هل يلجأ البغدادي إلى تركيا ؟

Page 1



‫القاعدة والحوثية باليمن‪ ..‬تقاسم النفوذ‬ ‫ح��زب ال�ل��ه» ليست ج��دي��دة على اليمن‪،‬‬ ‫« َّ‬ ‫ولعلها ال� َّ�س�ب��اق��ة ف��ي ه��ذه التسمية؛ قبل‬ ‫تأسيس «ح��زب الله» لبنان بنحو عقود‪،‬‬ ‫وقبل وجود «حزب الله» إيران (غير حزب الله املعروف‬ ‫ال��ذي ت��أس��س ب�س��وري��ا ‪ )1982‬ب�س�ن��وات ط��وي�ل��ة‪ ،‬فقد‬ ‫السباق إلى وجود حزب بـ«اسم الله» والفكرة ِمن‬ ‫كان َّ‬ ‫الزيدي محمد محمود ُّ‬ ‫الشاعر اإلخواني َّ‬ ‫الزبيري‬ ‫لدن‬ ‫(اغتيل ‪ ،)1965‬وإذا كان حزب إيران رفع راية «والية‬ ‫الفقيه» فحزب الله اليمن رفع راية «والي��ة املحتسب»‪،‬‬ ‫ويغلب على الظن أن التطبيق واحد فالفكرة‪ .‬لهذا ما‬ ‫َّ‬ ‫يسمي الحوثيون أنفسهم به (أنصار الله) إال للتمويه‪،‬‬ ‫وإال هم «حزب الله» اليمن الجديد‪.‬‬ ‫ظهر أنصار الله‪ ،‬في البدايات‪ ،‬لعدة أسباب‪ ،‬والسبب‬ ‫األهم كان يتعلق بالكسب َّاملذهبي‪ ،‬عندما كانت حرب‬ ‫أفغانستان‪ ،‬والحاجة إلى الشباب اليمني‪ ،‬وبعد سجن‬ ‫مقبل الوادعي‪ ،‬على أن له صلة ما بجماعة جهيمان‪،‬‬ ‫ً‬ ‫متأثرا بتلك األفكار‪،‬‬ ‫في اململكة العربية السعودية‪َّ ،‬عاد‬ ‫الشباب ُّ‬ ‫الزيود إلى إسالمه‬ ‫وعاد إلى صعدة يستقطب‬ ‫السياسي‪ ،‬فتشكل ما يشبه التجمع من قبل َّ‬ ‫الزيدية‬ ‫ِ ِ‬ ‫املعتدلة‪ ،‬كدفاع عن الوجود َّ‬ ‫الزيدي‪َّ ،‬‬ ‫لكن التجمع صار‬ ‫بيد املتشدد ب��در ال��دي��ن الحوثي‪ ،‬ودخ�ل��ت إي��ران على‬ ‫خ �ط��ه‪ ،‬ل�ي�ت�ح��ول إل ��ى «أن �ص��ار ال �ل��ه»‪ ،‬وت�ت�غ�ي��ر دواع ��ي‬ ‫التأسيس‪ ،‬من الحفاظ على َّ‬ ‫الزيدية كمذهب معتدل‪ ،‬إلى‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫الثورة والتمرد وتهديد املحيط‪ ،‬وتغيير وجهة املذهب‬ ‫إلى ما تتعبد به إيران‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫كانت اليمن بوجود َّ‬ ‫الزيدية والشافعية املعتدلتني تصلي‬ ‫في مسجد واحد؛ وال تباعد في الفروع‪ ،‬لم يظهر هذا‬ ‫الغلو والتطرف إال بوجود املتباعدين في مقاالتهما‬ ‫وامللتقني في تطرفهما‪ ،‬هذا أنتج الحوثيني وذاك أنتج‬ ‫القاعدة‪ ،‬وهما اآلن يقسمان اليمن إلى أجناد طائفية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫خصوما يلتقيان في‬ ‫ومن عادة املتطرفني‪ ،‬وإن كانوا‬ ‫ِ‬ ‫ذروة تطرفهما‪ ،‬فالجماعتان يبحثان عن خراب اليمن‪،‬‬ ‫ليسن هناك أهداف مطروحة سوى اختطاف صنعاء‬ ‫وعدن‪ ،‬بعد اختطاف حضرموت على يد القاعدة‪ ،‬وتعز‬ ‫وإب ومأرب وعمران‪ ،‬ناهيك بصعدة‪ ،‬على يد الحوثية‪.‬‬ ‫إنه تقاسم النفوذ‪ ،‬أما الثالث املغالي في حب ُّ‬ ‫السلطة‪،‬‬ ‫مهما كانت األثمان‪ ،‬فيمثله العقيد علي عبد الله صالح‪،‬‬ ‫وعندما نقول العقيد‪ ،‬نعود بالذاكرة إلى الثمانينات وما‬ ‫قبلها‪ ،‬فاألقوال كلها‪« :‬ق��ال العقيد»‪ ،‬أما بعد الوحدة‬ ‫فحل محل «العقيد» لقب الرئيس‪ ،‬مع ترقيته إلى رتبة‬ ‫ف��ري��ق‪ ،‬وتثبيت لقب الرئيس ل��ه صلة بالرئاسة على‬ ‫في جبال صعدة إلى أبعد شاطئ‬ ‫اليمن ِمن أعلى قمة ُ‬ ‫ِمن شواطئ عدن‪ ،‬لذا أهمل لقب «الفريق»‪.‬‬ ‫يقف علي صالح بني الفريقني (القاعدة والحوثيني)‪،‬‬ ‫فله معهما تجارب متكافئة في الوالءات واالصفافات‪،‬‬

‫فكرة‬

‫بقلم‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫رشيد الخيون‬

‫ال يفهم صالح أن‬ ‫الرئاسة أصبحت‬ ‫يف خرب كان‪ ..‬ال‬ ‫«قاعدة» تعيدها‬ ‫إليه وال «حوثية»‬

‫‪80‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫مرة يحتل عدن (يوليو «تموز» ‪ )1994‬بصحبة القاعدة‪،‬‬ ‫وأخرى (سبتمبر «أيلول» ‪ )2914‬بصحبة الحوثيني‪،‬‬ ‫ال يريد إبعاد طرف وإبقاء آخر‪ ،‬فالتحالفات بالنسبة‬ ‫للرئيس املخلوع كسائل الزئبق‪ ،‬ال يثبت بكف أو إناء؛‬ ‫تلك األالعيب حتى ال نستطيع اعتبارها سياسية‪ ،‬ألن‬ ‫السياسة فن من الفنون‪ ،‬ليست كلها خدائع‪.‬‬ ‫ك��ان يظن بوجود القاعدة داخ��ل اليمن يأتيه العالم‬ ‫ً‬ ‫طائعا؛ فهو ال��درع لوقف توسعها‪ ،‬فكسب القاعدة‬ ‫وح ��ارب الحوثيني أو ح��ارب��وه؛ وع�ن��دم��ا انتهى هذا‬ ‫َّ‬ ‫التصور‪ ،‬ولم يستطع إغواء الكثيرين‪ ،‬مال إلى قرب‬ ‫ِم��ن إي��ران بالحوثيني‪ ،‬فتحول ِم��ن محارب لهم إلى‬ ‫شريك‪ ،‬وتحرك القوات املوالية له مع امليليشيا الحوثية‬ ‫تحتل امل��دن اليمنية مدينة مدينة‪ ،‬وال تقف إال عند‬ ‫شواطئ ع��دن‪ ،‬بعد أن أخضعوا القصر الجمهوري‬ ‫إلرادتهم‪.‬‬ ‫ال يفهم املخلوع بأن زمانه قد انتهى‪ ،‬فالرئاسة أصبحت‬ ‫في خبر كان‪ ،‬ال «قاعدة» تعيدها إليه وال «حوثية»‪ ،‬وإذا‬ ‫كان علي عبد الله صالح ً‬ ‫رئيسا‪ ،‬لخمسة وثالثني ً‬ ‫عاما‪،‬‬ ‫بتوافق الدول التي يهمها استقرار‬ ‫فذلك لم يحدث إال‬ ‫َّ‬ ‫اليمن‪ ،‬وليس بفضله الشخصي‪ .‬كذلك لم يحم نفسه‬ ‫ِم��ن اجتياح الجنوب (‪ )1978‬ل��وال املوقف ال��ذي اتخذ‬ ‫في الجامعة العربية‪ ،‬فعلى ما يبدو أنه ال يقرأ تجربته‬ ‫ً‬ ‫جيدا مع الدولة املحيطة‪ ،‬كي يتحدى املبادرة الخليجية‪،‬‬ ‫ال�ت��ي ات�ف��ق عليها الجميع‪ ،‬بما فيهم املخلوع نفسه‪،‬‬ ‫وتأسست حكومة بناء وتحقيق االستقرار‪ ،‬واليمن‬ ‫بأمس الحاجة إليهما‪ .‬لم يفهم املخلوع أن تلك املبادرة‬ ‫ً‬ ‫جاءت إلنقاذ اليمن وله أيضا‪ ،‬نجده تناسى االنفجار‬ ‫الذي كاد يقضي عليه‪ ،‬كي يسعى إلى بقاء اليمن على‬ ‫ما هي عليه ِمن شقاق؟‬ ‫يستفد من تجارب زعامات كانوا‬ ‫يبدو علي صالح لم‬ ‫ِ‬ ‫أعتى منه‪ ،‬وانتهوا إل��ى م��ا انتهى إليه ص��دام حسني‬ ‫‪ ،)2006‬الذي وقف معه عند غزو الكويت‪ ،‬ومعمر‬ ‫(أعدم ُ‬ ‫القذافي (قتل ‪ )2011‬في مشهد عجيب غريب‪ ،‬فإلى‬ ‫أين يريد املخلوع باليمن بعد أن جعله منطقتي نفوذ‬ ‫لجماعتني ال يفضل إحداهما على األخ��رى بارتكاب‬ ‫َّ‬ ‫الشر‪.‬‬ ‫ستأتي األيام بنبأ علي عبد الله صالح‪ ،‬وليس لنا توقع‬ ‫ّ‬ ‫شكل النهاية‪ ،‬أم��ا إن انتهى كالعب سياسي فهذا أمر‬ ‫َّ‬ ‫مفروغ منه‪ ،‬وسبيل النجاة قد فاته‪ ،‬وما تبقى ِمن حسم‬ ‫األم��ر باليمن إال وق��ت ال أك�ث��ر‪ .‬وع�ن��ده��ا ال ال�ق��اع��دة وال‬ ‫ال�ح��وث�ي��ة‪ ،‬ستعيده إل��ى دف��ة ال� َّ�رئ��اس��ة‪ ،‬ناهيك بخالصه‬ ‫ً‬ ‫شخصيا بال تحمل املسؤولية الجنائية والسياسة بحق‬ ‫اليمن واليمنيني‪ .‬فمصالح املنطقة في استقرارها ال تسمح‬ ‫أن يكون اليمن مناطق تقاسم نفوذ بني أفعتني‪« :‬القاعدة»‬ ‫و«الحوثية»‪ ،‬وبينهما الحاوي علي صالح <‬


‫ثيو والكوت العب خط وسط األرسنال يستخلص الكرة من امام حارس مرمى‬ ‫تشيلسي البوسني أسمير بيجوفيتش خالل مباراة الدوري اإلنجليزي بني‬ ‫تشيلسي وأرسنال على ملعب ستامفورد بريدج في لندن سبتمبر املاضي(غيتي)‬

‫من أكبر فائز بالدوري إلى متسابق خاسر مذهول‬ ‫حدثت عندما قرر خالل الصيف ال��ذي أعقب فوزه‬ ‫ً‬ ‫ال�س��اح��ق‪ ،‬أن��ه أف�ض��ل وق��ت ل�ت��زي�ين ف��ري�ق��ه ب ��دال من‬ ‫تعزيزه‪.‬‬ ‫فقد أض��اف إلى دكة بدالئه‪ :‬مانويل أملونيا وماثيو‬ ‫فالميني وروبن فان بيرسي البالغ من العمر عشرين‬ ‫عاما؛ بينما ظل باقي فريقه كما هو؛ لينهي املوسم‬ ‫ً‬ ‫التالي كما هو الحال‪ ،‬متخلفا عن تشيلسي بمقدار‬ ‫‪ 12‬نقطة‪ .‬ومنذ ذلك الحني‪ ،‬لم يصل فريق آرسنال‬ ‫إلى أعلى مركزين بالجدول‪.‬‬

‫إرهاق قاتل‬ ‫ولكن بعد كل ما ذكرته عن حالة الزهو بعد الفوز‬ ‫باملوسم‪ ،‬قد يكون عامل اإلنهاك التام ذا صلة وثيقة‪.‬‬ ‫فالحدة املستدامة ‪ -‬العقلية والجسدية ‪ -‬التي تتطلب‬ ‫أن يظل امل��رء ق � ً‬ ‫�ادرا على األداء بشكل ممتاز عبر‬ ‫موسم يمتد طوال ‪ 38‬مباراة ليس باألمر الهني‪ .‬ومن‬ ‫أج��ل ذل��ك‪ ،‬تحت أض��واء ك��رة القدم العاملية الحديثة‪،‬‬ ‫مع لعب البطوالت األوروبية‪ ،‬ومسابقة دولية ثالثة‪،‬‬ ‫يصبح اإلجهاد أكبر بثالثة أضعاف من القدر العادي‬ ‫بمجرد بدء املوسم التالي‪.‬‬ ‫وبالنسبة للمكاسب الهامشية ف��ي ع��ال��م النخبة‬ ‫الرياضية‪ ،‬قد تتسبب حتى الهفوة الصغيرة في‬

‫عجز كبير ‪ -‬انظر كيف تسبب األداء الضعيف‬ ‫لفريق تشيلسي خالل شهر واحد فقط في إحداث‬ ‫ف��رق ب�م�ق��دار ‪ 11‬نقطة ال يمكن ت�ع��وي�ض��ه‪ .‬وم��ن‬ ‫دون شك‪ ،‬يمر مشوار الحفاظ على اللقب عبر‬ ‫مجموعته الفريدة من العقبات‪.‬‬

‫صعود الطبقة الوسطى‬ ‫قد ال تصبح األمور أيسر على اإلطالق‪.‬‬ ‫أدى تدفق األم ��وال ال�ج��دي��دة ل�ش��راء حقوق البث‬ ‫التلفزيوني ل��دوري الدرجة األول��ى اإلنجليزي إلى‬ ‫هجرة كبيرة لالعبني ذوي األداء املرتفع إلى الفرق‬ ‫املتوسطة بالدوري‪.‬‬ ‫قال مورينهو‪« :‬إن الوضع املالي الجيد الذي يتمتع‬ ‫به كل ناد (بالدوري اإلنجليزي) يسمح حتى للفرق‬ ‫الصغيرة والفرق الصاعدة بالحصول على العبني‬ ‫جيدين وبوجود فرق جيدة وبوجود تنافسية»‪.‬‬ ‫ول�ل�م��رة األول ��ى‪ ،‬ك��ان��ت كلمات امل �خ��ادع البرتغالي‬ ‫مطابقة للواقع‪.‬‬ ‫فنحن بحاجة فقط إل��ى إلقاء نظرة سريعة على‬ ‫م�ل�ع��ب اب �ت��ون ب ��ارك (أو ب��األح��رى رح�ل�ات فريق‬ ‫ويست هام إلى مالعب اإلمارات وآنفيلد واالتحاد)‬ ‫ً‬ ‫لنرى دليال على ق��درة الطبقة املتوسطة املتزايدة‬ ‫على شغل مقاعد متقدمة <‬

‫مورينهو‬ ‫املدير الفني‬ ‫لفريق‬ ‫تشيلسي‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪79‬‬


‫بعد تراجع فريق تشيلسي‪ ،‬بطل الدوري اإلنجليزي للعام املاضي‪ ،‬إلى أدنى جدول الدوري في العام الحالي‪ ،‬حقق‬ ‫أليكس هيس محرر مجلة «‪ »442‬البريطانية في أسباب صعوبة فوز الفرق بالدوري اإلنجليزي مرتني متتاليتني‪.‬‬

‫مورينهو يفقد بريقه بعد تراجع تشيلسي إلى قاع املسابقة‬

‫خبراء اللعبة‪ :‬احملافظة على لقب‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الدوري اإلنجليزي باتت أمرا صعبا للغاية‬ ‫وف�ق��ا ملجلة «‪ »442‬ال��ري��اض�ي��ة ف��إن ال�ف��وز‬ ‫بموسم ثان في الدور اإلنجليزي بات لغزا‬ ‫كبيرا يستحق ال��دراس��ة‪ :‬مل��اذا يعد الدفاع‬ ‫عن اللقب صعبا للغاية؟ في ظل تركز القوة بالفرق‬ ‫املوجودة أعلى جدول الدوري اإلنجليزي‪ ،‬تصبح ندرة‬ ‫غريبا ً‬ ‫أمرا ً‬ ‫تمكن فريق ما من الحفاظ على اللقب ً‬ ‫جدا‪.‬‬ ‫ففي النهاية‪ ،‬يشير املنطق األساسي إلى أنه إذا كنت‬ ‫أفضل فريق في البالد في عام ما‪ ،‬فينبغي أن تكون‬ ‫فرصك في الحفاظ على اللقب مرتفعة ج� ً�دا‪ .‬ولكن‬ ‫عندما يتعلق األمر بالحفاظ على اللقب ًاإلنجليزي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تنشئ ال �ف��رق اإلن�ج�ل�ي��زي��ة ال�ك�ب��رى منطقا مختلفا‬ ‫ً‬ ‫تماما‪ .‬ربما قللت بداية الدوري منذ ‪ 23‬عاما املنافسة‬ ‫بني الفرق كافة‪ ،‬رغم أن خمسة فرق فقط استطاعت‬ ‫الفوز بالدوري الجديد‪ ،‬فإن الحصول على اللقب ملرات‬ ‫متتالية تم فقط سبع مرات‪.‬‬

‫الدفاع عن اللقب‬ ‫ومن بني أعلى خمس مسابقات دوري أوروبية‪ ،‬شهد‬ ‫الدوري اإلسباني ‪ -‬الذي استطاع فيه أحد الفرق الدفاع‬ ‫عن اللقب ست مرات ‪ -‬حاالت أقل مقارنة بالدوري‬ ‫اإلنجليزي في خالل الفترة الزمنية نفسها‪ .‬ويرجع‬ ‫أح��د أس �ب��اب ذل��ك إل��ى أن ف��ري�ق��ا اس�ت�ط��اع ذات م��رة‬ ‫الحصول على اللقب مرات متتالية‪ ،‬خالل الـ‪ً 32‬‬ ‫عاما‬ ‫السابقة ولم يكن مدربه أليكس فيرغسون ‪ -‬وعامل‬ ‫آخر هو أن هذا اللقب تم الحفاظ عليه ‪ 10‬مرات فقط‬ ‫منذ عودة السالم إلى أوروبا بعد الحرب العاملية الثانية‬ ‫ وفجأة بدا وكأن البطولة تحتاج إلى تقديم ضمانات‬‫للفائز بها حتى يستطيع الحفاظ على اللقب‪.‬‬

‫‪,,‬‬

‫أبرز أسباب تراجع حامل‬ ‫اللقب‪ :‬اإلنهاك التام‬ ‫لالعبني عبر موسم ممتد‬ ‫واللعب ‪ 38‬مباراة في‬ ‫الدوري إضافة إلى املشاركة‬ ‫في البطوالت األوروبية‬ ‫واملسابقات الدولية‬

‫‪,,‬‬

‫لندن‪ :‬املحرر الرياضي‬

‫للكل‪ ،‬صبغة من السخرية على العجز ال��ذي ب��دأ به‬ ‫ال��دوري الحالي ‪ -‬رغم أنهم ليسوا أول فريق يتهور‬ ‫بعد فوزه باللقب ويتلقى ضربة شديدة‪ .‬أصبح فريق‬ ‫مانشستر سيتي على وجه خاص متخصصا على‬ ‫الفور في تلك الحالة الجماعية من «متالزمة املوسم‬ ‫الثاني»‪ ،‬هذان الفريقان أتبعا فوزهما الرائع بالدوري‬ ‫في موسم ما‪ ،‬بموسم ثان تتألق فيه الفرق ولكنها‬ ‫تكافح في أسى لتصل إلى نهاية املوسم‪.‬‬

‫قال مورينهو املدير الفني لحامل اللقب قبل بدء بطولة‬ ‫الدوري هذا العام‪« :‬للمنافسة على اللقب يجب إعطاء‬ ‫ً‬ ‫تنافسيا‪ ،‬وضم‬ ‫الفريق دفعة حماسية ليكون فريقا‬ ‫بعض ال��وج��وه ال�ج��دي��دة إل�ي��ه‪ ،‬وض��ع ال�لاع�ب�ين تحت‬ ‫ً‬ ‫الضغط قليال؛ حتى يعلموا أن الجميع ينتظر فوزهم‬ ‫باللقب‪ .‬أن��ا افعل ذل��ك واآلن أصبح ه��ؤالء الالعبون‬ ‫ً‬ ‫أبطاال‪ ،‬وهذا ما أحتاجه»‪.‬‬ ‫ولكن تخبرنا الدالئل أن أكثر الفرق صالبة قد تكون‬ ‫تجنب اإلهمال‬ ‫عرضة للفشل‪ ،‬وهذا يعني أنه كلما زاد النجاح‪ ،‬زادت‬ ‫تضفي حقيقة أن جوزيه مورينهو هو أول ساحر‪ ،‬مخاطر اإلهمال الناتج عن الرضا الذاتي‪.‬‬ ‫من العصر الحديث‪ ،‬يوقف خدعة فيرغسون املعروفة وف��ي كتابه األول‪ ،‬وص��ف الالعب روي كني احتفال‬

‫‪78‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫فريق مانشستر يونايتد بالدوري لعام ‪ 1999‬بالهدية‬ ‫واللعنة على حد سواء‪ ،‬قال‪« :‬لقد كان النجاح يغذي‬ ‫اإله �م��ال؛ فقد ك��ان الكثير م��ن األش�خ��اص بالنادي‬ ‫منتشني بالنصر ال�ث�لاث��ي (ال �ف��وز ب��ال��دوري وك��أس‬ ‫إنجلترا ودوري أبطال أوروبا)‪ ،‬وكان هذا يقوضنا؛‬ ‫كنت أع�ل��م ه��ذا؛ كنا ن�خ��دع أنفسنا؛ ونتحدث بثقة‬ ‫كبيرة‪ ،‬ولكن من دون عمل حقيقي»‪.‬‬

‫ترقيع تكتيكي‬ ‫ً‬ ‫ه�ن��اك أي��ض��ا االح�ت�م��ال امل��رت�ف��ع ب��أن تحقيق النقاط‬ ‫أص�ع��ب ع�ن��دم��ا ي�ك��ون ال�ف��ري��ق ه��و ال�ف��ائ��ز بالبطولة‬ ‫السابقة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مستحضرا‬ ‫وقال جون تيري‪ ،‬العب فريق تشيلسي‪،‬‬ ‫أول فوز لفريقه منذ عشر سنوات «كان الكل يريد أن‬ ‫يكسبنا‪ ،‬وكانت الفرق مستعدة لهذا»‪.‬‬ ‫وبالتالي قد تكون عملية التجديد مهمة من الناحية‬ ‫التكتيكية والنفسية على ح��د س��واء‪ .‬فعلى سبيل‬ ‫امل�ث��ال‪ ،‬تعاقد فريق مانشستر يونايتد‪ ،‬بعد فوزه‬ ‫بلقب عام ‪.2007-2006‬‬ ‫س��ري� ً�ع��ا م��ع أوي� ��ن ه��ارج��ري �ف��ز ون��ان��ي وأن ��درس ��ون‬ ‫وك��ارل��وس تيفيز؛ وه ��ذا ال�ت��دف��ق الصيفي ل��م يمنع‬ ‫ال�لاع�ب�ين ال�ق��دام��ى م��ن ال�ش�ع��ور ب��ارت�ي��اح م�ب��ال��غ فيه‬ ‫ً‬ ‫كونهم الفريق األول فقط‪ ،‬ولكن أيضا كانت له نتائج‬ ‫واقعية على أرض امللعب‪.‬‬ ‫لقد كانت حالة كالسيكية من التجديد االستباقي‬ ‫ال �ه��ادف إل ��ى ال �ن �ج��اح‪ ،‬واس �ت �ط��اع ف��ري��ق مانشستر‬ ‫يونايتد الفوز بالبطولتني التاليتني (إضافة إلى دوري‬ ‫أبطال أوروبا في عام ‪ .2008‬حيث شارك الالعبون‬ ‫األربعة الجدد‪ ،‬وأخطأوا في ركالت الترجيح)‪.‬‬ ‫ومن املؤكد أن التجديد الذي قام به فيرغسون‪ ،‬جعل‬ ‫التنقالت الصيفية األح��دث لفريق تشيلسي تبدو‬ ‫ في أبسط صورها ‪ -‬غير منطقية على اإلط�لاق‪.‬‬‫فاملنطق السليم ي��وح��ي ب��أن أف�ض��ل ف��ري��ق بالبالد‬ ‫يحتاج إلى أقل قدر من الصفقات التعزيزية؛ ولكن‬ ‫في الغالب‪ ،‬تكون الحقيقة عكس ذلك‪.‬‬ ‫ربما كانت اللحظة التي تحول فيها آرس��ن فينغر‬


‫مشهد من فيلم نداء العشاق بطولة‬ ‫فريد شوقي وشكري سرحان‬ ‫وبرلنتي عبد الحميد من انتاج‬ ‫‪ 1961‬واخراج يوسف شاهني‬

‫أخ ��رى ك�ب�ي��رة م��ن أه��ل ال�ف��ن‪ .‬ك��ان��ت ال�ف��رق��ة ت��ؤج��ر مسرح العمر كله‪ ،‬وكان ال بد من االختيار‪ ،‬خصوصا عندما تتطور‬ ‫الريحاني مرة كل شهر‪ .‬تؤجره في حفلة «املاتينيه» من األمور لحد التناقض‪.‬‬ ‫السادسة حتى التاسعة مساء‪ ،‬وذلك إلشباع هوايتنا‪ .‬وعلى‬ ‫استحوذ‬ ‫الرغم من أنني كنت في سن املراهقة فإن التمثيل‬ ‫الزوجة أو التمثيل‬ ‫على كياني كله‪ ،‬لدرجة أنني لم أنتبه إلى أن أعيش هذه السن‬ ‫بكل جوانبها الوجدانية والعاطفية‪.‬‬ ‫عن ه��ذه النقطة الصعبة يتحدث فريد ال��ذي يحمل خبرة‬ ‫السنوات‪ :‬أنشأت الدولة املعهد العالي لفن التمثيل‪ .‬ومعنى‬ ‫ه��ذا أن التمثيل أصبح ذا قيمة‪ ،‬وب��ات خريجو ه��ذا املعهد‬ ‫فتش عن املرأة‬ ‫يعاملون معاملة الجامعيني‪ ،‬ويعينون على الدرجة السادسة‪،‬‬ ‫ان �ص��راف ف��ري��د ش��وق��ي ف��ي س �ن��وات ال�ب�ح��ث األول ��ى حتى مثل خريجي اآلداب والحقوق‪.‬‬ ‫عن معايشة سن املراهقة ال يعني ضمنا خلو حياته من‬ ‫ال�ع�لاق��ات العاطفية‪ .‬بالعكس‪ ،‬فحياته ت�ب��دو مليئة بهذه‬ ‫ال�ع�لاق��ات‪ .‬وه��و يتحدث ع��ن ه��ذه ال�ع�لاق��ات ب��إس�ه��اب‪ ،‬بل‬ ‫ويقدم مفهومه لها‪:‬‬ ‫خير بني دبلوم التمثيل‬ ‫«أنا أحب للحب‪ .‬أعيش للحب‪ .‬وأذك��ر كثيرا من العالقات‪.‬‬ ‫أحببت فتاة من ّ‬ ‫حينا في ذلك الوقت‪ ،‬وبادلتني الحب هي‬ ‫وشهادة الهندسة فاختار‬ ‫األخ ��رى‪ .‬ك��ان ال�ل�ق��اء م��ن ب�ع�ي��د‪ ،‬ه��ي ف��ي ال�ش��رف��ة وأن ��ا في‬ ‫ال �ش��ارع‪ .‬وع�ل��ى ال�ب�ع��د نسجت ال�ن�ظ��رات ب��داي��ات التفاهم‪،‬‬ ‫هندسة التمثيل‬ ‫ثم اقترب بعضنا من بعض‪ ،‬تطور املوقف إل��ى ممارسة‬ ‫رياضة‪ .‬ركبنا الدراجات سويا‪ ،‬وهكذا كان الحب نظيفا‪.‬‬ ‫ال تشوبه شائبة‪ .‬وبعد هذا حبي األول‪ ،‬تمر األيام وتشاء‬ ‫الصدفة وحدها أن نلتقي مؤخرا وبعد مرور أكثر من أربعني‬ ‫ع��ام��ا‪ .‬شاهدتها ف��ي مصعد ال�ع�م��ارة‪ ،‬بالطبع ل��م أعرفها‪ .‬تقدمت المتحان املعهد العالي للتمثيل سنة ‪ .1946‬ضمن‬ ‫تغير شكلها‪ ،‬غيرته رحلة الزمن الطويلة‪ ،‬قطعتها من فتاة ثالثة آالف هاو من مصر كلها‪ .‬كان املعهد ال يريد أكثر من‬ ‫صغيرة في السادسة عشرة من عمرها إلى سيدة وقور خمسة عشر طالبا فقط كدفعة أولى‪ .‬ووقع علي االختيار‬ ‫تشغل اليوم منصبا كبيرا في الدولة‪.‬‬ ‫في أول دفعة باملعهد‪ ،‬ودخل معي أعضاء الرابطة القومية‬ ‫عرفته هي ولكن كاسم‪ ،‬ألن رحلته هو اآلخ��ر غيرت فيه للتمثيل‪ .‬كما تصادف دخول أرفع فتيات في الدفعة نفسها‪،‬‬ ‫كثيرا‪ ،‬وال تذكر املرأة املرموقة كثيرا عن الشاب الذي اهتز منهن فاتن حمامة‪ ،‬ونعيمة وصفي‪ ،‬وزينب عبد الهادي‬ ‫التي التحقت باملعهد قسم النقد‪ .‬لفتت زينب نظري‪ ،‬فقد‬ ‫له القلب في السنوات الخضراء البعيدة‪.‬‬ ‫قصة حبه الثاني أخ��ذت شكل الخط املستقيم وال��ذي هو أعجبت بها م��ن النظرة األول ��ى‪ .‬تراسلنا ف��ي ال�ع��ام األول‪.‬‬ ‫أقرب مسافة بني نقطتني‪ .‬انتهى الحب بالزواج‪ .‬ولكن هذا وفي العام الثاني تحول اإلعجاب إلى حب‪ .‬ولكنه كان حبا‬ ‫الزواج تناقض مع التمثيل‪ .‬الهواية والحب الفعلي وقضية متعقال بعيدا عن حب املراهقة‪ .‬طلبت منها الزواج فرفضت‬

‫‪,,‬‬

‫رفضا باتا‪،‬لكني كنت أحترق من الداخل‪ .‬ألححت عليها‬ ‫كثيرا وه��ددت�ه��ا باالنتحار إذا ل��م ت��واف��ق على ال ��زواج بي‪.‬‬ ‫وخوفا على حياتي تزوجت‪ ،‬وقد بادلتني الحب بعد الزواج‪.‬‬ ‫وفي هذا الوقت تخرجت من معهد الهندسة التطبيقية إلى‬ ‫جانب تخرجي من معهد التمثيل‪ .‬والذي كانت الدراسة فيه‬ ‫مسائية‪ .‬وتم التخرج في سنة ‪ .1947‬وقفت حائرا‪ .‬دبلوم‬ ‫الهندسة التطبيقية يعينني مهندسا في مصلحة األمالك‬ ‫األميرية‪ .‬والتي كان يعمل فيها والدي‪ ،‬وكان يشغل منصبا‬ ‫كبيرا‪ ،‬في حني يرشحني دبلوم معهد التمثيل لاللتحاق‬ ‫بالفرقة القومية‪ .‬وك��ان االختيار ه��ذه امل��رة سهال‪ .‬عينت‬ ‫بالفرقة القومية على الدرجة السادسة‪ .‬وبمرتب اثني عشر‬ ‫جنيها في الشهر‪ .‬ولكن هنا يدب الخالف بني فريد شوقي‬ ‫وزوج�ت��ه ‪ ،‬فهي تتمنى أن يصبح مهندسا ف��ي مصلحة‬ ‫األمالك‪ ،‬وال تحب أن تراه ممثال‪ ،‬رغم أنها زاملته في معهد‬ ‫التمثيل‪ ،‬ورغم أنها ناقدة تملك الحاسة الفنية‪.‬‬ ‫كانت زوج�ت��ي متأثرة بالعائالت القديمة‪ .‬وم��ن هنا نشأ‬ ‫ص��راع بيني وبينها‪ ،‬فقد ح��دث أن قدمت وأن��ا في السنة‬ ‫الثانية في املعهد مسرحية «الحلف» ألنطون تشيكوف‪.‬‬ ‫ونجحت املسرحية‪ .‬وانهالت على العروض السينمائية وأنا‬ ‫طالب في السنة الثانية‪ ،‬نحو ستة أفالم عرضت علي حينئذ‪.‬‬ ‫واقترن اسمي بوصف «الوجه الجديد»‪ ،‬ولكن كل هذا لم‬ ‫يجد‪ ،‬فقد كانت زوجتي ضد التمثيل وكانت األزم��ة‪ .‬كان‬ ‫ِ‬ ‫املسرح والسينما والفن هم كل حياتي‪ .‬والزوجة ترفض هذا‬ ‫كله‪ .‬ولهذا يحدث االنفصال‪.‬‬ ‫أنجبت من زينب «منى»‪ ،‬ابنتي التي عملت في مكتبي بعد‬ ‫أن تخرجت من الجامعة األميركية‪ .‬لقد عاشت زينب بعد‬ ‫االنفصال البنتها ورفضت الزواج بأي إنسان آخر‪.‬‬ ‫الفارق الزمني بني الحب األول والحب الثاني في حياة فريد‬ ‫شوقي عشر سنوات‪ .‬وهذه السنوات العشر كانت فترة النضج‬ ‫واالكتمال في الحياة الفنية‪ .‬ولكن تلك قصة أخرى <‬

‫«إلى اللقاء في العدد املقبل»‬ ‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪77‬‬

‫‪,,‬‬


‫مذكرات وحش الشاشة العربية (الحلقة األولى)‬

‫َ‬ ‫التقت «املجلة» بالنجم الكبير فريد شوقي قبل رحيله‪ ،‬وقلنا له تعال نجرب هذه املحاولة أن نركض‬ ‫معا عبر سنوات عمرك‪ .‬األيام والليالي كلها‪ ،‬نجري باتجاه املاضي‪ .‬كم يبدو بعيدا ذلك املاضي‪ .‬ولكنه‬ ‫يصب في الحاضر وعمليات الركض تبدأ من هذا الحاضر نفسه‪.‬‬

‫فريد شوقي‪ ..‬وسام على صدر «الترسو»‬ ‫القاهرة‪ :‬املجلة‬ ‫املهمة كانت صعبة‪ ،‬فاملطلوب منه إيقاظ الذاكرة‪،‬‬ ‫وح �ش��د ك��ل ج��زئ �ي��ات ال �ع �م��ر‪ .‬أش� ��واق ال�ش�ب��اب‪،‬‬ ‫وص ��دام ال��رج��ول��ة م��ع ال�ع��ال��م‪ .‬وش �م��وخ وك�ب��ري��اء‬ ‫النضج واالكتمال‪ .‬يقول مراسلنا بالقاهرة جلست في غرفة‬ ‫مكتبه‪ ،‬على الجدران تعلق وج��وه من يرحبون بالضيف‪،‬‬ ‫وجوه متعددة لشخص واحد‪،،‬أبدأ بأكبرها‪ .‬صورة ملهرب‬ ‫مخدرات‪ ،‬يبتسم ويقول لي "إنه دوري في فيلم «الباطنية»"‪.‬‬ ‫والقائمة طويلة ص��ورت��ه ف��ي فيلم «وب��ال��وال��دي��ن إحسانا»‬ ‫وفي فيلم «الخبز املر» الذي أخرجه أشرف فهمي‪ .‬والدور‬ ‫لبلطجي في ميناء اإلسكندرية‪ .‬ويثور حول الزمن‪ ،‬املاضي‬

‫في مواجهة الحاضر‪ ،‬دوره في «الفتوة»‪ ،‬وعنترة بن شداد‪.‬‬ ‫ونصل إلى تألق املاضي الذي ال يزال يزهو على الحاضر‬ ‫بما ت��م ف�ي��ه‪ ،‬ال�ص��ورة ل ��دوره ف��ي فيلم «رص�ي��ف ن�م��رة ‪،»5‬‬ ‫بالقرب من الصورة سيف معلق من الذهب ‪ ،‬ومع توقف‬ ‫النظرات أمام السيف‪ .‬يقول برنة فخر‪« :‬أهداه لي جاللة امللك‬ ‫الراحل فيصل بن عبد العزيز‪ .‬وذلك تقديرا لدوري في فيلم‬ ‫(رصيف نمرة ‪ )5‬سنة ‪.»1955‬‬ ‫لست في حاجة لتقديم صاحب الصوت‪ ،‬ومع ذلك أقول إنه‬ ‫الفنان فريد شوقي‪ ..‬وك��م له من ألقاب من دنيا السينما‬ ‫املصرية‪« :‬وح��ش الشاشة»‪« ،‬زعيم الترسو»‪ ،‬وه��ي ألقاب‬ ‫أو أوسمة منحها له جمهوره العريض في مصر والوطن‬ ‫العربي‪.‬‬

‫هوايتي الفنية بدأت في سن العاشرة‬ ‫يبدأ فريد شوقي حديثه مع الذكريات فيقول‪ :‬بدأت هوايتي‬ ‫الفنية تعبر عن نفسها في سن العاشرة‪ .‬مارستها إلى‬ ‫جانب دراستي‪.‬‬ ‫يكمل فريد شوقي ساردا ذكرياته ومحلقا معها‪ :‬والدي –‬ ‫رحمه الله – كان حريصا على أن أتم دراستي‪ .‬ولكنه – على‬ ‫عكس آباء ذلك الزمان – لم يعارض هوايتي‪ ،‬وإنما شجعني‬ ‫على ممارستها‪.‬‬ ‫وي �ح��اول إع ��ادة خ�ل��ق ص ��ورة ت�ل��ك األي ��ام ك��ام�ل��ة‪ .‬يبدأ‬ ‫باملكان‪ :‬كنا في الحلمية الجديدة‪ .‬وكان والدي‬ ‫شاعرا وفنانا وأديبا‪ .‬كان يكتب الشعر‪،‬‬ ‫وكان خطيبا المعا في حزب الوفد في‬ ‫ذل��ك ال��وق��ت‪ .‬وكثيرا م��ا دع��اه اآلخ��رون‬ ‫«بلبل» ال��وف��د‪ ،‬وق��د تداخلت الخطوط‬ ‫بني األب واالبن‪ .‬بعد أن ربطت هواية‬ ‫الفن واألدب بينهما‪ .‬لدرجة أن الوالد‬ ‫انضم إلى قاعة للمحاضرات بكلية‬ ‫اآلداب‪ ،‬وكانت القاعة ن��واة ملعهد‬ ‫التمثيل‪ ،‬ال��ذي التحقت ب��ه بعد‬ ‫ذلك في سنة ‪.1946‬‬ ‫في البيت عبرت بوادر املوهبة‬ ‫ع� ��ن ن �ف �س �ه��ا‪ .‬ف� ��ي م �ن��زل‬ ‫العائلة بالحلمية الجديدة‬ ‫ك� ��ان� ��ت ت� ��وج� ��د ح ��دي �ق ��ة‪،‬‬ ‫اس �ت �غ �ل �ه��ا ف��ري��د ش��وق��ي‬ ‫ك �م �س��رح‪ .‬ف ��ي ال�ح��دي�ق��ة‬ ‫‪76‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫كانت توجد قاعدة من ال��رخ��ام‪ .‬ك��ان يقف فوقها ويجمع‬ ‫أوالد الحي حوله‪،‬يلقي أشعار أحمد شوقي وحافظ إبراهيم‪.‬‬ ‫شراء لجمهور‪..‬‬ ‫ي��وض��ح ف��ري��د ش��وق��ي أن ��ه ف��ي ه ��ذه امل��رح�ل��ة ك ��ان يشتري‬ ‫الجمهور‪ .‬ألنه كان يوزع على رفقة العمر النقود‪ ،‬لكي يأتوا‬ ‫ويقفوا ويسمعوه‪.‬‬ ‫وتابع‪ :‬كان والدي يصحبني مساء كل خميس إلى شارع‬ ‫عماد الدين‪ ،‬وهو الشارع ال��ذي كان يجمع حينئذ بني كل‬ ‫الفنون الشعبية‪ .‬كانت هناك فرق كثيرة أذكر منها فرقة‬ ‫يوسف وهبي وفرقة فاطمة رشدي وفرقة عزيز عيد‪ .‬وفرقة‬ ‫على الكسار‪ ،‬وفرقة نجيب الريحاني‪ .‬كانت كل فرقة تقدم‬ ‫لونا من ألوان الفنون‪ .‬وكان شارع عماد الدين يحتوي كل‬ ‫أن��واع ال��درام��ا ف��ي ذل��ك العصر‪ .‬استفدت م��ن رح�ل�ات يوم‬ ‫الخميس مع والدي‪ .‬وكان كل خميس يختلف عن سابقه‪.‬‬ ‫وكان والدي يحرص عند عودتنا إلى البيت على سؤالي عما‬ ‫شاهدت ومالحظاتي على ما شاهدته‪ .‬وهذا رسخ منظر‬ ‫الفن في ذهني‪.‬‬

‫أول فرقة‬ ‫ّكونت فرقة من أوالد الحي – والكالم لفريد شوقي – شرعت‬ ‫في كتابة بعض الروايات‪ .‬كان لدي كل روايات يوسف وهبي‬ ‫أم�ث��ال‪« :‬أوالد ال�ف�ق��راء»‪ ،‬و«ب�ن��ات ال��ري��ف»‪ ،‬و«رج��ل الساعة»‬ ‫و«الشيطان»‪ .‬كنت أشتري الرواية بقرشني‪ ،‬وكنت أقرأها‬ ‫بسرعة‪ ،‬وأقتبس منها بعض املواقف‪ .‬وأمزج هذه املواقف‬ ‫من جديد حتى أخ��رج منها عمال جديا‪ .‬كنت أق��رأ كثيرا‪.‬‬ ‫ووال��دي هو الذي نمى لدي حب القراءة‪ .‬وهو الذي عودني‬ ‫من البداية على ق��راءة الشعر‪ .‬مثلت مع أوالد الحي بعض‬ ‫األعمال‪ .‬وكان ذلك صعبا‪ ،‬ويتم في أغلب األوق��ات خلسة‬ ‫ألن سكان الحي كلهم كانوا يمنعون أبناء وبنات الحي من‬ ‫مصاحبتي خوفا عليهم م��ن داء ال�ف��ن‪ .‬لألسف ل��م يكمل‬ ‫أحد من أوالد الحي مشوار الفن‪ .‬تحايلت عليهم في فترة‬ ‫من الفترات أن يمثلوا‪ ،‬ولكن من الصعب على اإلنسان أن‬ ‫يحترف شيئا ال يحبه‪ ،‬ال بد وأن يكون هناك ميل أو رغبة‬ ‫في إشباع هواية أصال‪.‬‬ ‫نعود إلى الفرقة األولى التي كونتها والتي أذكر اسمها حتى‬ ‫اآلن‪« :‬ال��راب�ط��ة القومية للتمثيل»‪ .‬ك��ان معي فيها أساتذة‬ ‫من أه��ل الفن‪ .‬أذك��ر منهم‪« :‬عبد الرحيم ال��زرق��ان��ي‪ ،‬وعلي‬ ‫الزرقاني‪ ،‬وأحمد الجزيري‪ ،‬وكمال إسماعيل» ومجموعة‬


‫ندوة فيلم «رسائل الكرز» فى مهرجان‬ ‫اإلسكندرية السينمائي الدولي‬

‫مكتوبة بالكرز‪ ،‬وأخ��ذت أفكر في األم��ر كثيرا وشغلتني‬ ‫القصة ثم رجعت له ألخبره أنني أريد أن أخرج هذا العمل‪،‬‬ ‫خصوصا أن األف�لام التي قدمت عن الجوالن قليلة جدا‪.‬‬ ‫والحقيقة أنني محظوظة بعملي مع فريق رائع من الفنانني‪،‬‬ ‫هم‪ :‬النجم العاملي غسان مسعود وأنطوانيت نجيب وجيانا‬ ‫عيد ومحمود نصر ودانة مارديني وناصر مرقبي وجيرار‬ ‫أغباشيان وباسل حيدر وقد جسدوا الفكرة بوضوح‪ .‬فقد‬ ‫أردت أن يبرز الفيلم صمود أبطال العمل الذي هو في الواقع‬ ‫صمود السوريني‪.‬‬

‫> ت��زام��ن ظهور ص��ورة الطفل ال�س��وري الغريق إي�لان مع‬ ‫افتتاح مهرجان اإلسكندرية‪ ،‬وفضلت ع��دم حضور حفل‬ ‫االفتتاح‪ ،‬كيف كان وقع الصورة عليك وأنت فنانة؟‬ ‫ كان من الصعب علي حضور حفل االفتتاح فالصورة مؤملة جدا‬‫وتعكس الطفولة السورية املنتهكة في ظل صمت العالم‪ ،‬ولألسف‬ ‫هناك اآلالف من األطفال السوريني يقتلون كل يوم وال أحد يدري‬ ‫بهم ألن اإلعالم ال يسلط الضوء عليهم‪.‬‬

‫> تضمن الفيلم األغاني الكثيرة ألم كلثوم وعبد الحليم‬ ‫حافظ‪ ،‬فما سر اختيارك لهما؟‬ ‫ أجد في صوت أم كلثوم وعبد الحليم حافظ صوت الوطن‪ .‬وما‬‫ألهمني بتلك األغنيات هو أن الفيلم يجمع بني املاضي والحاضر في‬ ‫قصة مرتبطة باإلنسان والوطن في األساس‪ ،‬وباألرض في فلسطني‬ ‫والجوالن‪ ،‬وأغاني الحب تعكس أيضا مفهوم الوطن والحنني إليه‪.‬‬

‫> هل سنراك في أعمال مصرية قريبا؟‬ ‫ اشتقت ملصر ولنيلها ولترابها وشعبها‪ ،‬لذا حرصت على أن‬‫أقدم نفسي مخرجة من مصر‪ ،‬وقد تم ترشيحي ملسلسل «شجرة‬ ‫ال��در» إن�ت��اج ق�ط��اع اإلن�ت��اج بالتلفزيون امل�ص��ري‪ ،‬لكن ه�ن��اك بعض‬ ‫األزمات املالية‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬انتهيت من قراءة سيناريو مسلسل‬ ‫«بديعة مصابني» للكاتب املبدع قمر الدين علوش الذي عمل على‬ ‫السيناريو مع زوجي وائل رمضان‪ ،‬وكنت قد اقترحت الفكرة منذ‬ ‫قدمت مسلسل «أسمهان» خاصة وأن مصابني حياتها ثرية ومليئة‬ ‫بالدراما‪ ،‬كما أن لها دورا في الفن املصري ال يمكن إنكاره فهي تعد‬ ‫صاحبة أول أكاديمية فنية‪ ،‬لكن العمل يحتاج لدعم إنتاجي ضخم‪.‬‬

‫مرة أخ��رى‪ ،‬الوضع السوري صعب في كل مناحي الحياة‪ ،‬وليس‬ ‫في السينما فقط‪ ،‬كنا نعمل وسط القذائف أحيانا‪ .‬الفيلم يعكس‬ ‫األجواء الحقيقية في سوريا‪ ،‬ووجدت أن قصة «األم» تجسيد لفظاعة‬ ‫ال��واق��ع ال�س��وري‪ ،‬رس��ال��ة الفيلم كانت ال��داف��ع لنا للعمل فهو رسالة‬ ‫واضحة لإلنسان‪.‬‬

‫> هل ستخوضني تجربة اإلخراج مرة أخرى؟‬ ‫ بالتأكيد‪ ،‬تجربتي اإلخراجية القادمة في فيلم «م��دد» وه��و عن‬‫نص رائع للكاتب الصحافي سامر إسماعيل‪ ،‬وهو فيلم عن دمشق‬ ‫وأهلها‪ .‬وحاليا أستعد له بمزيد من االجتهاد والدراسة‪ ،‬وأعتقد أنه‬ ‫خطوة هامة في مشواري بوصفي مخرجة <‬

‫> هل استعنت بخبرة زوجك املخرج وائل رمضان؟‬ ‫ ب��ال�ط�ب��ع‪ ،‬زوج ��ي ك��ان أول م��ن شجعني وس��ان��دن��ي وق ��دم ل��ي كل‬‫املساعدة وأعطاني من خبراته‪ ،‬لكنه يرفض حتى التلميح إلى ذلك‪ > ،‬تنهال الشائعات على مسلسل «بديعة مصابني» تارة‬ ‫ح ��ول ت��وق�ف��ه وت � ��ارة ح ��ول خ�ل�اف��ات م��ع زوج � ��ك‪ ،‬ف�م��ا م��دى‬ ‫والحقيقة أنه دوما إلى جانبي سواء أنا ممثلة أو مخرجة‪.‬‬ ‫> ك��ان ح�ض��ورك طاغيا ف��ي املهرجان أيضا ببطولة فيلم صحتها؟‬ ‫«األم» ول �ك��ن ك�ي��ف ك��ان��ت ك��وال �ي��س ال�ف�ي�ل��م ف��ي ظ��ل األزم ��ة ‪ -‬ال�ظ��روف ال�ت��ي يمر بها ال��وط��ن العربي ت��ؤث��ر على إن�ت��اج األع�م��ال‬ ‫الفنية‪ ،‬فالكل ال يرغب في املخاطرة‪ ،‬ل��ذا أنتظر التوقيت والعرض‬ ‫السورية‪ ،‬هل ثمة صعاب واجهتك أثناء التصوير؟‬ ‫جميع السوريني يواجهون الصعاب كل يوم ويواجهون املوت في اإلنتاجي املناسب للعمل لكي يخرج بالصورة الالئقة التي تناسب‬‫كل لحظة‪ ،‬فجميعنا نخرج من بيوتنا غير واثقني من العودة لها عمال تاريخيا يجسد سيرة «مصابني» الفنية‪.‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫سوالف‬ ‫فواخرجي‬

‫‪75‬‬


‫سوالف فواخرجي‪ ،‬فنانة سورية رقيقة ذات طلة متميزة وأدوار تنتقيها بعناية من أشهر أفالمها «حليم»‬ ‫و«ليلة البيبي دول» ومسلسل «أسمهان» و«كليوباترا»‪ .‬خاضت تجربتها اإلخراجية األولى «رسائل الكرز» في‬ ‫ظل الظروف املأساوية في وطنها‪ .‬شاركت في مهرجان اإلسكندرية السينمائي الدولي في دورته الـ‪ ،31‬الذي‬ ‫كانت السينما السورية ضيفة الشرف فيه‪ .‬وتحدثت على هامش املهرجان مع «املجلة» عن أعمالها وأحالمها‪.‬‬

‫في أول تجاربها اإلخراجية فازت بجائزة أحسن فيلم بمهرجان اإلسكندرية‬

‫سوالف فواخرجي لـ‬

‫‪:‬‬

‫مشغولة بشخصيتي «شجرة الدر» و«بديعة مصابني»‬ ‫القاهرة‪ :‬داليا عاصم‬ ‫شاركت فواخرجي بفيلمني في مهرجان اإلسكندرية‪،‬‬ ‫األول فيلم «األم» ال��ذي ش��ارك��ت ف��ي بطولته‪ ،‬أم��ا الفيلم‬ ‫الثاني «رس��ائ��ل ال�ك��رز» فهو ي��دور ف��ي إط��ار رومانسي‬ ‫من خالل قصة حب بني شاب وفتاة يستعدان لتتويجها بالزواج‪،‬‬ ‫واخ �ت��ارا م�ن��زال على هضبة ال�ج��والن ليكون عشا للزوجية‪ ،‬إال‬ ‫أن ان��دالع الحرب في سوريا واحتالل هضبة الجوالن يجعلهما‬ ‫يرفضان الزواج إال بعد تحرير األرض من االحتالل‪ .‬وهي مشغولة‬ ‫ف��ي ال��وق��ت ال�ح��ال��ي ب��دارس��ة شخصيتي «ش�ج��رة ال ��در» و«بديعة‬ ‫مصابني» لتقديمهما في مسلسلني أحدهما بالتمثيل والثاني‬ ‫باإلخراج‪ .‬وإلى أهم ما جاء في الحوار‪..‬‬ ‫> كيف تلقيت نبأ فوز فيلمك األول وأنت مخرجة بجائزة‬ ‫أحسن فيلم في مهرجان اإلسكندرية؟‬ ‫ سعادتي كانت ال توصف وما زلت أشعر بنشوة الفرحة خاصة‬‫وأن «رسائل الكرز» فاز بالجائزة في املسابقة التي تحمل اسم‬ ‫ال�ف�ن��ان ال��راح��ل ن��ور ال�ش��ري��ف‪ ،‬ال��ذي ش��رف��ت بالتمثيل أم��ام��ه في‬ ‫فيلم «ليلة البيبي دول»‪ ،‬ال��ذي تعلمت منه كثيرا‪ ،‬وله الفضل في‬ ‫مسيرتي في التمثيل‪ .‬كما أن دورة املهرجان تحمل اسم الفنان‬ ‫القدير محمود ياسني الذي أمتعنا بأفالمه‪ .‬وسعادتي األكبر أنني‬ ‫استطعت أن أجلب ولو فرحة بسيطة من مصر لسوريا في ظل‬ ‫األحزان التي تعيشها‪ ،‬وللمهرجان فضل كبير أيضا لتكريمه لي‬ ‫مع املمثل الكبير دري��د لحام واملخرج باسل الخطيب عن مجمل‬ ‫أعمالنا في إطار تكريم السينما السورية‪ ،‬فكان ذلك حقا شرفا‬ ‫وفخرا كبيرا لي‪.‬‬ ‫> كيف قدمت تلك الصورة الرومانسية في فيلم عن تحرير‬ ‫الوطن والحرب‪ ،‬ألم ترهبك فكرة إخراجها؟‬ ‫ كانت لدي رهبة بالتأكيد لخوضي تجربة اإلخراج للمرة األولى‬‫خاصة م��ع فيلم يعالج قضية ه��ام��ة‪ ،‬وك��ان ارت�ب��اك��ي واضحا‬ ‫عند تصوير أول مشهد لكن سرعان ما تمالكت نفسي عقب‬ ‫بدء التصوير‪ .‬شعرت أن اإلخ��راج يجعل املخرج يعطي العمل‬ ‫جزءا من روحه ويبثها فيه‪ ،‬وهنا يكمن االختالف بني اإلخراج‬ ‫والتمثيل‪.‬‬ ‫ك ��ان ح�م��اس��ي ل�ل�ف�ك��رة م�ن��ذ أن ط��رح�ه��ا ع�ل��ي صديقي‬ ‫ال �ص �ح��اف��ي ال� �س ��وري ن �ض��ال ق�ش�ح��ة ح ��ول ف �ك��رة عن‬ ‫ال �ج��والن‪ ،‬وق�ص��ة ع��ن ف�ت��اة ت��رس��ل إل��ى حبيبها رسائل‬

‫‪74‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬


‫فيلم «أهواك» أعاد تامر حسني للسينما مرة أخرى‬

‫أغنيات املهرجانات واألغاني الشعبية‪ ،‬ويشارك في العمل‬ ‫نيرمني ماهر‪ ،‬وسعد الصغير‪ ،‬وهالة فاخر‪ ،‬ومحمود الليثي‪،‬‬ ‫وبوسي‪ ،‬والراقصة صافينار‪ ،‬وبيومي فؤاد‪ ،‬وسليمان عيد‪،‬‬ ‫وهو من تأليف سيد السبكي وإخراج محمود سليم‪.‬‬ ‫بعد سلسلة من التأجيالت قرر منتج فيلم «‪ 4‬كوتشينة»‬ ‫عرضه هذا املوسم‪ .‬ويعد الفيلم التجربة التمثيلية الثانية‬ ‫لفريق املهرجانات الشعبية املعروف باسم «أوكا وأورتيجا‬ ‫وشحته» بعد فيلم «‪ ،»%8‬ويشاركهم البطولة في الفيلم‬ ‫ال�ج��دي��د ال�ف�ن��ان األردن ��ي م�ن��ذر ري��اح�ن��ة‪ ،‬وم ��روى اللبنانية‪،‬‬ ‫وعايدة رياض‪ .‬العمل من تأليف حازم متولي وإخراج محمد‬ ‫جمال‪ ،‬ويدور في إطار كوميدي يحكي قصة ثالثة شباب‬ ‫وفتاة تجمعهم روابط الصداقة ويعيشون في منطقة شعبية‬ ‫وتتوالى األحداث بتكوينهم فرقة شعبية بعد معاناة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وشهدت دور السينما أيضا في أفالم عيد األضحى لهذه‬ ‫السنة‪ ،‬فيلم «الجيل الرابع» الذي كان اسمه األصلي «عيال‬ ‫س�ي��س»‪ ،‬وج��رى تغييره ن�ظ� ً�را الع�ت��راض الرقابة على هذا‬ ‫االسم‪ ،‬وقيامها بحذف بعض املشاهد من العمل‪ .‬وهو من‬ ‫تأليف عمرو سمير عاطف وإخراج أحمد نادر جالل‪.‬‬ ‫ويعتبر العمل من نوعية أفالم البطولة الجماعية الشبابية‪،‬‬ ‫وهو من بطولة مجموعة من الشباب‪ ،‬هم أحمد مالك‪ ،‬وخالد‬ ‫قمر‪ ،‬وعلي إسماعيل‪ ،‬وك��ري��م أب��و الفتوح‪ ،‬وبيومي ف��ؤاد‪،‬‬ ‫وع ��دد كبير م��ن ض�ي��وف ال �ش��رف‪ ،‬منهم ح�س��ن حسني‪،‬‬

‫«عيال حريفة» فيلم تدور أحداثه في إطار كوميدي حول لعبة كرة القدم وكواليسها‬

‫وطلعت زك��ري��ا‪ ،‬وأحمد رزق‪ ،‬ومجدي عبد الغني‪ ،‬وبدرية‬ ‫طلبة‪ ،‬وخ��ال��د س��رح��ان‪ ،‬وإدوارد‪ ،‬وش��ري��ف رم��زي‪ ،‬وسعد‬ ‫الصغير‪ ،‬وميسرة‪ ،‬تدور أحداثه في كواليس عالم الشباب‬ ‫ومصطلحاتهم املنتشرة في الوقت الحالي‪.‬‬ ‫وفي األيام القليلة املاضية‪ ،‬تم عرض فيلم «سعيكم مشكور»‬ ‫ملدة أسبوع‪ ،‬لكن جرى رفعه من صاالت العرض لعدم تحقيقه‬ ‫أي إي��رادات‪ ،‬وتدور أحداثه في يوم واحد ومكان واحد‪ ،‬من‬ ‫خ�لال ج�ن��ازة عائلية يحضرها جميع أف��راد عائلة الفقيد‬ ‫لتقديم واجب العزاء‪ .‬ومع توالي أحداث الفيلم‪ ،‬تقع سلسلة‬ ‫كبيرة ال تنتهي من املفارقات الكوميدية بني أفراد العائلة‪،‬‬

‫التي تقوم في أغلبها على سوء الفهم واملواقف املحرجة التي‬ ‫يقع فيها كل منهم‪ .‬وشارك في بطولة العمل دينا‪ ،‬وطارق‬ ‫التلمساني‪ ،‬وبيومي فؤاد‪ ،‬واملطرب الشعبي محمود الليثي‪،‬‬ ‫ومن تأليف وإخراج عادل أديب‪.‬‬ ‫وحول أفالم العيد ومقارنة عددها بدور العرض املتاحة‪ ،‬يرى‬ ‫حسن عبد الفتاح‪ ،‬املسؤول عن إحدى دور العرض‪ ،‬أن املشكلة‬ ‫كبيرة ألن عدد األفالم كان أقل ً‬ ‫كثيرا من املتوقع‪ .‬ويضيف‬ ‫ً‬ ‫قائال‪« :‬ماذا نفعل في القاعات الفارغة‪ ،‬فجميع دور العرض‪،‬‬ ‫التي يبلغ عددها العشرات‪ ،‬يوجد في كل منها من ‪ 10‬إلى ‪15‬‬ ‫قاعة واألعمال املعروضة أربعة فقط» <‬ ‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪73‬‬


‫يعد موسم أفالم عيد األضحى‬ ‫بمصر لهذا العام‪ ،‬األضعف‬ ‫ما بني مواسم األعياد السابقة‬ ‫لخلوه من نجوم الشباك‪.‬‬ ‫واستقبلت دور العرض‬ ‫السينمائي مع إطاللة العيد‬ ‫أربعة أعمال سينمائية‪ ،‬بينما‬ ‫جرى تأجيل أكثر من عمل‬ ‫ألسباب مختلفة بعد أن كان‬ ‫من املقرر عرضها في هذا‬ ‫املوسم‪ .‬ويعلق حسن عبد‬ ‫الفتاح‪ ،‬املسؤول عن إحدى‬ ‫أهم دور العرض السينمائية‬ ‫ً‬ ‫بوسط القاهرة‪ ،‬قائال إن‬ ‫«موسم أفالم عيد األضحى لم‬ ‫يكن على املستوى املتوقع»‪.‬‬ ‫وأضاف‪« :‬نحن نمر بأزمة‬ ‫ونتعرض لخسائر فادحة لقلة‬ ‫عدد األفالم»‪.‬‬

‫فيلم «‪ 4‬كوتشينة» خروج للنور‬ ‫بعد سلسلة من التأجيالت‬

‫أربعة أعمال أبطالها من شباب املمثلني واملطربني الشعبيني‬

‫غياب نجوم الصف األول عن أفالم عيد األضحى في مصر‬

‫القاهرة‪ :‬سها الشرقاوي‬ ‫من األعمال التي تأخر تجهيزها لعرض العيد فيلم‬ ‫«من ضهر راجل»‪ ،‬وتم تأجيله لعدم االنتهاء من‬ ‫تصوير بقية مشاهده‪ ،‬وتدور أحداثه حول شاب‬ ‫بطل في لعبة املالكمة‪ ،‬وبعد تعرض أسرته لضيق الحال‬ ‫وع��دم حصوله على وظيفة مناسبة يتحول إل��ى بلطجي‪،‬‬ ‫يقوم ببطولته آسر ياسني‪ ،‬ويشاركه البطولة الفنان محمود‬ ‫حميدة وياسر جالل وصبري فواز ومحمد لطفي وشريف‬ ‫رمزي ووليد فواز وياسمني رئيس‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا عرض فيلم «الليلة الكبيرة» ً‬ ‫نظرا ملشاركته‬ ‫كما تأجل‬ ‫في مهرجان دبي السينمائي‪ ،‬وهذا العمل من نوعية األعمال‬ ‫الجماعية الشعبية التي تدور أحداثه في يوم واحد‪ ،‬ويشهد‬ ‫مشاركة مجموعة كبيرة م��ن النجوم تصل إل��ى عشرين‬ ‫‪72‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫ً‬ ‫نجما‪ ،‬وقام بكتابته املؤلف أحمد عبد الله ويخرجه سامح عبد‬ ‫ً‬ ‫العزيز‪ ،‬وتدور األحداث في أحد املوالد الشعبية‪ ،‬مستعرضا‬ ‫عالم ه��ذه امل��وال��د واألح��داث املصاحبة لها من حلقات ذكر‬ ‫ً‬ ‫وطقوس دينية مختلفة‪ ،‬وأيضا األسواق التي تقام حول هذه‬ ‫املوالد من خ�لال مجموعة من القصص والحكايات سواء‬ ‫للقائمني وال�ع��ام�ل�ين ف��ي ه��ذه امل��وال��د أو ل�ل��زائ��ري��ن ف��ي إط��ار‬ ‫اجتماعي درامي مشوق‪ .‬وتشارك في بطولته الفنانة سمية‬ ‫الخشاب‪ ،‬بعد غياب عن السينما دام ثالث سنوات‪ ،‬وتجسد‬ ‫شخصية فتاة تعمل في سيرك شعبي داخ��ل مولد يديره‬ ‫والدها ويشاركها البطولة زينة‪ ،‬ووفاء عامر‪ ،‬وأحمد بدير‪،‬‬ ‫وصفية العمري‪ ،‬وأحمد رزق‪ ،‬وسميحة أيوب‪ ،‬وياسر جالل‪،‬‬ ‫وأحمد خليل‪ ،‬وصبري فواز‪.‬‬ ‫أما األفالم التي بدأ عرضها مع بداية موسم العيد وما زالت‬ ‫في دور العرض حتى اآلن‪ ،‬فيدور أغلبها في قالب كوميدي‬ ‫اجتماعي‪ ،‬ويخلو معظمها من نجوم الصف األول‪ .‬ويشهد‬

‫ه��ذا املوسم ع��ودة بعض الفنانني إل��ى الساحة السينمائية‬ ‫كالفنان تامر حسني ال��ذي غاب عن السينما لفترة دامت‬ ‫ً‬ ‫تقريبا‪ .‬يأتي حسني في بداية السباق هذا‬ ‫ث�لاث سنوات‬ ‫العام بفيلم «أهواك» الذي تشاركه البطولة فيه الفنانة غادة‬ ‫عادل‪ .‬ويعتبر هذا التعاون األول بينهما‪.‬‬ ‫يدور العمل في قالب رومانسي كوميدي بني شاب يجسد‬ ‫دوره حسني ويعمل طبيب تجميل‪ ،‬وتتناول األحداث إعجاب‬ ‫الشاب بوالدة خطيبته التي يجدها أجمل من ابنتها‪ ،‬وتعتبر‬ ‫هذه املرة األولى التي تلعب فيها غادة عادل دور األم لفتاة‬ ‫شابة‪ .‬وشارك في البطولة كل من انتصار وإلهام عبد البديع‪،‬‬ ‫وأحمد مالك‪ .‬العمل من تأليف وليد يوسف ومحمد سامي‪،‬‬ ‫ومن إخراج محمد سامي‪ ،‬وإنتاج محمد السبكي‪.‬‬ ‫أم��ا العمل الثاني ال��ذي يخلو م��ن نجوم الصف األول فهو‬ ‫فيلم «عيال حريفة» ت��دور أحداثه في إط��ار كوميدي حول‬ ‫لعبة ك��رة ال �ق��دم وك��وال�ي�س�ه��ا‪ ،‬وي �ق��دم ال�ع�م��ل مجموعة من‬


‫مغربية أول محجبة تظهر في الحملة اإلعالنية لشركة ‪H&M‬‬

‫ماريا اإلدريسي‪ :‬أسعى لنشر الحجاب‬ ‫ليصبح أكثر شعبية في املاركات الشهيرة‬ ‫لندن‪ :‬مينا الدروبي‬ ‫م ��اري ��ا اإلدري � �س� ��ي‪ ،‬م ��دون ��ة إن�ج�ل�ي��زي��ة‬ ‫م��ن أص��ول مغربية‪ ،‬أصبحت اآلن أول‬ ‫عارضة أزياء مسلمة محجبة تظهر في‬ ‫الحملة اإلعالنية لشركة إت��ش آن��د إم (‪)H&M‬‬ ‫السويدية العاملة في مجال األزياء‪.‬‬ ‫وف��ي الفيلم القصير للحملة اإلعالنية الجديدة‬ ‫لشركة إتش آند إم (‪ )H&M‬الذي يحمل عنوان‬ ‫«الحلقة املغلقة» – موضة مستدامة م��ن خالل‬ ‫إع��ادة ت��دوي��ر امل�لاب��س؛ تظهر م��اري��ا‪ ،‬م��ن ضمن‬ ‫ال�ك�ث�ي��ر م��ن ال�ش�خ�ص�ي��ات األخ� ��رى‪ ،‬واق �ف��ة على‬ ‫مدخل أحد األبواب مرتدية نظارة شمسية مدورة‬ ‫م��ع ب�لاي��ز أب�ي��ض داخ��ل بنطلون واس��ع األرج��ل‪،‬‬ ‫ومعطف وردي مترب‪ ،‬مع حقيبة سوداء وحجاب‪.‬‬ ‫وج� ��اء ظ �ه��وره��ا ف��ي ج ��زء م��ن ال�ف�ي�ل��م القصير‬ ‫لتعزيز فكرة إعادة تدوير املالبس التي تروج لها‬ ‫شركة إتش آند إم (‪ ،)H&M‬التي أطلقت عليها‬ ‫حملة للوعي‪ .‬ونتيجة لهذه الحملة اإلعالنية‪ ،‬زاد‬ ‫تسليط الضوء على ماريا في وسائل التواصل‬ ‫االجتماعي‪ ،‬بينما كسبت الشركة قلوب الكثير‬ ‫من الناس في كل مكان بالعالم‪ ،‬خاصة الفتيات‬ ‫املسلمات‪.‬‬ ‫وفي حديث لها مع مجلة «املجلة»‪ ،‬أعربت ماريا‬ ‫عن رغبتها في رؤية الحجاب «ينتشر ويصبح‬ ‫أكثر شعبية في املاركات الشهيرة على مستوى‬ ‫ً‬ ‫مزيدا من السيدات على ارتدائه‪.‬‬ ‫العالم‪ ،‬وأشجع‬ ‫كما آمل أن يدرك األشخاص‪ ،‬الذين يعتقدون أن‬ ‫الحجاب شيء مجحف أو غير جذاب‪ ،‬مدى جماله‬ ‫وكيف يمنح املرأة الحرية التي تريدها»‪.‬‬ ‫وأضافت ماريا قائلة‪« :‬إن ارت��داء الحجاب يعني‬ ‫أن�ن��ي أستطيع تحقيق ال�ن�ج��اح‪ ،‬وأن�ن��ي طموحة‪،‬‬ ‫وأن �ن��ي ل�س��ت ب�ح��اج��ة إل ��ى اس �ت �خ��دام ج��اذب�ي�ت��ي‬ ‫الجنسية ألحقق ما أري��د»‪ .‬وأك��دت لـ «املجلة» أن‬ ‫«شركة إتش آند إم (‪ )H&M‬كانت متفهمة للغاية‬ ‫الطريقة الصحيحة الرتداء الحجاب‪ ،‬مما جعلني‬ ‫أشعر براحة كبيرة للغاية»‪.‬‬ ‫ماريا الكثير‬ ‫فيه‬ ‫ظهرت‬ ‫وقد ألهم اإلع�لان ال��ذي‬ ‫ّ‬ ‫من مصممي ومدوني األزياء‪ ،‬حيث علق الكثير‬ ‫ً‬ ‫منهم قائال‪« :‬لم تقم ماريا اإلدريسي فقط بعرض‬

‫لألزياء في حملة إعالنية لشركة‪ ،‬ولكنها أيقظت‬ ‫ال �ن��اس‪ .‬ف�ع�ب��ر ط��ري�ق��ة بسيطة وه ��ادئ ��ة‪ ،‬جعلت‬ ‫اآلخ��ري��ن ي�ن�ظ��رون إل��ى امل� ��رأة امل�س�ل�م��ة م��ن دون‬ ‫ازدراء‪.‬‬ ‫وقالت الفتاة املغربية املولودة في لندن‪« :‬إنه شعور‬ ‫رائع‪ .‬أعترف أنني قللت من شأن مدى االنتشار‬ ‫الذي قد يستطيع هذا اإلعالن تحقيقه‪ .‬لقد اتصلت‬ ‫بي بالفعل فتيات‪ ،‬وقلن لي إنهن لم يكن متأكدات‬ ‫بشأن ارت��داء الحجاب في البداية‪ ،‬ولكنهن اآلن‬ ‫يشعرن بثقة وفخر كبيرين بارتدائه‪ ،‬وهذا رائع»‪.‬‬

‫إن هذه الخطوة الواعية التي قامت بها شركة إتش‬ ‫آند إم (‪ )H&M‬لم تكن تتعلق باملوضة واألزياء‪،‬‬ ‫ب ��ل ب �ت �ق��دي��م األش� �خ ��اص ذوي ال �ب �ش��رة امل �ل��ون��ة‬ ‫للمجتمع‪ ،‬وتعزيز التنوع في وسائل اإلعالم‪ .‬وقد‬ ‫كانت خطوة ذكية من الشركة السويدية العمالقة‪،‬‬ ‫استطاعت م��ن خاللها توسيع ق��اع��دة عمالئها‬ ‫املستهدفني‪ ،‬وف��ي الوقت نفسه‪ ،‬االستفادة من‬ ‫«املكانة غير املستغلة» للمرأة املحجبة‪ ،‬واالعتراف‬ ‫بنمو ال�ق��درة الشرائية للمرأة املسلمة وال�ش��رق‬ ‫أوسطية في مجال األزياء <‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪71‬‬


‫حني يكتب بيرم التونسي‪ ..‬يمأل الفخراني أركان املسرح القومي‬

‫«ليلة من ألف ليلة» تنير ليالي املصريني بعد غياب طويل‬ ‫القاهرة‪ :‬هشام عبد العزيز‬ ‫تعرضت املسارح املصرية بعد ثورة يناير ‪،2011‬‬ ‫إل��ى ارت�ب��اك ف��ي عملها ال��ذي يبرمج ع��ادة بموسم‬ ‫كامل؛ حيث اقتحم مسارح الدولة مجموعة كبيرة‬ ‫من املسرحيني الشباب بمسرحيات تؤرخ عن طريق املسرح‬ ‫لحالة ‪ 25‬يناير‪ .‬وك��ان أبطال هذه الحاالت املسرحية شباب‬ ‫أغلبهم ممن تماهوا مع ثورة يناير‪ .‬وقد حاول بعض املنتجني‬ ‫املسرحيني التعاطي مع ه��ذه الحالة فأنتجوا ً‬ ‫كثيرا من هذه‬ ‫األعمال املسرحية‪ً .‬‬ ‫أخيرا‪ ،‬بدأ مسرح الدولة يستعيد حالته‬ ‫القديمة‪ ،‬فقدم الفنان املصري األشهر يحيى الفخراني من‬ ‫تراث املسرح املصري مسرحية «ليلة من ألف ليلة» من تأليف‬ ‫الشاعر واملسرحي بيرم التونسي (‪ 23‬مارس ‪ 5 - 1893‬يناير‬ ‫‪ )1961‬ومن بطولة يحيى الفخراني‪ ،‬لطفي لبيب‪ ،‬هبة مجدي‪،‬‬ ‫سلمى غ��ري��ب‪ ،‬ضياء عبد ال�خ��ال��ق‪ ،‬وامل�ط��رب محمد محسن‬ ‫ونجوم املسرح القومي‪ ،‬موسيقى وألحان أحمد صدقي‪ ،‬ديكور‬ ‫محمد الغرباوي‪ ،‬أزياء نعيمة العجمي‪ ،‬تنفيذ موسيقى يحيى‬ ‫املوجي‪ ،‬استعراضات مجدي صابر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مسرحيا‪ ،‬وقد سبق‬ ‫«ألف ليلة وليلة» أوبريت أكثر منه عمال‬ ‫تقديمه ً‬ ‫إذاعيا‪ ،‬من إخراج املخرج اإلذاعي يوسف الحطاب‪ ،‬وقام‬ ‫ببطولته ف��ؤاد شفيق‪ ،‬وشفيق نور الدين‪ ،‬وحسن البارودي‬ ‫ومحمد السبع‪ ،‬وشارك في الغناء املطربون املصريون شهرزاد‬

‫‪70‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫ً‬ ‫ومسرحيا سبق للفخراني‬ ‫وكارم محمود وسيد إسماعيل‪.‬‬ ‫نفسه تقديمها قبل ذل��ك ع��ام ‪ 1994‬بمشاركة أن�غ��ام وعلي‬ ‫الحجار‪ ،‬لكن فريق املسرح القومي قدمها في شكل جديد من‬ ‫حيث املوسيقى واألداء الحركي أو حتى جوها العام‪.‬‬ ‫الجديد في هذا العرض على املستوى الثقافي والفني هو نسبة‬ ‫اإلقبال العالية جدا‪ ،‬وهو ما دفع رئيس البيت الفني للمسرح‬ ‫املصري إل��ى التصريح ب��أن «العرض مستمر دون توقف ملا‬ ‫يحققه من حضور جماهيري إضافة إلي إيراداته الكبيرة التي‬ ‫تعد سابقة في تاريخ املسرح القومي»‪.‬‬ ‫املسرحية‪ /‬األوب��ري��ت بحبكة درام�ي��ة بسيطة كحال املسرح‬ ‫الغنائي كله‪ ،‬ويكمن إبداع بيرم التونسي في كلمات األغاني‬ ‫التي ّقربت النص التراثي األشهر ً‬ ‫عامليا إلى الوجدان املصري‬ ‫والعربي‪ ،‬على الرغم من أنه كتب األوبريت في فترة من تاريخ‬ ‫ً‬ ‫متأثرا فيها باملسرح الغربي‪ .‬ويبدو أن‬ ‫املسرح العربي كان‬ ‫ك�ث��رة ال �ع��روض امل�م�ص��رة ب��روح غربية أو الغربية الخالصة‬ ‫هي التي دفعت بيرم التونسي إلى اللجوء لعمل تراثي راسخ‬ ‫مثل ألف ليلة وليلة ليستلهمه في هذا األوبريت الذي ما فتئت‬ ‫م �س��ارح ال��دول��ة وك�ث�ي��ر م��ن امل�س��رح�ي�ين ال �ع��رب ي�ل�ج��أون إليه‬ ‫ويقدمونه في ثوب جديد كل فترة‪.‬‬ ‫ربما السبب في اإلقبال الشديد مرده وجود نجم كبير مثل‬ ‫الفخراني على رأس فريق العمل‪ ،‬وربما كان السبب طرافة‬ ‫النص واألغاني التي كتبها بيرم التونسي‪ ،‬وربما يعود السبب‬

‫إل��ى تعطش الجمهور إل��ى مسرح الدولة ال��ذي يطمئنون إلى‬ ‫دخوله بأسرهم وأوالده��م وبناتهم ً‬ ‫بعيدا عن ابتذال املسرح‬ ‫ال�خ��اص وقفشاته ال�خ��ارج��ة‪ .‬لكن امل��ؤك��د أن مسرحية «ليلة‬ ‫من ألف ليلة» أعادت طرح اسم بيرم التونسي مسرحيا‪ ،‬وهو‬ ‫الشاعر املصري الكبير ذي األص��ول التونسية‪ ،‬املولود في‬ ‫مدينة اإلسكندرية‪ ،‬بحي السيالة‪ ،‬والذي ارتبط في وقت مبكر‬ ‫من شبابه‪ ،‬بالفنان سيد درويش‪ ،‬وكتب له مجموعة من أشهر‬ ‫أغانيه‪ .‬ودخ��ل بيرم مجال الصحافة حني أص��در صحيفة‬ ‫«املسلة»‪ ،‬تبعها بعد ذلك بالعمل في عدة صحف مصرية‪ .‬وتم‬ ‫نفي بيرم التونسي عدة مرات؛ إلى تونس ثم إلى باريس‪ ،‬لتبدأ‬ ‫حياته كشاعر منفي يحن إلى وطنه ويظهر ذلك في أعماله‬ ‫التي كان يقوم بها وهو في املنفى‪ .‬وقامت ث��ورة ‪ 1952‬في‬ ‫مصر ففرح بها بيرم وأيدها وقال فيها األشعار واألزجال‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 1954‬حصل بيرم على الجنسية املصرية‪ .‬ثم دخل‬ ‫املجال الفني فألف الكثير من األغاني واملسرحيات الغنائية‬ ‫ألم كلثوم‪ ،‬وفريد األط��رش‪ ،‬وأسمهان‪ ،‬ومحمد الكحالوي‪،‬‬ ‫وش��ادي��ة‪ ،‬ون��ور ال�ه��دى‪ ،‬ومحمد ف��وزي‪ ،‬كما ق��دم العديد من‬ ‫األع�م��ال اإلذاع �ي��ة‪ .‬وم��ن أشهر أعماله غير «أل��ف ليلة وليلة»‬ ‫م��ون��ول��وج «ح��ات�ج��ن ي��اري��ت ي��ا اخ��وان��ا م��ارح �ت��ش ل �ن��دن وال‬ ‫باريس»‪ ،‬و«يا أهل املغنى دماغنا وجعنا»‪ ،‬و«ياحالوة الدنيا‬ ‫يا ح�ل�اوه»‪ ،‬و«ي��ا اللى تحب الفن وغ��اوي»‪ ،‬و«س�ي��رة الظاهر‬ ‫بيبرس»‪ ،‬و«أوبريت عزيزة ويونس»<‬


‫لوحة من الجرانيت كشفت عن‬ ‫وجود جدار سميك خلف أبو‬ ‫الهول وكتب على اللوحة التي‬ ‫اكتشفت عام ‪ 1990‬أن أبو الهول‬ ‫شاهد في منامه أن الهه يريد‬ ‫من خالل هذا الجدار حمايته من‬ ‫رمال الصحراء ( غيتي)‬

‫أصاخ فيها إلجابات العرافني في شؤون لها خطرها»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫اجتماعا‬ ‫واإلثينيون – على سبيل املثال – ال يعقدون‬ ‫ع� ً�ام��ا إال ح�ض��ره أه��ل التنبؤ م��ن ال�ك�ه��ان‪ .‬وخصص‬ ‫ً‬ ‫اإلس �ب��رط �ي��ون رج�ل�ا م��ن أه ��ل ال�ع�ي��اف��ة ل�ي�ت��ول��ى نصح‬ ‫امللوك‪ ،‬ويكون بمنزلة املستشار القضائي لهم‪ ،‬وقرروا‬ ‫يعقدها مجلس الشيوخ‪.‬‬ ‫أن يحضر الجلسات التي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ويفرد شيشرون بعد ذلك سياقا طويال يتناول فيه‬ ‫عشرات األمثلة لحوادث مفصلية سياسية وعسكرية‬ ‫ً‬ ‫محددا ً‬ ‫رئيسا في اإلقدام عليها أو‬ ‫كان التكهن بالغيب‬ ‫االمتناع عنها‪.‬‬

‫شيشرون والدكتورة تيسيه‬ ‫ما لفت نظري إلى الكتاب ودفعني للكتابة عنه‪ ،‬إلى‬ ‫ج��ان��ب أهميته امل�ع��رف�ي��ة ودالل �ت��ه ع�ل��ى ع�ص��ر ذهبي‬ ‫للجامعات املصرية‪ ،‬وط��راف��ة موضوعه‪ ،‬عامل آخر‬ ‫استوقفني من سنوات هو استمرار املفارقة عشرات‬ ‫القرون بني ثقافة عامة ترفع شعار العقالنية وواقع‬ ‫العقالني بامتياز‪.‬‬ ‫فما كتبه شيشرون عن الغرب قبل ميالد املسيح بعدة‬ ‫قرون ما زال يتمتع بنوع من االستمرار والتعايش بني‬ ‫العقل ونقيضه في الغرب‪ ،‬فمن يقرأ مذكرات نانسي‬ ‫ريجان زوجة الرئيس األميركي األسبق رونالد ريجان‬

‫الكتاب‪ :‬علم الغيب في العالم القديم‬ ‫املؤلف‪ :‬ماركوس شيشرون‬ ‫املترجم‪ :‬الدكتور توفيق الطويل‬ ‫الطبعة األولى‪ :‬الوراق للنشر‬ ‫سنة النشر‪2015 :‬‬

‫س��وف ي�ص��دم��ه ‪ -‬غ��ال� ً�ب��ا ‪ -‬ال ��دور ال ��ذي لعبته ع��راف��ة‬ ‫أميركية شهيرة في حياة الرئيس األميركي وعائلته‪،‬‬ ‫وإذا انتقلنا إلى شرق األطلنطي في باريس عاصمة‬ ‫ً‬ ‫نموذجا يبدو كما لو‬ ‫التنوير والعقالنية سيجد أمامه‬ ‫كان قد هرب من قلب التاريخ الروماني القديم ليستقر‬ ‫في قلب اإلليزيه‪ ،‬وأعني بذلك إليزابيث تيسيه العرافة‬ ‫دورا ً‬ ‫التي لعبت ً‬ ‫كبيرا في حسم القرار في موضوعات‬ ‫سياسية كبيرة ‪ -‬منها قرار فرنسا باالشتراك في‬ ‫حرب تحرير الكويت ‪ -‬عبر تقديم نبوءاتها للرئيس‬ ‫الفرنسي األسبق فرنسوا ميتيران‪ ،‬وهي بعد سنوات‬ ‫من رحيله كانت تحصل على الدكتوراه من جامعة‬ ‫السوربون العريقة أمام لجنة من كبار األساتذة في‬ ‫علم النفس والفلك‪ ،‬عن أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‬ ‫في «علم التنجيم»‪.‬‬ ‫وقالت تيسييه إنها عكفت على إعداد هذه األطروحة‬ ‫على م��دى ع��دة س�ن��وات‪ ،‬وإن�ه��ا كانت تجمع مادتها‬ ‫بموازاة الجهد الذي تبذله إلصدار كتاب في مطلع كل‬ ‫عام‪ ،‬يحتوي على تنبؤاتها للعام الجديد‪ .‬وفي داللة‬ ‫مهمة على «املزاج العام» في «عاصمة التنوير» تحقق‬ ‫كتب العرافة الفرنسية ً‬ ‫أرقاما عالية في سوق املبيعات‪،‬‬ ‫و«ه ��ي مقسمة إل��ى ع��دة ف �ص��ول‪ ،‬منها م��ا يتناول‬ ‫أوض��اع العالم من النواحي السياسية واالقتصادية‬ ‫والعسكرية‪ ،‬ومنها ما هو مخصص للقارة األوروبية‪،‬‬ ‫ولفرنسا‪ ،‬انتهاء بفصل عن طالع كل برج من األبراج‬ ‫على امتداد أشهر السنة»‪.‬‬ ‫وحسب العرافة ك��ان الرئيس الفرنسي «يستقبلها‬ ‫على اإلف�ط��ار أو ال�غ��داء‪ ،‬بني الحني واآلخ��ر‪ ،‬ويتناول‬ ‫الطعام معها على انفراد‪ ،‬من دون ان يحاول التكتم‬ ‫على تلك ال�ل�ق��اءات أو املحافظة على سرية مكاملاته‬ ‫الهاتفية معها»‪« .‬وكان آخر لقاء بني الرئيس وعرافته‬ ‫ج��رى ف��ي ال�ش�ه��ر األخ �ي��ر م��ن ع��ام ‪ .1994‬وسألها‬ ‫الرئيس خالله عما تراه بخصوص وضعه الصحي‪،‬‬ ‫فسكتت ولم تواتها الشجاعة ملصارحته بأنها ترى‬ ‫طالعة سيئة»‪!.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فرعيا» يستحق االحتفاء من‬ ‫«مسارا‬ ‫والكتاب يظل‬ ‫الباحثني واملشغولني بعالم األفكار الذين يتشوقون‬ ‫إلى أن تنال الكتابات ذات الطبيعة املعرفية والثقافية‬ ‫ال �ق��در ال ��ذي تستحقه م��ن إن �ت��اج امل�ط��اب��ع‪ ،‬وبخاصة‬ ‫في ظل طغيان غير مسبوق للسياسي ‪ -‬وبخاصة‬ ‫ال�س�ج��ال��ي ‪ -‬ع�ل��ى م��ا س ��واه م��ن ال�ك�ت��اب��ات‪ ،‬وه��و أم��ر‬ ‫تفسره األجواء السياسية السائدة في العالم العربي‬ ‫منذ الربيع العربي‪ ،‬وإن كان غير مبرر في كل األحوال‪.‬‬ ‫وال�ت�ن�ب��ؤ ‪ -‬وغ �ي��ره م��ن ال �ظ��واه��ر امل �ع��روف��ة اص�ط� ً‬ ‫لاح��ا‬ ‫ب��ال �ظ��واه��ر ال �خ��ارق��ة ‪ -‬ال ت�ح�ظ��ى ب��اه�ت�م��ام ك�ب�ي��ر من‬ ‫الباحثني الجادين في العالم العربي‪ ،‬فباستثناء كتابات‬ ‫العالمة الراحل الدكتور توفيق الطويل والعالمة العراقي‬ ‫الراحل علي الوردي‪ ،‬وسلسلة ممتعة أصدرها الكاتب‬ ‫راجي عنايات‪ ،‬تفتقر املكتبة العربية إلى دراسات جادة‬ ‫في هذا املجال الشيق‪ ،‬وتكاد النسبة األكبر من الكتب‬ ‫الرائجة التي تتناوله تفتقر إلى العلمية واملوضوعية‪.‬‬ ‫ويبقى أن كثرة الطلب عليها ‪ -‬رغم طبيعة محتواها ‪-‬‬ ‫ً‬ ‫مؤشرا على تجذر الفكرة في الثقافة العربية املعاصرة‬ ‫التي ال تزال تتداول مؤلفات من التراث كتبت منذ قرون‬ ‫واصطبغت بصبغة دينية واعتمد كثير منها تتبع‬ ‫الغرائب دون تدقيق <‬ ‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪69‬‬


‫من القصص املثيرة في تاريخ ظاهرة التنبؤ بالغيب قصة أوردها الكاتب‬ ‫األميركي ريتشارد نوكس في مشاركة له في كتاب ‪The Book of Time‬‬ ‫ترجم للعربية باسم‪« :‬فكرة الزمان عبر التاريخ»‬

‫كتاب‪ :‬علم الغيب في العالم القديم‬

‫العقل البشري في مرآة التنبؤ‬ ‫دبي‪ :‬ممدوح الشيخ‬ ‫يقول نوكس‪« :‬الحظ الفلكيون املصريون‪ ،‬طيلة‬ ‫مئات من السنني التي سجلوا فيها األحداث‬ ‫الفلكية‪ ،‬أن كسوف الشمس وخسوف القمر‬ ‫يتبعان دورة تستغرق ثمانية عشر ً‬ ‫عاما وأحد عشر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تقريبا‪ ،‬لكي تكتمل‪ ..‬وكل خسوف يشكل جزءا‬ ‫يوما‪،‬‬ ‫ً‬ ‫من سلسلة من الخسوفات تتغير فيها تدريجيا مواقع‪:‬‬ ‫الشمس والقمر واألرض بالنسبة إلى بعضها‪ ،‬وذلك‬ ‫نتيجة تغير بطيء غير منتظم‪ ..‬وهذه الدورة وتسمى‬ ‫الساروس احتفظ كهنة املعابد الفرعونية بأسرارها‬ ‫ضمن سائر املعارف العلمية األخرى»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ظاهريا‪،‬‬ ‫«ومنحتهم هذه املعرفة باألسرار قوى مدهشة‪،‬‬ ‫على التنبؤ‪ ،‬بل على التحكم الظاهري في السموات‪ ،‬إذ‬ ‫كان بوسعهم أن يتنبأوا بأن إله الشمس سوف يحتجب‬ ‫نتيجة املعاصي التي يرتكبها الشعب‪ .‬ف��إذا ما حدث‬ ‫الكسوف أمكن الكهنة أن يبشروا باستعادة الشمس‪،‬‬ ‫وفق شروطهم الخاصة»‬

‫ً‬ ‫السياسي ‪ /‬الفيلسوف مؤرخا للتنبؤ!‬ ‫وفي عام ‪ 1996‬أصدرت كتابي‪« :‬التنبؤات واألحالم من‬ ‫الخرافة إلى العلم» بعد رحلة طويلة في املكتبة العربية‬ ‫ً‬ ‫بحثا عن مصادر ذات قيمة علمية وسط ركام الكتابات‬ ‫ال�ت��ي تطفح ب��ال�خ��راف��ة ع��ن ع��ال��م م��ا يسمى «ال�ظ��واه��ر‬ ‫الخارقة» (التنبؤ ‪ -‬التخاطر – األح�لام)‪ ،‬وخ�لال هذه‬ ‫التجربة صادفتني رسالة أكاديمية متميزة لألكاديمي‬ ‫املعروف األستاذ الدكتور توفيق الطويل ‪ -‬رحمه الله‬ ‫رحمة واسعة ‪ -‬عنوانها‪« :‬التنبؤ بالغيب عند مفكري‬ ‫اإلسالم»‪ ،‬وهي عمل نادر املثال في هذا الباب‪.‬‬ ‫وق ��د ل�ف��ت ن �ظ��ري أن ال��دك �ت��ور ال �ط��وي��ل ي�ت�ح��دث فيها‬ ‫بتقدير كبير ع��ن ك�ت��اب م��ن األم �ه��ات ف��ي ه��ذا ال�ب��اب‬ ‫هو‪« :‬علم الغيب في العالم القديم» لفيلسوف الرومان‬ ‫وخطيبهم م��ارك��وس ش�ي�ش��رون‪ .‬وال�ط��وي��ل ي�ق��ول عن‬ ‫كتاب شيشرون‪« :‬وقد شرعت في ترجمة هذا النص‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتقديرا ملنهج بحثه‪ ،‬وكنت في ذلك‬ ‫إعجابا به‬ ‫القديم‬ ‫الحني أقوم بوضع رسالتي للدكتوراه‪ ،‬وقد كانت دراسة‬ ‫مقارنة في موضوع األحالم عند مفكري اإلسالم‪ ،‬ثم‬ ‫الحظت فجأة أن بني موضوعها وموضوع هذا الكتاب‬ ‫‪68‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫عالقة عموم وخصوص!‪ ..‬فخطر لي أن ألحق الترجمة‬ ‫مع التعليق عليها برسالة الدكتوراه»‪.‬‬ ‫وال ب��أس هنا من ش��يء من الشعور باألسى على ما‬ ‫لحق بحال الجامعات املصرية بعد ه��ذا الجيل املبدع‬ ‫الصبور املدقق!‬ ‫وشيشرون رجل غرق في بحر السياسة حتى أذنيه‪،‬‬ ‫وقد كتب هذا الكتاب املوسوعي كجزء من سجال كبير‬ ‫كان يدور في عصره حول علم الغيب‪« ،‬وكان الغرض‬ ‫من تأليفه مناقشة التكهن بالغيب في مختلف أساليبه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تأريخيا ال‬ ‫تحليليا ‪/‬‬ ‫وتفنيدا»‪ ،‬وهو جعله عمال‬ ‫تأييدا‬ ‫يخلو من متعة وإثارة‪ ،‬وال يخلو ‪ -‬وهذا هو األهم لقراءة‬ ‫معاصرة ‪ -‬من دالالت سياسية وثقافية لم تزل ماثلة‬ ‫في ثقافة القرن الحادي والعشرين!‬

‫االعتقاد في التنبؤ‬ ‫ً‬ ‫اعتقادا‬ ‫يستهل ماركوس شيشرون مؤلفه بأن يقرر أن‬ ‫ً‬ ‫قديما انحدر إلى عصره مفاده إيمان «سائر الشعوب»‬ ‫ب��وج��ود ن��وع م��ن «ال�ت�ك�ه��ن ب��ال�غ�ي��ب» ب�ين ب�ن��ي البشر‪،‬‬ ‫ً‬ ‫واألشوريون مثال مكنتهم سعة السهول التي عاشوا‬ ‫فيها ومنظر السموات التي تمتد مكشوفة على مدى‬ ‫البصر من أن يالحظوا مسالك الكواكب‪ ،‬وأن يرقبوا‬ ‫حركاتها‪ ،‬فسجلوا ما أدتهم إليه مشاهداتهم‪ ،‬وورثوا‬ ‫األجيال التي تلتهم ما تحمله حركات الكواكب من دالالت‬ ‫على ح�ظ��وظ ال�ن��اس‪ .‬وم��ن أب�ن��اء الشعب نفسه عرف‬ ‫الكلدانيون‪ ،‬ويرجح أنهم واصلوا مالحظة املجموعة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫النجمية زم��ان��ا ط��وي�لا واستغلوا ه��ذه امل�ش��اه��دات في‬ ‫إقامة علم يمكنهم من التنبؤ بحظوظ الناس‪.‬‬ ‫ويلخص شيشرون التأثير الكبير ‪ -‬بل االستثنائي ‪-‬‬ ‫للتنبؤ بالغيب في الشؤون العامة في عصر بالتساؤل‪:‬‬ ‫«وفي الحق أية هجرة قام بها اإلغريق إلى إيتوليا‪ ،‬أو‬ ‫أيونيا أو آسيا أو صقلية أو إيطاليا‪ ،‬قبل أن يستشيروا‬ ‫ال�ك��اه�ن��ة (ب�ي�ث�ي��ا) أو يتلقوا ال��وح��ي م��ن (دودون � ��ا)‪ ،‬أو‬ ‫(جوبتر آم��ون)؟ أو أية حرب خاض اإلغريق غمارها‬ ‫ً‬ ‫قبل أن يلتمسوا نصيحة اآللهة أوال»؟‬ ‫ويثير شيشرون قضية مهمة ه��ي أن القدماء كانوا‬ ‫أكثر ً‬ ‫تأثرا بالنتائج العملية منهم باالقتناع املنطقي‪،‬‬ ‫وه��و ف��ي م��وض��ع آخ��ر ي �ق��ول‪« :‬وأظ ��ن أن��ه ينبغي عند‬ ‫البحث في طرق التكهن بالغيب‪ ،‬وأن نهتم بنتائجها‬ ‫ال أن نعنى بأسبابها‪ ،‬فإن هناك قوة طبيعية خاصة‬

‫تكشف املحجب من أنباء املستقبل»‪ ،‬وهاتان العبارتان‬ ‫تلخصان ‪ -‬على نحو دقيق ‪ -‬الصلة بني العقل البشري‬ ‫والظواهر الخارقة حتى القرن الحادي والعشرين!‬ ‫وأم��ا الفالسفة ف�ق��دم��وا أدل��ة لبقة على ص��دق التنبؤ‬ ‫بالغيب‪ ،‬واملثير أكثر فيما يتصل بالصورة النمطية‬ ‫عن العقل الفلسفي الغربي وعقالنيته يقول شيشرون‪:‬‬ ‫«س��ائ��ر ال�ف�لاس�ف��ة ‪ -‬م��ع اس�ت�ث�ن��اء أب�ي�ق��ور ‪ ..-‬سلموا‬ ‫بالتكهن بالغيب»‪ .‬والتكهن نوعان‪ :‬أولهما يعتمد على‬ ‫الصناعة‪ ،‬وثانيهما يستند إلى الطبيعة‪.‬‬

‫الكهانة تصنع السياسة‬ ‫ت �ح��ت ع� �ن ��وان‪« :‬أث� ��ر ال�ت�ك�ه��ن ف ��ي ت��وج �ي��ه ال�ح�ك��وم��ات‬ ‫والشعوب ً‬ ‫قديما» يتساءل شيشرون بعبارة واضحة‬ ‫عن انتفاء التعارض بني قيمتي‪ :‬العقالنية والنظام من‬ ‫ناحية‪ ،‬وبني التكهن بالغيب كظاهرة العقالنية بامتياز‪،‬‬ ‫يقول شيشرون‪« :‬من ذا الذي فاته أن يالحظ أن استنباء‬ ‫الطيور وس��ائ��ر أساليب التكهن بالغيب‪ ،‬ت��زده��ر أيما‬ ‫ازدهار في أعظم األمم ً‬ ‫نظاما؟ وأي ملك وأي شعب لم‬ ‫يستخدم التنبؤ في شؤونه؟»‪ .....‬ويضيف شيشرون‪:‬‬ ‫«وإني ألعود اآلن إلى األحداث التي وقعت في بالدنا‪ :‬كم‬ ‫من مرة أمر مجلس الشيوخ الحكام العشرة ذوي الحكم‬ ‫املطلق‪ ،‬أن يستوحوا كتب الكاهنة في دلفي؟ وكم مرة‬



‫بو‬

‫ر‬

‫تر‬

‫يه‬

‫هذا« ّ‬ ‫املاسي »‪ ..‬زعيم وسفير أممي‬ ‫‪ -1‬الطفل النجم األرجنتيني ليونيل ميسي من (مواليد‪ )1987‬كاد ينطفئ لوال‬ ‫ّ‬ ‫الحظ‪ ،‬فقد كان يمكن أن ينتهي باملوت‪ ،‬أو اإلعاقة مدى الحياة‪ ،‬مثل ماليني‬ ‫ّ‬ ‫تمتد إليهم‪ ،‬كطوق‬ ‫األط�ف��ال املعذبني في األرض الذين ال يجدون ي� ً�دا رحيمة‬ ‫النجاة ْ‬ ‫قبيل الغرق‪.‬‬ ‫لناد محلي‪ ،‬وفي عام ‪ 1995‬انتقل‬ ‫في سن الخامسة‪ ،‬بدأ ميسي لعب كرة القدم ٍ‬ ‫إلى نيولز أولد بويز في مدينة روساريو مسقط رأسه‪ ،‬ولكن‪..‬‬ ‫ اكتشف في ‪ 1998‬أنه يعاني من نقص هرمونات النمو‪ ،‬وأظهر نادي ريفر بليت‬‫رغبته في ّ‬ ‫ضم ميسي إلى العبيه‪ ،‬لكن إدارة النادي افتقرت إلى املال الكافي لدفع‬ ‫ً‬ ‫تكاليف عالج حالته‪ ،‬البالغة آنذاك ‪ 900‬دوالر شهريا‪..‬‬ ‫ األك�ي��د الثابت أن إدارة ال�ن��ادي ل��م تكن فقيرة إل��ى امل��ال فقط‪ ،‬ب��ل وإل��ى نظرة‬‫مجهرية تجعلها تكتشف املعدن الذهبي للقدم اليسرى املهاجمة لدى هذا الطفل‪.‬‬ ‫َ‬ ‫خير من ْ‬ ‫ ميسي كان‪ ،‬على حد عبارة (املتنبي) عن نفسه‪ُ :‬‬‫تسعى به ق َد ُم‪.‬‬ ‫ أما عائلة ليونيل‪ ،‬فلم تكن أوضاعها االقتصادية مساعدة على توفير ‪900‬‬‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫وأب عامل في مصنع‪ ،‬وأ ّم عاملة‬ ‫دوالر شهريا‪ ،‬فهي مؤلفة من أخوين‪ ،‬وأخت‪ٍ ،‬‬ ‫نظافة‪.‬‬ ‫ وأمام جيب نظيف من النقود‪ ،‬كان ال بد من صدفةٍ ذهبية إلنقاذ هذا الطفل‬‫ذي املوهبة املبكرة‪.‬‬ ‫‪ -2‬يقول مثل مصري طريف‪ :‬الكتكوت الفصيح من البيضة يصيح‪.‬‬ ‫ وهذا ما حصل مع ليونيل ميسي الذي برهنت بشائره األولى على أنه مخلوق‬‫منذور لكرة القدم‪،‬‬ ‫ ولكن‪ ،‬من سوف يحمي البيضة ويرى الكتكوت ويرهف السمع إلى فصاحته‬‫املبكرة؟‬ ‫ موهبة كرة القدم وحدها ال تكفي‪ ،‬وال بد من ضربة كرة أخرى‪ :‬كرة القدر‪.‬‬‫‪ - 3‬ال بد من «جواهرجي» ينفض التراب عن التبر‪...‬‬ ‫ س��وف ي�ق��وم «ك��ارل��وس ري�ك�س��اش» امل��دي��ر ال��ري��اض��ي ل�ن��ادي برشلونة‪ ،‬ب��دور‬‫«الجواهرجي»‪ .‬لقد سمع بموهبة «ميسي»‪ ،‬ورآه‪ ،‬فأذهله وداخ‪ ،‬وتتالت األحداث‬ ‫سريعة‪ ،‬فحصلت عائلة ميسي على فرصة لتعرض ليونيل على نادي برشلونة‪،‬‬ ‫فانتقل مع والده إلى إسبانيا‪ ،‬وعاملوه بما يليق بمن سوف يكون ً‬ ‫نجما ‪ -‬كانوا‬ ‫منتبهني إل��ى أنهم إزاء ش��يء عجب‪ ،‬فتكفلوا بمصاريف عالجه‪ ،‬وب��دأ ميسي‬ ‫يلعب في فرق الشباب في النادي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫‪ - 4‬في أول ظهور له في موسم ‪ ،2005 - 2004‬حطم ً‬ ‫قياسيا مسجال باسم‬ ‫رقما‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫فريقه ألصغر الع��ب يسجل هدفا في ال��دوري‪ ،‬ومنذ ذل��ك التاريخ لم يكف عن‬ ‫ّ‬ ‫التألق‪ ،‬في أبريل (نيسان) ‪ ،2011‬اختير ميسي في «تايم ‪ ،2011 »100‬قائمة‬ ‫‪66‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫املجلة السنوية ألكثر األشخاص تأثيرا في العالم‪.‬‬ ‫ وحني أطلق ميسي صفحة «فيسبوك» في أبريل ‪ ،2011‬وخالل ساعات قليلة‪،‬‬‫حصدت صفحته أكثر م��ن ‪ 6‬ماليني معجب‪ ،‬وق��د تخطت صفحة «فيسبوك»‬ ‫الرسمية لالعب حاجز ‪ 80‬مليون معجب حتى أواخر ‪.2015‬‬ ‫‪ - 5‬الطفل الذي كان ينقصه ‪ 900‬دوالر أميركي شهريا لعالج نقص هرمونات‬ ‫ّ‬ ‫النمو‪ ،‬صار ّ‬ ‫غنيا‪ ،‬وراتبه الشهري وامتيازاته هي أرقام فلكية قادرة حتى على‬ ‫ُ‬ ‫بعض رؤساء الجمهوريات في بلدان لعالم‪.‬‬ ‫عاب‬ ‫ِ‬ ‫إسالةِ ل ِ‬ ‫ قبل خمس سنوات‪ ،‬في مارس (آذار) ‪ ،2010‬صنفت مجلة «فرانس فوتبول»‬‫ميسي على قمة قائمة أغنى العبي ك��رة القدم في العالم‪ ،‬بثروة مقدارها ‪29‬‬ ‫مليون جنيه إسترليني‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫‪ - 6‬يمكن للثراء الفاحش بعد الفقر األفحش أن يكون فرصة للتذكر ال النسيان‬ ‫ْ َ‬ ‫وهذا ما قام به ليونيل ميسي حني تذكر عذاباته الشخصية‪ ،‬فأنشأ عام ‪2007‬‬ ‫«مؤسسة ليو ميسي الخيرية»‪ ،‬وه��ي تساهم ف��ي تأمني التعليم‪ ،‬والرعاية‬ ‫الصحية لألطفال في األرجنتني‪ ،‬وقال ميسي‪« :‬اكتسابي القليل من الشهرة‬ ‫َ‬ ‫اآلن أتاح لي الفرصة ملساعدة الناس الذين هم بحاجة لها حقا‪ ،‬وخصوصا‬ ‫األطفال»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ في ‪ ،2010‬تم اعتماد ميسي سفيرا للنيات الحسنة من قبل منظمة الطفولة‬‫األممية‪.‬‬ ‫‪ -7‬لم تطمح كلمات البورتريه هذه إلى إحصاء أه��داف ميسي‪ ،‬فالفرجة على‬ ‫ّ‬ ‫ٌّ‬ ‫حركات األقدام لذة أخرى غير لذة قراءة حروف األقالم‪.‬‬ ‫ ولم تحلم هذه الكلمات بتعداد األحذية الذهبية التي نالها‪ ،‬أو تلك التي تنتظر‬‫ميسي جزاء اإلبداع‪ ،‬وتحطيم أرقام قياسية أخرى‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بأفراح رشها «ميسي» على جماهير‬ ‫ وال ترمي إلى رفع كؤوس البطولة املليئة‬‫ٍ‬ ‫تعاني من نقص هرمونات السعادة في املالعب‪..‬‬ ‫َ‬ ‫ وأم��ام هذه املسيرة املتوجة ُ‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الالعب الخرافي‬ ‫افتخر مواطن ُه‬ ‫بالعال والظفر‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وصرح بالفم املآلن‪« :‬ميسي خليفتي»‪.‬‬ ‫«دياغو مارادونا»‬ ‫‪ - 8‬ع�ف� ً�وا‪ ،‬على ط��ول امل�ق��ال‪ ،‬ل��م أنتبه إل��ى األس��د ال��راب��ض ف��ي اس��م ه��ذا الالعب‬ ‫(ليونيل)‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وكتبت لقب هذا الالعب بالعربية هكذا‪ :‬ميسي واألرجح أن «ميسي» مشتق‬ ‫‬‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ماسي‪.‬‬ ‫األصح‪:‬‬ ‫من الذهب واملاس‪ ،‬وفي هذه الحالة فإن‬

‫نص‪ :‬منصف املزغين‬ ‫ريشة‪ :‬علي املندالوي‬


‫املطبخ الكمبودي غني بنكهاته املتعددة وروائحه الزكية‬

‫على مساحة ‪ 400‬كيلومتر مربع من األراض��ي‬ ‫املغطاة ً‬ ‫جزئيا بالغابات‪ ،‬وهو محاط بخندق مائي‪،‬‬ ‫حفظه من ال�غ��زاة لقرون كثيرة‪ .‬ويمثل أنغكور‬ ‫وات ّ‬ ‫مجمع معابد تضم أروع املنحوتات الحجرية‪،‬‬ ‫شيدها امللك سرفارمان الثاني في بداية القرن‬ ‫الثاني عشر ليكون املعبد الرسمي لإلمبراطورية‬ ‫الخميرية وعاصمتها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫هندوسيا‪ ،‬ثم أصبح معبد ا ً‬ ‫بوذيا‬ ‫وكان معبد ا‬ ‫في نهاية القرن الثالث عشر‪ ،‬عندما ق��ام امللك‬ ‫سرندرفرمان زوج ابنة بخلع امللك جيافارمان‬ ‫عن الحكم‪ .‬وكان سرندرفرمان قد قضى عشر‬ ‫سنوات في سريالنكا‪ُ ،‬‬ ‫راهبا ً‬ ‫وعني فيها ً‬ ‫بوذيا‪،‬‬ ‫فقرر أن يبدل ال��دي��ان��ة الرسمية إلمبراطورية‬ ‫ال�خ�م�ي��ر م��ن ال�ه�ن��دوس�ي��ة إل ��ى ال �ب��وذي��ة‪ .‬ومما‬ ‫سهل عملية تغيير الدين هو تفشي الفساد‬ ‫ال�س�ي��اس��ي‪ ،‬ح�ي��ث س ��ارع امل��واط �ن��ون ب��ال��دخ��ول ف��ي ال��دي��ان��ة‬ ‫الجديدة من دون الحاجة إلى أي كسب مادي أو قوة‪ .‬ومن‬ ‫ه�ن��ا‪ ،‬ت�ح��ول أن�غ�ك��ور وات م��ن معبد ه�ن��دوس��ي إل��ى معبد‬ ‫لالستخدام ال�ب��وذي‪ .‬وظلت كمبوديا تعتنق البوذية حتى‬ ‫وقتنا الحاضر‪.‬‬ ‫وتعتبر هذه املعابد رم� ً�زا ً‬ ‫وطنيا وصورتها تتوسط العلم‬ ‫الكمبودي‪ .‬ومن طريف ما يروى أنه عند اختيار مجموعة‬ ‫م��ن ال�ج��والت السياحية ل��دى أح��د امل��رش��دي��ن السياحيني‪،‬‬ ‫تساءلت «املجلة» عن ضرورة زيارة معابد أنغكور وات من‬ ‫عدمها‪ ،‬فأجاب املرشد السياحي بصرامة محببة‪ ،‬ولكنها‬ ‫مفاجئة بعض ال�ش��يء بجديتها‪« :‬إذا زرت سيم ري��ب أو‬ ‫حتى كمبوديا‪ ،‬ول��م تمر على أنغكور وات‪ ،‬فأنت ل��م تزر‬ ‫ً‬ ‫البالد أص�لا‪ .‬أن��ت هنا ويجب عليك أن ت��زوره��ا‪ ،‬وإال ملاذا‬ ‫ً‬ ‫أتيت أصال؟!»‪.‬‬ ‫أما العاصمة بنوم بنه في جنوب وسط البالد‪ ،‬والتي تعرف‬ ‫بلقب «ل��ؤل��ؤة آس �ي��ا»‪ ،‬فهي تقع على ض�ف��اف ‪ 3‬أن�ه��ار هي‬

‫الزواج الكمبودي التقليدي في شالالت كبالن قرب سيم ريب‬

‫تونلي ساب وميكونغ وباساك‪ .‬وأينما تجولت في العاصمة‬ ‫فإنك محاط باملياه‪ ،‬ويمكن الجلوس على ضفاف األنهار‪،‬‬ ‫ومراقبة املراكب البحرية واالستمتاع بمنظر األشجار الكثيفة‬ ‫في كل مكان‪.‬‬ ‫أما حديقة الحيوان املعروفة باسم «فنوم تاماو»‪ ،‬فهي محمية‬ ‫كيلومترا ً‬ ‫ً‬ ‫مربعا وتضم نحو‬ ‫طبيعية تمتد على مساحة ‪24‬‬ ‫‪ 100‬نوع من املخلوقات البرية‪ .‬ويمكن للشخص التفاعل‬ ‫مباشرة مع الحيوانات واللعب معها وإطعامها‪ ،‬فالقرود‬ ‫والغزالن وحيوانات الرنة تسرح في كل مكان‪ ،‬وما إن يحمل‬ ‫املرء في يده بعض ثمار املوز‪ ،‬حتى تقترب منه تلك الحيوانات‬ ‫البرية بلطف ً‬ ‫طلبا للطعام‪.‬‬ ‫كما تحفل العاصمة بالكثير من املواقع األثرية مثل القصر‬ ‫امللكي واملتحف الوطني والباغودا الفضي‪ ،‬وهو بناء خشبي‬ ‫مصمم وف��ق ط��راز الخمير الهندسي ال��ذي يتميز بكثافة‬ ‫استخدام األخ�ش��اب‪ ،‬وكلها أماكن يمكن زيارتها برسوم‬ ‫رمزية التتجاوز ‪ 10 - 5‬دوالرات أميركية‪.‬‬

‫أينما يتجول السائح في تلك البالد يجد صاالت‬ ‫املساج بأنواعه‪ ،‬فهناك مساج الخمير التقليدي‪،‬‬ ‫إلى جانب مساج خشب البامبو ومساج زيت‬ ‫ج ��وز ال �ه �ن��د وم �س��اج األي � ��دي األرب � ��ع وم �س��اج‬ ‫ال �ق��دم�ين ب��أس �ع��ار زه �ي��دة‪ ،‬ت �ب��دأ م��ن دوالري ��ن‬ ‫ً‬ ‫دوالرا بحسب نوع‬ ‫للساعة الواحد وحتى ‪30‬‬ ‫املساج وفخامة الصالة‪ .‬وتوجد تلك الصاالت‬ ‫ً‬ ‫غالبا ضمن األس��واق كالسوق الليلي والسوق‬ ‫الروسي في سيم ريب واألس��واق التقليدية في‬ ‫العاصمة بنوم بنه‪ .‬وك��ان من املالحظ انتشار‬ ‫عيادات طب األسنان في أكثر الشوارع الرئيسية‪.‬‬ ‫وعند ال�س��ؤال عن مستوى الخدمة وأسعارها‪،‬‬ ‫يظهر أنها تتمتع بمستوى طبي متقدم في هذا‬ ‫امل�ج��ال م��ع ت��واض��ع أس�ع��اره��ا‪ ،‬م�ق��ارن��ة بجارتها‬ ‫تايالند أو حتى بكثير من الدول العربية‪.‬‬

‫االقتصاد والتنمية‬ ‫تضاعف ع��دد ال�س�ي��اح ف��ي ال�ع��ام�ين األخ�ي��ري��ن م��ن نحو‬ ‫مليوني سائح ‪ 2009‬إلى ما يقارب ‪ 4.5‬مليون سائح عام‬ ‫‪ ،2014‬وذلك بحسب أحدث إحصائيات وزارة السياحية‬ ‫ال �ك �م �ب��ودي��ة‪ ،‬وه ��و م ��ا ي�ش�ي��ر إل ��ى ان �ت �ع��اش ال �ب�ل�اد على‬ ‫ً‬ ‫املستوى السياحي‪ .‬كما أن البالد تحقق ً‬ ‫نموا متواصال‬ ‫تقدر نسبته بنحو ‪ 8‬في املائة على مدار السنوات العشر‬ ‫املاضية‪ ،‬باستثناء عام ‪ 2008‬الذي صادف وقوع األزمة‬ ‫املالية العاملية‪ .‬أما العملة الوطنية في الريال‪ ،‬ولكن الدوالر‬ ‫ً‬ ‫األميركي يستخدم أيضا كعملة تداول يومية‪ ،‬ويساوي‬ ‫‪ 4‬آالف ريال‪ .‬ويعتمد االقتصاد على الزراعة والسياحة‬ ‫والصناعة والتصدير‪ ،‬وبخاصة األخشاب‪ ،‬ومنها العود‬ ‫وغ�ي��ره‪ ،‬بينما ال ي��زال املجتمع ً‬ ‫فتيا وق ��ادرا على توليد‬ ‫املاليني من ساعات العمل<‬ ‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪65‬‬


‫الطبيعة الساحرة لكمبوديا‬

‫بنوم بنه (كمبوديا)‪ :‬معتصم الفلو‬ ‫ق ��د ت �ك��ون ال� �ص ��ورة ال�ن�م�ط�ي��ة ع ��ن تلك‬ ‫ً‬ ‫البالد بوصفها موطنا ألش��د الحروب‬ ‫األهلية ضراوة في القرن العشرين‪ ،‬أحد‬ ‫أسباب ذلك العزوف‪ ،‬ليس بالنسبة للعرب فقط‪،‬‬ ‫ولكن للكثيرين ح��ول العالم‪ ،‬رغ��م أن مقوماتها‬ ‫السياحية الكثيرة تؤهلها لتكون وجهة املستقبل‬ ‫لسياحة االسترخاء والطبيعة والتاريخ وحتى‬ ‫طب األسنان‪ ،‬إلى جانب تدني األسعار والتكاليف‬ ‫ب �ش �ك��ل ك �ب �ي��ر‪ ،‬م �ق��ارن��ة ب��ال��وج �ه��ات اآلس �ي��وي��ة‬ ‫األخرى‪ .‬أما عدد السكان‪ ،‬فهو أقل بقليل من ‪16‬‬ ‫مليون نسمة‪ ،‬أكثر من ‪ 90‬في املائة منهم ينتمون‬ ‫إلى قومية الخمير‪ ،‬ويسكنون أرضا تمتد على مساحة ‪181‬‬ ‫ألف كيلومتر مربع‪ .‬وقد عانت البالد من اضطرابات وقالقل منها إلى التجاور‪ ،‬وهو أمر نادر في آسيا‪ ،‬وبخاصة مع النمو‬ ‫سياسية وحروب منذ أواخر الستينات حتى استقر وضعها االقتصادي املضطرد الذي تشهده معظم الدول اآلسيوية‪ .‬أما‬ ‫الحافالت العمالقة التي تقل آالف السياح‪ ،‬فال تكاد تراها إال‬ ‫قبيل األلفية الثالثة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫نادرا‪ ،‬بينما يهيمن التوك توك والدراجات النارية على مشهد‬ ‫النقل داخل املدن‪ .‬وقد قالت سائحة يابانية في جولة سياحية‬ ‫هدوء ال نظير له‬ ‫جماعية إنه «إذا أردت أن تعيش أجواء الثمانينات عام ‪،2015‬‬ ‫بني ضجيج تايالند وشوارعها املكتظة بالسياح واملتسوقني‪ ،‬فعليك بالتوجه إلى كمبوديا‪ .‬إنها طعم آسيا األصلي!»‪.‬‬ ‫وال�ص�ين وه��ون��غ كونغ ذات الصبغة الصناعية والتجارية‬ ‫الطاغية‪ ،‬وازدحام إندونيسيا وماليزيا وكثافتها السكانية طعام شهي‬ ‫والسياحية العالية‪ ،‬وفيتنام وجوها شديد التلوث‪ ،‬ستكون‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫تطورا أيضا‪ .‬فما ل��ن ي�ج��د ال �س��ائ��ح ال�ك�ث�ي��ر م��ن م�ط��اع��م ال��وج �ب��ات ال�س��ري�ع��ة‬ ‫ضجيجا‪ ،‬واألقل‬ ‫كمبوديا األهدأ واألقل‬ ‫إن تبتعد م�س��اف��ة قليلة ع��ن م��راك��ز امل ��دن ال��رئ�ي�س�ي��ة مثل األم�ي��رك�ي��ة واألوروب� �ي ��ة ف��ي ك�م�ب��ودي��ا‪ ،‬فاملطبخ الكمبودي‬ ‫العاصمة بنوم بنه ومدينة سيم ري��ب الشهيرة بمعابدها غني بنكهاته املتعددة التي تفوح بروائح البهارات الزكية‪.‬‬ ‫التاريخية‪ ،‬حتى تجد الجواميس ترعى من حولك أو دجاجة وألن تذوق الطعام جزء من أي رحلة سياحية‪ ،‬فإن تجربة‬ ‫مع فراخها الصغار يقطعون الشارع للوصول إلى الطعام‪ .‬طعام مطبخ «الخمير» ركن أساسي من أركان الزيارة‪ ،‬وال‬ ‫فال ي��زال الريف واملدينة متداخلني بطريقة أشبه بالتزاوج خ��وف م��ن تجربة طعام ال�ش��وارع أو املطاعم املنتشرة في‬ ‫‪64‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫أنحاء البالد‪ ،‬فاملكونات طازجة والطبخ يتم‬ ‫أم��ام الزبون دون خ��وف أو ح��رج‪ .‬وصحيح‬ ‫أن��ه مطبخ مستقل ب��ذات��ه‪ ،‬إال أن��ه يجمع بني‬ ‫مكونات آتية من ثقافات مختلفة فالشعيرية‬ ‫ق��ادم��ة م��ن ال�ص�ين وال�ح�س��اء متأثر باملطبخ‬ ‫التايالندي‪ ،‬أما البهارات فهي هندية بامتياز‪،‬‬ ‫بينما تجد أن التأثير الفرنسي حاضر في‬ ‫الطعام عبر تقديم خبز الباغيت الشهير مع‬ ‫وجبات الحساء والبيتزا والساندويتش‪ .‬ولن‬ ‫يجد السائح العربي أو املسلم مشكلة كبيرة‪،‬‬ ‫فهناك مجموعة قليلة من املطاعم الحالل‪ .‬أما‬ ‫أشهر األطباق‪ ،‬فيأتي على رأسها «أموك» الذي‬ ‫يعد باستخدام السمك ً‬ ‫غالبا مع صلة الكاري‬ ‫بخلطة الليمون والخولنجان والكركم الطازج‬ ‫والكراث والثوم وقليل من الفلفل الحار‪ ،‬لتمزج‬ ‫ً‬ ‫سويا مع حليب جوز الهند‪ ،‬وتوضع في إناء مصنوع من‬ ‫ورق املوز الطازج‪ ،‬وتطهى بالبخار‪ ،‬فتغمر الرائحة اللذيذة‬ ‫حواسك قبل تناول الطعام‪ .‬أم��ا «شعيرية الخمير»‪ ،‬فهي‬ ‫طبق رائ��ج يضم حفنة من الخضار والبقول الطازجة مع‬ ‫أوراق امل��وز‪ ،‬يعلوها النعناع وال��ري�ح��ان الطازجني وعشبة‬ ‫حشيشة الليمون‪ ،‬ليبدو الطبق وكأنه خليط من السلطة‬ ‫والشعيرية الطازجة‪.‬‬

‫طبيعة عذراء وتاريخ عريق‬ ‫إن أجمل ما في هذه البالد هي طبيعتها الساحرة‪ ،‬فاللون‬ ‫األخضر واألنهار والبحيرات والشالالت تمأل البالد حيثما‬ ‫توجهت‪ ،‬كما أن الجانب الروحي يختلط مع الطبيعة في معظم‬ ‫أنحاء البالد‪ .‬فمدينة سيم ريب شمال غربي كمبوديا تضم‬ ‫شالالت كيبان الشاهقة ذات املياه الغزيرة‪ ،‬كما تضم موقع‬ ‫أنغكور وات‪ ،‬وهو أحد أهم األوابد األثرية في العالم‪ ،‬ويمتد‬


‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪63‬‬


‫قد ال يعرف الكثير من العرب‪ ،‬وبخاصة الخليجيون‪ ،‬اململكة الكمبودية‬ ‫إال بأمرين‪« ،‬الخمير الحمر» و«خشب العود ودهنه»اللذين يستخدمان‬ ‫في تبخير البيوت والتعطر‪ ،‬سيما في أيام الجمع واألعياد واملناسبات‬ ‫املختلفة‪ .‬ورغم أن كمبوديا ال تبعد عن بانكوك عاصمة تايالند ‪ -‬وهي‬ ‫وجهة رائجة يتقاطر إليها السياح العرب من كل مكان ‪ -‬غير ساعة‬ ‫وربع بالطائرة‪ ،‬إال أن قلة قليلة تفكر في الذهاب إلى هناك‪.‬‬

‫تستكشف نهوض تلك اململكة بعد حرب أهلية مدمرة‬

‫كمبوديا‪ ..‬وجهة مثيرة يتجاهلها السياح العرب‬

‫‪62‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬


‫بقيمة ‪ 4.7‬مليون دوالر أم�ي��رك��ي‪ ،‬ل��م تعلم‬ ‫هي بوجودها‪ .‬كما سجل ممثلو االدعاء كل‬ ‫االعترافات غير املتناسقة لهينثورن‪ ،‬قائلني‬ ‫إن الدليل ال ُيطابق أقاويل املتهم‪.‬‬ ‫هز هينثورن رأس��ه عندما طلب القاضي‬ ‫م�ع��رف��ة ق ��رار هيئة امل�ح�ل�ف�ين‪ ،‬وع�ق��ب ت�لاوة‬ ‫ال �ح �ك��م ع��ان��ق أح� ��د أع �ض��اء‬ ‫هيئة املحلفني وال��دة توني‬ ‫هينثورن‪ ،‬إي�ف��ون برتولت‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وت �ع �ل �ي��ق��ا ع �ل��ى ذل� ��ك‪ ،‬ت��ذك��ر‬ ‫ب � ��رت � ��ول � ��ت أن «ذل� � � � ��ك ك� ��ان‬ ‫م�ه� ً�م��ا ج� � ً�دا‪ .‬ص��دق�ن��ي أو ال‬ ‫ت�ص��دق�ن��ي‪ ...‬ل�ق��د سامحت‬ ‫ه � �ي � �ن � �ث� ��ورن ع � �ل� ��ى ف �ع �ل �ت��ه‬ ‫ت � �ل� ��ك‪ .‬أش � �ع� ��ر ب� ��األس� ��ى ل��ه‬ ‫ولعائلته»‪.‬‬ ‫وعقب انتهاء املحاكمة‪،‬‬ ‫ع � � � � � ّ�م ال � �ت � �ص � �ف � �ي� ��ق ق� ��اع� ��ة‬ ‫امل� �ح� �ك� �م ��ة‪ .‬وع � �ل� ��ق ب � ��اري‬ ‫ب ��رت ��ول ��ت‪ ،‬ش �ق �ي��ق ت��ون��ي‬ ‫ً‬ ‫ه� �ي� �ن� �ث ��ورن‪ ،‬ق � ��ائ �ل��ا‪« :‬ل ��ن‬ ‫ن �ض �ط��ر إل � ��ى ال �ق �ل��ق م��رة‬ ‫أخ��رى بعد اليوم»‪ .‬وكان‬ ‫ه � � � ��ارول � � � ��د ه � �ي � �ن � �ث� ��ورن‪،‬‬ ‫ال � ��ذي ح �ص��ل ع �ل��ى ح�ك��م‬ ‫ب��ال �س �ج��ن امل� ��ؤب� ��د ف� ��ي ‪8‬‬ ‫ديسمبر (كانون األول)‪،‬‬ ‫ق� ��د اس �ت �ك �ش��ف امل �ن �ط �ق��ة‬ ‫النائية باملتنزه الوطني‬ ‫ال��ذي يقع ش�م��ال مدينة‬ ‫دي �ن �ف��ر‪ ،‬ن�ح��و ث�م��ان��ي م� ��رات‪ ،‬وذل� ��ك ق�ب��ل أن‬ ‫ي�ح�ض��ر زوج �ت��ه م �ع��ه‪ ،‬ف�ق��د ك ��ان ي�ب�ح��ث عن‬ ‫«امل�ك��ان األف�ض��ل لقتل شخص م��ا»‪ ،‬حيثما‬ ‫ال يكون هناك أي شهود على الجريمة وال‬ ‫ت��وج��د أي ��ة ف��رص��ة ل�ل�ن�ج��اة‪ ،‬وذل� ��ك حسبما‬ ‫تروي املدعية سونيتا هازرا‪.‬‬ ‫لم تكن توني هينثورن‪ ،‬البالغة من العمر‬ ‫‪ 50‬ع� ً‬ ‫�ام��ا‪ ،‬مهتمة ب��ال�ت�س�ل��ق‪ ،‬ل��ذل��ك ل��م يكن‬ ‫م��ن امل�ن�ط�ق��ي أن �ه��ا ذه �ب��ت إل��ى ت�ل��ك املنطقة‬ ‫برغبتها‪ .‬وحسب ما ذكره الطبيب الشرعي‬ ‫فإنه غير قادر على تحديد ما إذا كانت توني‬ ‫قد سقطت أم تم دفعها‪ ،‬كما ذكر أنه لم يجد‬ ‫ُ‬ ‫أي ��ة أدل ��ة ت �ب��ره��ن ع�ل��ى أن امل�ت�ه��م ق��د أج��رى‬ ‫إسعافات أولية لزوجته‪ ،‬ليخالف بذلك ما‬ ‫أخبر به محاميه‪.‬‬

‫عالمة ‪XX‬‬ ‫ذك��ر ح��راس املتنزه أن هينثورن ل��م ُيفسر‬ ‫السبب وراء حصوله على خريطة للمتنزه‬ ‫وضع عليها عالمة ‪ XX‬حيثما ستقع زوجته‪.‬‬

‫وأع � � �ل� � ��ن اث � � �ن� � ��ان م� � ��ن امل� �ح� �ل� �ف�ي�ن ل ��وك ��ال ��ة‬ ‫«أسوشييتد بريس» أنه على الرغم من أن‬ ‫بعض األدلة كانت غير واضحة‪ ،‬فإنهما كانا‬ ‫على اقتناع تام بأن هينثورن ُمذنب‪ .‬وأشارا‬ ‫إل��ى أن��ه لم يكن هناك س��وى محلفة واح��دة‬ ‫فقط بحاجة إل��ى مزيد م��ن ال��وق��ت لتحليل‬ ‫األدلة قبل أن تتخذ قرارها‪.‬‬

‫باري شقيق القتيلة توني وزوجته باوال ومن خلفهما والديه‬ ‫أثناء خروجهم من املحكمة االتحادية نهاية سبتمبر املاضي بعد‬ ‫املرافعات الختامية في محاكمة هارولد املتهم بقتل زوجته (غيتي)‬

‫ذكر حراس متنزه جبال‬ ‫الروكي أن املتهم لم ُيفسر‬ ‫السبب وراء حصوله على‬ ‫خريطة للمتنزه وضع‬ ‫عليها عالمة ‪ XX‬حيثما‬ ‫ستقع زوجته‬ ‫ذك� ��رت امل �ح �ل �ف��ة ك �ي��م ث�ي�س��ن أن م�ج�م��وع��ة‬ ‫األدلة‪ ،‬وليس دليال واحدا‪ ،‬هي التي دفعتها‬ ‫إلصدار حكم اإلدانة‪ ،‬مشيرة إلى أن «بعض‬ ‫األدلة كانت عرضية ولكننا نستعني بحسنا‬ ‫السليم»‪.‬‬ ‫ي��رى امل��دع��ون أن السقوط القاتل للزوجة‬ ‫ك ��ان ب�م�ث��اب��ة ذك� ��رى ل��وف��اة ال ��زوج ��ة األول ��ى‬

‫ل �ه �ي �ن �ث��ورن‪ ،‬س ��ان ��در ل�ي�ن ه� �ي� �ث ��ورن‪ ،‬ال �ت��ي‬ ‫تحطمت سيارتها عندما انزلقت عن رافعة‬ ‫أثناء تغيير إط��ار السيارة في عام ‪– 1995‬‬ ‫ب�ع��د م ��رور خ�م�س��ة أش �ه��ر ع�ل��ى احتفالهما‬ ‫بعيد زواجهما الثاني عشر‪ .‬لم توجه أية‬ ‫ُ‬ ‫تهم إلى هينثورن بشأن تلك الحادثة‪ ،‬ولكن‬ ‫أع��ادت الشرطة فتح التحقيقات بعد وفاة‬ ‫زوجته الثانية‪.‬‬ ‫ه� �ي� �م� �ن ��ت ت �ف ��اص �ي ��ل‬ ‫القضية السابقة على‬ ‫امل �ح��اك �م��ة‪ ،‬ك �م��ا ش�ه��د‬ ‫أح��د مسعفي ال �ح��ادث‬ ‫ً‬ ‫األول بعام ‪ 1995‬قائال‬ ‫إن ه �ي �ن �ث��ورن ل� ��م ي �ب� ِ�د‬ ‫ح ��زن ��ه ع �ل��ى م ��ا ح ��دث‪،‬‬ ‫بينما أشار املحقق إلى‬ ‫أن ��ه ق��د ت��م ال �ع �ث��ور على‬ ‫آث ��ار ق��دم ع�ل��ى ال�س�ي��ارة‬ ‫ُ‬ ‫تشير إل��ى اح�ت�م��ال دفع‬ ‫السيارة‪.‬‬ ‫ع� � �ل � ��ى ال � � ��رغ � � ��م م � � ��ن أن‬ ‫ال �ت �ح �ق �ي �ق��ات ف ��ي ح��ادث��ة‬ ‫م� � �ق� � �ت � ��ل س � � � � ��ان � � � � ��درا ل�ي�ن‬ ‫ُ‬ ‫ه�ي�ن�ث��ورن ق��د أغ�ل�ق��ت في‬ ‫البداية بعد مرور أسبوع‬ ‫واحد‪ ،‬فإن ترومان يرى أن‬ ‫التحقيقات كانت شاملة‬ ‫وأن ال �ق �ض �ي��ة ق ��د حظيت‬ ‫ب� �م ��زي ��د م � ��ن االس� �ت� �ب� �ي ��ان‬ ‫عقب اتهام هينثورن بقتل‬ ‫زوجته الثانية‪ً .‬‬ ‫وردا على‬ ‫ذل��ك‪ ،‬ذكر هينثورن أن وف��اة زوجته األولى‬ ‫ً‬ ‫تماما مثل الحادثة األولى التي‬ ‫كان حادثا‪،‬‬ ‫تعرضا إليها في عام ‪ 2011‬عندما سقطت‬ ‫رافعة بطول ‪ 20‬قدما على توني هينثورن‬ ‫أث � �ن� ��اء ع� �م ��ل ال � ��زوج �ي��ن ف� ��ي م �ق �ص��ورت �ه �م��ا‬ ‫الجبلية‪ .‬وفي تلك الحادثة أصابت الرافعة‬ ‫رأس الزوجة وانكسرت فقرة لها‪.‬‬ ‫كانت توني هينثورن طبيبة عيون ناجحة‬ ‫من والية ميسيسيبي‪ ،‬وحصلت على أموال‬ ‫م ��ن ش��رك��ة ال �ن �ف��ط ال �ك �ب��رى ال �ت��ي تمتلكها‬ ‫ع��ائ�ل�ت�ه��ا‪ .‬أخ �ب��ر ه��ارول��د ه �ي �ث��ورن زوج�ت��ه‬ ‫أنه رجل أعمال وأقنعها باالنتقال معه إلى‬ ‫ضاحية دنفر بهايالندز رانش‪ .‬كانت لهما‬ ‫ابنة عمرها عشرة أعوام‪.‬‬ ‫وأش� ��ارت ال�ن�ي��اب��ة ال�ع��ام��ة إل��ى أن ه��ارول��د‬ ‫ه �ي �ن �ث��ورن ط �ب��ع ب �ط��اق��ات ع �م��ل م��زي �ف��ة كي‬ ‫يبدو وك��أن��ه رج��ل ج��اد ف��ي جمع التبرعات‬ ‫للكنائس واملنظمات غير الربحية‪ ،‬ولكن لم‬ ‫يجد املحققون أي أدل��ة على أن��ه ق��د حصل‬ ‫على أي دخل من أي وظيفة <‬ ‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪61‬‬


‫اتهمت هيئة املحلفني في‬ ‫والية كولورادو األميركية‪،‬‬ ‫هارولد هينثورن‪ ،‬املتهم‬ ‫من قبل بقتل زوجته‬ ‫األولى بارتكاب جريمة‬ ‫قتل عن عمد خالل دفع‬ ‫زوجته الثانية من أعلى‬ ‫جرف صخري‪ ،‬األمر الذي‬ ‫أدى إلى وفاتها‪ ،‬وذلك‬ ‫أثناء تجولهما في املتنزه‬ ‫الوطني لجبال الروكي‬ ‫بكولورادو لالحتفال‬ ‫ً‬ ‫بذكرى زواجهما‪ ،‬رافضا‬ ‫دعوى املتهم بأن سقوطها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مأساويا‪.‬‬ ‫كان حادثا‬ ‫القتيلة‬ ‫وزوجها‬ ‫القاتل‬

‫دفع زوجته من أعلى جرف صخري بمتنزه جبال الروكي في ذكرى زواجهما‬

‫هينثورن‪ ..‬قاتل زوجته األولى يقضي على الثانية‬ ‫لندن‪ :‬مينا الدروبي‬ ‫استمرت محاكمة هينثورن البالغ‬ ‫م��ن العمر ‪ 59‬ع� ً‬ ‫�ام��ا على م��دار عشر‬ ‫ساعات‪ ،‬حيث اتهمت هيئة املحلفني‬ ‫ً‬ ‫عمدا‪ ،‬وهي‬ ‫هينثورن بقتل زوجته الثانية‬ ‫امرأة ثرية من مواطني والية ميسيسيبي‪.‬‬ ‫لقيت الزوجة مصرعها عقب سقوطها من‬ ‫‪60‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫ج��رف صخري يبلغ طوله نحو ‪ 130‬قدما‪،‬‬ ‫حيث كانت تلك منطقة صخرية يتسلقها‬ ‫الزوجان في يوم ‪ 29‬سبتمبر (أيلول) من عام‬ ‫‪ ،2012‬أي في تاريخ الذكرى الثانية عشرة‬ ‫لزواجهما‪.‬‬

‫محامي املتهم وإثبات الجريمة‬ ‫ذكر هينثورن للمحققني أن زوجته توقفت‬

‫اللتقاط صورة للمنظر الطبيعي وسقطت‬ ‫بوجهها على الحافة‪ .‬كما ذكر كريج ترومان‪،‬‬ ‫محامي املتهم‪ ،‬أن ممثلي االدعاء لم يتمكنوا‬ ‫من إثبات الجريمة‪.‬‬ ‫وخ� �ل ��ال امل� �ح ��اك� �م ��ة ال� �ت ��ي اس� �ت� �م ��رت مل ��دة‬ ‫أسبوعني‪ ،‬ذكر ممثلو االدعاء أن هينثورن‬ ‫رت� ��ب مل �ق �ت��ل زوج� �ت ��ه ت ��ون ��ي ه �ي �ن �ث��ورن ك��ي‬ ‫ت�ب��دو الجريمة وك��أن�ه��ا ح��ادث��ة ألن��ه سوف‬ ‫يستفيد م��ن ب��ول�ي�ص��ة ت��أم�ين ع�ل��ى الحياة‬


‫كشف إيران ومسح الليزر‬ ‫وبمجرد اكتشاف املنشآت النووية أو اإلعالن عنها أو املوافقة‬ ‫بتفتيشها بوصفها جزءا من صفقة ما‪ ،‬مثل ما حدث مع‬ ‫إيران‪ ،‬تقع مهمة التحقق مما يحدث داخل تلك املنشآت على‬ ‫عاتق خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية (‪ .)IAEA‬واملعدات‬ ‫ً‬ ‫املتاحة لهم أيضا في تطور وتحسن‪ .‬وقامت لجنة السالمة‬ ‫النووية الكندية ببناء ن�م��وذج أول��ي لجهاز مطياف يمكن‬ ‫حمله ً‬ ‫يدويا‪ ،‬لتحديد ما إذا كانت آثار اليورانيوم املحمول‬ ‫في قطعة قطن واملفجر بواسطة جهاز يبعث شعاع ليزر‪،‬‬ ‫تحمل بصمة طيفية تكشف عن عمليات تخصيب تفوق‬ ‫الدرجة املسموح بها لتوليد الكهرباء‪.‬‬

‫وخ�لال ثالثة أع��وام‪ ،‬س��وف يمتلك ه��ذا الجهاز ق��درة غير‬ ‫مسبوقة على تقييم مستوى التخصيب‪ ،‬من دون الحاجة‬ ‫إلى شحن عينات إلى مختبر ما‪ ،‬هذا ما قاله راؤول عوض‪،‬‬ ‫املدير العام لألمن واإلجراءات الوقائية باللجنة الكندية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا يستطيع املسح بالليزر كشف إش��ارات أخ��رى على‬ ‫التخصيب‪ ،‬فمنذ عقد من الزمن‪ ،‬بدأ مفتشون بالكشف على‬ ‫أنابيب جهاز طرد مركزي معقد باستخدام أجهزة مسح‬ ‫بالليزر‪ .‬وقد يكشف التغير بني الزيارات أي عمليات إعادة‬ ‫ضبط وتكوين‪ ،‬من النوع الضروري لتحقيق مستويات أعلى‬ ‫ً‬ ‫من التخصيب الضروري لصنع القنبلة النووية‪ .‬أيضا قد‬

‫السؤال املهم‬

‫‪,,‬‬

‫رئيس لجنة البحوث واملعلومات املستقلة على النشاط اإلشعاعي (‪)CRIIRAD‬‬ ‫خالل ورشة عمل عقدت اخيرا في باريس حول التجارب النووية (غيتي)‬

‫يعتقد الدكتور زيربو أنه‬ ‫أصبح اآلن من املستحيل‬ ‫اختبار سالح نووي‬ ‫ً‬ ‫صغيرا‬ ‫حتى ولو كان‬ ‫بشكل سري في أي‬ ‫مكان باألرض‬

‫‪,,‬‬

‫حمولة املواد النووية‪ .‬ولكن اآلن أصبح باإلمكان تجنب هذه‬ ‫امل�خ��اط��رة‪ ،‬ه��ذا م��ا ادع�ت��ه ش��رك��ة «‪،»Decision Sciences‬‬ ‫بمدينة كاليفورنيا‪ ،‬نشأت من مختبر لوس أالموس الوطني‬ ‫األميركي‪ .‬فهي تستخدم ‪ 16‬ألفا من األنابيب املصنوعة‬ ‫من األملنيوم‪ ،‬بداخلها غاز سري يسجل مسار امليونات‪:‬‬ ‫جسيمات مشحونة م��وج��ودة بشكل طبيعي ف��ي الغالف‬ ‫الجوي وتمر عبر الناس وأي ش��يء يعترض طريقها من‬ ‫دون أن ت��ؤذي��ه‪ .‬ول�ك��ن امل ��واد وال�ج�س�ي�م��ات ق��د ت�خ��رج عن‬ ‫مسارها بطرق كثيرة‪ ،‬ومن خالل قياس لتغير في مسار‬ ‫الجسيمات‪ ،‬يستطيع الحاسوب‪ ،‬فقط خالل ‪ 90‬ثانية‪ ،‬تحديد‬ ‫البلوتونيوم واليورانيوم وكذلك «املخدرات‬ ‫والتبغ واملتفجرات والكحول واألشخاص‬ ‫وأي شيء آخر»‪ ،‬هذا ما قاله غاي كوهني‪،‬‬ ‫ال��رئ�ي��س التنفيذي للعمليات بالشركة‪،‬‬ ‫ورئيس سابق لقسم األبحاث بالبحرية‬ ‫األميركية‪ .‬وقدرة هذا الجهاز‪ ،‬املكون من‬ ‫تلك األنابيب على كشف تلك املمنوعات‪،‬‬ ‫ستجعل س�ع��ره ال�ب��ال��غ ‪ 5‬م�لاي�ين دوالر‬ ‫ً‬ ‫أميركي ً‬ ‫رقما مقبوال بشكل أكبر لدى‬ ‫م�س��ؤول��ي ال �ح��دود‪ .‬وه�ن��اك ن�م��وذج أول‬ ‫من هذا الجهاز يتم اختباره في مدينة‬ ‫فريبورت بجزر البهاما‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ت�ع�م��ل أي��ض��ا م�ج�م��وع��ات أخ� ��رى على‬ ‫أج � �ه� ��زة ال� �ك �ش ��ف ب ��امل� �ي ��ون ��ات‪ ،‬ح�ي��ث‬ ‫ي �س �ت �خ��دم ت�ك�ن��ول��وج�ي��ا ت ��م ت�ط��وي��ره��ا‬ ‫لتجارب فيزياء الجسيمات‪ ،‬التي يتم‬ ‫إجراؤها في ُم ِّ‬ ‫عجل الجسيمات‪ ،‬مصادم‬ ‫ال� �ه ��ادرون ��ات ال �ك �ب �ي��ر‪ ،‬ب��دول��ة س��وي �س��را‪.‬‬ ‫وتتضمن مقاربة أخرى استخدام أجهزة‬ ‫تكشف بالنيوترونات‪ ،‬التي تنتجها الشمس واملفاعالت‬ ‫ال�ن��ووي��ة‪ ،‬ومالحظة كيفية تفاعلها م��ع أش�ك��ال أخ��رى من‬ ‫املادة‪ .‬وتدعم إدارة األمن النووي الوطني األميركية ومنظمات‬ ‫أخ��رى‪ ،‬إنشاء نموذج أول��ي لجهاز الكشف بالنيوترونات‬ ‫اسمه «‪ »WATCHMAN‬في منجم ملح قديم (لحمايته من‬ ‫األشعة الكونية وتشويشات أخرى) بمدينة باينسفيل بوالية‬ ‫أوه��اي��و‪ .‬وس��وف يستخدم ف��ي الكشف ع��ن النيوترونات‬ ‫املنبعثة من إنتاج محدود للبلوتونيوم داخ��ل محطة طاقة‬ ‫نووية تبعد ‪ 13‬كيلومترا عند املنجم‪ .‬وقد يصل مدى هذا‬ ‫الجهاز إلى ألف كيلومتر‪ .‬ولكن في النهاية‪ ،‬سيستوجب هذا‬ ‫قبول دولة من دول الجوار باستضافة هذا الجهاز في منزل‬ ‫أو منشأة على الحدود املتاخمة للدولة التي يتم مراقبتها‪.‬‬

‫برنامج حاسوبي يخطر املفتشني بما حدث‪.‬‬ ‫وتلك التكنولوجيا الوحيدة التي يمكنها فعل كل ه��ذا‪ ،‬ال‬ ‫يمكن استخدامها‪ .‬فوكالة (‪ )IAEA‬ال تستطيع تفتيش‬ ‫الحاسوبات‪ ،‬كما أن الدول ستعترض على استخدام بعض‬ ‫املعدات‪ .‬بالفعل يبدو من الخارج أن املفتشني الذي ذهبوا إلى‬ ‫إيران سيستطيعون دخول موقع بارشني‪ ،‬موقع قريب من‬ ‫العاصمة طهران‪ ،‬الذي تقول وكاالت استخباراتية إن «هناك‬ ‫اختبارات مرتبطة بصنع أسلحة نووية تتم داخله»‪( .‬وتنكر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عسكريا)‪ ،‬ومع ذلك لن تستطيع تلك‬ ‫برنامجا‬ ‫إيران أن لها‬ ‫األجهزة التكنولوجية األفضل واملتقدمة للغاية فعل الكثير‬ ‫عندما يتم ه��دم املباني وتغيير األرض‪ ،‬مثلما ح��دث في‬ ‫موقع بارشني‪.‬‬

‫يتم العثور على منشآت سرية تحت األرض أثناء البحث‬ ‫باستخدام إصدارات أحدث من الرادارات املخترقة لألرض‪.‬‬ ‫ك �م��ا ت�ح�س�ن��ت ال��رق��اب��ة ع ��ن ب �ع��د‪ ،‬ال �ت��ي أص �ب �ح��ت م�ت��اح��ة‬ ‫للمفتشني‪ ،‬مثل الكاميرات التي تسجل على أشرطة فيديو‪،‬‬ ‫ولكنها كانت عرضة لكسر – وفي ًبعض األحيان‪ ،‬بعد أقل‬ ‫من ثالثة أشهر على تركيبها‪ ،‬هذا وفقا لجوليان ويتشيللو‪،‬‬ ‫رئيس سابق لوحدة املراقبة بوكالة (‪ .)IAEA‬ولكن كاميرات‬ ‫ال�ي��وم الرقمية تستمر لفترة أط��ول‪ ،‬كما يمكن برمجتها‬ ‫بحيث تلتقط ً‬ ‫صورا إضافية‪ ،‬إذا تم كشف أي تحرك أو تمت‬ ‫مالمسة معدات معينة‪ ،‬كما أن الصور‪ ،‬التي تم التقاطها‪،‬‬ ‫مشفرة ومختومة بعدد من ال��رم��وز املتسلسلة‪ .‬ف��إذا قام‬ ‫فنيون باملنشأة الخاضعة للرقابة بمسح أي صور‪ ،‬فهناك‬

‫ه��ل يمكن ب�ن��اء أسلحة ن��ووي��ة في‬ ‫الخفاء اليوم؟ يقول ري��اض محمد‬ ‫خ��ان‪ ،‬وزي��ر الخارجية الباكستاني‬ ‫األس�ب��ق‪ ،‬إن��ه «م��ن غير املمكن فعل‬ ‫ه� ��ذا»‪ ،‬ب�ي�ن�م��ا ي �ق��ول م �س��ؤول كبير‬ ‫بمكتب مكافحة ان�ت�ش��ار األسلحة‬ ‫النووية بالخارجية األميركية (رفض‬ ‫اإلف�ص��اح ع��ن اس�م��ه) إن��ه «أم��ر وارد‬ ‫الحدوث»‪ ،‬ويوافقه آخ��رون على رأيه‬ ‫ه��ذا‪ .‬وق��ال السيد كارلسون‪ ،‬الخبير‬ ‫األسترالي‪ ،‬إن« هناك خطرا محتمال‪،‬‬ ‫وهو إمكانية مطاردة الجواسيس لألدلة‬ ‫ال�خ��اط�ئ��ة»‪ .‬فقد ظ��ل اس�ت�خ��دام ال�ع��راق‬ ‫لعملية تسمى بفصل النظائر الكهرومغناطيسي‪ ،‬لتخصيب‬ ‫اليورانيوم وصنع القنابل النووية‪ ،‬قبل ح��رب الخليج في‬ ‫‪ ،1991‬غير معروف على مدار سنوات كثيرة‪.‬‬ ‫وأض��اف السيد كارلسون أن هذا يرجع إلى أن املحللني لم‬ ‫يكونوا يبحثون عن إشارات لعملية غير فعالة‪ ،‬كانت تتم في‬ ‫أربعينات القرن املاضي‪ ،‬ومنخفضة التقنية لدرجة أن ً‬ ‫أحدا‬ ‫لم يتحدث عنها‪ .‬وفي ما يتعلق بالعمليات والتغيير‪ ،‬تحقق‬ ‫شركات‪ ،‬من ضمنها اتحاد شركات «‪،»General Electric‬‬ ‫ً‬ ‫تقدما ف��ي تخصيب ال�ي��وران�ي��وم باستخدام أج�ه��زة تعمل‬ ‫بالليزر‪.‬‬ ‫ويتخوف البعض أنه‪ ،‬إذا انتشر هذا النوع من التخصيب‪،‬‬ ‫فقد يصبح من املمكن إنتاج الوقود الخاص بالقنابل النووية‬ ‫ً‬ ‫في منشآت أقل ً‬ ‫تعقيدا من جهاز الطرد‬ ‫حجما وبمعدات أقل‬ ‫املركزي‪ .‬وهذا يذكرنا بأن من كتبوا تقرير مجلس علوم‬ ‫الدفاع التابع للبنتاغون – الذي حذر من أن عدد الدول‪ ،‬التي‬ ‫قد تسعى إلى الحصول على أسلحة نووية قد أصبح أعلى‬ ‫ً‬ ‫من أي وقت مضى‪ ،‬منذ الحرب البادرة – كانوا أقل تفاؤال‬ ‫عندما انتهوا م��ن أبحاثهم ف��ي ال�ع��ام امل��اض��ي‪ ،‬عما كانوا‬ ‫عليه عندما بدأوه في عام ‪ ،2010‬هذا ما قاله الدكتور جون‪،‬‬ ‫الرئيس املشارك بمجلس علوم الدفاع‪.‬‬ ‫وف��ي ال�ع��ام نفسه‪ ،‬حققت إي��ران تقدمات ف��ي تخصيب‬ ‫ُ‬ ‫اليورانيوم باستخدام أجهزة تعمل بالليزر‪ .‬وإذا كتب‬ ‫ل�ل�ص�ف�ق��ة ال �ج��دي��دة م ��ع إي � ��ران ال �ن �ج��اح‪ ،‬وإذا ت ��م رص��د‬ ‫دول أخ��رى‪ ،‬ق��د تحصل على أسلحة ن��ووي��ة‪ ،‬إذن يجب‬ ‫االس �ت �م��رار ف��ي تحسني التكنولوجيا امل�ت��اح��ة ملفتشي‬ ‫األسلحة النووية بالعالم <‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪59‬‬


‫ت�غ��ادر سفينة م��ا امليناء‪ ،‬وف��ي بعض األح�ي��ان‪ُ ،‬يطلب من وقراءات لألشعة تحت الحمراء لبنايات تم التقاطها على مدار جودة في البناء‪ ،‬وبمساعدة أجهزة استشعار معينة‪ ،‬أصبح‬ ‫السلطات األجنبية أن تصعد على السفينة وتفتشها‪ ،‬هذا أعوام‪ ،‬من أجل كشف أي تغيير يفصح عن املنشآت النووية‪ .‬من املمكن كشفها من الفضاء‪ ،‬وهذا منذ عقد من الزمان‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وفقا ملا قالته روز غوتمولر‪ ،‬وكيلة مكتب الحد من األسلحة ويهدف هذا النظام إلى زيادة قيمة تلك املعلومات املتشرذمة‪ ،‬ولكن كشف إشارات تخصيب اليورانيوم عبر االنبعاثات‬ ‫بوزارة الخارجية األميركية‪ .‬كما أن سرعة التحليل في زيادة‪ .‬من خالل ضمها إلى عدد ضخم من النتائج األخرى‪ .‬على اإلشعاعية يتطلب استخدام مجموعة مختلفة من األجهزة‪،‬‬ ‫وقال جون كارلسون‪ ،‬رئيس سابق ملكتب اإلجراءات الوقائية سبيل امل �ث��ال‪ ،‬تصبح أم��اك��ن وج��ود املهندسني ال�ن��ووي�ين‪ ،‬واالقتراب ً‬ ‫جدا من املباني املشكوك فيها‪.‬‬ ‫وحظر االنتشار النووي ب��وزارة الخارجية األسترالية‪ ،‬إن الذين توقفوا عن التدريس قبل سن التقاعد‪ ،‬أكثر أهمية‪ ،‬إذا وق��ال ك��اي فيتر‪ ،‬أستاذ الفيزياء بجامعة كاليفورنيا في‬ ‫«البرمجيات التي تحول املحادثات الهاتفية إلى نص يستطيع تصادف اآلن أن هؤالء يعيشون على بعد مسافات معتدلة بركلي‪ ،‬إن «روع��ة النيوترونات وأشعة ألفا وبيتا وجاما‪،‬‬ ‫أمرا ً‬ ‫الكومبيوتر معالجته كان ً‬ ‫من بناية مشتبه بها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال تكشف الصور والقراءات تكمن ف��ي أن مستويات الطاقة بها تكون مرتفعة للغاية‬ ‫مفيدا للغاية»‪.‬‬ ‫الحرارية‪ ،‬التي يلتقطها القمر الصناعي الكثير‪ ،‬فبمساعدة إذا ك��ان��ت م�ص��دره��ا م�لائ�م��ا لصنع س�ل�اح‪ ،‬م�م��ا يجعلها‬ ‫كوريا الشمالية‪ ،‬أخفت سوريا عملية بناء مفاعل نووي قابلة للكشف»‪ .‬ولكن الهواء يستوعب اإلشعاعات‪ ،‬الناتجة‬ ‫املجهولون املعروفون‬ ‫م ��ن وق� ��ود ال �ق �ن��اب��ل امل �خ �ص �ب��ة ب��ال �ي��وران �ي��وم‬ ‫إن ل�ل�ت�ح�ل�ي��ل ال �ش �ب �ك��ي ح � � � � ً‬ ‫وال �ب �ل��وت��ون �ي��وم‪ ،‬ب��ال��درج��ة ال�ك��اف�ي��ة‬ ‫�دودا‪ ،‬وم��ن‬ ‫ال�ت��ي تجعل أج �ه��زة ال�ك�ش��ف ال�ي��وم‬ ‫الصعب تكييف برمجيات التعرف على‬ ‫عديمة الفائدة معظم األوقات‪ ،‬إال إذا‬ ‫اإلره��اب �ي�ين ب�ح�ي��ث ت�خ�ت��ار األش �خ��اص‬ ‫تم وضعها على ُبعد بضعة أمتار‬ ‫العاملني في برامج نووية سرية‪ .‬وعدد‬ ‫من القنبلة‪( .‬وذلك على عكس املواد‬ ‫اإلرهابيني أكبر العوامل املساعدة على‬ ‫اإلشعاعية الخاصة «بالقنبلة القذرة»‬ ‫انتشار األسلحة ال�ن��ووي��ة‪ ،‬مما يجعل‬ ‫امل�ص�ن��وع��ة م��ن م�ت�ف�ج��رات تقليدية‪،‬‬ ‫البيانات‪ ،‬التي يجب على البرمجيات‬ ‫حيث يمكن كشفها من مكان أبعد‬ ‫معالجتها املرتبطة بالعوامل النووية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫بكثير)‪ .‬أيضا تصبح عملية الكشف‬ ‫أقل ً‬ ‫عددا‪.‬‬ ‫أكثر صعوبة مع حماية املفاعل النووي‬ ‫كذلك تعاني الحاسوبات أثناء حساب‬ ‫ب ��ال ��دروع امل�ص�ن��وع��ة م��ن ال��رص��اص‪.‬‬ ‫العدد الفلكي الهائل للصالت املحتملة‬ ‫وقالت إلينا سوكوفا‪ ،‬رئيسة مركز‬ ‫في شبكة م��ا‪ .‬وس��اءت املشكلة أكثر‬ ‫ف�ي�ي�ن��ا ل �ن��زع األس �ل �ح��ة وم �ن��ع ان�ت�ش��ار‬ ‫مع إدراك املحللني وجود أنواع جديدة‬ ‫األسلحة النووية‪ ،‬أحد مراكز األبحاث‪،‬‬ ‫م�ف�ي��دة م��ن ال�ب�ي��ان��ات‪ ،‬م�ث��ل تفاصيل‬ ‫إن «كشف عشرين حالة مؤكدة بنقل‬ ‫الواردات املعدنية أو الكيميائية‪.‬‬ ‫وزيرة الخارجية االميركية جون كيري خالل زيارته ابريل املاضي املعهد االتحادي السويسري‬ ‫ال �ي��وران �ي��وم وال�ب�ل��وت��ون�ي��وم الصالحني‬ ‫للتكنولوجيا املتخصص في الكشف عن التجارب النووية في لوزان (غيتي)‬ ‫لالستخدام في صنع القنابل‪ ،‬لم تتم من‬ ‫إيران تعتمد على مواردها‬ ‫خالل أجهزة الكشف»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا تستطيع الدول‪ ،‬املحتمل حصولها على أسلحة‬ ‫أجهزة الكشف األرضية‬ ‫نووية‪ ،‬القيادة املركزية األميركية‪:‬‬ ‫تقليل شبكاتها‪ .‬فقد استطاعت كوريا الشمالية الحفاظ‬ ‫خالل‬ ‫على سرية منشأة الطرد املركزي الخاصة بها‬ ‫السوقمنالسوداء املكونات الضرورية لصنع‬ ‫وأش� ��ار ال��دك �ت��ور ف�ي�ت��ر إل ��ى أن أج �ه��زة ال�ك�ش��ف األرض �ي��ة‬ ‫استخدام مكونات استوردت معظمها من‬ ‫أصبحت أكثر حساسية‪ .‬فبعض األجهزة الجديدة تستطيع‬ ‫أو من خالل تصنيع تلك املكونات ً‬ ‫إيران‬ ‫تقوم‬ ‫كذلك‬ ‫محليا‪.‬‬ ‫قنبلة بيولوجية متوفرة‬ ‫كشف أي مخبأ من خالل قياس خمس الكتلة الضرورية‬ ‫النووي‪ ،‬مما‬ ‫لصنع املفاعل النووي منذ خمسة أعوام‪ ،‬من على املسافة‬ ‫باالعتماد على مواردها املحلية في برنامجها ً‬ ‫النووية‬ ‫األسلحة‬ ‫ولكن‬ ‫قاله‬ ‫ملا‬ ‫ا‬ ‫وفق‬ ‫يقوض ما قد يكتشفه التحليل الشبكي‪ ،‬هذا‬ ‫نفسها‪ .‬وتساعد خوارزميات أفضل في تحديد واستبعاد‬ ‫ً‬ ‫بجامعة‬ ‫السياسية‬ ‫ألكسندر مونتغومري‪ ،‬أستاذ في العلوم‬ ‫اإلشعاع البيئي‪ .‬أيضا أصبحت أجهزة الكشف أكثر فائدة‬ ‫تتطلب معدات‬ ‫أوريغون‪.‬‬ ‫ريد بمدينة بورتالند في والية‬ ‫بفضل الواجهات األسهل‪ ،‬بما في ذلك التطبيقات التي يمكن‬ ‫وتستخدم‬ ‫مناجمها‪،‬‬ ‫في‬ ‫اليورانيوم‬ ‫فهي تنقب عن معدن‬ ‫ومعادن نادرة‬ ‫تشغيلها اآلن على أجهزة ‪ ،iPad‬هذا ما قالته آن هارينغتون‬ ‫املركزي‪،‬‬ ‫الطرد‬ ‫أجهزة‬ ‫في‬ ‫الكربون‬ ‫ألياف‬ ‫ماكينات دوارة من‬ ‫العاملة لدى إدارة األمن النووي الوطني األميركية (‪.)NNSA‬‬ ‫ً‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫�ار‬ ‫�‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫�وع‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫�ن‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫�اص‬ ‫�‬ ‫خ‬ ‫�ب‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫ص‬ ‫�راد‬ ‫ب� ��دال م��ن اس �ت �ي�‬ ‫فكثير من العاملني امليدانيني كانوا غير مؤهلني لتفسير‬ ‫املستخدم عادة في أجهزة الطرد املركزي‪.‬‬ ‫من خالل جمعه داخل مبنى ما‪ ،‬كانت أرضيته منخفضة‪ .‬قراءات املعدات السابقة‪.‬‬ ‫االستشارية‬ ‫اللجنة‬ ‫وصرحت ميريام ج��ون‪ ،‬نائبة رئيس‬ ‫وهكذا من الخارج‪ ،‬بدا أن خط سقف هذا املبنى منخفض ويتوجب على ه��ذه التحسينات أن تترجم إل��ى م��دى أكبر‬ ‫ً‬ ‫املفيد‬ ‫من‬ ‫يكون‬ ‫قد‬ ‫أنه‬ ‫للحد من التهديدات لدى البنتاغون‪،‬‬ ‫جدا ليكون منزال أو منشأة‪ .‬ولتجنب الحاجة إلى برج تبريد‪ ،‬بكثير‪ ،‬فأجهزة الكشف ال تزال بحاجة إلى أن تكون قريبة‬ ‫العمليات‬ ‫تلك‬ ‫كل‬ ‫يفسر‬ ‫لو كان هناك نظام حاسوبي كبير‬ ‫تم تركيب أنابيب مياه تحت األرض ووصلها بخزان قريب من الشيء املراد مراقبته‪ً ،‬أيا كان هو‪ ،‬وهذا في معظم األوقات‬ ‫واملعالجات بشكل منطقي‪.‬‬ ‫من نهر‪ .‬كانت عملية اإلخفاء جيدة للغاية لدرجة أن كشف يقيد استخدامها في األماكن التي من خاللها يتم نقل املواد‬ ‫املوقع لم يتم من خالل االستشعار عن بعد‪ ،‬ولكن بفضل النووية‪ ،‬مثل املوانئ والحدود‪.‬‬ ‫الذكاء اإلنساني‪ ،‬هذا ما صرح به الدكتور توبي‪ ،‬املسؤول وق��د يتسع امل��دى ال��ذي تستطيع أج�ه��زة الكشف تغطيته‬ ‫نظام الكوكبة الحاسوبي‬ ‫ً‬ ‫تقريبا‪ ،‬خ�لال ما يقارب العقد من الزمان‪،‬‬ ‫السابق بمجلس األمن القومي األميركي‪( ،‬وقامت إسرائيل إل��ى مائة متر‬ ‫ولهذا السبب‪ ،‬يقوم البنتاغون ببناء نظام حاسوبي كبير بقصف املبنى في ‪ 2007‬قبل إتمام بنائه)‪.‬‬ ‫ولكن هذا يعتمد على تقدم غامض في «البحث النشط» –‬ ‫اسمه الكوكبة (‪ .)Constellation‬وتصفه الدكتورة جون وص� ��رح ال �س �ي��د ك ��ارل �س ��ون‪ ،‬ال�خ�ب�ي��ر األس� �ت ��رال ��ي‪ ،‬أن ��ه قد انفجار جسم يحتوي على نيوترونات أو بروتونات عالية‬ ‫أنه «محرك انصهار» يدمج كل أنواع البيانات‪ .‬على سبيل ت �ص��در ب�ع��ض االن �ب�ع��اث��ات ال�ك�ي�م�ي��ائ�ي��ة‪ ،‬م�ث��ل آث ��ار حمض الطاقة تنتج جسيمات أخ��رى‪ ،‬يعد كشفها أسهل‪ ،‬ولكن‬ ‫املثال‪ ،‬يستطيع هذا النظام تمشيط صور أقمار صناعية الهيدروفلوريك والفلور‪ ،‬حتى من أكثر منشآت التخصيب املشكلة أن تلك األجهزة قد تؤذي املهربني املختبئني داخل‬

‫‪,,‬‬

‫‪,,‬‬

‫‪58‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬


‫تطويره بجامعة كارنيغي ميلون بوالية بنلسفانيا‪ .‬وقالت‬ ‫كاثلني كارلي‪ ،‬التي تقود برنامج «‪ "ORA‬بجامعة كارنيغي‬ ‫ميلون إن «ه��ذا البرنامج قد جمع بيانات ما يزيد عن ‪30‬‬ ‫ألف خبير وعالم نووي تتعلق بعملهم وميولهم املؤسسية‬ ‫والتعاونات البحثية واملنشورات األكاديمية الخاصة بهم»‪.‬‬ ‫إن التغيرات الطفيفة‪ ،‬مثل التوقف عن نشر األب�ح��اث‪ ،‬قد‬ ‫تعني الكثير‪ :‬فالعلماء املجندون لبرنامج أسلحة ع��ادة ال‬ ‫يستطيعون النشر بحرية‪ .‬كما يمكن للمرء أن يعلم الكثير‬ ‫عندما يستطيع الوصول إلى معلومات سرية أو غير متاحة‬ ‫للعامة‪ .‬فمعامالت بطاقات االئتمان قد تكشف‪ ،‬على سبيل‬ ‫املثال‪ ،‬أن عددا غير متجانس من األساتذة املتخصصني في‬ ‫التسمم اإلشعاعي قد انتقلوا للعيش في املنطقة نفسها‪.‬‬

‫العناصر املؤثرة‬

‫أدنى فكرة عن شبكة السيد خان التي‬ ‫بناها لنقل الخبراء واملعدات الضرورية‬ ‫لصنع القنبلة‪ ،‬حتى سلمت ليبيا‪ ،‬أحد‬ ‫عمالء السيد خان‪ ،‬برنامجها النووي‬ ‫في عام ‪ .2003‬ويعتقد السيد ثاكور‪،‬‬ ‫ال ��ذي أص�ب��ح اآلن رئ�ي��س م��رك��ز منع‬ ‫االن�ت�ش��ار ال �ن��ووي ون��زع ال�س�لاح في‬ ‫جهاز الكتروني الختبار التلوث اإلشعاعي‬ ‫الجامعة الوطنية األسترالية «فيكانبيرا»‪،‬‬ ‫أن م��ن ي�س�ت�خ��دم ال�ن�ه��ج ن�ف�س��ه ال �ي��وم لن‬ ‫ً‬ ‫إرهابيا‪ .‬وقد‬ ‫يستطيع االبتعاد عن األض��واء وسيتم كشفه‪ ،‬وأضاف أن تحاول من خاللها بحث وتحديد من قد يكون‬ ‫الفضل ف��ي ه��ذا ي��رج��ع إل��ى ال�ت�ق��دم ف��ي برمجيات «تحليل يظهر أحد األشخاص على شاشة كومبيوتر إحدى وكاالت‬ ‫االستخبارات إذا‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬قام بتحميل خطب أحد‬ ‫الشبكات»‪.‬‬ ‫رجال الدين املتعصبني‪ ،‬ثم قام بزيارة املدينة التي يلقي منها‬ ‫رجل الدين خطابه‪ ،‬ثم تلقى مكاملات من مدينة داخل دولة‬ ‫أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)‬ ‫ً‬ ‫جهودا‬ ‫إسالمية‪ .‬واآلن‪ ،‬تبذل ال��والي��ات املتحدة األميركية‬ ‫وبعد الهجمات اإلره��اب�ي��ة ف��ي ال�ح��ادي عشر م��ن سبتمبر كبيرة لتبني هذه البرمجيات‪ ،‬لتكشف بها الخدع النووية‪،‬‬ ‫عام ‪ ،2001‬وجهت الواليات املتحدة األموال وصبتها ً‬ ‫صبا هذا ما قاله ويليام توبي‪ ،‬رئيس سابق لوحدة منع انتشار‬ ‫ف��ي ت�ط��وي��ر ب��رم�ج�ي��ات م�ك��اف�ح��ة اإلره � ��اب‪ .‬ف�ع�ن��دم��ا تتلقى األسلحة النووية بمجلس األمن الوطني في البيت األبيض‪.‬‬ ‫تلك البرمجيات كثيرا م��ن املعلومات‪ :‬مثل رس��ائ��ل البريد ومن البرمجيات املستخدمة في هذا النوع من التحليل برنامج‬ ‫اإللكتروني الخاصة باملواطنني‪ ،‬ومستوى تعليمهم‪ ،‬واملواقع «‪ »Analyst’s Notebook i2‬ال��ذي طورته شركة «‪،»IBM‬‬ ‫اإلل�ك�ت��رون�ي��ة ال�ت��ي يتصفحونها‪ ،‬وامل�ك��امل��ات الهاتفية التي وب��رن��ام��ج «‪ »Palantir‬ال��ذي ط��ورت��ه شركة ف��ي كاليفورنيا‬ ‫يجرونها‪ ،‬واملعامالت البنكية واملشتريات التي يقومون بها‪ ،‬تحمل االسم نفسه‪ ،‬وبرنامج «‪ »ORA‬الذي ّمول البنتاغون‬

‫تستخدم تلك البرمجيات الرياضيات التوافقية‪ ،‬أي تحليل‬ ‫مكونات بنود منفصلة‪ ،‬بهدف إعطاء األف��راد درج��ة على‬ ‫م�ع��اي�ي��ر‪ ،‬منها «امل��رك��زي��ة» (أه�م�ي��ة ال�ش�خ��ص) و«ال�ب�ي�ن�ي��ة»‬ ‫(إمكانية تواصلهم مع اآلخرين) و«الدرجة» (عدد األشخاص‬ ‫الذين يتعاملون معهم)‪ .‬وهكذا فاألفراد ذوو درجة مرتفعة‬ ‫في معيار البينية ودرجة منخفضة في معيار الدرجة‪ ،‬عادة‬ ‫م��ا يكونوا شخصيات رئيسة‪ ،‬فلديهم إمكانية الوصول‬ ‫لعدد كبير من الناس‪ ،‬ولكنهم قد ال يتعاملون مع عدد كبير‬ ‫منهم‪ ،‬مثلهم مثل الشخصيات البارزة‪ ،‬ويؤدي إقصاؤهم‬ ‫إل��ى إح ��داث ال�ف��وض��ى ف��ي ك��ل األم ��ور وم��ع ك��ل ال �ن��اس‪ .‬في‬ ‫السنوات األخيرة‪ ،‬تم اغتيال خمسة علماء نوويني أو أكثر‬ ‫– ويشك البعض أن من اغتالهم املوساد اإلسرائيلي – ومن‬ ‫دون أدن��ى ش��ك‪ ،‬ك��ان اختيارهم مبني على واح��دة من تلك‬ ‫البرمجيات‪ ،‬هذا ما قاله توماس ريد‪ ،‬سكرتير سابق بالقوات‬ ‫الجوية األميركية واملؤلف املشارك لكتاب «‪The Nuclear‬‬ ‫‪ ،»Express‬الذي يرصد تاريخ انتشار األسلحة النووية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫واأله ��م م��ن ه ��ذا‪ ،‬تستطيع ت�ل��ك ال�ب��رم�ج�ي��ات أي��ض��ا تقييم‬ ‫مكونات وأشياء قد تلعب ً‬ ‫دورا في أي برنامج ن��ووي‪ .‬هذا‬ ‫أسهل مما يبدو عليه‪ ،‬هكذا ق��ال محلل سابق (طلب عدم‬ ‫اإلفصاح عن اسمه) لدى القيادة املركزية األميركية بمدينة‬ ‫تامبا‪ ،‬بوالية فلوريدا‪ .‬فاملكونات الضرورية لصنع قنبلة‬ ‫محلية عادية أو حتى أسلحة بيولوجية متوفرة من مصادر‬ ‫كثيرة‪ ،‬ولكن األسلحة النووية تتطلب معدات ومعادن نادرة‪.‬‬ ‫وهكذا تستطيع تلك البرمجيات البحث من خالل عدد معقول‬ ‫من «املمرات الضيقة» ومراقبتها عن كثب‪ ،‬على حد قوله‪.‬‬ ‫وه��ذه املمرات تتضمن رواب��ط‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬بني عدد‬ ‫الشركات املحدود التي تنتج مكونات خزفية خاصة ألجهزة‬ ‫الطرد املركزي‪ ،‬والشركات القليلة التي تعالج تلك املكونات‪.‬‬ ‫ويستخدم ع��دد من ال��دول‪ ،‬من ضمنهم اليابان وروسيا‪،‬‬ ‫ال�ت�ح�ل�ي��ل ال �ش �ب �ك��ي‪ .‬ح �ي��ث ي�س�ت�خ��دم��ه ج �ه��از امل �خ��اب��رات‬ ‫الياباني بالتعاون مع وزارة االقتصاد والتجارة والصناعة‪،‬‬ ‫التي تساعد ف��ي أخ��ذ ق��رار بعدم تصدير امل��واد «م��زدوج��ة‬ ‫االس�ت�خ��دام»‪ ،‬أي التي يمكن استخدامها ألغ��راض سلمية‬ ‫وعسكرية‪ .‬إنه عمل صعب وشائك‪ ،‬هذا ما قاله عضو (رفض‬ ‫ً‬ ‫أي��ض��ا اإلف �ص��اح ع��ن اس�م��ه) بالهيئة االس�ت�ش��اري��ة التابعة‬ ‫ملجلس أمن االتحاد الروسي‪ ،‬وهو جهاز يرأسه فالديمير‬ ‫بوتني‪ .‬وأضاف أن املواد الفردية قد تبدو بريئة بدرجة تكفي‬ ‫لتصديرها‪ ،‬وقد يكون التقدير خاطئا في بعض األحيان‪.‬‬ ‫وتتنوع مصادر البيانات‪ ،‬لهذا تأخذ معالجتها بعض الوقت‪.‬‬ ‫وعادة ما تعمل أجهزة االستخبارات بشكل جمعي بعدما‬ ‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪57‬‬


‫أصبح التقدم في حساسية أجهزة االستشعار الزلزالية وبرمجيات‬ ‫املراقبة ً‬ ‫جيدا بالدرجة الكافية‪ ،‬التي تمكننا من التمييز بني انفجار‬ ‫نووي بعيد‪ ،‬وتدميره املباني مثال بواسطة املتفجرات العادية‪ ،‬هذا‬ ‫ً‬ ‫وفقا ملا صرح به السينا زيربو‪ ،‬رئيس اللجنة اإلعدادية ملنظمة معاهدة‬ ‫الحظر الشامل على التجارب النووية (‪ ،)CTBTO‬املنظمة الدولية التي‬ ‫تسعى إلى تنفيذ االتفاق الذي وقع عليه حتى اآلن‪ 163 ،‬دولة‪.‬‬

‫التكنولوجيا املستخدمة تساعد املفتشني‬ ‫في مراقبة املشروع النووي اإليراني‬

‫منظمة معاهدة الحظر الشامل على التجارب النووية‪:‬‬

‫طرق حديثة للكشف عن األسلحة‬ ‫النووية السرية تفضح طهران‬

‫> مساعد سابق لألمني العام لألمم املتحدة‪ :‬تطوير برمجيات‬ ‫«جاسوسية» تستطيع التسلل إلى االتصاالت اإللكترونية‬ ‫والكشف عن املواد النووية املخبأة بعناية شديدة‬ ‫لندن‪ :‬املحرر االقتصادي‬ ‫تعمل منظمة (‪ )CTBTO‬في ‪ 170‬محطة لرصد‬ ‫الزالزل على مستوى العالم‪ 11 ،‬محطة منها بها‬ ‫مراكز صوتية مائية تكشف املوجات الصوتية‬ ‫في املحيطات‪ ،‬و‪ 60‬محطة استماع للموجات تحت السمعية‬ ‫امل ��وج ��ودة ف��ي ال �ج��و (م��وج��ات ص��وت�ي��ة منخفضة ال �ت��ردد‬ ‫تستطيع االنتقال ملسافات بعيدة) و‪ 96‬مختبرا ومنشأة‬ ‫لتجميع عينات من النويدات املشعة وفحصها‪.‬‬ ‫كما يتم تثبيت وتركيب مزيد من أجهزة االستشعار‪ً .‬‬ ‫ونظرا‬ ‫لألهمية القصوى‪ ،‬استطاعت املنظمة تركيب العدد األمثل‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا‪.‬‬ ‫من أجهزة االستشعار لتحقيق التغطية العاملية‬ ‫ويعتقد الدكتور زيربو أنه أصبح اآلن من املستحيل اختبار‬ ‫ً‬ ‫صغيرا‪ ،‬بشكل س��ري سواء‬ ‫س�لاح ن��ووي‪ ،‬حتى ول��و ك��ان‬ ‫في كوريا الشمالية أو إيران أو في أي مكان آخر باألرض‪.‬‬ ‫وع�ل�اوة على ه��ذا‪ ،‬تمتلك ال�ق��وات الجوية األميركية شبكة‬ ‫بحث تتضمن ً‬ ‫أقمارا صناعية يمكنها كشف االختبارات‬ ‫على األسلحة النووية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬من األفضل أن يتم اكتشاف‬ ‫ب��رام��ج األس �ل �ح��ة ال �ن��ووي��ة ال �س��ري��ة ق �ب��ل وص��ول �ه��ا م��رح�ل��ة‬ ‫االخ�ت�ب��ار‪ .‬فبمجرد حصول دول��ة م��ا على قنبلة ن��ووي��ة أو‬ ‫‪56‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫قنبلتني‪ ،‬لن تستطيع كثير من الحكومات فعل شيء ملنعها‬ ‫من صناعة مزيد من القنابل‪ ،‬هذا ما قاله إيالن غولدنبرغ‪،‬‬ ‫رئيس سابق للفريق املختص بالشؤون اإليرانية لدى وزارة‬ ‫الدفاع األميركية‪ ،‬البنتاغون‪.‬‬ ‫وك�ث�ي��ر م��ن ال ��دول ت��رغ��ب ف��ي ال�ح�ص��ول ع�ل��ى ت�ل��ك ال �ق��درات‬ ‫واإلمكانيات النووية‪ .‬كما اختتم مجلس علوم الدفاع‪ ،‬وهو‬ ‫هيئة استشارية لدى البنتاغون‪ ،‬في تقرير له صدر العام‬ ‫امل��اض��ي أن ع��دد ال��دول التي ق��د تسعى إل��ى الحصول على‬ ‫أسلحة نووية قد أصبح أعلى من أي وقت مضى‪ ،‬منذ الحرب‬ ‫البادرة‪.‬‬ ‫وبعد مفاوضات طويلة ومضنية وقعت تلك الدول في يوليو‬ ‫(ت �م��وز)‪ ،‬اتفاقية ن��ووي��ة م��ع ال��والي��ات املتحدة ودول أخ��رى‬ ‫تقضي بتقييد أنشطتها النووية والسماح باملراقبة املحسنة‬ ‫ملنشآتها النووية وتفتيشها‪.‬‬ ‫ويتساءل البعض عن مدى فعالية هذه اإلج��راءات الرقابية‬ ‫في املستقبل‪ ،‬هذا مع ميزة الدخول املسموح به للمنشآت‬ ‫اإليرانية‪.‬‬ ‫فسجل العالم الغربي ال�خ��اص بكشف م��زي��د م��ن األع�م��ال‬ ‫ال�ن��ووي��ة ال�س��ري��ة م�ت�ف��اوت‪ ،‬فقد ظلت منشأة ط��رد مركزي‬ ‫كبرى لتخصيب اليورانيوم لكوريا الشمالية مخبأة‪ ،‬حتى‬ ‫استضاف النظام م��درس��ا بجامعة ستانفورد وأخ��ذه في‬ ‫جولة باملنشأة ف��ي ع��ام ‪ ،2010‬ت��ارك�ين الخبر ينتشر عن‬

‫دوائر حديثة مخصصة لكشف األسلحة النووية‬ ‫بالليزر عرضت في مركز للدراسة العلمية والتقنية‬ ‫في بوردو (مما سيمكن العلماء النوويني للتحقق من‬ ‫صحة وجود انفجار نووي في اي منطقة بالعالم‬ ‫دون الحاجة إلى إجراء التجارب النووية (غيتي)‬

‫رغبة منهم‪ ،‬وهذا أزعج الكثير‪.‬‬ ‫يعد التخصيب الخطوة األكبر واألصعب في صناعة القنبلة‪،‬‬ ‫وكان ينبغي أن تكون هناك دالئل أكثر على هذا‪ ،‬ولكن على‬ ‫النقيض‪ ،‬استطاعت غرفة مليئة بالعلماء‪ ،‬الذين يعملون‬ ‫على برمجيات رياضية على أجهزة خاصة لحساب الطريقة‬ ‫األفضل لتفجير اليورانيوم املخصب‪ ،‬أن تظل بعيدة عن‬ ‫األض� ��واء‪ ،‬ه��ذا م��ا ق��ال��ه ال�س�ي��د غ��ول��دن�ب��رغ‪ ،‬ال��ذي أض��اف أن‬ ‫الدكتور عبد القدير خان‪ ،‬عالم الفلزات الذي صنع األسلحة‬ ‫النووية الباكستانية‪ ،‬نشر تصميمه عن رغبة منه‪.‬‬

‫أحدث املعدات‬ ‫و وف�ق��ا ملجلة "اإلي�ك��ون��وم�ي�س��ت ال�ب��ري�ط��ان�ي��ة" ق��د أصبحت‬ ‫التكنولوجيا املستخدمة في كشف العمل على أسلحة نووية‬ ‫سرية أكثر ً‬ ‫تنوعا وقوة‪ ،‬مما زاد من احتمالية كشفها‪ .‬وقال‬ ‫راميش ثاكور‪ ،‬مساعد سابق لألمني العام لألمم املتحدة‪ ،‬إن‬ ‫«اإلب��داع يساعد في ق��درات الكشف عن األسلحة النووية»‪.‬‬ ‫وت �ت��راوح التكنولوجيا ال�ت��ي ي�ت��م ت�ط��وي��ره��ا ب�ين برمجيات‬ ‫جاسوسية تستطيع التسلل إل��ى االت�ص��االت اإللكترونية‬ ‫واملعامالت املالية‪ ،‬إلى ماسحات جديدة تستطيع كشف حتى‬ ‫املواد النووية املخبأة بعناية شديدة‪ً .‬‬ ‫وبدءا باجتماعات أجهزة‬ ‫االستخبارات‪ ،‬كان معظم جواسيس الدول الغربية ال يملكون‬


‫«آبل»‪ ..‬ما تفعله الشركة أذكى مما تراه العني‬ ‫ال‬

‫بقلم‪ :‬ليونيد‬ ‫برشيديسكي *‬

‫تعاني شركة «آبل»‬ ‫من أدنى نسبة‬ ‫مبيعات لألجهزة‬ ‫اللوحية منذ إطالقها‬ ‫األجهزة اآليباد‬

‫تلم شركة «آبل» لتقديمها مجموعة منتجات جديدة‬ ‫ مثل اآلي�ف��ون واآلي �ب��اد وتلفاز «آب ��ل» ‪ -‬ت�ب��دو مثل‬‫نظيرتها القديمة أو نسخة منها‪ .‬ما تفعله الشركة‬ ‫قد يكون أذكى مما تراه العني‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فلدى هاتف آيفون ‪ S6‬سمة جديدة حقا ‪ -‬ما ُيسمى‬ ‫باللمس ث�لاث��ي األب �ع��اد ‪ ،3D Touch‬ف�ل��دى ال�ج�ه��از شاشة‬ ‫تتفاعل ب�ص��ورة مختلفة م��ع الضغط بقوى متفاوتة‪ ،‬مثل‬ ‫تلك الشاشة املوجودة بساعة «آبل» ‪ .Apple Watch‬فلتلك‬ ‫ال�ش��اش��ة قيمة تثير ال �ج��دل ب�ين ال�ك�ث�ي��ري��ن‪ :‬ف��األش�خ��اص ال‬ ‫يستخدمون سوى القليل من اإليماءات الحسية على هواتفهم‬ ‫– التمرير والتنقل والضغط والضغط الخفيف‪ .‬ومن الصعب‬ ‫تذكر اإليماءات األخرى‪ ،‬وينصح ُمصممو الوجهات املطورين‬ ‫بعدم «اإلفراط في استخدام اإليماءات»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تقدم الكاميرا املطورة لجهاز اآليفون ‪ S6‬جودة صورة‬ ‫ُ‬ ‫مماثلة لتلك الصورة التي تقدمها أفضل الهواتف األخ��رى‪.‬‬ ‫فهي كاميرا جيدة في حالة استخدامها في التواصل‪ ،‬كما أنها‬ ‫جيدة بالنسبة للمصورين الهواة‪ ،‬ولكن لن تلقى أي كاميرا‬ ‫هاتف رضا املصورين املحترفني‪ .‬ومن املؤكد أن تحسينات‬ ‫الكاميرات تعني أنك على وشك تقديم أفكار جديدة‪ :‬ذلك ما‬ ‫فعلته نوكيا قبيل بيعها لشركة هواتفها املحمولة لشركة‬ ‫مايكروسوفت‪.‬‬ ‫من املحتمل أال يلقى جيل هواتف ‪ S6‬النجاح الذي لقيته‬ ‫األجيال السابقة‪ ،‬والذي حطم عقيدة ستيف جوبز من خالل‬ ‫تقديم شاشات أكبر‪ .‬قدم دون شميلوسكي لدى موقع ‪Re-‬‬ ‫‪ code‬اق �ت� ً‬ ‫�راح��ا ب�ش��أن إي�ج��اد ط��ري�ق��ة منظمة ل�ق�ي��اس األداء‬ ‫النسبي للهاتف‪ :‬ففي حالة تحقيق النموذج الجديد ‪ 70‬في‬ ‫املائة من مبيعات آيفون خالل الربع األول من إطالقه‪ ،‬فإنه‬ ‫بذلك يسير على نحو جيد‪ .‬وقد أخفق جهاز آيفون ‪ S5‬في‬ ‫هذا االختبار‪ ،‬والتحدي اآلن أمام آيفون ‪ :S6‬فخالل األشهر‬ ‫الثالث املنتهية بشهر يونيو (حزيران)‪ ،‬بلغت مبيعات «آبل»‬ ‫من أجهزة اآليفون ‪ 47.5‬مليون جهاز‪ ،‬ليفوق ذلك العدد نظائره‬ ‫في أي وقت سابق‪ ،‬وذلك في الربع الثالث من إطالق الجهاز‪.‬‬ ‫تشهد س��وق الهواتف الذكية مرحلة نضج‪ .‬وال يمكن‬ ‫للنمو السريع ال��ذي شهدته األع��وام األخيرة أن يستمر إلى‬ ‫األب��د‪ .‬كذلك ارتفعت نسبة النمو نتيجة التوسع الجغرافي‪:‬‬ ‫ففي الفترة نفسها املشار إليها آنفا‪ ،‬فاقت مبيعات «آب��ل»‬ ‫بالصني الضعف لتبلغ قيمتها ‪ 13.2‬مليار دوالر أميركي‪،‬‬ ‫وذل��ك مقارنة باملبيعات في الفترة ذاتها من العام السابق‪.‬‬ ‫وفي الوقت الحالي‪ ،‬يعاني االقتصاد الصيني من حالة تدهور‬ ‫وتباطؤ‪ ،‬كما استعادت شركة ‪ Xiaomi‬املصنعة الريادة‪ .‬أما‬ ‫الهند‪ ،‬فهي الوحيدة التي بإمكانها أن تدعم مبيعات «آبل»‬ ‫مثلما فعلت الصني‪ .‬ورغم ذلك‪ ،‬فإنها ليست مستعدة لتحمل‬ ‫أسعار «آبل»‪.‬‬ ‫«آب��ل» ليست مصنعا للمعجزات‪ ،‬بل شركة أعمال تتم‬ ‫إدارتها على نحو جيد للغاية‪ .‬بلغت نسبة مبيعات أجهزة‬ ‫اآليفون ‪ 63.2‬في املائة من إجمالي مبيعات الشركة خالل الربع‬ ‫األخير من العام‪ .‬يعلم تيم كوك‪ ،‬املدير التنفيذي للشركة‪ ،‬أن‬ ‫ذلك يجعل الشركة عرضة للخطر‪ ،‬وال يعلم أحد حتى اآلن‬ ‫كيف ستبدو القفزة النوعية الجديدة التي ستشهدها الهواتف‬

‫الذكية‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فإن «آبل» ليست صاحبة املركز األول‬ ‫في الوقت الحالي‪ .‬لذلك يصبح السبيل الوحيد للحفاظ على‬ ‫نمو قوي هو تعزيز املنتجات التي تعاني من التراجع‪ .‬هذا‬ ‫بالفعل ما تفعله شركة «آب��ل» فيما يتعلق بأجهزة اآليباد‬ ‫وأجهزة االستقبال الرقمي ‪.TV set - top box‬‬ ‫وفي الوقت الحالي‪ ،‬تعاني شركة «آبل» من أدنى نسبة‬ ‫عام‬ ‫مبيعات لألجهزة اللوحية منذ إطالقها ألجهزة‬ ‫اآليباد في ً‬ ‫ً‬ ‫‪ .2011‬ويشار إلى أن السوق بأكملها تشهد انكماشا ملحوظا‬ ‫ليتزامن ذلك مع هبوط أسهم الشركة‪ ،‬في ظل استمرار تقدم‬ ‫الشركات املصنعة األخرى غير املعروفة ورغبة األشخاص‬ ‫ف��ي ش ��راء م��ا ه��و أح ��دث‪ُ .‬ي�ع��د ج�ه��از آي �ب��اد ب��رو ‪iPad Pro‬‬ ‫الجديد بمثابة محاولة سيئة لتقليد األجهزة اللوحية املحمولة‬ ‫ملايكروسوفت ولكن بتكلفة باهظة‪ .‬وبمجرد بدء خط إنتاج‬ ‫مايكروسوفت ألجهزة ‪ ،Surface Pro‬وحصولها على قبول‬ ‫كبير ومبيعات ضخمة‪ ،‬انتفضت شركة «آبل» (وهي خطوة‬ ‫قد تنبأت بها منذ عام مضى)‪ .‬تتسم نسخة «آبل» بالشاشة‬ ‫الكبيرة‪ ،‬ولوحة مفاتيح قابلة للفصل وقلم ومعالج لسطح‬ ‫املكتب من الدرجة األولى‪ .‬يتمثل الفارق الرئيسي في أن أجهزة‬ ‫اآليباد ال تعمل بنظام تشغيل سطح املكتب التابع لـ«آبل»‪،‬‬ ‫ن�ظ��ام م��اك أو إس ‪ –Mac OS‬فمثل ذل��ك التحول ق��د يكون‬ ‫بمثابة ضربة ساحقة للمطورين الذين يربحون األموال في‬ ‫الوقت الحالي جراء بيعهم لتطبيقات ‪ ،iOS‬وهو نظام التشغيل‬ ‫ألجهزة اآليباد واآليفون‪.‬‬ ‫من الجيد أن «آبل» ال تخشى النسخ‪ .‬لم أشتر قط جهاز‬ ‫‪ ،Surface Pro‬رغم إعجابي به‪ ،‬وذلك ألنه من السيئ اإلجبار‬ ‫على استخدام نظام الويندوز ف��ي‪ .‬ولكني بالفعل أفكر في‬ ‫ً‬ ‫شراء جهاز ‪ iPad Pro‬ليمثل بديال عن الكومبيوتر املحمول‪.‬‬ ‫فالقلم سوف يسمح لي بتدوين مالحظات مختصرة اعتدت‬ ‫عليها‪ .‬ورغم أن الجهاز باهظ الثمن‪ ،‬ويبدأ سعره من ‪799‬‬ ‫دوالرا أميركيا من دون لوحة املفاتيح والقلم يبلغ سعره ‪99‬‬ ‫دوالرا أميركيا‪ ،‬فإنه منافس شرس لجهاز ‪.Surface Pro‬‬ ‫ً‬ ‫دائما ما كانت تلفزيونات شركة «آبل» منتجات ثانوية‪.‬‬ ‫وف��ي ذات م��رة‪ ،‬ذك��ر جوبز أن إع��ادة إنتاج الجهاز أول مرة‪:‬‬ ‫«لم تلب رغبة الجمهور ولم يكن ذلك ما أرادوه»‪ .‬ورغم ذلك‪،‬‬ ‫فقد حقق للشركة إيرادات سنوية تبلغ قيمتها مليار دوالر‬ ‫أميركي‪ ،‬رغم أنه كان أقل من األجهزة املماثلة التي تطرحها‬ ‫أم��ازون وروك��و وغ��وغ��ل‪ .‬يتصدر تلفاز «آب��ل» املنافسة من‬ ‫حيث كفاءته وأدائه‪ ،‬حيث يتسم بالبحث الصوتي‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى مميزات أخرى يتسم بها‪ .‬ورغم أنه لم يحتل املرتبة األولى‬ ‫على أي حال‪ ،‬فإنه يلبي كافة احتياجات مستخدمي شركة‬ ‫«آبل»‪ .‬فهم سوف يدفعون املزيد من األموال لالستمرار في‬ ‫دائرة الراحة التي اعتادوا عليها‪.‬‬ ‫ال فائدة من ترقب ارتكاب شركة «آبل» لألخطاء‪ .‬فهي‬ ‫شركة تعلم سوقها ً‬ ‫جيدا وتتبع كافة املنتجات املنافسة‬ ‫وتعمل بجد للبقاء على مساواة معها على األقل‪ .‬وبالنظر‬ ‫إلى العدد الهائل من األشخاص الذين يمتلكون منتجاتها‪،‬‬ ‫ُفإنه من الضروري االستمرار في جني امتيازات نظامها‬ ‫املغلق‪ .‬وقد كان إطالق أحدث منتجات شركة «آبل» تأكيدا‬ ‫على قوتها <‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪55‬‬


‫تعرضت أسواق األسهم األوروبية إلى لطمة أخرى منتصف الشهر املاضي‪ ،‬حيث تراجع مؤشر ‪ DAX‬األملاني‬ ‫بواقع ‪ 285‬نقطة أي بنسبة ‪ 2.9‬في املائة‪.‬‬

‫هل قادت البنوك املركزية الكبرى األسواق إلى حالة من الفوضى؟‬

‫االقتصاد والسياسة النقدية‪ ..‬أزمة ثقة‬ ‫لندن‪ :‬املحرر االقتصادي‬ ‫ي�ب��دو أن ال�ت��راج��ع امل�ت��زاي��د ألس�ع��ار السلع أشعل‬ ‫الفتيل‪ ،‬ولكن يمكن أن يعود ذلك في املقابل إلى‬ ‫امل �خ��اوف ال�س��ائ��دة ب�ش��أن م�ع��دالت النمو بآسيا؛‬ ‫حيث خفض بنك التنمية اآلسيوي من توقعاته بشأن نمو‬ ‫الناتج املحلي اإلجمالي خالل العام الحالي بواقع نصف نقطة‬ ‫مئوية (لتصبح ‪ 5.8‬ف��ي امل��ائ��ة بعد أن بلغت ‪ 6.3‬ف��ي امل��ائ��ة)‪.‬‬ ‫أما عن توقعات النمو بالصني‪ ،‬فهي األسوأ منذ عام ‪.1990‬‬ ‫كانت األسواق محصنة ً‬ ‫نسبيا من ضعف النمو خالل األعوام‬ ‫املاضية نتيجة للدعم الذي تقدمه الهيئات النقدية؛ حيث كان‬ ‫يتم التعامل مع األنباء االقتصادية املخيبة لآلمال باعتبارها‬ ‫أنباء جيدة ألنها سوف ت��ؤدي إلى انخفاض أسعار الفائدة‬ ‫أو تبني البنوك املركزية للمزيد من برامج التيسير الكمي‪.‬‬ ‫ولكن ما شهدناه خالل فصل الصيف الحالي هو شعور بأن‬ ‫الهيئات النقدية ليست قادرة على التحكم في مجريات األمور‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لم يكن تخفيض الصني لعملتها اليوان ً‬ ‫أمرا جلال‪ ،‬ولكن حالة‬ ‫الفوضى التي س��ادت األس��واق ج��راء تلك الخطوة (وان��زالق‬ ‫األسهم الصينية) أدت إلى خلق املزيد من االرتباك والريبة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ومن جانب آخر‪ ،‬لم تساهم خطوة بنك االحتياطي الفيدرالي‬ ‫في تعزيز الثقة ب��األس��واق‪ .‬فقد أبقى االحتياطي الفيدرالي‬ ‫على معدالت الفائدة دون تغيير ولم يتخذ قراره برفعها (قد‬ ‫يكون ذل��ك هو القرار الصائب) ولكن تراجعه عن ق��رار رفع‬ ‫الفائدة يعود إلى الظروف االقتصادية العاملية‪ .‬ويبدو أن هذا‬ ‫العامل الجديد يحمل سخرية من املناقشات التي أجراها البنك‬ ‫االحتياطي الفيدرالي من قبل‪.‬‬ ‫يبدو أن األسواق تعرض لكثير من األزمات الناشئة في وقت‬ ‫واح��د‪ .‬األول��ى تتمثل في برامج التيسير الكمي التي توقفت‬ ‫في كل من الواليات املتحدة األميركية واململكة املتحدة واتجاه‬ ‫السلطات النقدية نحو تشديد معدالت الفائدة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وفي حالة حدوث ذلك‪ ،‬فإنه سوف يمثل انفصاال عن فترة ما‬ ‫بعد عام ‪ 2009‬التي شهدت اتجاه كل البنوك املركزية نحو‬ ‫تبني السياسة التشددية في التوقيت ذاته‪ .‬وبالتأكيد‪ ،‬ال يزال‬ ‫لدى كل من البنك املركزي األوروبي وبنك اليابان الفرصة إما‬ ‫لتشديد سياساتهم أو االستمرار في برامج التيسير الكمي‪.‬‬ ‫ولكن الصني كانت تبيع احتياطياتها لحماية عملتها‪ ،‬وهي‬ ‫صورة من صور تشديد السياسة النقدية‪.‬‬ ‫كما أن هناك خيارات أخرى أمام الهيئات النقدية‪ ،‬ولكن حسبما‬ ‫ذكر آندي هالدين في خطابه‪ ،‬فإن تلك الخيارات ليست يسيرة‪.‬‬ ‫وهكذا تبدد الشعور بأن البنوك املركزية تدعم األسواق (والذي‬ ‫رسخه كل من غرينسبان أو برنانكي أو يلني)‪ .‬وأشار ديدييه‬ ‫سان جورج من كارمينياك‪ ،‬صندوق أموال فرنسي‪ ،‬إلى أن‬ ‫‪54‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫دانييلي نويي رئيسة مجلس اآللية اإلشرافية‬ ‫بالبنك املركزي األوروبي خالل مؤتمر صحفي‬ ‫عقد في فرانكفورت عقب اإلعالن عن نتائج التقييم‬ ‫الشامل للبنك الشهر املاضي (غيتي)‬

‫برامج التيسير الكمي لم تدعم أسعار األص��ول فحسب‪ ،‬بل‬ ‫ً‬ ‫إنها أيضا ساهمت في تقليل حالة التذبذب التي تتعرض لها‬ ‫األسواق‪ .‬وفي ظل تراجع االعتماد على برامج التيسير الكمي‪،‬‬ ‫فإن األسواق تشهد حالة من التقلب والتذبذب املتزايدة‪ .‬عالوة‬ ‫على ذلك‪ ،‬تراجعت ثقة املستثمرين في السلطات السياسية؛‬ ‫ً‬ ‫عاجزا أمام أزمة الالجئني‪ ،‬فيما‬ ‫حيث يبدو االتحاد األوروبي‬ ‫تتجه الحكومة األميركية نحو أزمة جديدة‪.‬‬ ‫تتعلق األزم ��ة الثانية بنسب ال�ن�م��و‪ .‬ف��ي ال�ف�ت��رة م��ا بعد عام‬ ‫‪ ،2008‬ساد اعتقاد املستثمرين بأن العالم النامي ال يمكنه‬ ‫االس�ت�م��رار ف��ي التقدم ولكن األس ��واق الناشئة بإمكانها أن‬ ‫تمضي باالقتصاد العاملي ً‬ ‫قدما‪ .‬وعلى مدار السنوات القليلة‬ ‫املاضية‪ ،‬فقد املستثمرون ثقتهم بذلك االعتقاد‪ .‬وسواء كان‬ ‫ذلك ً‬ ‫ناتجا عن حالة التباطؤ التي تعاني منها التجارة العاملية‬ ‫أو الركود الذي تعرضت له البرازيل‪ ،‬فإن الكثير من األسواق‬ ‫ً‬ ‫لذلك أيضا‪ .‬ويبدو أن االقتصاد األميركي‬ ‫الناشئة‬ ‫كانت عرضة ً‬ ‫ً‬ ‫شهد انتعاشا ملحوظا ولكنه مليء بالصعوبات‪ ،‬ف��ي ظل‬ ‫تراجع نسب النمو في الربع األول من العامني املاضيني‪ .‬وفي‬ ‫ظل تراجع نسب النمو‪ ،‬ف��إن توقعات التضخم تتراجع مرة‬ ‫أخرى‪ .‬وخالل عام ‪ 2011‬و‪ ،2013‬اقتربت توقعات التضخم‬ ‫بالواليات املتحدة األميركية‪ ،‬ومن ثم خمسة أعوام تالية‪ ،‬من‬

‫نسبة ‪ 3‬في املائة‪ ،‬حيث عادت بذلك إلى املستويات «الطبيعية»؛‬ ‫أما اآلن فهي دون ‪ 2‬في املائة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬خلقت هاتان األزمتان‬ ‫معضلة أمام املستثمرين‪ .‬ويتضح أن إشارة آندي هالدين إلى‬ ‫تدفق السيولة بكل أنحاء العالم كانت صحيحة‪ .‬تبدو األحداث‬ ‫األخيرة وكأنها شبح يطارد املستثمرين وال ُيمكن الفرار منه‪.‬‬ ‫لذا‪ ،‬اتجه املستثمرون نحو السندات األوروبية الثانوية‪ ،‬ومن ثم‬ ‫السلع ثم األسواق الناشئة ولكن في النهاية كانت كل فئة من‬ ‫تلك الفئات مخيبة لآلمال‪ .‬وال تزال عائدات السندات الحكومية‬ ‫قليلة‪ .‬كما أن األمل‬ ‫األميركية واألملانية واليابانية جيدة ولكنها ُ‬ ‫األخير املتبقي تمثل في األسهم األميركية‪ ،‬املبالغ في قيمتها‬ ‫بالنسبة لتاريخها‪ ،‬ولكنها ال تزال أفضل من الدخل الثابت‬ ‫بالنسبة ملعظم املستثمرين‪ .‬ومن املؤكد أنه سوف تحدث أزمة‬ ‫في حالة تراجع األرباح‪.‬‬ ‫قد توجه الصورة العامة املتشحة بالسواد تركيز املستثمرين‪،‬‬ ‫مثل سان جورج‪ ،‬نحو األسهم الفردية التي بإمكانها النجاة‬ ‫من العاصفة‪ .‬ولكن حتى األسهم الفردية تتضمن مخاطر‬ ‫محددة‪ ،‬مثل االنزالق الحاد الذي تعرضت له أسهم «فولكس‬ ‫ً‬ ‫وأخيرا فإن‬ ‫فاغن» خالل يومني وبلغت نسبته ‪ 38‬في املائة‪.‬‬ ‫االستثمار في بعض األحيان عندما تكون كل األصول باهظة‪،‬‬ ‫أمرا ً‬ ‫ُيعد ً‬ ‫صعبا للغاية <‬


‫مهمة» أمام الشركات الفرنسية لالستثمار في إيران بعد رفع‬ ‫ً‬ ‫معتبرا أن «التجارة مهمة بالنسبة لنا‬ ‫العقوبات االقتصادية‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ولإليرانيني»‪.‬وعبر فابيوس للمسؤولني اإليرانيني عن أمله في‬ ‫إع��ادة إنعاش التبادل التجاري بني البلدين‪ ،‬فبحسب تقرير‬ ‫ملجلس الشيوخ الفرنسي‪ ،‬نشر العام املاضي‪ّ ،‬‬ ‫فإن العقوبات‬ ‫الدولية كانت كارثة بالنسبة للمبادالت التجارية بني فرنسا‬ ‫وإي��ران التي ه��وت من ‪ 4‬مليارات ي��ورو ع��ام ‪ 2004‬إل��ى ‪500‬‬ ‫مليون يورو عام ‪ .2013‬وتم فرض غرامة قدرها نحو تسعة‬ ‫مليارات دوالر على بنك بي إن بي باريبا الفرنسي في ‪،2014‬‬ ‫بسبب معامالت انتهكت الحظر األميركي‪ .‬كما تراجعت حصة‬ ‫فرنسا ف��ي ال�س��وق اإلي��ران�ي��ة م��ن ‪ 7‬ف��ي امل��ائ��ة إل��ى أق��ل م��ن ‪1‬‬ ‫في املائة‪ .‬في ‪ 20‬سبتمبر املاضي‪ ،‬توجه وفد فرنسي كبير‬ ‫يضم أكثر من ‪ 100‬شركة إلى إيران‪ ،‬ومن بينها شركة النفط‬ ‫العمالقة «توتال» وشركة «إيرباص» لتصنيع الطائرات وشركة‬ ‫«بيجو» لتصنيع ال�س�ي��ارات وات�ح��اد أرب��اب العمل الفرنسي‬ ‫(ميديف)‪ ،‬وهي جماعة الضغط الرئيسية لقطاع األعمال في‬ ‫فرنسا‪ ،‬ووزراء ومسؤولون في الدولة (وزير الزراعة املتحدث‬ ‫ب��اس��م ال�ح�ك��وم��ة ال�ف��رن�س�ي��ة س�ت�ي�ف��ان ل��وف��ول‪ ،‬ووزي ��ر ال��دول��ة‬ ‫لشؤون التجارة الخارجية ماتياس فيكل)‪ ،‬للقيام بأول زيارة‬ ‫إلى إي��ران بغرض استكشاف فرص تجارية‪ .‬ورغ��م ترحيب‬ ‫إيران بالشراكة االقتصادية مع فرنسا‪ ،‬فإن صقور املحافظني‬ ‫في إيران يعارضون توثيق العالقات مع باريس‪ ،‬إذ يتهمون‬ ‫فابيوس شخصيا بتعطيل املفاوضات حول النووي اإليراني‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تحديدا في نوفمبر ‪ ،2013‬عندما‬ ‫وحملوه مسؤولية نسفها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫معاد لطهران‪ .‬كما سارع البعض إلى التذكير‬ ‫تشبث‬ ‫ٍ‬ ‫بموقف ٍ‬ ‫بالدعم الفرنسي الكبير للعراق خالل الحرب العراقية ‪ -‬اإليرانية‬ ‫(‪ ،)1988 - 1980‬التي سقط فيها اآلالف من اإليرانيني‪.‬‬

‫بريطانيا وإيران‪ ..‬عالقة شائكة‬

‫حتى التسعينات املاضية‪ ،‬كما عاش أكثر من ‪ 200‬ألف إيراني‬ ‫في أملانيا‪ .‬وبلغت الصادرات األملانية إلى إيران ‪ 4.4‬مليارات‬ ‫ي��ورو في ‪ ،2005‬و‪ 4.7‬بليون ي��ورو ع��ام ‪ ،2010‬لكنها هوت‬ ‫إلى ‪ 1.8‬مليار بحلول عام ‪ 2013‬بعد تشديد العقوبات الدولية‬ ‫على إي��ران عام ‪ .2011‬هذا وارتفعت الصادرات األملانية إلى‬ ‫إي��ران ع��ام ‪ 2014‬لتسجل ‪ 2.4‬مليار ي��ورو توقعا الحتمال‬ ‫تخفيف العقوبات‪ ،‬وربما كان اندفاع أملانيا تجاه طهران في‬ ‫أعقاب االتفاق النووي خطوة مبيتة‪ ،‬خصوصا بعد تصريح‬ ‫املتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية األملانية خالل شهر‬ ‫نوفمبر ‪ ،2014‬إنه «في حال التوصل إلى اتفاق مع إيران‪ ،‬فإن‬ ‫البلدين سيرفعان مستوى عالقاتهما االقتصادية والتجارية»‪،‬‬ ‫وفي السياق ذاته قال اتحاد الصناعات األملانية إن صادرات‬ ‫أملانيا إلى إيران يمكن أن تتضاعف أربع مرات في السنوات‬ ‫القليلة املقبلة‪ .‬وركزت زيارة وزير االقتصاد األملاني‪ ،‬سيغمار‬ ‫غابرييل‪ ،‬على مشاريع متعددة في قطاعات السيارات والطاقة‬ ‫والنفط والبتروكيماويات ونقل التكنولوجية األملانية‪ ،‬وكشفت‬ ‫التقارير أن ما يقارب ألفي شركة ما بني البلدين ترغب في‬ ‫إعادة العالقات االقتصادية بينهما‪.‬‬ ‫وثمة أطراف اقتصادية في إيران‪ ،‬وال سيما تلك املنتمية للقطاع‬ ‫العام‪ ،‬تدعو إلعطاء أملانيا حصة كبيرة في سوق السيارات‬ ‫اإليرانية‪ ،‬فأملانيا أكثر جدية في التعاطي مع إيران‪ .‬والتجربة‬

‫الروسية مع أملانيا تثبت هذا األمر‪ ،‬حيث التزمت هذه األخيرة‬ ‫بتعهداتها االقتصادية إزاء روسيا رغم األزم��ة مع أوكرانيا‬ ‫والعقوبات املفروضة على موسكو‪.‬‬ ‫ورغ � ��م ح� ��رص ب��رل�ي�ن ع �ل��ى اس �ت �ع ��ادة ع�لاق��ات �ه��ا ال �ت �ج��اري��ة‬ ‫والسياسية مع طهران‪ ،‬فإن الكثير من امللفات ما زالت عالقة‬ ‫بينهما‪ ،‬وف��ي مقدمتها قضية ح�ق��وق اإلن �س��ان ف��ي إي ��ران‪،‬‬ ‫وتعاملها مع األقليات القومية‪ ،‬إذ سبق للحكومة األملانية أن‬ ‫وجهت انتقادات كثيرة إلى إيران حول قضايا حقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫وح�ق��وق امل ��رأة‪ ،‬ف��ي املجتمع اإلي��ران��ي‪ ،‬ف�ض�لا ع��ن اضطهاد‬ ‫األقليات اإلثنية والدينية‪ ،‬إلى جانب الفساد‪.‬‬

‫فرنسا وإيران‪ ..‬نحو واقعية سياسية‬ ‫َّ‬ ‫تبنت ً‬ ‫فرنسا أكثر املواقف تشددا بني القوى الست الكبرى التي‬ ‫ناقشت االتفاق النووي مع إيران‪ ،‬رغم التاريخ الطويل لعالقاتها‬ ‫التجارية والسياسية واالجتماعية مع طهران‪ ،‬حيث عاش زعيم‬ ‫الثورة اإليرانية آية الله الخميني في املنفى قرب باريس‪ .‬لكن‬ ‫فرنسا ع��ادت لتمارس منطق السياسة الواقعية املبنية على‬ ‫أساس مصالحها الوطنية‪ .‬ففرنسا تجتاز أزمة اقتصادية‪،‬‬ ‫ول��دي�ه��ا رغ�ب��ة ك�ب�ي��رة ف��ي االس�ت�ث�م��ار ف��ي إي� ��ران‪ ،‬ول��م ي�ت��ردد‬ ‫وزي��ر الخارجية الفرنسي فابيوس في الحديث عن «فرص‬

‫عشية زيارته لطهران‪ ،‬صرح وزي��ر الخارجية البريطاني‬ ‫فيليب ه��ام��ون��د‪ ،‬ب��أن «إع ��ادة إش ��راك إي ��ران ف��ي القضايا‬ ‫اإلقليمية بشكل عقالني ومنطقي ستأتي بفوائد كبرى»‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مضيفا أن انتخاب حسن روحاني رئيسا إليران في عام‬ ‫‪ 2013‬وتوقيع االتفاق النووي في يوليو املاضي «عالمتان‬ ‫ف��ارق�ت��ان» على درب تحسن العالقات ب�ين البلدين‪ .‬وفي‬ ‫طهران قال هاموند إن «بريطانيا وإي��ران يجب أن تكونا‬ ‫جاهزتني ملناقشة التحديات التي يواجهها البلدان‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك اإلرهاب‪ ،‬واالستقرار اإلقليمي‪ ،‬وتمدد ما يعرف بتنظيم‬ ‫داعش في سوريا والعراق‪ ،‬ومحاربة املخدرات‪ ،‬والهجرة»‪.‬‬ ‫وبعدما توصلت طهران إلى اتفاقها مع الغرب‪ ،‬جاءت زيارة‬ ‫هاموند لتحمل ً‬ ‫أبعادا سياسية واقتصادية بالغة األهمية‪.‬‬ ‫ويبدو أن تطورات املنطقة في السنوات األخيرة‪ ،‬ال سيما‬ ‫ً‬ ‫«انقالبا» في‬ ‫بعد ما يعرف بثورات الربيع العربي‪ ،‬أحدثت‬ ‫التصور االستراتيجي األنجلو ‪ -‬أميركي‪ .‬ولذلك أعلن فيليب‬ ‫هاموند العام املاضي أن ق� ً‬ ‫�رارا مشتركا قد اتخذ مفاده‬ ‫نقل ال��والي��ات املتحدة مركز ثقلها العسكري إل��ى جنوب‬ ‫شرق آسيا واملحيط الهادئ‪ ،‬وعودة بريطانيا (وحليفاتها‬ ‫األوروب �ي��ات كغطاء لها) إل��ى املنطقة‪ .‬وخ�لال ع��ام ‪2014‬‬ ‫الخامسة ع�ش��رة م��ن ب�ين ال��دول‬ ‫احتلت بريطانيا املرتبة‬ ‫ُ‬ ‫التي ّ‬ ‫تصدر البضائع إليران‪ ،‬وق ّدرت قيمة بضائعها بـ‪285‬‬ ‫مليون دوالر‪ ،‬في حني احتلت أملانيا املرتبة األولي في قائمة‬ ‫املصدرين األوروب�ي�ين إلي��ران خ�لال الفترة ذاتها بمقدار‬ ‫مليار و‪ 800‬مليون دوالر‪ ،‬واحتلت الصني املرتبة األولى‬ ‫من بني املصدرين الدوليني <‬ ‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪53‬‬


‫تواترت‪ ،‬فيما يشبه «الهرولة الدبلوماسية»‪ ،‬زيارات وفود أوروبية عدة إلى‬ ‫العاصمة اإليرانية طهران‪ ،‬حتى قبل أن يجف حبر توقيع االتفاق النووي بني‬ ‫إيران والقوى الست الكبرى في ‪ 14‬يوليو (تموز) املاضي‪ ،‬بصورة ال تخلو‬ ‫من «واقعية» و«براغماتية» سياسية‪ ،‬أو باألحرى «ذرائعية» و«انتهازية»‬ ‫اقتصادية‪ ،‬القتناص الفرص االقتصادية التي توفرها احتماالت رفع‬ ‫العقوبات االقتصادية الدولية عن طهران‪.‬‬

‫األبعاد االقتصادية تلعب الدور األساسي‬ ‫في تحول السياسات األوروبية نحو طهران‬

‫أوروبا وإيران‪ ..‬هرولة دبلوماسية‬ ‫و«انتهازية» اقتصادية‬

‫القاهرة‪ :‬أحمد دياب‬

‫ف ��ي‪ 20‬م��ن ي��ول�ي��و (ت �م��وز) امل��اض��ي ‪ - ،‬ب�ع��د ستة‬ ‫اي��ام فقط م��ن توقيع االت�ف��اق ال�ن��ووي ‪ -‬زار وزي��ر‬ ‫االق �ت �ص��اد األمل��ان��ي‪ ،‬ون��ائ��ب امل�س�ت�ش��ارة م�ي��رك��ل‪،‬‬ ‫زيجمار غابرييل طهران‪ ،‬كأول مسؤول أملاني رفيع املستوى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اجتماعا ً‬ ‫يزور طهران خالل ‪ً 13‬‬ ‫وزاريا للجنة‬ ‫عاما‪ ،‬معلنا أن‬ ‫االقتصادية األملانية ‪ -‬اإليرانية سيعقد أوائل العام املقبل في‬ ‫طهران‪.‬‬ ‫ويعتزم وزي��ر الخارجية األمل��ان��ي‪ ،‬ف��ران��ك فالتر شتاينماير‬ ‫السفر إلى طهران في أكتوبر (تشرين األول) الحالي ليبعث‬ ‫برسالة قوية‪ ،‬مفادها أن أكبر اقتصاد في أوروب��ا يريد أن‬ ‫يعيد سريعا بناء العالقات االقتصادية والسياسية مع إيران‪.‬‬ ‫وفي ‪ 29‬يوليو املاضي‪ ،‬زار ل��وارن فابيوس طهران‪ ،‬في أول‬ ‫زيارة لوزير خارجية فرنسي إليران منذ ‪ 12‬عاما‪ ،‬في محاولة‬ ‫لتبديد أي توتر في العالقة بني الجانبني بسبب املوقف املتشدد‬ ‫الذي اتخذته فرنسا أثناء املفاوضات النووية مع إيران‪ ،‬ونقل‬ ‫فابيوس دع��وة الرئيس ه��والن��د إل��ى نظيره اإلي��ران��ي لزيارة‬ ‫باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) املقبل‪ ،‬ليكون أول رئيس‬ ‫إيراني يقوم بزيارة رسمية لفرنسا منذ زيارة الرئيس األسبق‬ ‫خاتمي عام ‪ ،1999‬خالل عهد الرئيس جاك شيراك‪.‬‬ ‫وفي ‪ 3‬أغسطس (آب) املاضي‪ ،‬حل وزير الخارجية اإليطالي‬ ‫باولو جنتيلوني في طهران‪ ،‬وأعلنت روما أن الرئيس روحاني‬ ‫قبل دعوة لزيارة من رئيس الوزراء اإليطالي ماتيو رينتسي‬ ‫لروما (في األسابيع املقبلة)‪ ،‬في أول زيارة له لعاصمة أوروبية‪.‬‬ ‫وفي زيارة هي األولى لوزير خارجية بريطاني إلى إيران‪ ،‬منذ‬ ‫زار وزير الخارجية العمالي آنذاك‪ ،‬جاك سترو‪ ،‬إيران في عهد‬ ‫الرئيس اإليراني السابق‪ ،‬محمد خاتمي عام ‪ ،2003‬قام وزير‬ ‫الخارجية البريطاني فيليب هاموند بزيارة إلى طهران في ‪23‬‬ ‫أغسطس (آب) املاضي‪ ،‬حيث أعاد افتتاح السفارة البريطانية‬ ‫ه�ن��اك‪ ،‬التي تعرضت للتخريب ف��ي نوفمبر ‪ ،2011‬بعد أن‬ ‫‪52‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫اقتحمها محتجون إيرانيون خالل مظاهرات ضد العقوبات‬ ‫التي فرضتها بريطانيا على إيران بسبب برنامجها النووي‪.‬‬ ‫وف��ي ‪ 8‬سبتمبر (أي �ل��ول) امل��اض��ي‪ ،‬زار ال��رئ�ي��س النمساوي‬ ‫مظاهرة نظمتها‬ ‫هاينز فيشر ط�ه��ران‪ ،‬بصحبة وزي��ر الخارجية النمساوي‬ ‫املعارضة اإليرانية‬ ‫امام مقر االمم‬ ‫سيبستيان كورتز‪ ،‬في أول زيارة يقوم بها رئيس دولة من‬ ‫املتحدة في‬ ‫الخارجية‬ ‫االتحاد األوروبي إليران منذ عام ‪ .2004‬وكان وزير‬ ‫نيويورك نهاية‬ ‫الشهر املاضي‬ ‫النمساوي سباستيان كورتس قال إن «اتفاق إيران النووي‬ ‫كان شعارها «ال‬ ‫ل��ه آث��ار جيو – سياسية‪ ،‬وك��ذل��ك اق�ت�ص��ادي��ة‪ ،‬على االت�ح��اد‬ ‫لروحاني نعم‬ ‫لحقوق اإلنسان» ‪-‬‬ ‫األوروبي»‪.‬‬ ‫(غيتي)‬ ‫وتزامنت زيارة الرئيس النمساوي مع زيارة وزير الخارجية‬ ‫اإلسباني خوسيه مانويل غارسيا ‪ -‬مارغايو إل��ى طهران‪ .‬في املائة هذه السنة‪.‬‬ ‫وتخطط كل من السويد وبولندا ملتابعة ال��زي��ارات الرسمية ‪ -2‬قال تقرير اقتصادي‪ ،‬صادر عن شركة «ميد» للمشاريع‬ ‫ً‬ ‫خالل الخريف املقبل‪.‬‬ ‫الخاصة في دبي ‪ ،‬إن «إيران تمثل أرضا خصبة مليئة بالفرص‬ ‫مل�ش��اري��ع ال�ط��اق��ة‪ ،‬ال�ت��ي تصل قيمتها إل��ى ‪ 167‬مليار دوالر‬ ‫للشركات اإلقليمية والدولية‪ ،‬حيث يوجد نحو ‪ 197‬مشروع‬ ‫األبعاد االقتصادية‬ ‫ط��اق��ة م�ن�ف� ً‬ ‫�ردا ف��ي ق�ط��اع��ات النفط وال�غ��از والبتروكيماويات‬ ‫ً‬ ‫وبعيدا عن اللغة الدبلوماسية املنمقة‪ ،‬فإن األبعاد االقتصادية والصناعة والخدمات‪ ،‬إما مخطط لها أو قيد اإلنشاء في إيران‪،‬‬ ‫تلعب الدور األساسي في هذا التحول في السياسات األوروبية وه��و رق��م م��ن املحتمل أن يتضاعف ف��ي ظ��ل رف��ع العقوبات‬ ‫بشكل تدريجي‪.‬‬ ‫نحو إيران‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫التعثر األزمة االقتصادية التي تعاني ‪ -3‬في الوقت الذي ّ‬ ‫تؤمن فيه إيران ‪ 40‬في املائة من نفط االتحاد‬ ‫‪ -1‬في محاولة ملعالجة‬ ‫منها القارة العجوز منذ نشوب األزمة املالية العاملية عام ‪ ،2008‬األوروب��ي‪ ،‬فإن االتفاق النووي مع الدول الست يعني انتعاش‬ ‫تسعى بعض الحكومات واملؤسسات والشركات األوروبية تجارة النفط وال�غ��از بني إي��ران واالت�ح��اد األوروب��ي املتعطش‬ ‫لتوسيع نشاطاتها االقتصادية التي توفرها السوق اإليرانية ‪ .‬للطاقة‪ ،‬إذ ستعمل إي��ران على مد أنابيب الغاز نحو أوروب��ا‬ ‫وتعتبر إيران التي يقارب تعدادها السكاني ‪ 80‬مليون شخص‪ ،‬عبر األراضي التركية‪ ،‬وهذا أمر سيعود بالنفع على األطراف‬ ‫صاحبة ثالث أكبر احتياطي للغاز‪ ،‬ورابع أكبر احتياطي نفطي األوروب �ي��ة‪ ،‬ال سيما ف��ي وق��ت يسود فيه التوتر م��ع روسيا‪،‬‬ ‫في العالم‪ .‬وتنتظر طهران ً‬ ‫حاليا تسلم أموالها املفرج عنها من امل�ص��در األول للنفط وال�غ��از إل��ى أوروب ��ا‪ ،‬علي خلفية األزم��ة‬ ‫ّ‬ ‫الخارج ً‬ ‫سيتسلم األوكرانية‪.‬‬ ‫نقدا‪ ،‬التي ال تقل عن ‪ 30‬مليار دوالر‪ ،‬كما‬ ‫البنك املركزي اإليراني عائدات أخرى في حساباته في الخارج‪،‬‬ ‫مما يجعل هذه األرقام تصل إلى أكثر من ‪ 100‬مليار دوالر‪ .‬أملانيا وإيران‬ ‫وبحسب البنك الدولي فإن رفع العقوبات سينعش االقتصاد‬ ‫اإليراني مع توقع نمو بنسبة ‪ 5‬في املائة في ‪ 2016‬مقابل ‪ 3‬لعقود طويلة‪ ،‬كانت أملانيا أكبر شريك تجاري أوروبي إليران‬


‫قادة الدول األعضاء في اتفاقية‬ ‫الشراكة االقتصادية االستراتيجية‬ ‫عبر املحيط الهادئ (‪( )TPP‬غيتي)‬

‫القرن الواحد والعشرين سوف تستمر إلى األبد‪ .‬وليس من‬ ‫الضروري أن يكون انخفاض قيمة الدوالر في التجارة العاملية‬ ‫أم��را سيئا‪ .‬فهبوط قيمة املنتجات يساعد املستهلكني على‬ ‫ش��راء مزيد من السلع والبضائع‪ .‬وعلى املنوال ذات��ه‪ ،‬ال يعد‬ ‫انخفاض أحجام التجارة كارثة لالقتصاد العاملي‪ ،‬إذا ما واجهه‬ ‫من الناحية األخرى نمو في اإلنتاج املحلي في الصني والواليات‬ ‫املتحدة األميركية‪.‬‬ ‫ولكن س��وف تعاني كثير م��ن األنظمة االق�ت�ص��ادي��ة‪ .‬فالدول‬ ‫الغنية املصدرة للسلع‪ ،‬مثل أستراليا وكندا لديها قدر نسبي‬ ‫من التنوع االقتصادي‪ ،‬وسيؤدي انخفاض قيمة عملتيهما إلى‬ ‫تعزيز السياحة وصادرات البضائع التصنيعية‪ ،‬مع صناعات‬ ‫أخرى‪ .‬ولكن القلق األكبر يتعلق بكثير من االقتصادات‪ ،‬التي ال‬ ‫تملك ً‬ ‫ً‬ ‫تصنيعيا ً‬ ‫كبيرا‪ .‬وكان النمو السريع للتجارة في‬ ‫قطاعا‬ ‫عصرا ذهبياً‬ ‫ً‬ ‫تسعينات القرن املاضي وبدايات القرن الحالي‬ ‫من التقارب بني دخول االقتصادات الناشئة والعالم الغني‪ ،‬إذ‬ ‫انضمت الدول الفقيرة إلى سالسل التوريد العاملية‪ .‬ومع هذا‪،‬‬ ‫بالكاد بدأ كثير من األنظمة عملية التصنيع‪ :‬فمتوسط الدخل‬ ‫بالدول األفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى يمثل ً‬ ‫تقريبا‬ ‫ثلث متوسط الدخل في الصني‪ .‬ويعني ضعف نمو التجارة‬ ‫وصغر حجم سالل التوريد وقصرها أن العاملني الصينيني‬ ‫قد سحبوا السلم الذي صعدوا عليه‪.‬‬

‫حالة ركود‬ ‫وإن كان من غير املرجح أن يتكرر االزدهار التجاري الذي حدث‬ ‫في أوائل القرن الحالي‪ ،‬فال تزال هناك طرق تمنع التجارة من‬ ‫الدخول في حالة الركود‪ .‬وينبغي على الدول الغنية أن تمضي‬ ‫ً‬ ‫قدما في االتفاقيات التجارية التي بدأوا في تنفيذها‪ ،‬وأن توقع‬ ‫وتصدق على االتفاقيات التي تفاوضت بشأنها بالفعل‪ .‬إن‬ ‫اتفاقية تسهيل التجارة التي تقدمت بها منظمة التجارة العاملية‬ ‫في عام ‪ ،2013‬والتي تهدف إلى خفض تكاليف التجارة بالدول‬

‫انتقادات بشأن اتفاقية «تي بي بي» بعد تسريبات «ويكيليكس»‬

‫اتفاقية «تي بي بي» هي شراكة تجارية مقترحة بني‬ ‫عدد من البلدان املطلة على املحيط الهادي تتعلق بمجموعة‬ ‫متنوعة من القضايا السياسة واالقتصادية املش‬ ‫تركة‪ ،‬من جملتها‪ ،‬خفض الحواجز التجارية مثل التعريفات‬ ‫الجمركية‪ ،‬ووضع إطار مشترك للملكية الفكرية‪ ،‬و‬ ‫فرض معايير لقانون العمل وقانون البيئة‪ ،‬وإنشاء آلية لتسوية‬ ‫املنازعات بني املستثمرين والدولة‪ .‬والهدف املعلن من‬ ‫االتفاق «تعزيز التجارة واالستثمار بني الدول الشريكة‪،‬‬ ‫لتشجيع االبتكار والنمو االقتصادي والتنمية‪ ،‬ودعم‬ ‫املشروعات الصغيرة والكبيرة وتوفير املزيد من فرص‬ ‫العمل»‪ .‬ويوجد اتفاق مماثل التفاقية «تي بي بي»‬ ‫على نطاق واسع بني الواليات املتحدة واالتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫وكانت دول بروناي وتشيلي وسنغافورة ونيوزيلندا‬ ‫بادرت بالتوقيع على االتفاقية عام ‪ 2006‬وانضمت إليهم‬ ‫دول أخرى ابتداء من عام ‪ ،2008‬للتوصل إلى‬ ‫اتفاق أوسع نطاقا وهي‪ :‬أستراليا‪ ،‬وكندا‪ ،‬واليابان‪ ،‬وماليزيا‪،‬‬ ‫واملكسيك‪ ،‬وبيرو‪ ،‬والواليات املتحدة‪ ،‬وفيتنام‪ ،‬ليصل‬ ‫بذلك إجمالي عدد الدول املشاركة إلى اثنتي عشرة دولة‬ ‫إال أن االتفاقية لم تفعل بالشكل املناسب‪.‬‬ ‫مجموعة الدول املشاركة عقدت جلسة مفاوضات ‪-‬‬ ‫وصفت بالفاشلة ‪ -‬لتفعيل االتفاقية عام ‪ ،2012‬ثم جولة‬ ‫أخيرة في يوليو (تموز) املاضي وكان مصيرها الفشل‬ ‫أيضا‪ ،‬حيث واجهت الدول عدة قضايا خالفية مثل الزراعة‬ ‫وامللكية الفكرية والخدمات واالستثم‬ ‫ارات‪ .‬وال تزال املفاوضات مستمرة حتى وقتنا الحاضر‪.‬‬ ‫على الرغم من أنه لم تعرض الدول املشاركة نص االت‬ ‫فاقية حتى اآلن فإن ويكيليكس نشرت عدة وثائق تم تسريبها‬ ‫عام ‪ .2013‬وهناك عدد من املهنيني املختصني بالت‬ ‫جارة العاملية والصحة ونشطاء في البيئة والعمل املنظم‪،‬‬ ‫ومستثمرين وجهوا انتقادات حادة ضد بنود االت‬ ‫فاقية املثيرة للجدل وأبدوا اندهاشهم من سرية املفاوضات‬ ‫وحجب تفاصيلها عن الجمهور‪.‬‬

‫الفقيرة على نحو خاص‪ ،‬تتطلب أن يوقع ويصدق عليها ثلثا‬ ‫أعضاء املنظمة‪ ،‬البالغ عددهم اإلجمالي ‪ 161‬عضوا‪ ،‬حتى‬ ‫تدخل حيز التنفيذ‪ .‬وحتى اآلن وقع وصادق عليها ‪ 16‬دولة‬ ‫فقط‪ .‬كما قوضت السياسات االنتخابية الجهود الساعية إلى‬ ‫تمرير اتفاقية (‪.)TPP‬‬ ‫يقول ب��ول فينيندال‪ :‬ينبغي على الرئيس األم�ي��رك��ي‪ ،‬ب��اراك‬ ‫أوباما‪ ،‬الذي فاز بـ«سلطة تعزيز التجارة» (التي تمنحه حق‬ ‫تقديم اتفاقيات تجارية حتى يصوت عليها مجلس الشيوخ‬ ‫باملوافقة أو بالرفض)‪ ،‬أن يسعى ً‬ ‫جاهدا إلنهاء اتفاقية (‪،)TPP‬‬ ‫خشية ضياع املجهود ورأس املال السياسي الذي بذله في هذه‬

‫االتفاقية‪ .‬إن اتفاقية (‪ )TPP‬جديرة باالهتمام على نحو خاص‬ ‫ألنها تقلل من الحواجز أمام الواردات والخدمات الزراعية‪ ،‬وهذا‬ ‫أمر بالغ األهمية بالنسبة للدول النامية‪ ،‬التي لم تعد تستطيع‬ ‫االعتماد على القطاع التصنيعي ليحقق لها الرخاء‪.‬‬ ‫ك��ذل��ك س�ي�ك��ون م��ن ال �ض��روري إج ��راء إص�لاح��ات باألنظمة‬ ‫االقتصادية الناشئة‪ ،‬بهدف تحرير القطاع الزراعي وتهيئة‬ ‫العمال لشغل وظائف بالقطاع الخدمي‪ .‬ولكن مع محاولة القادة‬ ‫من إندونيسيا وحتى البرازيل اكتشاف كيفية الخالص‪ ،‬لن‬ ‫يكون الركود بعد حالة االزدهار واالنتعاش أيسر فترة التخاذ‬ ‫أصعب القرارات <‬ ‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪51‬‬


‫في ميناء تيلبوري العاصف‪ ،‬القائم في الضواحي الشرقية ملدينة لندن‪ ،‬تنتشر على األلسنة كلمة التنويع‪ .‬فقد تم تخصيص‬ ‫مساحة أقل لحاويات السفن التقليدية‪ ،‬وهذا ألن مالكي امليناء يستثمرون في مشروعات جديدة‪ .‬فهناك هيكل ًمعدني ضخم‬ ‫سيصبح ً‬ ‫قريبا وحدة تخرين باردة لتحمي املنتجات سريعة التلف‪ ،‬بينما تتجه إلى األسواق البريطانية‪ .‬ووفقا للرئيس‬ ‫التنفيذي للعمليات بميناء تيلبوري‪ ،‬بيري جالدينج‪ ،‬تواجه املوانئ البريطانية املخصصة الستقبال حاويات السفن مشكلة‬ ‫وجود فائض عن االستيعاب‪ ،‬ويحاول امليناء استخدام مساحته اإلجمالية املقدرة بألف فدان بأكبر قدر من املرونة‪.‬‬

‫مكتب تحليل السياسة االقتصادية‪ :‬ينبغي على أوباما السعي بجدية إلنهاء اتفاقية «تي بي بي»‬

‫تراجع التجارة العاملية وتأثيره على األسواق الناشئة‬

‫لندن‪ :‬املحرر االقتصادي‬ ‫تؤيد بيانات التجارة العاملية تحذير السيد جالدينج‪.‬‬ ‫ف�ف��ي ك��وري��ا ال�ج�ن��وب�ي��ة‪ ،‬رائ ��دة االق �ت �ص��اد ال�ع��امل��ي‪،‬‬ ‫تراجعت الصادرات من البضائع ً‬ ‫تقريبا بنسبة ‪15‬‬ ‫ف��ي امل��ائ��ة على أس��اس سنوي ف��ي شهر أغسطس (آب)‪ ،‬من‬ ‫حيث القيمة الدوالرية‪ .‬وفي الصني‪ ،‬الحلقة األهم في سالسل‬ ‫التوريد العاملية‪ ،‬انخفضت الصادرات بما يزيد عن ‪ 5‬في املائة‪.‬‬ ‫كما هبطت الصادرات األميركية والبريطانية‪ .‬وخالل األشهر‬ ‫ً‬ ‫تراجعا‬ ‫الستة األولى من العام‪ ،‬شهدت تجارة البضائع العاملية‬ ‫يفوق نسبة ‪ 13‬في املائة على أساس سنوي‪ .‬ومنذ منتصف‬ ‫ثمانينات القرن املاضي‪ ،‬وحتى منتصف العقد املاضي‪ ،‬كان‬ ‫النمو السنوي للتجارة العاملية مستقر عند النسبة ‪ 7‬في املائة‪.‬‬

‫األسواق الناشئة‬ ‫ويمكن إسناد هذه االنخفاضات األخيرة بشكل جزئي إلى‬ ‫التغيرات في األسعار‪ .‬فقوة الدوالر األميركي أدت إلى تراجع‬ ‫القيمة املفترضة للبضائع املثمنة بعمالت أخرى‪ ،‬كما هبطت‬ ‫أسعار السلع‪ ،‬وهذا لم يؤد فقط إلى انخفاض قيمة املواد الخام‬ ‫ً‬ ‫ال�ت��ي يتم شحنها عبر العالم ك�ل��ه‪ ،‬ول�ك��ن س��اع��د أي��ض��ا على‬ ‫استقرار تكاليف اإلنتاج‪ ،‬وبالتالي أسعار كل أنواع البضائع‬ ‫التصنيعية‪ .‬وفي ما يتعلق باألحجام‪ ،‬ال تزال التجارة العاملية‬ ‫في نمو نسبته ‪ 1.7‬في املائة على أساس سنوي خالل النصف‬ ‫األول من عام ‪ .2015‬ولكنه نمو منخفض ً‬ ‫جدا عن متوسط‬ ‫النمو على املدى البعيد‪ ،‬الذي يقارب ‪ 5‬في املائة لكل عام‪ .‬وفي‬ ‫ً‬ ‫األسواق الناشئة ال يزال نمو التجارة ضعيفا‪ ،‬حيث يبلغ ‪0.3‬‬ ‫في املائة سنويا‪.‬‬ ‫في أوائل تسعينات القرن املاضي‪ ،‬نمت التجارة العاملية بشكل‬ ‫ً‬ ‫أسرع قليال من نمو إجمالي الناتج املحلي للعالم‪ .‬ولكن في‬ ‫أواخر هذا العقد‪ ،‬بدأ كل من الصني واالتحاد السوفياتي سابقا‬ ‫في التكامل والتمازج مع االقتصاد العاملي‪ ،‬وتم إنشاء منظمة‬ ‫التجارة العاملية (‪ )WTO‬بهدف تعزيز التبادل وتقويته‪ ،‬كما‬ ‫بدأت التغيرات التكنولوجية في جعل إدارة سالسل التوريد‬ ‫الطويلة واملتفرقة أكثر سهولة‪ .‬ونتيجة لكل هذا‪ ،‬نمت التجارة‬ ‫العاملية بمقدار الضعف مقارنة بنمو االقتصاد العاملي بني‬ ‫عامي ‪ 2003‬و‪.2006‬‬ ‫ولكن منذ هذا الحني‪ ،‬والتجارة العاملية في انخفاض‪ .‬فعلى‬ ‫مدار العامني املاضيني‪ ،‬كان نمو إجمالي الناتج املحلي للعالم‬ ‫‪50‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫أسرع من نمو التجارة العاملية‪ .‬وكان هذا التراجع هو األكثر‬ ‫إث��ارة لالنتباه‪ً ،‬‬ ‫نظرا إل��ى أن انخفاض تكاليف النقل‪ ،‬بسبب‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫هبوط أسعار النفط‪ ،‬ينبغي أن يؤدي إلى دفع التجارة ً‬ ‫ترجع أحد أسباب املشكلة إلى الدورة االقتصادية‪ .‬ووفقا ملا‬ ‫قاله بول فينيندال‪ ،‬من مكتب تحليل السياسة االقتصادية‬ ‫الهولندي‪ ،‬تعاني أوروب��ا‪ ،‬التي تنتج ما يقرب من ربع اإلنتاج‬ ‫العاملي ويمثل حجم تجارتها ثلث التجارة العاملية‪ ،‬من «اتجاه‬ ‫هابط ح��اد وطويل في ال��دورة االقتصادية"‪ ،‬كما أن إجمالي‬ ‫الناتج املحلي لها قد ارتفع بنسبة ‪ 0.8‬في املائة خالل الفترة‬ ‫من ‪ 2012‬وحتى ‪ ،2014‬مقارنة بارتفاعه بنسبة ‪ 3.5‬في املائة‬ ‫خالل الفترة من ‪ 2005‬وحتى ‪.2007‬‬ ‫وفي الوقت ذاته‪ ،‬أدى تراجع الطلب على املواد الخام بالصني‬ ‫إل��ى اإلض��رار باقتصادات ال��دول امل�ص��درة للسلع‪ ،‬حيث تعد‬ ‫ً‬ ‫هذه الدول أيضا أسواقا نهائية بالنسبة لكثير من املصدرين‬ ‫الصينيني‪ ،‬مما خلق حالة أشبه بالدائرة املفرغة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ساعد أيضا في ه��ذه الحالة بعض العوامل التي حدثت ملرة‬ ‫واحدة فقط‪ .‬ففي أوائل عام ‪ ،2015‬تلقت التجارة مع الواليات‬ ‫املتحدة األميركية ضربة قوية مرتني بسبب إض��راب لعمال‬

‫ميناء تيلبوري البريطاني خفض املساحة املخصصة لحاويات‬ ‫السفن التقليدية الستغاللها فى مشروعات جديدة (غيتي)‬

‫ً‬ ‫تقريبا‬ ‫املوانئ الواقعة على الساحل الغربي‪ ،‬ال��ذي يستوعب‬ ‫‪ 50‬في املائة من الواردات‪ ،‬وعامل الطقس البارد غير املعتاد‪،‬‬ ‫ال��ذي أع��اق حركة التسوق‪ .‬وأدت ه��ذه االض�ط��راب��ات ف��ي آلية‬ ‫العرض والطلب إلى تراجع الواردات بنسبة ‪ 3.4‬في املائة خالل‬ ‫ال��رب��ع األول م��ن ال �ع��ام‪ ،‬م�ق��ارن��ة ب��ال�ع��ام امل��اض��ي‪ ،‬كما كشفت‬ ‫دراسة أجراها كل من إيميني بوز وماثيو بوسيير وكليمينت‬ ‫مارسيلي‪ ،‬العاملني لدى مركز أبحاث السياسات االقتصادية‪،‬‬ ‫أن هذه العوامل العابرة غير املتكررة كانت مسؤولة عن تراجع‬ ‫ما يقرب من نصف التراجع الذي سجلته األنظمة االقتصادية‬ ‫الغنية في الفترة بني ‪ 2012‬و‪.2014‬‬

‫صندوق النقد الدولي‬ ‫ك��ذل��ك لعبت ال�ع��وام��ل الهيكلية ً‬ ‫دورا‪ ،‬وق��د ص��در ت�ق��ري��ر عن‬ ‫صندوق النقد الدولي يقول إن «مرونة التجارة – كمية التجارة‬ ‫الجديدة مقارنة بنمو الدخل – قد انخفضت بشكل هائل في‬ ‫كل من الصني والواليات املتحدة األميركية»‪ .‬فالصني تنتج أكثر‬ ‫ً‬ ‫محليا‪ :‬أي أن نسبة املكونات الواردة في الصادرات هبطت من‬ ‫‪ 60‬في املائة خالل منتصف تسعينات القرن املاضي إلى ‪35‬‬ ‫في املائة في العقد الحالي‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬بدأت الواليات‬ ‫املتحدة األميركية في استخدام احتياطياتها املحلية الهائلة من‬ ‫النفط الصخري‪ ،‬مما أدى إلى انخفاض واردات النفط الخام‬ ‫بمقدار ‪ 1.9‬مليون برميل لكل يوم بني عامي ‪ 2010‬و‪.2014‬‬ ‫وإذا كان متوسط سعر البرميل ‪ 93‬دوالرا‪ ،‬فهذا يمثل ادخارا‬ ‫بمقدار ‪ 60‬مليار دوالر‪ ،‬أو ما يساوي ‪ 25‬في املائة مما كانت‬ ‫الواليات املتحدة األميركية من النفط الخام في عام‬ ‫تعتمد عليه ً‬ ‫‪ ،2014‬وهذا وفقا لوكالة معلومات الطاقة األميركية‪.‬‬ ‫وتعد الوتيرة البطيئة لتحرر التجارة عامال آخر‪ .‬ففي الفترة‬ ‫بني ‪ 2010‬و‪ ،2014‬تم تفعيل ‪ 109‬اتفاقيات تجارية جديدة‪،‬‬ ‫الخمسة السابقة‪ ،‬التي‬ ‫وه��ذا رقم منخفض مقارنة باألعوام ً‬ ‫شهدت تفعيل ‪ 128‬اتفاقية تجارية‪ ،‬وهذا وفقا ملا أوردته منظمة‬ ‫التجارة العاملية‪ .‬واالتفاقية األكبر التي يجري النقاش حولها‬ ‫اآلن‪ ،‬اتفاقية الشراكة االقتصادية االستراتيجية عبر املحيط‬ ‫الهادي أو الشراكة عبر املحيط الهادي (‪ )TPP‬بني ‪ 12‬دولة‪،‬‬ ‫على وشك االنهيار‪ .‬وقد أصبح التفاوض حول اتفاقيات جديدة‬ ‫أصعب من ذي قبل‪ ،‬وهذا يرجع إلى انخفاض متوسط الرسوم‬ ‫الجمركية‪ ،‬وتعتمد االتفاقيات اآلن على كثير من املوضوعات‬ ‫الشائكة مثل معايير العمل وحماية امللكية الفكرية‪.‬‬ ‫وسيكون من الساذج لو تخيلنا أن التضافر الكبير للجهود‬ ‫ال��داف �ع��ة وامل �ع ��ززة ل�ل�ت�ج��ارة ال �ع��امل �ي��ة‪ ،‬ال �ت��ي ح��دث��ت ف��ي أوائ ��ل‬


‫روسيا تستهدف زيادة إنتاج النفط‬ ‫بواقع الثلث في ‪ً 20‬‬ ‫عاما‬ ‫الديفوستوك (روسيا)‪ :‬قال الرئيس التنفيذي لشركة روسنفت العمالقة للنفط إيجور‬ ‫سيتشن إن بالده قد تزيد إنتاجها من النفط بمقدار الثلث ليصل إلى ‪ 14‬مليون برميل‬ ‫ً‬ ‫يوميا خالل العشرين ً‬ ‫عاما املقبلة‪ ،‬حيث تستهدف األسواق اآلسيوية اآلخذة في النمو‪.‬‬ ‫وتعد روسيا أكبر منتج للخام في العالم بالفعل‪ ،‬وتضخ بانتظام قرب مستويات‬ ‫اإلنتاج املرتفعة بعد الحقبة السوفياتية البالغة ‪ 10.7‬مليون برميل ً‬ ‫يوميا بفضل‬ ‫ضعف الروبل الذي يعوض تأثير انخفاض األسعار‪ ،‬حيث يقلص تكلفة اإلنتاج‪.‬‬ ‫وتعطي الزيادة املقترحة في إنتاج روسيا إشارة على أن موسكو لن تتحرك لدعم‬ ‫األسعار اآلخذة في الهبوط‪ ،‬وهو موقف مشابه للموقف الذي تتبناه منظمة البلدان‬ ‫املصدرة للبترول (أوبك) ويهدف للمحافظة على حصتها السوقية‪.‬‬ ‫وق��ال سيتشن‪ ،‬وهو رئيس أكبر شركة مدرجة في العالم من حيث اإلنتاج خالل‬ ‫املنتدى االقتصادي الشرقي‪« :‬موقفنا هو أن اإلنتاج الروسي السنوي من النفط قد‬ ‫يصل في املستقبل إلى ‪ 700‬مليون طن (‪ 14‬مليون برميل في اليوم) وأكثر»‪.‬وأضاف‬ ‫أنه كي تحقق روسيا هذا الهدف وتتجاوز املستويات القياسية التي حققها االتحاد‬ ‫السوفياتي السابق والتي تجاوزت ‪ 11‬مليون برميل ً‬ ‫يوميا في الثمانينات‪ ،‬فإنها‬ ‫بحاجة إلى زي��ادة عمليات الحفر االستكشافي وتعزيز امل��وارد صعبة االستخراج‬ ‫وتسريع تنمية مناطق بالقطب الشمالي‪.‬وتخطط روسيا لزيادة تدفقات النفط والغاز‬ ‫إلى آسيا إلى مثليها على األقل خالل العشرين ً‬ ‫عاما املقبلة لتصدر ما ال يقل عن‬ ‫ثلث نفطها وثلث غازها صوب الشرق بحلول ذلك التوقيت‪.‬وقال سيتشن إن روسيا‬ ‫بمقدورها زيادة صادراتها من الغاز إلى الصني إلى ما يصل إلى ‪ 300‬مليار متر‬ ‫مكعب في السنة‪.‬‬

‫إيران تسعى لتصدير الغاز إلى االتحاد األوروبي‬ ‫دبي‪ :‬قال موقع معلومات وزارة النفط اإليرانية على اإلنترنت (شانا) إن وزير النفط‬ ‫بيجن زنغنه قال في مؤتمر صحافي مع نظيره اإلسباني في طهران إن إيران تأمل في‬ ‫تصدير الغاز إلى االتحاد األوروبي من خالل نقل الغاز الطبيعي املسال إلى إسبانيا‪.‬‬ ‫وال تملك إيران القدرة على إسالة غازها لتصديره في ناقالت إلى مناطق ال تصل‬ ‫إليها خطوط األنابيب بعد توقف عدة مشروعات بسبب العقوبات الغربية التي دفعت‬ ‫شركات أجنبية لالنسحاب من إيران‪ .‬ويرى بعض الخبراء أن األمر سيستغرق نحو‬ ‫عامني كي تتمكن إيران من تحقيق ذلك إذا وجدت شركاء‪.‬‬ ‫ونقل موقع شانا عن زنغنه قوله بعد اجتماعه مع وزير الصناعة والطاقة والسياحة‬ ‫اإلسباني خوسيه مانويل سوريا‪« :‬ستستمر املحادثات بني إي��ران وإسبانيا في‬ ‫هذا الشأن»‪.‬ونقلت «شانا» عن مانويل سوريا الذي زار طهران برفقة وفد إسباني‬ ‫القول إن بالده «تعمل كقناة لصادرات الغاز اإليراني إلى أوروبا»‪ .‬ولم يدل بمزيد من‬ ‫التفاصيل وامتنعت الوزارة اإلسبانية عن التعليق‪.‬‬ ‫وقال موسيس رهناما‪ ،‬املحلل لدى إنرجي أسبكتس لالستشارات في لندن‪« :‬على‬ ‫إيران أوال أن تستقدم شركات جديدة وبعدها سيستغرق األمر نحو عامني قبل أن‬ ‫يتمكنوا من التصدير»‪.‬ويقول محللون إن إيران فقدت بالفعل حصة من صادرات‬ ‫الغاز الطبيعي املسال في السوق اآلسيوية‪ ،‬التي يدفع فيها العمالء أعلى األسعار‪،‬‬ ‫�ران إل��ى أوروب��ا‪.‬وي��أم��ل االت�ح��اد‬ ‫لصالح منافستها الخليجية قطر ول��ذا تتطلع ط�ه� ً‬ ‫األوروب��ي في استيراد الغاز من إي��ران التي تحوز بعضا من أكبر االحتياطات في‬ ‫العالم لتقليص اعتماده على روسيا‪ ،‬لكن حتى بعد رفع العقوبات فإن ضعف البنية‬ ‫التحتية للتصدير قد يؤخر تنفيذ الخطط‪.‬‬

‫غموض الوضع السياسي خطر داهم‬ ‫على االقتصاد التركي‬ ‫إسطنبول‪ :‬ق��ال وزي��ر املالية التركي محمد شيمشك إن أكبر املخاطر التي تواجه‬ ‫االقتصاد التركي هي عدم االستقرار السياسي طويل األجل‪ ،‬والذي يسبب في العادة‬ ‫ً‬ ‫عجزا في امليزانية وميزان املعامالت الحالية‪.‬وقال شيمشك في مؤتمر في إسطنبول‬ ‫إن االقتصاد سينمو على األرج��ح بنسبة ‪ 3‬في املائة في ‪ ،2015‬لكنه حذر من أن‬ ‫غموض الوضع السياسي لفترة طويلة قد يضعف أوضاع املالية العامة التي تمثل‬ ‫ً‬ ‫حاليا عامل حماية من الصدمات االقتصادية‪.‬‬ ‫وأضاف أن بلوغ مستوى التضخم املستهدف يمكن فقط أن يحدث مع وجود حكومة‬ ‫قوية‪ ،‬وليس من خالل تدخل البنك املركزي فحسب‪.‬‬

‫شركات الحفر األميركية تخفض عدد املنصات مع تراجع النفط‬ ‫واشنطن‪ :‬خفضت شركات الطاقة األميركية ع��دد منصات الحفر الباحثة عن النفط بواقع ‪ 13‬منصة‪ ،‬وذلك‬ ‫للمرة األولى في ‪ 7‬أسابيع بعدما دفع استئناف أسعار الخام الهبوط هذا الصيف الشركات إلى جولة ثانية من‬ ‫التخفيضات‪.‬وقالت شركة الخدمات النفطية «بيكر هيوز» في تقرير يحظى بمتابعة واسعة إن االنخفاض يقلص‬ ‫عدد املنصات العاملة في األسبوع املنتهي في الرابع من سبتمبر املاضي إلى ‪ 662‬منصة‪ ،‬وهو أدنى عدد منذ‬ ‫منتصف يوليو السابق‪.‬‬ ‫وج��اء االنخفاض في األسبوع نفسه ال��ذي أظهرت فيه بيانات حكومية جديدة أن إنتاج قطاع النفط األميركي‬ ‫كان أقل من التقديرات السابقة هذا العام‪ ،‬فيما يدل على أن شركات الحفر تقلص اإلنتاج وسط تراجع األسعار‪.‬‬ ‫وكانت البيانات املعدلة إلنتاج يونيو قد ساعدت الخام األميركي على االرتفاع بما وصل إلى ‪ 3‬دوالرات للبرميل‬ ‫لكن الصعود كان قصير األمد‪.‬‬

‫استثمارات الصني الخارجية تتجاوز تريليون دوالر بنهاية العام‬ ‫بكني‪ :‬من املتوقع أن تتجاوز استثمارات الصني الخارجية املباشرة تريليون دوالر ألول مرة في ‪ ،2015‬إذ يدفع‬ ‫تباطؤ النمو االقتصادي ً‬ ‫مزيدا من الشركات املحلية لالستثمار في الخارج‪.‬‬ ‫ممثل التجارة الدولية بوزارة التجارة الصينية تشانغ شيانغ تشن إن إجمالي االستثمارات املباشرة‬ ‫وقال نائب‬ ‫ً‬ ‫زاد إلى أقل قليال من ‪ 883‬مليار دوالر في ‪.2014‬وذكرت وزارة التجارة أن االستثمارات الخارجية املباشرة غير‬ ‫‪ 18.2‬في املائة إلى ‪ 473.4‬مليار يوان (‪ 77‬مليار دوالر) خالل األشهر الثمانية األولى للعام‪ .‬وعدلت‬ ‫املالية زادت ً‬ ‫وزارة التجارة أيضا رقم االستثمارات الخارجية املباشرة غير املالية في ‪ 2014‬إلى ‪ 107.2‬مليارات دوالر من ‪102.9‬‬ ‫مليار دوالر في السابق ليبلغ إجمالي االستثمارات الخارجية لهذا العام ‪ 123.12‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وأضاف تشانغ‪« :‬حافظت استثماراتنا الخارجية على معدل نمو في خانة العشرات‪ ،‬وسوف يستمر هذا االتجاه‬ ‫في املستقبل»‪.‬‬ ‫وقال مدير األبحاث في مجموعة روديوم في نيويورك ثايلو هانسمان إن التباطؤ االقتصادي وتقلب السوق في‬ ‫الصني‪ ،‬يدفعان الشركات املحلية للحصول على عالمات تجارية وتكنولوجيا أجنبية عالوة على تنويع استثماراتها‪.‬‬ ‫وطبقت حكومة بكني سياسات لدعم جهود الشركات الصينية لدخول األسواق العاملية وقدمت حوافز مالية وأزالت‬ ‫القيود اإلدارية على االستثمار في الخارج‪.‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪49‬‬


‫الصني تقرض فنزويال ‪ 5‬مليارات دوالر‬ ‫كراكاس‪ :‬قال الرئيس الفنزويلي نيكوالس مادورو إن بالده وقعت‬ ‫اتفاقا مع الصني تحصل بمقتضاه على قرض بقيمة ‪ 5‬مليارات‬ ‫دوالر لزيادة إنتاجها من النفط الخام‪.‬‬ ‫وذك��ر م��ادورو أن القرض يهدف إل��ى «زي��ادة إنتاج النفط بطريقة‬ ‫تدريجية في األشهر املقبلة»‪ .‬ولم يذكر ً‬ ‫مزيدا من التفاصيل‪.‬ولم‬ ‫تؤكد املتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ ما إذا‬ ‫كانت بكني وافقت على القرض بالفعل‪ ،‬حيث قالت في تصريحها‬ ‫الصحافي اليومي‪« :‬نعتقد أن تعاون الصني ال��ذي يشمل التعاون‬ ‫املالي مع دول من بينها فنزويال يتم على أس��اس تحقيق املنافع‬ ‫املشتركة‪ ،‬وسنسهم في تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية‬ ‫في البلدان واألماكن ذات الصلة»‪.‬‬ ‫الفنزويلي أن بكني‬ ‫نظيره‬ ‫بينغ‬ ‫جني‬ ‫وأبلغ الرئيس الصيني شي‬ ‫ً‬ ‫مستعدة للنظر ف��ي م�ج��االت ج��دي��دة للتعاون امل��ال��ي وف��ق��ا ل��رواي��ة‬ ‫الحكومة الصينية عن اللقاء‪.‬‬

‫منافسة فرنسية على سوق السيارات اإليرانية‬ ‫باريس‪ :‬منيت شركة «بيجو ‪ -‬ستروين» الفرنسية التي كانت شركة‬ ‫صناعة السيارات األوروبية األعلى ً‬ ‫مبيعا في إيران قبل العقوبات‬ ‫بنكسة في محاولتها الستعادة عرشها‪ ،‬وذلك على يد منافستها‬ ‫املحلية «رينو»‪.‬وتواجه «بيجو» صعوبات في التفاوض على صفقة‬ ‫تصنيع أكبر ً‬ ‫حجما م��ع شريكتها «إي��ران خ ��ودرو»‪ ،‬أكبر شركة‬ ‫لصناعة السيارات في إيران‪ ،‬بفعل رواسب الغضب من انسحابها‬ ‫املفاجئ في ‪.2011‬‬ ‫وقالت مصادر مطلعة إن «رينو» تريد استخدام ‪ 560‬مليون‬ ‫دوالر من أموالها املحتجزة في إيران القتناص الفرصة بعد‬ ‫االتفاق الدولي‪ ،‬ال��ذي أب��رم في يوليو (تموز) لرفع العقوبات‬ ‫ف��ي مقابل ف��رض ق�ي��ود على ب��رن��ام��ج ط�ه��ران ال �ن��ووي‪.‬وق��ال‬ ‫«استراتيجيتنا‬ ‫مصدر مطلع في رينو على علم باملحادثات‪:‬‬ ‫ً‬ ‫هي أن نصبح أكبر منتج للسيارات في البالد»‪ ،‬مضيفا أن‬ ‫«(بيجو ‪ -‬ستروين) أطلقت ً الكثير من التصريحات بخصوص‬ ‫إيران‪ ،‬لكن ذلك كان استباقا لألحداث»‪.‬وفي وجود ‪ 80‬مليون‬ ‫مستهلك و‪ 1.1‬مليون س�ي��ارة بيعت ف��ي ‪ ،2014‬ف��إن إي��ران‬ ‫بالفعل أك�ب��ر س��وق للسيارات ف��ي ال�ش��رق األوس ��ط‪ ،‬ولديها‬ ‫إم �ك��ان��ات ل�ل�ن�م��و ال�س��ري��ع‪.‬وب��ال�ن�س�ب��ة ل �ـ«ري �ن��و» وش��ري�ك�ت�ه��ا‬ ‫«نيسان» التي تملك حصة قدرها ‪ 43.4‬في املائة فيها‪ ،‬فإن‬ ‫إنتاج السيارات في إيران سيعزز أنشطتهما القوية بالفعل‬ ‫في األسواق الناشئة‪.‬‬ ‫أما «بيجو»‪ ،‬فإن استعادة وضعها في إيران تبدو أكثر أهمية في‬ ‫إطار مساعيها املتسارعة للتوسع خارج أوروبا بعدما كادت تواجه‬ ‫شبح اإلف�لاس‪ .‬وقالت الشركة في الفترة األخيرة إنها تعول على‬ ‫إيران لتحقيق مبيعات سنوية بنحو ‪ 400‬ألف سيارة بحلول ‪.2020‬‬ ‫وقال متحدث إن «بيجو» ما‬‪‭‬زالت تجري محادثات «مع أطراف كثيرة‬ ‫من بينها (إيران خودرو) بشأن مشروع لصناعة السيارات‪ ،‬فيما‬ ‫امتنعت «رينو» عن التعليق»‪‬‬‬‬.‬‬ ‫‬‬

‫الجارد تدعو مجموعة العشرين لتعزيز جهود النمو‬ ‫أنقرة‪ :‬قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستني الجارد إن‬ ‫على االقتصادات الكبرى في العالم تكثيف جهود اإلصالح‬ ‫لتعزيز النمو ك��ي يتماشى م��ع األه ��داف التي وضعتها هذه‬ ‫االق �ت �ص��ادات ال �ع��ام امل��اض��ي ب��االس�ت�ع��ان��ة ب�س�ي��اس��ات نقدية‬ ‫تيسيرية وسياسة مالية وإصالحات هيكلية‪.‬وقالت الجارد‪:‬‬ ‫«بالنسبة لالقتصادات املتقدمة من املتوقع أن يزيد النشاط‬ ‫االقتصادي بدرجة متواضعة فقط ه��ذا العام والعام املقبل‪.‬‬ ‫وبالنسبة لالقتصادات الناشئة‪ ،‬ضعفت التوقعات في ‪2015‬‬ ‫مقارنة بالعام املاضي رغم تكهنات ببعض التعافي في العام‬ ‫القادم»‪.‬‬ ‫وم �ض��ت ق��ائ �ل��ة‪« :‬ن �ح �ت��اج ل �ت �ض��اف��ر ال �ج �ه��ود مل��واج �ه��ة ه��ذه‬ ‫التحديات؛ بما في ذلك مواصلة سياسة نقدية تيسيرية في‬ ‫االقتصادات املتقدمة وسياسات مالية تساعد على تحقيق‬ ‫اإلنتاج املحتمل واإلنتاجية»‪.‬‬ ‫النمو وإصالحات هيكلية لتعزيز‬ ‫ً‬ ‫وق��ال��ت الج � ��ارد‪« :‬م ��ن ال� �ض ��روري أي��ض��ا أن ت��زي��د مجموعة‬ ‫العشرين جهودها لضمان تنفيذ فعال وفي الوقت املناسب‬ ‫الستراتيجياتها للنمو»‪.‬‬

‫كريستني‬ ‫الجارد‬

‫ً‬ ‫إندونيسيا ستنضم إلى «أوبك» مجددا بعد انقطاع ‪ 7‬سنوات‬

‫أميركا تبلغ الصني بضرورة السماح لليوان بالتحرك‬ ‫واشنطن‪ :‬قال مسؤول أميركي إن وزير الخزانة األميركي جاك لو‬ ‫تسمح‬ ‫أبلغ وزي��ر املالية الصيني لو جي وي إن ًمن الضروري أن ً‬ ‫�ودا مثلما يتحرك هبوطا‪،‬‬ ‫ال�ص�ين لعملتها ال�ي��وان بالتحرك ص�ع�‬ ‫وتجنب أي إجراء لخفض قيمته لكسب ميزة تنافسية في التجارة‬ ‫العاملية‪.‬‬ ‫وقال املسؤول األميركي في بيان يلخص محادثة بني الوزيرين جرت‬ ‫على هامش اجتماع لوزراء مالية مجموعة العشرين في أنقرة‪« :‬وزير‬ ‫الخزانة الصيني ذكر أن من الضروري بالنسبة للصني أن تشير إلى‬ ‫ً‬ ‫صعودا وكذلك‬ ‫أنها ًسوف تسمح لضغوط السوق بتحريك اليوان‬ ‫هبوطا‪ ،‬وأنه ينبغي للصني السماح لسعر الصرف لديها بأن يعكس‬ ‫العوامل األساسية‪ ،‬وأن تتفادى االخ�ت�لاالت املستمرة في أسعار‬ ‫الصرف وتمتنع عن خفض قيمة العملة لكسب ميزة تنافسية»‪.‬‬ ‫‪48‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫لندن ‪ -‬جاكرتا‪ :‬قالت منظمة البلدان املصدرة للبترول (أوبك) في بيان إن إندونيسيا تسعى إلعادة تفعيل‬ ‫عضويتها باملنظمة في ديسمبر (كانون األول)‪.‬ومن شأن هذا أن يضيف نحو ‪ 3‬في املائة إلى إنتاج «أوبك»‬ ‫من الخام القريب بالفعل من مستوى قياسي مرتفع‪.‬وستكون إندونيسيا رابع أصغر املنتجني في «أوبك»‬ ‫متقدمة على ليبيا واإلكوادور وقطر وسترفع عدد أعضاء املنظمة إلى ‪ً 13‬‬ ‫بلدا‪.‬وكانت إندونيسيا قد تركت‬ ‫«أوبك» في بداية ‪ 2009‬مع ارتفاع أسعار الخام إلى مستوى قياسي وتحول الدولة إلى مستورد صاف للنفط‬ ‫بسبب زيادة الطلب املحلي وانخفاض اإلنتاج‪.‬‬ ‫وقال بيان «أوبك» إن طلب إندونيسيا إعادة تفعيل عضويتها الكاملة وزع على جميع أعضاء املنظمة لبحثه‬ ‫واملوافقة عليه‪ ،‬وأن اجتماع «أوبك» في الرابع من ديسمبر سوف يتضمن إجراءات إعادة تفعيل العضوية‪.‬‬ ‫وأضاف البيان‪« :‬ساهمت إندونيسيا بكثير في تاريخ (أوبك)‪ .‬نرحب بعودتها إلى املنظمة»‪.‬‬


‫رخصة الفتتاح فرع لبنك قطر الوطني في السعودية‬ ‫الرياض‪ :‬وافق مجلس الوزراء السعودي على الترخيص لبنك قطر الوطني‪ ،‬بفتح‬ ‫ف��رع له باململكة‪ .‬وج��اءت املوافقة خ�لال ت��رؤس خ��ادم الحرمني الشريفني امللك‬ ‫سلمان بن عبد العزيز آل سعود لجلسة عقدها مجلس الوزراء الشهر املاضي‪.‬‬ ‫وذكرت وكالة األنباء السعودية أن املوافقة على الترخيص تتضمن التزام بنك‬ ‫قطر الوطني في مزاولته األعمال املصرفية باألنظمة واللوائح والتعليمات املعمول‬ ‫السعودي مع البنك الستكمال‬ ‫بها في اململكة‪ ،‬وأن تنسق مؤسسة النقد العربي ً‬ ‫ً‬ ‫أجنبيا من خ�لال فروع‬ ‫اإلج ��راءات الالزمة‪.‬ويعمل بالسعودية حاليا ‪ 12‬بنكا‬ ‫محلية تتمثل في كل من بنك الخليج الدولي وبنك اإلمارات دبي الوطني و«بي إن‬ ‫بي باريبا» الفرنسي وبنك الكويت الوطني ودويتشه بنك األملاني‪ ،‬إلى جانب بنك‬ ‫مسقط وبنك البحرين و«جي بي مورغان تشيز» أن أي األميركي وبنك باكستان‬ ‫الوطني‪ ،‬وكذلك بنك زراعات بنكازي التركي وبنك استيت بنك أف إنديا الهندي‬ ‫وبنك الصني للصناعة والتجارة‪.‬‬

‫لبنان يريد تحويل بورصة بيروت إلى شركة مساهمة‬ ‫بيروت‪ :‬قال مكتب وزير املالية اللبناني علي حسن خليل في بيان إن الوزير طلب من‬ ‫بيروت إلى شركة مساهمة؛ كخطوة أولى‬ ‫الحكومة املوافقة على خطة لتحويل بورصة ً‬ ‫صوب خصخصتها‪ .‬وأضاف البيان أن خليال يسعى إلى تحويل البورصة من كيان‬ ‫حكومي إلى شركة مساهمة‪ ،‬وهذا التحول خطوة أولى معتادة تتخذها البورصات التي‬ ‫تسعى للخصخصة‪ .‬وأشار إلى قانون سن عام ‪ 2012‬ونص على أن يجري التحويل‬ ‫بعد عام من إقراره‪ .‬وبعد ذلك بعام تطرح أسهم الشركة للمستثمرين‪ .‬وتتأخر خطط‬ ‫التطوير ً‬ ‫غالبا في لبنان ً‬ ‫نظرا للجمود السياسي الحاصل في البالد‪.‬‬

‫تونس ستبدأ مفاوضات مع صندوق النقد‬ ‫للحصول على خط ائتمان‬ ‫ت��ون��س‪ :‬ق��ال محافظ البنك امل��رك��زي التونسي ال�ش��اذل��ي ال�ع�ي��اري إن ت��ون��س ستبدأ‬ ‫مفاوضات م��ع ص�ن��دوق النقد ال��دول��ي ف��ي نوفمبر (تشرين الثاني) بشأن برنامج‬ ‫ائتمان جديد لن تقل قيمته على األرجح عن ‪ 1.7‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وكانت تونس قد اتفقت مع الصندوق في ‪ 2013‬على برنامج ائتمان بنحو ‪ 1.74‬مليار‬ ‫دوالر‪ .‬ووافقت على تطبيق سياسات اقتصادية معينة مثل إبقاء العجز تحت السيطرة‬ ‫وزيادة مرونة سوق الصرف األجنبي‪.‬وأضاف العياري‪« :‬من املتوقع أن نبدأ مفاوضات‬ ‫حول برنامج ائتمان جديد في شهر نوفمبر هذا العام ونأمل حصول اتفاق بحدود‬ ‫شهر مارس (آذار) العام املقبل»‪ .‬وأوض��ح أن قيمة الخط االئتماني لم تحدد بشكل‬ ‫نهائي بعد حتى تضبط تونس حاجاتها املالية للسنوات املقبلة بدقة‪ ،‬لكنه توقع «أن‬ ‫ال يكون البرنامج االئتماني الجديد أقل من ‪ 1.7‬مليار دوالر»‪.‬‬ ‫وقالت كريستني الغارد مديرة صندوق النقد‪« :‬الصندوق جاهز لدعم تونس من جديد‬ ‫وسنناقش مع السلطات التونسية التوقيت والصيغة»‪.‬وفي مايو مدد صندوق النقد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ائتمانيا لسبعة أشهر إضافية إلعطاء تونس مهلة لتنفيذ إصالحات في‬ ‫برنامجا‬ ‫القطاعني املصرفي والضريبي‪.‬وبالفعل بدأت تونس خططا إلعادة رسملة بنكني في‬ ‫القطاع العام بضخ ‪ 867‬مليون دينار في بنكي اإلسكان والشركة التونسية للبنك بعد‬ ‫موافقة البرملان على ذلك في أغسطس املاضي‪.‬‬

‫االحتياطي األجنبي للعراق يهبط لنحو ‪ 60‬مليار دوالر‬ ‫بغداد‪ :‬قال محافظ البنك املركزي العراقي علي العالق إن انخفاض إيرادات النفط‬ ‫قلص احتياطيات البالد من النقد األجنبي إلى نحو ‪ 60‬مليار دوالر تكفي لتغطية‬ ‫احتياجات ال��واردات في نحو ‪ً 18‬‬ ‫شهرا لثاني أكبر منتج للخام في منظمة أوبك‪.‬‬ ‫وتعرضت املالية العامة للعراق لضغوط هائلة بسبب انخفاض أسعار النفط منذ‬ ‫العام املاضي والحرب مع تنظيم داعش‪ .‬وتوقعت الحكومة ً‬ ‫عجزا ً‬ ‫ماليا بنحو ‪25‬‬ ‫قيمتها نحو ‪ 100‬مليار دوالر‪.‬وقال‬ ‫مليار دوالر في ميزانية العام الحالي البالغة‬ ‫ً‬ ‫ص�ن��دوق النقد ال��دول��ي إن ه��ذه العوامل قلصت أي��ض��ا االحتياطيات الدولية التي‬ ‫مليارا في نهاية ‪.2013‬‬ ‫تراجعت إلى ‪ 66‬مليار دوالر في نهاية عام ‪ 2014‬من ‪ً 78‬‬ ‫انخفاض املصروفات املقومة بالدوالر أيضا خفف الطلب على‬ ‫لكن املحافظ قال إن ً‬ ‫العملة األجنبية‪ ،‬مضيفا‪« :‬مستوى االحتياطيات في العراق مريح‪ .‬االحتياطيات‬ ‫ً‬ ‫شهريا‪ ،‬لكن ليس بدرجة كبيرة»‪.‬‬ ‫تتناقص‬

‫مصر قد تصدر نحو مليون طن من األرز‬ ‫القاهرة‪ :‬قال مسؤول في املجلس التصديري للحاصالت الزراعية في مصر إن القاهرة ستلغي قرار حظر صادرات‬ ‫األرز متوسط الحبة ملدة سنة‪ ،‬وإنها قد تبيع ما يصل إلى مليون طن في األسواق العاملية هذا املوسم‪.‬‬ ‫وقال مصطفى النجاري‪ ،‬رئيس لجنة األرز في املجلس التصديري للحاصالت الزراعية‪« :‬ننتظر اإلعالن عن السعر‬ ‫الرسمي الذي ستشتري به الحكومة األرز من املزارعني لتقدير الكميات بالضبط»‪.‬وقالت مصر في ‪ 27‬أغسطس‬ ‫ً‬ ‫اعتبارا من األول من سبتمبر لتغطية االستهالك املحلي‪.‬‬ ‫(آب) إنها ستمنع صادرات األرز‬ ‫كانت وزارة الزراعة قد قالت في ذلك الحني إنه من املتوقع أن تنتج مصر ‪ 2.7‬مليون طن من األرز األبيض في موسم‬ ‫‪ 2016 - 2015‬في حني قدر االستهالك السنوي بنحو ‪ 3.6‬ماليني طن‪.‬‬

‫اإلمارات تخطط إلعادة تنظيم مجاهلا الجوي املزدحم‬ ‫دبي‪ :‬تبدأ دولة اإلمارات العربية املتحدة العام القادم إعادة تنظيم مجالها الجوي املزدحم بهدف إتاحة املجال أمام‬ ‫خطط النمو الطموحة لشركات الطيران الخليجية‪ .‬ومثل شبكات الطرق‪ ،‬فإن املجال الجوي مقسم إلى مسارات‬ ‫يستخدم الطيران املدني بعضها‪ ،‬بينما يخصص الباقي لألغراض العسكرية‪.‬‬ ‫ومع التوسع في السفر ً‬ ‫جوا من مراكز خليجية‪ ،‬إضافة إلى توسعة األساطيل الحالية وتقدم طيران اإلمارات واالتحاد‬ ‫للطيران والخطوط الجوية القطرية بطلبيات لشراء نحو ‪ 700‬طائرة‪ ،‬تنامت املخاوف من أن يؤثر املجال الجوي الذي‬ ‫سيكون ً‬ ‫الجالف إن هذه‬ ‫متاحا للرحالت على النمو‪ .‬وقال‬ ‫نائب املدير العام لهيئة الطيران املدني اإلماراتية أحمد ً‬ ‫مخاطر محتملة‪ ،‬وإذا لم يتم التعامل معها ً‬ ‫حاليا‪ ،‬فستكون هناك عواقب وخيمة في املستقبل‪ ،‬مضيفا أن األمر ال‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫موضحا أن السلطات ال تريد أن تتراكم األمور إلى أن يقع حادث‪.‬‬ ‫يتعلق فقط بالكفاءة وإنما بالسالمة واألمان أيضا‪،‬‬ ‫وتتضمن الخطة العمل على تقسيم املجال الجوي إل��ى قطاعات وكيفية عمل تلك القطاعات معا بما يضمن‬ ‫انسيابية الحركة الجوية‪.‬وتابع الجالف أن مرحلة التنفيذ التي قد تتكلف مئات املاليني من الدراهم ستبدأ العام‬ ‫القادم وتستكمل بحلول ‪ .2018‬ووافقت جهات معنية منها مطارات أبوظبي ودبي على التصور املبدئي للخطة‬ ‫ومراحلها‪.‬واحتل مطار دبي الدولي بالفعل املركز األول في قائمة املطارات األكثر ازدحاما في العالم العام املاضي‪.‬‬ ‫وأظهر تقرير أعدته أوكسفورد إيكونومكس أن منطقة الشرق قد تجنى فوائد اقتصادية بقية ‪ 16.3‬مليار دوالر‬ ‫من تحسني أنظمة املراقبة الجوية‪.‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪47‬‬


‫صندوق النقد يحث السعودية على خفض‬ ‫دعم الطاقة وفاتورة األجور‬ ‫الرياض‪ :‬حث صندوق النقد الدولي السعودية على تقليص الدعم‬ ‫الحكومي للطاقة املحلية وف��ات��ورة أج��ور العاملني بالقطاع العام‬ ‫م��ع تأثر ال�ب�لاد بهبوط أس�ع��ار ال�خ��ام‪.‬وق��ال ص�ن��دوق النقد الدولي‬ ‫بعد مشاورات مع السعودية إن من املتوقع أن يواصل االقتصاد‬ ‫السعودي نموه القوي ه��ذا ال�ع��ام؛ دون تأثر يذكر بهبوط أسعار‬ ‫النفط‪ ،‬لكنه حث اململكة على ضبط وضعها املالي‪.‬وقال الصندوق إنه‬ ‫يتوقع أن يبلغ معدل نمو االقتصاد السعودي ‪ 2.8‬في املائة هذا العام‬ ‫ً‬ ‫مرجحا أن تسجل الحكومة‬ ‫وينخفض إلى ‪ 2.4‬في املائة العام القادم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫عجزا قدره ‪ 19.5‬في املائة من الناتج املحلي اإلجمالي في ‪.2015‬‬ ‫وقال رئيس بعثة صندوق النقد الدولي إلى السعودية تيم كالني إن‬ ‫نمو الناتج املحلي اإلجمالي القوي في اململكة في الربع الثاني من‬ ‫العامً يشير إلى أن معدل النمو السنوي للنشاط االقتصادي قد يزيد‬ ‫قليال عن املتوقع‪.‬وذكر الصندوق أن االحتياطيات الوفيرة التي تتمتع‬ ‫بها اململكة ودينها العام املنخفض للغاية يعني أنها تستطيع مواجهة‬ ‫هبوط أسعار النفط لعدة سنوات‪ ،‬إال أنه يجب عليها أن تتخذ خطوات‬ ‫اآلن لكبح اإلنفاق من خالل إصالحات اقتصادية‪.‬‬ ‫وأكد الصندوق على ضرورة اتخاذ إجراءات من بينها رفع أسعار‬ ‫الطاقة املحلية وتقليص حجم الخدمة املدنية على املدى الطويل وزيادة‬ ‫اإليرادات غير النفطية من خالل ضرائب األراضي والقيمة املضافة‬ ‫وتطبيق إصالحات لدعم التوظيف في القطاع الخاص‪.‬‬

‫السعودية تخفض سعر بيع الخام العربي‬ ‫الخفيف آلسيا الشهر الحالي‬

‫ً‬ ‫السعودية قد تصدر صكوكا قبل نهاية ‪ 2015‬لتمويل العجز‬ ‫ال��ري��اض‪ :‬ق��ال وزي��ر املالية السعودي إبراهيم العساف إن اململكة‬ ‫ق��ادرة على تحمل تقلبات النفط‪ ،‬وإن الحكومة ستواصل إصدار‬ ‫السندات‪ ،‬وقد تصدر صكوكا قبل نهاية عام ‪ 2015‬لتمويل العجز‬ ‫املتوقع في املوازنة‪.‬‬ ‫ولفت العساف أثناء وجوده في واشنطن خالل زيارة خادم الحرمني‬ ‫الشريفني امللك سلمان بن عبد العزيز للواليات املتحدة‪ ،‬أن الحكومة‬ ‫بدأت في خفض النفقات غير الضرورية مع استمرار التركيز على‬ ‫املشروعات التنموية األساسية‪.‬‬ ‫وتأتي هذه التصريحات في أوضح إشارة حكومية على أن اململكة‬ ‫باتت تخفض النفقات في بعض النواحي بعدما أثر هبوط أسعار‬ ‫النفط على اإليرادات‪ ،‬كما تؤكد توجه الحكومة بتمويل عجز متوقع‬ ‫في املوازنة عبر االحتياطيات وأدوات الدين‪.‬‬ ‫وق��ال ال��وزي��ر‪« :‬اململكة العربية السعودية تعودت على االرتفاعات‬ ‫السريعة واالنخفاضات السريعة في أسعار البترول‪ ،‬ولذلك فإن‬ ‫الحكومة أعدت العدة‪ ،‬وكنا جاهزين للتعامل مع هذه األزمة‪ ،‬ولدينا‬ ‫القدرة على تحمل تقلبات النفط»‪.‬‬ ‫وأضاف‪« :‬على مدى السنوات املاضية‪ ،‬بنينا االحتياطيات وخفضنا‬ ‫الدين إلى (ق��رب) الصفر‪ ،‬كذلك اآلن نعمل على أمور أخ��رى‪ ،‬وهي‬ ‫تخفيض النفقات غير الضرورية‪ ،‬ولكن مع استمرار التركيز على‬ ‫املشاريع التنموية الرئيسية وبناء ال�ق��درات البشرية في اململكة»‪.‬‬ ‫اململكة على استعداد كامل ملواجهة أزم��ة‬ ‫وأك��د العساف على أن ً‬ ‫هبوط أسعار النفط‪ ،‬مضيفا‪« :‬سوف نتعامل معها باألهمية التي‬ ‫تستحقها»‪.‬‬

‫وق��ال الً��وزي��ر‪« :‬سنقوم بإصدار سندات إضافية كذلك قد نصدر‬ ‫ص�ك��وك��ا أي�ض��ا لتمويل العجز ف��ي امل�ي��زان�ي��ة‪ .‬ال�ص�ك��وك ق��د تكون‬ ‫ملشاريع محددة في الدولة حتى اآلن لم نحدد الرقم‪ ،‬ولكن ً‬ ‫طبعا‬ ‫على حسب االحتياج»‪.‬وتابع أنه قد يكون هناك إص��دار للصكوك‬ ‫قبل نهاية ‪ ،2015‬لكنه لم يذكر القيمة املتوقعة لإلصدار‪ ،‬وقال إن‬ ‫استمرار إص��دار الصكوك سيعتمد على م��دى الحاجة إليها في‬ ‫تمويل عجز املوازنة‪.‬‬

‫الخبر‪ :‬قالت «أرامكو السعودية» إنها خفضت سعر البيع الرسمي‬ ‫لشحنات أكتوبر (تشرين األول) الحالي من الخام العربي الخفيف‬ ‫للمشترين اآلس�ي��وي�ين ب�م�ق��دار ‪ 0.30‬سنت للبرميل‪ ،‬م�ق��ارن��ة مع‬ ‫سبتمبر (أيلول) لتصبح العالوة السعرية ‪ 10‬سنتات للبرميل فوق‬ ‫متوسط أسعار خامي عمان ودبي‪.‬‬ ‫الشركة سعر بيع الخام العربي الخفيف إلى شمال غربي‬ ‫وخفضت ً‬ ‫أوروب��ا ‪ 50‬سنتا للبرميل في شحنات أكتوبر‪ ،‬مقارنة مع الشهر‬ ‫السابق إلى خصم قدره ‪ 3.55‬دوالرات للبرميل عن املتوسط املرجح‬ ‫لبرنت‪.‬‬ ‫وتحددت العالوة السعرية ًلشحنات العربي الخفيف املتجهة إلى‬ ‫للبرميل فوق مؤشر أرجوس للخام‬ ‫الواليات املتحدة عند ‪ 95‬سنتا‬ ‫ً‬ ‫عالي الكبريت‪ ،‬أي بانخفاض ‪ 60‬سنتا عن الشهر السابق‪.‬‬

‫«أرامكو» السعودية تسعى‬ ‫لقرض بقيمة ‪ 5‬مليارات دوالر‬ ‫دبي‪ :‬قالت ‪ 3‬مصادر مطلعة إن شركة النفط العمالقة أرامكو‬ ‫السعودية تجري محادثات مع بنوك للحصول على قرض بقيمة‬ ‫‪ 5‬مليارات دوالر يتعلق بمصفاة شيدتها بالتعاون مع سينوبك‬ ‫الصينية‪ .‬ومن املقرر استخدام حصيلة القرض في إحالل بعض‬ ‫رأس املال الذي استثمرته «أرامكو» في بناء مصفاة تبلغ طاقتها‬ ‫‪ 400‬ألف برميل ً‬ ‫يوميا في ينبع على الساحل الغربي للمملكة‪،‬‬ ‫ومن ثم يمكن تشغيله في مشروعات أخرى‪.‬‬ ‫وقال أحد املصادر التي طلبت عدم الكشف عن أسمائها ألن‬ ‫املعلومات ليست معلنة إن «أرامكو» تريد اقتراض ‪ 5‬مليارات‬ ‫دوالر ألجل ‪ 10‬سنوات‪ ،‬وذلك بحسب الدعوة التي أرسلتها‬ ‫إلى بنوك محلية ودولية‪ .‬وقال مصدر ثان إن سعي «أرامكو»‬ ‫للحصول على تمويل اآلن بعد ‪ 9‬أشهر من بدء تصدير أولى‬ ‫الشحنات م��ن امل�ص�ف��اة يعني أن�ه��ا ستحصل على تسعير‬ ‫أرخص‪.‬‬ ‫‪46‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫إنتاج النفط السعودي سيستقر على األرجح في الربع األخير من العام‬ ‫دبي‪ :‬من املرجح أن يستقر إنتاج النفط الخام السعودي قرب مستوياته الحالية في الربع األخير من العام‪ ،‬حيث إنه من‬ ‫املتوقع أن تعوض زيادة موسمية في الطلب العاملي أثر انخفاض االستهالك املحلي لتوليد الكهرباء‪.‬‬ ‫وقالت مصادر بقطاع النفط في اململكة إن اإلنتاج سيظل على األرجح عند نحو ‪ 10.3 - 10.2‬ماليني برميل ً‬ ‫يوميا بفعل‬ ‫ً‬ ‫الطلب القوي املتوقع في الشتاء‪.‬وقال مصدر في القطاع‪« :‬إنتاج النفط السعودي يتقلب وفقا الحتياجات العمالء‪ ،‬والطلب‬ ‫العاملي جيد حتى اآلن»‪.‬وتستهلك اململكة عادة ً‬ ‫مزيدا من الخام في توليد الكهرباء خالل أشهر الصيف حتى سبتمبر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وارتفعت كميات الخام املتجه مباشرة إلى محطات توليد الكهرباء إلى ‪ 894‬ألف برميل يوميا في يونيو من ‪ 677‬ألف‬ ‫طلبا ً‬ ‫برميل يوميا في مايو (أيار) بحسب بيانات رسمية‪ .‬وقال مصدر ثان‪« :‬في الربع األخير‪ ،‬من املتوقع أن نشهد ً‬ ‫عامليا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫(محليا لتوليد الكهرباء) سوف يبتلعه الطلب العاملي»‪.‬‬ ‫قويا‪ .‬لذلك فإن كل ما سيتم تقليصه من حرق الخام‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وأثار هبوط أسعار النفط مؤخرا ألدنى مستوياتها فيما يزيد عن ‪ 6‬سنوات عند نحو ‪ 42‬دوالرا للبرميل الشهر املاضي‪،‬‬ ‫تكهنات حول ما إذا كانت السعودية ستخفض إنتاجها من الخام إلحداث توازن في السوق أم ال‪.‬‬ ‫لكن مسؤولني سعوديني أكدوا ً‬ ‫مرارا أن اململكة تعدل مستويات إمداداتها لتالئم طلب العمالء‪ ،‬وليس لتحريك األسعار‪.‬‬


‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪45‬‬


‫املستشارة األملانية أنجيال ميركل تشارك أحد‬ ‫املهاجرين السوريني صورة «سيلفي» خالل‬ ‫تفقدها ملجأ منظمة املرأة العربية للمهاجرين‬ ‫في ‪ 10‬سبتمبر املاضي في برلني (غيتي)‬

‫‪44‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬


‫الشرطة املجرية تعتقل صبيا إثر محاولته اللحاق بالقطار‬ ‫في محطة «بلي ماناستير» بالقرب من الحدود‬ ‫املجرية ‪ -‬الكرواتية في ‪10‬سبتمبر املاضي (غيتي)‬

‫االتحاد األوروبي ربما كنا نتوقع أن تكون بعض هذه املظاهر‬ ‫املتبقية من العصر الشيوعي قد تراجعت واختفت‪.‬‬ ‫إذن‪ ،‬ملاذا هذه القسوة خاصة أن األرق��ام ال يبدو أنها تسمح‬ ‫بذلك؟ تلقت جمهورية التشيك أقل من ألف طلب لجوء هذا العام؛‬ ‫فيما وافقت سلوفاكيا على أن تستقبل فقط عدة مئات‪ .‬ووفقا‬ ‫لجان كوليك‪ ،‬وه��و من كبار املحاضرين ب��دراس��ات التشيك‬ ‫بجامعة غالسكو «م��ا زال��ت الدولتان تحت رحمة الهستريا‬ ‫املناهضة لالجئني التي تؤججها وسائل اإلعالم والسياسيون‬ ‫بطريقة خالية من تحمل املسؤولية»‪ .‬فقد كتب في مقال أخير‪:‬‬ ‫«الالجئني» «يتم تصويرهم باعتبارهم خطرين ومهددين وقوة‬ ‫أجنبية سوف تدمر دول أوروبا الوسطى»‪.‬‬ ‫وربما يستحق األمر أن نذكر البولنديني بأن مواطنيهم الذين‬ ‫هربوا من أنظمة الحكم في بروسيا وروسيا وهابسبورغ في‬ ‫القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين (اتجه معظمهم‬ ‫إلى الواليات املتحدة) كان بينهم من يهرب من االضطهاد‬ ‫ومن كان يبحث عن مستوى معيشي أفضل‪ .‬وقد أسفرت‬ ‫ال�ه�ج��رة فيما بعد ال�ح��رب العاملية الثانية وع�ن��دم��ا انتقلت‬ ‫حدود بولندا إلى الغرب عن نزوح جماهيري وإعادة توطني‬ ‫قسرية لنحو ثمانية م�لاي�ين م��ن البولنديني واألوك��ران�ي�ين‬ ‫وال �ب�لاروس �ي�ين واألمل � ��ان‪ .‬وخ�ل�ال ال�ح�ك��م ال�ش�ي��وع��ي‪ ،‬وج��د‬ ‫عشرات اآلالف اإلضافيني امللجأ في البلدان األجنبية وفقا‬ ‫لقوانني اللجوء‪ .‬وفي عام ‪ ،2004‬تزامن انضمام البالد إلى‬ ‫االتحاد األوروب��ي مع واح��دة من أكبر موجات الهجرة في‬

‫التاريخ البولندي ما بعد الحرب؛ حيث أصبحت بولندا من‬ ‫أكبر دول االت�ح��اد األوروب ��ي تصديرا للعمالة خاصة إلى‬ ‫اململكة امل�ت�ح��دة وآي��رل �ن��دا‪ .‬وي��ؤك��د ال�ب��ول�ن��دي��ون أن شتاتهم‬ ‫يتضمن عدة ماليني من املواطنني الذين انتشروا من ملبورن‬ ‫إلى تكساس‪ .‬إذن ملاذا ال تظهر بولندا اآلن قدرا من العطف‬ ‫ال��ذي حصلت عليه؟ كما أف��اد أيضا امل�ج��ري��ون والسلوفاك‬ ‫والتشيك إل��ى حد كبير على م��دار السنوات من البلدان التي‬ ‫كانت ترحب بهم عندما كانوا يمرون بظروف سيئة‪ .‬ففي‬ ‫أعقاب االنتفاضة التي قمعها االتحاد السوفياتي في ‪.1956‬‬ ‫وجد نحو ‪ 200‬ألف من أعداء النظام وطنا آخر بالخارج‪ .‬كما‬ ‫غادر نحو ‪ 50‬ألف من التشيكوسلوفاكيني البالد بعد االنقالب‬ ‫الشيوعي في ‪ 1948‬فيما غادر أكثر من ‪ 40‬ألفا بعد قمع ربيع‬ ‫براغ في ‪.1968‬‬ ‫واملفارقة أن فترات الهجرة واملآسي التي تعرض لها املهاجرون‬ ‫ربما تكون جزءا من أسباب شعور دول أوروبا الوسطى بأن‬ ‫من حقهم أن يرفضوا الالجئني من أي مكان آخر‪ .‬فهناك اتجاه‬ ‫سائد في املنطقة بأن هذه البلدان كانت تعاني بما يكفي على‬ ‫مدار التاريخ ‪ -‬نظرا ألنها دول صغيرة وفقيرة تعرضت للكثير‬ ‫من األزم��ات مما يجعلها تنظر لنفسها باعتبارها ضحية‪.‬‬ ‫واآلن‪ ،‬وعندما وقفت تلك الدول على أقدامها‪ ،‬فإنهم يشعرون‬ ‫بأنهم يجب أن ينتبهوا ألنفسهم‪.‬‬ ‫وأخذا في االعتبار األجواء املشحونة في أوروبا الوسطى في‬ ‫هذه اللحظة‪ ،‬سيرتكب االتحاد األوروبي خطأ بالغا إذا ما أجبر‬

‫هذه البلدان على أن تقبل الالجئني غير املرغوب فيهم‪ .‬وهو‬ ‫ما سيعرض القادمني للخطر‪ .‬وإذا ما تشددت تلك الحكومات‬ ‫امل�ت��رددة‪ ،‬كما أعلنوا م��ن قبل‪ ،‬فإنهم س��وف يعطون الضوء‬ ‫األخضر لليمنيني والشعبويني إليذاء القادمني الجدد‪ .‬وربما‬ ‫يتم إحراق املالجئ خالل أسبوع كما حدث من قبل في أملانيا‬ ‫الشرقية في بداية التسعينات‪.‬‬ ‫ولكن يمكن أن يكون هناك نظام محاصصة طوعي لكافة‬ ‫ب�ل��دان االت�ح��اد األوروب ��ي الثمانية وال�ع�ش��ري��ن‪ :‬أك�ب��ر مما هو‬ ‫مقترح حاليا مع وجود فقرات تشير إلى أن االتحاد األوروبي‬ ‫سيقدم مساعدات للدول التي لديها إجمالي الناتج املحلي أقل‬ ‫من املتوسط والتي سوف تستقبل الجئني‪ .‬وهو ما يمكن أن‬ ‫يشجع حكومات هذه البلدان على احتواء من هم في حاجة‪.‬‬ ‫ويجب أال يتم توقيع عقوبات على من يرفضون ولكن فقدان‬ ‫التعاطف يجب أال يتم تجاهله عندما يأتي الوقت الذي يصبح‬ ‫فيه من قالوا ال محتاجني للمساعدة‪.‬‬ ‫وبالتالي‪ ،‬وعلى نحو غير متوقع‪ ،‬ما زال أمام االتحاد األوروبي‬ ‫مهمة أخرى على قائمته الطويلة‪ :‬إعداد الدول األوروبية ما بعد‬ ‫سقوط الشيوعية لتحمل مسؤولية تقديم ملجأ آمن لالجئني‬ ‫السياسيني الذين هم في حاجة ماسة للمساعدة‪ .‬فيبدو أن‬ ‫التسامح والقيم املدنية في هذه البلدان أقل تطورا مما قدرنا‪.‬‬ ‫ويبدو أن القيم غير الليبرالية انتقلت من جيل إلى آخر وأنها‬ ‫سوف تستغرق أكثر من وصول عشرات اآلالف من املحتاجني‬ ‫للتعاطف والعون لتغيير تلك الحالة املؤسفة <‬ ‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪43‬‬


‫لطاملا اعتمدت بلدان أوروبا الوسطى على تعاطف اآلخرين خالل‬ ‫األوقات العصيبة التي تعرضت لها‪ .‬ملاذا إذن تظهر تلك البلدان قسوة‬ ‫تجاه الالجئني اآلن؟‬

‫أوروبا الوسطى األكثر قوة فيما يتعلق‬ ‫برفض نظام الحصص اإلجباري‬

‫قبول الالجئني السوريني‬ ‫في أوروبا يعزز اليمني املتطرف‬ ‫بودابست‪« :‬املجلة»‬ ‫ف��ي أوروب� ��ا ال��وس �ط��ى‪ ،‬ت�ص�ب��ح ال��ذاك��رة التاريخية‬ ‫قصيرة عندما ترغب ف��ي ذل��ك ‪ -‬عندما ال يتعلق‬ ‫األمر بقصص املمالك العظمى واالحتفاء بإنجازات‬ ‫األج ��داد القومية عبر امل�س�ي��رات املزينة ب��األع�لام‪ .‬وال يوجد‬ ‫س��وى ع��دد م�ح��دود م��ن دول االت�ح��اد األوروب ��ي ال�ت��ي تأثرت‬ ‫خالل تاريخها بالهجرة مثلما تأثرت دول أوروب��ا الوسطى‪:‬‬ ‫فقد اضطر مواطنو املجر‪ ،‬وجمهورية التشيك‪ ،‬وسلوفاكيا‪،‬‬ ‫وبولندا إلى حزم أمتعتهم والفرار إلى الخارج خالل األوقات‬ ‫العصيبة‪ .‬ولكن ذلك ال يتجلى في مطالبهم بتحصني االتحاد‬ ‫األوروبي ضد الالجئني ‪ -‬كما لو إندس بينهم مجرمني‪ -‬من‬ ‫خالل رفضهم العنيد لقبول هؤالء الفارين من الحرب والعوز‬ ‫والتمييز ‪ -‬وه��ي نفس الظروف ال��ذي تعرض لها الكثير من‬ ‫مواطني أوروبا الوسطى في التاريخ غير البعيد جدا‪.‬‬

‫حصن أبيض ضد فقراء العالم‬ ‫ورغ��م أن تلك ال ��دول القليلة على ال �ح��دود الشرقية لالتحاد‬ ‫األوروب ��ي ليست هي ال��دول الوحيدة التي تنظر إل��ى االتحاد‬ ‫األوروبي باعتباره حصنا مسيحيا أبيض ضد فقراء العالم‬ ‫وليست هي الدول الوحيدة التي تملصت بسهولة من تاريخها‬ ‫املتعلق بالهجرة والروح والقيم التي تجعل االتحاد األوروبي‬ ‫أكثر من كونه منطقة تجارة عظيمة‪ ،‬كان صوت تلك الدول هو‬ ‫األكثر صخبا من بني جيرانهم الغربيني؛ أخذا في االعتبار أن‬ ‫اململكة املتحدة قدمت تسوية بائسة بقبولها عددا ضئيال من‬ ‫السوريني ‪ 20 -‬ألف فقط ‪ -‬خالل خمس سنوات‪.‬‬ ‫فقد أصبحت أوروبا الوسطى ضمن األصوات األعلى واألكثر‬ ‫قوة فيما يتعلق برفض نظام الحصص اإلجباري الذي يسمح‬ ‫بتسكني الالجئني ف��ي كافة دول االت�ح��اد األوروب ��ي الثمانية‬ ‫والعشرين وتوزيعهم وف�ق��ا ل�ع��دد ال�س�ك��ان وإج�م��ال��ي الناتج‬ ‫املحلي وم�ع��دل ال�ب�ط��ال��ة‪( .‬أض ��اف االت �ح��اد األوروب ��ي وأملانيا‬

‫‪42‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫م��ؤخ��را امل�ع�ي��ار األخ �ي��ر وه��و امل�ع�ي��ار ال ��ذي ل��دى دول أوروب ��ا‬ ‫الوسطى وغيرها من الدول األقل من املتوسطة مطلق الحق في‬ ‫املطالبة به)‪ .‬كما قدموا تفسيرات مخادعة لذلك الرفض تعتمد‬ ‫على الزعم بأن معظم املتدفقني على البالد هم من املهاجرين‬ ‫املعوزين وليسوا الجئني مضطهدين حقا‪.‬‬ ‫وأع�ل�ن��ت ك��ل م��ن س�ل��وف��اك�ي��ا وامل �ج��ر ب�ص��راح��ة أن ال�لاج�ئ�ين‬ ‫املسلمني غير مرحب بهم مؤكدين أنهم ال ينتمون إلى أوروبا‬ ‫التي يزعمون أنها بيضاء ومسيحية‪ .‬وفي أغسطس (آب)‪،‬‬ ‫قدم وزير داخلية سلوفاكيا تبريرا هشا وغريبا لذلك الرفض‬ ‫حني أفاد بأن املسلمني لن يشعروا بالراحة في بلد ليس بها‬ ‫مساجد‪.‬‬ ‫وف��ي جمهورية التشيك‪ ،‬كشف استطالع جديد ب��أن ‪ 94‬في‬ ‫امل��ائ��ة م��ن م��واط�ن��ي التشيك ي��ؤم�ن��ون ب��أن االت �ح��اد األوروب ��ي‬ ‫يجب أن يعيد الالجئني إلى بلدانهم األصلية‪ .‬وقال ثلث من تم‬ ‫استطالع آرائهم بأن ذلك يجب أن يحدث فورا من دون تقديم أي‬ ‫مساعدات أو ملجأ على اإلطالق‪ .‬وقال أكثر من ثالثة أرباعهم‬ ‫بأنهم يرغبون في الخروج من اتفاقية شنغن بني دول االتحاد‬ ‫األوروبي التي تسمح بالتنقل من دون جواز سفر بني بلدان‬ ‫االتحاد األوروبي‪ .‬ومن املظاهر األخرى لقسوة التشيك‪ :‬أنهم‬ ‫كانوا يحبسون طالبي اللجوء في منشآت أق��رب إلى كونها‬ ‫سجونا حتى يتقدموا بطلب اللجوء السياسي باإلضافة إلى‬ ‫إجبارهم على كتابة أرقام هويتهم بقلم ال يمكن محوه على‬ ‫جباههم وه��و اإلج��راء ال��ذي أع��اد إل��ى األذه��ان ما ك��ان يحدث‬ ‫في معسكرات اعتقال النازي ‪ -‬التي عانى منها الكثير من‬ ‫التشيك ‪ -‬والتي تخلت براغ عنها منذ ذلك الوقت‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬استخدمت بولندا التي يصل عدد سكانها‬ ‫إل��ى ‪ 38‬م�ل�ي��ون��ا وك ��ان أداؤه� ��ا االق �ت �ص��ادي م�ع�ق��وال م��ؤخ��را‬ ‫باملقارنة ب��ال��دول األخ��رى لهجة أق��ل ح��دة ‪ -‬ربما ألن دونالد‬ ‫ت��اس��ك‪ ،‬ب��ول�ن��دي‪ ،‬ه��و حاليا رئيس املجلس األوروب ��ي‪ .‬فرغم‬ ‫إعالنها رفضها نظام الحصص‪ ،‬أعلنت وارس��و أنها سوف‬ ‫تستقبل ‪ 2000‬مهاجر‪ .‬ولكن نحو ثلثي البولنديني يتشاركون‬ ‫في ذلك العداء الصريح نحو املهاجرين مؤكدين أنهم ال ينتمون‬ ‫إلى بولندا البيضاء والكاثوليكية‪ .‬ووفقا لدراسة أجريت في‬ ‫‪ ،2013‬يقول نحو ‪ 70‬في املائة من املواطنني إن غير البيض‬

‫غير مرحب بهم في البالد‪.‬‬ ‫وفي الوقت نفسه‪ ،‬تعكس املشاهد الوحشية والفوضوية التي‬ ‫وقعت في محطة قطار كلتي ببودابست باملجر أسلوب عمل‬ ‫رئيس ال ��وزراء‪ ،‬فيكتور أوروب ��ان‪ ،‬الشوفينية والغليظة التي‬ ‫ال تعد أمرا جديدا‪ .‬إن املجر من دول الخط األمامي لالتحاد‬ ‫األوروب ��ي حيث ت�ج��اور صربيا وم��ن ث��م فإنها تتحمل عبئا‬ ‫كبيرا في تسجيل طالبي اللجوء‪ .‬ولكن أوروبان يلقي باللوم‬ ‫على عاتق أملانيا في هذه األزمة كما أن تصريحاته املتعلقة بأن‬ ‫االتحاد األوروبي بحاجة إلى حدود أقوى وأعلى حرمت املجر‬ ‫من أي تعاطف تستحقه‪ .‬باإلضافة إلى أن أوروبان الشعبوي‬ ‫اليميني استغل هذه األزمة لتمرير تشريع جديد عبر البرملان‬ ‫يقضي على ما تبقى من الدستور املجري ويمنح الحكومة‬ ‫الحرية في إعالن حالة الطوارئ واالستعانة بالجيش إلغالق‬ ‫الحدود وتمكني الشرطة من أن تدخل املساكن الخاصة من دون‬ ‫تصريح‪ .‬ومما ال شك فيه أن هذه العنصرية ورهاب األجانب‬ ‫مروعان في حد ذاتهما ‪ -‬سواء في ظل أزمة الالجئني أم من‬ ‫دونها ‪ -‬كما أنها تكشف الكثير حول وضع الثقافة الديمقراطية‬ ‫في هذه البلدان بعد ربع قرن من انتهاء الشيوعية‪ .‬ففي بداية‬ ‫التسعينات‪ ،‬ربما كنا لنتسامح مع التوجهات غير الليبرالية‬ ‫التي تشكلت في ظل األنظمة الشمولية؛ فلن تصبح الثقافة‬ ‫السياسية الديمقراطية حقيقة بمجرد سقوط الجدار‪ :‬فقد كان‬ ‫هناك عنف ضد روما وطالب العالم النامي بل وحتى مشادات‬ ‫بني املجر ورومانيا‪ .‬ولكن بعد أكثر من عقد من دخول املجر‬


‫ضرورة العمل على تعديل اتفاقية «شنغن» لفرض إجراءات‬ ‫مراقبة على الحدود‪.‬‬

‫اتفاقية «دبلن»‬ ‫تنص اتفاقية دب�ل��ن على أن ط��ال��ب اللجوء ف��ي دول االت�ح��اد‬ ‫األوروبي يخضع إلى أخذ بصماته وفقا إلى اتفاق نظام أوروبا‪،‬‬ ‫حيث يتم إدراج بصمات طالب اللجوء في بنك املعلومات‪ ،‬ومن‬ ‫خالل ذلك يمكن تحديد إذا ما كان تقدم بطلب لجوء في دولة‬ ‫أوروبية أخرى‪ .‬ومن الجدير بالذكر أن اتفاقية دبلن خضعت‬ ‫إلى عدد من التعديالت‪ ،‬آخرها في شهر يناير (كانون الثاني)‬ ‫‪ ،2014‬وعرفت باسم «دبلن ‪.)Dublin III( »3‬‬ ‫انعكاسات أزمة الالجئني على األوضاع في سوريا واملنطقة‬ ‫من املتوقع أن تشهد دول املنطقة خاصة دول الجوار السوري‬ ‫زخما دبلوماسيا من قبل دول االتحاد األوروبي‪ .‬بعض وكاالت‬ ‫األخبار ذكرت بأن الرئيس الفرنسي هوالند من املقرر أن يقوم‬ ‫بزيارة قريبة للمنطقة أيضا‪ ،‬وهذا يعني أن املنطقة ستشهد‬ ‫زيارات لعدد من املسؤولني في االتحاد األوروبي‪ .‬وتأتي هذه‬ ‫التطورات أيضا مع تصريحات املستشارة األملانية ميركل‬ ‫ونائبها سيغمار غابريال‪ ،‬اللذين أك��دا على أهمية مشاركة‬ ‫روسيا والواليات املتحدة في حل أزمة الالجئني والحرب في‬ ‫سوريا‪ .‬تصريحات ميركل يمكن فهمها بأن أزمة الالجئني‬ ‫هي خارج قدرة دول االتحاد األوروبي‪ ،‬وعلى األطراف الدولية‬ ‫أن تتدخل لحل األزم ��ة‪ .‬وت��أت��ي ه��ذه ال�ت�ط��ورات ضمن املناخ‬

‫السياسي العام حول األزمة في سوريا‪ ،‬مع إجماع دولي على‬ ‫إيجاد حل سياسي في سوريا‪ ،‬وربما بحكومة انتقالية‪ .‬ما‬ ‫تهدف إليه دول االتحاد األوروبي اآلن هو إيقاف تدفق الالجئني‬ ‫إلى أوروبا الذي أصبح تحديا جديدا‪.‬‬ ‫وفي سياق الجهود العسكرية‪ ،‬كشف رئيس الوزراء البريطاني‬ ‫ديفيد كاميرون يوم ‪ 8‬سبتمبر (أيلول) ‪ 2015‬أن غارة شنتها‬ ‫طائرة بريطانية من دون طيار أدت إلى مقتل متطرف بريطاني‬ ‫في سوريا كان يخطط لشن هجمات في بريطانيا‪ .‬وتعد هذه‬ ‫أول ضربة تشنها بريطانيا ضد تنظيم داع��ش في سوريا‪،‬‬ ‫وجرت في نهاية أغسطس (آب) بواسطة طائرة من دون طيار‪.‬‬ ‫الضربة أثارت الجدل كون رئيس الوزراء كاميرون لم يحصل‬ ‫بعد على تفويض م��ن ال�ب��رمل��ان البريطاني للقيام بعمليات‬ ‫عسكرية داخ��ل األراض ��ي ال�س��وري��ة‪ .‬أم��ا فرنسا فقد غيرت‬ ‫موقفها م��ن األزم��ة ف��ي س��وري��ا‪ ،‬وق��ام��ت ب��أول طلعات جوية‬ ‫استطالعية‪ ،‬وجاء ذلك في تصريح الرئيس الفرنسي فرنسوا‬ ‫هوالند يوم ‪ 7‬سبتمبر ‪ 2015‬بأن فرنسا ستبدأ من هذا التاريخ‬ ‫طلعات استطالع فوق سوريا‪ ،‬وقد تشن ضربات جوية ضد‬ ‫متشددي تنظيم داعش هناك‪.‬‬ ‫وتشهد أملانيا ودول أوروبا اآلن حراكا داخليا داخل االتحاد‬ ‫األوروب��ي‪ ،‬واكتشفت حجم الخالفات بينها‪ ،‬ويبدو أن القارة‬ ‫العجوز تتجه اآلن إل��ى والدة ج��دي��دة بتعديل قوانينها لكي‬ ‫ت�ت�م��اش��ى م��ع ال�ت�ح��دي��ات ال �ج��دي��دة بينها أزم ��ة ال�لاج �ئ�ين‪ .‬إن‬ ‫االن �ق �س��ام داخ ��ل دول االت �ح��اد األوروب � ��ي ظ�ه��ر واض �ح��ا في‬ ‫اجتماعات وزراء الخارجية في بروكسل واجتماعات أخرى‪،‬‬

‫‪,,‬‬

‫‪,,‬‬

‫تداعيات موجة الالجئني على تغيير‬ ‫مواقف أوروبا في املنطقة‬ ‫وانعكس الخالف أيضا في سجال التصريحات ما بني زعماء‬ ‫أوروب ��ا انقساما م��ا ب�ين ش�ط��ري أوروب ��ا ال�ش��رق��ي وال�غ��رب��ي‪.‬‬ ‫وجوهر الخالف األوروب��ي ح��ول قضية الالجئني يقوم على‬ ‫فكرة تمسك الشطر الشرقي خاصة املجر ورومانيا وبلغاريا‬ ‫وبولندا وسلوفاكيا بنصوص اتفاقيات دبلن وشنغن دون‬ ‫أي مرونة‪ ،‬بينما يطالب زعماء أوروبا الغربية بمغادرة النمط‬ ‫التقليدي واتخاذ قرارات سياسية ملواجهة األزمة التي فرضت‬ ‫نفسها على الواقع السياسي في أوروبا‪.‬‬ ‫ما تطرحه أملانيا وفرنسا هو قرارات سياسية عاجلة ملواجهة‬ ‫األزم ��ة واق�ع�ي��ا‪ ،‬وه�م��ا ت�ع�ت�ق��دان أن ن�ص��وص ات�ف��اق�ي��ات دول‬ ‫أوروب��ا السابقة ال يمكنها حل األزم��ة‪ ،‬وعليها (دول أوروب��ا)‬ ‫اتخاذ خطوات جديدة تقوم على جوهر توزيع أعداد الالجئني‬ ‫على شكل حصص داخل دول االتحاد‪ .‬واملشكلة تبدو أكثر‬ ‫تعقيدا عندما ال تلتزم ال��دول األعضاء بما تقرره املفوضية‬ ‫من حصص توزيع الالجئني‪ .‬وهذا يعني أن مشكلة الالجئني‬ ‫هي األخ��رى أكبر مما تستوعبه املفوضية األوروب�ي��ة‪ ،‬وهي‬ ‫ليست امل��رة األول��ى التي تثبت فيها املفوضية عجزها‪ ،‬فقد‬ ‫سبقتها مشكلة مواجهة اإلرهاب واملتطرفني في أوروبا وتبادل‬ ‫املعلومات‪ .‬إن أزمة الالجئني سوف تتفاعل أكثر‪ ،‬وهذا ما يدفع‬ ‫دول االتحاد األوروبي إلى إعادة النظر بسياساتها في مواطن‬ ‫النزاعات والصراعات‪ ،‬فباإلضافة إلى محاولة أوروبا استيعاب‬ ‫الالجئني هنا في أوروب��ا‪ ،‬فمن املرجح أن تشهد دول املنطقة‬ ‫خاصة سوريا حراكا سياسيا نشطا من أجل إيجاد بدائل‬ ‫في املنطقة لحل أزمة الالجئني <‬ ‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪41‬‬


‫شهدت أزمة الالجئني تطورا‬ ‫خطيرا داخل دول االتحاد‬ ‫األوروبي ربما لم تشهده‬ ‫أبدا منذ تأسيسها وحتى‬ ‫اآلن‪ ،‬هذا التهديد بات يهدد‬ ‫مصير االتحاد وفاعلية‬ ‫اتفاقية «شنغن»‪ .‬وزاد‬ ‫هذا االحتمال في أعقاب‬ ‫فشل اجتماعات وزراء دول‬ ‫االتحاد األوروبي املتعددة‬ ‫خالل ‪ 2015‬في بروكسل‪ ،‬في‬ ‫إيجاد حل توافقي بخصوص‬ ‫توزيع حصص الالجئني بني‬ ‫الدول األعضاء‪.‬‬

‫طفل ينتمي ألسرة سورية الجئة يحبو أمام الشرطة‬ ‫التركية وقوات الدرك على الطريق السريع في أدرنة‬ ‫التركية نهاية سبتمبر املاضي (غيتي)‬

‫مستقبل دول االتحاد األوروبي أمام التحديات الجديدة‬

‫تغيير قواعد اللجوء في أوروبا‬

‫برلني‪ :‬حسن الرماحي‬ ‫اتخذ ال��وض��ع على صعيد الهجرة خ��ارج وداخ��ل‬ ‫حدود االتحاد األوروبي اآلن أبعادا خطيرة جدا ال‬ ‫تتناسب مع إمكانيات وقدرات االتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫وي�ب��دو هنالك س��وء فهم م��ا ب�ين قبول إع��ادة توطني ‪ 40‬ألف‬ ‫الج��ئ داخ��ل دول االت�ح��اد‪ ،‬وب�ين توزيع ‪ 120‬أل��ف الج��ئ على‬ ‫الدول األعضاء‪ ،‬وهذا ما تلعب عليه دول املعارضة في االتحاد‬ ‫األوروبي «مجموعة فيسغراد» التي تمثل الشطر الشرقي من‬ ‫أوروب��ا‪ .‬يذكر أن االتحاد األوروب��ي يعتبر أق��وى اقتصاد في‬ ‫العالم‪ ،‬ويتكون من ثمان وعشرين دولة أوروبية آخرها كانت‬ ‫كرواتيا في ‪ ،2013‬وقد تم تأسيسه بناء على االتفاقية املوقعة‬ ‫في عام ‪ 1992‬واملعروفة باسم معاهدة ماستريخت‪ .‬ويكمن‬ ‫الجدل بني دول االتحاد األوروبي في توزيع الالجئني على الدول‬ ‫األعضاء‪ ،‬وتبذل املفوضية األوروبية جهودا بتوزيع ما يقارب‬ ‫‪ 140‬ألف الجئ‪ .‬وأوضحت صحيفة «فيلت آم زونتاغ» األملانية‬ ‫األسبوعية أن فرنسا وإسبانيا تأتيان في املرتبتني الثانية‬ ‫والثالثة بعد أملانيا‪ ،‬حيث خطط رئيس املفوضية األوروبية‬ ‫جان كلود يونكر أن تستقبل فرنسا ‪ 24031‬الجئا‪ ،‬وتستقبل‬ ‫إسبانيا ‪ 14921‬الج�ئ��ا‪ .‬وق��ال��ت صحيفة «ص�ن��داي تايمز»‬ ‫البريطانية إن لندن تعتزم استقبال ‪ 15‬أل��ف الج��ئ س��وري‪،‬‬ ‫وتوسيع برنامج إي��واء األش�خ��اص الضعفاء وش��ن عمليات‬ ‫عسكرية على مهربي املهاجرين‪ ،‬لتغير بذلك سياستها تجاه‬ ‫‪40‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫أبرز أزمة لالجئني منذ الحرب العاملية الثانية‪ ،‬بعدما اختارت اتفاقية «شنغن»‬

‫لندن سابقا عدم املشاركة في نظام حصص للتكفل بطالبي‬ ‫اللجوء في االتحاد األوروبي رغم ضغط االتحاد بهذا االتجاه‪ .‬وق�ع��ت اتفاقية «ش�ن�غ��ن» ع��ام ‪ 1985‬م��ن قبل بعض البلدان‬ ‫األوروبية‪ ،‬وهي تسمح بإلغاء عمليات املراقبة على الحدود بني‬ ‫البلدان املشاركة‪ ،‬كما تتضمن أحكاما بشأن سياسة مشتركة‬ ‫أبرز الخالف داخل االتحاد األوروبي‬ ‫بشأن الدخول املؤقت لألشخاص بما في ذلك تأشيرة «شنغن»‪،‬‬ ‫> توزيع الالجئني على دول أوروبا وفق مبدأ املحاصصة‪ ..‬بمراقبة الحدود الخارجية‪ .‬وقعت على االتفاق مجموعة من ‪30‬‬ ‫فمقترح املفوضية بتوزيع الالجئني قوبل بالرفض من قبل دول��ة‪ ،‬بما فيها جميع دول االتحاد األوروب��ي وثالث دول من‬ ‫الشطر ال�ش��رق��ي م��ن دول االت �ح��اد األوروب� ��ي‪ ،‬خ��اص��ة املجر غير أعضاء االتحاد األوروبي (آيسلندا والنرويج وسويسرا)‪،‬‬ ‫وسلوفاكيا والتشيك‪ ،‬ورفضت سياسات «اإلمالءات» حسب وتنفذه ‪ 15‬دولة حتى اآلن‪ .‬االتفاقية وقعت في األصل في ‪14‬‬ ‫وص��ف مسؤوليها‪ ،‬وط��ال�ب��ت ب��أن ت�ك��ون م�ش��ارك��ة استقبال يونيو (ح��زي��ران) ‪ ،1985‬لكنها دخلت حيز التطبيق في ‪26‬‬ ‫الالجئني على أساس تطوعي‪ .‬املشكلة هذه يبدو من الصعب م��ارس (آذار) ‪ .1995‬وسبق أن رفعت فرنسا طلبا ملراجعة‬ ‫تسويتها‪ ،‬وسوف تعمل على إع��ادة الحرب الباردة وتقسيم الـ«شنغن»‪ .‬وطالبت بلجيكا عام ‪ 2015‬أيضا بإمكانية تعليق‬ ‫أوروبا بني الشطر الشرقي والغربي‪ .‬االنقسام األوروبي هذا االتفاقية بسبب موجة املهاجرين غير الشرعيني على جنوب‬ ‫وموقف دول شرق أوروبا من هذه القضية من شأنه أال يعيد أوروبا عبر البحر عن طريق ليبيا‪ .‬وتواجه دول «شنغن» اآلن‬ ‫النظر بمسألة اتفاقية «شنغن»‪ ،‬بل سيجعلها تبحث «شنغن» تحديا كبيرا في مجال األم��ن ومواجهة الجماعات املتطرفة‬ ‫التي تستغل حرية الحركة كثيرا‪ ،‬وه��ذا ما ّ‬ ‫صعد من حراك‬ ‫جديدة‪ ،‬وهذا ما جاء في تلميحات الرئيس الفرنسي هوالند‬ ‫في أعقاب األزمة‪ .‬يذكر أن دول أوروبا الشرقية هي املستفيدة االس �ت �خ �ب��ارات األوروب �ي ��ة ب��إي�ج��اد ت �ع��اون أف�ض��ل ف��ي ت�ب��ادل‬ ‫األكثر من اتفاقية «شنغن» بتحرك مواطنيها والعمل في دول امل�ع�ل��وم��ات وت�ع�ق��ب امل�ط�ل��وب�ين‪ ،‬وف��ي ال��وق��ت نفسه ص�ع��د من‬ ‫األصوات التي تطالب بتعديل اتفاقية «شنغن»‪.‬‬ ‫أوروبا الغربية مستفيدة ماديا من امتيازات االتفاقية‪.‬‬ ‫> إعادة تصنيف الدول اآلمنة ومناطق النزاع الخطرة من أجل وأك ��د وزي ��ر ال��داخ�ل�ي��ة اإلس �ب��ان��ي خ��ورخ��ي ف��رن��ان��دي��ز دي ��از‪،‬‬ ‫البت في قضايا اللجوء العام‪ .‬وهذا يعني أن املفوضية سوف لصحيفة «آل باييس»‪ ،‬أنه سيدافع عن فكرة تعديل «اتفاقية‬ ‫تعيد ترتيب تسمية الدول اآلمنة وغير اآلمنة‪ ،‬وهذا من شأنه شنغن» للسماح بمراقبة الحدود الداخلية لالتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫أن يقرر قبول الالجئني من عدمه وفقا لألوضاع األمنية العامة‪ .‬أم��ا وزي��ر الداخلية الفرنسي ب��رن��ار ك��ازن��وف فقد أك��د‪ ،‬على‬


‫جانبي أحد املهاجرين السوريني‪.‬‬ ‫في الطريق‪ ،‬كان (أحمد ‪ً 21‬‬ ‫عاما) يكرر االتصال عبر‬ ‫خدمة (فايبر) بشخص س��وري يدعى (أب��و مريم)‪،‬‬ ‫ات�ض��ح أن��ه أح��د امل�ه��رب�ين‪ ،‬وات�ف��ق معه أح�م��د م��ن أجل‬ ‫إيصاله إلى اليونان‪ ،‬على منت قارب سياحي (يخت)‪.‬‬ ‫أح�م��د ق��ال لنا إن «ح ��وادث ال� ��زوارق املطاطية كثيرة‬ ‫ومجرد التفكير بالوجود في عرض البحر على منت‬ ‫ً‬ ‫زورق مطاطي يخيفني»‪ ،‬مضيفا أن «أبا مريم وعدني‬ ‫ب��أن ي��وص�ل�ن��ي إل��ى ج��زي��رة ي��ون��ان�ي��ة ع�ل��ى م�تن ق��ارب‬ ‫سياحي مقابل (‪ 2500‬يورو)»‪.‬‬ ‫قرر أحمد بعد االتفاق مع أبي مريم أن يأخذ قيلولة‪،‬‬ ‫ربما ليحلم بأوروبا الجميلة التي سيصل إليها بعد‬ ‫أيام‪.‬‬ ‫وصلنا إلى إزمير‪ ،‬كان املئات يتكدسون في الشوارع‪،‬‬ ‫وبالقرب من البحر‪ ،‬عائالت كانت تفترش األرض‪ ،‬وإلى‬ ‫جانبها سترات النجاة وحقائب ظهر صغيرة‪ ،‬دوريات‬ ‫ال�ش��رط��ة ت�م��ر ب�ج��واره��م دون أن تسألهم ع��ن سبب‬ ‫وجودهم الالفت في مدينة كانت إحدى أهم الوجهات‬ ‫السياحية في تركيا‪ ،‬ربما ألن الشرطة وقوات الدرك‬ ‫وكل من في إزمير يعلمون ً‬ ‫جيدا ما هي وجهتهم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫في إزمير‪ ،‬ال تباع ستر النجاة علنا فحسب‪ ،‬بل تباع‬ ‫ً‬ ‫الزوارق املطاطية علنا أيضا للمهربني واملهاجرين!‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ي �ق��ول م��رت �ض��ى‪ 25( ،‬ع ��ام ��ا)‪« :‬ال�ج�م�ي��ع ي �ع��رف أن�ن��ا‬

‫متجر في وسط اسطنبول لبيع ستر النجاة للمهاجرين ( املجلة – تصوير‪ :‬حسني دمير)‬

‫مهاجرون‪ ،‬الفنادق تتعامل معنا بشكل طبيعي‪ ،‬لكن‬ ‫الفنادق الرخيصة باتت ال تسعنا‪ ،‬فاملئات يصلون‬ ‫ً‬ ‫يوميا إلى هنا‪ ،‬للذهاب إلى اليونان»‪.‬‬ ‫ويضيف مرتضى أن «السلطات التركية ال تسمح‬ ‫لنا بالذهاب إل��ى اليونان ب� ً�را‪ ،‬لكنها ال تمنعنا أب� ً�دا‬ ‫ً‬ ‫م��ن رك��وب ال�ب�ح��ر»‪ ،‬مضيفا‪« :‬فشلت أول محاولة‬

‫لي بالوصول إلى اليونان‪ ،‬بسبب عطل في محرك‬ ‫ً‬ ‫الزورق»‪ ،‬مبينا أن «عناصر خفر السواحل التركي‬ ‫لم يمنعونا من اإلبحار‪ ،‬اقتربوا من زورقنا ولوحنا‬ ‫لهم بأيدينا وقلنا لهم إننا م��ن س��وري��ا‪ ،‬فتركونا‬ ‫ببساطة‪ ،‬لكن بعد أن تعطل املحرك عادوا وسحبوا‬ ‫الزورق إلى الشاطئ» <‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪39‬‬


‫إلى حي أكسراي‪ ،‬وسط إسطنبول‪( ،‬القريب من مبنى مديرية األمن‬ ‫ً‬ ‫يوميا املئات من العراقيني والسوريني بينهم‬ ‫العامة في املدينة)‪ ،‬يصل‬ ‫نساء وأطفال‪ ،‬بالتأكيد ليس بهدف السياحة‪ ،‬أو قضاء العطلة‪ ،‬فهذا‬ ‫الحي‪ ،‬هو املحطة األولى‪ ،‬في رحلة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا‪.‬‬

‫ً‬ ‫بالقرب من مبنى مديرية األمن العام التركي‪..‬مستلزمات الهجرة تباع علنا للمهربني واملهاجرين‬

‫تهريب البشر تجارة رائجة في إسطنبول‬

‫إزمير (تركيا)‪ :‬حسني دمير‬ ‫في أكسراي‪ ،‬يستلقي املهاجرون على األرض‪،‬‬ ‫ويفترشون الحدائق العامة‪ ،‬بانتظار االتفاق‬ ‫مع أحد املهربني‪ ،‬أو سماسرة التهريب‪ ،‬قبل‬ ‫التوجه إلى مدينة إزمير أو بودروم أو مرمريز‪ ،‬حيث‬ ‫تنتظرهم الزوارق املطاطية‪.‬‬ ‫الالفت في هذا الحي املزدحم‪ ،‬رواج تجارة مستلزمات‬ ‫الهجرة‪ ،‬وبشكل علني‪ ،‬فهنا تباع ستر النجاة بمختلف‬ ‫أنواعها للمهاجرين بشكل طبيعي‪ ،‬رغم علم الباعة‪،‬‬ ‫بالغاية من شرائها‪ ،‬على واجهات املحال‪ ،‬تجد أنواعا‬ ‫مختلفة من الستر معلقة‪ ،‬لجذب االنتباه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وهنا أيضا بإمكان املهاجر ببساطة‪ ،‬الحصول على‬ ‫ً‬ ‫شريحة جوال‪ ،‬دون الحاجة لتسجيلها رسميا‪ ،‬لكن‬ ‫بدفع (بعض الليرات اإلضافية)‪.‬‬ ‫ع�ل��ى م�ق��رب��ة م��ن م�ح�ط��ة‪ ،‬م �ت��رو األن� �ف ��اق‪ ،‬ف��ي ال�ح��ي‪،‬‬ ‫حيث سلسلة من املطاعم الشعبية‪ ،‬من بينها مطاعم‬ ‫عراقية وسورية‪ ،‬يعرف املهاجرون بسيماهم‪ ،‬فحقائب‬ ‫الظهر الصغيرة‪ ،‬وتفكيرهم بصوت مرتفع عن البحر‬ ‫ودول العبور‪ ،‬وهواتفهم النقالة التي يتنقلون عبرها‬ ‫بني مقدونيا وصربيا واملجر‪ ،‬ملتابعة أخبار الطريق‬ ‫إل��ى أوروب ��ا الغربية‪ ،‬م��ن خ�لال صفحات على موقع‬ ‫التواصل االجتماعي «فيسبوك»‪ ،‬هناك كانت تجلس‬ ‫مجموعة من الشباب‪ ،‬اتضح أنهم قدموا حديثا من‬ ‫العراق‪ ،‬رفضوا التقاط صورة لهم‪ ،‬لكنهم وافقوا على‬ ‫التحدث معنا بشكل سريع‪ ،‬ألنهم كانوا بانتظار أحد‬ ‫السماسرة‪.‬‬ ‫قال أحدهم ويبلغ نحو ‪ً 28‬‬ ‫عاما من العمر‪« :‬كنا نتوقع‬ ‫ً‬ ‫األمر أصعب»‪ ،‬مبينا أن «كل شيء هنا يجري بشكل‬ ‫طبيعي‪ ،‬دوريات الشرطة تمر من هنا بشكل مستمر‬ ‫لكن دون أن يسألوننا حتى عن أوراقنا الرسمية»‪.‬‬ ‫شاب آخر‪ ،‬قال لنا إنه «باع سيارته وترك زوجته وطفله‬ ‫في بغداد‪ ،‬كي يصل إلى أوروب��ا‪ ،‬وبعد حصوله على‬ ‫اإلقامة هنا سيحاول البدء بمعاملة (لم الشمل)»‪.‬‬

‫بشكل تام من بيع حقائب السفر‪ ،‬إلى ستر النجاة‪ ،‬التي‬ ‫باتت تدر عليه آالف الليرات التركية ً‬ ‫يوميا‪ ،‬حتى أنه لم‬ ‫يعرنا أي اهتمام‪ ،‬حني طلبنا أن نتحدث معه لدقيقتني‪.‬‬ ‫يبدأ سعر سترة النجاة‪ ،‬بـ‪ 30‬ليرة تركية (‪ 10‬دوالرات)‪،‬‬ ‫لكن معظم املهاجرين ال يفضلونها ويعتبرونها رديئة‪،‬‬ ‫النوع الثاني يباع بـ‪ 50‬ليرة‪ ،‬فيما يتجاوز النوع الثالث‬ ‫ً‬ ‫دوالرا)‪ ،‬وه��و م��ا يفضله‬ ‫‪ 100‬ل �ي��رة (أك �ث��ر م��ن ‪30‬‬ ‫الكثيرون‪ .‬في املحل‪ ،‬كان أكثر من ‪ 10‬شبان بينهم‬ ‫شابة سورية في الثالثينات تحمل طفلة لم تتجاوز‬ ‫العامني‪ ،‬يبتاعون ستر النجاة‪.‬‬ ‫بعد أن دفعوا النقود‪ ،‬وضع صاحب املحل الستر في‬ ‫أكياس بالستيكية كبيرة رمادية اللون‪ ،‬أخذوها وذهبوا‬ ‫إلى حيث املكان الذين يتجمعون فيه‪.‬‬

‫مكاتب وسيطة لتجنب االحتيال‬

‫بعد االتفاق مع املهرب‪ ،‬أو السمسار‪ ،‬ي��ودع املهاجر‪،‬‬ ‫مبلغا يتراوح بني (‪ )1300 - 1000‬يورو‪ ،‬لدى إحدى‬ ‫(مكاتب التأمني)‪ ،‬وهي شركات وسيطة بني املهربني‬ ‫وامل�ه��اج��ري��ن تعمل بغطاء ش��رك��ات ع�ق��اري��ة أو إنتاج‬ ‫تلفزيوني‪ ،‬تضمن للمهاجر استعادة نقوده‪ ،‬في حال‬ ‫فشل الرحلة‪ ،‬فاملهاجر قبل أن يتفق مع املهرب يبحث‬ ‫عن ضمان لعدم تعرضه للنصب واالحتيال‪.‬‬ ‫كذلك تضمن مكاتب التأمني للمهربني الحصول على‬ ‫املال بعد نجاح الرحلة‪ ،‬لقاء ‪ 100‬دوالر عن كل شخص‪،‬‬ ‫تستقطع من املهرب‪ .‬يقول محمد (‪ً 27‬‬ ‫عاما)‪ ،‬إنه فر‬ ‫من مدينة املوصل التي يسيطر عليها تنظيم داعش‬ ‫شمال العراق‪ ،‬وصل إلى إسطنبول‪ ،‬لالتفاق مع أحد‬ ‫املهربني للذهاب إلى أملانيا‪.‬‬ ‫أش ��ار م�ح�م��د ب �ي��ده إل��ى ع��دد م��ن امل �ح��ال ف��ي ناصية‬ ‫ً‬ ‫الشارع‪ ،‬قائال‪« :‬تلك كلها مكاتب تأمني‪ ،‬بعضها مكاتب‬ ‫ً‬ ‫عقارية وهمية»‪ ،‬مضيفا‪« :‬أودعنا أنا وصديقاي ‪3900‬‬ ‫رقما س� ً‬ ‫ي��ورو‪ ،‬وحصلنا على وص��ل يحوي ً‬ ‫�ري��ا‪ ،‬إذا‬ ‫نجحنا بالعبور إلى اليونان‪ ،‬نرسل الرقم إلى املهرب‬ ‫ليتسلم ال�ن�ق��ود‪ ،‬أم��ا إذا فشلت ال��رح�ل��ة‪ ،‬فيمكننا أن‬ ‫نسترجع املبلغ من املكتب»‪.‬‬ ‫أم��ا ع�ل��ي‪ ،‬وه��و ش��اب س ��وري‪ ،‬ف�ق��ال ل�ن��ا‪ ،‬إن «بعض‬ ‫تجارة رائجة‬ ‫امل �ه��اج��ري��ن ت �ع��رض��وا ل�لاح �ت �ي��ال م ��ن ق �ب��ل م�ه��رب�ين‬ ‫ً‬ ‫معتبرا أن «بعض مكاتب التأمني تمارس‬ ‫صاحب إحدى املحال في حي أكسراي حول نشاطه وسماسرة»‪،‬‬

‫‪38‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫الجئون يعبرون بحر إيجة التركي على‬ ‫زورق مطاطي في طريقهم إلى جزيرة‬ ‫ليسبوس اليونانية (غيتي)‬

‫ً‬ ‫االحتيال أيضا»‪.‬‬ ‫علي أوضح أن «املهاجرين يترددون على مكاتب يثقون‬ ‫بها م��ن خ�لال أصدقائهم ال��ذي��ن وص�ل��وا إل��ى أوروب��ا‬ ‫وكانوا قد أودعوا األموال لديها»‪.‬‬

‫تهريب البشر أمام أعني السلطات‬ ‫ت��رك �ن��ا أك � �س� ��راي‪ ،‬وذه �ب �ن��ا إل� ��ى م �ح �ط��ة أخ � ��رى على‬ ‫ط��ري��ق ال�ه�ج��رة غ�ي��ر ال�ش��رع�ي��ة‪ ،‬ت��وج�ه�ن��ا إل ��ى محطة‬ ‫الحافالت الرئيسية بإسطنبول‪ ،‬والتي تعرف أيضا‬ ‫ب �ـ(األوت��وغ��ار)‪ ،‬بمجرد أن خرجنا م��ن محطة مترو‬ ‫األنفاق‪ ،‬ودخلنا مرآب الحافالت‪ ،‬تلقفنا شبان أتراك‪،‬‬ ‫يعملون كسماسرة لجلب ال��زب��ائ��ن ل�ش��رك��ات النقل‪،‬‬ ‫ل��م يقولوا لنا س��وى ث�لاث كلمات‪ ،‬ك��رره��ا جميع من‬ ‫صادفنا (إزم�ي��ر‪ ،‬ب��ودروم‪ ،‬مرمريز)‪ ،‬تلك امل��دن التي‬ ‫باتت مقصد املئات ً‬ ‫يوميا‪ ،‬حيث املحطة األخيرة في‬ ‫تركيا‪ ،‬قبل اإلبحار نحو الجزر اليونانية‪.‬‬ ‫من املحطة تنطلق الحافالت بحرية تامة‪ ،‬وعلى متنها‬ ‫عراقيون وسوريون‪ ،‬ال يفكرون سوى بالوصول إلى‬ ‫هناك‪ ،‬إلدراك البحر‪ ،‬قبل انتهاء موسم الهجرة الذهبي‬ ‫بحلول الشتاء‪ .‬ابتعنا تذكرة للذهاب إلى إزمير‪ ،‬بـ‪70‬‬ ‫ً‬ ‫دوالرا)‪ ،‬الطريق إلى هناك يأخذ تسع‬ ‫ليرة تركية (‪22‬‬ ‫س��اع��ات‪ ،‬إن��ه طريق ط��وي��ل‪ ،‬لحسن الحظ يجلس إلى‬


‫أع��دادا ومجموعات تلحق بعضها ببعض على خط السير‬ ‫نفسه‪.‬‬

‫تقضي العيد مع الجئي النمسا‬

‫ليالي العيد في فيينا‬

‫ترحيل الالجئني إلى بودابست‬ ‫وذك ��ر ع�ب��دو أن ال�س�ل�ط��ات امل�ج��ري��ة ف��ي ال �ب��دء ت��أخ��ذ النساء‬ ‫واألطفال وكبار السن ثم بعد ذلك تطلب من الشباب الدخول‬ ‫إل��ى ال �ح��دود‪ ،‬ث��م تجمعهم وس��ط معسكر‪ .‬وم��ن ال�ح��دود تم‬ ‫ترحيل الالجئني إلى بودابست بشرط أن تؤخذ بصماتهم‪،‬‬ ‫ليمنحوا بعد ذلك أوراق��ا يستطيعون بها مغادرة املجر إلى‬ ‫النمسا‪ ،‬ومن يرفض البصمة ال يسمح له باملغادرة‪.‬‬ ‫ويضيف عبدو أن��ه استطاع السفر إل��ى النمسا عبر القطار‬ ‫ثم إلى مدينة ميونيخ األملانية‪ ،‬ومن ميونيخ اختار مع ثالثة‬ ‫أشخاص آخرين تأجير سيارة تاكسي إلى هامبورغ‪.‬‬ ‫وخ �ل�ال س��ؤال �ن��ا ح ��ول اح �ت �م��ال وج� ��ود أش �خ��اص م��ن غير‬ ‫ال �س��وري�ين‪ ،‬ذك��ر أن «ال �س��وري�ين ال ي�ت�ج��اوز ع��دده��م ‪ 30‬في‬ ‫املائة أو أقل‪ ،‬وهنا عراقيون يأتون بالدرجة الثانية لكن هناك‬ ‫آسيويني عملوا في دول خليجية يتحدثون العربية بطالقة‬ ‫كانوا يحملون وثائق سفر سورية رغم أنهم ليسوا سوريني»‪.‬‬ ‫التقت «املجلة» في املقهى نفسه أحد الالجئني‪ ،‬وهو من نفس‬ ‫مركز االستقبال في هامبورغ‪ .‬وفضل أن يعرف نفسه باسم‬ ‫محمود‪ .‬خالل لقائنا به وجدنا أنه ما زال يعيش حالة من القلق‬ ‫والخوف رغم وصوله أملانيا‪ .‬بعض هذه املخاوف ربما تتعلق‬ ‫بعدم الثقة والخوف من أن ما يذكره يتعارض مع قصته التي‬ ‫يرويها إلى املحكمة للبت في قضية اللجوء‪.‬‬ ‫محمود شاب في منتصف العشرينات‪ ،‬متزوج ولديه طفل‪،‬‬ ‫من مدينة حمص ‪ -‬سوريا‪ ،‬حاصل على شهادة الثانوية العامة‬ ‫ويعمل بتجارة مواد البناء‪ ،‬قرر ترك عائلته في سوريا ويهرب‬ ‫إلى أوروبا عبر تركيا‪.‬‬

‫الجزيرة املهجورة‬ ‫يروي محمود لـ«املجلة» قصة نصب تعرض لها في سوريا‬ ‫خسر خاللها أكثر من ‪ 2000‬دوالر أميركي‪ ،‬سلمها إلى أحد‬ ‫وسطاء مهربي البشر‪ .‬واستطاع الوصول إليهم هذه املرة عبر‬ ‫وسيط تركي كان يعرفه في سوريا‪ ،‬وبعد االتفاق مع الوسيط‬ ‫تم تحديد املوعد بعد ‪ 48‬ساعة ملغادرة تركيا ً‬ ‫بحرا إلى اليونان‬ ‫بواسطة ق��ارب مطاطي‪ .‬وف��ي موعد االن�ط�لاق ك��ان هناك ما‬ ‫يقارب ‪ 50‬شخصا عائالت وأطفاال‪ ،‬واستطاعت املجموعة‬ ‫الوصول إلى جزيرة مهجورة‪ ،‬خاللها حصلوا على مساعدة‬ ‫خفر السواحل وبعد تجميعهم ذهبوا إلى أثينا بواسطة القطار‬ ‫ثم مدينة سالونيك الحدودية ثم أكملت املجموعة الطريق مشيا‬ ‫على األق��دام‪ .‬وأض��اف السيد محمود أن��ه هو ومجموعة من‬ ‫ً‬ ‫شخصا بينهم بضع نساء أكملوا الطريق داخل أراضي‬ ‫‪25‬‬ ‫ً‬ ‫مقدونيا مشيا على األقدام حتى وصلوا محطة قطار مهجورة‬ ‫ال ي��وج��د فيها إال أف ��راد م��ن ال�ج�ي��ش‪ ،‬وع��دم وج��ود الشرطة‬ ‫س��اع��ده��م على ال�ت��وج��ه إل��ى ص��رب�ي��ا‪ ،‬وم��ن صربيا توجهت‬ ‫املجموعة إلى بلغراد بواسطة القطار‪ .‬وفي بلغراد كان هناك‬ ‫أيضا شبكة من املهربني أغلب أعضائها من العرب‪ ،‬خاصة‬ ‫الجزائريني‪ ،‬أوصلوا املجموعة بواسطة باص إلى حدود املجر‬ ‫دون أن يقدم محمود بصمات كما يفترض‪ .‬ويقول محمود إن‬ ‫الحظ حالفهم حيث إن السلطات املجرية سمحت لهم بالدخول‬ ‫ومن هناك استطاع دخول النمسا بواسطة قطار ثم استقل‬ ‫تاكسي بالشراكة مع آخرين ليصل إلى هامبورغ <‬

‫فيينا‪ :‬أوراس كيالني‬ ‫ق�ض��ى ال�لاج �ئ��ون امل�س�ل�م��ون ف��ي ف�ي�ي�ن��ا عيد‬ ‫األض �ح��ى امل �ب��ارك وس ��ط أج� ��واء ح��زي�ن��ة وه��م‬ ‫ف��ي ان�ت�ظ��ار دوره ��م ل�ل�ح�ص��ول ع�ل��ى بطاقات‬ ‫السفر والبحث عن سبل الوصول إلى البلدان‬ ‫األوروبية التي ينشدونها منذ بداية رحلتهم‪.‬‬ ‫استقبلت املحطة الرئيسية ف��ي فيينا العيد‬ ‫بالصالة‪ ،‬فيما ّقدم متبرعون الحلوى لالجئني‪،‬‬ ‫وحملت بعض املنظمات اإلسالمية وجبات‬ ‫الغذاء ملشاركتهم في هذا اليوم والتخفيف‬ ‫من وطأة الغربة عليهم‪ .‬كما أسهمت الجالية‬ ‫امل�س�ل�م��ة ف��ي فيينا ب�ت�ق��دي��م مختلف أن ��واع‬ ‫األطعمة لالجئني متمنني لهم عيدا سعيدا‪.‬‬ ‫وف� ��ي م��رك��ز ال�ل�اج �ئ�ي�ن ال �ق��ري��ب م ��ن محطة‬ ‫القطارات في فيينا‪ ،‬كانت العائالت تتبادل‬ ‫ال�ت�ه��ان��ي ب� ّق�ل��ب م�ك�س��ور وه ��م ي�س�ت��ذك��رون‬ ‫أي��ام�ه��م‪ ،‬ك��ل ف��ي ب�ل��ده وب�ي�ن أح�ب��اب��ه‪ ،‬وكيف‬ ‫كانت تحل عليهم أيام العيد لتجمع العائلة‪.‬‬ ‫أما األطفال‪ ،‬فقد كانت براءتهم تسبقهم في‬ ‫استقبال العيد‪ ،‬ال يريدون سوى الوصول إلى‬ ‫بر األمان مع أهلهم واالستقرار‪ .‬وقد ذكرت‬ ‫مصادر في الشرطة النمساوية أن أع��داد‬ ‫الالجئني التي دخلت النمسا في ليلة العيد‬ ‫ت�ج��اوزت األرب�ع��ة آالف الج��ئ‪ ،‬وأن حركة‬ ‫ال �ق �ط��ارات ش �ه��دت زخ �م��ا غ�ي��ر م�س�ب��وق‪.‬‬ ‫وف��ي التالي ص��ور التقطتها «املجلة» من‬ ‫مركز الالجئني ومحطة القطار بالعاصمة‬ ‫ال�ن�م�س��اوي��ة ‪ ..‬وع�ل��ى امل��وق��ع اإلل�ك�ت��رون��ي‬ ‫لـ«املجلة» لقطات فيديو حصرية تحكي‬ ‫عن أجواء العيد لدى املهاجرين في فيينا‪.‬‬

‫لقطات من مظاهر العيد في فيينا‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪37‬‬


‫هذه األوراق من مغادرة األراض��ي املقدونية عبر القطار إلى‬ ‫صربيا‪ ،‬وف��ي صربيا ت��م امل�ك��وث ف��ي معسكر لالجئني‪ ،‬ثم‬ ‫جرى تحويلهم إلى بلغراد‪ ،‬ومن هناك تحركت مجموعة من‬ ‫ً‬ ‫‪ 12‬الجئا أغلبهم من السوريني والعراقيني بواسطة القطار‬ ‫باتجاه أقرب نقطة حدود مع املجر ومن هناك كان أحد أفراد‬ ‫املجموعة يستخدم دليل الـ«جي بي إس» ليصل عبر املزارع‬ ‫داخل األراضي املجرية‪.‬‬ ‫ومن هناك تم االتفاق مع سائق سيارة على نقلهم من املجر‬ ‫إل��ى ميونيخ األمل��ان�ي��ة ب�ع��د أن دف��ع ك��ل ش�خ��ص ‪ 500‬ي��ورو‪.‬‬ ‫استطاع محمد ً‬ ‫أخيرا الوصول إلى مدينة دورتموند األملانية‪،‬‬ ‫وهناك سلم نفسه إلى املركز الرئيسي الستقبال الالجئني‬ ‫قبل أن يصل مدينة ديورن‪.‬‬

‫الوصول إلى الحدود املجرية سيرا على األقدام‬ ‫ّ‬ ‫عرف ثالث نفسه باسم أحمد‪ ،‬وهو شاب سوري في منتصف‬ ‫الثالثينات‪ ،‬أع��زب‪ ،‬من مدينة إدل��ب شمال س��وري��ا‪ .‬استطاع‬ ‫الهرب إلى تركيا عبر الحدود السورية‪ ،‬ومن الحدود التركية‬ ‫تم االتفاق مع مهرب لنقله بواسطة سيارة شحن بصحبة‬ ‫ً‬ ‫شخصا‪ .‬تم االتفاق مع املهرب على دفع ألفي دوالر‬ ‫نحو ‪50‬‬ ‫أم�ي��رك��ي ليهربهم إل��ى ال �ي��ون��ان ع�ب��ر ال�ب�ح��ر ب��واس�ط��ة ق��ارب‬ ‫مطاطي‪ ،‬وبعد وصولهم إلى إحدى الجزر اليونانية السياحية‬ ‫تم نقلهم بمعرفة خفر السواحل إلى أثينا مع قرار طرد من‬ ‫اليونان يمكنهم من مغادرة اليونان إلى أوروبا باتجاه مقدونيا‬ ‫بواسطة القطار ث��م صربيا ث��م ال�ح��دود املجرية مشيا على‬ ‫األقدام‪ .‬ويقول أحمد إن املجموعة دفعت عن كل شخص ‪550‬‬ ‫يورو ليتم نقلهم بواسطة سيارات تاكسي تم ترتيبها من قبل‬ ‫املهربني‪ ،‬ليجتازوا أراضي املجر والنمسا وأنزلتهم السيارات‬ ‫سبعة كيلومترات قبل الحدود األملانية‪ ،‬بعد ذلك أكمل أحمد‬ ‫بصحبة مجموعته الطريق مشيا على األق��دام وسلم نفسه‬ ‫للشرطة األملانية‪.‬‬ ‫بعدها نقل أحمد ومجموعته إلى مدينة منشن في مقاطعة‬ ‫بافاريا األملانية ثم ج��رى تحويله إل��ى فرانكفورت ليستقر‬ ‫أخيرا في مدينة ديورن في نزل الالجئينهناك‪.‬‬

‫وضع الالجئني في هامبورغ‬ ‫وفي هامبورغ حدثنا املدعو عبدو‪ ،‬في منتصف العشرينات‬ ‫من عمره‪ ،‬أعزب‪ ،‬وهو من سكان سوريا ‪ -‬مدينة حلب‪ ،‬طالب‬ ‫جامعي ي��درس ال�ق��ان��ون‪ ،‬ق��رر أن يترك س��وري��ا ويلجأ إلى‬ ‫أوروب��ا بعد أن وصل إلى حالة من اليأس بتغير أو تحسن‬ ‫األوض��اع في س��وري��ا‪ .‬كانت البداية هروبه من سوريا إلى‬ ‫تركيا عبر الحدود الشمالية‪ ،‬ومن هناك استطاع الوصول‬ ‫عبر ع�لاق��ات شخصية إل��ى مهربي البشر م��ن تركيا إلى‬ ‫أوروب��ا عبر البحر ثم إل��ى اليونان‪ .‬معلومات «ع‪.‬ب» تقول‬ ‫إن شبكة مهربي البشر في الغالب من األت��راك ّ‬ ‫لكن هناك‬ ‫ً‬ ‫أعدادا من العراقيني والسوريني والجزائريني يعملون باسمهم‬ ‫ويجلبون لهم الزبائن‪.‬‬ ‫توصل عبدو إلى الشبكة بواسطة شاب عراقي وطلب منه‬ ‫‪ 1000‬دوالر أميركي ليصل فقط إلى اليونان بواسطة قارب‬ ‫مطاطي‪ .‬وأضاف عبدو أنه تم تحديد موعد االنطالق بعد أن‬ ‫تم تسليم املبلغ كامال دون أي ضمانات‪ .‬وفي موعد انطالق‬ ‫ال�ق��ارب ك��ان هناك م��ا ي�ق��ارب ‪ 45‬شخصا‪ ،‬بعد ذل��ك عرف‬ ‫عبدو أن من يقود القارب ليس أحد عناصر شبكة التهريب‬ ‫‪36‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫الشرطة املجرية تتصدى للمهاجرين‬

‫> من خالل االستفسار إن كانت هناك أي مالحظات‬ ‫حول تسلل عناصر إرهابية من «داعش» أو جماعات أخرى‪،‬‬ ‫ذكر الجميع أنه كان هناك بعض األشخاص‪ ،‬يتلفظون بم‬ ‫فردات ويتحدثون بأسلوب قريب من الجماعات املتطرفة‬ ‫ّ‬ ‫اإلرهابية لكن لم يكشفوا عن أنفسهم‪ ،‬والجميع ال يريد‬ ‫أن يورط نفسه بمشكالت أثناء رحلته‪ ،‬فيحاولون تجنبهم‬ ‫ولم تحدث أي مشادة ك‬ ‫المية أو مواجهات خالل الرحلة مع أي من هذه الجماعات‪.‬‬ ‫> من خالل حديثنا‬ ‫مع‬ ‫عدد‬ ‫من‬ ‫الال‬ ‫جئني أكدوا أن الال‬ ‫جئني السوريني ال تتجاوز نسبتهم ‪ 30‬في املائة من الالجئني‪.‬‬ ‫ثم هناك عراقيون‪.‬‬ ‫وأعداد‬ ‫من‬ ‫اآلس‬ ‫يويني الذين دخلوا أ‬ ‫وروبا‪ ،‬هم ممن عملوا في دول خليجية وعربية ويتحدثون‬ ‫العربية وحصلوا‬ ‫على‬ ‫ج‬ ‫وازات‬ ‫سفر‬ ‫سورية مزورة‪،‬‬ ‫وأكدوا أن جوازات السفر والوثائق املزورة يمكن الحصول عليها‬ ‫من تركيا و‬ ‫بمبلغ‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫تعدى‬ ‫‪500‬‬ ‫دوالر أميركي‪.‬‬ ‫> الس‬ ‫لطات‬ ‫ا‬ ‫ألملانية‬ ‫لديها‬ ‫م‬ ‫خاوف من تعرض الال‬ ‫جئني إلى أعمال عنف أو تعرض نزلهم إلى أعمال عدوانية‬ ‫وحرق من قبل اليمني املتطرف‪.‬‬ ‫بل أحد الهاربني ال يملك ماال ليدفعه إلى املهرب فيتم إعفاؤه‬ ‫من املبلغ مقابل قيادة القارب‪.‬‬ ‫يقول عبدو إن الرحلة استغرقت ‪ 6‬ساعات تقريبا إلى أول‬ ‫جزيرة يونانية‪.‬‬ ‫وك��ان��ت امل��رح�ل��ة ال�ث��ان�ي��ة م��ن خ��ط ال�ه�ج��رة ه��ي ال�ت��وج��ه من‬ ‫اليونان إلى مقدونيا ثم من مقدونيا إلى صربيا بواسطة‬ ‫القطارات‪ .‬وكانت هناك مجموعات من الشباب الذين يقومون‬ ‫بتوجيه الالجئني بالتوجه إلى القطارات مقابل مبالغ مالية‬

‫بسيطة‪ ،‬ويقول عبدو إن هذه املجموعات من الشباب كانت‬ ‫الشرطة تغض الطرف عنهم‪ ،‬ربما باتفاق بني الطرفني‪ .‬وبعد‬ ‫الوصول إلى العاصمة بلغراد توجهت مجموعات الالجئني‬ ‫نحو الحدود الصربية وكانت املجموعة تضم ما يقارب ‪20‬‬ ‫شخصا بينهم نساء وأطفال‪ .‬ويضيف عبدو أن املهربني‬ ‫يقصدون زج الشباب مع العوائل واألطفال من أجل كسب‬ ‫عطف ال�س�ل�ط��ات‪ .‬وب�ع��د مشي على األق ��دام أك�ث��ر م��ن ست‬ ‫ساعات وصلت املجموعة إلى ح��دود املجر‪ ،‬علما أن هناك‬


‫ضمن رحلة صحافية لـ«املجلة» للقاء بعض الالجئني من سوريا والعراق الذين وصلوا‬ ‫مؤخرا إلى أملانيا‪ ،‬توجهنا إلى مدينتي ديورن وهامبورغ األملانيتني‪ ،‬في مقاطعة‬ ‫شمال نهر الراين‪ ،‬بعد التنسيق مع بلدية مدينة ديورن وأحد منسقي الجمعيات‬ ‫اإلنسانية املهندس إسماعيل الكيالني‪ ..‬هناك استطعنا ترتيب لقاءات مع بعض‬ ‫الشباب الذين يقيمون بنزل مؤقت لالجئني في أطراف املدينة‪ ،‬بعد أن عبروا مرحلة‬ ‫مركز االستقبال والتسجيل‪.‬‬ ‫ورغم محاولتنا االتصال ببعض الالجئني في مدينة هامبورغ إلجراء بعض اللقاءات‬ ‫معهم والوقوف على قصصهم‪ ،‬فإن النتيجة كانت الرفض‪ ،‬وبعد التأكد تبني أنهم‬ ‫ما زالوا يعانون من خوف وقلق بسبب عدم االستماع إلى قضاياهم من قبل املحكمة‬ ‫املعنية بمنح اللجوء في أملانيا‪ ،‬هذا باإلضافة إلى الخوف والقلق بسبب وجود عوائل‬ ‫كثير منهم داخل سوريا‪ ،‬لكل هذا كان هناك نوع من التحفظ‪ .‬وبعد جهود حثيثة‬ ‫اضطررنا إلجراء لقاءات مع مهاجرين في مقهى قريب من أحد مراكز االستقبال في‬ ‫مدينة هامبورغ األملانية‪.‬‬

‫صناعة تهريب البشر‪ ..‬تجار أوروبيون ووسطاء عرب‬

‫خطوة بخطوة ترصد رحلة الالجئني ألوروبا‬

‫من دار «الحرب» إلى دار «الغرب»‬ ‫ديورن‪ :‬حسن الرماحي‬ ‫هامبورغ‪ :‬سويس حمزة‬

‫«البككا»‪ .‬واستطاع شنكال الوصول إلى شبكة املهربني من‬ ‫خ�لال إقامته في أح��د الفنادق‪ ،‬حيث تقوم إدارة الفندق في‬ ‫الغالب باالتصال بالشباب وتعرض عليهم ترتيب السفر إلى‬ ‫أوروبا عبر تركيا‪ .‬وبعد االتفاق دفع شنكال إلى املهرب مبلغ‬ ‫‪ 8500‬دوالر أميركي على شرط أن يكون خط سيره‪ :‬تركيا‪،‬‬ ‫أدرنه‪ ،‬بلغاريا‪ ،‬ثم صربيا بالباصات‪ .‬ومن صربيا إلى املجر‪،‬‬ ‫ثم النمسا‪ ،‬ثم أملانيا في مدينة هانوفر‪ ،‬ثم مقاطعة كولن ‪-‬‬ ‫ً‬ ‫رسوما إضافية في كل مرة‬ ‫شمال نهر الراين‪ .‬ويقول إنه دفع‬ ‫تقدر بـ‪ 1000‬دوالر أميركي باإلضافة إلى ما دفعه في تركيا‬ ‫ليصل إلى أملانيا دون أن يقدم بصمات في أي دولة أخرى‪.‬‬

‫توجهنا بالسيارة أط��راف مركز مدينة دي��ورن في‬ ‫منطقة سياحية جبلية دائ�م��ة ال�خ�ض��رة تبعد عن‬ ‫ً‬ ‫كيلومترا ‪ -‬وبعد‬ ‫مركز املدينة ‪ -‬تقريبا خمسة عشر‬ ‫أن وصلنا‪ ،‬في الصباح الباكر‪ ،‬رحب بعض الشباب بنا بسبب‬ ‫وج��ود امل�ه�ن��دس املنسق إسماعيل ال�ك�ي�لان��ي‪ .‬ط��رح املنسق‬ ‫فكرة إجراء مقابالت مع بعض من يرغب‪ ،‬لكنهم ً‬ ‫جميعا كان‬ ‫يملؤهم الخوف والقلق‪ .‬واحتراما لرغبتهم وخصوصيتهم‬ ‫فضلنا عدم إجراء التحقيق واالكتفاء بالترحيب بهم‪ ،‬لكن بعد يأس من الوضع املأساوي في سوريا‬ ‫دقائق من الحديث معهم‪ ،‬تحمس أحدهم للحديث عن قصته‬ ‫ً‬ ‫متبرعا ليعلن اآلخرون رغبتهم طواعية بالحديث عن تجاربهم فضل أحد الالجئني تعريف نفسه تحت اسم محمد‪ ،‬في مطلع‬ ‫الثالثينات من عمره‪ .‬أعزب‪ ،‬من سوريا ‪ -‬ريف دمشق‪ .‬قرر‬ ‫والصعوبات التي مروا بها‪.‬‬ ‫ترك سوريا والتوجه إلى تركيا عبر الحدود بعد أن وصل إلى‬ ‫يئس من الوضع امل��أس��اوي هناك‪ .‬يقول محمد إن��ه اتفق مع‬ ‫الدخول إلى تركيا بمساعدة «البككا» الكردية‬ ‫مهرب عبر تركيا ً‬ ‫بحرا إل��ى اليونان بواسطة ق��ارب مطاطي‬ ‫ع��رف أحدهم نفسه باسم شنكال‪ ،‬وه��و ع��راق��ي‪ ،‬من مدينة بمبلغ ‪ 155‬دوالرا أميركيا‪.‬‬ ‫سنجار شمال العراق ‪ -‬املوصل‪ ،‬يزيدي الديانة‪ ،‬يبلغ من العمر ويؤكد أن الحظ حالفه ليصل إلى جزيرة يونانية بأمان‪ ،‬ومن‬ ‫‪ 19‬سنة‪ .‬تحدث شنكال قائال‪ ،‬إنه قرر أن يترك سنجار هربا هناك صعد الباص مع آخرين للتوجه إل��ى مدينة سالونيك‬ ‫إلى تركيا بسبب الوضع املأساوي في املدينة‪ .‬واستطاع الدخول ال �ح��دودي��ة ث��م دخ ��ل ال �ح ��دود امل �ق��دون �ي��ة م�ش�ي��ا‪ .‬وه �ن ��اك‪ ،‬تم‬ ‫إلى تركيا عبر األراضي العراقية بمساعدة امليليشيا الكردية تسجيلهم وإعطاؤهم أوراق «طرد» تسمى «خارطية» مكنتهم‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪35‬‬


‫فتاة سورية‬ ‫مهاجرة تبكي‬ ‫بشدة بعدان‬ ‫صدتها الشرطة‬ ‫املجرية بعنف‬ ‫عند بوابة‬ ‫حدودية (غيتي)‬

‫‪34‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬


‫فتحة ال ترى من خاللها إال عينني أو أذن أو خد أو فم‪ ..‬املهم‬ ‫يمكنك‪ ،‬خالل الضوء الخافت الكئيب‪ ،‬رؤية جزء من وجه‬ ‫جارك الذي في الجانب املقابل لزنزانتك‪ .‬ولم يكن الشاطر‬ ‫ً‬ ‫موجودا في هذا الجناح‪ ،‬ولكنه كان في جناح آخر بعيد وال‬ ‫يمكنه سماع ما يجري هنا‪.‬‬ ‫لم تكن الشمس تدخل‪ .‬لم يكن هناك وقت يذكر للتريض‬ ‫في املساحة الصغيرة املخصصة لذلك‪ .‬هذا غير مسموح‪،‬‬ ‫إال باستثناءات نادرة‪« ..‬الزنزانة في الشتاء شديدة البرودة‪،‬‬ ‫وفي الصيف شديدة الحرارة‪ .‬زيارات أقارب املساجني حني‬ ‫ت�ج��ري‪ ،‬تجري م��ن وراء ح��واج��ز زج��اج�ي��ة‪ ،‬وال�ح��دي��ث بني‬ ‫السجني وأهله يكون عبر هاتف موصول بسلك بني جانبي‬ ‫الحاجز‪ ..‬وال تستطيع أن تحتضن ًأيا من ذويك»‪.‬‬ ‫ويضيف أحمد أن بعض أي��ام السجن تكون لديك القدرة‬ ‫على االحتمال‪ ،‬وتتبادل الحديث مع اآلخرين بأي وسيلة‪..‬‬ ‫«حتى لو كانت بالزعيق من خلف فتحات األب��واب‪ ..‬وفي‬ ‫واحد‬ ‫بعض األوقات األخرى يلف الحزن الجميع‪ .‬ويغرق كل ً‬ ‫في أفكاره الخاصة‪ .‬وتشعر كأن كل شخص أصبح معلقا‬ ‫في الفراغ مع نفسه وأن ال أحد يمكن أن يمد له يد العون»‪.‬‬

‫ثم العودة مرة أخرى»‪.‬‬ ‫ومع أنه يصعب وصول الصوت بني زنازين «العقرب»‪ ،‬إال‬ ‫أن السلطات يبدو أنها كانت تترك الشراعات الصغيرة في‬ ‫األبواب‪ ،‬مفتوحة معظم الوقت لسبب ما‪ .‬ويتابع فهمي أنه‬ ‫في واقعة الحداد‪ ،‬في ذلك اليوم‪ ،‬بدأ برنامج الدردشة مع‬ ‫مساعد ال��رئ�ي��س‪« ..‬طلبنا منه أن ي��روي لنا م��ا ح��دث في‬ ‫زيارته ألوباما‪ .‬وبالفعل قال ً‬ ‫كالما ً‬ ‫كثيرا‪ ..‬ومن بني ما ذكره‬ ‫أنه بعد أن زار أوباما‪ ،‬وتحدث معه عن الجيش املصري‪،‬‬

‫برنامج الدردشة‬

‫‪,,‬‬

‫خيرت الشاطر‬

‫تسريبات من داخل العقرب‪:‬‬ ‫بقايا زعامات قديمة‬ ‫ومتطرفون جدد و«دواعش»‬ ‫انقلبوا على اإلخوان‪،‬‬ ‫وأصبحوا يحملونهم‬ ‫مسؤولية االنتكاسة التي‬ ‫أصابت تجربة حكم التيار‬ ‫الديني القصيرة في مصر‬

‫‪,,‬‬

‫ومن جانبه‪ ،‬يزيد فهمي الذي كان يعمل في قناة «‪»CNN‬‬ ‫األميركية قبل أن يلتحق بقناة الجزيرة اإلنجليزية‪ ،‬أن «هذه‬ ‫اإلذاعة التي كنا نقوم فيها باستخدام األصوات عبر فتحات‬ ‫األبواب‪ ،‬تتضمن أناشيد وسرد للقرآن‪ ..‬ثم فقرات إلجراء‬ ‫املقابالت مع الشخصيات التي كانت ملء السمع والبصر‬ ‫خالل فترة حكم مرسي‪ ..‬كنت أنا وباهر نعد لهذه املقابالت‬ ‫الصوتية‪ ،‬وكأننا نعد لبرنامج حقيقي»‪.‬‬ ‫ويضيف أن الحداد قال‪ ،‬من خالل برنامج الدردشة الذي‬ ‫كان يسمعه بقية املسجونني في هذا الجناح‪ ،‬إنه بعد عودته‬ ‫من واشنطن إلى القاهرة‪ ،‬فوجئ بعلم وزارة الدفاع املصرية‬ ‫بأمر حديثه عن الجيش مع أوباما‪ ،‬وأن اللواء محمد العصار‪،‬‬ ‫الذي كان يشغل موقع مساعد وزير الدفاع لشؤون التسليح‪،‬‬ ‫وموقع مستشار وزي��ر ال��دف��اع للبحوث الفنية والعالقات‬ ‫ونظم املعلومات‪ ،‬واجه الحداد بما جرى بينه وبني أوباما‪،‬‬ ‫وأن العصار الم مساعد مرسي على هذا التصرف الذي‬ ‫«يمس الجيش»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عضوا من أعضاء الظل في مكتب‬ ‫ومعروف أن الحداد كان‬ ‫إرشاد اإلخ��وان‪ ،‬أعلى سلطة داخل الجماعة التي أسسها‬ ‫حسن البنا في شرق القاهرة عام ‪ .1928‬وربما كان هذا‬ ‫يعود لدوره كمسؤول عن العالقات الخارجية فيها‪ ،‬إضافة‬ ‫لنشاطه االق �ت �ص��ادي ف��ي تنظيم وتنمية األع �م��ال‪ .‬وول��د‬ ‫الرجل ذو النظارات الطبية والشارب األس��ود‪ ،‬واالبتسامة‬ ‫الخجولة‪ ،‬في مدينة اإلسكندرية في بداية خمسينات القرن‬ ‫املاضي‪ .‬وهو طبيب متخصص في التحاليل‪ .‬وجرى تعيينه‬ ‫مساعدا ملرسي بعد ف��وز األخ�ي��ر ف��ي انتخابات الرئاسة‬ ‫بنحو شهرين‪ ،‬ليبدأ في لعب دور في السياسة الخارجية‬ ‫ً‬ ‫منافسا لدور وزارة الخارجية ذات التاريخ العتيد‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بنفي مواقع إخوانية ملا ذك��ره في صحيفة‬ ‫«املصري اليوم» عن الحداد‪ ،‬يقول فهمي ًردا على أسئلة‬ ‫«املجلة»‪ ،‬إن «األمور في السجن كانت تسير بشكل مختلف‪،‬‬ ‫حيث إن العالقة بني الداخل والخارج تكاد تكون منعدمة‪،‬‬ ‫رغم الزيارات التي كان يقوم بها بعض أق��ارب املساجني‪،‬‬ ‫أو في املرات القليلة التي يجري فيها إخراج املساجني في‬ ‫سيارات السجن لحضور جلسة من جلسات محاكمتهم‬

‫شعر بأنه أخطأ»‪.‬‬ ‫ويضيف فهمي أن الحداد تحدث عن أن��ه ق��ال ألوباما إنه‬ ‫يسعى للحصول على بعض النصائح عن كيفية التحكم‬ ‫ً‬ ‫اختصارا باسم‬ ‫الديمقراطي في القوات املسلحة املعروف‬ ‫ً‬ ‫متحمسا لتجربة حكم اإلخوان‬ ‫‪ ،dcaf‬وأن أوباما الذي كان‬ ‫قال له‪« :‬حسنا سأخطر البنتاغون (وزارة الدفاع األميركية)‬ ‫ً‬ ‫لكي يعطيك ملفا بهذا الخصوص»‪.‬‬ ‫ويتابع أن الحداد ذكر في «الدردشة» عبر زنازين السجن‪،‬‬ ‫أنه حني رجع ملصر فوجئ بأن اللواء العصار قال له‪« :‬أنت‬ ‫ذاهب ألميركا لتقول هذا الكالم‪ .‬ها نحن عرفنا ِمن هناك‪..‬‬ ‫السيسي (ك��ان وزي � ً�را ل�ل��دف��اع) علم ب��األم��ر وه��و غاضب‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شديدا»‪.‬‬ ‫غضبا‬

‫قيادات اإلخوان والواليات املتحدة‬ ‫ومن جانبه‪ ،‬يقول القيادي الحزبي املحسوب على اإلخوان‪،‬‬ ‫أحمد‪ ،‬إن ال�ح��داد بعث برسالة لعدد من ق�ي��ادات اإلخ��وان‬ ‫داخل السجن‪ ،‬ينفي فيها أن يكون علم بمن سرب فحوى‬ ‫ً‬ ‫لقائه مع أوب��ام��ا‪ ،‬ويستشهد فيها أيضا ب��أن رد العصار‬ ‫كان كالتالي‪« :‬نحن علمنا بتفاصيل اللقاء ِمن هناك»‪ ،‬أي‬ ‫من أميركا‪ ،‬بينما الشاطر يعتقد أن املعلومات خرجت من‬ ‫هنا‪ ،‬أي من مكتب مرسي نفسه‪.‬‬ ‫ولم يرد اللواء العصار‪ ،‬الذي جرى اختياره منذ أيام كوزير‬ ‫لإلنتاج الحربي في الحكومة املصرية الجديدة‪ ،‬على هاتفه‬ ‫للتعليق على ه��ذه الواقعة‪ ،‬وم��ا إذا كانت صحيحة أم ال‪،‬‬ ‫بينما اكتفت مصادر مقربة من السلطات األمنية بالقول‬ ‫لـ«املجلة» إن «اتصاالت اإلخوان مع الجانب األميركي أثناء‬ ‫تولي مرسي الحكم كانت مرصودة عن قرب‪ ،‬سواء فيما‬ ‫يتعلق بزيارات الحداد‪ ،‬أو بعض من قادة اإلخوان اآلخرين»‪.‬‬ ‫وم��ن ج��ان�ب��ه‪ ،‬ي�ق��ول م�س��ؤول أم�ن��ي م�ص��ري إن��ه بعد وقت‬ ‫قصير من عودة الحداد من الواليات املتحدة‪ ،‬تالحظ أنه بدأ‬ ‫اإلعداد لطرح مسألة العالقة «املدنية ‪ -‬العسكرية» بمصر‬ ‫على املنتديات الدولية‪ ،‬حيث كان ً‬ ‫مقررا أن يعقد أول منتدى‬ ‫من هذا النوع في جنيف‪ ،‬وهو أمر كان يمكن أن يسهم في‬ ‫خلق الفوضى في البالد أثناء حكم اإلخوان‪ ،‬إال أن السلطات‬ ‫تدخلت في الوقت املناسب‪.‬‬ ‫ويضيف مصدر أمني آخر أن تفاصيل زيارة الحداد في‬ ‫ديسمبر (كانون األول) عام ‪ 2012‬للواليات املتحدة ولقاءه‬ ‫الخاص مع أوباما‪« ،‬كانت معلومة لدينا»‪ ،‬لكن هذا املصدر‬ ‫ً‬ ‫لم يقدم ما يثبت أو ينفي ما ذكره فهمي نقال عن الحداد‪،‬‬ ‫بما في ذلك اللقاء املزعوم ملساعد مرسي مع العصار‪ ،‬إال‬ ‫أنه أكد أن عدة جهات مصرية (أحزاب ونقابات كان يهيمن‬ ‫عليها جناح الشاطر في جماعة اإلخوان)‪ ،‬تلقت‪ ،‬بعد عودة‬ ‫الحداد من واشنطن‪ ،‬دعوات للمشاركة بأبحاث ومقترحات‪،‬‬ ‫في منتدى دولي كان سيعقد تحت اسم «العالقات املدنية‬ ‫– العسكرية بمصر»‪ ،‬وأن السلطات املختصة في البالد‬ ‫وقفت ضد مشاركة الجهات املصرية في هذا املنتدى عقب‬ ‫اإلطاحة بحكم مرسي‪.‬‬ ‫أما فيما يتعلق ببنود ورقة املصالحة التي كانت محل خالف‬ ‫بني الشاطر والحداد فقد بدأت ً‬ ‫أساسا بعدة شروط منها‬ ‫إعادة كتابة الدستور مرة أخرى‪ ،‬وإجراء انتخابات رئاسية‬ ‫جديدة ال يشارك فيها مرسي وال السيسي‪ ،‬والقصاص‬ ‫للشهداء وتعويض ذوي�ه��م‪ ،‬إال أن امل�ص��ادر تقول إن هذه‬ ‫الشروط تقلصت وتراجعت إلى حد كبير بسبب املوقف‬ ‫الضعيف ال��ذي أص�ب��ح عليه اإلخ ��وان س��واء بتراجع عدد‬ ‫أنصارهم في الشارع‪ ،‬أو بنسيان املجتمع الدولي لقضية‬ ‫الجماعة مقارنة بما كان عليه الحال في عام ‪.2013‬‬ ‫وبينما تطول مدة االحتجاز والسجن‪ ،‬تتزايد الخالفات بني‬ ‫اإلخوان ومجموعات املتشددين العائدين من الخارج‪ ،‬الذين‬ ‫يطلق عليهم في السجن ت�ج� ً‬ ‫�اوزا «العائدون من سوريا»‬ ‫بسبب ك�ث��رة ع��دد م��ن ك��ان��وا ي�ح��ارب��ون م��ع تنظيم داع��ش‬ ‫ف��ي س��وري��ا وال �ع��راق‪ .‬وي�ق��ول أح��د املساجني السابقني إن‬ ‫املتطرفني العائدين من الخارج كانوا حني يلتقون باإلخوان‬ ‫يقولون لهم صراحة «كان ينبغي عليكم أن تقطعوا الرؤوس‬ ‫بمجرد الوصول للحكم‪ .‬نحن حذرناكم‪ ،‬لكنكم لم تسمعوا‬ ‫لنا‪ ،‬فذوقوا ما صنعت أيديكم‪ ،‬مع أننا ندفع الثمن معكم‬ ‫ً‬ ‫مشيرا إل��ى أن اإلخ ��وان ك��ان��وا يغضبون م��ن «ه��ذه‬ ‫اآلن»‪،‬‬ ‫اللهجة املتشفية» <‬ ‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪33‬‬


‫هذه الورقة الذي سبق تداولها ً‬ ‫مرارا وتعديل بنودها أكثر‬ ‫ً‬ ‫من مرة‪ ،‬جاءت أوال من قيادات إخوانية‪ ،‬من حزب الوسط‬ ‫ومن حزب الحرية والعدالة‪ ،‬من املسجونني في سجن ملحق‬ ‫املزرعة»‪.‬‬ ‫ويضيف أن «الحداد حني علم باملوضوع‪ ،‬منذ البداية‪ ،‬سأل‬ ‫عما إذا كان مرسي ً‬ ‫مطلعا على األمر‪ .‬فكانت اإلجابة بالنفي‬ ‫من جانب مجموعة الشاطر»‪ .‬ويوجد مرسي قيد الحبس‬ ‫ً‬ ‫كيلومترا‬ ‫في سجن برج العرب الذي يقع على بعد نحو ‪230‬‬ ‫شمال غربي القاهرة‪.‬‬ ‫وهنا بدأ الحداد يرد بالرفض على بنود الورقة رغم عمليات‬ ‫«القص واللصق» التي ج��رت عليها‪ ،‬وذل��ك بسبب خلوها‬ ‫من تمسك الجماعة بمرسي كرئيس للدولة‪ .‬وحني أصر‬ ‫على موقفه‪ ،‬بحسب املصادر‪ ،‬رد الشاطر باتهام مساعد‬ ‫ال��رئ�ي��س األس�ب��ق ب��أن��ه ه��و السبب ف��ي تسريب معلومات‬ ‫تخص الرئيس مرسي للجيش‪ ،‬عن الزيارة الخاصة التي‬ ‫أوفده فيها إلى الواليات املتحدة األميركية‪.‬‬

‫من الحداد بأنه فوجئ ِبعلم الجيش املصري بما دار في‬ ‫لقائه الخاص مع الرئيس األميركي باراك أوباما عن تطبيق‬ ‫الديمقراطية على القوات املسلحة املصرية‪.‬‬ ‫ويقول أحمد إن انتقاد الشاطر للحداد على هذه الواقعة‪،‬‬ ‫وتلميحه إلى تحميل مساعد مرسي مسؤولية خروج هذا‬ ‫التسريب إلى قيادات وزارة الدفاع املصرية‪ ،‬لم يبدأ بالفعل‬ ‫إال بعد اعتراض الحداد على تجاهل وضع مرسي في بنود‬ ‫املصالحة املزعومة التي لم تر النور حتى اآلن‪ .‬حدث هذا‬

‫تصريحات فهمي‬

‫املواجهة بني الشاطر والحداد‬ ‫ويتذكر القيادي الحزبي بداية ظهور نذر املشكلة واملواجهة‬ ‫ً‬ ‫بني الشاطر والحداد‪ ،‬داخل «العقرب» قائال إنها حدثت بعد‬ ‫نشر حوار أجرته صحيفة «املصري اليوم» الخاصة‪ ،‬في‬ ‫مايو (أي��ار) املاضي‪ ،‬مع مذيع الجزيرة فهمي‪ ،‬حني خرج‬ ‫من السجن بكفالة في ذلك الوقت‪ .‬وتطرق فهمي في حواره‬ ‫مع «املصري اليوم» بشكل عابر‪ ،‬حينها‪ ،‬ملا قال إنه اعتراف‬ ‫‪32‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪,,‬‬

‫عصام الحداد‬

‫سجني وقيادي مقرب من‬ ‫الجماعة‪ :‬الكثرة في سجن‬ ‫العقرب كانت لعناصر تنظيم‬ ‫القاعدة ثم لحق بهم آخرون‬ ‫ممن ألقي القبض عليهم في‬ ‫سيناء بعد أن لجأوا إليها‬ ‫قادمني من سوريا وليبيا‬ ‫والسودان‬

‫‪,,‬‬

‫لكن في مقابلة أجرتها «املجلة» مع فهمي عقب خروجه‬ ‫م��ن محبسه‪ ،‬ع��اد وأك��د بمزيد م��ن التفاصيل م��ا ق��ال إنه‬ ‫رواية الحداد لفحوى لقائه مع أوباما في البيت األبيض أثناء‬ ‫تولي جماعة اإلخ��وان الحكم من منتصف عام ‪ 2012‬إلى‬ ‫منتصف ع��ام ‪ ،2013‬وأض��اف أن الحداد ذك��ر له أن��ه طلب‬ ‫من أوباما «وصفة أميركية» لكي تتمكن ُ«سلطة اإلخوان»‬ ‫من السيطرة على الجيش وتعيني وزير دفاع من املدنيني‪.‬‬ ‫أم �ض��ى ف�ه�م��ي ف��ي س�ج��ن ال�ع�ق��رب ال ��ذي ي�ح�ي��ط ب��ه س��ور‬ ‫يبلغ ارتفاعه نحو سبعة أم�ت��ار‪ ،‬ش�ه� ً�را أث�ن��اء قضاء مدة‬ ‫محكوميته األولى بالسجن سبع سنوات‪ ،‬إلدانته مع آخرين‬ ‫في قضية االنضمام لجماعة اإلخ��وان املصنفة في البالد‬ ‫كـ«منظمة إرهابية»‪ ،‬منذ عزل مرسي‪ .‬وجرى نقض حكم‬ ‫فهمي وتخفيضه إلى ثالث سنوات‪ ،‬إلدانته مع زمالئه في‬ ‫قناة الجزيرة ببث أخبار كاذبة واستخدام أجهزة بث دون‬ ‫ترخيص‪ .‬وم��ن بني زمالئه الصحافيان‪ ،‬األسترالي بيتر‬ ‫غريست (رحلته السلطات لبالده)‪ ،‬واملصري باهر محمد‪.‬‬ ‫وأطلق سراح فهمي ومحمد عقب العفو الرئاسي الذي صدر‬ ‫في عيد األضحى‪.‬‬ ‫وي �ق��ول فهمي أث �ن��اء امل ��دة ال�ق�ص�ي��رة ال�ت��ي خ��رج فيها من‬ ‫السجن‪ ،‬عقب حكم اإلدان��ة األول‪ ،‬بكفالة قدرها نحو ‪30‬‬ ‫ألف دوالر‪ ،‬مع باهر‪ ،‬إنه أبلغ قادة اإلخوان وقادة الجماعات‬ ‫املتطرفة األخ��رى خالل وج��وده معهم في «العقرب»‪ ،‬بأنه‬ ‫س��وف ي�ض��ع م��ا ذك ��روه م��ن خ�ب��اي��ا وت�ف��اص�ي��ل ف��ي كتاب‬ ‫يصدره بعد خروجه من السجن‪ ،‬وأض��اف وه��و يتحدث‬ ‫ل�ـ«امل�ج�ل��ة» ويتطلع لصفحة النيل م��ن ك��ورن�ي��ش ضاحية‬ ‫ً‬ ‫ترحيبا بهذا األمر من الحداد نفسه‪.‬‬ ‫الزمالك‪ ،‬أنه وجد‬

‫ألول مرة في عدد من املنتديات والتجمعات املحسوبة على‬ ‫الشاطر خارج السجن‪ ،‬التي أخذت تتحدث عن أن الحداد‬ ‫لم يكن على قدر املسؤولية‪ ،‬ألنه سمح بخروج املعلومات‬ ‫من مكتب مرسي‪.‬‬ ‫لكن املجموعة املوالية ملرسي وملساعده الحداد‪ ،‬ردت بعنف‬ ‫على تلميحات أتباع الشاطر‪ ،‬كما هاجمت محمد فهمي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تعقيدا‪،‬‬ ‫أيضا‪ .‬لكن التفاصيل كان من شأنها أن تزيد األمور‬ ‫ألن قيادات إخوانية في السجن أصبحت تتشكك في وجود‬ ‫اختراق داخل املستويات العليا من الشخصيات اإلخوانية‬ ‫التي كانت حول مرسي‪.‬‬ ‫ومن بني من دافعوا عن الحداد موقع «نافذة مصر» على‬ ‫ً‬ ‫اإلنترنت‪ ،‬الذي قال وقتها إنه مرر سؤاال للحداد حول صحة‬

‫تطرقه للجيش في لقائه مع أوباما‪ ،‬وذل��ك عن طريق أحد‬ ‫أق��ارب��ه أث�ن��اء زي��ارت��ه ل��ه ف��ي سجن العقرب‪ ،‬وأن��ه تلقى ًردا‬ ‫من الحداد ينفي فيه «الحديث عن الجيش املصري أو طلب‬ ‫نصيحة الواليات املتحدة‪ ،‬بشأن كيفية التحكم في القوات‬ ‫ً‬ ‫يلتق فهمي‬ ‫املسلحة»‪ ،‬وأن��ه؛ أي الحداد‪ ،‬قال أيضا إنه «لم ِ‬ ‫خالل فترة وجود األخير بسجن العقرب كما زعم»‪.‬‬

‫من وحي السجون األميركية‬ ‫الحياة في سجن «العقرب» ال��ذي ُبني من وحي السجون‬ ‫األميركية امل�ش��ددة وج��رى افتتاحه ألول م��رة ع��ام ‪1993‬‬ ‫الستقبال الجماعات املسلحة حينذاك‪ ،‬تعد حياة قاسية‬ ‫و«بمثابة جحيم»‪ ،‬وهي تؤثر على أقوى الرجال‪ ،‬حتى لو‬ ‫كانوا من ق�ي��ادات جماعة اإلخ��وان الذين خاضوا تجارب‬ ‫السجن على فترات متقطعة منذ خمسينات القرن املاضي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مشيرا إلى أنه‪« ..‬داخل‬ ‫كما يقول القيادي الحزبي أحمد‪،‬‬ ‫العقرب يلفك شعور باالختناق‪ ..‬ليس لديك ما تفعله‪ ،‬ال في‬ ‫النور وال في الظالم»‪.‬‬ ‫ويضيف أن��ه ك��ان م��ن الصعب أن تعرف ال�ف��رق ب�ين الليل‬ ‫والنهار‪ .‬ال ساعة‪ ،‬وال ش��يء ت�ق��رأه‪ ..‬ال كتب وال صحف‪.‬‬ ‫وكانت األخبار تصلنا بعد حدوثها في الخارج بعدة أيام‪،‬‬ ‫أو في كل زيارة يقوم بها أحد األقارب‪ .‬وحني بدأت الصحف‬ ‫املصرية تنشر تسريبات العتراف اإلخوان بثورة ‪ 30‬يونيو‬ ‫(حزيران) التي أسقطت مرسي‪ ،‬أخذت الخالفات تشتعل‬ ‫بني الجميع‪.‬‬ ‫ومن جانبه‪ ،‬يتذكر فهمي والقيادي أحمد الطريقة التي جرى‬ ‫بها الحصول على أحاديث من قادة اإلخوان‪ ،‬بما فيها قصة‬ ‫لقاء الحداد مع أوباما التي تسببت‪ ،‬على ما يبدو‪ ،‬في حدوث‬ ‫شرخ بني اثنني من أكبر قادة الجماعة‪.‬‬

‫حوارات في الزنزانة‬ ‫ي�ق��ول فهمي‪« :‬ل�ك��ي ن�ه��رب م��ن ال�ف��راغ الطويل ب�ين ج��دران‬ ‫ال �س �ج��ن‪ ،‬ق �م��ت أن ��ا وزم �ي �ل��ي ب��اه��ر ب��اس �ت �غ�لال ال�ف�ت�ح��ات‬ ‫الصغيرة املوجودة على باب كل زنزانة انفرادية‪ ،‬في عمل‬ ‫حوارات منظمة مع بقية املساجني‪ .‬كانت الزنزانة املجاورة‬ ‫لي فيها بديع‪ ،‬وكانت زنزانة أخرى فيها قادة من اإلخوان‬ ‫ً‬ ‫ومن تنظيم القاعدة‪ .‬كان هناك الحداد أيضا‪ ..‬في السجن‬ ‫تحتاج للحديث مع أي كائن وب��أي طريقة حتى تفلت من‬ ‫الجنون»‪.‬‬

‫تصميم بناء سجن «العقرب»‬ ‫تم تصميم بناء سجن «العقرب» على شكل ح��رف (‪)H‬‬ ‫ويتكون من أربعة عنابر كل عنبر يضم ‪ 80‬زن��زان��ة‪ ،‬من‬ ‫بينها ‪ 20‬للتأديب‪ .‬ويضيف فهمي أن��ه ق��ام‪ ،‬ه��و وزميله‬ ‫باهر‪ ،‬وبحكم خبرتيهما في العمل اإلعالمي‪ ،‬بتنفيذ فكرة‬ ‫يمكن تسميتها بـ«راديو توك شو» عن طريق طرح األسئلة‬ ‫وتلقي اإلجابات بأصوات مرتفعة‪ ،‬عبر زنازين السجن‪ ..‬أي‬ ‫إذاعة للدردشة بني املحبوسني من خالل الفتحات الصغيرة‬ ‫املوجودة في كل باب‪.‬‬ ‫ويقول أحمد الذي كان من بني املشاركني في هذه الدردشة‪،‬‬ ‫إن كل سجني في زنزانته كان يقترب من الفتحة املوجودة‬ ‫ً‬ ‫تقريبا‪ .‬كل‬ ‫في بابه التي يشبه حجمها حجم علبة السجائر‬


‫ويعكف الشاطر على تدوير بنود هذه الورقة بني قادة آخرين‬ ‫في سجن العقرب وفي سجن ملحق مزرعة طرة املجاور‪.‬‬ ‫وأصبحت البنود ال تتضمن التمسك بمرسي كرئيس‪.‬‬ ‫وهذا ما يعارضه الحداد الذي عمل بالقرب من مرسي في‬ ‫أحلك الظروف‪.‬‬ ‫كان السجني السابق أحمد‪ ،‬بحكم قربه من اإلخوان‪ً ،‬‬ ‫مطلعا‬ ‫على جانب من عمليات تمرير بنود الورقة بني دهاليز سجن‬ ‫ملحق مزرعة طرة الذي يوجد فيه رئيس البرملان السابق‬ ‫الدكتور محمد سعد الكتاتني‪ ،‬حيث استمر التعديل في‬ ‫الورقة ً‬ ‫كثيرا من املرات‪ ،‬في محاولة لحل أزمة الجماعة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأحمد الذي طلب عدم ذكر اسمه كامال وهو يدلي بشهادته‪،‬‬ ‫محيط ومبنى سجن العقرب‬ ‫كان من بني الخطباء الذين ظهروا على منصة االعتصام‬ ‫الجدد الذين عاصروا اإلنترنت ومواقع التواصل االجتماعي املصفحة‪ ،‬الشاطر نفسه الذي يعد أهم الشخصيات املؤثرة الشهير ألنصار اإلخوان في ميدان رابعة العدوية عقب عزل‬ ‫عاما األخيرة‪ ،‬مرسي في بداية يوليو (تموز) ‪.2013‬‬ ‫وح ��ارب ��وا م��ع «داع � ��ش» ف��ي ب �ل��دان امل�ن�ط�ق��ة‪ .‬وال �ي��وم ت�ق��ول في مسيرة جماعة اإلخوان خالل العشرين ً‬ ‫التسريبات ال�ت��ي ج��اءت م��ن داخ��ل ال�ع�ق��رب إن�ه��م‪ ،‬بعد أن لكن الشاطر‪ ،‬كما يقول فهمي وشهود آخرون‪ ،‬موجود في‬ ‫كانوا قبل عام يدافعون عن مرسي‪« ،‬انقلبوا على اإلخوان‪ ،‬جناح آخر بعيد‪ ،‬ويضيف أنه «من أكثر الشخصيات ذات سجناء من الفريق الرئاسي ملرسي‬ ‫وأص�ب�ح��وا يحملونهم مسؤولية االنتكاسة التي أصابت الوضع الخاص داخل السجن»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وفقا م��ن ب�ين ق��ادة اإلخ ��وان ف��ي «ال�ع�ق��رب» ه�ن��اك أي��ض��ا أعضاء‬ ‫فيما يتعلق باملشكلة األولى بني الشاطر والحداد‪ ،‬فإنها‪،‬‬ ‫تجربة حكم التيار الديني القصيرة في مصر»‪.‬‬ ‫للروايات التي حصلت عليها «املجلة»‪ ،‬تخص بنود أوراق من الفريق الرئاسي ملرسي‪ .‬ويذكر هذا القيادي الحزبي‬ ‫للمصالحة تسعى إليها الجماعة‪ ،‬منذ شهور‪ ،‬لتقديمها أن الشاطر لم يكن يختلط باآلخرين ً‬ ‫كثيرا داخل محبسه‪،‬‬ ‫البوابات املصفحة لسجن العقرب‬ ‫للسلطات املصرية من أجل تسوية أوضاع الجماعة‪ ،‬سواء ويقول إنه «كان خالل شهر يوليو املاضي‪ ،‬كما علمنا من‬ ‫ووف� ً�ق��ا ملعلومات من سجناء سابقني‪ ،‬فإنه يوجد ضمن بالنسبة للقيادات العليا أو القيادات الوسطى ممن يحاكمون املرشد نفسه‪ ،‬يعكف على مراجعة أورق تتضمن مقترحات‬ ‫للخروج من املشكلة غير املسبوقة التي تمر بها الجماعة‪..‬‬ ‫م�ج�م��وع��ة ال �ن��وع األول ف��ي س�ج��ن ال �ع �ق��رب‪ ،‬ذي ال �ب��واب��ات في تهم مختلفة داخل السجون‪.‬‬ ‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪31‬‬


‫املمر الضيق الطويل املعتم‪ .‬تمشي من هنا كل دورة زمنية‪ .‬ال تعرف إن‬ ‫ً‬ ‫كان الوقت ً‬ ‫نهارا أم ليال‪ .‬إنه سجن العقرب املصري سيئ السمعة في‬ ‫أوساط الحقوقيني‪ .‬يقع ضمن مجموعة سجون طرة‪ ،‬جنوب القاهرة‪.‬‬ ‫يسكنه مسجونون مشهورون وآخرون لم يعد يسمع عنهم أحد‪ ،‬لكن‬ ‫ً‬ ‫ظهرت خالفات بني قياديني من اإلخوان وبعضهم بعضا‪ ،‬وبني اإلخوان‬ ‫واملتطرفني املصريني العائدين من الحرب في الخارج خاصة من‬ ‫سوريا‪ .‬وبعد طول صمت‪ ،‬أدى إفشاء األسرار بني هذه املجموعات إلى‬ ‫انتعاش الجدل بني زنازين السجن وخارج أسواره‪.‬‬

‫خالفات بني مجموعات الشاطر والحداد و«العائدين‬ ‫من سوريا» في أشد السجون حراسة في مصر‬

‫ترصد خفايا‬ ‫حصريا ‪..‬‬ ‫«سجن العقرب» وتنقل تسريبات‬ ‫خطيرة لقيادات اإلخوان‬

‫> الشاطر يعكف على تدوير ورقة بني قادة الجماعة‬ ‫في «العقرب» و«طرة» تدعو للمصالحة مع السلطات‬ ‫املصرية وال تتضمن بنودها التمسك بمرسي كرئيس‬ ‫> نكشف من داخل «العقرب» عن تفاصيل رواية‬ ‫مستشار مرسي لفحوى لقائه مع الرئيس األميركي‬ ‫نهاية ‪ 2012‬وطلبه من أوباما «وصفة أميركية» لكي‬ ‫تتمكن ُ‬ ‫«سلطة اإلخوان» من السيطرة على الجيش‬ ‫وتعيني وزير دفاع من املدنيني‬ ‫> مدير مكتب قناة الجزيرة اإلنجليزية السابق يروي‬ ‫تجربته داخل سجن العقرب «سيء السمعة»‬ ‫‪30‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫احدى جلسات محاكمة‬ ‫اإلخوان في أكاديمية الشرطة‬

‫القاهرة‪ :‬عبد الستار حتيتة‬ ‫ت��ن��ص ّ��ب ال��خ�لاف��ات داخ���ل اإلخ����وان ب�ين مجموعة‬ ‫خيرت ال��ش��اط��ر‪ ،‬نائب مرشد اإلخ����وان‪ ،‬وعصام‬ ‫ً‬ ‫مساعدا للرئيس األسبق محمد‬ ‫الحداد‪ ،‬الذي كان‬ ‫مرسي للشؤون الخارجية والتعاون الدولي‪ .‬ويقول قيادي‬ ‫من حزب مقرب من جماعة اإلخوان‪ ،‬ويدعى أحمد‪ ،‬وخرج‬ ‫م��ن السجن قبل أس��اب��ي��ع‪ ،‬إن «ال��ك��ث��رة ف��ي سجن العقرب‬ ‫كانت لعناصر تنظيم القاعدة ث��م لحق بهم آخ���رون ممن‬ ‫ألقي القبض عليهم في سيناء بعد أن لجأوا إليها قادمني‬ ‫من سوريا وليبيا والسودان»‪.‬‬ ‫ال���ي���وم أص��ب��ح��ت أغ��ل��ب��ي��ة رواد ال��س��ج��ن‪ ،‬ش��دي��د ال��ح��راس��ة‪،‬‬ ‫تتكون م��ن ن��وع�ين‪ ..‬ال��ن��وع األول ق��ي��ادات جماعة اإلخ���وان‪،‬‬ ‫وعلى رأسهم محمد بديع مرشد الجماعة‪ ،‬الذي يميل إلى‬ ‫الدردشة حني يقابل أحد املسجونني‪ ،‬كما يقول لـ«املجلة»‬ ‫محمد فهمي‪ ،‬مدير مكتب قناة الجزيرة اإلنجليزية السابق‬ ‫ف��ي ال��ق��اه��رة‪ ،‬ال��ذي حكم عليه بالسجن ف��ي قضية «خلية‬ ‫املاريوت» الشهيرة‪ ،‬وأمضى بعض الوقت في «العقرب» قبل‬ ‫أن يصدر عنه عفو من الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ‬ ‫أيام‪ ،‬ضمن قرار رئاسي بالعفو عن مائة من املساجني‪.‬‬ ‫أما النوع الثاني من املحبوسني في هذا السجن فهم بقايا‬ ‫زعامات قديمة ومن سار على دربهم من جيل املتطرفني‬


‫ملــــــــــيون مستخدم‬ ‫لتطبيقات‬

(for iPhone) ????? ?????? on the App...

https://itunes.apple.com/gb/app/for-iphone-alsh...

ASHARQ AL - AWSAT The Leading Arabic International Newspaper

http://kaywa.me/CfpT7

‫ﺟﺮﻳــﺪة اﻟﻌــﺮب اﻟﺪوﻟﻴــﺔ‬

editorial@asharqalawsat.com


‫ً‬ ‫معقال لحركة أمل‪ ،‬وهي الحزب الشيعي اآلخر الذي يتمتع‬ ‫بقاعدة شعبية كبيرة في أوساط الشيعة‪ ،‬ويرأسه رئيس‬ ‫البرملان نبيه بري‪.‬‬ ‫يقول محمد (‪ً 32‬‬ ‫عاما) وهو من رواد املقاهي في الطيونة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫إن سكان هذه املنطقة «غير منضبطني»‪ .‬يوضح أنه «خالفا‬ ‫ألنصار حزب الله الذين يلتزمون بأوامر القيادة‪ ،‬يمتاز‬ ‫ً‬ ‫شباب هذه املنطقة بأنهم عفويون‪ .‬يجتهدون موقفا من‬ ‫دون مراجعة القيادة‪ ،‬وال يمكن ضبطهم إال بعد اتصاالت‬ ‫من مسؤوليهم»‪ .‬ويشير إلى أن الشباب هنا «مستفزون»‪،‬‬ ‫ً‬ ‫شارحا أنهم «حني يريدون إطالق رصاص االبتهاج عند‬ ‫مناسبة سياسية معينة‪ ،‬كظهور الرئيس بري في خطاب‬ ‫متلفز‪ ،‬فإنهم ي��دي��رون ف��وه��ات بنادقهم باتجاه الطريق‬ ‫الجديدة»‪.‬‬ ‫وبات إطالق رصاص االبتهاج في املناسبات السياسية‪،‬‬ ‫ف�ل�ك�ل� ً‬ ‫�ورا بالنسبة لسكان ال�ط�ي��ون��ة‪ ،‬كما س�ك��ان الطريق‬ ‫الجديدة على حد سواء‪ .‬هو رصاص استفزازي‪ ،‬من كال‬ ‫الطرفني‪ .‬يطلق من الشرق باتجاه الغرب‪ ،‬حني يتحدث بري‬ ‫أو األمني العام لحزب الله حسن نصر الله عبر الشاشات‪..‬‬ ‫كما يطلق م��ن ال�غ��رب إل��ى ال�ش��رق ح�ين يطل رئيس تيار‬ ‫املستقبل ورئ�ي��س الحكومة األس�ب��ق سعد الحريري في‬ ‫خطاب أو إط�لال��ة تلفزيونية‪ّ .‬‬ ‫يتهيب ال�ط��رف��ان بعضهما‬ ‫البعض‪ ،‬ويتناوشان‪ ،‬بالرصاص‪ ،‬عند املنعطفات األمنية‪.‬‬ ‫وي�ق��ول شخص ف��ي مطلع العقد ال��راب��ع م��ن العمر رفض‬ ‫الكشف عن اسمه‪ ،‬إنه «ال وجود لكلمة خوف في حياتنا‪.‬‬ ‫لن نعتدي عليهم‪ ..‬وهم يدركون ً‬ ‫جيدا أنهم لو اعتدوا علينا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فإننا لن نسكت‪ ،‬ونتحضر أصال لذلك من دون خوف»‪.‬‬ ‫التطورات األمنية خالل السنوات الثالث املاضية‪ ،‬قوضت‬ ‫العالقات بني الطرفني‪ .‬لكن الجهات املحايدة وغير املحزبة‪،‬‬ ‫تعتبر نفسها خ��ارج ه��ذا التصنيف‪ .‬تنظر إل��ى الطرف‬ ‫ً‬ ‫اآلخر بوصفه «شريكا في الوطن»‪ ،‬وأنه «غير مسؤول عن‬ ‫سلوكيات املارقني الذين ال يحظون بإجماع سكان املنطقة»‪.‬‬ ‫واألكيد أن الشيعة لم يمتنعوا عن زيارة الطريق الجديدة‪.‬‬ ‫ك�ث�ي��رون ي��زورون�ه��ا ي��وم� ً�ي��ا ب�ه��دف استكمال أع�م��ال لهم‪.‬‬ ‫مندوبو بيع األدوية‪ ،‬ومندوبو الشركات‪ ،‬كذلك الصناعيون‪،‬‬ ‫يواظبون ً‬ ‫يوميا على التوجه إلى الطريق الجديدة‪« .‬ال أحد‬ ‫ي�ت�ع��اط��ى م�ع�ه��م‪ ،‬ألن �ه��م ل�ي�س��وا م�س�ت�ف��زي��ن»‪ ،‬ك�م��ا ي�ق��ول‬ ‫رواد املقاهي هنا في الطيونة‪ .‬وفي املقابل‪ ،‬يزور سكان‬ ‫طريق الجديدة ضاحية بيروت لألهداف نفسها‪ً ،‬‬ ‫علما أن‬ ‫املنطقتني متنوعتان بسكانهما‪ ،‬وه�ن��اك أق��ارب للشيعة‬ ‫يسكنون في الطريق الجديدة‪ ،‬والعكس صحيح‪ .‬وتنخفض‬ ‫ً‬ ‫«حرصا على انعدام األمان‬ ‫وتيرة التنقل في األحداث األمنية‬ ‫في لحظات الغضب»‪.‬‬

‫تدابير احترازية‬ ‫وتنسحب هذه التدابير االحترازية على سكان الضاحية أيضا‬ ‫ال��ذي��ن يعكفون ع��ن زي��ارة أق��ارب�ه��م ف��ي الطريق ال�ج��دي��دة في‬ ‫لحظات التوتر األم �ن��ي‪« ..‬ح�ت��ى أخ��وال��ي ق��د ال يتمكنون من‬ ‫حمايتي»‪ ،‬ي�ق��ول أح�م��د (‪ 19‬ع� ً�ام��ا)‪ ،‬لكنه ي�ش��دد على أن��ه ال‬ ‫ينظر إلى اآلخر بخوف أو كراهية‪« ..‬موجة أمنية وستنتهي‪..‬‬ ‫وسيعود كل شيء لطبيعته عندما تنتهي الحرب في سوريا»‪.‬‬ ‫أما في الجهة املقابلة‪ ،‬فتكاد تكون الصورة نفسها‪ ،‬إنما مع‬ ‫مشاعر معكوسة‪ .‬يمتنع السنة عن زي��ارة الضاحية ألنهم‬ ‫يشعرون أنهم «مشتبه فيهم»‪ ،‬كما يقول أحد سكان املنطقة‪.‬‬ ‫ويشير إبراهيم الجوهري (‪ 26‬سنة) وهو تاجر هواتف‪ ،‬أن‬ ‫‪28‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫عناصر من حركة أمل‬

‫«العالقات بيننا وبني املناطق املالصقة لطريق الجديدة متفاوتة‬ ‫بني الليل والنهار‪ ،‬فنهارا هي شبه طبيعية‪ ،‬خصوصا أن هناك‬ ‫مصالح تجارية تجمعنا‪ ،‬فندخل إلى الضاحية الجنوبية كل‬ ‫يوم وهم يأتون إلى مناطقنا أيضا‪ ،‬وال أحد أصال يعلم ما هي‬ ‫هوية أي فرد في ساعات النهار في كلتا املنطقتني‪ ،‬نظرا لكثافة‬ ‫السكان‪ ،‬لكن ساعات الليل تختلف‪ ،‬ونأخذ حذرنا أكثر‪ ،‬أوال‬ ‫ألن الشباب يتجمعون في املقاهي‪ ،‬وكل من يمر يلفت االنتباه‪،‬‬ ‫خاصة في األحياء املغلقة‪ ،‬لذلك نتجنب الوجود في الضاحية‬ ‫الجنوبية ليال‪ ،‬خاصة بسبب اإلجراءات التي يمارسها حزب‬ ‫الله فأصبح يشتبه بأي شخص يأتي من خارج منطقته»‪.‬‬ ‫ويقول‪« :‬مشكلتنا مع حزب الله مذهبية أكثر من أنها سياسة‪،‬‬ ‫ألن��ه ّ‬ ‫يحرض علينا كثيرا‪ ،‬ونحن في تيار املستقبل‪ ،‬يمكن‬ ‫ألي ف��رد م��ن أي مذهب أن ينضم إل��ى صفوفنا‪ ،‬لكن حزب‬ ‫الله متعصب ج��دا‪ ،‬فهو حزب شيعي بامتياز‪ .‬في مناطقنا‬ ‫الكثير من الشيعة‪ ،‬ال نتعرض لهم إال إذا علمنا أنهم ينتمون‬ ‫تنظيميا إلى حزب الله‪ ،‬فاملشكلة كبيرة‪ ،‬وأقل ما نقوم به هو‬ ‫طردهم من املنطقة»‪.‬‬ ‫أما محمد ياسني‪ ،‬طالب الهندسة البالغ من العمر ‪ 24‬سنة‪،‬‬ ‫فيشرح التجربة القاسية ال�ت��ي م��ر بها ف��ي ال�ش�ي��اح‪ .‬يقول‪:‬‬ ‫«ت�ع� ّ�رض��ت ل�ض��رب م�ب��رح ف��ي منطقة ال�ش�ي��اح‪ ،‬عندما رآن��ي‬ ‫صديق مفترض في املنطقة‪ ،‬وقال ألبناء منطقته إنني أقطن‬ ‫ف��ي ال�ط��ري��ق ال �ج��دي��دة‪ ،‬بينما ك�ن��ت ف��ي ط��ري�ق��ي ل��زي��ارة أح��د‬ ‫األق ��ارب‪ ،‬ف�لا يهمني ال�ي��وم م��ا إن حصل تفاهم أو انخفض‬ ‫التوتر بني املنطقتني‪ ،‬فأنا ال أذهب إلى الضاحية مهما كانت‬ ‫الدوافع‪ .‬لدي أصدقاء من الطائفة الشيعية‪ ،‬لكنني ألتقي بهم‬ ‫مقاه مختلفة بوسط بيروت‪ ،‬ولن أجازف مرة ثانية‪ ،‬أصبح‬ ‫في ٍ‬ ‫لدي نوع من الفوبيا»‪.‬‬ ‫يعترف ياسني ب��أن التوتر انخفض عما ك��ان ف��ي السنوات‬ ‫السابقة‪ ،‬لكن ال شك أن الكراهية مستمرة‪ ،‬خاصة بعد أحداث‬ ‫‪ 7‬أيار عندما شعرنا أننا غير قادرين على أن نقف في وجه‬ ‫أب�ن��اء الضاحية‪ .‬فعاليات املنطقة ت�ش��دد على أن�ن��ا ق��ادرون‬ ‫أن نحمي مناطقنا‪ ،‬لكنني أعتقد أن من ال��ذي يغزوا حمص‬ ‫ودمشق والقلمون السورية لن تصعب عليهم مناطقنا‪.‬‬ ‫بالل عيتاني وهو تاجر ألبسة يبلغ من العمر ‪ 45‬عاما‪ ،‬وهو‬ ‫واح��د من ال��ذي أبقوا على العالقة مع أبناء الطائفة األخ��رى‪،‬‬ ‫بحكم املصاهرة‪ .‬يقول عيتاني‪« :‬قلقنا ليس من ح��زب الله‬

‫نفسه‪ ،‬إنما من األفراد الذين غالبا هم ال ينتمون إلى الحزب‬ ‫تنظيميا»‪ .‬ويضيف‪« :‬أن��ا أت��ردد إل��ى الضاحية بحكم أنني‬ ‫م�ت��زوج ام��رأة شيعية‪ ،‬ال أشعر بالخوف أب��دا‪ ،‬لكنني أشعر‬ ‫بعدم االرتياح‪ ،‬فاليوم الوضع جيد جدا خاصة مع الحوارات‬ ‫ال�ح��اص�ل��ة ال�ت��ي تخفف ال�ت�ش�ن��ج‪ ،‬ل�ك��ن رص��اص��ة واح ��دة بني‬ ‫ّ‬ ‫املنطقتني كفيلة ألن تشعل الوضع من جديد‪ ،‬التفاهمات هشة‪،‬‬ ‫وليست مستديمة‪ّ .‬السياسيون ورجال الدين هم األساس في‬ ‫رسم نقاط تماس بني املناطق‪ ،‬يتاجرون بالوطن»‪.‬‬ ‫أعتقد أننا تجاوزنا مراحل صعبة ونحن اليوم أفضل مما‬ ‫كنا عليه قبل س�ن��وات‪ ،‬اقتنعنا أن��ه ال يمكننا أن نعيش من‬ ‫دون األط��راف واملكونات األخ��رى بهذا البلد‪ ،‬ألسباب كثيرة‪،‬‬ ‫واالختالف ميزة جميلة يمكن أن يكون اآلخر على حق في‬ ‫بعض األوقات‪ ،‬لكن لألسف الجيل الجديد ّ‬ ‫متحمس للمشكالت‬ ‫ألنه ال يعلم عواقبها‪ ،‬فالوالء للسياسة أصبح أكبر من الوالء‬ ‫للدين‪ .‬لكن مصطفى شبارو ‪( 23‬صيانة س�ي��ارات) ري أن‬ ‫الخطر من املناطق التابعة لحركة أم��ل في بيروت‪ ،‬أكثر من‬ ‫الضاحية الجنوبية‪ ،‬فمثال منطقة بربور وبعض أحياء الكوال‬ ‫وحي اللجا‪ ،‬ألن معظمهم مدعومون‪ ،‬فال يخافون الدولة أو‬ ‫ال�س�ج��ن‪ ،‬يمضون ‪ 24‬س��اع��ة كحد أق�ص��ى أن ت��م توقيفهم‪.‬‬ ‫وي �ض �ي��ف‪« :‬ال أس�ت�ط�ي��ع أن أزور األق � ��ارب ال��ذي��ن يسكنون‬ ‫بالضاحية ألن في أحداث ‪ 7‬أيار وضعت على حسابي على‬ ‫(فيسبوك) عبارات مسيئة لحزب الله‪ ،‬وغفلت أن لدي صديقا‬ ‫على الحساب يسكن في منطقة برج البراجنة التي يسكنها‬ ‫بعض األق ��ارب‪ ،‬وه��ددن��ي ب��أن ق��ررت امل�ج��يء إل��ى املنطقة‪ .‬ال‬ ‫أرغب بالحصول على أصدقاء من املناطق التابعة لنفوذ حزب‬ ‫الله‪ ،‬ألنهم لن يأتوا لزيارتي وأنا بالطبع ال أدخل مناطق نفوذ‬ ‫الشيعة‪ ،‬بالتالي لن تكون الصداقة ممتعة أب��دا‪ .‬وال أنفي أنه‬ ‫إذا عارضني صديق باألمور السياسية يمكن أن أقدم على‬ ‫أذيته في حال كان الجو متشنجا جدا‪ ،‬وحصل ذلك مرة‪ ،‬أندم‬ ‫بعدها لكن أكرر نفس الخطأ‪ .‬ال أخاف منهم‪ ،‬وفي أي لحظة أنا‬ ‫مستعد ألن أواجه‪ ،‬إذا ّ‬ ‫تعدى أحدهم على املنطقة»‪.‬‬ ‫ويتابع‪« :‬لم أشارك في أحداث ‪ 7‬أيار ألنني كنت صغيرا‪ ،‬لكنها‬ ‫لو حصلت مجددا بالطبع أدافع عن منطقتي واألهالي»‪ ،‬معتبرا‬ ‫أن الحوار بني «املستقبل» وحزب الله‪ ،‬شكلي وحوار سياسي‬ ‫ال ينطبق على سياستنا الخاصة التي نرسمها بيننا وبني‬ ‫األحياء املحيطة بالطريق الجديدة <‬


‫ع��ام ‪ 2009‬مع االت�ف��اق السعودي ‪ -‬ال�س��وري ال��ذي سمح طريق الجديدة والشياح‬

‫بوصول نجل الحريري‪ ،‬سعد‪ ،‬إلى رئاسة الحكومة‪ .‬غير‬ ‫أن ان�ق�لاب ال�ن�ظ��ام ال �س��وري واإلي��ران��ي على ه��ذا االت�ف��اق‬ ‫واإلط��اح��ة بالحريري االب��ن‪ ،‬ث��م انفجار ال�ح��رب السورية‬ ‫في التوقيت نفسه‪ ،‬وانتقال «حزب الله» إلى املشاركة بها‪،‬‬ ‫أعاد أجواء التوتر العنيف إلى البالد وهدد مجددا بحرب‬ ‫أهلية ‪ -‬طائفية‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن الحوار ال��ذي انطلق بني «ح��زب الله»‬ ‫وتيار «املستقبل» الذي يرأسه الحريري أعاد بعضا من‬ ‫الهدوء إل��ى الشارع اللبناني‪ ،‬ف��إن ه��ذا ال يعني أن النار‬ ‫ليست تحت الرماد‪ ،‬وأنها سكنت فقط‪ ،‬بانتظار لحظة‬ ‫اشتعال جديدة قد تكون كبيرة‪ ..‬وكبيرة جدا‪.‬‬ ‫وساهمت السنوات التي تلت اغتيال الحريري في إيجاد‬ ‫نوع من الشرخ الديموغرافي بني الطائفتني‪ ،‬حيث بدأت‬ ‫املناطق املشتركة تتناقص شيئا فشيئا‪ ،‬فخرج السنة‬ ‫ األقلية من ضاحية بيوت الجنوبية‪ ،‬وخرج الشيعة ‪-‬‬‫األقلية من منطقة الطريق الجديدة التي تعد أكثر املناطق‬ ‫البيروتية اكتظاظا بالسنة‪ ،‬فيما جارتها منطقة الشياح‬ ‫تكاد تكون شيعية خالصة‪.‬‬ ‫واتخذت املنطقتان عنوانا للصراع بني الطائفتني‪ ،‬حيث‬ ‫تحولت املسافة الفاصلة بينهما إلى ما يشبه خط تماس‪،‬‬ ‫يفصل بينهما وجود كثيف للجيش اللبناني‪.‬‬

‫‪ 300‬متر تفصل بني طريق الجديدة التي تسكنها أغلبية‬ ‫سنية‪ ،‬والشياح التي تسكنها أغلبية شيعية‪ .‬وتتصدر‬ ‫منطقة الطيونة واجهة خط التماس الجديد الذي تشكل‬ ‫بعد اغتيال رئ�ي��س الحكومة ال��راح��ل رف�ي��ق ال�ح��ري��ري‪..‬‬ ‫ينفي هؤالء املواطنون الشيعة أن يكونوا يشعرون بأي‬ ‫خ��وف م��ن اآلخ ��ر ع�ل��ى امل�ق�ل��ب ال�ث��ان��ي م��ن ال �خ��ط‪« .‬نحن‬ ‫أقوياء‪ ..‬وحاضرون ألي تطور‪ ..‬لن نسمح للتكفيريني‬ ‫الذين يقيمون بينهم في طريق الجديدة أن يقتربوا منا»‪،‬‬ ‫كما يقول حسن (‪ً 27‬‬ ‫عاما) الذي يواظب على احتساء‬ ‫قهوته وتدخني النرجيلة في مقهى على الرصيف املحاذي‬ ‫للطريق ال�ع��ام امل��ؤدي إل��ى الطريق ال�ج��دي��دة‪ .‬لكن ذل��ك ال‬ ‫يحول دون امتناعه من زيارة الطريق الجديدة‪« .‬ال أذهب‬ ‫ً‬ ‫تفاديا ألي مشكلة‪ .‬قد يفتعلون مشكلة معنا‬ ‫إلى هناك‬ ‫ّ‬ ‫في منطقتهم‪ ،‬مما يجعلنا عاجزين عن رد أي اعتداء‬ ‫علينا»‪.‬‬ ‫يضع حسن في رقبته سلسلة يتدلى منها سيف فضي‬ ‫بقياس صغير‪ ،‬يشير صراحة إلى شيعيتيه‪ .‬تلك الشارة‪،‬‬ ‫هي بمثابة إعالن صريح ومستفز لآلخر‪ .‬يقول‪« :‬لن أنزعها‬ ‫ألج��ل زي ��ارة ط��ري��ق ال�ج��دي��دة‪ .‬ال عمل ل��ي ه�ن��اك‪ ..‬ل��و كنت‬ ‫ً‬ ‫مضطرا إلزالتها قبل التوجه إل��ى ال�ش��ارع اآلخ��ر»‪ .‬ويرى‬

‫نفسه في عالم معزول عن العالم اآلخر‪ .‬يقول‪« :‬نتشابه في‬ ‫املشاعر تجاه بعضنا البعض‪ .‬بعد اغتيال الحريري‪ ،‬واثر‬ ‫االنقسام السياسي الكبير بني السنة والشيعة‪ ،‬ارتفعت‬ ‫ح��دة الكراهية بيننا‪ .‬كثيرون‪ ،‬ممن نعرفهم باالسم من‬ ‫سكان املنطقة املقابلة‪ ،‬ال يقتربون من هنا‪ ..‬كما أن كثيرين‬ ‫منا‪ ،‬يعزفون عن االنتقال إلى هناك‪ .‬يقتصر األم��ر على‬ ‫املحايدين من الطرفني‪ ،‬والتجار والصناعيني‪ ..‬وقد يلتقي‬ ‫اآلخرون في منعطفات أمنية ألن وظيفتهم األمن»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وتعد أحداث ‪ 7‬أيار‪ ،‬منعطفا في تاريخ العالقة بني السنة‬ ‫والشيعة في بيروت بشكل عام‪ ،‬وبني الطريق الجديدة من‬ ‫ج�ه��ة‪ ،‬والضاحية الجنوبية م��ن جهة أخ ��رى‪ .‬ت�ع��رف تلك‬ ‫األح ��داث بأنها دخ��ول «ح��زب ال�ل��ه» وحلفائه إل��ى بيروت‪،‬‬ ‫وفرض سيطرة عسكرية على املدينة‪ ،‬إثر أزمة سياسية‬ ‫ح��ادة ب�ين فريقي ‪ 8‬آذار و‪ 14‬آذار السياسيني‪ .‬وانتهت‬ ‫األحداث بالتوصل إلى اتفاق بني الطرفني السياسيني في‬ ‫ما عرف باتفاق الدوحة‪ ،‬انتخب على أثره الرئيس اللبناني‬ ‫السابق ميشال سليمان ً‬ ‫رئيسا للبالد‪ ،‬واتفق الطرفان على‬ ‫قانون االنتخابات النيابية التي أجريت في ربيع ‪،2009‬‬ ‫وأثمرت ً‬ ‫فوزا لقوى ‪ ،14‬وجاء بموجبها الرئيس الحريري‬ ‫ً‬ ‫رئيسا للحكومة اللبنانية‪.‬‬ ‫وبقيت آثار األزمة راسخة على طرفي املنطقتني‪ .‬ضاعفت‬ ‫الكراهية بني السنة والشيعة‪ ،‬لكنها لم تتطور إلى احتكاك‬ ‫أمني‪ ..‬وبقيت األم��ور على ه��ذا النحو حتى ان��دالع األزم��ة‬ ‫السورية‪ ،‬حيث تجددت الخالفات بني الطرفني‪ ،‬على ضوء‬ ‫االنقسام السياسي املؤيد للرئيس السوري بشار األسد‬ ‫واملعارض له‪ .‬وتفجرت الكراهية والخوف بشكل كبير‪ ،‬مع‬ ‫ب��دء التفجيرات االنتحارية التي ضربت ضاحية بيروت‬ ‫الجنوبية‪.‬‬ ‫ويقول علي (‪ً 24‬‬ ‫عاما)‪« :‬املوت كان ينتظرنا في كل لحظة‪،‬‬ ‫ول��م نسمع م��ن س�ك��ان جيراننا ف��ي ال�ط��ري��ق ال�ج��دي��دة إال‬ ‫ً‬ ‫سعيدا‬ ‫اإلدانات واالستنكار‪ .‬كنا نشعر بأن بعضهم كان‬ ‫بموتنا‪ ،‬ألنهم يعتبرون أن الشيعة مسؤولون عن ضرب‬ ‫املعارضة السورية في القصير والقلمون وحمص ودمشق‪،‬‬ ‫وساعدوا األس��د على البقاء ً‬ ‫رئيسا»‪ .‬ويضيف‪« :‬سمعنا‬ ‫ذلك وقرأناه في مواقع التواصل وعبر (واتساب)‪ ،‬إذ كانوا‬ ‫ً‬ ‫يقولون إن التفجيرات نتيجة تدخل حزب الله»‪ ،‬متسائال‪:‬‬ ‫«إذا كان الجيران يفكرون بجيرانهم على هذا النحو‪ ،‬هل‬ ‫سنثق بهم بأنهم سيحموننا‪ .‬أال يحق لنا أن نأخذ حذرنا‬ ‫منهم؟»‪.‬‬

‫التطورات األمنية خالل‬ ‫السنوات الثالث املاضية‬ ‫عند كل محطة أمنية في لبنان‪ ،‬يزداد التوتر بني املنطقتني‪.‬‬ ‫يتضاعف عدد رواد املقاهي املنتشرة عند نقطة الطيونة‬ ‫ مدخل أوتوستراد هادي نصر الله‪ .‬نجا رواد مقهى أبو‬‫عساف‪ ،‬في يونيو (حزيران) املاضي من تفجير انتحاري‬ ‫وقع على باب املقهى أثناء تجمهر العشرات لحضور مباراة‬ ‫كرة قدم‪ .‬كان تقدم إلى االنتحاري الشاب عبد الله حدرج‪،‬‬ ‫وهو عسكري في جهاز األم��ن العام اللبناني‪ ،‬ومنعه من‬ ‫التقدم‪ ،‬ففجر االنتحاري نفسه في هذه النقطة‪ ،‬فقتل حدرج‬ ‫كما قتل االنتحاري‪ .‬ومنذ ذلك الوقت‪ ،‬تضاعف الحذر‪ .‬فهذه‬ ‫ً‬ ‫املنطقة تعد مدخال للضاحية الجنوبية لبيروت‪ ،‬وهي معقل‬ ‫حزب الله اللبناني‪ ..‬لكنها تحاذي منطقة الشياح التي تعد‬ ‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪27‬‬


‫يحلو للسياسيني اللبنانيني‬ ‫التغني بـ«التنوع» الذي‬ ‫يعتبرونه إحدى السمات املميزة‪،‬‬ ‫وبـ«التعايش» الذي يرون فيه‬ ‫«سر بقاء لبنان وتمايزه»‪ ..‬وهذا‬ ‫«التنوع» هو كلمة ملطفة للتعدد‬ ‫الطائفي الكبير في لبنان‪ ،‬والذي‬ ‫يبلغ عدد طوائفه املعترف بها‬ ‫رسميا ‪ 18‬طائفة‪ ،‬أما التعايش‪ ،‬فهو‬ ‫تعبير عن قدرة هذه الطوائف على‬ ‫العيش في بلد واحد‪ ،‬واحتفاظ كل‬ ‫طائفة منها بعاملها الخاص‪ ،‬بحيث‬ ‫تكون حساباتها ألضيقة‪ ،‬أوسع من‬ ‫حساباتها الوطنية‪.‬‬ ‫لكن هذا «التنوع» هو بحد ذاته سر‬ ‫أزمات لبنان املستمرة منذ قرون‬ ‫سبقت نشأة هذا البلد الصغير على‬ ‫ضفاف املتوسط‪ ،‬حيث إن الوقائع‬ ‫التاريخية تكذب السياسيني لتقول‬ ‫إن كل الحروب واألزمات التي‬ ‫عاشها لبنان كانت ألسباب طائفية‬

‫التمازج السكاني واملصاهرات والتفاهمات الدولية ‪ -‬اإلقليمية سر بقاء لبنان وتمايزه‬

‫«طريق الجديدة» ـ الشياح خط تماس سني ـ شيعي‬

‫بيروت‪ :‬ثائر عباس‬ ‫في ال��واق��ع‪ ،‬تأسست دول��ة لبنان الحديث‪ ،‬على‬ ‫أن�ق��اض ل�ب�ن��ان ال�ق��دي��م ال��ذي دم��رت��ه ال�ص��راع��ات‬ ‫الطائفية بني الدروز واملوارنة‪ ،‬وعندما انضم إليه‬ ‫املسلمون في عام ‪ 1926‬لتأسيس دولة لبنان الكبير‪ ،‬أصبح‬ ‫الصراع مسيحيا ‪ -‬إسالميا‪ .‬وفيما يقول الدستور اللبناني‬ ‫ب�ـ«ت��وزي��ع املناصب األساسية بالتساوي ب�ين املسيحيني‬ ‫واملسلمني ونسبيا بني أبناء الديانة الواحدة» كان الصراع‬ ‫الدائم هو على كيفية تحصيل الطوائف الحصص األكبر‬ ‫في هذا النظام‪ .‬وتنقل الصراع الطائفي‪ ،‬بني الطوائف التي‬ ‫عادت بعضها بعضا في ظروف‪ ،‬وتحالفت مع بعضها في‬

‫‪26‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫أماكن وظروف أخرى‪ .‬فبعد أن كان الصراع الطائفي عند و‪ 29.5‬للشيعة نسبة إلجمالي عدد سكان لبنان‪.‬‬ ‫اندالع الحرب األهلية في عام ‪ 1975‬طائفيا (بالتساوي) بني‬ ‫املسلمني واملسيحيني‪ ،‬توزع الحقا (نسبيا) بني الطوائف‪ ،‬الدعم اإليراني الالمحدود‬ ‫ليتحول صراعا مذهبيا‪.‬‬ ‫النفوذ‬ ‫وتزايد‬ ‫املنطقة‪،‬‬ ‫في‬ ‫الصراع‬ ‫وساهمت ظ��روف‬ ‫وبعد تعايش طويل‪ ،‬وتقاسم ملناطق السكن في أماكن‬ ‫السني‬ ‫املذهبي‬ ‫الصراع‬ ‫نقل‬ ‫في‬ ‫املنطقة‬ ‫اإلي��ران��ي في‬ ‫كثيرة‪ ،‬بدأ الخالف بني السنة والشيعة يكبر شيئا فشيئا‬ ‫والتزاوج‬ ‫السكاني‪،‬‬ ‫التمازج‬ ‫لكن‬ ‫لبنان‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫ الشيعي‬‫م��ع ان�ت�ه��اء ال �ح��رب األه�ل�ي��ة‪ ،‬خ�ص��وص��ا م��ع ت�ع��اظ��م ال�ق��وة‬ ‫«االنفجار‬ ‫يؤجل‬ ‫�زال‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫الطائفتني‪،‬‬ ‫أبناء‬ ‫بني‬ ‫الكبير‬ ‫العسكرية لـ«حزب الله» ال��ذي استفاد من الدعم اإليراني‬ ‫لبنان‬ ‫تفجير‬ ‫بعدم‬ ‫الدولية‬ ‫الرغبات‬ ‫مع‬ ‫بالتوازي‬ ‫الكبير»‬ ‫ال�لام �ح��دود‪ ،‬وال��دع��م ال �س��وري الكبير ل��زع��ام��ات الطائفة‬ ‫أمنيا وسياسيا‪ ،‬خصوصا أن الطائفتني هما األكبر الشيعية التي دخلت في تحالف معلن مع النظام السوري‪،‬‬ ‫في لبنان‪ ،‬وفقا ألرقام لوائح الشطب التي تظهر توازنا أت��ى اغ�ت�ي��ال ال��رئ�ي��س األس�ب��ق للحكومة رف�ي��ق ال�ح��ري��ري‪،‬‬ ‫كبيرا في أع��داد الطائفتني‪ ،‬بحيث يبلغ ع��دد السكان وما تاله من أزمات واغتياالت عصفت بالبالد ليرفع من‬ ‫السنة وفقا لدراسة أعدت في عام ‪ 29.6 ،2006‬للسنة ح��دة التوتر املذهبي ال��ذي تلقى جرعة ضبط كبيرة في‬


‫ليبية تجلس مع ابنتها‬ ‫في الحرم الجامعي في‬ ‫طرابلس مرتدية العلم‬ ‫الليبي(غيتي)‬

‫يخوضون حربا شرسة ضد املتطرفني ومن بينهم اإلخوان‬ ‫واملقاتلة وفجر ليبيا إض��اف��ة ل�ل��دواع��ش‪ .‬ه��ذا س��ؤال مطروح‬ ‫ومعلق دون إجابة في الكثير من املنتديات الليبية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وهناك أيضا إشكالية «تيار اإلسالم السياسي»‪ .‬فرغم املدد‬ ‫اإلقليمي والدولي الذي حصل عليه هذا التيار‪ ،‬طوال السنوات‬ ‫األرب��ع املاضية‪ ،‬فإنه تعرض للتفكك وال�خ�لاف��ات وظهر هذا‬ ‫واضحا من موقفه املتردد تجاه مفاوضات ليون‪ .‬لقد انضمت‬ ‫بعض عناصر ميليشياته إلى داعش كما ظهر ذلك في درنة‬ ‫وسرت وبنغازي‪ .‬ولم يوقع ممثلو هذا التيار على وثيقة االتفاق‬ ‫السياسي في الصخيرات‪.‬‬ ‫مع ذلك ما زال قادة من جماعة اإلخوان ومن الجماعة املقاتلة‪،‬‬ ‫يشاركون تنظيم داعش في محاربة السلطة الشرعية (البرملان‬ ‫وال�ج�ي��ش)‪ ،‬ويتغاضون ع��ن امل�س��ال��ك وال ��دروب ال�ت��ي يتحرك‬ ‫فيها التنظيم املتطرف‪ .‬ويرى كثير من املراقبني أن قيادات في‬ ‫جماعة اإلخ��وان واملقاتلة يستخدمون ما يقوم به داعش من‬ ‫فظائع مثل الذبح والصلب والحرق للترويج ألنفسهم بأنهم‬ ‫ضد اإلرهاب‪ ،‬وأنهم مستعدون لالنخراط في أي تعاون دولي‬

‫ملكافحة هذا التنظيم في ليبيا‪.‬‬ ‫وع�ل��ى ه��ام��ش وس��اط��ة ي�ق��وم ب�ه��ا ب�ع��ض املستقلني الليبيني‬ ‫م��ع أط��راف ليبية تتخذ م��ن القاهرة مقرا لها ك��ان هناك من‬ ‫ي�ت�س��اءل ع��ن السبب ال��ذي يجعل «ق ��ادة م��ن اإلخ ��وان وق��ادة‬ ‫من الجماعة املقاتلة ممن يسكنون قصور القذافي الفخمة‬ ‫في طرابلس‪ ،‬يقومون بهذه التصرفات الغريبة واملتناقضة‪.‬‬ ‫مل��اذا ك��ل ه��ذا التشدد ف��ي امل��واق��ف»؟ وأح�ي��ان��ا يمكن أن تجد‬ ‫إجابة من بعض الشخصيات التي كانت شريكة لإلخوان في‬ ‫سنوات حكمهم لليبيا عقب مقتل القذافي‪ ،‬وهو أن الضربة‬ ‫التي وجهها الناخبون الليبيون ملرشحي اإلخوان واملقاتلة في‬ ‫انتخابات العام املاضي كانت ضربة موجعة‪ ،‬حيث أسقطوهم‬ ‫في انتخابات ‪ ،2014‬في انتفاضة تشبه ثورة املصريني ضد‬ ‫حكم اإلخوان في ‪ 30‬يونيو (حزيران) ‪.2013‬‬ ‫ويقول أحد قيادات قبيلة القذاذفة من املحسوبني على النظام‬ ‫ال�س��اب��ق إن «ت�ي��ار اإلس�ل�ام السياسي» ل��م يستوعب ال��درس‬ ‫على ما يبدو‪ .‬وبدال من الرضوخ لإلرادة الشعبية واالعتراف‬ ‫ب��ال�ب��رمل��ان‪ ،‬وج��ه ه��ذا ال�ت�ي��ار ف��وه��ات ال�ب�ن��ادق ل�ك��ل م��ن جاهر‬

‫برفضه‪« ..‬عملوا على جلب املقاتلني األجانب وحصلوا على‬ ‫أسلحة وعتاد من دول لها مصالح مختلفة في ليبيا»‪.‬‬ ‫يعتقد البعض أن من يوصفون بـ«اإلسالميني» وج��دوا في‬ ‫مفاوضات ليون‪ ،‬أخيرا‪ ،‬مخرجا للعودة إلى السلطة من جديد‬ ‫من خالل حكومة وفاق وطني‪ ،‬لكن بشروطهم املتشددة‪ .‬ومن‬ ‫بني هذه الشروط التي يرفضها قطاع من الليبيني‪ ،‬إبعاد حفتر‬ ‫عن املشهد‪ ،‬وإبعاد ممثلي القبائل الكبيرة عن أي دور بحجة‬ ‫أنها كانت محسوبة على القذافي‪ ،‬وكذلك منح نواب البرملان‬ ‫السابق (املعروف باسم املؤتمر الوطني العام) صالحيات في‬ ‫التشريع والرقابة‪ ،‬من خالل استحداث مجلس اسمه «مجلس‬ ‫الدولة»‪.‬‬ ‫ويبدو من تحركات القوى املنضوية تحت الكتلة الثانية املتهمة‬ ‫ب �م��واالة ال�ن�ظ��ام ال�س��اب��ق‪ ،‬أن�ه��ا تعمل ف��ي ص�م��ت‪ ،‬ألن�ه��ا‪ ،‬كما‬ ‫يقول أحد قادتها‪ ،‬في موقف صعب‪ .‬فحني انطلقت «الثورة»‬ ‫ن��أت الكثير من القبائل بنفسها عن الفوضى‪ .‬وح�ين جرت‬ ‫االستعانة بحلف شمال األطلسي أعلنت ه��ذه القوى رفض‬ ‫التدخل األجنبي‪ ،‬رغم أن بعض القبائل التابعة لها كانت قد‬ ‫تعرضت للتهميش واإلق �ص��اء ف��ي عهد ال�ق��ذاف��ي مثل قبيلة‬ ‫ً‬ ‫ورفلة‪ .‬ومن عناصر كتلة أنصار القذافي أيضا ضباط كبار‬ ‫لديهم جنود وينتمون للقبائل املشار إليها‪ ،‬وهؤالء إما تركوا‬ ‫الخدمة وعادوا للحياة املدنية تحت حماية قبائلهم‪ ،‬أو تركوا‬ ‫البالد بعد مقتل القذافي‪ ،‬إذ عاش بعضهم في تونس وآخرون‬ ‫في الجزائر ومصر‪ .‬ويقدر عددهم باآلالف‪.‬‬ ‫وه��ذه الكتلة‪ ،‬رغ��م احتجاجات م��ن قبائل وض�ب��اط داخلها‪،‬‬ ‫فإنها حاولت في مطلع ه��ذا العام االنضمام ألح��د الفريقني‬ ‫امل�ت�ن��ازع�ين‪ ،‬ف��ري��ق «ال�ب��رمل��ان وال�ج�ي��ش» أو ف��ري��ق «الجماعات‬ ‫اإلرهابية واملتطرفة»‪ .‬واختارت االنحياز للفريق األول‪ ،‬لحسم‬ ‫األمر وإنقاذ البالد من الفشل‪ ،‬لكن وفق معايير محددة من‬ ‫بينها أن يصدر البرملان ً‬ ‫عفوا ً‬ ‫عاما عن املساجني السياسيني‪،‬‬ ‫وأن يلغي قانون العزل السياسي الذي سبق وأصدره البرملان‬ ‫السابق‪ ،‬وأن يتم التشاور حول تغيير علم الدولة الذي يرمز‬ ‫للثورة ضد القذافي‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫وب �ق��در االس�ت�ج��اب��ة ج ��اءت امل�ش��ارك��ة ف��ي تعضيد السلطات‬ ‫ال�ش��رع�ي��ة‪ .‬وه��ي م�ش��ارك��ة ت�ب��دو ضعيفة ح�ت��ى اآلن‪ ،‬بسبب‬ ‫رفض بعض قادة القبائل من شيوخ وضباط التعامل مع «ثوار‬ ‫‪ .»2011‬إال أن االجتماعات التي عقدها عدة شيوخ قبليني مع‬ ‫ممثلني للسلطة الشرعية أسهمت في عودة كثير من الضباط‬ ‫ً‬ ‫السابقني للخدمة العسكرية مع الجيش الوطني‪ ،‬وجرت أيضا‬ ‫تحركات مثمرة على األرض‪ ،‬مثل عقد املصالحات لسحب‬ ‫البساط من تحت أقدام امليليشيات املتطرفة‪ ،‬خاصة في مناطق‬ ‫الغرب‪ .‬متغيرات كهذه جعلت هذه الكتلة جزء من أي معادلة‬ ‫للحل في ليبيا‪ ،‬حتى لو كان «حل ليون» الذي لم تشارك في‬ ‫التفاوض بشأنه منذ البداية‪.‬‬ ‫مع دخول شهر أكتوبر وما فيه من تغيرات جذرية متوقعة‪،‬‬ ‫سواء تشكيل حكومة وفاق أو حل للبرملان‪ ،‬سيكون على هاتني‬ ‫الكتلتني الرئيسيتني‪ ،‬كتلة «ث��ورة ‪ »2011‬وكتلة «املحسوبني‬ ‫على القذافي»‪ ،‬اتخاذ مواقف صعبة‪ ،‬كما يقول أحد وسطاء‬ ‫الحل السياسي‪ ،‬أثناء وجوده في القاهرة‪ ،‬مشيرا إلى أنه من‬ ‫بني هذه املواقف حسم الخالفات ليس بني الخصمني الرئيسيني‬ ‫فقط ولكن داخل كل جبهة من هاتني الجبهتني‪ .‬ولهذا حملت‬ ‫كلمات ليون في بلدة الصخيرات‪ ،‬عبارات ذات مغزى إذا قال‬ ‫إن األطراف الليبية عليها أن تتفهم «الوضعية املتأزمة»‪ ،‬مشيرا‬ ‫إلى أنه لم يعد أمام الليبيني إال االتجاه نحو االستقرار وبناء‬ ‫الدولة‪ ،‬أو االنزالق بها نحو الفشل <‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪25‬‬


‫تمضي ليبيا إلى األمام بسرعة‪،‬‬ ‫لكن مستقبلها قد ينزلق إلى مزيد‬ ‫من الفشل إذا لم تحل مشكالتها‬ ‫قبل يوم ‪ 20‬أكتوبر (تشرين األول)‬ ‫الحالي‪ ،‬وهو موعد انتهاء املدة‬ ‫القانونية لعمل البرملان الذي يعد‬ ‫أعلى سلطة شرعية في البالد‬ ‫ومعترف به دوليا‪ ،‬ما ينذر بحدوث‬ ‫فراغ في السلطة‪ .‬وليس أمام‬ ‫هذا البلد الغارق في الفوضى إال‬ ‫خيارات قليلة للنجاة من املجهول‪،‬‬ ‫من بينها أن تنجح جهود املبعوث‬ ‫الدولي برناردينيو ليون في‬ ‫تحقيق االستقرار‪ ،‬بعد أن أمضى‬ ‫نحو سنة في محاوالت الصلح بني‬ ‫أطراف النزاع‪.‬‬

‫إما االستقرار أو مزيد من الفوضى‬

‫‪ 20‬أكتوبر يوم الحسم في ليبيا‬ ‫القاهرة‪ :‬عبد الستار حتيتة‬ ‫ي�ت�ص��ارع ع�ل��ى م�ق��ود ه��ذا ال�ب�ل��د امل�ت��رن��ح‪ ،‬كتلتان‬ ‫كبيرتان (كتلة الثوار وكتلة املحسوبني على نظام‬ ‫القذافي) لكن يبدو أنهما ضعيفتان من الداخل‬ ‫بسبب الخالفات الدائرة في قلب كل منهما‪ .‬املشكلة التي تزيد‬ ‫األمور تعقيدا أن كل كتلة تضم أطرافا وعناصر متشددة تريد‬ ‫أن تنحرف في مسار معاكس‪ ،‬رغم الجهود التي يبذلها ليون‪،‬‬ ‫من اجتماعات الصخيرات املغربية إل��ى جنيف السويسرية‬ ‫والعكس‪.‬‬ ‫يحاول ليون‪ ،‬بعد عام من املفاوضات الصعبة‪ ،‬الضغط على‬ ‫أط��راف األزم��ة إلنقاذ الدولة من الفشل قبل فوات األوان‪ ،‬كما‬ ‫ظهر في لقاءاته مع السياسيني الليبيني خالل األيام املاضية‬ ‫في بلدة الصخيرات‪ .‬لكن املراوغات والشكوك وسوء النيات‬ ‫من جانب بعض القوى‪ ،‬تؤشر على أن ليبيا قد تدخل منعطفا‬ ‫جديدا وسط مخاوف من استمرار الصراع الدامي‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫الكتلة األولى (كتلة الثوار) وتضم خصوم عهد القذافي‪ .‬وهي‬ ‫عبارة عن فريقني متخاصمني من الداخل‪ ،‬هما فريق السلطة‬ ‫الشرعية (البرملان والجيش)‪ .‬وفريق املتطرفني (ميليشيات‬ ‫فجر ليبيا‪ ،‬واإلخوان‪ ،‬والجماعة املقاتلة وداعش)‪.‬‬ ‫أما الكتلة الثانية (املحسوبون على القذافي) فتتكون من قبائل‬ ‫وجماعات متهمة بأنها كانت موالية للنظام السابق‪ ،‬ومنها‬ ‫قبائل معتبرة مثل ورفلة وورشفانة واألصابعة واملقارحة‬ ‫والقذاذفة وغيرها‪ .‬وتضم أيضا طائفة من كبار الضباط الذين‬ ‫كانوا يحاربون مع القذافي ضد «الثوار» املسلحني في ‪.2011‬‬ ‫حتى اآلن‪ ،‬لم تجد املحاوالت الدولية للم شمل الليبيني استجابة‬ ‫تذكر من الكتلة الثانية املحسوبة على النظام السابق‪ ،‬والتي‬ ‫تضع شروطا صعبة للحوار من بينها عدم االعتراف أصال‬ ‫بمساعي األمم املتحدة على أساس أنها‪ ،‬أي األمم املتحدة‪ ،‬كانت‬ ‫وراء القرار الذي َّ‬ ‫خول لحلف شمال األطلسي (ناتو) ضرب‬ ‫الجيش أثناء الثورة ضد القذافي‪.‬‬ ‫وبالنسبة للبرملان الذي جرى انتخابه صيف العام املاضي‪..‬‬ ‫فمن املقرر أن تنتهي مدة عمله القانونية‪ ،‬في شهر أكتوبر‬

‫الحالي‪ .‬ولن يكون من السهل لليبيني إجراء انتخابات جديدة‬ ‫في ظل الفوضى التي تشهدها البالد حاليا‪ .‬ويخشى كثيرون‬ ‫الدخول في مرحلة «فراغ السلطة»‪.‬‬ ‫ل �ه��ذا ي �ح��اول ب�ع��ض ن ��واب ال �ب��رمل��ان إدارة ال ��دف ��ة‪ ،‬إلن �ق��اذ ما‬ ‫يمكن‪ ،‬وذل��ك بالرضوخ لشروط ليون التي تتضمن املوافقة‬ ‫على حكومة وف��اق وط�ن��ي‪ ،‬تضم م��ا يعرف بـ«تيار اإلس�لام‬ ‫السياسي (على األقل اإلخوان والجماعة املقاتلة وفجر ليبيا)»‬ ‫في مقابل تغاضي «اإلسالميني» عن استمرار عمل البرملان‬ ‫مل��دة عامني إض��اف�ي�ين‪ .‬أم��ا ف��ي م��ا يتعلق بالجيش فقد ظهر‬ ‫في آخر االجتماعات التي عقدها الفريق أول خليفة حفتر أن‬ ‫هناك إجماعا كبيرا من رؤساء األركان والقادة امليدانيني على‬ ‫التمسك به كقائد للقوات املسلحة‪ .‬وهذا بطبيعة الحال يتعارض‬ ‫مع تشكيل حكومة الوفاق التي يدعو لها ليون‪ .‬أضف إلى ذلك‬ ‫الحراك ال��ذي ب��دأت تشكله جبهة غالبيتها من املستقلني في‬ ‫بنغازي ملؤازرة الجيش‪.‬‬ ‫املفترض أن اتفاق ليون سيأتي برئيس حكومة يكون في الوقت‬ ‫نفسه قائدا أعلى للجيش‪ .‬فأين سيذهب حفتر وضباطه الذين‬


‫لكي ت�ح��اول أن تقنع ال�غ��رب بالسماح ل�لأس��د بأن‬ ‫يظل في السلطة‪ ،‬وهو الشيء ال��ذي قالت واشنطن‬ ‫وح�ل�ف��اؤه��ا ف��ي دول الخليج عنه إن رحيله شرط‬ ‫مسبق ألي مباحثات سالم ناجحة‪.‬‬ ‫فإذا ما سقط األسد فجأة‪ ،‬فمن املرجح أن يستفيد‬ ‫تنظيم داعش اإلفادة األكبر وقد يسيطر على مزيد‬ ‫من األراضي في سوريا‪ .‬تقول بورشيفسكايا‪« :‬هذا‬ ‫يعد عنصرا محوريا في تصور بوتني لكيفية قتال‬ ‫تنظيم داعش»‪.‬‬

‫خطة سالم روسية‬ ‫كانت موسكو قد طرحت خطة س�لام للوضع في‬ ‫سوريا تقضي بوضع نظام األسد وإيران في تحالف‬ ‫مناهض لتنظيم داع��ش‪ ،‬ولكن ج��والت املفاوضات‬ ‫مع واشنطن والرياض لم تؤد إلى نتائج ذات معنى‪.‬‬ ‫ووس ��ط ال �غ �م��وض ال ��ذي يكتنف م�ص�ي��ر الحكومة‬ ‫السورية‪ ،‬فإن ازدي��اد الوجود الروسي في سوريا‪،‬‬ ‫وتدفق مزيد من القوات املدربة مثل «اللواء ‪ »810‬إلى‬ ‫طرطوس‪ ،‬هو ما يمكن أن يكون جزءا من ذلك التغير‪.‬‬ ‫وق��د أع��رب وزي��ر الخارجية األميركي‪ ،‬ج��ون كيري‬ ‫عن مخاوفه في مكاملة هاتفية مع نظيره الروسي‬ ‫س�ي��رغ��ي الف� ��روف منتصف ال�ش�ه��ر امل��اض��ي قبل‬

‫صورتان مأخوذتان من‬ ‫صفحة مازينكوف على‬ ‫موقع «أودنوكالسنكي» وهو‬ ‫موقع روسي آخر للتواصل‬ ‫االجتماعي‪ ،‬يظهر فيها‬ ‫مازينكوف وهو في منشأة‬ ‫بحرية روسية بسوريا‪ .‬تم نشر‬ ‫هذه الصور في ‪ 22‬أغسطس‬ ‫(آب) ‪2015‬‬

‫ارسل موسكو قوات إلى سوريا‪ ،‬قائال إنه إذا صحت‬ ‫التقارير املتعلقة بذلك التدفق العسكري الروسي‪،‬‬ ‫فسوف يتصاعد النزاع على نحو درامي‪.‬‬ ‫وجاءت مكاملة كيري في أعقاب التقرير الذي نشرته‬ ‫«نيويورك تايمز» في ‪ 4‬سبتمبر (أيلول) املاضي الذي‬ ‫يفيد ب��أن روسيا أرسلت فريقا عسكريا متطورا‬

‫إلى سوريا‪ ،‬باإلضافة إلى وح��دات سكنية جاهزة‬ ‫إلى مطار بالقرب من الالذقية يتم إنزال املساعدات‬ ‫اإلنسانية واملعدات العسكرية الروسية به‪.‬‬ ‫ب � ��دوره‪ ،‬أخ �ب��ر الف� ��روف ك �ي��ري ب ��أن ال��وق��ت مبكر‬ ‫للغاية للحديث حول مشاركة روسيا في عمليات‬ ‫عسكرية في سوريا‪ ،‬وذلك وفقا ملا أكدته املتحدثة‬

‫ال��رس �م �ي��ة ب��اس��م وزي� ��ر ال �خ��ارج �ي��ة ال ��روس ��ي في‬ ‫حوارها مع وكالة أنباء «ريا نوفوستي»‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫أكد الف��روف على التزام موسكو العسكري تجاه‬ ‫نظام األس��د‪ ،‬قائال إن روسيا «ل��م تخف قط أنها‬ ‫تقدم معدات عسكرية للسلطات السورية الرسمية‬ ‫بغرض مكافحة اإلرهاب» <‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪23‬‬


‫اتخذ شاب يرتدي زي مقاتل وضعا مناسبا للتصوير وهو يقف أمام جسر البسفور الشهير بإسطنبول؛‬ ‫فوقف وهو يحمل الفتة ملونة مكتوب عليها «أحبك» باللغة الروسية‪ .‬لم يكن هذا الشاب سائحا‪ ،‬بل كان‬ ‫أحد أفراد اللواء البحري الروسي «‪ »810‬الذي يدعى ماكسيم مازينكوف‪ .‬نشر الشاب صورته على وسائل‬ ‫التواصل االجتماعي لكي يوثق رحلته إلى سوريا التي مزقتها الحرب‪.‬‬

‫ازدياد عدد الجنود الروس في سوريا يغير من ديناميات املعركة‬

‫بالصور‪ ..‬اللواء البحري الروسي «‪ »810‬في طرطوس‬

‫الدفاع السورية تظهر فيه مركبة روسية مدرعة من الوحدات العسكرية الروسية وهي من النوع الذي لم‬ ‫دمشق‪« :‬املجلة»‬ ‫طراز «‪« 82A - BTR‬على مقربة من الالذقية غرب يتم تصديره من قبل إلى سوريا‪.‬‬ ‫م��ا زال ��ت حقيقة م��ا سيفعله ه��ذا ال�ش��اب س��وري��ا وعليها مخطط ل��ون��ي ع��ادة م��ا تستخدمه وأثناء تصوير املدرعة في الفيديو‪ ،‬تسمع أوامر بلغة‬ ‫عندما يصل إل��ى هناك تمثل لغزا‪ ،‬ولكنه‬ ‫تبدو كأنها اللغة الروسية‪ ،‬وهو ما يثير شكوكا حول‬ ‫واح � ��د ض �م��ن ك �ث �ي��ر م ��ن ال �ج �ن��ود ال� ��روس‬ ‫مشاركة القوات التي ترسلها موسكو في‬ ‫من الوحدة نفسها الذين تم رصدهم عبر وسائل‬ ‫القتال الحقيقي على األرض‪.‬‬ ‫التواصل االجتماعي وهم يعلنون عن قطعهم الطريق‬ ‫يقول نيقوالي كوزانوف‪ ،‬وهو زميل معهد‬ ‫إلى سوريا‪.‬‬ ‫«ساشام» الذي يقع مقره في لندن وباحث‬ ‫ووف�ق��ا لتقرير أع��ده الصحافي ال��روس��ي روس�لان‬ ‫غير مقيم بمركز «كارنيغي» بموسكو‪ ،‬في‬ ‫ليفيف‪ ،‬فهناك عدد متزايد من الجنود الروس الذين‬ ‫حوار مع مجلة «فورين بوليسي»‪« :‬مشاركة‬ ‫أرسلوا خالل الشهرين املاضيني إلى منشأة الصيانة‬ ‫األسطول الروسي‪ ،‬أو قوات العمليات الخاصة‬ ‫البحرية الروسية في طرطوس‪ ،‬غرب سوريا‪ .‬ويدق‬ ‫أو حتى القوات الجوية‪ ،‬أمر كا ن متوقعا‪.‬‬ ‫ازدياد العدد العسكري الروسي في سوريا أجهزة‬ ‫وم��ع ذل��ك‪ ،‬ف��إن ت��دف��ق ال �ق��وات ال��روس�ي��ة‪ ،‬يعد‬ ‫اإلنذار في واشنطن‪،‬‬ ‫م��ؤش��را ع �ل��ى ت�غ�ي��ر دي �ن��ام �ي��ات امل �ع��رك��ة في‬ ‫سوريا‪.‬‬ ‫فمنذ أن بدأت الحرب في سوريا‪ ،‬كان الكرملني‬ ‫البحرية الروسية‬ ‫أحد الداعمني الرئيسيني لنظام األس��د؛ حيث‬ ‫ك��ان ي�ق��دم ال��دع��م االق�ت�ص��ادي والدبلوماسي‬ ‫الحظ ليفيف خالل بحثه الذي اعتمد على ما نشره‬ ‫والعسكري لدمشق‪.‬‬ ‫أفراد القوات الروسية على أكبر شبكتني للتواصل‬ ‫وك��ان��ت م��وس �ك��و ف��اع �ل��ة ف��ي ال �ت �ف��اوض على‬ ‫االجتماعي‪ ،‬تغيرا في نوع القوات التي يتم إرسالها‬ ‫صفقة ‪ 2013‬التي تخلى بمقتضاها األسد عن‬ ‫إلى سوريا‪ ،‬حيث بدأت موسكو ترسل جنودا من‬ ‫األسلحة الكيماوية في مقابل تراجع الواليات‬ ‫ذوي الخبرة املهنية بعدما كانت ترسل مجندين‪.‬‬ ‫املتحدة عن خططها لقصف نظامه في رد فعل‬ ‫وع �ل��ى ال��رغ��م م��ن ح ��ذف ك�ث�ي��ر م��ن ه ��ذه ال��رس��ائ��ل‬ ‫على قتله شعبه بالغاز‪.‬‬ ‫املنشورة على وسائل التواصل االجتماعي‪ ،‬فإن‬ ‫وكان الكرملني يوفر األسلحة للحكومة السورية‬ ‫ليفيف تمكن من تتبع عدد من أفراد اللواء البحري‬ ‫طوال هذه الحرب املمتدة‪ ،‬كما لعبت روسيا دورا‬ ‫الروسي «‪ »810‬ومراقبة حركتهم إلى سوريا من‬ ‫في تدريب الجيش السوري‪.‬‬ ‫خ�لال ال�ص��ور والتعليقات ال�ت��ي ينشرونها على‬ ‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬نشرت «أسوشييتد برس» في‬ ‫اإلنترنت‪.‬‬ ‫‪ 2012‬تقريرا يفيد ب��أن وزي��ر ال��دف��اع الروسي‬ ‫كما اكتشف أيضا تعليقا ألناتولي جولوتا‪ ،‬وهو‬ ‫السابق أناتولي سيرديكوف اعترف بأن بالده‬ ‫أحد أفراد اللواء البحري الروسي «‪ »810‬على موقع‬ ‫«ل��دي�ه��ا م�س�ت�ش��ارون عسكريون وف�ن�ي��ون» في‬ ‫«فكونتاكتي» يفيد بأنه متجه إلى سوريا‪.‬‬ ‫س��وري��ا‪ .‬ب��اإلض��اف��ة إل ��ى أن م�ق��ات�ل��ي امل�ع��ارض��ة‬ ‫وقد أثارت بعض مقاطع الفيديو التي نشرت على‬ ‫ال�س��وري��ة اج�ت��اح��وا ف��ي أكتوبر (تشرين األول)‬ ‫اإلنترنت خالل األسابيع املاضية املخاوف بشأن‬ ‫‪ 2014‬مركز استماع س��وري ‪ -‬روس��ي مشترك‬ ‫مشاركة القوات الروسية في املعارك الفعلية داخل‬ ‫يعتقد أنه كان يستخدم في عمليات تجسس‪.‬‬ ‫مدونة‬ ‫سوريا‪ .‬ففي ‪ 24‬أغسطس املاضي‪ ،‬أشارت‬ ‫هذه الصور مأخوذة من موقع «فكونتاكتي»‪ ،‬وهو النسخة الروسية من‬ ‫ّ‬ ‫«أوريكس»‪ ،‬التي تراقب التطورات العسكرية في موقع «فيسبوك»‪ ،‬وهي تظهر مازينكوف‪ ،‬الجندي املدرب‪ ،‬وهو يعبر ووفقا آلنا بورشيفسكايا‪ ،‬زميلة «معهد واشنطن»‬ ‫الشرق األوسط وشمال أفريقيا إلى مقطع فيديو جسر البسفور في إسطنبول في طريقه إلى طرطوس وقد تم نشر هذه والخبيرة بالسياسات الروسية في الشرق األوسط‪،‬‬ ‫الصورة في ‪ 29‬مارس (آذار) املاضي‪.‬‬ ‫ف��إن موسكو تستخدم املعركة ضد تنظيم داعش‬ ‫قتالي ص��وره ون�ش��ره ال�ج�ن��اح اإلع�لام��ي لقوات‬ ‫‪22‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬


‫عناصر من داعش في مطار الطبقة العسكري‬

‫لدى حكومة أنقرة»‪.‬‬ ‫ودعا التقرير األمن إلى «إج��راء مسح ومراقبة لطبيعة‬ ‫صلة ومناصب هؤالء في تنظيم داعش‪ ،‬وما إذا كان لهم‬ ‫نشاط داخل تركيا»‪ ،‬واصفا «الـ‪ 3‬آالف مقاتل بالخاليا‬ ‫النائمة»‪ .‬ورجح التقرير «احتمال وقوع هجمات من قبل‬ ‫تنظيم داعش و(القاعدة) ضد قنصليات الدول الغربية‬ ‫داخل تركيا»‪.‬‬ ‫> أص��در تنظيم داع��ش مطلع شهر يوليو ‪ 2014‬أول‬ ‫صحيفة إل�ك�ت��رون�ي��ة ن��اط�ق��ة ب��اس�م��ه‪ ،‬باللغتني العربية‬ ‫واإلنجليزية‪ ،‬تحت مسمى «داب ��ق»‪ ،‬حيث حمل العدد‬ ‫األول منها موضوعا رئيسيا بعنوان «عودة الخالفة»‪.‬‬ ‫ويشير اسم املجلة «دابق» إلى منطقة «مرج دابق» الواقعة‬ ‫في ريف حلب الشمالي‪ ،‬وتحديدا إلى الرمزية التاريخية‬ ‫التي تمثلها املنطقة التي شهدت املعركة املعروفة باسم‬ ‫«م�ع��رك��ة م��رج داب ��ق» وه��ي امل�ع��رك��ة ال�ت��ي ان�ت�ص��ر فيها‬ ‫العثمانيون بقيادة السلطان سليم األول على جيوش‬ ‫املماليك بقيادة قنصوه الغوري‪ ،‬واحتلوا بعدها سوريا‬ ‫ومعظم أنحاء العالم العربي ملدة أربعة قرون تحت عنوان‬ ‫«الخالفة اإلسالمية»‪ .‬اإلشارة إلى انتصارات العثمانيني‬ ‫في سوريا تحت اسم «داب��ق» كأنها تمثل رمزية عودة‬ ‫العثمانيني ال�ج��دد إل��ى س��وري��ا عبر «داع ��ش»‪ ،‬وبإعالن‬ ‫خالفة البغدادي‪.‬‬ ‫> ذك��رت صحيفة الـ«إندبندنت» البريطانية أن رفض‬ ‫الرئيس التركي رج��ب طيب إردوغ ��ان ش��رح مالبسات‬ ‫اإلف��راج عن ‪ 49‬دبلوماسيا اختطفهم تنظيم «داع��ش»‬ ‫اإلره��اب��ي‪ ،‬قد وج��ه أصابع االتهام إل��ى تركيا بالتواطؤ‬ ‫مع «داعش» ملواجهة أكراد سوريا‪ ،‬ومن ثم زاد الشكوك‬ ‫حول عالقة أنقرة الغامضة مع زعماء «داعش»‪ .‬وقالت‬ ‫الصحيفة ف��ي ت�ق��ري��ر بثته ع�ل��ى موقعها اإلل�ك�ت��رون��ي‬

‫احد االسرى الدواعش وهو ضابط تركي سابق‬

‫إن أج ��واء غامضة أعقبت عملية اإلف ��راج امل�ف��اج��ئ عن‬ ‫الدبلوماسيني األتراك وعائالتهم الذين وقعوا في األسر‬ ‫ألكثر من ثالثة أشهر بأيدي مقاتلي «داعش»‪ ،‬فيما نفت‬ ‫أنقرة إب��رام أي اتفاق مع الخاطفني لتزيد من غموض‬ ‫األسباب التي دفعت «داعش» لإلفراج عن السجناء األتراك‬ ‫دون أي مقابل‪ .‬وأضافت أن تصوير عملية اإلفراج عن‬ ‫الرهائن الذين تم اختطافهم يوم سقوط املوصل بأيدي‬ ‫مقاتلي «داعش»‪ ،‬على أنها نصر لتركيا‪ ،‬آثار تساؤالت‬ ‫جديدة بشأن العالقة بني الحكومة التركية و«داع��ش»‪،‬‬ ‫رغ��م تأكيد إردوغ ��ان أن األم��ر ك��ان نتيجة لعملية غير‬ ‫معلنة قامت بها املخابرات التركية ويجب أن تظل سرا‪.‬‬ ‫> قالت صحيفة «حرييت» التركية إن أسمدة مخصبة‬ ‫من نيترات األمنيوم يمكن استخدامها في تصنيع املواد‬ ‫املتفجرة‪ ،‬تتدفق من األراضي التركية إلى تنظيم داعش‬

‫اإلره��اب��ي ف��ي س��وري��ا‪ ،‬م��وض�ح��ة أن ك�ث�ي��را م��ن العمال‬ ‫األتراك يعملون طوال اليوم بتعبئة األسمدة في أكياس‬ ‫ويضعونها في العربات لنقلها إل��ى تنظيم داع��ش من‬ ‫خالل املعبر الذي يربط بني البلدين‪ .‬وتشير الصحيفة‬ ‫التركية إلى أنه من املعروف أن هذه املواد باتت تستغل‬ ‫على نطاق واسع من قبل اإلرهابيني في أنحاء العالم‪ ،‬ومن‬ ‫بينهم عناصر «داعش»‪ ،‬لصنع املواد شديدة االنفجار‪.‬‬ ‫قال السياسي التركي املعارض «محمد إيهان» إن هذه‬ ‫األس�م��دة ليست للزراعة‪ ،‬وإنما لصناعة القنابل‪ ،‬وهو‬ ‫رأي أغلبية سكان بلدة أكاكالي التركية الحدودية‪ ،‬وفقا‬ ‫للصحيفة التي قالت إن نقل هذه املواد إلى مواقع «داعش»‬ ‫يسلط الضوء على الشكوك بشأن التزام تركيا املزعوم‬ ‫بعزل اإلرهابيني على حدودها مع سوريا‪.‬‬ ‫> قالت صحيفة «دي�ل��ي بيست» األميركية إن عمالء‬ ‫تنظيم «داعش» اإلرهابي قاموا بنقل األنابيب ونيترات‬ ‫األمنيوم وباقي مواد تصنيع القنابل عبر الحدود التركية‬ ‫إل��ى س��وري��ا‪ ،‬فيما يتعمد ح��رس ال�ح��دود التركي غض‬ ‫النظر عن ذلك‪ ،‬مضيفة أن أنقرة خلقت وحش «داعش»‬ ‫وتعجز حاليا عن مواجهته‪ ،‬و«ال يبدو أنها على استعداد‬ ‫لفعل أي شيء لوقف تلك املهزلة»‪ ،‬موضحة أن سياسات‬ ‫الحدود املتهاونة التي تبنتها تركيا خ�لال األع��وام من‬ ‫‪ 2011‬وحتى ‪ 2014‬مكنت املتطرفني الراغبني في السفر‬ ‫إل��ى س��وري��ا م��ن االن�ض�م��ام ل�ص�ف��وف املسلحني لقتال‬ ‫الجيش السوري‪.‬‬ ‫> ي��رى ج��ون��اث��ان سكانزير‪ ،‬محلل مكافحة اإلره��اب‬ ‫السابق ف��ي وزارة الخزانة األميركية‪ ،‬أن خ��وف تركيا‬ ‫من هجوم ينفذه «داع��ش» على أراضيها سببه تمكن‬ ‫اإلرهابيني من استخدام الحدود التركية‪ ،‬مؤكدا أن هذا‬ ‫الخوف جزء من املشكلة <‬ ‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪19‬‬


‫فرحة عائالت الدبلوماسيني األترك املفرج عنهم لدى وصولهم مطار انقرة بعد اتصاالت تركية مع قيادات داعش اثر وقوعهم اسرى ملدة ‪ 3‬شهور بيد التنظيم‬

‫اعترضتها قوة درك تركية قرب الحدود السورية في يناير‬ ‫(كانون الثاني) ‪.2014‬‬ ‫> أقامت تركيا في منطقة عند الحدود السورية مخيما‬ ‫لتدريب االنتحاريني‪ ،‬ويقول أحد املوقوفني الفرنسيني إنه‬ ‫كان في هذا املخيم وشاهد مجموعات يتلقون التدريب‬ ‫والخبرات العسكرية إلرسالهم إلى لبنان ومناطق أخرى‪.‬‬ ‫وكشفت املعلومات أيضا عن إنشاء معسكرات تدريب‬ ‫ل�ع�ن��اص��ر م�ت�ط��رف��ة و«داع � � ��ش» م��ن األت� � ��راك ف��ي منطقة‬ ‫وزي��رس�ت��ان الواقعة شمال باكستان ليتم إرسالهم إلى‬ ‫سوريا بعد إتمامهم فترة التدريب هناك‪ ،‬وأن املئات من‬ ‫العناصر املتطرفة يتم اإلبقاء عليهم في بيوت آمنة بجنوب‬ ‫تركيا قبل تهريبهم عبر الحدود إلى سوريا‪.‬‬ ‫> تصريح امل�س�ت�ش��ارة األمل��ان�ي��ة أنجيال ميركل مطلع‬ ‫شهر فبراير ‪ ،2015‬بأن تركيا بوابة عبور للمقاتلني إلى‬ ‫سوريا والعراق‪ ،‬يختصر الكثير من االنتقادات إلى حكومة‬ ‫إردوغان‪.‬‬ ‫> وما بعد التحالف الغربي في سبتمبر ‪ ،2014‬كشفت‬ ‫صور وتسجيالت فيديو أعدادا من الفتيات والشباب الذين‬ ‫التحقوا من أوروبا بالقتال في سوريا عبر تركيا‪ ،‬وذلك‬ ‫عن طريق تسريبات عبر وسائل التواصل االجتماعي‪.‬‬ ‫وأوضحت الفيديوهات عبور عدد من الفتيات والشباب‬ ‫من بريطانيا ودول أخرى عبر الحدود التركية بواسطة‬ ‫شبكة عمل داعشية تنشط داخ��ل امل��دن التركية والقرى‬ ‫الحدودية‪ .‬وأكد تقرير لـ«بي بي سي» في يونيو ‪،2015‬‬ ‫تلك االتهامات‪.‬‬ ‫> كشف الكاتب الصحافي التركي رفعت باللي أن تركيا‬ ‫استضافت أبو بكر البغدادي‪ ،‬وقدمت له مساعدات مالية‬ ‫في عام ‪.2008‬‬ ‫ونقل الكاتب باللي الذي زار طهران قبل فترة في مقال‬ ‫‪18‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫أسمدة مخصبة يمكن استخدامها في تصنيع املواد املتفجرة‬ ‫تتدفق من األراضي التركية‪ ،‬إلى التنظيم في سوريا‬

‫نشرته صحيفة «إيدينليك» التركية عن مصادر إيرانية‬ ‫غير رسمية قولها إن شخصية تركية معروفة في أوساط‬ ‫الرأي العام التركي قدمت إلى أبو بكر البغدادي مبلغا ماليا‬ ‫يقدر بنحو ‪ 150‬أل��ف دوالر‪ ،‬موضحا أن البغدادي كان‬ ‫موجودا في تركيا لفترة بشكل قانوني بصفة صحافي‬ ‫ف��ي ع ��ام ‪ ،2008‬ول �ك��ن ت��رك�ي��ا ك��ان��ت ع�ل��ى ع�ل��م بهويته‬ ‫الحقيقية ودعمته ماديا‪.‬‬ ‫وه ��ذا م��ا ي��دع��م امل�ع�ل��وم��ات ال�ت��ي ذك��رت ب��وج��ود أب��و بكر‬ ‫البغدادي في تركيا وأنه يدير عمليات التنظيم من هناك‬ ‫عند الحدود السورية‪.‬‬ ‫> أع�ل��ن رئ�ي��س ال� ��وزراء ال�ت��رك��ي داود أوغ �ل��و أن عملية‬ ‫«ضريح سليمان ش��اه» خالل شهر يناير ‪ 2015‬تكللت‬ ‫بالنجاح‪ ،‬بعد نقل الرفات‪ ،‬والجنود األتراك الذين يحرسون‬

‫الضريح إلى داخل األراض��ي التركية‪ .‬هذه العملية أثارت‬ ‫الكثير من التساؤالت حول عدم مهاجمة تنظيم داعش إلى‬ ‫قبر سليمان شاه‪ ،‬والتي باتت معروفة بنبش قبور حتى‬ ‫الصحابة واألولياء وهدم القباب‪.‬‬ ‫> إنشاء معسكر تدريب لعناصر متطرفة من األتراك‬ ‫العرب في منطقة وزيرستان الواقعة شمال باكستان ليتم‬ ‫إرسالهم إلى سوريا بعد إتمامهم فترة التدريب هناك‪.‬‬ ‫وقد عملت هذه الدول على جمع مقاتلني من دول عربية‬ ‫وأفغانستان وبعض دول آسيا الوسطى ليتلقوا التدريب‬ ‫في تركيا وليبيا ويتجهوا بعدها إلى سوريا‪.‬‬ ‫> ع��رض��ت ال �ـ«ب ��ي ب��ي س ��ي» ت�ح�ق�ي�ق��ا م �ص��ورا خ�لال‬ ‫ديسمبر (كانون األول) ‪ 2013‬تضمن استخدام املتطرفني‬ ‫األجانب منازل آمنة في جنوب تركيا مركزا لعبور الحدود‬ ‫إلى سوريا لقتال األسد‪.‬‬ ‫وأوضح احد أصحاب املنازل أن املتطرفني عادة ما يقضون‬ ‫يوما أو اثنني في املنزل قبل العبور إلى سوريا‪ ،‬وفي طريق‬ ‫ال�ع��ودة يستخدمون امل�ن��زل م��رة أخ��رى انتظارا لرحالت‬ ‫ال�ع��ودة إل��ى أوط��ان�ه��م‪ .‬أم��ا أب��رز ق��واع��د ت��دري��ب اإلرهابيني‬ ‫فهي في مدينة «ك��ارام��ان» في وس��ط األن��اض��ول‪ ،‬وكذلك‬ ‫في منطقة «عثمانية» وهي حساسة جدا حيث ال تبعد‬ ‫كثيرا عن القاعدة العسكرية األميركية الضخمة املوجودة‬ ‫في تركيا‪.‬‬ ‫أما املعسكر اإلرهابي الثالث فموجود بالقرب من مدينة‬ ‫سانليلورفا ‪ -‬يورفا‪.‬‬ ‫> ن �ش��رت صحيفة «دي �ل��ي ح��ري �ي��ت» ال�ت��رك�ي��ة ت�ق��ري��را‬ ‫لالستخبارات يشير إلى أن ثالثة آالف تركي‪ ،‬يضاف‬ ‫إلى هذا الرقم وجود ما يقارب من ‪ 700‬إلى ‪ 1000‬مقاتل‬ ‫ت��رك��ي‪ ،‬ي�ح��ارب��ون إل��ى جانب تنظيم داع��ش ف��ي سوريا‬ ‫والعراق‪ ،‬مبينا أن «عودتهم املتوقعة إلى تركيا تثير قلقا‬


‫عناصر من تنظيم داعش اإلرهابي أثناء نقلهم مواد تصنيع القنابل عبر الحدود التركية‬ ‫إلى سوريا فيما يتعمد حرس الحدود التركي غض النظر عن ذلك‬

‫االسلحة التي ينقلها داعش من تركيا الى جرابلس‬ ‫عبر كانيا خزاالن وتحت اعني الجيش التركي‬

‫هاتاي التركية بوابة عناصر التنظيم للعبور إلى سوريا‬

‫شواهد تؤكد عالقة أنقرة بـ «داعش»‬ ‫أزمير (تركيا)‪ :‬حسني دمير‬ ‫بغداد‪ :‬جاسم محمد‬ ‫قبل عامني من اآلن‪ّ ،‬‬ ‫هز الرأي العام التركي شريط‬ ‫مصور يظهر عناصر من تنظيم داع��ش‪ ،‬وهم‬ ‫ي� ��ؤدون ص�ل�اة ع�ي��د األض �ح��ى داخ ��ل األراض ��ي‬ ‫ً‬ ‫وتحديدا في منطقة الريحانية التابعة لوالية هاتاي‬ ‫التركية‪،‬‬ ‫املالصقة للحدود السورية‪ ،‬التي يعتقد أن زعيم التنظيم‬ ‫أب��و بكر ال�ب�غ��دادي مقيم فيها‪ ،‬ورغ��م أن املقاتلني كانوا‬ ‫يتحدثون التركية فإن السلطات اعتبرت الشريط حينها‬ ‫ً‬ ‫مفبركا‪ ،‬التهام تركيا بالتساهل مع التنظيم والسماح لهم‬ ‫بدخول أراضيها أو العبور من خاللها إلى سوريا‪.‬‬ ‫األهالي في هاتاي يؤكدون دخول عناصر التنظيم إلى‬ ‫األراض��ي التركية بحرية تامة بني الحني واآلخ��ر‪ ،‬لتلقي‬ ‫العالج أو قضاء إجازة برفقة عوائلهم‪.‬‬ ‫أحد املواطنني األتراك قال لـ«املجلة»‪« :‬إننا نعرفهم ً‬ ‫جيدا‬ ‫من خالل مالبسهم ولحاهم الطويلة»‪ ،‬مضيفا‪« :‬اتصلنا‬ ‫بالشرطة لإلبالغ عن تجمع ع��دد من عناصر (داع��ش)‬ ‫م��ن ال�ع��رب واألت ��راك ف��ي إح��دى امل��زارع إال أن الشرطة لم‬ ‫تستجب لنا»‪.‬‬ ‫ويضيف املواطن الذي طلب عدم ذكر اسمه‪ ،‬أن «عناصر‬ ‫التنظيم غير مسلحني»‪ً ،‬‬ ‫مؤكدا أنهم «يتجولون بحرية داخل‬ ‫األس��واق ويتبضعون املالبس وحتى بعض املستلزمات‬ ‫ً‬ ‫معربا ع��ن اع�ت�ق��اده أن «السلطات التركية‬ ‫العسكرية»‪،‬‬ ‫ال تعتبر ه��ؤالء خ�ط� ً�را على األم��ن القومي التركي وهم‬ ‫مراقبون بشكل دقيق من خالل عناصر االستخبارات‬ ‫التركية»‪.‬‬ ‫إلى مطار هاتاي تصل ً‬ ‫يوميا رحالت داخلية‪ ،‬على متنها‬

‫مواد حارقة كشفت في بيت‬ ‫احد عناصر تنظيم داعش في هاتاي التركية‬

‫مسافرون ع��رب وأج��ان��ب‪ ،‬بعضهم ليبيون وتونسيون‬ ‫وم �ص ��ري ��ون‪ ،‬رغ ��م أن امل��دي �ن��ة ال ت �ع��د م ��ن ض �م��ن امل ��دن‬ ‫السياحية في تركيا‪.‬‬ ‫وال يقتصر األم��ر على تهريب املقاتلني م��ن تركيا إلى‬ ‫سوريا وبالعكس‪ ،‬بل تستمر في قرى هاتاي الحدودية‬ ‫تجارة النفط‪ ،‬إذ يعتمد الكثير من السكان على بيع الوقود‬ ‫القادم من سوريا‪.‬‬ ‫وال يكترث أح��د ملصدر ال��وق��ود امل�ه��رب‪ ،‬بقدر االهتمام‬ ‫باملكسب املادي‪ ،‬حتى باتت تجارة الوقود رائجة في تلك‬ ‫املناطق‪ ،‬وال يكاد يخلو منزل في القرى من وجود خزان‬ ‫كبير يخزن فيه ال��وق��ود ويباع بشكل علني بسعر أقل‬ ‫من األسعار الرسمية‪ .‬يقول بعض األهالي‪ ،‬إن «عمليات‬ ‫دخول الوقود من سوريا تتم بموافقة بعض عناصر الدرك‬ ‫واملخافر الحدودية‪ ،‬لقاء مبالغ مالية»‪.‬‬ ‫ي�ق��ول ش�ه��ود ع �ي��ان‪ ،‬إن م��واط�ن�ين أت ��راك‪ ،‬ي�ت��ول��ون مهمة‬ ‫استقبال ال��زوار العرب واألج��ان��ب‪ ،‬حيث تكون سيارات‬ ‫خاصة بانتظارهم في املطار‪ ،‬ويؤكد الشهود‪ ،‬أن «معظم‬ ‫القادمني ي�ن��وون االلتحاق بصفوف تنظيم داع��ش ومن‬

‫خالل هاتاي يعبرون الحدود بطريقة غير شرعية»‪.‬‬ ‫ونهاية الشهر امل��اض��ي‪ ،‬ب��ث شريط مصور جديد على‬ ‫«ي��وت �ي��وب»‪ ،‬يظهر وص��ول م��واط��ن ليبي إل��ى ه��ات��اي‪ ،‬تم‬ ‫استقباله من قبل أحد املهربني‪ ،‬قبل أن يدخل األراضي‬ ‫السورية بسرعة بشكل غير شرعي‪.‬‬ ‫أظهر الشريط‪ ،‬أحد املهربني وهو بالقرب من الحدود‪ ،‬حيث‬ ‫ً‬ ‫تتم عملية الدخول إلى سوريا‪ ،‬قائال‪ ،‬إن «كل الذين يصلون‬ ‫إلى هنا بمجرد عبورهم الحدود التركية يسجدون على‬ ‫األرض ويبكون ً‬ ‫فرحا ومن ثم يختفون في الظالم»‪.‬‬ ‫هاتاي ليست املعبر الوحيد لعناصر «داعش» إلى سوريا‪،‬‬ ‫ف�ب��واب��ة (أك �ج��ا ق�ل�ع��ة) ك��ان��ت أه��م م�ع��اب��ر ال��دخ��ول بشكل‬ ‫شرعي‪ ،‬إذ تعتبر أكجا قلعة التابعة لوالية شانلي أورفا‬ ‫جنوب تركيا‪ ،‬املعبر املباشر إل��ى مدينة الرقة السورية‪،‬‬ ‫معقل تنظيم داع��ش‪ .‬وقبل أن يسيطر املقاتلون األك��راد‬ ‫ً‬ ‫على بلدة تل أبيض السورية‪ ،‬كان الطريق سالكا بني تركيا‬ ‫وسوريا أمام عناصر التنظيم‪.‬‬

‫العالقة بني أنقرة و «داعش»‬ ‫فيما يلي اهم الشواهد التي تشير بقوة إلى عالقة مؤكدة‬ ‫بني تركيا والتنظيم اإلرهابي «داعش»‪:‬‬ ‫> أثارت وثائق سرية نشرتها صحيفة «جمهورييت»‬ ‫التركية مطلع عام ‪ 2014‬مسألة نقل شحنات من األسلحة‬ ‫والذخيرة تعود إلى االستخبارات التركية كان من املقرر‬ ‫أن تصل إل��ى معارضني إسالميني س��وري�ين يواجهون‬ ‫نظام األس��د‪ ،‬ون�ش��رت ص��ورا وتسجيل فيديو أك��دت أن‬ ‫شحنات األسلحة أرسلت إلى املعارضة السورية املتشددة‬ ‫املسلحة‪ ،‬مما يدعم اتهامات تنفيها دائما حكومة أنقرة‪.‬‬ ‫ونشرت الصحيفة صور قذائف هاون مخبأة تحت أدوية‬ ‫ف��ي شاحنات م��ؤج��رة رسميا لصالح منظمة إنسانية‪،‬‬ ‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪17‬‬


‫القوات العراقية تحاصر مداخل محافظة االنبار‬

‫وكشفت صحيفة «ايدينليك» التركية أن مجموعة إن ت��داخ��ل العالقة م��ا ب�ين «داع ��ش» واالستخبارات معسكرات ومعاقل «داعش» أي ضربات‪.‬‬ ‫من الضباط األت��راك املتقاعدين كانوا يعملون في التركية من شأنه أن يعلن حربا غير معلنة أي حرب يفترض أن الخطر الذي يهدد تركيا من قبل «داعش»‬ ‫قيادة القوات الخاصة انضموا إلى «داعش» اإلرهابي سرية ربما تطيح برؤوس كبار عند الطرفني‪ ،‬وهذا ي �ك��ون م ��ن داخ �ل �ه��ا‪ ،‬أي م ��ن داخ� ��ل امل� ��دن ال �ت��رك �ي��ة‪،‬‬ ‫فتنظيم داع��ش يملك شبكات عمل واسعة ونشطة‬ ‫بعلم حكومة رجب طيب إردوغان‪ ،‬مشيرة إلى تقديم ما بات معروفا في حروب االستخبارات‪.‬‬ ‫ش��رك��ة ت��رك�ي��ة ب�م��دي�ن��ة ك��ون�ي��ا ال��دع��م اللوجيستي وتكمن الخطورة أن كال الطرفني يملك تفاصيل عمل على األراض��ي التركية‪ ،‬مع وج��ود أع��داد من األت��راك‬ ‫عن اآلخ��ر إن لم تكن مباشرة فبالتأكيد من خالل بتنظيم داعش‪ ،‬فالتنظيم يفترض به أن يلحق الضرر‬ ‫للتنظيم اإلرهابي‪.‬‬ ‫التعامل بني الطرفني‪ ،‬وهذا يعني أن «داعش» وتركيا بتركيا بتنفيذ على سبيل املثال عمليات انتحارية‬ ‫مستقبل العالقة بني أنقرة‬ ‫يعرف كل منهما نقاط القوة والضعف عند اآلخر‪ .‬ضد أهداف بعثات دبلوماسية ومواقع سياحية يمكن‬ ‫وق��د استهدفت الطلعات الجوية التركية والعمليات أن تضر بتركيا مباشرة‪.‬‬ ‫وتنظيم داعش‬ ‫على األرض الجماعات الكردية‪ ،‬ولحد اآلن لم تشهد لكن جميع هذه االحتماالت واالفتراضات االستخبارية‬ ‫لم تحصل‪ ،‬وهذا يعني أن تركيا ال توجد لها مشكلة‬ ‫ه�ن��ال��ك س ��ؤال ي�ث�ي��ر االه �ت �م��ام‪ ،‬هل‬ ‫أص�لا مع تنظيم أب��و بكر البغدادي‪،‬‬ ‫تنظيم داع��ش يمثل تهديدا لتركيا‬ ‫وأن م��ا ي�ح�ص��ل م��ن إع�ل�ان لضرب‬ ‫الب‬ ‫ربما‬ ‫إن ل��م ي�ك��ن ف��ي ه��ذه امل��رح�ل��ة‬ ‫غدا‬ ‫دي‬ ‫في‬ ‫س‬ ‫طور‬ ‫«داع � ��ش» ه��و ب ��األح ��رى ام�ت�ص��اص‬ ‫في املرحلة املقبلة؟ اإلجابة عن هذا‬ ‫النتقادات الناتو وأوروب��ا إلى تركيا‪،‬‬ ‫السؤال أن تركيا تعتبر من الدول‬ ‫البغدادي من سكان‬ ‫مدينة سامراء العراقية شمال بغداد‪ ،‬ولد عام ‪ 1971‬وي‬ ‫عتقد أن لديه‬ ‫ل �ت �ت �ح��ول ال �ط �ل �ع��ات ال �ج��وي��ة ل �ل �ق��وات‬ ‫أربعة‬ ‫أبناء‬ ‫العميقة في املنطقة وتملك مؤسسة‬ ‫ً‬ ‫من‬ ‫ز‬ ‫وجته‬ ‫ا‬ ‫ألولى‪،‬‬ ‫ولدين وبنتني‪ ،‬ولدوا بني عامي ‪ 2000‬و‪ 2008‬وفقا لتقارير‬ ‫التركية داخل العراق وسوريا لضرب‬ ‫عسكرية واستخبارية‪ ،‬وهذا يعني‬ ‫املخابرات العراقية‪.‬‬ ‫الجماعات الكردية‪.‬‬ ‫وت‬ ‫شير‬ ‫الت‬ ‫تمسك‬ ‫أن االس�ت�خ�ب��ارات التركية‬ ‫قارير‬ ‫إلى‬ ‫أنه‬ ‫ح‬ ‫اصل‬ ‫على شهادة الدكتوراه في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬وعمل‬ ‫فتركيا لم تشهد أي عمليات إرهابية‬ ‫أ‬ ‫ستاذا‬ ‫ب‬ ‫�م‪،‬‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫ظ‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫رب �م��ا ب �ب �ع��ض ق� �ي ��ادات ال�‬ ‫جامعة‬ ‫تك‬ ‫ريت‪،‬‬ ‫و‬ ‫تزوج من امرأة ثانية وله منها ولد‪.‬‬ ‫م ��ن امل �ف �ت��رض أن ي �ن �ف��ذه��ا «داع � ��ش»‬ ‫ا‬ ‫نضم‬ ‫إلى‬ ‫اقتصادية‬ ‫وتدخل معه باتفاقات‬ ‫امل‬ ‫قاومة‬ ‫الع‬ ‫راقية‬ ‫عقب الغزو األميركي عام ‪ ،2003‬اعتقل بعد ذلك وبقي في‬ ‫وع�ن��اص��ره امل��وج��ودون داخ ��ل تركيا‬ ‫سجن‬ ‫ب‬ ‫والعراق‬ ‫تركيا‬ ‫منها بيع النفط من‬ ‫جنوب‬ ‫ال‬ ‫عراق‬ ‫قبل‬ ‫ا‬ ‫إلفراج عنه‪.‬‬ ‫وبينهم م��ن األت � ��راك‪ ،‬ول��م ي�ت��م ض��رب‬ ‫وبعد‬ ‫س‬ ‫وإقامة‬ ‫الحدود‬ ‫عبر‬ ‫وتدفق املقاتلني‬ ‫لسلة‬ ‫من‬ ‫الع‬ ‫مليات‬ ‫اإلر‬ ‫ًهابية ًالتي نفذها أعلنت وزارة الخارجية األميركية في أن‬ ‫ال��رق��ة وامل��وص��ل م��ن قبل س�لاح الجو‬ ‫أبو‬ ‫بكر‬ ‫إلى‬ ‫باإلضافة‬ ‫تدريبية‪،‬‬ ‫معسكرات‬ ‫البغ‬ ‫دادي‬ ‫ي‬ ‫عتبر‬ ‫إ‬ ‫رهابيا‬ ‫عامليا كما أعلنت عن مكافأة قدرها ‪ 10‬ماليني دوالر‬ ‫التركي‪ .‬إذن ما يحصل هو سيناريو‬ ‫ملن‬ ‫يدلي‬ ‫«داعش»‬ ‫إلى‬ ‫بالنسبة‬ ‫تركيا‬ ‫اعتبار‬ ‫بمعل‬ ‫ومات‬ ‫تؤدي‬ ‫إلى القبض عليه أو وفاته‪.‬‬ ‫م�ت�ف��ق ع�ل�ي��ه‪ ،‬وي��دع��م امل �ع �ل��وم��ات ال�ت��ي‬ ‫وفي‬ ‫‪4‬‬ ‫‪،201‬‬ ‫من‬ ‫يتمكن‬ ‫�ور‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫ومحطة‬ ‫م�ل�اذا‬ ‫أعلن‬ ‫ت‬ ‫نظيم‬ ‫داعش‬ ‫اإلرهابي قيام ما يسمى «الدولة اإلسالمية في العراق‬ ‫ت �ق��ول ب ��أن أب ��و ب �ك��ر ال� �ب� �غ ��دادي ي��دي��ر‬ ‫وال‬ ‫شام»‬ ‫(دا‬ ‫شبكة‬ ‫إدارة‬ ‫من‬ ‫التنظيم‬ ‫خاللها‬ ‫عش)‬ ‫وتن‬ ‫صب‬ ‫أبو بكر البغدادي ما يدعى «خليفة لها»‪.‬‬ ‫تنظيم داع��ش من تركيا‪ .‬تركيا أكدت‬ ‫من الشركات والعمالء وعمليات‬ ‫أن «داعش» ال يمثل خطرا عليها‪ ،‬وإنما‬ ‫غسل األموال‪ ،‬لتكون تركيا بوابة‬ ‫الجماعات الكردية <‬ ‫التنظيم أيضا إلى العالم‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬


‫مقر عمليات «داعش»‪ ،‬ولكنها لم تتمكن من قصفها‬ ‫ُ‬ ‫بسبب املدنيني في املنطقة‪ .‬ذكر وجود مجمع كهذا‬ ‫ألول مرة من قبل صحيفة «نيويورك تايمز»‪ .‬وفي‬ ‫أث �ن��اء اق �ت��راب ال �ق��وات ال �ك��ردي��ة‪ ،‬الح�ظ��ت امل�خ��اب��رات‬ ‫األميركية تعزيزات في جبهة دف��اع «داع��ش» على‬ ‫الجانب الشمالي من الرقة‪ ،‬على الحدود مع تركيا‪ ،‬إذ‬ ‫تعتقد الواليات املتحدة أن الجماعات الكردية تسيطر‬ ‫على معظم الحدود من العراق غربا إلى كوباني في‬ ‫س��وري��ا‪ ،‬ول��ذل��ك يظن بعض املسؤولني األميركيني‬ ‫أن تقدم «داع��ش» نحو كوباني في األي��ام األخيرة‬ ‫هو محاولة لتحويل مسار املقاتلني من الرقة إلى‬ ‫الشمال‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ووف� ��ق� ��ا مل� �س ��ؤول�ي�ن أم �ي��رك �ي�ي�ن ف��إن‬ ‫الجهود الستعادة الكوباني من قبل‬ ‫«داع ��ش» ليست مفاجئة‪ ،‬ن�ظ� ً�را ألن‬ ‫األك��راد ق��د قطعوا الكثير م��ن طرق‬ ‫وصول «داعش» إلى الحدود التركية‪.‬‬

‫من سيارات اإلسعاف التركية تقف عند البوابات‬ ‫الحدودية املختلفة بني تركيا وسوريا تحسبا لقدوم‬ ‫أي مصابني من الجانب السوري‪ ،‬لنقلهم مباشرة‬ ‫إلى املستشفيات التركية التي ال تدخر وسعا في‬ ‫ع�ل�اج امل��رض��ى وال �ج��رح��ى ال �س��وري�ين ال��ذي��ن زادت‬ ‫أعدادهم في الفترة األخيرة»‪.‬‬ ‫ويعبر إبراهيم عن اعتقاده بأن «تركيا تدرك جيدا أن‬ ‫سياسة الحدود املتهاونة قد تجعل قضية زحزحة‬ ‫اس �ت �ق��راره��ا وأم �ن �ه��ا ه�ي�ن��ا ول �ي��س ع �ص �ي��ا‪ ،‬وه ��ذه‬ ‫السياسة جعلت الطريق إلى (داعش) سالكا ومكن‬ ‫املتطرفني الراغبني في السفر إلى سوريا واالنضمام‬ ‫لصفوف التنظيم اإلرهابي ونقل األنانيب ونترات‬

‫الحدود املتهاونة‬

‫‪,,‬‬

‫ممثل االتحاد الديمقرطي‬ ‫‪ :‬العالقة‬ ‫في أوروبا لـ‬ ‫العميقة بني «داعش»‬ ‫وأنقرة تجعل قضية لجوء‬ ‫البغدادي إلى تركيا ليست‬ ‫باألمر الغريب‬

‫‪,,‬‬

‫ثمة س��ؤال یفرض نفسه‪ ،‬أال وهو‬ ‫مل � ��اذا ت ��دع ��م ت��رك �ي��ا ورج � ��ب ط�ي��ب‬ ‫إردوغ� ��ان تنظیم داع ��ش‪ ،‬ولیست‬ ‫ج � ��اه � ��زة ل� �ق� �ط ��ع ال � �ت � �ع� ��اون م �ع��ه؟‬ ‫إب��راه �ي��م إب��راه �ي��م م�م�ث��ل االت �ح��اد‬ ‫الديمقرطي في أوروبا والذي يعد‬ ‫م �ل �ف��ا ح� ��ول ت � ��ورط ت��رك �ي��ا ب��دع��م‬ ‫تنظيم داع��ش اإلره��اب��ي لتقديمه‬ ‫إلى االتحاد األوروبي يرى أن «العالقة العميقة بني‬ ‫(داع��ش) وتركيا تجعل قضية لجوء البغدادي إلى‬ ‫تركيا ليست باألمر الغريب‪ ،‬من الواضح أن تركيا‬ ‫تتعاون مع البغدادي على جميع األصعدة‪ ،‬سيناريو‬ ‫الدبلوماسينی األتراك الرهائن في قنصلية تركيا في‬ ‫املوصل‪ ،‬لم يكن سوی أكذوبة‪ ،‬إن الغموض في عملية‬ ‫اإلفراج املفاجئ عن الدبلوماسيني األتراك وعائالتهم‬ ‫ال��ذي��ن وق�ع��وا ف��ي األس��ر ب��أي��دي مقاتلي (داع ��ش)‪،‬‬ ‫والغموض في األسباب التي دفعت (داعش) لإلفراج‬ ‫عن السجناء األتراك دون أي مقابل‪ ،‬فيما نفت تركيا‬ ‫إب��رام أي اتفاق مع الخاطفني»‪ ،‬مضيفا «حتی بعد‬ ‫تشکیل التحالف ال��دول��ي األم�ی��رک��ي ض��د (داع��ش)‬ ‫لم تنضم تركيا إلى الحلف رغم املطالبات الغربية‪،‬‬ ‫واشترطت إدراج موضوع إسقاط نظام بشار األسد‬ ‫ضمن أهداف الحلف وإقامة منطقة آمنة»‪.‬‬ ‫ويقول لـ «املجلة» إن «تركيا لم تتأخر في معالجة‬ ‫جرحى (داعش) أو جبهة النصرة على حد سواء‪،‬‬ ‫وه� ��ذا ب�ح�س��ب وس��ائ��ل إع �ل�ام ت��رك�ي��ة ك�ش�ف��ت عن‬ ‫استقبال مركز نزيب بوالية غ��ازي عنتاب ووالي��ة‬ ‫أورف� ��ا أع � ��دادا م �ت��زاي��دة م��ن امل �ص��اب�ين م��ن أع�ض��اء‬ ‫الجماعات اإلرهابية وقيادات في تنظيم داعش لتلقي‬ ‫العالج بعد إصابتهم في العمليات العسكرية‪ ،‬أو‬ ‫القصف الجوي»‪ ،‬مؤكدا على وجود مشفى خاص‬ ‫ف��ي أورف � ��ا ج �ن��وب ت��رك �ي��ا ي�س�ت�ق�ب��ل ع� ��ادة ق �ي��ادات‬ ‫التنظيم وهو ما كشفته صحيفة (طرف) التركية‪..‬‬ ‫أما وكالة أنباء األناضول فأفادت بوجود عدد كبير‬

‫األمونيوم وباقي مواد تصنيع القنابل إلى سوريا‬ ‫تحت نظر الحرس‪ ،‬وعبور النفط الرخيص واألسلحة‬ ‫واملقاتلني األجانب واآلثار املنهوبة»‪ ،‬مشيرا إلى أنه‬ ‫«سيصعب على تركيا ضبط حدوها مجددا»‪.‬‬ ‫يلفت إبراهيم إلى أنه وثق الكثير من التقارير حول‬ ‫دعم تركيا لـ«داعش» منوها بتقرير «بيع إشارات‬ ‫ومالبس (داعش) في تركيا»‪ .‬وقد حاول الصحافي‬ ‫ج��وزي��ف دان� ��ا أن ي�ت�ح�ق��ق م��ن ه ��ذه األخ� �ب ��ار ال�ت��ي‬ ‫انتشرت آنذاك‪ .‬وقام موقع «ساليت» بنشر التقرير‬ ‫الذي أعده دانا عن رحلته في البحث عن مصدر هذه‬

‫املالبس التي رسمت عليها شعارات تنظيم داعش‪،‬‬ ‫مستأنفا أي �ض��ا أن صحيفة «ب �ي �ل��د»‪ ،‬إح ��دى أه��م‬ ‫الصحف األملانية‪ ،‬كشفت عن أن جهاز االستخبارات‬ ‫الوطني التركي ق��دم للحكومة تقريرا بخصوص‬ ‫وج��ود سبعة مخازن من األسلحة لتنظيم داعش‬ ‫ف��ي ت��رك�ي��ا‪ ،‬مضيفا‪« :‬مسلحو (داع ��ش) يقاتلون‬ ‫بذخائر عسكرية تركية حدد الخبراء العسكريون‬ ‫األم�ي��رك�ي��ون ف��ي أرب �ي��ل‪ ،‬م�ص��دره��ا حيث أث��ار هذا‬ ‫الخبر ضجة في األوس��اط السياسية التركية بعد‬ ‫نشر تقرير حول ذخائر عسكرية عثر عليها بعد‬ ‫قتال بني (داعش)‪ ،‬وقوات البيشمركة الكردية شمال‬ ‫العراق‪ ،‬أكد الخبراء أن األسلحة من تركيا‪ ،‬وتحمل‬ ‫ت �ل��ك ال��ذخ��ائ��ر ع�لام��ة ت�ص�ن�ي��ع ش��رك��ة ال�ص�ن��اع��ات‬ ‫ال� �ك� �ي� �م ��اوي ��ة وامل �ي �ك��ان �ي �ك �ي ��ة‬ ‫التركية (‪ )MKE‬وهناك أيضا‬ ‫مصور نقلته قناة تلفزيونية‬ ‫تركية يظهر فيها قطار محمل‬ ‫بالعتاد العسكري‪ ،‬من بينها‬ ‫ال��دب��اب��ات‪ ،‬واألسلحة التي قيل‬ ‫إنها مرسلة إلى تنظيم داعش‪.‬‬ ‫وبحسب الفيديو‪ ،‬ال��ذي نقلته‬ ‫ع��دة م��واق��ع عربية ف��إن القطار‬ ‫املحمل بالعتاد العسكري متجه‬ ‫إل��ى منطقة التل األب�ي��ض‪ ،‬حيث‬ ‫ك ��ان ي �خ��وض ال�ت�ن�ظ�ي��م م �ع��ارك‬ ‫طاحنة ض��د األك ��راد ف��ي شمال‬ ‫سوريا‪ ،‬لقطات يظهر فيها قيام‬ ‫ع �ن��اص��ر ت��اب �ع��ة ل�ت�ن�ظ�ي��م داع��ش‬ ‫ب��ال��دخ��ول إل��ى األراض ��ي التركية‬ ‫بحماية الشرطة امل��وج��ودة على ال�ح��دود على بعد‬ ‫بعض األمتار عنهم»‪..‬‬

‫جنراالت «داعش»‬ ‫م��ن جهته‪ ،‬م�س��ؤول م�ح��ور شنكال عكيد كاللي‪،‬‬ ‫كشف ل�ـ«امل�ج�ل��ة» ع��ن «ان�ض�م��ام ض�ب��اط أت ��راك في‬ ‫ال�ق��وات الخاصة إل��ى تنظيم داع��ش اإلره��اب��ي بعلم‬ ‫ال�ح�ك��وم��ة ال�ت��رك�ي��ة‪ ..‬خل��ال م �ع��ارك ك��رك��وك ف��ي تل‬ ‫ال ��ورد كنا نسمع أجهزتهم الالسلكية يتحدثون‬ ‫اللغة التركية وهنا يجب التمييز بني اللغة التركية‬ ‫والتركمانية فهناك اختالف حيث إن من يتحدثون‬ ‫كانوا أتراك أقحاحا وحصلنا على معلومات تفيد‬ ‫بأنه تم توكيل جنرال تركي متقاعد قيادة معارك‬ ‫ال�ت�ن�ظ�ي��م ف��ي ك��رك��وك ب�ع��د ك��ل م �ح��اوالت التنظيم‬ ‫الفاشلة في السيطرة على كركوك»‪ ،‬مضيفا‪« :‬كما‬ ‫أن تركيا استغلت التركمان السنة في تل عفر لذا فإن‬ ‫غالبية عناصر التنظيم في شنكال هم من التركمان‬ ‫الذين يسهل التواصل بينهم وبني الضباط األتراك»‪.‬‬ ‫وي�ق��ول‪« :‬إن الكثير من عناصر التنظيم يضعون‬ ‫رموز الدولة التركية‪ ،‬وجهاز االستخبارات التركي‬ ‫هو الذي ينسق وينظم قتال هذا الفريق في صفوف‬ ‫(داعش)»‪ ،‬مضيفا‪« :‬وكان هناك أحاديث عن وجود‬ ‫معسكر في تركيا يدرب مقاتلني من تنظيم داعش‬ ‫ومستشفيات لعالج عناصر (داعش)»‪.‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪15‬‬


‫تركيا توفر الحماية لزعيم التنظيم‬ ‫ضابط م�خ��اب��رات سابق ل��دى نظام ص��دام حسني‬ ‫طلب عدم الكشف عن أسمه أكد أن أبو بكر البغدادي‬ ‫ت��ردد خ�لال األس��اب�ي��ع امل��اض�ي��ة ع�ل��ى ت��رك�ي��ا‪ ،‬وان��ه‬ ‫يعتزم أدارة عمليات التنظيم من محافظة هاتاي‬ ‫ وه��ي إح��دى محافظات تركيا‪،‬عاصمتها مدينة‬‫أنطاكية – وذلك تحت إشراف من حكومة إردوغان‪،‬‬ ‫رغم إعالن أنقرة فتح قاعدة أنجرليك الجوية أمام‬ ‫طائرات التحالف الدولي‪.‬‬ ‫مصادر استخبارية أخرى معنية بمتابعة التنظيم‬ ‫ق��ال��ت أن ه��ذه املعلومات والتسريبات ت��دع��م فكرة‬ ‫اشتراك استخبارات حكومة إردوغ��ان املباشر في‬ ‫إدارة بعض عمليات التنظيم في سوريا والعراق‪ ،‬بل‬ ‫توفير الحماية إلى زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي‬ ‫وتغذيه باملعلومات قبل تحركاته‪ .‬تحليالت املراقبني‬ ‫اعتبرت تنظيم داعش يمثل حزاما أمنيا إلى تركيا‬ ‫من خالل الجغرافيا التي يتمدد عليها التنظيم والتي‬ ‫عملت على إضعاف وزعزعة دول الجوار‪ ،‬وهذا ما‬ ‫حصل بالفعل‪.‬‬ ‫يقول ضابط املخابرات العراقي السابق والذي عمل‬ ‫فترة ليست بالقصيرة مع صدام حسني أن أبو بكر‬ ‫‪14‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪,,‬‬

‫مصادر بريطانية تكشف‬ ‫أن البغدادي زار انقرة قبل‬ ‫عام للحصول على معدات‬ ‫عسكرية نوعية وعقد‬ ‫اجتماعات مع مسؤولني‬ ‫في االستخبارات‬

‫‪,,‬‬

‫«ان�ج��رل�ي��ك» ال�ج��وي��ة أم��ام ط��ائ��رات التحالف ال��دول��ي‬ ‫ضد تنظيم داعش‪ ،‬وذلك بعد اتصال هاتفي ما بني‬ ‫إردوغان وأوباما‪ .‬وقال املتحدث باسم البيت األبيض‬ ‫ٌ‬ ‫في أعقاب ذلك إن تركيا «حليف حيوي في الحرب‬ ‫ّ‬ ‫ضد (داعش)‪ ،‬وإن واشنطن تقدر الدعم القوي الذي‬ ‫ّ‬ ‫تقدمه أنقرة للتحالف في مختلف املجاالت»‪.‬‬ ‫هذه التطورات جاءت مفاجئة‪ ،‬رغم عالقة املهادنة ما‬ ‫بني تنظيم داعش وتركيا منذ عام ‪ .2011‬ووفقا إلى‬ ‫معطيات التطورات امليدانية في سوريا خاصة في‬ ‫املناطق الشمالية الشرقية منها‪ ،‬فإن تركيا من وجهة‬ ‫نظر «داعش» تعتبر مالذا ومحطة عبور حتى تاريخ‬ ‫اإلعالن التركي‪ .‬التنظيم موجود في ت��رك �ي��ا على‬ ‫ش�ك��ل أف� ��راد وش�ب �ك��ات ع�م��ل تدير‬ ‫ب�ع��ض ال�ش��رك��ات وال�ع�م�لاء وت�ق��وم‬ ‫بغسل األم��وال لتكون تركيا بوابة‬ ‫التنظيم أيضا إلى الخارج‪.‬‬ ‫إن م��ا ت�ع�ل�ن��ه أن �ق��رة وم �ص��ادره��ا‬ ‫الدبلوماسية من تصريحات حول‬ ‫خطتها في محاربة تنظيم داعش‬ ‫ال ي�ع�ك��س ب��ال�ت��أك�ي��د ن ��وع وح�ج��م‬ ‫العالقة ما بني أب��و بكر البغدادي‬ ‫وحكومة إردوغان‪ ،‬التي تمتد إلى‬ ‫م��ا قبل ع��ام ‪ ،2008‬ه��ذه العالقة‬ ‫أث � ��ارت ال �ك �ث �ي��ر م ��ن ال �ت �س��اؤالت‪،‬‬ ‫ك ��ون� �ه ��ا ت � �ع� ��دت ح� ��ال ��ة امل� �ه ��ادن ��ة‬ ‫ووصلت حالة التعاون والتنسيق‬ ‫ع �ل��ى األرض‪ .‬ورغ� ��م أن تنظيم‬ ‫داعش محسوب على الجماعات‬ ‫املتشددة‪ ،‬فإنه يتبع سياسة املهادنة مع خصومه‪،‬‬ ‫وهذا ما حصل مع إقليم كردستان العراق وإيران‬ ‫وبعض العشائر في سوريا والعراق‪.‬‬

‫البغدادي لم يظهر بأي مناسبة علنية منذ ظهوره‬ ‫األول بعد إعالن خالفته في شهر يونيو (حزيران)‬ ‫‪ 2014‬في مدينة املوصل‪ ،‬وه��ذا ما يدعم فكرة أن‬ ‫أب��و بكر البغدادي ال يمكن تصنيفه ضمن رجال‬ ‫الجماعات املتطرفة‪ ،‬بقدر ما يكون رجل استخبارات‬ ‫يدير تنظيما ومؤسسة عسكرية أمنية‪ ،‬فهو يحيط‬ ‫نفسه بالكثير م��ن ال�غ�م��وض‪ .‬ورغ ��م تمكن ق��وات‬ ‫التحالف ال��دول��ي م��ن حصد بعض رؤوس قيادات‬ ‫تنظيم داعش‪ ،‬ومنها الرجل الثاني فاضل الحيالي‬ ‫املعروف باسم أبو مسلم التركماني‪ ،‬وهو ذو جذور‬ ‫تركية‪ ،‬فإن االستخبارات املركزية ما زالت تنقصها‬ ‫املعلومات عن البغدادي‪ .‬فالبغدادي يستعني بحلقات‬

‫حماية وأم��ن على غ��رار ديكتاتوريات دول العالم‬ ‫الثالث‪ ،‬تجنبه االنقالبات أو محاوالت االنقالب‪ ،‬وهذا‬ ‫ما أعلن عنه مطلع شهر سبتمبر ‪ 2015‬بإعدام أكثر‬ ‫من مائة عنصر من «داعش» في مدينة املوصل‪ ،‬بعد‬ ‫اتهامهم بمحاولة انقالب‪.‬‬ ‫الباحث الكردي في شؤون الجماعات املسلحة هاشم‬ ‫الهاشمي‪ ،‬يكشف ع��ن أن «عائلة وإخ��وة وأخ��وات‬ ‫وأقارب البغدادي يقيمون في تركيا»‪ ،‬ولم يستبعد‬ ‫أن يكون شخص زعيم «داعش» مستقرا في تركيا‬ ‫أو في طريقه إليها‪.‬‬ ‫ويقول الهاشمي لـ «املجلة»‪« :‬العالقة بني (داع��ش)‬ ‫وتركيا غير خافية على أح��د‪ .‬ورغ��م إع�لان تركيا‬

‫دخولها التحالف العربي والغربي في الحرب على‬ ‫(داع ��ش) ف��إن��ه لحد اآلن ال ت��وج��د ن�ه��اي��ات معلومة‬ ‫ّ‬ ‫ل�ل�ع�لاق��ة ب�ين (داع � ��ش) وت��رك �ي��ا وك�ل�ت��اه�م��ا ح ��ذرت‬ ‫من اختيار نهاية دموية‪ ،‬وهناك معلومات مؤكدة‬ ‫ع��ن ت� �ش ��اورات م�خ��اب��رات�ي��ة م��ع ع�ن��اص��ر (داع ��ش)‬ ‫في الجنوب التركي ومع عناصر من (داع��ش) في‬ ‫الشمال السوري»‪ ،‬مضيفا‪(« :‬داعش) ليست عدوا‬ ‫لتركيا وتركيا ال تريد حربا ضد (داعش) هي تريد‬ ‫منطقة آمنة وليست منطقة خالية من (داعش)‪ ،‬ثم‬ ‫هناك ت�خ��ادم بينهما ف��ي قتال ع��دو مشترك وهو‬ ‫املعارضة الكردية الطامحة إلى إنشاء الدولة»‪.‬‬ ‫وح� ��ول ن �ف��ي ت��رك �ي��ا أي ت �ع��اون اس �ت �خ �ب��ارات��ي مع‬ ‫«داع ��ش» ي ��رد‪« :‬ك��ون�ه��ا م�خ��اب��رات�ي��ة بالتأكيد ليس‬ ‫ه�ن��اك م��ا ينفيها وال يؤكدها‬ ‫هي خفية وس��ري��ة»‪ ،‬موضحا‪:‬‬ ‫« يحمل امل�ل��ف االم�ن��ي لتنظيم‬ ‫«داع � � � ��ش» ض ��اب ��ط امل� �خ ��اب ��رات‬ ‫العراقي آياد خلف ويساعده ‪12‬‬ ‫ ‪ 15‬ضابطا في العراق‪ ،‬أما في‬‫سوريا فيديره ضباط منشقون‬ ‫عن الجيش الحر السوري وهم‬ ‫ك��ان��وا ف��ي اس�ت�خ�ب��ارات الجيش‬ ‫ال �س��وري وبعضهم ض�ب��اط في‬ ‫ف� ��روع امل� �خ ��اب ��رات وغ��ال �ب �ه��م من‬ ‫أه��ال��ي دي ��ر ال � � ُّ�زور وي�ع�ت�ق��د أنهم‬ ‫كانوا من مجموعة عامر الرفدان‬ ‫وصدام أرخيتة»‪.‬‬ ‫وكانت مصادر بريطانية كشفت‬ ‫قبل عام عن أن أبو بكر البغدادي‬ ‫في تركيا للحصول على أسلحة وذخائر ومعدات‬ ‫عسكرية نوعية وأن��ه عقد اجتماعات رسمية مع‬ ‫مسؤولني في االستخبارات التركية لهذا الغرض‪،‬‬ ‫ول��م يكن بعيدا عن أع�ين واشنطن وموسكو‪ ،‬وإذا‬ ‫كانت واشنطن اكتفت بالتنبيه من تحت الطاولة‪،‬‬ ‫ف��إن موسكو ذهبت إل��ى حد التلويح بذلك عالنية‪،‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬لم يتردد أبو بكر البغدادي في الذهاب إلى‬ ‫تركيا بنفسه‪.‬‬

‫البغدادي يتفقد مواقع التنظيم في نينوى‬ ‫أف��ادت أنباء في املوصل عن أن مجموعة من قادة‬ ‫تنظيم داع��ش العرب واألجانب وصلوا إليها بداية‬ ‫الشهر املاضي قادمني من الرقة السورية في سرية‬ ‫تامة‪ ،‬وأنهم دخلوا املحافظة عبر املنطقة الصحراوية‬ ‫التي يسيطر عليها التنظيم عبر الحدود العراقية‬ ‫السورية‪ ،‬وشوهد البغدادي وهو يقوم بتفقد عدد‬ ‫من مواقع التنظيم في نينوى‪.‬كان هذا بعد تقرير‬ ‫ل��وك��ال��ة «‪ »C.N.N‬األم�ي��رك�ي��ة ع��ن ج�ه��ود أميركية‬ ‫إلخراج كبار قادة تنظيم داعش متركزة في منطقة‬ ‫الرقة السورية‪ ،‬حيث تراقب واشنطن حركة «داعش»‬ ‫ً‬ ‫بعدما أصبحت القوات الكردية على بعد ‪ 35‬ميال‬ ‫شمال املدينة‪.‬‬ ‫وبحسب التقرير فقد حددت الواليات املتحدة سلسلة‬ ‫من املباني في وسط مدينة الرقة يعتقد أنها تأوي‬


‫مظاهرة كردية مناوئة‬ ‫لسياسة الرئيس التركي‬ ‫رجب طيب اردوغان‬ ‫وتنتقد تقاربه مع تنظيم‬ ‫داعش (غيتي)‬

‫األميركيون والعراقيون حول مكان إقامته‪ ،‬إال أنه‬ ‫ت�ت��وارد أنباء عن ع��زم البغدادي األق��ام��ة في تركيا‬ ‫وانه تردد عليها منذ عدة أسابيع تحديدا في مدينة‬ ‫هاتاي الحدودية‪ ،‬وانه ينتقل دائما بني تلك املدينة‬ ‫الجنوبية وبني الرقة السورية ‪ .‬فيما أشارت معلومات‬ ‫أخرى إلى انتقال البغدادي من املوصل إلى مدينة‬ ‫الرمادي بمحافظة األنبار الواقعة في غرب البالد‪،‬‬ ‫وتعد أكبر محافظات العراق مساحة‪.‬‬ ‫وتؤكد مصادر أمنية مطلعة وجود عائلته وأقرباء‬ ‫لزعيم التنظيم اإلرهابي في أنقرة الذين لجأوا إليها‬

‫عقب إعالن البغدادي الخالفة من املوصل‪ ،‬وتشير‬ ‫املصادر أنه في يوليو (تموز) ‪ 2014‬هربت عائلة‬ ‫وأقرباء زعيم «داعش» اإلرهابية من مسقط رأسهم‬ ‫في مدينة س��ام��راء‪ ،‬خشية مالحقتهم من القوات‬ ‫األمنية بتهم اإلرهاب‪ .‬وكانت السلطات األمنية في‬ ‫العراق تمكنت من اعتقال كل من شقيق البغدادي‪،‬‬ ‫واب ��ن ع�م��ه امل��دع��و ح ��ردان ال ��ذي ي�ع��د أب ��رز ق�ي��ادات عالقة املهادنة بني تنظيم داعش وتركيا‬ ‫«داعش» وثالثة من معاونيه جنوب تكريت‪.‬‬ ‫كما قتل عدد من أقرباء البغدادي‪ ،‬ومنهم ابن عم أعلنت حكومة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان‪،‬‬ ‫البغدادي‪ ،‬قتل في أبريل (نيسان) ‪ 2015‬إثر تنفيذه خ�ل�ال ش �ه��ر ي��ول �ي��و (ت� �م ��وز) ‪ ،2015‬ف �ت��ح ق��اع��دة‬

‫عملية انتحارية عند نقطة تفتيش في بعقوبة في‬ ‫العراق ‪ ،‬فيما قتل صهره توفيق الهيتي املعروف‬ ‫بـ «والي الحويجة»‪ ،‬إثر قصف القوات األمنية لقضاء‬ ‫الحويجة غرب كركوك‪ ،‬كذلك قتل ابن شقيقته أبو‬ ‫رحاب العراقي في الضلوعية جنوب تكريت‪.‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪13‬‬


‫أبو بكر البغدادي‪ ،‬أو (إبراهيم‬ ‫عواد إبراهيم السامرائي) زعيم‬ ‫تنظيم داعش اإلرهابي‪ ،‬املرة‬ ‫الوحيدة التي ظهر فيها كانت‬ ‫في أحد مساجد املوصل شمال‬ ‫العراق‪ ،‬إثر سقوط املدينة‬ ‫بيد تنظيم داعش‪ ،‬يوم أعلن‬ ‫تنصيب نفسه «خليفة عليها»‪،‬‬ ‫أي أن ظهوره كان ضروريا وفق‬ ‫املنظور الشرعي للجماعات‬ ‫املتطرفة من أجل تقديم البيعة‬ ‫له‪ ،‬ومنذ ذلك الحني لم يظهر في‬ ‫أي مكان علنا‪ ،‬باستثناء تسجيل‬ ‫صوتي منسوب له‪.‬‬

‫عالقة مهادنة بني أنقرة‬ ‫و«داعش»‪ ..‬وغموض حول‬ ‫تحركات زعيم التنظيم‬

‫هل يلجأ البغدادي إلى تركيا ؟‬ ‫> معلومات استخباراتية‬ ‫تشير إلى تنقل زعيم‬ ‫التنظيم ما بني هاتاي‬ ‫التركية والرقة السورية‪..‬‬ ‫وأنباء أخرى تشير إلى‬ ‫نقل البغدادي إقامته من‬ ‫املوصل إلى الرمادي‬ ‫‪12‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫إسطنبول ‪ -‬السليمانية‪ :‬روشن قاسم‬ ‫بغداد‪ :‬جاسم محمد‬ ‫أين يقيم البغدادي‪ ،‬وأين مقره في املناطق‬ ‫ال��واس �ع��ة م��ن ال �ع ��راق وس ��وري ��ا ال�خ��اض�ع��ة‬ ‫لسيطرة تنظيمه‪ ،‬ف�ب�ين امل��وص��ل العراقية‬ ‫ً‬ ‫والرقة السورية ممسكا هناك الفلوجة وج��زءا من‬ ‫ال��رم��ادي‪ ،‬ودي��ر ال ��زور‪ ،‬كما يسيطر التنظيم على‬

‫مناطق في الالذقية وحلب وإدل��ب وحماة‪ ،‬وأخ��رى‬ ‫على الحدود مع تركيا قرب هاتاي الجنوبية‪.‬‬ ‫رغم استهداف الحلقة القريبة من أبو بكر البغدادي‪،‬‬ ‫لم تحصل االستخبارات الغربية أو العراقية تفاصيل‬ ‫عن حركته وتنقله وأماكن وجوده‪ .‬البغدادي يتصرف‬ ‫باعتباره مسؤول مجموعة ومؤسسة أمنية عسكرية‬ ‫أكثر من زعيم جماعة متطرفة‪ ،‬على عكس الجماعات‬ ‫املتطرفة في اليمن وأفغانستان الذين يظهرون بني‬ ‫فترة وأخرى في ساحات القتال أو بني العامة‪.‬‬ ‫وهناك تعتيم على تحركات زعيم «داعش»‪ ،‬ويختلف‬


‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪11‬‬


‫متحف مدام توسو يجدد تمثال امللكة إليزابيث‬ ‫الثانية بمناسبة تجاوزها عهد فيكتوريا‬ ‫متحف مدام توسو قام بتحديث تمثال الشمع املجسد للملكة إليزابيث الثانية‬ ‫بعد أن أعلن قصر باكنغهام ‪ 9‬سبتمبر املاضي تجاوز امللكة إليزابيث‬ ‫فترة حكم امللكة فيكتوريا الذي امتد لنحو ‪ 64‬عاما (غيتي)‬

‫‪10‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬


‫صورة جوية لساعة مكة املكرمة‪ ..‬والساهرون‬ ‫على تأمني الحجاج بمركز عملية القيادة والسيطرة‬ ‫تعد ساعة مكة املكرمة أكبر ساعة برج في العالم ً‬ ‫نظرا لقطر‬ ‫واجهتها الذي يزيد على ‪ً 40‬‬ ‫مترا وارتفاعها الذي يزيد على ‪400‬‬ ‫متر عن مستوى األرض‪ ،‬ويمكن رؤية الساعة من جميع أحياء مكة‬ ‫املكرمة من على بعد يزيد على ثمانية كيلومترات وتبدو الكعبة‬ ‫املشرفة في الوسط‪ .‬وفي الصور الثالث على اليسار ضباط األمن‬ ‫في مركز عملية القيادة والسيطرة بمكة املكرمة الذين يؤدون‬ ‫عملهم بعناية فائقة ويراقبون بأحدث األجهزة املتطورة مناسك‬ ‫الحج لحماية وتأمني ضيوف الرحمن القادمني إلى السعودية خالل‬ ‫موسم الحج (غيتي)‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪9‬‬


‫‪8‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬


‫واحدة من أكبر جماعات الضغط في واشنطن‬

‫ارتفاع هائل في ميزانية‬ ‫منظمة «أيباك» السنوية‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ارتفاعا هائال‬ ‫شهدت لجنة الشؤون العامة األميركية اإلسرائيلية (أيباك)‬ ‫في ميزانيتها السنوية في ‪ً 13‬‬ ‫عاما فقط‪ ،‬لتتحول من ‪ 15.8‬مليون دوالر‬ ‫إلى ‪ 64.3‬مليون دوالر في عام ‪( 2013‬وهو آخر عام تتوافر عنه أرقام‬ ‫ُ‬ ‫معلنة) بمعدل زيادة استثنائي بلغ ‪ 307‬في املائة في منظمة تعد بالفعل‬ ‫واحدة من أكبر جماعات الضغط في واشنطن‪ .‬وتؤكد مصادر بواشنطن‬ ‫صعوبة معرفة كيفية إنفاق املنظمة لكل هذه األموال‪ .‬وهذا بالتحديد ما‬ ‫تريده «أيباك» وفق املصادر‪.‬‬ ‫وتلتزم «أيباك» بدقة بقوانني اإلفصاح الفيدرالية في أنشطتها التي تتنوع‬ ‫ما بني دعم املرشحني للمناصب العامة وحمالت التأييد في الكونغرس‬ ‫إلى حملتها الدعائية ضد االتفاق النووي مع إيران‪ ،‬وفي الوقت ذاته تخطط‬ ‫لترك أدنى قدر ممكن من األثر‪.‬‬ ‫وق��د بلغ متوسط ميزانية املنظمة الحقوقية السنوية ‪ 66‬مليون دوالر‬ ‫أميركي ما بني عامي‪ 2009‬و‪ ،2013‬وفقا ًلسجالت الضرائب الفيدرالية‪،‬‬ ‫ولكنها أعلنت للكونغرس أنها لم تنفق مطلقا أكثر من ثالثة ماليني دوالر‬ ‫في العام للضغط على الحكومة الفيدرالية (ول��م ترسل املنظمة تقارير‬ ‫ب��األرق��ام الخاصة بعام ‪ 2014‬إل��ى دائ��رة اإلي��رادات الداخلية حتى اآلن)‪.‬‬ ‫يرجع أحد أسباب هذا االختالف إلى حقيقة أن القانون الفيدرالي يعطي‬ ‫املنظمات خيارات مختلفة لحساب حجم إنفاقها على أنشطة الضغط‪،‬‬ ‫وقد اختارت «أيباك» أكثر الخيارات ضيقا‪ .‬كما تكشف عائدات الضرائب‬ ‫التي تقدمها املنظمة إلى دائرة اإليرادات الداخلية‪ ،‬وهي وثائق عامة نظرا‬ ‫لوضع املنظمة التي ال تستهدف الربح‪ ،‬عن معلومات أقل‪ .‬وعلى الرغم من‬ ‫أن االستمارات تتطلب ملء بيانات تكشف عن حجم إنفاق املنظمة على‬ ‫أنشطة الضغط‪ ،‬فإن «أيباك» ذكرت أن نفقاتها «صفر»‪ ،‬أو تركت املساحة‬ ‫فارغة‪ ،‬وذلك منذ عام ‪.2009‬‬ ‫ِّ‬ ‫املشرعني برفض االتفاق‬ ‫وتقول املصادر‪ :‬في ظل مساعي املنظمة إلقناع‬ ‫التاريخي الذي يعقده الرئيس باراك أوباما مع إي��ران‪ ،‬استعانت «أيباك»‬ ‫ببديل «مواطنون من أجل إيران خالية من السالح النووي» لنشر إعالنات‬ ‫تجارية في ‪ 23‬والية لحث املشرعني على التصويت ضد االتفاق‪ .‬ولكن‬ ‫أخفقت هذه املساعي‪ ،‬التي تنوعت تقديرات حجم اإلنفاق عليها ما بني ‪20‬‬ ‫و‪ 40‬مليون دوالر‪ .‬وفي حني يبدو أن املنظمة تتجه إلى خسارة تشريعية‪،‬‬ ‫فإن جهودها لم تتعرض لفشل كامل‪ .‬فقد رصدت املنظمة ارتفاع أعداد‬ ‫ً‬ ‫األميركيني الرافضني لالتفاق النووي‪ ،‬كما أنها جمعت أمواال في عام ‪2015‬‬ ‫أكبر من أي عام مضى‪.‬‬

‫أعلن أنه من بني الشركاء يف «جبهة النضال الوطين» اجلديدة‬

‫‪ :‬حان‬ ‫أحمد قذاف الدم لـ‬ ‫الوقت للم شمل الليبيني وحقن الدماء‬ ‫القاهرة‪ :‬عبد الستار حتيتة‬ ‫أعلنت ع�ش��رات التنظيمات والشخصيات‬ ‫ف��ي ليبيا ع��ن «جبهة النضال ال��وط�ن��ي» قبل‬ ‫أسبوعني‪ .‬ومن بني الشركاء في تأسيس هذه‬ ‫الجبهة أحمد قذاف الدم‪ ،‬املبعوث الشخصي‬ ‫السابق للعقيد ال��راح��ل معمر ال�ق��ذاف��ي واب��ن‬ ‫عمه‪ .‬وق��ال ف��ي ح��وار م��ع «املجلة» إن «ه��دف‬ ‫الجبهة سلمي‪ ،‬ويسعى إلى محاولة إنقاذ ليبيا‬ ‫من املصير الذي آلت إليه‪ ،‬ولم شمل الليبيني‬ ‫وحقن الدماء»‪ .‬وإلى أهم ما جاء في الحوار‪..‬‬ ‫> ما الهدف من اإلعالن عن هذه الجبهة؟‬ ‫ نظرا ملا يحدث في ليبيا من تداعيات وما‬‫وص�ل��ت إل�ي��ه م��ن وض��ع م�ه�ين بسبب تدخل‬ ‫ال � �غ� ��رب‪ ،‬ق ��ام ��ت م �ج �م��وع��ة م ��ن ال �ت �ن �ظ �ي �م��ات‬ ‫والحركات‪ ،‬التي تسعى إلى إخ��راج ليبيا من‬ ‫هذا الوضع البائس لتأسيس الجبهة‪ .‬تنادينا‬ ‫جميعا نحن‪ ،‬تنظيمات معارضة في الداخل‬ ‫وال�خ��ارج‪ ،‬أكثر من عشر حركات‪ ،‬لتأسيس‬ ‫جهة واحدة‪ ،‬إلخراج ليبيا من هذا الوحل تحت‬ ‫ثوابت وطنية‪.‬‬ ‫> قد ينتقد البعض هذه الجبهة في هذا‬ ‫التوقيت؟‬ ‫ نحن نؤمن بحق كل الليبيني في املشاركة‬‫في العمل الوطني ونؤمن بحرمة دماء الليبيني‪،‬‬ ‫ونسعى لقطع الطريق أم��ام التدخل األجنبي‬ ‫في بالدنا‪ .‬لقد راعنا ما آلت إليه األحوال من‬ ‫ت�ش��ري��د ون �ه��ب وس ��رق ��ات‪ ،‬ف�ق��ررن��ا أن نقوم‬ ‫ب�ح��راك جديد ال عالقة ل��ه باملاضي م��ن أجل‬ ‫إسقاط دول��ة الباطل التي قامت بعد التدخل‬ ‫الغربي في ‪ ،2011‬ونرى أن هذه هي املعركة‬ ‫الواجبة لهذه املرحلة إلنقاذ سفينة الوطن من‬ ‫الهالك‪.‬‬ ‫> ه ��ل أن� ��ت م ��ؤي ��د ف �ق��ط ل �ه ��ذا ال �ح ��راك‬ ‫(الجبهة) أم أنك من ضمن من يقودونه؟‬ ‫ أنا شريك في هذا الحراك‪ ،‬نحن أسسنا منذ‬‫زمن تيار ليبيا الوسط‪ ،‬ويضم كل املستقلني‬ ‫من الليبيني الذين هم مع حقن الدماء ومع عودة‬ ‫ليبيا إلى الليبيني‪ .‬نحن والتنظيمات األخرى‬ ‫املشاركة معنا لدينا فروع في كل أنحاء ليبيا‪.‬‬ ‫في زوارة وفي طرابلس ومصراتة وبنغازي‬ ‫والجنوب والشرق وفي املهجر أيضا‪.‬‬

‫أحمد قذاف الدم‬

‫> ما نوع عمل الجبهة؟ هل تقتصر على‬ ‫العمل السلمي؟‬ ‫ بالتأكيد هو سلمي‪ ،‬ويطالب بحقن الدماء‬‫ووقف نزيف الوطن ومللمة جراحه‪ ،‬والخروج‬ ‫م��ن ه��ذا ال��وض��ع ال��ذي ط��ال ك��ل الليبيني دون‬ ‫استثناء‪.‬‬ ‫> هل هذا الحراك يتعاطى مع املفوضات‬ ‫التي يقودها برناردينو ليون املبعوث‬ ‫الخاص لألمني العام لألمم املتحدة إلى‬ ‫ليبيا؟‬ ‫ ل�ل�أس��ف ال �س �ي��د ل �ي��ون ي��ري��د أن ي�ش��رع��ن‬‫ِّ‬ ‫ويجمع فبراير (شباط) على فبراير‬ ‫الباطل‬ ‫(يقصد انتفاضة ‪ 17‬فبراير املسلحة ضد‬ ‫حكم القذافي في ‪ )2011‬لكي يبرهن على أن‬ ‫ما حدث من تدخل غربي في ليبيا أنتج دولة‬ ‫أو أنتج نظاما مستقرا‪ ،‬لكن هذا مردود عليه‬ ‫بأن ما حدث في ليبيا كان غزوا دوليا‪ ،‬بينما‬ ‫كان الصراع ليبيا ليبيا‪ ،‬والتدخل الدولي هو‬ ‫الذي أدى إلى هذه النتيجة التي وصلنا إليها‪.‬‬ ‫هم تسببوا في هذه الكارثة وك��ان ينبغي أن‬ ‫يتجهوا لكل شرائح املجتمع الليبي وكل القوى‬ ‫السياسية الليبية لكي نطوي صفحة املاضي‪.‬‬ ‫> ت �ع �ن��ي أن ال� �ح ��راك غ �ي��ر م �ش ��ارك في‬ ‫مفاوضات حكومة الوفاق الوطني؟‬ ‫ نحن لم نشارك فيه ألن (ليون) لم يدعونا إليه‪،‬‬‫هو جمع مجموعة أصفار وبالتالي سيخرج‬ ‫بصفر كبير‪ .‬حتى األسماء املطروحة لألسف‬ ‫ال تعبر عن الليبيني جميعا‪ ،‬وال تستطيع أن‬ ‫تخرج ليبيا من أزمتها<‬

‫< في الداخل‪ 20 :‬أكتوبر يوم‬ ‫الحسم في ليبيا‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪7‬‬


‫«داعش» يضع دفتر توقيع للمصلني بمساجد الرقة‪ ..‬واملتغيب يتعرض للمساءلة‬ ‫كشف مصدر سوري طلب عدم الكشف عن اسمه‬ ‫أن تنظيم داعش ّ‬ ‫عمم ً‬ ‫قرارا على مساجد الرقة وريفها‬ ‫بوجوب توقيع املصلني على دفتر باملسجد بعد صالة‬ ‫العشاء وبعد صالة الظهر ً‬ ‫يوميا بحرف «م»‪ ،‬ويوضع‬ ‫نَّ‬ ‫الدفتر تحت مسؤولية إم��ام الجامع امل�ع�َّي� م��ن قبل‬ ‫«داعش»‪.‬‬ ‫وقال أحد املصلني يسكن بأحد أحياء الرقة إنه «بعد‬ ‫مضي ثالثة أي��ام أصبح لي رق��م أعطيه لإلمام الذي‬ ‫يقوم بوضع حرف (م) أمام اسمي بالدفتر‪ ،‬لم يعد‬ ‫ب�م�ق��دوري التغيب ألن التغيب (وب�ح�س��ب عناصر‬ ‫ال�ت�ن�ظ�ي��م) س�ي�ت��وج��ب ع�ل�ي��ه امل �س��اءل��ة ومل� ��اذا تغيبت‬ ‫علي ً‬ ‫وغيرها من تلك األسئلة التي تجر ّ‬ ‫أمورا أخرى»‪،‬‬ ‫مضيفا‪« :‬إم ��ام امل�س�ج��د ي ��دور ع�ل��ى ال�ح��ي بالكامل‬ ‫لتسجيل أسماء الذكور من عمر ‪ 12‬سنة ويخبرهم‬ ‫بأنهم مطالبون بالذهاب للمسجد لتأكيد حضورهم‬ ‫للصالة»‪.‬‬

‫والتنظيم بدأ القرار بمدينة الرقة ومدينة الطبقة غرب‬ ‫الرقة‪ ،‬حيث ي��دون اإلم��ام أسماء أه��ل الحي القريبني‬ ‫من املسجد‪ ،‬وسيستمر العمل ملسح املدينة والريف‬ ‫بالكامل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عموما تلك الخطوة م��ن التنظيم‪،‬‬ ‫ويخشى األه��ال��ي‬ ‫حيث يتحاشى ال�ك�ث�ي��رون ال��ذه��اب للمساجد لعدم‬ ‫االخ�ت�لاط م��ع عناصر التنظيم حتى انخفض عدد‬ ‫املصلني االعتياديني بالجامع إل��ى أق��ل من النصف‪،‬‬ ‫ألن التنظيم يلقي الكثير من املحاضرات والخطب بعد‬ ‫الصلوات وتنص على تكفير الناس وإسماعهم ً‬ ‫كالما‬ ‫ال يودونه‪ ،‬بحسب املصدر‪.‬‬ ‫كذلك دعوات االلتحاق بالتنظيم تكون بالجوامع حيث‬ ‫عمل التنظيم على ت��وري��ط الكثير م��ن الشبان عبر‬ ‫شحنهم بخطب حماسية ومن ثم نقلهم إلى جبهات‬ ‫القتال إبان قتال التنظيم مع وحدات «‪ »YPG‬بمدينة‬ ‫سلوك شمال الرقة‪.‬‬

‫جدل حول العراقية زها حدید بعد انسحابها من مقابلة إذاعية مع قناة «بي بي سي»‬ ‫أن�ه��ت املعمارية العراقية زه��ا ح��دي��د مقابلة لها مع‬ ‫البرنامج الصباحي على القناة اإلذاعية الرابعة لقنوات‬ ‫«ب��ي ب��ي س��ي»‪ ،‬حيث أغلقت الهاتف ف��ي وج��ه مقدمة‬ ‫البرنامج‪ ،‬سارة مونتيغو‪ ،‬بعد أن ادعت األخيرة موت‬ ‫أكثر من ‪ 1200‬عامل مهاجر خالل بناء استاد كرة قدم‬ ‫تشرف عليه املعمارية العراقية مخصص لكأس العام‪،‬‬ ‫املقرر إقامته في قطر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫اعتذارا قالت‬ ‫أصدرت قناة «بي بي سي» في وقت الحق‬ ‫فيه إنه «ال توجد دالئل على حاالت وفاة» حدثت بموقع‬ ‫االستاد‪ .‬وقد تمت دعوة زها حديد للبرنامج‪ ،‬للحديث‬ ‫عن كونها أول امرأة تحصل على امليدالية الذهبية امللكية‬ ‫للهندسة املعمارية‪.‬‬ ‫ولكن ساد املحادثة توتر سريع بعد أن انتقلت مقدمة‬ ‫البرنامج إل��ى الحديث عن تصميم املعمارية العراقية‬ ‫الستاد الوكرة املقرر استضافته لكأس عام ‪.2022‬‬ ‫وذك ��رت مونتيغو ت�ق��ري��را ص��در ع��ن ات�ح��اد النقابات‬ ‫ال��دول��ي (‪ )ITCU‬ف��ي ع��ام ‪ّ ،2013‬ادع ��ى ف��ي خاتمته‬ ‫موت أكثر من ‪ 1000‬عامل مهاجر في مشاريع البناء‬ ‫ال�ق�ط��ري��ة امل�خ�ص�ص��ة ل�ك��أس ال�ع��ال��م ف��ي ع��ام��ي ‪2012‬‬ ‫و‪ .2013‬وان�ت�ش��ر ب�ع��د ذل ��ك رس ��م ب�ي��ان��ي توضيحي‬ ‫لألرقام كالفيروس على مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬ ‫ولكن العمل على بناء استاد الوكرة لم يبدأ قبل عام‬ ‫‪.2013‬‬ ‫وأخ��ذ غضب زه��ا ح��دي��د م��ن أسئلة مونتيغو ي��زداد‬ ‫بشكل متصاعد‪ ،‬وعندما انتقل موضوع الحديث بعد‬ ‫ذلك إلى تصميم املعمارية املثير للجدل الستاد طوكيو‬ ‫األوليمبي‪ ،‬كانت حديد وصلت إلى نقطة الذروة‪ .‬فقالت‬ ‫ً‬ ‫«فلنوقف هذه املحادثة حاال‪ .‬أنا ال أود املتابعة» قبل أن‬ ‫ُ‬ ‫تنهي املكاملة‪.‬‬ ‫وبعد إذاعة املقابلة بسبع ساعات‪ ،‬أصدرت قناة «بي‬

‫‪6‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫ً‬ ‫بي سي» بيانا يقول‪« :‬تشير البيانات املتعلقة بموت‬ ‫‪ 1200‬عامل مهاجر في مواقع بناء‪ ،‬الواردة في تقرير‬ ‫اتحاد النقابات الدولي (‪ ،)ITCU‬الذي تمت مناقشته‬ ‫في برنامج اليوم الصباحي‪ ،‬إلى قطر في مجملها‪ ،‬وال‬ ‫تشير بشكل خاص إلى موقع بناء االستاد الرئيسي‬ ‫لكأس العالم‪ .‬نعتذر عن عدم توضيح تلك النقطة أثناء‬ ‫مقابلة اليوم الصباحية مع السيدة زها حديد‪ .‬ونحن‬ ‫سعيدون بعدم وجود دالئل على حاالت وفاة في موقع‬ ‫االستاد الرئيسي»‪.‬‬ ‫وصرحت الحكومة القطرية بأن البيانات التي عرضتها‬ ‫مونتيغو‪ ،‬والتي تزعم موت ‪ 1200‬عامل مهاجر في‬ ‫قطر‪ ،‬منذ منحها حق استضافة كأس العالم في ‪،2010‬‬ ‫عارية ً‬ ‫تماما عن الصحة‪.‬‬

‫املعمارية العراقية زها حديد‬


‫من أبرزها‪ :‬عودة الحكومة وهادي إلى عدن‪:‬‬ ‫وانطالق عملية تحرير مأرب‬

‫تطورات مهمة على الساحة اليمنية‬ ‫خالل سبتمبر املاضي‬ ‫أبرز تطورات األحداث على الساحة اليمنية في شهر سبتمبر (أيلول) هي عودة‬ ‫نائب الرئيس اليمني‪ ،‬رئيس الوزراء‪ ،‬خالد محفوظ بحاح إلى عدن بمعية عدد‬ ‫من وزرائه في الحكومة‪ ،‬ثم عودة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى املدينة‪،‬‬ ‫بعد ‪ 6‬أشهر على مغادرتها لها على وقع اجتياحها من قبل امليليشيات الحوثية‬ ‫وقوات املخلوع علي عبد الله صالح‪.‬‬ ‫إضافة إلى ذلك انطلقت في سبتمبر عملية تحرير محافظة مأرب النفطية الهامة‪،‬‬ ‫في شرق البالد‪ ،‬حيث شاركت دول التحالف‪ ،‬بقيادة السعودية‪ ،‬ألول مرة في‬ ‫العمليات البرية‪ ،‬عبر القوات املشتركة التي شكلت في مأرب‪ ،‬والتي تتكون من‬ ‫قوات التحالف وق��وات الجيش الوطني واملقاومة الشعبية‪ ،‬وهي العمليات التي‬ ‫حققت تقدما كبيرا‪ ،‬حتى اللحظة‪ ،‬إضافة إلى اتساع نطاق عمليات القصف‬ ‫ال�ج��وي ل�ق��وات التحالف ال�ت��ي تستهدف العاصمة ص�ن�ع��اء‪ ،‬فقد أدت ال�غ��ارات‬ ‫الجوية إل��ى تدمير ع��دد من الجسور والطرق التي تربط صنعاء باملحافظات‬ ‫املجاورة‪ ،‬وباتت العاصمة شبه محاصرة ومعزولة‪ ،‬في سياق ما يعلن عنه القادة‬ ‫العسكريون في القوات املشتركة بشأن االستعداد ملعركة صنعاء‪.‬‬ ‫في مقابل ذل��ك‪ ،‬زاد الحوثيون من انتهاكاتهم بحق املواطنني اليمنيني‪ ،‬حيث‬ ‫يعتقلون آالف املواطنني والنشطاء بتهم تتعلق بتأييدهم لعمليات قوات التحالف‬ ‫وعدم إدانتهم لها‪.‬‬

‫وفق استبيان «إتش إس بي سي» العاملي‬

‫اإلمارات ضمن الدول العشر األولى‬ ‫املفضلة ً‬ ‫عامليا للمغتربني‬ ‫ال تزال دولة اإلمارات العربية املتحدة وجهة جذابة للمغتربني من جميع أنحاء‬ ‫العالم بفضل مجاالت أعمالها املتنوعة وموقعها املحوري في الشرق األوسط‬ ‫على الرغم من تقلب االقتصاد العاملي وانعدام األمن في أسواق العمل‪.‬‬ ‫وتميزت دولة اإلمارات حسب «استبيان إتش إس بي سي العاملي آلراء املغتربني‬ ‫‪ »2015‬بالفرص التي تقدمها ملن يسعى لبدء مسيرته املهنية أو إنشاء عمله‬ ‫الخاص بينما حلت دبي في املرتبة الثانية عامليا من بني املدن املفضلة لدى رواد‬ ‫األعمال املغتربني‪ .‬وشمل االستبيان السنوي العاملي آلراء املغتربني في عامه‬ ‫الثامن نحو ‪ / 22 /‬ألف مغترب من أنحاء العالم منهم ألف مغترب في دولة اإلمارات‬ ‫بهدف تقييم مواقفهم تجاه الدول التي يقيمون فيها‪.‬‬ ‫وجاءت دولة اإلمارات في املرتبة التاسعة عامليا من بني البلدان األفضل لالستقرار‬ ‫بفضل ما تقدمه من فرص للتقدم املهني ورواتب عالية ومزايا سخية وجودة‬ ‫حياة أفضل‪.‬‬ ‫وأوضحت دراسة «إتش إس بي سي» أن رواد األعمال املغتربني ينجذبون إلى‬ ‫املراكز املالية العاملية وترى الغالبية الكبيرة منهم أن سنغافورة ‪ 87 /‬في املائة‬ ‫‪ /‬ودبي ‪ 86 /‬في املائة ‪ /‬وهونغ كونغ ولندن ‪ 85 /‬في املائة لكل منهما ‪ /‬تشكل‬ ‫أماكن جيدة إلنشاء األعمال وهي نسب تفوق بأشواط املتوسط العاملي الذي‬ ‫يبلغ ‪ / 56 /‬في املائة‪.‬‬ ‫ومن بني األسباب األخرى التي تستقطب املغتربني إلى هذه املدن مستوى الثقة‬ ‫العالية باالقتصاد املحلي وهذا ما عبر عنه ‪ / 56 /‬في املائة من املغتربني املقيمني‬ ‫في دبي‪ ،‬بينما قال أكثر من ثلثي املغتربني ‪ 68 /‬في املائة ‪ /‬إن اإلمارة توفر لهم‬ ‫االستقرار السياسي أيضا‪.‬‬

‫آخر ما كتبه‬ ‫الراحل لـ‬

‫الفنان والخلل‬ ‫النفسي‬

‫هل الفنان مصاب بقدر ما من الخلل النفسي؟‬ ‫اإلجابة هي‪ :‬نعم‪ ..‬كما يراها أنطوني ستور الطبيب النفسي‬ ‫اإلنجليزي الشهير‪ ،‬غير أن هذا الخلل يظل تحت السيطرة‬ ‫بواسطة ما يبذله الفنان من جهد إبداعي في إنتاجه‪ .‬أي‬ ‫أن اإلب��داع هو الجسر ال��ذي سيمشي عليه للوصول إلى‬ ‫الصحة النفسية‪ .‬وفي غياب هذا اإلب��داع أو توقفه لسبب‬ ‫م��ا‪ ،‬يستولي امل��رض النفسي ورب�م��ا امل��رض العقلي على‬ ‫الفنان‪ .‬في حياتي العملية عرفت حالتني الثنني من املبدعني‬ ‫املمتازين أصيبا بالجنون عندما توقفا عن اإلبداع‪ .‬أحدهما‬ ‫كان مؤلفا مسرحيا تحظى أعماله بنجاح كبير وباهتمام‬ ‫شديد من النقاد‪ ..‬تدهورت أحوال املسرح فلجأ إلى الكتابة‬ ‫للسينما‪ .‬وهو ما ّ‬ ‫فجر بداخله املرض العقلي الكامن‪ ،‬فأنت‬ ‫في املسرح ملك ّ‬ ‫متوج‪ ،‬أما في السينما فأنت خادم مسكني‬ ‫يعمل عند ك��ل املنتجني وامل�خ��رج�ين وامل�م�ث�لات واملمثلني‬ ‫وأق��ارب�ه��م وأصدقائهم وع��ام��ل البوفيه وأي شخص يمر‬ ‫باالستوديو بالصدفة‪ .‬انتهى األمر بأن زار صديقه الناقد‬ ‫رج��اء النقاش ف��ي الثانية بعد منتصف الليل‪ ،‬رح��م الله‬ ‫الجميع‪ ،‬وق��ال له وه��و يرتجف رعبا‪« :‬خبيني يا رج��اء‪..‬‬ ‫املاليكة بتطاردني»‪ ..‬وبدأت رحلة النهاية‪..‬‬ ‫الشخص اآلخ��ر كان مخرجا‪ ،‬أخ��رج بعض مسرحياتي‪،‬‬ ‫كما كان مؤلفا وشاعرا وممثال‪ .‬وقع في بعض املشكالت‬ ‫املهنية وربما السياسية‪ ،‬فتوقف عن العمل فاستولى عليه‬ ‫املرض فتطوعت بعالجه بعض الجهات املسؤولة فاسترد‬ ‫صحته‪ .‬لقائي األخير معه كان في إدارة التفرغ‪ ،‬كالنا كان‬ ‫يطلب منحة تفرغ‪ ،‬أخذ يتحدث طويال عن سبب مرضه‪،‬‬ ‫قال إنه كان «معمول له عمل ُسفلي» وإن هذا العمل كان‬ ‫معلقا على فرع شجرة بعيدا عن القاهرة بعدة مئات من‬ ‫الكيلومترات غير أن��ه تمكن من ال��وص��ول إليه بمساعدة‬ ‫خبراء في هذه املسائل‪ .‬أشعرتني كلماته بالخوف‪ ،‬فعندما‬ ‫يؤمن كاتب بهذا النوع من الخرافات فمعنى ذلك أن املرض‬ ‫العقلي بدأ يزحف على عقله‪ .‬بعدها بشهور وبعد توقف‬ ‫عن اإلنتاج ملدة طويلة ّ‬ ‫تفجر املرض العقلي بداخله وقضى‬ ‫عليه‪ .‬رحمنا الله جميعا‪.‬‬ ‫هكذا يمكن أن نستنتج بسهولة أن الفنان يعمل ليس فقط‬ ‫لتلبية احتياجات جمهوره من ال�ق��راء أو املشاهدين‪ ،‬بل‬ ‫للدفاع عن صحته النفسية والعقلية‪ .‬وبالتالي فإن درجة‬ ‫إتقان الفنان لعمله توفر لجهازه النفسي عالجا أفضل‪.‬‬ ‫أعتقد أن ذلك ينطبق على الفن وكل مهنة أخرى‪ .‬املسألة‬ ‫ليست في حاجة إلى ذك��اء كبير لنفهم أن إخالصنا في‬ ‫العمل سيعود علينا نحن قبل القارئ واملشاهد بالصحة‬ ‫والعافية‪.‬‬ ‫> اعتاد الكاتب الراحل علي سالم ‪ -‬الذي انتقل إلى رحمة الله‬ ‫ف��ي‪ 22‬ستمبر (اي�ل��ول) املاضي ‪ -‬الجلوس في أح��د املقاهي‬ ‫لكتابة مقاالته التي تنشر في «املجلة» والشقيقة «الشرق‬ ‫األوسط»‪ ،‬التي بدأ الكتابة املنتظمة لها في ديسمبر (كانون‬ ‫األول) ع��ام ‪ .2006‬وق�ب��ل وف��ات��ه بيومينا أث�ن�ين فقط أرس��ل‬ ‫الكاتب الراحل هذا املقال لـ «املجلة»‪ .‬رحم الله تعالى الكاتب‬ ‫الكبير وأسكنه فسيح جناته‪.‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪5‬‬


‫امللك سلمان بن عبد العزيز أكد في برقية لولي العهد نجاح موسم الحج وتطويق حادث التدافع‬

‫خادم الحرمني‪ :‬أشاد بـ «الجهد املشرف واالنضباطية العالية للمشاركني في خدمة حجاج بيت الله الحرام»‬ ‫أث���ن���ى خ�����ادم ال���ح���رم�ي�ن ال��ش��ري��ف�ين‬ ‫امللك سلمان بن عبد العزيز‪ ،‬على كل‬ ‫ال��ج��ه��ود ال��ت��ي ق��دم��ه��ا أع���ض���اء لجنة‬ ‫الحج العليا وأم���راء املناطق ورج��ال‬ ‫األم��ن ومنسوبو األج��ه��زة الحكومية‬ ‫واألهلية املشاركون في خدمة حجاج‬ ‫بيت الله ال��ح��رام لهذا امل��وس��م‪ ،‬وقيام‬ ‫ال���ج���ه���ات امل���ع���ن���ي���ة ب���ت���ط���وي���ق ح����ادث‬ ‫التدافع الذي وقع في منى واملحافظة‬ ‫ع���ل���ى س���ي���ر أع ً�����م�����ال ال����ح����ج وس�ل�ام���ة‬ ‫الحجاج‪ ،‬مثمنا االنضباطية العالية‬ ‫من الجميع لينعم الحجاج باألجواء‬ ‫التي تمكنهم م��ن أداء نسكهم بيسر‬ ‫وطمأنينة‪.‬‬ ‫جاء ذلك ضمن برقية شكر جوابية‬ ‫وجهها امللك سلمان أمس لألمير محمد‬ ‫ب��ن نايف ب��ن عبد العزيز ول��ي العهد‬ ‫ن���ائ���ب رئ���ي���س م��ج��ل��س ال�������وزراء وزي���ر‬ ‫ال��داخ��ل��ي��ة رئ��ي��س لجنة ال��ح��ج العليا‪،‬‬ ‫خادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبد العزيز يطل من شرفة زجاجية بالقصر امللكي في مشعر منى ليباشر‬ ‫أعرب له فيها عن شكره وتقديره‪ ،‬ولكل‬ ‫اإلشراف على راحة وأمن وتنقالت الحجاج‪ ..‬ويبدو األمير محمد بن نايف ولي العهد (تصوير‪ :‬بندر الجلعود)‬ ‫الجهات املعنية بالحج لهذا العام‪.‬‬ ‫وك��ان ول��ي العهد رف��ع ف��ي برقيته العليا وأم��راء املناطق وكل منسوبي والعسكرية واألهلية املشاركون معهم‬ ‫ال��ت��ه��ن��ئ��ة ل���خ���ادم ال��ح��رم�ين ال��ش��ري��ف�ين وزارة الداخلية وف��ي مقدمتهم رجال في موسم حج هذا العام بمناسبة عيد‬ ‫ب��اس��م��ه واس�����م أع���ض���اء ل��ج��ن��ة ال��ح��ج األم����ن وم��ن��س��وب��و ال��ق��ط��اع��ات امل��دن��ي��ة األضحى املبارك‪.‬‬

‫بمناسبة اليوم الوطني ‪ 85‬للسعودية‪ ..‬جولة سياحية داخل أبرز املعالم التاريخية في الرياض‬

‫سياسة «الباب املفتوح» تدخل السعوديني «قصر الحكم» من أوسع أبوابه‬

‫سعوديون يتجولون داخل قصر الحكم‬

‫‪4‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫ً‬ ‫اعتاد السعوديون التوجه إلى «قصر الحكم»‪ ،‬ومقابلة أمير املنطقة بصفته ممثال‬ ‫للملك في استقبال املواطنني واالستماع لهم بشكل يومي فيما يعرف بسياسة‬ ‫«الباب املفتوح»‪.‬‬ ‫ويعتبر قصر الحكم في العاصمة السعودية الرياض إضافة لدوره في إدارة الحكم‬ ‫ً‬ ‫املحلي ً‬ ‫تاريخيا تزخر جنباته بالكثير من األحداث التاريخية الشاهدة على‬ ‫معلما‬ ‫عراقة الحكم السعودي‪.‬‬ ‫وك��ان األم�ي��ر فيصل ب��ن ب�ن��در أم�ي��ر منطقة ال��ري��اض‪ ،‬أط�ل��ق ي��وم أول أي��ام عيد‬ ‫األضحى املبارك فعالية «جولة في قصر الحكم» بمبادرة من الهيئة العليا لتطوير‬ ‫مدينة الرياض بمناسبة اليوم الوطني ‪ 85‬للسعودية‪ ،‬حيث فتح القصر أبوابه‬ ‫أمام املواطنني واملقيمني‪ ،‬الذين أتيح لهم للمرة األولى فرصة التجول بني جنباته‬ ‫والتقاط الصور التذكارية من داخل القصر‪ ،‬الذي يعتبر من أبرز املعالم التاريخية‬ ‫للدولة السعودية‪.‬وتمكن زوار القصر من التجول داخل ردهات وأجنحته‪ ،‬التي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومكتبا ألمير منطقة‬ ‫مكتبا لخادم الحرمني الشريفني ملك السعودية‪،‬‬ ‫تضم‬ ‫الرياض‪ ،‬وصالة كبرى لالستقبال‪ ،‬ومجالس ملحقة بها‪ ،‬وصالة رئيسية للطعام‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وقاعات وعناصر أخرى‪.‬كما تتضمن الفعالية معرضا ملجموعة من الصور‬ ‫ً‬ ‫التاريخية النادرة للملك املؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن‪ ،‬وعرضا لعدد‬ ‫من األفالم الوثائقية‪،‬‬


‫‪..‬‬ ‫رساله المحرر‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫سلمان بن يوسف الدوسري‬ ‫‪ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē‬‬ ‫‪+y:a ` 3x3Na - M k 1fM‬‬ ‫‪Acting CEO of NASHR Co.‬‬

‫<‪Salman^¤ 7yG* Ò* ^d‬‬ ‫‪Aldossary‬‬ ‫‪Omar A. Alshaikh‬‬ ‫ﻣﺴﺆول ﻣﻜﺘﺐ اﳋﻠﻴﺞ‬

‫‪ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē‬‬ ‫‪+y:a ` 3x3Na - M k 1fM‬‬

‫‪Editor-in-Chief‬‬ ‫‪¥E¢ 6^G* £ }H‬‬ ‫اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ‬ ‫‪ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē‬‬ ‫‪Acting CEO‬‬ ‫ﺳﻜﺮﺗﲑ ‪of‬‬ ‫‪NASHR Co.‬‬ ‫‪Omar A. Alshaikh‬‬ ‫‪+y:a ` 3x3Na - M k 1fM‬‬

‫بالصور‪ ..‬اللواء البحري‬ ‫الروسي «‪»810‬‬ ‫في طرطوس‬

‫‪ǀżȤƾƪƵƴŽ‬‬ ‫‪Acting CEO‬‬ ‫‪of NASHR Co.‬‬

‫‪ΔϤϠϛ ϰϠϋ ΪϳΰΗ ϻ΃ ΐΠϳ ΕϻΎϘϤϟ΍ ϊϴϤΟ ΔχϮΤϠϣ HGLWRULDO#PDMDOOD FRP ϲϧϭήΘϜϟϹ΍ ΪϳήΒϟ΍ ϰϠϋ ΔϠγ΍ήϤϟ΍ ϰΟήϳ ˯΍έ΁ ϭ΃ ΕϻΎϘϣ ϝΎγέϹ‬‬ ‫‪Omar A. Alshaikh‬‬

‫سكرتري التحرير‬ ‫‪ ȝƾżȚǍƄŵȚ‬‬

‫‪ZZZ LVVXX FRP PDMDOOD ΔϴϧϭήΘϜϟϻ΍ ϲϓ ϙ΍ήΘηϼϟ VXEVFULSWLRQV#PDMDOOD FRP ˰Α ϝΎμΗϻ΍ ϰΟήϳ ˬΔϴϤϗήϟ΍ ΔόΒτϟ΍ ϲϓ ϙ΍ήΘηϼϟ‬‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫شهرية سياسية‬

‫تأسست في لندن عام ‪1980‬‬

‫الالجئون‪..‬‬ ‫من دار «الحرب»‬ ‫الى دار «الغرب»‬

‫سوالف فواخرجي‪ :‬مشغولة‬ ‫بشخصيتي «شجرة الدر»‬ ‫و«بديعة مصابني»‬

‫آخر ما كتبه الراحل علي سالم لـ «اجمللة»‪ :‬الفنان والخلل النفسي‬ ‫طرق حديثة للكشف عن األسلحة النووية السرية تفضح طهران‬

‫‪ ϡΎψϧ ϱ΃ ϲϓ ΎϬϨϳΰΨΗ ϭ΃ ΎϬϨϣ ˯ΰΟ ϱ΃ ϭ΃ ΔϠΠϤϟ΍ ΔϋΎΒσ ΓΩΎϋ· ϝ΍ϮΣϷ΍ Ϧϣ ϝΎΣ ϱ΄Α ίϮΠϳ ϻϭ ΓΩϭΪΤϣ Δϛήη ΓΪΤΘϤϟ΍ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϖϳϮδΘϟ΍ϭ ΙΎΤΑϸϟ ΔϳΩϮόδϟ΍ Δϛήθϟ΍ Ϧϋ έΪμΗ ϲΘϟ΍ ΔϠΠϤϟ΍ ΔϠΠϤϟ ΔχϮϔΤϣ ήθϨϟ΍ ϕϮϘΣ‬‬ ‫‪ ϲϘϠΘϟ ˱ΎϳήϬη ΔϠΠϤϟ΍ έΪμΗϭ ΓΩϭΪΤϣ Δϛήη ϖϳϮδΘϟ΍ϭ ΙΎΤΑϸϟ ΔϳΩϮόδϟ΍ Δϛήθϟ΍ Ϧϣ ϖΒδϣ ΢ϳήμΗ ϰϠϋ ϝϮμΤϟ΍ ϥϭΩ ϪΑΎη Ύϣ ϭ΃ ΎϬϠϴΠδΗ ϭ΃ ΎϫήϳϮμΗ ϭ΃ Δϴϟ΁ ϭ΃ ΔϴϧϭήΘϜϟ· ΔϠϴγϭ ϱ΃ ϭ΃ ΓέϮλ ϱ΄Α ΎϬϠϘϧ ϭ΃ ϲϋΎΟήΘγ΍‬‬ ‫‪ZZZ PDMDOOD FRP ΓέΎϳί ϰΟήϳ ˬϲϤϗήϟ΍ ϙ΍ήΘηϻ΍ Ε΍έΎδϔΘγ΍‬‬

‫‪ Ώ΁ βτδϏ΃ ΩΪόϟ΍‬‬

‫مصطفى الدسوقي‬

‫‪ϰμμΨΘϟ΍ ϊσΎϘΗ ΔϜϣ ϖϳήσ Ε΍ήϤΗΆϤϟ΍ ϲΣ νΎϳήϟ΍ ΎϬϟ κΧήϣ‬‬ ‫ ‪ ϥΪϨϟ ϒΗΎϫ νΎϳήϟ΍‬‬

‫‪ $ 0RQWKO\ 3ROLWLFDO 1HZV 0DJD]LQH‬‬

‫‪ZZZ PDMDOOD FRP HQJ‬‬

‫‪ ϲϧϼϋϹ΍ ϞϴϛϮϟ΍‬‬ ‫‪ΕΎϛ΍ήΘηϹ΍ Ϟϴϛϭ‬‬ ‫‪ϊϳίϮΘϟ΍ Ϟϴϛϭ‬‬ ‫‪ΔϋΎΒτϟ΍ ΰϛήϣ‬‬

‫للمشاركة‬

‫عالقة مهادنة بني أنقرة و«داعش»‬ ‫وغموض حول حتركات زعيم التنظيم‬

‫ ‪LVVXH $XJXVW‬‬

‫هل يلجأ البغدادي‬ ‫إلى تركيا ؟‬

‫‪ ++ 6DXGL 5HVHDUFK DQG 0DUNHWLQJ 8. /WG‬‬ ‫ ‪$UDE 3UHVV +RXVH +LJK +ROERUQ‬‬ ‫‪/RQGRQ :& 9 $3‬‬ ‫ [‪7HO )D‬‬

‫‪KT#DONKDOHHMLDK FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ΪϳήΑ ˬZZZ DONKDOHHMLDK FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ‬‬ ‫‪ ϝϭΪϟ΍ ϒϠΘΨϣ Ϧϣϭ ˬ ϥΪϨϟ ˬ βϳέΎΑ ˬ ϲΑΩ ˬ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϞΧ΍Ω Ϧϣ‬‬

‫إلرسال مقاالت أو آراء يرجى املراسلة على البريد اإللكتروني‬ ‫‪ ϲϧΎΠϣ ϒΗΎϫ ˬZZZ DUDEPHGLDFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ ˬ LQIR#DUDEPHGLDFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ΪϳήΑ‬كلمة‬ ‫‪ editorial@majalla.com‬ملحوظة‪ :‬جميع املقاالت يجب أال تزيد على ‪800‬‬

‫‪ ˬ βϛΎϓ ϒΗΎϫ ˬ νΎϳήϟ΍ Ώ ι Ε΍ήϤΗΆϤϟ΍ ϲΣ ΔϳΩϮόδϟ΍ ΔϴΑήόϟ΍ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϲϓ ϊϳίϮΘϟ΍ Ϟϴϛϭ‬‬ ‫‪ZZZ VDXGLGLVWULEXWLRQ FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ‬‬

‫اشتراكات‬

‫االتصال بـ‪subscriptions@majalla. :‬‬ ‫لالشتراك في الطبعة الرقمية‪ ،‬يرجى‬ ‫�شركات ن�شر‬ ‫‪ com‬لالشتراك في االلكترونية‪www.issuu.com/majalla :‬‬

‫‪ISSN 1319-0873‬‬

‫‪‬‬

‫ ‪ZZZ KDODSULQWFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ ˬ βϛΎϓ ˬ ϒΗΎϫ ˬ νΎϳήϟ΍ Ώ ι‬‬

‫‪10‬‬

‫‪‬‬

‫للحصول على العدد‬ ‫اسـتخـدم هاتفــك‬ ‫ال ــذكي لـمــسح‬ ‫هـ ـ ــذا الـ ــرقـ ـ ـ ــم‬

‫‪9 771319 087013‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬ ‫‪‬‬

‫‪Issue 1612 - October 2015‬‬

‫‪‬‬

‫‪ΔϋϮϤΠϤϟ΍ ΕΎϛήη‬‬

‫‪áeÉ©dG äÉbÓ©dGh ¿ÓYEÓd á«é«∏ÿG‬‬

‫‪www.srpc.com‬‬

‫‪www.sspc.com.sa‬‬

‫‪www.arabmediaco.com‬‬

‫حقوق النشر محفوظة ملجلة املجلة ‪ 2009‬التي تصدر عن الشركة‬ ‫السعودية لألبحاث والتسويق (اململكة املتحدة) شركة محدودة‪.‬‬ ‫‪©ϡϼϋϹ΍ ΕΎϣΪΨϟ ϥϮϴΒϳήΗª Δϛήθϟ‬‬ ‫املجلة أو أي جزء‬ ‫وال يجوز بأي حال من األحوال إعادة طباعة‬ ‫‪ ϲϧΎΠϤϟ΍ ϒΗΎϬϟ΍ ϰϠϋ ϝΎμΗϹ΍ ϰΟήϳ ˬΕΎϣϮϠόϤϟ΍ Ϧϣ ΪϳΰϤϟ΍ ϰϠϋ ϝϮμΤϠϟ‬‬ ‫‪ ©ΔϠΠϤϟ΍ª ΔμΧήϣ ΔϴΑήόϟ΍ ΔϐϠϟΎΑ ΕΎϋϮΒτϤϟ΍ ϩάϬϟ ήθϨϟ΍ ϕϮϘΣ‬في أي نظام استرجاعي أو نقلها بأي صورة أو‬ ‫منها أو تخزينها‬ ‫أي وسيلة إلكترونية أو آلية أو تصويرها أو تسجيلها أو ما شابه‬ ‫دون الحصول على تصريح مسبق من الشركة السعودية لألبحاث‬ ‫والتسويق (شركة محدودة)‪ .‬وتصدر املجلة شهريًا‪ .‬لتلقي‬ ‫استفسارات االشتراك الرقمي‪ ،‬يرجى زيارة ‪www.majalla.com‬‬ ‫\‪6DXGL 6SHFLDOL]HG 3XEOLVKLQJ &RPSDQ‬‬

‫‪ ΔχϮϔΤϣ ΕΎϋϮΒτϤϟ΍ ϩάϬϟ ϊϳίϮΘϟ΍ ϕϮϘΣ‬‬

‫مرخص لها الرياض ‪ -‬حي املؤتمرات ‪ -‬طريق مكة ‪-‬‬ ‫تقاطع التخصصى‬ ‫الرياض‪ :‬هاتف ‪ - 4419933‬لندن‪+44 207 831 8181 :‬‬

‫الوكيل اإلعالني‬ ‫موقع إلكتروني‪،www.alkhaleejiah.com :‬‬ ‫بريد إلكتروني‪hq@alkhaleejiah.com :‬‬ ‫من داخل اململكة ‪ ،920 000 417 :‬دبي‪+ 9714 3 914440 :‬‬ ‫باريس‪ +00764 537 331 :‬لندن‪+44 207 404 6950 :‬‬ ‫ومن مختلف الدول ‪+966 11 441 1444 :‬‬

‫يرجى إرسال تعليقاتكم‬ ‫على الربيد اإللكرتوني‬ ‫‪editorial@majalla.com‬‬

‫ما ّ‬ ‫سر «العالقة الغامضة» بني تركيا وتنظيم داعش؟‬ ‫يحاول هذا العدد من «املجلة» ‪ -‬وفي ملف رئيسي ‪ -‬طرح هذا التساؤل السياسي من جهة‬ ‫واألمني االستخباري من جهة ثانية‪ .‬وذلك عبر مصادر استخبارية عراقية وأخرى تركية‬ ‫وكردية مطلعة أكدت لـ«املجلة» تردد أبو بكر البغدادي على تركيا منذ عدة أسابيع‪ ،‬وانه‬ ‫يتنقل ما بني الرقة (سوريا) ومحافظة هاتاي التركية الجنوبية‪ ،‬على الرغم من إعالن‬ ‫أنقرة فتح قاعدة أنجرليك الجوية أمام طائرات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش‪ ،‬بعد‬ ‫اتصال هاتفي بني إردوغان وأوباما خالل شهر يوليو (تموز) املاضي‪.‬‬ ‫جاسم محمد الباحث العراقي في شؤون االستخبارات واإلرهاب في هذا امللف يؤكد أن‬ ‫«ما تعلنه أنقرة ومصادرها الدبلوماسية من تصريحات حول خطتها في محاربة تنظيم‬ ‫داعش ال يعكس بالتأكيد نوع وحجم العالقة بني أبو بكر البغدادي وحكومة إردوغان‪،‬‬ ‫التي تمتد إلى ما قبل عام ‪ ،2008‬هذه العالقة التي أثارت ً‬ ‫كثيرا من التساؤالت‪ ،‬كونها‬ ‫تعدت حالة املهادنة إلى التعاون والتنسيق على األرض»‪.‬‬ ‫وأفادت الصحافية الكردية روشن قاسم‪ ،‬من إسطنبول بتركيا والسليمانية بالعراق‪،‬‬ ‫في تقريرها بامللف ذاته الذي يحمل عنوان «هل يلجأ البغدادي إلى تركيا؟» بأن هناك‬ ‫أنباء عن قرب نقل زعيم التنظيم أقامته من العراق إلى تركيا‪ ،‬فيما تؤكد معلومات أخرى‬ ‫وجود عائلته وأقرباء له في أنقرة التركية الذين لجأوا إليها عقب إعالن البغدادي الخالفة‪.‬‬ ‫وفي التقرير الذي يعده إبراهيم إبراهيم ممثل االتحاد الديمقرطي في أوروبا حول تورط‬ ‫تركيا بدعم تنظيم داعش اإلرهابي لتقديمه إلى االتحاد األوروبي يرى أن «العالقة العميقة‬ ‫بني (داع��ش) وتركيا تجعل قضية لجوء البغدادي إل��ى تركيا ليست باألمر الغريب»‪،‬‬ ‫حيث كشفت مصادر بريطانية عن زيارة أبو بكر البغدادي ألنقرة قبل عام للحصول‬ ‫على أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية نوعية وأنه عقد اجتماعات رسمية مع مسؤولني‬ ‫في االستخبارات التركية لهذا الغرض‪ ،‬وأنه لم يكن ً‬ ‫بعيدا عن أعني واشنطن وموسكو‪.‬‬ ‫وإذا كانت واشنطن اكتفت بالتنبيه من تحت الطاولة‪ ،‬فإن موسكو ذهبت إلى حد التلويح‬ ‫بذلك عالنية‪ .‬مع ذلك‪ ،‬لم يتردد أبو بكر البغدادي في الذهاب إلى تركيا بنفسه‪ .‬وتكشف‬ ‫«املجلة» عن عالقة وثيقة مع استخباراتها‪ .‬بل إن تنظيم داعش‪ ،‬من جهته‪ ،‬أصدر أخيرا‬ ‫مجلة بعدة لغات (منها اإلنجليزية والروسية والهولندية والفرنسية) يتودد فيها لتركيا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وفي ملف آخر بهذا العدد أيضا ترصد «املجلة» خطوة بخطوة بالصور رحلة الالجئني‬ ‫السوريني من دار «الحرب» إلى دار «الغرب»‪ ،‬وتكشف العالقة بني مافيا االتجار بالبشر‬ ‫واستخبارات غربية‪ ،‬وتبحث تداعيات موجة الالجئني على تغيير مواقف أوروب��ا في‬ ‫املنطقة‪.‬‬ ‫إضافة إلى ذل��ك‪ ،‬تقدم «املجلة» مجموعة من املقاالت وامللفات والتحقيقات والتقارير‬ ‫السياسية واالقتصادية‪ ،‬كما تعرض معالجات متميزة ألبرز وأهم األحداث والقضايا‬ ‫الثقافية والفنية واالجتماعية والرياضية‪.‬‬ ‫في عدد هذا الشهر‪ ،‬ندعوك عزيزي القارئ ملتابعة هذه املوضوعات وغيرها الكثير على‬ ‫موقعنا «‪ ،»majalla.com‬كما نرحب ً‬ ‫دائما بآرائك وتعليقاتك‪ ،‬أو االتصال بنا إذا رغبت‬ ‫في التواصل معنا‪.‬‬

‫‪A Monthly Political News Magazine‬‬

‫‪www.majalla.com/eng‬‬ ‫‪HH Saudi Research and Marketing (UK) Ltd‬‬ ‫‪Arab Press House, 184 High Holborn, London WC1V 7AP‬‬ ‫‪Tel : +44 207 831 8181 - Fax: +44 207 831 2310‬‬ ‫حقوق التوزيع لهذه املطبوعات محفوظة لشركة «تريبيون لخدمات اإلعالم»‬

‫وكيل اإلشتراكات‬ ‫بريد إلكتروني‪info@arabmediaco.com :‬‬ ‫موقع إلكتروني‪www.arabmediaco.com :‬‬ ‫هاتف مجاني‪2440076-800 :‬‬

‫حقوق النشر لهذه املطبوعات باللغة العربية مرخصة «املجلة»‬

‫شركات نشر‬ ‫‪Saudi Specialized‬‬ ‫‪Publishing‬‬ ‫املتخصص‬ ‫السعودية للنشر‬ ‫‪ Company‬الشركة‬

‫وكيل التوزيع‬ ‫وكيل التوزيع في اململكة العربية السعودية حي املؤتمرات ‪-‬‬ ‫ص‪.‬ب ‪ - 62116‬الرياض ‪ ،11585‬هاتف‪+966 11 4419933 :‬‬ ‫فاكس‪+ 966 11 2121774 :‬‬ ‫موقع إلكتروني‪www.saudidistribution.com :‬‬

‫للحصول على املزيد من املعلومات‪ ،‬يرجى اإلتصال على الهاتف املجاني ‪8002440014‬‬

‫‪www.majalla.com/eng‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫‪3‬‬


‫العام‬ ‫بالقرب من مبىن مديرية األمن ً‬ ‫الرتكي‪..‬مستلزمات اهلجرة تباع علنا‬ ‫للمهربني واملهاجرين‬

‫تهريب البشر جتارة رائجة‬ ‫يف إسطنبول‬ ‫أوروبا الوسطى األكثر قوة فيما يتعلق‬ ‫برفض نظام احلصص اإلجباري‬

‫هذا« ّ‬ ‫املاسي »‪ ..‬زعيم وسفري أممي‬

‫‪66‬‬ ‫‪32‬‬

‫أوروبا وإيران‪ ..‬هرولة دبلوماسية و«انتهازية» اقتصادية ‪52‬‬ ‫‪32‬‬

‫قبول الالجئني السوريني‬ ‫يف أوروبا يعزز اليمني املتطرف‬ ‫هل قادت البنوك املركزية الكربى األسواق‬ ‫إلى حالة من الفوضى؟‬

‫االقتصاد والسياسة‬ ‫النقدية‪ ..‬أزمة ثقة‬

‫‪32‬‬ ‫مغربية أول محجبة تظهر يف احلملة اإلعالنية لشركة ‪71 H&M‬‬

‫دفع زوجته من أعلى جرف صخري‬ ‫بمتنزه جبال الروكي يف ذكرى زواجهما‬

‫هينثورن‪ ..‬قاتل زوجته األولى‬ ‫يقضي على الثانية‬ ‫أربعة أعمال أبطاهلا من شباب املمثلني‬ ‫واملطربني الشعبيني‬

‫غياب نجوم الصف األول عن أفالم‬ ‫عيد األضحى يف مصر‬

‫مورينهو يفقد بريقه بعد تراجع تشيلسي إلى قاع املسابقة ‪78‬‬

‫كتاب‪ :‬علم الغيب يف العالم القديم‬

‫العقل البشري يف مرآة التنبؤ‬ ‫حني يكتب بريم التونسي‪ ..‬ميأل الفخراني‬ ‫أركان املسرح القومي‬

‫كمبوديا‪ ..‬وجهة مثرية يتجاهلها السياح العرب ‪62‬‬

‫«ليلة من ألف ليلة» تنري ليالي‬ ‫املصريني بعد غياب طويل‬ ‫‪2‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬

‫فريد شوقي‪ ..‬وسام على صدر «الترسو» ‪76‬‬


‫داخل العدد‬

‫‪ 20‬أكتوبر يوم احلسم يف ليبيا‬

‫‪24‬‬

‫ترصد خفايا‬ ‫حصريا ‪..‬‬ ‫«سجن العقرب» وتنقل تسريبات‬ ‫خطرية لقيادات اإلخوان ‪30‬‬ ‫قصة الغالف‬

‫«طريق اجلديدة» ـ الشياح‬ ‫خط متاس سين ـ شيعي‬

‫شواهد تؤكد‬ ‫عالقة أنقرة بـ «داعش»‬ ‫‪26‬‬

‫هاتاي الرتكية بوابة عناصر التنظيم للعبور إلى سوريا‬ ‫أعلن أنه من بني الشركاء‬ ‫يف «جبهة النضال الوطين» اجلديدة‬

‫تراجع التجارة العاملية‬ ‫وتأثريه على األسواق الناشئة‬

‫‪50‬‬

‫‪12‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪:‬‬ ‫أحمد قذاف الدم لـ‬ ‫حان الوقت للم شمل الليبيني وحقن الدماء‬



‫بالصور‪ ..‬اللواء البحري‬ ‫الروسي «‪»810‬‬ ‫في طرطوس‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫شهرية سياسية‬

‫تأسست في لندن عام ‪1980‬‬

‫الالجئون‪..‬‬ ‫من دار «الحرب»‬ ‫الى دار «الغرب»‬

‫سوالف فواخرجي‪ :‬مشغولة‬ ‫بشخصيتي «شجرة الدر»‬ ‫و«بديعة مصابني»‬

‫آخر ما كتبه الراحل علي سالم لـ «اجمللة»‪ :‬الفنان والخلل النفسي‬ ‫طرق حديثة للكشف عن األسلحة النووية السرية تفضح طهران‬

‫عالقة مهادنة بني أنقرة و«داعش»‬ ‫وغموض حول حتركات زعيم التنظيم‬

‫هل يلجأ البغدادي‬ ‫إلى تركيا ؟‬

‫‪ISSN 1319-0873‬‬

‫‪‬‬

‫‪10‬‬

‫‪‬‬

‫للحصول على العدد‬ ‫اسـتخـدم هاتفــك‬ ‫ال ــذكي لـمــسح‬ ‫هـ ـ ــذا الـ ــرقـ ـ ـ ــم‬

‫‪9 771319 087013‬‬

‫العدد ‪ 1612‬تشرين األول ‪ ( -‬أكتوبر) ‪2015‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪Issue 1612 - October 2015‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.