفتحة وتعاونية‬ ‫ومبتكرة‪ ،‬فلماذا ال تكون ثقافة املؤسسة بوضع السلطة في‬ ‫يد أغلبية العاملني مقابل قلة من املديرين‪.‬‬ ‫أضاف الزلو‪« :‬يجب أن يتعامل العاملون وكأنهم مالكون‪ .‬هذه‬ ‫الفكرة تحفز وتدفع الناس للعمل الجيد‪ .‬عندما يحصل الناس‬ ‫على الحرية يميلون بالفعل إلى زيادة اإلنتاج»‪.‬‬ ‫رب�م��ا ي�ك��ون األه��م م��ن ذل��ك‪ ،‬كما أك��د ب��وك ط��وال امل�ح��اض��رة‪،‬‬ ‫هو أن املوظفني عندما يحصلون على الحرية «سيفاجئونك‬ ‫ويسعدونك ويذهلونك»‪.‬‬ ‫هناك تسع خطوات سوف تؤدي إلى بيئة عمل ناجحة يناقشها‬ ‫بوك في كتابه‪ :‬أوال‪ ،‬الثقة‪ .‬يجب أن تكون هناك ثقة في محل‬ ‫العمل‪ ،‬وخاصة بني العاملني واملديرين‪ .‬ثانيا‪ ،‬يجب أن نضيف‬ ‫معنى إلى عملنا‪ ،‬حيث يؤكد الزلو على أن الجميع يحتاجون‬ ‫إل��ى وج��ود معنى لعملهم‪ .‬ثالثا‪ ،‬يجب على امل��دي��ري��ن تعيني‬ ‫األشخاص الذين هم أفضل منهم فقط واألهم من ذلك «التعيني‬ ‫من خالل لجنة»‪ .‬رابعا‪ ،‬ال تخلط بني التطوير واألداء اإلداري؛‬ ‫فالتطوير عملية محادثة مستمرة وليست تقييما سنويا‪.‬‬ ‫خامسا‪ ،‬يجب أن تركز في اتجاهني‪ :‬يعتقد الزلو أن الشركة‬ ‫يجب أن تركز على الجيد جدا‪ ،‬والسيئ جدا‪ .‬بالنسبة للجيدين‪،‬‬ ‫تعلم كل ما في وسعك منهم‪ .‬أما السيئون‪ ،‬فساعدهم على‬ ‫التعلم وأعيد التركيز‪ ،‬وإذا أخفقت كل املحاوالت أخرجهم من‬ ‫العمل‪ .‬النقطة السادسة واألهم هي االقتصاد والكرم‪ .‬ال يجب‬ ‫أن يكون ك��ل ش��يء مكلفا ماليا‪ ،‬ب��دءا م��ن التطوير والتعليم‬ ‫والرؤية امللهمة‪ .‬النقطة السابعة هي عدم اإلنصاف في الرواتب‪،‬‬ ‫ويشدد الزل��و على أن ‪ 90‬في املائة أو أكثر من قيمة الفريق‬ ‫تأتي من أفضل ‪ 10‬في املائة‪« :‬لذلك يجب دفع رواتب لهم بناء‬ ‫على ذلك»‪.‬‬

‫ث��ام�ن��ا‪ ،‬ي�ج��ب إدارة ال�ت��وق�ع��ات ال�ك�ب�ي��رة‪ .‬وإدراك وج ��ود قيمة‬ ‫تعليمية في الوقوع في األخطاء‪ .‬النقطة األخيرة هي االستمتاع‬ ‫بالعمل‪ ،‬ثم العودة إل��ى النقطة األول��ى والبدء من جديد إذ إن‬ ‫«بناء ثقافة وبيئة رائعة يتطلب تعليما وتجديدا مستمرين»‪.‬‬ ‫يؤمن الزلو بأهمية البحث األكاديمي‪ ،‬وقد ضرب مثاال أثناء‬ ‫املحاضرة بدراسة أجراها مركز أبحاث أميركي بشأن التمييز‬ ‫في خدمات التعيني‪ .‬تضمن البحث إرسال سيرة ذاتية واحدة‬ ‫ولكن باسمني مختلفني‪ ،‬أحدهما لشخص ق��وق��ازي أبيض‬ ‫البشرة والثاني لشخص أميركي من أصل أفريقي‪ .‬وأظهرت‬ ‫النتائج أن اسم الشخص القوقازي تلقى ردودا أكبر بنسبة‬ ‫‪ 50‬في املائة من االسم ذي األصل األفريقي‪ ،‬رغم أن السيرة‬ ‫الذاتية واحدة‪ .‬قال بوك‪« :‬شعرت بالقلق بشأن األخالقيات التي‬ ‫تحكم عمليات التعيني في غوغل‪ ،‬لذلك أجرينا تحليال ووجدنا‬ ‫أن هذا غير صحيح في الشركة»‪.‬‬ ‫يعد كل من اإلنصاف واملساواة في عملية التعيني باإلضافة‬ ‫إلى العمل ذاته عنصرين مهمني للغاية بالنسبة لفريق تشغيل‬ ‫األف��راد في «غوغل»‪ .‬ولدى سؤاله عن موقف صعب واجهته‬ ‫شركة «غوغل»‪ ،‬صرح بوك لـ«املجلة» بأن مكتب «غوغل» في‬ ‫اليابان كان عليه أن يتعامل مع مشاكل تمس الثقافة التقليدية‬ ‫في مقابل ثقافة «غوغل»‪ .‬وقال‪« :‬وفقا للثقافة اليابانية قمنا‬ ‫بتعيني ع��دد م��ن املوظفني ال��ذي��ن ك��ان��وا متمسكني بالتقاليد‬ ‫للغاية؛ ولكن نتيجة لذلك أصبح مكتبنا في طوكيو غير مريح‬ ‫لعمل املرأة»‪ .‬وكانت العامالت يشكون من الطريقة التي يتعامل‬ ‫بها الرجال اليابانيون في املكتب‪ .‬أعطى بوك مثاال بأن «الرجال‬ ‫كانوا يطلبون من النساء إحضار الشاي لهم‪ ،‬وهو أمر معتاد‬ ‫تماما في الثقافة اليابانية‪ ،‬ولكنه تسبب في عدة مشاكل لذلك‬ ‫قررنا وقف النظام التقليدي»‪ .‬أضاف بوك‪« :‬إن العمل صعب‬ ‫في كل مكان‪ .‬ويمكن أن يكون بائسا في بعض األحيان‪ .‬وقد‬ ‫أصدرت هذا الكتاب لكي أساعد الناس على تحقيق األفضل‬ ‫في وظائفهم‪ .‬وأرجو أيضا أن يبدأ أصحاب العمل في تعيني‬ ‫املوظفني بالطريقة التي نطبقها» <‬


‫قد يبدو ذلك ً‬ ‫جيدا بدرجة ال تصدق بالفعل‪ ،‬ولكن سندات‬ ‫األسهم بحق الرجوع لم يتم اختبارها‪ .‬على سبيل املثال‪،‬‬ ‫ليس م��ن امل��ؤك��د أن املستثمرين سيحرصون على مبادلة‬ ‫ً‬ ‫تعقيدا‪.‬‬ ‫السندات التقليدية بأدوات مالية أكثر مخاطرة وأكثر‬ ‫ولكن ذك��ر الخبيران االق�ت�ص��ادي��ان أن��ه بالنسبة للشركات‬ ‫ً‬ ‫سيكون إصدار سندات األسهم بحق الرجوع مماثال إلصدار‬ ‫قروض عادية‪ ،‬باإلضافة إلى خيارات تسمح لها ببيع األسهم‬ ‫بسعر التحويل إذا أرادت ذلك‪ .‬وبالتالي‪ ،‬سوف يجعل ذلك‬ ‫ً‬ ‫تقييم سندات األسهم بحق الرجوع ً‬ ‫يسيرا‪ .‬كما يعني‬ ‫أمرا‬ ‫ً‬ ‫ذلك أيضا أن املستثمرين يمكنهم تحويل سندات األسهم‬ ‫بحق الرجوع إلى قروض خالية من املخاطر من خالل شراء‬ ‫الخيارات الخاصة بهم لبيع األسهم‪ ،‬وهكذا سوف يحصلون‬ ‫على األموال النقدية في أي حال‪.‬‬ ‫ينطبق أف�ض��ل االن �ت �ق��ادات امل��وج�ه��ة ل�س�ن��دات األس�ه��م بحق‬ ‫ال��رج��وع على ك��ل األدوات امل��ال�ي��ة الهجينة‪ :‬ف��ي ح��ال��ة م��ا إذا‬

‫الباحث االقتصادي‬ ‫روبرت شيلر يدعو‬ ‫الحكومات إلى استخدام‬ ‫سندات ذات فائدة ُمرتبطة‬ ‫بنمو الناتج املحلي‬ ‫اإلجمالي حتى يصبح‬ ‫الدين الحكومي أقل وطأة‬ ‫في حالة الركود‬

‫‪,,‬‬

‫األفضل على اإلطالق‬

‫‪,,‬‬

‫رئيس البنك املركزي‬ ‫األوروبي ماريو دراغي‬

‫ً‬ ‫اصطناعيا‪ ،‬ف��إن الفائدة‬ ‫ك��ان تفضيل البنك للقروض أم� ً�را‬ ‫ً‬ ‫الضريبية‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬ستمثل تحريفا في صالحها‪،‬‬ ‫ومن ثم يتطلب الحل األبسط ً‬ ‫مزيدا من األسهم‪ .‬قد يشتكي‬ ‫املصرفيون‪ ،‬ولكن ذلك فقط ألن عليهم دفع املزيد للحصول‬ ‫على التمويل‪.‬‬ ‫تسمح الصكوك الهجينة للشركات‪ ،‬وليس املنظمني‪ ،‬باتخاذ‬ ‫قرار بشأن أفضل املزيج التمويلي‪ .‬ويعد استغالل فوائد كل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جديرا بالثناء توجد له تطبيقات‬ ‫من الديون واألسهم هدفا‬ ‫ً‬ ‫بعيدا ع��ن ال�ب�ن��وك‪ .‬على سبيل امل�ث��ال‪ ،‬ق��ام روب��رت شيلر‬ ‫في جامعة ييل‪ ،‬بدعوة الحكومات الستخدام سندات ذات‬ ‫فائدة ُمرتبطة بنمو الناتج املحلي اإلجمالي‪ ،‬حتى يصبح‬ ‫ال��دي��ن الحكومي أق��ل وط��أة ف��ي ح��ال��ة ال��رك��ود‪ .‬ك��ذل��ك يريد‬ ‫ً‬ ‫تلقائيا عندما تتراجع‬ ‫آخ��رون تسجيل ال��دي��ون العقارية‬ ‫قيمة العقارات‪ ،‬كي ال يتحمل مالكو املنازل املدينون وحدهم‬ ‫مخاطر أسعار امل�ن��ازل‪ .‬وق��د تبدو عقود الدين جيدة في‬ ‫فترات االزدهار‪ ،‬ولكن في أثناء فترات التراجع االقتصادي‪،‬‬ ‫تصبح املرونة كل شيء <‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪57‬‬


‫ً‬ ‫تقريبا على أنه قبيل حدوث األزمة املالية‪ ،‬كان عمل البنوك ً‬ ‫قائما‬ ‫يوافق الجميع‬ ‫على الديون‪ .‬في عام ‪ ،2007‬أي قبل عام من إفالس ليمان براذرز‪ ،‬بلغت قيمة‬ ‫أسهمه (قيمة األموال التي يضخها املساهمون بالبنك) ‪ 3.3‬في املائة فقط من‬ ‫ميزانيته‪ ،‬وتم تمويل الجزء املتبقي كله تقريبا عن طريق االقتراض‪.‬‬

‫ً‬ ‫أداة جديدة لجعل البنوك أكثـر أمانا‬

‫سندات أسهم بحق الرجوع‬

‫لندن‪ :‬املجلة‬ ‫ال��رف��ع امل��ال��ي ه��و ذل��ك اإلك�س�ي��ر ال ��ذي ي ��ؤدي إل��ى‬ ‫ارت�ف��اع أرب��اح البنوك في األوق��ات الجيدة‪ ،‬ولكن‬ ‫ُي �ض �خ��م ال �خ �س��ائ��ر ع �ن��دم��ا ي �س��وء االق �ت �ص��اد‪.‬‬ ‫ومنذ حدوث األزمة االقتصادية‪ ،‬كثفت الهيئات التنظيمية‬ ‫إشرافها على البنوك وطالبوها بحيازة مزيد من األسهم‬ ‫وقليل من القروض‪ .‬وهناك ُمقترح جديد من شأنه تحسني‬ ‫ً‬ ‫هذا النموذج‪ ،‬إذ يجعل البنوك أكثر أمانا بفضل انضباط‬ ‫ً‬ ‫السوق بدال من سلطة الدولة الثقيلة‪.‬‬

‫القروض واألسهم‬ ‫ً ُ‬ ‫تفضل البنوك القروض لعدة أسباب‪ .‬أوال‪ ،‬تعد القروض‬ ‫زه�ي��دة م�ق��اب��ل األس �ه��م‪ :‬ح�ي��ث إن دائ�ن��ي ال�ب�ن��وك يطلبون‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ضئيال ً‬ ‫نسبيا ألنهم يعلمون أنه من املحتمل أن يتم‬ ‫مقابال‬ ‫إنقاذهم في حالة انهيار البنك‪ .‬كما أن اإلعفاءات الضريبية‬ ‫ملدفوعات الفائدة تجعل القروض أقل تكلفة‪ .‬وعلى عكس‬ ‫األسهم‪ ،‬فإن إصدار القروض ال ينطوي على أي تقليص في‬ ‫السيطرة‪ .‬ولكن املنظمني يفضلون األسهم‪ ،‬التي من املمكن‬ ‫أن تستوعب الخسائر ف��ي ف�ت��رات التراجع االقتصادي‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وبالتالي استبعاد عمليات اإلنقاذ املالي‪ .‬وتوصف مجموعة‬ ‫جديدة من الصكوك الهجينة بأنها أفضل ما يوجد في‬ ‫عاملي األسهم والقروض‪ .‬تتحول ما يطلق عليها السندات‬ ‫القابلة للتحويل املشروط‪ ،‬أو «‪ »cocos‬إلى أسهم عندما‬ ‫تعثر البنك أو ُيقلص من مدفوعات ديونه أو فوائده‪ .‬ويشار‬ ‫إلى زيادة إصدار السندات القابلة للتحويل املشروط منذ‬ ‫عام ‪ ،2010‬حيث سعت البنوك إلى أرضاء املنظمني‪ ،‬وذلك‬ ‫من خالل تعزيز قدرتهم على تحمل الخسائر‪ .‬تملك هذه‬ ‫السندات املذهلة مزايا القروض في األوقات الجيدة ولكنها‬ ‫ُتقدم ً‬ ‫دعما ً‬ ‫كبيرا في وقت األزمات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ك�م��ا تشير ال�ن�ظ��ري��ة‪ ،‬غ��ال��ب��ا م��ا ت�ت�ح��ول ال�س�ن��دات القابلة‬ ‫للتحويل امل �ش��روط ع�ن��دم��ا ُي �ص��در امل�ن�ظ�م��ون ق� � ً‬ ‫�رارا ب��أن‬ ‫رأسمال البنك تراجع دون الحد األدنى‪ .‬وفي ذروة أي أزمة‪،‬‬ ‫نجد أن تلك السندات تضع املنظمني في م��أزق‪ :‬حيث إن‬ ‫اإلعالن عن ضعف أي بنك من املمكن أن ُيسبب حالة من‬ ‫ً‬ ‫الذعر‪ .‬كما أن التحول أيضا يفرض خسائر مفاجأة على‬ ‫حاملي السندات‪ ،‬الذين يجدون أنفسهم يحملون أسهم‬ ‫‪56‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫بقيمة تقل عن السندات التي صدرت عنها‪ .‬وإذا كان حاملو‬ ‫السندات أنفسهم في ضائقة‪ ،‬فإن تلك الخسائر من املمكن‬ ‫أن تتردد أصداؤها في النظام املالي بأسره‪.‬‬ ‫ي��رى ج�ي��رم��ي ب��ال��و بجامعة س�ت��ان�ف��ورد وب ��ول كليمبرر‬ ‫ب�ج��ام�ع��ة أك �س �ف��ورد أن ه �ن��اك ط��ري�ق��ة للتغلب ع�ل��ى تلك‬ ‫ُ‬ ‫امل�ش�ك�لات م��ن خ�لال أداة ج��دي��دة تسمى س�ن��دات أسهم‬ ‫بحق الرجوع (‪ .)ERN‬وكما هو الحال بالنسبة للسندات‬ ‫القابلة للتحويل املشروط‪ ،‬فإن سندات األسهم بحق الرجوع‬ ‫(‪ )ERN‬تعمل بمثابة ديون في األوقات العادية‪ .‬ولكن ما‬ ‫ي��ؤدي إل��ى التحويل ه��و سعر سهم البنك‪ ،‬وليس إج��راء‬ ‫ً‬ ‫تنظيميا ل��رأس امل��ال‪ .‬فعندما يتراجع سعر السهم بقدر‬ ‫كاف مثال بنسبة ‪ 25‬في املائة من قيمته األولية‪ ،‬يستطيع‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫البنك إعادة سداد السندات بأسهم جديدة بدال من األموال‬ ‫ً‬ ‫النقدية‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬إذا افترضنا أن بنكا ُيصدر‬ ‫سندات أسهم بحق الرجوع بقيمة ‪ 50‬مليون دوالر أميركي‬ ‫عندما يبلغ سعر كل سهم ‪ 100‬دوالر أميركي‪ .‬حينها‬ ‫سوف تكون فائدة سندات األسهم بحق الرجوع مماثلة‬ ‫للسندات ال�ع��ادي��ة‪ ،‬إال إذا ُاستقر سعر السهم دون ‪25‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أميركيا خالل اليوم املستحق فيه سداد املدفوع أو‬ ‫دوالرا‬ ‫استرجاع السند‪ .‬وفي هذه الحالة‪ ،‬يتم الدفع للمستثمرين‬ ‫ً‬ ‫من خالل أسهم تبلغ قيمتها ‪ً 25‬‬ ‫أميركيا لكل منها‪،‬‬ ‫دوالرا‬ ‫حتى لو كان سعر السوق أقل من ذلك‪ .‬وبالتالي‪ ،‬من أجل‬ ‫سداد سندات األسهم بحق الرجوع بقيمة ‪ 50‬مليون دوالر‬ ‫أميركي‪ ،‬سوف ُيصدر البنك ً‬ ‫أسهما جديدة بقيمة مليوني‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫دوالر‪ً .‬‬ ‫ونظرا ألن سعر السهم أقل من ‪ 25‬دوالرا أميركيا‪،‬‬ ‫سوف تقل قيمة السندات الجديدة عن ‪ 50‬مليون دوالر‬ ‫أميركي‪ ،‬مما يعني أن التحويل سيمثل صفقة جيدة للبنك‬ ‫املتعثر‪.‬‬ ‫يؤدي ذلك إلى تجنب الكثير من املشكالت بالنسبة للسندات‬ ‫القابلة للتحويل امل�ش��روط‪ .‬ال توجد شكوك ح��ول كيفية‬ ‫تعامل املنظمني‪ .‬كما يتم تقليص الخسائر املفاجئة‪ ،‬حيث‬ ‫يستطيع املستثمرون معرفة متى يقترب سعر السهم من‬ ‫الحد األدنى‪ ،‬وفي حالة تعافيه‪ ،‬تستمر املدفوعات النقدية‪.‬‬ ‫ُون�ظ��را ألن األس�ه��م ال�ج��دي��دة ال ت��زي��د قيمتها على النقد‬ ‫امل��دخ��ر‪ ،‬ينبغي أن تدعم تحويالت سندات األسهم بحق‬ ‫الرجوع سعر السهم في البنك (في املقابل‪ ،‬عندما تتحول‬ ‫ُ‬ ‫السندات القابلة للتحويل املشروط‪ ،‬تصدر أسهم جديدة‬ ‫كافية لدفع األسعار نحو التراجع)‪.‬‬ ‫من املمكن أن تعود سندات األسهم بحق الرجوع بالفائدة‬

‫ُ‬ ‫ً‬ ‫أيضا‪ً .‬‬ ‫غالبا ما تعاني الشركات املتعثرة‬ ‫على االقتصاد‬ ‫ف��ي جمع تمويل ج��دي��د نتيجة للمشكلة امل�ع��روف��ة باسم‬ ‫«وطأة الديون»‪ ،‬حيث يتم تحويل األم��وال الجديدة لسداد‬ ‫ً‬ ‫الديون بدال من تمويل استثمارات جديدة‪ .‬وهكذا يصبح‬ ‫ُ‬ ‫التمويل أكثر تكلفة‪ ،‬وبالتالي تقلص البنوك من سجالت‬ ‫ً‬ ‫قروضها ب��دال م��ن إص��دار أسهم ج��دي��دة‪ ،‬ليتراجع بذلك‬ ‫اقتصاد االئتمان‪ .‬ال تظهر هذه املشكلة مع سندات األسهم‬ ‫بحق الرجوع‪ .‬فإذا قام البنك املتعثر بإصدار سندات أسهم‬ ‫بحق الرجوع جديدة عندما تتراجع قيمة السهم إلى ‪25‬‬ ‫ً‬ ‫دوالرا أم�ي��رك� ً�ي��ا‪ ،‬س��وف ت�ك��ون نقطة التحويل للسندات‬ ‫الجديدة ‪ 6.25‬دوالر أميركي فحسب‪ ،‬مما يعني أن سعر‬ ‫السهم سوف يتراوح ما بني ‪ 6.25‬دوالر أميركي و‪ً 25‬‬ ‫دوالرا‬ ‫أم�ي��رك� ً�ي��ا‪ ،‬ويحصل املستثمرون ال�ج��دد على مدفوعات‬ ‫نقدية‪ ،‬بينما ال يزال املستثمرون القدامى يحصلون على‬ ‫األسهم‪ .‬سوف يؤدي ذلك إلى تحول أزمة «وطأة الديون»‬ ‫في االتجاه املعاكس‪ ،‬مما ُيساعد على ترويض صعود‬ ‫وهبوط االئتمان‪ ،‬وه��و األم��ر ال��ذي ال تستطيع املزيد من‬ ‫األسهم تحقيقه‪.‬‬


‫ي��ورو) لتصل إل��ى ‪ 136.8‬مليون ي��ورو (معظمها‬ ‫نفط)‪.‬‬

‫تراجع أسعار النفط‬ ‫وح �ي��ال ت��راج��ع ح�ج��م ص � ��ادرات ال �ب �ل��دان العربية‬ ‫ب��األخ��ص النفطية ق��ال خبير االق�ت�ص��اد األمل��ان��ي‬ ‫ال��دك �ت��ور رال ��ف ن �ي��وب��اور ل �ـ«امل �ج �ل��ة»‪« :‬ه �ن��اك أكثر‬ ‫م��ن سبب ل�ه��ذا ال��وض��ع م��ن أهمها ت��راج��ع أسعار‬ ‫النفط دوليا في النصف األخيرة من ع��ام ‪،2014‬‬ ‫أي أن حجم النفط املصدر لم يتغير‪ ،‬لكن وبسبب‬ ‫انخفاض األس�ع��ار الكبير ف��إن إي��رادات��ه أصبحت‬ ‫أقل‪ ،‬يضاف إلى ذلك الكميات التي صدرتها بلدان‬

‫‪,,‬‬

‫أصيبت الحركة التجارية‬ ‫بني ليبيا وأملانيا بنكسة‬ ‫كبيرة بعد األحداث الدامية‬ ‫في ليبيا‪ ،‬حيث تجاوز‬ ‫حجم املشتريات منها وهي‬ ‫نفطية عام ‪ 2012‬الـ‪5.540‬‬ ‫مليار يورو (عام ‪ 2013‬نحو‬ ‫‪ 4.680.2‬مليار يورو)‬

‫‪,,‬‬

‫مشاركة جزائرية متميزة بمعرض إنترباك الذي عقد‬ ‫في برلني العام املاضي في الفترة من ‪ 8‬ـ ـ ‪ 14‬مايو‬

‫تنشيط التجارة مع الجزائر‬ ‫وم �ق��اب��ل ال �ت��راج��ع وان �خ �ف��اض ال�ن�س��ب ف��ي ح��رك��ة‬ ‫التجارية األملانية مع بلدان عربية نشطت الحركة‬ ‫التجارية بني أملانيا والجزائر بشكل ملحوظ‪ ،‬مما‬ ‫ج�ع��ل امل �ي��زان ال �ت �ج��اري ب�ي�ن ال�ب�ل��دي��ن ي �ك��ون شبه‬ ‫م� �ت ��وازن‪ ،‬ح�ي��ث ت �ص��درت ق��ائ�م��ة ال �ب �ل��دان العربية‬ ‫امل�ص��درة إل��ى أملانيا وك��ان��ت القيمة ال�ع��ام املاضي‬ ‫‪ 2.523.8‬مليار يورو‪ ،‬أي بزيادة تجاوزت الـ‪ 23‬في‬ ‫املائة مقارنة مع عام ‪ 2013‬وكانت القيمة ‪2.047.8‬‬ ‫مليار يورو‪ ،‬بينما ارتفعت قيمة الصادرات األملانية‬ ‫إل��ى الجزائر من ‪ 2.069.8‬مليار ي��ورو ع��ام ‪2013‬‬ ‫إلى ‪ 2.620.2‬مليار يورو العام املاضي‪ ،‬وتستورد‬ ‫أملانيا من الجزائر النفط بالدرجة األول��ى يضاف‬ ‫إلى ذلك منتجات كيماوية ومواد خام‪ ،‬بينما تصدر‬

‫إليها ال�س�ي��ارات وقطع غيار املركبات واملنتجات‬ ‫الكيمائية‪ .‬وبهذا تحتل أملانيا املرتبة الخامسة من‬ ‫ح�ي��ث ال�ح��رك��ة ال�ت�ج��اري��ة م��ع ال�ج��زائ��ر ب�ع��د الصني‬ ‫وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا‪.‬‬ ‫وأصيبت الحركة التجارية بني ليبيا وأملانيا بنكسة‬ ‫كبيرة بعد األحداث الدامية هناك‪ ،‬حيث تجاوز حجم‬ ‫املشتريات منها وهي نفطية عام ‪ 2012‬ال �ـ‪5.540‬‬ ‫مليار يورو (عام ‪ 2013‬نحو ‪ 4.680.2‬مليار يورو)‬ ‫واليوم ال يتعدى الـ‪ 1.724‬مليار يورو بتراجع تجاوز‬ ‫ال �ـ‪ 63‬ف��ي امل��ائ��ة إض��اف��ة إل��ى ت��راج��ع حجم ال��واردات‬ ‫بنحو ‪ 41‬في املائة بقيمة ‪ 540‬مليون يورو‪.‬‬ ‫وب�ل��غ حجم ال �ص��ادرات األمل��ان�ي��ة إل��ى دول��ة الكويت‬ ‫‪ 1.445.4‬مليار ي��ورو ب��زي��ادة قدرها نحو ‪ 10‬في‬ ‫املائة‪ ،‬بينما تراجع حجم وارداتها بأكثر من الـ‪63‬‬ ‫ف��ي امل��ائ��ة م�ق��ارن��ة م��ع ع��ام ‪ 370.1( 2013‬مليون‬

‫عربية‪ ،‬فاالستيراد متوقف أو شبه متوقف من‬ ‫ليبيا والعراق وسوريا»‪.‬‬ ‫مع ذلك ذكر الخبير االقتصادي أن التبادل التجاري‬ ‫بني الدول ال يبقى دائما على حاله‪ ،‬بل يتغير إما‬ ‫لجهة تأرجح النسب أو زيادتها‪ ،‬وهذه هي الحالة مع‬ ‫البلدان العربية‪ ،‬بالطبع تشهد الصادرات األملانية‬ ‫بشكل ع��ام ارت�ف��اع��ا بعكس ال� ��واردات م��ن العالم‬ ‫العربي لكن السلعة الرئيسية املستوردة من البلدان‬ ‫الرئيسية املصدرة هي نفط بالدرجة األولى وعندما‬ ‫تنخفض أسعار النفط‪ ،‬فإن ذلك يؤثر سلبا على‬ ‫إيراداته وهذا ما حدث في السنوات القليلة املاضية‪،‬‬ ‫يضاف إل��ى ذل��ك تراجع استيراد النفط من ليبيا‬ ‫وكانت أملانيا من البلدان املهمة املستوردة‪.‬‬ ‫ورغم هذه املحصلة يتوقع «نيوباور» أن تصبح‬ ‫ال�ح��رك��ة ال�ت�ج��اري��ة م��ع ال �ع��ال��م ال �ع��رب��ي مستقبال‬ ‫إيجابية جدا أيضا فيما يتعلق باستيراد النفط‪،‬‬ ‫والحديث بأن أملانيا عثرت على بلدان بديلة لشراء‬ ‫النفط منها غير صحيح فلديها شركاء تقليديون‬ ‫مثل اململكة العربية السعودية التي تربطها بها‬ ‫عالقات مميزة <‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪55‬‬


‫يواصل حجم امليزان التجاري‬ ‫بني أملانيا والبلدان العربية ميله‬ ‫لصالح األولى‪ ،‬ففي عام ‪2005‬‬ ‫سجلت قيمة الصادرات األملانية‬ ‫إلى البلدان العربية ‪18.562.4‬‬ ‫مليار يورو وقفزت عام ‪ 2013‬إلى‬ ‫‪ 34.672.4‬مليار يورو وتواصل‬ ‫ارتفاعها نحو ‪ 7.4‬في املائة عام‬ ‫‪ 2014‬ليتجاوز الـ‪ 37.223.2‬مليار‬ ‫يورو‪ .‬إال أن الواردات من البلدان‬ ‫العربية كانت ‪ 10.556.2‬مليار‬ ‫يورو عام ‪ 2005‬وارتفعت إلى‬ ‫‪ 15.041.6‬مليار يورو عام ‪2013‬‬ ‫لتتراجع بحدة نحو ‪ 22‬في املائة‬ ‫العام املنصرم وتصل قيمتها إلى‬ ‫‪ 11.735‬مليار يورو‪.‬‬

‫اإلمارات تتصدر قائمة‬ ‫الدول العربية املستوردة‬ ‫للسلع األملانية والجزائر‬ ‫أكبر الدول املصدرة‬

‫امليزان التجاري العربي األملاني‬ ‫برلني‪ :‬اعتدال سالمة‬

‫الفارق بني الصادرات والواردات‬

‫ب�ن��اء ع�ل��ى ذل��ك ي �ح��اول كثير م��ن ال�ب�ل��دان‬ ‫العربية إصالح وضع هذا امليزان التجاري‬ ‫أو التقليل م��ن ال�ف��ارق الكبير ال��ذي يميل‬ ‫ل�ص��ال��ح أمل��ان �ي��ا‪ ،‬ف�ل��دى بعضها منتجات‬ ‫مميزة (غير النفط والغاز) يمكنها منافسة سلع‬ ‫أخرى تأتي من أسواق بلدان أوروبا الشرقية التي‬ ‫انتمت إلى االتحاد األوروبي‪ ،‬لكن املساعي لم تؤثر‬ ‫بشكل ع��ام حتى اآلن‪ ،‬وه��ذا ك��ان أح��د املسببات‬ ‫الرئيسية النخفاض حجم التبادل التجاري العربي‬ ‫األمل��ان��ي ع��ام ‪ 2014‬مقارنة م��ع ال�ع��ام ال��ذي سبقه‬ ‫بنسبة ‪ 5 :1‬في املائة لتصل قيمته إلى ‪ 48.9‬مليار‬ ‫يورو‪.‬‬

‫وح �س��ب ب �ي��ان��ات م��رك��ز اإلح �ص��اء االت� �ح ��ادي في‬ ‫فيسبادن واصلت اإلمارات العربية املتحدة تصدر‬ ‫قائمة املستوردين للسلع األملانية فوصلت قيمتها‬ ‫عام ‪ 2014‬إلى ‪ 11.408‬مليار يورو‪ ،‬مسجلة بذلك‬ ‫ارتفاعا كبيرا تجاوز ال �ـ‪ 15‬في امل��ائ��ة‪ ،‬مقارنة مع‬ ‫ع��ام ‪ 9.900.2( 2013‬مليار ي��ورو) إال أن واردات‬ ‫أملانيا منها تراجعت بنحو ‪ 6.42‬في املائة لتصل‬ ‫إلى ‪ 747.6‬مليون يورو (عام ‪ 798.9 2013‬مليون‬ ‫ي� ��ورو) ومعظمها م�ن�ت�ج��ات األمل �ن �ي��وم وامل�ن�ت�ج��ات‬ ‫الكيماوية (ال ت�س�ت��ورد أمل��ان�ي��ا نفط م��ن اإلم ��ارات‬ ‫العربية املتحدة) تلى ذلك اململكة العربية السعودية‬ ‫وطرأ على حركتها التجارية مع أملانيا تراجع في‬ ‫ص��ادرات�ه��ا بنسبة ‪ 34.15‬ف��ي امل��ائ��ة أي م��ا قيمته‬

‫‪54‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪ 1.101.9‬مليار ي��ورو (‪ 1.673.4‬مليار ي��ورو عام‬ ‫‪ )2013‬مقابل انخفاض طفيف في واردات�ه��ا من‬ ‫السلع األملانية بنسبة وصلت إل��ى ‪ 3.31‬في املائة‬ ‫بقيمة ‪ 8.921.2‬مليار ي��ورو (ع��ام ‪9.226.2 2013‬‬ ‫مليار يورو)‪ ،‬ويعتبر خبراء اقتصاد هذه النسبة‬ ‫البسيطة تأرجحا طبيعيا‪ .‬وتبع ذلك مصر فزادت‬ ‫قيمة ال�ص��ادرات األملانية إليها بأكثر من ‪ 20‬في‬ ‫املائة أي ‪ 2.870.8‬مليار يورو مقابل زيادة طفيفة‬ ‫في ال��واردات بنحو ‪ 2.5‬في املائة وبقيمة ‪1.526.4‬‬ ‫مليار يورو‪.‬‬ ‫وفي الوقت التي زاد حجم الصادرات األملانية إلى‬ ‫دول��ة قطر بنسبة ت�ج��اوزت ال �ـ‪ 67‬في املائة لتصل‬ ‫إلى ‪ 2.09.5‬مليار يورو تراجعت وارداتها من هناك‬ ‫نحو ‪ 20‬في املائة وتتشكل من الغاز والنفط وكانت‬ ‫بقيمة ‪ 678.5‬مليون يورو‪.‬‬


‫لقطتان من املعرض العقاري‬ ‫«سيتي سكيب قطر» الذي‬ ‫عقد في الدوحة العام‬ ‫املاضي وكان بمثابة منصة‬ ‫لجمع املستثمرين الدوليني‬ ‫واملحليني‪ ،‬واملهندسني‬ ‫املعماريني واملصممني‬ ‫املشاركني في مجال التطوير‬ ‫العقاري في الخليج‬

‫سيما في إمارة أبوظبي‪ ،‬على شراء العقارات التي‬ ‫تطرحها الشركة للبيع في اململكة املتحدة وإسبانيا‪،‬‬ ‫التي تبدأ من ‪ 350‬ألف درهم في بريطانيا‪ ،‬و‪670‬‬ ‫ألف درهم في إسبانيا‪ ،‬ويراوح العائد االستثماري‬ ‫لها بني ‪ 9‬و‪ 10‬في املائة‪ ،‬كما يوجد إقبال كبير على‬ ‫شراء العقارات املطروحة للبيع في ثماني واليات‬ ‫أميركية بأسعار تراوح بني ‪ 400‬و‪ 600‬ألف درهم‪،‬‬ ‫بعائد استثماري يبلغ ‪ 15‬في املائة»‪.‬‬ ‫وق��ال��ت م��ري��م ح��رف��وش‪ ،‬م�س��ؤول��ة خ��دم��ة العمالء‬ ‫بشركة هيرالند اإلنجليزية‪ ،‬إن القطريني يقبلون‬ ‫ع�ل��ى ف��رص ال�ش��رك��ة االس�ت�ث�م��اري��ة‪ ،‬وم��ن أب��رزه��ا‬ ‫األراض��ي الصالحة للبناء في أماكن متفرقة في‬ ‫إنجلترا‪.‬‬ ‫وأكدت أن األراضي التي طرحتها الشركة مختلفة‬ ‫املساحات وأق��ل مساحة هي ‪ 300‬متر وصالحة‬ ‫للبناء بعد ‪ 3‬إلى ‪ 5‬سنوات‪ ،‬وبخصوص األسعار‬ ‫فتبدأ من مائة ألف ريال وحتى مليون ريال‪.‬‬ ‫وم ��ن ج��ان �ب��ه‪ ،‬ق ��ال أح �م��د ح �ن �ف��ي‪ ،‬م��دي��ر امل�ب�ي�ع��ات‬ ‫والتسويق ف��ي ش��رك��ة أي�س��وال ف�ي��ردي‪ ،‬إن شركته‬ ‫ع��رض��ت ف� ً‬ ‫�رص��ا اس�ت�ث�م��اري��ة ف��ي ك��ل م��ن إسبانيا‬ ‫ً‬ ‫كبيرا من قبل القطريني <‬ ‫إقباال ً‬ ‫وتركيا‪ ،‬القت‬

‫ال �ت��داوالت ال�ع�ق��اري��ة ستتجه إل��ى م��زي��د م��ن النضج‬ ‫والتصحيح واالقتراب أكثر من قوى العرض والطلب‬ ‫الحقيقية التي ما زالت تظهر قوتها لدى مختلف دول‬ ‫املنطقة وعلى كل املواقع واملنتجات العقارية‪ ،‬وبات‬ ‫م��ن ال��واض��ح أن استمرار ارت�ف��اع أس�ع��ار اإلي�ج��ارات‬ ‫وأسعار املبيعات لن يصب في مصلحة كل األطراف‬ ‫ذات العالقة بالقطاع العقاري‪ ،‬ذلك أن السقف السعري‬ ‫امل��رت�ف��ع ال ي��وج��د م��ا يدعمه إذا م��ا ارت�ف��ع ل�ح��دود ال‬ ‫تتناسب ومعدالت النمو والتشغيل االقتصادي‪.‬‬

‫التوجه نحو أوروبا‬ ‫قال املستشار العقاري في شركة «إتش إم جي»‪،‬‬ ‫واصف بالل‪ ،‬إن «إعفاء املواطنني اإلماراتيني من‬ ‫تأشيرة (شينغن) سيزيد عمليات شراء املواطنني‬ ‫ل�ل�ع�ق��ارات امل�ع��روض��ة للبيع ف��ي ال �ق��ارة األوروب �ي��ة‬ ‫بنسبة تصل إلى ‪ 50‬في املائة»‪.‬‬ ‫وفي السادس من مايو (أيار) املاضي‪ ،‬دخل حيز‬ ‫التنفيذ ات �ف��اق يعفى بموجبه م��واط�ن��و اإلم ��ارات‬ ‫م��ن ت��أش�ي��رة «ش�ن�غ��ن»‪ ،‬وأع�ل�ن��ت وزارة الخارجية‬ ‫اإلماراتية أنه تم التوقيع في بروكسل على اتفاقية‬ ‫إعفاء مواطني دولة اإلمارات من تأشيرة «الشنغن»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ولفت ب�لال إل��ى أن «هناك إق�ب��اال من املواطنني‪ ،‬ال‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪53‬‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫نسبيا‬ ‫ركودا‬ ‫قال مطورون عقاريون إن القطاع بمنطقة الخليج العربي يشهد‬ ‫في الوقت الراهن‪ ،‬بسبب ارتفاع األسعار التي يرونها غير مبررة وجاءت عكس‬ ‫توقعاتهم التي كانت ترى أن أسعار العقارات ستتراجع بسبب تراجع أسعار‬ ‫النفط في املنطقة‪.‬‬ ‫وأشار املطورون الذين حضروا معرض سيتي سكيب قطر الشهر املاضي‪ ،‬الذي‬ ‫ضم شركات من أكثر من ‪ 20‬دولة حول العالم‪ ،‬إلى أن القطاع العقاري سيشهد‬ ‫ً‬ ‫نشاطا خالل الفترة املقبلة بدعم املشاريع الكبرى في املنطقة بمناسبة قرب‬ ‫احتضان املنطقة ألحداث وفعاليات ضخمة‪.‬‬

‫األسعار تؤرق قطاع العقارات في دول الخليج‬

‫اإلماراتيون يتوجهون نحو أوروبا‬ ‫بعد إعفائهم من تأشيرة الشينغن‬ ‫الدوحة‪ :‬شريف اليماني‬

‫السكنية والضيافة شهدتا املزيد من النمو في الربع‬ ‫األول من عام ‪ 2015‬بينما حافظت شرائح مبيعات‬ ‫الوحدات السكنية والتجزئة واملكاتب على استقرارها‪.‬‬ ‫وفي أعقاب انخفاض أسعار النفط‪ ،‬تتوقع «جيه إل‬ ‫إل» أن يكون هناك انخفاض في اإلنفاق الحكومي هذا‬ ‫العام‪ ،‬مما سيؤدي إلى إبطاء نمو وتيرة الطلب‪ ،‬كما‬ ‫ُيتوقع أن يستمر النمو‪ ،‬ولكن بمعدالت أقل‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬يبدو وضع اإلمدادات قصيرة األمد‬ ‫تحت السيطرة بشكل عام‪ ،‬مما يؤدي إلى استقرار‬ ‫السوق بوجه عام‪.‬‬ ‫وفي تقرير منفصل‪ ،‬قال تقرير لشركة «جيه إل إل»‪،‬‬ ‫إن وفرة املعروض أصاب السوق العقارات السعودية‬ ‫بالركود خالل الربع األول من العام الحالي‪ .‬وأشار‬ ‫التقرير إلى أن الربع األول من العام شهد إنجاز ‪5‬‬ ‫آالف وح��دة سكنية ج��دي��دة‪ ،‬مما رف��ع إجمالي عدد‬ ‫ال��وح��دات السكنية امل�ع��روض��ة إل��ى ‪ 976‬أل��ف وح��دة‪،‬‬ ‫وبالتالي انخفاض مبيعات الوحدات وتراجع األسعار‬ ‫بنسبة ‪ 2‬في املائة في الربع األول من العام الحالي‪.‬‬ ‫وأش ��ار ال�ت�ق��ري��ر إل��ى ان�خ�ف��اض ح�ج��م ص�ف�ق��ات بيع‬ ‫الفالت والشقق السكنية التي سجلتها وزارة العدل‬ ‫بنسبة ‪ 70‬و‪ 33‬ف��ي امل��ائ��ة على التوالي منذ تطبيق‬ ‫أنظمة الرهن العقاري الجديدة في نوفمبر (تشرين‬ ‫الثاني) ‪ 2014‬التي حددت الرهن العقاري بنسبة ‪70‬‬ ‫في املائة من سعر بيع العقار‪.‬‬

‫ق ��ال ت�ق��ري��ر ج��ون��ز الن ��غ الس� ��ال‪ ،‬إن س��وق‬ ‫العقارات في دب��ي شهد ه� ً‬ ‫�دوءا خ�لال الربع‬ ‫األول م ��ن ال� �ع ��ام ال� �ح ��ال ��ي‪ ،‬وظ� �ل ��ت أس �ع��ار‬ ‫اإليجارات السكنية عن مستواها مقارنة بنهاية عام‬ ‫ً‬ ‫مشابها في أبوظبي العاصمة التي‬ ‫‪ ،2014‬وكان الحال‬ ‫شهدت ً‬ ‫نموا في الطلب على قطاعي التأجير الوحدات‬ ‫السكنية والفندقية‪ ،‬ويتوقع التقرير تراجع اإلنفاق‬ ‫الحكومي في اإلمارات‪ ،‬مما سيؤدي إلى تباطؤ وتيرة‬ ‫نمو الطلب‪ ،‬ويواجهه تقييد للمعروض في السوق‪،‬‬ ‫وهذا سيجعل األسعار في السوق مستقرة‪.‬‬ ‫وق��ال تقرير ص��ادر ع��ن ش��رك��ة «ت�س��وي��ق للتطوير‬ ‫والتسويق ال�ع�ق��اري»‪ ،‬إن هناك عوامل إيجابية في‬ ‫اإلم ��ارات من شأنها أن تدعم النشاط العقاري في‬ ‫اإلم � ��ارات‪ ،‬م�ث��ل الشعبية امل�ت�ن��ام�ي��ة مل�ف�ه��وم «ال�ح�ي��اة‬ ‫الذكية» وطرح وحدات سكنية بأسعار معقولة‪.‬‬ ‫وأش ��ار تقرير لشركة «ج�ي��ه إل إل» أن س��وق دبي‬ ‫العقاري واصل أعماله بوتيرة هادئة خالل الربع األول‬ ‫من العام الحالي‪ ،‬بينما شهدت الشريحة السكنية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫هامشيا في أسعار بيع الشقق والفالت‪،‬‬ ‫انخفاضا‬ ‫لم يطرأ تغيير يذكر على أسعار اإليجارات‪ .‬ويتوقع‬ ‫التقرير اس�ت�م��رار ه��ذا االت �ج��اه م��ع ت��راج��ع متوسط‬ ‫أسعار البيع بنسبة ‪ 10‬في املائة خالل عام ‪.2015‬‬ ‫البيع‬ ‫وذكر التقرير أنه عادة ما يسبق ارتفاع أسعار‬ ‫توقعات املطورين‬ ‫ارتفاع أسعار اإليجارات‪ ،‬ويبدو أن هذا هو ما يحدث‬ ‫ً‬ ‫في سوق العقارات السكنية في دبي حاليا‪ ،‬أما في وق��ال عبد ال�ل��ه ال�ش�ه��اب‪ ،‬م��دي��ر التسويق والتطوير‬ ‫أبوظبي فيقول التقرير إن قطاعي تأجير الوحدات العقاري بشركة املاس العاملية في الكويت‪ ،‬إن القطاع‬ ‫‪52‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫واضحا بسبب‬ ‫كسادا‬ ‫العقاري في املنطقة يشهد‬ ‫استمرار أسعار الوحدات واألصول في االرتفاع‪ ،‬وذلك‬ ‫رغم تراجع أسعار النفط في األسواق التي تدفع عادة‬ ‫كلفة االستثمار لالنخفاض‪.‬‬ ‫وق��ال إن��ه ك��ان هناك إجماع على أن تتراجع أسعار‬ ‫العقارات في منطقة الخليج متأثرة بما شهدته أسواق‬ ‫النفط من تراجع‪ ،‬إال أنه لم يحدث شيء من ذلك‪.‬‬ ‫ول�ف��ت م�س��ؤول ال�ش��رك��ة إل��ى أن م�لاك ال�ع�ق��ارات في‬ ‫منطقة الخليج ظلوا متمسكني بمستويات األسعار‬ ‫السابقة‪ ،‬متجاهلني أي تأثير لتقلبات سوق النفط‪،‬‬ ‫وهو ما أثر ً‬ ‫سلبا على حركة السوق‪.‬‬ ‫وأرجع املدير التنفيذي لشركة تبيان للتطوير العقاري‬ ‫في اإلمارات‪ ،‬ناجي عالية‪ ،‬الركود في سوق العقارات‬ ‫ارت �ف��اع األس �ع��ار بسبب اس �ت�م��رار ارت �ف��اع تكاليف‬ ‫ال �ب �ن��اء رغ ��م ان �خ �ف��اض أس �ع��ار ال�ن�ف��ط ف��ي األس ��واق‬ ‫واالض �ط��راب��ات ال�س�ي��اس�ي��ة ال �ت��ي ت�ش�ه��ده��ا املنطقة‬ ‫واستمرار ارتفاع تكاليف تشييد املباني‪ ،‬كلها عوامل‬ ‫أث��رت بشكل سلبي على حركة سوق العقارات في‬ ‫الخليج‪.‬‬

‫األسعار السائدة‬ ‫قال تقرير صادر عن شركة املزايا القابضة إن أسعار‬


‫‪ - 2‬يجب على املستثمر األجنبي املؤهل الذي يستثمر‬ ‫أمواال لعميل موافق عليه عدم تنفيذ أية عملية قد ينتج‬ ‫عنها تملك ذلك العميل أو تابعيه أكثر من ‪ 5‬في املائة‬ ‫ألي شركة مدرجة في السوق‬ ‫‪ - 3‬ال �ح��د األق �ص��ى إلج �م��ال��ي م�ل�ك�ي��ة امل�س�ت�ث�م��ري��ن‬ ‫األجانب مجتمعني (بجميع فئاتهم من املقيمني وغير‬ ‫املقيمني) تملك أكثر من ‪ 49‬في املائة ألي شركة واحدة‬ ‫مدرجة‪ ،‬فيما تشمل هذه النسبة اتفاقيات املبادلة‪.‬‬ ‫‪ - 4‬ال يحق للمستثمرين األجانب املؤهلني مجتمعني‬ ‫امتالك أكثر من ‪ 20‬في املائة من األسهم املصدرة‬ ‫ألي شركة مدرجة‪.‬‬ ‫‪ - 5‬الحد األقصى مللكية األجانب من خالل اتفاقيات‬ ‫املبادلة واملستثمرين األج��ان��ب املؤهلني هو ‪ 10‬في‬ ‫املائة من القيمة الكلية لسوق األسهم‪.‬‬ ‫وقد ضمت الالئحة ً‬ ‫بندا يقضي بمنح هيئة السوق‬ ‫حرية فرض أي شروط أو قيود تراها مناسبة على‬ ‫األش�خ��اص امل��رخ��ص لهم فيما يتعلق بتعامالتهم‬ ‫مع املستثمرين األجانب املؤهلني مع منحها القدرة‬

‫على منع أي شخص مرخص له من التعامل مع أي‬ ‫من املستثمرين األجانب وحرية استجوابه والطلب‬ ‫منه اإلدالء باملعلومات التي تريدها‪ ،‬وهو ما ينطبق‬ ‫أيضا على املستثمر األجنبي نفسه مع إمكانية إلغاء‬ ‫ترخيصه متى ما رأت الهيئة ذلك‪ .‬وينظر إلى ذلك على‬ ‫ً‬ ‫مفتوحا على مزيد من الرقابة‬ ‫أن الهيئة أبقت الباب‬ ‫على جميع النشاطات والتعامالت وتعديلها بحسب‬ ‫ً‬ ‫مناسبا‪.‬‬ ‫ما تراه‬ ‫الئحة سوق األسهم‬ ‫وفيما يلي آراء بعض املستثمرين في الالئحة‬ ‫الجديدة لسوق األسهم‪:‬‬ ‫‪ - 1‬قال مدير منطقة الشرق األوسط في شركة‬ ‫أشمور لالستثمار جون إسفاكياناكيس لوكالة‬ ‫بلومبيرغ إن نسبة ‪ 10‬في املائة من القيمة الكلية‬ ‫لسوق األس�ه��م السعودية‪ ،‬وه��ي الحد األقصى‬ ‫ل�ح�ج��م االس�ت�ث�م��ار األج �ن �ب��ي‪ ،‬ه��ي ن�س�ب��ة جيدة‬

‫كبداية‪ ،‬وسيتلقاها املستثمرون بشكل جيد‪،‬‬ ‫فال هي بالكبيرة وال بالصغيرة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬وصف مدير صناديق االستثمار لدى شركة‬ ‫س��دك��و كابيتال ي��زن عابدين فتح ال�س��وق أم��ام‬ ‫املؤسسات املالية األجنبية بأنه خطوة إلى األمام‬ ‫كبيرة إل��ى ال �س��وق‪ .‬كما أنه‬ ‫وأن��ه يضيف ًقيمة ً‬ ‫سيحدث تغييرا عميقا ف��ي عملية االستثمار‬ ‫في اململكة العربية السعودية من خالل مأسسة‬ ‫االستثمار‪ .‬وتنبأ بانخفاض التقلبات الناتجة عن‬ ‫املضاربة الفردية‪.‬‬ ‫‪ - 3‬ق ��ال رئ �ي��س ق�س��م إدارة األس �ه��م ل ��دى بنك‬ ‫أبوظبي الوطني سليم خوخار إنه «لو كان الحد‬ ‫األدن��ى لقيمة األص��ول التي تملكها الشركات ‪3‬‬ ‫ً‬ ‫مليارات دوالر ب��دال من ‪ 5‬مليارات‪ ،‬لكان هناك‬ ‫عدد أكبر من شركات إدارة األصول الراغبة في‬ ‫ً‬ ‫امل�ش��ارك��ة ب��االس�ت�ث�م��ار»‪ ،‬مضيفا أن التدفقات‬ ‫األجنبية ستكون متدرجة وذات مغزى حقيقي‪.‬‬ ‫‪ - 4‬ت��وق��ع رئ�ي��س إدارة األص ��ول ل��دى املستثمر‬ ‫الوطني في أبوظبي سيباستيان حنني أن فتح‬ ‫فسحة للمستثمرين األج��ان��ب‬ ‫ال�س��وق‬ ‫سيمنح ً‬ ‫ل�ي�ل�ع�ب��وا ً‬ ‫دورا ن�ش�ي��ط��ا ف��ي ال �س��وق ال�س�ع��ودي��ة‪.‬‬ ‫ال�س�ع��ودي��ة ت��ري��د أن ت�ج��ذب ك�ب��ار ال�لاع�ب�ين عبر‬ ‫شركات راسخة في إدارة أصول‪ .‬أما نسبة ‪ 5‬في‬ ‫املائة (الحد األعلى للتملك في أي شركة مدرجة)‪،‬‬ ‫فليست قضية بالنسبة للمؤسسات االستثمارية‬ ‫األجنبية ألنها ستجد السيولة الكافية واملجال‬ ‫لتحقيق استثمارات صائبة‪ ،‬ولن يشعروا بأنهم‬ ‫مقيدون‪.‬‬ ‫‪ - 5‬أش��اد مدير إدارة األص��ول ف��ي شركة امل��ال‬ ‫كابيتال طارق قاقيش بعملية فتح السوق أمام‬ ‫املستثمرين األجانب بوصفها أنها كانت شفافة‬ ‫ً‬ ‫وال تحمل أية مفاجآت رغم أنها استغرقت وقتا‬ ‫ً‬ ‫طويال‪ ،‬ولكن ظهر النور في آخر النفق‪.‬‬ ‫وأوض��ح أن فتح ال�س��وق للمستثمرين املؤهلني‬ ‫فقط مع وضع قيود على فئات محددة قد يربك‬ ‫املستثمرين وال �س��وق‪ ،‬وأن��ه ال ب��د م��ن مزيد من‬ ‫ً‬ ‫مشيرا إلى أن‬ ‫الوضوح حول كيفية التصنيف‪،‬‬ ‫ً‬ ‫قطاع االستهالك سيكون األكثر تفضيال بسبب‬ ‫اإلنفاق والقوة الشرائية والسكان من فئة الشباب‪.‬‬ ‫فقبل هبوط النفط‪ ،‬كانت األن�ظ��ار متجهة نحو‬ ‫قطاع البتروكيماويات‪.‬‬ ‫‪ - 6‬قدم محلل األسهم في األهلي كابيتال محمود‬ ‫أكبر ق��راءة مغايرة لفتح السوق‪ ،‬فهو يرى عدم‬ ‫وج��ود تأثير هائل على ال�س��وق ألن الكثير من‬ ‫االس� �ت� �ث� �م ��ارات امل��ؤس �س �ي��ة ال �ك �ب ��رى م ��وج ��ودة‬ ‫باألصل‪.‬‬ ‫وأوضح أن التغييرات التي تشتد الحاجة إليها في‬ ‫حوكمة الشركات واإلفصاح تكون موضع ترحيب‪،‬‬ ‫وأن االرتقاء بمؤشرات األسواق الناشئة ستكون‬ ‫ً‬ ‫محفزا للتدفقات األجنبية املتراجعة <‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪51‬‬


‫تتهيأ سوق األسهم السعودية في‬ ‫منتصف يونيو (حزيران) الحالي‬ ‫لتطبيق قرار السماح بدخول‬ ‫املؤسسات املالية األجنبية لالستثمار‬ ‫املباشر في بيع وشراء األسهم املدرجة‪،‬‬ ‫بعد إقرار هيئة السوق املالية الئحة‬ ‫ً‬ ‫تقريبا‪.‬‬ ‫القواعد الناظمة قبل عام‬ ‫ويبدو أن قصر االستثمار على‬ ‫املؤسسات دون األفراد‪ ،‬يهدف إلى‬ ‫جذب رؤوس أموال كبيرة والتركيز‬ ‫على االستثمار املؤسسي وتحرير‬ ‫السوق من املضاربات الفردية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حاليا املستثمرون من األفراد‬ ‫ويسيطر‬ ‫املحليني على نشاط التداول في سوق‬ ‫األسهم‪ .‬وبحسب أرقام الهيئة‪ ،‬بلغ‬ ‫عددهم في نهاية ‪ 2014‬نحو ‪ 2.4‬مليون‬ ‫مستثمر‪ ،‬يملكون نحو ثلث إجمالي‬ ‫قيمة األسهم املدرجة في السوق‪ .‬كما‬ ‫تسيطر تلك الفئة من املستثمرين على‬ ‫‪ 90‬في املائة من حجم التداوالت‪ ،‬وهي‬ ‫مرتفعة مقارنة بمؤشرات األسواق‬ ‫األخرى الكبيرة كالهند (‪)٪ 34‬‬ ‫والواليات املتحدة (‪.)٪ 2‬‬ ‫وبلغت القيمة السوقية لألسهم‬ ‫في أبريل (نيسان) ‪ 2015‬نحو ‪572‬‬ ‫مليار دوالر‪.‬‬

‫سوق االسهم السعودية‬

‫قصر االستثمار على املؤسسات دون األفراد‬

‫األسهم السعودية تفتح ذراعيها لالستثمار‬ ‫األجنبي املؤسسي وعينها على الكبار‬ ‫الرياض‪ :‬معتصم موسى‬ ‫وبحسب الالئحة النهائية للقواعد الناظمة‪،‬‬ ‫ينحصر تقديم طلبات الترخيص ومزاولة‬ ‫ال � � �ت� � ��داول ع� �ل ��ى امل� ��ؤس � �س� ��ات امل ��ال� �ي ��ة ذات‬ ‫ً‬ ‫الشخصية االعتبارية ضمن ‪ 4‬فئات تشمل كال من‪:‬‬

‫‪50‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫البنوك ‪ -‬شركات الوساطة واألوراق املالية‬ ‫مديري الصناديق ‪ -‬شركات التأمني‪.‬‬ ‫وفيما تشترط الالئحة أن تبلغ قيمة األص��ول التي‬ ‫تديرها املؤسسة املالية ‪ 17.75‬مليار ريال (‪ 5‬مليارات‬ ‫دوالر)‪ ،‬إال أن الهيئة منحت نفسها مرونة تخفيضها‬ ‫إلى ‪ 11.25‬مليار ريال (‪ 3‬مليارات دوالر) مع خبرة ال‬ ‫تقل عن ‪ 5‬سنوات في إدارة األصول‪.‬‬

‫القيود‬ ‫أم��ا ال�ق�ي��ود امل�ف��روض��ة ع�ل��ى ملكية األس �ه��م‪ ،‬فإنها‬ ‫تشمل‪:‬‬ ‫‪ - 1‬ال ي�ح��ق للمستثمر األج�ن�ب��ي امل��ؤه��ل وتابعيه‬ ‫(الشركات التابعة له) تملك نسبة تزيد على ‪ 5‬في املائة‬ ‫من األسهم املصدرة ألي شركة مدرجة في السوق‬


‫األسبوعية نقلته وكالة األنباء الرسمية «واس» إن اململكة‬ ‫«ما زالت مستعدة لإلسهام في إعادة االستقرار للسوق‬ ‫وتحسني أسعار البترول بشكل معقول ومقبول ولكن‬ ‫بمشاركة ال��دول الرئيسة املنتجة وامل�ص��درة للبترول‪،‬‬ ‫وحسب أسس واضحة وشفافية عالية»‪.‬‬ ‫وفي الكويت أعلن عبد املجيد الشطي‪ ،‬وهو أحد أعضاء‬ ‫مجلس البترول األعلى‪ ،‬أن «أوبك» على األرجح لن تغير‬ ‫س�ي��اس�ت�ه��ا ول ��ن ت �ق��وم ب��إج��راء بتخفيض إلن�ت��اج�ه��ا‪.‬‬ ‫وج��اءت تصريحات الشطي في منتصف مايو (أيار)‬ ‫خالل وجوده في العاصمة القطرية الدوحة‪.‬‬ ‫وبهذه التصريحات الرسمية يبدو أن اإلصرار الخليجي‬ ‫سيكون سيد املوقف في االجتماع القادم‪.‬‬

‫تراجع أنشطة الحفر للنفط الصخري‬

‫جانب من اجتماع اوبك في فيينا العام املاضي‬

‫هل تسير استراتيجية وزي��ر البترول السعودي علي‬ ‫النعيمي التي أقنع بها باقي رفاقه في «أوب��ك» لجعل‬ ‫ً‬ ‫السوق النفطية تصحح نفسها بنفسها ب��دال من أن‬ ‫تقوم املنظمة بخفض إنتاجها على الطريق الصحيح؟‬ ‫اإلجابة على هذا السؤال تعتمد على أمر واح��د فقط‪،‬‬ ‫وهو أن يبدأ اإلنتاج في الواليات املتحدة في االنخفاض‬ ‫ألن اإلنتاج األميركي يشكل غالبية النفط ال��ذي دخل‬ ‫ً‬ ‫السوق حديثا في السنوات الثالثة األخيرة وأدى إلى‬ ‫اختالل ميزان العرض وجعله أعلى بكثير من الطلب‪،‬‬ ‫وهو ما أدى إلى هبوط األسعار‪ .‬وبفضل إنتاج النفط‬ ‫الصخري زاد اإلنتاج األميركي بنحو ‪ 4‬ماليني برميل‬ ‫بني أعوام ‪ 2011‬و‪.2014‬‬ ‫وبفضل ان�خ�ف��اض أس�ع��ار النفط ف��إن غالبية أنشطة‬ ‫الحفر في الواليات املتحدة توقفت بشكل كبير وتراجع‬ ‫عدد منصات الحفر في أواخر مايو إلى نصف املستوى‬ ‫التي كانت عليه في أكتوبر (تشرين األول) املاضي‪.‬‬ ‫وأع �ل �ن��ت ش��رك��ة «ب�ي�ك��ر ه �ي��وز» األم�ي��رك�ي��ة للخدمات‬ ‫النفطية اس�ت�م��رار ت��راج��ع ع��دد منصات التنقيب عن‬ ‫ال�ن�ف��ط ل�لأس�ب��وع ال��راب��ع وال�ع�ش��ري��ن ع�ل��ى ال �ت��وال��ي في‬ ‫ولكنه تباطأ في األسابيع األخيرة‬ ‫ال��والي��ات املتحدة‪ً ،‬‬ ‫من شهر مايو‪ .‬ووف��ق��ا ألح��د بيانات الشركة توقفت‬ ‫منصة نفط واح��دة فقط عن العمل ليصل إجماليها‬ ‫إلى ‪ 659‬خالل األسبوع املنتهي في ‪ 22‬مايو‪ .‬وانخفض‬ ‫عدد منصات النفط والغاز معا بمقدار ‪ 3‬إلى ‪ ،885‬وهو‬ ‫األدنى منذ ‪ 12‬يونيو عام ‪ ،2009‬وتراجع بمقدار ‪972‬‬ ‫من العام املاضي‪.‬‬ ‫لكن اإلنتاج في الواليات املتحدة لم ينخفض حتى اآلن‬ ‫إال بصورة طفيفة ً‬ ‫جدا رغم أن عدد منصات الحفر آلبار‬ ‫النفط قد هبطت األسبوع املاضي إلى أدنى مستوى لها‬ ‫في أربع سنوات‪.‬‬ ‫وبسبب ه��ذا التراجع الطفيف ف��ي اإلن�ت��اج فإنه يتعني‬ ‫ً‬ ‫ع�ل��ى «أوب ��ك» أن ت�ت��ري��ث ق�ل�ي�لا ح�ت��ى ت�ت��أك��د م��ن نجاح‬ ‫استراتيجيتها‪ ،‬ولهذا يجب أن تستمر في الدفاع عن‬ ‫حصتها السوقية لستة أشهر أخرى على األقل‪.‬‬

‫ولكن الدول األخرى في «أوبك» ال تشارك دول الخليج‬ ‫نفس ال�ن�ظ��رة‪ ،‬فهناك إي��ران وليبيا على سبيل املثال‬ ‫ي��رون أن ال��دف��اع عن الحصة السوقية سياسة دخيلة‬ ‫على «أوب��ك» وال يجب أن تستمر ويجب على املنظمة‬ ‫أن تخفض م��ن إنتاجها حتى تستوعب ع��ودة النفط‬ ‫الليبي الذي خرج من السوق بفضل النزاعات السياسية‬ ‫داخ��ل املنظمة‪ ،‬إض��اف��ة إل��ى النفط اإلي��ران��ي ال��ذي خرج‬ ‫مليون برميل ً‬ ‫يوميا منه من السوق بسبب الحظر الذي‬ ‫ف��رض�ت��ه ال��والي��ات امل�ت�ح��دة واالت �ح��اد األوروب� ��ي عليها‬ ‫بسبب برنامجها النووي‪.‬‬ ‫وليست ال��دول داخ��ل «أوب��ك» وحدها هي الحانقة على‬ ‫هذا القرار‪ ،‬بل هناك دول خليجية أخرى خارج «أوبك»‬ ‫مثل عمان تلقي اللوم على املنظمة‪ ،‬بحسب التصريحات‬ ‫املتكررة لوزير نفطها محمد الرمحي أن دول «أوب��ك»‬ ‫أخ �ط��أت ع�ن��دم��ا ت�ب�ن��ت س�ي��اس��ة ال ��دف ��اع ع��ن حصتها‬ ‫ً‬ ‫السوقية بدال من الدفاع عن األسعار‪ ،‬إال أن دول الخليج‬ ‫األرب��ع ال تبدو أنها مكترثة لوجهة نظر باقي البلدان‬ ‫وستستمر في الدفاع عن حصتها السوقية‪.‬‬ ‫وأكدت الحكومة السعودية في أبريل (نيسان) موقفها‬ ‫ال��رس�م��ي م��ن دع��م أس�ع��ار النفط وال�ت��ي ف�ق��دت ًنصف‬ ‫قيمتها منذ يونيو املاضي‪ ،‬إال أنها وضعت شروطا لهذا‬ ‫الدعم‪ ،‬أهمها مشاركة املنتجني الكبار في هذه الخطوة‪ ،‬تحسن أسعار النفط‬ ‫في الوقت الذي دعت فيه «أوبك» املنتجني خارجها إلى‬ ‫س��ادت توقعات كثيرة منذ اجتماع «أوب ��ك» املاضي‬ ‫تحمل العبء إلعادة االستقرار إلى السوق‪.‬‬ ‫وقال مجلس الوزراء السعودي في تصريح عقب جلسته في نوفمبر (تشرين الثاني) أن تهبط األسعار لتصل‬

‫ً‬ ‫دوالرا بحلول ال��رب��ع الثاني من‬ ‫إل��ى نحو ‪ 30‬أو ‪20‬‬ ‫العام الحالي‪ .‬وكان مصرف سيتي بنك األميركي هو‬ ‫ً‬ ‫تشاؤما ولكنه لم يكن الوحيد‪ ،‬إذ إن كثيرا من‬ ‫األكثر‬ ‫الجهات األخ��رى في السوق توقعت أن تصل أسعار‬ ‫النفط إلى القاع في الربع الثاني وهذا القاع تم تقديره‬ ‫ً‬ ‫دوالرا‪ .‬والسبب في غالبية التوقعات‬ ‫بني ‪ 20‬إلى ‪40‬‬ ‫هو أن الربع الثاني هو فترة دخ��ول املصافي عاملياً‬ ‫ً‬ ‫استعدادا ألشهر الصيف مما يعني أن‬ ‫في الصيانة‬ ‫الطلب على النفط سيقل في الوقت الذي سيظل فيه‬ ‫ً‬ ‫مرتفعا‪.‬‬ ‫اإلنتاج‬ ‫َّ‬ ‫ولكن الربع الثاني أوش��ك على االنتهاء ول��م يتبق فيه‬ ‫س��وى شهر يونيو الحالي‪ ،‬وم��ع ذل��ك لم تصل أسعار‬ ‫ال�ن�ف��ط إل ��ى ه ��ذه امل�س�ت��وي��ات امل�ت��دن�ي��ة‪ ،‬ب��ل ع�ل��ى عكس‬ ‫التوقعات تحسنت األسعار‪.‬‬ ‫وف��ي األس �ب��وع امل��اض��ي سجلت أس �ع��ار ال�ن�ف��ط أعلى‬ ‫مستوى لها ه��ذا ال�ع��ام بعد أن الم��س خ��ام ب��رن��ت في‬ ‫سوق لندن ‪ 70‬دوالرا بينما تجاوزت أسعار خام غرب‬ ‫تكساس في نيويورك مستوى ‪ 60‬دوالرا‪.‬‬ ‫وتحسنت األسعار مع انحسار املخاوف من نمو الطلب‬ ‫على النفط وزيادة إنتاج النفط الصخري‪ ،‬وكان الطلب‬ ‫على النفط في الربع الثاني على عكس كل التوقعات‪.‬‬ ‫وارتفع الطلب على النفط في الربع األول وخالل غالبية‬ ‫الربع الثاني‪.‬‬ ‫وج��اء تحسن الطلب بسبب عاملني رئيسيني‪ ،‬األول‬ ‫هو تحسن هوامش تكرير النفط للمصافي في جميع‬ ‫األس � ��واق ال�ك�ب�ي��رة ب�ح�س��ب م��ا أوض ��ح ت�ق��ري��ر «أوب ��ك»‬ ‫الشهري الصادر في أبريل‪ .‬أما السبب الثاني فهو زيادة‬ ‫تخزين النفط‪ ،‬إذ لجأت دول كثيرة إلى تخزين النفط بعد‬ ‫هبوط أسعاره ً‬ ‫ترقبا لصعودها مرة أخرى في النصف‬ ‫الثاني من العام‪.‬‬ ‫وفي أبريل وصف نائب وزير البترول السعودي األمير‬ ‫عبد ال�ع��زي��ز ب��ن سلمان ح��ال��ة ال�س��وق ب��امل�م�ت��ازة ً‬ ‫نظرا‬ ‫لتحسن األسعار وتحسن الطلب‪.‬‬ ‫وف��ي م��اي��و امل�ن�ص��رم ق��ال وزي ��ر ال�ن�ف��ط ال�ك��وي�ت��ي علي‬ ‫العمير ف��ي رده على س��ؤال للصحافيني ف��ي البرملان‬ ‫ح��ول توقعاته ألس�ع��ار النفط ف��ي النصف الثاني من‬ ‫ال�ع��ام ال�ح��ال��ي‪« :‬ك�م��ا قلنا م��ن ق�ب��ل‪( ،‬األس �ع��ار) سوف‬ ‫تتحسن‪ ،‬ونحمد الله أنه يمكننا رؤي��ة ذل��ك‪ ..‬التحسن‬ ‫يمكننا رؤيته اآلن»‪.‬‬ ‫ورغ��م التحسن ف��ي األس �ع��ار إال أن العمير أض��اف‬ ‫بأنه ليس واضحا إلى متى سيستمر تحسن أسعار‬ ‫النفط ألن األمر يعتمد على النمو االقتصادي العاملي‬ ‫والزيادة املستمرة في املعروض من النفط الخام في‬ ‫األس��واق‪ .‬وأض��اف العمير أن استمرار التحسن في‬ ‫أس �ع��ار ال�ن�ف��ط ي�ت��وق��ف ع�ل��ى ن�م��و االق�ت�ص��اد العاملي‬ ‫ووفرة املعروض التي ال تزال قائمة‪ ،‬إضافة إلى إنتاج‬ ‫النفط الصخري‪.‬‬ ‫وم��ع ك��ل ه��ذا يبدو أن األس��وأ ق��د أصبح خلف السوق‬ ‫وأن أسعار النفط تجاوزت عنق الزجاجة هذا العام بعد‬ ‫خروجها ساملة من الربع الثاني مع اقترابه على النهاية‬ ‫وبدء دخول فصل الصيف الذي يشهد فيه الطلب على‬ ‫ً‬ ‫الوقود ً‬ ‫ارتفاعا ً‬ ‫كبيرا‪ .‬وبفضل كل هذا التحسن‬ ‫عامليا‬ ‫في األسعار وفي الطلب ال يبدو أن «أوبك» ستقوم بأي‬ ‫تغيير في اجتماع يونيو لينتقل الحسم إلى اجتماع‬ ‫ديسمبر (كانون األول) القادم <‬ ‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪49‬‬


‫باق من الزمن أيام بسيطة قبل‬ ‫ٍ‬ ‫أن يجتمع وزراء منظمة البلدان‬ ‫املصدرة للبترول (أوبك) في‬ ‫العاصمة النمساوية فيينا‬ ‫في يوم الخامس من يونيو‬ ‫(حزيران)‪ ،‬وهو االجتماع ‪167‬‬ ‫في تاريخ املنظمة التي تأسست‬ ‫في عام ‪ .1960‬وسيكون الوزراء‬ ‫أمام اختبار جديد هذه املرة‪،‬‬ ‫إذ إنهم إما أن يستمروا في‬ ‫سياسة الدفاع عن حصة املنظمة‬ ‫السوقية والبالغة ‪ 30‬مليون‬ ‫ً‬ ‫يوميا‪ ،‬وإما أن يتخلوا‬ ‫برميل‬ ‫عنها ويقرروا خفض اإلنتاج‬ ‫لخلق توازن في السوق التي‬ ‫ً‬ ‫تشهد فائضا يتراوح بني مليون‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫يوميا‪.‬‬ ‫إلى مليوني برميل‬

‫اجتماع وزراء منظمة البلدان املصدرة للبترول في العاصمة النمساوية‬

‫اختبار جديد أمام «أوبك»‬ ‫الخبر‪ :‬وائل مهدي‬ ‫يبدو أن بعض الوزراء إن لم تكن الغالبية على‬ ‫قناعة أن شيئا ما لن يتغير هذه املرة‪ ،‬فها هو‬ ‫ذا الوزير اإليراني بيجن نامدار زنغنه قد سبق‬ ‫الجميع وأعلن عن توقعه بأنه من املستبعد أن تغير‬ ‫«أوبك» سقف إنتاجها عندما تعقد املنظمة اجتماعها‬ ‫املقرر‪ ،‬كما نقلت عنه وكالة أنباء «مهر» اإليرانية‪.‬‬ ‫ول�ك��ن م��ا ال ��ذي سيجعل «أوب� ��ك» تستمر ف��ي ً ق��راره��ا‬ ‫هذه املرة وال تتراجع عنه كما فعلت ذلك سابقا خالل‬ ‫ً‬ ‫وتحديدا في عام ‪ 1986‬عندما قررت‬ ‫فترة الثمانينات‬ ‫ً‬ ‫املنظمة أن تدافع عن حصتها السوقية بدال من الدفاع‬ ‫عن األسعار؟‬ ‫هناك ثالثة أسباب تدفع «أوبك» إلى عدم تغيير سقف‬ ‫إنتاجها في اجتماعها هذا الشهر‪:‬‬ ‫‪48‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪ )1‬اإلصرار الخليجي على القرار‪.‬‬ ‫‪ )2‬تراجع أنشطة الحفر في الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫‪ )3‬تحسن أسعار النفط‪.‬‬

‫اإلصرار الخليجي على القرار‬ ‫تتكون منظمة «أوب��ك» من ‪ 12‬دولة كلها تمتلك نفس‬ ‫الحق في التصويت وال يمكن أن يتخذ ق��رارا إال بعد‬ ‫إجماع كل األعضاء كما ينص نظام املنظمة‪ ،‬إال أنه في‬ ‫الحقيقة تقود املنظمة ً‬ ‫فعليا اململكة العربية السعودية‬ ‫ً‬ ‫نظرا ألنها املنتج األكبر بطاقة إنتاجية تقدر بنحو‬ ‫ً‬ ‫‪ 12.5‬م�ل�ي��ون ب��رم�ي��ل ي��وم��ي��ا‪ .‬وب��داخ��ل «أوب� ��ك» يوجد‬ ‫هناك تحالف قديم بني الدول الخليجية األعضاء وهي‬ ‫السعودية والكويت واإلم��ارات العربية املتحدة وقطر‪.‬‬ ‫وتتحكم هذه الدول اليوم في نصف إنتاج املنظمة البالغ‬ ‫‪ 30‬مليون برميل ً‬ ‫يوميا‪.‬‬

‫وتدرك باقي الدول في «أوبك» أن السعودية ودول الخليج‬ ‫صاحبة الثقل األكبر في اتخاذ القرارات وال يمكن أن‬ ‫تتخذ املنظمة ً‬ ‫قرارا دون إقناع الدول األربع‪.‬‬ ‫وي �ب��دو أن ه��ذه ال ��دول األرب ��ع ق��د ات �خ��ذت ق��راره��ا بعدم‬ ‫خ�ف��ض إن�ت��اج�ه��ا ك�م��ا أوض �ح��ه وزراؤه � ��ا ف��ي أك�ث��ر من‬ ‫مناسبة خالل األشهر الخمسة األولى من هذا العام ما‬ ‫لم يكن هناك خفض من اإلنتاج من املنتجني أصحاب‬ ‫التكلفة العالية خارج «أوبك»‪ ،‬إذ يرى الوزراء أنه ليس من‬ ‫املنصف أن يقوم أصحاب التكلفة املنخفضة بإفساح‬ ‫املجال ألصحاب التكلفة العالية أن يتوسعوا في اإلنتاج‬ ‫ويخرجوهم من السوق‪ .‬وليس ال��وزراء الخليجيون هم‬ ‫الوحيدين الذين يدافعون عن هذه السياسة‪ ،‬بل أيضا‬ ‫هناك األمني العام للمنظمة الليبي عبد الله البدري الذي‬ ‫ي��رى أن على «أوب��ك» أن ال تفسح املجال أم��ام املنتجني‬ ‫أصحاب التكلفة العالية خارجها إلخراجهم نفطهم من‬ ‫السوق‪.‬‬


‫أسعار الغذاء العاملية تهبط ألدنى‬ ‫مستوى هلا في ‪ 5‬سنوات‬ ‫روم ��ا‪ :‬هبطت أس�ع��ار ال �غ��ذاء العاملية ف��ي أب��ري��ل (ن�ي�س��ان) إل��ى أدن��ى‬ ‫مستوياتها منذ يونيو (حزيران) ‪ 2010‬مع انخفاض أسعار معظم‬ ‫السلع بقيادة األل�ب��ان‪ ،‬بحسب تقرير منظمة األغذية وال��زراع��ة «ف��او»‬ ‫التابعة لألمم املتحدة‪.‬‬ ‫وسجل مؤشر املنظمة الذي يقيس التغيرات الشهرية لسلة من الحبوب‬ ‫والبذور الزيتية واأللبان واللحوم والسكر ‪ 171‬نقطة في أبريل بانخفاض‬ ‫‪ 1.2‬في املائة عن قراءة مارس (آذار)‪ .‬وتوقعت فاو تراجع إنتاج الحبوب‬ ‫العاملي في ‪ 2015‬إلى ‪ 2.509‬مليار طن بانخفاض قدره ‪ 1.5‬في املائة‪.‬‬

‫الصني واهلند توقعان اتفاقات‬ ‫بأكثر من ‪ 22‬مليار دوالر‬ ‫بكني‪ :‬قال مسؤول بالسفارة الهندية‬ ‫ف��ي ًبكني إن الصني والهند وقعتا ‪26‬‬ ‫ً‬ ‫تجاريا قيمتها أكثر من ‪ 22‬مليار‬ ‫اتفاقا‬ ‫دوالر في مجاالت منها الطاقة املتجددة‬ ‫واملوانئ والتمويل واملناطق الصناعية‪.‬‬ ‫وأدل ��ى امل �س��ؤول ال�ه�ن��دي ن��ام�ج�ي��ا س‪.‬‬ ‫كامبا بتلك التصريحات قي ختام زيارة مدتها ‪ 3‬أيام قام بها رئيس‬ ‫الوزراء الهندي ناريندرا مودي في مايو (أيار)‪ ،‬وسعى خاللها لتعزيز‬ ‫العالقات االقتصادية وتبديد املخاوف بشأن نزاع حدودي بني البلدين‬ ‫الجارين‪.‬‬ ‫وق��ال كامبا‪« :‬تشمل االت�ف��اق��ات ش��راك��ة تجارية ثنائية ف��ي قطاعات‬ ‫مثل الطاقة املتجددة واملناطق الصناعية والكهرباء والصلب وتمويل‬ ‫اللوجيستيات واإلعالم‪.‬‬

‫فنزويال تعمل لعودة النفط‬ ‫ملستوى ‪ 100‬دوالر للبرميل‬ ‫كاراكاس‪ :‬أوضح الرئيس الفنزويلي نيكوالس مادورو أن بالده تعمل‬ ‫م��ن أج��ل إب��رام ات�ف��اق جديد ب�ين منظمة أوب��ك ومنتجني م��ن خارجها‬ ‫لتحقيق استقرار أسعار النفط‪ ،‬وذلك في أوضح مؤشر جدي على تجدد‬ ‫السعي من أجل عودة األسعار إلى ‪ 100‬دوالر للبرميل‪.‬‬ ‫وكانت فنزويال التي تواجه نقصا في السيولة في العادة من صقور‬ ‫األسعار وأبرز كساد حاد ونقص املنتجات في حاجة مادورو الشديدة‬ ‫إلى تعافي سوق النفط‪ .‬وكانت بعض مصادر أوبك قالت إن األعضاء‬ ‫الخليجيني الرئيسيني في أوبك يأملون أن يستقر سعر الخام عند نحو‬ ‫‪ 70‬دوالرا للبرميل‪ ،‬وكان مادورو نفسه قال في يناير (كانون الثاني)‬ ‫املاضي إن األسعار لن تعود إلى ‪ 100‬دوالر‪.‬‬

‫‪ ٪ 7‬نمو صافي أرباح «إعمار» الفصلي‬ ‫دبي‪ :‬ارتفعت األرب��اح الصافية لشركة إعمار اإلماراتية بنسبة ‪ 7‬في املائة خالل‬ ‫الفصل األول من ‪ 2015‬لتسجل ‪ 1.03‬مليار درهم (‪ 280‬مليون دوالر)‪ .‬كما ارتفعت‬ ‫اإليرادات بنحو ‪ 26‬في املائة لتتجاوز ‪ 3‬مليارات درهم (‪ 871‬مليون دوالر)‪ .‬وكشفت‬ ‫البيانات عن ارت�ف��اع بمبيعات الشقق بنحو ‪ 59‬في املائة لتصل إل��ى مليار درهم‬ ‫(‪ 272‬مليون دوالر)‪ ،‬بينما سجلت مبيعات الفلل نسبة ارتفاع أكبر ‪ 75‬في املائة‬ ‫إلى ‪ 450‬مليون درهم (‪ 122‬مليون دوالر)‪ .‬أما إيرادات الضيافة فسجلت نحو ‪500‬‬ ‫مليون درهم (‪ 136‬مليون دوالر)‪ .‬وجاءت اإليرادات من اإليجار واألنشطة املتعلقة‬ ‫به فسجلت نموا بـ‪ 19‬في املائة إلى نحو مليار درهم‪.‬‬

‫عجز امليزانية املصرية يرتفع‬ ‫إلى ‪ ٪ 9.4‬في ‪ 9‬أشهر‬ ‫القاهرة‪ :‬قالت وزارة املالية املصرية إن العجز في امليزانية خالل األشهر التسعة األولى من‬ ‫العام املالي الحالي ارتفع إلى ‪ 9.4‬في املائة من الناتج املحلي اإلجمالي مقارنة مع ‪ 7.3‬في املائة‬ ‫في الفترة نفسها من ‪.2014‬‬ ‫وأضافت ال��وزارة في تقريرها أن العجز منذ بداية العام املالي في يوليو ‪ 2014‬حتى نهاية‬ ‫مارس (آذار) ‪ 2015‬وصل إلى ‪ 218.3‬مليار جنيه مصري (نم اعافترا )رالود رايلم‪28.61‭‬‬ ‫‬‪.‬ةقباسلا ةيلاملا ةنسلا نم اهسفن ةرتفلا يف هينج رايلم ‪‬145‬‬ ‫وقال التقرير إن الزيادة في العجز ترجع إلى «عوامل منها زيادة املصروفات الحتمية لتحقيق‬ ‫مزيد من العدالة االجتماعية‪ ،‬مما فاق أثر الزيادة املحققة في حصيلة اإليرادات»‪.‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪47‬‬


‫املغرب ينضم‬ ‫إلى نادي إنتاج الغاز‬ ‫الرباط‪ :‬قال املكتب الوطني للهيدروكربورات واملعادن‬ ‫في املغرب إن االختبارات أظهرت نتائج نهائية إيجابية‬ ‫لبئر ال�غ��از «إس‪ .‬إي��ه‪ .‬إت��ش ‪ -‬دبليو ‪ »1‬التابعة لشركة‬ ‫«سيركل أويل» في امتياز «سبو»‪.‬‬ ‫وأض� ��اف ال �ب �ي��ان أن م �ع��دل ت��دف��ق ال �غ��از ب�ل��غ ‪ 140‬أل��ف‬ ‫متر مكعب ً‬ ‫يوميا‪ ،‬وأن اإلنتاج سيبدأ في نهاية يونيو‬ ‫(ح��زي��ران) م��ن ال �ع��ام ال�ح��ال��ي‪ .‬وك��ان��ت «س�ي��رك��ل أوي��ل»‬ ‫اكتشفت الغاز في ثالث مستويات بالبئر «إس إيه إتش‬ ‫‪ -‬دبليو ‪ »1‬العام املاضي‪.‬‬

‫اقتصاد غزة يوشك‬ ‫على االنهيار‬

‫غزة‪ :‬أعلن البنك الدولي أن حالة اقتصاد غزة هي‬ ‫األسوأ في العالم مع ارتفاع البطالة إلى مستوى‬ ‫هو األعلى ً‬ ‫عامليا وانكماش اإلنتاج بشكل حاد‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الف��ت��ا إل��ى أن ال��وض��ع خ�لال امل��دى الطويل يبعث‬ ‫على القلق‪.‬‬ ‫وأوضح التقرير أن الحروب املتكررة واالنقسامات‬ ‫والحصار املفروض على القطاع يضعه «على حافة‬ ‫االنهيار» وأن سكانه البالغ عددهم ‪ 1.8‬مليون نسمة‬ ‫يعانون من الفقر والعوز‪.‬‬ ‫وتبلغ نسبة البطالة في القطاع ‪ 43‬في املائة‪ ،‬ونسبة‬ ‫العاطلني ع��ن العمل ف��ي س��ن ‪ 20‬إل��ى ‪ 24‬ع� ً�ام��ا ‪68‬‬ ‫في املائة‪.‬‬

‫دمشق تسعى لقرض بمليار‬ ‫دوالر من حليفتها طهران‬

‫دمشق‪ :‬قال معاون وزير االقتصاد والتجارة الخارجية‬ ‫السوري حيان سلمان إنه يتوقع أن تحصل سوريا على‬ ‫خط ائتمان جديد في حدود مليار دوالر الستخدامه في‬ ‫شراء سلع أساسية‪ .‬وأضاف أن خط ائتمان سابق من‬ ‫إيران بقيمة ‪ 3.6‬مليار دوالر يوشك على النفاد‪.‬‬ ‫وجاء تلك التصريحات بعد اجتماع مستشار خامنئي‬ ‫مع الرئيس السوري بشار األسد في دمشق‪ ،‬وتجديده‬ ‫مساندة طهران للنظام‪.‬‬ ‫وإي ��ران ه��ي أه��م حليف لألسد ف��ي املنطقة وينظر إلى‬ ‫مساعداتها املالية على أنها حيوية للحكومة السورية‬ ‫ولالقتصاد‪.‬‬ ‫‪46‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫التجارة البينية بني دول الخليج‬ ‫تصل إلى ‪ 146‬مليار دوالر‬ ‫الرياض‪ :‬توقع األمني العام املساعد للشؤون‬ ‫االق�ت�ص��ادي��ة ب��األم��ان��ة ال�ع��ام��ة ملجلس التعاون‬ ‫الخليجي عبد الله الشبلي أن يبلغ حجم التجارة‬ ‫البينية بني دول التعاون نحو ‪ 146‬مليار دوالرا‬ ‫خ�لال العام الحالي‪ .‬كما توقع أن ينمو حجم‬ ‫التجارة الخارجية لدول املجلس إلى قرابة ‪1.5‬‬ ‫تريليون دوالر‪ ،‬وأن يصل حجم الناتج املحلي‬ ‫لهذه الدول إلى نحو ‪ 1.65‬تريليون دوالر بنهاية‬ ‫عام ‪ ،2015‬وذلك رغم تراجع أسعار النفط في‬ ‫العالم‪.‬‬

‫مشرعون يطلبون من حكومة أوباما‬ ‫بحث مزاعم دعم شركات الطيران الخليجية‬ ‫واش �ن �ط ��ن‪ :‬وق� ��ع أك �ث��ر من‬ ‫‪ 250‬عضوا في الكونغرس‬ ‫األم � �ي� ��رك� ��ي ع� �ل ��ى خ �ط��اب‬ ‫ي�ح��ث وزارت � ��ي ال�خ��ارج�ي��ة‬ ‫وال� �ن� �ق ��ل ف� ��ي ال � �ب �ل�اد ع�ل��ى‬ ‫إج ��راء م �ش��اورات م��ع قطر‬ ‫واإلمارات العربية املتحدة‬ ‫ب �خ �ص��وص م ��ا ت � ��ردد ع��ن‬ ‫ً‬ ‫تقديمهما ً‬ ‫حكوميا‬ ‫دعما‬ ‫لشركات طيرانها الوطنية‪.‬‬ ‫ويكثف الخطاب الضغوط‬ ‫ال�س�ي��اس�ي��ة ال��واق �ع��ة على‬ ‫حكومة الرئيس األميركي‬ ‫باراك أوباما منذ أن قالت‬ ‫‪ 3‬ناقالت أميركية في يناير (كانون الثاني) املاضي إن شركات طيران اإلمارات واالتحاد‬ ‫ً‬ ‫للطيران والخطوط الجوية القطرية تلقت ً‬ ‫حكوميا يزيد على ‪ 40‬مليار دوالر‬ ‫دعما‬ ‫في السنوات العشر املاضية‪ ،‬مما سمح للناقالت الخليجية بخفض أسعار التذاكر‬ ‫وإخراج منافسيها من أسواق رئيسية في أوروبا وآسيا‪.‬‬ ‫وتنفي الناقالت الخليجية مزاعم الدعم الحكومي وقالت إن الخدمة التي تقدمها‬ ‫شركات الطيران األميركية متدنية وتتسبب في خسارة حصتها بالسوق‪ .‬وتقول‬ ‫الناقالت إنها دعمت آالف الوظائف األميركية من خالل شراء طائرات أميركية الصنع‬ ‫ونقل اآلالف من املسافرين إلى الواليات املتحدة بما يدعم اقتصاد البالد‪.‬‬


‫غرامات «قياسية» على ‪5‬‬ ‫من أكبر بنوك العالم‬ ‫بسبب تالعب في سوق العملة‬ ‫ُ‬ ‫لندن‪ :‬فرضت غ��رام��ات مالية قياسية تقدر بنحو ‪ 5.6‬مليار دوالر‬ ‫على خمسة من أكبر البنوك في العالم على خلفية اتهامات بالتالعب‬ ‫في سوق صرف العمالت‪ .‬وأقرت أربعة من البنوك الخمسة‪ ،‬وهي «جي‬ ‫بي مورغان» و«باركليز» و«سيتي غروب» و«أر بي إس»‪ ،‬بارتكاب التهم‬ ‫التي وجهتها إليها السلطات األميركية‪.‬‬ ‫وسوف يقر البنك الخامس وهو «يو بي إس» بتهمة التالعب بمؤشر‬ ‫أسعار الفائدة‪ .‬ويواجه بنك «باركليز» أكبر الغرامات املالية‪ ،‬وتصل‬ ‫إلى ‪ 2.4‬مليار دوالر‪ ،‬نظرا لعدم تعاونه‪ ،‬مثلما فعلت البنوك األخرى‪،‬‬ ‫في التحقيقات التي أجراها مراقبون من بريطانيا والواليات املتحدة‬ ‫وسويسرا‪.‬‬ ‫ومن املقرر أن يفصل «باركليز» ثمانية من موظفيه تورطوا في قضية‬ ‫التالعب بالعملة‪ .‬وصرحت وزيرة العدل األميركية لوريتا لينش بأنه على‬ ‫مدار خمس سنوات منذ عام ‪ ،2007‬كان تجار العملة «يستخدمون غرفا‬ ‫إلكترونية سرية للمحادثات بينهم وللتالعب بالعملة بشكل شبه يومي»‪.‬‬ ‫وقالت لينش إن أفعالهم «أثرت سلبا على عدد ال يحصى من موظفي‬ ‫البنوك واملستثمرين واملؤسسات املالية حول العالم»‪ .‬ويقول املراقبون‬ ‫إن ت�ج��ار العملة ش�ك�ل��وا بينهم «تنظيما» ب�ين ع��ام��ي ‪ 2008‬و‪2012‬‬ ‫واستخدموا غرفا إلكترونية سرية للتالعب باألسعار لصالحهم‪ .‬ويقول‬ ‫أحد تجار العملة بـ«باركليز»‪ ،‬عرض عليه االنضمام إلى «التنظيم»‪ ،‬بأنه‬ ‫«سينام بعني مفتوحة لو ارتكب خطأ ما»‪.‬‬ ‫واستخدم في التالعب باألسعار عدد من الخطط االستراتيجية‪ ،‬وكانت‬ ‫إح��دى امل�م��ارس��ات الشائعة ال�ت�لاع��ب ب��أس�ع��ار ال�ح��د ال�ي��وم��ي ل�ل�ت��داول‪.‬‬ ‫ويستخدم الحد اليومي للتداول ملساعدة الشركات واملستثمرين على‬ ‫تقييم ممتلكاتهم‪.‬‬ ‫وحتى شهر فبراير (شباط)‪ ،‬كان ذلك النوع من التالعب يحدث يوميا‬ ‫خالل الثالثني ثانية‪ ،‬قبل وبعد‪ ،‬الساعة الرابعة بتوقيت لندن‪ ،‬ونتيجته‬ ‫تعرف بـ«تالعب الساعة الرابعة»‪.‬‬

‫«إيرباص» تسجل طلبيات قياسية‬ ‫منذ بداية العام‬ ‫لندن‪ :‬سجلت شركة «إيرباص» األوروبية للصناعات الجوية ‪ 209‬طلبيات صافية لشراء طائرات بني‬ ‫مطلع يناير (كانون الثاني) وأبريل (نيسان) ليرتفع دفتر طلبياتها إلى مستوى قياسي‪.‬‬ ‫وبذلك يشكل دفتر الطلبيات ال��ذي تنتظر فيه ‪ 6399‬طائرة تسليمها‪ ،‬نشاطا إنتاجيا يستمر عشر‬ ‫سنوات‪ .‬وقد سجلت «إيرباص»‪ ،‬خصوصا طلبية قدمتها شركة «افيانكا» الجوية الكولومبية‪ ،‬لشراء‬ ‫‪ 100‬طائرة للرحالت املتوسطة من فئة آي‪ .320‬ويناهز الثمن األصلي لهذه الطلبية ‪ 10‬مليارات دوالر‪.‬‬

‫‪ 2.97‬مليار دوالر‬ ‫تعويضات بيئية للكويت‬ ‫الكويت‪ :‬قال وزير النفط الكويتي علي العمير إن بالده تسلمت‬ ‫‪ 2.97‬مليار دوالر من األمم املتحدة ألغراض التعويضات البيئية‬ ‫عن األضرار الناجمة عن الغزو العراقي للبالد عام ‪.1990‬‬ ‫وق��ال إن هذه األم��وال «تستخدم فقط ألغ��راض معالجة البيئة‬ ‫بمحاورها الثالثة‪ :‬البيئة البرية في املحميات‪ ،‬والبيئة التحتية‬ ‫في املياه الجوفية‪ ،‬والبيئة الهوائية من خ�لال كيفية تخفيف‬ ‫االنبعاثات الصادرة من البحيرات النفطية»‪.‬‬

‫روسيا تتوقع انكماش اقتصادها العام الحالي‬ ‫موسكو‪ :‬قال وزير االقتصاد الروسي أليكسي أوليوكاييف إنه يتوقع انكماش اقتصاد روسيا بأقل‬ ‫من ‪ 2.8‬في املائة هذا العام‪ .‬وتعتبر التوقعات أفضل قليال من تقديرات سابقة لوزارة االقتصاد بانكماش‬ ‫قدره ‪ 3‬في املائة‪ ،‬وكان االقتصاد الروسي انكمش بمعدل ‪ 1.9‬في املائة‪ ،‬في الربع األول من العام الحالي‪.‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪45‬‬


‫‪ 24‬مليار دوالر أصول‬ ‫صناديق االستثمار السعودية‬ ‫ج��دة‪ :‬ق��ال األم�ين العام للجنة اإلع�لام والتوعية‬ ‫املصرفية بالبنوك السعودية طلعت حافظ إن حجم‬ ‫أصول صناديق االستثمار في البنوك السعودية‬ ‫يقارب ‪ 90‬مليار ري��ال (‪ 24‬مليار دوالر)‪ ،‬وذلك‬ ‫حتى شهر مايو (أيار) ‪.2015‬‬ ‫وأض�����اف أن���ه ي��وج��د ‪ 250‬ص��ن��دوق��ا اس��ت��ث��م��اري��ا‬ ‫متنوعا‪ ،‬ما بني مفتوح ومغلق‪ ،‬تمثل إحدى أبرز‬ ‫القنوات االستثمارية املصرفية‪.‬‬

‫ضعف مستويات تفاؤل‬ ‫األعمال في السعودية‬ ‫الرياض‪ :‬كشف مؤشر البنك األهلي التجاري‬ ‫لقطاع األع��م��ال ف��ي ال��س��ع��ودي��ة للربع ال��ث��ان��ي عن‬ ‫ض��ع��ف م��س��ت��وي��ات ت��ف��اؤل األع���م���ال ب��ش��ك��ل ع��ام‬ ‫باملقارنة مع الربع السابق‪ ،‬ال سيما في قطاع النفط‬ ‫والغاز‪ ،‬إذ شكلت تقلبات أسعار النفط الهاجس‬ ‫األكبر للشركات‪ ،‬بينما كانت مشكلة توفر العمالة‬ ‫امل���اه���رة واألن��ظ��م��ة ال��ح��ك��وم��ي��ة ه��ي م��ص��در القلق‬ ‫للشركات غير النفطية‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬أظهر مؤشر التفاؤل للربع الثاني‬ ‫في قطاع البتروكيماويات تحسنا عما كان عليه‬ ‫في الربع األول من هذا العام‪.‬‬

‫ارتفاع تكلفة املعيشة‬ ‫بالسعودية ‪ % 2‬في أبريل‬ ‫ال��ري��اض‪ :‬ارت��ف��ع م��ؤش��ر ال��رق��م القياسي العام‬ ‫ل��ت��ك��ل��ف��ة امل��ع��ي��ش��ة ف���ي ال���س���ع���ودي���ة ل��ش��ه��ر أب��ري��ل‬ ‫(نيسان) املاضي بنسبة ‪ 2‬في املائة على أساس‬ ‫سنوي مقارنة بأبريل ‪.2014‬‬ ‫وأرج��ع التقرير الشهري ال��ذي أصدرته مصلحة‬ ‫اإلح��ص��اءات العامة واملعلومات السعودية حول‬ ‫التضخم ارتفاع تكلفة املعيشة إلى الزيادة التي‬ ‫شهدها ‪ً 11‬‬ ‫قسما من األقسام الرئيسية املكونة‬ ‫له للرقم القياسي لتكلفة املعيشة‪.‬‬ ‫‪44‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫«أرامكو السعودية» تكتشف ‪ 8‬حقول نفط‬ ‫وغاز جديدة في ‪2014‬‬

‫ً‬ ‫دبي‪ :‬قالت شركة النفط السعودية الحكومية «أرامكو» في تقرير سنوي نشر حديثا إنها اكتشفت ‪8‬‬ ‫حقول نفط وغاز جديدة في شرق البالد في عام ‪ .2014‬ولم تكشف «أرامكو» عن بيانات بخصوص‬ ‫االحتياطيات املقدرة في الحقول الجديدة أو معدالت إنتاجها‪ ،‬لكنها قالت إنها تشكل أكبر عدد من‬ ‫االكتشافات في تاريخ اململكة‪.‬‬ ‫وتم اكتشاف خمسة حقول غاز جديدة هي أبو علي وفرس وأمجد والبديع وفارس‪ ،‬إلى جانب حقلني‬ ‫للنفط هما السعداوي والناقة‪ .‬أما الحقل الثامن فهو حقل القدقاد للنفط والغاز‪.‬‬ ‫وأشار التقرير إلى أن «أرامكو» أنتجت ‪ 9.5‬مليون برميل يوميا في املتوسط خالل ‪ 2014‬وصدرت ‪2.5‬‬ ‫مليار برميل إلى عمالئها في أنحاء العالم‪.‬‬

‫غرامة بلجيكية باهظة على الخطوط السعودية‬ ‫ل�ن��دن‪ :‬فرضت حكومة إقليمية في‬ ‫بلجيكا غ��رام��ة ق��دره��ا ‪ 1.4‬مليون‬ ‫ي� � ��ورو (‪ 1.6‬م �ل �ي ��ون دوالر) ع�ل��ى‬ ‫الخطوط الجوية السعودية بسبب‬ ‫ان �ت �ه��اك ق��واع��د االت �ح��اد األوروب� ��ي‬ ‫ل�لان �ب �ع��اث��ات ال �ك��رب��ون �ي��ة‪ ،‬وه ��و ما‬ ‫ي�ج�ع�ل�ه��ا أول ن��اق�ل��ة غ�ي��ر أوروب �ي��ة‬ ‫كبيرة تتعرض ألكبر غرامة فرضت‬ ‫ح� �ت ��ى اآلن ب� �س� �ب ��ب ان � �ت � �ه� ��اك ت �ل��ك‬ ‫القواعد‪ .‬ووضع االتحاد األوروبي‬ ‫ق��واع��د ت�ل��زم جميع ال�ط��ائ��رات ال�ت��ي تستخدم م�ط��ارات��ه ب��دف��ع رس��وم مقابل االنبعاثات‬ ‫الكربونية‪ ،‬وهي القواعد التي قوبلت بانتقادات عاملية حينما فرضت في بداية عام ‪.2012‬‬ ‫وكانت السعودية من بني أشد املعارضني لذلك وأبلغت ناقلتها التي تديرها الدولة بعدم‬ ‫ً‬ ‫االمتثال‪ .‬وعارضت الهند وروسيا تلك القواعد أيضا‪.‬‬


‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪43‬‬


‫لقطة من «رصاص»‬ ‫مشاهدة أمريكية لسباق سيارات الـ«فورموال ‪( » 1‬موناكو) تأخذ‬ ‫صورة «سيلفي» من كامريا مسدسها اخلاص داخل حلبة السباق‬ ‫يف مونت كارلو وسط املتسابقني يف مايو (أيار) املاضي (غييت)‬

‫‪42‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬


‫مسيرة تعترض على وضع االكراد في ايران‬

‫‪,,‬‬

‫رئيس حزب‬ ‫الكادحني الثوريني‪:‬‬ ‫إيران السبب األساسي في‬ ‫االضطرابات التي يشهدها‬ ‫كل من اليمن والعراق‬ ‫والبحرين ولبنان‬

‫‪,,‬‬

‫كما حرر القصير‪ ،‬وهنا يكمن خطر إشعال صراع مذهبي ال‬ ‫يبقي وال يذر»‪ ،‬مضيفا‪« :‬أما املرفوض شكال ومضمونا في‬ ‫الخطاب فهو تنصيب نصر الله نفسه حاميا أوحد للبنان‪،‬‬ ‫ومنح رعايته لكل القوى السياسية‪ ،‬متعهدا بحمايتها لدى‬ ‫النظام السوري عندما يحقق نصره املزعوم‪ ،‬عدا عن أسلوب‬ ‫التهويل والتخويف وخصوصا للمسيحيني‪ ،‬ليعلن نفسه‬ ‫وحزبه‪ ،‬خط الدفاع الوحيد عنهم»‪ ،‬مؤكدا أن «من يحمي لبنان‬ ‫هو الجيش اللبناني وحده‪ ،‬وليس أي فريق متورط بحروب‬ ‫مذهبية في عدد من دول املنطقة وخصوصا في سوريا»‪.‬‬ ‫ويحذر قائال‪« :‬لن يتوقف التمدد اإليراني في املنطقة العربية‬ ‫إال بإخضاعها كلها إلى نفوذ طهران املباشر وغير املباشر‪،‬‬ ‫لقد استغلت إيران االنتماء املذهبي لبعض شعوب املنطقة‬ ‫لتتغلغل في دول�ه��م‪ ،‬مثل ال�ع��راق ولبنان واليمن والبحرين‬ ‫وس��وري��ا‪ ،‬وعندما ل��م يتوفر العنصر الشيعي‪ ،‬لعبت على‬ ‫امل��وض��وع العقائدي ف��أع��ادت دم��ج العلويني وال��زي��دي�ين (في‬ ‫سوريا واليمن) في املذهب الشيعي‪ ،‬وإذا استمرت على هذا‬ ‫املنوال‪ ،‬ستنتقل إلى شيعة السعودية والكويت الحقا»‪.‬‬ ‫ويختم تصريحه لـ«املجلة» مؤكدا أن «والي��ة الفقيه ذريعة‬ ‫دينية أله��داف سياسية توسعية إم�ب��راط��وري��ة‪ ،‬وم��ا لحاق‬ ‫الشيعة وم��ن مثلهم‪ ،‬ب�ه��ذه النظرية إال ألس�ب��اب سياسية‬ ‫مصلحية‪ ،‬لذا ال أعتقد أن الشيعة سيكونون موحدين دائما‬ ‫على امل�س�ت��وى ال�ع��امل��ي‪ ،‬ج��ل م��ا ف��ي األم��ر أن�ه��م ال�ي��وم وق��ود‬ ‫ملشروع إمبراطوري‪ ،‬قد ينجح‪ ،‬ولكنه لن يعمر طويال‪ ،‬وقد‬ ‫يفشل سريعا‪ .‬وفي الحالتني سيدفعون الثمن»‪ ،‬مضيفا‪:‬‬ ‫«ال شك وال ريب أن هناك الكثير من املؤاخذات واملالحظات‬ ‫بل عالمات استفهام حول الدور الذي تلعبه حاشية السيد‬ ‫السيستاني ف��ي ال �ع��راق وال�ت��ي وق�ع��ت كليا بيد امل�خ��اب��رات‬ ‫اإليرانية‪ ،‬ويقيننا أنها تتحكم وتسيطر بالكامل على بيت‬ ‫ومكتب السيد السيستاني وما يصدر من بيانات وفتاوى‬ ‫تكون بأمر مباشر من قاسم سليمانى وكفى»‪.‬‬

‫عن تفاصيل الغضب وخطر محدق‪.‬‬ ‫غضب سببه انتحار فتاة كردية هربا من االغتصاب‪ ،‬الحادثة‬ ‫أطرت في إطار تعمد السلطات اإليرانية اإلس��اءة إلى الكرد‬ ‫وسلبهم كرامتهم وحرياتهم وحقوقهم القومية والثقافية‬ ‫واإلنسانية‪ ،‬األمر الذي أسفر عن اعتقال أكثر من ‪ 300‬كردي‬ ‫في مدينة مهاباد‪ ،‬بينهم العشرات من النساء‪ ،‬وأكثر من مائة‬ ‫آخرين في مدينة سردشت‪ ،‬بينهم ثالث نساء‪.‬‬

‫الخطر املحدق‬ ‫ف��ي ط �ه��ران ل�ي��س س�ه�لا أن ت�خ��وض ف��ي ال�ت�ف��اص�ي��ل‪ ،‬ففي‬ ‫التفاصيل تكمن الشياطني‪ ،‬إال أن تعبيرات الوجوه في شمال‬ ‫غربي إيران وبالتحديد في مهاباد شرق كردستان‪ ،‬تكشف‬

‫عمر الخانزاده‬

‫عمر الخانزاده‪ ،‬السكرتير العام لحزب كادحي كردستان‪،‬‬ ‫يقول‪« :‬إن ممارسات نظام املاللي الخارجية وأطماعه التمددية‬ ‫وال�ت�ن�ك�ي��ل واالس �ت �م��رار ف��ي س�ي��اس��ة ال�ق�م��ع ب�ح��ق األق�ل�ي��ات‬ ‫القومية والطائفية جعل صبر الشعب اإليراني ينفد‪ ،‬وكسر‬ ‫حاجز الخوف من شبح الباسيج والحرس الثوري‪ .‬لم يعد‬ ‫شعبنا يتحمل مزيدا من ممارسات ه��ذا النظام الطائفي‪،‬‬ ‫واالح�ت�ج��اج��ات األخ�ي��رة واالنتفاضة ف��ي ش��رق كردستان‬ ‫كانت دليال واضحا على أن إيران داخليا على صفيح ساخن‪،‬‬ ‫وجاءت أيضا لتؤكد أن النظام اإليراني رغم يده الطولى في‬ ‫بلدان الجوار اإلقليمي فإن إحكام قبضتها الحديدية على‬ ‫الداخل أصبحت مهددة»‪.‬‬ ‫وي ��ؤك ��د أن االن �ت �ف��اض��ة ال �ت��ي ان��دل �ع��ت م ��ؤخ ��را ف ��ي ش��رق‬ ‫كردستان ضد النظام الطائفي في إي��ران س��وف تستمر‬ ‫رغم تهديدات االطالعات (جهاز االستخبارات اإليرانية)‬ ‫والباسيج (الحرس الثوري اإلي��ران��ي) للنشطاء الكرد في‬ ‫كردستان إي��ران والذين ينظمون االحتجاجات ويقودون‬ ‫حمالت التضامن مع مهاباد التي شهدت موجة غضب‬ ‫تحولت إلى انتفاضة عارمة اتسعت رقعتها لتشمل غالبية‬ ‫املدن في شرق كردستان‪ ،‬على أثرها أعلنت حكومة املاللي‬ ‫قوانني الطوارئ في كثير من املدن الكردية املنتفضة وعلى‬ ‫رأسها مهاباد‪.‬‬ ‫وشجب املعارض الكردي اإليراني «املوقف األميركي والدول‬ ‫الغربية من قضية األك��راد في إي��ران‪ ،‬وع��دم وج��ود موقف‬ ‫داعم للمعارضة اإليرانية بشكل واضح وعملي‪ ،‬مؤكدا أن‬ ‫أي اتفاقات مع النظام ستكون على حساب الشعب اإليراني‬ ‫وعلى حساب الحريات والديمقراطية في إيران»‪.‬‬ ‫م��ن ج��ان��ب آخ ��ر‪ ،‬أوض ��ح أن ��ه «ب��ال�ن�س�ب��ة ل�ل�ع��رب وال�ب�ل��وش‬ ‫والتركمان لطاملا كانت مواقفهم إيجابية‪ ،‬ولكن املشكلة‬ ‫هي أن هذه األقليات ليست قوة منظمة على األرض‪ ،‬وليس‬ ‫لها قاعدة جماهيرية‪ ،‬مما يجعلها ضعيفة‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫أن مناطقها بعيدة عن كردستان إيران‪ ،‬األمر الذي يجعل‬ ‫املعارضة متفرقة»‪ .‬وقال إن «العرب في إيران كغيرهم من‬ ‫األقليات‪ ،‬ليس لهم دعم رغم أن إيران تتدخل في البحرين‬ ‫ولبنان واليمن والعراق وسوريا‪ ،‬إال أنه يبدو لي أن هناك‬ ‫تقصيرا تجاه عرب إيران‪ ،‬األمر الذي أثر على حركة األهواز‬ ‫املعارضة» <‬ ‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪41‬‬


‫نشطاء من الحركة الخضراء‬ ‫املعارضة في إيران‬

‫‪40‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪,,‬‬

‫العالمة محمد علي‬ ‫الحسيني‪ :‬إيران ال بيئة لها‬ ‫خارج املذهبية وتستخدم‬ ‫العلويني واإلسماعيليني‬ ‫والحوثيني واإليزيديني‬ ‫بضمهم ملحور املقاومة‬

‫‪,,‬‬

‫دفع ثمن مواقفه فتم إحراق دار املرجع في كربالء وسحلوا‬ ‫جثث أت�ب��اع الصرخي ف��ي ال �ش��وارع ك��ل ذل��ك ألن امل��رج��ع لم‬ ‫يفت بجواز السب والشتم وتشكيل امليليشيات والعصابات‪،‬‬ ‫ألننا لم ننتم إل��ى جهة شرقية وال إل��ى جهة غربية بسبب‬ ‫رفض املرجع التطوع القهري للقتال في سوريا ً‬ ‫دفاعا عن‬ ‫نظام األسد‪ ،‬وعلي عبد الله الصالح‪ ،‬ومورس بحقنا أساليب‬ ‫الضغط واالستفزاز من أجل التطوع للقتال في سوريا ولبنان‬ ‫وغيرها واملرشد اإليراني األعلى علي خامنئي‪ ،‬أصدر أوامر‬ ‫لقوات حزب الله اللبناني وبقية امليليشيات العراقية أن تقدم‬ ‫اإلسناد واملساعدة لنظام بشار األسد مهما كانت التكاليف‪،‬‬ ‫حيث تم حشد آالف مؤلفة تقاتل في سوريا»‪ ،‬مشددا «نحن‬ ‫ضد التحشيد الطائفي»‪.‬‬ ‫وكانت اندلعت اشتباكات في ‪ 2‬يوليو (تموز) ‪ 2014‬بني قوات‬ ‫األمن العراقية وعناصر تابعة لرجل الدين الشيعي‪ ،‬محمود‬ ‫الحسني الصرخي‪.‬‬ ‫وترفض جماعة الصرخي مجموعة من املعتقدات الشيعية‬ ‫العراقية واإليرانية‪ ،‬ولكنها ترفض القيادة الدينية للشيعة‬ ‫في النجف وقم اإليرانية‪ .‬ويطالب أتباع الصرخي ببناء نظام‬ ‫حكم ديني شيعي في العراق على أساس مبدأ والية الفقيه‪،‬‬ ‫لكن من دون السماح إليران بامتالك أي نفوذ في العراق‪.‬‬ ‫حرب املظلومية التي تقودها إي��ران باسم الشيعة‪ ،‬تسببت‬ ‫في خالفات شيعية ‪ -‬شيعية‪ ،‬ليصبح النظام اإليراني بحد‬ ‫ذاته سببا رئيسيا لخالفات شيعة املنطقة ولتتحول إيران‬ ‫من دور القيادة إلى دور تشتيت الشيعة‪ ،‬حيث اتسعت الهوة‬ ‫بني قم والنجف‪ ،‬ورغم دخول الحليف الشيعي اللبناني (حزب‬ ‫ال�ل��ه) مبكرا على خ��ط ال �ص��راع واس�ت�ج��اب��ة بعض األح��زاب‬ ‫وامليليشيات الشيعية ذات النفوذ الكبير في العراق من مقلدي‬ ‫الزعيم اإليراني األعلى آية الله علي خامنئي للدعوة لحمل‬ ‫السالح وأرسلت أتباعها إلى ساحات املعارك‪ ،‬فإنه وبحسب‬ ‫مصادر مقربة كانت أكدت بروز خالفات حادة قبل عامني‬ ‫بني رئيس التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر وأمني‬ ‫عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله بسبب املشاركة في‬ ‫القتال داخل سوريا‪ ،‬عندما رفض الصدر إرسال مقاتلني إلى‬ ‫سوريا بطلب من حزب الله‪ .‬كما أن التيار الصدري نجح في‬ ‫إقناع الكثير من مقاتلي «عصائب أهل الحق»‪ ،‬بالعدول عن‬ ‫الذهاب إلى سوريا بدعوة من قيادة حزب الله‪ ،‬وظل املوقف‬

‫العام بالنسبة إل��ى املراجع الدينية في النجف‪ ،‬تعارض أي‬ ‫تورط قتالي في سوريا‪ ،‬علما أن كاظم حائري‪ ،‬املرجع الديني‬ ‫للتيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى باإلضافة إلى خالفات شيعية ‪ -‬شيعية‬ ‫في العراق فإن الخالف الشيعي ‪ -‬الشيعي تصدر إلى لبنان‬ ‫خاصة بعد تصريحات حسن نصر الله األخيرة‪.‬‬ ‫العالمة السيد محمد علي الحسيني األمني العام للمجلس‬

‫العالمة محمد‬ ‫علي الحسيني‬

‫اإلسالمي العربي في لبنان‪ ،‬يرى أن دور إيران يقتصر على‬ ‫تدخل في نسيج األمة بني اللحم والظفر‪ .‬ويقول لـ«املجلة»‪:‬‬ ‫«إيران ال بيئة لها خارج املذهبية‪ ،‬ومن خاللها تدخل في نسيج‬ ‫األمة بني اللحم والظفر‪ ،‬وتستخدم هذه األقليات القريبة منها‬ ‫مثل العلويني واإلسماعيليني والحوثيني واإلزيديني ومظاملها‬ ‫ومن ثم إسنادها ودعوتها للتشيع أو ضمها ملحور املقاومة‪،‬‬ ‫يعني إما التشيع املذهبي‪ ،‬وإما التشيع السياسي كما هو‬ ‫حال بعض السنة أيضا املوالني إليران من خالل حزب الله‬ ‫في لبنان مثال»‪ ،‬مستدركا‪« :‬العلويون في سوريا يدافعون‬ ‫ع��ن وج��وده��م ألن النظام البعثي زج�ه��م ف��ي ح��رب طائفية‬ ‫ض��روس‪ ،‬وك��ان هو السبب الرئيسي في انبعاث الحركات‬ ‫السنية التكفيرية‪ ،‬لذلك فإن العلويني اليوم يدينون لشيعة‬ ‫لبنان والعراق وإيران الذين يقاتلون إلى جانبهم‪ .‬ولكن هل‬ ‫النتيجة مضمونة؟ بالتأكيد ال؟ فحتى لو افترضنا أن الحل‬ ‫في سوريا سيكون سياسيا فإن نظام الحكم لن يعود إلى‬ ‫سابق عهده ولن يعود النظام إلى قوته السابقة وبالتالي لن‬ ‫يستطيع حماية العلويني فعال الذين سيجدون أنفسهم تحت‬ ‫وصاية إيرانية دائمة‪ ،‬وهم يختلفون عقائديا عن الشيعة‪.‬‬ ‫أم��ا إذا سقط النظام ف��إن مصيرهم أس��ود بالتأكيد ألنهم‬ ‫سيدفعون ثمن كل املجازر التي ارتكبها النظام ضد السنة»‪.‬‬ ‫ويكشف العالمة عن أنه «في إطار إعادة دمج العلويني في‬ ‫املذهب الشيعي أفتى السيد موسى الصدر في السبعينات‬ ‫من القرن املاضي بأن العلويني هم من الشيعة‪ ،‬وبذل جهودا‬ ‫كبيرة بدعم من السيد حسن الشيرازي إلعادة دمج العلويني‬ ‫في املذهب الشيعي‪ ،‬فتم فتح أول ح��وزة دينية في منطقة‬ ‫السيدة زينب‪ ،‬ثم دخلت إي��ران على الخط بعد نجاح ثورة‬ ‫الخميني (‪ )1979‬الذي أرسل موفدا هو السيد أحمد الفهري‬ ‫ليلتقي الرئيس حافظ األس��د‪ ،‬لينتج عن ذلك إنشاء حوزة‬ ‫دينية باسم حوزة اإلمام الخميني وفتح مكتب خاص إلرسال‬ ‫الدعاة واملرشدين إلى القرى والنواحي التي يقطنها العلويون‪،‬‬ ‫وكانت في حدود األربعمائة قرية وناحية مما هيأ الفرص‬ ‫آلخرين بإنشاء مراكز أخرى للدعوة واإلرشاد»‪.‬‬ ‫وح ��ول ت�ه��دي��د إي ��ران دوال بعينها م��ن خ�ل�ال أت�ب��اع�ه��ا ق��ال‬ ‫العالمة‪« :‬اإلطاللة األخيرة لنصر الله حملت في طياتها تهديدا‬ ‫خطيرا للسلم األهلي في لبنان‪ ،‬ورغم تطميناته ألهل عرسال‬ ‫فإنه جزم أن يكمل معركة الجرود نحو عرسال‪ ،‬وتحريرها‬


‫البندين ‪ 15‬و‪ 19‬على حق األقليات في استعمال لغاتهم في‬ ‫املجاالت التعليمية والثقافية‪ ،‬وفيما يتعلق بالتنمية‪ ،‬تشكو‬ ‫تلك األق�ل�ي��ات م��ن تهميش نظام ط�ه��ران لها وتقصيره في‬ ‫تنمية األقاليم التي تعيش بها‪ ،‬كما تعامله بعنف واستعالء‬ ‫مع سكانها‪ ،‬ال سيما بعد أن أوكلت السلطات أمن املنطقة‬ ‫الحدودية إلى قوات الحرس الثوري‪ ،‬التي قلما تقبل ضمن‬ ‫صفوفها األقليات من القوميات والطوائف غير الفارسية‬ ‫والشيعة‪ ،‬خاصة في حروبها التي تستهدف التمدد داخل‬ ‫املنطقة‪.‬‬ ‫النظام اإليراني ال يثق باألقليات القومية أو الطائفية وحتى‬ ‫العلويني واإلسماعيليني على اع�ت�ب��ار أن�ه��م ط��وائ��ف قريبة‬ ‫م��ن ال�ش�ي�ع��ة إال أن ��ه ال ي �ع��ول عليهم ف��ي امل �ه��ام العسكرية‬ ‫واالستخباراتية؛ وهو ما يمكن اعتباره استنزافا طائفيا‪.‬‬ ‫وبحسب مراقبني فإنه بالتزامن مع محاوالت النظام تنفيذ‬ ‫مخططه التمددي الشيعي في املنطقة فإن إيران داخليا تشهد‬

‫تقمع االعتدال السني»‪ ،‬مؤكدا على أن «الكرد حاليا هم في‬ ‫الصفوف األمامية ملحاربة محاوالت النظام ونشره األفكار‬ ‫الطائفية والتطرف الطائفي بني القوميات لتكون ذريعة له‬ ‫للقمع والتمدد»‪.‬‬ ‫وحول احتماالت تحول الصراع الطائفي إلى إيران يقول‪« :‬إن‬ ‫‪ 25‬في املائة من املجتمع اإليراني سني‪ ،‬وسنة إي��ران تحت‬ ‫قمع كبير م��ن قبل ال�ن�ظ��ام‪ ،‬ورج��ال ال��دي��ن السنة املعتدلون‬ ‫غالبا مالحقون ومعتقلون ف��ي سجون ال�ن�ظ��ام‪ ،‬وامل��دارس‬ ‫الدينية السنية ت�ه��دم ف��وق رؤوس م��ن فيها ب��ال�ب�ل��دوزرات‪،‬‬ ‫ل��ذا هناك احتقان وع��دم رض��ا م��ن سنة إي ��ران‪ ،‬خاصة من‬ ‫البلوش الذين غالبيتهم من السنة والتركمان كذلك»‪ ،‬الفتا‬ ‫إلى أن «مشكلة الكرد أو التركمان أو البلوش أو األحوازيني‬ ‫ليست مشكلة دينية أو طائفية بل إنها قومية وسياسية‬ ‫تتعلق بنظام الحكم ولطاملا حاول النظام اإليراني االلتفاف‬ ‫وإظهار القضايا القومية في إي��ران بمظهر الديني الطائفي‬ ‫طبعا ليكسب الزخم والتأييد من جموع الشيعة في املنطقة»‪.‬‬ ‫ول��م ي�خ��ف أن «ق�م��ع ال�س�ن��ة ف��ي إي ��ران ي�ك��ون ع��ام�لا لظهور‬ ‫أشخاص من بني السنة متطرفني ويحملون أفكار (داعش)‬ ‫و(الجهاد) وهو عامل مهم‪ ،‬ومن الطبيعي أنه عندما يكون‬ ‫النظام اإلي��ران��ي شيعيا متطرفا فسيظهر سنة متطرفون‬ ‫يهددون النظام الطائفي في عقر داره»‪.‬‬ ‫وي�خ�ت��م امل �ع ��ارض ال �ب ��ارز اإلي ��ران ��ي ح��دي�ث��ه ق��ائ�ل�ا‪« :‬األزم ��ة‬ ‫السياسية واالق�ت�ص��ادي��ة ف��ي إي��ران أع�م��ق م��ن أن يستطيع‬ ‫(داع��ش) تحويله أو تغيير م�س��اره وإي��ران بحاجة ف��ي هذا‬ ‫الوقت أكثر من أي وقت مضى إلى تغييرات جذرية قي بنية‬ ‫النظام الحاكم‪ .‬على نظام الجمهورية اإلسالمية اإليرانية‬ ‫أن يتحول إلى نظام تعددي ديمقراطي وادع��اءات النظام أنه‬ ‫يحارب (داع��ش) لن يغير شيئا وال يمكن أن يكون لصالح‬ ‫النظام أو عامال مؤثرا في تأجيل التغيير؛ ففي إيران هناك‬ ‫قوى حقيقية تطالب بالتغيير ولن يقنعها التأجيل»‪.‬‬

‫انحسارا شيعيا بل ومدا سنيا‪.‬‬ ‫يرى رئيس حزب الكادحني الثوريني اإليراني عبد الله مهتدي‪،‬‬ ‫أن «إيران تلعب دورا ً‬ ‫سلبيا في منطقة الشرق األوسط‪ ،‬وهي‬ ‫السبب األس��اس��ي ف��ي االض�ط��راب��ات ال�ت��ي تشهدها ك��ل من‬ ‫اليمن‪ ،‬والعراق‪ ،‬والبحرين‪ ،‬ولبنان‪ ،‬والخليج العربي؛ فهي التي‬ ‫تمنع سقوط نظام األسد في سوريا‪ ،‬وتدعم سيطرة حزب الله‬ ‫في لبنان‪ ،‬والحوثيني في اليمن‪ ،‬وتدفع العراق إلى أزمة طائفية‬ ‫تنذر بحرب وشيكة‪ ،‬وتعد العامل الرئيسي لالضطرابات في‬ ‫البحرين‪ ،‬والخليج العربي»‪.‬‬ ‫ويضيف مهتدي أن «النظام اإليراني ال يخفي مطامعه في‬ ‫املنطقة من خالل تصريحات كبار القيادات اإليرانية‪ ،‬ومنهم‬ ‫علي يونسي مستشار ال��رئ�ي��س اإلي��ران��ي حسن روح��ان��ي‬ ‫ال��ذي مل��ح ف��ي تصريحات سابقة أن�ه��م يخططون لتأسيس‬ ‫اإلمبراطورية الشيعية وهذه املطامع ستربك املنطقة وستطيل‬ ‫أمد التوترات»‪.‬‬ ‫إن النظام اإليراني خالل السنوات السابقة «لعب على وتر‬ ‫الطائفة والتطرف الديني في محاولة منه لتحريف املسار‬ ‫النضالي القومي لدى الشعوب اإليرانية والقوميات في إيران‬ ‫من خالل دعم جناح اإلسالم املتطرف في مناطق وسرعان ما‬ ‫انقلب السحر على الساحر وبدأت تلك القوى املدعومة أصال‬ ‫من النظام تتقوى وتخرج عن سيطرتها»‪ ،‬منوها بأن «دعم‬ ‫إيران السلفية والتصوف يشكل خطرا على حركة التحرر‬ ‫الكردية وأيضا على النضال التحرري وخطرا على املجتمع‬ ‫املدني وعلى الديمقراطية وحقوق اإلنسان‪ ،‬ومن جهة أخرى‬

‫خالف املرجعية‬

‫‪,,‬‬

‫معارض سني‪ :‬قمع السنة‬ ‫في إيران يكون عامال‬ ‫لظهور متطرفني يحملون‬ ‫أفكار (داعش) وأمثاله‬ ‫يهددون النظام الطائفي‬ ‫في عقر داره‬

‫‪,,‬‬

‫معارض ايراني يندد‬ ‫بتدهور وضع حقوق‬ ‫اإلنسان في إيران‬ ‫وزيادة عمليات‬ ‫اإلعدام في البالد‬

‫اإلسالمية‪ ،‬كما أن التنظيمات التابعة لهذه الشعوب بدأت‬ ‫بتقوية وتطوير التنسيق بينها ضد العدو املشترك أال وهو‬ ‫االحتالل الفارسي‪ ،‬وإن الحركة تتحالف مع القوى الثورية‬ ‫التابعة للشعوب غير الفارسية وأهمها جيش العدل البلوشي‬ ‫وبيجاك ال�ك��ردي وستترجم ه��ذا التحالف والتنسيق على‬ ‫األرض من خالل القيام بمظاهرات وعمليات عسكرية في‬ ‫األحواز وكردستان وبلوشستان»‪.‬‬ ‫ويلفت قائال‪« :‬هناك نقطة مهمة بالنسبة إلي��ران وهي أزمة‬ ‫الهوية‪ ،‬الهوية اإليرانية بالنسبة إلى النظام هي مبنية على‬ ‫أس��اس عنصرين‪ ،‬العنصر الفارسي والشيعي‪ ،‬واآلن في‬ ‫إي��ران أكثر من ‪ 65‬في املائة ال يعتبرون أنفسهم إيرانيني‪،‬‬ ‫تخيلوا أن وزير التعليم اإليراني حذر من أن أكثر من ‪ 70‬في‬ ‫املائة من الطالب في املدارس االبتدائية هم من غير الفرس»‪.‬‬ ‫يعاني األقليات في إيران من وطأة القيود التي تعوقها عن‬ ‫مباشرة حقوقها الثقافية رغم أن الدستور اإليراني ينص في‬

‫يبدو أن تباين مواقف مراجع الدين الشيعة في العراق وإيران‬ ‫من مسألة إرسال أتباعهم‪ /‬مقلديهم لحرب الوكالة الشيعية‪،‬‬ ‫ه��و ف��ي الحقيقة ورط ��ة فقهية ح��ول ج��دل�ي��ة أح�ق�ي��ة تدخل‬ ‫املرجعيات في السياسية وما يعتبر أنه الخالف األبرز بني‬ ‫قم والنجف‪.‬‬ ‫ففي الوقت الذي أصدر فيه كبار رجال الدين الشيعة اإليرانيني‬ ‫فتاوى تحض أتباعهم على القتال في سوريا واليمن‪ ،‬وكانت‬ ‫املرجعية في النجف متوجسة من إصدار أي فتوى من شأنها‬ ‫تعميق الطابع املذهبي للصراع في العراق والتي لن تسلم منها‬ ‫بغداد بالطبع‪ ،‬آخذة في الحسبان عدة اعتبارات من شأنها‬ ‫التفريق بني النجف وقم‪.‬‬ ‫وه� �ن ��اك رج � ��ال دي� ��ن خ ��رج ��وا ف ��ي ال� �ع ��راق راف� �ض�ي�ن ف�ك��رة‬ ‫ميليشيات شيعية عابرة للحدود‪ ،‬ويقول املتحدث الرسمي‬ ‫باسم مرجعية الصرخي‪ ،‬أحمد الحافظي بهذا الخصوص‬ ‫في تصريح لـ«املجلة» إن «املرجع الديني الصرخي الحسني‪،‬‬ ‫كانت له مواقف واضحة ومعلنة ترفض أي تدخل في العراق‬ ‫وت��دخ��ل ال�ع��راق ف��ي دول ال�ج��وار‪ ،‬م��ا ن��راه م��ن إب��راز لقضية‬ ‫العلويني في سوريا والحوثيني في اليمن وم��ا نسمعه من‬ ‫لبيك يا زينب ولبيك يا حسني‪ .‬ببساطة‪ ،‬الصراع في املنطقة‬ ‫ليس صراعا فارسيا عربيا وال صراعا شيعيا سنيا‪ ،‬وإنما‬ ‫ه��و ص��راع سلطوي‪ ،‬يرسخ سلطة النظام اإلي��ران��ي ووالي��ة‬ ‫الفقيه لتبقى على حالها»‪ ،‬منوها إلى أن «املرجع الصرخي‬ ‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪39‬‬


‫أبو زينب شاب من شيعة العراق‪،‬‬ ‫يعمل في أحد محالت التحف في‬ ‫شارع فردوسي الشهير وسط طهران‪،‬‬ ‫ال يخفي أصوله العراقية بمجرد‬ ‫إحساسه أن الزبون ليس فارسيا‪،‬‬ ‫رغم ذلك ال ينكر أن إيران تقود معركة‬ ‫وكالة‪ ،‬حسب تعبيره‪.‬‬ ‫يقول أبو زينب‪ ،‬الذي اشترط عدم‬ ‫الكشف عن اسمه الحقيقي‪ ،‬لـ«املجلة»‬ ‫إن «إيران اختارت أن تكون وكيلة عن‬ ‫ما يعرف بمظلومية الشيعة‪ ،‬وحسب‬ ‫مجريات األحداث على األرض وما‬ ‫يحدث في سوريا واليمن والعراق‪،‬‬ ‫فهي تقود معركة الدفاع عن الشيعة»‪،‬‬ ‫ولدى سؤاله عن مظلومية أبناء‬ ‫جلدته في األحواز‪ ،‬أو الكرد‪ ،‬يقف‬ ‫حائرا الشاب العشريني الذي ترك‬ ‫العراق رضيعا عام ‪ ،1990‬مع أهله‬ ‫الذين يتبعون رجل الدين الشيعي‬ ‫العراقي آية الله كاظم الحائري‪.‬‬

‫إشكالية األقليات والخالفات الشيعية ‪ -‬الشيعية في نظام خامنئي‪ ..‬قنبلة على وشك االنفجار‬

‫إيران‪ ..‬أزمة هـوية‬ ‫مهاباد‪ :‬روشن قاسم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫متهربا من اإلجابة متجاهال حقيقة‬ ‫أبو زينب‪،‬‬ ‫ً‬ ‫صلب السؤال متسرعا‪« :‬ال نعرف شيئا عنهم‪،‬‬ ‫األح��واز وغيرهم غالبيتهم تخلوا عن شيعتهم‬ ‫وبدأنا نسمع بهم في اإلعالم الغربي‪ ،‬إن املعلومات متناقضة‬ ‫وال توجد لدي حتى اآلن معلومات دقيقة عن مطالبهم»‪،‬‬ ‫مضيفا‪« :‬هناك شيعة خونة وفي كل طائفة هناك خونة‪ ،‬ممن‬ ‫يريدون توتير األجواء‪ ،‬هم طارئون على الساحة »‪.‬‬

‫األقلية الفارسية‬ ‫م��ن نعتهم أب��و زي�ن��ب بالخونة ه��م اآلن أك�ث��ر فاعلية على‬ ‫األرض م��ن أي وق��ت س��اب��ق‪ ،‬وه��ذا م��ا يبرر اس�ت�ف��زازه من‬ ‫‪38‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫األسئلة الخاصة باألقليات ف��ي إي��ران‪ ،‬يعقوب التستري‬ ‫مسؤول املكتب اإلعالمي لحركة النضال العربي لتحرير‬ ‫األح��واز وال�ت��ي تأسست ع��ام ‪ 1999‬وانطلقت ع��ام ‪2004‬‬ ‫بعمليات عسكرية كبيرة ضد «أهداف مشروعة لالحتالل‬ ‫في األح��واز» منها دوائر حكومية ومنشآت نفطية‪ ،‬يقول‬ ‫لـ«املجلة»‪« :‬الحركة تناضل من أجل تحرير األحواز أرضا‬ ‫وشعبا بكل السبل املشروعة منها السياسية وامليدانية‬ ‫واإلع�لام�ي��ة‪ ،‬لدينا نشاط سياسي متواصل وك��ان آخ��ره‬ ‫املؤتمر التضامني ال��ذي أقامته الحركة في مدينة الهاي‬ ‫بحضور ع��دد كبير م��ن السياسيني امل�ع��ارض�ين ووزراء‬ ‫ومندوبي برملان وقياديني من األحزاب التابعة للشعوب غير‬ ‫ً‬ ‫الفارسية املحتلة كالكرد والبلوش والترك األذريني»‪ ،‬الفتا‪:‬‬ ‫«شهدت األحواز منذ شهر مارس (آذار) املاضي مظاهرات‬ ‫واحتجاجات متواصلة ضد السياسات اإلجرامية لالحتالل‬ ‫ال�ف��ارس��ي على رأس�ه��ا سياسة االس�ت�ي�ط��ان واالع�ت�ق��االت‬

‫واإلعدامات العشوائية بحق أبناء شعبنا العزل»‪.‬‬

‫الفتاة الكردية فريناز خسروي‬ ‫وق �ب��ل أس��اب �ي��ع ان�ت�ف��ض ال�ش�ع��ب ال �ك��ردي م��ن أب �ن��اء ش��رق‬ ‫ك��ردس �ت��ان ف��ي م��دي�ن��ة م �ه��اب��اد دف��اع��ا ع��ن ك��رام��ة وش��رف‬ ‫الفتاة ال�ك��ردي��ة فريناز خ�س��روي‪ ،‬مضيفا‪« :‬ق��ام��ت كتائب‬ ‫الشهيد محيي ال��دي��ن آل ناصر الجناح العسكري لحركة‬ ‫النضال العربي لتحرير األحواز بتنفيذ عمليات بطولية ضد‬ ‫مقرات أمنية للحرس الثوري في األحواز وقائمقامية مدينة‬ ‫الخفاجية»‪.‬‬ ‫ويؤكد التستري على أن «إي��ران ستشهد متغيرات كبيرة‬ ‫في الفترة املقبلة بسبب تصاعد الوعي القومي والوطني‬ ‫لدى الشعوب غير الفارسية املحتلة التي تشكل أكثر من ‪70‬‬ ‫في املائة من عدد سكان جغرافيا ما تسمى بالجمهورية‬


‫ياسمني الترش في اإلطار‪ ..‬وبمالبس السجن بعد القاء القبض عليها‬

‫ينظر للواقع اإلعالمي اليوم‪ ،‬من ظاهرة اعتماد صحف‬ ‫وب��رام��ج ال��دردش��ة التلفزيونية على صفحات التواصل‪،‬‬ ‫رغ��م اإلم�ك��ان��ات امل�ت��وف��رة لها ال�ت��ي ل��م تكن م��وج��ودة من‬ ‫قبل‪ ..‬يقول‪« :‬تجد مقدم البرنامج يعتمد على ما تبثه تلك‬ ‫الصفحات في تفسيره لألحداث‪ ،‬ثم يتبني بعد ساعات‬ ‫قليلة أن هذه األخبار غير حقيقية‪ ،‬أو أنها مجرد إشاعات‪،‬‬ ‫أو احتماالت»‪.‬‬ ‫حادثة اعتداء السيدة «النرش» على ضابط شرطة من‬ ‫أمن مطار القاهرة خرجت أساسا من مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي حني ج��رى بث مقطع فيديو عن الواقعة‪.‬‬ ‫وس��ري�ع��ا تلقفت ال�ج�ي��وش اإلل�ك�ت��رون�ي��ة ال�ت��ي تهاجم‬ ‫الحكومة املصرية القضية وتحدثت عن انتهاك الكبار‬ ‫للقانون دون حساب‪ ،‬وأن صبر الضابط على هجوم‬ ‫«ال �ن��رش» ل��م يكن ممكنا ل��و ك��ان ت�ع��رض لهجوم من‬ ‫م��واط��ن ع ��ادي‪ .‬وه �ن��ا أط�ل�ق��ت عليها وس��ائ��ل اإلع�ل�ام‬ ‫وقنوات ال��دردش��ة لقب «سيدة املطار» على أس��اس أن‬ ‫لديها نفوذا وأنها ستفلت من التحقيق‪ ،‬وهذا لم يحدث‬ ‫بطبيعة الحال‪.‬‬ ‫ويضيف الدكتور العالم أن عدم التدقيق في مدى صحة‬ ‫املعلومات املوجودة على مواقع التواصل يتسبب أحيانا‬ ‫في توريط برامج التلفزيون والصحف في كثير من‬ ‫األخبار التي تفتقر للدقة واملعلومات‪ .‬وملواجهة هذه‬ ‫الظاهرة ‪ -‬كما يقول ‪ -‬ال بد أن تكون ِفرق البرامج في‬ ‫التلفزيون ورئ��اس��ة التحرير ف��ي الصحف‪ ،‬حريصة‬ ‫على التأكيد على معديها وم �ح��رري ال��دي�س��ك فيها‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫بأال يعتمدوا إال على املعلومات املؤكدة‪ .‬ويذكر بالقيم‬ ‫اإلخ �ب��اري��ة امل�ه�م��ة‪ ،‬م�ث��ل ت�ع��دد امل �ص��ادر‪ ،‬وال�ت�ي�ق��ن من‬ ‫املصدر األصلي‪ ،‬والبحث عن الواقعة‪ ،‬وهل حدثت أم لم‬ ‫تحدث‪ ،‬واالستعانة بصور تمثل أدلة وشاهدا‪ ..‬وغيرها‪.‬‬

‫رغم أن هناك تسريبات قديمة جرى بثها مؤخرا عن‬ ‫خ�لاف��ات ب�ين «ال �ب ��دوي» و«س ��اوي ��رس»‪ ،‬ف��إن الرجلني‬ ‫تعرضا لحملة م��ن اإلش��اع��ات عبر م��واق��ع التواصل‪،‬‬ ‫وانتقلت سريعا لعدد من قنوات التلفزيون والصحف‪،‬‬ ‫في محاولة من خصومهما‪ ،‬على ما يبدو‪ ،‬للحط من‬ ‫قدر كل منهما أمام الرأي العام‪ ،‬قبل موعد االنتخابات‬ ‫البرملانية التي يجري اإلعداد لها حاليا‪.‬‬ ‫م �ص��ادر م �ق��رب��ة م��ن «س ��اوي ��رس» ت �ق��ول إن ��ه ف��وج��ئ‬ ‫ب��وس��ائ��ل إع�ل�ام «ي�ف�ت��رض أن�ه��ا رص�ي�ن��ة»‪ ،‬وه��ي ت��ردد‬ ‫معلومات مغلوطة ع��ن أن ل��ه صلة ب�ـ«س�ي��دة امل�ط��ار»‪،‬‬ ‫واالدعاء بأنها تعمل في أحد مشروعاته االقتصادية‪،‬‬ ‫وأن سلوكها ضد ضابط الشرطة كان يعتمد على ما‬ ‫تشعر به من قوة نفوذ‪ .‬ويضيف‪« :‬ثبت أن كل هذا غير‬ ‫حقيقي‪ .‬محض اختالق وتسرع في تفسير األحداث‬

‫السيد البدوي رئيس حزب الوفد‬

‫اعتمادا على مصادر مشكوك في مقاصدها»‪.‬‬ ‫أما الحملة ضد «البدوي»‪ ،‬وبحسب أحد الشخصيات‬ ‫امل�ق��رب��ة م�ن��ه‪ ،‬فيرجع م�ص��دره��ا مل�ح��اول��ة االن�ت�ق��ام من‬ ‫موقفه املنحاز لثورة يونيو التي أدت إلسقاط حكم‬ ‫اإلخوان‪ .‬يمتلك «البدوي»‪ ،‬وهو رجل أعمال في مجال‬ ‫األدوية‪ ،‬مجموعة من القنوات التلفزيونية‪ .‬كما جرى‬ ‫تضخيم ال�خ�لاف��ات ال�ت��ي شهدها ح��زب��ه‪ ،‬م��ع انتشار‬ ‫إشاعات عن توقيفه بطريقة مهينة في شمال البالد‪،‬‬ ‫وه��ي أم ��ور ظ�ه��ر ب�ع��د ذل��ك أن�ه��ا ل��م ت�ك��ن دق�ي�ق��ة‪ ،‬رغ��م‬ ‫أن وس��ائ��ل إع�ل�ام كبيرة رددت �ه��ا ف��ور ظ�ه��وره��ا على‬ ‫صفحات مواقع التواصل‪.‬‬ ‫ظاهرة بث اإلش��اع��ات‪ ،‬وفقا للدكتور صفوت العالم‪،‬‬ ‫تحدث في حالة األزم��ات‪ ،‬أو حني يكون هناك صراع‬ ‫بني اتجاهني أو بني جماعتني‪ .‬الخبر الذي يتحدث عن‬ ‫الجماعة املعادية‪ ،‬ومهما كانت خطورته‪ ،‬ال يراعي أحد‬ ‫مدى الدقة فيه‪ .‬وساعد اإلنترنت على االنتشار الواسع‬ ‫لـ«اإلشاعات اإللكترونية»‪.‬‬ ‫ويقول‪« :‬لو كان الخبر السيئ يتهم أحدا من املعارضة‬ ‫بأنه قام بكذا وكذا‪ ..‬هنا املحرر املنحاز للسلطة يكون‬ ‫سعيدا‪ ،‬ألن هذا يتم على أساس أنه يدعم موقفه ورؤيته‪،‬‬ ‫بينما الخبر إذا كان يتناول نظام الحكم‪ ،‬حتى لو كان‬ ‫دقيقا‪ ،‬فإن املحرر يفكر ألف مرة قبل تقديمه للنشر‪..‬‬ ‫لكن الدقة هي الدقة‪ ..‬يجب أن تكون مطلوبة في جميع‬ ‫الحاالت»‪.‬‬ ‫ويزيد أن اإلعالمي إذا عوقب على خبر غير صحيح‬ ‫يتناول النظام مثال‪ ،‬فيجب أن يعاقب على الخبر نفسه‬ ‫غير الصحيح ال��ذي ي�ت�ن��اول بعض خ�ص��وم ال�ن�ظ��ام‪..‬‬ ‫«املهنية ه��ي املهنية‪ .‬لألسف الشديد ه��ي غائبة‪ ،‬وال‬ ‫يوجد من يراجع أو يرصد كل هذه اآلليات» <‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪37‬‬


‫لتعكس ال�ص��راع املحموم على صفحات التواصل‪ ،‬التي‬ ‫في ضاحية حلوان‪ ،‬بعد أن كان يقوم بهذه الزيارة نهار‬ ‫كل جمعة‪ ..‬في الصباح يفتح التلفزيون‪ ،‬ويتابع مواقع‬ ‫يجري تصويرها في كثير من وسائل اإلعالم على أنها‬ ‫التواصل‪ ،‬فيجد أخبارا عن مظاهرات وتبادل إلطالق النار‬ ‫حقائق تأخذ أشكاال متعددة إلثارة الرأي العام‪« ..‬بعضها‬ ‫في حلوان بني جماعة اإلخوان والشرطة‪ .‬فيؤجل الزيارة‬ ‫مقصود‪ ،‬وبعضها يحدث هكذا‪ ،‬دون وعي»‪ ،‬كما يشير‬ ‫ويكتفي باالطمئنان على ابنته بالهاتف‪.‬‬ ‫الدكتور ياسر عبد العزيز‪.‬‬ ‫ظنت أنه مريض‪ ،‬فجاءته بنفسها مع زوجها وأوالده��ا‪،‬‬ ‫مثال‪ ..‬كان هناك شاب يسكن في ضاحية املنيل بالقاهرة‬ ‫وتقول إنها ُصدمت حني أخبرها بأن حلوان لم تعد تصلح‬ ‫ي�ت�ح��دث م��ع خطيبته ع�ب��ر ال�ه��ات��ف‪ .‬ق��ال ل�ه��ا‪« :‬س��أع��اود‬ ‫إلقامتها بسبب االشتباكات‪« .‬أي اشتباكات؟» سألته‪.‬‬ ‫االت �ص��ال‪ ..‬لقد سمعت ص��وت ف��رق�ع��ة»‪ ،‬فكتبت ه��ي في‬ ‫وقالت‪« :‬هذا كله كذب‪ .‬تعال نتنزه في الحديقة اليابانية‬ ‫صفحتها على «فيسبوك» دون انتظار‪« :‬ص��وت إطالق‬ ‫نار في املنيل»‪ .‬وزاد أصدقاؤها الـ«فيسبوكيون» الخبر‬ ‫اآلن»‪ .‬وهي إحدى املعالم الشهيرة في تلك الضاحية‪ .‬ومن‬ ‫يومها لم يعد َ‬ ‫إثارة‪« :‬تبادل إطالق نار في املنيل»‪ ..‬ثم‪« :‬اشتباكات وقتلى‬ ‫الج ُّد يثق في ما يقرأ ويشاهد‪.‬‬ ‫في املنيل»‪.‬‬ ‫ق��دي�م��ا ك��ان��ت اإلش��اع��ات وامل�ع�ل��وم��ات ت�خ��رج م��ن قصور‬ ‫الباشاوات عن طريق مصدرين غالبا‪ :‬الخدم والصحافيون‪..‬‬ ‫حني ع��اود خطيبها االتصال أخبرها أن صوت الفرقعة‬ ‫كان ناتجا عن ألعاب نارية يطلقها عدد من ِّ‬ ‫نجيب ساويرس رجل األعمال املصري‬ ‫لكن ن�ط��اق نشرها ك��ان ض�ي�ق��ا‪ ..‬تجدها إم��ا ف��ي بعض‬ ‫الصبية في‬ ‫الشارع‪ .‬لكن من ُيصلح ما حدث من خطأ؟ انتهى‪ .‬شريط باملناسبة ال ينتميان ألي تيار سياسي)‪ ،‬إن املستخدم املنتديات وجلسات السهر على شاطئ النيل‪ ،‬أو في زوايا‬ ‫األخبار على قنوات كثير من التلفزيونات الخاصة يقول العادي ملواقع التواصل قد يتسبب في بث إشاعة وأخبار صحيفة «املقطم»‪ ،‬أو في أبواب النميمة في املجالت الخفيفة‬ ‫نقال عن شهود عيان‪« :‬املنيل تشهد مواجهات باألسلحة ال أساس لها من الصحة‪ ،‬بحسن نية أو بسوء نية‪« ،‬لكن في النصف األول من القرن املاضي‪ .‬حينها لم يكن هناك‬ ‫بني الشرطة واملتظاهرين»‪ ،‬بينما في الحقيقة لم تكن هناك الخطير هو ما يتعلق بـ(امليليشيات اإللكترونية) املوجهة‪ ،‬احتكار من جانب الدولة لوسائل اإلعالم‪.‬‬ ‫غير ألعاب نارية يطلقها أوالد الضاحية ابتهاجا بفوز التي تعمل على َح ْرف اتجاهات الجمهور عبر بث (األخبار تغيرت تركيبة نظام الحكم وملكية وسائل اإلع�لام منذ‬ ‫املضروبة) التي ُتختلق من أجل التشويه املعنوي أو إثارة مطلع الخمسينات في مصر‪ ،‬وتبعتها بعد ذل��ك تونس‬ ‫نادي كرة القدم الذي يشجعونه‪.‬‬ ‫وليبيا‪ .‬اختفى من القاهرة الباشاوات وجلساتهم التي‬ ‫على‬ ‫النقر‬ ‫عن‬ ‫األصابع‬ ‫تتوقف‬ ‫ما بني املطبخ والصالة ال‬ ‫البلبلة»‪.‬‬ ‫الحروف إلع��ادة بث عشرات القصص التي تتحول بعد ويضيف قائال‪« :‬بالطبع‪ ..‬الجماعات التكفيرية والتنظيمات ك��ان��ت ث��ري��ة ب��ال�ت�س��ري�ب��ات ع��ن خ�ف��اي��ا ال ��دول ��ة وال �ب��رمل��ان‬ ‫قليل‪ ،‬وبعد أن تكون قد تعرضت للتضخيم‪ ،‬إل��ى مواد اإلرهابية وبعض تنظيمات اإلسالم السياسي مثل تنظيم واألحزاب والراقصات وامليول السياسية للمطربني والعبي‬ ‫إخبارية على شاشات التلفزيون‪ .‬في ليبيا‪ ،‬حني خسر اإلخوان‪ ،‬تجيد استخدام هذه امليليشيات‪ ،‬وفي كل جماعة الكرة وفنون الخصوم اآلخرين‪.‬‬ ‫اإلخوان الحكم في انتخابات البرملان العام املاضي‪ ،‬كلفوا من هذه الجماعات هناك جيش إلكتروني‪ ،‬وأتصور أن هذه ال �ي��وم ال�ح��ال��ة ت�غ�ي��رت ع��ن ال�س��اب��ق ف��ي ه��ذه ال�ب�ل��دان التي‬ ‫زوجاتهم وأوالدهم باستخدام مواقع التواصل االجتماعي الجماعات تعتبر مواقع التواصل االجتماعي أداة قتال ضربتها عاصفة التغيير‪ .‬لكن التطور استغرق وقتا‪ .‬في‬ ‫في ترديد اإلشاعات التي يبثها قادة «الجيش اإللكتروني» رئيسية‪ ،‬بمعنى أنها ال تنظر إليها باعتبارها وسيلة عهود حكم عبد الناصر والسادات وحتى بداية سنوات‬ ‫عن أن القائد العسكري خليفة حفتر يقود انقالبا‪ ..‬وهكذا‪ ،‬اتصال‪ ،‬أو عالقات عامة‪ ،‬ولكنها أداة قتال‪ ،‬وجزء كبير ح�ك��م ح�س�ن��ي م �ب��ارك‪ ،‬ك��ان��ت ج�م�ي��ع ال�ص�ح��ف وق �ن��وات‬ ‫من استراتيجية هذه الجماعات‪ ،‬من (داعش) إلى اإلخوان‪ ،‬التلفزيون تتبع الدولة‪ ،‬باستثناء تجربة صحيفة «األهالي»‬ ‫وفقا ملصدر في االستخبارات الليبية‪.‬‬ ‫األمر نفسه كان قد جرى في مصر عقب اإلطاحة بحكم ُ َ َّ ٌ‬ ‫املعارضة التي ظهرت بعد إق��رار السادات مبدأ «املنابر»‬ ‫محمل على هذه املواقع»‪.‬‬ ‫الج ِّد الذي يسكن في ضاحية الزهراء في أواخر السبعينات‪ ،‬وهي أول عودة لألحزاب بعد حظر‬ ‫م�ح�م��د م ��رس ��ي‪ ..‬إش ��اع ��ات ت�س�ب�ب��ت ف��ي إرب� ��اك املشهد ومن ال يذكر قصة َ‬ ‫املصري في الداخل والخارج‪ .‬يقول أحد املسؤولني األمنيني بالعاصمة املصرية‪ ..‬لقد توقف عن زيارة ابنته وأحفاده نشاطها عقب ثورة ‪.1952‬‬ ‫لم يكن أحد يعلم أن الزمن سيأتي فيما بعد بألوف املنابر‬ ‫ب�م�ص��ر‪ ،‬وه��و مختص بمراقبة‬ ‫اإلعالمية املعلومة واملجهولة لتثير الرأي العام‬ ‫نشاط املتطرفني على اإلنترنت‪،‬‬ ‫وتربك الحسابات‪ .‬ال يمكن‬ ‫إنه مؤسسته تتبعت كثيرا من‬ ‫مواقع التواصل االجتماعي التي‬ ‫مقارنة ال�ي��وم ب��األم��س‪ ..‬في‬ ‫كانت تعيد بث مزاعم اإلخ��وان‬ ‫امل� ��اض� ��ي ك � ��ان م� ��ن ال �س �ه��ل‬ ‫ع�ل��ى اإلن �ت��رن��ت‪ ،‬واك�ت�ش�ف��ت أن‬ ‫للسلطة التحكم في ما يقال‬ ‫كثيرا منها ك��ان يخص رب��ات‬ ‫وما ال يقال‪ .‬وآخر مثال على‬ ‫ب�ي��وت م��ن زوج��ات وشقيقات‬ ‫ذلك كان نظام معمر القذافي‬ ‫وق��ري�ب��ات شخصيات موالية‬ ‫ال��ذي قتل في خريف ‪.2011‬‬ ‫ل�ج�م��اع��ة اإلخ� � ��وان‪« .‬ك �ث �ي��رات‬ ‫م ��ا ف �ع �ل��ه ال� � �س � ��ادات ل ��م ي�ك��ن‬ ‫منهن ي�ش��ارك��ن ف��ي ال�ت��روي��ج‬ ‫قابال للتكرار‪ ..‬كانت الظروف‬ ‫ل �ق �ص ��ص م �خ �ت �ل �ق ��ة‪ .‬ج ��رى‬ ‫تسمح له في ذلك الوقت بوقف‬ ‫غ �ل ��ق ب �ع ��ض م� ��ن م �ث ��ل ه ��ذه‬ ‫إص ��دار «األه��ال��ي» ال�ت��ي كانت‬ ‫ِّ‬ ‫تعبر ع��ن فصائل امل�ع��ارض��ة‪،‬‬ ‫الحسابات‪ ،‬لكن م��ن السهل‬ ‫وتنشر ما يمدها به صحافيون‬ ‫أن تعود بأسماء جديدة»‪.‬‬ ‫وكتاب يوقع معظمهم بأسماء‬ ‫م �س �ت �ع��ارة‪ .‬وات �ه �م �ه��ا ال��رئ�ي��س‬ ‫امليليشيات‬ ‫ببث اإلشاعات التي نتجت عنها‬ ‫اإللكترونية‬ ‫«ثورة الخبز» التي كادت تحرق‬ ‫القاهرة‪ ،‬أو ما سماها السادات‬ ‫يقول الدكتور عبد العزيز عن‬ ‫إحدى صفحات التواصل االجتماعي املحسوبة على منتمني لجماعة اإلخوان‪ ..‬ويظهر فيها تضخيم لقضية «أبو تريكة»‬ ‫«ثورة الحرامية»‪.‬‬ ‫امل�ث��ال ال��ذي يخص امل�ك��امل��ة بني‬ ‫والزعم بأن كثيرا من العبي النادي األهلي سيتعرضون للمصير نفسه أي التحفظ على أموالهم‪ ..‬رغم أن أصل القصة ال‬ ‫الدكتور صفوت العالم‪ ،‬يتعجب‪ ،‬وهو‬ ‫عالقة له باللجنة الرسمية للتحفظ على األموال بل يعود إلى بالغ قدمه أحد املحامني للنيابة‬ ‫«شاب املنيل» وخطيبته (وهما‬ ‫‪36‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬


‫البالد تراجعت بعد قرار التحفظ على أموال تلك الشركة‪.‬‬ ‫لكن األغرب قيام مواقع إخبارية بترديد هذه املزاعم دون‬ ‫دليل‪ ،‬على أنها حقائق‪ ،‬بحسب خبراء اإلعالم‪.‬‬ ‫ب��ال�ن�س�ب��ة ل��واق �ع��ة «س �ي��دة امل� �ط ��ار»‪ ..‬ي �ق��ول م �س��ؤول في‬ ‫وزارة الداخلية املصرية إنه فوجئ بأحد مذيعي محطات‬ ‫التلفزيون الخاصة يتحدث عن أن السيدة «النرش» عادت‬ ‫ملنزلها‪ ،‬بينما‪ ،‬في الحقيقة‪ ،‬كانت رهن االحتجاز تمهيدا‬ ‫للتحقيق معها بمعرفة النيابة في واقعة اتهامها بالتعدي‬ ‫على ضابط شرطة في املطار‪ .‬جرى تتبع مصدر الخبر‬ ‫املكذوب‪ ،‬وتبني أنه جاء من صفحة على مواقع التواصل‬ ‫تديرها ميليشيات املتطرفني‪ .‬الهدف‪ ،‬كما يوضح‪ ،‬تصوير‬ ‫وزارة الداخلية والسلطات املصرية على أنها تكيل بمكيالني‬ ‫في تعاملها مع املواطنني‪ ،‬وذلك باعتبار أن السيدة املشار‬ ‫إليها سيدة أعمال ولها صالت بجهات عليا‪.‬‬ ‫قصة «النرش»‪ ،‬من وجهة نظرها‪ ،‬تتلخص في أنها شعرت‬ ‫بالغضب بسبب عدم السماح لها بركوب الطائرة من مطار‬ ‫العاصمة إلى مدينة الغردقة على البحر األحمر‪ ،‬بحجة‬ ‫وصولها متأخرة عن املوعد املحدد‪ ،‬مما دفعها للتعامل‬ ‫ب�ح��دة م��ع أم��ن امل�ط��ار‪ .‬أم��ا م��ن وج�ه��ة نظر ال�ش��رط��ة‪ ،‬فإن‬ ‫السيدة كانت تحمل نحو ‪ 200‬غ��رام من امل�خ��درات‪ .‬وما‬ ‫زالت التحقيقات مستمرة في الواقعة لكشف الحقيقة‪.‬‬

‫تأثير اإلشاعات التي تبث عبر اإلنترنت‬

‫محمد أبو تريكة العب كرة القدم الشهير‬

‫التأويل‪ .‬فجأة أصبح مالحقا بأخبار وتسريبات وتكهنات‬ ‫ع��ن مستقبله الحزبي وع��ن تركيبة البرملان املقبل‪ .‬في‬ ‫تسجيل هاتفي ج��رى بثه على اإلن�ت��رن��ت‪ ،‬ك��ان ال�ب��دوي‬ ‫يتحدث عن «س��اوي��رس»‪ .‬ه��ذا ك��ان خ�لال الفوضى التي‬ ‫ضربت البالد عقب أحداث يناير قبل أربع سنوات‪ .‬ويخرج‬ ‫التسجيل اليوم في محاولة إلرب��اك حسابات السياسة‪.‬‬ ‫لقد كان الرجالن حليفني في ثورة يونيو (حزيران) التي‬ ‫أسقطت حكم اإلخوان في ‪.2013‬‬

‫نجم منتخب مصر‬ ‫«أبو تريكة» نجم منتخب مصر والنادي األهلي املعتزل‪،‬‬ ‫آخر األسماء التي دخلت بورصة الجدل‪ .‬ذهبت النظريات‬ ‫ال �ق��ادم��ة م��ن ال �ف �ض��اء اإلل �ك �ت��رون��ي إل ��ى ال��رب��ط ب�ي�ن ق��رار‬ ‫ال�س�ل�ط��ات ال�ت�ح�ف��ظ ع�ل��ى أم ��وال ��ه‪ ،‬وت��وق��ف ن �ش��اط إح��دى‬ ‫الجماعات اإلرهابية عن التفجيرات‪ .‬هكذا جرى الزعم‪.‬‬ ‫برامج الدردشة املسائية على كثير من قنوات التلفزيون‬

‫رددت م�ث��ل ه��ذه األم ��ور‪ ،‬وأس �س��ت عليها م��داخ�لات مع‬ ‫خصومه وخ�ص��وم ال�ن��ادي ال��ذي ينتمي إل�ي��ه‪ .‬هكذا بكل‬ ‫بساطة!‬ ‫قضية التحفظ على أموال أبو تريكة واتهامه بـ«االنتماء‬ ‫لجماعة اإلخوان» حازت على نصيب كبير من اإلشاعات‬ ‫و«األخبار املضروبة» ربما بسبب شهرة الرجل وتحقيقه‬ ‫مع منتخب مصر كثيرا من البطوالت األفريقية‪ .‬حاول‬ ‫كل ط��رف االستفادة من القضية لتعزيز موقفه‪ ،‬بينما‬ ‫التحقيقات والطعون لم يجر الفصل فيها بعد‪.‬‬ ‫مصادر بلجنة التحفظ على أم��وال جماعة اإلخ��وان التي‬ ‫تصنفها السلطات «جماعة إرهابية»‪ ،‬تقول إن أبو تريكة‬ ‫شريك لرجل ينتمي للجماعة في شركة سياحية‪ .‬لكن أبو‬ ‫تريكة‪ ،‬وفقا ألحد محاميه‪ ،‬تقدم بتظلم للقضاء إللغاء قرار‬ ‫التحفظ على أمواله‪ ،‬ونفى هذا املحامي أي عالقة لالعب‬ ‫بـ«الحركات اإلرهابية»‪ ،‬ووصف االتهامات املوجهة ضده‬ ‫بأنها «غير جدية»‪ .‬إال أن صفحات على مواقع التواصل‪،‬‬ ‫بثت أقاويل غريبة؛ من بينها أن التفجيرات اإلرهابية في‬

‫ع��دد كبير م��ن ال�خ�ب��راء واألس��ات��ذة املختصني ب��اإلع�لام‬ ‫ي �ش �ع��رون ب��امل�ت�غ�ي��ر ال �ج��دي��د ال� ��ذي ي�ت�ل�خ��ص ف��ي ت��أث�ي��ر‬ ‫اإلشاعات التي تبث عبر اإلنترنت على مهنة الصحافة التي‬ ‫توصف بـ«مهنة البحث عن املتاعب»‪ ،‬ألسباب كثيرة؛ منها‬ ‫التحري والتدقيق وتحقيق املوضوعية قبل النشر‪ .‬الدكتور‬ ‫عبد العزيز يؤكد أن معايير العمل اإلع�لام��ي تعرضت‬ ‫النتهاكني رئيسيني؛ االنتهاك األول يتعلق بالصحافيني‬ ‫املهنيني الذين بات عدد كبير منهم يهمل في تقصي تلك‬ ‫املعايير وااللتزام بها‪ .‬واالنتهاك الثاني من مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي ومستخدميها ال��ذي��ن ل��م ي��درك��وا ال�ف��ارق بني‬ ‫األخبار واإلشاعات‪.‬‬ ‫وبالتالي ‪ -‬وفقا للدكتور عبد العزيز ‪ -‬نحن نواجه تحديا‬ ‫خطيرا ستكون له انعكاسات كبيرة على العمل اإلخباري‪،‬‬ ‫وعلى الرأي العام‪ ،‬وعلى العقل الجمعي‪ ،‬مشيرا إلى أن هذا‬ ‫التحدي يتمثل في عدم التفرقة بني ما ينشر على مواقع‬ ‫التواصل‪ ،‬واألخ�ب��ار التي لها معايير خ��اص��ة‪« ..‬األخبار‬ ‫عبارة عن إفادات تم االستدالل عليها وإثباتها وتقع في‬ ‫إط��ار أول��وي��ات الجمهور»‪ .‬ويضيف‪« :‬أم��ا ما ينشر على‬ ‫مواقع التواصل‪ ،‬فإذا لم يكن مثبتا فهو محض شائعة‪،‬‬ ‫يتسبب ال�ت�ع��ام��ل م�ع�ه��ا‪ ،‬بوصفها حقيقة‪ ،‬ف��ي أض��رار‬ ‫كبيرة»‪.‬‬ ‫االنتشار ال��واس��ع لإلنترنت وم��واق��ع التواصل في البالد‬ ‫العربية‪ ،‬ومنها مصر وليبيا وتونس‪ ،‬أسهم في انطالق‬ ‫«الربيع» الذي تبعته قالقل بني السلطة والجمهور‪ ..‬وبني‬ ‫الشخصيات امل��ؤث��رة سياسيا واق�ت�ص��ادي��ا‪ ،‬والنشطاء‬ ‫امل�ع��ارض�ين ل�ه��م‪ ..‬وب�ين أن�ص��ار ال��دول��ة املدنية وجماعات‬ ‫املتطرفني‪.‬‬ ‫«الحكومة ستزيد أسعار الوقود»‪ ،‬و«الحكومة ستخفض‬ ‫م�خ�ص�ص��ات ال ��دع ��م»‪ ،‬و«ال �ح �ك��وم��ة ل��ن ت �ص��رف روات ��ب‬ ‫ل�ل�م��وظ�ف�ين ه ��ذا ال �ش �ه��ر»‪ .‬إش ��اع ��ات إل �ك �ت��رون �ي��ة تنطلق‬ ‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪35‬‬


‫من أين أتيت بهذه األخبار؟ لم‬ ‫يعد األمر ًّ‬ ‫مهما‪ .‬قديما قالوا‬ ‫إن من السهل أن يصدق الرأي‬ ‫العام اإلشاعات‪ ،‬ومن الصعب‬ ‫أن تقنعه بالحقيقة‪ .‬في املطبخ‬ ‫وفي الصالة يمسك األوالد‬ ‫والزوجة بالهواتف الجوالة‬ ‫والكومبيوترات‪ ،‬إلدارة عشرات‬ ‫الحسابات بأسماء وهمية على‬ ‫مواقع التواصل االجتماعي‪،‬‬ ‫ومن ثم تجد أمامك على‬ ‫الشاشة املضيئة أخبارا ال أول‬ ‫لها وال آخر‪ ..‬هل هي صحيحة؟‬ ‫ليس هذا ضروريا‪ ..‬أهم شيء‬ ‫تحقيق الهدف‪.‬‬

‫آخر ضحاياها زعيم «الوفد» ورجل األعمال ساويرس والعب األهلي «أبو تريكة»‬

‫اإلشاعات اإللكترونية تربك املصريني‬ ‫القاهرة‪ :‬عبد الستار حتيتة‬ ‫«سيدة املطار» التي أثارت عاصفة من الجدل في‬ ‫وسائل اإلعالم‪ ،‬خرجت عنها نظريات وقصص‬ ‫ربطتها باألوضاع السياسة في مصر‪ .‬ما عالقة‬ ‫السيدة ياسمني النرش‪ ،‬التي تعاركت مع ضابط شرطة في‬ ‫مطار القاهرة الشهر املاضي‪ ،‬بالصراع الدائر بني رجال‬ ‫أحزاب ورجال أعمال مصريني منهم نجيب ساويرس؟‬ ‫وم��ن ه��ذا ال��ذي ب��دأ في إدارة محرك اإلش��اع��ات عن زعيم‬ ‫حزب الوفد‪ ،‬السيد البدوي؟ وملاذا الهجوم على العب كرة‬ ‫القدم الشهير محمد أبو تريكة بينما التحقيقات بشأن‬ ‫عالقته ب��اإلره��اب لم تنته بعد؟ كثيرة هي األق��اوي��ل التي‬ ‫م��ن ه��ذا ال �ن��وع‪ ،‬ل�ك��ن امل�ش�ك�ل��ة ت�ك�م��ن ف��ي ت�ع��ام��ل وس��ائ��ل‬ ‫إعالم يفترض أنها «رصينة» مع ما تبثه مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي على أنه حقائق مسلم بها‪.‬‬ ‫األم ��ر نفسه ينطبق ع�ل��ى ق�ض��اي��ا ت�م��س ال�ح�ي��اة اليومية‬ ‫‪34‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫مل�لاي�ين امل��واط�ن�ين ف��ي دول م��ا ي�ع��رف ب�ـ«ال��رب�ي��ع ال�ع��رب��ي»‪،‬‬ ‫مثل أسعار السلع وحركة القطارات واملواصالت العامة‪.‬‬ ‫ال��دك�ت��ور ي��اس��ر عبد ال�ع��زي��ز‪ ،‬الخبير اإلع�لام��ي املصري‬ ‫يقول لـ«املجلة» إن ع�لاج مشكلة اعتماد وسائل اإلع�لام‬ ‫على ما تبثه صفحات التواصل‪ ،‬ومواقع اإلنترنت مجهولة‬ ‫الهوية‪ ،‬يتطلب إعادة االعتبار للمعايير املهنية في العمل‬ ‫اإلخباري‪ .‬هل هذا ممكن؟ منذ ثورة يناير (كانون الثاني)‬ ‫‪ 2011‬خرجت مئات القصص الخطيرة من «يوتيوب» ومن‬ ‫صفحات «فيسبوك» و«تويتر»‪ ،‬وغزت الصحف وشاشات‬ ‫التلفزيون‪ ،‬وظهر فيما بعد أن أغلبها كان مجرد حشو ال‬ ‫أساس له من الصحة‪ .‬واليوم يبدو أن األمر يزداد سوءا‪.‬‬

‫الخصم السياسي‬ ‫في هذا الزمن الذي تهطل فيه أمطار اإلشاعات بال انقطاع‪،‬‬ ‫يقع عبء كبير على مسؤولي التلفزيون والصحف‪ .‬ال بد‬ ‫من التنبيه على مسألة التدقيق وتحري املصداقية وتعدد‬

‫املصادر‪ .‬الدكتور صفوت العالم‪ ،‬أستاذ اإلعالم السياسي‬ ‫بجامعة القاهرة‪ ،‬يشير لـ«املجلة» قائال إن «الواقع يعكس‬ ‫وجود تعاملني اثنني مختلفني تجاه هذه القضية‪ ،‬فلو نقلت‬ ‫أخبارا غير صحيحة عن الخصم السياسي للسلطة‪ ،‬فإنك‬ ‫ُ‬ ‫ال تعاقب (إال فيما ن��در)‪ ،‬بينما لو فعلت هذا تجاه خبر‬ ‫مؤكد عن نظام الحكم فستفكر ألف مرة قبل نشره‪ .‬هذا‬ ‫يحدث عادة في غالبية بلدان منطقة الشرق األوسط»‪.‬‬ ‫لكي ت�ك��ون ع�ض��وا ف��ي ن��ادي امل��ؤام��رات؛ فاملسألة أبسط‬ ‫مما تتخيل‪ ..‬ربما ال تتطلب منك س��وى ع��دة دوالرات‪..‬‬ ‫خمسة‪ ..‬سبعة‪ ..‬ال أكثر‪ ،‬بل يمكن االشتراك مجانا من‬ ‫خالل مواقع التواصل‪ ،‬أو عبر تأسيس موقع خاص دون‬ ‫مقابل ال تظهر فيه هويتك‪ .‬انشر ما تريد‪ ،‬ودع اإلع�لام‬ ‫التلفزيوني املتحفز والصحف املتعطشة لألخبار‪ ،‬تعيد‬ ‫ترديد اإلشاعات لتصل لكل الدنيا‪ ،‬بغض النظر عن أصل‬ ‫املوضوع ومالبساته‪ .‬اإليقاع سريع‪ ،‬والخوف من فقدان‬ ‫السبق يسيطر على الجميع‪.‬‬ ‫«البدوي» الذي يرأس حزب «الوفد» نزل اسمه في ساحة‬


‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪33‬‬


‫بو‬

‫ر‬

‫تر‬

‫يه‬

‫ٌ‬ ‫أنجلينا جولي‪ ..‬سفيرة نيتها أكثر من حسنة‬ ‫أعمالها اإلنسانية تطغى على نجوميتها السينمائية‬

‫‪ - 1‬ح�ين ص��ار عمر أنجلينا جولي سنة واح ��دة‪ ،‬تفتحت‬ ‫عيناها على طالق بني أمها عارضة األزياء واملمثلة مارشلني‬ ‫ب��رت��ران��د وأب �ي �ه��ا امل �م �ث��ل ج ��ون ف��وي��ت (ج ��ائ ��زة األوس �ك��ار‬ ‫‪ 1979‬ألفضل ممثل) وعاشت طفولة موسومة باملشاغبة‪،‬‬ ‫وك��ان��ت م��ول�ع��ة بتربية ال�س�ح��ال��ي وال�ث�ع��اب�ين وت�س�ن��د إل��ى‬ ‫هذه الزواحف أسماء إنسانية‪ ،‬وسيرتها املدرسية ّ‬ ‫تميزت‬ ‫بالشقاوة‪ .‬كانت جيناتها الوراثية مستجيبة ملا في نفسها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األم��ارة بالتمثيل من جهة ّ‬ ‫والعم‪ ،‬ورثت مزيجا‬ ‫األم واألب‬ ‫من أعراق سلوفاكية‪ ،‬وأملانية‪ ،‬وفرنسية‪ ،‬ومع أمها تعرفت‬ ‫في طفولتها على أف�لام أيقظت فيها الرغبة امل��وروث��ة في‬ ‫التمثيل‪.‬‬ ‫‪ - 2‬وحني صار عمرها ‪ 7‬سنوات دخلت عالم الفن السابع مع‬ ‫والدها‪ ،‬في فيلم «االستعداد للخروج»‪ ،‬وفي سن ‪ 11‬اتخذت‬ ‫قرار االلتحاق بمعهد لدراسة املسرح‪ ،‬وشاركت في كثير من‬ ‫األع�م��ال الصغيرة على ه��ذا امل�س��رح‪ .‬ب��دأت أنجلينا بالعمل‬ ‫كعارضة أزياء‪ ،‬وظهرت في كثير من األغاني املصورة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬لم تستعد أنجلينا للخروج إلى دنيا السينما إال في سن‬ ‫‪ ،18‬لتنخرط ف��ي اح�ت��راف التمثيل‪ ،‬وب��دأت حياتها املهنية‬ ‫كممثلة ف��ي فيلم «س��اي�ب��ورغ ‪ »2‬ع��ام ‪ ،1993‬وح�ص�ل��ت على‬ ‫األدوار ال��رئ�ي�س�ي��ة ف��ي أف�ل�ام أخ ��رى م�ث��ل «ال �ه��اك��رز» وف ��ازت‬ ‫باألوسكار كأفضل فنانة مساعدة على أدائها في فيلم «فتاة‬ ‫توقف» في ع��ام ‪ 1999‬إل��ى أن بلغت أف�لام املمثلة األربعينية‬ ‫أنجلينا أربعني شريطا‪.‬‬ ‫‪ - 4‬الجميالت كثيرات في العالم‪ ،‬وأنجلينا واحدة من أشهرهن‪،‬‬ ‫الثانية لجورج واالس في فيلم‬ ‫وحني تألقت في دور الزوجة‬ ‫ّ‬ ‫ع��ن ه��ذا ال�س�ي��اس��ي األم �ي��رك��ي‪ ،‬ع��ل��ق م�ن�ت��ج ال�ش��ري��ط ب�ق��ول��ه‪:‬‬ ‫«العالم مليء بالفتيات الجميالت‪ ،‬ولكن أنجلينا فتاة ممتعة‪،‬‬ ‫وصادقة‪ ،‬وذكية‪ ،‬ورائعة‪ ،‬وموهوبة بشكل استثنائي»‪.‬‬ ‫وانطلقت أنجلينا تحصد الجوائز الذهبية‪ ،‬وص��ارت أغلى‬ ‫ممثلة في هوليوود وفرضت نفسها كممثلة استثنائية ذات‬ ‫سطوة ناعمة‪ ،‬وتأثير نافذ على مستوى العالم‪.‬‬ ‫‪ - 5‬مالها صار كثيرا جدا‪ ،‬وكان ال بد من إعطاء معنى للمال‪،‬‬ ‫‪32‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫فعرفت أنجلينا بأعمالها الخيرية الكثيرة‪ ،‬وص��ارت تشغل‬ ‫منصب سفيرة ال�ن��واي��ا الحسنة ف��ي األم��م امل�ت�ح��دة لشؤون‬ ‫ال�لاج �ئ�ين‪ ،‬وي �ق��ال إن ن�ح��و ‪ 20‬م�ل�ي��ون دوالر (ع ��دا األط�ع�م��ة‬ ‫واألدوي ��ة وغيرها) ه��ي إجمالي م��ا تبرعت ب��ه خ�لال ثماني‬ ‫س� �ن ��وات‪ ،‬وزارت م �خ �ي �م��ات ال�ل�اج �ئ�ي�ن ب �ل �ب �ن��ان‪ ،‬وال�لاج �ئ�ين‬ ‫الصوماليني بكينيا‪ ،‬وزارت أفغانستان والصومال وباكستان‬ ‫ودارفور وسلفادور وتنزانيا وسيراليون وغيرها بشاحنات‬ ‫محملة بماليني الدوالرات وبمختلف أنواع األغذية واألدوية‬ ‫واألطعمة‪.‬‬ ‫‪ - 6‬خارج التمثيل واألضواء والشاشة‪ ،‬وداخل الحياة والجسد‬ ‫الحي‪ ،‬تزوجت أنجلينا أول م��رة وظهرت في زواج�ه��ا األول‬ ‫مرتدية سرواال جلديا وقميصا أبيض كتبت عليه بدمها اسم‬ ‫زوجها وحبيبها‪ ،‬ثم تزوجت ثانية بممثل‪ ،‬وثالث زواج ّكان‬ ‫باملمثل ب��راد بيت وأنجبت منه ثالثة أطفال‪ ،‬ولكنها تبنت‬ ‫معه أربعة أطفال من كمبوديا وإثيوبيا وفيتنام‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى طفل الجئ سوري في تركيا‪.‬‬ ‫‪ - 7‬صحيا‪ ،‬اكتشفت أنها مهددة بالسرطان إذا لم تستأصل‬ ‫ثدييها االثنني‪ ،‬ففعلت‪.‬‬ ‫‪ ّ - 8‬وماذا بعد كل املجد والجوائز والثراء واالمتالء بالحياة؟‬ ‫تظل أنجلينا جولي حاملة لوعي عملي بمعاناة محيطها‬ ‫الكوني ومواطنة م��ن ه��ذا العالم‪ ،‬م��درك��ة للوجود امل�ح��دود‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وخ��ائ�ف��ة م��ن زم��ن يقلب ظهر امل�ج��ن وذات وع��ي ح��ي باملوت‬ ‫ولذلك فهي تحلم باعتزال التمثيل وه��ي في أوج‬ ‫املتربص‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫املجد‪ ،‬كأن تتمنى أن تمثل دور «كليوباترا»‪ ،‬وهذا أمر ذو داللة‬ ‫عميقة‪ ،‬ولكن دور «أنطونيو» يتطلب اإلجابة عن املمثل القادر‬ ‫على القيام بدوره‪ ،‬ومن تراه يكون غير براد بيت‪ ،‬زوجها في‬ ‫سينما الحياة وفي حياة السينما؟‬ ‫ّ‬ ‫الغنيات كثيرات في العالم‪ ،‬وليست أنجلينا أثرى‬ ‫‪ - 9‬النساء‬ ‫ّ‬ ‫ثريات العالم‪ ،‬ولكن عملها الخيري سيظل مضيئا بعد أن‬ ‫تنطفئ أضواء سينما الحياة‪.‬‬

‫نص‪ :‬منصف املزغين‬ ‫ريشة‪ :‬علي املندالوي‬


‫الله أمثال عبد املنعم القبيسي (ساحل العاج)‪ ،‬وعلي‬ ‫إبراهيم الوطفة (سيراليون)‪ ،‬وعلي عباس ف��واز الذي‬ ‫يرأس مجلس رجال األعمال اللبناني اإليراني‪ ،‬وهشام‬ ‫نمر خنافر الذي ينشط في غامبيا‪.‬‬ ‫إق ��رار مجلس ال �ن��واب األم �ي��رك��ي ق��ان��ون م�ن��ع النشاط‬ ‫املالي العاملي لحزب الله كان مفاجئا خاصة وأنه جاء‬ ‫بعد أن كانت اإلدارة األميركية في وق��ت سابق أزال��ت‬ ‫ف��ي تقرير أم�ن��ي س�ن��وي‪ ،‬ق��دم��ه جيمس ك�لاب��ر‪ ،‬مدير‬ ‫االستخبارات الوطنية إل��ى مجلس الشيوخ األميركي‬ ‫كال من إيران وحزب الله من قائمة التهديدات اإلرهابية‬ ‫ل�ل��والي��ات املتحدة للمرة األول��ى منذ س�ن��وات‪ ،‬تماشيا‬ ‫م��ع سياسة االن�ف�ت��اح التي يتبعها الرئيس أوب��ام��ا مع‬ ‫املسؤولني اإليرانيني‪.‬‬ ‫ه� ��ذا ال � �ق� ��رار ي �ع �ك��س م ��ن دون ش ��ك م� ��دى االن �ق �س��ام‬

‫‪,,‬‬

‫مشروع قانون مقدم من‬ ‫النائب األميركي‬ ‫إد رويس وبرعاية‬ ‫مشتركة من قبل تسعة‬ ‫أعضاء آخرين في‬ ‫الكونغرس ملعاقبة‬ ‫املؤسسات املالية‬ ‫األجنبية التي تسهل‬ ‫أنشطة حزب الله‬

‫في عام ‪ 2010‬استهدفت الخزانة األميركية اثنني من‬ ‫كبار ممولي ح��زب الله في أفريقيا علي وحسني تاج‬ ‫الدين‪ ،‬واتهمتهما بإرسال ماليني الدوالرات من خالل‬ ‫شبكة أعمالهم العاملية‪ ،‬كما اتهمتهم بتأمني معاقل‬ ‫استراتيجية ألفراد من الحزب في الخارج‪.‬‬ ‫والسيد علي تاج الدين‪ ،‬وهو مسؤول سابق في حزب‬ ‫الله‪ ،‬عمل في سيراليون قبل أن يعود إلى لبنان ويؤسس‬ ‫شركة «تاجكو»‪ ،‬عام ‪ 1995‬والذي أصبح ابنه حسان‬ ‫تاج الدين الحقا مديرها التنفيذي‪ .‬حسان تاج الدين‬ ‫ي��دي��ر أي �ض��ا ش��رك��ة دول ��ي س��وف��ت ك��وم�ب��ان��ي ل�ب��رام��ج‬ ‫الكومبيوتر‪ ،‬و«تاج الدين لالستثمار» في أكرا غانا‪.‬‬ ‫وهو على الرغم من إدارات��ه لـ«تاجكو» املستهدفة من‬ ‫قبل وزارة الخارجية األميركية غير مصنف على الئحة‬ ‫اإلرهاب‪.‬‬ ‫أما «تاجكو» فهي تقوم بأعمال تجارية فضال عن شراء‬ ‫وتطوير العقارات‪ .‬القسم األكبر من عائدات الشركة التي‬ ‫تقدر بماليني الدوالرات تستخدم للدعم املالي لحزب الله‪.‬‬ ‫«ت ��اج� �ك ��و» م� ��وج� ��ودة ف ��ي ك ��ل م ��ن ل� �ب� �ن ��ان‪ ،‬وغ��ام �ب �ي��ا‬

‫وسيراليون‪ .‬علي تاج الدين هو أيضا من النافذين في‬ ‫شركة «جهاد البناء» التي استهدفتها الخزانة األميركية‬ ‫ع��ام ‪ ،2007‬وه��ي شركة أسسها ويديرها ح��زب الله‪،‬‬ ‫وتعمل في مجال التطوير العقاري‪ ،‬وكان لها دور بارز‬ ‫في إع��ادة إعمار ضاحية بيروت الجنوبية بعد حرب‬ ‫‪.2006‬‬ ‫أما حسني تاج الدين‪ ،‬فهو من كبار ممولي حزب الله‬ ‫حيث ينشط في جمع التبرعات للحزب في غامبيا‪ .‬كان‬ ‫طرد في وقت الحق من العام ‪ 2013‬من غامبيا ليعود‬ ‫إليها بعفو رئاسي‪.‬‬ ‫تملك عائلة تاج الدين مجموعة شركات مثل «الكونغو‬ ‫فوتور«‪ ،‬و«اولفاس»‪ ،‬و«غولفرات» وغيرها من الشركات‬ ‫ال�ت��ي تعمل ف��ي م�ج��ال ت �ج��ارة امل ��واد ال�غ��ذائ�ي��ة وال�ب�ن��اء‬ ‫والعقارات وامل��اس‪ ،‬وتتوزع بني غامبيا وأنغوال وغانا‬ ‫وجمهورية الكونغو الديمقراطية ول�ب�ن��ان‪ ،‬وموناكو‪،‬‬ ‫وجزر فيرجن البريطانية وجزر السيشيل‪ .‬طبعا ليست‬ ‫عائلة تاج الدين الوحيدة املستهدفة‪.‬‬ ‫فهناك كوكبة من رجال األعمال التي تدور في فلك حزب‬

‫‪,,‬‬

‫غطت الثلوج صورة زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله‬ ‫في قرية جباع‪ ،‬جنوب لبنان ـ ـ فبراير (شباط) املاضي‬

‫الحاصل ف��ي ال��والي��ات املتحدة ب�ين البيت األب�ي��ض من‬ ‫جهة ومجلسي النواب والشيوخ من جهة أخرى حول‬ ‫السياسات الخارجية للرئيس أوباما خاصة فيما يتعلق‬ ‫باالتفاق النووي املنوي توقيعه بني الدول الخمسة زائد‬ ‫واح��د وإي��ران‪ ،‬وال��ذي يعده كثر اتفاقا سيئا سيعطي‬ ‫إي��ران القدرة على إنتاج القنبلة النووية باإلضافة إلى‬ ‫رفع العقوبات عنها‪ ،‬من دون إلزامها بتغيير نهجها‬ ‫ال �ت��وس �ع��ي ف ��ي امل �ن �ط �ق��ة‪ ،‬م ��ن خ�ل��ال دع �م �ه��ا ألن�ظ�م��ة‬ ‫وميليشيات إرهابية‪ .‬وكان الكونغرس األميركي صوت‬ ‫على مشروع قانون بأغلبية ساحقة يمنح النواب سلطة‬ ‫مراجعة ورفض االتفاق النووي املحتمل مع إيران‪ ،‬مما‬ ‫يعكس إصرار املشرعني على وجود رأي لهم في اتفاق‬ ‫دولي من هذا الحجم له انعكاسات كبيرة على املنطقة‬ ‫والعالم‪.‬‬ ‫إن عملية شد الحبال بني الكونغرس األميركي وإدارة‬ ‫ال��رئ�ي��س أوب��ام��ا ستشهد الكثير م��ن ال�ف�ص��ول‪ ،‬ولكن‬ ‫من األكيد أن هناك جزءا كبيرا وأساسيا في الواليات‬ ‫املتحدة األميركية يعارض اتفاقا يعطي إيران ما تريده‬ ‫من دون أن تقدم تنازالت في املقابل‪.‬‬ ‫فهل كل الكالم عن تقارب أميركي إيراني كان مجرد‬ ‫غيمة صيف؟ <‬ ‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪31‬‬


‫تفاجأ املتابعون السياسيون‬ ‫بإقرار مجلس النواب األميركي‬ ‫منتصف الشهر املاضي‬ ‫باإلجماع قانون منع النشاط‬ ‫املالي الدولي لحزب الله الذي‬ ‫من شأنه فرض عقوبات أكثر‬ ‫صرامة ضد الحزب‪.‬‬ ‫من شأن مشروع القانون املقدم‬ ‫من النائب األميركي إد رويس‬ ‫وبرعاية مشتركة من قبل تسعة‬ ‫أعضاء آخرين في الكونغرس‪،‬‬ ‫معاقبة املؤسسات املالية‬ ‫األجنبية التي تسهل أنشطة‬ ‫حزب الله والعمل من أجل عرقلة‬ ‫تمويل نشاطاته الداخلية (في‬ ‫لبنان) والدولية‪ ،‬واستخدام‬ ‫كل الوسائل الدبلوماسية‬ ‫والتشريعية والتنفيذية ملحاربة‬ ‫النشاطات الجنائية لحزب‬ ‫الله كوسيلة لعرقلة قدرة هذا‬ ‫التنظيم على تمويل نشاطاته‬ ‫اإلرهابية الدولية‪.‬‬

‫ً‬ ‫حزب الله إلى واجهة العقوبات األميركية مجددا‬

‫كشف مصادر الحزب املالية وكبار مموليه‬

‫واشنطن‪ :‬هيفاء نور الدين‬ ‫الالفت في القرار عدم ذكر لبنان باالسم‪ ،‬في‬ ‫رسالة طمأنة املؤسسات املالية اللبنانية بأن‬ ‫القرار ال يستهدفها‪ ،‬بل يستهدف فقط تلك‬ ‫املؤسسات الدولية التي تقوم بتسهيل نشاطات حزب‬ ‫الله ومؤسساته املالية واللوجيستية‪ ،‬بما فيها قناة‬ ‫«املنار» التلفزيونية‪.‬‬ ‫‪30‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫طبعا ه��ذا يعيد ف�ت��ح م�ل��ف م �ص��ادر ح��زب ال�ل��ه املالية‬ ‫وقضية تمويله من قبل رجال أعمال نافذين في أفريقيا‬ ‫وغيرها من البلدان‪ ،‬والتي تكتسب بعدا جديدا خاصة‬ ‫وأن الحزب يحاول تنويع مصادر الدخل وذلك بسبب‬ ‫ال�ظ��روف املالية غير املستقرة في إي��ران‪ .‬ملف تمويل‬ ‫حزب الله معقد ألنه يعتمد أوال على شبكة مؤسسات‬ ‫وشركات دولية متشعبة ومتداخلة كان وراء تأسيسها‬ ‫أو استمالتها يجعل من مالحقتها أمرا صعبا‪ ،‬وأيضا‬ ‫ألن��ه يعتمد ع�ل��ى والء ع��ائ�لات ن��اف��ذة وم �ق �ت��درة‪ ،‬بنت‬

‫على مر السنني عالقات قوية مع السلطات في بلدان‬ ‫وجودها‪ .‬ثم البلدان التي يوجد فيها حزب الله من خالل‬ ‫رجال أعماله هي غالبا دول يطغى عليها عامل الرشوة‬ ‫مما يعقد األمر املالحقات الدولية لألعمال التي تعتبرها‬ ‫إجرامية‪.‬‬ ‫فمنذ منتصف تسعينات القرن املاضي نشط رجال‬ ‫أعمال لبنانيني في مختلف بلدان غرب أفريقيا‪ ،‬بدعم‬ ‫من ح��زب الله‪ ،‬وأنشئوا مؤسسات وش��رك��ات خاصة‬ ‫ضخمة تدر عليهم أرباحا خيالية‪.‬‬


‫رئيس إيطاليا يؤكد أهمية تدخل االتحاد األوروبي للتغلب على أزمة الهجرة‬

‫سيرغيو ماتاريال لـ‬

‫‪:‬‬

‫ستكون كارثة إذا تخلينا عن الوحدة األوروبية‬ ‫أج��ل املستقبل‪ .‬إن أزم��ة الهجرة اختبار ملبادئنا‪ ،‬لتلك‬ ‫لندن‪ :‬مينا الدروبي‬ ‫القيم التي سمحت لنا بالعيش في سالم ملدة أكثر من ‪60‬‬ ‫في خطاب ألقاه في كلية لندن لالقتصاد‪ ،‬أكد‬ ‫عاما»‪ .‬وأضاف ماتاريال ‪« :‬تقع إيطاليا في واجهة الكيان‬ ‫ماتاريال على الحاجة إلى الوحدة األوروبية في‬ ‫األوروب ��ي مباشرة‪ ،‬ومشكالت إيطاليا على األع�ت��اب‪،‬‬ ‫التعامل مع ك��وارث مثل حل مشكلة الهجرة‬ ‫س��واء ك��ان��ت ف��ي شمالها أو ج�ن��وب��ا‪ ،‬وتتمثل الوسيلة‬ ‫واألزمة املالية األوروبية والتدابير األمنية‪.‬‬ ‫الوحيدة للتغلب على ه��ذه املشكلة ف��ي تحلي االتحاد‬ ‫أضاف ماتاريال قائال‪« :‬أبرزت مأساة الهجرة إلى أوروبا‬ ‫األوروب��ي بالشجاعة الالزمة للتوحد والتعامل مع هذه‬ ‫التي وقعت مؤخرا فشل االتحاد األوروبي في تقديم حل‬ ‫املشكالت بشكل جماعي»‪.‬‬ ‫آمن للمهاجرين الذين غادروا أوطانهم بسبب الحروب‬ ‫«يجب أن نتطلع إلى القيم التي تتحلى بها الديمقراطيات‬ ‫والصعوبات االقتصادية في أفريقيا والشرق األوسط»‪.‬‬ ‫الغربية‪ ،‬ويجب أن نعمل في تضامن من أجل استيعاب‬ ‫يعتقد ماتاريال‪ ،‬الذي قوبل بترحيب حار أثناء املحاضرة‪،‬‬ ‫املشكلة»‪ .‬وف��ي أث�ن��اء ذل��ك يجب على ال ��دول األوروب�ي��ة‬ ‫أن «أوروبا مشروع لم يتم تحقيقه بشكل كامل؛ إنها ال‬ ‫«حماية قوانني حقوق اإلنسان‪ ،‬ويجب أن تقدم نموذجا‬ ‫تزال قيد العمل»‪ .‬يجب أن يكون ألوروبا رأي جماعي في‬ ‫يحتذى أمام العالم»‪.‬‬ ‫ستتعامل أوروبا مع أزمة الهجرة؟‬ ‫التعامل مع املشكالت مثل مأساة الهجرة‪.‬‬ ‫وأكمل ماتاريال‪« :‬يجب أن نرحب بهؤالء الفارين من‬ ‫تتسم أوروبا باالحترام والديمقراطية‪ ،‬ومن وجهة نظر قال سيرغيو ماتاريال‪« :‬ستكون كارثة إذا تخلينا عن أوضاع ال يمكن تحملها»‪.‬‬ ‫ماتاريال‪ ،‬هذا هو «ما يجعل أوروب��ا‬ ‫الوحدة األوروبية‪ ،‬ليس فقط في الوقت الحالي‪ ،‬بل من يرى ماتاريال أن «التحديات العاملية تتطلب ردود فعل‬ ‫ذات قيمة ل�ه��ؤالء ال��ذي��ن ي�ف��رون من‬ ‫ع��امل�ي��ة‪ ،‬وق��د دع��ت املفوضية األوروب �ي��ة م��ؤخ��را ال��دول‬ ‫ال �ح��روب ف��ي ب�ل��دان�ه��م»‪ .‬ف��ي سبيل‬ ‫األعضاء في االتحاد األوروبي‬ ‫التغلب على ه��ذه امل�س��أل��ة يجب أن‬ ‫إل��ى اس�ت�ق�ب��ال ‪ 40‬أل��ف طالب‬ ‫ل �ج��وء م��ن س��وري��ا وإري �ت��ري��ا‬ ‫تتحد ال��دول األوروب�ي��ة معا لتقديم ولد‬ ‫الرئيس اإليطالي في بال‬ ‫ير‬ ‫مو‬ ‫في‬ ‫ع‬ ‫ام‬ ‫«ح �ل��ول م�ت�م��اس�ك��ة ت�ع�ك��س قيمنا‬ ‫‪1‬‬ ‫ال��ذي��ن اس�ت�ق��ر ب�ه��م ال �ح��ال في‬ ‫‪94‬‬ ‫‪،1‬‬ ‫وح‬ ‫«ال سابينزا»‪ ،‬وانضم بعد ذلك إلى نقابة محامي صل على درجة في القان‬ ‫ون‬ ‫ع‬ ‫ام‬ ‫‪64‬‬ ‫‪19‬‬ ‫الديمقراطية ومعتقداتنا»‪.‬‬ ‫من‬ ‫إي �ط��ال �ي��ا وال �ي��ون��ان ع �ل��ى م��دار‬ ‫ج‬ ‫ام‬ ‫عة‬ ‫ال‬ ‫بال‬ ‫قانون البرملاني في كلية الحقوق بجامعة بالير يرمو في عام ‪ .1967‬وع‬ ‫مل‬ ‫م‬ ‫اتا‬ ‫ري‬ ‫ال‬ ‫ين‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫�لا‬ ‫ع‬ ‫ف��ي رده ع�ل��ى أس�ئ�ل��ة اإل‬ ‫في‬ ‫العامني املاضيني»‪.‬‬ ‫تد‬ ‫ري‬ ‫س‬ ‫مو حتى عام ‪.1983‬‬ ‫بعد خطابه الذي استغرق نصف كان والد ماتاريال‪ ،‬برنار‬ ‫دو‬ ‫م‬ ‫اتا‬ ‫ري‬ ‫ال‪،‬‬ ‫ع‬ ‫ضوا‬ ‫واتهم ماتاريال الدول املعارضة‬ ‫مؤ‬ ‫س‬ ‫تم انتخابه في أول برملان‬ ‫سا في الحزب الديمقراطي‬ ‫الستراتيجيات استقبال نسبة‬ ‫ساعة في كلية لندن لالقتصاد‪ ،‬تولى منصبي وزير ال إيطالي في عام ‪ ،1948‬واستمر عضوا فيه ح املسيحي ووزيرا سابقا‪،‬‬ ‫تى‬ ‫زراعة و‬ ‫م� �ح ��ددة م ��ن ال�ل�اج �ئ�ي�ن ل��دي �ه��ا‪،‬‬ ‫وفاته في عام ‪ ،1968‬كما‬ ‫أعرب رئيس إيطاليا عن تعاطفه لدى ماتاريال ‪ 3‬أبناء و‪ 6‬أ وزير التجارة الخارجية‪.‬‬ ‫حف‬ ‫اد‪.‬‬ ‫ب �م��وج��ب خ �ط��ط م �ث �ي��رة ل �ج��دل‬ ‫ال�ش��دي��د م��ع م��ن ف �ق��دوا حياتهم و‬ ‫في عام ‪ ،1983‬تم انتخابه‬ ‫لع‬ ‫ض‬ ‫وية‬ ‫الب‬ ‫رمل‬ ‫أثناء عبورهم البحر املتوسط‪.‬‬ ‫ان‬ ‫كبير س��وف تعلنها ب��روك�س��ل‪،‬‬ ‫عن‬ ‫ا‬ ‫لح‬ ‫وا‬ ‫ستمر عضوا في مجلس النواب حتى عام ‪ 008‬زب الديمقراطي املسيحي‬ ‫في‬ ‫دائ‬ ‫رة‬ ‫غ‬ ‫رب‬ ‫لتحركنا‬ ‫وصرح قائال‪« :‬نأسف‬ ‫بـ«األنانية»‪.‬‬ ‫ص‬ ‫قل‬ ‫ية‪،‬‬ ‫و‬ ‫‪.2‬‬ ‫من يوليو (تموز) ‪ 1987‬إ‬ ‫لى‬ ‫يول‬ ‫يو‬ ‫‪9‬‬ ‫‪98‬‬ ‫�ؤالء»‪.‬‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫حياة‬ ‫متأخرين إلنقاذ‬ ‫‪،1‬‬ ‫ع‬ ‫م ��ن ج��ان �ب �ه��ا‪ ،‬أع �ل �ن��ت ب��ري�ط��ان�ي��ا‬ ‫ني‬ ‫م‬ ‫اتا‬ ‫وز‬ ‫ير التعليم من يوليو ‪ 1989‬إلى يوليو ‪ .1990‬ريال وزيرا للعالقات البر‬ ‫ملان‬ ‫ية‪،‬‬ ‫ك‬ ‫ما‬ ‫تو‬ ‫لى‬ ‫الحاجة‬ ‫�ود‬ ‫�‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ك�م��ا أع ��رب ع��ن‬ ‫أن�ه��ا س��وف ت��رف��ض ق�ب��ول اق�ت��راح‬ ‫من‬ ‫صب‬ ‫تو‬ ‫لى ماتاريال منصب نائب‬ ‫رئي‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫وز‬ ‫راء‬ ‫التنمية‬ ‫�ع‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫ج‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫إل��ى ت�ع��زي��ز وت�‬ ‫امل � �ف ��وض � �ي ��ة األوروب � � � �ي� � � ��ة ت ��وزي ��ع‬ ‫في‬ ‫أك‬ ‫ال‬ ‫توبر‬ ‫دفاع من ديسمبر (كان‬ ‫(تشرين األول) ‪،1998‬‬ ‫الالجئني وطالبي اللجوء السياسي‬ ‫ف��ي ال�ش��رق األوس��ط وأفريقيا تم تنفيذ قوانني إللغاء ون األول) ‪ 1999‬إلى يونيو (حزيران) ‪ .2001‬و كما شغل منصب وزير‬ ‫في‬ ‫التجنيد اإلجبا‬ ‫ال��ذي��ن وص�ل��وا ب ��اآلالف إل��ى جنوب‬ ‫أثناء خدمته في الوزارة‬ ‫وآسيا من أجل الحد من تدفق مستقلة‪ .‬وفي أثناء تلك الفترة‪ ،‬أي ري وإعادة جنود كاراب‬ ‫ين‬ ‫يي‬ ‫ري‬ ‫(‬ ‫قو‬ ‫ات‬ ‫ال‬ ‫در‬ ‫ك)‬ ‫إيطاليا ف��ي الشهور األخ�ي��رة على‬ ‫إلى قوة مسلحة‬ ‫دت إيطاليا بشدة و‬ ‫املهاجرين‪ .‬وأض��اف‪« :‬علينا‪ ،‬إلى تشكيل أول‬ ‫ضع سياسة دفاعية وأمن‬ ‫في االتحاد األوروبي‪ ،‬أن نضع في الخامس قوات عسكرية أوروبية‪.‬‬ ‫دول االتحاد األوروبي البالغ عددها‬ ‫ية أوروبية‪ ،‬وهو ما أدى‬ ‫من أكتوبر‬ ‫مبادرة أمنية مشتركة»‪.‬‬ ‫‪.28‬‬ ‫عضوا في املحكمة (تشرين األول) ‪،2011‬‬ ‫تم‬ ‫ان‬ ‫تخ‬ ‫ابه‬ ‫قا‬ ‫ضيا‬ ‫د‬ ‫ستوريا‬ ‫الدستو‬ ‫رية‬ ‫في‬ ‫‪11‬‬ ‫أك‬ ‫تو‬ ‫�أن‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫وف ��ي س��ؤال«امل �ج �ل��ة» ب�‬ ‫بر‬ ‫وك��ان��ت روم ��ا ت��أم��ل أن ت�ج�ب��ر خطة‬ ‫‪1‬‬ ‫في البرملان‪ ،‬وأدى اليمني‬ ‫‪01‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫تم ان‬ ‫ت ��أث� �ي ��ر ال� � �خ � ��روح امل �ح �ت �م��ل ال تخاب سيرغيو ماتاريال‬ ‫لي‬ ‫ص‬ ‫بح‬ ‫ال‬ ‫رئي‬ ‫س‬ ‫االت �ح��اد األوروب � ��ي ال� ��دول األع �ض��اء‬ ‫ا‬ ‫لثا‬ ‫ثان‬ ‫ني عشر لجمهورية إيطا‬ ‫ي) عام ‪ .2015‬تستمر‬ ‫ع�ل��ى اس�ت�ق�ب��ال امل�ه��اج��ري��ن ألس�ب��اب‬ ‫فترة الرئاسة ملدة ‪ 7‬أعوام‪ ،‬بيد أن الرئيس ليا في ‪ 31‬يناير (كانون‬ ‫ل � �ب � �ع� ��ض دول االت� � � �ح � � ��اد حال‬ ‫وق‬ ‫وع‬ ‫أ‬ ‫زم‬ ‫ات‬ ‫ال يم‬ ‫سياسية‪.‬‬ ‫األوروبي من منطقة اليورو‬ ‫اق �ت �ص ��ادي��ة‪ ،‬ب ��اإلض ��اف ��ة إل� ��ى ط��ال�ب��ي‬ ‫لك سلطة كبيرة إال في‬ ‫‪ ..‬م� ��ن ج ��ان ��ب آخ � ��ر ك�ي��ف‬ ‫السياسي‬ ‫اللجوء‬ ‫<‬

‫نبذة‬

‫عن سريغيو ماتاريال‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪29‬‬


‫الشركاء الفرقاء‪ .‬إن الدولة العراقية تعاني من خلل بنيوي يمتد‬ ‫إلى األمن والدفاع وما يزيد املشكلة تعقيدا هو مطاولة األطراف‬ ‫املشتركة بالعملية السياسية واالستمرار للتمتع باالمتيازات‬ ‫على حساب تحقيق أي تطور للمواطن العراقي في مختلف‬ ‫املجاالت‪ .‬لذا ما تقوم به الحكومة من جهود بنقل قادة أو وضع‬ ‫خطط قد ال يجدي نفعا‪ ،‬وس��وف ال تحل املشكلة الحقيقية‬ ‫وهي البناء الخاطئ‪ .‬فاملشكلة في العراق أوسع من األجهزة‬ ‫األمنية والدفاع‪ ،‬لذا ال يمكن حلها إال بعد مراجعة الدستور‬ ‫العراقي‪ .‬إن تبديل الحكومة للخطط األمنية بني حني وآخر لم‬ ‫تجد نفعا ليكون الفشل األمني كرة ثلج‪ .‬إن وضع الخطط يجب‬ ‫أن يتم وفقا لالستراتيجية األمنية ومنها رسم استراتيجية‬ ‫األمن والدفاع‪ .‬األجهزة‪ ،‬القيادات األمنية‪ ،‬بشرط أن تخضع‬ ‫للرقابة واملتابعة املركزية وهذا غير متوفر في الحالة العراقية‬ ‫الذي يعيش فوضى عارمة لم تشهدها دول املنطقة‪.‬‬

‫صعود كفة امليليشيات الشيعية‬

‫أهل األنبار ضحية املواجهات املسلحة‬ ‫إن س�ق��وط محافظة األن �ب��ار منتصف ش�ه��ر م��اي��و ‪2015‬‬ ‫بيد «داع ��ش» تثير الكثير م��ن ال�ت�س��اؤالت‪ .‬فسقوط أب��رز‬

‫‪28‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪,,‬‬

‫أهل السنة في األنبار‬ ‫أصبحوا أمام خياري؟ إما‬ ‫الخضوع لسيطرة تنظيم‬ ‫داعش‪ ،‬وإما القبول بدخول‬ ‫«الحشد الشعبي» بضمنها‬ ‫ميليشيات شيعية مسلحة‬ ‫مدعومة من إيران‬

‫‪,,‬‬

‫إن مواجهة «داع��ش» في العراق ما بعد يونيو ‪ 2014‬في‬ ‫أع�ق��اب سيطرة التنظيم على مدينة امل��وص��ل‪ ،‬صعد من‬ ‫كفة امليليشيات الشيعية و«الحشد الشعبي» التي تقاتل‬ ‫إل��ى جانب ال�ق��وات النظامية‪ .‬وكانت السياسة األميركية‬ ‫واستراتيجية أوباما املتذبذبة وغير الواضحة بدعم تسلح‬ ‫ال �ق��وات ال�ع��راق�ي��ة واح ��دة م��ن ت�ل��ك األس �ب��اب‪ .‬ل�ق��د تحولت‬ ‫امليليشيات الشيعية رغم إدارة عملياتها ضمن سيطرة‬ ‫ال�ح�ك��وم��ة ال�ع��راق�ي��ة‪ ،‬إل��ى ق��وة ب��دي�ل��ة إل��ى ال �ق��وات العراقية‬ ‫النظامية‪ .‬ه��ذه الجماعات املسلحة تحصل على تسليح‬ ‫وت��دري��ب وإدارة إي��ران�ي��ة لعملياتها ول�ي��س م��ن الحكومة‬ ‫العراقية ما عدا مرتباتها‪ .‬ما يحتاج إليه العراق وأهل األنبار‬ ‫في الوقت الحاضر هو التسليح‪ ،‬وهذا املوضوع بات يثير‬ ‫الكثير م��ن ال�ت�س��اؤالت ح��ول مصداقية إدارة أوب��ام��ا في‬ ‫مواجهة «داعش»‪ .‬الخبراء املعنيون باألمن والدفاع انتقدوا‬ ‫استراتيجية أوباما ووصفوها بأنها ال ترتقي حتى إلى‬ ‫احتواء «داعش» وغير قادرة على التصدي لهذه الجماعة‪.‬‬ ‫أع ��ادت واش�ن�ط��ن س�ي��اس��ات�ه��ا ف��ي ال �ع��راق وس��وري��ا أكثر‬ ‫من مرة‪ ،‬ولكن لم تأت بنتائج‪ ،‬وهذا ما أفقد الثقة بالدعم‬ ‫األميركي وباستراتيجية أوباما‪ ،‬خصوصا في العراق‪ .‬ما‬ ‫يجري اآلن في األنبار يمكن تلخيصه في‪:‬‬ ‫> إخ �ض��اع أزم ��ة األن �ب��ار إل ��ى ال�ت�س�ي�ي��س م��ن ق�ب��ل أط ��راف‬ ‫السياسية‪.‬‬ ‫> مطاولة األزمة ال تخلو من أغراض سياسية على حساب‬ ‫أرواح املدنيني نتيجة استمرار املواجهات املسلحة‪ ،‬التي عادة‬ ‫يكون ضحيتها األطفال والنساء وتهجير ونزوح للعوائل‪.‬‬ ‫> تمترس التنظيمات اإلرهابية في املدينة‪.‬‬ ‫> عدم تفريق الحكومة بني التنظيمات اإلرهابية واملناطق التي‬ ‫أصبحت ضحية اإلرهاب‪.‬‬ ‫> تحويل األزمة من محاربة اإلرهاب إلى قضية طائفية‪.‬‬ ‫> فقدان الحكومة ال�ق��درة على وض��ع استراتيجية وخطط‬ ‫عسكرية ملواجهة تنظيم داع��ش‪ ،‬وتحولت ال�ق��وات النظامية‬ ‫إلى موقف دفاعي‪.‬‬

‫أسرة نازحة من جحيم‬ ‫«داعش» (غيتي)‬

‫املحافظات السنية بيد «داعش» وفشل الجيش العراقي في‬ ‫مواجهة التنظيم وه��روب ف��رق عسكرية وت��رك أسلحتها‪،‬‬ ‫أفقدت الثقة به تماما‪ .‬إن انسحاب القطعات العراقية غير‬ ‫املنظم وغير املسؤول من األنبار فتح الثغرات أما «داعش»‪.‬‬ ‫ما يحصل في األنبار قد يدفع أهل السنة في األنبار إلى‬ ‫قبول أحد األمرين وهو دخول امليليشيات الشيعية و«الحشد‬ ‫الشعبي» مناطقهم‪ .‬أه��ل السنة ف��ي األن �ب��ار ه��م اآلخ��رون‬ ‫لديهم قلق من مشاركة هذه الجماعات إلى جانب الحكومة‬ ‫بسبب م��ا كشفت عنه م��ن م�م��ارس��ات لبعض عناصرها‬ ‫ضد أهالي محافظة صالح الدين خالل شهر أبريل ‪،2015‬‬ ‫تلك املمارسات كانت موضع إدانة من قبل منظمة «هيومان‬ ‫راي �ت��س» وم�ن�ظ�م��ات أم�م�ي��ة‪ .‬ب�ع��ض امل��راق�ب�ين ي�ع�ت�ق��دون أن‬ ‫م��ا يحصل اآلن ف��ي األن�ب��ار تتحمله ال��زع��ام��ات السياسية‬ ‫والعشائرية بالدرجة الثانية بسبب سوء العالقة ما بينها‬ ‫وبني الحكومة املركزية‪ .‬إن طريقة إدارة العالقة واحتواء أو‬ ‫مواجهة األزمة في األنبار‪ ،‬اختلفت تماما عما كان في تطهير‬ ‫محافظة صالح الدين من «داعش»‪ ،‬رغم وجود تشابه في‬ ‫أط��راف القضية نسبيا‪ .‬وهذا يعني أن طريقة إدارة األزمة‬ ‫في محافظة األنبار هي طريقة خاطئة تتحملها الحكومة‬

‫وزعامات األنبار بشكل مشترك‪ .‬السنة في العراق ومنها‬ ‫ف��ي محافظة األن �ب��ار‪ ،‬اآلن يذهبون ضحية تنظيم داع��ش‬ ‫وضحية لسياسات حكومية خاطئة‪ .‬وكان الكاتب السياسي‬ ‫«يورغن تودنهوفر» عضو البرملان األملاني السابق الذي عاد‬ ‫من زي��ارة لتنظيم داع��ش‪ ،‬قد صرح في مقابلة أجرتها معه‬ ‫صحيفة «دي فيلت» األملانية‪ ،‬بأن الحل األمثل للتخلص من‬ ‫التنظيم املتطرف يكمن في إلغاء أسباب وجوده‪ ،‬ألن وجوده‬ ‫ه��و نتيجة مل��ا حصل ف��ي ح��رب ال�ع��راق وتدمير ال��دول��ة وحل‬ ‫الجيش واض�ط�ه��اد السنة ال��ذي��ن يشكلون نسبة كبيرة من‬ ‫سكانه‪ .‬الكاتب األملاني ذهب إلى أن استقطاب السنة ودمجهم‬ ‫بعدل ف��ي م��راف��ق ال��دول��ة وإل�غ��اء التمييز‪ ،‬سيكون داف�ع��ا لهم‬ ‫للثورة على حكم «داعش» والقضاء عليه‪ ،‬فالعنصر السني‬ ‫حسب رأيه هو الوحيد القادر على القضاء على تنظيم داعش‬ ‫دون أن يتحول الصراع على األرض إلى طائفي أو مذهبي‪.‬‬ ‫املشكلة أن من يضع الخطط واالستراتيجيات في بغداد ما‬ ‫زال ال يفرق بالتعامل بني التنظيمات اإلرهابية واملناطق التي‬ ‫تقع تحت سيطرتها‪ .‬سنة ال�ع��راق في األن�ب��ار اآلن يأخذون‬ ‫ب�ج��ري��رة تنظيم داع ��ش‪ ،‬وه ��ذا م��ا عكسته ب�ع��ض ش�ع��ارات‬ ‫وأه��ازي��ج امليليشيات وال�ج�م��اع��ات املسلحة ال�ع��راق�ي��ة خ�لال‬ ‫العمليات العسكرية‪ .‬وف��ي حديث خ��اص إل��ى مجلة «املجلة»‬ ‫مع بعض الناشطني من داخل مدينة األنبار العراقية‪ ،‬ذكر أن‬ ‫سنة العراق اليوم تواجهه مؤامرة واسعة تتورط بها أطراف‬ ‫دولية ومحلية وإقليمية‪ .‬فالحكومة وكذلك اإلدارة األميركية‬ ‫لم تسلح أبناء السنة في األنبار ملواجهة «داعش»‪ ،‬وفي نفس‬ ‫الوقت الحكومة غير قادرة على حمايتهم‪ .‬وأضاف قائال‪« :‬ملاذا‬ ‫استطاعت الحكومة العراقية من فك الحصار عن منطقة آمرلي‬ ‫الشيعية شمال بغداد خالل أيام وهي عاجزة اآلن عن تقديم‬ ‫أبسط أنواع الدعم اللوجيستي وتسليح أبناء السنة في األنبار‪.‬‬ ‫إن طرح هذه التساؤالت تدعم فكرة أن ما يعانيه أهل السنة‬ ‫في ال�ع��راق‪ ،‬هو ح��رق ملدنهم ومطاولة املواجهات العسكرية‬ ‫وكأنها إدارة (توحش) مزدوجة‪ .‬إن ما يواجهه أبناء السنة في‬ ‫العراق اليوم هو تغيير في الخريطة الديموغرافية والجغرافية‬ ‫ملدنهم بسبب إشعال الصراعات وتركها ضحية لتنظيم داعش‬ ‫والجماعات املسلحة» <‬


‫أبريل (نيسان) ‪ ،2013‬حول مرجعية جبهة النصرة التنظيمية‪ .‬السنة في األنبار تعتبر واحدة من أبرز املعوقات التي تحولت خالفات الحكومة وزعامات األنبار السياسية‬

‫التنظيم مدرج على الئحة اإلرهاب الدولية‪ ،‬ونشأ في العراق‪ ،‬في‬ ‫أعقاب مقتل الزرقاوي زعيم تنظيم «التوحيد والجهاد»‪ .‬امتد‬ ‫نفوذه إلى سوريا بعد اندالع «الثورة» في مارس (آذار) ‪،2011‬‬ ‫وسيطر على مناطق واس�ع��ة فيها خاصة ف��ي ال��رق��ة وحلب‬ ‫وإدلب وجميعها على الحدود الشمالية مع تركيا‪.‬‬ ‫الصورة التي يظهر بها «داعش» واالستراتيجية التي ينفذها‬ ‫ويخطط وفقها‪ ،‬تشير إلى أن أعضاء التنظيم ليسوا مجرد‬ ‫مقاتلني متطوعني‪ ،‬وإنما هناك ضباط مدربون ومحترفون‬ ‫التحقوا بصفوفه‪ .‬وه��ذا ما يؤكده أبو هنية بقوله إن معظم‬ ‫القيادات الحالية للتنظيم قد تم تكوينها في السجون مثل‬ ‫أب��و عبد الرحمن ال�ب�ي�لاوي‪ ،‬مهندس عملية دخ��ول املوصل‬ ‫واملسؤول العسكري الذي قتل مؤخرا‪ ،‬وكذلك أبو علي األنباري‬ ‫املسؤول الشرعي واألمني وأبو مهند السويداوي أو أبو أمل‬ ‫العراقي مسؤول التنظيم في س��وري��ا‪ .‬وغيرهم‪ .‬ويرجع أبو‬ ‫هنية التحاق هؤالء بصفوف «داعش» إلى العملية السياسية‬ ‫التي بنيت على أساس إثني وطائفي ومذهبي‪ ،‬أدى إلى جملة‬ ‫ت�ح��والت أهمها على الصعيد السياسي‪ ،‬حيث كانت هناك‬ ‫قوانني عملت على ما يسمى اجتثاث البعث وم��ن ثم العدالة‬ ‫والنزاهة وكذلك قانون اإلره��اب‪ .‬وه��ذا كله أدى إلى استبعاد‬ ‫الكثيرين من املسؤولني العسكريني والضباط الكبار السابقني‬ ‫ووض�ع�ه��م ف��ي ال �س �ج��ون‪ ،‬ح�ي��ث ت��م ت�ك��وي��ن معظم ال�ق�ي��ادات‬ ‫الحالية لتنظيم داعش الذي استفاد من خبراتهم ومهاراتهم‬ ‫وتسخيرها في عملياته‪.‬‬

‫ذاتها إلى مشكلة‪.‬‬ ‫إن النسيج االج�ت�م��اع��ي ال�ع�ش��ائ��ري إل��ى محافظة األن�ب��ار‬ ‫قد يخدم «داع��ش»‪ ،‬فرغم وج��ود غالبية عشائرية تقاتل‬ ‫التنظيم‪ ،‬فهنالك أف ��راد م��ن أه��ال��ي األن�ب��ار م��ا زال��ت تحتل‬ ‫مواقع قيادية داخل هيكلية التنظيم‪ .‬وهذا ما يوفر له شبكة‬ ‫معلومات نشطة‪ .‬ونقل تقرير عن املحلل في معهد «دملا»‬ ‫ً‬ ‫أشخاصا‬ ‫في أبوظبي للباحث «حسن حسن» بأن هناك‬ ‫يرغبون في العودة وقتال «داعش»‪ ،‬لكن الظرف الحالي يمنع‬ ‫من استفزاز «داع��ش» بسبب االستراتيجية التي اتبعها‬ ‫التنظيم ملنع أي ثورة من الداخل ضده‪ .‬ويضيف التقرير‪،‬‬ ‫أن عمالء «داع��ش» يستخدمون التهديدات وع��روض املال‬ ‫أو الوقود للفوز بتعهدات من كبار شيوخ العشائر وفي‬ ‫استمالة رجال القبائل األصغر سنا من خالل اإلغ��راءات‬ ‫االقتصادية ووعود بمناصب في داخل تنظيم داعش‪ ،‬وهو‬ ‫األمر الذي يقوض السلطة التقليدية لتلك العشائر‪.‬‬

‫ت�م�ث��ل ال �خ�لاف��ات ب�ي�ن ال�ح�ك��وم��ة ال �ع��راق �ي��ة وزع ��ام ��ات األن �ب��ار‬ ‫السياسية والعشائرية حالة مستديمة يدفع ثمنها املواطن‬ ‫العادي‪ .‬هذه املدينة ربما لم تكن أكثر تضررا من معقل مسقط‬ ‫رأس الرئيس الراحل صدام حسني‪ ،‬مدينة العوجة أوت كريت أو‬ ‫سامراء‪ ،‬والتي تعايشت مع التغيير ما بعد االحتالل األميركي‬ ‫‪ .2003‬إن الكثير من أبناء مدينة تكريت وسامراء‪ ،‬ما زالوا‬ ‫ي�ع��ان��ون م��ن التهميش‪ ،‬ل�ك��ن ال��زع��ام��ات السياسية ووج�ه��اء‬ ‫العشائر ل��م تجر أب�ن��اء مدنهم إل��ى ح��رب طاحنة واخ�ت��ارت‬ ‫طرق أخرى لحل مشكالتها مع الحكومة‪ .‬ما يجري اآلن يدفع‬ ‫ثمنه أبناء األنبار أكثر من غيرهم‪ ،‬كون هذه املدينة ما زالت‬ ‫تعاني م��ن مشكلة ح��واض��ن اإلره ��اب وال �ح��روب والخالفات‬ ‫واملواجهات املسلحة ضد الحكومة‪ .‬الحروب ال تأتي إال بحروب‬ ‫وتعطيل أي خطط لالقتصاد والتنمية‪ .‬الحكومة العراقية هي‬ ‫األخ��رى تقع عليها مسؤولية م��ا ي�ج��ري ف��ي األن�ب��ار بسبب‬

‫عشائر األنبار طرف في الصراع‬ ‫إن أط��راف القوى اليوم في األنبار تتوزع ما بني ث�لاث قوى‪:‬‬ ‫«داعش»‪ ،‬وعشائر األنبار والحكومة العراقية‪ .‬ففي الوقت الذي‬ ‫تدخل فيه بعض عشائر األنبار في خالف مزمن مع الحكومة‬ ‫العراقية‪ ،‬فهي ترفض «داعش» وتقاتله في معاقله في الفلوجة‪.‬‬ ‫يشار إلى أن الحكومة العراقية سحبت قوات الجيش وأبقت‬ ‫الشرطة املحلية والفيدرالية بعد فض االعتصامات في ‪30‬‬ ‫ديسمبر (كانون األول) ‪ .2013‬نظم «داع��ش» استعراضات‬ ‫وسط مدينة الفلوجة على ظهر عجالت وأعداد من مقاتليها‪.‬‬ ‫العشائر أبدت استعدادها إلى مقاتلة «داعش» إلى جانب القوات‬ ‫العراقية النظامية‪ ،‬لكن العشائر تواجه جملة تحديات معقدة‬ ‫مع الحكومة العراقية أبرزها‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬عدم تسليح أبناء العشائر‪ ،‬وه��ذا يعود ربما إلى عامل‬ ‫فقدان الثقة ما بني الحكومة وأهل األنبار‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬غياب الدعم اللوجيستي ‪ -‬التسليح ‪ -‬اإلقليمي والدولي‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬عدم وجود الزعامات السياسية والعشائرية في مناطقهم‬ ‫مع أبناء أهل األنبار‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬انقسام زعامات األنبار العشائرية على نفسها بمقاتلة‬ ‫«داعش» أو إشراك «الحشد الشعبي» إلى جانب القوات العراقية‬ ‫لتطهير األنبار من «داعش»‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬تأخر تنفيذ مشروع الحرس الوطني الذي يمثل قوة‬ ‫مسلحة حكومية محلية من أهالي املنطقة الغربية‪.‬‬ ‫س��ادس��ا‪ :‬طبيعة ع�لاق��ة أه��ل األن�ب��ار م��ع حكومة ب�غ��داد حول‬ ‫التسليح‪.‬‬ ‫سابعا‪ :‬مشكلة النازحني من األنبار باتجاه بغداد وكربالء‬ ‫وانتقادات أهل األنبار وأط��راف إقليمية ودولية إلى الحكومة‬ ‫بالتعامل مع أزمة النازحني الفارين‪ ،‬قد تحولت إلى عامل خالف‬ ‫جديد مع الحكومة‪ .‬إن سوء إدارة امللفات ما بني الحكومة وأهل‬

‫طفلة عراقية نازحة من‬ ‫االنبار في احد املخيمات‬ ‫املؤقتة (غيتي)‬

‫الصحوات وأبناء العشائر‬ ‫تأسست الصحوات في العراق عام ‪ 2007‬بدعم من الحكومة‬ ‫والقوات األميركية ملواجهة تنظيم القاعدة في معاقلها‪ ،‬والتي‬ ‫وصفها املراقبون بقندهار العراق‪ .‬ولعب تجنيد أفراد القبائل‬ ‫دورا بارزا في إضعاف «القاعدة» عام ‪ 2007‬و‪ .2008‬وأشرف‬ ‫الجيش األميركي على الصحوات قبل أن يسلم مسؤوليتها‬ ‫للحكومة العراقية عام ‪ 2008‬وفق أمر رئاسي يحمل رقم ‪118‬‬ ‫والتي وافقت على منح ‪ 20‬في املائة منهم وظائف بالشرطة‬ ‫والجيش‪ ،‬على أن تدفع للبقية مرتبات شهرية مقابل حماية‬ ‫مناطقهم ضد «القاعدة»‪ .‬ودعمت العشائر العراقية الصحوات‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ظنا منها أن ذلك سوف يوفر لها األمن والحماية‪ ،‬بعدما عانت‬ ‫من مطرقة تنظيم القاعدة وداع��ش‪ .‬إن العالقة بني الحكومة‬ ‫وم�ج��ال��س ال�ص�ح��وات ك��ان��ت وم��ا زال ��ت م�ت��وت��رة‪ ،‬ف�ق��د أهملت‬ ‫ال�ح�ك��وم��ة م�ل��ف ال �ص �ح��وات ل�ي�ت�ح��ول م�ق��ات�ل��وه��ا إل ��ى أه ��داف‬ ‫مكشوفة أمام تنظيم داعش‪.‬‬

‫سياسة التهميش وعدم االستجابة إلى مطالب أهالي األنبار‬ ‫منذ ان��دالع االعتصامات ع��ام ‪ .2013‬ذل��ك جعل أه��ل األنبار‬ ‫يقاتلون على جبهتني األولى ضد «داعش» والثانية رفضهم‬ ‫للحكومة العراقية ورفض دخول الجيش إلى األنبار‪ .‬ما عدا‬ ‫بعض الجماعات أب��رزه��ا جماعة «الهايس» وأب��و ريشة التي‬ ‫تتحالف مع الحكومة ضمن تنشيط واستعادة دور الصحوات‬ ‫وكذلك عشيرة البونمر والجغايفة وعشائر أخرى‪.‬‬

‫تدهور أمني‬ ‫يعاني العراق من خلل في بنية الدولة والحكومة لتمتد إلى‬ ‫أج�ه��زة األم��ن وال��دف��اع م��ن دون ش��ك‪ .‬الدستور العراقي تمت‬ ‫كتابته على عجل وفقا للمحاصصة السياسية للكتل واألحزاب‬ ‫التي تهيمن على املشهد السياسي في العراق ليكون الدستور‬ ‫مصدر خالف بدال من أن يكون مرجعا لحل املشكالت ما بني‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪27‬‬


‫شكل سقوط مدينة الرمادي يوم ‪15‬‬ ‫مايو (أيار) ‪ 2015‬انتكاسة كبيرة‬ ‫إلى العراقيني‪ ،‬خاصة أهل السنة في‬ ‫محافظة األنبار‪ ،‬في أعقاب سيطرة‬ ‫«داعش» على املحافظة‪ .‬وعادت ظهور‬ ‫أصوات بمشاركة أبناء عشائر األنبار‬ ‫السنة ضد «داعش»‪.‬‬ ‫كشفت التقارير عن وجود ما يقارب‬ ‫تسعة آالف مقاتل‪ ،‬لكنهم يحتاجون‬ ‫إلى التدريب والتسلح الذي بات تحديا‬ ‫كبيرا إلى أهل األنبار‪ .‬أهل السنة في‬ ‫األنبار أصبحوا أمام خيارين‪ :‬إما‬ ‫الخضوع لسيطرة تنظيم داعش‪ ،‬وإما‬ ‫القبول بدخول «الحشد الشعبي»‬ ‫بضمنها ميليشيات شيعية مسلحة‬ ‫مدعومة من إيران‪ .‬وتمكن تنظيم‬ ‫داعش خاللها‪ ،‬من السيطرة على‬ ‫املجمع الحكومي في الرمادي بمحافظة‬ ‫األنبار العراقية‪ .‬وقد استطاع تنظيم‬ ‫داعش إحراز هذا التقدم بعد اقتحامه‬ ‫مقر اللواء الثامن ومقر قيادة عمليات‬ ‫األنبار‪ ،‬وانسحاب الغالبية العظمى من‬ ‫القوات األمنية من املدينة‪.‬‬

‫بعد سقوط محافظة األنبار‪ :‬إدارة توحش وفوضى ضاربة‬

‫مصير مجهول لسنة العراق‬ ‫بغداد‪ :‬جاسم محمد‬ ‫ما ح��دث ويحدث في األن�ب��ار لم يكن مفاجأة أبدا‬ ‫مثل اجتياح «داعش» للموصل في يونيو (حزيران)‬ ‫‪ ،2014‬وك��ان��ت ه�ن��اك أص ��وات ت �ح��ذر م��ن ان�ه�ي��ار‬ ‫املحافظة‪ .‬هذا االنهيار دفع بعض املراقبني القول إن ما حدث‬ ‫في األنبار عملية مقصودة‪ ،‬تعطي الجماعات الشيعية املسلحة‬ ‫وإي��ران دخول املناطق السنية‪ ،‬رغم أن هذا ال��رأي ال يتماشى‬ ‫مع سياسة رئيس الحكومة العراقية وبات مستبعدا‪ .‬في هذا‬ ‫السياق‪ ،‬ق��ال مسؤول إيراني ي��وم ‪ 19‬مايو ‪ ،2015‬إن إي��ران‬ ‫مستعدة ملواجهة تنظيم داعش الذي سيطر على مدينة الرمادي‬ ‫العراقية‪ ،‬وإنه واثق من تحرير املدينة‪ .‬ويسيطر «داعش» اآلن‬ ‫ما يقارب على ‪ 90‬في املائة من محافظة األنبار‪ .‬فقد استطاع‬ ‫التنظيم تعزيز قوته العسكرية على شكل أرتال وأسلحة من‬ ‫«والية الرقة» السورية إلى األنبار عبر مدينة القائم الحدودية‪.‬‬ ‫وملواجهة «داع��ش»‪ ،‬شنت القوات العراقية بمساندة فصائل‬ ‫‪26‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫الحشد الشعبي أول هجوم مضاد منذ سقوط مدينة الرمادي‬ ‫على تنظيم داع��ش في منطقة حصيبة الواقعة شرق املدينة‬ ‫واستعادتها بالكامل يوم ‪ 23‬مايو ‪.2015‬‬

‫ملاذا «داعش» في صحراء األنبار العراقية؟‬ ‫يستغل تنظيم داعش الجغرافية السكانية «الديموغرافية»‪ ،‬فهو‬ ‫ينمو في التضاريس األرضية الصعبة‪ .‬لذا اختيار «داعش»‬ ‫لصحراء ومدينة األنبار واملنطقة الغربية قائما على أساس‬ ‫ت��وف�ي��ر ال�ح�م��اي��ة وال�ت�خ�ف��ي‪ .‬وف�ق��ا مل�ع�ل��وم��ات م��وس��وع�ي��ة‪ ،‬تعد‬ ‫محافظة األنبار ج� ً‬ ‫�زءا من هضبة الجزيرة العربية‪ ،‬سطحها‬ ‫متموج تظهر عليه بعض ال�ت�لال الصغيرة وع��دد كبير من‬ ‫الوديان مثل وادي حوران‪ .‬يصل أعلى ارتفاع للهضبة الغربية‬ ‫بالقرب من الحدود األردنية إلى ما يزيد على ‪ 800‬متر فوق‬ ‫مستوى سطح البحر وتنخفض في مناطق الحبانية إلى ‪75‬‬ ‫ً‬ ‫مترا فوق مستوى سطح البحر‪ .‬ورغم الحرب الواسعة ضد‬ ‫التنظيم من قبل القوات العراقية و«الحشد الشعبي» والتحالف‬

‫النازحون العراقيون أجبروا على الفرار من‬ ‫مدينة الرمادي ـ ـ مايو املاضي (غيتي)‬

‫الغربي‪ ،‬ما زالت بعض عشائر األنبار تعيش حالة االنقسام‬ ‫ف��ي مواجهة «داع ��ش» وح��ول مشاركة «الحشد الشعبي» ‪-‬‬ ‫ميليشيات شيعية وم�ت�ط��وع��ي شيعة ‪ -‬إل��ى ج��ان��ب ال�ق��وات‬ ‫العراقية النظامية‪ .‬يذكر أن بعض العشائر واملناطق وقعت‬ ‫تحت سيطرة «داعش» ولم يكن لديها خيار إال الوقوف بجانب‬ ‫التنظيم وت�ج�ن��ب امل��واج �ه��ات املسلحة م��ع التنظيم‪ .‬وتعتبر‬ ‫صحراء األنبار مالذا آمنا إلى تنظيم القاعدة سابقا وتنظيم‬ ‫داعش‪ .‬شهدت صحراء األنبار نشاط أبو مصعب الزرقاوي‬ ‫زع�ي��م تنظيم ال�ق��اع��دة ف��ي ال�ع��راق ومقتله ف��ي ‪ 2006‬ومقتل‬ ‫خليفته أبو أيوب وأبو عمر البغدادي زعيم تنظيم ما يسمى‬ ‫«الدولة اإلسالمية في العراق» عام‪.2010‬‬

‫من هي قيادات «داعش» في األنبار؟‬ ‫يعتبر «داع��ش»‪ ،‬تنظيما قاعديا متشددا أعطى بيعته لزعيم‬ ‫تنظيم القاعدة في زم��ن أب��و عمر البغدادي في أعقاب مقتل‬ ‫الزرقاوي ‪ .2006‬وظهرت خالفات بني «داعش» والظواهري في‬


‫أصالن دوغان‬

‫الحركة من العاملني في املؤسسات واملحيطني بها‪.‬‬ ‫> ما هو نهج وسائل اإلعالم املناصرة لغولن‬ ‫فيما يتعلق بتغطية العملية السياسية؟‬ ‫ يركز اإلعالم املناصر لغولن على محاولة توصيل‬‫ه��ذه األص��وات املعارضة‪ ،‬في وق��ت يشهد هيمنة‬ ‫غير مسبوقة م��ن اإلع�ل�ام التابع إلردوغ ��ان ذات��ه‪.‬‬ ‫يحاول اإلعالم املناصر لغولن تقديم منبر متوازن‬ ‫أمام جميع املرشحني واألحزاب‪ ،‬ويسعى لتحقيق‬ ‫ما هو أفضل ملصلحة الديمقراطية التركية‪.‬‬ ‫> يتحدث غولن من مقر إقامته في الواليات‬ ‫امل �ت �ح��دة ب �ص��راح��ة ع�ل��ى ال �س��اح��ة ال��دول �ي��ة‪.‬‬ ‫فكيف يجد أن تصريحاته وأنشطته تؤدي‬ ‫ً‬ ‫دورا داخل تركيا قبل موعد االنتخابات؟‬ ‫ أهم دور يقوم به غولن كقوة مؤثرة في االنتخابات‬‫هو أنه يمثل الحقيقة غير املريحة أو املرآة املزعجة‬ ‫التي تعكس تصرفات الحزب الحاكم‪.‬‬ ‫إن ��ه ص ��وت م �ع��ارض ال ي�م�ك��ن إغ �ف��ال��ه ب�س�ه��ول��ة‪.‬‬ ‫يستطيع ال �ح��زب ال�ح��اك��م ت�ج��اه��ل ح��زب الشعب‬ ‫الجمهوري بسبب إرثه التاريخي‪ ،‬ويحاول التودد‬ ‫إلى أصوات القوميني‪.‬‬ ‫ولكن ليس من السهل تشويه سمعة غولن‪ ،‬ألنه‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫مؤيدا‬ ‫كرس حياته طول تاريخه العملي ولفترة كان‬

‫للحزب الحاكم‪.‬‬ ‫وفي الوقت الحالي‪ ،‬من خالل انتقاد الحزب الحاكم‬ ‫من وجهة نظره كمؤيد سابق‪ ،‬يعد مرآة مزعجة‬ ‫ً‬ ‫كثيرا من‬ ‫للحزب‪ .‬ومن املؤكد أن األتراك يدرسون‬ ‫العوامل في التصويت‪ ،‬من بينها يأتي رأي غولن‪.‬‬ ‫ولكنه جدير بالثقة في إطار هذه العملية‪ ،‬ألنه لم‬ ‫يفعل أي شيء السترضاء أي شخص أو الحصول‬ ‫على أي منفعة‪.‬‬ ‫يستمر املشاركون في الحركة في تأييده والتطلع‬ ‫إلى قيادته ً‬ ‫نظرا اللتزامه بهذه القيم‪.‬‬ ‫> ما هو توقعك لنتيجة االنتخابات؟‬ ‫ السؤال املهم‪ ،‬هو كم من الوقت تستمر األنظمة‬‫االستبدادية‪ .‬شهدنا بالطبع أنظمة تستمر لعقود‪.‬‬ ‫وفي السياق التركي‪ ،‬أعتقد أنه على املدى البعيد‪ ،‬لن‬ ‫يتحمل الشعب التركي العودة إلى نظام استبدادي‬ ‫بعد أن جربوا االنقالبات العسكرية وحكم الحزب‬ ‫ال ��واح ��د‪ ،‬ك�م��ا ي��أم �ل��ون أي �ض��ا ف��ي االن �ض �م��ام إل��ى‬ ‫االتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫في املرتني السابقتني في االنتخابات‪ ،‬لعب عامالن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أساسيا‪ :‬األول‪ ،‬كان االستقرار االقتصادي‪:‬‬ ‫دورا‬ ‫حيث لم تواجه الدولة أزم��ة اقتصادية‪ ،‬وك��ان ذلك‬ ‫غير مسبوق منذ عقود‪.‬‬

‫قدم ذلك ميزة للحزب الحاكم في ذلك الوقت‪ ،‬حيث‬ ‫أراد الناس الحفاظ على الوضع الراهن فقط لتجنب‬ ‫الوقوع في أزمة اقتصادية‪.‬‬ ‫ول �ك�ن��ي أع �ت �ق��د أن االس �ت �م��رار ف��ي ت��أي�ي��د ال �ع��دال��ة‬ ‫والتنمية لهذا السبب يعد استراتيجية انهزامية‪،‬‬ ‫ألن التسامح مع الحزب الحاكم يسمح له بالتوسع‬ ‫في فساده‪ .‬وإذا لم يتم اتخاذ الخطر االستبدادي‬ ‫بجدية‪ ،‬فسوف يكون ذلك خطأ‪.‬‬ ‫العامل الثاني‪ ،‬في بقاء حكم العدالة والتنمية هو‬ ‫ً‬ ‫السيطرة اإلعالمية؛ وهو أمر غير مسبوق أيضا‪،‬‬ ‫حيث يتحكم الحزب الحاكم في غالبية الصحف‬ ‫والقنوات التلفزيونية‪ .‬وفي الوقت الحالي‪ ،‬ال يعي‬ ‫كثير م��ن امل��واط�ن�ين بالفعل حجم وأب�ع��اد الخطر‬ ‫االستبدادي‪.‬‬ ‫وف ��ي ال �ن �ه��اي��ة‪ ،‬كل��ا ال�ع��ام�ل�ين ل�ه�م��ا ت��أث�ي��ر م��رت��د‬ ‫س�ي�ق��ع ع�ل��ى إردوغ� � ��ان؛ ح�ي��ث س �ي��درك األت ��راك‬ ‫الضرر الذي أوقعه حتى لو لم يسمعوا عنه عبر‬ ‫وسائل اإلعالم‪ ،‬وسوف يسفر عن الفساد العام‬ ‫امل��ؤس�س��ي ال��ذي ي�م��ارس��ه إردوغ� ��ان وح��زب��ه في‬ ‫مرحلة ما عن تراجع اقتصادي‪ .‬وهكذا على املدى‬ ‫البعيد أتوقع أن ينهزم إردوغان‪ ،‬ولكن على املدى‬ ‫ً‬ ‫القريب أنا أقل تفاؤال <‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪25‬‬


‫قال إن الحركة ضد فكرة مقاطعة االنتخابات وتطالب مؤيديها بالخروج للتصويت‬

‫أصالن دوغان املتحدث باسم فتح الله غولن لـ‬

‫‪:‬‬

‫«العدالة والتنمية» يبرر إجراءاته االستبدادية بنسبة األصوات‬ ‫تتصاعد التوترات بني األحزاب السياسية ومؤيديها في تركيا مع دخول االنتخابات البرملانية التي ستجرى في تركيا في ‪ 7‬يونيو‬ ‫(حزيران) الحالي‪ .‬لعل أحد العوامل األكثر حسما في النتيجة حركة الخدمة التابعة للداعية اإلسالمي فتح الله غولن‪ ،‬املؤيد السابق لحزب‬ ‫العدالة والتنمية الحاكم بقيادة رجب طيب إردوغان‪ ،‬الذي انفصل عن الرئيس التركي في عام ‪ .2013‬ويدور صراع داخلي في الوقت الحالي‬ ‫بني أنصار إردوغان وغولن في تركيا‪ ،‬في ظل استخدام أفراد املجموعة األولى لكامل صالحياتهم في التحقيقات واالعتقاالت واملحاكمات‬ ‫ضد املجموعة الثانية بناء على تهم تتنوع من الفساد إلى اإلرهاب‪ .‬في الوقت ذاته‪ ،‬يعيش غولن باملنفى في والية بنسلفانيا األميركية‪،‬‬ ‫ولكنه يظل ً‬ ‫قائدا لحركته ويعبر عن رأيه صراحة في الشؤون التركية على الساحة العاملية‪ .‬أجرت «املجلة» لقاء مع الدكتور ألب أصالن‬ ‫دوغان املتحدث باسم غولن‪ ،‬ورئيس تحالف القيم املشتركة الذي يقع في نيويورك والتابع لغولن‪ .‬وفيما يلي نص الحوار‪:‬‬ ‫نيويورك‪ :‬جوزيف براودي‬ ‫> م� ��ا ه� ��ي ال � ��رؤي � ��ة االس �ت��رات �ي �ج �ي��ة‬ ‫ال �ع��ام��ة ل �ح��رك��ة غ��ول��ن ف �ي �م��ا يتعلق‬ ‫باالنتخابات املقبلة؟‬ ‫ في االنتخابات املقبلة‪ ،‬يوجد اتفاق واسع داخل‬‫حركة غولن على أن حزب العدالة والتنمية ال يستحق‬ ‫األصوات‪ .‬إنهم يبررون اإلجراءات االستبدادية على‬ ‫أساس األصوات التي يحصلون عليها‪.‬‬ ‫وإذا حصل مرشحو ح��زب العدالة والتنمية على‬ ‫نسبة تأييد أق��ل‪ ،‬سينخفض حجم الضرر الذي‬ ‫يمكنهم إلحاقه من خالل مقاعدهم في البرملان‪.‬‬ ‫ولكن ال تؤيد الحركة بصفة رسمية مرشحني أو‬ ‫أح��زاب بعينهم‪ ،‬وي��وج��د تنوع ف��ي ال�خ�ي��ارات التي‬ ‫يضعها املشاركون في الحركة‪.‬‬ ‫أحد أحزاب املعارضة هو حزب «الرفاه»‪ ،‬الذي كان‬ ‫تحت رئاسة أربكان‪.‬‬ ‫وال أعتقد أنه سيحظى بتأييد كبير ألنهم يميلون‬ ‫إلى اإلسالم السياسي الذي ال يحظى بقبول في‬ ‫ال�ب�لاد ف��ي الفترة الحالية‪ .‬أم��ا ح��زب املعارضة‬ ‫ال��رئ�ي��س‪ ،‬ح��زب الشعب ال�ج�م�ه��وري‪ ،‬فله إرث‬ ‫تاريخي في معارضة الحريات الدينية‪ ،‬ولكن‬ ‫قائده الحالي نأى بذاته عن ذلك‪ ،‬وقد يتمكن‬ ‫من جذب بعض من أعضاء الحركة‪.‬‬ ‫ي �ع��رف أن �ص ��ار غ��ول��ن حقيقة‬ ‫أن��ه إذا اج�ت��از حزب‬

‫فتح الله غولن‬

‫‪24‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫الشعب الديمقراطي نسبة ‪ 10‬في املائة من مقاعد‬ ‫البرملان الوطني‪ ،‬سيمتلك القدرة على سحب مقاعد‬ ‫من حزب العدالة والتنمية‪.‬‬ ‫وأت��وق��ع أن ح��زب الشعب الديمقراطي قد يحصل‬ ‫على أصوات لم يكن ليحصل عليها إال في ظل هذه‬ ‫الحسابات‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬تتبنى بيانات الحزب‬ ‫ً‬ ‫كثيرا من املواقف الديمقراطية‪ ،‬لذلك أظن‬ ‫وخطابه‬ ‫لاً‬ ‫أن ك من األكراد وغير األكراد سوف يفكرون في‬ ‫منحه أصواتهم‪.‬‬ ‫> في ظل مخاوف حركتكم بشأن تزوير حزب‬ ‫ال �ع��دال��ة وال�ت�ن�م�ي��ة ل�لان�ت�خ��اب��ات واح�ت�ك��اره‬ ‫لإلعالم وغيرها من العوامل التي قد تغير‬ ‫نتيجة االن�ت�خ��اب��ات‪ ،‬ه��ل ت��م بحث إمكانية‬ ‫مقاطعة االنتخابات؟‬ ‫ ن�ح��ن ض��د ف �ك��رة م�ق��اط�ع��ة االن �ت �خ��اب��ات ت�م� ً‬‫�ام��ا‪،‬‬ ‫ونريد من مؤيدي حركتنا الخروج بكامل قوتهم‬ ‫للتصويت‪.‬‬ ‫رؤيتنا العامة هي أن املشاركة الديمقراطية مهمة‬ ‫ل�ل�غ��اي��ة ف��ي ت��رك�ي��ا‪ ،‬وع ��دم امل �ش��ارك��ة ي��زي��د ال �ج��رأة‬ ‫ويسهل عملية السقوط في االستبداد وهو االتجاه‬ ‫الذي يسير فيه إردوغان ً‬ ‫حاليا‪.‬‬ ‫> ما هو ال��دور ال��ذي تؤديه املؤسسات اليت‬ ‫يسيطر عليها غولن فيما يخص النقاش‬ ‫السياسي السابق على إجراء االنتخابات؟‬ ‫ فيما يتعلق باملؤسسات وإدارتها اليومية‪ ،‬يتوخى‬‫ال�ق��ائ�م��ون عليها ال �ح��ذر ال �ش��دي��د ب �ع��دم ال�ت�ع��رض‬ ‫للسياسة في أعمالهم اليومية‪ .‬وهكذا يستمر األمر‪.‬‬ ‫ول �ك �ن �ه��م ف ��ي دوائ� ��ره� ��م االج �ت �م��اع �ي��ة‪ ،‬ي�ن��اق�ش��ون‬ ‫الضرر غير املسبوق الذي ألحقه الحزب الحاكم‬ ‫بالديمقراطية التركية‪.‬‬ ‫لذلك إذا كان هناك أمر يتحد حوله الناس‪ ،‬فهو‬ ‫أن هذا الحزب لم يعد يستحق الحصول على أي‬ ‫تأييد من املواطنني‪ ،‬وأن هذا الرأي يتم التعبير‬ ‫عنه عادة في مجتمع األعضاء املشاركني في‬


‫الخيار الثاني هو املرجح داخ��ل الحزب الحاكم ال��ذي يمتلك‬ ‫حاليا ‪ 312‬مقعدا ف��ي ال�ب��رمل��ان‪ ،‬ألن��ه ال ي��ري��د االع�ت�م��اد على‬ ‫أصوات األكراد والحركة القومية انطالقا من تجربته الفاشلة‬ ‫في ذلك قبل سنتني‪.‬‬ ‫إال أن هذا ال يعني أن الخيار األول صعب التحقيق‪ .‬فاملقامرة‬ ‫التي يقوم بها األك��راد قد تعطي «العدالة والتنمية» األغلبية‬ ‫املطلوبة على طبق من فضة‪ .‬فاألكراد اعتادوا أن يخوضوا‬ ‫االنتخابات منفردين‪ ،‬ومن ثم يؤلفون كتلتهم داخل البرملان‪،‬‬ ‫وذلك للتغلب على «الحاجز النسبي» الذي ينص عليه قانون‬ ‫االنتخاب التركي الذي يفرض على األح��زاب أن تنال ‪ 10‬في‬ ‫املائة من أصوات الناخبني في كل البالد لدخول البرملان‪ ،‬وإذا‬ ‫فشلت في ذلك تذهب األصوات التي نالتها إلى األحزاب األخرى‬ ‫نسبة إلى عدد األصوات التي نالتها‪ .‬وملا كان األكراد قرروا‬ ‫الدخول إلى االنتخابات كحزب‪ ،‬فإن فشلهم يعني عمليا ذهاب‬ ‫معظم أصواتهم إلى الحزب األول الذي سيكون من دون شك‬ ‫هو حزب العدالة والتنمية‪.‬‬ ‫ولهذا يمكن لحزب العدالة والتنمية أن يحصل على ‪ 50‬في املائة‬ ‫من األصوات من دون أن ينال األغلبية التي يريد‪ ،‬أو قد يحصل‬ ‫على ‪ 40‬في املائة وينال ‪ 400‬مقعد‪ .‬وذلك كله متوقف على‬ ‫األص��وات التي سينالها األك��راد واألح��زاب الصغيرة األخرى‬ ‫كحزب القوميني الوطني‪ ،‬وحزب ترهان األناضولي‪ ،‬وكذلك‬ ‫ائتالف حزب السعادة وحزب االتحاد الكبير‪.‬‬ ‫وت � �ت� ��راوح ن �س �ب��ة ال �ت��أي �ي��د ل �ح��زب ال �ع ��دال ��ة وال �ت �ن �م �ي��ة‪ ،‬وف�ق��ا‬ ‫الستطالعات الرأي‪ ،‬ما بني ‪ 45‬و‪ 50‬في املائة‪ ،‬ولحزب الشعب‬ ‫الجمهوري ما بني ‪ 25‬و‪ 29‬في املائة‪ ،‬ولحزب الحركة القومية‬ ‫ما بني ‪ 14‬و‪ 17‬في امل��ائ��ة‪ ،‬ولحزب الشعوب الديمقراطي ما‬ ‫بني ‪ 8‬و‪ 10‬في املائة‪ .‬ووفقا لهذه األرق��ام‪ ،‬سيتمكن «العدالة‬ ‫والتنمية» من تشكيل الحكومة‪ ،‬لكن حصوله على عدد من‬ ‫ِّ‬ ‫املقاعد يمكنه من تغيير الدستور مرهون بعدم حصول حزب‬ ‫الشعوب الديمقراطي على ‪ 10‬في املائة‪ .‬ويقول الكاتب أرسوي‬ ‫دده من صحيفة «يني عقد» إن املرشحني املستقلني األكراد‬ ‫في االنتخابات البرملانية السابقة حصلوا على ‪ 5.76‬في املائة‬ ‫من أصوات الناخبني‪ ،‬وفي االنتخابات البرملانية التي أجريت‬ ‫ف��ي ‪ 22‬يوليو (ت�م��وز) ‪ 2007‬حصلوا على ‪ 4.68‬ف��ي املائة‪،‬‬ ‫كما أن مرشحي حزب السالم والديمقراطية الكردي (حزب‬ ‫الشعوب الديمقراطي حاليا) حصلوا في االنتخابات املحلية‬ ‫التي أجريت في عام ‪ 2009‬على ‪ 5.7‬في املائة‪.‬‬ ‫ورغ��م أن رئ�ي��س ح��زب ال�ش�ع��وب ال��دي�م�ق��راط��ي ص�لاح الدين‬ ‫دميرطاش حصل في االنتخابات الرئاسية التي أجريت في‬ ‫‪ 10‬أغسطس (آب) ‪ 2014‬على نحو ثالثة ماليني و‪ 900‬ألف‬ ‫صوت‪ ،‬أي ‪ 9.7‬في املائة‪ ،‬من أصوات الناخبني‪ ،‬إال أن مصادر‬ ‫تركية ت��ؤك��د أن ه��ذه األص ��وات أت��ت ف��ي معظمها م��ن حزب‬ ‫الشعب الجمهوري ال��ذي كانت قاعدته مستاءة من ترشيح‬ ‫إسالمي محافظ للرئاسة في مواجهة إردوغان آنذاك‪ .‬وبالتالي‬ ‫فإن هذه األصوات سوف تعود إلى حزبها‪.‬‬ ‫ويراهن األكراد في هذه الحالة على أصوات املعارضة األخرى‪،‬‬ ‫كأصوات جماعة «الخدمة» التي يرأسها الداعية فتح الله غولن‪،‬‬ ‫امل�ع��ادي��ة إلردوغ ��ان‪ ،‬كما على أص��وات ق��د ينالها م��ن أح��زب‬ ‫معارضة أخرى بهدف حصوله على العشرة في املائة ومنع‬ ‫إردوغان من تحقيق حلمه‪ .‬وأما الناخبون العلويون فيبدو أن‬ ‫معظمهم سيصوتون لحزب الشعب الجمهوري الذي يرأسه‬ ‫واحد منهم‪ ،‬بعد أن قام حزب الشعب الجمهوري بإدراج عدد‬ ‫من املرشحني العلويني بقوائم الحزب للحيلولة دون هروب‬ ‫أصوات العلويني إلى حزب الشعوب الديمقراطي <‬

‫األحزاب املتنافسة‬ ‫يبلغ ع��دد األح ��زاب التركية التي ستشارك في‬ ‫االنتخابات نحو ‪ 20‬حزبا‪ ،‬لكن األحزاب الربعة‬ ‫الكبرى هي اآلتية‪:‬‬

‫حزب العدالة والتنمية (‪)AKP‬‬ ‫تأسس هذا الحزب عام ‪ 2001‬على يد منشقني‬ ‫عن حزب املفكر اإلسالمي نجم الدين أربكان‪،‬‬ ‫بعد أن حلت املحكمة الدستورية حزبيه السابقني‬ ‫«الرفاه» و«الفضيلة»‪ ،‬فخرج إردوغان والرئيس‬ ‫السابق عبد الله غل لتأسيس حزب جديد حمل‬ ‫اسم «العدالة والتنمية»‪ ،‬الذي اعتمد البراغماتية‬ ‫السياسية ب�ت��أك�ي��ده اح �ت��رام العلمنة‪ .‬وق��د ف��از‬ ‫ال�ح��زب ف��ي أول ان�ت�خ��اب��ات فعلية خاضها عام‬ ‫‪ ،2002‬وال يزال في السلطة منذ ذلك الحني رافعا‬ ‫نسبة تأييده في كل مرة‪ ،‬والتي وصلت إلى ‪49‬‬ ‫في املائة في آخر دورة انتخابية‪.‬‬ ‫يعتمد العدالة والتنمية على إنجازاته الكبيرة في‬ ‫امل�ج��ال االق�ت�ص��ادي واإلن�م��ائ��ي‪ ،‬على ال��رغ��م من‬ ‫إخفاقاته السياسية في بعض امللفات الخارجية‬ ‫تحديدا‪ ،‬وعلى الرغم من فضائح الفساد التي‬ ‫فجرت بوجهه عام ‪.2013‬‬ ‫وقد رفض رئيس الكتلة البرملانية لحزب العدالة‬ ‫والتنمية «ناجي بوستانجي» نتيجة استطالع‬ ‫أج� ��رت� ��ه م��ؤس �س��ة «ك � ��ون � ��دا» ل�ل�أب� �ح ��اث ب �ش��أن‬ ‫االن�ت�خ��اب��ات ال�ب��رمل��ان�ي��ة ف��ي ‪ 7‬ي��ون�ي��و (ح��زي��ران)‬ ‫املقبل‪ .‬وج��اء ف��ي االس�ت�ط�لاع أن ه�ن��اك تراجعا‬ ‫في األغلبية البرملانية لحزب العدالة والتنمية إلى‬ ‫‪ 40.5‬في املائة من ‪ 49.8‬في املائة‪ ،‬النسبة التي‬ ‫حصل عليها في االنتخابات البرملانية السابقة‬ ‫في عام ‪ .2011‬وقال بوستانجي إنه «حتى في‬ ‫ح��ال ح��دوث ان�خ�ف��اض‪ ..‬ال يوجد م��ا يدعو إلى‬ ‫توقع انخفاض حاد كما تتوقع مؤسسة كوندا»‪.‬‬ ‫وأض��اف أن��ه يتوقع حصول الحزب «على أكثر‬ ‫بكثير من ‪ 40‬في املائة»‪ ،‬مؤكدا أن بإمكان العدالة‬ ‫والتنمية «الفوز بنحو ‪ 47 - 46‬في املائة»‪.‬‬

‫حزب الشعب الجمهوري (‪CHP‬‬ ‫وه��و ال �ح��زب ال ��ذي أن �ش��أه م��ؤس��س الجمهورية‬ ‫ال�ت��رك�ي��ة مصطفى ك�م��ال أت��ات��ورك ع��ام ‪.1923‬‬ ‫وكان الحزب الوحيد في الدولة في بادئ األمر‪،‬‬ ‫لكنه سقط ع��ن الحكم بعد تأسيس أول حزب‬ ‫م�ع��ارض‪ ،‬ومنذ ذل��ك الحني لم يصل إل��ى الحكم‬ ‫أب��دا‪ .‬ويمثل الحزب القلعة الحصينة للعلمانية‬ ‫ف��ي تركيا‪ ،‬ويستقطب اليساريني والعلمانيني‬ ‫وبعض القوميني‪ ،‬وهو أكبر األح��زاب املعارضة‬ ‫ّ‬ ‫وترجح‬ ‫للعدالة والتنمية سياسيا وآيديولوجيا‪.‬‬

‫االستطالعات أن يحرز الحزب ما نسبته ‪26 - 24‬‬ ‫في املائة من األصوات‪.‬‬ ‫وي �ع��ان��ي ال �ح ��زب م ��ن ان �ف �ص��ام ف ��ي ه��وي �ت��ه بني‬ ‫العلمانية وال�ي�س��اري��ة وال�ت��دي��ن ال��ذي يغلب على‬ ‫الشعب ال�ت��رك��ي‪ ،‬مما يجعله ي�ب��دو م �ت��رددا في‬ ‫أكثر من مناسبة‪ .‬وقد تعرض الحزب النشقاق‬ ‫كبير العام املاضي بعد تقديم عدد من سياسييه‬ ‫اس�ت�ق��ال�ت�ه��م وت��أس�ي�س�ه��م ح ��زب «األن ��اض ��ول»‪.‬‬ ‫والثاني أن صورة زعيم الحزب كمال كليتشدار‬ ‫أوغلو تعرضت للعديد من الهزات بفعل هفواته‬ ‫اإلعالمية وانتقادات ّ‬ ‫وجهها له أنصار الحزب‪.‬‬

‫حزب الحركة القومية (‪)MHP‬‬ ‫وه��و ح��زب ق��وم��ي ت��رك��ي‪ ،‬ي�ق�ت��رب م��ن األح ��زاب‬ ‫األخرى بقدر اقترابها من القومية التركية بغض‬ ‫النظر عن الدين واملوقف السياسي‪ .‬تأسس عام‬ ‫‪ .1965‬وهو يقف بقوة خلف القضايا التي تمس‬ ‫الهوية التركية والشعور القومي املتشدد لألتراك‪،‬‬ ‫فهو على سبيل املثال يعارض االنضمام لالتحاد‬ ‫األوروب � ��ي‪ ،‬وينتقد عملية ال �س�لام م��ع األك ��راد‪.‬‬ ‫وت�ع�ك��س االس �ت �ط�لاع��ات ح �ص��ول ال �ح��زب على‬ ‫نسبة تراوح بني ‪ 13‬و‪ 17‬في املائة من األصوات‪.‬‬ ‫في حني توقع استطالع شركة «كوندا» أن يحصل‬ ‫حزب الحركة القومية على أقل من ‪ 15‬في املائة‪.‬‬

‫حزب الشعوب الديمقراطي (‪)HDP‬‬ ‫ه��و ح��زب ي �س��اري ك ��ردي ت��أس��س رس�م�ي��ا ع��ام‬ ‫‪ ،2012‬وهو يعد أول إطار سياسي جامع لألكراد‬ ‫يخوض االنتخابات البرملانية في تركيا‪ ،‬بعد أن‬ ‫كان السياسيون األكراد يسعون لدخول البرملان‬ ‫عبر ترشحهم كمستقلني‪.‬‬ ‫ويبدو أن ه��ذا الحزب يشكل العقدة االنتخابية‬ ‫للعدالة والتنمية‪ .‬ف��إذا ف��از بما هو أكثر من ‪10‬‬ ‫في املائة من األصوات فسيكون البرملان أمام ‪3‬‬ ‫أح��زاب معارضة تتصدى لكل مشاريع العدالة‬ ‫والتنمية وتعرقلها‪ ،‬وه��و ما يحذر منه الحزب‬ ‫الحاكم‪ ،‬محاوال أن يستفيد من الخوف التركي‬ ‫التقليدي من الحكم‪ .‬وفي املقابل يخشى هؤالء‬ ‫أن تؤدي خسارة هذا الحزب وخروجه من اللعبة‬ ‫إلى جولة عنف جديدة مع األكراد الذين يهددون‬ ‫بالنزول إلى الشارع‪ ،‬مما قد يعيد سيناريو العنف‬ ‫املسلح‪ ،‬خصوصا أن فئة كبيرة من األك��راد لم‬ ‫ت�ك��ن مقتنعة أس��اس��ا ب��امل �ش��ارك��ة ف��ي العملية‬ ‫ال�س�ي��اس�ي��ة‪ ،‬وك��ان��ت نسبة ك�ب�ي��رة منها مؤمنة‬ ‫بالحل ال��ذي يتبناه ح��زب العمال الكردستاني‬ ‫ّ‬ ‫املسلح‪.‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪23‬‬


‫رئيس الوزراء التركي‬ ‫وزعيم حزب العدالة‬ ‫والتنمية الحاكم‪ ،‬أحمد‬ ‫داود أوغلو وزوجته‬ ‫سارة داود أوغلو يحييان‬ ‫الجماهير خالل تجمع‬ ‫انتخابي في اسطنبول‬ ‫في مايو املاضي (غيتي)‬

‫تخوض األحزاب التركية في‬ ‫السابع من الشهر الحالي‬ ‫انتخابات برملانية بنكهة‬ ‫رئاسية‪ .‬فجوهر هذه‬ ‫االنتخابات هو «النظام‬ ‫الرئاسي»‪ ،‬الذي يطمح إليه‬ ‫رئيس الجمهورية الحالي‪،‬‬ ‫الزعيم التركي الواسع النفوذ‪،‬‬ ‫رجب طيب إردوغان‪ ،‬الذي‬ ‫تضيق به صالحيات الرئيس‬ ‫القليلة‪ ،‬ويريدها أن تكون‬ ‫واسعة على قدر زعامته‬ ‫املتنامية منذ عام ‪.2002‬‬

‫«مقامرة» األكراد تحدد‬ ‫مصير مشروع إردوغان‬ ‫لتغيير النظام السياسي‬

‫تركيا‪ :‬انتخابات برملانية بنكهة رئاسية‬ ‫إسطنبول‪ :‬ثائر عباس‬ ‫ورغم أن رئيس الجمهورية‪ ،‬وفقا للدستور التركي‪،‬‬ ‫ممنوع من االنتماء ‪ -‬أو الترويج ‪ -‬ألي من األحزاب‬ ‫باعتباره رئيسا للجميع‪ ،‬فإن الرئيس الحالي رجب‬ ‫طيب إردوغ ��ان يكاد ال يخفي اس�ت�م��راره ف��ي رئ��اس��ة الحزب‬ ‫الحاكم‪ ،‬ورغبته في فوزه باملقاعد املطلوبة في البرملان الجديد‬ ‫لتعديل الدستور‪ ،‬وتحويل النظام السياسي التركي إلى نظام‬ ‫رئاسي‪ ،‬وهو ما عمل من أجله إردوغ��ان منذ أن كان رئيسا‬ ‫للحكومة‪ ،‬حيث عدل الدستور في عام ‪ 2007‬ليصبح انتخاب‬ ‫الرئيس مباشرة من الشعب بدال من انتخابه في البرملان وفق‬ ‫ما تقوم به الديمقراطيات البرملانية التي كانت تركيا جزءا‬ ‫منها‪ .‬وهذا التعديل جعل النظام السياسي التركي هجينا‪ ،‬فال‬ ‫هو رئاسي‪ ،‬ألن صالحيات الرئيس قليلة جدا‪ ،‬وتكاد تكون‬ ‫رمزية‪ ،‬وال هو برملاني‪ .‬وهذا األمر يستتبع أمرا من اثنني‪ ،‬إما‬ ‫استكمال الطريق نحو النظام الرئاسي‪ ،‬أو شبه الرئاسي‪ ،‬أو‬

‫‪22‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫العودة إلى النظام البرملاني‪.‬‬ ‫ولم يخف إردوغ��ان رغبته في تعديل الدستور‪ ،‬وسعى إليه‬ ‫بكل قوته من خ�لال محاولة تفاهم مع األح��زاب األخ��رى في‬ ‫البرملان‪ ،‬لكنه قوبل بالرفض‪ .‬فآخر ما تريده أحزاب املعارضة‬ ‫هو إردوغان رئيسا بصالحيات واسعة‪.‬‬ ‫ومنذ انتخابه رئيسا للبلد في الصيف املاضي مارس إردوغان‬ ‫صالحيات النظام الرئاسي عبر شخصيته القوية وسطوته‬ ‫لدى محازبي «العدالة والتنمية»‪ ،‬وعبر رئيس الحكومة أحمد‬ ‫داود أوغلو الذي يعتبر أقرب الساسة األتراك إليه‪.‬‬ ‫وي�ك��اد يكون م��ن امل�ف��روغ أن ينتصر ح��زب ال�ع��دال��ة والتنمية‬ ‫الحاكم في ه��ذه االنتخابات‪ ،‬لكن ال�س��ؤال ه��و‪ :‬ب��أي ع��دد من‬ ‫املقاعد؟ فالحزب املتخم باالنتصارات االنتخابية منذ دخوله‬ ‫الحياة السياسية يريد غالبية الثلثني التي تمنحه تفويضا‬ ‫مطلقا في إدارة البالد ال يعود معه محتاجا ألي من أحزاب‬ ‫املعارضة‪ .‬وعبر الرئيس التركي صراحة عن موقفه هذا‪ ،‬قائال‪:‬‬ ‫«إن تركيا شهدت تحوالت كبيرة خالل الفترة السابقة‪ ،‬وإن‬ ‫القميص لم يعد يتسع لها»‪ .‬وقال في خطاب ألقاه أخيرا‪« :‬إننا‬

‫نرغب بنظام رئاسي ال يمثل الدولة فحسب بل يمثل الدولة‬ ‫والشعب ف��ي آن واح ��د»‪ .‬ورأى أن «املصرين على االحتفاظ‬ ‫ب��ال�ن�ظ��ام ال�ق��دي��م ه��م أول �ئ��ك ال��راغ �ب��ون ف��ي ح�م��اي��ة أوض��اع�ه��م‬ ‫الحالية»‪ ،‬وأك��د على ض��رورة أال يكون النظام الجديد نظاما‬ ‫«مستنسخا»‪ ،‬وإنما «نظام خاص بتركيا»‪.‬‬ ‫والسيناريوهات املطروحة لتعديل الدستور هي ثالثة‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬فوز حزب العدالة والتنمية بأغلبية الثلثني (‪ 385‬مقعدا)‬ ‫من أصل ‪ 550‬مقعدا هي عدد مقاعد البرملان‪ .‬وفي هذه الحالة‬ ‫يمكن للحزب التصويت من داخل البرملان على تعديل الدستور‬ ‫وإقراره من دون أي صعوبة‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬حصول الحزب الحاكم على ‪ 330‬مقعدا في البرملان‪ ،‬بما‬ ‫يمكنه من طرح أي مشروع لتعديل الدستور على االستفتاء‬ ‫الشعبي‪ .‬ثالثا‪ :‬حصول الحزب على أقل من ‪ 330‬صوتا بما‬ ‫يمنعه من التعديل‪ ،‬وما يجعله بحاجة إلى أص��وات األح��زاب‬ ‫األخرى ملساعدته في عرض األمر على االستفتاء‪ ،‬أو التصويت‬ ‫عليه داخل البرملان‪.‬‬ ‫وإذا ك��ان الخيار األول صعب التحقيق بعض ال�ش��يء‪ ،‬فإن‬


‫ما بعد كامب ديفيد‪ ..‬هدف حقيقي غير معلن للرئيس أوباما‬ ‫ما‬

‫بقلم‪:‬‬ ‫طوني بدران‬

‫روجت اإلدارة‬ ‫األمريكية يف‬ ‫اإلعالم أن‬ ‫التهديد األساسي‬ ‫للخليج ليس إيران‬ ‫بل اجملتمعات‬ ‫العربية نفسها‬

‫الذي أراد الرئيس األميركي باراك أوباما تحقيقه‬ ‫من القمة مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي‬ ‫الشهر الفائت في كامب ديفيد؟ كثرت املقاالت‬ ‫وال�ت�س��ري�ب��ات اإلع�لام �ي��ة ح��ول ال�ض�م��ان��ات األم�ن�ي��ة التي‬ ‫درست اإلدارة األميركية إمكانية طرحها في القمة لتطمني‬ ‫دول الخليج حول االتفاق مع إي��ران املعتزم إتمامه آخر‬ ‫شهر يونيو (ح��زي��ران) ال�ح��ال��ي‪ .‬ف��ي ال��واق��ع‪ ،‬ك��ان هدف‬ ‫أوباما الحقيقي وغير املعلن من عقد القمة التأثير على‬ ‫الكونغرس‪.‬‬ ‫إنجاز االتفاق مع طهران هو األولوية القصوى ألوباما‪ .‬لذا‪،‬‬ ‫عليه أن يصد أي محاولة لعرقلته في الكونغرس‪ ،‬حيث تم‬ ‫تمرير مشروع قانون يجبر الرئيس على إحالة االتفاق‬ ‫إلى الكونغرس للمراجعة‪ .‬من املؤكد أن يصوت الكونغرس‬ ‫لرفض االتفاق‪ .‬لكنه لن يتمكن من منعه من دون أكثرية‬ ‫الثلثني التي تبطل فيتو الرئيس‪ .‬لذا‪ ،‬على الرئيس فقط أن‬ ‫يحظى بدعم ‪ 34‬عضوا من الحزب الديمقراطي في مجلس‬ ‫الشيوخ ليضمن تمرير االتفاق‪.‬‬ ‫عقدت مهمة أوباما معارضة رئيس ال��وزراء اإلسرائيلي‬ ‫بنيامني نتنياهو لالتفاق‪ ،‬التي طرحها بشكل مقنع أمام‬ ‫ال�ك��ون�غ��رس‪ .‬ل��ذا‪ ،‬ابتكر البيت األب�ي��ض هجوما مضادا‬ ‫يرتكز على مقاربتني‪ .‬أوال‪ ،‬مهاجمة نتنياهو وتصويره‬ ‫كمتطرف يسعى لجر أميركا إلى حرب مع إيران‪ .‬أي بكالم‬ ‫آخر‪ ،‬معارضته لالتفاق تفتقد إلى املصداقية والعقالنية‪.‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬تلطيخ املعارضني في الكونغرس بوسمة «تطرف»‬ ‫نتنياهو‪.‬‬ ‫استراتيجية الهجوم هذه أساسية لفهم الجلبة التي أثارها‬ ‫البيت األبيض حول قمة كامب ديفيد‪ .‬فما أراده أوباما من‬ ‫القمة أمران بسيطان‪ .‬أوال‪ ،‬الظهور بمظهر الحليف املهتم‬ ‫وامل�ن�خ��رط‪ ،‬لكي ي��رد على أي ان�ت�ق��اد ل��ه ب��أن��ه‪ ،‬ف��ي لهفته‬ ‫لالتفاق مع إيران‪ ،‬يقوم ببيع حلفاء أميركا‪ .‬ثانيا‪ ،‬الخروج‬ ‫ببيان علني يدعم‪ ،‬وإن بخجل‪ ،‬دبلوماسيته النووية مع‬ ‫إيران‪ .‬فحتى الدعم الفاتر يكفي للقول إن نتنياهو يمثل‬ ‫ف��ري�ق��ا م �ح��دودا م��ن امل�ت�ش��ددي��ن غ�ي��ر ال�ع�ق�لان�ي�ين ال��ذي��ن‬ ‫يريدون جرنا إلى الحرب‪.‬‬ ‫في النهاية‪ ،‬نال أوباما مبتغاه من ناحية البيان وصورته‬ ‫م��ع ال�ق��ادة ال�ع��رب‪ .‬إنما ل��م يكن اإلخ ��راج مقنعا بالكامل‬ ‫بسبب غياب امللك سلمان الذي طغى على مجريات القمة‬ ‫وعلى عناوين التغطية اإلعالمية‪ .‬وكانت اإلدارة قد سربت‬ ‫قبل القمة أن امللك سيحضر‪ ،‬ما نّبي أن أوباما أراد بشدة‬ ‫أن يأتي امللك سلمان ليسهل مهمته بإزالة أي عائق أمام‬ ‫االتفاق في الكونغرس‪ ،‬وتصوير حضور امللك على أنه‬ ‫يعكس دعما سعوديا لسياسة أوباما‪ ،‬ما يمكنه تاليا من‬ ‫إحراج معارضيه‪ .‬لم تتحقق هذه الرؤية‪ .‬لكن رغم غياب‬ ‫امللك‪ ،‬عملت ماكينة البيت األبيض اإلعالمية على تعميم‬ ‫ع�ن��وان أن ال�ع��رب يدعمون دبلوماسية أوب��ام��ا الساعية‬

‫إلتمام اتفاق «شامل وقابل للتحقق» مع إيران‪.‬‬ ‫إنما الالفت هو أن أوب��ام��ا لم يحد قيد أنملة عن أي من‬ ‫مواقفه السياسية تجاه املواضيع الخالفية مع دول الخليج‪،‬‬ ‫وال حتى من باب املجاملة‪ .‬ال بل أصر على إظهار استمرار‬ ‫الشرخ االستراتيجي في جميع امللفات‪ .‬ضع جانبا مسألة‬ ‫املعاهدة الدفاعية التي رفضها البيت األبيض أصال حتى‬ ‫قبل انعقاد القمة‪ .‬فيما خص امللفات اإلقليمية‪ ،‬مثال‪ ،‬كرر‬ ‫أوباما موقفه حول سوريا‪ ،‬تحديدا أكد مجددا أن الحل‬ ‫ليس عسكريا‪ ،‬فقط سياسيا وسلميا‪ .‬كما ك��رر عدم‬ ‫ارتياحه للعمل العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن‪.‬‬ ‫بتأكيده على حصرية الحلول السياسية‪ ،‬ما أراد أوباما‬ ‫توضيحه هو ما قاله مرارا قبل القمة‪ ،‬وسربه مسؤولون‬ ‫ف��ي اإلع �ل��ام‪ ،‬أن ال �ه��دف م��ن ال�ق�م��ة ه��و دف ��ع ال�س�ع��ودي��ة‬ ‫للتفاوض مع إيران كالعب أساسي في املنطقة‪.‬‬ ‫بالفعل‪ ،‬قبل يومني من انعقاد القمة‪ ،‬عقد مسؤوالن في‬ ‫البيت األبيض‪ ،‬روبرت مالي وكولن كال‪ ،‬مؤتمرا صحافيا‬ ‫عبر الهاتف شددا فيه على هذه النقطة بالذات‪ .‬هدف القمة‪،‬‬ ‫أوضح املسؤوالن‪ ،‬هو لجلب دول مجلس التعاون إلى حيث‬ ‫تستطيع أن تتعامل بثقة نفس أكبر مع إيران‪« :‬ليس من‬ ‫أج��ل إدام��ة ص��راع المتناه‪ ،‬إنما لالنخراط مع إي��ران في‬ ‫محاولة لتسوية مشاكل املنطقة‪ ،‬التي يمكن حلها فقط‬ ‫أن اجتمعت املنطقة ووج��دت ترتيبات أمنية ت��ؤدي إلى‬ ‫استقرار الوضع في سوريا واليمن وال�ع��راق وغيرها»‪.‬‬ ‫الكالم واضح‪ :‬الحلول تأتي فقط عبر ترتيبات مع إيران‪.‬‬ ‫وهذا ما ردده أوباما في مؤتمره الصحافي بعد انتهاء‬ ‫القمة‪« :‬هدف التعاون األمني (مع دول الخليج) ليس إدامة‬ ‫مواجهة طويلة األمد مع إيران‪ ،‬أو حتى تهميش إيران»‪ .‬أي‬ ‫إن أوباما‪ ،‬في قمة هدفها املعلن تطمني الحلفاء الخليجيني‬ ‫في وجه التخريب اإليراني‪ ،‬قرر بعث رسائل إلى إيران‬ ‫يطمئنها أن تعاونه مع دول الخليج ال يهدف إلى تهميشها‬ ‫وال إلى اعتماد أعمال عسكرية ضد أدواتها التخريبية‬ ‫واإلرهابية‪ .‬ال بل هو لدفع دول الخليج للجلوس إلى طاولة‬ ‫امل �ف��اوض��ات م�ع�ه��ا‪ .‬أص�ل�ا‪ ،‬ك��ان أوب��ام��ا ق��د وض��ح إط��ار‬ ‫القمة قبل أسابيع من انعقادها‪ ،‬عندما قال في اإلعالم‬ ‫إن التهديد األساسي للخليج ليس إيران‪ ،‬بل املجتمعات‬ ‫العربية نفسها‪ .‬ال ب��ل بعد أي��ام م��ن اختتام القمة هدد‬ ‫أوباما السعوديني‪ ،‬في مقابلة مع صحيفة «أتالنتيك»‪ ،‬بأال‬ ‫يسعوا المتالك برنامج نووي ردا على برنامج طهران‪« ..‬إذ‬ ‫سيؤدي ذلك لتوتير عالقتهم بشدة مع الواليات املتحدة»‪.‬‬ ‫في الحقيقة إذن‪ ،‬كانت القمة أقرب إلى طالق مهذب بني‬ ‫أوب��ام��ا والحلفاء الخليجيني منها إل��ى تثبيت التحالف‬ ‫ال�ت��اري�خ��ي م��ع ال��والي��ات امل�ت�ح��دة‪ .‬وإلع ��ادة تنشيط هذا‬ ‫التحالف والعودة إلى القواعد واملسلمات التي قام عليها‬ ‫لعقود‪ ،‬علينا انتظار سنتني ل�ق��دوم رئيس جديد إلى‬ ‫البيت األبيض<‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪21‬‬


‫خصوماتها‪ ،‬ومشكالتها‪ ،‬وحروبها الكثيرة‪ .‬وم��ع هذا‬ ‫كل ما يفعله الرئيس أوباما يذهب في هذا االتجاه‪ :‬لتحل‬ ‫القوى اإلقليمية مشكالتها بنفسها يقول‪ .‬ولكن أثبتت‬ ‫إيران من خالل سلوكها التوسعي والعدواني أن الحديث‬ ‫معها مستحيل‪.‬‬ ‫ف��ي ح��دي��ث إل��ى مجلة «أت�لان�ت�ي��ك» سخر ال��رئ�ي��س أوب��ام��ا‬ ‫من خ��وف البعض على استحواذ إي��ران على ‪ 150‬مليار‬ ‫دوالر كجزء أولي من تخفيف العقوبات عليها‪ً ،‬‬ ‫مقدرا أنه‬ ‫سيكون ً‬ ‫لزاما عليها ص��رف ج��زء كبير من ه��ذه األم��وال‬ ‫ً‬ ‫ومشيرا أنه حتى لو صرفت تلك‬ ‫على االقتصاد اإليراني‪،‬‬ ‫ً‬ ‫األموال على حزب الله مثال‪ ،‬فلن يكون بمقدوره زيادة عدد‬ ‫قواته عشرات املرات‪ .‬هذه الخفة في التعاطي مع الواقع من‬ ‫قبل الرئيس األميركي تقلق دول الخليج‪ ،‬وما يقلقها أكثر‬ ‫هو قوله بأن تلك الدول يجب أن تفهم أن أمنها والدفاع عن‬ ‫سيادتها أضمن بالعمل مع الواليات املتحدة‪ ،‬وأن أي جهود‬ ‫سرية لبناء برنامج نووي ستأتي بتشنج في العالقات‪.‬‬

‫حديث أوباما ملجلة «أتالنتيك»‬ ‫عن إيران يثير القلق‬ ‫ك�ل��ام ال��رئ �ي��س األم �ي ��رك ��ي ف ��ي ح��دي �ث��ه األخ� �ي ��ر مل�ج�ل��ة‬ ‫«أتالنتيك» عن إيران وبرنامجها النووي هو أقرب إلى‬ ‫تمنيات ال ت�م��ت ل�ل��واق��ع ب��أي ص�ل��ة‪ .‬ال يمكن للقيادات‬ ‫العربية أن تركن إلى تصريح قول أوباما‪« :‬بعد عشرين‬ ‫عاما سأكون بإذن الله ً‬ ‫ً‬ ‫حيا‪ ،‬وإذا كان لدى إيران قنبلة‬ ‫نووية فستحمل توقيعي»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫طبعا‪ ،‬املسألة لدى الحكام العرب ال تتعلق بإرث أوباما‪ ،‬أو‬ ‫مكانته في التاريخ‪ ،‬إنما بدولة تتالعب باملجتمع الدولي‪،‬‬ ‫وتخفي معلومات خطيرة عن نوعية برنامجها النووي‬ ‫على الوكالة الذرية الدولية‪ ،‬وتابع ً‬ ‫سريا تطوير برنامجها‪،‬‬ ‫على الرغم من الصعوبات والعقوبات‪ .‬وقد يكون تحديداً‬ ‫هذا املوقف األميركي املبهم الذي يقرب التمنيات ما قد‬ ‫يدفع العالم العربي للتسابق على التسلح النووي‪ ،‬على‬ ‫‪20‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪,,‬‬ ‫هل تحدث رغبة السعودية‬ ‫في استحواذها على‬ ‫السالح النووي صدمة‬ ‫لدى املسؤولني في البيت‬ ‫األبيض ملنع إيران ً‬ ‫جديا‬ ‫من تطوير ترسانة نووية؟‬

‫‪,,‬‬

‫عرض عسكري سعودي‬

‫خفض الرئيس األميركي من احتماالت إطالق‬ ‫الرغم من ً‬ ‫سباقا ً‬ ‫ً‬ ‫مشيرا إلى أنه «ليس‬ ‫نوويا في املنطقة‪،‬‬ ‫االتفاق‬ ‫هناك أي مؤشر من السعودية أو أي دول��ة في مجلس‬ ‫التعاون بأنها تسير في ه��ذا االتجاه في ح��ال نجحنا‬ ‫في منع إيران من االستمرار في مسار حيازة السالح‬ ‫النووي»‪.‬‬ ‫وه ��ذا ال �ك�لام ي�ت�ع��ارض ت�م� ً�ام��ا م��ع م��ا ي�خ�ش��اه السفير‬ ‫الروسي من إمكانية انتشار لألسلحة النووية في الشرق‬ ‫ً‬ ‫األوس��ط‪ ،‬وك��ان قد شرح مطوال للملك الراحل عبد الله‬ ‫ع��ن مخاطرها عندما ح��ذره العاهل ال�س�ع��ودي أن��ه إذا‬ ‫حصلت إيران على أسلحة نووية‪ ،‬فسوف نحصل على‬ ‫أسلحة نووية‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬يعتقد لي سميث‪ ،‬الباحث في معهد هدسون في‬ ‫العاصمة األميركية‪ ،‬أن حصول اململكة العربية السعودية‬ ‫على السالح ال�ن��ووي هي مسألة وق��ت‪ ،‬وق��د تلحق بها‬ ‫مصر واإلم��ارات املتحدة‪ ،‬وأي دول��ة تعتبر هذا السالح‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫استراتيجيا بوجه إيران‪.‬‬ ‫رادعا‬ ‫يضيف سميث أن مسألة تحول ال�ش��رق األوس��ط إلى‬

‫«منطقة نووية» أمر مقلق‪ ،‬حتى للقيادة السعودية‪ .‬وهي‬ ‫التي كانت ق��ادرة بفعل تعاونها الوثيق مع الباكستان‬ ‫من االستحواذ على السالح النووي منذ مدة‪ ،‬ولكنها لم‬ ‫تفعل ألنها لم تعتقد أن األمر يستحق عناء املشكالت‬ ‫التي يمكن أن يتأتى منه‪ .‬ماذا تغير؟ (يسأل الباحث في‬ ‫معهد هدسون) احتمال إن لم يكن التأكيد على استحواذ‬ ‫إيران على السالح النووي‪.‬‬ ‫اليوم إيران وأعوانها في املنطقة باتوا يستهدفون أمن‬ ‫ً‬ ‫اململكة العربية السعودية علنا‪ .‬وعبر تصريحات هوجاء‬ ‫ال تنتمي إلى مربع السياسة كما تابعنا تصريحات عدد‬ ‫من رم��وز السياسة في إي��ران وفي غالبها تصريحات‬ ‫وقحة ومستفزة تعكس حالة اإلحباط في املناخ اإليراني‬ ‫من إفشال مخططها في املنطقة عبر اليمن ‪.‬‬ ‫الجميع يعلم أن تاريخ التعدي اإليراني على اململكة وإن‬ ‫ً‬ ‫وتحديدا إلى عام ‪1987‬‬ ‫كان لفظيًا يعود إلى عقود خلت‬ ‫حيث اشتبك الحجاج اإليرانيون مع الشرطة السعودية‬ ‫داخل الحرم املكي‪ .‬تلك الحادثة املدبرة من نظام املاللي‬ ‫كانت اإلش��ارة لحزب الله في فرعه السعودي بالقيام‬ ‫بأعمال انتقام ضد مصالح اململكة أينما وج��دت‪ .‬آخر‬ ‫تلك املواجهات اكتشاف أجهزة االستخبارات األميركية‬ ‫مخطط الغتيال السفير السابق للمملكة‪ ،‬عادل الجبير‬ ‫لدى واشنطن عام ‪.2011‬‬ ‫ه ��ذه ال�خ�ص��وم��ة أخ ��ذت م��داه��ا‪ ،‬ف��ي ظ��ل غ �ي��اب ال��راع��ي‬ ‫األميركي‪ ،‬أو قل انحيازه للجانب اإلي��ران��ي كونه برأي‬ ‫قاطن البيت األبيض يستطيع تأمني استقرار املنطقة‪.‬‬ ‫وأم��ام ه��ذا ال��واق��ع نجد م��ن الطبيعي أن تسعى اململكة‬ ‫إل��ى حماية مصالحها االستراتيجية وأمنها الداخلي‪،‬‬ ‫ع�ب��ر ال �س�لاح ال �ن��ووي ك ��رادع ض��د إي� ��ران‪ .‬ف�ه��ل تحدث‬ ‫رغ�ب��ة اململكة ف��ي اس�ت�ح��واذه��ا ال�س�لاح ال�ن��ووي صدمة‬ ‫لدى املسؤولني في البيت األبيض‪ ،‬ملنع إيران ً‬ ‫جديا من‬ ‫تطوير ترسانة نووية‪ ،‬من خالل اإلص��رار على تفكيك‬ ‫ً‬ ‫تدريجيا بعد‬ ‫املفاعالت‪ ،‬ورف��ع العقوبات االقتصادية‬ ‫التأكد من التزام طهران بوعودها؟ <‬


‫جانب من إحدى املناورات‬ ‫العسكرية السعودية‬

‫على ال��رغ��م م��ن ك��ل ال�ع��واص��ف ال�ت��ي تعصف م��ن حولها‬ ‫باستقرار سياسي الفت للنظر؛ إذ إنه منذ امللك املؤسس‬ ‫ع�ب��د ال�ع��زي��ز ج��رى ت ��داول السلطة فيها بشكل سلمي‪،‬‬ ‫(بعكس كثير م��ن ال��دول املحيطة ب�ه��ا)‪ ،‬حتى يومنا هذا‬ ‫واس�ت�لام امللك سلمان دف��ة الحكم‪ ،‬وال��دف��ع بأحفاد امللك‬ ‫املؤسس إلى تولي سدة املسؤولية‪ ،‬التي ظن كثيرون أنها‬ ‫قد تكون في أساس زعزت الحكم فيها‪ .‬هذا التحول الهادئ‬ ‫والسلس والسلمي حدا بالسفير األميركي للتصريح بأن‬ ‫ً‬ ‫سياسيا لعقود من الزمن‪.‬‬ ‫اململكة ستكون مستقرة‬

‫دينيس روس‬ ‫إلى جانب الدور االقتصادي العاملي التي تلعبه اململكة‪ ،‬كما‬ ‫السياسي اإلقليمي‪ ،‬فلديها‪ ،‬كما أك��د السفير األميركي‬ ‫دينيس روس لحديث لـ«املجلة»‪ ،‬دور رائ��د ومحوري في‬ ‫ال�ع��ال��م ال�ع��رب��ي‪ ،‬وذل��ك بفضل امل�ك��ان��ة األخ�لاق�ي��ة والدينية‬ ‫للمملكة في العالم اإلسالمي فالعاهل السعودي هو خادم‬ ‫الحرمني الشريفني‪ ،‬وتتطلع غالبية املسلمني السنة من‬ ‫جميع أنحاء العالم إل��ى السعودية ً‬ ‫طلبا لإلرشاد الديني‬ ‫والسياسي‪.‬‬ ‫من هذا املوقع إذا تطل اململكة العربية السعودية على منطقة‬ ‫مشتعلة‪.‬‬ ‫مع مجيء امللك سلمان وتطعيم اإلدارة بوجوه شابة اتخذت‬ ‫اململكة ق� ً‬ ‫�رارا بمواجهة املشكالت التي تعترضها‪ .‬وهي‬ ‫تتلخص بالتالي‪ :‬املد الفارسي ومشكلة النووي اإليراني‪،‬‬ ‫سوريا ومشكلة األسد‪ ،‬االنقسامات داخل الصف العربي‬ ‫الواحد‪ ،‬مواجهة الحركات اإلرهابية‪.‬‬ ‫أم ��ا االن �ق �س��ام��ات ال�ع��رب�ي��ة‪ ،‬ف�ق��د ع�م��ل امل �ل��ك س�ل�م��ان منذ‬

‫توليه سدة املسؤولية إلى جمع الدول العربية واإلسالمية‬ ‫امل�ت�خ��اص�م��ة‪ ،‬م��ن م�ص��ر وق �ط��ر ودول ال�خ�ل�ي��ج‪ ،‬وت��رك�ي��ا‪،‬‬ ‫وحضهم على تناسي خالفاتهم‪ ،‬خاصة تلك التي تتعلق‬ ‫بموقفهم م��ن اإلخ��وان املسلمني‪ ،‬والعمل سوية ملواجهة‬ ‫األخطار التي تحدق بهم‪.‬‬ ‫في سوريا‪ ،‬كانت دعوة امللك سلمان للقادة العرب وتركيا‬ ‫وراء ن �ج��اح ال �ث ��وار ف��ي س��وري��ا ع�ل��ى اس �ت �ع��ادة امل �ب��ادرة‬ ‫والتقدم في جنوب سوريا والسيطرة على جسر الشغور‬ ‫االس�ت��رات�ي�ج��ي وت�ح��ري��ر إدل ��ب‪ .‬وع�م�ل� ً�ي��ا‪ ،‬وض��ع ح��د للمد‬ ‫اإليراني ودعم الرئيس األسد‪.‬‬ ‫في ملف محاربة التنظيمات اإلرهابية‪ ،‬فقد دخلت اململكة‬ ‫ف ��ي ال �ت �ح��ال��ف ال ��دول ��ي ض ��د «داع� � ��ش» م ��ن خ�ل�ال ت�ق��دي��م‬ ‫املساعدات املالية‪ ،‬ولكن اإلش��ارة األكبر اآلتية من اململكة‬ ‫في عزمها محاربة اإلرهاب تمثلت بتعيني محمد بن نايف‬ ‫ً‬ ‫وليا للعهد وهو الذي أطلق عليه املسؤولون الغربيون لقب‬ ‫«جنرال الحرب على اإلرهاب»‪.‬‬ ‫انطالق «عاصفة الحزم»‪ ،‬بأكبر دعم إسالمي ممكن‪ ،‬جاء‬ ‫ً‬ ‫تأكيدا هو اآلخر النعطافة اململكة وكردة فعل على تجاوز‬ ‫ً‬ ‫إيران كل الخطوط الحمر وردا على محاولتها محاصرة‬ ‫اململكة في أكثر من مكان‪.‬‬ ‫بالفعل تبدلت أولويات اململكة العربية السعودية مع تبدل‬ ‫وج��ه ال �ش��رق األوس ��ط م��ن وج�ه��ة ن�ظ��ر أم�ي��رك�ي��ة‪ ،‬وب��روز‬ ‫ال�ت�ح��دي��ات ال�ج�ي��وس�ت��رات�ي�ج�ي��ة‪ ،‬وت�ض�ع�ض��ع ب�ع��د العبيه‬ ‫األس��اس �ي�ين ال س�ي�م��ا م�ص��ر وال �ع ��راق وس ��وري ��ا‪ .‬تبدلت‬ ‫ً‬ ‫سياسة اململكة أيضا من حيث قيادة العالم العربي أو حتى‬ ‫في احتياجاتها العسكرية من ناحية حماية مصالحها‪.‬‬ ‫م��ن هنا ج��اء تصريح زعيم عربي لصحيفة «نيويورك‬ ‫تايمز»‪ ،‬قبل يوم من لقائه الرئيس أوباما في كامب ديفيد‪:‬‬

‫«ال يمكننا الجلوس والتفرج على إي��ران تحتفظ بأكثرية‬ ‫قدراتها النووية والتكنولوجيا»‪.‬‬ ‫وكان سبق هذا التصريح كالم لألمير تركي بن فيصل‬ ‫الرئيس السابق للمخابرات السعودية في كوريا الجنوبية‬ ‫بأن ما لدى اإليرانيني من سالح نووي سيكون لدى اململكة‬ ‫مثله‪.‬‬

‫سالح رادع أمام إرادة فارسية‬ ‫السؤال املطروح واملحق في أروقة الدبلوماسيات العربية‬ ‫ً‬ ‫تحديدا‪ ،‬هو أنه إذا استحوذت إيران على السالح‬ ‫للغربيني‬ ‫ً‬ ‫النووي‪ ،‬ملاذا سيكون ممنوعا على اململكة العربية السعودية‬ ‫أن تمتلكه كرادع أمام إرادة فارسية توسعية على حساب‬ ‫العرب‪ ،‬في ظل انكفاء إرادي للواليات املتحدة األميركية‬ ‫عن الشرق األوسط‪.‬‬ ‫فمنطقة الشرق األوسط هي منطقة محورية ومهمة ً‬ ‫عامليا‬ ‫لعدة أسباب منها الطبيعية فهي تقع عند ملتقى القارات‬ ‫الكبرى للعالم وفيها مجموعة من أهم مواقع املرور الدولية‬ ‫وهي قناة السويس ومضائق البسفور والدردنيل وباب‬ ‫املندب ومضيق هرمز‪ .‬أم��ا األهمية االقتصادية للشرق‬ ‫ً‬ ‫األوس ��ط‪ ،‬ف�ت�ع��ود إل��ى وج ��ود‪ :‬أوال‪ ،‬ال�ب�ت��رول ح�ي��ث يمتاز‬ ‫بانخفاض تكاليف إن�ت��اج��ه‪ ،‬ب��اإلض��اف��ة إل��ى م�ي��زة نوعية‬ ‫ً‬ ‫أيضا وهي أن نفط الشرق األوسط وشمال أفريقيا ينتجان‬ ‫ً‬ ‫خامات خفيفة ومتوسطة وثقيلة‪ .‬وثانيا‪ ،‬الغاز الطبيعي‬ ‫حيث بلغ االحتياطي من الغاز الطبيعي املوجود في الشرق‬ ‫األوسط نحو ‪ 22‬تريليون متر مكعب؛ أي ما نسبته ‪24.3‬‬ ‫في املائة من االحتياط العاملي‪.‬‬ ‫ط �ب � ً�ع ��ا‪ ،‬م �ن �ط �ق��ة ك �ت �ل��ك ال ت� �ت ��رك م ��ن دون م ��ن ي�ض�ب��ط‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪19‬‬


‫مختصون‪ :‬توقعات أوباما عن سلوك إيران وبرنامجها النووي أقرب إلى الخيال‬

‫قوة خليجية نووية‬

‫ً‬ ‫وغالبا ما سعت‪ ،‬ملا لها من تأثير على الشارع العربي‪،‬‬ ‫لطاملا فضلت اململكة العربية السعودية «قيادة العالم العربي من الخلف»‪،‬‬ ‫إلى طرح الحلول واقتراح التسويات في ملفات املنطقة الساخنة‪ ،‬كما فعلت في لبنان مع اتفاق الطائف‪ ،‬أو حتى في اليمن إثر‬ ‫َّ‬ ‫املبادرة الخليجية التي سلم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح السلطة بعد عام من االحتجاجات‪ .‬وحتى في خالفاتها مع الدول‬ ‫الشقيقة كما في حالة اليمن وعبد الناصر املؤيد للثورة آنذاك‪ ،‬أو السادات واتفاق كامب ديفيد‪ ،‬أو قطر والخالفات على الرؤية‬ ‫ً‬ ‫االستراتيجية للمنطقة‪ ،‬كانت ً‬ ‫بعيدا عن املواجهات الدامية‪ ،‬ما أمكن‪.‬‬ ‫دائما تسعى إلى إصالح ذات البني في البيت العربي‬ ‫بيروت‪ :‬إيلي فواز‬ ‫هذا لم يمنع اململكة العربية السعودية ً‬ ‫يوما من‬ ‫اتخاذ مواقف حازمة من إح��داث املنطقة عندما‬ ‫كانت ترى منها ًبدا‪ .‬فقبل «عاصفة الحزم»‪ ،‬التي‬ ‫ً‬ ‫إقليميا‪،‬‬ ‫تعجب كثيرون للدور القيادي التي أخذته اململكة‬ ‫فقد سبق للملك فيصل بن عبد العزيز أن أعلن عام ‪1973‬‬ ‫عن حظر بيع النفط إلى الواليات املتحدة األميركية والدول‬ ‫ال��داع �م��ة إلس��رائ �ي��ل ح�ت��ى إج �ب��اره��ا ع�ل��ى االن �س �ح��اب من‬ ‫األراض��ي التي احتلتها في ح��رب الستة أي��ام ع��ام ‪.1967‬‬ ‫اململكة العربية السعودية بالشراكة مع الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫كان لها أيضا دور بارز في تحرير أفغانستان من االحتالل‬ ‫السوفياتي عام ‪ ،1989‬حيث عملت مع «مجاهدي» البارحة‪،‬‬ ‫«إرهابي» اليوم على هزيمة الجيش األحمر‪.‬‬ ‫لكن بعد أح��داث ‪ 11‬سبتمبر‪ ،‬واجتياح األميركي للعراق‬ ‫وأفغانستان تغيرت املنطقة وتبدلت امل��وازي��ن التي كانت‬ ‫قائمة‪ ،‬خاصة بعد خلع صدام حسني‪.‬‬ ‫فسقوط ص��دام حسني‪ ،‬سيبقى عالمة فارقة في تاريخ‬ ‫ً‬ ‫واسعا أمام انطالق ما اتفق‬ ‫العالم العربي‪ .‬ألنه فتح الباب‬ ‫على تسميته بالثورات العربية من جهة‪ ،‬كما فتح الباب‬ ‫ً‬ ‫واسعا أم��ام اجتياح إي��ران للدول العربية التي عمت فيها‬ ‫الفوضى من جهة أخرى‪.‬‬ ‫فالثورات العربية أفضت إلى سقوط أنظمة حكم في بعض‬ ‫البلدان العربية‪ ،‬وخلق حالة من الفوضى األمنية كما في‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سياسيا لإلخوان‬ ‫صعودا‬ ‫سوريا وليبيا‪ ،‬وشهدت املنطقة‬ ‫املسلمني‪ ،‬وصعود الحركات املسلحة املتطرفة في أكثر‬ ‫من بلد عربي‪.‬‬ ‫هذا التحول أدى إلى انقسام سياسي حاد‬ ‫بني ال��دول العربية‪ ،‬بني مؤيد ومعارض‬ ‫لتلك التغيرات السياسية‪.‬‬

‫العواصم التي لها فيها والءات مذهبية كما في اليمن‪ ،‬أو‬ ‫ً‬ ‫لبنان أو العراق أو حتى سوريا‪ .‬وهي أيضا استفادت من‬ ‫بروز الحركات املسلحة املتطرفة خاصة في سوريا والعراق‬ ‫حيث وضعت نفسها في سياق واحد مع الغرب في محاربة‬ ‫ما أسمته بـ«التطرف»‪ .‬وهي دفعت في اتجاه توقيع اتفاق‬ ‫نووي مع الدول الخمسة زائد واحد ليرفع عنها العقوبات‬ ‫ويعطيها ً‬ ‫دفعا ً‬ ‫ماديا للمضي ً‬ ‫قدما في سياستها التوسعية‬ ‫على حساب ال�ع��رب كما سيمكنها م��ن االس�ت�ح��واذ على‬ ‫السالح النووي‪ ،‬ولو بعد بضعة أعوام‪.‬‬ ‫وقد اتضح للملكة العربية السعودية والدول العربية ان هذا‬ ‫ً‬ ‫تحديدا‪ :‬أن تصبح إي��ران دولة‬ ‫ما تريده ال��والي��ات املتحدة‬ ‫مؤثرة في الشرق األوسط‪ ،‬وحالة مساهمة في استقراره‬ ‫على أساس أن الفوضى هي صنيع الدول العربية وأنظمة‬

‫إيران استفادت‬ ‫من الفوضى‬ ‫أم� � ��ا إي � � � ��ران ف� �ق ��د اس � �ت � �ف� ��ادت م��ن‬ ‫الفوضى واالنقسامات القائمة في‬ ‫املنطقة العربية‪ ،‬لتثبت نفوذها في‬

‫‪18‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫الرئيس اوباما‬

‫الحكم فيها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وك��ان الف��ت��ا ف��ي أح��د آخ��ر اجتماعات ال��رئ�ي��س أوب��ام��ا مع‬ ‫امللك عبد الله‪ ،‬أي قبل بضعة أشهر‪ ،‬وعلى وق��ع التقارب‬ ‫اإليراني األميركي وتصاعد نفوذ إيران‪ ،‬وتضعضع الثورة‬ ‫السورية‪ ،‬وفوضى ليبيا‪ ،‬وتمرد الحوثيني‪ ،‬وإخضاع بيروت‬ ‫لرغبة حزب الله‪ ،‬وتزعزع استقرار مصر‪ ،‬استياء القيادة‬ ‫السعودية من سياسة البيت األبيض‪ .‬ففيما كانت اململكة‬ ‫تريد أن تستمع لشرح مطمئن عن الخطر اإلي��ران��ي على‬ ‫املنطقة وسبل مواجهته‪ ،‬إذ بالرئيس أوباما يتحدث عن‬ ‫أهمية عملية السالم في الشرق األوسط بني الفلسطينيني‬ ‫واإلسرائيليني‪ ،‬مما حدا بامللك الراحل بأخذ موقف غاضب‬ ‫مما حدث ‪ ،‬وربما كان ردة فعل امللك الراحل هو عدم قبوله‬ ‫باملوقف األمريكي ال سيما وأن هناك الكثير من التحليالت‬ ‫واملعلومات التي راج��ت تلك الفترة وال�ت��ي تفضي بقبول‬ ‫أم��ري�ك��ي ب��ل وم�ب��ارك��ة على دور ب��ارز إلي ��ران ف��ي املنطقة‬ ‫بغض النظر ع��ن م��وق��ف حلفائه‪ .‬رس��ال��ة الرئيس أوب��ام��ا‬ ‫كانت واضحة‪ :‬أنا أهتم بامللف اإليراني وعليكم االهتمام‬ ‫بمحاربة «اإلرهاب»‪.‬‬ ‫هذا هو املشهد الذي أطلت عليه اململكة العربية السعودية‪:‬‬ ‫فورة إيرانية تتشدق بالسيطرة على أربعة عواصم عربية‪،‬‬ ‫وتسعى إلى حصار اململكة العربية السعودية من خالل‬ ‫ال�ي�م��ن وال�ب�ح��ري��ن‪ .‬ات �ف��اق ن ��ووي ع�ل��ى أب ��واب ال�ت��وق�ي��ع بني‬ ‫الواليات املتحدة والدول الغربية من جهة وإيران ال يضمن‬ ‫ً‬ ‫إط�لاق��ا ع��دم ح�ي��ازة إي ��ران على ال�س�لاح ال �ن��ووي ب��ل على‬ ‫األرج��ح العكس‪ ،‬ظهور حركات مسلحة متشددة‪ ،‬تشوه‬ ‫صورة املجتمعات العربية وتسعى هي األخرى للسيطرة‬ ‫عليها‪ .‬ثم هناك سوء تفاهم كبير مع الحليف األميركي‬ ‫الذي يتجه نحو تغيير الشرق األوسط عبر إدخال‬ ‫إيران شريكة في حلول مشكالت هي من‬ ‫صنيعها وحدها ‪.‬‬ ‫اململكة العربية السعودية هي دولة ككل‬ ‫الدول لها مصالحها االستراتيجية كما‬ ‫لها حلفاء‪ .‬هي من أهم الدول املصدرة‬ ‫للنفط ول�س�ي��اس��ات�ه��ا النفطية تأثير‬ ‫ه ��ام ع�ل��ى االق �ت �ص��اد ال �ع��امل��ي‪ً .‬‬ ‫طبعا‬ ‫للمملكة مشكالتها الخاصة الداخلية‬ ‫اجتماعية كانت‪ ،‬أم سياسية‪ ،‬كأي‬ ‫بلد آخ��ر ف��ي العالم‪ ،‬ولكنها تتمتع‬


‫عسكرة املنطقة إلى أين؟‬

‫سباق التسلح العربي يحاول القفز على فوضى الواقع وانهيار مفهوم الدولة‬ ‫من نافلة القول إن املنطقة ّ‬ ‫تمر بحالة «عسكرة» غير‬ ‫مسبوقة منذ استقالل الدول العربية من االحتالل األجنبي‬ ‫في القرن املاضي‪ ،‬وبحسب مراقبني فإن ما سمي بـ«الربيع‬ ‫العربي» ساهم في عودة الجهوريات العسكرية‪ ،‬وترسيخ‬ ‫استقرار الدول التي لم تصب بموجة االحتجاجات الهائلة‬ ‫والتي ساهمت في تقويض عدد من الدول‪ ،‬وتفكيك بناها‬ ‫السياسية والعسكرية‪ ،‬وترجح حالة العسكرية هذه إلى‬ ‫محاولة ضبط ت��وازن اإلقليم بعد حالة االبتالع اإليراني‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا‪ ،‬وهو‬ ‫للمشهد في العراق ولبنان وسوريا واليمن‬ ‫م��ا يعني م��ن زاوي���ة أخ���رى زي���ادة الطلب على التسليح‪.‬‬ ‫وبحسب مستشار سابق في وزارة الخارجية األميركية‬ ‫فإن‪ :‬الواليات املتحدة تقف بسياساتها خلف هذه املوجة‬ ‫الكثيفة من العسكرة‪ ،‬ولكن في أشكال مختلفة‪ ،‬بما في‬ ‫ذل��ك كونها امل���ورد الرئيسي لألسلحة وامل��ع��دات لهذه‬ ‫الجيوش‪ ،‬وامل���درب‪ ،‬وامل��ش��رف على حمالت مكافحة‬ ‫لإلرهاب‪ .‬ارتفاع منسوب العسكرة ال تخطؤه العني‬ ‫ف��م��آالت ال��ن��ظ��ام امل��ص��ري إل���ى ال��ع��س��ك��رة ول���و بشكل‬ ‫غير مباشر بعد أداء الجيش ل��ل��ث��ورة التصحيحية‬ ‫بعد خروج اإلسالم السياسي من املشهد‪ ،‬وإخفاقه‬ ‫ً‬ ‫في إيجاد صيغة موائمة للتعددية السياسية‪ ،‬بدال‬ ‫عن الشمولية الراديكالية التي اختطف بها املشهد‪.‬‬ ‫فيما يخص دول الخليج فإن م��رور عاصفة الربيع‬ ‫العربي ال��ت��ي كشفت ع��ن مشاريع انقالبية كبيرة‬ ‫بيافطات سياسية وحقوقية أدى إلى إع��ادة النظر‬ ‫في أولوية األم��ن‪ ،‬بحيث تكون صمام أمان للداخل‬ ‫وحجرة عثرة للمتربصني بالخارج وال��ذي��ن تتفق‬ ‫أهدافهم على استهداف الخليج والسعودية‪ ،‬وتختلف‬ ‫مرجعياتهم ودواف��ع��ه��م س��واء كانت تنظيمات مسلحة‬ ‫كـ«داعش» والقاعدة وأخواتها أو تنظيمات تابعة ألحزاب‬ ‫وميليشيات شيعية متطرفة تحاول التسويق ملشروع‬ ‫إيران الكبرى‪.‬‬ ‫قائمة بأهم صفقات السالح في السعودية‪:‬‬ ‫> أنظمة اإلنذار املبكر «أواكس»‬ ‫وهي جزء من عملية تحديث أنظمة عمل طائرات البوينغ‬ ‫(إي ‪ ،)3 -‬املعروفة باسم «طائرات أواكس لإلنذار الجوي‬ ‫السعودية بخمس وحدات‬ ‫املبكر»‪ ،‬وتهدف الصفقة إلى مد ُ ُ‬ ‫م��ن ن��ظ��ام ب��ل��وك ‪ 45 / 40‬أح���دث ن��ظ��م اإلن����ذار والتحكم‬ ‫املحمولة ً‬ ‫جوا في العالم‪.‬‬ ‫> صواريخ ‪1 JSOW C Block III‬‬ ‫ومن شأنها تعزيز قدرة السعودية على تطوير مواصفات‬ ‫أسلحتها املوجهة عن ُبعد «‪ ،»JSOW‬املستخدمة من ِق َبل‬ ‫القوات البحرية والقوات الجوي‬ ‫ويعتبر «‪ »JSOW C Block III‬ص���اروخ ج��و ‪ -‬أرض‬ ‫منخفض التكلفة‪ ،‬يتم توجيهه باستخدام نظام تحديد‬

‫املواقع العاملي ‪ GPS‬وأنظمة التوجيه الحراري‪ .‬ويستطيع‬ ‫ه��ذا السالح ‪ -‬ال��ذي يبلع وزن��ه أل��ف رط��ل ويتخطى مداه‬ ‫‪ 100‬كلم ‪ -‬ضرب األهداف الثابتة والبحرية املتحركة‪.‬‬ ‫> ‪ 72‬طائرة «يوروفايتر» بريطانية‬ ‫وامل��ش��روع تقوم به شركة بي إي��ه إي سيستمز (‪BAE‬‬ ‫‪ )Systems‬البريطانية وت��م تسليم ‪ 30‬وح��دة منها إلى‬ ‫الرياض وتعد الطائرة الجيل الرابع املطور الذي جعلها‬ ‫أهم مقاتلة خفية ذات أداء عال‪.‬‬ ‫> ‪ 55‬طائرة «بي سي ‪ »21‬سويسرية‬ ‫وتهدف إلى تدريب القوات الجوية وتشمل نظام تدريب‬ ‫أرضي متكامل بحزمة دعم لوجيستي‬

‫صواريخ‬ ‫‪JSOW C Block III‬‬

‫> طائرات من دون طيار‬ ‫هناك أسطول طائرات وتسمى «وينغ لونغ» دون طيار‬ ‫صيني تشبه قاذفات بريديتر األميركية‪ ،‬تستطيع إطالق‬ ‫صواريخ جو ‪ -‬أرض‪ ،‬ومهام االستطالع‪ ،‬كما لديها القدرة‬ ‫على حمل قذائف تزن ‪ 200‬كيلوجرام‪.‬‬ ‫> مدرعات كندية‬ ‫تم التعاقد في بداية عام ‪ 2014‬مع شركة كندية تابعة‬ ‫لشركة (‪)General Dynamics‬؛ بغرض ش��راء عدد لم‬ ‫يعلن عنه من املركبات املدرعة العسكرية واملدنية‪ ،‬ويمتد‬ ‫العقد ‪ 15‬سنة بقيمة تفوق ‪ 10‬مليارات دوالر‪.‬‬ ‫> صواريخ «تاو» املضادة للدروع‬ ‫ف��ي ات��ف��اق��ي��ة م��ع ال���والي���ات امل��ت��ح��دة وت��ش��م��ل الصفقة‬ ‫ص���واري���خ ت�����او‪ ،‬وامل����ع����دات ذات ال��ع�لاق��ة إض���اف���ة إل��ى‬ ‫الدعم اللوجيستي والتدريب املتخصص‪ ،‬وتعد هذه‬ ‫الصواريخ أحد أهم األسلحة القادرة على تدمير أهداف‬ ‫متنوعة بسبب قدرتها الفائقة على التحرك والتوجيه‪.‬‬ ‫م��وج��ات ال��ع��س��ك��رة ط��ال��ت أي��ض��ا ع ً‬ ‫����ددا م��ن دول‬ ‫الخليج والدول العربية خالل الفترة املاضية التي‬

‫تلت الربيع العربي وأبرزها‪:‬‬ ‫اإلم� ��ارات‪ :‬ع��ق��دت اإلم����ارات صفقة تسلح م��ع ال��والي��ات‬ ‫املتحدة‪ ،‬في مطلع العام‪ ،‬بقيمة ‪ 270‬مليون دوالر لشراء‬ ‫مدافع ميدان وأنظمة مالحية ومعدات عسكرية‪ ،‬وهي جزء‬ ‫من صفقة أكبر ال تزال قيد النقاش بني شركة لوكهيد‬ ‫مارتن ‪ Lockhead Martin‬والدولة اإلماراتية وتشمل ‪30‬‬ ‫مقاتلة إف ‪.16 -‬‬ ‫ال�ب�ح��ري��ن‪ :‬ات��ف��ق��ت روس��ي��ا م��ع ال��ب��ح��ري��ن ع��ل��ى ت��زوي��ده��ا‬ ‫بصواريخ مضادة للدبابات من ط��راز «كورنيت إي��ه إم»‬ ‫‪.Kornet - EM‬‬ ‫ال �ك��وي��ت‪ :‬اش��ت��رت ال��ك��وي��ت أن��ظ��م��ة ص���واري���خ ب��ات��ري��وت‬ ‫الدفاعية في صفقة مع شركة رايثيون األميركية‬ ‫بلغت قيمتها ‪ 655‬مليون دوالر‪ .‬وف��ي صفقة‬ ‫أخ���رى‪ ،‬اش��ت��رت ق��اذف��ات قنابل م��ن أمل��ان��ي��ا بعد‬ ‫موافقة الجانب األملاني على الصفقة في أكتوبر‬ ‫(تشرين األول)‪.‬‬ ‫قطر‪ :‬وقعت اتفاقيات مبدئية لشراء أسلحة منها‬ ‫‪ 24‬مروحية أباتشي ‪ Apache‬وبطاريات صواريخ‬ ‫بقذائف من‬ ‫باتريوت ‪ Patriot‬الدفاعية املجهزة‬ ‫ً‬ ‫ط��راز «ب��اك ‪ ،3 - PAC »3‬كما عقدت اتفاقا مع‬ ‫شركة إيرباص ‪ Airbus‬لشراء ‪ 22‬مروحية من‬ ‫طراز ‪ NH90‬بقيمة ‪ 2.76‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫ُعمان‪ :‬أعلنت سلطنة عمان عقد صفقة أسلحة‬ ‫م��ع ش��رك��ة راي��ث��ي��ون ‪ Raytheon‬األم��ي��رك��ي��ة بقيمة ‪1.28‬‬ ‫لشراء نظام صواريخ أرض ‪ -‬جو املتطور للدفاع الجوي‬ ‫«ناسامس» ‪.NASAMS‬‬ ‫مصر‪ :‬أج��ازت ال��والي��ات املتحدة صفقة بيع ‪ 10‬طائرات‬ ‫أباتشي ‪ Apache‬ملصر بعد تعليقها في وقت سابق على‬ ‫إثر إسقاط نظام الرئيس املصري ًاألسبق محمد مرسي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مبدئيا ب�ين روسيا‬ ‫وت��م��ول السعودية واإلم����ارات ات��ف��اق��ا‬ ‫ومصر لشراء األخيرة معدات عسكرية تشمل ‪ 24‬طائرة‬ ‫«ميغ ‪ 29 - MiG »29 -‬وأنظمة صواريخ «بوك إم‪Buk »2‬‬ ‫‪ M2‬و«تور إم‪.Tor M2 »2‬‬ ‫األردن‪ :‬أعلنت هولندا نقل أول دفعة من فائض مدافعها‬ ‫املضادة للطائرات من طراز تشيتا ‪ Cheetah‬في صفقة‬ ‫بلغت قيمتها ‪ 29‬مليون دوالر‪ .‬وشملت الصفقة أيضا ‪350‬‬ ‫ً‬ ‫ألف قذيفة مدفعية و‪ً 22‬‬ ‫مضادا للطائرات من عيار‬ ‫مدفعا‬ ‫‪ 40‬ملم من طراز بوفورز ‪ 40 -‬الـ‪ 40L70 Bofors 70‬و‪11‬‬ ‫رادارا من طراز «ثالز فاليكاتشر» ‪ Thales Flycatcher‬و‪5‬‬ ‫مدرعات من طراز «ليوبارد» ‪.Leopard‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪17‬‬


‫مدينة امللك عبد الله للطاقة‬ ‫الذرية واملتجددة‬

‫الرغم من أنها دعمت باستمرار إقامة منطقة خالية‬ ‫م��ن األ ًس�ل�ح��ة ال �ن��ووي��ة ف��ي ال �ش��رق األوس� ��ط‪ ،‬وذل��ك‬ ‫استباقا ألي مفاجآت إيرانية التي لم تلتزم بالتوقيع‬ ‫على البنود ذاتها‪.‬‬ ‫معاهدة حظر انتشار األسلحة النووية يلزم الدول‬ ‫املوقعة على املعاهدة بعدم نقل التكنولوجيا النووية‬ ‫إل��ى دول أخ��رى أو تطوير ترسانتهم من األسلحة‬ ‫النووية‪ ،‬كما أنه ال يجوز استخدام السالح النووي‬ ‫إال إذا تعرضت إلى هجوم بواسطة األسلحة النووية‬ ‫من قبل دولة أخ��رى‪ ،‬كما يجب أن تسعى كل دولة‬ ‫تملك ترسانة نووية على تقليل نسبتها من األسلحة‬ ‫النووية‪ ،‬واستبدالها باستخدامات ألغراض سلمية‬ ‫كالطاقة وتحلية املياه‪ ،‬والسعودية باعتراف الوكالة‬ ‫ال��دول �ي��ة ل�ل�ط��اق��ة ال ��ذري ��ة م��ن ال� ��دول ال �ت��ي ل��م تشهد‬ ‫خروقات اللتزامها باألنشطة السلمية فيما يخص‬ ‫امللف النووي‪.‬‬ ‫ف��ي اآلون ��ة األخ �ي��رة ك�ث��ر ال�ح��دي��ث ع��ن ن�ي��ة وشيكة‬ ‫ل��دخ��ول ال�س�ع��ودي��ة امل�ع�ت��رك ال �ن��ووي ح�س��ب موقع‬ ‫«دايلي بيست» وعلى ذمته حيث توقع أن مآالت اتفاق‬ ‫الواليات املتحدة األميركية وإيران قد يجعل الرياض‬ ‫‪16‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫تندفع أكثر فأكثر باتجاه تبني خيار امتالك السالح‬ ‫النووي‪ ،‬وتستند الصحيفة إلى تصريحات ويندي‬ ‫شيرمان‪ ،‬مسؤولة التفاوض اإليراني األميركي من‬ ‫الجانب األم�ي��رك��ي‪ ،‬م��ن أن أي صفقة محتملة بني‬ ‫واشنطن وطهران ستترك كال الطرفني‪ ،‬إيران ودول‬ ‫الخليج قادرون على تخصيب اليورانيوم‪.‬‬ ‫تصريحات امل�س��ؤول�ين السعوديني إل��ى اآلن تترك‬ ‫الخيارات مفتوحة بسبب غموض ما سيؤدي إليه‬ ‫التقارب األميركي اإليراني‪ ،‬وقد صرح األمير تركي‬ ‫الفيصل الذي ال يتسنم أي منصب رسمي للفرنسية‬ ‫بأن السعودية تدرس كل الخيارات بما فيها امتالك‬ ‫سالح نووي في حال فشل العالم في إقناع إسرائيل‬ ‫ً‬ ‫وإي��ران بالتخلي عن برنامجيهما النوويني‪ ،‬معلال‬ ‫ذلك بأن «من واجبنا تجاه أوطاننا وشعوبنا أن ننظر‬ ‫في جميع الخيارات املتاحة‪ ،‬ومن ضمنها حيازتنا‬ ‫لتلك األسلحة»‪.‬‬ ‫تصريح األم�ي��ر ت��رك��ي الفيصل ي��ذك��رن��ا بتصريح‬ ‫مشابه لألمير مقرن بن عبد العزيز حني كان ً‬ ‫رئيسا‬ ‫لالستخبارات ال�ع��ام��ة‪ ،‬حيث أك��د أن اململكة تعمل‬ ‫بسياسة واضحة وه��ادئ��ة لكبح الجموح اإلي��ران��ي‪،‬‬

‫داع� ً�ي��ا دول ال�خ�ل�ي��ج إل ��ى ال�ت�ن�س�ي��ق ع�ل��ى امل�س�ت��وى‬ ‫اإلقليمي في مجاالت كثيرة سياسية واقتصادية‬ ‫وعسكرية واجتماعية‪ ،‬وهي إشارة إلى أن أي وصول‬ ‫إيراني إلى نقطة السالح النووي‪ ،‬هي بالتالي نقطة‬ ‫الالعودة للخليجيني في اتخاذ هذا القرار‪.‬‬ ‫ً‬ ‫هذا السياق العام الذي يعيد ّ‬ ‫مجددا نحو موقف‬ ‫الكرة‬ ‫السعودية من سباق التسليح النووي يقابله تطمينات‬ ‫أميركية كبيرة على لسان الرئيس األميركي باراك‬ ‫يصرح ً‬ ‫ّ‬ ‫كثيرا حول املوضوع بتصريحات‬ ‫أوباما الذي‬ ‫ً‬ ‫متباينة‪ ،‬فهو أوال أك��د أن��ه ال ت��وج��د دول��ة خليجية‬ ‫ً‬ ‫معتبرا‬ ‫تسعى إلى امتالك برنامج نووي خاص بهم‪،‬‬ ‫أن تصريحات األمير تركي الفيصل ال تعني أنها‬ ‫صادرة من النظام‪.‬‬ ‫أوب��ام��ا أيضا يؤكد ثانية ب��أن مخاوف الخليجيني‬ ‫مشروعة وبحسب كلماته‪« :‬ليس من برنامج إيران‬ ‫النووي فقط‪ ،‬بل أيضا من نتائج تخفيف العقوبات»‪،‬‬ ‫لكنه واصل طمأنة دول الخليج بقوله‪ :‬سأكون هنا‬ ‫ً‬ ‫بعد عشرين ً‬ ‫عاما باعتبار أن شيئا ما لن يحدث‪،‬‬ ‫وهي تطمينات أقرب إلى اللغة الدبلوماسية منها إلى‬ ‫القراءة ملستقبل املنطقة <‬


‫اجتماع الرئيس أوباما ووزير الخارجية جون كيري مع قادة وممثلني‬ ‫ست دول خليجية في كامب ديفيد بوالية ماريالند ملناقشة مجموعة‬ ‫من القضايا بما في ذلك االتفاق النووي اإليراني (غيتي)‬

‫بضرورة وجود دولة اعتدال واحدة على األقل تملك‬ ‫سالح ردع من شأنه إحداث توازن نوعي في مفاصل‬ ‫القوى اإلقليمية في ظل صعود التمدد اإليراني‪ ،‬وعزلة‬ ‫تركيا‪ ،‬وانكماش باكستان‪ ،‬وتراجع الجيش املصري‬ ‫وانكفائه على الداخل‪ ،‬وربما كانت بداية اإلشارة إلى‬ ‫دولة نووية معتدلة في حديث امللك عبد الله بن عبد‬ ‫العزيز ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬للمبعوث األميركي في الشرق‬ ‫األوسط في عام ‪ 2009‬الذي فتح احتمالية أن تحصل‬ ‫السعودية على سالح نووي في حال اختالل موازين‬ ‫القوى بفعل االتفاق النووي أو دخ��ول دول جديدة‬ ‫ف��ي ال�ن��ادي ال�ن��ووي‪ ،‬وليس بخاف ف��ي ه��ذا السياق‬ ‫أن إشارة خادم الحرمني الشريفني رافقها مرسوم‬ ‫ملكي لتطوير الطاقة الذرية باعتباره أحد أهم عوامل‬ ‫تغذية البالد بالطاقة الالزمة لتوليد الكهرباء وإنتاج‬ ‫املياه الحلوة‪.‬‬ ‫في عام ‪ 2011‬تم الحديث عن خطط تعتزمها اململكة‬ ‫ً‬ ‫مفاعال ً‬ ‫نوويا على مدى ‪ 25‬سنة بتكلفة‬ ‫إلنشاء ‪16‬‬ ‫تقديرية تقترب م��ن ‪ 100‬مليار دوالر لتقوم هذه‬ ‫املفاعالت بتقديم ‪ 20‬في املائة من كهرباء السعودية‪.‬‬ ‫وتصر السعودية في كل مناسبة يتم فيها تداول‬ ‫األخبار حول النية لسباق تسلح إلى نفي وجود أي‬ ‫نية لتطوير أسلحة نووية‪ ،‬مع التأكيد على أن مدينة‬ ‫امللك عبد الله (‪ )KA - CARE‬هي مشروع سلمي‬ ‫لتطوير الطاقة باألساس هدفه أن يصبح االعتماد‬ ‫الكلي بنسبة ‪ 65‬في املائة بحلول ‪.2032‬‬ ‫التهديدات التي تحدق باملنطقة قد ال تجعل السعودية‬ ‫ً‬ ‫تنتظر طويال حتى تكون أمام األمر الواقع بوجود‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ج ��ار إق�ل�ي�م��ي ي�م�ت�ل��ك س�ل�اح��ا ن ��ووي ��ا م �م��ا يشكل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مباشرا في عرف السياسة الدولية‪ ،‬ولذلك‬ ‫تهديدا‬ ‫تقول اململكة بني فينة وأخ��رى إن لها الحق الكامل‬ ‫في امتالك السالح النووي في حال فشلت الواليات‬ ‫املتحدة في إيقاف مشروع تطوير السالح النووي في‬ ‫إيران‪ ،‬وهذا الحق مبني على حقيقة دفاعية بسيطة‬ ‫قوامها‪ :‬أن املنظومات األمنية التقليدية بما في ذلك‬ ‫منظومات الدفاع الصاروخي لن تكون كافية في حال‬ ‫امتلكت إيران السالح النووي‪.‬‬

‫إشكاليات تتصل بوحدة الجبهة الداخلية‪ ،‬وتجاوز من الواليات املتحدة األميركية‪ ،‬إضافة إلى ‪ 72‬طائرة سيناريوهات محتملة‬

‫مرحلة إعادة التوازن للحالة السياسية بعد اختطاف‬ ‫اإلسالم السياسي للمشهد‪ ،‬ثم خروجه منه ليتحول‬ ‫إل��ى مصدر تهديد داخ�ل��ي‪ ،‬كما أن ت��وال��د جماعات‬ ‫ال �ع �ن��ف امل �س �ل��ح وت �ص��اع��ده��ا ف ��رض ع �ل��ى األن�ظ�م��ة‬ ‫إجراءات وقائية داخلية من شأنها إضعاف الجاهزية‬ ‫العسكرية ملواجهة تحديات خارجية‪.‬‬ ‫وتأتي السعودية كثاني أقوى الجيوش العربية بوجه‬ ‫جديد والف��ت عقب إفشال مؤامرة اختطاف اليمن‬ ‫وتحويلها إلى عاصمة رابعة للتمدد اإليراني على‬ ‫طريقة حزب الله «دولة داخل دولة» بتحالف انتهازي‬ ‫م��ع ن�ظ��ام ص��ال��ح ال��ذي ال ي��ري��د ال �خ��روج م��ن منصة‬ ‫السياسة إال بعد تدمير مقدرات الدولة وأهمها تفتيت‬ ‫وحدة الجيش اليمني الذي يأتي في املرتبة السادسة‪.‬‬ ‫الترسانة السعودية منوعة وحديثة ورب�م��ا كانت‬ ‫الصفقة األب��رز منذ تصاعد موجات العسكرة في‬ ‫املنطقة هو االتفاق على ش��راء ‪ 84‬طائرة من طراز‬ ‫‪ 15SA - F‬ومعدات عسكرية بقيمة ‪ 60‬مليار دوالر‬

‫قتالية بريطانية «يورو بيتر تايفون» بقيمة ‪ 7.9‬مليار‬ ‫دوالر‪ ،‬إض��اف��ة إل��ى ات�ف��اق�ي��ات ت��دري��ب وت�ط��وي��ر مع‬ ‫فرنسا وكثير من الدول املتقدمة في مجال التسليح‪.‬‬ ‫لم تقف محاوالت السعودية في سباق التسلح عند‬ ‫هذا الحد‪ ،‬فاملدرعات األملانية حديثة الصنع حظيت‬ ‫باهتمام سعودي بالغ ال سيما الدبابة ليوبارد ذات‬ ‫املواصفات واإلمكانات الضخمة‪.‬‬ ‫س��ؤال األسئلة في سياق تصاعد موجة العسكرة‬ ‫ه��ذه؛ عن ما هي الخطوة القادمة في ح��ال وصلت‬ ‫ال �غ��رب إل��ى ات �ف��اق م��ع ن�ظ��ام امل�لال��ي ال��رادي�ك��ال��ي في‬ ‫طهران؟‬ ‫ربما أثار تصريح أموس يالدين رئيس االستخبارات‬ ‫العسكرية اإلسرائيلية الكثير من اللغط واملداوالت في‬ ‫الصحافة الغربية ودوائ��ر التأثير ومراكز األبحاث‬ ‫حيث قال‪« :‬إذا نجحت إيران في صنع قنبلة نووية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واحدا»‪.‬‬ ‫شهرا‬ ‫فإن السعوديني لن ينتظروا‬ ‫أضف إلى ذلك صدور عدد من األصوات التي تنادي‬

‫وتبدو خيارات السعودية متعددة في حال اعتزامها‬ ‫ال��دخ��ول ف��ي سباق التسلح ال�ن��ووي‪ ،‬فبإمكانها أن‬ ‫تنشئ بنية تحتية متكاملة للتخصيب‪ ،‬أو تقوم بعقد‬ ‫ش��راك��ات وتحالفات طويلة األج��ل مع إح��دى ال��دول‬ ‫املالكة للتقنية وتترشح باكستان في تطوير أجهزة‬ ‫الطرد املركزي أو إم��دادات اليورانيوم‪ ،‬فالعالقة بني‬ ‫البلدين تتجاوز التحالف االستراتيجي إلى الشراكة‪،‬‬ ‫على عكس ما تشيعه بعض أجهزة اإلعالم الغربية‬ ‫من وجود اتفاقية ّ‬ ‫سرية بني البلدين تعود إلى بداية‬ ‫التسعينات‪.‬‬ ‫السعودية كانت سباقة إلى تبني خطابات السالم‬ ‫امل �ض� ّ‬ ‫�ادة للتسليح‪ ،‬ف�ه��ي ق��د وق �ع��ت ع�ل��ى معاهدة‬ ‫حظر انتشار األسلحة النووية‪ ،‬لكنها لم توقع على‬ ‫البروتكول اإلضافي الذي يسمح بعمليات تفتيش‬ ‫أكثر ت�ش� ً‬ ‫�ددا‪ ،‬وف��ي ال��وق��ت ذات��ه ل��م توقع أيضا على‬ ‫«م�ع��اه��دة الحظر الشامل للتجارب ال�ن��ووي��ة»‪ ،‬على‬ ‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪15‬‬


‫ظلت موازين القوى في منطقة‬ ‫ّ‬ ‫مستقرة منذ عقود‪،‬‬ ‫الشرق األوسط‬ ‫رغم التغييرات الطفيفة التي طرأت‬ ‫عليها‪ ،‬إال أن موجة االحتجاجات‪،‬‬ ‫وزمن ما عرف بالربيع العربي‬ ‫أطلق حمامات السالم املتبقية‬ ‫لتحضر ملفات األمن والعسكرة‬ ‫وسباق التسلح في وقت تتبدل فيه‬ ‫التحالفات‪ ،‬وتسعى القوى الغربية‬ ‫إلى اللعب بكروت سياسية جديدة‬ ‫وخطرة بسبب تحوالت الحالة‬ ‫العربية‪ :‬عراق منهار‪ ،‬وسوريا‬ ‫ّ‬ ‫مدمرة‪ ،‬ونذر حرب أهلية في ليبيا‪،‬‬ ‫واحتالل ميليشيات لعدد من‬ ‫البلدان العربية آخرها اليمن‪ ،‬لكن‬ ‫األهم هو تبدل في اللهجة مع إيران‬ ‫بهدف كسب ودها إلعادة موضعة‬ ‫حرب املهاترات إلى اتفاقات طويلة‬ ‫األجل وكل ذلك يعيد السؤال حول‬ ‫حالة «العسكرة» وصفقات السالح‬ ‫والرد األمثل على النفوذ املتزايد‬ ‫لطهران وأذرعها التابعة لها في‬ ‫العراق ولبنان وسوريا واليمن‪،‬‬ ‫إضافة إلى خالياها في كل مكان‪.‬‬

‫سؤال يتجدد مع سباق التسلح وعسكرة املنطقة واالتفاق مع إيران‬

‫دولة اعتدال نووية‪ ..‬هل حان الوقت للرياض؟‬ ‫جدة‪ :‬يوسف الديني‬ ‫ال� � � ��دول ال� �ع ��رب� �ي ��ة ف� ��ي م �ج �م �ل �ه��ا ال ت�م�ل��ك‬ ‫تكنولوجيا الصناعة الحربية أو اإلن�ت��اج‬ ‫العسكري بسبب اعتمادها بشكل شبه‬ ‫كامل على التسليح من ال�خ��ارج‪ ،‬وف��ي السياق ذاته‬ ‫أفرزت حالة «الربيع العربي» إعادة تقييم لوضعية‬ ‫العسكرة في املنطقة بتساؤالت ّ‬ ‫حادة حول تراجع‬ ‫‪14‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫الجيش املصري املصنف كأقوى جيش عربي بسبب‬ ‫اإلن�ه��اك ال��ذي تمر ب��ه الحالة املصرية وح��ال��ة ال��دوار‬ ‫للسلطة بسبب جبهات متعددة في الداخل وسيناء‬ ‫والجماعة الخارجة من بوابة السياسة والعائدة من‬ ‫نوافذ العنف‪.‬‬ ‫الجيش امل�ص��ري ف��ي املرتبة ‪ 13‬ب�ين جيوش العالم‬ ‫ً‬ ‫عربيا والثاني على مستوى الشرق األوسط‪،‬‬ ‫واألول‬ ‫ويعتمد على تسليح الواليات املتحدة بشكل كبير من‬ ‫طائرات «‪ ،»16 - F‬والـ«أباتشي» والدبابات األميركية‬

‫‪ A1 - M1‬التي يتم تركيبها في مصر‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى سفن صاروخية يملكها سالح البحرية املصري‪،‬‬ ‫ومع ذلك حرصت مصر في السنوات األخيرة على‬ ‫توسيع نطاق تسليحها عبر دخول أس��واق جديدة‬ ‫كأملانيا واستهداف غواصاتها من طراز ‪ ،214‬وفي‬ ‫ال��وق��ت ذات ��ه عينها ع�ل��ى منظومة ال��دف��اع ال��روس�ي��ة‬ ‫«سترلتس»‪.‬‬ ‫وف��ي خ�ض��م ه��ذا ال�ن�ش��اط امل�ح�م��وم م��ن ق�ب��ل مصر‬ ‫لتحسني وضعيتها العسكرية‪ ،‬يعاني النظام اآلن من‬


‫استنفار أمني كبير في الجزائر لدحض‬ ‫مخططات املتطرفني في شهر رمضان‬ ‫ذك � ��رت م� �ص ��ادر أم�ن�ي��ة‬ ‫أن ال � �س � �ل � �ط� ��ات األم� �ن� �ي ��ة‬ ‫وال �ع �س �ك��ري��ة ال �ج��زائ��ري��ة‬ ‫تعمل على ضبط مخطط‬ ‫أم� � � �ن � � ��ي خ � � � � ��اص ب� �ش� �ه ��ر‬ ‫رم� �ض ��ان‪ ،‬وه� ��ذا ت�ح�س� ً�ب��ا‬ ‫ألي عمليات مسلحة قد‬ ‫تندرج في سياق االنتقام‬ ‫من عملية «فركيوة» بوالية‬ ‫البويرة األخيرة التي قامت‬ ‫وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات املحلية الطيب بلعيز‬ ‫بها قوات الجيش قتل على‬ ‫ً‬ ‫مسلحا من بينهم أمير تنظيم «جند الخالفة» املوالي لتنظيم‬ ‫إثرها ‪25‬‬ ‫داعش‪ .‬تحرك السلطات األمنية الجزائرية جاء في هذا الوقت بالذات كون‬ ‫املجموعات املسلحة دأبت على توظيف الرمزية الدينية لشهر الصيام‬ ‫في تنفيذ عمليات مسلحة في السنوات املاضية‪ ،‬خاصة في تسعينات‬ ‫القرن املاضي‪.‬‬ ‫ويأتي تحرك قوات األمن الجزائري وإعالنها حالة االستنفار‪ ،‬حسب‬ ‫نفس املصادر‪ ،‬بناء على ما رصدته أجهزة االستعالمات من تحركات‬ ‫ومعلومات تفيد بقيام بقايا التنظيمات اإلرهابية املسلحة املوالية لتنظيم‬ ‫داعش الناشطني بمختلف املناطق الجزائرية بإمكانية استهداف الرعايا‬ ‫األجانب العاملني في الجزائر خالل الفترة املقبلة‪.‬‬

‫جهاز اخملابرات التركي يرسل‬ ‫أسلحة لجماعات سورية‬ ‫قالت ناشطة تركية معارضة‬ ‫إن ج�ه��از امل�خ��اب��رات التركي‬ ‫أرس � ��ل أس �ل �ح��ة ل �ج �م��اع��ات‬ ‫سورية مسلحة تعمل على‬ ‫األراض� ��ي ال �س��وري��ة‪ .‬يأتي‬ ‫هذا رغم نفي الحكومة‪ ،‬أكثر‬ ‫من مرة‪ ،‬هذه االدعاءات‪.‬‬ ‫وك � ��ان � ��ت ال � �ش� ��رط� ��ة ال �ت ��رك �ي ��ة‬ ‫اع � �ت� ��رض� ��ت ال� � �ع � ��ام امل � ��اض � ��ي ف��ي‬ ‫ح��ادث �ت�ي�ن م �ن �ف �ص �ل �ت�ين‪ ،‬ف ��ي م��دي �ن �ت��ي أض �ن ��ة وه �ت��اي‬ ‫الحدوديتني مع سوريا‪ ،‬شاحنات قيل إنها تنقل أسلحة‬ ‫لجماعات متشددة تعمل في سوريا‪ ،‬ليتبني بعد ذلك أن‬ ‫الشاحنات تعود لجهاز املخابرات التركي‪.‬‬ ‫وأوقفت الشرطة التركية ‪ 4‬مدعني وضباط في الجيش‬ ‫إلصدارهم أوامر بتفتيش شاحنات تابعة للمخابرات‬ ‫في كل من أضنة وهتاي العام املاضي‪ ،‬كانت متجهة‬ ‫إلى سوريا‪.‬‬ ‫وتأتي هذه التطورات قبل االنتخابات البرملانية‪ ،‬التي‬ ‫من املقرر أن تجري في ‪ 7‬من يونيو (حزيران) الحالي‪.‬‬

‫السفري الكوري لدى األمم املتحدة لـ‬

‫‪:‬‬

‫نرحب باالتفاق اإليراني‬ ‫شريطة أن تكون نيات طهران صادقة‬ ‫نيويورك‪ :‬جوزيف براودي‬ ‫في ع��ام ‪ ،٢٠١٢‬ب��دأت كوريا الجنوبية في‬ ‫بناء أرب�ع��ة مفاعالت تجارية إلن�ت��اج الطاقة‬ ‫النووية في دولة اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬في‬ ‫صفقة وافقت عليها الوكالة الدولية للطاقة‬ ‫الذرية وبلغت قيمتها ‪ ٢٠‬مليار دوالر‪ .‬وفي‬ ‫م��ا يتعلق بالجهود اإلي��ران�ي��ة للهيمنة على‬ ‫ال �س �ي��اس��ة ال �ع��رب �ي��ة م ��ن خ �ل�ال م�ي�ل�ي�ش�ي��ات‬ ‫عام‬ ‫وكالئها‪ ،‬وقفت كوريا الجنوبية بوج ٍه ٍ‬ ‫م��ع ال�ق�ي��ادات ال�ع��رب�ي��ة‪ ،‬وف��ي وق� ٍ�ت س��اب��ق قد‬ ‫نقلت ً‬ ‫مجلس األمن الدولي بحظر‬ ‫دعما لقرار‬ ‫ُ‬ ‫تصدير األسلحة إلى املقا ِتلني الحوثيني في‬ ‫ُ‬ ‫اليمن املوا ِلني إليران‪.‬‬ ‫التقت «املجلة» أوه ج��ون سفير كوريا لدى‬ ‫األمم املتحدة في نيويورك وسألته عن ُوجهة‬ ‫ن�ظ��ره ح��ول االت�ف��اق ال�ن��ووي اإلي��ران��ي امل ِثير‬ ‫للجدل في شبه الجزيرة الكورية‪ ،‬وعن تأثير‬ ‫م �ش��روع ال�ط��اق��ة ال�ن��ووي��ة ال�ك��وري��ة ل��دى دول��ة‬ ‫اإلم��ارات بشأن املسألة اإليرانية‪ .‬وفيما يلي‬ ‫نص الحوار‪:‬‬ ‫> أين تقف حكومتكم من اإلطار املقترح‬ ‫لالتفاق النووي اإليراني‪ ،‬وملاذا؟‬ ‫ ن�ح��ن ن��رح��ب ب��االت �ف��اق ال�ه�ي�ك�ل��ي إلي� ��ران‪،‬‬‫وخصوصا ألنه لديه انعكاسات على القضية‬ ‫ال�ن��ووي��ة لكوريا الشمالية‪ .‬و نأمل أن تعود‬

‫الصفقة مع إي��ران بالفائدة على املفاوضات‬ ‫الجارية مع بيونغ يانغ‪ .‬و إذا تنازلت ال��دول‬ ‫املهددة لألمن عن إمكانية التسليح بالطاقة‬ ‫النووية‪ ،‬فسيرحب املجتمع الدولي بذلك‪.‬‬ ‫> ولكن ماذا عن صدق النيات بالنسبة‬ ‫ل�ق�ض�ي��ة ك��وري��ا ال�ش�م��ال�ي��ة أو الصفقة‬ ‫م��ع إي ��ران‪ ،‬وق��د سبق للنظام االي��ران��ي‬ ‫وال �ك��وري ان ن�ك��ث ع �ه� َ�ده ف��ي اك �ث��ر من‬ ‫مناسبة‪.‬‬ ‫ األهم هو النية الصادقة‪ .‬إذا كنت تعتقد أن‬‫إيران سوف تفعل ما فعلته كوريا الشمالية‬ ‫ف��ي امل��اض��ي‪ ،‬ف��إن��ه ال ت��وج��د وس�ي�ل��ة للتأكد‬ ‫من ه��ذه الصفقة‪ .‬ولكن إذا مضت الصفقة‬ ‫قدما واحترم اإليرانيون االتفاق‪ ،‬فقد تنجح‬ ‫ً‬ ‫صفقتنا مع كوريا الشمالية أيضا‪.‬‬ ‫> ما هو تأثير مشروع الطاقة النووية‬ ‫ال �ك��وري��ة ل��دى دول ��ة اإلم � ��ارات العربية‬ ‫املتحدة بشأن املسألة اإليرانية؟‬ ‫ إذا كنت بالفعل ً‬‫ملزما بترتيبات الحماية‬ ‫املشددة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية‪ ،‬فإنه‬ ‫ال توجد طريقه بالنسبة لك لتطوير أسلحة‬ ‫من برنامج سلمي‪ .‬لذلك ما أقوله هو أن وجود‬ ‫برامج نووية في حد ذاته ليس خطيرا‪ ،‬طاملا‬ ‫أن البرامج سلمية‪.‬‬

‫أوه جون‬ ‫سفير كوريا‬ ‫لدى األمم‬ ‫املتحدة‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪13‬‬


‫دوافع التحاق «عرائس الجهاد» بتنظيم «داعش»‬ ‫كشفت باحثة بريطانية أن أع��داد الفتيات الغربيات من‬ ‫العائالت ميسورة الحال الالئي ينضممن لتنظيم داعش‬ ‫في تزايد‪ .‬وأضافت أن هؤالء الفتيات‪ ،‬في كثير من األحيان‪،‬‬ ‫ح��اص�ل�ات ع�ل��ى ت�ع�ل�ي��م ج�ي��د ول��دي �ه��ن م�ف��اه�ي��م روم��ان�س�ي��ة‬ ‫سرعان ما تبددها خشونة حياة «عروس الجهاد»‪.‬‬ ‫وكشفت الباحثة بجامعة «كينغز كوليدج» في لندن‪ ،‬عن‬ ‫مغادرة نحو ‪ 550‬امرأة من دول غربية بالدهن للحاق بتنظيم‬ ‫داعش املتطرف الذي بسط سيطرته على مناطق شاسعة في‬ ‫ً‬ ‫واستنادا إل��ى نشاط أكثر من مائة ام��رأة‬ ‫سوريا وال�ع��راق‪.‬‬ ‫غربية على وسائل التواصل االجتماعي ممن يعتقد أنهن‬ ‫ً‬ ‫أسبابا مختلفة‬ ‫انضممن للمتشددين‪ ،‬قالت الباحثة إن هناك‬ ‫النضمام النساء للتنظيم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أساسا‬ ‫وأض��اف��ت‪« :‬اف �ت��راض أن اإلن��اث ينضممن للتنظيم‬ ‫ليصبحن عرائس الجهاد ينطوي على تبسيط لألمور وهو‬ ‫قبل كل شيء غير صحيح»‪ .‬ولنفس أسباب انضمام الرجال‪،‬‬ ‫تشعر النساء بالعزلة االجتماعية والثقافية‪ ،‬ويعتقدن أن‬ ‫املسلمني مضطهدون ويشعرن بالغضب لعدم فعل شيء‬ ‫حيال ذلك‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫جاي زي وبيونسيه‬ ‫يدفعان الكفالة ملتظاهري بالتيمور‬

‫الكشف عن تعاون نووي‬ ‫بني إيران وكوريا الشمالية‬

‫صرحت ناشطة ومخرجة‬ ‫ت� �ع� �م ��ل م � ��ع ج � � ��اي زي ب ��أن‬ ‫نجم الهيب ه��وب األميركي‬ ‫س � ��اه � ��م ف� � ��ي دف� � � ��ع ع � �ش� ��رات‬ ‫اآلالف من ال��دوالرات إلطالق‬ ‫س��راح املتظاهرين ال��ذي��ن لم‬ ‫ي �ت �م �ك �ن��وا م ��ن دف� ��ع ال �ك �ف��ال��ة‬ ‫ع �ق��ب امل �ظ��اه��رات ال��وح�ش�ي��ة‬ ‫املعادية للشرطة التي جرت‬ ‫باملدن األميركية ببالتيمور‬ ‫وف� �ي ��رغ� �س ��ون وم � �ي � �س ��وري‪.‬‬ ‫ُول �ك��ن ق��ام��ت ال�ن��اش�ط��ة التي‬ ‫ت � � ��دع � � ��ى دري � � � � ��م ه ��ام� �ب� �ت ��ون‬ ‫بحذف تغريداتها في وقت الحق وسمتها بالتغريدات «الخاطئة»‪ ،‬ولكنها أكدت‬ ‫لشخصية مقربة أن جي زي ساعد في دفع الكفالة للمحتجزين‪ .‬ذكرت هامبتون في‬ ‫تغريداتها األصلية أن جي زي (شون كارتر) وزوجته بيونسيه (املغنية العاملية)‬ ‫قد دفعا مبالغ مالية إلطالق سراح املتظاهرين‪ ،‬وناقشا صعوبات التنظيم عندما‬ ‫يتم طرح املتظاهرين في السجون‪ .‬وفي وقت الحق‪ ،‬تم حذف تلك التغريدات‪ ،‬ولكن‬ ‫قامت مجلة «الهيب هوب» األميركية «كومبليكس» بنسخها‪ .‬وذكرت هامبتون‬ ‫ً‬ ‫غاضبا أم ال»‪،‬‬ ‫بتغريداتها «سوف أكتب هذه التغريدات وال أبالي ما إذا كان جي‬ ‫ً‬ ‫صباحا‪« .‬عندما احتجنا‬ ‫وذلك يوم األحد ‪ 17‬مايو (أيار) في تمام الساعة ‪8:38‬‬ ‫ً‬ ‫ماال لدفع الكفاالت ملتظاهري بالتيمور‪ ،‬طلبت من جي مساعدتي كما فعلت من‬ ‫قبل مع متظاهري فيرغسون‪ ،‬وقدم لي عشرات اآلالف في دقائق»‪.‬‬

‫اتهمت املعارضة اإليرانية في‬ ‫املنفى إي��ران بـ«التعاون‬ ‫ع��ل��ى ن��ط��اق واس����ع» مع‬ ‫ك����وري����ا ال���ش���م���ال���ي���ة ف��ي‬ ‫م��ج��ال التسلح ال��ن��ووي‪،‬‬ ‫م���ؤك���دة أن إي�����ران ال نية‬ ‫لديها بالعدول عن حيازة‬ ‫السالح الذري‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ق��ال ناشط باملقاومة اإليرانية‪ ،‬نقال عن مصادر داخ��ل النظام اإليراني‪،‬‬ ‫إن ط��ه��ران «ت��واص��ل التعاون م��ع ك��وري��ا الشمالية ح��ول ال���رؤوس النووية‬ ‫والصواريخ البالستية»‪.‬‬ ‫وتابع أن وف ً��دا من الخبراء النوويني من كوريا الشمالية أق��ام ملدة أسبوع‬ ‫في طهران‪ ،‬في أواخر أبريل (نيسان)‪ ،‬في موقع من العاصمة‪ ،‬تابع لوزارة‬ ‫الدفاع‪.‬‬ ‫وأض���اف أن ه��ذا «ال��وف��د ه��و البعثة النووية والبالستية الثالثة م��ن كوريا‬ ‫مشيرا إلى أن طهران ً‬ ‫ً‬ ‫غالبا ما ترسل‬ ‫الشمالية التي تزور إيران في ‪،»2015‬‬ ‫خبراء نوويني إلى بيونغيانغ‪.‬‬ ‫وق��ال الناشط ال��ذي رف��ض ذك��ر اسمه إن امل��س��ؤول األس��اس��ي في الجناح‬ ‫ً‬ ‫موجودا‬ ‫العسكري من البرنامج النووي اإليراني‪ ،‬محسن فخري زاده‪ ،‬كان‬ ‫في كوريا الشمالية في ‪ 12‬أبريل ‪ ،2013‬خالل التجربة النووية الثالثة للنظام‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مؤكدا أن املعارضة أجرت تحقيقات طوال عامني‪.‬‬ ‫وي��رى الناشط أن ه��ذه اللقاءات «دليل واض��ح على أن نظام املاللي ال نية‬ ‫لديه في العدول عن حيازة السالح الذري الذي ال يزال في صلب برنامجه‬ ‫النووي»‪.‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬


‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪11‬‬


‫جزيرة ستيوارت تستقبل األمري هاري باستعراضات شعبية‬ ‫فرقة استعراضية بجزيرة ستيوارت في أوكالند ‪ -‬نيوزيلندا تستقبل األمير هاري أثناء‬ ‫زيارته للجزيرة منتصف مايو املاضي وأهدى أبناء الجزيرة األمير البريطاني لوحة‬ ‫تذكارية لوالدته الراحلة األميرة ديانا (غيتي)‬

‫‪10‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬


‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪9‬‬


‫امرأة وصديقها ينقذان جوادًا من إعصار سيدني‬ ‫تمكنت امرأة أسترالية وصديق لها من مساعدة جواد تقطعت به السبل‬ ‫داخل األسالك الشائكة في مياه الفيضان وأعاصير ضربت مناطق في‬ ‫سيدني الشهر املاضي وتسببت في مقتل ثالثة أشخاص وتشريد أكثر‬ ‫من ‪ 200‬مواطن بمناطق نيو ساوث ويلز سنترال كوست (غيتي)‬

‫‪8‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬


‫أعظم علماء الرياضيات في القرن العشرين‬

‫وفاة حائز نوبل ملهم فيلم‬ ‫«عقل جميل» في حادث سيارة‬ ‫لقي جون فوربس ناش‪ ،‬عالم الرياضيات في جامعة برنستون‪ ،‬الذي ألهمت حياته‬ ‫صناع فيلم «عقل جميل»‪ ،‬مصرعه هو وزوجته في حادث سيارة يوم السبت ‪23‬‬ ‫مايو وفقا ملا أعلنته شرطة والية نيو جيرسي‪ .‬صرح رقيب شرطة الوالية غريغوري‬ ‫ويليامز إن ناش (‪ )86‬وأليشيا ناش (‪ )82‬كانا يستقالن سيارة أجرة بالقرب من‬ ‫بلدة مونرو عندما وقع الحادث‪ .‬كانا مسافرين جنوبا عندما انحرفت سيارتهما‬ ‫عن الحارة اليسرى وخرجت عن السيطرة أثناء محاولة تجاوز سيارة أخرى‪.‬‬ ‫اصطدمت السيارة بحاجز الطريق‪ .‬وقد تم إخراجهما منها‪ ،‬وإعالن وافتهما في‬ ‫موقع الحادث وفقا لتصريح ويليامز‪ .‬تم نقل سائق سيارة األجرة طارق جرجس‬ ‫إلى مستشفى روبرت وود جونسون بعد أن لحقت به إصابات ال تودي بالحياة‪.‬‬ ‫وتم نقل أحد ركاب السيارة األخرى إلى املستشفى مصابا بألم في العنق‪.‬‬ ‫أضاف ويليامز أنه لم يتم توجيه أي اتهامات في الحادث‪ ،‬الذي ما زال قيد التحقيقات‪.‬‬ ‫يعد ناش واحدا من أعظم علماء الرياضيات في القرن العشرين‪ ،‬واشتهر بإنجازه‬ ‫في نظرية األلعاب‪ ،‬وصراعه الشخصي مع مرض الفصام‪ .‬وينسب الفضل إلى‬ ‫أليشيا ن��اش‪ ،‬الحاصلة على درج��ة في الفيزياء والتي ترجع أصولها إل��ى عائلة‬ ‫أرستقراطية سلفادورية‪ ،‬في إنقاذ حياة ناش بعد أن أوقف الفصام مسيرته العملية‬ ‫في الستينات‪ ،‬بسماحها له باإلقامة في منزلها ورعايته بعد طالقهما في عام ‪.1963‬‬ ‫وكما ذك��رت سيلفيا ن��اس��ار‪ ،‬التي كتبت سيرة ال��زوج�ين الذاتية في كتاب «عقل‬ ‫جميل» عام ‪« :1998‬كانت عبقرية ناش‪ ..‬في اختيار زوجة أثبتت أنها مهمة للغاية‬ ‫في نجاته»‪.‬‬ ‫بعد انتشار خبر وفاة الزوجني انهالت التعازي من السلك األكاديمي ومن هوليوود‪.‬‬ ‫صرح كريستوفر إل أيسغروبر رئيس جامعة برنستون‪« :‬نشعر بالصدمة والحزن‬ ‫لسماع خبر وفاة جون ناش وزوجته البطلة أليشيا‪ .‬كالهما كان عضوا مميزا في‬ ‫مجتمع برنستون»‪ .‬أضاف أيسغروبر‪« :‬كانت إنجازات جون املميزة مصدر إلهام‬ ‫ألجيال من علماء الرياضيات واالقتصاد والعلوم األخرى الذين تأثروا بعمله الالمع‬ ‫الرائد في نظرية األلعاب‪ ،‬كما أثارت قصة حياته مع أليشيا مشاعر ماليني من القراء‬ ‫ومشاهدي األفالم الذين أعجبوا كثيرا بشجاعتهما في مواجهة تحديات شاقة»‪.‬‬ ‫كتب املخرج رون هوارد في تدوينة على «تويتر»‪« :‬أنعي الفائز بنوبل البارع جون‬ ‫ناش وزوجته الرائعة‪ .‬كان شرفا لي أن أروي جزءا من قصتهما عقل جميل»‪.‬‬ ‫وأعرب النجم راسل كرو عن صدمته لوفاة ناش املفاجأة‪ ،‬وكان قد أدى دوره في‬ ‫فيلم «عقل جميل» إنتاج عام ‪ .2002‬وأرسل تعازيه إلى العائلة عبر «تويتر» واصفا‬ ‫الزوجني بأنهما «شريكان مذهالن» كانا يحمالن «عقلني جميلني» «وقلبني جميلني»‪.‬‬

‫وزن ـ زرع‬

‫للتفاعل مع الكاتب يرجى ارسال‬ ‫تعليقاتكم على الربيد اإللكرتوني‬ ‫‪editorial@majalla.com‬‬

‫صرح وزير التربية والتعليم أن ‪ 90‬ألف طفل فشلوا‬ ‫ف��ي اج�ت�ي��از ام�ت�ح��ان ل�ل�ق��راءة وال�ك�ت��اب��ة ف��ي امل ��دارس‬ ‫االبتدائية‪ .‬ترجمة ذلك أنهم مرشحون جميعا للنزول‬ ‫من قطار التعليم إلى رصيف الضياع‪ .‬ذكرني هذا‬ ‫التصريح بواقعة قديمة‪ .‬ففي دمياط‪ ،‬في شتاء ‪،1956‬‬ ‫ولظروف خاصة‪ ،‬عملت لشهرين في مدرسة ابتدائية‬ ‫خاصة‪ .‬في أول حصة في الفصل السادس اخترت‬ ‫قطعة من كتاب املطالعة‪ ،‬وقام أحد األطفال ليكتبها‬ ‫على السبورة‪ .‬كتبها بخط جميل‪ ،‬بعدها طلبت منه‬ ‫أن يقرأها فأخذ ينقل نظراته بيني وبني السبورة في‬ ‫عجز وتعاسة‪ .‬اتضح أنه عاجز عن قراءة الكلمات التي‬ ‫كتبها هو‪ .‬هو لم يكتبها‪ ،‬هو رسمها فقط‪ ..‬في هذه‬ ‫اللحظة شعرت بالفزع من سواد األيام املقبلة‪ .‬هؤالء‬ ‫األطفال قضوا على مقاعد الدراسة سنوات طويلة‪ ،‬ولم‬ ‫يتعلموا الحروف العربية‪ ،‬وذلك بفضل طريقة جديدة‬ ‫جاء بها بعض «العباقرة» العائدين من البعثات‪ .‬وهو‬ ‫ما سموه الطريقة الكلية‪ ،‬ولكن اسمها املتداول كان‬ ‫«طريقة ش��رش��ر»‪ ،‬وب��دال من «وزن» و«زرع»‪ ،‬قاموا‬ ‫بتعليم األطفال أن «شرشر نط عند البط»‪.‬‬ ‫لم تكن «وزن» و«زرع» و«ح ‪ -‬ص ‪ -‬د» حروفا فقط‪،‬‬ ‫بل كانت أول خطوات فعالة في بناء شخصية الطفل‪،‬‬ ‫ألول مرة في حياته يعرف أن لكل شيء وزنا‪ ،‬وأن هذا‬ ‫ال��وزن يدفع له مقابل‪ ،‬وأن أول فعل في الحياة وفى‬ ‫كل مجال هو أن ي��زرع‪ ،‬وأن��ه لن يحصد شيئا بغير‬ ‫أن ي�ك��ون ق��د ق��ام أص�لا ب��زراع�ت��ه‪ .‬ه��ذا ليس تعليما‬ ‫للحروف فقط‪ ،‬هذه عملية بناء للشخصية‪.‬‬ ‫ليس كل قديم سيئا‪ ،‬وليس كل مستحدث نافعا لكل‬ ‫شعب‪ .‬شرشر هذا أرنب‪ ،‬حيوان لطيف في بالد الغرب‬ ‫يحبه األطفال ويلعبون معه‪ .‬أما هنا في بالدنا فنحن‬ ‫نأكله‪ ،‬ويا حبذا لو كان ذلك بامللوخية‪ .‬من املستحيل‬ ‫أن يتحول في نظر أطفالنا إل��ى رم��ز يتعلمون منه‪.‬‬ ‫وعندما بدأت «البشاير» األولى لهذه الجريمة البشعة‬ ‫ف��ي ال �ظ �ه��ور‪ ،‬وب ��دأ ع �ش��رات األل� ��وف ي�ت�س��رب��ون من‬ ‫التعليم ويلتحقون بسوق الجهل واإلهمال والتطرف‬ ‫وال �ج��ري �م��ة‪ ،‬اس�ت�م��رت ط��ري�ق��ة ش��رش��ر ف��ي امل ��دارس‬ ‫وستستمر‪.‬‬ ‫أم��ر غريب‪ ..‬نرتكب الخطأ‪ ،‬ونكتشف أن��ه خطأ فال‬ ‫نتوقف عن ارتكابه‪ ،‬بل نستمر فيه وكأننا نعاقب‬ ‫أنفسنا على جريمة نعجز عن نسيانها‪ ..‬لقد تكلم‬ ‫وزير التربية والتعليم عن ‪ 90‬ألف طفل عجزوا عن‬ ‫القراءة والكتابة‪ ،‬ترى كم ألف طفل من هؤالء سيكون‬ ‫«داع��ش» في انتظارهم ليتعلموا في مدارسه قتل‪..‬‬ ‫«ذبح‪ ..‬نسف‪ّ ..‬‬ ‫فجر»‪.‬‬ ‫املزيد من األمية يعني املزيد من الداعشية والدواعش‪.‬‬

‫جون فوربس ناش‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪7‬‬


‫اآلالف شيعوا «شهداء» القديح في ملحمة وطنية وإحباط محاولة إرهابية جديدة‬

‫السعوديون يد واحدة ضد التطرف‬

‫أعلنت الداخلية السعودية الجمعة ‪ 29‬مايو‬ ‫(أي��ار) املاضي عن إحباط تنفيذ محاولة إرهابية‬ ‫استهدفت املصلني بجامع العنود بمدينة الدمام‬ ‫خالل صالة الجمعة‪ .‬وقالت في بيان لها‪« :‬تمكن‬ ‫رج��ال األم��ن م��ن االش�ت�ب��اه ب�س�ي��ارة ع�ن��د توجهها‬ ‫ملواقف السيارات املجاورة للمسجد‪ ،‬وعند توجههم‬ ‫إليها وق��ع انفجار ف��ي ال�س�ي��ارة نتج عنه مقتل ‪4‬‬ ‫أش�خ��اص‪ ،‬يعتقد أن أح��ده��م على األق��ل ك��ان قائد‬ ‫السيارة‪ ،‬واشتعال نيران في عدد من السيارات»‪.‬‬ ‫وج ��اء ه ��ذا ال �ح��ادث ب�ع��د أس �ب��وع م��ن تفجير‬ ‫استهدف مسجدا للشيعة في بلدة القديح بمحافظة‬ ‫القطيف شرق اململكة‪ ،‬وأوقع ‪ 21‬قتيال وأصاب نحو‬ ‫مائة آخرين بجراح وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته‬ ‫ع �ن��ه‪ .‬وك ��ان آالف ال�س�ع��ودي�ين ش�ي�ع��وا‪« ،‬ش �ه��داء»‬ ‫تفجير القديح‪ .‬وسار موكب التشييع الذي تقاطرت‬ ‫ل��ه ال�ج�م��وع م��ن مختلف أرج ��اء املنطقة الشرقية‪،‬‬ ‫بينهم وف��ود غفيرة ق��دم��ت م��ن األح �س��اء وال��دم��ام‬ ‫والخبر والجبيل‪ ،‬وبقية مدن وقرى القطيف‪ ،‬كما‬ ‫ش��ارك��ت وف��ود م��ن مختلف دول مجلس التعاون‬ ‫الخليجي‪ ،‬ورسمت الجموع الغفيرة لوحة كبيرة‬ ‫ب �ط��ول ث�لاث��ة ك�ي�ل��وم�ت��رات ف��ي ال�ت�ض��ام��ن ال��وط�ن��ي‬ ‫بوجه محاوالت الفرقة وإثارة الفتنة‪ .‬وبدأت مراسم‬ ‫التشييع االثنني ‪ 25‬مايو املاضي قبل املوعد املحدد‬ ‫بنحو نصف ساعة‪ ،‬حيث سبق التشييع الرسمي‬ ‫املوحد تشييع ثالثة من شهداء الحادث اإلرهابي‬ ‫هم رئيس الرقباء في الدفاع املدني كمال العلويات‬ ‫ومحمد العبدرب النبي ومحمد السياح‪ ،‬وذلك لعدم‬ ‫إمكانية تحمل الجثامني الثالثة طول الفترة التي‬

‫السعوديون أثناء تشيع «شهداء» تفجير القديح‬

‫تستغرقها مراسم التشييع‪ .‬وقد ووريت الجثامني‬ ‫الثالثة في مقبرة الحليلة بالقديح‪ .‬وتجمع آالف‬ ‫امل�ع��زي��ن ف��ي س��وق الخميس (ال�س�ب��ت) التاريخي‬ ‫ف��ي ال�ق�ط�ي��ف‪ ،‬ح�ي��ث أق�ي�م��ت ص�ل�اة ال �ج �ن��ازة على‬ ‫الجثامني‪ ،‬ثم سار موكب التشييع الذي غص بآالف‬ ‫املشيعني منددين بالعمل اإلرهابي الذي استهدف‬ ‫امل�ص�ل�ين‪ ،‬كما تعالت األص ��وات املطالبة بحماية‬ ‫الوحدة الوطنية وتفويت الفرصة على أعداء الوطن‬ ‫واإلنسانية الذين يحاولون جهدهم شق النسيج‬ ‫االجتماعي السعودي واإلضرار باللحمة الوطنية‪.‬‬ ‫ك �م��ا رف ��ع امل �ش �ي �ع��ون ش� �ع ��ارات ط��ال �ب��ت بسن‬

‫خطاب ملكة بريطانيا ‪:2015‬‬

‫استفتاء على االتحاد األوروبي وتجميد ضريبة الدخل‬

‫كانت الدعوة إلى استفتاء على البقاء أو الخروج من االتحاد‬ ‫األوروبي جزءا من حزمة تشريعات جديدة أعلنت عنها ملكة‬ ‫بريطانيا‪ ،‬إليزابيث الثانية‪ ،‬في خطابها لعام ‪ 2015‬والتي ألقته‬ ‫‪ 27‬مايو املاضي‪ ،‬بعد تشكيل أول حكومة في ظل سيطرة‬ ‫املحافظني على األغلبية ف��ي ال�ب��رمل��ان البريطاني ألول مرة‬ ‫منذ نحو عقدين‪ .‬وتضمن الخطاب أيضا زيادة في ساعات‬ ‫ال��رع��اي��ة املجانية ل�لأط�ف��ال‪ ،‬وتجميد ضريبة ال��دخ��ل‪ ،‬ومنح‬ ‫الحق للمؤجرين من الجمعيات اإلسكانية لشراء البيوت التي‬ ‫يؤجرونها‪ .‬وقال رئيس ال��وزراء البريطاني ديفيد كاميرون‬ ‫إن الحزمة املكونة م��ن ‪ 26‬م�ش��روع ق��ان��ون تمثل «برنامجا‬ ‫للناس العاملني» سيخلق (ف��رص) عمالة كاملة‪ ،‬و«ويجمع‬ ‫بالدنا معا»‪ .‬وكشفت امللكة عن هذه اإلجراءات وسط االحتفال‬ ‫التقليدي في املناسبة‪ ،‬الذي امتاز بالفخامة وعراقة التقاليد‬ ‫امللكية البريطانية‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫ومن أبرز التشريعات املقترحة‪:‬‬ ‫حظر أي زيادة على ضريبة الدخل وضريبة االستهالك التي‬ ‫تفرض على البضائع والخدمات (‪ )VAT‬وضريبة الضمان‬ ‫االجتماعي ملدة خمس سنوات‪.‬‬ ‫إع�ط��اء ‪ 30‬س��اع��ة م��ن رع��اي��ة األط�ف��ال املجانية ف��ي األس�ب��وع‬ ‫لألطفال بعمر ‪ 4 - 3‬سنوات بحلول ‪.2017‬‬ ‫تخفيض مجمل املبلغ ال��ذي يستطيع أن يطالب ب��ه الساكن‬ ‫الواحد من مخصصات الرعاية االجتماعية من ‪ 26‬ألف جنيه‬ ‫إسترليني إلى ‪ 23‬ألف جنيه إسترليني‪.‬‬ ‫مزيد من تفويض الصالحيات السكوتلندا وويلز وآيرلندا‬ ‫الشمالية ومبدأ «اإلنجليز يصوتون على القوانني التي تخص‬ ‫إنجلترا ف��ي ويستمنستر»‪ .‬إض��اف��ة ‪ 500‬م��درس��ة مجانية‬ ‫ومزيد من تحويل املدارس‪ ،‬التي تفشل في تحقيق مستويات‬ ‫دراسية معينة وتكلف امليزانية العامة‪ ،‬إلى أكاديميات‪.‬‬

‫قوانني صارمة ضد كل أشكال التحريض والتمييز‬ ‫وعد املشاركون في مراسم التشييع املحرضني في‬ ‫وسائل اإلع�لام وم��واق��ع التواصل االجتماعي من‬ ‫األسباب الرئيسية لألحداث املفجعة التي شهدتها‬ ‫بلدة القديح بمحافظة القطيف وقبلها بنحو سبعة‬ ‫أشهر قرية الدالوة في محافظة األحساء‪ .‬وتحدث‬ ‫في جموع املعزين الشيخ عبد الكريم الحبيل (أحد‬ ‫ً‬ ‫مؤكدا على أن الوحدة ‪-‬‬ ‫علماء الدين في القطيف)‬ ‫الوطنية ‪ -‬هي الخيار األول واألخير ألبناء الطائفة‬ ‫ال�ش�ي�ع�ي��ة ف ��ي ه ��ذا ال ��وط ��ن وأن� ��ه ال ب��دي��ل لشيعة‬ ‫السعودية عن وطنهم‪.‬‬


‫‪..‬‬ ‫رساله المحرر‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫سلمان بن يوسف الدوسري‬ ‫‪ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē‬‬ ‫‪+y:a ` 3x3Na - M k 1fM‬‬ ‫‪Acting CEO of NASHR Co.‬‬

‫<‪Salman^¤ 7yG* Ò* ^d‬‬ ‫‪Aldossary‬‬ ‫‪Omar A. Alshaikh‬‬ ‫ﻣﺴﺆول ﻣﻜﺘﺐ اﳋﻠﻴﺞ‬

‫‪ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē‬‬ ‫‪+y:a ` 3x3Na - M k 1fM‬‬

‫‪Editor-in-Chief‬‬ ‫‪¥E¢ 6^G* £ }H‬‬ ‫اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ‬ ‫‪ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē‬‬ ‫‪Acting CEO‬‬ ‫ﺳﻜﺮﺗﲑ ‪of‬‬ ‫‪NASHR Co.‬‬ ‫‪Omar A. Alshaikh‬‬ ‫‪+y:a ` 3x3Na - M k 1fM‬‬

‫رئيس إيطاليا لـ‬ ‫ستكون كارثة إذا تخلينا‬ ‫عن الوحدة األوروبية‬

‫‪ǀżȤƾƪƵƴŽ‬‬ ‫‪Acting CEO‬‬ ‫‪of NASHR Co.‬‬

‫‪:‬‬

‫شاشات اهلواتف‬ ‫الذكية تحول الليل‬ ‫إلى نهار داخل الدماغ‬

‫ً‬ ‫حزب الله إلى واجهة العقوبات األميركية مجددا‬ ‫األسهم السعودية تفتح ذراعيها لالستثمار األجنبي‬

‫‪ΔϤϠϛ ϰϠϋ ΪϳΰΗ ϻ΃ ΐΠϳ ΕϻΎϘϤϟ΍ ϊϴϤΟ ΔχϮΤϠϣ HGLWRULDO#PDMDOOD FRP ϲϧϭήΘϜϟϹ΍ ΪϳήΒϟ΍ ϰϠϋ ΔϠγ΍ήϤϟ΍ ϰΟήϳ ˯΍έ΁ ϭ΃ ΕϻΎϘϣ ϝΎγέϹ‬‬ ‫‪Omar A. Alshaikh‬‬

‫سكرتري التحرير‬ ‫‪ ȝƾżȚǍƄŵȚ‬‬

‫مجلة العرب الدولية‬

‫‪ZZZ LVVXX FRP PDMDOOD ΔϴϧϭήΘϜϟϻ΍ ϲϓ ϙ΍ήΘηϼϟ VXEVFULSWLRQV#PDMDOOD FRP ˰Α ϝΎμΗϻ΍ ϰΟήϳ ˬΔϴϤϗήϟ΍ ΔόΒτϟ΍ ϲϓ ϙ΍ήΘηϼϟ‬‬

‫شهرية سياسية‬

‫‪ ϡΎψϧ ϱ΃ ϲϓ ΎϬϨϳΰΨΗ ϭ΃ ΎϬϨϣ ˯ΰΟ ϱ΃ ϭ΃ ΔϠΠϤϟ΍ ΔϋΎΒσ ΓΩΎϋ· ϝ΍ϮΣϷ΍ Ϧϣ ϝΎΣ ϱ΄Α ίϮΠϳ ϻϭ ΓΩϭΪΤϣ Δϛήη ΓΪΤΘϤϟ΍ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϖϳϮδΘϟ΍ϭ ΙΎΤΑϸϟ ΔϳΩϮόδϟ΍ Δϛήθϟ΍ Ϧϋ έΪμΗ ϲΘϟ΍ ΔϠΠϤϟ΍ ΔϠΠϤϟ ΔχϮϔΤϣ ήθϨϟ΍ ϕϮϘΣ‬‬ ‫‪ ϲϘϠΘϟ ˱ΎϳήϬη ΔϠΠϤϟ΍ έΪμΗϭ ΓΩϭΪΤϣ Δϛήη ϖϳϮδΘϟ΍ϭ ΙΎΤΑϸϟ ΔϳΩϮόδϟ΍ Δϛήθϟ΍ Ϧϣ ϖΒδϣ ΢ϳήμΗ ϰϠϋ ϝϮμΤϟ΍ ϥϭΩ ϪΑΎη Ύϣ ϭ΃ ΎϬϠϴΠδΗ ϭ΃ ΎϫήϳϮμΗ ϭ΃ Δϴϟ΁ ϭ΃ ΔϴϧϭήΘϜϟ· ΔϠϴγϭ ϱ΃ ϭ΃ ΓέϮλ ϱ΄Α ΎϬϠϘϧ ϭ΃ ϲϋΎΟήΘγ΍‬‬ ‫‪ZZZ PDMDOOD FRP ΓέΎϳί ϰΟήϳ ˬϲϤϗήϟ΍ ϙ΍ήΘηϻ΍ Ε΍έΎδϔΘγ΍‬‬

‫‪ Ώ΁ βτδϏ΃ ΩΪόϟ΍‬‬

‫مصطفى الدسوقي‬

‫‪ϰμμΨΘϟ΍ ϊσΎϘΗ ΔϜϣ ϖϳήσ Ε΍ήϤΗΆϤϟ΍ ϲΣ νΎϳήϟ΍ ΎϬϟ κΧήϣ‬‬ ‫ ‪ ϥΪϨϟ ϒΗΎϫ νΎϳήϟ΍‬‬

‫‪ $ 0RQWKO\ 3ROLWLFDO 1HZV 0DJD]LQH‬‬

‫‪ZZZ PDMDOOD FRP HQJ‬‬

‫‪ ϲϧϼϋϹ΍ ϞϴϛϮϟ΍‬‬ ‫‪ΕΎϛ΍ήΘηϹ΍ Ϟϴϛϭ‬‬ ‫‪ϊϳίϮΘϟ΍ Ϟϴϛϭ‬‬ ‫‪ΔϋΎΒτϟ΍ ΰϛήϣ‬‬

‫للمشاركة‬

‫ ‪LVVXH $XJXVW‬‬

‫إهلام شاهني لـ‬ ‫الفن والسياسة‬ ‫وجهان لعملة واحدة‬

‫تأسست في لندن عام ‪1980‬‬

‫لضبط التوازن اإلقليمي ووقف األطماع اإليرانية وعسكرة املنطقة‬

‫دولة اعتدال نووية ‪ ..‬هل حان الوقت للرياض؟‬

‫‪ ++ 6DXGL 5HVHDUFK DQG 0DUNHWLQJ 8. /WG‬‬ ‫ ‪$UDE 3UHVV +RXVH +LJK +ROERUQ‬‬ ‫‪/RQGRQ :& 9 $3‬‬ ‫ [‪7HO )D‬‬

‫‪KT#DONKDOHHMLDK FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ΪϳήΑ ˬZZZ DONKDOHHMLDK FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ‬‬ ‫‪ ϝϭΪϟ΍ ϒϠΘΨϣ Ϧϣϭ ˬ ϥΪϨϟ ˬ βϳέΎΑ ˬ ϲΑΩ ˬ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϞΧ΍Ω Ϧϣ‬‬

‫إلرسال مقاالت أو آراء يرجى املراسلة على البريد اإللكتروني‬ ‫‪ ϲϧΎΠϣ ϒΗΎϫ ˬZZZ DUDEPHGLDFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ ˬ LQIR#DUDEPHGLDFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ΪϳήΑ‬كلمة‬ ‫‪ editorial@majalla.com‬ملحوظة‪ :‬جميع املقاالت يجب أال تزيد على ‪800‬‬

‫‪ ˬ βϛΎϓ ϒΗΎϫ ˬ νΎϳήϟ΍ Ώ ι Ε΍ήϤΗΆϤϟ΍ ϲΣ ΔϳΩϮόδϟ΍ ΔϴΑήόϟ΍ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϲϓ ϊϳίϮΘϟ΍ Ϟϴϛϭ‬‬ ‫‪ZZZ VDXGLGLVWULEXWLRQ FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ‬‬

‫اشتراكات‬

‫االتصال بـ‪subscriptions@majalla. :‬‬ ‫لالشتراك في الطبعة الرقمية‪ ،‬يرجى‬ ‫�شركات ن�شر‬ ‫‪ com‬لالشتراك في االلكترونية‪www.issuu.com/majalla :‬‬

‫ ‪ZZZ KDODSULQWFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ ˬ βϛΎϓ ˬ ϒΗΎϫ ˬ νΎϳήϟ΍ Ώ ι‬‬

‫‪‬‬

‫‪06‬‬

‫‪áeÉ©dG äÉbÓ©dGh ¿ÓYEÓd á«é«∏ÿG‬‬

‫‪‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪ ( -‬يونيو ) ‪2015‬‬

‫‪www.srpc.com‬‬

‫حقوق النشر محفوظة ملجلة املجلة ‪ 2009‬التي تصدر عن الشركة‬ ‫السعودية لألبحاث والتسويق (اململكة املتحدة) شركة محدودة‪.‬‬ ‫‪©ϡϼϋϹ΍ ΕΎϣΪΨϟ ϥϮϴΒϳήΗª Δϛήθϟ‬‬ ‫املجلة أو أي جزء‬ ‫وال يجوز بأي حال من األحوال إعادة طباعة‬ ‫‪ ϲϧΎΠϤϟ΍ ϒΗΎϬϟ΍ ϰϠϋ ϝΎμΗϹ΍ ϰΟήϳ ˬΕΎϣϮϠόϤϟ΍ Ϧϣ ΪϳΰϤϟ΍ ϰϠϋ ϝϮμΤϠϟ‬‬ ‫‪ ©ΔϠΠϤϟ΍ª ΔμΧήϣ ΔϴΑήόϟ΍ ΔϐϠϟΎΑ ΕΎϋϮΒτϤϟ΍ ϩάϬϟ ήθϨϟ΍ ϕϮϘΣ‬في أي نظام استرجاعي أو نقلها بأي صورة أو‬ ‫منها أو تخزينها‬ ‫أي وسيلة إلكترونية أو آلية أو تصويرها أو تسجيلها أو ما شابه‬ ‫دون الحصول على تصريح مسبق من الشركة السعودية لألبحاث‬ ‫والتسويق (شركة محدودة)‪ .‬وتصدر املجلة شهريًا‪ .‬لتلقي‬ ‫استفسارات االشتراك الرقمي‪ ،‬يرجى زيارة ‪www.majalla.com‬‬ ‫\‪6DXGL 6SHFLDOL]HG 3XEOLVKLQJ &RPSDQ‬‬

‫‪ ΔχϮϔΤϣ ΕΎϋϮΒτϤϟ΍ ϩάϬϟ ϊϳίϮΘϟ΍ ϕϮϘΣ‬‬

‫مرخص لها الرياض ‪ -‬حي املؤتمرات ‪ -‬طريق مكة ‪-‬‬ ‫تقاطع التخصصى‬ ‫الرياض‪ :‬هاتف ‪ - 4419933‬لندن‪+44 207 831 8181 :‬‬

‫الوكيل اإلعالني‬ ‫موقع إلكتروني‪،www.alkhaleejiah.com :‬‬ ‫بريد إلكتروني‪hq@alkhaleejiah.com :‬‬ ‫من داخل اململكة ‪ ،920 000 417 :‬دبي‪+ 9714 3 914440 :‬‬ ‫باريس‪ +00764 537 331 :‬لندن‪+44 207 404 6950 :‬‬ ‫ومن مختلف الدول ‪+966 11 441 1444 :‬‬

‫‪ISSN 1319-0873‬‬

‫‪9 771319 087013‬‬

‫‪ΔϋϮϤΠϤϟ΍ ΕΎϛήη‬‬

‫‪www.sspc.com.sa‬‬

‫‪www.arabmediaco.com‬‬

‫‪‬‬

‫للحصول على العدد‬ ‫اسـتخـدم هاتفــك‬ ‫ال ــذكي لـمــسح‬ ‫هـ ـ ــذا الـ ــرقـ ـ ـ ــم‬

‫‪www.majalla.com‬‬

‫‪‬‬

‫‪Issue 1608- June 2015‬‬

‫يرجى إرسال تعليقاتكم‬ ‫على الربيد اإللكرتوني‬ ‫‪editorial@majalla.com‬‬

‫‪:‬‬

‫تكمن غاية االتفاق النووي بني إيران والغرب في منع املسار العسكري للبرنامج النووي‬ ‫ً‬ ‫اإليراني‪ ،‬وجعل منطقة الشرق األوس��ط أكثر أمنا‪ .‬وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬فإن قادة الدول‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بالشرق األوسط يبدون أكثر تشككا وقلقا إزاء استمرار األبحاث النووية اإليرانية من جهة‬ ‫وطبيعة آليات التفتيش الدولية ونجاعتها من جهة ثانية‪ ،‬في الوقت الذي يبدو فيه مثل هذا‬ ‫االتفاق في حكم املؤكد وأن كل شيء قد تمت تسويته‪.‬‬ ‫في ظل وضع دولي وإقليمي مرتبك بهذا الشكل‪ ،‬تجد أروقة السياسة الدولية نفسها أمام‬ ‫مجموعة من التساؤالت‪ ،‬لصناع القرار الغربيني ولإلدارة األميركية؛ أهمها‪:‬‬ ‫ هل يملك العالم إمكانية حقيقية ملنع إيران من امتالك سالح نووي؟‬‫ متى يكون من حق دول املنطقة عامة واململكة العربية السعودية خاصة‪ ،‬أن تسعى هي‬‫األخ��رى المتالك سالح ن��ووي؟ مع األخ��ذ في االعتبار حالة الغموض املريبة التي تحيط‬ ‫باالتفاق من ناحية وبالوضع النووي اإليراني نفسه من ناحية ثانية‪ ،‬إضافة إلى شبه اليقني‬ ‫العربي بالرغبة اإليرانية في التوسع الفارسي على حساب العرب‪.‬‬ ‫الباحث السعودي يوسف الديني رصد في ملف هذا العدد التهديدات التي تحدق باملنطقة‬ ‫في سياق تصاعد موجة العسكرة واتفاق الغرب مع نظام املاللي الراديكالي في طهران‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يقول الديني «إن تلكم التطورات الخطيرة قد ال تجعل السعودية تنتظر طويال حتى تكون‬ ‫نوويا‪ ،‬مما يشكل ً‬ ‫ُ‬ ‫سالحا ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مباشرا في عرف‬ ‫تهديدا‬ ‫أمام أمر واقع بوجود جار إقليمي يمتلك‬ ‫السياسة الدولية‪ ،‬ولذلك تقول اململكة بني فينة وأخرى إن لها الحق الكامل في امتالك السالح‬ ‫النووي في حال فشلت الواليات املتحدة في منع مشروع تطوير السالح النووي في إيران‪،‬‬ ‫وهذا الحق مبني على حقيقة دفاعية بسيطة قوامها‪ :‬إن املنظومات األمنية التقليدية بما في‬ ‫ذلك منظومات الدفاع الصاروخي لن تكون كافية في حال امتلكت إيران السالح النووي»‪.‬‬ ‫وفي امللف ذاته‪ ،‬وتحت عنوان «قوة خليجية نووية‪ ،‬يحلل الباحث السياسي اللبناني إيلي‬ ‫ً‬ ‫فواز املوقف األميركي من املنطقة‪ً ،‬‬ ‫تحديدا أن تصبح‬ ‫مؤكدا «أن ما تريده الواليات املتحدة‬ ‫إيران دولة مؤثرة في الشرق األوسط‪ ،‬ال سيما أن هناك الكثير من التحليالت واملعلومات‬ ‫التي راجت في الفترة األخيرة والتي تشير إلى قبول أميركي بدور بارز إليران في املنطقة‬ ‫بغض النظر عن موقف حلفاء أميركا»‪.‬‬ ‫إض��اف��ة إل��ى ذل��ك‪ ،‬تقدم «امل�ج�ل��ة» مجموعة م��ن امل�ق��االت وامل�ل�ف��ات والتحقيقات والتقارير‬ ‫السياسية واالقتصادية‪ ،‬كما تعرض معالجات متميزة ألب��رز وأه��م األح��داث والقضايا‬ ‫الثقافية والفنية واالجتماعية والرياضية‪.‬‬ ‫في عدد هذا الشهر ندعوك عزيزي القارئ ملتابعة هذه املوضوعات وغيرها الكثير على‬ ‫موقعنا «‪ ،»majalla.com‬كما نرحب دائما بآرائك وتعليقاتك‪ ،‬أو االتصال بنا إذا رغبت‬ ‫في التواصل معنا‪.‬‬

‫‪A Monthly Political News Magazine‬‬

‫‪www.majalla.com/eng‬‬ ‫‪HH Saudi Research and Marketing (UK) Ltd‬‬ ‫‪Arab Press House, 184 High Holborn, London WC1V 7AP‬‬ ‫‪Tel : +44 207 831 8181 - Fax: +44 207 831 2310‬‬ ‫حقوق التوزيع لهذه املطبوعات محفوظة لشركة «تريبيون لخدمات اإلعالم»‬

‫وكيل اإلشتراكات‬ ‫بريد إلكتروني‪info@arabmediaco.com :‬‬ ‫موقع إلكتروني‪www.arabmediaco.com :‬‬ ‫هاتف مجاني‪2440076-800 :‬‬

‫حقوق النشر لهذه املطبوعات باللغة العربية مرخصة «املجلة»‬

‫شركات نشر‬ ‫‪Saudi Specialized‬‬ ‫‪Publishing‬‬ ‫املتخصص‬ ‫السعودية للنشر‬ ‫‪ Company‬الشركة‬

‫وكيل التوزيع‬ ‫وكيل التوزيع في اململكة العربية السعودية حي املؤتمرات ‪-‬‬ ‫ص‪.‬ب ‪ - 62116‬الرياض ‪ ،11585‬هاتف‪+966 11 4419933 :‬‬ ‫فاكس‪+ 966 11 2121774 :‬‬ ‫موقع إلكتروني‪www.saudidistribution.com :‬‬

‫للحصول على املزيد من املعلومات‪ ،‬يرجى اإلتصال على الهاتف املجاني ‪8002440014‬‬

‫‪www.majalla.com/eng‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫‪5‬‬


‫«مقامرة» األكراد حتدد مصري مشروع‬ ‫إردوغان لتغيري النظام السياسي‬

‫تركيا‪ :‬انتخابات‬ ‫برملانية بنكهة رئاسية‬ ‫أصالن دوغان املتحدث باسم فتح الله‬ ‫غولن لـ‬ ‫‪:‬‬

‫العدالة والتنمية يربر إجراءاته‬ ‫االستبدادية بنسبة األصوات‬

‫وداد بوشماوي‪ :‬اقتصادنا منهك واملؤشرات األساسية تبعث على القلق ‪60‬‬

‫ٌ‬ ‫أنجلينا جولي‪ ..‬سفرية نيتها أكثر من حسنة‬

‫‪32‬‬

‫آخر ضحاياها زعيم «الوفد» ورجل األعمال‬ ‫ساويرس والعب األهلي «أبو تريكة»‬

‫اإلشاعات اإللكرتونية‬ ‫تربك املصريني‬ ‫اجتماع وزراء منظمة البلدان املصدرة‬ ‫للبرتول يف العاصمة النمساوية‬

‫موسوعة احلواديت وكتاب املستقبل‬

‫‪74‬‬

‫اختبار جديد أمام «أوبك»‬ ‫األسعار تؤرق قطاع العقارات بدول اخلليج‬ ‫اإلماراتيون يتوجهون نحو أوروبا‬ ‫بعد إعفائهم من تأشرية الشينغن‬ ‫اإلمارات تتصدر قائمة الدول العربية املستوردة‬ ‫للسلع األملانية واجلزائر أكرب الدول املصدرة‬

‫كأس العالم للسيدات‪ :‬بطولة ناعمة حتت شعار «نحو هدف أكرب« ‪80‬‬

‫امليزان التجاري العربي األملاني‬ ‫جهاز املناعة البشري يلهم علماء بريطانيني‬ ‫إلحداث ثورة يف اهلندسة املعمارية‬ ‫ابتكار مذهل‪ ..‬إسمنت ذكي‬ ‫ً‬ ‫تلقائيا‬ ‫يجدد نفسه‬ ‫حادث قتل مأساوي جديد يف جنوب أفريقيا‬ ‫مقتل املعلمة «جيد»‪ ..‬واتهام زوجها‬ ‫بتأجري آخرين خلطفها وقتلها‬ ‫‪4‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪( -‬يونيو) ‪2015‬‬

‫مدن األنهار املقدسة‬

‫‪68‬‬

‫نبيلة عبيد‪ :‬أصبت بالجنون املؤقت بعد ترشيحي لتمثيل فيلم «مفيش تفاهم» ‪78‬‬


‫داخل العدد‬

‫بعد سقوط محافظة األنبار‪:‬‬ ‫إدارة توحش وفوضى ضاربة‬

‫‪26‬‬

‫إشكالية األقليات واخلالفات الشيعية ـ الشيعية‬ ‫يف نظام خامنئي‪ ..‬قنبلة وشيكة االنفجار‬

‫‪38‬‬ ‫قصة الغالف‬

‫كسر القواعد‪..‬‬ ‫سر نجاح شركة «غوغل»‬

‫‪58‬‬

‫قوة خليجية نووية ‪18‬‬ ‫مختصون‪ :‬توقعات أوباما عن سلوك إيران‬ ‫وبرنامجها النووي أقرب إلى اخليال‬ ‫السفري الكوري لدى األمم املتحدة لـ‬

‫التأثري اليساري علىاجلماعات‬ ‫ً‬ ‫املتطرفة ً‬ ‫وتنظيما‬ ‫فكرا‬

‫‪72‬‬

‫‪:‬‬

‫نرحب باالتفاق اإليراني شريطة‬ ‫أن تكون نيات طهران صادقة‬

‫‪13‬‬



‫رئيس إيطاليا لـ‬ ‫ستكون كارثة إذا تخلينا‬ ‫عن الوحدة األوروبية‬

‫‪:‬‬

‫شاشات اهلواتف‬ ‫الذكية تحول الليل‬ ‫إلى نهار داخل الدماغ‬

‫ً‬ ‫حزب الله إلى واجهة العقوبات األميركية مجددا‬ ‫األسهم السعودية تفتح ذراعيها لالستثمار األجنبي‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫شهرية سياسية‬

‫إهلام شاهني لـ‬ ‫الفن والسياسة‬ ‫وجهان لعملة واحدة‬

‫تأسست في لندن عام ‪1980‬‬

‫لضبط التوازن اإلقليمي ووقف األطماع اإليرانية وعسكرة املنطقة‬

‫دولة اعتدال نووية ‪ ..‬هل حان الوقت للرياض؟‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫للحصول على العدد‬ ‫اسـتخـدم هاتفــك‬ ‫ال ــذكي لـمــسح‬ ‫هـ ـ ــذا الـ ــرقـ ـ ـ ــم‬ ‫‪06‬‬

‫‪ISSN 1319-0873‬‬

‫‪9 771319 087013‬‬ ‫‪‬‬

‫العدد ‪ 1608‬حزيران ‪ ( -‬يونيو ) ‪2015‬‬

‫‪www.majalla.com‬‬

‫‪‬‬

‫‪Issue 1608- June 2015‬‬

‫‪:‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.