هلال إيراني أم قمر عربي؟

Page 1



‫دين واحد‪ ..‬سماء واحدة بهاللني‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ويمر‪ ،‬ويهل األول ِمن شوال‪،‬‬ ‫شهر الصيام ِّ‬ ‫لهذا العام وفي كل عام‪ ،‬واألصقاع اإلسالمية‬ ‫مختلفة في تحديد صومها وعيدها‪ .‬ألن‬ ‫األم��ر يتعلق برؤية الهالل‪ ،‬خيط رفيع يظهر َّ لبرهة‬ ‫ِم��ن الوقت ويختفي في األف��ق‪ .‬ل� َّ�ذا وضعت الشهادة‬ ‫وال�ق�س��م مل��ن ش��اه��ده ف��ي ت�ل��ك ال��ل�ح�ظ��ة‪ ،‬تظهر قبلها‬ ‫ف��ي ن�ش��رات األخ�ب��ار جملة «مراقبة ال�ه�لال»‪ُ ،‬فتقوم‬ ‫الحكومات واملرجعيات ِّ‬ ‫الدينية ع��ادة بتكليف أناس‬ ‫ع��دول‪ ،‬يتخذون أماكن مرتفعة للرصد‪ ،‬ثم تطورت‬ ‫املراقبة إلى ما يسمى بالعني املسلحة‪ ،‬أي التي تتسلح‬ ‫ب��آل��ة ل�ل��رؤي��ة‪ ،‬وه�ن��ا اختلف الفقهاء ب�ين ج��واز وع��دم‬ ‫ج��واز‪ .‬كذلك ثم ظهرت االستعانة باملراصد الفلكية‬ ‫التي تمتلكها الجامعات واملعاهد العلمية‪.‬‬ ‫سمعت في مدينة امللك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫بالرياض‪ ،‬وذك��رت ذل��ك في كتيب «شموس التهائم‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫والنجود بعد النفط»‪ ،‬أن املدينة تساهم برصد الهالل‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫وعند ال� َّ�رص��د يحضر ممثل ع��ن املؤسسة الدينية‪،‬‬ ‫وعمل املدينة العلمي في هذا املجال املساعدة ال أكثر‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫فهي ال تبت في أمر صوم أو عيد‪ ،‬إنما تقدم املعلومة‬ ‫َّ‬ ‫في رؤي��ة الهالل أو عدمها‪ .‬فبسبب وج��ود الضباب‬ ‫َّ‬ ‫واألت��رب��ة وال��ت�ل��وث ق��د تصعب رؤي��ة ال�ه�لال ف��ي يومه‬ ‫األول‪ ،‬ل��ذا تساعد امل��راص��د على تحديد ال��رؤي��ة‪ .‬مع‬ ‫املراصد الفلكية وال‬ ‫ذلك‪ ،‬هناك َمن ال يريد تصديق‬ ‫َّ‬ ‫معلومات األقمار ِّ‬ ‫الصناعية في هذا الشأن‪ ،‬فيقرر‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ال��ذه��اب ل�ي��راه بنفسه‪ ،‬لكنه رب�م��ا ال يتمكن بسبب‬ ‫األجواء املناخية الجديدة‪.‬‬ ‫ق��ال ل��ي امل�س��ؤول ع��ن ه��ذا األم��ر ال��ذي تعلم بأميركا‬ ‫وصام هناك‪ ،‬وأخذ يقر بمعلومات األقمار واملراصد‪:‬‬ ‫«إذا قرر كل شخص ِمن املاليني َّ‬ ‫الصائمة رؤية الهالل‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الثالثون ً‬ ‫ْ‬ ‫يوما ولم يصر إلى اتفاق‬ ‫بنفسه‪ ،‬فستنتهي‬ ‫على رؤي�ت��ه‪ِّ ،‬‬ ‫فالدين ُيسر ال عسر‪ .‬إن املسألة التي‬ ‫نعيشها اآلن‪ ،‬بما يخص الصوم والعيد‪ ،‬باتت دولية‬ ‫بني املسلمني وسياسية ال ِدينية‪ .‬على أية حال‪ ،‬املدينة‬ ‫م �ش��ارك��ة ف��ي ت�ح��دي��د ال ��رؤي ��ة‪ ،‬ع��ن ط��ري��ق أقسامها‬ ‫املختصة وك��ادره��ا‪ ،‬وهناك تعاون مع علماء ِّ‬ ‫الدين‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫واتفاق على أن العني املسلحة تصل إلى ما ال تصل إليه‬ ‫العني املجردة»‪ .‬حسب جهاز ُّ‬ ‫والحساب جاءت‬ ‫الرؤية‬ ‫َّ‬ ‫و«رمضان الشرعي»‪.‬‬ ‫الفلكي»‪،‬‬ ‫تسميتي‪« :‬رمضان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫األول ‪ً 29‬‬ ‫يوما‪ ،‬و‪ 12‬ساعة‪ ،‬و‪ 44‬دقيقة‪ .‬والثاني‪ :‬ال‬ ‫يوما‪ ،‬وال يزيد عن ثالثني ً‬ ‫يقل عن ‪ً 29‬‬ ‫يوما‪.‬‬ ‫�راق‪ ،‬فظل ل�ل��دول��ة ميقات صومها وميقات‬ ‫أم��ا ب��ال�ع� ِّ‬ ‫وللشيعة ِمن العادة أن يتأخروا ً‬ ‫يوما‪ ،‬ألن األمر‬ ‫عيدها‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫مناط باملرجعية ِّ‬ ‫الدينية‪ ،‬وك��ان أب��رز مراجع النجف‬ ‫أبو القاسم الخوئي (ت ‪ )1992‬ال يقر الرؤية بالعني‬ ‫املسلحة وال بحساب رمضان الفلكي‪ .‬وه��و القائل‬

‫يهل‬

‫بقلم‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫رشيد الخيون‬

‫‪82‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫ف��ي ف�ت��واه‪« :‬ال يمكن نيابة العيون املسلحة واآلالت‬ ‫َّ‬ ‫الرصدية‪ ،‬وحساب َاملنجمني‪ .‬فالحديث الشريف َيقول‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫«ص ُ‬ ‫وموا ِل ُر ْؤ َي ِت ِه ‪َ ،‬وأ ْف ِط ُروا ِل ُر ْؤ َي ِت ِه ‪َ ،‬ف��إ ْن ُغ َّم َعل ْي ُكمْ‬ ‫ِ‬ ‫َف َأ ْكم ُلوا ْالع َّد َة َثالث َ‬ ‫ني»‪ .‬كذلك ال يقر الخوئي بإثبات‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رؤية الهالل «بحكم حاكم» (املسائل املنتخبة)‪ .‬بينما‬ ‫ِّ‬ ‫أجاز تسليح العني تلميذه آية اللهُ السيستاني‪َّ .‬‬ ‫بيوم الش َّك أو‬ ‫لذا كان‬ ‫يوم ترقب ً الهالل‪ ،‬ال��ذي يعرف ّ‬ ‫ً‬ ‫التردد‪ ،‬يوما ساخنا بالعراق‪ ،‬قد يضطر املكلف الشاك‬ ‫س��ب ه��ذه اإلج ��ازة‬ ‫ي�ص��وم��ه خ ��ارج ع��دة ر ّم �ض��ان‪ .‬وح� ِّ‬ ‫صام الكثيرون من مقلدي املراجع الشيعية مع صوم‬ ‫«الحكومة»‪ ،‬لكنهم لم ُي ّ‬ ‫عيدوا بعيدها‪ .‬وبينما ًكان مفتي‬ ‫َّ‬ ‫بغداد يطل ِمن اإلذاعة والتلفزيون ببيانه مهنئا الشعب‬ ‫والحكومة‪ ،‬طوال العهود السابقة‪ ،‬ينتظر النصف اآلخر‬ ‫من العراقيني فتوى مرجعية النجف للصوم الواجب‪ ،‬أو‬ ‫اإلفطار الواجب عند رؤية هالل العيد‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫لم يبق الخالف حول رؤية الهالل محصورا بني الشيعة‬ ‫ُ َّ‬ ‫ُ َّ‬ ‫والسنة‪ ،‬بل شهدته بغداد بني املذاهب السنية نفسها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫هذا ما رواه ابن الجوزي (ت ‪597‬ه�ـ) بأن شريفا من‬ ‫الخليفة املهتدي بالله أعلن العيد حسب تعاليم‬ ‫أوالد َّ‬ ‫املذهب الشافعي في رؤية الهالل‪ ،‬فقال قاضي القضاة‪:‬‬ ‫«أما مذهب أبي حنيفة‪ ،‬الذي هو مذهبي‪ ،‬فال تقبل مع‬ ‫صحو السماء‪ ،‬وج��واز ما يمنع من مشاهدة الهالل‬ ‫إال ق��ول ال�ع��دد الكثير ال��ذي يبلغ مائتني‪ .‬وأم��ا مذهب‬ ‫الشافعي‪ ،‬رضي الله عنه‪ ،‬الذي هو مذهب هذا الشريف‬ ‫فإنه يقطع بشهادة اثنني» (املنتظم)‪ ،‬وأخ��ذ الخليفة‪،‬‬ ‫وهو القائم بالله (ت ‪467‬هـ) برأي قاضي القضاة‪ ،‬فأمر‬ ‫«بالنداء أن ال يفطر أحد‪ ،‬فأمسك َم ْن كان أكل»‪.‬‬ ‫في هذا العام ثبتت رؤية الهالل عند دول ولم تثبت عند‬ ‫أخرى‪ ،‬بل وزع املسلمون عيدهم بني الجمعة َّ‬ ‫والسبت‬ ‫(‪ 17‬و‪ 18‬يوليو «ت�م��وز» ‪ ،)2015‬مع أن ال� ُّ�دول كافة‬ ‫لديها مراصدها الفلكية‪ ،‬وتستطيع توحيد ُّ‬ ‫الرؤية‬ ‫ً‬ ‫علميا‪ ،‬فلماذا ال يتم االت�ف��اق؟ هل ألسباب مذهبية‬ ‫ً‬ ‫مثال؟ وما عالقة الصوم والعيد بذلك واملذاهب كافة‬ ‫تصوم لرؤيته وتفطر لرؤيته؟ ال أجد القضية خالية‬ ‫ِم��ن ِّ‬ ‫شكل ِم��ن األش �ك��ال‪ ،‬تعتمد على‬ ‫السياسة ف��ي‬ ‫ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫ال �ع�لاق��ات ب�ين ال� ��دول وامل��ؤس �س��ات ال��دي�ن�ي��ة‪ ،‬ل��م يبق‬ ‫االختالف بني الدول وعلى أساس املذاهب بل تحول‬ ‫بني املرجعيات ِّ‬ ‫الدينية نفسها‪ ،‬وتحت سماء مدينة‬ ‫ً‬ ‫واحدة‪ ،‬مثلما حدث هذا العام‪ .‬هل فعال يتعلق برؤية‬ ‫َّ‬ ‫ال �ه�ل�ال أم ل�لاخ �ت�لاف وال�ت�م�ي��ز ول �ف��ت ال��ن �ظ��ر؟ على‬ ‫م��ا ي�ب��دو‪ ،‬وبسبب وج��ود الضباب واخ�ت�لاف املناخ‬ ‫ال يمكن االس�ت�غ�ن��اء ع��ن ال�ع�ين املسلحة باملناظير‬ ‫العمالقة‪ ،‬وإال فكيف يصوم ويفطر مسلمو مدن‬ ‫ُ‬ ‫الضباب إذا ت��رك البت برؤية الهالل للعني املجردة!‬ ‫ِّ‬ ‫والدين واحد َّ‬ ‫والسماء واحدة‪ ،‬لكن بهاللني! <‬


‫عما إذا كان هذا الرقم مستحقا‪.‬‬ ‫وق��ال سايفرت لصحيفة «دي فيلت»‪« :‬ال يمكننا أن‬ ‫نركض عميانا وراء الجزرة التي تدحرجها إنجلترا‬ ‫أمامنا»‪ .‬ومع هذا‪ ،‬فهناك من املشجعني في املدرجات‬ ‫في أنحاء البالد من يعتقدون بأن بريق وبهاء دوري‬ ‫كرة القدم اإلنجليزي املمتاز «بريميرليغ» يغري اللعبة‬ ‫األملانية بتغيير نفسها – إلى األسوأ‪.‬‬ ‫لقد ظلت أملانيا مخلصة نسبيا‪ ،‬وربما أكثر‬ ‫م��ن أي دوري آخ��ر كبير‪ ،‬إلق��ام��ة امل�ب��اري��ات‬ ‫ع �ص��را ف��ي أي ��ام ال�س�ب��ت م��ن ك��ل أس �ب��وع –‬ ‫وتحديدا مباريات الثالثة والنصف عصرا‬ ‫التي تذاع في بث مشترك‪.‬‬ ‫ومع هذا‪ ،‬ففي أعقاب نجاح محطة «سكاي‬ ‫سبورتس» في تغطيتها املسائية ملباريات‬ ‫الدوري اإلنجليزي املمتاز في أيام االثنني‪،‬‬ ‫أك��دت راب�ط��ة ك��رة ال�ق��دم األمل��ان�ي��ة أن��ه ب��دءا‬ ‫من موسم ‪ 2018-2017‬فصاعدا‪ ،‬سيتم‬ ‫ترحيل م��واع�ي��د إق��ام��ة م�ب��اري��ات بعينها‬ ‫لتقام مساء االثنني وعصر األحد‪.‬‬ ‫قد تبدو هذه الخطوة منطقية أو بسيطة أو‬ ‫ربما حتى متأخرة‪ ،‬إلى أن نفكر بوضع‬ ‫رابطة ال��دوري األملاني حتى وقت قريب‬ ‫كشهر فبراير (شباط) من ه��ذا العام‪.‬‬ ‫ق��ال سايفرت‪« :‬إذا نظرت إل��ى مواعيد‬ ‫ان �ط�لاق امل �ب��اري��ات ف��ي القسمني األول‬ ‫والثاني‪ ،‬فستتأكد حينها أن استيعاب‬ ‫توقيتات أخرى قد يكون أمرا صعبا»‪.‬‬ ‫كانت الكرة األملانية قد تراجعت بشكل‬ ‫كامل في غضون ستة أشهر بشأن‬ ‫اح�ت�م��ال تغيير م��واع�ي��د إق��ام��ة مزيد‬ ‫من املباريات بدل موعدها الرسمي‬ ‫السابق املقدس يوم السبت‪.‬‬ ‫وف ��ي ن �ف��س ال ��وق ��ت‪ ،‬ف ��إن ع� ��ددا من‬ ‫ال� �ش� �خ� �ص� �ي ��ات األمل� ��ان � �ي� ��ة ال� �ن ��اف ��ذة‬ ‫ي �ج��ددون ت�ح��رك��ات�ه��م للضغط من‬ ‫أج��ل نموذج يتضمن إعطاء مزيد‬ ‫م ��ن ال �ح �ق��وق ال �ح �ص��ري��ة ل �ق �ن��وات‬ ‫التلفزيون املدفوع ونسبة أقل من‬ ‫م �ب��اري��ات ال�ب��ون��دس�ل�ي�غ��ا للقنوات‬ ‫املفتوحة‪.‬‬ ‫وت� � �م� � �ت� � �ل � ��ك م� � �ح� � �ط � ��ة «س � � �ك� � ��اي‬ ‫دوي�ت�ش�لان��د» بالفعل ح�ق��وق بث‬ ‫كل املباريات تقريبا‪ ،‬لكن هنالك‬ ‫م��ن ي��رغ�ب��ون ف��ي ف ��رض م��زي��د من‬ ‫القيود على البث لزيادة عائد البيع لقنوات التلفزيون‬ ‫املدفوع‪.‬‬ ‫في املستقبل يمكن أن تتجه برامج مثل «سبورتس‬ ‫شو» (نسخة أملانية من برنامج «مباراة اليوم» ولكن‬ ‫من دون تعليق ويبدأ من السادسة مساء) نحو مزيد‬ ‫من الحقوق الحصرية‪ ،‬مع االتجاه ملطالبة املشجعني‬ ‫بإخراج املزيد من األموال من جيوبهم‪.‬‬ ‫ق��ال ك ��ارل ‪ -‬ه��اي�ن��ز روم�ي�ن�ي�غ��ه‪ ،‬رئ�ي��س ن ��ادي ب��اي��رن‬ ‫ميونيخ هذا الشهر‪« :‬علينا أن ننتهج املسار اإلنجليزي‬ ‫وأن نجلب مزيدا من الناس لسوق القنوات املشفرة‪...‬‬ ‫ويجب أن نعزز ضغط املنافسة لزيادة السعر»‪.‬‬

‫ومع هذا‪ ،‬فبالنسبة إلى كثير من متابعي البوندسليغا‪ ،‬سلطة قاعدة البوندسليغا الشهيرة‪ .1+50 ،‬وتعني هذه‬ ‫يمكن أن يضع هذا نهاية لبطولة اعتادت أن تعارض القاعدة أنه باستثناءات قليلة جدا («فرق الشركات»‬ ‫تكتيكات السوق املفتوحة لكرة القدم الحديثة – ونالت إل��ى حد بعيد مثل ليفركوزن‪ ،‬اململوك لشركة باير‪،‬‬ ‫بدورها سريعا إعجاب مشجعي كرة القدم في أنحاء وف��ول�ف�س�ب��ورغ‪ ،‬امل��دع��وم م��ن «ف��ول�ك��س ف��اغ��ن»)‪ ،‬ف��إن‬ ‫العالم‪ .‬من أمثال هؤالء مارك كوامبوش‪ ،‬وهو متحدث حصة ‪ 50‬ف��ي امل��ائ��ة زائ��د واح��د م��ن أي ن��اد ستكون‬ ‫باسم رابطة «كاين تسواني» التي يقودها مشجعون‪ ،‬دائما أغلبية مملوكة ملجموعة قابضة غير تجارية‪،‬‬ ‫والتي انطلقت في ‪ 2010‬لحشد الجماهير في أنحاء غيرة هادفة للربح‪ ،‬يمكنها التحكم في االتجاه الذي‬ ‫أملانيا لالحتجاج على زي��ادة أسعار تذاكر يدار به هذا النادي‪.‬‬ ‫وكأندية أع�ض��اء وليس ش��رك��ات خ��اص��ة‪ ،‬يعني هذا‬ ‫أن أع� �ض ��اء ال �ب��ون��دس �ل �ي �غ��ا‬ ‫بمقدورهم نظريا أن يقاوموا‬ ‫غواية الصفقات التلفزيونية‬ ‫ال �ح��دي �ث��ة‪ .‬وم ��ع ه ��ذا ف�ق��د تم‬ ‫ت �غ �ي �ي��ر ال� �ق ��اع ��دة ه� ��ذا ال �ع��ام‬ ‫لتنص على أنه يجوز لفرد أو‬ ‫ش��رك��ة ام�ت�لاك ن��اد يلعب في‬ ‫البوندسليغا إذا ك��ان قد قام‬ ‫بتشجيع ه��ذا ال�ن��ادي مل��دة ‪20‬‬ ‫عاما‪.‬‬ ‫ول ��م ي�ك��د ال�خ�ب��ر ال ��ذي ُدون به‬ ‫ال �ق ��ان ��ون ال �ج��دي��د ي �ج��ف حتى‬ ‫زع� � �م � ��ت ت � �ق� ��اري� ��ر أن م� ��ارت� ��ن‬ ‫ك �ي �ن��د‪ ،‬رئ �ي��س ف��ري��ق «ه��ان��وف��ر‬ ‫‪ »96‬س� �ي� �ت ��رأس م �ج �م��وع��ة م��ن‬ ‫امل �س �ت �ث �م��ري��ن ال ��ذي ��ن ي�ع�ت��زم��ون‬ ‫ش ��راء ال �ن��ادي ب��ال �ك��ام��ل‪ .‬وف�ج��أة‬ ‫ب��دت األن��دي��ة األملانية أشبه كثيرا‬ ‫بنظرائها في إنجلترا‪.‬‬ ‫ق � ��ال ك� ��وام � �ب� ��اش‪« :‬ل � � ��دي ال �ك �ث �ي��ر‬ ‫م��ن األص ��دق ��اء اإلن�ج�ل�ي��ز وال �ح��ال‬ ‫أف �ض��ل ب�ك�ث�ي��ر ف��ي أمل ��ان �ي ��ا‪ ...‬لكن‬ ‫ال��زم��ن ي�ت�غ�ي��ر‪ ،‬ون�ح��ن ل��دي�ن��ا أن��دي��ة‬ ‫ت �ع��د اس �ت �ث �ن��اء م ��ن ق ��اع ��دة ‪1+50‬‬ ‫وعدد أكبر من األندية التي تتجاوز‬ ‫القاعدة‪ .‬من املمكن أن تنهار قاعدة‬ ‫‪ .1+50‬وهو ما سيؤدي‪ ،‬في رأيي‪،‬‬ ‫إلى نهاية كل شيء يستحق النضال‬ ‫املدافع البرازيلي رافينيا‬ ‫من أجله»‪.‬‬ ‫العب بايرن ميونيخ خالل‬ ‫إن البوندسليغا التي تحظى بإشادة‬ ‫مباراة ودية دولية بني‬ ‫ال �ط �ي��ف ال ��ري ��اض ��ي ب��وص �ف �ه��ا م �ث��اال‬ ‫البايرن وانتر ميالن باستاد‬ ‫م �ش��رق��ا مل��دي �ن��ة ف��اض �ل��ة ل �ك��رة ال �ق��دم‬ ‫شنغهاي في ‪ 21‬يوليو‬ ‫ي�ح�ك�م�ه��ا امل �ش �ج �ع��ون‪ ،‬ت �خ��اط��ر اآلن‬ ‫املاضي في الصني (غيتي)‬ ‫ب��االن �ض �م��ام إل ��ى إن �ج �ل �ت��را‪ ،‬وإس�ب��ان�ي��ا‬ ‫وبقية أوروبا في منحدر شديد االنزالق‬ ‫من الحسابات االقتصادية القائمة على‬ ‫حضور املباريات‪ .‬وشأن الكثيرين‪ ،‬يعبر كوامبوش الطلب‪.‬‬ ‫عن أسفه لالتجاه الذي اتخذته الكرة األملانية مؤخرا ربما يقدر املشجعون في امل��درج��ات مواعيد إقامة‬ ‫امل�ب��اري��ات املثالية وس�ع��ر ال�ت��ذك��رة املنخفض‪ ،‬ولكن‬ ‫للحاق بالبريميرليغ‪.‬‬ ‫وه��و ي�ق��ول لشهرية «ف��ور ف��ور ت��و»‪« :‬ل�س��ت متفائال أول�ئ��ك امل��وج��ودي��ن ف��ي مجالس اإلدارات منشغلون‬ ‫جدا‪ ...‬األمر مروع‪ ،‬إذ ال يجب إقامة مباريات كرة القدم بسبل تحقيق ال �ث��روات الهائلة على غ��رار النموذج‬ ‫في أيام العمل‪ .‬هل ستقام مساء في أيام األحد أيضا؟ اإلنجليزي قبل أن يتم تجريف البوندسليغا من كل‬ ‫عم نتحدث؟ إن بدء املباريات ظهرا أمر فظيع بالنسبة مواهبه‪ .‬ومع هذا فإن الكرة األملانية بهذا قد تخسر‬ ‫للمشجعني البعيدين‪ .‬يجب أن يكون لديك متسع من في نهاية املطاف الصفة الوحيدة املميزة لها‪ :‬إنها‬ ‫بطولة تقام من أجل إسعاد أولئك الذين يمرون عبر‬ ‫الوقت قبل الذهاب ألرض امللعب»‪.‬‬ ‫تالشي‬ ‫�ى‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫املتسارعة‬ ‫ويعزو كوامبوش التغييرات‬ ‫أسبوع‬ ‫كل‬ ‫الدوارة‬ ‫البوابات‬ ‫<‬ ‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪81‬‬


‫فتاتان من أنصار فريق‬ ‫املانيا الدولي لكرة القدم‬

‫البث التلفزيوني الجديد للدوري األملاني يتخطى حاجز املليار يورو‬

‫الكرة األملانية تبيع «جماهير املالعب» للحاق بـ «البريميرليغ»‬

‫سيكون لصفقة البث التلفزيوني الجديدة املعدلة على‬ ‫لندن‪« :‬املجلة»‬ ‫نطاق واسع آثار تمتد خارج الجزر البريطانية‪ .‬إن هذه‬ ‫الصفقة لن تسهم بتمكني األندية اإلنجليزية من أن‬ ‫ً‬ ‫«البوندسليغا» التي لطاملا أعطت مثاال على تزايد ماليا على منافسيها فحسب‪ ،‬بل إنها ستغير‬ ‫ك��رة ق��دم ي��دي��ره��ا املشجعون تغير نهجها بشكل حاسم الطريقة التي تدير بها كرة القدم األملانية‬ ‫وتلهث خلف النموذج املالي لـ«البريميرليغ»‪ .‬نفسها‪.‬‬

‫‪80‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫ك� ��ان ه� ��ذا ه ��و ال �ت �ح��ذي��ر ال � ��ذي ج �ه��ر ب ��ه ك��ري�س�ت�ي��ان‬ ‫س��اي�ف��رت‪ ،‬امل��دي��ر التنفيذي لرابطة دوري ك��رة القدم‬ ‫األملاني «البوندسليغا»‪ ،‬يوليو (تموز) املاضي‪ .‬ومن‬ ‫امل�ق��رر أن يتم ال�ت�ف��اوض على عقد ال�ب��ث التلفزيوني‬ ‫الجديد لـ«البوندسليغا» الشهر الجاري‪ ،‬وسط آمال بأن‬ ‫يتخطى حاجز املليار يورو – ولكن سايفرت يتساءل‬


‫كلها استنكار‪ .‬ولذلك ق��ررت أال أذه��ب إلى املدرسة إال‬ ‫أثناء تأدية االمتحانات فقط‪.‬‬ ‫ورغم أن تصوير فيلم «رابعة العدوية» قد استغرق أكثر‬ ‫من شهر إال أن أيامه قد مرت كأنها ساعات قليلة لشدة‬ ‫عشقي وحبي لدور «رابعة العدوية»‪.‬‬ ‫كان املخرج عاطف سالم يزورني من وقت آلخر أثناء‬ ‫تصوير الفيلم‪ .‬وبعد ع��دة زي��ارات ع��رض علي عاطف‬ ‫ال��زواج‪ .‬ورغ��م ف��ارق السن وافقت على ذل��ك‪ .‬وك��ان هذا‬ ‫ال��زواج بداية لبعض املتاعب‪ .‬فمنذ‬ ‫الشهور األولى منه بدأت الخالفات‬ ‫تدب بيننا‪ .‬فقد كان عاطف يريد‬ ‫زوجة متفرغة للبيت‪ ،‬بينما كنت‬ ‫منهمكة بعملي في السينما في‬ ‫أفالم «كنوز» أمام كمال الشناوي‬ ‫وع�م��اد ح�م��دي‪ .‬وف�ي�ل��م «خطيب‬ ‫ماما» أمام أحمد مظهر ومديحة‬ ‫يسرى‪.‬‬ ‫وان� �ت� �ه ��ى ال� �خ�ل�اف ب �ي �ن��ي وب�ي�ن‬ ‫زوج� � ��ي ع �ن��دم��ا خ � ��رج ع��اط��ف‬ ‫س��ال��م م��ن امل �ن��زل‪ ،‬ورس�ب��ت في‬ ‫ام �ت �ح��ان ال �ث��ان��وي��ة ال �ع��ام��ة‪ ،‬ول��م‬ ‫أستطع متابعة دراستي بسبب‬ ‫ال �خ�ل�اف��ات ال �ع��ائ �ل �ي��ة‪ .‬وت�ح�ق��ق‬ ‫االن �ف �ص��ال ب�ع��د زواج استمر‬ ‫‪ 4‬سنوات‪ .‬ولم أستطع اإلقامة‬ ‫في شقة الزوجية واضطررت‬ ‫العودة إلى منزل أمي‪.‬‬ ‫وكان هذا في عام ‪ 1967‬وبعد‬ ‫غالف فيلم‬ ‫ح��رب يونيه (ح��زي��ران) هاجرت‬ ‫إلى بيروت وأخذت أعمل في عدة‬ ‫أفالم كانت تدور كلها حول نوعية واحدة‬ ‫وهى أفالم املغامرات العاطفية والكوميديا‬ ‫الخفيفة‪ ..‬وبعد عدة أفالم قررت رفض‬ ‫كل ما يعرض علي من نوعية هذه األفالم‪.‬‬ ‫وخ�لال ه��ذه الفترة ع��رض علي عاطف‬ ‫س��ال��م ال �ع��ودة إل��ى ال�ح�ي��اة ال��زوج�ي��ة مرة‬ ‫أخ��رى ‪ -‬ولكنني رف�ض��ت ب�ش��دة ‪ -‬فقد‬ ‫كنت قد ارتبطت بتجربة عاطفية ثانية‬ ‫انتهت ب��زواج فاشل في بيروت‪ ..‬وهنا‬ ‫ع��دت م��رة أخ��رى على ال�ق��اه��رة ألفاجأ‬ ‫بأن مخرجي السينما قد غيروا رأيهم‬ ‫في‪ ،‬وبدأوا يسندون إلي األدوار الثانوية‪،‬‬ ‫ف�ه�ج��رت ال�س�ي�ن�م��ا إل ��ى م �س��رح تحية‬ ‫ك��اري��وك��ا‪ ،‬وق��دم��ت م�ع�ه��ا ال�ك�ث�ي��ر من‬ ‫املسرحيات مثل «روبابيكيا»‪ ،‬و«البغل‬ ‫ف��ي األب��ري��ق» و«ق �ه��وة ت��وت��ة»‪ ...‬وك��ان‬ ‫عملي في املسرح نوعا من التدريب‬ ‫واستعادة اللياقة في التمثيل‪..‬‬

‫استعادة املواقع‬ ‫وهنا بدأت أستريح من رحلة «جمع‬ ‫امل ��ال»‪ ،‬فقد ك��ان ك��ل همي أن تظهر‬ ‫صورتي على شاشة السينما‪ .‬إال أنني‬ ‫اتخذت قراري بالتوقف ملدة عام كامل‬

‫دون أن أش�ت��رك ف��ي أي عمل سينمائي حتى أستعيد رمسيس نجيب إلنتاجها لحسابي الخاص‪ ..‬ثم بدأت‬ ‫ت��وازن��ي العقلي والفني‪ .‬فقد كنت حزينة على فقدان عملية التحضير وع �ه��دت ب�ه��ا إل��ى ك��ات��ب سيناريو‬ ‫ليعدها كسيناريو سينمائي‪ ..‬ولكن فجأة ق��رأت في‬ ‫انطالقتي القوية في السينما‪.‬‬ ‫وب � ��دأت أس �ع��ى ل �ل��وص��ول إل ��ى امل �ن �ت��ج ال�ك�ب�ي��ر امل��رح��وم إح��دى الصحف أن الفنانة ن��ادي��ة لطفي س��وف تلعب‬ ‫رمسيس نجيب ال��ذي كان يتزعم حركة إنتاج األفالم بطولة فيلم «ال�ق��ط أص�ل��ه أس��د» فاتصلت برمسيس‬ ‫املتميزة في هذا الوقت‪ .‬وبعد طول عناء تم اللقاء بيننا‪ .‬نجيب حتى أعلم منه حقيقة األمر فأكد لي عدم صحة‬ ‫وق ��دم ل��ي رم�س�ي��س ن�ج�ي��ب ق�ص��ة «ال �ق��ط أص �ل��ه أس��د» هذه األخبار‪.‬‬ ‫ولكن للحقيقة أق��ول بأنني أصبت بإحباط تجاه هذه‬ ‫إلحسان عبد القدوس واقترح على تنفيذها‪.‬‬ ‫وق � ��رأت ال �ق �ص��ة وأع�ج�ب�ت�ن��ي ك �ث �ي��را ف��اش�ت��ري�ت�ه��ا من القصة فتركتها ثم أعدتها إلى «رمسيس نجيب»‪.‬‬ ‫وف�ك��رت أن أذه��ب بنفسي‬ ‫إل � � ��ى األس � � �ت� � ��اذ إح� �س ��ان‬ ‫ع�ب��د ال �ق��دوس ألط�ل��ب منه‬ ‫عمال من أعماله لتقديمها‬ ‫سينمائيا‪.‬‬ ‫وح� � ��دد ل ��ي إح � �س ��ان ع�ب��د‬ ‫ال�ق��دوس م��وع��دا وتقابلنا‪،‬‬ ‫ف�ق��ال إن ل��دي��ه ق�ص��ة ت��دور‬ ‫ح ��ول � �ه ��ا «ح � � � ��رب ب � � � ��اردة»‬ ‫ب�ي�ن اث �ن �ت�ي�ن م ��ن ال �ف �ن��ان��ات‬ ‫الكبيرات كل واح��دة منهما‬ ‫ت��ري��د أن ت��أخ��ذه��ا لنفسها‬ ‫وك � � � ��ان اس � � ��م ال � �ق � �ص� ��ة ه��و‬ ‫«وسقطت في بحر العسل»‪،‬‬ ‫طلبت م��ن إح�س��ان إعطائي‬ ‫القصة ألق��راه��ا ف��واف��ق على‬ ‫ذل��ك‪ .‬وبالفعل أخ��ذت القصة‬ ‫وك��ان��ت م��ن ال �ن��وع ال�ع��اط�ف��ي‬ ‫ال��روم��ان �س��ي‪ ،‬ول �ك��ي أض�م��ن‬ ‫«أفواه وأرانب»‬ ‫نجاح الفيلم اخترت له املخرج‬ ‫فاتن حمامة «فيلمها جنى األرباح»‬ ‫صالح أبو سيف‪ ،‬كما اخترت له‬ ‫األب �ط��ال م�ح�م��ود ي��اس�ين ون��ادي��ة‬ ‫لطفي وتحية كاريوكا‪..‬‬ ‫ون�ف��ذت الفيلم‪ .‬ول�ك��ن عند ع��رض��ه لم‬ ‫ي�ح�ق��ق ال �ن �ج��اح ال�ج�م��اه�ي��ري امل�ط�ل��وب‬ ‫وإن كان قد أثار جدال كبيرا من النقاد‪،‬‬ ‫إال أن��ه أف��ادن��ي ف��ي إع ��ادة تقديمي في‬ ‫شكل سينمائي قوي وجاد ذكر النقاد‬ ‫والكتاب واملنتجني بقصة نجاحي في‬ ‫فيلمي «رابعة العدوية» و«املماليك»‪.‬‬ ‫وك ��ان فيلم «أف� ��واه وأران� ��ب» م��ن بطولة‬ ‫س�ي��دة ال�ش��اش��ة ال�ع��رب�ي��ة ف��ات��ن حمامة‪،‬‬ ‫هو السبب املباشر في عدم نجاح فيلم‬ ‫«وسقطت في بحر العسل»‪ ..‬النجاح الذي‬ ‫كنت أتمناه‪ ..‬فقد كان فيلم «أفواه وأرانب»‬ ‫يعرض في الوقت نفسه الذي كان يعرض‬ ‫فيه فيلمي‪..‬‬ ‫ورغ ��م ال�خ�س��ائ��ر امل��ادي��ة ال�ت��ي أص�ب��ت بها‬ ‫نتيجة لعدم نجاح فيلمي‪ ،‬إال أنني استطعت‬ ‫أن أبعد عن نفسي شبح األدوار السطحية‪..‬‬ ‫وش� ��اءت ال �ظ��روف أن ت�ع��وض�ن��ي بأقصى‬ ‫سرعة عن هذه الخسائر املادية‪ ..‬وكان هذا‬ ‫ال�ت�ع��وي��ض ف��ي ش�ك��ل م�ك��امل��ة تليفونية من‬ ‫موزع األفالم صبحي فرحات <‬

‫لقطة تجمع بني نبيلة عبيد ونور الشريف‬ ‫في أحد أفالم نبيلة الناجحة «الشيطان يعظ»‬ ‫التي حاولت فيه استرداد مواقعها‬ ‫الفنية‬ ‫التي‬ ‫خ‬ ‫سرتها‬ ‫بعد‬ ‫ال‬ ‫هجرة إلى بيروت‬

‫(بقية الحكاية في العدد املقبل)‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪79‬‬


‫«حكاييت مع الزمان»‬

‫نبيلة عبيد «فيلمها‬ ‫حصد الخسائر»‬

‫الحلقة (‪)4‬‬ ‫«نبيلة عبيد» تحكى لـ«املجلة»‬ ‫ذكرياتها وتجاربها من خالل أحداث‬ ‫حياتها الشخصية والفنية على‬ ‫مدى ‪ 5‬حلقات‪ ..‬في الحلقة السابقة‬ ‫رقم ‪ 3‬روت نبيلة عبيد كيف كشفت‬ ‫والدتها أمر اشتغالها بالسينما‪..‬‬ ‫وكيف حاولت أن تقف أمامها‬ ‫لتمنعها من استكمال تصوير بقية‬ ‫مشاهدها في فيلم «مافيش تفاهم»‪..‬‬ ‫وفى هذه الحلقة تتابع نبيلة سرد‬ ‫الحكاية وحكايات أخرى‪..‬‬

‫كشف حساب الربح والخسارة‬

‫نبيلة عبيد‪ :‬أرانب فاتـن حمامة أسقطتني في بحر الفشل‬ ‫القاهرة‪ :‬محمد طه‬ ‫«بعد أن اكتشفت أمي أنني عملت في السينما‬ ‫في فيلم «مافيش تفاهم» حاولت إقناعها بأن‬ ‫توافق على استمراري في تصوير اللقطات‬ ‫املتبقية إال أنها رفضت‪.‬‬ ‫فتركت املنزل وذهبت إلى أقاربي في حي «العجوزة»‬ ‫حتى يرسلوا في طلب أمي إلقناعها باستمراري في‬ ‫تصوير تلك اللقطات‪ ،‬وبالفعل اقتنعت والدتي بأنني‬ ‫إذا لم أستكمل تصوير الفيلم فسوف يطالبني املنتج‬ ‫بتعويض ضخم‪ .‬فوافقت في النهاية‪..‬‬ ‫ك ��ان ع�ل��ي أن أس��اف��ر إل ��ى ب��ورس�ع�ي��د ص �ب��اح��ا‪ ،‬حيث‬ ‫يتم تصوير املشاهد الخارجية م��ع «س�ع��اد حسني»‬ ‫بطلة الفيلم‪ ،‬والتي لم أكن قد شاهدتها من قبل فليس‬ ‫هناك مشاهد تصويرية تجمعني بها‪ ،‬ولذلك فقد كنت‬ ‫متشوقة جدا ملشاهدتها عن قرب‪.‬‬ ‫ووصلت إلى مكان التصوير بمدينة بورسعيد‪ ..‬وتمنيت‬ ‫أن يعرفني أحد على الفنانة سعاد حسنى لكنني وجدت‬ ‫أن الوقت ليس مناسبا على اإلطالق للتعارف واكتفيت‬ ‫بمشاهدتها وهي تمثل أمام الكاميرا‪.‬‬ ‫وان �ت �ظ��رت ح�ت��ى ج ��اء دوري ف��ي ال�ت�ص��وي��ر وب�س��رع��ة‬ ‫وبتوفيق من الله انتهيت من تصوير لقطاتي‪.‬‬ ‫ومر يومان بعد انتهائي من العمل في فيلم «مافيش‬

‫‪78‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫تفاهم» وحدثت املفاجأة فقد اتصل بي األستاذ حلمي‬ ‫رفلة‪ ،‬املخرج السينمائي وصاحب شركة «دوالر فيلم»‬ ‫وعرض علي بطولة فيلم «رابعة العدوية»‪.‬‬ ‫ودخلنا ف��ي تفصيالت كثيرة ع��ن الفيلم‪ .‬وش��رح لي‬ ‫حلمي رفلة كل ما أردت االستفسار عنه‪ ،‬وقال لي إن‬ ‫أج��ري ع��ن بطولة الفيلم مائتا جنية فلم أعلق بكلمة‬ ‫واحدة‪.‬‬ ‫ولكن في املساء حدث ما لم أكن أتصوره‪ .‬فقد اتصل‬ ‫بي املخرج عاطف سالم وأخبرني بأنه سوف يسافر‬ ‫إلى الهند ملدة شهر‪ ،‬وطلب مني عدم قبول أي عروض‬ ‫للعمل في أي أفالم حتى يعود‪ ،‬ألنه سوف يخرج فيلما‬ ‫بعنوان «الولد نجح» وسوف ألعب بطولته‪ .‬كما نصحني‬ ‫أيضا بعدم قبول فيلم «رابعة العدوية» حتى يعود من‬ ‫رحلته للهند‪.‬‬

‫اتصاالت بالجملة واملفرق‬ ‫وطوال مدة سفر عاطف سالم كانت شركة «دوالر فيلم»‬ ‫تتصل بي يوميا وكنت أتهرب بأعذار مختلفة‪ ،‬حتى‬ ‫اتصل بي املخرج «حلمي رفلة» وصارحني بأنه ينوي‬ ‫احتكار جهودي لثالثة أف�لام أخ��رى غير فيلم «رابعة‬ ‫العدوية» وه��ى فيلم «املماليك» أم��ام عمر الشريف‪ ،‬ثم‬ ‫فيلم «كنوز» وأخيرا فيلم «خطيب ماما»‪ ،‬وكلها بطوالت‪،‬‬ ‫وب��ال �ص��راح��ة ن�ف�س�ه��ا ال �ت��ي ح��دث�ن��ي ب�ه��ا ح�ل�م��ي رف�ل��ة‬

‫صارحته أنا أيضا بحقيقة ما دار بيني وبني عاطف‬ ‫سالم‪ .‬وكان رده مقنعا بالنسبة لي‪ .‬فقد قال لي‪« :‬أنا ال‬ ‫أمانع‪ ..‬فعندما يعود عاطف سالم اعملي معه في فيلم‬ ‫«الوالد نجح»‪ .‬ولكنه حذرني في الوقت نفسه من ضياع‬ ‫ال�ف��رص��ة‪ ،‬لقد ك��ان اإلغ ��راء بالنسبة ل��ي كبيرا‪ ،‬فهناك‬ ‫بطولة أربعة أفالم في انتظاري مع «حلمي رفلة»‪.‬‬ ‫وعاد عاطف سالم من رحلته للهند‪ ،‬وعلم بأمر توقيعي‪.‬‬ ‫فاتصل ب��ي وهنأني ووع��دن��ي ب��أن ألعب بطولة فيلمه‬ ‫«الولد نجح» بعد انتهائي من فيلم «رابعة العدوية» كما‬ ‫مدح حلمي رفلة أثناء حديثه‪.‬‬ ‫وب��دأت رحلة االستعداد لفيلم «رابعة العدوية» وتولى‬ ‫األستاذ إبراهيم عمارة مسؤولية شرح شخصية «رابعة‬ ‫العدوية» املرأة املسلمة التي وهبت حياتها وحبها لله‪.‬‬ ‫وكنت أجلس مع األستاذين فاخر فاخر وإبراهيم عمارة‬ ‫ألكثر من ست ساعات يوميا في مكتب «حلمي رفلة»‬ ‫وعندما أعود إلى البيت أدخل غرفتي وأظل أحفظ وأقرأ‬ ‫دوري مرة بصوت عال ومرة أخرى بصوت منخفض‪،‬‬ ‫وهنا ال أستطيع أن أنسى الدور العظيم الذي لعبته أمي‬ ‫في هذا الوقت الحرج‪.‬‬ ‫فقد كانت تسهر بجواري ساعات طويلة تساعدني على‬ ‫حفظ دوري‪ ،‬وتعيد معي ق��راءة كل مشهد عدة مرات‬ ‫حتى إنني قد حفظت دوري في وقت قصير جدا‪ ،‬ولم‬ ‫أعد أذهب إلى املدرسة إال في أوقات نادرة جدا‪ .‬وكانت‬ ‫زميالتي عندما أذه��ب إل��ى امل��درس��ة ينظرن إل��ى نظرة‬


‫ً‬ ‫لي أنهم رفضوا اإلفصاح عن حقيقة إدمانهم خوفا من رد‬ ‫ً‬ ‫خصوصا أن‬ ‫فعل من حولهم‪ .‬وم��ن هنا‪ ،‬أعجبتني الفكرة‪،‬‬ ‫مريم نعوم تغوص في التفاصيل وتقدم الحقيقة كما هي‪،‬‬ ‫وأنا محظوظة للعمل معها في العام الرابع على التوالي‪ ،‬كما‬ ‫ً‬ ‫أنني أعتقد من وجهه نظري أيضا أن املمثلة الشابة املوهوبة‪،‬‬ ‫جميلة ع��وض‪ ،‬تلعب نفس دوري وه��ى صغيرة‪ ،‬ون��رى من‬ ‫خالل قصتها دوري من خالل فالش باك‪ ،‬وهنا تكمن عبقرية‬ ‫نعوم تجعلك ترى قصة مشابهة لقصتي بشكل غير مباشر‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فاملسلسل يقدم تفاصيل تطرح أوال عن معاناة املدمن وكيف‬ ‫ينظر له املجتمع وكيف تراه عائلته وأصدقاؤه بشكل مختلف‬ ‫عما قدم من قبل‪( ،‬قصدي مش املوضوع إنه ياخد‬ ‫الجرعة أو الحقنة ويرتاح) فالعمل يخوض في الحالة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫النفسية أيضا للمدمن أو الذي كان مدمنا وأعتقد‬ ‫أن قصة تحت السيطرة جاءت من املصطلح الدارج‬ ‫«كله تمام وتحت السيطرة أو أن��ا مسيطر» وهو‬ ‫على العكس ً‬ ‫تماما‪.‬‬ ‫> وما هي أصعب املشاهد التي واجهتك في‬ ‫«تحت السيطرة»؟‬ ‫ جميع املشاهد صعبة للغاية‪ ،‬وكنا نعمل في‬‫األي��ام األخ�ي��رة نحو ‪ 18‬ساعة ي��وم� ً�ي��ا‪ ،‬والنجاح‬ ‫يحتاج إل��ى التضحية‪ ،‬ومعروف عن مهنة الفن‬ ‫أن�ه��ا ت�ح�ت��اج إل��ى ال�ك�ث�ي��ر م��ن ال�ت�ض�ح�ي��ة‪ ،‬س��واء‬ ‫في الوقت أو النوم أو األس��رة‪ ،‬ولكن إحساسي‬ ‫بالنجاح وحب الجمهور لي يخفف من حدة هذه‬ ‫األمور‪.‬‬ ‫> ما الذي جذبك لشخصية «مريم» وهل‬ ‫تعاطفت معها؟‬ ‫ أكثر شيء جذبني لقصة مريم هو أن هناك‬‫في بداية األمر قصة حب‪ ،‬ويظهر عالم اإلدمان‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬ولكن بشكل مختلف وغير تقليدي‪،‬‬ ‫وأع�ت�ق��د أن��ه ن�ف��س ال�س�ب��ب ال ��ذي ان �ج��ذب إليه‬ ‫ال�ج�م�ه��ور‪ ،‬خ�ص� ً‬ ‫�وص��ا أن املسلسل يتحدث‬ ‫ً‬ ‫ع��ن اإلن�س��ان�ي��ات أك�ث��ر م��ن اإلدم ��ان‪ ،‬وأي��ض��ا‬ ‫تحمست للفكرة بعدما علمت أن املخرج تامر‬ ‫محسن والكاتبة مريم نعوم يعمالن عليها‬ ‫منذ خمسة أعوام‪ ،‬وتعاطفت معها ً‬ ‫جدا ألنها‬ ‫شخصية حقيقية وموجودة في املجتمع الذي نعيش فيه‪.‬‬ ‫> ومن رشحك للعمل؟‬ ‫ املخرج تامر محسن هو من رشحني وأقنعني ب��ه‪ ،‬فلم‬‫أمتلك الجرأة لتقديمه‪ ،‬ودور مريم يحتاج ملخرج واع ومتميز‬ ‫تثق في قدراته‪ ،‬وأعتبر محسن من املخرجني القالئل الذي‬ ‫يحبون املمثل‪ ،‬ويتعامل مع كل مشاهد مسلسله على أنها‬ ‫«ماستر سني»‪ ،‬وكل شخصية يضيف لها ً‬ ‫أبعادا جديدة‪،‬‬ ‫وعندما تشاهد تجربته اإلخراجية في مسلسل «بدون ذكر‬ ‫أسماء» للكاتب الكبير وحيد حامد تجد كل الشخصيات‬ ‫«م��ن ل�ح��م ودم»‪ ،‬واخ �ت �ي��اره ل�لأب�ط��ال آن ��ذاك ك��ان م�ف��اج��أة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫جميعا في أدوار جديدة ومختلفة‪ ،‬كما أنه يسعى‬ ‫وقدمهم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫لتغيير جلده تماما‪ ،‬وذلك يتضح جليا في اختياره ملشروع‬ ‫ً‬ ‫«تحت السيطرة»‪ ،‬الذي يعد مختلفا بشكل كامل عن «بدون‬ ‫ذكر أسماء»‪ ،‬وأنا على الصعيد الشخصي سعدت بالعمل‬ ‫معه‪.‬‬ ‫> وما هو أصعب شيء واجهته مع «مريم»؟‬ ‫ ال� ��دور ك�ل��ه ك ��ان ص�ع� ً�ب��ا ج� � ً�دا‪ ،‬وب ��ه ال�ك�ث�ي��ر م��ن التفاصيل‬‫التي يجب إظهارها بدقة وبإتقان‪ ،‬لدرجة أنني كنت أتحول‬

‫لشخصية أخرى أثناء التصوير‪.‬‬ ‫> وكيف أتقنت ذلك األداء؟‬ ‫ جلست مع مدمنني متعافني وتعايشت معهم لفترة طويلة‪،‬‬‫واقتبست بعض القصص اإلنسانية من حياة هؤالء املدمنني‬ ‫ل�ك��ي ي �ب��دو األم ��ر ط�ب�ي�ع� ً�ي��ا‪ ،‬وف��ري��ق ال�ع�م��ل ذه ��ب إل ��ى بعض‬ ‫املصحات لعالج املدمنني وتحدثوا مع املتعافني للكشف عن‬ ‫الطريقة التي يتحدثون بها بعد املعافاة‪ ،‬وكل ذلك كان تحت‬ ‫إشراف املخرج تامر محسن‪.‬‬ ‫> وماذا اكتشفت فيهم؟‬ ‫> اكتشفت فيهم ً‬ ‫أناسا لديهم مشكالت نفسية ومجروحني‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ولفت انتباهي رجل أثر في جدا فهو شخص اجتماعي‬

‫لديه ًموهبة الرسم ويتمتع بروح مرحة على الرغم مما عاناه‬ ‫سابقا‪.‬‬ ‫> وما الذي استنتجته من هذه اللقاءات؟‬ ‫ إن�ه��م جميعهم أش �خ��اص م �ج��روح��ون‪ ،‬ول��دي�ه��م مشكالت‬‫شبيهة ب�م�ش�ك�لات�ن��ا‪ ،‬لكنهم ل��م يستطيعوا ال�س�ي�ط��رة على‬ ‫مشاعرهم وتجاوز مشكالتهم بعقالنية فلجأوا ملشكلة أكبر‬ ‫اعتقدوا أنها حل للنسيان فغيرت مسار حياتهم لألسوأ‪.‬‬ ‫> حدثينا ع��ن تجربة التمثيل إل��ى جانب جنسيات‬ ‫عربية متعددة؟‬ ‫ ال أنظر إلى الجنسية بقدر األداء‪ ،‬وال أشعر بالفرق في التمثيل‬‫مع ممثلني غير مصريني‪ ،‬وأذكر تعاملي في بداياتي مع الفنان‬ ‫السوري عابد فهد في مسلسل «هدوء نسبي» الذي ساعدني‬ ‫في إتقان اللغة العربية‪.‬‬ ‫> هناك عدة خطوط درامية باملسلسل وقصص فرعية‪،‬‬ ‫مثل‪ :‬علي‪ ،‬وهانيا‪ ،‬وطارق‪ ،‬وإنجي‪ ،‬من منهم منافس‬ ‫ملريم؟‬ ‫‪ -‬ال أنظر إذا كان هناك منافس لي أم ال‪ ،‬ولكني أهتم بدوري‬

‫كممثلة فقط‪ ،‬وكلما كان هناك عدد كبير من املمثلني‪ ،‬ظهرت‬ ‫قصص فرعية وخ�ط��وط درام�ي��ة للعمل تفيده‪ ،‬وتصنع كل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مسلسال ً‬ ‫دراميا كامال‪ ،‬وإذا أخذ‬ ‫قصة من تلك الشخصيات‬ ‫املمثل العمل وحده من دون ممثلني معه فيذهب إلى الصحراء‬ ‫حتى يمثل وحده‪.‬‬ ‫> وماذا عن فريق العمل؟‬ ‫ تامر مخرج يحب املمثل ج� ً�دا كما أنه معه مدير تصوير‬‫رائ��ع وه��و هيثم حسني ومساعدوه الذين يتعاملون طوال‬ ‫الوقت بابتسامة تنسي املمثل الضغط والعصبية والتوتر‬ ‫ال��ذي نعيش فيه‪ ،‬وكذلك الفنان الكبير أحمد وفيق‪ ،‬والرائع‬ ‫محمد فراج الذي قدم ً‬ ‫دورا مفاجأة في هذا املسلسل‪ ،‬وجيهان‬ ‫فاضل‪ ،‬وكل طاقم العمل‪ ،‬وظافر العابدين الخلوق املحترف‬ ‫امللتزم فهو فنان حقيقي‪ ،‬واملوسيقي لتامر‬ ‫كروان الرائع الحساس فهو يقدم موسيقى‬ ‫بشكل مختلف في ه��ذا املسلسل وأصبح‬ ‫عالمة مسجلة‪ ،‬وكذلك سمر يسري‪ ،‬ولؤي‬ ‫ً‬ ‫عمران‪ ،‬وهاني عادل الذي قدم ً‬ ‫دورا مختلفا‬ ‫عما قدم من قبل واملنتج جمال العدل له بعد‬ ‫نظر وتخطيط لألمور‪.‬‬ ‫> وك� � �ي � ��ف ت � ��ري � ��ن ع � �م� ��ق ش �خ �ص �ي �ت��ك‬ ‫باملسلسل؟‬ ‫َّ‬ ‫ ع �م��ق ش �خ �ص �ي �ت��ي ب��امل �س �ل �س��ل ل ��م ي �ت �ج��ل‬‫بالتمثيل ب��ل بالشكل وال�ص��وت وال�ص��دق في‬ ‫ً‬ ‫شخصا‬ ‫األداء‪ ،‬ووجدت في الكاتبة مريم نعوم‬ ‫يكتب عن موهبتها التي تملكها بالقلم وليس‬ ‫عن موهبة الفنان‪.‬‬ ‫> وما هي رسالة املسلسل؟‬ ‫ الرسالة التي أردت أن تصل للجمهور من خالل‬‫هذا العمل هي ضرورة تواصل الناس مع بعضهم‬ ‫ً‬ ‫بعضا واالحتواء والتسامح‪.‬‬ ‫> ومل � ��اذا ظ �ه��رت دون م��اك �ي��اج ف��ي «ذات»‬ ‫ً‬ ‫وأخيرا «مريم»؟‬ ‫و«سجن النسا»‬ ‫ ألن عمق الشخصية ال يكون فقط في التمثيل‪،‬‬‫ً‬ ‫إنما يجب على املمثل أن يكون ً‬ ‫مقنعا بشكله أيضا‪.‬‬ ‫> وماذا عن حصولك العام املاضي على لقب‬ ‫أفضل ممثلة؟‬ ‫ كتبت ذات م��رة على «فيسبوك» أنني أعيش في‬‫الدراما حالة أوملبياد‪ ،‬فكل ممثل من حقه أن ينجح‪ ،‬وأنا من‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومهنيا‪ ،‬وأدعو الله ً‬ ‫دائما لتحقيق ذلك‪،‬‬ ‫شخصيا‬ ‫حقي النجاح‬ ‫والنجاح مسؤولية الجميع وليس مسؤولية فرد‪.‬‬ ‫> ما رأيك في دراما العام الحالي؟‬ ‫ً‬ ‫أعماال درامية بسبب انشغالي ً‬ ‫يوميا في تصوير‬ ‫ لم أتابع‬‫«ت�ح��ت ال�س�ي�ط��رة»‪ ،‬لكنني ع��ازم��ة على أن أت��اب��ع مسلسالت‬ ‫«حارة اليهود»‪ ،‬و«بعد البداية»‪ ،‬و«الكابوس»‪ ،‬و«بني السرايات»‬ ‫في عرضها الثاني بعد رمضان‪ ،‬والجميع يحكي عن دراما‬ ‫رمضان الحالي بأن بها مواهب جديدة من مخرجني وكتاب‬ ‫وممثلني‪ ،‬وسوف أتابع الكثير منهم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫> هل ستكررين تجربة األعمال التاريخية بعد نجاحك‬ ‫في مسلسل «سرايا عابدين»؟‬ ‫ ال أمانع في تقديم األعمال التاريخية ُم ً‬‫جددا‪ ،‬فهذه األعمال‬ ‫جيدة‪ ،‬ولكنني أشعر بنفسي في األعمال الدرامية أكثر من أي‬ ‫شيء آخر‪ ،‬وكلُ عام وله ظروفه‪ ،‬والفنان يختار على أساس ما‬ ‫ُيناسبه‪ ،‬فأنا ُال أخطط للمستقبل‪ ،‬وال أعرف إن كنت سأشارك‬ ‫في رمضان املقبل أم ال‪ ،‬فهذا متعلق بالنصيب <‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪77‬‬


‫قالت الفنانة املصرية نيللي كريم‪ ،‬في حوار مع «املجلة»‪ ،‬إنها تميل للدراما الصعبة‪ ،‬على‬ ‫خلفية تجربتها في بطولة مسلسل «تحت السيطرة» الذي عرض في شهر رمضان املاضي‪،‬‬ ‫وتناول تجربة اإلدمان‪ .‬وأضاف أنها ال تنكر أن املسلسل كان فيه قدر من الكآبة‪.‬‬ ‫وتؤكد الفنانة أنها اضطرت الستلهام الكثير من تجارب املدمنني املتعافني‪ ،‬للتعرف على‬ ‫عالم اإلدمان‪ ،‬وأنها اقتبست بعض القصص اإلنسانية من حياتهم الستخدامها في املسلسل‪.‬‬

‫قالت‪ :‬مسلسل «تحت السيطرة» أجاب عن التساؤالت الحرجة‬

‫‪ :‬جلست‬ ‫نيللي كريم لـ‬ ‫مع مدمنني واقتبست قصصهم‬ ‫> أل ��م ت�ق�ل�ق��ك ف �ك��رة ت�ق��دي��م م�س�ل�س��ل ع��ن اإلدم � ��ان في‬ ‫القاهرة‪ :‬عصام الدين راضي‬ ‫رمضان؟‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خصوصا أن معي تامر محسن‪،‬‬ ‫ب� �م� �ق ��ارن� �ت ��ه ب ��ال� �ك� �ث� �ي ��ر م��ن ‪ -‬إطالقا‪ ،‬كنت مطمئنة للغاية‪،‬‬ ‫وواع وموهوب‪ ،‬ويعمل على مسلسل «تحت‬ ‫امل� �س� �ل� �س�ل�ات ال ��رم �ض ��ان �ي ��ة وهو مخرج فاهم ٍ‬ ‫ال �ت��ي س�ل�ط��ت األض � ��واء على السيطرة» مع الكاتبة مريم نعوم منذ أعوام‪ ،‬وليس من شهور‪،‬‬ ‫ً كما أن املخرج تامر محسن يعرف ما يقدمه ً‬ ‫جيدا‪ ،‬ودرس‬ ‫قضايا اجتماعية أقل تعقيدا‪،‬‬ ‫تبدو نيللي كريم في مسلسل «تحت فكرة العمل بكل تفاصيلها الدقيقة‪ ،‬وسبق أن قدم قبل «تحت‬ ‫السيطرة» أن�ه��ا ت�غ��رد خ��ارج ال�س��رب‪ .‬ال�س�ي�ط��رة» مسلسل «ب ��دون ذك��ر أس �م��اء» م��ع ال�ك��ات��ب وحيد‬ ‫ً‬ ‫حامد‪ ،‬وكان من املسلسالت الصعبة ً‬ ‫جدا‪ ،‬كما عمل أيضا معه‬ ‫لكنها متفائلة بما حققه املسلسل من‬ ‫جماهيرية‪ ،‬قائلة إنها تعرف الكثير بفيلم «القط والفار» فهو مخرج موهوب ومبدع في توصيل‬ ‫م��ن األس ��ر ال�ت��ي ح��رص��ت ع�ل��ى جعل «الحدوتة» بشكل سلس وسهل حتى نعشقها‪ ،‬فهو مخرج‬ ‫متقن ً‬ ‫جدا في عمله‪.‬‬ ‫أوالدها يشاهدون املسلسل لتعريفهم‬ ‫ب �خ �ط��ورة اإلدم � � ��ان‪ .‬وإل � ��ى ت�ف��اص�ي��ل > ولكن موضوع اإلدم��ان وامل�خ��درات يصنف للكبار‬ ‫فقط‪ ،‬وبالتالي قد يخلق هذا األمر ً‬ ‫فتورا لدى بعض‬ ‫الحوار‪..‬‬ ‫> في البداية ما هو سبب إقبالك األسر‪ ..‬ما رأيك؟‬ ‫ على العكس أع��رف ع � ً‬‫�ددا م��ن األس��ر ال��ذي��ن ح��رص��وا على‬ ‫على تقديم دراما صعبة؟‬ ‫ أنا أميل للدراما الصعبة‪ ،‬وال أنكر أن جعل أوالدهم يشاهدون املسلسل لتعريفهم بخطورة اإلدمان‬‫ومصير امل��دم�ن�ين‪ ،‬كما أرى أن ك��ل ش��يء أص�ب��ح ً‬ ‫متاحا في‬ ‫املسلسل ب��ه درام ��ا صعبة بها ق��در من‬ ‫الكآبة‪ ،‬ولكنه يتمتع بقدر كبير من املصداقية وهذا الوقت الحالي عن طريق اإلنترنت‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن قامت األسرة‬ ‫بمنع الطفل عن مشاهدة العمل فقد يقوم بالبحث عنه على‬ ‫ما حرصت على تحقيقه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫> ملاذا اخترت موضوع املخدرات واإلدمان في اإلنترنت‪ ،‬فالخطأ أن نخبئ األمور‪ ،‬واألفضل أن نترك الطفل‬ ‫ُ‬ ‫ُيشاهد ونقدم التوعية إليه‪ ،‬كما أن الفكرة مألوفة لدى الجميع‪،‬‬ ‫الوقت الحالي؟‬ ‫ُ‬ ‫ ألننا لم نتحدث عن هذه القضية في الفن منذ فترة والدليل أن هناك مصحات لعالج اإلدمان بها الكثير من األطفال‬‫ممن هم أقل من ‪ً 18‬‬ ‫عاما‪.‬‬ ‫طويلة بشكل حقيقي‪ ،‬وأعتقد أن آخر عمل ناقش‬ ‫ه��ذه القضية ه��و فيلم «زى ال�ن�ه��ارده» للمخرج > وهل ستسمحني ألبنائك بمشاهدة املسلسل؟‬ ‫عمرو سالمة‪ ،‬فلم ُنقدم مشكلة اإلدمان بطريقة ‪ -‬أوالدي حضروا املشاهد كلها‪ ،‬وأنا أمثل للجمهور ليشاهد‪،‬‬ ‫بسيطة وواقعية وتحتوي على مشاهد حقيقية‪ ،‬وأوالدي جزء من هذا الجمهور‪.‬‬ ‫كما أن الفن في النهاية هو استمتاع باملشاهدة > ولكن البعض يرى أنه عمل جريء وصادم‪ ..‬ما رأيك؟‬ ‫وهناك شيء جذبني للغاية للعمل ‪ -‬ج��ريء وص��ادم ف��ي ط��رح قضية اإلدم ��ان لكن بشكل راق‬ ‫وباملوضوع‪ُ ،‬‬ ‫ً‬ ‫قصصا إنسانية بحتة‪.‬‬ ‫وهو الحديث عن الجانب اإلنساني من األمر‪ ،‬ومهذب وال يخدش الحياء فهو يقدم‬ ‫فعلى ال��رغ��م م��ن أن ف�ك��رة ال�ع�م��ل ت�ت�ب�ل��ور في > وكيف ذلك؟‬ ‫مشكلة امل�خ��درات واإلدم��ان‪ ،‬فإننا في النهاية ‪ -‬املسلسل يكشف عن تساؤالت كثيرة‪ :‬ملاذا يدمن اإلنسان؟‬ ‫وك�ي��ف؟ ومل ��اذا ي�ك��ون رد فعل املجتمع ت�ج��اه امل��دم��ن ً‬ ‫ُ‬ ‫قاسيا‬ ‫ُ‬ ‫ن��رك��ز على الجانب اإلن�س��ان��ي‪ ،‬وه��ذا أم��ر مهم وي��رف��ض ً‬ ‫كثيرا التصالح معه؟ وكثير م��ن املدمنني اعترفوا‬ ‫للغاية‪.‬‬

‫‪76‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬


‫فيلم «شد أجزاء» بطولة محمد رمضان‬

‫«نوم التالت»‬ ‫أعاد هاني‬ ‫رمزي‬ ‫للمنافسة‬ ‫على الشاشة‬ ‫الكبيرة‬

‫قوات األمن‪ .‬ويشاركه في بطولة الفيلم ياسر جالل ومحمد‬ ‫ممدوح ونسرين أمني‪ .‬الفيلم سيناريو محمد سليمان عبد‬ ‫املالك ومن إخراج حسني املنياوي‪.‬‬ ‫يتسم هذا موسم العيد بعودة أفالم البطوالت الجماعية‪ ،‬ومنها‬ ‫فيلم «والد رزق»‪ ،‬الذي يعود من خالله الفنان أحمد عز بعد‬ ‫غياب عن السينما‪ ،‬وبعد أزمته الشخصية مع الفنانة زينة‬ ‫والنزاع القضائي في قضية النسب‪ ،‬يلعب عز دور «رضا»‬ ‫ويشاركه في البطولة‪ :‬الفنان عمرو يوسف وأحمد الفيشاوي‬ ‫وأحمد داود وكريم قاسم وسيد رجب ونسرين أمني‪ .‬وتدور‬ ‫قصة الفيلم حول أربعة أشقاء يسيرون في طريق الجريمة‬ ‫على عهد قديم بينهم لتركها في يوم ما‪ ،‬لكن عملية واحدة‬ ‫فاشلة تفجر الخالفات الدفينة بينهم فيتركهم الشقيق األكبر‬ ‫والعقل املدبر لهم‪ ،‬ليقع الباقون في صفقة مرعبة مع تاجر‬ ‫مخدرات‪ ،‬بينما يتعرضون للخيانة‪ ،‬وتطاردهم الشرطة دون‬

‫سبب معروف‪ .‬والفيلم من تأليف صالح الجهيني ومن إخراج‬ ‫طارق العريان‪.‬‬ ‫ويتصدر فيلم البطوالت الجماعية «سكر مر» دور العرض‬ ‫املصرية بأكثر من ‪ 50‬نسخة‪ ،‬ويلعب بطولته أحمد الفيشاوي‬ ‫وهيثم أحمد زكي وأينت عامر وناهد السباعي وشيري عادل‬ ‫وأمينة خليل ونبيل عيسى وكريم فهمي‪ .‬تدور أحداث الفيلم‬ ‫حول قصة خمسة رج��ال وخمس سيدات تربطهم عالقات‬ ‫عاطفية وشخصية متداخلة‪ ،‬وي�س��رد الفيلم م��دى تأثرهم‬ ‫بالظروف والتحوالت التي يمر بها املجتمع في الفترة األخيرة‪،‬‬ ‫الفيلم من تأليف محمد عبد املعطي‪ .‬ويمثل الفيلم عودة قوية‬ ‫للمخرج هاني خليفة (مخرج سهر الليالي) الذي أعاد به وهج‬ ‫البطوالت الجماعية للسينما املصرية‪ .‬ويلقى الفيلم إقباال‬ ‫كبيرا من فئة الشباب‪ ،‬حيث يتطرق للمشكالت العاطفية التي‬ ‫تواجههم في االرتباط بحب حياتهم <‬

‫فيلم «حياتي مبهدلة» بطولة محمد سعد‬

‫«سكر مر» أحد أفالم البطولة الجماعية‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪75‬‬


‫بدا موسم األفالم‬ ‫املصرية في عيد الفطر‬ ‫لهذا العام ساخنا‬ ‫ومتنوعا‪ ،‬حيث‬ ‫مألت أفيشات األفالم‬ ‫شوارع وضواحي املدن‬ ‫املصرية‪ .‬تم طرح ‪5‬‬ ‫أفالم جديدة في دور‬ ‫السينما املصرية آخر‬ ‫أيام شهر رمضان‪،‬‬ ‫حيث بدأت العروض‬ ‫األولى ليلة عيد الفطر‪،‬‬ ‫متنافسة على اإليرادات‬ ‫التي تحققها مواسم‬ ‫األعياد بعد فترة كساد‬ ‫أصابت السينما بسبب‬ ‫األحداث السياسية‬ ‫والحوادث اإلرهابية‪.‬‬ ‫لوحة تروج لفيلم «أوالد رزق»‬

‫تنوعت ما بني الكوميدي و«األكشن» والبطوالت الجماعية‬

‫أفالم العيد تنعش السينما املصرية وتتنافس على صدارة اإليرادات‬

‫القاهرة‪ :‬داليا عاصم‬ ‫تنوعت األفالم ما بني الكوميدي و«األكشن»‪ ،‬وكان‬ ‫من الالفت عودة البطوالت الجماعية لعدد من النجوم‬ ‫في أكثر من فيلم‪ ،‬في حني تغيب األفالم االجتماعية‬ ‫كما هو معتاد في هذا املوسم‪ .‬ويتصدر شباك التذاكر الفنان‬ ‫الكوميدي محمد سعد بجماهيريته وتقديمه لنوعية أفالم‬ ‫تناسب امل�ش��اه��دات العائلية‪ ،‬وال�ف�ن��ان محمد رم�ض��ان ال��ذي‬ ‫يتعلق به جمهور خاص من الشباب‪ ،‬وفيلم البطولة الجماعية‬ ‫«سكر مر» الذي يتناول العالقات العاطفية بني الشباب‪.‬‬ ‫وحرصا على عدم تأثر إيراداتها ورفعها من دور العرض‬ ‫بسرعة‪ ،‬تم تأجيل بعض األفالم عقب موسم العيد مباشرة‪،‬‬ ‫ومنها‪« :‬الخلبوص» ملحمد رجب وإيمان العاصي‪ ،‬وفيلم‬ ‫«حارة مزنوقة» لعال غانم وأحمد فتحي‪ ،‬وفيلم «من ضهر‬ ‫راج ��ل» للفنان آس��ر ي��اس�ين‪ ،‬وي��اس�م�ين رئ�ي��س‪ ،‬ومحمود‬ ‫حميدة‪ ،‬كما تم تأجيل فيلم «الليلة الكبيرة» لنيللي كريم‬ ‫وزينة وعالء مرسي‪.‬‬ ‫‪74‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫يتصدر نجم الكوميديا محمد سعد الشهير بـ«اللمبي» أفالم‬ ‫العيد بفيلم «حياتي مبهدلة»‪ ،‬بعد غياب عدة أعوام‪ ،‬ويجسد‬ ‫فيه شخصية حارس أمن خاص يتعلق بحب فتاة ويحاول‬ ‫لفت نظرها‪ .‬وإذا به يصدم قطة بسيارته‪ ،‬ويفاجأ بأن روحها‬ ‫تسكن العالم اآلخ��ر‪ ،‬فيصاب بعدة أزم��ات غريبة‪ .‬ويحاول‬ ‫التخلص من اللعنة التي أصابته فيلجأ لدجال يلعب دوره‬ ‫الفنان «حسن حسني» وت��دور األح��داث في قالب كوميدي‪.‬‬ ‫والفيلم من تأليف سامح سر الخاتم‪ ،‬وإخ��راج ش��ادي علي‪،‬‬ ‫وتشارك في بطولة الفيلم الفنانة واملطربة نيكول سابا‪ ،‬التي‬ ‫تقف أمام الفنان محمد سعد ألول مرة‪ ،‬لكنها شاركت من قبل‬ ‫في عدد من األفالم الكوميدية الغنائية أشهرها «قصة الحي‬ ‫الشعبي» مع مطرب سعد الصغير‪ .‬وقد تم تصوير «حياتي‬ ‫مبهدلة» كامال في أسبوعني فقط للحاق بموسم شم النسيم‬ ‫إال أنه تأجل عرضه ملوسم العيد‪.‬‬ ‫كما يعود النجم هاني رم��زي بفيلم كوميدي «ن��وم التالت»‬ ‫وه��و أول فيلم لهاني رم��زي منذ ع��ام ‪ .2013‬وال يخلو من‬ ‫اإليحاءات والتلميحات الخادشة للحياء بعض الشيء‪ ،‬مما أثار‬ ‫حفيظة بعض األسر املصرية التي شاهدت الفيلم‪ ،‬وأثر قليال‬

‫على إيرادات الفيلم‪ .‬وتدور قصة الفيلم حول موظف الشهر‬ ‫ال�ع�ق��اري (ه��ان��ي رم��زي) ال��ذي يحب زميلته بالعمل (إيمان‬ ‫العاصي) ويتعلق بحبها‪ ،‬ويسعى لالرتباط بها‪ .‬إال أن معاناته‬ ‫م��ن م��رض نفسي ن��ادر ال�ح��دوث‪ ،‬يجعله ينام ي��وم الثالثاء‪،‬‬ ‫ويتسبب في سرقة مكتب الشهر العقاري ال��ذي يعمل فيه‬ ‫ويقع في عدة أزمات عصيبة‪ ،‬فتحاول زميلته وزميله (هشام‬ ‫إسماعيل) مساعدته للخروج م��ن ه��ذه األزم��ات واإلم�س��اك‬ ‫بالسارق‪ .‬ويشارك في بطولة الفيلم حسن حسني‪ ،‬والفيلم‬ ‫من إخراج إيهاب ملعي‪.‬‬ ‫أما النجم محمد رمضان فيخوض سباق موسم أفالم العيد‬ ‫ب��دور مختلف ع��ن أدواره السابقة م��ن خ�لال فيلم األكشن‬ ‫«شد أجزاء»‪ ،‬رغم ابتعاده عن الشخصية الشعبية أو«البطل‬ ‫الشعبي» في أفالمه األخيرة والتي حققت له نجاحا ساحقا‬ ‫في شباك التذاكر‪ ،‬فقد اختار أن يغير جلده ويقدم دور ضابط‬ ‫شرطة‪ ،‬يتعرض ملوقف يقلب حياته املهنية والشخصية ً‬ ‫رأسا‬ ‫على عقب عندما يتم خطف زوجته على يد إحدى العصابات‬ ‫وقتلها فيسعى للثأر لها واالنتقام منهم‪ ،‬ويدخل في سلسلة‬ ‫من املشكالت واملطاردات املتتالية‪ ،‬ويصبح مطاردا من قبل‬


‫فالح مصطفى أثناء‬ ‫إلقاء كلمته ويبدو‬ ‫ناظم الزهاوي‬ ‫وخسرو ازكيي‬ ‫(تصوير‪ :‬جيمس حنا)‬

‫الجالیة الکردستانیة في لندن تجتمع بصناع القرار والساسة البریطانینی‬

‫ممثلية حكومة إقليم كردستان العراق تحيي حفلها السنوي الحادي عشر‬ ‫لندن‪ :‬عطا مفتي‬ ‫أق��ام��ت م�م�ث�ل�ي��ة ح �ك��وم��ة إق �ل �ي��م ك��ردس �ت��ان‬ ‫ال� �ع ��راق ل� ��دى ب��ري �ط��ان �ي��ا ح �ف��ل االس �ت �ق �ب��ال‬ ‫ال�س�ن��وي ال �ح��ادي عشر ف��ي مبنى البرملان‬ ‫البريطاني الشهر امل��اض��ي‪ .‬وح�ض��ر الحفل النائب‬ ‫الكردي عن حزب املحافظني في البرملان البريطاني‬ ‫ناظم الزهاوي نائب رئيس مجموعة كردستان داخل‬ ‫البرملان البريطاني‪ ،‬وكل من فالح مصطفى مسؤول‬ ‫العالقات الخارجية إلقليم كردستان‪ ،‬وتوبياس إلوود‬ ‫الوزير املكلف بشؤون الشرق األوس��ط في الحكومة‬ ‫البريطانية‪ ،‬وكاروان جمال طاهر ممثل حكومة اإلقليم‬ ‫ل��دى بريطانيا‪ ،‬ومحمد مهدي البياتي وزي��ر حقوق‬ ‫اإلنسان العراقي‪ ،‬وفرانك بيكر سفير بريطانيا لدى‬ ‫ال�ع��راق‪ ،‬وأنغس مكاي القنصل العام البريطاني في‬ ‫أربيل‪ ،‬والدكتور محيي الدين الطائي القائم بأعمال‬ ‫السفارة العراقية‪.‬‬ ‫كما كان من بني الحاضرين مسؤول وأعضاء مجموعة‬ ‫كردستان داخل البرملان البريطاني‪ ،‬وممثلو السفارات‬ ‫والجامعات واملنظمات الحكومية وغير الحكومية‪،‬‬

‫وممثلو األحزاب السياسية الكردية والعراقية‪ ،‬وعدد‬ ‫من أبناء الجالية الكردية لدى بريطانيا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وق� ِّ�دم بهذه املناسبة مجموعة من الكلمات من قبل‬ ‫بعض الحضور‪ ،‬وقال النائب ناظم الزهاوي كلمة في‬ ‫الحفل‪ ،‬وأثنى فيها على «دور البيشمركة في جبهات‬ ‫القتال» ضد تنظيم داعش اإلرهابي‪ ،‬مؤكدا استمرار‬ ‫دعم املجموعة إلقليم كردستان في كل املجاالت‪.‬‬ ‫ثم أش��ار ك��اروان جمال طاهر ممثل حكومة اإلقليم‬ ‫في كلمته إلى العالقات الوثيقة واملتطورة في كثير‬ ‫من املجاالت بني اإلقليم وبريطانيا‪ ،‬قائال‪« :‬نحن اآلن‬ ‫ب�ح��اج��ة أك�ث��ر م��ن ذي ق�ب��ل ل��دع��م وم�س��ان��دة املجتمع‬ ‫الدولي‪ .‬األكراد يثمنون عاليا الدعم العسكري الكبير‬ ‫الذي توفره القوى الدولية‪ ،‬ومن بينها بريطانيا‪ ،‬لقوات‬ ‫بيشمركة كردستان»‪.‬‬ ‫ك�م��ا أش ��اد ف�ل�اح مصطفى م �س��ؤول مكتب ال�ع�لاق��ات‬ ‫الخارجية في حكومة اإلقليم بدور ممثلة اإلقليم السابقة‬ ‫بيان سامي عبد الرحمن‪ ،‬وأثنى على جهودها املخلصة‬ ‫وأدائ�ه��ا املتميز ملهامها ف��ي تمتني ع�لاق��ات كردستان‬ ‫ببريطانيا وأوروبا عموما‪ ،‬وقدم تهنئته للممثل الجديد‬ ‫ك��اروان جمال طاهر بتسنم منصبه املهم والحساس‪،‬‬ ‫متمنيا له التوفيق والنجاح في أداء دوره ومهامه‪.‬‬

‫وقال خسرو ازكيي مدير قسم الشؤون السياسية‬ ‫في ممثلية حكومة إقليم كردستان لدى بريطانيا‬ ‫لـ«املجلة»‪« :‬إن حفل االستقبال السنوي الذي تقیمه‬ ‫ممثلیة حکومة إقلیم کردستان العراق في بریطانیا‬ ‫ملدة ‪ 11‬سنة متتالیة يجمع کل من ساهم في تقویة‬ ‫العالقات الثنائیة بنی اإلقلیم وبریطانیا معا وذلك‬ ‫لالحتفال بکل املنجزات التي تم تحقیقها خالل تلك‬ ‫السنة بالعمل الدؤوب من قبل کل من یعمل جاهدا‬ ‫علی تنمیة ال�ع�لاق��ات املتمیزة بیننا وبریطانیا‬ ‫وذلك خدمة للمنطقة کلها‪ .‬وتعتبر أیضا مناسبة‬ ‫وفرصة مهمة لکي نجمع الجالیة الکردستانیة مع‬ ‫صناع القرار والساسة البریطانینی وذلك إليصال‬ ‫الصوت الکردستاني إلى هؤالء الساسة والتأکید‬ ‫علی ح��اج��ة اإلق�ل�ی��م إل��ی ال��دع��م املستمر م��ن قبل‬ ‫ً‬ ‫وخصوصا في الحرب‬ ‫بریطانیا واملجتمع الدولي‬ ‫ضد تنظيم داعش اإلرهابي‪ .‬هذه املناسبة اکتسبت‬ ‫أهمية أکبر ه��ذه السنة بسبب التطورات الکبیرة‬ ‫التي شهدتها العالقات الثنائیة وأیضا للظروف‬ ‫االستثنائیة التي تمر بها املنطقة جراء الحرب مع‬ ‫تنظيم داعش اإلرهابي واملشاکل املعلقة بنی اإلقلیم‬ ‫وبغداد» <‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪73‬‬


‫وقد تستمر هذه األنظمة في ذلك لعقود وربما لقرون‬ ‫ولكن حسب التجارب التاريخية والنظريات العلمية‬ ‫والفلسفية أن أزمة خطيرة ستنتج عن ذلك وستعيشها‬ ‫تلك األنظمة في هذه األزمة لتصل في النهاية إلى مرحلة‬ ‫الضغط واالنفجار وهذا ما يجري في الشرق األوسط‪،‬‬ ‫فاملجتمع بدأ يرفض األنظمة القديمة بكل قيمها ألنها‬ ‫أثبتت فشلها لذلك لجأت الشعوب إلى البحث عن أنظمة‬ ‫جديدة وحياة جديدة تدير شؤونها إدارة جديدة غير‬ ‫سلطوية وحتما املرأة هي الجزء املهم في املجتمعات التي‬ ‫نتحدث عنها والتي لجأت تلك األنظمة إلى التفريق بينها‬ ‫كأنثى وب�ين ال��رج��ل لتفرغها م��ن محتواها اإلنساني‬ ‫لذلك ظهرت املرأة في الكثير من الثورات أو ما يسمى‬ ‫بالربيع العربي»‪.‬‬ ‫وتضيف «املرأة كان لها دور مهم وأيضا في ثورة روج‬ ‫آف��ا ف��ي غ��رب��ي كردستان‬ ‫س ��وري ��ا (امل� �ن ��اط ��ق ال �ت��ي‬ ‫تسكنها غ��ال�ب�ي��ة ك��ردي��ة‬ ‫ف� � � ��ي س� � � � ��وري� � � � ��ا) ال � �ت� ��ي‬ ‫ان �ط �ل �ق��ت ف ��ي ‪ 19‬ت�م��وز‬ ‫(ي ��ول� �ي ��و) ‪ 2012‬ك��ان��ت‬ ‫املرأة حاضرة بقوة لكن‬ ‫كان ظهورا مختلفا عن‬ ‫بقية الدول التي شاركت‬ ‫فيها امل��رأة هناك‪ ،‬املرأة‬ ‫ال�ك��ردي��ة ال�ت��ي شاركت‬ ‫ال �ث��ورة ك��ان ل�ه��ا هوية‬ ‫وب�ط��اق��ة تعريف وهي‬ ‫م��ا زال��ت ت��ؤك��د للعالم‬ ‫ه��ذه ال�ه��وي��ة ال�ت��ي تقر‬ ‫ب��أن�ه��ا إن�س��ان��ة ق��ادرة‬ ‫ع�ل��ى ال�ع�م��ل وال�ع�ط��اء‬ ‫وف��ي جميع مجاالت‬ ‫الحياة من سياسية‬ ‫وعلمية واجتماعية‬ ‫وع � �س � �ك � ��ري � ��ة ل �ك��ن‬ ‫ل�ل�أس ��ف امل� � ��رأة ف��ي‬ ‫ال � �ب � �ل � ��دان األخ � � ��رى‬ ‫شاركت ببطاقة الرجل‬ ‫ول��م ي�ك��ن ل�ه��ا الظهور‬ ‫الذي تستحقه»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وتتابع‪« :‬ثورتنا أظهرت الفرق فعال بينها وبني الثورات‬ ‫األخرى من حيث مشاركة املرأة بهويتها األنثوية وما‬ ‫نراه اليوم من االنتصارات التي تتحقق على يد املرأة‬ ‫ه��و دل�ي��ل ق��اط��ع ع�ل��ى ذل ��ك‪ ،‬ح�ي��ث ش��ارك��ت ف��ي ال�ث��ورة‬ ‫دون اش�ت��راط��ات اجتماعية وال�ت��ي وضعتها األنظمة‬ ‫االس�ت�ب��دادي��ة‪ ،‬لنثبت أن ال �ث��ورة ال�ت��ي ال ت�ش��ارك فيها‬ ‫امل��رأة ثورة فاشلة مقدما فاملرأة هي ضمانة انتصار‬ ‫أي ثورة»‪.‬‬ ‫وتضيف «داع��ش ال يختلف عن األنظمة االستبدادية‬ ‫والديكتاتورية في سلطة ّ‬ ‫حولت املرأة إلى كتلة سوداء‬ ‫يسيرها الرجل كما يريد‪ ،‬وهذا ما كنا نراه ونسمع بعد‬ ‫تحريرنا للكثير من امل��دن والقرى حيث كانت النساء‬ ‫يقلن إنهن كن محرومات حتى من الضحك فصوتها‬ ‫ع��ورة‪ ،‬لذلك يتبني م��ن خ�لال قراءتنا أن تنظيم الدولة‬ ‫(داعش) يدرك تماما أن حرية املرأة تعني حرية املجتمع‬ ‫‪72‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫وانطالقا من كل ذل��ك ك��ان من الواجب األخالقي الذي‬ ‫فرضته إنسانيتنا ك��ان م��ن خ�لال العقد االجتماعي‬ ‫والقوانني التي شرعتها اإلدارة الذاتية لضمان حقوق‬ ‫املرأة ومن سيحمي هذا الحق هي وحدات حماية املرأة»‪.‬‬ ‫وتشير إلى أن «وحدات حماية املرأة تضم إلى صفوفها‬ ‫الكثير من النساء من املكونات األخرى وهناك الكثير‬ ‫من املؤسسات تتجاوز فيه نسبة وج��ود امل��رأة الرجل‬ ‫وهذه هي رسالتنا للعالم التي تؤكد أن املرأة تستطيع‬ ‫أن تقود املجتمعات»‪.‬‬

‫ما بعد مؤتمر السالم‬ ‫وتؤكد على أن «ما حققه حزب الشعوب الديمقراطي‬ ‫‪ HDP‬في االنتخابات البرملانية في تركيا والذي أصبح‬

‫بمثابة مفتاح نحو مستقبل قائم على حياة جديدة‬ ‫بطابع ديمقراطي ي�س��وده الحرية يثبت أن الشعب‬ ‫الكردي يمضي في تحقيق حلمه‪ ،‬واملرأة نفسها لم‬ ‫تغب عن ساحة املقاومة والنضال‪ ،‬سواء من الناحية‬ ‫العسكرية أو االجتماعية ودور املرأة في هذه املرحلة‬ ‫الحساسة وانضمامها بهذا العدد إلى االنتخابات كان‬ ‫بحد ذاته تقدما‪ ،‬واملساهمة في حل قضية شعبها‬ ‫في باكور كردستان (ش��رق تركيا) انضمام امل��رأة‬ ‫إلى االنتخابات البرملانية وفوز ‪ 31‬امرأة حيث تشكل‬ ‫املرأة نسبة ‪ 40‬في املائة من مقاعد الحزب في البرملان‪،‬‬ ‫ً‬ ‫إنجازا ً‬ ‫كبيرا بالنسبة لنا‪ ،‬وهدفه‬ ‫وهذا بحد ذاته كان‬ ‫إيصال صوت املرأة الكردية بشكل عام في حل قضية‬ ‫شعبها من جهة ومن جهة أخ��رى حل قضية املرأة‬ ‫نفسها والتي ما زالت مستعبدة كقضية معلقة حتى‬ ‫الوقت الحاضر‪ .‬واملجتمع الكردي نفسه أصبح على‬ ‫يقني وثقة تامة بأن للمرأة الدور الكبير في التطوير‬

‫والتقدم في املجاالت كافة»‪ .‬ويذكر أن اسم كردستان‬ ‫برز واضحا في مؤتمر السالم بعد الحرب العاملية‬ ‫األول ��ى ب��اع�ت�ب��اره كيانا يستحق التعامل معه مثل‬ ‫باقي األقاليم والشعوب في املنطقة حيث اقترح لويد‬ ‫جورج إدخال كردستان ضمن البلدان التي تستحق‬ ‫االستقالل‪.‬‬ ‫وقد اتصل البريطانيون بالكرد في وقت مبكر من الحرب‬ ‫حينما وج��ه ش��ري��ف ب��اش��ا م��ذك��رة إل��ى السيركوكس‬ ‫في ‪ 23‬أكتوبر (تشرين األول) ع��ام ‪ 1914‬طلب فيها‬ ‫مساعدتهم وجمع شملهم كما عرض خدماته عليهم‬ ‫إضافة إلى تقديم بعض املقترحات بخصوص متطلبات‬ ‫الكرد‪.‬‬ ‫وبعد هذا الظهور القوي للقضية الكردية على الساحة‬ ‫ال��دول�ي��ة أص�ب��ح ش��ري��ف ب��اش��ا ممثال ع��ن ال �ك��رد ل��دى‬ ‫الحلفاء وفيما بعد أرسلت عصبة األم لجنة سميت‬ ‫بـ(لنك ‪ -‬ك��راي��ن) ف��ي ‪ 13‬أغسطس‬ ‫(آب) ‪ 1919‬وال �ت �ق��ت‬ ‫مع ممثلني عن الحزب‬ ‫قائد وحدات الدفاع‬ ‫ال��دي �م �ق��راط��ي ال �ك��ردي‬ ‫النسائية الكردية (‪)YPJ‬‬ ‫وأع � � �ط � � �ت � � �ه� � ��م وع � � � � ��ودا‬ ‫نسرين عبدالله تشير‬ ‫ب�ت��أس�ي��س دول ��ة ك��ردي��ة‬ ‫بعالمة النصر (غيتي)‬ ‫في املناطق التي يشكل‬ ‫الكرد فيها أغلبية مطلقة‬ ‫وأن ت� �ك ��ون ت �ل��ك ال ��دول ��ة‬ ‫تحت االنتداب البريطاني‪.‬‬ ‫ك � �م� ��ا أن م� � ��ا ج� � � ��اء ف��ي‬ ‫م �ع��اه��دة س�ي�ف��ر ل�ص��ال��ح‬ ‫ال� �ك ��رد ال ي �ق��ل ع �م��ا ج��اء‬ ‫ل �ص��ال��ح ش �ع��وب امل�ن�ط�ق��ة‬ ‫وم��ا ك��ان يتوقعه أح��د في‬ ‫ذل��ك الحني‪ ،‬ولكن لم ينفذ‬ ‫منها ش��يء ع�ل��ى اإلط�ل�اق‬ ‫بل إنها ماتت مجتمعة في‬ ‫ساعة والدتها‪.‬‬ ‫ونتيجة تسويات دولية عقد‬ ‫م��ؤت �م��ر ل � ��وزان ب�م��رح�ل�ت�ين‪،‬‬ ‫املرحلة األولى بدأت في ‪-20‬‬ ‫‪ 1922-11‬وال�ث��ان�ي��ة ف��ي ‪23‬‬ ‫أبريل (نيسان) سنة ‪.1923‬‬ ‫ً‬ ‫موقعا‬ ‫وفي كال املرحلتني لم تحتل القضية الكردية‬ ‫على أنها قضية مستقلة محددة بني ج��دول أعـمال‬ ‫املؤتمر‪ ،‬إذ أن الحلفاء ومنذ عام ‪ 1921‬تركوا الكرد‬ ‫كي يالقوا مصيرهم وتخلوا ً‬ ‫نهائيا عن املطالبة بتقرير‬ ‫مصيرهم القومي بحسب مؤرخني‪.‬‬ ‫بريطانيا آنذاك تخلت عن طرحها بإقامة دولة كردية‬ ‫في املناطق التي يسكنها الكرد‪ ،‬وعلى هذا األساس‬ ‫أس��دل��ت معاهدة ل��وزان األخ�ي��رة الستار على قضية‬ ‫الكرد دون أن يرد في االتفاقية أي ذكر لهم ولقضيتهم‬ ‫ب �ص��ورة واض �ح��ة‪ ،‬وال ي��وج��د ب�ين طياتها أي تطرق‬ ‫إل��ى كيفية ت�ق��دي��م ال�ض�م��ان��ات لحقوقهم السياسية‬ ‫والقانونية والثقافية وغيرها‪ ،‬بل لم يرد أي ذكر في‬ ‫ب�ن��وده��ا لحماية األق�ل�ي��ات وال ف��ي أي وثيقة رسمية‬ ‫أخرى بني صفحات تلك املعاهدة التي طاملا تسببت‬ ‫في معاناتهم فيما بعد طيلة عقود من السنني دون أن‬ ‫تقال كلمة واحدة حول مصيرهم <‬


‫املخرج الكردي هونر سليم واملمثلة الكردية بلجيم بلجني‬ ‫واملمثل نظمي كيريك صناع فيلم «الكيلومتر صفر» الذي‬ ‫شارك في الدورة ‪ 58‬ملهرجان كان السينمائي الدولي مايو‬ ‫‪ 2005‬ويحكي عن وضع األكراد في عهد الرئيس العراقي‬ ‫السابق صدام حسني (غيتي)‬

‫واإلبداع في صناعة الفيلم السينمائي ومن هذه األفالم‬ ‫الفيلم العراقي الكردي (حلبجة – األطفال املفقودون)‬ ‫للمخرج (أكرم وحيدو) الذي عرض في مهرجان الخليج‬ ‫السينمائي الدولي الخامس لعام ‪ 2012‬في دولة اإلمارات‬ ‫العربية في دبي وقد نال جائزة أفضل فيلم روائي طويل‬ ‫وجائزة أفضل مخرج‪ ،‬وأيضا املخرج الذي طالته يد املنية‬ ‫مبكرا طه كريمي فاز بالجائزة الثانية للفيلم الطويل (أنا‬ ‫مرتزق أبيض) ويوثق فيه مذبحة األنفال‪ ،‬وأن يحرز أكثر‬ ‫من أربعة أفالم كردية جوائز في مهرجان خليجي عربي‬ ‫له دالالت كبيرة وه��ي أن الكرد لم يتوجهوا إل��ى ال��دول‬ ‫األوروبية برسلهم بل أيضا إلى جيرانهم»‪.‬‬

‫دور االكراد في السينما املصرية‬ ‫ويلفت إلى «دور االكراد حتى في السينما املصرية من‬ ‫خالل عدد كبير من املخرجني واملمثلني الكرد وأبرزهم‬ ‫علي أحمد بدرخان من مؤسسي السينما املصرية فهو‬ ‫سليل األسرة البدرخانية الكريمة التي ناضلت ً‬ ‫كثيرا من‬ ‫أجل نيل حقوق الشعب الكردي»‪.‬‬ ‫وختم كركوكي حديثه معبرا عن اعتقاده بأن السينما‬

‫ال�ك��ردي��ة نجحت ف��ي أن ي�ك��ون لها ه��وي��ة‪ ،‬فهي حققت‬ ‫البعض من الحلم الكردي الطامح إلى استحقاق الهوية‬ ‫من خالل الدولة‪ ،‬واستطاعت أن تحمل رسالة الشعب‬ ‫ال �ك��ردي إل��ى ال�ع��ال��م وس ��ارت ع�ل��ى ط��ري��ق أب السينما‬ ‫الكردية يلماز غوني‪.‬‬

‫املرأة الكردية‬ ‫إن ك ��ان ��ت ال �س �ي �ن �م��ا ف �ع �ل��ت م ��ا ع �ج ��زت ع ��ن ت�ح�ق�ي�ق��ه‬ ‫الدبلوماسية السياسية للكرد من تعريف بقضيتهم فإن‬ ‫املرأة الكردية بدورها حشدت الدعم لقضية شعبها في‬ ‫وقت قياسي وفي معركة الدفاع عن اإلنسانية جمعاء‪،‬‬ ‫ما جعلها أسطورة تتصدر بطوالتها صفحات الصحف‬ ‫وال��دوري��ات ال��دول�ي��ة‪ ،‬فبعد أن أض�ح��ى «داع ��ش» بعبعا‬ ‫دوليا يخيف العالم املرأة الكردية كسرت هيبة «داعش»!‬ ‫وزرعن الرعب في نفوس الدواعش‪ ،‬وأن يلتقي الرئيس‬ ‫الفرنسي «هوالند» في قصر اإلليزيه‪ ،‬بقائدة وحدات‬ ‫حماية املرأة نسرين عبد الله والرئيسة املشتركة لحزب‬ ‫االتحاد الديمقراطي ‪ PYD‬آسيا العبد الله كانت سابقة‬ ‫من نوعها بروتوكوليا على أقل تقدير‪.‬‬

‫نسبة مشاركة املرأة في الحياة السياسية تتجاوز الـ‪50‬‬ ‫في املائة‪ ،‬والعسكرية أكثر من ‪ 30‬في املائة‪ ،‬والقوانني‬ ‫الخاصة باملرأة ج��اءت كحتمية أخالقية للحفاظ على‬ ‫املرأة كجنس بشري كانت تعيش تحت استبداد العقلية‬ ‫الذكورية وهي قوانني وضعية ال تتعارض مع القوانني‬ ‫اإللهية ألنها في محصلة تصون حقوق جزء مهم من‬ ‫البشر‪ ،‬وأيدت تشريعها عشرات اآلالف من النساء ومن‬ ‫جميع املكونات القومية‪ ،‬والكالم للقيادية في وح��دات‬ ‫حماية املرأة نسرين عبد الله قيادية‪ ،‬املتواجدة حاليا في‬ ‫العاصمة اإليطالية روما في زيارة رسمية مع وفد كردي‬ ‫من اإلدارة الذاتية إلى البرملان اإليطالي‪.‬‬ ‫وتعبر عبد الله عن اعتقادها لـ«املجلة» أنه «في اإلطار‬ ‫العام وحسب القوانني الطبيعية على كل تجمع بشري‬ ‫يجب أن يكون هناك انسجام مع عناصر اللحظة التي‬ ‫يعيش فيها‪ ،‬ملواكبة املرحلة بكل حيثياتها التغييرية‬ ‫التطويرية وف��ي جميع ج��وان��ب ال�ح�ي��اة وك��ل م��ن يقف‬ ‫خارج هذه املعادلة يبقى خارج حركة التاريخ التي تتقدم‬ ‫بخطى إلى األمام»‪ ،‬مشيرة إلى أن «األنظمة السلطوية‬ ‫ت��ري��د أن ت�خ��رج م��ن ج��وه��ره��ا الطبيعي وت�ج��ري وراء‬ ‫آيديولوجيتها التي رسمت لتقضي حاجاتها الخاصة‬ ‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪71‬‬


‫رغم نجاح الكرد في إيصال صوتهم عبر دبلوماسية شعبية عفوية غير‬ ‫مسيسة إلى العالم ودول الجوار واملكونات التي تتشارك معها األوطان‪ ،‬يقودها‬ ‫الفن عبر سفراء اإلبداع‪ ،‬إضافة إلى االنتصار الشعبي الذي يقوده الجنس‬ ‫الناعم‪ ،‬فإن كابوس اإلطاحة بالحلم الكردي قابع على صدر ذاكرة الكرد إذ بني‬ ‫ســيفر ولــوزان آمال وانتكاسات‪.‬‬

‫الدبلوماسية الشعبية لألكراد تنجح فيما فشل فيه السياسيون‬

‫سينما األكراد‪ ..‬إبداع فني وسياسي‬

‫أربيل‪ :‬روشن قاسم‬ ‫ه��ل ه��ي ص��دف��ة أن يحضر اس��م ال �ع��راق في‬ ‫م �ه��رج��ان ك� ��ان ال �س �ي �ن �م��ائ��ي وه� ��و ب�ل�ا ش��ك‬ ‫أه � ��م م� �ه ��رج ��ان س �ي �ن �م��ائ��ي ف� ��ي ال� �ع ��ال ��م م��ن‬ ‫خ�لال فيلم ك ��ردي؟ وه��ل ه��ي ص��دف��ة أن ي�ك��ون أشهر‬

‫‪70‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫مخرج تركي على اإلطالق هو مخرج كردي؟ وهل هي‬ ‫صدفة أن يكون أشهر فيلم في تاريخ السينما األرمينية‬ ‫هو فيلم كردي وباألحرى يتحدث عن األكراد؟ وهل هي‬ ‫صدفة أن يحقق السينمائيون الكرد السوريون نجاحات‬ ‫متعاقبة ويحصلون على ع��دة جوائز في مهرجانات‬ ‫الخليج العربي‪ ،‬أسئلة طرحها أحد النقاد السينمائيني‬ ‫العراقيني‪ ،‬وفي اإلجابة عليها ً‬ ‫جريا على القول املأثور‬ ‫ أن��ه ال أصدقاء للكرد س��وى الجبال‪ ،‬ف��إن لسان حال‬‫الكرد الذي يحكي حكاية ظلمه واضطهاده للعالم لم يكن‬ ‫سوى السينما‪ ،‬بهذه الجملة يختصر املخرج الكردي أزاد‬ ‫كركوكي اإلجابة على تلك التساؤالت‪.‬‬ ‫وي �ق��ول ك��رك��وك��ي ال� ��ذي ش� ��ارك ف ��ي ع ��دة م�ه��رج��ان��ات‬ ‫سينمائية في إقليم كردستان وخارج اإلقليم كعضو‬ ‫ل �ج �ن��ة ت �ح �ك �ي��م‪ ،‬إن «ال� �ف ��ن وح � ��ده رس � ��ول ل�ق�ض��اي��ا‬ ‫الشعوب‪ ،‬هكذا كان يلماز غوني املمثل واملخرج‬ ‫السينمائي ال�ك��ردي ال��راح��ل ي�ق��ول‪ ،‬وه��و نفسه‬ ‫كان أول الرسل الكرد بفيلمه (الطريق) الذي فاز‬ ‫ّ‬ ‫الذهبية‪ ،‬ملهرجان كان السينمائي‬ ‫بجائزة السعفة‬ ‫ف��ي دورت� ��ه ال�خ��ام�س��ة وال �ث�لاث�ين ع ��ام (‪،»)1982‬‬ ‫مضيفا‪« :‬اللغة البصرية كانت قبل ه��ذا التاريخ‬ ‫وسيلة للحديث عن الهموم والهواجس التي كانت‬ ‫تشغل ب��ال ال�ك��رد‪ ،‬بدايتها كانت م��ن خ�لال الفيلم‬ ‫ال �ك��ردي (زاري� ��ا) للمخرج ام��وي��ك ن��زاري��ان املنتج في‬ ‫أرمينيا ع��ام ‪ .1927‬وم�ن��ذ ذل��ك ال�ت��اري��خ ح��اول الكرد‬ ‫ترجمة ك��ل مهاراتهم وإب��داع��ات�ه��م ألع�م��ال سينمائية‪،‬‬ ‫معتمدين ف��ي ذل��ك على تراثهم ال�ث��ري بقصص الحب‬ ‫واللوعة والبطولة والشجاعة‪ ،‬فضال عن حكايات املآسي‬ ‫واالضطهاد القومي‪ ،‬وتحقق للسينما الكردية استحقاق‬ ‫تمثيل قضية الشعب الكردي»‪.‬‬ ‫ويشير إلى أن «بيئة الكرد تثير الفضول‪ ،‬فال يمكن‬ ‫أن ن�ص��دق أن شعبا ب�ه��ذا ال�ت�ع��داد‪ ،‬وأم��د الحضارة‬ ‫اإلن�س��ان�ي��ة ب��ال�ع�ل�م��اء وال�ف�ن��ان�ين وامل�ف�ك��ري��ن وال �ق��ادة‬ ‫والسياسيني ما زال غير معترف به سياسيا ممنوعا‬

‫عنه تشكيل كيانه‪ ،‬وهو من أسس للحضارة في املنطقة‪،‬‬ ‫كل هذا جعل الكرد يهمون للتعريف بكيانهم وهويتهم‬ ‫وما يتعلق بمعتقداتهم ومهنهم وأعيادهم وطقوسهم‬ ‫وطريقة عيشهم‪ ،‬وهواجسهم وقصص الحب والظلم‬ ‫واالضطهاد‪ ،‬الذي ال يمكن أن يترجم إال من خالل اللغة‬ ‫البصرية‪ ،‬ففي البلدان التي يعيش فيها الكرد ال يتمتعون‬ ‫ب��أي حقوق‪ ،‬ال حقوق مدنية وال مواطنة وال سياسية‬ ‫وال ثقافية‪ ،‬لذا لم يكن للكرد رسول سوى السينما كما‬ ‫الجبال كانت بالنسبة له الصديق الوحيد»‪.‬‬ ‫وي �ق��ول‪ :‬إن��ه «أص �ب��ح ه�ن��اك اه�ت�م��ام بالسينما ال�ك��ردي��ة‬ ‫مؤخرا حتى في املنطقة وبخاصة دول الخليج العربي‬ ‫وم�ص��ر أو ه��ول �ي��وود ال �ش��رق ال�ت��ي اح�ت�ف��ت ف��ي ال ��دورة‬ ‫السادسة والثالثني م��ن مهرجان القاهرة السينمائي‬ ‫بالسينما الكردية عبر إصدار كتاب بعنوان (السينما‬ ‫الكردية)»‪ ،‬مؤكدا على أن «السينما الكردية لم تكن فقط‬ ‫رسوال إلى الدول األوروبية بل الكرد أرسلوا رسلهم إلى‬ ‫شعوب املنطقة من خالل مشاركة فاعلة في مهرجانات‬ ‫الخليج وقد استطاع الفنانون الكرد أن يصنعوا أفالما‬ ‫سينمائية لتترجم م��ا ت�ع��رض ل��ه الشعب ال�ك��ردي من‬ ‫خ�ل�ال أع�م��ال فنية سجلت درج ��ات ع��ال�ي��ة م��ن التفوق‬


‫ملــــــــــيون مستخدم‬ ‫لتطبيقات‬

(for iPhone) ????? ?????? on the App...

https://itunes.apple.com/gb/app/for-iphone-alsh...

ASHARQ AL - AWSAT The Leading Arabic International Newspaper

http://kaywa.me/CfpT7

‫ﺟﺮﻳــﺪة اﻟﻌــﺮب اﻟﺪوﻟﻴــﺔ‬

editorial@asharqalawsat.com


‫نكبة الخروج من مخيم اليرموك ‪2012‬‬

‫بقوله‪« :‬النساء في محيطي يواجهن االحتالل كما الجميع‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ذكوريا ً‬ ‫غالبا في غياب الرجل‪ .‬وقد أثر‬ ‫مجتمعا‬ ‫ويجابهن‬ ‫ّ‬ ‫م��وض��وع الغياب على حياة النسوة م��ن ح��ول��ي‪ ،‬فمثلتهن‬ ‫م�ن�ت�ظ��رات (االن �ت �ظ��ار ال�ع�ن��وان األك �ث��ر ح �ض� ً‬ ‫�ورا ألع�م��ال��ي)‪،‬‬ ‫واالن�ت�ظ��ار ه��و امل��وض��وع األك�ث��ر ح�ض� ً‬ ‫�ورا لنسوتي الالتي‬ ‫ينتظرن دون كلل عودة الرجل الغائب‪ ،‬االبن واألخ في غيابه‬ ‫القسري (موت وسجن‪ ،‬وفي أحسن األحوال سفر من أجل‬ ‫ً‬ ‫لقمة العيش‪ ،‬وأحيانا هرب من العيش نفسه)‪ ،‬كما ننتظر‬ ‫ً‬ ‫جميعنا وطنا»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ويضيف‪« :‬املرأة هنا ليست تمثيال حرفيا لسيدات معينات‬ ‫أوح�ين ل��ي بأعمال م��ن خ�لال سيرتهن‪ ،‬ولكن ك��ن وسيلة‬ ‫ً‬ ‫أوال‪ ،‬وجمالية ً‬ ‫ثانيا للتعبير‬ ‫لصنع أعمال تحمل قيمة تعبيرية‬ ‫عن شيء ذاتي في عالقتي مع الحياة‪ .‬وبطبيعة الحال‪ ،‬لست‬ ‫ً‬ ‫معنيا هنا بكل حركات الحياة للمرأة الفلسطينية‪ ،‬سواء‬ ‫في الداخل أو الخارج‪ ،‬إال بمقدار ما يعطي هذا إضاءة على‬ ‫موقفي الذاتي؛ مما هو حولي والتعبير عنه»‪.‬‬ ‫تكرار مأساة االنتزاع من األرض‪ ،‬التي عايشها وال��داه‪ ،‬لم‬ ‫يكن سالم ً‬ ‫بعيدا عنها‪ ،‬فقد اتخذ ق��راره بمغادرة سوريا‬ ‫إلى الجزائر تحت وطأة الحرب الدائرة هناك قبل ‪ 3‬أعوام‪.‬‬ ‫وي�ش��رح م�لاب�س��ات امل �غ��ادرة‪ ،‬ب�ق��ول��ه‪« :‬ب�م�ج��رد أن أث�ب��ت لي‬ ‫الفرقاء املتقاتلون أن حياتنا وكرامتنا وممتلكاتنا ليست‬ ‫من أولوياتهم كان قراري باملغادرة‪ .‬لي بالطبع رأي وموقف‬ ‫مما يجري ولي تحليلي الخاص لألحداث‪ ،‬غير أني لست‬ ‫مع القتال‪ .‬بكل املعاني‪ ،‬الحرب أسوأ شيء يواجه اإلنسانية‪،‬‬ ‫‪68‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫وأسوأها الحروب األهلية‪ ،‬حيث أصبح بعض أعز الناس في‬ ‫حسابات الحرب في خندق املعادي‪ ،‬فكيف يمكن إلنسان‬ ‫ً‬ ‫أن يكون مقاتال هنا»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وينتقد الحرب بقسوة بالغة‪ ،‬واضعا إياها في موقف‬ ‫هادم الحضارة وعدو الفن‪« :‬الحرب تهدم بزمن قياسي‬ ‫ما بنته الثقافة في صيرورتها األزلية من حضارة‪ .‬ال‬ ‫يمكن لحرب أن تصنع حضارة مهما تزينت باألفكار‬ ‫واملبادئ‪ .‬الحضارة بنت االستقرار والبناء والصيرورة‬ ‫الحضارية للثقافة وامل�ع��رف��ة‪ ،‬والنحت م��ن ب�ين الفنون‬ ‫التشكيلية األكثر ً‬ ‫تطلبا لالستقرار والتحضر»‪.‬‬ ‫أم��ا ع��ن تأثر نتاجه الفني ف��ي ال�ج��زائ��ر‪ ،‬فيقول‪« :‬حني‬ ‫فكرت في السفر إلى الجزائر توقعت االحتمال األسوأ‬ ‫وه��و أال أتمكن م��ن إن�ت��اج أع�م��ال فنية‪ ،‬وأن أذه��ب إلى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫التدريس مثال‪ .‬وتوقعت أيضا أن أستقر وأنشئ مشغال‬ ‫للبرونز وصالة للعرض كما فعلت في بلدي السابق‬ ‫ً‬ ‫سوريا‪ ،‬إال أن شيئا من هذا لم يحصل لعدم تمكني‬ ‫من تأمني إقامة بعد ‪ 3‬سنوات من وج��ودي في هذا‬ ‫البلد العربي واملسلم‪ ،‬غير أني أقضي معظم وقتي في‬ ‫إنتاج أعمال نحتية كنوع من الدفاع عن رسالتي وقد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أعطتني السماء وقتا طويال لإلنتاج دون أن أنتظر ماذا‬ ‫ً‬ ‫يخبئ لي ً‬ ‫غدا‪ .‬ورغم كل الظروف‪ ،‬أنتجت أعماال فنية‬ ‫أكثر بكثير في وحدة الزمن‪ ،‬ال بسبب املناخ الثقافي‬ ‫السائد هنا‪ ،‬بل لسبب وحيد أن هذه هي رسالتي وما‬ ‫زلت أرفض روح املهزوم» <‬

‫عازفة‬ ‫الكمان‬ ‫ برونز ‪-‬‬‫إنتاج ‪2007‬‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫خزفيا‪،‬‬ ‫غير أن الشكل في هذه امل��ادة ق��ادر أن يكون نحتا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إعالنيا‪،‬‬ ‫غرافيكيا أو‬ ‫رسما كلوحة ملونة على سطح‪ ،‬بحثا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فنا تطبيقيا‪ .‬فكل هذه الصفات املجتمعة ملادة قادرة على‬ ‫استيعاب هذا العدد من الفنون التشكيلية والتطبيقية في‬ ‫ال��وق��ت ن�ف�س��ه‪ ،‬تجعل م�ن��ه؛ أي ال �خ��زف‪ ،‬م ��ادة ل��م تستنفد‬ ‫ً‬ ‫إمكانياتها بعد وتنتظر املستقبل‪ ،‬فضال عن كونها مادة‬ ‫الزمن القديم»‪.‬‬

‫إنسان الحضارات القديمة‬ ‫يعتبر سالم أن إنسان الحضارات القديمة أرقى من نظيره‬ ‫املعاصر في التعاطي والتفاعل مع مفردات الطبيعة‪ ،‬بقوله‪:‬‬ ‫«إن نظرة إلى األس�لاف في الحضارات القديمة من خالل‬ ‫ال�ق�ب��ائ��ل امل �ع��اص��رة ‪ -‬ال�ت��ي ل��م تصلها ال �ح �ض��ارة الحديثة‬ ‫ ع�ل��ى ال�ط��ري�ق��ة ال�ب�ن�ي��وي��ة ف��ي ف��رع�ه��ا ض�م��ن ع�ل��م اإلن��اس��ة‬‫(األنثروبولوجيا) لتعطي فكرة عن هذه العالقة في تميزها‪،‬‬ ‫وما وصلنا من علوم اآلثار من تناول الحضارات القديمة‬ ‫لعناصر أساسية من الطبيعة ورفعها إلى مصاف املقدس‬ ‫(شجرة‪ ،‬ماء‪ ،‬حيوانات وجمادات بشكل رم��زي)‪ ،‬تمنحنا‬ ‫ف �ك��رة ع��ن ه ��ذه ال �ع�لاق��ة امل�ع�م�ق��ة وامل�ت�ف��اع�ل��ة م��ع ال�ط�ب�ي�ع��ة‪.‬‬ ‫فالشجرة في بالد الشام ووادي الرافدين هي املثال الرمزي‬ ‫للحياة الذي علم اإلنسان فكرة الحياة بعد املوت من دورتها‬ ‫السنوية‪ ،‬وهذا كان له ارت��دادات تطبيقية في الواقع املعيش‬ ‫كعدم قطع شجرة إال بشروط تستوجب ً‬ ‫طقسا‪ ،‬وكذلك زرع‬ ‫شجرة مع كل ميالد جديد وبيت جديد بما فيه بيت املوتى‬ ‫(القبر)‪ ،‬وما زالت بقايا هذه الثقافة موجودة إلى يومنا هذا‬

‫عروسة الزنزانة ‪ -‬برونز ‪ -‬إنتاج ‪( 2000‬عن قصة واقعية لسيدة فلسطينية محكومة بالسجن املؤبد في إسرائيل)‬

‫يمكن النظر إلى ما توصلت إليه الصناعات اليوم من تطور‬ ‫م��ن شمعة إش�ع��ال امل�ح��رك��ات إل��ى امل��واد ال�ص��ام��دة ح� ً‬ ‫�راري��ا‬ ‫والعوازل املستخدمة في أفران صهر املعادن إلى الصناعات‬ ‫الفضائية ملعرفة التطور الهائل في اكتشاف خواص فيزيائية‬ ‫وكيميائية لهذه املواد‪ ،‬التي ما زال الفن ً‬ ‫بعيدا عن استثمارها‪.‬‬

‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫من هذه املنظومة ً‬ ‫وروحيا أيضا‪ ،‬وأحيانا يجد‬ ‫ماديا بجسده‬ ‫ً‬ ‫نفسه نسخة مصغرة جدا عن الكون في صحته ومرضه‪،‬‬ ‫ميالده وموته وإع��ادة ميالده‪ ،‬وأن الخلل في هذه املنظومة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫معاكسا إلع ��ادة ال �ت��وازن‪ .‬ف��امل��رأة تقوم‬ ‫ي��وج��ب عليه ف�ع�لا‬ ‫بتوزيع خبز على الجيران (فعل خير)‪ ،‬مقابل دفع املرض‬ ‫عن طفلها (شر محتمل)‪ ،‬إضافة إلى التواصل الروحي ًمع‬ ‫الكون الذي يقوم به بعض األفراد بمسميات مختلفة انطالقا‬ ‫من االستشعار بالخطر قبل وقوعه أو التحادث عن بعد‬ ‫أو مع موجودات الطبيعة أو رؤية زاوية من املستقبل‪ .‬وكل‬ ‫ذلك ناتج عن استعمال حواس سابقة‪ ،‬بحسب كولن ولسن‬ ‫في كتابه (اإلنسان وق��واه الخفية)‪ ،‬فهذه الحواس أعطتها‬ ‫الحضارة الحديثة طبقة من الصدأ‪ ،‬تحول دون استعمالها»‪.‬‬ ‫بني الخشب واملعدن والحجر‪ ،‬تتنوع مسارات النحت لدى‬ ‫ً‬ ‫سالم‪ ،‬فللمادة عالقة جدل مع الشكل أيضا‪ ،‬وبالتالي لكل‬ ‫م��ادة إمكانية م�ح��دودة ف��ي إن�ت��اج األش �ك��ال‪ ،‬وه��ذا م��ا يهم‬ ‫النحات عادة‪ .‬ويوضح ذلك‪« :‬الخشب هو املادة الحية املتنوعة‬ ‫تنوع أشجارها لها صفات فيزيائية محددة وشكل محدد‪،‬‬ ‫ولكل ن��وع صفاته وك��ل شجرة من ذات النوع تختلف عن‬ ‫أخرى بحسب ظروف إنتاجها‪ .‬فالشجرة كائن حي يجب‬ ‫الحوار معها كحوارك مع إنسان ال تعرفه‪ ،‬بل تكتشفه من‬ ‫الحوار‪ ،‬وهذا ما يجعله صديقك أو تفارقه‪ .‬كثير من أعمال‬ ‫الخشب اعتز بصداقتها إلى اليوم‪ ،‬والكثير منها ذهب إلى‬ ‫ً‬ ‫(افتراضيا) في دمشق‪،‬‬ ‫املدفأة وبعضها ما زال في مشغلي‬ ‫ً‬ ‫ينتظر املصالحة التي انتظرها أيضا»‪.‬‬ ‫أما الرخام‪ ،‬فهو املادة النبيلة املتحولة من الحجر تقف بني‬ ‫منزلتني في صيرورتها الطبيعية وممانعتها التي تشبه‬ ‫الشجر في قبول األش�ك��ال‪ ،‬لكن جماليتها األخ��اذة كمادة‬ ‫حتى من قبل أن تحمل أشكال النحوتات لها حضورها‬ ‫الطاغي‪.‬‬ ‫أما املعدن‪ ،‬وبخاصة البرونز‪ ،‬فقد أنتجت به العدد األكبر‬ ‫من األعمال بسبب قبوله لألشكال أكثر من املواد األخرى‬ ‫وقبوله للمالمس والتكاوين املختلفة والفراغات واالرتكاز‬ ‫الضعيف‪ ،‬وبالتالي هو املادة التي تحمل الحد األقل من‬ ‫املمانعة لقبول الشكل‪ ،‬إضافة إل��ى صالبته ومقاومته‬ ‫وجمالية أل��وان��ه‪ ،‬وأخ�ي� ً�را عالقته املميزة مع النار‪ .‬والنار‬ ‫هنا ال تمر م��رور ال �ك��رام‪ ،‬فهي العنصر األول واألع�ل��ى‬ ‫في تصنيف عناصر الطبيعة األربعة القديمة‪ ،‬وهي مادة‬ ‫التطهر في معظم الفلسفات والديانات القديمة بما فيها‬ ‫اإلس�ل�ام‪ ،‬إنها توجب على املعدن نسيان تاريخه القديم‬ ‫(حنفية ماء‪ ،‬قطعة من محرك‪ ،‬إلخ) واالمتثال لحياة جديدة‬ ‫في جسم تمثال‪ .‬إن الجماليات املرتبطة بتحول املعدن من‬ ‫صلب إل��ى سائل في أف��ران الصهر ذات ال�ح��رارة املرتفعة‬ ‫بألوانها املتغيرة بهجة للناظرين‪.‬‬ ‫يؤكد النحات الفلسطيني أن الفن وسيلة لنقل رسالة عن‬ ‫الحياة بشكل ع��ام‪ ،‬وف��ي ك��ل م��رة م��ن زاوي��ة أو‬ ‫موقفه م��ن ً‬ ‫تفصيل‪ ،‬انطالقا من تجربة ذاتية‪ .‬ويضيف‪« :‬ولدت صدفة‬ ‫في مركز دائرة الصراع العربي ‪ -‬اإلسرائيلي كالجئ‪ ،‬مما‬ ‫ف��رض إف��رازات��ه على تجربتي الحياتية وع�ل��ى م��ن حولي‪.‬‬ ‫وبهذا‪ ،‬يستحوذ ما يشكله هذا الصراع على النصيب األكبر‬ ‫من التعبير عن نفسي في أعمالي»‪.‬‬

‫في بعض أجزاء من العراق وبالد الشام وكنبتة خضراء في‬ ‫البيت الدمشقي القديم»‪.‬‬ ‫ويستفيض‪« :‬أعتقد أن اإلنسان في بداياته مع الكون نظر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫موضوعا ملنحوتات سالم‪،‬‬ ‫فلسفيا إلى التكامل الكوني املوزون بالشيء ونقيضه بخيره ولطاملا شكلت املرأة الفلسطينية‬ ‫ً‬ ‫وشره‪ ،‬آلهته وشياطينه‪ ،‬وهو؛ أي اإلنسان‪ ،‬جزء ال يتجزأ ويعود ذلك إلى تعدد مسارات املواجهة لديها‪ ،‬شارحا ذلك‬

‫املرأة الفلسطينية‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪67‬‬


‫من وحي الالمحدود والالمنتهي‪،‬‬ ‫َيعبر الفنان التشكيلي النحات زكي‬ ‫سالم في حديث وجداني لـ«املجلة»‬ ‫على ضفاف األزمنة واألماكن بأعمال‬ ‫نحتية ذات طابع أزلي تمتد منذ‬ ‫عصور إنسان الحضارات القديمة ذي‬ ‫العالقات املتشابكة مع مفردات الكون‬ ‫ً‬ ‫واألرض‪ ،‬وصوال إلى النكبة السورية‬ ‫التي ألقت بظاللها الثقيلة عليه بعد أن‬ ‫عاش تداعيات ما بعد النكبة الكبرى‬ ‫للفلسطينيني في ملجئه السوري‬ ‫ً‬ ‫بمخيم اليرموك الدمشقي سابقا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫حاليا‪.‬‬ ‫والجزائري‬

‫زكي سالم في أحد‬ ‫الحقول بالجزائر‬

‫تتنوع مسارات النحت‬ ‫لديه بني الخشب واملعدن‬ ‫والحجر‪..‬واملرأة الفلسطينية‬ ‫ً‬ ‫موضوعا ملنحوتاته‬ ‫شكلت‬

‫الفنان التشكيلي‬ ‫الفلسطيني زكي سالم‪:‬‬

‫ال يمكن لحرب أن تصنع حضارة مهما تزينت باألفكار واملبادئ‬ ‫الرياض‪ :‬معتصم موسى‬ ‫ول� � ��د س �ل ��ام ف� ��ي دم � �ش ��ق ع� � ��ام ‪ 1958‬ألب ��وي ��ن‬ ‫فلسطينيني اقتلعا ب��ال�ق��وة م��ن ق��ري��ة الطنطورة‬ ‫الساحلية في قضاء حيفا بفلسطني املحتلة عام‬ ‫ً‬ ‫‪ ،1948‬وألقي بهما في مهب اللجوء والتشرد‪ ،‬دافعني ثمنا‬ ‫لوجود إسرائيل القسري والقهري‪.‬‬ ‫تعود ج��ذور تعلقه بالكتلة وتشكيالتها الفنية إل��ى النواة‬ ‫األولى لنشأته‪ ،‬ويروي ذلك‪« :‬لوالدي تجارب في حرفة النحت‬ ‫وتقنيات نسخ التماثيل‪ ،‬وق��د أعطاني ذل��ك الشغف األول‬ ‫بالكتلة وفرصة لتعلم التقنية والتجريب‪ ،‬إضافة إلى النزعة‬ ‫الطفولية للعب بالطني (املوجودة عند األطفال)‪ ،‬مما جعلت‬ ‫بداية عالقتي مع الكتلة مبكرة»‪.‬‬ ‫ي��رى س�لام أن البنيان الفكري (املضمون) ونظيره امل��ادي‬ ‫‪66‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫(الشكل) يسيران بخطني متوازيني أثناء إبداع أعمال النحت‪،‬‬ ‫شارحا ذلك‪« :‬أعتقد أن لهما ً‬ ‫بعدا ً‬ ‫ً‬ ‫جدليا‪ ،‬فليس ً‬ ‫مهما هنا‬ ‫ً‬ ‫م��ن يحضر أوال‪ ،‬الشكل أم امل��وض��وع‪ ،‬غير أن ال� ً�واح��د في‬ ‫تطوره يرفع اآلخ��ر‪ .‬فالشكل يتطور‪ ،‬فيفتح آف��اق��ا جديدة‬ ‫ً‬ ‫إصرارا للبحث‬ ‫للموضوع‪ ،‬واملوضوع يتطور فيزيد الشكل‬ ‫عن ذات جديدة‪ ،‬وهذا ما يعطي الفنانني ً‬ ‫نوعا من الشعور أو‬ ‫االنطباع بعدم االكتمال»‪.‬‬ ‫أم��ا لحظة ال�ت��وق��ف ع��ن العمل وإخ��راج��ه م��ن امل�ح�ت��رف إلى‬ ‫العرض‪ ،‬فيصفها بقوله‪« :‬يتوجب هنا اختيار لحظة للتوقف‬ ‫والنظر للعمل من منظور املتلقي وليس الفنان‪ .‬والقرار هنا‬ ‫بإخراج العمل من دائرة اإلنتاج‪ ،‬وهذه اللحظة ستعطي العمل‬ ‫اإلح�س��اس بالعفوية وت��دف��ق وط��زاج��ة التعبير أو بالذهاب‬ ‫إل��ى امل�ب��ال�غ��ة ف��ي ال�ح��رف��ة إل��ى ح��د مفتعل وغ�ي��ر مستحب‪.‬‬ ‫وما بينهما‪ ،‬لحظة يصل فيها خطا الشكل واملوضوع في‬ ‫توازيهما إل��ى االرت�ف��اع وال��وزن نفسه‪ ،‬وه��ي اللحظة املثلى‬

‫للتوقف التي قلما يلتقطها الفنان‪ ،‬بحيث ال يتغلب الشكل‬ ‫واملضمون‪ ،‬واحدهما على اآلخر»‪.‬‬ ‫ويضيف في شرحه عن تجليات الشكل‪« :‬غير أن الشكل‬ ‫عندي في صعوده نحو وجوده الذاتي كعمل فني يمنحني‬ ‫ً‬ ‫إحساسا بغبطة اإلدهاش في لحظة امتثال الشكل للخيال‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بشكل يتجاوز املخطط له أحيانا‪ ،‬وإال فإن الشكل أحيانا‬ ‫في ممانعته يوصل إلى انسداد الحل (املحبط)؛ إذ يوجد‬ ‫لدي أعمال غير كاملة بدأتها منذ زمن بعيد وما زالت تنتظر‬ ‫اكتمالها»‪.‬‬ ‫يستقرئ النحات بحدسه الفني ورؤيته التي تتجاوز الزمن‬ ‫الحاضر‪ ،‬اعتبار الخزف مادة العصر القادم‪ ،‬ويستند في‬ ‫ذلك إلى مشاهدات عن طاقات كامنة لم تفصح عن نفسها‬ ‫بعد‪ ،‬وينفذ إلى ذلك بقوله‪« :‬الخزف ووالده الفخار من أقدم‬ ‫ً‬ ‫استخداما‪ ،‬والطني مادة الخلق األولى في معظم‬ ‫مواد التعبير‬ ‫الثقافات القديمة والديانات‪ ،‬بما فيها اإلسالمية‪ .‬وإلى اليوم‪،‬‬


‫حائزة نوبل للسالم مالال‬ ‫يوسفزاي تلعب كرة القدم مع‬ ‫أطفال الالجئني السوريني خالل‬ ‫الزيارة التي قامت بها إلى‬ ‫معسكر الالجئني في األردن ‪13‬‬ ‫يوليو املاضي (أ‪.‬ف‪.‬ب)‬

‫حاجته لها‪ ،‬بينما ال��وص��ول بوعي ه��ذا امل��واط��ن إلى‬ ‫مفهوم املجتمع املدني وحقيقة دوره هو كفاعل فيه‬ ‫ً‬ ‫مستفيدا‪ ،‬هو في الحقيقة عملية غير‬ ‫قبل أن يكون‬ ‫واقعية‪ ،‬ذلك ألن ّ‬ ‫تكون املجتمعات املدنية ليس حتميا‬ ‫بأي شكل من األشكال‪ ،‬ومسار تشكلها ظل ً‬ ‫دائما‬ ‫ً‬ ‫متفاوتا من مجتمع آلخر‪ ،‬خضع عبر السنوات إلى‬ ‫الكثير من التنظير السياسي والتفلسف الثقافي‪،‬‬ ‫وكان ً‬ ‫دائما لديناميكية الحياة االجتماعية السياسية‬ ‫غير مسبقة الشروط‪ ،‬اإلسهام الفعلي واألساسي وراء‬ ‫تكونه‪ ،‬وخطورة إقحام الوعي العام باملجتمع املدني‬ ‫على أن��ه عملية ج��اه��زة ومعروفة وتحتاج فقط من‬ ‫يطالب الدولة بها ومن يقوم بتفعيل أدواتها املحددة‪،‬‬ ‫خ �ط��ورة ت�ك�م��ن ف��ي ت �ف��ري��غ امل ��واط ��ن م��ن إح�س��اس��ه‬

‫الشخصي باملسؤولية كفرد‪ ،‬فاملطالبة بهذا املجتمع‬ ‫على نحو املطالب السياسية ال تدفع للعمل عليه من‬ ‫خالل الواقع ومواجهة تحدياته االقتصادية والقانونية‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬بل تحوله لكنز مخبأ تملكه السلطة‬ ‫السياسية وحدها‪ ،‬في حني أنها كسلطة ليست أكثر‬ ‫ً‬ ‫وعيا من الشعب بحقيقة هذا املفهوم وال معناه‪.‬‬ ‫على املستوى الخليجي‪ ،‬تبدو السلطات السياسية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واستقرارا من بني بقية الدول‬ ‫هي األكثر تماسكا‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫وبغض النظر عن األسباب وراء ذلك‪ ،‬فإن الفرصة‬ ‫الخفية التي تملكها الشعوب ف��ي ه��ذه املنطقة قد‬ ‫تكون أكبر مما يشيعه البعض‪ ،‬فهذا البعض الذي‬ ‫يصدر فكرة الديمقراطية كخطوة أولى نحو املجتمع‬

‫املدني‪ ،‬هو ذاته من يريد أن يشيع أن أنظمة الحكم هي‬ ‫الحاجز األساسي ضد التغيير وضد تكون مجتمع‬ ‫م��دن��ي‪ .‬بينما ف��ي ق� ��راءة أخ ��رى ل�ل��واق��ع الخليجي‪،‬‬ ‫فيمكن لحقيقة القوى االقتصادية الراسخة أن تكون‬ ‫دائ� ً�م��ا هي ال�ب��ذرة الناجحة لالفتكاك من السلطات‬ ‫ً‬ ‫مسارا‬ ‫األبوية الحاكمة‪ ،‬وهو افتكاك يمكن أن يأخذ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قسريا تقوده جماعات‬ ‫حيويا مع الوقت ال انفصاال‬ ‫ً‬ ‫متناحرة تقسم املجتمع وتشعل نارا مطفأة‪.‬‬ ‫جمالية الحلم العربي باملجتمع املدني عليها ً‬ ‫دائما‬ ‫ً‬ ‫كثيرا مما يتم تصويره‪،‬‬ ‫أن تفكر بأن الطريق أطول‬ ‫وط��ول الطريق لم ول��ن يعني ع��دم السير فيه‪ ،‬لكنه‬ ‫يعني إض�م��اره كهدف مبطن في كل عمل وخلف‬ ‫ك��ل قيمة يتم املطالبة ب�ه��ا‪ ،‬رف��ع م�ب��دأ ح�ق��وق امل��رأة‬ ‫وح��ق معتقلي ال��رأي وح�ق��وق امل��واط��ن ع��ام��ة‪ ،‬جائز‬ ‫ً‬ ‫تماما‪ .‬لكن ما ال يجوز هو تحويل املجتمع املدني إلى‬ ‫مجرد شعار تتم املطالبة به كأنما هو عملية واضحة‬ ‫ومنظمة يمكن للدولة فرضها مباشرة‪ ،‬الناشطون‬ ‫واملثقفون يمكن لهم أن يتطلعوا ملجتمع املدني‪ ،‬لكن‬ ‫املنخرطني ف��ي ال��رأي ال�ع��ام باختالف مستوياتهم‬ ‫التعليمية والثقافية‪ ،‬ال يمكن لهم أن يطالبوا إال بما‬ ‫يمكن إدراك ��ه بشكل ع��ام‪ ،‬مثل ح��ق التعبير وحق‬ ‫االختالف وحق املساواة‪.‬‬ ‫في الدول الخليجية يمكن للجميع الحديث عن حق‬ ‫السكن والتأمني الصحي وحق التعليم وحق كسب‬ ‫املال وحقوق أخرى يمكن للمواطن إدراكها من دون‬ ‫تعقيد كبير‪ ،‬وه��ذا ما يمكن اعتباره الطرف األول‬ ‫للخيط الرفيع الذي يمكن تسميته «الفرصة الخفية‬ ‫للمجتمع املدني الخليجي»‪.‬‬ ‫أما الطرف اآلخر من الخيط‪ ،‬فهو القوى االقتصادية‬ ‫الكبرى‪ ،‬هذه التي يمكن للسلطة السياسية أن تتعامل‬ ‫معها بندية كاملة؛ مما يسمح بتشكل صراع إيجابي‬ ‫بني مجتمع الخصخصة والسلطة السياسية‪ ،‬وهو‬ ‫ت�ح��دي� ً�دا االن�ب�ث��اق ال ��ذي ول ��دت م�ن��ه ت��اري�خ� ً�ي��ا ال��دول��ة‬ ‫ال �ح��دي �ث��ة‪ ،‬ه ��ل ه �ن��اك أط� � ��راف أخ � ��رى ل �ه��ذا ال�خ�ي��ط‬ ‫الرفيع‪ ،‬ال بد أنه كذلك‪ ،‬ومهمة املثقفني والناشطني‬ ‫ستكمن في إدراك تلك األطراف وتفعليها بما يخدم‬ ‫الهدف ال بما يخدم انفعاالتهم اآلنية‪ ،‬مهما كانت‬ ‫ص��ادق��ة ومخلصة‪ ،‬ذل��ك ألن املجتمعات الخليجية‬ ‫ت�ح��دي� ً�دا ال تعاني م��ن سلطات سياسية مستبدة‬ ‫تحكم بإيديولوجيا قمعية‪ ،‬بل هي حكومات ملكية‬ ‫وأميرية تشكل ً‬ ‫جزءا ال يتجزأ من النسيج االجتماعي‬ ‫للشعوب‪ ،‬ه��ي ع��وائ��ل تملك م��ن ال�ط�م��وح واألح�ل�ام‬ ‫العامة ً‬ ‫تماما كما تملكه من الطموح واألحالم الخاصة‬ ‫باستقرارها وأمنها كسلطات‪.‬‬ ‫والحديث عن تضارب تام بني املصلحتني هو حديث‬ ‫متعصب وكاره ويريد للواقع أن ينفجر ال أن يتغير‪،‬‬ ‫وال ي��ري��د أن يصف ه��ذه السلطات املتصالحة مع‬ ‫شعوبها‪ ،‬فالواقع الخليجي باختالف دول��ه يحمل‬ ‫من الهدوء واالستقرار الشيء الكبير الذي يعرف كل‬ ‫مهتم صادق باملستقبل الوطني أهميته التي ال يمكن‬ ‫العبث بها وال االستخفاف بقيمتها‪ ،‬واالنطالق من‬ ‫أهمية هذا املكتسب الحقيقي هو طرف ثالث للخيط‬ ‫الرفيع لهذه الفرصة الخفية ّ‬ ‫لتكون مجتمع مدني‬ ‫خليجي حقيقي <‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪65‬‬


‫عندما اشتعلت املنطقة‬ ‫العربية بمجموعة متالحقة‬ ‫من الثورات‪ ،‬نزل مصطلح‬ ‫املجتمع املدني من الكتب‬ ‫السياسية والثقافية إلى‬ ‫لغة الناس في الشارع‪،‬‬ ‫وتوج الكثير من الناشطني‬ ‫والسياسيني خطاباتهم به‪،‬‬ ‫ًفهل استطاع املواطن العربي‬ ‫حقا قطع املسافة التي تفصله‬ ‫عن فهم املجتمع املدني بكل‬ ‫تعقيداته التاريخية‪ ،‬أم أنه‬ ‫ابتلع الفكرة بتصور جاهز‬ ‫وبدائي؟ وهل كانت النخب‬ ‫ً‬ ‫سببا في تضليل الوعي العام‬ ‫بحقيقة هذا املجتمع‪ ،‬أو أن‬ ‫األمر في األساس لم يكن يعدو‬ ‫عن سوء فهم هذه النخب‬ ‫باملصطلح وبحجم التعقيد‬ ‫التاريخي خلف تشكله؟‬

‫املجتمع املدني الخليجي‬

‫فرصة خفية‬

‫الرياض‪ :‬ملياء سويلم‬ ‫ب �ع��ض امل�ث�ق �ف�ين ال ��ذي ��ن ل ��م ي�ن�س�ج�م��وا مع‬ ‫امل��وج��ة الشعبية ال�ث��ائ��رة‪ ،‬ك��ان��وا يعتبرون‬ ‫ت��روي��ج مصطلح مثل املجتمع امل��دن��ي هو‬ ‫عملية تجهيل مضاعفة ل�ل��وع��ي ال �ع��ام واس�ت�غ�لال‬ ‫لبساطة املواطن املحروم واملسلوب‪ .‬كان في موقف‬ ‫بعض املثقفني تقييم سلبي يشكك في مصداقية‬ ‫ال�ك�ث�ي��ر م��ن ال�ن��اش�ط�ين وال �ق �ي��ادات ال�ش�ب��اب�ي��ة‪ .‬لكن‬ ‫على الطرف اآلخ��ر‪ ،‬كان هنالك من يرى أن الجميع‬ ‫وقع تحت تأثير اللحظة شديدة االنفعال بأحداثها‬ ‫الدراماتيكية بالنسبة للمجتمعات العربية التي كانت‬

‫‪64‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫تعيش حالتها الخاصة من الجمود‪ ،‬وأن رواج مفاهيم‬ ‫مثل املجتمع املدني وحقوق اإلنسان كانت طبيعية‬ ‫في ظل تلك االنعطافة الحادة في تاريخ املجتمعات‬ ‫العربية املعاصرة‪.‬‬ ‫أكثر ما يمكن مالحظته على الوعي العام‪ ،‬هو تصور‬ ‫الكثيرين للمجتمع املدني بوصفه ثورة الناس ألجل‬ ‫حقوقهم‪ ،‬وأن الدولة هي املسؤولة عن إنشاء مجتمع‬ ‫مدني‪ ،‬أو أن املساواتية التامة هي أسمى غايات هذا‬ ‫املجتمع‪ .‬هناك البعض ممن يرى في الهوية القومية‬ ‫السياسية وسيلة إلحياء ه��ذا املجتمع‪ً ،‬‬ ‫تماما كما‬ ‫هنالك من يرى في املجتمع املدني املعارضة السياسية‬ ‫للدولة‪ ،‬ورغم أن كل هذه التصورات تتماس بشكل‬ ‫أو بآخر مع حقيقة املصطلح‪ ،‬فإنها باملقابل تفتقد‬

‫للكثير من الصحة والدقة‪.‬‬ ‫وما يمكن تسجيله هنا بشكل قطعي هو استحالة‬ ‫البت بتعريفات محددة ومأطرة للمصطلح‪ً ،‬‬ ‫تماما كما‬ ‫يصعب ً‬ ‫جدا التناول املوضوعي التاريخي وراء تكون‬ ‫املجتمع املدني كتاريخ بشري ال كتاريخ املصطلح‬ ‫فقط‪ ،‬وه��ذا م��ا يضع ال�ت�س��اؤالت ح��ول املعنى وراء‬ ‫إقحام املواطن العربي البسيط بالتناول املباشر لهذه‬ ‫املفردة‪ ،‬وعن موقفه السابق من مجموعة املفاهيم‬ ‫ال�ت��ي وص�ل��ت ل��ه ك�ش�ع��ارات رن��ان��ة ت�م��وت م��ع الوقت‬ ‫وتفقد فاعليتها على التغيير وتحفيز الوعي العام‪.‬‬ ‫من السهل إقناع اإلنسان البسيط بحقوقه كمواطن‬ ‫من املاء واملسكن والعمل‪ ،‬ألن هذه الحقوق تتجسد‬ ‫ل��ه بشكل ي��وم��ي يعيش تفاصيلها ويشعر بحجم‬


‫مشاهد خالبة من مدينة األحالم صاللة‬

‫من مدينة صاللة‪ ،‬وتحيط به كثير من أشجار جوز الهند‬ ‫الباسقة‪ ،‬ويعتبر املكان األمثل لشراء أج��ود أن��واع اللبان‬ ‫ً‬ ‫والبخور‪ ،‬ليس في ظفار فحسب بل في السلطنة أيضا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫سواء املنسوجات‬ ‫ويزخر السوق بكثير من املنتجات‬ ‫التقليدية املتنوعة‪ ،‬أو املالبس التراثية‪ ،‬أو املصوغات‬ ‫ال��ذه�ب�ي��ة وال�ف�ض�ي��ة‪ ،‬وغ�ي��ره��ا الكثير م��ن املصنوعات‬ ‫التقليدية‪ ،‬وع�ل��ى بعد بضعة كيلومترات تطل سوق‬ ‫ال�ح�ص��ن ب�م��وق�ع�ه��ا ف��ي وس ��ط أح ��د األح �ي ��اء ال�ق��دي�م��ة‬ ‫ملدينة ص�لال��ة‪ ،‬وت�م�ت��از بطابعها التقليدي م��ن خالل‬ ‫ً‬ ‫سواء‬ ‫معروضاتها والتي تتسم معظمها بطابع تراثي‪،‬‬ ‫من حيث املضمون أو الشكل أو حتى االستعمال‪.‬‬ ‫كما أنها تميل إل��ى الجانب الحرفي مثل املصنوعات‬ ‫القديمة كاملجامر وغيرها من املشغوالت اليدوية التراثية‬ ‫األخ��رى‪ ،‬إضافة إلى الصبغة املعمارية القديمة‪ ،‬والتي‬ ‫تتميز بها هذه السوق‪ ،‬حيث ال تزال تحتفظ بخاصية‬ ‫البيئة األصلية والتي تفوح معاملها في كل زاوي��ة من‬ ‫زواياها‪.‬‬ ‫وإلى جانب األسواق‪ ،‬يستقطب مركز البلدية الترفيهي‬ ‫بفعالياته امل�ت�ن��وع��ة وال �ت��ي ت�ب��دأ دورت �ه��ا م�ن��ذ الساعة‬ ‫الخامسة من مساء كل يوم آالف الزوار الذي يقصدونه‬

‫ألغ ��راض م�ت�ع��ددة‪ ،‬منها ال�ت�س��وق وم�ش��اه��دة ال�ح��رف‬ ‫والفنون الشعبية املختلفة والعروض التي تقدمها بعض‬ ‫الفرق العاملية‪.‬‬ ‫وتزخر صاللة بمقومات فريدة حيث تضم في جنباتها‬ ‫كل البيئات الطبيعية حيث تشتهر بالشواطئ البيضاء‬ ‫والرمال الناعمة وسلسلة من الجبال واألودية والسهول‬ ‫املنبسطة وص�ح��راء ممتدة إل��ى ال��رب��ع الخالي وعيون‬ ‫مائية منتشرة ف��ي ك��اف��ة ربوعها ون��اف��ورات طبيعية‬ ‫وكهوف متنوعة‪ ،‬إضافة إلى أنها منطقة زراعية غنية‬ ‫باملنتجات ال��زراع�ي��ة املتنوعة ذات ال�ط��اب��ع االس�ت��وائ��ي‬ ‫م��ن أشهرها النارجيل وج��وز الهند وامل��وز والفافاي‬ ‫والبابايا وقصب السكر إل��ى جانب الخيران الجميلة‬ ‫واملحميات الطبيعية والثروة الحيوانية والبحرية الغنية‬ ‫وه��ي مميزات ق��ل أن تجتمع ف��ي منطقة واح ��دة‪ ،‬مما‬ ‫ً‬ ‫مقصدا للسياح ليس خالل موسم‬ ‫جعل محافظة ظفار‬ ‫الخريف فقط وإنما طوال العام‪.‬‬ ‫وتمتلك صاللة موروثا تاريخيا فريدا يتمثل في تعدد‬ ‫مواقعها األث��ري��ة لتضيف ب�ع��دا سياحيا آخ��ر تجذب‬ ‫من خالله محبي السياحة التاريخية وسياحة اآلثار‪،‬‬ ‫فيتناغم ه��ذا امل ��وروث ال�ت��اري�خ��ي م��ع الطبيعة والبيئة‬

‫وامل �ن��اخ‪ ،‬حيث يحقق ال��زائ��ر رح�ل��ة سياحية متكاملة‬ ‫تغطي معظم العناصر املشوقة الجديرة باملشاهدة‪.‬‬

‫وادي دربات‬ ‫ويعتبر وادي «درب��ات» من أهم امل��زارات السياحية‬ ‫واملناطق الجميلة التي ال تكتمل جولة الزائر إال بها‪،‬‬ ‫فهو عبارة عن حديقة طبيعية ذات مناظر ساحرة‬ ‫تتخللها الشالالت التي تبدأ في الجريان عند هطول‬ ‫األمطار في فصل الخريف‪ ،‬باإلضافة إلى البحيرات‬ ‫وال �ج �ب��ال وال �ك �ه��وف وال �س �ه��ول ال �خ �ض��راء وأن ��واع‬ ‫مختلفة م��ن الحياة ال�ب��ري��ة‪ ،‬وع�ن��د ه�ط��ول األم�ط��ار‬ ‫بغزارة تتجمع األمطار في مجرى واحد لتصب في‬ ‫شالل يزيد طوله على ‪ 100‬متر‪.‬‬ ‫وتضم مدينة صاللة إل��ى جانب املناظر الطبيعية‬ ‫الكثير من املواقع األثرية التي يعود تاريخها إلى‬ ‫قرون ما قبل امليالد‪ ،‬ومن أبرزها البليد التي تقع‬ ‫على ش��اط��ئ ص�لال��ة وال �ت��ي اش�ت�ه��رت ف��ي السابق‬ ‫بتجارتها الناشطة ف��ي ال�ل�ب��ان وق��ام��ت ف��ي القرن‬ ‫الرابع الهجري <‬ ‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪63‬‬


‫انطالق فعاليات مهرجان صاللة السياحي‬ ‫بمسيرة وطنية واحتفالية غنائية وشعرية تحت شعار‪:‬‬

‫ُ‬ ‫عمان احملبة والسالم‬

‫صاللة‪« :‬املجلة»‬ ‫انطلقت فعاليات مهرجان صاللة السياحي‬ ‫‪ 2015‬ي� ��وم ‪ 23‬ي��ول �ي��و (ت � �م� ��وز) امل��اض��ي‬ ‫بمحافظة ظفار تحت شعار ُ‬ ‫«عمان املحبة‬ ‫والسالم»‪ .‬وتزامن افتتاح املهرجان لهذا العام مع يوم‬ ‫النهضة العمانية الذي غير مجرى التاريخ في ُعمان‪.‬‬ ‫بهذه املناسبة الفارقة نظم مهرجان صاللة السياحي‬ ‫احتفالية وطنية في افتتاحه شارك فيها املواطنون‬ ‫واملقيمون وجهات من املؤسسات الحكومية واألهلية‬ ‫والقطاع الخاص وجمعيات امل��رأة العمانية ومراكز‬ ‫ال ��وف ��اء االج �ت �م��اع��ي وم �ج��ام �ي��ع ال ��زوام ��ل وال �ه �ب��وت‬ ‫وفرق الفنون العمانية التقليدية والجاليات الرسمية‬ ‫باملحافظة تقدمها كوكبة م��ن ال�ف��رس��ان‪ ،‬وانطلقت‬ ‫اح�ت�ف��ال�ي��ة أخ ��رى غ�ن��ائ�ي��ة وش �ع��ري��ة ب�م��رك��ز البلدية‬ ‫الترفيهي مساء نفس اليوم أحياها نخبة من الفنانني‬ ‫والشعراء العمانيني‪.‬‬ ‫وك��ان محمد ب��ن سلطان البوسعيدي وزي��ر ال��دول��ة‬ ‫وم �ح��اف��ظ ظ �ف��ار امل �ش ��رف ال �ع ��ام مل �ه��رج��ان ص�لال��ة‬ ‫السياحي أعلن خالل االجتماع األول للجنة املنظمة‬ ‫‪62‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫مل�ه��رج��ان ص�لال��ة ال�س�ي��اح��ي ع��ن أه��م االس �ت �ع��دادات‬ ‫والتجهيزات ذات الصلة باألنشطة والفعاليات وخطة‬ ‫عمل املهرجان إل��ى جانب استعراض التحضيرات‬ ‫املبدئية وال��رؤي��ة الفنية للمهرجان‪ ،‬بحضور نائب‬ ‫م�ح��اف��ظ ظ�ف��ار ورئ �ي��س ب�ل��دي��ة ظ�ف��ار رئ�ي��س اللجنة‬ ‫املنظمة ملهرجان صاللة السياحي وأعضاء اللجنة‪.‬‬ ‫وأشار وزير الدولة ومحافظ ظفار إلى أهمية املهرجان‬ ‫كرافد اقتصادي للمحافظة بشكل خاص وللسلطنة‬ ‫ً‬ ‫بشكل عام‪ ،‬مبينا دور مهرجان صاللة السياحي في‬ ‫إبراز املعالم واملقومات السياحية والتاريخية والتراثية‬ ‫في السلطنة‪.‬‬

‫سياحية طبيعية‬ ‫ترتدي صاللة في فصل الخريف من كل عام ً‬ ‫ثوبا أخضر‬ ‫يغطي مساحاتها الشاسعة وتضاريسها املختلفة‪،‬‬ ‫كما يغطى السحاب والضباب سماءها‪ ،‬وينعش الرذاذ‬ ‫ه��واءه��ا‪ ،‬فتصبح م��ن ال��وج�ه��ات السياحية املثلى التي‬ ‫يقصدها ال�س�ي��اح م��ن ك��ل ال ��دول‪ ،‬خ��اص��ة م��ن مجلس‬ ‫التعاون الخليجي التي تسجل سنويا نسبة زيادة في‬

‫عدد السياح تتراوح بني ‪ 10‬إلى ‪ 15‬في املائة مع توقع‬ ‫ارتفاع هذا العدد في ظل الطفرة السياحة التي تشهدها‬ ‫السلطنة من جهة ومحافظة ظفار بشكل خاص‪.‬‬ ‫وت �ق��ع م��دي�ن��ة ص�لال��ة ‪ -‬ث��ال��ث أك �ب��ر م��دي�ن��ة ف��ي سلطنة‬ ‫عمان من ناحية عدد سكان ‪ -‬في محافظة ظفار على‬ ‫الساحل الجنوبي لعمان‪ ،‬وتعتبر العاصمة الثانية للدولة‬ ‫وعاصمتها السياحية ملا تتميز من مقومات سياحية‬ ‫طبيعية حباها الله بها‪.‬‬ ‫وتضم صاللة الكثير م��ن املناطق السياحية‪ ،‬إذ يبدأ‬ ‫كثير من السياح جولتهم بزيارة سهل أتني والذي يبدأ‬ ‫ب��االرت�ف��اع التدريجي م��ن نقطة م��رك��ز امل��دي�ن��ة‪ ،‬وتتمتع‬ ‫أج ��واؤه ب��األم�ط��ار امل�ت��واص�ل��ة وال� ��رذاذ ون�س�م��ات ال�ه��واء‬ ‫العليلة التي تغذيه منذ األيام األولى في فصل الخريف‬ ‫والذي كعادة ما يبدأ من شهر يونيو (حزيران) وحتى‬ ‫نهاية شهر أغسطس (آب)‪.‬‬ ‫ويتمتع الزوار ملهرجان خريف صاللة بأجواء جميلة طيلة‬ ‫ال�ن�ه��ار‪ ،‬وم��ا إن ي�س��دل الليل س�ت��اره يقصد كثير منهم‬ ‫األس ��واق وامل��راك��ز الترفيهية‪ ،‬إذ يوجد ف��ي صاللة كثير‬ ‫من األس��واق الحرفية التقليدية التي تشتهر بالصناعات‬ ‫واملنتجات اليدوية‪ ،‬ومنها سوق الحافة الذي يبعد ‪ 3‬كلم‬


‫الشرطة الهندية لحظة إلقاء القبض على املتهم بالقتل واالعتداء الجنسي‬ ‫على األطفال ‪ 20‬يوليو املاضي (غيتي)‬

‫كيومار بعدما وجدت بطاقة هويته في‬ ‫موقع البناء ال��ذي اكتشفوا جثة الفتاة‬ ‫ب��ه ب�ع��د أن ك��ان��ت ق��د اخ�ت�ف��ت األس �ب��وع‬ ‫املاضي‪.‬‬ ‫وف��ي ح��وار م��ع ق�ن��اة إخ�ب��اري��ة هندية‪،‬‬ ‫ق��ال كيومار ال��ذي ظهر مقنعا ومحاطا‬ ‫بضابطي شرطة إنه يقتل ضحاياه بعد‬ ‫االع �ت��داء عليهم وه��و م�خ�م��ور‪ .‬فيقول‪:‬‬ ‫«أفقد السيطرة على ذاتي عندما أتناول‬ ‫الكثير من الكحوليات‪ ..‬وربما أكون قد‬ ‫اغتصبت وقتلت نحو ‪ 14‬أو ‪ 15‬طفال»‪.‬‬ ‫وق��د أرس �ل��ت ق ��وات ال�ش��رط��ة ف��رق��ا إل��ى‬

‫أسرة الطفلة القتيلة التي تبلغ من العمر ست سنوات (غيتي)‬

‫امل ��واق ��ع ال �ت��ي ق� ��ال ك �ي��وم��ار إن� ��ه ارت �ك��ب‬ ‫الجرائم بها كما أمرت الشرطة بإخضاعه‬ ‫لفحوصات نفسية‪ .‬ولكن الشرطة أكدت‬ ‫أن تلك التحقيقات سوف تستغرق وقتا‬ ‫طويال‪ .‬فيقول سينغ‪« :‬لدينا دليل يربط‬ ‫ب�ي�ن��ه وب�ي�ن ال�ج��ري�م��ة ال �ت��ي تسببت في‬ ‫إلقاء القبض عليه‪ ،‬ولكننا ربما نحتاج‬ ‫إل� ��ى إج � ��راء ت�ح�ق�ي�ق��ات م �ط��ول��ة إلث �ب��ات‬ ‫املزاعم األخ��رى إذ إنه يتحدث عن فترة‬ ‫زمنية غير محددة الرتكابه تلك الجرائم‬ ‫كما أنه ال يعرف املواقع التي ارتكب فيها‬ ‫تلك الجرائم على وجه التحديد»‪.‬‬

‫وقد استدعت تلك القضية إلى األذهان‬ ‫الجريمة املرعبة التي اكتشفت في عام‬ ‫‪ 2006‬لجثث مقطعة األوص��ال لنحو ‪19‬‬ ‫شخصا ت��م إل �ق��اؤه��ا ف��ي امل �ج��اري على‬ ‫مقربة من منزل بمدينة نويدا‪.‬‬ ‫وكان معظم الضحايا في تلك الجريمة‬ ‫– التي أطلق عليها «بيت الرعب» ‪ -‬أطفاال‬ ‫مختطفني من حي «نثاري» املجاور‪.‬‬ ‫وتعليقا ع�ل��ى ه��ذا ال �ح��ادث ق��ال آب��اء‬ ‫ال�ض�ح��اي��ا إن ال �ش��رط��ة ل��م ت�ت�ع��ام��ل مع‬ ‫ب�لاغ��ات �ه��م ب��اخ �ت �ف��اء أط �ف��ال �ه��م ب�ج��دي��ة‬ ‫ألنهم فقراء <‬ ‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪61‬‬


‫مدمن خمر يستهدف األطفال واعترف بارتكاب ‪ 14‬جريمة‬

‫سفاح دهلي‬

‫لندن‪ :‬مينا الدروبي‬ ‫اعترف رافيندر كيومار‪ ،‬السفاح‬ ‫ال��ذي أل�ق��ي القبض عليه مؤخرا‬ ‫بدلهي بتهمة اغتصاب فتاة يبلغ‬ ‫عمرها ست سنوات وقتلها‪ ،‬بأنه ارتكب‬ ‫‪ 14‬جريمة أخرى‪.‬‬ ‫ف�ي�ق��ول ن��ائ��ب امل ��أم ��ور ب�ش��رط��ة دل�ه��ي‪،‬‬ ‫فيكرامجيت سينغ‪ ،‬إن كيومار اعترف‬ ‫بتلك الجرائم بعدما ألقي القبض عليه في‬ ‫نيودلهي‪ .‬واستجوبت الشرطة العامل‬ ‫ال��ذي يبلغ ‪ 24‬عاما بعدما اكتشفت أنه‬ ‫‪60‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫كان محتجزا على ذمة قضية أخرى العام‬ ‫املاضي ولكنه أطلق سراحه بكفالة‪.‬‬ ‫ف �ي �ق��ول س �ي �ن��غ‪« :‬أل �ق �ي �ن��ا ال �ق �ب��ض على‬ ‫راف�ي�ن��دي��ر ك�ي��وم��ار ب�ع��دم��ا اع �ت��دى على‬ ‫فتاة تبلغ ستة أع��وام وقتلها‪ .‬وبعدما‬ ‫عرفنا أنه ألقي القبض عليه في جريمة‬ ‫مشابهة‪ ،‬اس�ت�ج��وب�ن��اه‪ ..‬فأخبرنا بأنه‬ ‫ارتكب على األقل ‪ 14‬جريمة أخرى»‪.‬‬ ‫وم��ن جهة أخ ��رى‪ ،‬أف��اد ض��اب��ط شرطة‬ ‫رفض اإلفصاح عن هويته بأن كيومار‬ ‫اعترف بـ «االعتداء على ‪ 14‬أو ‪ 15‬طفال‬ ‫وقتلهم خالل األعوام القليلة املاضية»‪.‬‬

‫وف� � ��ي ح� � � ��وار م � ��ع ص �ح �ي �ف��ة «ه � �ن� ��دو»‬ ‫ال�ه�ن��دي��ة‪ ،‬وص��ف ال �ش��اب ال ��ذي يبلغ ‪24‬‬ ‫ع��ام��ا كيف ك��ان يخنق ض�ح��اي��اه الذين‬ ‫كانت تتراوح أعمارهم بني عامني إلى ‪12‬‬ ‫عاما قبل أن يمارس الجنس مع جثثهم‪.‬‬ ‫فيقول‪« :‬كنت أقتلهم حتى ال يستطيعوا‬ ‫البكاء أو الصراخ عندما أغتصبهم‪ .‬كما‬ ‫كان قتلهم أوال يحميني من إلقاء القبض‬ ‫علي»‪ .‬وأضاف‪« :‬كانت مقاومة األطفال‬ ‫م �ح��دودة وت�ق�ت�ص��ر ع�ل��ى م �ح��اول��ة دف��ع‬ ‫يدي‪ ،‬ولم يحاول أي منهم مقاومتي»‪.‬‬ ‫وكانت الشرطة قد ألقت القبض على‬


‫نموذج ملقاعد طا‬

‫ئرة ايرباص املستقبلية‬

‫سقف واجناب شفافة لطائرة ايرباص التي ستنطلق اولى‬ ‫رحالتها بداية عام ‪ 2050‬من مطار جون كيندي غرب نيويورك‬

‫الستكشاف الهندسة الذكية املطلوبة لخلق أكبر مساحة غرف النوم الطائرة‬

‫ممكنة في مكان م�ح��دود‪ .‬وق��د قدمت شركة «بيبركليب‬ ‫للتصميمات» وهي شركة يقع مقرها في هونغ كونغ حتى‬ ‫اآلن أقرب التصميمات لتقديم مقعد متحول‪ .‬ويطلق على‬ ‫ذل��ك املقعد اس��م «ال�ف��راش��ة» وه��و يتكون م��ن وح ��دات من‬ ‫املقاعد املزدوجة مع إمكانية تحريك املقعد املجاور للممر‬ ‫إلى الخلف‪ .‬كما يمكن استخدام كال املقعدين في الدرجة‬ ‫االقتصادية املمتازة وتحويل املقصورة إلى درجة رجال‬ ‫األعمال من خالل إمكانية مد املقعد الداخلي لكي يتحول‬ ‫إلى منصة نوم‪.‬‬

‫تصميمات شركة بيبركليب تغير وجه املقعد‬ ‫وه �ن��اك م �ق��ارب��ة أخ� ��رى ت�ع�ت�م��د ع�ل��ى وض ��ع امل �ق��اع��د على‬ ‫ارت�ف��اع��ات مختلفة لتوفير امل��زي��د م��ن امل�س��اح��ة‪ .‬وف��ي هذا‬ ‫اإلطار قدمت شركة «جيكوب لالبتكارات» التي يقع مقرها‬ ‫بماساتشوستس تصميما يطلق عليه «ستيب سيت» وهو‬ ‫يرفع مقعدا من بني كل مقعدين نحو ‪ 18‬سنتيمترا مما‬ ‫يوفر مساحة أكبر لالستلقاء‪ .‬وهناك تصميم أكثر ثورية‬ ‫وهو عبارة عن سلسلة من الغرف املصطفة يطلق عليها‬ ‫«إي��ر ل�ي��ر»‪ ،‬وه��و يوفر مساحة إضافية الستضافة نحو‬ ‫ثلث الركاب وذلك وفقا ألدام وايت‪ ،‬رئيس شركة «فاكتور‬ ‫دي��زاي��ن» البريطانية‪ .‬وحتى اآلن‪ ،‬تميل ش��رك��ات الطيران‬ ‫لتجنب ما يطلق عليه املقاعد ثالثية األبعاد ألنهم يعتقدون‬ ‫أن بعض الركاب سيرفضون فكرة الجلوس في مستويات‬ ‫مختلفة نظرا العتبارات املكانة‪.‬‬

‫يمكن أن يستغرق تصميم وتطوير مقاعد نوم لدرجة رجال‬ ‫األعمال عامني أو أكثر كما يمكن أن تكلف النماذج املتميزة‬ ‫نحو ‪ 350‬ألف دوالر للمقعد الواحد خاصة عندما يتم تزويدها‬ ‫باألجهزة اإللكترونية‪ .‬ويمكن فهم ذلك الرقم في إطار املعايير‬ ‫املطلوبة لحماية الركاب من تحطم املقعد أثناء االصطدام‪ .‬فقد‬ ‫رفعت إدارة الطيران االت�ح��ادي��ة األميركية ف��ي ‪ 2009‬تحمل‬ ‫التباطؤ من تسع مرات قوة الجاذبية إلى ست عشرة مرة‪ .‬ورغم‬ ‫أن ذلك يعني أن املقاعد يجب أن تصبح أقوى فإن استخدام‬ ‫مواد أخف وزنا مثل ألياف الكربون يمكن أن يسمح بتصميم‬ ‫مقاعد أقل سمكا لتلبية ما أصبح اآلن معيارا دوليا‪.‬‬ ‫وبالفعل يتم استخدام ألياف الكربون لصناعة جسم الطائرة‬ ‫وأج�ن�ح�ت�ه��ا‪ .‬وه��و أق ��وى م��ن ال�ح��دي��د وأخ ��ف وزن ��ا ح�ت��ى من‬ ‫األملونيوم‪ .‬وترجع قوته إلى الصالت القوية بني ذرات الكربون‬ ‫مما يجعله قويا كاملاس‪ ،‬حيث يتم نسج األلياف معا وترتيبها‬ ‫في أماكنها باستخدام تحليل الضغط املصمم عبر الحاسوب‬ ‫لقياس القوى العظمى‪ ،‬ثم يتم غرس األلياف في الراتنج الصلب‪.‬‬ ‫تتقدم تكنولوجيا الكربون بسرعة فائقة حيث من املتوقع أن‬ ‫تحظى بأداء أفضل نظرا لطبقات الذرات الفردية السميكة من‬ ‫الجرافني‪ .‬وس��وف يقود مثل هذا العمل إلى التكوين املتقدم‬ ‫الضروري إلنتاج جسم الطائرة اآللية‪ .‬كما تؤثر التكنولوجيا‬ ‫الجديدة خفيفة الوزن على مؤخرة الطائرة؛ فقد قامت شركة‬ ‫«إي��ر ميدتيراني» الفرنسية خ�لال العام املاضي ب��إزال��ة ‪220‬‬ ‫مقعدا من الدرجة االقتصادية في إيرباص إيه ‪ – 3112‬كانت‬ ‫قد اشترتهم بنحو ‪ 300‬ألف دوالر في ‪ - 2006‬واستبدلتهم‬

‫بنسخة جديدة أخف وزنا‪ .‬ووفقا ملا قاله كريستوف كوستي‬ ‫من شركة إي��ر ميدتراني‪ ،‬ف��إن شركة فرنسية ناشئة يطلق‬ ‫عليها «إكسبلسيت» صنعت مقاعد خفيفة يصل وزنها إلى‬ ‫‪ 4.2‬كيلوغرام مقارنة باملقعد الذي كان يزن ‪ 12‬كيلوغراما‪.‬‬ ‫ومن جهة أخ��رى‪ ،‬تم تصنيع أطر مقاعد «إكسبلسيت» من‬ ‫التيتانيوم وألياف الكربون‪ .‬وقد كلف «مقعد التيتانيوم»‪ ،‬كما‬ ‫سمته الشركة‪ ،‬شركة إير ميدتيراني ثالثة أضعاف تكلفة املقعد‬ ‫األملونيوم الذي حلت محله ولكن ذلك سيأتي بثماره خاصة‬ ‫فيما يتعلق بتكلفة الوقود؛ حيث تزن املقاعد الخفيفة التي‬ ‫أنتجتها الشركة نحو ‪ 3.9‬كيلوغرام‪ .‬وتقول شركة إير تاهيتي‪،‬‬ ‫التي اشترت أيضا مقاعد الشركة إن تخفيف ال��وزن سوف‬ ‫يسمح لبعض طائرات التوربيني بأن تحمل أكثر من ‪ 55‬مقعدا‬ ‫بدال من ‪ 50‬مقعدا‪ .‬ويشير هذا إلى كيف يمكن استغالل توفير‬ ‫املساحة إثر استخدام مقاعد أصغر اقتصاديا‪ :‬ليس بتوفير‬ ‫مساحة أكبر بالطائرة ولكن يمكن استغالل تلك املساحات‬ ‫إلضافة صف أو صفني من املقاعد اإلضافية‪ .‬وسوف تحتوي‬ ‫بعض الطائرات الجديدة على حمامات كبيرة نظرا لتقليص‬ ‫حجم املواسير‪ .‬وكل هذا يساعد على رفع «فعالية» املقاعد وهو‬ ‫التعبير املخفف الذي تستخدمه الصناعة عوضا عن زيادة‬ ‫الكثافة‪ .‬كما أن تقليص الجيب الخلفي للمقعد ووضع وحدات‬ ‫التخزين في مكان أعلى قد ساعدا بالفعل شركة «لوفتهانزا»‬ ‫األملانية على زيادة املقاعد في أسطول طائرات «إيرباص إيه‬ ‫‪ »320‬م��ن ‪ 150‬مقعدا إل��ى ‪ 168‬وفقا لصامويل إنجيل من‬ ‫«أي سي إف» الدولية الذي أضاف أن الشركة بعدما أحصت‬ ‫املقاعد اإلضافية املصطفة في طائراتها‪ ،‬اكتشفت أنها حققت‬ ‫ما يعادل ‪ 12‬طائرة إيرباص جديدة <‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪59‬‬


‫يختفي وميض النجوم فوق الركاب تدريجيا حينما تنقشع الظلمة وتبزغ الشمس‪.‬‬ ‫ولكن ذلك ليس سوى وهم حيث إن ضوء الشمس ما زال يسطع بالخارج‪ .‬ولكن تلك‬ ‫الصورة املعروضة على جدران لها غرض محدد وهو إيقاظ املسافرين على منت‬ ‫الطائرة ومساعدة الساعة البيولوجية بأجسامهم على التكيف مع املنطقة الزمنية‬ ‫الجديدة؛ فأول ما تبدأ الطائرة رحلتها إلى نيويورك‪ ،‬يصبح السقف شفافا وكذلك‬ ‫الجدران لتوفير رؤية بانورامية لسماء مانهاتن‪ .‬وعند بداية الهبوط باملدرج يتغير‬ ‫شكل املقاعد أوتوماتيكيا حيث تصبح أكثر استقامة وقوة لتوفير دعم إضافي‬ ‫أثناء الهبوط‪ .‬مرحبا بكم في مطار جون كيندي في وقت ما من عام ‪.2050‬‬

‫كيف تغير التكنولوجيا مقصورة الركاب ًأيا ما كانت الفئة التي تسافر بها‬

‫طائرات املستقبل‬

‫واشنطن‪« :‬املجلة»‬ ‫ت��أت��ي ه��ذه ال��رؤي��ة املتعلقة بمستقبل ال�ط�ي��ران من‬ ‫شركة «إيرباص»‪ .‬حيث إن شركة الطيران العمالقة‬ ‫كلفت مهندسيها بالبحث في كيف يمكن أن يتطور‬ ‫الطيران فيما يتعلق باملسافر‪ .‬وسيكون لجسم الطائرة بنية‬ ‫«آلية» تتكون من م��واد مركبة تحاكي عظام أسياد الطيران‪:‬‬ ‫الطيور‪ .‬تتكون العظام من األلياف التي تمتاز بأنها خفيفة وفي‬ ‫الوقت نفسه قوية للغاية حيث يمكنها أن تتحمل الضغط عندما‬ ‫يكون ذلك ضروريا‪ .‬وتوفر تلك البنية املساحة كما تساعد على‬ ‫تخفيف وزن الطائرة ومن ثم تحرق وقودا أقل‪.‬‬ ‫ويغطي الجزء العلوي من املقصورة اآللية ما تصفه إيرباص‬ ‫بأنه «غشاء البوليمر الحيوي» وهو نوع من الغطاء البالستيكي‬ ‫الصلب الذي يتم التحكم فيه إلكترونيا لكي يتحول إلى معتم‬ ‫أو شفاف ومن ثم يحد من الحاجة إلى النوافذ التقليدية‪ .‬وهو‬ ‫ما يجعل أيضا جسم الطائرة خفيف وقوي في الوقت نفسه‪.‬‬

‫التقسيم التقليدي للدرجات‬ ‫كما أن التقسيم التقليدي الصارم إلى الدرجة األولى ودرجة‬ ‫رج��ال األع �م��ال وال��درج��ة االق�ت�ص��ادي��ة ق��د ول��ى‪ .‬ون�ظ��را ألنها‬ ‫مصنوعة من مواد «الذاكرة» التي يمكنها أن تتحول إلى شكل‬ ‫مختلف ثم العودة إلى شكلها األولي فإنها تستطيع أن تتكيف‬ ‫مع حجم الجسم البشري وميزانية سفره‪ .‬وكلما دفعت وفر‬ ‫لك املقعد الراحة واملساحة‪ .‬وهو ما يمكن أن يسمح لخطوط‬ ‫الطيران بترتيب املقاعد وفقا للطلب‪ .‬وهو ما يعني أنه لن يكون‬ ‫هناك حاجة بعد اآلن إلى ترقية الركاب من الدرجة االقتصادية‬ ‫إذا ما كان الجزء الخلفي من الطائرة مكتظا‪.‬‬ ‫وي�م�ك��ن بالفعل رؤي ��ة ال�ع�ن��اص��ر التكنولوجية ال�ت��ي يمكنها‬ ‫أن تجعل ذل��ك امل�ف�ه��وم حقيقيا ف��ي ال�ط��ائ��رات ال�ج��دي��دة وفي‬ ‫تصميمات مقصورات الطائرات التي على وشك اإلنتاج حاليا‪.‬‬ ‫وعلى أي حال يعتمد مدى التغيير الذي يمكن أن تشهده تجربة‬ ‫الطيران على االقتصادات غير املتسامحة للسفر باإلضافة‬ ‫إلى خيال املصممني‪.‬‬ ‫‪58‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫إن إنتاج التصميمات الداخلية للطائرة يعد عمال مكلفا خاصة‬ ‫أن معظم ش��رك��ات ال�ط�ي��ران ترغب ف��ي تقديم ش��يء مختلف‬ ‫وب��ال�ت��ال��ي ي�ت��م ت�ق��دي��م تصميم خ��اص ل�ك��ل ط��ائ��رة‪ .‬وم��ن ث��م‪،‬‬ ‫س��وف تنفق ال�ط��ائ��رات نحو ‪ 10‬م�ل�ي��ارات دوالر خ�لال العام‬ ‫الجاري بزيادة ‪ 5‬في املائة عن ‪ 2014‬على التصميمات الداخلية‬ ‫للمقصورات سواء لتجديدها أو لتصنيع مقصورات جديدة‪،‬‬ ‫وذلك وفقا لتقديرات شركة االستشارات التي يقع مقرها في‬ ‫فيرجينيا «أي سي إف»‪ .‬وفي النهاية فإن القيام بتقديم تلك‬ ‫النفقات الباهظة سوف يعتمد على نوع الطيران الذي تتخيله‪.‬‬ ‫وفي إطار املعركة على الركاب‪ ،‬يعد سعر التذكرة هو الشيء‬ ‫األكثر أهمية‪ .‬وإذا ما منحوا االختيار‪ ،‬سيقول الركاب دائما‬ ‫إنهم يرغبون في مساحة أكبر واملزيد من سبل الراحة ولكنهم‬ ‫دائما غير مستعدين ألن يدفعوا املزيد من املال أو على األقل‬ ‫أكثر كثيرا مما كانوا يدفعون‪ .‬وفي هذا اإلط��ار‪ ،‬يعد ظهور‬ ‫أشكال مختلفة من درج��ات الطيران الجديدة والتي ع��ادة ما‬ ‫يطلق عليها «االقتصادية املمتازة» هو الحل املناسب‪ .‬ولكن‬ ‫هناك هوة متزايدة بني مستوى الدرجة األولى ودرجة رجال‬ ‫األعمال والتقشف الذي تتحمله الجماهير في الخلف‪.‬‬ ‫ويتجلى االختالف في أبرز صوره في املساحة التي يحصل‬ ‫عليها الراكب؛ حيث إن مساحة املقعد في الدرجة االقتصادية‬ ‫(ي �ق��اس م��ن نقطة م��ا ع�ل��ى امل�ق�ع��د إل��ى النقطة ال�ت��ي تماثلها‬ ‫على املقعد الذي يسبقه) يتراوح عادة بني ‪ 78‬سنتيمترا إلى‬ ‫‪ 82‬سنتيمترا‪ .‬وق��د قلصت «ط�ي��ران سبيريت» وه��ي شركة‬ ‫أميركية‪ ،‬تلك املساحة إلى ‪ 71‬سنتيمترا‪ .‬ومن الناحية األخرى‪،‬‬ ‫تقدم طيران االتحاد اإلماراتي جناحا على طائراتها يتكون‬ ‫من ثالث غرف بمساحة ‪ 12‬مترا مربعا به حمام لالستحمام‬ ‫ويطلق عليه «ريزدينس» على منت طائرتها إيرباص ‪.A380s‬‬ ‫بطاه خاص وخدم تم تدريبهم في فندق‬ ‫ويأتي الجناح مزودا ٍ‬ ‫سافوي بلندن‪.‬‬

‫استدر يسارا‬

‫سوف تركب خالل العام الجاري نحو ‪ 2000‬مقعد جديد في‬ ‫الدرجة األولى بالطائرات الجديدة والتي أعيد تجديدها ونحو‬ ‫‪ 50‬ضعف هذا العدد في درجة رجال األعمال‪.‬‬ ‫وت�غ�ي��رت درج��ة رج��ال األع�م��ال إل��ى ح��د كبير خ�لال األع��وام‬ ‫املاضية فهي تستطيع أن تقدم نفس مستوى الراحة إن لم يكن‬ ‫أكثر من الذي كان متوفرا في الدرجة األولى قبل أقل من عقد‬ ‫ماض‪ .‬في البداية ووفقا لشركة «بليك إميري» التابعة لبوينغ‬ ‫ٍ‬ ‫وهي كبرى شركات تصنيع الطائرات األميركية فإنه إذا لم يكن‬ ‫مقعد درجة رجال األعمال يمكن تمديده إلى سرير مسطح‬ ‫تماما‪ ،‬ف��إن ع��رض ش��رك��ة ال�ط�ي��ران ل��ن يصبح منافسا على‬ ‫اإلطالق‪ .‬والنتيجة هي أن مقاعد درجة رجال األعمال تتحول‬ ‫إلى مناطق للمعيشة الخاصة‪ .‬وسوف تصبح تلك املساحات‬ ‫أكثر رقيا وخصوصية‪ .‬كما عملت شركة «تيج» وهي الشركة‬ ‫ال�ت��ي يقع مقرها بسياتل وال�ت��ي وض�ع��ت ك��اف��ة التصميمات‬ ‫الداخلية لطائرات بوينغ بالتعاون مع «ن��اي��ك» وخ�ب��راء النوم‬ ‫ومدربي اللياقة البدنية لكي تصمم مفهوما يطلق عليه «طائرة‬ ‫الرياضيني»‪ .‬وتتضمن تلك الطائرة قاعة تدريب ومكانا للنوم‬ ‫لتعزيز االسترخاء‪ .‬فوفقا لديفني ليديل من شركة تيج فإن‬ ‫السفر بالطيران يؤثر على اإليقاع الطبيعي للجسم مما يرجح‬ ‫أن يخسر الرياضيون املسافرون عبر مناطق زمنية مختلفة‬ ‫أمام الفريق املحلي‪.‬‬

‫أسرة تيج للرياضيني املتعبني‬

‫على أي حال‪ ،‬فإن اإلنفاق بسخاء عادة ما يتم على مقصورات‬ ‫درج��ة رج��ال األع�م��ال ألنها أكثر ربحا بالنسبة للشركات‪ .‬وت��زود التصميمات ال�ت��ي أنتجت عبر أج�ه��زة كومبيوتر‬ ‫ووفقا ألحد مصنعي مقاعد الطائرات فإن شركات الطيران م� �ت� �ط ��ورة وأج � �ه� ��زة امل� �ح ��اك ��اة ل �ل �م �ص �م �م�ين س �ب�ل�ا أك �ث��ر‬


‫من تنبأ بظهور اليورو ينضم إلى صندوق النقد الدولي‬ ‫م��وري��س أوبستفيلد‪ ،‬ال��ذي ت��م تعيينه أخ�ي��را ً‬ ‫كبيرا‬ ‫لخبراء االقتصاد في صندوق النقد الدولي‪ ،‬لعقود‬ ‫م �ش ��روع ال �ع �م �ل��ة األوروب � �ي� ��ة امل ��وح ��دة م �ن��ذ أن ك��ان‬ ‫ال�ص�ن��دوق م��ؤس�س��ة تعمل ب�ض��واب��ط غ�ي��ر محكمة ن�س�ب� ً�ي��ا‪ .‬وح��ذر‬ ‫ً‬ ‫مبكرا من املشكالت التي يواجهها اليورو حاليا‪ .‬وربما لو أصغى‬ ‫السياسيون األوروبيون آنذاك إليه‪ ،‬لكان الجدل بشأن كيفية إنجاح‬ ‫عملية توحيد العملة بات أقل حدة‪.‬‬ ‫ويستطيع أوب�س�ت�ف�ي�ل��د‪ ،‬خبير االق�ت�ص��اد ال�ك�ل��ي‪ ،‬ال ��ذي ش ��ارك في‬ ‫تأليف كتب دراسية مع كينيث روغوف‪ ،‬وبول كروغمان‪ ،‬الخبيرين‬ ‫االقتصاديني اللذين يتبنى كل منهما حجة معارضة لألخرى في‬ ‫الجدل الحاد بشأن التقشف‪ ،‬والديون الحكومية‪ ،‬والنمو االقتصادي‪،‬‬ ‫والوقوف في منطقة وسطى‪ .‬من هذا املنطلق يعد اختياره لشغل تلك‬ ‫اختيارا ً‬ ‫ً‬ ‫حكيما‪.‬‬ ‫الوظيفة في صندوق النقد الدولي‬ ‫وأطلق أوبستفيلد على االتحاد عام ‪ 1997‬اسم «مقامرة أوروبا» في‬ ‫ورقة بحثية مكونة من ‪ 300‬صفحة‪ ،‬وكان ذلك قبل فترة قصيرة من‬ ‫اتخاذ قرار بتوحيد العملة‪ .‬وتتضمن الورقة البحثية فقرات يراها املرء‬ ‫حاليا كتوقعات مذهلة ومنها‪:‬‬ ‫ ألنه سيتم توجيه السياسة النقدية نحو تحقيق استقرار في‬‫األسعار في االتحاد ككل‪ ،‬لن يخفض البنك املركزي األوروبي سعر‬ ‫الفائدة استجابة لطلب يختص بدولة محددة‪ ،‬أو صدمات في العرض‪.‬‬ ‫وإذا استمر تراجع االقتصاد املحلي‪ ،‬فسوف تعاني الدولة من معدل‬ ‫بطالة طويل األجل يفوق متوسط الوحدة االقتصادية والنقدية‪ .‬وسوف‬ ‫يستمر معدل البطالة املرتفع في الوقت الذي تنخفض فيه األسعار‬ ‫املحلية‪ ،‬وس��وف يطيل النطاق املحدود للهجرة إل��ى دول أخ��رى في‬ ‫منطقة اليورو مدة عملية التكيف‪.‬‬ ‫ يمكن للوحدة االقتصادية والنقدية أن تضع ال��دول في موقف‬‫يدفعها إلى خفض املوازنة في أوقات الركود‪ ،‬وزيادة معدل البطالة‪ .‬في‬ ‫هذه الحالة‪ ،‬لن تكون الوحدة االقتصادية والنقدية محايدة من حيث‬ ‫السياسة املالية‪ ،‬بل مزعزعة لالستقرار‪ .‬بعد نحو ‪ً 15‬‬ ‫عاما‪ ،‬وبالتحديد‬ ‫ع��ام ‪ ،2013‬ع��اود أوبستفيلد الحديث ع��ن مسألة ال�ي��ورو‪ .‬وع��ززت‬ ‫األزم��ة في منطقة العملة املوحدة‪ ،‬التي أعقبت األزم��ة املالية العاملية‪،‬‬ ‫قناعته بشأن ضرورة تحقيق املزيد من التكامل‪ .‬وذكر أوبستفيلد في‬ ‫مؤلفه «املال في املرحلة املركزية‪ :‬بعض الدروس املستفادة من األزمة‬ ‫األوروب�ي��ة» أن مشكلة اليورو األساسية تتكون من ثالثة عناصر‪،‬‬ ‫وبمجرد وصول العمق املالي إلى مستوى محدد داخل االتحاد‪ ،‬ال‬ ‫يمكن للمرء الحفاظ على الثالثة عناصر التالية في وقت واحد‪ :‬التكامل‬ ‫املالي عبر الحدود‪ ،‬واالستقرار املالي‪ ،‬واالستقالل املالي لكل دول‪.‬‬ ‫ومنذ تاريخ تقديم أوبستفيلد للورقة البحثية عام ‪ ،1997‬واملصارف‬ ‫األوروبية تتوسع بشكل هائل؛ فأصول مصرفي «بي إن بي باريباس»‬ ‫و«سانتاندر» على سبيل املثال أصبحت تفوق إجمالي الدخل املحلي‬ ‫لكل من فرنسا وإسبانيا على التوالي‪ .‬ومن أسباب تلك الزيادة في‬ ‫النمو تبدد الخالف في الصفقات املالية داخل منطقة اليورو‪ ،‬والتقارب‪،‬‬ ‫غير املبرر إلى حد كبير‪ ،‬في سعر الفائدة في الدول األوروبية‪ .‬وفي‬ ‫ال��وق��ت ذات ��ه‪ ،‬خصصت م�ع��اه��دة «ماستريخت» امل��ؤس�س��ة لالتحاد‬ ‫األوروب��ي‪ ،‬التي أبرمت عام ‪ ،1991‬مسؤولية اإلش��راف على األنظمة‬ ‫املصرفية للدول األعضاء التي لم يكن لديها املوارد الكافية لتحقيق‬ ‫االنضباط في امل�ص��ارف‪ ،‬ناهيك بدعمها عند ح��دوث األزمة‪.‬وكتب‬ ‫أوبستفيلد عام ‪ 2013‬ما يلي‪:‬لم يتوقع أحد أن تنمو األنظمة املصرفية‬ ‫ً‬ ‫إل��ى حد تعريض السيولة النقدية املحلية للخطر أو أن دوال كثيرة‬

‫تبنى‬

‫بقلم‪ :‬ليونيد‬ ‫برشيديسكي *‬

‫لم يتوقع أحد‬ ‫أن تنمو األنظمة‬ ‫املصرفية إلى‬ ‫حد تعريض‬ ‫السيولة النقدية‬ ‫احمللية للخطر‬

‫ستعاني بسبب أزم��ات ال��دي��ون السيادية املتزامنة واملتبادلة‪ .‬كذلك‬ ‫لم يكن من املتوقع في ظل اقتراب سعر الفائدة من الصفر‪ ،‬أن تبدو‬ ‫السياسة املالية التقديرية على املستوى املحلي وسيلة أكثر فاعلية‬ ‫لتحقيق االستقرار مما كانت عليه قبل عام ‪ .2008‬ومنذ وقوع األزمة‪،‬‬ ‫اتفقت دول االتحاد األوروبي على تخليها عن سلطة إشرافها على‬ ‫املصارف‪ ،‬ومنحها للبنك املركزي األوروب��ي في محاولة لتصحيح‬ ‫ما أش��ار إليه أوبستفيلد باعتباره سلطة إش��راف كبير من جانب‬ ‫مهندسي االتحاد النقدي‪ .‬واتفقوا على كيفية التعامل مع االنهيارات‬ ‫التي شهدتها املصارف‪ ،‬ونصوا على فرض خسائر على الدائنني‪ .‬مع‬ ‫ً‬ ‫تحديدا ألن األزمة‬ ‫ذلك يتوجهون نحو املزيد من االتحاد املالي‪ ،‬وذلك‬ ‫أقنعتهم بقيمة االستقالل واملرونة في هذه املنطقة‪.‬‬ ‫حتى إذا أراد كل أعضاء منطقة اليورو التوجه نحو تجميع مواردهم‬ ‫املالية‪ ،‬فسيكون هذا صعبا بحسب ما أكد أوبستفيلد‪ .‬وكتب‪« :‬من‬ ‫أسباب ذلك ضرورة توسيع نطاق التمثيل الديمقراطي في االتحاد‬ ‫األوروب��ي أو منطقة اليورو في اتخاذ القرارات املالية‪ .‬ما املؤسسات‬ ‫التي ستتولى جمع الضرائب من مواطني االتحاد األوروبي أو منطقة‬ ‫اليورو عندما يكون لدى بعض حكومات الدول مشكالت في القيام‬ ‫بذلك على املستوى املحلي؟ وأثار غياب الوحدة السياسية الكاملة‪،‬‬ ‫واملسؤولية الجمعية عن الديون التي تم منحها على املستوى املحلي‪،‬‬ ‫مشكالت أخالقية خطيرة»‪.‬مع ذلك لم يصل أوبستفيلد إلى القول‬ ‫إن ه��ذه املشكلة «الثالثية» عصية على الحل؛ ففي النهاية واجهت‬ ‫الوحدة النقدية عراقيل كثيرة حتى قبل أن تصبح فعالة بشكل كامل‪،‬‬ ‫وقبل أن تدمج الدول األعضاء اقتصادها ً‬ ‫فورا‪ .‬وبدا اإلشراف‪ ،‬الذي‬ ‫يفوق املستوى املحلي‪ ،‬أم� ً�را محاال من الناحية السياسية في بداية‬ ‫ً‬ ‫التسعينات‪ ،‬لكنه أصبح في النهاية قابال للتحقيق‪ .‬وينطبق ذلك على‬ ‫التكامل املالي بحسب ما أشار إليه أوبستفيلد‪ .‬وكتب‪« :‬من أجل أن‬ ‫يعمل النظام بفعالية‪ ،‬يحتاج االتحاد املصرفي إلى درجة من تجميع‬ ‫املوارد املالية املحلية؛ ففي عالم متكامل اقتصاديا‪ ،‬يفوق حجم األنظمة‬ ‫املصرفية الحديثة في الكثير من األحوال اإلمكانيات املالية للدولة»‪.‬‬ ‫وحذر أوبستفيلد قائال إن ضمان سالمة الوحدة النقدية يتطلب جعل‬ ‫املؤسسات متعددة الدول عرضة للمساءلة الديمقراطية‪ ،‬وأن تتوقف‬ ‫عن وضع أه��داف «طموحة بدرجة مبالغ فيها فيما يتعلق بخفض‬ ‫العجز» في الدول التي أصابتها األزمة املالية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ظاهريا يجعله هذا حليفا للسياسيني‪ ،‬الذين حاولوا مقاومة الضغط‬ ‫األمل��ان��ي ن�ح��و ت�ح�ق�ي��ق امل��زي��د م��ن االن �ض �ب��اط‪ ،‬م�ث��ل رئ �ي��س ال� ��وزراء‬ ‫اليوناني أليكسيس تسيبراس‪ .‬مع ذلك‪ ،‬تبدو هذه اعتبارات مرحلية‬ ‫لكبير خبراء االقتصاد الجديد في صندوق النقد الدولي‪ .‬ومن جهة‬ ‫االستراتيجية‪ ،‬يبدو كبير خبراء االقتصاد الجديد على وفاق مع وزير‬ ‫املالية األملاني فولفغانغ شويبله‪ ،‬الذي دعا إلى اتحاد مالي يمنح االتحاد‬ ‫األوروب��ي السيطرة على ميزانية ال��دول األعضاء‪ .‬طاملا أن صندوق‬ ‫النقد الدولي يضطلع بدور في السيطرة على األزمات األوروبية‪ ،‬ويريد‬ ‫االتحاد األوروبي منه أن يشارك فيً ثالث خطة إنقاذ لليونان‪ ،‬فتحليل‬ ‫أوبستفيلد أن الحذر سيمثل ضغطا على املتشددين األوروبيني مثل‬ ‫شويبله باتجاه ت�ف��ادي ال�ت�ج��اوزات‪ ،‬وتخفيف ع��بء دي��ون اليونان‪،‬‬ ‫لكنه أيضا سوف يدعم هدفهم النهائي املتمثل في تحقيق تكامل‬ ‫أوروب��ي‪ ،‬وتبني نهج مشترك في التعامل مع االلتزام املالي من أجل‬ ‫دعم العملة املوحدة‪.‬‬ ‫* باالتفاق مع «بلومبيرغ»‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪57‬‬


‫عشرات من ناقالت النفط قبالة السواحل اإليرانية تنتظر دورها لإلبحار‬

‫عودة النفط اإليراني إلى السوق‪ ..‬تحد جديد لـ«أوبك»‬

‫صورة أرشيفية لبحار آسيوي يخرج ذراعه من ثقب بجسم ناقلة‬ ‫بحرية مملوكة للواليات املتحدة ضربتها ‪ 10‬قذائف صاروخية‬ ‫على الجانب األيسر من جسم الناقلة من قبل الزوارق الحربية‬ ‫اإليرانية في نوفمبر ‪ 1987‬قبالة ساحل دبي (غيتي)‬

‫الخبر‪ :‬وائل مهدي‬ ‫في يوم ‪ 16‬من يوليو (تموز) اتجهت ناقلة إيرانية‬ ‫عمالقة اسمها ستارال محملة بمليوني برميل من‬ ‫ً‬ ‫وتحديدا إلى سنغافورة‪ ،‬بعد أن‬ ‫النفط إلى آسيا‪،‬‬ ‫ظلت في املياه اإليرانية ألشهر منذ ديسمبر (كانون األول)‬ ‫املاضي‪.‬وهناك الكثير من الناقالت التي ترسو قبالة السواحل‬ ‫اإليرانية لتحميل النفط أو لتخزينه‪ ،‬ولكن ما يجعل هذه الناقلة‬ ‫متميزة عن غيرها هو أنها أول ناقلة تستخدم لتخزين النفط‬ ‫الخام تبحر ً‬ ‫أخيرا بعد أن توصلت إيران إلى اتفاق نووي مع‬ ‫القوى العاملية منتصف شهر يوليو‪.‬‬ ‫إال أن إبحار هذه الناقلة ال يعني أن الحظر النفطي الذي فرضته‬ ‫الواليات املتحدة واالتحاد األوروبي على إيران‪ ،‬قد انتهى؛ إذ‬ ‫ال تزال املباحثات جارية لرفع الحظر قبل نهاية العام الحالي‪.‬‬ ‫ولكن الحظر الحالي الذي تم فرضه منذ األول من يوليو لعام‬ ‫‪ 2012‬ال يعني أن إي ��ران ال تستطيع بيع النفط إل��ى آسيا‪.‬‬ ‫ويوجد قبالة السواحل اإليرانية عشرات ناقالت النفط التي‬ ‫تستخدمها إيران لتخزين النفط في البحر التي تنتظر دورها‬ ‫لإلبحار متى ما توصلت إيران إلى صيغة نهائية تمكنها من‬ ‫العودة للتصدير بحرية أكبر‪.‬وتبلغ تقديرات السوق للنفط الذي‬ ‫تخزنه إيران ً‬ ‫حاليا في البحر نحو ‪ 40‬إلى ‪ 50‬مليون برميل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وهذه كمية كافية إلغراق سوق النفط املشبع أصال بنحو ‪1.5‬‬ ‫مليون برميل ً‬ ‫يوميا خالل شهر واحد‪.‬‬ ‫وانقسم السوق إلى قسمني حيال عودة النفط اإليراني‪ ،‬فمنهم‬ ‫من يقول إن إيران سترجع بسرعة لزيادة إنتاجها بنحو ‪500‬‬ ‫ألف برميل ً‬ ‫يوميا خالل شهرين من رفع الحظر‪ ،‬بينما يتوقع‬ ‫ً‬ ‫القسم اآلخر أن تأخذ املسألة وقتا أطول ال يقل عن ‪ 6‬أشهر‬ ‫من تاريخ رفع الحظر‪ ،‬األمر الذي يعني أن النفط اإليراني لن‬ ‫يدخل بقوة إلى السوق إال في العام القادم‪.‬وال يبدو أن السوق‬ ‫‪56‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫مقتنع بكل التأكيدات التي أطلقها املسؤولون في إيران‪ ،‬وعلى‬ ‫رأسهم وزير النفط‪ ،‬بيجن نامدار زنغنه‪ ،‬الذي قال في أكثر من‬ ‫مناسبة إن «إيران تهدف إلى زيادة إنتاجها النفطي بمقدار‬ ‫‪ 500‬ألف برميل ً‬ ‫يوميا في غضون شهرين من بدء تخفيف‬ ‫ً‬ ‫العقوبات الغربية ونحو مليون برميل يوميا في غضون ستة‬ ‫إلى سبعة أشهر»‪.‬وخفضت العقوبات صادرات إيران النفطية‬ ‫يوميا‪ .‬وتنتج إيران ً‬ ‫بمقدار النصف إلى مليون برميل ً‬ ‫حاليا‬ ‫نحو ‪ 2.8‬مليون برميل ً‬ ‫يوميا من النفط الخام يتم تصدير نحو‬ ‫‪ 1.3‬مليون برميل ً‬ ‫يوميا منها إلى عمالئها في آسيا وبخاصة‬ ‫في الصني واليابان وكوريا والهند وتركيا وتايوان‪.‬وإيران هي‬ ‫أحد أكبر الدول املنتجة للنفط في «أوبك» وكانت إلى ما قبل‬ ‫ً‬ ‫الحظر األخير ثاني أكبر منتج في املنظمة خلفا للسعودية‬ ‫بنحو ‪ 3.6‬مليون برميل ً‬ ‫يوميا‪ ،‬ولكن هذه املرتبة سيكون من‬ ‫الصعب استعادتها؛ إذ إن العراق انطلق بقوة منذ العام املاضي‬ ‫كثيرا من معدل أربعة مليون برميل ً‬ ‫واقترب إنتاجه ً‬ ‫يوميا وهو‬ ‫األعلى منذ الثمانينات‪.‬‬ ‫وتمتلك إي��ران احتياطيات من النفط الخام تقدر بنحو ‪157‬‬ ‫مليار برميل‪ ،‬كما أن هناك الكثير من أراضيها ال تزال غير‬ ‫مكتشفة‪ ،‬مما يعزز من احتمالية زي��ادة حجم االحتياطات‬ ‫في السنوات القادمة متى ما رجعت الشركات األجنبية إلى‬ ‫البالد التي غادرتها بسبب الحظر بني الغرب وإيران‪.‬وهناك‬ ‫جهات في السوق متشائمة ً‬ ‫جدا حيال إمكانية إيران بزيادة‬ ‫ً‬ ‫إنتاجها بنفس املستوى السابق قبل الحظر‪ ،‬نظرا ألن حقولها‬ ‫قديمة وبسبب الحظر لم يكن باستطاعة إيران إجراء الصيانة‬ ‫الالزمة لآلبار والحقول‪ ،‬ولهذا تحتاج إلى استثمارات كبيرة‬ ‫إلعادة اإلنتاج منها‪.‬‬ ‫ومن بني الجهات املتشائمة في السوق‪ ،‬شركة جي بي سي‬ ‫لالستشارات ف��ي فيينا التي قالت ف��ي تقرير م��ؤخ� ً�را‪ ،‬إنها‬ ‫ال تتوقع أن ترى زي��ادة في اإلنتاج اإليراني قبل عام ‪،2016‬‬ ‫وقد تضيف إيران ‪ 400‬ألف برميل ً‬ ‫يوميا فقط بنهاية العام‬

‫القادم‪ ،‬وهي أقل من نصف الكمية التي تريد إيران استعادتها‪.‬‬ ‫وتحتاج إي��ران إل��ى أن تقنع ال�ش��رك��ات األجنبية للعودة من‬ ‫خ�لال إغ��رائ�ه��ا بعقود مشجعة حتى تستثمر ف��ي اإلن�ت��اج‪.‬‬ ‫وكان الرئيس حسن روحاني قد التقى في دافوس هذا العام‬ ‫ف��ي ي�ن��اي��ر (ك��ان��ون ال�ث��ان��ي) ع�ل��ى ه��ام��ش م�ن�ت��دى االق�ت�ص��اد‬ ‫العاملي‪ ،‬بأكبر شركات النفط العاملية في محاولة منه إلقناعهم‬ ‫بالعودة‪.‬ويقول مصرف جولدمان ساكس األميركي إن «إيران‬ ‫ستحتاج لوقت حتى تصوغ العقود الجديدة‪ ،‬وهو ما سيؤخر‬ ‫ع��ودة الشركات وزي��ادة اإلنتاج‪ .‬ويتوقع املصرف أال تتمكن‬ ‫إيران من زيادة اإلنتاج بأكثر من ‪ 400‬ألف برميل مع مطلع‬ ‫العام القادم؛ إذ إن رفع الحظر قد ال يتم قبل نهاية العام حتى‬ ‫تتأكد الدول الست التي وقعت االتفاق مع إيران أن البالد ملتزم‬ ‫بكافة بنود االتفاقية‪.‬‬ ‫وتنتظر الكثير من الدول في أوروب��ا عودة إيران حتى تعود‬ ‫لشراء نفطه‪ ،‬فاليونان‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬إحدى الدول التي‬ ‫كانت تشتري النفط بكثرة من إيران‪ ،‬وأعلنت بعض املصافي‬ ‫هناك عن رغبتها في العودة لشراء النفط اإليراني متى ما رفع‬ ‫الحظر عنه‪ً ،‬‬ ‫نظرا ألن مصافيها تعودت على نوعيته‪.‬وسيكون‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عودة إيران تحديا كبيرا لدول منظمة البلدان املصدرة للبترول‬ ‫(أوبك) التي تريد الحفاظ على إنتاجها عند سقف ‪ 30‬مليون‬ ‫برميل ً‬ ‫يوميا وع��ودة إي��ران ستربك مستوى اإلن�ت��اج داخ��ل‬ ‫املنظمة‪ ،‬وقد يتسبب في زيادة اختالل ميزان العرض والطلب‬ ‫في السوق‪.‬ولكن البعض في «أوب��ك» يعتقد أن النمو الحالي‬ ‫ف��ي الطلب ال��ذي سيستمر ف��ي ال�ع��ام ال�ق��ادم‪ ،‬ق��د يساعد في‬ ‫استيعاب أي زي��ادة من إي��ران‪ ،‬وبهذا لن يكون هناك داع أن‬ ‫تغير «أوبك» سقف إنتاجها أو أن تعود لفرض نظام الحصص‬ ‫على الدول األعضاء‪.‬‬ ‫وتوصلت إيران والقوى الكبرى الست إلى اتفاق نووي تاريخي‬ ‫يوم ‪ 15‬يونيو (حزيران) يمهد الطريق أمام تخفيف العقوبات‬ ‫الدولية على طهران وزيادة صادراتها النفطية <‬


‫مسن يوناني جلس ً‬ ‫باكيا على جدار‬ ‫أحد املصارف بعد فشله في تسلم راتبه‬ ‫التقاعدي بسبب أزمة الديون (أ‪.‬ف‪.‬ب)‬

‫تطبيق جزء من إصالحات الحزمة الثانية‪.‬‬ ‫األسواق املالية بعد ً‬ ‫ولكن الثمن ك��ان باهظا‪ ،‬ف��آالف املؤسسات أغلقت أبوابها‪،‬‬ ‫والبطالة ضربت حدودها القياسية بارتفاع مهول وصل إلى‬ ‫‪ 27‬في املائة‪ ،‬بعدد عاطلني بلغ ‪ 1.5‬مليون عاطل مع استمرار‬ ‫سياسة التقشف‪.‬‬

‫حزمة اإلنقاذ الثالثة‬ ‫استمر االن �ح�لال امل��ال��ي للبالد دون أف��ق لخفض العجز مع‬ ‫تفاقم األزمة االقتصادية تحت أنظار العائلة األوروبية‪ ،‬حتى‬ ‫تم انتخاب رئيس ال��وزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس في‬ ‫يناير ‪ ،2015‬الذي لم تستطع حكومته سداد ‪ 1.7‬مليار دوالر‬ ‫مستحقة لصندوق النقد بنهاية يونيو‪ ،‬ودع��ا إل��ى استفتاء‬ ‫رفض فيه نحو ‪ 61‬في املائة من اليونانيني توقيع حزمة جديدة‪.‬‬ ‫ولكن بعد أخذ ورد وضغوط كبيرة‪ ،‬تراجع تسيبراس ً‬ ‫تقريبا‬ ‫عن جميع وعوده االنتخابية بإنهاء سياسة التقشف اليوناني‪،‬‬ ‫وشطب الديون‪ ،‬والتخلص من ترويكا الدائنني‪ .‬وواف��ق على‬ ‫تطبيق إصالحات في س��وق العمل ونظام التقاعد‪ ،‬وتنظيم‬ ‫ض��ري �ب��ة ال�ق�ي�م��ة امل �ض��اع �ف��ة وال �ض��رائ��ب األخ � ��رى وع�م�ل�ي��ات‬ ‫الخصخصة‪ ،‬إضافة إل��ى ع��ودة ممثلي الترويكا (املفوضية‬ ‫األوروبية والبنك املركزي األوروب��ي وصندوق النقد الدولي)‬ ‫إلى أثينا‪ ،‬مخولني صالحية االعتراض على قرارات الحكومة‬ ‫اليونانية‪ ،‬وتسليم صندوق الخصخصة ما قيمته ‪ 50‬مليار‬ ‫يورو من املمتلكات العامة‪ .‬واشترط قادة منطقة اليورو تمرير‬ ‫اإلص�لاح��ات من البرملان اليوناني مقابل اإلف��راج عن حزمة‬ ‫اإلنقاذ الثالثة‪ ،‬البالغة ‪ 90 - 86‬مليار يورو‪ ،‬لليونان‪ ،‬التي لم‬ ‫تتمكن من التخلص من أزمتها املالية رغ��م حزمتي اإلنقاذ‬ ‫السابقتني‪ .‬وبحجم دين يبلغ نحو ‪ 360‬مليار يورو‪ ،‬باستثناء‬ ‫مئات املليارات املستحقة للصناديق والهيئات الداخلية‪.‬‬ ‫ُ‬

‫‪ ،2010‬وفرض ما يسمى بنظام «املنيمونيو»‪ ،‬وهو عبارة عن حزمة اإلنقاذ الثانية‬

‫جملة من األهداف التي يجب تحقيقها ضمن فترة زمنية معينة‬ ‫بإشراف لجنة الترويكا (املفوضية األوروبية والبنك املركزي‬ ‫ً‬ ‫األوروب��ي وصندوق النقد ال��دول��ي)‪ .‬وقدمت الحزمة قروضا‬ ‫قيمتها ‪ 110‬مليارات يورو من الشركاء األوروبيني وصندوق‬ ‫النقد الدولي‪ ،‬مقابل شروط مجحفة تخلت فيها اليونان عن‬ ‫جزء من سيادتها مثل تنازلها عن حق الحصانة‪ ،‬األمر الذي‬ ‫ً‬ ‫اعتبر انتهاكا للدستور اليوناني وللسيادة الوطنية من خالل‬ ‫السماح لألوروبيني بمراقبة كل شيء دون أي اعتراض من‬ ‫السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية‪ ،‬إلى جانب تنازل‬ ‫أثينا عن التعويضات املستحقة على أملانيا بسبب احتاللها‬ ‫لليونان ف��ي ال�ح��رب العاملية الثانية‪ ،‬وك��ذل��ك تطبيق القانون‬ ‫اإلنجليزي ال��ذي يعتبر األج��در في موضوع حماية الدائنني‬ ‫على الرغم من أن الدول املقدمة للقروض ال تطبق هذا القانون‬ ‫في بلدانها‪ ،‬ناهيك بالفوائد املرتفعة‪ .‬ولجأت الحكومة إلى‬ ‫تطبيق أسلوب تخفيض الرواتب ومعاشات التقاعد وفرض‬ ‫إج� ��راءات تقشفية ص��ارم��ة ورف��ع ال�ض��رائ��ب وزي ��ادة أس�ع��ار‬ ‫الخدمات األساسية‪ ،‬وكل ذلك من أجل تخفيض العجز وخروج‬ ‫االقتصاد اليوناني إلى األسواق العاملية في عام ‪ .2012‬وازدادت‬ ‫ديون الحكومة اليونانية إلى ‪ 329‬مليار يورو عام ‪ 2010‬بعدما‬ ‫كانت ‪ً 298‬‬ ‫مليارا عام ‪ 2009‬وبفوائد مرتفعة وصلت إلى ‪6.2‬‬ ‫في املائة عام ‪( 2010‬للقروض الجديدة) بينما كانت ‪ 4.1‬في‬ ‫املائة في السنة السابقة‪ ،‬وازداد الوضع ً‬ ‫سوءا‪ ،‬وهاجرت أموال‬ ‫اليونانيني لخوفهم م��ن اإلف�ل�اس‪ ،‬وب��دأت وقتها موضة بيع‬ ‫الجزر لألثرياء‪ ،‬واالستعداد لخصخصة كل ملكية عمومية‪.‬‬

‫مع تفاقم األزم��ة‪ ،‬اضطرت الحكومة إلى توقيع اتفاقية إنقاذ‬ ‫ثانية ف��ي ‪ 21‬يوليو ‪ 2011‬للحصول على ق��روض إضافية‬ ‫بقيمة ‪ 109‬مليارات يورو‪ ،‬مقابل شروط والتزامات إضافية‬ ‫ً‬ ‫سنويا حتى عام‬ ‫مثل االستغناء عن خدمات ‪ 20‬ألف موظف‬ ‫ً‬ ‫اجتماعيا بقيمة ‪28‬‬ ‫‪ ،2015‬وفرض إجراءات إضافية قاسية‬ ‫مليارا وتخصيص بعض شركات القطاع العام بقيمة ‪ 50‬مليار‬ ‫ي��ورو‪ ،‬وتقليص نفقات الدولة الدفاعية‪ ،‬وإع��ادة جدولة نظام‬ ‫التأمني االجتماعي والصحي‪ ،‬وإلغاء ودم��ج بعض مديريات‬ ‫القطاع العام‪ .‬أفرز تطبيق حزمة اإلنقاذ الثانية تداعيات شملت‬ ‫استمرار ارتفاع الدين العام‪ ،‬مقارنة بوضع األزمة قبل املعالجة‬ ‫والفشل في تحقيق الواردات املطلوبة ً‬ ‫نظرا لعدم قدرة شرائح‬ ‫كبيرة من الشعب على تسديد ضرائبها واالستمرار في عملية‬ ‫التهرب الضريبي‪ ،‬إلى جانب ارتفاع مؤشر البطالة ليصل إلى‬ ‫مليون عاطل عن العمل وارتفاع العجز بامليزانية الحكومية في‬ ‫عام ‪ 2013‬إلى ‪ 8.8‬في املائة بعدما كان ‪ 7.8‬في املائة عام ‪،2012‬‬ ‫وامتناع البنوك املحلية عن تقديم قروض للمواطنني والشركات‬ ‫الخاصة‪ ،‬مما أدى إلى استقالة باباندريو وتشكيل حكومة‬ ‫لوكاس باباديموس االئتالفية في نوفمبر (تشرين الثاني)‬ ‫‪ ،2011‬وخلفه لوكاس باباديموس الذي عجز عن فعل أي شيء‪،‬‬ ‫وفي يونيو (حزيران) ‪ ،2012‬فاز زعيم املحافظني أنطونويس‬ ‫س��ام��اراس باالنتخابات‪ ،‬ال��ذي ق��دم وع � ً‬ ‫�ودا باحترام اليونان‬ ‫لاللتزامات األوروبية‪ ،‬ومنها البقاء في منطقة اليورو‪ ،‬واجتهد‬ ‫ً‬ ‫كثيرا حتى أصبحت السندات اليونانية تجذب املستثمرين في‬

‫هل تصمد اليونان؟‬ ‫إن خروج اليونان من منطقة اليورو والتنصل من كل الديون‬ ‫ً‬ ‫مطروحا رغم توقيع الحزمة الثالثة‪ ،‬إال أن ذلك‬ ‫الخارجية ال يزال‬ ‫يعني أزمة في العالقات األوروبية الداخلية ستؤدي إلى حالة‬ ‫من الفوضى املالية واألمنية التي ستمتد لفترة طويلة‪ ،‬وسيرفع‬ ‫نسبة البطالة والجريمة‪ ،‬وستفقد املمتلكات واالستثمارات‬ ‫أكثر من ‪ 50‬في املائة من قيمتها‪ .‬كما أن اليونان ستعيش‬ ‫أزمة في التبادل التجاري الداخلي والخارجي إلى حني العودة‬ ‫إلى العملة القديمة «الدراخما» بمعدل صرف تقريبي ‪1500‬‬ ‫دراخما مقابل اليورو‪ .‬كما أن أوروبا لن تسمح بذلك‪ ،‬ليس ذلك‬ ‫من باب الرأفة‪ ،‬وإنما للكوارث التي ستحل بالبالد األخرى في‬ ‫منطقة اليورو؛ ففرنسا وأملانيا هما أكبر الدول الدائنة لليونان‪،‬‬ ‫لذا هما حريصتان كل الحرص على بقاء اليونان ضمن دول‬ ‫منطقة اليورو‪ .‬ومن املؤكد أن ديون الدولة اليونانية في البنوك‬ ‫املحلية ستنخفض ب�ش�ك� ٍ�ل ً ك�ب�ي� ٍ�ر ج � ً�دا‪ ،‬ل�ك��ن ال �ق��روض التي‬ ‫حصلت عليها اليونان سابقا من االتحاد األوروبي‪ ،‬سيتحتم‬ ‫عليها سدادها باليورو‪ .‬وبسبب ضعف الدراخما‪ ،‬سيكون من‬ ‫املستحيل سداد تلك الديون‪ .‬إن خروج اليونان يعني بالضرورة‬ ‫فشل ونهاية االتحاد األوروب��ي كمنطقة موحدة ومتضامنة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وتدريجيا ستنهار‬ ‫وبالتالي‪ ،‬ستفشل العملة املوحدة (اليورو)‪،‬‬ ‫منطقة اليورو‪ ،‬وستخرج منها الدول املرهقة ً‬ ‫ماليا‪ ،‬والتي تنتظر‬ ‫خطوة كهذه‪ .‬ويظل بقاء اليونان وخروجها كأسني أحالهما‬ ‫مر بالنسبة لساسة أوروبا واليونان‪ ،‬على حد سواء<‬ ‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪55‬‬


‫لعل مشهد ذلك املتقاعد اليوناني الذي جلس ً‬ ‫باكيا على جدار املصرف‬ ‫الذي يفترض أن يتسلم منه راتبه التقاعدي؛ نموذج مصغر عن أمة تعاني‬ ‫حالة من اإلفالس املزمن عبر القرون‪ .‬وتذكر كتب التاريخ االقتصادي أن ‪13‬‬ ‫مدينة يونانية اقترضت أمواال من معبد ديلوس الشهير في القرن الرابع‬ ‫امليالدي‪ ،‬ولم يف معظم املقترضني بالديون‪ ،‬فخسر املعبد ‪ 80‬في املائة من‬ ‫مستحقاته‪ .‬وهو األمر الذي ظل يتكرر حتى اآلن‪.‬‬

‫هل تفلح حزمة إنقاذ اليونان الجديدة في تجنب الكأس املرة؟‬

‫إفالس مزمن‬ ‫الرياض‪ :‬معتصم موسى‬ ‫ح��ف��ل ال��ت��اري��خ ال��ح��دي��ث‪ ،‬وب��ال��ت��ح��دي��د ب��ع��د خ�لاص‬ ‫اليونان من االحتالل العثماني (بني القرن الخامس‬ ‫عشر والتاسع ع��ش��ر)‪ ،‬وإع�ل�ان ح��رب االستقالل‬ ‫في يناير (كانون الثاني) ‪ ،1822‬بإعالن اإلفالس أو االقتراب‬ ‫منه؛ فبعد حصولها عام ‪ 1823‬على قرض بريطاني‪ ،‬أعلنت‬ ‫ال��ي��ون��ان ع��ج��زه��ا ع���ن ال���س���داد ف���ي ‪ ،1827‬وت���ك���ررت ح���االت‬ ‫اإلف�لاس في األع��وام ‪ 1843‬بسبب اإلنفاق العسكري الهائل‬ ‫في مواجهة العثمانيني و‪ 1893‬عندما توقفت الحكومة عن‬ ‫سداد القروض التي حصلت بعد طردها من األسواق العاملية‬ ‫بني ‪ 1860‬و‪ ،1878‬وفي عام ‪ 1932‬بعد الكساد العظيم الذي‬ ‫ضرب الواليات املتحدة أواخر عشرينات القرن املاضي وانتشر‬ ‫في أنحاء العالم‪.‬‬ ‫ول��ع��ل األس���ب���اب ف���ي ك���ل ح����االت اإلف��ل��اس م��ت��م��اث��ل��ة ت��ق��ري ً��ب��ا‪،‬‬ ‫فاالقتراض الجنوني والفساد املستشري وتهرؤ القطاع العام‬ ‫وتضخمه‪ ،‬إلى جانب صغر حجم االقتصاد واعتماده الكثيف‬ ‫على الريع والصراعات السياسية بني الحكومات والنقابات‬ ‫العمالية واإلنفاق العسكري الهائل‪ ،‬كلها ساهمت بما يكفي‬ ‫في تكرار األزمات‪ ،‬واحدة تلو األخرى‪ .‬وصحيح أن حاالت ما‬ ‫قبل تبني استخدام اليورو عملة وطنية مطلع األلفية‪ ،‬تختلف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عما بعدها‪ ،‬فخروج اليونان‪ ،‬عاجال أم آجال‪ ،‬من منطقة اليورو‪،‬‬ ‫ً‬ ‫سيجر قدم أوروبا نحو التفكك‪ ،‬وبخاصة أن دوال مثل قبرص‬ ‫وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال ومالطا قاب قوسني أو أدنى من‬ ‫خ��وض التجربة اليونانية بسبب انتفاخ فقاعة ال��دي��ون‪ ،‬لوال‬ ‫التدابير املالية القاسية ذات التأثيرات االجتماعية الصعبة‪،‬‬ ‫وكذلك قوة املسكنات املالية األملانية ‪ -‬الفرنسية‪ ،‬اللتني يعاني‬ ‫اق��ت��ص��اده��م��ا ب��األص��ل م��ن م��ش��ك�لات هيكلية‪ .‬فحجم ال��دي��ن‬ ‫الفرنسي يقترب بخطوات حثيثة من تريلوني ي��ورو‪ ،‬فيما‬ ‫تجاوزت أملانيا ذلك بنحو ‪ً 50‬‬ ‫مليارا إضافية‪.‬‬ ‫وم��ا ي��زي��د األم���ور س ً‬ ‫���وءا ه��و ع��دم ق���درة الحكومات اليونانية‬ ‫املتعاقبة على معرفة حجم الدين الحقيقي‪ ،‬فجميعها تتحدث‬ ‫عن الديون الناتجة عن السندات الخارجية‪ ،‬إال أن األمر أعقد‬

‫‪54‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫بكثير‪ .‬فأحدث اإلحصائيات املجمعة وال��ص��ادرة في يوليو‬ ‫(تموز) ‪ 2015‬توضح أن حجم الدين الحكومي اقترب من ‪360‬‬ ‫مليار يورو‪ ،‬وبإضافة الديون على البنوك والشركات اليونانية‬ ‫يصل إجمالي الدين إلى أكثر بقليل من نصف تريليون يورو‪.‬‬ ‫ولكن إذا عدنا بالتاريخ بضع سنوات إل��ى ال��وراء لوجدنا أن‬ ‫حكومة يورغوس باباندريو االشتراكية إلى السلطة عام ‪2009‬‬ ‫اكتشفت أنها غير قادرة على معرفة الحجم الحقيقي للدين‬ ‫العام‪ ،‬وب��ادرت إلى تشكيل لجنة مستقلة للتحقق من حجم‬ ‫الدين‪ ،‬واكتشفت أن حجم الديون الحقيقية (غير املعلنة) للبالد‬ ‫يصل إلى تريليون يورو‪ ،‬أي بعد إضافة مستحقات صناديق‬ ‫التقاعد والتأمينات االجتماعية وديون األفراد واملؤسسات التي‬ ‫قامت بمشاريع وقدمت خدمات ومستلزمات مستشفيات‬ ‫للدولة واستحقاقات ل�ل�إدارات املحلية‪ ،‬والضمانات التي تم‬ ‫تقديمها للبنوك خالل األزمة املالية العاملية على شكل ضمانات‪.‬‬

‫بواكير األزمة‬ ‫دخلت اليونان إلى عضوية املنظومة األوروبية بعد تصديق‬ ‫البرملان على اتفاقية االنضمام في ‪ 1‬يناير ‪ ،1981‬ومنحها‬ ‫ذلك القدرة على الحصول على مساعدات نقدية لرفع وتأهيل‬ ‫مستوى خدمات الدولة وبنيتها التحتية‪ .‬وشهدت البالد خالل‬ ‫عقدي الثمانينات والتسعينات حركة عمرانية وتجارية كثيفة‪،‬‬ ‫ودفع ذلك أثينا إلى االقتراض بشراهة بتشجيع من الحكومات‬ ‫والبنوك األوروبية‪ ،‬فقفزت نسبة الدين العام إلى الناتج اإلجمالي‬ ‫املحلي من ‪ 22.3‬في املائة عام ‪ 1980‬إلى ‪ 64.2‬في املائة عام‬ ‫‪ 1989‬مع نمو اقتصادي ال يتجاوز ‪ 1‬في املائة خ�لال عقد‬ ‫الثمانينات‪ .‬ومع اقتراب األلفية الثالثة‪ ،‬وصل حجم الدين إلى‬ ‫‪ 100‬في املائة من الناتج اإلجمالي املحلي مع نمو يقل عن ‪0.5‬‬ ‫في املائة ً‬ ‫سنويا‪ .‬وواجهت اليونان ممانعة من االتحاد األوروبي‬ ‫لالنضمام إلى اليورو عام ‪ ،1999‬فلجأت الحكومات املتعاقبة‬ ‫إل��ى «ترشيق» أرق��ام الدين وتقديم بيانات غير حقيقية عن‬ ‫مستوى أداء االقتصاد الكلي‪ ،‬حتى سمح لها بتبني اليورو‬ ‫عملة وطنية‪ ،‬وهنا دخلت البالد في نفق مظلم لم يشعر به‬ ‫الساسة والشعب في ب�لاد اإلغريق بسبب الشعور الوهمي‬

‫بالقوة عبر االنتماء إل��ى منظومة تشكل مجتمعة ثاني قوة‬ ‫اقتصادية بعد الواليات املتحدة‪ ،‬فضاعفت الحكومات أجور‬ ‫ً‬ ‫ال��ق��ط��اع ال��ع��ام املتضخم أص�ل�ا وواص��ل��ت سياسة االق��ت��راض‬ ‫في ظل اختالل مستويات الدخل واإلنفاق مع شبهات فساد‬ ‫مرعبة‪ ،‬كان منها على سبيل املثال استضافة األلعاب األوملبية‬ ‫في ‪ 2004‬بتكلفة خيالية ناهزت ‪ 4‬مليارات يورو‪.‬‬

‫االنفجار األول‬ ‫ت��راك��م��ت ال���ق���روض وت��ق��ل��ص��ت إي������رادات ال���دول���ة ب��س��ب��ب إل��غ��اء‬ ‫الضرائب والرسوم املفروضة على ال��واردات األوروبية خالل‬ ‫العقد األول من األلفية‪ .‬ومع بداية ظهور األزم��ة االقتصادية‬ ‫العاملية في ‪ 2008‬التي شهدت أزمة الرهون العقارية األميركية‬ ‫وما تبعها من إفالس بنوك أميركية عمالقة مرتبطة بالبنوك‬ ‫األوروبية‪ ،‬انفجرت فقاعة الدين في وجه رئيس الوزراء اليميني‬ ‫كوستاس كرامنليس (‪ )2009 - 2004‬الذي لم يجد ‪ 40‬مليار‬ ‫ً‬ ‫يورو لتغطية نفقات الدولة ودفع فوائد الدين‪ ،‬مخلفا وراءه نحو‬ ‫‪ 298‬مليار يورو من الديون‪.‬‬ ‫وص��ل بعد ذل��ك رئيس ال���وزراء االشتراكي ج��ورج باباندريو‬ ‫ف��ي أكتوبر (تشرين األول) ‪ ،2009‬ال��ذي ب��دأ عهده بالبحث‬ ‫عن قروض ألن واردات الدولة ال تكفي لدفع رواتب موظفيها‬ ‫وأقساط الديون املترتبة عليها‪ ،‬واضطرت الحكومة إلى طلب‬ ‫ال��ن��ج��دة م��ن ص��ن��دوق ال��ن��ق��د ب��ال��ت��ع��اون م��ع االت��ح��اد األوروب����ي‬ ‫للحؤول دون إعالن اليونان دولة مفلسة‪ .‬وتم توقيع اتفاقية‬ ‫حزمة اإلنقاذ األولى مع الحكومة اليونانية في ‪ 8‬مايو (أيار)‬


‫مقاربة عجز ميزانية ‪2015‬‬ ‫ً‬ ‫مجددا أو السحب‬ ‫بدأت بوادر احتمال العودة إلى االستدانة‬ ‫من االحتياطيات النقدية أو املزاوجة بينهما عندما أعلنت‬ ‫أرق��ام ميزانية العام ‪ .2015‬والتي توقعت نفقات عامة‬ ‫بحجم ‪ 860‬مليار ريال (‪ 229.33‬مليار دوالر) وأن تبلغ‬ ‫اإلي��رادات ‪ 715‬مليار ريال (‪ 190.67‬مليار دوالر)‪ ،‬وهو‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مرتقبا في ًاملوازنة‬ ‫عجزا‬ ‫ما يجعل السعودية تسجل‬ ‫بمقدار ‪ 145‬مليار ريال (‪ 38.67‬مليار دوالر)‪ ،‬وفقا لتلك‬ ‫التقديرات‪.‬‬ ‫وبالنسبة لالحتياطيات النقدية‪ ،‬فقد سجلت انخفاضا‬ ‫من ‪ 2745‬مليار ريال (‪ 732‬مليار دوالر) بنهاية ‪2014‬‬ ‫إلى ‪ 2548.9‬مليار ريال (‪ 679.7‬مليار دوالر) بنهاية مايو‬ ‫(أي��ار) املاضي‪ ،‬أي ما يقارب ‪ 196.1‬مليار ري��ال (‪52.3‬‬ ‫مليار دوالر)‪ .‬كما أص��درت السعودية سندات سيادية‬ ‫بقيمة ‪ 15‬مليار ريال (‪ 4‬مليارات دوالر) لسد العجز‪ ،‬أي‬ ‫أن السعودية زاوجت بني السحب من االحتياطيات النقدية‬ ‫وإصدار السندات‪.‬‬ ‫وق��ال محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك‬ ‫املركزي) في مؤتمر صحافي عقده أوائل يوليو (تموز)‬ ‫امل��اض��ي إن «م��واج�ه��ة عجز امل��وازن��ة سيكون م��ن خالل‬ ‫السحب من االحتياطيات املالية ومن خالل االقتراض عبر‬ ‫إص��دار السندات»‪ ،‬مضيفا أنه جرى سحب ‪ 244‬مليار‬ ‫ريال (‪ 65‬مليار دوالر) من االحتياطي العام للدولة منذ‬ ‫بداية العام من أجل سد احتياجات اإلنفاق الحكومي‪.‬‬ ‫وأكد املبارك أن كل املؤشرات املالية واالقتصادية املتاحة‬ ‫تشير إلى استمرار األداء الجيد لالقتصاد‪ ،‬ولفت إلى أنه‬ ‫ال يوجد انكشاف للبنوك السعودية على األزمة اليونانية‬ ‫وأنه لن يكون لها تأثير سلبي على االقتصاد‪.‬‬

‫هل هناك قلق؟‬

‫صورة أرشيفية لرجال أعمال سعوديني في الرياض (غيتي)‬

‫ملكية شملت صرف راتبني للموظفني الحكوميني وتعديل‬ ‫ودعما ً‬ ‫معاشات الضمان االجتماعي ً‬ ‫ماليا يوجه للتوسع‬ ‫في خدمات املياه والكهرباء والجمعيات الخيرية واألندية‬ ‫الرياضة واألدبية‪ ،‬فيما بلغت تكلفة تنفيذها نحو ‪110‬‬ ‫مليارات ريال (‪ 29.33‬مليار دوالر)‪.‬‬ ‫أما على املستوى الخارجي‪ ،‬فال ت��زال اململكة تخوض‬ ‫حتى اآلن معركة إعادة األمل بعد انتهاء عاصفة الحزم‬ ‫في اليمن‪ ،‬فيما تبلغ التكلفة الشهرية التقديرية للحرب‬ ‫ً‬ ‫شهريا بحسب تقرير لوكالة‬ ‫نحو ‪ 175‬مليون دوالر‬ ‫األنباء العاملية «روي�ت��رز»‪ ،‬والتي قدمت تلك التقديرات‬ ‫ً‬ ‫قياسا بتكلفة الغارات البريطانية على ليبيا لإلطاحة‬ ‫بنظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي‪ .‬ويضاف إلى‬

‫ذلك تكاليف العمليات اإلغاثية واملساعدات اإلنسانية‬ ‫لليمن بقيمة ‪ 540‬مليون دوالر‪ ،‬منها ‪ 266‬مليونا من‬ ‫م��رك��ز امل�ل��ك سلمان ل�لإغ��اث��ة واألع �م��ال اإلن�س��ان�ي��ة‪ ،‬إلى‬ ‫جانب هبة قدرها ‪ 274‬مليون دوالر لتمويل العمليات‬ ‫اإلنسانية ف��ي اليمن تلبية ل�ن��داء أطلقته منظمة األم��م‬ ‫املتحدة في هذا االتجاه‪.‬‬ ‫وي�ض��اف إل��ى م��ا سبق‪ ،‬انخفاض أس�ع��ار النفط بشمل‬ ‫دراماتيكي منذ يونيو (ح��زي��ران) ‪ .2014‬عندما هبط‬ ‫سعر خام القياس العاملي مزيج برنت من نحو ‪ 115‬دوالرا‬ ‫للبرميل‪ ،‬وهو املستوى الذي ساعد اململكة على تسجيل‬ ‫فوائض متتالية في امليزانية‪ ،‬ليصل ً‬ ‫ً‬ ‫دوالرا‬ ‫حاليا إلى ‪59‬‬ ‫للبرميل‪.‬‬

‫خفض صندوق النقد الدولي توقعات نمو االقتصاد‬ ‫السعودي من ‪ 3‬في املائة في تقديرات أبريل (نيسان)‬ ‫امل��اض��ي إل ��ى ‪ 2.8‬ف��ي امل��ائ��ة ف��ي ت�ق��ري��ر م �ح��دث عن‬ ‫ال�ت��وق�ع��ات االق �ت �ص��ادي��ة ال�ع��امل�ي��ة ن�ش��ر أوائ� ��ل الشهر‬ ‫الجاري‪ .‬كما توقع الصندوق أن العجز قد يرتفع إلى‬ ‫�ودة إي��ران املرتقبة إلى‬ ‫‪ 130‬مليار دوالر‪ .‬كما أن ع� ً‬ ‫س��وق النفط بعد توقيعها اتفاقا مع القوى الكبرى‬ ‫يعالج مسألة ملفها النووي الشهر املاضي‪ ،‬قد يؤثر‬ ‫ً‬ ‫سلبا على األسعار الحالية‪ ،‬وهي منخفضة باألصل‬ ‫عن املأمول‪.‬‬ ‫ولكن يبقى للمملكة فرصة إعادة النظر في سياسات‬ ‫الدعم السخي للمحروقات والخدمات وإمكانية فرض‬ ‫رسوم إضافية على بعض القطاعات غير املنتجة على‬ ‫امل ��دى ال�ق�ص�ي��ر‪ ،‬إل��ى ج��ان��ب ال�س�ي��ر س��ري� ً�ع��ا ف��ي تنويع‬ ‫االقتصاد والحد من االعتماد على النفط في امليزانية‬ ‫على املدى الطويل‪ .‬كما أن االحتياطيات النقدية كافية‬ ‫ل�س��د أي ع�ج��ز محتمل خ�ل�ال ال�س�ن��وات األرب ��ع املقبلة‬ ‫بحسب بيانات صندوق النقد الدولي‪ .‬ويضاف إلى كل‬ ‫ذل��ك العمل بشكل أكبر على تحفيز النمو عبر جذب‬ ‫استثمارات أجنبية ومحلية ت��در املزيد من اإلي ��رادات‪.‬‬ ‫وتبقى العودة إلى مستويات الدين الكبيرة التي كانت‬ ‫م��وج��ودة مطلع األلفية أم��را بالغ الصعوبة‪ ،‬على األق��ل‬ ‫في املدى املنظور <‬ ‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪53‬‬


‫تعد السعودية أكثر بلدان العالم‬ ‫انخفاضا للدين العام نسبة إلى‬ ‫ً‬ ‫حاليا‬ ‫الناتج اإلجمالي‪ ،‬إذ ال يتجاوز‬ ‫‪ 1.6‬املائة بقيمة تبلغ ‪ 44.3‬مليار‬ ‫ريال (‪ 11.81‬مليار دوالر) من أصل‬ ‫ناتج إجمالي محلي وصل إلى ‪2.8‬‬ ‫تريليون ريال (‪ 746‬مليار دوالر)‬ ‫بنهاية عام ‪ ،2014‬ليشكل ‪ 1.2‬في‬ ‫املائة من مجمل حجم االقتصاد‬ ‫العاملي‪ .‬ومن أهم خصائص الدين‬ ‫العام السعودي أنه دين داخلي‬ ‫تستأثر به البنوك واملؤسسات‬ ‫املالية املحلية فقط‪ .‬وتحققت ذروة‬ ‫حجم الدين بالنسبة للناتج املحلي‬ ‫عام ‪ 1999‬عندما وصلت إلى ‪103.5‬‬ ‫في املائة في وقت كانت اإليرادات‬ ‫الحكومية في انحسار بسبب هبوط‬ ‫عنيف ألسعار النفط عندما حام‬ ‫حول ‪ 10‬دوالرات للبرميل الواحد!‬

‫ً‬ ‫أكثر بلدان العالم انخفاضا‬ ‫للدين العام نسبة‬ ‫إلى الناتج اإلجمالي‬

‫تصاعد خجول للدين العام السعودي‬ ‫الرياض‪ :‬وائل مهدي‬ ‫مر الدين العام السعودي بتقلبات عنيفة خالل‬ ‫العقود األربعة األخ�ي��رة‪ ،‬وساهم في ذل��ك عوامل‬ ‫جيوسياسية وديموغرافية متعددة‪ ،‬إال أن أصعبها‬ ‫ً‬ ‫وأكثرها استنزافا للموارد السعودية كانت حرب‬ ‫الخليج األول��ى بني ال�ع��راق وإي��ران (‪ )1988 - 1981‬وحرب‬ ‫الخليج الثانية لتحرير الكويت (‪ ،)1991‬حيث تكبدت الخزينة‬ ‫السعودية عشرات املليارات من الدوالرات (تقول التقديرات‬ ‫املجمعة إن كلفة عاصفة الصحراء كانت أكثر بقليل من ‪61‬‬ ‫مليار دوالر‪ ،‬تحملت معظمها السعودية والكويت)‪.‬‬ ‫‪52‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫وم��ع ت��زاي��د ال�ن�ف�ق��ات‪ ،‬اض �ط��رت ال�س�ع��ودي��ة آن ��ذاك إل��ى‬ ‫االقتراض الخارجي لتمويل العجز في امليزانية‪ ،‬إال أنها‬ ‫أنهت تلك التجربة عام ‪ ،1995‬واتجهت نحو االقتراض‬ ‫الداخلي من البنوك املحلية على شكل سندات حكومية‬ ‫وأدوات مالية أخرى‪ .‬ولم تكن تلك أرقام الدين آنذاك في‬ ‫متناول العامة ‪ -‬كما هو الحال اليوم ‪ -‬إل��ى أن صرح‬ ‫وزير املالية الدكتور إبراهيم العساف أواخر عام ‪2001‬‬ ‫بأن حجم الدين العام يتجاوز ‪ 600‬مليار ريال (‪160‬‬ ‫مليار دوالر)‪ .‬وواصل ذلك الرقم االرتفاع حتى وصل‬ ‫إلى ‪ 660‬مليار ريال (‪ 176‬مليار دوالر) في ‪ .2003‬إال‬ ‫أن اإلي��رادات النفطية بدأت باالنتعاش منذ ذلك الحني‪،‬‬ ‫واتخذت اململكة ً‬ ‫قرارا سياديا بجعل إطفاء الدين العام‬

‫في أعلى سلم أولوياتها‪ .‬وبالفعل‪ ،‬نجحت خالل ‪11‬‬ ‫ً‬ ‫عاما بالتخلص من ذلك العبء الثقيل‪ ،‬وس��ددت ‪616‬‬ ‫مليار ريال (‪ 164.27‬مليار دوالر) بني األع��وام ‪2003‬‬ ‫‪.2014 -‬‬

‫تحوالت املشهد السعودي‬ ‫شهد العام الجاري تغييرات سياسية كبيرة في السعودية‬ ‫على املستوى الداخلي كان أهمها تولي خ��ادم الحرمني‬ ‫الشريفني امللك سلمان بن عبد العزيز شؤون الحكم في‬ ‫يناير (ك��ان��ون ال�ث��ان��ي) امل��اض��ي‪ ،‬وإص ��داره حزمة أوام��ر‬


‫بخطط منظمة «أوبيك»‪ ،‬لكن ذلك لم يغرق السوق بالنفط‪ ،‬بل‬ ‫بالعكس‪ ،‬فهو فتح شهية الشركات العاملية كي تشتري أكبر‬ ‫الكميات وتخزنها‪ ،‬وبلدان مثل نيجيريا‪.‬‬ ‫وأن �غ��وال وليبيا بعد اإلط��اح��ة بمعمر ال�ق��ذاف��ي رفعتا سقف‬ ‫إن�ت��اج�ه��ا بشكل غ�ي��ر ع ��ادي‪ ،‬م�م��ا وف��ر ف��رص��ا ذه�ب�ي��ة لهذه‬ ‫الشركات كي تسخر كل ناقلة من أجل تخزين ماليني براميل‬ ‫النفط‪ .‬إنها لعبة خطيرة جدا لها انعكاسات سلبية جدا خاصة‬ ‫على البلدان النامية ألنها سوف تشتري مستلزماتها من النفط‬ ‫بالسعر الذي يفرض عليها‪.‬‬ ‫وتحدث الخبير عن عنصر لم يدخله أحد في الحسبان‪ ،‬وهو‬ ‫اض �ط��رار ال�ش��رك��ات امل�خ��زن��ة للنفط بيع م��ا خزنته بأسعار‬ ‫رخ�ي�ص��ة‪ ،‬إذا م��ا واص�ل��ت أس�ع��ار النفط ف��ي ال�ب�ل��دان املنتجة‬ ‫التراجع‪ ،‬عندها تكون كل أحالمهم قد تبددت‪ .‬واألطراف التي‬ ‫تشارك في شراء النفط وتخزينه أيضا شركات مضاربة ال‬ ‫تعلن عن الصفقات التي تقوم بها‪.‬‬

‫برميل أي نحو ‪ 13‬مليار لتر‪ .‬وبحسب التقرير املشكلة فإن‬ ‫شاحنة في محطة لتخزين النفط في ميناء‬ ‫الواليات املتحدة تستخرج كميات كبيرة من النفط والخزانات‬ ‫فاسيليكوس القبرصية تابعة لشركة متعددة‬ ‫لديها ب��ات��ت مليئة تقريبا‪ ،‬وم��ن امل�ت��وق��ع أن ال تعد خ��زان��ات‬ ‫الجنسيات مقرها في روتردام (غيتي)‬ ‫كاشينغ تستوعب امل��زي��د‪ ،‬عندها قد تقع مشكلة‪ ،‬إذ عليها‬ ‫التخلص م��ن ه��ذا ال�ك��م ال�ه��ائ��ل‪ ،‬مما ق��د ي��ؤدي إل��ى انخفاض‬ ‫األسعار‪ ،‬وينعكس ذلك على أسواق النفط العاملية أيضا‪.‬‬ ‫ويعيد التقرير رف��ع سقف إنتاج النفط في ال��والي��ات املتحدة‬ ‫األميركية أيضا إل��ى استخراج النفط من الصخر الزيتي أو‬ ‫استخراج النفط الصخري املسمى فراكينغ‪ ،‬الذي وسع حجمها‬ ‫نحو ‪ 80‬ف��ي امل��ائ��ة‪ .‬واملشكلة ال�ت��ي ق��د تخفض سعر النفط‬ ‫بشكل عام أن الكثير من الشركات املنتجة للنفط الصخري‬ ‫اقترضت مبالغ هائلة وعليها اآلن إنتاج كميات كبيرة كي‬ ‫تسدد قروضها بسرعة‪ ،‬وهذا ب��دوره قد يحدث تراجعا في‬ ‫أس�ع��ار ال�ن�ف��ط‪ ،‬مما يجعله ع��ام�لا م��ؤث��را ل�ت�س��ارع الشركات‬ ‫األخ��رى التي خزنت ف��ي الناقالت لبيع نفطها لكن بالسعر‬ ‫الذي لن يحقق طموحاتها‪.‬‬ ‫والعامالن اآلخران اللذان قد يعجال في بيع ما خزن من النفط‬ ‫بسعر منخفض ه��و‪ :‬أوال ع��ودة ضخ النفط بشكل طبيعي‬ ‫في ليبيا وثانيا إمكانية نجاح املفاوضات مع إيران املتعلقة‬ ‫ببرامجها النووية‪ ،‬فإذا ما تكللت املفاوضات باتفاق سوف‬ ‫تعود إيران إلى تصدير نفطها أسوة بالبلدان النفطية الباقية‬ ‫وهنا يتوقع الخبراء رف��ع سقف عروضها النفطية وإغ��راق‬ ‫األسواق األوروبية‪ ،‬وأول املتضررين عندها ستكون الشركات‬ ‫الصغيرة واملتوسطة املخزنة لكميات هائلة من النفط‪ ،‬في هذه‬ ‫األثناء سوف تحاول الشركات الضخمة تقليص الخسائر‬ ‫إما بطرح الكمية بعد األخرى للبيع أو اإلبقاء على التخزين‬ ‫وانتظار فرص أفضل‪ .‬لكن حتى ولو باعت الشركات الضخمة‬ ‫النفط بزيادة بسيطة مقارنة مع سعر املشترى فإنها تحقق‬ ‫أرباحا‪.‬‬ ‫في املقابل يقول رأي آخر ال يمكن للشركات إبقاء الناقالت‬ ‫في أعالي البحار‪ ،‬إذ إن كل مائة يوم يكلف أكثر من ‪ 4‬ماليني‬ ‫دوالر‪ ،‬وإذا ل��م تتمكن م��ن البيع بسعر ج�ي��د‪ ،‬فإنها سوف‬ ‫تتعرض لكارثة مالية كبيرة‪ .‬إضافة إلى ذلك فإن ضخ العراق‬ ‫وروسيا كميات كبيرة من النفط يعني بالتالي ع��دم ارتفاع‬ ‫سعره للفترات املقبلة‪ ،‬فهل سيصر بعضها على عدم البيع‬ ‫سفينة الصهاريج املتنقلة يوميا إل��ى ‪ 40‬أل��ف دوالر‪ ،‬مع أن بانتظار ارتفاع األسعار؟‬ ‫األسعار املتوسطية كانت ما بني الـ‪ 20‬والـ‪ 30‬ألف دوالر‪ ،‬لكن‬ ‫الجهات املالكة لها تريد أيضا تحقيق مكاسب‪ ،‬باألخص مع‬ ‫مواصلة شركات نفط مثل اتحاد شركات «ش��ل» استئجار منظمات حماية البيئة تحذر‬ ‫ن��اق�لات عمالقة‪ ،‬بينما فضلت ش��رك��ات أخ��رى ش��راء سفن وحيال هذا التسابق في التخزين‪ ،‬أطلقت عدة منظمات حماية‬ ‫قديمة أو استئجار ناقالت على أس��اس عقود إيجار طويل البيئة البحرية صفارة اإلن��ذار ألن بعض ه��ذه الناقالت أو‬ ‫املدى بسعر يصل إلى ‪ 30‬ألف دوالر يوميا‪.‬‬ ‫سفن الصهاريج املحملة بماليني األطنان من النفط قديمة‬

‫الواليات املتحدة ترفع إنتاجها‬

‫ويلفت تقرير لصحيفة «هادلبزبالت االقتصادية» األملانية إلى‬ ‫أن مستوى مخزون الواليات املتحدة من النفط أصبح أعلى‬ ‫مستوى منذ إصدارها أول بيانات عام ‪ ،1982‬ويصل حاليا‬ ‫إلى ‪ 449‬مليون برميل‪ ،‬أي أقل بقليل من النسبة القصوى التي‬ ‫حددتها الوكالة الدولية للطاقة‪ ،‬وهي ‪ 521‬مليون برميل‪ ،‬وكل‬ ‫يوم ينتج األميركيون مليون برميل أكثر مما يبيعون‪ ،‬جزء‬ ‫كبير من اإلنتاج يخزن في خزانات ببلدة كاشينغ في والية‬ ‫املضاربة بإيجار الناقالت‬ ‫أوكالهوما‪ ،‬إضافة إلى كل ما يستخرج من النفط من خليج‬ ‫واستنادا إلى معلومات من مصادر لوسطاء الشحن وسفن املكسيك‪ .‬ويعتبر خ��زان كاشينغ أه��م مكان لتخزين النفط‬ ‫النقل في هامبورغ يصل سعر استئجار الناقلة الواحدة أو في الواليات املتحدة‪ ،‬وبإمكانه استيعاب ما يقدر بـ‪ 80‬مليون‬

‫الصنع‪ ،‬ولم تخضع منذ سنوات لعمليات صيانة‪ ،‬لذا ليس من‬ ‫املستبعد أن تتسرب منها كميات هائلة فتتكرر بذلك مأساة‬ ‫حرب الخليج وكارثة تلوث خليج املكسيك‪ ،‬ويصل التسرب‬ ‫إلى الشواطئ فتفتك بالثروات البحرية التي تعاني بدورها‬ ‫منذ س�ن��وات م��ن ت�ل��وث فتك ب��أن��واع كثيرة م��ن الحيوانات‬ ‫البحرية وقضى على رزق آالف الصيادين‪ .‬واملشكلة الكبرى‬ ‫هي أن أماكن مرابطة هذه الناقالت في أعالي البحار غير‬ ‫معروفة من أجل حمايتها من السطو أو أعمال التخريب لذا‬ ‫ال يمكن تتبع أوضاعها واحتمال تسرب نفط منها طاملا أن‬ ‫بعضها قديم‪ ،‬والخطر األكبر هو حدوث تغيير مناخي مثل‬ ‫هبوب عواصف قوية أو ه��زات بحرية عندها تقع بالفعل‬ ‫كارثة فمن يتحمل مسؤوليتها؟ سؤال تطرحه اليوم وبإلحاح‬ ‫منظمات حماية البيئة <‬ ‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪51‬‬


‫عبارة «البيع املؤجل» أصبحت‬ ‫اليوم متداولة في صفوف‬ ‫الشركات الضخمة وسماسرة‬ ‫أسواق النفط‪ ،‬فما يتم شراؤه‬ ‫اليوم من كميات هائلة من النفط‬ ‫من قبل الشركات العمالقة أو تجار‬ ‫النفط يخزن في ناقالت ضخمة‬ ‫ويخبأ في أعالي البحار أو املياه‬ ‫اآلمنة حسب تعبيرهم إلى حني‬ ‫ارتفاع السعر‪ ،‬لكن هذا املضاربة‬ ‫تحتوي على الكثير من املخاطر‬ ‫أيضا على البيئة واإلنسان‪.‬‬

‫خزانات عمالقة في أملانيا‬ ‫لتخزين ماليني األطنان‬ ‫من الذهب األسود‬

‫سماسرة أسواق النفط‬

‫برلني ‪ :‬اعتدال سالمة‬ ‫م��ن يتابع أس��واق النفط العاملية منذ فترة يالحظ‬ ‫التأرجح الكبير في األس�ع��ار؛ فقبل ث�لاث سنوات‬ ‫وص��ل سعر برميل النفط الخام برنت إل��ى ‪95.56‬‬ ‫دوالر وقبل عام من اليوم ارتفع إلى ‪ 109.90‬دوالر بعدها لم‬ ‫يعد يستقر على سعر وتراجع قبل ستة أشهر إلى أدنى حد‬ ‫له وهو ‪ 50.90‬دوالر واليوم يحاول االحتفاظ بسعر الستني‬ ‫دوالر للبرميل‪ .‬ورغم التراجع في األسعار ارتفع حجم اإلنتاج‬ ‫لدى بعض دول املنتجة بشكل ملحوظ‪ ،‬لكن األسواق لم تشهد‬ ‫كميات هائلة منه‪ ،‬مما دفع إلى التساؤل ليست كل الكميات‬ ‫ُ‬ ‫املنتجة تباع فأين تخزن‪ ،‬وهل هناك أماكن كافية لتخزينها؟‬ ‫الجواب يرد حاليا في تقارير مؤسسات عاملية‪ ،‬إذ إن ماليني‬ ‫األطنان من النفط تخزن في ناقالت وسفن صهاريج مرابطة‬ ‫في ما يسمى باملياه الهادئة في أعالي البحار على أمل بيعها‬ ‫عندما يرتفع سعرها وتحقيق أرباح خيالية‪ .‬ومن يقوم بهذه‬ ‫العمليات ليسوا رجال عصابات بل اتحاد شركات نفط عاملية‬ ‫معروفة وذلك تحت شعار «اقتناص فرصة تدني األسعار»‪،‬‬ ‫ومن أجل تخزين هذه الكميات الهائلة وهي استراتيجية غير‬ ‫ع��ادي��ة أت��وا على فكرة استئجار ن��اق�لات أو خ��زان��ات عمالقة‬ ‫‪50‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫عائمة وإخفاء النفط فيها وتركها تحت حراسة مشددة في الـ‪ 60‬مليون برميل وشركة «فيتول» لوحدها خزنت على منت‬ ‫البحار العالية‪ ،‬فهذه يسهل تصديرها إلى الجهات التي تريد الناقلة أوسيانيا ثالثة ماليني برميل من النفط مرابطة في‬ ‫الشراء عند ارتفاع األسعار ويمكن تركها في البحر ألن النفط أعالي البحار‪.‬‬ ‫مادة ال تفسد‪ .‬وحسب مصادر أملانية مطلعة‪ ،‬فإن «شل» و«بي‬ ‫بي» من بني الشركات التي تخزن النفط بهذه الطريقة إضافة حالة سابقة عام ‪2009‬‬ ‫إل��ى ت�ج��ار نفط مستقلني مثل مجموعة ش��رك��ات «فيتول»‪،‬‬ ‫وم��رك��زه��ا ف��ي روت ��ردام ب�ه��ول�ن��دا‪ ،‬وه��ي م��وج��ودة ف��ي جنيف إال أن التسابق على تخزين النفط ليس بجديد‪ ،‬فحسب محللي‬ ‫وهيوسنت ولندن وسنغافورا ولها حضور كبير في أسواق أس��واق النفط في مؤسسة «ج��ي بي إس أنرجي» شهد عام‬ ‫الغاز والوقود الحيوي وشركة «ترافوغور بيهير» الهولندية ‪ 2008‬املوجة نفسها‪ ،‬وخزنت شركات كبيرة ما ال يقل عن‬ ‫ومركزها في أمستردام ولها موقع في أس��واق امل��واد الخام مائة مليون برميل في عرض البحر تم بيعها عندما ارتفعت‬ ‫والنفط واملنتجات النفطية والطاقة املتجددة‪ ،‬لكن األهم من كل األسعار وحققت أرباحا هائلة‪ .‬فاألسعار ارتفعت مطلع عام‬ ‫ذلك إنها شركة نقل عمالقة بحرية ووسيط نقل دولي‪ ،‬مما ‪ 2008‬إلى ‪ 143.95‬دوالر للبرميل لتتراجع بحدة إلى ‪33.73‬‬ ‫يعني أنها ليست بحاجة إلى استئجار ناقالت‪.‬‬ ‫دوالر ف��ي ديسمبر (ك��ان��ون األول) م��ن ال�ع��ام نفسه‪ ،‬بعدها‬ ‫أوسيانيا»‬ ‫إي‬ ‫ويشارك في التخزين ناقلة النفط العمالقة «تي‬ ‫ارتفعت األسعار عام ‪ 2009‬وتابعت ارتفاعها لتصل إلى ما‬ ‫وطولها‬ ‫غالفني‪،‬‬ ‫اململوكة من شركة «هيليسبونت»‪ ،‬وهي ذات‬ ‫فوق املائة دوالر عام ‪ .2011‬وبعكس خبراء نفط آخرين ترى‬ ‫مليون‬ ‫‪3.166‬‬ ‫نقل‬ ‫‪ 380‬مترا وعرضها ‪ 68‬مترا‪ ،‬ولها قدرة على‬ ‫املؤسسة أن تخزين الكميات الهائلة من النفط مؤقتا على األقل‬ ‫تعتمد‬ ‫بينما‬ ‫متنقل‬ ‫برميل من النفط وتستخدم كصهريج‬ ‫قد يحقق استقرارا ألسعاره في األسواق العاملية‪.‬‬ ‫يانغ»‪.‬‬ ‫تونغ‬ ‫و«كسني‬ ‫يونغ»‬ ‫«شل» على السفينتني «كسني ران‬ ‫بينما يقول خبير الشؤون النفطية األملاني فالتر فاينبيرغ‬ ‫في‬ ‫�ي»‬ ‫�‬ ‫ج‬ ‫�ر‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫ج‬ ‫«‬ ‫وح�س��ب مؤسسة االس�ت�ش��ارات‬ ‫يشهد العالم منذ أكثر من عام فائضا من اإلنتاج النفطي‪ ،‬أي‬ ‫يتجاوز‬ ‫النفط‬ ‫من‬ ‫اليوم‬ ‫حتى‬ ‫خزن‬ ‫فيينا‪ ،‬فإن إجمالي حجم ما‬ ‫أكثر من الحاجة العاملية ألن بعض البلدان النفطية لم تعد تلتزم‬


‫املشروع الجديد يزيد مزايا قناة السويس‬ ‫أمام املمرات املالحية املنافسة‬

‫‪,,‬‬

‫‪,,‬‬

‫اإليرادات املتوقعة‬ ‫بلغت إيرادات قناة السويس ‪ 5‬مليارات دوالر و‪ 372.7‬مليون‬ ‫دوالر خ�ل�ال ال �ع��ام امل��ال��ي امل��اض��ي ‪ ،2015 /2014‬ب��زي��ادة‬ ‫بلغت ‪ 3.7‬مليون دوالر عن العام املالي امل��اض��ي‪ .‬وتعتبر‬ ‫تلك اإليرادات هي األعلى في تاريخ القناة بزيادة طفيفة عن‬ ‫العام السابق له‪.‬‬ ‫وكان الفريق مهاب مميش‪ ،‬رئيس هيئة قناة السويس‪ ،‬قد‬ ‫أعلن في مطلع العام الجاري عن تثبيت رسوم عبور السفن‬ ‫وزي��ادة رس��وم عبور سفن الغاز ‪ 10‬في املائة فقط للعام‬ ‫الجاري‪ .‬وتتأثر قيمة حساب عبور السفن بتراجع أو ارتفاع‬ ‫سلة العمالت النقدية لصندوق النقد الدولي‪ ،‬وهي العمالت‬ ‫التي تتعامل بها قناة السويس‪.‬‬ ‫ومن املتوقع أن يصل فائض الدولة من إيرادات قناة السويس‬ ‫خ�لال العام املالي املاضي إل��ى ‪ 19.15‬مليار جنيه (‪2.47‬‬ ‫مليار دوالر)‪ ،‬بينما تخطط ال��دول��ة وفقا للموازنة العامة‬ ‫للبالد للعام املالي الحالي أن يصل فائض الدولة من إيرادات‬ ‫قناة السويس إلى ‪ 19.69‬مليار جنيه (‪ 2.54‬مليار دوالر)‬ ‫بنمو قدره ‪ 2.8‬في املائة‪ ،‬وهو ما يشير إلى أن الحكومة ال‬ ‫تتوقع نموا كبيرا في العائدات خالل العام األول لتشغيل‬ ‫املمر املالحي الجديد‪.‬‬ ‫لكن حركة التجارة العاملية التي يمر ‪ 12‬في املائة منها عبر‬ ‫قناة السويس ستؤثر أيضا على إمكانية تحقيق معدالت‬ ‫نمو كبيرة في حركة املرور بقناة السويس‪.‬‬ ‫وتتوقع منظمة التجارة العاملية نمو التجارة العاملية في‬ ‫العام ال�ج��اري ‪ 2015‬بنسبة ال تزيد على ‪ 3.3‬في املائة‪،‬‬ ‫وه��ي أق��ل مما ك��ان متوقعا‪ ،‬وع��زت املنظمة الدولية ذلك‬ ‫إلى انخفاض الناتج املحلي اإلجمالي تأثرا باألزمة املالية‪.‬‬ ‫وأكد روبرتو ازيفيدو املدير العام ملنظمة التجارة العاملية‬ ‫أن العام املاضي ‪ 2014‬كان الثالث على التوالي الذي نمت‬ ‫فيه التجارة العاملية بنسبة أقل من ‪ 3‬في املائة وذلك بعكس‬ ‫املتوقع أيضا‪.‬‬ ‫وتوقعت املنظمة أن يصل نمو التجارة العاملية في العام القادم‬ ‫‪ 2016‬إلى ‪ 4‬في املائة‪ ،‬محذرة من أن تلك التوقعات قد تتغير‬ ‫على خلفية كثير م��ن ال�ع��وام��ل مثل ال�ت��وت��رات السياسية‪،‬‬ ‫والسياسات النقدية املتباينة‪ ،‬والتقلبات في معدل التغييرات‪،‬‬ ‫وكذلك تباطؤ النمو في االقتصادات الناشئة‪.‬‬

‫تقارير مؤسسات أجنبية‬

‫أطفال يقدمون الزهور للرئيس املصري عبد الفتاح السيسي في بداية انطالق مشروع الفرع الجديد لقناة السويس أغسطس ‪( 2014‬غيتي)‬

‫حاويات العالم‪ ،‬ورغم ذلك فإن إيراداتها ال تتجاوز ‪ 6‬مليارات‬ ‫دوالر»‪ .‬وعول جودة على هذا املشروع بعد توسعة املجرى‬ ‫امل�لاح��ي‪ ،‬وتعميقه ف��ي إح�ي��اء صناعة السفن ف��ي مصر‪،‬‬ ‫فضال عن تنمية ‪ 6‬محافظات مصرية‪.‬‬

‫محور قناة السويس‬ ‫مع افتتاح قناة السويس الجديدة‪ ،‬تسعى الحكومة إلى تنمية‬ ‫إقليم قناة السويس‪ ،‬عبر تطوير األراضي املتاخمة ملجرى‬

‫القناة‪ ،‬واستثمارها في إقامة مصانع ومناطق لوجيستية‪.‬‬ ‫وق��ال مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس إن وجود‬ ‫«ق�ن��اة ال�س��وي��س ال�ج��دي��دة» سيعطي م��وق��ع امل �ش��روع ميزة‬ ‫عاملية وتصنيفا جديدا على العالم‪ ،‬ما ينعكس على مشروع‬ ‫التنمية‪ ،‬ألن القناة الجديدة ستكون ق��ادرة على استقبال‬ ‫جميع أنواع السفن والحموالت‪ ،‬مما يسهل ويسرع الوصول‬ ‫إلى مصادر الترويج والتوزيع املحلية واإلقليمية والعاملية‪،‬‬ ‫مشيرا إلى أن التميز اللوجيستي للمشروع سيكون له أكبر‬ ‫األثر في نجاح املشروعات املقامة فيه‪.‬‬

‫توقع البنك الدولي مطلع الشهر املاضي أن يرفع «استقرار‬ ‫األوض� ��اع ال�س�ي��اس�ي��ة واالج�ت�م��اع�ي��ة واألم �ن �ي��ة» ف��ي مصر‬ ‫م�ع�ن��وي��ات املستثمرين ف��ي ق�ط��اع��ات ال�ط��اق��ة وال�ن�ق��ل‪ ،‬بما‬ ‫في ذلك االستثمار في مشروعات تتعلق بقناة السويس‬ ‫الجديدة‪.‬‬ ‫وقال أحدث تقرير لصندوق النقد الدولي إن هناك مخاطر‬ ‫ف��ي االق �ت �ص��اد ال �ع��امل��ي ق��د ت��ؤث��ر س�ل�ب� ً�ي��ا ع�ل��ى االق�ت�ص��اد‬ ‫املصري‪ ،‬ومن بينها التباطؤ املتوقع في النمو االقتصادي‬ ‫ملعظم الدول النامية والشركاء االقتصاديني الرئيسيني ملصر‬ ‫مما يؤثر ً‬ ‫سلبا على التدفقات الخارجية ملصر‪ ،‬خصوصا‬ ‫م��ع انخفاض االحتياطي م��ن النقد األجنبي ب�ه��ا‪ .‬وأش��اد‬ ‫التقرير بمشروع قناة السويس الجديدة وق��درة الحكومة‬ ‫على توفير مصادر تمويله محليا مما يدل على الثقة العالية‬ ‫في املشروع وفي املستقبل االقتصادي للبالد <‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪49‬‬


‫تفتتح مصر في السادس من‬ ‫أغسطس (آب) الحالي قناة‬ ‫السويس الجديدة رسميا‪ ،‬بعد‬ ‫عام من بدء أعمال الحفر بها‪،‬‬ ‫في خطوة تستهدف بها البالد‬ ‫جعل قناة السويس التي تتجاوز‬ ‫عائداتها السنوية ‪ 5‬مليارات‬ ‫دوالر‪ ،‬األكثر تنافسية بني باقي‬ ‫املمرات املالحية البديلة‪.‬‬

‫سفينة ترسو بالفرع الجديد لقناة السويس (أ‪.‬ف‪.‬ب)‬

‫وسط تحديات من أزمات االقتصاد العاملي‬

‫افتتاح قناة السويس الجديدة ‪..‬‬ ‫وتوقعات بمضاعفة اإليرادات بنحو ‪% 259‬‬ ‫القاهرة‪ :‬شريف اليماني‬ ‫قناة السويس الجديدة ع�ب��ارة ع��ن ممر مالحي‬ ‫يحاذي جزءا من املمر املالحي الحالي‪ ،‬يمتد بطول‬ ‫‪ 72‬كيلومترا‪ ،‬منها ‪ 35‬كيلومترا حفر ج��اف‪،‬‬ ‫ونحو ‪ 37‬كيلومترا توسعة وتعميق ألج��زاء م��ن املجرى‬ ‫الحالي للقناة‪.‬‬ ‫وتستهدف مصر من إنشاء «قناة السويس الجديدة» زيادة‬ ‫ال��دخ��ل القومي‪ ،‬بمضاعفة إي ��رادات القناة بنحو ‪ 259‬في‬ ‫املائة‪ ،‬ما يوفر ما يقرب من مليون فرصة عمل في إنشاء‬ ‫مدن صناعية على ضفاف القناة‪ ،‬منها منطقة إنشاء سفن‬ ‫وحاويات وتصنيع سيارات وتكنولوجيا متقدمة وصناعات‬ ‫خشبية ومنسوجات وأثاث وصناعات زجاجية‪ ،‬وتحقيق‬ ‫عائد سريع وتوفير األمن الغذائي من خالل إقامة مشاريع‬ ‫االستزراع السمكي‪.‬‬ ‫وفي مطلع سبتمبر (أيلول) املاضي‪ ،‬طرحت مصر شهادات‬ ‫أم��ام مواطنيها لتمويل حفر القناة‪ ،‬وجمعت خاللها نحو‬ ‫‪ 64‬مليار جنيه بما يعادل وقتها ‪ 8.4‬مليار دوالر‪ ،‬خالل‬ ‫ثمانية أيام‪.‬‬

‫اجتذاب حركة التجارة العاملية‬ ‫قال خبراء النقل البحري ومحللون اقتصاديون إن مشروع‬ ‫‪48‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫قناة السويس الجديدة ق��ادر على اج�ت��ذاب حركة التجارة‬ ‫العاملية والسفن العابرة عبر الشرق والغرب‪.‬‬ ‫وقال حمدي برغوت خبير النقل الدولي املصري إن املشروع‬ ‫يمثل ض ��رورة ملحة مل��واج�ه��ة امل�م��رات امل�لاح�ي��ة املنافسة‪،‬‬ ‫وك��ذل��ك الستيعاب زي��ادة حركة النقل البحري امل��ارة عبر‬ ‫قناة السويس‪ ،‬ولتقديم خدمات مميزة للتجارة العاملية‪،‬‬ ‫وتقليل التكلفة االقتصادية للرحالت البحرية‪ ،‬بتخفيض‬ ‫ساعات االنتظار‪ .‬وقال برغوت إن أهم املشروعات املنافسة‬ ‫لقناة السويس في الوقت الحالي تتمثل في طريق القطب‬ ‫ال�ش�م��ال��ي‪ ،‬ال ��ذي ي��رب��ط ب�ين ال�ص�ين وم��وان��ئ غ��رب أوروب ��ا‪.‬‬ ‫ويمتد ط��ري��ق القطب الشمالي على ط��ول س��اح��ل روسيا‬ ‫على املحيط املتجمد الشمالي بطول نحو ‪ 3020‬ميل بحري‪.‬‬ ‫وبدأ استخدام هذا الطريق على نطاق تجاري خالل فترة‬ ‫السبعينات لنقل امل��واد ال�خ��ام املنتجة ف��ي ش�م��ال روسيا‬ ‫وتصديرها إلى الخارج‪ ،‬وافتتح هذا الطريق للمالحة الدولية‬ ‫ابتداء من أول يوليو (تموز) ‪.1991‬‬ ‫وتقوم فكرة قناة القطب الشمالي على تسيير مكسرات‬ ‫الثلج‪ ،‬وهي عبارة عن سفن تقوم بالسير أمام السفن العابرة‬ ‫لتكسير الثلج لتمكنها من السير في املحيط املتجمد‪.‬‬ ‫وتشير تقديرات مبدئية نشرتها وسائل اإلع�لام إل��ى أن‬ ‫ال��رح�ل��ة البحرية ال�ت��ي تستغرق ‪ 40‬ي� ً‬ ‫�وم��ا ملسافة ‪ 22‬ألف‬ ‫كيلومتر من شمال أوروبا إلى شرق آسيا عن طريق قناة‬ ‫السويس‪ ،‬ستقل إلى ‪ً 30‬‬ ‫يوما ملسافة ‪ 15‬ألف كيلومتر عن‬

‫ً‬ ‫طريق بحر الشمال‪ ،‬فضال عن تجنب املخاطر األمنية من‬ ‫الصومال واليمن‪.‬‬ ‫وقال برغوت إن إنشاء قناة موازية لقناة السويس سيزيد‬ ‫م��ن ج��ذب خ�ط��وط امل�لاح��ة ال�ع��امل�ي��ة إل�ي�ه��ا‪ ،‬م�ش�ي��را إل��ى أن‬ ‫امل�ش��روع��ات اإلس��رائ�ي�ل�ي��ة‪ ،‬وامل��زم��ع تنفيذها ملنافسة قناة‬ ‫السويس‪ ،‬غير قابلة للتنفيذ على أرض الواقع‪ ،‬العتبارات‬ ‫هندسية وفنية‪ ،‬وأخرى تتعلق بالوضع األمني في املنطقة‪.‬‬ ‫وأعلنت إسرائيل مرارا عن عزمها شق قناة منافسة لقناة‬ ‫السويس‪ ،‬تربط بني البحر األحمر واملتوسط عبر البحر‬ ‫امليت وإقامة خط سكة حديد يربط بني ميناءي إيالت على‬ ‫البحر األحمر وأشدود على البحر املتوسط لنقل الحاويات‪،‬‬ ‫وكذلك مد خطوط برية سريعة بني امليناءين‪.‬‬ ‫وفي فبراير (شباط) ‪ 2012‬صدقت الحكومة اإلسرائيلية‬ ‫على مشروع يستهدف شق طريق بديل لقناة السويس‪ ،‬عبر‬ ‫مد خط مزدوج للسكك الحديدية إلى إيالت لنقل املسافرين‬ ‫والبضائع‪.‬‬ ‫وقال برغوت إن قناة السويس تستوعب سنويا عبور نحو‬ ‫‪ 18‬ألف سفينة‪ ،‬ومع تنفيذ مشروع القناة املوازية ستصبح‬ ‫القناة قادرة على استيعاب نحو ‪ 50‬في املائة زيادة في أعداد‬ ‫السفن‪ ،‬وبالتالي ستتضاعف إيراداتها‪.‬‬ ‫وقال الدكتور صالح جودة الخبير االقتصادي‪« :‬إن قناة‬ ‫السويس أهم شريان مالحي في العالم‪ ،‬إذ تمر من خالله‬ ‫نحو ‪ 60‬في املائة من التجارة العاملية‪ ،‬و‪ 22‬في املائة من‬


‫«جيه بي مورجان يدفع ‪125‬‬ ‫مليون دوالر لتسوية تحقيقات‬ ‫نيويورك‪ :‬قالت مصادر مطلعة إن أكبر بنوك الواليات املتحدة «جيه بي‬ ‫مورجان تشيس أند كو» وافق على دفع ‪ 125‬مليون دوالر على األقل لتسوية‬ ‫تحقيقات تجريها الواليات والسلطات االتحادية األميركية في مزاعم بأن‬ ‫البنك سعى إلى جمع دي��ون بطاقات ائتمان استهالكية وبيعها على نحو‬ ‫غير سليم‪.‬‬ ‫وقالت املصادر إن التسوية تشمل نحو ‪ 50‬مليون دوالر تعويضات‪.‬‬ ‫وواجه البنك اتهامات باالعتماد على التوقيع دون اطالع وأساليب أخرى تفتقر‬ ‫إل��ى املصداقية ملالحقة املستهلكني بخصوص دي��ون ال تخصهم وتقديم‬ ‫معلومات غير دقيقة ملشتري الديون‪.‬‬ ‫وستتقاسم الواليات نحو ‪ 95‬مليون دوالر‪ ،‬بينما يحصل مكتب الحماية‬ ‫املالية على ‪ 30‬مليون دوالر‪.‬‬

‫«أورانج» لالتصاالت تنوي التوسع‬ ‫في أفريقيا والشرق األوسط‬ ‫ل � � �ن � ��دن‪ :‬ق � � ��ال رام � � ��ون‬ ‫ف��رن��ان��دي��ز امل��دي��ر امل��ال��ي‬ ‫ل� � �ـ«أوران � ��ج» ال�ف��رن�س�ي��ة‬ ‫ل � � �ل� � ��ات � � � � � �ص � � � � � ��االت إن‬ ‫ش��رك�ت��ه تخطط ل��زي��ادة‬ ‫اإلي��رادات من عملياتها‬ ‫ف ��ي أف��ري �ق �ي��ا وال �ش ��رق‬ ‫األوس � � ��ط ب �ن �ح��و ‪ 5‬ف��ي‬ ‫املائة سنويا حتى ‪2018‬‬ ‫وت�ت�ط�ل��ع ل �ف��رص للنمو‬ ‫في املنطقة‪ ،‬وإن الهدف‬ ‫يتمثل في تحسني أرباح‬ ‫التشغيل في املنطقة بما‬ ‫يفوق نمو املبيعات‪.‬‬ ‫ول� � ��دى «أوران� � � � ��ج» ن�ح��و‬ ‫‪ 100‬مليون مشترك في‬ ‫مصر واملغرب وتونس‬ ‫والسنغال ومالي ودول أخرى‪ ،‬شكلوا نحو ‪ 10‬في املائة من مبيعات املجموعة‬ ‫العام املاضي‪.‬‬ ‫وارتفعت اإلي��رادات من املنطقة ‪ 7‬في املائة إل��ى ‪ 4.29‬مليارات ي��ورو مولدة‬ ‫أرباحا تشغيلية بلغت ‪ 1.4‬مليار يورو‪.‬‬ ‫وأنشأت «أورانج» مؤخرا وحدة مستقلة لعمليات أفريقيا والشرق األوسط‬ ‫لتجعلها أكثر وضوحا للمستثمرين ولتديرها بكفاءة أعلى‪.‬‬ ‫وقال فرنانديز إن هذا الهيكل قد يتيح لـ«أورانج» في نهاية املطاف طرح الوحدة‬ ‫في سوق األسهم أو جذب مستثمرين ماليني أو شركاء استراتيجيني‪.‬‬

‫البيت األبيض يتنبأ بانكماش عجز امليزانية‬ ‫واشنطن‪ :‬ع��دل البيت األبيض تقديراته لعجز امليزانية في السنة املالية‬ ‫‪ ،2015‬التي تنتهي في الثالثني من سبتمبر (أيلول) املقبل إلى ‪ 455‬مليار‬ ‫دوالر‪ ،‬بانخفاض قدره ‪ 128‬مليار دوالر عن تقديراته السابقة التي صدرت‬ ‫في فبراير (شباط) املاضي‪ ،‬إلى حسابات جديدة إليرادات أعلى ومصروفات‬ ‫إنفاق أقل‪.‬‬ ‫ويشير تحديث ألرقام امليزانية إلى أن البيت األبيض يتوقع اآلن أن ينمو الناتج‬ ‫املحلي اإلجمالي بنسبة ‪ 2‬في املائة فقط في عام ‪ ،2015‬انخفاضا من ‪3.0‬‬ ‫في املائة في تقديراته السابقة‪ ،‬وأن يرتفع النمو إلى ‪ 2.9‬في املائة في ‪.2016‬‬ ‫ويتوقع البيت األبيض أن معدل البطالة في الواليات املتحدة سيهبط إلى ‪5.3‬‬ ‫في املائة في ‪ 2015‬من ‪ 6.2‬في املائة في ‪ ،2014‬وأن يواصل التراجع إلى ‪4.9‬‬ ‫في املائة في ‪.2016‬‬

‫بريطانيا تخطط لبيع نصف حصتها في بنك «آر بي إس»‬ ‫لندن‪ :‬تخطط بريطانيا لبيع نصف حصتها في رويال بنك أوف سكوتلند «آر بي إس» بقيمة ‪ 16‬مليار جنيه‬ ‫إسترليني (‪ 25‬مليار دوالر) خالل عامني من أول بيع محتمل في سبتمبر املقبل‪.‬‬ ‫وملح وزير املالية البريطاني جورج أوزبورن إلى أنه يريد البدء في خفض حصة الحكومة البالغة ‪ 32‬مليار إسترليني‬ ‫ً‬ ‫متوقعا من قبل‪ ،‬وهو ما يجعل‬ ‫في األشهر القادمة‪ ،‬لكن املصادر قالت إن األسهم ستباع بوتيرة أسرع مما كان‬ ‫الحكومة على األرجح تتكبد خسائر كبيرة في املبيعات األولية‪.‬‬ ‫وقالت مصادر مطلعة إنه لم يتم بعد اتخاذ قرار في أكبر عملية خصخصة في بريطانيا‪ ،‬وسيعتمد إحراز تقدم‬ ‫على أداء «آر بي إس» واألوضاع في السوق والتحقيقات الحالية في مخالفات سابقة‪.‬‬ ‫وضخت بريطانيا ‪ 45.8‬مليار إسترليني في «آر بي إس» إلنقاذ البنك خالل األزمة املالية ‪ 2009 - 2007‬لتبلغ‬ ‫حصة الحكومة فيه ‪ 78‬في املائة‪ .‬وباألسعار الحالية‪ ،‬فإن الحكومة تكبدت خسارة قدرها ‪ 14‬مليار إسترليني‪.‬‬

‫بناء منتجع غولف في كوبا بنصف مليار دوالر‬ ‫ه��اف��ان��ا‪ :‬ت �ع �ت��زم ش��رك��ة ب��ري�ط��ان�ي��ة‬ ‫للتطوير العقاري مطلع العام القادم‬ ‫ب� �ن ��اء أول م �ن �ت �ج��ع ف ��اخ ��ر ل�ل�غ��ول��ف‬ ‫ف��ي ك��وب��ا ف��ي م�ش��روع بتكلفة ‪500‬‬ ‫مليون دوالر‪ ،‬سيكون أكبر استثمار‬ ‫أجنبي خاص في الجزيرة منذ انهيار‬ ‫االتحاد السوفياتي‪.‬‬ ‫وم��ع تحسن ال�ع�لاق��ات ب�ين ال��والي��ات‬ ‫امل�ت�ح��دة وك��وب��ا ال�ت��ي يحكمها نظام‬ ‫ش �ي��وع��ي‪ ،‬ي �ن �ظ��ر ك �ث �ي��ر م ��ن رج ��ال‬ ‫األع� �م ��ال إل ��ى ال �س �ي��اح��ة وال �ع �ق��ارات‬ ‫ب��اع�ت�ب��اره�م��ا امل�ج��ال�ين األك �ث��ر ج� ً‬ ‫�ذب��ا‬ ‫لالستثمار وقد بدأ السباق بالفعل‪.‬‬ ‫وق� ��ال ال��رئ �ي��س ال �ت �ن �ف �ي��ذي امل �ش��ارك‬ ‫ل �ش��رك��ة «ل� �ن ��دن آن� ��د ري �ج �ن��ال إي ��ان‬ ‫ليفينجستون» إن أعمال البناء ستبدأ‬ ‫في الربع األول من ‪ 2016‬بالشراكة‬ ‫مع شركة دولية لإلنشاءات لم يحدد‬ ‫اسمها بعد‪.‬‬ ‫ويوجد حاليا في كوبا ملعب غولف‬ ‫واحد فقط‪ ،‬لكن الحكومة تقول إنها‬ ‫ت��ري��د أن ي �ك��ون ه �ن��اك ‪ 12‬منتجعا‬ ‫للغولف على األقل في نهاية املطاف‪.‬‬ ‫وإل ��ى ج��ان��ب م�ل�ع��ب ال �غ��ول��ف تشمل‬ ‫ال �خ �ط��ط إن � �ش ��اء م ��رس ��ى ل �ل �ق��وارب‬ ‫وفندق فاخر يضم ‪ 100‬غرفة وأكثر‬ ‫من ‪ 1000‬فيال وشقة للتمليك تطل‬ ‫على البحر‪.‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪47‬‬


‫دمشق تصادق على خط ائتمان‬ ‫إيراني بمليار دوالر‬

‫ً‬ ‫دمشق‪ :‬وقع الرئيس السوري بشار األسد قانونا يقضي بالتصديق‬ ‫على اتفاقية خط تسهيل ائتماني قيمته مليار دوالر من إي��ران‪،‬‬ ‫وهي أم��وال ستساهم في تخفيف الضغوط االقتصادية الناجمة‬ ‫عن الحرب الدائرة في سوريا‪ .‬وجرى توقيع اتفاقية خط التسهيل‬ ‫االئتماني بني املصرف التجاري السوري وبنك تنمية الصادرات‬ ‫اإليراني الحكوميني‪ .‬وكان مصرفيون قالوا إن سوريا وقعت على‬ ‫اتفاقية خط ائتماني سابقة بقيمة ‪ 3.6‬مليارات دوالر مع إيران في‬ ‫يوليو (تموز) ‪ ،2013‬استخدم معظمه في تمويل واردات نفطية‪.‬‬ ‫ويقول باحثون إن املساعدات املالية اإليرانية تعتبر حيوية لحكومة‬ ‫س��وري��ا واقتصادها ال��ذي انكمش أكثر م��ن النصف على م��دى ‪4‬‬ ‫سنوات منذ اندالع الحرب‪ .‬وتضرر االقتصاد السوري من نضوب‬ ‫احتياطات النقد األجنبي التي قدرت بما بني ‪ 16‬مليارا و‪ 18‬مليار‬ ‫دوالر قبل األزمة‪ .‬وكانت البالد تجني نحو ‪ 2.5‬مليار دوالر سنويا‬ ‫من صادرات النفط قبل الحرب‪.‬‬

‫السلطة الفلسطينية تقلص دينها العام بنحو ‪ 900‬مليون دوالر‬ ‫رام ال�ل��ه‪ :‬ق��ال وزي��ر املالية الفلسطيني شكري ب�ش��ارة إن‬ ‫السلطة الفلسطينية نجحت خالل عامني في خفض الدين‬ ‫العام بنحو ‪ 900‬مليون دوالر‪ .‬وأضاف‪« :‬مجموعة املديونية‬ ‫اآلن هي بحدود ‪ 4.2‬مليارات دوالر‪ ،‬وقبل سنتني كانت ‪5.1‬‬ ‫مليارات دوالر‪ ،‬بمعنى آخر (هناك) انخفاض في شتى أنواع‬ ‫الديون بحدود ‪ 800‬إلى ‪ 900‬مليون دوالر»‪ .‬وأوضح بشارة‬ ‫أن مديونية السلطة الفلسطينية من البنوك املحلية كانت قبل‬ ‫سنتني نحو ‪ 1.5‬مليار دوالر بينما تبلغ اآلن ‪ 1.2‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وق��ال إن مديونية السلطة لبنوك خارجية مثل بنك التنمية‬ ‫والبنك الدولي والصناديق العربية بلغت اآلن مليار دوالر بعد‬ ‫أن كانت ‪ 1.2‬مليار‪.‬‬

‫الرئيس التنفيذي لـ«توشيبا» يستقيل إثر فضيحة‬

‫تونس تتوقع تباطؤ‬ ‫النمو السنوي إلى ‪% 1‬‬ ‫تونس‪ :‬قال وزير املالية التونسي سليم شاكر إنه يتوقع تباطؤ‬ ‫نمو االقتصاد التونسي إلى نحو ‪ 1‬في املائة هذا العام‪ ،‬مقارنة مع‬ ‫ً‬ ‫متوقعا استقرار العجز عند نحو ‪ 5‬في‬ ‫‪ 2.3‬في املائة في ‪،2014‬‬ ‫املائة من الناتج املحلي اإلجمالي‪ .‬وتعرضت صناعة السياحة في‬ ‫تونس‪ ،‬التي تمثل نحو ‪ 7‬في املائة من إجمالي النشاط االقتصادي‪،‬‬ ‫لهجومني داميني شنهما إرهابيون هذا العام‪ .‬كما أثرت اإلضرابات‬ ‫واالحتجاجات سلبا على صادرات البالد من الفوسفات‪.‬‬

‫تراجع نمو قطاع األعمال العاملي‬ ‫ل�ن��دن‪ :‬أظهر مسح أن نمو قطاع األع�م��ال العاملي ف��ي يونيو كان‬ ‫األضعف منذ بداية العام مع رفع الشركات األسعار بأسرع معدل في‬ ‫‪ 9‬أشهر‪ .‬وهبط املؤشر العاملي إلنتاج جميع الصناعات الذي يصدره‬ ‫بنك «جيه بي مورجان» بالتعاون مع مؤسسة «ماركت» إلى ‪53.1‬‬ ‫في يونيو (حزيران) وهو أدنى مستوى في ‪ 5‬أشهر‪ ،‬من ‪ 53.6‬في‬ ‫مايو السابق‪ .‬ويبقى املؤشر فوق حاجز ‪ 50‬نقطة الذي يفصل بني‬ ‫النمو واالنكماش منذ أكتوبر (تشرين األول) ‪.2012‬‬ ‫وارتفع املؤشر الفرعي الذي يقيس أسعار املنتجات إلى ‪ ،51.3‬وهي‬ ‫أعلى قراءة منذ سبتمبر (أيلول) ‪ .2014‬وهبط أيضا مؤشر عاملي‬ ‫ملديري املشتريات بقطاع الخدمات إلى أدنى مستوى في ‪ 5‬أشهر‪،‬‬ ‫مسجال ‪ 53.3‬نقطة‪ ،‬مقارنة مع ‪ 54.0‬نقطة في مايو (أيار)‪ .‬وأظهر‬ ‫مسح مماثل أن نمو قطاع التصنيع العاملي تباطأ أيضا في يونيو‬ ‫املاضي‪.‬‬

‫الصني تخطط إلنفاق ‪ 40‬مليار دوالر‬ ‫على القطاعات املتعطشة للدعم‬ ‫ب�ك�ين‪ :‬ق��ال مجلس ال� ��وزراء الصيني إن ح�ك��وم��ة ال�ص�ين تخطط‬ ‫إلن�ف��اق ‪ 250‬مليار ي��وان (‪ 40.3‬مليار دوالر) لتحفيز النمو في‬ ‫قطاعات االقتصاد األكثر احتياجا للدعم‪ .‬وأضاف مجلس الدولة‬ ‫(مجلس ال��وزراء) أن السلطات ستعمل على تسريع وتيرة البناء‬ ‫في مشروعات الخدمات العامة الكبيرة مثل الطرق ومنشآت املياه‪.‬‬ ‫ولم يعلق املجلس على الهبوط الحاد في سوق األسهم الصينية والتي‬ ‫تراجعت بنحو الثلث منذ منتصف يونيو (حزيران) املاضي بعدما‬ ‫ارتفعت بأكثر من مثليها قبل موجة البيع‪.‬‬ ‫‪46‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫طوكيو‪ :‬استقال الرئيس التنفيذي لشركة «توشيبا» هيساو تاناكا‪ ،‬بعدما قالت الشركة إنه‬ ‫ك��ان يضخم أرباحها خ�لال السنوات الست املاضية‪ .‬وس��وف يخلفه رئيس الشركة ماساشي‬ ‫مورماشي‪ ،‬فيما استقال أيضا نائب الرئيس نوريو ساساكي‪.‬‬ ‫وكانت لجنة مستقلة عينتها «توشيبا» قد أفادت بأن الشركة كانت تضخم من أرباحها بإجمالي‬ ‫‪ 151.8‬مليار ين (‪ 1.22‬مليار دوالر أو ‪ 780‬مليون جنيه إسترليني)‪ .‬ويعادل تضخيم األرباح‬ ‫تقريبا ثالثة أضعاف التقديرات املبدئية لـ«توشيبا»‪ .‬وتمتد أنشطة إمبراطورية «توشبيا»‬ ‫من األجهزة املنزلية اإللكترونية إلى املفاعالت النووية‪ .‬ووفقا لبيان الشركة‪« :‬لقد اكتشفنا‬ ‫أخطاء محاسبية كانت تجري منذ فترة طويلة‪ ،‬ونحن نعتذر بشدة عن التسبب في تلك املشكلة‬ ‫الخطيرة ملساهمينا وغيرهم من أصحاب املصلحة‪ .‬وبناء عليه‪ ،‬سوف يستقبل هيساو تاناكا‬ ‫رئيس الشركة‪ ،‬ونورو ساساكي نائب رئيس الشركة»‪.‬وفي مؤتمر صحافي قال تاناكا‪« :‬نتحمل‬ ‫قدرا كبيرا من املسؤولية»‪ ،‬مضيفا أن الشركة سوف تحتاج إلى «تأسيس بنية جديدة» إلصالح‬ ‫نفسها‪.‬‬ ‫وكان تاناكا (‪ 64‬عاما) وساساكي (‪ 66‬عاما) قد انضما إلى «توشيبا» في بداية السبعينات‪،‬‬ ‫حيث شغل ساساكي منصب رئيس «توشيبا» في الفترة بني يونيو (حزيران) ‪ ،2009‬ويونيو‬ ‫‪ ،2013‬وهي معظم الفترة التي كانت تضخم فيها الشركة أرباحها‪.‬ومن جهة أخرى‪ ،‬قدم أيضا‬ ‫أتسوتوشي نيشيدا‪ ،‬املستشار والرئيس التنفيذي للشركة ف��ي الفترة م��ن ‪ 2006‬إل��ى ‪،2009‬‬ ‫استقالته أيضا‪.‬وتأتي استقالة تاناكا ضمن ثماني استقاالت لكبار التنفيذيني بالشركة الذين‬ ‫استقالوا بعدما اكتشف التقرير املستقل تورط كبار رجال اإلدارة في خطة لتضخيم األرباح‬ ‫على مدار العديد من السنوات‪.‬‬


‫البحرين تقر موازنة ‪ 2015‬و‪2016‬‬ ‫بعد تعديالت برملانية‬

‫ا‪.‬‬

‫املنامة‪ :‬وافق مجلس الشورى البحريني على املوازنة العامة للدولة للسنتني املاليتني‬ ‫‪ 2015‬و‪ 2016‬بعد تأجيل استمر ‪ 6‬أشهر أجرى البرملان خاللها تعديالت على‬ ‫خطة املوازنة‪ ،‬وهو ما يبرز الضغوط املالية الكبيرة التي تواجهها اململكة في ظل‬ ‫انخفاض أسعار النفط‪.‬وقال وزير املالية الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة خالل‬ ‫مناقشة املوازنة الشهر املاضي «هذه أصعب موازنة تعاملنا معها في السنوات‬ ‫االثني عشر األخيرة»‪.‬‬ ‫وأضاف‪« :‬علينا أن ندرك أنه كلما زاد اقتراضنا زاد انخفاض ًقيمة عملتنا‪..‬لذا يتعني‬ ‫علينا أن نرضى بما لدينا وأن ننفق بحسب قدراتنا»‪ ،‬مضيفا أن البحرين تخطط‬ ‫القتراض أموال من الداخل والخارج لتغطية العجز في موازنتها بمعدل ‪ 50‬في املائة‬ ‫من الداخل و‪ 50‬في املائة من الخارج‪.‬وتتوقع خطة موازنة اقترحها مجلس ال��وزراء‬ ‫في مايو (أيار) إنفاق ‪ 3.571‬مليار دينار (‪ 9.47‬مليارات دوالر) في ‪ ،2015‬انخفاضا‬ ‫من ‪ 3.708‬مليارات دينار كان مخططا لها في األصل في ‪ .2014‬ومن املتوقع إنفاق‬ ‫‪ 3.721‬مليارات دينار في ‪.2016‬ويتوقع مشروع املوازنة الجديد أن يقفز العجز إلى‬ ‫‪ 1.47‬مليار دينار هذا العام و‪ 1.563‬مليار دينار في العام املقبل مقارنة مع ‪ 914‬مليون‬ ‫دينار في العام املاضي‪.‬‬

‫الجزائر تشتري نحو ‪ 700‬ألف طن ً‬ ‫قمحا‬

‫باريس‪ :‬قال تجار أوروب�ي��ون إن الديوان الجزائري املهني للحبوب اشترى ما بني‬ ‫‪ 700‬ألف طن و‪ 725‬ألفا من قمح الطحني في مناقصة األسبوع املاضي‪ ،‬وهو ما يفوق‬ ‫تقديرات سابقة‪.‬‬ ‫وكان التجار أشاروا أول األمر إلى حجم ال يقل عن ‪ 400‬ألف طن في حني تحدث البعض‬ ‫أكثر‪ .‬وبحسب التقديرات السابقة للتجار دفع ديوان الحبوب نحو‬ ‫عن ‪ 500‬ألف طن أو ً‬ ‫‪ 238‬دوالرا للطن شامال تكاليف الشحن‪.‬‬ ‫وقال بعض التجار إن الكمية كلها للشحن في سبتمبر املقبل‪ ،‬وهي الفترة املحددة‬ ‫في وثائق املناقصة‪ ،‬لكن آخرين قالوا إن الحجم ينبئ بأن بعض القمح سيشحن في‬ ‫أكتوبر (تشرين األول) ‪.2015‬‬ ‫ومن املرجح أن تكون فرنسا‪ ،‬أكبر مورد للقمح إلى الجزائر‪ ،‬هيً بلد املنشأ لكن بعض‬ ‫التجار قالوا إن االختيار ربما وقع على بعض القمح األملاني أيضا‪.‬‬

‫وزير النفط الكويتي يتوقع ارتفاع األسعار‬ ‫الكويت‪ :‬توقع وزير النفط الكويتي علي العمير ارتفاع أسعار النفط واستقرار األس��واق خالل الفترة املقبلة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ارتياحا من قبل الدول األعضاء في أوبك بتحسن مؤشر نمو االقتصاد العاملي‪.‬‬ ‫مضيفا أن هناك‬ ‫وأوضح‪« :‬نحن ال ننظر إلى كمية اإلنتاج فحسب‪ ،‬بل يهمنا بالدرجة األولى صعود نمو االقتصاد العاملي الذي‬ ‫سيحقق التوازن املطلوب وهو ال��ذي سيحافظ على األسعار بالشكل املأمول ويجعل األس��واق مستقرة خالل‬ ‫املرحلة املقبلة»‪.‬‬ ‫اقتصاديا ً‬ ‫وأضاف أن الدول املنتجة للبترول تتوقع ً‬ ‫ً‬ ‫عامليا سيتحقق خالل املرحلة املقبلة‪ ،‬وسيكون له األثر‬ ‫نموا‬ ‫اإليجابي على أسعار النفط مستقبال‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن الكويت قادرة على الحفاظ على حصتها النفطية في األس��واق من خالل عالقاتها «املتميزة» مع‬ ‫املستوردين في األسواق اآلسيوية واألوروبية وغيره‬

‫نمو الناتج احمللي للمغرب ‪% 4.3‬‬ ‫الرباط‪ :‬قالت املندوبية السامية للتخطيط في املغرب إن اقتصاد البالد نما بنسبة‬ ‫ً‬ ‫ارتفاعا من ‪ 4.1‬في املائة‬ ‫‪ 4.3‬في املائة في الربع الثاني‬‬‬لعام ‪ 2015‬على أساس سنوي‪،‬‬ ‫في األشهر الثالثة السابقة بفضل زيادة اإلنتاج الزراعي‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬ ‫وق��ال��ت امل�ن��دوب�ي��ة إن إن�ت��اج ال�ح�ب��وب ق�ف��ز ‪ 64‬ف��ي امل��ائ��ة‪ ،‬وه��و م��ا رف��ع اإلن �ت��اج الكلي‬ ‫للمحاصيل الزراعية ‪ 15.1‬في املائة بعد زيادته على أساس سنوي ‪ 12.5‬في املائة في‬ ‫الربع األول للعام‪ .‬ويتجه املغرب نحو حصاد محصول قياسي وفير من الحبوب يبلغ‬ ‫‪ 11‬مليون طن بعد سقوط أمطار بمعدالت جيدة‪ .‬ويساهم قطاع الزراعة بنسبة تزيد‬ ‫على ‪ 15‬في املائة من اقتصاد املغرب‪.‬‬ ‫وقالت املندوبية إن عجز امليزان التجاري انخفض ‪ 13.4‬في املائة مع تراجع أسعار‬ ‫النفط العاملية وتحسن ال�ص��ادرات املغربية‪ .‬وأضافت املندوبية أن نمو القطاع غير‬ ‫الزراعي بلغ ‪ 2.1‬في املائة‪ ،‬مقارنة بما كان عليه قبل عام‪ ،‬وإن وتيرة النمو ستكون‬ ‫مستقرة في الربع الثالث‪ .‬ومن املتوقع أن يرتفع نمو الناتج املحلي اإلجمالي املغربي‬ ‫إلى ‪ 4.7‬في املائة في هذا الربع‪.‬‬ ‫ويقول البنك املركزي والحكومة إن معدل النمو سيصل إلى ‪ 5‬في املائة عن العام كله‪،‬‬ ‫فيما قدرت املندوبية أن يبلغ هذا املعدل ‪ 4.3‬في املائة‪.‬‬

‫نمو االقتصاد املصري ‪ % 3‬في الربع الثالث‬ ‫القاهرة‪ :‬قالت وزارة التخطيط املصرية إن اقتصاد مصر نما ثالثة في املائة في الربع‬ ‫الثالث من السنة املالية ‪ 2015 - 2014‬الذي انتهى في مارس (آذار)‪ ،‬مقارنة مع ‪ 2.5‬في‬ ‫املائة في الفترة نفسها قبل عام‪.‬‬ ‫وتبدأ السنة املالية في أول يوليو (تموز) وتنتهي في ‪ 30‬يونيو (حزيران)‪ .‬وتتوقع‬ ‫ميزانية مصر لسنة ‪ 2016 - 2015‬نمو االقتصاد خمسة في املائة‪.‬‬

‫‪ 5.5‬مليارات دوالر إيرادات السياحة املصرية في ‪ 9‬أشهر‬ ‫القاهرة‪ :‬قال بيان ل��وزارة املالية املصرية إن إي��رادات البالد من السياحة قفزت نحو ‪ 62‬في املائة في األشهر‬ ‫التسعة األولى من السنة املالية ‪ 2015 - 2014‬بدعم من زيادة عدد الليالي السياحية‪.‬وأضافت الوزارة أن اإليرادات‬ ‫بلغت ‪ 5.5‬مليارات دوالر في تسعة أشهر حتى نهاية مارس (آذار) املاضي مقابل ‪ 3.4‬مليارات دوالر في األشهر‬ ‫التسعة األولى من ‪.2014 - 2013‬‬ ‫وعزت ال��وزارة ارتفاع اإلي��رادات إلى «زي��ادة عدد الليالي السياحية إلى ‪ 73.4‬مليون ليلة‪ ،‬مقابل ‪ 51.2‬مليون ليلة‬ ‫بنسبة نمو ‪ 43.4‬في املائة‪.‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪45‬‬


‫ترجيح بقاء إنتاج السعودية‬ ‫النفطي ً‬ ‫مرتفعا هذا الصيف‬ ‫دبي‪ :‬قال مندوب خليجي في منظمة أوبك إن من املرجح أن يبقى‬ ‫إنتاج السعودية من النفط الخام حول مستوياته األخيرة خالل أشهر‬ ‫الصيف مع ارتفاع الطلب املحلي‪ .‬وقالت السعودية إنها ضخت ‪10.56‬‬ ‫مليون برميل ً‬ ‫يوميا من الخام في يونيو (حزيران) املاضي بزيادة‬ ‫قدرها ‪ 231‬ألف برميل يوميا عن الشهر الذي سبقه بحسب أرقام‬ ‫رسمية نشرتها أوبك‪ .‬ويعد إنتاج يونيو هو أعلى مستوى مسجل‬ ‫بحسب البيانات التي يرجع تاريخها إل��ى أوائ��ل الثمانينات‪ .‬وقال‬ ‫املندوب إن السبب الرئيسي وراء تلك الزيادة في يونيو يرجع إلى‬ ‫ش�ك��ل أس��اس��ي ك�م�ي��ات ال�خ��ام املخصصة‬ ‫ارت �ف��اع ال�ط�ل��ب امل�ح�ل��ي وب� ً‬ ‫لالستخدام املباشر‪ ،‬مضيفا أنه من املتوقع أن يرتفع الطلب العاملي‬ ‫في النصف الثاني من العام وفي ‪ .2016‬وقامت اململكة بزيادة إنتاجها‬ ‫بشكل مطرد في األشهر القليلة املاضية‪ .‬وتشير زيادة اإلنتاج إلى‬ ‫نمو قوي في الطلب العاملي وزيادة إمدادات الخام إلى املصافي املحلية‬ ‫ومحطات توليد الكهرباء خالل أشهر الصيف عندما ترتفع معدالت‬ ‫استخدام أجهزة تبريد الهواء وتصدر اململكة املزيد من املنتجات‬ ‫النفطية‪.‬‬

‫السعودية تصدر أول سندات‬ ‫سيادية منذ عام ‪2007‬‬

‫ال��ري��اض‪ :‬أص��درت السعودية أول س�ن��دات سيادية لها منذ عام‬ ‫‪ 2007‬لتغطية عجز في امليزانية نجم عن هبوط أسعار النفط لتطلق‬ ‫سلسلة من إصدارات الديون قد تعيد تشكيل أسواقها املالية‪ .‬ونقلت‬ ‫املطبوعة الشقيقة صحيفة «االقتصادية» عن محافظ مؤسسة النقد‬ ‫العربي السعودي فهد املبارك قوله إن اململكة أصدرت سندات بقيمة‬ ‫‪ 15‬مليار ريال (‪ 4‬مليارات دوالر) هذا العام لتمويل عجز املوازنة‬ ‫وإنها تتوقع زيادة االقتراض عبر السندات في األشهر املقبلة‪ .‬وقال‬ ‫املبارك إن السندات تهدف لسد العجز املتوقع أن يتجاوز التقديرات‬ ‫األولية التي تبلغ ‪ 145‬مليار ريال في ظل تزايد اإلنفاق الحكومي‬ ‫واستمرار هبوط أسعار النفط‪ .‬ولم يجر الكشف عن الشروط املالية‬ ‫ولم يحدد املبارك على وجه الدقة متى حدث إصدار السندات‪ .‬وينبئ‬ ‫إصدار هذه السندات بتحول كبير في السياسة السعودية‪ .‬وحتى‬ ‫ه��ذا العام كانت السعودية تركز على س��داد دينها العام ال��ذي بلغ‬ ‫إجماال ‪ 44‬مليار ريال بنهاية عام ‪ 2014‬أو نحو ‪ 1.6‬في املائة من‬ ‫إجمالي الناتج املحلي‪ .‬وقد أصدر عدد قليل من املؤسسات الحكومية‬ ‫أو الشركات التي تسيطر عليها الدولة سندات في السنوات القليلة‬ ‫املاضية‪ ،‬لكن آخر مرة أصدرت فيها الحكومة سندات تنمية سيادية‬ ‫كانت في عام ‪.2007‬‬

‫ً‬ ‫الكويت تسجل عجزا في املوازنة‬ ‫ألول مرة في ‪ً 15‬‬ ‫عاما‬

‫الكويت‪ :‬قال وزير املالية الكويتي أنس الصالح إن بالده سجلت ً‬ ‫عجزا‬ ‫بلغ ‪ 2.314‬مليار دينار (‪ 27‬مليار دوالر) في موازنة السنة املالية ‪2014‬‬ ‫ ‪ ،2015‬وهو أول عجز في ‪ً 15‬‬‫عاما‪.‬وقال الوزير في بيان أمام مجلس‬ ‫األمة الكويتي‪ ،‬إن «العجز املالي في ميزانية دولة الكويت قد تحقق‬ ‫بأسرع مما يتصور الجميع‪ ،‬حيث حققت مالية الدولة عجزا ألول‬ ‫مرة منذ السنة املالية ‪.»2000 - 1999‬ويأتي هذا العجز بعد استقطاع‬ ‫مخصصات صندوق احتياطي األجيال القادمة‪ ،‬مقارنة مع فائض‬ ‫قدره ‪ 4.955‬مليارات دينار قبل عام‪.‬ووافق مجلس األمة الكويتي على‬ ‫مشروع موازنة ‪ 2016 - 2015‬التي تتوقع ً‬ ‫عجزا قدره ‪ 8.18‬مليارات‬ ‫دينار على أساس سعر للنفط ‪ 45‬دوالرا للبرميل‪ .‬وتوقع الصالح أن‬ ‫يصل العجز إلى ‪ 4.5‬مليار دينار فقط في ‪ 2016 - 2015‬إذا استمر‬ ‫متوسط سعر النفط على حاله عند ‪ً 60‬‬ ‫دوالرا للبرميل‪.‬وتقدر موازنة‬ ‫‪ 2016 - 2015‬املصروفات بنحو ‪ 19.17‬مليار دينار واإليرادات بنحو‬ ‫‪ 12.2‬مليار دينار من بينها ‪ 10.7‬مليارات إيرادات نفطية‪.‬‬ ‫‪44‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫ً‬ ‫األجانب يشترون مزيدا من األسهم السعودية في يونيو‬ ‫الرياض‪ :‬أظهرت بيانات أن املستثمرين األجانب اشتروا ‪ 2.33‬في املائة من إجمالي املشتريات في سوق األسهم السعودية في يونيو‬ ‫(حزيران)‪ ،‬وهو أول شهر تطبق فيه القواعد الجديدة التي تسمح بمزيد من االستثمار األجنبي في أكبر بورصة في العالم العربي‪.‬واشترى‬ ‫املستثمرون األجانب بمن فيهم املقيمون وحملة تراخيص املبادالت واملستثمر األجنبي املؤهل ما قيمته ‪ 2.63‬مليار ريال (‪ 701.4‬مليون‬ ‫دوالر) من األسهم‪ ،‬وباعوا ما قيمته ‪ 3.57‬مليارات ريال في الفترة نفسها بما يعادل ‪ 3.16‬في املائة من إجمالي األسهم املبيعة‪.‬‬ ‫وباملقارنة كانت مشتريات األجانب في مايو (أيار) السابق ‪ 1.35‬مليار ريال بما يعادل ‪ 0.83‬في املائة من إجمالي مشتريات األسهم‪ ،‬وباعوا‬ ‫في الشهر نفسه ما قيمته ‪ 1.29‬مليار ريال من األسهم أو ‪ 0.80‬في املائة من اإلجمالي‪.‬‬ ‫وفتحت البورصة السعودية أبوابها لألجانب كي يستثمروا بشكل مباشر في األسهم؛ ً‬ ‫بدءا من ‪ 15‬يونيو في خطوة يعتقد مديرو الصناديق‬ ‫أنها ستفضي في نهاية املطاف إلى تدفق عشرات املليارات من الدوالرات على السوق‪.‬‬ ‫لكن البيانات أظهرت أن املستثمرين السعوديني ما زالوا يهيمنون على التداوالت‪ .‬فقد اشتروا أسهما قيمتها ‪ 107.78‬مليار ريال في يونيو‬ ‫بما يساوي ‪ 95.55‬في املائة من اإلجمالي‪ ،‬وباعوا ً‬ ‫أسهما قيمتها ‪ 107.43‬مليارات ريال أو ‪ 95.24‬في املائة من إجمالي البيع‪.‬‬

‫السعودية تفتح تراخيص ممارسة نشاط التصنيف االئتماني‬ ‫ال��ري��اض‪ :‬أع�ل�ن��ت ه�ي�ئ��ة ال �س��وق امل��ال�ي��ة ال�س�ع��ودي��ة‬ ‫ع��ن ب��دء ت�ل�ق��ي ط�ل�ب��ات ت��راخ�ي��ص م�م��ارس��ة نشاط‬ ‫التصنيف االئ�ت�م��ان��ي ف��ي إط��ار إص�لاح��ات ترمي‬ ‫إلى تطوير سوق الدين باململكة‪.‬‬ ‫وق��ال��ت الهيئة ف��ي ب�ي��ان مقتضب إن��ه م��ن امل�ق��رر‬ ‫«ال �س �م��اح ل��وك��االت ال�ت�ص�ن�ي��ف االئ�ت�م��ان��ي ال�ت��ي‬ ‫ت �ت �ق��دم ب �ط �ل �ب��ات ال �ت��رخ �ي��ص مل �م ��ارس ��ة ن �ش��اط‬ ‫التصنيف االئتماني قبل ت��اري��خ ‪2015 - 9 - 1‬‬ ‫بممارسة ن�ش��اط التصنيف االئتماني إل��ى أن‬ ‫يصدر لها الترخيص ومن ثم كتاب بدء ممارسة‬ ‫العمل حتى موعد أقصاه ‪.»2016 - 8 - 31‬‬ ‫وكانت الهيئة قالت من قبل إنها ستطبق اللوائح الخاصة‬ ‫بوكاالت التصنيف االئتماني في سبتمبر (أيلول) املقبل‪.‬‬ ‫وتريد السلطات أن تصدر الشركات املزيد من السندات باعتباره سبيال لتقليص االعتماد املفرط على‬ ‫القروض املصرفية‪ .‬ويعتبر تشجيع وكاالت التصنيف االئتماني على ترسيخ أقدامها في اململكة وسيلة‬ ‫لتسهيل ذلك‪.‬‬ ‫وستدعو الحاجة إلى التصنيفات االئتمانية العامة أيضا لتصنيف األصول التي يتعني على البنوك أن‬ ‫تحوزها في إطار قواعد بازل ‪ 3‬األكثر صرامة التي تطبق تدريجيا في أنحاء العالم‪.‬‬


‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪43‬‬


‫سيدة تلتقط صورة «سيلفي» مع ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية خالل افتتاحها‬ ‫الحدث السنوي لسباق الخيل «رويال أسكوت» بالقرب من وندسور (غيتي)‬

‫‪42‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬


‫مجلة العرب الدولية‬ ‫شهرية سياسية‬

‫تأسست في لندن عام ‪1980‬‬

‫‪www.majalla.com‬‬

‫بعد تفسخ‬ ‫مؤسسات عسكرية ‪..‬‬ ‫امليليشيات تحكم‬

‫اشرتك اآلن‬ ‫واحصل على‬ ‫نسختك الورقية‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫شهرية سياسية‬

‫تأسست في لندن عام ‪1980‬‬

‫التطرف يصعد‬ ‫الخوف من اإلسالم‬ ‫بالغرب‬

‫سينما االكراد‪..‬‬ ‫دبلوماسية شعبية‬ ‫وابداع فني وسياسي‬

‫ً‬ ‫السعودية أكثر بلدان العالم انخفاضا للدين العام‬ ‫املبعوثون الدوليون في الشرق األوسط ‪ ..‬أدوار فاشلة‬

‫أولى ثمار االتفاق النووي‪ ..‬حلف سوري عراقي إيراني‬

‫هالل إيراني أم قمر عربي؟‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫للحصول على العدد‬ ‫اسـتخـدم هاتفــك‬ ‫ال ــذكي لـمــسح‬ ‫هـ ـ ــذا الـ ــرقـ ـ ـ ــم‬ ‫‪08‬‬

‫‪ISSN 1319-0873‬‬

‫‪9 771319 087013‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫فورن أفيرز‪ /‬أيار‪ /‬مايو ‪57 - 2014‬‬

‫‪Issue 1610 - August 2015‬‬

‫(مايو) ‪2015‬‬ ‫أيار‪(--‬يوليو)‬ ‫(يونيو)‬ ‫تموز‬ ‫حزيران‬ ‫‪1607‬‬ ‫‪1609‬‬ ‫‪1608‬‬ ‫العدد‬ ‫العدد‬ ‫العدد‬

‫‪69‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪51‬‬


‫الحقيقة أيام حكم «اإلخوان»‪ ،‬مشيرا إلى أنه توجد اعترافات‬ ‫بهذا الخصوص من املحبوس املتهم بدعم اإلرهاب في سيناء‪،‬‬ ‫محمد الظواهري‪ ،‬شقيق أيمن الظواهري‪.‬‬ ‫ويعتقد نعيم أن تكلفة جمع املتطرفني في بوتقة واح��دة في‬ ‫مطلع ع��ام ‪ 2013‬بلغت نحو ‪ 25‬مليون دوالر على األق��ل‪..‬‬ ‫«وجرى أيضا تخزين كمية كبيرة من السالح الذي كان يأتي‬ ‫مهربا من ليبيا‪ ،‬وتمكن املتطرفون من إرس��ال أربعة آالف‬ ‫شخص للتدريب في ليبيا وسوريا‪ .‬كما تم إلحاق الكثير من‬ ‫شباب سيناء بالجماعات املتطرفة بسبب البطالة‪ ،‬إلى جانب‬ ‫تحالف املتشددين مع تجار املخدرات وتجار التهريب عبر‬ ‫األنفاق مع غزة»‪.‬‬

‫قنبلة داخل علبة كرتون‬ ‫وفي ملف آخر بشأن تحقيقات مع مقبوض عليهم في قضايا‬ ‫تخص محاوالت تفجير أب��راج الكهرباء في محيط القاهرة‪،‬‬ ‫يتضح ال �ف��ارق الكبير ب�ين متطرفي ال��دل�ت��ا‪ ،‬وه��م أش�خ��اص‬ ‫محليون يحضرون متفجراتهم بمواد في متناول اليد داخل‬ ‫شقق خاصة في ضواحي القاهرة والجيزة‪ ،‬ومتطرفي سيناء‬ ‫الذين يأتيهم املدد‪ ،‬من مقاتلني وأسلحة‪ ،‬عبر الحدود‪ .‬يكشف‬ ‫أحد املتهمني من ضاحية فيصل في غرب القاهرة‪ ،‬عن كيفية‬ ‫صناعة القنابل وطريقة التنقل بها للوصول إلى الهدف‪.‬‬ ‫يقول وفقا ملحضر التحقيقات‪« :‬توضع القنبلة داخ��ل علبة‬ ‫كرتون أو حقيبة سفر أو أي كيس ال يثير ريبة األمن واملارة‬ ‫من الناس العاديني‪ ،‬ونتركه في املوقع ونراقبه إلى أن تحني‬ ‫اللحظة املناسبة لتفجيره»‪ .‬الكلفة اإلجمالية لهذه العملية‬ ‫ال ت��زي��د على عشرين دوالرا‪ .‬متهم آخ��ر نقل قنبلة بدائية‬ ‫الصنع في علبه سمن كبيرة‪ .‬املشكلة دائما تتعلق بالخوف‬ ‫من اكتشاف األس�لاك ال�لازم��ة لعملية التفجير‪ ،‬ولهذا يلجأ‬ ‫البعض إلى االستعانة بكراتني مخصصة ملساحيق الغسيل‬ ‫واألج�ه��زة الكهربائية‪ ،‬مثل كرتونة مضرب بيض أو خالط‬ ‫ع�ص�ي��ر‪ .‬تصنيع ال �ع �ب��وات ال�ب��دائ�ي��ة ال�ن��اس�ف��ة ي�ت�ن��وع حسب‬ ‫اإلمكانيات والخبرة»‪ .‬بالنسبة ملفجري أبراج الكهرباء‪ ،‬ومن‬ ‫أشهرها األبراج املغذية ملدينة اإلنتاج اإلعالمي التي تبث منها‬ ‫غالبية قنوات التلفزيون املصرية والعربية‪ ،‬فقد جرى تصنيع‬ ‫القنابل باستخدام مواد أهمها السماد الزراعي الكيماوي الذي‬ ‫يتم صنعه في األساس من النترات واألمونيا‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫البنزين وال�ب��ارود والكربون‪ .‬ويقول نعيم إن ه��ذه الشريحة‬ ‫«إذا ل��م ن�س��ارع بمواجهتها‪ ،‬فإنها يمكن أن تكتسب خبرة‬ ‫أكبر لصنع مفخخات أكثر خطورة‪ ،‬مثل السيارات امللغمة»‪.‬‬ ‫وفي ضاحية «األلف مسكن» بالقاهرة ألقت السلطات القبض‬ ‫على العديد من العناصر املتورطة في تصنيع وتفجير مثل‬ ‫هذه العبوات البدائية‪ .‬وما زالت التحقيقات مستمرة مع خلية‬ ‫تتكون م��ن ش�ب��ان ك��ان��وا م��ن امل��وال�ين مل��رس��ي‪ ،‬ج��رى القبض‬ ‫عليهم الشهر املاضي‪ .‬توجد قنابل مخصصة لتخريب أبراج‬ ‫الكهرباء‪ ،‬والهدف قطع الطاقة عن املؤسسات الحيوية أو القرى‬ ‫أو غ�ي��ره��ا‪ .‬ه�ن��اك قنابل للقتل‪ ،‬وه��ذه ت��دخ��ل ف��ي تصنيعها‬ ‫املسامير والبلي وسم الفئران والبارود األسود املستخدم في‬ ‫األلعاب النارية‪ .‬ويعرف بعضها باسم «القنابل اإلسمنتية»‪،‬‬ ‫وهي األكثر انتشارا في القاهرة وما حولها‪.‬‬ ‫ج��اء اس��م القنابل اإلسمنتية م��ن إدخ��ال م��ادة األس�م�ن��ت أو‬ ‫الجبس في صناعتها‪ .‬مثال لصنع قنبلة مميتة من هذا النوع‪،‬‬ ‫كما جاء في أحد محاضر التحقيقات‪ ،‬عليك أن تأتي بعلبة‬ ‫صفيح كبيرة مثال‪ ،‬وتدخل بها علبة مشابهة لكن أصغر منها‬ ‫حجما‪ .‬وتمأل العلبة الصغيرة بالبنزين‪ ،‬وتصلها عبر سلك‬ ‫‪40‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫محمد العزبي املتحدث باسم جبهة ثوار وحكماء مصر‬

‫كهرباء‪ ،‬بمفجر يتم التحكم فيه عن بعد‪ ،‬بحيث تكون بمثابة‬ ‫علبة احتراق وانفجار‪ .‬وتمأل الفراغ بني العلبة الصغيرة والعلبة‬ ‫الكبيرة باإلسمنت أو الجبس بعد خلطه باملسامير والبلي‪.‬‬ ‫وبعد عدة خطوات أخرى ال سبيل لذكرها هنا‪ ،‬تكون تحت‬ ‫يدك قنبلة قادرة على التخريب والقتل‪ ،‬لكن من السهل ملثل‬ ‫هذه القنابل‪ ،‬عند أي احتكاك أو اهتزاز غير محسوب أو خلل‬ ‫في التركيب‪ ،‬أن تنفجر في صاحبها قبل الوصول بها إلى‬ ‫املكان املستهدف‪ .‬وهو ما حدث في العديد من املرات سواء في‬ ‫شقق أثناء إعداد هذه القنابل أو في الطرق العامة أثناء محاولة‬ ‫نقلها إلى مسرح العملية‪.‬‬ ‫تبدو قنبلة اإلسمنت‪ ،‬على خطورتها‪ ،‬بديال لجأ إليه املتطرفون‬ ‫ال �ج��دد خ��اص��ة ف��ي ال �ق��اه��رة وض��واح �ي �ه��ا‪ ،‬ب�س�ب��ب صعوبة‬ ‫الحصول على املواد شديدة االنفجار املتوافرة في سيناء‪ ،‬مثل‬ ‫«تي إن تي» التي يستخدمها املحترفون في تفخيخ السيارات‪،‬‬ ‫وما زالت‪ ،‬على ما يبدو‪ ،‬توجد بكثرة هناك‪ ،‬ويصعب نقلها‬ ‫للعاصمة ن�ظ��را ل�ل�إج��راءات األم�ن�ي��ة امل �ش��ددة ال�ت��ي اتخذتها‬ ‫السلطات عقب اإلطاحة بحكم مرسي‪.‬‬ ‫ف��ي ال�س��اب��ق‪ ،‬أي أث �ن��اء ال�ع�م�ل�ي��ات اإلره��اب �ي��ة ال�ت��ي وق�ع��ت في‬ ‫التسعينات‪ ،‬ورغم اعتمادها على تنفيذ الهجوم باألسلحة‪،‬‬ ‫فإنها حاولت استخدام امل��واد املتفجرة لصنع القنابل‪ .‬كان‬

‫نبيل نعيم الزعيم السابق لـ«تنظيم الجهاد» في مصر‬

‫أحد املصادر األساسية لحصول املتطرفني على مادة «تي إن‬ ‫تي» الشركات العاملة في املناجم واملحاجر باملناطق الجبلية‪،‬‬ ‫حيث كانت تأتيها كميات بطرق مشروعة الستخدامها في‬ ‫تكسير الحجارة‪ ،‬ويقوم بعض العاملني بإعادة بيع نصيب‬ ‫منها في السوق السوداء‪.‬‬ ‫أغلقت السلطات هذا الباب منذ وقت طويل‪ .‬لكن املصادر الجديدة‬ ‫للمواد املتفجرة بما فيها «ملح البارود» والـ«نيتروغليسرين»‬ ‫والـ«تي إن تي»‪ ،‬وفقا للتقارير األمنية‪ ،‬أصبحت تعتمد على‬ ‫مخلفات الحروب في سيناء من جانب‪ ،‬وعلى التهريب من‬ ‫بلدان مجاورة تعمها الفوضى وضعف الرقابة على الحدود‪،‬‬ ‫مثل ليبيا والسودان‪ ،‬باإلضافة إلى التهريب من األنفاق التي‬ ‫تصل بني سيناء وغزة من جانب آخر‪.‬‬ ‫عملية تجهيز السيارات املفخخة‪ ،‬مثلها مثل عملية توجيه‬ ‫ال�ص��واري��خ املحمولة على الكتف‪ ،‬يختص بها عناصر من‬ ‫املتطرفني ذوي الخبرة والتدريب في هذا املجال‪ .‬بعض هؤالء‪،‬‬ ‫بحسب التقارير األم�ن�ي��ة‪ ،‬ج��اءوا إل��ى سيناء‪ ،‬وه��م عناصر‬ ‫يبدو أنها تمرست على مثل هذه األعمال في الخارج‪ .‬بعض‬ ‫السيارات يجري تفخيخها باملتفجرات ثم قيادتها بواسطة‬ ‫انتحاري ليفجرها في نقطة أمنية أو مركز عسكري‪ ،‬وهذه‬ ‫طريقة متبعة في سيناء‪ .‬أما السيارات التي يجري تفجيرها‬ ‫بواسطة التحكم عن بعد‪ ،‬وهي األخطر‪ ،‬فتنتشر في سيناء‬ ‫أيضا‪ ،‬لكنها ب��دأت تنتقل للقاهرة‪ ،‬مثل حادثة النائب العام‬ ‫بركات‪ ،‬وعملية القنصلية اإليطالية‪.‬‬ ‫وي �ق��ول م �س��ؤول أم �ن��ي ف��ي س�ي�ن��اء إن ��ه ج ��رى ض�ب��ط أل��وف‬ ‫الكيلوغرامات م��ن م��ادة «ت��ي إن ت��ي»‪ ،‬ك��ان آخ��ر ذل��ك العثور‬ ‫على طن في منزل يخص قياديا يرفع شعار «داعش»‪ ،‬وكان‬ ‫معروفا للسلطات بأنه من «تنظيم أنصار بيت املقدس»‪ ،‬وذلك‬ ‫في قرية «جوز أبو غانم» الواقعة جنوب مدينة رفح‪ ،‬حيث إن‬ ‫املعدات املضبوطة والتي كانت تجهز لتفخيخ سيارة كانت‬ ‫متقدمة‪.‬‬ ‫وي�ع�ل��ق نعيم ق��ائ�لا إن ت�ط��ور ن�ش��اط التفخيخ ي��أت��ي ضمن‬ ‫منظومة واح ��دة للجماعات املتطرفة على مستوى العالم‪،‬‬ ‫من «القاعدة» إلى «داع��ش»‪ .‬ويضيف‪« :‬مثال‪ ..‬حني كنت مع‬ ‫أيمن الظواهري في إحدى امل��رات‪ ،‬كانوا يتحدثون أمامه عن‬ ‫استهداف سيارات املسؤولني املصفحة بالعربات املفخخة‪.‬‬ ‫ق��ال��وا إن�ه��ا ال تتحمل خمسني ك�ي�ل��وغ��رام��ا م��ن م��ادة ت��ي إن‬ ‫تي‪ ..‬فقال لهم الظواهري فليكن التفخيخ بـ‪ 250‬كيلوغراما‪.‬‬ ‫املقصود بهذا إبادة الهدف‪ ،‬مثلما جرى من استهداف ملوكب‬ ‫رئيس الوزراء اللبناني األسبق رفيق الحريري في ‪.»2005‬‬ ‫ومن الوسائل الحديثة التي ظهرت في تفخيخ السيارات في‬ ‫سيناء عملية «تصفيح ال�س�ي��ارة املفخخة»‪ ،‬حتى ال تتأثر‬ ‫بإطالق النار من الهدف الذي تتجه إليه‪ ..‬ويتولى املتطرفون‬ ‫في سيناء تحويل السيارات املسروقة املعدة للتفخيخ إلى‬ ‫سيارات مفخخة ومصفحة في الوقت نفسه‪ ،‬بطريقة محلية‪،‬‬ ‫تعتمد على إضافة غطاء حديدي من الخارج بسمك أكثر من‬ ‫‪ 1.5‬سنتيمتر‪ .‬واقتحمت سيارة من هذا النوع كمينا للجيش‬ ‫قرب الشيخ زويد‪ ،‬الشهر املاضي‪ ،‬إال أن شجاعة أحد الجنود‬ ‫أفشلت مهمتها حني تقدم منها وأطلق النار من فتحة نافذتها‬ ‫على السائق‪ ،‬مما أسفر عن انفجارها بعيدا عن الكمني ومقتله‬ ‫في العملية‪ .‬ووفقا للمصادر األمنية فإنه يمكن كبح جماح‬ ‫املتطرفني املبتدئني الذين ظهروا حول العاصمة بمتفجرات‬ ‫السماد واإلس�م�ن��ت وامل�س��ام�ي��ر‪ ،‬لكن مشكلة املتطرفني في‬ ‫سيناء ربما تحتاج إل��ى وق��ت أط��ول وع�لاج مختلف يشمل‬ ‫األوضاع االقتصادية واالجتماعية في هذه املنطقة التي تقع‬ ‫في محيط شديدة الحساسية <‬


‫قوات األمن املصرية تضرب‬ ‫طوقا أمنيا بعد انفجار بالقرب‬ ‫من القنصلية اإليطالية في‬ ‫وسط القاهرة‪ ،‬أسفر عن مقتل‬ ‫وإصابة ثمانية أشخاص في‬ ‫‪ 11‬يوليو املاضي (غيتي)‬

‫اقتراب سيارات املتطرفني املفخخة من قناة السويس‪ .‬بينما‬ ‫يقول نعيم إن الفرق بني املجموعات التي تصنع املفخخات‬ ‫في محيط القاهرة ما زالت قدراتها ضعيفة‪ ،‬إال أن صانعي‬ ‫املتفجرات في سيناء يبدو أن مستواهم مرتفع جدا‪ ،‬بعد أن‬ ‫تلقوا تدريبات في ليبيا وسوريا أيام حكم «اإلخوان»‪.‬‬ ‫وت�ق��ول امل �ص��ادر األم�ن�ي��ة إن السلطات امل�ص��ري��ة ع�ث��رت على‬ ‫أج��ان��ب م��ن جنسيات فلسطينية وتركية‪ ،‬إض��اف��ة ملصريني‬ ‫من أبناء سيناء‪ ،‬أثناء مالحقة املتطرفني بطائرات «األباتشي»‬ ‫واملروحيات والعربات املدرعة‪ .‬ومن بني هؤالء خمسة كانوا‬ ‫يقيمون في وكر في قرية املهدية القريبة من رفح‪ ،‬على الحدود‬ ‫مع قطاع غ��زة‪« ..‬مهمتهم متخصصة في تجهيز السيارات‬ ‫املفخخة‪ ،‬ملهاجمة ارتكازات قوات األمن على الطريق بني املهدية‬ ‫ورفح»‪.‬‬ ‫ويضيف أن بعض طرق تفخيخ السيارات‪ ،‬وفقا للفحص الذي‬ ‫أج��راه خبراء املفرقعات على ثالث عربات دفع رباعي جرت‬ ‫مصادرتها قبل أن تنفجر جنوب رفح‪ ،‬مستمدة أساسا من‬ ‫عمليات مشابهة وقعت في العراق وليبيا وغيرهما‪ .‬الطريقة‬ ‫األول��ى تعتمد على م��ادة «ت��ي إن ت��ي» شديدة االنفجار ويتم‬ ‫حشوها في الفراغات داخل السيارة‪ .‬كل سيارة من السيارات‬ ‫الثالث كان بداخلها نحو نصف طن من هذه املادة‪ ،‬وتحتاج‬ ‫عملية التحضير هنا لخبرة متوسطة‪.‬‬ ‫والطريقة الثانية‪ ،‬التي تتطلب وجود مختصني من املتطرفني‪،‬‬ ‫تجرى باستخدام مواد كيميائية متفجرة مثل «ملح البارود»‬ ‫والـ«نيتروغليسرين»‪ ،‬خاصة في السيارات املصفحة محليا‬ ‫ع�ل��ى أي ��دي امل�ت �ش��ددي��ن أن�ف�س�ه��م‪ .‬وح�ي�ن ي �ح��اول ب�ع��ض من‬ ‫متطرفي سيناء االقتراب من القاهرة لتنفيذ عمليات فيها‪،‬‬ ‫فإنهم ال يقيمون في املناطق الشعبية التي يوجد فيها زمالء‬ ‫لهم م��ن املتطرفني املبتدئني‪ ،‬لكنهم يفضلون االخ�ت�ب��اء في‬ ‫الضواحي الراقية حول العاصمة‪ ،‬مثل ضاحية الرحاب التي‬

‫جرى فيها ضبط أحد العناصر الخطرة وبحوزته ترسانة من‬ ‫املتفجرات واألسلحة‪.‬‬ ‫وقتل في املواجهات بني قوات األمن واملتطرفني أكثر من ألف من‬ ‫الجانبني‪ ،‬كان معظمها جراء املعارك في سيناء خالل العامني‬ ‫األخيرين‪ ،‬بينهم رجال جيش وشرطة‪ .‬ويقول أحد مسؤولي‬ ‫جهاز تتبع املتشددين في وزارة الداخلية املصرية إن ضغط‬ ‫األجهزة األمنية على املتطرفني في سيناء أصبح يدفعهم إلى‬ ‫الفرار‪ ،‬مشيرا إلى أن بعضهم ينتقلون بما يحملونه من خطر‬ ‫إلى الدلتا‪ ،‬أي إلى محافظات شمال القاهرة‪ ،‬ومنها يتسللون‬ ‫لتنفيذ أعمال إرهابية في العاصمة‪ ،‬كما حدث الشهر املاضي‬ ‫م��ن اس�ت�ه��داف ملوكب النائب ال�ع��ام امل�ص��ري‪ ،‬هشام بركات‪،‬‬ ‫بسيارة مفخخة‪ ،‬والذي لقي حتفه في العملية‪ ،‬ومنها تفجير‬ ‫القنصلية اإليطالية بسيارة مفخخة أيضا‪ ،‬إضافة إلى ما جرى‬ ‫إحباطه من عمليات أخرى‪.‬‬

‫القوي للتيارات املتشددة في مصر بعد ثورة ‪ ،2011‬خاصة في‬ ‫شبه جزيرة سيناء‪« ..‬حيث عادت هذه التيارات مرة أخرى إلى‬ ‫الساحة أكثر قوة ونشاطا‪ ،‬وأصبحت أكثر قدرة على التأثير‬ ‫في مجريات األحداث‪ ،‬وقامت بعمليات عنف كبيرة ومتنوعة‬ ‫على نحو يفرض واقعا جديدا لم يكن مألوفا من قبل»‪.‬‬ ‫ال�ت�خ��وف‪ ،‬كما ي�ق��ول أح��د ض�ب��اط األم ��ن‪ ،‬يكمن ف��ي احتمال‬ ‫انتقال خبرات املتطرفني في سيناء إلى مناطق بالقاهرة تعد‬ ‫حتى اآلن بيئة حاضنة للمتشددين‪ ،‬مثل ضاحية حلوان في‬ ‫الجنوب وال�ه��رم في الغرب واملطرية في ال�ش��رق‪ .‬ويوجد في‬ ‫هذه التجمعات السكانية الفقيرة شبان ساخطون من أنصار‬ ‫مرسي‪ ،‬ويخرجون نهار كل يوم جمعة للتظاهر وهم يرفعون‬ ‫شعارات جماعة اإلخ��وان‪ .‬وعثرت السلطات على متفجرات‬ ‫وأسلحة داخ��ل العديد م��ن الشقق ف��ي ه��ذه ال�ض��واح��ي‪ .‬كما‬ ‫انفجرت شقق أخرى بمن فيها أثناء إعداد القنابل البدائية‪.‬‬

‫تنسيق الجماعات املتطرفة‬

‫محاربة كل مظاهر الدولة‬

‫ووف �ق��ا ل�ش�ه��ادات م�س��ؤول�ين أم�ن�ي�ين وخ �ب��راء ف��ي الجماعات‬ ‫املتطرفة‪ ،‬فقد تغيرت ظ��اه��رة اإلره ��اب التي وصلت لقمتها‬ ‫في مصر في تسعينات القرن املاضي‪ ،‬وكانت تعتمد على‬ ‫هجوم املتطرفني باألسلحة الخفيفة من طراز «إيه كيه ‪،»47‬‬ ‫مقارنة بالواقع الحالي ال��ذي يجري فيه استخدام املتفجرات‬ ‫بكل مستوياتها‪ ،‬من القنابل اإلسمنتية وبدائية الصنع‪ ،‬إلى‬ ‫السيارات املفخخة‪« ..‬تستطيع القول إن��ه في السابق كانت‬ ‫التنظيمات املتطرفة محلية‪ ،‬وت��رك��ز عملياتها ف��ي القاهرة‬ ‫والصعيد‪ ،‬أما اليوم»‪ ،‬كما يقول نعيم‪ ،‬فإن «الوضع تغير إلى‬ ‫حد كبير‪ .‬األبواب انفتحت‪ ،‬منذ ثورات الربيع العربي‪ ،‬وأصبح‬ ‫يوجد تعاون عابر للحدود بني الجماعات املتطرفة»‪.‬‬ ‫ويضيف أن أل��وف املتشددين‪ ،‬من مصر وخارجها‪ ،‬وجدوا‬ ‫في سيناء «منطقة هشة تصلح للتمركز فيها»‪ ،‬لكن قوات‬ ‫األمن لن تمكنهم من ذلك‪ ،‬مشيرا إلى أن عناصر من الخاليا‬ ‫اإلرهابية التي جرى القبض عليها أخيرا اعترفوا بالتدريب‬ ‫على املفخخات ف��ي غ��زة وليبيا وس��وري��ا‪ ،‬وغ�ي��ره��ا‪ .‬الخطر‬ ‫يكمن في أن يؤثر املحترفون في سيناء على املبتدئني في‬ ‫القاهرة‪« ..‬من املمكن‪ ،‬في وقت من األوقات‪ ،‬أن يتم رفع مستوى‬ ‫املجموعات الدنيا على يد من سبق أن تدربوا في الخارج»‪.‬‬ ‫الوضع بالطبع أصبح معقدا على األرض أكثر من السابق‪،‬‬ ‫خاصة بعد أن ج��رى ع��زل مرسي املنتمي لجماعة اإلخ��وان‬ ‫املسلمني في ‪ ،2013‬وتصنيف الجماعة بعد ذلك كـ«منظمة‬ ‫إرهابية» من جانب السلطات املصرية ودول أخرى باملنطقة‪.‬‬ ‫أضف إلى هذا‪ ،‬كما يقول العزبي‪ ،‬املتحدث باسم جبهة ثوار‬ ‫وحكماء مصر‪ ،‬أن «سلطة شيوخ القبائل الذين كانوا يمثلون‬ ‫همزة الوصل بني مشاكل أبناء سيناء والحكومة‪ ،‬تراجعت‪.‬‬ ‫هذا عجل بتدهور الوضع لصالح قوى التطرف»‪.‬‬ ‫وألسباب كثيرة انبرت العديد من املراكز البحثية املحسوبة‬ ‫ع �ل��ى أج �ه��زة اس �ت �خ �ب��ارات ف��ي دول ب��ال �ش��رق األوس � ��ط في‬ ‫تتبع املتغيرات الجديدة للجماعات املتطرفة من خالل ألوف‬ ‫الصفحات م��ن ال�ت�ق��اري��ر‪« ..‬املشكلة تسبق م��وض��وع خ��روج‬ ‫(اإلخ��وان) من السلطة في بلدان مثل مصر وليبيا‪ ،‬بل تعود‬ ‫إلى الفوضى التي ضربت املنطقة منذ ‪ ،»2011‬هكذا يقول أحد‬ ‫التقارير املحسوبة على جهاز املخابرات املصري‪.‬‬ ‫ويضيف أن موجة اإلره��اب التي اجتاحت مصر في أعقاب‬ ‫ث��ورة يناير على يد التنظيمات املتشددة في سيناء لم تكن‬ ‫بمعزل عن موجة اإلره��اب التي اجتاحت املنطقة في أعقاب‬ ‫«الربيع العربي»‪ .‬ويشير إل��ى أن الجميع فوجئوا بالصعود‬

‫يستجوب املحققون في مركز في شرق القاهرة عشرات من‬ ‫املتطرفني ممن جرى القبض عليهم أحياء أثناء محاولتهم زرع‬ ‫قنابل ومفخخات في عدة مواقع خاصة في سيناء وبعض‬ ‫م��دن ال��دل�ت��ا‪ .‬م��ن خ�لال االس�ت�ج��واب��ات املطولة يمكن التعرف‬ ‫على أم��ري��ن‪ ..‬األول بالنسبة لسيناء‪ ،‬ويتعلق بالتغير ال��ذي‬ ‫حدث للتركيبة االجتماعية للقبائل في هذه املنطقة ذات املوقع‬ ‫الجغرافي املعقد‪ .‬ويتلخص في تراجع سلطة ق��ادة القبائل‬ ‫لصالح الجيل الجديد من الشباب ممن التحقوا بالعديد من‬ ‫الجماعات املتطرفة‪ ،‬واستقبلوا متطرفني أجانب عبر األنفاق‬ ‫مع قطاع غزة وعبر البحر والدروب البرية من ليبيا وسوريا‪.‬‬ ‫واألم ��ر ال�ث��ان��ي ال��ذي يتضح م��ن االس�ت�ج��واب��ات ال�ت�ع��رف على‬ ‫طرق تصنيع املتفجرات‪ ،‬بأنواعها املختلفة‪ ،‬ووسائل إخفائها‬ ‫للوصول بها إلى املواقع املستهدفة‪.‬‬ ‫املحامي أحمد محمود‪ ،‬أحد أعضاء هيئة الدفاع في القضية‬ ‫الخاصة بمحاولة زرع قنبلة الستهداف سيارات األمن على‬ ‫طريق العريش في سيناء في يونيو (حزيران) املاضي‪ ،‬يحمل‬ ‫ملف التحقيقات ويحاول تبرئة موكليه ومن بينهم متهم يدعى‬ ‫عبد الله اع�ت��رف للمحققني بتفاصيل ع��دي��دة‪ ،‬لكن املحامي‬ ‫يقول إن��ه ج��رى انتزاعها منه بالقوة‪ .‬وتتضمن االعترافات‬ ‫معلومات عن لجوء التنظيمات املتطرفة إلى االتحاد على هدف‬ ‫واحد في سيناء‪ ،‬وهو محاربة كل مظاهر الدولة؛ من شرطة‬ ‫وجيش ومؤسسات حكومية‪ ،‬ومحاولة نقل خبرات التفجير‬ ‫من هناك إلى القاهرة‪.‬‬ ‫مثال‪ ،‬وبحسب ما يقوله مسؤول أمني‪ ،‬ال بد أن تالحظ أنه‬ ‫جرت في األع��وام األخيرة هجرة جماعات متطرفة من وادي‬ ‫النيل (في وسط البالد) إلى سيناء‪ ..‬فلم يعد أحد يسمع عن‬ ‫تنظيم التكفير والهجرة الدموي الشهير الذي كان ينشط‪ ،‬حتى‬ ‫سبع سنوات مضت‪ ،‬في محيط مدينة الفيوم‪ ،‬الواقعة على‬ ‫بعد نحو ‪ 100‬كيلومتر جنوب القاهرة‪ .‬واختفى اسم «تنظيم‬ ‫القاعدة في أرض الكنانة» و«أكناف بيت املقدس»‪.‬‬ ‫وتراجعت العديد من األسماء األخرى‪ ،‬سواء لقادة أو جماعات‬ ‫مسلحة‪ .‬كل هؤالء اتحدوا في السنوات األخيرة داخل سيناء‪.‬‬ ‫وبعدما ك��ان كل تنظيم يعلن عن عملياته بشكل منفصل‪،‬‬ ‫س��واء ضد رج��ال األم��ن أو املنشآت الرسمية‪ ،‬أو حتى ضد‬ ‫إسرائيل (بإطالق صواريخ من داخل سيناء)‪ ،‬أصبحت هذه‬ ‫املجموعات تعمل معا‪ .‬ويقول نعيم‪ ،‬الذي كانت تربطه عالقة‬ ‫وثيقة في السابق مع أيمن الظواهري‪ ،‬زعيم تنظيم القاعدة‪،‬‬ ‫إن ب��داي��ة االت�ح��اد الحقيقية ب�ين ه��ذه املجموعات ظهرت في‬ ‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪39‬‬


‫يا لك من مبتدئ!‪ ..‬القليل‬ ‫من السماد الزراعي والبارود‬ ‫واإلسمنت واملسامير واألسالك‪.‬‬ ‫هكذا يمكن أن تصنع قنبلة‬ ‫صغيرة إلثارة الفزع في القاهرة‬ ‫وما حولها‪ .‬لكنها يمكن أن‬ ‫تنفجر في وجهك أثناء إعدادها‬ ‫في شقتك أو االنتقال بها عبر‬ ‫الشارع‪ .‬أما الطريقة املعقدة‬ ‫إلعداد سيارة ملغومة‪ ،‬أو قنبلة‬ ‫شديدة االنفجار‪ ،‬كما يقول‬ ‫نبيل نعيم‪ ،‬الزعيم السابق‬ ‫لـ«تنظيم الجهاد» بمصر‬ ‫لـ«املجلة»‪ ،‬فيقوم بها محترفون‪،‬‬ ‫قادمون من تيارات متطرفة‬ ‫يتركز أغلبها في شمال سيناء‪،‬‬ ‫وتوحدت معظم عناصرها أخيرا‬ ‫تحت اسم «والية سيناء» بعد‬ ‫مبايعتها لتنظيم داعش‪.‬‬

‫تعاون عابر للحدود بني الجماعات املتطرفة‬

‫ما بني قنابل اإلسمنت والسيارات امللغومة‬

‫حرب العبوات الناسفة في شوارع القاهرة‬

‫القاهرة‪ :‬عبد الستار حتيتة‬ ‫إذا أردت أن تتعرف على «مشهد التفجيرات» في‬ ‫أكبر بلدان منطقة الشرق األوسط من حيث عدد‬ ‫السكان‪ ،‬فال بد أن تيمم وجهك أوال نحو سيناء‬ ‫في شمال شرقي البالد‪ .‬إلى هناك‪ ،‬كما يقول نعيم‪ ،‬لجأ‬ ‫ألوف املتطرفني من املحافظات املصرية‪ ،‬وإلى هناك وفد‬ ‫ألوف من املقاتلني األجانب‪ .‬ووصل العدد‪ ،‬وفقا لتقديرات‬ ‫أمنية في عام ‪ ،2013‬إلى نحو ‪ 12‬ألف متطرف من تنظيمات‬ ‫مختلفة منذ انطالق ثورة يناير (كانون الثاني) ‪.2011‬‬ ‫وبينما تراجع نفوذ شيوخ قبائل سيناء لصالح جماعات‬ ‫امل �ت �ش��ددي��ن ال��ذي��ن ت�ط�ل��ق ع�ل�ي�ه��م ال �س �ل �ط��ات ف��ي س�ي�ن��اء‬ ‫«التكفيريون»‪ ،‬يحذر مسؤول في جهاز املخابرات املصرية‬ ‫من «الخبرات القتالية» التي أصبحت عليها هذه الجماعات‬

‫‪38‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫ال�ت��ي تضم خليطا م��ن امل�ص��ري�ين واليمنيني وال�س��وري�ين السيارات فقط‪ ،‬بل في ما يحوزونه من معلومات ودراية‬ ‫وغيرهم من أوروبا وأفريقيا‪ .‬تبدو سيناء هنا‪ ،‬وبالتحديد بعمل الجهاز األمني»‪.‬‬ ‫املنطقة الواقعة بني مدينتي رفح والشيخ زوي��د‪ ،‬ب��ؤرة ما‬ ‫زالت في املهد لكنها تريد أن تتسع وتتوسع على األرض املتطرفون في سيناء‬ ‫لتحقق ما وصل إليه «داعش» في العراق وسوريا وليبيا‪.‬‬ ‫في‬ ‫وي�ض�ي��ف ه ��ذا امل �س ��ؤول‪ ،‬ال ��ذي ع�م��ل ل �ث�لاث س �ن��وات‬ ‫لكن يبدو أن سيناء كانت مرشحة ملثل ه��ذه التطورات منذ‬ ‫بعد‬ ‫العريش‪ ،‬أن املقاتلني الجدد في سيناء‪ ،‬والذين تكاثروا‬ ‫نحو عشر سنوات‪ ،‬كما يقول محمد العزبي‪ ،‬املتحدث باسم‬ ‫بحكم‬ ‫ثورة يناير (كانون الثاني) ‪ ،2011‬وعقب اإلطاحة‬ ‫جبهة ثوار وحكماء مصر‪ ،‬لـ«املجلة»‪ ،‬مشيرا إلى أن املتطرفني‬ ‫لديهم‬ ‫‪،2013‬‬ ‫الرئيس األسبق محمد مرسي في منتصف‬ ‫تمكنوا من االنتشار في سيناء بهذا الشكل لعدة أسباب‪ ،‬من‬ ‫«بعضهم‬ ‫�اورة‪..‬‬ ‫خبرة مسبقة م��ن القتال ف��ي ب�ل��دان م �ج�‬ ‫بينها الصراع بني شباب القبائل ومشايخها منذ عام ‪2004‬‬ ‫الخارج‪،‬‬ ‫في‬ ‫اإلرهابية‬ ‫تلقى تدريبات في أوساط املجموعات‬ ‫حني صدر قرار بتعيني مشايخ القبائل بدال عن انتخابهم‪ ،‬مما‬ ‫وظائفهم‪،‬‬ ‫�ن‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫�م‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫�رد‬ ‫�‬ ‫والبعض ض�ب��اط سابقون ج��رى ط‬ ‫أدى إلى تمرد الكثير من الشباب‪.‬‬ ‫�ات‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫ج‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫�م‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫�‬ ‫ئ‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫خ�ل�ال ال �ع��ام�ين األخ �ي��ري��ن‪ ،‬ب�س�ب��ب‬ ‫ويأخذ العزبي على الدولة «عدم وضوح رؤيتها تجاه سيناء‬ ‫أصابع‬ ‫يتعدى‬ ‫وال‬ ‫صغيرا‪،‬‬ ‫متشددة‪ .‬وحتى إن كان عددهم‬ ‫عبر العقود السابقة‪ ،‬مما أدى إلى الحالة التي نواجهها اآلن»‪،‬‬ ‫تفخيخ‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫الخبرة‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫ليس‬ ‫اليد ال��واح��دة‪ ،‬ف��إن خطرهم‬ ‫لكنه‪ ،‬مثل كثير من املصريني‪ ،‬يثق في قدرة السلطات على منع‬


‫رئيس الوزراء البريطاني‬ ‫ديفيد كاميرون وزوجته‬ ‫خالل رحلة بحرية‬ ‫الصيف املاضي (غيتي)‬

‫تتحدر زوجة رئيس الوزراء البريطاني من نسل ويليام جوليف الذي كان يمتلك ‪ 164‬عبدا‬

‫ديفيد كاميرون وزوجته من نسل مالك العبيد‬

‫لندن‪ :‬مينا الدروبي‬ ‫كشفت ملفات رسمية حول العبيد أن اآلالف‬ ‫من البريطانيني الحاليني تربطهم صالت قرابة‬ ‫بمالك العبيد الذين تلقوا تعويضات عند إلغاء‬ ‫تلك التجارة‪.‬‬ ‫وكشفت الوثائق أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون وزوجته‬ ‫سامنثا باإلضافة إلى املمثل بنديكت كامبرباتش واملمثل‬ ‫بن أفليك لديهم أجداد ذوو صلة بتجارة العبيد‪.‬‬ ‫فبعد مشروع استمر لخمس سنوات أجرته جامعة لندن‪،‬‬ ‫تم إنشاء قاعدة بيانات تضم أسماء ‪ 46‬ألف بريطاني‬ ‫كانوا يمتلكون عبيدا خاصة في جزر الهند الغربية عندما‬ ‫تم إلغاء العبودية في ‪.1833‬‬ ‫وتظهر ملفات «لجنة تعويضات م�لاك العبيد» أن��ه تم‬ ‫تحرير ‪ 800‬ألف أفريقي بعدما كان يتم االحتفاظ بهم‬ ‫كملكية قانونية ملالك العبيد البريطانيني فيما كان يعمل‬ ‫الكثير منهم في مزارع قصب السكر في منطقة البحر‬ ‫الكاريبي‪.‬‬ ‫وعندما ألغيت العبودية‪ ،‬تم تأسيس تلك اللجنة التي دفعت‬ ‫نحو ‪ 20‬مليون جنيه إسترليني من التعويضات إلى ‪46‬‬

‫ألف مالك بريطاني‪ .‬وكانت املبالغ التي سددتها الحكومة‬ ‫والتي تعد األكبر حتى خطة اإلنقاذ في ‪ ،2009‬تبلغ ما‬ ‫يعادل حاليا ‪ 17‬مليار جنيه إسترليني‪.‬‬ ‫ونشر الباحثون من جامعة لندن بقيادة األستاذة كاثرين‬ ‫ه��ول وال��دك�ت��ور ن��ك دري�ب��ر ق��اع��دة بيانات على اإلنترنت‬ ‫يستطيع الناس أن يبحثوا فيها عن أسماء مالك العبيد‬ ‫الذين تلقوا تعويضات‪.‬‬ ‫وتشير التقديرات إلى أن ‪ 10‬في املائة من البريطانيني‬ ‫الذين ماتوا في القرن الثامن عشر استفادوا من العبودية‬ ‫وأن نحو ‪ 15‬في املائة من النخبة البريطانية كانت متورطة‪.‬‬ ‫وس��وف يفحص فيلم تسجيلي ج��دي��د تقدمه «ب��ي بي‬ ‫سي» تحت عنوان «مالك العبيد املنسيون في بريطانيا»‬ ‫الحجم الهائل لتجارة العبيد‪ .‬وسوف يظهر الفيلم الذي‬ ‫سيقدمه املؤرخ ديفيد ألوسوجا كيف أن امتالك العبيد‬ ‫لم يكن يقتصر على الطبقة الغنية وإنما امتد إلى رجال‬ ‫الدين وأصحاب املحال واألشخاص العاديني في الطبقات‬ ‫الوسطى خالل القرن الثامن عشر‪.‬‬ ‫وكان من بني أكثر الناس الذين تلقوا تعويضات نقدية‬ ‫نظرا إللغاء العبودية جون غالدستون‪ ،‬أبو رئيس الوزراء‬ ‫ويليام إيوارت غالدستون الذي كان يمتلك تسع مزارع‬ ‫سكر‪ .‬وقد حصل على تعويضات تقدر بنحو ‪106769‬‬

‫ج�ن�ي�ه��ا إس�ت��رل�ي�ن�ي��ا وه ��و م��ا ي �ع��ادل ‪ 80‬م�ل�ي��ون جنيه‬ ‫إسترليني حاليا‪.‬‬ ‫كما حصل الجد األكبر للروائي جورج أرويل‪ ،‬وهو تشارلز‬ ‫بلير على تعويضات تصل إلى ‪ 4442‬جنيها إسترلينيا‬ ‫وهو ما يعادل ‪ 3‬ماليني جنيه إسترليني حاليا‪.‬‬ ‫وم�م��ن تلقوا تعويضات أي�ض��ا ك��ان أح��د أق ��ارب رئيس‬ ‫الوزراء ديفيد كاميرون وهو الجنرال سير جيمس دوف‬ ‫وهو موظف بالجيش وعضو البرملان عن بانفشاير‪.‬‬ ‫وفي الوقت نفسه‪ ،‬تنحدر سامنثا زوج��ة كاميرون من‬ ‫نسل رج��ل األعمال البريطاني في القرن التاسع عشر‬ ‫ويليام جوليف ال��ذي حصل على تعويضات تصل إلى‬ ‫‪ 4000‬جنيه إسترليني حيث كان يمتلك ‪ 164‬عبدا في‬ ‫أحد العقارات بسانت لوسيا وهو ما يعادل ‪ 3.25‬مليون‬ ‫جنيه إسترليني حاليا‪.‬‬ ‫كما أن والد سامنثا كاميرون هو السير رجنالد شيفيلد‬ ‫الذي تقدر ثروته بـ‪ 25‬مليون جنيه إسترليني‪.‬‬ ‫وخالل العام املاضي‪ ،‬تم الكشف أيضا عن أن أسالف‬ ‫املمثل بنديكت كامبرباتش كانوا يمتلكون ‪ 250‬عبدا‬ ‫ف��ي م ��زارع السكر ف��ي ب��ارب��ادوس‪ .‬وع�ن��دم��ا ت��م إلغاء‬ ‫العبودية تلقوا ‪ 6000‬جنيه إسترليني وهو ما يعادل‬ ‫‪ 3.6‬مليون اليوم <‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪37‬‬


‫التضامن امل�ت�ب��ادل والتناغم‪ .‬وف��ي ه��ذا ال�س�ي��اق‪ ،‬رص��دت فئات املجتمع ال��واح��د»‪ ،‬مطالبا املسلمني ف��ي كافة رب��وع ازدواجية مواقف أوروبا من حقوق اإلنسان‬

‫تقارير أممية‪ ،‬اتجاه قادة سياسيني أوروبيني إلى إلصاق الدنيا بتجاهل ال��رس��وم التي تنشرها املجلة الفرنسية‪،‬‬ ‫التهم باإلسالم واملسلمني‪ ،‬فيما يتعلق باألحداث اإلرهابية الفتا إل��ى أن ال��رد سيكون بإظهار سماحة اإلس�ل�ام‪ .‬إن ي��رى ع��دد م��ن املراقبني أن ال��دول الغربية ق��د غيرت ولو‬ ‫التي تشهدها أوروب��ا‪ ،‬وتحويل األم��ر إلى أشبه ما يكون إب�ق��اء مفهوم ح��ري��ة التعبير ع��ن ال ��رأي فضفاضا بهذه القليل من موقفها تجاه تعاملها مع ملف حقوق اإلنسان‬ ‫ب��أداة سياسية‪ .‬وأش��ارت التقارير إلى أن األفكار املعادية الطريقة من شأنه أن يمثل استفزازا ملشاعر املسلمني‪ ،‬في العالم العربي خاصة بعد نجاح ثورتي مصر وتونس‪.‬‬ ‫لإلسالم بدأت في االنتشار في املجتمع األوروبي وأن تلك وما يزيد املشكلة تعقيدا أن بعض الدول والحكومات ترعى ف��رغ��م ص�لاب��ة م��وق��ف غالبية دول أوروب ��ا ال�غ��رب�ي��ة إزاء‬ ‫األفكار أخذت تروج لفكرة مفادها أن اإلسالم يتعارض مع املنتديات واملؤتمرات واملعارض التي تسيء إلى اإلسالم‪ .‬حقوق اإلن�س��ان ف��ي دول املنطقة‪ ،‬خاصة بعد ارت��داد ما‬ ‫القيم األوروبية‪ .‬وانتقد رئيس املجلس األعلى للمسلمني في إن تصرفات أف��راد ومنظمات في الغرب تصل إلى حرق يسمى «الربيع العربي» من مصر باتجاه تونس وليبيا‬ ‫أملانيا أيمن مزيك خالل شهر يوليو (تموز) ‪ 2015‬ما القرآن الكريم أو إصدار أفالم وأشرطة فيديو تسخر من ودول أخ��رى‪ ،‬ب��دأت بعض ال��دول األوروب �ي��ة تغير نسبيا‬ ‫من ه��ذه امل��واق��ف‪ .‬ما زال��ت أوروب��ا تعيش هاجس حقوق‬ ‫سماه بتنامي األجواء املعادية‬ ‫اإلنسان والحريات وال تريد أن‬ ‫ل�لإس�لام ف��ي أملانيا‪ ،‬كما دعا‬ ‫تخرج من سياساتها النمطية‬ ‫وس��ائ��ل اإلع�ل�ام إل��ى التدقيق‬ ‫حول هذه القضية‪ .‬أوروبا ما‬ ‫م �ح ��ذرا م ��ن ال ��رب ��ط امل�ن�ه�ج��ي‬ ‫زالت نظرتها لألسف قاصرة‬ ‫ب� �ي��ن اإلس � � �ل � ��ام واإلره � � � � � ��اب‪.‬‬ ‫تجاه ما يجري في دول املنطقة‬ ‫ق ��ال رئ �ي��س امل �ج �ل��س األع �ل��ى‬ ‫وما تتخذها بعض الحكومات‬ ‫للمسلمني في أملانيا‪« :‬بات من‬ ‫ه �ن��اك م��ن س �ي��اس��ات مل��واج�ه��ة‬ ‫امل�ع�ت��اد اع�ت�ب��ار‪ ،‬وك��أن هناك‬ ‫اإلره ��اب م�ب��اش��رة‪ .‬االزدواج �ي��ة‬ ‫سببا واح ��دا ل�لإره��اب وه��و‬ ‫األوروب� �ي ��ة ك��ان��ت واض �ح��ة إل��ى‬ ‫اإلس�ل�ام»‪ .‬وأض��اف «مزيك»‬ ‫حد اإلرباك التي تعيشها بعودة‬ ‫ف� � ��ي ت � �ص� ��ري� ��ح ل �ص �ح �ي �ف��ة‬ ‫«ال �ج �ه��ادي�ين» ال ��ذي ال ي�ت�ج��اوز‬ ‫«دوي� � �ت� � �ش � ��ه ف� �ي ��رت� �ش ��اف ��ت‬ ‫ع��دده��م ال�خ�م�س��ة آالف م�ق��ات��ل‬ ‫ن � ��اخ � ��ري� � �ش �ت��ن» األمل � ��ان � �ي � ��ة‬ ‫وفق تقارير أممية لعام ‪.2015‬‬ ‫م ��وض � �ح ��ا «إن � � �ن � ��ا ن �ع �ي��ش‬ ‫ازدواج�ي��ة أوروب��ا‪ ،‬أنها سمحت‬ ‫اليوم بشكل واضح تنامي‬ ‫لنفسها إغ�لاق عدد من املراكز‬ ‫ال� �ع ��داء وال �ت �ه ��دي ��دات‪ .‬فقد‬ ‫الدينية واملنظمات وحظر بعض‬ ‫ب��ات ارت ��داء ف�ت��اة للحجاب‬ ‫ال�ت�ج�م�ع��ات وف ��رض رق��اب��ة على‬ ‫في الشارع مشكلة‪ ،‬وبات‬ ‫اإلنترنت‪ ،‬وهذه جميعها تتنافى‬ ‫ع �ل �ي �ه��ا ان �ت �ظ��ار ال �ت �ع��رض‬ ‫م��ع سياساتها السابقة‪ .‬م��ا هو‬ ‫ملضايقات»‪.‬‬ ‫مظاهرة انطلقت أمام هيئة «بي بي سي» البريطانية في وسط لندن تندد بالتعتيم اإلعالمي إلطالق مسلح النار‬ ‫مطلوب من الحكومات األوروبية‬ ‫في «تشابل هيل» وقتله ثالثة مسلمني في والية كارولينا الشمالية‪ ،‬بالواليات املتحدة األميركية فبراير املاضي (غيتي)‬ ‫اتخاذ إجراءات شديدة ضد املتورطني‬ ‫صناعة الكراهية‬ ‫رم��وز إسالمية‪ ،‬ال يمثل تعبيرا عن ال��رأي بقدر ما يمثل ومحاربة التطرف والجماعات املتطرفة‪ ،‬لكن أن ال يؤخذ‬ ‫شهدت أوروبا والغرب في السنوات األخيرة‪ ،‬حمالت تجاوز صناعة الكراهية ضد املسلمني وتتناقض مع سياسات اآلخرون بجريرة تلك الجماعات التي ال تمثل اإلسالم وال‬ ‫على الرموز الدينية وعلى النبي محمد (صلى الله عليه االندماج االجتماعي التي تتبناها بعض دول الغرب‪ .‬اليوم تحلل لنفسها ما تحرمه على دول املنطقة‪.‬‬ ‫وسلم)‪ .‬وفي ردود أفعال حول تجاوزات مجلة «شارلي»‪ ،‬الحكومات واملجتمع ال��دول��ي يحتاج إل��ى توصيف معنى لقد تعاملت بريطانيا بازدواجية في قضية جماعة اإلخوان‬ ‫ف��ي ب��ري�ط��ان�ي��ا ذك ��رت م�ن�ه��ا ت�ف��اص�ي��ل ت��أج�ي��ل ك��ام�ي��رون‬ ‫أعربت الهيئة الدائمة املستقلة لحقوق اإلن�س��ان بمنظمة التعبير وحرية الرأي‪.‬‬ ‫اإلعالن عن تقرير يتعلق بنشاط «اإلخ��وان املسلمني» في‬ ‫التعاون اإلسالمي في ‪ 20‬يناير ‪ ،2015‬عن استيائها الشديد‬ ‫من تكرار نشر مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية رسومات تقييد حركة سفر املواطنني خارج أوروبا بريطانيا وال��ذي أث��ار الكثير من االستفسارات‪ .‬بريطانيا‬ ‫ما زالت تتعامل مع الجماعة املحظورة كجماعة سياسية‬ ‫مسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)‪ ،‬مؤكدة إدانتها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واضحا عن الكراهية والتعصب أشارت تصريحات منفصلة لوزير الداخلية الفرنسي رغ��م ما كشفته الحكومة املصرية من تورطهم بعمليات‬ ‫تعبيرا‬ ‫لهذا العمل بوصفه‬ ‫واالزدراء واإلساءة إلى مشاعر أكثر من ‪ 1.6‬مليار مسلم ونظيره اإلسباني إلى أن تداعيات الهجمات في باريس عنف وإره��اب‪ .‬وقالت وزي��رة الداخلية البريطانية «تيريزا‬ ‫حول العالم‪ .‬يذكر أن أول طبعة ص��درت للمجلة املذكورة ‪ -‬صحيفة «شارلي إيبدو» ‪ 7‬يناير ‪ - 2015‬ستصيب م��اي» في خطابها ي��وم ‪ 23‬م��ارس ‪ 2015‬ال��ذي أعلنت فيه‬ ‫بعد الهجوم نشرت ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ازدراء «اتفاقية شنغن» في محاولة للحد من تحرك العائدين استراتيجية الحكومة الجديدة ملكافحة ظاهرة اإلرهاب من‬ ‫رسوما كاريكاتيرية أكثر‬ ‫عمدا‬ ‫واس�ت�ف� ً‬ ‫�زازا ملشاعر جميع املسلمني‪ .‬وه��ذا م��ا يتعارض إلى أوروبا‪ .‬وأكد الوزير اإلسباني‪« ،‬خورخيه فرنانديز لندن‪ ،‬إن «اململكة املتحدة لن تتسامح مع سلوك املتشددين‬ ‫مع أس��اس الحوار واالح�ت��رام املتبادل وامل�س��اواة واحترام دي� ��از»‪ ،‬لصحيفة «آل ب��اي�ي��س» أن��ه س�ي��داف��ع ع��ن فكرة الذين يرفضون القيم البريطانية»‪ .‬إن السياسات األوروبية‬ ‫األدي ��ان‪ .‬وب��دوره ق��ال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان إن ت �ع��دي��ل «ات �ف��اق �ي��ة ش �ن �غ��ن» ل�ل�س�م��اح ب �م��راق �ب��ة ال �ح��دود ال �ج��دي��دة ودول أخ ��رى‪ ،‬ينبغي أن ت��أخ��ذ ب�ن�ظ��ر االع�ت�ب��ار‬ ‫حرية التعبير حق‪ ،‬ولكن هناك حدودا عندما يتم التعرض الداخلية لالتحاد األوروب ��ي‪ .‬وق��ال «سندافع عن فكرة سياسة االندماج والتكامل االجتماعي بعيدا عن التهميش‬ ‫إل��ى األدي � ��ان‪ ،‬ف��ي إش� ��ارة إل��ى ال�ه�ج��وم ال ��ذي ت�ع��رض��ت له م��راق�ب��ة ال �ح��دود وم��ن املحتمل أن نضطر بالتالي إلى واإلقصاء‪.‬‬ ‫صحيفة «شارلي إيبدو» الباريسية‪ .‬وشدد البابا على أن تعديل اتفاقية شنغن» التي تنص على حرية التنقل اعترافات الذين التحقوا بالجماعات املتطرفة بأن بعضها كان‬ ‫«حرية الديانة وحرية التعبير حقان من حقوق اإلنسان داخ��ل «ف�ض��اء شنغن» ال��ذي يضم حاليا ‪ 26‬ب�ل��دا في بسبب سياسة التهميش وربما فقدان الهوية‪ .‬شهادات بعض‬ ‫األساسية»‪ .‬ورفض األزهر ما أقدمت عليه مجلة «شارلى أوروب��ا‪ .‬أم��ا وزي��ر الداخلية الفرنسي «برنار كازنوف» الشباب الذين التحقوا بالقتال في سوريا والعراق كشفت‪،‬‬ ‫إيبدو» الفرنسية من مواصلة نشر الصور املسيئة للرسول فقد أكد عقب اجتماع مع وزراء داخلية دول أوروبية في بأنهم وجدوا في هذه الجماعات «خالصا» ووسيلة للثأر من‬ ‫(صلى الله عليه وس�ل��م)‪ ،‬وق��ال ال��دك�ت��ور عباس شومان باريس‪ ،‬على ضرورة العمل على «تعديل اتفاقية شنغن سوء السياسات والتمييز‪ .‬سياسات األمن وسياسات القمع‬ ‫األمني العام لهيئة كبار العلماء باألزهر‪ ،‬إن «ما قامت به لفرض إج��راءات مراقبة على الحدود‪ ،‬والحصول على لوحدها ال يمكن أن تعالج اإلره��اب من دون حلول جذرية‬ ‫بضمنها املواجهات الفكرية <‬ ‫املجلة ال يخدم مصلحة أح��د‪ ،‬بل يزيد من الكراهية بني بيانات املسافرين‪.‬‬ ‫‪36‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬


‫معسكرات التدريب على تنفيذ عمليات إرهابية‪.‬‬ ‫· في فرنسا‪ ،‬صادق مجلس الشيوخ الفرنسي خالل شهر‬ ‫يونيو (حزيران) ‪ 2015‬على قانون جديد ملكافحة اإلرهاب‪،‬‬ ‫بعد أن صوت عليه نواب املجلس الوطني في قراءة أولى يوم‬ ‫‪ 5‬مايو ‪ 2015‬بأغلبية ‪ 438‬صوتا‪ ،‬يتعلق بتنظيم هيئات‬ ‫املخابرات الفرنسية وبقصد مكافحة اإلره��اب والجريمة‬ ‫املنظمة‪ .‬لقد خلقت أحداث «شارلي إيبدو» جدال في الرأي‬ ‫العام الفرنسي حول كيفية الوقاية من اإلرهاب الذي يولده‬ ‫املجتمع الفرنسي تحت غطاء اإلسالم‪.‬‬

‫ردود أفعال ضد سياسات الكراهية‬ ‫وف��ي رد ال�ف�ع��ل ح��ذر ط��رف��ه بغجاتي مستشار الشبكة‬ ‫األوروبية ملراقبة ومكافحة العنصرية في النمسا من أن‬ ‫ظاهرة العداء لإلسالم والكراهية أصبحت تتغلغل في كل‬ ‫أج��زاء املجتمع األوروب ��ي ول�ي��س فقط ف��ي أوس��اط اليمني‬ ‫املتطرف‪ .‬وطالب الجميع بالتصدي للظاهرة عبر بث روح‬

‫تجمع لنشطاء مسلمني ضد اإلسالموفوبيا في فرنسا (‪ )CCIF‬ويقوم النشطاء بتوزيع الحلويات الفرنسية أمام‬ ‫محطة سكة حديد سان الزار في باريس على املارة والحديث معهم عن سماحة اإلسالم وإبراز الصورة الحقيقية للدين الحنيف (غيتي)‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪35‬‬


‫سلط حادث «شارلي إيبدو» خالل شهر يناير (كانون الثاني) ‪ 2015‬الضوء‬ ‫على الثغرات األمنية التي تعاني منها دول االتحاد األوروبي‪ ،‬وظهرت إلى‬ ‫الواجهة سياسات أوروبية جديدة‪ ،‬أما املفوضية األوروبية فكانت هي‬ ‫األسرع باتخاذ إجراءات على األرض لتبني هذه السياسات الجديدة‪.‬‬

‫سياسات أوروبية جديدة ومشددة ضد الجمعيات واملنظمات اإلسالمية‬

‫التطرف يصعد الخوف من اإلسالم بالغرب‬

‫برلني‪ :‬حسن الرماحي‬ ‫ض�م��ن ردود األف �ع��ال ف�ق��د أك��د رئ �ي��س ال��وك��ال��ة‬ ‫ال�ح�ك��وم�ي��ة للجمعيات ال�خ�ي��ري��ة ف��ي بريطانيا‬ ‫على أن «التطرف اإلسالمي بات املشكلة األشد‬ ‫فتكا بهذه الجمعيات»‪ ،‬معتبرا أنه من املستغرب أن املدانني‬ ‫باإلرهاب أو غسل األموال ال يتم منعهم تلقائيا من تأسيس‬ ‫الجمعيات أو تمتعهم بعضوية مجالس إداراتها‪ .‬ويشير‬ ‫ذل��ك إل��ى الغطاء ال��ذي تمنحه بعض «الجمعيات الخيرية»‬ ‫البريطانية للمتشددين‪ .‬أم��ا أملانيا فهي األخ��رى اتخذت‬ ‫إج� ��راءات ش��دي��دة مل��راق�ب��ة الجمعيات وامل��راك��ز اإلس�لام�ي��ة‬ ‫واتخذت ق��رارات بغلق بعض هذه الجمعيات‪ ،‬على سبيل‬ ‫املثال حظرت الحكومة األملانية جمعية «توحيد جيرماني»‬ ‫التي تتهمها السلطات األملانية بالترويج للفكر «املتطرف»‬ ‫القائم على استخدام السالح‪ .‬وقال وزير الداخلية األملاني‬ ‫«توماس ديميزير» في ‪ 26‬مارس (آذار) ‪ 2014‬في برلني‬ ‫إن س��ري��ان الحظر ب��دأ بحملة م��داه�م��ات واس�ع��ة وتحفظ‬ ‫ع�ل��ى أم �ل�اك ال�ج�م�ع�ي��ة ف��ي ك��ل م��ن والي ��ة (ش �م��ال ال��راي��ن‬ ‫فيستفاليا وهيسن وب��اف��اري��ا وشليسفيغ هولشتاين)‪.‬‬ ‫يقول الباحث «ل��وري�ن��زو فيدينو» إن األج ��واء البريطانية‬ ‫املتساهلة م��ع املتأسلمني ومنحهم ح��ق اللجوء أسهمت‬ ‫ف��ي تثبيت «ال�ج�ه��ادي�ين» وجماعة اإلخ ��وان امل�ح�ظ��ورة في‬ ‫منطقة الشرق األوسط وفي بريطانيا‪ ،‬على مدى الخمسة‬ ‫ع�ق��ود األخ �ي��رة‪ ،‬األم��ر ال��ذي جعلهم يشكلون مجموعات‬ ‫لجمع األموال ونشر املؤلفات‪ ،‬وتنظيم الفعاليات والضغط‬ ‫والقيام بمجموعة واسعة من األنشطة التي تتعارض مع‬ ‫وجودهم في بريطانيا‪.‬‬

‫سياسات تهميش‬ ‫تعتبر فرنسا واح ��دة م��ن أك�ث��ر ال ��دول ال�ت��ي ذه�ب��ت بعيدا‬ ‫باتخاذ سياسات وقوانني أكثر تشددا‪ ،‬جاءت بردود أفعال‬ ‫سلبية على الجاليات واألقليات املسلمة في فرنسا والتي‬ ‫تخدم اليمني املتطرف‪ .‬وما يزيد املشكلة تعقيدا هو تأييد‬ ‫املحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان خالل عام ‪ 2015‬تأييد‬ ‫القانون الفرنسي بحظر النقاب في األم��اك��ن العامة لعام‬ ‫‪ .2010‬وأوضحت عزة غطاس من منظمة «هيومن رايتس‬ ‫‪34‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫ووت ��ش» أن ح�ظ��ر ال�ح�ج��اب امل�ط�ب��ق ف��ي ف��رن�س��ا وبلجيكا‬ ‫«ي�م��س بحقوق النساء ف��ي خيارهن ارت ��داء الحجاب وال‬ ‫يقوم بالكثير لحماية النساء اللواتي يرغمن على ارتدائه»‪.‬‬ ‫ويقضي القانون الفرنسي بتغريم املخالفني لحظر ارتداء‬ ‫ال�ن�ق��اب مبلغ ‪ 150‬ي��ورو أو ح�ض��ور دروس ع��ن املواطنة‬ ‫الفرنسية‪ .‬وفي أعقاب هذه التطورات سعت حركة (بيغيدا‬ ‫‪ :PEGIDA‬وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب) األملانية‪،‬‬ ‫اليمينية واملناهضة لإلسالم إلى توظيف هجمات باريس‬ ‫واالستفادة منها لزيادة أعداد مؤيديها‪ ،‬لكن الحركة تلقى‬ ‫أيضا معارضة متزايدة من قبل مؤيدي التعايش والتسامح‬ ‫في املجتمع األملاني وكذلك انتقادات السلطات الرسمية‪.‬‬ ‫ك�ش�ف��ت ش� �ه ��ادات ب �ع��ض امل�ع�ن�ي�ين ب �س �ي��اس��ات االن��دم��اج‬ ‫االجتماعي‪ ،‬بأن املسلمني يفضلون استعمال سياراتهم‬ ‫الخاصة بدال من وسائل النقل العامة خوفا من مفاجآت‬ ‫غير س��ارة ف��ي األم��اك��ن ال�ع��ام��ة‪ .‬املسلمون اآلن يعيشون‬ ‫وضعا مقلقا فهناك اعتداءات‪ ،‬وتجاوزات‪ .‬األقليات املسلمة‬ ‫تعاني الكثير من التضييق على فرص العمل خاصة في‬ ‫مجال التربية والتعليم‪ ،‬فاملرأة املسلمة املحجبة ال تستطيع‬ ‫الحصول على فرصة عمل في هذا املجال‪ .‬ورغم أن القوانني‬ ‫ترفض ذلك لكن ممارسات األشخاص واملؤسسات تنهج‬ ‫هذا النهج العنصري‪.‬‬

‫سياسات جديدة‬ ‫اتخذت عدد من الدول األوروبية سياسات جديدة وقوانني‬ ‫م�ك��اف�ح��ة إره� ��اب ج��دي��دة ت�ع�ط��ي أج �ه��زة األم ��ن ووك ��االت‬ ‫االستخبار صالحيات تتجاوز فيها بيروقراطية القضاء‬ ‫ومن أبرز الدول التي أصدرت قوانني جديدة هي‪:‬‬ ‫· الحكومة البريطانية أج��رت تحقيقني م�ت��وازي�ين أولهما‬ ‫ح��ول ع�لاق��ة اإلخ ��وان ب��اإلره��اب وال�ت�ح��ري��ض على العنف‬ ‫والثاني حول دور املدارس اإلسالموية في بريطانيا بزرع‬ ‫العنف ف��ي ن�ف��وس املهاجرين ال�ش�ب��اب‪ .‬ال�ق��وان�ين الجديدة‬ ‫تتبنى ت��داب�ي��ر ص��ارم��ة ح�ي��ال أي��ة جمعية «ت �ح��ول أم��واال‬ ‫إل��ى املجموعات املتطرفة أو ترسل متطوعني بريطانيني‬ ‫لاللتحاق بالجماعات املتطرفة في سوريا والعراق ودول‬ ‫أخرى‪ .‬وقال املتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق‬ ‫األوس��ط وشمال أفريقيا خالل شهر مايو (أي��ار) ‪،2015‬‬ ‫عبر حسابه على م��وق��ع ال�ت��واص��ل االج�ت�م��اع��ي «ت��وي�ت��ر»‪،‬‬

‫األمير ويليام خالل إحياء الذكرى العاشرة لتأبني ضحايا‬ ‫التفجيرات اإلرهابية التي حدثت في ‪ 7‬يوليو عام ‪ ،2005‬وراح‬ ‫ً‬ ‫شخصا وأصيب املئات‪ ،‬في حديقة هايد بارك‬ ‫ضحيتها نحو ‪52‬‬ ‫التي أقيم فيها نصب تذكاري للضحايا (تصوير جيمس حنا)‬

‫إن التشريع الجديد أي ق��ان��ون مكافحة اإلره ��اب الجديد‬ ‫يشمل حظر املنظمات املتطرفة التي تسعى إلى تقويض‬ ‫الديمقراطية أو استخدام خطاب الكراهية في األماكن العامة‪.‬‬ ‫· في أملانيا‪ ،‬نفى وزير العدل األملاني «هايكو ماس» أن تكون‬ ‫اإلجراءات القانونية الجديدة حول اإلرهاب أمرا مبالغا فيه‪،‬‬ ‫معتبرا أنها تدخل ضمن إجراءات دولية ملكافحة اإلرهاب‪.‬‬ ‫ويجرم القانون الجديد التخطيط لاللتحاق بمقاتلني في‬ ‫ال�خ��ارج أو جمع تبرعات لهم‪ .‬وداف��ع وزي��ر العدل األملاني‬ ‫«ه��اي�ك��و م ��اس» ع��ن خ�ط��ط ت�ش��دي��د ال�ع�ق��وب��ات ض��د سفر‬ ‫الشباب املتطرفني إلى مناطق الصراع في الشرق األوسط‪.‬‬ ‫وق��ال «م��اس» ي��وم ‪ 27‬فبراير (ش�ب��اط) ‪ 2015‬ف��ي جلسة‬ ‫البرملان األملاني (بوندستاغ) إن تشديد القانون الجنائي‬ ‫الذي وافق عليه مجلس الوزراء األملاني ليس إجراء مبالغا‬ ‫فيه‪ .‬ويسمح القانون الجديد بتجريم الراغبني في االنضمام‬ ‫«للجهاد» وبموجبه يمكن م�ق��اض��اة أي شخص يخطط‬ ‫للسفر من أملانيا «للمشاركة في جرائم عنف تعرض أمن‬ ‫ال��دول��ة لخطر جسيم ف��ي ال�خ��ارج» أو لالنضمام إل��ى أحد‬



‫بو‬

‫ر‬

‫تر‬

‫يه‬

‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫عادل إمام زعيم ال يقال له‪ :‬ارحل‬ ‫‪ - 1‬الشعب العربي الذي ّ‬ ‫أحب مسرحية عادل إمام «الزعيم» هو الذي‬ ‫َ‬ ‫منح عادل إمام لقب «الزعيم» فصار الزعيم العربي الوحيد الذي ال يغار‬ ‫منهم الزعماء‪ ،‬فهو ال يملك طول البال للنظر في مشكالت الناس‪ ،‬وليس‬ ‫له‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬وقت فراغ لحضور مؤتمرات القمة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬هذا الزعيم طليق ح� ّ�ر‪ ،‬وغير مربوط بالوعود املسجلة عليه‪ ،‬ألن‬ ‫منطقة حكمه هي خشبة املسرح أو الشاشة‪ ،‬وحدودها معروفة بشباك‬ ‫التذاكر أو بنسبة املشاهدة‪ ..‬فال يحاسبه أفراد الشعب على طول البقاء‬ ‫ولكن على الوقوف على الخشبة أو أمام الشاشة‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫التمثيل دون أن يسمع‬ ‫ومن حق هذا الزعيم أن يخطئ في‬ ‫كل شيء إال في ْ‬ ‫َ‬ ‫أوامر من نوع‪« :‬ارحل»‪.‬‬ ‫كلمات أو‬ ‫من شعب املتفرجني‬ ‫ٍ‬ ‫يأت عادل إمام على دبابة‪ ،‬جاء على خشبة املسرح‪ ،‬وصاغ حضوره‬ ‫‪ - 3‬لم ِ‬ ‫ّ‬ ‫الطاغي املستحب عبر نقد ساخر للمجتمع والسلطة‪ ،‬كما لم يخرج اسمه‬ ‫من صناديق االنتخاب‪ ،‬ألن الشعب هو الذي دخل عليه في املسرح وتفرج‬ ‫ّ‬ ‫استمر عرض بعضها بضع سنوات‪..‬‬ ‫على مسرحياته التي‬ ‫وهكذا وصل الزعيم إلى القلوب من العيون ومن العيوب التي بسطها‬ ‫ّ‬ ‫فاستقر على الخشبة منذ سنة ‪ 1962‬لكي ال ينزل عنها‬ ‫فوق املسرح‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫للتشمس أمام أضواء الشاشة والسينما لتصوير مسلسل أو‬ ‫أبدا‪ ،‬إال‬ ‫فيلم جديد‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الزعيم مثل غيره‪ ،‬بال كتاب أبيض أو أحمر أو أخضر؟‬ ‫يحكم‬ ‫‪ - 4‬كيف‬ ‫ ال�س��ؤال في الصميم‪ ،‬فقد كانت للزعيم «قفشات» م��أث��ورة ومواقف‬‫م�ن�ث��ورة ف��ي أف ��واه ال �ن��اس م�ث��ل األم �ث��ال ال�ش�ع�ب�ي��ة‪ ،‬ي�ل�ه�ج��ون ب�ه��ا في‬ ‫حواراتهم‪ ،‬ويعيشونها‪ ،‬ويتواصلون‪ ،‬من خاللها‪ ،‬فيما بينهم مثل‬ ‫شفرة مفهومة من املحيط إلى الخليج‪.‬‬ ‫‪ - 5‬وق�ب��ل انتشار ال��و ُس��ا ّئ��ط التواصلية‪ ،‬وح�ت��ى بعدها‪ ،‬ك��ان��ت أغلب‬ ‫التلفزيونات العربية ت َسلي مشاهديها بالفرجة على أف�لام إم��ام أو‬ ‫ً‬ ‫إح��دى مسرحياته في كل عيد‪ ،‬وكم كان «ال��واد سيد الشغال» شغاال‬ ‫في األعياد الدينية!‬ ‫فهل ق� ّ�ر ْ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫رت إدارات التلفزيونات العربية ق��رارا ال رجعة فيه‪ ،‬وصممت‬ ‫ّ‬ ‫على االستنجاد بمسرحيات إمام للتفريج عن ّ‬ ‫والغم عند املواطن‬ ‫الهم‬ ‫من خالل «مدرسة املشاغبني» أو ملشاهدة وإع��ادة املشاهدة لـ«شاهد‬ ‫ما شفش حاجة»؟‬ ‫ُ‬ ‫‪ - 6‬ولكن ل��م ُي �ق� ِّ�دم الزعيم لبلده مصر ولباقي ال��وط��ن العربي شيئا‬ ‫ملموسا محسوسا خالل مخططه الخمسيني غير أفالم ومسرحيات‬ ‫‪32‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫ومسلسالت!! ومع ذلك صار عادل إمام عابرا ألجيال عربية تمتد على‬ ‫أكثر من نصف قرن من سينما األبيض واألسود إلى األلوان إلى جيل‬ ‫«فيسبوك» و«يوتيوب»‪.‬‬ ‫‪ - 7‬ل��م ي�ش��رح الزعيم نظرياته للناس عبر وس��ائ��ل اإلع�ل�ام‪ ،‬فقد كان‬ ‫أقل الفنانني إجراء للحوارات الصحافية‪ ،‬فال وقت لديه‪ ،‬لشرح أدواره‬ ‫امل��وض��وع �ي��ة أو ت��وض�ي��ح اخ �ت �ي��ارات��ه ال�ج�م��ال�ي��ة ورؤي �ت��ه ال��دي�ن�ي��ة أو‬ ‫السياسية‪ ،‬أو رفع االلتباس‪ ،‬ولكن عندما يتعرض إلى سوء الفهم‪،‬‬ ‫فإنه يكون محل مساءلة من القضاء‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫بنود الدستور في البرملان على مقاسه‪،‬‬ ‫‪ - 8‬وألن الزعيم احيانا يخيط‬ ‫ّ‬ ‫ف��إن ع��ادل إم��ام ك��ان يقوم ب ��األدوار التي تناسب م��زاج��ه واهتماماته‬ ‫ومواقفه الفكرية واالجتماعية والقومية‪ ،‬وينتقل في األعمال الدرامية‬ ‫الساخرة من دور إلى دور بلباقة مقنعة‪:‬‬ ‫فهو التلميذ املشاغب‪ ،‬وهو الواد ّ‬ ‫سيد الشغال‪ ،‬وهو األفوكاتو‪ ،‬وهو‬ ‫اإلرهابي‪ ،‬وهو البهلوان األلعبان في «مرجان أحمد مرجان» الذي يؤرخ‬ ‫النهيار كل القيم االجتماعية والثقافية والعاطفية أمام سلطة املال‪،‬‬ ‫وهو الزعيم‪ّ ،‬‬ ‫ثم‪ ،‬أليس من حق عادل إمام أن يكون مشدودا بالحنني‬ ‫إلى كلية الزراعة التي تخرج منها‪ ،‬فيصير ً‬ ‫وزيرا للزراعة في مسلسله‬ ‫«أستاذ ورئيس قسم» (‪)2015‬؟‬ ‫ً‬ ‫األخير ّ َ‬ ‫ّ‬ ‫عربيا ال ُي ُ‬ ‫فلس من املواقف‪ّ ،‬وكنزا ال‬ ‫‪ - 9‬لقد مثل ع��ادل إم��ام مصرفا‬ ‫َ‬ ‫مصدر ُه الرئيسي هو الناس الذين ال يكفون عن‬ ‫يفنى من الطرائف‪ ،‬ألن‬ ‫ُ‬ ‫املعاناة والجريان والطوفان أحيانا‪ ،‬مثل نهر النيل‪ ،‬وكان الزعيم الفنان‬ ‫ً‬ ‫شبيها بشركة الترويج الكبرى لهذا السيل من املعاناة الساخرة التي ما‬ ‫انفكت تتدفق فيضا من البسمات في مسرحيات‪ ،‬عمودها الفقري هو‬ ‫حركة الزعيم‪ ،‬ووقفته االستثنائية الواثقة وأسئلته الناشرة‪ ،‬وتدخالته‬ ‫املبتورة الساخرة‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ - 10‬إن عادل إمام‪ ،‬كأي زعيم‪ ،‬قليل االبتسام‪ ،‬ينتج النكتة وال يستهلكها‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫بل يمنحها بمنتهى الكرم للجمهور‪ ،‬فلقد أدرك الزعيم هذا السر‪ ،‬وهذا‬ ‫دليل على أن الرجل الضاحك رجل ّ‬ ‫ولسبب مثل‬ ‫جدي في العمل واملوقف‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫سفيرا للنوايا الحسنة في املفوضية‬ ‫هذا‪ ،‬لم يكن اختياره عام ‪2000‬‬ ‫العليا لشؤون الالجئني التابعة لألمم املتحدة‪ ،‬من قبيل املزاح‪..‬‬

‫نص‪ :‬منصف املزغين‬ ‫ريشة‪ :‬علي املندالوي‬


‫كيفني رود رئيس‬ ‫الوزراء السابق‬ ‫ألستراليا املرشح‬ ‫األبرز لخالفة‬ ‫بان كي مون‬

‫‪,,‬‬ ‫املستشار الخاص لألمني العام لألمم املتحدة لشؤون اليمن‬ ‫جمال بن عمر قدم استقالته في أبريل عام املاضي‬ ‫بعد فشله في انهاء مهمته بنجاح‬

‫ال تصلح ملناطق النزاع املسلح في الدول العربية اليوم نظرا‬ ‫ألن الحروب األهلية الحالية يشارك فيها أطراف من غير‬ ‫الدول‪ ،‬ومن ثم فإن األمم املتحدة ليست مؤهلة للتعامل معها‬ ‫بفعالية؛ ففي بعض الحاالت مثل ليبيا‪ ،‬لن تقبل الجماعات‬ ‫املسلحة الخضوع لوساطة األم��م املتحدة أو توصياتها‪.‬‬ ‫وفي حاالت أخرى‪ ،‬مثل اليمن‪ ،‬تتضاءل قدرة الجماعة على‬ ‫املفاوضة بمصداقية ‪ -‬حتى إن أرادت ‪ -‬ذلك‪ .‬كما أن األمم‬ ‫املتحدة ال تستمتع بكونها املفاوض الوحيد في نزاع ما‪،‬‬ ‫خاصة أن «املهمات الخاصة» التابعة لألمم املتحدة عادة ما‬ ‫تكون واحدة ضمن مبادرات وساطة دولية متعددة تحدث‬ ‫جميعها ف��ي وق��ت واح��د‪ .‬وم��ا ل��م تقم ك��ل أط��راف ن��زاع ما‬ ‫باإلقرار بأن األمم املتحدة هي مفاوضها األوح��د‪ ،‬يسهل‬ ‫أن تنحي األطراف األخرى األمم املتحدة‪.‬‬ ‫وكانت هذه الظروف هي ما دفعت الدبلوماسي الجزائري‬ ‫املخضرم األخضر اإلبراهيمي إلى االستقالة من منصبه‬ ‫مبعوثا لألمم املتحدة والجامعة العربية الخاص إلى سوريا‬ ‫في مايو (أيار) ‪ ،2014‬بعد عامني من محاولة حل النزاع‪.‬‬ ‫فتقول سارة‪« :‬تعكس مالبسات استقالته جوهر املشكلة‪.‬‬ ‫كان دائما ما يطلب منه أن يشارك في املزيد واملزيد من‬ ‫األحداث املحاطة بصعوبات جيوسياسية باستخدام نماذج‬ ‫لحل النزاعات لم تعد تصلح»‪.‬‬

‫وه �ن ��اك إق � ��رار ع� ��ام‪ ،‬س� ��واء داخ� ��ل األم� ��م امل �ت �ح��دة أو بني‬ ‫املؤسسات السياسية ذات الصلة بالدبلوماسية الدولية‬ ‫بأن اإلصالح سيكون ضروريا لتحسني كفاءة املنظمة في‬ ‫الوساطة في النزاعات وحفظ السالم‪ .‬وبالتالي‪ ،‬وخالل العام‬ ‫املاضي‪ ،‬أصدرت لجنتان مستقلتان تقريرين مطولني حول‬ ‫تجارب األمم املتحدة األخيرة‪ ،‬األول يتعلق بعمليات حفظ‬ ‫السالم‪ ،‬والثاني يتعلق بهندسة بناء السالم‪ .‬ولألسف‪ ،‬لم‬ ‫تقدم توصياتهما أي أسباب للتفاؤل في املستقبل القريب‪.‬‬ ‫من جهة‪ ،‬أكدت اللجنة األول��ى‪ ،‬الخاصة بعمليات السالم‪،‬‬ ‫رغبة األمم املتحدة في تجنب استخدام القوة في أي بيئة‬ ‫يمكن أن يتم استدعاؤها فيها لكي تلعب دور حفظ سالم‪،‬‬ ‫سواء في شرق جمهورية الكونغو‪ ،‬سوريا‪ ،‬ليبيا أو أي دولة‬ ‫أخرى بها أطراف تمارس العنف وليست دوال‪.‬‬ ‫وإذا ما أوصت اللجنة بعكس ذلك ‪ -‬وهو العودة إلى الدور‬ ‫األكثر قوة الذي لعبته خالل العقود الثالثة األولى ‪ -‬فإنها‬ ‫كانت لتؤذن ببداية تحول له تداعيات كبرى في العاملني‬ ‫العربي واإلسالمي‪ .‬ولكن القرار بأال تفعل ذلك أحبط الكثير‬ ‫من األعضاء بمجلس األم��ن التابع لألمم املتحدة خاصة‬ ‫فرنسا‪ ..‬بعد التدخل الذي قادته فرنسا في مالي في ‪،2013‬‬ ‫حيث كانت الحكومة الفرنسية تتمنى أن تتخذ األمم املتحدة‬ ‫دورا عسكريا أق��وى في مواجهة التطرف العنيف‪ .‬وعلى‬ ‫الرغم من أنه سيتم دحض النتائج التي توصلت إليها اللجنة‬ ‫خالل األسابيع املقبلة‪ ،‬أعربت سارة هيرن عن شكوكها‬ ‫بشأن ح��دوث أي تغييرات في سياسة حفظ السالم في‬ ‫املستقبل القريب‪« .‬من املستبعد أن يقدم بان كي مون على‬ ‫أي شيء راديكالي في بعثات حفظ السالم التابعة لألمم‬ ‫املتحدة خالل العام والنصف األخيرين اللذين يقضيهما‬ ‫أمينا عاما»‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى‪ ،‬توصلت اللجنة الثانية‪ ،‬التي كانت تفحص‬ ‫عمليات األمم املتحدة لبناء السالم إلى نتائج إيجابية ولكنها‬ ‫ليس لها أي تأثير مباشر على النزاعات التي ترج أنحاء‬ ‫العالم العربي حاليا‪ .‬كما دعت األمم املتحدة لكي تلعب دورا‬ ‫أكثر شمولية في منع النزاعات بدال من دورها في حلها‪.‬‬ ‫وأوضحت اللجنة أن النزاعات عادة ما تبدأ بانهيار الثقة‬ ‫بني الدولة واملجتمع في دول��ة ما‪ ،‬وأن األم��م املتحدة يمكن‬ ‫أن تساعد ف��ي بناء الثقة م��ن خ�لال مشروعات إلص�لاح‬ ‫الحوكمة‪ ،‬باإلضافة إلى التأثير اإليجابي على االتجاهات‬ ‫الجماهيرية تجاه شرعية ال��دول��ة‪ .‬وم��ن املرجح أن يتبنى‬ ‫مجلس األم��ن أو الجمعية العامة‪ ،‬توصيات اللجنة خالل‬ ‫العام الحالي‪ .‬وعلى الرغم من أن عمليات بناء السالم‪ ،‬وفقا‬ ‫لتلك التوصيات‪ ،‬يمكنها أن تساهم إلى حد بعيد في منع‬ ‫نشأة نزاعات جديدة‪ ،‬فإنها ال تقدم حلوال بالنسبة للحروب‬ ‫األهلية الجارية حاليا‪.‬‬

‫‪,,‬‬

‫‪ :‬نماذج‬ ‫سارة هيرن لـ‬ ‫حفظ السالم الناجحة‬ ‫ال تصلح ملناطق النزاع‬ ‫العربي ملشاركة جماعات‬ ‫مسلحة في الصراع‬

‫‪,,‬‬

‫‪,,‬‬

‫حان وقت اإلصالح‬

‫منع النزاعات قبل حدوثها‬

‫مدير مكتب‬ ‫وداخ ��ل م�ق��ر األم ��م امل�ت�ح��دة‪ ،‬س��اه��م اإلخ �ف��اق ف��ي س��وري��ا‬ ‫وغيرها من األماكن في وجود إحساس بالتشاؤم حيال‬ ‫املؤسسة شعر به الكثير من املوظفني والبعثات‪ .‬فيتذكر‬ ‫ب�ع��ض امل�س��ؤول�ين ال��ذي��ن ك��ان��وا يعملون باملنظمة لعقود‬ ‫طويلة بإعجاب «األيام الذهبية» لدبلوماسية األمم املتحدة‬ ‫خالل الحرب الباردة‪ .‬ووفقا مليشال فانزو‪ ،‬الذي كان من‬ ‫كبار العاملني بقسم عمليات حفظ السالم باألمم املتحدة‬ ‫ومكتب األم�ين العام السابق كوفي أن��ان‪« :‬لقد اعتدنا في‬ ‫رده��ة املفوضني الجلوس على بار بيضاوي الشكل بعد‬ ‫ساعات العمل‪ ،‬يجلس على جانب منه مفوضو الواليات‬ ‫املتحدة واململكة املتحدة فيما يجلس على الجانب اآلخر‬ ‫روس�ي��ا وم�ف��وض��و الكتلة ال�ش��رق�ي��ة‪ .‬وخ�ل�ال ال�ل�ي��ل‪ ،‬كانت‬ ‫الردهة تزدحم بهم‪ ،‬ثم كانت الجماعتان تلتقيان في العالم‪.‬‬ ‫وقد أخبروني أن الحرب العاملية الثالثة تم منعها بفضل‬ ‫هذا البار»‪.‬‬ ‫واآلن‪ ،‬على أي ح��ال‪ ،‬يحتاج ال�ب��ار إل��ى أن يصبح ل��ه أكثر‬ ‫من ناحيتني‪ ،‬كما أن الناس الذين نحتاج إلى حضورهم‬ ‫يفضلون أن ي�ف�ج��روا ال �ب��ار ح�ت��ى ال يتمكن أي أح��د من‬ ‫الجلوس عليه‪.‬‬ ‫وي �ع �ت �ق��د ال �خ �ب��راء ف ��ي س �ي��اس��ة األم� ��م امل �ت �ح��دة أن ��ه لكي‬ ‫تصبح املنظمة أكثر فعالية في حل النزاعات يجب إجراء‬ ‫إصالحات راديكالية ‪ -‬ومن املرجح أن يتم إجراء إصالحات‬ ‫إذا ما كان األمني العام الجديد دبلوماسيا له مكانة دولية‪.‬‬ ‫وم��ن الشخصيات ال�ت��ي تنطبق عليها تلك امل��واص�ف��ات‪،‬‬ ‫املرشح األبرز للمنصب‪ ،‬كيفني رود رئيس الوزراء السابق‬ ‫ألستراليا؛ رغم أنه ينفي اهتمامه بتولي مثل ذلك املنصب‪.‬‬ ‫وم��ن املرشحني اآلخ��ري��ن أيضا هيلني ك�لارك التي تدير‬ ‫حاليا برنامج األمم املتحدة للتنمية والكثير من املوظفني‬ ‫من بلدان أميركا الالتينية‪ .‬وهناك افتراض بأن أي أحد‬ ‫بنى تاريخه املهني داخل املنظمة سوف يكون أكثر ميال‬ ‫ل�لاس�ت�ق��رار واالس�ت�م��راري��ة وتجنب التغييرات العميقة‪.‬‬ ‫ولكن بالطبع‪ ،‬يعتمد كل ذلك على الفرد ذات��ه‪ ،‬وأخ��ذا في‬ ‫االعتبار الدرجة غير املسبوقة التي وصلت إليها معاناة‬ ‫الدولة الرازحة تحت وطأة النزاعات فإن املطالب بالتغيير‬ ‫أصبحت غير مسبوقة أيضا <‬ ‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪31‬‬


‫في ظل تصاعد الفوضى في جنوب‬ ‫ليبيا‪ ،‬دعت بعثة األمم املتحدة للدعم‬ ‫في ليبيا (يونسميل) يوم ‪ 23‬يوليو‬ ‫(تموز) املاضي‪ ،‬إلى «الوقف الفوري‬ ‫إلطالق النار»‪ ،‬وهي الدعوة التي توقع‬ ‫الجميع صدورها عن البعثة وال يتوقع‬ ‫أحد أن يلتزم بها أي طرف‪.‬‬ ‫وفي الوقت نفسه‪ ،‬أصدر منسق األمم‬ ‫املتحدة لإلغاثة في حاالت الطوارئ‬ ‫دعوة أخرى في اليمن ‪ -‬وسط العنف‬ ‫املستمر‪ ،‬ونقص الغذاء الشديد وغياب‬ ‫املوارد الطبية الكافية‪ ،‬حيث دعا إلى‬ ‫«هدنة إنسانية فورية وغير مشروطة»‪.‬‬ ‫وهو شيء مستبعد الحدوث أيضا‪.‬‬ ‫وسط الكوارث املتوالية في الدول‬ ‫العربية وغيرها من الدول‪ ،‬يبدو أن‬ ‫البعثات الخاصة التابعة لألمم املتحدة‬ ‫ال تحقق أيا من أهدافها‪.‬‬

‫حان الوقت للبحث عن بدائل‬

‫املبعوثون الدوليون في املنطقة‪ ..‬أدوار فاشلة‬

‫نيويورك‪ :‬جوزيف براودي‬ ‫إن تاريخ بعثات األمم املتحدة يكشف أنها كانت‬ ‫تواجه تحديات مختلفة عما يواجهه العالم اليوم‪،‬‬ ‫كما أصبحت األم��م امل�ت�ح��دة أخ�ي��را أك�ث��ر ت��رددا‬ ‫إلحيائها وفق الشروط الحالية‪ .‬فمباشرة بعد تأسيسها في‬ ‫أعقاب الحرب العاملية الثانية‪ ،‬لم تتضمن كبرى مسؤوليات‬ ‫املنظمة إدارة تسويات النزاعات‪ ،‬ولكنها تضمنت اإلشراف‬ ‫على االتفاقيات التي توصلت إليها القوى األخرى بالفعل‬ ‫ومراقبتها‪ .‬وكانت أول بعثات السالم‪ ،‬التي تأسست في‬ ‫‪ ،1948‬بغرض تأسيس ق��اع��دة عسكرية لضمان تنفيذ‬ ‫الهدنة املؤقتة بني دولة إسرائيل الناشئة وجيرانها العرب‪.‬‬ ‫وع�ل��ى ال��رغ��م م��ن أن ال�ح��رب استمرت نظريا‪ ،‬ف��إن الهدنة‬ ‫نجحت عمليا إلى حد كبير لعدة سنوات ‪ -‬ربما حتى حرب‬ ‫السويس في ‪.1956‬‬ ‫وكانت مهمتها الرئيسية هي توفير هيكل اإلدارة العسكرية‬ ‫لقوات حفظ السالم في الشرق األوسط لتمكني املسؤولني‬ ‫عن حفظ السالم من مراقبة وقف إطالق النيران والحفاظ‬ ‫عليه ومساعدة األطراف املختلفة على اإلشراف على تطبيق‬ ‫اتفاقيات الهدنة ومراقبة ش��روط هذه االتفاقيات‪ .‬وهناك‬ ‫‪30‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫هدنة أكثر نجاحا تم عقدها في الوقت نفسه تقريبا بني‬ ‫دولتي الهند وباكستان املستقلتني حديثا‪ ،‬وذلك في أعقاب‬ ‫نزاع عسكري في منطقتي جامو وكشمير املتنازع عليهما‪.‬‬ ‫وأعيد تبني هذا النموذج في النزاعات الالحقة في الشرق‬ ‫األوسط ‪ -‬ليس فقط في أعقاب الحروب مع إسرائيل‪ ،‬ولكن‬ ‫أيضا في اليمن في عام ‪ ،1963‬وبني تركيا وقبرص في‬ ‫‪ .1964‬وبعد ذلك بعقود‪ ،‬تم تعديل مسؤولية املراقبة تلك‬ ‫إلى درجة أكثر اعتداال في أعقاب اتفاق الطائف الذي وضع‬ ‫نهاية للحرب األهلية في لبنان التي استمرت نحو ‪ 15‬عاما‪.‬‬ ‫ف�ي�ق��ول أح��د امل �س��ؤول�ين ال�س��اب�ق�ين بقسم ع�م�ل�ي��ات حفظ‬ ‫السالم باألمم املتحدة ومكتب األم�ين العام السابق لألمم‬ ‫املتحدة كوفي أنان‪« :‬ومع ذلك‪ ،‬تم منع إراقة الدماء في الكثير‬ ‫من األحيان وحتى اآلن يرنو الناس في مقر األمم املتحدة‬ ‫إلى أيام االزدهار في الخمسينات والستينات عندما اتخذ‬ ‫األم�ين العام داغ هامرشولد ق��رارات جريئة إلش��راك األمم‬ ‫املتحدة في عدد من أخطر النزاعات في تلك الفترة»‪.‬‬ ‫وك��ان هامرشولد قد ت��رأس املنظمة خ�لال الحرب الباردة‬ ‫عندما عقدت اتفاقات كبرى بني بلدان النزاع بتأييد من‬ ‫القوتني العظميني اللتني تدعمها‪ ،‬وهما ال��والي��ات املتحدة‬ ‫واالتحاد السوفياتي‪ .‬وأصبح دور األمم املتحدة أكثر تحديا‬ ‫في أعقاب سقوط جدار برلني في نوفمبر (تشرين الثاني)‬

‫‪ 1989‬واأليام األولى ملا نعرفه اليوم بالعالم أحادي القطب‪.‬‬ ‫ولكن الحال لم تكن دائما هكذا‪ ،‬فتقول سارة هيرن‪ ،‬معاون‬ ‫ومدير وزميل مركز التعاون الدولي بنيويورك‪« :‬صممت‬ ‫بعثات حفظ السالم في التسعينات لدعم اتفاقات السالم‬ ‫ال�ت��ي تعقد بعد انتهاء ال�ن��زاع��ات»‪ .‬وأض��اف��ت‪« :‬ل��دى األم��م‬ ‫امل�ت�ح��دة ع��دد م��ن ال�ب�ع�ث��ات ال�ت��ي تمكنت م��ن ال�ن�ج��اح رغ��م‬ ‫عملها بهذه الشروط مثل سيراليون وليبيريا»‪ .‬ففي هذه‬ ‫البلدان‪ ،‬التي بدأت فيها بالفعل عمليات حفظ السالم في‬ ‫أعقاب سنوات من الحرب األهلية‪ ،‬تمكنت األمم املتحدة من‬ ‫أن تشارك في املشهد لدعم بناء الجيش القومي والشرطة‬ ‫وتعزيز املصالحات القومية ودعم املبادرات التنموية‪.‬‬ ‫وكانت هناك قواعد جديدة بدأت األمم املتحدة تعمل بها ‪-‬‬ ‫وطاملا كانت النزاعات التي ساعدت األمم املتحدة في الحفاظ‬ ‫عليها بني الدول‪ ،‬كان إطار عمل األمم املتحدة يظل ساريا‪.‬‬

‫نزاعات اليوم مختلفة‬ ‫قبل انضمامها إل��ى مركز التعاون ال��دول��ي‪ ،‬عملت س��ارة‬ ‫هرين بوزارة التنمية الدولية البريطانية في لندن وشاركت‬ ‫في بعثات حفظ السالم في الكونغو وأوغندا‪ .‬وفي رأيها‪،‬‬ ‫فإن نماذج حفظ السالم التي كانت فعالة في التسعينات‬


‫«امللحق السادس» غير املكتوب لالتفاق النووي مع إيران‬ ‫أخيرا‬

‫بقلم‪:‬‬ ‫طوني بدران‬

‫أوباما يعرتف‬ ‫بمناطق نفوذ‬ ‫طهران‬ ‫يف املنطقة‬

‫ن��ال ال��رئ�ي��س األم �ي��رك��ي ب ��اراك أوب��ام��ا مبتغاه‬ ‫وأنجز االتفاق مع إيران الذي سعى إليه منذ توليه‬ ‫الرئاسة في عام ‪ .2009‬يتضمن االتفاق نصا‬ ‫أساسيا وخمسة ملحقات تفصل مسائل محددة في النص‪.‬‬ ‫إنما هناك أيضا ملحق سادس‪ ،‬وهو االتفاق الضمني الذي يفوق‬ ‫أهمية كل ما وضع على الورق‪ .‬في األيام األخيرة من املفاوضات‪،‬‬ ‫مل��ح م�س��ؤول أم�ي��رك��ي إل��ى مضمونه ف��ي ح��دي��ث إل��ى «ص�ن��داي‬ ‫تايمز»‪« :‬يريد أوباما أن يكون ه��ذا االتفاق العنوان األساسي‬ ‫لتركته‪ ،‬وه��و يعتقد أن إي��ران سلمية يمكن أن تكون متراسا‬ ‫في وجه (داعش) في الشرق األوسط ومفتاح السالم هناك»‪.‬‬ ‫انطالقا من هذه النظرة إلى إيران كشريك ّقيم‪ ،‬ال يكتفي أوباما‬ ‫بضمان موقع إيران كقوة نووية وحسب‪ ،‬إنما هو أيضا يعترف‬ ‫بمناطق نفوذها في املنطقة‪ .‬كان هذا جليا في العراق منذ فترة‬ ‫طويلة‪ ،‬وهو اآلن أصبح أكثر وأكثر املوقف املعلن في سوريا‪.‬‬ ‫فأوباما‪ ،‬في رسالة إلى دول املنطقة‪ ،‬يكاد يعلن اعترافه بكانتون‬ ‫نظام األسد املحمي إيرانيا في غرب سوريا‪.‬‬ ‫في العراق‪ ،‬ما أدت إليه بالفعل سياسة أوباما ضد «داعش» هو‬ ‫تثبيت سطوة إيران على جنوب العراق واملناطق التي تعتبرها‬ ‫طهران أساسية لهيمنتها على ج��اره��ا‪ .‬فالساحة السياسية‬ ‫واألمنية في جنوب العراق تعتمد كليا على إي��ران‪ ،‬وق��د أنشأ‬ ‫الحرس الثوري عددا من امليليشيات التي تعمل لتثبيت قبضة‬ ‫طهران وضمان مصالحها‪ .‬واملصلحة اإليرانية األولى في العراق‬ ‫هي حماية دويلتها العازلة في الجنوب‪ ،‬باإلضافة إل��ى زي��ادة‬ ‫نفوذها في إقليم كردستان‪ .‬حاليا‪ ،‬تشرف السياسة األميركية‬ ‫على إع��ادة تكوين ال�ع��راق ه��ذه‪ ،‬وه��ي تعترف بمنطقة النفوذ‬ ‫اإليرانية مختبئة وراء قشرة العمل مع الحكومة العراقية في‬ ‫بغداد‪.‬‬ ‫في سوريا‪ ،‬يتم تطبيق سياسة موازية‪ .‬بعد أن رفض توصيات‬ ‫الحلفاء التقليديني بالتدخل إلزاح��ة نظام األس��د‪ ،‬رس��ا البيت‬ ‫األبيض على سياسة االعتراف بمنطقة نفوذ إيرانية في سوريا‪.‬‬ ‫م��ن ن��اح�ي��ة‪ ،‬ق��ررت اإلدارة األم�ي��رك�ي��ة العمل م��ع ق��وى الحماية‬ ‫الشعبية الكردية في شمال شرقي سوريا‪ ،‬ما أتاح وصل اثنني‬ ‫من الكانتونات الكردية بعضهما ببعض‪ .‬لكن هذه السياسة‬ ‫األميركية ال تنبثق عن التزام واشنطن بالحكم الذاتي لألكراد‪.‬‬ ‫إنما هي خيار مالئم يتيح ألوباما تفادي تلبية حاجات ومطالب‬ ‫ّ‬ ‫تركيا ودول الخليج‪ .‬واألهم أنه يمكنه من الحفاظ على التزاماته‬ ‫تجاه إي��ران ب��أال تجاوز خطوطها الحمراء في سوريا في ما‬ ‫يتعلق باألسد واملحمية اإليرانية في سوريا‪.‬‬ ‫ما ه��ذه الخطوط الحمراء؟ منذ ع��ام ‪ ،2012‬قامت «الخطة ب»‬ ‫اإليرانية على تأمني املنطقة االستراتيجية األساسية في غرب‬ ‫سوريا والحفاظ على التماس الحدودي مع حزب الله في لبنان‪.‬‬ ‫لطاملا اعترف أوباما ضمنا بمنطقة النفوذ اإليرانية هذه‪ .‬إنما‬ ‫اآلن‪ ،‬يرسل البيت األبيض‪ ،‬علنا وبشكل متزايد‪ ،‬مؤشرات على‬ ‫هذا االعتراف‪.‬‬ ‫في تسريبات لصحيفة «وول ستريت جورنال» الشهر املاضي‪،‬‬

‫كشف مسؤولون أميركيون عن اعتقادهم بأن األسد سيستعمل‬ ‫السالح الكيماوي لحماية معقله في حال تعرضه للتهديد من‬ ‫قبل الثوار‪ .‬هذه التسريبات‪ ،‬التي يفترض أنها تعبر عن قلق‬ ‫حول قدرات النظام الكيماوية‪ ،‬في الحقيقة تعكس اعتراف البيت‬ ‫األبيض بموقع إيران في سوريا‪.‬‬ ‫الالفت أن ما يقلق هؤالء املسؤولني ليس احتمال استعمال األسد‬ ‫لسالحه ال�ك�ي�م��اوي‪ ،‬وال حتى فشل اتفاقية ن��زع ه��ذا السالح‬ ‫وال�ت��ي سوقتها اإلدارة على أنها نجاح دبلوماسي ب��اه��ر‪ ،‬بل‬ ‫إن املسؤولني عبروا عن خوفهم من التقدم الذي أح��رزه الثوار‬ ‫مؤخرا وعن إمكانية وقوع هذا السالح في األيدي الخطأ‪ .‬وعلق‬ ‫أح��د امل�س��ؤول�ين أن «السيناريو األس��وأ ه��و أن يحصل ص��راع‬ ‫ّ‬ ‫مفتوح بني املقاتلني السنة املتشددين والجماعات العلوية قرب‬ ‫الساحل»‪ .‬ف��إذن‪ ،‬ما يتخوف منه املسؤولون هو تقدم الثوار‪،‬‬ ‫وليس األسد‪ .‬لذا‪ ،‬أضاف املسؤولون‪« :‬ال نريد أن يخلق رحيله‬ ‫(أي األسد) فراغا أمنيا»‪ .‬وبعد إبدائهم عن قلقهم هذا من رحيل‬ ‫األسد‪ ،‬ذهب املسؤولون إلى ما يقارب تبرير استعمال الكيماوي‬ ‫«كسالح امل�لاذ األخ�ي��ر‪ ...‬إذا شعر النظام بأنه ال يملك طريقة‬ ‫أخرى لحماية معقله األساسي»‪.‬‬ ‫م �خ��اوف اإلدارة امل�ع�ل�ن��ة ح ��ول ال �س�ل�اح ال �ك �ي �م��اوي وس�ق��وط��ه‬ ‫«باأليدي الخطأ» تنسجم مع تصريحات ملدير الوكالة املركزية‬ ‫لالستخبارات‪ ،‬جون برينن‪ ،‬حيث عبر صراحة عن معارضة‬ ‫اإلدارة األميركية لسقوط األسد في دمشق‪ .‬يبقى بعد الساحل‬ ‫ودمشق املمر الذي يربطهما‪ ،‬أي منطقة القلمون املحاذية للبنان‪.‬‬ ‫هنا تأتي سياسة واشنطن الداعمة لجهود الجيش اللبناني‬ ‫لتأمني الحدود اللبنانية الشرقية‪ .‬املشكلة هي أن للجيش اللبناني‬ ‫وظيفة موازية كقوة داعمة لعمليات حزب الله في القلمون الهادفة‬ ‫إلى تأمني التماس الحدودي مع الدويلة اإليرانية في غرب سوريا‪.‬‬ ‫عوضا ع��ن كسر ال�ت�ع��اون ب�ين الجيش وح��زب الله ف��ي تدعيم‬ ‫محميات إيران على املتوسط‪ ،‬فإن سياسة البيت األبيض تعزز‬ ‫ه��دف ط �ه��ران وراء غ�ط��اء ال�ج�ي��ش ال�ل�ب�ن��ان��ي‪ .‬ال‪ ،‬ب��ل إن بعض‬ ‫تصريحات اإلدارة ذهبت إلى حد إعادة تفسير قرارات مجلس‬ ‫األمن حول حزب الله والحدود اللبنانية‪ .‬فعند إعالن التصديق‬ ‫على رزمة سالح للجيش‪ ،‬ضمنها طائرات مقاتلة خفيفة (أ ‪-‬‬ ‫‪ )29‬وصواريخ «هيل فاير»‪ ،‬قالت وكالة التعاون األمني الدفاعي‬ ‫في تصريح إن الصفقة ستساعد الجيش في «تطبيق قرارات‬ ‫مجلس األمن ‪ 1559‬و‪ ،»1701‬إنما هذه القرارات هدفت إلى قطع‬ ‫خط اإلمداد لحزب الله عبر سوريا وإلى ضمان استقالل لبنان‬ ‫من نظام األسد‪ .‬ما يقوم به الجيش اليوم‪ ،‬بمباركة أميركية‪ ،‬هو‬ ‫مساعدة حزب الله في تأمني خطوط اإلمداد مع دويلة إيران في‬ ‫سوريا‪ ،‬وربط لبنان بها‪ .‬في صلب سياسة أوباما رؤيته إليران‬ ‫كشريك إقليمي‪ .‬هذا هو امللحق السادس لالتفاق النووي‪ ،‬ففي‬ ‫حني يرى حلفاء واشنطن التقليديون أن املشكلة األساسية هي‬ ‫في دويالت إيران‪ ،‬يقول لهم أوباما إنه‪ ،‬باإلضافة إلى اعترافه‬ ‫بإيران كقوة نووية‪ ،‬يعترف أيضا بمناطق نفوذها في املنطقة‪.‬‬ ‫هذه‪ ،‬باختصار‪ ،‬هي تركة أوباما <‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪29‬‬


‫قلقا متزايدا للحزب الديمقراطي الكردستاني‪ ،‬وزعيم حكومة‬ ‫اإلقليم الشمالي‪ ،‬فربط بلدية خانقني بجلوالء شمال غرب‬ ‫ومخمور وأيضا إقليم سنجار األكبر‪ ،‬يجعل منافسي الحزب‬ ‫الديمقراطي الكردستاني قادرين على خلق إقليم مجاور في‬ ‫املناطق الحدودية املتنازع عليها بتحكم وإدارة حزب العمال‬ ‫ال�ك��ردس�ت��ان��ي واالت �ح��اد ال��وط�ن��ي ال�ك��ردس�ت��ان��ي‪ ،‬ككيان م��واز‬ ‫لإلقليم الكردستاني بحدوده الرسمية‪.‬‬ ‫فرض كيان كردي بديل يمتد من الحدود اإليرانية‬ ‫قد يعني ذلك ُ‬ ‫لحدود «روج أفا» املدارة من قبل حزب االتحاد الديمقراطي‪ ،‬بما‬ ‫من شأنه توفير ممر يشمل مدينة كركوك لنشاط حزب العمال‬ ‫الكردستاني من سوريا إليران‪ .‬وبينما قد يحقق ذلك مصالح‬ ‫إيران‪ ،‬فإنه يضمن أيضا مصالح حزب االتحاد الديمقراطي‬ ‫الكردستاني‪ ،‬كونه يساهم في تعويض حضوره الضعيف في‬ ‫محافظات اإلقليم الثالث‪ ،‬حتى داخل مناطق نفوذه التقليدية‬ ‫على النحو الذي أظهرته انتخابات اإلقليم األخيرة‪ ،‬بما يخلق‬ ‫مناطق نفوذ جديدة‪ ،‬خصوصا حول كركوك وديالى‪ ،‬وهي‬ ‫مناطق مجاورة ملناطق نفوذ إيران في العراق‪ ،‬بينما املناطق‬ ‫ال�خ��اض�ع��ة ل�ن�ف��وذ ال��دي�م�ق��راط��ي ال�ك��ردس�ت��ان��ي‬ ‫خارج إطار مدن اإلقليم الثالث‪ ،‬حيث تتركز في‬ ‫نينوى وصالح الدين‪ ،‬بما يمثل عامال ضاغطا‬ ‫بالنسبة للعالقات الكردية ‪ -‬العربية السنية‪.‬‬ ‫راب�ع��ا‪ :‬إض�ع��اف م�ح��ور ب��ارزان��ي ‪ -‬إردوغ ��ان‪:‬‬ ‫ت�س�ت�ه��دف إي ��ران إع ��ادة تشكيل ال�ت�ه��دي��دات‬ ‫بالنسبة لتركيا‪ ،‬بما ي��دف��ع بالتبعية إلع��ادة‬ ‫ص�ي��اغ��ة أول��وي��ات �ه��ا ح�ي��ال س��وري��ا‪ ،‬ه��ذا من‬ ‫ناحية‪ .‬ومن أخرى‪ ،‬تعمل طهران على بلورة‬ ‫قيادة كردية بديلة لزعامة مسعود بارزاني‪،‬‬ ‫وذلك من خالل دعم حزبي االتحاد الوطني‬ ‫الكردستاني ‪ -‬العراق‪ ،‬والعمال الكردستاني‬ ‫ تركيا‪ ،‬اللذين ي�ع��دان أك�ث��ر انسجاما مع‬‫سياسات إيران الخارجية‪.‬‬ ‫وت�ق��وم االستراتيجية اإلي��ران�ي��ة كذلك على‬ ‫عملية مركبة إلض�ع��اف محور ب��ارزان��ي ‪-‬‬ ‫تركيا من خالل تأكيد الحضور اإليراني‬ ‫لدعم قوات البيشمركة في مواجهة «داعش»‬ ‫مقارنة بالتخاذل التركي في دعم حكومة اإلقليم‪ ،‬رغم توجه‬ ‫األخيرة إلى تركيا لطلب الدعم واملساندة العسكرية حينما‬ ‫توجه «داعش» إلى شمال العراق في يونيو (حزيران) ‪،2014‬‬ ‫وقد دفع ذلك مسعود بارزاني ‪ -‬وفي حضور وزير الخارجية‬ ‫اإليراني محمد جواد ظريف في أغسطس (آب) ‪ - 2014‬إلى‬ ‫ال�ق��ول إن إي��ران كانت أول دول��ة دعمتنا ف��ي مواجهة تنظيم‬ ‫داعش‪.‬‬

‫األكراد واالستراتيجية التركية‬ ‫يقول الناشط السياسي التركي فاروق خاني "حقق األكراد‬ ‫في تركيا مكاسب سياسية واستراتيجية ضخمة خالل‬ ‫الفترة القليلة املاضية‪ ،‬فعلى الصعيد السياسي استطاع‬ ‫ح��زب الشعوب الديمقراطية أن ي�غ��دو أول ح��زب سياسي‬ ‫يجتاز عتبات البرملان التركي بعد حصوله على نحو ‪13.1‬‬ ‫ف��ي امل��ائ��ة م��ن إج�م��ال��ي أص ��وات ال�ن��اخ�ب�ين ف��ي االن�ت�خ��اب��ات‬ ‫البرملانية التي أجريت في يونيو املاضي"‪ .‬وعلى الصعيد‬ ‫االستراتيجي‪ ،‬استطاع حزب العمال الكردستاني أن يدعم‬ ‫ن�ف��وذه م��ن خ�لال املكاسب امليدانية التي تحققت لوحدات‬ ‫حماية الشعب الكردستاني في شمال سوريا‪ ،‬وهي املكاسب‬ ‫‪28‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫التي يحاول األكراد توظيفها عبر محورين‪:‬‬ ‫أولهما‪ ،‬إعادة تطويع الجغرافية بمحاولة ربط مناطق تمركز‬ ‫األكراد في سوريا بعضها ببعض‪ ،‬وذلك بعد السيطرة على‬ ‫منطقة تل أبيض التي تشكل جسرا بني عني العرب (كوباني)‬ ‫في الشمال الشرقي ومدينة عفرين في الشمال الغربي‪.‬‬ ‫وثانيهما‪ ،‬إعادة صوغ الوضع الديمغرافي‪ ،‬من خالل عمليات‬ ‫ترحيل ممنهجة ملواطنني عرب من هذه املناطق‪ .‬وقد تسبب‬ ‫ذلك في تزايد معالم التصعيد التركي من خالل الحديث عن‬ ‫االستعداد إلى التدخل العسكري في شمال سوريا‪ .‬وتستهدف‬ ‫االستراتيجية التركية في هذا الشأن تحقيق عدد من األهداف‪:‬‬ ‫‪ )1‬إعادة تموضع حزب العدالة على الساحة السياسية؛ ذلك أن‬ ‫اإلعالن عن قرب التدخل التركي عسكريا في سوريا يأتي في‬ ‫إطار رغبة حزب العدالة والتنمية في تعظيم مكاسبه الشعبية‬ ‫على الساحة الداخلية من خالل إعادة التموضع على الساحة‬ ‫السياسية وإعادة ترميم خطوط التواصل مع القوميني األتراك‪،‬‬ ‫وذلك لتعويض خسائره االنتخابية األخيرة التي أسفرت عنها‬ ‫انتخابات السابع من يونيو‪ ،‬وحالت ألول مرة دون القدرة على‬

‫مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق‬

‫الحصول على األغلبية البرملانية‪ ،‬وبالتالي تشكيل الحكومة‬ ‫على نحو منفرد‪ ،‬كما أحبطت الطموحات الخاصة بالتحويل‬ ‫النظام السياسي التركي من البرملاني للرئاسي‪.‬‬ ‫‪ )2‬إف �ش��ال اس�ت�ن�س��اخ ال�ت�ج��رب��ة ال �س��وري��ة ف��ي ت��رك�ي��ا؛ حيث‬ ‫تتخوف تركيا من تصاعد طموح حزب العمال الكردستاني‬ ‫لتحقيق مكاسب سياسية في مواجهة الحكومة التركية‪ ،‬بفعل‬ ‫االنتصارات التي ب��ات يحققها في كل من سوريا وال�ع��راق‪،‬‬ ‫بما قد يدفعه مستقبال ملحاولة تكرار هذا النموذج في تركيا‪،‬‬ ‫التي تحظى بنحو ‪ 55‬في املائة من تعداد األكراد في اإلقليم‪.‬‬ ‫وتتأسس مخاوف الجانب التركي من تبلور إقليم مستقل‬ ‫لألكراد في سوريا‪ ،‬على أن هذا اإلقليم قد يمثل خزانا بشريا‬ ‫وتسليحيا ل�ح��زب ال�ع�م��ال ال�ك��ردس�ت��ان��ي ال��ذي ل��م يتخل عن‬ ‫طموحه القومي في املناطق التركية املحاذية للحدود السورية‬ ‫والعراقية داخل األراضي التركية‪.‬‬ ‫وتعتبر تركيا أن نقطة ال�لاع��ودة في ه��ذا السياق تتمثل في‬ ‫قدرة األكراد على تحرير مدينة جرابلس السورية التي يسيطر‬ ‫عليها تنظيم داعش‪ ،‬إذ إن من شأن ذلك أن يفضي إلى تشكل‬ ‫ممر مركزي آخر لالتصال بني مدينتي عني العرب وعرفني‪،‬‬

‫بما من شأنه إفشال ‪ -‬على نحو كامل ‪ -‬الرهان التركي على‬ ‫«األح��زم��ة الجغرافية» ال�ت��ي تفصل ب�ين املناطق ال�ك��ردي��ة في‬ ‫محافظة الحسكة (القامشلي) مع مدن تابعة للرقة (كوباني)‬ ‫ومحافظة حلب (عفرين)‪ ،‬فضال عن إسقاط املانع الديمغرافي‬ ‫والتمثل في وجود نحو ‪ 45‬في املائة من سكان هذه املناطق‬ ‫من املواطنني ال�ع��رب‪ )3 .‬م��وازن��ة النفوذ اإلي��ران��ي في سوريا‬ ‫وال �ع��راق‪ :‬تعتبر تركيا أن امل�ح��رك الرئيسي ف��ي ع��دم القدرة‬ ‫على إلحاق هزيمة بحزب العمال الكردستاني ترتبط بالدعم‬ ‫اإلي��ران��ي وال �س��وري‪ ،‬س��واء ج��اء ف��ي ص��ورة مباشرة أو غير‬ ‫مباشرة‪ ،‬ففي يوليو (ت�م��وز) ‪ 2014‬تعرض الجنود األت��راك‬ ‫في بلدة سيمندلي التي تقطنها أغلبية كردية لهجمات من‬ ‫قبل العمال الكردستاني‪ ،‬تحققت م��ن خ�لال االلتفاف عبر‬ ‫امل ��رور م��ن األراض ��ي اإلي��ران�ي��ة ب��ال�ق��رب م��ن امل��دي�ن��ة ال�ت��ي تقع‬ ‫ف��ي الجنوب الشرقي م��ن تركيا‪ .‬وف��ي ه��ذا اإلط��ار ق��ال وزي��ر‬ ‫الداخلية التركي إدري��س نعيم شاهني إن إي��ران تدعم حزب‬ ‫العمال بالتدريب والتمويل والدعاية‪ ،‬وإن املخابرات التركية على‬ ‫علم بمركز القيادة الكردي في جبال قنديل التي يقع نصفها‬ ‫ضمن الحدود اإليرانية‪ .‬وأضاف أن تركيا تعلم أن العالقات‬ ‫ب�ين السلطات اإلي��ران�ي��ة وق�ي��ادة حزب‬ ‫العمال الكردستاني ق��د ت�ط��ورت منذ‬ ‫اندالع الثورة السورية في مارس (آذار)‬ ‫‪.2011‬‬ ‫وتعتبر تركيا أن إي��ران تحاول إيجاد‬ ‫ق � �ي ��ادة ب��دي �ل��ة ل �ل �ح��زب ال��دي �م �ق��راط��ي‬ ‫الكردستاني بقيادة مسعود بارزاني‪،‬‬ ‫ب�س�ب��ب ع�ل�اق��ات��ه م ��ع ت��رك �ي��ا‪ ،‬ورف �ض��ه‬ ‫تحويل اإلقليم الشمالي إلى قناة لتمرير‬ ‫السالح واملقاتلني من إيران إلى سوريا‪،‬‬ ‫بما دفعها إلى دعم منافسيه للسيطرة‬ ‫ع�ل��ى امل�ن��اط��ق امل �ت �ن��ازع عليها لتشكيل‬ ‫ج �س��ر ب � ��ري ب ��دي ��ل ي ��رب ��ط ب �ي�ن ط �ه��ران‬ ‫ودمشق‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق تقول مصادر مطلعة‪:‬‬ ‫" ثمة اتجاه كردي يرى أن إيران قد تدفع‬ ‫ح�ل�ف��اءه��ا األك� ��راد إل��ى ت��أس�ي��س أق��ال�ي��م‬ ‫مستقلة في السليمانية وكركوك‪ ،‬على‬ ‫أن تكون دول��ة ب��ارزان��ي املزمعة ف��ي ح��دود مدينتي أربيل‬ ‫ودهوك‪ ،‬وفيما قد يدفع ذلك للقبول بما تسميه أنقرة «الخيار‬ ‫التركي» من خالل توثيق الصالت مع بارزاني للحد الذي‬ ‫قد يفضي لقبوله بالعرض التركي غير العلني لالنضمام‬ ‫إلى األراض��ي التركية في إط��ار كونفدرالية مشتركة‪ ،‬فإن‬ ‫الخيار اآلخ��ر قد يرتبط بقبول العمل على تحقيق طموح‬ ‫أوجالن بتشكيل فيدراليات إقليمية في إطار الكونفدرالية‬ ‫الكردية الجامعة‪ ،‬وه��و ط��رح يحظى بقبول ح��زب االتحاد‬ ‫والعمال الكردستانيني‪ ،‬املدعومني من طهران"‪ .‬وبينما قد‬ ‫ترتبط ه��ذه امل�س��ارات املتباينة بحسابات معقدة بالنسبة‬ ‫ل�ك��ل ال �ق��وى ال�ك��ردي��ة ول�ي��س ‪ -‬وح�س��ب ‪ -‬بالنسبة للحزب‬ ‫الكردستاني بقيادة بارزاني‪ ،‬فإن ذلك يبدو بالنسبة ألنقرة‬ ‫وطهران أكثر تعقيدا‪ ،‬سواء في ما يتعلق بعالقة الجانبني‬ ‫معا‪ ،‬أو عالقتيهما مع القوى الكردية املحلية‪ ،‬أكان في شقها‬ ‫السياسي أو جانبها العسكري‪ ،‬وذلك بفعل تنامي الطموح‬ ‫الكردي وتزايد حدة التناقضات بني الدولتني حيال التعاطي‬ ‫مع هذا الطموح املتصاعد بسبب التوظيف املتبادل للقضية‬ ‫الكردية في إطار إدارة التنافس بني الجانبني على الساحتني‬ ‫السورية والعراقية <‬


‫تركيا والحزب الديمقراطي الكردستاني في آن واحد‪ ،‬فإن ذلك‬ ‫يعكس في الوقت نفسه استخدام هذه التيارات للرهان اإليراني‬ ‫أيضا لتحقيق مصالحها الخاصة‪ ،‬ففي أبريل (نيسان) ‪2014‬‬ ‫أثناء التحدث أم��ام املؤتمر الوطني الكردستاني‪ ،‬ال��ذي يمثل‬ ‫املنظمة القومية الكردية لحزب العمال الكردستاني‪ ،‬أوضح‬ ‫جميل بايك موقفه ب��أن األجندة الكردستانية لحزب العمال‬ ‫الكردستاني ُت َ‬ ‫خدم بشكل أفضل باالنحياز للدعم اإليراني‬ ‫وللحكومة املركزية في بغداد والحكومة العلوية في دمشق‪.‬‬ ‫وقد تمتع موقف بايك بدعم واسع‪ ،‬بسبب دفاع مقاتلي حزب‬ ‫العمال الكردستاني وتجلياته املحلية بسوريا‪ ،‬ممثلة في حزب‬ ‫االتحاد الوطني‪ ،‬ووحدات حماية الشعب (‪ )YPG‬عن كردستان‬ ‫الغربية ضد هجمات «داع��ش»‪ ،‬التي يعتبر األك��راد أن أقوى‬ ‫األطراف اإلقليمية الداعمة له تركيا‪ ،‬التي تستهدف على جانب‬ ‫آخر من نمط عالقاتها الوثيقة مع الديمقراطي الكردستاني‬ ‫تهميش ال�ق��وى الكردية املحسوبة على إي��ران‪ ،‬عبر توظيف‬ ‫ثنائي لالستراتيجية ذاتها‪ ،‬ولكن في اتجاه معاكس‪.‬‬

‫األكراد واالستراتيجية اإليرانية‬ ‫تقوم االستراتيجية اإليرانية على فكرة مركزية تتمثل في‬ ‫م�ح��اول��ة استنساخ تجاربها السابقة ال�ت��ي أث�م��رت مكاسب‬ ‫تاريخية عبر توظيف الورقة الكردية‪ ،‬فالدعم اإليراني لبعض‬

‫َ‬ ‫التنظيمات ال�ك��ردي��ة‪ ،‬ض�م��ن إلي ��ران م��ن قبل ال�ح�ص��ول على‬ ‫مكاسب ضخمة على النحو الذي تجلى في اتفاقية الجزائر‬ ‫عام ‪ ،1975‬حيث تنازل العراق عن شط العرب بعد أن عملت‬ ‫ط�ه��ران على تأجيج ال �ص��راع ال�ع��راق��ي ‪ -‬ال �ك��ردي‪ ،‬بما شكل‬ ‫عنصر ضغط مركزيا على القدرات العسكرية للعراق خالل‬ ‫حرب الخليج األولى‪ .‬ولم تتخل إيران عن هذه االستراتيجية‬ ‫واستمرت بعد ذلك في دعم جالل طالباني زعيم حزب االتحاد‬ ‫ال��دي�م�ق��راط��ي‪ ،‬وش��ري�ك��ه ال�ت��رك��ي ح��زب ال�ع�م��ال الكردستاني‪،‬‬ ‫وهو دعم تواصل وتجلت مظاهره منذ منتصف تسعينات‬ ‫القرن املاضي‪ ،‬وصوال ملرحلة ما بعد اندالع الثورة السورية‪،‬‬ ‫التي رسخت التنافس التركي ‪ -‬اإليراني على توظيف وإدارة‬ ‫التنافس والصراع الكردي ‪ -‬الكردي‪ .‬وقد استهدفت إيران من‬ ‫ذلك تحقيق عدد من األهداف‪ :‬أوال‪ :‬إفشال الطموح السياسي‬ ‫ألك��راد ال��داخ��ل؛ ذل��ك أن نسبة كبيرة م��ن مواطني إي��ران هم‬ ‫من األك��راد‪ ،‬وتختلف التقديرات بشأن أعدادهم في ظل عدم‬ ‫االعتراف بهويتهم القومية‪ ،‬حيث تشير اتجاهات إلى أن العدد‬ ‫يتراوح ما بني ‪ 7‬في املائة إلى ‪ 9‬في املائة‪ ،‬فيما تشير تقديرات‬ ‫أخرى إلى أن العدد يتجاوز ‪ 12‬في املائة من مجموع السكان‪.‬‬ ‫ويشكل األكراد القومية الثالثة بعد الفرس واألذريني‪ .‬ويتركز‬ ‫وجودهم في جبال زاجروس في الجنوب وعلى امتداد الحدود‬ ‫مع تركيا والعراق‪.‬‬ ‫ورغم أن األكراد يشيرون إلى معاناتهم التاريخية لعدم تأسيس‬

‫وط��ن ق��وم��ي لهم أس��وة ب��ال�ف��رس واألت� ��راك‪ ،‬ف��إن أك ��راد إي��ران‬ ‫بدورهم كانت معاناتهم أكبر وأوض��ح‪ ،‬كونها تحققت بفعل‬ ‫انسجام سياسات بعض القوى الكردية العراقية مع التوجهات‬ ‫اإليرانية‪ ،‬على م��دى مراحل تاريخية مختلفة‪ .‬وتعد طهران‬ ‫الدولة التي شهدت تاريخيا إعالن دولة «مهاباد» الكردية عام‬ ‫‪ ،1946‬بواسطة الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي تأسس‬ ‫عام ‪ ،1945‬ويمثل الحزب األم لكل األحزاب الكردية‪ .‬وقد انهارت‬ ‫هذه الدولة الوليدة قبل أن تكمل عامها األول بفعل محركات‬ ‫كثيرة‪ ،‬منها تواطؤ بعض األطراف الكردية مع النظام اإليراني‪.‬‬ ‫وقد انعكست تجليات ذلك في عدم تفاعل األح��زاب الكردية‬ ‫العراقية وال�س��وري��ة الرئيسية م��ع م��ا تعرض ل��ه أك��راد إي��ران‬ ‫م��ن انتهاكات وإع��دام��ات‪ ،‬أف�ض��ت إل��ى اض�ط��راب��ات سياسية‬ ‫واج�ت�م��اع�ي��ة ارت�ب�ط��ت أخ �ي��را ب�ع��ض م�ظ��اه��ره��ا بمقتل الفتاة‬ ‫ال�ك��ردي��ة ف��ري�ن��از خ�س��روان��ي ف��ي م��اي��و (أي ��ار) امل��اض��ي‪ ،‬وذل��ك‬ ‫بمدينة مهاباد الكردية اإليرانية‪ .‬قد يعود ذلك إلى قدرة طهران‬ ‫على توظيف القوى الكردية ‪ -‬اإليرانية املوالية لضرب القوى‬ ‫الكردية املعارضة‪ ،‬واستخدام بعض األحزاب الكردية في العراق‬ ‫لحصار واستهداف بعض التنظيمات الكردية اإليرانية‪ .‬وقد‬ ‫شهدت الحدود العراقية ‪ -‬اإليرانية أخيرا الكثير من املواجهات‬ ‫املسلحة بني حزب العمال الكردستاني والحزب الديمقراطي‬ ‫الكردي اإليراني‪ ،‬في منطقة جبلية إلى الشمال من مدينة أربيل‬ ‫قرب الحدود مع إيران‪ ،‬إثر رفض «العمال» انتشار مسلحي‬ ‫«الديمقراطي» في حدود مناطق خاضعة لنفوذه‪ .‬ورغم انتشار‬ ‫األكراد اإليرانيني في مناطق كثيرة بشمال العراق‪ ،‬فإنه غير‬ ‫مسموح لهم بممارسة أي عمل يستهدف طهران‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬إبعاد «داع��ش» عن الحدود الغربية‪ :‬سعت طهران إلى‬ ‫مساندة مقاتلي العمال الكردستاني واالتحاد الوطني ضد‬ ‫ً‬ ‫استراتيجيا ب�ين جبال‬ ‫تنظيم داع��ش ف��ي ج�ل��والء‪ ،‬التي تقع‬ ‫حمرين وبلدية خانقني الكردية على الحدود اإليرانية‪ ،‬بما من‬ ‫شأنه الحيلولة دون اقتراب «داعش» من الحدود اإليرانية‪ .‬وقد‬ ‫أشارت الكثير من التقارير اإليرانية والغربية إلى قيام طهران‬ ‫بتوجيه ضربات عسكرية في شرق العراق‪.‬‬ ‫وعلى جانب آخر‪ ،‬سعت طهران إلى تكثيف وجودها العسكري‬ ‫في العراق‪ ،‬حيث قال املتحدث باسم وزارة الدفاع األميركية‪،‬‬ ‫األدم�ي��رال ج��ون كيربي‪« :‬لدينا الكثير من الدالئل على قيام‬ ‫إيران بتنفيذ ضربات جوية ضد (داعش) بطائرات من نوع ‪F‬‬ ‫ ‪ 4‬فانتوم»‪ ،‬وفي تأكيد آخر بث التلفزيون اإليراني في أكتوبر‬‫(تشرين األول) ‪ 2014‬صور قائد فيلق القدس التابع للحرس‬ ‫الثوري اإليراني قاسم سليماني يقف إلى جانب القوات الكردية‬ ‫على جبهة القتال في منطقة جرف الصخر في جنوب بغداد‪.‬‬ ‫ه��ذا فيما أق ��رت وزارة ال��داخ�ل�ي��ة اإلي��ران �ي��ة ح�ض��ور ال�خ�ب��راء‬ ‫اإلي��ران �ي�ين‪ ،‬وت ��داول اإلع�ل�ام ال�ت��رك��ي وال �ك��ردي ت�ق��اري��ر ح��ول‬ ‫وص��ول جنود إيرانيني إل��ى ش��رق ال�ع��راق‪ ،‬وذل��ك في محاولة‬ ‫الستهداف أي تحركات لتنظيم داع��ش قد تفضي إلى تمدد‬ ‫الغارات الجوية األميركية قرب الحدود اإليرانية‪.‬‬ ‫وتملك إيران فرقة مدرعة تقف على الحدود من مدينة خانقني‬ ‫ال�ع��راق�ي��ة‪ ،‬للقدرة على التدخل ف��ي ال �ع��راق‪ ،‬وه��ي تبتغي من‬ ‫ناحية قطع أي إم ��دادات أو أنشطة ق��د تستهدف أمنها عبر‬ ‫أي عمليات عسكرية من حزب الحياة الكردي اإليراني عبر‬ ‫األراضي العراقية‪ ،‬حيث تشير تقارير إلى امتالك تلك الفرقة‬ ‫عددا ضخما من دبابات طراز ‪ ،A1 - M60‬كما أنها من ناحية‬ ‫أخرى تستهدف تحقيق توازن بني القوى الكردية في جلوالء‪،‬‬ ‫بما يصب لصالح االتحاد الوطني الكردستاني‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬خلق ممر يربط إيران بسوريا‪ :‬يشكل التعاون بني حزب‬ ‫العمال الكردستاني واالتحاد الوطني الكردستاني في جلوالء‪،‬‬ ‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪27‬‬


‫السمة الرئيسية للتفاعالت النشطة‬ ‫واملركبة بني الفصائل واألحزاب‬ ‫الكردية وبعض دول اإلقليم تتمثل‬ ‫في توظيف التناقضات املتبادلة‪،‬‬ ‫بما يخدم مصالح كل طرف على‬ ‫حساب بقية األطراف‪ ،‬ففيما‬ ‫سعت كل من إيران وتركيا لتفعيل‬ ‫«الورقة الكردية» لدرء املخاطر‬ ‫وتحقيق مصالحها‪ ،‬فإن األحزاب‬ ‫والقوى الكردية بدورها عملت على‬ ‫استغالل التناقضات السياسية بني‬ ‫الدولتني لخدمة طموحها‪ ،‬وذلك‬ ‫على املستويني القومي والحزبي‪،‬‬ ‫الذي يتجسد في تحقيق مكاسب‬ ‫ميدانية على األرض أوال‪ ،‬وإدارة‬ ‫التنافس الكردي ‪ -‬الكردي داخل‬ ‫مساحات التمركز والتمدد‪ ،‬تاليا‪،‬‬ ‫وفق ما يمكن أن يطلق عليه إدارة‬ ‫النزاع الرئيسي من خالل االنخراط‬ ‫في الصراع الفرعي‪.‬‬

‫ناشطات يلقني بأنفسهن على األرض ويحملن ملصقات‬ ‫ً‬ ‫شخصا‬ ‫لضحايا التفجير االنتحاري الذي أسفر عن مقتل ‪32‬‬ ‫وإصابة العشرات في ‪ 20‬يوليو املاضي في بلدة سروج‬ ‫الحدودية خالل مظاهرة في أنقرة تندد بالهجوم (غيتي)‬

‫طهران تدفع حلفاءها األكراد لتأسيس إقليمني في السليمانية وكركوك‪ ..‬و«دولة بارزاني» في أربيل ودهوك‬

‫إيران وتركيا وصعود القضية الكردية في اإلقليم‬

‫أنقرة‪ :‬محمد عبد القادر‬ ‫تصاعدت تجليات وتيرة الحرب بـ«الوكالة‬ ‫امل��زدوج��ة»‪ ،‬التي عكست توظيف القضية‬ ‫ال��ك��ردي��ة ف��ي إط���ار ص��راع��ات بعض القوى‬ ‫اإلقليمية‪ ،‬من ناحية‪ ،‬وتوظيف بعض األحزاب الكردية‬ ‫لدعم هذه القوى في إطار نزاعاتها البينية‪ ،‬من ناحية‬ ‫أخرى‪ ،‬فقد حشدت تركيا قرابة نصف قواتها البرية‬ ‫بالقرب من الحدود السورية ‪ -‬التركية‪ ،‬وذلك بالتزامن‬ ‫مع تكثيف الوجود العسكري على الجانب التركي من‬ ‫الحدود ورفعت درجة االستعداد العسكري‪ ،‬وحفرت‬ ‫بعض الخنادق استعدادا ألي قرارات ترتبط بالتدخل‬ ‫العسكري في سوريا‪ ،‬وذلك على خلفية إعالن القيادة‬

‫‪26‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫السياسية التركية أنها لن تسمح بتكون دولة كردية عزل حليف أنقرة‬

‫على الحدود الجنوبية مع سوريا‪.‬‬ ‫هذه االستعدادات التي تصاعدت أخيرا بعد التفجيرات‬ ‫ال��ت��ي شهدتها مدينة س���وروج التركية‪ ،‬وت��زاي��د نذر‬ ‫املواجهة العسكرية بني تركيا وتنظيم داع��ش على‬ ‫ال��ح��دود التركية ‪ -‬ال��س��وري��ة‪ ،‬ق��د مثلت ف��ي جوهرها‬ ‫إشارات دالة على محاوالت أنقرة االستباقية إلحباط‬ ‫امل��خ��ط��ط��ات اإلي��ران��ي��ة ل��ت��وظ��ي��ف التنظيمات ال��ك��ردي��ة‬ ‫إليجاد واقع على األرض يعيد تشكيل أنماط التهديد‬ ‫ف���ي م��واج��ه��ة األت������راك ال���ذي���ن ي��ت��ب��ن��ون خ��ط��ا م��غ��اي��را‬ ‫لإليرانيني في ما يتعلق باألزمة السورية‪ ،‬ويعدون‬ ‫أكثر قربا لحكومة إقليم كردستان العراق‪ ،‬باملقارنة‬ ‫مع الحكومة املركزية املوالية للقيادة اإليرانية‪.‬‬

‫وذلك في مقابل طهران التي عملت على استغالل التناقضات‬ ‫الكردية ‪ -‬ال��ك��ردي��ة‪ ،‬عبر م��ح��اوالت ع��زل حليف أن��ق��رة‪ ،‬حيث‬ ‫الحزب الديمقراطي الكردستاني ‪ PDK‬بقيادة مسعود بارزاني‪،‬‬ ‫وكذلك من خالل الضغط على تركيا عبر إعادة توجيه الورقة‬ ‫الكردية‪ ،‬في محاولة لجني سريع للعوائد من التكتيكات املتبعة‬ ‫لترسيخ العالقات مع كل من قيادتي حزب العمال الكردستاني‬ ‫‪ ،PKK‬وحزب االتحاد الوطني الكردستاني في العراق ‪،PUK‬‬ ‫هذا باإلضافة إلى ال��ذراع السياسية للعمل الكردستاني في‬ ‫سوريا‪ ،‬ممثال في حزب االتحاد الوطني ‪.PYD‬‬ ‫وبينما ي��وض��ح ذل��ك طبيعة ال��ره��ان اإلي��ران��ي على تنظيمات‬ ‫وتيارات كردية لضمان امتدادات نفوذها في مواجهة كل من‬


‫الفردوسي بمدينة مشهد في نوفمبر (تشرين الثاني)‪« :‬قال‬ ‫الرئيس إن جريمتهم عظمى وإنهم إذا حوكموا سيحكم عليهم‬ ‫بحكم قاس»‪ ،‬مؤكدا أنهم «يعاملون حاليا برحمة‪ .‬ولكن ذلك‬ ‫ليس املحل املالئم ملرسوم ملكي فنبي اإلسالم ذاته ال يستطيع‬ ‫القول إن عقوبة أحد ما ستكون مشددة دون محاكمة ودفاع‬ ‫وال يستطيع إصدار حكم دون سماع الدفاع‪ .‬أنا لم أقتنع بهذه‬ ‫الحجة وما زلت أقول إن القرار باإلقامة الجبرية دون محاكمة‬ ‫هو نوع من االعتداء كما أنه غير عادل»‪.‬‬ ‫وق��د اح�ت�ف��ى ال �ط�لاب ال��ذي��ن ك��ان��وا يستمعون مل�ط�ه��ري بتلك‬ ‫التصريحات حيث لم يتمكن أحد من مواجهة خامنئي عالنية‬ ‫منذ ‪ .2009‬ومما ال شك فيه‪ ،‬يعد تمكن مطهري من الحديث‬ ‫عالنية في مثل تلك القضية دليال على البنية املعقدة للسلطة‬ ‫بإيران‪ ،‬التي يحتكرها عدد محدود من األسر‪ ،‬إذ إن مطهري‬ ‫ل��دي��ه ص�لات وثيقة ب��امل��ؤس�س��ة‪ :‬فبخالف وض��ع أب�ي��ه كبطل‬ ‫ووضعه في البرملان – حيث كان نائبا عن طهران منذ ‪2008‬‬ ‫ فإن أخته متزوجة من رئيس البرملان علي الريجاني الذي‬‫ينحدر من أحد أكثر األسر اإليرانية نفوذا‪.‬‬ ‫ويعتقد الكثيرون أنه إذا لم يكن مطهري ابنا لرجل قال عنه‬ ‫الخميني ذات مرة إنه «قرة عيني» لكان قد واجه مصيرا مختلفا‪.‬‬ ‫ففي مشهد ال يصدق في ‪ 11‬يناير (ك��ان��ون الثاني)‪ ،‬تلقى‬ ‫مطهري إشارة واضحة للغاية بأنه على وشك االتهام بالخيانة‪.‬‬ ‫ففي خطاب أمام البرملان قال مطهري إن القرار بوضع موسوي‬ ‫وك��روب��ي ره��ن اإلق��ام��ة الجبرية مخالف للدستور‪ ،‬فتعرض‬ ‫لالعتداء والسحل على يد ثالثة من البرملانيني الذين كانوا‬ ‫أعضاء سابقني بالحرس الثوري للجمهورية اإليرانية وهي‬ ‫التنظيم العسكري ال��ذي شكله الخميني لحماية الجمهورية‬ ‫اإلسالمية من التهديدات سواء الداخلية أو الخارجية‪ .‬وقد هتف‬ ‫معارضو مطهري أثناء خطابه قائلني‪« :‬املوت للخونة» بينما‬ ‫قام تلفزيون الدولة بقطع البث الحي‪.‬‬

‫الثقافية حيث يعارض بقوة مساعي السماح للنساء بدخول االنتخابات البرملانية‬

‫الساحات الرياضية ملشاهدة الرياضيني ال��ذك��ور‪ .‬كما يقف‬ ‫مطهري أيضا ضد أي اقتراح بتخفيف القوانني التي تجعل من‬ ‫الحجاب إجباريا وهي القوانني التي فرضت منذ ثورة ‪.1979‬‬ ‫وت�ع��د أزم��ة م��وس��وي وك��روب��ي أك�ث��ر تعقيدا ن�ظ��را لدوريهما‬ ‫السابق ف��ي النظام حيث ك��ان م��وس��وي رئيسا ل �ل��وزراء في‬ ‫الفترة من ‪ 1981‬إلى ‪ 1989‬فما عمل كروبي مرتني كرئيس‬ ‫للبرملان‪ .‬وقد تم احتجازهما بموجب مرسوم أصدره خامنئي‬ ‫نفسه يعدد فيه أس�ب��اب تتعلق ب��األم��ن ال�ق��وم��ي‪ .‬وق��د رفض‬ ‫املرشد األعلى االلتماسات التي قدمت له إلطالق سراح موسوي‬ ‫وكروبي‪ ،‬قائال إن جرائمهما كبيرة وإن الحكومة كانت تتعامل‬ ‫معهما برحمة‪.‬‬ ‫وخ�لال العام امل��اض��ي‪ ،‬ق��ال مطهري ما لم يقله أح��د من قبل‬ ‫حينما أشار إلى أن خامنئي تجاوز سلطاته عندما أمر بإلقاء‬ ‫القبض على قيادات الحركة الخضراء‪ .‬كما أشار أيضا إلى أن‬ ‫أباه‪ ،‬آية الله مرتضى مطهري‪ ،‬الفيلسوف ومساعد مؤسس‬ ‫الجمهورية اإلسالمية‪ ،‬آية الله روح الله خميني‪ ،‬لو لم يقتل‬ ‫على أيدي املناهضني للثورة بعد أشهر من ظهور النظام‪ ،‬ما‬ ‫كان من املمكن أن يصل خامنئي إلى رأس السلطة في إيران‪.‬‬

‫مطهري والطالب‬ ‫وقبل أن يتعرض للهجوم في شيراز‪ ،‬ذهبت خطب مطهري‬ ‫أب�ع��د مما يستطيع اآلخ ��رون‪ .‬فقد ق��ال ف��ي خطابه بجامعة‬

‫ولكن لم يكن من السهل إسكات مطهري‪ ،‬ففي ‪ 3‬مايو (أيار)‬ ‫وبعد االعتداء عليه وقبل عدة أيام من عودته ملشهد‪ ،‬التي ألقى‬ ‫خاللها التعليقات املثيرة في نوفمبر (تشرين ثاني) السابق‪،‬‬ ‫لكي يلقي بخطاب آخر‪ ،‬أصدر أحد قادة الباسيج تهديدا مطوال‬ ‫نشرته وكاالت األنباء اإليرانية يقول فيه‪« :‬أنت ابن مرتضى‬ ‫العزيز‪ .‬ونحن ال نتوقع منك أن تقوم بخدمة الخونة ومحاربي‬ ‫اإلسالم‪ ..‬نحن ننصحك بإلغاء رحلتك أما إذا كررت مواقفك‬ ‫السابقة‪ ،‬فلن يصمت طالب مشهد الثوريني»‪.‬‬ ‫ولكن مطهري لم يخضع للتهديد بل أكمل طريقه وتحدث دون‬ ‫مقاطعة‪ .‬فبدال من التراجع‪ ،‬أخذ مطهري خطوة جديدة في‬ ‫مناطحة النظام بشأن أحداث ‪ .2009‬كان محمد خاتمي‪ ،‬آخر‬ ‫رئيس إصالحي بإيران‪ ،‬قد تعرض لإلقصاء من الحياة العامة‬ ‫بعدما فكر في الترشح مرة أخري قبل ست سنوات وبعدما‬ ‫دعم الحركة الخضراء‪ .‬وبعدما أصبح خاتمي شخصا منبوذا‪،‬‬ ‫أص��در امل��دع��ي ال�ع��ام م��ؤخ��را ق��رارا يمنع وس��ائ��ل اإلع�ل�ام من‬ ‫استخدام صورته‪ .‬وفي ‪ 16‬يونيو (حزيران)‪ ،‬أرسل مطهري‬ ‫خطابا يطلب فيه من املدعي العام أن يذكر القانون الذي أصدر‬ ‫بمقتضاه ذلك القرار‪ ،‬ولكنه لم يتلق إجابة حتى اآلن‪.‬‬ ‫وعلى ال��رغ��م م��ن أن��ه ل��م يتم االع�ت��راف بسبب ذل��ك الحظر‪،‬‬ ‫فإن السبب يرجع إلى االنتخابات البرملانية التي ستجري‬ ‫خالل العام املقبل‪ .‬حيث تخشى املؤسسة األمنية اإليرانية‬ ‫– بعدما سحقت الحركة اإلصالحية في ‪ - 2009‬أن يمنح‬ ‫التصويت بقايا الحركة الخضراء التي تم تنظيمها اآلن في‬

‫حزبني وليدين منصة للدعوة للتغيير إثر االتفاق النووي‪.‬‬ ‫حيث يعتقد بعض املحللني أن إي��ران إذا ما انفتحت تجاه‬ ‫االستثمارات األجنبية‪ ،‬فإنها سوف تضطر إلى إجراء بعض‬ ‫اإلص�لاح��ات الثقافية امل �ح��دودة رغ��م م�ق��اوم��ة املتشددين‬ ‫ل�ل�ف�ك��رة‪ .‬ك�م��ا تتضمن أي�ض��ا ح�م�ل��ة م�ط�ه��ري ال��وح �ي��دة –‬ ‫ومحاوالت إخراسه تحذيرا محتمال فيما يتعلق باالتفاق‬ ‫ال�ن��ووي ال��ذي يحوم ف��ي األف��ق م��ع ط�ه��ران‪ .‬فوفقا ملنتقدي‬ ‫ال�ص�ف�ق��ة‪ ،‬ف��إن ال�ت��دخ��ل العنيف ال ��ذي ق��ام ب��ه القضائيون‬ ‫واألع�ض��اء السابقون في الحرس ال�ث��وري يعد دليال على‬ ‫أن��ه ال يوجد اتفاق يمكن االعتماد عليه‪ .‬وعلى الرغم من‬ ‫أن روحاني قد طالب باملزيد من الحريات الشخصية بما‬ ‫في ذلك رفع الرقابة عن اإلنترنت‪ ،‬فإن جهوده تلك قوبلت‬ ‫باالستياء من قبل املتشددين‪ .‬وعلى الرغم من أنه الرئيس‬ ‫فإنه ال يستطيع الهيمنة على رغبات الحرس الثوري الذي‬ ‫يخضع مباشرة لسلطة خامنئي والذي كان يدعمهم دائما‬ ‫حتى على حساب الرؤساء‪ ،‬وهو ما حدث مثال عندما تم‬ ‫قمع مظاهرات الطالب في عام ‪ 1999‬ضد رغبة خاتمي‪.‬‬

‫مطهري ضحية النتقادات املتشددين‬ ‫ومثلما كان الحال عندما طالبت حكومة روحاني بالسماح‬ ‫ل�ل�ن�س��اء ب�ح�ض��ور م �ب��اراة ك ��رة ط��ائ��رة ل�ل��رج��ال بينما أص��ر‬ ‫امل�س��ؤول��ون األم�ن�ي��ون على ال��رف��ض‪ ،‬يمكن أن يحدث تالعب‬ ‫مماثل بالسلطة عندما يتعلق األمر بالتصديق على أن أنشطة‬ ‫إيران النووية هي أنشطة سلمية‪ .‬أجل‪ ،‬قد توافق الجمهورية‬ ‫اإلسالمية على السماح ملراقبي األم��م املتحدة بزيارة املواقع‬ ‫النووية أو حتى املواقع العسكرية ولكن قد يستطيع الحرس‬ ‫الثوري أن يمنع أي أحد من الدخول لقواعده‪ .‬فقد لعبت إيران‬ ‫مثل تلك األلعاب من قبل‪ :‬ففي مايو ‪ ،2003‬على سبيل املثال‪،‬‬ ‫سمحت إيران ملفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالدخول‬ ‫ملواقعها ولكنها رفضت أن تسمح لهم بأخذ عينات‪.‬‬ ‫ويعتقد أن املؤامرات السياسية التي قامت بها الهيئة القضائية‬ ‫وال �ح��رس ال �ث��وري ك��ان��ت وراء اع�ت�ق��ال ص�ح��اف��ي «واش�ن�ط��ن‬ ‫ب��وس��ت» جيسون رض�ي��ان واح�ت�ج��ازه مل��دة ع��ام وه��و مواطن‬ ‫إيراني ‪ -‬أميركي يخضع للمحاكمة حاليا في طهران‪ .‬ويعد‬ ‫سجن رضيان واستمرار محاكمته سرا إحراجا لروحاني‬ ‫الذي رد بانزعاج عندما سأله عن ذلك الصحافيون في طهران‬ ‫مؤخرا في ‪ 13‬يونيو‪.‬‬ ‫وتلقي مثل تلك األمثلة بالضوء على القيود املوضوعة على‬ ‫روح ��ان ��ي‪ .‬ف�ع�ل��ى ال��رغ��م م��ن أن ��ه ي�ت�ط�ل��ع ل�ل�غ��رب ف�ي�م��ا يتعلق‬ ‫باالستثمارات وبالتعاون املحتمل في حال عقد صفقة نووية‪،‬‬ ‫فإن ذلك التوجه يرعب املتشددين الذين يستطيعون حشد قوى‬ ‫نافذة ودفعها للنزول إلى الشوارع ضده أو استخدام الغطاء‬ ‫القانوني للسلطة القضائية لسجن أو إلقصاء من يعتقدون‬ ‫أنهم يمثلون تهديدا للثورة‪ .‬وقد يكون مطهري هو أول ضحية‬ ‫النتقادات املتشددين‪ .‬وعلى األرج��ح ستكون إثارته لقضية‬ ‫احتجاز موسوي وكروبي إرهاصا على املطالب التي ستظهر‬ ‫خ�لال الحملة االنتخابية املقبلة بتحريرهم أو بمحاكمتهم‪.‬‬ ‫وأي تركيز ج��دي��د على أزم�ت�ه��م ق��د يتسبب ف��ي عملية قمع‬ ‫أمنية أخرى‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬سيوفر التصويت في فبراير‬ ‫(شباط) املقبل فرصة أيضا ملنتقدي مطهري إلسكاته‪ :‬حيث‬ ‫يجب أن يحصل كل املرشحني على موافقة مجلس صيانة‬ ‫الدستور في عملية االختيار التي عادة ما يتم خاللها استبعاد‬ ‫م��ن ال يصلحون‪ .‬وق��د يتم استبعاده بينما يظل مهاجموه‬ ‫غير معروفني <‬ ‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪25‬‬


‫ال يعد االتفاق النووي هو القضية‬ ‫األبرز في طهران بل بات الحبس‬ ‫املستمر لقيادات الثورة الخضراء‬ ‫هو األهم ‪ ،‬حيث ينخرط البرملاني‬ ‫علي مطهري في معركة مع‬ ‫متشددي إيران حول مصيرهم‪.‬‬ ‫أصابت شظية من الزجاج وجه علي‬ ‫مطهري أوال‪ ،‬ثم اصطدم قالب طوب‬ ‫بكتفه‪ ،‬وأخيرا ضربته الطماطم‬ ‫الفاسدة التي عبرت من الزجاج‬ ‫املتهشم لسيارته‪.‬‬ ‫وكان ملثمون أعتدوا بالضرب على‬ ‫النائب اإليراني املستقل مارس‬ ‫املاضي في مطار مدينة شيراز‬ ‫حينما كان متوجهًا إللقاء كلمته في‬ ‫جامعة شيراز‪.‬‬

‫القضية األكثر إثارة في طهران من امللف النووي‬

‫علي مطهري ‪ ..‬الرجل الذي وقف في وجه الولي الفقيه‬ ‫لندن‪ :‬املجلة‬

‫رف��ض الضباط إلقاء القبض على بعض املعتدين رغ��م أنهم‬ ‫وقفوا متحصنني بالخارج‪ ،‬ع��اد مطهري إل��ى طهران بعدما‬ ‫حقق مهاجموه غرضهم املباشر حيث ل��م يتمكن مطهري‬ ‫من إلقاء خطابه‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬وص��ف الرئيس اإلي��ران��ي حسن روحاني الهجوم‬ ‫الذي تعرض له مطهري في ‪ 9‬مارس (آذار) بأنه «هجوم صادم‬ ‫ومؤسف»‪ ،‬بينما كان مطهري‪ ،‬ابن أحد أشهر آيات الله وأحد‬ ‫األعضاء املؤسسني للجمهورية اإلسالمية أكثر جرأة حني قال‬ ‫إن مهاجميه «جاءوا بنية قتله أو تشويهه»‪.‬‬

‫وفقًا لصحيفة "شرق" اإلصالحية‪ ،‬فقد "هاجمت‬ ‫م�ج�م��وع��ة م�ك��ون��ة م��ن ع ��دة أش �خ��اص ال�ن��ائ��ب ل��دى‬ ‫وصوله إلى صالة القادمني في املطار وانهالوا عليه‬ ‫بالضرب وأجبروه على العودة إلى طهران"‪.‬‬ ‫كما نقلت وكالة األنباء اإليرانية "إرن��ا" أن "املهاجمني قاموا‬ ‫بإطالق شعارات ضد مطهري ومن ثم قاموا بتكسير زجاج‬ ‫سيارته بالعصي والحجارة"‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن البرملاني الذي يبلغ من العمر ‪ 57‬عاما تمكن‬ ‫من النجاة من ذلك االعتداء الذي تعرض له برأس مصابة وعدة‬ ‫جروح وكدمات‪ ،‬كان الوضع يمكن أن يصبح أسوأ من ذلك‪ .‬النظام والواليات املتحدة‬

‫ماذا قال روحاني ؟‬ ‫ك��ان هناك ع��دة عشرات من ال��رج��ال ينتظرون مطهري عند‬ ‫وص��ول��ه إل��ى ش�ي��راز التي تشتهر بأنها محل ميالد حافظ‪،‬‬ ‫أشهر شعراء إيران‪ ،‬الذي كانت أعماله تجمع بني الحب والخمر‬ ‫باإلضافة إلى انتقاداته املستمرة للنفاق الديني‪ .‬وكان املعتدون‬ ‫الذين ي�ق��درون بنحو ‪ 50‬رج�لا يركبون ال��دراج��ات البخارية‬ ‫وع��ازم��ون على منع مطهري م��ن إل�ق��اء خ�ط��اب أم��ام الطالب‬ ‫اإلصالحيني بجامعة شيراز وتمكنوا من تنفيذ الهجوم بعدما‬ ‫غادر البرملاني املطار وحده في سيارة أجرة‪.‬‬ ‫وبعد انتظار استمر لثالث ساعات في قسم الشرطة حيث‬

‫‪24‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫وك��ان العنف ال��ذي تعرض له مطهري إث��ر مساسه بالعمود‬ ‫ال�ث��ال��ث للسياسة اإلي��ران �ي��ة وه��ي ال�ق�ض�ي��ة األك �ث��ر إث ��ارة من‬ ‫املفاوضات النووية املستمرة أال وه��ي االنتخابات الرئاسية‬ ‫املتنازع على نتيجتها والتي أجريت في ‪ .2009‬حيث ما زالت‬ ‫املظاهرات التي اندلعت في الشوارع عقب اإلع�لان عن إعادة‬ ‫انتخاب محمود أحمدي نجاد والتي اتهم خاللها الثوريون‬ ‫امل�ت�ش��ددون اإلي��ران�ي��ون ال��والي��ات املتحدة وإس��رائ�ي��ل وغيرها‬ ‫من ال��دول الغربية بدعمها‪ ،‬تطارد زعماء إي��ران‪ .‬وعلى وجه‬ ‫ال�خ�ص��وص‪ ،‬أث ��ار رج�ل�ان غ�ض��ب ال�ن�ظ��ام وه�م��ا م�ي��ر حسني‬ ‫موسوي ومهدي كروبي وهما املرشحان اإلصالحيان اللذان‬ ‫زعما بأن االنتخابات تم تزويرها ‪ -‬وتم وضعهما تحت اإلقامة‬ ‫الجبرية ملدة أربع سنوات‪ .‬وما زالت عملية القمع الدموية التي‬

‫ق��ام��ت ب�ه��ا ميليشيا ال�ب��اس�ي��ج ال�ت��اب�ع��ة للنظام ض��د الحركة‬ ‫الخضراء تمثل جرحا لم يشفى‪.‬‬ ‫بينما أش��ارت اإلح �ص��اءات الرسمية لحصيلة القتلى خالل‬ ‫اضطرابات ‪ 2009‬إلى سقوط ‪ 36‬قتيال‪ ،‬أفادت املعارضة بأن‬ ‫الحصيلة تصل إلى املئات‪ ،‬كما تم إلقاء القبض على اآلالف‬ ‫من اإليرانيني العاديني بينما دعا الكثير من األشخاص في‬ ‫املؤسسة الدينية إلى إعدام موسوي وكروبي بتهمة الخيانة‪.‬‬ ‫تقول مجلة "فورن بولسي" في تقرير لها " ما زالت صدمة‬ ‫‪ 2009‬تخيم على جذور املقاربة الحالية بني النظام والواليات‬ ‫املتحدة وغيرها من القوى العاملية في املباحثات النووية‪ ،‬فمن‬ ‫وجهة نظر ماليني اإليرانيني والحركة اإلصالحية‪ ،‬أثرت تلك‬ ‫االحتجاجات إلى حد بعيد على الشرعية السياسية إليران‪.‬‬ ‫ففي بلد يعد فيها التصويت هو أكبر حقوقك‪ ،‬أثارت املزاعم‬ ‫بسرقة هذا الحق غضبا واسعا بني الناس‪ .‬وقد تعهد الرئيس‬ ‫روحاني بمعالجة قضية احتجاز موسوي وكروبي قبل أن يتم‬ ‫انتخابه ولكنه نأى بنفسه عن تلك القضية بعدما استشعر‬ ‫الخطر"‪.‬‬

‫قضايا النساء‬ ‫وم��ن جهة أخ��رى‪ ،‬ف��إن علي مطهري هو العضو الوحيد في‬ ‫النخبة السياسية اإليرانية ال��ذي تجرأ على مواجهة املرشد‬ ‫األعلى آية الله علي خامنئي بشأن هذه القضية‪ .‬ويعد مطهري‬ ‫شخصا متفردا إذ إنه من املتشددين فيما يتعلق بالقضايا‬


‫بشكل يخلق توازنا وتنافسا بينها وبني ال��دول العربية من‬ ‫دون أن يفضي هذا التنافس إلى حرب‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬ك��ان هناك ميل واض��ح ل��دى الرئيس أوب��ام��ا بتفضيل‬ ‫املجتمع الفارسي ‪ -‬الشيعي على املجتمع العربي ‪ -‬السني‪ .‬فهو‬ ‫أكد في أكثر من مناسبة أن املجتمعات العربية لديها مشكالت‬ ‫داخلية تشكل خطرا عليها‪ ،‬أهم بكثير من التهديد اإليراني لها‪،‬‬ ‫وهو قال في أكثر من مقابلة إن شباب تلك املجتمعات العربية‬ ‫عاطلة عن العمل وتتبع آيديولوجيات قاتلة وعدمية وال ترى في‬ ‫بلدانها مرجعية سياسية تستطيع أن تلجأ إليها‪ .‬حتى عندما‬ ‫سئل أوباما عن التطرف الذي يخشاه أكثر‪ ،‬السني أم الشيعي‪،‬‬ ‫بادر إلى الرد عبر مدح إيران كونها عقالنية وتحسب للربح‬ ‫والخسارة في قراراتها‪ ،‬تاركا للقارئ أن يستنتج أن أوباما ال‬ ‫يرى في إيران تطرفا سوى وسيلة سياسية بينما عند العرب‬ ‫والسنة تحديدا يعتقد أن التطرف آيديولوجيا‪ ،‬وليس انحرافا‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬ظهر عامل «داع��ش»‪ .‬فكانت ممارساتها التي تميزت‬ ‫بوحشية (ل�ي�س��ت ب��ال �ض��رورة ح�ك��را عليها) معطوفة على‬ ‫تفسير ديني لتلك األعمال كما تؤكد نظرية الرئيس أوباما‪.‬‬

‫االتفاق النووي إلى أين‬ ‫كل األنظار مشدودة اليوم إلى العاصمة األميركية واشنطن‪،‬‬ ‫حيث تشهد صراعا كبيرا بني فريقي‪،‬ن األول متمثل بالرئيس‬ ‫أوباما وفريق عمله‪ ،‬وبعض النواب الديمقراطيني الذين يؤيدون‬ ‫االتفاق النووي اإليراني املبرم‪ ،‬وفريق آخر معترض على هذا‬ ‫االت�ف��اق وال��ذي ي��رى فيه رض��وخ��ا أميركيا إلي ��ران‪ ،‬واملتمثل‬ ‫بالحزب الجمهوري ومعه بعض الديمقراطيني‪ ،‬كما حلفاء‬ ‫ال��والي��ات امل�ت�ح��دة األميركية مثل اململكة العربية السعودية‬ ‫وإسرائيل‪ .‬وفي هذا السياق ظهر أوباما على اإلعالم بشكل‬ ‫مكثف ليرد على منتقديه ويدافع عن االتفاق الذي تم التوصل‬ ‫إل�ي��ه ب�ين ال ��دول الخمسة زائ ��د واح ��د وإي� ��ران‪ ،‬خ��اص��ة بعدما‬ ‫أصبح واضحا أن ه��ذا االتفاق لن يمكن املجتمع الدولي من‬ ‫التأكد بالتزام إيران بتعهداتها بالتوقف عن العمل على تطوير‬ ‫برنامجها ال�ن��ووي العسكري‪ ،‬وبالتالي ل��ن يمنع إي��ران من‬ ‫االستحواذ على السالح النووي‪ .‬وقد سارع الرئيس األميركي‬ ‫إلى حث الكونغرس للتصويت لصالح االتفاق‪ ،‬كما سارع إلى‬ ‫طرحه أمام مجلس األمن من أجل مناقشته وتصديقه واضع‬ ‫الكونغرس األميركي في موقف حرج وبمواجهة مجلس األمن‬ ‫نقد االتفاق‪.‬‬ ‫تلك الحرب الدائرة في أروقة القرار األميركي حمل النائب تد‬ ‫كروز إلى التهديد بقطع كل تمويل لوزارة الخارجية إذا سارع‬ ‫الرئيس أوب��ام��ا بتخطي الكونغرس األميركي في ش��أن هذه‬ ‫االتفاقية‪ .‬ال ينفك الرئيس أوباما التأكيد عن أن االتفاق يلبي‬ ‫األهداف األساسية للواليات املتحدة‪ ،‬بما في ذلك فرض قيود‬ ‫صارمة على البرنامج النووي اإليراني وقطع كل السبل التي‬ ‫يمكن أن تتخذها إيران من أجل تطوير سالح نووي‪.‬‬ ‫في املقلب اآلخر يرى املعارضون لهذا االتفاق الذي يصفونه‬ ‫بالسيئ‪ ،‬أن بنوده فيها رضوخ ملطالب إيران مما يسمح لها‬ ‫بتطوير قدراتها النووية‪ ،‬وتهديد أم��ن املنطقة برمتها‪ .‬هذا‬ ‫الشعور تعزز بعد أن أصبحت البنود علنية‪ ،‬خاصة تلك التي‬ ‫تتعلق برفع الحظر عن شخصيات وشركات تعتبر معادية‬ ‫للواليات املتحدة‪ ،‬وتلك التي تتعلق برفع الحظر عن استيراد‬ ‫السالح‪ ،‬والتي تبعها تصريح ملرشد األعلى للثورة اإليرانية‬ ‫علي خامنئي الذي أعلن أن إيران لن تتوقف عن دعم الشعب‬ ‫في اليمن وسوريا والعراق واملجاهدين في فلسطني ولبنان‪.‬‬ ‫على ه��ذا األس��اس‪ ،‬سعت األي�ب��اك‪ ،‬مجموعة الضغط الذائعة‬

‫الصيت‪ ،‬إلى تأسيس جمعية «مواطنون من أجل إيران خالية‬ ‫من األسلحة النووية» التي بدأت بحملة مكثفة لإلضاءة على‬ ‫عيوب الصفقة املوقعة‪ .‬كما قامت مجموعة «متحدون ضد‬ ‫إي��ران ال�ن��ووي»‪ ،‬وه��ي مجموعة ضغط مقتدرة‪ ،‬غير حزبية‪،‬‬ ‫بإطالق حملة إعالمية ضخمة ب��دأت قبل يومني‪ ،‬تهدف إلى‬ ‫تثقيف ال�ن��اس واملشرعني األميركيني وإط�ل�اق النقاش على‬ ‫مستوى وطني في تلك القضية الحساسة والخطيرة املتعلقة‬ ‫باألمن القومي األميركي كما باألمن القومي لحلفاء أميركا‬ ‫التاريخيني في الشرق األوسط‪.‬‬ ‫تلك الحملة شملت التلفزيون كما كبريات الصحف األميركية‬ ‫كـ«نيويورك تايمز»‪ ،‬و«وول ستريت ج��ورن��ال»‪ ،‬و«واشنطن‬ ‫بوست»‪ ،‬ووسائل التواصل االجتماعية واإلذاع��ات‪ .‬وسوف‬ ‫تستمر ل�ح�ين ت�ص��وي��ت ال�ك��ون�غ��رس األم�ي��رك��ي ع�ل��ى االت�ف��اق‬ ‫النهائي بشأن برنامج إيران النووي رفضا أو قبوال‪.‬‬ ‫تسعى مجموعة الضغط «متحدون ضد إيران نووية»‪ ،‬والتي‬ ‫وصفها وزير الخارجية اإليراني بأنها أقوى مجموعة ضغط‬ ‫في الواليات املتحدة التي تعمل ضد إي��ران‪ ،‬من خالل عملها‬ ‫إلقاء الضوء على الخلل الذي يعتري االتفاق‪.‬‬ ‫ويشرح املدير التنفيذي ملجموعة الضغط متحدون ضد إيران‬ ‫نووية‪ ،‬السفير مارك واالس‪ ،‬أسباب اعتراضه على االتفاق إذ‬ ‫إنه ال يفكك البنية التحتية النووية اإليرانية‪ ،‬كما يجيز إليران‬ ‫االحتفاظ بمنشأة فوردو النووية املبني تحت األرض‪ .‬يضيف‬ ‫السفير م��ارك واالس أن ه��ذا االت�ف��اق يسمح إلي��ران ب��إج��راء‬ ‫املزيد من البحوث وتطوير أجهزة الطرد امل��رك��زي املتقدمة‪،‬‬ ‫مما يمكنها من تخصيب اليورانيوم بشكل أسرع واستعماله‬ ‫لغايات عسكرية‪ ،‬ويالحظ املدير التنفيذي ملجموعة «متحدون‬ ‫ضد إيران نووية» أن القيود املفروضة على إيران تنتهي خالل‬ ‫‪ 10‬إلى ‪ 15‬عاما‪ .‬ما تقترحه مجموعة الضغط متحدون ضد‬ ‫إيران نووية على الجمهور األميركي واملشرعني‬ ‫إض��اف��ة م��ن خ�لال تلك الحملة ه��و الضغط في‬ ‫إضافة بنود على االت�ف��اق تسمح بالفعل التأكد من‬ ‫عدم مواصلة إيران العمل على برنامجها النووي‬ ‫ال �ع �س �ك��ري م ��ن خ�ل��ال‪ ،‬أوال‪ ،‬ال �س �م��اح ملفتشي‬ ‫الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول إل��ى كل‬ ‫املنشآت النووية اإليرانية‪ ،‬ثانيا‪ ،‬السماح للوكالة‬ ‫الدولية للطاقة الذرية بإجراء مقابالت مع العلماء‬ ‫واملسؤولني اإليرانيني عن هذا البرنامج‪ ،‬وزيارة‬ ‫املنشآت العسكرية كجزء من عملها في منع إيران‬ ‫من تطوير األسلحة النووية‪ .‬كما تطالب مجموعة‬ ‫الضغط «متحدون ضد إيران نووية»‪ ،‬ثالثا‪ ،‬بإدراج‬ ‫بند يتعلق بإنهاء تدريجي للعقوبات االقتصادية‬ ‫الدولية القائمة على إيران لحني التأكد من تعهد‬ ‫إيران بالتزاماتها‪ ،‬بدال من رفع العقوبات مجرد‬ ‫التوقيع على االتفاق‪ .‬وأخيرا تهدف تلك الحملة‬ ‫إلى حمل الواليات املتحدة إلى إعادة العقوبات‬ ‫االقتصادية فورا في حال انتهاك إيران ألي‬ ‫بند من بنود االتفاق‪.‬‬ ‫ع�ل��ى ك��ل األح � ��وال م��ن امل �ف �ت��رض ع�ل��ى ه��ذا‬ ‫االت �ف��اق أن يسلك ط��ري�ق��ه إل��ى ال�ك��ون�غ��رس‪،‬‬ ‫وي � � �ع� � ��رض ع � �ل� ��ى أع � �ض � ��ائ � ��ه ل�ل�اض� �ط�ل�اع‬ ‫وال �ت �ص ��وي ��ت‪ ،‬وف� ��ي ح� ��ال رف �ض ��ه أع �ض��اء‬ ‫الكونغرس سيلجأ الرئيس أوباما إلى حقه‬ ‫ف��ي ن�ق��ض ق ��رار ال�ك��ون �غ��رس‪ .‬ع�ن��ده��ا‪ ،‬تبدأ‬ ‫آية الله‬ ‫املعركة الحقيقية ألنه سيكون للمعترضني‬ ‫علي خامنئي‬ ‫على هذا االتفاق‪ ،‬ومن أجل النقد الرئاسي‬

‫سيكون تأمني أصوات أكثرية الثلثني‪ .‬أي بمعنى آخر لكي يمر‬ ‫االتفاق يجب على الرئيس أوباما الحصول على ‪ 34‬صوتا فقط‬ ‫في الكونغرس من أجل تمرير االتفاق وإسكات املعترضني‪.‬‬ ‫ال��رئ�ي��س األم�ي��رك��ي يعلم أن مصير االت �ف��اق يتعلق ببضعة‬ ‫أصوات‪ ،‬وهو يعلم أيضا أن من الديمقراطيني من يعترض على‬ ‫االتفاق بصيغته الحالية‪ .‬لذا لجأ إلى التهويل على األعضاء‬ ‫البارزين في حزبه امليالون لالعتراض على االت�ف��اق والذين‬ ‫بإمكانهم تأمني الثلثني من أج��ل إج�ب��اره على تعديل بنوده‬ ‫أمثال السيناتور مننديز الديمقراطي أكبر املعترضني الذي‬ ‫اتهم فجأة بالفساد من قبل املدعي العام قبل أشهر‪ ،‬وأمثال‬ ‫وزيرة الخارجية السابقة هيالري كلينتون والذي سرب البيت‬ ‫األبيض للصحافة األميركية خبر استخدامها حسابا بريديا‬ ‫خاصا ألغراض حكومية بدال من استخدام البريد اإللكتروني‬ ‫الرسمي‪ ،‬العرف املتبع بني املسؤولني في اإلدارة‪.‬‬ ‫األم��ور تحسب بهذه ال��دق��ة‪ ،‬وال�ص��راع بني الطرفني تستخدم‬ ‫فيها ك��ل وس��ائ��ل اإلق �ن��اع‪ .‬مصير املنطقة معلق ب�ق��رار من‬ ‫الكونغرس األميركي وبصوت ديمقراطي منتفض من هنا‬ ‫أو ص��وت جمهوري راف��ض م��ن ه�ن��اك‪ .‬م��ن هنا ت��أت��ي أهمية‬ ‫الحمالت املعترضة على االتفاق‪ ،‬علها تؤثر على تصويت قد‬ ‫يعيد صياغة بنود اتفاق إيران إمكانية متابعة استراتيجياتها‬ ‫العدائية والتوسعية برضا وغطاء دولي <‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪23‬‬


‫بعد طول انتظار أصبح االتفاق‬ ‫النووي اإليراني واقعا‪ ،‬يحمل بصمات‬ ‫الرئيس األميركي أوباما ومفهومه‬ ‫للشرق األوسط من منظور ال يستطيع‬ ‫كثر من الساسة األميركيني وحتى‬ ‫أقرب حلفائه التقليديني فهمه‪ .‬اتفاقا‬ ‫يالقي اعتراضا كبيرا ألنه يحمل كثيرا‬ ‫من الغموض‪ ،‬في بنوده‪ ،‬عززه الجهد‬ ‫الذي بذله الرئيس في شرحه الذي بدا‬ ‫متناقضا بني مرحلة تسويقه االتفاق‬ ‫قبل التوقيع‪ ،‬ومرحلة فرضه على‬ ‫العالم كأمر واقع بعد التوقيع‪.‬‬

‫رفع اسم الجنرال قاسم‬ ‫سليماني من الئحة اإلرهاب‬ ‫أكثر ما يقلق الحلفاء‬

‫حمالت أميركية تحذر العالم من طهران‬

‫واشنطن‪ :‬إيلي فواز‬ ‫ف��ي ح�ين أك��د ال��رئ�ي��س األم�ي��رك��ي أوب��ام��ا قبل عام‬ ‫للصحافي ج�ي�ف��ري غ��ول��دب��رغ أن م�ن��ع إي ��ران من‬ ‫االس�ت�ح��واذ على ال�س�لاح ال�ن��ووي على أق��ل تقدير‬ ‫سيمنعهم من التعدي على جيرانهم‪ ،‬عاد وصرح يوم إعالن‬ ‫توقيع االت�ف��اق للصحافي توماس فريدمان‪ ،‬أن الحكم على‬ ‫االتفاق ال يجب أن يأخذ في عني االعتبار تغيير سياسة إيران‬ ‫العدائية تجاه العرب‪ ،‬أو وأد الحرب املذهبية السنية الشيعية‪،‬‬ ‫إنما مدى نجاحه في منع إيران من الحصول على القنبلة ‪10‬‬ ‫سنوات من اليوم‪.‬‬ ‫طبعا هي ليست املرة األولى الذي يناقض الرئيس أوباما نفسه‪،‬‬ ‫أو يتراجع عن وعود أطلقها‪ ،‬وهذا بالذات ما يقلق حلفاءه فيما‬ ‫يخص االتفاق النووي‪ ،‬ويجعلهم ال يثقون بكالمه ووعوده‪.‬‬ ‫فهو سبق أن هدد بضرب الرئيس السوري بشار األس��د أن‬ ‫تخطى الخطوط الحمر في الحرب األهلية التي دخلت عامها‬ ‫الخامس‪ ،‬ث��م ت��راج��ع ع��ن تهديده ه��ذا على ال��رغ��م م��ن تخطي‬ ‫األسد كل الخطوط الحمر وإب��ادة شعبه بالسالح الكيماوي‪،‬‬ ‫وهو وعد بتسليح املعارضة السورية املعتدلة ثم تراجع عن‬ ‫وعده بحجة أنه ال يوجد معتدلون في سوريا‪ .‬رهانه على أن‬ ‫إي��ران عقالنية ل��م يثبت‪ ،‬ب��ل على العكس عدائية إي��ران ضد‬ ‫العرب ونهمها في التوسع والسيطرة وتهديد العرب في أمنهم‬ ‫‪22‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫القومي لم يرتدع ال في العراق وال في اليمن وال في سوريا‪،‬‬ ‫ولم يأخذ في عني االعتبار يوما مسار املفاوضات في فيينا‪.‬‬ ‫فكما قبل االتفاق كما بعده‪.‬‬ ‫منتقدو الرئيس أوباما يأخذون عليه أيضا تقديمه تنازالت‬ ‫إليران وعد العالم أنه لن يقدم عليها‪ :‬في مسألة تفتيش املنشآت‬ ‫النووية والعسكرية تراجعت إدارة الرئيس أوباما عن الحق‬ ‫في دخول أي منشأة من قبل املفتشني من دون إذن مسبق‬ ‫أو إن��ذار‪ ،‬لتصبح املسألة خاضعة للتفاوض والحصول على‬ ‫تصريح السلطات اإليرانية‪ .‬في مسألة كشف إيران عن ماضي‬ ‫برنامجها النووي‪ ،‬حتى يتسنى للمفتشني معرفة تفاصيله‬ ‫والتقنيات املستعملة من قبل اإليرانيني‪ ،‬أيضا تراجعت اإلدارة‬ ‫األميركية في تلك املسألة على لسان وزير خارجيتها جون‬ ‫كيري الذي أعلن أنه ليس بحاجة إلى الركون إلى املاضي بل‬ ‫التطلع إلى املستقبل قبل أن يضيف كالما غير دقيق حول‬ ‫معرفته كامل بكل تفاصيل البرنامج النووي‪ ،‬أما في قضية‬ ‫رف��ع العقوبات االقتصادية التي أعلنت إدارة الرئيس أوباما‬ ‫بأنها ستكون تدريجية‪ ،‬يكتشف حلفاء ال��والي��ات املتحدة‬ ‫أنها تراجعت أيضا في هذا املجال‪ ،‬وأفرجت عن مئات باليني‬ ‫الدوالرات فور توقيع االتفاق‪.‬‬ ‫ول�ك��ن أك�ث��ر م��ا يقلق ال�ح�ل�ف��اء ه��و رف��ع اس��م ال�ج�ن��رال قاسم‬ ‫سليماني عن الئحة اإلرهاب‪ .‬طبعا هذا القرار ليس له عالقة‬ ‫باالتفاق النووي ال من بعيد وال من قريب‪ .‬فقاسم سليماني‬ ‫ق��ائ��د ال�ح��رس ال�ث��وري اإلي��ران��ي املنغمس ف��ي ح��روب املنطقة‬

‫قاسم سليماني‬

‫يحارب مع قواته في سوريا إلى جانب الرئيس السوري بشار‬ ‫األسد‪ ،‬وهو موجود أيضا في العراق إلدارة الحشد الشعبي في‬ ‫حربه على «داعش»‪ ،‬وفي اليمن لتوجيه الحوثيني في انقالبهم‪،‬‬ ‫هذا ناهيك بقبرص وبلغاريا وأماكن أخرى من العالم حيث‬ ‫ينقل إره��اب��ه‪ ،‬وال��ذي على ما يبدو يتقبله الرئيس أوباما بل‬ ‫وعلى حد وصف من ش��ارك في القمة التي دعا إليها القادة‬ ‫الخليجيون في كامب ديفيد قبل شهر من اليوم‪ ،‬دفع القادة‬ ‫ال�ع��رب على أتباعه م�ث��اال‪ .‬املقلق أيضا ف��ي ه��ذا السياق‪ ،‬هو‬ ‫رف��ع الحظر‪ ،‬بعد م��رور خمسة أع��وام على توقيع االتفاقية‪،‬‬ ‫ع��ن استيراد ال�س�لاح م��ن قبل إي��ران‪ .‬يتضح أكثر فأكثر أن‬ ‫هذا االتفاق يحمل في طياته عقد شراكة بني الرئيس أوباما‬ ‫وقاسم سليماني‪ ،‬كونه العقل البوليسي املخبراتي التي ترتاح‬ ‫للعمل معه تلك اإلدارة من أجل العمل على «استقرار املنطقة»‬ ‫من بوابة االتفاق النووي‪.‬‬

‫كيف وصل الرئيس أوباما إلى هذا االستنتاج؟‬ ‫أوال‪ :‬تبنى الرئيس أوباما مقترحات لجنة بايكر هاميلتون‬ ‫والتي كانت مكلفة بتقييم الوضع في ال�ع��راق وال�ح��رب على‬ ‫العراق‪ ،‬عام ‪ 2006‬إن كان في االنفتاح على إيران أو االنسحاب‬ ‫العسكري من منطقة الشرق األوسط‪ .‬ومع الوقت تبلورت لدى‬ ‫الرئيس أوباما نظرية جعل إي��ران‪ ،‬بعد إعادتها إلى أحضان‬ ‫الشرعية الدولية العبا أساسيا وعامل استقرار في املنطقة‬


‫محمد محدثني قال لـ‬

‫إن الدول الكبرى خلقت مشكلة جديدة لشعوب املنطقة‬

‫مسؤول امللف النووي لدى املعارضة اإليرانية‪:‬‬

‫االتفاق مع حكام طهران خطر على الجميع‬ ‫القاهرة‪ :‬عبد الستار حتيتة‬ ‫يعد السيد محمد محدثني امل�س��ؤول ع��ن امللف‬ ‫النووي لدى املعارضة اإليرانية‪ ،‬وهو يشغل أيضا‬ ‫موقع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في املجلس‬ ‫الوطني للمقاومة اإليرانية التي تتخذ من باريس مقرا لها‪.‬‬ ‫وق��ال في اتصال مع مجلة «املجلة» حول تداعيات توقيع‬ ‫الدول الكبرى لالتفاق النووي مع النظام اإليراني‪ ،‬إنه يمثل‬ ‫خطرا كبيرا على الشعب اإليراني وعلى شعوب املنطقة‪.‬‬ ‫وإلى أهم ما جاء في الحوار‪:‬‬ ‫> كيف ترى تداعيات االتفاق النووي؟‬ ‫ إن االت�ف��اق ال�ن��ووي اإلي��ران��ي ل��م يكن انتصارا كما يرى‬‫ال�ب�ع��ض‪ ،‬خ��اص��ة ع�ن��دم��ا ن�لاح��ظ أن ه�ن��اك ان�ه�ي��ار الكثير‬ ‫من الخطوط الحمراء التي كان خامنئي يتمترس خلفها‪،‬‬ ‫من بينها تفتيش املواقع العسكرية‪ .‬إن االتفاق الحاصل‬ ‫يحوي سلسلة من التراجع من قبل النظام وخرقا لكثير‬ ‫م��ن ال�خ�ط��وط ال�ح�م��راء ال�ت��ي ك��ان خامنئي ق��د أك��د عليها‬ ‫شخصيا وب �ص��ورة م�ع�ل�ن��ة‪ .‬ول�ي�س��ت م��ن ق�ب�ي��ل ال�ص��دف��ة‬ ‫أن مسؤولني في النظام يعتبرون االت�ف��اق أن��ه «ك��أس سم‬ ‫ن��ووي��ة»‪ .‬وتوقع املحدثني استفحال ال�ص��راع على السلطة‬ ‫في إي��ران على جميع املستويات‪ ،‬ألن أه��م جانب من هذا‬ ‫التطور هو تراجع والية الفقيه عن مشروع كان أحد أركان‬ ‫استراتيجيته الثالثة للحفاظ على النظام إلى جانب القمع‬ ‫الداخلي وتصدير اإلرهاب‪.‬‬ ‫> لقد قدمت املعارضة اإليرانية الكثير من التقارير‬ ‫امل�ه�م��ة ال�ت��ي كشفت فيها أس ��رار ال�ن�ش��اط ال�ن��ووي‬ ‫اإلي��ران��ي‪ .‬فهل ت��رى أن امل�ن�ش��آت ال�ن��ووي��ة ستكون‬ ‫متاحة للرقابة الدولية؟‬ ‫ هذا هو مكمن الخطر ألن النظام اإليراني لن يتيح الفرص‬‫للمراقبني الدوليني لزيارة املواقع التي يريدونها في أي وقت‬ ‫وفي أي مكان‪ .‬سيماطل كعادته‪ ،‬كما فعل في السابق‪ ،‬من‬ ‫أجل الوصول إلى إنتاج القنبلة النووية‪.‬‬ ‫> وما تأثير االتفاق على الداخل اإليراني برأيك؟‬ ‫ معلوم أن نظام رجال الدين الحاكم في طهران منذ عام‬‫‪ 1979‬ك��ان يستخدم برنامجا من ثالثة محاور للحفاظ‬

‫محمد محدثني املسؤول عن امللف النووي في املعارضة اإليرانية رئيس لجنة الشؤون الخارجية في املجلس الوطني للمقاومة اإليرانية‬

‫على استمراره في حكم البالد‪ ،‬وهذه املحاور هي «البرنامج‬ ‫النووي» و«تصدير اإلره��اب» إلى العالم و«القمع الداخلي»‬ ‫للمعارضني‪ .‬وأعتقد أن االتفاق أجبر النظام على التخلي‬ ‫عن املحور األول الذي يستند عليه في الحكم‪ .‬وبالتالي أتوقع‬ ‫حدوث خالفات داخل رأس النظام‪ ،‬إلى جانب زيادة القمع‬ ‫الداخلي وتصدير اإلرهاب لدول الجوار‪.‬‬ ‫> لكن ي�ب��دو أن ه�ن��اك رغ�ب��ة كبيرة م��ن ال�غ��رب في‬ ‫ال �ت �ص��ال��ح م ��ع ط � �ه ��ران‪ ،‬ح �ي��ث ت ��وج ��ه ال �ك �ث �ي��ر م��ن‬ ‫املسؤولني لزيارتها‪ ،‬كان آخرهم السيدة فيديريكا‬ ‫م��وغ �ي��ري �ن��ي امل �س��ؤول��ة ع ��ن ال �س �ي��اس��ة ال �خ��ارج �ي��ة‬ ‫والشؤون األمنية في االتحاد األوروبي؟‬

‫ زي ��ارة م��وغ��ري�ن��ي إل��ى ط �ه��ران وال �ل �ق��اء م��ع امل�س��ؤول�ين‬‫املتسببني ف��ي إع ��دام ‪ 120‬أل��ف س�ي��اس��ي طيلة العقود‬ ‫الثالثة املاضية‪ ،‬سينتج عنها تشجيع النظام اإليراني على‬ ‫املزيد من اإلعدامات وانتهاك القيم الديمقراطية وحقوق‬ ‫اإلنسان‪ .‬وعلى مواصلة عمليات التعذيب والقتل‪ .‬هذا أمر‬ ‫مخجل من جانب االتحاد األوروبي‪ .‬يجب أال تقف أوروبا‬ ‫إلى جانب فاشية دينية تهدف إلى إقامة إمبراطورية في‬ ‫هذه املنطقة من العالم‪ .‬السيدة موغريني يجب أن تعرف‬ ‫أن النظام اإليراني يعيش حاليا أضعف أي��ام حياته وال‬ ‫يوجد له أي مستقبل وإذا ربطت أوروب��ا مستقبلها مع‬ ‫ه��ذا النظام اآلي��ل ل�ل��زوال أكثر من قبل‪ ،‬فإنها ستخسر‬ ‫مستقبال صداقة الشعب اإليراني <‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪21‬‬


‫عناصر من‬ ‫ميليشيا الحوثي‬

‫اإلمام علي» التي ترفع شعار تهديد مصالح الواليات املتحدة‬ ‫ً‬ ‫شعارا لها وليس محاربة «داعش» فحسب‪.‬‬

‫االنهيار األمني‬ ‫ظهرت «كتائب اإلمام علي» مع تفاقم االنهيار األمني في العراق‬ ‫وتتبع «حركة العراق اإلسالمية»‪ ،‬وهي حركة شيعية وليدة‬ ‫يتميز أف��راده��ا ب��ارت��داء زي خ��اص بهم‪ ،‬وبحمل السالح في‬ ‫مناطق عديدة‪ ،‬أبرزها آمرلي وطوز وديالى‪ ،‬وهي تحارب إلى‬ ‫جانب ميليشيات شيعية عراقية أخرى‪ ،‬تعمل كلها بتفويض‬ ‫إيراني‪ ،‬ويعتبر شبل الزيدي األمني العام لكتائب اإلمام علي‬ ‫الذي كان أحد األسماء البارزة في جيش املهدي التابع للزعيم‬ ‫مقتدى الصدر‪ ،‬وقد أطلق سراحه في عام ‪ ،2010‬ويبرز أيضا‬ ‫ضمن التنظيم أبو مهدي املهندس‪ ،‬وهو أحد قادة فيلق الحرس‬ ‫الثوري اإلسالمي التي تعمل ضمن خطة إيرانية مشتركة منذ‬ ‫بداية ‪ ،2003‬وهناك الكثير من الوثائق العراقية التي تشرح‬ ‫العالقة بني فيلق بدر ومنظمة بدر الحزب السياسي الصاعد‬ ‫بعد سقوط صدام حسني‪ ،‬كما نصت التقارير على أن هناك‬ ‫ع��ددا كبيرا م��ن امليليشيات الشيعية مرتبطني بسياسيني‬ ‫عراقيني رغم عدم قانونية عملهم على األرض‪ ،‬وكثير منهم‬ ‫متورط في قضايا تصفية ذات بعد طائفي‪.‬‬

‫سياسة إطالق اليد‬ ‫ً‬ ‫وتقود منظمة بدر كل امليليشيات التي جاءت الحقا‪ ،‬ال سيما‬ ‫بعد إطالق يد الواليات املتحدة لليد الشيعية‪ ،‬وهو ما يفسر‬ ‫ت�ض�خ��م وص �ع��ود امل�ي�ل�ي�ش�ي��ات‪ ،‬ال س�ي�م��ا ك�ت��ائ��ب ع�ل��ي التي‬ ‫انضمت لها قيادات سابقة في منظمة ب��در‪ ،‬ويعد أبو زهرة‬ ‫الغفاري أح��د أه��م ال��رم��وز املقاتلة التي يجتمع عليها الفكر‬ ‫املليشوي الشيعي‪.‬‬ ‫ول��م يتوقف الدعم اإلي��ران��ي لحلفائه في العراق على مقتدى‬ ‫ال �ص��در أو امل �ج �ل��س األع �ل��ى ل �ل �ث��ورة ف��ي ال� �ع ��راق‪ ،‬ب��ل شمل‬ ‫ميليشيات كأجنحة عسكرية ناشئة‪ ،‬ومنها جيش املهدي‬ ‫وفيلق بدر‪ ،‬كما أن تجربة حزب الدعوة وقوة القدس ساهمت‬ ‫‪20‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫في خلق بيئة خبرة قتالية وإدارة ملعارك الشوارع‪ ،‬وبالتالي‬ ‫مقارعة أي قوى سنية صاعدة في العراق ممن تضررت بسبب‬ ‫املمارسات الطائفية التي دشنها عهد نوري املالكي‪.‬‬ ‫وإلظهار وحدة مصير وأسلوب عمل مشترك تم إنشاء كتائب‬ ‫حزب الله في العراق في تقليد مشابه لحزب الله اللبناني الذي‬ ‫يتمتع قادته العسكريون بعالقات وثيقة بقادة هذه املنظمات‬ ‫التي تعمل في العراق‪.‬‬ ‫هذا التحالف غير املعلن بني الحزبني يفسر وضع الواليات‬ ‫امل�ت�ح��دة األم�ي��رك�ي��ة كتائب ح��زب ال�ل��ه على ال�لائ�ح��ة ال�س��وداء‬ ‫في يوليو (تموز) ‪ 2009‬بسبب الخطر الذي شكلته الكتائب‬ ‫على ق��وات التحالف وق��وات األم��ن العراقية‪ ،‬وبسبب دعمها‬ ‫للمتمردين والجماعات املنشقة التي يقوم عناصر حزب الله‬ ‫بتدريبهم على حرب العصابات واستخدام املتفجرات وأسلحة‬ ‫متنوعة ضد قوات التحالف‪.‬‬

‫مظلة إيرانية‬ ‫نمت امليليشيات الشيعية بشكل عنقودي متصل باألحزاب‬ ‫السياسية التي تمثلها‪ ،‬وبمظلة إيرانية مباشرة‪ ،‬وهو ما جعل‬ ‫تحركاتها مرتبطة باملتغيرات السياسية في املنطقة‪ ،‬ال سيما‬ ‫ف��ي الساحة العراقية‪ ،‬وت��رف��ع ه��ذه امليليشيات ش�ع� ً�ارا يلقى‬ ‫ً‬ ‫قبوال في األوساط السياسية الغربية‪ ،‬وهو محاربة «داعش»‬ ‫ومحاولة إفشال مشروعها ببناء دولة راسخة في املنطقة‪ ،‬لكن‬ ‫هذا الشعار ال يحظى بمصداقية حقيقية بسبب إطالق العديد‬ ‫من امليليشيات ملشاريع تهدد أم��ن منطقة الخليج وتحاول‬ ‫تقويض حالة االستقرار فيها‪.‬‬ ‫تهديدات هذه املنظمات من حزب الله إلى األحزاب الشيعية ضد‬ ‫دول الخليج ترتكز على تذكية الطائفية والعمل على أجندتها‬ ‫الخاصة‪ ،‬وإن كانت تخالف أهداف قوات التحالف أو االستقرار‬ ‫اإلقليمي ومصالح الدول املستقرة في الخليج‪.‬‬ ‫ولم تقف حدود وشره امليليشيات الشيعية العراقية عند نقطة‬ ‫معينة‪ ،‬ب��ل وس�ع��وا تأثيرهم إل��ى خ��ارج ال�ع��راق‪ ،‬ودخ�ل��وا في‬ ‫تحالفات كبيرة مع نظام األسد في سوريا منذ بدايات عام‬ ‫‪ 2013‬كان من آثارها إرسال مقاتلني وتجنيد آخرين لصالح‬

‫الحرب وال��دف��اع عن نظام األس��د ومحاولة قطع الطريق على‬ ‫«داع��ش» ف��ي إح��داث ف��ارق هنالك‪ ،‬كما أن آخ��ري��ن نقلوا من‬ ‫ً‬ ‫مجددا بسبب تقدم تنظيم داعش‪.‬‬ ‫سوريا إلى العراق‬ ‫وتشير التقارير الصحافية امليدانية إلى تمركز لواء أبو الفضل‬ ‫العباس‪ ،‬امليليشيا الشيعية في سوريا‪ ،‬وتجنيدها ملقاتلني‬ ‫أجانب بهدف تقوية نظام األسد‪ ،‬وتفرع عن لواء أبو الفضل‬ ‫العباس لواء ذو الفقار‪ ،‬وفتح مقره في الالذقية شمال سوريا‪،‬‬ ‫وهو ما يعني محاولة هذه الفصائل الشيعية إحداث فارق في‬ ‫املناطق التي فقدها النظام‪.‬‬ ‫وب��إزاء ل��واء أبو الفضل العباس هناك منظمة ل��واء ذو الفقار‬ ‫ال�ت��ي تنشط ف��ي مناطق العلويني وتنشر ع�ش��رات املقاتلني‬ ‫لحماية املنطقة‪ ،‬وه�ن��اك ع�ش��رات املناشير ال�ت��ي ت��وزع على‬ ‫مناطق سورية تدعو إلى االنضمام إلى امليليشيات الشيعية‬ ‫املتحالفة مع إيران‪.‬‬ ‫وي��رى املحللون أن ق��وة وانتشار ه��ذه امليليشيات‪ ،‬ال سيما‬ ‫أبو الفضل العباس‪ ،‬ساهمت في تأخير سقوط نظام األسد‬ ‫رغم العديد من الصعوبات التي يمرون بها‪ ،‬لكنهم استطاعوا‬ ‫بفضل تركيزهم على مقاتلة «داع��ش» الحصول على الدعم‬ ‫من قبل إيران‪ ،‬وربما الصمت والتجاهل‪ ،‬على عكس فوضوية‬ ‫«داعش» من قبل املجتمع الدولي‪.‬‬ ‫وربما كان اإلع�لان عن وف��اة مقاتلني ينتمون مليليشيات‬ ‫ومنظمات شيعية متطرفة هو مفتاح البحث والسؤال لدى‬ ‫ال�ع��دي��د م��ن الباحثني والصحافيني ع��ن ال�ظ��اه��رة‪ ،‬لتنهال‬ ‫التقارير حول وجود منظمات عديدة فقدت كوادر نوعية‬ ‫لها في العراق وسوريا‪ ،‬منها منظمة بدر وعصائب أهل‬ ‫الحق‪ ،‬وكثير منهم ك��ان يرتدي ش��ارات الجيش العراقي‪،‬‬ ‫ب��ل وش�ع��ار ق��وات األم��ن الداخلي وق��وات التدخل السريع‪،‬‬ ‫وعكست امللصقات التذكيرية بالشهداء بروز شخصيات‬ ‫ك��ان لها دور ف�ع��ال ف��ي ال�ق�ت��ال‪ ،‬وم��ن أول�ئ��ك ق��اس��م جميل‬ ‫ال�س�ل�م��ي‪ ،‬وح�س��ن ه ��ادي امل��ري��ان��ي ال �ل��ذان ت�ص��درا ل��وح��ات‬ ‫كبيرة وتعلو فوق صورهما صورة املرشد األعلى اإليراني‬ ‫علي خامنئي في إش��ارة رمزية تلخص القصة املتجاهلة‬ ‫للحضور الشيعي ضمن امليليشيات التي تعمق خرائب‬ ‫املنطقة على كل املستويات <‬


‫عناصر من ميليشيا‬ ‫الحشد الشعبي العراقية‬

‫ما بعد القذافي‬ ‫تموقع امليليشيا كمنطق بديل للدولة يتجلى في الحالة الليبية‬ ‫التي تبدو مشدودة للفوضى التي تنتجها امليليشيا وتعيق‬ ‫أي نقاط التقاء بني القوى السياسية التي تحاول إعادة صوت‬ ‫الدولة‪ ،‬ويدفع الشعب الليبي الثمن ً‬ ‫غاليا بعد أن ساهمت قوى‬ ‫املجتمع ال��دول��ي في بداية ال�ث��ورة بمساعدته في خلع النظام‬ ‫السابق املتجسد في القذافي‪ ،‬لكنه وفي تكرار لتاريخ التدخل‬ ‫على طريقة الوجبات السريعة ذات الطابع األميركي تركه بال‬ ‫دعم سياسي وال خطة إنقاذ وال مؤسسات دولة‪ ،‬وهي الحالة‬ ‫املالئمة لصعود قوى امليليشيات املتجذرة في الحالة العربية‪،‬‬ ‫التي تملك مقومات نشأة وقوة‪ ،‬وتضخم منطق امليليشيا بما‬ ‫تملكه من قوة‪.‬‬

‫إرهاب وميليشيا‬ ‫ً‬ ‫في سوريا يبدو الوضع مختلفا‪ ،‬حيث نشهد حالة تداخل‬ ‫ب�ين امليليشيا وجماعات العنف املسلح‪ ،‬وال�ق��وى اإلرهابية‪،‬‬ ‫واملجموعات الشعبية التي تقاتل النظام‪ ،‬هذا التداخل سبب‬ ‫حتى أخطاء كبيرة على مستوى تحليل الظواهر السياسية‬ ‫كما هو الحال مع «داع��ش» بني اعتبارها صنيعة النظام أو‬ ‫دخ�ي�ل��ة ع�ل��ى س�ي��اق امل�ع��ارض��ة ال�س��وري��ة املسلحة ال�ت��ي ك��ان‬ ‫يمثلها الجيش الحر أو حركات سياسية ذات طابع بدائي في‬ ‫تكوينها وطريقة عملها‪ ،‬وبالتالي من السهولة إدارتها‬ ‫من قبل طهران‪ ،‬وكلها احتماالت ال تغير من الواقع‪ ،‬بل‬ ‫ق��د ت��زي��ده إرب��اك��ا‪ ،‬ذل��ك أن فهم دواف��ع ومنطق امليليشيا‬ ‫ال�س�ي��اس�ي��ة مختلف ع��ن ف�ه��م ن�ش��أة ودواف� ��ع امليليشيا‬ ‫العقائدية‪ ،‬كما هي حال «القاعدة» وأخواتها مثل «داعش»‬ ‫التي يمكن التأثير عليها استخباراتيا بشكل غير مباشر‪،‬‬ ‫وبالتالي يمكن القول إن امليليشيا في سوريا استفادت‬ ‫من املجموعات الجهادوية والعكس بالعكس‪ ،‬حيث تأثرت‬ ‫تنظيمات إرهابية بخبرة امليليشيا في إدارة معاركها‪.‬‬

‫ميليشيات طائفية‬

‫يديرها بجدارة النظام اليمني السابق على طريقة الحاوي‬ ‫والثعبان‪ ،‬وهو ما جعل من الصعوبة السيطرة على الحالة‬ ‫املسلحة ومنطق امليليشيا في اليمن بعد رحيله‪.‬‬ ‫الحفاظ على مكون الدولة مهمة صعبة وتحتاج إلى تفهم‬ ‫ودع ��م دول ��ي‪ ،‬وف��ي ن�ف��س ال��وق��ت ب�ح��اج��ة إل��ى ف�ه��م امل�ك��ون��ات‬ ‫السياسية ال سيما املعارضة في فهم ما سيحدث حال انهيار‬ ‫الدولة‪ ،‬هذا الفهم والتفهم غائب في مواقع كثيرة من دول ما‬ ‫بعد الربيع العربي‪ ،‬لكنه األخطر واألكثر قتامة في «أم الدنيا»‬ ‫حيث ينزلق منطق الدولة إلى امليليشيا‪ ،‬وتساهم املعارضة في‬ ‫تقويض الدولة ذاتها عبر مثاليتها السياسية‪.‬‬

‫نقطة البدء‬ ‫كانت تونس شرارة الثورة األولى األقل سوءا من نظيراتها‬ ‫ال�ت��ي تشهد اآلن «رب �ي��ع ميليشيات» ب�م��ا تعنيه الكلمة‪،‬‬ ‫بعضها دخل مرحلة تقويض الدولة كما في اليمن وليبيا‪،‬‬

‫بطاقة هوية مقاتل إيراني يدعى حيدر تاك الذي قتل على يد جماعة‬ ‫مسلحة سورية معارضة خالل اشتباكات مع قوات نظام األسد املدعومة‬ ‫بعناصر إيرانية في مدينة حلب السورية (غيتي)‬

‫واآلخ��ر ي�ح��اول خلق ه��ذا املشهد ل��وال ق��وة الجيش وليس‬ ‫تماسك املكونات السياسية كاألحزاب والدولة الناشئة‪ ،‬كما‬ ‫هو الحال في مصر التي إذا لم تختر بإرادتها الذاتية االنتقال‬ ‫إل��ى مفهوم ال��دول��ة ومنطقها‪ ،‬فستتحول بفضل الضغط‬ ‫املتواصل للقواعد الشعبية لإلخوان إلى ربيع ميليشيات‪،‬‬ ‫رغم أن املؤشرات تسير باتجاه تفوق منطق الجيش على‬ ‫منطقي ال��دول��ة الوليدة وامليليشيات البديلة بفضل الدعم‬ ‫الشعبي‪.‬‬

‫وف��ي التفاصيل ال يقتصر منطق امليليشيا على النماذج‬ ‫العنفية السنية‪ ،‬بل نشأت حالة مشابهة في ّ‬ ‫التكون واملالمح‪،‬‬ ‫ول�ك��ن ب��أه��داف م�ض��ادة أنتجت ميليشيات شيعية ال تقل‬ ‫ً‬ ‫ت�ط��رف��ا ع��ن نظيراتها السنية بسبب م��آالت ال�ت��ردي للحالة‬ ‫العراقية ث��م ال�س��وري��ة‪ ،‬وه�ن��اك ال�ي��وم أكثر م��ن ستني تنظيما‬ ‫ميليشيويا شيعيا في سوريا والعراق‪ ،‬يستهدفون ‪ -‬حسب‬ ‫رأيهم ‪ -‬تمدد تنظيم داع��ش‪ ،‬لكن الالفت أن تلك التنظيمات‬ ‫ليست مستقلة ع��ن خلفياتها السياسية‪ ،‬ب��ل ّ‬ ‫تعبر ‪ -‬وهنا‬ ‫مكمن املفارقة والخطورة ‪ -‬عن أحزاب سياسية مشاركة في‬ ‫الحياة السياسية العامة‪ ،‬بحيث تصبح هذه األحزاب ّ‬ ‫املحرك‬ ‫الشرعي والواجهة النظامية لدعم أه��داف امليليشيات‪ ،‬بينما‬ ‫ُ‬ ‫تطور جماعات سياسية أخرى هويتها الخاصة دون أن يكون‬ ‫لها ميليشيا تعبر عنها‪.‬‬ ‫وبإزاء مقارعة تنظيم داعش من قبل امليليشيات الشيعية التي‬ ‫تشكلت ً‬ ‫سريعا على طريقة «الحشد الشعبي» لكنها أكثر ً‬ ‫نموا‬ ‫ً‬ ‫ونفوذا بحكم مرجعياتها السياسية‪ ،‬فإن هناك أهدافا أخرى‬ ‫لتلك التنظيمات التي تتداخل وظائفها وغاياتها مع مسؤوليات‬ ‫الدولة‪ ،‬بحيث باتت في بعض املناطق دولة ميليشيات بسبب‬ ‫وج��ود أجندة سياسية مستقلة كما هي الحال مع «كتائب‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪19‬‬


‫ً‬ ‫صعود امليليشيا‪ ،‬منطقا وثقافة‬ ‫أمرا ً‬ ‫وسلطة‪ ،‬بات ً‬ ‫واقعا في‬ ‫رقعة كبيرة من الوطن العربي‬ ‫واإلسالمي‪ ،‬ال سيما في البلدان‬ ‫التي خاضت تجربة ما عرف‬ ‫بـ«الربيع العربي»‪ ،‬وما تالها‬ ‫ً‬ ‫الحقا من تهشم سلطات مركزية‬ ‫ً‬ ‫بدء ا من انهيار سلطة الدولة‬ ‫ً‬ ‫املركزية وصوال إلى تفسخ عدد‬ ‫من املؤسسات العسكرية والدينية‬ ‫وتراجع قدرتها على ضبط إيقاع‬ ‫الفضاء العمومي واملجتمعي‪.‬‬

‫تراجع سلطة الدولة‬ ‫والتحديات األمنية‬ ‫وإرهاب نوعي متصاعد‬

‫بعد تفسخ مؤسسات عسكرية ‪ ..‬امليليشيات تحكم‬ ‫جدة‪ :‬يوسف الديني‬ ‫تنظيمات محلية أو عابرة للقارات‪ ،‬عبر مجموعات جديدة حال انهيار الجيش النظامي للدولة‪ ،‬كما هو الحال في تجارب‬ ‫ليس لديها خبرة تنظيمية‪ ،‬ولكن لديها دافع عقائدي خالصي يوغوسالفيا والجيش الشعبي التابع ملاوتسي‪ ،‬وربما كانت‬ ‫ورغبة في املوت ‪ -‬الشهادة كنهاية خالصية وليس لتحقيق تجربة تنظيم إيتا اإلسباني املثال األكثر وضوحا عن التطرف‬ ‫املسلح الدنيوي السياسي وليس العقائدي‪.‬‬ ‫منطق امليليشيا الذي يسود املنطقة اآلن‪ ،‬هو أكبر مشروع الخالفة‪.‬‬ ‫الحديثة‪ ،‬فهو منطق مضاد‪ ،‬لكنه ليس‬ ‫مهدد للدولة‬ ‫ً‬ ‫مفهوما ً‬ ‫فوقيا مفارقا لها كما هو الحال لجماعات‬ ‫انتعاش الفوضى‬ ‫العنف املسلح‪ ،‬التي تتوسل السياسية لتثبيت آيديولوجيتها تاريخ عريق‬ ‫العقائدية املتطرفة‪ ،‬وبالتالي ال طموح سياسيا لديها‪ ،‬ويمكن وجود امليليشيا قديم يرافق وجود الدولة الحديثة‪ ،‬ويحدثنا حالة الفراغ السياسي الذي يتحمل املجتمع الدولي والواليات‬ ‫تحريكها واختراقها وتوجيهها واستفزازها والتنبؤ بردة التاريخ عن أنواع كثيرة من امليليشيات التي كانت ّ‬ ‫تعبر عن املتحدة الجزء األكبر فيه بسبب قدرتها على التأثير وحشد‬ ‫فعلها بسهولة‪ ،‬ال سيما من أجهزة استخبارات عريقة في ك�ي��ان��ات س�ي��اس�ي��ة‪ ،‬ك�م��ا أن ال��واق��ع ال �ي��وم يخبرنا ع��ن تحول قرار سياسي دولي ‪ -‬هي ما تخلق ربيع امليليشيات‪ ،‬وتحول‬ ‫التعامل مع تلك الجماعات‪.‬‬ ‫جذري واندماج ميليشيات كثيرة في جسد الدولة كامليليشيا مكونات اجتماعية إلى مجموعات مسلحة قادرة على التأثير‪،‬‬ ‫ً‬ ‫العنف‪،‬‬ ‫جماعات‬ ‫من‬ ‫ا‬ ‫تعقيد‬ ‫أكثر‬ ‫متكاملة‬ ‫امليليشيا منظومة‬ ‫الفرنسية في حكومة فيشي‪ ،‬أو امليليشيا الروسية الريفية‪ ،‬وبالتالي فحتى مع التخلص من «داعش» وأخواتها ولو عبر‬ ‫كانت‬ ‫ولذلك‬ ‫للتفاوض‪،‬‬ ‫وقابل‬ ‫واضح‬ ‫سياسي‬ ‫فهي ذات بعد‬ ‫التي تحولت إل��ى ج��زء من جهاز األم��ن الداخلي في االتحاد ط��ائ��رات م��ن دون ط�ي��ار أو ح��رب اس�ت�ن��زاف‪ ،‬ال يعني نهاية‬ ‫االستحالة‬ ‫من‬ ‫تقترب‬ ‫بينما‬ ‫ناجحة‪،‬‬ ‫طالبان‬ ‫مع‬ ‫التفاوض‬ ‫فكرة‬ ‫ال�س��وف�ي��ات��ي‪ ،‬وك��ان��ت تجربة ال�ف��رق التطوعية م��ن املحاربني القصة مع بقاء مسببات بقاء العنف بالبحث عن أعذار وحيل‬ ‫ذاتها‪،‬‬ ‫تعريف‬ ‫إعادة‬ ‫من‬ ‫حالة‬ ‫تعيش‬ ‫التي‬ ‫«القاعدة»‬ ‫فصائل‬ ‫مع‬ ‫القدامى األملان التي شكلت الحقا ميليشيا بيد النظام‪ ،‬وعبر الستمرار النظام السوري الذي تفوق استخباراتيا في لعبة‬ ‫وظهور‬ ‫�ري‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫�وا‬ ‫�‬ ‫ظ‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫يمثله‬ ‫�ذي‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫مل‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫التنظيم‬ ‫�ار‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫بعد‬ ‫التاريخ‪ ،‬كانت امليليشيا البديل الجاهز ملقاومة االحتالل في الكراسي بني امليليشيات والقاعديني‪ ،‬وهي حالة كان أيضا‬ ‫‪18‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬


‫الحشد الشعبي‪ ..‬ممارسات خاطئة‬

‫العبادي‪ :‬الحشد الشعبي‬ ‫جزء من منظومة األمن‬ ‫الوطني وهيئة رسمية‬ ‫ترتبط بالقائد العام‬ ‫للقوات املسلحة‬

‫‪,,‬‬

‫ب��دأ تشكيل ق ��وات ال�ح�ش��د الشعبي ف��ي أع�ق��اب‬ ‫اج �ت �ي��اح ت�ن�ظ�ي��م داع� ��ش مل��دي �ن��ة امل ��وص ��ل خ�لال‬ ‫ش�ه��ر ي��ون�ي��و ‪ ،2014‬وإص� ��دار امل��رج��ع الشيعي‬ ‫السيستاني ف��ي م��دي�ن��ة ال�ن�ج��ف ف �ت��وى الجهاد‬ ‫الكفائي وتحولت مسؤولية الحشد إل��ى رئيس‬ ‫الحكومة‪.‬‬ ‫وفي حديث إلى رئيس الحكومة العراقية يقول فيه‬ ‫إن الحشد هو جزء من منظومة األم��ن الوطني‪،‬‬ ‫وهذا منحى خطير كونه يجعل مؤسسة األمن‬ ‫والدفاع تحت تأثير الجماعات املسلحة وقائمة‬ ‫ع�ل��ى أس� ��اس م��ذه�ب��ي ي�ع��رض�ه��ا إل ��ى م��زي��د من‬ ‫الخروقات والفشل‪.‬‬ ‫ودعا مجلس الوزراء العراقي‪ ،‬يوم ‪ 9‬أبريل ‪،2015‬‬ ‫ال��وزارات واملؤسسات الحكومية إلى التعامل مع‬ ‫ه�ي�ئ��ة ال�ح�ش��د ال�ش�ع�ب��ي ك�ه�ي�ئ��ة رس�م�ي��ة ترتبط‬ ‫بالقائد العام للقوات املسلحة‪ .‬يذكر أن معارك‬ ‫استعادة محافظة صالح الدين خالل شهر أبريل‬ ‫‪ ،2015‬أظهرت حشدا شعبيا مناطقيا من املنطقة‬ ‫الغربية‪.‬‬ ‫يقول عضو لجنة األمن والدفاع النيابية إسكندر‬ ‫وتوت‪ ،‬إن الوضع األمني في األنبار بحاجة التخاذ‬ ‫قرار بإشراك قوات الحشد الشعبي في املعارك‬ ‫بصورة عاجلة على غرار اشتراكهم في معارك‬ ‫ديالى وصالح الدين‪.‬‬ ‫لكن القيادي بالقائمة الوطنية حامد املطلك‪ ،‬في‬ ‫حديث له يوم ‪ 7‬يوليو (تموز) ‪ ،2015‬صرح بأن‬ ‫عناصر من الحشد الشعبي اختطفت العشرات‬ ‫من األشخاص في قرية بقضاء الطارمية‪ ،‬شمال‬ ‫بغداد‪.‬‬ ‫وق��ال املطلك إن «ع�ن��اص��ر ف��ي الحشد الشعبي‬ ‫هم من ظهروا في الفيديو ال��ذي بث على موقع‬ ‫ال �ت��واص��ل االج �ت �م��اع��ي ي �ق �ت��ادون ال �ع �ش��رات من‬ ‫الشباب في القرية بقضاء الطارمية شمال بغداد‬ ‫(‪.»)..‬‬ ‫ال��دك�ت��ور ع��دن��ان ال �س��راج رئ�ي��س امل��رك��ز العراقي‬ ‫ل�ل�ت�ن�م�ي��ة اإلع�ل�ام �ي��ة وع �ض��و ال �ت �ح��ال��ف ال��وط�ن��ي‬ ‫ع��ن دول ��ة القانون‪ ‎‬ي�ق��ول ل �ـ «امل �ج �ل��ة»‪« :‬إن القتال‬ ‫واالنتصار في حرب يمكن وصفها بأنها حرب‬ ‫مدن وشوارع ال يمكن االعتماد فيها على قوات‬ ‫ال�ج�ي��ش أو ال��داخ �ل �ي��ة ب�ش�ك��ل ك��ام��ل؛ ل��ذل��ك تمت‬ ‫االستعانة بالحشد (‪ )..‬وإن الحشد يعمل ضمن‬ ‫إطار قانوني (‪.»)..‬‬ ‫ذكرت مصادر عسكرية عراقية مطلع شهر يوليو‬ ‫‪ ،2015‬أن هناك تحضيرات كبيرة لبدء معركة‬ ‫السيطرة على املحافظة ودحر تنظيم داعش منها‪.‬‬ ‫ونقلت وسائل اإلعالم عن السفير األميركي قوله‬ ‫إن واشنطن لن تقبل أن تصبح معركة األنبار‬ ‫إيرانية‪ ،‬على غرار ما حدث في املعارك التي جرت‬ ‫في محافظة صالح الدين‪.‬‬ ‫أظ�ه��رت ص��ور ج��دي��دة بثها ن��اش�ط��ون ووس��ائ��ل‬

‫‪,,‬‬

‫إعالم ومنها قناة «العربية» يوم ‪ 8‬يوليو ‪2015‬‬ ‫وج� ��ود ق��ائ��د ال �ح ��رس ال� �ث ��وري اإلي ��ران ��ي ق��اس��م‬ ‫سليماني بصحبة ع��دد م��ن ق �ي��ادات ميليشيا‬ ‫الحشد الشعبي على أطراف مدينة الفلوجة‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬صرح الناطق العسكري لوزارة‬ ‫الدفاع والناطق باسم خلية اإلعالم الحربي‪ ،‬يحيى‬ ‫عبد الرسول‪ ،‬وجود تدريب مكثف وتحضيرات‬ ‫ع�س�ك��ري��ة ولوجيستية واس�ت�خ�ب��اري��ة الن�ط�لاق‬ ‫عملية عسكرية من هذا النوع في مدينة األنبار‪.‬‬

‫إفرازات سلبية‬ ‫إن واح� � ��دة م ��ن إف � � ��رازات ت�ش�ك�ي��ل امل �ج �م��وع��ات‬ ‫املسلحة بمختلف تسمياتها ومنها امليليشيات‬ ‫ممكن أن تأتي بنتائج ضد الحكومة االتحادية‪.‬‬ ‫وإن السالح الذي تزود به الحكومة هذه الجماعات‬ ‫وما تحصل عليه من دعم لوجيستي وتمويل من‬ ‫أط��راف إقليمية ودول�ي��ة‪ ،‬يجعلها خ��ارج سيطرة‬

‫ال�ح�ك��وم��ة‪ ،‬وه��ذا م��ا تعانيه حكومة ب�غ��داد رغم‬ ‫مساعيها إلى كبح سلطة امليليشيات‪.‬‬ ‫فاألجدر هو إعادة بناء القوات العراقية النظامية‬ ‫من حيث التدريب واإلدارة والتسليح‪.‬‬ ‫ل�ق��د كشفت م �ص��ادر م��ن ب �غ��داد ل�ـ «امل�ج�ل��ة»‪ ،‬أن‬ ‫سلطة ال�ج�م��اع��ات املسلحة وامليليشيات تفوق‬ ‫ق��درة وزارة الداخلية وال��دف��اع‪ ،‬وه��ذا م��ا جعلها‬ ‫تتمرد على الدولة‪.‬‬ ‫ش �ه��ادات أخ ��رى م��ن ب �غ��داد أك ��دت أن ال�ش��رط��ة‬ ‫املحلية أصبحت فاقدة السيطرة لكبح جماح هذه‬ ‫الجماعات‪ ،‬رغ��م أن بعضها ت��رك أرق��ام هواتف‬ ‫م��راك��ز سيطرتها عند ال�ح��واج��ز وامل��دن لغرض‬ ‫اإلبالغ عن أي مخالفات وانتهاكات‪.‬‬ ‫يخف ذلك‬ ‫وزي��ر الداخلية العراقية هو أيضا لم‬ ‫ِ‬ ‫في اجتماع له مع عدد من قيادات الوزارة يوم ‪10‬‬ ‫يوليو ‪.2015‬‬ ‫وف ��ي ت �ط��ور الح ��ق دع ��ا رئ �ي��س ال� � ��وزراء‪ ،‬ح�ي��در‬ ‫ال� �ع� �ب ��ادي‪ ،‬وك �ت �ل��ة ال �ت �ح��ال��ف ال ��وط� �ن ��ي‪ ،‬وال �ك �ت��ل‬ ‫السياسية األخ��رى‪ ،‬إل��ى م��ؤازرة وزارة الداخلية‬ ‫في عملها للتصدي للمجموعات غير املنضبطة‪.‬‬ ‫فالعراق ما زال يواجه ضعفا في أداء الحكومة‬ ‫االتحادية بالتوازي مع عجز امليزانية التي أثرت‬ ‫ك �ث �ي��را ف ��ي ت�س�ل�ي��ح ال� �ق ��وات ال �ع��راق �ي��ة‪ .‬وي�ع��ان��ي‬ ‫العراق أيضا من تعدد أجهزة القوى وتقاطعها‪.‬‬ ‫ف��ال�خ�لاف��ات ف��ي القضية ال�ع��راق�ي��ة ب��ات��ت مركبة‬ ‫وأكثر تعقيدا وال يبدو أن هناك حال في األفق‪.‬‬ ‫إن الحلف الثالثي ما بني األطراف الشيعية هو‬ ‫أصال قائم منذ سقوط النظام العراقي السابق‬ ‫‪ ،2003‬وإن املساحة التي يقف عليها هذا الحلف‬ ‫أصبحت حدودا لجغرافية مذهبية طائفية‪.‬‬ ‫دور إيران من املقرر أن يكون أوسع في أعقاب‬ ‫ال��وص��ول إل��ى ات�ف��اق م��ع واش�ن�ط��ن ح��ول امللف‬ ‫النووي‪ ،‬الذي بات محتمال في أعقاب اجتماعات‬ ‫جنيف يوليو‪.2015‬‬ ‫إن التهديد اإليراني لدول املنطقة كان وما زال‬ ‫ش��اخ�ص��ا‪ ،‬ف��ال�ج��زر اإلم��ارات �ي��ة ال �ث�لاث م��ا زال��ت‬ ‫محتلة من قبل الحكومة اإليرانية‪ ،‬وإن سياسة‬ ‫تأت بجديد رغم‬ ‫روحاني اإلقليمية والداخلية لم ِ‬ ‫انفتاحه على الغرب‪.‬‬ ‫إن الحلف الشيعي اإليراني ‪ -‬العراقي ‪ -‬السوري‬ ‫يزيد من هيمنة إيران في املنطقة ويدفع املنطقة‪،‬‬ ‫وم�ن�ه��ا ال ��دول الخليجية‪ ،‬إل��ى عمليات تصفية‬ ‫حسابات مع املكون السني ودول عربية رافضة‬ ‫للهيمنة اإليرانية‪.‬‬ ‫إيران دائما تنقل مواجهاتها وتصفية حساباتها‬ ‫خ ��ارج أراض �ي �ه��ا ض�م��ن ه��اج��س األم ��ن ال�ق��وم��ي‬ ‫اإليراني القائم على إيجاد دول وجماعات تقاتل‬ ‫بالوكالة‪ .‬الحلف اإليراني من شأنه أن يبعد العراق‬ ‫ع��ن محيطه العربي وي��زي��د بعزلته ويصعد من‬ ‫تهديداته ضد الدول الخليجية <‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪17‬‬


‫صورة أرشيفية للمالكي وبشار األسد‬

‫األردنية‪ ،‬وربما دول خليجية أخ��رى‪ ،‬أنها ترتبط‬ ‫معها بعالقة مصاهرة ونسب‪.‬‬ ‫وق��د أش ��اد ت�ح��ال��ف ال �ق��وى ال�ع��راق�ي��ة السنية خ�لال‬ ‫شهر يونيو ‪ 2015‬بتصريحات العاهل األردني امللك‬ ‫عبد الله الثاني التي أك��د فيها دع��م ب�لاده لعشائر‬ ‫املحافظات الغربية العراقية ف��ي تصديها لتنظيم‬ ‫داعش وتحرير مدنها من سيطرته‪.‬‬ ‫وقال أحمد املساري رئيس الكتلة النيابية لتحالف‬ ‫القوى العراقية‪« :‬إننا ننظر بعني االحترام والتقدير‬ ‫للمواقف القومية الشجاعة ل�لأردن الشقيق شعبا‬ ‫وم�ل�ك��ا وح �ك��وم��ة‪ ،‬وم��ا ق��دم��وه م��ن دع��م وم�س��ان��دة‬ ‫للشعب ال�ع��راق��ي ف��ي محنته العصيبة ومواجهته‬ ‫لإلرهاب بكل أشكاله وما يشكله من مخاطر على‬ ‫عموم املنطقة والعالم»‪.‬‬ ‫وأك� � ��د م �ك �ت��ب أس� ��ام� ��ة ال �ن �ج �ي �ف��ي‪ ،‬ن ��ائ ��ب رئ �ي��س‬ ‫الجمهورية‪ ،‬مطلع شهر م��اي��و (أي ��ار) ‪ ،2015‬أن‬ ‫االت �ف��اق يقضي بتسليح ال�ع�ش��ائ��ر ال�ت��ي ت�ح��ارب‬ ‫«داع��ش»‪ ،‬بالتنسيق مع الحكومة العراقية ووزارة‬

‫‪16‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫حامد املطلك لـ‬ ‫‪:‬‬ ‫التدخل اإليراني أوصل‬ ‫العراق إلى الهاوية‪ ..‬وال‬ ‫نقبل بتحالفات تقوم‬ ‫على أساس سياسة‬ ‫املحاور الطائفية‬ ‫الدفاع‪ .‬وأشار إلى أن عملية تسليح العشائر بحثت‬ ‫في لقاء جمع العاهل األردني‪ ،‬امللك عبد الله الثاني‪،‬‬ ‫والنجيفي خالل زيارته األخيرة إلى عمان‪ ،‬برفقة‬ ‫عدد من املسؤولني العراقيني‪.‬‬

‫التحالف الشيعي يصعد من التقسيم املذهبي في‬ ‫العراق واملنطقة‪ ،‬ويثير قلق ومخاوف السنة في‬ ‫العراق أم��ام أي تغير ديموغرافي طائفي محتمل‬ ‫ويدفعهم أكثر باتجاه األردن والدول الخليجية‪.‬‬


‫التحالف الشيعي املتطرف يدفع املكون‬ ‫السني باتجاه األردن ودول خليجية‬

‫املالكي في‬ ‫إيران مع آية‬ ‫الله خامنئي‬

‫أبرز تهديدات احللف الطائفي‬

‫> شر‬ ‫ك عنة األذرع اإليرانية الطائفية في املنطقة‬ ‫وال‬ ‫جما‬ ‫عات‬ ‫ا‬ ‫لتي‬ ‫تق‬ ‫اتل‬ ‫بالو‬ ‫كالة‬ ‫ت‬ ‫انت تمثل ح‬ ‫حت هذا الحلف‪ ،‬بعد أن‬ ‫رجا لبعض الدول املتحالفة مع إيران‪.‬‬ ‫> اتخاذ الع‬ ‫راق‬ ‫من‬ ‫صة‬ ‫ح‬ ‫رب‬ ‫ضد دول الخل‬ ‫يج‪،‬‬ ‫إذ‬ ‫ي‬ ‫مكن‬ ‫أن‬ ‫ي‬ ‫كون‬ ‫الع‬ ‫راق‬ ‫من‬ ‫طلقا‬ ‫إلى خالياها االستخبارية‬ ‫ضد الخليج‪ ،‬مستغلة واجه‬ ‫اتها االقتصادية من شركات وبنوك‬ ‫أصبح واسعا وهذا يعني توسع جبهة املواجهة مع دول الخليج عراقية‪ .‬التغلغل اإليراني في العراق اآلن‬ ‫من‬ ‫عبر مدينة البصرة الجنوبية واملنفذ البحري مع الخليج شط صوب الحدود العراقية ‪ -‬الكويتية البرية‬ ‫الع‬ ‫رب‪.‬‬ ‫هذه‬ ‫املن‬ ‫افذ‬ ‫م‬ ‫بإرسال أفراد وخاليا دا‬ ‫مكن أن تستغلها إيران‬ ‫خل دول الخليج‪ ،‬وفي الغالب تكون ع‬ ‫ربية‬ ‫وعر‬ ‫اقية‬ ‫من‬ ‫> تح‬ ‫غير الجنسية اإليرانية‪.‬‬ ‫طائ‬ ‫ريك بؤر وجيوب فية في السعودية‬ ‫والك‬ ‫ويت‬ ‫وا‬ ‫لبح‬ ‫رين‬ ‫لو‬ ‫جود‬ ‫أ‬ ‫قلية‬ ‫شي‬ ‫عية وتوريطها في عمليات‬ ‫ضد مؤسسات الدولة إلشعال‬ ‫مواجهات طائفية على غرار ما يحصل‬ ‫األمنية‬ ‫في دولة البحرين‪ ،‬الستنزاف طاقاتها‬ ‫والعسكرية واالقتصادية‪ .‬سيناريو الت‬ ‫ظاه‬ ‫رات‬ ‫وال‬ ‫عص‬ ‫يان‬ ‫س‬ ‫وف‬ ‫ت‬ ‫ست‬ ‫غله‬ ‫> امل‬ ‫إيران أكثر‪.‬‬ ‫واجهات املحتملة ما بني هذه الجماعات‬ ‫وق‬ ‫وات‬ ‫ا‬ ‫ألمن‬ ‫من‬ ‫امل‬ ‫مكن‬ ‫أن‬ ‫ت‬ ‫مثل‬ ‫أو‬ ‫راق ضغط دولية تحت‬ ‫عنوان انتهاكات حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫> توظيف‬ ‫التداخل الديموغرافي في الخليج لعنا‬ ‫صر‬ ‫ا‬ ‫لتح‬ ‫الف‬ ‫الطا‬ ‫ئفي‬ ‫الج‬ ‫ديد‬ ‫باإل‬ ‫لبنان‪ ،‬ي‬ ‫ضافة إلى حزب الله في‬ ‫مكن مجموعات شيعية متطرفة من‬ ‫الت‬ ‫نقل‬ ‫والح‬ ‫ركة‬ ‫وتن‬ ‫فيذ‬ ‫عمل‬ ‫يات‬ ‫ت‬ ‫لهذه ال‬ ‫خريبية‪ .‬إن الدور املحتمل‬ ‫إي جماعات ممكن أن يكون بتنفيذ حملة ا‬ ‫غتيا‬ ‫الت‬ ‫ضد‬ ‫ش‬ ‫خص‬ ‫يات‬ ‫ب‬ ‫�‬ ‫�ا‬ ‫رزة‪،‬‬ ‫وال يستبعد أن تستغل‬ ‫ران العمالة األجنبية الوا‬ ‫فدة من باكستان وبنغالديش والهند‪.‬‬ ‫> فرض‬ ‫على‬ ‫سيطرة إيران مراكز القوى الشي‬ ‫عية‬ ‫في‬ ‫الع‬ ‫راق‬ ‫ولب‬ ‫نان‬ ‫وس‬ ‫وريا‬ ‫والي‬ ‫تهديدا ل�‬ ‫من‪ ،‬األخيرة تمثل أيضا‬ ‫دول الخليج من خالل الحوثيني‪ ،‬الته‬ ‫ديد‬ ‫الع‬ ‫سك‬ ‫ري‬ ‫ي‬ ‫أتي‬ ‫من‬ ‫خ‬ ‫الل‬ ‫م‬ ‫دينة صعدة ذات الغالبية‬ ‫الزيدية ‪ -‬الحوثية ونجران‪.‬‬

‫إن ال��دع��م اإلي��ران��ي لبعض امليليشيات الطائفية‬ ‫ضرب بتداعياته في دول الجوار العراقي وأبرزها‬ ‫األردن‪ .‬وت��رى اململكة األردن�ي��ة ودول خليجية أن‬ ‫م��ا ت�ق��وم ب��ه إي ��ران ف��ي ال �ع��راق ي�ه��دف إل��ى إقصاء‬ ‫املكون السني‪ ،‬أكثر من محاربة اإلره��اب‪ .‬بعض‬ ‫ال�ت�ح�ل�ي�لات وص �ف��ت م��ا ي �ج��ري ف��ي ال �ع��راق ضد‬ ‫املحافظات الغربية بأنه تصفية حسابات وتؤخذ‬ ‫بجريرة النظام العراقي السابق أو بجريرة التحاق‬ ‫بعض أبناء املنطقة بالجماعات املسلحة و«داعش»‪.‬‬ ‫إن مشكلة املنطقة الغربية ومنها محافظة األنبار‬ ‫قد تفاقمت أكثر لألسباب التالية‪:‬‬ ‫> بتصعيد تنظيم داعش عملياته العسكرية في‬ ‫األن�ب��ار لتعويض خسارته في مناطق أخ��رى في‬ ‫أعقاب استعادة ال�ق��وات العراقية سيطرتها على‬ ‫محافظة صالح الدين مطلع شهر أبريل (نيسان)‬ ‫‪ ،2015‬وت �ه��دي��د ال �ع��اص �م��ة ب �غ��داد ب�س�ب��ب م��وق��ع‬ ‫محافظة األنبار وامتدادها عند حدود العاصمة‪.‬‬ ‫> وقوع أهالي األنبار بني فكي «داعش» وامليليشيات‬ ‫الشيعية داخ ��ل ال�ح�ش��د ال�ش�ع�ب��ي‪ ،‬فمنذ سيطرة‬ ‫«داع��ش» على أج��زاء واسعة من محافظة األنبار‬ ‫لم تحصل العشائر التي تقاتل ضد «داعش» على‬ ‫التسليح‪ ،‬رغ��م م��ا تعرضت ل��ه ه��ذه العشائر من‬ ‫مجازر أبرزها عشيرة البونمر في أكتوبر (تشرين‬ ‫األول) ‪ 2015‬التي راح ضحيتها املئات من األبرياء‪.‬‬ ‫> عدم تسليح العشائر مقابل حصول امليليشيات‬ ‫الشيعية على ال�س�لاح اإلي��ران��ي ودخ��ول األخ�ي��رة‬ ‫األنبار ضمن الحشد الشعبي وال�ق��وات العراقية‪،‬‬ ‫أث ��ار ح�ف�ي�ظ��ة أه ��ل األن �ب��ار واع �ت �ب��روا ذل ��ك خ�ط��وة‬ ‫مقصودة إلضعاف أهل األنبار‪.‬‬ ‫> ضعف الحكومة العراقية بتسليح أبناء العشائر‬ ‫في األنبار‪ ،‬الذي واجه الكثير من االنتقادات بسبب‬ ‫بطء ونوعية التسلح‪ ،‬وقد يعود ذلك إلى فقدان الثقة‬ ‫بني الطرفني‪.‬‬ ‫فبعد أن نفضت األنبار يدها من الحصول على‬ ‫دع ��م ح�ك��وم��ة ب �غ��داد وواش �ن �ط��ن‪ ،‬ات�ج�ه��ت ص��وب‬ ‫اململكة األردنية الهاشمية‪ .‬يقول مال الله العبيدي‬ ‫أحد الزعامات العشائرية في األنبار‪« :‬إن العشائر ال‬ ‫تزال تعيش في وضع صعب ومزر وتفتقر للسالح‬ ‫(‪ )..‬واملتطوعون يقاتلون ضد تنظيم داع��ش بال‬ ‫قوائم وبال راتب وبال دعم»‪ .‬أما النائب عن ائتالف‬ ‫«متحدون» مطشر السامرائي فيقول إن عشائر‬ ‫محافظة األنبار بحاجة إلى السالح‪ ،‬وإنها ال تمانع‬ ‫ف��ي الحصول على ال��دع��م م��ن أميركا أو أي دول��ة‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫لقد اندفع السنة في األنبار باتجاه األردن بسبب‬ ‫عدم وجود خيارات وطنية من أجل الحصول على‬ ‫التسليح وحماية أراضيهم وترتيب أمور مناطقهم‬ ‫اإلدارية ضمن أي مخطط محتمل لتقسيم العراق‪.‬‬ ‫التقسيم املذهبي في العراق واملنطقة بات واضحا‬ ‫وزاد وضوحا في أعقاب التحالف الشيعي املتطرف‪.‬‬ ‫وما يزيد في اندفاع عشائر األنبار اتجاه اململكة‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪15‬‬


‫كشفت مصادر مطلعة لـ«املجلة‬ ‫عن عقد اجتماع أمني ثالثي‪،‬‬ ‫سوري ‪ -‬عراقي ‪ -‬إيراني في‬ ‫بغداد خالل شهر يونيو‬ ‫(حزيران) ‪ ،2015‬املاضي الهدف‬ ‫منه وضع خطط ملواجهة‬ ‫التراجع الذي يشهده الحلف‬ ‫الطائقي الذي تتزعمه إيران‪،‬‬ ‫خاصة في سوريا واليمن‪.‬‬ ‫وقالت املصادر إلى أن اللقاء‬ ‫الثالثي عقد برعاية نوري‬ ‫املالكي نائب الرئيس العراقي‬ ‫للرد على التحالف العربي الذي‬ ‫تقوده السعودية ضد التمرد‬ ‫الحوثي في اليمن‪.‬‬

‫بعد االتفاق النووي‪ ..‬حلف سوري عراقي إيراني برعاية املالكي‬

‫هالل إيران أم قمر عربي؟‬

‫بغداد‪ :‬جاسم محمد‬ ‫وأش ��ارت امل �ص��ادر إل��ى ان ال�ت�ح��ال��ف الطائفي‬ ‫ال�ج��دي��د ي�ه��دف أي�ض��ا للتصدي إل��ى دع��م دول‬ ‫ع��رب�ي��ة وخليجية لفصائل م�ع��ارض��ة س��وري��ة‬

‫مسلحة‪.‬‬ ‫ف�م��ا زال ��ت إي ��ران ت�م��ول امليليشيات الطائفية بالسالح‬ ‫والتدريب والتقنية‪ .‬املوقف األميركي هو اآلخر دفع العراق‬ ‫باتجاه إي��ران‪ ،‬وال تستبعد مصادر أن يكون ذلك جزءا‬ ‫من صفقة امللف النووي اإليراني‪.‬‬ ‫ذكرت تقارير منتصف يونيو املاضي أن رئيس الحكومة‬ ‫العراقية العبادي‪ ،‬طرح إمكانية التنسيق بني املستشارين‬ ‫اإلي��ران�ي�ين ال��ذي��ن يعملون م��ع الحشد الشعبي بضمنها‬ ‫‪14‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫امليليشيات واملستشارون األميركيون تمهيدا الستعادة‬ ‫السيطرة على األنبار من قبضة تنظيم داعش‪ .‬يقول النائب‬ ‫حامد املطلك لـ «املجلة»‪« :‬ال مانع من إيجاد تحالفات إن‬ ‫ك��ان��ت تصب ف��ي مصلحة ال �ع��راق وت�ح��اف��ظ على هويته‬ ‫ويحترم دول الجوار وأال تقوم هذه التحالفات على أساس‬ ‫سياسة املحاور الطائفية»‪ .‬وأض��اف املطلك‪« :‬إن التدخل‬ ‫اإليراني أوصل بلدنا إلى الهاوية‪ ،‬فاليوم نرى ما يحصل‬ ‫ف��ي إي ��ران وس��وري��ا وال �ع ��راق‪ ،‬إن ش�ع��وب امل�ن�ط�ق��ة باتت‬ ‫متضررة من السياسة اإليرانية وحتى شعوب إي��ران»‪.‬‬ ‫وأوض��ح النائب املطلك قائال‪« :‬ه��ذه السياسات ال تخدم‬ ‫شعوب املنطقة‪ ،‬فأنا ضد سياسة امل�ح��اور واستقطاب‬ ‫الكل‪ ،‬وإن التحالفات يجب أن تحترم الكل وتحترم حقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬وتكون خالية من الصبغة الطائفية وتحترم دول‬ ‫الجوار‪ ،‬وإن الدول الخليجية هي أيضا باتت متضررة من‬

‫سياسة إي��ران»‪ .‬أم��ا القيادي في تحالف القوى العراقية‬ ‫محمد العبيدي فقال إن «الحكومة العراقية تسعى إلقامة‬ ‫هالل شيعي إيراني ‪ -‬عراقي ‪ -‬سوري‪ ،‬مبني على أساس‬ ‫طائفي»‪.‬‬

‫انعكاسات الحلف على أمن املنطقة‬ ‫إن أب� ��رز ان �ع �ك��اس��ات ال �ح �ل��ف ال�ش�ي�ع��ي ع �ل��ى ال ��دول‬ ‫الخليجية هو إثارة حالة القلق والصراعات الطائفية‬ ‫وع��دم استقرار املنطقة‪ .‬الحلف يمكن إي��ران من أن‬ ‫تكون ق��وة مهيمنة ب��ال�ت��وازي م��ع االت�ف��اق اإلي��ران��ي ‪-‬‬ ‫األميركي حول امللف النووي‪ .‬فإيران ما زالت تحتل‬ ‫ال �ج��زر اإلم��ارات �ي��ة ال �ث�ل�اث وت �ح��رك ال ��ورق ��ة ال�ع��رق�ي��ة‬ ‫والطائفية في املنطقة‪.‬‬


‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪13‬‬


‫طقوس نسائية خاصة في االحتفاالت بعيد الفطر بإندونيسيا‬ ‫نساء إندونيسيات يؤدين صالة عيد الفطر على «بحر من الرمال على شاطئ بمدينة يوجياكارتا‪،‬‬ ‫اإلندونيسية في تقليد تميزت به اإلندونيسيات خالل احتفالهن باألعياد الدينية (غيتي)‬

‫‪12‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬


‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪11‬‬


‫جامعة برمنغهام تكشف عن أقدم مخطوطة قرآنية‬ ‫كشفت جامعة برمنغهام البريطانية عن مخطوطة قرآنية تعد من أقدم‬ ‫املخطوطات الباقية في العالم‪ ،‬والتي قررت عرضها للجمهور في أكتوبر‬ ‫املقبل‪ .‬وباستخدام نظائر الكربون املشع لفحص املخطوطة ثبت أن عمر‬ ‫املخطوطة يصل إلى ‪ً 1370‬‬ ‫عاما على األقل‪ ،‬وهو ما أهلها لتكون واحدة من‬ ‫أقدم املخطوطات املوجودة في العالم‪ .‬ويشير الباحثون إلى احتمالية أن‬ ‫تكون هذه املخطوطة‪ ،‬وبالنظر إلى عمرها‪ ،‬قد خطها أحد صحابة النبي‬ ‫محمد صلى الله عليه وسلم (غيتي)‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬


‫ائتالف املعارضة السورية‬ ‫يبحث نقل مكاتبه خارج مصر‬ ‫االئتالف الوطني لقوى الثورة واملعارضة السورية‪،‬‬ ‫يبحث في الوقت الراهن نقل مقره من القاهرة التي‬ ‫تأسس فيها قبل سنوات‪ ،‬إلى إحدى الدول العربية أو‬ ‫األوروب �ي��ة‪ ،‬وذل��ك بعد أن حدثت خ�لاف��ات ب�ين مصر‬ ‫خالد الخوجة‬ ‫واالئتالف لم تظهر إلى العلن بعد‪ .‬وقال هيثم املالح رئيس االئتالف السوري املعارض‬ ‫أحد قيادات االئتالف لـ«املجلة» إنه تحدث مع وزارة‬ ‫الخارجية املصرية عن سبب عدم منح رئيس االئتالف‪ ،‬خالد خوجة‪ ،‬ونائبه هشام مروة‪،‬‬ ‫تأشيرة لدخول القاهرة لاللتحاق باالجتماع األخير الذي جمع ً‬ ‫عددا من الشخصيات‬ ‫السورية املعارضة في مصر‪ .‬وأضاف أن «الخارجية املصرية أبلغته أن خوجة ومروة‬ ‫يعدان من جماعة اإلخوان املسلمني السورية‪ ،‬وهي جماعة محظورة في مصر»‪ .‬ومن‬ ‫جانبه‪ ،‬قال مسؤول في الخارجية املصرية لـ«املجلة»‪ ،‬إن بالده ترحب بكل السوريني‬ ‫باستثناء أولئك الذين توجد عليهم تحفظات من جانب األجهزة األمنية‪ ،‬دون مزيد‬ ‫من التفاصيل‪.‬‬

‫الجيش الليبي‪ :‬حفتر‬ ‫يراهن على استسالم امليليشيات‬ ‫قال مصدر عسكري في الجيش الليبي لـ«املجلة» إن الفريق أول خليفة حفتر‬ ‫قائد الجيش يراهن على استسالم مزيد من امليليشيات املسلحة في مناطق‬ ‫تقع داخل العاصمة طرابلس وما حولها‪ ،‬بعد أن نجحت جهود وجهاء القبائل‬ ‫وأجهزة أمنية تابعة للجيش في عزل خمس ميليشيات على األقل عن العمل‬ ‫مع قوات «فجر ليبيا» التي تمثل الجسم الرئيسي املعادي للجيش والسلطات‬ ‫الشرعية‪ .‬وبدأ الجيش‪ ،‬وفقا ملا قاله لـ«املجلة» مستشاره صالح الدين عبد‬ ‫الكريم‪ ،‬في االقتراب من ضواحي طرابلس بينما تحصنت قوات «فجر ليبيا»‬ ‫في وسط العاصمة‪ ،‬بعد أن شعرت بالهزيمة في أعقاب توقيع قادة ميليشيات‬ ‫قرب طرابلس اتفاقات منفردة لالنسحاب والصلح وإخ�لاء املناطق خاصة‬ ‫في الغرب‪.‬‬

‫مصدر حزبي‪ :‬مشكلة‬ ‫تشريعية تواجه البرملان‬ ‫املصري بعد انتخابه!‬ ‫أعربت أح��زاب مصرية من بينها حزب التجمع‬ ‫وح ��زب ال��وف��د‪ ،‬ع��ن خشيتها م��ن وق ��وع مشكلة‬ ‫مجدي شرابية‬ ‫تشريعية بعد انتخاب البرملان تخص التصديق‬ ‫على القوانني التي أص��دره��ا الرئيس عبد الفتاح‬ ‫السيسي‪ ،‬في غيبة البرملان‪ .‬وينص الدستور على وج��وب موافقة البرملان‬ ‫بمجرد انعقاده على القوانني التي أصدرها الرئيس خالل الفترة املاضية في‬ ‫غضون ‪ 15‬يوما‪.‬‬ ‫وتستعد اللجنة العليا لالنتخابات لوضع الجدول الزمني الخاص بالعملية‬ ‫االنتخابية‪ ،‬وفتح باب الترشح‪.‬‬ ‫وقال أمني حزب التجمع‪ ،‬مجدي شرابية‪ ،‬لـ«املجلة»‪ ،‬بأنه‪ ،‬ولتجاوز حدوث أزمة‬ ‫في عدم الدستورية‪ ،‬ال بد من املوافقة على كل ما صدر من قوانني‪ ،‬خالل أول‬ ‫‪ 15‬يوما من عمل البرملان‪ ،‬وفقا للدستور ثم العمل على تعديل أو إلغاء ما‬ ‫يرى النواب أنه يتطلب ذلك‪.‬‬

‫أول امرأة حتصل على منصب عمدة بغداد‬

‫ذكرى علوش‪ :‬الوضع األمني يحد من تحركات املرأة العراقية‬ ‫لندن‪ :‬مينا الدروبي‬ ‫ص�ن�ع��ت امل�ه�ن��دس��ة ذك ��رى ع �ل��وش العبايجي‬ ‫التاريخ في بلدها العراق بعد توليها منصب‬ ‫ع�م��دة ال�ع��اص�م��ة ب�غ��داد‪.‬ف��ي ف�ب��راي��ر (ش�ب��اط )‬ ‫امل��اض��ي‪ .‬وبهذا يسجل ال�ع��راق لثانى م��رة فى‬ ‫ال�ت��اري��خ ام ��رأة ت�ق��ود أم��ان��ة ب�غ��داد حيث ج��اءت‬ ‫املهندسة علوش العبايجي بعد أكثر من ‪60‬‬ ‫عاما على تولي السيدة «سعاد ارشد العمري»‬ ‫للمنصب‪.‬‬ ‫شغلت عمدة العراق مديرة قسم املشاريع في‬ ‫وزارة التعليم ال�ع��ال��ي ف��ي وق��ت س��اب��ق‪ ،‬وج��اء‬ ‫تعيينها في املنصب بعد احتجاجات من قبل‬ ‫س �ك��ان ب �غ��داد ع�ل��ى ت��دب�ي��ر ش ��ؤون ال�ع��اص�م��ة‬ ‫العراقية من طرف العمدة السابق‪.‬‬ ‫ال �ت �ق��ت “امل �ج �ل ��ة” امل �ه �ن��دس��ة ذك � ��رى ع �ل��وش‪،‬‬ ‫وس��اءل �ت �ه��ا ح ��ول واق ��ع ال �ح ��راك ال �ن �س��وي في‬ ‫العراق‪ ،‬وآفاقه‪ ،‬فكان هذا الحوار‪:‬‬ ‫> وما التحديات التي تواجهك لكونك‬ ‫امرأة وبمنصب أمينة أو عمدة بغداد؟‬ ‫ ت��واج��ه امل��رأة العراقية بشكل ع��ام تحديات‬‫كثيرة إذ تلقي األوضاع األمنية وال سيما في‬ ‫التخصصات التي تتطلب الخروج إلى مواقع‬ ‫العمل امليداني أعباء على النساء والرجال على‬ ‫ح��د س��واء ولكن بحكم األوض��اع االجتماعية‬ ‫واألعراف والتقاليد فإن أي وضع غير مستقر‬ ‫يؤثر بشكل كبير على النساء ولكوني أشغل‬ ‫م�ن�ص��ب أم�ي�ن��ة ب �غ��داد ف��إن ه��ذا األم ��ر يفرض‬ ‫م�س��ؤول�ي��ات ك�ب�ي��رة إذ ي�ج��ب االط �ل�اع بشكل‬ ‫مستمر على مواقع العمل بالنسبة للمشاريع‬ ‫االستراتيجية فضال عن الواقع الخدمي لجميع‬ ‫دوائر أمانة بغداد‪.‬‬ ‫> كونك عمدة بغداد ما روتينك اليومي‬ ‫في العمل؟‬ ‫ م��ن أول��وي��ات�ن��ا أو ف�ق��رات عملنا ال�ي��وم��ي هي‬‫القيام بزيارات ميدانية ملتابعة وتفقد املشاريع‬ ‫وال� �خ ��دم ��ات ال �ب �ل��دي��ة ل �ج �م �ي��ع م �ن��اط��ق ب �غ��داد‬ ‫وبشكل مستمر فضال ع��ن توقيع ومتابعة‬ ‫البريد اليومي الوارد إلينا وتحديد يوم خاص‬ ‫ملقابلة املواطنني لالطالع على شكاواهم وإيجاد‬ ‫الحلول القانونية املناسبة لحلها فضال عن عقد‬ ‫االجتماعات الدورية والطارئة مع الكادر املتقدم‬ ‫ف��ي أم��ان��ة ب �غ��داد ملناقشة ال�خ�ط��ط وامل�ش��اري��ع‬ ‫واألم��ور التي تستجد بخصوص عمل أمانة‬ ‫بغداد وخططها الخدمية‪.‬‬

‫ذكرى علوش‬

‫> وهل تعتبرين نفسك في خطر لتسنمك‬ ‫هذا املنصب؟‬ ‫ ال ي�ف��رض منصبي ك��أم�ي�ن��ة ب �غ��داد وضعا‬‫خطرا لكنه يفرض وضعا خاصا وال سيما‬ ‫ال��وض��ع االج�ت�م��اع��ي إذ يحتم علينا التعامل‬ ‫بشكل ينسجم وك��ون�ن��ا نشغل ه��ذا املنصب‬ ‫وال ب��د ل��ي أن أوض��ح أن ال��وض��ع األم�ن��ي يؤثر‬ ‫تأثيرا مباشرا على الوضع االجتماعي لألسرة‬ ‫عموما وللمرأة على وجه الخصوص فضال عن‬ ‫أن��ه يحد من تحركات امل��رأة إضافة إل��ى تأثير‬ ‫ذلك على الجانب االقتصادي والتعليمي على‬ ‫املجتمع عموما الذي تعد األسرة نواته األولى‪.‬‬ ‫> ه ��ل أث � ��رت األوض � � ��اع ال �س �ي��اس��ة على‬ ‫حياة امل��رأة الشخصية من حيث املظهر‬ ‫والتعليم وزواج املبكر؟‬ ‫ رغم محاولة الحكومة العراقية منذ عام ‪2003‬‬‫العمل على إنهاء جميع مظاهر العنف أو التمييز‬ ‫السلبي ضد املرأة فإن شريحة النساء ال تزال‬ ‫تتحمل ضغوطات كبيرة م��ن إدارة املنظومة‬ ‫األسرية واالجتماعية إضافة إلى مسؤوليات‬ ‫موقعها امل�ه�ن��ي‪ ،‬لقد أول��ت الحكومة العراقية‬ ‫اهتماما خاصا لتحسني أوض��اع امل��رأة كونها‬ ‫العنصر األه��م في املجتمع فقد تم استحداث‬ ‫وزارة خ��اص��ة إلدارة ش��ؤون امل ��رأة وص��ادق��ت‬ ‫الحكومة على مشروع استراتيجية مناهضة‬ ‫العنف ضد املرأة عام ‪ 2014‬الذي من شأنه أن‬ ‫يوفر اإلط��ار القانوني والتشريعي والتنفيذي‬ ‫ف��ي ح �م��اي��ة ال �ح �ق��وق اإلن �س��ان �ي��ة ل�ل�ن�س��اء في‬ ‫العراق فضال عن توفير برنامج بناء القدرات‬ ‫البشرية بالتركيز على النساء وعملية تمكني‬ ‫املرأة باعتبارها نواة املجتمع لتلعب دورا أكثر‬ ‫فعالية وتوفير كل األجواء املناسبة من ناحية‬ ‫التربية والتعليم والصحة وك��ل املجاالت التي‬ ‫تسعى لتمكني املرأة للعيش بشكل أفضل‪.‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪9‬‬


‫دونالد ترامب يتعرض لخديعة‬ ‫و ينشر صورة قاتل عبر موقع «تويتر»‬ ‫تعرض دونالد ترامب مرة أخرى للخديعة‪،‬‬ ‫عندما نشر صورة مزيفة عبر موقع‬ ‫«تويتر»‪ ،‬وهذه املرة كانت الصورة‬ ‫لـ«مقاتل فيتنامي» اتضح أنه كان‬ ‫قاتال‪.‬وكان رجل األعمال واملرشح‬ ‫الرئاسي الذي يتعرض لهجوم‬ ‫حاد نظرا النتقاده سجل حرب‬ ‫فيتنام للمرشح الجمهوري في‬ ‫‪ 2008‬جون ماكني قد أعاد نشر‬ ‫صورة لشخص يعتقد أنه ابن مقاتل‬ ‫فيتنامي‪ ،‬مؤخرا‪.‬ولكن سرعان ما‬ ‫أكد مستخدمو «تويتر» أن الرجل‬ ‫دونالد ترامب‬ ‫الذي يرتدي زيا رسميا في الصورة‬ ‫األبيض واألسود واملرفقة بالتغريدة‬ ‫هو جيفري ماكدونالد‪ ،‬الذي كان ضابطا وطبيبا بالجيش األميركي لكنه‬ ‫اتهم بقتل زوجته الحامل‪ ،‬كوليت‪ ،‬وابنتيه في عام ‪ .1979‬وهو يقضي‬ ‫حاليا ثالث عقوبات بالسجن مدى الحياة‪ .‬جدير بالذكر أن هذه ليست‬ ‫هي املرة األولى التي يتعرض فيها ترامب للخديعة‪ .‬ففي العام املاضي‪،‬‬ ‫أرسل زوجان صورة لترامب عبر «تويتر» مع رسالة تقول‪« :‬لقد كان أبواي‬ ‫اللذان توفيا يقوالن إنك مصدر إلهام كبير لهما‪ .‬هل يمكن أن تعيد نشر‬ ‫صورتهما تخليدا لذكراهما؟»‪ ،‬واتضح بعد ذلك أن الصورة للسفاحني‬ ‫البريطانيني املشهورين فريد وروز ويست‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫إيراني يسرق زهور ضحايا اهلجوم اإلرهابي‬ ‫بتونس «لكي يزين غرفته»‬ ‫س ��رق ط��ال��ب ل �ج��وء إي��ران��ي ب��اق��ة م��ن ال��زه��ور‬ ‫كانت مخصصة لزوجني قتال خالل الهجوم‬ ‫اإلره��اب��ي بتونس ألن��ه ك��ان يرغب في «تزيني‬ ‫غرفته» وذل��ك وفقا ملا قيل في قاعة املحكمة‬ ‫اليوم‪.‬وكان املتشرد شايان موراديسوهي (‪31‬‬ ‫عاما) قد أخذ الزهور من أسفل الطوق األمني‬ ‫ال��ذي فرضته الشرطة خ��ارج محكمة فولهام‬ ‫للطب الشرعي في ‪ 6‬يوليو (تموز)‪.‬‬ ‫وقد اعترف موراديسوهي اليوم بأنه سرق‬ ‫ال��زه��ور ال �ت��ي ك��ان��ت م��رس�ل��ة إل ��ى ج ��ون (‪74‬‬ ‫عاما)‪ ،‬وجانيت (‪ 63‬عاما) اللذين قتال خالل‬ ‫الهجوم على الشاطئ بسوسة خالل الشهر‬ ‫املاضي‪.‬‬ ‫وك��ان ش��رط��ي ق��د الح��ظ م��ورادي�س��وه��ي وهو‬ ‫ي �غ��ادر ح��ام�لا األزه� ��ار وع�ن��دم��ا س��أل��ه أج��اب��ه‬ ‫ب��أن��ه مكتئب وي��رغ��ب ف��ي أن «ي�ض�ي��ف ملسة‬ ‫جمالية على غرفته»‪.‬وقد مثل موراديسوهي‬ ‫أمام محكمة هامر سميث وهو يرتدي شورتا‬ ‫وقميصا أسود وقبعة آرسنال صوفية زرقاء‪.‬‬ ‫وع�ن��دم��ا دخ��ل م��ورادي�س��وه��ي ق�ف��ص االت�ه��ام‬ ‫انحنى لكي يحكم رباط حذائه‪.‬‬

‫ومن جهته‪ ،‬قال كيفني كريستي‪ ،‬املدعي‪« :‬في‬ ‫‪ 6‬ي��ول�ي��و‪ ،‬ك��ان��ت ال�ش��رط��ة مكلفة ب�ف��رض طوق‬ ‫أمني حول مشرحة فولهام ملساعدة ضحايا‬ ‫املذبحة التونسية‪ .‬ولقد رأى الشرطي ويليام‬ ‫هانت السيد املاثل أمامكم اليوم وهو يتجه نحو‬ ‫الطوق األمني عابرا سياج الشرطة لكي يحمل‬ ‫باقة من الزهور التي كانت جزءا من االحتفال‬ ‫التذكاري بالضحايا‪.‬‬


‫مركز اإلمارات للدراسات والبحوث‪:‬‬

‫دعم إماراتي لليمن عبر مبادرات‬ ‫اقتصادية واجتماعية‬ ‫ً‬ ‫وشعبا‪ ،‬من خالل عدد من املبادرات‬ ‫تتطلع دولة اإلمارات إلى دعم اليمن حكومة‬ ‫والجهود‪ ،‬حتى يتجاوز هذا البلد األوضاع الصعبة التي يشهدها في الوقت الراهن‪.‬‬ ‫وبحسب مركز اإلمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية‪ ،‬فإن الشيخ محمد بن‬ ‫زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد األعلى للقوات املسلحة قال‪ ،‬في وقت‬ ‫سابق من العام الحالي‪ ،‬إن الخيار الوحيد هو االنتصار في امتحان اليمن ملصلحة‬ ‫منبع العروبة واملنطقة‪ ،‬حيث كان يعبر بجالء عن هذا املبدأ الثابت الذي يستهدف‬ ‫ليس مساعدة اليمن على عبور التحديات التي تواجهه على جميع املستويات‬ ‫فقط‪ ،‬وإنما العمل على إعادة تأهيله ليمارس دوره الطبيعي في محيطه العربي‬ ‫والخليجي أيضا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ووفقا لتقرير ملركز اإلمارات للدراسات والبحوث بعنوان «دعم إماراتي متواصل‬ ‫لليمن»‪ ،‬قال املركز إن الدعم اإلماراتي لليمن يندرج ضمن رؤية شاملة تستجيب‬ ‫لتطلعات الشعب اليمني في البناء والتنمية واالستقرار‪ ،‬من خالل التحرك على‬ ‫ً‬ ‫مشيرا إلى أن اإلمارات‬ ‫مسارات متوازنة تنموية واقتصادية واجتماعية وإنسانية‪،‬‬ ‫قد شاركت منذ البداية في عمليتي «عاصفة الحزم» و«إعادة األمل»‪ ،‬وكان لها دورها‬ ‫الفاعل في التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد الحوثيني في اليمن خالل‬ ‫الفترة املاضية‪ ،‬والذي أسفر عن تحرير عدن من ميليشيا الحوثي وقوات املخلوع‬ ‫علي عبد الله صالح‪ ،‬كما أرسلت اإلمارات فريقا فنيا متخصصا بعد تحرير عدن‬ ‫إلعادة تشغيل مطار عدن الدولي‪.‬‬

‫تهريب مواد متفجرة عن طريق البحر‬ ‫املنامة تحبط عملية‬ ‫ِ‬

‫ّ‬ ‫البحرين تفكك خلية سلحتها إيران‬ ‫ودربها الحرس الثوري‬

‫املواد املتفجر ِة‬ ‫أعلنت املنامة ‪ 26‬يوليو (تموز) املاضي إحباط عملية‬ ‫تهريب كمي ٍة من ِ‬ ‫ِ‬ ‫والذخائر من‬ ‫اآللية‬ ‫األسلحة‬ ‫من‬ ‫عدد‬ ‫شديد ِة الخطورة‪ ،‬عن طريق البحر‪ ،‬إلى جانب ٍ‬ ‫ِ‬ ‫إيران‪.‬‬ ‫وقالت وزارة الداخلية البحرينية‪ ،‬إن «دوريات َخ َفر السواحل رصدت قاربني َ‬ ‫خارج املياه‬ ‫ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫داخل املياه اإلقليمية‪،‬‬ ‫اإلقليمي ِة ململك ِة البحرين من الجه ِة الشمالية‪ ،‬اتجه أحدهما إلى ِ‬ ‫فجر‬ ‫وتمت متابعته من خالل املنظومة الرادارية وطيران‬ ‫الشرطة»‪ .‬وأضافت أنه «في ِ‬ ‫ُ‬ ‫تطويق القارب وإيقافه َ‬ ‫بعد مطاردته من قبل دوريات‬ ‫يوم األربعاء ‪ 15‬يوليو ‪ 2015‬تم‬ ‫خفر السواحل‪ ،‬والقبض على شخصني بحرينيني كانا على متنه‪ ،‬وهما مهدي صباح‬ ‫عاما) وعباس عبد الحسني عبد الله محمد (‪ً 30‬‬ ‫عبد املحسن محمد (‪ً 30‬‬ ‫عاما)»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تدريبات عسكرية في أغسطس (آب) ‪ 2013‬في إيران‬ ‫وأوضحت الوزارة أن األول تلقى‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫وخضع لتدريبات مكثفة على كيفية صناعة واستخدام املواد املتفجرة «سي فور»‪،‬‬ ‫كما درب على الغوص وطرق تنفيذ عمليات التفجير تحت سطح البحر‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫الرماية باستخدام سالح الكالشنيكوف‪ ،‬وذلك بمعسكرات الحرس الثوري اإليراني‬ ‫تحت إشراف مدربني إيرانيني‪ ،‬كما صرفت له مالبس عسكرية وزودته بمبالغ مالية‬ ‫قبل األول‬ ‫لشراء ق��ارب وسيارة لتنفيذ عمليات التهريب‪ ،‬أما الثاني فقد جند من ِ‬ ‫ضلوع ع��دد من‬ ‫ملساعدته في عملية التهريب عبر البحر‪ .‬وكشفت التحريات عن‬ ‫ِ‬ ‫األشخاص في عملية تهريب املتفجرات‪ ،‬وتم تحديد هوياتهم والقبض عليهم‪.‬‬

‫االتفاقية‬ ‫والحرس الثوري‬

‫للتفاعل مع الكاتب يرجى ارسال‬ ‫تعليقاتكم على الربيد اإللكرتوني‬ ‫‪editorial@majalla.com‬‬

‫ل��م نسمع كلمة واح ��دة م��ن ال �ل��واء ع�ل��ى ال�ج�ع�ف��ري قائد‬ ‫الحرس الثوري اإليراني طوال فترة املفاوضات‪ .‬وأخيرا‬ ‫تكلم ليعلن أن ال�ح��رس ال�ث��وري يشعر بالقلق م��ن هذه‬ ‫االتفاقية‪ .‬غير أنه لم يوضح ما هي بالضبط النقاط أو‬ ‫البنود في االتفاقية التي تشعره وتشعر حرسه الثوري‬ ‫بالقلق‪ .‬ملاذا سكت طوال فترة املفاوضات وملاذا تكلم اآلن؟‬ ‫ومل��اذا يشعر بالقلق ف��ي ال��وق��ت ال��ذي يشعر فيه رئيس‬ ‫جمهوريته بل والشعب اإليراني باالرتياح وال أقول الفرحة‬ ‫بهذه االتفاقية التي تفتح باب األمل واسعا أمام الشعب‬ ‫اإليراني ليحيا بال ضغوط عصبية ناتجة عن الحصار‬ ‫املفروض عليه‪.‬‬ ‫لقد سكت اللواء على الجعفري طويال على أمل أن تفشل‬ ‫املفاوضات فيستعيد أم�ج��اده الثورية وي��واص��ل إزع��اج‬ ‫جيرانه‪ .‬غير أن االتفاقية وقعت‪ ،‬وبموجبها سيتم اإلفراج‬ ‫عن أرصدة مالية كبيرة لحساب إيران ولكن أموال الحرس‬ ‫الثوري وبعض األشخاص املحسوبني عليه لن يتم اإلفراج‬ ‫عنها طبقا للقانون األميركي الذي يعتبر الحرس الثوري‬ ‫منظمة إرهابية‪ .‬ومع ذلك لم يتكلم ولم يعلق على هذا البند‬ ‫في االتفاقية (األموال ال تمثل مشكلة عند األجهزة األمنية‬ ‫في النظم الثورية) ولكنه تكلم فقط عندما صرح املرشد‬ ‫األعلى السيد على خامنئي تصريحاته النارية الثورية‬ ‫بأن سياسة إيران لم تتغير في املنطقة بعد االتفاقية‪ ،‬أي‬ ‫أنه ما زال يحتفظ بأميركا بوصفها الشيطان األكبر في‬ ‫فريزر الثالجة وعلى استعداد إلخراج هذا الشيطان في‬ ‫الوقت الذي يراه‪.‬‬ ‫ق��ال ذل��ك ف��ي ال��وق��ت ال��ذي ص��رح فيه رئيس الجمهورية‬ ‫السيد روحاني بأن إي��ران ستقوم بتنمية عالقاتها مع‬ ‫جيرانها‪ .‬وك��أن االتفاقية أطفأت ن��ارا بني إي��ران والعالم‬ ‫لتشب نيران أخرى بداخلها بني أجهزة الحكم العليا‪.‬‬ ‫هكذا ترى أن اللواء سكت إلى أن عرف االتجاه الحقيقي‬ ‫للرياح الثورية وهو االتجاه الذي ّ‬ ‫عبر عنه املرشد األعلى‪.‬‬ ‫هو ليس ملتزما بما يقوله رئيس الجمهورية الذي أعلن‬ ‫توقف الدولة عن تصدير الثورة واإلزعاج لدول الجيران‪.‬‬ ‫أي أن��ه يقول ببساطة لكل أجهزة الحرس ال�ث��وري‪ :‬أيها‬ ‫ال�س��ادة‪ ..‬لم نعد في حاجة إل��ى ال�ش��ر‪ ..‬فكروا منذ هذه‬ ‫اللحظة في طريقة جديدة للعمل ال نصدر فيها األذى‬ ‫لآلخرين بل نصدر لهم نياتنا الطيبة ورغبتنا في التعاون‬ ‫معهم بما يفيدهم ويفيدنا‪.‬‬ ‫هذه الرسالة وصلت بوضوح للجناح القمعي في إيران‬ ‫وهو الجناح الذي يمثله الحرس الثوري لذلك شعر بالقلق‪..‬‬ ‫أم��ر طبيعي أن تشعر بالقلق عندما تحتم ال�ظ��روف أن‬ ‫تغلق دكانك‪ .‬وبذلك سيكون السؤال هو‪ :‬من سيتمكن‬ ‫من إيقاف نشاط اآلخ��ر في إي��ران؟ بمعنى أبسط‪ ،‬هل‬ ‫تستطيع أجهزة األمن الثورية اإليرانية هزيمة الجناح الذي‬ ‫ّ‬ ‫وقع هذه االتفاقية؟‪.‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪7‬‬


‫خالل استقباله وزير الخارجية املصري والوفد املرافق له‬

‫خادم الحرمني الشريفني يؤكد عمق العالقات األخوية بني السعودية ومصر‬ ‫أكد خ��ادم الحرمني الشريفني امللك سلمان‬ ‫ب��ن ع �ب��د ال �ع��زي��ز‪ ،‬ع �م��ق ال �ع�ل�اق��ات ال �ت��ي ت��رب��ط‬ ‫ب�ل�اده م��ع م�ص��ر‪ ،‬م �ش� ً‬ ‫�ددا على ح��رص ال��ري��اض‬ ‫على تعزيزها في شتى املجاالت‪.‬جاء ذلك خالل‬ ‫اس�ت�ق�ب��ال خ ��ادم ال�ح��رم�ين ال�ش��ري�ف�ين ف��ي قصر‬ ‫السالم سامح شكري وزي��ر الخارجية املصري‬ ‫والوفد املرافق له في ‪ 22‬يوليو (تموز) املاضي‪.‬‬ ‫ونقل شكري ل�خ��ادم الحرمني الشريفني خالل‬ ‫االستقبال تحيات الرئيس املصري عبد الفتاح‬ ‫ال�س�ي�س��ي وت �ق��دي��ره مل��واق��ف ال �س �ع��ودي��ة ت�ج��اه‬ ‫مصر وشعبها في مختلف الظروف‪ .‬وقد ّ‬ ‫حمله‬ ‫امللك سلمان نقل تحياته لرئيس مصر‪ ،‬مؤكداً‬ ‫عمق ال�ع�لاق��ات األخ��وي��ة ب�ين البلدين وح��رص‬ ‫السعودية على تعزيزها في شتى املجاالت‪ .‬كما‬ ‫تم خالل االستقبال استعراض آفاق التعاون بني‬ ‫البلدين ومجمل تطورات األح��داث في املنطقة‬ ‫والعالم‪.‬‬ ‫كما تناول األمير محمد بن نايف بن عبد‬ ‫العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء‬ ‫وزير الداخلية خالل استقباله سامح شكري وزير‬ ‫الخارجية املصري‪ ،‬في قصره‪ ،‬آفاق التعاون بني‬ ‫البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في املجاالت‬ ‫ك��اف��ة‪ ،‬إل ��ى ج��ان��ب اس �ت �ع��راض م�ج�م��ل األح ��داث‬ ‫ال�ت��ي تشهدها ال�س��اح��ات العربية واإلس�لام�ي��ة‬

‫خادم الحرمني الشريفني لدى استقباله وزير الخارجية املصري في جدة (واس)‬

‫وال��دول �ي��ة‪ .‬ح�ض��ر االس�ت�ق�ب��ال األم�ي��ر محمد بن‬ ‫سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب‬ ‫الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع‪ .‬كما‬ ‫حضر االستقبال الدكتور مساعد العيبان وزير‬ ‫ال��دول��ة عضو مجلس ال� ��وزراء‪ ،‬وع ��ادل الجبير‬ ‫وزي � ��ر ال �خ ��ارج �ي ��ة‪ ،‬وخ ��ال ��د ال �ح �م �ي��دان رئ �ي��س‬ ‫االستخبارات العامة‪ ،‬وأحمد قطان سفير خادم‬ ‫الحرمني الشريفني لدى مصر مندوب السعودية‬

‫الدائم لدى جامعة الدول العربية‪ ،‬وعفيفي عبد‬ ‫الوهاب‪ ،‬سفير مصر لدى السعودية‪.‬‬ ‫وك� ��ان وزي� ��ر ال �خ��ارج �ي��ة امل �ص��ري ق��د أش��اد‬ ‫بحفاوة استقباله في اململكة العربية السعودية‬ ‫وال �ل �ق��اءات ال�ت��ي ع�ق��دت‪ .‬وك��ذل��ك نتائج ال��زي��ارة‬ ‫واالهتمام املتبادل بني خادم الحرمني الشريفني‬ ‫امللك سلمان بن عبد العزيز والرئيس املصري‬ ‫عبد الفتاح السيسي‪.‬‬

‫بعد تحرير املدينة والقرى املجاورة لها من امليليشيات الحوثية‬

‫الحكومة اليمنية عادت إلى عدن عبر طائرة وحماية سعودية‬ ‫أكدت مصادر أمنية سعودية للشقيقة «الشرق األوسط» أن الوفد اليمني‬ ‫كان‬ ‫الذي ضم وزراء وقادة قطاعات أمنية إلى مدينة عدن في عيد الفطر‪ً ،‬‬ ‫تحت حماية سعودية مدربة ومجهزة يفوق عددهما أكثر من ‪ 40‬ضابطا‬ ‫ً‬ ‫وفردا‪ ،‬وذلك ألداء صالة العيد واالحتفال مع الشعب اليمني بتحقيق النصر‬ ‫الذي نتج عنه تحرير مدينة عدن والقرى املجاورة لها من امليليشيات الحوثية‪،‬‬ ‫وأتباع الرئيس السابق علي عبد الله صالح‪ ،‬والسيطرة على مداخل البالد‪،‬‬ ‫التي نفذتها املقاومة الشعبية‪ ،‬بالتنسيق مع قوات التحالف بقيادة السعودية ‪.‬‬ ‫وأوض��ح املصدر األمني أن الطائرة السعودية تحركت من مدينة جدة إلى‬ ‫ميناء عصب في إريتريا‪ ،‬بحماية سعودية من القوات الخاصة التابعة لوزارة‬ ‫الداخلية السعودية‪.‬‬ ‫وقال املصدر‪ ،‬إن الوفد اليمني ضم كال من محمد علي الشدادي‪ ،‬نائب رئيس‬ ‫مجلس النواب‪ ،‬وبدر باسلمه وزير النقل‪ ،‬واللواء حسني عرب عضو مجلس‬ ‫الشورى‪ ،‬واللواء الدكتور علي األحمدي رئيس جهاز األمن القومي‪ ،‬واللواء‬ ‫عبد الله النخعي قائد القوات البحرية‪ ،‬والدكتور ناصر باعوم نائب وزير‬ ‫الصحة‪ ،‬إضافة إلى ثالثة من املرافقني التابعني لهم‪ ،‬بعد أن قامت املقاومة‬ ‫الشعبية بالتنسيق مع قوات تحالف إعادة األمل بقيادة السعودية باالستجابة‬ ‫إلى رسالة الرئيس اليمني منذ ثالثة أشهر‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫الطائرة العسكرية السعودية لدى وصولها محملة باملساعدات اإلنسانية إلى مطار عدن (أ‪.‬ف‪.‬ب)‬


‫‪..‬‬ ‫رساله المحرر‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫سلمان بن يوسف الدوسري‬ ‫‪ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē‬‬ ‫‪+y:a ` 3x3Na - M k 1fM‬‬ ‫‪Acting CEO of NASHR Co.‬‬

‫<‪Salman^¤ 7yG* Ò* ^d‬‬ ‫‪Aldossary‬‬ ‫‪Omar A. Alshaikh‬‬ ‫ﻣﺴﺆول ﻣﻜﺘﺐ اﳋﻠﻴﺞ‬

‫‪ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē‬‬ ‫‪+y:a ` 3x3Na - M k 1fM‬‬

‫‪Editor-in-Chief‬‬ ‫‪¥E¢ 6^G* £ }H‬‬ ‫اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ‬ ‫‪ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē‬‬ ‫‪Acting CEO‬‬ ‫ﺳﻜﺮﺗﲑ ‪of‬‬ ‫‪NASHR Co.‬‬ ‫‪Omar A. Alshaikh‬‬ ‫‪+y:a ` 3x3Na - M k 1fM‬‬

‫بعد تفسخ‬ ‫مؤسسات عسكرية ‪..‬‬ ‫امليليشيات تحكم‬

‫‪ǀżȤƾƪƵƴŽ‬‬ ‫‪Acting CEO‬‬ ‫‪of NASHR Co.‬‬

‫‪ΔϤϠϛ ϰϠϋ ΪϳΰΗ ϻ΃ ΐΠϳ ΕϻΎϘϤϟ΍ ϊϴϤΟ ΔχϮΤϠϣ HGLWRULDO#PDMDOOD FRP ϲϧϭήΘϜϟϹ΍ ΪϳήΒϟ΍ ϰϠϋ ΔϠγ΍ήϤϟ΍ ϰΟήϳ ˯΍έ΁ ϭ΃ ΕϻΎϘϣ ϝΎγέϹ‬‬ ‫‪Omar A. Alshaikh‬‬

‫سكرتري التحرير‬ ‫‪ ȝƾżȚǍƄŵȚ‬‬

‫‪ZZZ LVVXX FRP PDMDOOD ΔϴϧϭήΘϜϟϻ΍ ϲϓ ϙ΍ήΘηϼϟ VXEVFULSWLRQV#PDMDOOD FRP ˰Α ϝΎμΗϻ΍ ϰΟήϳ ˬΔϴϤϗήϟ΍ ΔόΒτϟ΍ ϲϓ ϙ΍ήΘηϼϟ‬‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫شهرية سياسية‬

‫‪ ϡΎψϧ ϱ΃ ϲϓ ΎϬϨϳΰΨΗ ϭ΃ ΎϬϨϣ ˯ΰΟ ϱ΃ ϭ΃ ΔϠΠϤϟ΍ ΔϋΎΒσ ΓΩΎϋ· ϝ΍ϮΣϷ΍ Ϧϣ ϝΎΣ ϱ΄Α ίϮΠϳ ϻϭ ΓΩϭΪΤϣ Δϛήη ΓΪΤΘϤϟ΍ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϖϳϮδΘϟ΍ϭ ΙΎΤΑϸϟ ΔϳΩϮόδϟ΍ Δϛήθϟ΍ Ϧϋ έΪμΗ ϲΘϟ΍ ΔϠΠϤϟ΍ ΔϠΠϤϟ ΔχϮϔΤϣ ήθϨϟ΍ ϕϮϘΣ‬‬ ‫‪ ϲϘϠΘϟ ˱ΎϳήϬη ΔϠΠϤϟ΍ έΪμΗϭ ΓΩϭΪΤϣ Δϛήη ϖϳϮδΘϟ΍ϭ ΙΎΤΑϸϟ ΔϳΩϮόδϟ΍ Δϛήθϟ΍ Ϧϣ ϖΒδϣ ΢ϳήμΗ ϰϠϋ ϝϮμΤϟ΍ ϥϭΩ ϪΑΎη Ύϣ ϭ΃ ΎϬϠϴΠδΗ ϭ΃ ΎϫήϳϮμΗ ϭ΃ Δϴϟ΁ ϭ΃ ΔϴϧϭήΘϜϟ· ΔϠϴγϭ ϱ΃ ϭ΃ ΓέϮλ ϱ΄Α ΎϬϠϘϧ ϭ΃ ϲϋΎΟήΘγ΍‬‬ ‫‪ZZZ PDMDOOD FRP ΓέΎϳί ϰΟήϳ ˬϲϤϗήϟ΍ ϙ΍ήΘηϻ΍ Ε΍έΎδϔΘγ΍‬‬

‫‪ Ώ΁ βτδϏ΃ ΩΪόϟ΍‬‬

‫مصطفى الدسوقي‬

‫‪ϰμμΨΘϟ΍ ϊσΎϘΗ ΔϜϣ ϖϳήσ Ε΍ήϤΗΆϤϟ΍ ϲΣ νΎϳήϟ΍ ΎϬϟ κΧήϣ‬‬ ‫ ‪ ϥΪϨϟ ϒΗΎϫ νΎϳήϟ΍‬‬

‫‪ $ 0RQWKO\ 3ROLWLFDO 1HZV 0DJD]LQH‬‬

‫‪ZZZ PDMDOOD FRP HQJ‬‬

‫‪ ϲϧϼϋϹ΍ ϞϴϛϮϟ΍‬‬ ‫‪ΕΎϛ΍ήΘηϹ΍ Ϟϴϛϭ‬‬ ‫‪ϊϳίϮΘϟ΍ Ϟϴϛϭ‬‬ ‫‪ΔϋΎΒτϟ΍ ΰϛήϣ‬‬

‫للمشاركة‬

‫تأسست في لندن عام ‪1980‬‬

‫التطرف يصعد‬ ‫الخوف من اإلسالم‬ ‫بالغرب‬

‫سينما االكراد‪..‬‬ ‫دبلوماسية شعبية‬ ‫وابداع فني وسياسي‬

‫ً‬ ‫السعودية أكثر بلدان العالم انخفاضا للدين العام‬ ‫املبعوثون الدوليون في الشرق األوسط ‪ ..‬أدوار فاشلة‬

‫أولى ثمار االتفاق النووي‪ ..‬حلف سوري عراقي إيراني‬

‫هالل إيراني أم قمر عربي؟‬

‫ ‪LVVXH $XJXVW‬‬ ‫‪ ++ 6DXGL 5HVHDUFK DQG 0DUNHWLQJ 8. /WG‬‬ ‫ ‪$UDE 3UHVV +RXVH +LJK +ROERUQ‬‬ ‫‪/RQGRQ :& 9 $3‬‬ ‫ [‪7HO )D‬‬

‫‪KT#DONKDOHHMLDK FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ΪϳήΑ ˬZZZ DONKDOHHMLDK FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ‬‬ ‫‪ ϝϭΪϟ΍ ϒϠΘΨϣ Ϧϣϭ ˬ ϥΪϨϟ ˬ βϳέΎΑ ˬ ϲΑΩ ˬ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϞΧ΍Ω Ϧϣ‬‬

‫إلرسال مقاالت أو آراء يرجى املراسلة على البريد اإللكتروني‬ ‫‪ ϲϧΎΠϣ ϒΗΎϫ ˬZZZ DUDEPHGLDFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ ˬ LQIR#DUDEPHGLDFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ΪϳήΑ‬كلمة‬ ‫‪ editorial@majalla.com‬ملحوظة‪ :‬جميع املقاالت يجب أال تزيد على ‪800‬‬

‫‪ ˬ βϛΎϓ ϒΗΎϫ ˬ νΎϳήϟ΍ Ώ ι Ε΍ήϤΗΆϤϟ΍ ϲΣ ΔϳΩϮόδϟ΍ ΔϴΑήόϟ΍ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϲϓ ϊϳίϮΘϟ΍ Ϟϴϛϭ‬‬ ‫‪ZZZ VDXGLGLVWULEXWLRQ FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ‬‬

‫اشتراكات‬

‫االتصال بـ‪subscriptions@majalla. :‬‬ ‫لالشتراك في الطبعة الرقمية‪ ،‬يرجى‬ ‫�شركات ن�شر‬ ‫‪ com‬لالشتراك في االلكترونية‪www.issuu.com/majalla :‬‬

‫‪‬‬

‫ ‪ZZZ KDODSULQWFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ ˬ βϛΎϓ ˬ ϒΗΎϫ ˬ νΎϳήϟ΍ Ώ ι‬‬

‫‪08‬‬

‫‪áeÉ©dG äÉbÓ©dGh ¿ÓYEÓd á«é«∏ÿG‬‬

‫‪9 771319 087013‬‬ ‫‪‬‬

‫‪www.srpc.com‬‬

‫حقوق النشر محفوظة ملجلة املجلة ‪ 2009‬التي تصدر عن الشركة‬ ‫السعودية لألبحاث والتسويق (اململكة املتحدة) شركة محدودة‪.‬‬ ‫‪©ϡϼϋϹ΍ ΕΎϣΪΨϟ ϥϮϴΒϳήΗª Δϛήθϟ‬‬ ‫املجلة أو أي جزء‬ ‫وال يجوز بأي حال من األحوال إعادة طباعة‬ ‫‪ ϲϧΎΠϤϟ΍ ϒΗΎϬϟ΍ ϰϠϋ ϝΎμΗϹ΍ ϰΟήϳ ˬΕΎϣϮϠόϤϟ΍ Ϧϣ ΪϳΰϤϟ΍ ϰϠϋ ϝϮμΤϠϟ‬‬ ‫‪ ©ΔϠΠϤϟ΍ª ΔμΧήϣ ΔϴΑήόϟ΍ ΔϐϠϟΎΑ ΕΎϋϮΒτϤϟ΍ ϩάϬϟ ήθϨϟ΍ ϕϮϘΣ‬في أي نظام استرجاعي أو نقلها بأي صورة أو‬ ‫منها أو تخزينها‬ ‫أي وسيلة إلكترونية أو آلية أو تصويرها أو تسجيلها أو ما شابه‬ ‫دون الحصول على تصريح مسبق من الشركة السعودية لألبحاث‬ ‫والتسويق (شركة محدودة)‪ .‬وتصدر املجلة شهريًا‪ .‬لتلقي‬ ‫استفسارات االشتراك الرقمي‪ ،‬يرجى زيارة ‪www.majalla.com‬‬ ‫\‪6DXGL 6SHFLDOL]HG 3XEOLVKLQJ &RPSDQ‬‬

‫‪ ΔχϮϔΤϣ ΕΎϋϮΒτϤϟ΍ ϩάϬϟ ϊϳίϮΘϟ΍ ϕϮϘΣ‬‬

‫مرخص لها الرياض ‪ -‬حي املؤتمرات ‪ -‬طريق مكة ‪-‬‬ ‫تقاطع التخصصى‬ ‫الرياض‪ :‬هاتف ‪ - 4419933‬لندن‪+44 207 831 8181 :‬‬

‫الوكيل اإلعالني‬ ‫موقع إلكتروني‪،www.alkhaleejiah.com :‬‬ ‫بريد إلكتروني‪hq@alkhaleejiah.com :‬‬ ‫من داخل اململكة ‪ ،920 000 417 :‬دبي‪+ 9714 3 914440 :‬‬ ‫باريس‪ +00764 537 331 :‬لندن‪+44 207 404 6950 :‬‬ ‫ومن مختلف الدول ‪+966 11 441 1444 :‬‬

‫‪ISSN 1319-0873‬‬

‫‪‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪ΔϋϮϤΠϤϟ΍ ΕΎϛήη‬‬

‫‪www.sspc.com.sa‬‬

‫‪www.arabmediaco.com‬‬

‫‪‬‬

‫للحصول على العدد‬ ‫اسـتخـدم هاتفــك‬ ‫ال ــذكي لـمــسح‬ ‫هـ ـ ــذا الـ ــرقـ ـ ـ ــم‬

‫‪Issue 1610 - August 2015‬‬

‫يرجى إرسال تعليقاتكم‬ ‫على الربيد اإللكرتوني‬ ‫‪editorial@majalla.com‬‬

‫ً‬ ‫شيوعا في التغطيات الصحافية واإلعالمية‬ ‫«ما بعد االتفاق النووي»‪ ..‬العبارة األكثر‬ ‫في العالم‪ ،‬واألكثر أهمية في الشرق األوسط‪ ،‬خالل األشهر القليلة املاضية‪ ..‬وهو نفسه‬ ‫املوضوع الذي حاولت «املجلة» في هذا العدد التعاطي معه؛ حيث كشفت عن اجتماع أمني‬ ‫ثالثي (سوري ‪ -‬عراقي – إيراني) في بغداد خالل شهر يونيو (حزيران) املاضي‪ ،‬برعاية‬ ‫نوري املالكي نائب الرئيس العراقي‪ ،‬بهدف وضع خطط ملواجهة التراجع الذي يشهده‬ ‫الحلف الطائقي الذي تتزعمه إيران‪ ،‬خاصة في سوريا واليمن‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رئيسيا بعنوان «بعد االتفاق النووي‪..‬حلف سوري‬ ‫في هذا العدد تطرح «املجلة»‪ ،‬ملفا‬ ‫عراقي إيراني» أشار فيه الباحث والخبير األمني العراقي جاسم محمد إلى كثير مما‬ ‫جرى في كواليس هذا اللقاء الثالثي الذي عقد بني ممثلني رفيعي املستوى‪ ،‬والذي كان‬ ‫فيما يبدو ًّردا على التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد االنقالب الحوثي على‬ ‫الشرعية في اليمن‪.‬‬ ‫في هذا االجتماع – كما أكد الخبير األمني – ناقش التحالف الطائفي (الذي تقوده إيران)‬ ‫ً‬ ‫مشيرا إلى أن إيران‬ ‫التصدي للدعم العربي الخليجي لفصائل معارضة سورية مسلحة‪.‬‬ ‫والتدريب والتقنية»‪ ،‬وأن «املوقف األميركي‬ ‫«ما زالت تمول امليليشيات الطائفية بالسالح‬ ‫ً‬ ‫هو اآلخر دفع العراق باتجاه إيران»‪ .‬األخطر – طبقا ملا أورده جاسم محمد‪ ،‬على لسان‬ ‫مصادره األمنية – عدم استبعادهم أن يكون هذا التحالف الطائفي «ج� ً‬ ‫�زءا من صفقة‬ ‫امللف النووي اإليراني»‪.‬‬ ‫وف��ي امللف ذات��ه‪ ،‬وتحت عنوان «بعد تفسخ مؤسسات عسكرية‪ً ..‬امليليشيات تحكم»‬ ‫أشار الباحث السعودي يوسف الديني إلى صعود امليليشيات‪ ،‬منطقا وثقافة وسلطة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أمرا ً‬ ‫مبينا أن الجماعات الطائفية املسلحة باتت ً‬ ‫واقعا في رقعة كبيرة من الوطن العربي‬ ‫واإلسالمي‪ ،‬ال سيما في البلدان التي خاضت تجربة ما عرف بـ«الربيع العربي»‪ ،‬وما‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الحقا من تهشم سلطات مركزية ً‬ ‫بدءا من انهيار سلطة الدولة املركزية وصوال إلى‬ ‫تالها‬ ‫تفسخ عدد من املؤسسات العسكرية والدينية وتراجع قدرتها على ضبط إيقاع الفضاء‬ ‫ً‬ ‫مشيرا إلى أن «امليليشيات الشيعية نمت بشكل عنقودي متصل‬ ‫العمومي واملجتمعي»‪،‬‬ ‫باألحزاب السياسية التي تمثلها‪ ،‬وبمظلة إيرانية مباشرة‪ ،‬وهو ما جعل تحركاتها مرتبطة‬ ‫باملتغيرات السياسية في املنطقة‪ ،‬ال سيما في الساحة العراقية‪ ،‬وترفع هذه امليليشيات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شعارا يلقى قبوال في األوساط السياسية الغربية‪ ،‬وهو محاربة (داعش) ومحاولة إفشال‬ ‫مشروعها ببناء دولة راسخة في املنطقة‪ ،‬لكن هذا الشعار ال يحظى بمصداقية حقيقية‬ ‫بسبب إطالق الكثير من امليليشيات ملشاريع تهدد أمن منطقة الخليج وتحاول تقويض‬ ‫حالة االستقرار فيها»‪.‬‬ ‫إضافة إل��ى ذل��ك‪ ،‬تقدم «املجلة» مجموعة من املقاالت وامللفات والتحقيقات والتقارير‬ ‫السياسية واالقتصادية‪ ،‬كما تعرض معالجات متميزة ألبرز وأهم األحداث والقضايا‬ ‫الثقافية والفنية واالجتماعية والرياضية‪.‬‬ ‫في عدد هذا الشهر‪ ،‬ندعوك عزيزي القارئ ملتابعة هذه املوضوعات وغيرها الكثير على‬ ‫موقعنا «‪ ،»majalla.com‬كما نرحب دائما بآرائك وتعليقاتك‪ ،‬أو االتصال بنا إذا رغبت‬ ‫في التواصل معنا‪.‬‬

‫‪A Monthly Political News Magazine‬‬

‫‪www.majalla.com/eng‬‬ ‫‪HH Saudi Research and Marketing (UK) Ltd‬‬ ‫‪Arab Press House, 184 High Holborn, London WC1V 7AP‬‬ ‫‪Tel : +44 207 831 8181 - Fax: +44 207 831 2310‬‬ ‫حقوق التوزيع لهذه املطبوعات محفوظة لشركة «تريبيون لخدمات اإلعالم»‬

‫وكيل اإلشتراكات‬ ‫بريد إلكتروني‪info@arabmediaco.com :‬‬ ‫موقع إلكتروني‪www.arabmediaco.com :‬‬ ‫هاتف مجاني‪2440076-800 :‬‬

‫حقوق النشر لهذه املطبوعات باللغة العربية مرخصة «املجلة»‬

‫شركات نشر‬ ‫‪Saudi Specialized‬‬ ‫‪Publishing‬‬ ‫املتخصص‬ ‫السعودية للنشر‬ ‫‪ Company‬الشركة‬

‫وكيل التوزيع‬ ‫وكيل التوزيع في اململكة العربية السعودية حي املؤتمرات ‪-‬‬ ‫ص‪.‬ب ‪ - 62116‬الرياض ‪ ،11585‬هاتف‪+966 11 4419933 :‬‬ ‫فاكس‪+ 966 11 2121774 :‬‬ ‫موقع إلكتروني‪www.saudidistribution.com :‬‬

‫للحصول على املزيد من املعلومات‪ ،‬يرجى اإلتصال على الهاتف املجاني ‪8002440014‬‬

‫‪www.majalla.com/eng‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪5‬‬


‫سياسات أوروبية جديدة ومشددة‬ ‫ضد اجلمعيات واملنظمات اإلسالمية‬

‫التطرف يصعد اخلوف‬ ‫من اإلسالم بالغرب‬ ‫رفع اسم اجلنرال قاسم سليماني‬ ‫من الئحة اإلرهاب أكثر ما يقلق احللفاء‬ ‫طائرات املستقبل‬

‫حمالت أمريكية حتذر العالم‬ ‫من طهران‬

‫‪58‬‬

‫القضية األكثر إثارة يف طهران‬ ‫من امللف النووي‬

‫علي مطهري ‪ ..‬الرجل الذي‬ ‫وقف يف وجه الولي الفقيه‬

‫عادل إمام ٌ‬ ‫زعيم ال ُيقال له‪ :‬ارحل‬

‫‪32‬‬

‫هل تفلح حزمة إنقاذ اليونان اجلديدة‬ ‫يف جتنب الكأس املرة؟‬

‫إفالس مزمن‬ ‫الفنان التشكيلي الفلسطيين زكي سالم‪:‬‬

‫ال ميكن حلرب أن تصنع حضارة‬ ‫مهما تزينت باألفكار واملبادئ‬ ‫الكرة األملانية تبيع «جماهري املالعب» للحاق بـ «الربميريليغ‬

‫‪80‬‬

‫اجلالیة الکردستانیة يف لندن جتتمع‬ ‫بصناع القرار والساسة الربیطانینی‬

‫ممثلية حكومة إقليم كردستان العراق‬ ‫حتيي حفلها السنوي احلادي عشر‬

‫كشف حساب الربح واخلسارة‬

‫نبيلة عبيد‪ :‬أرانب فاتـن حمامة‬ ‫أسقطتين يف بحر الفشل‬

‫‪4‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫ُعمان احملبة والسالم‬

‫‪62‬‬

‫نيلليكرمي‪:‬جل�ست مع مدمنني واقتب�ست ق�ص�صهم ‪76‬‬


‫داخل العدد‬

‫إيران وتركيا وصعود القضية‬ ‫الكردية يف اإلقليم‬

‫‪26‬‬

‫ما بني قنابل اإلسمنت والسيارات‬ ‫امللغومة‪ ..‬حرب العبوات الناسفة‬ ‫يف شوارع القاهر‬

‫‪38‬‬

‫افتتاح قناة السويس اجلديدة ‪..‬‬ ‫و بمضاعفة اإليرادات‬ ‫بنحو ‪% 259‬‬

‫‪48‬‬

‫قصة الغالف‬

‫بعد االتفاق النووي‪ ..‬حلف سوري‬ ‫عراقي إيراني برعاية املالكي‬ ‫إن الدول الكربى‬ ‫محمد محدثني قال لـ‬ ‫خلقتمشكلةجديدةلشعوباملنطقة‬

‫اجملتمع املدني اخلليجي‪..‬‬ ‫فرصة خفية‬

‫‪64‬‬

‫‪14‬‬

‫‪21‬‬

‫مسؤول امللف النووي لدى املعارضة اإليرانية‪:‬‬ ‫االتفاق مع حكام طهران خطر على الجميع‬



‫بعد تفسخ‬ ‫مؤسسات عسكرية ‪..‬‬ ‫امليليشيات تحكم‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫شهرية سياسية‬

‫تأسست في لندن عام ‪1980‬‬

‫التطرف يصعد‬ ‫الخوف من اإلسالم‬ ‫بالغرب‬

‫سينما االكراد‪..‬‬ ‫دبلوماسية شعبية‬ ‫وابداع فني وسياسي‬

‫ً‬ ‫السعودية أكثر بلدان العالم انخفاضا للدين العام‬ ‫املبعوثون الدوليون في الشرق األوسط ‪ ..‬أدوار فاشلة‬

‫أولى ثمار االتفاق النووي‪ ..‬حلف سوري عراقي إيراني‬

‫هالل إيراني أم قمر عربي؟‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫للحصول على العدد‬ ‫اسـتخـدم هاتفــك‬ ‫ال ــذكي لـمــسح‬ ‫هـ ـ ــذا الـ ــرقـ ـ ـ ــم‬ ‫‪08‬‬

‫‪ISSN 1319-0873‬‬

‫‪9 771319 087013‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫العدد ‪ 1610‬آب ‪( -‬أغسطس) ‪2015‬‬

‫‪Issue 1610 - August 2015‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.