جولات خاسـرة

Page 1



‫َمن‬

‫بقلم‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫رشيد الخيون‬

‫َ‬ ‫ابن املرزبان‬ ‫سكن‬ ‫ُ‬ ‫بمحلة تعرف بباب‬ ‫َّ‬ ‫احملول من محالت‬ ‫غربي بغداد‬

‫‪80‬‬

‫ابن املرزبان‪ ..‬ماذا وراء عناوين كتبه؟‬

‫ينظر في الفترة التي عاشها الكاتب واملترجم‬ ‫محمد بن خلف امل�ع��روف بابن امل��رزب��ان (ت‬ ‫‪309‬هـ)‪ ،‬يجد فيها ِمن االضطرابات السياسية‬ ‫واالجتماعية الحادة‪ ،‬التي ال بد أن تنعكس على أصحاب‬ ‫األحاسيس املرهفة‪َ ،‬م��ن يتأثرون بالحوادث أكثر ِمن‬ ‫س��واه��م‪ ،‬ف�لا ي�ت��أخ��رون ع��ن االع �ت��راض عليها بتورية‬ ‫وتلميح ال بالكالم الصريح‪ .‬عاش الكاتب ابن املرزبان‬ ‫ببغداد‪ ،‬وف��ي عهد من عهودها املضطربة‪ ،‬فبعد قتل‬ ‫جعفر املتوكل (‪247‬ه�ـ) صارت الخالفة محل نزاعات‬ ‫وان�ق�لاب��ات ع��اص�ف��ة‪ ،‬وع��اش م��ا أس�ف��رت عنه ال�ث��ورات‬ ‫ُّ‬ ‫ومن‬ ‫الكبرى‪ ،‬كثورة الزنج بالبصرة (‪270 - 255‬ه �ـ)‪ِ ،‬‬ ‫املؤكد أنه شهد تدبير أمر خالفة املقتدر‪ ،‬لحظوة والدته‬ ‫االنقالب عليه ِمن ِقبل‬ ‫(قتلت ‪320‬هـ)‪ ،‬ثم‬ ‫الحالية شغب‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ابن عمه الكاتب والشاعر ابن املعتز (قتل ‪296‬هـ)‪ ،‬وما‬ ‫أسفر عنه فشل االنقالب من حرب داخلية‪.‬‬ ‫َ‬ ‫سكن ابن املرزبان بمحلة ُتعرف بباب َّ‬ ‫املحول من محالت‬ ‫غربي بغداد‪ ،‬الكرخ في األمس واليوم‪ُ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫باملحولي‪،‬‬ ‫فعرف‬ ‫ً‬ ‫ومصنفا‪ ،‬وصف بحسن َّالتصنيف‪ ،‬حدثَ‬ ‫ً‬ ‫إخباريا‬ ‫كان‬ ‫ِ َّ‬ ‫َّ‬ ‫عن شخصيات عديدة معروفة في التاريخ كالزبير بن‬ ‫بكار (ت ‪256‬ه�ـ)‪ ،‬وهذا يفيد أنه عاش منتصف القرن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شاعرا‬ ‫الثالث الهجري مدركا لحوادثه‪ُ ،‬وينقل أنه كان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومترجما ع��ن الفارسية‪ ،‬حسب م��ا كتب عنه‬ ‫أي��ض��ا‪،‬‬ ‫الخطيب البغدادي (ت ‪463‬هـ) في ِسفره «تاريخ بغداد‬ ‫ً‬ ‫أو مدينة َّ‬ ‫معاتبا‪:‬‬ ‫ومن شعره‬ ‫السالم»‪ِ ،‬‬ ‫أجميل باملرء يخلف وعداً‬ ‫ِ‬ ‫أو ُيجازي الوصول بالقرب ً‬ ‫وعدا‬ ‫َ‬ ‫مللناك إذا َم ِل َ‬ ‫لت ولم‬ ‫ما‬ ‫ننفك نزداد منذ عقلناكَ‬ ‫الكتب اآلت�ي��ة‪« :‬ال�ح��اوي‬ ‫ُي��ذك��ر الب��ن امل��رزب��ان عناوين‬ ‫ُّ‬ ‫القرآن»‪« ،‬الحماسة»‪« ،‬الشعراء»‪« ،‬الجلساء‬ ‫فيُّ علوم َّ‬ ‫ِّ‬ ‫والندماء»‪« ،‬الشراب»‪« ،‬النساء والغزل»‪« ،‬كتاب املتيمني»‪،‬‬ ‫«كتاب الهدايا» (طبع تحت عنوان منتخبات من كتاب‬ ‫ال�ه��داي��ا)‪ ،‬و«ال �س��ودان وفضلهم على البيضان»‪ .‬كل‬ ‫هذه العناوين ليس فيها ما يهتم به عنوان مقالنا هذا‪،‬‬ ‫الكثيرون قد كتبوا تحت هذه العناوين أو شبهها ‪ -‬ما‬ ‫يخص الكتاب األخير‪ ،‬رغ��م فقده‪ ،‬ف��إن البعض كذب‬ ‫وامتدح ما في داخله من دون أن يطلع عليه‪ ،‬ولم يضعه‬ ‫في مصادره غير أن ما لفت نظرنا بقية عناوين كتبه‬ ‫وفي مقدمتها كتابه «تفضيل الكالب على كثير َ‬ ‫ممن‬ ‫ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫الثقالء»‪َ ،‬‬ ‫و«من توفي عنها‬ ‫لبس الثياب»‪ ،‬ثم كتاب «ذم‬ ‫زوجها فأظهرت الغموم وباحت بالكتوم»‪َ ،‬‬ ‫و«من غدر‬ ‫وخان» (الصفدي‪ ،‬الوافي بالوفيات)‪.‬‬ ‫انتقد بعض أواخر األقدمني تأليفه لـ«السودان وفضلهم‬ ‫على البيضان»‪ ،‬قال جالل ِّالدين َّ‬ ‫السيوطي (ت ‪911‬هـ)‬ ‫ما نصه فيه‪ ،‬مع غمزه لعنوانه «تفضيل الكالب على‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫كثير َ‬ ‫عليه‪ ،‬فقد‬ ‫ممن لبس الثياب»‪« :‬وال‬ ‫أستكثر هذا ِّ‬ ‫َ‬ ‫ألف كتاب (تفضيل الكالب على كثير ممن لبس الثياب)‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫فإذا فضل الكالب على بني آدم‪ ،‬لم ُيكثر عليه أن ُيفضل‬ ‫َّ‬ ‫السودان على البيضان» (نزهة العمر في التفضيل بني‬ ‫البيض ُّ‬ ‫والسمر)‪ .‬وصل إلينا ِمن تلك املؤلفات‪ ،‬التي يفهم‬ ‫ً‬ ‫زمانه وأهله‪« :‬ذم‬ ‫منها أن صاحبها كان غاضبا على ُ‬ ‫ُّ‬ ‫الثقالء» و«تفضيل الكالب»‪ ،‬أما العناوين األخر‪ ،‬فحسب‬ ‫علمنا ما زالت من املفقودات‪.‬‬ ‫ع�م��د اب��ن امل��رزب��ان ف��ي «ت�ف�ض�ي��ل‪ »...‬إل��ى تتبع سلوك‬ ‫ً‬ ‫مشيرا إلى فضلها األخالقي نسبة إلى أخالق‬ ‫الكالب‪،‬‬ ‫ب�ع��ض أب �ن��اء ج�ي�ل��ه‪ ،‬ل��م يحفظوا أم��ان��ة األص �ح��اب‪ ،‬ول��م‬ ‫يستجيبوا ل�لأص��دق��اء وق��ت ال�ح��اج��ة‪ ،‬ول��م يجد فيهم‬ ‫ّ‬ ‫امل� ��روءة مثلما شخصها ع�ن��د ال �ك�لاب‪ .‬م��ع أن امل��ؤل��ف‬ ‫يدرك املوقف ِّالديني من الكلب‪ ،‬فحسب «قاموس الكتاب‬ ‫املقدس» ُيعد الكلب من الحيوانات النجسة‪ ،‬يلحس َّالدم‬ ‫َّ‬ ‫املسفوك‪ ،‬وينهش لحوم األموات‪ ،‬ويهاجم الناس‪ُ ،‬ويطلق‬ ‫العودة‬ ‫في‬ ‫اسمه على أتباع الشهوات والناكثني توبتهم َ‬ ‫َْ‬ ‫القرآن ورد ذكره َ«ول ْو ِش َئ ُنا‬ ‫إلى الخطايا والكذابني‪ .‬وفي‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َل َر َف ْع َن ُاه ب َها َو َل ِك َّن ُه َأ ْخ َل َد إ َلى الأْ َ ْ‬ ‫ض َوات َب َع َه َ ْو ُاه ف َم َثل ُه‬ ‫ر‬ ‫َ ْ َِ ْ‬ ‫َ َ ْ َِْ‬ ‫ِ َْ ْ‬ ‫ك َ​َمُث ِ ْل َالكل َّ ِب ِإ ْن ت َّ ْح ِمل َعل ْي ِه َيل َ ْه ْث أو تت ْ ُ َرك ُه َيل َه َْث َّذ ِل َك‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُ َ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ص الق َص َص ل َعل ُه ْم‬ ‫َم َث َل َّالُقو َ ِم ال ِذين كذبوا ِبآَيا ِتنا فاقص ِ‬ ‫يتفكرون» (األع��راف‪ ،)176 :‬ذاك للتشبيه بالوضاعة‬ ‫والخسة والكذب‪ .‬لكن‪ ،‬من جانب آخر للكلب وظيفتان‬ ‫قديمتان‪ ،‬ال يستغني عنهما البشر‪ :‬الحراسة َّ‬ ‫والصيد‪،‬‬ ‫ورد ُّذكرهما في سورتي «الكهف»‪ :‬و«املائدة»‪ .‬أما عن‬ ‫ذم الثقالء فلم يترك كبيرة وال صغيرة وال شاردة وال‬ ‫شخص ثقيل ال ُيطاق‪ ،‬وال نعلم‬ ‫واردة إال وأتى بها‪ ،‬عن‬ ‫ُّ‬ ‫هل ابن املرزبان نعت هؤالء بالثقالء ِمن موقف تجاههم‬ ‫أم حقيقة أنهم هم هكذا؟‬ ‫لم تكن عناوين ابن املرزبان املختلفة خالية من معاناة‬ ‫شخصية‪ ،‬أو عكس وض��ع اجتماعي وسياسي كان‬ ‫يراقبه عن كثب‪ ،‬وبهذا كان يشبه رسام الكاريكاتير‪،‬‬ ‫في العصر الحالي‪ ،‬برسمة واحدة يضع تحت املجهر‬ ‫قضية سياسية أو اجتماعية كبرى‪ ،‬كذلك فعل صاحبنا‬ ‫بعناوين مثل‪« :‬تفضيل الكالب‪ ،»...‬و«ذم الثقالء»‪َ ،‬‬ ‫و«من‬ ‫غدر وخان» و«من أظهرت الغموم وباحت بالكتوم»‪ .‬فهذا‬ ‫ما نظنه كان وراء عناوين كتبه املذكورة‪.‬‬ ‫فيصعب أن يكون قد وظف أغلب نتاج قلمه لذم الزمان‬ ‫نزل عليه ظلم أو احتقار من آخرين‪،‬‬ ‫دون أن يكون قد ُ‬ ‫ً‬ ‫بالتأكيد لم يكونوا أناسا عاديني إنما ال بد أنهم أهل‬ ‫ج � ٍ�اه وم ��ال وس�ل�ط��ة‪ .‬ن�ق��ول ه��ذا ًوال ن�ج��د إش ��ارة في‬ ‫ترجمات حياته املختصرات شيئا ِمن هذا القبيل‪ ،‬مع‬ ‫شخصا ع� ً‬ ‫ً‬ ‫�ادي��ا بني أه��ل األدب والتأليف‪،‬‬ ‫أن��ه لم يكن‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫فذكر له نحو خمسني كتابا‪ ،‬لم يصل إلينا منها إال‬ ‫القليل القليل <‬


‫ميساء وسمر خالل معسكر فريق املظالت‬ ‫النسائي في جنوب أفريقيا (املجلة)‬

‫قفزة مليساء في معسكر بجنوب أفريقيا‬

‫تحت االحتالل‪ ،‬ونجحت بالفعل في عمر الثانية‬ ‫عشرة م��ن تقديم برنامج لألطفال ف��ي إذاع��ة‬ ‫«صوت فلسطني»‪ ،‬أما اليوم فحلمها األول هو‬ ‫أن تمثل فلسطني بشكل م�ش��رف ف��ي كبرى‬ ‫ال�ب�ط��والت العسكرية ال�خ��اص��ة بالقفز املظلي‬ ‫الحر‪ ،‬وخصوصا أن الفريق الخاص باملظليات‬ ‫ال�ف�ل�س�ط�ي�ن�ي��ات‪ ،‬ي�ت�ح�ض��ر ل �ت��دري �ب��ات ج��دي��دة‬ ‫وجدية للمشاركة بمسابقات دولية متعددة‪.‬‬ ‫خ ��وف ال �ع��ائ �ل��ة أم ��ر أخ��ذت��ه ال �ف �ت��ات��ان وج�م�ي��ع‬ ‫أف ��راد ال�ف��ري��ق ال�ن�س��وي ل�ل�م�ظ�لات بالحسبان‬ ‫عند امل�ش��ارك��ة‪ ،‬وبقيت ك��ل واح��دة منهن تبث‬ ‫الطمأنينة في نفوس عائلتها‪ ،‬وهو ما تعتبره‬ ‫سمر أمرا طبيعيا كونها تعلم أنها تقوم بشكل‬ ‫متكرر بقفزة تجعلها معلقة في الهواء لفترة‪..‬‬ ‫«غير أننا استطعنا بحمد الله أن نثبت لهم أننا‬

‫على قدر املسؤولية ويعتمد علينا وقادرات‬ ‫بفضل ال�ل��ه ع�ل��ى م�م��ارس��ة ه��ذه ال��ري��اض��ة‬ ‫الجديدة على مجتمعنا»‪.‬‬ ‫ليس القفز باملظالت ه��و األم��ر ال��ذي تبرع‬ ‫ف�ي��ه ف��ري��ق ال �ق��اف��زات الفلسطينيات‪ ،‬فهن‬ ‫يخضعن ل�ت��دري�ب��ات ق��اس�ي��ة ض�م��ن ق��وات‬ ‫�ال من‬ ‫ال �ص��اع �ق��ة‪ ،‬وي�م�ت�ع��ن ب�م�س�ت��وى ع� � ٍ‬ ‫الحرفية للقيام بعمليات االقتحام الخاصة‪،‬‬ ‫حسب آراء مشرفي التدريب لديهن‪.‬‬ ‫وق� ��د ال ي �م �ل��ك ال �ف��ري��ق امل �ظ �ل��ي ال �ن �س��وي‬ ‫فرصة التحليق بشكل مستمر في سماء‬ ‫فلسطني‪ ،‬إال أنهن يمتلكن الصبر لتحقيق‬ ‫ً‬ ‫م��ا يحلمن ب��ه‪ ،‬ويرسمن م�س� ً‬ ‫جديدا‬ ‫�ارا‬ ‫للفتيات الفلسطينيات بما أقدمن عليه‬ ‫واقتحمنه <‬

‫ميساء‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪79‬‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫ألف تجربة وتجربة‪ ،‬هي حكاية املرأة الفلسطينية في كل زمان ومكان‪ ،‬تكتب بيدها تاريخا مختلفا‪ ،‬وتثبت في كل‬ ‫مرة أنها قادرة على التميز إن سنحت لها فرصة لذلك‪.‬‬

‫مغامرة رياضية نسائية بني السماء واألرض‬

‫فريق مظلي نسوي للقفز الحر في قوات األمن الوطني الفلسطيني‬

‫غزة‪ :‬عبد الله عمر‬ ‫دخول فتيات إلى مجال القفز باملظالت يعتبر‬ ‫ف ��ي ن �ظ��ر ال �ك �ث �ي��ري��ن ن �ق �ل��ة ك �ب �ي��رة ف ��ي ات �ج��اه‬ ‫املشاركة الفاعلة في األلعاب الرياضية التابعة‬ ‫لالتحاد الدولي للرياضات العسكرية‪،‬ويعد قفزة نوعية‬ ‫كبيرة لقوات األمن الوطني الفلسطيني‪.‬‬ ‫في مجتمع بالكاد يستوعب عمل املرأة في قوى األمن‪،‬‬ ‫نجحت سمر وميساء مع زميالت لهن في تشكيل أول‬ ‫فريق مظلي فلسطيني للقفز الحر‪ ،‬لتبقى اآلمال معلقة‬ ‫عليهن‪ ،‬والطموحات مرهونة بعزيمتهن‪.‬‬

‫األمن الوطني الفلسطيني‬ ‫سمر ثوابتة (‪ً 24‬‬ ‫عاما) أحد أعضاء الفريق‪ ،‬وهي فتاة‬ ‫فلسطينية طموحة‪،‬دفعها الطموح لاللتحاق بقوات األمن‬ ‫الوطني الفلسطيني‪ ،‬بعدما أنهت دراستها بكلية اإلعالم‪،‬‬ ‫لتكون واحدة من املجندات األوفياء لوطني فلسطني‪ ،‬على‬ ‫حد قولها‪ ،‬معتبرة أن واجب أي فلسطيني املشاركة في‬ ‫بناء الوطن‪ ،‬وأن يضع بيده لبنة جديدة في طريق التحرير‬ ‫ً‬ ‫وصوال إلى الدولة الفلسطينية املستقلة‪ ،‬وأنها رأت ً‬ ‫دورا‬ ‫ً‬ ‫هاما يمكن لها أن تلعبه وأن تقدم فيه الكثير من خالل‬ ‫العمل في قوات األمن الوطني‪.‬‬ ‫وتضيف سمر‪ً :‬‬ ‫«نظرا لتخصصي الجامعي عملت بشعبة‬ ‫اإلع�لام فأصبحت مسؤولة عن املوقع اإلخباري الذي‬ ‫يختص بنشاطات جيش فلسطني في كافة محافظات‬ ‫الوطن باإلضافة لكوني الناطقة باسم مجندات األمن‬ ‫الوطني»‪.‬‬ ‫سمر ال�ت��ي تعد م��ن أوائ ��ل ال�ل��وات��ي التحقن ب�ه��ذا املجال‬ ‫لتشكيل فريق مظلي نسائي‪ ،‬تعتبر أن تميزها يكمن‬ ‫في أمرين‪ ،‬أولهما أنها جندية في خدمة الوطن‪ ،‬وثانيهما‬ ‫أن اسمها م��ع زمالئها بالفريق سيسجل ك��أول فريق‬ ‫نسوي يقتحم مجال القفز باملظالت‪.‬‬ ‫تشعر سمر بالرهبة لحظة خروجها من ب��اب الطائرة‪،‬‬ ‫لكن األمر مع كثير من التدريب بات أكثر ألفة‪ ،‬وأصبحت‬ ‫تشعر بسعادة غامرة وهي تطوف سماء فلسطني تراها‬ ‫من األعلى‪ ،‬وكانت أسعد لحظات حياتها عندما‬ ‫قامت بترديد اسم فلسطني أثناء قفزها‪.‬‬ ‫«في املرة األولى كل ما كنت أنتظره‬ ‫هو أن تفتح املظلة ألشعر باألمان‪،‬‬ ‫وبعد رحلة قصيرة من الهبوط‬ ‫‪78‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫السريع نحو ‪ 37‬ثانية قمت بفتح املظلة واندفعت بقوة مخيم قلنديا‬

‫إلى األعلى واستمتعت بالهبوط‪ ،‬ومع التدريبات أصبحنا‬ ‫نقفز بطريقة أكثر مهارة»‪ ،‬تقول سمر التي تطمح إلى‬ ‫ال�ح�ص��ول ع�ل��ى درج ��ة امل��اج�س�ت�ي��ر وم��ن ث��م ال��دك �ت��وراه‬ ‫في القانون الدولي‪ ،‬تؤكد أنه إذا كان تحرير فلسطني‬ ‫باملظليات فسأكون أول من يلبي نداء الوطن‪ ،‬تحلم بأن‬ ‫تكون يوما سفيرة للسالم واملحبة‪ .‬فالفتاة التي تعتبر‬ ‫الرئيس الراحل ياسر عرفات قدوتها في الحياة‪ ،‬تؤمن‬ ‫بحقها في الحرية‪ ،‬وحق بالدها في الحياة‪ ،‬وهذا اإليمان‬ ‫أقوى من كل سالح يمكن أن تمتلكه دولة االحتالل‪.‬‬ ‫تقول نصيحتي لنساء فلسطني أن ًيتحدين أنفسهن‬ ‫لتحقيق كل ما يحلمن به وأال تترك عائقا يتحكم بمصير‬ ‫تحقيق حلمها‪ ،‬فاملرأة الفلسطينية هي امل��رأة الصامدة‬ ‫امل��راب�ط��ة القوية وال �ق��ادرة‪ ..‬أق��ول لها ك��ون��ي أن��ت واثبتي‬ ‫نفسك‪.‬‬

‫سمر‬

‫من بني أزقة مخيم قلنديا كما يحلو مليساء عياد أن تصف‬ ‫نشأتها‪ ،‬خرجت الفتاة الفلسطينية التي تحلم بالعودة‬ ‫يوما إلى بلدتها األصلية عرتوف املدمرة والتي هاجرت‬ ‫منها العائلة في نكبة عام ‪1948‬م‪.‬‬ ‫ميساء عياد‪ ،‬هي األخرى ترى أن دور املرأة ال يقل أهمية‬ ‫عن دور الرجل‪ ،‬وأن العمل العسكري ليس حكرا عليه‪،‬‬ ‫كيف ال والفلسطينية هي مفجرة الثورات وراعية الثوار‪،‬‬ ‫ً‬ ‫األم واألخت والزوجة‪ ،‬حيث كانت املرأة مثاال يحتذى به‬ ‫في الشارع الفلسطيني وما زالت بجانب أخيها الرجل في‬ ‫امليدان واملعارك والحروب‪.‬‬ ‫وتحكي ميساء قصة الفريق املظلي قائلة‪« :‬كانت البداية‬ ‫عبر إعالن وصلنا بالتسجيل ملن يرغب لتشكيل فريق‬ ‫م�ظ�ل��ي ف�ل�س�ط�ي�ن��ي‪ ،‬وأن ه �ن��اك ام �ت�ح��ان��ا س�ي�ع�ق��د ب�ه��ذا‬ ‫الخصوص‪ ،‬لم نأخذ وقتا طويال في التفكير فكان القرار‬ ‫باملشاركة ف ��ورا‪ ،‬ألن كلينا يتمتع بشخصية مغامرة‬ ‫بطبعها»‪.‬‬ ‫وت��اب�ع��ت‪« :‬بحمد الله اجتزنا االم�ت�ح��ان امل�ب��دئ��ي‪ ،‬بعدها‬ ‫طلبت م�ن��ا ق �ي��ادة األم ��ن ال��وط�ن��ي م�ن��ا تحضير أنفسنا‬ ‫للمشاركة في دورة للمظليات في أحد نوادي القفز في‬ ‫جنوب أفريقيا‪ ،‬وتم إخضاع الفريق لتمرينات وتدريبات‬ ‫لياقة في معسكرات األمن الوطني في أريحا‪.‬‬ ‫م��ن م�س��اف��ة ‪ 12‬أل��ف ق��دم ل�ق��د ك��ان��ت ق�ف��زت��ي األول��ى‬ ‫مدهشة ج��دا كنت متحمسة لم يكن ل��دي أي فكرة‬ ‫عن ما سيحدث معي‪ ،‬نظرت إلى مدرب القفز على‬ ‫باب الطائرة‪ ،‬وأنتظر سؤاله‪ :‬جاهزة؟ فأقول‪ :‬نعم‪،‬‬ ‫ثم أقفز‪.‬‬ ‫غير أن أص�ع��ب اللحظات ك��ان��ت امل��رة األول ��ى للقفز‪،‬‬ ‫أغلقت عيني وق�ف��زت‪ ،‬ك��ان أم��را ج��دي��دا ومميزا ومثيرا‬ ‫ومخيفا‪ ،‬تتشابك فيه كل هذه األحاسيس مرة واح��دة‪،‬‬ ‫وربما كان حزني أكبر ألنني كنت أتمنى أن تكون أول‬ ‫قفزة ل��ي ف��ي سماء بلدي فلسطني وم��ن ث��م أش��ارك في‬ ‫باقي دول العالم‪.‬‬ ‫وكان ما يسيطر على تفكيري أننا أول قافزات فلسطينيات‬ ‫ف�ه��ذا ف�خ��ر ل�ن��ا ل�ن�خ��وض ه��ذه ال�ت�ج��رب��ة ون�ح�ل��ق بسماء‬ ‫فلسطني ي��وم إع�لان فجر ال�ح��ري��ة»‪ ،‬م��ؤك��دة أن هذه‬ ‫التجربة ساعدت في تعزيز ثقتهن بأنفسهن‪،‬‬ ‫وفي تدعيم قوة الشخصية لديهن‪.‬‬ ‫األح�لام تكبر وفقا مليساء التي كان‬ ‫أول حلم لها أن تصبح صحافية‬ ‫ت�ن�ق��ل ل�ل�ع��ال��م م �ع��ان��اة شعبها‬


‫جبنت وترددت‪ .‬تخوفت من تجربة املسرح الكوميدي‪.‬‬ ‫فأنا ناجح في أفالمي من خالل أدوار الشر التي اعتاد‬ ‫عليها الجمهور‪ ،‬فلماذا أضع نفسي في موقف اختبار‬ ‫آخر‪ ،‬حيث أكون في مجال مقارنة مع الريحاني‪ .‬الجيل‬ ‫الذي اعتاد على الريحاني سيسخر مني بالطبع‪ .‬وهنا‬ ‫ق��ررت ع��دم امل�ج��ازف��ة‪ .‬هربت م��ن التجربة ول��م أذه��ب‬ ‫ً‬ ‫إلى املسرح‪ .‬مكثت خمسة عشر يوما معتكفا أنكر‬ ‫وج� ��ودي‪ .‬ك�ن��ت حينئذ م�ت��زوج��ا م��ن ه��دى سلطان‪.‬‬ ‫واتصل بديع خير بـهدى قائال‪ :‬أنا عارف إن فريد في‬ ‫املنزل رجاء إقناعه للمرة األلف بأن يعود إلى املسرح‪.‬‬ ‫لقد أجلنا افتتاح املسرحية إلى أول يوليو (تموز)‪.‬‬ ‫أخ��ذت املسألة شكال آخ��ر؛ أصبحت قضية شهامة‪.‬‬ ‫أعطى كلمة لبديع خيري وال بد من الوفاء بها ذهب‬ ‫إلى املسرح ورحب به أعضاء الفرقة كان في مقدمتهم‬ ‫ماري منيب وميمي شكيب‪.‬‬ ‫كان موعد االفتتاح هو األول من يوليو سنة ‪.1964‬‬ ‫طلب مزيدا من التأجيل حتى منتصف يوليو‪ .‬كان‬ ‫كالتلميذ الذي يخشى االمتحان‪ .‬استقبله الجمهور‬ ‫اس�ت�ق�ب��اال ع�ظ�ي�م��ا‪ .‬ن�ج�ح��ت امل�س��رح�ي��ة وج� ��اءه بديع‬ ‫خيري على مقعد متحرك ليهنئه ويقول ل��ه‪« :‬فريد‬ ‫ستستمر وستبقى مدرسة الريحاني»‪ .‬جملة مأثورة‬ ‫لبديع خيري شجعت فريد شوقي على االستمرار‬ ‫ف��ي ف��رق��ة الريحاني سبع س�ن��وات كاملة‪ .‬واستطاع‬ ‫وحش الشاشة‪ ،‬من خالل روعة األداء الكوميدي‪ .‬أن‬ ‫يقنع الجمهور أنه ممثل مسرحي كوميدي من الطراز‬ ‫األول‪ ..‬ورغم النجاح أدار ظهره للمسرح مرة أخرى‪..‬‬

‫وتركت املسرح‬ ‫فريد شوقي يكوي الثياب في آخر أفالمه «املوظفون على األرض» مع سمية األلفي‬

‫الذي قمت به كان «مالك الرحمة»‪ ..‬كنت يومها طالبا‬ ‫في املعهد العالي للتمثيل دعاني يوسف وهبي إلى‬ ‫املعهد‪ .‬كانت معي أثناءها فاتن حمامة‪ .‬وكانت املرة‬ ‫األول��ى التي سأتولى فيها دورا سينمائيا‪ .‬أعود إلى‬ ‫العنف في األفالم كنت مهيئا ألفالم العنف والحركة‬ ‫وتسديد الضربات لخصومي على الشاشة‪ .‬ساعدني‬ ‫على هذا ممارستي للمالكمة منذ أن كنت طالبا في‬ ‫املدارس الثانوية‪ ،‬وحصلت على بطوالت فيها‪ .‬كذلك‬ ‫كنت أحب الكرة‪ .‬رياضي من الطراز األول‪ .‬شجعني‬ ‫على ذلك قامتي املمشوقة وعضالتي املفتولة‪ .‬كانت‬ ‫لدي القدرة على أن أسدد الضربة دون أن أصيب وأن‬ ‫أتلقي الضربة دون أن أصاب‪ .‬املنهج الرياضي نفعني‪.‬‬ ‫ظللت فترة أقدم هذه النوعية من األفالم‪ .‬كان مخرج‬ ‫الفيلم يشترط دائما ثالث مشاجرات في كل فيلم‪.‬‬

‫الحاضر والتاريخ‬ ‫هناك أدوار تاريخية قام بها فريد شوقي في بعض‬ ‫األفالم‪ .‬والعنف قابله أدوار كوميدية أحيانا‪ ..‬فهل هي‬ ‫الرغبة في التلوين فقط‪ ..‬أم ماذا؟‪..‬‬ ‫يقول فريد‪:‬‬ ‫أنتجت السينما العربية عشرين فيلما تاريخيا‪ .‬قدمت‬

‫«أن��ا» بمفردي أح��د عشر فيلما منها‪ .‬ما يزيد على‬ ‫النصف‪ .‬في املقدمة فيلم «رابعة العدوية»‪ .‬و«عنترة‬ ‫بن شداد»‪ .‬و«فارس بني حمدان»‪ ،‬وهي األفالم التي‬ ‫ل��و نفذها األميركيون الستعانوا بفيكتور ماتيور‬ ‫وأنتوني كوين‪ .‬ساعدني على أدائها قامتي الفارهة ثم‬ ‫دراستي في معهد التمثيل لألدب العاملي والكالسيكي‬ ‫وقراءاتي لشكسبير وموليير؛ ألن هذه األفالم تحتاج‬ ‫إلى فن اإللقاء‪.‬‬ ‫املرحلة الكوميدية في حياتي تبدأ سنة ‪ ،1964‬حيث‬ ‫عملت مع فرقة الريحاني‪ .‬وامتدت إلى بعض األفالم‬ ‫الكوميدية‪ .‬وه��ذا ليس بجديد علي‪ .‬كنت أص�لا من‬ ‫هواة مدرسة الريحاني‪ .‬كنت دائم االطالع على مكتبة‬ ‫الريحاني‪ .‬بل إنني أحفظ نحو ستني مسرحية من‬ ‫مسرحيات الريحاني‪ .‬ال يوجد من يباري الريحاني‬ ‫وب��دي��ع خ �ي��ري ف��ي «ال� �ك ��ار»‪ .‬وف ��ي س�ن��ة ‪ 1949‬م��ات‬ ‫الريحاني‪ .‬وظللت أتتبع أخبار فرقته‪ .‬وحدث أن اتصل‬ ‫بي بديع خيري بعد وفاة ابنه الوحيد عادل خيري‪.‬‬ ‫أراد بديع أن تستمر مدرسة الريحاني فلجأ إلي‪ .‬ذهبت‬ ‫ملقابلته ويومها قال لي‪ :‬لقد وقع اختياري عليك كنجم‬ ‫الفرقة‪ .‬ال بد وأن يستمر الريحاني‪ .‬قلت له‪ :‬كيف؟ قال‪:‬‬ ‫هذا ما أراه وإن ثقتي فيك كبيرة‪ .‬والبروفة تبدأ من‬ ‫الغد‪ .‬كانت املسرحية حينئذ‪« :‬حكاية كل يوم» ولكني‬

‫روى ف��ري��د ال�ح�ك��اي��ة ق��ال ‪« :‬امل ��رة األول ��ى ال�ت��ي أدرت‬ ‫فيها ظهري للمسرح – كانت عندما التحقت بالفرقة‬ ‫القومية في بدء حياتي الفنية‪ ،‬بعد تخرجي في املعهد‪.‬‬ ‫مثلت ع��دة رواي ��ات كالسيكية خ�لال عامني – كنت‬ ‫فيهما بالفرقة – ولكنني لم أستطع التوفيق بني العمل‬ ‫السينمائي والعمل املسرحي‪ .‬كان العمل املسرحي‬ ‫يأخذ مني وقتا طويال‪ .‬ولم أستطع االستمرار‪ ،‬كانت‬ ‫البروفات تمتد من الساعة الحادية عشرة صباحا‬ ‫حتى الثانية بعد الظهر‪ .‬وتمتد من جديد ابتداء من‬ ‫التاسعة ليال لذا استقلت من الفرقة القومية‪ .‬مع حبي‬ ‫ال�ش��دي��د للمسرح‪ .‬وف��ي ه��ذا ال��وق��ت ظ�ه��رت السينما‬ ‫وكانت وسيلة فنية أكثر انتشارا من املسرح‪ .‬فقررت‬ ‫أن أدرس تكوين قاعدة شعبية عريضة من البداية‪.‬‬ ‫فتركت املسرح‪ .‬أما في املرة الثانية التي أدرت فيها ظهري‬ ‫للمسرح فسببها اإلره��اق الذي أصابني من وراء محاولة‬ ‫الجمع بني السينما واملسرح‪ .‬خصوصا أن املسرحية عندما‬ ‫تنجح‪ .‬وتبقى عامني مثال‪ .‬فإن الجهد املطلوب من الفنان‪ .‬في‬ ‫هذه الحالة يصبح أضعاف الجهد املطلوب منه في السينما‪.‬‬ ‫في املسرح يقابل الفنان جمهوره وجها لوجه‪ .‬ال بد وأن‬ ‫ً‬ ‫يكون مهيئا لكل شيء‪ .‬ال بد وأن يكون في منتهى النشاط‬ ‫والذكاء والتألق‪ .‬أرهقت جدا في مسرحية «الحرامية» كنت‬ ‫أسافر يوميا إلى اإلسكندرية ألقف على خشبة املسرح‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مريضا<‬ ‫وفى أحد األيام نقلت إلى مستشفى املعادي‬ ‫(يتبع بالحلقة الثالثة واألخيرة)‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪77‬‬


‫مذكرات وحش الشاشة العربية (الحلقة الثانية)‬ ‫سنوات التجربة في عمر فريد شوقي الفني تعني الكثير‪ .‬حصل على وسام الفنون من الدرجة األولى‬ ‫في عهد الرئيس الراحل عبد الناصر‪ .‬وحصل على نفس الوسام من الرئيس الراحل أنور السادات‪ .‬ونال‬ ‫العديد من الجوائز من وزارة الثقافة وجمعية النقاد عن فيلم «ومضى قطار العمر»‪ .‬كما نال جائزة‬ ‫الدولة في مهرجان اإلسكندرية السينمائي الدولي األول عن فيلم «ال تبكي يا حبيب العمر»‪.‬‬

‫فريد شوقي‪«:‬الحرامية» سرقوا صحتي‬ ‫القاهرة‪ :‬املجلة‬ ‫إنها أوسمة متجددة تمنح للفنان لقاء إبداعه‬ ‫الفني‪ .‬لكن الفيلم ال��ذي ك��ان من املمكن أن‬ ‫ينال عليه العديد من الجوائز‪ ،‬ل��وال إهمال‬ ‫منتجه‪ ،‬هو فيلم «الندم» الذي أخرجه نادر جالل سنة‬ ‫‪ .1978‬الفيلم رائع من وجهة نظر فريد شوقي‪ .‬فيه‬ ‫بطل وبطلة (نورا)‪ .‬يلعب فيه فريد شوقي دور رجل‬ ‫ف��ات��ه ق�ط��ار ال ��زواج لجشعه وب�خ�ل��ه‪ .‬فهو يخشى أن‬ ‫يضيع ماله في الزواج‪ ،‬ولكنه ما يلبث أن يلتقي بفتاة‬ ‫صغيرة‪ .‬يحبها وينفق عليها‪ .‬ولكن ن��داءه ال يصل‬ ‫إليها ففارق السن أضخم مما يتصوره إنسان‪ .‬يشعر‬ ‫أنها عقدة قريبة من عقدة «لوليتا»‪ .‬إنه دور يقوم به‬ ‫في السينما‪ .‬فهل صادفه في الواقع‪..‬‬ ‫ق��ال ال��راح��ل ف��ري��د ش��وق��ي‪ :‬م��رت لوليتا ف��ي حياتي‪،‬‬ ‫أحبتني فتاة كانت في السابعة عشرة من عمرها‪ ،‬كان‬ ‫هذا في الستينات‪ .‬واختفت من حياتي‪ .‬ربما فعلت‬ ‫ذلك بسبب بناتي‪ .‬دائما كنت أفترض‬ ‫أن ه��ذا امل��وق��ف أو ذاك ربما واجهته‬ ‫إح ��دى ب�ن��ات��ي‪ .‬ول �ه��ذا رح�م��ت لوليتا‬ ‫ألنني تصورتها ابنتي‪ .‬لي ثالث بنات‬ ‫أح�ب�ه��ن ب �ص��ورة غ�ي��ر ع��ادي��ة‪ .‬م�لأن‬ ‫علي الحياة بكل م��ا فيها‪ .‬وأحيانا‬ ‫ي �ط��رح ع�ل��ي ال �س��ؤال ال�ت�ق�ل�ي��دي‪ .‬أال‬ ‫تشعر بالحنني ألن يكون لك ابن؟ أال‬ ‫تحب أن يكون لك ابن؟ وفي الحقيقة‬ ‫أن��ا سعيد ب�ب�ن��ات��ي‪ .‬وف��ي ت�ص��وري‬ ‫أن�ن��ي ل��و رزق ��ت ب��اب��ن ألف�س��دت��ه في‬ ‫س��ن امل��راه�ق��ة‪ .‬كنت س��أغ��دق عليه‬ ‫كل شيء‪ .‬وسيتعدى األمر للتدليل‬ ‫الهدمي‪ .‬لو ك��ان لي اب��ن لكنت أول‬ ‫من يفسده‪ .‬خاصة وأنني بالفعل‬ ‫عاطفة متدفقة‪ .‬عاطفتي أكثر حدة‬ ‫من عقلي‪ .‬فهي جامحة جدا‪ .‬وقد‬ ‫جاءت امتدادا للتربية في الطفولة‪.‬‬ ‫كنت أخا أكبر لخمسة من اإلخوة‪.‬‬ ‫ثالثة من البنني وابنتان‪ .‬وقد واجهت‬ ‫الحياة في أحضان أم تذوب حنانا‪ .‬ووالد‬ ‫‪76‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫حازم‪.‬‬ ‫كنت أحس بحنانه‪ .‬نظراته تخيفني‪ .‬ولكنه كان كتلة‬ ‫حنان هو اآلخر‪ .‬كنت مدلال مترفا وكل طلباتي مجابة‪.‬‬ ‫كنت مثال األناقة‪ .‬وحتى السيارة كانت في حوزتي‪.‬‬ ‫وأنا ما زلت تلميذا‪ .‬لم يكن في حياتي حرمان على‬ ‫اإلطالق‪ .‬دعك من هؤالء الفنانني املروجني الذين يقولون‬ ‫دائما إنهم عاشوا الحرمان في بدايات حياتهم‪ ،‬وعانوا‬ ‫الجوع‪ ،‬وهم يقولون هذا الكالم بقصد كسب عطف‬ ‫الجماهير‪ .‬ولكن من موقع الصدق مع جمهوري‪ ،‬أقول‬ ‫إنني عشت طفولة مرفهة وسط ترابط عائلي‪.‬‬

‫النقد والسوق‬ ‫يقول فريد شوقي إنه يرحب بالنقد وليس ضده‪ .‬قال‬ ‫بصوت عال‪ :‬مرحبا بك أيها النقد‪ ،‬النقد ينعش الفن‬ ‫نقدا ً‬ ‫لهذا فهو ضرورة‪ .‬شريطة أن يكون ً‬ ‫جادا‪ .‬النقد‬ ‫وسيط بني الجمهور والفنان‪ .‬يحاول أن يحلل أعمال‬ ‫الفنان‪ .‬أن يجد صالت بني أج��زاء العمل الفني بحثا‬

‫عن العمل الفني املتكامل‪ .‬إن لم أجد من ينقدني فإنني‬ ‫أتولى عملية نقد ذاتي‪ .‬ال أخشى النقد املوضوعي‪.‬‬ ‫فريد شوقي في ميدان اإلنتاج السينمائي منذ سنة‬ ‫‪ 1952‬حتى قبل وفاته‪ ،‬لهذا جره الكالم إلى الحديث‬ ‫عن الفيلم املصري والفيلم العاملي‪.‬‬ ‫يتكلم‪ :‬القياس ال بد وأن يتم من إدراك الفارق‪ .‬ال يجب‬ ‫مقارنة الفيلم العربي باألجنبي‪ .‬سوق الفيلم العربي‬ ‫محدود‪ .‬الفيلم لدينا ال يصل إلى الواحد على األلف‬ ‫من تكاليف الفيلم األميركي‪ .‬بعض األف�لام تخسر‬ ‫بالنسبة ل��ي كمنتج‪ .‬ول�ك��ن ال ب��د م��ن االس�ت�م��رار‪ .‬ال‬ ‫بد أن أعمل‪ ،‬وأن أستمر في اإلنتاج‪ .‬الفيلم األجنبي‬ ‫يرتكز على سوق عريضة متسعة‪ .‬الفيلم في الواليات‬ ‫املتحدة األميركية يدخل إيرادات ضخمة من العرض‬ ‫في أميركا وحدها‪ .‬فضال عن إيرادات عرضه وتوزيعه‬ ‫في أنحاء العالم‪ .‬ال يجب أن ننسى اللغة‪ .‬على صعيد‬ ‫املمثلني لدينا والحمد لله املمثل الذي ال يقل كفاءة عن‬ ‫املمثل العاملي‪ .‬العقبة هي السوق امل�ح��دودة‪ .‬وعندما‬ ‫تتسع السوق سيمكننا الصرف بسخاء أكثر على‬ ‫الفيلم‪.‬‬

‫وحش الشاشة‬

‫أبو االوالد‪ ..‬حزين فوق السطوح‬

‫عمر فريد شوقي الفني يساوي‬ ‫م ��ائ �ت ��ي ف �ي �ل��م ق ��دم �ه ��ا ل �ل �ش��اش��ة‬ ‫العربية‪ .‬كان هناك تنوع في طبيعة‬ ‫األدوار ال �ت��ي ي �ق��وم ب �ه��ا‪ ،‬ال�ح��رص‬ ‫على تباين األدوار ك��ان مقصودا‬ ‫من البداية‪..‬‬ ‫اشتهرت في بداية حياتي الفنية ‪-‬‬ ‫يوضح فريد شوقي – وأن��ا طالب‬ ‫ف ��ي م �ع �ه��د ال �ت �م �ث �ي��ل ب � ��دور ال�ف�ت��ى‬ ‫الشرير‪ .‬كنت أؤديه بصورة أحبني‬ ‫الجمهور من خاللها‪ .‬تحولت األدوار‬ ‫إل��ى ص��ورة تجعل الشرير محبوبا‬ ‫م��ن الجمهور املشاهد‪ .‬أيامها قال‬ ‫النقاد إن فريد شوقي يشجع على‬ ‫ال �ج��ري �م��ة‪ ،‬ألن ��ه ش��ري��ر دم ��ه خفيف‬ ‫ومحبوب من الجمهور‪ .‬الفيلم األول‬


‫ورأفت امليهي ونور الشريف والكثير من عمالقة الفن‪ ،‬وهذا‬ ‫ما جعلني أقف على أرض صلبة وال أتردد في رفض األدوار‬ ‫التي ال تعجبني‪ ،‬وكنت أفضل الجلوس في البيت على اختيار‬ ‫ً‬ ‫عمل ال أحبه وأعتقد أن هذا فضل من الله أيضا‪ ،‬لذلك فأنا‬ ‫فخورة بما قدمته في مشواري‪.‬‬ ‫> وه��ل تشعرين ال �ي��وم ب�ح��ال��ة م��ن ال��رض��ا ع�ل��ى ما‬ ‫قدمته؟‬ ‫ً‬ ‫مجهودا ً‬ ‫كبيرا ألقدم تاريخا‬ ‫ الحمد لله‪ .‬كما قلت‪ ،‬لقد بذلت‬‫أتشرف به‪ .‬ولدي حالة رضا كاملة بما قدمته في مسيرتي‬ ‫وف�خ��ورة بالكثير من األع�م��ال التي أث��ارت حالة من الجدل‬ ‫جماهيريا وأي� ً�ض��ا ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نقديا ك�ب�ي� ً�را‪ ..‬وهناك‬ ‫نجاحا‬ ‫وحققت‬ ‫ً‬ ‫أع �م��ال أي��ض��ا استطعت أن أب ��رز فيها م�ه��ارت��ي التمثيلية‬ ‫وأتحدى نفسي‪ .‬وأتمنى أن أظل في هذا الطريق حتى النهاية‪.‬‬ ‫> وما األعمال التي تعتزين بها في مشوارك الفني؟‬ ‫ األعمال بالنسبة للفنان مثل أبنائه فكل ابن تعيش معه‬‫ً‬ ‫مجهودا ً‬ ‫كبيرا‪ ،‬وبصراحة‬ ‫مرحلة من حياتك وتبذل معه‬ ‫شديدة أعتز بكل أبنائي‪ ،‬فأنا أعشق «خرج ولم يعد» والذي‬ ‫تم اختياره في قائمة أفضل ‪ 100‬فيلم في تاريخ السينما‬ ‫ً‬ ‫امل �ص��ري��ة‪ ،‬وأي��ض��ا «امل �ص �ي��ر» و«ال �ب��ؤس��اء» و«س �م��ع ه��س»‬ ‫و«بحب السيما»‪ ،‬والكثير غيرها‪.‬‬ ‫> ه ��ل ه �ن��اك ش �خ �ص �ي��ات ت�ت�م�ن�ين ت�ج�س�ي��ده��ا في‬ ‫السينما أو التلفزيون؟‬ ‫ طموح الفنان ً‬‫دائما ال ينتهي عند حد معني‪ ،‬ألن الحياة‬ ‫تسير وكل مرحلة ولها شخصياتها‪ ،‬وبصراحة أرى أن لدي‬ ‫طاقة كبيرة لتقديم الكثير من املوضوعات والشخصيات‬

‫وأتعامل مع كل عمل جديد كأنه أول مرة‪ .‬ومع ذلك ال توجد‬ ‫ً‬ ‫شخصيا عندما‬ ‫شخصيات أبحث عنها بعينها ولكن أنا‬ ‫أصدق شخصية أقدمها على الفور‪.‬‬ ‫> ف��ي ح�ي��اة ك��ل منا شخصيات لها دور كبير في‬ ‫تكويننا وتشكيلنا‪ ..‬من الذين أثروا حياتك؟‬ ‫ أمي ثم أمي‪ ..‬ففي البداية عشقت الفن من أمي وتعلمت منها‬‫االلتزام والدقة في العمل وع��دم خ��داع اآلخرين وأن أتحدث‬ ‫بصراحة مهما كانت العواقب وأن أعمل ما أحب وأشعر به‪.‬‬ ‫أمي كانت وما زالت تعمل في اإلذاعة وربنا يعطيها الصحة‬ ‫وأت�ع�ل��م منها ك��ل ي��وم‪ .‬وع�ل��ى امل�س�ت��وى ال�ف�ن��ي ف�ق��د ت��أث��رت‬ ‫ً‬ ‫أيضا منهم ً‬ ‫كثيرا‪ ،‬ومنهم‬ ‫بالكثير من األساتذة واستفدت‬ ‫األستاذ نور الشريف ال��ذي تعلمت منه االلتزام ومساعدة‬ ‫الغير‪ ،‬ألن��ه ل��م يبخل على أي شخص ب��أي معلومة‪ ،‬فكان‬ ‫ّ‬ ‫عطاء رحمه الله‪ ،‬كذلك استفدت كثيرا من يحيى الفخراني‬ ‫ألنه ممثل شديد املوهبة‪.‬‬ ‫> وما نصيحتك للفنانني الشباب؟‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ إن أردت أن تستمر وتعمل‪ ،‬فعليك أن تقدم فنا هادفا‬‫وتختار خطواتك بدقة‪ ،‬ألن النجاح سهل ومن املمكن أن تكون‬ ‫ً‬ ‫ناجحا في سنوات قليلة‪ ،‬ولكن االستمرارية هي األصعب‪،‬‬ ‫وهناك نماذج كثيرة نجحت وفشلت في االستمرار بسبب‬ ‫سوء االختيار‪ .‬فيجب على كل ممثل يحب موهبته أن يحافظ‬ ‫عليها وأال يهدرها ف��ي أع�م��ال تقلل م��ن ش��أن��ه‪ .‬وي�ج��ب أن‬ ‫ً‬ ‫تكون نفسك‪ ،‬أي ال تقلد أح� ً�دا‪ .‬واصنع تاريخا لك وحدك‬ ‫حتى تظل ف��ي ذاك ��رة ج�م�ه��ورك ألن الجمهور ال يقبل أن‬ ‫ً‬ ‫شخصا آخر‪.‬‬ ‫تكون‬

‫> كثيرون يتحدثون عن انهيار الفكر السينمائي‪.‬‬ ‫فمن برأيك وراء هذا؟‬ ‫ أنا ضد كلمة انهيار الفكر السينمائي‪ ،‬ألنه إذا كانت هناك‬‫أفالم هابطة فهي ال تمثل صناعة السينما ككل‪ ،‬ولكن الفنان‬ ‫الذي يسعى للشهرة فقط وعدم التركيز ال يبقى‪ .‬نحن لدينا‬ ‫جمهور ّ‬ ‫يقيم الفنان ويتفاعل مع األف�لام السينمائية منذ‬ ‫أول فيلم في تاريخ السينما‪ ،‬وبالتالي يجب‪ ،‬إذا أردت أن‬ ‫ُ‬ ‫تبقى في الذاكرة وأال تنسى أعمالك‪ ،‬احترم جمهورك‪ ،‬فإن‬ ‫ً‬ ‫احترمته فلن ينساك أبدا‪ .‬كما أنه في كل العصور واألزمنة ال‬ ‫توجد أفالم جيدة فقط أو سيئة فقط‪ ،‬فالكل معروض وعلى‬ ‫الجمهور أن يختار ما يناسبه‪ .‬ولكن ثق أن العمل الجيد هو‬ ‫الذي سيعيش حتى لو لم يحقق اإليرادات املتوقعة‪ .‬وتاريخنا‬ ‫مليء بهذه النماذج‪.‬‬ ‫> وما رأيك في حال السينما اآلن؟‬ ‫ السينما اآلن تعيش مرحلة انتقالية‪ ،‬كما هو حال مصر‪.‬‬‫وهناك حالة تشتت وارتباك تنتاب بعض شركات اإلنتاج‪.‬‬ ‫ونجحت أف�لام بعينها في أن تسيطر على الساحة‪ ،‬ولكن‬ ‫وسط كل ذلك هناك نماذج سينمائية جيدة استطاعت أن‬ ‫ً‬ ‫أيضا رد فعل ً‬ ‫جيدا مع الجمهور‪،‬‬ ‫تحقق بصمة‪ ،‬وأن تحقق‬ ‫ومنها أفالم «ال مؤاخذة» و«الفيل األزرق» و«أسوار القمر»‬ ‫و«أوالد رزق» و«س �ك��ر م��ر» و«ف �ت��اة امل�ص�ن��ع» و«ب�ت��وق�ي��ت‬ ‫القاهرة»‪ ،‬وغيرها من النماذج الجيدة‪.‬‬ ‫> لكن البعض يرى أن هناك ً‬ ‫أفالما أصبحت تستعني‬ ‫باأللفاظ الخادشة‪ .‬من املسؤول عن ذلك؟‬ ‫ كما قلت هناك أفالم تخرج عن املألوف ثم تسيطر‪ ،‬وهذه‬‫ً‬ ‫األفالم ال تعيش طويال‪ ،‬فهي مثل الظواهر التي تحدث فجأة‬ ‫ث��م تختفي حتى أن�ه��ا تسقط م��ن نظر صناعها‪ ،‬ل��ذل��ك ال‬ ‫نستطيع أن نعمم السينما أو حالها على ظاهرة محددة وقد‬ ‫يكون املسؤول عنها صناع العمل أو الجمهور الذي قبل هذه‬ ‫األفالم ودعم وجودها‪.‬‬ ‫> وكيف نواجه هذه الظاهرة؟‬ ‫ الجمهور نفسه الذي دعمها في وقت من األوقات هو نفسه‬‫الذي سيرفضها في وقت آخر‪ ،‬ألنه سيكتشف أنه مخدوع‪،‬‬ ‫وأن ه��ذه األف�ل�ام ل��م تعد تناسب ذوق ��ه‪ ،‬ووقتها ل��ن تحقق‬ ‫اإليرادات املرجوة وستضطر شركات اإلنتاج لتغيير املسار‬ ‫وتقديم نوعيات أخرى‪.‬‬ ‫> أخ�ي��را كيف ترين ال��وض��ع الحالي على املستوى‬ ‫السياسي؟‬ ‫ أرى أن مصر بدأت السير في طريق التنمية وأصبحت‬‫ال �ظ��روف م�ه�ي��أة ل�لاس�ت�ث�م��ار أف �ض��ل م��ن ال �س��اب��ق‪ ،‬ول�ك��ن‬ ‫ال�ح�ك��وم��ة ل��ن ت�س�ت�ط�ي��ع وح��ده��ا أن ت�ف�ع��ل ك��ل ش ��يء وال‬ ‫ً‬ ‫جميعا دع��م االقتصاد ومساعدة‬ ‫الرئيس‪ .‬ويجب علينا‬ ‫الحكومة في عودة السياحة وخلق أفكار تساهم في التنمية‬ ‫وتقديم أعمال متميزة في كل املجاالت‪ ،‬ألن هذا سينعكس‬ ‫ً‬ ‫اقتصاديا عليك وعلى البلد‪ .‬وقد استطاعت الحكومة خالل‬ ‫فترة قصيرة أن تحقق الكثير من اإلنجازات‪ ،‬منها مشروع‬ ‫قناة السويس الجديدة‪ ،‬ومشروع املليون ونصف املليون‬ ‫ً‬ ‫فدان زراعة‪ ،‬ومشروع محطة الضبعة‪ ،‬فضال عن االرتقاء‬ ‫بالبنية التحتية لبعض املدن‪ ،‬والعمل على توفير فرص عمل‬ ‫للشباب‪ ..‬كلها مشروعات في صالح االقتصاد والدولة‬ ‫ككل‪ .‬وأعتقد أن البالد تحتاج إلى كل أبنائها املخلصني‬ ‫ً‬ ‫جميعا وتعود‬ ‫اآلن حتى تعود إلى الصورة التي نحلم بها‬ ‫ملكانتها الكبرى بني دول العالم <‬ ‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪75‬‬


‫قالت الفنانة ليلى علوي في حوار مع «املجلة» إن السينما تعيش «مرحلة انتقالية» مثلها مثل الحالة التي تمر‬ ‫بها مصر في الوقت الراهن‪ .‬وأضافت أن الجلوس في البيت أفضل لها من تقديم أعمال ال تحبها‪ .‬وجرى تكريم‬ ‫ً‬ ‫تقديرا ملشوارها الفني املكتنز باألعمال املتميزة‪ ،‬وهو‬ ‫أيام في املهرجان القومي للسينما‪،‬‬ ‫الفنانة املصرية ًمنذ ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ما اعتبرته تكريما مميزا بطبعه ألنه يخص «مشوارا طويال وجهدا قدمته على مدار سنوات كثيرة في العمل‬ ‫الفني‪ ..‬تكريمي بجانب أستاذي يحيى الفخراني يزيد قيمة التكريم بالنسبة لي»‪.‬‬

‫قالت في حوار مع‬

‫إن السينما تعيش «مرحلة انتقالية»‬

‫ليلى علوي‪ :‬الجلوس في البيت أفضل‬ ‫من تقديم أعمال ال أحبها‬ ‫القاهرة‪ :‬عصام الدين راضي‬ ‫اعتبرت ليلى علوي عودة املهرجان القومي للسينما‬ ‫ل�لان�ت�ظ��ام ف��ي دورت ��ه ال�س�ن��وي��ة‪ ،‬ب�ع��د تأجيله بسبب‬ ‫ال �ث��ورة‪ ،‬ان �ت �ص� ً�ارا ل�ل�ف��ن‪ ،‬ق��ائ�ل��ة‪« :‬ال أع�ت�ق��د أن هناك‬ ‫مجتمعات تستطيع أن تعيش دون الفن»‪ .‬لكنها أكدت أن السينما‬ ‫تعيش اآلن «مرحلة انتقالية كما هو حال مصر‪ ..‬وهناك حالة‬ ‫تشتت وارتباك تنتاب بعض شركات اإلنتاج»‪ .‬وعن بداياتها في‬ ‫العمل في املجال الفني‪ ،‬أعربت عن اعتقادها بأنها ربما كانت‬ ‫محظوظة ألنها تتلمذت على أيدي كبار الفنانني منذ الصغر‪.‬‬ ‫وتحدثت عن ظاهرة األلفاظ الخادشة التي تظهر في بعض‬ ‫األفالم‪ ،‬كما تطرقت إلى تغير الظروف في مصر إلى األفضل‪،‬‬ ‫قائلة إن الحكومة لن تستطيع وحدها أن تفعل كل شيء‪ ،‬وال بد‬ ‫من مساعدتها من أجل عودة السياحة وخلق أفكار تساهم في‬ ‫التنمية‪ ..‬وإلى أهم ما جاء في الحوار‪..‬‬ ‫> ماذا يعني تكريمك في املهرجان القومي للسينما؟‬ ‫ تكريم املهرجان القومي هو تكريم مميز بطبعه‪ ،‬ألنه تكريم‬‫عن مشوار طويل وجهد قدمته على مدار سنوات كثيرة في‬ ‫العمل الفني‪ .‬وعندما يأتي تكريم بهذا الحجم ومع فنان أعتبره‬ ‫من أساتذتي وهو يحيى الفخراني فهذا يزيد قيمة التكريم‬ ‫بالنسبة لي‪.‬‬ ‫> وماذا عن إقامة املهرجان في هذه الظروف في مصر؟‬ ‫ أرى أن إقامة أي فعاليات فنية في هذه الفترة التي تعيشها‬‫مصر خطوة هامة وجيدة بالنسبة لهذا املهرجان‪ ،‬فقد توقف‬ ‫وعاد منذ الدورة السابقة بسبب ظروف الثورة‪ .‬وتعتبر عودته‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫انتصارا للفن بشكل عام‪ .‬كما أن إقامة املهرجانات في‬ ‫أيضا‬ ‫مصر في مواعيدها هي داللة واضحة على األمن واألمان‬ ‫ومدى استقرار األوضاع‪ .‬ويجب أن نسعى ً‬ ‫جميعا ونعمل‬ ‫على استمرار ذلك‪ ،‬ألن الفن له قيمة كبيرة في الحياة وال‬ ‫أعتقد أن هناك مجتمعات تستطيع أن تعيش دون فن‪.‬‬ ‫> برأيك ما أهمية الجوائز والتكريم للفنان؟‬

‫‪74‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫ الجوائز والتكريم للفنان دليل على نجاحه وعلى جودة اختياراته‪،‬‬‫وهي مؤشر على أنه يسير في الطريق الصحيح‪ .‬والحمد لله لقد‬ ‫حصلت على الكثير م��ن التكريم ع��ن أدوار مميزة قدمتها في‬ ‫مشواري أو حتى عن مجمل أعمالي سواء داخل مصر أو خارجها‪.‬‬ ‫وأكون سعيدة للغاية بالتكريم في بلدي كما أن التكريم في الخارج‬ ‫ل��ه طعم خ��اص ألن��ه يؤكد أن الفن امل�ص��ري يستطيع أن يتجاوز‬ ‫الحدود ويصل لكل الشعوب‪ ،‬وه��ذه هي قيمة وأهمية الفن الذي‬ ‫يتحدث عن اإلنسانية بشكل عام‪.‬‬ ‫> وم��اذا عن مشاركتك في إط�لاق العدد األول من مجلة‬ ‫«كاميرا» لرمسيس مرزوق؟‬ ‫ رمسيس مرزوق صديق‪ ،‬وهو فنان يعشق فنه ويحترمه‪ ،‬وكان‬‫لديه حلم ب��إط�لاق مجلة ع��ن التصوير‪ ،‬واستطاع أن يعمل على‬ ‫حلمه حتى يحققه‪ .‬وأعتقد أن إصدار مثل هذه املجلة املتخصصة‬ ‫ً‬ ‫انتصار للفن واإلبداع أيضا‪ .‬ومن املهم أن ندعم مثل هذه املشاريع‬ ‫ألن�ه��ا ستسهم ف��ي ث�ق��اف��ة ج�ي��ل ك��ام��ل م��ن محبي ال�ف��ن ال�س��اب��ع‪.‬‬ ‫ً‬ ‫شخصيا ال أتردد في دعم أي مشاريع تدعم الفن‬ ‫وبصراحة أنا‬ ‫بشكل عام‪.‬‬ ‫> وما رأيك في صدور مجلة متخصصة في هذا املجال؟‬ ‫ كما قلت‪ ..‬هذه خطوه مهمة وجادة ويجب دعمها واستمرارها‪.‬‬‫وب �ص��راح��ة ع�ن��دم��ا ق ��رأت ال �ع��دد األول استمتعت ب��امل��وض��وع��ات‬ ‫ال�خ��اص��ة ب��ال�ت�ص��وي��ر وامل�ع�ل��وم��ات وأح��ادي��ث م��دي��ري ال�ت�ص��وي��ر‪،‬‬ ‫وأعجبت بإصرار رمسيس على تسويقها في فرنسا وأوروب��ا‬ ‫للوصول بمديري التصوير العرب للعاملية وهم ليسوا أقل حرفية‪.‬‬ ‫> سنوات من التألق واألعمال املهمة حدثت ما بني أول‬ ‫مشهد لك على الشاشة وتكريمك في املهرجان القومي‬ ‫للسينما‪ ..‬هل كان ضمن خططك منذ البداية أن تكوني‬ ‫ً‬ ‫واسما ً‬ ‫كبيرا؟‬ ‫نجمة أولى‬ ‫ منذ بدايتي وأنا حريصة على اختيار أعمالي‪ .‬وقد أكون محظوظة‬‫في بداياتي ألنه تم ترشيحي للكثير من األعمال الهامة والوقوف‬ ‫بجانب أساتذة كبار استفدت ً‬ ‫كثيرا من خبراتهم؛ فقد تتلمذت على‬ ‫يد الكبار ومنهم يوسف وهبي وفريد شوقي ويحيى الفخراني‬


‫حميد الشاعري‪ ،‬والتي تبث على «النايل سات» وتناقش‬ ‫فيها قضايا تهم املواطنني‪ .‬ومن املنتظر أن تقدم بعض‬ ‫األعمال الفنية في شهر رمضان املقبل‪.‬‬ ‫يذكر أن البداية الفنية للفنانة حنان شوقي‪ ،‬واسمها‬ ‫الحقيقي سيدة أمني أحمد‪ ،‬كانت مبكرة ج� ً�دا‪ ،‬حينما‬ ‫شاركت في البرنامج اإلذاعي الشهير «غنوة وحدوتة»‬ ‫تقديم اإلذاعية «أبلة فضيلة» جيث كان عمرها ‪ 8‬سنوات‪.‬‬ ‫وشاركت بعدها بالغناء في عدد من البرامج التلفزيونية‪،‬‬ ‫ث��م تخرجت م��ن املعهد العالي للفنون املسرحية عام‬ ‫‪.1990‬‬ ‫وكانت ال تزال طالبة حينما اشتركت مع الفنان سمير‬ ‫غانم في مسرحيته «فارس وبني خيبان»‪ ،‬وفي الجزء‬ ‫الثاني من مسلسل «ليالي الحلمية» عام ‪ ،1988‬ليرتبط‬ ‫الجمهور بها في دور «قمر السماحي» الذي حقق لها‬ ‫نجومية كبيرة‪ .‬وشاركت بعد ذلك في عدد من األفالم‬ ‫السينمائية مع نجوم كبار‪ ،‬من بينهم الفنان عادل إمام‬ ‫في فيلم «اإلرهابي»‪.‬‬

‫‪,,‬‬

‫يواجه «الحشد» اتهامات‬ ‫ً‬ ‫هجوما على‬ ‫بأنه يشن‬ ‫مواقع سنية بحجة‬ ‫القضاء على تنظيم داعش‬ ‫اإلرهابي في العراق‬

‫‪,,‬‬

‫ميليشا «الحشد الشعبي»‬

‫وم��ن ج��ان�ب��ه ق��ال ال�ن��اق��د السينمائي ط ��ارق ال�ش�ن��اوي‪:‬‬ ‫«اختيارات الفنان من حقه وحده‪ ،‬هو من يقرر طريقه‬ ‫الفني ويختار أدواره‪ ،‬إنما كونه ال يختار بعناية أو أنه‬ ‫يختار ً‬ ‫أدوارا تعرضه للنقد (فهذا أمر آخر)»‪ .‬وأضاف‪:‬‬

‫«نتمنى أن يحارب الفيلم الطائفية‪ ،‬وعلينا أن ننتظر‬ ‫حتى نرى التجربة كاملة‪ ،‬والفيلم في شكله النهائي‪ ،‬كي‬ ‫نتمكن من الحكم عليه وتوجيه النقد له‪ ،‬وال يعني توجيه‬ ‫النقد أن نحكم على تجربة فنية باإلعدام بل ننتقدها‬ ‫ملزيد من الحرفية في األعمال الفنية»‪.‬‬ ‫وأشار الشناوي إلى أن «بعض الفنانني ال يتمتعون ببعد‬ ‫نظر أو ثقافة كافية النتقاء أدوارهم‪ ،‬وال يعلمون الفارق‬ ‫ً‬ ‫بني الشيعة والسنة‪ ،‬وأحيانا تدفعهم قلة األعمال الفنية‬ ‫املعروضة عليهم إلى املوافقة على أي دور يطلب منهم‪،‬‬ ‫وقد تكون حنان تسرعت في القرار ألنها غير موجودة‬ ‫ً‬ ‫حاليا على الساحة الفنية املصرية»‪.‬‬ ‫وعن رأي��ه فيما أثارته مشاركتها في فيلم عراقي من‬ ‫إنتاج «الحشد الشعبي»‪ ،‬ق��ال الناقد السينمائي أمير‬ ‫العمري إن الشخص الوحيد الذي من حقه أن يقرر قبول‬ ‫أو رفض القيام بأي دور في فيلم سينمائي هو في هذه‬ ‫الحالة حنان شوقي نفسها وفقط‪« ..‬ليس ألي شخص‬ ‫الوصاية على الفنان وتوجيه االتهام له» <‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪73‬‬


‫أثار إعالن الفنانة املصرية حنان شوقي عن مشاركتها في بطولة فيلم عراقي من إنتاج «الحشد الشعبي»‬ ‫العراقي‪ ،‬حالة من الجدل والصخب‪ ،‬مصحوبة باتهامات لها بمحاولة نشر التشيع في مصر‪ ،‬خاصة في أعقاب‬ ‫زيارتها للعراق لالحتفال مع «الحشد الشعبي» باالنتصار على «داعش» في تكريت‪.‬‬

‫أثارت الجدل ملشاركتها في فيلم عراقي من إنتاج ميليشيات شيعية‬

‫حنان شوقي‪ :‬وافقت على بطولة فيلم‬ ‫ً‬ ‫«الحشد الشعبي» كيدا في اإلخوان‬ ‫القاهرة‪ :‬داليا عاصم‬ ‫واجهت «املجلة» الفنانة املصرية‪ ،‬البالغة من‬ ‫العمر ‪ 48‬ع� ً�ام��ا‪ ،‬وال�ت��ي قالت إن مشاركتها‬ ‫ف��ي الفيلم ت��أت��ي «ك �ي� ً�دا ف��ي جماعة اإلخ��وان‬ ‫امل �س �ل �م�ين»‪ .‬وأض ��اف ��ت أن �ه��ا ال ت �ع��رف م��ا ه��و ال�س�ب��ب‬ ‫ف��ي الهجوم الشديد عليها وعلى الفيلم «دون معرفة‬ ‫تفاصيله أو مشاهدته»‪ .‬وأوضحت – حسب تعبيرها‪ -‬أن‬ ‫ً‬ ‫شيعيا بل يمثل الشعب العراقي‪..‬‬ ‫«الحشد الشعبي ليس‬ ‫أرجو عدم ترديد أقاويل اإلخوان ألن الفيلم هدفه محاربة‬ ‫الطائفية التي تفتت شعوب الوطن العربي»‪.‬‬ ‫وعن قصة الفيلم‪ ،‬قالت‪« :‬لن أستطيع أن أحكي القصة‬ ‫ك��ي ال أحرقها‪ ،‬لكن ك��ل م��ا يمكنني التصريح ب��ه اآلن‬ ‫هو أنني الفنانة املصرية الوحيدة‬ ‫ضمن فريق عمل الفيلم‪ ،‬وجميع‬ ‫املمثلني عراقيون‪ ،‬لم يتم تحديد‬ ‫كل فريق العمل أو بداية التصوير‬ ‫بعد‪ ،‬لكن بالطبع سيتم التصوير‬ ‫كله في العراق»‪.‬‬ ‫وأوض�ح��ت قائلة‪« :‬س��اف��رت من‬ ‫قبل لالحتفال باالنتصار على‬ ‫(داع � ��ش) وش ��ارك ��ت ف��ي ت��أب�ين‬ ‫‪ 2000‬طالب عراقي أعمار كل‬ ‫منهم نحو ‪ً 20‬‬ ‫عاما‪ ،‬ذبحوا بدم‬ ‫بارد على نهر دجلة‪ ،‬وال تزال‬ ‫آثار دمائهم على أسوار النهر»‪.‬‬ ‫م� �ص ��ادر ت �م��وي��ل م�ي�ل�ي�ش�ي��ات‬ ‫«الحشد الشعبي» التي تعمل‬ ‫بالتوازي مع الجيش العراقي‪،‬‬ ‫هي مصادر إيرانية‪ ،‬ويواجه‬ ‫«الحشد» اتهامات بأنه يشن‬ ‫ه �ج� ً‬ ‫�وم��ا ع �ل��ى م ��واق ��ع سنية‬ ‫بحجة ال�ق�ض��اء ع�ل��ى تنظيم‬ ‫داع��ش اإلره��اب��ي ف��ي ال�ع��راق‪.‬‬ ‫كما ذكرت صحف عربية وعاملية‬ ‫‪72‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫ومنظمات دولية أن «الحشد» قام بعمليات نهب وإحراق‬ ‫للممتلكات‪ ،‬بعد تحرير مدينة تكريت من تنظيم داعش‪.‬‬ ‫لكن الفنانة حنان شوقي قالت إنها وافقت على العمل‬ ‫في الفيلم ً‬ ‫كيدا في تنظيم اإلخوان املسلمني اإلرهابية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأض��اف��ت‪« :‬ق ��رأت ال�ف�ي�ل��م ج �ي��دا‪ ،‬وأن �ص��ح ال�ج�م�ي��ع ب��أال‬ ‫يستسلم ملواقع اإلخوان ويعتبرها مصادر للمعلومات‬ ‫ألنها تقوم على التشهير بالسياسيني والفنانني‪ ،‬وجزء‬ ‫كبير من ق��راري باملوافقة على الفيلم كان ً‬ ‫كيدا فيهم‪،‬‬ ‫عدونا معروف‪ ،‬وه��و إسرائيل وم��ن يساعدونها على‬ ‫تنفيذ مخططها في تقسيم وتفريق الوطن العربي وكل‬ ‫من يساهم في تأجيج الطائفية فهو أيضا عدوي»‪.‬‬ ‫وبسؤالها ع��ن م��دى خوفها م��ن خ��وض التجربة رغم‬ ‫م��ا ي�ج��ري م��ن أح ��داث إره��اب�ي��ة ف��ي ال �ع��راق واألوض ��اع‬ ‫السياسية غير املستقرة‪ ،‬قالت‪« :‬أنا أدافع عن قضية تهم‬ ‫الوطن العربي كله‪ ،‬خاصة في هذا التوقيت‪،‬‬

‫حنان شوقي‬

‫وأنا ال أخاف وأنا مؤمنة بأن العمر واحد والرب واحد‪،‬‬ ‫وأنا لست أقل من أي من شهداء الوطن العربي في مصر‬ ‫وليبيا وتونس وسوريا والعراق واليمن»‪.‬‬ ‫وأضافت أنها سافرت من قبل للعراق وأنها «مستعدة‬ ‫للسفر مرات كثيرة»‪ ،‬مؤكدة أنها سوف تحارب اإلرهاب‬ ‫وتقف بجانب كل من يدافع عن وطنه في أي مكان في‬ ‫ً‬ ‫«تقديرا للشهداء في كل أرجاء الوطن العربي»‪.‬‬ ‫العالم‪،‬‬ ‫وبسبب هذا الفيلم‪ ،‬تعرضت شوقي لهجوم حاد على‬ ‫الهواء في البرنامج التلفزيوني املصري «العاشرة مساء»‬ ‫ال��ذي يقدمه اإلع�لام��ي وائ��ل اإلب��راش��ي‪ .‬وش��ن الهجوم‬ ‫عليها وليد إسماعيل املتحدث باسم ائتالف «الصحب‬ ‫وآل البيت» في مصر‪ ،‬كما انتقدها أيضا الدكتور محمود‬ ‫م��زروع��ة‪ ،‬أستاذ العقيدة بجامعة األزه��ر‪ ،‬في تصريح‬ ‫صحافي له متهما إياها بمساعدة الشيعة على اختراق‬ ‫املجتمع في ظل حالة الضعف الثقافي والديني‪.‬‬ ‫ل�ك��ن ال�ف�ن��ان��ة امل�ص��ري��ة ردت‬ ‫على هذه االنتقادات ساخرة‬ ‫بقولها‪« :‬إن من يقومون بذلك‬ ‫يحاولون لعب دور األوصياء‬ ‫ع� �ل ��ى ال � �ف� ��ن وع � �ل� ��ى ف �ن��ان��ي‬ ‫ال �ش �ع��ب امل� �ص ��ري ال �ش��رف��اء‬ ‫ال� ��ذي� ��ن ي ��دع� �م ��ون ق��وم�ي�ت�ه��م‬ ‫وب�ل��اده� ��م»‪ .‬وأض ��اف ��ت‪« :‬ه��م‬ ‫يرغبون في إبعاد كل العرب‬ ‫بعضهم عن بعض‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ال ي �ح �ب��ذون ت �ع��اون ال�ف�ن��ان�ين‬ ‫ال��ذي��ن يمثلون ال�ق��وى الناعمة‬ ‫ل� �ب�ل�اده ��م‪ ،‬ف �م �ش��ارك �ت��ي ف��ي‬ ‫ً‬ ‫فليم لدحر الطائفية هي أيضا‬ ‫أمن قومي لبلدي كما هي في‬ ‫العراق»‪.‬‬ ‫وت �ع �م��ل ال �ف �ن��ان��ة امل �ص��ري��ة في‬ ‫ال� ��وق� ��ت ال� �ح ��ال ��ي ع� �ل ��ى ت �ق��دي��م‬ ‫برنامج إذاعي اسمه «من القلب‬ ‫م ��ع ح �ن��ان ش ��وق ��ي» ع �ل��ى ق�ن��اة‬ ‫«رح��اب إف إم»‪ ،‬التابعة للفنان‬


‫يكشف املخرج املسرحي العراقي جواد األسدي صاحب املسيرة املهنية الغنية في عالم املسرح لـ«املجلة»‪،‬‬ ‫وللمرة األولى‪ ،‬عن مشاريعه املسرحية املقبلة والنقلة التي انتهجها في عمله املسرحي الجديد (جيفارا‬ ‫عاد افتحوا األبواب) والذي سيكون بمثابة ملحمة غنائية لونت مسيرته العريقة في عالم املسرح‪.‬‬

‫املخرج جواد األسدي يكشف لـ‬

‫عن عمله املسرحي الجديد‬

‫امللحمة الغنائية‪«..‬جيفارا عاد افتحوا األبواب»‬ ‫القاهرة‪ :‬هشام عبد العزيز‬ ‫ج��واد األس��دي الحاصل على ع��دة جوائز‬ ‫عاملية يفتح قلبه ويحدثنا عن آخر نشاطاته‬ ‫املسرحية من خالل الحوار التالي‪:‬‬ ‫> في «جيفارا عاد افتحوا األبواب» أين تكمن‬ ‫قوة العمل األساسية‪ ،‬وما الجديد فيه؟‬ ‫ «ج�ي�ف��ارا» ب��اع�ت�ب��اره شخصية تحولت على مر‬‫الدهور إلى شخصية كونية إنسانية تمس جميع‬ ‫ال �ش �ع��وب واألج � �ي ��ال‪ .‬رس��ال��ة ن��ص «ج �ي �ف��ارا ع��اد‬ ‫اف�ت�ح��وا االب ��واب» ه��ي البحث ع��ن مجتمع حديث‪،‬‬ ‫ح�ي��اة ج��دي��ده‪ ،‬مجتمع غير مرتهن‪ ،‬وغ�ي��ر مباع‪،‬‬ ‫مستقل يعتمد على ثرواته الطبيعية ومدنية أناسه‪.‬‬ ‫يبدو أن ه��دف جيفارا ه��و ه��دف «دونكيخوتي»‬ ‫حالم‪ُ ،‬‬ ‫يحلم أن يفعل شيئا إلعادة بناء مجتمعات‬ ‫مهدمة مسجونة‪ ،‬تحكمها سلطات قاسية‪ ،‬وكل‬ ‫صيرورته ونضاله انتهيا نهاية دراماتيكية كبيرة‪.‬‬ ‫املسرحية التي كتبتها هي خروج عن هذا الخط‬ ‫وهذا هو الجديد في كتابة النص والعرض الذي‬ ‫س�ي�ق��دم امل�س��رح�ي��ة ب�ط��ري�ق��ة موسيقية غنائية‬ ‫تؤسس لـ«جيفارا» ج��دي��د؛ جيفارا املوسيقي‪،‬‬ ‫العاشق املسكون بنون ال�ن�س��وة‪ ،‬وال��ذي يمتلئ‬ ‫ً‬ ‫شغفا باملرأة والحب واملوسيقى والحياة‪ ،‬وفي‬ ‫نفس الوقت يقدم النص والعرض ولو من بعيد‬ ‫سيرته النضالية املوجعة ولكن دون أي إشارات‬ ‫سياسية ألن العمل موسيقي غنائي يعتمد‬ ‫على تثوير وتفجير امل��وروث املوسيقي في أميركا‬ ‫الالتينية‪ .‬ويعتمد على سياق شعري ك��ون النص‬ ‫ً‬ ‫مكتوبا بموسيقى شعرية‪.‬‬ ‫> هذه الشخصية امللحمية والنص املجبول‬ ‫باملوسيقى الشعرية هل هو نهج جديد في‬ ‫مسيرة جواد األسدي املسرحية؟‬ ‫ ه��ذا النوع من الشخصيات مسكونة في داخلها‬‫ال�ب�ع�ي��د بموسيقى ح�ل��م ل��م ي�ك�ت�م��ل‪ ..‬ح�ل��م ج�ي�ف��ارا‬ ‫ُ‬ ‫املوسيقي الشعري الجمالي ال��ذي اغتيل ف��ي وقت‬ ‫م �ب �ك��ر‪ .‬ل ��ذا ف ��إن ت �ق��دي��م ال� �ع ��رض ب �ه��ذه امل��وس�ي�ق��ى‬

‫ال�غ�ن��ائ�ي��ة س ��وف ي�لام��س ج�ي��ل ال�ش�ب��اب‬ ‫وي�ك��ون على درج��ة ج��دي��دة م��ن التقاطع‬ ‫مع الناس وبالدرجة األولى الجيل الجديد‪.‬‬ ‫ب��اإلض��اف��ة إل��ى أن��ي أح�ب�ب��ت ال �خ��روج عن‬ ‫ال��درام��ا الفجائية ال�ق��اس�ي��ة العنيفة التي‬ ‫فيها الكثير من التعرية والتوجع وكشف‬ ‫األشياء املخبوءة‪.‬‬

‫فتاة لبنانية‬ ‫ترتدي زيا عليه‬ ‫جيفارا خالل‬ ‫مسيرة نظمها‬ ‫الحزب الشيوعي‬ ‫اللبناني لالحتفال‬ ‫بيوم العمال العاملي‬ ‫مايو املاضي وسط‬ ‫بيروت (غيتي)‬

‫> هل وقع اختيارك على من سيقوم‬ ‫بأداء هذا النص؟‬ ‫ قرأت النص ألكثر من شخص من أصدقائي‬‫م��ن ش �ع��راء وأدب� ��اء وم��وس�ي�ق�ي�ين‪ ،‬ورح �ب��وا‬ ‫ج�م�ي� ً�ع��ا ب��ه واع �ت �ب��روه ن� ً�ص��ا غ�ي��ر م�س�ب��وق‪.‬‬ ‫مؤخرًا اجتمعت بالفنانة أميمة الخليل‪ ،‬قرأت‬ ‫ل�ه��ا ال�ن��ص ب�ص��وت��ي وت��أث��رت ب��درج��ة كبيرة‬ ‫ب ��ه‪ ،‬ل ��ذا ق��ررن��ا أن ت �ك��ون أه ��م ش��ري��ك غنائي‬ ‫داخ��ل ال�ع�م��ل‪ ،‬وه��ا نحن ب��دأن��ا بالعمل عليه‪.‬‬ ‫كما سيشمل ال�ع��رض ممثلني وموسيقيني‬ ‫وراقصي فالمنكو‪ .‬وقد بدأنا نفتش عن املزيد‬ ‫من األسماء التي ستشاركنا العمل وال يزال‬ ‫البحث غير مكتمل فنحن في املرحلة األولية‪.‬‬ ‫ب��اإلض��اف��ة إل��ى أننا م��ا زلنا نبحث ع��ن املمول‬ ‫وهناك اكثر من مقترح ملمولني مهتمني بإنتاج‬ ‫هذا العمل الضخم <‬

‫جواد األسدي يف سطور‬ ‫ال��دك�ت��ور ج��واد األس ��دي م�خ��رج م�س��رح��ي ع��راق��ي ح��از ج��ائ��زة األم�ي��ر ك�لاوس‬ ‫الهولندية (‪ ،)2004‬وجائزة مسقط عاصمة الثقافة العربية (‪ )2006‬وجائزة‬ ‫اإلبداع من مؤسسة الفكر العربي عن نص حمام بغدادي (‪ .)2011‬كما حصد‬ ‫جوائز ذهبية في مهرجانات قرطاج بتونس‪ .‬أقام محترفات وورش عمل في عدد‬ ‫من الدول العربية األوروبية‪ .‬ترجمت نصوصه إلى اكثر من لغة‪ .‬تخرج األسدي‬ ‫من ال�ع��راق سنة ‪ 1976‬غ��ادر إل��ى صوفيا وحصل على الدكتوراه في االخ��راج‬ ‫املسرحي سنة ‪ 1983‬درس م��ادة التمثيل في املعهد العالي للفنون املسرحية‬ ‫بدمشق‪ .‬من أعماله‪« :‬الخادمتان» لجان جينيه‪« ،‬عنبر رقم ‪ »6‬ألنطوان تشيخوف‪،‬‬ ‫«مس جولي»‪« ،‬رأس اململوك جابر»‪« ،‬حمام بغدادي»‪« ،‬أرامل على البسكليت»‪،‬‬ ‫«نساء بال رب»‪« ،‬فالمنكو»‪« ،‬سنوات ّ‬ ‫مرت من دونك»‪« ،‬رجالن المرأة واحدة»‪.‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪71‬‬


‫ّ‬ ‫الكتابة وبناء الشعر عند أدونيس‬

‫البحث في تجربة الشاعر السوري املثير للجدل‬

‫القاهرة‪ :‬هشام عبد العزيز‬ ‫ً‬ ‫عن دار ّ«الساقي» صدرت حديثا الطبعة األولى من كتاب «الكتابة‬ ‫وبناء الشعر عند أدونيس» للكاتب عمر حفيظ *‬ ‫ّ‬ ‫املتغيرة باستمرار‬ ‫يبحث الكاتب هنا في دالالت الكتابة وبناء القصيدة‬ ‫ف��ي تجربة الشاعر ال�س��وري املثير للجدل أحمد سعيد إسبر املعروف‬ ‫باسمه املستعار أدونيس‪ ،‬والذي انقسم املثقفون حوله‪ ،‬فمنهم من اتهمه‬ ‫بالتخريب بسبب مواقفه السياسية‪ ،‬ومنهم من اعتبره قامة هامة وصاحب أثر‬ ‫بارز في الثقافة العربية‪.‬‬ ‫«نصوص أدونيس وبناء القصيدة تتسم بالتغير املستمر وعدم الثبات»‪ .‬هذا ما‬ ‫أفضى إليه بحث الكاتب‪ ،‬فقد شهدت قصيدته تغيرات تطرح أسئلة كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫كيف ننظر في هذه النصوص؟ أو هل يمكن أن نعثر على خيط ناظم لها أو لبعضها‬ ‫على األقل؟‬ ‫رمزية ووضعاً‬ ‫ّ‬ ‫من هنا يؤكد عمر حفيظ على أن أدونيس قد أسس لنفسه منزلة‬ ‫ً‬ ‫اعتباريا داخل الثقافة العربية‪ ،‬وهذا ما جعل كتاباته في كثير من األحيان‪ ،‬موضوع‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫سجاالت لم تعمق معرفتنا بنصه بقدر ما قسمت الناس في شأنه‪ .‬أيضا يعتبر‬ ‫الكاتب أن الكتابة – كما يتصورها أدونيس ‪« -‬هي املدخل إلى تقويض املتعاليات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التي ّ‬ ‫وتحد من قدرة الشاعر املحكوم بإكراهات كثيرة‪،‬‬ ‫تكبل الخطاب الشعري‬ ‫ّ‬ ‫منها العروض باعتباره سلطة تنازع الذات رغبتها في تأسيس إيقاعها املختلف‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ومنها كذلك سلطة ال�غ��رض وال� ّ�ص��ورة التي تبنى على التشبيه واالس�ت�ع��ارة أو‬ ‫سلطة الوضوح واإلبانة‪ ..‬تلك اإلكراهات هي التي يسعى أدونيس إلى تقويضها أو‬ ‫التخفيف من تأثيرها بتأسيس إبداالت أخرى‪ ،‬منها اإليقاع ‪ -‬الوزن الذي يتجاوز‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الظاهر ليصل إلى جسد الشاعر ويختبر ما بينه وبني اللغة والوجود من عالقات‪..‬‬ ‫البالغية بل تعمل على أن ّ‬ ‫ّ‬ ‫تتعداها إلى‬ ‫ومنها الصورة التي ال تقف عند الحدود‬ ‫ما كان ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫هامشيا أو ال ينتسب إلى الخطاب‪ ،‬بل إن الصورة‬ ‫يعد ‪ -‬إلى عهد قريب ‪-‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫تصورا جديدا لعالقة اإلنسان‬ ‫أنطولوجية تعكس‬ ‫في قصيدة أدونيس ذات خلفية‬ ‫باألشياء واألسماء»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ويقول حفيظ في هذا املقام أيضا‪« :‬لعل هذه القدرة على ابتداع أنماط جديدة في البناء‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫جدلية الخفاء والتجلي ‪ -‬إلى االحتجاج‬ ‫هي التي دعت كمال أبو ديب – في كتابه‬ ‫ُ‬ ‫ألدونيس ونصه»‪ ..‬وهنا يستشهد بما ورد في كتاب أبو ديب بالقول‪« :‬عمل شاعر‬ ‫مثل أدونيس الذي تبلغ الصورة عنده درجة من التعقيد والكثافة واإلضاءة الداخلية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫تذكر بالصورة في أكثر نماذج الشعر الغربي عمقا ال يزال ينتظر من يحلله تحليال‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نقديا متعمقا»‪.‬‬ ‫الباحث هنا ال يدعي اإلملام بكل ما كتب أدونيس‪ ،‬لكنه حاول البحث في جوانب عدة‬ ‫في تجربة هذا الشاعر‪ ،‬فقسم كتابه إلى ثالثة أبواب‪ ،‬يحتوي كل باب منه على ثالثة‬ ‫فصول‪ ،‬ما عدا الباب األخير‪ ،‬الذي يحتوي على أربعة فصول‪.‬‬ ‫الباب األول جاء تحت عنوان «الكتاب والبناء والخطاب‪ :‬من االنفصال إلى االتصال»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫«شعرية الكتابة في خطاب أدونيس»‪ .‬والباب الثالث‪« :‬الكتابة ورهاناتها»‪.‬‬ ‫والباب الثاني‪:‬‬ ‫وفي ختام بحثه املوسع هذا‪ ،‬يقول‪« :‬إن حداثة القصيدة‪ ،‬اليوم‪ ،‬ليست مسألة شكلية‬ ‫ّ‬ ‫يمكن أن تحسم باالنتماء إلى الحاضر أو بتوزيع الذات وإيقاعها ورهاناتها وقدرتها‬ ‫على تحويل اللغة إلى قوة لتخييل الواقع أو إنشائه إنشاء وإعادة ترتيب العالقات‬ ‫بني األن��واع األدبية‪ ،‬بل إع��ادة النظر في مفهوم األدب ووظائفه وصالته بغيره من‬ ‫‪70‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫حقول املعرفة وبغيره من املؤسسات االجتماعية (األدب والفلسفة‪ ،‬األدب واملؤسسة‬ ‫الدينية‪ ،‬األدب والسلطة السياسية) خاصة في تجربة أدونيس ومشروعه املوسوم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املستمرة‪ ،‬ألنه مشروع أسئلة ال أجوبة‪ ،‬وتفكير ال تبرير‪ .‬فحتى في القصيدة‬ ‫بجدته‬ ‫ُ‬ ‫التي تكتب بإكراهات كثيرة‪ ،‬سواء كانت موزونة أم غير موزونة‪ّ ،‬‬ ‫فإن املهيمن هو‬ ‫ّ‬ ‫السؤال في مختلف ّ‬ ‫ّ‬ ‫املتعدد‪ :‬على التاريخ‬ ‫الصيغ املمكنة‪ .‬وهو سؤال منفتح على‬ ‫ّ‬ ‫واآليديولوجيا والتراث واآلخر والجسد والسلطة واملقدس‪ .‬وهذا ما يجعل خطاب‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أدونيس الشعري خطابا مستقبليا باستمرار» <‬ ‫* عمر حفيظ‪ :‬كاتب وباحث تونسي مقيم في املغرب‪ .‬يهتم‬ ‫بالشعر الحديث وقضاياه‪ .‬درس في كلية اآلداب والعلوم‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬محمد الخامس بالرباط – املغرب‪ .‬صدر له‪« :‬التجريب‬ ‫في كتابات إبراهيم درغوثي القصصية والروائية»‪ .‬وله مقاالت‬ ‫كثيرة منشورة في مجالت تونسية وعربية كمجلة «اآلداب»‬ ‫اللبنانية‪ ،‬ومجلة «بيت الشعر» املغربية‪.‬‬



‫بو‬

‫ر‬

‫تر‬

‫يه‬

‫هل تأتي الرياح بما ال تشتهي ميركل؟‬ ‫‪ُ -1‬‬ ‫اسمها‪ :‬أنجيال‪ ،‬ولقب أبيها‪ :‬سكنار‪ ،‬ولقب زوجها األول‪ :‬ميركل ال��ذي احتفظ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫بأسرار الزواج‪ ،‬واحتفظت منه باللقب العائلي‪ .‬أما وضعية زوجها الثاني‪ ،‬فمطلق‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫نصيب أنجيال أن ال تكون أ ًّما‪ ،‬ولكن اللقب الذي اختارته يوحي بأن‬ ‫وذو أوالد‪ .‬وشاء‬ ‫طليقها هو أبوها الروحي!‬ ‫ْ‬ ‫عاشت تحت سماء شيوعية‪ ،‬وقضت طفولتها ومراهقتها في منظمات‬ ‫‪ - 2‬أنجيال‬ ‫الشبيبة الشيوعية‪ ،‬دون أن تكون‪ ،‬في صميم اعتقادها‪ ،‬معجبة بالفكر االشتراكي‪،‬‬ ‫ولم تكن جاهزة للتعاون مع النظام االشتراكي‪ ،‬وكانت مواقف أنجيال متعاطفة مع‬ ‫نقابة «تضامن» االحتجاجية البولونية‪ ،‬بقيادة ليش فاليسا في الثمانينات املاضية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ - 3‬ولعل انغماس أنجيال الكلي في الفيزياء والكيمياء والرياضيات‪ ،‬وتميزها في‬ ‫اللغتني الروسية واإلنجليزية‪ ،‬كانا يخفيان عزوفها عن العمل السياسي في ظل نظام‬ ‫استبدادي وأحادي النظرة‪ ،‬ولكن‪....‬‬ ‫هل كانت اختيارات أنجيال املستقبلية والسياسية خافية عندما حرصت على تعلم‬ ‫ينْ ُ ْ‬ ‫اللغة ّ‬ ‫العظ َميني؟‬ ‫األم عند القوت‬ ‫‪ - 4‬ك��ان سقوط ج��دار برلني ‪ 1989‬هو تاريخ ميالد أنجيال الجديد‪ ،‬حتى يستيقظ‬ ‫َ‬ ‫حراكها السياسي الهادئ وبنفس عاصف‪ ،‬وتنخرط هذه النجمة الصاعدة في خجل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لتثير انتباه الجميع‪ ،‬وتصبح وزيرة وقريبة من هيلموت‬ ‫إلى سماء السياسة األملانية‬ ‫كول‪ ،‬وسوف ينعتونها بـ«فتاة كول» الذي كان يسميها «السيدة الصغيرة»‪ ،‬ولكن‪...‬‬ ‫أمامها تحديات كبيرة من بينها‪:‬‬ ‫أنجيال امرأة‪ :‬وعليها أن تتغلب على نظرات الرجال املختلفني‪.‬‬ ‫وأنجيال من أملانيا الفقيرة‪ :‬وعليها االنتصار على التمييز الطبقي في نظام رأسمالي‪.‬‬ ‫وأنجيال بروتستانتية في حزب غالبيته من الكاثوليكيني‪ ،‬وعليها االنتصار وهي‬ ‫من أقلية مذهبية‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫إن هذه االمتحانات تستوجب شخصية استثنائية‪ ،‬كأن تمتلك القدرة على قول الحق‬ ‫ولو كان ُم ًّرا أو على «ولي نعمتها»‪ ،‬وامتلكت الشجاعة التي جعلتها تكشف فضائح‬ ‫ّ‬ ‫يتستر عليه ّ‬ ‫تمويل خفي ّ‬ ‫سي ُدها‬ ‫مس ْت حزب االتحاد املسيحي الديمقراطي‪ ،‬وكان‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫املتورط و«ولي نعمتها» هيلموت كول عام ‪ .2000‬وهكذا‪ ،‬فإن مجاهرتها بهذه الحقيقة‬ ‫جلبت لها شعبية جعلتها تهجم على «رأس كول» رئيس الحزب‪ ،‬وتأخذ مكانه‪.‬‬ ‫ومنذ ذلك الحني‪ ،‬لم تبق من خصومها ً‬ ‫ّ‬ ‫السياسي‪.‬‬ ‫أحدا في طريقها‬ ‫‪ - 5‬وأنجيال ميركل هي عقدة أكثر من رجل سياسي ومشكلة أكثر من امرأة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫حكم امرأة في حجم أنجيال‪.‬‬ ‫ إنها حلم لدى شعب مثل فرنسا الذي يرى أنه محتاج إلى ِ‬‫وهي كابوس لدى زعيمة اليمني الفرنسي (الجبهة الوطنية) مارين لوبان التي ال تنكر‬ ‫قدرتها التي جعلتها تستخدم الرئيس الفرنسي فرنسوا هوالند‪ ،‬ليصير تابعا لها‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ونعتت ُه بـ(نائب املستشارة)!‬ ‫ وسبق للمستشار األملاني السابق ش��رودر أن استعرض بطولته السياسية أمام‬‫ْ‬ ‫وصبرت ّ‬ ‫لترد عليه‬ ‫ميركل وتحداها‪ :‬بالقول‪« :‬ل��ن تصيري مستشارة أملانيا أب��دا»‬

‫‪68‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫في ّ‬ ‫اإلبان‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ وفي «يوتيوب» نرى رد فعل مدهشا من خالل نظرتها إلى فالديمير بوتني بعد أن‬‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫تتبرم‬ ‫روسيا عن ليلة الدخلة! لم تبتسم ميركل‪ ،‬ولم‬ ‫ذكر لها‪ ،‬على سبيل املزاح‪ ،‬مثال‬ ‫من بوتني ولكن نظرتها له كانت فوق االحتقار!‬ ‫كما كانت أعصابها ثلجية وهي تالقي بوتني مرة أخرى‪ ،‬وقد ّ‬ ‫أصر‪ ،‬في اجتماعه معها‪،‬‬ ‫على أن يكون ممستأنسا بكلب أسود في حجم حمار‪ ،‬وهو يعلم قصة رعب عاشتها‬ ‫أنجيال في طفولتها مع كلب!‬ ‫ ولم تأخذ أنجيال الوزير األول اإليطالي برلسكوني مأخذ ّ‬‫جد‪ ،‬عندما انشغل ً‬ ‫تماما‬ ‫بمكاملة على الجوال في لحظة استقبال ضيفته الرسمية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫احتقار رجال السياسة وال‬ ‫‪ - 6‬للناظر‪ ،‬تبدو أنجيال ميركل ذات مشاعر غامضة‪ :‬فال‬ ‫تقديرهم ينفعان أو يؤثران على مزاجها النفسي الخفي‪ ،‬وبرنامجها السياسي َ‬ ‫ُ‬ ‫الج ِل ّي‪.‬‬ ‫َُ ْ‬ ‫وفي زيارتها األخيرة إلى تركيا‪ ،‬استقبلها الرئيس املتسلطن رجب طيب إردوغان‬ ‫ف��ي القصر الرئاسي الفاخر‪ ،‬وم��ن ب��اب التقدير ‪ -‬ف��ي نظره ‪ -‬استضافها للجلوس‬ ‫على كرسي ذهبي‪ ،‬وحني سألها الصحافي األملاني عن مشاعرها حني جلست على‬ ‫الكرسي قالت‪« :‬جلست ملدة أقل من ‪ 20‬دقيقة‪ ،‬وكنت ْأن ُ‬ ‫تظر اللحظة التي أنهض فيها‬ ‫من فوق أموال الفقراء»‪.‬‬ ‫‪ - 7‬نالت أنجيال ميركل كثيرا من الجوائز‪ ،‬وتقدير الناس من النساء والرجال على حد‬ ‫سواء‪ ،‬وكانت األنظار‪ ،‬هذا العام ‪ ،2015‬تتجه إليها للفوز بجائزة نوبل للسالم‪ ،‬ولكن‬ ‫يبدو أن سفينة الفقراء الالجئني كانت مشحونة بحمولة بشرية غير مرغوب فيها‪،‬‬ ‫من قبل أملانيا‪ ،‬ومن قبل أوروبا التي تخشى عواقب غير منظورة وراء هذه الهجرة‬ ‫القوية‪ ،‬مثل ّ‬ ‫تغير خريطة أملانيا الديموغرافية والدينية‪ ،‬فذهبت رياح جائزة السالم‬ ‫إلى شواطئ تونس قرطاج‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫فقدت‬ ‫وفي لحظة حماس مستلهم من البحر الذي بات يقذف أمواج الالجئني البشر‪،‬‬ ‫َ‬ ‫أعصابها الباردة‪ ،‬وتوجهت حاكمة أملانيا‪ ،‬مثل امرأة حريرية‪،‬‬ ‫أنجيال‪ ،‬املرأة الحديدية‬ ‫إلى محطة القطار حيث الوفود الوافدة بال دعوة‪ ،‬وكانت ترى ّأن على أوروبا أن تسرعَ‬ ‫ّ‬ ‫وتتوز َع هؤالء الذين ال يمكن تجاهل استغاثاتهم البشرية‪.‬‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫مركب الهجرة الزلوق‪ ،‬فهل تنجو من موج معاكس‪ ،‬مع شعبية‬ ‫‪ - 8‬هكذا ركبت ميركل‬ ‫تتناقص؟‬ ‫وهل تصل بمدتها النيابية الثالثة هذه إلى شاطئ السالمة؟‬ ‫أم أن املستشارة قد تغرق مع الذين لم يستطيعوا النجاة أمثال الطفل الكردي السوري‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫شنو الذي ّ‬ ‫(ربما تمن ْت ميركل أن تنجبه في شبابها) وقد وجدته ذات صباح‪،‬‬ ‫إيالن‬ ‫ً‬ ‫ملفوظا على ساحل تركي مهجور‪ ،‬بال حضن‪ ،‬وال وطن‪ ،‬وبال مأوى!‪.‬‬

‫نص‪ :‬منصف املزغين‬ ‫ريشة‪ :‬علي املندالوي‬


‫تشتهر االحساء بصناعة التمور‬ ‫حرفي سعودي‬

‫وجه من االحساء‬

‫سوق القيصرية‬

‫َ‬ ‫وتهر َ‬ ‫ّ‬ ‫العشب التي‬ ‫بني رسائل‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫الرقراق‬ ‫بماء الفضة‬ ‫كتبت ِ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ُ‬ ‫القلوب ووزنها‬ ‫التمر قافية‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫األعذاق‬ ‫مواهب‬ ‫والشعر بعض‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أم��ا الشاعر ال�ش��اب حيدر العبد الله ال��ذي ح��از لقب‬ ‫«أمير الشعراء»‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫عيناك‬ ‫والتمر يا أحساء‬ ‫الشعر‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫حكاياك‬ ‫وثغر ِك املاء والدنيا‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫وابتسمت جرى‬ ‫نظرت إلينا‬ ‫ملا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قصيد ونخل من ُم ّ‬ ‫اك‬ ‫نهرا‬ ‫حي ِ‬ ‫ٍ‬ ‫عراقة األحساء ال ٍ ّ‬ ‫حد لها‪ ،‬حيث تبدو كقطعة نفيسة‬ ‫ٌ‬ ‫تاريخ ينبض‪ ،‬وعند كل مفرق‬ ‫من تراث‪ .‬ففي كل زاوية‬ ‫ُ‬ ‫ت� ٌ‬ ‫�راث يتكلم‪ّ .‬وبني بساتينها تكتنز الحكايات‪ .‬زائر‬ ‫األحساء ال يمل وال يسأم‪ ،‬فحيثما توجه ثمة تاريخ‬ ‫وت��راث‪ ،‬وأينما جلس ثمة شعر وأدب‪ .‬وكلما شعر‬ ‫اإلن�س��ان بالحنني للعودة لحضن امل��اض��ي الجميل‪،‬‬ ‫وكلما ّ‬ ‫حن للسفر إلى حيث األصالة والجزالة والتراث‬ ‫العريق‪ ،‬كانت األحساء تفتح ذراعيها لتروي غليل‬ ‫املحبني‪.‬‬

‫زائر األحساء الذي يقصد الطريق الزراعي املسمى‬ ‫ط��ري��ق ال �ق��رى ي��دخ��ل وس��ط واح ��ة زراع �ي��ة متناهية‬ ‫الجمال‪ ،‬ويمر عبر قنوات املياه التي تشق طريقها‪،‬‬ ‫وفي كل زاوية يقف شباب محليون يسوقون منتجات‬ ‫البساتني من الرطب والتني والرمان والليمون‪ ،‬وكانت‬ ‫األحساء تزخر بالعيون الطبيعية التي تجاوزت ستة‬ ‫آالف عني‪.‬‬ ‫وعبر األفق ينتصب جبل القارة أبرز املعالم السياحية‬ ‫ال�ط�ب�ي�ع�ي��ة ف��ي األح� �س ��اء‪ ،‬وأك �ث��ر امل ��واق ��ع ال�ت��اري�خ�ي��ة‬ ‫شهرة‪ ،‬باإلضافة لوادي صبصب األخضر‪ ،‬وبحيرة‬ ‫األصفر‪ ،‬وجبل األرب��ع‪ ،‬وجبل امللح الكبير‪ ،‬ومسجد‬ ‫جواثا التاريخي‪ ،‬وسجن البارون العثماني‪ ،‬وقصر‬ ‫إبراهيم الشهير‪ ،‬ومسجد القبة الذي يقع في الركن‬ ‫الجنوبي الغربي للقصر‪ ،‬وقصر املجصة جنوب بلدة‬ ‫الطرف‪ ،‬وقصر «صاهود» في مدينة املبرز‪ ،‬وقصر‬ ‫«خ��زام» الذي كان أول الحصون التي سقطت في يد‬ ‫امللك عبد العزيز ليلة الخامس من جمادى األولى سنة‬ ‫‪1331‬هـ (‪ .)1910‬باإلضافة لسوق القيصرية التراثي‬ ‫التاريخي الشهير <‬

‫سيدات يسفن الخوص في االسواق الشعبية باالحساء‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪67‬‬


‫سوق القيصرية في االحساء (تصوير عيسى الدبي(‬

‫مسجد ابراهيم‬ ‫في االحساء‬

‫تشتهر االحساء‬ ‫بصناعة املشالح‬

‫األحساء‪ :‬ميرزا الخويلدي‬ ‫لكل مدينة سحرها‪ ،‬لكن لألحساء سحر‬ ‫األساطير‪ .‬فهي عاصمة النخيل التي تأسر‬ ‫قلوب زوارها كما تلف بالشوق أفئدة أبنائها‪.‬‬ ‫تفاجئ القادمني إليها بسحر البسمة‪ ،‬وعذوبة الكلمة‪،‬‬ ‫وك��رم ال�ض�ي��اف��ة‪ ،‬حتى لترخي النخيل أعنتها أم��ام‬ ‫القادمني‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الصحيح بأنها‬ ‫األحساء التي يصفها شاعرها جاسم‬ ‫«تتجاوز خارطتها الجغرافية الضيقة إلى خارطتها‬ ‫األوس��ع في قلب إنسانها املرابط على ثغور الذاكرة‬ ‫ّ‬ ‫موت في الحياة‬ ‫لتبقى طرية طازجة‬ ‫وقوية‪ ،‬فأخطر ٍ‬ ‫ّ‬ ‫الوطنية عند الشعوب»‪.‬‬ ‫هو موت الذاكرة‬ ‫هي واحة النخيل التي يتحد فيها هوى الشعراء مع‬ ‫ق��ام��ات النخيل ال�ب��اس�ق��ات‪ ،‬ال�ت��ي تنبت األرض فيها‬ ‫َ‬ ‫شعراء‪ ،‬مثلما تنبت النخيل‪ ،‬وحيث تجري فيها بحور‬ ‫القصيد‪ ،‬كما تجري مياه الساقية‪ ،‬وحيث يرتشف‬ ‫األط�ف��ال ف��ي امل�ه��د ح� ّ�ب األب�ج��دي��ة‪ ،‬وموسيقى بحور‬

‫‪66‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫الشعر‪ ،‬ووزن القافيات‪ ،‬كما يرضعون ّ‬ ‫حب األرض‪.‬‬ ‫أنجبتهم األحساء أو الشعراء الذين‬ ‫فكل الشعراء الذين‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫مروا بها هاموا بها عشقا‪ ،‬ولم يكن القصيبي وحده‬ ‫الذي ارتمى في حضن األرض‪ ،‬واعتبرها أمه‪ ،‬جاسم‬ ‫الصحيح‪ ،‬هو الشاعر َالذي قال عن األحساء‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫األسما‬ ‫يك أ ِمي كي ِ‬ ‫أ َس ِم ُ ِ‬ ‫أوفـي ل ِك ُ َْ‬ ‫ما في نطفتي وحدة عظمى!‬ ‫ُ َفبينك ُ‬ ‫ٌ‬ ‫موطن‪..‬‬ ‫يك أ ِمي‪ ..‬واألمومة‬ ‫أس ِم ِ‬ ‫ُْ‬ ‫بمقدار ما (ننمو) علي ِه ُله (نن َمى)!‬ ‫ُأ ِح ُب ِك ِيا (أحساء) في كل ك ْ َ‬ ‫سـرة‬ ‫ِ َ َِ ً َ‬ ‫َ‬ ‫الطني ش َع ْت في يدي قمرا تـما‬ ‫من‬ ‫ْ ُ ِ َ َُ‬ ‫فطاملا‬ ‫ـي‪،‬‬ ‫ف‬ ‫القوا‬ ‫ح‬ ‫ال‬ ‫ف‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫اب‬ ‫أنا‬ ‫ِ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫قاعها ختما‬ ‫ُط َبعت بمحراثي على ِ‬ ‫ُ‬ ‫(أحساء) في كل نظرة‬ ‫أ ِحب ِك يا َ َ‬ ‫ًِ ُ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫الحقل صلت بـي إماما ومؤتـما‬ ‫إلى‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وصدري الذي لو ض َم َألف جميلة‬ ‫َ َُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫النخل أجمل ما ضما‬ ‫جذوع‬ ‫تظل‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫الصحيح عن األحساء‪ ،‬يجيب‪:‬‬ ‫وحني نسأل الشاعر‬ ‫ً‬ ‫«دائما ما تبدو لي األحساء في حالة من الخشوع واقفة‬

‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الحل ِم بالعودة إلى‬ ‫طقوس‬ ‫تمارس‬ ‫في َح� َ�ر ِم الجذور‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫الحقل‪ ،‬وتنتظر عودة الفالحني الذين ترتفع قاماتهم‬ ‫ُّ‬ ‫وتمتد أذرعتهم بطول أذرعة الينابيع‪..‬‬ ‫بطول األشجار‪..‬‬ ‫َّ‬ ‫وتعبق أنفاسهم برائحة العشب والندى واملطر‪ .‬أما أنا‬ ‫َّ‬ ‫فال ُّبد أن أعترف أنني حينما أكتب عن األحساء‪ ،‬ال‬ ‫َّ‬ ‫القروي ُة‪ ،‬فاألحساء‬ ‫أستطيع االنفالت من أحاسيسي‬ ‫مسافر‬ ‫�رى‬ ‫�‬ ‫�ق‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫�ن‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫�رب‬ ‫ليست س�‬ ‫�وى س� َ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بالنسبة ل��ي َّ َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫صل أبدا»‪.‬‬ ‫باتجاه املدنية‬ ‫وآمل له أال َي ِ‬ ‫تمتد األحساء بني قوافي الشعراء ومهجهم‪ ،‬وتتبادل‬ ‫معهم العاطفة‪ ،‬تلهمهم تارة وتستوفي منهم القوافي‬ ‫تارة أخرى‪ ،‬لذلك فالباحث عن األحساء يجدها أول ما‬ ‫يجدها في بحور الشعر‪ ،‬وقصائد الشعراء كتعبير‬ ‫عن عالقة اإلنسان باألرض التي يحبها ويعشقها‪.‬‬ ‫ن �ق��رأ م��ا ي�ق��ول��ه ال �ش��اع��ر ج��اس��م ع �س��اك��ر‪ ،‬مخاطبا‬ ‫األحساء‪:‬‬ ‫امليثاق‬ ‫على‬ ‫ساهرة‬ ‫زلت‬ ‫ما ِ‬ ‫َ ُ َّ ِ‬ ‫تتصي َ‬ ‫ّ‬ ‫اق‬ ‫ش‬ ‫الع‬ ‫خواطر‬ ‫دين‬ ‫ِ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫َ‬ ‫ارتفاع كرامة‬ ‫وتحلقني على‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫اآلفاق‬ ‫روحهم‪ُ ،‬علوية‬ ‫من‬ ‫ِ‬


‫قبل سنوات‪ ،‬كتب الشاعر السعودي الراحل‪ ،‬الدكتور غازي القصيبي قصيدته ّ‬ ‫«أم النخيل»‪ ،‬وعنى بها األحساء‪ ،‬لكنه‬ ‫ّ‬ ‫عبر عن عاطفة جياشة تربطه بهذه الواحة الضاربة جذورها في التاريخ‪ ،‬فالقصيبي الذي عاش من دون ّأم‪ ،‬وجد في‬ ‫األحساء ًّ‬ ‫«أما» يهديها أعذب قوافيه‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ًّ‬ ‫َّأم ال � � �ن � � �خ � � �ي� � ��ل!‪ ...‬ه� �ب� �ي� �ن ��ي ن � �خ � �ل� ��ة ذ ُب� � � �ل � � � ْ�ت ه � ��ل ي� �ن� �ب � ُ�ت ال � �ن � �خ ��ل غ � ��ض � ��ا ب� �ع ��د أن ذب � ُ�ـ �ل��ا؟‬ ‫َ‬ ‫ي� � � ��ا ُّأم‪ُ ..‬ر ّدي ع� � �ل � ��ى ق � �ل � �ب � ��ي ط � �ف� ��ول � �ت� ��ه وأرج � � � � �ع � � � � ��ي ل � � � ��ي ش� � � �ب � � � ً�اب � � ��ا ن � � ��اع � � � ً�م � � ��ا ِأف � �ل� ��ا‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫�ن‪ ..‬أوردت� � � � � � � ��ي ق� ��د ي �ن �ج �ل��ي ال � �ه� � ُّ�م ع� ��ن ص � � ��دري إذا غ �س ِ�ـ�ل�ا‬ ‫وط � � � � ��ه � � � � ��ري ب� � � �م� � � �ي � � � ِ�اه ال � � � � � �ع � � �ي� � � ِ‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪65‬‬


‫األحساء‪« ..‬أم النخيل» وفاتنة الشعراء‬

‫سحر األساطير‬

‫‪64‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬


‫ف��ري��را سلسلة م��ن االع�ت��راف��ات املذهلة التي‬ ‫ب��دأت ف��ي ‪ 11‬أك�ت��وب��ر (ت�ش��ري��ن األول) وذل��ك‬ ‫عندما اتصل املتهم بالخط الساخن لألزمات‬ ‫وأخبرهم بقصة حفل أقيم في الثمانينات‪،‬‬ ‫سقطت فيه م��راه�ق��ة وه��ي ت�ج��ري م��ن أعلى‬ ‫الدرج‪.‬‬ ‫وزعمت الشكوى أن فريرا اعترف أنه تبع‬ ‫الفتاة أسفل الدرج «وأقام عالقة معها» بعد‬ ‫وفاتها‪.‬‬ ‫بعد ذل��ك اتصل ف��ري��را بصحافي ف��ي قناة‬ ‫ت�ل�ف��زي��ون�ي��ة محلية ف��ي م�ي�ل��ووك��ي وأخ �ب��ره‬ ‫ب��ال �ق �ص��ة‪ .‬ف��ي ال �ي��وم ذات � ��ه‪ ،‬ذه�ب��ت‬ ‫زوج � � ��ة ف� ��ري� ��را إل � ��ى ن �ق �ط��ة ش��رط��ة‬ ‫غ � ��رب م� �ي� �ل ��ووك ��ي وأخ� � �ب � ��رت أح ��د‬ ‫أف��راد الشرطة أن زوجها صدمها‬ ‫ب��اع �ت��راف��ه ل �ه��ا ب��أن��ه م �س ��ؤول عن‬ ‫مقتل فتاة في عام ‪ ،1982‬وأنه دفن‬ ‫جثمانها تحت الشرفة‪.‬‬ ‫وذكرت زوجته أنه «أخبرها أنه‬ ‫ً‬ ‫متسببا في سقوطها‬ ‫ضرب الفتاة‬ ‫من أعلى الدرج وكسر عنقها»‪.‬‬ ‫ووف � �ق� ��ا مل� ��ا ورد ف� ��ي ال �ش �ك��وى‬ ‫ال�ج�ن��ائ�ي��ة‪ ،‬ق ��ال ف��ري��را إن ��ه دخ��ن‬ ‫املاريغوانا مع جوبيك في حفل‬ ‫أق �ي��م ع� ��ام ‪ ،1982‬وأن� �ه ��ا طلبت‬ ‫منه الذهاب إلى ال��دور السفلي‪.‬‬ ‫ول �ك��ن ع �ن��دم��ا وص ��ل امل��راه �ق��ان‬ ‫إلى الدرج‪ ،‬غيرت جوبيك رأيها‬ ‫وقالت له‪« :‬ال أعتقد أن تلك فكرة‬ ‫جيدة»‪.‬‬ ‫وك�م��ا ورد ف��ي ال�ش�ك��وى‪ :‬ذك��ر‬ ‫فريرا أنه «نظر إلى كاري بحدة‬ ‫وق ��ال ل�ه��ا (س ��وف ت�ن��زل�ين إل��ى‬ ‫أسفل)‪ .‬وأضاف املتهم أنه دفع‬ ‫كاري إلى أسفل الدرج وشاهد‬ ‫ً‬ ‫مصطدما‬ ‫جسدها وهو يهوي‬ ‫ب��ال��دراب��زي��ن وال �ح��ائ��ط لتسقط ع�ل��ى أرض‬ ‫البدروم وتستقر ساقاها وقدماها على آخر‬ ‫درجتني»‪.‬‬ ‫أخبر فريرا املحققني أنه ظن أن السقوط أفقد‬ ‫كاري وعيها‪ ،‬وأنه انتهز هذه الفرصة‪ .‬وقال‬ ‫لها «أنت جميلة» وهو يتحسس جسدها ثم‬ ‫أقدم على معاشرتها‪ ،‬ولكنه وجد أن عنقها‬ ‫مكسور‪،‬وأكتشف مقتلها‪ ،‬فسحب الجثة إلى‬ ‫الخارج ودفنها تحت الشرفة‪.‬‬ ‫وذك��رت الشكوى أن كاري كانت ذات شعر‬ ‫ً‬ ‫طويل ل��درج��ة أن ف��ري��را ظ��ل ي��رى بعضا من‬

‫خصالته خارج أرضية الشرفة‪.‬‬ ‫م ��ن ج��ان �ب �ه��ا ص��رح��ت ت��وي��زغ �ن��ان��ت أن�ه��ا‬ ‫أبلغت عن اختفاء ابنتها في ‪ 16‬مارس (آذار)‬ ‫عام ‪ ،1982‬في اليوم الذي علمت فيه أنه تمت‬ ‫معاقبة الفتاة التي كانت تدرس في الصف‬ ‫ال�س��اب��ع ف��ي م��درس��ة كوسيوسكو بالفصل‬ ‫بسبب تغيبها عن الحضور‪.‬‬ ‫قالت األم‪« :‬أخبرني زمالؤها بعد ذلك أنها‬ ‫تغيبت ع��ن امل��درس��ة (ف��ي ‪ 15‬م��ارس ‪)1982‬‬ ‫حتى تتمكن من االستعداد لحضور حفل في‬ ‫اليوم التالي‪ .‬وقد ذهبت إلى املتجر واشترت‬

‫الجاني جوزيه فريرا‬

‫كشف تقرير الطب‬ ‫الشرعي أن سبب وفاة‬ ‫كاري جوبيك نزيف في‬ ‫الجمجمة بسبب إصابات‬ ‫في الرأس والعنق‬

‫بلوزة صفراء أنيقة»‪.‬‬ ‫أض ��اف ��ت ت��وي��زغ �ن��ان��ت أن اب �ن �ت �ه��ا ك��ان��ت‬ ‫جامحة إلى حد ما‪« :‬إذا قلت لها ال تفعلي‬ ‫ً‬ ‫شيئا وكانت تريده‪ ،‬ستفعله على أي حال‪.‬‬ ‫وأعلم أنها تعمدت الغياب حتى لو عاقبتها‬ ‫املدرسة لتتمكن من حضور الحفل»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ولم تعد الفتاة مطلقا من الحفل‪ .‬وقد رآها‬ ‫آخرون هناك‪ ،‬ولكنهم لم يعرفوا ماذا حدث‬ ‫لها‪.‬‬ ‫ذك��رت األم أنها عندما اتصلت بالشرطة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫كثيرا من الهاربني لدرجة‬ ‫قالوا لها «إن هناك‬ ‫أن�ن��ا ال نستطيع البحث ع��ن فتاة‬ ‫واح� � � ��دة»‪ .‬وأردف� � � ��ت‪« :‬ك �ن��ت‬ ‫أع �ل��م أن �ه��ا ل��م ت �ه��رب‪ ،‬ولكن‬ ‫ه � ��ذا م� ��ا أخ� �ب ��رون ��ي ب � ��ه‪ .‬ل��م‬ ‫يهتموا»‪.‬‬ ‫ب �ع��د م� ��رور ‪ 17‬ش� �ه � ً�را‪ ،‬في‬ ‫أغ �س �ط��س (آب) ع� ��ام ‪،1983‬‬ ‫وج ��د م �ق��اول ك ��ان ي�ع�م��ل في‬ ‫بيت جيران تويزغنانت بقايا‬ ‫ً‬ ‫هيكل الفتاة العظمي مدفونا‬ ‫تحت الشرفة‪.‬‬ ‫كشف تقرير الطب الشرعي‬ ‫امل��رف��ق ب��ال�ش �ك��وى ال�ج�ن��ائ�ي��ة‬ ‫أن سبب وف��اة جوبيك نزيف‬ ‫ف��ي ال�ج�م�ج�م��ة ب�س�ب��ب وق��وع‬ ‫إص��اب��ات ف��ي ال ��رأس وال�ع�ن��ق‪.‬‬ ‫وق� � � ��د وج� � � � ��دت م � ��دف � ��ون � ��ة ف��ي‬ ‫امل�ل�اب ��س ال� �ت ��ي ش ��وه ��دت ب�ه��ا‬ ‫آخر مرة‪.‬‬ ‫بعد أيام قليلة من االكتشاف‪،‬‬ ‫أبلغ أحد الجيران الشرطة أنه‬ ‫رأى ف��ري��را ب��ال �ق��رب م��ن امل �ك��ان‬ ‫وهو «يتصرف بغرابة ويبكي»‪.‬‬ ‫وع �ن��دم��ا اس �ت �ج��وب��ت ال �ش��رط��ة‬ ‫فريرا أنكر تورطه في مقتلها‪،‬‬ ‫وفقا للشكوى الجنائية‪.‬‬ ‫ت��روي تويزغنانت أن فريرا تحدث معها‬ ‫وأخ�ب��ره��ا أن��ه وب�ع��ض األص��دق��اء ك��ان��وا مع‬ ‫ابنتها ع�ن��دم��ا ت��وف�ي��ت‪« .‬وق ��ال إن�ه��م ك��ان��وا‬ ‫يحتسون الخمر‪ ،‬وأنها أصابت رأسها‪ ،‬مما‬ ‫أفزعهم ودفعهم لدفنها»‪.‬‬ ‫ت�ق��ول ت��وي��زغ�ن��ان��ت إن ف��ري��را أخ�ب��ره��ا في‬ ‫أثناء تلك املحادثة أنه ال يستطيع الفرار من‬ ‫ابنتها‪« .‬وأنها تطارده»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأخيرا يخضع فريرا للمحاكمة من جديد‬ ‫ُ‬ ‫بعد أن فتحت القضية مرة أخرى <‬ ‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪63‬‬


‫عاش جوزيه فريرا‬ ‫طيلة ‪ً 32‬‬ ‫عاما وهو‬ ‫يشعر بالذنب‬ ‫بسبب تورطه في‬ ‫مقتل فتاة في سن‬ ‫املراهقة‪.‬ولكنه قرر‬ ‫في الشهر الحالي أن‬ ‫يسلم نفسه للشرطة‪،‬‬ ‫بوالية ويسكونسن‬ ‫بالواليات املتحدة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مدعيا أن «روح‬ ‫الفتاة تطارده منذ‬ ‫مقتلها منذ أكثر من‬ ‫ثالثة عقود»‪ ،‬وذلك‬ ‫بحسب ما أعلنته‬ ‫والدة الضحية‪.‬‬ ‫تويزغنانت والدة القتيلة تحمل‬ ‫صورة ابنتها كاري الضحية‬

‫رجل يعترف الشهر املاضي بارتكاب جريمة منذ ‪ً 30‬‬ ‫عاما‬

‫دفع فتاة من أعلى الدرج لرفضها إقامة عالقة‬ ‫جنسية معه ‪ ..‬وعاشرها بعد مقتلها‬ ‫لندن‪ :‬مينا الدروبي‬ ‫شوهدت ابنة كارولني تويزغنانت‪،‬‬ ‫واس�م�ه��ا ك ��اري آن ج��وب�ي��ك‪ ،‬وك��ان��ت‬ ‫تبلغ م��ن العمر ‪ 13‬ع� ً‬ ‫�ام��ا‪ ،‬آلخ��ر مرة‬ ‫‪62‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫في م��ارس (آذار) ع��ام ‪ .1982‬تقول األم إنها‬ ‫ظلت على م��دار ‪ 33‬ع� ً‬ ‫�ام��ا تدعو الله أن يتم‬ ‫إلقاء القبض على القاتل‪ ،‬وأجيبت دعواتها‬ ‫ف��ي الشهر امل��اض��ي‪ ،‬عندما أعلنت الشرطة‬ ‫أن جوزيه فريرا (البالغ من العمر ‪ً 50‬‬ ‫عاما)‬ ‫اع�ت��رف بدفعها لتسقط أسفل ال��درج ألنها‬

‫رفضت إقامة عالقة جنسية معه‪.‬‬ ‫ُوج �ه��ت ل �ف��ري��را‪ ،‬ال ��ذي ك��ان يبلغ ‪ 17‬ع� ً‬ ‫�ام��ا‬ ‫ُ‬ ‫حينما قتلت جوبيك‪ ،‬تهمة القتل من الدرجة‬ ‫ال �ث��ان �ي��ة‪ .‬وت� ��م إي ��داع ��ه ف ��ي س �ج��ن م�ق��اط�ع��ة‬ ‫ميلووكي حتى دفع كفالة ‪ 200‬ألف دوالر‪.‬‬ ‫كشفت الشكوى الجنائية بعد القبض على‬


‫سماعة رأس بالهاتف الذكي «‪ »Neurocam‬لتحليل‬ ‫موجات الدماغ في معرض سمارت سيتي بطوكيو (غيتي)‬

‫االبتكارات الحديثة‬

‫شاب ياباني يرتدي‬ ‫جهاز تضاريس‬ ‫ضوئي يعرض نشاط‬ ‫الدماغ (غيتي)‬

‫للشلل م��ن أسفل الكتفني بعدما تعرض للطعن ف��ي العنق‪.‬‬ ‫تم وض��ع األق�ط��اب ف��وق القشرة الحركية لنيغل والتي تعمل‬ ‫بمساعدة أشياء أخرى على التحكم في حركة الذراع‪ .‬وخالل‬ ‫أيام‪ ،‬تمكن نيغل باستخدام الجهاز املوصول بالكومبيوتر من‬ ‫تحريك مؤشر الحاسوب بل وفتح بريده اإللكتروني فقط من‬ ‫خالل التفكير في ذلك‪.‬‬

‫الذاكرة البشرية املعقدة‬ ‫وبعد ذلك بثمانية أعوام‪ ،‬أصبحت تطبيقات آالت املخ «بى إم‬ ‫ً‬ ‫تعقيدا كما تجلى في كأس العالم ‪ 2014‬بالبرازيل‬ ‫آي» أكثر‬ ‫ً‬ ‫حيث ارت��دى جوليانو بنتو‪ ،‬ال��ذي يبلغ ‪ 29‬عاما ويعاني من‬ ‫ً‬ ‫شلل كامل بجذعه السفلي‪ ،‬هيكال ًآليا يتحكم فيه عبر املخ ‪-‬‬ ‫طوره نكوليليس ‪ -‬لكي يستطيع تقديم ركالت الجزاء بالحفلة‬ ‫االفتتاحية لكأس العالم بسان باولو حيث كان يرتدي قبعة‬ ‫على رأسه تلتقط إشارات من مخه تشير إلى رغبته في الركل‪،‬‬ ‫فيما كان الحاسوب املثبت على ظهره يتلقى تلك اإلشارات ثم‬ ‫يحث البذلة اآللية على أن تنفذ الفعل‪.‬‬ ‫وما زال أمام التكنولوجيا العصبية الكثير؛ إذ إنها تتعامل مع‬ ‫الذاكرة البشرية املعقدة‪ .‬وقد أظهرت الدراسات أنه من املمكن‬

‫أن يقوم شخص بإرسال أفكاره إلى شخص آخر كما كان‬ ‫يحدث في الفيلم األميركي الشهير «إنسيبشني»‪.‬‬ ‫وفي ‪ 2013‬قاد العالم‪ ،‬سوسومو نوجوا‪ ،‬حائز جائزة نوبل‪،‬‬ ‫تجربة بحثية بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا‪ ،‬تمكن‬ ‫ال�ب��اح�ث��ون خ�لال�ه��ا م��ن أن ي��زرع��وا م��ا أط�ل�ق��وا ع�ل�ي��ه «ذاك ��رة‬ ‫زائفة» في رأس فأر‪ .‬فأثناء مراقبتهم لنشاط مخ الفأر‪ ،‬وضع‬ ‫الباحثون الفأر في حاوية وراقبوه وهو يتعرف على محيطه‪.‬‬ ‫وتمكن الفريق من التقاط شبكة محددة من الخاليا من بني‬ ‫ماليني الخاليا التي تم تحفيزها أثناء تشكيل الفأر ذاكرة حول‬ ‫الفضاء في محيطه‪ .‬وفي اليوم التالي‪ ،‬وضع الباحثون الفأر‬ ‫في حاوية جديدة لم يرها من قبل‪ ،‬وعرضوه لصدمة كهربائية‬ ‫تحفز مباشرة الخاليا العصبية التي استخدمها الفأر لكي‬ ‫يتذكر الصندوق األول‪ .‬وتم خلق هذا االرتباط‪ :‬فعندما وضعوا‬ ‫الفأر في الحاوية األولى‪ ،‬تجمد من الخوف رغم أنه لم يتعرض‬ ‫للصدمة الكهربائية بها‪ .‬وبعد عامني من اكتشاف تنجاوا‪،‬‬ ‫تمكن فريق من الباحثني بمعهد أبحاث «سكريبس» من إدارة‬ ‫عنصر يمكنه إزالة ذاكرة محددة فيما يترك باقي الذاكرة دون‬ ‫أن يمسها‪ .‬ويمكن استخدام هذا النوع من مسح الذاكرة ملعالجة‬ ‫التوتر الذي يعقب التعرض للصدمات ويحد من التفكير املؤلم‬ ‫ومن ثم يحسن مستوى معيشة اإلنسان‪.‬‬

‫مما ال شك فيه أنه بقدر عظمة االبتكارات الحديثة‪ ،‬ما زالت‬ ‫التكنولوجيا العصبية بحاجة إلى الكثير من التطور‪ ،‬فهي ال‬ ‫تعمل ملدة طويلة داخل املخ وال يمكنها قراءة أو تحفيز سوى‬ ‫عدد محدود من الخاليا العصبية‪ ،‬كما أنها ما زالت تقتضي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سلكيا‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬تعتمد أجهزة ق��راءة املخ‬ ‫اتصاال‬ ‫على معدات باهظة التكلفة غير موجودة س��وى في املعامل‬ ‫أو املستشفيات‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن التزام الباحثني واملمولني تجاه‬ ‫مستقبل العلوم العصبية يعني أنه من املرجح أن تصبح تلك‬ ‫األجهزة أكثر ً‬ ‫تطورا وشمولية مع مرور الوقت‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مقتصرا على مجال‬ ‫وكان من املمكن أن يظل التالعب بالعقل‬ ‫نظريات املؤامرة وأفالم الخيال العلمي إذا لم يكن لدى القوى‬ ‫العاملية مثل ذلك التاريخ املعقد مع العلوم العصبية‪.‬‬ ‫فإذا ما نظرنا إلى نموذج وكالة املشروعات البحثية الدفاعية‬ ‫املتطورة – تغيير النموذج والوضع الدولي‪ ،‬يمكننا أن ندرك أن‬ ‫املسألة مجرد وقت قبل أن تبدأ القوى العاملية في محاكاتها‪.‬‬ ‫ففي يناير (كانون الثاني) املاضي‪ ،‬أعلنت الهند أنها ستعيد‬ ‫تطوير منظمتها لتنمية أبحاث الدفاع على أثر ما فعلته وكالة‬ ‫املشروعات البحثية الدفاعية املتطورة‪ .‬وخالل العام املاضي‪،‬‬ ‫أعلن الجيش الروسي عن تقديم دعم يصل إلى ‪ 100‬مليون‬ ‫دوالر لدعم مؤسسة األبحاث املتطورة الجديدة‪ .‬وفي ‪،2013‬‬ ‫أعلنت اليابان عن إنشاء وكالة «تحاكي الوكالة األميركية»‬ ‫بحسب ما قاله وزير العلوم والتكنولوجيا إشيتا ياماموتو‪.‬‬ ‫كما تم إنشاء وكالة الدفاع األوروب�ي��ة في ‪ 2001‬لتلبية نداء‬ ‫الوكالة األميركية‪ .‬وهناك جهود أخرى لتصدير نموذج الوكالة‬ ‫األميركية لشركات كبرى مثل «غوغل»‪ .‬على أية ح��ال‪ ،‬فإن‬ ‫األسلحة العصبية التي يتم تطويرها إل��ى جانب التطبيقات‬ ‫العيادية لتكنولوجيا املخ هي نتيجة محتملة‪ .‬ولكن ما هو نوع‬ ‫أيد ستقع فيها‪ ،‬كلها أسئلة‬ ‫وأي ٍ‬ ‫تلك األسلحة‪ ،‬متى ستظهر‪ً ،‬‬ ‫الحقا‪ .‬ولكن املؤكد ً‬ ‫حاليا هو أننا‬ ‫سوف نعرف اإلجابة عليها‬ ‫لسنا بحاجة للخوف في الوقت الراهن من انتهاك خصوصية‬ ‫عقولنا‪ .‬ولكن بينما يظل السيناريو الكابوسي الذي تحول فيه‬ ‫التكنولوجيا الجديدة املخ البشري إلى أداة ‪ -‬أكثر حساسية‬ ‫من كالب الكشف عن املتفجرات وأكثر قدرة على التحكم من‬ ‫طائرات ال��درون وأكثر عرضة للخطر من خزينة مفتوحة ‪-‬‬ ‫مجرد فانتازيا بعيدة‪ ،‬فإننا من حقنا أن نسأل‪ :‬هل تم بذل‬ ‫جهود كافية لكبح الجيل الجديد من األسلحة القاتلة قبل أن‬ ‫ً‬ ‫يصبح الوقت‬ ‫متأخرا؟ <‬ ‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪61‬‬


‫أطلق عالم طب األعصاب ميغويل نكوليليس‪ ،‬الذي قاد بحثًا تم نشره في بداية العام الحالي‪ ،‬باسم «املخ‬ ‫ً‬ ‫تحديدا‪ ،‬فإنه يتمنى أن‬ ‫الشبكي »‪ .‬إلعادة تأهيل األشخاص الذين يعانون من ضرر عصبي‪ .‬وعلى نحو أكثر‬ ‫يستطيع الشخص ذو املخ السليم أن يتفاعل مع شخص مصاب بسكتة دماغية‪ ،‬ومن ثم يستطيع املريض أن‬ ‫ً‬ ‫عضوا من أعضاء جسمه الذي أصيب بالشلل‪.‬‬ ‫يتعلم على نحو أسرع كيف يمكن أن يتكلم أو يحرك‬

‫تستطيع التكنولوجيا العصبية الحديثة أن تمحو الذكريات املؤملة وقراءة أفكار الناس‬

‫كيف يمكن أن يتحول مخك لسالح قاتل؟‬

‫لندن‪ :‬املجلة‬ ‫تعد أبحاث نيكوليليس آخر حلقة في سلسلة طويلة‬ ‫من التطورات الحديثة في مجال العلوم العصبية‪:‬‬ ‫ال�ت�ط�ب�ي�ق��ات امل�س�ت�خ��دم��ة ف ��ي ال �خ�ل�اي��ا ال�ع�ص�ب�ي��ة‪،‬‬ ‫والخوارزميات املستخدمة لفك شفرة تلك الخاليا العصبية أو‬ ‫تحفيزها‪ ،‬وخرائط املخ التي تستخدم إلنتاج فهم أكثر شمولية‬ ‫للدوائر املعقدة التي تحكم اإلدراك واملشاعر والسلوك‪.‬‬ ‫ومن وجهة النظر الطبية‪ ،‬يمكن تحقيق استفادة كبيرة من‬ ‫ذلك بما في ذلك تقديم أطراف صناعية أكثر ذكاء يمكنها نقل‬ ‫اإلحساس إلى مرتديها‪ ،‬باإلضافة إلى إلقاء املزيد من الضوء‬ ‫على أمراض مثل مرض باركنسون بل وحتى تطوير بعض‬ ‫عالجات االكتئاب وع��دد كبير من األم��راض النفسية‪ .‬وهذا‬ ‫هو السبب في وجود جهود بحثية كبرى حول العالم لتطوير‬ ‫ذلك املجال العلمي‪.‬‬

‫بوكالة املشروعات الدفاعية البحثية املتطورة التابعة ل��وزارة‬ ‫الدفاع األميركية‪ ،‬وغيرهم‪ .‬وجمعت كل تلك الخبرات ً‬ ‫معا»‪.‬‬ ‫إن مثل ذلك املخ الشبكي يمكن أن يتخذ ق��رارات قائمة على‬ ‫خبرة عسكرية شبه مطلقة وهو ما يمكن أن تكون له تداعيات‬ ‫سياسية وإنسانية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وضوحا‪ ،‬ما زال��ت تلك الدراسات في إطار‬ ‫ولكي نكون أكثر‬ ‫ال�خ�ي��ال ال�ع�ل�م��ي‪ ،‬ولكنها م�س��أل��ة وق��ت ف�ق��ط‪ ،‬وف�ق��ا مل��ا يقوله‬ ‫بعض الخبراء‪ ،‬حتى تتحول إلى حقائق‪ .‬وذلك حيث تتطور‬

‫املقاتلني م��ن ح��االت مثل اإلدم ��ان واالك�ت�ئ��اب‪ .‬ولكن بالطبع‪،‬‬ ‫يمكن استخدام ذلك النوع من التكنولوجيا كسالح كما يمكن‬ ‫أن يسمح انتشاره بأن يقع في األيدي الخاطئة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لقد كان اإلنسان ً‬ ‫ً‬ ‫ومرعوبا‬ ‫منبهرا بفكرة التحكم بالعقل‬ ‫دائما‬ ‫ً‬ ‫منها‪ .‬وعلى ال��رغ��م م��ن أن��ه م��ا زال ال��وق��ت مبكرا للغاية لكي‬ ‫نتخوف م��ن ال�ف�ك��رة – وه��و أن يصبح امل��خ ال�ب�ش��ري عرضة‬ ‫لهيمنة الحكومة مثال ‪ -‬فإن اإلمكانات املزدوجة للتكنولوجيا‬ ‫العصبية تلوح في األف��ق‪ .‬ويخشى بعض علماء األخالقيات‬ ‫الحيوية من أنه في ظل غياب اإلطار القانوني الذي يحكم مثل‬ ‫تلك األدوات‪ ،‬يمكن أن تدخل التطورات املعملية تلك إلى العالم‬ ‫الحقيقي دون رقابة أو مسؤولية‪.‬‬ ‫ش �ه��دت ال �س �ن��وات ال�ع�ش��ر امل��اض�ي��ة ط �ف��رة ف��ي التكنولوجيا‬ ‫العصبية وهي األبحاث التي كانت مدفوعة بالرغبة في فهم‬ ‫أفضل للمخ وهو أكثر األعضاء املجهولة من بني أعضاء الجسم‬ ‫البشري‪.‬‬

‫التكنولوجيا العصبية‬

‫قراءة املخ البشري‬

‫ومن جهة أخرى‪ ،‬قد يكون هناك جانب مظلم لتلك االبتكارات‪،‬‬ ‫وذل ��ك إذ إن التكنولوجيا العصبية ه��ي أدوات «م��زدوج��ة‬ ‫االستخدام» وهو ما يعني أنه باإلضافة إلى استخدامها في‬ ‫حل املشكالت الطبية‪ ،‬فإنها يمكن أن تستخدم (أو يساء‬ ‫ً‬ ‫اس�ت�خ��دام�ه��ا) أي��ض��ا ف��ي األغ ��راض ال�ع�س�ك��ري��ة‪ ،‬ح�ي��ث يمكن‬ ‫استخدام نفس اآلالت املستخدمة ملسح املخ والتي تستهدف‬ ‫تشخيص مرض الزهايمر أو التوحد لقراءة أفكار شخص ما‬ ‫الخاصة‪ .‬كما تستطيع أنظمة الحاسوب املوصولة بأنسجة‬ ‫املخ والتي تسمح لشخص مشلول بالتحكم في األعضاء اآللية‬ ‫عبر األفكار وحدها أن تستخدم من قبل الدولة لتوجيه الجنود‬ ‫اآلليني أو ال�ط��ائ��رات‪ .‬كما يمكن استخدام األج�ه��زة املصممة‬ ‫للمساعدة على الحد من تدهور امل��خ‪ ،‬ل��زرع ذاك��رة جديدة أو‬ ‫للقضاء على ال��ذاك��رة امل��وج��ودة حاليا س��واء ل��دى الحلفاء أو‬ ‫األعداء‪.‬‬ ‫وع��ن بحث نيكوليليس ي�ق��ول ع��ال��م أخ�لاق�ي��ات علم األح�ي��اء‬ ‫واألس �ت��اذ بجامعة بنسلفانيا‪ ،‬ج��ون��اث��ان م��وري�ن��و‪ ،‬إن مزج‬ ‫إش��ارات املخ من مخني أو أكثر ً‬ ‫معا يمكنه أن يخلق املحارب‬ ‫األكثر قوة على اإلطالق‪ .‬وأضاف‪« :‬ماذا إذا كان لدينا القدرة‬ ‫على ال�ح�ص��ول على ال�خ�ب��رة الثقافية ال�خ��اص��ة مثال بهنري‬ ‫كسينجر وال ��ذي ي�ع��رف ك��ل ش��يء ع��ن ت��اري��خ الدبلوماسية‬ ‫والسياسة‪ ،‬والحصول على خبرة شخص آخر يعرف الكثير‬ ‫عن االستراتيجيات العسكرية‪ ،‬والحصول على معرفة مهندس‬

‫وفي عام ‪ ،2005‬أعلن فريق من العلماء أنهم تمكنوا بنجاح‬ ‫م��ن ق � ��راءة امل ��خ ال �ب �ش��ري ب��اس �ت �خ��دام «ال �ت �ص��وي��ر ب��ال��رن�ين‬ ‫املغناطيسي الوظيفي» وهي تقنية تقيس تدفق الدم املرتبط‬ ‫بأنشطة املخ‪ ،‬حيث تتم مالحظة الشخص الذي يتم فحصه‬ ‫ً‬ ‫وهو يرقد ساكنا في جهاز املسح الضوئي من خالل شاشة‬ ‫صغيرة تعرض محفزات بصرية بسيطة ‪ -‬تالحق عشوائي‬ ‫من الخطوط التي تتحرك في اتجاهات مختلفة‪ ،‬بعضها رأسي‬ ‫وبعضها أفقي وبعضها مائل‪ .‬ويستثير كل اتجاه من تلك‬ ‫ً‬ ‫االت�ج��اه��ات ع� ً‬ ‫�ددا مختلفا إل��ى ح��د م��ا م��ن وظ��ائ��ف امل��خ‪ .‬وإل��ى‬ ‫حد كبير‪ ،‬فإنه من خ�لال النظر إل��ى تلك األنشطة‪ ،‬يستطيع‬ ‫ال�ب��اح�ث��ون أن ي �ح��ددوا ن��وع ال�خ��ط ال ��ذي ينظر إل�ي��ه الشخص‬ ‫موضوع الفحص‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى أن التطور السريع لتكنولوجيا «واجهات أجهزة‬ ‫املخ ‪ - »BMI‬عمليات ال��زرع العصبية والحاسوبية التي تقرأ‬ ‫أنشطة املخ وتترجمها إلى أفعال حقيقية أو التي تقوم بالعكس‬ ‫وتحث الخاليا العصبية على خلق مفاهيم أو حركة فيزيائية‬ ‫ قد عمل على تطوير تلك األبحاث‪ .‬وقد ظهرت أول واجهة‬‫متطورة من غرفة العمليات في ‪ 2006‬عندما تمكن فريق عمل‬ ‫عالم املخ واألعصاب‪ ،‬جون دونوغو‪ ،‬بجامعة براون من زرع‬ ‫رقيقة مربعة‪ ،‬يبلغ حجمها أقل من خمس بوصات وتحمل ‪22‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كهربائيا ‪ -‬في مخ الشاب ماثيو نيغل‪ ،‬الذي يبلغ ‪ً 26‬‬ ‫عاما‪،‬‬ ‫قطبا‬ ‫ً‬ ‫والذي كان نجم كرة شهيرا باملدارس الثانوية‪ ،‬ولكنه تعرض‬

‫‪60‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫صورة ‪ 3D‬من‬ ‫الدماغ (غيتي)‬

‫التكنولوجيا العصبية بسرعة كبيرة‪ ،‬مما يعني أنه من املرجح‬ ‫أن يحدث تطور كبير لإلمكانات وهو ما يدفع الحكومات إلى‬ ‫السعي الحثيث ملتابعة تلك التطورات‪.‬‬

‫قد يصبح املخ البشري عرضة لهيمنة الحكومة‬ ‫ف�م��ن ج�ه��ة‪ ،‬اس�ت�ث�م��رت وك��ال��ة امل�ش��روع��ات ال��دف��اع�ي��ة البحثية‬ ‫ً‬ ‫املتطورة التابعة لوزارة الدفاع األميركية التي تنفذ أبحاثا علمية‬ ‫متطورة لوزارة الدفاع األميركية بقوة في تكنولوجيا املخ‪ .‬فعلى‬ ‫سبيل املثال بدأت الوكالة في ‪ 2014‬تطوير عمليات زرع يمكنها‬ ‫رص��د اإللحاح وقمعه‪ .‬وتقول الوكالة إن الهدف هو معالجة‬


‫ملــــــــــيون مستخدم‬ ‫لتطبيقات‬

(for iPhone) ????? ?????? on the App...

https://itunes.apple.com/gb/app/for-iphone-alsh...

ASHARQ AL - AWSAT The Leading Arabic International Newspaper

http://kaywa.me/CfpT7

‫ﺟﺮﻳــﺪة اﻟﻌــﺮب اﻟﺪوﻟﻴــﺔ‬

editorial@asharqalawsat.com


‫اإللكترونيات تهيمن على العالم‬ ‫ن�ح��و ‪ 150‬ع� ً�ام��ا ف�ق��ط‪ ،‬ك��ان��ت ك��ل م�ح�ت��وي��ات منازلنا‬ ‫مجلوبة من غابة أو محجر قريب‪ .‬لكن بحلول ستينات‬ ‫ال �ق��رن امل��اض��ي‪ ،‬وم ��ع ت �ط��ور خ �ط��وط اإلم � ��داد وزي ��ادة‬ ‫األجهزة املنزلية‪ ،‬أصبح املنزل األميركي العادي يحتوي على أكثر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عنصرا مختلفا‪.‬‬ ‫من ‪20‬‬ ‫وم �ن��ذ ذل ��ك ال �ح�ي�ن‪ ،‬ح��دث��ت ث ��ورة غ �ي��رت ش�ك��ل امل�ن�ت�ج��ات ال�ت��ي‬ ‫نستخدمها وامل��واد التي تسمح بتشغيلها‪ .‬وتعتمد املنتجات اآلن‬ ‫على عناصر كانت تعتبر قبل ‪ 20‬ع� ً�ام��ا م��ن الغرائب العلمية‪ .‬في‬ ‫ً‬ ‫عنصرا‬ ‫تسعينات القرن امل��اض��ي‪ ،‬كانت شركة إنتل تستخدم ‪15‬‬ ‫فقط في رقائقها الكومبيوترية‪ .‬أما اآلن تحتاج الشركة إلى ما يقرب‬ ‫ً‬ ‫عنصرا‪ .‬ورغم أن املعادن النادرة موجودة منذ بدء الخليقة‪،‬‬ ‫من ‪60‬‬ ‫فإن اإلنسان لم يكتشف أغلبها إال قبل بضع مئات من السنني‪ ،‬بل‬ ‫ً‬ ‫إن بعضها ظل مجهوال حتى القرن املاضي‪.‬‬ ‫ومنذ عام ‪ 1980‬وحتى اليوم‪ ،‬أنتجت شركات التعدين ‪ 4‬أضعاف‬ ‫الكمية من معادن أكثرها‪ ،‬إن لم يكن كلها‪ ،‬نادر‪ ،‬مقارنة بالكمية التي‬ ‫أنتجتها منذ فجر التاريخ حتى ‪.1980‬‬ ‫إن تلك املعادن التي جلبت إلينا التقنيات الرقمية‪ ،‬لم تغير فقط‬ ‫ً‬ ‫أساليبنا في السفر واالت�ص��ال والتسوق‪ ،‬ولكنها غيرت أيضا من‬ ‫طبيعة توقعاتنا‪ .‬لقد أصبحنا نطالب كل عام أن تكون تلك التقنيات‬ ‫ً‬ ‫أرخص ثمنا وأخف وزنا وأكثر قوة وأسهل في الوصول إليها ‪ -‬رغم‬ ‫أنها تنجز أعماال أكثر وأعقد مما كنا نظن أو نفكر ً‬ ‫يوما‪.‬‬ ‫ورغم أن الوظائف املتعددة التي تقوم بها أجهزتنا الحديثة تبدو‬ ‫ً‬ ‫وكأنها فرصة الستخدام كميات أقل من املواد الخام ‪ -‬اآليفون مثال‬ ‫هو جهاز كومبيوتر وكتاب ومشغل موسيقي ‪ -‬فإن إجمالي املوارد‬ ‫التي نستخدمها زاد ً‬ ‫كثيرا في واقع األمر‪.‬‬ ‫وبحلول ع��ام ‪ ،2017‬سيكون هناك ما يقدر بنحو ‪ 1.5‬مليار‬ ‫هاتف ذكي حول العالم‪ .‬وسوف تحتوي هذه الهواتف على معادن أكثر‬ ‫بكميات أكبر وبدرجات أعلى من أسالفها‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬تستخدم‬ ‫الهواتف الذكية من الجيل الرابع ما بني ‪ 6‬إلى ‪ 10‬أضعاف كمية الغاليوم‬ ‫التي كانت تستعمل في الهواتف الجوالة العادية قبل عدة سنوات‪.‬‬ ‫وف��ي ال�ح��واس��ب املحمولة (ال�لاب�ت��وب)‪ ،‬تحل األق ��راص الجامدة‬ ‫الجديدة ‪ -‬التي تخزن البيانات على رق��ائ��ق ذاك��رة ومضية ‪ -‬محل‬ ‫األقراص الصلبة‪ .‬وألن هذه األقراص الصلبة تستخدم مغناطيسني‬ ‫من املواد األرضية النادرة‪ ،‬واحد ليساعد في تدوير صفائح معدنية‬ ‫مغطاة بطبقة ممغنطة واآلخ��ر لتشفير البيانات عليها‪ ،‬فيبدو أن‬ ‫التحول إلى رقائق الذاكرة الومضية يقلص الطلب على ‪ 10‬آالف طن‬ ‫من مغانط العناصر األرضية النادرة التي نستخدمها ً‬ ‫سنويا لتخزين‬ ‫الصور وامللفات‪.‬‬ ‫لكن بينما تمتاز رقائق الذاكرة الومضية بسرعة أكبر وحجم‬ ‫ً‬ ‫تقريبا عن كلفة‬ ‫أصغر‪ ،‬كانت تكلفتها في ‪ 2014‬تزيد ‪ 8‬أضعاف‬ ‫األقراص الصلبة التي لها نفس حجم الذاكرة‪ .‬وبناء على ذلك تنتج‬ ‫شركات صناعة الكومبيوتر حواسب محمولة ذات مساحة ذاكرة‬ ‫أق��ل‪ .‬ولتعويض ه��ذا الحجم األصغر من ال��ذاك��رة‪ ،‬يلجأ الناس إلى‬ ‫التخزين السحابي‪ ،‬حيث ت��دور األق ��راص الصلبة بمغانطها من‬ ‫العناصر األرض�ي��ة ال�ن��ادرة لتشكل العمود الفقري للتخزين عن‬ ‫ُب�ع��د‪ .‬وه�ك��ذا بينما نشهد ً‬ ‫تقلصا ف��ي العناصر األرض�ي��ة ال�ن��ادرة‬ ‫املستخدمة في الحواسب املحمولة‪ ،‬ن��رى طفرة غير مسبوقة في‬ ‫استخدام مغانط هذه العناصر في األقراص الصلبة بمراكز تخزين‬ ‫البيانات السحابية‪.‬‬

‫قبل‬

‫ديفيد إس إبراهام *‬

‫حتتاج فرشاة األسنان‬ ‫الكهربائية وحدها‬ ‫إلى لوحة إلكرتونية‬ ‫و مواد التنتالوم‬ ‫وعناصر النيودمييوم‬ ‫والدسربوزيوم‬ ‫والبورون ومغناطيس‬ ‫حديدي‬ ‫‪58‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫وال نتحدث هنا فحسب عن اختراعات جديدة ً‬ ‫نسبيا تستخدم‬ ‫معادن نادرة‪ ،‬فإن إضفاء الطابع اإللكتروني وصل اآلن إلى منتجات‬ ‫ً‬ ‫بسيطة باتت املعادن النادرة ً‬ ‫جزءا أصيال منها‪.‬‬ ‫خ��ذ ت�ط��ور ف��رش��اة األس �ن��ان ع�ل��ى سبيل امل �ث��ال‪ ،‬وال �ت��ي ب��دأت‬ ‫�ال في مملكة بابل القديمة‪ .‬وفي القرن السادس‬ ‫بغصن شجرة ب� ٍ‬ ‫عشر امليالدي‪ ،‬أنتج الصينيون فرشاة أسنان من عظام منحوتة‬ ‫وخشب البامبو عليها شعيرات خنزير‪ .‬وبعد مرور ‪ 4‬قرون‪ ،‬صنعت‬ ‫فرشاة األسنان من البالستيك والنايلون‪ .‬وظهرت أول فرشاة أسنان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تجاريا عام ‪ .1960‬أما اآلن فقد أصبحت‬ ‫نجاحا‬ ‫كهربائية تحقق‬ ‫موجودة في كل مكان‪ .‬وبجانب الفرشاة التي تعمل بالبطاريات‪،‬‬ ‫هناك منظفات أسنان متصلة بتطبيقات تجمع البيانات عن صحتك‬ ‫العامة‪.‬‬ ‫ويحتاج مصنعون مثل رويال فيليبس سونيكير إلى عشرات‬ ‫املكونات من أج��ل منتجهم‪ .‬وتحتاج فرشاة األس�ن��ان الكهربائية‬ ‫وح��ده��ا إل��ى ل��وح��ة إلكترونية تتخللها م��واد التنتالوم ف��ي مكثف‬ ‫ك�ه��رب��ائ��ي ي�س��اع��د ف��ي ت�خ��زي��ن ال �ط��اق��ة‪ ،‬ك�م��ا ت�ح�ت��اج إل��ى عناصر‬ ‫النيوديميوم والدسبروزيوم والبورون ومغناطيس حديدي‪ ،‬وهي‬ ‫م��واد تأتي من جنوب الصني لتوفير الطاقة لتدوير الفرشاة بما‬ ‫يزيد على ‪ 31‬ألف حركة سريعة في الدقيقة‪ ،‬عالوة على بطاريات‬ ‫من النيكل والكادميوم أو الليثيوم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫معدنا ً‬ ‫الزما لصناعة فرشاة األسنان‬ ‫ويتطلب توفير نحو ‪35‬‬ ‫الكهربائية سلسلة توريد واسعة ومترامية األطراف‪ :‬شركات تعدين‬ ‫مثل شيامن تانغستني الصينية لتورد املعدن‪ ،‬ومصنع في استونيا‬ ‫ملعالجته‪ ،‬وت�ج��ار م�ع��ادن ف��ي نيويورك لتوفير السبائك ملصنعي‬ ‫املكونات‪ ،‬والذين يبيعون سلعتهم إلى منتجي فرشاة األسنان‪ .‬إنها‬ ‫شبكة تمتد عبر ‪ 6‬قارات‪.‬‬ ‫ولسوء الحظ‪ ،‬لم نضع في حسباننا خطوط التوريد الهشة التي‬ ‫كاف‬ ‫تدعم عاداتنا وجعلت من أجهزة صغيرة قوية رخيصة بشكل ٍ‬ ‫لكي يتسنى ملليارات البشر شراؤها‪.‬‬ ‫وتسلط دراسات حكومية وبحثية الضوء على مخاطر النقص‬ ‫في إمدادات هذه املعادن خالل العقد املقبل‪ ،‬والتي يمكن أن يستمر‬ ‫بعضها مدة أطول‪ .‬وبينما ارتفعت مستويات اإلنتاج لكثير من تلك‬ ‫العناصر لتلبي الطلب عليها‪ ،‬خلصت الجمعية الكيميائية األميركية‬ ‫إلى أن ‪ 44‬من ‪ 94‬من العناصر املوجودة في الطبيعة ستواجه مخاطر‬ ‫في اإلمداد خالل القرن املقبل‪.‬‬ ‫وف ��ي ظ��ل م�ع��دل�ن��ا ال �ح��ال��ي إلن �ت��اج امل �ع��ادن ال �ن ��ادرة وأن�م��اط�ن��ا‬ ‫االستهالكية‪ ،‬يمكننا أن نعاني من نقص في مادة الدسبروزيوم‬ ‫الضرورية لصناعة أجهزة األشعة بالرنني املغناطيسي‪ ،‬والكوبلت‬ ‫الحيوي لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية‪ ،‬أو الرينيوم الذي‬ ‫نحتاجه في صناعة محركات الطائرات‪ .‬إن املخترعات الجديدة فائقة‬ ‫التقنية ستزيد من إلحاحية الحاجة إلى توسعة سالسل التوريد‬ ‫املضغوطة بالفعل‪ .‬لكن مصدر القلق األشد ال يأتي من نفاد تلك‬ ‫امل��وارد‪ ،‬ولكن من غياب االستثمارات في خطوط التوريد الالزمة‬ ‫إلحضار املواد إلى األسواق بتكلفة فعالة‪.‬‬ ‫إن مستقبل السلع فائقة التقنية‪ ،‬ال�ت��ي ن�ت��وق إليها هنا في‬ ‫الغرب‪ ،‬وتحتاجها الدول النامية لتنتشلها من الفقر‪ ،‬ربما ال يتوقف‬ ‫على حدود إبداعنا العقلي‪ ،‬ولكن على قدرتنا على تأمني املكونات‬ ‫الالزمة إلنتاجها<‬ ‫* باالتفاق مع «بلومبيرغ»‬


‫مظاهرة هي األضخم في برلني‬ ‫ً‬ ‫احتجاجا على‬ ‫منذ سنوات طويلة‬ ‫سياسة واشنطن التجارية (غيتي)‬

‫مكاسب االقتصاد األوروب��ي التي قد تصل إلى ‪ 120‬مليار‬ ‫يورو سنويا إال أن هذا قد يؤدي إلى خفض معايير الجودة‬ ‫والسالمة الغذائية ويهدد الحقوق االجتماعية وحقوق العمال‪،‬‬ ‫والحديث عن أهمية خفض الرسوم الجمركية غير منطقي‬ ‫فهي بكل االحوال قليلة وال تتعدى ‪ 3‬في املائة‪ .‬يضاف إلى‬ ‫ذلك أن املنتجات الزراعية األميركية ال تراعي جودة األغذية‬ ‫وسالمتها حسب اللوائح األوروبية وهي قضية أكثر إثارة‬ ‫للجدل بالنسبة للرأي العام األوروبي‪ .‬فاالتحاد األوروبي حذر‬ ‫من أن أكثر من ‪ 80‬في املائة من املبيدات الحشرية وامل��واد‬ ‫الكيماوية السامة‪ ،‬ال تزال قيد االستخدام في الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫وهذه مشكلة تضاف إلى الئحة القضايا التي لم تحسم منها‬ ‫لحوم البقر املعالجة بالهرمونات والحبوب املعدلة وراثيا‪.‬‬ ‫ون�ق�ط��ة ال �خ�لاف ال��واض�ح��ة ال�ق��دي�م��ة ال �ج��دي��دة‪ ،‬ال�ت��ي ترفض‬ ‫الواليات املتحدة تعديلها‪ ،‬تتعلق بصناعة السينما في أوروبا‪،‬‬ ‫ففي الوقت الذي تصر فيه املفوضية األوروبية وهي املفاوض‬ ‫عن االتحاد األوروبي على استثناء القطاع السمعى البصري‪،‬‬

‫تصر الواليات املتحدة على التمسك به‪ .‬وكانت اتفاقية منظمة‬ ‫التجارية العاملية التي عقدت في أواخر ثمانينات القرن املاضي‬ ‫بني الواليات املتحدة وبلدان أوروبية سببا في إغراق أوروبا‬ ‫ّ‬ ‫باألفالم األميركية مما أثر سلبا على قطاع السينما األوروبي‬ ‫خصوصا في إيطاليا وفرنسا وأملانيا‪.‬‬

‫املساندون لالتفاقية‬ ‫ورغ��م امل�ع��ارض��ة ال�ش��دي��دة ه��ذه‪ ،‬تصر املستشارة األملانية‬ ‫أنجيال ميركل على الدفاع عن اتفاقية التجارة الحرة عبر‬ ‫األطلسي‪ ،‬ألن التعامالت التجارية األوروبية األميركية‪ ،‬حسب‬ ‫قولها‪ ،‬تعتبر حتى اليوم األكبر واالتفاقية يمكن أن تكون‬ ‫وسيلة لتدعيم العالقات وتعزيز اقتصاد الطرفني‪ ،‬وتساهم‬ ‫ف��ي إزال��ة ال�ح��واج��ز التجارية وتجعل ح��رك��ة ال�ش��راء والبيع‬ ‫والخدمات أسهل بني شطري املحيط االطلسي‪.‬‬ ‫وتضيف املستشارة أن إزالة الرسوم الجمركية بني الطرفني‬

‫وتوحيد األط��ر ُالقانونية (رغ��م أنها نقطة ما زال��ت موضع‬ ‫نقاش وخالف) املنظمة للصفقات التجارية يمكن أن تحقق‬ ‫مكاسب كبيرة سواء للواليات املتحدة كما بلدان االتحاد‬ ‫األوربي‪ .‬واتفاقية كهذا سوف ترفد اقتصاد أوروبا بأكثر‬ ‫من ‪ 119‬مليار يورو سنويا وتعود على الواليات املتحدة‬ ‫بنحو ‪ 95‬مليار ي ��ورو‪ .‬ع��دا ع��ن ذل��ك ف��إن االتفاقية توفر‬ ‫لشركات بلدان االتحاد األوربي وباألخص األملانية فرصا‬ ‫كبيرة تقدمها ال�س��وق األم�ي��رك�ي��ة‪ ،‬وش��رك��ات الصناعات‬ ‫الكيماوية على سبيل املثال تدفع لوحدها أكثر من ‪140‬‬ ‫مليون يورو سنويا رسوما جمركية على صادراتها إلى‬ ‫الواليات املتحدة وهذا يمكن توفيره واستثماره في مجاالت‬ ‫أخرى‪ .‬في الوقت نفسه فإن سيسيليا ماملستروم‪ :‬مفوضة‬ ‫االتحاد األوروبي للتجارة متفائلة في التوصل إلى صيغة‬ ‫نهائية لالتفاقية وتأمل أن يتم ذلك خالل فترة حكم الرئيس‬ ‫ب ��اراك أوب��ام��ا‪ ،‬إن ك��ان ه��ذا ممكنا‪ ،‬وتعتمد ف��ي ذل��ك على‬ ‫استطالع للرأي في أوروبا <‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪57‬‬


‫منذ الكشف عن فضيحة تجسس وكالة األمن القومي األميركية العام املاضي على سياسني‪ ،‬ونواب أوروبيني‬ ‫وعلى رأسهم املستشارة األملانية أنجيال ميركل‪ ،‬واألجواء بني واشنطن وبرلني تشهد عوصف واضطرابات‪.‬‬

‫على خلفية فضائح التجسس األميركية‪..‬هل تخسر واشنطن شريكها األوروبي التقليدي؟‬

‫أميركيا تخترق الشركات واملصانع األوروبية‬ ‫وتطلع على صفقاتها التجارية‬ ‫برلني‪ :‬اعتدال سالمة‬

‫التجارية‪ ،‬التي وصفها متظاهرون بأنها استعمار تجاري‬ ‫جديد عبر إخضاع بلدان االتحاد األوروبي التفاقية التجارة‬ ‫ال�ح��رة وال�ش��راك��ة األطلسية وب ��دأت امل�ف��اوض��ات حولها عام‬ ‫‪.2013‬‬ ‫وهذه هي املرة األولى منذ الحرب العاملية الثانية التي تخرج‬ ‫فيها مظاهرة بهذه الضخامة ضد الحليف األميركي الذي‬ ‫وضع بعد الحرب خطة مارشال من أجل إنقاذ أملانيا املحطمة‬ ‫بعد دم��اره��ا الكامل‪ ،‬فالكثيرون ي��رون في‬

‫ل��م ت�ك��د ال�ع��اص�ف��ة األول� ��ى ت �ه��دأ ح�ت��ى ه�ب��ت ثانية‬ ‫ً‬ ‫ل�ه��ا ع�لاق��ة أي��ض��ا ب��ال�ت�ج�س��س‪ ،‬ه ��زت م ��رة أخ��رى‬ ‫ال�ص��داق��ة العميقة ب�ين ال��والي��ات امل�ت�ح��دة وأوروب ��ا‪،‬‬ ‫سيما أملانيا الشريك التقيلدي لواشنطن‪ ،‬حيث ألغت محكمة‬ ‫العدل األوروبية اتفاقية ما يسمى «سيف هاربو» أي (املالذ‬ ‫اآلمن) لتبادل البيانات بني االتحاد األوروبي‬ ‫وال ��والي ��ات امل �ت �ح��دة‪ ،‬ب�ع��د رف ��ع م��واط��ن من‬ ‫متظاهرة أملانية‬ ‫النمسا دع��وى إل��ى املحكمة امل��ذك��ورة عقب‬ ‫ضد اختراق‬ ‫رفض الهيئة األوروبية املسؤولية عن حماية‬ ‫الواليات املتحدة‬ ‫البيانات‪.‬‬ ‫للشركات‬ ‫األوروبية‬ ‫املفوضية‬ ‫أن‬ ‫العدل‬ ‫محكمة‬ ‫واكدت‬ ‫األوروبية‬ ‫التي أبرمت االتفاقية مع واشنطن قبل ‪15‬‬ ‫ع� ً�ام��ا ال يحق لها ذل��ك‪ .‬فهذه االتفاقية ال‬ ‫تضمن حماية كافية لبيانات مواطني دول‬ ‫االتحاد‪ ،‬وعليه يجب إلغاؤها‪ .‬وبهذا ألغيت‬ ‫اتفاقية لم توفر ألكثر من ‪ 4000‬شركة‬ ‫أم �ي��رك �ي��ة‪ ،‬م�ن�ه��ا «غ ��وغ ��ل» و«ف �ي �س �ب��وك»‬ ‫و«آبل» سهولة الحصول على بيانات حتى‬ ‫شخصية في بلدان االتحاد األوروبي بل‬ ‫ً‬ ‫أيضا املخابرات السرية األميركية‪.‬‬ ‫وما دفع محكمة العدل األوروبي للتعجيل‬ ‫بإلغاء االتفاقية وجود إثباتات وأدلة بأن‬ ‫ال �ش��رك��ات األم�ي��رك�ي��ة يمكنها ال��دخ��ول‬ ‫إل��ى بنك معلومات الشركات واملصانع‬ ‫األوروبية‪ ،‬مما يسهل عليها الحصول على أسرارها‪ ،‬سواء‬ ‫فيما يتعلق بالصفقات التجارية أو التطورات واالختراعات اتفاقية الشراكة أداة لتدعيم املصالح االقتصادية األميركية‬ ‫العلمية‪ .‬والالفت أن قرار املحكمة األوربية لم يثر غضب برلني ع�ل��ى ح�س��اب امل�ص��ال��ح االق�ت�ص��ادي��ة األوروب �ي ��ة‪ .‬ف�ه��ي تلحق‬ ‫كثيرا‪ ،‬بينما أكد مسؤول أميركي أن اإللغاء ال يعني الضرر بقطاعات كثيرة كمصانع املواد الغذائية والسيارات‬ ‫وواشنطن ً‬ ‫نهاية العالم ومجال نقل البيانات لن ينهار بسبب ذلك‪ ،‬و«علينا والطاقة والتمويل واملواد الكيماوية‪ ،‬كما تهدد سيادة القانون‬ ‫واملشاركة الديمقراطية‪.‬‬ ‫اآلن صياغة عقود جديدة»‪.‬‬ ‫وزادت درج ��ات ال �ب��رودة ب�ين األوروب �ي�ي�ن واألم�ي��رك�ي�ين بعد‬ ‫املظاهرة التي خرجت مطلع أول أسبوع من شهر أكتوبر في املعارضون لالتفاقية‬ ‫ب��رل�ين‪ ،‬وه��ي األض�خ��م منذ س�ن��وات طويلة‪ ،‬حيث جمعت ما‬ ‫ً‬ ‫احتجاجا على سياسة واشنطن وبرر حقوقيون وخبراء في الشؤون االقتصادية وأساتذة‬ ‫يقارب ‪ 250‬ألف متظاهر‬ ‫‪56‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫جامعات أيضا اعتراضهم بتفنيد بنود االتفاقية بني كتلتني‬ ‫تجاريتني ضخمتني تلغى على أساسها الرسوم الجمركية‪،‬‬ ‫وت��زال ك��ل ال�ح��واج��ز غير الجمركية األخ��رى بأنها ارت�ه��ان‬ ‫ص ��ارخ ل�ل��والي��ات امل�ت�ح��دة‪ .‬وي�ش�ك�ك��ون ب��ال�ع��ائ��دات الربحية‬ ‫التجارية واالستثمارية وي�ق��ول��ون أي�ض��ا إن ال�ج��زء املتعلق‬ ‫بتسوية النزاعات بني املستثمرين والدولة يهدد الديمقراطية‬ ‫ألنها سوف تكون على أساس القانون األميركي لغياب بنود‬ ‫قانونية واضحة في االتفاقية‪.‬‬ ‫ومن الشخصيات املعارضة بشدة‬ ‫لالتفاقية التجارية عبر األطلسي‬ ‫خبير االقتصاد وعضو حركة أتاك‬ ‫املناهضة للعوملة‪ ،‬ميشال سوس‬ ‫ال��ذي برر في حديث له مع «املجلة»‬ ‫رفضه لبنودها بما يخدم مصالح‬ ‫واشنطن فقط‪ .‬وه��و كما الكثيرين‬ ‫قلق من الناحية املالية‪ .‬فعلى سبيل‬ ‫املثال إذا ما تم تضمني الخدمات املالية‬ ‫في أية صفقة تعقد فال بد من تقديم‬ ‫تنازالت على مستوى القوانني املالية‬ ‫املنظمة‪ ،‬وهو ما قد يؤثر ً‬ ‫سلبا على‬ ‫االس�ت�ق��رار امل��ال��ي ف��ي أس��واق االتحاد‬ ‫األوروبي‪.‬‬ ‫وأض ��اف‪ ،‬أيضا فيما يتعلق بمسألة‬ ‫املواد الغذائية املعدلة وراثيا‪ ،‬فالقواعد‬ ‫األوروب�ي��ة مثل الدستور ال��ذي ال يجب‬ ‫ت � �ج � ��اوزه‪ ،‬وه � ��ي األش� � ��د ص ��رام ��ة ف��ي‬ ‫ال�ع��ال��م‪ُ ،‬‬ ‫وس�م��ح ف��ي أوروب ��ا باستهالك‬ ‫‪ 52‬ن� ً‬ ‫�وع��ا فقط م��ن ال�خ�ض��ار والفاكهة‬ ‫املعدلة ً‬ ‫وراثيا‪ ،‬من أصل مئات األنواع‪ ،‬بينما تعتبر الواليات‬ ‫املتحدة أكبر منتج للخضار والفاكهة املعدلة وراثيا‪ ،‬وإذا ما‬ ‫وقعت االتفاقية فهذا يعني أن تصدير الواليات املتحدة لهذه‬ ‫السلع إلى األس��واق األوروبية املراقبة حاليا بدقة سيصبح‬ ‫مشروعا في نفس الوقت يشكل تجاوزا واضحا للقواعد‬ ‫املتبعة املحظور تجاوزها‪.‬‬ ‫وح�س��ب ب�ي��ان��ات حصلت عليها مجلة «امل�ج�ل��ة» م��ن ن��واب‬ ‫م �ع��ارض�ين ل�لات�ف��اق�ي��ة ف��ي م�ج�ل��س ال �ن ��واب األوروب� � ��ي رغ��م‬


‫متجر لألحذية في لشبونة‬

‫‪,,‬‬

‫أصبحت املاركات البرتغالية‬ ‫ً‬ ‫خصيصا لكبار‬ ‫الراقية تصنع‬ ‫العمالء بمن فيهم األسرة املالكة‬ ‫البريطانية وبعض املشاهير‬ ‫مثل مادونا وديفيد بيكام‬

‫‪,,‬‬

‫«قلقنا الرئيسي حاليا هو أن تسير البالد في نفس املسار‬ ‫الذي كانت تسير فيه عام ‪.»2011‬‬ ‫ً‬ ‫تحوال ً‬ ‫جيدا قبل أزمة‬ ‫وكانت صناعة األحذية قد شهدت‬ ‫ال�ي��ورو‪ ،‬ك��رد فعل على م�غ��ادرة املصنعني األج��ان��ب إلى‬ ‫ً‬ ‫آسيا وأوروبا الشرقية‪ ،‬بحثا عن تكلفة أقل للعمالة‪ .‬وقد‬ ‫ردت الشركات البرتغالية بالتخلي عن السوق والتركيز‬ ‫على صناعة األحذية مرتفعة الجودة باستخدام تصاميم‬ ‫محلية وتكنولوجيا ومهارات التسويق‪ .‬وفي عالم صناعة‬ ‫األحذية عالية الجودة‪ ،‬أصبحت «صنع في البرتغال» في‬ ‫املركز الثاني بعد «صنع في إيطاليا» من حيث الرقي‪.‬‬ ‫كما أصبحت امل��ارك��ات البرتغالية ال��راق�ي��ة مثل «لويس‬ ‫أونفر» و«ه��ارد هرتد هارولد» و«فالي لندن» تقوم اآلن‬ ‫ً‬ ‫خصيصا لبعض العمالء بما في‬ ‫بشحن نسخ صنعت‬ ‫ذل��ك األس ��رة امل��ال�ك��ة البريطانية وب�ع��ض املشاهير مثل‬ ‫مادونا وديفيد بيكام‪.‬‬ ‫ً‬ ‫نجاحا‪.‬‬ ‫وكل ذلك جزء من قصة تصدير برتغالية أكثر‬ ‫ففي يوليو (تموز) ‪ 2012‬كان ميزان املدفوعات البرتغالي‬ ‫إيجابيا ألول مرة منذ أن بدأ البنك املركزي تتبع املؤشر‬ ‫في ‪ .1996‬وتمثل ال�ص��ادرات اآلن أكثر من ‪ 40‬في املائة‬ ‫من الناتج املحلي‪ ،‬مقارنة بنسبة ‪ 28‬في املائة في ‪.2008‬‬ ‫فيقول ستيفان موريس‪ ،‬املدير التنفيذي لصندوق املخاطر‬ ‫«كيكسا كابيتال» إن اإلصالحات التي أجريت أثناء خطة‬ ‫اإلن �ق��اذ س��اع��دت امل �ص��دري��ن م��ن خ�ل�ال خ�ف��ض التكلفة‬ ‫وتخفيف القوانني‪ .‬كما قلل برنامج التخفيف الكمي التابع‬ ‫للبنك املركزي األوروبي أيضا من تكلفة إقراض الشركات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫على أية حال‪ ،‬ما زال معدل النمو بالبرتغال هشا‪ .‬فبعد ثالث‬ ‫سنوات من التقلص‪ ،‬توسع االقتصاد بنسبة تقل عن ‪ 1‬في‬ ‫املائة في ‪ 2014‬ومن املتوقع أن ينمو بنحو ‪ 1.6‬في املائة خالل‬

‫العام الحالي واملقبل‪ .‬وعلى الرغم من أن باسوس كويلهو‬ ‫ق��د دف��ع بالكثير م��ن اإلص�لاح��ات االق�ت�ص��ادي��ة‪ ،‬فما زال��ت‬ ‫هناك حاجة إلى املزيد‪ .‬وتشكو الشركات ً‬ ‫حاليا من وجود‬ ‫عراقيل محلية أمام املنافسة بما في ذلك ارتفاع أسعار الطاقة‬ ‫وس��وق العمالة غير امل��رن‪ .‬كما أن قوانني اإلف�لاس بحاجة‬ ‫إل��ى اإلص�ل�اح‪ .‬كما ح��ذر ص�ن��دوق النقد ال��دول��ي حتى قبل‬

‫االنتخابات من أن كويلهو يسمح إليقاع اإلصالح بالتباطؤ‪.‬‬ ‫ومن املستبعد أن تغير حكومة أقلية ضعيفة من ذلك اإليقاع‪.‬‬ ‫فقد أثبت فوز يمني الوسط أن الحكومات املؤمنة بالخطط‬ ‫التقشفية والتي تقدم ً‬ ‫نموا أقل يمكنها البقاء‪ .‬ولكن إذا ما‬ ‫أرادت البرتغال للمزيد من الصناعات باالزدهار‪ ،‬على غرار‬ ‫صناعة األحذية‪ ،‬فستكون بحاجة إلى حكومة يمكنها أن‬ ‫تقدم أكثر من مجرد القدرة على البقاء <‬

‫مادونا‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪55‬‬


‫ً‬ ‫هل كان عام ‪ 2011‬سيئا بالنسبة للبرتغال؟ حني حاولت الدولة الحصول على خطة إنقاذ دولية وتقلص اقتصادها‬ ‫بنسبة ‪ 1.8‬في املائة؟ ربما‪ ..‬وربما ال تكون هذه هي اللحظة املناسبة لصناعة األحذية املحلية التي يمكنها أن تبدأ‬ ‫فيها حملة تسويق دولية بشعار «األحذية األوروبية‪ :‬أكثر الصناعات إغراء في العالم»‪ ..‬باولو غونسالفيس‪ ،‬رئيس‬ ‫«رابطة مصنعي األحذية بالبرتغال» (أبيكابس) يقول إنهم كان عليهم فعل شيء ما‪« ..‬لقد كنا نصنع أحذية رائعة‬ ‫ً‬ ‫ولكن معظم دول العالم ال تعرف عنها شيئا»‪.‬‬

‫حملة تسويق دولية تحت شعار «األحذية األوروبية أكثر الصناعات إغراء في العالم»‬

‫صناعة األحذية تعيد انتخاب حكومة‬ ‫كويلهو التقشفية في البرتغال‬ ‫لشبونة‪ :‬املحرر االقتصادي‬ ‫في السنوات الثالث التالية لعام ‪ ،2011‬ارتفع‬ ‫م �ع��دل ال�ب�ط��ال��ة ف��ي ال �ب��رت �غ��ال‪ ،‬وه��اج��ر م�ئ��ات‬ ‫اآلالف وخ��رج املتظاهرون في ال�ش��وارع فيما‬ ‫�اس لتصحيح‬ ‫كانت البالد ت��رزح تحت وط��أة برنامج ق� ٍ‬ ‫املسار‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ازدهرت صناعة األحذية‪ ،‬فقد شهدت‬ ‫الصناعة التي يعمل بها نحو ‪ 35‬ألف عامل صادراتها‬ ‫وهي تنمو بنسبة ‪ 54‬في املائة خالل السنوات الخمس‬ ‫املاضية‪ .‬وفي بلد يصل فيه معدل البطالة إلى نحو ‪10‬‬ ‫في امل��ائ��ة‪ ،‬وف��رت صناعة األح��ذي��ة نحو ‪ 8‬آالف وظيفة‬ ‫خالل العامني املاضيني فقط‪.‬‬

‫الصادرات‬ ‫وبما أن الصادرات تمثل نحو ‪ 95‬في املائة من إنتاجها‪،‬‬ ‫تعد صناعة األحذية ذات أهمية بالغة بالنسبة ملا ترغب‬ ‫البرتغال في تحقيقه خالل خطة اإلنقاذ التي تمتد لثالثة‬ ‫أع ��وام‪ ،‬م�ث��ل‪ :‬إع ��ادة توجيه االق�ت�ص��اد ب�ع�ي� ً�دا ع��ن الطلب‬ ‫املحلي املدفوع بالدين‪ ،‬وإلى النمو الذي تقوده الصادرات‪.‬‬ ‫يقول رجال األعمال إن استعداد البلد لتقديم تضحيات‬ ‫ل�لان �ت �ه��اء م��ن خ �ط��ة اإلن �ق ��اذ ع ��زز ص��ورت �ه��ا ب��ال �خ��ارج‪.‬‬ ‫ويضيف غونسالفيس‪« :‬نشعر بذلك خالل تعاملنا مع‬

‫‪,,‬‬

‫وفرت صناعة األحذية في‬ ‫البرتغال نحو ‪ 8‬آالف وظيفة‬ ‫خالل عامني فقط‪ ..‬وتمثل‬ ‫الصادرات نحو ‪ 95‬في املائة‬ ‫من إنتاجها‬

‫‪,,‬‬

‫رئيس الوزراء البرتغالي كويلهو‬

‫‪54‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫أكتوبر (تشرين األول) ‪ .‬وأصبح بيدرو باسوس كويلهو‬ ‫أول رئيس وزراء بمنطقة ال�ي��ورو يعاد انتخابه بعدما‬ ‫ك��ان ي�ق��ود ب�ل�اده خ�ل�ال خ�ط��ة اإلن �ق��اذ‪ .‬وش �ع��رت ال�ق��وى‬ ‫املناهضة لخطط التقشف باإلحباط سواء في البرتغال‬ ‫أو في أوروبا‪ ،‬فقد كانوا يتوقعون أن يتسبب الغضب من‬ ‫الوسط‪.‬‬ ‫خفض املوازنة في إسقاط ائتالف يمني‬ ‫ً‬ ‫ولكن انتصار يمني الوسط لم يكن ً‬ ‫فوزا ساحقا لخطط‬ ‫التقشف‪ .‬فقد انخفضت حصة االئتالف من التصويت‬ ‫مما يزيد على ‪ 50‬في املائة في انتخابات ‪ 2011‬إلى ‪38‬‬ ‫ً‬ ‫مقعدا لكي يحصل‬ ‫في املائة‪ ،‬وبالتالي كان ينقصه ‪12‬‬ ‫على األغلبية في البرملان‪ .‬وارتفعت نسبة اشتراكيي يسار‬ ‫الوسط (بي إس) بنسبة ‪ 32‬في املائة فيما ضاعفت الكتلة‬ ‫اليسارية الراديكالية املناهضة للمؤسسة حصتها إلى ما‬ ‫يزيد على ‪ 10‬في املائة متقدمة على الحزب الشيوعي‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن االنقسامات اآليديولوجية العميقة تركت‬ ‫ً‬ ‫عاجزا عن تشكيل حكومة‪ ،‬فسيكون على يمني‬ ‫اليسار‬ ‫الوسط التفاوض مع اشتراكيي يسار الوسط لكي يمرر‬ ‫ً‬ ‫قانونا أو موازنة‪ .‬وهو ما يشير إليه أنتونيو كوستا زعيم‬ ‫اشتراكيي يسار الوسط برغبته في تخفيف اإلج��راءات‬ ‫التقشفية وحماية مزايا الضمان االجتماعي الذي تقدمه‬ ‫الدولة وأن تقدم الدولة املزيد من االستثمارات في العلوم‪.‬‬

‫األحذية وأزمة اليورو‬

‫وم ��ن ج �ه��ة أخ � ��رى‪ ،‬ي �ق��ول ف��دري �ك��و س��ان �ت��ي م ��ن ش��رك��ة‬ ‫امل��وردي��ن الدوليني والعمالء‪ .‬فكلما زاد النظر للبرتغال االستشارات «يورآسيا» إن حكومة أقلية من يمني الوسط‬ ‫كدولة مسؤولة‪ ،‬زاد النظر إلينا كشركات مسؤولة»‪.‬‬ ‫بدعم من اشتراكيي يسار الوسط يمكن أن تعمل على نحو‬ ‫معقول «على الرغم من موقف كوستا الواضح واملناهض‬ ‫ل�ل�خ�ط��ط ال�ت�ق�ش�ف�ي��ة‪ ..‬م��ا زال اش �ت��راك �ي��و ي �س��ار ال��وس��ط‬ ‫االئتالف الحاكم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يعدون ً‬ ‫ومواليا لالتحاد األوروب ��ي»‪ .‬ولكن‬ ‫حزبا معتدال‬ ‫وقد ساهمت تلك التوجهات في انتصار االئتالف الحاكم االنقسامات السياسية التي يمكنها أن تؤخر اإلصالحات‬ ‫من يمني الوسط‪ ،‬في االنتخابات التي أجريت في ‪ 4‬االقتصادية تقلق املصدرين مثل غونسالفيس الذي يقول‪:‬‬


‫القطاع الصحي‬ ‫يشكل نقطة جذب‬ ‫هامة للشركات‬ ‫األميركية عبر‬ ‫منتجات مبتكرة‬

‫وه��و ما يساوي جميع ال�ص��ادرات األميركية في ع��ام ‪2009‬‬ ‫ً‬ ‫كامال‪ .‬ويضيف‪« :‬من املتوقع ملجمل الصادرات األميركية أن‬ ‫ً‬ ‫تالمس حدود ‪ 20‬مليار دوالر تقريبا بنهاية العام الحالي‪ .‬وال‬ ‫يزال هناك مجال لنمو الصادرات األميركية بعد أن تضاعفت‬ ‫خالل السنوات الخمس املاضية‪ ،‬وذلك رغم انخفاض أسعار‬ ‫النفط»‪ .‬أما عن جذب االستثمارات السعودية للواليات املتحدة‪،‬‬ ‫مكتبا خ� ً‬ ‫ي�ش��رح ع��زي��ز أن ه�ن��اك ً‬ ‫�اص��ا يهتم بتقديم الفرص‬ ‫للمستثمرين املهتمني على اختالف أنواعهم وجذبهم والحفاظ‬ ‫عليهم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وي �س�ت�ط��رد ق ��ائ�ل�ا‪« :‬ب��ال�ن�س�ب��ة ل��ي ش �خ �ص� ً�ي��ا‪ ،‬أح ��ب أن أرى‬ ‫اس �ت �ث �م��ارات ف��ي االت �ج��اه�ين ب�ين ال�ب�ل��دي��ن ف��ي ح �ل��ول شاملة‬ ‫يحتاجها الطرفان‪ ،‬بحيث يكون بإمكان كليهما نشره في‬ ‫البلد اآلخ��ر بصيغة «راب��ح – راب��ح» (‪ .)win - win‬ويقع ذلك‬ ‫األم��ر على عاتق البعثة التجارية األميركية وتقديم الطرفني‬ ‫(الشركات واالستثمارات األميركية والسعودية) لبعضهما‬ ‫البعض‪ .‬ونستطيع مساعدة الشركات السعودية الراغبة في‬ ‫االستثمار بالواليات املتحدة‪ .‬إن االستثمار في الواليات املتحدة‬ ‫يجري على مستوى كل والية لوحدها‪ .‬أما بالنسبة لنا على‬ ‫املستوى العاملي‪ ،‬فإننا نسهل اللقاءات ونقدم األطراف لبعضها‬ ‫البعض في حال وجود اهتمامات محددة»‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للقطاعات األميركية التي يمكن لرأس املال السعودي‬ ‫االستثمار فيها‪ ،‬فيترك عزيز تحديدها للمستثمرين أنفسهم‪،‬‬ ‫إال أنه يشير إلى أنه عبر التاريخ الحديث‪ ،‬هناك استثمارات‬ ‫سعودية قوية ضمن قطاع العقارات وامللكيات الخاصة في‬ ‫ً‬ ‫الواليات املتحدة‪ً ،‬‬ ‫ً‬ ‫متزايدا في الوقت‬ ‫اهتماما‬ ‫مؤكدا أن هناك‬ ‫الحاضر باستثمار الشركات السعودية في الواليات املتحدة‬ ‫ً‬ ‫من النوع الذي يدعم عملياتها في السعودية‪ .‬وضرب مثاال على‬

‫ذلك‪ ،‬بمكاتب شركة أرامكو السعودية في الواليات املتحدة التي‬ ‫تتعاون مع امللحقية التجارية األميركية هنا (في السعودية)‬ ‫للوصول إلى املوارد املطلوبة في الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫ويضع خالصة لألمر بقوله‪« :‬في املحصلة النهائية‪ ،‬كل ما‬ ‫على الشركات السعودية عمله هو تحديد احتياجاتها بالضبط‬ ‫حتى نستطيع مساعدتها فيما تريد أن تفعله»‪.‬‬

‫إشادة بتسهيل التأشيرات‬ ‫توجهت «املجلة» بسؤال حول قضية سهولة حصول رجال‬ ‫األعمال األميركيني على تأشيرات الدخول إلى السعودية وعما‬ ‫إذا ك��ان��ت تمثل مسألة شائكة‪ .‬وه�ن��ا يصف ع��زي��ز أن عمل‬ ‫البعثة الدبلوماسية السعودية في العاصمة األميركية واشنطن‬ ‫بـ«الرائع» في هذا السياق؛ من حيث تسهيل الحصول على‬ ‫ً‬ ‫شارحا أن‬ ‫التأشيرات بالنسبة لرجال األعمال األميركيني‪،‬‬ ‫هذه املسألة بالذات كانت إحدى نقاط االهتمام املركز في زيارة‬ ‫خادم الحرمني الشريفني األخيرة إلى الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫ويضيف أنه ليس جميع رجال األعمال األميركيني يأتون إلى‬ ‫اململكة عن طريق البعثات التجارية األميركية‪ ،‬فهناك الكثير‬ ‫منهم ممن يأخذون املبادرة بأنفسهم ويأتون لوحدهم‪ ،‬ومنهم‬ ‫لديهم وجود أو عمليات قائمة لشركاتهم في اململكة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويردف قائال‪« :‬املهم لدينا أن يأتي املزيد من البعثات التجارية‬ ‫والوفود األميركية إلى اململكة‪ .‬وهذا هو هدفي الرئيسي كملحق‬ ‫تجاري أميركي وكملحقية تجارية في اململكة بشكل عام»‪.‬‬ ‫حقائق وأرقام‬ ‫تقول أحدث إحصائيات مركز اإلحصاء الحكومي األميركي‬ ‫(‪ )The United States Census Beauru‬إن التبادل التجاري‬

‫ب�ين ال��والي��ات امل�ت�ح��دة وال�س�ع��ودي��ة ب�ل��غ ‪ 28.49‬م�ل�ي��ار دوالر‬ ‫في الفترة املمتدة بني يناير ‪ -‬أغسطس (آب) ‪ .2015‬وتميل‬ ‫الكفة لصالح السعودية‪ ،‬إذ وصلت قيمة الصادرات السلعية‬ ‫األميركية إلى ‪ 12.762‬مليار دوالر‪ ،‬بينما استوردت ما قيمته‬ ‫‪ 15.723‬مليار دوالر من السعودية‪.‬‬ ‫وتستثني تلك األرق ��ام الصفقات املعنية ب�ش��ؤون التسليح‬ ‫وأغراض الدفاع واالتفاقات العسكرية‪.‬‬ ‫وتتركز ال��واردات السلعية للواليات األميركية من السعودية‬ ‫في زيوت النفط الخام ومنتجاتها‪ ،‬التي تمثل النسبة األعلى‬ ‫م��ن ال� �ص ��ادرات‪ ،‬إل��ى ج��ان��ب امل�ن�ت�ج��ات ال�ك�ي�م��اوي��ة العضوية‬ ‫وال �ه �ي��دروك��ارب��ون��ات وإث �ي �ل�ين ال�ج�لاي�ك��ول وأس �م��دة ال�ي��وري��ا‬ ‫واملواسير واألنابيب املقاومة للصدأ وغيرها‪.‬‬ ‫أم��ا ال�ص��ادرات السلعية األميركية للسعودية‪ ،‬فيغلب عليها‬ ‫السيارات والشاحنات واملحركات بأنواعها وآالت الحفر وقطع‬ ‫ال�غ�ي��ار وأج ��زاء ال�ط��ائ��رات وق�ط��ع غ�ي��اره��ا‪ ،‬إل��ى ج��ان��ب األدوي��ة‬ ‫واألغذية والبرمجيات والتقنية العالية‪.‬‬ ‫كما شهد عام ‪ ،2014‬صادرات سلعية أميركية إلى السعودية‬ ‫بقيمة ‪ 18.705‬مليار دوالر‪ ،‬بينما بلغ حجم واردات �ه��ا من‬ ‫اململكة ‪ 47.04‬مليار دوالر‪ ،‬وهو ما يشير بوضوح إلى وجود‬ ‫فائض تجاري سعودي مع الواليات املتحدة بقيمة ‪28.336‬‬ ‫مليار دوالر‪ ،‬وه��و ال��رق��م ذات��ه للعجز األم�ي��رك��ي ف��ي التبادل‬ ‫التجاري السلعي مع السعودية‪.‬‬ ‫ومنذ ع��ام ‪ 1986‬وحتى اآلن‪ ،‬ال ت��زال كفة التبادل التجاري‬ ‫السلعي تميل لصالح السعودية‪ ،‬باستثناء عام ‪ ،1998‬وهو‬ ‫العام اليتيم ال��ذي رجحت فيه الكفة لصالح الواليات املتحدة‬ ‫بصادرات إلى السعودية بلغت قيمتها ‪ 10.52‬مليارات دوالر‪،‬‬ ‫وواردات من السعودية بقيمة ‪ 6.241‬مليارات دوالر <‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪53‬‬


‫بينما تضج وسائل اإلعالم بالتقارير التي تتحدث عن تأثر االقتصاد السعودي بهبوط أسعار النفط واللجوء إلى‬ ‫السحب من االحتياطيات النقدية والحديث عن نفادها في ‪ 5‬سنوات وإصدار السندات لتمويل عجز امليزانية‪ ،‬تتخذ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫معاكسا‪ ،‬عما يتم الترويج له‪ .‬فاالقتصاد السعودي ال يزال يتمتع بحيوية عالية‬ ‫مسارا مختلفا‪ ،‬إذا لم نقل‬ ‫األمور‬ ‫وفرص قوية للنمو واستقبال استثمارات جديدة في القطاعات النقدية‪.‬‬

‫اندفاعة أميركية قوية تجاه األسواق السعودية وصادراتها ‪ 10‬مليارات دوالر في النصف األول من ‪2015‬‬

‫امللحق التجاري األميركي بجدة لـ‬

‫‪:‬‬

‫واشنطن ترى في انخفاض النفط فرصة لتنويع االقتصاد السعودي‬

‫جدة‪ :‬معتصم الفلو‬ ‫أق��وى اإلش��ارات الدالة على الثقة بمتانة االقتصاد‬ ‫السعودي هو تقاطر الوفود التجارية األجنبية على‬ ‫ً‬ ‫السعودية‪ ،‬سيما األميركية بشكل خاص؛ بحثا عن‬ ‫حصة في كعكة األسواق السعودية‪ .‬ويدعم ذلك ناتج إجمالي‬ ‫محلي ضخم وصل إلى ‪ 2.8‬تريليون ريال (‪ 746‬مليار دوالر)‬ ‫بنهاية ع��ام ‪ ،2014‬يقابله احتياطات نقدية ال تبعد قيمتها‬ ‫ً‬ ‫كثيرا عن حجم ذلك الناتج اإلجمالي‪ ،‬ونمو مرتقب لعام ‪،2015‬‬ ‫وصلت تقديراته املتفاوتة بني ‪ 2.8‬في املائة و‪ 3.5‬في املائة‪.‬‬ ‫ومما ال شك فيه أن الزيارة األخيرة لخادم الحرمني الشريفني‬ ‫امللك سلمان بن عبد العزيز‪ ،‬في سبتمبر (أي�ل��ول) املاضي‪،‬‬ ‫التي شهدت اإلعالن عن فتح األسواق السعودية لتجارة الجملة‬ ‫والتجزئة للشركات األجنبية بنسبة تملك ‪ 100‬في املائة دون‬ ‫وجود شريك سعودي‪ ،‬كانت أحد أهم أسباب تلك االندفاعة‬ ‫األميركية‪.‬‬ ‫«املجلة» التقت امللحق التجاري األميركي في القنصلية العامة‬ ‫للواليات املتحدة األميركية بجدة فريد ع��زي��ز‪ ،‬وه��و مواطن‬ ‫أميركي املولد ذو أصول مصرية‪ ،‬على هامش مناسبة أقيمت‬ ‫أواخ� ��ر أك�ت��وب��ر (ت�ش��ري��ن األول) امل��اض��ي‪ ،‬للبعثة ال�ت�ج��اري��ة‬ ‫األميركية للخدمات الهندسية واملعمارية‪ ،‬وضمت مجموعة‬ ‫م��ن الشركات األميركية املهتمة بإيجاد ش��راك��ات محلية أو‬ ‫تسويق منتجاتها أو استكشاف فرص االستثمار املتوفرة‪.‬‬

‫الشباب السعودي محرك النمو‬ ‫ي��رى عزيز أن ال��والي��ات املتحدة تعي ج�ي� ً�دا مسألة انخفاض‬ ‫أسعار النفط وتأثر املداخيل السعودية ً‬ ‫تبعا لذلك‪ ،‬إال أن ذلك‬ ‫يشكل فرصة مهمة لتحقيق التنوع االق�ت�ص��ادي م��ن خالل‬ ‫البحث في االستثمار والتبادل التجاري عن قطاعات أخرى‪،‬‬ ‫ً‬ ‫معتبرا أن الحكومة السعودية تؤيد ذلك‬ ‫ليس النفط من بينها‪،‬‬ ‫االتجاه وتتبناه‪.‬‬ ‫أما أهم املقومات التي تدعم فرص االستثمار والتبادل التجاري‬ ‫مع ال��والي��ات املتحدة‪ ،‬فيقول عزيز إنها «تشمل وج��ود كتلة‬ ‫سكانية شابة وتتمتع بتعليم جيد‪ ،‬داخل اململكة وخارجها‪،‬‬ ‫وبخاصة مع وجود أكثر من ‪ 80‬ألف طالب سعودي يتلقون‬ ‫‪52‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫تعليمهم ف��ي ال��والي��ات املتحدة‪ ،‬وه��و م��ا يشكل ق��اع��دة مهمة قطاعات سعودية تجذب األميركيني‬ ‫لقيادة النمو؛ ونقصد هنا النمو غير املعتمد على النفط‪ .‬وفيما‬ ‫تسير اململكة بشكل حثيث نحو تنويع قاعدتها االقتصادية‬ ‫غير النفطية‪ ،‬فإننا نود أن يكون ه��ؤالء الشباب السعوديني‬ ‫بمثابة ج�س��ر ات�ص��ال ب�ين ال�ش��رك��ات ال�س�ع��ودي��ة ونظيراتها‬ ‫األميركية لتقديم حلول شاملة ملختلف القطاعات السعودية‪.‬‬ ‫ونعتقد أن ال��والي��ات املتحدة ستأتي بالكثير م��ن الشركات‬ ‫االبتكارية إلى السعودية لنكون قادرين على مشاركة التقنية‬ ‫الحديثة معها؛ على أن يتكثف السعي في ذلك االتجاه على‬ ‫مدار السنوات السبع املقبلة»‪.‬‬

‫امللحق التجاري‬ ‫بقنصلية الواليات‬ ‫املتحدة في جدة‬ ‫فريد عزيز (تصوير‪:‬‬ ‫معتصم الفلو)‬

‫عند سؤال عزيز عن أهم القطاعات السعودية املؤهلة لجذب‬ ‫االستثمارات األميركية‪ ،‬يوضح أن «هناك ً‬ ‫ً‬ ‫أميركيا ً‬ ‫قويا‬ ‫وجودا‬ ‫ضمن قطاع التجزئة السعودي في الوقت الراهن‪ ،‬إال أن اإلعالن‬ ‫امللكي عن فتح قطاع تجارة الجملة والتجزئة للشركات األجنبية‬ ‫بنسبة تملك ‪ 100‬في امل��ائ��ة‪ ،‬سيمنح دفعة قوية لنموها‪ ،‬إذ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مركزا في قطاعات محددة بعيد زي��ارة خادم‬ ‫اهتماما‬ ‫ن��رى‬ ‫الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبد العزيز إلى الواليات‬ ‫املتحدة مثل قطاع الرعاية الصحية والحلول املتعلقة به‪ ،‬إذ إن‬ ‫اململكة تمضي ً‬ ‫قدما في مسيرة االبتكار ضمن هذا القطاع‪،‬‬ ‫إلى جانب األعمال املرتبطة به‪ ،‬وبالتحديد التدريب واإلدارة‬ ‫وتشغيل عمليات املستشفيات واملراكز الصحية‪ .‬ونعتقد أن‬ ‫هذا القطاع واعد ً‬ ‫جدا»‪.‬‬ ‫أم��ا القطاع اآلخ��ر ال��ذي يهم الشركات األميركية‪ ،‬فهو قطاع‬ ‫اإلن �ش��اءات والتصميم ال��داخ�ل��ي‪ ،‬وه��و منطقة تركيز البعثة‬ ‫التجارية للخدمات الهندسية واملعمارية‪ ،‬وذلك عبر تقديم حلول‬ ‫عاملية مستدامة لذلك القطاع‪.‬‬ ‫ويبقى قطاع الطاقة مثار اهتمام الشركات األميركية‪ ،‬ولكن‬ ‫ليس بنوعها األحفوري‪ ،‬وإنما الطاقة املتجددة‪ ،‬إلى جانب املياه‪،‬‬ ‫وهو ما سيكون نقطة تركيز البعثة التجارية في املستقبل‪.‬‬ ‫وب�ض�ي��ف ع��زي��ز‪« :‬ه ��ذه ال�ق�ط��اع��ات ال�ث�لاث��ة‪ ،‬س�ت�ك��ون اللبنات‬ ‫األساسية ملرحلة جديدة من التعاون املستقبلي بني الواليات‬ ‫املتحدة والسعودية»‪.‬‬ ‫أما قطاع التعليم‪ ،‬بحسب عزيز‪ ،‬فهو‪« :‬على (الرادار) األميركي؛‬ ‫أي ضمن القطاعات املعتبرة في التعاون الثنائي بني البلدين‪.‬‬ ‫ونتطلع إلى تشجيع الشراكات بني الجامعات في البلدين‪ .‬ونود‬ ‫أن نعرف من السعوديني‪ ،‬وبخاصة في املنطقة الغربية‪ ،‬ما‬ ‫يريدون رؤيته من الواليات املتحدة في هذا السياق»‪.‬‬

‫نمو التبادل التجاري‬ ‫ع�ن��د ال�ح��دي��ث ع��ن آف ��اق ن�م��و ال �ت �ب��ادل ال �ت �ج��اري األم �ي��رك��ي ‪-‬‬ ‫السعودي‪ ،‬يقول عزيز إن الصادرات األميركية إلى السعودية‬ ‫نمت بمعدل الضعف منذ عام ‪ .2009‬وخالل األشهر الستة‬ ‫األول��ى من عام ‪ ،2015‬من يناير (كانون الثاني) حتى نهاية‬ ‫يونيو (حزيران) املاضيني‪ ،‬بلغت ما يقارب ‪ 10‬مليارات دوالر‪،‬‬


‫دوالر كفوائد للدين العام‪ ،‬دون الحديث عن أصل‬ ‫الدين‪ .‬كما أن نسبة النمو املتوقعة لهذا العام تقدر‬ ‫ً‬ ‫كثيرا‬ ‫بنحو ‪ 0.5‬في املائة‪ ،‬أي أنها نسبة ال تفيد‬ ‫في تكبير حجم الناتج املحلي‪ ،‬وتقليص حجمه‬ ‫بالنسبة للناتج اإلجمالي املحلي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مجديا‪،‬‬ ‫وقد ال يكون تخصيص القطاعات العامة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عجزا هائال‪ ،‬بلغ‬ ‫فقطاع الكهرباء خاسر ويسجل‬ ‫نحو ملياري دوالر في السنوات املاضية‪ .‬كما أن‬ ‫النقال لن تزيد قيمة رخصه عن ‪5‬‬ ‫قطاع الهاتف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مليارات دوالر؛ وفقا ألكثر التقديرات تفاؤال‪ .‬وماذا‬ ‫سيكون تأثير ذل��ك املبلغ على دي��ن ع��ام يبلغ ‪70‬‬ ‫مليار دوالر؟ أم��ا قطاع امل�ي��اه‪ ،‬فيشكو م��ن سوء‬ ‫التحصيل‪.‬‬ ‫وفيما يخص أرب��اح الشركات العامة‪ ،‬وهي قليلة‬ ‫كشركة طيران الشرق األوسط‪ ،‬فال تتجاوز مائة‬ ‫ً‬ ‫سنويا؛ أي أنها ال تغطي أكثر من ‪10‬‬ ‫مليون دوالر‬ ‫أيام من فوائد الدين!‬ ‫ويضاف إلى ما سبق‪ ،‬انخفاض عائدات الجمارك‬ ‫التي كانت تشكل ما قبل الحرب األهلية (‪- 1975‬‬ ‫‪ )1989‬نحو نصف إيرادات الخزينة‪ ،‬إال أن دخول‬

‫‪,,‬‬

‫املائة قبل نحو عقد ونصف من الزمن‪ ،‬جعل من‬ ‫تكاليف املعيشة أغلى وقلل االستهالك‪ ،‬وأي تفكير‬ ‫ف��ي رفعها ل��زي��ادة اإلي ��رادات الحكومية‪ ،‬سيبطئ‬ ‫ً‬ ‫يصل حجم االقتراض‬ ‫حركة األسواق املرهقة أصال‪.‬‬ ‫ول ��ن ي �ك��ون أم� ��ام ل �ب �ن��ان س ��وى ج ��ذب امل ��زي ��د من‬ ‫من املصارف اللبنانية‬ ‫االستثمارات لتحقيق نمو أعلى وإي ��رادات أكثر‪،‬‬ ‫ولكن من سيأتي لالستثمار أو حتى للسياحة في‬ ‫نحو ‪ 58‬في املائة‪ ،‬بينما‬ ‫ظل الحرب الدائرة في الجارة سوريا‪ ،‬التي تؤثر‬ ‫يصل حجم الدين من‬ ‫على لبنان بشكل سلبي منذ عام ‪.2011‬‬ ‫ل � ��ذا‪ ،‬ي �ب��دو أن امل� �س ��ار ال �ت �ص��اع��دي ل �ل��دي��ن ال �ع��ام‬ ‫املؤسسات واملصارف‬ ‫مستمر حتى إشعار آخ��ر‪ ،‬وق��د يبلغ مائة مليار‬ ‫دوالر في غضون ‪ 10 - 7‬أعوام بحسب تقديرات‬ ‫العاملية ‪ 38‬في املائة‬ ‫م��ن م��ؤس�س��ات م��ال�ي��ة مختلفة‪ ،‬وه��و رق��م يقرب‬ ‫لبنان أكثر وأكثر من السيناريو اليوناني الحالي‬ ‫أو األرجنتيني في أواخ��ر القرن امل��اض��ي؛ عندما‬ ‫عجزت الدولتان عن س��داد الديون وأعلنت الدولة‬ ‫لبنان في اتفاقات ثنائية مع الكثير من دول العالم إفالسها‪.‬‬ ‫أو في منطقة التجارة العربية الحرة‪ ،‬جعلت تدفق وإذا ل��م يشعر السياسيون اللبنانيون بالخطر‪ ،‬فقد‬ ‫السلع أقل جدوى من ناحية الرسوم الجمركية‪.‬‬ ‫تنفجر في وجوههم فقاعة الدين بأسرع مما يتصورون‪،‬‬ ‫في‬ ‫كما أن فرض ضريبة القيمة املضافة البالغة ‪10‬‬ ‫وال شيء مستبعد في عالم مضطرب <‬

‫‪,,‬‬

‫موظفة في مصرف لبنان املركزي ومن أهم مسؤلياته‬ ‫إصدار عملة لبنان (الليرة) واملحافظة على االستقرار‬ ‫النقدي في األسواق وتنظيم عمليات نقل األموال‬ ‫والحفاظ على سالمة القطاع املصرفي (غيتي)‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪51‬‬


‫في بلد عرف عنه شدة االنقسامات السياسية والحزبية والطائفية وخضوع معادلته السياسية الداخلية الهشة‬ ‫للتوازنات اإلقليمية والدولية‪ ،‬لم يكن ً‬ ‫غريبا تصريح وزير املالية اللبناني علي حسن خليل في أوائل سبتمبر (أيلول)‬ ‫ً‬ ‫املاضي‪ ،‬بأن رواتب وأجور موظفي القطاع العام‪ ،‬البالغ عددهم نحو ‪ 225‬ألفا بني مدني وعسكري‪ ،‬مهددة ما لم تقر‬ ‫موازنة عام ‪ 2015‬أو تفتح اعتمادات مالية إضافية الستدانة املزيد من املال لتغطية النفقات‪ ،‬وحتى الحالية منها‪.‬‬

‫وزير املالية اللبناني يطالب بفتح اعتمادات مالية إضافية لدفع رواتب وأجور املوظفني‬

‫لبنان مهددة باإلفالس‬

‫الرياض‪ :‬معتصم الفلو‬ ‫فالبالد تعاني منذ انتهاء الحرب األهلية‬ ‫بعد توقيع اتفاق الطائف ع��ام ‪ 1989‬من‬ ‫تصاعد مخيف للدين العام‪ ،‬الذي كان عند‬ ‫حدود ‪ 3‬مليارات دوالر عام ‪ ،1992‬بينما يالمس‬ ‫ً‬ ‫حاليا ‪ 70‬مليار دوالر‪ ،‬في مقابل ناتج إجمالي‬ ‫محلي يبلغ نحو ‪ 45.73‬مليار دوالر ع��ام ‪2014‬‬ ‫(بحسب ب�ي��ان��ات ص�ن��دوق النقد ال��دول��ي)؛ أي أن‬ ‫نسبة الدين العام إلى الناتج املحلي هي ‪ 153‬في‬ ‫املائة‪ ،‬وهي من أعلى نسب الدين في العالم‪.‬‬ ‫وال ي�ب��دو ف��ي األف��ق امل�ن�ظ��ور أن مستويات الدين‬ ‫العام قابلة للتراجع أو الثبات على األق��ل‪ ،‬في ظل‬ ‫تخصيص نحو ‪ 4‬م�ل�ي��ارات دوالر لخدمة الدين‬ ‫س�ن� ً‬ ‫�وي��ا وإي � ��رادات بلغت ن�ح��و ‪ 9‬م�ل�ي��ارات دوالر‪،‬‬ ‫ونفقات كلية بلغت نحو ‪ 14‬مليار دوالر؛ أي أن‬ ‫عجز امل��وازن��ة ناهز ‪ 5‬مليارات دوالر ع��ام ‪،2014‬‬ ‫وذلك بحسب تقديرات سابقة لوزارة املال اللبنانية؛‬ ‫ً‬ ‫علما بأن الدولة اللبنانية ليس لها موازنة مقرة في‬ ‫مجلس ال �ن��واب منذ ع��ام ‪2005‬؛ أي أن تحصيل‬ ‫اإلي ��رادات وال�ص��رف يتم دون امل��رور على أجهزة‬ ‫ال��رق��اب��ة ف��ي ال��دول��ة ال�ل�ب�ن��ان�ي��ة‪ .‬أم ��ا ال �ص��رف فيتم‬ ‫عبر القاعدة اإلثنى عشرية‪ ،‬وهي بدعة ابتكرتها‬ ‫الطبقة الحاكمة في لبنان املؤلفة من خليط األحزاب‬ ‫الطائفية‪ ،‬يتم بموجبها التحصيل والصرف دون‬ ‫امل� ��رور ب�م�ج�ل��س ال �ن��واب إلق� ��رار م��وازن��ة واض�ح��ة‬ ‫وشفافة‪ ،‬األمر الذي جعل لبنان في مراتب متأخرة‬ ‫ف��ي مستويات شفافية امل��وازن��ات على املستوى‬ ‫العاملي‪.‬‬

‫تقسيم الدين العام‬ ‫تبلغ حصة ال��دي��ن ال�ع��ام بالليرة اللبنانية ‪61.51‬‬ ‫في املائة (الدوالر يساوي ‪ 1500‬ليرة)‪ ،‬فيما تبلغ‬ ‫حصته ب��ال��دوالر ‪ 38.49‬ف��ي امل��ائ��ة‪ .‬ويصل حجم‬ ‫االق �ت��راض م��ن امل �ص��ارف اللبنانية ن�ح��و ‪ 58‬في‬ ‫امل��ائ��ة‪ ،‬بينما ي�ص��ل ح�ج��م ال��دي��ن م��ن امل��ؤس�س��ات‬

‫‪50‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫واملصارف العاملية ‪ 38‬في املائة‪ ،‬أي أن الدين ممول‬ ‫من الداخل بأكثر من النصف‪ ،‬األم��ر ال��ذي يشير‬ ‫إل��ى ق�ط��اع م�ص��رف��ي متماسك يستطيع إق��راض‬ ‫ال��دول��ة وال �ح �ص��ول ع�ل��ى ف��وائ��د م �ج��زي��ة‪ ،‬وه ��و ما‬ ‫يجعل الشراكة بني املصارف والدولة أشبه بزواج‬ ‫ً‬ ‫سلبا‬ ‫كاثوليكي ال تنفصم ع��راه‪ ،‬فتأثر أحدهما‬ ‫سيأتي بنتائج كارثية على اآلخر‪.‬‬

‫ّ‬ ‫مسيس‬ ‫الدين العام‬

‫من العام نفسه‪.‬‬ ‫وحتى بعد مشاركة حزب الله والتيار الوطني الحر‬ ‫والقوات اللبنانية في الحكومات التي تلت جريمة‬ ‫االغ �ت �ي��ال‪ ،‬ل��م ي�ك��ن ه �ن��اك أي تغيير ف��ي سياسة‬ ‫االق�ت��راض‪ ،‬وتواصلت كتلة الدين العام في النمو‬ ‫املتواصل‪.‬‬

‫نافذة مضيئة‬ ‫صحيح أن البنك الدولي قدر تحويالت اللبنانيني‬ ‫العاملني بالخارج بنحو ‪ 8.9‬مليارات دوالر‪ ،‬إال أن‬ ‫هذه املليارات ال تدخل جميعها في النظام املصرفي‬ ‫ألغراض االستثمار‪ ،‬وإنما هي مصاريف عائلية‪،‬‬ ‫تبقي ح��رك��ة االس �ت �ه�لاك ف��ي ح��دوده��ا املعقولة‪.‬‬ ‫ول�ك��ن يبقى أن ال�ن�ظ��ام امل�ص��رف��ي ال ي ��زال يتمتع‬ ‫باملتانة وال�ب�ع��د ع��ن ال�ت�ج��اذب��ات السياسية‪ ،‬وهو‬ ‫متعاون بشكل معقول فيما يخص غسل األموال‬ ‫واألعمال غير الشرعية األخ��رى‪ ،‬مما جعل الثقة‬ ‫ال�ع��امل�ي��ة واإلق�ل�ي�م�ي��ة وامل�ح�ل�ي��ة ك�ب�ي��رة ب��ه‪ .‬وتتمتع‬ ‫املصارف بموجودات تصل إلى ‪ 172.2‬مليار دوالر‬ ‫بنهاية ‪ ،2014‬وه��و م��ا ي��زي��د ع��ن ‪ 3‬أم�ث��ال الناتج‬ ‫اإلجمالي املحلي‪ .‬كما أن تفوق حجم الدين بالليرة‬ ‫اللبنانية على نظيره ب��ال��دوالر‪ ،‬يمنح بعض الثقة‬ ‫في املستقبل‪.‬‬ ‫فالدين بالعملة املحلية‪ ،‬وإن كانت ف��وائ��ده أعلى‪،‬‬ ‫يجعل ال �ب�لاد أق��ل ع��رض��ة ل�ل�ت��أث�ي��رات وال�ض�غ��وط‬ ‫الخارجية ف��ي ه��ذا ال�س�ي��اق‪ .‬كما أن فكرة تعويم‬ ‫الليرة أو خفض قيمتها في املستقبل قد تساعد‬ ‫ً‬ ‫حاليا‬ ‫ف��ي تخفيض ال�ع��بء‪ ،‬وه��و أم��ر غير ممكن‬ ‫ألغ ��راض ال�ح�ف��اظ ع�ل��ى األم ��ن االج�ت�م��اع��ي الهش‬ ‫ً‬ ‫أصال‪ .‬كما أن انخفاض أسعار النفط‪ ،‬خفف من‬ ‫فاتورة استيراد املشتقات النفطية‪ ،‬وهو ما يخفف‬ ‫ً‬ ‫اإلنفاق على قطاع الكهرباء املتهاوي أصال‪.‬‬

‫ب��دأت قصة الدين العام مع تولي الرئيس املغدور‬ ‫رفيق ال�ح��ري��ري الحكم ع��ام ‪ 1992‬بدعم س��وري‬ ‫ س�ع��ودي‪ ،‬ول��م يكن أم��ام��ه س��وى االق �ت��راض من‬‫أجل تمويل إعادة إعمار البالد‪ ،‬وبخاصة مع «وعد‬ ‫ال��رب�ي��ع»‪ ،‬وامل�ق�ص��ود ب��ه أج��واء ال�س�لام ال�ت��ي كانت‬ ‫تخيم على املنطقة بعيد مؤتمر م��دري��د للسالم‪،‬‬ ‫الذي أتاح للمرة األول��ى في تاريخ الصراع العربي‬ ‫ اإلسرائيلي إج��راء محادثات بني العرب والدولة‬‫العبرية على أس��اس إق��ام��ة س�لام ع��ادل وشامل‪،‬‬ ‫يفتح الباب أمام التحول نحو التمنية واالستقرار‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وعودا بالحصول على مليارات‬ ‫كما أن لبنان تلقى‬ ‫ال ��دوالرات عند التوقيع على ات�ف��اق الطائف‪ ،‬لكن‬ ‫تلك ال��وع��ود ذهبت أدراج ال��ري��اح‪ ،‬ول��م يصل منها‬ ‫إال القليل‪.‬‬ ‫وبينما يعتبر بعض الفرقاء اللبنانيني أن السياسة‬ ‫املالية الحريرية في حكوماته املتعاقبة من ‪1992‬‬ ‫ ‪ 1998‬و‪ ،2004 - 2000‬هي التي فتحت الباب‬‫على مصراعيه أمام االقتراض بشراهة‪ ،‬إال أن ذلك‬ ‫يدحضه إقرار امليزانيات والقروض في مجلسي‬ ‫ال�ن��واب وال� ��وزراء‪ ،‬ال��ذي ك��ان يضم جميع الفرقاء‬ ‫اللبنانيني باستثناء حزب الله‪ ،‬الذي كان يمثل ما‬ ‫يشبه املعارضة للحكومات الحريرية‪ ،‬إلى جانب‬ ‫ً‬ ‫الفريقني األكبر تمثيال بني املسيحيني‪ ،‬وهما التيار‬ ‫الوطني الحر بقيادة الجنرال املنفي آنذاك ميشال‬ ‫ع��ون وال �ق��وات اللبنانية بقيادة ال��دك�ت��ور السجني هل تأخرت املعالجة؟‬ ‫سمير جعجع‪ ،‬إبان حقبة الهيمنة السورية‪ ،‬التي‬ ‫انتهت م��ع رح�ي��ل آخ��ر ج�ن��دي س��وري ف��ي أبريل ف��ي ك��ل ي ��وم ت �ش��رق ف�ي��ه ال �ش �م��س‪ ،‬ي�ت��وج��ب على‬ ‫‪ 2005‬بعيد اغتيال الحريري في فبراير (شباط) الدولة اللبنانية أن تدفع أكثر بقليل من ‪ 11‬مليون‬


‫جانب من املؤتمر (تصوير‪ :‬جيمس حنا)‬

‫م��ن جهة أخ��رى‪ ،‬ي�ق��ول امل��ؤي��دون إن��ه ال يمكن االستغناء‬ ‫عن «ترايدنت» من أجل حماية أمن بريطانيا‪ .‬ويقولون إن‬ ‫التهديدات الجديدة‪ ،‬س��واء من ال��دول املارقة أو الجماعات‬ ‫اإلرهابية‪ ،‬قد تظهر في أي وقت‪ ،‬ومن الضروري أن يكون‬ ‫هناك حد أدنى من الردع النووي ملواجهتهم‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من التقدم ال��ذي تحقق في املكافحة العاملية‬ ‫النتشار السالح النووي ونزع السالح متعدد األطراف‪ ،‬فإن‬ ‫املؤيدين يشيرون إلى أن بعض البلدان تستمر في سعيها‬ ‫للحصول على قدرات نووية‪ ،‬وإن النفوذ العاملي لبريطانيا‬ ‫سوف يتضاءل إذا تخلت عن سالحها من طرف واحد‪ .‬كما‬ ‫أن صناعة الدفاع النووي من مجاالت التوظيف الرئيسية‪،‬‬ ‫حيث تشير بعض التقديرات إلى إمكانية فقدان ما يصل‬ ‫إلى ‪ 15‬ألف فرصة عمل باإلضافة إلى خبرات كبيرة إذا لم‬ ‫يتم توريد مجموعة جديدة من الغواصات‪.‬‬

‫> كانت كاثرين ويست وزيرة الخارجية في حكومة الظل‬ ‫من حزب العمال من املتحدثني الرئيسيني في املؤتمر‪ .‬أكدت‬ ‫ويست في تصريحات لـ«املجلة»‪ :‬ان ‪100‬مليار إسترليني‬ ‫تكلفة الغواصات تكفي للقضاء على اإلرهاب في بريطانيا‬ ‫واش��ارت إل��ى أن «اإلره ��اب موجود في ب�لادن��ا‪ ،‬ويسيطر‬ ‫على سلوكياتنا عبر وسائل التواصل االجتماعي‪ ،‬ويجب‬ ‫إنفاق املليارات املائة على إعادة تقييم املخاطر في البالد‪.‬‬ ‫وتظل الوسيلة الوحيدة للتخلص من اإلرهاب هي تغيير‬ ‫سياساتنا الخارجية والداخلية»‪ .‬وأضافت قائلة‪« :‬اإلرهاب‬ ‫ينشأ في داخل بريطانيا وليس في الخارج»‪.‬‬ ‫أثارت معارضة كوربن القديمة للسالح النووي انتقادات‬ ‫من بعض أعضاء الحزب منذ أن أصبح ً‬ ‫رئيسا له‪ .‬وبعد‬ ‫أن صرح كوربن بأنه لن يسمح باستخدام السالح النووي‬ ‫إذا كان ً‬ ‫رئيسا للوزراء‪ ،‬وصفت ماريا إيغل‪ ،‬وزيرة الدفاع‬ ‫في حكومة الظل‪ ،‬تعليقاته بأنها «غير مفيدة»‪.‬‬

‫‪,,‬‬

‫صواريخ باليستية بريطانية‬

‫وتملك بريطانيا أربع غواصات تحمل صواريخ باليستية‬ ‫أول نقاش عام حول‬ ‫يأمل املحافظون في تجديدها‪ ،‬وم��ن املقرر اتخاذ قرار‬ ‫«ترايدنت» منذ أصبح كوربن‬ ‫بشأن استبدالها في عام ‪ .2016‬وقد كانت قيادتا حزب‬ ‫العمال وح��زب املحافظني ملتزمتني في السابق بإحالل‬ ‫املعارض للسالح النووي‬ ‫وتجديد األسطول‪ .‬ومن املتوقع أن يتكلف املشروع أكثر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫من ‪ 100‬مليار جنيه إسترليني على مدار ‪ 30‬عاما هي‬ ‫زعيما لحزب العمال‬ ‫فترة عمله‪.‬‬ ‫ورحبت هدسون بموقف ح��زب العمال‪ .‬وصرحت بأن‬ ‫حملة مناهضة السالح النووي سوف تستمر لتكتسب‬ ‫ً‬ ‫زخما في الشهور املقبلة‪ .‬وأضافت‪« :‬شهدت منظمتنا‬ ‫ولكن يقول مؤيدو كوربن إن ارتفاع نسبة تأييد حملة نزع‬ ‫السالح النووي يكشف عن انتصاره في تنشيط املنظمات زي��ادة في عدد األعضاء‪ ،‬ونستعد اآلن لتظاهرة وطنية‬ ‫السياسية خ��ارج ال�ب��رمل��ان‪ ،‬ب��داي��ة م��ن حملة ن��زع السالح كبيرة لوقف (ترايدنت) قبل اتخاذ القرار البرملاني في‬ ‫عام ‪<»2016‬‬ ‫النووي وحتى الحمالت املعارضة للتقشف‪.‬‬

‫‪,,‬‬

‫اإلرهاب في بريطانيا‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪49‬‬


‫ً‬ ‫تواجه الحكومة البريطانية ضغوطا تتعلق بوجوب تجديد نظامها النووي (ترايدنت)؛ حيث يعتقد املحافظون‪،‬‬ ‫منذ إعادة انتخابهم في شهر مايو (أيار) من العام الحالي‪ ،‬أن إحالل نظام ترايدنت بصورته الحالية هو أفضل‬ ‫خيار‪ .‬كما كان يؤيدهم في ذلك حزب العمال‪ ،‬ولكن يعارض جيرمي كوربن زعيمه الجديد وجود السالح النووي‬ ‫ً‬ ‫حاليا مراجعة لسياسة الحزب‪.‬‬ ‫فيما تجري‬

‫مؤتمر في لندن يسعى إليقاف تجديد «ترايدنت» بتكلفة ‪100‬مليار إسترليني‬

‫‪:‬‬

‫األمني العام لحملة نزع السالح النووي لـ‬

‫إعالن ديفيد كاميرون شراء أربع غواصات نووية‬ ‫تخط للعملية الديمقراطية‬ ‫جديدة ٍ‬

‫لندن‪ :‬مينا الدروبي‬

‫حملة نزع السالح النووي‬ ‫ً‬ ‫ط��رح املؤتمر أيضا مسألة التمويل‪ ،‬إذ سيتكلف تجديد‬ ‫برنامج ترايدنت في بريطانيا ‪ 100‬مليار جنيه إسترليني‪،‬‬ ‫وي��ق��ول م��ؤي��دو حملة ن��زع ال��س�لاح ال��ن��ووي إن «ه���ذا املبلغ‬ ‫يكفي لتمويل خدمات الحوادث والطوارئ في املستشفيات‬ ‫البريطانية على مدى أربعني ً‬ ‫عاما مقبلة‪ ،‬أو لتوظيف ‪15‬‬ ‫ألف ممرض جديد‪ ،‬أو بناء ‪ 1.5‬مليون وحدة سكنية معقولة‬ ‫التكلفة‪ ،‬أو تشييد ‪ 30‬ألف مدرسة ابتدائية جديدة‪ ،‬أو تغطية‬ ‫‪48‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫وزيرة الخارجية في حكومة العمال‬ ‫كاثرين وست (تصوير‪ :‬جيمس حنا)‬

‫‪,,‬‬

‫وزيرة الخارجية في حكومة‬ ‫‪100 :‬مليار‬ ‫العمال لـ‬ ‫إسترليني تكفي للقضاء‬ ‫على اإلرهاب في بريطانيا‬

‫‪,,‬‬

‫أقيم مؤتمر بعنوان «حملة من أجل نزع السالح‬ ‫النووي» في لندن في منتصف شهر أكتوبر‬ ‫املاضي‪ ،‬حيث اجتمع النشطاء والسياسيون‬ ‫واملؤيدون للتعبير عن آرائهم بأن العالم يجب أن يكون‬ ‫ً‬ ‫خاليا من «ترايدنت» مؤكدين أنه يجب على بريطانيا‬ ‫أال تجدد غواصاتها‪.‬‬ ‫أطلق املؤتمر‪ ،‬الذي وصفه القائمون على الحملة بـ«أهم‬ ‫حدث من نوعه منذ الحرب الباردة» أول نقاش عام حول‬ ‫«ترايدنت» منذ أصبح كوربن املعارض للسالح النووي‬ ‫ً‬ ‫زعيما لحزب العمال‪.‬‬ ‫ُي���ع���رف ب��رن��ام��ج ت���راي���دن���ت ب���أن���ه أغ���ل���ى س��ل�اح تملكه‬ ‫بريطانيا‪ ،‬لذلك أخبر مايكل كالرك‪ ،‬املدير العام ملعهد‬ ‫الخدمات املتحدة امللكية‪ ،‬صحيفة «ال��غ��اردي��ان» بأن‬ ‫«مسألة تجديد (ترايدنت) تحولت إلى رمز لبريطانيا‬ ‫ف��ي ال��ع��ال��م‪ ،‬ل��ت��دل إم��ا على ال��ح��س ال��وط��ن��ي وإم���ا على‬ ‫ال��س��ي��اس��ة ال��خ��ارج��ي��ة امل��س��ت��ن��ي��رة»‪ .‬وأض����اف ك�ل�ارك‪:‬‬ ‫«األمر الوحيد الذي ال يتناوله السياسيون لدى الحديث‬ ‫عن سالح بريطانيا النووي هو كيف سيضعون في‬ ‫اعتبارهم سياسة دف��اع عملية مل��دة ‪ 10‬أو ‪ 20‬سنة‬ ‫مقبلة»‪.‬‬

‫نفقات تعليم ‪ 4‬ماليني طالب»‪ .‬وتلك هي الحجة‬ ‫الرئيسية التي يستند إليها النشطاء املعارضون‬ ‫للبرنامج‪.‬‬ ‫ص��رح��ت كيت ه��دس��ون‪ ،‬األم�ي�ن ال��ع��ام لحملة نزع‬ ‫السالح النووي‪ ،‬لـ«املجلة»‪« :‬يأتي املؤتمر في لحظة‬ ‫ح��اس��م��ة ل��ك��ل م��ن ي��ع��م��ل ف��ي س��ب��ي��ل ن���زع ال��س�لاح‬ ‫النووي»‪ ،‬قائلة إنهم يتوقعون «في غضون الشهور‬ ‫القليلة املقبلة أن يقرر أعضاء البرملان البريطاني‬ ‫ما إذا كانوا سيستبدلون برنامج ترايدنت‪ .‬لذا يعد‬ ‫تصعيد النقاش على مستوى واسع في بريطانيا‬ ‫ً‬ ‫أمرا بالغ األهمية قبل إجراء التصويت البرملاني»‪.‬‬ ‫وأض��اف��ت‪« :‬اس��ت��ع��رض املؤتمر خطتنا وجمع بني‬ ‫ممثلني رفيعي املستوى من حزب العمال والحزب‬ ‫القومي االسكتلندي باإلضافة إلى الجاليات الدينية‬ ‫واالت��ح��ادات التجارية والنشطاء من جميع أطياف‬ ‫املجتمع املدني»‪.‬‬ ‫ينقسم ال����رأي ال��ع��ام ال��ب��ري��ط��ان��ي ح���ول التخلي عن‬ ‫ال��ب��رن��ام��ج ال����ن����ووي‪ ،‬ت���ق���ول ه���دس���ون‪« :‬م����ن امل��ح��ب��ط‬ ‫ً‬ ‫تحديدا أن الحكومة تعمل على تقويض هذا النقاش‬ ‫الحيوي وتخطي العملية الديمقراطية‪ ،‬حيث أعلن‬ ‫رئيس الوزراء في خطابه في مؤتمر حزب املحافظني‬ ‫أن الحكومة س��وف تشتري أرب���ع غ��واص��ات نووية‬ ‫جديدة»‪.‬‬

‫زعيم العمال‬ ‫اعتمد املؤتمر على وجود جيرمي كوربن كزعيم للمعارضة‬ ‫يدافع عن نزع السالح النووي وتم انتخابه بأغلبية كبيرة‪.‬‬ ‫بيد أنه من الواضح أن الحكومة عازمة على عرقلة املعارضة‬ ‫الشعبية الواسعة التي يمثلها كوربن وآخرون‪.‬‬ ‫قالت هدسون‪« :‬لذلك من الضروري أن نتحد ً‬ ‫معا ملنعهم‬ ‫من إهدار ‪ 100‬مليار جنيه إسترليني على أحد مخلفات‬ ‫الحرب الباردة الذي ال يلبي احتياجاتنا األمنية الحقيقية»‪.‬‬


‫الغارد مستعدة للبقاء في منصبها لفترة ثانية‬ ‫ليما‪ :‬قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستني الغارد إنها مستعدة للبقاء في منصبها لفترة ثانية إذا كانت هذه هي رغبة الدول األعضاء‪.‬‬ ‫وتنتهي فترة رئاسة الغارد لصندوق النقد في منتصف ‪ ،2016‬وقالت في وقت سابق إنها ستتخذ قرارا بشأن الترشح لفترة ثانية أواخر العام الحالي‪.‬‬ ‫وفي مؤتمر صحافي أثناء االجتماع السنوي للصندوق في ليما عاصمة بيرو قالت الغارد «بالقطع أنا منفتحة على حقيقة أنه لن يكون االجتماع‬ ‫السنوي األخير لي‪ ،‬لكنني لست الذي أتخذ هذا القرار‪ ،‬بل الدول األعضاء»‪ .‬ولم يرفع أي منافسني أيديهم حتى اآلن‪ ،‬ومن املتوقع أن تجد الغارد‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واسعا إذا سعت للبقاء في منصبها لفترة ثانية‪.‬‬ ‫تأييدا‬ ‫وهي وزيرة مالية فرنسية سابقة تحظى بتقدير املجتمع الدولي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫لكن ترددت أيضا تكهنات بأنها ربما تعود إلى فرنسا‪ ،‬فيما صدرت دعوات متزايدة إلى إنهاء احتكار أوروبا ألعلى منصب في صندوق النقد‬ ‫وتسليم زمام القيادة فيه إلى ممثل لألسواق الناشئة‪.‬‬

‫‪ً 80‬‬ ‫دوالرا للبرميل لنمو إنتاج‬ ‫النفط الصخري األميركي‬ ‫لندن‪ :‬قال الرئيس السابق لشركة النفط إي‪.‬أو‪.‬جي ريسورسيز‬ ‫م��ارك بابا إن نمو إنتاج النفط الصخري في ال��والي��ات املتحدة‬ ‫سيتوقف هذا الشهر‪ ،‬وسيبدأ بالتراجع أوائل العام املقبل؛ ً‬ ‫نظرا‬ ‫لهبوط أسعار الخام‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مؤتمرا عن صناعة النفط في لندن أن صناعة النفط‬ ‫وأبلغ بابا‬ ‫الصخري ف��ي ال��والي��ات املتحدة تحتاج س�ع� ً�را للخام ق��دره ‪80‬‬ ‫ً‬ ‫دوالرا على األقل للبرميل الستئناف ً نمو اإلنتاج‪.‬‬ ‫وقال‪« :‬نحن على وشك أن نرى هبوطا ً‬ ‫حادا في نمو اإلنتاج في‬ ‫الواليات املتحدة»‪.‬‬ ‫ونما إنتاج النفط في الواليات املتحدة بنحو مليون برميل ً‬ ‫يوميا‬ ‫ع�ل��ى أس ��اس س�ن��وي م�ن��ذ منتصف ‪2012‬؛ بفضل اس�ت�خ��دام‬ ‫ت�ق�ن�ي��ات ج��دي��دة ف��ي ال�ح�ف��ر أط�ل�ق��ت ال�ن�ف��ط وال �غ��از م��ن مكامن‬ ‫صخرية‪ .‬لكن اإلنتاج في أميركا الشمالية بدأ يتباطأ في األشهر‬ ‫القليلة املاضية مع الهبوط الحاد في األسعار‪.‬‬ ‫وأوضح بابا أن الهبوط املتوقع في اإلنتاج األميركي يرجع بشكل‬ ‫رئيسي إلى ضعف التمويل املصرفي ملشروعات النفط الصخري‬ ‫الجديدة‪.‬‬

‫تسوية أميركية تاريخية بقيمة ‪ 20‬مليار دوالر مع «بي‪.‬بي»‬ ‫واشنطن‪ :‬أعلنت الواليات املتحدة عن تسوية بأكثر من‬ ‫‪ 20‬مليار دوالر للدعاوى االتحادية ودعاوى الواليات بحق‬ ‫ش��رك��ة بريتيش بتروليوم «ب��ي‪.‬ب��ي» فيما يتعلق بحادث‬ ‫التسرب النفطي املميت‪ ،‬ال��ذي وق��ع بخليج املكسيك قبل‬ ‫‪ 5‬سنوات‪.‬‬ ‫وقالت وزي��رة العدل األميركية لوريتا لينش‪« :‬إن االتفاق‬ ‫أكبر تسوية تبرم مع كيان واح��د في التاريخ األميركي»‪.‬‬ ‫وص��در اإلع�ل�ان بحضور ك�ب��ار م�س��ؤول��ي وك��ال��ة الحماية‬ ‫البيئية ووزارتي التجارة والزراعة‪.‬‬ ‫وكانت بي‪.‬بي أعلنت في يوليو (تموز) املاضي أنها ستدفع‬ ‫م��ا ي�ص��ل إل��ى ‪ 18.7‬م�ل�ي��ار دوالر غ��رام��ات إل��ى الحكومة‬ ‫األميركية و‪ 5‬واليات لتسوية كل الدعاوى تقريبا املتعلقة‬ ‫بحادث التسرب الذي وقع عام ‪ .2010‬وذلك في أكبر تسوية‬ ‫تبرمها إح��دى الشركات في التاريخ األميركي‪ .‬وف��ي ذلك‬ ‫الوقت كان االتفاق بانتظار املوافقة القضائية‪.‬‬ ‫إن انفجار املنصة الذي حدث في ‪ 20‬أبريل (نيسان) ‪2010‬‬ ‫نفطية بحرية في تاريخ الواليات املتحدة‬ ‫هو أس��وأ كارثة‬ ‫ً‬ ‫وأودى بحياة ‪ 11‬عامال وتسبب في تسرب ماليني البراميل‬ ‫من النفط بسواحل عدة واليات لفترة قاربت ‪ 3‬أشهر‪.‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪47‬‬


‫انخفاض النفط يضغط‬ ‫على امليزانية الروسية لعام ‪2016‬‬

‫العراق ينوي شراء ‪ 4.45‬مليون طن من املنتجات النفطية‬ ‫سنغافورة‪ :‬أظهرت وثيقة مناقصة أن شركة تسويق النفط العراقية الحكومية «سومو» تسعى لشراء‬ ‫نحو ‪ 4.45‬مليون طن من املنتجات النفطية للتسليم في عام ‪.2016‬‬ ‫وتسعى «سومو» لشراء ‪ 2.43‬مليون طن من البنزين درجة ‪ 95‬أوكتني و‪ 1.836‬مليون طن من زيت‬ ‫الغاز بنسبة كبريت ‪ 500‬وحدة في املليون و‪ 180‬ألف طن من غاز البترول املسال للتسليم في الفترة‬ ‫من األول من يناير (كانون الثاني) وحتى ‪ 31‬ديسمبر (كانون األول) ‪ .2016‬وأغلقت املناقصة في ‪13‬‬ ‫أكتوبر (تشرين األول) املاضي‪.‬‬

‫موسكو‪ :‬وافقت الحكومة الروسية على ميزانية للدولة لعام ‪ 2016‬ترفع العجز‬ ‫املتوقع إلى ‪ 3‬في املائة من الناتج املحلي اإلجمالي بعد قرار بحماية بعض اإلنفاق‬ ‫الدفاعي من تخفيضات مزمعة‪ .‬وتلقى ميزانية روسيا متابعة وثيقة بسبب‬ ‫الضغوط على املالية العامة من أسعار النفط الضعيفة والعقوبات الغربية بشأن‬ ‫عقبات كبيرة في البرملان‪.‬‬ ‫صراع أوكرانيا‪ .‬ومن غير املتوقع أن تواجه امليزانية ً‬ ‫كما أن العجز املتوقع في ميزانية ‪ 2016‬منخفض قليال عن العجز املتوقع هذا‬ ‫العام والبالغ ‪ 3.7‬في املائة‪ ،‬لكن سيكون من الصعب تمويله من دون السحب من‬ ‫االحتياطيات املالية للبالد‪.‬وعند ‪ 3‬في املائة سيكون عجز امليزانية في ً ‪2016‬‬ ‫ضعفي املستوى الذي توقعته وزارة املالية في أبريل (نيسان) وأعلى ً أيضا من‬ ‫التوقعات التي وردت في مسودة الوزارة للميزانية التي قدمتها مسبقا والبالغة‬ ‫‪ 2.8‬في املائة‪.‬‬ ‫وقال وزير املالية أنطون سيلوانوف إن الزيادة التي حدثت بني ليلة وضحاها والتي‬ ‫تعادل ‪ 176‬مليار روبل (‪ 2.83‬مليار دوالر) تعكس إلى حد كبير ق� ً‬ ‫�رارا بإعادة‬ ‫مبلغ قدره ‪ 165‬مليار روبل إلى اإلنفاق العسكري‪ ،‬الذي كانت املسودة السابقة‬ ‫قد استقطعته‪.‬وأضاف أن ذلك القرار مرتبط بنفقات عسكرية عادية‪ ،‬وليس له‬ ‫صلة بحملة روسيا العسكرية في سوريا‪.‬‬

‫ارتفاع صادرات الغاز الروسية‬ ‫ألوروبا ‪ % 23‬في الربع الثالث‬ ‫سوتشي (روس �ي��ا)‪ :‬ق��ال رئيس شركة ال�غ��از ال��روس�ي��ة العمالقة غ��ازب��روم‬ ‫أليكسي ميلر إن الشركة صدرت ‪ 41.4‬مليار متر مكعب من الغاز إلى أوروبا‬ ‫وتركيا في الربع الثالث من العام بزيادة ‪ 23‬في املائة على أساس سنوي‪.‬‬ ‫وبلغت صادرات سبتمبر (أيلول) ‪ 13.3‬مليار متر مكعب بزيادة ‪ 24‬في املائة‪.‬‬ ‫وزاد مشترو الغاز الروسي وارداتهم قبل اشتداد البرودة ومع تراجع سعره‬ ‫املرتبط بأسعار النفط بفارق زمني من ‪ 6‬أشهر إلى ‪ .9‬وقال ميلر إن أملانيا‪،‬‬ ‫أكبر مستورد للغاز الروسي‪ ،‬زادت مشترياتها ‪ 19‬في املائة إلى ‪ 11.2‬مليار‬ ‫متر مكعب في الربع الثالث‪ .‬ورفعت إيطاليا مشترياتها ‪ 69‬في املائة إل��ى ‪7‬‬ ‫مليارات متر مكعب‪.‬‬

‫مشروعا ً‬ ‫إيران ستطرح أكثر من ‪ً 50‬‬ ‫نفطيا‬ ‫لندن‪ :‬قال مدير لجنة مراجعة عقود النفط اإليرانية سيد مهدي حسيني إن إيران‬ ‫مشروعا ً‬ ‫ً‬ ‫جديدا في قطاعات التنقيب واإلنتاج على املستثمرين‬ ‫ستطرح أكثر من ‪50‬‬ ‫في املستقبل القريب‪ .‬وأبلغ حسيني مؤتمر النفط واملال في لندن أن العقود ستطرح‬ ‫في إيران هذا العام‪ ،‬وفي مؤتمر في العاصمة البريطانية في فبراير (شباط) ‪.2016‬‬

‫تراجع فصلي قياسي لالحتياطيات الصينية‬ ‫بكني‪ :‬سجلت االحتياطيات األجنبية للصني أكبر تراجع فصلي لها على اإلطالق بني يوليو (تموز) إلى سبتمبر‬ ‫(أيلول) مع زيادة البنك املركزي تدخله لجلب االستقرار إلى اليوان وتهدئة املخاوف إثر خفض غير متوقع لقيمة‬ ‫العملة أحدث صدمة في األسواق العاملية‪.‬‬ ‫وتراجعت االحتياطيات الصينية التي تعد األضخم في العالم ‪ 43.3‬مليار دوالر إلى ‪ 3.514‬تريليون دوالر الشهر‬ ‫املاضي حسبما أظهرت بيانات البنك املركزي‪ ،‬وانخفضت نحو ‪ 180‬مليار دوالر في الربع الثالث من السنة في‬ ‫أكبر تراجع فصلي لها على اإلطالق‪.‬‬ ‫وأثار خفض قيمة اليوان في ‪ 11‬أغسطس (آب) املاضي والتراجع الذي تاله في االحتياطيات تساؤالت عن مدى‬ ‫استدامة جهود الصني لدعم العملة في ظل تسرب رؤوس األموال إلى خارج البالد بسبب بواعث القلق من تباطؤ‬ ‫اقتصادي متفاقم واحتماالت رفع أسعار الفائدة األميركية‪.‬ويتوقع املحللون ً‬ ‫مزيدا من التراجع في االحتياطيات‪.‬‬ ‫وقال كبير اقتصاديي آسيا لدى كومرتس بنك في سنغافورة تشو هاو‪« :‬تراجع االحتياطيات األجنبية للصني‬ ‫أقل مما توقعته السوق لكنه يظهر أن البنك املركزي واصل تدخله بالسوق في الشهر املنصرم»‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫انكماش اقتصاد فنزويال ‪ 4‬في املائة‬ ‫والتضخم مرعب‬ ‫كاراكاس‪ :‬عدلت الحكومة الفنزويلية بياناتها االقتصادية لعام ‪ 2014‬لتظهر‬ ‫انكماشا بنسبة ‪ 4.0‬في املائة للناتج املحلي اإلجمالي‪ ،‬وهو أسوأ أداء اقتصادي‬ ‫بني دول أميركا الالتينية‪ .‬وف��ي وق��ت سابق ه��ذا ال�ع��ام‪ ،‬ق��ال الرئيس الفنزويلي‬ ‫نيكوالس م��ادورو إن الناتج املحلي اإلجمالي انكمش ‪ 3‬في املائة العام املاضي‪.‬‬ ‫ولم تصدر الحكومة أي بيانات للناتج املحلي اإلجمالي لعام ‪ 2015‬وهو ما أغضب‬ ‫معارضيها وأث��ار دهشة الخبراء االقتصاديني‪ .‬م��ن جهة أخ��رى‪ ،‬ق��ال الرئيس‬ ‫الفنزويلي نيكوالس م��ادورو‪ ،‬مستشهدا بتوقعات من البنك امل��رك��زي واملعهد‬ ‫الوطني لإلحصاءات‪ ،‬إن معدل التضخم في فنزويال قد يصل إلى ‪ 80‬في املائة‬ ‫في ‪.2015‬‬ ‫ولم يصدر البلد العضو في منظمة أوبك أرقاما ملؤشر أسعار املستهلكني هذا‬ ‫العام‪ ،‬ويعتقد كثير من املحللني في وول ستريت أن معدل التضخم في فنزويال‬ ‫في ‪ً 12‬‬ ‫شهرا يتجاوز ‪ 100‬في املائة‪.‬‬


‫إحباط محاولة احتيال مالي على أرامكو‬ ‫الخبر‪ :‬قالت شركة النفط العمالقة أرامكو السعودية‬ ‫إن�ه��ا أح�ب�ط��ت م�ح��اول��ة اح�ت�ي��ال اس�ت�ه��دف��ت شركة‬ ‫أرامكو للتجارة وشركة النفط والغاز الطبيعي‬ ‫الهندية‪.‬‬ ‫وقالت أرامكو في بيان مقتضب على موقعها‬ ‫الرسمي على اإلنترنت «إحباط محاولة احتيال‬ ‫مالي إلكترونية» على شركة أرام�ك��و للتجارة‬ ‫وشركة النفط والغاز الطبيعي الهندية‪ ،‬مضيفة‬ ‫أن محاولة االحتيال «لم يكن لها أي تأثير مالي على‬ ‫أي من الشركتني وال على العالقات التجارية بينهما»‪.‬‬ ‫وجاء بيان الشركة ًردا على تقارير إعالمية نشرت في اآلونة األخيرة عن محاولة‬ ‫احتيال متعلقة بنقل األموال بني الشركتني‪.‬‬

‫خطط زيادة إنتاج النفط اإلماراتي‬ ‫ماضية في مسارها‬ ‫أبوظبي‪ :‬قال وزير الطاقة اإلماراتي سهيل املزروعي‬ ‫إن ب�لاده ماضية قدما في خططها الستثمارات‬ ‫النفط والغاز رغم التراجع الحالي في أسعار الخام‪.‬‬ ‫وق��ال الوزير على هامش مناسبة لقطاع الطاقة‬ ‫في أبوظبي «االستثمارات ماضية ً‬ ‫قدما‪ ..‬نواصل‬ ‫استثماراتنا»‪ .‬ورد باإليجاب عندما سئل إن كانت‬ ‫اإلمارات العربية املتحدة عضو منظمة أوبك ستزيد‬ ‫طاقة إنتاجها النفطي إلى ‪ 3.5‬مليون برميل يوميا‬ ‫بحلول ‪.2017‬‬ ‫وأدى انخفاض أسعار النفط للنصف إل��ى تراجع أنشطة التنقيب واإلن�ت��اج‪ .‬وأضر‬ ‫انخفاض األسعار ملا دون ‪ 50‬دوالرا للبرميل بخطط االستثمار الخاصة بشركات‬ ‫النفط الكبرى والشركات الوطنية والشركات املستقلة التي تعني عليها البحث عن‬ ‫سبل ملنع إهدار األموال‪.‬‬ ‫وقال املزروعي إن بالده ستستثمر ‪ 35‬مليار دوالر لتنويع موارد الطاقة والحد من‬ ‫اعتمادها على واردات الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء‪.‬‬ ‫وقال‪« :‬نحتاج إلى الحد من اعتمادنا على الغاز الطبيعي ووارداته‪ .‬نستثمر ‪ 35‬مليار‬ ‫دوالر لذلك الغرض»‪ ،‬مضيفا أن الهدف هو تقليص اعتماد اإلمارات على الغاز الطبيعي‬ ‫من ‪ 100‬في املائة حاليا إلى ‪ 70‬في املائة بحلول عام ‪.2021‬‬

‫العراق يوقف خطة إلصدار سندات دولية بسبب العائد املرتفع‬ ‫بغداد‪ :‬قال نائب وزير املالية العراقي فاضل نبي إن العراق أوقف خططه إلصدار سندات دولية ألن العائد الذي‬ ‫سيدفعه سيكون بالغ االرتفاع‪ .‬وأمر وزير املالية هوشيار زيباري بوقف السندات ألن معدل الفائدة سيكون مرتفعا‪.‬‬ ‫وكان العراق الذي يقاتل جماعات إسالمية مسلحة ويعاني من انكماش إيرادات النفط بسبب تدني أسعار الخام‬ ‫قد عقد اجتماعات على مدار أسبوع مع املستثمرين في أوروبا والواليات املتحدة في سبتمبر (أيلول) املاضي في‬ ‫مسعى لترويج اإلصدار املزمع‪.‬وكان يطمح لجمع نحو ملياري دوالر من إصدار أولي مقوم بالعملة األميركية في‬ ‫إطار سلسلة إصدارات كانت ستصل إلى ‪ 6‬مليارات دوالر‪.‬‬ ‫وقالت الحكومة التي توقعت هذا العام عجزا ‪ 25‬مليار دوالر في ميزانية حجمها ‪ 100‬مليار دوالر إنها تحتاج إلى‬ ‫حصيلة السندات لدفع األجور وتمويل مشروعات البنية التحتية في قطاعات الغاز والنفط والكهرباء والنقل‪.‬لكن‬ ‫مصادر مطلعة قالت‪ :‬إن املستثمرين طلبوا عوائد بالغة االرتفاع وهو ما كان سيحمل العراق أعباء مالية ثقيلة‪.‬‬

‫مصر تسعى لجمع ‪ 4‬مليارات دوالر‬ ‫من الخارج قبل نهاية ‪2015‬‬ ‫ال �ق��اه��رة‪ :‬ق ��ال رئ �ي��س ال � ��وزراء امل �ص��ري ش��ري��ف‬ ‫إسماعيل إن بالده التي تعاني من شح في املوارد‬ ‫ال��دوالري��ة تسعى لجمع ‪ 4‬م�ل�ي��ارات دوالر من‬ ‫الخارج قبل نهاية ‪ 2015‬من خالل اقتراض ‪1.5‬‬ ‫مليار دوالر من البنك الدولي والبنك األفريقي‬ ‫للتنمية ب�ج��ان��ب ط��رح أراض للمصريني في‬ ‫الخارج بقيمة ‪ 2.5‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وتأتي تصريحات إسماعيل بعدما أعلن البنك‬ ‫املركزي هبوط احتياطيات البالد من العملة الصعبة‬ ‫بنحو ‪ 1.761‬مليار دوالر في سبتمبر (أيلول) مقارنة‬ ‫مع الشهر السابق لتصل إلى ‪ 16.335‬مليار دوالر‪ .‬واستغل املضاربون في السوق‬ ‫السوداء ذلك ورفعوا سعر الصرف إلى نحو ‪ 8.20‬جنيه للدوالر‪.‬وتسعى مصر‬ ‫الحتواء السوق السوداء للعملة من خالل إجراءات مثل وضع حد أقصى للودائع‬ ‫الدوالرية في البنوك‪.‬‬ ‫وفي شهر يوليو (تموز) املاضي خفض البنك املركزي سعر صرف الجنيه املصري‬ ‫من مستوى ‪ 7.5301‬جنيه للدوالر إلى ‪ 7.7301‬جنيه‪.‬ويساهم السماح بانخفاض‬ ‫الجنيه بشكل محكوم في تعزيز الصادرات وجذب املزيد من االستثمارات لكنه‬ ‫يرفع أيضا فاتورة مصر الكبيرة بالفعل من الواردات النفطية والغذائية الكبيرة‪.‬‬

‫البحرين ترفع الدعم عن اللحوم وأسعارها تتضاعف‬ ‫املنامة‪ :‬ارتفعت أسعار لحوم األبقار والدواجن في البحرين ألكثر من املثلني مطلع أكتوبر (تشرين األول) املاضي‪،‬‬ ‫بعد أن ألغت الحكومة دعم اللحوم في إجراء حساس من الناحية السياسية يهدف إلى توفير األموال؛ في الوقت‬ ‫الذي يؤدي فيه انخفاض أسعار النفط إلى تراجع إيرادات الحكومة‪.‬‬ ‫ومنذ أن بدأت عائدات اململكة من النفط في الهبوط العام املاضي باتت مسألة توفير الدعم أكثر صعوبة على الحكومة‪.‬‬ ‫وسيتم تعويض املواطنني البحرينيني بشكل جزئي على األقل بأن تقدم لهم الحكومة مبالغ نقدية‪ ،‬ولكن ذلك لن‬ ‫ينطبق على األجانب الذين يشكلون نحو نصف عدد سكان اململكة البالغ نحو ‪ 1.3‬مليون نسمة‪.‬‬ ‫إال أن هذا اإلجراء اإلصالحي أثار جدال ً‬ ‫واسعا‪ ،‬ولم يلق قبوال من املعارضة في البرملان‪ .‬وكانت الحكومة أعلنت‬ ‫ً‬ ‫في أغسطس (آب) املاضي أنها سترفع الدعم عن اللحوم‪ ،‬اعتبارا من األول من سبتمبر (أيلول) لكنها أرجأت‬ ‫تطبيق القرار ملدة شهر بعد أن أخذت رأي برملانيني ومستشارين‪.‬‬ ‫ونقلت وسائل إعالم محلية عن مسؤولني القول إن من املتوقع أن يوفر هذا اإلجراء للحكومة بني ‪ 29 - 22‬مليون‬ ‫ً‬ ‫سنويا‪ ،‬وهو مبلغ ضئيل مقارنة مع عجز امليزانية املتوقع أن يبلغ ‪ 1.5‬مليار دينار‬ ‫دينار (‪ 77 - 58‬مليون دوالر)‬ ‫هذا العام‪ .‬كما تدرس الحكومة إلغاء عدد من بنود الدعم األخرى إال أنها لم تعلن خطة ملموسة حتى اآلن‪.‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪45‬‬


‫الجزائر تتوقع نمو‬ ‫صادرات النفط والغاز‬ ‫الجزائر‪ :‬ق��ال بيان للرئاسة الجزائرية إن الجزائر تتوقع ارتفاع‬ ‫صادراتها من النفط والغاز ‪ 4.1‬في املائة هذا العام إلى ‪ 195‬مليون‬ ‫طن من املكافئ النفطي؛ بعد زيادة اإلنتاج في حقول حاسي الرمل‬ ‫وحاسي مسعود وبركني واملرق‪.‬‬ ‫وي�ك��اف��ح ال�ب�ل��د ع�ض��و منظمة أوب ��ك ف��ي ال �س �ن��وات األخ �ي��رة لجذب‬ ‫االستثمارات النفطية األجنبية التي يحتاجها لزيادة إنتاج الطاقة‬ ‫الذي يعاني ً‬ ‫حاليا من الركود؛ ً‬ ‫علما بالجزائر مورد رئيسي للغاز‬ ‫إلى أوروبا‪.‬‬ ‫وأوضح البيان أن ناتج الطاقة بلغ ‪ 233‬مليون طن من املكافئ النفطي‬ ‫في ‪ 2007‬ثم تراجع باطراد إلى ‪ 187‬مليون طن بحلول ‪ .2012‬لكن‬ ‫من املتوقع أن يصل إنتاج النفط وال�غ��از إل��ى ‪ 224‬مليون طن من‬ ‫املكافئ النفطي بحلول ‪.2019‬‬ ‫وع��زا ال�ب�ي��ان التحسن إل��ى زي ��ادة م�ع� ً�دالت االس�ت�خ��راج ف��ي حقلي‬ ‫حاسي مسعود وحاسي الرمل فضال عن تسارع عمليات التنقيب‬ ‫ف��ي حقول تينهرت ورق��ان وتيميمون وأح�ن��ت تيديكلت‪.‬ويشكل‬ ‫إن�ت��اج النفط ‪ 95‬ف��ي امل��ائ��ة م��ن ميزانية ال��دول��ة ونحو ‪ 60‬ف��ي املائة‬ ‫من صادراتها‪.‬‬

‫تراجع إنتاج ليبيا النفطي‬ ‫إلى ‪ 300‬ألف برميل‬ ‫طرابلس‪ :‬ق��ال مسؤول ب��ارز إن إنتاج ليبيا من النفط هبط‬ ‫إلى ‪ 300‬ألف برميل ً‬ ‫يوميا‪ ،‬وهو مستوى أقل من ربع ما كانت‬ ‫تنتجه البالد قبل سقوط العقيد الليبي معمر القذافي في ‪.2011‬‬ ‫ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى انعدام األم��ن وإغ�لاق خطوط‬ ‫أن��اب�ي��ب‪ .‬وتعاني ليبيا م��ن ص��راع ب�ين حكومتني متناحرتني‬ ‫تتحالف ك��ل منهما م��ع جماعات مسلحة ويعترف املجتمع‬ ‫الدولي بإحداهما‪ ،‬بينما األخرى هي التي تسيطر على العاصمة‬ ‫طرابلس منذ العام املاضي‪.‬‬ ‫وقال املسؤول النفطي البارز في الحكومة الليبية املعترف بها‬ ‫دوليا ناجي املغربي إن حجم اإلنتاج بلغ ‪ 300‬ألف برميل ً‬ ‫ً‬ ‫يوميا‬ ‫بسبب القتال بني مختلف الجماعات املسلحة وإغالق خطوط‬ ‫األنابيب‪ .‬وأوضح أن املشكلة الرئيسية وراء هبوط اإلنتاج تتمثل‬ ‫ف��ي ان�ع��دام األم��ن ووج ��ود مقاتلي تنظيم داع��ش بالقرب من‬ ‫الحقول النفطية‪ .‬وعقب انقسام الحكومة أصبح ل��دى ليبيا‬ ‫مؤسستان متنافستان للنفط تتبع إحداهما الحكومة املعترف‬ ‫بها دوليا وتتبع األخرى الحكومة املوازية في العاصمة طرابلس‪،‬‬ ‫مما يتسبب في تضارب بشأن من يسيطر على هذه األصول‬ ‫ومن يسيطر على تلك‪.‬‬

‫إنتاجا ً‬ ‫السودان يتوقع ً‬ ‫قياسيا‬ ‫من الذهب في ‪2015‬‬ ‫املعادن السوداني أوشيك محمد طاهر إن السودان‬ ‫دبي‪ :‬قال وزير ً‬ ‫يتوقع إنتاج ‪ 80‬طنا من الذهب في ع��ام ‪ ،2015‬متجاوزا اإلنتاج‬ ‫القياسي الذي حققه العام املاضي‪.‬‬ ‫التعدين في دبي أنه في أول ‪ 3‬أشهر من‬ ‫وأوضح أمام مؤتمر عن‬ ‫ً‬ ‫العام أنتج السودان نحو ‪ً 72‬طنا من الذهب‪ ،‬ول��ذا فهو في طريقه‬ ‫إنتاج ‪ 80‬طنا من الذهب في عام ‪ 2015‬بأكمله‪.‬‬ ‫نحو تحقيق هدف ً‬ ‫ً‬ ‫رئيسيا من مساعي الحكومة للحيلولة‬ ‫ويمثل إنتاج الذهب ركنا‬ ‫دون انهيار اقتصاد البالد الذي خسر ثالثة أرباع إنتاجه النفطي‬ ‫مع انفصال جنوب السودان في عام ‪ .2011‬ويمثل النفط املصدر‬ ‫الرئيسي لإليرادات العامة الالزمة لسداد تكلفة الواردات‪.‬‬

‫‪44‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫النعيمي‪ :‬منتجو النفط منخفض التكلفة سيهيمنون‬ ‫لندن‪ :‬أفادت تقارير صحافية أن وزير البترول والثروة املعدنية‬ ‫السعودي علي النعيمي يعتقد أن املنتجني منخفضي التكلفة‬ ‫سيهيمنون على حساب امل��وردي��ن مرتفعي التكلفة وأن حصة‬ ‫أوبك من السوق ستزيد‪.‬‬ ‫وقال النعيمي في تصريحات تنبئ بأن السعودية أكبر مصدر‬ ‫العالم لن تتزحزح عن استراتيجية الدفاع عن الحصة‬ ‫للنفط في ً‬ ‫السوقية‪ ،‬بدال من دعم األسعار‪ ،‬وأن تراجع األسعار مشكلة أقل‬ ‫حدة من التذبذبات‪.‬‬

‫ونسب إليه القول‪« :‬العالم بحاجة إلى معروض يمكن االعتماد‬ ‫ع�ل�ي��ه وم �س �ت��دام‪ .‬أف �ض��ل ط��ري�ق��ة لتحقيق ذل ��ك ه��ي ال �ت��أك��د من‬ ‫تساوي العرض والطلب بحيث ال يتذبذب السعر‪ .‬املشكلة الكبرى‬ ‫للجميع‪ ،‬للمنتجني واملستهلكني‪ ،‬اليوم هي التذبذب ‪ -‬االرتفاعات‬ ‫واالنخفاضات»‪.‬‬ ‫وأشار إلى تقارير عن تراجع عدد منصات الحفر التي يستخدمها‬ ‫منتجو النفط الصخري األميركيون «في نهاية املطاف ستستمر‬ ‫هيمنة املنتجني منخفضي التكلفة»‪.‬‬

‫األتراك متشائمون حيال االقتصاد‬ ‫أنقرة‪ :‬أظهر مسح جديد صادر عن صندوق مارشال األملاني أن األتراك يشعرون بالتشاؤم حيال‬ ‫اقتصاد البالد وبالتشكك إزاء الشركاء الدوليني‪ ،‬لكن غالبية األت��راك ما زالوا يحبذون االنضمام‬ ‫ً‬ ‫داخليا‬ ‫إلى االتحاد األوروب��ي‪ .‬وخ�لال الشهور القليلة املاضية واجهت تركيا الكثير من املتاعب‬ ‫ً‬ ‫وخارجيا تمثلت في انتخابات غير حاسمة وضعف النمو االقتصادي وصراعات إقليمية وتنامي‬ ‫عنف املسلحني األكراد‪ ،‬األمر الذي أثار قلق الدولة العضو في حلف شمال األطلسي‪.‬‬ ‫وقدم املسح صورة ال يبدو فيها األتراك واثقني كثيرا من اآلفاق االقتصادية لبالدهم بعد فترة نمو‬ ‫كانت من بني أسباب احتفاظ الرئيس رجب طيب إردوغان وحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه‬ ‫بالسلطة لفترة تجاوزت ‪ 10‬سنوات‪.‬‬


‫تشارلز يف مقاطعة يوركشري‬ ‫فتاة بريطانية تلتقط صورة (سيلفي) مع تشارلز أمير ويلز خالل زيارته‬ ‫مقاطعة يوركشير شمال شرق انجلترا (غيتي)‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪43‬‬


‫‪42‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬


‫املسلمني لتهميش وإقصاء مكونات الشعب السوري‪ ،‬فهل‬ ‫الشعب ال�س��وري مجبر على أن يكون وف��ق رغبة تنظيم ال‬ ‫تتجاوز نسبته ل��دى مكون واح��د وه��م ال�ع��رب السنة ‪ 3‬في‬ ‫املائة فقط؟ وهم من ركب الثورة ولم يفجرها واستغلوا حاجة‬ ‫الناس ليتحكموا بأرواحهم ووالءات�ه��م‪ ،‬إن��ه امل��ال السياسي‬ ‫والجموح إلى السلطة ولو تفتت الوطن»‪.‬‬

‫إحياء دور‬

‫بقايا معتدلني‬ ‫ما الذي تبقى من املعارضة السورية املعتدلة في سوريا؟‬ ‫يجيب م��ازن حسون‪« :‬نحن ورغ��م أن انشقاقنا كلفنا‬

‫احد عناصر الجيش‬ ‫الحر (غيتي)‬

‫‪,,‬‬

‫قيادات سورية منشقة‬ ‫ال تستطيع التحرك دون‬ ‫إذن املخابرات التركية‪..‬‬ ‫وضباط برتب عالية‬ ‫يغسلون الصحون‬ ‫ويعملون في طالء‬ ‫الجدران بإسطنبول‬

‫‪,,‬‬

‫أع ��رب وزي ��ر ال�خ��ارج�ي��ة ال��روس��ي س�ي��رغ��ي الف� ��روف خ�لال‬ ‫مقابلة مع قناة «روسيا‪ »1-‬التلفزيونية عن استعداد بالده‬ ‫لدعم الجيش السوري الحر في مواجهة تنظيم داع��ش‪ ،‬وأن‬ ‫ً‬ ‫هناك أمال في حدوث تقدم بالعملية السياسية في سوريا‬ ‫باملستقبل املنظور‪.‬‬ ‫فهد املصري أحد مؤسسي الجيش السوري الحر ومنسق‬ ‫مجموعة اإلنقاذ الوطني التي تضم عدة مئات من الضباط‪،‬‬ ‫كشف لـ«املجلة» عن اجتماعه ومجموعة من العسكريني مع‬ ‫ميخائيل بوغدانوف نائب وزي��ر خارجية االتحاد الروسي‬ ‫ومبعوث الرئيس الروسي للشرق األوس��ط واملكلف بامللف‬ ‫السوري‪ ،‬وقيادات من وزارة الدفاع الروسية في باريس في‬ ‫‪ 7‬أكتوبر (تشرين األول) ‪ ،2015‬وكان محور اللقاء «الجيش‬ ‫السوري الحر»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يقول فهد املصري إن «االجتماع ضم أيضا الجنرال األميركي‬ ‫املتقاعد ب��ول فاليلي ومستشاره ل�ش��ؤون ال�ش��رق األوس��ط‬ ‫ناجي نجار الضابط السابق في املخابرات‪ ..‬واستهللت اللقاء‪،‬‬ ‫بسؤال بوغدانوف‪ :‬ملاذا تستهدفون املدنيني وفصائل الجيش‬ ‫السوري الحر؟ لكن بوغدانوف نفى األم��ر مما استدعاني‬ ‫لعرض صورة العقيد عبد الرزاق خنفورة القيادي في الجيش‬ ‫السوري الحر الذي تم استهداف منزله من الطيران الروسي‬ ‫ف��ي بلدة الهبيط ف��ي ري��ف إدل��ب الجنوبي وال��ذي أسفر عن‬ ‫(استشهاد) العقيد خنفورة وع��دد من أف��راد أسرته وجرح‬ ‫آخرين بإصابات بالغة»‪.‬‬ ‫وأكد املصري أن «أي حوار جدي مع القيادة الروسية يتطلب‬ ‫الوقف الفوري الستهداف املدنيني وفصائل الجيش السوري‬ ‫الحر‪ ..‬ال يمكن لروسيا أن تحافظ على مصالحها في سوريا‬ ‫ما دام��ت تقف في خانة العداء للشعب السوري وه��ذا خطأ‬ ‫تاريخي أن تفقد روسيا عالقاتها مع سوريا والتي عمرها‬ ‫أكثر من ‪ 60‬سنة أي أن العالقات الروسية السورية كانت قبل‬ ‫ً‬ ‫مشددا‪« :‬نحن ال نرحب بوجود‬ ‫وصول عائلة األسد للسلطة»‪،‬‬ ‫املقاتلني العرب واألجانب في سوريا من (حالش) و(داعش)‬ ‫وإخوانهما‪ ..‬الحرب على التطرف واإلره��اب تقتضي بناء‬ ‫جيش وطني سوري على أسس وطنية ومهنية»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وعبر عن اعتقاده قائال‪« :‬سنشهد في اآلونة القريبة ظهور‬ ‫أول��ى ثمار ما حصل في اللقاء الثالثي ال��روس��ي األميركي‬ ‫ّ‬ ‫السعودي وعلينا أن نذكر بأن بوغدانوف هو أكثر شخصية‬ ‫دولية التقت بكل أطياف املعارضة»‪.‬‬ ‫وكان الرئيس الروسي فالديمير بوتني قد أعلن عن أن األسد‬ ‫للتفاوض‬ ‫أبلغه أثناء زيارته األخيرة ملوسكو بأنه مستعد‬ ‫ً‬ ‫مع بعض جماعات املعارضة املسلحة‪ ،‬إذا كانت ملتزمة حقا‬ ‫بالحوار ومكافحة تنظيم داعش‪.‬‬

‫الكثير‪ ،‬فهناك من أصيب بجلطة بسبب ما آلت إليه أحواله‬ ‫فلم يقبل الذل وانفجر قلبه‪ ،‬وهناك من عمل في دهان‬ ‫الجدران وفي أحسن الظروف باع واشترى في األسواق‪،‬‬ ‫من ق��رر االنشقاق عن نظام القتل لن تجبره الظروف‬ ‫أن ي�ك��ون ت��اب� ً�ع��ا ألي دول ��ة أو ج �ه��ة‪ ..‬ن�ح��ن عسكريون‬ ‫ً‬ ‫أكاديميون‪ ،‬سنجد ً‬ ‫يوما مكانا نحقق من خالله أهداف‬ ‫ثورتنا»‪..‬‬ ‫حسون املنشق السابق‪ ،‬ومدير مدرسة ال�ي��وم‪ ،‬اختار‬ ‫مدينة صغيرة جميلة طبيعتها رائعة تتوسط املسافة‬ ‫ب�ين ال�ع�ث�م��ان�ي��ة وغ� ��ازي ع�ن�ت��اب ت��دع��ى م��دي�ن��ة (ب�ه�ج��ة)‬ ‫وت�ع�ن��ي ال�ب�س�ت��ان‪ ،‬ي �ق��ول‪« :‬ك��ان��ت اب�ن�ت��ي (ه� ��دى) تكبر‬ ‫أم��ام��ي وص� ��ارت ف��ي س��ن ال ��دراس ��ة ف��أح�ض��رت بعض‬ ‫والدفاتر لزوجتي لتعلمها وكانت زوجتي تعمل‬ ‫الكتب‬ ‫ً‬ ‫مدرسة سابقا خالل الحرب الدائرة في حمص وريفها‬ ‫ً‬ ‫مركزا‬ ‫الشمالي‪ ،‬لم أغفل أهمية التعليم‪ ،‬فقمت بافتتاح ‪12‬‬ ‫ف��ي ري��ف حمص الشمالي لتعليم األط�ف��ال ف��ي مرحلة‬ ‫ً‬ ‫تطوعيا‬ ‫التعليم اأساسي بجهود شخصية وكان العمل‬

‫مازن حسون‬

‫وسميتها جمعية (نون)‪..‬‬ ‫ً‬ ‫هنا ف��ي تركيا طلبت م��ن مفتي امل��دي�ن��ة م�ك��ان��ا لتعليم‬ ‫األطفال‪ ،‬فلم يتوفر حينها إﻻ قبو تحت مبنى‪ ،‬فسررت‬ ‫ً‬ ‫كثيرا وعزمت على تجهيزه ليناسب العملية التدريسية‪،‬‬ ‫بعدها نقلنا إلى مدرسة تركية وأعطونا صفني وكانت‬ ‫زوج�ت��ي ت��درس األط �ف��ال حتى ال�ص��ف ال�ث��ال��ث وأن��ا من‬ ‫الرابع وحتى السادس االبتدائي‪ ،‬وهكذا حتى نهاية العام‬ ‫الدراسي‪ .‬وبعد جهد كبير حصلت على ستة صفوف‬ ‫ف��ي م��درس��ة داخ�ل�ي��ة ب�ع�ي��دة ع�ل��ى أط ��راف امل��دي�ن��ة كانت‬ ‫مخصصة للتعليم الصيفي فقط (للنشاط الصيفي)‬ ‫أي أنها غير مشغولة شتاء‪ ،‬عندها قمت بالتواصل مع‬ ‫ً‬ ‫تطوعيا لم‬ ‫األصدقاء لتأمني كادر تدريسي‪ .‬كان العمل‬ ‫نتقاض أي ش��يء‪ ،‬باملقابل ركزنا على النشاط إخراج‬ ‫الطالب من العزلة‪ .‬تلقيت دورة في اليونيسيف ألساليب‬ ‫إزالة اآلثار النفسية للحرب عند األطفال وهكذا نجحت‬ ‫في إنشاء مدرسة نموذجية دون أجر لتعليم األطفال‬ ‫السوريني دون تمييز» <‬ ‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪41‬‬


‫مصطفى الشيخ‬

‫‪,,‬‬

‫الناطقة السابقة للجيش‬ ‫الحر‪ :‬تحمست لكل عسكري‬ ‫سوري انشق بعدما رفع‬ ‫زمالؤهم في الجيش‬ ‫النظامي السالح في‬ ‫وجه أبناء بلدهم وقتلوا‬ ‫متظاهرين واقتحموا حرمة‬ ‫البيوت اآلمنة‬

‫‪,,‬‬

‫ملى االتاسي‬

‫من التحرك‪ ،‬هم في إقامة جبرية واضحة‪ .‬كل ه��ذا وهناك‬ ‫طريقة ممنهجة إلذاللهم‪ ..‬لم يكن لهم حساب بنكي بل كان‬ ‫ألحد املفوضني من قبل اإلخوان الذين يدعمون من يرضون‬ ‫عنه‪ ،‬والقيادة السياسية في رأي تركيا مضمونة عبر اإلخوان‬ ‫ً‬ ‫رسميا على ال�ث��ورة‪،‬‬ ‫ال��ذي��ن ك��ان��وا مفوضني ب��امل��ال القطري‬ ‫شاء من شاء وأبى من أبى‪ ،‬والكتائب التابعة لقطر تعد أقرب‬ ‫لها‪ ،‬هنا الضباط شعروا بالغنب‪ :‬ملاذا طالبتمونا باالنشقاق‬ ‫إن كنتم ت��ري��دون تكوين كتائب غير محترفة وف��ي أحيان‬ ‫كثيرة يقودها أصحاب سوابق ومحتالون؟ ملاذا انشققنا عن‬ ‫جيش النظام؟ لنشرب ً‬ ‫شايا باملخيم ونهيم جوعانني دون‬ ‫أوراق ثبوتية؟ أهكذا يعامل حماة الديار والجيش املحترف يا‬ ‫سياسيي املجلس؟ أهكذا يحترم السوري جيشه؟»‪ ،‬الفتة إلى‬ ‫أن «هؤالء املنشقني كانوا أصحاب مناصب ضحوا وتركوا كل‬ ‫شيء ليس ليغتنوا‪ ،‬واستغنوا عن كل مميزاتهم عن قناعة بأن‬ ‫ً‬ ‫تدريجيا تحولت‬ ‫هناك ثورة تنتظرهم كمصر وتونس‪ ،‬إال أنه‬ ‫الثورة السلمية لكتائب إسالمية وتم تهميش الجيش الحر‬ ‫الذي وجد نفسه خارج العمل»‪ .‬وتختم حديثها مع «املجلة»‬ ‫‪40‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫كاشفة عن أنها استقالت في نهاية ‪ .2012‬وفي ذات الوقت‬ ‫«استشهد» ابن قائد الجيش الحر رياض األسعد‪ ،‬وبعدها‬ ‫بعام تعرض لحادث السيارة الذي فقد فيه ساقيه‪ ،‬عندها فقط‬ ‫أفرجوا عنه فجأة وسمحوا له بالخروج ومنح جواز السفر!!‪.‬‬

‫من املسؤول؟‬ ‫العميد مصطفى الشيخ‪ ،‬رئيس ً فرع الكيمياء وضابط أمن‬ ‫املنطقة الشمالية في سوريا سابقا‪ ،‬صاحب الرتبة العسكرية‬ ‫األع�ل��ى ال��ذي أعلن انشقاقه ع��ن الجيش ال�س��وري‪ ،‬منذ بدء‬ ‫ال�ث��ورة السورية ‪ ،2011‬وعمل ف��ور انشقاقه على تأسيس‬ ‫املجلس العسكري األعلى‪ ،‬كما تعتبر عائلته من العائالت‬ ‫القليلة التي شهدت ف��ي صفوفها انشقاق أكثر م��ن ثالثة‬ ‫ضباط من بينهم أخوه وابن أخيه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫رسميا‪ ،‬أعلن العميد الركن مصطفى‬ ‫بعد شهر على انشقاقه‬ ‫أحمد الشيخ‪ ،‬عن إنشائه «املجلس العسكري السوري الثوري‬

‫تنظيمي»‬ ‫األعلى» الذي تولى رئاسته ليكون بمثابة «هيكل‬ ‫ً‬ ‫للمنشقني‪ ،‬وعني الرائد املظلي املنشق ماهر النعيمي ناطقا‬ ‫ً‬ ‫رسميا باسم املجلس‪ .‬استقال الشيخ وه��و اآلن الج��ئ في‬ ‫السويد بعد أن اضطرته قسوة الحياة إلى أن يستعني بأحد‬ ‫املهربني ويركب قوارب املوت لترسوا به على أحد الشواطئ‬ ‫األوروبية‪ ،‬يعتاش على راتب السوسيال‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يحمل الشيخ في حديث لـ«املجلة»‪ ،‬اإلخوان املسلمني مسؤولية‬ ‫إفشال املنظومة العسكرية للثورة‪ ،‬ويقول‪« :‬إن الثورة كانت‬ ‫منذ بدايتها األولى ثورة مدنية بكل املعايير‪ ،‬ثم انتهج النظام‬ ‫سياسة القمع والبدء بتحويلها إلى صراع مسلح العتقاده‬ ‫أن الجيش واألمن قادران على إنهائها وبسهولة‪ ،‬ثم ما لبثت‬ ‫الثورة أن تم التسلق عليها من اإلخوان املسلمني وبكل وضوح‬ ‫ً‬ ‫وأنا شاهد على ذلك»‪ ،‬مضيفا‪« :‬لقد استطاعوا في أواخر عام‬ ‫‪ 2011‬أن يفرقوا صفوفها من خالل الدعم املشروط باملواالة‬ ‫وإال التشويه وعدم الدعم‪ ،‬هذا اإلسفني الذي فتح باب األسلمة‬ ‫على أوسع نطاق‪ ،‬ألن اإلخوان املسلمني ركبوا الثورة من خالل‬ ‫اللعب بعواطف البسطاء من السوريني مع إبعاد الوطنيني‪.‬‬ ‫وتجلى ذل��ك ف��ي تشكيل املجلس الوطني ال��ذي هيمن عليه‬ ‫اإلخ ��وان ب�ص��ورة واض�ح��ة‪ ،‬حتى إن الصابوني ل��ه تصريح‬ ‫واضح بأنهم وضعوا األخ برهان غليون واجهة ليس إال»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويكشف قائال‪« :‬كانت لي اجتماعات مع املجلس آنذاك عندما‬ ‫أسسنا املجالس العسكرية على أسس وطنية‪ ،‬فبدأوا بتشكيل‬ ‫الجسم املوازي لذلك وهو (هيئة حماية املدنيني) وفي اجتماع‬ ‫مع قيادة املجلس الوطني وبحضور أبرزهم قلت لهم سأحارب‬ ‫هذه الهيئة كونها تحمل بذور االنشقاق واألسلمة والتسلق‪،‬‬ ‫ثم شكلوا ألوية الدروع التي أثبتت فشلها هي وهيئة حماية‬ ‫املدنيني‪ ،‬هذا الفشل سببه واحد وهو أن الثورة ليست مؤدلجة‬ ‫والشعب خرج بثورة حقوق مدنية صرفة والتي فجرها هم‬ ‫جيل الشباب‪ ،‬ثم استطاع اإلخوان من خالل مؤتمر أنطاليا‬ ‫أن يسيطروا على املشهد السياسي برمته‪ ،‬هذه الحالة من‬ ‫األدلجة للثورة مع إخفاقات ألوية الدروع وهيئة حماية املدنيني‬ ‫أسست إلى االنتقال إلى التطرف ودخوله بشكل شبه مبرر‬ ‫وفق معطيات وسلوك اإلخوان وتحكمهم بالثورة»‪.‬‬ ‫وي�ع�ب��ر ع��ن ق�ن��اع�ت��ه ب��أن «ال�ف�ش��ل ال ��ذي ت�س�ب��ب ب��ه اإلخ ��وان‬ ‫ً‬ ‫للمجلس العسكري ومحاربته كانت ً‬ ‫أساسيا في توقف‬ ‫سببا‬ ‫االنشقاقات العسكرية واملدنية‪ ،‬بل كانوا بسلوكهم ينفرون‬ ‫كل من يخطر على باله باالنشقاق‪ ،‬من الجيش ومسؤولي‬ ‫ً‬ ‫ال ��دول ��ة»‪ ،‬م�س�ت��درك��ا‪« :‬ن��اه�ي��ك ب�ع��دم ث�ق��ة اإلخ� ��وان املسلمني‬ ‫بضباط الجيش متهمني إياهم بأنهم تربية النظام ومجرد‬ ‫بغاة تائبني ال أحد يتزوجهم‪ ،‬هذا ما قيل لإلخوة العسكريني‬ ‫ً‬ ‫شاهدا على ذلك‪ ،‬إذ من اإلنصاف‬ ‫في مخيم اللجوء وأنا كنت‬ ‫والعدل أن نقول لقد أدى هذا السلوك إلى إفراغ الثورة تماماً‬ ‫من النخب الوطنية‪ ،‬وتمت مالحقتهم بالداخل والخارج حتى‬ ‫في لقمة عيشهم‪ ،‬واعتمد اإلخوان بذلك نظرية النظام ذاتها‬ ‫وهي الوالء بغض النظر عن الثقافة والوعي‪ ،‬ووضعوا ً‬ ‫رتبا‬ ‫صغيرة تتحكم بمقدرات الدعم املقدم للثورة‪ .‬وهؤالء الضباط‬ ‫ً‬ ‫موجودا في أحد االجتماعات‬ ‫قد وصفتهم بتركيا حينما كنت‬ ‫الرسمية بأنهم شبيحة ولصوص بامتياز‪ ،،‬حتى استطاعوا‬ ‫أن يهيمنوا على املجالس العسكرية التي قمت بتأسيسها‬ ‫ومعي عدد قليل من الزمالء الضباط»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تشظ واضح‬ ‫ويؤكد ق��ائ�لا‪« :‬منذ ذل��ك الحني وال�ث��ورة بحالة ٍ‬ ‫وبدأ ظهور األنماط املتطرفة األخرى مثل (داعش) وأخواتها‬ ‫وحزب الله وميليشيات أبو الفضل العباس‪ ،‬هذه النتائج ما‬ ‫وما انشققت عن‬ ‫كان يريدها الشعب السوري ًعلى اإلطالق‪ً ،‬‬ ‫شخصيا ‪ -‬ألكون بيدقا بيد اإلخوان‬ ‫النظام ‪ -‬على األقل أنا‬


‫عناصر من الجيش السوري الحر داخل قلعة‬ ‫في بلدة سانليورفا التركية الحدودية (غيتي)‬

‫‪,,‬‬

‫مخيم أبايدن في مدينة‬ ‫هاتاي جنوب تركيا يضم‬ ‫جنراالت وعسكريني‬ ‫وشرطيني سوريني‬ ‫معارضني مع عائالتهم‬

‫‪,,‬‬

‫ملى األتاسي الناطقة السابقة للجيش الحر‪ ،‬والتي زارت املخيم‬ ‫في ظروف أمنية مشددة‪ ،‬تفيد قائلة في حديث لـ«املجلة»‪« :‬في‬ ‫الشهر الثالث من عام ‪ 2012‬توجهت إلى هاتاي مخيم الضباط‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سوريا‪ ،‬قبلها بأشهر كان‬ ‫األحرار ألزور من رأيت فيهم أمال‬ ‫ق��د ت��واص��ل معي العقيد ري��اض األس��ع��د قائد الجيش الحر‬ ‫واجتمعت في باريس وبروكسل مع أصدقائه وتم تعييني‬ ‫م��دي��رة املكتب اإلع�لام��ي للجيش الحر وناطقة رسمية ل��ه»‪،‬‬ ‫منوهة «كمعارضة لم أكن أتوقع أن تتحول املظاهرات السلمية‬ ‫إلى مقاومة مسلحة‪ ،‬بشكل تلقائي تحمست لكل عسكري‬ ‫سوري انشق بعدما رفع زمالؤهم في الجيش النظامي السالح‬ ‫في وجه أبناء بلدهم وقتلوا متظاهرين واقتحموا حرمة البيوت‬ ‫اآلمنة‪ ..‬كانت التجربة املصرية حية أمامنا؛ الجيش املصري لم‬ ‫يقبل أن يرفع بنادقه في وجه أخيه داخل الوطن‪.‬‬ ‫مهمتنا كانت أن أثبت للعالم أن الضباط املنشقني إن حملوا‬ ‫ً‬ ‫س�لاح��ا ف��ي س��وري��ا خ��ارج املؤسسة النظامية فهو لحماية‬ ‫امل��ت��ظ��اه��ري��ن‪ .‬ك��ن��ا نعمل ع��ل��ى ال��دف��اع ع��ن ص���ورة املنشقني‪.‬‬ ‫والحقيقة أنني ملست لدى األغلبية منهم ً‬ ‫تفانيا ال حدود له‬ ‫وحبا لسوريا ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وشعورا باملسؤولية نفتقده تماما اليوم‪..‬‬ ‫ووعيا‬ ‫هؤالء ظلموا‪.‬‬

‫س��ي��ارة لتقلني إل��ى امل��خ��ي��م‪ ،‬وص��ل��ت أم���ام س��ور كبير وب��اب‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كبير فشعرت بأنني أمام سجن‪ ،‬وفعال كان سجنا حراسه‬ ‫ضباط أتراك‪ ،‬سئلت عما إذا كنت صحافية فرنسية‪ ،‬فقلت‬ ‫لهم ال‪ ،‬وطلبت منهم أن يسألوا قائد الجيش الحر عني‪ ،‬ولكن‬ ‫أصغرهم كان ال يأبه بجيش حر أو بقائده‪ ..‬بعد مشاورات‬

‫وإلحاح وطول انتظار سمح لي بالدخول إلى املخيم»‪ ،‬الفتة‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أحرار في سجون تركيا‬ ‫مسموحا لها ب��ال��وج��ود ف��ي م��ك��ان واح���د فقط‬ ‫إل��ى أن��ه ك��ان‬ ‫وه���و خيمة االس��ت��ق��ب��ال ‪ -‬م��ك��ان ال��ل��ق��اء ‪ -‬ك��م��ا ف��ي السجن‪،‬‬ ‫بعد أشهر من العمل الجاد في باريس قررنا اللقاء مع قائد «طاولة تفصل بيني وبني العقيد رياض األسعد وعلى باب‬ ‫الجيش الحر ملناقشة بعض القضايا‪ .‬بعد وصولي إلسطنبول الخيمة عسكريون أتراك مسلحون يحرسوننا ويراقبوننا‪،‬‬ ‫إلى مطار هاتاي وأرس��ل لي أصدقاء العقيد رياض األسعد متظاهرين بانهم مشغولون ب��ق��راءة ال��ق��رآن‪ ،‬إال أنهم كانوا‬

‫حريصني على سماع كل كلمة ننطق بها»‪ ،‬مضيفة «رياض‬ ‫ً‬ ‫سعيدا باللقاء يتكلم الناس عن الجيش الحر‬ ‫األسعد ك��ان‬ ‫ُ‬ ‫ونظافته‪ ،‬وتكلمنا باأللغاز وخفضنا الصوت لكي ال نسمع‪..‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تقييدا واآلخ��رون كذلك‬ ‫لكن عبثا‪ ،‬كان هو أكثر العسكريني‬ ‫سجناء ولكنهم مراقبون بشكل أق��ل‪ ،‬للعلم تعرض رياض‬ ‫األسعد ملحاوالت اغتيال كثيرة داخل املخيم‪ ،‬ولكننا كنا قد‬ ‫أعددنا جهاز تواصل سري معه؛ كان يختبئ ليحدثنا منه‪،‬‬ ‫كانت له شخصيتان‪ ،‬وأحيانا يتم تهريبه ويعود إلى تركيا‬ ‫م��ج ً‬ ‫��ددا ف��ي محاولة لكسر ال��ح��ص��ار‪ .‬تركيا ك��ان��ت ت��ري��د أن‬ ‫تسيطر عليهم وتجعلهم ورقة بيدها‪ ،‬ولكن في ذات الوقت‬ ‫عندما اتخذ قرار بأفغنة سوريا تم إعطاء القرار لترك الحدود‬ ‫ً‬ ‫قرارا ً‬ ‫معتبرا هذا كله ً‬ ‫ً‬ ‫دوليا مشتركا»‪.‬‬ ‫لتركيا‬ ‫وتتابع األتاسي‪« :‬البذات العسكرية السورية نزعت عن حماة‬ ‫الديار وها هم أمامي يتجولون بجالليب بيضاء وكاسات شاي‬ ‫باد على وجوههم والوساطات الوحيدة لتحركاتهم‬ ‫واليأس ٍ‬ ‫وتعاملهم م��ع ال��ح��راس األت����راك ه��م اإلخ����وان امل��س��ل��م��ون‪ .‬بدا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مأساويا وحزينا؛ ما هذا الجيش الحر السجني‬ ‫لي الوضع‬ ‫بتركيا؟»‪ ،‬مضيفة «الخالفات بني املنشقني كانت كثيرة؛ قطر‬ ‫وكلت عشائر تابعة لها بقيادة ماهر النعيمي‪ ،‬وم��ن جهته‬ ‫مصطفى الشيخ كان يريد القيادة؛ ألنه يرى أنه األولى بالقيادة‬ ‫ألنه األعلى رتبة بني املنشقني وانقسم املخيم لقسمني قسم‬ ‫يؤيد رياض األسعد وقسم يؤيد مصطفى الشيخ أما ماهر‬ ‫النعيمي فكان يشعل نار الخالفات بينهما‪ ..‬املجلس الوطني‬ ‫ً ً‬ ‫دورا أيضا لتسعير الخالفات»‪.‬‬ ‫آنذاك لعب‬ ‫وتشير قائلة‪« :‬املنشقون مجردون من الباسبورات وممنوعون‬ ‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪39‬‬


‫العسكريون ال يتقنون إال املوت‪ ،‬من أجل الوطن وأهله‪ ..‬فماذا يفعل حاملو السالح إن طلب منهم أن يقتلوا من يحمونهم‪..‬‬ ‫ماذا يفعل حماة الديار إن أمروا بتدمير الديار‪ ..‬وإلى أين يمكن أن يذهبوا؟ هل يهربون كغيرهم‪ ،‬أم عليهم مواجهة‬ ‫قادتهم الذين خانوا أمانة السالح الذي يحملونه؟ من يستطيع أن يعطيهم ثقته وهم أبناء نظام قاتل‪ ..‬في سوريا‬ ‫أو في تركيا أو في بالد أوروب��ا‪ ..‬إلى أين يمكن أن يؤول حال حامل السالح السوري إذا تركه وانشق عن مؤسسته‬ ‫العسكرية ورفض تنفيذ األوامر؟‬

‫من املعارضة املعتدلة في سوريا؟‬

‫عسكريون سوريون هجروا السالح‪..‬‬ ‫وقادة الجيش الحر سجناء في تركيا‬

‫أسطنبول‪ :‬روشن قاسم‬ ‫التابعة‬ ‫م��ازن حسون مواليد ‪ ،1977‬من تلبيسة ً‬ ‫مل ��دي� �ن ��ة ح � �م ��ص‪ ،‬ت � �خ ��رج ع � ��ام ‪ 2000‬ض��اب��ط��ا‬ ‫متخصصا في الحرب اإللكترونية حتى نهاية عام‬ ‫‪ .2011‬وعندما اقترب من الترقي إلى رتبة «رائد» اندلعت الثورة‬ ‫السورية‪ ..‬انضم كما غيره من مئات العسكريني املنشقني‬ ‫إلى الجيش الحر لحماية املظاهرات السلمية من بطش النظام‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وه��و كغيره أي��ض��ا م��ن املنشقني ال��ذي��ن ه�ج��روا ال�س�لاح قبل‬ ‫تحقيق النصر‪.‬‬ ‫ي �ق��ول ح �س��ون ل �ـ«امل �ج �ل��ة»‪« :‬ب �ع��د ان�ش�ق��اق��ي ت��اب�ع��ت عملي‬ ‫العسكري م��ع الجيش الحر وشغلت ع��دة مناصب ضمن‬ ‫تشكيالته وشاركت بـ‪ 27‬عملية عسكرية لحماية املدنيني‪.‬‬ ‫وفي نهاية عام ‪ 2013‬وبداية ‪ 2014‬قررت الخروج من حمص‬ ‫إلدراكي العميق بعد متابعة سير األحداث أن حمص سوف‬ ‫تقع ف��ي قبضة النظام ﻻ محالة بعد ال�خ��ذالن ال��دول��ي لها‪،‬‬ ‫خ�ص� ً‬ ‫�وص��ا للجيش ال �ح��ر‪ ،‬وب �ع��د زح��ف «داع� ��ش» ب��ات�ج��اه‬ ‫حمص من الجهة الشرقية‪ ،‬فكانت الخيارات محدودة؛ إما‬ ‫مبايعة داعش وإما مصالحة وتسوية مع النظام‪ ،‬واألمران‬ ‫مرفوضان باملطلق بالنسبة لي»‪.‬‬

‫عسكريون أجبروا على االنشقاق‬ ‫وي�ت��اب��ع‪« :‬تلقيت دع��وة م��ن ق�ي��ادة األرك ��ان فخرجت بمهمة‬ ‫رسمية للتمرن على السالح النوعي‪ ،‬وصلت إلى معبر باب‬ ‫الهوى وبقيت شهرين ونصف الشهر‪ ،‬وبعد التواصل مع‬ ‫اإلخ��وة الضباط وع��دم توفر عمل مقنع يخدم القضية في‬ ‫قيادة األركان قررت الرحيل إلى تركيا‪ ،‬والضباط املنشقون‬ ‫ف��ي ت��رك�ي��ا إم��ا ف��ي امل�خ�ي�م��ات وإم ��ا ف��ي ال�ط��ري��ق إل��ى أوروب ��ا‬ ‫للحصول على ل�ج��وء‪ ،‬والقلة امل �ح��دودة تعمل للتنسيق مع‬ ‫الداخل والحصول على بعض الدعم»‪ ،‬منوها بأن «املنشقني‬

‫‪38‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫في عزلة تلبى كل حاجاتهم في املخيم وهم جالسون‪ ،‬عادة‬ ‫مشكوك بهم ألنهم تخرجوا من مدرسة األس��د التي فقدت‬ ‫الثقة م��ع ال�ش�ع��ب‪ ..‬املنشقون ن��وع��ان منهم م��ن ك��ان ينتظر‬ ‫الثورة وك��ان يظن أنها ألب��د قادمة‪ ،‬وكنت أن��ا منهم‪ ،‬واآلخ��ر‬ ‫أجبر على االنشقاق من قبل الجيش الحر‪ ..‬وهناك من وقف‬ ‫في منطقة متوسطة بني طرفي الصراع لعدم قناعته بالطرفني‪.‬‬ ‫من هنا جاء الشك‪ ،‬كما أن بعض سياسات القوى اإلقليمية‬ ‫كانت تتعمد زرع الشك وتعميق الهوة بني الشعب وضباط‬ ‫الجيش الحر»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ويسرد مثاال عما أسلفه قائال‪« :‬في إحدى العمليات الضخمة‬ ‫لنا عندما كنا منضوين في العمل ضمن املكتب العسكري‬ ‫لحمص وريفها وكانً آنذاك عدد الضباط املشاركني في العملية‬ ‫يصل إل��ى ‪ 17‬ضابطا‪ ،‬ج��اءت األوام��ر من قيادة األرك��ان في‬ ‫تركيا ببدء العمل القتالي‪ ،‬وأن الذخيرة واإلمدادات سوف تصل‬ ‫خالل ساعات‪ .‬وتم إيهامنا بأنه ﻻ مجال للتأخير في التنفيذ‬ ‫وأن الوقت ليس في صالحنا‪ً ،‬‬ ‫علما بأن ذخيرتنا بالكاد تكفي‬ ‫ليوم قتالي واح��د وبدأنا الهجوم واستمر ليومني ول��م تصل‬ ‫ً‬ ‫ضروريا استقدام‬ ‫اإلمدادات وكانت الجبهة قد اشتعلت وكان‬ ‫تعزيزات ضخمة ﻻسترجاع املناطق التي خسرناها‪ ،‬حينها‬ ‫اضطررنا لالنتقال إلى موقع الدفاع وب��دأت حرب استنزاف‬ ‫استمرت ثالثة أي��ام‪ ،‬ك��اد حينها الريف الشمالي لحمص أن‬ ‫يسقط في معركة (مللوك) فقدنا ً‬ ‫كثيرا من شبابنا واضطررنا‬ ‫لالنسحاب وفقدنا ً‬ ‫كثيرا من مصداقيتنا لدى مقاتلينا واتهمنا‬ ‫بأننا كاذبون سارقون وأنها كانت خطة للقضاء على املعارضة‬ ‫املسلحة وحصل بعدها انشقاق كبير‪ ،‬ذهب بعدها كثيرون‬ ‫لالنضمام إل��ى الفصائل اإلسالمية (األك�ث��ر مصداقية) بني‬ ‫هاللني ‪ -‬بعدها بمدة قصيرة تصدع املكتب العسكري وفشل»‪،‬‬ ‫ً‬ ‫متهكما‪« :‬ولم تصل الذخيرة لحد اآلن»‪.‬‬

‫املنشقني وعوائلهم‪ ،‬يقع في األراض��ي التركية وال يبعد‬ ‫عن الحدود السورية أكثر من ‪ 4‬كم‪ ،‬ويوجد حول املخيم‬ ‫سور من األسالك الشائكة للحفاظ على سالمتنا‪ ،‬هكذا‬ ‫كان يقول لنا األت��راك‪ ،‬صراحة يشبه السجن‪ .‬والخروج‬ ‫ً‬ ‫مسموحا‪ .‬هناك يوم واحد في األسبوع‬ ‫من املخيم لم يكن‬ ‫مسموح فيه للذهاب إلى السوق»‪ ،‬الكالم ألحد املنشقني‬ ‫ً‬ ‫عن جيش النظام ويدعى أبو أحمد‪ ،‬الذي غادره متسائال‪:‬‬ ‫«م��اذا كنا نفعل؟ نحتسي الشاي‪ ..‬كانت هناك حلقات‬ ‫لحفظ القرآن واإلنشاد وق��راءة الشعر‪ ،‬مثال الشيخ أبو‬ ‫مسلم واألستاذ عبادة بركات كانوا يقومون بمثل هذه‬ ‫النشاطات لذا خرجت من املخيم»‪.‬‬ ‫عمل أبو أحمد في مهن متعددة إال أنه اآلن عاطل عن العمل‬ ‫ولم يفلح في تأمني مبلغ يمكنه من السفر واللجوء إلى إحدى‬ ‫ال��دول األوروب�ي��ة ووج��وده في تركيا منعه من اإلفصاح عن‬ ‫املزيد واحتفى بحديث مقتضب مع «املجلة»‪.‬‬

‫ما خلف أسوار أبايدن‬

‫تتواتر أنباء عن مخيم أبايدن في مدينة هاتاي جنوب‬ ‫ت��رك �ي��ا‪ ،‬أن� ��ه ي �ض��م ج� �ن ��راالت وع �س �ك��ري�ين وش��رط �ي�ين‬ ‫س��وري�ين معارضني م��ع عوائلهم‪ ،‬ق��وات ال��درك التركي‬ ‫م�س��ؤول��ة ع��ن ح�م��اي��ة امل�خ�ي��م م��ن ال �خ��ارج وي�ع�م��ل ع��دد‬ ‫من موظفي وزارة الخارجية وجهاز املخابرات التركية‬ ‫داخل املخيم‪ .‬ممنوع زي��ارة املخيم‪ .‬ورفض قوات األمن‬ ‫املرابطة حوله‪ ،‬يثير ً‬ ‫كثيرا من التساؤالت حول املخيم‪،‬‬ ‫رغم تصريحات مسؤولي حكومة العدالة التركية الحاكم‪،‬‬ ‫مبررة ذلك بالدواعي األمنية‪ ،‬رغم اعتراضات برملانيني‬ ‫أت��راك وتشديدهم على أن��ه يجب ع��دم تجاهل امل��ادة ‪92‬‬ ‫من الدستور التركي‪ ،‬التي تنص على أن البرملان وحده‬ ‫يملك صالحية إعطاء اإلذن فيما يتعلق بوجود كانتونات‬ ‫مخيم يضم املنشقني وأسرهم‬ ‫أجنبية مسلحة‪ ،‬معتبرين أن إقامة مخيم للعسكريني‬ ‫«مخيم أب��اي��دن (ك�م��ا يسميه األت ��راك) ه��و مخيم يضم انتهاك لدستور البالد‪.‬‬


‫> ولكن البعض يقول إنه في مقابل تلك التيارات‬ ‫املتطرفة ظهرت تيارات أخرى تدعو إلى اإللحاد‪،‬‬ ‫أال ترى أن خطر التيارين متساو؟‬ ‫ مستقبل ال��دي��ن عند األج �ي��ال املقبلة ف��ي خ�ط��ر‪ ،‬ألنه‬‫بالفعل في مقابل تيارات التطرف الديني‪ ،‬ظهرت تيارات‬ ‫إلحاد متطرفة‪ ،‬يقول أصحابها إذا كان القتل والتدمير‬ ‫واألعمال اإلرهابية للفئة الضالة هي الدين فال نريده‪ ،‬لذلك‬ ‫ف��إن مواجهة اإلل�ح��اد تبدأ من مواجهة الفكر املتطرف‪،‬‬ ‫وب�ي��ان أن أص�ح��اب��ه يلصقون ب��ال��دي��ن الحنيف م��ا ليس‬ ‫به‪ ،‬وقد ب��دأت العمل على رصد مقوالت ومداخل الفكر‬ ‫اإللحادي للرد عليها وتوعية الشباب بها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫> ن�ت��ج أي��ض��ا ع��ن ال�ت�ط��رف‪ ،‬تعميم مصطلحات‬ ‫خ��اط �ئ��ة ع ��ن ال ��دي ��ن خ��اص��ة ف ��ي ال � �غ ��رب‪ ،‬وك�ل�ه��ا‬

‫مفاهيم وقيم أخرى مثل الوطنية ونبذ العنف؟‬ ‫ ص��ورة الوطن لدى هذه التيارات أنه عبارة عن حفنة‬‫من التراب ال قيمة لها‪ ،‬والشعور باالنتماء للوطن لديهم‬ ‫يحمل طابع املعصية‪ ،‬وهذه أفكار غارقة في االختزال؛‬ ‫فالوطن هو شعب عريق ومؤسسات وحضارة وتاريخ‬ ‫وعلماء وقادة وسجل مشرف من االنتصارات‪ ،‬وهو نفس‬ ‫االختزال إذا قلنا إن القرآن هو مجموعة أوراق مطبوعة؛‬ ‫ألن ال �ق��رآن إع�ج��از وه��داي��ة ون��ور م��ن ال�ل��ه‪ ،‬وح��ب الوطن‬ ‫مغروس في فطرة البشر مثل حب الوالدين‪ ،‬والدليل على‬ ‫ذلك قوله تعالى في سورة النساء «ولو أنا كتبنا عليهم أن‬ ‫اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إال قليل‬ ‫منهم»‪ ،‬أي أن الله ساوى بني مشقة قتل النفس ومشقة‬ ‫ترك الوطن أو الديار‪.‬‬ ‫> كيف تمكنت تلك التنظيمات‪،‬‬ ‫ب��رأي��ك‪ ،‬م��ن اج �ت��ذاب ال�ش�ب��اب إلى‬ ‫فكرها املتطرف؟‬ ‫ املتتبع لفكر تلك التيارات وطرقها‬‫يجد أن لها عدة سمات رئيسية‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫االن ��دف ��اع األه� ��وج وال �ح �م��اس امل�ت��وه��ج‬ ‫وافتقاد أدوات العلم واملعرفة والغياب‬ ‫امل �ط �ل��ق مل �ق��اص��د ال � �ش ��رع وال �ت �ب��اس‬ ‫ال��واق��ع وغ�ي��اب ت�ق��دي��ره والالإنسانية‬ ‫وال�لام �ع �ق��ول �ي��ة وال �ق �ب��ح‪ .‬وم ��ن خ�لال‬ ‫تتبعي لتلك التنظيمات أستطيع القول‬ ‫إن تحول الشخص إلى تلك التنظيمات‬ ‫ك� ��ان ي �ح �ت��اج إل� ��ى ش �ه��ري��ن ل�غ�س��ل‬ ‫مخه‪ ،‬ب��ل وص��ل ف��ي بعض األحيان‬ ‫م ��ع اس� �ت� �خ ��دام وس ��ائ ��ل ال �ت��واص��ل‬ ‫خالد األزهري‬ ‫و الرئيس السيسي‬ ‫االج�ت�م��اع��ي إل��ى ‪ 10‬س��اع��ات فقط‬ ‫الج �ت��ذاب ال�ش�خ��ص‪ ،‬وب��ث مفاهيم‬ ‫ت�ح��دث ل��دي��ه بلبلة وتنسف ثوابته‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وت �ح��دث ارت �ب��اك��ا ه��ائ�لا ف��ي عقله‪،‬‬ ‫ولعل الدليل على ذلك قيام إدارة موقع «تويتر» للتدوينات‬ ‫القصيرة مؤخرا بإغالق ‪ 10‬آالف حساب لـ«داعش» على‬ ‫املوقع‪ .‬وللفكر املتطرف عدة مراحل‪ ،‬فهناك احتكار الدين‪،‬‬ ‫ثم التكفير‪ ،‬ثم الخروج على املسلمني بأعمال إرهابية من‬ ‫أجل الوصول ملا يعتبرونه «الدولة اإلسالمية» و«الخالفة»‪،‬‬ ‫فيعتقد العالم كله أن هذا هو اإلسالم‪ ،‬فينبذه‪.‬‬ ‫> بصفتكم املستشار الديني للرئيس املصري عبد‬ ‫الفتاح السيسي‪ ،‬ما السبيل التي تراها للتغلب‬ ‫على هذا الفكر‪ ،‬بخالف املواجهات األمنية؟‬ ‫ إل��ى جانب امل��واج�ه��ات األمنية‪ ،‬يجب تصحيح الفكر‬‫املغلوط لدى الشباب خاصة‪ ،‬وقد أع��ددت ً‬ ‫كتابا بعنوان‬ ‫«ال �ح��ق امل �ب�ين ف��ي ال ��رد ع�ل��ى امل�ت�لاع�ب�ين ب��ال��دي��ن» وتمت‬ ‫ترجمته إل��ى نحو عشر ل�غ��ات‪ ،‬وج ��اري ت��وزي�ع��ه داخ��ل‬ ‫وخارج مصر‪ ،‬وبمباركة الرئيس السيسي‪ ،‬وقد وصلتني‬ ‫‪ 500‬مكاتبة وخطاب من الدول العربية كلها تؤيد وتشيد‬ ‫بمضمون الكتاب‪ ،‬والخطوة املقبلة هي توزيع الكتاب في‬ ‫مراكز الشباب املختلفة وعلى طلبة امل��دارس اإلع��دادي��ة‬ ‫والثانوية‪ ،‬ألن الشباب في هذه السن الصغيرة يكون من‬ ‫السهل التأثير عليهم وجذبهم لألفكار املتطرفة لنقص‬ ‫خبرتهم وعلمهم‪ ،‬كما أننا بصدد اإلعداد ملؤتمر صحافي‬ ‫عاملي إلع�لان مضمون الكتاب للعالم‪ ،‬وبيان ال��رد على‬ ‫األفكار املتطرفة التي ترددها الفئة الضالة‪.‬‬

‫الدكتور األزهري يف سطور‬ ‫ولد عام ‪ 1976‬باإلسكندرية شمال غربي مصر‪،‬‬ ‫وانتقل في طفولته إلى سوهاج بصعيد البالد‬ ‫حيث حفظ القرآن والتحق بالتعليم األزهري‪.‬‬ ‫ حصل على درجة اإلجازة العالية (الليسانس)‬‫م��ن ك�ل�ي��ة أص� ��ول ال��دي��ن وال ��دع ��وة اإلس�لام �ي��ة‬ ‫بجامعة األزهر الشريف سنة ‪.1999‬‬ ‫ حصل على درجة التخصص (املاجستير) في‬‫الحديث الشريف وعلومه من كلية أصول الدين‬ ‫والدعوة اإلسالمية سنة ‪.2005‬‬ ‫ حصل على شهادة العاملية (الدكتوراه) من‬‫كلية أص��ول الدين بمرتبة الشرف األول��ى عام‬ ‫‪.2011‬‬ ‫ً‬ ‫ يعمل أستاذا بقسم الحديث الشريف بكلية‬‫أصول الدين والدعوة اإلسالمية بالزقازيق‪.‬‬ ‫ عني في الهيئة االستشارية للرئيس املصري‬‫ً‬ ‫مستشارا للشؤون الدينية عام ‪.2014‬‬ ‫ له كثير من املؤلفات في العلوم الدينية والتي‬‫ترجم عدد منها إلى لغات عدة‪.‬‬

‫مصطلحات تطلق على أعمال اإلرهابيني ولكنها‬ ‫تلصق بالدين اإلس�لام��ي‪ ،‬كيف يمكن تصحيح‬ ‫هذه املصطلحات؟‬ ‫ ه ��ذه امل�ص�ط�ل�ح��ات ب��ال�ف�ع��ل ت�م�ث��ل خ �ط� ً�را ع�ل��ى ال��دي��ن‬‫ً‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬ألنها تلصق به أفعاال إجرامية هو بريء منها‪،‬‬ ‫والسبب في نشرها هو التيار املتطرف‪ ،‬فكتاب «في ظالل‬ ‫ال�ق��رآن» مثال لسيد قطب ينضح بالتطرف‪ ،‬وه��ذا ثابت‬ ‫بشهادة الدكتور يوسف القرضاوي في مذكراته التي قال‬ ‫فيها إن الكتاب ينضح بالتكفير‪ ،‬فانبرى اثنان من مكتب‬ ‫إرشاد جماعة اإلخوان املسلمني للدفاع عن الكتاب‪ .‬وقال‬ ‫أحدهما وهو محمد مرسي الرئيس املصري املعزول في‬ ‫لقاء تلفزيوني‪« :‬لو فتشنا عن اإلسالم لوجدناه في سيد‬ ‫قطب»‪ .‬ويجب علينا العمل على تصحيح تلك املصطلحات‬ ‫واملفاهيم أمام العالم الذي بدأ يقول إن اإلسالم هو تلك‬ ‫األع �م��ال اإلره��اب�ي��ة ال�ت��ي ي�ق��وم بها‬ ‫«داع � ��ش» وغ �ي��ره م��ن ال�ت�ن�ظ�ي�م��ات‬ ‫م ��ن ق �ت��ل وذب� � ��ح وح � � ��رق‪ ،‬وع�ل�ي�ن��ا‬ ‫تكثيف استخدام وسائل التواصل‬ ‫االجتماعي ملواجهتهم باعتبار تلك‬ ‫ال��وس��ائ��ل ه ��ي ال �س��اح��ة ال��رئ�ي�س�ي��ة‬ ‫لنشاطهم في اجتذاب األتباع‪.‬‬ ‫ً‬ ‫> التطرف اتخذ شكال آخر في‬ ‫ً‬ ‫اليمن مثال‪ ،‬كيف ترى األمر؟‬ ‫ اليمن له عدد من الخصوصيات؛‬‫فالسادة الزيدية وهم شيعة عاشوا‬ ‫ألك �ث��ر م��ن أل ��ف ع ��ام م��ع ال�س�ن��ة دون‬ ‫مشكالت أو اخ �ت�لاف‪ ،‬ب��ل إن البيت‬ ‫الواحد كان به الشيعي والسني‪ ،‬إلى‬ ‫أن ت�لاع��ب ال�ف�ك��ر اإلي ��ران ��ي ب��ال��زي��دي��ة‬ ‫وبعض قياداتهم‪ ،‬فظهرت الطائفية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا‬ ‫التي ضربت املجتمع اليمني‬ ‫ع��ن ط��ري��ق ال �ح��وث �ي�ين‪ ،‬وك �م��ا أن�ج��زن��ا‬ ‫ً‬ ‫رصدا للفكر املتطرف لدى السنة ً‬ ‫بدءا‬ ‫من «اإلخوان املسلمني» مرورا بـ«القاعدة» وتنظيم الجهاد‬ ‫ً‬ ‫وص��وال ل �ـ«داع��ش»‪ ،‬نحتاج أي��ض��ا لرصد عاجل ملداخل‬ ‫الفكر الشيعي املتطرف الذي زلزل املجتمع اليمني‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حاليا م��ن ت�ط��ورات في‬ ‫> م��ا رأي�ك��م فيما يحدث‬ ‫القضية الفلسطينية؟‬ ‫ ما يحدث ً‬‫حاليا هو نتيجة تحول البوصلة في القضية‬ ‫الفلسطينية من القدس واملسجد األقصى إلى غزة‪ ،‬فمنذ‬ ‫االنقسام الفلسطيني عام ‪ 2007‬باتت القضية املركزية‬ ‫هي غزة واملساعدات اإلنسانية لها‪ ،‬وتناسى الجميع‬ ‫ال�ق��دس‪ ،‬ووص��ل األم��ر إل��ى ص��دور فتاوى من البعض‬ ‫ب�ت�ح��ري��م زي��ارت �ه��ا ت�ح��ت االح �ت�ل�ال اإلس��رائ �ي �ل��ي‪ ،‬وم��ن‬ ‫يخالف ذلك يتهم بالتطبيع والعمالة إلسرائيل‪ ،‬وكان‬ ‫نتيجة ذلك أن املقدسيني العرب ساءت أوضاعهم املالية‪،‬‬ ‫وقلت تجارتهم‪ ،‬وأصبح اليهود يعرضون عليهم املاليني‬ ‫لشراء منازلهم ومتاجرهم في القدس‪ ،‬ونسي الجميع‬ ‫أن الرسول الكريم (ص) عندما زار القدس وصلى في‬ ‫املسجد األقصى في رحلة اإلسراء واملعراج كانت القدس‬ ‫تحت سيطرة االحتالل الروماني‪ ،‬كما أن الرسول أراد‬ ‫أن يزور مكة املكرمة وهي بيد أعدائه من قريش‪ ،‬كما‬ ‫أنه حتى أيام سيطرة الصليبيني على القدس لم ينقطع‬ ‫املسلمون عن زيارتها <‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪37‬‬


‫دعا الدكتور أسامة‬ ‫األزهري مستشار‬ ‫الرئيس املصري‬ ‫للشؤون الدينية‪،‬‬ ‫ملواجهة التشدد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وشيعيا‪.‬‬ ‫سنيا‬ ‫واتهم في حوار مع‬ ‫«املجلة» ما سماه‬ ‫«الفكر اإليراني»‬ ‫بالتالعب بالسادة‬ ‫الزيدية وبعض‬ ‫قياداتهم في اليمن‪،‬‬ ‫مما أدى إلى ظهور‬ ‫الطائفية عن طريق‬ ‫الحوثيني في هذا‬ ‫البلد العربي الواقع‬ ‫على باب املندب‪.‬‬

‫د‪ .‬خالد األزهري‪،‬‬ ‫مستشار الرئيس‬ ‫السيسي للشؤون‬ ‫الدينية‬

‫سنيا وشيعياً‬ ‫مستشار السيسي يدعو ملواجهة التشدد ً‬ ‫وينتقد تراجع زيارة املسلمني للقدس‬

‫األزهري في حوار مع‬

‫الطائفية في اليمن تحتاج لرصد مداخل « الفكر اإليراني»‬

‫القاهرة‪ :‬محمد عبد الرءوف‬

‫ً‬ ‫حاليا هو حمالت التشويه التي تقدمها تلك التنظيمات‬ ‫من خالل أفعالها اإلجرامية واإلرهابية»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مستنكرا‬ ‫ووجه انتقادات لتراجع زيارة املسلمني للقدس‪،‬‬ ‫الفتاوى التي يصدرها البعض بتحريم زيارة القدس وهي‬ ‫تحت االحتالل اإلسرائيلي‪ ..‬وإلى أهم ما جاء في الحوار‪..‬‬ ‫> كيف ترى موجة األعمال اإلرهابية التي يعاني‬ ‫منها كثير من الدول العربية؟‬ ‫ ه��ذه األع �م��ال كلها امل �س��ؤول عنها الفئة ال�ض��ال��ة من‬‫أصحاب الفكر املتطرف‪ .‬واملتتبع لفكر هذه الفئة الضالة‬ ‫والتنظيمات على م��دار ال �ـ‪ 50‬ع� ً�ام��ا التي مضت يجد أن‬ ‫ً‬ ‫تنظيما‪ ،‬ويجد أن منبعها كلها القيادي‬ ‫عددها فاق ‪25‬‬ ‫اإلخواني سيد قطب في كتابه «في ظالل القرآن» الذي‬

‫ق ��ال م�س�ت�ش��ار ال��رئ �ي��س ال�س�ي�س��ي ل�ل�ش��ؤون‬ ‫الدينية إنه ال بد من «رصد عاجل ملداخل الفكر‬ ‫املتطرف الذي زلزل املجتمع اليمني»‪ ،‬في الفترة‬ ‫األخيرة‪ ،‬بعد أن كان السنة والشيعة في اليمن يعيشان‬ ‫ً‬ ‫سويا طوال مئات السنني املاضية‪.‬‬ ‫ودعا األزهري إلى تصحيح املفاهيم املغلوطة عن الدين‪،‬‬ ‫ً‬ ‫قائال إن جماعة اإلخوان هي منبع أفكار كل التنظيمات‬ ‫(ال�س�ن�ي��ة) املتطرفة ال�ت��ي ظ�ه��رت خ�لال الخمسني ً‬ ‫عاما‬ ‫املاضية‪ .‬وأض��اف أن «أخطر ما يواجه الدين اإلسالمي‬ ‫‪36‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫يكتشف م��ن ي �ق��رأه أن��ه يتبع ن�ف��س ف�ك��ر ال �خ��وارج‪ ،‬وم��ا‬ ‫ورد في كتاب قطب هو تطوير ملا جاء في كتاب حسن‬ ‫البنا مؤسس جماعة اإلخ��وان املسلمني «رسالة املؤتمر‬ ‫الخامس»‪.‬‬ ‫وه��ذه الفئة أنتجت مجموعة من املفاهيم املتطرفة مثل‬ ‫«ال�ح��اك�م�ي��ة»‪ ،‬و«ال �ف��رق��ة ال�ن��اج�ي��ة»‪ ،‬و«ح�ت�م�ي��ة ال �ص��دام»‪،‬‬ ‫و«الوالء والبراء»‪ ،‬لتذوب في مقابلها مفاهيم «الوطنية»‪،‬‬ ‫و«م �ق��اص��د ال� �ش ��رع»‪ ،‬و«ال� �ت ��راح ��م اإلن� �س ��ان ��ي»‪ ،‬ف �ه��ؤالء‬ ‫األشخاص قرأوا القرآن وخرجوا منه بصناعة مفاهيم‬ ‫أك�س�ب��وه��ا ب��ان��دف��اع أه ��وج ق��دس�ي��ة ال �ق��رآن رغ��م أن�ه��ا من‬ ‫صنعهم وأدت إلى تطرفهم‪.‬‬ ‫> ول �ك��ن ك�ي��ف ت�غ�ل��ب ه ��ذا ال�ف�ك��ر امل �ت �ط��رف على‬


‫مجلة العرب الدولية‬ ‫شهرية سياسية‬

‫تأسست في لندن عام ‪1980‬‬

‫‪www.majalla.com‬‬

‫كيف يمكن‬ ‫أن يتحول مخك‬ ‫لسالح قاتل؟‬

‫اشرتك اآلن‬ ‫واحصل على‬ ‫نسختك الورقية‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫شهرية سياسية‬

‫تأسست في لندن عام ‪1980‬‬

‫هل تأتي الرياح‬ ‫بما ال تشتهي‬ ‫ميركل؟‬

‫ليلى علوي‪ :‬الجلوس‬ ‫في البيت أفضل من تقديم‬ ‫أعمال ال أحبها‬

‫علي السمان يكتب‪ :‬سارتر جمعني بالراحل جمال عبد الناصر‬ ‫واشنطن‪ :‬انخفاض النفط فرصة لتنويع االقتصاد السعودي‬ ‫تداعيات الصراع الروسي األمريكي على املستنقع السوري‬

‫جوالت خاسـرة‬

‫‪ISSN 1319-0873‬‬

‫‪‬‬

‫‪11‬‬

‫‪‬‬

‫للحصول على العدد‬ ‫اسـتخـدم هاتفــك‬ ‫ال ــذكي لـمــسح‬ ‫هـ ـ ــذا الـ ــرقـ ـ ـ ــم‬

‫‪9 771319 087013‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬ ‫‪‬‬

‫‪Issue 1613 - November 2015‬‬

‫‪‬‬

‫فورن أفيرز‪ /‬أيار‪ /‬مايو ‪57 - 2014‬‬

‫‪2015‬‬ ‫أيلول‬ ‫‪1611‬‬ ‫العددالعدد‬ ‫(سبتمبر)‪2015‬‬ ‫أيار ‪(--‬يوليو)‬ ‫(يونيو)‬ ‫(مايو)‬ ‫تموز‬ ‫حزيران‬ ‫‪1607‬‬ ‫‪1609‬‬ ‫‪1608‬‬ ‫العدد‬

‫‪17‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪51‬‬


‫أكد أن املسلمني في الشرق األوسط وأوروبا يقعون ضحايا لألعمال اإلرهابية‬

‫‪ :‬اتخاذ منهج جماعي‬ ‫وزير الداخلية اإليطالي لـ‬ ‫لحل أزمة اهلجرة الحل الوحيد أمام أوروبا‬ ‫لندن‪ :‬مينا الدروبي‬ ‫ق��ال وزي��ر ال��داخ�ل�ي��ة اإلي�ط��ال��ي أنجلينو‬ ‫أل � �ف ��ان ��و ف� ��ي ك �ل �م �ت��ه ف� ��ي ك �ل �ي ��ة ل �ن��دن‬ ‫ل�ل�اق �ت �ص��اد‪« :‬ن� �ح ��ن ف ��ي ف� �ت ��رة أص �ب��ح‬ ‫فيها أحد واجباتنا اإلنسانية األساسية حماية‬ ‫اآلخرين»‪.‬‬ ‫وأضاف ألفانو في كلمة ثورية صادقة ألقاها ًفي‬ ‫لندن‪ ،‬بينما تزداد أزمة الهجرة إلى أوروبا عمقا‬ ‫ويجاهد ال��وزراء للبحث عن حل لها‪« :‬ال يمكن‬ ‫أن يتجاهل املواطنون األوروبيون ما يحدث في‬ ‫دول أخرى‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لقد أصبحت أوروب��ا أق��ل أمانا مما كانت عليه‬ ‫منذ عشرين ً‬ ‫عاما»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يبدو البحر املتوسط بعيدا ع��ن ل�ن��دن‪ ،‬ولكنها‬ ‫مسافة خادعة‪ .‬في عام ‪ ،2015‬وصل ‪ 250‬ألف‬ ‫الجئ ومهاجر بالفعل إلى إيطاليا واليونان عبر‬ ‫البحر املتوسط‪ ،‬الذي يعد بوابة أوروبا الجنوبية‪.‬‬ ‫وب��دأ الشعور بتأثيرات تدفق كل ه��ؤالء البشر‬ ‫يسود عبر جميع أنحاء القارة من صقلية إلى‬ ‫كاليه‪.‬‬ ‫وقال وزير الداخلية اإليطالي ألفانو على هامش‬ ‫ندوته في تصريحات لـ «املجلة» بشأن األهمية‬ ‫التي تمثلها تركيا بالنسبة لألزمة الراهنة‪« :‬إن‬ ‫تركيا من األط��راف الرئيسية املشاركة في حل‬ ‫دورا ً‬ ‫هذه املشكلة‪ .‬وهي تؤدي ً‬ ‫مهما للغاية في‬ ‫التعاون لحل أزمة الالجئني‪.‬‬ ‫وي�ج��ب أن نضمن وج ��ود ت�ف��اه��م م�ش�ت��رك بني‬ ‫أوروبا وتركيا حول كيفية حل القضية»‪.‬‬ ‫ي � ��زداد إدراك دول أوروب� � ��ا أله �م �ي��ة وض� ��رورة‬ ‫امل�س��اع��ي الطموحة ال�ت��ي ت�ه��دف إل��ى «إص�ل�اح»‬ ‫منطقة الشرق األوسط‪ّ .‬‬ ‫ويقيم ألفانو تلك الجهود‬ ‫التي تتم بالفعل للتعامل مع تدفق املهاجرين‬ ‫ً‬ ‫وال �ت �ه��دي��دات اإلره��اب �ي��ة‪ ،‬م��ؤم��ن��ا ب��وج��ود حاجة‬ ‫إلى اتخاذ منهج جماعي لضمان تحقيق األمن‬ ‫والرخاء‪.‬‬ ‫طالب ألفانو من خالل تصريحاته بلدان االتحاد‬ ‫ً‬ ‫األوروبي بالتوحد ً‬ ‫معا قائال‪« :‬أوروبا ثرية ويجب‬ ‫أن نتحد ملعالجة قضايا الهجرة وتهريب البشر»‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مضيفا‪« :‬يجب أن نقدم املساعدة إلى تلك الدول‬ ‫التي تحتاج إليها‪ ،‬ال يمكننا تفويت ح��ل آخر‬

‫‪34‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫وزير الداخلية اإليطالي أنجلينو ألفانو‬

‫أساسي‪ .‬توحيد القرار في اوروب��ا هو الطريق‬ ‫الوحيد للتغلب على املشكلة على املدى البعيد»‪.‬‬ ‫ولكن ق��ال ألفانو إن��ه «منذ ظهور ص��ور الطفل‬ ‫السوري الغريق ذي الثالثة أع��وام‪ ،‬رأت أوروب��ا‬ ‫أن هناك مشكلة‪ ،‬بيد أن��ه ل��م يتم التضامن مع‬ ‫إيطاليا»‪.‬‬ ‫وأضاف وزير الداخلية االيطالي‪« :‬نستطيع الفوز‬ ‫فقط إذا ظللنا متحدين‪ ،‬واآلن حان وقت الدعوة‬ ‫إلى عمل جماعي‪.‬‬ ‫يجب أن تكون لدينا سياسة أوروبية مشتركة‬ ‫ً‬ ‫فيما يتعلق بالهجرة واللجوء‪ ،‬ويجب أيضا أن‬ ‫نفصل بني طالبي اللجوء الصادقني واملهاجرين‬ ‫ألسباب اقتصادية‪ ،‬وأن نمنح األولوية ملن هو في‬ ‫أشد الحاجة إليها»‪.‬‬ ‫وشدد ألفانو على أهمية التعامل مع املهاجرين‬ ‫ألسباب اقتصادية بصورة مختلفة عن طالبي‬ ‫اللجوء‪.‬‬ ‫البحر‬ ‫يتميز‬ ‫�دن‪:‬‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫الحاضرين‬ ‫�ام‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫وق��ال أ‬ ‫ً‬ ‫املتوسط بأهمية جيوسياسية بصفته طريقا‬ ‫ً‬ ‫رئيسيا للهجرة من أفريقيا والشرق األوس��ط‬

‫إلى أوروب��ا‪ ،‬باإلضافة إلى م��روره باضطرابات‬ ‫سياسية هائلة ومواجهته الن�ع��دام االستقرار‬ ‫السياسي ف��ي ال��وق��ت ال��راه��ن‪ .‬ب��داي��ة م��ن انهيار‬ ‫الدولة الليبية إلى صعود تنظيم داع��ش‪ .‬أصبح‬ ‫ال�ب�ح��ر امل �ت��وس��ط م �ص� ً‬ ‫�درا رئ�ي�س� ً�ي��ا ل�ل�م�خ��اوف‬ ‫األمنية التي تهدد أوروبا‪.‬‬ ‫أدى ان �ت �ش��ار اإلره � ��اب وال �ف �ك��ر امل �ت �ط��رف على‬ ‫السواحل الجنوبية والشرقية املطلة على البحر‬ ‫املتوسط‪ ،‬باإلضافة إلى الضغوط الناشئة بسبب‬ ‫الهجرة‪ ،‬إلى تزايد إدراك البلدان األوروبية ألهمية‬ ‫وضرورة املساعي الطموحة لـ «إصالح» منطقة‬ ‫البحر املتوسط من أجل ضمان وجود حكومات‬ ‫رشيدة وتحقيق األمن والسالم‪.‬‬ ‫يعتقد ألفانو أن من «يقتلون باسم الله يختطفون‬ ‫الدين‪ .‬وال يوجد مبرر ألفعالهم‪ .‬فهم يستخدمون‬ ‫الدين رهينة في تلك الحالة»‪.‬‬ ‫كما أك��د ال��وزي��ر اإليطالي على أن املسلمني في‬ ‫الشرق األوسط وأوروبا يقعون ضحايا لألعمال‬ ‫اإلرهابية‪ ،‬لذلك قال‪« :‬يجب أن نمنع تلك الجرائم‬ ‫بوسيلة متطورة‪ ،‬وال يجب أن نخاف» <‬


‫وق�ض��اي��ا أم�ت�ن��ا‪ ،‬وأس��اس��ا القضية الفلسطينية‪،‬‬ ‫لنقول للعالم إن��ه ال حل للصراعات وال�ح��روب إال‬ ‫بالحوار وال بد من العمل معا على القضاء على‬ ‫بؤر التوتر في العالم بالحوار‪.‬‬ ‫جائزة نوبل جلبت أنظار العالم إلى تونس وجعلت‬ ‫الكثيرين يتحدثون عن تونس وثورتها وتصلنا‬ ‫اآلن دعوات من الداخل والخارج لتكريمنا وسنلتقي‬ ‫بعدة حكومات وبرملانات وشخصيات دولية لنبني‬ ‫لهم أهمية الجائزة‪  .‬‬ ‫ومن جهتها تقول وداد بوشماوي (رئيسة االتحاد‬ ‫التونسي للصناعة والتجارة)‪:‬‬ ‫ه��ذه ال�ج��ائ��زة م�ف�خ��رة ل�ت��ون��س ودل �ي��ل ع�ل��ى نجاح‬ ‫التونسيني في تجاوز خالفاتهم وتغليب أطراف‬ ‫الحوار الوطني للمصلحة الوطنية على املصلحة‬ ‫الحزبية‪ ،‬وبهذه الجائزة قدمت تونس املثال للعالم‬ ‫وأكدت أن الحوار يبقى أفضل الحلول أمام الفرقاء‬ ‫السياسيني ف��ي أي بلد ف��ي ال�ع��ال��م ل�ل��وص��ول إلى‬ ‫تسويات تراعي مصلحة الجميع ومصلحة البالد‬ ‫في املقام األول‪.‬‬ ‫كما تمثل هذه الجائزة حافزا لتونس للعمل على‬ ‫إنجاح كل امل�س��ارات‪ .‬وق��د أشعت تونس بفضل‬ ‫هذه الجائزة وتدعمت صورتها املشرقة في العالم‬ ‫كبلد يسير بخطى ثابتة نحو مزيد من تكريس‬ ‫ال�خ�ي��ار ال��دي�م�ق��راط��ي‪ ،‬وتصلنا منذ إع�ل�ان خبر‬ ‫ال�ح�ص��ول على ال�ج��ائ��زة دع ��وات م��ن ع��دة جهات‬ ‫دولية للتكريم والحديث عن التجربة التونسية‪،‬‬ ‫ونتوقع إقبال كثير من املستثمرين على تونس‬ ‫إذا أحسنا استغالل صورة بالدنا كأرض سلم‬ ‫واستقرار‪ ،‬وهذا دورنا اآلن‪ .‬وإذا لم يتحقق ذلك‬ ‫فتكفينا فرحة الشعب التونسي بهذه الجائزة‬ ‫وإشعاع اسم تونس في الخارج‪.‬‬ ‫اما عبد الستار بن موسى (رئيس الرابطة التونسية‬ ‫للدفاع عن حقوق اإلنسان فيقول)‪:‬‬ ‫ً‬ ‫تكريما للشعب التونسي ولتضحياته‬ ‫الجائزة تمثل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫من أجل قبوله بالحوار‪ ،‬وتكريما أيضا لكل شهداء‬ ‫الوطن ولألحزاب املشاركة في الحوار‪ ،‬وللمجتمع‬ ‫ً‬ ‫وخصوصا املنظمات التي رعت الحوار‪.‬‬ ‫التونسي‬ ‫لهذه الجائزة دالالت كثيرة أهمها أن الحوار هو آلية‬ ‫ضرورية ومثلى لحل املشكالت‪ ،‬مهما استعصت‪،‬‬ ‫وإحالل الوفاق والتفاهم بني األطراف السياسية‪،‬‬ ‫مهما اختلفت‪.‬‬ ‫والجائزة رسالة لألشقاء في سوريا وليبيا‪،‬‬ ‫ليدركوا أنه ال بديل عن الحرب والدمار إال الحوار‬ ‫لتجاوز الخالفات والتناقضات وإحالل السالم‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار فقد طلب رئيس مجلس الرئاسة‬ ‫في ليبيا من رباعي الحوار في تونس املشاركة‬ ‫في الوساطة وتسهيل الحوار بني أطراف الصراع‬ ‫في ليبيا‪.‬‬ ‫ال �ج��ائ��زة أي �ض��ا ح��اف��ز ل �ل��دول ال�ص��دي�ق��ة لتوجيه‬ ‫بعض االستثمارات فيها وسياحها إلى تونس‪،‬‬ ‫وق �ب��ول ال�ط�ل�ب��ة ال�ت��ون�س�ي�ين ل �ل��دراس��ة ف�ي�ه��ا‪ ،‬كما‬ ‫ّ‬ ‫تحمل املجتمع املدني في تونس مسؤولية أكبر‬ ‫م��ن أج��ل العمل على ح��ل املشكالت االجتماعية‬ ‫واالقتصادية ومقاومة الفقر والبطالة واإلرهاب‪،‬‬ ‫وهي مشكالت ال يمكن أن تحل إال بحوار تشارك‬

‫فاضل محفوظ‬

‫عبد الستار‬ ‫بن موسى‬

‫فيه كل األطراف السياسية واالجتماعية‪.‬‬ ‫ي�ق��ول محمد ال�ف��اض��ل محفوظ (عميد املحامني‬ ‫التونسيني)‬ ‫هذه الجائزة هامة ً‬ ‫جدا وقد أسعدتنا‪ ،‬وهي جائزة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سياسيا كامال شاركت‬ ‫مسارا‬ ‫عاملية جاءت لتتوج‬ ‫ف�ي��ه األح� ��زاب ال�ك�ب��رى وأك �ب��ر امل�ن�ظ�م��ات الوطنية‪،‬‬ ‫وقد انتهى هذا املسار بتتويج لطبقة مدنية قوية‬ ‫وطبقة سياسية ناضجة‪ .‬وقد ملسنا جدية من كل‬ ‫ً‬ ‫واستعدادا لتجاوز األزمة التي كانت تمر‬ ‫األطراف‬

‫وداد بوشماوي‬

‫حسني العباسي‬

‫بها ال�ب�لاد‪ .‬وبفضل ذل��ك أمكن للحوار أن ينجح‬ ‫ويتحقق الهدف املنشود والذي نرى اليوم نتائجه‬ ‫في املشهد السياسي في بالدنا‪.‬‬ ‫وباإلمكان اآلن التعريف بالتجربة التونسية التي‬ ‫أدت إلى تجنب هزات كبيرة بفضل الحوار وإقناع‬ ‫األشقاء واألصدقاء بدعم املسار الديمقراطي في‬ ‫ت��ون��س وج�ل��ب االس�ت�ث�م��ارات ال�ض��روري��ة لتحقيق‬ ‫اإلنعاش االقتصادي مع املحافظة على استقاللية‬ ‫القرار الوطني <‬ ‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪33‬‬


‫ً‬ ‫سريعا إلى فوضى ودماء‬ ‫تحول األمل الذي صاحب ثورات الربيع العربي في معظم البلدان العربية‬ ‫ً‬ ‫وانتكاسات ديمقراطية‪ .‬ولكن استطاعت دولة واحدة أن تحقق إنجازا لم يحققه الباقون‪ ،‬تمكنت تونس‪،‬‬ ‫أول دولة عربية تطيح بنظامها السياسي‪ ،‬من البقاء على طريق التحول الديمقراطي على الرغم من التدهور‬ ‫الذي حل باملنطقة من حولها‪.‬‬

‫اللجنة الرباعية لـ‬

‫الجائزة فرصة للتعريف بقضايا بالدنا وأمتنا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية‬

‫نوبل للسالم‪ ..‬قصة نجاح استثنائية في الربيع العربي‬

‫تونس‪ :‬بوبكر بن عمر‬ ‫حصل أح��د أكبر املساهمني ف��ي تحقيق‬ ‫ه��ذا اإلن�ج��از على ج��ائ��زة ف��ي التاسع من‬ ‫أك�ت��وب��ر (ت�ش��ري��ن األول) امل��اض��ي‪ ،‬حيث‬ ‫أعلن فوز اللجنة الرباعية للحوار الوطني في تونس‬ ‫بجائزة نوبل للسالم‪.‬‬ ‫ذكرت لجنة منح الجائزة أن نشاط اللجنة الرباعية‪،‬‬ ‫التي تتكون من منظمات املجتمع املدني في تونس‪،‬‬ ‫في حشد الشعب لدعم العملية الدستورية «كان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ضروريا لنجاح الثورة التونسية في عقد‬ ‫عامال‬ ‫انتخابات ديمقراطية سلمية في الخريف املاضي»‪.‬‬ ‫وأضافت اللجنة أن «الحوار الوطني الشامل الذي‬ ‫نجحت اللجنة في إقامته كافح انتشار العنف في‬ ‫تونس وبذلك أصبحت مهمتها مشابهة ملؤتمرات‬

‫حسني العباسي األمني‬ ‫العام لالتحاد العام‬ ‫التونسي للشغل (غيتي)‬

‫‪32‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫ً‬ ‫جانبا والسماح‬ ‫السالم التي أشار إليها ألفريد نوبل في وصيته»‪ .‬في إقناع حزب النهضة بالتنحي‬ ‫بعقد انتخابات جديدة‪.‬‬

‫القوى اإلسالمية والعلمانية‬

‫تحديات تونسية‬ ‫ال ت��زال تونس تواجه تحديات كثيرة‪ .‬من بينها‬ ‫أن مواطنيها يمثلون أكبر فئة من األجانب الذين‬ ‫ينضمون إلى تنظيم داعش‪ .‬كما تعرضت تونس‬ ‫ذاتها لعمليتني إرهابيتني كبيرتني في العام الحالي‪.‬‬ ‫في الوقت ذاته‪ ،‬يعاني نظام الدولة االقتصادي من‬ ‫الفساد واملحسوبية‪.‬‬ ‫ومع ذلك حصل التونسيون على الجائزة متفوقني‬ ‫على مرشحني آخ��ري��ن‪ ،‬مثل املستشارة األملانية‬ ‫أنجيال ميركل‪ ،‬ووزير الخارجية األميركي جون‬ ‫كيري‪ ،‬ووزير خارجية إيران جواد ظريف‪ ،‬والبابا‬ ‫فرانسيس‪.‬‬ ‫ق��دم��ت ت��ون��س ن�م� ً‬ ‫�وذج��ا ف��ري� ً�دا للنجاح ف��ي منطقة‬ ‫بائسة‪ ،‬مما جعلها تستحق التشجيع‪ ،‬كذلك يحق‬ ‫ً‬ ‫لبقية بلدان العالم العربي أن تجد ً‬ ‫سببا ولو ضئيال‬ ‫يبعث فيها األم��ل وس��ط ك��ل ه��ذا الغضب وال��دم��اء‬ ‫املراقة‪.‬‬

‫تعد ال�ج��ائ��زة أك�ب��ر م��ن م�ج��رد اع �ت��راف بمساعي‬ ‫اللجنة الرباعية الشجاعة واملخلصة‪ ،‬حيث تساهم‬ ‫ً‬ ‫أيضا في إبراز التقدم امللحوظ الذي حققته تونس‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وتشجيع دول الربيع على أن تحذو حذوها‪ .‬أحيانا‬ ‫ما كان يبدو هذا التقدم غير مستقر‪ ،‬حيث خاضت‬ ‫القوى اإلسالمية والعلمانية مواجهات حول العالقة‬ ‫بني الدين والدولة‪.‬‬ ‫وعندما هددت الخالفات واالغتياالت السياسية‬ ‫ب��إي�ق��اع ت��ون��س ف��ي ال�ف��وض��ى ع��ام ‪ ،2013‬تدخلت‬ ‫ال�ل�ج�ن��ة م��ن أج ��ل ت�ه��دئ��ة األوض � ��اع‪ .‬وواف� ��ق ح��زب‬ ‫النهضة الحاكم في ذلك الوقت ‪ -‬وهو حزب إسالمي‬ ‫الصبغة ‪ -‬على التنازل عن السلطة في عام ‪.2014‬‬ ‫وعلى خالف السائد في املنطقة‪ ،‬سلم الناخبون‬ ‫ال�س�ل�ط��ة إل��ى ت�ح��ال��ف ع�ل�م��ان��ي ي�ح�م��ل اس��م «ن��داء‬ ‫ً‬ ‫نسبيا للسلطة‪.‬‬ ‫تونس» في عملية انتقال سلمي‬ ‫وتم إقرار دستور جديد تنويري في العام املاضي‪.‬‬ ‫وتشترك أربع منظمات في الجائزة وهي‪ :‬االتحاد‬ ‫للصناعة‬ ‫العام التونسي للشغل‪ ،‬واالتحاد التونسي‬ ‫ماذا قالوا‬ ‫والحرف والصناعات اليدوية‪ ،‬والرابطة التونسية‬ ‫للدفاع عن حقوق اإلنسان‪ ،‬ونقابة‬ ‫املحامني في تصريحات خاصة للجنة الرباعية لـ «املجلة»‬ ‫ً‬ ‫التونسيني‪ .‬قام اتحاد الصناعة‪ ،‬وتحديدا يقول حسني العباسي (األمني العام لالتحاد العام‬ ‫قائده حسني عباسي‪ ،‬بدور محوري‬ ‫التونسي للشغل)‬ ‫ملا انطلقنا سنة ‪ 2013‬في رعاية الحوار الوطني‬ ‫للوصول إلى مخرج لألزمة السياسية التي كادت‬ ‫تعصف بالبلد لم ننتظر جائزة من أي جهة‪ ،‬بذلنا‬ ‫ك��ل ج�ه��دن��ا إلق �ن��اع األح � ��زاب ب �ض��رورة ال�ج�ل��وس‬ ‫إل��ى ط��اول��ة ال�ح��وار‪ ،‬فاستجابوا وغلبوا املصلحة‬ ‫الوطنية على مصالحهم الحزبية الضيقة‪ ،‬ولوالهم‬ ‫ملا نجحنا‪.‬‬ ‫الجائزة هي شرف لتونس وشعبها باعتبارها أكبر‬ ‫الجوائز العاملية‪ ،‬وقد جاءت في وقت تمر فيه البالد‬ ‫بصعوبات مختلفة‪ ،‬لعل أبرزها قضية اإلره��اب‬ ‫والوضع االقتصادي الصعب‪ ،‬وعلى املجتمع املدني‬ ‫تحمل مسؤولياته تجاه هذين امللفني‪.‬‬ ‫ال�ج��ائ��زة أيضا فرصة للتعريف بقضايا بالدنا‬


‫(كيف يمكن تنفيذ ما دعا امللك سلمان بن عبد العزيز الناس‬ ‫لتحقيقه في كل مكان)‪ ،‬كان وراء كثير من االستراتيجيات‬ ‫املقترحة‪.‬‬ ‫ومع الوقت‪ ،‬أقنع النشطاء ً‬ ‫كثيرا من شركات تقديم خدمات‬ ‫اإلنترنت األميركية بتبني مبدأ ف��رض رق��اب��ة بأنفسهم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫منافيا‬ ‫وعلى ال��رغ��م م��ن أن نشر الكراهية ربما ال ًيكون‬ ‫للقانون‪ ،‬تستطيع الشركات أن تضع «شروطا للخدمة»‪،‬‬ ‫يجب أن يوافق عليها جميع املستخدمني‪ ،‬تنص على أنهم‬ ‫ال يستطيعون استخدام املنصة للترويج لخطاب الكراهية‪.‬‬ ‫وفي الواليات املتحدة ً‬ ‫حاليا‪ ،‬تطلب معظم شركات اإلنترنت‬ ‫من كل املستخدمني قبول مثل تلك الشروط‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫م��ن أن تحقيق ذل��ك م��ا زال غ�ي��ر م�ك�ت�م��ل‪ ،‬أث�ب�ت��ت فعالية‬ ‫النشطاء باإلضافة إلى الضغط الشعبي في بعض األوقات‬ ‫أنهما يمكن أن يصبحا فعالني في إجبار شركات اإلنترنت‬ ‫على االلتزام باملعايير التي يفرضها الناس‪.‬‬

‫سابقة قانونية فريدة‬ ‫وفي الوقت نفسه‪ ،‬كانت هناك بعض الجماعات القانونية‬ ‫النشطة التي تعمل بال كلل لكي تحصل على سابقة قانونية‬ ‫فريدة من نوعها في الواليات املتحدة يمكن أن تكون فعالة‬ ‫ضد خطاب الكراهية‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬تشير منظمة‬ ‫«شركاء ضد الكراهية» إل��ى قضية شهيرة ع��ام ‪:1999‬‬ ‫حيث أق��رت املحكمة ب��أن ي��دف��ع تحالف م��ن املجموعات‬

‫امل�ع��ارض��ة ل�لإج�ه��اض م��ا ي��زي��د على ‪ 100‬مليون دوالر‬ ‫في مقابل األض��رار الناجمة عن توفير معلومات ملوقع‬ ‫إلكتروني مثلت خطرا على أمن عدد من األطباء والعاملني‬ ‫بالعيادات التي كانت تجري عمليات اإلج�ه��اض‪ .‬وك��ان‬ ‫املوقع قد نشر ص� ً‬ ‫�ورا للقائمني على عمليات اإلجهاض‬ ‫وع�ن��اوي��ن م�ن��ازل�ه��م ول��وح��ات أرق ��ام س�ي��ارات�ه��م وأس�م��اء‬ ‫أزواجهم وأوالدهم‪ .‬وفي ثالث حاالت‪ ،‬تم قتل طبيب بعد‬ ‫نشر بياناته على امل��وق��ع‪ .‬وعلى ال��رغ��م م��ن أن امل��وق��ع لم‬ ‫يدعو بشكل صريح للهجوم على األطباء‪ ،‬وج��دت لجنة‬ ‫املحلفني باملحكمة أن املعلومات التي كان املوقع ينشرها‬ ‫كانت تصل إلى مستوى التهديد باألذى الجسدي‪ .‬ويبدو‬ ‫ً‬ ‫واضحا‬ ‫التشابه بني قضية ‪ 1999‬والتحريض اإلرهابي‬ ‫ً‬ ‫تماما‪ ،‬وهناك سلسلة جديدة من القضايا في الواليات‬ ‫املتحدة التي من املتوقع أن تستغل خاللها تلك السابقة‬ ‫القانونية ضد الجماعات اإلرهابية‪.‬‬ ‫ومن املمكن أن تصبح األشكال الجديدة من التعاون الدولي‬ ‫وال�ت�ن�س�ي��ق ب�ين امل�ح��ام�ين األم�ي��رك�ي�ين امل �ق��اوم�ين ل�لإره��اب‬ ‫والحكومات العربية مثل السعودية ودول الخليج فاعلة في‬ ‫تعزيز نجاح تلك الجهود القانونية أخذا في االعتبار الطبيعة‬ ‫الدولية لذلك النوع من القضايا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وهناك عنصر مشترك يستحق املالحظة أيضا‪ ،‬بني دعوة‬ ‫امللك سلمان الواضحة للشباب السعودي ملواجهة خطاب‬ ‫ال�ك��راه�ي��ة‪ ،‬وال�خ �ط��اب ال ��ذي ي�ط��رح��ه ال�ن�ش�ط��اء األم�ي��رك�ي��ون‬ ‫املناهضون للكراهية‪ .‬فقد نشرت «رابطة مكافحة التشهير»‬

‫األميركية ً‬ ‫كتيبا بعنوان «رد الفعل على الكراهية اإللكترونية‪:‬‬ ‫أدوات الفعل»‪ .‬وه��و يقدم خطة عمل للدور ال��ذي يمكن أن‬ ‫تؤديه القطاعات املختلفة من املجتمع األميركي في مواجهة‬ ‫تلك الظاهرة املرفوضة‪.‬‬ ‫وتتضمن م�ق��اط��ع م��ن الكتيب «م��ا ال ��ذي يمكن أن تقدمه‬ ‫الشركات التي تقدم خدمات اإلن�ت��رن��ت»‪ ،‬و«م��ا ال��ذي يمكن‬ ‫أن تقوم به الحكومات»‪ ،‬و«ما الذي يمكن أن يقوم به اآلباء»‪،‬‬ ‫و«ما الذي يمكن أن يقوم به املستخدمون»‪.‬‬ ‫وتركز هذه الوثيقة العميقة على الدور املهم لألسرة في تعزيز‬ ‫احترام األشخاص القادمني من عرق أو إثنية مختلفة‪ .‬كما‬ ‫تدعو مستخدمي اإلنترنت ألن ي��ردوا بفعالية على دع��اة‬ ‫الكراهية على شبكة اإلنترنت من خالل طرح رسائل إيجابية‪.‬‬ ‫ك�م��ا ت�ح��ذر مستخدمي اإلن �ت��رن��ت م��ن ال�س�م��اح ألنفسهم‬ ‫باالنجرار إلى «الوحل» مع دعاة الكراهية اإللكترونية وحث‬ ‫مواقع تصفح اإلنترنت عبر وسائل التواصل املعروفة أن‬ ‫ترى القبح الذي يدعو إليه دعاة الكراهية‪.‬‬ ‫وب�غ��ض ال�ن�ظ��ر ع��ن اخ �ت�لاف األن�ظ�م��ة ال�ق��ان��ون�ي��ة والتقاليد‬ ‫االجتماعية واملبادئ التي تتبناها البلدان املختلفة من العالم‪،‬‬ ‫كلما تمعنا ف��ي االس�ت�ج��اب��ات الشعبية لخطاب الكراهية‪،‬‬ ‫أص �ب��ح واض� ً�ح��ا أن امل��واط �ن�ين امل�ت�ح�ض��ري��ن ف��ي ك��ل مكان‬ ‫متحدون في مواجهته‪ .‬وما ينقصنا فقط هو تكوين روابط‬ ‫أقوى وشراكات عبر الحدود ملعالجة املشكلة‪ ،‬أي تقديم رد‬ ‫فعل عابر للقوميات في مواجهة ما يعد ‪ -‬في النهاية ‪ -‬كارثة‬ ‫عابرة للقوميات <‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪31‬‬


‫أكد خادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبد العزيز أن اإلعالم الجديد بانماطه‬ ‫وق�ن��وات��ه امل�ت�ع��ددة‪ ،‬وإن�ت�ش��اره عبر البث الفضائي‪ ،‬واج�ه��زة االت �ص��االت الذكية‪،‬‬ ‫أصبح الالعب األول واألخطر تأثيرا على الشباب ‪ ،‬حاثا على ضرورة حمايتهم‬ ‫وتحصينهم ضد الطائفية واإلره��اب والغلو والتطرف‪ ،‬والرسائل السالبة‪،‬التي‬ ‫تبثها بعض وسائل اإلعالم‪ .‬جاء ذلك ضمن كلمة القاها نيابة عنه االمير خالد‬ ‫الفيصل أمير مكة املكرمة في حفل افتتاح مؤتمر مكة املكرمة السادس عشر الذي‬ ‫نظمته رابطة العالم اإلسالمي في سبتمبر (أيلول) املاضي‪.‬‬

‫الغرب يتبنى مبادرة خادم الحرمني الشريفني في مكافحة‬ ‫التطرف عبر مواقع التواصل االجتماعي‬

‫في مواجهة كارثة عابرة لألديان‬ ‫والقوميات ‪ ..‬كيف نمنع نشر‬ ‫الكراهية عبر اإلنترنت؟‬ ‫ودول� ً�ي��ا تشترك فيه ك��ل ال��دول ال��واق�ع��ة على الجبهة (ضد‬ ‫نيويورك‪ :‬جوزيف براودي‬ ‫ً‬ ‫متجاوزا سياسات الدول‬ ‫اإلرهاب)»‪ .‬ولكنه استأنف الحديث‬ ‫ً‬ ‫قائال‪« :‬يجب أن تتضمن الجهود أيضا الشركات‪ ،‬خاصة‬ ‫أدل��ى امللك سلمان بن عبد العزيز في مناسبات الشركات الكبرى التي عليها واجب عليها أن تؤديه»‪.‬‬ ‫ع� ��دة‪ ،‬ب�س�ل�س�ل��ة م��ن ال �ت �ص��ري �ح��ات امل �ه �م��ة ح��ول‬ ‫الظاهرة املنتشرة لتجنيد اإلرهابيني وتحريضهم يجرم القانون الفرنسي تشويه سمعة‬ ‫عبر اإلن�ت��رن��ت‪ .‬ودع��ا امللك سلمان الشباب ال�س�ع��ودي ألن‬ ‫يبادروا بمواجهة اإلرهابيني عبر شبكة اإلنترنت‪ ،‬من خالل املجتمعات والدين‬ ‫محاججة التفسيرات الخاطئة لإلسالم وطرح رؤاهم وفهمهم مما ال شك فيه أن دعوة القطاع الخاص لكي يؤدي دوره هي‬ ‫املتسامح للدين اإلسالمي‪ .‬كما دعا‬ ‫األشخاص الواعني في دعوة مهمة للغاية؛ ألن معظم حمالت التحريض اإلرهابية‬ ‫ً‬ ‫جميع أنحاء العالم – س��واء كانوا دوال أو كيانات من غير على شبكة اإلنترنت كانت تستخدم املنصات التجارية التي‬ ‫ال��دول ‪ -‬أن ي��ؤدوا دوره��م في مكافحة التطرف على شبكة تديرها الشركات وليس الحكومات (بداية من كبرى شركات‬ ‫اإلنترنت ووسائل التواصل االجتماعي‪.‬‬ ‫التواصل االجتماعي الدولية مثل («تويتر»‪ ،‬و«فيسبوك»‪،‬‬ ‫أث ��ارت تعليقات امل�ل��ك س�ل�م��ان الكثير م��ن ال�ق�ض��اي��ا املهمة وغيرهما)‪ ،‬وصوال إلى الشركات التي تقدم خدمات اإلنترنت‬ ‫لشعوب وقيادات املجتمعات الديمقراطية الغربية التي تواجه املحلية‪ .‬وملح هوالند إلى أن الحكومات ال يمكنها أن تكافح‬ ‫هي األخرى مشكالت مماثلة‪ .‬كما ألقت تصريحاته بالضوء اإلرهاب وحدها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وكثيرا من األميركيني يتفقون‬ ‫على التناقضات ال�ص��ارخ��ة ب�ين ال ��دول ف��ي ش�م��ال أميركا وعلى الرغم من أن هوالند‬ ‫وأوروبا – كذلك حلفاؤهم العرب ‪ -‬فيما يتعلق بتوجهاتهم على تشخيص املشكلة‪ ،‬فقد ك��ان��ت استجابة فرنسا‬ ‫املختلفة في التعامل مع تلك الكارثة املشتركة‪.‬‬ ‫ومعظم أوروب��ا الغربية مختلفة عن استجابة الواليات‬ ‫كما القى الرئيس الفرنسي فرنسوا هوالند‪ ،‬بتصريحات امل�ت�ح��دة‪ .‬فكما الح��ظ روزن‪ ،‬ي�ج��رم ال�ق��ان��ون الفرنسي‬ ‫حول اإلره��اب و«الشبكة العنكبوتية» مماثلة إلى حد كبير تشويه سمعة املجتمعات والدين‪ ،‬فيما ال يحظر القانون‬ ‫لطبيعة التصريحات التي أدلى بها امللك سلمان‪ ،‬حيث طالب األميركي االف�ت��راء ال��ذي تمارسه «ه��وي��ة مجتمعية» بل‬ ‫القيادات أن يتحدوا في حملة عاملية ضد اإلرهاب‪ .‬في البداية يحظر فقط افتراءات األفراد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بدت تصريحاته مألوفة؛ إذ قال‪« :‬يجب أن يكون الرد عامليا ومن ثم فإنه فيما يتعلق بمقدمي خدمات اإلنترنت املحليني‪،‬‬

‫‪30‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫األمير خالد الفيصل أمير مكة املكرمة في أفتتاح مؤتمر‬ ‫(الشباب املسلم واإلعالم الجديد) بمقر رابطة العالم‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬وإلى جانبه مفتي عام السعودية وأمني عام‬ ‫الرابطة ورئيس جامعة األزهر (واس)‬

‫تستطيع الحكومة الفرنسية ببساطة أن تطلب من مقدم‬ ‫الخدمة داخل حدودها أن يغلق ً‬ ‫موقعا يديره اإلرهابيون فيما‬ ‫ال تستطيع الحكومة األميركية أن تفعل ذلك‪.‬‬ ‫وفي الوقت نفسه‪ ،‬تزعم شركات وسائل التواصل االجتماعي‬ ‫الكبرى والعابرة للقوميات أنها تلتزم بالقوانني املحلية للدول‬ ‫التي تعمل بها‪ ،‬ولكنها ً‬ ‫عمليا ال تفعل ذل��ك‪ .‬فحتى خالل‬ ‫ذروة الشغب ف��ي بنغازي ‪ 2012‬وال��ذي ان��دل��ع ض��د الفيلم‬ ‫األم�ي��رك��ي ال��ذي ت��م بثه على «ي��وت�ي��وب» (ب ��راءة املسلمني)‪،‬‬ ‫رفضت «غوغل» أن تحجب الفيلم عبر محرك بحثها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وجزئيا في ليبيا‬ ‫مختصرا‬ ‫وبعدها قدمت الشركة استثناء‬ ‫ومصر فقط‪ ،‬حيث كانت هناك مخاطر عالية من أن يثير‬ ‫الفيلم أعمال عنف‪ .‬وخالل الشهر الحالي‪ ،‬وفي ظل العنف‬ ‫في إسرائيل‪ ،‬حاول النشطاء اليهود األميركيون إقناع موقع‬ ‫ً‬ ‫يهوديا»‪ ،‬والتي‬ ‫«فيسبوك» بحذف صفحة بعنوان «اطعن‬ ‫تحاول إقناع الناس بقتل اليهود عندما يجدونهم‪ .‬وحتى‬ ‫وقت كتابة هذا املقال‪ ،‬ما زال «فيسبوك» يرفض أن يحذف‬ ‫الصفحة‪ .‬وهناك اآلالف اآلخرون الذين يشوهون ويحرضون‬ ‫ضد أناس آخرين من ديانات وقوميات مختلفة‪.‬‬

‫شركاء ضد الكراهية‬ ‫ً‬ ‫وأخ� ��ذا ف��ي االع �ت �ب��ار م�س��اح��ة ال ��والي ��ات امل�ت�ح��دة الشاسعة‬ ‫وال�ح��ري��ات ال�ت��ي يستغلها املتطرفون لنشر الكراهية على‬ ‫اإلنترنت‪،‬فإن السؤال املتعلق بكيف يمكن التعامل مع املشكلة‬


‫املوقف الفعلي لباراك أوباما تجاه الدور الروسي في سوريا‬ ‫هناك‬

‫بقلم‪:‬‬ ‫طوني بدران‬

‫تدخل موسكو‬ ‫العسكري يدعم‬ ‫رؤية الرئيس‬ ‫األمريكي القائمة‬ ‫على إعادة تركيب‬ ‫توازن القوى يف‬ ‫املنطقة‬

‫نظرية سائدة في بعض األوساط السياسية‬ ‫والصحافية ملوقف الرئيس األميركي باراك‬ ‫أوباما من التدخل العسكري الروسي في‬ ‫سوريا‪ ،‬تقول إن خطوة الرئيس فالديمير بوتني باغتت‬ ‫الرئيس األميركي وإدارت��ه‪ .‬فبحسب هذه القراءة‪ ،‬يجب‬ ‫علينا أن نصدق أن كل التحضيرات الروسية على مدى‬ ‫األشهر املاضية‪ ،‬مثل السفن الحربية الروسية التي عبرت‬ ‫البوسفور مدججة بالسالح والخبراء العسكريني‪ ،‬أخذت‬ ‫البيت األبيض على غفلة‪ ،‬ووضعت الرئيس أوباما في‬ ‫حالة تصادم مع الرئيس بوتني في سوريا‪.‬‬ ‫إن أردن��ا أن نفهم املوقف الفعلي للرئيس أوباما في ما‬ ‫خص الدور الروسي في سوريا‪ ،‬علينا أوال العودة إلى‬ ‫ب��داي��ات ال�ث��ورة السورية‪ .‬تحديدا‪ ،‬إل��ى والدة «مجموعة‬ ‫أصدقاء سوريا» أوائل عام ‪.2012‬‬ ‫كان الهدف من إنشاء تلك املجموعة‪ ،‬بمبادرة فرنسية‪،‬‬ ‫االلتفاف على ح��ق النقض ال��روس��ي ف��ي مجلس األم��ن‬ ‫الذي كان رافضا ألي قرار يدين الرئيس األسد ويطالب‬ ‫برحيله‪.‬‬ ‫ولكن عندما بدأ بعض األعضاء النافذين في «مجموعة‬ ‫أصدقاء سوريا» بالدعوة إلى دعم الجيش السوري الحر‬ ‫وإلى إقامة مناطق آمنة‪ ،‬فوجئوا بإصرار البيت األبيض‬ ‫على التفاوض مع الكرملني‪ ،‬وم��ن ثم رفضه ألي طرح‬ ‫عسكري من شأنه اإلطاحة بالرئيس األسد‪ .‬بكالم آخر‪،‬‬ ‫نقل الرئيس أوباما الفيتو الروسي من مجلس األمن إلى‬ ‫«مجموعة أصدقاء سوريا»‪ ،‬واستعمله ليعرقل أي طرح‬ ‫بإمكانه اإلطاحة باألسد‪ ،‬آمال أن يقدم بوتني حال لألزمة‬ ‫السورية قبل اجتماع قمة الثماني في ربيع ‪.2012‬‬ ‫ب�ع��د ذل��ك بقليل خ��رج إع�ل�ان ج�ن�ي��ف ال ��ذي ات �ف��ق عليه‬ ‫�أت على ذكر مستقبل‬ ‫األميركيون وال��روس وال��ذي لم ي� ِ‬ ‫ال��رئ�ي��س األس ��د‪ .‬س��وق��ت اإلدارة األم�ي��رك�ي��ة وقتها لهذا‬ ‫االت�ف��اق على أن��ه يقضي ضمنا برحيل األس��د بسبب‬ ‫دعوة اإلعالن إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية مشتركة‬ ‫يتفق عليها الطرفان في سوريا‪ .‬طبعا‪ ،‬كان التفسير‬ ‫الروسي لإلعالن مختلفا جدا‪.‬‬ ‫ثم جاء هجوم األسد الكيماوي عام ‪ 2013‬ليسلط الضوء‬ ‫على شبه تعاون بني الرئيسني أوباما وبوتني في امللف‬ ‫ال�س��وري‪ .‬فعلى الرغم من تصريحات وزي��ر الخارجية‬ ‫جون كيري يومها عن ضرورة معاقبة األسد‪ ،‬كان أوباما‬ ‫قد بادر باالتصال بالروس للتوصل إلى حل يعفيه من‬ ‫التدخل ويبقي على األس��د طرفا في املعادلة السورية‪.‬‬ ‫أظهر تنسيق أوباما مع الروس مدى عدم مباالته بأي من‬ ‫حلفائه في ما يخص سوريا‪ .‬ومرة أخرى‪ ،‬كرر أوباما‬ ‫املناورة ذاتها التي استخدمها لتحييد «أصدقاء سوريا»‪،‬‬ ‫أي منع أي ضغط أو قرار يمكن أن يؤدي إلى إسقاط نظام‬ ‫األسد عبر اللجوء إلى الروس‪.‬‬ ‫بعد املبادرة األميركية ‪ -‬الروسية حول الكيماوي‪ ،‬تابع‬ ‫أوباما تنسيقه مع روسيا وصوال إلى مؤتمر جنيف‪.2‬‬ ‫بعد فشل املؤتمر‪ ،‬بدأ التماهي يكبر بني البيت األبيض‬ ‫وال�ك��رم�ل�ين‪ ،‬خ�ص��وص��ا ف��ي م��ا يتعلق ب��األول��وي��ات في‬

‫سوريا‪ ،‬بحيث أصبح تركيز اإلدارة األميركية بشكل‬ ‫رئيسي على محاربة اإلرهاب‪ .‬كما أكدت واشنطن على‬ ‫ضرورة املحافظة على «مؤسسات» النظام السوري‪ ،‬أي‬ ‫الجيش واألمن‪ ،‬وأصبح الحديث عن التسوية في سوريا‬ ‫يركز على تشكيل حكم جديد ائتالفي مهمته استئصال‬ ‫املجموعات اإلرهابية‪ ،‬وهو تماما ما تطالب به روسيا‪.‬‬ ‫وبالفعل بدأ البيت األبيض يتخلى تدريجيا عما سوقه‬ ‫سابقا من ناحية تفسير إعالن جنيف بأن ال مستقبل‬ ‫لألسد في أية تسوية سياسية في سوريا‪ ،‬وب��دأ يميل‬ ‫أكثر إل��ى التفسير الروسي القائل ببقائه مل��دة انتقالية‬ ‫غير محددة‪.‬‬ ‫كان أوباما أقر قبوله بدور لألسد في املرحلة االنتقالية في‬ ‫مقابلة تلفزيونية في ‪ ،2014‬حني تكلم عن عدم إمكانية‬ ‫«ترؤس» األسد «لكامل» العملية «االنتقالية»‪ .‬اليوم أصبح‬ ‫تصريح الرئيس أوباما هو املوقف األميركي املعلن‪ ،‬وهو‬ ‫يجهد أن يفرضه على كل من فرنسا والسعودية وتركيا‪.‬‬ ‫وراء م��وق��ف أوب��ام��ا رؤي �ت��ه اإلق�ل�ي�م�ي��ة ال �ت��ي ت �ق��وم على‬ ‫االعتراف بمصالح روسيا وإيران في سوريا واملنطقة‪.‬‬ ‫تحديدا‪ ،‬يعترف أوباما بمصالح طهران وموسكو في‬ ‫سوريا ويرفض أي حرب بالوكالة تضرب تلك املصالح‪،‬‬ ‫وهو ما سعى لتوثيقه إيرانيا باالتفاق النووي‪ ،‬والذي‬ ‫سبقته رس��ائ��ل س��ري��ة للمرشد األع �ل��ى ع�ل��ي خامنئي‬ ‫طمأنه فيها على عدم نيته ضرب األسد‪ .‬من هذه الزاوية‪،‬‬ ‫كما يبدو‬ ‫فإن التدخل الروسي منسجم مع رؤية أوباما‪ّ ،‬‬ ‫جليا من طريقة ال��رد األميركي‪ ،‬أو عدمه‪ .‬إذ يعقد هذا‬ ‫التدخل أي ط��رح عسكري م�ض��اد‪ ،‬م��ن مناطق آمنة أو‬ ‫غيرها‪ ،‬ويضع مصلحة إيران في سوريا تحت حماية‬ ‫روسية‪.‬‬ ‫أخ�ي��را‪ ،‬يدعم التدخل ال��روس��ي العسكري رؤي��ة أوباما‬ ‫القائمة على إع ��ادة تركيب ت ��وازن ال�ق��وى ف��ي املنطقة‪.‬‬ ‫فمن املحتمل أن تعرقل القواعد العسكرية الروسية في‬ ‫الساحل وربما في دمشق حرية العمل اإلسرائيلي ضد‬ ‫األهداف اإليرانية في مناطق محددة في سوريا‪.‬‬ ‫وق��د ي �ح��اول أوب��ام��ا أن يستثمر ف��ي ال�ت��دخ��ل ال��روس��ي‬ ‫ليجبر الالعبني اإلقليميني الداعمني للثورة على القبول‬ ‫باستمرار النفوذ اإلي��ران��ي في سوريا‪ ،‬والجلوس على‬ ‫طاولة املفاوضات والقبول بحل يبقي األسد في مرحلة‬ ‫انتقالية (ت��دوم في الحد األدن��ى حتى نهاية واليته في‬ ‫البيت األبيض)‪.‬‬ ‫وإن لم يتم التوصل إلى حل سياسي انتقالي مع دور‬ ‫لألسد فيه‪ ،‬فسيترك أوباما البيت األبيض دون أن يدخل‬ ‫ف��ي م��واج�ه��ة م��ع مصالح إي ��ران اإلقليمية‪ ،‬ب��ل سيترك‬ ‫ال�ت�ع��اون قائما معها ف��ي ال �ع��راق‪ ،‬حيث يتعاون حلفاء‬ ‫طهران مع سالح الجو األميركي‪ ،‬وفي سوريا تحت املظلة‬ ‫الروسية‪.‬‬ ‫على كل األحوال‪ ،‬أوباما‪ ،‬الذي استفاد من دور موسكو في‬ ‫محطات مفصلية خالل السنوات الثالث األخيرة في سوريا‪،‬‬ ‫يستفيد مجددا اليوم من التدخل العسكري الروسي كونه‬ ‫ينسجم مع أولوياته ورؤيته للمنطقة <‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪29‬‬


‫فاز رئيس بيالروسيا املنتهية واليته ألكسندر لوكاشينكو بوالية خامسة في االنتخابات الرئاسية التي‬ ‫جرت وأعلنت نتائجها في ‪ 10‬أكتوبر (تشرين األول) املاضي‪ .‬لوكاشينكو الذي يحكم البالد منذ عام ‪1994‬‬ ‫حصل على ‪ 84‬في املائة من نسبة األصوات‪ ،‬وهي أكبر نسبة يحصل عليها خالل فترة حكمه حتى اآلن‪،‬‬ ‫حسب ما أعلنته اللجنة االنتخابية املركزية‪ .‬اإلعالن عن نتائج االنتخابات التي كانت شبه محسومة حسب‬ ‫املعارضة تزامن مع مظاهرات عارمة في العاصمة مينسك طالبت لوكاشينكو بالرحيل عن السلطة‪.‬‬

‫آخر ديكتاتور في أوروبا يرتدي «عباءة السوفيات» بعد إعادة انتخابه ً‬ ‫رئيسا لبيالروسيا لفترة خامسة‬

‫لوكاشينكو‪ ..‬رجل بوتني في الغرب‬ ‫مينسك (روسيا البيضاء)‪:‬‬ ‫ألقت األزم��ة ف��ي أوك��ران�ي��ا بظاللها على جميع األط��راف ذات‬ ‫ال �ص �ل��ة‪ ،‬ف�ق��د ت�ع��رض��ت روس �ي��ا ل�ل�ع�ق��وب��ات‪ ،‬ب��اإلض��اف��ة إل��ى‬ ‫الخالفات مع ال�خ��ارج‪ .‬وواج��ه حلف شمال األطلسي ً‬ ‫تحديا‬ ‫غير مسبوق منذ نهاية الحرب ال�ب��اردة‪ .‬وم��ا زال��ت أوكرانيا‬ ‫نفسها التي مزقتها األزمة واستنزفتها‪ ،‬تحاول التعافي بعدما‬ ‫توقف القتال في شرق البالد‪ .‬ولم يكن هناك سوى فائز واحد‬ ‫من هذه الفوضى‪ ،‬وهو ألكسندر لوكاشينكو رجل روسيا‬ ‫أوكرانيا‪ ،‬القوي ذو الشوارب املميزة‪.‬‬ ‫البيضاء‪ ،‬التي تقع شمال‬ ‫ً‬ ‫كان لوكاشينكو‪ ،‬الذي عمل سابقا كمدير ملزارع الدولة‪ ،‬يحكم‬ ‫روسيا البيضاء ملدة ‪ 21‬عاما‪ .‬قاتل من أجل الفوز بالفترة‬ ‫الرئاسية الخامسة على التوالي في االنتخابات التي اجريت في‬ ‫‪ 11‬أكتوبر (تشرين األول) املاضي‪ .‬وحقق لوكاشينكو ما أراد‪.‬‬ ‫ودائما ما يسافر الرجل الذي يشتهر بأنه «آخر طغاة أوروبا»‬ ‫في كل مكان مصطحبا ابنه الذي يبلغ حاليا ‪ً 11‬‬ ‫عاما والذي‬ ‫مسدسا ً‬ ‫ً‬ ‫ذهبيا ويتوقع أن يتلقى التحية من جنراالت‬ ‫يحمل‬ ‫روسيا البيضاء‪.‬‬

‫لجزيرة القرم‪ ،‬فإنه طرح إقامة مباحثات السالم في عاصمة‬ ‫بالده‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬أصبح السياسيون األوروبيون الذين طاملا‬ ‫ً‬ ‫همجيا يتجهون إلى أبواب قصره‪ .‬فيقول‬ ‫اعتبروا لوكاشينكو‬ ‫ً‬ ‫الدبلوماسيون الغربيون إن لوكاشينكو أقل بغضا من الرئيس‬ ‫الروسي فالديمير بوتني‪ .‬وعلى الرغم من أننا ال يمكننا اعتبار‬ ‫ذلك ً‬ ‫مديحا فإنه يعد كذلك على نحو ما‪.‬‬ ‫في أواخ��ر أغسطس (آب) املاضي‪ ،‬أطلق لوكاشينكو سراح‬ ‫ستة سجناء سياسيني بمن فيهم م�ك��وال ستاتكيفيتش‪،‬‬ ‫ً‬ ‫املرشح الرئاسي السابق الذي كان مسجونا منذ ‪.2010‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬يشعر خصوم النظام بالغضب‪ ،‬إذ إن الدفاع‬ ‫ع��ن الديمقراطية يكلف خصوم لوكاشينكو حريتهم وفي‬ ‫بعض األحيان حياتهم‪ ،‬فيقول ستاتكيفيتش إن دفاع أوروبا‬ ‫عن القيم الديمقراطية اتضح أنه «مجرد كلمات فارغة»‪ .‬ولكن‬

‫سجن خصوم لوكاشينكو‬ ‫وع �ل��ى ال��رغ��م م��ن أن ان�ت�خ��اب��ات ‪ 2010‬ان�ت�ه��ت بعملية قمع‬ ‫عنيفة للمتظاهرين وسجن خصوم لوكاشينكو‪ ،‬وفرض‬ ‫االتحاد األوروبي للعقوبات باإلضافة إلى حظر سفر كبار‬ ‫امل�س��ؤول�ين بمن فيهم لوكاشينكو نفسه‪ ،‬ف��إن الرئيس‬ ‫الحالي بعد نتيجة االنتخابات ب��ات‪ ،‬يشعر بالطمأنينة‬ ‫في الداخل ويتمتع بوضع دول��ي أفضل‪ ،‬وهو ما يرجع‬ ‫الفضل فيه إلى أوكرانيا‪.‬‬ ‫يقول املحلل السياسي فالري كاربالفيتش إنه مقارنة‬ ‫ب��ال �ف��وض��ى ال �ت��ي أع �ق �ب��ت االن �ت �خ��اب��ات ف ��ي ال�ع��اص�م��ة‬ ‫األوك��ران�ي��ة‪ ،‬كييف‪ ،‬يميل مواطنو روس�ي��ا البيضاء إلى‬ ‫اإلف��ادة من إص��رار لوكاشينكو على االستقرار حتى إذا‬ ‫كان ذلك يقترن بتراجع مستوى املعيشة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويستخدم أيضا الرئيس املاكر النزاع في أوكرانيا لكي يقدم‬ ‫نفسه ب��اع�ت�ب��اره رج��ل دول ��ة‪ .‬ف�ف��ي ح��رب ش ��ارك فيها أكبر‬ ‫شريكني تجاريني لروسيا البيضاء‪ ،‬تبنت األخيرة‪ ،‬إلى حد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫محايدا‪.‬‬ ‫كبير‪ ،‬موقفا‬ ‫وامل��ده��ش أن لوكاشينكو رغ��م ع��دم اعترافه بضم روسيا‬ ‫‪28‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫لوكاشينكو‬ ‫ً‬ ‫مصطحبا نجله‬ ‫البالغ من العمر ‪11‬‬ ‫ً‬ ‫عاما (غيتي)‬

‫الدبلوماسيني األوروبيني كانوا حاسمني في أنهم ليس لديهم‬ ‫خيار سوى التعاون مع الحكومة التي تحكم روسيا البيضاء‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بالنسبة للوكاشينكو‪ ،‬يمثل الغرب معادال العتماد روسيا‬ ‫البيضاء على روسيا‪ .‬فقد أخاف ضم روسيا لشبه جزيرة‬ ‫القرم خالل العام املاضي السلطات التي تعتمد في حكمها على‬ ‫استقالل روسيا البيضاء‪ .‬وعلى الرغم من أن العالقة بينهما‬ ‫وثيقة‪ ،‬فإن العالقات مع روسيا ليست خالية من التوترات‪.‬‬ ‫كان آخرها إثر طلب بوتني بناء قاعدة روسية جوية خارج‬ ‫بابروسك جنوب شرقي مينسيك‪ .‬وعارض لوكاشينكو وقتها‬ ‫الفكرة ً‬ ‫نظرا ملا أثارته القاعدة البحرية الروسية في جزيرة القرم‬ ‫من أجراس الخطر‪.‬‬ ‫وت�ع�ت�م��د روس �ي��ا ال�ب�ي�ض��اء ع�ل��ى امل �س��اع��دات ال��روس �ي��ة التي‬ ‫خفضتها ح�ك��وم��ة ب��وت�ين خ�ل�ال ه��ذا ال �ع��ام‪ .‬ون �ظ� ً�را لتراجع‬ ‫ال �ص ��ادرات‪ ،‬ف�ق��د ي�ت��راج��ع ال�ن��ات��ج امل�ح�ل��ي اإلج�م��ال��ي لروسيا‬ ‫ال�ب�ي�ض��اء بنسبة ‪ 3.5‬ف��ي امل��ائ��ة خ�ل�ال ال �ع��ام ال�ح��ال��ي‪ .‬وألول‬ ‫مرة‪ ،‬لم تقم الشركات الحكومية بزيادة األجور كرشوة قبيل‬ ‫االنتخابات‪ .‬كما استبدل أحد مصانع منتجات األلبان أجور‬ ‫املوظفني خالل الصيف باللنب املكثف‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ونظرا ألنه كان في أمس الحاجة إلى النقد‪ ،‬قابل لوكاشينكو‬ ‫كريستني الغارد‪ ،‬رئيسة صندوق النقد الدولي‪ ،‬وفي يده باقة‬ ‫زهور‪ ،‬خالل الشهر املاضي‪ ،‬عندما كان في نيويورك الجتماع‬ ‫الجمعية العامة لألمم املتحدة‪.‬‬ ‫لوكاشينكو يرغب في‬ ‫أن‬ ‫نظن‬ ‫أن‬ ‫يقول مراقبون‪ ،‬من السذاجة‬ ‫ً‬ ‫توجيه روسيا البيضاء صوب الغرب؛ فوفقا ملا قاله أليج‬ ‫مانيف من «معهد مينسيك املستقل للدراسات‬ ‫السياسية واالجتماعية واالق�ت�ص��ادي��ة» فقد‬ ‫ازدادت حاجة روسيا البيضاء إلى التقارب‬ ‫مع روسيا أكثر من االتحاد األوروب��ي خالل‬ ‫السنتني املاضيتني‪.‬‬ ‫و أبدى لوكاشينكو الرغبة في التكامل روسيا‬ ‫من جديد خالل اجتماع له مع بوتني‪،‬كما أن روسيا‬ ‫البيضاء هي عضو نشط في االتحاد االقتصادي‬ ‫األوروبي اآلسيوي التابع لروسيا‪ .‬ووفقا ملعاهدة طويلة‬ ‫امل ��دى‪ ،‬تشترك ال��دول�ت��ان ف��ي ح��دود مفتوحة وال�ت��زام��ات‬ ‫بالدفاع املشترك (عندما تسافر من موسكو إلى مينسيك‪،‬‬ ‫تغادر الرحالت كرحالت داخلية)‪.‬‬ ‫ويقول أحد رجال األعمال البارزين‪ ،‬إن لوكاشينكو رجل بوتني‬ ‫في أوروبا يحاول بعد اعادة انتخابه تملق الغرب لتحقيق املزيد‬ ‫من املكاسب لروسيا <‬


‫مع ميلشيات ومنظمات خارجة على مفهوم الدولة‬ ‫كحزب الله وامليلشيات الشيعية في العراق‪.‬‬ ‫إشكالية الحضور الروسي في سوريا هو تقاطع‬ ‫انتقال التحالف الروسي‬ ‫مصالحها مع رؤي��ة الواليات املتحدة التي تسعى‬ ‫اإليراني من ّ‬ ‫إلى االنفراد بتحالف دولي ملحاربة تنظيم داعش‪،‬‬ ‫حيز دعم‬ ‫وإع��ادة تدريب وتطوير املقاومة املعتدلة للتمهيد‬ ‫لرحيل بشار األسد‪ ،‬بينما تهدف روسيا إلى بناء‬ ‫نظام بشار إلى التحالف‬ ‫حلف طويل األم��د مع األس��د أو من سيأتي بعده‬ ‫السياسي والعسكري قائم‬ ‫وت��ه��دف عملياتها العسكرية إل��ى اس��ت��ه��داف كل‬ ‫أعداء النظام من املقاومة املعتدلة إلى «داعش» إلى‬ ‫على رافعة طائفية‬ ‫جماعات املعارضة وه��و ما يعني تحول روسيا‬ ‫إلى العب رئيسي في املنطقة‪ ،‬وتدخل تركيا على‬ ‫الخط بأجندة ال تبدو مغايرة لألجندة األميركية‬ ‫فيما يخص رحيل األس��د وتمكني املعارضة لكن‬ ‫في دمشق وآخر مع العراق في بغداد وهو ما يعني‬ ‫ت��ل��ك��ؤه��ا ف��ي ال��ح��رب ع��ل��ى «داع�����ش» ي��أت��ي بسبب‬ ‫انتقال التحالف الروسي اإليراني من ّ‬ ‫حيز دعم نظام‬ ‫صعود األك��راد ككتلة سياسية وعسكرية تجابه‬ ‫بشار األس��د إل��ى التحالف السياسي والعسكري‬ ‫قائم على رافعة طائفية وبالتالي تتعاون روسيا التنظيم وتمهد لصناعة دولتها على األرض<‬

‫‪,,‬‬

‫من أكبر أهداف التدخل الروسي فهناك قوة ضاربة‬ ‫روسية في األجواء السورية قوامها قرابة األربعني‬ ‫ّ‬ ‫متطورة من طراز «سو ‪ 30 -‬إس إم‬ ‫طائرة بنماذج‬ ‫‪ /‬فالنكر ‪ -‬سي» واملطاردات من طراز «سو ‪/ 34 -‬‬ ‫فولباك» إضافة إلى ‪ 12‬مروحية هجومية من طراز‬ ‫«مي ‪ 24 -‬هايند» لعمليات القصف‪ ،‬عدا حزمة من‬ ‫طائرات دون طيار وجامع استخبارات اإلشارات‬ ‫«سيغينت» من طراز «آي الـ‪ / 22‬كوت»‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫معززة‬ ‫مشاة بحرية‬ ‫القوات البرية تشمل كتيبة‬ ‫ٍ‬ ‫(من لواء مشاة البحرية الـ‪ ،)810‬مع ناقالت الجند‬ ‫ّ‬ ‫من طراز «بي تي آر ‪ »80 -‬ودبابات القتال‬ ‫املصفحة ُ‬ ‫الرئيسية املرفقة من ط��راز «ت��ي ‪ »90 -‬ومدفعية‬ ‫امليدان‪.‬‬ ‫وتتحدث تقارير كثيرة عن وجود مركز عمليات‬ ‫مشترك بني نظام األس��د وروسيا في قلب مطار‬ ‫باسل األس��د ال��دول��ي بالالذقية إضافة إل��ى مركز‬ ‫عمليات مشترك بني روسيا وإيران و«حزب الله»‬

‫‪,,‬‬

‫رجل يحمل صورة لفالديمير بوتني وبشار األسد‬ ‫خالل تجمع حاشد لدعم النظام السوري أمام السفارة‬ ‫األمريكية في موسكو اكتوبر املاضي (غيتي)‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪27‬‬


‫ً‬ ‫مجددا‪ ،‬لكن الظروف املشابهة تخلق ً‬ ‫ً‬ ‫واقعا مطابقا ليبدو التاريخ حينها مجرد تكرار‬ ‫ال يعيد التاريخ نفسه‬ ‫وتدوير لألحداث ذاتها‪ ،‬وهذا ما بدا مع العودة الجارفة للحضور الروسي في املنطقة تحت شعار «الحرب‬ ‫على اإلرهاب» ودحض قوى الشر والظالم‪ ،‬أو حتى ضمان بقاء نظام بشار األسد على قيد الحياة بعد أن ضاق‬ ‫الخناق عليه‪ ،‬إال أن األكيد أن كل هذه األسباب ال يمكن أن تخدش حقيقة رغبة «الدب الروسي» في إعادة نفوذه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫منفردا منذ سقوط االتحاد السوفياتي وتراجع منظومته اآليديولوجية‬ ‫أميركيا‬ ‫في املنطقة وإنهاء ما بدا عزفا‬ ‫في املنطقة‪.‬‬

‫موسكو تحط رحالها في اإلقليم إلعادة نفوذها‬

‫اإلرهاب واالستقطاب‬ ‫جدة‪ :‬يوسف الديني‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫حرجا حيث شارف أكثر فتراتها ضعفا‬ ‫األسد إلى أكثر فترات بقائه‬ ‫‪.‬‬ ‫على النهاية لوال هذا التدخل‪.‬‬

‫بينما ي�ن��دف��ع ن�ظ��ام ط �ه��ران ع�ب��ر أذرع�ت��ه‬

‫وم �ي �ل �ي �ش �ي��ات��ه ف� ��ي ت �ق��وي��ض اس �ت �ق��رار أهداف بعيدة األمد‬

‫حماية األقليات‬ ‫الولوج الجديد لروسيا جاء برافعة حماية األقليات‬ ‫املضطهدة‪ ،‬والحفاظ على تماسك الدولة كما أعلن‬ ‫وزير خارجية موسكو‪ ،‬بل وصرح بأن ً‬ ‫عددا من‬ ‫تلك املجموعات الجهادية مدعومة من الغرب‪ ،‬كما‬ ‫ً‬ ‫مؤكدا على أنه‬ ‫هاجم بوتني بضراوة تنظيم داعش‪،‬‬ ‫صناعة غربية للضغط على األنظمة العلمانية من‬ ‫وجهة نظره‪ ،‬وتال هذا التحليل البوتيني الخاص‬ ‫مباركة دينية تمثلت في إشادة الكنيسة بالحرب‬ ‫ً‬ ‫على اإلرهاب باعتبارها معركة مقدسة عطفا على‬ ‫حرصها على حماية األقليات في املنطقة وعلى‬ ‫رأسها األقليات املسيحية‪.‬‬ ‫وب �ي �ن �م��ا ي �خ��ص ال �ن �ظ��ام ال� �س ��وري ورغ� ��م ح��رص‬ ‫روس�ي��ا املتكرر على بقائه رغ��م حجم الضحايا‬ ‫وال�ت�ه�ج�ي��ر وت�ح��وي��ل ال �ب�لاد إل��ى مستنقع دم��وي‬ ‫يجلب كل املجموعات املقاتلة بمختلف مسمياتها‬ ‫ً‬ ‫ومرجعياتها‪ ،‬إال أن موقفها يبدو مرتبكا حيال‬ ‫بقاء األسد على األقل على مستوى التصريحات‬ ‫اإلع�لام�ي��ة‪ ،‬حيث ت��ؤك��د ف��ي أك�ث��ر م��ن س�ي��اق أنها‬ ‫فقط تسعى إلى تفادي كارثة شاملة في سوريا‬ ‫واإلقليم‪ ،‬رغ��م أن تحركها ج��اء مع وص��ول نظام‬

‫‪26‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪,,‬‬

‫الوجود العسكري لروسيا‬ ‫في املنطقة له أهداف بعيدة‬ ‫األمد‪ ،‬فهو ليس ّ‬ ‫مجرد‬ ‫تحرك مرتبط بأهداف‬ ‫محددة‪ ،‬بل إعادة لسياق‬ ‫التوسعية السوفياتية‬

‫‪,,‬‬

‫البحرين واليمن ومصر يرسل مقاتليه‬ ‫إل��ى مناطق التوتر وال�ق�ت��ال بسوريا ف��ي محاولة‬ ‫للحفاظ على استقرار نظام األسد بدعوى حماية‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫وفي كلتا الحالتني يمرر هذا االنتهاك السيادي‬ ‫للدول بذريعة الحرب على اإلرهاب تارة‪ ،‬ونصرة‬ ‫األق �ل �ي��ات امل�ض�ط�ه��دة ت ��ارة أخ ��رى وه��ي ش�ع��ارات‬ ‫تحمل التباسات سياسية شديدة التعقيد في واقع‬ ‫يزداد ً‬ ‫تأزما‪.‬‬

‫األك �ي��د ه��و أن ال ��وج ��ود ال �ع �س �ك��ري ل��روس �ي��ا في‬ ‫ّ‬ ‫مجرد‬ ‫املنطقة ل��ه أه��داف بعيدة األم��د‪ ،‬فهو ليس‬ ‫تحرك مرتبط بأهداف محددة‪ ،‬بل إع��ادة لسياق‬ ‫التوسعية السوفياتية التي كانت ترفعها قبل انهيار‬ ‫االتحاد السوفياتي‪ ،‬ولعل التقارير التي تشير إلى‬

‫اإلصالحات الكبيرة التي قام بها بوتني لرفع قدرات‬ ‫الجيش ومؤسسات الدفاع عبر تطوير األسلحة‬ ‫والعتاد بما يقارب ‪ 300‬مليار دوالر‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫ت�ح��دي��ث األس �ط��ول ال�ب�ح��ري بحيث تضمن بقاء‬ ‫أساطيلها في املحيط األطلسي والبحر املتوسط‬ ‫ق��رب ط��رط��وس وال�لاذق �ي��ة وه��و م��ا يعني ح��رص‬ ‫بوتني على تأسيس وجود دائم وقواعد عسكرية‬ ‫في بلدان متعددة حول العالم ترى في عودة الدب‬ ‫ً‬ ‫تحجيما للهيمنة األميركية التي تعيش‬ ‫الروسي‬

‫ملف أوكرانيا‬ ‫وف ��ي ال�ت�ف��اص�ي��ل امل �ح� ّ�رك��ة ل �ه��ذا ال �ح �ض��ور املبكر‬ ‫لروسيا في املنطقة ال يمكن تجاهل الحصار الذي‬ ‫واجهته فيما يخص ملف أوكرانيا إضافة إلى عدم‬ ‫مشاركتها ف��ي التحالف ال��دول��ي بقيادة ال��والي��ات‬ ‫املتحدة للحر على إره��اب تنظيم داع��ش‪ ،‬وهو ما‬ ‫يفسر ردة فعلها بإنشاء حملتها الخاص وحلفائها‬ ‫من األسد إلى طهران وأذرعها السياسية‪ ،‬وهو ما‬ ‫يعني عدم وجود رؤية مشتركة في تحالف دولي‬ ‫شامل للحرب على اإلره��اب دون تجزئة املفهوم‬ ‫أو محاولة حصره في اإلرهاب بمرجعيات سنية‬ ‫وإغ �ف��ال امليليشيات امل�ق��ات�ل��ة ف��ي س��وري��ا املمثلة‬ ‫لإلسالم السياسي الشيعي‪.‬‬

‫نظام بشار األسد‬ ‫م� ّ�م��ا ال ش� ّ�ك ف�ي��ه ّأن روس �ي��ا تسعى إل��ى تحقيق‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫واضح والبعض‬ ‫متعددة في سوريا‪ ،‬بعضها‬ ‫أهداف‬ ‫ّ‬ ‫اآلخ��ر ال ي��زال ف��ي ب��داي��ات��ه‪ .‬ويتمثل أح��د األه��داف‬ ‫الواضحة بدعم نظام بشار األسد في َو َسط سوريا‬ ‫الغربي‪ ،‬في حني تشمل األهداف العسكرية الداعمة‬ ‫والحاسمة على تقليص ق��وى املعارضة وإلحاق‬ ‫ً‬ ‫قاعدة آمنة لدعم‬ ‫الهزيمة بها‪ ،‬فضال عن إنشاء‬ ‫ٍ‬ ‫ال�ع�م�ل�ي��ات ال��واس �ع��ة ال�ن�ط��اق مل��دة ط��وي�ل��ة‪ .‬ويعتمد‬ ‫النجاح في تحقيق هذه األهداف وغيرها على اتباع‬ ‫استراتيجية عسكرية فعالة وعلى التطبيق الفعال‬ ‫للعمليات‪ .‬ويكمن دور االستراتيجية العسكرية في‬ ‫ّ‬ ‫سيتم نشرها ونوعها‬ ‫تحديد حجم القوات التي‬ ‫ّ‬ ‫وط��ري �ق��ة اس�ت�خ��دام�ه��ا لتحقيق أه� ��داف م �ح��ددة‪.‬‬ ‫وي ��زداد وض��وح شكل االستراتيجية العسكرية‬ ‫الروسية في سوريا مع استمرار التعبئة ومشاركة‬ ‫القوات الروسية في القتال‪.‬‬ ‫الهيمنة على املجال الجوي في سوريا تريد واحد‬


‫رسم تخطيطي الثنتني‬ ‫من االنتحاريات‬ ‫عند نقطة تفتيش‬ ‫للشرطة الروسية في‬ ‫فالديكافكاز (غيتي)‬

‫التركي مصطفى أوزجان فيرى أنه «ال شك في أن تركيا‬ ‫تتابع ت�ط��ورات التدخالت الروسية األخ�ي��رة في سوريا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حقيقيا ألمنها القومي‪،‬‬ ‫تهديدا‬ ‫بقلق كبير‪ ،‬وترى في ذلك‬ ‫فالطوق الروسي مضروب على حدود تركيا من الشمال‬ ‫والجنوب وهذا تهديد ألنقرة»‪.‬‬

‫انتقال املواجهة إلى داخل روسيا‬ ‫املشهد العملياتي على األرض في سوريا يمكن أن ينتقل‬ ‫إل��ى داخ��ل روس�ي��ا‪ ،‬أي أن مشهد العمليات االنتحارية‬ ‫التي تعرضت لها موسكو‪ ،‬خالل ‪ ،2014 - 2013‬غير‬ ‫مستبعدة‪ .‬ورغ��م م��ا تتمتع ب��ه وك ��االت االستخبارات‬ ‫ال��روس�ي��ة م��ن إم�ك��ان�ي��ات‪ ،‬ف��إن ت��داخ��ل س�ك��ان ال�ق��وق��از‬ ‫وآسيا الوسطى الديموغرافي في موسكو ومدن رئيسية‬ ‫أخ��رى من شأنها أن يحول أع � ً‬ ‫�دادا منها إل��ى مشاريع‬ ‫عمليات انتحارية‪ ،‬وهذا ما ال يمكن منعه من وجهة نظر‬ ‫استخبارية‪ .‬أما في داخل سوريا‪ ،‬فباتت قواعد الجيش‬ ‫ً‬ ‫الروسي وخطوط إمداداته هدفا لـ«جماعة القوقاز وآسيا‬ ‫الوسطى» باإلضافة إلى الجماعات املسلحة واملتطرفة‪،‬‬ ‫وه��ذا يعني أن امل��رح�ل��ة الحالية يمكن تشهد عمليات‬ ‫انتحارية ضد أهداف روسية‪.‬‬ ‫التدخل الروسي أثار الكثير من القلق لدى دول االتحاد‬ ‫ً‬ ‫األوروب� ��ي أي��ض��ا‪ ،‬فقد أع��رب��ت الحكومة األمل��ان�ي��ة يوم‬

‫صورة أرشيفية لرئيس الوزراء الروسي السابق والرئيس الحالي بوتني‪ ،‬يزوران ضحايا هجمات إرهابية‬ ‫ً‬ ‫شخصا في مستشفى بموسكو (غيتي)‬ ‫عام ‪ 2010‬أسفرت عن مقتل ‪38‬‬

‫‪ 5‬أك�ت��وب��ر ‪ 2015‬ع��ن تشككها إزاء ص�ح��ة البيانات‬ ‫الروسية حول أه��داف غاراتها الجوية في سوريا‪ .‬إذ‬ ‫ت��ذك��ر موسكو أن�ه��ا تستهدف م��واق��ع تنظيم داع��ش‪،‬‬ ‫بدال من مجموعات املعارضة األخرى‪ .‬وقال املتحدث‬ ‫باسم وزارة الخارجية األملانية مارتن شيفر‪« :‬بالنسبة‬ ‫للغارات الجوية الروسية املتواصلة‪ ،‬نرى أنه من املهم‬

‫التوفيق بني األقوال واألفعال»‪.‬‬ ‫املعارضة السورية من املتوقع أن تحصل على دعم‬ ‫تسليحي أوس��ع م��ن قبل ال��والي��ات امل�ت�ح��دة‪ ،‬خاصة‬ ‫في مجال األسلحة املضادة للطيران أرض جو‪ ،‬وهذا‬ ‫م��ا يصعد امل��واج�ه��ة ض��د ن�ظ��ام األس��د‪ ،‬وك��ذل��ك ضد‬ ‫التدخل الروسي <‬ ‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪25‬‬


‫يلقي شبح «األفغنة» بظالله على التدخل الروسي في سوريا‪ ،‬بعد حصول املعارضة السورية املسلحة‬ ‫على شحنات من صواريخ مضادة للطائرات من واشنطن‪ ،‬وتصعيد الجماعات املتطرفة تهديدها بتنفيذ‬ ‫عمليات انتحارية داخل روسيا‪.‬‬

‫تدفق مقاتلي الشيشان وآسيا الوسطى عبر تركيا‬

‫أفغنة سوريا‪ ..‬أم عوملة «األرامل االنتحاريات »؟‬ ‫ج��اء ال�ت��دخ��ل ال��روس��ي ل��دع��م ن�ظ��ام بشار‬ ‫األس � ��د وح �م��اي��ة امل �ص��ال��ح ال ��روس� �ي ��ة ف��ي‬ ‫ال� �ش ��رق األوس� � ��ط‪ ،‬ح �ي��ث ت��وج��د ل��روس �ي��ا‬ ‫قاعدة طرطوس البحرية ً على شواطئ البحر األبيض‬ ‫املتوسط السورية‪ .‬ووفقا للتقارير‪ ،‬تمتلك روسيا‪،‬‬ ‫في مدينة الالذقية‪ ،‬نحو ‪ 34‬طائرة بأجنحة ثابتة‬ ‫ب��أن��واع مختلفة‪ ،‬منها‪ 12 :‬طائرة من ط��راز (‪- SU‬‬ ‫‪ ،)25s‬و‪ 12‬طائرة من طراز (‪ ،)24M2s - Su‬وأربع‬ ‫طائرات من طراز (‪ ،)30SMs - Su‬وست طائرات من‬ ‫طراز (‪.)34s - Su‬‬ ‫ت �ه��دي��دات أم ��ن روس �ي��ا ت �ص��اع��دت ف��ي أع �ق��اب ه��ذا‬ ‫ال�ت��دخ��ل‪ ،‬ف�ق��د أع�ل��ن ج�ه��از األم ��ن ال��روس��ي ي��وم ‪12‬‬ ‫أك �ت��وب��ر (ت �ش��ري��ن األول) ‪ 2015‬اح �ت �ج��از روس‬ ‫مشتبه بهم للتحضير لتنفيذ اعتداء في العاصمة‬ ‫ً‬ ‫تدريبا في معسكرات‬ ‫الروسية‪ ،‬وأعلن أنهم تلقوا‬ ‫تابعة لتنظيم داعش في سوريا‪ .‬التهديد جاء ليعيد‬ ‫أحداث «فولفغراد» املأساوية‪ ،‬عندما استهدف هجوم‬ ‫انتحاري محطة قطارات «فولفغراد» يوم ‪ 29‬ديسمبر‬ ‫(كانون األول) ‪ .2013‬وتبعه انفجار ثان في غضون‬ ‫يومني أدى إلى مقتل عدد من املدنيني‪ ،‬حني استهدف‬ ‫حافلة لنقل الركاب في مدينة «فولفغراد» الروسية‪،‬‬ ‫نفذتها انتحارية‪ .‬من املعروف عن هذه الجماعات‬ ‫استغاللها للنساء في عمليات انتحارية‪ ،‬وأغلبهن‬ ‫إم��ا «أرام��ل انتحاريني» وإم��ا زوج��ات معتقلني لدى‬ ‫النظام الروسية‪.‬‬ ‫وف��ي دراس ��ة م�ي��دان�ي��ة للكاتب واإلع�ل�ام��ي ال�ع��راق��ي‬ ‫امل�ق�ي��م ف��ي أمل��ان �ي��ا ع �ب��اس االخ �ش��ال��ي ي �ق��ول إن من‬ ‫يستعمل وسائل النقل العامة في موسكو أو سان‬ ‫بطرسبورغ‪ ،‬وخصوصا املترو‪ ،‬لن تفوته مالحظة‬ ‫رج��ال ون�س��اء ي��رت��دون مالبس ال�ش��رط��ة‪ ،‬يسيرون‬ ‫داخ��ل محطات مترو موسكو أو سان بطرسبورغ‬ ‫املزدحمة‪ ،‬يفحصون أوراق شباب يشير مظهرهم‬ ‫إلى أصولهم القوقازية‪ .‬ويضيف الخشالي أن فحص‬ ‫وثائقهم الشخصية من قبل السلطات له أسبابه‪،‬‬ ‫فاملخاطر التي يمكن أن تواجه روسيا داخليا تتمثل‬ ‫في أعمال متوقعة من جماعات تقاتل في سوريا‪،‬‬ ‫وربما من أطراف أخرى في روسيا نفسها‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫شارك مقاتلو الشيشان في ساحات قتال الجماعات‬ ‫وال �ت �ن �ظ �ي �م��ات امل �ت �ط��رف��ة م �ن �ه��ا ال� �ع ��راق وب��اك �س �ت��ان‬ ‫وكشمير‪ ،‬واآلن في سوريا‪ .‬وأثبت مقاتلو الشيشان‬ ‫ً‬ ‫حماسا لاللتحاق‬ ‫أنهم من أكثر املجموعات املقاتلة‬ ‫بالجماعات املتطرفة األخرى‪ ،‬ضمن مفهوم «الجهاد‬ ‫العاملي» وق��د يأتي ه��ذا االن��دف��اع الشيشاني بسبب‬ ‫ابتعاد القوقاز جغرافيا‪ ،‬ويمكن اعتبار مشاركتهم‬ ‫م �ح��اول��ة ل�ك�س��ب ت��أي �ي��د ودع� ��م م�ق��ات�ل�ين ع ��رب ل��دع��م‬ ‫نشاطاتهم ضد موسكو‪.‬‬ ‫يتميز مقاتلو الشيشان بالقدرة البدنية والشراسة‬ ‫ً‬ ‫في القتال‪ ،‬ويمثلون ً‬ ‫معنويا لبقية الفصائل‪.‬‬ ‫دعما‬

‫‪,,‬‬

‫مشهد العمليات‬ ‫االنتحارية التي تعرضت‬ ‫لها موسكو خالل ‪- 2013‬‬ ‫‪ ،2014‬غير مستبعد‬

‫‪,,‬‬

‫برلني‪ :‬حسن الرماحي‬

‫املقاتلون الشيشان وعوملة «الجهاد»‬

‫إن إطالة أمد الصراع في سوريا خلق شبكات عمل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتنظيميا بني املقاتلني عبر العالم‪.‬‬ ‫اجتماعيا‬ ‫وتواصال‬ ‫وهذا ما يزيد قلق روسيا من عودة املقاتلني األجانب‬ ‫إلى أوطانهم من سوريا بعد تدريبهم على يد «داعش»‬ ‫وتنظيمات متطرفة إرهابية أخ��رى‪ .‬وضمن مفهوم‬ ‫«ع��ومل��ة ال �ج �ه��اد»‪ ،‬ف��إن ج�م��اع��ة ال�ق��وق��از تعتبر ذراع‬ ‫التنظيمات والجماعات املتطرفة في روسيا‪ ،‬ويقدر‬ ‫ع��دد مقاتليها ب � �ـ‪ 2400‬م�ق��ات��ل ف��ي ص�ف��وف تنظيم‬ ‫داعش في سوريا‪.‬‬ ‫وف ��ي ال �س �ي��اق ذات� ��ه أع �ل��ن ق��ائ��د ال ��وح ��دات ال�خ��اص��ة‬ ‫ال�ط��اج�ي�ك�ي��ة «ن �ص��رت ن � ��زاروف» ان�ض�م��ام��ه لتنظيم‬ ‫داعش‪ .‬وتعد مجموعة «جيش املهاجرين واألنصار»‬

‫ب �ق �ي��ادة ع �م��ر ال �ش �ي �ش��ان��ي ف ��ي م �ح��اف �ظ��ة ح �ل��ب من‬ ‫أق��وى املجموعات القوقازية‪ ،‬حسب خ�ب��راء‪ ،‬وتضم‬ ‫ً‬ ‫تدريجيا‬ ‫شيشانيني وأوزبك وطاجيك‪ ،‬لكنها انقسمت‬ ‫لتلتحق غالبية أعضائها بتنظيم داعش‪ ،‬تحت قيادة‬ ‫صالح الدين الشيشاني‪ ،‬بينما أعلن آخرون بقيادة‬ ‫سيف الله الشيشاني‪ ،‬الذي قتل عام ‪ ،2014‬وخلفه‬ ‫م�ح�م��د ال �خ��رس��ان��ي‪ ،‬والءه� ��م ل�ج�ب�ه��ة ال �ن �ص��رة تحت‬ ‫اسم مجموعة «مجاهدي القوقاز والشام»‪ .‬يذكر أن‬ ‫مقاتلي الشيشان والقوقاز أعلنوا «إم��ارة القوقاز»‬ ‫عام ‪ 2007‬على لسان دوكو عمروف الزعيم السابق‬ ‫للمقاتلني الشيشان‪ .‬وتضم كل جمهوريات شمال‬ ‫القوقاز‪ ،‬وتعد من املصادر الرئيسية إلرسال املقاتلني‬ ‫الشيشان إلى سوريا‪ .‬وسبق أن أعلنت جماعة القوقاز‬ ‫املتطرفة النفير لتقويض الدورة األوملبية الشتوية في‬ ‫منتجع «سوتشي» الروسي منتصف عام ‪.2014‬‬

‫أفغنة سوريا وإعادة مشهد «الجهاد»‬ ‫ضد الروس‬ ‫إن قرار التدخل الروسي في سوريا من شأنه العمل على‬ ‫تقليص الفجوات بني الجماعات املسلحة واملتطرفة‪ ،‬وهذا‬ ‫يعني أن املرحلة الحالية سوف تشهد انضمام فصائل‬ ‫صغيرة تحت تنظيمات أكبر‪ ،‬وتشكيل غ��رف عمليات‬ ‫مشتركة‪ ،‬محاولة منها لتوحيد «جبهة» عسكرية أكبر‬ ‫عبر عمليات انصهار تنظيمي لضرب القواعد العسكرية‬ ‫الروسية‪ ،‬وتصعيد عملياتها ضد النظام في سوريا‪ .‬فقد‬ ‫أعلن كل من «كتيبة مجد اإلسالم»‪ ،‬و«لواء صقور حوران»‬ ‫انضمامهما بشكل كامل لـ«جيش اإلسالم» والعمل تحت‬ ‫قيادة الشيخ زهران علوش قائد «جيش اإلسالم»‪ .‬وأعلنت‬ ‫جبهة النصرة بريف حمص الشمالي وسط سوريا‪ ،‬عن‬ ‫تشكيل غ��رف��ة عمليات ك�ب��رى ب��االش�ت��راك م��ع ع��دد من‬ ‫الفصائل‪ ،‬بهدف صد تقدم قوات الجيش السوري‪ ،‬ومنعها‬ ‫من السيطرة على املناطق الواقعة تحت سيطرة الفصائل‬ ‫املسلحة‪ .‬وفي إطار التجاذبات الروسية األميركية حول‬ ‫سوريا‪ ،‬ح��ذر ب��اراك أوباما في أعقاب التدخل الروسي‬ ‫في سوريا‪ ،‬ال��روس من أنهم «لن يستطيعوا التقدم من‬ ‫خالل شن الضربات إلى وضع سلمي في سوريا»‪ .‬وقال‬ ‫إن إي��ران «تقوم خ�لال السنوات الخمس املاضية تماما‬ ‫بما تقوم به روسيا اآلن‪ ،‬لكن نظريتهما لحل املشكلة‬ ‫في سوريا لم تنجح ول��ن تنجح»‪ .‬أم��ا املحلل السياسي‬


‫‪,,‬‬

‫املساعدة ف��ي محاربة اإلره ��اب‪ ،‬وه��و م��ا يطرح تساؤل‪:‬‬ ‫من تراه يعني من الفصائل املعارضة بالدعوة إلى طاولة‬ ‫الحوار؟ ثم ماذا عن جبهة النصرة والفصائل األخرى التي‬ ‫كيف يمكن ملن يجب أن‬ ‫ً‬ ‫شعبيا في الداخل السوري؟‬ ‫تلقى دعما‬ ‫يحاكم بتهم جرائم ضد‬ ‫إن ما يعرضه ال��روس‪ ،‬سواء كان في فيينا‪ ،‬أو من فوق‬ ‫م�ن�ب��ر األم� ��م امل �ت �ح��دة‪ ،‬أو م��ن م��وس �ك��و‪ ،‬ال ي�ع�ن��ي س��وى‬ ‫اإلنسانية أن يصبح ً‬ ‫جزء ا‬ ‫استسالم الثوار‪ ،‬لينتهي األمر بإجراء تعديالت بسيطة‬ ‫ع�ل��ى ن �ظ��ام األس ��د «ي�ح�ف��ظ ح �ق��وق ال�ع�ل��وي�ين» و«ي��راع��ي‬ ‫من الحل؟‬ ‫ً‬ ‫تمهيدا إلعادة انتخاب األسد كضامن أساسي‬ ‫مخاوفهم»‪،‬‬ ‫في محاربة اإلرهاب‪.‬‬ ‫يعتقد ب��وت�ين أن��ه يستطيع إق�ن��اع ال ��دول ال��داع�م��ة للثورة‬ ‫ً‬ ‫متناسيا أن الشعب السوري‬ ‫ي�س��وق ال ��روس ‪ -‬ف��رص��ة ال�ت�ق��دم ل�لان�ت�خ��اب��ات الرئاسية بهذا األمر‪ ،‬كما أقنع الغرب‪،‬‬ ‫سيرفضها ً‬ ‫املقبلة؟‬ ‫حتما وأنه سيتابع قتاله حتى تغيير النظام‬ ‫السورية‬ ‫املعارضة‬ ‫على‬ ‫�رض‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫�رو‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫الرئيس‬ ‫بل إن‬ ‫األسد‬ ‫ورحيل‬ ‫<‬

‫‪,,‬‬

‫القومي للبلدين‪ .‬باإلضافة إلى رفض تركيا فكرة تقسيم‬ ‫سوريا وإقامة دولة كردية على حدودها»‪.‬‬ ‫وتضيف‪« :‬كما سيكون من الصعب أيضا إقناع الثوار‬ ‫السوريني وداعميهم بالتوقف عن قتال األسد والتركيز‬ ‫فقط على محاربة اإلره��اب‪ ،‬والقبول بالعرض الروسي‬ ‫ال��ذي يعطي األس��د ليس فقط حق الترشح على الرئاسة‬ ‫السورية بعد الفترة االنتقالية بل يعطيه سلطات تنفيذية‬ ‫وعسكرية في تلك الفترة بالذات بحجة مراعاة مخاوف‬ ‫األقلية العلوية وحمايتها‪ ،‬متناسني أن األسد هو املسؤول‬ ‫املباشر عن قتل أكثر من نصف مليون سوري وتهجير‬ ‫أكثر من عشرة ماليني‪ ،‬فيما يعتبر أكبر كارثة إنسانية‬ ‫في عصرنا»‪.‬‬ ‫وفق ما تقدم‪ ،‬كيف يمكن ملن يجب أن يحاكم بتهم جرائم‬ ‫ضد اإلنسانية أن يصبح جزءا من الحل وأن يمنح ‪ -‬كما‬

‫مناهضون‬ ‫ملحادثات‬ ‫فيينا‬ ‫( أ‪.‬ف‪.‬ب)‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪23‬‬


‫فشلت املحادثات متعددة األطراف حول األزمة السورية التي استضافتها‬ ‫فيينا نهاية الشهر املاضي في التوصل التفاق حول مصير بشار األسد‪.‬‬ ‫وكانت ال��والي��ات املتحدة وروس�ي��ا و‪ 15‬دول��ة أخ��رى دع��ت إل��ى هدنة في‬ ‫كل أنحاء سوريا من الحرب املستعرة منذ أكثر من أربعة أعوام‪ ،‬والبدء‬ ‫في محادثات األم��م املتحدة املتوقفة بني الحكومة واملعارضة وإج��راء‬ ‫انتخابات جديدة‪.‬‬

‫دعوة إيران إلى طاولة محادثات فيينا‪..‬‬ ‫وميليشياتها على األرض تشن هجمات برية‬

‫مراقبون‪ :‬مشاركة طهران‬ ‫أعاقت تحديد مصير األسد‬

‫فيينا‪ :‬سجا العبدلي‬

‫تغيرت أولويات املجتمعني في فيينا‪ ،‬فمن رحيل األسد إلى‬ ‫محاربة اإلرهاب‪ ،‬ومن تغيير النظام في سوريا إلى حل‬ ‫سياسي يبقي على حظوظ الرئيس السوري في الترشح‬ ‫للرئاسة‪ .‬مصير األسد حسب التصريحات الروسية «لن‬ ‫يبت فيه قبل إع�ل�ان االن�ت�ص��ار على اإلره ��اب‪ ،‬فروسيا‬ ‫واضحة في خياراتها‪ ،‬إذ تأتي للمنطقة من أجل محاربة‬ ‫اإلرهاب قبل أي شيء آخر»‪ .‬والغريب أنها تدعو فصائل‬ ‫امل�ع��ارض��ة لاللتحاق ب�ـ«ال�ت�ح��ال��ف» ال��ذي ت�ق��وده م��ن أجل‬ ‫محاربة «داعش» بالتعاون مع األسد نفسه!‬

‫ً‬ ‫واضحا للمتابع أن اجتماعات فيينا للبحث‬ ‫يبدو‬ ‫ع��ن ح�ل��ول ل�لأزم��ة ال�س��وري��ة تسير ف��ي ات�ج��اه‪،‬‬ ‫بينما نيات املجتمعني في اتجاه آخر ً‬ ‫تماما‪.‬‬ ‫ال �غ��ري��ب ه ��و وج� ��ود إي � ��ران ع �ل��ى ط ��اول ��ة ال �ح��ل ‪ -‬ب��دع��وة‬ ‫أميركية – بينما ق��وات�ه��ا العسكرية وميليشياتها من‬ ‫ح��زب ال�ل��ه وغ�ي��ره��ا‪ ،‬يشنون على األرض هجمات برية‬ ‫واسعة بمشاركة قوات األسد وبمساندة الطيران الحربي‬ ‫ال��روس��ي‪ .‬وه��و ما دف��ع مراقبني أوروب�ي�ين للتصريح بأن إيران لن تغير من سياستها الداعمة لسوريا‬ ‫«فشل مفاوضات فيينا والداعني لها في إيجاد حلول حول‬ ‫مشاركة‬ ‫مصير األس��د أو تغيير النظام وتعديله سببه‬ ‫اإليرانيون من جهتهم استبقوا اجتماعات فيينا بالتأكيد‬ ‫إيران في املحادثات»‪.‬‬ ‫ ع �ل��ى ل �س��ان أم �ي��ر ح �س�ين ع �ب��د ال �ل �ه �ي��ان ن��ائ��ب وزي ��ر‬‫الخارجية للشؤون العربية واألفريقية ‪ -‬على أن إيران لن‬ ‫تغير من سياستها الداعمة لسوريا‪ .‬وأضاف ‪ًّ -‬‬ ‫ردا على‬ ‫الرأي العام العاملي‬ ‫نية السعودية التي تبحث في املدة الزمنية لرحيل األسد‬ ‫ووفقا للمحلل السياسي باتريك كيبرن‪ ،‬فقد «نجح الروس باجتماعات فيينا ‪ -‬أن ً‬ ‫أحدا لن يستطيع تجاوز الرئيس‬ ‫ومن معهم في ترسيخ فكرة أولوية محاربة اإلرهاب في السوري في العملية السياسية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وتحديدا‬ ‫سوريا لدى الرأي العام العاملي‪ ،‬وذلك قبل البحث في أية أم��ا ال��والي��ات املتحدة األميركية‪ ،‬ومعها الغرب‬ ‫مسألة أخرى‪ ،‬بما في ذلك تغيير النظام‪ ،‬وإسقاط األسد؛ فرنسا‪ ،‬فلم يعودوا يعترضون على أن يلعب األسد ً‬ ‫دورا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أساسيا في نجاح‬ ‫محورا‬ ‫كونه حسب املزاعم الروسية‬ ‫سياسيا في الفترة االنتقالية املطروحة من قبل الروس‪.‬‬ ‫هذه ًالحرب‪ .‬فيما نجح الرئيس أوباما في أن يجعل إيران وتحصر إدارة أوباما اهتماماتها هي األخرى في «محاربة‬ ‫ش��ري��ك��ا ف��ي ح��ل معضالت ال�ش��رق األوس ��ط‪ ،‬واملعضلة داع��ش» دون أن تسعى ج� ًّ‬ ‫�دي��ا لدعم شريك على األرض‬ ‫ً‬ ‫ال �س��وري��ة ت �ح��دي� ً�دا‪ ،‬ك�م��ا وع ��د س��اب��ق��ا م��ن خ�ل�ال دع��وت��ه يستطيع مواجهة القوة املفرطة وإسقاط األسد‪.‬‬ ‫ظريف حضور اجتماعات فيينا»‪ .‬وهكذا التقت الرغبتان وح��ده��ا دول ال�خ�ل�ي��ج وع�ل��ى رأس �ه��ا ال�س�ع��ودي��ة وتركيا‬ ‫األم �ي��رك �ي��ة وال��روس �ي��ة ت �ج��اه ال �ش��رق األوس � ��ط‪ .‬ف��األول��ى تسعيان وراء هدف محدد أال وهو إسقاط نظام األسد‪،‬‬ ‫تريد القيادة م��ن الخلف واألخ�ي��رة ال ت�ع��ارض أن تكون ملعرفتها بكل ما يمكن أن يترتب عليه هذا السقوط على‬ ‫في املقدمة‪ ،‬ودائما على أساس محاربة اإلرهاب بحسب استراتيجية إيران ودورها في املنطقة‪.‬‬ ‫تصنيف الدولتني‪ ،‬ثم إعطاء دور إيراني بارز في سوريا‪ .‬من هنا يبدو أن مؤتمر فيينا‪ ،‬بدفع روسي ورضا أميركي‪،‬‬ ‫‪22‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫سعى إلى انتزاع املوافقة من املجتمعني على أولوية محاربة‬ ‫اإلره��اب وإدخ��ال األس��د شريكا في هذه الحرب‪ .‬بمعنى‬ ‫آخ��ر يريد ال��روس إه��داء انتصار سياسي لألسد عجز‬ ‫ً‬ ‫اتجاها لتثبيت‬ ‫عن تحقيقه في الحرب‪ .‬مما يعني أن هناك‬ ‫منطقة نفوذ علوية قد تمهد في املستقبل لتقسيم سوريا‬ ‫إلى دويالت طائفية وإثنية‪.‬‬

‫حقوق العلويني‬ ‫وع� ��ن ص �ع��وب��ة ن �ج��اح ال �ح��ل ال� ��روس� ��ي‪ ،‬ت �ق��ول ال�خ�ب�ي��رة‬ ‫االستراتيجية البريطانية لندسي غ��وردن‪« :‬سيكون من‬ ‫الصعب تصور نجاح ه��ذا الحل ال��روس��ي لعدة أسباب‪،‬‬ ‫منها الرفض األردني واإلسرائيلي‪ ،‬لوجود مناطق نفوذ‬ ‫إي��ران�ي��ة ع�ل��ى ح��دوده��ا م�م��ا يشكل خ �ط��ورة ع�ل��ى األم��ن‬


‫رئيس روسيا االتحادية فالديمير‬ ‫بوتني يلقي كلمة أمام الجمعية‬ ‫العامة لألمم املتحدة سبتمبر‬ ‫املاضي (غيتي)‬

‫‪,,‬‬

‫الناشطة الحقوقية سفيتالنا‬ ‫غانوشكينا‪ :‬يمكن أن يتعرض‬ ‫أي شخص اليوم إلى الظلم ويتم‬ ‫جره إلى السجن سواء كان ً‬ ‫ثريا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سوريا‬ ‫من موسكو أو الجئا‬

‫‪,,‬‬

‫بوتني في نيويورك جعل بعض الروس اآلخرين في حالة‬ ‫ارتباك‪.‬‬ ‫في تعليق على صورة الزعيم الروسي في األمم املتحدة‪ ،‬شبهت‬ ‫قناة «دوزد» التلفزيونية الروسية املستقلة ‪ -‬بأسلوب ساخر ‪-‬‬ ‫محاولة بوتني بعرض باليه أعد له الكرملني ً‬ ‫جيدا‪ .‬في الفصل‬ ‫ً‬ ‫مسجدا بعد إع��ادة ترميمه ف��ي موسكو‬ ‫األول افتتح بوتني‬ ‫– وهو أكبر مسجد في املدينة – بحضور حلفائه‪ :‬الرئيس‬ ‫التركي رجب طيب إردوغ��ان‪ ،‬والرئيس الفلسطيني محمود‬ ‫ع�ب��اس‪ ،‬والرئيس الكازاخستاني ن��ور سلطان ن��زار باييف‪.‬‬ ‫أما الفصل الثاني فكان في نيويورك‪ ،‬حيث «يحاول بوتني أن‬ ‫يثبت أنه القائد السلمي لتحالف جديد معارض لهتلر»‪ .‬وكما‬ ‫قال مايكل زيغار رئيس تحرير «راين» ساخرا‪« :‬أنا شرعي‬ ‫واألسد شرعي»‪.‬‬ ‫اعترف روبرت شليغال النائب في الدوما‪ ،‬وعضو حزب روسيا‬ ‫املوحدة الحاكم‪ ،‬بأنه شعر ببعض الحيرة تجاه مقابلة بوتني‬ ‫مع أوباما وما حدث بعد ذلك فيما يخص سوريا‪ .‬قال شليغال‪:‬‬ ‫«ال أستطيع وصف شعور واحد‪ ،‬بل تنتابني مشاعر كثيرة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مختلطة‪ .‬منحتنا املفاوضات أمال ضعيفا في أن ينهي توتر‬ ‫املوقف (عزلة روس�ي��ا)‪ ،‬ولكن بعد ذل��ك مباشرة‪ ،‬سمعنا أن‬ ‫ال��والي��ات املتحدة تلوم روس�ي��ا على قصف م��دن سلمية في‬ ‫منظمة ال توجد بها مدن سلمية»‪ .‬وأضاف شليغال بأنه شعر‬ ‫بـ«اشمئزاز بالغ» حيال الطريقة التي تتعامل بها الدول‪ ،‬التي‬ ‫يلومها على إحداث الفوضى في الشرق األوسط‪ ،‬مع روسيا‪.‬‬ ‫ك��ان م��ن ب�ين األش �خ��اص ال��ذي��ن ف��وج�ئ��وا ب �ص��ور ال�ت�ق��ارب‬ ‫الروسي األميركي الجديد أعضاء امليليشيات االنفصالية‬

‫في شرق أوكرانيا‪ .‬قبل أن يرى سيرغي أحد أفراد امليليشيا‬ ‫املتمردة في سلوفيانسك ص��ور العالقة ال��ودي��ة بني بوتني‬ ‫وأوب��ام��ا‪ ،‬ك��ان يعتبر ه��و وأمثاله أن ال��والي��ات املتحدة عدو‬ ‫يقف إلى جانب أوكرانيا‪ .‬وصرح عبر الهاتف‪« :‬تحولت أسوأ‬ ‫مخاوفي إلى حقيقة‪ .‬كنت أعتقد دوما أنهم سيتخلصون‬ ‫منا‪ ،‬ولكني لم أكن أتصور أن بوتني وأوباما سيصبحان‬ ‫صديقني بعد الحرب التي خضناها‪ ،‬بعد كل تلك املجازر‬ ‫وبعد أن فقدنا ً‬ ‫كثيرا من أصدقائنا»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ف��ض��ل ال�ب�ع��ض ت�ج��اه��ل م�ظ��اه��ر ال �ت��ودد ب�ين ب��وت�ين وأوب��ام��ا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫بافتراض أنها لن تستمر طويال‪ .‬لم يكلف نائب رئيس الوزراء‬ ‫ديمتري روغ��وزي��ن ذات��ه ع�ن��اء نشر ٍأي م��ن ص��ور الكرملني‬ ‫ل�ل��زع�ي�م�ين وه �م��ا ي�ت�ص��اف�ح��ان‪ .‬أم ��ا ي ��وري ك��روب �ن��وف‪ ،‬أح��د‬

‫مستشاري صقور األم��ن ف��ي إدارة ب��وت�ين‪ ،‬فصرح م�ت� ً‬ ‫�رددا‬ ‫نيويورك قد تعني أي شيء‪ .‬ولكن‬ ‫بأن الصور «املذهلة» من ً‬ ‫األم��ر الوحيد ال��ذي ك��ان واثقا منه هو أن االهتمام باألزمات‬ ‫العاملية سوف يشتت الشعب عن همومه املحلية‪ .‬وقال‪« :‬سوف‬ ‫تتراجع جميع القضايا املحلية والتناقضات التي تشعل حركة‬ ‫االحتجاجات إلى مرتبة أقل في قائمة األولويات»‪ .‬ومن املحتمل‬ ‫أن يكون ذلك هدف بوتني منذ البداية <‬

‫الناشطة الحقوقية‬ ‫الروسية غانوشكينا‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪21‬‬


‫بدت أولغا رومانوفا‪ ،‬املعارضة الشرسة للرئيس الروسي فالديمير بوتني مكتئبة‪ ،‬وهي تشاهد نشرة األخبار التلفزيونية‬ ‫من مدينة نيويورك؛ حيث ظهر بوتني وباراك أوباما وكأنهما صديقان حميمان‪ .‬احتفت وسائل اإلعالم اململوكة للدولة‬ ‫في روسيا بمقابلة الرئيسني‪ ،‬والتي تمت بعد مشاركة بوتني الناجحة في الجمعية العامة باألمم املتحدة سبتمبر‬ ‫املاضي‪ ،‬كدليل على أن العزلة الدبلوماسية التي مرت بها موسكو مؤخرا قد انتهت‪ .‬قالت رومانوفا‪« :‬لقد نجح بوتني‬ ‫في عقد اتفاق مع الغرب والخروج من املأزق»‪ .‬ولم تكن سعيدة بهذه األخبار عندما استطردت‪« :‬األمر الجلي تماما هو‬ ‫أن بوتني سيبقى إلى األبد‪ .‬سوف أصل إلى ‪ 75‬عاما عندما يرحل‪ ،‬إذا امتد عمري ألشهد ذلك اليوم»‪.‬‬

‫حقوقيون‪ :‬نظام القضاء في روسيا فاشل ‪ ..‬والحكومة لم تعد قادرة على حماية املصالحة الوطنية‬

‫بوتني احتفل بانتصاره السياسي على أوباما من نيويورك‬

‫موسكو‪ :‬املجلة‬ ‫احتفى محبو ب��وت�ين – وه��م بالطبع ك�ث�ي��رون في‬ ‫روسيا – برد االعتبار الواضح لرئيسهم بحماس‬ ‫شديد‪ .‬فهم يعتقدون مثله بأن موسكو تستحق‬ ‫احترام الغرب بسبب موقفها الذي يقوم على مبدأ في سوريا‪،‬‬ ‫حيث تعهد بوتني بفعل كل ما في وسعه لدعم نظام بشار‬ ‫األسد املتحالف مع الكرملني‪ .‬ولكن في مقابل سعادة القاعدة‬ ‫الوطنية التي تؤيد بوتني ساد الشعور باإلحباط بني النخبة‬ ‫املثقفة ف��ي روس�ي��ا‪ ،‬وه��ي الفئة ال�ت��ي ش��ارك��ت ف��ي مظاهرات‬ ‫شعبية كبيرة خرجت ضد حكومة بوتني في عامي ‪2011‬‬ ‫ً‬ ‫و‪ .2013‬كما أنها أيضا الفئة التي تشكل الجمهور الرئيسي‬ ‫من املستمعني ملحطة «إيكو موسكوفي» (ص��دى موسكو)‬ ‫ً‬ ‫استطالعا للرأي بني مستمعيها‬ ‫اإلذاعية‪ .‬عندما أجرت املحطة‬ ‫بعد جولة بوتني إلى الواليات املتحدة مباشرة‪ ،‬ذكر ‪ 62‬في املائة‬ ‫من املشاركني أن الرئيس سوف يتمكن في الوقت الحالي من‬ ‫البقاء في منصبه ألطول فترة‪ ،‬كما يرغب‪ ،‬وذلك بفضل النجاح‬ ‫األخير الذي حققه في السياسة الخارجية‪.‬‬

‫الروسية في قصف أه��داف للمعارضة في سوريا – وفيما‬ ‫الليبرالية الروسية‬ ‫يبدو أن تلك العمليات أسفرت عن مقتل مدنيني – كان ذلك‬ ‫ً‬ ‫تمضي رومانوفا وزمالؤها في الفترة الراهنة معظم أوقاتهم‬ ‫إنذارا بالوقوع في كارثة ال نهاية لها‪ ،‬مستنقع جديد في الشرق‬ ‫في تساؤل حول من سيأتي عليه الدور من بني السياسيني األوسط شبيه بأفغانستان‪ .‬وقالت‪« :‬تفعل القيادة الحالية كل‬ ‫ال�ل�ي�ب��رال�ي�ين القليلني املتبقني ال��ذي��ن ي�ت�ع��رض��ون ل�ه�ج��وم من شيء لتقسيم سوريا إلى أجزاء»‪.‬‬ ‫الحكومة‪ .‬يدور لغط في الوقت الحالي حول أناتولي تشوبايس‪،‬‬ ‫للدولة‪.‬‬ ‫رئيس مؤسسة النانوتكنولوجي الروسية اململوكة‬ ‫املجتمع املدني‬ ‫في التسعينات‪ ،‬كان تشوبايس رئيس املوظفني في حكومة‬ ‫يلتسني‪ ،‬وأول نائب لرئيس وزرائه‪ ،‬وكانت مهامه تركز على فيما بني عامي ‪ 2002‬و‪ ،2012‬كانت غانوشكينا‪ ،‬رئيسة‬ ‫اإلصالحات االقتصادية‬ ‫والخصخصة‪ .‬بعد صعود بوتني إلى وم��ؤس �س��ة م�ن�ظ�م��ة م�ج�ت�م��ع م��دن��ي ت �ق��دم م �س��اع��دات إل��ى‬ ‫السلطة‪ ،‬ك��ان تشوبايس واح� ً‬ ‫القليلني‬ ‫يلتسني‬ ‫مقربي‬ ‫من‬ ‫ا‬ ‫�د‬ ‫ال�لاج�ئ�ين‪ ،‬وع�ض��وة ف��ي املجلس ال��رئ��اس��ي لتنمية املجتمع‬ ‫الذين احتفظوا بمناصبهم العليا في ظل املؤسسة السياسية املدني وحقوق اإلن�س��ان‪ .‬في البداية في عهد بوتني ثم في‬ ‫الجديدة‪ .‬ولكن يخشى بعض الليبراليني الروس من أن ًحتى عهد خلفه (املؤقت) ديمتري ميدفيديف‪ .‬تم إدراج منظمة‬ ‫ً‬ ‫ذلك الرجل الذي كان قويا في السابق قد يصبح اآلن معرضا غانوشكينا مؤخرا ‪ -‬والتي كانت تقدم ً‬ ‫قانونيا آلالف‬ ‫دعما‬ ‫للخطر‪.‬‬ ‫م��ن الالجئني م��ن أوك��ران�ي��ا وال�ش��رق األوس��ط – باعتبارها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫«يمكن‬ ‫بأنه‬ ‫الحقوقية‬ ‫الناشطة‬ ‫غانوشكينا‬ ‫سفيتالنا‬ ‫صرحت‬ ‫«عميال أجنبيا» بموجب قانون جديد ص��ارم لعام ‪2012‬‬ ‫ً‬ ‫أن يتعرض أي‬ ‫شخص اليوم – س��واء كان رجل أعمال ثريا يهدف إلى تقييد املساعدات الغربية املقدمة إلى املنظمات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إلى‬ ‫–‬ ‫رسمية‬ ‫وثائق‬ ‫أي‬ ‫يحمل‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫سوري‬ ‫ا‬ ‫الجئ‬ ‫من موسكو أو‬ ‫الروسية التي تعمل في مناطق ذات حساسية‪ .‬ح��رم هذا‬ ‫الدولة‬ ‫مؤسسات‬ ‫«إن‬ ‫وأضافت‪:‬‬ ‫السجن»‪.‬‬ ‫إلى‬ ‫جره‬ ‫الظلم‪ ،‬ويتم‬ ‫اإلعالن منظمة غانوشكينا التي تحمل اسم لجنة املساعدة‬ ‫القوانني»‪.‬‬ ‫تطبيق‬ ‫في‬ ‫فاشل‬ ‫القضاء‬ ‫نظام‬ ‫أن‬ ‫كما‬ ‫ال تعمل‪،‬‬ ‫املدنية‪ ،‬من أهم مانحيها من املنظمات األجنبية‪ .‬ومنذ ذلك‬ ‫ترى‬ ‫فهي‬ ‫اإلنسان‪،‬‬ ‫حقوق‬ ‫عند‬ ‫غانوشكينا‬ ‫مخاوف‬ ‫تتوقف‬ ‫ال‬ ‫ال �ح�ين‪ ،‬ت�ك��اف��ح غانوشكينا وزم�ل�اؤه��ا م��ن أج��ل مساعدة‬ ‫ً‬ ‫املصالحة‬ ‫حماية‬ ‫على‬ ‫قادرة‬ ‫تعد‬ ‫لم‬ ‫ا‬ ‫أيض‬ ‫الروسية‬ ‫الحكومة‬ ‫أن‬ ‫املستفيدين من الجمعية‪ ،‬في بعض األحيان بالتبرع بأموالهم‬ ‫الوطنية‪ .‬في رأيها‪ ،‬عندما وردت أخبار ببدء الطائرات الحربية الخاصة‪.‬‬ ‫تأتي لجنة املساعدة املدنية ضمن ‪ 94‬منظمة في قائمة «العمالء‬ ‫األجانب» التي أعلنتها وزارة العدل الروسية على مدار األعوام‬ ‫الثالثة املاضية‪ .‬في الشهر املاضي‪ ،‬طلبت الناشطة واملؤرخة‬ ‫ليودميال الكسيفا (‪ً 88‬‬ ‫املعارضة الروسية‬ ‫عاما)‪ ،‬وهي أق��دم عضو في مجلس‬ ‫حقوق اإلنسان في روسيا‪ ،‬من بوتني أن يوضح للمجلس سبب‬ ‫أولغا رومانوفا‪ :‬األمر‬ ‫منح التقدير للشركات التي تجلب االستثمارات إلى روسيا‬ ‫ف��ي ح�ين أن املنظمات ال�ت��ي ال ت�ه��دف للربح وال�ت��ي تستخدم‬ ‫بات جليا تماما هو أن‬ ‫األم��وال الغربية ملساعدة املواطنني الروس تواجه االضطهاد‪.‬‬ ‫ولكن بوتني لم يجب‪.‬‬ ‫الرئيس الروسي سيبقى‬

‫‪,,‬‬

‫‪20‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪,,‬‬

‫املعارضة الروسية‬ ‫أولغا رومانوفا‬

‫إلى األبد‬

‫شرعية بوتني واألسد‬ ‫إن اليأس الذي يشعر به الليبراليون واضح‪ ،‬ولكن انتصار‬


‫املستغرب أن تبدو أفعال بوتني جريئة وحاسمة فيما تبدو‬ ‫أفعال أوباما مضطربة؟‬ ‫كما أن هذا االختالف هو في جانب منه اختالف هيكلي؛ ً‬ ‫نظرا‬ ‫ً‬ ‫ألن روسيا أكثر ضعفا من الواليات املتحدة (ومن املرجح أن‬ ‫ً‬ ‫تزداد ضعفا مع الوقت)‪ ،‬كان عليها أن تلعب باألوراق املتبقية‬ ‫معها ب�ح��ذر وتسعى لتحقيق األه ��داف الحيوية‪ ،‬فقط التي‬ ‫يمكن تحقيقها بتكلفة معقولة‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬لدى الواليات‬ ‫املتحدة موارد أكبر بكثير يمكن أن تستخدمها في التعامل مع‬ ‫ّ‬ ‫املشكالت العاملية‪ ،‬كما يمكنها موقعها الجيوسياسي الجيد‬ ‫من تجنب معظم تداعيات أخطائها‪ .‬وم��ن ث��م‪ ،‬يميل كل من‬ ‫املحافظني الجدد واألمميني الليبراليني إلى االعتقاد بأن نشر‬ ‫مبدأ «الحرية» حول العالم ضرورة وأمر يسهل تحقيقه‪ ،‬كما‬ ‫أن��ه لن يخلق عواقب غير مرغوبة أو مقاومة جدية‪ ،‬ولديهم‬ ‫وصفة جاهزة لتحقيق تلك املبادرات السياسية الطموحة للغاية‬ ‫والتي تفتقر للموارد‪ .‬وال حاجة للقول بأن هذه أفضل وصفة‬ ‫لإلخفاق املستمر‪.‬‬

‫قيادة روسيا‬

‫فهو يرغب في الحفاظ على نظام األسد ككيان سياسي مفيد‬ ‫ً‬ ‫سبيال لنفوذ روسيا ً‬ ‫وجزءا من أي تسوية سياسية‬ ‫حتى يظل‬ ‫في املستقبل‪ .‬إنه ال يرغب في أن يحتل سوريا وال أن يعيد‬ ‫للعلويني السلطة املطلقة على البالد وال أن يهزم (داع��ش) أو‬ ‫يحد من النفوذ اإليراني‪ .‬كما أنه ال يسعى بالطبع لتحقيق حلم‬ ‫وهمي مثل تأسيس نظام ديمقراطي هناك‪ .‬ومن ثم فبإمكان‬ ‫انتشار محدود من القوات الجوية الروسية وعدد محدود من‬ ‫«املتطوعني» أن يكفي للحفاظ على نظام األسد من الهزيمة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫خاصة إذا ما تبنت الواليات املتحدة وغيرها أيضا مقاربة أكثر‬ ‫واقعية للتعامل مع النزاع‪.‬‬

‫تناقضات‬ ‫وعلى النقيض‪ ،‬كانت األه��داف األميركية في هذين النزاعني‬ ‫ً‬ ‫مزيجا من التفكير الحالم والتناقضات االستراتيجية‪ .‬ففي‬ ‫أوكرانيا‪ ،‬أقنع تحالف مألوف من املحافظني الجدد الحاملني‬ ‫(مثل مساعدة وزير الخارجية فيكتوريا نوالند) واألمميني‬ ‫الليبراليني أنفسهم بأن اتفاقية االنضمام إلى االتحاد األوروبي‬ ‫ً‬ ‫ك��ان��ت ف�ع�لا غير ض��ار ال يمكن ألح��د أن ي�س��يء إل��ى م��زاي��اه‬ ‫وحياده املزعوم‪ .‬وكنتيجة لذلك‪ ،‬كانوا معصوبي األعني عندما‬ ‫ظلت موسكو تستخدم قواعد السياسة الواقعية ونظرت لألمر‬ ‫برمته على نحو مختلف‪( .‬تضمن هذا ق� ً‬ ‫�درا من االزدواجية‬ ‫ً‬ ‫أيضا‪ ،‬فقد كانت روسيا تعمل على نفس النحو الذي كانت‬ ‫تعمل ب��ه ال��والي��ات املتحدة عند التعامل م��ع الجانب الغربي‪.‬‬ ‫ولكن على نحو ما‪ ،‬تمكن املسؤولون األميركيون من تجاهل‬

‫ً‬ ‫نجاحا ألن أهدافه كانت‬ ‫وبمعنى آخر‪ ،‬فإن بوتني يبدو أكثر‬ ‫ً‬ ‫تناسبا م��ع م��وارده امل �ح��دودة‪ .‬فهو يحب الشكوى من‬ ‫أكثر‬ ‫ً‬ ‫الهيمنة األميركية ولكنك ال تسمعه يقدم خطبا طنانة حول‬ ‫كيف كان ً‬ ‫مقدرا لروسيا أن تمارس «قيادتها» للكوكب بأسره‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬تمكن قوة أميركا وأمنها الجغرافي قادتها‬ ‫من وضع أهداف طموحة ولكن تحقيق معظم تلك األهداف ليس‬ ‫ً‬ ‫حيويا بالنسبة ألمن الواليات املتحدة أو ازدهارها‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫من أن الدبلوماسية األميركية نجحت في بعض األحيان (على‬ ‫سبيل املثال‪ ،‬الصفقة النووية اإليرانية‪ ،‬والشراكة االقتصادية‬ ‫االستراتيجية عبر املحيط الهادي‪ ..‬إلخ)‪ ،‬فإنها عادة ما تجرنا‬ ‫ال �ت �ح��ذي��رات ال��واض �ح��ة ال �ت��ي أرس�ل�ت�ه��ا ت �ح��رك��ات م��وس�ك��و)‪ .‬إلى النزاعات والتعقيدات التي ال يمكن أن نفوز فيها أو نبتعد‬ ‫ب��اإلض��اف��ة إل��ى أن ال �ه��دف ال�غ��رب��ي ال��رئ�ي�س��ي – إن �ش��اء دول��ة عنها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ديمقراطية حقيقية ف��ي أوك��ران�ي��ا ‪ -‬ك��ان ه��دف��ا نبيال‪ ،‬ولكنه‬ ‫ً‬ ‫مهمة صعبة منذ البداية‪ ،‬فيما كان هدف بوتني محدودا ‪ -‬وهو االستراتيجي األفضل؟‬ ‫إبعاد أوكرانيا عن حلف شمال األطلسي ‪ -‬ومن ثم فإنه كان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫باملقارنة هدفا سهال‪.‬‬ ‫من جهة‪ ،‬يتمتع أوباما بحس واقعي‪ ،‬ويدرك أن املصالح‬ ‫األميركية في كثير من األماكن هي مصالح محدودة‪.‬‬ ‫كما أنه يدرك أن قدرة بالده على إمالء النتائج محدودة‪،‬‬ ‫األكراد‬ ‫خاصة عندما يتعلق األم��ر بأمور معقدة من الهندسة‬ ‫وال حاجة للقول بأن السياسة األميركية في سوريا كانت أكثر االجتماعية في مجتمعات منقسمة‪ .‬وبمعنى آخر‪ ،‬فإن‬ ‫ّ ً‬ ‫تشوشا‪ .‬فمنذ أن بدأت االنتفاضة‪ ،‬كانت واشنطن تحاول بال بناء الدولة أمر مكلف وشاق‪ ،‬وفي الجانب األكبر منه غير‬ ‫كلل أن تحقق سلسلة من األهداف الصعبة واملتضاربة‪ .‬فهي ضروري‪ .‬ولكن عليه أن يقود مؤسسة سياسة خارجية‬ ‫تقول‪« :‬على األسد أن يرحل» ولكنها ال تريد أيا من الجماعات متخصصة في «القيادة العاملية» ‪ -‬حتى إذا كان فقط‬ ‫ً‬ ‫املتطرفة (وهي الجماعات الوحيدة التي تقاتل فعليا األسد) أن بغرض أن تمنح نفسها شيئا لتفعله‪ ،‬وهو يواجه حزب‬ ‫يحل محله‪ .‬وهي تريد (القضاء على «داعش»)‪ ،‬ولكنها تحرص معارضة يهزأ من أي شكل من أشكال «التراخي» حتى‬ ‫ف��ي ال��وق��ت نفسه على أال تحل محلها الجماعات املناهضة وإن كان يقدم بدائل «فارغة»‪.‬‬ ‫ل �ـ«داع��ش» م�ث��ل جبهة ال�ن�ص��رة‪ .‬وه��ي تعتمد ع�ل��ى املقاتلني وعلى النقيض‪ ،‬فإن بوتني قام بمهمة أفضل في املوازنة بني‬ ‫األكراد للمساعدة في التعامل مع «داعش» ولكنها ترغب في أه��داف��ه وامل ��وارد املتاحة وه��ي إح��دى مميزات االستراتيجي‬ ‫ً‬ ‫إخفاقه يرجع إلى أن جميعها كانت على املدى‬ ‫مساعدة تركيا أيضا‪ ،‬رغ��م معارضة تركيا أي��ة خطوات قد األفضل‪ .‬ولكن‬ ‫ً‬ ‫تذكي نيران الوطنية الكردية‪ .‬وبالتالي كانت الواليات املتحدة القصير وكانت خططا دفاعية‪ ،‬فهو يستخدم سلسلة من‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سياسيا» ‪ -‬األفعال الدفاعية املصممة ملنع تدهور موقع روسيا العاملي بدال‬ ‫تبحث عبثا ع��ن «املتمردين السوريني املحقني‬ ‫هؤالء «املعتدلون» الغامضون – وعليها أن تجد ً‬ ‫عددا ً‬ ‫كبيرا من السعي لتحقيق برنامج قد تعزز قوة روسيا ووضعها على‬ ‫منهم لكي تحقق أهدافها‪ً .‬‬ ‫وبعيدا عن رغبتها في رحيل األسد‪ ،‬امل��دى البعيد‪ .‬إذن دعنا نقول إنهما متعادالن‪ .‬والخاسرون‬ ‫ً‬ ‫فإن الرؤية األميركية بعيدة املدى ملستقبل سوريا لم تكن أبدا الحقيقيون هم الشعوب غير املحظوظة في أوكرانيا وسوريا‬ ‫ً‬ ‫واضحة‪ .‬وأخذا في االعتبار هذا التوجه املضطرب‪ ،‬فهل من وأماكن أخرى <‬ ‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪19‬‬


‫ً‬ ‫قطعا‪ ،‬ليس هذا هو السؤال الصحيح ً‬ ‫تماما؛ ألن كليهما يعتمد‪ ،‬إلى حد‬ ‫ما‪ ،‬على تقارير استخباراتية ونصائح يقدمها مستشارون موثوق بهم‪،‬‬ ‫وليس على حكمهم الخاص‪ .‬وباملثل‪ ،‬فإن أي تقييم ألدائهما النسبي يعد‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تقييما ملؤسسات السياسة الخارجية لبلديهما‪ ،‬وليس ‪-‬‬ ‫على نحو ما‪،‬‬ ‫فقط – لشخصيهما‪.‬‬ ‫على أية حال‪ ،‬تقع املسؤولية على عاتق كال الرجلني فقط‪ ،‬وهو مادفع كثيراً‬ ‫من األشخاص إلى التساؤل عما إذا كان الكرملني قد تجاوز البيت األبيض‬ ‫ّ‬ ‫وتفوق عليه مرة أخرى إثر تحرك روسيا األخير في سوريا؟‬ ‫وسبقه‬

‫مقارنة بني الضابط السابق في «كي جي بي»‬ ‫وأستاذ القانون السابق ومنظم املجتمع‬

‫من االستراتيجي األفضل ‪..‬‬ ‫فالديمير بوتني أم باراك أوباما؟‬ ‫نيويورك‪ :‬املجلة‬ ‫هل هذا صحيح حقا؟ هل استطاع الضابط السابق‬ ‫بالـ«كي جي بي» التفوق على أستاذ القانون السابق‬ ‫ومنظم املجتمع؟ وبم يخبرنا ذلك التحول األخير‬ ‫في األح��داث حول قدرة كل دولة على وضع وتنفيذ سياسة‬ ‫خارجية فعالة؟‬ ‫إح��دى الطرق املثالية لإلجابة عن مثل هذا السؤال هي إلقاء‬ ‫نظرة أوسع حول أداء كل دولة خالل السنوات السبع املاضية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مبشرا للغاية لفترة من الزمن؛ حيث شهد‬ ‫فقد بدا سجل بوتني‬ ‫ً‬ ‫االقتصاد الروسي ً‬ ‫نموا سريعا خالل ‪( 2012‬نظرا الرتفاع‬ ‫أسعار النفط والبضائع)‪ ،‬كما أنه تمكن من دخ��ول «منظمة‬ ‫التجارة العاملية» وأعاد ما أطلق عليه «إعادة تنظيم العالقات‬ ‫ال��روس��ي��ة األم��ي��رك��ي��ة» أو «‪ »Reset‬ق ً‬ ‫���درا م��ن امل���ودة للعالقات‬ ‫املتوترة بني واشنطن وموسكو‪ّ .‬‬ ‫ولكن سجل بوتني بصفة عامة‬ ‫منذ ذلك الوقت بدا أقل ً‬ ‫إبهارا‪ :‬حيث يعاني االقتصاد الروسي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حاليا من ركود حاد فيما يبدو أداء أميركا معقوال إلى حد‬ ‫كبير‪ .‬ويجب أن نأخذ في اعتبارنا أن الناتج املحلي اإلجمالي‬ ‫لروسيا في عام ‪ 2014‬كان أقل من تريليوني دوالر‪ ،‬وبالتالي‬ ‫فإنه خالل السنوات الست املاضية كان االقتصاد األميركي‬ ‫ينمو بمعدل أكبر بكثير من مجمل االقتصاد الروسي‪ .‬كما‬ ‫أن االقتصاد األميركي أكثر ً‬ ‫تنوعا ومرونة‪.‬‬ ‫وبالقدر نفسه من األهمية‪ ،‬لم تفقد الواليات املتحدة أيا من‬ ‫حلفائها املهمني خالل السنوات السبع املاضية‪ ،‬كما شهدت‬ ‫‪18‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫عالقتها بكثير م��ن ال���دول (م��ث��ل الهند وفيتنام وغيرهما)‬ ‫ً‬ ‫تحسنا ً‬ ‫كبيرا‪ .‬وم��ن جهة أخ��رى‪ ،‬على الرغم من أن روسيا‬ ‫وال��ص�ين تتعاونان على نحو أك��ب��ر فإننا ال نستطيع القول‬ ‫إنهما حليفتان مقربتان‪ ،‬كما أن األزم���ة األوك��ران��ي��ة دم��رت‬ ‫عضوية‬ ‫العالقات مع أوروب���ا إل��ى حد كبير‪ ،‬حتى تم تعليق ّ‬ ‫روسيا في مجموعة الثماني‪ .‬و يقول مراقبون ‪ :‬بينما وقعت‬ ‫الواليات املتحدة اتفاقية تجارية ضخمة مع عدد من الشركاء‬ ‫اآلسيويني‪ ،‬لم تسفر جهود بوتني لتأسيس «اتحاد اقتصادي‬ ‫أوروب��ي آسيوي» عن شيء ج��دي‪ .‬كما أن تعهد بوتني بدعم‬ ‫نظام األسد في سوريا يكشف أن موقفه في الشرق األوسط‬ ‫ً‬ ‫أصبح هشا‪.‬‬ ‫وعلى النقيض‪ ،‬وعلى الرغم من بعض الخالفات األخيرة‪ ،‬ما‬ ‫زال لدى الواليات املتحدة روابط وثيقة مع إسرائيل‪ ،‬ومصر‬ ‫والخليج واألردن‪ ،‬كما أن عالقتها املضطربة م��ع خصمها‬ ‫اللدود‪ ،‬إيران‪ ،‬قد تحسنت على نحو ما‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الخالصة‪ :‬أن امليزان أكثر ميال ألميركا وأن أي تقييم حر سوف‬ ‫يمنح أوباما وفريقه ً‬ ‫قدرا من الثناء الستمراره في بناء عالقات‬ ‫نافعة بالخارج وتجنب الورطات التي غرق فيها جورج دبليو‬ ‫بوش واملحافظني الجدد باندفاع أهوج‪.‬‬ ‫وم��ع ذل��ك‪ ،‬فمن الصعب أن نتجاهل االنطباع ب��أن بوتني كان‬ ‫يعمل بيده الضعيفة أفضل مما كان أوباما يلعب بيده القوية‪.‬‬ ‫قد يكون ذلك ً‬ ‫راجعا في جانب منه إلى أن أوباما ورث ً‬ ‫كثيرا‬ ‫من املعضالت على مستوى السياسة الخارجية‪ ،‬فمن الصعب‬ ‫التخلي ع��ن مجموعة م��ن امل��ش��روع��ات الفاشلة دون االتهام‬ ‫بالتراجع‪ .‬ولم يكن خطأ أوباما الرئيسي هو االبتعاد الكافي‬

‫بوتني وأوباما قبل‬ ‫اجتماعهما بالبيت األبيض‬ ‫يوليو املاضي (غيتي)‬

‫عن تصفية املواقف غير املالئمة التي ورثها من خالل سلفه‪:‬‬ ‫فقد كان يجب عليه الخروج من أفغانستان بشكل أسرع وعدم‬ ‫إج��راء أي تغيير على النظام في ليبيا‪ .‬وعلى النقيض يبدو‬ ‫بوتني أكثر ً‬ ‫نجاحا للوهلة األولى؛ ألن روسيا تلعب ً‬ ‫دورا أكثر‬ ‫فعالية مما فعلته عندما كانت ضعيفة إلى حد كبير‪ .‬فإذا ما‬ ‫أخذنا في االعتبار وضع روسيا في ‪ 1995‬أو حتى ‪ 2000‬لم‬ ‫يكن هناك طريق سوى املضي ً‬ ‫قدما‪.‬‬

‫القرار الصعب‬ ‫ً ً‬ ‫كما اتخذ بوتني ق ً‬ ‫صحيحا أي��ض��ا‪ ،‬حيث وض��ع أهدافا‬ ‫���رارا‬ ‫صغيرة يسهل تحقيقها وهو ما كان يتوافق مع قوة روسيا‬ ‫املتواضعة‪ .‬ففي أوكرانيا‪ ،‬كان لديه هدف أساسي‪ :‬أن يمنع‬ ‫البلد من أن تتقدم صوب االتحاد األوروب��ي وأن تصبح ذات‬ ‫ع��ض��وي��ة ك��ام��ل��ة وت��ن��ض��م إل���ى ح��ل��ف ش��م��ال األط��ل��س��ي‪ .‬فلم‬ ‫يكن ً‬ ‫مهتما بمحاولة دمج أوكرانيا بأسرها أو تحويلها إلى‬ ‫مستعمرة روسية‪ ،‬ولم يكن من الصعب تحقيق هذا الهدف‬ ‫السلبي ً‬ ‫نظرا ألن أوكرانيا تعاني من الفساد واالنقسامات‬ ‫الداخلية‪ ،‬كما أنها تقع إل��ى ج��وار روس��ي��ا‪ .‬وم��ن ث��م‪ ،‬جعلت‬ ‫ه��ذه الخصائص م��ن السهل على ب��وت�ين أن يستخدم ق ً‬ ‫��درا‬ ‫ً‬ ‫متواضعا من القوة حينما كان من الصعب على أي شخص‬ ‫آخر أن يتخذ رد فعل دون الدخول في دائرة من التصعيد ال‬ ‫يمكن الفوز فيها‪.‬‬ ‫ك��م��ا ك��ان��ت أه����داف ب��وت�ين ف��ي س��وري��ا ع��ل��ى ن��ف��س ال��ق��در من‬ ‫البساطة والواقعية والتوافق مع إمكانات روسيا امل��ح��دودة‪.‬‬


‫‪,,‬‬

‫فقالت‪:‬ال تشير أفعال روسيا املبدئية إلى أن موسكو تشارك‬ ‫واشنطن نفس األهداف سواء فيما يتعلق بتنظيم داعش أو‬ ‫األسد‪ .‬ومن ثم‪ ،‬من املرجح أن تفشل مساعيها «للتنسيق»‪.‬‬ ‫ويقول عيديد دوي�ش��ة‪ ،‬أستاذ العلوم السياسية بجامعة‬ ‫ميامي‪ :‬ليس لسلوك روسيا أية عالقة بتنظيم داعش‪،‬‬ ‫وإنما يتمحور سلوكها كله ح��ول دع��م نظام األس��د‪.‬‬ ‫وباملناسبة‪ ،‬هل كان هناك أي ذكر لشبه جزيرة القرم‬ ‫أو أوكرانيا مؤخرا؟‬ ‫وبحسب (ف��ورن بولسي) يقول غريغوري فيفير‪،‬‬ ‫م ��ؤل ��ف «ال � � � ��روس‪ :‬ب �ش��ر خ �ل��ف ال �س �ل �ط��ة»‪ :‬ال �ه��دف‬ ‫العسكري الرئيسي لروسيا في سوريا هو تعقيد‬ ‫املوقف على األرض ب��دال من املساعدة على إيجاد‬ ‫حل للقضاء على تنظيم الدولة‪ .‬كما كان دعم نظام‬ ‫األسد ‪ -‬وهو حليف روسيا الوحيد في الشرق األوسط‬ ‫ ج� ً‬‫�زءا م��ن مساعي موسكو لجذب االن�ت�ب��اه مؤخرا‪.‬‬ ‫وعلى نقيض التعاون‪ ،‬فإن هدف بوتني الرئيسي هو تعزيز‬ ‫شعبيته عبر إزعاج الغرب‪ .‬ويحاول الكرملني إقناع الروس‬ ‫بذلك من خالل الترويج الستعادة نفوذ موسكو كما كان أثناء‬ ‫عنصرا ً‬ ‫ً‬ ‫حيويا لدعم نظام بوتني‬ ‫الحرب الباردة – وهو يعد‬ ‫الفاسد والسلطوي في الوقت الذي تعاني فيه البالد من تزايد‬ ‫عزلتها والركود االقتصادي‪.‬‬

‫جون ماكني‪ :‬التدخل‬ ‫الروسي في سوريا هو‬ ‫نتيجة حتمية للكلمات‬ ‫الجوفاء التي تنطق‬ ‫بها اإلدارة األميركية‬

‫‪,,‬‬

‫‪,,‬‬

‫املساعد السابق لوزير الدفاع‬ ‫األميركي‪ :‬ال تشير أفعال‬ ‫روسيا املبدئية إلى أن موسكو‬ ‫تشارك واشنطن نفس األهداف‬ ‫سواء فيما يتعلق بتنظيم‬ ‫داعش أو األسد‬

‫‪,,‬‬

‫ويرى بيدج فورتنا‪ ،‬عضو بمعهد أرنولد الستزمان لدراسات‬ ‫الحرب والسالم بجامعة كولومبيا‪،‬أنه من الصعب اإلجابة‬ ‫على هذا السؤال دون أن نعرف ما الذي يعنيه «التعاون مع‬ ‫روسيا»‪ ،‬و«قتال تنظيم داعش»‪ .‬فإذا كان البديل هو «عدم‬ ‫التعاون مع روسيا» مع االستمرار في قتال تنظيم داعش‪،‬‬ ‫إذن أواف��ق بشدة‪ .‬أما إذا كان البديل له عالقة بقدر الجهد‬ ‫وبالطريقة التي ستقاتل بها الواليات املتحدة «داعش»‪ ،‬إذن‬ ‫ً‬ ‫متأكدا وأحتاج أن أعرف ماهية الخيارات املطروحة‪.‬‬ ‫فأنا لست‬ ‫من ناحيته يقول جيمس غولدجيير عميد كلية الخدمة الدولية‬ ‫بالجامعة األميركية ف��ي واشنطن‪ :‬نظريا‪ ،‬يجب أن تعمل‬ ‫الواليات املتحدة مع روسيا وغيرها من القوى لقتال تنظيم‬ ‫داع��ش‪ .‬ولكن تحرك بوتني داخ��ل سوريا ال يتعلق بتنظيم‬ ‫ً ً‬ ‫وجزئيا أيضا يتعلق بتنظيم األسد؛‬ ‫داعش إال بشكل جزئي‪،‬‬ ‫فقد كان أحد أكبر مشروعات بوتني خالل فترة رئاسته هو‬ ‫استعادة موقع روسيا كقوة عظمى‪ .‬كما يسعى بوتني للحد‬ ‫من قيادة الواليات املتحدة للنظام الدولي‪ ،‬وتشتيت االنتباه‬ ‫عن أوكرانيا وخلق تطلع أوروبي لعقد صفقة هناك إذا أمكن‪.‬‬ ‫ولكن في سوريا‪ ،‬كما هو الحال في أوكرانيا‪ ،‬من السهل أن‬

‫تدخل‪ ،‬ولكن سيكون من الصعب للغاية على بوتني أن يضع‬ ‫استراتيجية يمكنه عبرها أن يخرج‪.‬‬ ‫ويقول نيكوالس جفوسديف أستاذ دراسات األمن القومي‬ ‫بكلية ال �ح��رب ال�ب�ح��ري��ة األم�ي��رك�ي��ة‪ :‬ن�ظ��ري��ا‪ ،‬ي�ب��دو ال�ت�ع��اون‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫منطقيا؛ أخذا في‬ ‫األميركي – الروسي في مواجهة «داعش»‬ ‫االعتبار التهديد الذي يمثله «داع��ش» بالنسبة ملصالح كال‬ ‫البلدين‪ .‬ولكن الشيطان يكمن في التفاصيل‪ .‬فمن وجهة نظر‬ ‫موسكو‪ ،‬فإن كل الجماعات التي تعارض نظام األسد هي‬ ‫جماعات متحالفة مع تنظيم داعش إلى درجة ما‪ .‬ومن ثم‬ ‫ً‬ ‫فإنها معرضة لعمليات روسية عسكرية‪ .‬وأخذا في االعتبار‬ ‫أن الهدف االستراتيجي الرئيسي ملوسكو هو تعزيز قبضة‬ ‫األسد على األجزاء املتبقية تحت سيطرته من سوريا‪ ،‬فإن‬ ‫مالحقة «داعش» في معقله بالصحراء الشرقية ليس أولوية‪.‬‬ ‫ومن وجهة النظر األميركية‪ ،‬فإن الهدف هو بناء معارضة‬ ‫مواجهة األسد وقتال «داعش» في آن واحد‪،‬‬ ‫سورية يمكنها‬ ‫ً‬ ‫وهو ما ال يتوافق مطلقا مع األهداف الروسية‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فإنه‬ ‫ما لم تقر موسكو بأن رحيل األسد هو أمر ال مفر منه أو‬ ‫تغير واشنطن موقفها من األس��د‪ ،‬فإنه ال يوجد ما يمكن‬

‫تحقيقه ً‬ ‫معا‪ .‬ولذلك فقد منحت إجابتي أكثر مستوى من‬ ‫مستويات «عدم اليقني»‪.‬‬ ‫أما جيمس جيفري السفير األميركي السابق بالعراق فيرى‪،‬‬ ‫إن م��زاع��م روس�ي��ا بمقاتلة «داع ��ش» ه��ي حجة للسماح‬ ‫لها ب��دع��م مصالحها ال�خ��اص��ة‪ ،‬بما ف��ي ذل��ك قاعدتها‬ ‫في سوريا وحليفها األس��د‪ .‬كما أن روسيا تؤسس‬ ‫لتحالف مع إيران لكي تحدان ً‬ ‫معا ضد النظام اإلقليمي‬ ‫األميركي‪.‬‬ ‫وي �ق��ول ج��وش��وا الن��دي��س أس �ت��اذ بكلية ال��دراس��ات‬ ‫الدولية ورئيس رابطة الدراسات السورية‪،‬أن‬ ‫روسيا هاجمت بعض األهداف التابعة لـ«داعش» في‬ ‫سوريا ولكنها استهدفت في وقت سابق – ً‬ ‫عمدا ‪-‬‬ ‫متمردين مناهضني لألسد ومدعومني من الواليات‬ ‫املتحدة‪ ،‬رغ��م أن الكرملني زع��م عكس ذل��ك‪ .‬وم��ا زال‬ ‫ً‬ ‫مفتوحا ح��ول ماهية نيات بوتني ف��ي سوريا‬ ‫ال�س��ؤال‬ ‫ً‬ ‫ومصالحه الحقيقية‪ ،‬أخ��ذا ف��ي االعتبار انتهاكه املتكرر‬ ‫والعمدي للمجال الجوي التركي‪ .‬يجب أن تبقي واشنطن‬ ‫ً‬ ‫مفتوحا ل�ت�ع��اون م�ح��دود م��ع ب��وت�ين‪ ،‬ولكنها يجب‬ ‫ال�ب��اب‬ ‫أن تتوخى الحذر تجاه سلوكه املعتاد املمتلئ باملفاجآت‬ ‫ً‬ ‫والخداع والتضليل‪ .‬ويجب أن تعي أنه لن يصبح ً‬ ‫أبدا حليفا‬ ‫ً‬ ‫موثوقا به‪.‬‬ ‫ديفيد شنكر الذي عمل في مكتب وزير الدفاع بوصفه كبير‬ ‫مساعدي وزارة الدفاع للشؤون العسكرية والسياسية في‬ ‫كل من سوريا ولبنان واألردن واألراضي الفلسطينية صرح‬ ‫ل�ـ«امل�ج�ل��ة» ب��أن الرئيس ال�ق��ادم ل�ل��والي��ات املتحدة األميركية‬ ‫س �ي��رى ن�ف�س��ه م�ض�ط��را لتغيير امل �ق��ارب��ة ال�ح��ال�ي��ة ل�ل�إدارة‬ ‫األميركية تجاه التدخل الروسي في سوريا‪.‬‬ ‫مما ال ش��ك فيه ال�ق��ادم م��ن األي��ام ل��ن يشهد تغييرا كبيرا‬ ‫في الساحة السورية‪ .‬فروسيا وإي��ران ومعهما ح��زب الله‬ ‫سيستمرون ف��ي م�ح��اول��ة حماية األس ��د‪ ،‬فيما ستستمر‬ ‫املعارضة بدعم من الدول العربية في الدفاع عن مكتسباتها‪.‬‬ ‫والحل سيكون بانتظار ما ستقرره الواليات املتحدة‪ .‬يقول‬ ‫وزير الخارجية األسبق على الواليات املتحدة أن تقرر لنفسها‬ ‫الدور الذي ستلعبه في القرن الـ‪ .21‬فالشرق األوسط سوف‬ ‫يكون االختبار األكثر إلحاحا وأشده على الواليات املتحدة‬ ‫وهو لن يكون رهنا بقوة السالح الذي نمتلك بل بالقدرة على‬ ‫تفهم وإتقان العالم املتحول من حولنا <‬ ‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪17‬‬


‫‪,,‬‬

‫في «وول ستريت جورنال»‪ :‬فأوباما في خالف مع التحالف‬ ‫العربي حول حرب اليمن‪ ،‬وهو مختلف مع الفصائل السورية‬ ‫املعارضة لنظام األسد حول األهداف‪ ،‬ومع دول الخليج حول‬ ‫إيران ودورها باملنطقة‪ ،‬والرئيس أوباما على خالف مع مصر‬ ‫فيما تعتبره إدارته انتهاكات في قضايا حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫ل ��ذا ان �س �ح��اب األم �ي��رك �ي�ين م��ن امل�ن�ط�ق��ة ف �س��رت��ه ال �ق��وى‬ ‫تخل من‬ ‫اإلقليمية وعلى رأسها إيران وروسيا على أنه ٍ‬ ‫قبل واشنطن عن حلفائها‪ .‬االنسحاب األميركي دفع‬ ‫الروس واإليرانيني إلى املضي قدما في تثبيت مناطق‬ ‫نفوذ يسيطر عليها األسد‪.‬‬ ‫ال �ت��دخ��ل ال ��روس ��ي ن�ت�ي�ج��ة ح�ت�م�ي��ة ل�س�ي��اس��ة أوب��ام��ا‬ ‫الخارجية‬ ‫يقول السيناتور جون ماكني أبرز املعارضني لسياسة‬ ‫ال��رئ�ي��س أوب��ام��ا ال�خ��ارج�ي��ة «إن ال�ت��دخ��ل ال��روس��ي في‬ ‫سوريا‪ ،‬هو نتيجة حتمية للكلمات الجوفاء التي تنطق‬ ‫بها تلك اإلدارة‪ ،‬والخطوط الحمراء التي تضعها وم��ن ثم‬ ‫تتراجع عنها‪ ،‬وأي�ض��ا تلك النظرية الغريبة ف��ي ال�ق�ي��ادة من‬ ‫الخلف التي أدت إلى انعدام تام للقيادة األميركية»‪.‬‬ ‫كثير من السياسيني األميركيني يرون في رغبة الرئيس أوباما‬ ‫في االنسحاب والتقليص من النفوذ األميركي على الشرق‬

‫هنري كيسنجر‪:‬‬ ‫العمل العسكري األحادي‬ ‫لروسيا في سوريا هو‬ ‫أحدث أعراض تفكك‬ ‫الدور األميركي في‬ ‫الشرق األوسط‬

‫‪,,‬‬

‫‪,,‬‬

‫السفير األميركي السابق‬ ‫بالعراق‪ :‬روسيا تؤسس‬ ‫لتحالف مع إيران لكي‬ ‫تتحدان ً‬ ‫معا ضد النظام‬ ‫اإلقليمي األميركي‬

‫‪,,‬‬

‫األوسط كما التخلي عن الحلفاء خطرا على الوجود العسكري‬ ‫األميركي نفسه في الشرق األوسط‪.‬‬ ‫آشتون كارتر وزير الدفاع األميركي اتهم مؤخرا في تصريح‬ ‫له روسيا بالتهور في عملياتها العسكرية الجوية بحيث إنها‬ ‫كادت تشتبك مع سالح الجو األميركي في أكثر من مناسبة‪،‬‬ ‫وقال‪ :‬إن الصواريخ التي أطلقت من سفن حربية روسية من‬ ‫بحر قزوين أخطأت هدفها وكادت تصيب طائرات أميركية‬ ‫من دون طيار‪ .‬وتوقع وزير الدفاع األميركي أن تدفع روسيا‬ ‫ثمنا غاليا لتدخلها العسكري في سوريا‪.‬‬ ‫أم��ا النائب الديمقراطي آدم شيف العضو ال�ب��ارز ف��ي لجنة‬ ‫االستخبارات في مجلس النواب فقال‪ :‬إن التدخل الروسي‬ ‫سينال من دور بالده وسيسمح للروس التحول إلى الالعب‬ ‫األكثر قوة وتأثيرا في سوريا واملنطقة‪ .‬إن التدخل الروسي‬ ‫سيدفع األميركيني إلى تدخل عسكري أكبر في سوريا وهو‬ ‫قرار محفوف باملخاطر‪.‬‬ ‫ال يعتقد أن ��درو ت��اب�ل��ر ك�ب�ي��ر امل�ح�ل�ل�ين ف��ي م�ع�ه��د واش�ن�ط��ن‬ ‫ل�ل��دراس��ات ص��اح��ب ك�ت��اب «ف��ي ع��ري��ن األس ��د»‪ ،‬ف��ي تصريح‬ ‫لـ«املجلة» أن «تدخل روسيا في سوريا هو فقط من أجل دعم‬ ‫نظام األسد املتداعي‪ ،‬بل هو محاولة الستعادة السيطرة على‬ ‫أكبر قدر ممكن من سوريا»‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫وتوقع تابلر محاولة الروس واإليرانيني استمالة القوى املعتدلة‬ ‫واملعارضة للنظام ودفعها إلى محاربة «داع��ش» وهي برأيه‬ ‫صيغة من غير املرجح لها أن تنجح‪.‬‬ ‫ولكن أكثر ما يقلق الطبقة السياسية األميركية هو غياب أي رد‬ ‫فعل من قبله على هذا التدخل الروسي العسكري في سوريا‪.‬‬ ‫الرئيس أوباما سارع إلى تبديد الشكوك حول استراتيجيته‬ ‫السورية الالمبالية تجاه التطورات األخيرة‪ .‬بالتأكيد أن الواليات‬ ‫املتحدة األميركية ليست ف��ي وارد املواجهة م��ع روس�ي��ا في‬ ‫سوريا‪ .‬الرئيس أوباما قال‪ :‬إن بالده تحارب «داعش»‪ ،‬بينما‬ ‫روسيا ومعها إيران فهي تحارب أكثرية الشعب السوري وهو‬ ‫على ما يعتقد سيرتد عليهما بشكل سلبي‪.‬‬ ‫وك��ان أع��رب م�س��ؤول��ون أم�ي��رك�ي��ون ح��ال�ي��ون وس��اب�ق��ون عن‬ ‫قلقهما من أن التدخل العسكري الروسي سيضر ببرنامج‬ ‫سري تموله الواليات املتحدة األميركية لفصائل سورية تقاتل‬ ‫ضد األسد‪ .‬السفير األميركي السابق في سوريا الذي استقال‬ ‫من منصبه بعد بدء الثورة السورية قال‪ :‬إن التدخل الروسي‬ ‫سيزيد من إحباط الفصائل املعارضة التي ت��رى أن اإلدارة‬

‫األميركية ال تساندهم بالقدر الذي يساند الروس حلفاءهم‪.‬‬ ‫أندرو تابلر يعتقد أن موقف الرئيس أوباما وعدم وجود رد‬ ‫أميركي في شأن التدخل الروسي يشير إلى أن الجزء الثاني‬ ‫من االتفاق النووي بني الرئيس أوباما وإيران الذي يهدف‬ ‫إلى «إعادة التوازن» إلى املنطقة من خالل املحافظة على‬ ‫مصالح إيران االستراتيجية في أكثر من بلد قد دخل‬ ‫حيز التنفيذ‪ .‬يضيف تابلر أن هذا يسمح إليران وقوى‬ ‫أخرى للعب دور أكبر بينما تنسحب الواليات املتحدة‬ ‫من املنطقة‪.‬‬ ‫إن التدخل الروسي عقد األم��ور في سوريا بشكل‬ ‫كبير وبات أي حل سياسي اليوم بعيد املنال‪ ،‬إن لم‬ ‫يكن مستحيال‪ .‬وأصبحت الحرب السورية اليوم أكبر‬ ‫من سوريا نفسها‪ .‬فاملواجهات التي نشأت فيها تضع‬ ‫كال من الحلفاء التقليديني للواليات املتحدة بمواجهة‬ ‫إي��ران وروسيا مع الفارق أن الواليات املتحدة تخلت عن‬ ‫دعم حلفائها في تلك املواجهة‪ .‬استمرار الوضع على ما هو‬ ‫عليه ال يمدد فقط من عمر الحروب وعدد القتلى بل يهدد أيضا‬ ‫في العمق تركيبة الشرق األوس��ط‪ ،‬ومسألة انتشار السالح‬ ‫النووي كرد على التوسع اإليراني والروسي في بالد العرب‪.‬‬ ‫وهنا تصبح الكارثة عاملية‪ .‬فالحل في سوريا ال يمكن أن يأتي‬ ‫على حساب العرب‪ ،‬ومن هنا سارعت املرشحة الديمقراطية‬ ‫للرئاسة وزي��رة الخارجية السابقة في إدارة الرئيس أوباما‬ ‫ه�ي�لاري كلينتون تأكيد أن ال��والي��ات املتحدة عليها إنشاء‬ ‫«مناطق حظر الطيران» و«ممرات إنسانية آمنة» في سوريا‬ ‫لحماية املدنيني ومكافحة اإلرهاب ودعم املعارضة السورية‬ ‫املعتدلة‪ .‬إذن نعود من جديد للسؤال ال��ذي طرحناه بداية‬ ‫‪،‬هل يجب على الواليات املتحدة أن تعمل مع روسيا ملحاربة‬ ‫تنظيم داعش؟‬ ‫يقول دانييل بيمان زميل بمركز سياسات الشرق األوسط‬ ‫بمعهد بروكينغز‪ ،‬في الواقع‪ ،‬روسيا ال تحارب تنظيم داعش‪،‬‬ ‫بل تدعم النظام السوري‪ .‬وإذا كانت روسيا تحارب «داعش»‬ ‫حقا‪ ،‬فعليها التعبير عن وعودها ورغباتها على نحو أكثر‬ ‫جدية‪ ،‬إنها ببساطة تدعم نظام الديكتاتور الوحشي وتحاول‬ ‫إشراك الواليات املتحدة في ذلك‪.‬‬ ‫أم��ا ج��ان�ين ديفيدسون زميلة الباحثني بسياسات ال��دف��اع‬ ‫بمجلس العالقات الخارجية واملساعد السابق لوزير الدفاع‬


‫ففي بداية عهد أوباما كان العراق يتجه‪ ،‬مع الصحوات التي‬ ‫أنشأها الجنرال بترايوس ملحاربة «ال�ق��اع��دة»‪ ،‬نحو ن��وع من‬ ‫استقرار عكسه انسحاب القوات األميركية الطارئ وتسليم‬ ‫رئيس الوزراء نور املالكي زمام األمور فيها‪ ،‬ليبدأ معه قصة‬ ‫انتشار الدولة اإلسالمية كرد على سياساته املجرمة تجاه سنة‬ ‫العراق‪ .‬وكانت ليبيا وتونس ومصر وسوريا دوال قائمة‪ ،‬أما‬ ‫اليوم وبعد مرور سبعة أعوام على عهد الرئيس أوباما‪ ،‬أربع‬ ‫دول في املنطقة لم تعد قائمة‪ ،‬ليبيا‪ ،‬اليمن‪ ،‬سوريا‪ ،‬والعراق‪،‬‬ ‫وهي أصبحت هدفا لحركات متطرفة تسعى لالستحواذ على‬ ‫الحكم فيها‪ ،‬كما أن مساحات واس�ع��ة م��ن ال�ع��راق وسوريا‬ ‫أصبحت تحت سيطرة داعش‪ ،‬فيما الصراع السني الشيعي‬ ‫في املنطقة بلغ درجات غير مسبوقة من الدموية‪.‬‬ ‫ان �س �ح��اب ال��رئ �ي��س األم �ي��رك��ي م��ن ال �ع ��راق ت��زام��ن ط�ب�ع��ا مع‬ ‫اج�ت�م��اع��ات س��ري��ة إلدارات� ��ه م��ع اإلي��ران�ي�ين م��ن أج��ل التوصل‬ ‫إلى اتفاق ن��ووي‪ ،‬وهو ما حصل‪ .‬ولكن كان من الطبيعي أن‬

‫‪,,‬‬

‫رغ��م تخطي األخير الخطوط الحمر التي رسمتها له اإلدارة‬ ‫األميركية‪ .‬وبدا واضحا أن الرئيس األميركي ال يريد تعكير‬ ‫صفو انفتاحه املستجد على إي��ران وبالتالي ع��دم التعرض‬ ‫كبير املحللني في معهد‬ ‫ملصالحها االستراتيجية في سوريا‪ ،‬من خ�لال العمل على‬ ‫واشنطن للدراسات ‪ :‬تدخل‬ ‫إسقاط األسد‪.‬‬ ‫م�ج��يء روس �ي��ا إل��ى امل�ن�ط�ق��ة ل��م ي�ت�ع��ارض م��ع رؤي ��ة الرئيس‬ ‫روسيا في سوريا هو فقط‬ ‫األميركي لها‪ .‬فهو كان أعلن في أكثر من مناسبة أنه يريد خلق‬ ‫نوع من التوازن بني القوى السنية والقوى الشيعية‪ .‬لألسف تلك‬ ‫من أجل دعم نظام الرئيس‬ ‫الفكرة أو الرؤية لم ينتج عنها سوى مزيد من الحروب واألزمات‬ ‫في املنطقة وهي مرشحة أن تطول حتى موعد انتخاب رئيس‬ ‫األسد املتداعي‬ ‫جديد للواليات املتحدة يملك رؤي��ة مختلفة ل��دور ب�لاده في‬ ‫ال�ش��رق األوس ��ط‪ ،‬ويستطيع ال��وق��وف إل��ى جانب حلفائه من‬ ‫العرب ودعمهم فيما يعتبرونه هجمة فارسية عليهم وعلى‬ ‫يخلق هذا االنسحاب فراغا سارعت روسيا وإيران والحركات مصالحهم االستراتيجية‪.‬‬ ‫وبالفعل فالواليات املتحدة بقيادة أوباما على خ�لاف كبير‬ ‫الجهادية بملئه‪.‬‬ ‫وك��ان��ت روس�ي��ا التقطت رغ�ب��ة الرئيس األم�ي��رك��ي أوب��ام��ا في مع أكثر من بلد عربي‪ ،‬وعلى أكثر من ملف‪ ،‬كما يشير وزير‬ ‫انسحابه من املنطقة عقب تراجعه عن معاقبة الرئيس األسد الخارجية األميركي األسبق هنري كيسنجر في مقالة نشرها‬

‫‪,,‬‬

‫انسحاب الرئيس األميركي من العراق‬

‫هياكل ساخرة‬ ‫مصنوعة من الورق‬ ‫لفالديمير بوتني وباراك‬ ‫أوباما في سان خوان‬ ‫اإلسبانية (غيتي)‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪15‬‬


‫نشرنا في «املجلة» العدد املاضي تحقيقا حول التدخل الروسي في سوريا‬ ‫بعنوان «ازدياد عدد الجنود الروس في سوريا يغير من ديناميات املعركة»‪.‬‬ ‫ولكي نستكمل القضية من كافة جوانبها‪ ،‬قمنا باستطالع أراء ثلة من‬ ‫السياسيني والخبراء واملراقبني في هذا الشأن‪ .‬وكما في التحقيق السابق‪،‬‬ ‫توجهنا إلى مسؤولني من ذوي الخبرات الخاصة املتعلقة بالتساؤل الذي‬ ‫طرحناه عليهم‪،‬وهو هل يجب على الواليات املتحدة أن تتعاون مع روسيا‬ ‫في سوريا؟‪ .‬وطلبنا من املشاركني أن يعلنوا عن مواقفهم سواء باملوافقة‬ ‫او الرفض ‪ ،‬وأن ّ‬ ‫يقيموا مستوى ثقتهم بآرائهم‪.‬‬

‫تستطلع آراء سياسيني وخبراء ومراقبني‬

‫هل يجب على الواليات املتحدة‬ ‫أن تشارك روسيا عملياتها في سوريا؟‬ ‫االنسحاب األميركي دفع الروس واإليرانيني إلى املضي‬ ‫ً‬ ‫قدما في تثبيت مناطق النفوذ التي يسيطر عليها األسد‬ ‫واشنطن‪ :‬إيلي فواز‬

‫تفكك الدور األميركي‬

‫هل يجب على الواليات املتحدة أن تعمل مع روسيا‬ ‫ملحاربة تنظيم داعش؟ يفترض هذا ً السؤال أن دافع‬ ‫روسيا الرئيسي في سوريا هو حقا املشاركة في‬ ‫حملة واسعة ملكافحة اإلرهاب‪ .‬وفي الحقيقة فإن تدخل روسيا‬ ‫ً‬ ‫مدفوعا بكثير م��ن ال��دواف��ع املتداخلة‪ ،‬م��ن بينها‬ ‫هناك يأتي‬ ‫قتال «داعش»‪.‬‬ ‫وتتعارض النتائج التي تسعى موسكو لتحقيقها (بما في‬ ‫ذلك تعزيز نظام بشار األسد والحفاظ على منفذها العسكري‬ ‫على البحر املتوسط وكسب تأييد لسياستها في أوكرانيا)‬ ‫إلى حد كبير مع مصالح الواليات املتحدة بعيدة املدى‪ .‬ومن‬ ‫ثم‪ ،‬وعلى الرغم من أن واشنطن وموسكو قد يشتركان في‬ ‫وجود مصلحة تكتيكية في القضاء على «داعش»‪ ،‬فإن تبني‬ ‫مقاربة الرئيس الروسي‪ ،‬فالديمير بوتني‪ ،‬األخيرة في سوريا‬ ‫ال يتواءم مع أهداف السياسة األميركية‪.‬‬

‫يقول وزير الخارجية األسبق األميركي هنري كيسنجر‬ ‫إن «العمل العسكري األح��ادي لروسيا في سوريا هو‬ ‫أحدث أعراض تفكك الدور األميركي في الشرق األوسط‬ ‫الذي كان قائما على تحقيق االستقرار في تلك املنطقة‬ ‫املضطربة من العالم وهذا الدور بدأ بعد الحرب العربية‬ ‫اإلسرائيلية عام ‪.»1973‬‬ ‫تدخل روسيا العسكري في س��وري��ا‪ ،‬ال��ذي أع��اده��ا إلى‬ ‫منطقة ط��رده��ا منها األم�ي��رك�ي��ون ق�ب��ل ‪ 70‬ع��ام��ا‪ ،‬ت��رك‬ ‫انطباعا عاما بأن الرئيس أوباما يسلم مفاتيح الشرق‬ ‫األوسط للرئيس بوتني وللسيد علي خامنئي‪.‬‬ ‫لم يفوت الرئيس الروسي الفرصة التي الح��ت لروسيا‬ ‫والتي ربما لن تتكرر في انسحاب األميركيني من املنطقة‪،‬‬ ‫فاقتنصها محاوال فرض سيطرة ونفوذ له في حوض‬ ‫املتوسط من دون ثمن يذكر يدفعه‪ ،‬بالشراكة مع إيران‬ ‫طبعا‪ .‬فسارع إلى تحويل مرفأ طرطوس من مجرد محطة‬

‫‪14‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫تزويد وقود إلى شبه مرفأ عسكري‪ ،‬ونشر ما يقارب‬ ‫‪ 3000‬عسكري في املناطق التي ما زال يسيطر عليها‬ ‫الرئيس األسد باإلضافة إلى أنظمة مضادة للطيران‪.‬‬ ‫تلك الخطوة الروسية حدت بالجنرال جوزيف دانفورد‬ ‫ال �ق��ول ل�ل�ج�ن��ة ال �خ��دم��ات امل�س�ل�ح��ة ف��ي م�ج�ل��س ال�ش�ي��وخ‬ ‫األم�ي��رك��ي «إذا أردن ��ا ال�ح��دي��ث ع��ن األم ��ة ال�ت��ي يمكن أن‬ ‫تشكل تهديدا وجوديا للواليات املتحدة‪ ،‬فهي من دون‬ ‫شك روسيا»‪.‬‬ ‫ال يمكن للمراقب القول‪ :‬إن ما يفعله الرئيس أوباما على‬ ‫صعيد السياسة الخارجية هو مفاجئ بعض الشيء‪.‬‬ ‫فاستراتيجيته كانت واضحة منذ بداية عهده‪ :‬هو أعلن‬ ‫مرارا أنه يريد إنهاء الحروب التي بدأها سلفه ال التورط‬ ‫بأخرى‪ .‬وهو سعى خالل واليته لتطبيق مقررات لجنة‬ ‫بايكر هاملتون في االنسحاب العسكري األميركي من‬ ‫الشرق األوسط‪ .‬مما ال شك فيه أن التمني الرئاسي في‬ ‫إنهاء حروب خاضها سلفه‪ ،‬أصبح اليوم أبعد ما يكون‬ ‫عن الواقع‪.‬‬


‫وهو اإلحساس املنتشر بأن إدارة أوباما ال تسير على الخطى من زعيم أجنبي أن يمنحه الوقت الكافي لكي يتحايل عليهم‪.‬‬ ‫التقليدية للسياسات والقيم األميركية‪.‬‬ ‫عندما‬ ‫�ى‪،‬‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫األو‬ ‫�ه‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫إدار‬ ‫وت��رج��ع ب��داي��ة القصة إل��ى ب��داي��ة ف�ت��رة‬ ‫قتال «داعش»‬ ‫ت��واص��ل أوب��ام��ا م��ع الكرملني عبر وزي��رة خارجيته ف��ي ذلك‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الوقت‪ ،‬هيالري كلينتون‪ ،‬مقدما عرضا لتحسني العالقات ومن جهة أخرى‪ ،‬كانت هناك الكثير من العوامل املشتركة بني‬ ‫مع روسيا‪ :‬بعد التوترات التي حدثت بني بوتني وإدارة بوش سياسات أوباما وروسيا بشأن سوريا منذ ذلك الوقت‪ .‬ففي‬ ‫بشأن الحرب الروسية – الجورجية في ‪ ،2008‬ك��ان أوباما مواجهة الضغوط القوية لتسليح املتمردين السوريني‪ ،‬قاوم‬ ‫يهدف إلى إجراء تحول في السياسات األميركية والفوز بحب أوب��ام��ا ال �ن��داءات امل�ت�ك��ررة م��ن ك�ب��ار أع�ض��اء ح��زب��ه ب��أن يفعل‬ ‫موسكو‪ .‬وبالتالي‪ ،‬وفي يوليو (تموز) ‪ ،2009‬أعلنت اإلدارة ذل��ك – وإل��ى حد كبير لم يقدم س��وى الحد األدن��ى من الدعم‬ ‫نيتها التخلي عن خطة إدارة بوش لبناء نظام دفاع صاروخي الذي كان من املستبعد أن يغير الحسابات االستراتيجية على‬ ‫لحماية أوروبا الشرقية من أي اعتداء روسي محتمل‪ .‬وعلى األرض‪ .‬وفي املواجهة التاريخية بشأن «الخط األحمر» وهي‬ ‫الرغم من ترحيب بوتني بالقرار‪ ،‬فإنه لم يحقق التأثير املرجو‪ :‬العبارة التي استخدمها أوباما بشأن استخدام األسد لألسلحة‬ ‫فقد تميزت الحملة االنتخابية إلعادة انتخاب بوتني في بداية الكيماوية في ‪ ،2013‬رفض أوباما إلى حد كبير أن يتدخل‬ ‫ً‬ ‫ع��ام ‪ 2012‬بتصعيد الخطاب املناهض ألميركا في روسيا‬ ‫عسكريا في البالد‪ :‬وبدال من ذلك قبل الوساطة الروسية التي‬ ‫وهو ما «وصل إلى ذروته منذ سنوات بعيدة»‪ ،‬وذلك وفقا ملا تقضي بتعهد األسد بوقف استخدام األسلحة الكيماوية ‪ -‬وهو‬ ‫رصدته «جماعة العمل بشأن مستقبل العالقات األميركية التعهد الذي انتهكه األسد مؤخرا في مايو (أيار) املاضي‪ .‬وفي‬ ‫الروسية» بجامعة هارفارد‪.‬‬ ‫خطاب كبار املسؤولني باإلدارة‪ ،‬هناك ميل مستمر لالستمرار‬ ‫وك��ان��ت ه��ذه ه��ي األج��واء التي صاحبت لقاء الرئيس أوباما في التركيز على قتال «داع��ش» باإلضافة إلى الترحيب بأي‬ ‫بالرئيس الروسي املنفتح في ذلك الوقت ميدفيديف في كوريا أطراف فاعلة في املنطقة – بما في ذلك العراق‪ ،‬وإيران وبالطبع‬ ‫الجنوبية في ‪ 26‬مارس (آذار) ‪ - 2012‬حينما أدلى بتصريحاته سوريا ‪ -‬للمساهمة في تلك الجهود‪.‬‬ ‫الحماسية‪ .‬فبينما لم يكن يعلم أن امليكروفون املوضوع أمامه فتقول مايا أوتاراشفيلي‪ ،‬زميل الباحثني بـ«معهد أبحاث‬ ‫ما زال يعمل‪ ،‬ق��دم أوب��ام��ا رسالة طمأنة خاصة مليدفيديف‪ :‬السياسة الخارجية» ب��ال��والي��ات املتحدة‪« :‬بشكل ع��ام هناك‬ ‫«فيما يتعلق بكافة تلك القضايا خاصة الدفاع الصاروخي‪ ،‬تحالف بني أوباما وبوتني فيما يتعلق باملصالح األمنية‪ .‬فبوتني‬ ‫فهذه قضايا يمكن حلها ولكن من املهم أن يمنحني بوتني ال يرغب في أن يرى انتشار (داعش)‪ ،‬كذلك الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫ال�ف��رص��ة»‪ .‬ف��أج��اب ميدفيديف‪« :‬أج��ل أفهم ذل��ك»‪ .‬ث��م أض��اف وال�ف��ارق الرئيسي بينهما ه��و أن بوتني غير معني بحقوق‬ ‫ب��وت�ين‪« :‬ه ��ذه ه��ي االن�ت�خ��اب��ات األخ �ي��رة ل��ي‪ .‬وب �ع��د انتخابي اإلنسان»‪ .‬وقد تكهن الخبراء األميركيون بشأن الدوافع الكامنة‬ ‫سأكون أكثر مرونة»‪ .‬فوعد ميدفيديف بـ«نقل هذه املعلومات وراء رغ�ب��ة أوب��ام��ا ف��ي اس�ت�ع��ادة ال�ع�لاق��ات م��ع روس�ي��ا وميله‬ ‫إلى فالديمير»‪.‬‬ ‫ملوقف بوتني من سوريا‪ .‬بالنسبة للمحافظني مثل كاتب املقال‬ ‫أعرب أوباما عن وعيه بأن تطلعه للتقارب مع تشارلز كروثمر بصحيفة «الواشنطن بوست»‪ ،‬تنبع القصة‬ ‫وبمعنى آخر‪ً ،‬‬ ‫بوتني لم يكن متوافقا مع آمال الناخبني األميركيني وكان يطلب من الرغبة في تغيير تقاليد السياسة الخارجية األميركية‬

‫و«إدارة تراجع أميركا بالخارج»‪ .‬فيما ينظر آخرون إلى دوافعه‬ ‫ً‬ ‫تحديدا حيث يرون أنه يرغب ببساطة في التبرؤ‬ ‫على نحو أكثر‬ ‫من سياسات سلفه‪.‬‬ ‫ولكن التفسير الذي يرتبط على نحو أكثر مباشرة باملنطقة‬ ‫العربية‪ ،‬يرجع إلى تركيز أوباما على العالقات االستراتيجية‬ ‫الجديدة مع إيران التي كان يرتكز عليها جانب كبير من أجندته‬ ‫للسياسية لخارجية‪ .‬وق��د أعلن عما يتمنى أن يحققه عبر‬ ‫سياسته تجاه إيران في حوار مع ديفيد رمنيك في مجلة «ذا‬ ‫نيويوركر» في يناير (كانون الثاني) ‪ ،2014‬حيث أعرب فيه‬ ‫عن تخيله «لتوازن جديد يحدث بني السنة أو الدول التي تهيمن‬ ‫عليها السنة في دول الخليج‪ ،‬وإيران»‪ .‬وفي استراتيجية جديدة‬ ‫للتعاون املشترك‪ ،‬يمكن أن تعمل إيران كمدافع عن استقرار‬ ‫املنطقة‪ .‬كما أفاد أحد كبار املسؤولني باإلدارة األميركية بأن‬ ‫أوباما يعتقد بأن إيران «هي عامل محوري للسالم في الشرق‬ ‫األوس��ط»‪ .‬وبالطبع تنجم عن ذلك القناعة بأن أوباما سوف‬ ‫يسعى للتسويات‪ ،‬إذا أم�ك��ن‪ ،‬م��ع ال�ق��وى الكبرى والصغرى‬ ‫املتحالفة مع إي��ران‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فإنه عندما تنضم امليليشيات‬ ‫التي يدعمها الشيعة في العراق للقوات السورية والطائرات‬ ‫ً‬ ‫الروسية في قتال «داعش»‪ ،‬يرى أوباما دليال على أن «التوازن‬ ‫االستراتيجي» يحقق ً‬ ‫نجاحا‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلط��ار السياسي‪ ،‬تضيع جهود إيجاد سبل لدعم‬ ‫امل�س��اع��ي اإلق�ل�ي�م�ي��ة لتغيير ال�ن�م��وذج اإلق�ل�ي�م��ي ال ��ذي يقسم‬ ‫السكان إلى سنة وشيعة وط��رح آخر يجمعهم بدال من ذلك‬ ‫على أساس مبادئ املواطنة وسيادة القانون‪ .‬ولكن هذه القيم‬ ‫تجد م��ن يعارضها ف��ي ال��رق��ة وط�ه��ران وال يوجد م��ن يدافع‬ ‫عنها في الكرملني‪.‬‬ ‫ل�ق��د ك��ان��ت ه ��ذه م��ن ق�ب��ل ال�ق�ي��م األم �ي��رك �ي��ة‪ ،‬ول �ك��ن ي �ب��دو أن‬ ‫استعادتها كعناصر لألولويات األميركية يتطلب ليس فقط‬ ‫«تجديد العالقات األميركية الروسية» ولكن تجديد السياسة‬ ‫الخارجية لواشنطن ككل <‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪13‬‬


‫أثار مشهد تدمير الطائرات والصواريخ الروسية ملعاقل خصوم بشار األسد حفيظة الرأي العام في الواليات‬ ‫املتحدة‪ .‬وفي دوائر نخب السياسة الخارجية‪ ،‬كانت هناك انتقادات حادة إلدارة أوباما‪ً ،‬‬ ‫نظرا النسحابها املبكر‬ ‫من العراق وسنوات من التراخي في سوريا‪.‬‬

‫أميركيون يعتبرون الصعود الروسي نكسة‪ ..‬وترامب يتعهد باستعادة العظمة األميركية‬

‫شروق وغروب‬ ‫نيويورك‪ :‬جوزيف براودي‬ ‫ب�ح�س��ب ت�ع�ب�ي��ر ك��ات��ب امل �ق��ال ت �ش��ارل��ز ك��روث�م��ر‬ ‫بصحيفة «الواشنطن بوست»‪ ،‬فقد «نفض أوباما‬ ‫ي��دي��ه» م��ن املنطقة بعدما وصفها بـ«املستنقع»‪.‬‬ ‫كما يشعر األشخاص العاديون في ال��والي��ات املتحدة بحالة‬ ‫من الحنني لأليام الخوالي التي كانت املبادرات‬ ‫األم�ي��رك�ي��ة ً ف��ي ال�س�ي��اس��ة ال�خ��ارج�ي��ة خاللها‬ ‫تصنع فارقا‪ .‬ويعد ذلك االتجاه وكأنه تحقيق‬ ‫ملا تنبأ به كاتب «نيويورك تايمز»‪ ،‬توماس‬ ‫فريدمان في كتابه «هذا ما كنا عليه» – الذي‬ ‫يعكس عنوانه الفكرة – حينما قال إن الواليات‬ ‫املتحدة بعد قرن من إدارتها للساحة العاملية‪،‬‬ ‫تراجعت واتخذت قوى أخرى موقع السائق‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ف�ي�ق��ول ص��دي��ق م�س��ن يعمل ن ��ادال بمطعم‬ ‫بسيط ف��ي ن�ي��وي��ورك‪« :‬لقد كانت آخ��ر مرة‬ ‫أشعر فيها على هذا النحو أثناء األزمة التي‬ ‫وقعت في نهاية فترة إدارة الرئيس كارتر‬ ‫أواخ ��ر ال�س�ب�ع�ي�ن��ات؛ ف�ق��د ك��ان��ت األوض ��اع‬ ‫االق �ت �ص��ادي��ة ص �ع �ب��ة‪ ،‬وارت �ف �ع ��ت أس �ع��ار‬ ‫البترول وكان السوفيات يتقدمون وشعرنا‬ ‫أننا على وشك الخسارة»‪.‬‬

‫عودة اميركا‬

‫ترامب وكل املرشحني الجمهوريني بتحقيقهما‪.‬‬ ‫وب��ال�ن�س�ب��ة ل�لآخ��ري��ن ف��ي ال ��والي ��ات امل �ت �ح��دة‪ ،‬ي�ن�ج��م ال�ش�ع��ور‬ ‫ب��ال�ت��راج��ع األم �ي��رك��ي ل�ي��س ف�ق��ط ع��ن اإلذالل ال ��ذي م�ن�ي��ت به‬ ‫ال�س�ي��اس��ة ال�خ��ارج�ي��ة م��ؤخ� ً�را‪ ،‬ول�ك��ن أي�ض��ا ك�ن�ت��اج مل�خ��اوف‬ ‫اجتماعية واقتصادية محلية‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بالفجوة‬ ‫املتنامية بني دخول قلة محظوظة واألغلبية العظمى‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى تراجع الطبقة الوسطى‪ .‬وقد تسببت تلك التوجهات في‬ ‫تطور غير مسبوق على جانب الحزب الديمقراطي‬

‫حملة املرشح الرئاسي دونالد ترامب في فلوريدا (غيتي)‬

‫في السباق الرئاسي‪ ،‬حيث ف��از برني س��ان��درز‪ ،‬السيناتور‬ ‫املرموق عن فرمونت باكتساح‪ ،‬من خالل برنامج يعتمد على‬ ‫«االشتراكية الديمقراطية» ‪ -‬وهو املصطلح ال��ذي كان يحمل‬ ‫ً‬ ‫تاريخيا داللة سلبية للغاية في الخطاب السياسي األميركي‪.‬‬ ‫وأصبحت شعبية ساندرز االقتصادية واآلراء املشابهة التي‬ ‫طرحتها زميلته في مجلس الشيوخ‪ ،‬إليزابيث وارن‪ ،‬كبيرة إلى‬ ‫حد أنها جذبت هيالري كلينتون من الوسط الديمقراطي إلى‬ ‫اليسار‪ :‬حيث تبنت ً‬ ‫جانبا من الخطاب االشتراكي في حملتها‬ ‫في محاولة لجذب بعض مؤيدي خصومها‪.‬‬

‫وصف للحالة السائدة بشأن مستقبل االقتصاد األميركي‬ ‫هي الشيزوفرينيا‪ .‬ففي ‪ 25‬أغسطس (آب) وبعد نشاط امتد‬ ‫طوال اليوم كان يوحي باتجاه صعودي يغير مستقبل البالد‪،‬‬ ‫انخفض مؤشر داو جونز الصناعي أكثر من ‪ 650‬نقطة عن‬ ‫ال��ذروة التي ك��ان وص��ل إليها في الظهيرة – وه��و أكبر تغير‬ ‫واجهه منذ األزمة االقتصادية في ‪ - 2008‬ودفع مؤشر األسهم‬ ‫املمتازة املكون من ‪ً 30‬‬ ‫سهما إلى االنخفاض ‪ 204‬نقاط أو نحو‬ ‫واحد في املائة من قيمته الكاملة‪ .‬في املاضي‪ ،‬كانت التجارة‬ ‫في البورصة هي لعبة األث��ري��اء‪ ،‬أم��ا اليوم‬ ‫فيستثمر عدد كبير من األميركيني أموالهم‬ ‫في السوق عبر «الصناديق املشتركة»‪ ،‬التي‬ ‫تتكون ً‬ ‫أساسا من املدخرات التي وفروها‬ ‫لفترات تقاعدهم‪.‬‬ ‫واملثير للدهشة هو أن بعض أكثر األصوات‬ ‫ً‬ ‫تفاؤال بشأن مستقبل الواليات املتحدة‪ ،‬هي‬ ‫ً‬ ‫أصوات تعالت مؤخرا خارج البالد لكي تقول‬ ‫لألميركيني إن ال�ن�ظ��ر ل�ل��وض��ع م��ن ال�خ��ارج‬ ‫يشير إلى أن األمور أكثر إيجابية مما تبدو‬ ‫عليه من ال��داخ��ل‪ .‬ففي ‪ 19‬أكتوبر (تشرين‬ ‫األول)‪ ،‬ق��ال��ت وزي ��رة ال�خ��ارج�ي��ة األس�ت��رال�ي��ة‪،‬‬ ‫جولي بيشوب إن التكهنات املتعلقة بالتراجع‬ ‫األم �ي��رك��ي م�ب��ال��غ ف�ي�ه��ا إل ��ى ح��د ك�ب�ي��ر‪« :‬م��ن‬ ‫الواضح ً‬ ‫تماما أننا نشهد بداية موجة جديدة‬ ‫م��ن التجديد ف��ي ال��والي��ات املتحدة ربما أكبر‬ ‫في مجالها وتأثيرها مما سبق‪ .‬ومن املرجح‬ ‫أن يؤدي تأثير تلك االبتكارات والتطورات إلى‬ ‫حماية موقع أميركا املعتاد في العالم لعدة عقود مقبلة»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وفي العالم العربي أيضا‪ ،‬كتب جمال سند السويدي‪ ،‬املدير‬ ‫العام ملركز اإلم��ارات للدراسات واألبحاث االستراتيجية في‬ ‫كتابه األخير‪« ،‬آفاق العصر األميركي»‪« :‬ربما ما زالت أميركا‬ ‫تعد القطب األوحد في النظام العاملي الجديد‪ .‬وسوف يستمر‬ ‫ً‬ ‫العالم أي��ض��ا ف��ي العصر األم�ي��رك��ي»‪ .‬وت�ب��دو ه��ذه التعبيرات‬ ‫املتفائلة ع�ل��ى ت�ن��اق��ض واض ��ح م��ع ق�ط��اع واس ��ع ف��ي املجتمع‬ ‫األميركي ً‬ ‫حاليا‪.‬‬

‫وي�ب��دو أن اإلح�س��اس بالهزيمة ال��ذي يسيطر على كثير من‬ ‫األميركيني ويعتبرونه نكسة سياسية‪ ،‬خاصة ذوي املستوى‬ ‫امل ��ادي امل�ت��واض��ع‪ ،‬ه��و أح��د ال�ع��وام��ل الرئيسية ال�ت��ي تجذبهم‬ ‫صوب الحملة الرئاسية للمرشح الجمهوري وامللياردير دونالد‬ ‫ترامب الذي يعكس شعار حملته االنتخابية (استعادة العظمة‬ ‫األميركية) رسالة أخرى براقة كالتي تبناها الرئيس السابق‬ ‫رونالد ريغان خالل سباقه الرئاسي ضد املرشد الديمقراطي‬ ‫جيمي كارتر‪ ،‬حينما رفع شعار‪« :‬إنه الصباح في أميركا»‪.‬‬ ‫ف��ي ذل��ك ال��وق��ت‪ ،‬ك��ان األميركيون يواجهون صعود االتحاد‬ ‫السوفياتي‪ ،‬وأزمة الرهائن الصادمة في إيران‪ .‬وقد وعد ريغان‬ ‫أوباما والكرملني‬ ‫بنهضة اقتصادية جديدة وإعادة سياسة خارجية حاسمة‪ .‬مستقبل االقتصاد األميركي‬ ‫وفي الوقت الراهن‪ ،‬هناك تعطش واضح لكال العاملني في كثير‬ ‫وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية على وجه الخصوص‪ ،‬هناك‬ ‫من دوائ��ر الناخبني األميركيني – وهما العامالن اللذان يعد وف��ي ال��وق��ت ن�ف�س��ه‪ ،‬وف��ي ال�ق�ط��اع ال �خ��اص‪ ،‬ق��د ي�ك��ون أفضل عامل آخر يساهم في عزل األميركيني عن قيادتهم السياسية‬ ‫‪12‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬


‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪11‬‬


‫ميامنار‪ :‬تفاقم أزمة سحب املودعني ألمواهلم من البنوك‬ ‫ً‬ ‫مصرفا ً‬ ‫خاصا في البالد‪ ،‬نهاية الشهر املاضي‪ ،‬بعد انهيار‬ ‫تهافت املودعون في ميانمار على سحب أموالهم من ‪20‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ 16‬شركة لتوظيف األموال‪ ،‬بسبب توزيع فوائد هائلة على عمالئها‪ .‬وحملت صحيفة حكومية في يانغون‪ ،‬في‬ ‫ميانمار «عناصر هدامة» في البالد مسؤولية نشر «إشاعات كاذبة» أدت إلى تفاقم مشكلة تهافت املودعني على‬ ‫سحب أموالهم من البنوك الخاصة‪ .‬واضطرت الحكومة إلى فرض حدود قصوى على سحب الودائع املصرفية‪.‬‬ ‫العملة املحلية في ميانمار هي كيات (‪ 1000‬كيات تعادل ‪ 0.75‬دوالر أميركي) (غيتي)‬

‫‪10‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬


‫بوريس جونسون يطلق يوم اخلشخاش‬ ‫لصالح أسر القوات املسلحة‬ ‫عمدة لندن بوريس جونسون‪ ،‬يستعد للبدء في لعبة شد وجذب الحبل مع أعضاء من‬ ‫القوات املسلحة إلحياء ذكرى يوم الخشخاش‪ ،‬الذي صادف يوم ‪ 27‬أكتوبر املاضي‪ ،‬ويعتبر‬ ‫ً‬ ‫يوم الخشخاش حدثا لجمع املال لخدمة أعضاء متقاعدي القوات املسلحة وأسرهم (غيتي)‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪9‬‬


‫‪8‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬


‫عن قلق بالده من تنامي العنف باملنطقة‬

‫أعرب يف حوار مع‬

‫سفير اهلند بالقاهرة‪ :‬ندعم القضية‬ ‫الفلسطينية رغم عالقتنا الجيدة بإسرائيل‬ ‫القاهرة ‪ :‬محمد عبد الرءوف‬

‫مصر‪ :‬مسجون متهم بالتحريض على القتل‬ ‫يحصل على ‪ 18‬ألف صوت في االنتخابات‬ ‫البرملانية في محافظة البحيرة‬ ‫> حصل املرشح مبروك محمد زعيتر بالدائرة األولى‬ ‫في البحيرة‪ ،‬ومقرها بندر ومركز دمنهور ‪ ،‬وال��ذي‬ ‫يؤدي عقوبة الحبس ملدة ‪ 5‬سنوات على ‪ 18472‬صوتا‪،‬‬ ‫بحسب إعالن اللجنة العامة لالنتخابات بالبحيرة‪.‬‬ ‫األم ��ر دع ��ا م��رش�ح�ين م�ن��اف�س�ين للتشكيك ف��ي صحة‬ ‫ال�ن�ت�ي�ج��ة‪ ،‬ب�س�ب��ب خ ��وض س�ج�ين بتهمة التحريض‬ ‫على القتل االنتخابات البرملانية‪ ،‬بينما ذكرت اللجنة‬ ‫ّ‬ ‫املشرفة على االنتخابات بالبحيرة‪ ،‬أن ترشحه أتى‬ ‫ُبحكم محكمة القضاء اإلداري باإلسكندرية «دائ��رة‬ ‫البحيرة»‪.‬‬ ‫وكانت محكمة جنايات دمنهور‪ ،‬برئاسة املستشار‬ ‫إبراهيم مرسي‪ ،‬قضت بتاريخ ‪ 30‬سبتمبر (أيلول)‬ ‫املاضي‪ ،‬بسجن عضو مجلس الشعب السابق واملرشح‬ ‫الن �ت �خ��اب��ات م �ج �ل��س ال � �ن ��واب «زع� �ي� �ت ��ر» ‪ 5‬س �ن ��وات‪،‬‬ ‫لتحريضه على القتل وإحراز سالح ناري‪.‬‬ ‫وقال رئيس لجنة الدفاع عن الحريات بنقابة املحامني‬ ‫ّ‬ ‫بالبحيرة‪ ،‬جمال خ�ط��اب‪ ،‬إن ُحكم املحكمة بخوض‬ ‫زع �ي �ت��ر ل�ل�ان �ت �خ��اب��ات ال ي �ب �ط �ل �ه��ا ب ��ال ��دائ ��رة األول� ��ى‬ ‫ب��ال �ب �ح �ي��رة‪ ،‬إذ إن م�ح�ك�م��ة ال �ق �ض��اء اإلداري‪ ،‬قضت‬ ‫بعودته لالنتخابات قبل ص��دور الحكم النهائي من‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫احتياطيا‬ ‫محبوسا‬ ‫محكمة الجنايات‪ ،‬وك��ان وقتها‬ ‫على ذمة القضية‪.‬‬

‫أع��رب سانجاي باتاتشاريا‪ ،‬السفير الهندي‬ ‫بالقاهرة‪ ،‬ومندوبها لدى جامعة الدول العربية‪،‬‬ ‫ع��ن ق �ل��ق ب�ل��اده م��ن ت �ن��ام��ي ال �ع �ن��ف ال�ط��ائ�ف��ي‬ ‫واإلرهاب باملنطقة‪ ،‬وشدد على عمق العالقات‬ ‫ً‬ ‫مشيرا إلى أن املنطقة العربية‬ ‫الهندية العربية‪،‬‬ ‫ف�ي�ه��ا س�ب�ع��ة م�لاي�ين ه �ن��دي "ي �س��اه �م��ون في‬ ‫إحداث الرخاء"‪.‬‬ ‫وأكد في حوار مع "املجلة" على استمرار بالده‬ ‫ف��ي دع��م القضية الفلسطينية "حتى ف��ي ظل‬ ‫إقامتنا لعالقات جيدة مع إسرائيل"‪..‬‬ ‫وإلى أهم ما جاء في الحوار‪..‬‬ ‫> كيف ّ‬ ‫تقيمون العالقات الهندية العربية‬ ‫بوجه عام؟‬ ‫ تتمتع الهند بعالقات صداقة وثيقة مع كافة‬‫ال ��دول ال�ع��رب�ي��ة م�ن��ذ ق��دي��م ال��زم��ن‪ ،‬وت�ق��وم ه��ذه‬ ‫العالقات على أساس التبادل التجاري والعلمي‬ ‫والتواصل الشعبي‪ .‬وترتبط غالبية تجارتنا‬ ‫الخارجية مع املنطقة العربية حيث تمدنا املنطقة‬ ‫بنحو ‪ 70‬في املائة من وارداتنا من الطاقة‪ ،‬كما‬ ‫يوجد باملنطقة أكثر من ‪ 7‬ماليني مواطن هندي‬ ‫يسهمون في إحداث الرخاء باملنطقة‪ .‬باإلضافة‬ ‫إل��ى أن ع�لاق��ات الهند املؤسسية م��ع الجامعة‬ ‫العربية أدت إل��ى دع��م عالقات الهند مع ال��دول‬ ‫العربية‪ .‬وسوف يزور الرئيس الهندي برانام‬ ‫موكيرجي املنطقة العربية في القريب وهو ما‬ ‫يؤكد على األهمية التي نوليها لعالقاتنا مع‬ ‫العالم العربي‪.‬‬ ‫> م��ن ال�ق�ض��اي��ا امل�ل�ح��ة باملنقطة قضية‬ ‫محاربة اإلره ��اب‪ .‬ه��ل يوجد ت�ع��اون ف��ي هذا‬ ‫املجال؟‬ ‫ ما زلنا قلقني بشأن تنامي اإلرهاب والعنف‬‫الطائفي في املنطقة كما نلتزم بدعم الجهود‬ ‫الرامية إلى محاربتهما‪ .‬وبوصفنا دولة واجهت‬ ‫ُ‬ ‫خطر اإلرهاب على مدى عقود‪ ،‬فإننا ال ندين‬ ‫فحسب كافة األعمال التي تؤثر على مصر‪،‬‬ ‫ً‬ ‫لكننا أيضا نساند الشعب املصري بقوة في‬ ‫حربه ضد اإلره��اب‪ ،‬كما نشعر بالحاجة إلى‬ ‫وض��ع منهج واس��ع النطاق يقوم على أس��اس‬ ‫الحوار لالنتقال من مناخ انعدام الثقة والعنف‬

‫السفير الهندي بالقاهرة‪ ،‬سانجاي باتاتشاريا‬

‫إلى مناخ تسوده الثقة والسالم والتنمية‪ ،‬وقد‬ ‫ق��ام��ت ال�ه�ن��د ب�ت�ق��دي��م اق �ت��راح إلب� ��رام م�ع��اه��دة‬ ‫شاملة ح��ول اإلره��اب العاملي ل��زي��ادة التعاون‬ ‫على املستوى الدولي في األمم املتحدة‪.‬‬ ‫> ما هي أبرز مجاالت التعاون الثنائي‬ ‫بني مصر والهند؟‬ ‫ حققت ال�ت�ج��ارة الثنائية ب�ين ال�ب�ل��دي��ن ن�م� ً�وا‬‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومطردا خالل السنوات الخمس املاضية‪.‬‬ ‫كبيرا‬ ‫تعد الهند ثاني أكبر مستورد من مصر بعد‬ ‫إيطاليا‪ ،‬كما تحتل املركز ال�ح��ادي عشر بني‬ ‫ال ��دول امل�ص��درة مل�ص��ر‪ ،‬وتعتبر س��ادس أكبر‬ ‫شريك تجاري ملصر عام ‪ ،2014-2013‬حيث‬ ‫ب�ل��غ إج �م��ال��ي ال� �ص ��ادرات ال�ه�ن��دي��ة إل ��ى مصر‬ ‫‪ 2.56‬مليار دوالر أميركي‪ ،‬بينما بلغت قيمة‬ ‫الصادرات املصرية إلى الهند ‪ 2.39‬مليار دوالر‬ ‫أميركي‪.‬‬ ‫> ل�ل�ه�ن��د ع�ل�اق��ات ج �ي��دة م��ع إس��رائ �ي��ل‪،‬‬ ‫ه ��ل ي�م�ك��ن اس �ت �ث �م��اره��ا ل��دع��م ال�ق�ض�ي��ة‬ ‫الفلسطينية خ��اص��ة ف��ي ظ��ل ال�ت�ط��ورات‬ ‫األخيرة؟‬ ‫ دع �م �ن��ا ال ��راس ��خ ل�ل�ق�ض�ي��ة ال�ف�ل�س�ط�ي�ن�ي��ة‬‫والتعاون السياسي واألمني الوثيق خير دليل‬ ‫على ه��ذا ال��دع��م‪ ،‬كما يظل دعمنا التقليدي‬ ‫ً‬ ‫القوي للقضية الفلسطينية راسخا حتى في‬ ‫ظل إقامتنا لعالقات جيدة مع إسرائيل‪ .‬إن‬ ‫الهند صديق قديم لكافة ال��دول في املنطقة‬ ‫وال توجد أي خالفات كبرى بينها وبني أي‬ ‫من تلك الدول <‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪7‬‬


‫أنغام «الروك» األميركي تصدح داخل القنصلية األميركية في جدة‬ ‫> ق��دم��ت ال �ف��رق��ة امل��وس�ي�ق�ي��ة األم �ي��رك �ي��ة «‪Burn The‬‬ ‫‪( »Ballroom‬بيرن ذا بول روم) املتخصصة في موسيقى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫موسيقيا بالقنصلية األميركية في جدة في‬ ‫الروك حفال‬ ‫‪ 13‬أك�ت��وب��ر (ت�ش��ري��ن األول) امل��اض��ي ف��ي إط ��ار زي��ارت�ه��ا‬ ‫للسعودية‪ ،‬شملت القنصليتني األميركيتني في الرياض‬ ‫والظهران‪ .‬وتأتي تلك العروض املوسيقية في إطار برامج‬ ‫التبادل املوسيقي األميركي الخارجية‪ ،‬التي تعنى بتعزيز‬ ‫الصورة الذهنية عن الواليات املتحدة األميركية من خالل‬ ‫الفنون واملوسيقى وإتاحة الفرصة للمستمعني في الخارج‬ ‫للتفاعل املباشر مع الفنانني األميركيني‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حضورا كثيفا‬ ‫وقد دعيت «املجلة» إلى الحفل الذي شهد‬ ‫من عشاق هذه املوسيقى التي تحظى بشعبية هائلة في‬ ‫معظم أنحاء العالم‪ .‬وقدم القنصل األميركي في جدة تود‬ ‫هوملستروم الفرقة للجمهور الذي ذهل بقدرته الخطابية‬ ‫بلغة عربية رصينة‪.‬‬ ‫وغنت الفرقة مجموعة من أغانيها الشهيرة مثل «‪»Crazy‬‬ ‫ً‬ ‫و«‪ ،»Believe‬ول�ق�ي��ت ت�ف��اع�لا ك�ب�ي� ً�را م��ن ال�ج�م�ه��ور ال��ذي‬ ‫غلب عليه طابع الشباب‪ .‬وتميزت الفرقة بقوة أداء اآلالت‬ ‫املوسيقية وجودة األلحان وقوة تعبير الكلمات الشعرية‪،‬‬ ‫وم��زج��ت ب�ين موسيقى ال��روك واملوسيقى الشعبية‪ ،‬مما‬ ‫ً‬ ‫أوسع‪.‬‬ ‫جمهورا‬ ‫منحها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كما قدمت الفرقة الحقا عرضا موسيقيا في مركز العون‬

‫جانب من الحفل املوسيقي الذي أقامته فرقة «بيرن ذا بول روم» في جدة‬

‫ب�ج��دة‪ ،‬وه��و مؤسسة خيرية غير ربحية تهتم بتطوير‬ ‫حياة األف��راد ذوي االحتياجات الخاصة‪ .‬وحظيت الفرقة‬ ‫وأع �ض��اؤه��ا ب�ت�ق��دي��ر ال�ق��ائ�م�ين ع�ل��ى امل��رك��ز ب�ه��ذه ال �ب��ادرة‬ ‫اإلن�س��ان�ي��ة‪ .‬ي��ذك��ر أن ف��رق��ة «ب�ي��رن ذا ب��ول روم» تأسست‬ ‫في والية فيرجينيا بالواليات املتحدة عام ‪ 2013‬على يد‬ ‫عازف الغيتار واملغنى آالن غانت وعازف الطبل جاك إيفينز‬

‫وعازف الغيتار األول ستيرلنغ بيرسون‪ ،‬إلى جانب عازف‬ ‫األورغ توماس إيستون وع��ازف الباس جسنت هيريسي‪.‬‬ ‫ويرعى الفرقة مكتب الشؤون التعليمية والثقافية التابع‬ ‫ل��وزارة الخارجية األميركية بالتعاون والشراكة مع برامج‬ ‫ً‬ ‫التبادل املوسيقي بالخارج‪ ،‬وهو أيضا تحت رعاية الحكومة‬ ‫األميركية‪.‬‬

‫ٌ‬ ‫شيخ أصم أبكم يخطب الجمعة في غزة ويدعو الناس بلغة اإلشارة‬ ‫> «ك��ل ذي ع��اه��ة ج �ب��ار»‪ ،‬م�ق��ول��ة آم��ن بها‬ ‫ال�ش�ي��خ الخمسيني محمد أب��و م��وس��ى‪ ،‬فعلم‬ ‫ن�ف�س��ه وأدب� �ه ��ا‪ ،‬ووج ��د ف��ي ن�ف�س��ه ق ��درة على‬ ‫تقديم األكثر من ذلك فقرر الصعود إلى املنبر‬ ‫للدعوة إل��ى تعاليم ال��دي��ن‪ ،‬واألخ�ل�اق الحسنة‪،‬‬ ‫بكل عزيمة وإرادة‪.‬‬ ‫ل��م يكن زواج��ه وإن�ج��اب��ه تسعة م��ن األب�ن��اء إال‬ ‫حافزا إضافيا له‪ ،‬لم يلتحق بمدرسة قط ولكنه‬ ‫قرر كبيرا أن يتعلم لغة اإلشارة التي تسمح له‬ ‫بالتواصل مع اآلخرين بطريقة سلسة يفهمها‬ ‫البعض بدال من استخدامات اإلشارات املبهمة‬ ‫ألي أصم لم يتلق تعليمه‪.‬‬ ‫ال يعرف الشيخ أبو هاني النطق‪ ،‬لكنه يخطب‬ ‫عبر الوسيط ابنه هاني ابن الرابعة والعشرين‬ ‫ال��ذي يساعد وال��ده ليترجم مل��رت��ادي املساجد‬ ‫ما ينوي قوله‪ ،‬وقد وجد هذا قبوال كبيرا لدى‬ ‫الناس على ما يقدمه‪ ،‬لثراء ما يحدثهم به بلغة‬ ‫اإلش ��ارة أو ل�ق��وة ال�ف�ك��رة ف��ي أن يعمل األص��م‬ ‫األبكم خطيبا!‬ ‫وبقدر ما الق��ت تجربته قبوال ل��دى الكثيرين‪،‬‬ ‫فلم يسلم الشيخ من انتقادات البعض‪ ،‬وربما‬ ‫سخريتهم‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬


‫محمد بن راشد‪ :‬أوائل اإلمارات الرهان‬ ‫الرابح للمرتبة األولى ً‬ ‫عامليا‬ ‫دبي‪ :‬أطلق الشيخ محمد بن راشد آل‬ ‫مكتوم ن��ائ��ب رئ�ي��س دول��ة اإلم ��ارات‬ ‫رئ� �ي ��س م �ج �ل��س ال � � � ��وزراء ح��اك��م‬ ‫دب � ��ي ن� �ه ��اي ��ة ال� �ش� �ه ��ر امل ��اض ��ي‬ ‫ال � � � ��دورة ال �ث ��ان �ي ��ة م� ��ن م� �ب ��ادرة‬ ‫«أوائ��ل اإلم ��ارات»‪ً ،‬‬ ‫داعيا جميع‬ ‫أف� ��راد امل�ج�ت�م��ع اإلم ��ارات ��ي إل��ى‬ ‫ت��رش �ي��ح ش�خ�ص�ي��ات إم��ارات �ي��ة‬ ‫رائدة ومتميزة في مجال عملها‪،‬‬ ‫ليتم تكريمهم ف��ي الحفل السنوي‬ ‫ل �ل �م �ب��ادرة ض �م��ن اح �ت �ف��االت اإلم � ��ارات‬ ‫ب��ال�ي��وم ال��وط�ن��ي ‪ 44‬ع�ل��ى غ ��رار ال�ت�ك��ري��م ف��ي ال�ي��وم الوطني ‪.43‬‬ ‫وأك��د بن راش��د في تصريحات بهذه املناسبة أن «أوائ��ل اإلم��ارات هم‬ ‫أصحاب األفكار املستقبلية الذين يبحثون عن التميز واإلبداع املستمر‬ ‫لخدمة وطنهم وشعبهم‪ ،‬وم�ب��ادرة أوائ��ل اإلم ��ارات ه��ي خطوة لشكر‬ ‫وتكريم هؤالء املبدعني الذين تركوا بصمات خالدة في مسيرة دولة‬ ‫اإلمارات التي يكن لهم شعبها وأهلها كل التقدير‪ ،‬وهم الرهان الرابح‬ ‫لدولة اإلمارات للوصول إلى املرتبة األولى التي تسعى إليها ً‬ ‫عامليا»‪.‬‬

‫الجناح العماني بـ«إكسبو ميالن»‬ ‫يتجاوز ‪ 5‬ماليني زائر‬ ‫م �ي�ل�ان‪ :‬اخ �ت �ت��م ال �ج �ن��اح‬ ‫ال�ع�م��ان��ي ب��إك�س�ب��و ميالن‬ ‫أعماله ‪ 30‬أكتوبر (تشرين‬ ‫األول) امل � � ��اض � � ��ي ب �ع��د‬ ‫فعاليات ومناشط أبرزت‬ ‫ال��وج��ه امل�ض��يء للتحديث‬ ‫في السلطنة‪.‬‬ ‫وم� � ��ع ان � �ت � �ه ��اء امل� �ع ��رض‬ ‫تجاوز عدد زوار الجناح‬ ‫العماني ‪ 5‬ماليني زائ��ر‪،‬‬ ‫كما بلغ عدد زوار مطعم‬ ‫السبلة أكثر من ‪ 150‬ألف زائ��ر‪ ،‬وهو املطعم ال��ذي يقصده ال��زوار لالستمتاع‬ ‫باملأكوالت العمانية املقدمة بأشكال حديثة من خالل طهاة عمانيني محترفني‪.‬‬ ‫وشهد املعرض تقديم محسن بن خميس البلوشي مستشار وزارة التجارة‬ ‫والصناعة املفوض العام لجناح السلطنة بإكسبو ميالن ‪ 2015‬هدية للزائر‬ ‫ً‬ ‫رقم ‪ 5‬مليون‪ ،‬احتفاال بهذه املناسبة‪ .‬يذكر أن الجناح العماني يجذب الزائرين‬ ‫من خالل تصميمه الخارجي الذي يعكس الحضارة والهوية العمانية‪ ،‬وكذلك‬ ‫تصميمه وأقسامه الداخلية التي توضح التضاريس ومكونات البيئة العمانية‬ ‫وتعكس عنوان معرض إكسبو‪ .‬وكانت السلطنة قد شاركت في املعرض بجناح‬ ‫وطني يستعرض إنجازات السلطنة التي تمت خالل السنوات األخيرة والخطط‬ ‫والبرامج املتعلقة بموضوعات إكسبو‪ ،‬باإلضافة إلى األهداف الرئيسية التي‬ ‫تسعى إلى إب��راز دور السلطنة في مثل هذه املجاالت والتعريف بها كوجهة‬ ‫سياحية من حيث تنوع التضاريس الجغرافية‪ ،‬والطبيعة‪ ،‬وكوجهة استثمارية‬ ‫من خالل الفرص املتاحة بها في شتى املجاالت والقطاعات‪.‬‬

‫حينما نتخيل عصر الرئيس عبد الناصر ال شك أننا سننظر إليه كزعيم‬ ‫جماهيري‪ ،‬وأذكر أنني وأنا طالب في الجامعة في بداية الخمسينات جاء‬ ‫جمال عبد الناصر يزور جامعة اإلسكندرية ‪ -‬كلية الحقوق وشعرت وقتها‬ ‫أن خطابه كان أقرب للغة املحاضر الذي يتكلم بهدوء‪.‬‬ ‫وف��ى ه��ذا العصر كانت عالقته وع�لاق��ة زم�لائ��ه بمجلس ق�ي��ادة الثورة‬ ‫باألميركان جيدة وب��ال��ذات مع السفير األميركي بالقاهرة جيفرسون‬ ‫كافري‪ ،‬ولم يكن الشباب الجامعي وقتها يؤيد هذا التوجه وأتذكر جيدا‬ ‫هتافات الشباب بحماسهم «يسقط عبيد األميركان»‪ ،‬ورد عبد الناصر‬ ‫بهدوء شديد واستطاع أن يسيطر على املوقف‪ ،‬ثم ذهب إلى مكتب عميد‬ ‫كلية الحقوق املرحوم املحترم حسن بغدادي واجتمع ببعض الطالب‪ ،‬كنت‬ ‫من بينهم ونجح أن يكسب مودتنا جميعا‪.‬‬ ‫ومع الوقت تغير أسلوب خطاب عبد الناصر‪ ،‬ال سيما يوم أن ذهب إلى‬ ‫األزهر بعد العدوان الثالثي‪ ،‬وكانت كلماته بصوت خطيب مفوه ومؤثر‬ ‫وسمعت الخطاب وأنا طالب بجامعة جرينوبل بفرنسا أعد دبلوم الدراسات‬ ‫العليا‪ ،‬وحولي عشرة طالب مصريني في حالة سعادة وشعور بالفخر ‪.‬‬ ‫وان�ت�ه��ت ه ��ذه امل��رح�ل��ة ب �ج�لاء ق ��وات االح �ت�ل�ال اإلن�ج�ل�ي��زي وال�ف��رن�س��ي‬ ‫واإلسرائيلي‪ ،‬ولن ننسى دور الرئيس الجنرال أيزنهاور الذي قام بدور هام‬ ‫ومشرف للضغط على دول العدوان الثالثي فأجبرهم على إنهاء االحتالل‪.‬‬ ‫وكانت فرنسا وقتها تقوم بدور هام جدا لضرب مصر انتقاما من انحياز‬ ‫مصر الكامل لثوار الجزائر من أجل التحرير‪ ،‬وحينما استولت فرنسا‬ ‫على مركب مليئة باألسلحة املقدمة لشعب الجزائر‪ ،‬قررت قيادة الجيش‬ ‫ً‬ ‫مسيطرا على املؤسسات السياسية الفرنسية‬ ‫الفرنسي الذي كان وقتها‬ ‫بإعالن الحرب على مصر بالتحالف مع إسرائيل وإنجلترا‪.‬‬ ‫وجاءت صدفة نادرة للتعرف على الرئيس عبد الناصر من خالل زيارتي‬ ‫ً‬ ‫حريصا‬ ‫ومجموعة من األصدقاء ‪ ،‬جان بول سارتر‪ ،‬وكان عبد الناصر‬ ‫على التعرف على الكاتب واملفكر الفرنسي س��ارت��ر‪ ،‬ال��ذي ك��ان بمثابة‬ ‫املثل األعلى لشباب حركات التحرير في العالم‪ ،‬وبعد انتهاء اللقاء ذهبت‬ ‫على أن أنفرد للقاء عبد الناصر الذي كان يعلم أنني «طالب مشاغب في‬ ‫فرنسا وقال لي‪« :‬ملاذا املشاغبة وملاذا ال تختار التعاون» فقلت له إن رجالك‬ ‫في فرنسا لم يعرضوا علي التعاون‪ ،‬ولكن لن أكون «مخبرا» لحسابهم‬ ‫أعطيهم أخبار زمالئي بالجامعة‪ ،‬وأضفت كدعابة «يحتمل كطموح منى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مخبرا‪.»!..‬‬ ‫أنني‪ ،‬أستطيع أن أعمل في حياتي شيئا أحسن من أن أكون‬ ‫فابتسم عبد الناصر وختم اللقاء وه��و يقول لي « لم يتشابه الغد مع‬ ‫األمس»‪.‬‬ ‫وفى اليوم الثاني استدعاني وزير اإلعالم محمد فايق ليبلغني‪ ،‬أن السيد‬ ‫للتفاعل مع الكاتب يرجى ارسال‬ ‫سامي شرف سكرتير الرئيس للمعلومات أبلغه تعليمات عبد الناصر‪،‬‬ ‫تعليقاتكم على الربيد اإللكرتوني‬ ‫‪ editorial@majalla.com‬أن أقوم بباريس بمسؤولية إدارة مكتب وكالة أنباء الشرق األوسط فضال‬ ‫عن رئاسة منطقة غرب أوروب��ا لإلذاعة والتلفزيون‪ ..‬وب��دأت رحلتي مع‬ ‫اإلعالم املصري‪.‬‬ ‫وحينما ننتقل إل��ى ح��رب ‪ 5‬يونيو (ح��زي��ران) ف��إن األم��ان��ة وال�ص��راح��ة‬ ‫تقتضيان أن نعترف أن الخطأ ف��ي الحسابات السياسية والعسكرية‬ ‫من جانب عبد الناصر‪ ،‬حينما قرر إغالق املضايق بالبحر األحمر كان‬ ‫السبب املباشر في الهجوم اإلسرائيلي وأن نسمي هذه املعركة «بالنكسة»‪.‬‬ ‫ولكن قدم عبد الناصر بعد أن أعلن التنحي ثم عاد إلى مسؤولية الحكم‪،‬‬ ‫ب�ن��اء على ضغط الجماهير إل��ى الشعب‪ ،‬تعويضا ع��ن مسؤوليته عن‬ ‫النكسة‪ ،‬ب��أن ق��ام ب��دور ه��ائ��ل ب��إع��ادة صياغة ق�ي��ادة الجيش وأن يقود‬ ‫بكفاءة حرب االستنزاف في معارك هزم فيها الجيش اإلسرائيلي مثل‬ ‫معركة إيالت‪.‬‬ ‫وظل عبد الناصر يكافح بجهد كلفه الكثير من صحته حتى لقي ربه‬ ‫وهو يشعر أنه أدى األمانة‪.‬‬ ‫وكان دور جيش مصر في حرب االستنزاف دورا مشرفا جعله يكون‬ ‫مستعدا للنصر في حرب أكتوبر (تشرين األول) ‪.73‬‬

‫سارتر جمعني‬ ‫بالراحل جمال‬ ‫عبد الناصر‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪5‬‬


‫ّ‬ ‫خادم الحرمني التقى اإلعالميني ورؤساء تحرير الصحف والكتاب واملثقفني‬

‫امللك سلمان يدعو النخب السعودية ليكونوا على معرفة كاملة باألهمية الكبرى لبالدهم‬ ‫الرياض‪ :‬أعلن خادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بن‬ ‫ً‬ ‫وشعبا يتحملون‬ ‫عبد العزيز‪ ،‬أن الجميع في بالده قيادة‬ ‫ً‬ ‫امل �س��ؤول �ي��ة امل �ش �ت��رك��ة‪ .‬وق � ��ال‪« :‬م�ن�ط�ل�ق�ن��ا واح� � ��د‪ ..‬ش�ع��ب��ا‬ ‫ودولة»‪ .‬وأكد تماسك املجتمع السعودي بكافة مستوياته‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خصوصا املثقفني‬ ‫جميعا متعاونون على الحق‪،‬‬ ‫وأنهم‬ ‫واإلعالميني‪ ،‬الذين دعاهم إلى أن يكونوا على اطالع كامل‬ ‫باألهمية الكبرى لبالدهم‪ .‬وق��ال‪« :‬يجب أن نربي شبابنا‬ ‫أبناء وبنات على أن يعرفوا ويتأكدوا من أهمية بلدهم»‪.‬‬ ‫وجدد امللك سلمان‪ ،‬خالل كلمة ألقاها لدى استقباله‪،‬‬ ‫في قصر اليمامة ‪ 28‬أكتوبر (تشرين األول) املاضي‪ ،‬وزير‬ ‫الثقافة واإلع�لام وع� ً‬ ‫�ددا من كبار املثقفني ورؤس��اء تحرير‬ ‫الصحف والكتاب واإلعالميني‪ ،‬التأكيد على أن السعودية‬ ‫تتمتع باألمن واالستقرار‪ ،‬وأن هذا ما يلمسه حجاج بيت‬ ‫ال�ل��ه وامل�ع�ت�م��رون وال� ��زوار ال��ذي��ن ي��أت��ون وي��ذه�ب��ون آمنني‬ ‫مطمئنني ب�ين مكة امل�ك��رم��ة وامل��دي�ن��ة امل �ن��ورة‪ ،‬وم��ن البحر‬ ‫األحمر إلى الخليج‪.‬‬ ‫وشدد خادم الحرمني الشريفني‪ ،‬خالل االستقبال الذي‬ ‫حضره األمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد‬ ‫نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي‪ ،‬على‬ ‫استمرار انتهاج سياسة الباب املفتوح بينه وبني شعبه‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مصغ وأن هاتفه مفتوح وكذلك مجلسه‪.‬‬ ‫مؤكدا أن سمعه‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫وق��ال مخاطبا املثقفني واإلعالميني‪« :‬رح��م الله من أهدى‬ ‫ّ‬ ‫إلي عيوبي»‪.‬‬

‫ً‬ ‫مخاطبا الحضور‬ ‫امللك سلمان‬ ‫خالل استقباله املثقفني‬ ‫واملفكرين ورؤساء تحرير‬ ‫الصحف واملجالت (واس)‬

‫وزير خارجية البحرين يزور الشقيقة «الشرق األوسط» ويلتقي بأسرة التحرير‬

‫الشيخ خالد آل خليفة‪ :‬لوال «عاصفة الحزم» لدخل اليمن في حرب أهلية‬ ‫لندن‪ :‬وصف وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن‬ ‫أحمد آل خليفة‪ ،‬الحرب التي تديرها إي��ران في املنطقة‬ ‫ً‬ ‫العربية‪ ،‬بأنها حرب رخيصة ال تكلف أمواال‪ ،‬كما وصف‬ ‫برنامجها النووي بـ«املتخلف»‪ .‬جاء ذلك في حوار أجرته‬ ‫الشقيقة «الشرق األوسط»‪ ،‬مع وزير الخارجية البحريني‬ ‫عند زيارته ملقر الجريدة في لندن منتصف شهر أكتوبر‬ ‫(تشرين األول) املاضي‪ .‬وقال الشيخ خالد خالل حواره‬ ‫مع رئيس التحرير سلمان ال��دوس��ري‪ ،‬وأع�ض��اء القسم‬ ‫السياسي‪« :‬إن الحرب التي تديرها إي��ران على املنطقة‬ ‫(حرب رخيصة)»؛ إذ إنها «تعتمد على عمالء منتشرين‬ ‫هنا وهناك‪ ..‬وميليشيات‪ ..‬إنها حرب ليس فيها طائرات‬ ‫وال بوارج وال حامالت طائرات وال جيوش جرارة‪ ..‬هناك‬ ‫فقط عمالء في بلداننا يفجرون ويقتلون»‪ .‬وقال وزير‬ ‫خارجية البحرين‪« :‬البرنامج النووي اإليراني متخلف‪،‬‬ ‫لكنه قابل للتطوير ووقتها سيصبح أكثر خطورة‪ ..‬لكن‬ ‫املخاطر األخ��رى ف��ي نشرها ل�لإره��اب واإلره��اب�ي�ين في‬ ‫املنطقة»‪ .‬وأوض��ح أن إي��ران تنقل ق��وات للحرس الثوري‬ ‫‪4‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫الشيخ خالد بن أحمد ينظر إلى الصفحة‬ ‫األولى ألحد األعداد السابقة لصحيفة‬ ‫«الشرق األوسط» في صالة التحرير‬

‫ب��اآلالف للقتال ف��ي س��وري��ا‪ ،‬ول��زع��زع��ة اس�ت�ق��رار اليمن‪،‬‬ ‫�أت (عاصفة الحزم) في وقتها‪،‬‬ ‫مشيرا إل��ى أن��ه «ل��و لم ت� ِ‬ ‫لكانت األوضاع اليوم أكثر خطورة‪ ،‬وكانوا سيطروا على‬ ‫اليمن سيطرة تامة‪ ،‬وه��ذا يعني ً‬ ‫حربا أهلية لن تتوقف‬ ‫في اليمن» وعن إمكانية وج��ود ح��وار بني دول مجلس‬

‫التعاون وإيران‪ ،‬أشار الوزير البحريني إلى أن دول الخليج‬ ‫العربية ت��ري��د «ال�ت�ح��اور م��ع م��ن ل��دي��ه رغ�ب��ة حقيقية في‬ ‫وج��ود ع�لاق��ات أف�ض��ل م��ع ج�ي��ران��ه‪ ،‬ال م��ن ي�ح��اورك من‬ ‫جانب ويتآمر عليك من جانب آخ��ر‪ ..‬نحن نرى أن هذا‬ ‫مضيعة للوقت»‪.‬‬


‫دعوة إيران إلى طاولة‬ ‫محادثات فيينا‪ ..‬وميليشياتها‬ ‫على األرض تشن هجمات برية‬

‫مراقبون‪ :‬مشاركة طهران‬ ‫أعاقت حتديد مصري األسد‬ ‫موسكو حتط رحاهلا‬ ‫يف اإلقليم إلعادة نفوذها‬

‫داخل العدد‬

‫اإلرهاب واالستقطاب‬ ‫أعرب يف حوار مع‬ ‫عن قلق بالده من تنامي‬ ‫العنف باملنطقة‬

‫مؤمتر يف لندن يسعى إليقاف جتديد «ترايدنت» بتكلفة ‪100‬مليار إسرتليين ‪32‬‬ ‫‪48‬‬

‫‪54‬‬ ‫صناعة األحذية تعيد انتخاب حكومة كويلهو التقشفية يف الربتغال ‪32‬‬

‫سفري اهلند بالقاهرة‪:‬‬ ‫ندعم القضية‬ ‫الفلسطينية رغم‬ ‫عالقتنا اجليدة بإسرائيل‬ ‫وزير املالية اللبناني يطالب‬ ‫بفتح اعتمادات مالية إضافية‬ ‫لدفع رواتب وأجور املوظفني‬ ‫القطاع العام‬

‫لبنان مهددة باألفالس‬

‫مستشار السيسي يدعو ملواجهة التشدد ًسنيا ً‬ ‫وشيعيا وينتقد تراجع زيارة املسلمني للقدس ‪32‬‬ ‫‪36‬‬

‫األحساء‪« ..‬أم النخيل» وفاتنة الشعراء‬

‫‪64‬‬

‫رجل يعرتف الشهر املاضي‬ ‫بارتكاب جرمية منذ ‪ً 30‬‬ ‫عاما‬

‫دفع فتاة من أعلى الدرج‬ ‫لرفضها أقامة عالقة‬ ‫جنسية معه‬ ‫البحث يف جتربة الشاعر‬ ‫السوري املثري للجدل‬

‫ّ‬ ‫الكتابة وبناء الشعر‬ ‫عند أدونيس‬

‫فريق مظلي نسوي للقفز احلر بقوات األمن الوطين الفلسطيين‬

‫‪32‬‬ ‫‪78‬‬

‫فريد شوقي‪«:‬احلرامية» سرقوا صحيت‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪76‬‬

‫‪3‬‬


‫نوبل للسالم‪ ..‬قصة نجاح استثنائية‬ ‫يف الربيع العربي‬

‫‪32‬‬

‫عسكريون سوريون هجروا السالح‪..‬‬ ‫وقادة اجليش احلر سجناء يف تركيا‬

‫‪38‬‬ ‫قصة الغالف‬

‫أمريكيا خترتق الشركات واملصانع األوروبية‬ ‫‪56‬‬ ‫وتطلع على صفقاتها التجارية‬

‫من االستراتيجي األفضل ‪..‬‬ ‫فالديمير بوتني أم باراك أوباما؟‬ ‫مقارنة بني الضابط السابق يف «كي جي بي»‬ ‫وأستاذالقانونالسابقومنظماجملتمع‬

‫أكد على أن املسلمني يف الشرق األوسط وأوروبا‬ ‫يقعون ضحايا لألعمال اإلرهابية‬ ‫حنان شوقي‪ :‬وافقت على بطولة‬ ‫ً‬ ‫فيلم «احلشد الشعيب» كيدا يف اإلخوان‬ ‫‪2‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪72‬‬

‫‪12‬‬ ‫‪34‬‬

‫اتخاذ منهج‬ ‫وزير الداخلية اإليطالي لـ‬ ‫جماعي لحل أزمة اهلجرة الحل الوحيد أمام أوروبا‬


‫‪..‬‬ ‫رساله المحرر‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫سلمان بن يوسف الدوسري‬ ‫‪ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē‬‬ ‫‪+y:a ` 3x3Na - M k 1fM‬‬ ‫‪Acting CEO of NASHR Co.‬‬

‫<‪Salman^¤ 7yG* Ò* ^d‬‬ ‫‪Aldossary‬‬ ‫‪Omar A. Alshaikh‬‬ ‫ﻣﺴﺆول ﻣﻜﺘﺐ اﳋﻠﻴﺞ‬

‫‪ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē‬‬ ‫‪+y:a ` 3x3Na - M k 1fM‬‬

‫‪Editor-in-Chief‬‬ ‫‪¥E¢ 6^G* £ }H‬‬ ‫اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ‬ ‫‪ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē‬‬ ‫‪Acting CEO‬‬ ‫ﺳﻜﺮﺗﲑ ‪of‬‬ ‫‪NASHR Co.‬‬ ‫‪Omar A. Alshaikh‬‬ ‫‪+y:a ` 3x3Na - M k 1fM‬‬

‫كيف يمكن‬ ‫أن يتحول مخك‬ ‫لسالح قاتل؟‬

‫‪ǀżȤƾƪƵƴŽ‬‬ ‫‪Acting CEO‬‬ ‫‪of NASHR Co.‬‬

‫‪ΔϤϠϛ ϰϠϋ ΪϳΰΗ ϻ΃ ΐΠϳ ΕϻΎϘϤϟ΍ ϊϴϤΟ ΔχϮΤϠϣ HGLWRULDO#PDMDOOD FRP ϲϧϭήΘϜϟϹ΍ ΪϳήΒϟ΍ ϰϠϋ ΔϠγ΍ήϤϟ΍ ϰΟήϳ ˯΍έ΁ ϭ΃ ΕϻΎϘϣ ϝΎγέϹ‬‬ ‫‪Omar A. Alshaikh‬‬

‫سكرتري التحرير‬ ‫‪ ȝƾżȚǍƄŵȚ‬‬

‫‪ZZZ LVVXX FRP PDMDOOD ΔϴϧϭήΘϜϟϻ΍ ϲϓ ϙ΍ήΘηϼϟ VXEVFULSWLRQV#PDMDOOD FRP ˰Α ϝΎμΗϻ΍ ϰΟήϳ ˬΔϴϤϗήϟ΍ ΔόΒτϟ΍ ϲϓ ϙ΍ήΘηϼϟ‬‬ ‫مجلة العرب الدولية‬

‫‪ ϡΎψϧ ϱ΃ ϲϓ ΎϬϨϳΰΨΗ ϭ΃ ΎϬϨϣ ˯ΰΟ ϱ΃ ϭ΃ ΔϠΠϤϟ΍ ΔϋΎΒσ ΓΩΎϋ· ϝ΍ϮΣϷ΍ Ϧϣ ϝΎΣ ϱ΄Α ίϮΠϳ ϻϭ ΓΩϭΪΤϣ Δϛήη ΓΪΤΘϤϟ΍ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϖϳϮδΘϟ΍ϭ ΙΎΤΑϸϟ ΔϳΩϮόδϟ΍ Δϛήθϟ΍ Ϧϋ έΪμΗ ϲΘϟ΍ ΔϠΠϤϟ΍ ΔϠΠϤϟ ΔχϮϔΤϣ ήθϨϟ΍ ϕϮϘΣ‬‬ ‫‪ ϲϘϠΘϟ ˱ΎϳήϬη ΔϠΠϤϟ΍ έΪμΗϭ ΓΩϭΪΤϣ Δϛήη ϖϳϮδΘϟ΍ϭ ΙΎΤΑϸϟ ΔϳΩϮόδϟ΍ Δϛήθϟ΍ Ϧϣ ϖΒδϣ ΢ϳήμΗ ϰϠϋ ϝϮμΤϟ΍ ϥϭΩ ϪΑΎη Ύϣ ϭ΃ ΎϬϠϴΠδΗ ϭ΃ ΎϫήϳϮμΗ ϭ΃ Δϴϟ΁ ϭ΃ ΔϴϧϭήΘϜϟ· ΔϠϴγϭ ϱ΃ ϭ΃ ΓέϮλ ϱ΄Α ΎϬϠϘϧ ϭ΃ ϲϋΎΟήΘγ΍‬‬ ‫‪ZZZ PDMDOOD FRP ΓέΎϳί ϰΟήϳ ˬϲϤϗήϟ΍ ϙ΍ήΘηϻ΍ Ε΍έΎδϔΘγ΍‬‬

‫‪ Ώ΁ βτδϏ΃ ΩΪόϟ΍‬‬

‫مصطفى الدسوقي‬

‫‪ϰμμΨΘϟ΍ ϊσΎϘΗ ΔϜϣ ϖϳήσ Ε΍ήϤΗΆϤϟ΍ ϲΣ νΎϳήϟ΍ ΎϬϟ κΧήϣ‬‬ ‫ ‪ ϥΪϨϟ ϒΗΎϫ νΎϳήϟ΍‬‬

‫‪ $ 0RQWKO\ 3ROLWLFDO 1HZV 0DJD]LQH‬‬

‫‪ZZZ PDMDOOD FRP HQJ‬‬

‫‪ ϲϧϼϋϹ΍ ϞϴϛϮϟ΍‬‬ ‫‪ΕΎϛ΍ήΘηϹ΍ Ϟϴϛϭ‬‬ ‫‪ϊϳίϮΘϟ΍ Ϟϴϛϭ‬‬ ‫‪ΔϋΎΒτϟ΍ ΰϛήϣ‬‬

‫للمشاركة‬

‫شهرية سياسية‬

‫تأسست في لندن عام ‪1980‬‬

‫هل تأتي الرياح‬ ‫بما ال تشتهي‬ ‫ميركل؟‬

‫ليلى علوي‪ :‬الجلوس‬ ‫في البيت أفضل من تقديم‬ ‫أعمال ال أحبها‬

‫علي السمان يكتب‪ :‬سارتر جمعني بالراحل جمال عبد الناصر‬ ‫واشنطن‪ :‬انخفاض النفط فرصة لتنويع االقتصاد السعودي‬ ‫تداعيات الصراع الروسي األمريكي على املستنقع السوري‬

‫جوالت خاسـرة‬

‫ ‪LVVXH $XJXVW‬‬ ‫‪ ++ 6DXGL 5HVHDUFK DQG 0DUNHWLQJ 8. /WG‬‬ ‫ ‪$UDE 3UHVV +RXVH +LJK +ROERUQ‬‬ ‫‪/RQGRQ :& 9 $3‬‬ ‫ [‪7HO )D‬‬

‫‪KT#DONKDOHHMLDK FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ΪϳήΑ ˬZZZ DONKDOHHMLDK FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ‬‬ ‫‪ ϝϭΪϟ΍ ϒϠΘΨϣ Ϧϣϭ ˬ ϥΪϨϟ ˬ βϳέΎΑ ˬ ϲΑΩ ˬ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϞΧ΍Ω Ϧϣ‬‬

‫إلرسال مقاالت أو آراء يرجى املراسلة على البريد اإللكتروني‬ ‫‪ ϲϧΎΠϣ ϒΗΎϫ ˬZZZ DUDEPHGLDFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ ˬ LQIR#DUDEPHGLDFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ΪϳήΑ‬كلمة‬ ‫‪ editorial@majalla.com‬ملحوظة‪ :‬جميع املقاالت يجب أال تزيد على ‪800‬‬

‫‪ ˬ βϛΎϓ ϒΗΎϫ ˬ νΎϳήϟ΍ Ώ ι Ε΍ήϤΗΆϤϟ΍ ϲΣ ΔϳΩϮόδϟ΍ ΔϴΑήόϟ΍ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϲϓ ϊϳίϮΘϟ΍ Ϟϴϛϭ‬‬ ‫‪ZZZ VDXGLGLVWULEXWLRQ FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ‬‬

‫اشتراكات‬

‫االتصال بـ‪subscriptions@majalla. :‬‬ ‫لالشتراك في الطبعة الرقمية‪ ،‬يرجى‬ ‫�شركات ن�شر‬ ‫‪ com‬لالشتراك في االلكترونية‪www.issuu.com/majalla :‬‬

‫ ‪ZZZ KDODSULQWFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ ˬ βϛΎϓ ˬ ϒΗΎϫ ˬ νΎϳήϟ΍ Ώ ι‬‬

‫‪11‬‬

‫‪9 771319 087013‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬

‫‪ΔϋϮϤΠϤϟ΍ ΕΎϛήη‬‬

‫‪áeÉ©dG äÉbÓ©dGh ¿ÓYEÓd á«é«∏ÿG‬‬

‫‪www.srpc.com‬‬

‫‪www.sspc.com.sa‬‬

‫‪www.arabmediaco.com‬‬

‫‪‬‬

‫حقوق النشر محفوظة ملجلة املجلة ‪ 2009‬التي تصدر عن الشركة‬ ‫السعودية لألبحاث والتسويق (اململكة املتحدة) شركة محدودة‪.‬‬ ‫‪©ϡϼϋϹ΍ ΕΎϣΪΨϟ ϥϮϴΒϳήΗª Δϛήθϟ‬‬ ‫املجلة أو أي جزء‬ ‫وال يجوز بأي حال من األحوال إعادة طباعة‬ ‫‪ ϲϧΎΠϤϟ΍ ϒΗΎϬϟ΍ ϰϠϋ ϝΎμΗϹ΍ ϰΟήϳ ˬΕΎϣϮϠόϤϟ΍ Ϧϣ ΪϳΰϤϟ΍ ϰϠϋ ϝϮμΤϠϟ‬‬ ‫‪ ©ΔϠΠϤϟ΍ª ΔμΧήϣ ΔϴΑήόϟ΍ ΔϐϠϟΎΑ ΕΎϋϮΒτϤϟ΍ ϩάϬϟ ήθϨϟ΍ ϕϮϘΣ‬في أي نظام استرجاعي أو نقلها بأي صورة أو‬ ‫منها أو تخزينها‬ ‫أي وسيلة إلكترونية أو آلية أو تصويرها أو تسجيلها أو ما شابه‬ ‫دون الحصول على تصريح مسبق من الشركة السعودية لألبحاث‬ ‫والتسويق (شركة محدودة)‪ .‬وتصدر املجلة شهريًا‪ .‬لتلقي‬ ‫استفسارات االشتراك الرقمي‪ ،‬يرجى زيارة ‪www.majalla.com‬‬ ‫\‪6DXGL 6SHFLDOL]HG 3XEOLVKLQJ &RPSDQ‬‬

‫‪ ΔχϮϔΤϣ ΕΎϋϮΒτϤϟ΍ ϩάϬϟ ϊϳίϮΘϟ΍ ϕϮϘΣ‬‬

‫مرخص لها الرياض ‪ -‬حي املؤتمرات ‪ -‬طريق مكة ‪-‬‬ ‫تقاطع التخصصى‬ ‫الرياض‪ :‬هاتف ‪ - 4419933‬لندن‪+44 207 831 8181 :‬‬

‫الوكيل اإلعالني‬ ‫موقع إلكتروني‪،www.alkhaleejiah.com :‬‬ ‫بريد إلكتروني‪hq@alkhaleejiah.com :‬‬ ‫من داخل اململكة ‪ ،920 000 417 :‬دبي‪+ 9714 3 914440 :‬‬ ‫باريس‪ +00764 537 331 :‬لندن‪+44 207 404 6950 :‬‬ ‫ومن مختلف الدول ‪+966 11 441 1444 :‬‬

‫‪ISSN 1319-0873‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫للحصول على العدد‬ ‫اسـتخـدم هاتفــك‬ ‫ال ــذكي لـمــسح‬ ‫هـ ـ ــذا الـ ــرقـ ـ ـ ــم‬

‫‪Issue 1613 - November 2015‬‬

‫‪‬‬

‫يرجى إرسال تعليقاتكم‬ ‫على الربيد اإللكرتوني‬ ‫‪editorial@majalla.com‬‬

‫في الوقت الذي يشعر فيه أقرب حلفاء واشنطن في الشرق األوسط بالقلق‪ ،‬بسبب تخليها‬ ‫ً‬ ‫تحديدا اختار فالديمير بوتني الوقوف حتى النهاية‬ ‫الدائم عن حلفائها‪ ..‬في هذه اللحظة‬ ‫إلى جوار واحد من أسوأ حكام املنطقة‪ ،‬وهي الرسالة التي أكدها الرئيس الروسي عملياً‬ ‫من خالل دعمه غير املحدود‪ ،‬بعمليات عسكرية هي األولى ملوسكو منذ نحو ربع قرن‪.‬‬ ‫وبهذا تكون روسيا قد كشفت عن امل��دى ال��ذي يمكن أن تذهب إليه من أجل دعم أهم‬ ‫حليف عربي لها في املنطقة‪ ..‬وإلقرار هذا التناقض بني موقف الكرملني والبيت األبيض‬ ‫من حلفائهما في املنطقة‪ ،‬ليس ً‬ ‫مهما للروس إذا ما كان وقوفهم في املكان الخطأ إلى‬ ‫ً‬ ‫جانب واحد من أسوأ حكام العالم تاريخا وجغرافيا‪..‬‬ ‫ً‬ ‫ونظرا ألهمية هذه اللحظة في تاريخ املنطقة‪ ،‬وربما العالم‪ ،‬فقد خصصت «املجلة» ملفها‬ ‫الرئيسي هذا العدد لـ«التدخل الروسي في سوريا» وتداعياته‪ ،‬بمشاركة الزمالء يوسف‬ ‫الديني م��ن ج��دة وج��وزي��ف ب ��راودي م��ن ن�ي��وي��ورك‪ ،‬وإي�ل��ي ف��واز م��ن واشنطن‪ ،‬وحسن‬ ‫الرماحي من برلني‪ ،‬باإلضافة إلى الزمالء في القسم السياسي بـ«املجلة»‪.‬‬ ‫وفي هذا امللف استطلعت «املجلة» آراء عدد من السياسيني والخبراء واملراقبني‪ ،‬بتساؤل‬ ‫ح��ول‪ :‬هل يجب على ال��والي��ات املتحدة أن تتعاون مع روسيا في سوريا؟ وطلبنا من‬ ‫املشاركني أن يعلنوا عن مواقفهم‪ ،‬سواء باملوافقة أو الرفض‪ ،‬وأن ّ‬ ‫يقيموا مستوى ثقتهم‬ ‫بآرائهم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يفترض هذا السؤال أن دافع روسيا الرئيسي من التدخل في سوريا هو حقا املشاركة‬ ‫في حملة واسعة ملكافحة اإلره��اب‪ .‬غير أن غالبية من استطلعنا آراءه��م أب��دوا شكهم‬ ‫في هذا‪ ،‬وإن أشاروا إلى دوافع مختلفة ومتداخلة وراء التدخل الروسي‪ ،‬ربما يكون من‬ ‫بينها قتال «داعش»‪.‬‬ ‫وليس ً‬ ‫بعيدا عن سوريا‪ ،‬وفي ملف آخر في العدد‪ ،‬ذهبت بنا الزميلة روشن قاسم إلى‬ ‫إسطنبول‪ ،‬ومع مجموعة من العسكريني السوريني وآخرين من قادة «الجيش الحر»‬ ‫املوجودين في تركيا‪ ،‬في حديث مطول عن املعارضة السورية املعتدلة‪.‬‬ ‫طرحت روشن قاسم عليهم جملة من األسئلة‪ ،‬من بينها‪:‬‬ ‫ماذا يفعل حاملو السالح إن طلب منهم أن يقتلوا من يحمونهم؟ ماذا يفعل حماة الديار‬ ‫إن أم��روا بتدمير الديار؟ وإل��ى أين يمكن أن يذهبوا؟ هل يهربون كغيرهم؟ أم عليهم‬ ‫مواجهة قادتهم الذين خانوا أمانة السالح الذي يحملونه؟ من يستطيع أن يعطيهم ثقته‬ ‫وهم أبناء نظام قاتل؟‬ ‫ثم‪ ..‬في سوريا أو في تركيا أو في بالد أوروبا‪ ..‬إلى أين يمكن أن يؤول حال حامل السالح‬ ‫السوري إذا تركه وانشق عن مؤسسته العسكرية ورفض تنفيذ األوامر؟‬ ‫إضافة إلى ذل��ك‪ ،‬تقدم «املجلة» مجموعة من املقاالت وامللفات والتحقيقات والتقارير‬ ‫السياسية واالقتصادية‪ ،‬كما تعرض معالجات متميزة ألبرز وأهم األحداث والقضايا‬ ‫الثقافية والفنية واالجتماعية والرياضية‪.‬‬ ‫في عدد هذا الشهر‪ ،‬ندعوك عزيزي القارئ ملتابعة هذه املوضوعات وغيرها الكثير على‬ ‫موقعنا «‪ ،»majalla.com‬كما نرحب ً‬ ‫دائما بآرائك وتعليقاتك‪ ،‬أو االتصال بنا إذا رغبت‬ ‫في التواصل معنا‪.‬‬

‫‪A Monthly Political News Magazine‬‬

‫‪www.majalla.com/eng‬‬ ‫‪HH Saudi Research and Marketing (UK) Ltd‬‬ ‫‪Arab Press House, 184 High Holborn, London WC1V 7AP‬‬ ‫‪Tel : +44 207 831 8181 - Fax: +44 207 831 2310‬‬ ‫حقوق التوزيع لهذه املطبوعات محفوظة لشركة «تريبيون لخدمات اإلعالم»‬

‫وكيل اإلشتراكات‬ ‫بريد إلكتروني‪info@arabmediaco.com :‬‬ ‫موقع إلكتروني‪www.arabmediaco.com :‬‬ ‫هاتف مجاني‪2440076-800 :‬‬

‫حقوق النشر لهذه املطبوعات باللغة العربية مرخصة «املجلة»‬

‫شركات نشر‬ ‫‪Saudi Specialized‬‬ ‫‪Publishing‬‬ ‫املتخصص‬ ‫السعودية للنشر‬ ‫‪ Company‬الشركة‬

‫وكيل التوزيع‬ ‫وكيل التوزيع في اململكة العربية السعودية حي املؤتمرات ‪-‬‬ ‫ص‪.‬ب ‪ - 62116‬الرياض ‪ ،11585‬هاتف‪+966 11 4419933 :‬‬ ‫فاكس‪+ 966 11 2121774 :‬‬ ‫موقع إلكتروني‪www.saudidistribution.com :‬‬

‫للحصول على املزيد من املعلومات‪ ،‬يرجى اإلتصال على الهاتف املجاني ‪8002440014‬‬

‫‪www.majalla.com/eng‬‬



‫كيف يمكن‬ ‫أن يتحول مخك‬ ‫لسالح قاتل؟‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫شهرية سياسية‬

‫تأسست في لندن عام ‪1980‬‬

‫هل تأتي الرياح‬ ‫بما ال تشتهي‬ ‫ميركل؟‬

‫ليلى علوي‪ :‬الجلوس‬ ‫في البيت أفضل من تقديم‬ ‫أعمال ال أحبها‬

‫علي السمان يكتب‪ :‬سارتر جمعني بالراحل جمال عبد الناصر‬ ‫واشنطن‪ :‬انخفاض النفط فرصة لتنويع االقتصاد السعودي‬ ‫تداعيات الصراع الروسي األمريكي على املستنقع السوري‬

‫جوالت خاسـرة‬

‫‪ISSN 1319-0873‬‬

‫‪‬‬

‫‪11‬‬

‫‪‬‬

‫للحصول على العدد‬ ‫اسـتخـدم هاتفــك‬ ‫ال ــذكي لـمــسح‬ ‫هـ ـ ــذا الـ ــرقـ ـ ـ ــم‬

‫‪9 771319 087013‬‬

‫العدد ‪ 1613‬تشرين الثاني ‪ ( -‬نونمبر) ‪2015‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪Issue 1613 - November 2015‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.