سقوط «دمية» إيران

Page 1



‫الرياض‪ ..‬من منازل البلبل العراقي‬ ‫كانت‬

‫بقلم‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫رشيد الخيون‬

‫وجه آخر‬ ‫ِّ‬ ‫للرياض تكتشفه‬ ‫يف احلوارات‬ ‫بني املثقفني‬ ‫والناشطني يف‬ ‫َّ‬ ‫الشأن االجتماعي‬ ‫وحضور اجملالس‬

‫‪80‬‬

‫ال��ري��اض ف��ي مخيلتي‪ ،‬ق�ب��ل زي��ارت��ي‬ ‫األول�� � � ��ى (م�� � � ��ارس ‪ ،)2010‬م��دي �ن��ة‬ ‫ص ��ارم ��ة غ��اض �ب��ة خ �ش �ن��ة األج� � ��واء‪،‬‬ ‫فصورة اإلخ��وان األول�ين (قبل هزيمتهم ‪ )1929‬ما‬ ‫زالت حاضرة‪ ،‬عندما كانوا يطبقون عليها بتعاليمهم‬ ‫َّ‬ ‫الشديدة‪ ،‬وما كان يحصل ِمن نزاع بني البدو والحضر‪،‬‬ ‫وقد سجل حافظ وهبة (ت ‪ )1967‬في «جزيرة العرب‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫مؤثرا‬ ‫وكان طرفا‬ ‫في القرن العشرين» تفاصيل النزاع‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫فيه‪ ،‬يوم كانوا يطاردون َمن لم يطلق اللحية ويحف‬ ‫َّ‬ ‫الشارب ويدخن السجائر‪ .‬يقول معروف َّ‬ ‫الرصافي‬ ‫(ت ‪ ،)1945‬وقد سمع ما ُينقل عنهم آن��ذاك‪ ،‬فناشد‬ ‫أمني َّ‬ ‫األخير ِمن َاملترددين‬ ‫الريحاني (ت ‪ ،)1940‬وكان‬ ‫ُ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫على نجد‪« :‬لقد زرت نجدا يا أمني فقل لنا‪ /‬أتذكر ِمن‬ ‫أخبار نجد جوانبا‪ /‬فما حالة اإلخوان فيها فإننا‪ /‬نرى‬ ‫َّ‬ ‫الن َ‬ ‫عنهم يذكرون الغرائبا‪ /‬فهل كفروا َمن ليس‬ ‫اس‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫يرسل لحية‪ /‬وهل فسقوا َمن َ‬ ‫ليس يحفي الشواربا»‬ ‫َّ‬ ‫(الرصافي يروي قصة حياته)‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫تلك هي الصورة النمطية عن حاضرة نجد‪ ،‬فالزمن‬ ‫تبدل والرياض اتسعت‪ ،‬ومع ذلك نقرأ في ّ‬ ‫الصحف‬ ‫ونسمع عن مضايقات املحتسبني‪ ،‬كأن هناك صراعا‬ ‫بائنا بني القديم والجديد‪ّ ،‬‬ ‫لكن أيديهم لم تكن مطلقة‬ ‫كما ك��ان اإلخ��وان‪ ،‬فخالل أمسية سينمائية ضمن‬ ‫برنامج معرض الكتاب ال� ُّ�دول��ي‪ ،‬لهذا ال�ع��ام‪ ،‬وكانت‬ ‫ّ‬ ‫القاعة غاصة بالحاضرين‪ ،‬والشرطة انتشرت فيها‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫بما يلفت النظر‪ ،‬م��ن األم��ام وال��وس��ط والخلف‪ ،‬وما‬ ‫إن ُعرض الفيلم األول‪ ،‬ومالزمة املوسيقى للمشهد‪،‬‬ ‫ً‬ ‫شخصا يصيح بأعلى صوته‪« :‬املوسيقى‬ ‫سمعنا‬ ‫ح��رام ح ��رام»‪ ،‬كانت الشرطة ت��راق��ب تصرفه‪ ،‬حتى‬ ‫هدأ َّ‬ ‫الصوت واستمرت األفالم في العرض‪ ،‬وفي يوم‬ ‫َّ‬ ‫االف�ت�ت��اح ك��رم وزي��ر ال��ث�ق��اف��ة واإلع�ل�ام رواد املسرح‬ ‫والفن‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫غير أن تلك ال� ُّ‬ ‫�ص��ورة النمطية ت�ت�ب��دد‪ ،‬ويظهر وجه‬ ‫آخ��ر ل�ل� ِّ�ري��اض‪ ،‬تكتشفه ف��ي ال �ح��وارات ب�ين املثقفني‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫والناشطني في الشأن االجتماعي‪ ،‬وحضور املجالس‬ ‫التي سميت على أيام األسبوع‪ ،‬مثل خميسية املؤرخ‬ ‫حمد الجاسر (ت ‪ ،)2000‬وثلوثية آل مشوح وغيرهما‪،‬‬ ‫وحضور نشاطات مركز امللك فيصل‪ ،‬الذي ال تجد‬ ‫ِّ‬ ‫فيه حرجا ِمن حضور النساء‪ ،‬وال فيه شروط عزل‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫حضرت‬ ‫الشقائق‪ ،‬وتسمع مداخالت ناضجة ونابهة‪.‬‬ ‫أمسيتني له‪« :‬فرنسا واإلس�لام ً‬ ‫معا ضد اإلره��اب»‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫و«ال �ت��راث العربي وال��ن�ظ��ري��ات الحديثة»‪ ،‬ش��اك��را من‬ ‫ّ‬ ‫وسهل لي الحضور‪.‬‬ ‫حرص على إبالغي بهما‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫إن أكثر لقاءات الكتاب واملهتمني في الشأن الثقافي‬ ‫تدور حول مقاالت وردود ذلك اليوم‪ ،‬أو الكتب التي‬ ‫اقتنيت ِمن معرض الكتاب‪ ،‬وما بني الحداثة والركود‬ ‫تشعر أن هناك نزاعا ثقافيا وحضاريا بني الجديد‬ ‫وال�ق��دي��م‪ ،‬ويكفي أن تتابع ُّ‬ ‫الصحف ألس�ب��وع واح��د‬ ‫ِّ‬ ‫ت�ك� َّ�ون ص��ورة ع��ن ذل��ك ال��ن��زاع الثقافي ب�ين الحاملني‬ ‫لبذرة اإلسالم ِّ‬ ‫السياسي‪ ،‬بثوبه اإلخواني والسروري‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫َّ‬ ‫وال� َّ�س�ل�ف��ي ال �ج �ه�‬ ‫الحزبية‬ ‫�ادي‪ ،‬وال ��داع�ي�ن إل ��ى إب �ع��اد َّ‬ ‫ِّ‬ ‫وال� ِّ�س�ي��اس��ة ع��ن ال��دي��ن‪ ،‬ون��زاع ب�ين املتشدد الطائفي‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫والد َّاعي إلى املواطنة بغض النظر عن املذهب‪ ،‬والواضح‬ ‫َّ‬ ‫أن ك��ل ه��ذا يجري ضمن البيئة النجدية وتقاليدها‬ ‫وأعرافها‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫يبقى التاريخ النجدي له عبقه في املكان‪ ،‬فما إن تقف‬ ‫على حافة وادي حنيفة حتى تستحضر ما قرأته‬ ‫عن هذا الوادي ووقائعه‪ ،‬وتلك املعركة الفاصلة التي‬ ‫حصلت فيه‪ ،‬وم��ا زال��ت عقرباء‪ ،‬محل ما ُع��رف في‬ ‫التاريخ بـ «حديقة املوت»‪ ،‬تسمى هذا االسم «عقرباء»‪.‬‬ ‫قرأنا عن غنى هذا ال��وادي وخصوبة أرض��ه‪ ،‬وكثرة‬ ‫شجره وغلته‪ ،‬واملعركة التي حصلت (‪12 - 11‬ه�ـ)‬ ‫يتعلق جزء كبير منها بخصوبته‪ ،‬وامتناع أهله عن‬ ‫دفع َّ‬ ‫الزكاة‪ ،‬هذا ما نطالعه في صحيح البخاري‪ ،‬وكتب‬ ‫التاريخ املعروفة‪.‬‬ ‫كذلك وأنت في الرياض وفي بطن وادي حنيفة تتذكر‬ ‫ك��ل م��ا قيل ع��ن اليمامة وزرق��ائ�ه��ا‪ ،‬بعد عبور جبل‬ ‫عمرو بن كلثوم‬ ‫طويق‪ ،‬وما قاله فيه صاحب املعلقة ُ‬ ‫(ت نحو ‪600‬م)‪« :‬ف��أع��رض��ت ال� َ�ي�م��ام��ة واش�م�خ��رت‪/‬‬ ‫كأسياف بأيدي مصلتينا»‪ ،‬وإذا نظرت إلى مقطع ِمن‬ ‫ٍ‬ ‫هذا الجبل ترى صخوره مثل األسياف املجردة‪ ،‬وكان‬ ‫بصحنك فاصبحينا‪ /‬وال‬ ‫البيت من معلقته‪« :‬أال ُهبي‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫تبقي خمور األندرينا»‪ ،‬وتقول كيف جمع الشاعر بني‬ ‫َّ‬ ‫نجد والشام حيث «األندرينا»‪.‬‬ ‫لفت ن�ظ��ري وج��ود البلبل ال�ع��راق��ي بكثرة ف��ي ربيع‬ ‫ال��ري��اض‪ ،‬وح�ي��ث ب�س��ات�ين نخيل ال�ع�م��اري��ة‪ ،‬وقصر‬ ‫منيف تحت ظالل نخيلها آلل ثنيان‪ ،‬اقترحت على‬ ‫ِّ‬ ‫مضيفنا حفيدهم فهد ثنيان الثنيان أن يجعل له‬ ‫اسما ِمن بيئته‪ ،‬مثل «الظالل» أو «السعفة»‪ ،‬فستة‬ ‫آالف نخلة باسقة تحول الظهيرة إلى ليل لشدة الظل‪.‬‬ ‫هناك الحظت البلبل العراقي‪ ،‬وه��ذا اسمه املعروف‬ ‫بالبحرين أو اإلمارات ونجد‪ .‬كانت اإلذاعة العراقية في‬ ‫العهد امللكي تستهل برامجها بتغريده‪ ،‬وهو الذي قال‬ ‫َّ‬ ‫فيه علي الشرقي (ت ‪« :)1964‬بلبلي أرغبت في الربطة‬ ‫َّ‬ ‫السوداء‪ /‬أم تلك شارة املحزوني‪ /‬ما رأيت في العراق‬ ‫ِّ‬ ‫آن أمر في مجنون» (الديوان)‪.‬‬ ‫ليلى ولكن‪ ً /‬في كل ِّ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫السياسة إل��ى الحد ال��ذي تحجز‬ ‫لست مغرما ف��ي‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ج�م��ال ال��رب�ي��ع ع��ن عيني‪ ،‬وت�ل��ك األم�س�ي��ة الشعرية‬ ‫َّ‬ ‫اآلس ��رة ع�ل��ى ه��ام��ش ب��رن��ام��ج ال�ج�ن��ادري��ة ال��ث�ق��اف��ي‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫وحوارات النساء املثقفات‪ ،‬الحامالت عبء التعصب‬ ‫َّ‬ ‫ضدهن‪ .‬كنت أحاول التشاغل عن سؤال تكرر َّ‬ ‫علي‪:‬‬

‫«العراق إلى أين؟» وكم ِمن راغب في زيارة لبغداد‪،‬‬ ‫بني متذكر أي��ام الجامعة فيها ومبهور بتاريخها‪.‬‬ ‫يؤرقني ه��ذا ال�س��ؤال‪ ،‬فليس ل��دي إجابة إال بكلمة‬ ‫ُ‬ ‫نسيت‬ ‫باهتة ال لون وال طعم لها‪« :‬أيصير خير؟»‪ .‬إن‬ ‫َّ‬ ‫ال أن�س��ى ذل��ك البصير املثقف ال��ن�ج��دي‪ ،‬ال��ذي جاء‬ ‫يفاتشني بما ألفت أو كتبت‪ ،‬ومعه َم��ن يحمل ما‬ ‫اقتناه ِمن معرض الكتاب‪ ،‬مثلما ال أنسى الرياض‬ ‫أنها ِمن منازل البلبل العراقي <‬


‫عالقا في ذهني‪.‬ما زلت أذكر أول مرة نزلت‬ ‫فيها إلى السوق‪ ،‬وكيف بهرتني األشياء‬ ‫املعروضة في الواجهات‪ .‬بعضها لم أكن‬ ‫أعرف ما هو‪.‬‬ ‫وقفت أمام محل يعرض الحلوى وأشياء‬ ‫أخرى‪ .‬أقسم بالله‪ ،‬أن الذي استوقفني لم‬ ‫يكن البضائع املعروضة‪ ،‬وإنما كان وجها‬ ‫جميال لفتاة في عمر الورود‪ ،‬تتحدث مع‬ ‫صاحب الحانوت‪ ،‬ربما كان يغازلها‪ ،‬ال‬ ‫أدري!‪.‬‬ ‫ك��ل م��ا أع��رف��ه أن �ن��ي وق �ف��ت ف��ي مكاني‬ ‫مبهورا بجمالها رغم العباءة التي كنت‬ ‫أرت��دي�ه��ا والعمامة التي كنت أعتمرها‪.‬‬ ‫هذا «الشبح النجفي» لم يستطع مغادرة‬ ‫امل �ك ��ان‪ .‬ي��ا س �ب �ح��ان ال �خ��ال��ق‪ .‬إل ��ى اآلن‬ ‫صورتها ما زالت مطبوعة في ذاكرتي‪.‬‬ ‫وك��ذل��ك نظرة صاحب ال�ح��ان��وت ال��ذي‬ ‫ب��دا وك��أن��ه ي�ق��ول ل��ي‪« :‬م ��اذا ت��ري��د أيها‬ ‫املتطفل؟ اذهب بعيدا ودعنا وشأننا»‪.‬‬ ‫ومع ذلك بقيت مكاني‪.‬‬ ‫أنا املتطفل املعدم‪ ،‬تسمرت قدماي داخل‬ ‫الحانوت‪ .‬حاولت شراء أي شيء مقابل‬ ‫بقائي‪ ،‬فما استطعت أن أدفع أكثر من‬ ‫ثمن صورتني صغيرتني لبعض املمثالت‬ ‫اللواتي كانت صورهن معروضة‪.‬‬

‫الجواهري في الكويت (‪ )1979‬وقارئة الكف تقرأ كف شخص إلى جورها‬

‫مفارقة طريفة‬

‫أول سيارة‬ ‫وعلى سيرة ال�س�ي��ارات‪ ،‬ال أنسى أول س�ي��ارة رأيتها في‬ ‫النجف‪ .‬ك��ان ذل��ك أثناء دراستي في «امل��درس��ة العثمانية»‬ ‫ربما كنت في العاشرة من عمري آنذاك‪ ،‬فقد خرجنا من‬ ‫الصفوف الستقبال جاويد باشا وزي��ر املالية في الدولة‬ ‫العثمانية‪ .‬وطبعا ال يمكن أن ت��زور العراق أي شخصية‬ ‫مهمة ما لم تحضر إلى النجف‪ ،‬وتقوم بزيارة مرقد اإلمام‬ ‫علي – رض��ي الله عنه – يومها حضر جاويد باشا في‬ ‫سيارة ضخمة ظلت حديث الناس لفترة طويلة‪ .‬سيارة‬ ‫تمشي وح��ده��ا؟ ك��ان��ت تعتبر ظ��اه��رة فلكية ال ت�ص��دق‪.‬‬ ‫وكأنها املركبة الفضائية األولى‪.‬‬ ‫كيف كنت أنظم قصائدي؟ في أول عهدي كنت أنظم‪ ،‬أحيانا‪،‬‬ ‫في املقهى األرستقراطي الهادئ‪ .‬يومئذ‪ ،‬كان باستطاعتي‬ ‫أن أدون بعض األبيات كي ال تهرب مني القصيدة‪.‬‬

‫جرس اإلنذار‬

‫‪,,‬‬

‫زوجة الجواهري (آمنة) وابنته (ظالل) وولداها‬

‫بلغت العشرين من عمري‬ ‫دون أن أرى وجهي في املرآة‬

‫‪,,‬‬

‫شيخ ذو لحية وعباءة وعمامة يشتري‬ ‫ص��ورا ملمثالت ك��ن م�ش�ه��ورات ف��ي ذلك‬ ‫ال ��زم ��ن! واألك �ث ��ر م��ن ذل ��ك‪ ،‬أن �ن��ي حملت‬ ‫هذه الصور إلى النجف وكأنني اشتريت‬ ‫هدية كبيرة‪ .‬كما أنني لم أن��س أن أحدث‬ ‫أه��ل عشيرتي ع��ن ال�ع��رب��ات ال�ت��ي تسير في‬ ‫واستقبلت‬ ‫شوارع بغداد‪ ،‬وكيف أنني دخلت دور الصحف‬ ‫ّ‬ ‫استقباال كبيرا‪ .‬وكانت ليالي طويلة قضيتها وأنا ال أمل‬ ‫الحديث ع��ن ب�غ��داد‪ .‬كما أعطتني تلك الرحلة شحنة من‬ ‫االندفاع‪ ،‬وكبر غروري بنفسي‪.‬‬

‫ما إن أبدأ بالكتابة حتى تكر الكلمات‬ ‫وكأنها مسجلة في ذاكرتي‪ .‬ونظمي‬ ‫ال� �ق� �ص ��ائ ��د ت� �ج ��رب ��ة ت� �ت ��م ب ��ال �ص ��دى‬ ‫والصوت والنغم‪.‬‬ ‫وعندما ك��ان أطفالي ص�غ��ارا‪ ،‬ويأتي‬ ‫ه �ي �ج��ان ال �ش �ع��ر ف ��ي داخ � �ل ��ي‪ ،‬ك��ان��ت‬ ‫زوجتي تعرف أنني تبدلت‪ ،‬وأصبحت‬ ‫إنسانا آخر‪ .‬لذا تمنع األوالد من الدخول‬ ‫إلى الغرفة التي أنا فيها‪.‬‬ ‫وساعة جنوني الشعري ال أعي شيئا‬ ‫مما يدور حولي‪.‬‬ ‫ومنذ فترة زارتني شقيقتي في ب��راغ‪،‬‬ ‫مذكرة إياي بحادثة مر عليها أكثر من‬ ‫خمسني سنة‪ .‬يومها جاءت تزورنا بعد‬ ‫غيبة طويلة‪ .‬وطبعا سألت عني زوجتي‪،‬‬ ‫ف �ق��ال��ت ل �ه��ا األخ� �ي ��رة إن �ن��ي ف ��ي ال �غ��رف��ة‬ ‫املجاورة‪.‬‬ ‫وات �ج �ه��ت ش�ق�ي�ق�ت��ي ن �ح��و ب� ��اب غ��رف�ت��ي‬ ‫وف�ت�ح�ت��ه ل�ت�ح�ي�ت��ي وإل �ق��اء ال �س�ل�ام ع�ل��ي‪،‬‬ ‫وإذا بي أدفعها إلى خ��ارج الغرفة وأقفل‬ ‫دونها الباب‪ .‬ووقفت املسكينة في الخارج‬ ‫مذهولة لفترة‪.‬‬ ‫أما سبب دفعي لها فلكونها قطعت علي‬ ‫حبل أفكاري‪ ،‬وأنا أنغم إحدى قصائدي‬ ‫التي بدأت تولد في تلك اللحظات‪.‬‬

‫ذلك املقهى كان صاحبه ذا مزاج خاص‪ ،‬إذ كان يحب الشعر‬ ‫واألدب‪ .‬ولم يكن املقهى باب رزقه بل إقامة من أجل مزاجه‪.‬‬ ‫وق��د زينه بأحلى وأفخر أن��واع السجاد العجمي‪ .‬إذ كان‬ ‫صاحب املقهى تاجر سجاد ميسور الحال‪.‬‬ ‫وكيف كنت أنظم خارج املنزل؟ فقد كنت أكتب أول كلمة في‬ ‫كل بيت وقافيته‪ .‬حتى عندما ألقي قصائدي في األماكن‬ ‫العامة ال أستعني بها مكتوبة بل أدون بعض كلماتها على‬ ‫ورقة صغيرة أو علبة السجائر أو أي شيء آخر‪ .‬املهم‪ ،‬أنني‬ ‫منذ أكثر من أربعني عاما لم أعد أستطيع النظم سوى في‬ ‫املنزل‪ ..‬ووحدي‪.‬‬ ‫فأنا أقفل الباب على نفسي وأبدأ بالنظم بصوت عال‪ ،‬فأثبت‬ ‫البيت األول على ال��ورق‪ ،‬وبعدها يصبح ذهني كاملسجل‪:‬‬

‫ول�ح�ظ��ة ال�ن�ظ��م ي��دق ج��رس اإلن� ��ذار في‬ ‫املنزل‪ .‬فكل من في البيت حذر‪ ،‬يتكلم‬ ‫ب �ه��دوء وي�ت�ص��رف ب��روي��ة ك�ي�لا يعكر‬ ‫ّ‬ ‫علي صفو تسلسل أفكاري والسجائر‬ ‫أدخنها بال حساب‪ .‬تصبح الغرفة وكأنها‬ ‫مدخنة‪ .‬والشعر بالنسبة إلي هو نوع من‬

‫الجنون‪.‬‬ ‫تتساءلني عن أوالدي‪ ،‬وهل هناك بينهم من ينظم الشعر؟‬ ‫حتى لو كان أحدهم ينظم شعرا فإنه ال يجرؤ على عرضه‪،‬‬ ‫إذ ي�خ��اف أن يشتم أو ي�ق��ال ع�ن��ه «أي ��ن ش�ع��ره م��ن شعر‬ ‫والده؟»‪ .‬وأحد أوالدي (نجاح) يقول لي‪« :‬نكبتنا أننا أبناء‬ ‫الجواهري‪ .‬فمهما فعلنا ال يمكن أن نكون بمستوى الوالد‪.‬‬ ‫اسمك يطغى على كل شيء‪ .‬حتى في الجلسات الخاصة‬ ‫ال نستطيع الكالم في حضورك»‪ .‬ونجاح يردد دائما على‬ ‫مسمعي ق��ول��ه‪ :‬إن��ه «معجب ب��ي ك�ج��واه��ري‪ ،‬أي كصديق‬ ‫أكثر مني كوالد» ويعتبر «الشعر الكالسيكي من الصعب‬ ‫فهمه» وهو متأثر بآرائي في الحياة‪ .‬إذ يعتبرني أصور‬ ‫التناقضات ال بل أجمع بينها‪.‬‬ ‫أحيانا أتجاذب أطراف الحديث مع ابني نجاح لكونه قريبا‬ ‫مني ومقيما في ب��راغ‪ .‬فيقول‪« :‬أن��ت تحيرني‪ ،‬فمن جهة‬ ‫نجدك لطيفا رقيقا معنا‪ ،‬ومن جهة أخرى نراك متحررا من‬ ‫كل قيد ومن كل تقاليد املجتمع‪ .‬لم نفهم معنى الجواهري‬ ‫إال بعد م��ا ت��زوج�ن��ا فصرنا نحس ب��ك أن��ك إن�س��ان كبير‬ ‫ومختلف عن اآلخرين رغم أنني ‪ -‬نجاح ‪ -‬ال أفهم معنى‬ ‫أشعار والدي حني أقرأها»<‬ ‫إلى اللقاء في العدد املقبل‪ :‬الحلقة الخامسة‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪79‬‬


‫سجلت «املجلة» عام ‪ ،1982‬ذكريات الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري نقال عن لسانه من العاصمة‬ ‫التشيكية براغ التي أقام بها الراحل (أبو فرات) عدة سنوات‪ ،‬وتنشرها في حلقات‪ .‬في الحلقة الثالثة من ذكريات‬ ‫ّ‬ ‫الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري (أبو فرات) التي نشرت في العدد الفائت من «املجلة» تذكر أول محطة عاطفية‬ ‫في حياته وهو كان ال يزال في الثامنة من عمره‪ .‬كما روى الجواهري في تلك الحلقة قصة أول قصيدة نظمها ووجدت‬ ‫طريقها إلى النشر‪ ،‬وكيف تمكن من حفظ خمسمائة بيت من الشعر في يوم واحد‪ ،‬وهو كان في الثانية عشرة من عمره‪.‬‬

‫مذكرات أبي فرات (‪)4‬‬

‫الجواهري‪ :‬أنا «كولومبس النجفي»‬ ‫في هذه الحلقة يروي الشاعر الجواهري األصداء‬ ‫التي تركتها قصيدته األولى التي نشرتها جريدة‬ ‫«العراق» قبل نحو من ‪86‬سنة‪ .‬وهو هنا يترجم‬ ‫هذه األصداء في حرارة االستقبال الذي صادفه يوم انتقاله‬ ‫للمرة األولى – كزائر – من النجف إلى بغداد‪.‬‬ ‫ولعل أبرز ما في هذه الذكريات وصفه للعاصمة العراقية‬ ‫التي كان آنئذ شاهدها للمرة األولى‪ .‬فضال عن أنه شاهد‪،‬‬ ‫وألول مرة‪ ،‬وجهه في املرآة‪ .‬ونترك زمام السرد للجواهري‬ ‫نفسه دون أن نقاطعه بأي سؤال‪.‬‬ ‫«ماذا كانت ردات الفعل على القصيدة األولى التي نشرتها‬ ‫صحيفة «العراق» ‪1920‬؟‬ ‫فوجئت في أحد األي��ام بالشاعر الكبير محمد الهاشمي‬ ‫ً‬ ‫يرد علي قائال‪« :‬إلى نابغة النجف» وذلك بقصيدة مطلعها‪:‬‬ ‫«أيها البلبل غرد ‪ -‬وانظم اآلالم شعرا» (‪.)...‬‬ ‫قرأت قصيدة الهاشمي مرات ومرات وذهلت‪،‬‬ ‫أصحيح أنني اإلنسان الذي استطاع أن يهز‬ ‫ه��ذا الشاعر الكبير‪ ،‬فيرد علي شعرا على‬ ‫القافية نفسها؟‬ ‫إذن‪ ،‬أنا إنسان مهم‪ .‬األرض لم تعد تحملني‪..‬‬ ‫وبدأت األحقاد تنمو في مجتمع النجف‪ ،‬ضد‬ ‫إنسان صاعد في بلد التناقضات‪ ،‬النجف‪،‬‬ ‫بلد الفقر امل��دق��ع والغنى الفاحش‪ ،‬جنبا إلى‬ ‫جنب‪.‬باختصار‪ ،‬بدأت أعي لعبة الحياة‪ ،‬بدأت‬ ‫أح��س أن بلدي م��ع أدب ومجمع دي��ن ومجمع‬ ‫فقر‪ .‬وخالصة املوضوع كانت أن سيئاتها أكثر‬ ‫من حسناتها‪.‬‬

‫‪,,‬‬

‫تعرضت لألحقاد في مدينة‬ ‫التناقضات «النجف» بلد‬ ‫الفقر املدقع والغنى الفاحش‬

‫‪,,‬‬

‫براغ‪ :‬هدى املر‬

‫وك��ان صاحبها أحمد ع��ارف ال��زي��ن‪ .‬ف�ص��ارت قصائدي‬ ‫تنشر‪ ،‬واحدة في بغداد وأخرى في لبنان‪.‬‬ ‫وبدأت أشعاري تبدو وكأن ناظمها أكبر مني سنا‪ .‬وبمعنى‬ ‫الكلمة أنها كانت تبدو إلنسان ناضج‪ .‬ومثال على ذلك؛‬ ‫ففي أول زيارة قمت بها لبغداد‪ .‬كان من الطبيعي أن أزور‬ ‫الصحف التي تنشر قصائدي‪ .‬وفوجئ أصحابها بصغر‬

‫ً‬ ‫سني‪ ،‬خصوصا أنني في ذلك العهد‪ ،‬كان شكلي مضحكا‪.‬‬ ‫إذ كان وزني ال يتعدى خمسة وثالثني كليوغراما‪ .‬وكنت‬ ‫يومها ارت��دي الجلباب وال�ع�ب��اءة العربية (ال��زي النجفي)‬ ‫وعمامة صغيرة‪ .‬كنت مثل شبح‪ .‬أنا نفسي لم أكن أعرف‬ ‫شكلي‪ .‬إذ لم يخطر على بالي مطلقا أن أنظر إلى وجهي‬ ‫أو قامتي في املرآة‪.‬‬ ‫وأستطيع القول إنني بلغت العشرين دون أن أرى وجهي في‬ ‫املرآة‪ .‬وأول مرة شاهدت وجهي فيها كانت عندما تصورت‬ ‫في بغداد وفوجئت بصورتي‪.‬‬ ‫ربما تسألينني متى صرت «أباوع» (انظر) املرآة؟ صارت‬ ‫نظراتي تلتقي املرآة يوم عرفت أن هناك شيئا اسمه األناقة‬ ‫في حياة اإلنسان أي بعد بلوغي عامي العشرين بفترة‬ ‫طويلة‪ .‬وسبب ذل��ك أن بيوتات النجف ل��م تكن تضم بني‬ ‫أثاثها املرايا الكبيرة املوجودة حاليا في كل منزل بل كانت‬ ‫املرآة الصغيرة هي املنتشرة في العشرينات‪ .‬لذلك‬ ‫عندما رأيت صورتي فوجئت وكأنها ال تخصني‪،‬‬ ‫أو باألحرى كأنها ليست وجه مهدي الجواهري‪.‬‬ ‫عندها تذكرت أن هناك م��رآة ويجب أن أعتني‬ ‫بشكلي‪ ،‬ولو قليال‪ .‬كنت أبدو وكأنني شبح يدب‬ ‫على األرض‪.‬وكنت في السابق أتعجب من بعض‬ ‫األشخاص الذين يخرجون من منازلهم وكأنهم‬ ‫نساء متبرجات‪ ،‬أو كأنهم يستعدون للذهاب‬ ‫إلى املراقص‪.‬‬

‫اكتشفت بغداد‬

‫أول الدرب‬ ‫لنعد إلى بداياتي الشعرية‪ .‬لنعد إلى الوراء‪ .‬على‬ ‫ما قبل ستني عاما أو أكثر فبعدما نشرت لي‬ ‫القصائد تحت توقيع «نابغة النجف» تشجعت‬ ‫كثيرا‪ ،‬وقد أعطتني تلك القصائد زخما وانطالقا‬ ‫في بحور النظم‪ .‬لذلك‪ ،‬أن��ا من أنصار تشجيع‬ ‫املبتدئني في عالم الشعر‪.‬‬ ‫كما أن طموحي تعدى حدود العراق فصرت أرسل‬ ‫قصائدي إلى مجلة «العرفان» في صيدا (لبنان)‬

‫‪78‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫الجواهري (إلى اليسار) في بالط‬ ‫امللك فيصل األول ومعه صديقه‬ ‫الشاعر األديب العراقي الراحل‬ ‫عبد الرازق الناصري (‪)1929‬‬

‫ً‬ ‫بغداد كانت بالنسبة إلي عاملا مجهوال‪ .‬ذهبت‬ ‫إليها الكتشاف هذا العالم الجديد‪ .‬زيارتي إليها‬ ‫كانت أشبه بعربي ملهوف يزور باريس ألول‬ ‫مرة‪ .‬ورغم بقائي يومني ال غير في بغداد بقيت‬ ‫أشهرا أتحدث إل��ى محيطي عن اكتشافاتي‬ ‫فيها‪.‬وبال مبالغة‪ ،‬كنت أروي القصص كما‬ ‫كان يروي كولومبس اكتشافه ألميركا‪.‬‬ ‫أن��ا «ك��ول��وم�ب��س ال�ن�ج�ف��ي» ي ��روي م�غ��ام��رات��ه‬ ‫في بغداد‪ .‬رسمت لهم ص��ورة عن األس��واق‬ ‫ال �ك �ب �ي��رة‪ ،‬وم ��ا ت�ح��وي��ه امل �ح�ل�ات‪ ،‬وك �ي��ف أن‬ ‫البنات يمشني سافرات في الشوارع وكأنهن‬ ‫حوريات‪ .‬يا سبحان الله! أكثر من ‪ 60‬سنة‬ ‫مرت على هذه األحداث لكن بعضها ما زال‬


‫وبحسب ما تذكر إليسا هوبر أندرسون‪ ،‬أخصائية‬ ‫العالج الطبيعي بمستشفى ماساتشوستس العام‬ ‫التابعة لجامعة ه��ارف��ارد‪ ،‬ف��إن ممارسة الرياضة‬ ‫باملنزل هي أيسر بكثير مما يظن الناس‪ .‬فالروتني‬ ‫البسيط من املمكن أن ُيحسن نوعية حياتك ُ‬ ‫ويوقف‬ ‫تدهور كتلة عضالتك مع تقدم العمر‪.‬‬

‫من أين أبدأ؟‬ ‫إذا ل��م ت�ك��ن ق��د م��ارس��ت ال��ري��اض��ة ول�ي�س��ت ل��دي��ك‬ ‫فكرة عن طريقة ال�ب��دء‪ ،‬تحدث إل��ى طبيبك لتتأكد‬ ‫من استعدادك ملمارسة الرياضة‪ .‬إذا كانت اإلجابة‬ ‫بنعم‪ ،‬ح��دد م��وع��دا م��ع أخصائي ال�ع�لاج الطبيعي‬ ‫ال ��ذي ب��إم�ك��ان��ه وض��ع ب��رن��ام��ج مخصص لتمارين‬ ‫الصحة العامة‪ .‬تقول إندرسون‪ :‬على سبيل املثال‪،‬‬ ‫إذا كنت تعاني م��ن م��رض هشاشة ال�ع�ظ��ام‪ ،‬فإن‬ ‫أخصائي العالج الطبيعي سوف يعرف أنه يتعني‬ ‫عليك تجنب التمارين التي تقوم فيها بثني العمود‬ ‫ُ‬ ‫الفقري وتعرضك لخطر الكسور‪ .‬لذلك ستكون‬ ‫بحاجة لتجنب االحتكاك والقيام باملزيد من تمارين‬ ‫األوضاع مثل التاي تشي أو اليوغا‪.‬‬ ‫وبمجرد أن تتعلم نمط التمارين الرياضية املناسب‬ ‫ل��ك ُ‬ ‫وي�خ�ب��رك أخ�ص��ائ��ي ال�ع�لاج الطبيعي أن��ك على‬ ‫اس �ت �ع��داد ل�ل�ق�ي��ام ب��ذل��ك‪ ،‬س�ت�ك��ون ق� ��ادرا ع�ل��ى أداء‬ ‫ُ‬ ‫التمارين الرياضية باملنزل‪ .‬وإذا كنت تريد بعض‬ ‫اإلش ��راف‪ُ ،‬يمكنك التفكير ف��ي التعاقد م��ع م��درب‬ ‫شخصي‪.‬‬

‫تمارين اليوغا‬

‫التمارين الرياضية املستهدفة‬ ‫سوف تحتاج إلى القيام بتمارين رياضية ذات كثافة‬ ‫ً‬ ‫أسبوعيا‪ .‬وذلك بحد أدنى‬ ‫معتدلة ملدة ‪ 150‬دقيقة‬ ‫نحو ‪ 20‬دقيقة ً‬ ‫يوميا‪ ،‬مثل جلسات الصباح واملساء‬ ‫التي تستغرق كل منها ‪ 10‬دقائق‪.‬‬ ‫توصي هوبر أن��درس��ون ب��أداء التمرينات الهوائية‬ ‫ً‬ ‫يوميا‪ ،‬باإلضافة إلى تمارين القوة مرتني أو ثالث‬ ‫ً‬ ‫م��رات على األق��ل أسبوعيا‪ .‬تأكد من اإلحماء قبل‬ ‫بدء التمارين الرياضية‪ ،‬وخذ قسطا من الراحة بعد‬ ‫إنهاء التمرينات‪ .‬تستأنف هوبر أندرسون قائلة‪:‬‬ ‫على سبيل املثال‪ ،‬خذ جولة حول املنزل ملدة دقيقة‬ ‫أو دقيقتني لإلحماء‪ ،‬ومن ثم قم بالتمرينات الهوائية‬ ‫ملدة ‪ 10‬دقائق‪ ،‬ثم سر حول منزلك ملدة دقيقة أو‬ ‫دقيقتني‪ ،‬وأد تمارين اإلطالة لبضع دقائق فقط بعد‬ ‫انتهاء التمارين ألن ذلك سوف ُيساعدك في الحفاظ‬ ‫على مرونة عضالتك‪.‬‬

‫ما ُيمكنك القيام به‬ ‫ف��ي م��ا يتعلق بالتمرينات الهوائية‪ ،‬تقترح هوبر‬ ‫ً‬ ‫أن��درس��ون ال��ذه��اب ص �ع� ً‬ ‫�ودا ون ��زوال على ال ��درج أو‬ ‫الرقص أو ركوب الدراجة الثابتة واملشي في املكان‬ ‫واملشي في دائ��رة أو املشي بخطى سريعة داخل‬ ‫منزلك (ولكن تأكد من خلو املسار الذي تتجه فيه)‪.‬‬ ‫أما عن تمارين القوة‪ ،‬فإنها تقترح استخدام حبال‬

‫املقاومة أو ممارسة اليوغا على املقعد أو استخدام‬ ‫األوزان الصغيرة (حتى لو كانت علب الحساء)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ب��إم�ك��ان��ك أي��ض��ا م �م��ارس��ة ال�ت�م��ري�ن��ات ال��ري��اض�ي��ة‬ ‫مثل رف��ع الكعب أو الجلوس بوضع القرفصاء أو‬ ‫تمديد الركبة في وض��ع الجلوس أو رف��ع القدم أو‬ ‫التمدد مقابل الحائط‪ .‬وهناك املزيد من االقتراحات‬ ‫املطروحة في تقرير الصحة الخاص حول التمرينات‬ ‫ال��ري��اض�ي��ة األس��اس�ي��ة والخفيفة‪( .‬يمكنكم زي��ارة‬ ‫موقع ‪ health.harvard.edu‬لشراء نسخة)‪.‬‬ ‫ح��اف��ظ ع �ل��ى ح��رك �ت��ك ال��دائ �م��ة م ��ن خ �ل�ال ت��دري��ب‬ ‫عضالت ساقك‪ .‬إذا كنت ستمضي العطالت في‬ ‫الخارج‪ ،‬قد ال تكون األدوات الرياضية الخاصة بك‬ ‫متاحة أمامك‪ .‬ولكن ال تدع ذلك ُيوقفك عن ممارسة‬ ‫التمارين الرياضية‪ .‬كما تقول هوبر أندرسون‪{ :‬في‬ ‫كل مرة تتوقف فيها عن ممارسة الرياضة املعتادة‬ ‫ُ‬ ‫لك‪ ،‬سوف تضيع كل العمل الشاق الذي بذلته في‬ ‫السابق للوقاية من األمراض املزمنة»‪.‬‬ ‫إذا توقفت عن أداء التمارين الرياضية‪ ،‬ستصبح‬

‫العادات الجيدة مهددة إذا كنت قد ب��دأت للتو في‬ ‫ُ‬ ‫اتباع روت�ين ُمحدد‪ .‬وتضيف أندرسون قائلة إن‬ ‫{ال��وق��ت ال��ذي تستغرقه لتغيير سلوك ُمعني هو‬ ‫س�ت��ة أش �ه��ر ك��ام�ل��ة‪ ،‬وإذا ت��وق�ف��ت مل ��دة أس �ب��وع أو‬ ‫أسبوعني‪ ،‬فمن املحتمل أن تعود م��رة أخ��رى إلى‬ ‫سلوكك القديم»‪.‬‬ ‫إن ممارسة الرياضة أثناء الرحالت قد يكون أيسر‬ ‫ُ‬ ‫مما تتخيل‪ .‬توصي أن��درس��ون بتحريك عضالت‬ ‫ُ‬ ‫ساقك على أق��ل تقدير‪ ،‬بحيث تبقي على حركتك‬ ‫حتى وأنت مشغول في أمور أخرى‪ .‬وتقترح إجراء‬ ‫تمارين رفع الكعب وتمارين أخرى مثل االنتقال من‬ ‫�رارا وت�ك� ً‬ ‫وض��ع الجلوس إل��ى وض��ع ال��وق��وف م� ً‬ ‫�رارا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كما تقترح أيضا أخذ حبال املقاومة معك‪ ،‬إذ إنها‬ ‫صغيرة وبإمكانك استخدامها في ممارسة التمارين‬ ‫الرياضية أينما تذهب‪ .‬وهناك طريقة أخرى سهلة‬ ‫ملمارسة الرياضة أثناء الرحالت‪ ،‬بأن تجعلها أكثر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نشاطا وحيوية‪ .‬تقترح أندرسون‪ :‬بدال من مشاهدة‬ ‫فيلم مع العائلة‪ ،‬اذهب للسير <‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪77‬‬


‫تستطيع «يوغا املقعد» أن تساعدك على تحسني التوازن واملرونة واملزاج والصحة العامة‪ .‬ففي «يوغا املقعد» لست‬ ‫بحاجة للوقوف على قدميك لكي تحصل على مزايا اليوغا‪ ،‬حيث إن هذا النوع من اليوغا مخصص لألشخاص‬ ‫الذين يحتاجون إلى مساعدة في التوازن والثبات‪.‬‬

‫طرق سهلة ألداء التمارين الرياضية بالبيت‬

‫«اليوغا» تساعد على تحسني التوازن واملزاج والصحة العامة‬

‫بوسطن‪( :‬رسالة هارفارد)‬ ‫يمكن للمتدرب ممارسة التدريبات وهو‬ ‫جالس أو وه��و مستند إل��ى املقعد‪ .‬تقول‬ ‫لورا مالوي‪ ،‬مديرة اليوغا في معهد بنسون‬ ‫– هنري التابع ملستشفى ماساتشوستس العام‪:‬‬ ‫«إن هذا النوع من اليوغا مالئم تماما لألشخاص‬ ‫الذين ال يستطيعون النهوض والجلوس على األرض‬ ‫بسهولة‪ ،‬كما يصلح أيضا ألي شخص طاملا أنه‬ ‫ال يعاني من إصابة يمكن أن تتزايد مع الحركة»‪.‬‬

‫مزايا اليوغا‬ ‫اليوغا هي عبارة عن مجموعة من األوضاع وتقنيات‬ ‫التنفس كما أنها تتضمن عنصر ال�ت��أم��ل‪ .‬ولهذه‬ ‫األوض� � ��اع ال�ك�ث�ي��ر م��ن امل ��زاي ��ا ح �ي��ث إن �ه��ا ت�س��اع��د‬ ‫على تقليل التوتر العضلي وتعزيز املرونة والقوة‬ ‫وق��وة العظام وتحسني ال �ت��وازن‪ .‬باإلضافة إل��ى أن‬ ‫ممارسة التأمل تؤدي إلى تغير نفسي يطلق عليه‬ ‫«استجابة االسترخاء» يساعد على ضبط ضغط‬ ‫الدم وضربات القلب ومعدل التنفس واستهالك‬ ‫األكسجني ومستويات األدري�ن��ال�ين ومستويات‬ ‫هرمون الكورتيزول املسؤول عن التوتر‪ .‬فتقول‬ ‫م��ال��وي‪« :‬كما أن��ه يحسن امل��زاج ويقلل من التوتر‬ ‫واالكتئاب ويحسن النوم»‪.‬‬

‫مقاربة معدلة‬ ‫تتضمن يوغا‬ ‫املقعد الكثير‬ ‫م��ن األوض ��اع‬ ‫امل�س�ت�خ��دم��ة في‬ ‫ال� �ي ��وغ ��ا ال �ت �ق �ل �ي��دي��ة‬ ‫ب� �ع ��د ت� �ع ��دي� �ل� �ه ��ا ل �ك��ي‬ ‫يمكن ممارستها أثناء‬ ‫الجلوس أو الوقوف إلى‬ ‫ج��ان��ب امل�ق�ع��د‪ .‬فتقول م��ال��وي‪:‬‬ ‫«ب��دال من القيام بعمليات إطالة‬ ‫الرجل على األرض يمكنك أن تقوم بها‬ ‫وأنت جالس‪ .‬أو إذا كان األمر يقتضي وقوفا‬ ‫يمكنك االستناد إل��ى املقعد»‪ .‬فعلى سبيل‬

‫‪76‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫املثال‪ ،‬تقتضي الطريقة التقليدية ألداء وضع «الكلب اللحظة وهو ما يؤدي إلى االسترخاء كما أن هذه‬ ‫النازل» وضع يديك ورجليك على األرض لكي يشبه األوضاع تعمل على تمديد العضالت وتقويتها»‪.‬‬ ‫جسمك شكل حرف «في»‪ .‬وفي يوغا املقعد‪ ،‬يمكنك‬ ‫تعديل ذلك بوضع قدميك على األرض ثم امليل لألمام فصول يوغا املقعد‬ ‫مع االستناد باليدين على املقعد بدال من األرض‪.‬‬ ‫هل تحصل على نفس املزايا رغم هذه التعديالت؟ على غرار اليوغا التقليدية‪ ،‬هناك فصول لتدريس‬ ‫تقول مالوي «بالطبع‪ .‬ألنك تركز على التنفس وعلى يوغا املقعد‪ .‬في الفصول التقليدية‪ ،‬يمكن أن يبدأ‬ ‫املشاركون بتدريبات تنفس وإطالة تستمر ملدة ‪15‬‬ ‫دقيقة مثل تدريبات «تنفس الشمس»‪ :‬شهيق مع مد‬ ‫الذراعني إلى األعلى وفوق الرأس ثم زفير مع إنزال‬ ‫الذراعني‪ .‬ويمكن أداء نفس التمرين أثناء الجلوس‪.‬‬ ‫بعد تمارين التنفس واإلط��ال��ة‪ ،‬يقضي املشاركون‬ ‫نحو ‪ 30‬دقيقة في أداء أوضاع التوازن والقوة‪ .‬يعد‬ ‫وضع الشجرة مثاليا للتوازن ويتم أداؤه باالستناد‬ ‫على ظهر املقعد‪ :‬تبدأ بوضع قدميك على األرض‬ ‫ثم ثني الركبة اليسرى ووضع القدم اليسرى على‬ ‫ال��رج��ل اليمنى ال��داخ�ل�ي��ة ع�ل��ى ش�ك��ل «ح ��رف ب��ي»‪.‬‬ ‫يمكنك االستمرار في االستناد إلى املقعد أو رفع‬ ‫إحدى اليدين أو كلتيهما فوق الرأس‪ ،‬ثم تبقى ثابتا‬ ‫على هذا الوضع وتتنفس من ثالث إلى ست مرات‪.‬‬ ‫بعد تدريبات ال�ت��وازن وال�ق��وة‪ ،‬يقضي املشاركون‬ ‫ال��دق��ائ��ق الخمس ع�ش��رة الباقية م��ن ال�ت��دري��ب وهم‬ ‫يؤدون تدريبات استرخاء‪.‬‬

‫طرق سهلة ملمارسة الرياضة‬ ‫وه � �ن� ��اك ط� � ��رق س�ه�ل��ة‬ ‫ل� � � � � �ك� � � � � �س � � � � ��ر‬ ‫ال � � �ح � ��واج � ��ز‬ ‫التي تمنعك‬ ‫من ممارسة‬ ‫ال � � ��ري � � ��اض � � ��ة‪.‬‬ ‫ف �ك��ل م ��ا يتطلبه‬ ‫األم� � � � � � ��ر ه � � � ��و ق � �ض� ��اء‬ ‫جلستني تستغرق كل‬ ‫م �ن �ه �م��ا ع �ش��ر دق��ائ��ق‬ ‫ً‬ ‫يوميا لتشعر بالتحسن‪.‬‬ ‫إذا ل� ��م ي � ��رق ل� ��ك ال� ��ذه� ��اب إل ��ى‬ ‫ً‬ ‫سيرا على األقدام أو الذهاب ألداء‬ ‫نزهة‬ ‫التمارين بصالة األلعاب الرياضية‪ ،‬فال يزال‬ ‫بإمكانك ممارسة الرياضة على م��دار يومك‪.‬‬


‫‪,,‬‬

‫الخبير املصري الشيخ طه إسماعيل‬

‫طه إسماعيل الخبير الدولي‬ ‫‪ :‬العنصرية‬ ‫لـ‬ ‫والزحمة وأوروبا والتعصب‪..‬‬ ‫عوامل تهدد الحدث‬

‫ل�لات�ح��اد ال��دول��ي ل�ك��رة ال �ق��دم «ال�ف�ي�ف��ا» ح�ت��ى ت�ض�م��ن للفرق‬ ‫املشاركة الحصول على حقوقها بالكامل كإشراك العبيها‬ ‫الدوليني في ظل تنسيق «الفيفا» بني بطوالته على مدار املوسم‬ ‫الواحد‪ ..‬وعند االنتهاء من هذه األزمة سنبحث لها عن مخرج‬ ‫عندنا‪ ..‬فالكرة اآلن في ملعب الفيفا‪ ..‬أما نحن كاتحاد مصري‬ ‫ال نقف حائال أمام أي فكرة تساهم في تقدم اللعبة خاصة إذا‬ ‫كانت لصالح العرب‪ ..‬ولكننا في النهاية جهة مسؤولة نعمل‬ ‫وفقا ملنظومة كبيرة وال يمكن أن ننفصل عنها‪.‬‬ ‫وي��زي��د موضحا‪ :‬م��ن يريد أن ي�ش��ارك فيها بشروطنا فهذا‬ ‫ش��أن��ه‪ ..‬بمعنى أننا نضع ج��دوال للمباريات املحلية بجانب‬ ‫مشاركات األن��دي��ة ف��ي دوري وك��أس أفريقيا م��ع مشاركات‬ ‫املنتخبات في البطوالت القارية‪ ..‬فمن يستطيع أن يشارك دون‬ ‫طلب توقف املسابقات أو عدم ترك العبيه الدوليني للمنتخب‬ ‫فهذا قراره‪ ..‬لذلك عندما نؤكد أهمية التنسيق مع الفيفا فهو‬ ‫ضمان لحفظ الحقوق‪.‬‬ ‫أما الشيخ طه إسماعيل الخبير واملحاضر الدولي فيرى صعوبة‬ ‫تطبيق الفكرة لعدة أسباب يرى أنها غير قابلة للحوار ومنها‬ ‫رفض الفيفا من حيث املبدأ للبطوالت العنصرية معتبرا أن‬ ‫البطوالت العربية خاصة بفئة معينة من الناس ولذلك سيكون‬ ‫من املستحيل أن يوافق الفيفا على اعتبار االتحاد العربي تابعا‬ ‫له‪ ..‬ولذلك نرى الفيفا يوافق على البطوالت اإلقليمية أفريقيا‬ ‫وآسيويا ويرفض التجمعات العنصرية‪.‬‬ ‫وإذا أراد الفيفا عملية التنسيق فلن يجد عنده مساحات بسبب‬ ‫امتالء خريطة املسابقات األفريقية واآلسيوية بالكثيرة من‬

‫البطوالت‪ ..‬بل إن هناك مطالبات حدثت بشأن تنظيم بطولة أمم‬ ‫أفريقيا كل أربع سنوات على أن يكون ذلك بشكل فردي حتى‬ ‫ال تشتبك مع كأس العالم أو بطولة أوروبا بعد أن رأى الفيفا‬ ‫أن إقامة البطولة كل سنتني فيه عبء على االتحاد والدول‪.‬‬ ‫املشكلة الثالثة تتلخص في تمسك الفرق األوروبية بالعبيها‬ ‫فال تتركها بسهولة حتى لو كان ذلك على حساب املشاركة‬ ‫من منتخبات بالدها في بطوالت كبرى‪ ..‬وكم من مرة رأينا‬ ‫تحايل الفرق األوروبية على الدول لكي تحتفظ بالعبيها وال‬ ‫تسمح لهم باملشاركة من املنتخب خاصة في بطوالت أفريقيا‪.‬‬ ‫أيضا سيلجأ االتحاد لالستعانة بحكام أجانب وهو ضرب‬ ‫لفكرة كونها بطولة عربية‪.‬‬ ‫نقطة أخرى ترتبط بصعوبة بعض الدول العربية استضافة‬ ‫املباريات التمهيدية بسبب الظروف التي تمر بها البالد العربية‬ ‫مثل ليبيا وسوريا والعراق واليمن‪.‬‬ ‫أما النقطة األخطر فهي العصبية التي ولدتها هذه البطوالت‪..‬‬ ‫فبدال من أن تصبح البطولة صانعة للروح الرياضية واملودة من‬ ‫خالل اللعب بشرف نجد أن التعصب يزداد والخالفات تشتعل‬ ‫على الرغم من املواقف خارج املالعب على أروع ما يكون والحب‬ ‫بني األشقاء العرب املحترمني في كل مكان يضرب به املثل فال‬ ‫يجب أن تتسبب الكرة في ضرب هذه العالقة‪.‬‬ ‫واختتم الشيخ طه كالمه مشيرا إلى أن األمور ال تسير بالنوايا‬ ‫الحسنة فالفكرة من حيث النوايا طيبة ورائعة ولكن على أرض‬ ‫الواقع األمر يختلف‪.‬‬ ‫ومن االتحاد األفريقي لكرة القدم «الكاف» يقول شطة املدير‬

‫‪,,‬‬

‫لقطة لالعب يوسف اوباما نجم فريق‬ ‫نادي االتحاد السكندري امللقب بـ«القلعة‬ ‫الخضراء» أول نادي في تاريخ الكرة‬ ‫املصرية يلعب خارج القطر في جوالت‬ ‫وبطوالت أوروبية وأفريقية وعربية‬

‫ال�ف�ن��ي ل�لات�ح��اد‪ :‬ل�ي��س ه�ن��اك أي ض��رر ق��د يلحق ب��ال�ك��اف أو‬ ‫لديه أي رفض للفكرة بالعكس فهناك الكثير من املواجهات‬ ‫العربية نفتقدها مثل اللعب مع فرق عمانية وبحرينية وكويتية‬ ‫وعراقية وسورية وأردنية‪ ..‬هي فكرة جهنمية يجب أن نبحث‬ ‫لها ألكثر من سبب ربما يكون في مقدمتها أن تساهم في‬ ‫إزالة الحساسية بني الجماهير العربية بمعنى أن تخلق ترابطا‬ ‫بينهم في هذا التوقيت الحالي‪ ..‬أما فيما يخص الكاف فبطوالته‬ ‫محدودة للغاية ومعروفة ويمكن التنسيق فيما بينها وبني‬ ‫قارة آسيا ألن في آسيا الكثير من البطوالت الخليجية بجانب‬ ‫اآلس�ي��وي��ة‪ ..‬ويمكن خلق مساحات زمنية بقليل م��ن الجهد‬ ‫خاصة أن كل ال��دول تلعب بشكل مكثف بسبب الكثير من‬ ‫الظروف مثل مصر حيث تلعب بعض الفرق مباراة كل ثالثة‬ ‫أيام تقريبا‪ .‬قال شطة إنه ينبغي على العرب أن يبحثوا عن كل‬ ‫ما يفيد الكرة العربية ويساهم في قرب املسافات بني األشقاء‬ ‫مهما كانت األسباب‪.‬‬ ‫وبنفس السيناريو تكلم عماد وحيد عضو مجلس إدارة النادي‬ ‫األهلي مشيدا بالفكرة ومرحبا بها من حيث املبدأ ومعتبر‬ ‫الفكرة جيدة وشكال جديدا‪ ..‬وقال‪ :‬أننا نتكلم في فكرة ليس‬ ‫إال وه��ي اآلن ت��دور ف��ي فلك ال�ق�ن��وات السيادية ألنها تحتاج‬ ‫لقرارات تحميها كضمان توقيت املباريات واملالعب وحضور‬ ‫الجماهير فالكل يرى كم املعاناة التي نواجهها بسبب مباراة‬ ‫في الدوري‪ ..‬ال نعرف متى سنلعب وأين سنلعب‪ ..‬لقد كنا في‬ ‫طريقنا لكي نلعب مباراة في الدوري املمتاز بمدينة املنصورة‬ ‫بمحافظة الدقهلية أمام املحلة لنفاجأ بقرار التوجه ملحافظة‬ ‫اإلسكندرية لكي نلعب هناك‪ ..‬نحن نريد توقيتات وضمانات‬ ‫وسيكون من الجميل أن نستضيف البطولة‪.‬‬ ‫وهكذا نجد أن كل القنوات ترحب بالفكرة ولكنها وضعت‬ ‫عراقيل يرى البعض استحالة حلها والبعض اآلخر يرى سهولة‬ ‫في تجاوزها <‬ ‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪75‬‬


‫منذ أكثر من ‪ 50‬عاما ولدت فكرة‬ ‫تنظيم بطولة عربية تجمع املنتخبات‬ ‫العربية في عرس عربي خاص‬ ‫يتنافس فيه أبناء العرب بروح‬ ‫رياضية تحت شعار تقارب الشعوب‬ ‫العربية‪ ..‬ومع انطالق املنافسات ظهر‬ ‫في األفق الكثير من املشاكل التي‬ ‫كانت كثيرا ما تهدد البطولة‪ ..‬إال‬ ‫أن البطولة استمرت لفترات طويلة‪.‬‬ ‫وكان من أبرز املشاكل التي تواجه‬ ‫التنظيم عنصر الوقت وتشابك‬ ‫البطوالت مع بعضها البعض بجانب‬ ‫غياب الرعاة‪ ..‬ثم زيادة التعصب بني‬ ‫الجماهير العربية خاصة أن مشجع‬ ‫كرة القدم في املنطقة هو األكثر‬ ‫تعصبا في العالم‪.‬‬

‫نظام جيد للبطولة وجوائز ضخمة ‪ ..‬واالتحاد الدولي أهم العوائق‬

‫كأس األندية العربية لكرة القدم ‪ ..‬حلم يبحث عن واقع‬ ‫القاهرة‪ :‬خالد العشري‬ ‫ف ��ي ال ��وق ��ت ن�ف�س��ه وف ��ي ب �ع��ض ف �ت ��رات س��اب�ق��ة‬ ‫ك ��ان ه �ن��اك ع��ام��ل واح ��د ي�س��اه��م ب�ش�ك��ل كبير‬ ‫ف��ي ن�ج��اح البطولة وه��و سهولة السفر ف��ي ظل‬ ‫تقارب املسافات بني ال��دول العربية بجانب توافر املالعب‬ ‫الجيدة وكذلك املقابل امل��ادي‪ ..‬وكانت بعض الفرق تقارن‬ ‫بني املشاركة في البطوالت األفريقية والعربية فتكون الغلبة‬ ‫للبطوالت العربية بسبب مشقة السفر ألفريقيا وس��وء‬ ‫املالعب وأخطاء التحكيم املتعمدة وصعوبة إذاعة املباريات‬ ‫مغر‪.‬‬ ‫وعدم وجود مقابل مادي ٍ‬ ‫ولكن بعد اكتشاف الكثيرين أهمية املشاركة في أفريقيا‬ ‫التي تساهم رسميا في تصنيف الفرق وتأثير ذلك بشكل‬ ‫إيجابي ومع دخ��ول شركات راعية وارتفاع املقابل املادي‬ ‫ت�غ�ي��ر امل��وق��ف وع � ��ادت ال �ف��رق ت�ف�ك��ر ج��دي��ا ف��ي امل�ش��ارك��ة‬ ‫األفريقية‪.‬‬ ‫وبعد فترة ركود عاد االتحاد العربي لكرة القدم عن طريق‬ ‫رئيسه األمير تركي بن خالد بن فيصل آل سعود بمبادرة‬ ‫تنظيم بطولة جديدة بمسمى كأس العالم لألندية العربية‪..‬‬ ‫وألقى األمير تركي املبادرة بشكل ودي كبالونة اختبار على‬ ‫ما يبدو قبل أن يعلنها رسميا‪ ..‬كما أنه راح يمضي قدما‬ ‫في محاولة الحصول على تأييد رسمي من أكثر من جهة‬ ‫سيادية حتى يتحول الحلم إلى حقيقة‪.‬‬

‫‪74‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫كأس العرب‬

‫ً‬ ‫وكأس االتحاد العربي لألندية واملعروفة سابقا باسم دوري‬ ‫أبطال العرب كانت تجمع األندية صاحبة املراكز األولى واألكثر‬ ‫شعبية في الدوريات العربية املحلية لتتنافس على لقب بطل‬ ‫العرب والحصول على جائزة املسابقة‪ .‬ظهرت فكرة «دوري‬ ‫أبطال العرب» والتي تبناها االتحاد من قبل محيي الدين صالح‬ ‫كامل وكانت تتلخص في تجميع ‪ 32‬فريقا من كافة ال��دول‬ ‫العربية ويتم اختيارهم وفق حصولهم على بطوالتهم املحلية‬ ‫يلعبون ذهابا وإيابا بنظام خروج املهزوم حتى يصل فريقان‬ ‫للمباراة النهائية‪.‬‬ ‫أم��ا ك��أس ال�ع��رب للمنتخبات ف�ه��ي ب�ط��ول��ة ك��رة ق��دم انطلقت‬ ‫ع��ام ‪ ..1963‬ولكن في بعض األح�ي��ان واجهت اع�ت��ذارات من‬ ‫املنتخبات العربية للمشاركة في البطولة بسبب تعارض وقتها‬ ‫مع بطوالت أخرى فتشارك بعض املنتخبات بفرقها األوملبية أو‬ ‫فئة الشباب لكي تتفادى عدم املشاركة في البطولة‪.‬‬ ‫ولكن فكرة البطولة الجديدة أن تقام بمشاركة ‪ 32‬فريقا من‬ ‫ق��ارت��ي آسيا وأفريقيا ب��واق��ع ‪ 16‬فريقا م��ن ك��ل ق��ارة‪ ..‬ويتم‬ ‫اخ�ت�ي��ار ال�ف��رق على أس��اس التصنيف ال��دول��ي ل�ل��دول وليس‬ ‫للفرق‪ ..‬فيختار فريقان من أول أربع دول في ترتيب الفيفا‬ ‫ليصبح هناك ‪ 8‬فرق‪ ..‬ثم يتم اختيار فريق من كل دولة حتى‬ ‫يصل ملجموع ‪ 16‬فريقا‪ ..‬ويقام دورا الـ‪ 32‬والـ‪ 16‬بنظام خروج‬ ‫املغلوب‪ ..‬أما دور الثمانية فيقام بنظام دوري املجموعات ويقام‬ ‫في دول��ة واح��دة ويضم الفرق الثمانية املتأهلة بجانب فريق‬

‫تاسع يمثل الدولة املنظمة‪..‬‬ ‫وتقسم الفرق التسعة على ث�لاث مجموعات يصعد الثالثة‬ ‫�ان ليقام دور نصف النهائي والنهائي‪..‬‬ ‫األوائ��ل مع أفضل ث� ٍ‬ ‫وقد حدد االتحاد العربي مكافأة البطولة بثالثة ماليني دوالر‬ ‫وهي مكافأة مغرية للغاية‪.‬‬ ‫وكان قد وقع االختيار على مصر لتنظيم أول حدث‪ ..‬وبالفعل‬ ‫طرحت الفكرة على النادي األهلي الذي لم يرفض الفكرة ولكنه‬ ‫ينتظر أين سترسو سفينة املفاوضات ليبدأ التحرك الفعلي‬ ‫ويدرس املوقف بالكامل‪.‬‬ ‫وب�ين الحلم وظ�ه��وره على أرض ال��واق��ع تجولت «امل�ج�ل��ة» بني‬ ‫األطراف األهم في مصر وهي الدولة املرشحة الستقبال الحدث‬ ‫الستطالع املوقف من كل جوانبه الفنية والسياسية واملادية‬ ‫والجماهيرية فكانت هذه هي املحصلة‪.‬‬

‫حكام أجانب‬ ‫املهندس محمود الشامي عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم‬ ‫املصري‪ ،‬يقول‪ ،‬بداية‪ ،‬إنه لم يصل التحاد الكرة املصري ما‬ ‫يفيد تنظيم هذا الحدث‪ ..‬وهي فكرة مقبولة يمكن التفكير فيها‬ ‫بجدية شرط أن يتوافر بها ما يضمن لها النجاح‪ ..‬ومثل هذه‬ ‫البطوالت تحتاج للرعاية من جانبني‪ ..‬الرعاية املادية والرعاية‬ ‫الرسمية‪ ..‬الرعاية املادية توافرت مع الشركة الراعية التي قررت‬ ‫األشراف على البطولة والصرف عليها‪.‬‬ ‫وي�ض�ي��ف‪ :‬لكن يبقى ال��رع��اي��ة الرسمية وه��ي إدراج البطولة‬


‫أفضل» وه��ي ثقافة غير م��وج��ودة ل��دى الكثيرين‬ ‫لذلك أقول إن نوارة لم ترهقني بقدر ما ساعدتني‬ ‫ً‬ ‫نفسيا على اإليمان بالرضا وعلى ضرورة أن أنظر‬ ‫لألمور في إطار واسع وبتفاؤل كبير للمستقبل‬ ‫والجميع اجتهد في العمل والحمد لله أن النجاح‬ ‫كان من نصيبنا كما أن الكلب «فينو» كان مساملا‬ ‫ج��دا ف��ي جميع املشاهد ال�ت��ي ق��ام ب�ه��ا‪ ،‬ب��ل ونجح‬ ‫ف��ي تأديتها ببراعة كبيرة وك��أن��ه ممثل محترف‬ ‫كما ك��ان يصنع ج��وا جميال في األم��اك��ن التي تم‬ ‫تصوير الفيلم بها‪.‬‬ ‫> ف�ي�ل��م ن � ��وارة ح �ق��ق ن �ج��اح��ا ك �ب �ي��را داخ��ل‬ ‫مهرجان دبي وحصلت عنه على جائزة هل‬ ‫تتوقعني له النجاح الجماهيري؟‬ ‫ كنت حريصة على حضور العرض رغ��م أنني‬‫أفضل ً‬ ‫دائما أن أمل��س ردود الفعل بشكل مباشر‬ ‫وم��دى تفاعل الجمهور م��ع األح ��داث وال�ح�م��د لله‬ ‫راضية ً‬ ‫تماما عن ردود الفعل وبكم الجمهور الذي‬ ‫حرص على متابعته حتى نهايته وحضور الندوة‬ ‫التي أعقبته واملؤشرات حتى اآلن جيدة داخل دور‬ ‫العرض والجمهور متفاعل معه وأتمنى أن يصادف‬ ‫النجاح الجماهيري كما القى نجاحا كبيرا داخل‬ ‫مهرجان دبي‪.‬‬ ‫> م ��ا س �ب��ب اب� �ت� �ع ��اد م �ن��ة ش �ل �ب��ي ل �ف �ت��رات‬ ‫يعتبرها البعض طويلة بعض الشيء؟‬ ‫ ألن�ن��ي ال أح��ب العمل إال وأن��ا ف��ي ح��ال��ة صفاء‬‫ذه�ن��ي ونفسي وأب�ت�ع��د حينما أج��د نفسي غير‬ ‫ً‬ ‫احتراما‬ ‫ق��ادرة على تقديم م��ا ه��و مميز وج��دي��د‬ ‫للجمهور الذي أقدره ً‬ ‫جدا والذي وضعني في مكانة‬ ‫متميزة منذ بدايتي الفنية وال أريد أن أخذله وأقدم‬ ‫أعماال أنا غير راضية عنها إضافة إلى أنني ال أقبل‬ ‫أدوارا غير جيدة وأبحث ً‬ ‫ً‬ ‫دائما عن سيناريو جيد‬ ‫ومخرج متميز وسيناريو جديد‪.‬‬ ‫> ه ��ل م�ع�ن��ى ذل ��ك أن ��ك راض �ي ��ة ع ��ن جميع‬ ‫قدمتها حتى اآلن؟‬ ‫أعمالك التي‬ ‫ِ‬ ‫ بالتأكيد غير راضية عن جميع أعمالي هناك‬‫أعمال الظروف دفعتني ألن أقدمها وهناك أعمال‬ ‫أخرى قدمتها ألنني كنت محتاجة العمل كما أن‬ ‫خبرتي أصبحت اآلن مختلفة عن املاضي ولو عاد‬ ‫الزمن بي إلى ال��وراء من املؤكد أنني كنت سأفكر‬ ‫كثيرا في بعض األعمال التي قدمتها‪.‬‬ ‫> حقق مسلسل «حارة اليهود» الذي عرض‬ ‫ف��ي رم�ض��ان امل��اض��ي نجاحا كبيرا مل��اذا لم‬ ‫تستغلي ه��ذا ال�ن�ج��اح ف��ي ع�م��ل تلفزيوني‬ ‫جديد بدال من السينما؟‬ ‫ العمل الجيد ه��و ال��ذي يفرض نفسه كما أنني‬‫عندما قرأت سيناريو فيلم نوارة قررت أن أقدمه‬ ‫على الفور واملسلسل تجربة مهمة استفدت منها‬ ‫ال�ك�ث�ي��ر ب��ال�ت�ع��اون م��ع ف�ن��ان�ين ع�ظ�م��اء م�ن�ه��م هالة‬ ‫صدقي التي أعشقها على املستوى الشخصي على‬ ‫الرغم من أننا لم تجمعنا مشاهد لكني أعتبرها‬ ‫«وش السعد» بالنسبة لي وكذلك تشرفت بالوقوف‬ ‫أمام أحمد كمال وصفاء الطوخي وسلوى محمد‬ ‫علي وأصعب ما في التجربة أنني فقدت األستاذ‬ ‫الكبير سامي العدل املقرب إلى قلبي‪.‬‬

‫مشهدان سينمائيان للفنانة منة شلبي‬

‫> كيف ترين تكريمك في حفل افتتاح الدورة‬ ‫الخامسة ملهرجان األقصر للسينما األفريقية؟‬ ‫ كنت سعيدة ج� ً�دا‪ ،‬واعتبرتها رسالة خفية مليئة‬‫باملشاعر والحب واالحترام من القائمني على املهرجان‬ ‫والحقيقة كنت ً‬ ‫دائما أرفض فكرة التكريم ألنني من‬ ‫وجهة نظري لم أقدم ما أستحق التكريم عليه وهناك‬ ‫أسماء أكبر مني قامة وقيمة تستحق أن تقف مكاني‬ ‫نعم اجتهدت وأب�ح��ث دائ� ً�م��ا ع��ن االخ�ت�لاف وتطوير‬ ‫أدائي بشكل مستمر فأنا أعتبر نفسي ما زالت في‬ ‫بداية الطريق لكن كلمة «التكريم» كلمة كبيرة جدا‬

‫علي وأشكر كل من فكر في تكريمي وعلى رأسهم‬ ‫الجمهور ال��ذي يكرمني كل يوم من خالل مشاهدة‬ ‫أعمالي‪.‬‬ ‫> هل تعتبرين نفسك في منافسة مستمرة مع‬ ‫فنانات جيلك؟‬ ‫ فكرة املنافسة ال تشغل تفكيري ك��ل م��ا يهمني‬‫أن أرك��ز ف��ي عملي وأخ�ت��ار أدوارا جيدة تنال رضا‬ ‫ال�ج�م�ه��ور وت�ش�ب��ع رغ�ب�ت��ي كممثلة وال �ج �م �ه��ور هو‬ ‫الذي يحدد مكان كل فنانة ويضعها في املكانة التي‬ ‫تستحقها <‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪73‬‬


‫منة شلبي واحدة من نجمات الصف األول على شاشتي السينما والتلفزيون استطاعت خالل مشوارها الفني الذي‬ ‫بدأ مع فيلم الساحر قبل عشر سنوات أن تحجز لنفسها مكانا متميزا بني نجمات جيلها ومع كل عمل فني جديد لها‬ ‫تتأكد موهبتها وقدرتها على امتالك الشخصية التي تقدمها دون مبالغة أو افتعال‪.‬‬

‫قالت في حوار مع‬

‫إن فكرة املنافسة ال تشغلها‬

‫منة شلبي‪« :‬نوارة» من أصعب أعمالي السينمائية‬ ‫القاهرة‪ :‬عصام الدين راضي‬ ‫قدمت منة شلبي حتى اآلن ‪ 29‬عمال فنيا‬ ‫خالل مشوارها ولكنها تعتبر العمل الفني‬ ‫األهم بالنسبة لها دورها في فيلم «نوارة»‬ ‫ال��ذي ي�ع��رض حاليا وح�ق��ق رد فعل إيجابيا من‬ ‫النقاد والجمهور‪ .‬في لقاء مع مجلة «املجلة» فتحت‬ ‫منة شلبي قلبها وتحدثت بصراحة عن كثير من‬ ‫األمور‪ .‬وإلى أهم ما جاء في الحوار‪..‬‬ ‫> ما الذي جذبك لفيلم نوارة الذي أخرجته‬ ‫هالة خليل؟‬ ‫ حينما أرسلت لي املخرجة هالة خليل السيناريو‬‫قرأته في ساعتني واتصلت بها على الفور وأبلغتها‬ ‫بأنني متحمسة ج� ً�دا وعلى استعداد ت��ام أن أبدأ‬ ‫التصوير اآلن فالسيناريو إنساني يتحدث عن‬ ‫التأثير النفسي على الشعب امل�ص��ري بعد ربيع‬ ‫‪ 2011‬وفترة تنحي الرئيس األسبق مبارك والقبض‬ ‫على عدد كبير من رجال األعمال ومحاكمة الرموز‬ ‫السابقني كما اهتم الفيلم بتأثير الثورة على الفقراء‬ ‫ومشاعرهم وأحالمهم التي ع��اش��وا فيها وأنهم‬ ‫س�ي�ح�ص�ل��ون ع�ل��ى ح�ق��وق�ه��م ك��ام�ل��ة وس�ي�ج��دون‬ ‫مستشفى ج �ي��دة ل�ع�لاج�ه��م ك�م��ا ي��رص��د الفيلم‬ ‫موقف األثرياء في هذا التوقيت الحساس من عمر‬ ‫مصر دون االنحياز لطرف على حساب طرف آخر‪.‬‬ ‫وجمال السيناريو أنه انحاز للحقيقة فقط فالفن‬ ‫ليس طرفا في معركة سياسية حيث كنا نبحث‬ ‫طوال الفيلم عن اإلنسان وتأثير األحداث عليه‪.‬‬ ‫> تعتبرين أن فيلم ن���وارة م��ن ب�ين أصعب‬ ‫قدمتها حتى اآلن ملاذا؟‬ ‫األعمال التي‬ ‫ِ‬ ‫ الشخصية كانت صعبة في كل تفاصيلها من‬‫حيث املالبس واإلحساس وطبقة صوتها ونظراتها‬ ‫ولغة عينيها وكان ذلك هو التحدي بالنسبة لي وكل‬ ‫تفصيلة ظهرت في الفيلم جاءت بعد نقاش كبير‬ ‫بيني وبني املخرجة هالة خليل فهي كاتبة ومخرجة‬ ‫حساسة ج� ً�دا «وبتعمل ك��ل ح��اج��ة ب��دق��ة وكاتبة‬ ‫فيلم مهم وحساس ً‬ ‫جدا وشديد الرقة والفيلم زي‬ ‫ما بيقولوا بالبلدي قرفته حلوة وعملناه بقلبنا»‬ ‫وحينما نزلنا منطقة «الحطابة» لتصوير مشاهد‬ ‫الفيلم وج��دن��ا «ن��اس بشوشة وجميلة وراض�ي��ة‬ ‫برزقها ولديها االبتسامة والحب وتؤمن أن القادم‬

‫‪72‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬


‫عادل إمام والفنانة الشابة هنا الزاهد‬

‫مي عز الدين‬

‫يحيى الفخراني‬

‫عمل كوميدي بعنوان «لغز ميكي»‪ .‬تشاركها البطولة شقيقتها‬ ‫إي�م��ي‪ ،‬ومحمد س�ل�ام‪ ،‬ومصطفى خ��اط��ر‪ .‬العمل م��ن تأليف‬ ‫مصطفى صقر وكريم يوسف‪ ،‬وإخراج معتز التوني‪.‬‬ ‫بعد غياب سنوات عن املنافسة الرمضانية تعود الفنانة زينة‪،‬‬ ‫أيضا‪ ،‬من خ�لال مسلسل «أزم��ة نسب»‪ .‬يشاركها البطولة‬ ‫م�ح�م��ود ع�ب��د امل�غ�ن��ي‪ ،‬وول�ي��د ف ��واز‪ ،‬ون�س��ري��ن أم�ي�ن‪ ،‬وس�ل��وى‬ ‫خطاب‪ .‬من تأليف محمد صالح العزب‪ ،‬وإخراج سعيد حامد‪.‬‬ ‫كما تلحق بكعكة رمضان الفنانة غادة عادل بتقديم «امليزان»‪.‬‬ ‫يشاركها البطولة السوري باسل خياط‪ ،‬وشيرين رضا‪ ،‬وناهد‬ ‫السباعي‪ ،‬ومحمد ف��راج‪ ،‬وبيومي ف��ؤاد‪ .‬املسلسل من تأليف‬ ‫بهاء دويدار‪ ،‬وإخراج أحمد خالد موسى‪.‬‬ ‫وبعد أن استطاعت تسجيل اسمها في الطاولة الرمضانية‬ ‫عقب تحقيقها نجاحا كبيرا ف��ي ال�س�ن��وات األخ �ي��رة‪ ،‬تقدم‬ ‫الفنانة نيللي كريم ه��ذا امل��وس��م عمل بعنوان «س�ق��وط حر»‬ ‫ويشاركها بطولته أحمد وفيق‪ ،‬وأنوشكا‪ ،‬والتونسية فريال‬ ‫يوسف‪ ،‬وصفاء الطوخي‪ ،‬ومن تأليف مريم نعوم‪ ،‬وإخ��راج‬ ‫السوري شوق املاجري‪.‬‬ ‫ومن املقرر أن يشهد هذا املوسم ميالد الفنان كريم محمود‬ ‫عبد العزيز في أولى بطوالته الدرامية من خالل تقديم مسلسل‬ ‫«شقة فيصل»‪ .‬يشاركه البطولة صالح عبد الله وأينت عامر‪،‬‬ ‫ونسرين أمني‪ ،‬وأحمد فتحي‪ ،‬ووائل نور‪ ،‬وأحمد حالوة‪ ،‬وثراء‬ ‫جبيل‪ ،‬ومن إخراج شيرين عادل‪.‬‬ ‫ك�م��ا ت�ط��ل علينا م��ي ع��ز ال��دي��ن بمسلسل ب�ع�ن��وان «وع ��د»‪،‬‬ ‫ويشاركها البطولة أحمد صالح السعدني ومن تأليف محمد‬ ‫سليمان‪ ،‬وإخ��راج إبراهيم فخر‪ .‬ويدخل في السباق نجوم‬ ‫م�س��رح م�ص��ر‪ ،‬ال�ف�ن��ان ع�ل��ي رب �ي��ع‪ ،‬وم�ح�م��د أس��ام��ة‪ ،‬وأح�م��د‬ ‫فتحي‪ ،‬وذل��ك م��ن خ�لال تقديم عمل كوميدي بعنوان «صد‬ ‫رد» ويشاركهم البطولة محمد عبد الرحمن‪.‬‬ ‫كما يعود الفنان محمد رمضان ه��ذا العام إل��ى ال��درام��ا بعد‬ ‫غيابه ال�ع��ام امل��اض��ي بمسلسل «األس �ط��ورة» ال��ذي يقدم من‬ ‫خالله شخصية شاب من أس��رة متوسطة الحال ي��درس في‬ ‫كلية الحقوق ويعاني من بعض املشكالت مع أسرته خاصة‬ ‫بعد وقوعه في حب فتاة من أسرة راقية لكن الفوارق الطبقية‬ ‫تقف حائال بينهما خصوصا بعد عدم قبوله في العمل في‬ ‫النيابة‪ ،‬لتتغير حياته بعد ذلك وتحوله إلى محام أسطوري‬ ‫يلجأ لكل األساليب املشروعة وغير املشروعة لتحقيق البراءة‬ ‫ً‬ ‫ملوكليه مستعرضا األحداث السياسية التي طرأت على مصر‪.‬‬

‫ومسلسل «األسطورة» من تأليف محمد عبد املعطي ويشارك‬ ‫ف��ي بطولته ف ��ردوس عبد الحميد وروج�ي�ن��ا وه ��ادي الجيار‬ ‫ومحسن منصور ومن إخراج محمد سامي‪ .‬أما الفنان خالد‬ ‫النبوي فيطل علينا بمسلسل بعنوان «سبع أرواح» وتشاركه‬ ‫العمل رانيا يوسف‪ ،‬ووليد ف��واز‪ ،‬وإي��اد نصار‪ ،‬وم��ن تأليف‬ ‫محمد سيد بشير‪ ،‬إخراج طارق رفعت‪.‬‬ ‫ويقدم املسلسل الذي يحمل عنوان «أبو البنات»‪ ،‬كل من الفنان‬ ‫مصطفى شعبان‪ ،‬وعال غانم‪ ،‬وإدوارد‪ ،‬والراقصة صوفينار‪،‬‬ ‫وهشام إسماعيل‪ ،‬وعبد الرحمن أبو زهرة‪ ،‬ومن تأليف أحمد‬ ‫عبد الفتاح‪ ،‬وإخراج رؤوف عبد العزيز‪.‬‬ ‫ويرى الناقد زكريا أنه‪ ،‬وبشكل عام‪ ،‬تبدو توليفة هذا املوسم‬ ‫م�ت�ن��وع��ة ج��دا ع�ل��ى م�س�ت��وى امل �ش��ارك�ين‪ ،‬ل�ك��ن ي�ب�ق��ى ال�ت�ن��وع‬ ‫والتجديد في املوضوعات محدودا‪ .‬ويستطرد قائال إنه من‬ ‫الواضح أن الدراما هذا العام يغلب عليها اللعب على ما سبق‬ ‫نجاحه‪ .‬بمعنى أن أسماء النجوم‪ ،‬واملؤلفني واملخرجني من‬ ‫نفس األسماء اللي نجحت أعمالهم في السنني املاضية‪ ،‬ككبار‬ ‫النجوم ومنهم ع��ادل إم��ام والفخراني ومحمود عبد العزيز‬ ‫ويسرا‪ ،‬ومن جيل الوسط مثل منى زكي وخالد الصاوي‪ ،‬ومن‬ ‫الشباب كمحمد رمضان ويوسف الشريف‪.‬‬ ‫وبعد أن أثبت نجاحه في الدراما في السنوات األخيرة‪ ،‬يقدم‬ ‫الفنان عمرو يوسف ه��ذا ال�ع��ام «ج��ران��د أوت�ي��ل» م��ن بطولته‬ ‫ويشاركه العمل دينا الشربيني‪ .‬وهو من تأليف تامر حبيب‪،‬‬ ‫وإخراج محمد شاكر خضير‪ .‬تدور أحداث املسلسل من خالل‬ ‫شقيقة البطل التي تعمل موظفة استقبال في أح��د الفنادق‬ ‫الكبرى الذي تتم فيه صفقات مشبوهة لعدد من كبار رجال‬ ‫ُ‬ ‫األعمال وتقتل فيه‪ ،‬بعد أن تعلم بهذه الصفقات‪ ،‬ومن هنا يبدأ‬ ‫دور البطل ال��ذي يبدأ في البحث عن قاتل شقيقته‪ ،‬وتتوالى‬ ‫أحداث العمل في إطار من التشويق‪.‬‬ ‫الطاولة الرمضانية تشهد أيضا ع��ودة الزمن الجميل‪ ،‬حيث‬ ‫يعرض الجزء ال�س��ادس من مسلسل «ليالي الحلمية»‪ ،‬بعد‬ ‫مرور عشرين عاما على عرض الجزء الخامس‪ .‬ويشارك في‬ ‫«ليالي الحلمية ‪ »6‬نخبة كبيرة من النجوم مثل صفية العمري‪،‬‬ ‫وإلهام شاهني‪ ،‬وهشام سليم‪ ،‬ودرة‪ .‬واملوسم الجديد تأليف‬ ‫أيمن بهجت قمر وعمرو محمود ياسني‪ ،‬وإخراج مجدي أبو‬ ‫عميرة‪.‬‬ ‫من األعمال التي ستعرض في رمضان أيضا «الطبال»‪ .‬والعمل‬ ‫من بطولة أمير كرارة‪ ،‬وروجينا‪ ،‬تأليف هشام هالل‪ ،‬وإخراج‬

‫أحمد خالد أمني‪.‬‬ ‫كما دخل حلبة املنافسة الفنان باسم السمرة بتقديم «الكيف»‪.‬‬ ‫وي �ش��ارك��ه أح �م��د رزق ول��وس��ي‪ ،‬وم��ري �ه��ان ح �س�ين‪ ،‬وس�ع��د‬ ‫الصغير‪ .‬العمل من تأليف أحمد أبو زيد‪ ،‬وإخراج محمد النقلي‪.‬‬ ‫الفنان عمرو سعد يدخل املنافسة أيضا بمسلسل «ولد فضة»‪.‬‬ ‫تشاركه البطولة سوسن ب��در‪ .‬وه��و من تأليف عبد الرحيم‬ ‫كمال‪ ،‬وإخراج أحمد شفيق‪.‬‬ ‫كما ي�ع��رض مسلسل «ش�ه��ادة م�ي�لاد» ال��ذي ي�ق��وم ببطولته‬ ‫الفنان طارق لطفي في ثاني بطوالته التلفزيونية‪ ،‬وتشاركه‬ ‫العمل إنجي املقدم‪ ،‬وزكي فطني عبد الوهاب‪ ،‬والعمل من تأليف‬ ‫عمرو سمير عاطف‪ ،‬وإخراج أحمد مدحت‪.‬‬ ‫ويشهد هذا العام بطولة جماعية نسائية لـ«بنات سوبر مان»‬ ‫وتقوم بها الفنانات الشابات يسرا ال�ل��وزي‪ ،‬وشيري ع��ادل‪،‬‬ ‫وريهام حجاج‪ .‬من تأليف ورشة محمد أمني راضي وأشرف‬ ‫على الكتابة كريم بشير‪ ،‬وأحمد شوقي‪ ،‬وإخراج حسام علي‪.‬‬ ‫أما التونسي ظافر العابدين الذي يقدم أولى بطوالته في الدراما‬ ‫املصرية بعد نجاحه العام املاضي في مسلسل «بعد السيطرة»‬ ‫فيعود هذا العام بمسلسل «الخروج»‪ .‬وتشاركه البطلة مواطنته‬ ‫درة‪ ،‬وش��ري��ف س�لام��ة‪ ،‬وإن�ج��ي أب��و زي��د‪ ،‬وم��ن إخ��راج محمد‬ ‫جمال العدل‪.‬‬ ‫وأخيرا يدخل في املنافسة عمل تاريخي بعنوان «السلطان‬ ‫ش��اه» بطولة محمد ري ��اض‪ ،‬وك�م��ال أب��و ري��ة‪ ،‬وأح�م��د ماهر‪،‬‬ ‫وجهاد سعد‪ ،‬وسميرة بارودي‪ ،‬ومن تأليف عباس الحربي‪،‬‬ ‫وإخراج محمد عزيزية‪.‬‬ ‫وم��ن املسلسالت التي من ه��ذا النوع هناك أيضا‪ ،‬املسلسل‬ ‫الديني «قضاة عظماء»‪ ،‬من بطولة أحمد ماهر وأشرف عبد‬ ‫الغفور وتأليف عبد القادر األطرش وياسني حسن‪.‬‬ ‫يتغيب عن درام��ا هذا العام جميع املطربات الالتي خضن‬ ‫املنافسة ال�ع��ام السابق وم��ن بينهن املطربة شيرين عبد‬ ‫الوهاب واللبنانية نيكول سابا‪ ،‬وأيضا اللبنانية هيفاء وهبي‬ ‫التي قررت الحصول على راحة من الدراما‪ ،‬بعد أن قدمت‬ ‫ال�ع��ام امل��اض��ي عملني‪« :‬م��ري��م»‪ ،‬و«م��ول��د وصاحبه غائب»‪.‬‬ ‫ويغيب من نجوم الصف األول هذا العام أحمد السقا وكريم‬ ‫عبد العزيز ومحمد هنيدي‪ .‬ويختتم الناقد الفني عصام‬ ‫زكريا‪ ،‬قائال عن غياب عدد من النجوم الشباب إن هذا يأتي‬ ‫نتيجة ألنهم لم يحظوا بنجاح رمضاني يذكر في املوسم‬ ‫الرمضاني املاضي <‬ ‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪71‬‬


‫بات شهر رمضان الكريم على األبواب‪ ،‬ومعه بدأ تنافس األعمال الدرامية على الطاولة الرمضانية للحاق بهذا املاراثون‬ ‫الفني‪ .‬من املنتظر أن تحتدم املنافسة في الدراما للموسم الحالي علي الرغم من قله اإلنتاج الذي يصل إلى ‪ 31‬عمال‬ ‫دراميا‪ ،‬عكس العام املاضي الذي شهد إنتاج كم ضخم وصل عدده تقريبا إلى ‪ 60‬عمال‪.‬‬

‫الناقد الفني عصام زكريا لـ‬

‫‪ :‬يغلب عليها «اللعب على ما سبق نجاحه»‬

‫مقارنة بالعام املاضي‪ ..‬تراجع اإلنتاج الدرامي‬ ‫املصري لرمضان ‪ 2016‬إلى النصف‬ ‫القاهرة‪ :‬سها الشرقاوي‬ ‫يقول الناقد الفني عصام زكريا عن األعمال التي‬ ‫يجري إع��داده��ا للعرض ف��ي موسم رم�ض��ان هذا‬ ‫العام‪ ،‬إنها‪ ،‬على مستوى املؤلفني واملخرجني‪ ،‬توجد‬ ‫نفس األسماء التي عرفناها في السنوات املاضية‪ ،‬لكن في‬ ‫ال��وق��ت نفسه‪ ،‬توجد أس�م��اء ج��دي��دة م��ن املمثلني مثل محمد‬ ‫منير ويسرا اللوزي‪.‬‬ ‫وي �خ��وض امل �خ��رج��ون وال�ف�ن��ان��ون ف��ي ال��وق��ت ال�ح��ال��ي سباقا‬ ‫من نوع خاص إلنجاز أعمالهم لتكون جاهزة للعرض على‬ ‫الفضائيات‪ ،‬التي هي األخرى في حالة تأهب لعرض املقاطع‬ ‫الدرامية الدعائية ملسلسالت الشهر الكريم‪ .‬ومن املتوقع أن‬

‫يسرا في مشهد من‬ ‫«خيط حرير»‬

‫‪70‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫تكون املنافسة شرسة‪.‬‬ ‫وي��أت��ي ف��ي ص ��دارة ال �ط��اول��ة ال��رم�ض��ان�ي��ة مسلسل «م��أم��ون‬ ‫وشركاه» للزعيم عادل إم��ام‪ .‬ويعد هذا العمل الخامس على‬ ‫التوالي الذي يقدمه «إمام» في املاراثون الرمضاني‪ ،‬حيث قدم‬ ‫من قبل أربعة أعمال خالل املواسم الرمضانية املاضية‪.‬‬ ‫وكذلك يعتبر هذا التعاون الخامس له مع املؤلف يوسف معاطي‪.‬‬ ‫يدور «مأمون وشركاه» في إطار اجتماعي كوميدي من خالل‬ ‫شخصية مأمون الذي يجسدها عادل إم��ام‪ .‬ويلعب في هذا‬ ‫العمل شخصية رجل بسيط يعاني من البخل الشديد‪ ،‬ولديه‬ ‫‪ 3‬أبناء‪ .‬ويشارك في العمل مصطفى فهمي‪ ،‬ولبلبة‪ ،‬وخالد‬ ‫سليم‪ ،‬وخالد سرحان‪ ،‬وتامر هجرس‪ ،‬ويخرجه رامي إمام‪.‬‬ ‫ومن النجوم الكبار الذين يدخلون حلبة املنافسة النجم يحيى‬ ‫الفخراني‪ ،‬الذي يقدم هذا العام عمال بعنوان «فتنة»‪ .‬يجسد‬ ‫الفخراني دور شخص يسير وراء الشيطان ُوي�ح��دث فتنة‬ ‫بني كل الشخصيات املحيطة به س��واء األصدقاء أو األق��ارب‬ ‫أو الجيران ليفسد عليهم حياتهم ويفرق بينهم‪ ،‬كما أن هذا‬ ‫ً‬ ‫الرجل يخسر زوجته وأبناءه أيضا بعدما يسير وراء شهواته‬ ‫ويتركهم عشرين ً‬ ‫عاما‪.‬‬ ‫ي�ش��ارك الفخراني البطولة ه��ال��ة ص��دق��ي‪ ،‬ونبيل الحلفاوي‪.‬‬ ‫والعمل من تأليف عبد الرحيم كمال وإخراج شادي الفخراني‪.‬‬ ‫وعلى صعيد آخر يأتي الساحر محمود عبد العزيز بتجربة‬ ‫جديدة من خالل مسلسل «رأس الغول» الذي تشاركه البطولة‬ ‫فيه الفنانة ميرفت أمني‪ ،‬وفاروق الفيشاوي‪ ،‬ولقاء الخميسي‪.‬‬ ‫العمل من تأليف وائ��ل حمدي وشريف عبد املنعم‪ ،‬وإخ��راج‬ ‫أحمد سمير فرج‪.‬‬ ‫أم��ا الفنانة يسرا فتطل علينا مجددا ه��ذا العام بمسلسل‬ ‫«خ �ي��ط ح ��ري ��ر» ال � ��ذي ت � ��دور أح ��داث ��ه ف ��ي إط � ��ار اج�ت�م��اع��ي‬ ‫وتشاركها البطولة شيرين رض��ا‪ ،‬ونجالء ب��در‪ ،‬ومجموعة‬ ‫من الوجوه الجديدة‪ .‬العمل من تأليف عبد الله حسن وأمني‬ ‫جمال‪ ،‬ومن إخراج هاني خليفة‪.‬‬ ‫كما تعود أيضا الفنانة ليلى علوي بعد غيابها عاما‬ ‫عن املنافسة‪ .‬تنافس علوي في السباق الرمضاني‬ ‫ال� �ق ��ادم م ��ن خ�ل�ال ت�ق��دي�م�ه��ا مل�س�ل�س��ل «ه��ي‬ ‫وداف �ن �ش��ي»‪ .‬يشاركها ف��ي البطولة الفنان‬ ‫خالد الصاوي ومي سليم‪ ،‬واملسلسل من‬ ‫تأليف محمد ال�ح�ن��اوي‪ ،‬وإخ ��راج عبد‬ ‫العزيز حشاد‪.‬‬

‫أما الفنان محمد منير‪ ،‬الذي يعود بعد ابتعاد ألكثر من ‪15‬‬ ‫عاما عن الدراما التلفزيونية منذ مشاركته في بطولة مسلسل‬ ‫«ج �م �ه��وري��ة زف �ت��ى»‪ ،‬ف�ي�ن��اف��س ه ��ذا ال �ع��ام ب�ت�ق��دي��م مسلسل‬ ‫«املغني»‪ .‬يدور املسلسل في إطار رومانسي غنائي من تأليف‬ ‫ورشة كوثر مصطفى وخالد كساب وإخراج شريف صبري‪.‬‬ ‫يشاركه في البطولة رانيا فريد شوقي ومريهان حسني‪.‬‬ ‫لم يكن الفنان منير‪ ،‬العائد الوحيد للتمثيل م��رة أخ��رى في‬ ‫امل��وس��م ال��رم�ض��ان��ي‪ ،‬ول�ك��ن ع ��ادت أي�ض��ا امل�ط��رب��ة التونسية‬ ‫«لطيفة» إل��ى التمثيل بعد ‪ 14‬سنة على تجربتها األول��ى مع‬ ‫املخرج الراحل يوسف شاهني بفيلم «سكوت هنصور»‪ .‬تقدم‬ ‫لطيفة عمال بعنوان «كلمة سر»‪ ،‬من تأليف أحمد عبد الفتاح‬ ‫وإخراج سعد هنداوي‪.‬‬ ‫تجسد لطيفة‪ ،‬التي ستكتفي بالتمثيل فقط بعيدا عن الغناء‪،‬‬ ‫شخصية مدرسة تتعرض ملشكلة مع زوجها الذي يلعب دوره‬ ‫الفنان هشام سليم‪ .‬وتدخل في دوامة من املشاكل والصعوبات‬ ‫مع رفيق دربها رغم حبها الشديد له‪ ،‬ويتم الكشف في آخر‬ ‫حلقة عن لغز تأزم العالقة بني الزوجني‪.‬‬ ‫كما يشهد رمضان املقبل منافسة قوية بني النجوم الشباب‬ ‫ع�ل��ى ت�ق��دي��م درام ��ا تحمل ط��اب��ع اإلث� ��ارة‪ ،‬وم��ن بينهم الفنان‬ ‫يوسف الشريف الذي نجح في تقديم هذه النوعية لعدة سنوات‬ ‫وينافس هذا العام بمسلسل «القيصر» من تأليف محمد ناير‬ ‫وإخراج أحمد نادر جالل وتدور أحداثه في إطار مشوق‪.‬‬ ‫وأيضا تحتل النجمات الشابات مساحة كبيرة في الطاولة‬ ‫الرمضانية‪ ،‬وعلى رأسهن الفنانة غادة عبد الرازق التي تنافس‬ ‫بـ«الخانكة»‪ .‬يذكر أن املسلسل تدور أحداثه في قالب تشويقي‬ ‫اجتماعي‪ ،‬وتظهر فيه غ��ادة بشخصية مختلفة عما سبق‬ ‫وقدمته في األعوام السابقة‪ .‬العمل من تأليف محمود دسوقي‬ ‫وإخ ��راج محمد جمعة‪ ،‬وي�ش��ارك�ه��ا البطولة م��اج��د املصري‬ ‫وفتحي عبد الوهاب‪.‬‬ ‫كما يشهد هذا العام عودة الفنانة منى زكي من خالل تقديم‬ ‫مسلسل «أفراح القبة» املأخوذ عن رواية بنفس االسم لألديب‬ ‫العاملي الراحل نجيب محفوظ‪ ،‬ويشاركها البطولة كوكبة من‬ ‫النجوم على رأسهم السوري جمال سليمان ورانيا يوسف‬ ‫وصابرين واألردني إياد نصار واألردنية صبا مبارك‪ .‬العمل‬ ‫من إخراج محمد ياسني وسيناريو وحوار محمد أمني راضي‪.‬‬ ‫وبعد نجاحها العام املاضي بتقديم عمل كوميدي بعنوان‬ ‫«لهفة» تكرر التجربة هذا العام الفنانة دينا سمير غانم بتقديم‬


‫ ه��ذا األم��ر يتصل بمفهومي ل�ل��رواي��ة بوصفها جنسا‬‫إبداعيا ال ُي َّ‬ ‫عرف‪ ،‬وكتابا معرفيا‪ ،‬فالرواية لدي ليست سردا‬ ‫حكائيا فحسب؛ وإنما هي جنس مفتوح على التجريب‪،‬‬ ‫شأنه شأن األجناس األخرى‪ ،‬إال أن الرواية أكثر استجابة‬ ‫ل�ه��ذا ال�ت�ج��ري��ب‪ ،‬فهي الجنس ال��وح�ي��د ال��ذي يستوعب كل‬ ‫األجناس األخ��رى‪ ،‬وهو ال��ذي يستطيع أن ينهض عبر أي‬ ‫شكل؛ فالشكل الروائي هو أال يكون له شكل نهائي‪ ،‬وأنا‬ ‫أنطلق في كتاباتي من هذا الحس التجريبي‪.‬‬ ‫> أال تربكك كل هذه الغزارة في إنتاجك األدبي؟‬ ‫ ال أعتقد أن ثمة إرباكا لذاتي في هذه الغزارة‪ ،‬ألن الفطرة‬‫التي أنشئت عليها ذاتي اإلبداعية كامنة في سر هذا التعدد‬ ‫وه��ذه ال�غ��زارة‪ ،‬ف��اإلب��داع ل��دي ليس حالة طارئة على ال��ذات‪،‬‬ ‫وإنما هو حالة متوحدة مع ال��ذات‪ ،‬فأنا أق��ول ذات��ي في كل‬ ‫ما أنتج‪ ،‬وحني يقول املبدع ذاته يصبح اإلبداع كينونته التي‬ ‫يعيشها كل لحظة‪ ،‬ومن هنا يمكن أن يستغرب اآلخرون‬ ‫من هذه الغزارة‪ ،‬إال أن إدراك السر اإلبداعي في الذات يخلخل‬ ‫هذا االستغراب ويدخله في يقني املعنى‪.‬‬ ‫> إذا ك��ن��ا ن��ري��د إي���ص���ال م���ا ن��ري��د ق��ول��ه م���ن خ�لال‬ ‫الكتابة‪ ،‬فما الذي تبقى لديك ولم تعبري عنه مع كل‬ ‫هذا اإلنتاج الغزير ما بني املسرح والشعر والرواية‬ ‫والقصة القصيرة وأدب الطفل؟‬ ‫ تبقت ل��دي الحياة بغامضها الالمنتهي‪ ،‬فكلما انجلى‬‫جانب أشكل جانب آخر‪ ،‬فكل ما أنتج من أساطير وخرافات‬ ‫وكتابات مختلفة منذ بدء التشكيل األول للكلمة حتى اآلن‬ ‫لم يستطع أن يجلو جانبا بسيطا من هذا الغموض‪ ،‬وما‬ ‫زال السؤال مفتوحا أمام الكشف‪ ،‬والتأويل‪ ..‬ومن هنا‪ ،‬إذا‬ ‫كان الوجود سؤاال‪ ،‬فثمة كثير من املحاوالت لإلجابة عن‬ ‫هذا السؤال‪ .‬وهذا ما يجعل التجربة في الذات‪ ،‬هي املساحة‬ ‫املفتوحة إلبداع ما هو جديد دائما‪.‬‬ ‫> مع التحوالت التي شهدها الوطن العربي على‬ ‫األرض‪ ..‬إلى أي مكان سينقل النتاج األدبي العربي‬ ‫برأيك؟‬ ‫ م��ا ح��دث م��ن ت �ح��والت أرب ��ك ال�ك��ائ��ن وامل �ك��ان وال��زم��ان‪،‬‬‫وبالتالي أربك الحياة‪ ،‬وألن اإلبداع هو الحقل األكثر استجابة‬ ‫لهذه التحوالت‪ ،‬فثمة كشف جديد‪ ،‬وثمة رؤى مختلفة‪ ،‬ليس‬ ‫ف��ي م�ج��ال التعبير عما ي�ح��دث‪ ،‬وال ال��دخ��ول ف��ي قلق تلك‬ ‫التحوالت على اختالف مراميها‪ ،‬ورؤاه��ا‪ ،‬وإنما ألن هذه‬ ‫التحوالت أيقظت في اإلبداع حركة فعل جديدة‪ ،‬ونبهته إلى‬ ‫مفازة العتمة التي كانت تستدرج املعنى إلى لحظة االختناق‪.‬‬ ‫> ماذا عن تأثيره على نتاجك بشكل خاص؟‬ ‫ املبدع ال يستطيع أن يعيش عزلة ال نهائية‪ ،‬وإن كانت‬‫العزلة مساحة للصفاء والكشف‪ ،‬إال أن ثمة مساحات أخرى‬ ‫يكتشف خاللها املبدع ذاته‪ ،‬وحضوره‪ ،‬وأثره‪ ،‬وأثر العالم في‬ ‫إنتاجه‪ ،‬أي إن املبدع يعيش عزلتني؛ عزلة عن العالم‪ ،‬وعزلة‬ ‫في العالم‪ ،‬وبني هاتني العزلتني يستدرج العالم إلى ذاته‪ ،‬كما‬ ‫تحل ذاته في العالم‪ ،‬لذلك فثمة أثر كامن في إنتاجي‪ ،‬وال‬ ‫أقول واضحا ألنني ال أميل إلى التعبير املباشر عن أي تحول‬ ‫أيا كان‪ ،‬وإنما أميل إلى منح النص فرصة للتأمل‪ ،‬وفرصة‬ ‫لبصيرة في فهم ما يدور في العالم املوضوعي‪ ،‬وبالتالي‬ ‫قد ال ينجلي للقارئ ه��ذا األم��ر بالسهولة التي يتوقعها‪،‬‬ ‫وإنما يحتاج األم��ر إل��ى معرفة تفكك النص حتى تنجلي‬

‫الروائية بهيجة إدلبي‬

‫الكاتبة في سطور‪:‬‬

‫ شاعرة وروائية وناقدة س‬‫ورية ‪-‬إجازة في اللغة العربية من جامعة‬ ‫حلب‬ ‫‬‫دب‬ ‫لوم‬ ‫في‬ ‫الت‬ ‫ربية‬ ‫و‬ ‫علم‬ ‫النف‬ ‫س‪.‬‬ ‫ حصلت على جائزة األلوكة‬‫للرواية (جائزة أفضل نص مسرحي)‬ ‫ال‬ ‫سعو‬ ‫دية‪،‬‬ ‫وج‬ ‫ائزة‬ ‫اإل‬ ‫بداع‬ ‫في‬ ‫ا‬ ‫لشا‬ ‫رقة‪،‬‬ ‫وجائزة الصدى للرواية الع‬ ‫ربية ‪ -‬دبي‪ ،‬وجائزة دار الفكر للرواية العر‬ ‫بية‪،‬‬ ‫وج‬ ‫ائزة‬ ‫نا‬ ‫جي‬ ‫نع‬ ‫مان‬ ‫األ‬ ‫وجائزة املز‬ ‫دبية‬ ‫–‬ ‫لب‬ ‫نان‪،‬‬ ‫رعة للقصة القصيرة‪ ،‬وجائزة طنجة في‬ ‫املغرب العربي‪ ،‬وجائزة عكاظ للشعر‪.‬‬ ‫ ترجم ك‬‫ثير‬ ‫من‬ ‫ق‬ ‫صائ‬ ‫ لها كثير من الكتا دها إلى لغات مختلفة (الفرنسية ‪ -‬اإلنجل‬‫يزية‬ ‫‬‫ا‬ ‫إليط‬ ‫الية‬ ‫‬‫ا‬ ‫لبول‬ ‫ونية‬ ‫‬‫الر‬ ‫ومان‬ ‫ية)‪.‬‬ ‫بات الدرامية للتلفزيون واإلذاعة‪.‬‬ ‫ اختا‬‫ رها منتدى الصحافة العاملية بني أفضل‬‫الكتاب على مستوى العالم لعام ‪.2009‬‬ ‫صدر‬ ‫لها‬ ‫في‬ ‫ال‬ ‫ّ شعر عدة أع‬ ‫َ‬ ‫مال من اهمها‪« :‬في ساعة متأخرة من‬ ‫عتبات ق ِ‬ ‫الحلم» ‪« -‬أبحث عنك فأجدني» ‪« -‬على‬ ‫لبك أصلي» ‪« -‬خدعة‬ ‫امل‬ ‫رايا»‬ ‫‬‫«ق‬ ‫الت‬ ‫لي‬ ‫السمراء» ‪« -‬الس‬ ‫مراء‬ ‫في‬ ‫برج‬ ‫الح‬ ‫داد»‬ ‫‬‫«ا‬ ‫الروح» ‪« -‬إ‬ ‫مرأة‬ ‫شرا‬ ‫من‬ ‫قات‬ ‫خ‬ ‫زف‬ ‫الروح»‪.‬‬ ‫وفي الرواية‪« :‬رحلة في الزمن العمودي»‬ ‫‬‫«أ‬ ‫لواح‬ ‫من‬ ‫ذا‬ ‫كرة‬ ‫الن‬ ‫املبالي»‪.‬‬ ‫سي‬ ‫وفي‬ ‫ان»‬ ‫ا‬ ‫‬‫ملس‬ ‫«أبو‬ ‫رح‪:‬‬ ‫زيد‬ ‫«أوسع‬ ‫من الحب» ‪« -‬مسرحية الرماد» ‪« -‬املق‬ ‫هى»‬ ‫‬‫«ح‬ ‫كاية‬ ‫مدي‬ ‫في ال‬ ‫نة»‪.‬‬ ‫نقد‬ ‫و‬ ‫ولها‬ ‫ك‬ ‫أدب‬ ‫ذلك‬ ‫الط‬ ‫أع‬ ‫فل‪.‬‬ ‫مال‬

‫أسراره وخفاياه‪ ،‬وهذا ما يمكن قراءته في رواية «حوادم»‬ ‫التي تنتشل الكائن م��ن لحظة الحاضر التي يحاصرها‬ ‫الدم واملوت والحروب‪ ،‬لتكون الرواية هي أسطورتي الذاتية‬ ‫في انفتاحها على أسطورة العالم األولى وهو يتشكل في‬ ‫غربته عن فردوسه ليس من أجل استعادة هذا الفردوس‬ ‫فحسب؛ وإنما إلقامة فردوسه األرضي عبر التماهي بني‬

‫ذات��ه وال��وج��ود‪ ،‬في لحظة وج��د صوفية تزيح ال�ح��دود بني‬ ‫الكائنات‪ ،‬ليصبح الكائن اإلن�س��ان��ي (ح ��وادم) ه��و جوهر‬ ‫املاقبل والحاضر واملابعد‪.‬‬ ‫وكذلك األمر يمكن قراءة ذلك في مجموعتي األخيرة التي‬ ‫صدرت مؤخرا «ياقوتة الصمت» التي تفتح القصيدة على‬ ‫صمتها‪ ،‬كما تفتح الصمت على القصيدة <‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪69‬‬


‫اإلبداع بالنسبة للشاعرة والروائية بهيجة إدلبي ليس حالة طارئة على الذات‪ ،‬وإنما حالة متوحدة مع الذات‪ ..‬هذا ما‬ ‫تؤكده في حوارنا هذا‪ ،‬فهي تقول ذاتها في كل ما تنتج‪ ،‬وهي ترى أن املبدع حني يقول ذاته يصبح اإلبداع كينونته‬ ‫التي يعيشها كل لحظة‪ .‬وعن عملها الروائي األخير «حوادم» تقول‪« :‬في رواية (حوادم) التي تنتشل الكائن من لحظة‬ ‫الحاضر التي يحاصرها الدم واملوت والحروب‪ ،‬تكون الرواية هي أسطورتي الذاتية في انفتاحها على أسطورة العالم‬ ‫األولى وهو يتشكل في غربته عن فردوسه؛ ليس من أجل استعادة هذا الفردوس فحسب‪ ،‬وإنما إلقامة فردوسه األرضي‬ ‫عبر التماهي بني ذاته والوجود‪ ،‬في لحظة وجد صوفية تزيح الحدود بني الكائنات‪ ،‬ليصبح الكائن اإلنساني (حوادم)‬ ‫هو جوهر املاقبل والحاضر واملابعد»‪.‬‬

‫قالت لـ‬

‫إن روايتها األخيرة «حوادم» تعني أن حواء وآدم يساويان اإلنسان الكامل‬

‫الروائية بهيجة إدلبي‪ :‬أكتب الرواية‬ ‫بروح القصيدة‪ ..‬واإلبداع حالة متوحدة بالذات‬

‫تأويل مختلف‪ ،‬وعن كينونة جديدة‪ .‬وألن اإلبداع نسبة إلى‬ ‫بيروت‪ :‬سجا العبدلي‬ ‫الذات هو خصوصيتها واختالفها عن أي ذات أخرى‪ ،‬فإن‬ ‫االختالف في النص ينشأ على خلفية هذا االختالف الذاتي‪،‬‬ ‫> لنبدأ من عملك الروائي األخير «حوادم»‪ ..‬وهنا تكمن الصعوبة والسهولة‪ ،‬الصعوبة ألن املوضوع‬ ‫ت �ق��ول�ين‪( :‬ح � ��وادم ف��ي ح �س��اب ال� �ح ��روف‪ ..‬شائك ومتعدد الرؤى‪ ،‬والسهولة ألن الذات إنما تكتب ذاتها‬ ‫حواء‪+‬آدم= اإلنسان الكامل)‪ ..‬ملاذا؟‬ ‫في تأويل ذلك‪.‬‬ ‫ ألن صبغة الكائن التي فطر عليها‪ ،‬هي البحث عن كماله‪،‬‬‫ألن إدراكه هذا الكمال لذاته في التصور الصوفي‪ ،‬هو الذي > م��ن خ�ل�ال اس�ت�ح�ض��ار امل��اض��ي البعيد ع�ب��ر ه��ذا‬ ‫يجعله يبرأ م��ن الخطيئة التي أنزلته م��ن ف��ردوس��ه‪ ،‬ليحل العمل ودمجه مع الحاضر بمآسيه؛ هل من رسالة‬ ‫في قلق ال�س��ؤال‪ .‬فقبل أن ينتبه الكائن ل��وج��وده‪ ،‬وقبل أن قصدت إيصالها هنا؟‬ ‫يتهيأ هذا الكوكب‪ ،‬كان ثمة حلم‪ ،‬فرواية «حوادم» هي لحظة ‪ -‬ال يستوي اإلبداع الحقيقي في مرآة ذاته والعالم‪ ،‬إال إذا‬ ‫انتباهي للذات املنبثقة في الوجود‪ ،‬كي تستدرج حلمها الذي‬ ‫هاء لها منذ كانت لحظة الهبوط الحزينة‪ .‬وال شك أن الرواية‬ ‫في هذا الحساب هي بحث عن كينونة الرجل وامل��رأة‪ ،‬التي‬ ‫ال تكون إال بالتكامل‪ ،‬ولهذا التكامل أسراره وخفاياه التي‬ ‫ال تدرك إال إذا انتبه كل كائن إلى أسرار الكائن اآلخر‪ ،‬وهذا‬ ‫م��ا استدرجه الحساب الكينوني ال��ذي ينهض على رؤي��ة‬ ‫اإلنسان الكامل‪.‬‬ ‫وفي الرواية استدرجت الرؤية اإلنسانية الكامنة في هذا‬ ‫النحت اللغوي‪ ،‬الذي يكشف عن النحت والتشكيل الداخلي‬ ‫للكائن اإلنساني وهو ينبثق من الكائن اللغوي‪ ،‬ألنه كان‬ ‫بالكلمة‪ ،‬وما زال يحلم بالكلمة‪ ..‬فكانت «حوادم»‪.‬‬ ‫> عن أسطورة الوجود تتحدث هذه الرواية‪ ..‬هل‬ ‫كان من السهل الكتابة عن موضوع عميق وشائك‬ ‫تعددت بشأنه الحكايا واألساطير؟‬ ‫الوقوف على حافة القلق املمتد إلى‬ ‫ اإلبداع بشكل عام هو َّ‬‫ما ال نهاية‪ ،‬فما بالك إذا حل اإلبداع في حمأ القلق ذاته كي‬ ‫يؤول مرايا الرؤية التي تنجلي في لوح ذاته‪ ،‬قبل أن تنجلي‬ ‫في لوح النص‪ ،‬حينئذ ينذرئ النص في ال نهائية التأويل‪.‬‬ ‫ول�ع��ل ه��ذا التعدد ف��ي ت��أوي��ل ه��ذا امل��وض��وع‪ ،‬إن�م��ا يكمن‬ ‫فيه اإلغواء الذي يستدرج الذات املبدعة‪ ،‬ألنها تبحث عن‬

‫‪68‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫ّ‬ ‫كان ثمة رسالة فضض مرآته على خلفيتها‪ ،‬سواء أكانت‬ ‫رسالة موضوعية‪ ،‬أم رسالة آيديولوجية‪ ،‬أم رسالة إبداعية‪،‬‬ ‫أم رسالة جمالية‪ ،‬وإن كنت ال أميل إلى إدخال األدب في عنق‬ ‫القصد املوضوعي‪ ،‬ألن ذلك ُيخفت نوره الداخلي‪ ،‬ويخدش‬ ‫مراياه املصقولة‪ ،‬ولعلي أميل إلى أن أترك للقارئ تحديد ذلك‪،‬‬ ‫ألن الرسالة التي يسعى إليها هذا النص رسالة مفتوحة‪،‬‬ ‫كما النص ذاته‪ ،‬فهي رسالة عابرة للقصد كما النص عابر‬ ‫للتأويل‪.‬‬ ‫> ف��ي ه ��ذا ال�ع�م��ل ن �ق��رأ ال�ش�ع��ر وال �ن �ث��ر وال �ت��اري��خ‬ ‫واألسطورة والخيال والواقع‪ ..‬ما كل هذا التنوع؟‬ ‫ هذا التنوع هو تنوع ال��ذات في تلقيها للعالم‪ ،‬فقد أردت‬‫أن أكتشف سر الوجود عبر أجناس أدبية مختلفة‪ ،‬حيث‬ ‫يكون لكل جنس مرآته التي تتقابل مع املرآة األخرى‪ ،‬وهنا‬ ‫يأخذ املعنى تعدده‪ُ ،‬ويخرج الرواية من كونها حكاية‪ ،‬إلى‬ ‫كونها تجربة في الحكاية‪.‬‬ ‫> الحالة الشعرية كانت قابضة بقوة على أجواء‬ ‫هذا العمل‪ ..‬هل تعمدت أن تخرج هذه الرواية بهذه‬ ‫الصورة؟‬ ‫ أنا أكتب الرواية ب��روح القصيدة‪ ،‬فثمة انتباه إلى حلول‬‫الخطاب الشعري‪ ،‬ف��ي الخطاب ال��روائ��ي‪ ،‬س��واء ف��ي فصل‬ ‫«ترانيم»‪ ،‬أو من «رسائل التيه»‪ ،‬أو «مزامير»‪ ،‬لتكون الرواية‬ ‫في كثافة املعنى محفوفة بكثافة الرؤية الشعرية التي هي‬ ‫أكثر مناسبة لهذا التشكيل الوجودي للكائن‪ ..‬وألنني أردت‬ ‫للشعر أن يكون السبيل إلى شد رؤى الوصل بني الرجل‬ ‫وامل ��رأة ليكون ال�ع��ال��م م�م�ه��ورا بتوحدهما وي�ك��ون طافحا‬ ‫بحلمها وليكون البحث الكامن في ذاتيهما هو بحث عن‬ ‫الوجد اإلنساني‪ ..‬الوجد الذي ال ينتهي‪.‬‬ ‫> هل يصلح أن يصنف هذا العمل في خانة الرواية‬ ‫إذا ما نظرنا للصورة التي خرج بها؟‬


‫و«ال �ت��دج�ين» و«ال �ت �ط��وي��ع»‪ ،‬خ��اص��ة ت��رب�ي��ة الجسد‬ ‫ومتطلباته‪.‬‬ ‫وت�ح��ت ع�ن��وان «الحقيقة وتجليات ال�ع�ن��ف» يقدم‬ ‫املحور الرابع قراءة في مفهوم الحقيقة وهواجس‬ ‫ال �س �ل�ط��ة‪ ،‬ف��ي إش� ��ارة إل ��ى ت�ع�ث��ر ال �خ �ط��اب ال��دي�ن��ي‬ ‫املعاصر والسياسي لتجاوز االزدواجية املفاهيمية‬ ‫من خالل اإليمان بحرفية ال��دالالت‪ .‬تقول املؤلفة‪:‬‬ ‫«إن فكرة (التجديد الالهوتي) التي طرحها محمد‬ ‫أرك ��ون‪ ،‬ف��ي معظم أبحاثه م��ن األهمية بمكان إن‬ ‫أردن��ا تقدما فاعال على مستوى الفكر البشري‬ ‫عامة‪ ،‬لتوحيد الفاعلية املعرفية في املجال الحاسم‬ ‫عن آثار املعنى‪ ،‬أي انفتاح العقائد على مكتسبات‬ ‫علوم اإلنسان واملجتمع مع التحضير لكي ندخل‬ ‫ف��ي ح ��وارات خصبة ح��ول عمليات اخ�ت��زال ال��ذات‬ ‫البشرية‪ ،‬وحلها‪ ،‬ونفيها‪ ،‬وتدميرها»‪.‬‬ ‫وعن صناعة الحروب باسم السالم‪ ،‬يناقش املحور‬ ‫ال�خ��ام��س «آل �ه��ة ال�ع�ص��ر وإم �ب��راط��وري��ات ال�ع�ن��ف»‪،‬‬ ‫العالقات الدولية ودوره��ا ف��ي تغذية العنف الفتة‬ ‫إلى غياب القيم اإلنسانية في أي معادلة دولية‪.‬‬ ‫وتكشف كريدية الستار عن مقولة «النظام العاملي‬ ‫الجديد»‪ ،‬مشيرة إلى أنها ال تعود إلى بوش األب‬ ‫أو ال�ص�ه��اي�ن��ة‪ ،‬وإن �م��ا ت�ع��ود لتقرير «ت �ح��دي نحو‬ ‫الجنوب «‪ »Challenge to the south‬الصادر عام‬ ‫‪ 1990‬الذي أعدته لجنة غير حكومية باسم «لجنة‬ ‫الجنوب» وتضم شخصيات بارزة علمية وأكاديمية‬ ‫وسياسية وثقافية من أبناء «دول العالم الثالث»‪.‬‬ ‫وت��رى املؤلفة أن االت �ح��ادات اإلقليمية ال�ت��ي نراها‬ ‫اليوم تعمل بالدرجة األولى على تجمعات عسكرية‬ ‫وتحالفات هدفها األول امتالك وسائل احتكارية‪،‬‬ ‫بحيث تصبح كل دولة من الدول الكبرى عبارة عن‬ ‫زعيمة ملجموعة من دول صغيرة أخرى تابعة لها‪.‬‬ ‫وت��ذه��ب امل��ؤل �ف��ة إل ��ى أن م�ف�ه��وم «األم� ��ن ال�ق��وم��ي»‬ ‫أكذوبة كبرى تقدم للشعوب للتضليل‪« ،‬الساسة‬ ‫يتصرفون على أساس أن ما يعرف باألمن القومي‬ ‫ال يتحقق إال إذا جعلنا األق ��وام األخ��رى املحيطة‬ ‫تشعر بالخوف»‪.‬‬ ‫وتفند في املحور السادس «ثالوث العنف» إلى الدولة‬ ‫واالقتصاد واإلع�لام‪ ،‬وتتهم الفضائيات بتسويق‬ ‫ثقافة العنف وتكريس الذهنية االنفعالية وتسطيح‬ ‫البشر عبر اإلعالم املؤدلج‪ .‬كما تستعرض املؤلفة‬ ‫في املحور السابع «على خطى السالم»‪ ،‬عدة نماذج‬ ‫م�ض�ي�ئ��ة‪ ،‬ب��ال��وق��وف ع�ن��د ت�ج��رب��ة امل�ه��ات�م��ا غ��ان��دي‬ ‫ومفهوم الالعنف «آهيمسا»‪ ،‬الذي يشير إلى تجلي‬ ‫املحبة في أشكال الحياة‪ ،‬مستعرضة بالتفصيل‬ ‫املنطلقات األخالقية واملثيولوجية ملفهوم الالعنف‬ ‫عند غاندي‪ ،‬ثم تقدم مقارنة مع مفهوم الالعنف‬ ‫عند املفكر السوري جودت سعيد‪.‬‬ ‫وت�خ�ل��ص ك��ري��دي��ة ف��ي ط��رح�ه��ا ل �ـ «ره��ان��ات األم��ل»‬ ‫ك �م �ح��ور أخ �ي��ر مل��ؤل �ف �ه��ا‪ ،‬أن اإلن� �س ��ان ف��ي ح��اج��ة‬ ‫لفكر مغاير ال ينطلق من مبدأ الفصل بني الكائن‬ ‫اإلن�س��ان��ي وال �ك��ون بوصفه ال�خ��ارج��ي‪ ،‬ب��ل ينطلق‬ ‫م��ن فهم ال �ك��ون؛ فهما داخ�ل�ي��ا بوصفه ج��زءا منا‬ ‫نحن البشر وفهم وجودنا من خالله‪ ،‬ويطرح في‬ ‫الوقت نفسه تعددية تحل محل البعد الواحد للفكر‬ ‫الكالسيكي <‬

‫صدر حديثا بمناسبة الذكرى الـ‪ 34‬لتحريرها‬

‫سيناء‪ ..‬أرض املقدس واحملرم‬ ‫الخاصة بها‪ ،‬وأخيرا املعركة الدبلوماسية الستعادة‬ ‫القاهرة‪ :‬محمد عبد الرءوف‬ ‫طابا من خالل التحكيم الدولي السترداد آخر جزء‬ ‫من أرض سيناء وعودتها كاملة للسيادة املصرية‪.‬‬ ‫تحتفل مصر ف��ي الخامس والعشرين من وي ��رص ��د ع �ك��اش��ة ف ��ي ك �ت��اب��ه ال �ج �م��اع��ات اإلره��اب �ي��ة‬ ‫شهر أبريل (نيسان) الحالي بالذكرى الـ‪ 34‬املنخرطة في العمل املسلح وغيره على أرض سيناء‪،‬‬ ‫لتحرير سيناء من االحتالل اإلسرائيلي‪ ،‬إال منذ ب��داي��ة ظهورها ف��ي تفجيرات ط��اب��ا ع��ام ‪،2004‬‬ ‫أن ه��ذه ال��ذك��رى ت��أت��ي ف��ي وق��ت ي��واص��ل فيه الجيش ك�م��ا ي�ق��دم ع��رض��ا تفصيليا ع��ن ن�ش��أة ك��ل جماعة‬ ‫املصري حربه ضد املتطرفني في شبه الجزيرة‪.‬‬ ‫وفكرها التنظيمي وأب��رز قادتها واألعضاء املنتمني‬ ‫الخبير األم �ن��ي خ��ال��د ع�ك��اش��ة‪ ،‬رص��د ت��اري��خ سيناء لها‪ ،‬والجماعات التي لها ارتباطات بقطاع غزة والتعاون‬ ‫وأس�ب��اب تميزها ف��ي كتابه «س�ي�ن��اء‪ ..‬أرض املقدس بينها‪ ،‬كما يتم‪ ،‬مع التنقل بني الجماعات املختلفة‪،‬‬ ‫وامل�ح��رم»‪ ،‬وق��دم عرضا مميزا للحرب ضد اإلره��اب رص��د ن�ش��أة الفكر التكفيري داخ��ل س�ي�ن��اء‪ ،‬وب��داي��ة‬ ‫ال� � �ت � ��ي ت � �خ� ��وض � �ه� ��ا ال� � �ق � ��وات‬ ‫ال �ت ��روي ��ج إلع �ل��ان س �ي �ن��اء إم� ��ارة‬ ‫املصرية هناك‪.‬‬ ‫إسالمية‪.‬‬ ‫وي �س �ت �ع��رض ال �ك �ت��اب ب��داي��ة‬ ‫ويقدم الخبير األمني املصري‬ ‫األص � ��ل ال �ت��اري �خ��ي ل�س�ي�ن��اء‬ ‫في كتابه الشيق أيضا رصدا‬ ‫ووض � �ع � �ه� ��ا داخ � � � ��ل ال � ��دول � ��ة‬ ‫ك��ام�لا ل�ل�ع�م�ل�ي��ات اإلره��اب �ي��ة‬ ‫املصرية‪ ،‬مع إلقاء الضوء على‬ ‫ال� � �ت � ��ي وق� � �ع � ��ت ع � �ل� ��ى أرض‬ ‫الجزء الديني لتلك البقعة منذ‬ ‫س �ي �ن��اء؛ ب ��دءا م��ن ت�ف�ج�ي��رات‬ ‫عهد ن��وح وإبراهيم عليهما‬ ‫طابا ‪ 2004‬وما بعدها‪ ،‬حتى‬ ‫السالم وباقي األنبياء حتى‬ ‫ال��وص��ول إل ��ى م �ع��ارك «جبل‬ ‫ال � ��رس � ��ول ال � �ك� ��ري� ��م م �ح �م��د‬ ‫الحالل»‪ ،‬واجتياح سكان غزة‬ ‫صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وأهم‬ ‫ال�ح��دود املصرية ع��ام ‪،2008‬‬ ‫األم��اك��ن امل�ق��دس��ة بها التي‬ ‫ث��م استعراض ك��ل النشاطات‬ ‫شهدت أحداثا مع مختلف‬ ‫اإلره ��اب �ي ��ة ف�ي�م��ا ب �ع��د ث��ورت��ي‬ ‫األنبياء‪.‬‬ ‫يناير (ك��ان��ون ال�ث��ان��ي) ‪2011‬‬ ‫ويشير عكاشة ف��ي كتابه‬ ‫و‪ 30‬يونيو (ح��زي��ران) ‪،2013‬‬ ‫إلى أن سيناء تنفرد عن كل‬ ‫وتشكيل تنظيم «أن�ص��ار بيت‬ ‫بقاع األرض بأنها شهدت‬ ‫املقدس» ثم مبايعته «داعش»‪.‬‬ ‫تجلي الله سبحانه وتعالى‬ ‫ع �ك ��اش ��ة ق � ��دم أي� �ض ��ا ت�ح�ل�ي�لا‬ ‫على أرض �ه��ا‪ ،‬فضال عن‬ ‫للعمليات اإلره��اب�ي��ة مثل «ك��رم‬ ‫كل املعجزات اإللهية التي‬ ‫ال� �ق ��وادي ��س» و«ال� �ش� �ي ��خ زوي� ��د»‬ ‫غالف كتاب سيناء‬ ‫ح��دث��ت لنبي ال�ل��ه موسى‬ ‫ونتائج العمل العسكري ملواجهة‬ ‫عليه السالم وبني إسرائيل‪،‬‬ ‫تلك املخاطر‪ ،‬وقرارات إنشاء املنطقة‬ ‫وتأصيلها م��ن واق��ع ال�ق��رآن الكريم والكتاب املقدس العازلة على ال�ح��دود الشرقية برفح‪ ،‬كما استعرض‬ ‫(التوراة)‪.‬‬ ‫«مشروع ايجورا آيالند‪ /‬األكاديمي اإلسرائيلي» الذي‬ ‫ً‬ ‫ويقول عكاشة إن سيناء كانت على مر العصور بوابة يهدف لضم جزء من أرض سيناء إلى قطاع غزة حال‬ ‫ً‬ ‫الغزاة لدخول مصر منذ الهكسوس والتتار‪ ،‬وصوال‬ ‫نهائيا للقضية الفلسطينية‪ ،‬باإلضافة إلى عمليات‬ ‫إلى االحتالل البريطاني في القرن الـ‪ ،19‬واإلسرائيلي التهريب عبر األنفاق الحدودية بني سيناء وقطاع غزة‪،‬‬ ‫عام ‪ ،1967‬كما يرصد األطماع الصهيونية التاريخية وعمليات تهريب البشر‪ ،‬خصوصا من األفارقة‪ ،‬إلى‬ ‫في سيناء تفصيليا؛ بداية من عام ‪ 1882‬وحتى حرب داخل إسرائيل‪ ،‬وتجارة املخدرات‪.‬‬ ‫أكتوبر (تشرين األول) ‪.1973‬‬ ‫وينتهي الكتاب بملحق للصور يضم خرائط مهمة‬ ‫وي�ق��دم ال�ك�ت��اب اس�ت�ع��راض��ا مل�ف��اوض��ات ال�س�لام التي لسيناء وحدودها الدولية‪ ،‬واملناطق العازلة‪ ،‬وتوزيع‬ ‫أعقبت االنتصار املصري في حرب أكتوبر من خالل القوات الدولية طبقا ملعاهدة كامب ديفيد ومفاوضات‬ ‫الوثائق الخاصة بـ«مفاوضات الكيلو ‪ ،»101‬واتفاقية ف��ض االش�ت�ب��اك ب�ين ال �ق��وات امل�ص��ري��ة واإلس��رائ�ي�ل�ي��ة‪،‬‬ ‫فض االشتباك‪ ،‬واملالبسات املحيطة بهما‪ ،‬ثم مؤتمر باإلضافة إلى صور بعض العمليات اإلرهابية‪ ،‬وأنفاق‬ ‫جنيف للسالم‪ ،‬واجتماعات لجنة العمل العسكرية‪ ،‬التهريب‪ ،‬واألس�ل�ح��ة وال��ذخ��ائ��ر املضبوطة‪ ،‬وج��والت‬ ‫ث��م معاهدة ال�س�لام املصرية ‪ -‬اإلسرائيلية املعروفة الرئيس املصري عبد الفتاح السيسي وقادة الجيش‬ ‫ب�ـ«ات�ف��اق�ي��ة ك��ام��ب دي�ف�ي��د»‪ ،‬ووث�ي�ق��ة امل�لاح��ق األمنية لتفقد القوات في سيناء<‬ ‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪67‬‬


‫صدر حديثا عن دار العني للنشر بمصر كتاب «رهانات السالم‪ :‬أسئلة‬ ‫العنف وآفاق الكون» للباحثة املتخصصة في علم االجتماع السياسي‪،‬‬ ‫د‪ .‬مروة كريدية‪ ،‬والذي تحاول من خالله قراءة األوضاع واألفكار والبنى‬ ‫املؤسسة للعنف واملولدة لإلرهاب‪ ،‬ومحاولة تفكيك البنى الفكرية القائمة‬ ‫على «املنطق األرسطي»‪.‬‬

‫الباحثة مروة كريدية تكشف ثالوث العنف‬ ‫وتجلياته وصناعة «الخراب» العاملي‬

‫«رهانات السالم»‪ ..‬كتاب يفكك‬ ‫مملكة اإلرهاب في الفكر اإلنساني‬

‫القاهرة‪ :‬داليا عاصم‬ ‫خ ��رج ال �ك �ت��اب م��ن ق�ب��ل ف��ي ط�ب�ع��ة باللغة‬ ‫اإلنجليزية عن جامعة أبردين البريطانية‪،‬‬ ‫وهو يعالج إشكالية فلسفية تعد جوهر‬ ‫املشكالت‪ ،‬إذ إن الباحثة تعتبر أن السبب املنتج‬ ‫للعنف هو املنطق الكالسيكي القائم على الفعل ورد‬ ‫الفعل‪ ،‬والثنائيات الضدية‪ ،‬وأن التخلص من العنف‬ ‫ال يكون بعنف مضاد؛ مستنتجة أن الحروب مهما‬ ‫«سمت أهدافها» ال يمكن أن تقضي على «اإلرهاب»‪،‬‬ ‫وأن البشرية إن أرادت الخالص فال مفر من تغيير‬ ‫جذري في البناء املعرفي نفسه‪.‬‬ ‫وت� �ط ��رح ك ��ري ��دي ��ة ف ��ي م �ق��دم��ة ك�ت��اب�ه��ا‬ ‫ت �س��اؤالت ح��ول األزم ��ات الشاملة التي‬ ‫ت �ع �ي �ش �ه��ا اإلن �س ��ان �ي ��ة ال� �ي ��وم ت �ح��ت م��ا‬ ‫أس�م�ت��ه «ص�ن��اع��ة ال �خ��راب» ف��ي إش��ارة‬ ‫الن �ت �ش ��ار ال �ف ��وض ��ى وت � �س� ��ارع وت �ي��رة‬ ‫العنف والخراب في بقاع األرض بسبب‬ ‫ص� ��راع اآلي��دي��ول��وج �ي��ات‪ .‬وت �ض��ع أم��ام‬ ‫ال� �ق ��ارئ أس �ئ�ل��ة ع�م�ي�ق��ة ت �ط��ال ال��وج��ود‬ ‫اإلنساني‪ ،‬من بينها‪ :‬هل صناعة املوت‬ ‫وليدة الحالة الثقافية في اآلونة الراهنة؟‬ ‫أم أن�ه��ا صنيعة ح��ال��ة فكرية أسهمت‬ ‫فيها العقول املفخخة التي اتخذت من‬ ‫املسلمات اآليديولوجية أداة لشرعنة‬ ‫القتل؟‬ ‫ت�ش�ي��ر ك��ري��دي��ة إل ��ى أن ��ه «ح �ت��ى بعض‬ ‫املعارضات الليبرالية التي طاملا تغنت‬ ‫بعلمانيتها نراها وقد تشرذمت تحت‬ ‫وطأة التفكك القومي واملذهبي‪ .‬فالظلم‬ ‫املستفحل وق�ل��ة ال�ع��دال��ة االجتماعية‬ ‫وانعدام االهتمام الدولي بالقيم اإلنسانية‬

‫‪66‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫دفع امل��زاج «الجماهيري» باتجاه األصوليات فيما‬ ‫تعالت أصوات «املثقفني» و«املنظرين» و«املحللني»‬ ‫ل�ت��أص�ي��ل ال�ع�ن��ف وت��أط�ي��ر ال �خ��راب وال�ت�ب��اك��ي على‬ ‫«املجازر»‪.‬‬ ‫وتنتقد كريدية عقم النقد في محاولة منها لتفكيك‬ ‫البنى الفكرية املرتكزة على «املنطق الكالسيكي»‬ ‫املنبني ع�ل��ى «ال�ف�ي��زي��اء ال�ك�لاس�ي�ك�ي��ة»‪ ،‬م��ن خ�لال‬ ‫استلهام أدوات فكرية مغايرة قد تجد ما يدعمها‬ ‫في الفيزياء الكوانتية‪ ،‬التي بمقدورها أن تقدم قراءة‬ ‫مغايرة لعالقات الكائنات بالكون‪.‬‬ ‫يناقش الكتاب الواقع في ‪ 220‬صفحة‪ 8 ،‬محاور‪:‬‬ ‫ي�ن��اق��ش امل �ح��ور األول م�ن�ه��ا «ال�لاف�ل�س�ف��ة م��ا بعد‬

‫الباحثة مروة كريدية‬

‫غالف كتاب «رهانات السالم»‬

‫الكوانتية وامل�ع�ل��وم��ات�ي��ة» ف��ي م�ح��اول��ة لتفنيد آث��ار‬ ‫الثورتني الفيزيائية «الكوانتية» واملعلوماتية على‬ ‫ت �ط��وي��ر امل �ع��رف��ة‪ .‬وت �ك �ش��ف أن ت��أث �ي��ر ال �ت �ص��ورات‬ ‫الفيزيائية ح��ول «ال�ث�ن��ائ�ي��ات ال�ض��دي��ة» هيمن في‬ ‫امل �ج��االت االجتماعية والسياسية واالق�ت�ص��ادي��ة‪،‬‬ ‫وخلصت إلى أن «مسلمة التناقض التي تبنى عليها‬ ‫األفكار والتقسيمات املبنية على املنطق الخطي من‬ ‫شأنها أن تزج في أتون التناحر والتنافر الدائمني»‪.‬‬ ‫ف ��ي امل� �ح ��ور ال �ث��ان��ي‪ ،‬ت�ت�ج��ه ك��ري��دي��ة إل ��ى م�ع��ال�ج��ة‬ ‫«مسألة النقد واستراتيجية التفكيك» ملقية باللوم‬ ‫على منتقدي اآليديولوجيات الذين يختزلونها في‬ ‫املحور البراغماتي‪ ،‬ويضعونها في خانة «املصالح»‪.‬‬ ‫وتتطرق إلى مأزق النقد الفكري في‬ ‫العالم العربي ال��ذي يتجلى في كونه‬ ‫مشحونا بالخلفيات واملواقف املسبقة‬ ‫ً‬ ‫واألحكام املتخذة سلفا‪ .‬وتشير إلى أن‬ ‫تسخير العالم العربي كل ما هو فكري‬ ‫ل�خ��دم��ة «ال�س�ي��اس��ي» أدخ �ل��ه ف��ي أت��ون‬ ‫من العنف الدائم وامل�ب��رر‪ ،‬مستشهدة‬ ‫ب �س �ج��االت «ع �ل �م��اء ال � � ��رأي» م ��ن أه��ل‬ ‫أصول الفقه وعلماء الحديث من التيار‬ ‫السلفي باعتبارها م��ا ه��ي إال ص��راع‬ ‫حول «املرجعية»‪.‬‬ ‫وف ��ي م �ق��ارب��ة مل�ف�ه��وم ال �ع �ن��ف‪ ،‬تتطرق‬ ‫كريدية في املحور الثالث من مؤلفها‬ ‫إلى «العنف الرمزي» الذي يتجسد في‬ ‫ال �خ �ط��اب ال �س��ائ��د ف��ي م �ج��ال امل �ع��ارف‬ ‫وامل��ؤس �س��ات ال �ع �ق��اب �ي��ة‪ ،‬وامل �م��ارس��ات‬ ‫ال�ع�م�ل�ي��ة ب��اس��م ال �ق��ان��ون‪ ،‬وب��ال�ض�غ��وط‬ ‫اليومية املمارسة على الشعوب وتدخلها‬ ‫امل�ب��اش��ر ح�ت��ى ف��ي امل �م��ارس��ات اليومية‬ ‫وامل�ن��اه��ج التعليمية وال �ع��ادات ال�س��ائ��دة‬ ‫التي تكون اإلن�س��ان م��ن خ�لال التربية‬



‫بو‬

‫ر‬

‫تر‬

‫يه‬

‫ّ‬ ‫كريستني الغارد‪ ..‬سيدة صندوق ال تفتحه إال أغاني النقود‬ ‫‪ - ١‬كريستني الغ��ارد الستينية الفرنسية السيدة الطويلة مثل رمح‪،‬‬ ‫واملنتصبة القامة‪ ،‬توحي بأنها رياضية متقاعدة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عضوا سابقا في الفريق‬ ‫ هي ال توحي‪ ،‬ألنها فعال كذلك‪ ،‬وكانت‬‫الوطني الفرنسي للسباحة التوقيعية‪.‬‬ ‫‪ - ٢‬كريستني امل��ول��ودة مع شمس اليوم األول من سنة ‪ّ ،1956‬‬ ‫أتم ْت‬ ‫تعليمها الثانوي في فرنسا‪ ،‬ثم التحقت بمدرسة «هولتون آرم��ز» في‬ ‫ْ‬ ‫حصلت بجامعة باريس على‬ ‫بيثيزدا (والي��ة ميريالند األميركية) ث� ّ�م‬ ‫درجة املاجستير من معهد العلوم السياسية‪.‬‬ ‫ هذا االنتقال بني فرنسا والواليات املتحدة األميركية هو الخط الذي‬‫سيرسم مصير هذه السيدة التي يعتبرها الفرنسيون أكثر الفرنسيات‬ ‫ً‬ ‫قربا من أميركا‪.‬‬ ‫‪ - ٣‬نصحت كريستني أبناء جلدتها الفرنسيني ذات م��رة‪« :‬ملجابهة‬ ‫ارتفاع سعر البترول‪ْ ،‬أن ُ‬ ‫صح الفرنسيني بركوب الدراجات الهوائية»‪.‬‬ ‫ وهي القائلة ذات مرة في رسالة ضمنية للشيوعيني الفرنسيني ما‬‫ّ‬ ‫أساسي‪ ،‬من وجهة نظري‪،‬‬ ‫يلي‪« :‬صراع الطبقات هو بطبيعة الحال ْأم ٌر‬ ‫لكتب التاريخ‪ ،‬وال بد من دراس��ة مظاهره اإليجابية‪ ،‬ولكنه اليوم عديم‬ ‫الصالحية لفهم مجتمعنا»‪.‬‬ ‫‪- ٤‬أرقام كريستني الغاراد كثيرة‪:‬‬ ‫ ف��ي ‪ 2006‬سجلتها مجلة «ف��ورب��س» ف��ي املرتبة ‪ 30‬ألق��وى نساء‬‫األرض‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أوروبيا املرتبة ‪ ،3‬وفي‬ ‫ وبعد ‪ ،2007‬قفزت إلى املرتبة ‪ ،12‬واحتلت‬‫فرنسا املرتبة ‪.2‬‬ ‫ وفي ‪ ،2009‬اعتبرتها «فايننشيال تايمز» أفضل وزير للمالية في‬‫منطقة اليورو‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ وصنفتها مجلة «تايم» ضمن قائمة الشخصيات الـ‪ 100‬األكثر نفوذا‬‫في العالم‪.‬‬ ‫ ووضعتها «وولت ستريت جورنال» في املرتبة ‪ 5‬بني سيدات األعمال‬‫األوروبيات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ إنه (ها) املدير (ة) العام (ة) لصندوق النقد الدولي‪ ،‬وكانت السيدة‬‫رقم ‪ 1‬في هذا املنصب‪ ،‬بعد ‪ 10‬رجال‪.‬‬ ‫‪ - ٥‬تفوقت في مكتب املحاماة األميركي الشهير «بيكر وماكنزي»‬ ‫وصارت عضوا بارزا فيه‪ ،‬وهذا ّأهلها ألن تمسك حقائب وزارات كثيرة‬ ‫‪64‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫في الحكومة الفرنسية‪ ،‬مثل التجارة الخارجية والفالحة والثروة السمكية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ثم وزيرة لالقتصاد واملالية والصناعة إلى غاية وصولها إلى صندوق‬ ‫النقد الدولي‪.‬‬ ‫‪ - ٦‬هل جاءت كريستني إلى الصندوق سنة ‪ 2011‬صدفة‪ ،‬أم هو الذي‬ ‫جاء إليها بتقدير وتخطيط وتدبير؟‬ ‫ بعد فضيحة التحرش الجنسي التي الحقت سمعة املدير العام السابق‬‫أمسكت املنصب منذ ‪ 2011‬إلى أن انتهت الدورة‪ .‬قال املتنبي‪« :‬مصائب‬ ‫قوم عند قوم فوائد»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ وهي امرأة األعمال التي ال تحفل وال تتغنى إال بالفوائد‪.‬‬‫‪ - ٧‬وكان عليها أن تترشح من جديد لهذا املنصب سنة ‪.2016‬‬ ‫ من كان ينافسها على هذا املنصب؟‬‫ ال وجود لرجال أو نساء للترشح لهذا املنصب‪ ،‬وهكذا فازت بتجديد‬‫انتخابها في ظل غياب املنافس واملنافسة‪ ،‬وأعيد انتخابها منذ فبراير‬ ‫(شباط) ‪ 2016‬لدورة جديدة مدتها خمس سنوات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ - ٨‬كريستني تصافح الستني ً‬ ‫ربيعا بشعر فضي قصير كما الرجال‪.‬‬ ‫ فال يعنيها ّ‬‫إن قصر أو طال‪.‬‬ ‫ واألكيد أنها لم تقرأ نزار قباني الذي قال‪« :‬صغيرتي‪ ،‬إن عاتبوك يوما‬‫كيف قصصت شعرك الحريرا»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ شعرها فض ٌّي‪ ،‬ولكنها مولعة بالذهب أكثر‪.‬‬‫ كريستني موهوبة في املال واألعمال‪ ،‬في الذهب ال في األدب‪ ،‬أو الشعر‬‫أو النثر والقيل والقال‪.‬‬ ‫ فهي ال�ت��ي ّ تنبه وت�ح��ذر ال�ب�ل��دان ال�ت��ي ت��رغ��ب ف��ي إن�ق��اذ اقتصادها‪،‬‬‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتوجه‪ ،‬وتتدخل في سياسات اقتصاد العالم‪ ،،‬وتنذر‬ ‫وتنصح‪ ،‬وتحذر‪.،‬‬ ‫وال تبشر الفقراء بحرب رابحة‪.‬‬ ‫‪ - ٩‬ح��دث��ت كريستني ذات م��رة وق��ال��ت‪« :‬أس �م��ع أح�ي��ان��ا ح��ول العمل‬ ‫واملنافسة التي يخلقها كالم من نوع‪ :‬إنها حرب الكل ضد الكل‪ .‬انظروا‪،‬‬ ‫هذا كالم بال معنى ألنه في الحرب‪ ،‬األقوى يخضع األضعف‪ ،‬بينما في‬ ‫عالقات الشغل ّ‬ ‫فإن األقوى يشحن الطاقة إلى األضعف»‪.‬‬ ‫هكذا قالت سيدة الصندوق ال��دول��ي‪ ،‬وه��ي تستمع إل��ى رن�ين النقود‪،‬‬ ‫وأغانيه الفوضوية في هذا العالم ّ‬ ‫الحر‪.‬‬ ‫نص‪ :‬منصف املزغين‬ ‫ريشة‪ :‬علي املندالوي‬


‫السباحة مع السالحف‬ ‫على بعد ‪ 15‬ميال م��ن ت��ول��وم‪ ،‬تجد‬ ‫أك��وم��ال التي ي��زوره��ا الكثير من‬ ‫الناس لسبب واحد‪ :‬الغوص مع‬ ‫السالحف البحرية الخضراء‪.‬‬ ‫(ت�ت�ك�ل��ف ج��ول��ة ال �غ ��وص مع‬ ‫مرشد من ‪ 15‬دوالرا إلى ‪25‬‬ ‫دوالرا)‪.‬‬ ‫ذه� �ب ��ت ل �ل �غ �ط��س م ��ع م��رش��د‬ ‫ي� � ��دع� � ��ى م� � ��وس� � ��ى أخ � �ب� ��رن� ��ي‬ ‫وع��دد م��ن السائحني األمل ��ان أن‬ ‫ال �س�ل�اح��ف ال �خ �ض ��راء ت��أت��ي إل��ى‬ ‫امل �ي��اه ال�ض�ح�ل��ة ع�ل��ى س��اح��ل أك��وم��ال‬ ‫ل�ك��ي ت�ت�غ��ذى ع�ل��ى ال�ع�ش��ب ال ��ذي ينمو في‬ ‫القاع الرملية‪ .‬ارتدينا األقنعة املحكمة على وجوهنا‬ ‫والزعانف في أقدامنا ثم توجهنا إلى مياه الكاريبي الهادئة‪.‬‬ ‫خالل دقائق‪ ،‬كان موسى يشير إلى سلحفاة جميلة ورقطاء‪،‬‬ ‫يصل طولها إل��ى نحو قدمني تتجول في ق��اع املحيط وتمد‬ ‫رأسها بني حني وآخر داخل األعشاب املتمايلة‪.‬‬ ‫يؤكد املرشدون للسائحني هنا أنهم سوف يرون على األقل‬ ‫سلحفاة واحدة ثم بعد قليل يتضح السبب وراء هذا اليقني‪:‬‬ ‫وه��و أن ال�س�لاح��ف م�ن�ت�ش��رة ف��ي امل �ك��ان‪ .‬ف�ق��د سبحنا بني‬ ‫السالحف ‪ -‬كما شاهدنا أسماك الرقيطة التي كان نصفها‬ ‫مدفونا بالرمال ‪ -‬وشاهدناها وهي تحرك رؤوسها التي تشبه‬ ‫الثعابني عندما تأكل ثم ترفع رأسها لألعلى لكي تستنشق‬ ‫بعض الهواء‪.‬‬ ‫بعد نحو ‪ 45‬دقيقة من مشاهدة السالحف‪ ،‬سرت نصف ميل‬ ‫على الطريق إلى مطعم {البوينا فيدا» وهو مطعم على الشاطئ‬ ‫يعد التعريف املثالي ملطاعم الشواطئ فهو ليس به جدران أو‬ ‫سقف بل مسطح رملي مظلل بأشجار جوز الهند وشمسيات‬ ‫من القش‪ .‬طلبت طبق {سيفيش» وسالطة الجواكامول وشراب‬ ‫املارغريتا بالليمون‪.‬‬ ‫ً‬ ‫جدير بالذكر أن ريفيرا مايا تشتهر أيضا بالسنتوز وهي‬ ‫مجار مائية صغيرة تجذب الراغبني في السباحة والغطس‪.‬‬ ‫ِ‬

‫األطالل‬ ‫باإلضافة إلى الشواطئ والسنتوز‪ ،‬تشتهر منطقة الريفيرا‬ ‫مايا – واملنطقة برمتها التي تمتد حتى أميركا الوسطى ‪-‬‬ ‫بمئات من أطالل قبائل املايا‪ .‬فيمكن تخصيص رحلة كاملة‬ ‫إلى املنطقة لزيارة األط�لال في النهار وش��رب املارغريتا في‬ ‫امل �س��اء‪ .‬وق��د خ�ص�ص��ت ب�ع��ض ال��وق��ت ل��زي��ارة امل�ن�ط�ق��ة التي‬ ‫ً‬ ‫تحمل أيضا اس��م {ت��ول��وم» (ال تتجاوز رس��وم ال��دخ��ول عدة‬ ‫دوالرات)‪ .‬وتقع أطالل تولوم‪ ،‬التي تبعد عدة أميال عن املدينة‬ ‫التي تحمل نفس االسم‪ ،‬على منحدر فوق البحر كما أن لديها‬ ‫شاطئا خاصا‪ .‬عملت بنصيحة الجميع ووصلت مباشرة‬ ‫بعد االفتتاح في الساعة الثامنة‪ ،‬حيث تجنبت الزحام الشديد‬

‫وال �ط��واب �ي��ر ال �ط��وي �ل��ة‪ .‬وك��ان��ت ل ��دي ح��ري��ة‬ ‫التجول دون عجلة بني البنى الحجرية‬ ‫املبهرة التي يرجع تاريخها إلى‬ ‫م �ئ��ات ال �س �ن��وات ع�ل��ى خلفية‬ ‫من السماء الرمادية والبحر‬ ‫امل �ت�لأل��ئ ال ��ذي ي�م�ت��زج فيه‬ ‫اللونان األزرق واألخضر‪.‬‬ ‫ج ��دي ��ر ب ��ال ��ذك ��ر أن ه �ن��اك‬ ‫ً‬ ‫أي��ض��ا ال�ك�ث�ي��ر م��ن م��واق��ع‬ ‫آثار قبائل املايا التي يمكن‬ ‫اس �ت �ك �ش��اف �ه��ا ف ��ي امل�ن�ط�ق��ة‬ ‫وال�ت��ي ي�ع��د أش�ه��ره��ا شيشن‬ ‫إي �ت��زا ال�ت��ي تبعد ث�ل�اث س��اع��ات‬ ‫وتعد من عجائب الدنيا السبع‪.‬‬

‫مشاهد من أبرز املناطق السياحية في تولوم املكسيكية (غيتي)‬

‫جائع على أبواب {هارتوود}‬ ‫في الليلة التي قررت أن أتناول فيها غدائي في أشهر مطاعم‬ ‫تولوم وجدته مغلقا بسبب املطر‪ ،‬خاصة أن املطعم دون سقف‪.‬‬ ‫ولحسن الحظ‪ ،‬كانت الليلة التالية في ريفيرا مايا ليلة مثالية‬ ‫حيث كان الجو رائعا والنسيم عليال مما سمح لي بأن أحجز‬ ‫مكانا في مطعم {هارتوود}‪ .‬أنشأ زوجان من مدينة نيويورك‬ ‫املطعم الذي يجب أن تنتظر ساعتني حتى تتمكن من الحجز‬ ‫به عندما يفتح أبوابه في الثالثة عصرا‪ .‬يجب أال تتأخر عن‬ ‫الساعة الثانية والنصف حتى تحصل على حجز مبكر أما‬ ‫إذا جئت بعد الخامسة والنصف فمن املستبعد أن تجد مكانا‪.‬‬ ‫يقع املطعم على جانب الطريق الذي يحتوي على الغابات والذي‬ ‫يمر عبر تولوم‪ .‬وعلى الرغم من أن املطعم ال يقدم أفضل أنواع‬ ‫الطعام في تولوم‪ ،‬فإن شهرته جعلته يستحق الزيارة‪.‬‬ ‫يعد مطعم {هارتوود» مطعما تقليديا ساحرا بداية من عدم‬ ‫وج��ود سقف إل��ى األرض املصنوعة م��ن الحصى والنيران‬ ‫املتقدة التي يتم طهي معظم األطباق عليها نظرا لعدم وجود‬ ‫أفران أو بوتاجازات حديثة‪ .‬قائمة الطعام مكتوبة بالطباشير‬ ‫وتتضمن الكثير من أطباق السمك الطازج (أسماك السنوك‪،‬‬ ‫وامل ��اك ��ري ��ل‪ ،‬وال �ت ��ون ��ة)‪ .‬ون �ظ��را ل�ل�ك�ث�ي��ر م��ن ال �ن �ص��ائ��ح ال�ت��ي‬ ‫سمعناها‪ ،‬اخترنا سمك األخطبوط وقطعة لحم وسالطة‬ ‫الطماطم التقليدية وأفضل مخبوزات {إم��ان��داس» تناولتها‬ ‫على اإلطالق‪ ،‬حيث كان اللحم بداخلها طريا وكانت العجينة‬ ‫طازجة وشهية‪ .‬على أية حال‪ ،‬من الصعب تحديد األسباب‬ ‫التي تجعل تناول الطعام في مطعم {هارتوود» تجربة مثيرة‬ ‫ألن كل شيء فيه مثير بداية من النسيم املكسيكي العليل‬ ‫املحمل بالبخور واملوسيقى اإللكترونية ال�ت��ي تنبعث من‬ ‫السماعات والكوكتيل املثلج في يوم دافئ‪ ،‬وصوال إلى الطعام‬ ‫ال�ط��ازج إل��ى جانب ظ�لال األش�ج��ار‪.‬ج��دي��ر بالذكر أن مطعم‬ ‫هارتوود يعد تجربة خاصة ولكن هناك مطاعم أخرى عريقة‬ ‫في تولوم مثل ماتيو وأكر<‬

‫جولة الغوص والسباحة مع السالحف‬ ‫البحرية الخضراء مع مرشد‬ ‫تكلف ‪ 15‬إلى ‪ 25‬دوالرا‬

‫* خدمة ‪« :‬شيكاغو تريبيون»‬ ‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪63‬‬


‫سحر السواحل املكسيكية الرائعة‪ ..‬وتجربة السباحة مع السالحف‬

‫جولة في تولوم‪ ..‬الجانب اهلادئ من ريفييرا مايا‬ ‫تولوم‪ :‬جوش نويل *‬ ‫ألول مرة خالل رحلتي إلى املكسيك‪ ،‬لم أغادر نطاق‬ ‫مساحة ال تزيد على ميل واح��د‪.‬ول�ك��ن أليس ذلك‬ ‫ه��و م��ا يدفعنا للذهاب إل��ى املنتجعات؟ السباحة‬ ‫المتناه‪ ،‬ودفع طفلك بطوافته العائمة‬ ‫اليومية في حمام سباحة‬ ‫ِ‬ ‫في حمام سباحة آخر‪ ،‬وشرب العصائر الطازجة في حمام‬ ‫س�ب��اح��ة ث��ال��ث‪ ،‬ث��م ت�ن��اول وج�ب��ة غ��داء شهية بنهم ع�ل��ى أم��ل‬ ‫التعويض عن السير ملدة ‪ 15‬دقيقة وصوال إلى الشاطئ ذي‬ ‫الرمال البيضاء املشرف على البحر الكاريبي املتأللئ‪،‬ثم نعيد‬ ‫الكرة مرة أخرى‪.‬‬ ‫قضاء خمسة أي��ام م��ن ه��ذه املتعة الخالصة ف��ي {فيرمونت‬ ‫مايكوبا» على مقربة من {باليا ديل كارمن» كان كافيا تماما‪،‬‬ ‫ولذلك قضيت النصف الثاني من إجازتي الشتوية وأنا أحرك‬ ‫قدمي‪ ،‬فاستأجرت سيارة وانتقلت من الشاطئ إلى فندق على‬ ‫مقربة من {ت��ول��وم» لكي أستكشف واح��دة من أكثر املناطق‬ ‫ازدح��ام��ا بالسكان في املكسيك {ريفيرا مايا» وه��ي امتداد‬ ‫فاخر لساحل البحر الكاريبي يتوجه إليه الكثير من الناس‬ ‫لقضاء إجازتهم دون أن يغادروا منطقة ال تزيد على كيلومتر‬ ‫واحد‪ .‬ولكنك تحتاج في بعض األحيان إلى تحريك قدميك‪.‬‬

‫استكشاف تولوم‬ ‫ما يطلق عليه {تولوم» هو في الحقيقة منطقتان مختلفتان‬ ‫تماما‪ ،‬إحداهما ذات جو حار‪ ،‬ومجموعة من الشوارع املتربة‬ ‫تبعد ميلني عن الشاطئ‪ ،‬فيما تحتضن األخرى الساحل‪.‬‬ ‫ب ��دأت ب��امل��دي�ن��ة‪ ،‬رك�ن��ت س�ي��ارت��ي ع�ل��ى ج��ان��ب ال�ط��ري��ق وب��دأت‬ ‫السير في ضاحية تولوم التي تلتف مع الطريق السريع الذي‬

‫‪62‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫يسير بمحاذاة الشاطئ‪( .‬ال تضع في ذهنك صور السواحل‬ ‫املكسيكية ال��رائ�ع��ة التي يمكنك مشاهدتها م��ن ال�س�ي��ارة إذ‬ ‫إن الشاطئ يتم تطويره ومن ثم ال يمكنك أن ترى قطرة ماء‬ ‫واحدة من السيارة)‪.‬‬ ‫وما كان يعد منطقة نائية قبل فترة ليست بعيدة طالته يد‬ ‫الحداثة وأدخلت إليه أشياء مثل مطعم {باريتو أمور» الخالي‬ ‫من الجدران على غرار الكثير من املطاعم الساحرة في هذه‬ ‫املنطقة حيث ال يحيط باملطعم سوى سياج خشبي ومصابيح‬ ‫متدلية‪ ،‬ويقدم املطعم قائمة صغيرة من خيارات لفائف البريتو‬ ‫الشهية بما في ذلك لفائف البريتو النباتية‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من توافر بعض خيارات الوجبات الحديثة في‬ ‫مدينة تولوم – املقاهي البوهيمية ومطاعم البيتزا وغيرها‬ ‫ فإنه مكان غير ج��ذاب إلى حد كبير حيث يعج بمحطات‬‫ال �ب �ن��زي��ن‪ ،‬وال �س��وب��ر م��ارك��ت وم �ط��اع��م ال��وج �ب��ات ال�س��ري�ع��ة‬ ‫والبضائع الرخيصة املعدة للسائحني على غرار الكثير من‬ ‫األم��اك��ن األخ��رى‪ .‬وم��ن ث��م فمن األف�ض��ل أن تتجه مباشرة‬ ‫إلى الشاطئ‪.‬‬ ‫على بعد ع��دة أم�ي��ال ش��رق��ا‪ ،‬وم ��رورا بالطريق املمهد ال��ذي‬ ‫يعج بالسيارات املستأجرة‪ ،‬وس �ي��ارات األج ��رة‪ ،‬وال��دراج��ات‬ ‫واملسافرين املتجولني‪ ،‬يظهر الشاطئ في مكان مختلف تماما‬ ‫يطلق عليه {تولوم» أيضا‪.‬‬ ‫بالنسبة لتولوم هذه‪ ،‬فإنها تشبه طريقا تحتضنه األشجار‬ ‫الكثيفة‪ ،‬فعلى أح��د الجانبني ه�ن��اك غ��اب��ة كثيفة تحيط بها‬ ‫املطاعم وامل �ح��ال‪ ،‬وع�ل��ى الجانب اآلخ��ر ه�ن��اك الشاطئ ال��ذي‬ ‫يحتوي على الفنادق‪.‬‬ ‫جدير بالذكر أنه ال يوجد أي طريق للمشاة في هذا املكان مما‬ ‫يجعل الزائرين يتجولون وسط السيارات املسرعة بني املقاهي‬ ‫واملطاعم وامل�ح��ال‪ .‬بعد ذل��ك تتجول بني عصائر االسبرسو‬ ‫وال�س�م��وث��ي امل�ث�ل�ج��ة‪ ،‬وال �ف �ن��ادق ال�ص�غ�ي��رة وامل�ق��اه��ي وأم��اك��ن‬

‫استئجار الدراجات وأكواخ بيع قبعات القش‪ ،‬والرجال املمددين‬ ‫بقمصان قطنية‪ ،‬والنساء في مايوهات البكيني (معظمهم من‬ ‫األميركيني على األقل في يناير‪ /‬كانون الثاني)‪ .‬وأكثر من أي‬ ‫ش��يء‪ ،‬تتمحور تولوم ح��ول اليوغا‪ ،‬واالسترخاء مع وجود‬ ‫خيارات النهائية من دروس االسترخاء في الفنادق‪.‬‬ ‫يختفي ال�ش��اط��ئ إل��ى ح��د كبير خ�ل��ف ال�ف�ن��ادق وإن ك��ان‬ ‫م�ع�ظ�م�ه��ا ل�ح�س��ن ال �ح��ظ م��ن ال �ف �ن��ادق ال�ص�غ�ي��رة وليست‬ ‫كالفنادق اإلسمنتية الضخمة التي تمتد في شمال الساحل‪.‬‬ ‫توقفت في مطعم {ريال كوكونات» وهو مطعم مطل على‬ ‫الشاطئ ملحق بفندق {سانارا» يقدم قائمة طعام تتضمن‬ ‫وجبات مثل {هيبس أوكيل» وه��و عبارة عن كويساديال‬ ‫خالية م��ن الجلوتني وال�ح�ب��وب ومنتجات األل�ب��ان وبرجر‬ ‫نبات القنب‪ .‬اخترت مشروب سموثي النعناع بالشوكوالته‬ ‫واآليس كريم (لذيذ وإن كان في الحقيقة يخلو من األيس‬ ‫ك��ري��م)‪ ،‬م��ع خبز األف��وك��ادو (خ��ال��ي بالطبع م��ن الجلوتني)‬ ‫والذي كان مختلفا وجديدا ولذيذا كأي خبز أفوكادو آخر‪.‬‬ ‫تسلل نسيم منعش م��ن امل�ح�ي��ط امل�ت�لأل��ئ ع�ل��ى األش�خ��اص‬ ‫الجذابني من مدينة نيويورك الذين كانوا يجلسون في الباحة‬ ‫يشربون م�ش��روب��ات مثلجة خ�ض��راء ال�ل��ون‪ .‬بعدما تناولت‬ ‫خبز األفوكادو‪ ،‬خرجت للسير على الشاطئ األبيض املمتد‬ ‫وملحت الفتة تعلن عن موعد درس يوجا في الساعة التاسعة‪.‬‬ ‫والتكلفة؟ {تبرع بما تحب}‪.‬‬

‫أجل‪ .‬هذه هي تولوم‪.‬‬ ‫جدير بالذكر أن هذا الجانب من الساحل به ما هو أهم من‬ ‫{كانكون» و{باليا ديل كارمني}‪ ،‬فهناك مدن صغيرة تستحق‬ ‫الزيارة مثل بورتو موريلوس وبوريتو أفنتوراس وأكومال‪.‬‬


‫وقد سمعت املحكمة أن الطرد األول الذي تم‬ ‫إرساله إلى مجلس «إيبنج فورست» فتحته‬ ‫جولي ترنر التي وج��دت به رسائل مكتوبة‬ ‫تؤكد معاناة من يفتح الطرد من صعوبة في‬ ‫التنفس‪.‬‬ ‫وقالت املدعي العام لني شيرلي‪« :‬عندما رأت‬ ‫الكلمات املتعلقة بصعوبة في التنفس بدأت‬ ‫تشعر بالذعر‪ ،‬ثم ذهبت إلى الحمام وبدأت‬ ‫تدعك يديها وذراعيها‪ .‬وكانت مرعوبة وال‬ ‫تعلم ما الذي تعرضت له بالضبط»‪.‬‬ ‫وبعد ذلك تم االتصال بالشرطة‪ ،‬كما فتح‬ ‫العاملون باملجلس تحقيقا والحظوا تشابها‬ ‫في خط الرسائل التي كان يتم إرسالها طوال‬ ‫ثمانية عشر شهرا‪ .‬كما تم العثور على بطاقة‬ ‫طبيب عيون كان يقيم في منزل فريد بداخل‬ ‫إح��دى الرسائل وتمت مقارنة الكتابة عليه‬ ‫بتلك املوجودة على أوراق فريد‪.‬‬ ‫وفيما خرجت بكفالة‪ ،‬أسرعت بإرسال طرد‬ ‫آخر إلى مجلس العموم موجه إليان دونكان‬ ‫س �م �ي��ث ف ��ي ي��ول �ي��و ال� �ت ��ال ��ي‪ .‬وك � ��ان ال �ظ��رف‬ ‫يحتوي أيضا على السكر‪ ،‬ورسالة ومقال من‬ ‫صحيفة «الدايلي ميل» تصور القائد السابق‬ ‫للمعارضة ولكن هيئة البريد املسؤولة عن‬ ‫م��راق �ب��ة ك��اف��ة ال��رس��ائ��ل ال �ق��ادم��ة تمكنت من‬ ‫اعتراض الطرد‪.‬‬ ‫وق��د التمست س�ي��ارا ماكلفوج اإلف ��راج عن‬ ‫فريد بحجة خوفها من «املوت في السجن»‪،‬‬ ‫م�ض�ي�ف��ة‪« :‬إن �ه��ا ت�ع��ي ت�م��ام��ا أن إرس� ��ال مثل‬ ‫هذه الرسائل والطرود يمكنه أن يتسبب في‬ ‫ق��در كبير من القلق للموظفني في املجلس‪،‬‬ ‫وم �ج �ل��س ال� �ع� �م ��وم وه� �ي� �ئ ��ات ال� �ب ��ري ��د ال �ت��ي‬ ‫تفتحها»‪.‬‬ ‫وأضافت‪« :‬كما أنها تدرك أنه بغض النظر‬ ‫ع��ن امل �ظ��ال��م ال�س�ي��اس�ي��ة واح �ت �ج��اج �ه��ا على‬ ‫مجلس إيبنج فورست وغيره من الهيئات‪،‬‬ ‫يجب أال ترسل خطابات من هذا النوع»‪.‬‬ ‫وخ�ت��ام��ا أع��رب��ت م��اك�ل�ف��وج ع��ن «م�خ��اوف�ه��ا‬ ‫العميقة من صعوبة التكيف في السجن أخذا‬ ‫ف��ي االع�ت�ب��ار املشاكل الصحية ال�ت��ي تعاني‬ ‫منها والتي منعتها من قبل من املثول أمام‬ ‫املحكمة»‪.‬‬ ‫وم� ��ن ج �ه��ة أخ � ��رى‪ ،‬ك� ��ان دي �ف �ي��د رادف � ��ورد‬ ‫قد أخبر فريد‪« :‬أخشى أنني توصلت إلى‬ ‫استنتاج مفاده أنه رغم أن عمرك يصل إلى‬ ‫‪ 81‬عاما وأن��ك تعانني من مشكالت صحية‬ ‫فإنني ال أستطيع أن أكرر ما حدث في ‪2006‬‬ ‫عندما حصلت على عقوبة مع وقف التنفيذ‬ ‫إث��ر م�م��ارس��ة س�ل��وك م�م��اث��ل‪ ..‬وم��ن منطلق‬ ‫ال��رح �م��ة‪ ،‬ون �ظ��را الع �ت �ب��ارات س �ن��ك‪ ،‬س��وف‬ ‫أحرص على أن تكون العقوبة قصيرة بقدر‬ ‫اإلم �ك ��ان‪ .‬وذل ��ك ح�ي��ث ي�ق�ض��ي واج �ب��ي رغ��م‬ ‫اعتبار السن أن أحكم عليك بالحبس على‬ ‫الفور‪ .‬وإن كان ال يسعدني على اإلطالق أن‬ ‫أفعل ذلك» <‬

‫احتجزتهما أمهما رهينتني‏‬

‫العثور على فتاتني على قيد الحياة‬ ‫بعد اختفائهما ‪ 11‬شهرا‬

‫نيويورك‪ :‬وفقا لشرطة نيويورك‪ ،‬تم اإلبالغ‬ ‫عن اختفاء كيلي فورتنر وشالني فتش فورتنر‬ ‫في عام ‪ .2015‬وأف��ادت السلطات بأن الفتاتني‬ ‫أختان وكانتا تعيشان مع أسرة بالتبني قبل اختفائهما‪.‬‬ ‫وبعد ذل��ك بشهور‪ ،‬ت��م العثور على الفتاتني بمنزل في‬ ‫«فستال» بنيويورك‪ .‬في البداية‪ ،‬كانت السلطات تعتقد‬ ‫أن ك��اي�ل��ي ف��ورت��ر وش��ال�ين ف�ت��ش ف��ورت�ن��ر ال�ل�ت�ين تبلغان‬ ‫حاليا‪ .16 ،‬و‪ 14‬عاما قد فرتا من األس��رة التي تبنتهما‬ ‫في «بنجامبتون» بنيويورك عندما اختفتا في ‪ 27‬أبريل‬ ‫(نيسان) ‪ 2015‬وهما في طريق العودة من املدرسة‪.‬‬ ‫وكانت الشرطة قد تلقت مكاملة هاتفية خاصة قادتها‬ ‫الكتشاف أن الفتاتني تحتجزهما ام��رأة تبلغ من العمر‬ ‫‪ 29‬ع��ام��ا وت��دع��ى أم��ان��دا ه�ل�م��ان ب�م�ن��زل ف��ي «فيستال»‬ ‫بنيويورك‪ ،‬يقع على بعد ‪ 10‬أميال من املدرسة التي كانا‬ ‫يذهبان إليها‪ .‬تم توجيه تهمة الخطف من الدرجة الثانية‬ ‫لهيلمان‪ ،‬كما تم اعتقال األم الحقيقية للفتاتني التي تدعى‬ ‫سيندي فورتنر (‪ 36‬عاما)‪ ،‬وتوجيه تهمة الخطف من‬ ‫الدرجة الثانية لها‪.‬‬ ‫وتفيد التقارير بأن أم الفتاتني وهلمان تعاونتا معا لخطف‬ ‫الفتاتني من منزل األسرة التي تبنتهما وأن فورتنر قدمت‬ ‫معلومات زائفة خالل تحقيقات الشرطة التي استمرت‬ ‫‪ 11‬شهرا وأدت إلى اكتشاف مكان الفتاتني لكي تتجنب‬ ‫اكتشافهما‪.‬‬ ‫ووف�ق��ا للعريضة الجنائية‪ ،‬ت��واج��ه هلمان تهمة خطف‬ ‫الفتاتني وهما في طريقهما إل��ى امل��درس��ة واحتجازهما‬ ‫ض��د إرادت�ه�م��ا مل��دة ‪ 11‬ش�ه��را‪ ،‬ب��اإلض��اف��ة إل��ى اتخاذها‬

‫«عدة إجراءات ملنع الشرطة من إعادة الفتاتني ألسرتهما‬ ‫بالتبني»‪.‬‬ ‫وال يستطيع املحققون أن يفصحوا عن نوع املعاملة التي‬ ‫واجهتها الفتاتان في األسر وما منعهما من الرحيل‪ ،‬وال‬ ‫يستطيعون التعليق على دوافع هيلمان‪.‬‬ ‫فيقول املحامي ستيف كورنويل محامي مقاطعة بروم‪:‬‬ ‫«في أبريل املاضي‪ ،‬ذهبت الفتاتان إلى املدرسة ولم تعودا‬ ‫إلى املنزل‪ .‬واليوم يمكننا أن نؤكد للجميع أن الفتاتني‬ ‫بخير»‪ .‬ورغ��م أن املحققني ل��م يعلنوا تفاصيل التهم‬ ‫املوجهة ألم الفتاتني‪ ،‬أخبر كورنويل الصحافيني خارج‬ ‫قاعة املحكمة بأنها متهمة بـ«املساعدة والتحريض»‪.‬‬ ‫وأض � ��اف‪« :‬رت �ب��ت س�ي�ن��دي ف��ورت �ن��ر وأم ��ان ��دا هيلمان‬ ‫اختطاف الفتاتني وعدم إعادتهما إلى منزل أسرتهما‬ ‫بالتبني»‪.‬‬ ‫أج�ه�ش��ت ف��ورت�ن��ر ب��ال�ب�ك��اء ع�ن��دم��ا ق��ادت�ه��ا ال�ش��رط��ة إل��ى‬ ‫املحكمة‪ ،‬وق�ض��ت ببقائها ف��ي الحجز وع��دم خروجها‬ ‫بكفالة‪ .‬ول��م يتضح بعد م��ا إذا ك��ان هناك م�ح� ٍ�ام يمكنه‬ ‫الحديث نيابة عنها أم ال‪.‬‬ ‫ومن جهته‪ ،‬أثنى كورنويل على عمل املحققني الذين عثروا‬ ‫على الفتاتني‪ ،‬مؤكدا استجواب أكثر من ‪ 50‬شاهدا في‬ ‫القضية‪ .‬فيقول كورنويل‪« :‬رغم أن الناس عادت الستئناف‬ ‫حياتها الطبيعية في أبريل املاضي‪ ،‬استمرت الشرطة في‬ ‫البحث كل يوم وملدة ‪ 11‬شهرا‪ .‬وكان التحقيق مكثفا‪ ،‬كما‬ ‫لم يتم أبدأ التوقف عن البحث عن الفتاتني»‪ .‬جدير بالذكر‬ ‫أن الفتاتني تم إيداعهما حاليا تحت رعاية خدمات رعاية‬ ‫الطفل التابعة للمقاطعة <‬ ‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪61‬‬ ‫‪65‬‬


‫توني بلير‬

‫املتقاعدة البريطانية شيرلي فريد‬

‫هددت رئيس الوزراء األسبق توني بلير بالجمرة الخبيثة‬

‫سجن مسنة أثارت الذعر في مجلس العموم البريطاني‬ ‫لندن‪ :‬مينا الدروبي‬ ‫ص��در حكم بالسجن على املتقاعدة‬ ‫البريطانية شيرلي فريد (‪ 81‬عاما)‪،‬‬ ‫التي أرسلت من قبل ط��رد أنثراكس‬ ‫مزيفا إلى رئيس الوزراء السابق توني بلير‪،‬‬ ‫ملدة ‪ 15‬شهرا بعدما تسببت في إثارة الذعر‬ ‫ب��إرس��ال �ه��ا ظ��رف��ا ي �ح �ت��وي ع �ل��ى ال �س �ك��ر إل��ى‬ ‫مجلس العموم‪.‬‬ ‫أرسلت فريد طرودا إلى أسرة بلير في الفترة‬ ‫ب�ين ‪ 2004‬و‪ ،2006‬كما أرس�ل��ت م��واد مزيفة‬ ‫ل�س�ي��اس�ي�ين آخ ��ري ��ن؛ ح �ي��ث أرس �ل��ت ال��دق�ي��ق‬ ‫ل �غ ��وردن ب� ��راون (رئ �ي��س ال� � ��وزراء ال �س��اب��ق)‪،‬‬ ‫وأرسلت رسالة تحتوي على مواد ملينة إلى‬ ‫ديفيد بالنكيت وزير الداخلية السابق‪ .‬وقالت‬ ‫ف��ري��د ف��ي رس��ال��ة أرسلتها إل��ى بلير‪« :‬دع��وه‬ ‫يجرب العيش في العالم الرهيب الذي خلقه»‪،‬‬

‫‪60‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫وفي رسالة أخرى كتبت فريد‪« :‬هذه املرة كان‬ ‫امللح‪ ،‬في املرة القادمة سيكون األنثراكس»‪.‬‬ ‫وك��ان��ت م�ح�ك�م��ة ل��وي��س ك� ��راون ق��د أطلقت‬ ‫سراحها بعدما عوقبت بالحبس ‪ 51‬أسبوعا‬ ‫م ��ع وق� ��ف ال �ت �ن �ف �ي��ذ ون �ع �ت �ت �ه��ا ال �ق��اض �ي��ة آن‬ ‫رافرتري بأنها «شريرة» و«مزعجة»‪.‬‬ ‫ولكن املتقاعدة أث��ارت حالة ذعر أخرى في‬ ‫‪ 15‬يوليو (تموز) عندما أرسلت طردا يحتوي‬ ‫على السكر إلى مجلس العموم بغرض إثارة‬ ‫ال �ه �ل��ع وك� ��ان ال �ط��رد ي�ح�م��ل خ �ط��اب��ا م��وج�ه��ا‬ ‫ل��دون �ك��ان س�م�ي��ث وزي ��ر ال�ع�م��ل وامل �ع��اش��ات‪،‬‬ ‫الذي استقال مؤخرا‪ ،‬تقول فريد فيه‪« :‬إنها‬ ‫بلد املعاناة واأللم والعذاب غير املحتمل الذي‬ ‫يتجاوز أي شيء آخر في هذا العالم‪ .‬ال يوجد‬ ‫فناء‪ ،‬وال يوجد تناسخ وال يوجد مفر»‪.‬‬ ‫وتم إرسال طرد مشابه إلى مكتب «مجلس‬ ‫إيبنج ف��ورس��ت» في سبتمبر (أي�ل��ول) ‪2014‬‬

‫فيما كانت فريد قد خرجت من السجن بكفالة‪.‬‬ ‫ويقول دي��ن ه��اي��دون رئيس شرطة مكافحة‬ ‫اإلره� ��اب ب�م�ت��روب��ول�ي�ت��ان‪« :‬رغ ��م أن��ه ل��م يكن‬ ‫هناك أي خطر‪ ،‬كانت أفعال فريد تستهدف‬ ‫إثارة الذعر ومن الصواب أن يتم احتجازها‬ ‫جراء تلك األفعال»‪.‬‬ ‫ورغم اتخاذ اإلج��راءات الحمائية‪ ،‬فإن ذلك‬ ‫الطرد املزيف كان له تأثير مزعج على املرأة‬ ‫التي فتحته والتي عانت من ألم بالصدر ثم‬ ‫انهارت في البكاء بعد تلك األزمة‪.‬‬ ‫وق��د اع�ت��رف��ت ف��ري��د ب��اث�ن�ين م��ن االت�ه��ام��ات‬ ‫امل��وج �ه��ة ل �ه��ا ب ��إرس� ��ال م � ��واد خ �ط ��رة زائ �ف��ة‬ ‫وأخ�ب��رت القاضي في آخ��ر مثول لها أمامه‪:‬‬ ‫«ال أتذكرها‪ ،‬ولكن إن قالوا إنني فعلت فقد‬ ‫فعلت»‪.‬‬ ‫ج��دي��ر ب��ال��ذك��ر أن أق�ص��ى ع�ق��وب��ة ع�ل��ى ه��ذه‬ ‫االتهامات تصل إلى السجن ملدة ‪ 14‬عاما‪.‬‬


‫مجلة العرب الدولية‬ ‫شهرية سياسية‬

‫تأسست في لندن عام ‪1980‬‬

‫‪www.majalla.com‬‬

‫اشرتك اآلن‬ ‫واحصل على‬ ‫نسختك الورقية‬

‫مؤلفا السيرة الذاتية‬ ‫للمرشح الجمهوري‪ :‬ترامب‬ ‫مصاب بجنون العظمة‬

‫«بيوت العفة»‪..‬‬ ‫فوضى جنسية‬ ‫في دولة املاللي‬

‫مستقبل والية الفقيه بعد خامنئي‬ ‫آثار مدمرة لالنخفاض الديموغرافي على االقتصاد العاملي‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫شهرية سياسية‬

‫مقارنة بالعام املاضي‪ ..‬تراجع‬ ‫اإلنتاج الدرامي املصري لرمضان‬ ‫‪ 2016‬إلى النصف‬

‫تأسست يف لندن عام ‪1980‬‬

‫مراكز أبحاث أمريكية‪ :‬تصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية ‪ ..‬قرار تأخر ثالثة عقود‬

‫سقوط «دمية» إيران‬

‫‪04‬‬

‫‪ISSN 1319-0873‬‬

‫‪9 771319 087013‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫فورن أفيرز‪ /‬أيار‪ /‬مايو ‪57 - 2014‬‬

‫‪Issue 1618 - April 2016‬‬

‫‪2016‬‬ ‫‪1618‬‬ ‫العدد‬ ‫(نيسان)‪2015‬‬ ‫إبريل(يوليو)‬ ‫(يونيو)‬ ‫(مايو)‬ ‫أيار‪--‬‬ ‫تموز‬ ‫حزيران‬ ‫‪1607‬‬ ‫‪1609‬‬ ‫‪1608‬‬ ‫العدد‬ ‫العدد‬ ‫العدد‬

‫‪59‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪51‬‬


‫‪58‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫وفقا لتوقعات األمم‬ ‫املتحدة‪ ،‬سوف يتزايد‬ ‫عدد السكان من ‪ 7.3‬مليار‬ ‫حاليا إلى ‪ 9.7‬مليار‬ ‫بحلول عام ‪2050‬‬

‫‪,,‬‬

‫في ‪ 1996‬إلى ‪ 70‬في املائة في الوقت الحالي‪ .‬وفي األماكن‬ ‫التي ينخفض فيها معدل الخصوبة إلى أقل من معدل ‪،2.1‬‬ ‫تزايد عدد الحكومات التي تحاول دعم فترة األمومة في إطار‬ ‫مساعيها لتشجيع النساء على إنجاب أكثر من طفلني‪ .‬ففي‬ ‫بعض البلدان مثل تشيلي وفرنسا‪ ،‬تزايد ه��ذا الدعم حتى‬ ‫وص��ل إل��ى الطفل الثالث وال��راب��ع وال�خ��ام��س‪ .‬ولكن ع��ددا من‬ ‫البلدان التي ابتكرت هذا البرنامج مثل كندا في ‪ 1988‬وأستراليا‬ ‫في العقد األخير اكتشفت أن لهذه السياسات تأثير محدود‬ ‫ومن ثم تراجعت عنها‪.‬‬ ‫وتستهدف املجموعة الثانية من االستراتيجيات جذب املزيد‬ ‫من البالغني إلى سوق العمل بما في ذلك العجائز واألجانب‬ ‫والنساء‪ .‬ففي عام ‪ ،2007‬رفعت أملانيا عمر التقاعد من ‪ 65‬إلى‬ ‫‪ .67‬ومنذ ذلك الوقت‪ ،‬حذت البلدان األوروبية األخرى حذوها‪،‬‬ ‫وعزت بعض الدول رفعها لسن التقاعد إلى ارتفاع متوسط‬ ‫ع�م��ر اإلن �س��ان‪ .‬وع�ل��ى ن�ف��س ال�ن�ح��و‪ ،‬وق�ب��ل ظ�ه��ور ال�ح��رك��ات‬ ‫املقاومة للهجرة في أوروبا والواليات املتحدة في ‪ ،2015‬كانت‬ ‫املنافسة لجذب العمال األج��ان��ب على أش��ده��ا‪ .‬فوفقا لألمم‬ ‫املتحدة‪ ،‬وفي عام ‪ ،2010‬لم تعلن سوى ‪ 10‬بلدان فقط عن‬ ‫خططها لزيادة عدد السكان عبر الهجرة‪ ،‬وبحلول عام ‪،2013‬‬ ‫أعلنت ‪ 22‬دولة عن خطط لزيادة السكان عبر الهجرة‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬هناك جهود مستمرة لزيادة معدل مشاركة‬ ‫املرأة في سوق العمل وهو املعدل الذي كان قد أصبح ثابتا عند‬ ‫‪ 57‬في املائة على مستوى العالم بعد ‪ 1990‬قبل أن ينخفض‬ ‫إلى ‪ 55‬في املائة خالل العقد الحالي‪ .‬ووفقا ملنظمة التعاون‬ ‫االقتصادي والتنمية‪ ،‬فإذا ما حدت الدول األعضاء من الفجوة‬ ‫في مشاركة الجنسني في سوق العمل‪ ،‬سوف يرتفع الناتج‬ ‫املحلي اإلجمالي بنحو ‪ 12‬في املائة خالل السنوات الخمس‬ ‫عشرة التالية‪ .‬ووفقا للمنظمة فإن الدول التي ستصبح أكثر‬

‫‪,,‬‬

‫استفادة من مشاركة املرأة هي تلك التي كانت مشاركة املرأة‬ ‫بها ضعيفة مثل إيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية‪ .‬ويبدو‬ ‫أن اليابان قد فهمت الرسالة‪ ،‬فقد أقر رئيس الوزراء الياباني‪،‬‬ ‫شينزو آبي‪ ،‬منذ وصوله إلى السلطة في ‪ ،2012‬بالدور الذي‬ ‫يمكن أن تلعبه امل ��رأة ف��ي إص�ل�اح مشكلة ال�ب�لاد الشائخة‪،‬‬ ‫ووضع خطة {اقتصادات املرأة» ‪ -‬وهي عبارة عن سلسلة من‬ ‫السياسات التي تستهدف دف��ع الشركات لتعيني املزيد من‬ ‫النساء – كجزء محوري من خطته إلحياء االقتصاد‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ال تستطيع أي من هذه االستراتيجيات أن تدفع ما‬ ‫يكفي من البالغني إلى سوق العمل للتعويض تماما عن تراجع‬ ‫السكان في سن العمل‪.‬‬ ‫فعلى سبيل املثال‪ ،‬أثبتت فكرة جذب املهاجرين أنها فكرة‬ ‫غير عملية إلى حد بعيد‪ .‬فمن بني األسباب التي دفعت أملانيا‬ ‫إلى قبول نحو مليون الجئ في عام ‪ 2015‬كان إقرار قادتها‬ ‫بالحاجة االقتصادية إلى ضخ دماء جديدة في هذا املجتمع‬

‫أعضاء منظمة اإلغاثة اإلنسانية التركية‬ ‫تقوم بتوزيع مساعدات إنسانية للسوريني‪،‬‬ ‫الذين فروا من القصف في حلب فبراير‬ ‫املاضي إلى الحدود التركية السورية قرب‬ ‫بلدة عزاز السورية (غيتي)‬

‫الشائخ ولكن حتى واضعو هذه السياسة املثيرة للجدل أقروا‬ ‫ب��أن البالد ال تستطيع قبول ه��ذا العدد الكبير من القادمني‬ ‫الجدد بشكل دوري‪( .‬ملواجهة االنخفاض املتوقع في عدد‬ ‫السكان في سن العمل حتى عام ‪ ،2030‬يجب على أملانيا أن‬ ‫تقبل نحو ‪ 1.5‬مليون مهاجر سنويا)‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى أن محاولة جذب العمالة املهاجرة خاصة‬ ‫العمالة املاهرة تعد لعبة خاسرة وال تمثل استراتيجية‬ ‫فعالة على املستوى العاملي‪ .‬فكل ما تستطيع الحكومات‬ ‫أن تفعله هو أن تخفف تأثير تراجع عدد السكان وليس‬ ‫حل املشكلة‪ .‬فعلى الرغم من أنه في عالم به عدد أقل من‬ ‫الشباب‪ ،‬سيصبح من الصعب تحقيق نمو اقتصادي‪،‬‬ ‫ف��رب�م��ا ع�ل��ى األق ��ل ت�ت��راج��ع م �خ��اوف امل�ت�ش��ائ�م�ين‪ ،‬ويقل‬ ‫ال�ت�ع��ام��ل م��ع امل�ه��اج��ري��ن ب��اع�ت�ب��اره��م وح��وش��ا وي�ت��راج��ع‬ ‫كابوس عجز العالم عن إطعام نفسه‪ .‬وباملثل‪ ،‬يمكن أن‬ ‫يتضح أن املخاوف املتعلقة ب��أن تسرق أجهزة اإلنسان‬ ‫اآللي وظائف اإلنسان خالية من الحقيقة‪ ،‬وذلك إذ إن الثورة‬ ‫اآللية ما زالت في بدايتها ومن املحتمل أن يصل اإلنسان‬ ‫اآللي في الوقت املناسب للحد من خطورة مشكلة تناقص‬ ‫ع��دد السكان‪ .‬ف��إذا تقلصت صفوف الطبقة العاملة بني‬ ‫البشر‪ ،‬يمكن ل�لآالت الذكية أن تقوم بالعمل ال��ذي كانوا‬ ‫سيقومون ب��ه‪ .‬وم��ع ذل��ك‪ ،‬فمن الصعب أن نتنبأ بكيف‬ ‫سيستطيع االقتصاد العاملي أن يجد عماال ج��ددا لكي‬ ‫ينمو في املستقبل بنفس السرعة التي كان ينمو بها في‬ ‫املاضي القريب<‬ ‫* رئيس األسواق الناشئة واقتصادات املاكرو العاملية في‬ ‫{مورغان ستانلي} إلدارة االستثمارات ومؤلف الكتاب‬ ‫الذي سينشر قريبا {نشأة األمم وسقوطها‪ :‬قوى التغيير‬ ‫في عالم ما بعد األزمة}‬


‫انخفاض نقطة واحدة‬ ‫مئوية في معدل النمو‬ ‫السكاني يسفر عن تراجع‬ ‫معدل النمو االقتصادي‬ ‫بنحو نقطة مئوية‬

‫‪,,‬‬

‫املعجزات االقتصادية‪ .‬وهذه الصلة كانت جلية في العشرات‬ ‫م��ن ال�ح��االت ب��داي��ة م��ن ال�ب��رازي��ل ف��ي الستينات والسبعينات‬ ‫وصوال إلى ماليزيا في الستينات وحتى التسعينات‪.‬‬ ‫ولكن في ما يتعلق بإلى أي حد يجب أن تنمو طبقة القوى‬ ‫العاملة حتى تزيد احتمالية حدوث ازده��ار اقتصادي‪ ،‬يبدو‬ ‫أن نسبة ‪ 2‬ف��ي امل��ائ��ة سنويا نسبة ج�ي��دة‪ .‬ففي ثالثة أرب��اع‬ ‫ال�ح��االت ال�ت��ي يبلغ ع��دده��ا ‪ 56‬ح��ال��ة‪ ،‬ك��ان��ت فئة السكان في‬ ‫سن العمل تنمو بسرعة أكبر من ه��ذا املتوسط خ�لال فترة‬ ‫االزدهار االقتصادي‪ .‬وهو ما يعني أن الدولة من املستبعد أن‬ ‫تشهد ازده��ارا ملدة عقد كامل إذا كان عدد السكان في سن‬ ‫العمل بها ينمو أبطأ من معدل ‪ 2‬في املائة سنويا‪ .‬ولألسف‪،‬‬ ‫ينتمي معظم العالم حاليا إل��ى ه��ذه الفئة‪ .‬ففي الثمانينات‪،‬‬ ‫كان ‪ 17‬من بني أكبر عشرين اقتصادا على مستوى العالم‬ ‫ل��دي��ه م�ع��دل نمو ل�ع��دد ال�س�ك��ان ف��ي س��ن العمل ي��زي��د على ‪2‬‬ ‫في املائة‪ .‬وخالل العقد الحالي‪ ،‬وعلى النقيض‪ ،‬لم يكن هناك‬ ‫سوى دولتني فقط لديهما هذا املعدل وهما نيجيريا واململكة‬ ‫العربية السعودية‪ .‬والخالصة هي أنه إذا ما كان لدى العالم عدد‬ ‫أقل من السكان في سن العمل فسوف تقل فرص أن يشهد‬ ‫معجزات اقتصادية‪.‬‬ ‫وبالطبع‪ ،‬ال يتطلب دائما االزده��ار االقتصادي تزايدا كبيرا‬ ‫في عدد السكان‪ :‬ففي ربع الحاالت‪ ،‬تمكنت الدول من تحقيق‬ ‫معدالت نمو اقتصادي قوية ولفترات طويلة دون أن تحقق‬ ‫ن�س�ب��ة ‪ 2‬ف��ي امل��ائ��ة ل�ل�ن�م��و ال �س �ك��ان��ي‪ .‬ول �ك��ن ع� ��ددا م��ن ه��ذه‬

‫‪,,‬‬

‫البلدان كان من الدول الثرية بالفعل مثل تشيلي وآيرلندا في‬ ‫التسعينات حيث تمكنت تلك ال��دول عبر إج��راء إصالحات‬ ‫وض��خ اس�ت�ث�م��ارات ج��دي��دة م��ن زي ��ادة اإلن�ت��اج�ي��ة وت�ع��وي��ض‬ ‫انخفاض معدل النمو السكاني‪ .‬فيما شهدت بعض البلدان‬ ‫األخرى عودة إلى الهدوء االقتصادي خالل فترة إعادة اإلعمار‬ ‫مثل اليابان والبرتغال وإسبانيا في الستينات‪ .‬وينطبق الحال‬ ‫على روسيا بعد عقد من سقوط االتحاد السوفياتي باإلضافة‬ ‫إلى الدعم الذي قدمه ارتفاع أسعار البترول‪ .‬واليوم‪ ،‬ال توجد‬ ‫دول��ة يمكنها أن تتوقع ازده��ارا مشابها‪ ،‬خصوصا في ظل‬ ‫انخفاض أسعار البضائع وتزايد االضطرابات السياسية‪ .‬ومن‬

‫أمهات ومواليدهن في قسم الوالدة‬ ‫بمستشفى خوسيه بمانيال عاصمة الفلبني‬ ‫التي تعاني الفقر ‪ .‬ويتناول املستشفى‬ ‫متوسط ‪ 100‬حالة والدة يوميا (غيتي)‬

‫ثم تتراجع احتمالية تحقيق ازدهار اقتصادي في غياب نمو‬ ‫سكاني قوي‪ ،‬فحتى في الكثير من أنحاء العالم النامي‪ ،‬يتباطأ‬ ‫معدل النمو السكاني‪ .‬فخالل السنوات الخمس القادمة‪ ،‬من‬ ‫املرجح أن يتراجع معدل نمو السكان في سن العمل إلى أقل‬ ‫من ‪ 2‬في املائة في معظم االقتصادات الناشئة‪ .‬ففي البرازيل‪،‬‬ ‫والهند‪ ،‬وإندونيسيا‪ ،‬واملكسيك‪ ،‬من املتوقع أن ينخفض إلى‬ ‫‪ 1.5‬في املائة أو أقل‪ .‬وفي الصني‪ ،‬وبولندا‪ ،‬وروسيا وتايالند‪،‬‬ ‫من املتوقع أن يتقلص عدد السكان في سن العمل أيضا‪.‬‬

‫قبول األمر املحتوم‬ ‫بدأت الحكومات مقاومة التباطؤ في عدد السكان عبر وضع‬ ‫استراتيجيات ملواجهة انخفاض معدالت الخصوبة‪ .‬فوفقا‬ ‫لألمم املتحدة‪ ،‬انخفضت حصة الدول النامية التي كانت لديها‬ ‫سياسات صارمة للحد من النسل‪ ،‬بعدما ت��زاي��دت إل��ى حد‬ ‫كبير في السبعينات والثمانينات‪ ،‬حتى وصلت إلى ‪ 60‬في‬ ‫املائة في أواسط التسعينات‪ .‬وأخيرا‪ ،‬غيرت بعض كبرى الدول‬ ‫النامية مسارها خاصة الصني التي أنهت سياسة الطفل الواحد‬ ‫خالل العام املاضي‪.‬‬ ‫وفي الوقت نفسه‪ ،‬ارتفعت حصة الدول املتقدمة التي نفذت ما‬ ‫يعرف باسم سياسة مكافآت األطفال وغيرها من السياسات‬ ‫التي تعمل على تعزيز معدالت الخصوبة من نحو ‪ 30‬في املائة‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪57‬‬


‫في جميع أنحاء العالم‪ ،‬لم يتمكن النمو االقتصادي من العودة إلى املعدل الذي كان عليه قبل الركود العظيم‪ .‬وطرح‬ ‫رجال االقتصاد عددا من النظريات عن السبب وراء بطء هذا التعافي طوال فترة ما بعد الحرب‪ ،‬عزا بعضها ذلك التباطؤ‬ ‫إلى املديونيات الكبرى وتنامي الفجوة في األجور والحذر املتزايد الناجم عن أزمة الدين األصلية‪.‬‬

‫تداعيات سلبية لسياسات تنظيم النسل املتشددة التي تبنتها الدول املتقدمة في السبعينات‬

‫آثار مدمرة لالنخفاض الديموغرافي على االقتصاد العاملي‬

‫الخصوبة وجذب املزيد من البالغني إلى سوق العمل – بعضها‬ ‫نيويورك‪ :‬روشير شارما *‬ ‫يفعل ذلك بالفعل ‪ -‬فإن هذه اإلجراءات غير املكتملة ال يمكنها‬ ‫سوى موازنة تأثير العوامل األخ��رى املؤثرة في األزم��ة‪ .‬ومن‬ ‫على الرغم من أن كل تفسير من هذه التفسيرات ثم يجب أن يستعد العالم إلى تباطؤ معدل النمو يتخلله عدد‬ ‫يحمل جانبا من الحقيقة‪ ،‬أغفل الخبراء إل��ى حد محدود من االنفراجات االقتصادية‪.‬‬ ‫كبير ما يمكن أن يكون العامل األكثر أهمية أال وهو‬ ‫التباطؤ العاملي لنمو القوى العاملة‪.‬‬ ‫املشهد السكاني‬ ‫وتعد إحدى طرق حساب معدل النمو العاملي املحتمل إضافة‬ ‫املعدل ال��ذي تزيد به القوى العاملة إلى املعدل ال��ذي ترتفع به وفقا لتوقعات األمم املتحدة‪ ،‬سوف يتزايد عدد السكان من‬ ‫اإلنتاجية‪ .‬فمنذ ع��ام ‪ ،1960‬كانت ال��زي��ادة في كال العاملني ‪ 7.3‬مليار اليوم إلى ‪ 9.7‬مليار بحلول عام ‪ .2050‬وقد دق هذا‬ ‫تساهم بالتساوي ف��ي النمو االق�ت�ص��ادي املحتمل‪ .‬وخ�لال التوقع الكثير من أجراس اإلن��ذار‪ :‬حيث يخشى املالتوسيون‬ ‫العقد األخير‪ ،‬كان من الواضح أن الزيادة في كال العاملني قد الجدد أال تستطيع اإلنتاجية الزراعية تلبية احتياجات كافة هذه‬ ‫استقرت‪ .‬ولكن الفارق الرئيسي بني هذين العاملني يكمن في األفواه املفتوحة فيما يخشى أنصار الحركة الالضية الجديدة‬ ‫وجود جدل حول ما إذا كان تراجع نمو اإلنتاجية حقيقيا أم ال‪ .‬أن يترك وص��ول العالم إل��ى عصر اإلن�س��ان اآلل��ي ه��ذا العدد‬ ‫فقد فشلت معايير قياس اإلنتاجية في رصد ما تم توفيره من الكبير من السكان دون فرصة عمل‪ ،‬فيما يحذر املناهضون‬ ‫األموال والوقت إثر التكنولوجيا الجديدة من اتصاالت اإلنترنت للهجرة في الغرب من شبح تزايد موجة ما أطلق عليه أحد‬ ‫السريعة إلى الذكاء االصطناعي‪ .‬ولكن من الصعب أن ننكر الوزراء البريطانيني‪{ :‬مهاجرون يائسون ينهبون كل شيء}‪.‬‬ ‫أن نمو حجم القوى العاملة – والذي يتأثر أساسا بالزيادة في ولكن كافة هذه املخاوف ليست في محلها‪ .‬فعلى الرغم من‬ ‫عدد األشخاص في سن العمل الذين تتراوح أعمارهم بني ‪ 15‬أن الزيادة التي قدرها ‪ 2.4‬مليار تبدو وكأنها عدد كبير من‬ ‫و‪ - 64‬تراجع في جميع أنحاء العالم‪.‬‬ ‫السكان سوف ينضم للكوكب بحلول عام ‪ ،2050‬فإن الرقم‬ ‫ي��أخ��ذ ف��ي اع�ت�ب��اره التباطؤ الكبير ف��ي م�ع��دل نمو السكان‪،‬‬ ‫انخفاض يرجع إلى حد كبير إلى تناقص عدد السكان في‬ ‫عواقب وخيمة‬ ‫سن العمل‪ .‬حيث يقلل تباطؤ النمو السكاني وتزايد أعمار‬ ‫في الفترة بني ‪ 1960‬و‪ ،2005‬تزايدت القوى العاملية العاملة السكان من الضغوط على موارد الغذاء وذلك نظرا ألن العجائز‬ ‫بمتوسط يصل إلى ‪ 1.8‬في املائة سنويا ولكن منذ عام ‪ ،2005‬يستهلكون سعرات أقل بنسبة الثلث من الشباب‪ .‬ولكن ذلك‬ ‫انخفض املعدل إل��ى نحو ‪ 1.1‬في املائة فقط وم��ن املرجح أن االنخفاض الديموغرافي له آثار مدمرة على االقتصاد‪ ،‬وذلك‬ ‫يستمر ف��ي ال�ت��راج��ع خ�ل�ال ال�ع�ق��ود املقبلة ن�ظ��را الس�ت�م��رار حيث ال يرجع التهديد الرئيسي ال��ذي تواجهه معظم البلدان‬ ‫انخفاض معدالت الخصوبة في معظم أنحاء العالم‪ .‬وعلى حاليا إلى وجود أعداد كبيرة من السكان ولكنه يعود إلى عدم‬ ‫الرغم من أن عدد السكان في سن العمل ما زال يتزايد بسرعة وجود عدد كاف من الشباب العامل‪.‬‬ ‫في نيجيريا والفلبني وبعض الدول األخرى‪ ،‬فإنه ينمو ببطء خ�لال معظم فترة م��ا بعد ال�ح��رب‪ ،‬ت��زاي��د ع��دد السكان على‬ ‫شديد في الواليات املتحدة – بمعدل يصل إلى ‪ 0.5‬في املائة مستوى العالم بنسبة ‪ 2‬في املائة سنويا وه��و ما يعني أن‬ ‫سنويا خ�لال العقد املاضي مقارنة بنحو ‪ ً 1.7‬في املائة في االق�ت�ص��اد ال�ع��امل��ي م��ن امل��رج��ح أن ينمو ب�م�ع��دل خ��ط أس��اس‬ ‫الفترة ما بني ‪ 1960‬إلى ‪ - 2005‬كما يتقلص أيضا في بعض يصل إل��ى ‪ 2‬ف��ي امل��ائ��ة سنويا‪ ،‬وبنقطتني مئويتني أكثر من‬ ‫البلدان األخرى مثل الصني وأملانيا‪.‬‬ ‫ذلك عندما كان الناتج لكل عامل يتنامى أيضا‪ .‬وبحلول عام‬ ‫ولهذا التراجع عواقب واضحة للغاية على االقتصاد العاملي ‪ ،1990‬انخفض عدد السكان بنسبة كبيرة‪ .‬ومنذ ذلك الوقت‪،‬‬ ‫وذل��ك إذ إن ان�خ�ف��اض نقطة واح ��دة م�ئ��وي��ة ف��ي م�ع��دل النمو انخفض املعدل إلى النصف‪ ،‬حتى وصل إلى نحو ‪ 1‬في املائة‪.‬‬ ‫السكاني يسفر ع��ن ت��راج��ع معدل النمو االق�ت�ص��ادي بنحو وعلى الرغم من أن الفارق بني ‪ 1‬في املائة و‪ 2‬في املائة يبدو‬ ‫نقطة مئوية‪ .‬وبالفعل تراجع معدل نمو السكان في سن العمل ضئيال‪ ،‬فإذا ظل معدل نمو السكان عند ‪ 2‬في املائة منذ ذلك‬ ‫قبل وقوع األزم��ة املالية تراجعا كبيرا وهو ما يوضح جانبا الوقت‪ ،‬كان عدد السكان ليصبح حاليا ‪ 1.4‬مليار نسمة ولم‬ ‫كبيرا من أسباب تباطؤ التعافي منذ ذلك الوقت‪ .‬وعلى الرغم يكن تقلص القوى العاملة ليشكل مثل ذلك الخطر بالنسبة‬ ‫م��ن أن الحكومات تستطيع تقديم الحوافز لتعزيز معدالت للنمو االقتصادي‪.‬‬

‫‪56‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫ويعد ذل��ك التغير الديموغرافي هو النتيجة املتأخرة لتراكم‬ ‫ال�ت�غ�ي��رات البسيطة ف��ي م�ع��دالت ال��وف�ي��ات وال�خ�ص��وب��ة خالل‬ ‫ن�ص��ف ال�ق��رن األخ �ي��ر‪ .‬ف�م��ن ن��اح�ي��ة‪ ،‬أس�ه��م ال�ت�ق��دم ف��ي الطب‬ ‫والتغذية ف��ي إط��ال��ة متوسط عمر اإلن�س��ان م��ن ‪ 50‬عاما في‬ ‫‪ 1960‬إلى ‪ 69‬عاما اليوم ومن املتوقع حدوث املزيد من التقدم‪.‬‬ ‫وبالفعل فإن النسبة األعظم من نمو السكان على املستوى‬ ‫العاملي هي نتاج زيادة مشاركة األشخاص الذين تزيد أعمارهم‬ ‫عن ‪ 50‬عاما كما أن أكثر قطاعات السكان نموا حتى اآلن هو‬ ‫قطاع األشخاص فوق الثمانني عاما‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬يأتي االنخفاض العاملي ملعدل املواليد‪ .‬فمنذ‬ ‫عام ‪ ،1960‬انخفض متوسط عدد املواليد للمرأة من ‪ 4.9‬إلى‬ ‫‪ .2.9‬ويرجع هذا االنخفاض في معدالت الخصوبة من ناحية‬ ‫إل��ى ارتفاع املستوى املعيشي ومستوى التعليم بني النساء‬ ‫الالتي قررت الكثير منهن االلتحاق بالعمل وإنجاب عدد أقل‬ ‫من األطفال‪ ،‬أو عدم اإلنجاب على اإلطالق‪ .‬ومن ناحية أخرى‪،‬‬ ‫يرجع جانب كبير من هذا االنخفاض إلى سياسات تنظيم‬ ‫النسل املتشددة التي تبنتها ال��دول املتقدمة في السبعينات‪،‬‬ ‫فقد اعتمدت ال�ص�ين سياسة إن�ج��اب طفل واح��د ف��ي أواخ��ر‬ ‫السبعينات وانخفض معدل الخصوبة من ‪ 3.6‬في عام ‪1978‬‬ ‫إلى ‪ 1.5‬اليوم‪ .‬وفي الهند‪ ،‬ذهبت الحكومة أبعد من ذلك إلى حد‬ ‫شن حملة تعقيم إجبارية في أواخر السبعينات أسفرت عن‬ ‫انخفاض معدل الخصوبة من ‪ 5.9‬في ‪ 1960‬إلى ‪ 2.5‬في ‪.2015‬‬ ‫واليوم‪ ،‬تقترب املزيد واملزيد من ال��دول من معدل الخصوبة‬ ‫ال��ذي يصل إل��ى ‪ 2.1‬وه��و املعدل ال��ذي ب��دأ بعده ع��دد السكان‬ ‫في التقلص‪ .‬وبالفعل‪ ،‬يعيش نحو نصف سكان األرض في‬ ‫واحدة من بني ‪ 83‬دولة – بما في ذلك البرازيل‪ ،‬والصني‪ ،‬وأملانيا‬ ‫وإي��ران واليابان والصني‪ ،‬والواليات املتحدة – التي يقل فيها‬ ‫معدل الخصوبة عن ذلك املستوى‪.‬‬

‫قوة عامل عدد السكان‬ ‫نظرا ألن الطفل يحتاج إلى فترة ما بني ‪ 15‬إلى ‪ 25‬عاما حتى‬ ‫ينضج ويلتحق بسوق العمل‪ ،‬لم يصبح التأثير االقتصادي‬ ‫الن �خ �ف��اض م �ع��دالت ال�خ �ص��وب��ة ج�ل�ي��ا س ��وى أخ �ي ��را‪ .‬ول�ك��ي‬ ‫نفهم أكثر كيف يمكن للعوامل الديموغرافية أن تؤثر على‬ ‫االقتصادات الوطنية في املستقبل‪ ،‬فحصت توجهات النمو‬ ‫السكاني في ‪ 56‬حالة منذ ‪ 1960‬والتي كانت خاللها الدولة‬ ‫تتمكن من تحقيق نمو اقتصادي يصل إلى ‪ 6‬في املائة على‬ ‫األقل ملدة عقد أو أكثر‪ .‬في املتوسط‪ ،‬كان عدد السكان من القوى‬ ‫العاملة ينمو بنسبة ‪ 2.7‬في املائة خالل فترات االزدهار‪ ،‬مما‬ ‫يشير إلى أن التزايد في عدد العمال يسفر عن قدر كبير من‬


‫وظيفة‪ ،‬وسوف توفر مائة مركز عمل إضافي في عام ‪.2017‬‬ ‫وبإمكان الالجئني‪ ،‬خصوصا السوريني املتوفرة لديهم خبرة‬ ‫العمل كهربائيا‪ ،‬العمل لدى شركة السكك الحديدية األملانية‪،‬‬ ‫والبرنامج ملدة عامني ونصف‪ ،‬ويعمل اليوم لديها ‪ 15‬سوريا‬ ‫وع��راق�ي��ا وأفغانيا‪ ،‬وت�ن��وي توظيف ‪ 24‬آخ��ري��ن‪ .‬كما تعرض‬ ‫شركة «سيميز» ‪ 10‬أم��اك��ن عمل‪ ،‬وت��ري��د توسيع برنامجها‬ ‫بقبول مائة الج��ئ‪ ،‬وشركة «إس اي ب��ي» للبرمجيات تعتزم‬ ‫ال�ع��ام املقبل توفير م��ائ��ة ف��رص��ة عمل ل�لاج�ئ�ين‪ ،‬كما تخطط‬ ‫لخوض نظام الدراسة املزود للعلوم والكومبيوتر واالقتصاد‪،‬‬ ‫وهذا منهاج تتبعه أملانيا منذ سنوات‪ .‬فخالل الدراسة يتدرب‬ ‫الالجئون ويعملون‪ .‬إال أن تشغيل الجئني يحمل أيضا عبئا‬ ‫بيروقراطيا على هذه الشركات‪ ..‬يضاف إلى ذلك‪ ،‬عدم وضوح‬ ‫مستقبل الالجئ املتدرب لديها‪ ،‬فقد ُيرفض طلب لجوئه‪ ،‬أو‬ ‫قد يفضل فيما بعد العيش في بلد غير أملانيا‪ ،‬فليست هناك‬ ‫شروط أو عقود توقع تلزم الالجئ بالبقاء‪.‬‬

‫مليون الجئ حتى نهاية العام‬

‫‪,,‬‬

‫املستشارة األملانية أنجيال ميركل‬

‫صعوبة اللغة على السوريني‬ ‫يعد هانز فرنر زين‪ ،‬مدير «مؤسسة إيفو للبحوث االقتصادية»‬ ‫من أفضل خبراء س��وق العمل الذين رك��زوا على مسألة سد‬ ‫الثغرات عبر االستعانة بالجئني‪ ،‬وبرأيه أن الرقم ال��ذي تريد‬ ‫أملانيا استقباله‪ ،‬وهو ‪ 800‬ألف الجئ‪ ،‬تكاليفه السنوية قرابة‬ ‫‪ 10‬مليارات يورو‪ ،‬وقد تنخفض التكاليف إذا ما دخل الالجئون‬ ‫س��وق العمل مبكرا‪ ،‬فهناك مراكز عمل كافية‪ ،‬لكن نسبة ال‬ ‫ب��أس بها منهم لديها خبرة مهنية بسيطة ألنهم لم يتأهلوا‬ ‫ف��ي ب�لاده��م‪ ،‬أو أنهم حصلوا على تأهيل بسيط‪ ،‬مما يعني‬ ‫أنهم سوف يكلفون خزينة الدولة املليارات‪ ،‬وقد يكون األطباء‬ ‫ال�س��وري��ون ه��م االس�ت�ث�ن��اء‪ ،‬بينما سيعمل ال�ب��اق��ون ف��ي مهن‬ ‫أجورها منخفضة وليست املهن التي حلموا بها قبل مجيئهم‪،‬‬ ‫مثال في محطات الوقود‪ ،‬أو التنظيف‪ ،‬أو صيانة الشوارع‪ ،‬أو‬ ‫رعاية كبار السن في بيوت الشيخوخة‪ ،‬أو في املستشفيات‪،‬‬ ‫وهناك ثغرة كبيرة‪ ،‬أو في الفنادق أو املطاعم‪.‬‬ ‫لكن من جانب آخ��ر‪ ،‬وهو سلبي‪ ،‬فإن العمال األمل��ان أو الذين‬ ‫يعيشون منذ سنوات في أملانيا وذوي أصول أجنبية وخبرتهم‬ ‫قليلة أو متواضعة‪ ،‬س��وف ي�ع��ان��ون‪ ،‬ألن ق��وة العمل الجديدة‬

‫خبير بسوق العمل‪ :‬الالجئون‬ ‫السوريون والعراقيون قوة‬ ‫يمكنها الدخول إلى سوق العمل‪..‬‬ ‫ً‬ ‫لكن اللغة ستظل عائقا أمامهم‬

‫‪,,‬‬

‫العمل‪ ،‬أي بعد عشر سنوات إلى عشرين سنة على األقل»‪.‬‬ ‫وعليه يطالب هوبر‪ ،‬كخبراء اقتصاد آخرين في أملانيا‪ ،‬باعتماد‬ ‫سياسة الهجرة كما ه��ي ال�ح��ال م��ع كندا وال��والي��ات املتحدة‪،‬‬ ‫فاملتقدم بطلب الهجرة يجب أن تتوفر فيه ش��روط وحسب‬ ‫متطلبات السوق‪ ،‬مما يوفر الجهود واملشكالت على السلطات‬ ‫كما هي الحال اليوم في البلدان األوروبية خصوصا أملانيا التي‬ ‫يتدفق إليها الالجئون إن إبان الحرب اللبنانية أو حرب البلقان‬ ‫واليوم الحرب في الشرق األوسط‪ ،‬فيتكدس لديها قادمون غير‬ ‫مؤهلني وتأهيلهم يتطلب وقتا طويال‪ ..‬عندها يمكن القول إنه‬ ‫تم إنقاذ مئات اآلالف من الالجئني‪ ،‬لكن لم تنقذ أملانيا سوق‬ ‫العمل لديها مستقبال‪.‬‬

‫ستكون منافسة لهم وتقبل بأجور منخفضة ويجب دفعها‬ ‫للعمل من أجل دمجها في املجتمع األملاني‪.‬‬ ‫وككثير من االقتصاديني‪ ،‬تحدث زين عن صعوبة اللغة بالنسبة‬ ‫للعرب‪ ،‬بعكس األفغان أو األفارقة‪ ،‬فنسبة كبيرة من السوريني‬ ‫على سبيل املثال تالقي مشكالت في األحرف األبجدية ألنها‬ ‫تجهلها‪ ،‬وك��ذل��ك بعض ال�خ��ري�ج�ين‪ ،‬ألن ال�ج��ام�ع��ات السورية‬ ‫تدرس غالبا باللغة العربية تخصصات مثل الهندسة والعلوم‪،‬‬ ‫وحملة شهادات القانون ال حظ لديهم ألنهم درس��وا القانون‬ ‫والتشريعات السورية‪.‬‬

‫مراكز عمل بالقطارة‬ ‫م��ع ذل��ك‪ ،‬ف��إذا نظرنا إل��ى م �ب��ادرات ال�ش��رك��ات الكبيرة أيضا‬ ‫لالستعانة ب�ي��د ع��ام�ل��ة م��ن ال�لاج�ئ�ين ال�س��وري�ين وال�ع��راق�ي�ين‪،‬‬ ‫فإن عددها متواضع جدا مقارنة مع األع��داد البشرية الهائلة‬ ‫املوجودة في أملانيا‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬تعتزم شركة «بي اي‬ ‫إس إف» للكيماويات‪ ،‬تشغيل ‪ 50‬الجئا في السنوات املقبلة‪،‬‬ ‫وتريد اآلن تأهيلهم لغويا ومهنيا‪ ،‬وضمت شركة «دايملر»‬ ‫‪ 40‬متدربا سوريا للقيام فيما بعد بأعمال بسيطة في دورة‬ ‫اإلن �ت��اج‪ ،‬وع��رض��ت شركة «تليكوم» األمل��ان�ي��ة ل�لات�ص��االت ‪70‬‬

‫وال توجد حتى اليوم أرق��ام واضحة لعدد املتقدمني بطلبات‬ ‫لجوء سياسي إلى أملانيا من سوريا والعراق‪ ،‬وتتحدث وزارة‬ ‫الداخلية عن نحو ‪ 650‬ألفا تقدموا حتى منتصف عام ‪2015‬‬ ‫بطلبات لجوء‪ ،‬ويتوقع أن يصل العدد حتى نهاية هذا العام إلى‬ ‫املليون؛ ‪ 40‬في املائة منهم رفض طلبه‪ ،‬لكنهم لم يسفروا‪ .‬لكن‬ ‫حتى لو قبل طلب اللجوء‪ ،‬فإن دخول الالجئ سوق العمل ليس‬ ‫مباشرة‪ ،‬وهنا قالت متحدثة باسم وزارة العمل لـ«املجلة»‪« :‬بعد‬ ‫منح حق اللجوء‪ ،‬يحظر على طالب اللجوء العمل‪ .‬فإذا ما توفر‬ ‫عاطل عن العمل أملاني أو من بلدان االتحاد األوروب��ي للعمل‪،‬‬ ‫فإن األفضلية تكون له»‪.‬‬

‫الجئون يعترفون بالحقيقة املرة‬ ‫وم��ن يحلم بالعمل في املهنة نفسها التي ك��ان يمارسها في‬ ‫بلده سوريا أو ال�ع��راق‪ ،‬فهو واه��م‪ ،‬فكثير من الشباب‪ ،‬حتى‬ ‫األك��ادي�م�ي��ون منهم‪ ،‬يشتكون م��ن اإلح �ب��اط‪ ،‬فبعضهم عمل‬ ‫مثال في سوريا في مجاالت الهندسة الكيماوية أو املعمارية أو‬ ‫هندسة بناء الطرقات‪ ،‬أو غيرها كالسكرتارية وإدارة املكاتب‪،‬‬ ‫والتحقوا بدورات لغة عند وصولهم إلى أملانيا‪ ،‬ثم أرسلوا طلبات‬ ‫عمل إلى كثير من الشركات‪ ،‬لكن الرفض كان الجواب‪ .‬فاللغة‬ ‫التي يتعلمونها في املعاهد التي تختارها الحكومة لهم دون‬ ‫املستوى املطلوب‪ ،‬وه��ذا سبب مخاوف لدى الشباب الالجئ‪،‬‬ ‫فرب العمل يريد قوة عمل تتقن اللغة جيدا‪.‬‬ ‫وهذه املشكلة يواجهها كثير من األطباء واملهندسني‪ ،‬خصوصا‬ ‫من سوريا‪ ،‬ألن لغتهم الثانية ضعيفة أو ألنهم ال يتقنون اللغة‬ ‫اإلنجليزية‪.‬‬ ‫ومن الذين أصيبوا باإلحباط‪« ،‬افتخار‪ .‬ب» التي عملت في دمشق‬ ‫سكرتيرة في مكتب معماري‪ ،‬وفي برلني أنهت ال��دورة اللغوية‬ ‫م��ن أج��ل تحسني ف��رص حصولها على عمل‪ ،‬وأرس�ل��ت كثيرا‬ ‫م��ن الطلبات‪ ،‬لكن ال ج��واب أت��ى‪ ،‬وه��ي تعرف السبب؛ فالعمل‬ ‫سكرتيرة يتطلب لغة أملانية جيدة جدا‪ ،‬وهذا غير متوفر لديها‪،‬‬ ‫لذا عليها التفكير في خوض مجال عمل آخر وال تعرف ما هو‪.‬‬ ‫أما املهندسة املعمارية سوسن‪ ،‬فتعترف بأنها ال تتقن أي لغة‬ ‫أجنبية‪ ،‬فهي درست بالعربية في الجامعة‪ ،‬وهذا يقلل من فرص‬ ‫عملها‪ ،‬وتالقي صعوبة في دراسة اللغة األملانية‪ ،‬وال توجد دورات‬ ‫لغوية خاصة بالذين ال يتقنون سوى العربية <‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪55‬‬


‫أول إنذار صعب وخطير ُوجه إلى املستشارة األملانية أنجيال ميركل بسبب‬ ‫سياستها حيال الالجئني وإصرارها على فتح األبواب أمامهم‪ ،‬تمثل في نتائج‬ ‫االنتخابات في عدد من األقاليم الشرقية والغربية‪ ،‬حيث تقدم حزب «أملانيا‬ ‫البديل» على كل األح��زاب التقليدية‪ ،‬وحصل على مقاعد في برملانات هذه‬ ‫األقاليم‪ ،‬وبدأ سياسيون كثر يخشون انعكاس هذه النتائج على االنتخابات‬ ‫التشريعية التي سوف تقام في أواخر عام ‪.2017‬‬

‫قوة عمل مستقبلية تحتاج إليها أملانيا في العقود‬ ‫املقبلة بسبب تراجع عدد السكان‬

‫مشروع دمج الالجئني السوريني‬ ‫في اجملتمع‪ ..‬يضع ميركل في ورطة‬

‫برلني‪ :‬اعتدال سالمة‬ ‫املكاسب التي حققها هذا الحزب املعروف بعدائه‬ ‫لألجانب كانت عبر استغالله االحتجاجات الشعبية‬ ‫التي بدأت ضد سياسة ميركل‪ ،‬فأهداف املستشارة‬ ‫ليست إنسانية بحتة؛ بل تعد ه��ذا الجموع القادمة ق��وة عمل‬ ‫مستقبلية تحتاج إليها أملانيا في العقود املقبلة بسبب تراجع‬ ‫عدد السكان‪.‬‬ ‫وه��ذا واق��ع تخشاه أمل��ان�ي��ا‪ ،‬فهي تشكو منذ س�ن��وات م��ن قلة‬ ‫ال��والدات‪ ،‬حتى إن بيانات مكتب اإلحصاء االتحادي األخيرة‬ ‫حملت أرقاما حمراء تشير إلى أن عدد السكان سوف يتراجع‬ ‫خالل الخمسني سنة املقبلة ليصل إلى ‪ 70‬مليونا وهو حاليا‬ ‫‪ 83‬مليون نسمة‪ ،‬والقبول بهؤالء رغم التفاوت على املستويات‬ ‫التأهيلية والتعليمية والثقافية واالجتماعية سوف يسد الثغرة‪،‬‬ ‫وإال سيواجه االقتصاد األملاني مشكلة كبيرة‪ .‬وإضافة إلى‬ ‫التراجع السكاني‪ ،‬فسوف تعاني أملانيا من النسبة العالية من‬ ‫املتقاعدين فيما بعد‪ ..‬فبرامج العناية الصحية توفر لهم حياة‬ ‫جيدة وعمرا طويال‪ ،‬وهم عاملون حاليا‪ ،‬لكن عند تقاعدهم لن‬ ‫يتوفر العدد الكافي من الشباب ليحل محلهم أيضا كي يدفعوا‬ ‫في صندوق الشيخوخة‪ ،‬وهذا أمر مهم جدا للحفاظ على دورة‬ ‫اقتصادية صحيحة‪ .‬لكن هذا الصندوق يعاني منذ اليوم من‬ ‫العجز‪ ،‬فالعاطلون عن العمل ال يسددون مستحقاتهم فيه‪،‬‬ ‫فكيف ستكون الحال عام ‪ 2050‬أو فيما بعد؟‬ ‫ول�ق��د ح��اول��ت ب��رل�ين قبل س�ن��وات جلب ي��د عاملة م��ن أوروب��ا‬ ‫الشرقية‪ ،‬مثال من بولندا‪ ،‬فلم تنجح الرتفاع الضرائب لديها‪ ،‬ثم‬ ‫فتحت املجال أمام الهنود العاملني في مجال التقنيات املتطورة‬ ‫بمنح القادمني ما تسمى «البطاقة ال��زرق��اء» لإلقامة لسنوات‬ ‫محددة‪ ،‬ولم تنجح أيضا في االحتفاظ بهم وعادوا إلى بالدهم‬ ‫لشروط العمل وارتفاع الضرائب عليهم‪ .‬واليوم تنظر أملانيا بعني‬ ‫القلق إلى هذه املشكلة‪ ،‬وال وجود لحل سحري لديها سوى فتح‬

‫‪54‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫األب��واب أمام الجئني مثل السوريني والعراقيني وغيرهم‪ ،‬رغم‬ ‫كل املخاطر املحدقة بهذا الحل؛ منها تنامي اليمني املتطرف‬ ‫املعارض‪ ،‬ونواقص أكثر تعقيدا‪ ..‬فاألعداد الهائلة‪ ،‬وأغلبيتها‬ ‫من سوريا‪ ،‬غير مؤهلة بالشكل ال��ذي يتماشى مع مستوى‬ ‫سوق العمل األملانية‪ ،‬إضافة إلى ذلك؛ فإذا ما تم قبولهم جميعا‬ ‫فإن التركيبة السكانية في أملانيا سوف تتغير لتشكل وجها‬ ‫غير معروف املعالم؛ أي مجتمعات متوازية‪ ،‬ومنذ اآلن تشكو‬ ‫أملانيا من مثل هذه النماذج‪ ،‬فهناك أحياء للعرب وأخرى لألتراك‬ ‫تسكنها أقلية أملانية‪.‬‬

‫الرهان على الالجئني‬

‫مهن تحتاجها أملانيا‪ ،‬وقد يعود السبب إلى أن سوريا لديها‬ ‫نظام تأهيلي وتعليمي أفضل من غيرها من البلدان النامية‬ ‫وال�ف�ق�ي��رة؛ إذ إن ‪ 15‬ف��ي امل��ائ��ة منهم درس ف��ي ال�ج��ام�ع��ات أو‬ ‫املعاهد دون إنهاء الدراسة بسبب الحرب‪ ،‬و‪ 16‬في املائة أنهوا‬ ‫املراحل الثانوية‪ ،‬ونحو ‪ 24‬في املائة أنهوا الصفوف املتوسطة‬ ‫أو االبتدائية‪ ،‬و‪ 11‬في املائة منهم أميون‪.‬‬ ‫ويعترف خبير االقتصاد بأن دمج هؤالء في سوق العمل لن‬ ‫يكون سهال‪ ،‬ألن مستويات تكوينهم ضعيفة‪ ،‬ولهذا السبب‬ ‫يجب على الشركات واملصانع العمل على تأهيلهم‪ ،‬وهناك‬ ‫ش��رك��ات مثل السكك الحديدية األمل��ان�ي��ة ت��ري��د حاليا توسيع‬ ‫برنامج يضم الجئني من دون شهادة ابتدائية لتأهيلهم‪.‬‬

‫ومن أجل سد الفراغ املتوقع‪ ،‬أعلنت ‪ 300‬شركة ومصنع عن آراء متفاوتة‬

‫م�ش��روع ب��ارك��ه وزي��ر االق�ت�ص��اد االت �ح��ادي زي�غ�م��ار غابريل‪،‬‬ ‫مضمونه وضع برامج لتدريب اآلالف‪ ،‬خصوصا السوريني‪،‬‬ ‫وتأهيلهم‪ ،‬أطلق عليه اسم «مشروع شركات تدمج الالجئني»‪،‬‬ ‫وس ��وف ت��دع�م��ه ال�ح�ك��وم��ة االت �ح��ادي��ة بمبلغ ‪ 3‬م�لاي�ين ي��ورو‪.‬‬ ‫وال �ه ��دف امل �ق �ب��ل ت �ط��وي��ره ل�ي�ص�ب��ح ب��ورص��ة ت �ق��دم م�ع�ل��وم��ات‬ ‫للشركات التي ترغب ف��ي توظيف ق��وة عمل أجنبية وتقديم‬ ‫مبادرات دمج ناجحة لصالح القوة العاملة الجديدة‪ .‬إال أن هذا‬ ‫املشروع محصور بالالجئني الذين ال تتجاوز أعمارهم ‪ 21‬سنة‪،‬‬ ‫أي إن��ه ال يطال الشباب ما ف��وق ه��ذا السن ونسبتهم ال بأس‬ ‫بها‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن الشركات التي قد تقدم عروض عمل‬ ‫لهؤالء مراكزها في املناطق الريفية‪.‬‬ ‫م��ع ذل ��ك‪ ،‬ي��رى خبير س��وق ال�ع�م��ل ك��ري�س�ت��وف��ر الن ��ز‪ ،‬األم��ور‬ ‫بشكل مختلف‪ ،‬حسب قوله لـ«املجلة»‪ ..‬فالالجئون السوريون‬ ‫وال�ع��راق�ي��ون ق��وة يمكنها ال��دخ��ول إل��ى س��وق العمل بسهولة؛‬ ‫فمستوى معظمهم أعلى من بقية الجنسيات‪ ،‬مع أن اللغة تظل‬ ‫عائقا بالنسبة إليهم‪ ،‬وهذا أمر يمكن تجاوزه‪ ..‬فعلى سبيل‬ ‫املثال‪ ،‬أشار كثير من التقارير إلى أن ‪ 50‬في املائة من الالجئني‬ ‫الذين قدموا بني عامي ‪ 2013‬و‪ 2015‬تتوفر لديهم خبرة في‬

‫وملدير معهد االقتصاد األملاني في كولونيا ميشاييل هوبر‬ ‫كولونيا رأي آخر‪ ،‬فهو يقول‪« :‬تحتاج أملانيا إلى يد عاملة‪ ،‬إال‬ ‫أن الالجئني الذين وقع االختيار عليهم لن يساعدوا في ذلك؛ إذ‬ ‫ينقصهم عامل مهم وحاسم‪ ،‬هو املستوى التأهيلي؛ فنوعية‬ ‫تأهيلهم وتعليمهم ال تتماشى غالبا مع متطلبات سوق العمل‬ ‫األملانية‪ ..‬ومعظم الدراسات تقول إنه من دون مهاجرين‪ ،‬فإن‬ ‫اليد العاملة في أملانيا سوف تنقص في العشرين سنة املقبلة‬ ‫ع�ش��رة م�لاي�ين‪ ،‬وال�ح��اج��ة ستكون ف��ي ك��ل ال�ق�ط��اع��ات‪ ..‬فإلى‬ ‫جانب قطاعات الصحة والخدمات الصحية واألشغال العامة‬ ‫والصناعات‪ ،‬تحتاج أملانيا إلى كثير من األكاديميني بخلفية‬ ‫مهنية جيدة‪ ،‬ونظرا الزدياد رقمنة االقتصاد بالدرجة األولى‪،‬‬ ‫تحتاج سوق العمل األملانية إلى عاملني لهم خبرة في مجال‬ ‫تطوير وإنتاج وتشغيل وبرمجة املعدات التقنية الحديثة‪ ،‬وهذا‬ ‫يكتسبه املرء ليس بدءا من التأهيل‪ ،‬بل خالل دراسته املدرسية‪،‬‬ ‫وهو غير متوفر لدى الالجئني»‪ .‬كما ذكر أن ُ «‪ 35‬في املائة من‬ ‫الالجئني السوريني والعراقيني إما أطفال أو ق َّصر أو دون سن‬ ‫الـ‪ ،20‬وعليهم دخول املدرسة‪ ،‬وبعدها التأهيل‪ ،‬ثم اقتحام سوق‬


‫التاكسي النهري في القاهرة (املجلة)‬

‫ج� � � � ��داوه االق� � �ت� � �ص � ��ادي � ��ة‪ ،‬ع� �ب ��ر زي� � � � ��ادة ع ��دد‬ ‫مستخدميه‪ ،‬م��ؤك��دا ض��رورة ال�ت��روي��ج لألمر‬ ‫في النشرات السياحية التي تصدرها الدولة‬ ‫لجذب السياح‪.‬‬ ‫وأضاف أن هناك دوال كثيرة تستخدم أنهارها‬ ‫ف ��ي ال �ن �ق��ل م �ث��ل ت��رك �ي��ا وأس �ت��رال �ي��ا وه��ول �ن��دا‬ ‫واإلم ��ارات‪ ،‬مشيرا إل��ى ضعف االعتماد على‬ ‫النقل النهري بمصر بصفة عامة س��واء في‬ ‫الركاب أو البضائع‪.‬‬ ‫اللواء عالء الدجوي مدير اإلدارة العامة ملرور‬ ‫القاهرة قال لـ «املجلة» إن «التاكسي النهري»‬ ‫سيساعد في تخفيف األحمال والكثافات على‬ ‫الطرق‪.‬‬ ‫وأض��اف أن هناك مليونني و‪ 292‬ألف سيارة‬ ‫تسير في ش��وارع العاصمة املصرية يوميا‪،‬‬ ‫ب��زي��ادة يومية ف��ي الترخيص أك�ث��ر م��ن ‪300‬‬ ‫سيارة‪ ،‬مؤكدا ضرورة البحث عن حل وبديل‬ ‫في ظل الزحام في مترو األنفاق وتعطله في‬ ‫بعض األحيان‪.‬‬ ‫وك� �ش ��ف ال� ��دج� ��وي ع ��ن وج � ��ود خ �ط��ة ل�ت�ط��وي��ر‬ ‫ال�ت��اك�س��ي واألت��وب ًّ�ي��س ال�ن�ه��ري وزي� ��ادة خطوط‬ ‫السير إلى ‪ 24‬خطا وزيادة عدد املحطات<‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪53‬‬


‫تشتهر القاهرة بزحامها الشديد‪ ،‬فشوارع العاصمة املصرية التي يقطنها‬ ‫ويتردد عليها يوميا أكثر من ‪ 15‬مليون شخص‪ ،‬باتت مكتظة وخصوصا في‬ ‫ساعات الذروة التي لم تعد لها مواعيد معروفة‪.‬‬ ‫وأجبر الزحام املصريني على التفكير في حل للهرب منه بعد أن ض��اق بهم‬ ‫سطح األرض فلجأوا إلى باطنها‪ ،‬وحفروا مترو األنفاق في الثمانينات من‬ ‫القرن املاضي‪ ،‬إال أنه رغم كونه حال سحريا يوفر الوقت واملال‪ ،‬إذ يبلغ سعر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واحدا فقط (الدوالر يساوي نحو ‪ 8:85‬جنيه) إال أن الزحام امتد‬ ‫جنيها‬ ‫تذكرته‬ ‫إليه وجعله ال يطاق خاصة في ساعات الذروة في فصل الصيف‪.‬‬ ‫وكعادتهم فكر املصريون في حل جديد خارج الصندوق‪ ،‬فلم يجدوا أمامهم‬ ‫س��وى نهر النيل‪ ،‬إذ دشنت الحكومة املصرية مؤخرا التاكسي النهري‪ ،‬في‬ ‫محاولة لتخفيف الزحام وفي الوقت نفسه استخدامه في السياحة النيلية‬ ‫التي كادت أن تندثر‪.‬‬

‫وينتظر تفعيله ً‬ ‫تم تدشني تشغيله التجريبي ُ‬ ‫قريبا‪..‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واحدا فقط‬ ‫مصريا‬ ‫جنيها‬ ‫ويبلغ سعر تذكرته‬

‫التاكسي النهري بالقاهرة‪ ..‬السير‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فوق املاء توفيرا للمال وهربا من الزحام‬ ‫القاهرة‪ :‬محمد عبد الرءوف‬ ‫دشنت وزارة النقل املصرية مؤخرا‬ ‫التشغيل التجريبي ألربع وحدات من‬ ‫التاكسي النهري‪ ،‬تعمل بني محطتي‬ ‫امل �ع��ادي‪ ،‬جنوبي ال�ق��اه��رة‪ ،‬وال�ت�ح��ري��ر بوسط‬ ‫العاصمة‪ ،‬تمهيدا لتوسيع التجربة‪ ،‬التي تعول‬ ‫الحكومة عليها لتخفيف األزم��ة امل��روري��ة من‬ ‫ناحية‪ ،‬وزيادة االستثمارات في النقل النهري‪،‬‬ ‫من جهة أخرى‪.‬‬ ‫وزارة النقل أكدت أن مرحلة التشغيل التجريبي‬ ‫ستستمر لحني االنتهاء من إجراءات ترخيص‬ ‫املراسي من محافظتي القاهرة والجيزة‪ ،‬مؤكدة‬ ‫أنها بدأت في بيع كراسة الشروط للمستثمرين‬ ‫الجدد الراغبني في املشاركة في تنفيذ مشروع‬ ‫التاكسي النهري في املحافظات املطلة على نهر‬ ‫النيل‪.‬‬ ‫وقالت الوزارة في بيان لها‪ ،‬إنها أسندت املرحلة‬ ‫األول ��ى م��ن م �ش��روع ال�ت��اك�س��ي ال�ن�ه��ري إل��ى ‪3‬‬ ‫شركات‪.‬‬ ‫محمد ع��ز املستشار اإلع�لام��ي ل ��وزارة النقل‬

‫‪52‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫ً‬ ‫حاليا‬ ‫قال لـ «املجلة» إن التاكسي النهري يعمل‬ ‫ً‬ ‫في نهر النيل ويقوم بنقل الركاب‪ ،‬وأيضا يتم‬ ‫استخدامه في السياحة والنزهة‪ ،‬ولكن بشكل‬ ‫تجريبي لحني االنتهاء من إج��راءات ترخيص‬ ‫املراسي من محافظتي القاهرة والجيزة»‪.‬‬ ‫وع��ن وس��ائ��ل األم� ��ان امل��وج��ودة ف��ي ال��وح��دات‬ ‫ال�ن�ه��ري��ة امل�س�ت�خ��دم��ة أوض ��ح ع��ز أن �ه��ا م ��زودة‬ ‫بمعدات السالمة‪ ،‬والرؤية الليلية‪ ،‬كما يتم مراقبة‬ ‫تحركاتها من املركز الرئيسي‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫وجود كاميرات املراقبة‪ ،‬وتوفير خدمة االتصال‬ ‫باإلنترنت بها‪.‬‬ ‫مجدي غالي صاحب إحدى شركات التاكسي‬ ‫النهري‪ ،‬قال إن لديه ‪ 9‬وحدات تعمل في املشروع‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مشيرا إل��ى أن��ه سيتوسع ف��ي االستثمار في‬ ‫مجال التاكسي النهري في محافظات أخرى‬ ‫من خالل التعاون مع وزارة النقل‪.‬‬ ‫هشام حمامة هو اآلخر صاحب إحدى شركات‬ ‫التاكسي النهري قال‪ ،‬إنه يمتلك ً‬ ‫حاليا ‪ 4‬وحدات‬ ‫إحداها تعمل بالطاقة الشمسية‪ ،‬وينتظر بدء‬ ‫التشغيل الرسمي للتوسع في نشاطه‪.‬‬ ‫خالد جالل‪ ،‬محاسب‪ ،‬يقطن في املعادي ويعمل‬ ‫في بنك قرب ميدان التحرير‪ ،‬قال لـ «املجلة» إنه‬

‫علم باألمر من وسائل اإلع�لام وقرر تجريبه‬ ‫ً‬ ‫كثيرا من الوقت‪.‬‬ ‫ألنه سيوفر له‬ ‫وأض� � ��اف ج �ل�ال «ب��ال �ف �ع��ل ج��رب��ت ال �ت��اك �س��ي‬ ‫ال �ن �ه��ري‪ ،‬ووج� ��دت أن ال��رح �ل��ة اس�ت�غ��رق��ت من‬ ‫امل �ع��ادي إل��ى ال�ت�ح��ري��ر ن�ح��و ‪ 15‬دق�ي�ق��ة بينما‬ ‫أقطعها بسيارتي في أكثر من ساعة يوميا»‪.‬‬ ‫وطالب بتخفيض سعر التذكرة‪ ،‬وزي��ادة عدد‬ ‫ال ��وح ��دات امل�س�ت�خ��دم��ة ف��ي ال�ت��اك�س��ي ال�ن�ه��ري‬ ‫لتقليل الزمن بني قيام كل رحلة‪ ،‬لكي يستطيع‬ ‫املوظفون االعتماد عليه‪.‬‬ ‫بينما قالت سوسن أنور ربة منزل‪ ،‬اصطحبت‬ ‫طفليها في نزهة بالتاكسي النهري‪« :‬قررنا‬ ‫ت �ج��رب��ة األم� ��ر ب �ع��دم��ا س�م�ع�ن��ا ع ��ن اف�ت�ت��اح��ه‪،‬‬ ‫وبالفعل كان نزهة جيدة»‪.‬‬ ‫ال �خ �ب �ي��ر االق� �ت� �ص ��ادي ع �ل��ي إب��راه �ي��م ق���ال إن‬ ‫الجدوى االقتصادية للتاكسي النهري كبيرة‪،‬‬ ‫مضيفا ل�ـ «امل�ج�ل��ة» إن��ه «إذا استطاعت ال��دول��ة‬ ‫توفير االستثمارات الالزمة للمشروع ستزيد‬ ‫ع��دد ال��وح��دات وسيلجأ له املواطنون ب��دال من‬ ‫سياراتهم»‪.‬‬ ‫وط��ال��ب إب��راه�ي��م ب��زي��ادة خ��ط س�ي��ر التاكسي‬ ‫النهري ليشمل كل القاهرة الكبرى‪ ،‬لتتحقق‬


‫مستثمر سعودي يراقب البورصة في أحد‬ ‫البنوك بالعاصمة الرياض(غيتي)‬

‫تتواصل امل�ش��روع��ات العمالقة التي تمولها الحكومة‬ ‫مثل «مترو الرياض»‪ ،‬و«مركز امللك عبد الله املالي» في‬ ‫العاصمة‪ ،‬و«م�ط��ار امللك عبد العزيز ال��دول��ي الجديد»‬ ‫في ج��دة‪ ،‬وأع�م��ال اإلن�ش��اءات بوتيرتها املعتادة‪ .‬ومن‬ ‫املقرر بدء تشغيل مترو الرياض بجميع خطوطه الستة‬ ‫ومحطاته الـ‪ 85‬عام ‪ ،2019‬وفق املخطط املعتمد‪ ،‬وهو من‬ ‫أضخم مشروعات النقل العام في العالم‪ ،‬الذي بدأ تنفيذه‬ ‫عام ‪ ،2014‬بتكلفة إجمالية تبلغ ‪ 84‬مليار ريال (‪22.5‬‬ ‫مليار دوالر)‪ ،‬وذلك بحسب مدير إدارة تنفيذ املشاريع‬ ‫التطويرية في الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض الوليد‬ ‫العكرش‪ .‬ومن املرتقب طرح مناقصة في األشهر القليلة‬ ‫املقبلة لتشغيل وإدارة مشروع املترو بعد استكماله‪،‬‬ ‫على أن يتم إرساء العقود منتصف ‪.2017‬‬ ‫وف ��ي ف �ب��راي��ر (ش� �ب ��اط) امل ��اض ��ي‪ ،‬ق ��ال امل �ه �ن��دس علي‬ ‫العساف‪ ،‬املدير التنفيذي لـ«شركة االستثمارات الرائدة»‪،‬‬ ‫وهي ال��ذراع االستثمارية لـ«املؤسسة العامة للتقاعد»‪،‬‬ ‫إنه من املقرر افتتاح املرحلة األولى من «مركز امللك عبد‬ ‫الله املالي» خالل العام الحالي‪ .‬ويقام املركز على أرض‬ ‫«املؤسسة العامة للتقاعد»‪ ،‬بتكلفة إجمالية تقدر بنحو‬ ‫ً‬ ‫خصيصا‬ ‫‪ 30‬مليار ريال (‪ 8‬مليارات دوالر)‪ .‬وقد صمم‬ ‫الحتضان مقار رئيسية لعدد من املؤسسات املالية‬ ‫والبنوك الضخمة‪.‬‬ ‫وذك��رت هيئة الطيران املدني السعودية في أغسطس‬ ‫(آب) ‪ 2015‬أن «مطار امللك عبد العزيز الدولي الجديد»‪،‬‬

‫سيدخل مرحلته التشغيلية في أواس��ط العام الحالي‪.‬‬ ‫وتبلغ تكاليف تطوير هذا املطار ‪ 27‬مليار ري��ال (‪7.2‬‬ ‫مليار دوالر)‪ .‬وق��د ج��رت تهيئة املطار الجديد ليكون‬ ‫نقطة جذب مهمة لحركة النقل الجوي في املنطقة‪.‬‬ ‫وق��د أب�ل�غ��ت «امل �ج �ل��ة» م �ص��ادر ف��ي ق �ط��اع األع �م��ال‪ ،‬أن‬ ‫ال�ح�ك��وم��ة ب ��دأت بتسيير االع �ت �م��ادات امل��ال�ي��ة ل�ع��دد من‬ ‫الشركات الخاصة ذات التعامالت مع الحكومة‪ ،‬بشكل‬ ‫ً‬ ‫تدريجي؛ بعد أن كانت مجمدة مؤقتا ألغراض املراجعة‬ ‫والتدقيق‪.‬‬

‫الريال قوي‬ ‫تداولت مراكز األبحاث واملؤسسات املصرفية العاملية‬ ‫على مدار األشهر القليلة املاضية مجموعة من التقارير‬ ‫والبيانات‪ ،‬كان محور حديثها الريال السعودي واحتمال‬ ‫تخفيض قيمته أمام الدوالر (يساوي ‪ 3.75‬ريال) ألن‬ ‫الحكومة لن تقوى على الحفاظ على هذا السعر الثابت‬ ‫منذ ثمانينات القرن املاضي؛ من أجل تخفيف الضغوط‬ ‫املالية على البالد مع تراجع التدفقات النقدية الدوالرية‬ ‫اآلتية من مبيعات النفط‪ ،‬وهو إجراء يلجأ إليه كثير من‬ ‫الدول لخفض تكلفة الرواتب والدين العام‪.‬‬ ‫وي��درك صانع ال�ق��رار السعودي أن أي مساس بقيمة‬ ‫ال��ري��ال سينتج عنه تبخر ل�ل�ث��روات‪ ،‬وس�ي��رف��ع أسعار‬ ‫املستهلك النهائي للبضائع املستوردة‪ ،‬ويفقد الريال‬

‫ق��وت��ه ال�ش��رائ�ي��ة‪ ،‬مما س�ي��ؤدي إل��ى عاصفة تضخمية‬ ‫ً‬ ‫سياديا ال‬ ‫رهيبة‪ .‬ول��ذا‪ ،‬ظ��ل تثبيت سعر ال��ري��ال أم� ً�را‬ ‫تنازل عنه‪ ،‬وضرورة أساسية لالستقرار االجتماعي‬ ‫واالقتصادي واملالي في البالد؛ فال سوق س��وداء في‬ ‫البالد‪ ،‬وال يزال التجار واألفراد قادرين على الحصول‬ ‫على العملة الصعبة بالكميات التي يطلبونها بالسعر‬ ‫الرسمي‪ ،‬ودون أي قيود على أي ن��وع من التحويالت‬ ‫املالية‪ .‬وقد حولت العمالة الوافدة في عام ‪ 2015‬وحده‬ ‫نحو ‪ 157‬مليار ريال (‪ 41.9‬مليار دوالر)‪.‬‬ ‫ولم تشهد اململكة معدالت تضخم قياسية كالتي أصابت‬ ‫روسيا وإي��ران وفنزويال‪ ،‬التي ق��ارب معدل التضخم‬ ‫فيها نسبة م��ائ��ة ف��ي امل��ائ��ة‪ .‬وظ�ل��ت م�ع��دالت التضخم‬ ‫معقولة ومنطقية‪ ،‬ولم تظهر تأثيرات سلبية لتخفيف‬ ‫الدعم عن الوقود وتحريك تعريفة املاء والكهرباء‪ ،‬مما‬ ‫يدل على إدارة مالية واقتصادية سليمة‪.‬‬ ‫لم يشعر املواطن أو املقيم في اململكة بتغييرات مؤملة‬ ‫رغ��م انخفاض سعر برميل النفط بأكثر م��ن ‪ 70‬في‬ ‫املائة‪ ،‬فبعد أن كان يباع بنحو مائة دوالر‪ ،‬فإن سعره‬ ‫يحوم حول الثالثينات منذ أواخر العام املاضي‪ .‬ومن‬ ‫املنتظر أن تقود عملية التحول الوطني إلى تكبير حجم‬ ‫م�س��اه�م��ة ال�ق�ط��اع ال �خ��اص ف��ي االق �ت �ص��اد‪ ،‬وال �ح��د من‬ ‫االعتماد على النفط‪ ،‬والحد من الهدر والفساد‪ ،‬األمر‬ ‫الذي سيجنب البالد إجراءات مؤملة في حال طال زمن‬ ‫النفط الرخيص <‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪51‬‬


‫ال تتوقف وسائل اإلعالم‬ ‫واملؤسسات املالية العاملية عن‬ ‫الحديث حول تأثيرات هبوط‬ ‫أسعار النفط على اقتصاد اململكة‬ ‫العربية السعودية‪ ،‬وبالتالي تأثر‬ ‫املعيشة اليومية لسكان البالد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ولكن‪ ،‬مثال‪ ،‬الذهاب في جولة‬ ‫مسائية إلى مراكز التسوق والترفيه‬ ‫العمران‬ ‫واملطاعم‪ ،‬واستمرار حركة ً‬ ‫والتوظيف‪ ،‬ال يشيان بأن شيئا ما‬ ‫تغير في حياة املاليني من املواطنني‬ ‫ً‬ ‫مستمرا‬ ‫واملقيمني؛ فاإلنفاق ال يزال‬ ‫بوتيرته املعتادة‪ ،‬وقد تعاني‬ ‫صعوبة في الحصول على طاولة‬ ‫شاغرة لتتناول الطعام مع العائلة‬ ‫أو األصدقاء‪ ،‬وقد تضطر إلى تغيير‬ ‫خطط التسوق عندما ترى حجم‬ ‫االزدحام على صناديق الدفع لدى‬ ‫ً‬ ‫حجما‪،‬‬ ‫املتاجر الكبرى‪ ،‬وحتى األقل‬ ‫ً‬ ‫وصوال إلى األعمال الصغيرة‪..‬‬

‫املشروعات العمالقة متواصلة‬

‫االقتصاد السعودي يسير بثقة رغم متاعب النفط‬ ‫جدة‪ :‬معتصم الفلو‬

‫اقتصاد يولد الوظائف‬

‫رب �م��ا‪ ،‬ل��ن ي�ع��ود ب��إم�ك��ان��ك اس �ت �خ��دام األرض‬ ‫ً‬ ‫امل �ج��اورة ملنزلك م��وق��ف��ا لسيارتك بعد اآلن‪،‬‬ ‫ف��أص �ح��اب األراض� � ��ي‪ ،‬خ�ص��وص��ا ف��ي امل��دن‬ ‫الكبرى‪ ،‬يواصلون بناء مساكن ج��دي��دة‪ ،‬ول��ن تفوتك‬ ‫ع�ب��ارة‪« :‬ق��ري� ً�ب��ا‪ ..‬االفتتاح» أينما تجولت‪ ،‬حيث تتهيأ‬ ‫متاجر جديدة تمارس شتى األنشطة التجارية‪ ،‬ولن‬ ‫يفاجئك مطلقا أن يخبرك صديقك العربي أو الهندي‬ ‫أو األوروبي بأنه ينتظر وصول قريبه الذي حصل على‬ ‫تأشيرة عمل من إحدى السفارات السعودية حول العالم‬ ‫ليباشر وظيفته الجديدة‪.‬‬ ‫فيما يكتمل إنشاء املشاريع العمالقة دون إبطاء‪ ،‬يبقى‬ ‫الريال القوي أبرز دليل على متانة هذا االقتصاد الذي‬ ‫يحفظ مكانه ب�ين أكبر ‪ 20‬اق�ت�ص� ً�ادا ح��ول العالم‪ .‬أما‬ ‫توقعات النمو له في هذا العام‪ ،‬فهي تحوم حول اثنني‬ ‫في املائة‪.‬‬

‫صحيح أن امل�ي��زان�ي��ة سجلت ع �ج� ً�زا ف��ي ال�س�ن��ة املالية‬ ‫املاضية بلغ ‪ 367‬مليار ريال (‪ 98‬مليار دوالر)‪ ،‬ومن‬ ‫امل��ؤك��د أن ق �ط��اع اإلن� �ش ��اءات ي �ع��ان��ي ت �ح��دي��ات ليست‬ ‫بالهينة‪ ،‬جعلت بعض الشركات الكبرى مثل «بن الدن»‬ ‫و«سعودي أوجيه» تؤخر دفع رواتب موظفيها‪ ،‬إال أن‬ ‫العمل لم يتوقف‪ .‬وقد يركز اإلعالم الغربي وجزء من‬ ‫العربي على هذه القضية بالذات‪ ،‬ولكن كليهما يتناسى‬ ‫وج��ود ما بني ‪ 10‬ماليني و‪ 12‬مليون مقيم‪ ،‬يتقاضى‬ ‫العاملون منهم رواتبهم على النحو املعتاد؛ دون تأخير!‬ ‫ليس ذلك فحسب‪ ،‬فقد أصدرت السعودية عام ‪2014‬‬ ‫نحو ‪ 1.6‬مليون تأشيرة عمل للقطاع الخاص‪ ،‬بحسب‬ ‫أرقام وزارة العمل‪ ،‬وصاحب ذلك إصدار نحو ‪ 850‬ألف‬ ‫ً‬ ‫تأشيرة عمل للعمالة املنزلية أي��ض��ا‪ ،‬مما يرفع العدد‬ ‫اإلجمالي إلى ‪ 2.4‬مليون تأشيرة‪ ،‬ناهيك بما يقارب ‪104‬‬ ‫آالف تأشيرة عمل في القطاعات الحكومية‪ ،‬وبالتحديد‬

‫‪50‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫التعليمية والصحية‪ .‬ولم تظهر األرق��ام النهائية لعدد‬ ‫تأشيرات العمل في القطاع الخاص والعمالة املنزلية للعام‬ ‫املاضي‪ ،‬إال أن إحصاءات تقريبية تضعها في حدود‬ ‫نحو املليوني تأشيرة‪ ،‬وهو مما يعطي داللة مهمة على‬ ‫أن ه��ذا االقتصاد حيوي وي��ول��د ماليني ف��رص العمل‪.‬‬ ‫ومن املعلوم أن إدخال كتل سكانية جديدة بهذا الحجم‬ ‫إلى البالد ليس باألمر اليسير‪ ،‬فكل هؤالء يحتاجون‬ ‫إلى الطاقة والغذاء والسكن وامل��اء‪ ،‬وهي أم��ور متوفرة‬ ‫لكل هؤالء‪.‬‬ ‫ليس ه��ذا فحسب‪ ،‬بل إن أب��رز شكاوى قطاع األعمال‬ ‫السعودي املزمنة هي البيروقراطية الحكومية التي تؤخر‬ ‫إصدار تأشيرات للعمالة اآلتية من الخارج‪ ،‬مما يعطي‬ ‫داللة على قوة الفرص التي يقدمها االقتصاد السعودي‪،‬‬ ‫والتي تحتاج إلى أيد عاملة يشتد الطلب عليها‪ً ،‬‬ ‫عاما‬ ‫بعد عام‪ .‬وفي أي لحظة تتصفح فيها مواقع التوظيف‬ ‫الشهيرة على اإلنترنت‪ ،‬ستجد مئات الوظائف تعرض‬ ‫ً‬ ‫يوميا على طالبي العمل‪.‬‬


‫املستقبل وصلنا إليه فعليا‬ ‫هل‬

‫باري ريثلتز *‬

‫شاهدت الخسوف الكلي للقمر مؤخرا؟‬ ‫ال تقلق ل��و ف��ات��ك م�ش��اه��دة ه��ذا ال�ح��دث‪،‬‬ ‫ف �س��وف ي �ح��دث خ �س��وف آخ� ��ر ف ��ي ‪16‬‬ ‫سبتمبر (أيلول) الساعة ‪.18:55:27‬‬ ‫علمنا هذه املعلومة بالثانية ألنه أوال‪ :‬بفضل تطور‬ ‫علم الفيزياء الفلكية ب��درج��ة كبيرة تسمح بتلك‬ ‫الدقة‪ ،‬ثانيا‪ :‬املعلومة وردت على موقع وكاال ناسا‬ ‫للفضاء‪.‬‬ ‫فأي شخص لديه هاتف ذكي أو كمبيوتر مرتبط‬ ‫باإلنترنت‪ ،‬سيكون في متناول يديه كمية مهولة‬ ‫من املعلومات «الكوزمولوجية» متاحة هذه األيام‬ ‫كلها تعكس االهتمام املتزايد بالفضاء‪.‬‬ ‫قبل أن أذهب أبعد من هذا‪ ،‬دعوني أقول مقدما أن‬ ‫هناك استثمارا مهما في البحث ينطوي على بعض‬ ‫الحماقة‪ ،‬ولذلك حاول أن تتحملني‪.‬‬ ‫التطور ال��ذي ح��دث ف��ي السنوات األخ�ي��رة مذهل‬ ‫بكل تأكيد‪ ،‬وبه قدر غير معقول من الجمال‪ .‬هل‬ ‫فاتك مشاهدة تلك العجائب؟ ربما تسببت روايات‬ ‫الخيال العلمي في توقعات خاطئة بشأن الشكل‬ ‫الحقيقي للكون‪ ،‬جعلت االن�ج��ازات التي تحققت‬ ‫مؤخرا تبدو أمرا عاديا‪.‬‬ ‫ل � � �ك� � ��ن ال � �ح � �ق � �ي � �ق � ��ة ه� � � ��ي أن م� � � ��ا ت� � �ح� � �ق � ��ق م ��ن‬ ‫ان� � � � � � �ج � � � � � ��ازات ي� � �ث� � �ب � ��ت ع � � �ب � � �ق� � ��ري� � ��ة اإلن � � � � �س� � � � ��ان‪.‬‬ ‫ربما تشعر بخيبة أمل من أن ال تعيش على ظهر‬ ‫كوكب مثل «ستار ور تريك» فلم يحدث أن سافرنا‬ ‫بني املجرات‪ ،‬فاملسافات شاسعة للدرجة التي لن‬ ‫تجعلنا ننجح في قطع تلك املسافات أب��دا‪ ،‬وربما‬ ‫علينا انتظار تحقيق انجاز علمي غير مسبوق‬ ‫كي نحقق ذلك‪.‬‬ ‫وبصرف النظر عن كل ذل��ك‪ ،‬فما جرى اكتشافه‬ ‫مؤخرا يذهب العقل‪ ،‬فسفن الفضاء ال تحتاج إلى‬ ‫املزيد من التطور في فهمنا للكون‪.‬‬ ‫فبعض االكتشافات في العقد املاضي‪ ،‬وحتى العام‬ ‫املاضي‪ ،‬أبعد من خياالت ألبرت إينشتاين النظرية‪،‬‬ ‫وهذا في حد ذاته ينطوي على معنى كبير‪.‬‬ ‫تخيل لو أن لدينا سفينة فضاء فوق كوكب املريخ‪،‬‬ ‫وطرنا إل��ى ج��وار كوكب بلوتو‪ ،‬وأرسلنا سفينة‬ ‫ال�ف�ض��اء «ف��وي�ج��ار ‪ »1‬لتسير ب�ين ال�ن�ج��وم خلف‬ ‫نظامنا الشمسي‪.‬‬ ‫اآلن تخطت سفينة ال�ف�ض��اء «ف��وي �ج��ار ‪ »2‬ما‬ ‫اعتبرناه ف��ي السابق نظاما شمسيا‪ ،‬لكنها ال‬ ‫ت��زال في الغالف الشمسي وتقترب من الحافة‬ ‫(النظرية) لسحابة أورط‪ .‬يدور القمر الصناعي‬ ‫حول كوكب املريخ‪ ،‬الكوكب‪ ،‬الرابع ألكثر من عشر‬ ‫سنوات حتى اآلن‪ ،‬ويرسل لنا بكنز من القياسات‪،‬‬

‫والبيانات والصور‪.‬‬ ‫هل نسيت أن أذك��ر أننا هبطنا على املذنب؟ فكر‬ ‫للحظة ف��ي امل �ه��ارات الفنية املطلوبة‪ ،‬وتعقب ذلك‬ ‫�ن مركبة‬ ‫امل��ذن��ب عندما تبتعد ع��ن األرض‪ ،‬ث��م اب� ِ‬ ‫فضائية وأطلقها‪ ،‬ثم تعقب مذنب واهبط عليه وهو‬ ‫يسير بسرعة ‪ 34,000‬ميال في الساعة بعد رحلة‬ ‫طولها ‪ 4‬مليارات ميل‪.‬‬ ‫ه � � � � ��ل ي � � � � �ب � � � ��دو األم � � � � � � � � ��ر ش � � �ي � � �ق� � ��ا أم م � � � � � � ��اذا؟‬ ‫لدينا صور النفجار وتفكك سوبرنوفا‪ ،‬التقطناها‬ ‫بواسطة تلسكوب كبلر الفضائي‪.‬‬ ‫ماذا عن موجات الجاذبية؟ ماذا عن «املادة املظلمة»‪،‬‬ ‫ماذا عن والدة النجوم؟ ماذا عن انفجار املجرات‬ ‫اإلشعاعي السريع؟ كلها أمور توصلنا لفهما‪.‬‬ ‫ماذا عن اصطدام الثقبني األسودين؟ نعم توصلنا‬ ‫لهما‪ .‬شاهدنا الضوء املقبل من املجرة التي ولدت‬ ‫منذ ‪ 13.3‬مليار سنة‪ ،‬أي بعد حوالي ‪ 400‬مليون‬ ‫سنة من االنفجار الكوني الكبير‪.‬‬ ‫اكتشف الفلكيون الذين يستخدمون ميكروسكوب‬ ‫هابل الفضائي مجرات لولبية هائلة الحجم‪ ،‬ونجوم‬ ‫عمالقة تجعل الشمس تبدو كأنها ضوء ليل خافت‪.‬‬ ‫االهتمام بالفضاء يتزايد‪ ،‬فلدينا علماء فضاء‬ ‫مثل نيل ديغراس تيسون‪ ،‬وبيل ني‪ ،‬وعدد كبير‬ ‫من القنوات التليفزيونية املخصصة للفضاء (مثل‬ ‫ساينس‪ ،‬دي�س�ك��اف��ري‪ ،‬ناشوينال جيوغرافيك)‬ ‫والعديد من املطبوعات ال حصر لها‪.‬‬ ‫تعتبر الفيزياء الفلكية أحد الفروع الصغيرة للعلم‬ ‫الجديد اآلخذ في االنتشار املسمى بقطاع «ستيم»‪،‬‬ ‫الذي يرمز اختصارا للعلم‪ ،‬التكنولوجيا‪ ،‬الهندسة‪،‬‬ ‫والرياضيات‪.‬‬ ‫وهذا القطاع هو أيضا السبب في ظهور املعسكر‬ ‫الذي يخشى من أن يكون التقدم العملي في الفضاء‬ ‫حلما بعيد امل�ن��ال‪ ،‬إذ أن التقدم التكنولوجي في‬ ‫ال�ع��دي��د م��ن امل �ج��االت تحقق بشكل أس��رع م��ن أن‬ ‫يلغى االهتمام بمستقبل اقتصاديات العالم على‬ ‫املدى البعيد‪.‬‬ ‫ال يستطيع اإلنسان أن يتشاءم بينما يرى أمامه كل‬ ‫ما تحقق من تقدم في مجاالت مثل علم الجينوم‪،‬‬ ‫والروبوتات‪ ،‬والطاقة البديلة‪ ،‬وتكنولوجيا النانو‪،‬‬ ‫وع�لاج األورام‪ ،‬وعلم امل��واد‪ ،‬واألدوات التي يمكن‬ ‫ارتداؤها‪ ،‬والطباعة ثالثية األبعاد‪ ،‬والتواصل قريب‬ ‫امل��دى‪ ،‬ناهيك عن البيانات الضخمة للبرمجيات‪،‬‬ ‫واالتصاالت وأشباه املوصالت‪ .‬املستقبل ليس في‬ ‫الطريق‪ ،‬بل وصلنا إليه بالفعل <‬ ‫* باالتفاق مع «بلومبيرغ»‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪49‬‬


‫«أوبك» تخفض توقعها‬ ‫للطلب على نفطها في ‪2016‬‬ ‫لندن‪ :‬تنبأت أوبك بطلب أقل على نفطها‬ ‫ال �خ��ام ف��ي ‪ ،2016‬م �ق��ارن��ة م��ع ال�ت�ك�ه�ن��ات‬ ‫السابقة بسبب استمرار املنافسني في ضخ‬ ‫اإلمدادات رغم األسعار املنخفضة مما سيزيد حجم‬ ‫التخمة في السوق هذا العام‪.‬‬ ‫ويتناقض التقرير الشهري ملنظمة البلدان املصدرة‬ ‫للبترول مع تقرير وكالة الطاقة الدولية التي قالت‬ ‫إن املنتجني غير األعضاء في أوبك يخفضون اإلنتاج‬ ‫أكثر مما كانت تتوقع‪.‬‬ ‫وقالت أوبك في التقرير إنها تتوقع تراجع املعروض‬ ‫ً‬ ‫يوميا هذا العام‪.‬‬ ‫من خارج املنظمة ‪ 700‬ألف برميل‬ ‫لكنها عدلت املستوى املطلق إلم ��دادات ال��دول غير‬ ‫األعضاء في ‪ 2015‬و‪ 2016‬بالزيادة‪ ،‬وقالت إن جهود‬ ‫املنتجني للمحافظة على مستويات اإلن�ت��اج تلقي‬ ‫بمزيد من الشك على توقعاتها لعام ‪.2016‬وق��ال��ت‬ ‫أوب��ك‪« :‬ح��دث خفض في تكاليف اإلنتاج وبخاصة‬ ‫في الواليات املتحدة وزيادة في التحوط حيث يفضل‬ ‫املنتجون تحمل الخسائر ب��دال م��ن وق��ف اإلن�ت��اج‪.‬‬ ‫وأدى ه��ذا إل��ى م��زي��د م��ن ع��دم ال�ت�ي�ق��ن ف��ي توقعات‬ ‫املعروض من خارج أوبك لعام ‪.»2016‬ونتيجة لذلك‬ ‫تتوقع أوب��ك أن يبلغ متوسط الطلب على خامها‬ ‫ً‬ ‫يوميا في ‪ ،2016‬بانخفاض ‪90‬‬ ‫‪ 31.52‬مليون برميل‬ ‫ً‬ ‫يوميا عن توقع فبراير املاضي‪.‬‬ ‫ألف برميل‬ ‫وقالت املنظمة نقال عن مصادر ثانوية إنها ضخت‬ ‫ً‬ ‫يوميا في فبراير‪ ،‬بانخفاض‬ ‫‪ 32.28‬مليون برميل‬ ‫ً‬ ‫ن �ح��و ‪ 175‬أل� ��ف ب��رم �ي��ل ي��وم��ي��ا ع ��ن ي �ن��اي��ر ب�س�ب��ب‬ ‫تعطيالت في العراق ونيجيريا وليبيا‪.‬‬

‫اهلند تقايض النفط بالغذاء مع دول الخليج‬ ‫تبيعها‬ ‫نيودلهي‪ :‬تجري الهند محادثات مع دول خليجية لشراء النفط مللء احتياطياتها االستراتيجية‪ ،‬وفي املقابل ً‬ ‫أغذية وذلك مع سعيها الستخدام موقعها كثالث أكبر مستورد للنفط في العالم‪ ،‬لتأمني إم��دادات الطاقة وأيضا‬ ‫تعزيز صادراتها‪.‬وقال وزير النفط الهندي دارمندرا ب��رادان إن الفكرة ما زالت غير محددة لكن نيودلهي أجرت‬ ‫محادثات أولية مع دولة اإلمارات العربية‪.‬وأضاف أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد‬ ‫بن زايد آل نهيان ناقشا املسألة مرتني‪.‬‬ ‫األوسط‪ .‬وتسببت تخمة‬ ‫الشرق‬ ‫في‬ ‫دول‬ ‫من‬ ‫معظمها‬ ‫ويأتي‬ ‫الخام‪،‬‬ ‫النفط‬ ‫من‬ ‫حاجاتها‬ ‫وتستورد الهند نحو ‪ 80‬في املائة من‬ ‫ً‬ ‫في اإلمدادات العاملية في صعوبات لدول غنية بالنفط باملنطقة في سعيها لزيادة الصادرات‪.‬والهند هي أيضا ثاني أكبر منتج‬ ‫لألرز والقمح في العالم بعد الصني ولديها مخزونات كبيرة من هاتني السلعتني الغذائيتني‪.‬‬

‫لوفتهانزا تكبح توقعات‬ ‫األرباح وسط منافسة حامية‬ ‫ف��ران�ك�ف��ورت‪ :‬تتوقع مجموعة لوفتهانزا‬ ‫األملانية للطيران زيادة طفيفة فحسب في‬ ‫أرب ��اح ‪ 2016‬رغ��م ت��راج��ع أس �ع��ار ال��وق��ود‪،‬‬ ‫حيث حذرت من سباق على خفض األسعار وتراجع‬ ‫متوسط أس�ع��ار التذاكر م��ع قيامها بتعزيز وح��دة‬ ‫الرحالت املنخفضة التكلفة يورو ‪ -‬وينجز‪ .‬وشأنها‬ ‫ش��أن منافستيها أي��ر ف��ران��س – كيه إل إم‪ ،‬وآي إيه‬ ‫جي مالكة الخطوط الجوية البريطانية‪ ،‬استفادت‬ ‫لوفتهانزا من أسعار النفط املنخفضة والطلب القوي‬ ‫على السفر في ‪ ،2015‬وهو ما مكنها من العودة إلى‬ ‫صرف توزيعات أرباح نقدية للمساهمني‪.‬‬ ‫املنخفضي التكلفة مثل ريان إير وإيزي‬ ‫لكن املنافسني ً‬ ‫جت يستفيدون أيضاويتحدون يورو ‪ -‬وينجز وحدة‬ ‫الطيران االقتصادي الجديدة للوفتهانزا بإضافة‬ ‫مقاعد جديدة في أوروبا‪ ،‬ال سيما في أملانيا وفرض‬ ‫ضغوط على أسعار تذاكر السفر‪.‬‬ ‫وقالت لوفتهانزا إنها تتوقع زيادة طفيفة في أرباح‬ ‫‪ 2016‬ب�ع��د اإلع �ل�ان ع��ن أرب� ��اح م�ع��دل��ة ق�ب��ل ال�ف��ائ��دة‬ ‫وال �ض��رائ��ب ب�ل�غ��ت ‪ 1.82‬م�ل�ي��ار ي ��ورو (‪ 2.05‬مليار‬ ‫دوالر) لعام ‪.2015‬‬

‫‪48‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫الليرة السورية تهبط متأثرة باالنسحاب الروسي‬ ‫دمشق‪ :‬هوت العملة السورية إلى مستويات متدنية جديدة بعد أن قالت روسيا إنها ستخفض وجودها العسكري‬ ‫ً‬ ‫أضرارا جسيمة بالصناعة والبنية‬ ‫الداعم للرئيس بشار األسد‪ ،‬وذلك بعدما تأثرت العملة بالفعل بالحرب التي ألحقت‬ ‫التحتية واالقتصاد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وانخفضت الليرة السورية إلى ‪ 475‬ليرة للدوالر في السوق السوداء‪ ،‬مسجلة هبوطا بنسبة ‪ 90‬في في املائة منذ ‪ 18‬مارس‬ ‫(آذار) ‪ 2011‬عندما انطلقت االنتفاضة السورية التي تحولت إلى حرب أهلية‪.‬وتمكنت الحكومة السورية من تحقيق االستقرار‬ ‫لعملتها في بداية الصراع بفضل الدعم املالي والتجاري من إيران‪.‬‬


‫أزمة عزوف السياح عن زيارة مصر مستمرة ‪..‬‬ ‫والبنك املركزي يوجه لطمة قوية للسوق السوداء‬ ‫لندن‪ :‬مددت شركة توماس كوك إلغاء عطالت منتجع‬ ‫شرم الشيخ املصري حتى ‪ 31‬أكتوبر (تشرين األول)‬ ‫املقبل‪ ،‬مما يعني غلق الوجهة أمام الرحالت البريطانية‬ ‫لنحو عام‪.‬وكانت بريطانيا نصحت بعدم السفر إلى مطار شرم‬ ‫الشيخ في نوفمبر املاضي إثر حادث اإلسقاط املشتبه به لطائرة‬ ‫ركاب روسية في أكتوبر ‪ 2015‬بعد فترة وجيزة من إقالعها من‬ ‫ً‬ ‫شخصا‪.‬وأجلى‬ ‫مطار شرم الشيخ والذي أسفر عن مقتل ‪224‬‬ ‫السياح البريطانيون من املنتجع بعد الحادث‪ .‬ولم تستقبل شرم‬ ‫الشيخ رحالت منتظمة من بريطانيا منذ الرابع من نوفمبر ‪2015‬‬ ‫بسبب بواعث القلق املتعلقة بأمن املطار‪.‬وقالت توماس كوك إنها‬ ‫ستمدد إلغاء الرحالت القائم ملا بعد ‪ 25‬مايو (أيار) لعدم توافر‬ ‫مؤشر واضح على موعد تغيير التوصية البريطانية بشأن السفر‬ ‫إلى شرم الشيخ‪.‬‬ ‫من ناحية ثانية وجه البنك املركزي املصري لطمة قوية للسوق‬ ‫السوداء في البالد بتخفيضه سعر العملة املحلية ‪ 14.5‬في املائة‪،‬‬ ‫مقابل الدوالر في أول تخفيض رسمي في عهد املحافظ الجديد‬ ‫طارق عامر‪.‬وباع املركزي ‪ 198.1‬مليون دوالر في عطاء استثنائي‬ ‫لتغطية واردات سلع استراتيجية أساسية بسعر ‪ 8.85‬جنيه‬ ‫للبنوك من ‪ 7.73‬جنيه في العطاء الدوري السابق‪.‬‬ ‫ً‬ ‫رسميا في البنوك بعد العطاء‬ ‫ويباع ال��دوالر بسعر ‪ 8.95‬جنيه‬ ‫االستثنائي أواخر الشهر املاضي‪.‬‬

‫وقال املركزي املصري إنه قرر «انتهاج سياسة أكثر مرونة في‬ ‫م��ا يتعلق بسعر ال�ص��رف وال�ت��ي م��ن شأنها ع�لاج التشوهات‬ ‫ف��ي منظومة أس�ع��ار ال�ص��رف واس�ت�ع��ادة ت��داول النقد األجنبي‬ ‫داخ ��ل ال�ج�ه��از امل�ص��رف��ي ب �ص��ورة منتظمة وم�س�ت��دام��ة تعكس‬ ‫آليات العرض والطلب»‪.‬وتواجه مصر املعتمدة على االستيراد‬ ‫نقصا حادا في الدوالر منذ انتفاضة ‪ 2011‬والقالقل السياسية‬ ‫التي أعقبتها وأدت إل��ى ع��زوف السياح واملستثمرين األجانب‬ ‫وان �خ �ف��اض ت �ح��وي�لات امل �ص��ري�ين ف��ي ال� �خ ��ارج وه ��ي امل �ص��ادر‬ ‫الرئيسية للعملة الصعبة‪.‬‬ ‫وأضاف املركزي أنه يتوقع أن «تؤدي تلك القرارات (األخيرة) إلى‬ ‫مستويات ألسعار الصرف تعكس القوة والقيمة الحقيقية للعملة‬ ‫املحلية في غضون فترة وجيزة»‪.‬وأشار البنك إلى أنه يستهدف‬ ‫الوصول باالحتياطي النقدي األجنبي إلى «نحو ‪ 25‬مليار دوالر‬ ‫في نهاية ‪ 2016‬نتيجة لجذب االستثمار األجنبي‪ ،‬بعد االطمئنان‬ ‫إلى إنهاء القيود ووجود خروج آمن لتلك االستثمارات واستعادة‬ ‫االقتصاد املصري لقدراته التنافسية»‪.‬وتهاوت االحتياطيات‬ ‫من ‪ 36‬مليار دوالر في ‪ 2011‬إلى ‪ 16.5‬مليار دوالر في فبراير‬ ‫(شباط) املاضي‪ ،‬ويعاني البلد من أزمة عملة أدت إلى نضوب‬ ‫السيولة ال��دوالري��ة ف��ي ال�ق�ط��اع امل�ص��رف��ي‪.‬وأل�غ��ى البنك امل��رك��زي‬ ‫امل �ص��ري س�ق��ف اإلي� ��داع وال�س�ح��ب امل�ص��رف��ي بالعملة الصعبة‬ ‫ملستوردي السلع األساسية واألفراد‪.‬‬

‫شركات النفط الروسية تدعم تجميد اإلنتاج ال خفضه‬

‫موسكو‪ :‬قال وزي��ر الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن شركات النفط الروسية تساند فكرة تجميد اإلنتاج عند‬ ‫املستويات شبه القياسية املسجلة في يناير‪ ،‬لكنها ال تؤيد أي مقترحات لخفض إنتاج الخام من أجل رفع األسعار‬ ‫العاملية‪ .‬والتقى الرئيس الروسي فالديمير بوتني برؤساء كبار املنتجني في البالد مثل إيجور ستشني الرئيس‬ ‫التنفيذي لروسنفت ووحيد علي كبيروف الرئيس التنفيذي وأحد مساهمي لوك أويل وآخرين‪ ،‬لالستماع إلى وجهات نظرهم‬ ‫بشأن مقترح الشهر املاضي لتجميد اإلنتاج‪.‬وقال نوفاك الذي تفاوض على أول اتفاق نفطي عاملي محتمل في ‪ً 15‬‬ ‫عاما في‬ ‫الدوحة‪ ،‬إن بوتني وشركات النفط التي ضخت بمستوى قياسي مرتفع جديد ملا بعد الحقبة السوفياتية بلغ ‪ 10.88‬مليون‬ ‫برميل ً‬ ‫يوميا في يناير ناقشوا االتفاق في الكرملني‪.‬وأكدت الشركات دعمها لهذه املبادرة وبوجه عام سيبعث هذا بإشارة‬ ‫إيجابية للسوق‪.‬‬

‫الكويت تسير نحو‬ ‫خصخصة إدارة املوانئ واملطار‬ ‫الكويت‪ :‬تسعى حكومة الكويت لسن تعديل‬ ‫تشريعي يسمح بخصخصة إدارات املوانئ‬ ‫ال �ت �ج ��اري ��ة وم� �ط ��ار ال �ك ��وي ��ت ع �ل��ى أن ت�ظ��ل‬ ‫الحكومة محتفظة بملكيتها لهم‪ .‬وقال وزير التجارة‬ ‫الكويتي يوسف العلي إن حكومته ستتقدم ملجلس‬ ‫األمة (البرملان) بمشروع لتعديل قانون الخصخصة‬ ‫خ �ل�ال ال �ش �ه��ري��ن امل �ق �ب �ل�ين‪ ،‬ب �م��ا ي�س�م��ح بخصخصة‬ ‫إدارة امل��وان��ئ وامل�ط��ار دون أصولهما‪.‬وقال العلي إن‬ ‫القانون الحالي يتحدث عن الخصخصة باعتبارها‬ ‫«نقل ملكية فقط‪ .‬أم��ا خصخصة اإلدارة على سبيل‬ ‫املثال بمعنى نقل اإلدارة للقطاع الخاص بدال من بيع‬ ‫املنشأة بالكامل‪ ،‬فهذا ال يشمله القانون‪ ،‬وه��ذا بحد‬ ‫ذاته عائق في كثير من املشاريع»‪ .‬وتسابق الحكومة‬ ‫ال�ك��وي�ت�ي��ة ال��زم��ن م��ن أج��ل ت�ط��وي��ر امل��راف��ق الحكومية‬ ‫وت�ح�ق�ي��ق إن �ج ��ازات م�ل�م��وس��ة ف��ي ظ��ل ه �ب��وط أس�ع��ار‬ ‫النفط مستغلة ف��ي ذل��ك وج��ود ب��رمل��ان مؤيد لها بعد‬ ‫أن قاطعت املعارضة الرئيسية االنتخابات األخيرة‬ ‫ال �ت��ي ع �ق��دت ف ��ي ‪ .2013‬وأض � ��اف وزي� ��ر ال �ت �ج��ارة أن‬ ‫هناك حاجة لخصخصة اإلدارة «في الوقت العاجل‪..‬‬ ‫لتنشيط املنافذ عندنا س��واء كانت بحرية أو جوية‬ ‫بشكل أساسي للعمل التجاري‪ .‬نحتاج تطوير اإلدارة‬ ‫ونقلها للقطاع الخاص»‪.‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪47‬‬


‫«الفاو» تتوقع استمرار هبوط أسعار الغذاء مع تباطؤ النمو‬ ‫أبوظبي‪ :‬قال املدير العام ملنظمة األغذية والزراعة لألمم املتحدة (فاو) جوزيه جرازيانو‬ ‫دا سيلفا إن من املتوقع أن تشهد أسعار الغذاء العاملية املزيد من الهبوط هذا العام‪ ،‬بعد‬ ‫أن استقرت قرب أدنى مستوى لها في ‪ 7‬سنوات تحت ضغط تباطؤ النمو االقتصادي‪.‬‬ ‫وهبط مؤشر فاو ألسعار الغذاء الذي يقيس التغيرات الشهرية لسلة من الحبوب والزيوت النباتية‬ ‫ومنتجات األلبان واللحوم والسكر في كل سنة من السنوات األربع األخيرة‪ .‬واستقرت األسعار‬ ‫قرب أدنى مستوياتها في ‪ 7‬سنوات في فبراير املاضي حيث بدد ارتفاع أسعار الزيوت النباتية‬ ‫واللحوم إثر تراجع أسعار الحبوب والسكر ومنتجات األلبان‪.‬‬ ‫وقال دا سيلفا‪« :‬تباطؤ نمو االقتصاد العاملي وبخاصة الصني يضع الكثير من الضغوط (النزولية)‬ ‫على السلع األولية»‪.‬وأضاف‪« :‬نتوقع استمرار هبوط األسعار بالقيمة الحقيقية وليس بالضرورة‬ ‫القيمة االسمية‪ ،‬ومن ثم سيعتمد األمر ً‬ ‫كثيرا في كل دولة على سعر الصرف»‪.‬وتمتع املنتجون في‬ ‫بعض البلدان مثل البرازيل بقدر من الحصانة من حالة التراجع العام في األسعار العاملية‪ ،‬بسبب‬ ‫ضعف العمالت املحلية لتلك البلدان‪.‬‬

‫إيران تتجه لخصخصة قطاع السيارات اإليراني‬ ‫دبي‪ :‬قال الرئيس اإليراني حسن روحاني إن قطاع السيارات في بالده يجب خصخصته‬ ‫ً‬ ‫موجها رسالة قوية بشأن نياته‬ ‫بالكامل‪ ،‬لتحقيق هدف الحكومة بالتحول ملنافس عاملي‪،‬‬ ‫بفتح اقتصاد البالد على العالم الخارجي‪.‬وطالب روحاني منتجي السيارات في إيران‬ ‫بالتعاون الوثيق مع الشركات األجنبية لتحسني جودة اإلنتاج‪.‬وتسيطر الدولة حاليا على نحو‬ ‫نصف قطاع صناعة السيارات‪.‬وتعد صناعة السيارات الضخمة‪ ،‬ولكن العتيقة‪ ،‬من القطاعات‬ ‫األكثر ً‬ ‫جذبا للمستثمرين األج��ان��ب‪ ،‬الذين ت��واف��دوا على طهران منذ رف��ع العقوبات الدولية في‬ ‫يناير في أعقاب االتفاق النووي بني إيران والقوى العاملية‪.‬وأضاف روحاني‪« :‬ينبغي أن يرتقي‬ ‫منتجونا للمعايير العاملية وسنتعاون مع الشركات األجنبية حتى يكون ملنتجينا وج��ود في‬ ‫األسواق العاملية»‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫ديون األسواق الناشئة‬ ‫تقفز ‪ 1.6‬تريليون دوالر في ‪2015‬‬ ‫لندن‪ :‬قال معهد التمويل الدولي إن إجمالي ديون األس��واق الناشئة‬ ‫نما بواقع ‪ 1.6‬تريليون دوالر في ‪ 2015‬ليتجاوز ‪ 62‬تريليون دوالر‪،‬‬ ‫وحذر من أن زيادة املديونية ترفع مخاطر عدم السداد وتهدد النمو‬ ‫االقتصادي في املستقبل‪.‬‬ ‫وقال املعهد الذي يعد أحد أكثر املصادر مصداقية للبيانات الخاصة بتدفقات‬ ‫االستثمار على العالم النامي إن سندات بقيمة ‪ 730‬مليار دوالر أصدرتها‬ ‫الحكومات والشركات باألسواق الناشئة تستحق السداد في ‪ .2016‬وتستحق‬ ‫سندات أخرى قيمتها ‪ 890‬مليار دوالر السداد في العام القادم ثلثها بالدوالر‬ ‫األميركي‪ .‬وأضاف التقرير إنه مع تزايد استخدام الدول لألموال التي تجمعها‬ ‫لسداد الديون املستحقة «من املرجح أن تقيد مستويات املديونية املرتفعة ‪-‬‬ ‫والحاجة إلى خفض االعتماد على االقتراض في نهاية املطاف ‪ -‬النمو باألسواق‬ ‫ً‬ ‫فصاعدا»‪.‬‬ ‫الناشئة من اآلن‬ ‫وأشار التقرير إلى أن إصدارات السندات واالقتراض الحكومي منذ بداية العام‬ ‫انخفض نحو ‪ 35‬في املائة‪ ،‬مقارنة مع نفس الفترة من العام املاضي‪.‬‬ ‫وق��ال «ف��ي ظ��ل مستوى قياسي ل�س��داد ال��دي��ن حتى ‪ 2017‬ك��ان��ت إص ��دارات‬ ‫األسواق الناشئة محدودة هذا العام مع استمرار قلق املستثمرين من الزيادة‬ ‫املحتملة في مخاطر عجز الشركات باالقتصادات الناشئة عن السداد»‪.‬وأشار‬ ‫املعهد إلى تناقض وضع ديون البلدان النامية مع وضع االقتصادات املتقدمة‪،‬‬ ‫الديون ‪ 12‬تريليون دوالر‬ ‫حيث خفضت الحكومات واملستهلكون مستويات‬ ‫ً‬ ‫العام املاضي إلى نحو ‪ 175‬تريليون دوالر‪ ،‬مما يتيح مجاال أكبر لزيادة اإلنفاق‬ ‫لتعزيز التعافي‪ .‬على الجانب اآلخر‪ ،‬تنمو مديونية األسواق الناشئة في شتى‬ ‫القطاعات‪ .‬فقد ارتفعت ديون الشركات غير املالية أكثر من ‪ 6.5‬نقطة مئوية‬ ‫في ‪ 2015‬إلى أكثر من ‪ 100‬في املائة من الناتج املحلي اإلجمالي‪ ،‬مقارنة مع‬ ‫متوسط ‪ 87‬في املائة في األسواق املتقدمة‪.‬‬


‫«الطيران املدني» السعودية‬ ‫تبحث إنشاء مناطق حرة باملطارات‬ ‫ج� ��دة‪ :‬ق ��ال ن��ائ��ب رئ �ي��س م�ج�ل��س إدارة ال�ه�ي�ئ��ة ال�ع��ام��ة‬ ‫للطيران املدني السعودية فيصل الصقير إن الهيئة تجري‬ ‫م�ح��ادث��ات م��ع ج�ه��ات حكومية إلن�ش��اء مناطق ح��رة في‬ ‫مطارات جدة والرياض‪ ،‬وذلك في إطار خطة طويلة األجل لتنويع‬ ‫اقتصاد اململكة وتقليص اعتماده على النفط‪.‬وأوضح الصقير في‬ ‫مقابلة صحافية‪« :‬ه��ذا ليس تطويرا بسيطا ملنطقة ح��رة‪ .‬هناك‬ ‫ج�ه��ات ك�ث�ي��رة م�ش��ارك��ة‪ .‬س�ت�ك��ون نقطة االن �ط�لاق ف��ي م�ط��ار ج��دة‬ ‫وفي مطار الرياض»‪.‬وأضاف أن املناطق الحرة ستهدف إلى جذب‬ ‫الشركات األجنبية من خالل تيسير إجراءات التراخيص وقواعد‬ ‫التأشيرات والضرائب ملختلف الصناعات والخدمات‪ .‬وستكون‬ ‫املناطق كبيرة بما يكفي لتضم منشآت للصناعات التحويلية‪.‬‬ ‫وأعلنت الهيئة‪ ،‬التي تشرف على جميع مطارات اململكة وعددها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مطارا‪ ،‬خططا في نوفمبر (تشرين الثاني) املاضي لخصخصة‬ ‫‪27‬‬ ‫مطارات دولية ومحلية في اململكة بحلول ‪ 2020‬مع سعي البالد‬ ‫لجذب استثمارات أجنبية لتعزيز املالية العامة‪.‬‬ ‫وقال الصقير إن مجلس الشؤون االقتصادية والتنمية وصندوق‬ ‫االستثمارات العامة يعمالن على خطة املناطق الحرة في إطار‬ ‫برنامج التحول الوطني‪ ،‬وهو حزمة من اإلصالحات تهدف إلى‬ ‫دعم القطاع الخاص غير النفطي‪.‬وتابع يقول «يقود خطة املناطق‬ ‫الحرة املجلس والصندوق حيث يعمالن مع وزارة التجارة والهيئة‬ ‫العامة للطيران املدني لتطوير املفهوم الصحيح لتلك املناطق لكن‬ ‫األمر سيستغرق بعض الوقت»‪.‬‬

‫«أكواباور» السعودية تمد جنوب أفريقيا بالطاقة الشمسية‏‬ ‫ج ��وه ��ان� �س� �ب ��رغ‪ :‬دش� �ن ��ت ج� �ن ��وب أف��ري �ق �ي��ا‬ ‫وأك��واب��اور السعودية محطة طاقة شمسية‬ ‫قيمتها ‪ 328‬مليون دوالر في محافظة كيب‬ ‫الشمالية مع مسارعة أكبر بلد صناعي في أفريقيا‬ ‫إل��ى زي� ��ادة إم � ��دادات ال�ك�ه��رب��اء وال �ح��د م��ن االع�ت�م��اد‬ ‫على الفحم‪.‬وقال بيان إن مشروع بوكبورت للطاقة‬ ‫الشمسية الذي نفذه كونسورتيوم بقيادة أكواباور‬ ‫سيوفر ‪ 1300‬ميغاواط‪ /‬ساعة لتغذية أكثر من ‪200‬‬ ‫أل��ف م�ن��زل‪.‬وب��دأ بناء املحطة ف��ي ‪ 2013‬بعد عرض‬ ‫ناجح من أك��واب��اور في إط��ار خطط جنوب أفريقيا‬ ‫للتوسع ف��ي اس�ت�خ��دام الطاقة امل�ت�ج��ددة‪.‬وق��ال نائب‬ ‫املدير العام لوزارة التجارة والصناعة يونس حسني‪:‬‬ ‫«ي �ه��دف امل �ش��روع إل��ى تحقيق أم��ن ال�ط��اق��ة وت�ن��وي��ع‬ ‫مصادرها‪ .‬إنه يبث الثقة بتنفيذ مشاريع خضراء‬ ‫كبيرة في جنوب أفريقيا»‪.‬‬ ‫ويدفع نقص الطاقة املزمن الحكومة إلى البحث عن‬ ‫ً‬ ‫مصادر بديلة لتوليد الكهرباء‪ ،‬بدال من محطات مرفق‬ ‫إسكوم اململوك للدولة والتي يستغرق بناؤها مزيداً‬ ‫من الوقت‪.‬وتواجه إسكوم التي تزود جنوب أفريقيا‬ ‫بكل طاقتها الكهربائية تقريبا أزمة تمويل مع سعيها‬ ‫لإلسراع ببدء تشغيل محطات كهرباء جديدة‪.‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪45‬‬


‫السعودية تؤيد اجتماع الدوحة‬ ‫النفطي في أبريل الحالي‬ ‫ال�خ�ب��ر‪ :‬ق��ال م�ص��در نفطي س�ع��ودي إن‬ ‫ال�س �ع��ودي��ة ت��ؤي��د ت �م� ً�ام��ا ع�ق��د اج�ت�م��اع‬ ‫طارئ ملنتجي النفط بالعاصمة القطرية‬ ‫الدوحة في أبريل (نيسان) الحالي‪ .‬وقال املصدر‪:‬‬ ‫«بما أن روسيا والبلدان األخرى متفقة على عقد‬ ‫اج�ت�م��اع ط��ارئ ملنتجي النفط ب��ال��دوح��ة ف��ي ‪17‬‬ ‫أبريل‪ ،‬فإن السعودية تؤيد هذه املبادرة ً‬ ‫تماما»‪.‬‬ ‫وكانت مصادر في أوبك قالت إن منتجي النفط‬ ‫بمن فيهم األعضاء الخليجيون بأوبك يدعمون‬ ‫إج��راء محادثات الشهر القادم بخصوص اتفاق‬ ‫لتثبيت إنتاج النفط‪ ،‬حتى إذا امتنعت إيران عن‬ ‫املشاركة مما يعزز فرص إب��رام أول اتفاق عاملي‬ ‫بشأن املعروض في ‪ 15‬عاما‪.‬‬

‫مسؤول يتوقع نمو االقتصاد‬ ‫السعودي بنحو ‪ % 2‬في ‪2016‬‬ ‫جدة‪ :‬قال وكيل محافظ مؤسسة النقد‬ ‫العربي السعودي لألبحاث وال�ش��ؤون‬ ‫الدولية أحمد عبد الكريم الخليفي إن‬ ‫اقتصاد اململكة سينمو على األرجح بنحو ‪ 2‬في‬ ‫في املائة في ‪ 2016‬فيما يعكس تأثير انخفاض‬ ‫أس �ع ��ار ال �ن �ف��ط ع �ل��ى اق �ت �ص��اد امل �م �ل �ك��ة‪ .‬وت�ش�ي��ر‬ ‫إحصاءات رسمية إلى أن الناتج املحلي اإلجمالي‬ ‫السعودي ارتفع ‪ 3.6‬في املائة في الربع الثالث‬ ‫من ‪ 2015‬على أساس سنوي‪ ،‬لكن صندوق النقد‬ ‫الدولي توقع في يناير (كانون الثاني) أن ينمو‬ ‫اق�ت�ص��اد اململكة أك�ب��ر م�ص��در للنفط ف��ي العالم‬ ‫‪ 1.2‬ف��ي امل��ائ��ة فقط ف��ي ‪ ،2016‬وه��و أم��ر ق��ال عنه‬ ‫الخليفي‪« :‬نختلف مع هذا»‪.‬‬

‫مشروع مترو الرياض يمضي‬ ‫وفق الجدول الزمني رغم خفض اإلنفاق‬ ‫الرياض‪ :‬قال مدير إدارة تنفيذ املشاريع التطويرية في الهيئة‬ ‫العليا لتطوير مدينة الرياض الوليد العكرش إن مشروع مترو‬ ‫ال��ري��اض ال��ذي يتكلف ‪ 23‬مليار دوالر سيكتمل ب�ن��اؤه في‬ ‫املوعد املقرر في ‪ ،2019‬وإن ميزانيته ح��اض��رة‪ ،‬م�ب� ً‬ ‫�ددا تكهنات بأن‬ ‫املشروع قد يجري تقليصه أو تأجيله في أعقاب هبوط في االيرادات‬ ‫النفطية للسعودية‪.‬وأضاف أن مشروع مترو الرياض الذي يمتد ملسافة‬ ‫‪ 176‬كيلومترا (‪ 110‬أميال) لم يتأثر‪.‬‬ ‫وحول ما إذا كان هبوط أسعار النفط أثر على املشروع‪ ،‬أوضح العكرش‪:‬‬ ‫«يسأل كثير من الناس هل سنقلص املشروع‪ .‬لكن حتى اآلن نعمل‬ ‫بنفس الوتيرة التي نسير بها منذ البداية‪ .‬ندفع مستحقات العقود في‬ ‫مواعيدها‪ .‬إنه عمل معتاد بالنسبة لنا»‪.‬وتوقع العكرش أن يبدأ تشغيل‬ ‫مترو الرياض بجميع خطوطه الستة ومحطاته الخمس والثمانني في‬ ‫املوعد املقرر في ‪ .2019‬وسيتم تشغيل قطارات كهربائية دون سائق‪،‬‬ ‫فيما وصفه مسؤولون بأنه أكبر نظام للنقل العام في العالم قيد التطوير‬ ‫ً‬ ‫حاليا‪.‬وأوضح‪« :‬نحن على ثقة من التنفيذ في املوعد املقرر‪ .‬هذا هو‬ ‫الهدف التعاقدي‪ .‬لم نتلق أي تعليمات إلجراء أي نوع من الخفض»‪.‬وفي‬ ‫‪ ،2013‬منحت عقود بمليارات ال��دوالرات ملجموعات شركات تقودها‬ ‫«بكتل ك��ورب» األميركية العمالقة ل�لإن�ش��اءات وفورمنتو اإلسبانية‬ ‫وأنسالدو اإليطالية‪ .‬وبدأ العمل في ‪.2014‬وق��ال العكرش إن املشروع‬ ‫يتم الصرف عليه من أموال حكومية مخصصة له‪ ،‬ولذا فإنه ال توجد‬ ‫ديون محددة أو اقتراض مرتبط به‪.‬‬

‫توزيعات الخليج قد تنكمش‬ ‫تحت وطأة النفط الرخيص‬ ‫دبي‪ :‬قد تبدأ توزيعات األرباح الخليجية‬ ‫باالنكماش في ظل تزايد صعوبة تدبير‬ ‫التمويل مما يجبر الشركات على خفض‬ ‫املدفوعات‪ .‬واجتذبت عوائد التوزيعات املرتفعة‬ ‫لسنوات املستثمرين إلى البورصات الخليجية‬ ‫مما ع��وض جزئيا ع��وام��ل مثل سيولة ال�ت��داول‬ ‫امل�ح��دودة وت�ف��اوت القواعد التنظيمية وضعف‬ ‫إفصاح الشركات عن املعلومات‪ .‬وفي ‪ 2015‬بلغ‬ ‫متوسط عائد التوزيعات في دول مجلس التعاون‬ ‫الخليجي الست نحو ‪ 4.5‬في املائة‪ ،‬مقابل ‪ 3‬في‬ ‫املائة في األسواق الناشئة ‪.‬‬

‫‪44‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫«أرامكو السعودية» و«شل» تخططان لتقسيم مشروعهما املشترك (موتيفا)‬

‫ً‬ ‫نيويورك (رويترز) ‪ -‬أعلنت شركتا شل وأرامكو السعودية خططا لتقسيم شركة موتيفا إنتربرايزز وفصل األصول‬ ‫بعد نحو عقدين من الزمن من تكوين املشروع املشترك األميركي لتكرير النفط وتوزيع منتجاته‪.‬‬ ‫وقال بيان إنه بموجب خطاب نيات غير ملزم ستحتفظ أرامكو باسم موتيفا‪ ،‬وتصبح املالك الوحيد ملصفاة بورت‬ ‫وهي أكبر مصفاة في الواليات املتحدة كما ستحتفظ بست وعشرين محطة للتوزيع‪.‬‬ ‫آرثر بوالية تكساس‪ً ،‬‬ ‫وأضاف أنها ستمتلك أيضا رخصة حصرية الستخدام العالمة التجارية شل في بيع البنزين والديزل في أسواق تكساس‬ ‫وأغلبية وادي مسيسيبي والجنوب الشرقي ووسط األطلسي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وستصبح شل املالك الوحيد ملصفاة نوركو في لويزيانا‪ ،‬حيث تدير أيضا محطة للكيماويات ومصفاة كونفنت في لويزيانا‬ ‫و‪ 9‬محطات للتوزيع فضال عن أسواق العالمة شل في فلوريدا ولويزيانا ومنطقة الشمال الشرقي‪.‬‬


‫أردوغان يحتفل بيوم املراة العاملي‬ ‫الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خالل التقاط صورة‬ ‫سيلفي مع الحضور خالل احتفالية كبرى بيوم املرأة بأحد‬ ‫فنادق أنقرة عاصمة تركيا ‪ 8‬مارس ‪( 2016‬غيتي)‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪43‬‬


‫‪42‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬


‫ضرورة الرد األوروبي القوي على التهديد اإلرهابي‬ ‫حتى‬

‫غاي فيرهوفشتات *‬

‫انضمت بروكسل‬ ‫إلى القائمة‬ ‫املتزايدة من‬ ‫املدن األوروبية‬ ‫اليت استهدفها‬ ‫التطرف‬

‫الفترة األخيرة‪ ،‬لم تتعرض األراضي البلجيكية‬ ‫لهجوم كبير‪ .‬ول�ك��ن أح ��داث ‪ 22‬م��ارس (آذار)‬ ‫الباعثة على االشمئزاز غيرت هذا االعتقاد على‬ ‫نحو مفاجئ‪ .‬فقد انضمت بروكسل إلى القائمة املتزايدة من‬ ‫املدن األوروبية‪ ،‬التي تم استهدافها بهجمات أصابت عددا كبيرا‬ ‫من الضحايا‪ :‬مثل مدريد ولندن وباريس‪.‬‬ ‫ولكن مذبحة الشهر املاضي لم تكن فقط مجرد هجوم‬ ‫على بلجيكا‪ .‬فمحطة مترو مالبيك‪ ،‬حيث لقي الكثير من الرجال‬ ‫والنساء واألطفال األبرياء مصرعهم‪ ،‬مركز عبور رئيسي للحي‬ ‫األوروب��ي‪ .‬ونعلم اآلن أن هناك ‪ 40‬جنسية مختلفة على األقل‬ ‫وقعت ضحية للهجمات‪ .‬لقد كانت ضربة في قلب أوروبا‪.‬‬ ‫ومن الواضح‪ ،‬أكثر من أي وقت مضى‪ ،‬أننا نواجه ً‬ ‫تحديا‬ ‫أوروب � ً�ي ��ا‪ .‬وإذا أردن ��ا أن ن�ه��زم أول �ئ��ك ال��ذي��ن ُي��ري��دون إي��ذاءن��ا‪،‬‬ ‫فسنحتاج إلى ما هو أكثر من تنظيم مظاهرات والدعوة إلى‬ ‫التضامن؛ نحن بحاجة إل��ى إج��راء أوروب ��ي جماعي ُي ّ‬ ‫حسن‬ ‫األمن وينفذ استراتيجيات فعالة ملكافحة التطرف في جميع‬ ‫أنحاء أوروبا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إذا أردنا النجاح في ذلك‪ ،‬يجب علينا أوال االعتراف بحجم‬ ‫ال�ت�ح��دي��ات ال�ت��ي ن��واج�ه�ه��ا وم�ع��ال�ج��ة األس �ب��اب ال �ج��ذري��ة لتلك‬ ‫الهجمات‪ .‬ما الذي يدفع شبابنا إلى الرغبة في تفجير أنفسهم‬ ‫في مطاراتنا ومحطات املترو بمدننا؟‬ ‫نحن نعلم أن الخاليا اإلرهابية املعاصرة منظمة للغاية‬ ‫وكثيرة الحركة ومستقلة‪ .‬من املحتمل أال تخضع لقيادة مركزية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫جميعا تستمد اإللهام مما ّ‬ ‫يسمى تنظيم داعش‪ .‬وكلما‬ ‫ولكنها‬ ‫استمر «داعش» وآيديولوجيته املنحرفة في االزدهار‪ ،‬سيستمر‬ ‫عمالؤه في محاولة تجنيد وتدريب الشباب األوروبي املعرض‬ ‫للخطر‪ ،‬ولن نشعر مطلقا باألمان الكامل‪.‬‬ ‫أصبح من الواضح في أوروب��ا كلها أنه يجب علينا فعل‬ ‫املزيد لتبادل أفضل املمارسات والخبرات في مجال مكافحة‬ ‫التطرف‪ .‬كذلك يجب علينا بذل مجهود أكبر بكثير من أجل‬ ‫تحسني االندماج ومعالجة الفقر والبطالة‪ ،‬اللذين يسودان في‬ ‫الكثير من املجتمعات‪ ،‬حيث يسهل تجنيد األشخاص الذين‬ ‫ليس لديهم أمل في الحصول على عمل وفرصهم ضعيفة‪.‬‬ ‫ي�ج��ب علينا أي� ً�ض��ا أن نجتمع ون�ت�ع��اون س� ً‬ ‫�وي��ا ف��ي ب��ذل‬ ‫املزيد ملعالجة انعدام االستقرار والصراع املشتعل على أعتاب‬ ‫أوروب ��ا – ف��ي س��وري��ا وال �ع��راق وليبيا‪ .‬لقد فشل األوروب �ي��ون‬ ‫وقادتهم السياسيون‪ ،‬لفترة طويلة ً‬ ‫جدا‪ ،‬في تحقيق أي تقدم‬ ‫بشأن بناء ال�ق��درة الدفاعية األوروب �ي��ة‪ .‬ك��ان االف�ت��راض القائم‬ ‫دائ� ً�م��ا ه��و أن األميركيني وحلف الناتو سيقومان بحمايتنا‪.‬‬ ‫ولكن في الوقت ال��ذي قلصنا فيه قدراتنا الدفاعية‪ ،‬اكتشفنا‬ ‫أن الواليات املتحدة تملك أجندتها الخاصة‪ .‬وقد َّ‬ ‫حول الرئيس‬ ‫أوباما أولويات الواليات املتحدة من الشرق األوسط إلى آسيا‪.‬‬ ‫ولم يكن التدخل الذي شاهدناه ثابتا‪ ،‬وأوروب��ا هي التي تدفع‬ ‫الثمن حاليا‪ .‬نحن من يستقبل تدفقات الالجئني الهائلة‪ ،‬بينما‬ ‫تقف روسيا العدوانية على أعتابنا‪ ،‬وكذلك الهجمات اإلرهابية‬ ‫البربرية‪ ،‬ومع ذلك ال نملك الوسائل التي تمكننا من توجيه رد‬ ‫جماعي على تلك التحديات‪ .‬يجب علينا مواجهة حقيقة أن‬ ‫البحث عن حل سياسي للحرب السورية مسؤولية أوروبية‪،‬‬ ‫وأن وجود ائتالف أوروبي قوي هو فقط القادر على الوصول‬

‫إلى حل سياسي لهذا الصراع‪.‬‬ ‫وامل �ج��ال اآلخ ��ر‪ ،‬ال��ذي نحتاج إل��ى ب��ذل مجهود أك�ب��ر فيه‬ ‫بشكل ع��اج��ل‪ ،‬ه��و تحسني ال�ت�ع��اون والتنسيق ف��ي مكافحة‬ ‫اإلره� ��اب وج�م��ع امل�ع�ل��وم��ات االس�ت�خ�ب��ارات�ي��ة‪ .‬فبعد وق ��وع كل‬ ‫عمل إره��اب��ي وحشي في أوروب��ا في اآلون��ة األخ�ي��رة‪ ،‬يعترف‬ ‫قادتنا بأنه ك��ان يمكن تحسني ت�ب��ادل املعلومات ب�ين أجهزة‬ ‫االستخبارات الوطنية‪ .‬كانت تلك النتيجة ذاتها التي تم التوصل‬ ‫إليها بعد هجمات باريس في العام املاضي‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬عندما‬ ‫يحني وق��ت اتخاذ تلك ال�ق��رارات‪ ،‬يدفع ال�ق��ادة األوروب�ي��ون بأن‬ ‫التبادل اإللزامي للمعلومات يتجاوز الحد املسموح به‪.‬‬ ‫أعتقد أن التبادل اإللزامي لالستخبارات املتعلقة بالعمليات‬ ‫أمر حيوي‪ .‬في الواقع‪ ،‬أعتقد أنه يجب إنشاء جهاز استخباراتي‬ ‫أوروبي يجمع املعلومات والبيانات ويقوم بإعداد عمليات في‬ ‫جميع ال ��دول األع�ض��اء ال�ب��ال��غ ع��دده��ا ‪ 28‬دول ��ة‪ .‬لقد أوضحت‬ ‫تيريزا ماي‪ ،‬وزيرة الداخلية البريطانية‪ ،‬أن عمالء االستخبارات‬ ‫البريطانيني كانوا يساعدون أجهزة االستخبارات البلجيكية في‬ ‫العمليات األخيرة‪ .‬ينبغي توسيع نطاق هذا النوع من التعاون‪،‬‬ ‫كما أنه طريقة ضرورية لرفع املعايير ومشاركة الخبرات‪ .‬فإذا‬ ‫كان اإلرهابيون ال يحترمون الحدود الوطنية‪ ،‬ملاذا ينبغي على‬ ‫أجهزتنا االستخبارية احترامها؟‬ ‫ك��ان القادة األوروب�ي��ون مهووسني بإنشاء نظام أوروب��ي‬ ‫خ��اص بجمع بيانات املسافرين عبر خطوط الطيران‪ُ ،‬يطلق‬ ‫«‪ »PNR‬أي سجل أسماء الركاب‪ .‬ولكن من املؤسف‬ ‫عليه اسم ُ‬ ‫أن هذه األداة املقترحة ما زالت ال تحتوي على أي قاعدة بيانات‬ ‫أوروبية‪ ،‬ولكنها عبارة عن مجموعة من قواعد بيانات لـ‪ 28‬دولة‪.‬‬ ‫ويتم تبادل البيانات فقط عندما تطلب دولة ما ذلك‪ ،‬ويتم تقديم‬ ‫ُ‬ ‫بيانات الرحالت الجوية فقط‪ .‬وبالتالي‪ ،‬تعد أداة سجل أسماء‬ ‫ال��رك��اب ‪ PNR‬قليلة ال�ف��ائ��دة‪ ،‬إذا أردن��ا تفكيك خاليا إرهابية‬ ‫فرنسية بلجيكية‪.‬‬ ‫وفي كل مرحلة‪ ،‬كان إحجام القادة األوروبيني وترددهم‬ ‫في الوصول إلى حلول أوروبية مذهال‪ .‬أصبح من املبتذل أن‬ ‫نطلق على ذلك «إهماال جسيما»‪ ،‬ولكن األم��ر يبدو كذلك؛ ما‬ ‫زل�ن��ا ال نملك خفر س��واح��ل وح��رس ح��دود أوروب �ي�ين‪ ،‬ع�لاوة‬ ‫على محدودية التعاون االستخباراتي األوروبي واالفتقار إلى‬ ‫قدرة دفاعية أوروبية‪ .‬كان االتحاد األوروبي ً‬ ‫قادرا على إصدار‬ ‫مذكرة اعتقال أوروبية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر‬ ‫(أي �ل��ول)‪ ،‬وال�ت��ي سيتم استخدامها اآلن لتسليم ص�لاح عبد‬ ‫السالم لفرنسا‪ .‬هل كان هذا ً‬ ‫تعديا على السيادة الوطنية؟ نعم‬ ‫ً‬ ‫إلى حد ما‪ ،‬ولكن أصبح كل مواطن أوروبي أكثر أمنا بسببها‪.‬‬ ‫حدثت مشاركة في قدر من السيادة‪ ،‬ولكن في املقابل تم تعزيز‬ ‫األمن وتحسينه‪.‬‬ ‫إن ه�ج�م��ات ب��اري��س وب��روك �س��ل ه��ي ال �ح��ادي ع�ش��ر من‬ ‫سبتمبر األوروب �ي��ة‪ .‬وأص�ب��ح م��ن املهم اآلن أكثر م��ن أي وقت‬ ‫مضى التخلي ع��ن خطاب زي��ادة التنسيق‪ ،‬وات�خ��اذ إج��راءات‬ ‫حقيقية على املستوى األوروبي <‬ ‫* رئيس وزراء بلجيكا السابق وزعيم تحالف الليبراليني‬ ‫والديمقراطيني من أجل أوروبا في البرملان األوروبي‬ ‫** «غلوبال فيوبوينت»‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪41‬‬


‫املرشح الرئاسي‬ ‫الجمهوري‬ ‫دونالد ترامب‬ ‫وزوجته ميالنيا‬ ‫)غيتي(‬

‫التحيز والعنصرية ينشآن من الخوف والقلق‬ ‫ول�ك��ن ه��ل تشير تلقائية ت��رام��ب ال�ظ��اه��ري��ة‪ ،‬وتصريحاته‬ ‫«الصادقة» إلى ما يؤمن به بالفعل؟ ال يؤمن دي أنطونيو‬ ‫ب �ن �ظ��ري��ة أن ت ��رام ��ب م �ت �ع �ص��ب‪ ،‬وي� �ق ��ول‪« :‬ي �ن �ش��أ ال�ت�ح�ي��ز‬ ‫والعنصرية من الخوف والقلق‪ ،‬وربما يكون أقل خوفا من‬ ‫تابعيه‪ ،‬نظرا ألنه شديد الثراء ويملك نوعا ما من النفوذ‪ .‬لذلك‬ ‫ال أعتقد أن هذا التحيز حقيقي بقدر ما هو تشاؤم‪ .‬ويرجع‬ ‫ذلك إلى هدفه األكبر بتحقيق املنفعة والفوز في املنافسة»‪.‬‬ ‫من الطبيعي التساؤل ما إذا كانت تلك امليول‪ ،‬التي تجتذب‬ ‫الجمهور وتلعب على أوت��ار خوفهم‪ ،‬غير معتاد وجودها‬ ‫بالفعل ل��دى م��رش��ح رئ��اس��ي‪ .‬لعل تصريحات ت��رام��ب في‬ ‫الواقع مجرد نسخة غير منقحة من منهج سياسي سلكه‬ ‫آخرون قبله بطريقة أكثر براعة وأناقة‪ .‬من الواضح أنه إذا‬ ‫كان ترامب صاحب آيديولوجية‪ ،‬وفقا لدي أنطونيو‪ ،‬ربما‬

‫‪40‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫ميالنيا زوجة ترامب الحالية‬ ‫عارضة األزياء سلوفينية املولد‬ ‫ظهرت في صورة شبه عارية‬ ‫عام ‪ ..2000‬وظهرت مرتدية‬ ‫بكيني ً‬ ‫عاريا على سجادة‬ ‫تحمل شعار الواليات املتحدة‬

‫‪,,‬‬

‫كما يثير العنف على التلفزيون حماسهم‪ .‬فيبدو أنه يقول‬ ‫ويفعل ما يرغب آخرون في فعله وقوله حتى لو كان مروعا»‪.‬‬ ‫على سبيل املثال‪ ،‬في إحدى لحظات الثقة الشديدة بالنفس‪،‬‬ ‫في حشد انتخابي في يناير (كانون الثاني) من العام الحالي‪،‬‬ ‫قال ترامب‪« :‬يمكنني أن أقف في منتصف أفينيو ‪ 5‬وأطلق‬ ‫الرصاص على شخص ولن أخسر الناخبني»‪ .‬تالحظ بلير‬ ‫أيضا أن ناخبي الطبقة العاملة املهمشني اقتصاديا من‬ ‫ذوي البشرة البيضاء الذين يشكلون القاعدة العريضة من‬ ‫مؤيديه معجبون باستقالليته‪« :‬يظهر أنه دائما ما يفعل ما‬ ‫يريد ويقول ما يريد‪ .‬وهكذا يبدو صادقا‪ ،‬بل وأيضا يمثل‬ ‫ذلك جزءا من التأكيد على أنه سيحكم باستقاللية فال يلتزم‬ ‫بمصالح خاصة يمكنها أن تشتري املرشحني اآلخرين أو‬ ‫تؤثر عليهم»‪( .‬يشار إلى أن ترامب رفض قبول مساهمات‬ ‫لحملته ويقول إنه يمول حملة ترشحه بنفسه بالكامل)‪.‬‬

‫‪,,‬‬

‫يكون ذل��ك بالفعل ميزة إضافية ل�ت��رام��ب‪« :‬م��ن املمكن أن‬ ‫يتغير‪ ،‬ويصبح إذا وصل إلى املنصب أقل عدوانية مما هو‬ ‫عليه اآلن في السباق االنتخابي‪ .‬الشيء الوحيد الذي ال يريده‬ ‫أن يحدث هو الفشل كرئيس‪ .‬وسوف يرغب في الفوز في‬ ‫ذلك أيضا‪ ،‬لذلك ربما يستمع ملستشارين يوضحون له أنه‬ ‫ال يستطيع الوفاء بكل تلك الوعود التي قدمها‪ .‬وهو على‬ ‫استعداد كبير لتغيير أسلوب تفكيره‪ .‬وهكذا طاملا أنه بعيد‬ ‫عن اآليديولوجية‪ ،‬ربما يكون ذلك أمرا جيدا‪ ،‬حيث يعني أنه‬ ‫ً‬ ‫يمكن أن يصبح مرنا»‪.‬‬

‫ترامب «نرجسي»‬ ‫في ال�ح��وار‪ ،‬ك��رر دي أنطونيو استخدام كلمة «نرجسي»‬ ‫في وصفه لترامب‪ .‬وعندما سألته عما إذا كانت تلك النزعة‬ ‫في رأيه قد تجعل ترامب أكثر عرضة لالستغالل كرئيس‪.‬‬

‫أج��اب دي أنطونيو‪« :‬رب�م��ا ي�ك��ون ع��رض��ة لالستغالل في‬ ‫تعامالته مع أشخاص يملكون مهارات مذهلة تمكنه من‬ ‫استغالل غروره وشعوره بالعظمة‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬أفكر‬ ‫ك�ي��ف يمكن أن ي�ك��ون ج ��ورج ب��وش االب ��ن ف�ع��ل ع�ل��ى وج��ه‬ ‫التحديد ما رغب منفذو هجمات ‪ 11‬سبتمبر (أيلول) في‬ ‫أن يفعل‪ :‬الهجوم واستخدام القوة األميركية من دون تمييز‪،‬‬ ‫وب��ذل��ك أثبتوا للعالم أن ص��ورة ال��والي��ات املتحدة كعمالق‬ ‫ب�لا ع�ق��ل ب�ه��ا ش��يء م��ن ال�ص�ح��ة‪ .‬إذا ك�ن��ت شخصا يريد‬ ‫استغالل أميركا عن طريق استغالل ترامب‪ ،‬ربما استخدم‬ ‫استراتيجية استفزاز مشابهة»‪.‬‬ ‫أشار دي أنطونيو إلى أن نقطة ضعف ترامب التي أدركها‬ ‫ليست قاصرة على ترامب وحده‪« :‬أعتقد أن األميركيني عامة‬ ‫يميلون إلى التقليل من شأن التعقيد النفسي لألشخاص‬ ‫ال��ذي��ن يتحدون ال��والي��ات املتحدة‪ .‬ورب�م��ا حتى ال يدركون‬ ‫ذلك‪ .‬تقدم فيتنام مثاال جيدا‪ .‬أعتقد أن الشعب األميركي‬ ‫لم يكن يستوعب بالفعل عقلية هو تشي منه والفيتناميني‬ ‫الشماليني وشدة التزامهم بقضيتهم»‪.‬‬ ‫يضيف دي أنطونيو أنه في املقابل ربما تساعد صفة‬ ‫أخ��رى يتسم بها ت��رام��ب على إن�ق��اذه م��ن ه��ذا الضعف‬ ‫وه��ي ج�ن��ون العظمة‪ .‬ي��وض��ح الكاتب أن «(ت��رام��ب) ذات��ه‬ ‫يتحدث عن اتصافه بجنون العظمة‪ ،‬وعن كونها صفة‬ ‫مفيدة‪ .‬وأعتقد أن جنون العظمة يعد من الوسائل التي‬ ‫يدافع بها عن ذاته ضد االستغالل‪ .‬فهو متشكك وحذر‬ ‫ُ‬ ‫بصورة ال تصدق»‪.‬‬ ‫يبدو أن كال املؤلفني‪ ،‬بعد أن قضيا أعواما في البحث والكتابة‬ ‫عن حياة ترامب‪ ،‬يعتزم التصويت ضده‪ .‬ولكن عند التفكير‬ ‫في احتمالية فوزه بالرئاسة‪ ،‬تشير أكثر توقعات الكاتبني‬ ‫تفاؤال إلى أن هذا الرجل املعقد والعدواني والذكي وفوق كل‬ ‫ذلك الناجح سوف يفضل تحقيق النجاح ألميركا بالتوازي‬ ‫مع نجاحه <‬


‫بينما كان ترامب متزوجا إيفانا بدأ عالقة مع امل��رأة التي‬ ‫ستصبح زوجته الثانية فيما بعد‪ .‬وعلى مدار األعوام األربعة‬ ‫التالية‪ ،‬كانت حياة ترامب مزدوجة‪ ،‬حيث كان يحافظ على‬ ‫بيتني‪ ،‬أحدهما ألسرته والثاني لعشيقته‪ .‬ولكن وصل كل‬ ‫ذلك إلى نهاية محطمة في عام ‪ 1990‬عندما حاول ترامب‬ ‫اصطحاب كال الطرفني في عطلة‪ ،‬بأن تقيم كل من السيدتني‬ ‫في فندق مختلف‪.‬‬

‫خيانة وفضيحة‬

‫املرشح الرئاسي الجمهوري‬ ‫دونالد ترامب وزوجته ميالنيا‬ ‫ترامب إلى جانبه خالل حملة‬ ‫انتخابية في والية أيوا فبراير‬ ‫املاضي (غيتي)‬

‫‪,,‬‬

‫يتفق مؤلفا الكتابني عن‬ ‫حياته على أن املنطق الذي‬ ‫يسود في خطب ترامب‬ ‫يتعلق بجمهوره املحلي‬ ‫وليس له صلة بأي توجه‬ ‫أو رؤية خاصة‬

‫‪,,‬‬

‫ول �ك��ن ت�ح��ول��ت ال�ف�ض�ي�ح��ة إل ��ى خ�ب��ر رئ�ي�س��ي ف��ي صحف‬ ‫التابلويد‪ .‬حصلت إيفانا على تسوية نقدية ق��درت ب�ـ‪20‬‬ ‫م�ل�ي��ون دوالر‪ ،‬وم�م�ت�ل�ك��ات ب�ق�ي�م��ة ‪ 14‬م�ل�ي��ون دوالر في‬ ‫كونيتيكت‪ ،‬ونفقة ط�لاق سنوية ق��دره��ا ‪ 350‬أل��ف دوالر‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى أصول أخرى‪ .‬ولكن كان زواجه مارال أقصر‬ ‫أج�ل�ا‪ .‬ف��ي ال�ظ��اه��ر‪ ،‬ب��دا أن ت��رام��ب أص�ب��ح أك�ث��ر س�ع��ادة في‬ ‫زواج��ه‪ ،‬وه��و تناقض ربما يكشف دور عالقته التقليدية‬ ‫الحالية بميالنيا‪.‬‬ ‫ل��م يكن األم��ر سهال بالطبع على أي م��ن أب�ن��اء ت��رام��ب من‬ ‫زوجتيه السابقتني‪ .‬بالنسبة ألبنائه من إيفانا‪ :‬دونالد االبن‬ ‫وإيفانكا وإيريك‪ ،‬يقول دي أنطونيو‪« :‬إنهم قريبون للغاية‬ ‫من والدتهم‪ ،‬وأعتقد أنهم يشعرون بأنها هي التي ربتهم‬ ‫بالفعل وح��اول��ت حمايتهم م��ن الصعوبات التي يواجهها‬ ‫أبناء األثرياء‪ ،‬رغم أنهم اآلن أصبحوا بالغني وأصبح لكل‬ ‫منهم أسرته‪ ،‬وكذلك أصبح لوالدتهم حياتها التي تبعدها‬ ‫عن نيويورك في كثير من األح�ي��ان»‪ .‬وأش��ار دي أنطونيو‬ ‫إلى أنه رغم قرب األبناء من والدتهم‪ ،‬فإن ذلك لم يمنعهم‬ ‫من شعورهم بالوالء الكبير لوالدهم‪ .‬وهم الثالثة اآلن جزء‬ ‫ال يتجزأ من إمبراطورية شركات ترامب‪ ،‬التي يقول ترامب‬ ‫إنه سيسلمها لهم كاملة إذا تم انتخابه رئيسا‪.‬‬ ‫وهكذا عاش ترامب على م��دار عقود كرجل مستهتر في‬ ‫نيويورك‪ .‬وفي الوقت ذات��ه‪ ،‬أدى دور الثري األرستقراطي‬ ‫امللتزم بإقامة مؤسسة تحكمها العائلة‪ .‬علق دي أنطونيو‬ ‫قائال‪« :‬واألبناء هم أمراء تلك اململكة»‪.‬‬ ‫ال يدير ترامب شركاته أو عائلته بنظام ديمقراطي‪ ،‬بل يبدو‬ ‫أن نزعته ألن يكون صاحب تركة جعلته يقترب بدرجة ما‬ ‫من شخصية قيادات الدول التي تحكمها عائالت ملكية في‬ ‫الخارج‪ .‬عندما رحب ترامب في بداية العام الحالي بتعليقات‬ ‫الرئيس الروسي فالديمير بوتني التي أثنى فيها مواهبه ‪-‬‬ ‫وأج��اب عنها باملثل ‪ -‬شعر بعض امل��راق�ب�ين ب��أن احترامه‬ ‫للرئيس الروسي يرجع إلى إحساسه أكثر من تعلقه بشؤون‬ ‫السياسة الخارجية‪.‬‬

‫كل الخيارات متاحة‬

‫ترامب والبيت األبيض‬ ‫في الحشود االنتخابية‪ ،‬يمدح ترامب جمال ونجاح أبنائه‪،‬‬ ‫ويطمئن أن�ص��اره ب��أن��ه خبرته ف��ي عقد الصفقات سوف‬ ‫تتحول إلى تحقيق التميز في البيت األبيض‪ .‬ودعا إلى إقامة‬ ‫جدار بطول ‪ 100‬قدم يمتد ملسافة ألف ميل ملنع املهاجرين‬ ‫غير الشرعيني من عبور الحدود األميركية مع املكسيك‪،‬‬ ‫كما دعا إلى ترحيل نحو ‪ 11‬مليون مهاجر غير شرعي‬ ‫من بالده بأقصى سرعة‪.‬‬ ‫وف��ي الوقت ذات��ه‪ ،‬يثني كثير على املهاجرين املكسيكيني‬ ‫الذين يوظفهم ويؤكد على أن األميركيني من أصل أفريقي‬

‫سوف يكونون أفضل حاال في ظل رئاسته من وضعهم‬ ‫في عهد أوباما‪ .‬وردا على استفزازات الجهاديني في سوريا‬ ‫وال �ع��راق وال �غ��رب‪ ،‬كما أش��رن��ا سابقا‪ ،‬ك��رر ت��رام��ب دعوته‬ ‫لفرض حظر مؤقت على دخ��ول املسلمني إلى ب�لاده حتى‬ ‫يتم إجراء إصالح شامل للسياسات األمنية‪ ،‬وشن هجوم‬ ‫عسكري شرس على «داعش»‪ .‬وفي املقابل‪ ،‬عبر عن ميله‬ ‫إلى سياسة عدم التدخل‪ ،‬مؤكدا على أن حرب العراق كانت‬ ‫خطأ شنيعا‪ ،‬كما اقترح أن تترك الواليات املتحدة «بوتني‬ ‫يقاتل (داع��ش)»‪ ،‬فيما يبدو أنه ال يبالي بما إذا كان بوتني‬ ‫وحليفه الروسي يهمهما محاربة (داعش) بقدر ما يهمهما‬ ‫القضاء على أي معارضة شرعية ومعتدلة ضد حكم األسد‪.‬‬ ‫وتؤيد سياساته التجارية اإلجراءات الحمائية‪ ،‬حيث دعا إلى‬ ‫فرض تعريفات كبيرة على الصني واملكسيك‪ ،‬بينما أصر‬ ‫على أن��ه يناصر «التجارة ال�ح��رة»‪ .‬ويقول إن��ه أكثر تأييدا‬ ‫إلسرائيل من منافسيه‪ ،‬ولكن في الوقت ذات��ه يتعهد بأن‬ ‫يكون وسيطا «محايدا» في مباحثات السالم بني إسرائيل‬ ‫والفلسطينيني‪.‬‬

‫كتاب «ال يكفي مطلقا‪ :‬ترامب والبحث‬ ‫عن النجاح» للمؤلف مايكل دي أنطونيو‬

‫يعني ذلك أن تصريحات ترامب عن السياسات متناقضة‬ ‫وتصل إلى خطة «ترك كل الخيارات متاحة»‪ .‬ويتفق مؤلفا‬ ‫الكتابني عن حياته على أن املنطق ال��ذي يسود في خطبه‬ ‫يتعلق بجمهوره املحلي وليس له صلة بأي توجه أو رؤية‬ ‫خاصة‪.‬‬ ‫يقول مايكل دي أنطونيو‪« :‬أعتقد أن تلك انتهازية‪ .‬وفي‬ ‫سياق االنتخابات‪ ،‬يشعر أنه إذا كانت هناك فرصة حقيقة‬ ‫بأن يكون معاديا للمسلمني‪ ،‬فسوف يفعل ذلك حتى يتم‬ ‫انتخابه وتقديمه كخيار جيد للناس الذي يحملون تحيزا‬ ‫أو يعانون من الخوف»‪.‬‬ ‫وتقول غويندا بلير‪« :‬إنه ببساطة ذكي للغاية في التعرف‬ ‫على ما يبحث عنه الناخبون‪ .‬ليس ما يقولون إنهم يبحثون‬ ‫عنه‪ ،‬بل ما يبحثون عنه فعليا‪ .‬وما يبحثون عنه فعليا هو‬ ‫بعض األهداف التي يصبون عليها غضبهم‪ ،‬وقد قدم لهم‬ ‫كثيرا منها»‪ .‬أضافت بلير أن تصريحاته الرنانة تلقى قبوال‬ ‫ألسباب أخرى أيضا‪« :‬أوال تثير صراحته حماس الجمهور‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪39‬‬


‫شقيق ترامب سقط جراء إدمانه الكحوليات‬ ‫ف��ي م��ان�ه��ات��ن‪ ،‬ال�ق��ري�ب��ة ولكنها ب�ع�ي��دة ف��ي ال��وق��ت ذات ��ه‪ ،‬لم‬ ‫تكن تلك التكتيكات منتشرة‪ ،‬ويبدو أن ترامب االبن فاجأ‬ ‫منافسيه األرستقراطيني عندما طبقها معهم‪ .‬ك��ان دافع‬ ‫فاحش من‬ ‫ترامب رغبة عازمة وواضحة على تحقيق ثراء‬ ‫ُ‬ ‫جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬كان يخشى الفشل املأسوي املذل‪.‬‬ ‫كان شقيق ترامب األكبر‪ ،‬فريدي الصغير طيارا محبا للمرح‬ ‫ويحبه الجميع‪ .‬سقط ف��ري��دي‪ ،‬ال��ذي ك��ان وسيما ولطيفا‬ ‫واجتماعيا‪ ،‬ضحية إلدمان الكحوليات وتوفي في عمر ‪43‬‬ ‫عاما‪ .‬يعني ذلك أن ترامب وجد خياراته منحصرة ما بني‬ ‫إدمان الكحوليات وإدمان الثروة والشهرة‪.‬‬ ‫ب�ع��د م��رور ع�ق��ود‪ ،‬استثمر ص��ورت��ه ك��رج��ل أع�م��ال نفعي‬ ‫م��اه��ر ف��ي ن�ي��وي��ورك ب��ال�ظ�ه��ور ع�ل��ى ال�ت�ل�ف��زي��ون م��ن خ�لال‬ ‫برنامج الواقع «املتدرب»‪ ،‬الذي تصدرت نسب مشاهدته في‬ ‫أوق��ات ال��ذروة لفترة‪ .‬كان املكان في غرفة االجتماعات في‬ ‫شركته‪ ،‬وفي كل موسم تتابع الحلقات مجموعة صغيرة‬ ‫من الشباب الذين يحاولون جمع املال لصالح شركة ترامب‬ ‫بينما يدخلون في منافسة شرسة مع بعضهم البعض‪.‬‬ ‫وفي كل حلقة يواجه املتدرب الذي حقق أقل قدر من النجاح‬ ‫احتمالية فقدان وظيفته ‪ -‬ويتشوق املشاهدون ملتابعة ترامب‬ ‫وهو ينطق قراره األسبوعي قائال‪« :‬أنت مطرود»‪.‬‬ ‫ذك ��رت غ��وي�ن��دا ق��ائ�ل��ة‪« :‬أح ��ب امل �ش��اه��دون متابعة الشباب‬ ‫الناشئ وهم يقومون بأعمال غير معقولة مثل بيع عصير‬ ‫الليمون ف��ي ال �ش��ارع»‪ .‬ك��ان األم��ر أشبه بمشاهدتهم وهم‬ ‫ُيطردون من الجنة‪.‬‬

‫رشح ذاته للرئاسة ألول مرة في الثمانينات‬ ‫ك ��ان ت ��رام ��ب‪ ،‬م�ث��ل ك�ث�ي��ر م��ن رج� ��ال األع �م ��ال ال�ن��اج�ح�ين‪،‬‬

‫‪38‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫رشح ذاته للرئاسة ألول‬ ‫مرة على سبيل الدعابة‬ ‫في الثمانينات في‬ ‫مجلة «سباي» الساخرة‬ ‫بنيويورك‪ ..‬وتطرق علنا‬ ‫لفكرة الترشح خمس مرات‬

‫‪,,‬‬

‫شروطه»‪ .‬كانت قصص تلك الكسور الضئيلة اإلضافية التي‬ ‫جمعها فريد ترامب لبناء إمبراطوريته لبناء منازل للطبقة‬ ‫املتوسطة مصدر إلهام لألشخاص الذين سكنوا تلك املنازل‪.‬‬ ‫يحب الجميع الشخص الفائز ‪ -‬وقد كان الفائز الذي ينتصر‬ ‫على حساب الراضني عن ذاتهم والقانعني‪.‬‬

‫‪,,‬‬

‫لقطة عائلية للمرشح‬ ‫الجمهوري دونالد‬ ‫ترامب وزوجته ميالنيا‬ ‫ونجله من زوجة‬ ‫سابقة‪ :‬دونالد ترامب‬ ‫االبن‪ ،‬وابنتاه تيفاني‪،‬‬ ‫وإيفانكا ترامب‬ ‫(غيتي)‬

‫ّ‬ ‫غالف كتاب «عائلة ترامب‪ :‬ثالثة أجيال من البنائني‬ ‫ومرشح رئاسي» للمؤلفة غويندا بلير‬

‫يعطي ببذخ للحمالت االنتخابية للمرشحني الديمقراطيني‬ ‫والجمهوريني على حد سواء‪ .‬خرج اقتراح بأن يرشح ذاته‬ ‫للرئاسة ألول م��رة على سبيل الدعابة في الثمانينات في‬ ‫مجلة «سباي» الساخرة الشهيرة في نيويورك‪ ،‬والتي توقف‬ ‫إصدارها‪ .‬ولكن تطرق ترامب علنا لفكرة الترشح خمس‬ ‫مرات قبل أن يتخذ األمر بجدية أخيرا‪ .‬على مدار عقود‪ ،‬بدا‬ ‫أنه يتبني آراء ليبرالية اجتماعيا في قضايا مثيرة للجدل‬ ‫داخ��ل أميركا مثل حق اإلج�ه��اض‪ ،‬وف��ي ح��االت أخ��رى بدا‬ ‫أنه يتحدث من وجهة نظر جمهوري محافظ‪ .‬وأخيرا في‬ ‫فترة رئاسة أوب��ام��ا‪ ،‬تبنى ترامب خطاب نشطاء ينتمون‬ ‫إلى أقصى اليمني والذين يشككون في أن يكون أوباما قد‬ ‫ولد خارج الواليات املتحدة وبذلك ربما ال ُيسمح له قانونا‬ ‫بتولي الرئاسة‪ .‬يشار إلى أن الديمقراطيني واإلعالم الليبرالي‬ ‫س �خ��روا ب�لا رح�م��ة م��ن ت��رام��ب ع�ن��دم��ا أع�ل��ن ع��ن ترشحه‬ ‫للرئاسة في العام املاضي‪ ،‬حتى أن موقع «هافنغتون بوست»‬ ‫أعلن أنه سينشر تقارير حملة ترامب االنتخابية في قسم‬ ‫أخبار الترفيه‪ .‬وحتى الرئيس أوباما أساء إلى ترامب مرارا‬ ‫في وجهه أثناء حفل عشاء املراسلني السنوي في البيت‬ ‫األبيض‪ .‬ولكن كما اتضح مع مرور الوقت‪ ،‬استهانت تلك‬ ‫النخب األميركية كثيرا بقدرات ترامب‪.‬‬

‫زوجة ترامب العارية‬ ‫في تناول ال�س��ؤال ح��ول كيفية إدارة ترامب للبالد إذا تم‬ ‫اختياره رئيسا‪ ،‬ربما يكون من املهم أن نسأل كيف كان‬ ‫يدير عائلته‪ ،‬كزوج لثالث زوجات وأب لخمسة أبناء‪ ،‬وكيف‬ ‫تعامل مع الفشل في تجربتي طالق صاحبتهما أخبار عن‬ ‫الخيانة والفضيحة‪.‬‬ ‫زوجة ترامب الحالية هي ميالنيا‪ ،‬عارضة األزياء السلوفينية‬ ‫امل��ول��د‪ ،‬التي ظهرت في ص��ورة شبه عارية نشرتها مجلة‬ ‫«بريتش جي كيو» في عام ‪ ،2000‬كما ظهرت مرتدية بكيني‬ ‫عاريا على سجادة تحمل ختم الواليات املتحدة العظيم في‬ ‫ص��ورة لصالح مجلة «ت ��وك» ال�ت��ي ت��وق��ف إص��داره��ا‪ .‬وفي‬ ‫الفترة األخيرة‪ ،‬تخلت عن عملها كعارضة أزي��اء من أجل‬ ‫حياتها األسرية ورعاية أصغر أبناء ترامب‪ ،‬ب��ارون الذي‬ ‫يبلغ من العمر عشرة أعوام‪ .‬وحتى في ظل اهتمام وسائل‬ ‫اإلعالم املحموم أثناء حملة ترامب الرئاسية‪ ،‬تبتعد ميالنيا‬ ‫كثيرا عن األضواء‪.‬‬ ‫قال مايكل دي أنطونيو‪ ،‬كاتب سيرة ترامب الذاتية‪« :‬ميالنيا‬ ‫مهمة لدونالد ولكنها ليست من مستشاريه‪ .‬لقد أخبرتني‬ ‫عندما تحاورت معها أن هدفها هو أن تكون زوجة تقليدية‪،‬‬ ‫وما يشغلها ليس ما يمكن أن يفعله دونالد ألجلها‪ ،‬ولكن‬ ‫ما يمكنها أن تفعله ألجل دونالد»‪.‬‬ ‫وف ��ي ه ��ذا ال �ص��دد‪ ،‬ت�خ�ت�ل��ف م�ي�لان�ي��ا ع��ن زوج �ت��ي ت��رام��ب‬ ‫ال�س��اب�ق�ت�ين‪ ،‬إي �ف��ان��ا وم� ��ارال م��اب �ل��ز‪ .‬أوض ��ح دي أن�ط��ون�ي��و‪:‬‬ ‫«ي�ش�ت��رك ثالثتهن ف��ي امل �ج��يء إل��ى ن�ي��وي��ورك م��ن مناطق‬ ‫أخرى‪ ،‬فإيفانا من جمهورية التشيك ومارال من جورجيا‬ ‫وميالنيا من سلوفينيا‪ .‬وأعتقد أنهن امتلكن فكرة مبهرة‬ ‫ع��ن الحياة ف��ي مدينة ن�ي��وي��ورك‪ .‬ولكن ف��ي ح�ين ل��م تمتلك‬ ‫ميالنيا طموحات شخصية خارج حياتها الزوجية‪ ،‬كانت‬ ‫الزوجتان السابقتان طموحتني للغاية‪ ،‬وكانت لديهما رغبة‬ ‫في تحقيق الشهرة والنفوذ‪ .‬أرادت كل منهما إدارة شركة‬ ‫خاصة وتحقيق النجاح أمام الجمهور»‪.‬‬ ‫ولكن وجدت كل من إيفانا ومارال أن الحياة تحت األضواء‬ ‫مع ترامب قاسية ومؤملة في النهاية‪ .‬في منتصف الثمانينات‪،‬‬


‫املقدد‬ ‫وبغض النظر عما إذا ك��ان ترامب سينجح أو يخسر في أدخل «فن الصفقات» في الثقافة الشعبية وذلك في البداية‬ ‫االنتخابات املقبلة‪ ،‬يبدو أن التعرف على ترامب مكون أساسي عن طريق كتاب يحمل االسم ذاته محققا أفضل مبيعات‪ ،‬ثم‬ ‫بعد ذلك أصدر لعبة تم تسويقها بني الشباب والتي حملت‬ ‫لتشخيص نبض وطبيعة الواليات املتحدة األميركية‪.‬‬ ‫ببساطة اسم «لعبة ترامب»‪.‬‬

‫من هو دونالد ترامب؟‬

‫والد ترامب‬

‫أوض �ح��ت غ��وي �ن��دا ب�ل�ي��ر‪« :‬إن ��ه م�ت�ف��وق ع�ل��ى ج�م�ي��ع رج��ال‬ ‫األع�م��ال امل��وه��وب�ين ال��ذي��ن ي��درك��ون م��ا ت��ري��ده ال�س��وق‪ .‬ففي قد ترجع السرعة التي صعد بها ترامب سلم الثروة والشهرة‬ ‫صناعة العقارات بمدينة نيويورك في الثمانينات‪ ،‬وجد أنه م��ع االح�ت�ف��اظ بعالقة وثيقة م��ع عقلية ال��رج��ل ال�ع��ادي إلى‬ ‫إلى جانب فكرة األثرياء عن العقارات األرستقراطية األنيقة نشأته‪ :‬من جهة‪ ،‬لم تكن قصة ترامب تتعلق برجل تحول‬ ‫املميزة التي تبدو أقل من قيمتها‪ ،‬كانت هناك مجموعة أخرى‬ ‫من أصحاب املاليني واملليارات الذين لم يريدوا أيا من ذلك‬ ‫ويرغبون في التفاخر‪ .‬كانت تلك سوقا لم يطرقها أحد من‬ ‫قبل‪ ،‬حيث األثرياء الذين يريدون منازل مبهرة للغاية‪ ،‬وقد‬ ‫بناها لهم ونجح في ذل��ك‪ .‬وفي مجال الكازينوهات‪ ،‬وجد‬ ‫سوقا مشابهة لألشخاص الذين يرغبون في املقامرة في‬ ‫أماكن كبيرة وبراقة تزخر بالبهرجة ‪ -‬في أتالنتك سيتي‬ ‫والس فيغاس ‪ -‬فقرر الدخول فيها مباشرة»‪.‬‬ ‫في مرحلة مبكرة من عمله في مجال األعمال‪ ،‬اتفق ميل‬ ‫ترامب إلى البهرجة مع شخصية متوهجة تسعى إلى تصدر‬ ‫عناوين األخبار والتأثير على الخيال الشعبي‪ .‬كان املليونير‬ ‫الثري الذي يستطيع التحدث والتفكير كجامع قمامة يحظى‬ ‫باحترام منافسيه األثرياء وبحب رجل الشارع‪ .‬وفي الوقت‬ ‫غويندا بلير‬ ‫الذي يتوخى فيه الحذر داخل قاعة االجتماعات بشركته‪،‬‬

‫من الفقر إلى الثراء‪ ،‬حيث كان والده فريد ترامب أيضا ثريا‪،‬‬ ‫وإن لم يكن بحجم الثراء الذي حققه ابنه‪ .‬من جهة أخرى‪،‬‬ ‫كان ترامب بالفعل جديدا على غرف االجتماعات الداخلية في‬ ‫ناطحات السحاب في مانهاتن‪ .‬وذلك ألن والد ترامب لم يكون‬ ‫ثروته عن طريق بناء ناطحات السحاب الفاخرة‪ ،‬بل بإنشاء‬ ‫إمبراطورية من الوحدات السكنية الخاصة بالطبقة الوسطى‬ ‫في مناطق نيويورك الخارجية مثل بروكلني وكوينز‪ .‬ومن‬ ‫أجل السيطرة على هذا القطاع‪ ،‬ال يمكن للمرء أن ينأى بذاته‬ ‫عن احتياجات وأسواق الطبقة العاملة‪ .‬وكانت نتيجة النشأة‬ ‫في ثقافة الشركات الواقعة على أطراف نيويورك مثل كوني‬ ‫آيالند في بروكلني أن اكتسب ترامب لكنة وح��س يمتلكه‬ ‫قطاع كبير للغاية من سكان نيويورك البالغ عددهم ‪ 8‬ماليني‬ ‫شخص‪.‬‬ ‫م��ن أج��ل ال�ت�ف��اوض ح��ول صفقة ف��ي ك��ون��ي آي�لان��د‪ ،‬يجب‬ ‫التصرف مثل البلطجي‪ .‬وكما أشارت غويندا بلير‪« :‬إحدى‬ ‫وسائل ذلك أن تدخل الغرفة وتبحث عن أقوى شخص بها‬ ‫وتسدد له لكمة»‪ .‬بدال من ذلك‪ ،‬يمكنك أن تستخدم تكتيكات‬ ‫قديمة في املفاوضات شديدة التوتر والتي قد تكون مألوفة‬ ‫لدى رجال األعمال في البلدان العربية أو أي مجتمع تقليدي‪:‬‬ ‫«اشتهر وال��د (ت��رام��ب) بالدخول ف��ي اللحظة األخ�ي��رة قبل‬ ‫إبرام صفقة عقارية‪ ،‬إذ تكون العقود على الطاولة وتستعد‬ ‫ال�ج��راف��ات للعمل‪ ،‬عندما يبدأ ف��ي إع��ادة ال�ت�ف��اوض‪ ،‬فيقلل‬ ‫املقابل ويقتطع قليال من امل��ال هنا وقليال منه هناك‪ .‬في‬ ‫الوقت ذات��ه‪ ،‬ال يجد اآلخ��رون أي خيار س��وى املوافقة على‬ ‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪37‬‬


‫في إطار البحث في الظاهرة األكثر استنزافا في السياسة األميركية في الوقت الحالي‪ ،‬أجرت «املجلة» حوارا مع‬ ‫اثنني من الخبراء األميركيني في التاريخ الشخصي والتكوين النفسي للمرشح الرئاسي الجمهوري املتصدر‬ ‫دونالد ترامب‪ ،‬وهما غويندا بلير ومايكل دي أنطونيو‪ ،‬وكالهما ألف كتابا مسهبا عن حياة ترامب‪ .‬رسم االثنان‬ ‫صورة لرجل يحمل تناقضات وقوة هائلة وعيوبا خطيرة؛ رجل يتسم باملرونة والبراغماتية‪ ،‬غير آيديولوجي‬ ‫باملرة ولديه عزم وطيد على النجاح في أي شيء يختاره لتعريف النجاح؛ وفوق كل ذلك‪ ،‬رجل يملك حسا حريصا‬ ‫على عقلية الواليات املتحدة وشعبها ومؤسساتها‪ ،‬ويعرف كيفية التأثير على النظام واستخدامه وقلبه من‬ ‫أجل تحقيق أهدافه‪.‬‬

‫ً‬ ‫أعواما في البحث والكتابة عن حياته ويعتزمان التصويت ضده‬ ‫بلير ودي أنطونيو قضيا‬

‫مؤلفا السيرة الذاتية للمرشح الجمهوري وعائلته لـ‬

‫‪:‬‬

‫ترامب يحمل تناقضات هائلة ومصاب بجنون العظمة‬

‫نيويورك‪ :‬جوزيف براودي‬

‫إلى دورة األخبار‪ .‬ولكن بمجرد أن نشر ترامب تدوينة علق‬ ‫فيها على هجمات بروكسل‪ ،‬مذكرا بدعوته إلى فرض حظر‬ ‫مؤقت على دخ��ول املسلمني إل��ى ال��والي��ات املتحدة «حتى‬ ‫نعرف ما هي املشكلة» ‪ -‬تحولت التغطية إلى «ما هو رأي‬ ‫ترامب في هجمات بروكسل؟»‪ ،‬ومنها ع��ودة إلى ما هي‬ ‫آراء ترامب عامة‪ ،‬وما هو رأي األميركيني فيه‪ ،‬وماذا يعني‬ ‫ذلك بالنسبة ألميركا ذاتها؟ كانت تلك نجاحات يومية ملقدم‬ ‫برنامج تلفزيون الواقع الناجح ال��ذي يتصف ببراعة هائلة‬ ‫في التعامل مع اإلعالم األميركي؛ وهو أيضا مطور عقاري‬ ‫م��زده��ر يملك حسا ق��وي��ا بكيفية السيطرة على الساحة‬ ‫العامة؛ وفوق كل ذلك هو أميركي ذكي لديه جذور راسخة في‬ ‫تاريخ مجتمع البروتستانت األنجلوساكسون ذوي البشرة‬ ‫البيضاء‪ ،‬يعرف جيدا «ما الذي يؤثر في الشعب األميركي»‬ ‫وكيف يستخدم الروح األميركية لتحقيق مصلحته‪.‬‬

‫رغ��م أن التغطية العاملية ل�ظ��اه��رة دون��ال��د ترامب‬ ‫تتسم باإلسهاب‪ ،‬فإنه يصعب االستيعاب الكامل‬ ‫ل�ت�ح��ول�ه��ا إل ��ى ق�ض�ي��ة م�ح��وري��ة تستهلك ال��وق��ت‬ ‫والجهد في النقاش العام األميركي إال إذا كنت عشت في‬ ‫ه��ذه البالد ط��وال الشهور القليلة املاضية‪ .‬في ه��ذا املوسم‬ ‫االنتخابي‪ ،‬حقق ترامب انتصارات كبيرة‪ ،‬في والي��ة بعد‬ ‫األخ��رى‪ .‬وفي امل��دن التي يزورها لعقد تجمعات سياسية‪،‬‬ ‫يؤجر أكبر مركز مؤتمرات أو ملعب كرة قدم متاح ‪ -‬وفي‬ ‫حني ينتشر رجال الشرطة حول املكان في محاولة عابثة‬ ‫مل�ن��ع ح ��دوث اض �ط��راب��ات م��دن�ي��ة‪ ،‬ي�ت��دف��ق امل��ؤي��دون ب��اآلالف‬ ‫وأحيانا بعشرات اآلالف ليحتلوا كل املقاعد‪ .‬وينتظر مئات‬ ‫أو آالف آخرون في صفوف خارج اإلستاد أمال في أن يخرج‬ ‫البعض مبكرا تاركني مكانا لغيرهم‪ .‬كذلك في أماكن العمل ماذا سيعني فوز ترامب بالرئاسة‬ ‫والحرم الجامعي وحتى في املدارس االبتدائية‪ ،‬أصبح ترامب‬ ‫للواليات املتحدة والعالم؟‬ ‫موضوعا لنقاش يومي ساخن‪.‬‬

‫حماس مؤيديه‬ ‫إذا أدرت التلفزيون على أي قناة إخبارية‪ ،‬من املرجح أن تجد‬ ‫تغطية متتابعة لترامب وحماس مؤيديه وكثافة املسيرات‬ ‫التي تجوب الشوارع معارضة له‪ ،‬وأحدث محاوالت النخبة‬ ‫الجمهورية وكذلك الديمقراطية لعرقلة حملته االنتخابية‪.‬‬ ‫أوقفت الشبكات بصفة مؤقتة حوارات املشاهير املعتادة أو‬ ‫األخبار اإلنسانية العامة التي عادة ما تحتل أغلب برامجها‪:‬‬ ‫وقد كشفت بيانات مسح لجمهور املشاهدين أن التغطية‬ ‫اإلخ�ب��اري��ة املتعلقة ب�ت��رام��ب أصبحت ك��ل م��ا تحتاج إليه‬ ‫الشبكات للحفاظ على نسب مشاهدتها‪ .‬عندما قام الرئيس‬ ‫أوباما بزيارته التاريخية إلى كوبا في شهر مارس (آذار)‪،‬‬ ‫وهزت التفجيرات اإلرهابية الدموية أرج��اء بروكسل‪ ،‬بدا‬ ‫أن هناك بعض اللحظات التي ستعود فيها أخبار متنوعة‬

‫‪36‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫قالت غويندا بلير‪ ،‬مؤلفة سيرة ذاتية لعائلة ترامب مكونة‬

‫مايكل دي أنطونيو‬

‫من ‪ 592‬صفحة في كتاب بعنوان «عائلة ترامب‪ :‬ثالثة أجيال‬ ‫ّ‬ ‫من البنائني ومرشح رئ��اس��ي»‪« :‬إن��ه ترشح للرئاسة كقوة‬ ‫معطلة سوف تقلب كل ش��يء‪ .‬وال يهم من سيصاب على‬ ‫طول الطريق»‪.‬‬ ‫وقال مايكل دي أنطونيو‪ ،‬مؤلف كتاب آخر عن حياة ترامب‬ ‫بعنوان «ال يكفي مطلقا‪ :‬ترامب والبحث عن النجاح»‪« :‬ترامب‬ ‫خطير ونقي وبسيط»‪.‬‬ ‫من خالل حوارات شاملة مع هذين الكاتبني البارزين بشأن‬ ‫ح�ي��اة ت��رام��ب وزم �ن��ه‪ ،‬يمكن ال�ش�ع��ور ببعض امل ��رارة تجاه‬ ‫ت��رام��ب‪ ،‬وال�ت��ي يشعر بها كثيرون م��ن النخبة ف��ي اإلع�لام‬ ‫األميركي‪ ،‬الذين يشنون‪ ،‬ومعهم الطبقة السياسية‪ ،‬حملة‬ ‫ش�ع��واء تبدو ب�لا طائل لنزع الثقة عنه‪ .‬تشهد مشاعرهم‬ ‫على وج��ود جانب آخ��ر في ظاهرة ترامب‪ :‬وه��ي أن النخبة‬ ‫األميركية تجد ذاتها على خالف كبير مع قطاع عريض من‬ ‫الجمهور األميركي املنتمي إلى الطبقة العاملة‪ ،‬وأغلبهم من‬ ‫أصحاب البشرة البيضاء والذين يشعرون بأنهم على هامش‬ ‫«الحلم األم�ي��رك��ي»‪ .‬ولكن ه��ذا أيضا أصبح ميزة إضافية‬ ‫لترامب‪ .‬عندما أعلن املرشح الرئاسي الجمهوري السابق‬ ‫ميت رومني‪ ،‬الذي خسر أمام أوباما في انتخابات عام ‪،2008‬‬ ‫تصميمه على تدمير ت��رام��ب‪ ،‬ك��ان رد امل��رش��ح الجمهوري‬ ‫املتصدر بأن وصف رومني بـ«الفاشل» و«الخانق»‪ ،‬مؤكدا‬ ‫على أن عداء رومني سوف يساعده بالفعل في استطالعات‬ ‫الرأي‪ .‬وحتى اآلن يبدو أنه على صواب‪.‬‬ ‫يتفق كال الكاتبني‪ ،‬في حديثهما عن آرائهما بشأن ترامب‬ ‫إل��ى «املجلة»‪ ،‬على أن��ه بغض النظر عن نتيجة االنتخابات‬ ‫الرئاسية املقبلة‪ ،‬الوقت الحالي هو األنسب لفهم ترامب وكيف‬ ‫سيكون البيت األب�ي��ض ف��ي املستقبل ف��ي حالة ف��وزه‪ .‬من‬ ‫وجهة نظر السياسة الخارجية‪ ،‬يستدعي ذلك دراسة جادة‬ ‫لجذوره وتكوينه النفسي وتاريخ سفره وعالقاته الخارجية‪،‬‬ ‫للتعرف على تكوين السياسات التي من املرجح أن يتبناها‬ ‫هذا الرجل إذا تحول من أنجح رجال األعمال في البالد إلى‬ ‫أقوى رجل في العالم‪ .‬يحفز ذلك أيضا على البحث في دوره‬ ‫كأب وزوج ‪ -‬إلى درجة اعتبار سياسته العائلية أشبه بتجربة‬ ‫مسبقة للرؤى السياسية في املجتمع الدولي‪.‬‬


‫هاشمي رفسنجاني‬ ‫> يعد هاشمي رفسنجاني ‪ 81‬عاما‪ ،‬أهم املرشحني لخالفة خامنئي‪،‬‬ ‫كما أنه أبرز منافسيه على السلطة لكن دور رفسنجاني آخذ بالتراجع‬ ‫بعد العقد األول‪ ،‬وكلما ازداد خامنئي قوة باملقابل ضعف رفسنجاني‬ ‫ع�ل��ى ال��رغ��م م��ن ت��ول��ي رفسنجاني منصب رئ�ي��س ال�ج�م�ه��وري��ة في‬ ‫السنوات الـ‪ 8‬األولى من تولي خامنئي منصب ولي الفقيه‪ ،‬ورئاسته‬ ‫على مجلس تشخيص مصلحة النظام منذ ‪ ،1997‬وعمل خامنئي‬ ‫على عزله إلى حد بعيد‪ .‬وبسبب ضغوط خامنئي املستمرة تدهورت‬ ‫عالقته برفسنجاني‪ ،‬وإذا ما استمر الوضع الحالي فإن رفسنجاني‬ ‫ال يملك أي حظ يذكر على الرغم من تردد اسمه ألنه ال يملك عالقات‬ ‫جيدة مع أعضاء مجلس خبراء القيادة‪ ،‬وقد يصطدم بعامل العمر‪،‬‬ ‫وكذلك تحفظ الحرس الثوري خصوصا في ظل وجود عدد كبير من‬ ‫املعارضني له في املعسكر األصولي‪.‬‬

‫حسن روحاني‬ ‫> تدرج حسن روحاني في مناصب مختلفة قبل وصوله إلى منصب رئاسة الجمهورية‪ ،‬وفي‬ ‫الواقع يعد روحاني الخيار األمثل لخامنئي والنظام اإليراني إلعادة الهدوء إلى البلد‪ ،‬وكان أهم‬ ‫منصب شغله روحاني عندما كان أمينا عاما للمجلس األعلى لألمن القومي اإليراني ويعد‬ ‫روحاني من أكثر رجال الدين براغماتية في هرم السلطة اإليرانية‪ .‬نجاح روحاني في إدارة‬ ‫امللف النووي وإخراج إيران من العقوبات وإعادة الهدوء النسبي إلى ما بعد رئاسة محمود‬ ‫أحمدي نجاد العاصفة‪ ،‬رفع أسهم حسن روحاني لتولي منصب والية الفقيه‪ .‬ومما يرفع‬ ‫حظوظ روحاني عالقته الجيدة ببعض القادة العسكريني على الرغم من بعض التأزم في فترة‬ ‫املفاوضات النووية‪ .‬لكن روحاني ال يملك مكانة قوية بني مراجع التقليد‪ ،‬إال أن الحرس الثوري‬ ‫واملخابرات قد يكون لهم دور إذا ما أراد روحاني أن يضع منصب املرشد األعلى نصب عينيه‪.‬‬ ‫قد تختلف آراء اإليرانيني وتكاد تكون متباعدة حول أبرز املرشحني‪ ،‬وتبقى تلك األسماء‬ ‫مجرد تكهنات تتقدم تارة وتتراجع بحسب الظروف السياسية‪ ،‬وقد تشهد تغييرا كبيرا‬ ‫إذا ما عاش خامنئي أكثر من خمسة أعوام بعد‪ ،‬ولكن في النهاية قد يلعب لون العمامة دورا‬ ‫بارزا في اختيار املرشد األعلى‪ ،‬اللون األسود يرمز إلى من ينتسبون لذرية فاطمة وعلي‬ ‫بن أبي طالب‪ ،‬واللون األبيض يرمز إلى العامة‪ ،‬بني العمامة السوداء والبيضاء يبقى مصير‬ ‫اإليرانيني معلقا حتى معرفة املرشد الجديد‪ ،‬والشكل الذي تصبح عليه البالد‪ ،‬لكن قد يجمع‬ ‫كثير منهم على أن يكون املستقبل أكثر تفاؤال من الحاضر البائس‪.‬‬

‫صادق الريجاني‬ ‫> من األسماء املرشحة بجدية رئيس السلطة القضائية صادق الريجاني ‪56‬‬ ‫عاما‪ ،‬وهو عضو مجلسي صيانة الدستور (ثمانية أع��وام) ومجلس خبراء‬ ‫القيادة (‪ 17‬عاما)‪ ،‬بطش باملعارضني السياسيني والصحافيني املعارضني‬ ‫لسياسات النظام‪ .‬الريجاني نجل آية الله حاج ميرزا هاشم آملي من مراجع‬ ‫النجف‪ .‬تخرج الريجاني من الحوزة العلمية وهو مختص بالفقه والفلسفة‪،‬‬ ‫وهو شقيق كل من رئيس البرملان علي الريجاني ورئيس مركز الدراسات‬ ‫االستراتيجية ورئيس لجنة حقوق اإلنسان محمد جواد الريجاني الذي يعد‬ ‫من أهم املنظرين السياسيني في إيران‪ .‬وتالحق أسرة الريجاني اتهامات كثيرة‬ ‫حول الفساد االقتصادي واإلداري‪ ،‬لكنها من دون شك من األسر األكثر نفوذا‬ ‫في إيران في الوقت الحاضر‪ .‬ويعد الريجاني من بني املسؤولني األكثر نشاطا‬ ‫من أجل الوصول إلى منصب املرشد األعلى‪.‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪35‬‬


‫أبرز األسماء املرشحة لخالفة خامنئي‬ ‫حسن الخميني‬ ‫> حفيد الخميني من أركان أسرة الخميني حاليا ورئيس املؤسسات الكبيرة التي‬ ‫تحمل اسم الخميني‪ ،‬برز اسم الخميني خالل العام األخير مرتني األول عندما افتتح‬ ‫املبنى املبني حول قبر جده وأثار املبنى كثيرا من الغضب ضد عائلة الخميني الذي‬ ‫رفع ثورة هدم القصور من أجل بناء بيوت الفقراء‪ .‬وفي املرة الثانية كان عند إعالن‬ ‫نيته ترك الهامش ودخول الحياة السياسية عبر ترشحه ملجلس خبراء القيادة‪.‬‬ ‫يتردد اسم حسن الخميني بقوة ملنصب ولي الفقيه وإن كان هناك خالفات بينه‬ ‫وبني املرشد األعلى‪ ،‬وكان رفض أهليته للترشح في انتخابات مجلس خبراء القيادة‬ ‫محاولة من تضعيف احتمال ترشحه ملنصب املرشد األعلى‪ ،‬وبذلك اعتبر بعض‬ ‫املراقبني رفض ترشحه رسالة من خامنئي لبعض أعضاء مجلس خبراء القيادة الذين‬ ‫يميلون إلى ترشحه ملنصب ولي الفقيه‪ ،‬ومع ذلك القانون ال يمنع ترشحه للمنصب‬ ‫لو لم يكن من مجلس خبراء القيادة‪ .‬ويعول أنصار الخميني على حفيده إلعادة‬ ‫دورهم في الحياة السياسية عبر إعادة أسرة الخميني إلى والية الفقيه‪.‬‬

‫مجتبى خامنئي‬ ‫> يعد نجل املرشد‪ ،‬مجتبي خامنئي من أكثر األسماء املتداولة في األعوام املاضية‪،‬‬ ‫لكن ترشحه يفتح الباب أمام توريث السلطة ووالية الفقيه‪ ،‬كذلك من يرشحون‬ ‫مجتبى خامنئي يعولون على عالقاته الوثيقة بالحرس الثوري‪ ،‬وكذلك تدرسيه‬ ‫في الحوزة العلمية‪ ،‬إضافة إلى دعم عدد كبير من أعضاء مجلس خبراء القيادة‬ ‫وإن كانت قدراته العلمية غير معروفة‪ ،‬فضال عن عالقات غامضة بمراكز صنع‬ ‫القرار االقتصادية والعسكرية‪ .‬لكنه باملقابل قليل الظهور في املناسبات السياسية‬ ‫ً‬ ‫كثيرا عنها‪ ،‬لكن قد تكون للعالقات ونفوذه وإمبراطورية خامنئي‬ ‫وال يعرف‬ ‫األسرية دور في املستقبل على الرغم من إنكار حاشية خامنئي تلك التقارير‪.‬‬ ‫لكن تحضير خامنئي ملن يأتي بعد وتأكيده على ذلك يوحي بأنه يعد لتوريث‬ ‫منصب ولي الفقيه وتسمية نجله بعده‪.‬‬

‫هاشمي شاهرودي‬ ‫> محمود هاشمي الشاهرودي ‪ 67‬عاما من مواليد النجف عاش ‪ 31‬عاما من بداية عمره‬ ‫في العراق قبل الهجرة إلى إيران في ‪ ،1980‬اختار خامنئي رئيسا للسلطة القضائية سابقا‬ ‫في إيران‪ ،‬وعضو مجلس خبراء القيادة‪ ،‬ومجلس صيانة الدستور‪ ،‬ومجلس تشخيص‬ ‫مصلحة النظام‪ ،‬وهو قيادي سابق في حزب الدعوة العراقي‪ ،‬ومؤسس املجلس األعلى‬ ‫اإلسالمي العراقي‪ ،‬وق��دم شاهرودي نفسه في عدة مناسبات على أنه عراقي‪ .‬يتداول‬ ‫اسم شاهرودي منذ فترة طويلة في األوساط السياسية‪ .‬لكن قد يواجه مخالفة شديدة‬ ‫خصوصا في ظل وجود عدد كبير من القوميني املتشددين الذين يعتبرونه من أصل‬ ‫عراقي‪.‬‬ ‫بعد أسبوع من إعالن نتائج انتخابات مجلس خبراء القيادة وإعالن فوز شاهرودي في‬ ‫االنتخابات نشر موقع «جماران» املقرب من بيت الخميني صورة ثالثية تجمع صورة‬ ‫الخميني وخامنئي وهاشمي شاهرودي وبعد ذلك تداولت الصورة بسرعة على املواقع‬ ‫اإليرانية املختلفة‪ ،‬ومن جانبه أدان مكتب هاشمي شاهرودي في بيان نشرته وسائل‬ ‫اإلعالم تصرف املوقع واتهمه بمحاولة إلقاء الفتنة‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬


‫دور علي أكبر هاشمي رفسنجاني في تجاوز خامنئي‬ ‫ملنافسيه‪ ،‬وك��ان أبرزهم آن��ذاك نجل الخميني‪ ،‬أحمد‬ ‫الخميني الذي توفي عقب أزمة قلبية في ‪ .1995‬كان‬ ‫خامنئي رئيسا للبالد طيلة ثمانية أعوام قبل وصوله‬ ‫إلى منصب املرشد األعلى وتعد خبرته في إدارة البلد‬ ‫من أهم النقاط التي رجحت كفته مقابل رجال الدين‬ ‫اآلخرين من منافسيه‪.‬‬ ‫ت �ط��رح ح��ال�ی��ا خ �ی��ارات ع��دة ح��ول مستقبل منصب‬ ‫املرشد بعد خامنئي‪ ،‬لكن األف��ق تسيطر عليه حالة‬ ‫من الضبابية في ظل اآلراء ووجهات النظر املتباينة في‬ ‫الساحة السياسية اإليرانية‪ ،‬لكن هناك عوامل أساسية‬ ‫قد تكون حاسمة مثل خامنئي نفسه والحرس الثوري‪.‬‬

‫مجلس تشخيص مصلحة النظام‬ ‫أث��ار رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام علي‬ ‫أكبر هاشمي رفسنجاني‪ ،‬موضوع مستقبل منصب‬ ‫امل��رش��د األع �ل��ى ف��ي مناسبتني‪ ،‬ك��ان��ت األول ��ى عندما‬ ‫كشف في حوار مع وكالة «إيلنا» اإلصالحية‪ ،‬منتصف‬

‫ديسمبر (ك��ان��ون األول) ‪ 2015‬عن مجموعة تدرس‬ ‫الخيارات املحتملة الختيار املرشد األعلى الجديد إذا‬ ‫ما تغير الوضع في إيران‪ .‬سبق رفسنجاني‪ ،‬عضو‬ ‫مجلس خ�ب��راء ال�ق�ي��ادة قربانعلي دري نجف آب��ادي‬ ‫الذي تحدث عن ضرورة التفكير باملرحلة القادمة بعد‬ ‫خامنئي‪.‬‬ ‫وعلى خالف الجدل الدائر حول تأثير مجلس خبراء‬ ‫القيادة‪ ،‬يعتقد فريق آخر في إيران أن مجلس خبراء‬ ‫القيادة ال يتجاوز كونه مجلسا شرفيا‪ ،‬قد ال يؤدي‬ ‫دورا في اختيار املرشد‪ ،‬ولكن وفق القانون فإن اختيار‬ ‫املرشد تبقى املهمة الوحيدة املذكورة للمجلس‪ ،‬يتضح‬ ‫املوضوع جليا في تصريح لرفسنجاني عقب ضغوط‬ ‫خامنئي ملنعه من رئاسة مجلس خبراء القيادة عندما‬ ‫ق��ال إن��ه «م��ن غ�ي��ر ال �ض��روري أن أك ��ون رئ�ي�س��ا لتلك‬ ‫اللحظة الحساسة (اخ�ت�ي��ار امل��رش��د) يكفي أن أك��ون‬ ‫عضوا في مجلس خبراء القيادة»‪.‬‬ ‫ف�ض�لا ع��ن ح �ل��ول اخ �ت �ي��ار خ�ل�ي�ف��ة خ��ام�ن�ئ��ي ي�ب��دي‬ ‫اإليرانيون تخوفهم من دخول البالد في مرحلة فراغ‬ ‫دستوري وفوضى خصوصا في ظل غياب مرشح‬

‫ال ي�ق��ل ق��وة ع��ن خ��ام�ن�ئ��ي ال ��ذي ع�م��ل ع�ل��ى تهميش‬ ‫دور رجال الحوزات العلمية ومنح األفضلية للحرس‬ ‫الثوري‪ .‬وفي ظل صعوبة التكهن بمن يخلف خامنئي‬ ‫فإن نظام الحكم سيواجه فراغا دستوريا وتحديات‬ ‫ع ��دة ب�س�ب��ب ت�ض�ع�ی��ف خ��ام�ن�ئ��ی دور رج ��ال ال��دی��ن‬ ‫وتقدیم العسكريني علیهم‪ .‬لیس من السهل اختیار‬ ‫القائد وم��ن أج��ل ه��ذا تعتبر ش��وری القیادة الخيار‬ ‫األم�ث��ل‪ ،‬لكن قانونيا ح��ذف خامنئي خيار ش��ورى‬ ‫الفقهاء بعد توليه والية الفقيه‪.‬‬ ‫من املتوقع أن تكون للحرس الثوري الكلمة الحاسمة‬ ‫إذا ما انجرفت البالد للفوضى‪ ،‬لكنه من املستبعد أن‬ ‫يملك زمام األمور في ظل تأكيد القانون اإليراني على‬ ‫والية الفقيه إال في حال قيام الحرس الثوري بانقالب‬ ‫عسكري‪.‬‬ ‫ب � ��دوره خ��ام �ن �ئ��ي ي�ع�م��ل ه ��ذه األي � ��ام ع �ل��ى تضعيف‬ ‫وتهميش م��ن ق��د ي�ك��ون ل�ه��م دور ف��اع��ل ف��ي تسمية‬ ‫املرشد املقبل‪ ،‬ويعتقد منتقدوه أنه يمهد للمرشحني‬ ‫الذين يرغب في وصوله إلى منصب املرشد أو تسمية‬ ‫خليفة له قبل وفاته‪.‬‬ ‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪33‬‬


‫احتدم النقاش خالل السنة‬ ‫األخيرة في إيران حول هوية‬ ‫املرشد األعلى الثالث في تاريخ‬ ‫النظام اإليراني بزعامة رجال‬ ‫الدين القادمني إلى عالم السياسة‬ ‫من الحوزات الدينية‪ ،‬ويحظى‬ ‫اختيار خليفة للمرشد األعلى‬ ‫الحالي علي خامنئي بحساسية‬ ‫بالغة ألسباب عدة‪ ،‬في مقدمتها‬ ‫غياب مرشح حقيقي يحظى‬ ‫بتأييد غالبية الدوائر التي‬ ‫تتقاسم السلطة والقوة في قلب‬ ‫النظام‪ ،‬وفي ظل التنافس السلبي‬ ‫والعدوانية التي زادت حدتها منذ‬ ‫عشر سنني بني كبار املسؤولني‪.‬‬

‫الحرس الثوري واملال والنفوذ والعالقة مع الحوزات‬ ‫العلمية أهم عناصر التنافس بني املرشحني‬

‫مستقبل والية الفقيه بعد خامنئي‬ ‫لندن‪ :‬عادل الساملي‬

‫أنه ال يخرج من أمرين األول اختيار خليفة له وهو على‬ ‫قيد ال��ح��ي��اة‪ ،‬وال��ث��ان��ي صحة م��ا ي��ت��ردد ح��ول إصابته‬ ‫بمرض السرطان وقرب وفاته‪.‬‬ ‫ما ناقشه خامنئي في خطاباته حول مواصفات ومهام‬ ‫مجلس خبراء القيادة في غضون ستة أشهر يعد غير‬ ‫مسبوق طيلة سنوات حكمه خصوصا بعدما أجرى‬ ‫تعديالت أساسية في القانون األساسي اإليراني حول‬ ‫صالحيات املرشد األعلى‪ ،‬وتبعا لذلك تحول مفهوم‬ ‫والي���ة الفقيه إل��ى والي���ة الفقيه املطلقة بعد تعديالت‬ ‫دستورية بعد توليه منصب املرشد‪ .‬وضمن عالمات‬ ‫االستفهام الكثيرة التي تبعت تأكيد خامنئي يرى‬ ‫منتقدوه في الداخل أن تطرقه ألوصاف املرشد املقبل‬ ‫وهوية مجلس الخبراء في الفترة املاضية ما هي إال‬ ‫تمهيد من أجل دعم مرشحيه أو على أقل تقدير يمنع‬ ‫ترشح أشخاص ال يرغب بهم‪.‬‬

‫يقترب النظام الحالي في إيران من بلوغ عقده‬ ‫الرابع‪ ،‬العقد األول من عمر النظام تأثر بقيادة‬ ‫الخميني ورؤيته في إطالق والية الفقيه لكن‬ ‫الحال تغير في بداية العقد الثاني مع وصول خامنئي‬ ‫الذي‪ ،‬لم يترك فرصة لتقوية موقفه في الداخل‪.‬‬ ‫تفاعل السياسيون اإليراني في النقاش املفتوح حول‬ ‫املرشد األعلى ومستقبله قبل انتخابات مجلس خبراء‬ ‫القيادة التي جرت في ‪ 26‬من فبراير (شباط) املاضي‪.‬‬ ‫ب���دوره‪ ،‬خامنئي ف��ي خطاباته خ�لال الشهور الستة‬ ‫األخيرة تحدث أكثر من أي وقت مضى عن مستقبل‬ ‫م��ن��ص��ب امل���رش���د األع���ل���ى واخ���ت���ي���ار خ��ل��ي��ف��ت��ه‪ ،‬وأث����رت‬ ‫خطابات خامنئي على رفع مؤشر انتخابات مجلس‬ ‫خبراء القيادة‪ .‬خامنئي في لقائه األخير مع أعضاء‬ ‫مجلس‬ ‫مجلس خ��ب��راء القيادة ل��م يستبعد أن يكون‬ ‫صالحيات املرشد‬ ‫خبراء خالل السنوات الثماني املقبلة بداية دور جديدة‬ ‫في تاريخ النظام‪ ،‬وفسر املراقبون تأكيد خامنئي على أظ��ه��رت نسب املشاركة أن انتخابات مجلس خبراء‬

‫‪32‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫القيادة حظيت باهتمام ألول مرة في تاريخ املجلس‪،‬‬ ‫بعد إع�لان النتائج اجتمع خامنئي بمجلس الخبراء‬ ‫الحالي آلخ��ر م��رة‪ ،‬وط��ال��ب أن يكون مجلس الخبراء‬ ‫املقبل ثوريا ويختار مرشدا يحافظ على ثورية النظام‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ووف��ق��ا للمادتني ‪ 107‬و‪ 111‬م��ن ال��ق��ان��ون األس��اس��ي‬ ‫اإلي��ران��ي ف��إن اختيار أو ع��زل املرشد من صالحيات‬ ‫مجلس خبراء القيادة‪ .‬وبحسب املادة ‪ 109‬فإن املرشد‬ ‫األع��ل��ى أوال ي��ج��ب أن يملك األه��ل��ي��ة العلمية إلص���دار‬ ‫الفتاوى في مختلف مجاالت الفقه‪ ،‬وثانيا يجب أن‬ ‫يملك العدالة والتقوى املطلوب لقيادة األمة‪ ،‬وكذلك يملك‬ ‫رؤي��ة سياسية واجتماعية وتدبير وأيضا الشجاعة‬ ‫واإلدارة وال��ق��درة الالزمة للقيادة‪ ،‬وكذلك تنص امل��ادة‬ ‫أنه في حال تعدد املرشحني يقع الخيار على من يملك‬ ‫الرؤية الفقهية والسياسية القوية‪.‬‬ ‫مما ي��ج��در ذك���ره أن خامنئي ت��ول��ى منصب املرشد‬ ‫األعلى بعد أي��ام من وف��اة املرشد األعلى املؤسس آية‬ ‫الله الخميني‪ ،‬وهناك روايات مختلفة تنقل من خلف‬ ‫ستار التوافق على تسمية خامنئي خليفة للخميني‪،‬‬ ‫وعلى الرغم من اختالف تلك الروايات فإنها تجمع على‬


‫أصدقاء من الجنسني في أحدى املنتزهات‬ ‫في العاصمة اإليرانية طهران (غيتي)‬

‫‪,,‬‬

‫ممارسات تهدد بنية‬ ‫املجتمع‪ ..‬والنساء البضاعة‬ ‫األكثر رواجا في األسواق‪..‬‬ ‫وتحوي طهران أكثر من ‪25‬‬ ‫الف طفل لقيط‬

‫‪,,‬‬

‫ونصف شاهد على أن أوضاع املرأة ازدادت سوءا عاما‬ ‫بعد عام وعقدا بعد عقد‪ ،‬ولهذا فإن عقد أي أمل على هذا‬ ‫النظام من حيث إقدامه على تحسني تعامله مع املرأة إنما‬ ‫هو ه��راء في ه��راء‪ ،‬وواق��ع امل��رأة التركية يشبة امل��رأة لدى‬ ‫الشعوب غير الفارسية كالكردية والعربية والبلوشية»‪،‬‬ ‫مضيفة‪« :‬لقد منعنا من التدريس بلغتنا‪ ،‬واستهدفت‬ ‫ثقافتنا‪ ،‬كما يحاول النظام تغيير ديموغرافية املنطقة‬ ‫حيث ت��م جلب مئات اآلالف م��ن ال�ف��رس لتفريس امل��دن‪.‬‬ ‫ولدينا لألسف الشديد مئات اآلالف م��ن املهجرين في‬ ‫جميع أن �ح��اء ال�ع��ال��م‪ ،‬بسبب س�ي��اس��ة التطهير العرقي‬ ‫والتحقير التي يمارسها»‪.‬‬ ‫وتشير بيلغن إلى أن النظام «يعمد إلى إساءات سخيفة‬ ‫للمواطنني األذري�ي�ن واالس �ت �ه��زاء بنا والتمييز املمنهج‬ ‫ضدنا وضد القوميات والطوائف وأتباع الديانات واملذاهب‬ ‫املختلفة وإث� ��ارة ال�ف��رق��ة ب�ين مختلف ك�ي��ان��ات املجتمع‬ ‫اإليراني‪ ،‬ويتم تحقير املرأة التركية من قبل الفرس ألنها‬ ‫في كثير األحيان ال تتكلم الفارسية بطالقة وهنالك لدينا‬ ‫إع��دام��ات‪ ،‬إذ حكم على السيدة سكينة محمدي رجما‬ ‫حتى امل��وت ألنها لم تستطع ال��دف��اع عن نفسها فهي ال‬ ‫تعرف الفارسية»‪.‬‬ ‫وتتابع‪« :‬لدنيا ناشطات استطعن إيصال صوتهن إلى‬ ‫العالم ومنهن الناشطة الحقوقية اإليرانية شيرين عبادي‬ ‫الفائزة بجائزة نوبل للسالم في عام ‪ ،2003‬وهي خارج‬ ‫ال�ب�لاد منذ ع��ام ‪ ،2009‬وه��و دل�ي��ل على دح��ض النظرة‬ ‫ال��دون�ي��ة ت�ج��اه�ن��ا‪ ،‬ول�ط��امل��ا ت�ت�ح��دث م��ع أذري� ��ات أخ��ري��ات‬ ‫في مجال انتهاك حقوق اإلنسان في إي��ران»‪ ،‬مؤكدة أن‬ ‫«الخصوصية الرئيسية للثورة تتمثل في فقدان النساء‬ ‫لحقوقهن؛ فقوانينا األساسية ليست ديمقراطية‪ ،‬وأصلها‬ ‫والية الفقيه صاحب كل السلطات‪ ،‬وهو يمثل عقبة أمام‬ ‫تحقيق الديمقراطية‪ ..‬نساؤنا يواجهن الظلم مرتني‪ ،‬وإذا‬ ‫ارتكب ظلم بحق النساء في فارس‪ ،‬فإن النساء األخريات‬ ‫معرضات للظلم عدة أضعاف‪ ،‬وتتحكم النظرة األمنية‬ ‫باستراتيجيات الحكومة اإليرانية تجاه القوميات غير‬ ‫الفارسية‪ ،‬ومحاكمة املعارضني تكون عادة في محاكم‬ ‫الثورة التي ً‬ ‫غالبا ما تكون ضمن مهامها امللفات الخاصة‬ ‫بالقضايا القومية‪ ،‬حيث يعتبر النظام ال�ح��راك القومي‬

‫للشعوب غير الفارسية الذين يشكلون ‪ 60‬في املائة من‬ ‫سكان إيران بأنه يمس األمن القومي وسالمة األراضي‬ ‫اإليرانية والنساء غير مستثنيات من األحكام التعسفية»‪.‬‬

‫نسل العفة‬ ‫أما الصحافية مينا شهرامي فترى أن املشكالت الجنسية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حقيقيا للمجتمع اإليراني‪ ،‬فانتشار‬ ‫تهديدا‬ ‫أمست تشكل‬ ‫اإليدز كما ينتج عن تعاطي املخدرات فإن بيوت العفة من‬ ‫أهم أسبابه أيضا‪ ،‬ال سيما في املناطق ذات الطابع الديني‬ ‫مثل مدينة قم وطهران ومشهد‪ .‬وبحسب منظمات نسوية‬ ‫فإن ما بني ‪ 20‬إلى ‪ 35‬حالة وفاة من بني كل مائة عملية‬ ‫إجهاض في األماكن السرية‪ ،‬بسبب الحمل الناجم عن‬ ‫الزواج املؤقت‪.‬‬ ‫وتقول شهرامي لـ«املجلة»‪« :‬لقد تفاقمت مشكلة اللقطاء في‬ ‫ظل إنتفاء الحلول‪ ،‬ألسباب دينية أو قانونية أو اجتماعية‬ ‫فيترك الطفل في الطرقات كلقيط‪ ،‬مما أدى إلى تزايد عدد‬ ‫ال�ل�ق�ط��اء ب�ش�ك��ل م�ل�ح��وظ‪ ،‬نتيجة ع ��دم اع �ت��راف املتمتعني‬ ‫بأبنائهم من الزواج الوقتي لعدم وجود ما يثبت نسب األطفال‬ ‫إليهم‪ ،‬ويسمونهم (نسل املتعة)»‪ ،‬مشيرة إلى أن «السلطات‬ ‫وحتى بيوت العفة تكفل رعايتهم أو إعطاءهم أي ثبوتيات‬ ‫شخصية ملتابعة حياتهم والدراسة والتوظيف»‪.‬‬

‫طفلة إيرانية‬ ‫بال مأوى في‬ ‫العاصمة طهران‬ ‫(غيتي)‬

‫لم يعد ممكنا إخفاء خطورة املوضوع أو التقليل منها‪،‬‬ ‫وهو ما جعل هاشمي رفسنجاني وهو من أبرز الدعاة‬ ‫ل ��زواج املتعة يكشف أن��ه ي��وج��د ف��ي إي ��ران رب��ع مليون‬ ‫لقيط بسبب زواج املتعة‪ ،‬هذا قبل أعوام وليست هناك‬ ‫إحصائيات بهذا الخصوص اآلن‪ ،‬ورغ��م كل ذل��ك فإن‬ ‫ه�ن��اك دراس ��ات تشير إل��ى أن التوجه إل��ى زواج املتعة‬ ‫أصبح أكثر من التوجه إل��ى ال��زواج ال��دائ��م‪« ،‬سيما وأن‬ ‫الرجل ال يدفع مقدما وال مؤخرا للزوجة وال نفقة وال‬ ‫أية مسؤولية‪ ،‬وإنما أجر محدد على مقدار متعته‪ ،‬كيف‬ ‫يمكن أن تتعامل السلطات مع مئات اآلالف من اللقطاء‬ ‫نتيجة زواج املتعة»‪ .‬وتتابع شهرامي قائلة‪« :‬بجانب ذلك‬ ‫هناك تحذير دائم من ظاهرة املخدرات‪ ..‬يسير معدل إدمان‬ ‫املخدرات في إيران بوتائر تصاعدية خطيرة‪ ،‬فالعاصمة‬ ‫طهران تستهلك وحدها ً‬ ‫يوميا أطنانا من املخدرات‪ ،‬وتشير‬ ‫الصحف اإليرانية إلى أن مدينة قم املقدسة تحولت إلى‬ ‫ً‬ ‫مرتع خصب لتجارة املخدرات أيضا»‪.‬‬ ‫وت�خ�ت��م ح��دي�ث�ه��ا م��ع «امل �ج �ل��ة»‪« :‬ارت �ف �ع��ت نسبة‬ ‫االن�ت�ح��ار ب�ين اإلي��ران�ي�ين بعد ال �ث��ورة اإلسالمية‪،‬‬ ‫ناهيكم بفضائح االغتصاب الجماعي‪ .‬وكثيرا‬ ‫م��ا ي�ت��م ال�ح��دي��ث ع��ن ت�ع��رض ط��ال�ب��ات جامعيات‬ ‫لالغتصاب على يد مجهولني في الحرم الجامعي‬ ‫ال � ��ذي ي �خ �ض��ع ل �ح��راس��ة م� �ش ��ددة وف� ��ي امل��دي �ن��ة‬ ‫املقدسة وفي األماكن العامة‪ ،‬فيما املوقفان الديني‬ ‫والحكومي يتشابهان تجاه عمليات االغتصاب‪،‬‬ ‫ويتمثل بتعليق تافه‪ :‬لو كن ارتدين (أي النساء)‬ ‫مالبس مناسبة‪ ،‬ملا جرت حاالت االغتصاب‪ ،‬وقد‬ ‫يفكرون في اتخاذ إجراء قانوني ضد الضحايا‪.‬‬ ‫أم��ا امل��وق��ف الديني م��ن املغتصبات فهو أنهن ال‬ ‫يستحققن الرثاء‪ ،‬ألنهن استفززن املغتصبني من‬ ‫خالل مالبسهن أو تصرفاتهن‪ ،‬هذا يعني أن املرأة‬ ‫هي التي تستفز شهوة املغتصبني وتحرضهم‬ ‫ع�ل��ى اغ�ت�ص��اب�ه��ا! ه��ذا ه��و منطق رج ��ال ال��دي��ن‪،‬‬ ‫ولكن هذا ليس إجحافا بحق املرأة وحدها بل هو‬ ‫إجحاف بحق املجتمع ككل» <‬ ‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪31‬‬


‫سيدة إيرانية تعالج من اإلدمان (غيتي)‬

‫ربط الرحم‬ ‫أما الناشطة األحوازية حبيبة محاميد‪ ،‬فتشير إلى «وجود‬ ‫قمع مختلف بحق املرأة في األحواز‪ ،‬كونه مجتمعا عشائريا‬ ‫يحكمه ال�ع��رف ال�ع�ش��ائ��ري‪ .‬وتختلف أوج��ه القمع؛ ف��امل��رأة‬ ‫األحوازية مقارنة بغيرها من النساء كالكرد مثال تعتبر أقل‬ ‫نشاطا سياسيا‪ .‬ومن ممارسات القمع جعل املرأة متخلفة‪،‬‬ ‫إضافة إلى أنه هناك محاوالت دائمة لتفريس املنطقة وطمس‬ ‫هوية األحواز العربية‪ ،‬وأداته املرأة‪ ،‬حتى لو عن طريق وقف‬ ‫النسل‪ ،‬وهذا حدث عندما كان أطباء مجندون من قبل أجهزة‬ ‫األمن يقومون عندما تلد األحوازيات بربط رحم األم دون‬ ‫علمها‪ ،‬في محاولة لتحديد النسل‪ ،‬خصوصا في القرى‬ ‫األحوازية‪ ،‬كان األطباء يذهبون إلى القرى ودون أن يعطوا‬ ‫أي مبررات طبية للحاالت يقومون بربط الرحم‪ ،‬بعد فترة‬ ‫تكتشف املرأة أنها خدعت»‪.‬‬ ‫وتقول محاميد في تصريحات لـ«املجلة»‪« :‬تعاني األحوازيات‬

‫‪30‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫أقدمت وزارة الداخلية‬ ‫اإليرانية عام ‪1993‬على‬ ‫اإلعداد ملشروع يحمل عنوان‬ ‫مشروع تنظيم النساء‬ ‫الخاصات واملتعة‬

‫‪,,‬‬

‫زواج املتعة وبيوت العفة وال��رج��م والجلد وال��رش باألسيد‬ ‫وإص��دار القوانني التي تمس الکرامة‪ ،‬وأن هناك الکثير من‬ ‫الصفحات السوداء في تأريخ هذا النظام من حيث تعامله‬ ‫الالإنساني مع املرأة‪ ..‬هذا النظام عدو املرأة»‪ ،‬مضيفة‪« :‬إننا‬ ‫نعاني التمييز منذ أم��د بعيد وتقمع حقوقنا االجتماعية‬ ‫والسياسية والثقافية‪ ،‬وتتعرض مناطقنا لإلهمال والحرمان‬ ‫االقتصادي املمنهج‪ ،‬األمر الذي أدى إلى زيادة الفقر‪ ،‬وتدمير‬ ‫قرانا‪ ..‬إننا حتى نمنع من تسجيل أطفالنا بأسماء كردية»‪.‬‬ ‫وف��ي جانب آخ��ر تلفت شيخ الله إل��ى أن «النظام يستخدم‬ ‫املرأة ضد املرأة وتتعدد صور وأشكال استغالل املرأة»‪ .‬ومن‬ ‫األمثلة التي تسردها لإلشارة إلى ما ذهبت إليه‪ ،‬قولها‪« :‬هناك‬ ‫م�ث��ال أخ��وات الباسيج وي�ت��م تجنيدهن ف��ي االس�ت�خ�ب��ارات‪،‬‬ ‫(الجناح النسائي ملنظمة الباسيج تتراوح أعمارهن بني ‪18‬‬ ‫و‪ً 38‬‬ ‫عاما‪ ،‬وأسست هذا التنظيم‪ ،‬مرضية دب��اغ ‪ -‬حارسة‬ ‫الخميني في باريس)‪ ،‬ويلعب الدور األساسي في قمع الحركة‬ ‫النسائية التي ترافق االحتجاجات الحاصلة في طهران أو‬ ‫ً‬ ‫حتى في املظاهرات في األقاليم األخرى‪ ،‬وهناك أيضا منهن‬ ‫من تراقب زي الفتيات‪ .‬وهن يخرجن عادة على شكل دوريات‬ ‫ويعتبرن مصدر اشمئزاز لنموذج املرأة التابعة»‪.‬‬

‫‪,,‬‬

‫في املناطق الريفية خاصة حرمانا مضاعفا في هذا السياق‬ ‫فهن غالبا أقل تحصيال من ناحية التعليم من نظيراتهن في‬ ‫املناطق الحضرية‪ ،‬وال يتحدثن الفارسية‪ ،‬وهناك معاقبة ملن‬ ‫يتحدث باللغة العربية في اإلدارات واملؤسسات الحكومية‪،‬‬ ‫وهذا يجعل املرأة حبيسة البيت»‪ ،‬مشيرة إلى «تعليم العربية‬ ‫ممنوع»‪ ،‬وكذلك ارتداء الثوب والشماغ‪ ،‬حيث يعد ذلك «من‬ ‫الجرائم التي ال تغتفر عند النظام اإليراني»‪.‬‬

‫املرأة األحوازية‬ ‫وت�ت��اب��ع‪« :‬األم األح��وازي��ة ت�ش��اه��د م��ا ي�ت�ع��رض ل��ه إخ��وان�ه��ا‬ ‫وزوجها وأطفالها فجرائم وانتهاكات حقوق اإلنسان في‬ ‫األح��واز تبدأ منذ الطفولة‪ ،‬حتى إن تسمية امل��ول��ود باسم‬ ‫عربي ال تتم إال حسب قوائم جاهزة وموجودة بالسجالت‪،‬‬ ‫وه�ن��اك م��ا يزيد على ‪ 20‬أل��ف أح��وازي بسجونها السرية‬ ‫وستة آالف امرأة و‪ 500‬طفل ولدوا داخل السجون‪ ،‬واألحواز‬ ‫أول مدينة في العالم في تلوث ال�ه��واء رغ��م أنها خالية من‬ ‫الصناعات واملصانع‪ ،‬لكن ذلك التلوث ناتج عن املفاعالت‬ ‫السرية ومفاعل بو شهر‪ ،‬كما أن��ه أدى إل��ى ح��االت تسمم‬ ‫غريبة وجديدة»‪ ،‬مضيفة‪« :‬حتى الزي العربي ممنوع‪ ،‬وأثناء‬ ‫م�ب��ارة ك��رة ق��دم ب�ين ن� ٍ�اد أح ��وازي ون� ٍ�اد س�ع��ودي كثير من‬ ‫شباب األحواز الذين كانوا يرتدون الزي العربي ويشجعون‬ ‫الفريق تم اعتقالهم من قبل االستخبارات الفارسية‪ ،‬كما‬

‫أن دخول املؤسسات بالزي العربي ممنوع‪ ،‬وكذلك التحدث‬ ‫باللغة العربية‪ ،‬ويمنع حتى املوظف العربي أن يكلم املراجع‬ ‫العربي بلغته األم‪ ،‬وجميع املناصب السيادية م��ن تعليم‬ ‫ومستشفيات وصحة ومراكز أمنية وسياسية واملحافظ‬ ‫والقائم مقامه والبلديات وكل ه��ؤالء املسؤولون هم فرس‬ ‫إيرانيون من أصفهان وطهران وشيراز ومناطق فارسية‬ ‫كارهة للعربية»‪.‬‬ ‫وتؤكد على أن «األم األحوازية تتألم وتموت ألف مرة وهي‬ ‫ترى أمام عينها كيف أن مستقبل ابنها يضيع‪ ..‬كثير من‬ ‫األطفال ال يذهبون إلى امل��دارس فالطفل يصدم وتحدث له‬ ‫انتكاسة في بداية حياته عندما يشعر بالتمييز وعندما‬ ‫يستهزأ به ألنه ال يعرف الفارسية وعندما يسأل‪ :‬هل أنت‬ ‫سني أم شيعي؟ الكثير من األطفال ينكرون ويقولون إنهم‬ ‫شيعة‪ .‬وهي بداية خاطئة؛ فالطفل يلقن الكذب ليكون طريق‬ ‫الخالص‪ ،‬حتى إنهم يخجلون من لقبهم في حال كان اسما‬ ‫عربيا ألن هناك نظرة دونية للعرب من قبل الفرس»‪ ،‬مضيفة‪:‬‬ ‫«هناك محاوالت مع زوجات السجناء واستغاللهن وعندما‬ ‫كان زوجي سجينا في أحد سجون إيران‪ ،‬كونه كان رئيس‬ ‫منظمة حقوقية‪ ،‬سجن على أث��ر نشاطه الحقوقي‪ .‬روى‬ ‫قصصا مروعة عما كان يجري داخل السجون وأصوات‬ ‫النساء أثناء تعذيبهن ال تفارقه حتى اآلن»‪.‬‬

‫قمع باالستهزاء‬ ‫بسبب اللغة فإن النساء من األقليات ومن املناطق الريفية‬ ‫خاصة يعانني حرمانا مضاعفا في هذا السياق‪ ،‬فهن‬ ‫غالبا أق��ل تحصيال م��ن ناحية التعليم م��ن نظيراتهن‬ ‫في املناطق الحضرية‪ ،‬كما تعاني النساء والفتيات على‬ ‫سبيل املثال من البلوش مشكالت في الوصول للخدمات‬ ‫الصحية والتعليمية‪.‬‬ ‫كما يعاني األشخاص من األقليات ممن ال يجيدون اللغة‬ ‫الفارسية (اللغة الرسمية) ال�ح��رم��ان أم��ام نظام العدالة‬ ‫الجنائية‪ ،‬ومثال على ذلك سكينة األذرية أفسانة بيلغن‪،‬‬ ‫الناشطة ف��ي ح��زب ديمقراط أذرب�ي�ج��ان‪ ،‬التي قالت في‬ ‫تصريحات لـ«املجلة»‪ ،‬إن «تأريخ النظام طوال ثالثة عقود‬


‫الرئيس اإليراني السابق‬ ‫رفسنجاني أول من طرح‬ ‫فكرة إيجاد بيوت العفة‬ ‫عام ‪1991‬‬

‫‪,,‬‬

‫ولن يحرز هذا النظام أي تقدم بخصوص حقوق املرأة‪ ،‬وما‬ ‫يدعيه من وجود منظمات نسائية ال يستطيع إحراز أي تقدم‬ ‫على األرض في ظل هذه العثلية الفارسية الشوفينية التي ال‬ ‫تتعاون مع املنظمات النسائية في القوميات األخرى بمبرر‬ ‫ً‬ ‫أن هذه املنظمات تدعوا أيضا إلى التمتع بالحقوق القومية»‪.‬‬ ‫وتتساءل شيخ الله قائلة‪« :‬م��اذا حققت ه��ذه املنظمات؟‬ ‫حتى ال�ي��وم ي��وج��د م��ن يشبه ال�ن��ائ��ب ن��ادر ق��اض��ي ب��ور‪،‬‬ ‫وه��و ع�ض��و ب��رمل��ان ع��ن م��دي�ن��ة اروم �ي��ة ال�ت��اب�ع��ة ملحافظة‬ ‫أذربيجان‪ ،‬أعلن رفضه وجود النساء في البرملان اإليراني‬ ‫ألسباب أخالقية‪ ،‬ودعى إلى انتخاب الرجال فقط‪ ،‬وتحدث‬ ‫بسخرية واس�ت�ه��زاء ع��ن النساء ف��ي ال�ب��رمل��ان‪ ،‬وشبههم‬ ‫بالحمير وال �ق��ردة‪ ،‬بشكل علني‪ ،‬وف��ي الحقيقة موقفه‬ ‫يعکس موقف ورؤية النظام الديني املتطرف ذاته‪ ،‬والذي‬ ‫ال تستطيع النساء في املنظمات النسوية الفارسية التحرر‬ ‫منه»‪ ،‬مضيفة‪« :‬أي امرأة كردية تعارض هذا النظام وتطالب‬ ‫بحقوق املرأة تساق بحقها اتهامات شتى ومنها املشاركة‬ ‫في الجماعات السياسية الكردية املحظورة مثل الحزب‬ ‫ال��دي�م�ق��راط��ي ال�ك��ردس�ت��ان��ي اإلي ��ران ��ي‪ ،‬وك��وم��اال وب�ج��اك‬ ‫(‪ ،)PJAK‬وهذه االتهامات تطالنا حتى من قبل املنظمات‬ ‫النسائية الفارسية ال�ت��ي تعتبر نضالنا ن�ض��اال قوميا‬

‫‪,,‬‬

‫أكثر من كونه نضاال لصالح قضية املرأة»‪ ،‬قائلة‪« :‬عندما‬ ‫دع��ون��ا املنظمات النسائية للخروج ف��ي مظاهرات لدعم‬ ‫نساء كوباني واملقاتالت الكرديات اللواتي يقاتلن (داعش)‬ ‫رفضت دعوتنا من قبل منظمات نسوية فارسية وأخذت‬ ‫الدعوة باعتبارها دعوة قومية وليست دعما لنضال املرأة‪،‬‬ ‫وكثيرا ما تتضارب آراؤنا وندخل في جدل معهن إال أن‬ ‫الجدل عقيم وعدة مرات كانت هناك أنواع تعذيب وحشي‬ ‫بحق مناضالت ك��ردي��ات ف��ي س�ج��ون إي��ران إال أن هذه‬ ‫املنظمات وقفت ساكنة ولم يكن لها أي رد فعل حتى ما‬

‫مركز عالج النساء من‬ ‫اإلدمان في طهران (غيتي)‬

‫يتعلق بأحكام اإلعدام واالغتصابات فإن هذه املنظمات ال‬ ‫يكون لها أي رد فعل»‪.‬‬

‫ممارسات النظام ضد املرأة‬ ‫وتتابع أن��ه عندما اقتلعت السلطات عني إح��دى املعتقالت‬ ‫السياسيات في السجون لم تتحرك تلك املنظمات‪ ،‬وكذلك‬ ‫«عندما يتم تصوير الفتيات في السجون أثناء اغتصابهن‬ ‫وتهديد ذوي الفتيات بنشر املقاطع وابتزاز أهالي الضحايا‬ ‫كل هذه األمور ال نجد منظمة نسائية فارسية تذكرها في‬ ‫تقاريرها لحقوق املرأة في إيران»‪ ،‬وما حدث فقط قبل أقل‬ ‫م��ن ع��ام ف��ي مهاد التي هبت انتقاما لشرف فريناز التي‬ ‫هددت باالغتصاب من قبل رجل أمن فارسي ما أدى بها‬ ‫إلى االنتحار عندما رمت بنفسها من شرفة إحدى الغرف‬ ‫في الفندق الذي كانت تعمل فيه‪ ..‬لقد فضلت املوت على أن‬ ‫تستسلم ملغتصبها»‪.‬‬ ‫وتؤكد قائلة‪« :‬نحن ال نتعجب من ممارسات ه��ذا النظام‬ ‫ب�ح��ق امل� ��رأة‪ ،‬خ�ص��وص��ا وأن ال�ن�ه��ج واألس �ل��وب ال ��ذي يبني‬ ‫عليه هذا النظام منطقه في التعامل مع النساء يعتمد على‬ ‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪29‬‬


‫القوانني في كل الدنيا قرينة العقل‪ ..‬وفي إيران – ربما وحدها – قرينة الرغبة‪ ..‬في كل الدنيا شرع اإلنسان القوانني للنظام‬ ‫وفي الدولة الفارسية وضعها للفوضى‪ ..‬واألديان التي ّ‬ ‫تعبد بها اإلنسان للعفة‪ ،‬ربما عثرت عليها في قم أو طهران في «بيوت‬ ‫العفة»؛ االسم املهذب لـ«بيوت الهوى» وتجارة الجنس بغطاء ديني‪.‬‬

‫بني ربط الرحم واغتصاب املعتقالت ونسل مجهول‬

‫«بيوت العفة»‪ ..‬فوضى جنسية في إيران‬ ‫«شرعنة الزنا عبر القوانني واآلراء الفقهية التي‬ ‫أباحته‪ ،‬تحت اس��م بيوت العفة! برعاية جهات‬ ‫رسمية في البالد‪ ،‬كانت السبب في وضع نهاية‬ ‫لحياتي الزوجية وجعل أطفالي ضحية ال�ط�لاق‪ ..‬وم��ا زال‬ ‫يالزمني هاجس أن يظهر لهم أخ أو أخت من أبناء املتعة»‪..‬‬ ‫بهذه الحسرة تروي مريم كاشفة مرارة تجربتها‪ ،‬وهي تقول‬ ‫لـ«املجلة»‪ « :‬لست أنا وال أطفالي فقط ضحايا بيوت العفة لقد‬ ‫كثرت في السنوات األخيرة‪ ،‬وتعدى األمر الحاالت الفردية‬ ‫إلى أن أصبح ظاهرة يرعاها أئمة املساجد واألضرحة في‬ ‫إيران‪ ،‬لتتزايد حاالت الطالق بعد اكتشاف الزوجة أن الزوج‬ ‫قد (عقد الصيغة) اي الزواج املؤقت »‪.‬‬ ‫وح��ول كيفية اكتشاف امل��رأة زواج زوجها تقول‪« :‬رغ��م أن‬ ‫الزواج ال يسجل في الدوائر الرسمية‪ ،‬وتنتهي عادة القصة‬ ‫بعد انتهاء أجل الزواج املتفق عليه فإن غالبية الحاالت تكشف‬ ‫عندما تكون فترة ال��زواج تتعدى الشهر وتالحظ الزوجة‬ ‫تغيرا في تصرفات وعادات الزوج فيساورها الشك»‪.‬‬

‫عروض علنية للزواج املؤقت‬ ‫مريم‪ :‬فارسية من سكان طهران‪ .‬خالل زيارة زوجها ضريح‬ ‫ش��اه عبد العظيم بمدينة ال��ري ج�ن��وب ط�ه��ران ال��ذي ي��زوره‬ ‫الشيعة في طهران‪« ،‬تم االيقاع به؛ فهناك تكثر بيوت العفة التي‬ ‫يتم فيها الزواج املؤقت‪ .‬في هذه األماكن يوجد من يعترض‬ ‫طريق الزائر ليعرض عليه قائمة من العروض تتضمن أعمار‬ ‫الفتيات التي يمكنه أن يعقد عليها»‪ ،‬وتتابع مريم‪« :‬لألسف‬ ‫كان فريسة سهلة»‪.‬‬ ‫وتكمل‪« :‬هناك فوضى جنسية تهدد بنية املجتمع الذي تشكل‬ ‫ُالنساء أهم دعائمه‪ ،‬فإنهن البضاعة األكثر رواجا في أسواق‬ ‫قم ومشهد وطهران‪ ،‬ال أعرف مدى رواجها في األقاليم األخرى‬ ‫واألطفال هم الضحية األكبر‪ ،‬وتكون حصيلة هذا الزواج أطفال‬ ‫لقطاء‪ ،‬حيث تحوي طهران وحدها أكثر من (‪ )25000‬طفل‬ ‫في الشوارع‪ ،‬ضحايا بعض رجال الدين فمع كل توقيع لوثيقة‬ ‫زواج متعة هناك توقيع لوثيقة تدمير إنسان أو إنسانة‪ ،‬مقابل‬ ‫مبلغ يكون مقدمة لتحطيم حياة إنسان أو طفل بريء»‪ .‬وتشير‬ ‫إلى أن «بيوت العفة كانت موجودة في عهد الشاه السابق‪ ،‬ثم‬ ‫توقف عملها بعد الثورة‪ ،‬والرئيس اإليراني السابق هاشمي‬ ‫رفسنجاني كان أول من طرح فكرة إيجاد بيوت العفة أو مراكز‬ ‫الزواج املؤقت بعد الثورة وذلك عام ‪1991‬م»‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫وبحسب مواقع إلكترونية إيرانية فإنه في عام ‪1993‬م أقدمت‬ ‫وزارة الداخلية اإليرانية على اإلعداد ملشروع يحمل عنوان‬ ‫مشروع تنظيم النساء الخاصات واملتعة‪ ،‬وفي عام ‪1994‬م‪،‬‬ ‫قامت مجموعة تطلق على نفسها اسم الجماعة اإلسالمية‬ ‫للناصحني في قم بكتابة مسودة مشروع للمرة األولى يحمل‬ ‫اسم بيوت العفة‪ ،‬وأرسلته إلى مجموعة كبيرة من العلماء‬ ‫ورجال الدين في مواقع سياسية فاعلة‪.‬‬ ‫واملشروع الذي تسرب فيما بعد إلى وسائل اإلعالم‪ ،‬وأثار‬ ‫ضجة‪ ،‬خاصة لدى التيار اإلصالحي‪ ،‬يشرح طريقة إنشاء‬ ‫«بيوت العفة» ويبني الغاية من إنشائه وهو مكافحة الفحشاء‬ ‫والعالقات غير املشروعة بني ال��رج��ال والنساء واألم��راض‬ ‫الجنسية وفي مقدمتها اإليدز‪.‬‬ ‫وبحسب املشروع‪ ،‬فإن «بيوت العفة» املقترحة ستعرض على‬ ‫الراغبني في الزواج بطريقة املتعة‪ ،‬الزواج املؤقت من النساء‬ ‫والرجال‪ ،‬تسهيالت تشمل‪:‬‬ ‫ إج ��راء ال ��زواج ب�ص��ورة ش��رع�ي��ة ل�ل�م��دة ال�ت��ي يتفق عليها‬‫«الزوجان»‪ ،‬من ساعة واحدة إلى ‪ 99‬سنة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رسميا لحجز الغرف في الفنادق‪.‬‬ ‫ترخيصا‬ ‫ منح «الزوجني»‬‫ إخضاع الراغبني بطريقة الزواج املؤقت لفحوصات طبية‬‫محددة بصورة منتظمة بحيث يحمل كل منهما شهادة طبية‬ ‫تؤكد خلوهما من أمراض جنسية معدية‪.‬‬ ‫وتشرف على هذه البيوت هيئات تتألف كل واحدة منها من‬ ‫أحد أئمة املساجد وممثل حاكم املدينة وقائد ق��وات األمن‬ ‫وأح��د التجار وأح��د األط�ب��اء‪ ،‬وي��دف��ع ال��راغ��ب مكافأة رمزية‬ ‫كمساهمة في تغطية تكاليف إدارة البيوت‪.‬‬ ‫اما بالنسبة للنساء اللواتي تسمح «بيوت العفة» بتزويجهن‬

‫‪,,‬‬

‫حزب الحياة الحرة‬ ‫الكردستاني‪ :‬بيوت العفة مرتع‬ ‫لنزوات وشهوات املسؤولني‬ ‫وبعض رجال الدين ومورد‬ ‫مالي للنظام املتهالك‬

‫‪,,‬‬

‫مهاباد‪ :‬روشن قاسم‬

‫مشروع تنظيم النساء‬

‫بطريقة املتعة لساعات أو أيام أو سنوات‪ ،‬بحسب الوثيقة فال‬ ‫بد أن يكن‪ :‬من األرامل‪ ،‬أو من النساء العامالت غير الراغبات‬ ‫في الزواج بصورة دائمة‪ ،‬أو من النساء غير الجميالت اللواتي‬ ‫يعانني م��ن نقص أو م��رض ي�ح��ول دون زواج�ه��ن بصورة‬ ‫ع��ادي��ة‪ ،‬أو م��ن الفتيات ال�ل��وات��ي يقمن ف��ي م�ك��ان بعيد عن‬ ‫بيوتهن العائلية كالطالبات‪.‬‬ ‫وبالنسبة للذكور فإن الشرط الوحيد هو امتالكهم شهادة‬ ‫طبية بخلوهم من األم��راض الجنسية وتسديدهم املكافأة‬ ‫الرمزية لـ«بيت العفة»‪.‬‬ ‫وتنهي مريم حديثها مع «املجلة» مؤكدة أن «هذه البيوت اآلن‬ ‫تتمتع برعاية رسمية من السلطات اإليرانية‪ ،‬وتلقى ً‬ ‫دعما‬ ‫ً‬ ‫كامال من املؤسسة الدينية والتيار املحافظ في إيران‪ ،‬رغم‬ ‫ما تعتبره منظمات حقوق امل��رأة انتهاكا صارخا لحقوق‬ ‫املرأة وتهدد مكونات املجتمع اإليراني فإن هذه االستمارات ال‬ ‫تشترط أن يكون الراغبون من مذهب واحد فقط فإن املذاهب‬ ‫ً‬ ‫األخرى أيضا بإمكانهم أن يقدموا على هذا النوع من الزواج‬ ‫فإن االستمارة هي ورقة تتضمن خانة اسم الزوج والزوجة‬ ‫واملبلغ املتفق عليه ومدة الزواج»‪.‬‬

‫تحد مزدوج‬ ‫ٍ‬ ‫نيكني شيخ الله تخالف مريم فيما ذهبت إليه من أن بيوت‬ ‫العفة تهديد للمكونات واألقليات األخ��رى في إي��ران‪ .‬وفي‬ ‫تصريحات لـ «املجلة»‪ ،‬تشرح شيخ الله العضوة في حزب‬ ‫الحياة الحرة الكردستاني‪ ،‬أن «ه��ذه البيوت مرتع لنزوات‬ ‫وشهوات املسؤولني وبعض رجال الدين‪ ،‬ومورد مالي للنظام‬ ‫املتهالك‪ ،‬من خالل األجر املالي الذي تطلبه مكاتب كتاب العدل‬ ‫للبحث عن شريكة للرجال‪ ،‬وأجر األئمة الذين يوقعون على‬ ‫الوثيقة‪ ،‬كما إن حمالت الدعاية التي يقوم بها رجال الدين‬ ‫الشيعة لزواج املتعة‪ ،‬تجد ً‬ ‫رواجا في املناطق الوسطى‪ ،‬وفي‬ ‫مدن قم ومشهد‪ ،‬وال تقبل املجتمعات الكردية أن توجد في‬ ‫مناطقها»‪.‬‬ ‫وتشير إل��ى أن «امل ��رأة ال�ك��ردي��ة ت��واج��ه تحديا م��زدوج��ا في‬ ‫ت��رس�ي��خ ح�ق��وق�ه��ا‪ ،‬ك��اك��راد ي�ع�ي�ش��ون ف��ي مجتمع مهمش‬ ‫وكنساء في مجتمع تتحكم به إلى حد كبير السلطة األبوية‪،‬‬ ‫وفي كلتا الحالتني‪ ،‬فإنهن يخضعن لقوانني تمييزية‪ ،‬نحن‬ ‫أم��ام تمييز م�ض��اع��ف‪ .‬ول�ع��ل ه��ذه ال�ع�ب��ارة تلخص معاناة‬ ‫النساء والفتيات في إيران خاصة اللواتي ينتمني ألقليات‪،‬‬ ‫يعكس ال��واق��ع ال��وخ�ي��م للنساء اإلي��ران �ي��ات ف��ي ظ��ل الحکم‬ ‫الديني املتطرف‪ ،‬ويسلط الضوء على امل��ارس��ات واألعمال‬ ‫واالنتهاکات الالإنسانية ضد النساء في ظل حکم املاللي‪.‬‬


‫خطة إلنقاذ الالجئني السوريني‬ ‫شهد‬

‫ديفيد ميليباند*‬

‫مع كل عام مير‬ ‫على اشتعال احلرب‬ ‫السورية‪ ،‬تزداد‬ ‫اخليارات صعوبة‬ ‫ُ‬ ‫وتصبح أكثر ً‬ ‫سوءا‬

‫الشهر األول من العام الحالي ‪ 2016‬زيادة أعداد‬ ‫الالجئني القادمني إلى أوروب��ا عشرة أضعاف‬ ‫مقارنة بشهر يناير (كانون الثاني) من العام‬ ‫ُ‬ ‫املاضي ‪ .2015‬باإلضافة إلى التقارير اليومية التي تشير إلى‬ ‫غرق القوارب وغ��رق الالجئني السوريني‪ .‬ال توجد أدل��ة أكثر‬ ‫ً‬ ‫وضوحا على يأس السوريني الذي يضطرهم إلى الفرار من‬ ‫سوريا ذاتها أو الدول املجاورة لها‪ ،‬من عزمهم على مواجهة‬ ‫بحار فصل الشتاء للوصول إلى أوروبا‪ .‬وفي الوقت ذاته‪ ،‬تم‬ ‫تأجيل مفاوضات السالم حتى قبل دخ��ول الطرفني لغرفة‬ ‫املباحثات‪ .‬م��ن يستطيع إل�ق��اء ال�ل��وم على األش�خ��اص الذين‬ ‫يخاطرون بكل شيء من أجل الهرب؟‬ ‫تملك لجنة اإلنقاذ الدولية وجهة نظر فريدة حول جوهر هذه‬ ‫األزمة‪ ،‬ألننا نمثل وكالة مساعدات إنسانية تعمل داخل سوريا‬ ‫والدول املجاورة لها وعلى الطريق إلى أوروبا مرورا باليونان‬ ‫ً‬ ‫وصربيا‪ ،‬وأيضا ألننا وكالة إلعادة توطني الالجئني بالواليات‬ ‫ً‬ ‫املتحدة األميركية ونساعد ‪ 10‬آالف الجئ سوري سنويا‪.‬‬ ‫يواجه فريق العمل الخاص بالوكالة واملكون من ‪ 2000‬شخص‬ ‫بسوريا معارك يومية للوصول إل��ى األش�خ��اص املحتاجني‬ ‫للرعاية الصحية والتعليم والدعم املالي‪ .‬أما فريق عملنا املكون‬ ‫م��ن ‪ 1500‬شخص ب��ال��دول امل �ج��اورة‪ ،‬فيشهد على قصص‬ ‫الحرب وم�ح��اوالت لم شمل أف��راد األس��ر في البلدان بعد أن‬ ‫أنهكهم التعب‪ .‬ويبلغ عدد أف��راد فريقنا في أوروب��ا ومنطقة‬ ‫البلقان ‪ 300‬شخص‪ ،‬حيث يشهدون على حالة االرتباك الدائم‬ ‫التي تنتاب الحكومات األوروبية وكيفية تعاملها مع الطوارئ‬ ‫اإلنسانية داخل حدودها‪ .‬أما عن فريق عملنا باملدن األميركية‬ ‫البالغ ع��دده ‪ 800‬ش�خ��ص‪ ،‬فيشعر ب��آث��ار االستقطاب التي‬ ‫يسببها الخطاب السياسي وال��ذي أصبح مشحونا وساما‬ ‫في الكثير من األحيان‪.‬‬ ‫مع كل عام يمر على اشتعال الحرب السورية‪ ،‬تزداد الخيارات‬ ‫ُ‬ ‫وتصبح أكثر ً‬ ‫سوءا‪ .‬ففي عام ‪ .2011‬كان من اليسير‬ ‫صعوبة‬ ‫التنبؤ بأن بشار األسد سوف يسلك مسار الرئيس مبارك‪،‬‬ ‫ومن ثم تراجعت تلك التنبؤات‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ .2012‬عندما أوشك على الرحيل‪ ،‬بدا أنه من املحتمل‬ ‫أن يفوز ال�ث��وار م��ن دون ال��دع��م ال�غ��رب��ي‪ ،‬وك��ان الخيار اآلم��ن‬ ‫هو االنتظار واملراقبة‪ .‬وفي عام ‪ .2013‬في ظل تزايد تدفق‬ ‫ال�لاج�ئ�ين ع�ق��ب ال�ق�ت��ال امل�م�ت��د‪ ،‬ان�ق�س��م ال �ث��وار وأدى التهديد‬ ‫باستيالء املتطرفني على وسط سوريا وشرقها إلى تهدئة‬ ‫الدعوات للثورة‪ ،‬على الرغم من استخدام األسلحة الكيماوية‪.‬‬ ‫وفي عام ‪.2014‬‬ ‫سقطت املوصل وصعد تنظيم داعش في العراق والشام‪ ،‬مما‬ ‫يعني ظهورا مفاجئا لجبهة ثانية ومعقدة في الحرب‪ .‬وبحلول‬ ‫عام ‪ .2015‬أدى انضمام روسيا للقتال إلى تحييد النقاش‬ ‫حول مناطق حظر الطيران أو «مناطق حظر القصف» في حني‬ ‫حلت أزمة الالجئني بأوروبا‪ .‬لم ترغب أوروبا في التورط في‬ ‫الشرق األوسط‪ ،‬ولكن الشرق األوسط أتى إلى أوروبا‪.‬‬ ‫ُعقد مؤتمر لندن حول دعم سوريا واملنطقة أمام تلك الخلفية‬ ‫القاتمة‪ .‬وتمثلت مهمته في إنهاء التصور بأن الحرب السورية‬ ‫وتدفقات الالجئني أزم��ات قصيرة املدى وتتطلب املساعدات‬ ‫اإلنسانية املؤقتة فحسب‪ ،‬ولالعتراف بدال من ذلك بحقيقة أن‬

‫ً‬ ‫تعقيدا‬ ‫الحرب تزداد شراسة‪ ،‬وساحة املعركة أصبحت أكثر‬ ‫وال�خ�ي��ارات السياسية أكثر صعوبة‪ ،‬بينما تبدو احتماالت‬ ‫االستقرار بعيدة‪ ،‬عالوة على أن املجهودات اإلنسانية ينبغي‬ ‫أن تنتقل إلى االعتماد على أسس جديدة ً‬ ‫كليا‪.‬‬ ‫تعني هذه األسس الجديدة االعتراف بوجود حاجة إلى اتفاق‬ ‫جديد لكل من الالجئني في ال��دول املجاورة وللدول املجاورة‬ ‫ذاتها‪ .‬وينص هذا االتفاق الجديد على أن الدعم االقتصادي‬ ‫طويل األجل أمر ضروري إذا أرادت الدول اتخاذ الالزم لتوفير‬ ‫فرص عمل لالجئني الشباب وإلحاق األطفال باملدارس‪.‬‬ ‫وق��د حقق املؤتمر أه��داف��ه تطبيقا لهذا املقياس‪ ،‬حيث تمت‬ ‫تلبية دعوات األمم املتحدة للحصول على تمويل فوري للغذاء‬ ‫وامل ��أوى وال��رع��اي��ة الصحية‪ ،‬كما أن الجهات املانحة تعهدت‬ ‫بتحقيق التطلعات الجديدة بتوفير تعليم شامل وتشغيل‬ ‫أعداد كبيرة‪ .‬وهكذا ينبغي نسب الفضل ملستحقيه‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك الحكومة البريطانية‪ :‬فقد تم وضع معيار جديد لاللتزام‬ ‫باملساعدات اإلنسانية االستراتيجية وتحقيق ال�ت��وازن بني‬ ‫التدخل االقتصادي واالجتماعي‪ .‬وفي الوقت الحالي تبدأ مهمة‬ ‫ً‬ ‫صعبا‪ ،‬ولكنه الجزء األسهل‬ ‫تنفيذ تلك الوعود‪ .‬ربما يبدو ذلك‬ ‫مقارنة باملهام الثالث األخرى العاجلة‪.‬‬ ‫تتمثل املهمة األول��ى في أن تتوصل الحكومة األوروب�ي��ة إلى‬ ‫معرفة الالزم في كيفية التعامل مع الالجئني املوجودين بالفعل‬ ‫ف��ي أوروب ��ا واآلخ��ري��ن ال�ق��ادم�ين إليها‪ .‬ينبغي تحديث نظام‬ ‫التسجيل‪ ،‬وتسريع عملية البت في الوضع‪ ،‬وزي��ادة الرعاية‪،‬‬ ‫والبدء في إع��ادة التوطني لنشر األع��داد بكافة أنحاء أوروب��ا‪.‬‬ ‫وه�ك��ذا يصبح أم��ام أوروب ��ا االخ�ت�ي��ار م��ا ب�ين م�ح��اوالت غير‬ ‫منظمة وغير شرعية للوصول إلى القارة وبني السبل املنظمة‬ ‫والشرعية‪.‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬تأتي مسألة حماية املدنيني داخل سوريا‪ .‬هناك نحو ‪17‬‬ ‫مليون شخص ال يزالون يعيشون هناك‪ .‬ويتعرضون للتهديد‬ ‫اليومي‪ .‬كما أن هناك سبعة ماليني شخص م�ش��ردون من‬ ‫منازلهم و‪ 4.5‬مليون شخص تم تصنيفهم بأنه «من الصعب‬ ‫الوصول إليهم» وفقا لألمم املتحدة‪.‬‬ ‫وهناك ‪ 486.700‬شخص آخ��رون «محاصرون»‪ ،‬وفي أثناء‬ ‫كتابة هذا التقرير‪ ،‬يظل مصير الطرق املؤدية إلى حلب تحت‬ ‫القصف السوري معلقا‪ .‬لم يتطرق مؤتمر لندن إلى مسألة‬ ‫كيفية منع كافة األط ��راف‪ ،‬وأب��رزه��ا الحكومة ال�س��وري��ة‪ ،‬من‬ ‫انتهاك القرارات املتتالية لألمم املتحدة التي تدعو إلى تسليم‬ ‫املساعدات بسالم‪ ،‬وحماية املدنيني‪.‬‬ ‫املسألة الثالثة تتعلق بالحرب ذاتها والحاجة إلى إحراز تقدم‬ ‫على املسار السياسي‪.‬‬ ‫ن� ً‬ ‫�ادرا م��ا يكون العمل اإلن�س��ان��ي ض��روري��ا إل��ى تلك الدرجة‬ ‫وم�ق�ي��دا بتلك ال�ح��دة أي�ض��ا‪ .‬أش�ع��ر بفخر ب��ال��غ بما ي�ق��وم به‬ ‫فريق العمل بلجنة اإلنقاذ الدولية ً‬ ‫يوميا إلحداث تغيير وإنقاذ‬ ‫األرواح‪ .‬أتمنى لو كان في إمكاني أن أبلغهم بأن املساعدة‬ ‫السياسية قريبة <‬ ‫* ديفيد ميليباند‪ ،‬رئيس لجنة اإلنقاذ الدولية ومديرها‬ ‫التنفيذي‪ .‬وزير الدولة للشؤون الخارجية ووزير الدولة لشؤون‬ ‫البيئة السابق في اململكة املتحدة – خدمة‪«:‬وورلد توداي»‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪27‬‬


‫عضوية االتحاد األوروبي تصبح التحدي األصعب أمام اململكة املتحدة‬

‫وزير الخارجية في حكومة العمال‪ :‬الوحدة األوروبية‬ ‫وفرت للبريطانيني األمن وفرص العمل‬

‫لندن‪ :‬مينا الدروبي‬

‫‪26‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫جانب من محاضرة وزير الخارجية في حكومة الظل هيالري بن في كلية لندن لالقتصاد والعلوم السياسية (تصوير‪ :‬جيمس حنا)‬

‫في البداية كاترين آشتون ثم استأنفته فدريكا موغيريني‪،‬‬ ‫حيث كانت القيادة الدبلوماسية األوروب�ي��ة هي األس��اس‬ ‫في تمهيد الطريق أمام الصفقة ثم من خالل بذل الجهود‬ ‫الدبلوماسية الستمرارها بالتزامن مع قوة نظام العقوبات‬ ‫التي فرضها االتحاد األوروبي عليها"‪.‬‬ ‫كما أشار بن إلى أن عضوية حلف شمال األطلسي تعزز‬ ‫عالقات اململكة املتحدة مع باقي دول العالم‪ .‬ونقل عن األمني‬ ‫العام لحلف شمال األطلسي ينس ستولتنبرغ قوله‪" :‬إن‬ ‫بريطانيا هي أحد الالعبني األساسيني على مستوى العالم‬ ‫ويجب أن يحرص أي اتحاد أوروب��ي ق��وي على أن يكون‬ ‫لحلف شمال األطلسي شريك قوي في االتحاد األوروبي‬ ‫في مواجهة نفس التهديدات األمنية"‪.‬‬ ‫ثم أكد بن هذه الحجة قائال‪" :‬إن شراكتنا مع حلف شمال‬ ‫األطلسي واالت�ح��اد األوروب ��ي تدعم أمننا ال��وط�ن��ي‪ .‬ويعد‬ ‫التخلي عن عضويتنا وقيادتنا لالتحاد األوروب��ي خطأ‬

‫‪,,‬‬

‫في ثالثة أشهر سيتخذ‬ ‫الجمهور البريطاني‬ ‫أصعب قرار في حياتهم‬

‫‪,,‬‬

‫جلس مختصون ونخبة من سكان لندن يتابعون‬ ‫ب��اه�ت�م��ام م�ح��اض��رة ف��ي ك�ل�ي��ة ل �ن��دن لالقتصاد‬ ‫وال�ع�ل��وم السياسية أل�ق��اه��ا وزي��ر الخارجية في‬ ‫حكومة الظل هيالري بن‪ .‬في املحاضرة قال بن‪" :‬أوروبا‬ ‫ليست مثالية‪ .‬فهي مثل األس��رة‪ ،‬يمكن أن تثير غضبك‬ ‫في بعض األحيان ولكنك ال تستطيع أن تتركها وترحل"‪.‬‬ ‫وقبل أقل من ثالثة أشهر‪ ،‬سيكون على الجمهور البريطاني‬ ‫اتخاذ أصعب القرارات في حياتهم‪ ،‬ففي ‪ 23‬يونيو (حزيران)‪،‬‬ ‫سيكون عليهم التصويت بنعم أو ال على بقاء اململكة املتحدة‬ ‫أو رحيلها من االتحاد األوروبي وهو القرار الذي ستتوقف‬ ‫عليه املصلحة الوطنية البريطانية خ�لال ال�ع�ق��ود األرب�ع��ة‬ ‫املقبلة‪ .‬جدير بالذكر أن بريطانيا شهدت الكثير من التغيرات‬ ‫االقتصادية الكبرى منذ استفتاء ‪.1975‬‬ ‫وبالتالي‪ ،‬شجع بن الحضور بالصالة املكتظة على الحديث‬ ‫مع أقاربهم حول أهمية البقاء في االتحاد األوروبي‪ .‬وزعم أن‬ ‫البقاء باالتحاد األوروبي‪" :‬أفضل لالقتصاد وأفضل على‬ ‫املدى البعيد للمملكة املتحدة إذ إنه وفر لنا الدخول وفرص‬ ‫العمل باإلضافة إلى األمن‪ .‬كما عزز النفوذ البريطاني في‬ ‫العالم من خالل توحيد الدول األوروبية"‪ .‬وأضاف‪" :‬لم تعد‬ ‫عضويتنا باالتحاد األوروبي مهمة فقط لألمن االقتصادي‬ ‫ً‬ ‫ولكنها أصبحت أيضا أساس أمننا الوطني والدولي"‪ .‬وتابع‪:‬‬ ‫"لقد س��اع��دت الفكرة األوروب �ي��ة على تحقيق ال�س�لام في‬ ‫القارة التي كانت مسرحا لحروب استمرت لقرون‪ .‬وأي‬ ‫شخص بيننا زار مقابر الحربني العامليتني األولى والثانية‬ ‫في فرنسا وبلجيكا أو غيرهما يفهم أهمية هذا اإلنجاز"‪.‬‬ ‫وأضاف بن أن "مغادرة االتحاد األوروبي تعني أن اململكة‬ ‫املتحدة كانت أقل قدرة على التعامل مع التحديات الدولية‬ ‫مثل أزمة املهاجرين والتغير املناخي"‪.‬‬ ‫وفي إشارة إلى سلوك روسيا في ما يتعلق بشبه جزيرة‬ ‫القرم وأوكرانيا‪ ،‬قال بن إن "رد الفعل الجماعي ألوروبا هو‬ ‫ما مكننا من ممارسة ضغوط حقيقية مؤثرة"‪ ،‬مضيفا‪:‬‬ ‫"وس ��وف تضعف م�س��اع��ي ت��أس�ي��س ات �ح��اد للطاقة على‬ ‫مستوى االتحاد األوروبي مع الوقت هيمنة روسيا كمورد‬ ‫رئيسي للطاقة إلى أوروبا"‪.‬‬ ‫"دع��ون��ا نكن واض�ح�ين‪ .‬ل��ن ي��ذرف الرئيس بوتني الدموع‬ ‫إذا م��ا غ ��ادرت بريطانيا االت �ح��اد األوروب� ��ي‪ ،‬ب��ل سينظر‬ ‫لألمر باعتباره إش��ارة على ضعف الوحدة األوروبية في‬ ‫اللحظة التي نحن في ّ‬ ‫أمس الحاجة فيها إلى تعزيز قوتنا‬ ‫الجماعية"‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بالصفقة النووية مع إيران‪ ،‬زعم بن "حدوث‬ ‫نجاح لسياسة االتحاد األوروبي‪ .‬وهو النجاح الذي قادته‬

‫استراتيجيا فادحا نظرا ألن ال��دور البريطاني في تعزيز‬ ‫السالم واألمن الدوليني في جميع أنحاء العالم يعتمد إلى‬ ‫حد كبير على كوننا جزءا من أوروبا"‪.‬‬ ‫وم ��ن ج�ه��ة أخ� ��رى‪ ،‬ي�م�ك��ن أن ت�ع��رض�ن��ا م �غ��ادرة االت �ح��اد‬ ‫األوروب��ي للخطر‪ ،‬حيث تتعالى في اسكوتلندا األص��وات‬ ‫التي ترغب في أن ترى أية فرصة تنجم عن هذا االستفتاء‬ ‫لكي تطالب م��رة أخ��رى باالنفصال ع��ن اململكة املتحدة‪.‬‬ ‫دعونا نكن واضحني‪ ،‬إذا حدث ذلك‪ ،‬سوف يقلل ذلك إلى‬ ‫حد كبير من وضعنا في العالم‪.‬‬ ‫ثم تحدث بن عن التجارة قائال‪" :‬هناك مزاعم بأننا نستطيع‬ ‫التفاوض بأنفسنا وتحقيق صفقات أفضل مع باقي أنحاء‬ ‫العالم إذا ما غادرنا االتحاد وتتجاهل هذه املزاعم حقيقة‬ ‫أن لدينا حاليا صفقات تجارية جيدة تعتمد على كوننا‬ ‫أعضاء في االتحاد األوروب��ي"‪ .‬وأكد بن على نقطة مهمة‬ ‫وهي أن "‪ 45‬في املائة من صادرات اململكة املتحدة تذهب‬ ‫إل��ى أوروب ��ا"‪ ،‬مشيرا إل��ى أن بريطانيا تبيع ألفي سيارة‬ ‫يوميا إلى أوروبا ومن ثم تفتح التجارة مع شركائنا العقول‬ ‫وكذلك األسواق‪.‬‬ ‫وأوض ��ح ب��ن أن "االت �ح��اد األوروب ��ي ي�ت�ف��اوض حاليا على‬ ‫اتفاقات تجارية مع ‪ 90‬في املائة من دول الكومنولث‪ ،‬وهو‬ ‫ما ينفي حجة أن البقاء في االتحاد األوروب��ي يمنعنا من‬ ‫تحقيق عالقات تجارية أفضل مع الكومنولث"‪ .‬إن االتحاد‬ ‫األوروبي يمثل سوقا كبيرة به أكثر من ‪ 500‬مليون نسمة‪.‬‬ ‫إذن ملاذا نرغب في أن نبادل الصفقات املضمونة بصفقات‬ ‫غير مضمونة ربما ال نستطيع تحقيقها أبدا <‬


‫املعارضة املخلصة‬ ‫ف��ي م�ط�ل��ع ال�ت�س�ع�ي�ن��ات م��ن ال �ق��رن امل��اض��ي‪،‬‬ ‫في أعقاب الحرب بني إي��ران وال�ع��راق‪ ،‬تولت‬ ‫م�ج�م��وع��ة م�ن�ت�ق��اة م��ن ال �س��اس��ة اإلي��ران �ي�ين‬ ‫وع�ل�م��اء ال��دي��ن إع� ��ادة دراس� ��ة تخيلية ل��دور‬ ‫الشعب في الحكومة اإلسالمية‪.‬‬ ‫وكان األساس الجوهري آليديولوجيتهم هو‬ ‫أن تفسير النص املقدس يجب أن يتكيف مع‬ ‫أوض��اع اإلنسان املتغيرة‪ .‬كانت املؤسسات‬ ‫املنتخبة بالنسبة لهم مصادر للمرجعية أهم‬ ‫من املناصب املعينة بتكليف من السماء‪.‬‬ ‫كان هؤالء اإلصالحيون‪ ،‬وجميعهم مؤمنون‬ ‫ب��ال�ث��ورة اإلس�لام�ي��ة‪ ،‬مقتنعني ب��أن التطبيق‬ ‫اإللزامي للقيود الدينية وازدراء الديمقراطية‬ ‫سوف يؤدي ال محالة إلى تآكل كل من الدين‬ ‫وأسس الدولة األخرى‪.‬‬ ‫وعلى عكس املتشددين‪ ،‬امتلك اإلصالحيون‬ ‫ثقة هائلة في قدرة الشعب على الحفاظ على‬ ‫بلد ذي طابع ديني ولكنه يمارس الديمقراطية‪.‬‬ ‫مرت الحركة بفترات نجاح‪ ،‬ففي التسعينات‪،‬‬ ‫فازت بكل من الرئاسة والبرملان‪.‬‬ ‫ولكن أجهزة األمن في الجمهورية اإلسالمية‪،‬‬ ‫وامل �ن �ح��ازة ب �ق��وة إل��ى ال��رئ�ي��س األس �ب��ق علي‬ ‫أكبر هاشمي رافسنجاني‪ ،‬الذي كان معلما‬ ‫لروحاني ف��ي السابق‪ ،‬وإل��ى امل��رش��د األعلى‬ ‫علي خامنئي‪ ،‬عادت لتضرب بقوة في مطلع‬ ‫األلفية الجديدة مع املضايقات واالعتقاالت‬ ‫والتعذيب والقتل‪.‬‬ ‫وبالتالي استعادت سيطرتها على الحكومة‪.‬‬ ‫بيد أن اإلصالحيني ظلوا يعلنون التحدي‪.‬‬ ‫ودع ��وا إل��ى مقاطعة االن �ت �خ��اب��ات‪ ،‬وتحملوا‬

‫‪,,‬‬

‫كشفت أحداث الربيع‬ ‫العربي ان القوة‬ ‫الوحشية غير كافية‬ ‫للقضاء على ثورة شعبية‬

‫‪,,‬‬

‫تزداد غرابة الديمقراطية التي تديرها‬ ‫ال� ��دول� ��ة ال ��دي �ن �ي��ة ف� ��ي إي � � ��ران ب�ف�ض��ل‬ ‫االن �ت �خ��اب��ات ‪ -‬م�ث��ل ت�ل��ك ال �ت��ي عقدت‬ ‫أخ� �ي ��را‪ -‬وال �ص �ح��اف��ة اإلي ��ران� �ي ��ة ال �ت��ي تنشر‬ ‫تقارير عن الحمالت االنتخابية واالختالفات‬ ‫بني النخبة السياسية وكأنها منافسات بني‬ ‫ال�ي�م�ين وال �ي �س��ار ك�ت�ل��ك ال �ت��ي ن�ش��اه��ده��ا في‬ ‫ال �غ��رب‪ .‬وي �ص��ور ال��رئ�ي��س ح�س��ن روح��ان��ي‬ ‫وم��ؤي��دوه ذات �ه��م ع�ل��ى أن�ه��م م��رش�ح��و األم��ل‬ ‫والتغيير‪.‬‬ ‫وبطبيعة الحال‪ ،‬تستخدم الصحافة الغربية‬ ‫املصطلحات ذاتها‪.‬‬ ‫في الحقيقة أعطت انتخابات عام ‪ 2016‬إشارة‬ ‫بالتغيير‪ ،‬ولكنه ليس م��ن ال�ن��وع ال��ذي تظنه‬ ‫الصحافة الغربية‪ .‬بل أذنت االنتخابات بنهاية‬ ‫حركة اإلص�لاح اإليرانية التي كانت نشطة‬ ‫ذات يوم‪ ،‬ووفاة "اليسار اإلسالمي" الذي أنتج‬ ‫جميع اإلصالحيني في إيران تقريبا‪.‬‬

‫فترات اعتقال طويلة‪ ،‬وقادوا املظاهرات التي‬ ‫خرجت ض��د النظام ف��ي صيف ع��ام ‪2009‬‬ ‫بعد انتخابات رئاسية تم تزويرها بوضوح‪.‬‬ ‫ك��ان امل��رش��د األع�ل��ى علي خامنئي وجنده‪،‬‬ ‫الحرس الثوري‪ ،‬يمتلكون السلطة‪ ،‬ولكن ظلت‬ ‫شرعية النظام في يد اإلصالحيني‪.‬‬ ‫وم��ن أج��ل االس�ت�ح��واذ عليها منهم‪ ،‬أج��رى‬ ‫امل� �ت� �ش ��ددون م �ح��اك �م��ات ص ��وري ��ة وح��اك��وا‬ ‫خططا معقدة حول كيفية تآمر اإلصالحيني‬ ‫م��ع أج �ه��زة االس �ت �خ �ب��ارات ال �غ��رب �ي��ة لعرقلة‬ ‫الجمهورية اإلسالمية‪.‬‬ ‫وخلف ك��ل ه��ذا التشهير ك��ان هناك خ��وف‪:‬‬ ‫كان املاللي يعرفون أنهم لم يعودوا يملكون‬ ‫ت�ف��وي�ض��ا ش�ع�ب�ي��ا ب��ال�ح�ك��م‪ .‬وح �ت��ى يتمكن‬ ‫النظام م��ن سحق روح امل�ق��اوم��ة‪ ،‬ك��ان يجب‬

‫تحويل اإلصالحيني من منشقني إلى خائنني‪.‬‬ ‫وهذا ما حدث بالفعل في االنتخابات األخيرة‪.‬‬ ‫فائزون وخاسرون‬ ‫ب��دأت ال��دورة االنتخابية باستبعاد جماعي‬ ‫معتاد للسياسيني اإلصالحيني وأصحاب‬ ‫الفكر املستقل‪ .‬وبدأت حملة إعالمية خبيثة‬ ‫في صحف اليمني تشوه صورة اإلصالحيني‬ ‫ب�ت�ص��وي��ره��م ك �ع�م�لاء ل �ل �غ��رب‪ .‬وت �م��ت إدان ��ة‬ ‫الحركة الخضراء املدافعة عن الديمقراطية‬ ‫ب��وص �ف �ه��ا ك �ي��ان��ا ش ��ري ��را م ��ن ص �ن��ع وك��ال��ة‬ ‫االستخبارات املركزية‪.‬‬ ‫ولكن الفارق الرئيسي في تلك املرة أنه بدال‬ ‫من االبتعاد عن االنتخابات املزورة‪ ،‬استجدى‬ ‫اإلصالحيون االشتراك فيها‪.‬‬ ‫ووص � � ��ل زع � �ي� ��م ح� ��رك� ��ة اإلص� �ل� ��اح ح��ال �ي��ا‪،‬‬ ‫ال�ش�خ�ص�ي��ة ال �ه��زل �ي��ة م�ح�م��د رض ��ا ع ��ارف‪،‬‬ ‫ال��ذي أم�س��ك بقائمة مرشحيه على شاشة‬ ‫ال� �ت� �ل �ف ��زي ��ون‪ ،‬إل � ��ى درج� � ��ة م� �ن ��اش ��دة ال �ن �ظ��ام‬ ‫للحصول على تمثيل رمزي لإلصالحيني‪ .‬لم‬ ‫تعد هناك مطالب أخرى باإلفراج عن املعتقلني‬ ‫السياسيني وشفافية االنتخابات‪.‬‬ ‫وت�ح��ول األم��ر بعمالقة الحركة اإلصالحية‪،‬‬

‫أم �ث��ال عبد ال�ل��ه ن ��وري‪ ،‬ال��ذي واج��ه املحققني‬ ‫على شاشة التلفزيون ودفع الثمن بتعذيبه في‬ ‫السجن‪ ،‬إلى الدعوة إلى املشاركة الجماعية في‬ ‫انتخابات تم إقصاؤهم منها بدرجة كبيرة‪.‬‬ ‫ال ي�م�ك��ن ألي ش �خ��ص ال �ت��أك��د م ��ن حقيقة‬ ‫تصويت اإليرانيني الفعلي‪ .‬أعلن النظام أن‬ ‫نسبة املشاركة وصلت إلى ‪ 62‬في املائة‪.‬‬ ‫وال �ن �ت �ي �ج��ة ال �ن �ه��ائ �ي��ة ه ��ي ب ��رمل ��ان م �ق �س��م ب�ين‬ ‫املتشددين واملحافظني وبعض اإلصالحيني‪.‬‬ ‫ف ��ي ال �ج �م �ه��وري��ة اإلس�ل�ام �ي��ة ال �ح��ال �ي��ة‪ ،‬ت�ح��ول‬ ‫االتجاه السياسي حتى اآلن إلى اليمني‪ ،‬لدرجة‬ ‫أن ال��رج�ع�ي�ين امل�ت�ع�ن�ت�ين‪ ،‬م�ث��ل رئ �ي��س ال�ب��رمل��ان‬ ‫ع�ل��ي الري �ج��ان��ي أص�ب�ح��وا يمثلون املحافظني‬ ‫العقالنيني‪.‬‬ ‫ك ��ان ال ��راب ��ح ال�ح�ق�ي�ق��ي ف��ي االن �ت �خ��اب��ات هو‬ ‫روحاني‪ ،‬الذي لم يظهر في العقود السابقة‬ ‫ك �م �ع �ت��دل ع �ل��ى اإلط �ل ��اق‪ ،‬ح �ي��ث أص �ب��ح في‬ ‫اس�ت�ط��اع�ت��ه ال�ظ�ه��ور ب �ص��ورة االع �ت��دال مما‬ ‫يمهد الطريق أم��ام االستثمارات الدولية‪ .‬لم‬ ‫يعد على األجانب االعتراف بأنهم يستثمرون‬ ‫أموالهم في دولة دينية محافظة تزداد قوتها‪،‬‬ ‫ب��ل ه��م ي�س��اع��دون "امل�ع�ت��دل�ين" على حساب‬ ‫املتشددين‪ .‬إنها تجارة تراعي الضمير‪.‬‬ ‫ومن التناقض أن نهاية الحركة اإلصالحية‬ ‫قد تنذر بسقوط الجمهورية اإلسالمية‪ .‬لقد‬ ‫انقسم نظام رجال الدين على نفسه مرارا‪،‬‬ ‫حيث تحول اإلسالميون املتأثرون باملاركسية‬ ‫وعلم االجتماع اليساري إلى معارضة يمكن‬ ‫تحملها‪ .‬عندما كان هناك فصيل إصالحي‬ ‫يساري ينبض بالحياة‪ ،‬كان هناك أمل بني‬ ‫العامة في إمكانية تحرر النظام عبر عملياته‬ ‫الدستورية ذاتها‪ .‬وأن االنتخابات قد تحدث‬ ‫فارقا في يوم ما‪.‬‬ ‫وقد يتمكن رجال شجعان ملتزمون بإحداث‬ ‫تغيير حقيقي من تولي السلطة‪.‬‬ ‫ول� �ك ��ن ف� ��ي ال� ��وق� ��ت ال� �ح ��ال ��ي ت� �ح ��ول ه� ��ؤالء‬ ‫اإلصالحيون إلى شخصيات "أليفة" تعيش‬ ‫على مخلفات املتشددين‪ .‬إي��ران في ورط��ة‪.‬‬ ‫لديها اقتصاد ال تستطيع إصالحه‪ ،‬ونظام‬ ‫س �ي��اس��ي ال ي�م�ك�ن�ه��ا ت �ح ��ري ��ره‪ ،‬وش �ع��ب ال‬ ‫يمكنها اس �ت��رض��اؤه‪ .‬وال ي��وج��د صمامات‬ ‫أمان‪ ،‬وال طرق تؤدي إلى سياسة املحاسبة‪.‬‬ ‫وفي مرحلة ما‪ ،‬سوف يشعل شيء ما حركة‬ ‫احتجاجات أخرى‪ .‬ولكن اليسار اإلسالمي‬ ‫ل��ن يكون هناك للدفاع ع��ن ال�ن�ظ��ام‪ .‬وس��وف‬ ‫يكون على نظام رجال الدين استخدام القوة‬ ‫الوحشية مرة أخرى‪.‬‬ ‫وكما كشفت أح��داث الربيع العربي وكل ما‬ ‫حدث بعدها‪ ،‬فإن القوة الوحشية ربما ال تكون‬ ‫كافية للقضاء على ثورة شعبية <‬ ‫* خدمة‪« :‬فورين أفيرز»‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪25‬‬


‫إيران‪ :‬غرابة‬ ‫الديمقراطية‬ ‫التي تديرها‬ ‫«دولة املاللي»‬ ‫بأسم االنتخابات‬

‫وصمة عار‬ ‫ناخبة إيرانية (غيتي)‬

‫لوس انجلوس‪ :‬راي تقية وريول مارك جريشت *‬

‫يتسم النظام الديمقراطي في الجمهورية اإلسالمية بالغرابة‪ :‬فهو مصمم لتعزيز شرعية الدولة الدينية‪ .‬تقوم هيئات‬ ‫مراجعة متنوعة‪ ،‬تخضع جميعها في النهاية لرجال الدين‪ ،‬بإلغاء التشريعات البرملانية بصفة روتينية‪ .‬وأصبح‬ ‫البرملان اإليراني‪ ،‬املجلس‪ ،‬منذ فترة طويلة مجرد مكان لترديد ما تقوله النخبة الحاكمة‪ ،‬كصمام أمان للمعارضني‬ ‫املخلصني للنظام‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬


‫تجربة أطالق صواريخ في العاصمة‬ ‫اإليرانية طهران (غيتي)‬

‫بعيدة املدى تصل إلى أكثر من ‪ 5500‬كيلومتر وربما تصل‬ ‫إلى الواليات املتحدة نفسها‪ .‬ومع ذلك هناك صعوبات تقنية‬ ‫كبرى تقف أمام تطوير برنامج الصواريخ الباليستية العابرة‬ ‫للقارات والبرنامج القادر على نقل الرؤوس النووية‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬نجحت طهران من خالل برنامجها الفضائي‬ ‫في إطالق أول صاروخ مداري وهو «السفير» في عام ‪.2010‬‬ ‫وي�ش�ب��ه ب��رن��ام��ج إي ��ران ال�ف�ض��ائ��ي ال�ج��دي��د ال ��ذي يحمل اس��م‬ ‫«سميرغ» برنامج صواريخ كوريا الشمالية «أونها» ويمكنه‬ ‫إرس ��ال أط �ب��اق اص�ط�ن��اع�ي��ة أك�ب��ر إل��ى م� ��دارات أع �ل��ى‪ .‬وتفيد‬ ‫التقارير ب��أن طهران كانت تسعى منذ فبراير (شباط) إلى‬ ‫إط�لاق قمر اصطناعي م��ن خ�لال ص��اروخ «س�م�ي��رغ»؛ وهو‬ ‫ما يمكن أن يمثل خطوة مهمة في تقدم برنامج الصواريخ‬ ‫الباليستية العابرة للقارات وقدرتها على حمل رؤوس نووية‪.‬‬

‫التعاون مع كوريا الشمالية‬ ‫مما ال ش��ك فيه أن هناك تعاونا باليستيا طويل امل��دى بني‬ ‫الجمهورية اإلسالمية وكوريا الشمالية؛ فقد ساعدت األخيرة‬ ‫الحرس الثوري على تطوير الصواريخ الباليستية‪ .‬ووفقا لبعض‬ ‫التقارير‪ ،‬سافر وفد من كوريا الشمالية إلى إيران لحضور‬ ‫فعاليات إجراء االختبار الذي أجراه الحرس الثوري في فبراير‬ ‫‪ .2014‬وتفيد التقارير بأن وفدا من العلماء اإليرانيني قد دفع‬ ‫قدرا سخيا من األموال لحضور االختبار النووي الذي أجرته‬ ‫كوريا الشمالية في فبراير ‪ .2013‬وفي مذكراته‪ ،‬أشار الرئيس‬ ‫اإليراني السابق آية الله علي أكبر هاشمي‪ ،‬مؤسس البرنامج‬ ‫النووي اإليراني‪ ،‬إلى «عملية نقل تكنولوجية» غير محددة من‬ ‫كوريا الشمالية في ‪ 1991‬وتلقي «بضائع خاصة» عبر قنوات‬ ‫االستخبارات بعد ذلك بسنة‪.‬‬ ‫ومن ثم فهناك طريق سري إلى القنبلة النووية يمر عبر كوريا‬ ‫الشمالية‪ .‬ووفقا لالستخبارات األميركية قد قالت في أواخر‬ ‫مارس (آذار) إن بيونغ يانغ ربما تكون قد تمكنت من تصغير‬ ‫قنبلة نووية يمكن حملها على الصواريخ الباليستية العابرة‬ ‫للقارات‪ .‬وكانت بيونغ يانغ تسعى مؤخرا بجدية أكبر لتحقيق‬ ‫طموحاتها النووية؛ حيث قامت بإجراء اختبار لتفجير قنبلة‬ ‫نووية أخرى في يناير‪.‬‬

‫طهران تخترق قرارات مجلس األمن‬

‫ف��ي ب��داي��ة م ��ارس‪ ،‬أج��رى ال�ح��رس ال�ث��وري على م��دار أسبوع‬ ‫كامل اختبارات لسلسلة من الصواريخ الباليستية في حدث‬ ‫تم بث وقائعه على شاشات التلفزيون املحلي‪ .‬وف��ي مقطع‬ ‫الفيديو الذي تم بثه‪ ،‬ظهرت صواريخ باليستية يتم إطالقها‬ ‫من قواعد صاروخية‪ .‬وكان هذا هو ثالث اختبار للصواريخ‬ ‫الباليستية منذ االتفاق النووي ال��ذي تم توقيعه في الصيف‬ ‫املاضي‪ .‬ففي أكتوبر (تشرين األول)‪ ،‬اختبرت إي��ران الجيل‬ ‫الجديد من صواريخ «عماد» الباليستية التي تزعم أن مداها‬ ‫يصل إل��ى ‪ 1700‬كيلومتر ويمكنها حمل ‪ 750‬كيلوغراما‬ ‫وم��زودة بمركبات ع��ودة حديثة التصميم ونظم أكثر تطورا‬ ‫للتحكم والتوجيه‪ .‬وفي بداية ديسمبر (كانون األول)‪ ،‬أعلن‬ ‫الحرس الثوري أنه أجرى اختبارا إضافيا في أواخر نوفمبر‬ ‫(تشرين الثاني)‪ .‬ورغم أن هذه االختبارات تنتهك الكثير من‬ ‫ق��رارات مجلس األم��ن التابع لألمم املتحدة‪ ،‬ف��إن لغة ووضع‬ ‫تلك القرارات تغيرا إلى حد كبير منذ االتفاق النووي الذي تم‬ ‫توقيعه في الصيف‪ .‬فكان ق��رار ‪ 1929‬ال��ذي تم إص��داره في‬ ‫‪ 2010‬يفرض عقوبات مشددة على طهران نظرا لعدم تعاونها‬ ‫مع املجتمع الدولي في ضمان الطبيعة السلمية لبرنامجها‬ ‫النووي‪ .‬كما يحظر القرار تطوير صواريخ باليستية قادرة على‬ ‫حمل رؤوس نووية بما في ذلك تكنولوجيا إطالق الصواريخ‬ ‫الباليستية‪ .‬وه��و م��ا ي��رج��ع أس��اس��ا إل��ى أن ص��واري��خ إي��ران‬ ‫الباليستية لديها القدرة على حمل الرؤوس النووية‪.‬‬ ‫ولكن العمل بقرار ‪ 1929‬انتهى في يناير ‪ .2016‬عندما أكدت‬ ‫«الوكالة الدولية للطاقة الذرية» أن إيران أوفت بجميع التزاماتها‬ ‫النووية‪ ،‬وبدأ العمل بقرار ‪ 2231‬الذي يحتفي باالتفاق النووي‪.‬‬ ‫ولكن ق��رار ‪ 2231‬م��ا زال يطالب إي��ران بعدم انتهاك القيود‬ ‫املفروضة على برنامجها للصواريخ الباليستية ملدة ثماني‬ ‫سنوات من تاريخ التنفيذ‪.‬‬

‫عثرات الواليات املتحدة‬ ‫كان رد فعل الواليات املتحدة على تلك االنتهاكات هادئا؛ فهي‬ ‫لم تذهب باالنتهاكات التي قامت بها طهران في اختبارات‬ ‫أكتوبر‪ ،‬ونوفمبر إلى مجلس األمن عندما كان قرار ‪1929‬‬ ‫م��ا زال س��اري��ا رغ��م أن تقرير األم��م امل�ت�ح��دة ف��ي ديسمبر‬ ‫(كانون األول) أفاد بانتهاك هذين االختبارين للقرار‪ .‬ورغم‬

‫أن الواليات املتحدة أخذت االنتهاك الذي قامت به إيران في‬ ‫م��ارس إل��ى مجلس األم��ن‪ ،‬استخدمت روس�ي��ا ح��ق الفيتو‬ ‫على ذلك اإلجراء‪.‬‬ ‫كما أرسلت واشنطن أيضا إشارات على أنها ليست جادة‬ ‫بشأن اتخاذ إجراءات عقابية تجاه انتهاكات طهران‪ .‬فعندما‬ ‫دار الحديث حول نية الواليات املتحدة فرض بعض العقوبات‬ ‫في ديسمبر‪ ،‬سرعان ما استنكر املسؤولون بالحكومة‬ ‫والقادة العسكريون العقوبات املحتملة واعتبروها انتهاكا‬ ‫لالتفاقية النووية‪ ،‬وأصدر الرئيس حسن روحاني أوامره‬ ‫إلى وزير الدفاع باإلسراع في عملية إنتاج الصواريخ‪ .‬ومن‬ ‫ثم تراجع البيت األبيض معلنا أنه سيؤجل العقوبات لحني‬ ‫إجراء «مراجعات داخلية»‪ .‬واتضح الحقا أن طهران هددت‬ ‫البيت األبيض بوقف املفاوضات املستمرة لتحرير خمسة‬ ‫إيرانيني ‪ -‬أميركيني معتقلني ف��ي إي��ران إذا م��ا ت��م فرض‬ ‫عقوبات جديدة عليها‪ .‬ويعد هذا مثاال على الكيفية التي‬ ‫ستستفيد بها الجمهورية اإلسالمية من الصفقة النووية‬ ‫وإمكانية أن تهدد باالنسحاب منها إذا ما قررت الواليات‬ ‫املتحدة أن تتخذ إجراء عقابيا ضد برنامجها للصواريخ‬ ‫الباليستية‪.‬‬ ‫وفرضت الواليات املتحدة في يناير‪ ،‬ومارس عقوبات محدودة‬ ‫ع�ل��ى ع��دة ك�ي��ان��ات وأف� ��راد ش��ارك��وا ف��ي ب��رن��ام��ج ال�ص��واري��خ‬ ‫الباليستية‪ .‬ولكن هذه العقوبات املحدودة لن تؤثر في الواقع‬ ‫على البرنامج الصاروخي للحرس الجمهوري؛ وذل��ك حيث‬ ‫إن الحرس الثوري أسس إمبراطورية اقتصادية تخترق كافة‬ ‫قطاعات االقتصاد اإلي��ران��ي وتهيمن على كبرى الحصص‬ ‫في الصناعات التي تدعم برنامج الصواريخ الباليستية مثل‬ ‫التعدين واملواد الكيماوية والطاقة‪.‬‬ ‫ونظرا لإلحباط ال��ذي شعر به املشرعون األميركيون تجاه‬ ‫م��ا ي��رون أن��ه سلبية البيت األب�ي��ض‪ ،‬فإنهم ط��رح��وا إج��راءات‬ ‫لفرض عقوبات على القطاعات االقتصادية اإليرانية التي تدعم‬ ‫البرنامج الصاروخي‪ .‬ولكن وزير الثقافة اإليراني أخبر وسائل‬ ‫اإلعالم مؤخرا أن وزير الخارجية األميركي جون كيري أخبر‬ ‫وزير الخارجية اإليراني جواد ظريف بأال يقلق تجاه إجراءات‬ ‫الكونغرس <‬ ‫* زميل ومحلل لالبحاث في مؤسسة الدفاع‬ ‫عن الديمقراطيات بواشنطن‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪23‬‬


‫منذ االتفاق النووي في يوليو (تموز)‪ ،‬أجرى الحرس الثوري عدة اختبارات إلطالق الصواريخ الباليستية كان آخرها‬ ‫في بداية مارس املاضي في استفزاز واضح ملجلس األمن التابع لألمم املتحدة؛ حيث يتباهى الحرس الثوري بتحديه‬ ‫للواليات املتحدة ومقاومته للعقوبات‪ .‬وفي الوقت نفسه يعمل على تعزيز إمكانياته من خالل تطويره لبرنامج‬ ‫الصواريخ الباليستية‪ ،‬كما أن بإمكانه أيضا الحصول على الصواريخ الباليستية العابرة للقارات‪.‬‬

‫امتالك الحرس الثوري صواريخ باليستية خطر على األمن الدولي‬

‫إيران‪ :‬طريق سري إلى القنبلة النووية يمر عبر كوريا الشمالية‬

‫تتباهى قيادات الحرس الثوري بقدرتها على نقل خبراتها الصاروخية إلى الجماعات التابعة لها‬ ‫واشنطن‪ :‬أمير توماجي *‬ ‫مما ال شك فيه أن امتالك الحرس الثوري للصواريخ‬ ‫الباليستية يمثل خطرا شديدا على األمن الدولي‪.‬‬ ‫وك��ان��ت الجمهورية اإلس�لام�ي��ة ت��واج��ه صعوبات‬ ‫شديدة في العثور على مصادر موثوق بها لتحديث جيشها‪،‬‬ ‫ومن ثم منحت طهران أولويتها األول��ى للحصول على أنواع‬ ‫مختلفة من الصواريخ وتطويرها لكي تعوض ذلك العجز‪.‬‬ ‫كان الغرب قد توقف عن بيع املعدات العسكرية إلى إيران بعد‬ ‫ثورة ‪ .1979‬وهو ما مثل مشكلة جدية للقوات املسلحة اإليرانية‬ ‫ال�ت��ي تتبنى ال�ن�م��وذج األم�ي��رك��ي‪ .‬وم��ن ث��م‪ ،‬ت��راج�ع��ت ال�ق��درات‬ ‫العسكرية التقليدية إلي��ران إلى حد كبير خالل فترة الحرب‬ ‫اإليرانية ‪ -‬العراقية (‪ .)1988 - 1980‬واليوم‪ ،‬أصبح برنامج‬ ‫الصواريخ الباليستية للحرس الثوري من األعمدة الرئيسية‬ ‫لالستراتيجية العسكرية للجمهورية اإلسالمية‪.‬‬ ‫فمنذ الحرب اإليرانية ‪ -‬العراقية‪ ،‬عملت طهران بال كلل على‬ ‫تطوير برنامجها لألسلحة الباليستية حتى أصبحت اليوم‬ ‫تمتلك أكبر ترسانة في الشرق األوس��ط‪ .‬ويخضع البرنامج‬ ‫لسلطة الحرس الثوري اإليرانية وتحديدا لقوات الفضاء‪.‬‬ ‫ع�م�ل��ت ق� ��وات ال �ح��رس ال �ث ��وري ع�ل��ى ت��وس�ي��ع ن �ط��اق وج ��ودة‬ ‫صواريخها؛ حيث استثمرت إيران في تصنيعها محليا وفي‬ ‫تطوير البنية املحلية لتقليل االعتماد على املصادر األجنبية‪.‬‬ ‫ورغ ��م أن �ه��ا م��ا زال ��ت ت�ح�ت��اج إل ��ى اس �ت �ي��راد ب�ع��ض امل�ك��ون��ات‬ ‫الرئيسية‪ ،‬فإنها أصبحت قادرة على إنتاج الصواريخ‪ .‬ورغم‬ ‫أن العقوبات الدولية عرقلت مساعي الحرس الثوري للحصول‬ ‫على الصواريخ الباليستية وأجبرته على االعتماد على مصادر‬ ‫بديلة أقل مصداقية للحصول على تكنولوجيا الصواريخ‪ ،‬فإن‬ ‫هذه العقوبات سيتم رفعها بعد االتفاقية النووية مما يفتح‬ ‫أمامه أبواب القنوات الشرعية للشراء‪.‬‬ ‫جدير بالذكر أن الحرس الثوري يمتلك حاليا صواريخ قصيرة‬ ‫وم�ت��وس�ط��ة وب�ع�ي��دة امل ��دى ي �ت��راوح م��داه��ا ب�ين ‪ 300‬و‪2000‬‬ ‫كيلومتر قادرة على ضرب أهداف في الشرق األوسط‪ .‬وتتكون‬ ‫م�ع�ظ��م ت��رس��ان�ت��ه م��ن ال �ص��واري��خ ق�ص�ي��رة امل ��دى ال �ت��ي يصل‬ ‫نطاقها إلى ‪ 500‬كيلومتر مثل «شهاب‪ »1‬و«شهاب‪ »2‬اللذين‬ ‫تم تصميمهما على غ��رار النموذجني السوفياتيني «سكود‬ ‫ب��ي» و«س �ك��ود س��ي»‪ .‬وتتضمن ترسانتهم م��ن ال�ص��واري��خ‬

‫‪22‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫الباليستية متوسطة امل��دى ص��واري��خ «ش�ه��اب‪ »3‬ال��ذي يصل‬ ‫مداه إلى ‪ 1280‬كيلومترا‪ .‬ومؤخرا‪ ،‬قام الحرس الثوري باختبار‬ ‫صاروخ «عماد» الذي تفيد التقارير بأن مداه يصل إلى ‪1700‬‬ ‫كيلومتر‪ .‬وأعلن الحرس الثوري أن إنتاج هذا الصاروخ سيكون‬ ‫على نطاق واسع‪ ،‬مستعرضا مخزونه من صواريخ «عماد»‬ ‫املخزنة في قبو تحت األرض في يناير (كانون الثاني) املاضي‪.‬‬ ‫تستطيع الصواريخ الباليستية بعيدة امل��دى املوجودة حاليا‬ ‫لدى الحرس الثوري مثل «سجيل‪ »2‬وأحد نسخ «شهاب‪ »3‬أن‬ ‫تصل إلى مسافة ‪ 2000‬كيلومتر‪ .‬وقد أكد مدير االستخبارات‬ ‫الوطنية األميركية أن الصواريخ الباليستية امل��وج��ودة حاليا‬ ‫لدى إيران خاصة الصواريخ متوسطة وطويلة املدى «قادرة»‬ ‫على حمل رؤوس نووية‪ .‬كما تمكن الحرس الثوري من إنشاء‬ ‫شبكات من مستودعات ومخازن الصواريخ تحت األرض وفي‬ ‫الجبال في جميع أنحاء البالد واستعرضهم في عرض بثته‬ ‫التلفزيونات املحلية‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬سعت إيران إلى تعزيز‬ ‫دفاعها الجوي لتعزيز قدرة صواريخها على الصمود إذا ما‬ ‫تعرضت لهجمات استباقية‪.‬‬

‫املنطق االستراتيجي‬ ‫ت�ع��د ال �ص��واري��خ ال�ب��ال�ي�س�ت�ي��ة م �ح��وري��ة الس�ت��رات�ي�ج�ي��ة إي ��ران‬ ‫العسكرية التي تعتمد على تجنب أو ردع النزاعات التقليدية‬ ‫بينما تستعرض قوتها بالخارج من خالل العمليات بالوكالة‪.‬‬ ‫وبمعنى آخر‪ ،‬فإنها تخدم غرضا دفاعيا كما تعمل كغطاء‬ ‫يمكن طهران من استئناف مساعيها لتحقيق أهدافها الثورية‬ ‫ال�ت��ي تسعى لتغيير األوض ��اع ال��راه�ن��ة ف��ي ال�ع��ال��م اإلس�لام��ي‬ ‫والحلول محلها‪ .‬تعتمد سياسة ال��ردع اإليرانية على القدرة‬ ‫على تهديد املالحة في مضيق هرمز‪ ،‬وشن هجمات إرهابية‬ ‫على عدة قارات وشن هجمات بالصواريخ بعيدة املدى على‬ ‫القوات األميركية وحلفائهم في املنطقة‪ .‬كما تتباهى قيادات‬ ‫الحرس الثوري بأنها تستطيع نقل خبراتها الصاروخية إلى‬ ‫الجماعات التابعة لها‪.‬‬

‫وتأكدت الشكوك بشأنها بعدما أصدرت «الوكالة الدولية للطاقة‬ ‫الذرية» تقريرها حول األبعاد العسكرية املحتملة لبرنامج إيران‬ ‫ال�ن��ووي ف��ي ديسمبر (ك��ان��ون األول)؛ حيث وج��دت «الوكالة‬ ‫الدولية للطاقة ال��ذري��ة» أن ط�ه��ران كانت تجري ت�ج��ارب على‬ ‫تزويد الصاروخ الباليستي «شهاب‪ »3‬برأس نووي وهي التقنية‬ ‫التي تستطيع إي��ران تطويرها واستخدامها ف��ي الصواريخ‬ ‫طويلة املدى‪.‬‬ ‫ورغم إصرار إيران املستمر على أنها لم تسع أبدأ للحصول‬ ‫على األسلحة ال�ن��ووي��ة‪ ،‬يؤكد التقرير أن ط�ه��ران ك��ان لديها‬ ‫بالفعل برنامج ن��ووي‪ ،‬وه��و البرنامج ال��ذي استمر لعدد من‬ ‫السنوات يزيد على العدد الذي أعلنته من قبل االستخبارات‬ ‫األميركية‪ .‬ولكن التقرير لم يكن مكتمال ألن إيران رفضت أن‬ ‫تقدم إجابات كاملة عن أسئلة الوكالة بشأن نشاطات «األبعاد‬ ‫العسكرية املحتملة» كما لم يصمم مفاوضو الصفقة النووية‬ ‫على أن تقدم إيران إجابات كاملة‪ .‬فمن جهة‪ ،‬لم يكن السعي‬ ‫لتحقيق «األب�ع��اد العسكرية املحتملة» يمثل اتهاما محرجا‬ ‫يدفع الجمهورية اإلسالمية لالعتراف‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬كانت‬ ‫الوكالة الدولية للطاقة الذرية بحاجة إلى أن تعرف إلى أي مدى‬ ‫ذه�ب��ت إي��ران ف��ي م�س��ار التسليح لكي ت��ؤس��س نظاما فعاال‬ ‫للتأكد من الحقيقة‪ .‬فمن دون أسس واضحة‪ ،‬لن تتمكن الوكالة‬ ‫من رصد حركة استئناف أنشطة التسليح‪.‬‬

‫مواز للصواريخ الباليستية‬ ‫برنامج‬ ‫ٍ‬

‫العابرة للقارات‬

‫تعمل الجمهورية اإلس�لام�ي��ة على تطوير برنامج صواريخ‬ ‫باليستية عابرة للقارات تحت غطاء العمل على برنامج إطالق‬ ‫ف�ض��ائ��ي‪ ،‬ن�ظ��را الع�ت�م��اد ك�لا ال�ب��رن��ام�ج�ين ع�ل��ى تكنولوجيا‬ ‫مشتركة‪ .‬وأخ��ذا في االعتبار أوجه التشابه بني البرنامجني‪،‬‬ ‫وتاريخ إيران من الخداع‪ ،‬من املنطقي أن تحوم الشكوك حول‬ ‫ما إذا كان برنامج اإلط�لاق الفضائي يتم استخدامه كغطاء‬ ‫لبرنامج تطوير الصواريخ الباليستية العابرة للقارات‪ .‬ومما‬ ‫ال شك فيه أن الصواريخ الباليستية العابرة للقارات ليس لها‬ ‫بعد األسلحة النووية‬ ‫سوى غرض واحد وهو حمل رؤوس نووية‪.‬‬ ‫وسوف يعمل برنامج الصواريخ الباليستية العابرة للقارات‬ ‫تمكنت الجمهورية اإلسالمية من خداع املجتمع الدولي بشأن‬ ‫على تعزيز قدرة الجمهورية اإلسالمية على تنفيذ ضربات‬ ‫أبحاثها وعملها على تطوير األسلحة النووية ألكثر من عقدين‪.‬‬


‫لبنانية من انصار حزب الله تضع علم مصر على‬ ‫وجهها خالل أحداث ‪ 25‬يناير عام ‪( 2011‬غيتي)‬

‫وبسبب هذا يرى كثيرون أن ثورة الخميني ليست‬ ‫سوى إعادة إنتاج لـ «الثورة الصفوية» التي تم بعثها‬ ‫م��ن ج��دي��د‪ .‬فقبل ه��ج��رة إس��م��اع��ي��ل ال��ص��ف��وي من‬ ‫األناضول كانت بالد فارس سنية املذهب‪ ،‬وعندما‬ ‫أراد إسماعيل الصفوي السيطرة على هذه البالد‬ ‫املترامية األط��راف لم يجد أفضل من هوية تستند‬ ‫إل��ى امل��ذه��ب الشيعي‪ ،‬ف��ق��ام بنشره عبر دع���اة من‬ ‫ً‬ ‫«جبل عامل» (لبنان)‪ ،‬مستغال حب الناس آلل البيت‬ ‫وت��داخ��ل الصوفية م��ع امل��ذه��ب الشيعي ف��ي منطقة‬ ‫رمادية كافية لترسيخ «الدولة الصفوية» كنقيض‬ ‫للقوميتني العربية والتركية وامل��ذه��ب السني الذي‬ ‫ً‬ ‫سائدا‪.‬‬ ‫كان‬ ‫ومن القضايا التي تلفت االنتباه هنا بقوة أننا‬ ‫ً‬ ‫في أمس الحاجة عاجال إلى نوعني من الدراسات‬ ‫املتصلة بالشؤون اإلي��ران��ي��ة‪ :‬دراس���ات مسحية‬ ‫ تحليلية ملحتوى الخطاب اإليراني عن العرب‬‫(وأهل السنة) باعتبارها مؤشرا ‪ -‬غير رسمي ‪-‬‬ ‫له أهمية كبرى‪ ،‬ودراسات نظرية تحليلية ترصد‬ ‫املكون القومي الفارسي (وجهه اآلخ��ر املتمثل‬ ‫في العداء لـ «اآلخر القومي»)‪ ،‬في الثقافة اإليرانية‬ ‫املعاصرة‪ ،‬والثقافة السياسية للنخبة الحاكمة‪،‬‬ ‫فمثل هذه الدراسات ستعيد صياغة «املدخالت»‬

‫التي يتم االعتماد عليها على نحو أكثر دقة في‬ ‫دراس���ات «ال��ش��ؤون اإلي��ران��ي��ة»‪ ،‬وال يستبعد أن‬ ‫تكون لها تأثيرات مباشرة على الفهم والخطاب‬ ‫واالخ��ت��ي��ارات ال��س��ي��اس��ي��ة‪ ،‬وب��خ��اص��ة ف��ي ض��وء‬ ‫ت��ج��ارب م��ث��ل‪ :‬العالقة م��ع شيعة لبنان وال��ع��راق‬ ‫والبحرين واليمن‪.‬‬

‫الجانب اآلخر من الخليج‬ ‫عندما يعبر املذهب الجعفري للجهة األخرى من‬ ‫الخليج يتحول امل��ذه��ب الديني إل��ى آيديولوجية‬ ‫سياسية قائمة على مبدأ «املواجهة الشاملة» مع‬ ‫العروبة والعرب‪ .‬وقد اتسع نطاق التأثير ليشمل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫منظما لبناء تحالفات ف��ي دول ال تكاد‬ ‫سعيا‬ ‫توجد فيها أقليات شيعية‪ ،‬وكانت مصر املثال‬ ‫األك��ث��ر وض ً‬ ‫��وح��ا‪ .‬فمصر بالتحديد لها أهمية‬ ‫«معنوية» كبيرة عند الشيعة ألس��ب��اب تتصل‬ ‫بإقامة غير قليل من آل البيت بها ودفنهم فيها‬ ‫بعد موتهم‪ ،‬وف��ي مرحلة تالية تأسيس الدولة‬ ‫الفاطمية فيها‪ .‬ومنذ سنوات تحاول إيران إيجاد‬ ‫موطئ ق��دم سياسي لها ف��ي مصر ‪ -‬ف��ي إط��ار‬ ‫ت��ص��ور م��ح��دد ‪ -‬مل��ح��اص��رة ال��خ��ل��ي��ج وب��خ��اص��ة‬

‫ً‬ ‫استراتيجيا‪ .‬وبسبب‬ ‫اململكة العربية السعودية‬ ‫غياب «الفاعل السياسي» الكبير الذي يمكن أن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جامعا للمصريني‬ ‫وطنيا‬ ‫سياسيا‬ ‫خيارا‬ ‫يشكل‬ ‫ شأن حزب الوفد املصري في النصف األول من‬‫ً‬ ‫القرن العشرين مثال ‪ -‬وجد ناشطون يحاولون‬ ‫وضع بذرة ما يمكن أن نسميه‪« :‬مشكلة شيعية‬ ‫ً‬ ‫مصرية» مكانا في أح��زاب مصرية‪ ،‬ويمكن أن‬ ‫يشار هنا إلى حزب «غد الثورة» ال��ذي يتزعمه‬ ‫الدكتور أيمن نور‪ .‬وثمة من يرى أن هذا التعايش‬ ‫أو التسامح أو التغاضي تفسره الطبيعة الليبرالية‬ ‫ل��ل��ح��زب‪ ،‬وه��ن��اك م��ن ي��رى أن األم���ر ك��اش��ف عن‬ ‫حقيقة العالقات بني أيمن نور و«حزب الله»‪ ،‬حيث‬ ‫كانت بيروت وجهته عند خروجه من مصر قبل‬ ‫أن يستقر في تركيا‪ .‬وفي تركيا امتلك محطة‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ظاهريا‬ ‫فضائية تلمز وتغمز الخليج وتحسب‬ ‫على اإلخ���وان أو بغفلة إخوانية‪ ،‬كما فعلوا مع‬ ‫االرتماء في أحضان أحمدي نجاد‪.‬‬ ‫وتأملوا شعر أبي نواس الفارسي غفر الله له‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ذك ْر َت َ‬ ‫ديار الحي من َأس ٍد‬ ‫قالوا‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ال َد ّر ّ‬ ‫درك قل لي من َبنو َأس ِـد‬ ‫ُ‬ ‫تميم‪ْ ،‬‬ ‫ومن ٌ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫قيس وإخوت ُه ْم‪،‬‬ ‫ومن‬ ‫َ‬ ‫األعاريب عند اللهِ من َِ‬ ‫ُ‬ ‫د‬ ‫أح‬ ‫ليس‬ ‫<‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪21‬‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫تاريخيا لم يكن قلب العالم «الجغرافي» متطابقا مع قلب العالم «الجيوستراتيجي»‪ ،‬وبحسب الرواية األوروبية التي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تقريبا‪ ،‬يدور حول البحر‬ ‫تكاد تكون الرواية األكثر ترديدا في مختلف الثقافات املعاصرة‪ ،‬كان التاريخ القديم‪ ،‬كله‬ ‫املتوسط مع حضور شبه دائم للشرق األدنى واألقصى حتى الصني‪ .‬ومع اكتشاف األوروبيني ما أصبح يسمى «العالم‬ ‫ً‬ ‫محورا من محاور الصراع على السيادة في العالم‪ ،‬ونشأت ‪ -‬ربما للمرة األولى ‪-‬‬ ‫الجديد» أصبح املحيط األطلسي‬ ‫قواعد لها صفة العاملية ملعنى النظام الدولي حتى قبل أن يتبلور املصطلح وترتيباته التنظيمية (املؤسسات الدولية)‪.‬‬

‫حقيقة العالقات بني حزب «غد الثورة» بزعامة أيمن نور و«حزب الله» اللبناني‬

‫مشروع «نصر الله» في مصر‬ ‫لندن‪ :‬جمال عبد املعبود‬

‫نقطة التحول اإلقليمية‬

‫الشارقة‪ :‬غادة فتحي‬

‫رغم التأثير الكبير ‪ -‬بل ربما الفاصل ‪ -‬للنفوذ الغربي‬ ‫ً‬ ‫فإن املنطقة شهدت أيضا تحوالت إقليمية معظمها‬ ‫ً‬ ‫كان قابال للتطويع ضمن املعادالت الحاكمة (األكبر)‬ ‫التي لم تتغير نواتها الصلبة منذ أصبحت الدولة‬ ‫العثمانية تسمى «الرجل املريض»‪ .‬وخالل ما يزيد‬ ‫ً‬ ‫قليال على قرنني من الزمان كانت املنطقة تخضع‬ ‫لتوافق دول��ي يجعلها «منطقة ف��راغ استراتيجي»‬ ‫يتولى ضبط اإليقاع فيها قوة ‪ -‬أو قوى ‪ -‬إقليمية‬ ‫بالتوافق مع القوى الغربية الرئيسة‪.‬‬ ‫وخ�ل��ال ال ��رب ��ع األخ �ي ��ر م ��ن ال �ق ��رن ال �ع �ش��ري��ن ك��ان‬ ‫يبدو بوضوح أن تغيرين كبيرين يحدثان‪ :‬طفرة‬ ‫نفطية منحت دول الخليج فرصة بناء اقتصادات‬ ‫أق ��وى‪ ،‬ودول تتصف ب�ق��در كبير م��ن املؤسسية‪،‬‬ ‫ودائما تعامل الغرب مع هذا التحول بوصفه ً‬ ‫ً‬ ‫داعما‬ ‫الستقرار املنطقة وسالم العالم‪ ،‬وال يشكل مصدراً‬ ‫لخطر محتمل‪ :‬توسعي أو صراعي‪.‬‬ ‫أما التحول الثاني فكان اختفاء النظام الشاهنشاهي‬ ‫في إي��ران بما ك��ان يعنيه من انتهاء دور «شرطي‬ ‫املنطقة» ال��ذي استثمره الشاه وحلفاؤه الغربيون‬ ‫حتى الرمق األخ�ي��ر‪ُ ،‬ليولد من رح��م التغيير نظام‬ ‫ش �ع �ب��وي ش �ه��د ص ��راع ��ات داخ �ل �ي��ة دم ��وي ��ة حتى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مزدوجا‪:‬‬ ‫مشروعا‬ ‫استقر في نهاية حكم الخميني‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قوميا‪ ،‬يعد أفق تطوره الحتمي أن يفرض‬ ‫طائفيا‬ ‫ِّ‬ ‫هيمنة سياسية ‪ -‬عسكرية ‪ -‬ثقافية‪ ،‬تحول «الفراغ‬ ‫االستراتيجي» إلى مقبرة لقرون من التعايش بني أمم‬ ‫كبرى أدركت ما بينها من تمايزات مذهبية أو دينية‬ ‫أو قوية وأدارتها بأقل قدر ممكن من الصراع‪،‬‬ ‫ربما باستثناء جهة الصراع العربية الكردية‪.‬‬ ‫هل هو النفط وحده؟‬ ‫ك��ان أخ �ط��ر م��ا ف��ي «امل �ش��روع اإلي��ران��ي»‬ ‫ح� ��رص� ��ه امل � �ت � �ص ��اع ��د ع � �ل ��ى ت �ج��ذي��ر‬ ‫االختالفات بني «األن��ا» و«اآلخ��ر»‪،‬‬ ‫ففي البداية تم التركيز ‪ -‬بشكل‬ ‫دعائي ‪ -‬على ثنائية‪ :‬الثوري‬ ‫والرجعي‪ ،‬ثم سرعان ما‬ ‫هدمت الحرب العراقية‬

‫منذ افتتاح قناة السويس (‪ )1869‬واملنطقة‬ ‫تكتسب أهمية متصاعدة‪ ،‬لكن التعقيدات‬ ‫ال �ت ��ي ش �ه��دت �ه��ا ال �ك �ت �ل��ة ال �ج �غ��راف �ي��ة ال �ت��ي‬ ‫مركزها ش��رق املتوسط (ال�ش��رق األدن��ى ‪ -‬جنوب‬ ‫أوروبا ‪ -‬شمال أفريقيا) ترتبط بعالقات مركبة ال‬ ‫تزال تخضع إلعادة هيكلة مع كل تحول نوعي في‬ ‫العالقات الدولية‪ .‬ومنذ انهيار االتحاد السوفياتي‬ ‫(‪1990‬م) والغرب ينظر إلى هذا املحيط الجغرافي‬ ‫ الثقافي باهتمام أكبر بوصفه أحد أهم ساحات‬‫الصراع الدولي‪.‬‬

‫أيمن نور‬

‫‪20‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫اإلي��ران�ي��ة ه��ذه األك��ذوب��ة‪ ،‬حيث ك��ان��ت امل��واج�ه��ة بني‬ ‫نظامني في طهران وبغداد كالهما يتاجر بـ«الثورية»‪،‬‬ ‫وساهم أكثر في هدم الخرافة دعم عسكري علني‬ ‫م��ن نظامي معمر القذافي وح��اف��ظ األس��د لطهران‬ ‫على نحو أكد أن الجميع أدعياء يستثمرون الالفتة‬ ‫الثورية‪.‬‬ ‫ف��ي م��رح�ل��ة ت��ال�ي��ة ص�ع��د ف��ي إي� ��ران خ �ط��اب قومي‬ ‫فارسي يعمق فكرة الصراع ملجرد االختالف‪ ،‬ومع‬ ‫صعوده دفع العرب في إيران ‪ -‬ألنهم عرب ‪ -‬والسنة‬ ‫ف��ي إي��ران ‪ -‬ألنهم سنة ‪ -‬ثمن امل�ش��روع الشيعي ‪-‬‬ ‫ال �ف��ارس��ي‪ ،‬ول��م تقتصر ق��ائ�م��ة ال�ض�ح��اي��ا عليهما‬ ‫بالطبع‪.‬‬ ‫وال يشك منصف في أن النفط لعب ‪ -‬وال يزال يلعب‬ ‫ً‬ ‫ ً‬‫رئيسا في صياغة املشروعات السياسية‬ ‫دورا‬ ‫املتصارعة على املنطقة ‪ -‬دولية كانت أو إقليمية ‪-‬‬ ‫لكن املكون السياسي ‪ -‬املذهبي الذي ال يمكن فهمه‬ ‫ً‬ ‫بعيدا عن التراث القومي الفارسي املتطرف أضاف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بعدا جديدا ال يقل أهمية‪ ،‬فالتيار املحافظ في إيران‬ ‫املسيطر ب�لا م�ن��ازع على السلطة‪ ،‬املمسك بزمام‬ ‫السلطة واالقتصاد عبر «الحرس ال�ث��وري‪ ،‬املندفع‬ ‫ً‬ ‫بال روية إلحراق الجسور مع الجوار العربي‪ ،‬وصوال‬ ‫ً‬ ‫إلى توسيع دائ��رة املطامع لتشمل دوال مثل تونس‬ ‫واملغرب‪ ،‬هذا التيار يستثمر كل ما في تاريخ إيران‬ ‫من اعتداد «مرضي» بالذات القومية‪ ،‬وكل إحساس‬ ‫بـ «املظلومية التاريخية» الشيعية‪ ،‬ليجعل خطوط‬ ‫التماس مع العرب خطوط مواجهة ال سقف لها وإن‬ ‫أخذت شكل مراحل متتابعة‪.‬‬

‫شعوبية القرن الحادي والعشرين‬ ‫رغ ��م أن ال �س �ي��اس��ة ال��دول �ي��ة وال �ع�ل�اق��ات اإلق�ل�ي�م�ي��ة‬ ‫ً‬ ‫تعقيدا مما تبدو عليه ص��ورة املنطقة‬ ‫غ��دت أكثر‬ ‫في املصادر التاريخية التي تروي التاريخ الوسيط‬ ‫للمنطقة‪ ،‬ف��إن امل �م��ارس��ات امل��ؤس�س��ة ع�ل��ى «ح��رب‬ ‫ال�ه��وي��ة» أع ��ادت إن�ت��اج بعض أك�ث��ر ه��ذه الصفحات‬ ‫س� ً‬ ‫�وادا‪ ،‬وأصبح مصطلح خ��ارج من التراث البعيد‬ ‫ً‬ ‫مثل‪« :‬الشعوبية» ق��ادرا على تلخيص جانب كبير‬ ‫م�م��ا ي�ح��دث ع�ل��ى خ��ط امل��واج �ه��ة ال�ع��رب��ي اإلي��ران��ي‪.‬‬


‫الخليجني عبر عن موقف الخليج تجاه «حزب الله» كان نائب‬ ‫رئيس شرطة دبي ضاحي الخلفان الذي قال إن «حزب الله»‬ ‫خنجر في صدر األمة العربية‪ .‬كانت الدول العربية‪ ،‬يقول أحد‬ ‫املضطلعني على ه��ذا امل�ل��ف‪ ،‬ق��د وض�ع��ت وق�ب��ل سنني قائمة‬ ‫بأسماء لبنانيني يعملون في الخليج ولكنهم يخدمون «حزب‬ ‫الله»‪.‬‬ ‫كل زوار دول الخليج في الفترة األخيرة كانوا يسمعون من‬ ‫امل�س��ؤول�ين الخليجيني ك�لام��ا ع��ن إج ��راءات قاسية ستتخذ‬ ‫ضد لبنان باعتباره أصبح يمثل موقف إي��ران من القضايا‬ ‫العربية والشرق األوسطية‪ .‬ثم جاء موقف الحكومة اللبنانية‬ ‫في املؤتمر الطارئ لوزراء خارجية املؤتمر اإلسالمي واجتماع‬ ‫وزراء خارجية الجامعة العربية الرافض التضامن مع اململكة‬ ‫العربية السعودية حول إحراق سفارتها في طهران‪.‬‬ ‫ه� ��ذا م ��ن دون ال �ت �ط��رق إل� ��ى امل �ع �ل��وم��ات ال �ت ��ي ل� ��دى أج �ه��زة‬ ‫االستخبارات العربية حول تورط الحزب في أكثر من مهمة‬ ‫تهدف إلى ضرب مصالح الخليج‪ ،‬ولم يكن الفيديو املسرب‬ ‫لتدريب بعض الحوثيني كيفية القيام بعملية إرهابية من قبل‬ ‫أحد أعضاء «حزب الله» سوى دليل صغير على مدى ضلوع‬ ‫الحزب إلى جانب إيران في األعمال الحربية ضد دول الخليج‪.‬‬ ‫اجتمعت الدول الخليجية وبعدها العربية لتصنيف «حزب الله»‬ ‫بالحزب اإلرهابي والبدء باتخاذ إج��راءات بحقه ومناصريه‬ ‫ومصالحه املالية في تلك الدول‪.‬‬

‫مل��اذا انتظر العرب كل تلك امل��دة التخاذ مثل هذا املوقف على‬ ‫الرغم من وجود أدلة دامغة على إرادة إيران بواسطة «حزب الله»‬ ‫لتعريض األمن الداخلي والخارجي لدول الخليج واقتصادها‬ ‫الوطني للخطر؟‬ ‫السبب األول كان تخلي الرئيس أوباما عن دعم حلفائه‬ ‫ف��ي م��واج�ه��ة ط �ه��ران‪ ،‬ب��ل ت��وق�ي��ع ات �ف��اق م�ع�ه��ا ي�ت�ي��ح لها‬ ‫التخلص م��ن ال�ع�ق��وب��ات االق�ت�ص��ادي��ة ال�خ��ان�ق��ة م��ن دون‬ ‫أن يتنازل نظامها أو يتراجع عن أه��داف��ه التوسعية في‬ ‫املنطقة والعدائية تجاه ال�ع��رب م��ا شكل خطرا وجوديا‬ ‫لبعض األنظمة‪ .‬تراجع الرئيس أوباما عن دعم حلفائه‪،‬‬ ‫كان له التأثير الكبير في قرار األنظمة الخليجية املواجهة‬ ‫في أكثر من منطقة‪ .‬ه��ذا التحول في توابيت السياسة‬ ‫األميركية يدفع املنطقة إلى مزيد من املواجهات الخطيرة‬ ‫على خلفية مذهبية‪.‬‬ ‫السبب الثاني طبعا كان إدراك حكام العرب مدى خطورة‬ ‫«حزب الله» وتأثيره على الصراعات في املنطقة‪ ،‬فكان‬ ‫يجب التصدي ألعماله العدائية تجاه دول الخليج؛ إذ إنه‬ ‫كان بدأ تنفيذ أوامر إيرانية سعت لضرب أنظمتها‪ .‬حينها‬ ‫اقتنع الحكام العرب أن القضية ال تحل باملفاوضات‪ ،‬وال‬ ‫حتى بدفع فديات لإلرهابيني‪.‬‬ ‫إن �م��ا ب��امل��واج �ه��ة ال�ش��ام�ل��ة وف ��ي ك��ل ال �ص �ع��د‪ ،‬ال سيما‬ ‫االقتصادية إذ إن العقوبات الخليجية املفروضة على‬

‫الحزب تساعد في تقليص م��وارده التي تمول حروبه‬ ‫في املنطقة‪.‬‬ ‫السبب الثالث هو املنحى الخطير الذي اتخذته املواجهة‬ ‫اإليرانية الخليجية من تهديد استراتيجي ألمنها القومي‪.‬‬ ‫فإيران تريد زرع عناصر وخلق منظمات خاضعة لها‬ ‫دينيا وماليا وعسكريا تمدها بالصواريخ وال�س�لاح‪،‬‬ ‫وتعمل على تدريب عناصرها لتشكل تهديدا استراتيجيا‬ ‫لدول الخليج تماما كما «حزب الله» في لبنان‪ .‬هذا تماما‬ ‫ما حاولت إي��ران تطبيقه مع الحوثيني في اليمن‪ ،‬عبر‬ ‫إدخال صواريخ قد تطال العمق السعودي‪.‬‬ ‫لم يكن لدول الخليج خيارات كثيرة أمام تراجع حليفها‬ ‫التقليدي وميله إل��ى التطبيع مع إي��ران وإعطائها دورا‬ ‫معترفا به دوليا في املنطقة سوى مواجهتها من أجل‬ ‫إع��ادة رسم خريطة نفوذ في املنطقة‪ .‬فال يمكن للدول‬ ‫العربية أن تقبل بإخضاع إيران ألربع عواصم عربية‪.‬‬ ‫إن هذا القرار العربي الجريء وال��ذي ال يعكس توجه دول‬ ‫الخليج عادة في األزم��ات‪ ،‬تحدث عنه بعض زعماء الغرب‬ ‫بسلبية ووصفوه باملتهور وأنه لن يفيد في حل الصراعات‪،‬‬ ‫واألص��ح ه��و أن وق��وف دول الخليج بقيادة اململكة بوجه‬ ‫ال �ع��دوان اإلي��ران��ي ليس م��ن ش��أن��ه فقط إج�ب��ار إي ��ران على‬ ‫الجلوس إلى طاولة املفاوضات ولكن بشروط عربية تتعلق‬ ‫بحماية أمن دولها االستراتيجية <‬ ‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪19‬‬


‫يقول أحد املسؤولني العرب تعليقا على وضع «حزب الله» على الئحة اإلرهاب من‬ ‫قبل مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية برئاسة نبيل العربي‪ ،‬إنه أن تأتي‬ ‫متأخرا خير من أن ال تأتي أبدا‪.‬‬

‫بعد عام ‪ 2000‬فقد «حزب الله» حجة وجوده املعلنة‬

‫واشنطن‪ :‬ملاذا وضع العرب ميليشيا «نصر الله»‬ ‫على الئحة اإلرهاب؟‬ ‫لي سميث‪ :‬بدأ يتكشف للرأي العام أن لـ«حزب الله»‬ ‫دورا أبعد من املقاومة‪ ،‬وأن أدعاء «االنتصارات اإللهية»‬ ‫لم تساهم في تحرير شبر واحد من فلسطني‬ ‫واشنطن‪ :‬إيلي فواز‬ ‫اك�ت�ش��ف ال �ع��رب م�ب�ك��را ت��دخ��ل «ح ��زب ال �ل��ه» وم��ن‬ ‫ورائه الحرس الثوري اإليراني وتغلله في بالدهم‪.‬‬ ‫ولكنهم تجنبوا دائ �م��ا ال��دخ��ول ف��ي ص ��راع معه‪،‬‬ ‫وفضلوا التحدث معه عبر القنوات السرية التي كانت تتولى نقل‬ ‫الرسائل‪ .‬ثم كان هناك حتى عام ‪« 2000‬القضية الفلسطينية»‬ ‫والتي كانت في وجدان الشعوب العربية وما زالت «مقدسة»‬ ‫والتي كانت تمنع قادة الدول العربية من توجيه انتقاد علني‬ ‫لتجاوزات «حزب الله» وتدخالته في الشؤون العربية الداخلية‪.‬‬ ‫من سلسلة التفجيرات التي هزت الكويت عام ‪ 1983‬وصوال‬ ‫إل��ى تفجيرات الخبر ف��ي ‪ 1996‬ظ��ل ال�ع��رب ي�ح��اذرون إع�لان‬ ‫العداء لـ«حزب الله»‪.‬‬ ‫ولكن بعد عام ‪ 2000‬فقد «حزب الله» حجة وجوده املعلنة‪ ،‬أي‬ ‫تحرير الجنوب من االحتالل اإلسرائيلي‪ ،‬وبدأ يخترع لنفسه‬ ‫أدوارا‪ ،‬لكي يحفظ ه��ذا االستثمار الهائل ال��ذي دفعته إي��ران‬ ‫غداة نشأته‪.‬‬

‫الهالل الشيعي‬ ‫ي �ق��ول ل��ي س�م�ي��ث م��ن م�ع�ه��د ه��ادس��ون ب��واش�ن�ط��ن إن ��ه بعد‬ ‫االجتياح األميركي للعراق وخلع صدام حسني شعر العرب‬ ‫أن إيران تحررت من قيودها‪ ،‬وبدأت باستكمال سيطرتها على‬ ‫العراق من خالل الفصائل املوالية لها لتبني «هالال شيعيا»‬ ‫كان امللك عبد الله الثاني املحذرين من خطورته‪ .‬لم يغفل عن‬ ‫العرب ال��دور الذي لعبه «حزب الله» في العراق سواء كان في‬ ‫مواجهة القوات األميركية أو في الحرب غير املعلنة على املناطق‬ ‫ذات األكثرية السنية‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫ولكن بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في بيروت‪ ،‬وتوجه‬ ‫أصابع االتهام إلى سوريا و«حزب الله» تخطيطا وتنفيذا أكده‬ ‫القرار االتهامي الذي تضمن مذكرات توقيف ألربعة عناصر‬ ‫لـ«حزب الله»‪.‬‬ ‫يشير سياسيون وباحثون بمراكز ابحاث في واشنطن"مؤخرا‬ ‫بدأ يتكشف للرأي العام أن لـ«حزب الله» دورا أبعد من املقاومة‪،‬‬ ‫وأن االن� �ت� �ص ��ارات اإلل �ه �ي��ة ل�ي�س��ت س ��وى ص ��دى ل �ش �ع��ارات‬ ‫ه��زت ال��وج��دان العربي على م��دى سني ال�ص��راع الفلسطيني‬ ‫اإلسرائيلي من «املحيط إلى الخليج» من دون أن تساهم في‬ ‫تحرير شبر واحد من فلسطني‪ ،‬بل أسهمت في تكريس أنماط‬ ‫ديكتاتورية وقمعية وإجرامية باسم تلك القضية"‪.‬‬

‫خلية العبدلي‬

‫األمني العام لجامعة الدول‬ ‫العربية السابق نبيل‬ ‫العربي ونائبه أحمد بن‬ ‫حلي بالقاعة الرئيسية‬ ‫ملقر الجامعة العربية قبل‬ ‫اجتماع وزراء الخارجية‬ ‫العرب النتخاب األمني العام‬ ‫الجديد للجامعة العربية في‬ ‫العاصمة املصرية القاهرة‬ ‫‪ 10‬مارس املاضي والذي‬ ‫أسفر عن انتخاب احمد ابو‬ ‫الغيط خلفا له (غيتي)‬

‫في مزرعة بمنطقة العبدلي قالت وزارة الداخلية الكويتية إن‬ ‫كمية من األسلحة أتت من العراق"‪.‬‬ ‫وبني هذا وذاك من االكتشافات تم في مطار رفيق الحريري‬ ‫ال��دول��ي ب�ب�ي��روت م��ن قبل ف��رع امل�ع�ل��وم��ات ال�ت��اب��ع ل�ق��وى األم��ن‬ ‫الداخلي اعتقال اللبناني على أحمد املغسل رأس «حزب الله»‬ ‫في الحجاز والذي كان قادما من إيران‪ ،‬حيث مكان إقامته‪.‬‬ ‫وفي خضم كل هذا لم يكتف «حزب الله» بالقتال إلى جانب‬ ‫بشار األسد في سوريا والحشد الشعبي في العراق والحوثيني‬ ‫في اليمن‪ ،‬بل وبعد انتفاضة أنظمة الخليج على التغلغل اإليراني‬ ‫ومواجهته بدأت الخطابات النارية ألمني عام «حزب الله» تهاجم‬ ‫دول الخليج وتتهمها بدعم اإلرهاب‪ .‬تلك الخطابات كانت في‬ ‫غالب األحيان تتدخل في شؤون دول الخليج الخاصة من خالل‬ ‫تحريض أبناء الطائفة الشيعية في بالد وجودهم للتمرد على‬ ‫حكامها‪ ،‬كما في البحرين أو اململكة العربية السعودية‪ .‬ومع هذا‬ ‫لم يلجأ العرب إلى اتخاذ خطوات تصعيدية ضد «حزب الله»‪.‬‬ ‫حتى عندما دخل سوريا ملساندة نظام األسد املتهاوي‪ ،‬ظل‬ ‫العرب يطالبون كل امليليشيات األجنبية االنسحاب من سوريا‪.‬‬

‫يقول لي سميث " بدأ الرأي العام العربي يسأل ما عالقة الخاليا‬ ‫النائمة في مصر مثال بقيادة املسؤول األمني سامي شهاب‬ ‫الذي حكم وسجن وحرر من السجن إبان فوضى ثورة يناير‬ ‫(كانون الثاني) ليعود ويظهر في لبنان بتحرير فلسطني؟"‪.‬‬ ‫وت��اب��ع "األج�ه��زة العربية تحركت ف��ي أكثر م��ن ات�ج��اه‪ ،‬فكان‬ ‫هناك اعتقال خلية لـ«حزب الله» في اإلمارات تتنقل بجوازات‬ ‫لبنانية صادرة عن سلطاتها املختصة بأسماء مزورة‪ .‬بعدها‬ ‫بدأت اإلمارات العربية بترحيل بعض من رجال األعمال على‬ ‫عالقة بـ«حزب الله»‪ ،‬وحني زار كبار املسؤولني اللبنانيني حكام‬ ‫اإلمارات للبحث في األمر والتخفيف من تأثيره على مصالح‬ ‫بعض اللبنانيني‪ ،‬كان ج��واب املسؤولني اإلماراتيني واضحا‪:‬‬ ‫القومي‬ ‫الكالم عن هذه املسألة غير وارد؛ إذ إنها تتعلق باألمن‬ ‫االستخبارات العربية‬ ‫اإلماراتي"‪.‬‬ ‫في‬ ‫العبدلي‬ ‫خلية‬ ‫مذهولني‬ ‫العرب‬ ‫اكتشف‬ ‫ثم‬ ‫سميث"‬ ‫زاضاف‬ ‫مقابل ه��ذا كله ب��دأت الصحافة الخليجية تهاجم أم�ين عام‬ ‫السالح‬ ‫وحيازة‬ ‫بتخزين‬ ‫قامت‬ ‫التي‬ ‫الله»‬ ‫ـ«حزب‬ ‫ل‬ ‫تابعة‬ ‫الكويت‬ ‫«حزب الله» في افتتاحياته وتتهمه باإلرهاب‪ .‬أكثر املسؤولني‬


‫حسن نصر الله‬ ‫من رمز املقاومة‬ ‫العربية إلى‬ ‫دجال املقاومة‪..‬‬ ‫هكذا بات األمني‬ ‫العام لحزب الله‬ ‫في أعني العرب‬

‫استطالعات الرأي تجاهه حيث يؤكد استطالع الرأي الذي‬ ‫قامت به مؤسسة «زغبي» في سبتمبر (أيلول) ‪ 2015‬إلى‬ ‫أن ‪ 85‬في املائة من الشعب الخليجي يعتبر أن حزب الله‬ ‫وامليليشيات املدعومة من نظام طهران هي اآلفة السياسية‬ ‫الكبرى ف��ي املنطقة وس�ب��ب ت��ده��ور األوض ��اع ف��ي ال�ع��راق‬ ‫ً‬ ‫وسوريا واليمن‪ .‬واألمر أيضا يتعلق بباقي البلدان العربية‬ ‫التي تؤكد فيها نتائج استطالعات الرأي الحديثة بأن «حزب‬ ‫الله» خسر معظم شعبيته في تلك البلدان‪ ،‬وبنسب أعلى‬ ‫من دول الخليج كما هو الحال مع مصر التي كانت من‬ ‫أوائل البلدان التي حاول الحزب فيها العبث باستقرار البلد‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ووفقا لنتائج استبيانات زغبي في سبتمبر ‪ ،2015‬فإن‬ ‫معظم الشعب املصري بغالبيته الساحقة (بنسبة ‪ 96‬في‬ ‫املائة) يرى األزمات السياسية من خالل العبث الذي تقوم‬ ‫به الجماعات املدعومة من إيران كحزب الله وباقي األذرع‬ ‫لنظام طهران في املنطقة‪.‬‬ ‫وضعية حزب الله السياسية في أدن��ى حاالتها‪ ،‬واألكيد‬ ‫أن الحزب باندفاعه املستميت لحماية نظام األسد وتقتيل‬ ‫وتهجير الشعب السوري يتكبد خسائر معنوية ومادية‬ ‫كبيرة كما أنه قطع كل الحبال مع الكتل السياسية السنية‬ ‫ف��ي لبنان ورف��ع م��ن منسوب الطائفية ف��ي املنطقة إلى‬ ‫ً‬ ‫مرحلة حرجة جدا<‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪17‬‬


‫صورتان لم يمض عليهما عقد واح��د يختزالن قصة انهيار «ح��زب الله» في الواقع العربي‪ ،‬حيث كانت عواصم عربية من‬ ‫القاهرة وحتى الرباط مليئة بالحشود في املظاهرات العامة التي يرفع أصحابها بمناسبة وبغير مناسبة علم حزب الله إلى‬ ‫‪ 2006‬حني بلغت صورة الحزب املقاوم ذروتها حتى تعاطف‬ ‫جانب أعالمها الخاصة في إشارة إلى دعم املقاومة ال سيما في‬ ‫ً‬ ‫الحقا مع األزمة السورية إلى صدمة عنيفة ً‬ ‫جدا جعلت أسهم‬ ‫معها عدد غفير من رموز اإلسالم السياسي السني لينقلب األمر‬ ‫مدو إلى الحد الذي رأينا فيه مظاهرات في قاهرة املعز يقوم أفراد كثيرون بدهس صور حزب الله‪ ،‬األمر‬ ‫الحزب تنحدر بشكل ٍ‬ ‫الذي يعيد إلى األذهان الحدث املبكر في أيام مبارك الذي كان بداية الشرارة في تغيير صورة الحزب بعد أن ثبت تورطه في‬ ‫دعم خلية من شأنها إسقاط نظام مبارك في بدايات الثورة‪.‬‬

‫حزب الله‪ ..‬السقوط عربياً‬

‫هل تأخرت استعادة لبنان من قبضة «ميليشيا نصر الله»‬

‫جدة‪ :‬يوسف الديني‬

‫يمكن القول إن العودة إلى إيران ما بعد ثورة الخميني تعطي‬ ‫مفاتيح لإلجابة على السؤال ال سيما إذا علمنا أن عالقة‬ ‫إيران بالقضية الفلسطينية مرت بمنعطفات كثيرة أهمها‬ ‫هو أن الدعم لم يكن في البداية بسبب اإلي�م��ان بالقضية‬ ‫ق��در أن��ه م�ح��اول��ة للتحالف م��ع امل��ؤم�ن�ين ب��ال�ث��ورة الجديدة‬ ‫الالمعة‪ ،‬ومن املعلوم أن حركة الجهاد ومؤسسها الشيخ‬ ‫فتحي الشقاقي كانت ه��ي الحركة األول��ى امل��ؤي��دة للثورة‬ ‫بطهران إل��ى تبني الحركة واالستفادة‬ ‫اإليرانية مما ح��دا‬ ‫ً‬ ‫منها ك��ذراع إي��ران والح��ق��ا تأسيس ميليشيا مماثلة ًفي‬ ‫ل�ب�ن��ان م��ن ش��أن�ه��ا االن�ق�ي��اد لسلطة ال��ول��ي ال�ف�ق�ي��ه‪ .‬الح��ق��ا‬ ‫وبعد االجتياح اإلسرائيلي للبنان عام ‪ ،1982‬قامت جميع‬ ‫الفصائل الفلسطينية واألحزاب القومية واليسارية اللبنانية‬ ‫ً‬ ‫بالوقوف ضده‪ ،‬إال أن موقف الحزب آنذاك كان مخالفا لكل‬ ‫التوقعات وهو االستقواء بالتدخل اإلسرائيلي‪ ،‬وهو األمر‬ ‫الذي قامت به حركة أمل‪ ،‬التيار العريض عند شيعة لبنان‬ ‫وع��دد من امليليشيات املسيحية قبل أن تنطلق العمليات‬ ‫االنتحارية من وسط لبنان واملخيمات الفلسطينية‪.‬‬

‫في تسريع وتيرتها الوصاية السورية آنذاك على لبنان‪.‬‬ ‫حزب الله في فترة الحقة بات واجهة للتنظيمات الفلسطينية‬ ‫داخ��ل ل�ب�ن��ان‪ ،‬ب��ل نسبت كثير م��ن عملياتها إل�ي��ه بسبب‬ ‫التحالف الذي حصل بني سوريا واستخباراتها والرئيس‬ ‫الراحل ياسر عرفات ومنظمة فتح والجبهة الشعبية‪.‬‬ ‫تضخم دور ال�ح��زب ب��دأ ً‬ ‫فعليا م��ع مشاركته ف��ي تحرير‬ ‫جنوب لبنان في عام ‪ 2000‬ويمكن القول إن تلك املرحلة‬ ‫ان�ت�ق��ل ال �ح��زب فيها إل��ى م��رح�ل��ة ج��دي��دة بسبب املشاعر‬ ‫اإلي�ج��اب�ي��ة ال�ت��ي اكتسحت ال �ش��ارع ال�ع��رب��ي ليتجدد األم��ر‬ ‫ً‬ ‫توسعا إل��ى الحد ال��ذي الن��ت فيه كثير من‬ ‫وبشكل أكبر‬ ‫الجماعات السنية املمثلة لإلسالم السياسي تجاه الحزب‪،‬‬ ‫تحديدا في ‪ 2006‬بعد أن خاض ً‬ ‫ً‬ ‫عددا من املعارك ضد‬ ‫وذلك‬ ‫إسرائيل مع فصائل أخرى إال أن قصب السبق والتغطية‬ ‫اإلعالمية لم يحظ بها أحد كما الحزب‪.‬‬ ‫ال�ب��داي��ات لتكريس ح��زب الله نفسه ف��ي لبنان كميليشيا‬ ‫خارجة عن مفهوم الدولة تؤكد سبب إنشاء الحزب كذراع‬ ‫لنظام ط�ه��ران ووالي��ة الفقيه وليس م�ش� ً‬ ‫�روع��ا ت�ح� ً‬ ‫�رري��ا أو‬ ‫م�ق� ً‬ ‫�اوم��ا‪ ،‬ب��ل ال�ع��ودة إل��ى ال�ت��اري��خ ال��ذي نتعمد نسيانه في‬ ‫لحظات العاطفة السياسية تؤكد أن��ه واح��د من املشاريع‬ ‫اإلرهابية في املنطقة منذ أن أسال الدم اللبناني وتحالف‬ ‫مع ميليشيات مماثلة له في العراق كفيلق بدر واملجلس‬ ‫اإلس�لام��ي ال�ل��ذي��ن يشتركان معه ف��ي والي��ة الفقيه وقبل‬ ‫التلوث باملستنقع السوري واملساهمة في إراقة دماء الشعب‬ ‫السوري ودعم نظام األسد بل وحمايته من السقوط‪ ،‬وليس‬ ‫ً‬ ‫آخرا ما فعله الحزب من دعم وتخطيط في اليمن ملحاولة‬ ‫إنقاذ شبيهه اليمني أنصار الله أتباع الحوثي‪.‬‬ ‫التطورات البارزة التي لحقت بالحزب اآلن واملتمثلة في قرار‬ ‫مجلس التعاون الخليجي باإلجماع على اعتبار حزب الله‬ ‫ً‬ ‫رسميا منظمة إرهابية‪ .‬وهذا األسبوع جاء متأخرا إذا ما‬ ‫علمنا السياق الطويل الذي تمدد فيه الحزب وعبث بالحالة‬ ‫اللبنانية‪ ،‬بل وأصبح حجر عثرة في أن يختار اللبنانيون‬ ‫مصيرهم السياسي‪.‬‬

‫محور املمانعة ورافعو شعارات املقاومة وجدوا‬ ‫أنفسهم في أكبر م��أزق أخالقي وقيمي بسبب‬ ‫سقوط األوهام منذ بدايات انفجار الثورة السورية‬ ‫التي كشفت عن سقوط كثير من األقنعة بعد أن ّ‬ ‫جرف ما‬ ‫عرف بالربيع العربي األوضاع السياسية في املنطقة وكان‬ ‫من أهم امللفات التي كشفها انهيار االستقرار السياسي في‬ ‫املنطقة خرافة «املقاومة»‪ ،‬التي يدعيها نظام طهران وذراعه‬ ‫ً‬ ‫خالصا للحالة‬ ‫في املنطقة العربية حزب الله باعتبارهما‬ ‫الفلسطينية التي ظلت إلى ما قبل الربيع العربي استثماراً‬ ‫ً‬ ‫سياسيا شديد الربحية يتم استخدامه في كل مرة بهدف‬ ‫اس�ت�غ�لال امل�ش��اع��ر الجياشة ت�ج��اه قضية الفلسطينيني‬ ‫العادلة التي ل��م تستغل قضية إنسانية م��ن ك��ل األط��راف‬ ‫كما فعل بها من قبل مدعي املقاومة واملمانعة وأصحاب‬ ‫الخطب الرنانة التي ما عادت تطرب ً‬ ‫أحدا في املنطقة بعد أن‬ ‫ظهرت تحديات سياسية كثيرة تشي بتحوالت كبيرة في‬ ‫البلدان العربية كما هو الحال مع ملف اإلره��اب الذي بات االحتالل اإلسرائيلي‬ ‫التهديد األكبر للعالم‪.‬‬ ‫ف�ت��رة امل�ق��اوم��ة امل�ب�ك��رة ض��د االح �ت�لال اإلس��رائ�ي�ل��ي كانت‬ ‫املناخ الخصب لتوليد ميليشيا سيكون لها ال��دور األكبر‬ ‫مشروع الحزب في املنطقة‬ ‫في الحرب األهلية وتوترات املخيمات الفلسطينية‪ ،‬ومن هنا‬ ‫ً‬ ‫مشروعا جاء قرار طهران بإنشاء حزب الله في ظروف معقدة ساهم‬ ‫مشروع حزب الله في املنطقة لم يكن منذ بدايته إال‬ ‫ت�ق��وي�ض� ً�ي��ا ل �س �ي��ادة ال ��دول ��ة ال�ل�ب�ن��ان�ي��ة‪ ،‬ل �ك��ن امل�ح��اص�ص��ة‬ ‫السياسية واالنحيازات للكتل املعبرة عن الشارع اللبناني‬ ‫ورفع شعار املقاومة حوله من حزب سياسي إلى ميليشيا‬ ‫يؤكد استطالع للرأي أن‬ ‫مستقلة نجحت إلى حد كبير في تكريس مفهوم «الدولة‬ ‫داخل الدولة»‪ ،‬بل وتصديره إلى مناطق أخرى بهدف تكرار‬ ‫‪ % 85‬من الشعب الخليجي‬ ‫التجربة‪ ،‬وكان سبب هذا اإلهمال البتالع الحالة اللبنانية‬ ‫إسرائيل‬ ‫من قبل الحزب بسبب رفعه راي��ة املقاومة ضد‬ ‫يعتبر حزب الله وميليشيات‬ ‫إب��ان احتاللها لجنوب لبنان وم��ا تبع ذل��ك م��ن الضربات‬ ‫طهران السبب الرئيس وراء‬ ‫اإلسرائيلية في عام ‪.2006‬‬ ‫إن العودة إلى بدايات تأسيس حزب الله تجيب على السؤال‬ ‫سقط من عيون العرب‬ ‫تدهور األوضاع في املنطقة‬ ‫األهم الذي يتردد اليوم بعد القرار الخليجي ثم العربي بإدانة‬ ‫التحوالت الكبيرة التي يعيشها الحزب الذي سقط من عيون‬ ‫حزب الله وتصنيفه كمنظمة إرهابية محظورة‪ :‬هل تأخر‬ ‫العرب بعد موقفه املشني من الثورة السورية انعكست على‬ ‫القرار العربي تجاه «حزب الله»‪.‬‬

‫‪,,‬‬

‫‪,,‬‬

‫‪16‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬


‫اجملتمع اللبناني ومشروع «مقاومة» الحزب‬ ‫عندما‬

‫بقلم‪:‬‬ ‫طوني بدران‬

‫احلزب دأب‬ ‫على التغلغل‬ ‫يف املفاصل‬ ‫االسرتاتيجية‬ ‫للدولة‬

‫ق� ��ررت امل�م�ل�ك��ة ال �ع��رب �ي��ة ال�س�ع��ودي��ة‬ ‫تجميد هبتها للجيش اللبناني‪ ،‬ثم‬ ‫ومع دول مجلس التعاون والجامعة‬ ‫ال�ع��رب�ي��ة تصنيف ح��زب ال�ل��ه كمنظمة إره��اب�ي��ة‪،‬‬ ‫تعالت بعض األصوات لتعترض على اإلجراء الذي‬ ‫باملعاقبة الجماعية للدولة اللبنانية‪.‬‬ ‫وصفته ّ‬ ‫البعض حذر بأن من شأن تلك السياسة أن تدفع‬ ‫بلبنان كليا إلى الحضن اإليراني‪.‬‬ ‫في ال��واق��ع ه��ذا النوع من الحجج يتجاهل عالقة‬ ‫حزب الله بلبنان كدولة ومؤسسات‪ .‬فالحزب دأب‬ ‫على التغلغل في املفاصل االستراتيجية للدولة‪،‬‬ ‫والسيطرة على بعض مؤسساتها لتوظيفها في‬ ‫خدمة مشاريعه العسكرية واملالية‪ ،‬بحيث بات من‬ ‫الصعب الفصل بني االثنني‪.‬‬ ‫من املفيد في هذه السياق استحضار مقال كتبه‬ ‫ن��ائ��ب أم�ين ع��ام ال�ح��زب الشيخ نعيم ق��اس��م قبل‬ ‫تسع سنوات لصحيفة «النهار» اللبنانية يشرح‬ ‫فيه «كيف ينخرط باقي املجتمع في املقاومة؟»‬ ‫يعتبر الشيخ قاسم أن أحد األهداف وراء انخراط‬ ‫كامل املجتمع اللبناني في مشروع «املقاومة»‪ ،‬أي‬ ‫ح��زب الله‪ ،‬هو خلق ط��وق حماية للحزب‪« .‬فمن‬ ‫كان يطارد مجموعة املقاومة»‪ ،‬كما ّ‬ ‫فسر قاسم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫كثيرا ألنه سيواجه مجتمع املقاومة»‪.‬‬ ‫«سيتعب‬ ‫فحوى كالم قاسم بسيط جدا‪« :‬حزب الله يحمي‬ ‫نفسه وموقعه ف��ي لبنان عبر ت��وري��ط ك��ل لبنان‬ ‫بأفعاله‪ ،‬أكان عسكريا‪ ،‬ماليا‪ ،‬أم حتى دبلوماسيا»‪.‬‬ ‫تقوم العقيدة العسكرية لحزب الله على ما يسميه‬ ‫ثالثية «الجيش‪ ،‬الشعب‪ ،‬واملقاومة»‪ ،‬وقد فرضها‬ ‫على الحكومة اللبنانية‪ ،‬لتصبح جزءا من عقيدة‬ ‫الجيش اللبناني من ناحية التعاون مع «املقاومة»‬ ‫وتوفير الدعم لها‪.‬‬ ‫أما من ناحية دمج «الشعب» مع «املقاومة» فهذا‬ ‫يعني‪ ،‬عمليا‪ ،‬إنشاء مستودعات السالح وإقامة‬ ‫البنية التحتية العسكرية واللوجيستية للحزب‬ ‫ف��ي ال�ق��رى واألح�ي��اء اآله�ل��ة بالسكان‪ .‬وه��ذا كان‬ ‫ب ��دا واض �ح��ا ف��ي ح ��رب ‪ ،2006‬ع�ن��دم��ا ت�ب�ين أن‬ ‫البنية التحتية لحزب الله قائمة في وسط املناطق‬ ‫السكنية‪.‬‬ ‫ومنذ تلك الحرب‪ ،‬توسعت رقعة انتشار هذه البنية‬ ‫التحتية لتشمل مختلف أن�ح��اء ال�ب�لاد ليتحول‬ ‫إليران‪.‬‬ ‫لبنان بذلك إلى قاعدة صواريخ متقدمة ُ‬ ‫طوق الحماية الذي تكلم عنه الشيخ قاسم ترجم‬ ‫في أشغال حلفاء الحزب واملحسوبني عليه املواقع‬ ‫األكثر حساسية في املؤسسة العسكرية‪ ،‬مثل‬ ‫مخابرات الجيش‪.‬‬ ‫وم� �ن ��ذ ت ��دخ ��ل ال � �ح� ��زب ف� ��ي س� ��وري� ��ا ع �ل��ى وج��ه‬ ‫الخصوص‪ ،‬أصبح الجيش اللبناني يلعب دور‬ ‫ال��ردي��ف للحزب ولعملياته‪ .‬وق��د ه��ال الكثيرين‬ ‫مشهد انتشار عناصر الحزب إلى جانب عناصر‬

‫الجيش أث �ن��اء االش�ت�ب��اك��ات م��ع م�ن��اص��ري أحمد‬ ‫أسير في صيدا صيف ‪.2013‬‬ ‫ط�ب� ً�ع��ا‪ ،‬ن �ف��وذ ال �ح��زب ف��ي امل��ؤس �س��ات األم�ن�ي��ة ال‬ ‫يتوقف عند الجيش‪ ،‬ب��ل يتعداه إل��ى مؤسسات‬ ‫تعنى بالجمارك واألمن العام وغيرها من املراكز‬ ‫ال�ح�س��اس��ة‪ .‬ليس بسر أن ال�ح��زب يسيطر على‬ ‫مطار بيروت واملرفأ البحري‪ ،‬وقد تم الكشف في‬ ‫الصحافة اللبنانية عن العمليات غير الشرعية‬ ‫في املرفأ على نطاق مخيف‪ ،‬تحت إدارة الحزب‪،‬‬ ‫وفي غياب أي رقيب أو حسيب‪ .‬ال بل يستخدم‬ ‫ال�ح��زب املحسوبني عليه ف��ي امل��راك��ز املعنية في‬ ‫الدولة للتهرب من الرقابة‪.‬‬ ‫وه� ��ذا م �ج��رد م �ث��ال ب�س�ي��ط ع�ل��ى ت�ل��وي��ث ال�ح��زب‬ ‫لالقتصاد اللبناني‪ ،‬إذ إن العمليات تنتشر في‬ ‫جسم االقتصاد وكافة مؤسساته‪.‬‬ ‫تكفي اإلشارة إلى الالئحة السوداء لوزارة الخزينة‬ ‫األميركية لفهم مدى تفشي الحزب في االقتصاد‪،‬‬ ‫خصوصا لناحية تبييض األم��وال‪ ،‬التي لطخت‬ ‫القطاع املصرفي (وأدت إلى تصفية البنك اللبناني‬ ‫الكندي) كما والقطاع العقاري وحتى الخدماتي‪.‬‬ ‫أي باختصار‪ ،‬القطاعات الرئيسية لالقتصاد‬ ‫اللبناني‪.‬‬ ‫املدير املالي للحزب‪ ،‬عبد الله صفي الدين‪ ،‬قريب‬ ‫األمني العام حسن نصر الله‪ ،‬والذي يدير شبكة‬ ‫األعمال هذه التي أسسها عماد مغنية‪ ،‬متمركز‬ ‫ف��ي إي� ��ران‪ .‬وإل ��ى ح��د ك�ب�ي��ر‪ ،‬ي�ص��ح تشبيه دور‬ ‫وموقع حزب الله في لبنان بدور الحرس الثوري‬ ‫في إيران‪ ،‬عسكريا‪ ،‬واقتصاديا وسياسيا‪ .‬ففي‬ ‫نهاية املطاف‪ ،‬الحزب وليد الحرس الثوري وجزء‬ ‫منه‪.‬‬ ‫وهو كذلك امتداد عضوي إليران‪ ،‬التي باتت عبره‬ ‫تسيطر على بيروت‪ .‬من هنا‪ ،‬نفهم قرار اململكة‬ ‫ال�ع��رب�ي��ة ال�س�ع��ودي��ة رف�ض�ه��ا ت�م��وي��ل امل��ؤس�س��ات‬ ‫اللبنانية‪ .‬فهي م��ن خ�لال سحب دعمها‪ ،‬تكون‬ ‫تتخذ إجراءات بحق الحزب وداعميه‪ .‬االدعاء بأن‬ ‫هذه اإلج��راءات ستدفع بلبنان إلى حضن إيران‬ ‫يتعامى ع��ن حقيقة أن ح��زب ال�ل��ه وض��ع لبنان‬ ‫بالكامل في املعسكر اإليراني‪.‬‬ ‫والكالم بأن اإلجراءات العقابية قد تهدد استقرار‬ ‫البلد ككل هو في جزء كبير منه سطحي‪ .‬فكل‬ ‫ما تفعله هذه األصوات االحتجاجية التي تعلو من‬ ‫هنا وهناك ضد قرارات دول الخليج تجاه لبنان‬ ‫إنما تقوم بتوفير غطاء وحماية للحزب‪.‬‬ ‫فمن الواضح أن سعي حزب الله للسيطرة على‬ ‫مفاصل الدولة هو من أجل توريطها معه‪ .‬واملفارقة‬ ‫هي أن مقاربة املعترضني تساعد على انتشار‬ ‫املرض أكثر وتغلغله في الجسم اللبناني املريض‪.‬‬ ‫وهذا مما سيسبب في نهاية املطاف بتدمير لبنان‬ ‫اقتصاديا أو أمنيا <‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪15‬‬


‫ل �ل �ف��ت األن� �ظ ��ار ب �ع �ي��دا ع ��ن أن�ش�ط�ت��ه‬ ‫وطموحاته األخرى‪.‬‬ ‫ولم يبدأ اإلرهاب الذي يمارسه «حزب‬ ‫ال� �ل ��ه» ف ��ي م�ن�ط�ق��ة ال� �ش ��رق األوس� ��ط‬ ‫بأوامر من إيران في الحصول على‬ ‫جانب كبير من اهتمام زعماء الدول‬ ‫العربية إال في العقد األخير عندما‬ ‫اش �ت��دت ح��دة ح��رب�ه��م ب��ال��وك��ال��ة مع‬ ‫إي��ران‪ .‬ولكن في الفترة التالية على‬ ‫ان �ت �ف��اض��ات ال �ع��ال��م ال �ع��رب��ي‪ ،‬وه��ي‬ ‫ال �ف �ت��رة ال �ت��ي ع�م�ل��ت خ�لال �ه��ا دول‬ ‫الخليج على ال�ت�ع��اون معا لتعزيز‬ ‫االستقرار والسيطرة على اإلرهاب‪،‬‬ ‫يبدو أن أنشطة «حزب الله» األخيرة‬ ‫قد استفزتهم وتجاوزت الحدود‪.‬‬ ‫تتضمن ه��ذه االس �ت �ف��زازات كما‬ ‫يصوغها على نحو مثالي ديفيد‬ ‫ب� � ��والك م ��دي ��ر «م� �ن� �ت ��دى ف� �ك ��رة»‪:‬‬ ‫امل�س��اع��دات العسكرية املستمرة‬ ‫ل� �ل ��دي� �ك� �ت ��ات ��ور ال� � �س � ��وري ب �ش��ار‬ ‫األس��د‪ ،‬ودع��م املعارضة الحوثية‬ ‫ف��ي ال �ي �م��ن‪ ،‬وال �ع�ل�اق��ات ال��وث�ي�ق��ة‬ ‫م��ع خصم دول مجلس التعاون‬ ‫الخليجي الرئيسي وه��و إي��ران‬ ‫واملشاركة في اإلرهاب وعمليات‬ ‫التخريب والتجسس داخل معظم‬ ‫دول مجلس التعاون الخليجي‪.‬‬ ‫وم� � ��ن ج� �ه ��ة أخ � � � ��رى‪ ،‬ي � �ب� ��دو أن‬ ‫ال �س �ع��ودي�ين غ��اض �ب��ون للغاية‬ ‫ح� �ت ��ى أن � �ه ��م س� � ��وف ي��ذه �ب��ون‬ ‫أبعد من تصنيف «ح��زب الله»‬ ‫كتنظيم إره��اب��ي‪ .‬ف�م�ن��ذ مايو‬ ‫(أي� � ��ار) ‪ ،2015‬ك��ان��ت اململكة‬ ‫تفرض العقوبات على املواطنني‬ ‫اللبنانيني والشركات اللبنانية‬ ‫ال �ت��ي ي�ع�ت�ق��د أن �ه��ا ع �ل��ى صلة‬ ‫ب �ـ«ح ��زب ال �ل��ه» وم �ت��ورط��ة في‬ ‫توريد األسلحة‪ .‬وخالل الشهر‬ ‫امل��اض��ي ‪ ،‬علقت ال��ري��اض ما‬ ‫قيمته ‪ 4‬م�ل�ي��ارات دوالر من‬ ‫امل�س��اع��دات األم�ن�ي��ة لبيروت‪.‬‬ ‫ثم أعلنت اململكة أنها سوف‬ ‫تبدأ «مراجعة شاملة لعالقتها‬ ‫بالجمهورية اللبنانية»‪.‬‬

‫نصر الله يهاجم قرار السعودية‬ ‫وخالل خطاب متلفز في بداية الشهر الحالي‪ ،‬تحدث‬ ‫نصر الله ح��ول ه��ذه ال�ت�ط��ورات بالطريقة املتوقعة‬ ‫وهي شن الهجوم على السعودية‪ .‬وعلى نفس النحو‬ ‫املتوقع‪ ،‬أذاعت محطة «املنار» التلفزيونية تقريرا في‬ ‫أعقاب إعالن «حزب الله» كمنظمة إرهابية حاولت‬ ‫فيه األساءة للمملكة‪.‬‬ ‫ولكن ه��ذه امل�ح��اوالت البائسة س��وف تذهب سدى‬

‫‪14‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫في هذه املرحلة‪ .‬وفي النهاية‪ ،‬تم اإلقرار بأن «حزب‬ ‫ال �ل��ه» تنظيم إره��اب��ي وال�ن�ظ��ر إل�ي��ه ب��اع�ت�ب��اره دمية‬ ‫إيرانية وجماعة ال تعترف بشرعية الدول – سواء‬ ‫كانت إسرائيل أو لبنان أو سوريا ‪ -‬وأصبح ينظر له‬ ‫كجماعة مهددة للعالم العربي‪.‬‬ ‫ول �ك��ن ت��داع �ي��ات ه ��ذا اإلدراك س ��وف ت��ذه��ب أب�ع��د‬ ‫م��ن ق�ض�ي��ة «ح ��زب ال �ل��ه» وت�م�ت��د إل ��ى مشكلة دع��م‬ ‫امليليشيات في املنطقة برمتها التي كانت تحارب‬ ‫ذات ي� ��وم ال� �ع ��دو امل �ش �ت��رك وأص �ب �ح��ت ف ��ي ال �ي��وم‬ ‫التالي تحارب ال��داخ��ل‪ .‬لقد ك��ان ح��زب الله تنظيما‬ ‫إرهابيا عندما كان يستهدف الغربيني‪ ،‬وهو تنظيم‬ ‫إره��اب��ي اآلن ف��ي استهدافه للبنانيني وال�س��وري�ين‪.‬‬

‫وال �ش��يء نفسه يمكن أن ينطبق ع�ل��ى الكثير من‬ ‫الجماعات األخرى التي تعمل حاليا‪ .‬ومن ثم يجب‬ ‫ً‬ ‫على األنظمة الشرق أوسطية ومواطنيها أيضا أن‬ ‫يتخذوا من حالة «حزب الله» عبرة إذا كان هناك أمل‬ ‫في تحقيق السالم واألم��ن في املنطقة في األجيال‬ ‫القادمة<‬ ‫* مديرة برنامج الشرق األوسط بـ«معهد أبحاث‬ ‫السياسة الخارجية»‪ .‬تركز أبحاثها الحالية على توازن‬ ‫القوى اإلقليمية‪ ،‬بالد الشام ودول مجلس التعاون‬ ‫الخليجي‪ ،‬والسياسة األميركية في كليهما‪ .‬كما أنها‬ ‫من املحللني بمكتب الشرق األوسط بشركة االستشارات‬ ‫األسترالية «ويكيسترات»‪.‬‬


‫أصبح ادعاء نصر الله‬ ‫بالدفاع عن القضية‬ ‫الفلسطينية مثيرا للسخرية‬ ‫بعد استغاللها للفت األنظار‬ ‫بعيدا عن أنشطته األخرى‬

‫‪,,‬‬

‫الطويل لنشاطات حزب الله على مدار السنني أن‬ ‫هذا الهدف ليس محليا أو وطنيا‪ .‬فعلى الرغم من‬ ‫أن مكانة «ح��زب الله» كانت مستمدة أساسا من‬ ‫القطاع الشيعي في لبنان ال��ذي كان لديه تعاطف‬ ‫مشروع مع نظيره الفلسطيني‪ ،‬فمما ال شك فيه أن‬ ‫«حزب الله» تحول بعد نشأته مباشرة إلى صنيعة‬ ‫إيرانية‪ .‬واألهم من ذلك‪ ،‬لم يمثل العنف الذي مارسه‬ ‫«ح ��زب ال �ل��ه» ض��د إس��رائ �ي��ل وم�ص��ال�ح�ه��ا س��وى‬ ‫جانب صغير من نشاطاته اإلرهابية‪ .‬وكما قال‬ ‫ديفيد كوهني نائب وزير الخزانة لشؤون اإلرهاب‬ ‫واالستخبارات املالية في أغسطس (آب) ‪ 2012‬في‬ ‫تصريحات مختصرة حول تصنيف «حزب الله»‬ ‫إثر دعمه للنظام السوري‪:‬‬ ‫قبل الهجوم الذي شنه تنظيم القاعدة على الواليات‬ ‫املتحدة في سبتمبر (أيلول) ‪ ،2001‬كان «حزب الله»‬ ‫مسؤوال عن مقتل عدد من األميركيني في الهجمات‬ ‫اإلره��اب�ي��ة ي��زي��د على ضحايا هجمات أي��ة جماعة‬ ‫إره��اب�ي��ة أخ��رى‪ .‬ف��ي ال�ب��داي��ة ب��دأ «ح��زب ال�ل��ه» تنفيذ‬ ‫تفجيرات وعمليات خطف ف��ي لبنان ث��م توسعت‬ ‫حملة العنف لتصل إلى الساحة العاملية حيث نفذ‬ ‫ودعم هجمات إرهابية في أميركا الجنوبية‪ ،‬وجنوب‬ ‫شرقي آسيا‪ ،‬وأوروبا وغيرها من الدول في الشرق‬

‫‪,,‬‬

‫األوسط‪ .‬وأخيرا‪ ،‬رأينا عمليات للتنظيم في أذربيجان‬ ‫ومصر وتايالند وقبرص‪.‬‬

‫اإلرهاب العاملي‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬تم توثيق نطاق اإلرهاب العاملي الذي‬ ‫مارسه «حزب الله» في كتاب صدر في عام ‪2013‬‬ ‫م��ن تأليف م��ات ليفيت ب�ع�ن��وان‪« :‬ح��زب ال�ل��ه‪ :‬اآلث��ار‬ ‫العاملية لحزب الله اللبناني»‪ ،‬صور فيه ليفيت كيف‬

‫خطاب متلفز لنصر الله (غيتي)‬

‫مارس التنظيم العنف في جميع أنحاء العالم ألكثر‬ ‫من ثالثة عقود‪ .‬جدير بالذكر أن ممارسات التنظيم‬ ‫كانت أكثر ارتباطا بالطموحات الدولية اإليرانية من‬ ‫ارتباطها بقضية مقاومة إسرائيل‪ .‬وبالطبع عندما‬ ‫ننظر إلى إرهاب «حزب الله»‪ ،‬لن نكون بحاجة إلى‬ ‫النظر أبعد من لبنان نفسها التي كانت أكثر من عانى‬ ‫من أنشطة التنظيم‪.‬‬ ‫وحتى في ما يتعلق بالزاوية الفلسطينية وما يطلق‬ ‫عليه الدفاع عن قضيتهم‪ ،‬فإنه كان مستمدا أساسا‬ ‫من الخميني في إي��ران‪ .‬جدير بالذكر أن أول بعثة‬ ‫خ��ارج�ي��ة ت��زور الخميني ف��ي إي ��ران م��ا بعد ال�ث��ورة‬ ‫كانت بقيادة ياسر عرفات وإن كان ذلك الحدث لم‬ ‫يحظ باالهتمام ف��ي ذل��ك ال��وق��ت‪ .‬كما ك��ان الصراع‬ ‫ضد الشيطان األكبر والشيطان األصغر ‪ -‬الواليات‬ ‫املتحدة وإسرائيل على التوالي ‪ -‬من األولويات األولى‬ ‫للمرشد األع�ل��ى‪ ،‬كما سيصبح بعد ذل��ك بالنسبة‬ ‫للتنظيمات التابعة له‪ .‬وكما اتضح مع الوقت – خاصة‬ ‫على الساحة السورية ‪ -‬يتلقى مقاتلو «حزب الله»‬ ‫تعليماتهم مباشرة من طهران لدعم نظام األسد على‬ ‫حساب السوريني والعدد الالنهائي من الفلسطينيني‬ ‫في معسكر اليرموك بسوريا (على سبيل املثال)‪ ،‬أي‬ ‫أن «حزب الله» استغل ببساطة القضية الفلسطينية‬ ‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪13‬‬


‫في ‪ 2‬مارس (آذار) ‪ ،2016‬اعترفت كتلة مهمة من دول العالم العربي (أخيرا) بأن حزب الله منظمة إرهابية‪ ،‬حيث أعلنت دول‬ ‫«مجلس التعاون الخليجي» – الذي يتكون من اململكة العربية السعودية‪ ،‬واإلمارات‪ ،‬والكويت‪ ،‬والبحرين وقطر وعمان ‪ -‬عن‬ ‫قرارها بتصنيف امليليشيا اللبنانية الشيعية كجماعة إرهابية بناء على مشاركتها في «سلوكيات عدائية» في املنطقة‬ ‫وتهديدها «األمن الوطني العربي» عبر تهريب السالح‪ ،‬والحث على العنف‪ ،‬وتجنيد اإلرهابيني‪.‬‬

‫ملاذا استغرق اإلعالن الخليجي والعربي كل هذا الوقت؟ وملاذا اآلن؟‬

‫«حزب الله» منظمة إرهابية ‪ ..‬قرار تأخر ثالثة عقود‬ ‫على الرغم من أن زخم هذا القرار كان يتم‬ ‫الحشد له منذ بعض الوقت‪ ،‬إال أنه ما زال‬ ‫ينظر إليه باعتباره تصعيدا للخصومة‬ ‫اإلقليمية ب�ين ال ��دول العربية وخصمها الرئيسي‬ ‫دولة إيران‪.‬‬ ‫ولكن السؤال املهم هنا هو‪ ،‬ملاذا استغرق إعالن أن‬ ‫«حزب الله» هو الذئب املتنكر في ثياب الخروف كل‬ ‫هذا الوقت؟ واألهم من ذلك‪ ،‬ملاذا اآلن؟‬

‫الحقيقة باتت جلية‬ ‫تكمن اإلجابة في األزمات التي سادت العالم العربي‬ ‫ف��ي ال�ف�ت��رة ال�ت��ال�ي��ة ع�ل��ى االن�ت�ف��اض��ات ح�ي��ث ذهبت‬ ‫طموحات إيران التوسعية واملقلقة أبعد من أن يغض‬ ‫العالم العربي الطرف عنها وأصبح االدع��اء بالدفاع‬ ‫عن القضية الفلسطينية مثيرا للسخرية‪ ،‬كما دفعت‬ ‫االض�ط��راب��ات التي س��ادت ال �ش��وارع م��ن تونس إلى‬ ‫صنعاء النظم العربية إلى عودتها إلى التركيز على‬ ‫األمن وتضييق الخناق على كافة فصائل اإلرهابيني‬ ‫ومموليهم‪.‬‬ ‫ف��ي وق ��ت م��ن األوق � � ��ات‪ ،‬ك ��ان «ح� ��زب ال �ل��ه» يحظى‬ ‫بتأييد واس��ع في الشرق األوس��ط وشمال أفريقيا‬ ‫وك��ان ينظر إل��ى األم�ين العام للحزب‪ ،‬حسن نصر‬ ‫الله‪ ،‬باعتباره بطل العالم العربي إلى جانب صدام‬ ‫حسني وغيره‪ .‬وتزايدت مكانة الحزب في عام ‪2006‬‬ ‫في أعقاب الحرب التي خاضها ضد إسرائيل‪ .‬إذن‬ ‫ما الذي حدث؟ اتضح أخيرا ألغلبية العالم العربي أن‬ ‫«حزب الله» لم يكن حركة مقاومة وطنية اجتماعية‬ ‫ سياسية تستهدف قتال إسرائيل ‪ -‬وهي القضية‬‫التي كان يمكن لجميع دول املنطقة أن تلتف حولها‬ ‫ط��وال القرن العشرين ‪ -‬ولكنه مجرد دمية إيرانية‬ ‫خطرة تستمد آيديولوجيتها وتمويلها وتدريبها‬ ‫وامل� ��واد ال�ت��ي تحتاجها وتوجيهاتها م�ب��اش��رة من‬ ‫ط�ه��ران‪ .‬وعلى ال��رغ��م م��ن أن دول الخليج أصبحت‬ ‫أخ �ي��را ت�ع��ي ه��ذه الحقيقة ج�ي��دا ف��ي ض��وء حربها‬ ‫املستمرة بالوكالة مع إيران‪ ،‬كانت تلك الحقيقة جلية‬ ‫طوال الوقت‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫ففي بيان «حزب الله» في عام ‪ ،1985‬تعهد الحزب‬ ‫ب��وض��وح ب ��ال ��والء ل�ل�م��رش��د األع �ل��ى للجمهورية‬ ‫اإلسالمية الذي كان في ذلك الوقت هو آية الله روح‬ ‫الله الخميني وحث على إنشاء دولة إسالمية أكبر‬ ‫يقودها الخميني بمقتضى فكرة والي��ة الفقيه‪.‬‬ ‫وك��ان نصر الله نفسه يكرر دائما ه��ذه األفكار‬ ‫بداية من خطابه غير املؤرخ في أواخر الثمانينات‬ ‫وق�ب��ل أن يحتل منصبه ك��أم�ين ع��ام ل�ح��زب الله‬ ‫ووص��وال إل��ى آخ��ر خطبه املتلفزة في ‪ 2015‬في‬ ‫املؤتمر السنوي الثاني‪« :‬التجديد واالجتهاد عند‬ ‫اإلمام خامنئي»‪.‬‬ ‫وكانت إيران تدفع «حزب الله» باتجاه هذه األهداف منذ‬ ‫البداية‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬وخالل املؤتمر الرابع حول‬ ‫الفكر اإلسالمي في طهران في ‪ ،1986‬تم عقد عدد‬ ‫من االجتماعات املحورية بني رجال الدين اللبنانيني‬ ‫واإليرانيني للعمل على وضع دستور ملا يطلق عليه‬ ‫جمهورية لبنان اإلسالمية مشابه للدستور اإليراني‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن هذه الجمهورية‪ ،‬إذا ما نجحوا في‬ ‫تأسيسها‪ ،‬كانت لتهيمن على السلطة املحلية‪ ،‬فإنها‬ ‫كانت ستخضع إلى حد كبير لطهران‪.‬‬

‫الشرعية املزعومة‬ ‫خ�لال العقود التي تلت نشأة تنظيم «ح��زب الله»‪،‬‬ ‫ات�ض��ح الكثير ح��ول نشأته وطريقة عمله وصلته‬ ‫ب ��إي ��ران‪ ،‬ب ��داي ��ة م ��ن ت�ب�ن�ي��ه ل �ن �م��وذج ه�ي�ك�ل��ي شبيه‬ ‫ب�ن�م��وذج ال �ب��اس��دران يعتمد ع�ل��ى وج ��ود ميليشيا‬

‫‪,,‬‬

‫اتضح أخيرا ألغلبية العالم‬ ‫العربي أن «حزب الله» لم يكن‬ ‫حركة مقاومة وطنية ولكنه‬ ‫مجرد دمية إيرانية‬

‫‪,,‬‬

‫واشنطن‪ :‬تالي هلفونت *‬

‫الوالء للمرشد األعلى للجمهورية اإلسالمية‬

‫ودعم اجتماعي ونشاطات ثقافية وقوة اقتصادية‬ ‫وصوال إلى تدريبه العسكري األول��ي على يد قوات‬ ‫الباسدران في بعلبك قبل االنتقال إلى التدريب في‬ ‫إيران باإلضافة إلى تمويل إيران له ومده بالسالح‬ ‫لعقود طويلة وبقيمة وصلت إلى نحو ‪ 200‬مليون‬ ‫دوالر سنويا وفقا لتقديرات البنتاغون‪.‬‬ ‫ولكن جانبا كبيرا من الهالة املحيطة بنشأة «حزب‬ ‫الله» يرجع إلى الشرعية املزعومة لخطابه ونشاطاته‬ ‫ض��د إسرائيل باإلضافة إل��ى تحالفه م��ع الالجئني‬ ‫الفلسطينيني في لبنان في أواخر السبعينات وبداية‬ ‫الثمانينات‪ .‬وق��د عمل ال�غ��زو اإلس��رائ�ي�ل��ي ف��ي عام‬ ‫‪ 1982‬لجنوب لبنان ب�ه��دف ط��رد منظمة التحرير‬ ‫الفلسيطينية ع�ل��ى تحقيق ن�ت��ائ��ج غ�ي��ر مقصودة‬ ‫تضمنت تعزيز الشيعة اللبنانيني املهمشني الذين‬ ‫تحالفوا مع الفلسطينيني املهمشني أيضا وحملوا‬ ‫السالح معا ضد هذا املحتل األخير‪.‬‬ ‫يعكس بيان «حزب الله» هذه الخصومة التي بزغت‬ ‫في أعقاب غزو إسرائيل ويحدد خصومه بوضوح‪:‬‬ ‫ن�ن�ظ��ر إل ��ى إس��رائ �ي��ل ب��اع�ت�ب��اره��ا ش��رط��ي ال��والي��ات‬ ‫املتحدة في عاملنا اإلسالمي‪ .‬إنها العدو املكروه الذي‬ ‫تجب محاربته حتى يحصل من نكرههم على ما‬ ‫يستحقونه‪.‬‬ ‫وي� �ع ��د ه � ��ذا ال� �ع ��دو ال �خ �ط��ر األك� �ب ��ر ع �ل��ى األج� �ي ��ال‬ ‫املستقبلية وعلى مصير أرضنا خاصة وأنه يمجد‬ ‫فكرة االستيطان والتوسع التي ب��دأت في فلسطني‬ ‫وي�ت��وق إل��ى إق��ام��ة إس��رائ�ي��ل الكبرى التي تمتد من‬ ‫الفرات إلى النيل‪.‬‬ ‫نحن نفترض في معركتنا ضد إسرائيل أن الكيان‬ ‫الصهيوني هو كيان عنيف منذ نشأته وبني على‬ ‫أرض سرقت م��ن أصحابها وعلى حساب حقوق‬ ‫الشعب اإلسالمي‪ .‬ومن ثم فإن صراعنا لن ينتهي‬ ‫إال عندما يزول هذا الكيان‪.‬‬

‫محو إسرائيل من الخريطة‬ ‫وكما يتضح من ذلك الجزء‪ ،‬خلق «حزب الله» بعناية‬ ‫منذ نشأته ص��ورة ذهنية محددة لنفسه باعتباره‬ ‫جماعة مقاومة لبنانية تستهدف محو إسرائيل من‬ ‫الخريطة‪.‬‬ ‫ولكن يمكننا أن نستنتج من النظر إل��ى املنحنى‬


‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪11‬‬


‫الالجئون في اليونان‬ ‫أحد األطفال من الالجئني العرب ‪ -‬وجلهم من سوريا‬ ‫وال �ع��راق ‪ -‬ب��ال�ي��ون��ان يلهو بصحيفة وس��ط امل��ارة‬ ‫بمخيم مؤقت قرب ميناء أثينا (غيتي)‬

‫‪10‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬


‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪9‬‬


‫أوباما وزوجته يحتفالن بعيد الفصح‬ ‫األخير هلما في البيت األبيض‬ ‫الرئيس باراك أوباما وزوجته ميشيل يحتفالن مع بعض املواطنني‬ ‫بعيد الفصح السنوي في البيت األبيض بواشنطن (غيتي)‬

‫‪8‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬


‫حينما‬

‫املستقبل العربي‪:‬‬ ‫وحدة عربية‪..‬‬ ‫وحدة اقتصادية‬ ‫أم فيدرالية؟‬

‫للتفاعل مع الكاتب يرجى ارسال‬ ‫تعليقاتكم على الربيد اإللكرتوني‬ ‫‪editorial@majalla.com‬‬

‫ننظر إلى الواقع العربي وإلى تاريخ‬ ‫أح�ل�ام ��ه س �ن �ج��د أن ح �ل��م ال ��وح ��دة‬ ‫العربية ك��ان عصر األربعينات‪.‬ثم‬ ‫جاءت اآليديولوجيات والثورات لتفرض الوحدة‬ ‫بني البعث والناصرية وبني مصر وسوريا فقط‪،‬‬ ‫وكان طموح الدولتني أن تتوسع هذه الوحدة بعد‬ ‫ذل��ك لتضم ال �ع��راق وغ�ي��ره��ا م��ن ال� ��دول العربية‬ ‫الثورية‪ ،‬ولم يتحقق هذا الحلم بل انتهى في ‪28‬‬ ‫سبتمبر (أي�ل��ول) ‪ 1961‬باالنفصال ب�ين مصر‬ ‫وسوريا‪.‬‬ ‫واختارت الدول العربية أن يعيش كل منها على‬ ‫حدة دون مشروعات مشتركة أو أحالم بينها‪.‬‬ ‫واآلن هل من املمكن أن نذهب من األحالم صعبة‬ ‫التحقيق إلى تفكير ومشروعات واقعية لتعاون‬ ‫بني الدول العربية‪ .‬وهل من املمكن أن نضع أمامنا‬ ‫نموذج «املجموعة األوروبية» التي خلقت تعاونا‬ ‫اق�ت�ص��ادي��ا يقترب خ�ط��وة بخطوة نحو ال��وح��دة‬ ‫االقتصادية التي تحقق جزء منها بوحدة العملة‬ ‫(اليورو)‪.‬‬ ‫إذا ذهبنا إلى واقع العالقات بني الدول األوروبية‪،‬‬ ‫سنجد أن ما يربط فرنسا بأملانيا قليل جدا لغة‬ ‫وث�ق��اف��ة وم��ا ي��رب��ط ال��دول�ت�ين بإيطاليا ه��و أيضا‬ ‫محدود جدا وهذا ينطبق على بقيه الدول أعضاء‬ ‫املجموعة األوروبية‪ .‬ولكن لغة العقل والحسابات‬ ‫االق� �ت� �ص ��ادي ��ة أوص �ل �ت �ه��م إل� ��ى «ال� � �ي � ��ورو» وإل ��ى‬ ‫تسهيالت جمركية‪.‬‬ ‫وإذا ذهبنا إلى نموذج أو النماذج العربية سنجد‬ ‫أن وحدة اللغة والثقافة قائمة ال شك فيها ويمثل‬ ‫نموذجا عكسيا مل��ا يربط مثال فرنسا وأملانيا‬ ‫وإيطاليا‪.‬‬ ‫وإذا تخيلنا أن التعاون العربي يمكن أن يتقدم‬ ‫على مراحل فإننا سنجد مثال أن العالقات بني‬ ‫دول الخليج ال�ت��ي نجحت ف��ي خ�ل��ق مؤسسات‬ ‫ت�ع��اون بينها تسمح ب��أن تخلق نموذجا بينها‬ ‫وبني اململكة العربية السعودية صالحا للتطبيق‬ ‫والتنفيذ‪.‬‬ ‫ويجب علينا أن نتوقف أمام التحالف العسكري‬ ‫الذي نجحت اململكة العربية السعودية في إقامته‬ ‫م��ع ب�ع��ض ال� ��دول ال�ش�ق�ي�ق��ة ل�ل�ت�ص��دي للفوضى‬ ‫والتطرف الذي فجره الحوثيون وأنصار عبد الله‬ ‫صالح في اليمن‪.‬وسيأتي يوم تسمح العالقة بني‬ ‫اململكة العربية السعودية ودول الخليج واليمن‬ ‫بإقامة مجموعة لتتعاون مع بعضها وخلق قوة‬ ‫تفرض نفسها على األرض‪.‬‬ ‫وإذا اتجهنا جغرافيا إلى سوريا ولبنان العراق‬ ‫سنجد أن الصورة الحالية أقرب إلى حرب أهلية‬ ‫داخلها ومن بينها وإذا خرجت يوما نخبه من‬ ‫العقالء ب��ال��دول الثالث ليتساءلوا م��اذا يربطنا؟‬

‫سيأتي ال��رد ب�لا ن��زاع يربطنا الكثير ج��دا‪ ،‬أما‬ ‫الحروب األهلية داخلهم فهي نتيجة عدم الوعي‬ ‫بالنظرة املستقبلية التي تحمل األمل في مضمون‬ ‫ونتائج وثمار التقارب‪ ،‬وبنفس الوعي سيكتشف‬ ‫شعوب ال��دول الثالث النتائج الكارثية الستمرار‬ ‫الصراع والصدام بينهم‪.‬‬ ‫ومن حقنا بعد ذلك أن نذهب بخيالنا إلى تقارب‬ ‫وت �ع��اون آخ ��ر ب�ين امل�ج�م��وع��ة األول� ��ى ال�س�ع��ودي��ة‬ ‫واإلمارات واليمن واملجموعة الثانية سوريا ولبنان‬ ‫والعراق‪.‬‬ ‫واآلن ننتقل جغرافيا إل��ى منطقة أخ��رى مصر‬ ‫والسودان وليبيا العالقة بني مصر وليبيا ليست‬ ‫فقط مسألة جوار مالصق بل إنها عالقة يربطها‬ ‫النظرة الواقعية لألمن القومي‪ .‬وبالنظر إلى أخطار‬ ‫التطرف واإلره ��اب ال��ذي غ��زا ليبيا وف��رض على‬ ‫الطرفني (مصر وليبيا) نوعا من التعاون األمني‬ ‫والعسكري‪.‬‬ ‫وحينما ننظر إل��ى امل�ل�ي��ون و‪ 600‬أل��ف مصري‬ ‫الذين يعملون بليبيا في حني أن الليبيني ككل ال‬ ‫يزيد عددهم على ستة ماليني نسمه ونوضح أنه‬ ‫رغم األحداث األخيرة فإنه لم يعد إلى مصر سوى‬ ‫‪ 5‬آالف شخص فقط‪ ،‬وبالنظر أيضا إلى األعداد‬ ‫الهائلة من الليبيني الذين يعيشون في اإلسكندرية‬ ‫سنفهم معنى العيش املشترك‪.‬‬ ‫وحينما نتذكر كيف أن القيادة املصرية اتخذت‬ ‫يوما ما قرارها بأن تذهب بقواتها لضرب «داعش»‬ ‫داخ��ل األراض ��ي الليبية بعد أن ارت�ك�ب��وا جرائم‬ ‫ل��ن تنسى باغتيال جبان ملصريني أق�ب��اط على‬ ‫األراض��ي الليبية‪ ،‬وكان ذلك في تحرك عسكري‬ ‫سريع وفعال‪ ،‬وكان ضرب «داعش» لصالح مصر‬ ‫وليبيا في آن واحد‪.‬‬ ‫وإذا انتقلنا إل ��ى م�ص��ر وال� �س ��ودان فلسنا في‬ ‫احتياج ونحن نقيم عمق الروابط التاريخية بينهم‬ ‫إال أن ننظر إلى املاضي القريب حينما كان ملك‬ ‫مصر هو «ملك مصر والسودان»‪.‬‬ ‫إذن الجغرافيا والتاريخ والواقع بني ليبيا ومصر‬ ‫وال�س��ودان تجعل منها مجموعة ثالثة يمكن أن‬ ‫تنضم إلى املجموعة األولى والثانية‪.‬‬ ‫أما املجموعة الرابعة التي ستنضم إلى املجموعة‬ ‫األولى والثانية والثالثة وهذه املجموعة ستشمل‬ ‫الجزائر وتونس واملغرب التي ارتبطت ببعضها‬ ‫البعض بعالقات تنظيمية ومؤسسية‪.‬‬ ‫فعال إن ما نقوله عن هذه األح�لام األربعة ليس‬ ‫مستحيال ولكنه في احتياج إلى وعي عربي وأمل‬ ‫عربي وإرادة عربية لتحقيق «مشروع الواليات‬ ‫املتحدة العربية‪« .»..‬أو االتحاد الفيدرالي العربي»‪،‬‬ ‫وحينئذ يمكننا أن نفتخر أمام العالم أجمع بأننا‬ ‫قادرون على أحالم ذكية وطموحة‪.‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪7‬‬


‫«كيدل»‪ ..‬محرك‬ ‫بحث جديد خاص‬ ‫باألطفال‬ ‫الدوحة‪ :‬يقلق األهل عادة‬ ‫عندما يجلس أطفالهم‬ ‫على أجهزة الكومبيوتر‪،‬‬ ‫ويستخدمون شبكة اإلنترنت‬ ‫ب�ش�ك��ل ع �ش��وائ��ي‪ ،‬ف �م��ع وج ��ود‬ ‫م �ح��رك��ات ب �ح��ث م �ث��ل «غ��وغ��ل»‬ ‫أو «بينغ» أو «ياهو»‪ ،‬يمكن ألي‬ ‫طفل الوصول إلى أي محتوى قد‬ ‫يكون غير مناسب لعمره‪.‬‬ ‫وه�ن��ا ي��أت��ي دور م�ح��رك البحث‬ ‫«ك� �ي ��دل» (‪ )kiddle‬املخصص‬ ‫ك �ل �ي��ا ل �ل�أط � �ف ��ال‪ ،‬ح� �ي ��ث ي�م�ك��ن‬ ‫لألهل جعل صفحة هذا املحرك‬ ‫ال� �ص� �ف� �ح ��ة االف� � �ت � ��راض� � �ي � ��ة ف��ي‬ ‫متصفحات اإلن�ت��رن��ت بأجهزة‬ ‫أطفالهم‪.‬‬ ‫وت� ��م ت�ص �م�ي��م م �ح��رك «ك �ي��دل»‬ ‫بحيث يظهر نتائج بحث صديقة‬ ‫ل�ل�أس��رة‪ ،‬وي�ص�ف��ي امل��واق��ع ذات‬ ‫املحتوى السيئ أو الخادع‪ ،‬حيث‬ ‫ي �ع �م��ل ع �ل��ى اخ� �ت� �ي ��ار وف �ح��ص‬ ‫النتائج ليعرض املناسب منها‬ ‫ل�لأط�ف��ال ب�ط��ري�ق��ة س�ه�ل��ة الفهم‬ ‫واالس � �ت � �ي � �ع� ��اب م � ��ع اس� �ت� �خ ��دام‬ ‫الصور املعبرة بأسلوب واضح‪.‬‬ ‫ي��ذك��ر أن ه ��ذا امل �ح��رك ال ي��دع��م‬ ‫ال �ع��رب �ي��ة ب �ش �ك��ل ك ��ام ��ل‪ ،‬ف��رغ��م‬ ‫أنه يدعم البحث باللغة العربية‪،‬‬ ‫ف��إن نتائج البحث ستظهر في‬ ‫معظمها باللغة اإلنجليزية‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫صحف أميركية‪ :‬اختطاف الطائرة‬ ‫يجدد اخملاوف من مطارات مصر‬

‫أقارب بعض ركاب الطائرة املصرية التي اختطفت‬ ‫إلى قبرص نهاية مارس املاضي ينتظرون ذويهم بمطار القاهرة الدولي‬

‫واشنطن‪ :‬تناولت صحف أميركية حادثة اختطاف‬ ‫ط��ائ��رة م�ص��ري��ة إل ��ى ق �ب��رص ف��ي ‪ 29‬م ��ارس (آذار)‬ ‫املاضي‪ ،‬وألقت الضوء على أمن املطارات في مصر‬ ‫وتأثير االخ�ت�ط��اف��ات املتتالية على السياحة فيها‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى تاريخ اختطاف الطائرات في العالم‪ ،‬واالنخفاض امللحوظ‬ ‫في حوادث االختطاف‪ .‬ونشرت «واشنطن بوست» تقريرا عن‬ ‫تجدد املخاوف محليا وعامليا بشأن أمن املطارات املصرية بعد‬ ‫اختطاف الطائرة املصرية‪ ،‬قائلة إن هذا االختطاف جاء في أسوأ‬ ‫األوقات بالنسبة ملصر‪ ،‬ووجه ضربة أخرى لالقتصاد املصري‬ ‫املتعب أصال‪ ،‬وملساعيه الستعادة‬ ‫ال� � �س� � �ي � ��اح وامل� �س� �ت� �ث� �م ��ري ��ن‬ ‫األجانب‪ .‬وأضافت أنه رغم‬ ‫أن امل � �س� ��ؤول �ي�ن امل �ص��ري�ي�ن‬ ‫ن �ف��وا أن ي �ك��ون «اإلره � � ��اب»‬ ‫دافعا لالختطاف‪ ،‬وأن جميع‬ ‫ال��رك��اب أف ��رج عنهم م��ن دون‬ ‫إص � ��اب � ��ات‪ ،‬ف ��إن ��ه ك � ��ان ه �ن��اك‬ ‫ن ��وع م ��ن اإلح� �س ��اس ب��ال�ق�ل��ق‪،‬‬ ‫خ �ص��وص��ا أن ح ��ادث ��ة تحطم‬ ‫ال�ط��ائ��رة ال��روس�ي��ة بسيناء في‬ ‫أكتوبر (تشرين األول) املاضي‬ ‫ال تزال في األذهان‪.‬‬ ‫وأش � � ��ارت إل� ��ى أن ال �س �ل �ط��ات‬ ‫امل � �ص� ��ري� ��ة ‪ -‬وم � �ن� ��ذ ت �ف �ج �ي��ر‬ ‫الطائرة الروسية ‪ -‬سعت لتعزيز‬ ‫أمن مطاراتها‪ ،‬بما في ذلك استئجار‬

‫شركات استشارية الستعادة الثقة باألمن فيها‪ ،‬لكن «واشنطن‬ ‫تايمز» قالت إن االختطاف األخير سيزيد الضغوط على القاهرة‬ ‫ملراجعة نظمها األمنية‪ ،‬خصوصا أنها رفضت عرضا روسيا‬ ‫باملساعدة على تعزيزها‪.‬‬ ‫وذك��رت «واشنطن بوست» أيضا أن وزي��ر الخارجية املصري‬ ‫س��ام��ح ع��اش��ور ك��ان ق��د أع�ل��ن ق�ب��ل ش�ه��ر م��واف�ق��ة م�ص��ر على‬ ‫ت��وص�ي��ات أمنية روس�ي��ة مل�ط��ارات�ه��ا‪ ،‬وأن وزي��ر النقل ال��روس��ي‬ ‫ماكسيم سوكولوف أعلن األسبوع املاضي أنه سيقوم بتشغيل‬ ‫خبراء أمنيني روس باملطارات املصرية‪ ،‬األمر الذي دفع املراقبني‬ ‫إلى توقع رفع الحظر الروسي عن سفر الطائرات الروسية ملصر‪.‬‬ ‫وأوضحت أن هذه التوقعات توقفت بعد أن رفض رئيس مجلس‬ ‫إدارة شركة مطارات القاهرة واألقصر ومنتجعات البحر األحمر‪،‬‬ ‫عادل محجوب ‪ -‬بعد يوم واحد من تصريح سوكولوف ‪ -‬فكرة‬ ‫األخير‪ ،‬واصفا إياها بأنها تنتهك السيادة املصرية‪.‬‬ ‫وعلقت الصحيفة بأن الرفض املصري للعرض الروسي يعكس‬ ‫م��دى مقاومة القاهرة تبني معايير عاملية م��ن ال��درج��ة األول��ى‬ ‫ألمن مطاراتها رغم خطورة الحوادث التي جرت فيها‪ ،‬وشوهت‬ ‫صورتها بصفتها دولة جاذبة للسياح‪.‬‬ ‫ونقلت عن أحد املسؤولني األمنيني املصريني (طلب عدم ذكر‬ ‫اس�م��ه) أن�ه��م ل��ن يتخلوا ع��ن دوره ��م ل�ق��وى خ��ارج�ي��ة «لتحديد‬ ‫مصيرهم ومصير بالدهم وشعبهم وجيشهم»‪.‬‬ ‫ك�م��ا ن�ق�ل��ت ع��ن ال �ب��اح��ث ف��ي ش ��ؤون األم ��ن ب��امل��رك��ز اإلق�ل�ي�م��ي‬ ‫ل�ل��دراس��ات االستراتيجية ف��ي ال�ق��اه��رة‪ ،‬أحمد كمال البحيري‪،‬‬ ‫تأكيده أن مصر لديها مشكلة حقيقية ف��ي إج ��راءات سالمة‬ ‫الطيران‪ ،‬وأن ذلك يتطلب تدابير كثيرة‪ ،‬بينها استئجار شركات‬ ‫عاملية على أسس منتظمة لتقييم األوضاع األمنية باملطارات‪.‬‬


‫وزير الثقافة املصري السابق يدعو في حوار مع‬

‫لتجديد الخطاب الديني‬

‫جابر عصفور‪ :‬حالة الحرية‬ ‫في دول الربيع «مرتبكة»‬ ‫القاهرة‪ :‬أحمد سالم‬ ‫ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي‬ ‫األمير محمد بن سلمان ووزير الدفاع‬ ‫األميركي أشتون كارتر في لقاء سابق‬ ‫عقد في بروكسل فبراير املاضي (أ ف ب)‬

‫«الغارديان»‪« :‬داعش» ال‬ ‫يستطيع إقامة «دولة» في‬ ‫مدن أوروبية‬ ‫لندن‪ :‬قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إنه «في‬ ‫الوقت الذي تبكي فيه بروكسل الضحايا الذين سقطوا‬ ‫خالل الهجمات األخيرة‪ ،‬واستعاد فيه النظام السوري‬ ‫مدينة تدمر األثرية من أيدي تنظيم داعش‪ ،‬ومع العنف الذي ضرب‬ ‫الهور الشهر املاضي‪ ،‬علينا التوقف للتمعن في هذه التنظيمات‬ ‫اإلرهابية التي تضرب الغرب ودول الشرق األوس��ط وأفريقيا‬ ‫وآسيا منذ أكثر من عقد من الزمان»‪.‬‬ ‫وأوضحت الصحيفة أن «ه��ذه األح��داث تعلمنا أنه ليست هناك‬ ‫صعوبة في القضاء على ع��دو واح��د منظم؛ بل على مجموعة‬ ‫متزايدة من املنظمات التي يربط بعضها بعضا عالقات معقدة»‪.‬‬ ‫وأضافت الصحيفة أن «(جماعة األحرار)‪ ،‬الجناح املتطرف الذي‬ ‫أعلن مسؤوليته عن تفجيرات الهور في املتنزه‪ ،‬قد تشترك في‬ ‫آيديولوجيتها مع (القاعدة) وتنظيم داعش‪ ،‬إال أنها ال تعد ً‬ ‫فرعا‬ ‫من أي منهما»‪ .‬وأش��ارت الصحيفة إلى أن «تنظيم داع��ش لديه‬ ‫كثير من املؤيدين في برمنغهام أو غيرها من املدن األوروبية‪،‬‬ ‫إال أنه ال يستطيع أن يقيم (دولة الخالفة) من أي مدينة أوروبية؛‬ ‫سواء أكانت برمنغهام أم ليون أو هامبورغ»‪.‬‬ ‫وأردف� ��ت الصحيفة أن «ال�ت�ن�ظ�ي��م ي�ح�ت��اج إل��ى م�ك��ان ف��ي مركز‬ ‫الحضارة اإلسالمية التاريخية‪ ،‬و(ال��دول��ة) إن ل��م تستطع سن‬ ‫القوانني وفرض رسوم على التجارة‪ ،‬فستكون دولة ال معنى لها»‪.‬‬ ‫وختمت الصحيفة بالقول إن التنظيم «خسر كثيرا من األراضي‬ ‫التي كانت تحت سيطرته في العراق وسوريا‪ ،‬كما أنه لم يخسر‬ ‫فقط األرض؛ بل القوة العسكرية‪ ،‬والتمويل‪ ،‬وكثيرا من قادته‬ ‫الرئيسيني»‪.‬‬

‫أكد الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة املصري‬ ‫ال�س��اب��ق وامل�ف�ك��ر امل�ع��روف أن ح��ال��ة ال�ح��ري��ة في‬ ‫بالده «مرتبكة»‪ ،‬وقال إن السبب في هذا األمر‬ ‫ه��و «األم � ��ن»‪ ،‬م��وض�ح��ا أن االت �ه��ام��ات ال�ت��ي ت��وج��ه لبعض‬ ‫املثقفني ك��ازدراء األدي��ان املقامة ضد عدد منهم تتعارض‬ ‫مع الدستور الذي ينص على أنه ال مساس بالحرية وال توجد‬ ‫عقوبات سالبة ألي مثقف‪.‬‬ ‫والتقى عصفور‪ ،‬ضمن وفد من املثقفني املصريني‪ ،‬الرئيس‬ ‫عبد الفتاح السيسي‪ ،‬الشهر املاضي‪ ،‬ودع��ا خالل حواره‬ ‫لـ«املجلة» ملواجهة الفكر املتطرف عن طريق اتباع العقالنية‬ ‫ومتابعة العصر الحديث وفتح باب االجتهاد على مصراعيه‬ ‫مرة أخرى لتجديد الخطاب الديني بشكل عام على املستوى‬ ‫الدولي‪.‬‬ ‫وأكد املفكر ووزير الثقافة السابق أن ‪ 25‬يناير ‪ 2011‬ثورة‬ ‫عظيمة‪ ،‬ولوالها ما كانت ‪ 30‬يونيو ‪.2013‬‬ ‫وإلى أهم ما جاء في الحوار‪..‬‬ ‫> في البداية‪ ..‬كيف ترى حالة الحرية في مصر اآلن؟‬ ‫ أنا أعتقد أنها حالة مرتبكة ‪ -‬كغيرها من دول الربيع ‪-‬‬‫وأننا في مصر تحديدا لم نصل بعد إلى الدرجة املطلوبة‬ ‫م��ن ال�ح��ري��ة‪ .‬ك��ان لدينا أم��ل بعد ث��ورت��ي ‪ 25‬يناير و‪30‬‬ ‫يونيو (حزيران) أن نكون دخلنا في إطار الحرية‪ ،‬وهذا‬ ‫يرجع أوال ألننا أكملنا خريطة الطريق‪ ،‬وتشكل مجلس‬ ‫النواب‪ ،‬لكن من الواضح أن هناك عوامل متعددة تحول‬ ‫دون وجود الحرية بمعناها الكامل‪ .‬املعنى الذي أقصده‬ ‫على وجه التحديد هو املعنى الفكري‪ .‬فنحن ال نزال نفاجأ‬ ‫بمجموعة من ال��دع��اوى تنطلق بحق مفكرين ومثقفني‬ ‫تتهمهم ب ��ازدراء األدي ��ان‪ ،‬وت�ك��ون النتيجة ه��ي محاكمة‬ ‫هؤالء املثقفني بتهمة ازدراء األديان‪ ،‬والغريب‬ ‫أنها تهمة تتعارض مع الدستور‪ ،‬الذي ينص‬ ‫على أن��ه ال مساس بالحرية وأن��ه ال توجد‬ ‫عقوبات سالبة ألي مثقف‪.‬‬ ‫> أشرت إلى أن حالة الحرية في مصر‬ ‫مرتبكة‪ ،‬لو حددنا في نقاط الجهات‬ ‫املسؤولة عن ارتباك حالة الحرية في‬ ‫مصر برأيك؟‬ ‫ ب�لا ش��ك األم ��ن‪ ..‬فحتى اآلن‬‫هناك أن��اس نسمع أنهم‬ ‫ذهبوا إلى السجن وال‬

‫نعرف مل��اذا‪ .‬هناك حتى اآلن مجموعة كبيرة من الشباب‬ ‫موجودون في السجون‪ ،‬وهم موجودون في السجون بتهمة‬ ‫االعتراض على قانون التظاهر‪ .‬قانون التظاهر نفسه قانون‬ ‫معيب‪ ،‬وينبغي أن ي��راج��ع م��رة أخ��رى م��ن مجلس النواب‬ ‫الجديد‪.‬‬ ‫> من وجهة نظرك ما النقاط التي يجب أن تسير‬ ‫ع�ل�ي�ه��ا م�ص��ر ل�ت�ج��دي��د ال �خ �ط��اب ال��دي �ن��ي مل��واج�ه��ة‬ ‫الجماعات املتطرفة ليس محليا فقط ول�ك��ن على‬ ‫املستويني الدولي واإلقليمي؟‬ ‫ أوال العقالنية‪ ..‬ثم متابعة العصر الحديث دون تردد‪ .‬ثم‬‫فتح باب االجتهاد على مصراعيه مرة أخرى‪.‬‬ ‫> طوال الوقت هناك جدل في األوساط العامة حول‬ ‫‪ 25‬يناير ما بني ثورة أو مؤامرة؟‬ ‫ أنا رأيي بالتأكيد أنها ث��ورة‪ .‬وأنا كنت وزي��را وأداف��ع عن‬‫الشبان الثائرين في مجلس ال��وزراء وأرى أنهم أبطال وأن‬ ‫دم��اءه��م الزكية ال�ت��ي أري�ق��ت ف��ي م�ي��دان التحرير ه��ي التي‬ ‫حررت مصر وهي التي قادت بعد ذلك إلى ثورة ‪ 30‬يونيو‪.‬‬ ‫فلوال ‪ 25‬يناير ملا كانت ‪ 30‬يونيو‪.‬‬ ‫> وما مالحظاتك عليها؟‬ ‫ أنها فتحت «البالعات»‪ ،‬فأخرجت كل املادة املتقيحة‪..‬‬‫ه��ذه امل��ادة املتقيحة التي خرجت ك��ان ال ب��د للثوار أن‬ ‫ينظموا أنفسهم‪ ،‬ليس بمجرد ما انتهت الثورة تركوا‬ ‫الحكاية‪ ،‬هم قالوا نريد إسقاط النظام‪ .‬وأسقط النظام‪..‬‬ ‫م��اذا فعلت بعد ذل��ك؟ لألسف تركت ال�ث��ورة بتدخالت‬ ‫عجيبة ل��م تتكشف كلها حتى اآلن‪ ،‬إل��ى أن أصبحت‬ ‫الثورة ومصر فريسة سهلة لجماعة اإلخوان املسلمني‪.‬‬ ‫> هناك من يتساءل عما إذا ك��ان مبارك يستحق‬ ‫ما حدث له؟‬ ‫ ال أعرف‪ ..‬أنا لدي نوع من التعاطف مع هذا الرجل‪،‬‬‫ألنني كنت أعرفه‪ ،‬وهو عالجني مرتني‪ .‬فعندي‬ ‫قدر من التعاطف اإلنساني معه‪ ،‬لكن ال شك‬ ‫أن ما ارتكبه في حق مصر أكبر بكثير جدا‬ ‫م��ن أن ي��وص��ف ب��أن��ه ج��رائ��م‪ ،‬ألن ‪ 30‬سنة‬ ‫أنت كنت في حالة من التدهور املستمر‪..‬‬ ‫ال ت��وج��د وزارة م��ن وزارات ه��ذا البلد وال‬ ‫مؤسسة من مؤسساتها إال وقد انهارت‬ ‫وانحدرت إلى أقصى درجة‪،‬‬ ‫ح � �ت ��ى ال� �ت� �ع� �ل� �ي ��م‪..‬‬ ‫مستويات التعليم‬ ‫ع�ن��دك ف��ي مصر‬ ‫جابر عصفور‬ ‫في حالة بائسة‪.‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪5‬‬


‫ً‬ ‫يعقد أول اجتماع له في ‪ 20‬أبريل الحالي تزامنا مع زيارة أوباما للرياض‬

‫تأسيس مجلس خليجي ‪ -‬أميركي مشترك ملكافحة اإلرهاب‬ ‫واشنطن‪ :‬هبة القدسي‬ ‫أعلن وزير الدفاع األميركي آشتون كارتر عن تشكيل مجلس‬ ‫أميركي ‪ -‬خليجي‪ ،‬أع�ض��اؤه وزراء ال��دف��اع‪ ،‬وذل��ك لتنسيق‬ ‫الجهود ملكافحة اإلرهاب‪ ،‬مضيفا أن املجلس سيعقد اجتماعه‬ ‫األول في ‪ 20‬أبريل (نيسان) الحالي في العاصمة السعودية الرياض‪،‬‬ ‫وذلك قبل يوم من مشاركة الرئيس األميركي باراك أوباما في اجتماعات‬ ‫قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي تستضيفها الرياض‪.‬‬ ‫وأضاف كارتر أنه تحدث مع األمير محمد بن سلمان‪ ،‬ولي ولي‬ ‫العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي‪،‬‬ ‫ف��ي مكاملة هاتفية الشهر امل��اض��ي لبحث آلية املجلس وأعماله‪،‬‬ ‫مشيرا إلى أن تشكيل هذا املجلس بني على الجهود التي خرج‬ ‫بها اجتماع وزراء الدفاع في بروكسل في فبراير (شباط) املاضي‪،‬‬ ‫إضافة إلى أنه يعزز من الشراكة القوية مع وزراء دفاع دول مجلس‬ ‫التعاون الخليجي‪ ،‬بما يتيح مناقشة الجهود املشتركة التي تم‬

‫االلتزام بها في اجتماعات كامب ديفيد في مايو (أيار) املاضي‪.‬‬ ‫م��ن ج �ه��ة أخ � ��رى‪ ،‬ق ��ال ب�ي�ت��ر ك� ��وك‪ ،‬امل �ت �ح��دث ال �ص �ح��اف��ي ب��اس��م‬ ‫البنتاغون‪ ،‬إن وزير الدفاع األميركي ثمن خالل اتصاله الهاتفي‬ ‫باألمير محمد ب��ن سلمان‪ ،‬مساهمات السعودية ف��ي مواجهة‬ ‫تنظيم داع��ش‪ ،‬وناقش معه سبل مكافحة العنف والتطرف في‬ ‫املنطقة‪ ،‬وتعزيز التعاون مع دول الخليج‪ ،‬لتنسيق الجهود من‬ ‫أجل تعزيز االستقرار‪.‬‬ ‫وأض � ��اف‪« :‬ن��اق��ش ول ��ي ول ��ي ال�ع�ه��د م��ع وزي ��ر ال��دف��اع األم�ي��رك��ي‬ ‫سبل توسيع وزيادة التعاون في مكافحة (داع��ش)‪ ،‬واتفقا على‬ ‫االستمرار في االتصال الوثيق في املستقبل»‪.‬‬ ‫وأوضح ويليام إنبودين‪ ،‬املدير التنفيذي لـ«مركز كليمنتس لألمن‬ ‫الوطني» واألستاذ املساعد بجامعة تكساس‪ ،‬أن هجمات باريس‬ ‫وبروكسل األخيرة‪ ،‬وغيرهما من املدن األوروبية‪ ،‬تشير إلى أن‬ ‫تنظيم داعش ال يزال يتآمر ويخطط ملزيد من العنف‪ ،‬وأن النهج‬ ‫األميركي واألوروبي‪ ،‬ملكافحة «داعش»‪ ،‬لم ينجح‪.‬‬

‫اليمن‪ :‬رؤية الحكومة الشرعية في مفاوضات الكويت ال تتعدى قرارات األمم املتحدة‬ ‫ال��ري��اض‪ :‬اتفقت أط��راف ال�ن��زاع في‬ ‫ال�ي�م��ن ع�ل��ى وق ��ف ال �ق �ت��ال وال�ه��دن��ة‬ ‫ب �ي �ن �ه��م ب � � ��دءا م� ��ن م �ن �ت �ص��ف ل�ي�ل��ة‬ ‫‪ 10‬أب��ري��ل (ن�ي�س��ان) ال�ح��ال��ي‪ ،‬وف�ق��ا مل��ا أعلنه‬ ‫امل�ب�ع��وث األم �م��ي إل��ى ال�ي�م��ن إس�م��اع�ي��ل ول��د‬ ‫الشيخ في مؤتمر صحافي له في نيويورك‬ ‫الشهر املاضي‪ .‬وستجرى محادثات جديدة‬ ‫ب�ي�ن ال�ح�ك��وم��ة ال�ش��رع�ي��ة واالن �ق�لاب �ي�ين بعد‬ ‫ث�م��ان�ي��ة أي ��ام م��ن ال�ه��دن��ة ف��ي ال �ك��وي��ت‪ ،‬وه��ي‬ ‫محادثات تهدف للوصول إلى اتفاق إلنهاء‬ ‫النزاع واستئناف الحوار السياسي الشامل‪،‬‬ ‫استنادا إلى القرار الدولي رقم «‪ »2216‬وكل‬ ‫ق� � ��رارات األم � ��م امل �ت �ح��دة‪ .‬وق � ��ال ع �ب��د ال �ع��زي��ز‬ ‫ج�ب��اري‪ ،‬نائب رئيس ال ��وزراء اليمني وزي��ر‬ ‫اإلدارة الحالية‪ ،‬إن فريق الحكومة الشرعية‬ ‫سيترجم خالل لقائه بوفد االنقالبيني‪ ،‬تحت‬ ‫م�ظ�ل��ة أم �م �ي��ة‪ ،‬ف��ي ال �ك��وي��ت ال�ش�ه��ر ال�ح��ال��ي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مشيرا إلى‬ ‫ق��رار األم��م املتحدة رق��م «‪،»2216‬‬ ‫أن ال��رئ�ي��س اليمني امل�خ�ل��وع ع�ل��ي ع�ب��د الله‬ ‫وهذا‬ ‫صالح‪ ،‬ص��درت ض��ده عقوبات دولية‪ً ،‬‬ ‫من شأن األمم املتحدة‪ .‬وأوضح جباري‪ ،‬وفقا‬ ‫للشقيقة «الشرق األوسط» أن «رؤية الحكومة‬ ‫الشرعية في املفاوضات‪ ،‬ال تتعدى مجلس‬ ‫األم ��ن ال��دول��ي‪ ،‬وي�ج��ب أن ي�ل�ت��زم امل�ت�م��ردون‬

‫‪4‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫املبعوث األممي لدى اليمن اسماعيل ولد الشيخ‬ ‫ع�ل��ى ال�ش��رع�ي��ة ال�ي�م�ن�ي��ة‪ ،‬ب��ال�ت�ع�ه��دات ال��ذي‬ ‫س �ل �م��ت إلس �م��اع �ي��ل ول� ��د ال �ش �ي��خ‪ ،‬امل �ب �ع��وث‬ ‫األممي لليمن‪ ،‬باالنسحاب من املحافظات‪،‬‬ ‫وتسليم األسلحة الثقيلة للدولة‪ ،‬واإلفراج عن‬ ‫السجناء‪ ،‬واستئناف العملية السياسية»‪.‬‬ ‫ول�ف��ت وزي��ر اإلدارة املحلية اليمنية إل��ى أن‬

‫األمم املتحدة تلقت تعهدات من وفد الحوثيني‬ ‫وص��ال��ح ب�ت�ن�ف�ي��ذ ال� �ق ��رار «‪« ..»2216‬ون �ح��ن‬ ‫نرحب بأي جهود في هذا الجانب‪ ،‬ونحن في‬ ‫وفد الشرعية اليمنية‪ ،‬طالب سالم‪ ،‬وال نريد‬ ‫الحرب‪ ،‬ومن يريد الحرب فهو من يفرضها‬ ‫ويقوم باالنقالب على الدولة»‪.‬‬


‫‪..‬‬ ‫رساله المحرر‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫سلمان بن يوسف الدوسري‬ ‫‪ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē‬‬ ‫‪+y:a ` 3x3Na - M k 1fM‬‬ ‫‪Acting CEO of NASHR Co.‬‬

‫<‪Salman^¤ 7yG* Ò* ^d‬‬ ‫‪Aldossary‬‬ ‫‪Omar A. Alshaikh‬‬ ‫ﻣﺴﺆول ﻣﻜﺘﺐ اﳋﻠﻴﺞ‬

‫‪ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē‬‬ ‫‪+y:a ` 3x3Na - M k 1fM‬‬

‫‪Editor-in-Chief‬‬ ‫‪¥E¢ 6^G* £ }H‬‬ ‫اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ‬ ‫‪ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē‬‬ ‫‪Acting CEO‬‬ ‫ﺳﻜﺮﺗﲑ ‪of‬‬ ‫‪NASHR Co.‬‬ ‫‪Omar A. Alshaikh‬‬ ‫‪+y:a ` 3x3Na - M k 1fM‬‬

‫مؤلفا السيرة الذاتية‬ ‫للمرشح الجمهوري‪ :‬ترامب‬ ‫مصاب بجنون العظمة‬

‫‪ǀżȤƾƪƵƴŽ‬‬ ‫‪Acting CEO‬‬ ‫‪of NASHR Co.‬‬

‫‪ΔϤϠϛ ϰϠϋ ΪϳΰΗ ϻ΃ ΐΠϳ ΕϻΎϘϤϟ΍ ϊϴϤΟ ΔχϮΤϠϣ HGLWRULDO#PDMDOOD FRP ϲϧϭήΘϜϟϹ΍ ΪϳήΒϟ΍ ϰϠϋ ΔϠγ΍ήϤϟ΍ ϰΟήϳ ˯΍έ΁ ϭ΃ ΕϻΎϘϣ ϝΎγέϹ‬‬ ‫‪Omar A. Alshaikh‬‬

‫سكرتري التحرير‬

‫«بيوت العفة»‪..‬‬ ‫فوضى جنسية‬ ‫في دولة املاللي‬

‫‪ ȝƾżȚǍƄŵȚ‬‬

‫‪ZZZ LVVXX FRP PDMDOOD ΔϴϧϭήΘϜϟϻ΍ ϲϓ ϙ΍ήΘηϼϟ VXEVFULSWLRQV#PDMDOOD FRP ˰Α ϝΎμΗϻ΍ ϰΟήϳ ˬΔϴϤϗήϟ΍ ΔόΒτϟ΍ ϲϓ ϙ΍ήΘηϼϟ‬‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫شهرية سياسية‬

‫‪ ϡΎψϧ ϱ΃ ϲϓ ΎϬϨϳΰΨΗ ϭ΃ ΎϬϨϣ ˯ΰΟ ϱ΃ ϭ΃ ΔϠΠϤϟ΍ ΔϋΎΒσ ΓΩΎϋ· ϝ΍ϮΣϷ΍ Ϧϣ ϝΎΣ ϱ΄Α ίϮΠϳ ϻϭ ΓΩϭΪΤϣ Δϛήη ΓΪΤΘϤϟ΍ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϖϳϮδΘϟ΍ϭ ΙΎΤΑϸϟ ΔϳΩϮόδϟ΍ Δϛήθϟ΍ Ϧϋ έΪμΗ ϲΘϟ΍ ΔϠΠϤϟ΍ ΔϠΠϤϟ ΔχϮϔΤϣ ήθϨϟ΍ ϕϮϘΣ‬‬ ‫‪ ϲϘϠΘϟ ˱ΎϳήϬη ΔϠΠϤϟ΍ έΪμΗϭ ΓΩϭΪΤϣ Δϛήη ϖϳϮδΘϟ΍ϭ ΙΎΤΑϸϟ ΔϳΩϮόδϟ΍ Δϛήθϟ΍ Ϧϣ ϖΒδϣ ΢ϳήμΗ ϰϠϋ ϝϮμΤϟ΍ ϥϭΩ ϪΑΎη Ύϣ ϭ΃ ΎϬϠϴΠδΗ ϭ΃ ΎϫήϳϮμΗ ϭ΃ Δϴϟ΁ ϭ΃ ΔϴϧϭήΘϜϟ· ΔϠϴγϭ ϱ΃ ϭ΃ ΓέϮλ ϱ΄Α ΎϬϠϘϧ ϭ΃ ϲϋΎΟήΘγ΍‬‬ ‫‪ZZZ PDMDOOD FRP ΓέΎϳί ϰΟήϳ ˬϲϤϗήϟ΍ ϙ΍ήΘηϻ΍ Ε΍έΎδϔΘγ΍‬‬

‫‪ Ώ΁ βτδϏ΃ ΩΪόϟ΍‬‬

‫مصطفى الدسوقي‬

‫‪ϰμμΨΘϟ΍ ϊσΎϘΗ ΔϜϣ ϖϳήσ Ε΍ήϤΗΆϤϟ΍ ϲΣ νΎϳήϟ΍ ΎϬϟ κΧήϣ‬‬ ‫ ‪ ϥΪϨϟ ϒΗΎϫ νΎϳήϟ΍‬‬

‫‪ $ 0RQWKO\ 3ROLWLFDO 1HZV 0DJD]LQH‬‬

‫‪ZZZ PDMDOOD FRP HQJ‬‬

‫‪ ϲϧϼϋϹ΍ ϞϴϛϮϟ΍‬‬ ‫‪ΕΎϛ΍ήΘηϹ΍ Ϟϴϛϭ‬‬ ‫‪ϊϳίϮΘϟ΍ Ϟϴϛϭ‬‬ ‫‪ΔϋΎΒτϟ΍ ΰϛήϣ‬‬

‫للمشاركة‬

‫ ‪LVVXH $XJXVW‬‬

‫تأسست يف لندن عام ‪1980‬‬

‫مقارنة بالعام املاضي‪ ..‬تراجع‬ ‫اإلنتاج الدرامي املصري لرمضان‬ ‫‪ 2016‬إلى النصف‬

‫مستقبل والية الفقيه بعد خامنئي‬ ‫آثار مدمرة لالنخفاض الديموغرافي على االقتصاد العاملي‬

‫مراكز أبحاث أمريكية‪ :‬تصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية ‪ ..‬قرار تأخر ثالثة عقود‬

‫سقوط «دمية» إيران‬

‫‪ ++ 6DXGL 5HVHDUFK DQG 0DUNHWLQJ 8. /WG‬‬ ‫ ‪$UDE 3UHVV +RXVH +LJK +ROERUQ‬‬ ‫‪/RQGRQ :& 9 $3‬‬ ‫ [‪7HO )D‬‬

‫‪KT#DONKDOHHMLDK FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ΪϳήΑ ˬZZZ DONKDOHHMLDK FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ‬‬ ‫‪ ϝϭΪϟ΍ ϒϠΘΨϣ Ϧϣϭ ˬ ϥΪϨϟ ˬ βϳέΎΑ ˬ ϲΑΩ ˬ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϞΧ΍Ω Ϧϣ‬‬

‫إلرسال مقاالت أو آراء يرجى املراسلة على البريد اإللكتروني‬ ‫‪ ϲϧΎΠϣ ϒΗΎϫ ˬZZZ DUDEPHGLDFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ ˬ LQIR#DUDEPHGLDFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ΪϳήΑ‬كلمة‬ ‫‪ editorial@majalla.com‬ملحوظة‪ :‬جميع املقاالت يجب أال تزيد على ‪800‬‬

‫‪ ˬ βϛΎϓ ϒΗΎϫ ˬ νΎϳήϟ΍ Ώ ι Ε΍ήϤΗΆϤϟ΍ ϲΣ ΔϳΩϮόδϟ΍ ΔϴΑήόϟ΍ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϲϓ ϊϳίϮΘϟ΍ Ϟϴϛϭ‬‬ ‫‪ZZZ VDXGLGLVWULEXWLRQ FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ‬‬

‫اشتراكات‬

‫االتصال بـ‪subscriptions@majalla. :‬‬ ‫لالشتراك في الطبعة الرقمية‪ ،‬يرجى‬ ‫�شركات ن�شر‬ ‫‪ com‬لالشتراك في االلكترونية‪www.issuu.com/majalla :‬‬

‫ ‪ZZZ KDODSULQWFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ ˬ βϛΎϓ ˬ ϒΗΎϫ ˬ νΎϳήϟ΍ Ώ ι‬‬

‫‪04‬‬

‫‪ISSN 1319-0873‬‬

‫‪9 771319 087013‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪Issue 1618 - April 2016‬‬

‫‪ΔϋϮϤΠϤϟ΍ ΕΎϛήη‬‬

‫‪áeÉ©dG äÉbÓ©dGh ¿ÓYEÓd á«é«∏ÿG‬‬

‫‪www.srpc.com‬‬

‫‪www.sspc.com.sa‬‬

‫‪www.arabmediaco.com‬‬

‫حقوق النشر محفوظة ملجلة املجلة ‪ 2009‬التي تصدر عن الشركة‬ ‫السعودية لألبحاث والتسويق (اململكة املتحدة) شركة محدودة‪.‬‬ ‫‪©ϡϼϋϹ΍ ΕΎϣΪΨϟ ϥϮϴΒϳήΗª Δϛήθϟ‬‬ ‫املجلة أو أي جزء‬ ‫وال يجوز بأي حال من األحوال إعادة طباعة‬ ‫‪ ϲϧΎΠϤϟ΍ ϒΗΎϬϟ΍ ϰϠϋ ϝΎμΗϹ΍ ϰΟήϳ ˬΕΎϣϮϠόϤϟ΍ Ϧϣ ΪϳΰϤϟ΍ ϰϠϋ ϝϮμΤϠϟ‬‬ ‫‪ ©ΔϠΠϤϟ΍ª ΔμΧήϣ ΔϴΑήόϟ΍ ΔϐϠϟΎΑ ΕΎϋϮΒτϤϟ΍ ϩάϬϟ ήθϨϟ΍ ϕϮϘΣ‬في أي نظام استرجاعي أو نقلها بأي صورة أو‬ ‫منها أو تخزينها‬ ‫أي وسيلة إلكترونية أو آلية أو تصويرها أو تسجيلها أو ما شابه‬ ‫دون الحصول على تصريح مسبق من الشركة السعودية لألبحاث‬ ‫والتسويق (شركة محدودة)‪ .‬وتصدر املجلة شهريًا‪ .‬لتلقي‬ ‫استفسارات االشتراك الرقمي‪ ،‬يرجى زيارة ‪www.majalla.com‬‬ ‫\‪6DXGL 6SHFLDOL]HG 3XEOLVKLQJ &RPSDQ‬‬

‫‪ ΔχϮϔΤϣ ΕΎϋϮΒτϤϟ΍ ϩάϬϟ ϊϳίϮΘϟ΍ ϕϮϘΣ‬‬

‫مرخص لها الرياض ‪ -‬حي املؤتمرات ‪ -‬طريق مكة ‪-‬‬ ‫تقاطع التخصصى‬ ‫الرياض‪ :‬هاتف ‪ - 4419933‬لندن‪+44 207 831 8181 :‬‬

‫يرجى إرسال تعليقاتكم‬ ‫على الربيد اإللكرتوني‬ ‫‪editorial@majalla.com‬‬

‫«مل��اذا استغرق اإلع�ل�ان الخليجي والعربي بتصنيف «ح��زب ال�ل��ه» منظمة‬ ‫إرهابية كل هذا الوقت؟ وملاذا اآلن؟»‪..‬‬ ‫هذا التساؤل ليس تساؤل تطرحه «املجلة» فحسب‪ ،‬لكنه منطلق ومحور‬ ‫هذا العدد‪ ..‬هو سؤال طرحته الباحثة تالي هلفونت مديرة برنامج الشرق‬ ‫األوسط بـ«معهد أبحاث السياسة الخارجية» بواشنطن‪ ..‬إن محاولة التعاطي‬ ‫مع هذا التساؤل من قبل هلفونت وطرح القضية برمتها في هذا العدد هو‬ ‫بيت القصيد السياسي في الشرق األوسط اليوم‪ ،‬بعد أن أعلنت السعودية‬ ‫قطع مساعداتها عن لبنان الدولة‪ ،‬وإن أبقت عليها لصالح لبنان الشعب‪..‬‬ ‫الغريب في أمر ملف العالقات اللبنانية الخليجية‪ ،‬هو إمساك الخيط من آخره‬ ‫دون محاولة التعرف على بداياته‪ ،‬وهنا تكمن أهمية التساؤل الذي تقاربه‬ ‫تالي هلفونت وهنا أيضا يكمن السبب الذي يقف وراء هذا امللف عن «حزب‬ ‫الله» أو «دمية إي��ران» األثيرة التي تستطيع من خالله التدخل في كل دول‬ ‫املنطقة تدخالت تتنافى مع األعراف الدولية وقبلها مع حقوق األخوة والجوار‪.‬‬ ‫في ه��ذا امللف (سقوط دمية إي��ران) تحاول «املجلة» تلمس الجذور األول��ى‬ ‫للحكاية منذ تصنيف «ح��زب الله» كمنظمة ارهابية في االتحاد االوروب��ي‬ ‫والواليات املتحدة‪ .‬يحاول ملف هذا العدد أيضا أن يتتبع التشكالت السياسية‬ ‫األولى‪ ،‬وبدايات تأسيس الحزب اإليراني وأهدافه املعلنة واملستترة في منطقة‬ ‫الخليج العربي‪ .‬وأخيرا مواقفه املناهضة للسعودية ودول الخليج على املنابر‬ ‫العربية واإلقليمية والدولية‪.‬‬ ‫تضمن ملف العدد كذلك مشاركات لعدد من الباحثني واملراقبني‪ ،‬منهم الكاتب‬ ‫السعودي يوسف الديني‪ ،‬الذي رصد صورتني متناقضتني لـ«حزب الله» لم‬ ‫يمض عليهما عقد واحد‪ ،‬يختزالن قصة انهيار ميليشيا نصر الله في الواقع‬ ‫العربي‪ ،‬حيث كانت عواصم عربية من القاهرة وحتى الرباط مليئة بالحشود‬ ‫في املظاهرات العامة التي يرفع أصحابها بمناسبة وبغير مناسبة أعالم‬ ‫«حزب الله»‪ ،‬في إشارة إلى دعم (املقاومة)‪ ،‬ال سيما في ‪ 2006‬حني بلغت‬ ‫تعاطف معها عدد غفير من رموز اإلسالم‬ ‫صورة الحزب املقاوم ذروتها حتى ً‬ ‫السياسي السني‪ ،‬لينقلب األمر الحقا مع األزمة السورية إلى صدمة عنيفة‬ ‫ً‬ ‫مدو إلى الحد الذي رأينا فيه مظاهرات‬ ‫جدا جعلت أسهم الحزب تنحدر بشكل ٍ‬ ‫في قاهرة املعز يقوم املشاركون فيها بدهس صور زعيم الحزب وشاراته‪.‬‬ ‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬تقدم «املجلة» مجموعة من املقاالت وامللفات والتحقيقات‬ ‫والتقارير السياسية واالقتصادية‪ ،‬كما تعرض معالجات متميزة ألبرز وأهم‬ ‫األحداث والقضايا الثقافية والفنية واالجتماعية والرياضية‪.‬‬ ‫ف��ي ه��ذا ال �ع��دد‪ ،‬ن��دع��وك ع��زي��زي ال �ق��ارئ ملتابعة ه��ذه امل��وض��وع��ات وغيرها‬ ‫الكثير على موقعنا «‪ ،»majalla.com‬كما نرحب ً‬ ‫دائما بآرائك وتعليقاتك‪،‬‬ ‫أو االتصال بنا إذا رغبت في التواصل معنا‪.‬‬

‫الوكيل اإلعالني‬ ‫موقع إلكتروني‪،www.alkhaleejiah.com :‬‬ ‫بريد إلكتروني‪hq@alkhaleejiah.com :‬‬ ‫من داخل اململكة ‪ ،920 000 417 :‬دبي‪+ 9714 3 914440 :‬‬ ‫باريس‪ +00764 537 331 :‬لندن‪+44 207 404 6950 :‬‬ ‫ومن مختلف الدول ‪+966 11 441 1444 :‬‬

‫وكيل اإلشتراكات‬ ‫بريد إلكتروني‪info@arabmediaco.com :‬‬ ‫موقع إلكتروني‪www.arabmediaco.com :‬‬ ‫هاتف مجاني‪2440076-800 :‬‬

‫‪A Monthly Political News Magazine‬‬

‫‪www.majalla.com/eng‬‬ ‫‪HH Saudi Research and Marketing (UK) Ltd‬‬ ‫‪Arab Press House, 184 High Holborn, London WC1V 7AP‬‬ ‫‪Tel : +44 207 831 8181 - Fax: +44 207 831 2310‬‬ ‫حقوق التوزيع لهذه املطبوعات محفوظة لشركة «تريبيون لخدمات اإلعالم»‬ ‫حقوق النشر لهذه املطبوعات باللغة العربية مرخصة «املجلة»‬

‫شركات نشر‬

‫وكيل التوزيع‬ ‫وكيل التوزيع في اململكة العربية السعودية حي املؤتمرات ‪-‬‬ ‫ص‪.‬ب ‪ - 62116‬الرياض ‪ ،11585‬هاتف‪+966 11 4419933 :‬‬ ‫فاكس‪+ 966 11 2121774 :‬‬ ‫موقع إلكتروني‪www.saudidistribution.com :‬‬

‫‪Saudi Specialized‬‬ ‫‪Publishing‬‬ ‫املتخصص‬ ‫السعودية للنشر‬ ‫‪ Company‬الشركة‬

‫للحصول على املزيد من املعلومات‪ ،‬يرجى اإلتصال على الهاتف املجاني ‪8002440014‬‬

‫‪www.majalla.com/eng‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪3‬‬


‫امتالك احلرس الثوري صواريخ باليستية‬ ‫خطر على األمن الدولي‬

‫إيران‪ :‬طريق سري إلى القنبلة‬ ‫النووية مير عرب كوريا الشمالية‬ ‫عضوية االحتاد األوروبي تصبح التحدي‬ ‫األصعب أمام اململكة املتحدة‬

‫وزير اخلارجية يف حكومة العمال‪:‬‬ ‫الوحدة األوروبية وفرت للربيطانيني‬ ‫األمن وفرص العمل‬

‫مشروع دمج الالجئني السوريني يف اجملتمع‪ ..‬يضع مريكل يف ورطة‪5432‬‬

‫ّ‬

‫كريستني الغارد‪ ..‬سيدة صندوق ال تفتحه إال أغاني النقود ‪64‬‬

‫هددت رئيس الوزراء األسبق توني بلري‬ ‫باجلمرة اخلبيثة‬

‫سجن مسنة أثارت الذعر‬ ‫يف مجلس العموم الربيطاني‬

‫منة شليب‪« :‬نوارة» من أصعب أعمالي السينمائية‬

‫‪72‬‬ ‫‪32‬‬

‫الباحثة مروة كريدية تكشف ثالوث العنف‬ ‫وجتلياته وصناعة «اخلراب» العاملي‬

‫«رهانات السالم»‪ ..‬كتاب يفكك مملكة‬ ‫اإلرهاب يف الفكر اإلنساني‬ ‫صدر حديثا بمناسبة الذكرى الـ‪ 34‬لتحريرها‬

‫سيناء‪ ..‬أرض املقدس واحملرم‬

‫جولة يف تولوم‪ ..‬اجلانب اهلادئ من ريفيريا مايا ‪62‬‬

‫إن روايتها األخرية «حوادم»‬ ‫قالت لـ‬ ‫تعين أن حواء وآدم يساويان اإلنسان الكامل‬

‫الروائية بهيجة إدليب‪ :‬أكتب الرواية بروح‬ ‫القصيدة‪ ..‬واإلبداع حالة متوحدة بالذات‬ ‫نظام جيد للبطولة وجوائز ضخمة ‪..‬‬ ‫واالحتاد الدولي أهم العوائق‬

‫كأس األندية العربية لكرة القدم ‪..‬‬ ‫حلم يبحث عن واقع‬ ‫‪2‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫»اجلواهري‪ :‬أنا «كولومبس النجفي‬

‫‪78‬‬

‫«اليوغا» تساعد على تحسني التوازن واملزاج والصحة العامة‬

‫‪76‬‬


‫داخل العدد‬

‫إيران‪ :‬غرابة الدميقراطية اليت تديرها‬ ‫«دولة املاللي» بأسم االنتخابات‬

‫‪24‬‬

‫االقتصاد السعودي يسري‬ ‫بثقة رغم متاعب النفط‬

‫‪50‬‬

‫قصة الغالف‬

‫التاكسي النهري بالقاهرة‪ ..‬السري فوق‬ ‫توفريا للمال ً‬ ‫املاء ً‬ ‫وهربا من الزحام‬

‫‪52‬‬

‫هل تأخرت استعادة لبنان من قبضة «ميليشيا نصر الله»‬

‫ً‬ ‫حزب الله‪ ..‬السقوط عربيا ‪16‬‬ ‫حقيقة العالقات بني حزب «غد الثورة»‬ ‫بزعامة أمين نور و«حزب الله» اللبناني‬

‫العثور على فتاتني على قيد احلياة‬ ‫بعد اختفائهما ‪ 11‬شهرا‬

‫‪61‬‬

‫مشروع «نصر الله» في مصر‬

‫‪20‬‬



‫مؤلفا السيرة الذاتية‬ ‫للمرشح الجمهوري‪ :‬ترامب‬ ‫مصاب بجنون العظمة‬

‫«بيوت العفة»‪..‬‬ ‫فوضى جنسية‬ ‫في دولة املاللي‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫شهرية سياسية‬

‫تأسست يف لندن عام ‪1980‬‬

‫مقارنة بالعام املاضي‪ ..‬تراجع‬ ‫اإلنتاج الدرامي املصري لرمضان‬ ‫‪ 2016‬إلى النصف‬

‫مستقبل والية الفقيه بعد خامنئي‬ ‫آثار مدمرة لالنخفاض الديموغرافي على االقتصاد العاملي‬

‫مراكز أبحاث أمريكية‪ :‬تصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية ‪ ..‬قرار تأخر ثالثة عقود‬

‫سقوط «دمية» إيران‬

‫‪04‬‬

‫‪ISSN 1319-0873‬‬

‫‪9 7 7 1 3 1 9 0 8 7 0 13‬‬

‫العدد ‪ 1618‬إبريل (نيسان) ‪2016‬‬

‫‪Issue 1618 - April 2016‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.