ترامب المرشح وترامب الرئيس.. دواعي التوجس وبوادر التفاؤل

‫مساواة النساء في عالم طائفي‬ ‫ا نعقد‬

‫ُّ‬ ‫الخيون‬ ‫بقلم‪ :‬رشيد‬

‫‪120‬‬

‫في نهاية الشهر املنصرم‪ ،‬مؤتمر «املرأة‬ ‫والعلمانية» ببيروت‪ ،‬أقامته مؤسسة‬ ‫ُ‬ ‫«م�س��اواة» السورية‪ ،‬والتي تقيم أغلب‬ ‫عضواتها ببيروت‪ .‬فال محل َّ‬ ‫لهن بدمشق وبقية املدن‬ ‫َّ‬ ‫ال �س��وري��ة‪ ،‬ف��ي ظ��ل ال �ظ��روف ال �ح��رج��ة‪ ،‬وه ��ن ِم��ن غير‬ ‫املتوافقات مع النظام القائم‪ .‬فمن املعلوم أن أجواء الحرب‬ ‫ال تسمح ملثل هذا (الترف)‪ ،‬فكيف إذا كان النظام نفسه‬ ‫ت�ج��اوز على ق��ان��ون األح��وال الشخصية‪ ،‬حتى أفرغه‬ ‫مادة بعد أخ��رى‪ ،‬وأن الجماعات املتحاربة‪ ،‬وما بينها‬ ‫ً‬ ‫بحق للنساء؟!‬ ‫من املتشددين‪ ،‬أصال ال يقرون النساء‬ ‫ٍ‬ ‫فكم ستكون املهمة صعبة وعسيرة‪ ،‬أن يجمع النساء‬ ‫بني مواجهة ظروف الهجرة والتهجير‪ ،‬وما تعانيه نساء‬ ‫املخيمات‪ ،‬كي يكون عنوان املؤتمر «املرأة والعلمانية»؟‬ ‫ً‬ ‫بما ال شك فيه سيحب ذلك ترفا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تنويها ألح��وال النساء‬ ‫ج��اء ف��ي ال��ورق��ة ال�ت��ي قدمتها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تصورا واضحا عما أتى‬ ‫ما قبل اإلس�لام‪ ،‬كي أعطي‬ ‫ب��ه اإلس�ل�ام‪ ،‬وع�ل��ى وج��ه الخصوص ف��ي مسألة ال��وأد‬ ‫واإلرث‪ ،‬وكيف أن الوضع االجتماعي كان ُيحدد املوقف‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫من النساء‪ ،‬فبنات ال� َّ�ذوات َ‬ ‫زواجهن‪،‬‬ ‫يشاورن في‬ ‫كن‬ ‫ِّ‬ ‫وفيما يتعلق َّ‬ ‫بهن‪ .‬ثم أتيت على معاملة النساء بما‬ ‫يتعلق بالقوامة وأسباب نزول اآلية الخاصة بها‪ ،‬وما‬ ‫يتعلق باإلرث‪ ،‬ووالية املرأة‪ ،‬وتوليتها للقضاء‪ ،‬واختالف‬ ‫الفقهاء في ذلك‪ ،‬مع التأكيد على أن اختالف الفقهاء‪،‬‬ ‫في الزمن املاضي والحاضر‪ ،‬يشير إلى حال إيجابية‪،‬‬ ‫للتعامل مع مستجدات األزمنة‪.‬‬ ‫كانت فكرتي أن ُيرد على املعاملة القديمة‪ ،‬واختالفها‬ ‫بني الفقهاء‪ ،‬بما ورد من تباين بني الفقهاء أنفسهم‪ ،‬فهم‬ ‫ً‬ ‫جميعا إلى نصوص‪ ،‬وآراء تؤيد وجهة نظر كل‬ ‫استندوا‬ ‫منهم‪ .‬وما زلت أراهن على مواجهة اإلسالم السياسي‪،‬‬ ‫القائل بالحاكمية‪ ،‬وبطبيعة الحال معاملة املرأة تأتي في‬ ‫املقدمة‪ ،‬من داخل الدين ال خارجه‪ ،‬فاآليات التي تؤكد‬ ‫على عدم وجود حكم ديني أكثر بكثير مما يستند إليه‬ ‫شيوخ اإلسالم السياسي‪ ،‬وكذلك في أحوال النساء‪.‬‬ ‫اع�ت��رض علي بعض امل�ش��ارك�ين ف��ي امل��ؤت�م��ر امل��ذك��ور‪،‬‬ ‫بينما أيدني آخرون‪ ،‬وحجة املعارضني أن حوار اإلسالم‬ ‫َّ‬ ‫بالنص ِّ‬ ‫الديني صعب املنال‪ ،‬ألنهم جعلوا‬ ‫السياسي‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫أنفسهم معصومني باسم الدين‪ ،‬وأن الدين شأن اآلخرة‬ ‫والسياسة شأن ُّ‬ ‫الدنيا‪ ،‬وأن طريق أوروب��ا في التحول‬ ‫ِمن سطوة الكنيسة ماثلة أمامنا‪.‬‬ ‫لكن علينا التفرقة‪ ،‬وليس بالضرورة أن تكون العلمانية‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫لحقوقهن هي نفسها‬ ‫التي يرى النساء أنها ضامنة‬ ‫امل�ط�ب�ق��ة ب��ال �غ��رب؛ ل ��ذا ف�ض��ل ال�ب�ع��ض أن ت �ب��دل امل��دن�ي��ة‬ ‫بالعلمانية‪ ،‬على اعتبار أن األخيرة مصطلح ملغوم‪.‬‬ ‫م��ع أن��ه بعيد ع��ن فكرة اإلل�ح��اد‪ ،‬إنما ك��ان ظ�ه��وره ً‬ ‫ردا‬ ‫على الحاكمية اإلسالمية‪ ،‬فجاء َّ‬ ‫الرد بلصقها باإللحاد‪،‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫أو باألنظمة الديكتاتورية كالنازية‪ ،‬أو الحكم القومي‬ ‫ً‬ ‫بسوريا أو العراق‪ ،‬وهذا ليس دقيقا‪.‬‬ ‫من جانب آخر عندما يجري الحديث عن مساواة املرأة‬ ‫يبرز اخ�ت�لاف امل��ذاه��ب‪ ،‬ف��ي كثير م��ن ال��دول واألنظمة‬ ‫املختلطة؛ فكيف ُي�ص��ار إل��ى ق��ان��ون م��وح��د ل�لأح��وال‬ ‫َّ‬ ‫ال��ش�خ�ص�ي��ة إذا ل��م ي�ك��ن م��دن� ً�ي��ا؟ ف�ت�ل��ك م�ه�م��ة عصية‬ ‫واجهتها الدولة العراقية‪ ،‬على سبيل املثال ال الحصر‪.‬‬ ‫صدر قانون األح��وال الشخصية العراقي عام ‪،1959‬‬ ‫أي بعد ث��ورة ‪ 14‬يوليو (ت�م��وز)‪ ،‬ووج��دت النساء فيه‬ ‫بادرة رسمية للمساواة‪ ،‬وذلك بتحجيم تعدد َّ‬ ‫الزوجات‪،‬‬ ‫ووض��ع س��ن قانونية ل �ل��زواج‪ ،‬م��ع امل �س��اواة ف��ي اإلرث‪،‬‬ ‫على أن قانون األراضي األميرية‪ ،‬الذي صدر في العهد‬ ‫امللكي‪ ،‬قد ساوى بني الذكور واإلن��اث‪ .‬غير أن املذاهب‬ ‫اإلسالمية َّ‬ ‫الحية بالعراق اتفقت ضد املساواة في اإلرث‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫على اعتبار أن هناك نصا صريحا‪ ،‬واختلفت في أمر‬ ‫السن القانونية لزواج البنت‪ ،‬على وجه الخصوص‪ ،‬وظل‬ ‫ً‬ ‫وخصوصا املرجعية الدينية بالنجف‪،‬‬ ‫فقهاء ال��دي��ن‪،‬‬ ‫ورويدا رويداً‬ ‫ً‬ ‫تعارض النظام آنذاك بذريعة هذا القانون‪،‬‬ ‫أخذ هذا القانون بالتالشي‪ ،‬حتى جاء الغزو األميركي‪.‬‬ ‫وبعد ص��دور ُّ‬ ‫الدستور العراقي (‪ )2005‬ج��اءت امل��ادة‬ ‫ً‬ ‫الحادية واألربعني لتغلي قانون (‪ )1959‬كلية‪ ،‬وصار‬ ‫العراقيون وفقها أح� ً‬ ‫�رارا في اللجوء إلى مذاهبهم في‬ ‫األح��وال الشخصية‪ ،‬وارتبط اإللغاء بغالف «الحرية»‪،‬‬ ‫بينما أخذ الزواج من الصغيرات بالتزايد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قانونا ً‬ ‫خاصا تحت‬ ‫بعدها تجرأ وزير العدل أن يصدر‬ ‫عنوان «القانون الجعفري»‪ ،‬وفيه مادة تمنع امل��رأة من‬ ‫الخروج من الدار إال بإذن زوجها؛ وعلقنا على ذلك‪ ،‬بما‬ ‫يخص الوزيرات‪ ،‬كيف يكون ذلك إذا تعارضت مصلحة‬ ‫البالد والعباد مع قرار الزوج؟!‬ ‫ُ‬ ‫إن األح ��وال ال�ت��ي تمر بها املنطقة‪ ،‬مثلما فهمت من‬ ‫ت�ع�ل�ي�ق��ات ال�ب�ع��ض ع�ل��ى امل��ؤت �م��ر‪ ،‬ت�ج�ع��ل م��ن امل�ط��ال�ب��ة‬ ‫بمساواة النساء كمالية وليست ضرورية‪ً .‬‬ ‫طبعا لست‬ ‫ً‬ ‫متفقا مع هذه الفكرة‪ ،‬ألن أحوال النساء جزء ال يتجزأ‬ ‫مما تمر ب��ه املنطقة‪ ،‬ف��امل��رأة مثلما ن��رى ونسمع تقع‬ ‫عليها أث�ق��ال ه��وائ��ل ال�ح��روب وال �خ��راب‪ ،‬فهي املشردة‬ ‫بني املخيمات وعلى الحدود‪ ،‬ويقع عليها ثقل احتضان‬ ‫األبناء في الظروف القاسية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مطلبا‪ ،‬وكثيرا ما رفع راية املطالب‬ ‫تبقى فكرة املساواة‬ ‫الرجال قبل النساء‪ ،‬ال يتعلق بحال هذا البلد أو ذاك‪ .‬غير‬ ‫َّ‬ ‫يكونن ضد‬ ‫أن الزمن املحتقن بالطائفية‪ ،‬جعل النساء‬ ‫النساء‪ ،‬حسب التوجه املذهبي والحزبي الديني‪ ،‬حتى‬ ‫ً‬ ‫أن أع� ً‬ ‫�دادا كبيرة من النساء‪ ،‬تقودهن أح��زاب الطوائف‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫إلى مسيرات ضد الحقوق التي تريد دولهن لهن‪ ،‬ألن‬ ‫في األم��ر غاية سياسية‪ ،‬شاهدنا مثل هذه املسيرات‬ ‫بدهشة وعجب<‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫شهرية سياسية‬

‫تأسست في لندن عام ‪1980‬‬

‫‪www.majalla.com‬‬

‫اشرتك اآلن‬ ‫واحصل على‬ ‫نسختك الورقية‬

‫حصري‪ :‬نساء‬ ‫يثرن الرعب في‬ ‫قلوب «داعش»‬

‫نازنني زاغري‪..‬‬ ‫رهينة أخرى بيد‬ ‫النظام اإليراني‬

‫هند صبري‪ :‬مشاركتي في‬ ‫«زهرة حلب» مغامرة‪ ..‬وال أخاف‬ ‫من العمل مع محمد سعد‬

‫السعودية وحصاد ‪ ..2016‬أبرز نجاحات الداخل وإنجازات الخارج‬ ‫مجلة العرب الدولية‬

‫إخفاقات العهد األوبامي‪ ..‬الصوت الذي لم يجد صداه‬

‫تأسست في لندن عام ‪ 1980‬شهرية سياسية‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمرب (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪Issue 1626 December 2016‬‬

‫قراءة في سياسة الرئيس األميركي املنتخب بالشرق األوسط‬

‫ترامب املرشح وترامب الرئيس‪..‬‬ ‫دواعي التوجس وبوادر التفاؤل‬

‫‪12‬‬

‫‪ISSN 1319-0873‬‬

‫‪9 771319 087013‬‬

‫فورن أفيرز‪ /‬أيار‪ /‬مايو ‪57 - 2014‬‬

‫(مايو) ‪2015‬‬ ‫أيار‪(--‬يوليو)‬ ‫(يونيو)‬ ‫تموز‬ ‫حزيران‬ ‫‪1607‬‬ ‫‪1609‬‬ ‫‪1608‬‬ ‫العدد‬ ‫العدد‬ ‫العدد‬

‫‪69‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪51‬‬

‫الحجرة املشؤومة‬ ‫في ‪ 27‬يناير(كانون الثاني) ‪ 1974‬أصدر الرئيس الراحل أنور‬ ‫السادات قرارًا بالعفو الصحي عن مصطفى أمني بعد قضائه‬ ‫‪ 9‬سنوات في السجن بتهمة التخابر لصالح وكالة املخابرات‬ ‫األمريكية «‪ »CIA‬ضد مصر‪.‬‬ ‫وي �ت��ذك��ر م�ص�ط�ف��ى أم�ي��ن‪ :‬ب �ع��دم��ا أص �ب��ح ال� �س ��ادات رئ�ي�س��ا‬ ‫للجمهورية‪ ،‬قابل األمير طالل‪ ،‬الذي سأله‪:‬‬ ‫ ما رأيك في موضوع مصطفى أمني؟‬‫قال الرئيس الراحل لألمير طالل‪:‬‬ ‫ مصطفى أم�ين ب��ريء مائة في امل��ائ��ة‪ ..‬وس��رع��ان ما زارن��ي‬‫األمير طالل في السجن وقص علي ما جرى‪ .‬ثم التقى سعيد‬ ‫فريحة صاحب «دار الصياد» بالسادات‪ ،‬ول��م يكلمه سعيد‬ ‫فريحة بشأني‪ ،‬ولكن السادات قال له في نهاية املقابلة‪:‬‬ ‫ أن��ا أع��رف يا سعيد أن مصطفى أم�ين ب��ريء تماما‪ ،‬بريء‬‫مائة في املائة‪..‬‬ ‫فقال سعيد فريحة‪:‬‬ ‫ أنا كنت أريد أن أتحدث إليك في هذا املوضوع ولكنني خفت‪.‬‬‫ومضت أيام عديدة ولم يفرج عني‪.‬‬ ‫ثم ع��اد األمير ط�لال م��رة أخ��رى‪ ،‬والتقى بالسادات‪ ،‬وأك��د له‬

‫‪118‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫مصطفى أمني يتذكر‬

‫‪,,‬‬

‫التوأمان العمالقان علي ومصطفى أمني‬

‫عرفت السادات منذ األربعينات‪..‬‬ ‫وكنت أحد الشبان الذين تمنوا‬ ‫أن يقتلوا أمني عثمان‪..‬وتبنت‬ ‫«أخبار اليوم» الدفاع عن‬ ‫املتهمني باغتياله ونجحت في‬ ‫تهيئة الرأي العام ملنع إعدامهم‬

‫‪,,‬‬

‫ الله‪ ..‬أمال أنور السادات مش قاعد في مكتبه ليه؟‬‫ثم يتصل بأنور السادات في اليوم التالي ويوبخه‪:‬‬ ‫ مصطفى أمني في مكتبه لغاية الساعة اتناشر مساء‪ ،‬وأنت‬‫املسؤول عن «الجمهورية» ما بتروحش‪.‬‬ ‫طبعا صار هناك ما يشبه العقدة‪ ..‬في أحد األيام اتصل بي‬ ‫عبد الناصر‪ ،‬وقال لي‪:‬‬ ‫ خد «الجمهورية» خدها بإعالناتها وفلوسها‪ ،‬إحنا صرفنا‬‫عليها في سنة مليون جنيه ومافيش فايدة‪..‬‬ ‫فقلت له‪:‬‬ ‫الزم أتشاور مع أخي‪.‬‬ ‫وعدت إلى املرحوم علي أمني‪ ،‬واشترك معنا الدكتور سيد أبو‬ ‫النجا في بحث املوضوع‪ .‬وبعد البحث توصلنا إلى قرار وهو‬ ‫أن «الجمهورية» ستغرق «أخبار اليوم»‪ .‬واتصلت بعبد الناصر‬ ‫– صاحب الفكرة – واع�ت��ذرت‪ .‬ثم ذهبت إلى أن��ور السادات‪،‬‬ ‫وحكيت له ما جرى‪ ،‬وفوجئت به يقول لي‪:‬‬ ‫ ليه ما خدتهاش‪ ..‬ما تاخدها وتريحني‪..‬‬‫وب�ع��د م��ا ص��در ق��رار بإعفائه م��ن رئاسة‬ ‫جريدة «الجمهورية»‪ ،‬ذهبت إليه ألواسيه‪،‬‬ ‫وإذا ب��ي أج��ده ف��ي منتهى ال�ف��رح‪ .‬دهشت‪.‬‬ ‫تذكرت أنه عندما خرج من الوزارة وذهبت‬ ‫إليه وجدته فرحان ألنه خرج من ال��وزارة‪.‬‬ ‫ومل��ا خ��رج م��ن امل��ؤت�م��ر اإلس�لام��ي وذه�ب��ت‬ ‫ً‬ ‫سعيدا ج� ً�دا‪ .‬عمري‬ ‫إل�ي��ه ألواس�ي��ه وج��دت��ه‬ ‫ما وجدته غاضبا أو حزينا‪ .‬أي مسؤولية‬ ‫كانت تؤخذ منه أو يفصل منها كأنه عني‬ ‫ف�ي�ه��ا‪ ،‬وك ��ان ي�ض�ي��ق ع�ن��دم��ا ي�ص��در ق��رار‬ ‫بإسناد مسؤولية إليه‪.‬‬ ‫ويتابع مصطفى أمني‪:‬‬ ‫املعروف عنه أنه كان كسوال جدا‪ .‬وال يحب‬ ‫العمل‪ ،‬وبرنامج حياته اليومي يؤكد ذلك‪.‬‬ ‫من استيقاظ في ساعة متأخرة‪ ،‬واالنتهاء‬ ‫من املقابالت ومسؤوليات الدولة في الثانية‬ ‫ً‬ ‫ظهرا‪ ،‬ثم ممارسة املشي‪ ،‬ورؤية األفالم القديمة‪..‬‬ ‫يبتسم مصطفى أمني ثم يواصل‪:‬‬

‫ال �س��ادات أن��ه سيفرج ع�ن��ي‪ ،‬ول�ك��ن ل��م يتم اإلف ��راج‪ .‬ث��م التقت‬ ‫أم كلثوم ب��ال�س��ادات ‪ -‬منتصف ع��ام ‪ ، -1973‬فقال لها إنه‬ ‫سيفرج عني بعد الحرب‪ ..‬بعد املعركة‪ .‬وأرسلت أم كلثوم إلي‬ ‫تخبرني بذلك‪ ،‬فأنا تصورت أنه يضحك عليها؛ ألن الحرب‬ ‫كانت تبدو بعيدة الوقوع قبل أكتوبر (تشرين األول) ‪.1973‬‬ ‫ثم بدأت الحرب وانتهت‪ ،‬بعدها جاءني موسى صبري بداية‬ ‫عام ‪1974‬وأخبرني أن الرئيس اتصل به‪ ،‬وأنه سيفرج عني‬ ‫غدا‪ ،‬وأنني من املمكن أن أكتب مقاال للنشر في اليوم التالي‪.‬‬

‫وبالفعل كتبت مقاال‪ ،‬ونشر‪ ،‬وتم اإلف��راج‬ ‫عني‪ .‬ث��م ذهبت إليه م��ع شقيقي املرحوم‬ ‫علي أمني في استراحته في الهرم ألشكره‪،‬‬ ‫وق��ال ل��ي إن��ه ك��ان ينوي اإلف ��راج عني منذ‬ ‫ث �ل�اث س� �ن ��وات‪ ،‬وإن � ��ه وق ��ع ق � ��رارا يقضي‬ ‫باإلفراج عني بالفعل‪ ،‬وأرسله إلى النائب‬ ‫ال �ع��ام‪ ،‬ل�ك��ن ب�ع��دم��ا وق�ع��ت ال �ق��رار‪ ،‬ج��اءن��ي‬ ‫صديق لك‪..‬‬ ‫وهنا قال مصطفى أمني‪:‬‬ ‫ مش حقول اسمه‪.‬‬‫ق ��ال ل��ي ص��دي�ق��ك ه ��ذا إن م�ص�ط�ف��ى أم�ين‬ ‫يعقد في السجن يوميا اجتماعات مع علي‬ ‫صبري وسامي شرف‪ ،‬وإنهم يعدون كتابا‬ ‫أسود عنك‪ .‬وسألت نفسي‪ :‬ما الذي يجمع‬ ‫الشامي واملغربي؟ لكن بخبرتي بالسجن‬ ‫كنت أعرف أن هناك أناسا تحدث لهم تحوالت‬ ‫غير متوقعة في السجن‪ ،‬وال بد أن مصطفى أمني جرى له‬ ‫مس‪ .‬ورفعت سماعة التليفون واتصلت بالنائب العام‪ ،‬وطلبت‬ ‫منه وقف القرار‪.‬‬ ‫ث��م ق��ال ال�س��ادات إن��ه استدعى م�م��دوح سالم وزي��ر الداخلية‬ ‫بعد شهرين وق��ال ل��ه‪ :‬ما ه��ذه الفوضى في السجون‪ ،‬كيف‬ ‫يجتمع مصطفى أم�ين وعلي صبري وسامي ش��رف يوميا‬ ‫وأنت ال تدري؟ وهنا قال ممدوح سالم‪ :‬يا سيادة الرئيس إن‬ ‫مصطفى أمني مسجون في ليمان طرة‪ ،‬وسامي شرف وعلي‬ ‫صبري في سجن مزرعة طرة واملسافة بينهما ستة أميال‬ ‫واالتصال مستحيل‪.‬‬ ‫ثم قال السادات لي إنه عاد فقرر اإلفراج عني‪ ،‬ولكنه فوجئ‬ ‫بأن هذا الشخص جاء مرة أخرى وقال‪ :‬إن السفير الروسي‬ ‫نما إل��ى علمه ق��رار اإلف��راج عن مصطفى أم�ين‪ .‬وإن��ه ق��ال إن‬ ‫ذلك فيما يبدو تم باالتفاق مع أميركا وإن االتحاد السوفياتي‬ ‫كان قد وعد ببعض النوعيات الحديثة من األسلحة‪ ،‬ولكن في‬ ‫حالة اإلفراج عن مصطفى أمني فلن يتم الوفاء بهذه الوعود‪.‬‬ ‫وهنا قال السادات إن الحاجة إلى األسلحة أهم بكثير‪ ،‬وليظل‬ ‫مصطفى أمني في السجن‪ ،‬املدهش أن الشخص ال��ذي كذب‬ ‫في املرة األولى‪ ،‬هو الشخص نفسه الذي قال هذه الواقعة في‬ ‫املرة الثانية‪ ..‬أنا أشك أن السفير الروسي قال هذا‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫الذي كذب في املرة األولى‪ ،‬من املمكن أن يكذب في املرة الثانية‪.‬‬ ‫طبعا ضقت من هذا‪ .‬كيف يقول الرئيس إنني بريء‪ ..‬وسعيد‬ ‫فريحة كتب هذا في جريدة «األن��وار»؟ كيف صدق السادات‬ ‫بسرعة كل ما يقال له‪ ،‬وال شك أن هذا من عيوبه‪ ،‬أن يصدق‬ ‫بسرعة كل ما يقال له‪ ،‬وأال يتحقق من األمر نفسه‪.‬‬ ‫امل�ه��م أن��ه ق��ال ل��ي‪ :‬خ��ذ إج ��ازة مل��دة شهر وب�ع��د ع��ودت��ك تعال‬ ‫لنلتقي‪..‬‬ ‫قلت له‪ :‬إنني من املمكن أن أبدأ عملي على الفور‪..‬‬ ‫قال‪ :‬إذن‪ ..‬اذهب إلى «أخبار اليوم»‪ ..‬واجلس في حجرتي‪.‬‬ ‫فسألت بدهشة‪:‬‬ ‫ حجرتك‪ ..‬أي حجرة؟‬‫ف�ق��ال‪ :‬إن��ه ح��دث ع��ام ‪ 1969‬أن أص��در الرئيس عبد الناصر‬ ‫ً‬ ‫قرارا بأن أشرف على «أخبار اليوم»‪ ،‬وذهبت بالفعل‪ ،‬وبدأت‬ ‫أبحث عن حجرة ألمارس من خاللها نشاطي‪ ،‬ولكن املحررين‬ ‫حذروني بشدة‪:‬‬ ‫ إي��اك وه��ذه الحجرة‪ ..‬اح��ذر أن تجلس فيها‪ ..‬إنها غرفة‬‫نحس؟ <‬ ‫العدد املقبل‪ :‬الحلقة الثانية‬

‫«أخبار اليوم» التي كانت تصدر صباح السبت وكانت لدينا‬ ‫معلومات تؤكد أن رجال الثورة في نيتهم عزل فاروق‪ ،‬قلت‪:‬‬ ‫ربما أرادوا أال ننشر الخبر ولهذا اعتقلونا‪ ،‬ثم سجنونا في‬ ‫معتقل كانوا قد أعدوه في مبنى الكلية الحربية‪.‬‬ ‫في اليوم التالي كنا نقرأ جريدة «امل�ص��ري» عندما فوجئنا‬ ‫بخبر منشور يقول إن��ه ت��م القبض على اثنني م��ن أصحاب‬ ‫ال�ص�ح��ف؛ ألن�ه�م��ا ات�ص�لا ب�ل�ن��دن‪ ،‬وب��ال�ت�ح��دي��د ب��وك�ي��ل وزارة‬ ‫الخارجية البريطانية‪ ،‬وطلبا منه التدخل لوقف الثورة وقمعها‪.‬‬ ‫دهشنا ج� ً�دا‪ ،‬واعتقدنا أنها مؤامرة لذبحنا‪ .‬بعد ثالثة أيام‬ ‫فوجئنا بأنور السادات يزورنا في الزنزانة‪ .‬قال لنا‪ :‬إن أحد‬ ‫األشخاص ذه��ب إليهم وق��ال إنكما طلبتما لندن بالتليفون‬ ‫ص�ب��اح ‪ 23‬ي��ول�ي��و ‪ ،1952‬وإن�ك�م��ا طلبتما م��ن وك�ي��ل وزارة‬ ‫ال�خ��ارج�ي��ة البريطانية ال�ت��دخ��ل ض��د ال �ث��ورة‪ ،‬وه�ن��اك شريط‬ ‫مسجل عليه الحديث‪ .‬وقال إنه كان من رأي بعض الضباط‬ ‫األحرار أن تضربا بالرصاص‪ .‬ولكن تم االتفاق في النهاية على‬ ‫سجنكما‪ .‬وبعد أن تم إبعاد امللك فاروق‪ ،‬ذهبنا إلى مصلحة‬ ‫التليفونات وطلبنا الشريط املسجل عليه املكاملة‪ ،‬ولكنهم في‬ ‫مصطفى أمني مع عبد الناصر‬ ‫مصلحة التليفونات قالوا إن «أخبار اليوم»‬ ‫ل��م ت�ط�ل��ب ل �ن��دن ع�ل��ى اإلط�ل��اق‪ ،‬ال ي��وم ‪23‬‬ ‫يوليو‪ ،‬وال يوم ‪ 24‬يوليو‪ ،‬وال ‪ 22‬يوليو وأن‬ ‫علي ومصطفى أمني لم يتحدثا إلى لندن‬ ‫تليفونيا ً‬ ‫ً‬ ‫أبدا طوال شهر يوليو؟‬ ‫ويطرح ال�س��ؤال نفسه‪ :‬من ك��ان وراء هذه‬ ‫الوشاية؟‬ ‫‪ ..‬كان الواشي محررا في جريدة منافسة‬ ‫ع�ل��ى ص�ل��ة ق��وي��ة ب �ث��روت ع�ك��اش��ة‪ ،‬وت�ش��اء‬ ‫الظروف أن يحكم عليه بعد سنتني بعشر‬ ‫سنوات سجن في تهمة تخابر مع بريطانيا‪.‬‬ ‫ذهبنا إلى مجلس قيادة الثورة فور اإلفراج‬ ‫عنا‪ ،‬وهناك التقينا باللواء محمد نجيب‪،‬‬ ‫وج �م��ال ع�ب��د ال �ن��اص��ر‪ ،‬وب �غ ��دادي‪ ،‬وك�م��ال‬ ‫ال��دي��ن حسني‪ ،‬وص�لاح س��ال��م‪ .‬ق��ال محمد‬ ‫نجيب‪ :‬نحن آسفون جدا لهذا الخطأ‪ ،‬لقد‬ ‫بحثنا املوضوع فلم نجد له أي أساس من‬ ‫محمد نجيب يسلم مصطفى أمني جائزة الصحافة سنة ‪1953‬‬ ‫الصحة‪ .‬وهنا قال عبد الناصر‪:‬‬ ‫أظ��ن أن��ه م��ن حقكما أن ن�ص��در بيانا نوضح‬ ‫فيه حقيقة ما جرى‪ ،‬ونقول فيه إننا آسفون جدا‪ ،‬وإنه تبني‬ ‫لنا أنكما بريئان‪ .‬وبالفعل أعد البيان‪ ،‬وأذيع في اإلذاعة أربع‬ ‫مرات في يوم واحد‪.‬‬ ‫قال لي كامل قاويش املحقق في‬ ‫بعد ذلك تقرر أن يشرف أنور السادات على الصحافة‪ ،‬وكان‬ ‫يأتي إلى «أخبار اليوم»‪ .‬كان مكتبي وقتئذ في الطابق الثاني‪ ،‬قضية قتل أمني عثمان إن الزعيم‬ ‫ولم تكن «أخبار اليوم» تتكون‬ ‫مكتبي‪.‬إال من طابقني فقط‪ ،‬كان يجيء الحقيقي لـ «العصابة» هو أنور‬ ‫يوميا ويدير عمله من‬

‫‪,,‬‬

‫كان يجيء ويتصل بالصحف‪ .‬وب��اإلذاع��ة‪ .‬وبهذا أتيحت لي‬ ‫مالحظته عن ق��رب‪ .‬كانت فكرتي عنه أن��ه متطرف وعنيف‪،‬‬ ‫لكن ما كان يجري أمامي كان يؤكد عكس ذلك‪ .‬كان يحدث أن‬ ‫يتصل أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة به‪ ،‬ويحتج على نشر‬ ‫خبر في «األه ��رام»‪ ،‬ويقول‪ :‬أن��ا سأرسل الشرطة العسكرية‬ ‫للقبض على عزيز ميرزا رئيس تحرير «األهرام»‪.‬‬ ‫ثم يتصل عضو آخر ليقول‪ :‬أنا سأرسل دبابات ملحاصرة‬ ‫جريدة «املصري»‪.‬‬

‫كسول جدا‬

‫‪,,‬‬

‫«أكبر متآمر فينا»‪..‬‬

‫السادات ولكننا ال نستطيع أن‬ ‫نمسك عليه أي دليل‬

‫بعض األخبار غير ذات الشأن؛ كأن ينشر‬ ‫مثال أن هناك اتجاها إلج��راء التطهير‪ ،‬ثم‬ ‫حدث أن اكتشفت مؤامرة دبرها اإلخ��وان‬ ‫امل�س�ل�م��ون الغ �ت �ي��ال ع�ب��د ال �ن��اص��ر‪ ،‬ك��ان��ت‬ ‫تتلخص في أن يرتدي بعضهم زي البوليس‬ ‫الحربي‪ ،‬ويهجموا على مجلس الوزراء لقتل‬ ‫عبد الناصر‪.‬‬ ‫في هذا اليوم كنت أزور جمال عبد الناصر‬ ‫وك��ان يقص علي أخ�ب��ار امل��ؤام��رة‪ ،‬وفجأة‬ ‫سكت‪ ،‬ونظر إلي‪ ،‬ثم سألني‪:‬‬ ‫ ت�ظ��ن م��ن يمكنه أن يخلفني ف��ي ق�ي��ادة‬‫الثورة بعد موتي؟‬ ‫بعد لحظة صمت قلت له‪:‬‬ ‫ إم��ا ب �غ��دادي‪ ..‬وإم��ا عبد الحكيم عامر‪..‬‬‫وهنا هز رأسه وقال‪:‬‬ ‫ ال‪ ..‬إن من سيخلفني هو أنور السادات‪..‬‬‫قلت على الفور‪:‬‬ ‫ مش معقول‪..‬‬‫قال‪:‬‬ ‫ ال‪ ..‬أؤكد لك أنه أنور السادات؛ ألن السادات أكبر متآمر فينا‪.‬‬‫وبعد لحظة قال‪:‬‬ ‫ لقد حيرني ه��ذا ال �س��ادات‪ ..‬لقد عينته وزي��ر دول��ة لكنه ال‬‫يحضر اجتماعات مجلس الوزراء‪ .‬عينته في املؤتمر اإلسالمي‬ ‫ولكنه ال يذهب إلى مكتبه‪ ..‬وصباح كل جمعة يصحب زوجته‬ ‫إلى بورسعيد للنزهة‪ ..‬السادات هذا سينتظر إلى أن نموت‬ ‫ً‬ ‫جميعا‪ ..‬ثم يخلفنا هو‪..‬‬ ‫عدت إلى «أخبار اليوم» في املساء‪ ،‬فقلت للسادات‪ :‬أنا كنت عند‬ ‫عبد الناصر‪ ،‬وقال لي كذا وكذا‪ ،‬فال بد أن تحضر اجتماعات‬ ‫م�ج�ل��س ال� � ��وزراء‪ ،‬وت �ش��وف ش�غ�ل��ك ف��ي امل��ؤت �م��ر اإلس�ل�ام��ي‪،‬‬ ‫وتنشط‪ .‬وفوجئت بالسادات يقول‪:‬‬ ‫ «أل‪ ..‬دي ثورة جمال عبد الناصر‪ ..‬وهو يفعل ما يشاء‪ ،‬وأنا‬‫ماليش دعوة»‪.‬‬ ‫تمهل هنا مصطفى أمني‪ ،‬وتوقف عن الحديث‪ .‬شأنه عندما‬ ‫ينتهي عند نقطة حاسمة من املوضوع‪..‬‬ ‫«امل�ه��م‪ ..‬ش��اءت ال�ظ��روف أن أنيس منصور يكتب ويقول إنه‬ ‫سأل السادات عن هذه الواقعة‪ ،‬وأن السادات أكدها له حرفيا‬ ‫وأن السادات سأل أنيس منصور عمن أخبره بهذه الواقعة‪.‬‬ ‫والغريب أن أنيس منصور قال له إن السفير الروسي هو الذي‬ ‫حكى له الواقعة‪ .‬وفي الواقع أنا لم ألتق بالسفير الروسي‪ .‬ولم‬ ‫أقص عليه الواقعة‪ ،‬ولكن ربما حكيتها ألحد األشخاص‪ .‬وهذا‬ ‫بدوره حكاها للسفير الروسي‪ .‬بالطبع هذه الواقعة خطيرة في‬ ‫رأيي‪ ،‬ويشاء القدر أن يكون لها شهود»‪.‬‬ ‫ويرن جرس التليفون‪ ،‬وتنتهي املكاملة‪ ،‬ويعود مصطفى أمني‬ ‫إلى التذكر‪..‬‬

‫التقيت بالسادات بعد ذلك كثيرا‪ .‬حتى عني رئيسا لجريدة‬ ‫«ال�ج�م�ه��وري��ة ال�ج��دي��دة» وك��ان عبد ال�ن��اص��ر يتصل ب��ي عند‬ ‫منتصف الليل ويسألني‪:‬‬ ‫واحد ثالث يقول‪ :‬أنا سأنسف «أخبار اليوم»‪.‬‬ ‫كل يوم اتصاالت من هذا النوع‪ ،‬وكان السادات يهدئ املتحدثني ‪ -‬أنت في مكتبك؟‬ ‫وأقول له‪:‬‬ ‫في التليفون ويطلب منهم أن يدعوا له األمور‪.‬‬ ‫الوحيد الذي لم يكن يهدد‪ ،‬أو ينذر‪ ،‬هو‪ ..‬جمال عبد الناصر‪ - ..‬نعم‪..‬‬ ‫وكانت ث��ورة بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة تجاه نشر فيقول بدهشة‪:‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪117‬‬

‫تبدأ «املجلة» في هذا العدد بإعادة نشر ذكريات الكاتب والصحافي الكبير األستاذ مصطفى أمني‪ .‬وقد تم تسجيل هذه الذكريات خالل‬ ‫شهر أبريل(نيسان) عام ‪ ،1982‬وهي تتضمن معلومات وتفاصيل وحكايات حصرية لـ «املجلة»‪.‬‬

‫خاص بـ‬

‫‪ ..‬مصطفى أمني يتذكر‪:‬هؤالء عرفتهم (الحلقة األولى)‬

‫قال لي عبد الناصر‪ :‬السادات سيخلفني ألنه أكبر متآمر فينا‬ ‫> اعتقلني مجلس قيادة الثورة مع أخي علي‪ ..‬ثم اعتذر منا عبد الناصر ومحمد نجيب‬ ‫القاهرة‪ :‬مكتب «املجلة»‬ ‫ه ��ذه امل � ��رة‪ ،‬ي �ت��ذك��ر م�ص�ط�ف��ى أم�ي�ن ال�ش�خ�ص�ي��ات‬ ‫السياسية ال�ب��ارزة التي عرفها في حياته‪ ،‬ومنها‬ ‫خصوصا الرئيسان الراحالن جمال عبد الناصر‬ ‫وأنور السادات‪.‬‬ ‫وهذه هي الحلقة األولى من ذكريات الراحل مصطفى أمني الذي‬ ‫توفي في ‪ 13‬أبريل عام ‪:1997‬‬ ‫م��دخ��ل يمكن ل�لإن�س��ان أن ينفذ م�ن��ه إل��ى م��ا ت�ح��وي��ه ذاك��رة‬ ‫مصطفى أمني؟ تلك الذاكرة الناصعة «الدقيقة» املدهشة‪ .‬التي‬ ‫ال تغفل أدق التفاصيل التي مضى عليها عشرات السنني‪ً .‬‬ ‫بدءا‬ ‫من ترتيب الجلوس حول مائدة الغذاء في يوم ما من عشرينات‬ ‫هذا القرن‪ ،‬إلى نص كامل لزجل ذاع يوما‪ ،‬أو حوار‪ ،‬أو عنوان‬ ‫موضوع صحافي نشر في مجلة أصبحت اآلن مجهولة‪.‬‬ ‫ذاك ��رة مصطفى أم�ي�ن ك��ال�ب�ح��ر‪ ،‬عميقة ك��ال�ت��اري��خ‪ ،‬عريضة‬ ‫ك��األي��ام‪ ،‬متدفقة ك��األح��داث‪ ،‬ع��اش ت��اري��خ م�ص��ر م��ن داخ��ل‬ ‫بيت األم ��ة‪ ،‬وع�ل��ى مختلف امل�س�ت��وي��ات‪ ،‬منذ عشرينات هذا‬ ‫القرن‪ ،‬حتى عصرنا الحالي‪ ،‬عاش األح��داث الكبيرة‪ ،‬وحياة‬ ‫املجتمع املصري من خالل شبكة نادرة من العالقات الخصبة‬ ‫املتنوعة‪ ،‬ربما اختلف معه البعض في‬ ‫امل��اض��ي ال�ب�ع�ي��د‪ ،‬ول �ك��ن امل��اض��ي‬ ‫ً‬ ‫ال�ق��ري��ب يحمل ل��ه موقفا‬ ‫ً‬ ‫م � �ش ��رف ��ا رائ � � ً�ع � ��ا ف��ي‬ ‫سبيل الديمقراطية‪.‬‬ ‫كتابات مصطفى‬ ‫أمني في األعوام‬ ‫األخ � �ي ��رة م��ن‬ ‫ح � � � � �ك� � � � ��م‬

‫مصطفى أمني يروي‬ ‫ذكرياته لـ«املجلة»‬

‫‪116‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫السادات تراث هام وغني يضاف إلى تراثنا الديمقراطي‪ .‬كما عليه في األردن وهنا شعرت أن من واجبي أن أذهب إلى األردن‬ ‫كانت مواقفه شجاعة‪ ،‬ورائعة‪ .‬ومصطفى أمني يتمتع بقدرة وبالفعل سافرت وقابلت امللك عبد الله ملك األردن وقتئذ‪.‬‬ ‫عالية وموهبة رفيعة في الحكي‪ ،‬أو القص‪ ،‬إنه متدفق‪ ،‬حي‪،‬‬ ‫يحمل دائما على وجهه تعبير الدهشة‪ ،‬التي تشبه إلى حد ما اللقاء مع امللك عبد الله‬ ‫دهشة من يستمع إلى حدث ما ألول مرة‪.‬‬ ‫من أين املدخل إلى ذاكرة مصطفى أمني؟‬ ‫قلت للملك عبد الله‪« :‬أنت في مصر‪ ،‬ليست لك شعبية ولكن‬ ‫كيف يمكن أستخراج بعض ما تحويه؟‬ ‫يمكنك أن تحسن صورتك أمام الشعب بعمل واحد فقط»‬ ‫�ا‪،‬‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫ك‬ ‫�‬ ‫ح‬ ‫�رف‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫�ه‪،‬‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ل�ق��د ع ��اش ال��رج��ل ت��اري��خ م�ص��ر ب��أك�م�‬ ‫قال‪ :‬ما هو؟‬ ‫إذن‬ ‫فلنحاول‬ ‫قرب‪.‬‬ ‫عن‬ ‫وزعماءها‪ ،‬وكبار فنانيها‪ ،‬وكتابها‬ ‫قلت‪ :‬أن تفرج عن حسني توفيق؛ ألن حسني توفيق قتل عميل‬ ‫ً‬ ‫سخونة‪،‬‬ ‫أكثر‬ ‫القريب‬ ‫املاضي‬ ‫استعادة ذكرياته عنهم‪ .‬وألن‬ ‫بريطانيا‪ .‬فعندما تقبض عليه سيقول الناس‪ ،‬طبعا‪ ،‬إنه يقبض‬ ‫مصطفى‬ ‫قبل‬ ‫لذلك‬ ‫املؤملة‪.‬‬ ‫آثاره‬ ‫من‬ ‫وألننا ال نزال نعيش بعضا‬ ‫عليه ألنه عميل مثله‪ ،‬ولكن إذا أفرجت عنه فسيختلف األمر‪.‬‬ ‫معكوسة‪.‬‬ ‫رحلة‬ ‫في‬ ‫عرفهم‬ ‫أمني أن يتحدث عن الذين‬ ‫اقتنع امللك وقال لوزير الحربية فوزي الذي كان موجودا أثناء‬ ‫زغلول‪.‬‬ ‫بسعد‬ ‫وتنتهي‬ ‫السادات‪،‬‬ ‫بأنور‬ ‫رحلة معكوسة تبدأ‬ ‫الحديث‪« :‬اذهب مع مصطفى أمني إلى السجن وأخرجا حسني‬ ‫يتذكر‪:‬‬ ‫أمني‬ ‫ولندع مصطفى‬ ‫توفيق»‪.‬‬ ‫أمني‪:‬‬ ‫مصطفى‬ ‫يحكي‬ ‫وتلقائية‪،‬‬ ‫في تدفق‬ ‫ذهبت إلى السجن حيث اصطحبت حسني توفيق إلى الفندق‪.‬‬ ‫حادث‬ ‫وقع‬ ‫عندما‬ ‫أنه‬ ‫والسبب‬ ‫األربعينات‪،‬‬ ‫منذ‬ ‫السادات‬ ‫عرفت‬ ‫وقضيت معه ليلة كاملة جعلته يكتب فيها مذكراته بخصوص‬ ‫يقتلوا‬ ‫أن‬ ‫تمنوا‬ ‫الذين‬ ‫الشبان‬ ‫أحد‬ ‫كنت‬ ‫(شباط)‪،‬‬ ‫فبراير‬ ‫‪4‬‬ ‫ح��ادث��ة مقتل أم�ين عثمان‪ ،‬وع��دت إل��ى القاهرة ألنشرها في‬ ‫«إن‬ ‫قال‬ ‫الذي‬ ‫اإلنكليزي‬ ‫والعميل‬ ‫املصري‬ ‫الوزير‬ ‫عثمان‪.‬‬ ‫أمني‬ ‫«أخبار اليوم»‪.‬‬ ‫مصر قد تزوجت من إنكلترا‪ ،‬زواجا كاثوليكيا‪ ،‬ال طالق فيه»‪ .‬تلك كانت بداية صلتي بأنور السادات‪.‬‬ ‫ولو كنت قادرا على قتله لفعلت‪ .‬كنت أعرف الدور الذي لعبه من ناحية أخرى كان هناك صحافي في «أخبار اليوم» متهم‬ ‫في إقناع مصطفى النحاس بقبول تأليف الوزارة في حماية ف��ي قضية أم�ي�ن ع�ث�م��ان‪ ،‬وه��و س�ع��د ك��ام��ل‪ ،‬وك ��ان صديقي‬ ‫اإلنكليز‪ .‬اعتقدت أنه قتل صديقي مصطفى النحاس‪ ،‬وشعرت جدا‪ ،‬وكان سعد كامل أحد الذين دبروا هرب حسني توفيق‪،‬‬ ‫أن من واجبي أن أقتله أيضا‪ ،‬فلما جاء أناس آخرون وقتلوه‪ ،‬وكان على صلة بأنور السادات أيضا‪ .‬فكرت أن أتصل بأنور‬ ‫شعرت كأنني أحد املتهمني‪ ،‬وتبنت «أخبار اليوم» الدفاع عن السادات وأن أع��رض عليه كتابة مذكراته في «أخبار اليوم»‬ ‫قتلة أمني عثمان‪ .‬وكان من بينهم أنور السادات‪ .‬جاءني كامل ولكنني فوجئت به ينشر مذكراته في «دار الهالل»‪.‬‬ ‫ق��اوي��ش رئيس النيابة ال��ذي يحقق ف��ي القضية وق��ال ل��ي إن وقد كنت أتمنى أن تنشر في «أخبار اليوم»‪ .‬وكثيرا ما أجد‬ ‫الزعيم الحقيقي للعصابة هو أنور السادات‪ ،‬ولكننا ال نستطيع بعض األشياء منشورة في صحف أخ��رى‪ .‬وأتمنى لو أنها‬ ‫أن نمسك عليه أي دليل؛ ألن أعصابه قوية جدا وال ينطق بكلمة‪ .‬كانت منشورة في صحف «أخبار اليوم» وكانت هذه املذكرات‬ ‫وقال إنه يبدو من التحقيقات أن هناك جناحا عسكريا‪ .‬وأنه التي نشرت بعنوان «‪ً 48‬‬ ‫شهرا في السجن» أحد هذه األشياء‪.‬‬ ‫مشترك ف��ي ه��ذا ال�ج�ن��اح‪ ،‬أو على األق��ل يمثل همزة ثم مضى الزمن‪ ،‬حتى قامت ثورة ‪ 23‬يوليو ‪ .1952‬وفوجئت‬ ‫الوصل بني القتلة وبينه‪ .‬وقفت «أخبار اليوم» بأنهم قبضوا علي أنا وأخي علي أمني‪ .‬ودهشت‪..‬‬ ‫تؤيد منع إعدامهم‪ ،‬ونجحت في تهيئة الرأي‬ ‫العام لذلك‪ ،‬ثم صدر الحكم وكان مخففا‬ ‫السادات يشرف على الصحافة‬ ‫ً‬ ‫جدا‪ .‬حكم على حسني توفيق املتهم األول‬ ‫ب�ع�ش��ر س �ن ��وات س �ج��ن‪ ،‬وت �م��ت ت�ب��رئ��ة دهشت ألنني كنت أمهد للثورة من خالل سياسة «أخبار اليوم»‬ ‫ع��دد كبير م��ن املتهمني‪ ،‬ك��ان منهم أذكر أن عبد الناصر قال في أحد اجتماعاته بالصحافيني‪ :‬إنه‬ ‫أن��ور ال�س��ادات نفسه‪ .‬وف��ي هذه قرأ لي مقاال بعنوان «البحث عن قائد» قبل الثورة‪ ،‬وأن هذا‬ ‫األث�ن��اء ه��رب حسني توفيق املقال أثر فيه كثيرا‪ .‬وكنت أحدد فيه الشروط املطلوبة في قائد‬ ‫من السجن بل من مصر جديد للبالد‪ .‬عندما قبضوا علينا‪ .‬اعتقدت أنهم يتحفظون‬ ‫ب��أك�م�ل�ه��ا‪ ،‬وف �ج��أة قبض علينا لحرصهم على أال ينشر خبر ع��زل امللك ف��اروق في‬

‫جو كوكس في برستول بغرب ووركشاير‬

‫أغلبية حزب العمال إلى ‪( 6051‬بعدما‬ ‫كانت ‪ 4406‬في انتخابات ‪.)2010‬‬ ‫وكانت تصف نفسها بأنها «فخورة»‬ ‫ب��أن �ه��ا أص �ب �ح��ت ع �ض��وة ب��رمل��ان �ي��ة عن‬ ‫الدائرة التي ولدت فيها‪.‬‬ ‫وكانت كوكس تعمل في السياسة منذ‬ ‫تخرجها من جامعة كامبريدج في عام‬ ‫‪ ،1995‬ث��م ب��دأت العمل ف��ي الجمعيات‬ ‫ال �خ �ي��ري��ة ب �م��ا ف ��ي ذل� ��ك «أوك� �س� �ف ��ام»‪،‬‬ ‫و«أنقذوا األطفال»‪ ،‬و«الجمعية الوطنية‬ ‫ملنع العنف ضد األطفال»‪.‬‬ ‫وقد وصفها زعيم حزب العمال جيرمي‬ ‫كوربن‪ ،‬بأنها «أكثر الزمالء املحبوبني‪،‬‬ ‫وأكثرهم موهبة كما أنها مدافعة حقيقية‬ ‫عن العدالة والسالم» <‬

‫نصب تذكاري للنائبة البرملانية جو كوكس في وسط بروكسل مقر االتحاد االوروبي (غيتي)‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪115‬‬

‫وصفت املحكمة توماس مير بأنه إرهابي بعدما أطلق النيران على البرملانية البريطانية‪ ،‬جو كوكس‪ ،‬وطعنها بالسكني‬ ‫أمام مقر أحد املؤتمرات العامة قبل االقتراع على مغادرة االتحاد األوروبي‪.‬‬

‫الحكم بحبس توماس مير مدى الحياة لقتله برملانية بريطانية‬

‫جو كوكس ضحية «البريكسيت»‬ ‫> املدعون‪ :‬ما كان يحرك الجاني هو الكراهية والتطرف‬ ‫لندن‪ :‬مينا الدروبي‬ ‫ك ��ان م �ي��ر (‪ 53‬ع ��ام ��ا)‪ ،‬ق��د طعن‬ ‫ك ��وك ��س‪ ،‬وه � ��ي أم ل �ط �ف �ل�ين ف��ي‬ ‫برستول‪ ،‬بغرب ووركشاير‪ ،‬في‬ ‫ال �س��ادس ع�ش��ر م��ن ي��ون�ي��و (ح��زي��ران)‪،‬‬ ‫قبل أسبوع من االستفتاء على مغادرة‬ ‫االتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫وأث � �ن� ��اء ال� �ه� �ج ��وم‪ ،‬ك� ��ان م �ي��ر ي �ص��رخ‬ ‫«بريطانيا أوال»‪ ،‬ولكن القاضي قال إن‬ ‫«الوطني» الحقيقي هو السيدة كوكس‬ ‫وليس مير‪.‬‬ ‫وق��ال امل��دع��ون إن م��ا ك��ان يحرك‬ ‫مير ه��و «ال�ك��راه�ي��ة» وإن جرائمه‬ ‫«فعل إرهابي»‪.‬‬ ‫وكانت السيدة كوكس‪ ،‬العضوة‬ ‫ال �ب��رمل��ان �ي��ة ع��ن ب��ات �ل��ي وس�ب�ن في‬ ‫طريقها إل��ى مؤتمر م��ع دائرتها‬ ‫االن �ت �خ��اب �ي��ة ع �ن��دم��ا ت ��م ط�ع�ن�ه��ا‬ ‫أمام اثنني من مساعديها ووسط‬ ‫صدمة دائرتها االنتخابية‪.‬‬ ‫وك ��ان م�ي��ر ق��د ق�ت��ل ك��وك��س (‪41‬‬ ‫ع ��ام ��ا)‪ ،‬ب�ب�ن��دق�ي��ة ق �ص �ي��رة امل��دى‬ ‫وط�ع�ن�ه��ا ب�س�ك�ين ق�ب��ل أن ينتقل‬ ‫ل� � �ب � ��رن � ��ارد ك� �ي� �ن ��ي ال � � � ��ذي ح � ��اول‬ ‫منعه‪ .‬وبتفتيش منزله القريب‬ ‫م��ن مسرح الجريمة‪ ،‬عثر رج��ال‬ ‫ال � �ش� ��رط� ��ة ع � �ل� ��ى م � � � ��واد ت �ت �ع �ل��ق‬ ‫بالنازية‪.‬‬ ‫وق��د التمس مير ال��ذي عثر في‬ ‫منزله بمدينة غ��رب يوركشاير‬ ‫ع� �ل ��ى م � � ��واد ت �ت �ع �ل��ق ب��ال �ن��ازي ��ة‬ ‫ال�ج��دي��دة‪ ،‬ال �ب��راء ة ولكنه أخفق‬ ‫في تقديم أي دليل على براء ته‪.‬‬ ‫ول� � ��م ت �ح �ت��ج ه �ي �ئ��ة امل �ح �ل �ف�ين‬ ‫ب��أول��د بيلي س��وى إل��ى ‪ 90‬دقيقة‬

‫‪114‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫ل�ك��ي تحكم ب��أن��ه م��ذن��ب ب�ع��دم��ا وص��ف‬ ‫املدعي كيف عاد مير بعدما أخفق في‬ ‫محاولته األول��ى لقتل البرملانية لقتل‬ ‫ك��وك��س وطعنها وس��ط رع��ب دائ��رت�ه��ا‬ ‫االنتخابية‪.‬‬ ‫وق� �ب ��ل ال� �ح� �ك ��م ع� �ل� �ي ��ه‪ ،‬ك � ��ان ال �ق��اض��ي‬ ‫واضحا بشأن أهمية النظر إلى دوافع‬ ‫مير؛ حيث أبرز الدور الذي يلعبه اليمني‬ ‫املتطرف‪ ،‬والرؤى املؤيدة لسيادة البيض‬ ‫وصلتهما بعملية القتل‪ .‬وأضاف أن ذلك‬ ‫يمنح بعدا إضافيا إل��ى قضية كوكس‬

‫توماس مير‬

‫يجب أن ينعكس في العقوبة‪.‬‬ ‫وع � �ن� ��دم� ��ا ك� ��ان� ��ت ك� ��وك� ��س ت �ت �ع��رض‬ ‫للهجوم‪ ،‬أخبرت مساعدتها الشخصية‬ ‫ف� �ض� �ي� �ل ��ة أص� � � � � � � ��وات‪ ،‬واألخ� � �ص � ��ائ� � �ي � ��ة‬ ‫االجتماعية س��ان��درا ميجور‪« :‬ابتعدا‬ ‫عن طريقه‪ ،‬اتركاه يؤذيني‪.‬‬ ‫وال تدعانه يؤذيكما»‪.‬‬ ‫وع� �ن ��د اع �ت �ق��ال ��ه‪ ،‬أخ� �ب ��ر م �ي��ر ض �ب��اط‬ ‫البوليس بأنه «ناشط سياسي» وعندما‬ ‫ظهر ألول مرة في املحكمة بلندن قال‪:‬‬ ‫«امل ��وت للخونة وال�ح��ري��ة لبريطانيا»‬ ‫وذلك بعد سؤاله عن اسمه‪.‬‬ ‫م ��ن ال� ��واض� ��ح أن ك ��وك ��س ك��ان��ت‬ ‫م �س �ت �ه��دف��ة م� ��ن ق� �ب ��ل امل �ت �ط��رف�ي�ن‪،‬‬ ‫ن�ظ��را ألن�ه��ا ك��ان��ت تعبر بصراحة‬ ‫ع��ن ت��أي�ي��ده��ا ل�ل�ب�ق��اء ف��ي االت �ح��اد‬ ‫األوروب � ��ي ب��اإلض��اف��ة إل��ى رؤيتها‬ ‫الليبرالية تجاه الهجرة‪.‬‬ ‫وب� �ع ��د م��وت �ه��ا أص �ب �ح��ت ك��وك��س‬ ‫تشتهر بعبارة «العوامل املشتركة»‬ ‫وهي عبارة مقتطعة من آخر خطاب‬ ‫برملاني لها قالت فيه‪« :‬نحن أكثر‬ ‫وح � � ��دة وه � �ن� ��اك ع� ��وام� ��ل م �ش �ت��رك��ة‬ ‫ت�ج�م�ع�ن��ا أك �ث��ر م ��ن األش� �ي ��اء ال �ت��ي‬ ‫تفرقنا»‪.‬‬ ‫وكانت كوكس قد نشأت في نفس‬ ‫الدائرة التي تمثلها في البرملان ومن‬ ‫ثم فكانت تحب أهلها‪.‬‬ ‫وكانت عبارة «العوامل املشتركة»‬ ‫تعكس رغبتها في الوحدة وتحقيق‬ ‫املساواة للجميع والحديث نيابة عن‬ ‫ال�ن��اس ال��ذي��ن ي��رزح��ون تحت وط��أة‬ ‫الفقر والظلم‪.‬‬ ‫وك ��ان ��ت ك��وك��س ق ��د ت ��م ان�ت�خ��اب�ه��ا‬ ‫كعضو برملاني عن باتلي وسنب في‬ ‫انتخابات ‪ 2015‬وتمكنت من زيادة‬

‫النحو توفر لنا اليوغا نيدرا الكثير من اإلمكانيات لتطوير‬ ‫حياتنا على نحو إيجابي أكثر مما كنا نتخيل‪.‬‬ ‫املزايا الجسمانية‬ ‫بالطبع‪ ،‬يجب أال نغفل امل��زاي��ا الفسيولوجية التي تقدمها‬ ‫أي �ض��ا؛ م �ث��ل ت�ق�ل�ي��ل م �ع��دل ن �ب �ض��ات ال �ق �ل��ب وض �غ��ط ال��دم‬ ‫والتخلص من حمض الالكتيك املتراكم في العضالت والذي‬ ‫يمكن أن يتسبب في التوتر واإلرهاق‪ ،‬وتمنحك نوما هادئا‪.‬‬ ‫كما تعمل على تهدئة الجهاز العصبي ال��ذي يعد أس��اس‬ ‫سالمة الجسم‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى تحسن حالتنا الجسمانية‬ ‫والصحية أيضا‪.‬‬ ‫وعلى م��دار السنوات‪ ،‬ساعدتني اليوغا نيدرا على العديد‬ ‫م��ن امل �س �ت��وي��ات‪ .‬ف�ف��ي وق��ت األزم � ��ات‪ ،‬ع�ن��دم��ا ك�ن��ت أشعر‬ ‫بالتعب واإلرهاق‪ ،‬أو املرض والضغط‪ ،‬كانت تساعدني على‬ ‫استعادة عافيتي وتجديد صحتي‪ .‬وفي أوقات االضطرابات‬ ‫في حياتي‪ ،‬عندما كنت ال أستطيع معرفة الطريق‪ ،‬كانت‬ ‫تهديني‪ .‬كما أنها ساعدتني في بعض األوق��ات األخ��رى‬ ‫على التخلص من العادات والسلوكيات السيئة‪ .‬وك��ان أهم‬ ‫تلك اإلن �ج��ازات ه��و تغيير عالقتي بنفسي وتمكيني من‬ ‫التخلص م��ن التدخني بعد س�ن��وات طويلة م��ن ال�ص��راع مع‬ ‫إدمان النيكوتني‪.‬‬ ‫واآلن أص�ب�ح��ت أم ��ارس االس�ت��رخ��اء بسهولة أك�ب��ر وأس�ع��ى‬

‫وأحتفي بأي فرصة ملمارسة اليوغا نيدرا ألنها رياضة رائعة‪.‬‬ ‫ففي هذا العالم السريع واملوتر الذي نعيش فيه‪ ،‬حيث نشعر‬ ‫بأننا غير متسقني مع ذواتنا‪ ،‬تساعدنا تلك الرياضة إلى حد‬ ‫كبير على استعادة التواصل مع أنفسنا‪ .‬وال حاجة للقول‬ ‫بأنني ال أستطيع الترويج لليوغا نيدرا كما يجب؛ حيث إنك‬

‫لن تستفيد من مجرد القراءة عنها‪ .‬فما نحن بحاجة إليه هو‬ ‫أن نلتزم بأن نستقطع وقتا ألنفسنا‪ .‬نستلقي على نحو مريح‬ ‫ونغطي أنفسنا ببطانية دافئة ونغلق عيوننا ونترك أنفسنا‬ ‫لحصة اليوغا نيدرا‪ .‬أشك أنك سوف تندم على ذلك بل إنني‬ ‫أكاد أجزم بأن حياتك سوف تتغير بعدها <‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪113‬‬

‫عندما اتجهت ألول مرة إلى خليج بايرون في أستراليا لكي أستمتع بجلسات اليوغا بعد عام من ممارستي لها‪ ،‬مررت بتجربة‬ ‫لن أنساها أبدا أثناء حصة اليوغا التي كانت مدتها ساعتني وهي املدة الطبيعية لدروس اليوغا في ذلك الوقت‪.‬‬

‫تقنية تأمل قوية تحث على االسترخاء الفسيولوجي والعاطفي والعقلي‬

‫ّ‬ ‫غير حياتك بتمارين «اليوغا نيدرا»‬ ‫على الرغم من أنني أحببت جلسات «اليوغا أسانا»‬ ‫فقد كانت املشكلة ف��ي العشرين دقيقة األخيرة‬ ‫املخصصة لتمارين االسترخاء‪ .‬ه��دوء كامل من‬ ‫دون موسيقى ومن دون أي عوامل تشتيت‪ ،‬دون أي شيء‪.‬‬ ‫لقد كانت أطول ‪ 20‬دقيقة مررت بها في حياتي كلها‪ ،‬أو على‬ ‫األقل هذا ما شعرت به في ذلك الوقت‪.‬‬ ‫ولكنني‪ ،‬بعدما كنت أحضر هذه الجلسات التي تمتد لساعتني‬ ‫مرة أو مرتني يوميا طوال الشهر كنت غير قادرة على مغادرة‬ ‫الحصة مبكرا (ينصحك كثير م��ن امل��درس�ين بعدم مغادرة‬ ‫الدروس قبل انتهائها)‪ ،‬حيث تمكنت من تطوير طريقة للتعامل‬ ‫مع تلك األزمة الذهنية‪ .‬فقد تخيلت قطارا ذا عربات مفتوحة‬ ‫أضع فيه أفكاري وأراها تمر أمامي واحدة تلو األخرى حتى‬ ‫تمكنت في النهاية من أن أشعر ببعض الراحة من ذلك الضجيج‬ ‫الذهني‪.‬‬ ‫وخالل العام التالي‪ ،‬كنت أمارس املزيد من اليوغا؛ حيث إنني‬ ‫تمكنت من تطوير آلية على السجادة وبعيدا عنها أهلتني ألن‬ ‫أصبح مدربة يوغا‪ .‬وقد تحسنت قدرتي على االسترخاء إلى‬ ‫ح��د كبير ولكنني ل��م أكتشف متعته حتى قمت باملساعدة‬ ‫ف��ي دورة ت��دري�ب�ي��ة ب� ��وادي ج��وف�ي�ن��دا ب�س�ي��دن��ي‪ ،‬واك�ت�ش�ف��ت‬ ‫أيضا مزايا اليوغا ن�ي��درا‪ .‬وأصبح‬ ‫االسترخاء شيئا أستمتع به وليس‬ ‫شيئا اضطر للتعامل معه في نهاية‬ ‫الحصة‪.‬‬ ‫تجربتي األولى‬ ‫وما زلت أتذكر تجربتي األولى في‬ ‫اليوغا نيدرا بوضوح‪ .‬كان جميع‬ ‫من يحضرون ال��درس يستلقون‬ ‫باسترخاء في وضع النوم حيث‬ ‫يتم دع��م الركبتني ويحصل كل‬ ‫م �ن��ا ع �ل��ى غ �ط��اء ل �ل �ح �ف��اظ ع�ل��ى‬ ‫ال � � ��دفء‪ .‬وك � ��ان ص� ��وت امل� ��درس‬ ‫اللطيف يهدئنا ويجعلنا نشعر‬ ‫بالراحة ونحن نعمل على إرخاء‬ ‫ك ��ل ج� ��زء م ��ن أج� � ��زاء ج�س�م�ن��ا‬ ‫واح � ��دا ت �ل��و اآلخ � ��ر‪ ،‬وك� ��ان ذل��ك‬ ‫ي �ج �ع �ل �ن��ا ن �س �ت��رخ��ي ون �ش �ع��ر‬ ‫بتنفسنا الطبيعي‪ ،‬لقد كانت‬ ‫تجربة لم أمر بها من قبل‪.‬‬

‫‪112‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪,,‬‬

‫‪,,‬‬

‫سيدني‪ :‬إيما دسبري‬

‫ففي ذل��ك الحني‪ ،‬فقد الوقت كل املعاني‪ .‬فما ك��ان فعليا ‪ 30‬يوغا تحفز التعافي‬ ‫دقيقة شعرت أنه خمس فقط وقبل أن ندرك‪ ،‬عدنا إلى الغرفة‬ ‫وإل��ى سجاجيدنا وإل��ى أجسامنا ون�ح��ن نشعر بأننا أكثر تعد ال�ي��وغ��ا ن�ي��درا تقنية ت��أم��ل ق��وي��ة تحث على االس�ت��رخ��اء‬ ‫تركيزا على ذواتنا مما بدأنا‪ .‬وكان جليا بالنسبة لي أيضا أن الفسيولوجي والعاطفي والعقلي‪ .‬وخالل اليوغا نيدرا‪ ،‬ربما‬ ‫الضجيج الذهني قد خفت‪ .‬فقد تمكنت من االبتعاد عنه وتركه تبدو نائما ولكنك في الحقيقة في أعلى مستويات الوعي حتى‬ ‫في تلك الحالة الرائعة بني اليقظة والنوم‪ .‬لقد شعرت بأنني إنك يتم توجيهك أثناء التدريب أن تقول لنفسك «يجب أال أنام‪،‬‬ ‫أكثر إشراقا وخفة وأنني حصلت على الراحة وجددت ذاتي‪ .‬يجب أن أظل مستيقظا»‪.‬‬ ‫قبل أن تبدأ اليوغا ن�ي��درا‪ ،‬تقوم بعمل السنكالبا أو التعهد‬ ‫بالتدريب‪ .‬وهي مرحلة أساسية في اليوغا نيدرا ألنها تغرس‬ ‫بذرة في العقل تحفز التعافي والتحول في االتجاه اإليجابي‪.‬‬ ‫والسنكالبا هي حالة عقلية إيجابية قصيرة يتم امل��رور بها‬ ‫تساعد «اليوغا نيدرا» على‬ ‫في بداية التدريب وتقول لنفسك فيها بصيغة املضارع كما‬ ‫لو أن األم��ر قد حدث بالفعل «أن��ا أشعر بالسعادة‪ ،‬والصحة‬ ‫تقليل معدل نبضات القلب‬ ‫والضوء الخالص»‪ ،‬أو «أنا سليم ومعافى»‪ .‬ويمكن استخدام‬ ‫وضغط الدم والتخلص من‬ ‫السنكالبا أيضا لتشجيعك على التخلي عن شيء في حياتك‬ ‫مثل ال�ت��دخ�ين أو اإلف ��راط ف��ي األك��ل وال�ت��رك�ي��ز على الشعور‬ ‫التوتر واإلرهاق وتعمل‬ ‫الداخلي الذي يدفعك ألفعال غير صحية‪.‬‬ ‫ف �ع �ل��ى س �ب �ي��ل امل� �ث ��ال‪« :‬أن � ��ا أح� ��ب ن �ف �س��ي أو أه �ت��م ب�ن�ف�س��ي‬ ‫على تهدئة الجهاز العصبي‬ ‫وبجسمي»‪ ،‬أو «أنا أختار تناول الطعام الذي يحسن صحتي»‪،‬‬ ‫وتمنحك نوما هادئا‬ ‫مسترخ وسعيد»‪ .‬وتعد فكرة السنكالبا قوية في ذاتها‬ ‫أو «أنا‬ ‫ٍ‬ ‫ألنها تمنحك التركيز وت�ع��زز وعيك ب��ذات��ك‪ .‬فبالتواصل مع‬ ‫ذاتك تدرك أن كافة التوترات الكامنة بداخلك تستطيع اليوغا‬ ‫نيدرا أن تساعدك على التخلص منها‪.‬‬ ‫حيث تدرك أن كل القضايا العالقة‬ ‫القابعة ف��ي ال�لاوع��ي وال�ت��ي تلعب‬ ‫دورا ك �ب �ي��را ف ��ي ب �ع��ض ال� �ع ��ادات‬ ‫ال�س�ي�ئ��ة ي�م�ك��ن رص��ده��ا وال�ت�غ�ل��ب‬ ‫عليها؛ فهذه هي األشياء التي تمر‬ ‫بعقلك م��رارا وت �ك��رارا‪ ،‬وه��ي نفس‬ ‫األش�ي��اء التي تقرر أن تغيرها في‬ ‫ب��داي��ة ك��ل ع��ام‪ ،‬ولكن كلمة «س��وف‬ ‫أفعل» وحدها لن تغير الوضع‪ .‬فما‬ ‫أن��ت ب�ح��اج��ة إل �ي��ه ه��و أن ت�ص��ل إل��ى‬ ‫جذر املشكلة وتوفر لك اليوغا نيدرا‬ ‫وسائل لتحقيق ذلك‪.‬‬ ‫ف �م��ن خ�ل�ال إط�ل��اق س� ��راح ك��ل تلك‬ ‫األشياء‪ ،‬مثل تلك املشاعر املحبوسة‬ ‫تصبح أكثر خفة ويصبح لديك طاقة‬ ‫أك �ب��ر ي�م�ك��ن اس�ت�خ��دام�ه��ا ع�ل��ى نحو‬ ‫إيجابي‪ .‬باإلضافة إل��ى العزيمة التي‬ ‫نستمدها من السنكالبا‪ ،‬تصبح لدينا‬ ‫القدرة على التغيير أيضا‪ .‬وعلى ذلك‬

‫نصائح أستاذ الجلدية في كلية الطب بجامعة هارفارد‬ ‫ملعالجة جفاف البشرة والحفاظ على ترطيبها‬ ‫هارفرد‪« -‬املجلة»‪:‬‬ ‫صنعت كثير من املنتجات المتصاص امل��اء في‬ ‫البشرة أو ملنعه من التبخر أو كليهما‪ .‬إذا نشأت‬ ‫على مشاهدة أفالم دوريس داي‪ ،‬ربما افترضت‬ ‫أن�ه��ا حصلت ع�ل��ى ن��وع س��ري م��ن ع�لاج��ات ال�ب�ش��رة غير‬ ‫امل�ت��اح��ة للعامة‪ .‬ول�ك��ن كما كشفت دوري ��س ف��ي سيرتها‬ ‫الذاتية‪ ،‬كان الفازلني (ه�لام البترول) هو السر وراء بقاء‬ ‫بشرتها ناعمة ولينة‪.‬‬ ‫تغيرت األمور كثيرا في األعوام الخمسني املاضية‪ .‬ال يزال‬ ‫الفازلني مستحضرا رائجا‪ ،‬ولكن يوجد إلى جواره سلسلة‬ ‫ممتدة من أحدث مستحضرات ترطيب البشرة‪ ،‬تحتوي‬ ‫أغلبها على قائمة مذهلة من املكونات املدونة على العبوات‪.‬‬ ‫ولكن بعض منها مخصص إما إلضافة مرطب إلى البشرة‬ ‫أو الحفاظ على ترطيبها‪ .‬وكثير منها يؤدي الوظيفتني‪.‬‬ ‫يقول ال��دك�ت��ور كينيث أرن ��دت‪ ،‬أس�ت��اذ الجلدية ف��ي كلية‬ ‫الطب بجامعة هارفارد‪ ،‬ومحرر تقرير الصحة الخاص‬ ‫ع��ن العناية بالبشرة وإص�لاح�ه��ا ف��ي إص ��دارات ه��ارف��ارد‬ ‫الصحية‪« :‬تشبه مستحضرات ترطيب البشرة وضع حاجز‬ ‫بني بشرتك والجو البارد والجاف»‪.‬‬ ‫ما الذي يجب أن تبحث عنه في مستحضر الترطيب؟‬ ‫تحتوي مستحضرات ترطيب البشرة عامة على ثالثة أنواع‬ ‫من املكونات‪:‬‬ ‫م��واد ماصة للرطوبة‪ .‬تعمل تلك املكونات على امتصاص‬ ‫البشرة للماء‪ .‬من تلك املواد الكتات األمونيوم والسيراميد‬ ‫والجلسرين وحمض الهيالورونيك وليسيثني وال�ي��وري��ا‪.‬‬ ‫أحيانا ما توصف نسبة ‪ 12‬في املائة من الكتات األمونيوم‬ ‫لألشخاص املصابني بالسماك‪ ،‬وهي حالة طبية تعاني فيها‬

‫مستحضرات وأقنعة لترطيب البشرة‬

‫ً‬ ‫البشرة م��ن جفاف وتقشر ب��ال��غ‪ ،‬ولكنه أي��ض��ا متاح دون‬ ‫استشارة الطبيب‪.‬‬ ‫م��رط�ب��ات ع��ازل��ة‪ .‬وه��ي م ��واد م�ث��ل ه�ل�ام ال�ب�ت��رول وال�ب��دائ��ل‬ ‫املصنعة من النبات (مزيج من الزيوت والشمع) والسيليكون‬ ‫والالنولني (وهي مادة شمعية تفرزها غدد الغنم) ومجموعة‬ ‫ً‬ ‫حرفيا على سد أو تكوين‬ ‫متنوعة من الزيوت التي تعمل‬ ‫حاجز على سطح البشرة ملنع الرطوبة من التبخر‪ .‬وتحتوي‬ ‫أكثر املستحضرات فاعلية على مائة في املائة من الدهون‬ ‫مثل الزيوت النباتية‪ .‬في الواقع‪ ،‬تستخدم الزيوت النباتية‬ ‫ك�م��رط�ب��ات ع�ل��ى م ��دار ال��زم��ن‪ .‬وإذا ك�ن��ت ت�ح��ب ملمسها‬ ‫ورائ�ح�ت�ه��ا‪ ،‬يمكن أن تجدها ب��دي ً�لا اق�ت�ص� ً‬ ‫�ادي��ا للكريمات‬

‫واملستحضرات التجارية‪.‬‬ ‫مستحضرات مرطبة للبشرة‪ .‬تحتوي تلك املنتجات على‬ ‫زيت وماء ومستحلب ملنع املادتني من االنفصال‪ .‬وهي‬ ‫مرطبات عازلة بالضرورة حيث تمنع الرطوبة من التبخر‪،‬‬ ‫ولكنها أخف وأسهل في االستخدام من الفازلني أو الزيت‪.‬‬ ‫يحتوي كثير من مستحضرات الترطيب التجارية على كل‬ ‫من مادة مرطبة ومادة ماصة للرطوبة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأخيرا‪ ..‬يعتمد اختيار نوع مستحضر الترطيب األفضل‬ ‫لك على ع��دة أم��ور‪ :‬حالة البشرة واختياراتك الشخصية‬ ‫وميزانيتك‪ .‬وإذا وج��دت مستحضر أو كريم مناسب لك‬ ‫ولكنه باهظ الثمن‪ ،‬فانظر في مكوناته‪ ،‬فقد تتمكن من‬ ‫البحث عن «مستحضر منزلي» شبيه أو مستحضر عام‬ ‫بثمن أقل‪.‬ومستحضرات الترطيب ليست الوسيلة الوحيدة‬ ‫ً‬ ‫ملنع إصابة البشرة بالجفاف‪ .‬يمكنك أيضا االستفادة من‬ ‫النصائح التالية‪:‬‬ ‫ استخدم جهاز ترطيب واضبطه على نحو ‪ 60‬في املائة‪،‬‬‫وهي نسبة كافية لتجديد الطبقة العليا من البشرة‪.‬‬ ‫ اجعل مدة االستحمام قصيرة‪ .‬حدد مدة االستحمام من ‪5‬‬‫ً‬ ‫إلى ‪ 10‬دقائق ً‬ ‫يوميا‪ .‬استخدم مياه فاترة بدال من الساخنة‬ ‫التي يمكن أن تزيل الزيوت الطبيعية‪.‬‬ ‫ ابتعد عن أنواع الصابون القوية‪ .‬فكر في استخدام املنظفات‬‫الخالية من الصابون وتجنب مزيالت العرق أو الصابون ذي‬ ‫الرائحة أو املنتجات التي تحتوي على كحول‪.‬‬ ‫ استخدم أدوات خفيفة امللمس‪ .‬تجنب فرشاة الفرك واللوف‬‫الذي يمكن أن يضر ببشرتك‪ .‬وال تفرك البشرة باملنشفة‪،‬‬ ‫ولكن ربت عليها أو امسحها بلطف‪.‬‬ ‫ امتنع عن خدش البشرة‪ .‬خفف شعورك بالحكة باستخدام‬‫كمادة أو ضمادة باردة‪.‬‬

‫ً‬ ‫قراءة الكتب تضيف أعواما إلى عمرك‬ ‫هارفرد‪« -‬املجلة»‪:‬‬ ‫ً‬ ‫جميعا أن الكتب يمكن أن تثري‬ ‫نعرف‬ ‫ح�ي��ات�ن��ا‪ ،‬ول�ك��ن ه��ل ل�ه��ا ف��وائ��د صحية‬ ‫أيضا؟ وإن كانت تلك حقيقة‪ ،‬فهل قراءة‬ ‫الكتب لها فوائد صحية أكبر من قراءة الجرائد‬ ‫واملجالت؟ أجرى باحثون في كلية الصحة العامة‬ ‫بجامعة يال دراسة في محاولة لإلجابة عن هذين‬ ‫السؤالني‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فحص الباحثون سجالت ‪ 5635‬مشاركا في‬ ‫بحث الصحة والتقاعد‪ ،‬وه��ي دراس��ة مستمرة‬ ‫ألش�خ��اص ف��ي عمر ‪ 50‬ع� ً�ام��ا أو أك�ب��ر وق��دم��وا‬

‫معلومات عن عاداتهم القرائية عندما بدأ البحث‪.‬‬ ‫قرر الباحثون أن األشخاص الذين يقرأون الكتب‬ ‫بانتظام تقل بينهم نسبة الوفاة بمعدل ‪ 20‬في‬ ‫امل��ائ��ة ع�ل��ى م ��دار األع� ��وام ال � �ـ‪ 12‬ال�ت��ال�ي��ة‪ ،‬م�ق��ارن��ة‬ ‫ب��األش�خ��اص ال��ذي��ن ال ي�ق��رأون أو ال��ذي��ن يقرأون‬ ‫الدوريات‪ .‬ظهر هذا االختالف بغض النظر عن‬ ‫العرق أو املستوى التعليمي أو الحالة الصحية‬ ‫أو الوضع املالي أو الحالة االجتماعية أو اإلصابة‬ ‫باالكتئاب‪ .‬تشير تلك النتائج التي نشرت في عدد‬ ‫سبتمبر (أيلول) ‪ 2016‬من «العلوم االجتماعية‬ ‫والطب»‪ ،‬إلى أن فوائد ق��راءة الكتب قد تتضمن‬ ‫إضافة حياة أطول لقراءة املزيد منها‪.‬‬

‫فوائد صحية للقراءة‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪111‬‬

‫‪ 4‬أشياء تساعدك‬ ‫على رعاية شخص‬ ‫عزيز عليك‬ ‫الجئون سوريون فروا من سوريا إلى‬ ‫تركيا بسبب الحرب الدائرة في البالد‬ ‫‪ .‬وفي الصورة زوج يجري بعض‬ ‫العالجات الطبيعية لزوجته املصابة‬ ‫بالشلل إثر انفجار قنبلة في بيتها من‬ ‫قبل قوات نظام األسد (غيتي)‬

‫هارفرد‪« -‬املجلة»‪:‬‬ ‫إذا كنت تعمل على رع��اي��ة شخص ع��زي��ز عليك‪،‬‬ ‫ً‬ ‫سوف تحتاج إلى االعتناء بنفسك أيضا‪ .‬وهناك‬ ‫وس��ائ��ل ملساعدتك على ذل��ك‪.‬ي�ت��ول��ى أك�ث��ر م��ن ‪65‬‬ ‫مليون أميركي (ثلثاهم م��ن ال�ن�س��اء) رع��اي��ة ف��رد مريض أو‬ ‫عاجز في العائلة‪ .‬إذا كنت أحد هؤالء القائمني على الرعاية‪،‬‬ ‫فال بد أنك تعرف أن االعتناء بشخص عزيز يمكن أن يكون‬ ‫ً‬ ‫من أكثر الخبرات الحياتية املثمرة‪ ،‬ولكنه أيضا قد يكون من‬ ‫ً‬ ‫خصوصا بالنسبة لصحتك‪.‬‬ ‫أكثر املهام صعوبة‬ ‫تقول ال��دك�ت��ورة دي��ان ماهوني‪ ،‬أس�ت��اذة ج��اك موهر ألبحاث‬ ‫تمريض املسنني في معهد مستشفى ماساتشوستس العام‬ ‫للمهن الطبية‪ ،‬وه��ي مؤسسة أكاديمية تابعة للمستشفى‪:‬‬ ‫«نعلم أن القائمني على رعاية األسرة يخضعون لقدر خاص من‬ ‫الضغط‪ .‬ويمكن أن يسبب الضغط املستمر مع مرور الوقت إلى‬ ‫اإلصابة باألمراض‪ ».‬في الحقيقة‪ ،‬ذكر أكثر من ‪ 20‬في املائة‬ ‫من مقدمي الرعاية أن صحتهم تأثرت نتيجة للمسؤوليات‬ ‫امللقاة على عاتقهم‪.‬‬ ‫إذا كنت ستختار أن تؤدي دور مقدم رعاية صحية‪ ،‬أو كنت‬ ‫تؤديه لفترة وبدأت تشعر بالضغط‪ ،‬قد تحتاج إلى االستفادة‬ ‫من النصائح التالية التي أحيانا ما يتم إغفالهم‪.‬‬ ‫‪ -1‬اهتم بصحتك‪:‬هناك سبب إلرشاد املسافرين جوا إلى وضع‬ ‫أقنعة األكسجني الخاصة بهم قبل وضعها للطفل وهو أنك‬ ‫تتمكن من االهتمام باآلخرين على نحو أفضل عندما تكون‬ ‫حالتك البدنية جيدة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫كل جيدا‪ ،‬حتى وإن كان ذلك يعني تناول وجبات سهلة اإلعداد‪.‬‬ ‫خصص وق�ت��ا مل�م��ارس��ة ت�م��اري��ن ري��اض�ي��ة‪ ،‬ق��د ي�ك��ون الوقت‬

‫‪110‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫مناسب أثناء نوم الشخص الذي تقدم له الرعاية‪ .‬احصل على‬ ‫كاف من النوم‪ .‬التزم بإجراء الفحوصات والتطعيمات‬ ‫قسط ٍ‬ ‫املوصى بها‪ .‬سوف تكون مستعدا على نحو أفضل للتعامل‬ ‫مع الضغط إذا كنت في حالة جيدة ومستريح‪.‬‬ ‫‪ -2‬استعن بآخرين‪:‬يستطيع عدد قليل من الناس أداء األمر‬ ‫ب�م�ف��رده��م‪ .‬اط �ل��ب م��ن أف� ��راد ف��ي ال�ع��ائ�ل��ة وأص ��دق ��اء مقربني‬ ‫امل�ش��ارك��ة ف��ي ال��رع��اي��ة‪ .‬ق��د يساعد غير ال�ق��ادري��ن على تولي‬ ‫الرعاية املباشرة في القيام بمهام أخرى مثل شراء البقالة أو‬ ‫سداد الفواتير أو تنسيق املواعيد الطبية أو التعامل مع إجراءات‬ ‫التأمني الورقية‪ .‬إذا كنت مقيما في الواليات املتحدة االميركية‬ ‫ول��م يكن لديك مجموعة من األف��راد من العائلة أو األصدقاء‬ ‫لالتصال بهم‪ ،‬يمكن أن تساعدك مواقع مثل االتحاد الوطني‬ ‫لتقديم ال��رع��اي��ة ‪ ،www.caregiving.org‬لتحديد خدمات‬ ‫الرعاية واالختيار من بني بدائل طويلة األجل‪ .‬كذلك يمكن أن‬ ‫تساعدك استشارة مدير رعاية املسنني أو مسؤول الرعاية‬ ‫االجتماعية على تحديد الخدمات املحلية التي تحتاج إليها‬ ‫سواء كان شخصا يساعدك في تولي املهام املنزلية أو ممرضا‬ ‫معتمدا ملتابعة تناول األدوية ووسائل العالج األخرى‪.‬‬ ‫‪ -3‬ابتعد من حني إلى آخ��ر‪:‬إذا كنت تعتني بشخص يحتاج‬ ‫إلى اهتمام مستمر‪ ،‬ال شك في أنك سوف تحتاج إلى الراحة‬ ‫في مرحلة ما‪ .‬خصص عدة دقائق فقط للمشي في الحديقة‬ ‫أو لتبادل الحديث مع صديق لتحقيق بعض االختالف‪ .‬تقول‬ ‫الدكتورة ماهوني‪« :‬اكتشفنا أننا نستطيع الحد من الضغوط‬ ‫ب��درج��ة كبيرة ع��ن ط��ري��ق منح مقدمي ال��رع��اي��ة ف�ت��رات راح��ة‬ ‫مصغرة‪ ،‬حتى ول��و كانت استراحة مل��دة ‪ 30‬دقيقة بني حني‬ ‫ً‬ ‫وآخر»‪ .‬وأدرك أيضا املشرعون الفيدراليون أن مقدمي الرعاية‬ ‫غير مدفوعي األجر يحتاجون إلى أخذ عطالت كل فترة‪ .‬وفي‬

‫ع��ام ‪ ،2006‬ت��م تمرير ق��ان��ون ال��رع��اي��ة قصيرة األم��د لتقديم‬ ‫خدمات ملقدمي الرعاية العائلية‪.‬‬ ‫‪ -4‬ضع نظام دعم لنفسك‪:‬مع مرور الوقت‪ ،‬يمكن أن يتسبب‬ ‫تقديم الرعاية في أضرار عاطفية‪ ،‬حتى وإن كنت تحصل على‬ ‫مساعدة في تقديم الرعاية الفعلية‪ ،‬فمن املرجح أن تحتاج إلى‬ ‫ً‬ ‫دعم معنوي أيضا‪ .‬يوجد في كثير من املستشفيات وبرامج‬ ‫الرعاية الصحية واملؤسسات الدينية مجموعات دعم ملقدمي‬ ‫الرعاية‪ .‬تعد تلك املجموعات مكانا جيدا للتنفيس عن املشاعر‬ ‫ومشاركة األفكار مع أشخاص يواجهون مواقف مشابهة‪.‬‬ ‫وكشفت الدكتورة ماهوني أن مجموعات الدعم على اإلنترنت‪،‬‬ ‫التي ال تتطلب املشاركة وجها لوجه أو السفر أو ترتيب موعد‬ ‫مع شخص آخر ليقوم بالرعاية‪ ،‬بديال جيدا لبعض األشخاص‪.‬‬ ‫وإذا لم تكن مرتاحا مع مجموعة‪ ،‬يمكن أن يقدم لك مدير رعاية‬ ‫املسنني الدعم املطلوب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قد يكون العالج النفسي مهما أيضا‪ ،‬قد يثير تقديم الرعاية‬ ‫ل�ف��رد ف��ي العائلة مجموعة م��ن امل�ش��اع��ر مثل العجز وال�ن��دم‬ ‫والذنب وحتى االستياء‪ .‬كذلك مقدمو الرعاية عرضة لإلصابة‬ ‫باالكتئاب‪.‬‬ ‫ويستطيع املعالج مساعدة مقدم ال��رع��اي��ة على اجتياز تلك‬ ‫املشاعر وتطوير آليات للتكيف‪ .‬وإذا لم تعرف إلى أين تذهب‪،‬‬ ‫يمكن أن تلجأ إلى طبيبك للمساعدة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ويعد تقديم الرعاية األس��ري��ة عمال معترفا ب��ه ف��ي ال��والي��ات‬ ‫املتحدة‪ ،‬وإن كان دون أجر‪ .‬وتدرك الهيئات الفيدرالية واملحلية‬ ‫قيمة هذه الخدمة‪ ،‬كذلك تقدم أصبحت منظمات ال تستهدف‬ ‫الربح مثل التحالف الوطني لتقديم الرعاية الصحية واتحاد‬ ‫مقدمي الرعاية األسرية مصادر جديدة باستمرار لتسهيل‬ ‫مهام مقدمي الرعاية‪ .‬ال تتردد في االستعانة بها‪.‬‬

‫أخرى رائعة يطلق عليها «براك» تحيط بها التالل وتحتوي‬ ‫على شواطئ معزولة‪ .‬ولكن نظرا مليزانيتنا‪ ،‬اخترنا جزيرة‬ ‫الستوفو أركيبيالجو التي يمكنك أن تتخلص فيها من كل‬ ‫أعبائك‪ .‬الجزيرة عبارة عن ‪ 46‬جزيرة صغيرة يعيش بها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫طبيعيا‪ ،‬حيث إن نحو ‪60‬‬ ‫متنزها‬ ‫نحو ‪ 792‬نسمة وتعد‬ ‫في املائة منها مغطى بالغابات‪.‬‬ ‫وتحتوي كرواتيا على عدد من أعظم الشواطئ في أوروبا‪.‬‬ ‫وإذا أردن��ا أن نكون ص��ادق�ين م��ع أنفسنا‪ :‬ف��إن الشواطئ‬ ‫هي أكثر العوامل جذبا‪ ،‬وهنا توجد خ�ي��ارات ال نهائية؛‬ ‫حيث يوجد شاطئ «زالتي رات» بجزيرة «بارك» وشاطئ‬ ‫«س��اك��ارون» في جزيرة «دوج��ي أوت��وك» وهما من أجمل‬ ‫الشواطئ في أوروبا ويمكنك أيضا أن تذهب للتنزه على‬ ‫الشاطئ القريب في أي من املدن التي تحيط بالساحل لكي‬ ‫تحصل على حصتك من الشمس الرائعة ومشاهد الغروب‪.‬‬ ‫الطعام الكرواتي‬ ‫متى كانت آخر مرة قلت لنفسك فيها «دعنا نخرج ونقضي‬ ‫ليلة كرواتية؟»‪ ،‬على الرغم من أن املطبخ البحر متوسطي ليس‬ ‫مشهورا مثل املطبخ اإليطالي‪ ،‬فإنه يشبه مزيجا من املطبخ‬ ‫التركي والسالفي والهنغاري مما ينتج أطباقا شهية تتكون‬ ‫في معظمها من األسماك الطازجة مثل التونة والحبار‪ .‬كما‬ ‫يمكنك أن تتناول طبق لحم ال�ض��أن «ف�ي�ت��االك» الشهي في‬ ‫مناطق مثل «براك» باإلضافة إلى املشروبات املحلية املنعشة‪.‬‬ ‫وال يمكنك أن تغادر املكان دون أن تذهب لتناول مشروبات‬ ‫منعشة م��ن الفواكه املصنعة باملنزل ف��ي مكان يطلق عليه‬ ‫«الراكية»‪.‬‬ ‫مدن من العصور الوسطى‬ ‫رب�م��ا ي�ك��ون املنحى األك�ث��ر إب�ه��ارا ف��ي السفر ف��ي رح�ل��ة إلى‬

‫كرواتيا هو استكشاف العدد الكبير من امل��دن البديعة التي‬ ‫تنتمي للعصور الوسطى والتي يمكنك التجول فيها سيرا‬ ‫على األق��دام بمحاذاة الساحل من كنائس زادار إلى حصن‬ ‫سبنيك إلى املدينة الشهيرة دوبروفنيك (التي اشتهرت بفضل‬ ‫فيلم «جيم أوف ثرونز»)‪ .‬وهناك مدنية تروجير األقل شهرة‬ ‫والتي تعد من املواقع األثرية وفقا لليونيسكو ومن أهم املدن‬ ‫القديمة في أوروبا‪.‬‬ ‫جبال كرواتيا‬ ‫على الرغم من أنها اشتهرت بشواطئها املمتدة‪ ،‬فإن تحتوي‬ ‫على أجمل جبال أوروبا على اإلطالق‪ .‬حيث يمكنك رؤية جبال‬ ‫«األلب الدينارية» من أي مكان على الساحل؛ من ماكاراسكا‬ ‫الريفييرا التي تهيمن عليها الجبال إلى فيدوفا جورا الرائعة‬ ‫التي تحتوي على أعلى الجبال في البحر األدرياتيكي‪ .‬وإذا لم‬ ‫تكن من محبي تسلق الجبال يمكنك الغوص في البحر أو في‬ ‫العيون املائية املحلية مثل بوزا بار في دوبروفنيك<‬ ‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪109‬‬

‫عندما يفكر األميركيون في قضاء عطلة أوروبية‪ ،‬فإنهم غالبا ما يضعون كرواتيا في ذيل قائمة املواقع املستهدفة‪ .‬ولكن يجب‬ ‫إعادة التفكير في هذا الترتيب‪ .‬فعلى الرغم من تزايد الرحالت البحرية والحفالت الدولية واتجاه هواة السفر من املشاهير إلى‬ ‫ً‬ ‫تلك املنطقة التي كانت معروفة منذ زمن بعيد للسائحني اإليطاليني‪ ،‬فإن ذلك القطاع البديع الذي يبلغ طوله ‪ 300‬ميال من املنازل‬ ‫على البحر املتوسط التي تشكل ساحل داملاسيا بكرواتيا ما زال مجهوال إلى حد بعيد بالنسبة للسائحني األميركيني‪.‬‬

‫تشتهر بشواطئها املمتدة وتحتوي على أجمل جبال أوروبا على اإلطالق‬

‫كرواتيا‪ ..‬جنة البحر املتوسط اجملهولة‬ ‫الكونا (وليس اليورو) ما زال هو العملة الكرواتية‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫نيويورك‪ :‬جاي جنتايل‬ ‫من أن األسعار كانت في تزايد مستمر في السنوات األخيرة‬ ‫على ال��رغ��م م��ن أن س��اح��ل دامل��اس�ي��ا ب�ك��روات�ي��ا لم حيث شهدت الفنادق في املدن الكبرى مثل دوبروفينك وهفار‬ ‫يعد مكانا سريا كما ك��ان م��ن قبل‪ ،‬فإنه م��ا زال أعلى األسعار‪ ،‬فما زالت البالد ككل من أرخص األماكن في‬ ‫الجنة املجهولة في أوروب��ا وإليك السبب‪ .‬تحذير‪ :‬أوروبا باستثناء موسم الذروة في الصيف‪ .‬ونظرا ألنه ليس‬ ‫تعد القيادة على الساحل الكرواتي خطرا على صحتك‪ ،‬ألنك‬ ‫سوف تنظر من النافذة طوال الوقت محلقا‪ .‬ولحسن الحظ‪،‬‬ ‫فإن نظام النقل العام في كرواتيا نظيف وفعال ويمكن االعتماد‬ ‫عليه‪( ..‬وإن كان الحصول على مركب تتجول به أم��را جيدا‬ ‫تشتهر مدينة «سبليت»‬ ‫أيضا)‪ .‬وعلى الرغم من أننا ال يمكننا االنتقاص من جمال‬ ‫الريفييرا في فرنسا أو ساحل األمالفي في إيطاليا فإنك لن‬ ‫الرائعة باحتفالية «إي دي إم»‬ ‫تصدق جمال ذلك الساحل إال بعد رؤيته‪ .‬وحتى عندها‪ ،‬سوف‬ ‫تدعك عيونك كي تتأكد من أنه حقيقي‪.‬‬ ‫الدولية التي تقام على القوارب‬ ‫جزر كرواتيا‬

‫‪,,‬‬

‫انضمت كرواتيا إلى االتحاد األوروب��ي في عام ‪ ،2013‬ولكن‬

‫‪108‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪,,‬‬

‫النقود الكرواتية‬

‫والشواطيء خالل الصيف‬

‫مزدحما وبسبب طقسه اللطيف ورخص أسعاره‪ ،‬ربما يكون‬ ‫أكتوبر (تشرين األول) أفضل شهر في السنة لزيارتها‪.‬‬ ‫الحفالت الكرواتية‬ ‫في كل صيف‪ ،‬تتحول مدينة «سبليت» الرائعة إلى مكان مكتظ‬ ‫عندما يتوافد املشاركون في االحتفالية الدولية الكبرى «إي دي‬ ‫إم» إلى املدينة‪ ،‬ويقيمون فعاليات االحتفال على القوارب وفي‬ ‫حفالت شاطئية تمأل الساحل بأسره‪ .‬باإلضافة إلى إجازة‬ ‫الربيع في زرك أو شاطئ «كارب دييم»‪ .‬ولكنك إذا لم تكن من‬ ‫مفضلي املوسيقى الراقصة أو الحفالت باهظة التكلفة‪ ،‬فهناك‬ ‫العديد من املقاهي التي تحد الشاطئ والتي تحيط بها جزر‬ ‫صغرى كثيرة يمكنك التسلل إليها‪.‬‬

‫تحتوي على أكثر من ‪ 1000‬جزيرة (كثير منها غير معروف)‬ ‫ومن أشهرها جزيرة هفار التي تضاهي في جمالها أي جزيرة‬ ‫يمكن أن تذهب إليها في «كان» أو «ليك كومو»‪ .‬وهناك جزيرة‬

‫تدشن موقعها الجديد باللغة اإلنجليزية على اإلنترنت‬

‫‪.com‬‬

‫‪The View From The East‬‬ ‫األفكار خلف األخبار‬

‫نافذة باللغة اإلنجليزية على السياسة العربية والشرق أوسطية‬ ‫يكتبها ويحررها نخبة من أبرز الكتاب الغربيني‪.‬‬

‫> هيكلة جميع األقسام في املوقع لتسهيل عملية تصفحه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫> خدمات جديدة جعلت املوقع أكثر تفاعال مع زائريه‪.‬‬ ‫خدمة صوتية ومرئية لألخبار العاجلة وتقارير‬ ‫> ‪Live‬‬ ‫وحوارات بالصوت والصورة من قلب الحدث‪.‬‬ ‫> نقل آخر وأهم التغريدات العاملية املؤثرة‪ ،‬والتفاعل معها عبر املوقع‪.‬‬ ‫> أعمق التحقيقات والتقارير الحصرية‪ ،‬وأدق التحليالت وأبرز‬ ‫ً‬ ‫التعليقات وأكثرها واقعية وتميزا‪.‬‬

‫شؤون سياسية < قضايا < حتقيقات < تقارير < ثقافة < آراء ووجهات نظر < مقابالت < فنون < أحداث مصورة < بروفايل < سيلفي < صحة وطب بديل < مذكرات < فنون < رياضة < ذاكرة املكان‬

‫مدحت العدل‪ :‬سرقة األفالم تهدد صناعة السينما ومنتجون يمتنعون عن العمل‬

‫شريهان تستعد للعودة بظهور مختلف‪..‬‬ ‫ونيللي كريم «ألعلى سعر»‬ ‫القاهرة‪ :‬أحمد سالم‬ ‫تستعد امل�م�ث�ل��ة وف�ن��ان��ة‬ ‫االس � � � � �ت � � � � �ع � � � � ��راض � � � � ��ات‬ ‫ال� �ش� �ه� �ي ��رة‪ ،‬ش ��ري� �ه ��ان‪،‬‬ ‫ل�ظ�ه��ور ج��د ًي��د ب�ع�م��ل مسرحي‬ ‫مختلف‪ ،‬وفقا ملا أكده لـ «املجلة»‬ ‫ال�ك��ات��ب وامل�ن�ت��ج م��دح��ت ال �ع��دل‪،‬‬ ‫م �ش �ي� ً�را إل ��ى أن ال�ف�ن��ان��ة نيللي‬ ‫ً‬ ‫قريبا تجربة‬ ‫كريم ستخوض‬ ‫مسلسل ت�ح��ت ع �ن��وان «ألع�ل��ى‬ ‫ً‬ ‫س� �ع ��ر»‪ ،‬الف ��ت ��ا إل� ��ى أن س��رق��ة‬ ‫األف�لام أصبحت تهدد صناعة‬ ‫ال �س �ي �ن �م��ا‪ ،‬وق � ��ال إن منتجني‬ ‫كثيرين أصبحوا يمتنعون عن‬ ‫العمل إلى حني لهذا السبب‪.‬‬ ‫وع��ن ت�ع��اق��د ش��رك�ت��ه‪« ،‬ش��رك��ة‬ ‫ال� �ع ��دل ج� � � ��روب»‪ ،‬م ��ع ال �ف �ن��ان��ة‬ ‫شريهان‪ ،‬أكد مدحت العدل أنه‬ ‫سيتم ع�ق��د م��ؤت�م��ر صحافي‬ ‫ب �ح �ض��ور ش��ري �ه��ان ل�لإع�لان‬ ‫عن تفاصيل التعاقد الذي تم‬ ‫م�ع�ه��ا إلن �ت��اج أك �ث��ر م��ن عمل‬ ‫م�س��رح��ي ت�ع��ود ب��ه شريهان‬ ‫إل��ى األع�م��ال املسرحية‪ ،‬لكنه‬ ‫رفض اإلفصاح عن تفاصيل‬ ‫العمل املتعاقد عليه في الوقت‬ ‫الحالي‪.‬‬ ‫وك� ��ان� ��ت م �س��رح �ي��ة «ش � ��ارع‬ ‫محمد علي» من آخ��ر أعمال‬ ‫ش ��ري� �ه ��ان ق �ب��ل أن ت� �ت ��وارى‬ ‫ع ��ن األن � �ظ� ��ار‪ .‬وق ��دم ��ت ت�ل��ك‬ ‫املسرحية م��ع الفنان الكبير‬ ‫فريد شوقي في الفترة من عام ‪ 1991‬إلى عام‬ ‫‪.1995‬‬ ‫وأضاف العدل أنه يعكف ً‬ ‫حاليا على كتابة الحلقات‬ ‫األولى من مسلسل «ألعلى سعر» للنجمة نيللي‬ ‫كريم‪ ،‬واملقرر أن تخوض به السباق الرمضاني‬ ‫لعام ‪ .2017‬ومن املقرر أن يبدأ تصوير املسلسل‬ ‫خ�ل�ال ش�ه��ر ديسمبر (ك��ان��ون األول) ال�ح��ال��ي‪.‬‬

‫‪106‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫شريهان‬

‫ويقول إن نيللي كريم سوف تقدم فيه شخصية‬ ‫مختلفة ً‬ ‫تماما عن أعمالها السابقة‪ ،‬و«ستكون‬ ‫مفاجأة للمشاهدين»‪.‬‬ ‫وتحدث العدل عن أن اإلنتاج السينمائي‪ ،‬مهدد‬ ‫بخسائر مالية ضخمة‪ ،‬خ�لال الفترة الحالية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫نظرا للقرصنة التي تحدث لألفالم بعد موعد‬ ‫ً‬ ‫عرضها بثالث ساعات‪ ،‬مؤكدا أن «شركة العدل‬

‫ج� � ��روب» س �ت �ع��ود ل�لإن �ت��اج‬ ‫ال �س �ي �ن �م��ائ��ي ع �ن��دم��ا ت�ع��ي‬ ‫ال ��دول ��ة ق �ي �م��ة ال �س �ي �ن �م��ا في‬ ‫مصر‪ ،‬على حد قوله‪.‬‬ ‫وأض��اف أن القرصنة على‬ ‫األفالم جعلت أغلب املنتجني‬ ‫حريصني بشدة قبل إنتاج‬ ‫أي ع�م��ل س�ي�ن�م��ائ��ي‪ ،‬األم��ر‬ ‫ال � � � ��ذي ت� �س� �ب ��ب ف � ��ي ت ��وج ��ه‬ ‫بعض املنتجني إل��ى اللجوء‬ ‫إلن �ت��اج أف�ل�ام قليلة التكلفة‬ ‫دون ن � �ج� ��وم ك � �ب� ��ار‪ ،‬ح�ت��ى‬ ‫ال ت �ك��ون ال �خ �س��ائ��ر ك�ب�ي��رة‪،‬‬ ‫ألن «أي ف�ي�ل��م ع�ن��دم��ا ينزل‬ ‫ُدور ال �ع��رض‪ ،‬ن �ج��ده ب�ع��د ‪3‬‬ ‫س��اع��ات فقط م��وج� ً‬ ‫�ودا على‬ ‫اإلنترنت بل وعلى عدة قنوات‬ ‫تلفزيونية‪ ،‬دون أي رقابة»‪.‬‬ ‫وق��ال ال�ع��دل إن ال��دول��ة عليها‬ ‫م�س��ؤول�ي��ة ك�ب�ي��رة ف��ي حماية‬ ‫ص �ن��اع��ة ال �س �ي �ن �م��ا ال� �ت ��ي ل�ه��ا‬ ‫دور مهم في تغيير أخالقيات‬ ‫املجتمع‪« ،‬فهي تنقل ثقافات‬ ‫وح � �ض� ��ارات وع� � � ��ادات‪ ،‬ول �ك��ن‬ ‫لألسف حتى اآلن ال��دول��ة غير‬ ‫واع� �ي ��ة ل �ق �ي �م��ة ال �س �ي �ن �م��ا ع�ل��ى‬ ‫اإلط�ل�اق‪ ،‬فما زل�ن��ا نحتاج إلى‬ ‫وق� ��ت ل �ت �ق��دي��ر ه� ��ذه ال �ص �ن��اع��ة‬ ‫الهامة‪ .‬وعلى سبيل املثال هناك‬ ‫نحو ‪ 75‬قناة اآلن تقوم بسرقة‬ ‫الفيلم ث��ان��ي ي��وم ع��رض��ه ب��دور‬ ‫السينما»‪.‬‬ ‫ويستعد العدل الذي قدم قصائد‬ ‫غنائية كثيرة ملطربني مصريني‪،‬‬ ‫للبدء في مشروع إذاعي جديد على قناة «‪»dmc‬‬ ‫التلفزيونية‪ ،‬التي ستنطلق خالل الفترة املقبلة من‬ ‫القاهرة‪ ،‬وذلك من خالل برنامج بعنوان «رصيف‬ ‫نمرة ‪ .»5‬وقال إنه «برنامج توك شو مختلف ً‬ ‫تماما‬ ‫والتصوير سيكون في الشارع‪ ،‬وأتمنى أن يحوز‬ ‫على إعجاب املشاهدين» <‬

‫حاليا في احتفال الخمسينية واختيار فيلمي لالفتتاح أعتبره عرفة وقدرته على توظيف املمثلني في أدوار مالئمة لهم‪.‬‬ ‫تتويجا ملسيرتي كلها‪.‬‬ ‫> كانت آخر بطوالتك في الدراما التلفزيونية املصرية‬ ‫> وه��ل هناك نوعية معينة من األف�لام تطمحني في عبر مسلسل «إمبراطورية مني؟» إلى جانب حضورك‬ ‫كضيف ش���رف ف��ي أع��م��ال منها «ن��ي��ل��ل��ي وش��ري��ه��ان»‬ ‫إنتاجها عبر الشركة؟‬ ‫ الشركة ُتعتبر ً‬‫حلما بالنسبة لي‪ ،‬أق��وم من خاللها بإنتاج وحلقتك ف��ي مسلسل «اس��ت��ي��ف��ا»‪ ..‬م��ا سبب ابتعادك‬ ‫األف�ل�ام التي أح��ب أن ت��رى ال�ن��ور‪ ،‬مثل أف�لام امل��ؤل��ف واألف�لام عن الدراما التلفزيونية؟‬ ‫الوثائقية وأف�لام قد ال تجد جماهيرية واسعة‪ ،‬ولكني أحب ‪ -‬أن��ا في انتظار العمل الجيد ال��ذي يقدمني بصورة وشكل‬ ‫مختلف للجمهور ويضيف إلى رصيدي الفني‪ ،‬فأنا ال أحب‬ ‫أن أشاهدها‪.‬‬ ‫تقديم أعمال ال تستفزني الشخصيات املوجودة بها‪ ،‬وإذا لم‬ ‫> أع��ل��ن��ت م��ؤخ��را ع��ن فيلمك ال��ج��دي��د «ال��ك��ن��ز» ال��ذي يتوفر هذا العمل أفضل االنتظار حتى أعثر عليه ووجدت هذا‬ ‫تعودين به للسينما املصرية‪ ..‬ما الذي شجعك على في مسلسل جديد سيتم عرضه في رمضان مع املنتج محمد‬ ‫مميش وامل�خ��رج حسني املنياوي ويكتبه تامر حبيب‪ ،‬وهو‬ ‫هذا العمل وما تفاصيله؟‬ ‫ الفيلم من املتوقع أن نبدأ في تصويره خالل شهر وأتعامل نوعية جديدة بالنسبة لي‪ ،‬حيث نعمل على فورمات أجنبي‪،‬‬‫فيه مع املخرج الكبير شريف عرفة‪ ،‬ويشاركني البطولة فيه وأتمنى أن يحبه الجمهور وسنبدأ التصوير خالل شهر يناير‬ ‫(كانون الثاني) املقبل‪.‬‬ ‫محمد رمضان ومحمد سعد وعدد كبير من النجوم‪.‬‬

‫ً‬ ‫نجوما منهم محمد رمضان ومحمد‬ ‫> الفيلم يضم‬ ‫سعد‪ .‬ألم تترددي في العمل معهم؟‬ ‫ ال��دور ال��ذي أق��دم��ه مكتوب بشكل جيد وتحمست له‪،‬‬‫فأنا ال يشغلني م��وض��وع ترتيب األس�م��اء على تتر أي‬ ‫عمل أشارك فيه‪ .‬أتمنى أن يحقق العمل النجاح املطلوب‪.‬‬ ‫وأن��ا ال أع��رف محمد رمضان على املستوى الشخصي‬ ‫واع‬ ‫ولكننا زميالن في عمل واحد ونعمل تحت يد مخرج ٍ‬ ‫بقدراتنا وقادر على توجيهنا لبذل أقصى ما في وسعنا‬ ‫ليخرج العمل بشكل مثالي‪ .‬وأنا أثق باختيارات شريف‬

‫> ل���ل���م���رة ال���ث���ان���ي���ة ت���خ���ت���اري���ن ع���م�ل�ا أدب����ي����ا ل��ت��ق��دي��م��ه‬ ‫تلفزيونيا فهل تعمدت ذلك؟‬ ‫ بالفعل أتعمد اختيار روايات أدبية ألجسدها على الشاشة‬‫الصغيرة‪ ،‬فأنا أعشق األدب والقراءة وأقع في غرام كثير من‬ ‫الروايات والكتب‪ ،‬وأتمنى أن يقترن اسمي بتجسيد روايات‬ ‫وأعمال أدبية قيمة وقد قرأت رواية «فيرتيجو»‪ ،‬وأعجبت بها‬ ‫جدا وتمنيت أن أقدمها في عمل فني وهو ما حدث بعد ذلك‬ ‫> هل تفكرين في شكل املنافسة خالل شهر رمضان وحقق العمل نجاحا كبيرا‪ ،‬وأيضا مسلسل «عايزة اتجوز»‬ ‫الذي حقق نجاحا متميزا‪.‬‬ ‫الذي يضم جميع النجوم؟‬ ‫ من املؤكد أنني أفكر فيها وأحب الظهور بشكل مختلف أمام‬‫جمهوري وتقديم عمل مختلف‪ ،‬وكل فنان يتمنى أن يكون > ه��ل ت��ف��ك��ري��ن ف��ي امل��ن��اف��س��ة م��ع ف��ن��ان��ات جيلك على‬ ‫عمله في املقدمة حتى يحقق النجاح‪ ،‬وفي النهاية العمل الفني شاشة السينما؟‬ ‫هو الذي يفرض نفسه على الجمهور ويحقق الصدارة‪ ،‬كما ‪ -‬كل ما يشغلني العمل الجيد والجميع تربطني بهم عالقة‬ ‫صداقة وال أشعر بالغربة في مصر‪ ..‬أشعر أنني أعيش وسط‬ ‫أهلي‪.‬‬

‫‪,,‬‬

‫أنتظر العمل الجيد الذي‬ ‫يقدمني بصورة وشكل‬ ‫مختلف للجمهور ويضيف‬ ‫إلى رصيدي الفني‬

‫‪,,‬‬

‫> وما الذي دفعك لقبول املشاركة في هذا العمل؟‬ ‫ السيناريو مكتوب بشكل جيد‪ ،‬باإلضافة إلى أن مخرجه‬‫شريف عرفة ال��ذي تعاونت معه م��ن قبل وأث��ق بقدرته على‬ ‫صناعة الفيلم بالشكل األمثل والذي يحقق جماهيرية كبيرة‪،‬‬ ‫وال��دور ال��ذي سأقدمه للجمهور سيكون مفاجأة للجمهور‪،‬‬ ‫ول�ك��ن امل�خ��رج ش��ري��ف ع��رف��ة طلب منا ع��دم الكشف ع��ن أي‬ ‫تفاصيل في الوقت الحالي حفاظا على سرية العمل‪.‬‬

‫أن املنافسة املحترمة شيء جيد‪ ،‬وسأكون سعيدة بالتواجد‬ ‫بجوار نجوم ونجمات كبار‪ ،‬ومن املؤكد أن املنافسة هذا العام‬ ‫خ�لال شهر رمضان ستكون مرعبة وال يمكن أن ننكرها‪،‬‬ ‫فهي بصراحة غير مسبوقة على اإلط�لاق لكن وبكل أمانة‬ ‫ال أض��ع نفسي فيها ب��أي شكل فمن أن��ا ألنافس ع��ادل إمام‬ ‫وباقي النجوم وأقصى طموحاتي أن يدرك الناس كم املجهود‬ ‫املبذول في املسلسل‪ ،‬فهناك فريق كامل من املمثلني والفنيني‬ ‫ال ينامون ليال ونهارا حتى يخرج العمل في أفضل صورة‬ ‫من أجل الجمهور‪.‬‬

‫> ه��ل أض��اف��ت ل��ك تجربة العمل سفيرة م��ع برنامج‬ ‫األغذية العاملي ملكافحة الجوع؟‬ ‫ بالتأكيد هي إضافة كبيرة لي‪ ،‬فقد تعلمت من خالله الكثير‬‫واكتسبت خبرة كبيرة‪ .‬وأنا أعمل سفيرة ملكافحة الجوع مع‬ ‫برنامج األغذية العاملي لألمم املتحدة منذ عام ‪ 2010‬ملكافحة‬ ‫الجوع في البلدان النامية بجميع أنحاء العالم ومنطقة الشرق‬ ‫األوس ��ط‪ ،‬وأت�م�ن��ى أن أك�م��ل امل �ش��وار معهم‪ ،‬فالعمل الخيري‬ ‫يشعرني بالراحة<‬ ‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪105‬‬

‫خالل سنوات قليلة استطاعت النجمة التونسية هند صبري أن تلفت األنظار إليها على شاشة السينما املصرية وتثبت للجميع‬ ‫أنها إضافة قوية للسينما املصرية وروح مختلفة عن باقي النجمات املصريات‪ .‬وكما منحت السينما املصرية الفرصة للنجمة‬ ‫التونسية استطاعت أن تثبت قدرتها على التألق والتنوع وأنها ممثلة كاملة النضج واختيار أدوارها بعناية ولديها قدرة على‬ ‫إثبات نفسها والتفوق في أي عمل فني تشارك فيه‪.‬‬

‫الفنانة التونسية في حوار مع‬ ‫وال تشغلني املنافسة مع نجمات جيلي‬

‫‪ :‬ال أشعر بالغربة في القاهرة‪..‬‬

‫هند صبري‪ :‬مشاركتي في «زهرة حلب»‬ ‫مغامرة‪ ..‬وال أخاف من العمل مع محمد سعد‬ ‫نعيشها حاليا في املنطقة العربية‪ ،‬وألن��ه مغامرة ق��ررت أن أساهم‬ ‫القاهرة‪ :‬عصام الدين راضي‬ ‫بجزء كبير من أجري في ميزانية الفيلم للمخرج التونسي املخضرم‬ ‫كما تألقت على شاشة السينما والتلفزيون في مصر تألقت رضا الباهي‪ ،‬الذي يعالج ظاهرة تسفير الشباب إلى جبهات القتال‬ ‫أيضا على شاشة السينما التونسية وقدمت عشرات األدوار في سوريا‪ ،‬والذي استمتعت بالعمل معه كثيرا‪ ،‬فهو فنان رائع‪.‬‬ ‫التي أثبتت من خاللها أنها جديرة بأي عمل يسند إليها‪.‬‬ ‫خالل الفترة الحالية تعيش الفنانة هند صبري حالة من السعادة > ت�ل�ع�ب�ين ف��ي ال�ف�ي�ل��م دور أم ل �ش��اب ع �م��ره ‪ 17‬ع��ام��ا‪ ..‬هل‬ ‫والتألق نتيجة لردود الفعل الجيدة التي حققها عرض فيلمها «زهرة تعتبرين هذه مغامرة محسوبة؟‬ ‫حلب» في افتتاح أيام قرطاج السينمائية قبل أيام ونال استحسان ‪ -‬أعترف أنها مغامرة‪ ،‬خصوصا أن املمثل ال��ذي لعب دور ابني ال‬ ‫الجمهور والنقاد‪ ،‬وتأتي هذه التجربة بعد سنوات من الغياب عن ي�ف��رق كثيرا عني ف��ي ال�س��ن‪ ،‬ولكنها أف��ادت�ن��ي فنيا فكثيرون كان‬ ‫تعليقهم أنني ّ‬ ‫السينما التونسية‪.‬‬ ‫كبرت نفسي ألجل الفيلم وإعجابي بالعمل جعلني‬ ‫في السطور التالية نقترب أكثر من هند صبري من خالل حوار أتحمس له وأضحي من أجله وأك��ون أكثر ج��رأة‪ .‬وه��ذه املغامرة لم‬ ‫أج��رت��ه معها «امل�ج�ل��ة»‪ .‬ون�ع��رف منها مل��اذا «زه��رة حلب» وأسباب أتوقف أمامها كثيرا‪ ،‬أنا كنت أعيش الحالة التي تعانيها األم وحاولت‬ ‫الغياب عن السينما التونسية واملشروعات الجديدة‪.‬‬ ‫مقابلة مجموعة م��ن ال�ع��ائ�لات ال�ت��ي ت��ورط أب�ن��اؤه��ن ف��ي ه��ذا الوهم‬ ‫والخداع الكبير‪ ،‬وتقابلت مع أمهات كثيرات فقدن أبناءهن‪ ،‬وشعرت‬ ‫> ف��ي ال �ب��داي��ة م��ا ال� ��ذي ش�ج�ع��ك ع �ل��ى ال �ع ��ودة للسينما بالفعل بمأساة هذه األمهات من خالل جمعيات وفقدان أحد األبناء‬ ‫التونسية بفيلم «زهرة حلب»؟ وما هي قصته؟‬ ‫بأي شكل من األشكال تجربة قاسية جدا وحاولت أن أنقل أحاسيس‬ ‫ ف�ي�ل��م «زه� ��رة ح �ل��ب» ه��و ف�ي�ل��م اج�ت�م��اع��ي م��وج��ه إل ��ى ال�ج�م�ه��ور كل أم فقدت وليدها‪ ،‬والفيلم فعال تكريم للمرأة التونسية املناضلة‬‫التونسي الفيلم ال يحمل طابعا سياسيا‪ ،‬وهو عبارة عن تكريم من أجل حريتها‪ ،‬والتي فرضت نفسها في املجتمع‪ ..‬املرأة املثابرة‬ ‫للمرأة التونسية وخاصة األم امللتاعة التي تتغلب على أملها وتتحلى على كسب قوتها واملتكفلة بابن غ��اب األب عن تحمل مسؤولياته‬ ‫بالشجاعة من أجل إنقاذ ابنها‪ .‬والفيلم يطرح كثيرا التساؤالت لعل واملثقفة التي تتمسك بالكتاب كسالحها حتى لحظاتها األخيرة‬ ‫أهمها مصير ‪ 5000‬شاب تونسي في سوريا وكيف سيتم التعامل ف�ه��ي امل ��رأة ال�ش�ج��اع��ة ال�ت��ي ت��رف��ض ال��رض��وخ ألش �خ��اص ي�ت��اج��رون‬ ‫معهم عقب عودتهم إلى أرض الوطن؟ وهذه القضية االجتماعية ال بأبناء التونسيني باسم الدين فتحمل السالح وتتعرض لالغتصاب‬ ‫تهم الشعب التونسي فقط بل العربي والغربي أيضا‪ ،‬والفيلم يتحدث ولكنها ترفض االستسالم والخضوع‪ .‬الفيلم بدأ عرضه اعتبارا من‬ ‫عن أم تونسية موجوعة تفعل املستحيل من أجل إنقاذ ابنها الوحيد ‪ 6‬نوفمبر (تشرين الثاني) ف��ي ت��ون��س‪ ،‬وسيتم عرضه ف��ي مصر‬ ‫الذي ذهب للجهاد في سوريا وتسافر إليه األم‪ ،‬في محاولة منها وفي لبنان والكويت واألردن‪ ،‬ويهمني عرض الفيلم جماهيريا ألنه‬ ‫إلنقاذه وتلتحق بإحدى الجماعات اإلرهابية من أجل معرفة طريق فيلم جماهيري وأنا دوما أحترم جمهوري وأضعه في املقام األول‪.‬‬ ‫ابنها ويتم اغتصابها‪ ،‬ثم في نهاية الفيلم يتم قتلها على يد ابنها‪.‬‬ ‫> الفيلم عرض في افتتاح مهرجان أيام قرطاج السينمائية‪..‬‬ ‫> الفيلم من إنتاجك‪ ..‬مل��اذا اخترت أن يكون فيلم «زه��رة هل تعتبرين أن هذا األمر جيد؟‬ ‫حلب» هو أول إنتاج ل��ك؟ ومل��اذا اخترت أن تكون بدايتك ‪ -‬سعيدة وفخورة بالطبع‪ ،‬فأيام قرطاج السينمائية من أهم املهرجانات‬ ‫اإلنتاجية من خالل فيلم غير جماهيري؟‬ ‫في أفريقيا واملنطقة العربية وكان بالنسبة لي حلما كبيرا‪ ،‬كما أن‬ ‫ أن��ا م�ش��ارك��ة ف��ي اإلن �ت��اج‪ ،‬ول��م أت�ح�م��ل تكلفة اإلن �ت��اج بالكامل‪ ،‬مهرجان قرطاج له مكانة خاصة لدي‪ ،‬حيث حصلت على أول جائزة‬‫وتحمست للفكرة ألنني كنت أفتقد سينما بالدي بعد غياب سنوات في هذا املهرجان‪ ،‬وبعدها أصبحت عضوا بلجنة من لجان تحكيمه‪،‬‬ ‫طويلة عنها‪ ،‬وكنت أريد العودة بفيلم أقرب للشارع والتغيرات التي وهو بالنسبة لي أكبر خطوة مهمة في حياتي ووجودي في املهرجان‬

‫‪104‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫من املمكن أن أق��وم بديو مع القديرة شيرين عبد‬ ‫الوهاب‪ ،‬لتشابه خامات الصوت واللون الغنائي‪.‬‬ ‫> لو لم تكن بداياتك في «ستار أكاديمي»‪،‬‬ ‫برأيك كيف كنت ستخوض التجربة الفنية‬ ‫وتدخل عالم النجومية؟‬ ‫ في البداية‪ ،‬ال أحد يعلم الغيب سوى الله‪ ،‬فإن لم‬‫ألتحق بـ«ستار أكاديمي» فما كنت ً‬ ‫حاليا في الوسط‬ ‫الفني‪ .‬فدخول هذا البرنامج كان محض صدفة‪ ،‬ولم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومغنيا‪،‬‬ ‫أتوقع أو أفكر في حياتي أن أصبح فنانا‬ ‫بل كنت أتوقع أن أصبح ع��ازف بيانو‪ً ،‬‬ ‫نظرا ألني‬ ‫درست العزف على البيانو‪.‬‬ ‫> ه ��ل ع� ��رض ع �ل �ي��ك أن ت �ن �ض��م إل� ��ى ل�ج�ن��ة‬ ‫التحكيم في «ستار أكاديمي»؟‬ ‫ ل��م ي �ع��رض ع �ل� َّ�ي أن أك ��ون ع �ض� ً�وا ض�م��ن لجنة‬‫ً‬ ‫التحكيم‪ ،‬ولكن أن أح��ل ضيفا على البرنامج في‬ ‫أحد مواسمه‪.‬‬

‫تفضل أن تشارك؟ وأي منهم تفضل؟‬ ‫ لكل برنامج جمهوره الخاص‪« ،‬ستار أكاديمي» له‬‫جمهور يتابعه من املوسم األول حتى اليوم‪ ،‬وأيضا‬ ‫«ذا فويس» و«أراب أيدول» لدى كل منهما جمهوره‬ ‫الخاص‪ .‬أعتبر أن كل برنامج يتميز عن غيره‪ ،‬فلكل‬ ‫منها رونقه الخاص الذي يميزه عن غيره‪.‬‬ ‫> هل عرض عليك دور تمثيلي؟ وإن حصل‪،‬‬ ‫أيهما تفضل‪ ،‬السينما أم الدراما؟‬ ‫ً‬ ‫ عرض َّ‬‫علي التمثيل عدة مرات‪ ،‬وتلقيت عروضا‬ ‫ً‬ ‫كثيرة‪ ،‬ولم أعتبرها مغرية‪ ،‬وخصوصا من ناحية‬ ‫اإلن�ت��اج‪ ،‬وآخرها من نحو ثالثة أشهر‪ ،‬إذ تلقيت‬ ‫ً‬ ‫ع��رض��ا لفيلم ل�ب�ن��ان��ي ل�ل�ق�ي��ام ب ��دور ال�ب�ط��ول��ة‪ .‬إن��ه‬ ‫مضيعة للوقت بالنسبة لي‪ ،‬وبخاصة أن التمثيل‬ ‫ً‬ ‫ال يقدم لي شيئا في مسيرتي الفنية‪ ،‬فالتمثيل‬ ‫وال ��درام ��ا ي�ت�ط�ل�ب��ان ك �ث �ي� ً�را م��ن ال��وق��ت ع �ل��ى وج��ه‬ ‫الخصوص‪ ،‬وبالتالي فإن تلك العروض ستجعلني‬ ‫أقصر في أعمالي الغنائية‪ .‬وه��ذا سبب لرفضي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا مع أسماء معروفة‪.‬‬ ‫مسرحيا‬ ‫عمال‬

‫> في أي من برامج الهواة املعروضة اليوم > م �ت��ى س �ي �ت��م ال �ن �ص �ي��ب وت ��دخ ��ل ال�ق�ف��ص‬

‫الذهبي‪ ،‬ونفرح بسعد؟‬ ‫ الدنيا قسمة ونصيب‪ ،‬أن��ا أعيش حالة حب من‬‫ً‬ ‫تقريبا وسعيد ج� ً�دا‪ ،‬وأتمنى أن تكلل‬ ‫نحو سنة‬ ‫بالزواج‪ .‬بطبيعة الحال لو لم أدخل مجال الفن لكنت‬ ‫ارتبطت ف��ي الخامسة والعشرين‪ ،‬فطبعي يحب‬ ‫ً‬ ‫كثيرا‪ ،‬وأفضل االستقرار‪.‬‬ ‫العائلة‬ ‫راض ً‬ ‫ً‬ ‫جدا عن ما قدمته حتى اليوم‪ ،‬وخصوصا مع‬ ‫ٍ‬ ‫ظهور يومي لفنانني على الساحة وكثرتهم‪ .‬الحياة‬ ‫ّ‬ ‫ُسلم‪ ،‬وعلى اإلنسان أن يصعد درجة درجة‪ .‬لدي‬ ‫كثير من األمور واألعمال التي أريد أن أقوم بها‪ ،‬وال‬ ‫زلت في البداية‪ ،‬فنجاحاتي تخطت لبنان إلى العالم‬ ‫العربي واملغرب على وجه الخصوص‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كثيرا من الحفالت في لبنان‬ ‫سعد اليوم يحضر‬ ‫وخ��ارج��ه‪ ،‬دب��ي أو لبنان ه��ي وجهته لحفلة رأس‬ ‫ال�س�ن��ة‪ .‬ي�ص��رح سعد ب��أن��ه ج��اه��ز دائ� ً�م��ا لألعمال‬ ‫الفنية‪ ،‬ولديه كثير من األغاني املسجلة‪ ،‬الجاهزة‬ ‫للصدور‪ ،‬ف�ـ «واع��رة» التي سجلها منذ نحو سنة‬ ‫ونصف‪ ،‬أصدرها منذ فترة قصيرة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وختاما يقول‪« :‬فرحت ج� ً�دا بنجاح هذا الصيف‪،‬‬ ‫وانتظروا مني املزيد واملزيد» <‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪103‬‬

‫في ظل زحمة الفنانني التي يشهدها الوسط الفني اليوم‪ ،‬وبخاصة مع ازدياد نسبة برامج اكتشاف املواهب في اآلونة األخيرة‪ ،‬ملع‬ ‫هذا النجم واستطاع أن يحجز مكانه في سلم النجومية‪ ،‬بل وشكل خطر املنافسة لكثير من فناني جيله‪ ،‬ورمزا لنجاح برنامج‬ ‫الهواة «ستار أكاديمي»‪ ،‬الذي شكل انطالقة هذا النجم‪ .‬إنه الفنان الراقي‪ ،‬سعد رمضان‪ ،‬الذي احتل قلوب املاليني في لبنان‬ ‫والعالم العربي‪ ،‬واتهم بخطفه لقلوب آالف املعجبات‪ .‬ها هو اليوم يعترف لنا بمن استطاعت احتالل قلبه في حديثنا التالي‪.‬‬

‫نجم «ستار أكاديمي» أكد في حوار مع‬

‫أنه يعيش قصة حب منذ عام‬

‫سعد رمضان‪ :‬أحب أن يجمعني ديو مع شيرين‬ ‫وأتمنى العمل مع مروان خوري‬ ‫بيروت‪ :‬نور بحلق‬ ‫> سعد‪ ،‬أي األلوان الغنائية األقرب‬ ‫إليك‪ ،‬اللون الشعبي أم الرومانسي؟‬ ‫ أتمكن من اللونني‪ ،‬كما أتقنهما ً‬‫جيدا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ودائما ما أبحث عن األغنية الجميلة بكال اللونني‪،‬‬ ‫فقد تعلمت ال�ل��ون الكالسيكي ف��ي املعهد العالي‬ ‫للموسيقى وحتى في الجامعة‪ ،‬أم��ا فيما يخص‬ ‫اللون الشعبي فنحن قد تربينا عليه وكبرنا على‬ ‫صوت الكبير وديع الصافي‪ ،‬فكل فنان يتقن الغناء‬ ‫باللونني عليه القيام بذلك‪ ،‬وال ينحصر في لون‬ ‫أو نمط معني‪ .‬فأنا ب��دأت بأغنية «بخلص الوقت»‬ ‫الكالسيكية‪ ،‬ومن ثم غنيت «مسبع الكارات» و«مني‬ ‫قدك» الشعبيتني‪ ،‬كما قمت مؤخرا بالغناء باللون‬ ‫املغربي في أغنية «واعرة» وجميعها القت نجاحا‬ ‫رائعا وأحبها الناس‪.‬‬ ‫> مل��اذا ل��م نشهد عمال غنائيا يجمعك مع‬ ‫الفنان الشامل مروان خوري حتى اليوم؟‬ ‫ أتمنى كثيرا العمل م��ع م ��روان خ ��وري‪ ،‬وب��دأت‬‫أشعر بالتفاؤل حيال هذا املوضوع‪ ،‬ولطاملا طرح‬ ‫ه��ذا امل��وض��وع م��ن قبل الجمهور قبل الصحافة‪،‬‬ ‫وآمل في أن يكون اللقاء بيننا قريبا جدا وأن نقوم‬ ‫بعمل رائع‪.‬‬ ‫> بعد النجاح امل��ذه��ل التي شهدته أغنية‬ ‫«ال��دن��ي إم» ال�ت��ي جمعتك م��ع وال��دت��ك‪ ،‬هل‬ ‫من املمكن أن تعيد هذه التجربة؟ وهل من‬ ‫املمكن أن ن��راك ف��ي دي��و يجمعك م��ع نجمة‬ ‫عربية؟ ومع من تفضل؟‬ ‫ الفكرة ليست بعيدة‪ ،‬وبخاصة أن األغنية القت‬‫نجاحا ب��اه��را‪ ،‬ففي ك��ل سنة بمناسبة عيد األم‬ ‫ت�ح�ت��ل ه ��ذه األغ �ن �ي��ة اإلذاع � ��ات وم��واق��ع ال�ت��واص��ل‬ ‫االج�ت�م��اع��ي‪ ،‬فسر ن�ج��اح ه��ذه األغ�ن�ي��ة ه��و صدق‬ ‫مشاعرها إذ إنها تدور بني أم وابنها‪ ،‬وكانت من‬ ‫األغاني األقرب َّ‬ ‫إلي‪.‬‬

‫‪102‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫حفالت غنائية في طرابلس يحييها جوزيف عطية وملحم زين‬ ‫أعلنت رئيسة جمعية «أكيد فينا س��وا» فيوالت‬ ‫الصفدي‪ ،‬خالل مؤتمر صحافي عقدته في اليخت‬ ‫ك �ل��وب – زي�ت��ون��ة ب ��اي‪ ،‬ع��ن تنظيم أول م�ش��روع‬ ‫للجمعية تحت عنوان «طرابلس مدينة األع�ي��اد» بحضور‬

‫حشد من الفعاليات السياسية واالجتماعية واإلعالمية‪.‬‬ ‫وأعلنت من خالله على أن طرابلس‪ ،‬عاصمة لبنان الثانية‪،‬‬ ‫ليست إرهابية بل هي عنوان للرفاهية والفرح والثقافة‪.‬‬ ‫وأعلنت خالل املؤتمر عن مجموعة حفالت غنائية يحييها‬

‫كل من النجم جوزيف عطية‪ ،‬والفنان ملحم زين‪ ،‬والعازف‬ ‫غ��اي مانوكيان‪ ،‬وألول م��رة نجم األوب��را العاملي السندرو‬ ‫سافينا‪ .‬تبدأ االحتفاالت من ‪ 15‬ديسمبر (كانون األول)‬ ‫حتى ‪ 22‬ديسمبر‪.‬‬

‫ناصر القصبي خارج‬ ‫«آراب غات تالنت»‬ ‫ب� ��دأ ت �ص��وي��ر امل��رح �ل��ة‬ ‫األول� � � � ��ى م � ��ن امل ��وس ��م‬ ‫ال � �خ� ��ام� ��س ل� �ب ��رن ��ام ��ج‬ ‫«آراب غ � � � ��ات ت � ��ال� � �ن � ��ت» ف��ي‬ ‫اس� �ت ��ودي ��وه ��ات «‪ ،»mbc‬ف��ي‬ ‫غياب النجم السعودي ناصر‬ ‫القصبي عن اللجنة النشغاله‬ ‫ب�ت�ص��وي��ر م�س�ل�س�ل��ه ال �ج��دي��د‪،‬‬ ‫لتقتصر فقط على العميد علي‬ ‫جابر‪ ،‬ونجمة األغنية اللبنانية‬ ‫ن�ج��وى ك��رم‪ ،‬واملمثل املصري‬ ‫أحمد حلمي‪.‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪101‬‬

‫لبنان لن يشارك في ملكة جمال الكون‬ ‫إعداد‪ :‬نور بحلق‬ ‫حظيت اب�ن��ة ب�ح�م��دون‪ ،‬م��ن محافظة جبل‬ ‫لبنان‪ ،‬ساندي تابت‪ ،‬ذات الواحد والعشرين‬ ‫ً‬ ‫عاما‪ ،‬بعرش ملكة جمال لبنان‪ .‬تلك الفتاة‬ ‫صاحبة الجسم النحيل‪ ،‬امل�م�ش��وق‪ ،‬التي اعتبرت‬ ‫األط � ��ول ب�ي�ن م �ش �ت��رك��ات ه ��ذا ال� �ع ��ام‪ ،‬اف �ت �ق��رت إل��ى‬ ‫الكاريزما والسحر اللذان يعتبران مفتاح الفوز في‬ ‫مسابقات الجمال العاملية‪.‬‬ ‫ه��ذا‪ ،‬وبعد أن ب��دأت الحملة اإلعالنية‪ ،‬معلنة بداية‬ ‫موسم مسابقة ملكة جمال لبنان‪ ،‬توجهت األنظار‬ ‫إلى املشاركة ربى دكاش التي اشتركت في املسابقة‬ ‫نفسها في موسم ‪ ،2012‬وانسحبت في اللحظة‬ ‫األخيرة فاسحة املجال للتوأم رينا ورومي شيباني‪.‬‬ ‫وقد رصدت حاالت تذمر من املشتركات‪ ،‬قبل حفل‬ ‫هذا العام‪ ،‬من تصرفات ربى املثيرة للجدل‪.‬‬ ‫وفي سابقة من نوعها‪ ،‬نشرت محطة «إم تي في»‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خاصا‪ ،‬مفاده استبعاد لبنان‬ ‫تقريرا‬ ‫اللبنانية‬ ‫م��ن مسابقة ملكة ج�م��ال ال �ك��ون ه��ذا ال�ع��ام‬ ‫(‪ ،)2017‬وذلك بعدما قرر لبنان إرسال‬ ‫وصيفة ملكة جمال لبنان لعام ‪،2015‬‬ ‫لتمثله في مسابقة ملكة جمال الكون‬ ‫ال�ت��ي تعتبر أه��م ح�ف��ل ت�ت��وي��ج ع��امل��ي‪.‬‬ ‫وم��ا ك��ان م��ن منظمي ح�ف��ل التتويج‬ ‫ً‬ ‫كتابا إلى محطة‬ ‫العاملي إال أن أرسلوا‬

‫ألبوم رامي عياش جاهز ولكن!‬ ‫علم أن البوب ستار رامي عياش سيحيي حفلتني‬ ‫بمناسبة رأس السنة امليالدية في مصر‪ .‬كما أن‬ ‫ألبومه أصبح جاهزا ولن يتم إصداره حاليا‪ ،‬وعلى‬ ‫األرجح سيتم إصدار أغنية منفردة من ألبومه املقبل‪.‬‬ ‫وفي سؤالنا عن خوض رامي تجربة التمثيل من جديد‪ ،‬نفى‬ ‫مكتبه اإلع�لام��ي‪ ،‬عاطفا ذل��ك على أن مسلسل «أمير الليل»‬ ‫الذي يلعب فيه البوب ستار دور البطولة لن ينتهي عرضه قبل‬ ‫بداية السنة الجديدة‪ ،‬وهذا رغم العروض الكثيرة التي قدمت‬ ‫له لبطولة أفالم عديدة‪.‬‬

‫‪100‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫ألبوم نانسي‬ ‫الجديد للعام‬ ‫املقبل‬ ‫أف� � � � � � � ��اد امل � �ك � �ت� ��ب‬ ‫اإلعالمي للنجمة‬ ‫اللبنانية نانسي‬ ‫ع � �ج� ��رم ف � ��ي ات� � �ص � ��ال م��ع‬ ‫«امل �ج �ل��ة» ب��أن��ه ت ��م ت��أج�ي��ل‬ ‫ألبوم نانسي الجديد للعام‬ ‫امل � �ق � �ب� ��ل‪ ،‬أي ف � ��ي ‪،2017‬‬ ‫نظرا النشغالها بتصوير‬ ‫برنامج «آراب أيدول»‪ ،‬وفي‬ ‫السياق أكدوا لنا أن نانسي‬ ‫تضع ملساتها األخيرة على‬ ‫األلبوم‪.‬‬

‫«إل ب��ي س��ي» امل��رخ��ص لها القيام بمسابقة ملكة‬ ‫جمال لبنان‪ ،‬معترضني على إرسال وصيفة أولى‬ ‫ً‬ ‫بدال من امللكة‪ ،‬وسحب الترخيص وإعطائه ل«إم تي‬ ‫ً‬ ‫في» عام ‪ .2016‬عطفا على ذلك‪ ،‬فإن «إل بي سي»‬ ‫ً‬ ‫قانونيا بإرسال ملكة لتمثل لبنان في‬ ‫غير مخولة‬ ‫حفل ملكة جمال الكون ‪ 2017‬الذي سيقام في ‪30‬‬ ‫يناير (كانون الثاني) ‪ ،2017‬فكان ال بد من إرسال‬ ‫كتاب ل��وزي��ر السياحة اللبنانية‪ ،‬ميشال فرعون‪،‬‬ ‫لتذكيره بأن لبنان ككل سيغيب عن مسابقة ملكة‬ ‫ً‬ ‫جمال الكون‪ ،‬ما لم يجد حال أو صيغة عادلة يخرج‬ ‫بها لبنان من هذه األزمة‪ .‬غير أن معاليه لم يحرك‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خصوصا‬ ‫ساكنا خ�لال الشهور الستة الفائتة‪،‬‬ ‫أن التحضيرات لحفل انتخاب ملكة جمال الكون‬ ‫ق��د ب��دأت بأكثر م��ن ‪ 70‬مشتركة‪ ،‬تمثل ب�لاده��م‪،‬‬ ‫فيما تنتظر ب�لاد أخ��رى اختيار ممثالتهم‪ ،‬فيما‬ ‫يحرم لبنان وملكته من التوجه إل��ى الفلبني‪ ،‬البلد‬ ‫املستضيف للمسابقة‪.‬‬ ‫فهل يقرر وزير السياحة إلنصاف لبنان‪ ،‬وإيجاد‬ ‫حل يأخذ بلبنان للمشاركة‪ ،‬ورفع مستوى املنافسة‬ ‫ف��ي مسابقة ملكة ج�م��ال لبنان ال�ت��ي ب��دأت تفتقر‬ ‫ملعايير الجمال‪ ،‬كما الثقافة والذكاء؟!‬ ‫جدير بالذكر أن ملكة جمال لبنان ساندي تابت‬ ‫س �ت �ش��ارك ف��ي م�س��اب�ق��ة م�ل�ك��ة ج �م��ال ال �ع��ال��م في‬ ‫واش�ن�ط��ن خ�ل�ال ش�ه��ر دي�س�م�ب��ر (ك��ان��ون األول)‪.‬‬ ‫الجاري‬

‫أثار الحكم الذي أصدرته محكمة جنح قصر النيل بوسط القاهرة في ‪ 19‬نوفمبر (تشرين الثاني) املاضي بحبس نقيب الصحافيني‬ ‫يحيى قالش وعضوي مجلس النقابة؛ خالد البلشي وجمال عبد الرحيم‪ ،‬ملدة عامني لكل منهم وكفالة ‪ 10‬آالف جنيه‪ ،‬ردود فعل‬ ‫واسعة في األوساط الصحافية والسياسية املصرية‪ .‬وما بني حمالت تضامن محلي وعربي ودولي‪ ،‬وصدمة لم تحدث في تاريخ‬ ‫نقابة الحريات الذي يمتد لنحو ‪ً 75‬‬ ‫عاما‪ ،‬تعالت أصوات قطاعات واسعة من الصحافيني‪ ،‬معظمها من جيل الشباب‪ ،‬للمطالبة‬ ‫بخطوات في مواجهة ما تتعرض له النقابة‪.‬‬

‫مالبسات حبس نقيب الصحافيني املصريني وعضوين بمجلس النقابة‬

‫السجن عامني إلخفاء مطلوبني للعدالة‪ ..‬واالستئناف قبل نهاية الشهر‬ ‫القاهرة‪ :‬عصام فضل‬

‫إلى تصعيد األزمة»‪ .‬ويتابع قالش‪« :‬املعركة القضائية لن‬ ‫تحل املشكلة‪ ،‬بل لدينا معركة تتعلق بحرية الصحافة‪.‬‬ ‫ولو أن سجني وزمالئي هو الخيار للحفاظ على الكيان‬ ‫النقابي‪ ،‬فهو ثمن بخس ندفعه بكل رض��ا‪ .‬ويجب أن‬ ‫يعرف الجميع أن الصحافيني لديهم القوة والقدرة على‬ ‫خ��وض املعركة‪ ،‬وال�ت��اري��خ يؤكد أن النقابة تربح ً‬ ‫دائما‬ ‫معاركها من أجل استقالل املهنة»‪.‬‬

‫عقب صدور الحكم بحبس نقيب الصحافيني‬ ‫يحيى ق�لاش‪ ،‬وسكرتير ع��ام النقابة‪ ،‬جمال‬ ‫عبد ال��رح�ي��م‪ ،‬ووك�ي��ل النقابة‪ ،‬خالد البلشي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فرضت أج�ه��زة األم��ن ح�ص� ً�ارا ً‬ ‫أمنيا مكثفا ح��ول مقر‬ ‫النقابة بشارع عبد الخالق ث��روت بوسط القاهرة‪ ،‬الذي‬ ‫يطلق عليه النشطاء املصريون ش��ارع الحرية‪ .‬وتجمع‬ ‫ع �ش��رات ال�ص�ح��اف�ي�ين ال�غ��اض�ب�ين ع�ل��ى س�ل��م نقابتهم‪،‬‬ ‫مرددين هتافات تدعو إلى إطالق حرية الصحافة وإيقاف‬ ‫سجن الصحافيني‪.‬‬ ‫وتعود قضية نقيب الصحافيني وعضوي املجلس إلى‬ ‫مايو (أيار) املاضي‪ ،‬حيث قررت النيابة العامة إحالتهم إلى‬ ‫املحاكمة‪ ،‬بتهمة إيواء اثنني من الصحافيني بمقر النقابة كان‬ ‫قد صدر بحقهما أمر ضبط وإحضار‪ .‬وأثارت هذه الواقعة‬ ‫ً‬ ‫جدال ً‬ ‫واسعا في األوساط املصرية عندما قامت قوات األمن‬ ‫باقتحام مقر النقابة وتوقيف الصحافيني املطلوبني؛ محمود‬ ‫السقا وعمرو ب��در‪ ،‬حيث أحيل ب��در والسقا إل��ى املحاكمة‬ ‫بتهمة نشر أخبار كاذبة والتحريض على التظاهر‪.‬‬ ‫استئناف الحكم‬

‫أطراف مجهولة‬

‫وسط مزيج من الغضب والترقب من الجماعة الصحافية‬ ‫ت�ق��دم��ت ه�ي�ئ��ة ال��دف��اع ع��ن ق�ل�اش وال�ب�ل�ش��ي وع �ب��د ال��رح�ي��م‬ ‫باستئناف على الحكم‪ ،‬وح��ددت محكمة جنح مستأنف‬ ‫قصر النيل (وس��ط القاهرة) جلسة ‪ 25‬ديسمبر (كانون‬ ‫األول) ل�ن�ظ��ر ال�ق�ض�ي��ة‪ .‬وم ��ن ج��ان�ب��ه ع�ق��د م�ج�ل��س النقابة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مفتوحا مع الصحافيني‪ ،‬قرر فيه تشكيل ‪ 3‬لجان‬ ‫اجتماعا‬ ‫ملناقشة كل املشكالت والقضايا املتعلقة باملهنة‪ ،‬وتختص‬ ‫اللجنة األول ��ى ببحث األوض ��اع االجتماعية واالق�ت�ص��ادي��ة‬ ‫للصحافيني‪ ،‬والثانية للحريات وقضايا الزمالء املحتجزين‪،‬‬ ‫والثالثة خاصة بالتشريعات اإلعالمية‪ .‬كما قرر املشاركون‬ ‫دراس��ة تنظيم مؤتمر ع��ام واس��ع خ�لال شهر‪ ،‬ملناقشة ما‬ ‫تسفر عنه مناقشات اللجان‪ ،‬والخروج بتوصيات‪ ،‬على أن‬ ‫تتم دراسة عقد جمعية عمومية طارئة حول القضايا الثالث‪.‬‬ ‫�واز لالجتماع‪ ،‬تظاهر عشرات الصحافيني‬ ‫وف��ي مشهد م� ٍ‬ ‫على سلم النقابة حاملني الفتات كتبوا عليها «الصحافة‬ ‫ليست جريمة»‪ ،‬و«ال لحبس الصحافيني»‪ .‬وزاد من سخونة‬ ‫املظاهرة تزامنها مع تصريحات الرئيس املصري عبد الفتاح‬ ‫السيسي في مقابلة مع قناة «آر تي بي» البرتغالية خالل‬ ‫زيارته البرتغال‪ ،‬حيث قال إن مشكلة نقابة الصحافيني ال‬ ‫ترتبط بقضية رأي‪ ،‬بل هي قضية جنائية‪ً ،‬‬ ‫مؤكدا أنه «لن‬

‫وتزامن الحكم بحبس نقيب الصحافيني مع إصدار الرئيس‬ ‫قرارا بالعفو عن ‪ً 83‬‬ ‫املصري ً‬ ‫شابا تضمنتهم القائمة األولى‬ ‫للجنة العفو التي شكلها السيسي عقب مؤتمر الشباب‬ ‫ال ��ذي ع�ق��د ب�م��دي�ن��ة ش ��رم ال�ش�ي��خ ن�ه��اي��ة أك �ت��وب��ر (ت�ش��ري��ن‬ ‫األول) املاضي‪ ،‬وهي نفس اللجنة التي تقدمت إليها نقابة‬ ‫ال�ص�ح��اف�ي�ين ب�ق��ائ�م��ة ت�ض��م ‪ 27‬ص�ح��اف� ً�ي��ا محتجزين في‬ ‫السجون‪ .‬يقول نقيب الصحافيني يحيى قالش‪ ،‬في مقابلة‬ ‫مع «املجلة»‪ ،‬إن النقابة ليست في خصومة أو مواجهة مع أي‬ ‫ً‬ ‫موضحا أن نقابة الصحافيني تقوم‬ ‫من مؤسسات الدولة‪،‬‬ ‫بدورها في الدفاع عن حرية الصحافة‪ .‬ويضيف‪« :‬املواجهة‬ ‫م��ع النقابة ب��دأت منذ قيام أج�ه��زة األم��ن ف��ي مايو املاضي‬ ‫باقتحام مقر النقابة وال�ق�ب��ض على الزميلني ع�م��رو بدر‬ ‫ومحمود السقا في سابقة هي األولى من نوعها»‪.‬‬ ‫وح��ول ما إذا كانت توجد اتصاالت مع أي من مؤسسات‬ ‫ال��دول��ة للتوصل إل��ى تسوية لألزمة أم ال‪ ،‬يقول ق�لاش‪« :‬ال‬ ‫يوجد في الوقت الحالي أي اتصاالت‪ ،‬لكن أحد أسباب تفاقم‬ ‫األزمة هو وجود بعض األطراف املجهولة التي تبذل جهودها‬ ‫لتقويض أي حلول وقطع أي جسور للتواصل‪ ،‬وكلما بدا في‬ ‫األف��ق أي ب��وادر لفتح خطوط تواصل تدخل هذه العناصر‬ ‫على الخط إلفساد األم��ر‪ ،‬كأنه يوجد شيء متعمد يهدف‬

‫تبرع بثالثة جنيهات‬ ‫يحيى قالش‬

‫يحاسب إن�س��ان ف��ي مصر على رأي ��ه‪ ،‬فنحن نقبل حرية‬ ‫التعبير»‪.‬‬ ‫وقال السيسي‪ ،‬في مقابلته مع القناة البرتغالية التي بثها‬ ‫التلفزيون املصري‪« :‬إننا في مصر نتعامل في إطار الحفاظ‬ ‫على دولة القانون‪ ،‬وال توجد إجراءات استثنائية‪ ،‬وال نفرض‬ ‫قانون طوارئ في البالد»‪.‬‬

‫بعد ساعات من حكم حبس نقيب الصحافيني املصريني‬ ‫وع �ض��وي مجلس ال�ن�ق��اب��ة‪ ،‬ان�ط�ل�ق��ت ح�م�لات التضامن‬ ‫املحلي والعربي والدولي‪ .‬وبطريقة املصريني الساخرة حتى‬ ‫في أشد املواقف قسوة‪ ،‬قام مواطن بإرسال تبرع قيمته ‪3‬‬ ‫جنيهات مصرية إلى نقابة الصحافيني للمساهمة في جمع‬ ‫قيمة الكفالة للصحافيني الثالثة‪ ،‬وهي ‪ 30‬ألف جنيه مصري‪.‬‬ ‫وجاء تحرك املواطن عقب حملة ساخرة أطلقها صحافيون‬ ‫شباب بمقر النقابة‪ ،‬داعني زمالءهم للتبرع بمبالغ بسيطة‬ ‫من عمالت معدنية «فكة»‪ ،‬لجمع قيمة الكفالة وتسليمها‬ ‫للمحكمة بالعمالت املعدنية‪ .‬وفوجئ الصحافيون برسالة‬ ‫وردت إلى مقر النقابة بالبريد السريع بداخلها ثالثة جنيهات‬ ‫مساهمة م��ن م��واط��ن ف��ي دف��ع الكفالة امل �ق��ررة على نقيب‬ ‫الصحافيني يحيى قالش وسكرتير عام النقابة ووكيلها‪.‬‬ ‫كانت الرسالة من مواطن يدعى أحمد لبيب هالل‪ ،‬وتحوي‬ ‫بجانب مبلغ الثالثة جنيهات‪ ،‬خطابات موقعة باسمه وأسماء‬ ‫أبنائه الثالثة‪.‬‬ ‫وأع �ل �ن ��ت ن �ق ��اب ��ات م �ه �ن �ي��ة وم �ن �ظ �م��ات ح �ق��وق �ي��ة وأح � ��زاب‬ ‫وشخصيات عامة تضامنها مع نقابة الصحافيني‪ ،‬وربطوا‬ ‫في بيان لهم بني األوضاع االقتصادية املتردية وما وصفوه‬ ‫بـ«الحملة املمنهجة ضد األصوات املختلفة»‪ .‬كما أعلنت ‪12‬‬ ‫منظمة عربية تضامنها مع الصحافيني املصريني‪ .‬وقالت في‬ ‫بيان لها إن ما يحدث يأتي في سياق عام يتسم بالتضييق‬ ‫على حرية التعبير واستهداف املنظمات والجمعيات املستقلة‬ ‫وأحزاب املعارضة والنشطاء الحقوقيني في مصر‪.‬‬ ‫ويقول وكيل نقابة الصحافيني املصريني‪ ،‬خالد البلشي‪ ،‬في‬ ‫مقابلة مع «املجلة»‪ ،‬إن الحكم بحبسه وزميليه قالش وعبد‬ ‫الرحيم جزء من املشهد العام في مصر‪ .‬ويضيف‪« :‬النظام‬ ‫ً‬ ‫الحالي لديه خصومة مع كل من يحاول أن يقول ً‬ ‫رأيا مختلفا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫صحافيا أو أي مهنة أخرى‪ .‬واملستهدف هنا ليس‬ ‫سواء كان‬ ‫نقيب الصحافيني أو أنا وزميلي‪ ،‬وإنما املستهدف هو كيان‬ ‫النقابة بوجه خاص وحرية التعبير بوجه عام»<‬ ‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪99‬‬

‫‪98‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪,,‬‬

‫الدولة بعد ثورة ‪ 30‬يونيو‬ ‫اعتبرت أن اإلعالم كان يشكل‬ ‫ورقة كبيرة في معادلة التأثير‬ ‫وأسست عالقة طيبة مع‬ ‫املؤسسات اإلعالمية أساسها‬ ‫احترام ما تم االتفاق عليه‬ ‫خالل الثورة‬

‫‪,,‬‬

‫‪ ،2013‬وف��ى ال�ع��ام األول بعد اإلط��اح��ة بحكم اإلخ��وان‬ ‫وحاليا الرشد والهدوء وااللتزام يعود إلى اإلعالم‪ .‬فبعد‬ ‫‪ 30‬يونيو كان يوجد استقطاب كبير في الشارع‪ ،‬وتوجد‬ ‫م�ظ��اه��رات مسلحة وح �ص��ار اق�ت�ص��ادي ع�ل��ى ال�ب�لاد‪،‬‬ ‫وغ��رب ي�م��ارس أقصى أن��واع ال�ق�س��وة‪ ،‬وأي�ض��ا اإلع�لام‬ ‫كان يواجه ضغوطا وك��ان يريد التنبيه بتلك املخاطر‬ ‫التي يتعرض لها الوطن‪ ،‬وكانت توجد حالة من العصبية‬ ‫الزائدة‪ ،‬وروي� ً�دا روي� ً�دا يعود اإلع�لام إلى وضع طبيعي‬ ‫يعتمد فيه على الرشد والحوار الهادئ العقالني‪ ،‬ومع‬ ‫ً‬ ‫سقوط شهداء في سيناء تعود حالة الصخب‪ ،‬وأيضا‬ ‫مع سقوط طائرة بعمل إرهابي كيف يكون حال هذا‬ ‫اإلعالمي وهو على الهواء؟ هو يعبر عن حجم الغضب‬ ‫ً‬ ‫وحاليا مع االستقرار االقتصادي‬ ‫املوجود لدى الناس‪،‬‬ ‫الذي تشهده مصر يعود اإلعالم للهدوء والعقالنية‪ ،‬وال‬ ‫يمكن اعتماد فكرة الحيادية واملوضوعية في ما يتعلق‬ ‫بموقف وطني‪.‬‬ ‫> بمعنى؟‬ ‫ج �ي��ش ب �ل��دي‬ ‫ ب �م �ع �ن��ى أن� ��ه ع �ن��دم��ا ي�ت�ع��رض‬‫ً‬ ‫حياديا‪،‬‬ ‫لعمل إره��اب��ي ل��ن أك��ون‬ ‫ً‬ ‫وأيضا عندما يتم إسقاط طائرة‬ ‫ً‬ ‫عمدا من أجل التأثير في عالقتنا‬ ‫ب ��روس� �ي ��ا وض� � ��رب ال �س �ي��اح��ة‪،‬‬ ‫ول �س��ت ح �ي� ً‬ ‫�ادي��ا ع �ن��دم��ا ت�ك��ون‬ ‫عالقتنا جيدة مع إيطاليا ويتم‬ ‫ق�ت��ل «ري�ج�ي�ن��ي»‪ ،‬وي�ت��م توجيه‬ ‫ات �ه��ام إل ��ى ال�س�ل�ط��ات امل�ص��ري��ة‬ ‫بالباطل دون سند من القانون‪.‬‬ ‫وف�ك��رة ال�ح�ي��ادي��ة سقطت بعد‬ ‫أن رأي �ن��ا ان �ح �ي��ازا س��اف��را في‬ ‫االن� �ت� �خ ��اب ��ات األم �ي ��رك �ي ��ة إل��ى‬ ‫الحزب الديمقراطي‪ ،‬من خالل‬ ‫وسائل اإلعالم األميركية‪.‬‬ ‫> هل معنى هذا أن الحياد‬ ‫في اإلع�لام من املستحيل‬ ‫تحقيقه؟‬ ‫خالد صالح‬ ‫ مصطلح ال�ح�ي��اد ب��اط��ل‪ ،‬ال‬‫بد أن تبحث عن الحق وليس‬ ‫م�ح��اي� ً�دا‪ ،‬ال ينبغي عليك أن‬ ‫ت�ك��ون ح�ي� ً‬ ‫�ادي��ا‪ ،‬ول�ك��ن عليك‬ ‫أن تميل إلى إعالن الحق‪.‬‬ ‫> الكثير من اإلعالميني يرون أن مصر تتعرض‬ ‫لحملة مستمرة من أجل استهدافها اقتصاديا‬ ‫وس��ي��اس��ي��ا‪ .‬مل����اذا ال يستطيع اإلع��ل��ام امل��ص��ري‬ ‫مواجهة هذه الحمالت من وجهة نظرك؟‬ ‫ ه�ن��اك ن�ق��اط ضعف ف��ي اإلع�ل�ام امل �ص��ري‪ ،‬فما زلنا‬‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وانطباعيا‪ ،‬وليس لدينا القدرة‬ ‫وعاطفيا‬ ‫محليا‬ ‫إعالما‬ ‫على صياغة رسالة وتوجيهها إقليميا أو دوليا‪ ،‬وهذه‬ ‫ع�ي��وب أس��اس�ي��ة‪ ،‬وإذا ت�ج��اوزن��ا ه��ذه ال�ع�ي��وب سيعود‬ ‫اإلع�لام املصري ملا كان عليه‪ ،‬وال يمكن عزل اإلعالم‬ ‫عن ال��واق��ع السياسي واالق�ت�ص��ادي‪ ،‬وإذا كانت مصر‬ ‫مستهدفة‪ ،‬ف�م��ن امل��ؤك��د أن اإلع�ل�ام أي�ض��ا مستهدف‬ ‫كجزء من املنظومة‪ ،‬واإلعالم هو الخط األول‪ ،‬فاملخابرات‬ ‫القطرية والتركية ينفقان أمواال طائلة على مجموعة من‬ ‫الهاربني بتركيا من أج��ل بث إع�لام موجه ضد الدولة‬ ‫املصرية‪ ،‬ملاذا ال يتكلمون مع هؤالء عن الحيادية والرأي‬

‫والرأي اآلخر؟ ومنصات إلكترونية أخرى يتم تمويلها‬ ‫بماليني ال ��دوالرات‪ ،‬ونحن كإعالميني قائمني قبل ‪25‬‬ ‫يناير ‪ 2011‬و‪ 30‬يونيو ‪ ،2013‬وال توجد أنظمة شاركت‬ ‫على سبيل املثال في صناعة اإلعالمي وائل اإلبراشي‬ ‫أو خالد صالح‪.‬‬ ‫> اإلعالميون ً‬ ‫كثيرا ما يدفعون فاتورة التقلبات‬ ‫السياسية‪ ..‬هل دفعت هذه الفاتورة؟‬ ‫ الحمد لله أث��ق أن الله سبحانه وتعالى ك��ان يقف‬‫إلى ج��واري ً‬ ‫دائما وانحيازنا في هذه املؤسسة كان‬ ‫ملصر فقط‪ .‬وال يخفى على أحد أن هدفنا االستقرار‬ ‫السياسي واالق�ت�ص��ادي‪ ،‬لقد حاولنا تعزيز نتائج‬ ‫االنتخابات الرئاسية التي ف��از بها الرئيس األسبق‬ ‫محمد مرسي‪ ،‬ولكنه لم يخدم نفسه وخدم جماعة‬ ‫اإلخ � ��وان‪ ،‬ك�ن��ا نتمنى ل�ه��ذه ال�ت�ج��رب��ة أن تنجح وه��م‬ ‫أف�ش�ل��وه��ا‪ .‬ل��م يكن لدينا م��واق��ف ع��داء مسبق ضد‬ ‫ج �م��اع��ة اإلخ � ��وان امل�س�ل�م�ين أو ف ��وز م�ح�م��د م��رس��ي‬ ‫بالرئاسة‪ ،‬بل بالعكس كنا نتمنى له التوفيق والنجاح‪،‬‬ ‫ولكنه انحاز لإلخوان على حساب مصر‪ ،‬وفى هذه‬

‫الحالة لم يكن لدينا خيارات أخرى‪ ،‬حيث وضع نفسه‬ ‫ف��وق السلطات جميعا‪ ،‬وعالقتنا ب��أي نظام ه��و ما‬ ‫نعتقد أنه في مصلحة وطننا‪ ،‬حتى مع الرئيس عبد‬ ‫الفتاح السيسي الذي أعتبره من أطهر من ظهروا في‬ ‫مصر بعد ‪ 25‬يناير ‪ 2011،‬وهذا اعتقاد شخصي‪،‬‬ ‫ونحن معه طاملا أنه يحقق املصلحة الوطنية العليا‪،‬‬ ‫وال��رج��ل ل��م ن��ر منه س��وى ال�ح��رص على ع�لاج خلل‬ ‫اق �ت �ص��ادي وس �ي��اس��ي‪ ،‬ول ��م ن��ر م��ن اآلخ��ري��ن س��وى‬ ‫االحترام له‪ ،‬فهو يقدم لغة محترمة‪ ،‬ولم يخطئ في‬ ‫قطر وتركيا‪ ،‬ولم يتآمر على أحد‪ ،‬فهذا الرجل قيادة‬ ‫محترمة يجب أن نساعده ملعالجة الخلل في الحريات‬ ‫والثقافة والعمل واالستثمار‪.‬‬ ‫> ال��ق��رارات االقتصادية التي اتخذها الرئيس‬ ‫ع��ب��د ال��ف��ت��اح ال��س��ي��س��ي خ��ل�ال ال��ف��ت��رة امل��اض��ي��ة‪،‬‬ ‫وم��ن��ه��ا ت��ح��ري��ر أس���ع���ار ال���ص���رف‪ ،‬وخ��ف��ض دع��م‬ ‫ً‬ ‫خصوصا أن هناك من يرى‬ ‫الطاقة‪ ..‬كيف تراها‬ ‫أن توقيتها غير مناسب؟‬ ‫ أؤيدها ً‬‫تماما وعلى املأل‪ ،‬فهذه قرارات مهمة‪ ،‬منها قرض‬ ‫صندوق النقد الدولي‪ ،‬وتحرير سعر الصرف‪ ،‬وخفض الدعم‪،‬‬ ‫وتنظيم بطاقات التموين‪ ،‬وال يجب‬ ‫أن ي �ت �س��اوى ال�ج�م�ي��ع ف��ي ال��دع��م‪،‬‬ ‫وعلينا أن نعرف م��ن ه��م الفقراء‬ ‫وت��وج �ي��ه ال��دع��م إل �ي �ه��م‪ ،‬وق � ��رارات‬ ‫ال�ح�ك��وم��ة ل�ل�إص�ل�اح االق �ت �ص��ادي‬ ‫مؤجلة منذ عام ‪.1977‬‬ ‫> ه�����ن�����اك ع��������دد م������ن رج������ال‬ ‫األع��م��ال أصبحوا يمتلكون‬ ‫عددا من القنوات الفضائية‬ ‫والصحف‪ .‬هل هذه التجارب‬ ‫أضافت إلى اإلعالم؟‬ ‫ أدع ��و ع �ش��رات رج ��ال األع �م��ال‬‫الت �خ��اذ ن �ف��س م��وق��ف أح �م��د أب��و‬ ‫ه �ش �ي �م��ة‪ ،‬ون� �ج� �ي ��ب س� ��اوي� ��رس‪،‬‬ ‫وم�ح�م��د األم�ي��ن‪ ،‬وع�ل�اء الكحكي‬ ‫في اإلعل��ام‪ ،‬فالتجارب اإلعالمية‬ ‫اململوكة للدولة ت��م تجريفها عبر‬ ‫السنوات‪ ،‬وخسرت في ماسبيرو‬ ‫وف ��ى ال �ص �ح��ف ال �ق��وم �ي��ة‪ ،‬ورج ��ال‬ ‫األعمال فتحوا أفقا آخر لالستثمار‬ ‫ف ��ي اإلع �ل ��ام‪ ،‬وال �ع �ه��د ال � ��ذي بيننا‬ ‫وبينهم ه��و مصلحة ه��ذا ال��وط��ن‪ ،‬وأم ��ا م��ا ي�ش��اع عن‬ ‫التدخالت ك��ان من أج��ل تخويف رج��ال األع�م��ال‪ .‬فأنا‬ ‫أتمنى وج��ود ‪ 10‬رج��ال أعمال مثل أحمد أبو هشيمة‬ ‫ينفقون على قناة رياضية مثل ‪ on‬سبورت واالستثمار‬ ‫في اإلع�لام بدال من االستثمارات الخارجية األجنبية‪،‬‬ ‫أيهما أفضل أن يستثمر رج��ال األعمال املصريون أم‬ ‫املخابرات التركية والقطرية واألميركية‪ ،‬فرجال األعمال‬ ‫عززوا مجال الحريات في هذا البلد‪.‬‬ ‫> أال ي��دي��رون ه��ذه الكيانات اإلعالمية التابعة‬ ‫لهم ملصالحهم؟‬ ‫ لألمانة فقد مررت بأكثر من تجربة مع رجل أعمال‪..‬‬‫من تأسيس اليوم السابع‪ ،‬وجميع الحوارات تدور فقط‬ ‫في اإلط��ار الوطني‪ ،‬صحيح لديهم أفكار ولكنها تدور‬ ‫وتتفق حول املصلحة الوطنية‪ ،‬ومن لديه رأى آخر عليه‬ ‫أن يقدم البينة على ما يدعيه <‬

‫خالد صالح‬

‫‪,,‬‬

‫املطبوعات الورقية في‬ ‫مصر تتراجع ‪ ..‬وصحافة‬ ‫ً‬ ‫الديجيتال في مأزق لسحب‬ ‫«غوغل وفيسبوك وانستغرام»‬ ‫البساط من تحت أقدام‬ ‫الصحافة اإللكترونية‬

‫‪,,‬‬

‫االهتمام باإلعالم من جانب الدولة ً‬ ‫قائما أم أنه‬ ‫تراجع؟‬ ‫ الدولة مهتمة باإلعالم من الناحية اإلصالحية وليس‬‫الضغط أو التأثير‪ ،‬ولو كان هناك ضغط على اإلعالم ملا‬ ‫وجد تباين بني الصحف املصرية‪ ،‬حيث يوجد صحف‬ ‫مثل «اليوم السابع» مؤمنة بالثالث من يوليو (تموز)‬ ‫(ي ��وم إع�ل�ان خ��ارط��ة ال�ط��ري��ق وع ��زل ال��رئ�ي��س األس�ب��ق‬ ‫محمد مرسي في عام ‪ ،)2013‬وصحف أخ��رى لديها‬ ‫إيمان بلعب دور املعارضة مثل صحيفتي «الشروق»‬ ‫و«املصري اليوم» اللتني تحاوالن أن تكونا معارضتني‬ ‫وداعمتني للثالث م��ن يوليو‪ ،‬وف��ى اإلع�ل�ام التلفزيوني‬ ‫ي��وج��د إع�ل�ام م�ت�ن��وع‪ ،‬ف��اإلع�لام��ي عبد ال��رح�ي��م علي له‬ ‫خ�ط��اب مختلف ع��ن أداء ع�م��رو أدي ��ب‪ ،‬وأن ��ا أي�ض��ا لي‬ ‫خطاب مختلف من خالل البرنامج الذي أقدمه‪ ،‬وأيضا‬ ‫أح�م��د م��وس��ى ل��ه ش�ك��ل آخ ��ر‪ .‬ف�ل��و ن�ظ��رن��ا إل��ى خريطة‬ ‫اإلع�ل�ام امل�ص��ري ستكتشف أن التنوع ق��ائ��م‪ ،‬فالقارئ‬ ‫يقرأ مقاالت في صحفية «األهرام» تنتقد رئيس الوزراء‬ ‫بشكل مباشر‪ ،‬وتقرأ مقاالت في صحف مستقلة أخرى‬ ‫ناقشت املشروعات القومية وتحدثت عن ارتجال الرئيس‬ ‫خالل لقاءاته‪ .‬من يتهمون اإلعالم املصري بتلقي األوامر‬ ‫ه��ؤالء ه��م الباطل بنفسه‪ ،‬وك��ل م��ن ينظر إل��ى اإلع�لام‬ ‫املصري سيدرك أن التنوع ما زال ً‬ ‫قائما‪.‬‬

‫> هل هناك تعمد في زرع فكرة توجيه اإلعالم؟‬ ‫ بالتأكيد‪ ..‬اإلخوان وأعوانهم زرعوا هذه الفكرة أن جميع‬‫اإلعالميني يتم توجيههم من جهة واح��دة‪ ،‬هذا باطل‪..‬‬ ‫وأي متأمل حقيقي ل�لإع�لام التلفزيوني والصحافة‬ ‫املصرية يدرك أن التنوع موجود بقوة‪.‬‬ ‫> البعض يرى أن اإلعالم يعانى من تضخم الذات‬

‫خالل الفترة املاضية‪ ،‬وأنه أصبح يحرك الكثير‬ ‫من األحداث خالل الفترة املاضية كيف ترى هذا‬ ‫االتهام؟‬ ‫ أنا ال أرى أي تضخم ذات لدى اإلعالم أو اإلعالميني‪،‬‬‫ط��امل��ا أن امل�ش��اه��د يملك ال��ري�م��وت ك�ن�ت��رول‪ .‬الشخص‬ ‫الوحيد املسيطر على اإلع�ل�ام ه��و املشاهد أو القارئ‬ ‫ف�ق��ط‪ .‬على سبيل امل�ث��ال تجربتنا ف��ي «ال�ي��وم السابع»‬ ‫ضد اإلخ��وان ونشطاء التمويل األجنبي كنا نتعرض‬ ‫لهجوم يصل لحد السباب واإلهانات الشخصية‪ ،‬وهذه‬ ‫اإلهانات ال نرد عليها‪ ،‬وهؤالء نفسهم هم من يقرؤون‬ ‫الصحيفة للبحث عن خبر دقيق أو من خالل صحيفة‬ ‫«األه��رام» ألنه من الصعب تصديق كل ما يتم بثه من‬ ‫خالل السوشيال ميديا‪ .‬كما أنني ال أتفق مع من يقول‬ ‫إن اإلعالميني أصبحوا زعماء أو يقول اإلعالمي رأيه‪.‬‬ ‫ال خوف على اإلعالم طاملا أن التنوع موجود أيضا طاملا‬ ‫أنه ال يوجد شخص يحتكر الصحافة واإلعالم واإلذاعة‬ ‫فال خوف‪.‬‬ ‫> امل��وض��وع �ي��ة أص �ب �ح��ت غ��ائ �ب��ة ف ��ي ك �ث �ي��ر من‬ ‫وسائل اإلعالم فإما أنك مؤيد للدولة أو ضدها‬ ‫كما أن اآلراء التي تتردد تطرح بعنف شديد‪ ..‬هل‬ ‫ً‬ ‫تستمر هذه الحالة طويال؟‬ ‫ حالة الصخب هذه كانت موجودة بعد الثالث من يوليو‬‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪97‬‬

‫اإلعالمي خالد صالح أحد أبرز األسماء في صناعة اإلعالم املصري‪ ،‬سواء من خالل اإلعالم التلفزيوني‪ ،‬حيث يقدم برنامج‬ ‫«على هوى مصر» على شاشة قناة النهار‪ ،‬أو من خالل الصحافة املطبوعة أو اإللكترونية‪ ،‬حيث يرأس صحيفة وموقع «اليوم‬ ‫السابع» واسعة االنتشار‪.‬‬

‫قال في حوار مع‬

‫ً‬ ‫‪ :‬رجال األعمال فتحوا أفقا آخر لالستثمار في اإلعالم‬

‫خالد صالح‪ :‬احمللي واالنطباعي والعاطفي‬ ‫من نقاط الضعف في اإلعالم املصري‬

‫تتفق أو تختلف معه لكنه استطاع صناعة‬ ‫م��ؤس�س��ة ص�ح��اف�ي��ة ك �ب��رى أص�ب�ح��ت ع�لام��ة‬ ‫وماركة لها جمهورها في الوطن العربي‪ .‬منذ‬ ‫‪ 25‬يناير (ك��ان��ون الثاني) واإلع�ل�ام املصري في بؤرة‬ ‫االهتمام والصدارة‪ ..‬مرة يتهم بأنه هو من حرك الثورات‬ ‫وأزاح أنظمة وأت��ى ب��أخ��رى‪ ،‬وم��رة أن��ه سبب الفوضى‬ ‫ال �ت��ي ن�ع�ي�ش�ه��ا‪ ،‬وأن اإلع�لام �ي�ين أص �ب �ح��وا سياسيني‬ ‫و«م�ن�ظ��ري��ن»‪ ،‬وأن �ه��م وح��ده��م ي�ح��رك��ون امل �ي��اه ال��راك��دة‪،‬‬ ‫وأيضا اإلعالم يتم توجيهه وإدارته وتوجيه اإلعالميني‬ ‫ً‬ ‫من جهة واح��دة «م��ن خ�لال التليفون»‪ ،‬وأي��ض��ا تجربة‬ ‫رجال األعمال في اإلعالم املصري وغيره من القضايا‬ ‫نطرحها ع�ل��ى اإلع�لام��ي خ��ال��د ص�ل�اح رئ�ي��س تحرير‬ ‫صحيفة «اليوم السابع» في الحوار التالي‪..‬‬ ‫> في البداية كيف ترى أداء اإلعالم املصري خالل‬ ‫ً‬ ‫وتحديدا بعد ‪ 30‬يونيو (حزيران)‬ ‫الفترة املاضية‬ ‫‪2013‬؟‬ ‫ ع�ن��دم��ا ي�ت��م ذك ��ر ك�ل�م��ة إع�ل�ام ي��وج��د ف�ص��ل ت ��ام بني‬‫الصحافة واإلع�لام التلفزيوني‪ ،‬وكل منهما في مسار‬ ‫مختلف ً‬ ‫تماما‪ ،‬وما تتعرض له الصحافة مختلف تماما‬ ‫ع��ن ال�ت�ح��دي��ات ال�ت��ي يتعرض لها اإلع�ل�ام م��ن الناحية‬ ‫املهنية‪ ،‬أما من الناحية السياسية فالتحديات واحدة‪.‬‬ ‫> ما هذه التحديات؟‬ ‫ م �ن �ه��ا ك ��ل م ��ن آم � ��ن ب � �ث� ��ورة ‪ 30‬ي��ون �ي��و ووض� �ع ��وا‬‫استراتيجية أن الدولة وليس األنظمة واألشخاص يأتون‬ ‫في املقام األول‪ ،‬حيث يوجد تيار في مصر يؤمن بهذا‪،‬‬ ‫وأن ال��دول��ة يجب أن تقوم وتنهض وتستقر‪ ،‬واإلع�لام‬ ‫املصري أسس استراتيجيته على وجود تحديات يجب‬ ‫أن نواجهها‪ ،‬وهناك نقاط ضعف وتقصير وشخصيات‬ ‫غير مناسبة لألماكن التي تشغلها‪ ،‬ولكن الحل ليس‬ ‫ف��ي تفجير األوض� ��اع ك�م��ا ك��ان��ت عليه ق�ب��ل ‪ 25‬يناير‬ ‫‪ 2011‬و‪ 30‬يونيو ‪ ،2013‬فالحل يكمن ف��ي اإلص�لاح‬ ‫م��ن ال��داخ��ل‪ ،‬واعتقد أن ه��ذا ه��و الخط السياسي العام‬ ‫الذي يمر به اإلعالم التلفزيوني والصحافة في مصر‪،‬‬ ‫ومن الناحية الفنية صناعة الصحافة الورقية في مصر‬ ‫تواجه التراجع كما تواجهه الصحف الورقية في العالم‪،‬‬ ‫وتطور صحافة الديجيتال ولكن في تقديري أن صحافة‬

‫‪96‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪,,‬‬

‫هناك نقاط ضعف في اإلعالم‬ ‫املصري فما زلنا إعالما‬ ‫وعاطفيا وانطباعياً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫محليا‬ ‫وليس لدينا القدرة على‬ ‫صياغة رسالة وتوجيهها‬ ‫إقليميا أو دوليا‬

‫‪,,‬‬

‫القاهرة‪ :‬عصام الدين راضي‬

‫ً‬ ‫الديجيتال تواجه مأزقا أصعب من املأزق الذي تواجهه‬ ‫الصحافة املطبوعة وهو عمالقة السوشيال ميديا «غوغل‬ ‫وفيسبوك وانستغرام» هذه العمالقة ورثوا دور النشر‪،‬‬ ‫وسحبوا البساط من تحت أقدام الصحافة اإللكترونية‪،‬‬ ‫وأصبحت لديهم إعالنات مدفوعة مقابل النشر‪ ،‬نحن‬ ‫ننتج املحتوى وعمالقة السوشيال ميديا تأخذ النصيب‬ ‫األكبر من اإلعالنات ونحن نأخذ الفتات‪.‬‬ ‫> تحدثت عن الكوادر غير الالئقة في اإلعالم؟‬ ‫ أقصد ال�ك��وادر السياسية‪ .‬ف��اإلع�لام مختلف تماما‪،‬‬‫فاملشاهد أو القارئ يخرج من املوقع اإللكتروني ويقوم‬ ‫ب��االن�ت�ق��ال إل��ى محطة أخ ��رى ك�م��ا ي��ري��د‪ .‬ف��ال�ق��ارئ هو‬ ‫املعيار‪.‬‬ ‫> بعد ‪ 30‬يونيو ‪ 2013‬تغيرت أشياء كثيرة في‬ ‫اإلعالم املصري‪ ..‬هل النظام أصبح أكثر احترافية‬ ‫ً‬ ‫وفهما لطبيعة اإلعالم؟‬ ‫ الدولة بعد ‪ 30‬يونيو اعتبرت أن اإلع�لام كان يشكل‬‫ورق��ة كبيرة ف��ي معادلة التأثير وأس�س��ت عالقة طيبة‬ ‫مع مؤسسات اإلعالم املصري‪ ،‬أساسها احترام ما تم‬ ‫االتفاق عليه في ‪ 30‬يونيو‪ ،‬وخريطة الطريق‪ ،‬والدولة‬ ‫امل�ص��ري��ة ح��ال� ً�ي��ا تجيد التعامل م��ع اإلع�ل�ام م��ن ناحية‬ ‫االتفاق على املبادئ العامة‪.‬‬ ‫> معنى كالمك أنه ال يوجد تدخالت من الدولة‬ ‫في التوجيه؟‬

‫ ال توجد ت��دخ�لات؛ ألن رؤس��اء التحرير ومؤسسي‬‫الصحف ومالك القنوات ساروا يدركون أكثر من ذي قبل‬ ‫ما هو املفيد للوطن وما هو الخطر‪ ،‬حيث يوجد اتفاق‬ ‫على قضايا مثل قضايا اإلره��اب واإلص�لاح والوضع‬ ‫االق �ت �ص��ادي وال �ع�لاق��ات م��ع ال �خ��ارج‪ ،‬وت��وج��د قضايا‬ ‫نختلف فيها‪.‬‬ ‫> مثل ماذا؟‬ ‫ اإلع�لام املصري والصحافة املصرية هاجمت وزراء‬‫مثل وزير الزراعة السابق بعد قضية الرشوة الذي اتهم‬ ‫فيها‪ ،‬وأيضا سياسات وزارة التربية والتعليم‪ ،‬وقضية‬ ‫ف�س��اد ال�ق�م��ح‪ ،‬فنحن نشتبك م��ع القضايا الفنية‪ ،‬أما‬ ‫القضايا األساسية فنحن متفقون فيها من األس��اس‬ ‫مع صناع القرار‪ ،‬مثل‪ :‬الحرب على اإلرهاب‪ ،‬واستعادة‬ ‫ال�س�ي��اح��ة‪ ،‬وم��وق�ف�ن��ا االس�ت��رات�ي�ج��ي م��ن دول الخليج‪،‬‬ ‫وموقفنا االستراتيجي من الحرب في سوريا‪.‬‬ ‫> م�ع�ن��ى ك�ل�ام��ك أن ت��دخ��ل ال ��دول ��ة ف ��ي اإلع�ل�ام‬ ‫وإدارته في بعض األحيان عن طريق الهاتف لم‬ ‫تعد موجودة؟‬ ‫ مسألة الهاتف نظرية عكسية؛ بمعنى أنه إذا كانت هناك‬‫تليفونات بني الصحافة والسلطة فهي من الصحافة‬ ‫ً‬ ‫إلى السلطة‪ ،‬وهي التي ّ‬ ‫تبصر السلطة أحيانا باألخطاء‬ ‫واملشكالت‪ ،‬فاللقاءات التي ك��ان يجريها الرئيس عبد‬ ‫الفتاح السيسي مع رؤساء التحرير طالب من خاللها‬ ‫اإلعالميني بآرائهم في قضايا كبرى‪ ،‬وفى أوقات كثيرة‬ ‫ً‬ ‫الرئيس يستجيب لهذه اآلراء أيضا هناك مؤسسات‬ ‫ف��ي ال��دول��ة تبحث ع��ن معلومة أو ف�ك��رة أو وج�ه��ة نظر‬ ‫لحل املشكالت التي تواجهنا كما فعلت «اليوم السابع»‪،‬‬ ‫بطرح الكثير من امل�ب��ادرات األهلية مثل توسيع قاعدة‬ ‫ً‬ ‫االدخ��ار في البنوك‪ .‬فنحن ال نحتاج تليفونا ليوجهنا‬ ‫ويقول لنا تعاطفوا مع الشهداء أو كشف حقيقة املرشحة‬ ‫األميركية السابقة هيالري كلينتون‪ ،‬أو فضح تزييف‬ ‫قنوات اإلخوان الذي يمارس من تركيا‪ ،‬وال نحتاج إلى‬ ‫هاتف يأتي إلينا ليؤكد لنا أن هناك مؤامرة على مصر‬ ‫تدار من خالل شبكات التواصل االجتماعي‪ ،‬هذه قضايا‬ ‫ال تحتاج إلى «تليفونات»‪.‬‬ ‫> ذكرت أن الدولة املصرية أدركت أهمية اإلعالم‬ ‫كورقة ضغط بعد ‪ 30‬يونيو ‪ .2013‬بعد استقرار‬ ‫األوض � ��اع وت�ن�ف�ي��ذ خ��ارط��ة ال �ط��ري��ق ه��ل م��ا زال‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪95‬‬

‫بو‬

‫ر‬

‫تر‬

‫يه‬

‫نائب الرئيس املنتخب مهمته التغليف والتلفيف والترقيع والتلميع والتزويق‬

‫مايك بينس‪ ..‬محام يدافع عن موكله ترامب ويخالفه الرأي‬

‫‪ - 1‬هذا السياسي القادم من عالم املال واملحامي ومقدم البرامج اإلذاعية‬ ‫الذي يدعى مايك بينس يعرف نفسه بهذا الترتيب‪« :‬أنا محافظ وجمهوري»‬ ‫ وهو الذي وصل إلى وظيفة عضو في مجلس النواب األميركي وكان ً‬‫رئيسا‬ ‫ملؤتمر حزبه «الجمهوري» وحاكم إنديانا‬ ‫ُ‬ ‫ ‪ - 2‬قبل أن يختاره ترامب نائبا له كان طموح بينس أن تكون زوجته السيدة‬‫األولى في البيت األبيض‬ ‫ غير أن الواقع شاء له أن يكون األقرب إلى مزاج وعقل ومصلحة الرئيس‬‫الجديد دونالد ترامب فصار السيد النائب‬ ‫‪ - 3‬في اللقاء التلفزيوني الوحيد الذي جمع بني نائب دونالد ترامب مايك‬ ‫بينس عن الحزب الجمهوري ونائب كلينتون عن الحزب الديمقراطي قرر‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫صعبا فتخيل سؤاال‬ ‫صاحبنا أن يعمل بالتكتيك اآلتي‪« :‬إذا سألوك سؤاال‬ ‫ُ‬ ‫تحبه وأجبهم»‬ ‫ هكذا كانت األسئلة املوجهة من قبل نائب كلينتون ضد دونالد ترامب تلقى‬‫من نائب ترامب أجوبة كلها انتقاد للخصمة هيالري كلينتون‬ ‫‪ -4‬ولكن مايك بينس ودونالد ترامب يجتمعان في حزب واحد ويختلفان‬ ‫في الرأي! وفي بعض التفاصيل!‬ ‫ ولن توحدهما غير املصلحة وغير الطموح الذي يحمله الرئيس والنائب‬‫ إذا ترامب أغلظ القول ّ‬‫فإن نائبه يغلظ في الفعل‬ ‫ وإذا كان ال مناص من الصراع‬‫ فالصراع بني ترامب وبينس لن يكون في الجوهري بل في وجهات النظر‬‫أثناء االنتخابات وسوف ّ‬ ‫تتكيف التصريحات وال شك مع املصلحة السياسية‬ ‫العليا األميركية‬ ‫‪ -5‬إذا قال ترامب عن بوتني‪« :‬إنه رجل دولة قوي أعاد مجد روسيا وهو‬ ‫أقوى من رئيسنا الضعيف أوباما» وقال بينس عن بوتني‪« :‬رئيس صغير‬ ‫ّ‬ ‫وملح إلى ّ‬ ‫«أن الدب الروسي ال يموت فقط إنه يدخل مرحلة البيات‬ ‫وبلطجي»‬ ‫الشتوي» فما هذه اآلراء غير بضاعة وقد تنتهي فترة استهالكها مثل أي‬ ‫بضاعة‬ ‫‪ -6‬وبينس له آراء في السيجارة فهو يصرح أن التدخني غير قاتل وقيل إن‬ ‫شركات التبغ دفعت له ماليني الدوالرات حتى ال يحرق بينس سمعة السيجار‬

‫‪94‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫ً‬ ‫جنسيا‬ ‫ وهو ضد التشريع لإلجهاض وضد املثليني‬‫ ولعله لم يجد من يدفع له ليقول فيهم ً‬‫رأيا آخر!‬ ‫‪ -7‬وإذا كان ترامب ال يرى من كل العراق غير آبار النفط ويقول بال حرج‪:‬‬ ‫«علينا أن نأخذ النفط ونخرج» ‪ّ -‬‬ ‫فإن بينس يرى أنه كان على قوات الواليات‬ ‫املتحدة أن تبقى وتقيم في العراق‬ ‫‪ - 8‬كان على الرئيس ترامب أن يستنجد ببينس حتى يكون هناك تعديل‬ ‫في النظر إلى األمور فقد أشبع ترامب العرب واملسلمني بالكثير من مشاعر‬ ‫الحقد ووعد ناخبيه بمنعهم من دخول الواليات املتحدة‬ ‫ وهذا ما َرآه بينس منافيا للدستور األميركي‬‫‪ -9‬صحيح أن بينس ال يملك عينني تشبهان عيني رئيسه ومع ذلك فإنه‬ ‫َ‬ ‫البيت األبيض قناة‬ ‫إذا السيد الرئيس أخطأ أو غالى في التصريح أو اعتبر‬ ‫تلفزيونية خاصة فإن بينس موجود ملهمة مثل التغليف والتلفيف والترقيع‬ ‫والتلميع والتلفيق والتزويق‬ ‫ وتلك هي مهمة الخطابة التي ال تحكي إال لغة واحدة هي املصلحة األميركية‬‫العليا‬ ‫ وتلك هي السياسة التي تحتاج إلى العاقل والجاهل والسفيه والفقيه‬‫ ف��األوض��اع الدولية ف��وق األرض واضحة لكل ذي عينني والفرجة تمنح‬‫الخيال للسباحة‬ ‫ّ‬ ‫السباح‬ ‫ ولكن البحر هو الذي يمتحن‬‫‪ -10‬وقد تجري الرياح‪ ....‬بما ال يشتهي األسطول‪ ...‬والسياسة بحر يموج‬ ‫ورمال متحركة ومايك بينس لم يبلغ الستني بعد وحياته هادئة وهو نائب‬ ‫ّ‬ ‫وتضج بالصخب‬ ‫لرئيس سبعيني حياته وأفكاره وخطبه ال توحي بالهدوء‬ ‫كاف ليتأقلم مع سيد البيت األبيض‬ ‫ ولبينس وقت ٍ‬‫ إال إذا قرر األخير أن يستغني عنه ويقول له تلك العبارة األثيرة واملعتادة‬‫لدى ترامب في برنامجه التلفزيوني «ذي ابرنتيس» املبتدئ‪:‬‬ ‫‪ -‬أنت خارج الخدمة‬

‫نص‪ :‬منصف املزغين‬ ‫ريشة‪ :‬علي املندالوي‬

‫مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي واملؤسس املشارك ملوقع التواصل االجتماعي فيسبوك يتحدث خالل منتدى التنمية الصينية الذي عقد في قصر ضيافة الدولة (دياويوتاي) ‪ 19‬مارس ‪ 2016‬في بكني )غيتي)‬

‫إذا حصلت «فيسبوك» على الضوء األخضر من بكني‪،‬‬ ‫ستظل هناك أسئلة حائرة حول الشروط التي ستقترن‬ ‫ب�ت�ل��ك امل��واف �ق��ة‪ .‬ف�ه��ل س�ي�ك��ون ع�ل�ي��ه ال �ت �ع��اون م��ع ش��ري��ك‬ ‫ص�ي�ن��ي؟ ه��ل س�ت�ط�ل��ب ال�ح�ك��وم��ة أن ت �خ��زن «ف�ي�س�ب��وك»‬ ‫البيانات داخل الصني لكي تسهل عملية إطالع السلطات‬ ‫على تلك البيانات؟‬ ‫كما أن هناك بعض التحديات الفنية الواضحة للغاية‪ .‬حيث‬ ‫إن «فيسبوك» ترغب في أن تجعل الجميع متصلني عبر‬ ‫الشبكة العاملية ولكنها ستضطر إلى تقديم تجربة مختلفة‬ ‫للمستخدم الصيني عن تلك التي تقدم ألصدقائهم في‬ ‫البلدان األخرى‪.‬‬ ‫ف �ي �ق��ول س� �ب ��اراب ��ان ��ي‪ ،‬امل ��دي ��ر ال �س��اب��ق ل �ل �س �ي��اس��ات ف��ي‬ ‫«فيسبوك» إن ذلك ليس صعب التحقيق‪ ،‬مضيفا‪« :‬يمكنك‬

‫‪,,‬‬

‫ارتفاع عدد مستخدمي‬ ‫اإلنترنت في الصني إلى‬ ‫‪ 700‬مليون يجبر مؤسس‬ ‫«فيسبوك» على التخلي عن‬ ‫بعض «القيم الغربية»‬

‫‪,,‬‬

‫من معهد بروكينغز‪« :‬ال تستطيع (وي شات) أن تنافس في‬ ‫ذل��ك املجال‪ .‬فـ(فيسبوك) شركة عاملية و(وي ش��ات) شركة‬ ‫صينية»‪.‬‬ ‫وتستطيع «غوغل» أن تعتمد على الحجة نفسها‪ .‬فعلى الرغم‬ ‫من إغالق محركها البحثي في الصني في عام ‪ ،2010‬فما زالت‬ ‫«غوغل» تبيع اإلع�لان��ات إل��ى الصني‪ .‬فيقول لوكمان تسوي‬ ‫ال��رئ�ي��س ال�س��اب��ق لحرية التعبير ف��ي آس�ي��ا وامل�ح�ي��ط ال�ه��ادي‬ ‫بشركة «غوغل» الذي يعمل حاليا أستاذا مساعدا بالجامعة‬ ‫الصينية بهونغ كونغ‪« :‬إذا أرادت شركة صينية أن تصل إلى‬ ‫الجماهير العاملية‪ ،‬ستصبح (غوغل) خيارا جيدا»‪.‬‬ ‫وفي يونيو (حزيران) املاضي‪ ،‬قال سوندار بيتشاي املدير‬ ‫التنفيذي لشركة «غوغل» إنه يرغب في أن تعود الشركة‬ ‫إل��ى ال�ب�لاد‪« .‬ن��ري��د أن ندخل ال�ص�ين‪ ،‬ون�خ��دم املستخدمني‬ ‫الصينيني»‪ .‬فيما ق��ال ت�س��وي إن ه�ن��اك «إش��اع��ات» حول‬ ‫اح�ت�م��ال�ي��ة دخ ��ول «ب�ل�اي س �ت��ور» ال �ص�ين (ول �ك��ن ال�ش��رك��ة‬ ‫رف�ض��ت التعليق)‪ .‬كما أن ن�ظ��ام تشغيل األن��دروي��د ال��ذي‬ ‫أنتجته «غوغل» هو نظام ذو شعبية كبيرة في الصني ولكن‬ ‫قدرة الشركة على الحصول على عائدات منه محدودة نظرا‬ ‫ألنه غير متاح هناك‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬يمثل التاريخ املضطرب للعالقة بني الشركة‬ ‫وب�ك�ين معضلة ك�ب��رى‪ .‬فيقول كريسر ك�ي��و‪ ،‬امل��دي��ر السابق‬ ‫لالتصاالت الدولية بمحرك البحث الصيني «ب��اي��دو» وال��ذي‬ ‫يعمل كمقدم برامج في شركة إعالمية صينية «سابتشاينا»‪:‬‬ ‫«ال يمكن الوثوق بهم»‪ .‬ويعتقد كيو‪ ،‬وهو من األصوات املرموقة‬ ‫في قضايا اإلنترنت الصيني أن آفاق دخول «فيسبوك» إلى‬ ‫الصني مبشرة للغاية‪ .‬فيقول‪« :‬من املرجح أن تقدم الشركة‬ ‫جانبا كبيرا من خدماتها خالل العام املقبل‪ .‬وهناك اتصاالت‬ ‫على مستوى رفيع بني كبار املسؤولني الصينيني وقيادات‬ ‫شركة (فيسبوك)‪ .‬وال يمكن تجاهل هذه اإلشارات»‪.‬‬

‫التعامل مع الواقع‬

‫وضع سياج جغرافي حول أي شيء‪ .‬فعلى سبيل املثال‪،‬‬ ‫تقوم (فيسبوك) من وقت آلخر بتغيير ما يراه الناس في‬ ‫مناطق مختلفة حول العالم في بعض األحيان‪ .‬ففي عام‬ ‫‪ 2015‬منعت الشركة حسابات املستخدمني في فرنسا‪،‬‬ ‫فقط في فرنسا‪ ،‬من رؤية صورة لضحايا عمل إرهابي‪.‬‬ ‫وف��ي العام نفسه‪ ،‬تم حجب ص��ورة ول��د يبول على العلم‬ ‫الهندي داخل الهند فقط‪ .‬وبناء على طلب من لجنة القمار‬ ‫باململكة املتحدة تم منع مستخدمي اململكة املتحدة من‬ ‫الدخول على الجماعات التي تبيع سحوبات اليانصيب»‪.‬‬ ‫ومن املرجح أن تثير الرقابة الصينية على النشطاء املوالني‬ ‫للديمقراطية املزيد من ال�ج��دل‪ .‬حيث تثير بالفعل رغبة‬ ‫زوك��رب��رغ في دخ��ول الصني ج��رس اإلن��ذار‪ ،‬فقد تزامنت‬ ‫زيارته األخيرة إلى بكني مع تغريدات تحت هاشتاغ يسب‬ ‫زوكربرغ‪ .‬ولكن من الواضح أن زوكربرغ ليس مهتما‪ .‬فإذا‬ ‫كان زوكربرغ قد شعر بقدر من القلق لم يكن ليطلب من‬ ‫الرئيس الصيني أن يمنح ابنه اسما صينيا‪.‬‬ ‫دائما ك��ان زوك��رب��رغ يكرر أن «فيسبوك» موجود «لكي‬ ‫يجعل العالم أكثر اتصاال وانفتاحا»‪ .‬وتعد الصني جزءا‬ ‫أساسيا من تلك الخطة‪ .‬وكانت «غوغل» تستخدم حججا‬ ‫مماثلة عندما ذهبت إلى الصني في ‪ :2006‬فمن األفضل‬ ‫أن نكون هنا‪ .‬فاملزيد من التواصل أمر جيد حتى إذا كان‬ ‫عليك تقديم بعض التضحيات مثل املشاركة في الرقابة‬ ‫الصينية‪.‬‬ ‫فهل سيتقبل األميركيون تلك الحجة؟ ربما ال‪ .‬فسوف‬ ‫يكتب ال�ص�ح��اف�ي��ون م �ق��االت س��اخ��رة‪ ،‬وي�ط�ل��ق النشطاء‬ ‫ومستخدمو وسائل التواصل االجتماعي تغريدات ساخرة‬ ‫وغاضبة‪ .‬وربما يعبر املسؤولون الحكوميون عن قلقهم‪.‬‬ ‫ول�ك��ن ال�ن��اس س��وف تستمر ف��ي اس�ت�خ��دام «فيسبوك»‪.‬‬ ‫(فورين أفيرز) <‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪93‬‬

‫على الرغم من رغبة الحكومة الصينية في السيطرة على وسائل اإلع�لام االجتماعي وما يفعله الناس بها‪ ،‬قررت‬ ‫«فيسبوك» الذهاب إلى الصني‪ .‬بالنسبة لشركات اإلنترنت األميركية‪ ،‬تمثل الصني أرض الهزيمة األخالقية‪ .‬حيث كان‬ ‫العديد من الناس يتمنون أن تحد شركات التكنولوجيا الغربية من سيطرة الصني على املعلومات‪ ،‬ولكنها بدال من‬ ‫ذلك‪ ،‬شاركت بمحض إرادتها في مساعي مراقبة خطاب املواطنني‪.‬‬

‫«ياهو» تمنح السلطات الصينية معلومات حول نشطاء ديمقراطيني أسفرعن وضعهم في السجون‬

‫بكني تسيطر على وسائل التواصل االجتماعي‬ ‫وتراقب خطاب املواطنني‬ ‫نيويورك‪ :‬إيملي باركر‬ ‫منحت شركة «ياهو» السلطات الصينية املعلومات‬ ‫حول نشطاء ديمقراطيني‪ ،‬مما أسفر عن وضعهم‬ ‫في السجون‪ .‬كما أغلقت «مايكروسوفت» مدونة‬ ‫الناشط املرموق الذي يشتهر بدفاعه عن حرية اإلعالم مايكل‬ ‫أن �ت��ي‪ .‬ك�م��ا ك��ان��ت «غ��وغ��ل» ت�غ��رب��ل ن�ت��ائ��ج ال�ب�ح��ث ال�ت��ي تمثل‬ ‫حساسية سياسية بالنسبة للصني‪ .‬وفي عام ‪ ،2006‬مثلت‬ ‫تلك الشركات الثالث أمام الكونغرس األميركي بعدما اتهمهم‬ ‫رئيس أحد اللجان الفرعية بأنهم يقدمون «تعاونا مذموما»‬ ‫مع الحكومة الصينية‪ .‬وفي عام ‪ ،2010‬أغلقت «غوغل» أكبر‬ ‫محركاتها البحثية في حركة احتجاجية على الرقابة واألمن‬ ‫اإللكتروني بالبالد‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬تم حجب موقع «فيسبوك» في الصني في عام‬ ‫‪ 2009‬ومنع استخدام تطبيق إنستغرام ملشاركة الصور في‬ ‫‪ .2014‬كنت أعتقد دائما أنه من املستحيل أن تسعى الشبكة‬ ‫االجتماعية لدخول املغامرة الصينية وحدها‪ .‬وعلى الرغم من‬ ‫أن بعض الخبراء الصينيني ما زالوا يعتقدون أن ذلك صحيح‪،‬‬ ‫بات من املرجح أن تدخل «فيسبوك» الصني قريبا‪.‬‬ ‫وذلك حيث ملح مؤسس «فيسبوك» ومديرها التنفيذي‪ ،‬مارك‬ ‫زوك��رب��رغ لبكني بأنه مستعد ألن يفعل ما يقتضيه األمر‬ ‫لكي يدخل البالد‪ .‬وي��درك من لديهم دراي��ة جيدة بالشركة‬ ‫أن ذلك سوف يحدث‪ .‬فيقول تيم سباراباني‪ ،‬الذي كان أول‬ ‫مدير للسياسات العامة في «فيسبوك» ويعمل حاليا كبير‬ ‫مستشاري شركة استشارات «إي��ه سي كيو آر»‪« :‬لم يعد‬ ‫األمر محتمال فالسؤال حاليا حول التوقيت»‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫من أن شركة «فيسبوك» رفضت التعليق حول تلك الخطط‪،‬‬ ‫كان زوكربرغ قد قال العام املاضي‪« :‬إذا كان هدفك أن تجعل‬ ‫الجميع متصال وم�ت��واص�لا ف�لا يمكن تجاهل أك�ب��ر دول��ة‬ ‫في العالم»‪.‬‬ ‫وبعد عقد من دخ��ول «غوغل» الطموح‪ ،‬وال��ذي لم ينته نهاية‬ ‫جيدة‪ ،‬إل��ى الصني‪ ،‬ربما تتطلع شركات اإلنترنت األميركية‬ ‫للسوق الصينية باعتبارها سوقا واع��دة وإن كانت عصية‬ ‫على االختراق‪ .‬فقد ارتفع عدد مستخدمي اإلنترنت في الصني‬ ‫حتى وصل إلى نحو ‪ 700‬مليون‪ ،‬وهم يمثلون موردا كبيرا‬ ‫ومهما للشركات األميركية التي لديها أسواق داخلية متشعبة‬

‫‪92‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫وشديدة التنافسية‪ .‬ولكن في الوقت نفسه‪ ،‬تتزايد محاوالت فهم يعتقدون أن مارك زوكربرغ صديق للصني‪ .‬فهو شخص‬ ‫الحزب الشيوعي للسيطرة على املعلومات‪ .‬فباإلضافة إلى ناجح‪ .‬وتربطه عالقات ودية بالصني‪ .‬كما أن زوجته صينية‪.‬‬ ‫«ال�ح��ائ��ط العظيم» ال��ذي يمنع املستخدمني م��ن ال��دخ��ول على ويتحدث الصينية‪ .‬فما الذي يمكنه عمله أكثر من ذلك؟»‬ ‫املواقع األجنبية‪ ،‬هناك جحافل من املراقبني‪ ،‬تعينهم شركات‬ ‫اإلنترنت‪ ،‬ملراقبة املدونات املحلية والشبكات االجتماعية‪ .‬وفي في خدمتك‬ ‫ظل تلك األجواء سيكون على الشركة األميركية أن تتنافس مع و‬ ‫شركات اإلنترنت الصينية العمالقة‪ .‬جدير بالذكر أن تطبيق ما زال على «فيسبوك» أن يتجاوز شكوك بكني املتعلقة بأن‬ ‫الرسائل «وي شات» الذي تقدمه الشركة العمالقة «تنسينت» شركات اإلنترنت األميركية يمكنها زعزعة استقرار حكم‬ ‫الحزب الشيوعي‪ .‬كما لم تقدم املنابر اإلعالمية التي وصفت‬ ‫لديه مئات املاليني من املستخدمني‪.‬‬ ‫ومن الواضح أن زوكربرغ يعتقد أن الصني تمثل سوقا تستحق الربيع العربي بأنه «ثورة الفيسبوك» خدمة للشركة‪ .‬باإلضافة‬ ‫عناء التجربة حتى إن كان ذلك يعني التخلي عن بعض «القيم إل��ى أن الوثائق التي سربها إدوارد سنودن ع��ززت الشكوك‬ ‫الصينية حول وج��ود «أب��واب خلفية» لشركات التكنولوجيا‬ ‫الغربية» على أبواب الصني‪.‬‬ ‫األميركية‪.‬‬ ‫ولكن احتمالية أن تساعد «فيسبوك» الشركات الصينية على‬ ‫نسخة صينية من «فيسبوك» تخضع للرقابة‬ ‫أن تصبح ش��رك��ات عاملية يمكنها أن ت��دف��ع بكني إل��ى النظر‬ ‫ففي وق��ت سابق من العام الحالي‪ ،‬سافر زوكربرغ إلى الشركة على نحو إيجابي‪ .‬فهي تنشر بالفعل إعالنات‬ ‫إلى بكني وعقد اجتماعا رفيع املستوى مع رئيس اآللة الشركات الصينية لكي تروج ملنتجاتها خارج البالد‪ ،‬ويمكن‬ ‫اإلع�لام�ي��ة الصينية‪ ،‬ليو ي��ون�ش��ان‪ .‬وأف ��ادت الصحف أن يساهم إنشاء نسخة من «فيسبوك» في الصني في تعزيز‬ ‫الصينية ب��أن م��ؤس��س «ف�ي�س�ب��وك» أث �ن��ى ع�ل��ى تقدم العالقات بني الشركات الصينية والعمالء بالخارج‪.‬‬ ‫اإلن �ت��رن��ت ف��ي ال �صي��ن وت �ع �ه��د ب��ال�ع�م��ل م��ع ال�ح�ك��وم��ة كما أن حقيقة أن الصني لديها اآلن شركات تواصل اجتماعي‬ ‫ل�خ�ل��ق ف �ض��اء إل�ك�ت��رون��ي أف �ض��ل‪ .‬وب � ��دوره‪ ،‬ش��دد ليو ناضجة تجعل الحكومة أق��ل تخوفا م��ن «ف�ي�س�ب��وك»؛ فمن‬ ‫على مفهوم حوكمة اإلنترنت «بخصائص صينية»‪ .‬املستبعد أن تحل الشركة محل الشركات املنافسة مثل «وي‬ ‫وكانت الترجمة واضحة‪ :‬نسخة صينية من «فيسبوك» شات» التي تسيطر على الصني إلى حد كبير‪ .‬وال يستخدم‬ ‫تخضع بالطبع للرقابة‪ .‬وك��ان��ت الرحلة التي ق��ام بها الناس ذلك التطبيق فقط للتواصل ولكنهم يستخدمونه للشراء‬ ‫خالل العام املاضي حلقة أخرى في املسيرة‪ .‬ففي عام والستئجار عربات األجرة وحجز املواعيد لدى الطبيب‪ .‬وفي‬ ‫‪ ،2014‬تمت استضافة وزير إدارة الفضاء اإللكتروني أميركا يمكنك أن تقول إنك ليس لديك حساب على «فيسبوك»‬ ‫وتظل عضوا فاعال في املجتمع ّ‬ ‫ولكن تجنب الدخول على «وي‬ ‫بالصني‪ ،‬بمكاتب «فيسبوك»‪ .‬وبالصدفة ك��ان كتاب‬ ‫الرئيس الصيني شي جني بينغ «حوكمة الصني» على شات» في الصني أمر شديد الصعوبة‪.‬‬ ‫مكتب زوكربرغ‪.‬‬ ‫نشر‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫�د‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫�ة‪.‬‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫�ر‬ ‫�‬ ‫غ‬ ‫�ات‬ ‫�‬ ‫ظ‬ ‫�‬ ‫ح‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫�ك‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫�ودد‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫�‬ ‫وت�ض�م�ن��ت ح��ال��ة ال‬ ‫سوق اإلنترنت الصيني‬ ‫زوك��رب��رغ ص��ورة لنفسه وه��و ي��رك��ض مبتهجا ف��ي ش��وارع‬ ‫ميدان تيانانمني الذي يغلفه ضباب التلوث خالل العام الحالي‪ ،‬كما أن «فيسبوك» ليست مضطرة ألن تقضي على «وي شات»‬ ‫سخرت منه وسائل اإلعالم االجتماعي الصينية‪ .‬ولكن بصفة لكي تتمكن من النجاح؟ حيث إن الحصول على حصة صغيرة‬ ‫عامة‪ ،‬كان زوكربرغ يقوم بالخطوات الصحيحة‪ ،‬وفقا ملا قاله نسبيا م��ن س��وق اإلنترنت الهائل بالصني يمكنه أن يحقق‬ ‫شنغ لي‪ ،‬مدير مركز جون ثرونتون بمعهد بروكينغز‪ .‬فيقول‪ :‬عائدات كبيرة‪ .‬ويمكن للشركة األميركية أن تصبح مختلفة‬ ‫«يلقي الزعماء الصينيون اهتماما كبيرا بالعالقات الشخصية‪ .‬من خ�لال تقديم جسر مع العالم الخارجي‪ .‬فيقول تشينغ‬

‫ﺗﻄﺒﻊ ﻓﻲ‬

‫‪18‬‬

‫ﻣﻮﻗﻌ ًﺎ‬

‫ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ‬

‫اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮ ًا‬ ‫اﻟﺮﻳﺎض ‪ -‬اﻟﺪﻣﺎم ‪ -‬ﺟﺪة ‪ -‬اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء ‪ -‬اﻟﻘﺎﻫﺮة ‪ -‬ﺑﻴﺮوت ‪ -‬دﺑﻲ ‪ -‬ﻟﻨﺪن ‪ -‬ﻧﻴﻮﻳﻮرك ‪ -‬ﻟﻮس أﻧﺠﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻤﺎن ‪ -‬إﺳﻄﻨﺒﻮل‬ ‫واﺷﻨﻄﻦ ‪ -‬ﺑﺎرﻳﺲ ‪ -‬ﻓﺮاﻧﻜﻔﻮرت ‪ -‬ﺟﻮﻫﺎﻧﺴﺒﻴﺮغ ‪ -‬اﻟﺨﺮﻃﻮم ‪ -‬أرﺑﻴﻞ ‪ّ -‬‬ ‫‪scan me‬‬

‫‪www.aawsat.com‬‬ ‫‪@aawsat_News‬‬

‫‪ASHARQALAWSAT‬‬

‫‪asharqalawsat‬‬

‫الثانية‪ :‬تأتي كنتيجة لديناميكية‬ ‫التقليدي‪ .‬إن جودة االبتكار ووتيرته‬ ‫ع �م �ل �ي��ة االب� �ت� �ك ��ار ول �س ��ن ق��وان�ي�ن‬ ‫ونمطيته‪ ،‬أي اإلط ��ار االستراتيجي‬ ‫لعملية االب �ت �ك��ار‪ ،‬ه��م م��ن ي�ح��ددون‬ ‫وأن �ظ �م ��ة ح �م��اي��ة ح� �ق ��وق امل�ل�ك�ي��ة‬ ‫قدرة املنشأة على تعظيم ربحيتها‪.‬‬ ‫ال �ف �ك��ري��ة‪ ،‬ح �ي��ث ت �ص �ب��ح ه�ي�ك�ل�ي��ة‬ ‫األس ��واق متغيرة ضمنيا وتتغير‬ ‫إن ت�غ�ي�ي��ر ب�ي�ئ��ة األع �م ��ال إل ��ى بيئة‬ ‫تبعا لقوى السوق عبر الزمن‪ ،‬وهنا‬ ‫م�ل�ائ �م��ة ي �ع �ت �م��د‪ ،‬ب �ش �ك��ل رئ �ي�س��ي‬ ‫ينشأ املحتكر املؤقت‪ ،‬الذي يحتكر‬ ‫ع�ل��ى ق ��درة ال�ح�ك��وم��ات امل��رك��زي��ة أو‬ ‫س��وق تكنولوجيا ما ببقائها دون‬ ‫املناطقية على إدارة عملية التحول‬ ‫نسخ‪ ،‬ويسعى لالحتفاظ باحتكاره‬ ‫لالقتصاد القائم على املعرفة‪ ،‬وعلى‬ ‫مرونة القطاع املالي في التأقلم مع‬ ‫ل �ل �س��وق ع��ن ط��ري��ق ق��وان�ي�ن ح�م��اي��ة‬ ‫صفات هذا االقتصاد املختلفة عن‬ ‫ح �ق��وق امل�ل�ك�ي��ة ال�ف�ك��ري��ة واالب �ت �ك��ار‬ ‫االقتصاد التقليدي‪ ،‬وعلى تكيف‬ ‫امل� �م� �ن� �ه ��ج وامل � �س � �ت � �م� ��ر‪ ،‬ف� �ه ��و ل �ي��س‬ ‫امل �ن �ش��آت ب��اس �ت��رات �ي �ج �ي��ات ت�ق��وم‬ ‫م�ح�ت�ك��را دائ �م ��ا‪ ،‬إذ ي�ت�ق�ل��ص س��وق��ه‬ ‫على رفع ج��ودة االبتكار ووتيرته‬ ‫ب �ن �ش��وء أس � ��واق أخ � ��رى ت �ه��دف إل��ى‬ ‫ونمطيته إلى الحد التنافسي‪ ،‬على‬ ‫انتزاع قيمة املستهلك نفسها بابتكار‬ ‫تكنولوجيات ذات قيمه أف�ض��ل‪ .‬فال‬ ‫األقل‪ .‬وأخيرا‪ ،‬إن رفع كفاءة بيئة‬ ‫ي �ض �ب��ط ال �س �ع ��ر ع� ��ن ط ��ري ��ق ت�ق�ن�ين‬ ‫االبتكار‪ ،‬تعتمد على بيئة االبتكار‬ ‫الكمية املتاحة للمستهلك‪ ،‬بل عن طريق‬ ‫على مدى قدرة املراكز البحثية في‬ ‫إتاحتها ألك�ب��ر ع��دد م��ن املستهلكني‬ ‫امل��ؤس�س��ات األك��ادي�م�ي��ة‪ ،‬وم��راك��ز‬ ‫أعضاء بوسائل اإلعالم خالل طاولة عرض ملنتجات مبتكرة لشركة (أبل ماك) في كوبرتينو بوالية كاليفورنيا(غيتي)‬ ‫املتباينني ف��ي أس��واق مفصولة بسلع‬ ‫األبحاث والتطوير املستقلة‪ ،‬وتلك‬ ‫ذات اختالفات مدروسة‪ ،‬وباستحواذه‬ ‫التابعة للمنشآت‪ ،‬على استيعاب‬ ‫هذا ويبدو بأنه من الصعب قياس املعرفة‪ ،‬فهي كعامل إنتاج‬ ‫مخرجات التعليم العالي وتوجيهها‬ ‫ع �ل��ى ق�ي��م امل�س�ت�ه�ل�ك�ين امل�خ�ت�ل�ف��ة‪ .‬النقطة‬ ‫ً‬ ‫إلى االبتكار املمنهج واملؤطر اقتصاديا‪ .‬إن قدرة املراكز تعتمد غير محسوس‪ ،‬وأيضا‪ ،‬هناك التبادل الضمني في التأثير مع الثالثة‪ :‬جدلية املعرفة‪ ،‬باستثناء كنه االبتكارات‪ ،‬ذات انتشار‬ ‫على تنوعها املمنهج وامل��ؤط��ر على أس��اس ال �ق��درة الوطنية عوامل اإلنتاج األخرى‪ ،‬وغالبا ما تكون التكنولوجيات الناتجة تام مما يجعل فرضية ندرة عوامل اإلنتاج غير موجودة‪ ،‬وهو‬ ‫على االبتكار وتطورها‪ ،‬وذلك بتكاملها‪ ،‬ومالئمة امليزانيات عن االبتكار مختلفة وغير متجانسة‪،‬‬ ‫وتدخل ضمن مجموعة ما يؤسس لزيادة نسبة العائد على عوامل اإلن�ت��اج‪ .‬النقطة‬ ‫ً‬ ‫املوضوعة ألهداف األبحاث والتطوير في الكمية والديمومة‪ .‬التكنولوجيات في إنتاج السلع النهائية‪ .‬أيضا‪ ،‬املعرفة وكذلك ال��راب�ع��ة‪ :‬ت��أت��ي كنتيجة للنقطة ال�س��اب�ق��ة ف��ي أن ال�ع��ائ��د على‬ ‫إن وضع استراتيجية وطنية لألبحاث والتطوير متكاملة بني االبتكار أصبحا يتطوران زمنيا بشكل مطرد وأكثر منهجية املعرفة في اإلنتاج عال نسبيا‪ .‬النقطة األخيرة تناقش التحدي‬ ‫املراكز البحثية‪ ،‬وقابلة لإلنجاز يخلق بيئة ذات كفاءة لالبتكار‪ .‬عن ذي قبل‪ ،‬وأن أي تكنولوجيا ناتجة عن عملية ابتكار لها األكبر في االقتصاد القائم على املعرفة في أن االستثمار في‬ ‫وفي املقابل ملا تم ذك��ره‪ ،‬هنالك معوقات لبناء قدرة املجتمع عمر زمني معني‪ ،‬تستبدل بعده بتكنولوجيا أخرى ذات أداء األبحاث والتطوير له مخاطر كبيرة وهو عامل مهم فليست كل‬ ‫على ّ‬ ‫التعلم واالب�ت�ك��ار‪ ،‬م��ن أهمها‪ ،‬ع��دم ق��درة املجتمع على أكثر تطورا‪ ،‬وأن املنتجات على األغلب هي عبارة عن مجموعة االستثمارات تؤتي أكلها‪ ،‬أو أن تستهلك وقتا أكبر من املتوقع‪.‬‬ ‫التخلص من املعتقدات التقليدية والتي تتعارض مع عملية مختلفة من التكنولوجيات‪ ،‬كما أن التكنولوجيا في منتج ما من ذلك املنطق يمكن إجمال بعض اختالفات االقتصاد القائم‬ ‫االبتكار ونتائجه‪ ،‬والتي يثبت العلم باملطلق على عدم صحتها‪ ،‬ق��د تستنسخ بشكل مباشر‪ ،‬أو غير مباشر ف��ي منتجات على املعرفة عن التقليدي في النقاط التالية‪ .‬النقطة األولى‪ :‬إن‬ ‫وخصوصا عندما تكون القوة الدافعة لها تتعلق بكنه املجتمع األخ��رى‪ .‬فضال‪ ،‬على أن تكلفة البحث والتطوير ال تتناسب العائد على املعرفة كعامل إنتاج عال ولكن بمخاطرة أكبر‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وثقافته‪ .‬أيضا‪ ،‬عندما‪ ،‬يدرك األفراد مواقفهم وقراراتهم من مطلقا والتأثير الكبير في قيمة املنتجات‪ ،‬فهي قليلة نسبيا من املمكن الحد منها بعملية االبتكار املمنهجة‪ .‬الثانية‪ :‬تحول‬ ‫موضوع ما تبعا لألطر الفكرية التي تقدم لهم‪ ،‬وليس على ومتباينة‪ ،‬على العموم‪.‬‬ ‫التركيز ف��ي التنمية م��ن تعظيم اإلنتاجية ع��ن طريق تراكم‬ ‫ً‬ ‫أساس املنهج العلمي‪ .‬وأيضا‪ ،‬عندما يعزل األفراد أنفسهم من إن تأثير املواصفات السابقة على االقتصاد يمكن إجمالها في رأس املال املادي إلى تالزم تعزيز القيمة املضافة والتنافسية‬ ‫النقطة الثالثة‪ :‬أصبحت‬ ‫قنوات تبادل املعلومات واملعرفة سواء بالبث‪ ،‬أو باالستقبال‪ ،‬النقاط التالية‪ .‬األولى‪ :‬تتعلق بفرضية انتشار كنه االبتكارات عن طريق االبتكار املمنهج‬ ‫واملمتد‪ً .‬‬ ‫ال�ت��ام‪ .‬فلو افترضنا ان�ت�ش��ار كنه االب�ت�ك��ارات ال�ت��ام مل��ا وجد أس��واق السلع والخدمات أكثر ً‬ ‫تعددا‪ ،‬وفقا لشرائح متباينة‬ ‫أو أن تكون هذه القنوات غير متوفرة أو ضبابية‪.‬‬ ‫الدافع للمنتجني لالستثمار في البحث والتطوير‪ ،‬لذلك تسن للمستهلكني‪ ،‬وباختالفات غير جوهرية‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬أصبحت‬ ‫ال�ح�ك��وم��ات ق��وان�ين وأن�ظ�م��ة لحماية ح�ق��وق امللكية الفكرية‪ .‬األسعار متباينة النتزاع أكبر قدر ممكن من قيمة املستهلك‪،‬‬ ‫الخصائص االقتصادية لالقتصاد القائم على‬ ‫عندها‪ ،‬ال يمكن لفرضية االنتشار التام للمعرفة املستخدمة أي أن املنافسة أصبحت على تقديم سلع وخدمات مبتكرة‬ ‫املعرفة‪ :‬املعرفة كعامل من عوامل لإلنتاج‬ ‫في االبتكارات‪ ،‬أن تؤخذ باإلطالق‪ ،‬وهذا يطرح جدلية السوق ومختلفة تبحث في قيمة املستهلك‪ ،‬وال تتنافس على السعر‬ ‫ذات الكفاءة والناتج املعزز‪ ،‬كما في االقتصاد التقليدي‪ .‬النقطة أو الحصة السوقية‪ .‬النقطة الرابعة‪ :‬أصبح التركيز بشكل‬ ‫ك��ان��ت امل�ع��رف��ة‪ ،‬وم��ا زال ��ت‪ ،‬ع��ام�لا م��ن ع��وام��ل اإلن �ت��اج‪ ،‬حيث‬ ‫أكبر على املنتجات الوسيطة‪ ،‬التي تدخل في صناعة املنتجات‬ ‫كانت االختراعات‪ ،‬كاختراع الكتابة‪ ،‬عامال مهما الستقرار‬ ‫النهائية‪ ،‬حيث تتركز فيها عملية االبتكار‪ .‬وبناء على ذلك‪،‬‬ ‫الحضارات القديمة ونموها االقتصادي‪ .‬كذلك‪ ،‬تميزت القرون‬ ‫أصبحت القيمة املضافة بني املنشآت املحلية والدولية أكثر‬ ‫القليلة املنصرمة باختراعات ثورية‪ ،‬ولكن بوتيرة أسرع كثيرا‪،‬‬ ‫ارتباطا وتشابكا‪ .‬النقطة الخامسة‪ :‬أصبحت والدة وعدمية‬ ‫فقط‬ ‫يقتصر‬ ‫ال‬ ‫التنمية‬ ‫مفهوم‬ ‫كاملحرك البخاري والكهرباء واالتصاالت والحوسبة‪ ،‬وكان‬ ‫املنشآت تتم بوتيرة أكبر‪ ،‬نظرا لديناميكية هيكلية األسواق‬ ‫لها األثر الكبير في رفع مستوى املعيشة وازدهار‬ ‫امل�ت�غ�ي��رة؛ وأص�ب�ح��ت ص�ف�ق��ات االن��دم��اج واالس �ت �ح��واذ أكثر‬ ‫ً‬ ‫االقتصاد على عملية تراكم رأس املال بل‬ ‫العاملي‪ .‬أيضا‪ ،‬وفرت هذه االختراعات الثورية مناخا خادما‬ ‫شيوعا‪ ،‬وبناء على ذلك نشأ دور أكبر للمنشآت الصغيرة‬ ‫لنوع جديد م��ن االب�ت�ك��ارات األق��ل ث��وري��ة‪ ،‬أو «التكنولوجيا»‪،‬‬ ‫على تعزيز القيمة املضافة على واملتوسطة املبتكرة‪ .‬النقطة السادسة‪ :‬أضحت الفجوة بني‬ ‫وذات وتيرة ونمط من التطور ونسخ ملا قبلها‪ ،‬والتي تهدف‬ ‫القيمة السوقية للمنشأة وأصولها الثابتة تتباين بشكل أكبر‪،‬‬ ‫إلى تطوير جودة السلعة أو الخدمة‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬أدى تسارع‬ ‫اإلنتاج‬ ‫عوامل‬ ‫كل‬ ‫وتتسع على العموم‪ .‬النقطة األخيرة‪ :‬أصبح الفرد املبتكر في‬ ‫وتيرة التقدم التكنولوجي والنمطية املستحدثة من االبتكار إلى‬ ‫إطار املجموعة‪ ،‬هو املحرك الرئيسي لنجاح املنشآت‪ ،‬وترتب‬ ‫أن تصبح املعرفة عامال أكثر تأثيرا في التنمية‪.‬‬ ‫على ذلك تباين كبير في األجور<‬

‫‪,,‬‬

‫‪,,‬‬

‫‪90‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫صورة (سيلفي) مع الروبوت في منتدى لألبتكارات املفتوحة عقد منتصف العام الحالي في مركز سكولكوفو الروسي التكنولوجي (غيتي)‬

‫ما هو االقتصاد القائم على املعرفة؟‬ ‫إذا تكونت كتلة حرجة من األنشطة التي تقوم بها املنشآت‬ ‫في اقتصاد ما‪ ،‬وتكون القوة املحركة له‪ ،‬تقوم على استخدام‬ ‫امل�ع��رف��ة لخلق أس ��واق ج��دي��دة ع��ن ط��ري��ق االب�ت�ك��ار والتطوير‬ ‫املمنهج للسلع وال�خ��دم��ات‪ ،‬باالستحواذ على أكبر ق��در من‬ ‫قيم املستهلكني املختلفة‪ ،‬واملحافظة عليها وتوسيعها بنهج‬ ‫ّ‬ ‫اس�ت��رات�ي�ج��ي‪ ،‬ت��ك��ون إج �م��اال اق �ت �ص��ادا ق��ائ�م��ا ع�ل��ى امل�ع��رف��ة‪.‬‬ ‫ف��ي ه��ذا االق�ت�ص��اد‪ ،‬تتعزز فيه قيم متنامية على رأس امل��ال‬ ‫والعمالة وعوامل اإلنتاج األخ��رى‪ ،‬أو تعزيز القيمة املضافة‪،‬‬ ‫وت��دف��ع التنمية إل��ى م�س�ت��وي��ات أك �ب��ر‪ ،‬ه��ذا امل�ن�ح��ى ال يرجع‬ ‫تفسيره إل��ى زي��ادة إنتاجية عوامل اإلنتاج التقليدية لذاتها‪،‬‬ ‫بل إلى التقدم التكنولوجي الناتج من عملية االبتكار‪ .‬عندما‬ ‫تكون املنافسة والتكامل بني املنتجني املحليني واملنتجني في‬ ‫االقتصادات األخرى معززا ألسواق جديدة‪ ،‬متعددة وممتدة‪،‬‬ ‫في االقتصاد املحلي أو االقتصادات األخ��رى‪ ،‬عندها يكون‬

‫‪,,‬‬

‫‪,,‬‬

‫ع�ل��ى إن �ش��اء أس� ��واق أو ت��وس�ي��ع أس��واق �ه��ا ال�ق��ائ�م��ة أو إط��ال��ة‬ ‫ف�ت��رة استهالكها وتسويقها ت�ج��اري��ا‪ ،‬بحيث ي�ع��زز القيمة‬ ‫لالقتصادية للسلع وال�خ��دم��ات وبالتالي املنشأة‪ .‬إن تعزيز‬ ‫هذه القيمة يأتي بشكل كبير مع قدرة املنشأة على أن تكون‬ ‫ه��ي السباقة لخلق س��وق ج��دي��دة لسلعها أو خدماتها‪ .‬هذا‬ ‫ويصعب على اآلخرين تقليدها فاملنافسة في هذا االقتصاد‬ ‫تقوم على املبادأة باالبتكار واملحافظة عليه بتطوير سلع أو‬ ‫خدمات جديدة تحقق قيمة كبيرة نسبيا للمستهلك‪.‬‬

‫االقتصاد تنافسيا‪ .‬وهنا يتميز هذا االقتصاد باملتانة والقدرة بناء قدرة املجتمع على ّ‬ ‫التعلم واالبتكار‬ ‫على مواجهة األزمات االقتصادية واالستمرار في تعزيز القيمة‬ ‫هنالك أربعة مقومات أساسية لبناء قدرة املجتمع على ّ‬ ‫التعلم‬ ‫املضافة‪.‬‬ ‫واالبتكار‪ .‬املقوم األول‪ :‬يتلخص في قدرة املجتمع على ّ‬ ‫التعلم‬ ‫هذا ويتلخص العامل الرئيسي لنشأة وتطور االقتصاد القائم‬ ‫على املعرفة في قدرة األف��راد على العمل في إطار مجموعة‪ ،‬املتناسب واالق�ت�ص��اد القائم على املعرفة‪ .‬فمع تعلم العلوم‬ ‫التقليدية كاللغة والرياضيات‪ ،‬ال بد من تكييف ّ‬ ‫التعلم ليشمل‬ ‫داخ��ل منشأة م��ا‪ ،‬وع�ل��ى االس�ت�ف��ادة م��ن املعلومات واملعرفة‬ ‫املتراكمة الستحداث معرفة جديدة قادرة على إحداث تطور التدريب على إيجاد الحلول على طريق املالحظة‪ ،‬وتشخيص‬ ‫تكنولوجي‪ ،‬إن��ه ال�ف��رد ذو امل �ه��ارات ال �ق��ادر على قطف ثمار امل �ش �ك�لات‪ ،‬وال�ت�ح�ل�ي��ل امل�ن�ط�ق��ي‪ ،‬وال�ت�ف�ك�ي��ر امل�ب�ت�ك��ر املعتمد‬ ‫املعرفة‪ ،‬ولكن كيف تنشأ مجموعة من األفراد قادرة على إقامة على الحقائق‪ ،‬وال�ت��دري��ب على تنفيذ امل�ش��اري��ع‪ ،‬والتخطيط‬ ‫والتعلم الذاتي‪ّ ،‬‬ ‫االستراتيجي‪ّ ،‬‬ ‫والتعلم بالعمل‪ ،‬والعمل ضمن‬ ‫اقتصاد قائم على املعرفة؟ اإلجابة تكمن في قدرة املجتمع الذي‬ ‫ّ‬ ‫فريق‪ ،‬وكذلك‪ّ ،‬‬ ‫التعلم املمتد بعمر األف��راد‪ ،‬وأيضا‪ ،‬التعلم من‬ ‫ينتمي له هؤالء األفراد على مواكبة التعلم املستمر وتسهيل‬ ‫التجارة الخارجية‪.‬‬ ‫عوامل االبتكار‪.‬‬ ‫املقوم الثاني‪ :‬ينبع من قدرة املجتمع على جمع وتحليل ونشر‬ ‫املعلومات‪ ،‬وعلى حفظ‪ ،‬ونشر املعرفة‪ ،‬عن طريق االتصاالت‬ ‫الحديثة وأنظمة املعلومات املرنة والتفاعلية وبشكل أكبر‪ ،‬تعد‬ ‫االتصاالت وأنظمة املعلومات القناة الرئيسية لنقل املعلومات‪،‬‬ ‫أم��ا نشر املعرفة فيعتمد‪ ،‬بشكل أك�ب��ر‪ ،‬على ك�ف��اءة العملية‬ ‫االقتصاد القائم على املعرفة‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫التعلمية‪ ،‬وأيضا على كفاءة نقل املعرفة من إطارها الضمني‬ ‫إل��ى تدوينها‪ ،‬ونشرها عبر وس��ائ��ل االت�ص��االت‪ .‬إن سهولة‬ ‫يتالزم مع املجتمع املعرفي‬ ‫انتشار املعلومات واملعرفة من األمور األساسية التي تساعد‬ ‫وهو النموذج األنسب في القرن على االبتكار ّ‬ ‫والتعلم‪.‬‬ ‫املقوم الثالث‪ :‬يستلزم مالئمة بيئة األعمال الحتضان عملية‬ ‫الحادي والعشرين‬ ‫االب �ت �ك��ار‪ ،‬فتتكيف م��ع بنية االق�ت�ص��اد ال�ق��ائ��م ع�ل��ى املعرفة‬ ‫الجديدة‪ ،‬حيث إن أسواق السلع والخدمات ذات أطر اقتصادية‬ ‫مختلفة‪ ،‬وع��دم يقني أك�ب��ر‪ ،‬وأك�ث��ر ديناميكية م��ن االقتصاد‬ ‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪89‬‬

‫التفرد باملعرفة والتقدم التكنولوجي هما األداتان األكثر فعالية لتعزيز القيمة املضافة والتنافسية في عالم يزداد‬ ‫ترابطا وتشابكا‪ ،‬يوما بعد يوم‪ ،‬فيزداد اعتماد االقتصادات املتقدمة على املعرفة كعامل إنتاج بوتيرة مطردة‪،‬‬ ‫حيث تكبر معها الهوة مع االقتصادات التقليدية‪ .‬ينعكس هذا التفرد جليا على مستوى املعيشة املرتفع‪ ،‬ومرونة‬ ‫هذه االقتصادات عند مجابهة صدمات االقتصاد الكلي‪.‬‬

‫األداة األكثر فعالية لتعزيز القيمة املضافة والتنافسية في الدول املتقدمة‬

‫االقتصاد القائم على املعرفة يعزز القيمة االقتصادية للسلع والخدمات‬

‫ن��اج��زة‪ .‬راب�ع��ا‪ :‬أدى التطور املتنامي لتكنولوجيا االتصاالت التجمعات الصناعية في تسريع عملية التحول؟‬ ‫جدة‪ :‬نظمي الخميس‬ ‫ونظم املعلومات إلى إح��داث ث��ورة في املعرفة التي تدخل في‬ ‫االقتصاد القائم على املعرفة يتالزم مع املجتمع عملية االبتكار‪ .‬خامسا‪ ،‬ساعدت محركات البحث الحاسوبية‪ ،‬املعلومات واملعرفة‬ ‫املعرفي‪ ،‬إذ إن كل أبعاد الحياة من نشاطات وقرارات ووسائل التواصل االجتماعي‪ ،‬والتجارة اإللكترونية في دراسة‬ ‫تنبع م��ن معني املعرفة‪ ،‬فكل منهما يؤطر اآلخ��ر‪ ،‬قيم املستهلكني املختلفة‪ .‬وأخيرا‪ ،‬نتج عن تزايد التجارة البينية تعرف املعلومة على أنها بيانات منظمة ترتبط بعالقة ما‪،‬‬ ‫فكما أن االب �ت �ك��ارات ال �ج��دي��دة ت�ح��دث ت��أث�ي��را ع�ل��ى مستوى تراكم ّ‬ ‫التعلم املتبادل‪.‬‬ ‫قد تفسر على أساس االرتباط الزمني أو الجغرافي‪ ،‬ملعرفة‬ ‫حياة الفرد واملجتمع‪ ،‬فإن الفرد في املجتمع املعرفي ذو قيمة وهنا تسعى الدول األقل تقدما اقتصاديا على اللحاق بركب األجوبة على السؤالني‪« :‬ماذا؟» و«مل��اذا؟»‪ ،‬فهي حقائق ثابتة‪.‬‬ ‫مستهلك أعلى‪ ،‬يسعى املنتجون في االقتصادات القائمة على الدول املتقدمة لزيادة املستوى املعيشي ملواطنيها‪ ،‬فبعضها بدأ بينما تعرف املعرفة على أنها‪ ،‬باإلضافة لذلك‪ ،‬اإلجابة على‬ ‫املعرفة على االستحواذ على أكبر قدر منها‪.‬‬ ‫ينخرط في عملية للتحول من االقتصاد التقليدي إلى االقتصاد س��ؤال «ك�ي��ف؟» عن طريق أعمال ال�ق��درات العقلية لإلنسان‪،‬‬ ‫وال�ي��وم أضحى مفهوم التنمية ال يقتصر فقط على عملية القائم على املعرفة‪ .‬إن عملية التحول طويلة تصل إلى عدد من باستخدام مجموعة من املعلومات‪ .‬املعرفة املرتبطة باإلنتاج‬ ‫تراكم رأس املال‪ ،‬بل على تعزيز القيمة املضافة على كل عوامل العقود‪ ،‬وتلعب فيها الحكومات دورا مهما في إدارة هذا التحول تختص بإدراك وفهم املبادئ العلمية التي تكمن وراء عمليات‬ ‫اإلنتاج‪ ،‬بشكل عام‪ .‬فاملعرفة في االقتصاد القائم على املعرفة وك��ذل��ك لقطاعات االت�ص��االت ونظم املعلومات وامل��ال��ي أدوارا اإلن�ت��اج وكيفية تطويرها‪ .‬إن املقصود من املعرفة هنا‪ ،‬هو‬ ‫تعمق عوامل اإلنتاج‪ ،‬فتصبح نسبة العائد على عوامل اإلنتاج جوهرية‪ .‬إن النتيجة املرجوة لعملية التحول هو تغيير املنشآت املعرفة املرتبطة بالعلوم الطبيعية واإلنسانية والتي تؤطر في‬ ‫للفرد الواحد مرتفعة‪ ،‬مقارنة باالقتصاد التقليدي‪ .‬وأيضا‪ ،‬القائمة واستحداث منشآت جديدة‪ ،‬بحيث ينخرط األفراد فيها قوانني ونظريات ومناهج علمية‪ ،‬وليست املبنية على اآلراء‬ ‫صار مفهوم التنافسية أكثر اتساقا مع تعزيز القيمة املضافة في عملية االبتكار والوصول لكتلة حرجة من مخرجات هذه واالج�ت�ه��ادات الفردية‪ ،‬أو على التجارب امل�ج��ردة من األسس‬ ‫الناتجة من املعرفة كعامل إنتاج‪ .‬ولم يستطع مقلدو السلع العملية لتتعزز بالتالي القيمة املضافة والتنافسية‪ .‬ويبرز العلمية‪ .‬إن اإلدراك املتنامي لهذه املبادئ العلمية‪ ،‬يساهم في‬ ‫والخدمات‪ ،‬كما في االقتصاد التقليدي الذي يعتمد على تعظيم الهدف من هذه املقالة‪ :‬هو بيان مالمح التحول من االقتصاد خ��دم��ة االق�ت�ص��اد كعملية االب�ت�ك��ار‪ ،‬إم��ا أن ي��ؤدي إل��ى زي��ادة‬ ‫اإلنتاج‪ ،‬على اللحاق بركب الدول املتقدمة وأصبح االنخراط في التقليدي إلى االقتصاد القائم على املعرفة عن طريق التقديم إنتاج السلع والخدمات‪ ،‬أو إلى تخفيض تكلفة اإلنتاج‪ ،‬أو إلى‬ ‫عملية التحول من االقتصاد التقليدي إلى االقتصاد القائم على ملفهوم االقتصاد القائم على املعرفة ثم مناقشة هذا التحول ابتكار مكونات مستحدثة‪ ،‬تدخل في إنتاج سلع أو خدمات‬ ‫املعرفة طريق التنمية األنسب‪.‬‬ ‫عن طريق سرد لألدوار الرئيسية‪ ،‬واإلجابة على السؤال‪ :‬كيف مبتكرة‪ ،‬تعرف جميعا على أنها التكنولوجيا‪ .‬يسمى تراكم‬ ‫يختلف هذا االقتصاد؟‪ ،‬ثم مناقشة سؤال آخر‪ :‬كيف تساهم هذه الخبرات عبر الزمن‪ ،‬أحيانا‪ ،‬منحنى التعلم‪ ،‬فديمومتها‬ ‫وتسارع وتيرتها يحددان قدرة منشأة‬ ‫االقتصاد القائم على املعرفة‬ ‫م ��ا ع �ل��ى ال �ت �ق��دم ال�ت�ك�ن��ول��وج��ي‪.‬‬ ‫هناك عدد من األسباب أدت إلى جعل‬ ‫عندما تتكون هذه الخبرات ال بد‬ ‫االقتصاد القائم على املعرفة النموذج‬ ‫من نقلها من إطارها الضمني إلى‬ ‫األنسب في القرن الواحد والعشرين‪.‬‬ ‫تدوينها بغرض نشرها على عدد‬ ‫أوالها وأهمها‪ :‬نمو العوملة‪ ،‬التي تقوم‬ ‫أكبر من األفراد‪ ،‬ضمن املنشأة أو‬ ‫على حرية تبادل السلع وعوامل اإلنتاج‬ ‫بني املنشآت أو خ��ارج ال��دول��ة‪ ،‬من‬ ‫واملعرفة‪ ،‬وت��ؤدي إلى ترابط وتشابك‬ ‫املستفيدين واملطورين لها‪.‬‬ ‫العالم اللذين يزدادان‪ ،‬يوما بعد يوم‪،‬‬ ‫ل�ك��ي ي �ك��ون ل�ل�ت�ق��دم ال�ت�ك�ن��ول��وج��ي‬ ‫وأض �ح��ت التنمية تعني التنافسية‬ ‫قيمة اقتصادية‪ ،‬ال بد أن يتقاطع‬ ‫في إنتاج السلع والخدمات وتعزيز‬ ‫مع امل��وازن��ة بني منافع املستهلكني‬ ‫القيمة املضافة على عوامل اإلنتاج‬ ‫امل �خ �ت �ل �ف��ة م � ��ن س �ل �ع ��ة أو خ��دم��ة‬ ‫باستخدام املعرفة‪ ،‬كبديلني لتراكم‬ ‫وقابليتهم املختلفة‪ ،‬أي �ض��ا‪ ،‬لدفع‬ ‫رأس امل��ال في االقتصاد التقليدي‪.‬‬ ‫س �ع ��ر م � ��ا‪ ،‬أو م� ��ا ي �س �م��ى «ق �ي �م��ة‬ ‫ثانيا‪ :‬أدت زي��ادة مخرجات التعليم‬ ‫املستهلك»‪ .‬إن إدراك املنتجني لهذه‬ ‫العالي إلى تنامي املجتمع املعرفي‪.‬‬ ‫القيمة املستقاة‪ ،‬يمنح املنشأة القدرة‬ ‫ثالثا‪ :‬أدى تصاعد املستوى املعيشي‬ ‫ع �ل��ى ت��وج �ي��ه ال �ت �ق��دم ال�ت�ك�ن��ول��وج��ي‬ ‫ل�ل�أف��راد ف��ي ال �ع��ال��م إل ��ى اس�ت�ه�لاك‬ ‫ل�ل�س�ل��ع وال �خ ��دم ��ات‪ ،‬ب��اب �ت �ك��اره��ا أو‬ ‫نموذج ساعة لليد تحتوي على شريحة إلكترونية خالل معرض لساعات اليد‬ ‫�ات‬ ‫س �ل��ع وخ ��دم ��ات ذات ت �ك �ن��ول��وج �ي�‬ ‫تطوريها استراتيجيا بما يساعد‬ ‫الحديثة بزيوريخ ‪ -‬سويسرا ‪ -‬أكتوبر ‪( 2016‬غيتي)‬

‫‪88‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫أسعر امل�ح��روق��ات أدت إل��ى موجة عنيفة م��ن ارت�ف��اع أسعار‬ ‫ال�س�ل��ع ف��ي األس � ��واق‪ ،‬رغ ��م م �ح��اوالت ال�ح�ك��وم��ة ك�ب��ح ج�م��اح‬ ‫التضخم‪ ،‬وم��ن ناحية أخ��رى ب��دأت القطاعات الرئيسية في‬ ‫االقتصاد ف��ي الشكوى م��ن ارت�ف��اع أس�ع��ار م��دخ�لات اإلنتاج‬ ‫بنسبة تصل إلى ‪ 100‬في املائة‪ ،‬مما يهدد كثيرا من الصناعات‬ ‫بالتوقف‪ ،‬خصوصا التشييد والبناء واألدوية والغزل والنسيج‬ ‫والصناعات التحويلية‪ ،‬التي تعتمد على ما بني ‪ 60‬و‪ 90‬في‬ ‫املائة على استيراد مكوناتها من الخارج‪.‬‬ ‫فتحرير سعر الصرف ليس الحل السحري ملعالجة الخلل في‬ ‫االقتصاد املصري‪ ،‬فسعر العملة يعكس الخلل في معامالت‬ ‫مصر االقتصادية مع العالم‪ ،‬والخلل األكبر في بنية اإلنتاج‬ ‫والتصدير واالستيراد‪ ،‬واإلجراءات األخيرة قد تسمح بعودة‬ ‫الثقة للمستثمرين بعد توقيع اتفاق مصر مع صندوق النقد‬ ‫الدولي‪ ،‬واستعادة تدفقات العملة الصعبة للبالد‪ ،‬لكن الحل‬ ‫يكمن ف��ي وض��ع سياسات تعالج الخلل ف��ي هيكل اإلن�ت��اج‪،‬‬ ‫وتعطي إشارات بوجود سياسة اقتصادية سليمة ومستقرة‪،‬‬ ‫ووض��ع سياسي آم��ن‪ ،‬لذلك فإن تحريك سعر الصرف ليس‬ ‫سوى حل قصير األجل ومؤقت‪ ،‬بينما العالج الحقيقي يكمن‬ ‫في تغيير هيكل اإلنتاج وبنية الصادرات وتركيبة الواردات في‬ ‫األجل املتوسط‪.‬‬

‫عامل مصري يمأل خزان سيارة أحد العمالء في محطة وقود بالعاصمة القاهرة (غيتي)‬

‫وقت قريب‪ .‬فكثير من املستثمرين األجانب غير مستعدين‬ ‫نجاح التعويم‬ ‫لضخ األم��وال في أص��ول بالعملة املحلية ما لم يقتنعوا بأن‬ ‫وي�ض��ع خ�ب��راء االق�ت�ص��اد ع��دة ش��روط لنجاح عملية تعويم الجنيه بلغ أقصى درج��ات الهبوط‪ ،‬وهو ما قد يكون بعيدا‪.‬‬ ‫الجنيه امل�ص��ري أم��ام العمالت األجنبية‪ ،‬منها ف��ك األرص��دة وتسعر العقود اآلجلة غير القابلة للتسليم الجنيه عند ‪17‬‬ ‫ال��دوالري��ة املكتنزة لدى األف��راد والشركات على نطاق واسع‪ ،‬جنيها مقابل الدوالر في ‪ 12‬شهرا‪.‬‬ ‫وتدفقها إلى القطاع املصرفي‪ ،‬واستقطاب تحويالت املصريني‬ ‫العاملني في الخارج‪ ،‬التي غذت السوق املوازية للعملة خالل تأثيرات مباشرة‬ ‫السنوات األخيرة‪ ،‬ونجاح سياسة أسعار الفائدة الجديدة في‬ ‫تحويل جانب كبير من الودائع الدوالرية في الداخل والخارج رص��دت مذكرة بحثية لبنك استثمار «ب��راي��م» تأثير تحرير‬ ‫إلى شهادات ادخار بالجنيه املصري‪ ،‬فضال عن ضرورة توافر س�ع��ر ال �ص��رف ع�ل��ى ب�ع��ض ال�ق�ط��اع��ات ال�ح�ي��وي��ة لالقتصاد‬ ‫العملة األجنبية لدى البنوك لسد احتياجات القطاع الصناعي امل�ص��ري‪ ،‬حيث أش��ارت إل��ى أن أس�ع��ار األغ��ذي��ة وامل�ش��روب��ات‬ ‫واالستيراد‪ ،‬فالطلب الحقيقي على العملة الصعبة في السوق والرعاية الصحية ستكون األكثر تأثرا بتعويم الجنيه‪ .‬وبررت‬ ‫يأتي جانب كبير منه من القطاع الصناعي لتلبية احتياجاته ذلك بأن قطاعات األغذية واملشروبات والصحة كانت تعتمد‬ ‫من مستلزمات اإلنتاج املستوردة‪ .‬وسهولة حصول األفراد على الجهاز املصرفي في توفير الدوالر كونها ضمن قائمة‬ ‫على العملة من البنوك‪ ،‬للقضاء على السوق السوداء‪ ،‬وسهولة السلع األساسية التي تحظى بأولوية في توفير العملة الصعبة‬ ‫على عكس قطاعات أخرى كانت تعتمد على السوق السوداء‪.‬‬ ‫تحويل أرباح الشركات العاملة في مصر للخارج‪.‬‬ ‫وتوقع بنك استثمار «بلتون فاينانشيال» أن يشهد معدل‬ ‫التضخم موجة ارت�ف��اع كبيرة خصوصا في النصف األول‬ ‫االستقرار االقتصادي‬ ‫من عام ‪ ،2017‬وأنه قد يصل إلى مستويات تتراوح بني ‪25‬‬ ‫وم��ن املتوقع أن ي��ؤدي ق��رار تعويم الجنيه إل��ى ج��ذب رؤوس و‪ 30‬في املائة خالل هذه الفترة‪ ،‬نتيجة تعويم الجنيه ورفع‬ ‫األم��وال األجنبية لالستفادة من انخفاض قيمة الجنيه أمام أسعار املحروقات‪.‬‬ ‫ال��دوالر‪ ،‬شريطة االستقرار السياسي واألمني‪ ،‬وخلق مناخ يذكر أن الحكومة املصرية رفعت أسعار بنزين ‪ 80‬إلى ‪2.35‬‬ ‫ديمقراطي‪ ،‬وإنهاء حالة االحتقان الداخلي‪ ،‬وإجراء إصالحات جنيه للتر بدال من ‪ 1.6‬جنيه‪ ،‬بزيادة ‪ 46.9‬في املائة‪ ،‬وبنزين‬ ‫تشريعية لقوانني االستثمار وال�ض��رائ��ب‪ ،‬وتبني سياسات ‪ 92‬إلى ‪ 3.5‬جنيه للتر بدال من ‪ 2.6‬جنيه بزيادة ‪ 34.6‬في املائة‪،‬‬ ‫إص�لاح�ي��ة حقيقية ف��ي م��واج�ه��ة م�ع��دالت ال�ف�س��اد املرتفعة‪ ،‬والسوالر إلى ‪ 2.35‬جنيه للتر من ‪ 1.8‬جنيه بزيادة ‪ 30.6‬في‬ ‫وزيادة معدالت الشفافية‪.‬‬ ‫املائة‪ .‬وأبقت على سعر بنزين ‪ 95‬عند ‪ 6.25‬جنيه للتر‪ ،‬من‬ ‫ويتوقع خبراء االقتصاد أن تحصل مصر على سيولة دوالرية دون دعم‪ .‬كما رفعت سعر غاز السيارات إلى ‪ 1.6‬جنيه للمتر‬ ‫بعد قرار تحرير أسعار الصرف على األمد املتوسط‪ ،‬ويقول املكعب من ‪ 1.1‬جنيه بزيادة ‪ 45.5‬في املائة‪ ،‬وأسعار أسطوانات‬ ‫مديرو صناديق إن عدم التيقن الذي يكتنف االقتصاد يعني البوتاجاز املخصصة للمنازل من ‪ 8‬جنيهات إلى ‪ 15‬جنيها‪،‬‬ ‫أن تدفق أموال محافظ االستثمار من الخارج لن يكون سريعا‪ .‬والتجارية من ‪ 16‬جنيها إلى ‪ 30‬جنيها‪ ،‬بزيادة ‪ 87.5‬في املائة‪.‬‬ ‫وم��ن امل�ت��وق��ع أن ي �ك��ون ت�غ�ي��ر االس�ت�ث�م��ار األج�ن�ب��ي امل�ب��اش��ر‬ ‫البالغ ‪ 6.8‬مليار دوالر بطيئا فقط‪ ،‬ألن ق��رارات الشركة تمر سالح ذو حدين‬ ‫بعملية معقدة‪ .‬ويعتمد االقتصاد املصري بشكل كبير على‬ ‫االستيراد‪ ،‬ومن املستبعد أن يشهد طفرة تصديرية في أي وي �ض��ع خ �ب��راء االق �ت �ص��اد ع ��دة ش ��روط ل�ن�ج��اح ب��رن��ام��ج‬

‫اإلص�ل�اح االق�ت�ص��ادي ف��ي مصر‪ ،‬محذرين م��ن أن عدم‬ ‫تمكن الحكومة من االستفادة من هذا اإلج��راء بأقصى‬ ‫قدر ممكن على املستوى االقتصادي‪ ،‬في شكل تعظيم‬ ‫تدفقات النقد األجنبي‪ ،‬وتحسني األداء االقتصادي بشكل‬ ‫ع��ام‪ ،‬فمن امل�ت��وق��ع أن يفاقم ه��ذا اإلج ��راء م��ن املشكالت‬ ‫االقتصادية التي تعاني مصر منها‪.‬‬ ‫وط��ال��ب ال �خ �ب��راء ح �ك��وم��ة امل �ه �ن��دس ش��ري��ف إس�م��اع�ي��ل‬ ‫ب��ال�ع�م��ل ف ��ورا ع�ل��ى ت�لاف��ي اآلث� ��ار ال�س�ل�ب�ي��ة ال�ن��اج�م��ة من‬ ‫ال �ق��رارات األخ�ي��رة‪ ،‬خصوصا أن تحرير أس�ع��ار الجنيه‬ ‫أدى إلى خفض دخول أصحاب الدخل الثابت‪ ،‬وأصحاب‬ ‫املدخرات الصغيرة بنسبة تتراوح ما بني ‪ 48‬في املائة إلى‬ ‫‪ 60‬في املائة‪ ،‬فور صدور القرار‪ ،‬وهو ما يتطلب رفع الحد‬ ‫األدن��ى لألجور من ‪ 1200‬جنيه إلى ‪ 1500‬جنيه‪ ،‬ورفع‬ ‫الحد األدن��ى للمعاشات بنفس نسبة انخفاض الدخول‬ ‫الحقيقية‪ ،‬فضال عن إضافة نحو ‪ 4.5‬مليون أسرة إلى‬ ‫برنامج «تكافل وكرامة»‪ ،‬وتأمني حصول املواطنني على‬ ‫املقررات التموينية‪ ،‬ورفع كميات السلع املقررة على بطاقة‬ ‫التموين‪ ،‬واستمرار العمل بالتخفيضات للطلبة واملوظفني‬ ‫وأصحاب املعاشات على خطوط النقل العام‪ ،‬واإلسراع في‬ ‫تطبيق التأمني الصحي الشامل‪ ،‬وتفعيل دور الدولة في‬ ‫مراقبة األسواق ومنع احتكار السلع‪.‬‬ ‫وع�ل��ى م�س�ت��وى ال�س�ي��اس��ات االق �ت �ص��ادي��ة‪ ،‬أك��د ال�خ�ب��راء‬ ‫ض��رورة اإلس��راع في إص��دار قانون االستثمار الجديد‪،‬‬ ‫وتحسني بيئة األعمال‪ ،‬ومكافحة الفساد‪ ،‬مشيرين إلى‬ ‫أن اعتماد الحكومة على املشروعات القومية فقط ‪ -‬رغم‬ ‫أه�م�ي�ت�ه��ا ‪ -‬ل��ن ي ��ؤدي إل ��ى ال�ن�م��و االق �ت �ص��ادي امل�ن�ش��ود‪،‬‬ ‫واالهتمام بقضية اإلنتاج املهملة عبر عقود طويلة‪ ،‬وإعادة‬ ‫هيكلة االقتصاد املصري ليكون معتمدا على االقتصاد‬ ‫الحقيقي مثل الصناعة والزراعة بدال من املصادر الرعوية‪،‬‬ ‫والعمل على زيادة اإلنتاج‪ ،‬واالهتمام باإلنتاج الصناعي‬ ‫والزراعي والصناعات التحويلية‪ ،‬والتوسع فيها وتطوير‬ ‫صناعات الغزل والنسيج والحديد والصلب‪ ،‬ورفع نسبة‬ ‫االكتفاء الذاتي من السلع الرئيسية‪ ،‬ووضع خطة عاجلة‬ ‫لتطوير صناعة الدواء<‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪87‬‬

‫تالشى التعافي االقتصادي في مصر خالل السنة املالية ‪ 2016‬بسبب أزمة الصرف األجنبي‪ ،‬وتقلص حركة السياحة‪ ،‬والبيئة‬ ‫الخارجية غير املواتية‪ ،‬وجاءت اإلجراءات الحكومية األخيرة بتحرير سعر الصرف وتحريك أسعار املحروقات وتوقيع اتفاق‬ ‫مع صندوق النقد الدولي‪ ،‬لتعيد األمل في انتعاش اقتصادي جديد‪ ،‬لكن االنتعاش مشروط بقدرة حكومة املهندس شريف‬ ‫إسماعيل على مواصلة اإلصالحات االقتصادية‪.‬‬

‫مؤسسة «ستاندرد آند بورز» ترى أن االستهالك احمللي سيتعرض لضغوط جراء زيادة التضخم‬

‫االتفاق مع صندوق النقد الدولي‬ ‫يضع االقتصاد املصري على خطى اإلصالح‬

‫القاهرة‪ :‬حسني البطراوي‬ ‫يتوقع البنك الدولي أن ينمو الناتج املحلي اإلجمالي‬ ‫امل �ص��ري خ�ل�ال ع��ام ‪ 2016‬بنسبة ‪ 3.8‬ف��ي امل��ائ��ة‬ ‫منخفضا‪ ،‬مقارنة بالعام املالي ‪ 2015‬ال��ذي حقق‬ ‫‪ 4.2‬في املائة‪ ،‬ويتوقع للنمو في ‪ 2016‬أن يكون مدفوعا بمرونة‬ ‫الطلب املحلي وقدرته على التعافي‪ ،‬إذ ال يزال االستهالك قويا‪،‬‬ ‫وال ت��زال االستثمارات العامة تجتذب القطاع الخاص‪ ،‬وعلى‬ ‫الجانب اآلخر فإن صافي الصادرات ال يزال يشكل عبئا على‬ ‫كاهل النمو بسبب نقص العمالت األجنبية واملبالغة في تقدير‬ ‫سعر الصرف الحقيقي‪ ،‬ومن املتوقع للنمو على األمد املتوسط‬ ‫أن ينتعش م��ع امل�ض��ي ق��دم��ا ف��ي اإلص�ل�اح��ات االق�ت�ص��ادي��ة‬ ‫وتعافي القطاعات الرئيسية‪ .‬وترى مؤسسة «ستاندرد آند‬ ‫بورز» أن االستهالك املحلي سيتعرض لضغوط جراء زيادة‬ ‫التضخم في مصر في األج��ل القريب بفعل تخفيض قيمة‬ ‫العملة وتقليص الدعم‪ ،‬إضافة إلى رفع أسعار الفائدة‪ .‬وبحسب‬ ‫بيانات وزارة التخطيط‪ ،‬مثل االستهالك ‪ 94.2‬في املائة من‬ ‫الناتج املحلي اإلجمالي في العام املالي املاضي ‪،2016 - 2015‬‬ ‫وساهم االستهالك املحلي بالنسبة األكبر من النمو االقتصادي‬ ‫خالل العام املالي املاضي‪ ،‬بنحو ‪ 4.2‬في املائة‪ ،‬وكانت حصة‬ ‫االستثمار ‪ 1.7‬في املائة من النمو‪ .‬وكان بنك االستثمار (أرقام‬ ‫كابيتال) قد توقع تراجع معدل نمو االستهالك إلى ‪ 3‬في املائة‬ ‫في العام املالي الحالي‪ ،‬مقابل ‪ 4.5‬في املائة في ‪،2016 - 2015‬‬ ‫نتيجة معدالت التضخم املرتفعة‪ ،‬ويتوقع البنك الدولي أن يعاود‬ ‫االقتصاد املصري النمو خالل األعوام املقبلة ليحقق ‪ 4‬في املائة‬ ‫عام ‪ ،2017‬و‪ 4.2‬في املائة عام ‪.2018‬‬ ‫كما يتوقع البنك الدولي لعجز املوازنة أن ينخفض على األمد‬ ‫املتوسط‪ ،‬بافتراض قيام الحكومة بتنفيذ اإلج��راءات املقررة‬ ‫لضبط األوض��اع املالية‪ ،‬لكن من املتوقع أن تسوء حسابات‬ ‫مصر الخارجية خالل السنة املالية ‪ 2016‬بسبب االنخفاض‬ ‫الحاد في حركة السياحة‪ ،‬وتدني التحويالت‪ ،‬قبل أن تتعافى‬ ‫ببطء بعدها‪.‬‬

‫إصالح الخلل الرئيسي في االقتصاد الكلي‪ ،‬وخفض نسبة‬ ‫الفقر والقضاء على التباينات املكانية في النواتج الصحية‬ ‫وال�ت�ع�ل�ي�م�ي��ة‪ ،‬وت�ح�ق�ي��ق ان�ط�لاق��ة ف��ي ال�ن�م��و م��ن خ�ل�ال تنفيذ‬ ‫اإلص�لاح��ات الهيكلية‪ .‬وتبشر اإلص�لاح��ات‪ ،‬بحسب البنك‬ ‫ال��دول��ي‪ ،‬ب��اس�ت�ع��ادة اس �ت �ق��رار االق �ت �ص��اد ال�ك�ل��ي‪ ،‬ل�ك��ن اآلث��ار‬ ‫االن�ك�م��اش�ي��ة والتضخمية امل��رت�ب�ط��ة ببعض اإلج � ��راءات مثل‬ ‫تحريك أسعار املحروقات ال بد من تخفيف حدتها بانتهاج‬ ‫سياسات ت��رم��ي إل��ى تحسني بيئة أنشطة األع�م��ال وتدعيم‬ ‫شبكة الضمان االجتماعي لتوفير حماية للفقراء‪.‬‬ ‫نمو احتوائي‬ ‫أما تقرير صندوق النقد الدولي الصادر مع توقيع االتفاق مع‬ ‫مصر‪ ،‬فقد أشار إلى أن عدم االستقرار السياسي والقضايا‬ ‫األمنية اإلقليمية وتباطؤ االقتصاد العاملي أثر تأثيرا سلبيا‬ ‫على االقتصاد املصري‪ ،‬حيث تسبب في تضخيم املشكالت‬ ‫الهيكلية طويلة األم��د‪ .‬وأك��د التقرير أن تثبيت سعر صرف‬ ‫الجنيه املصري مقابل ال��دوالر األميركي لم يكن في صالح‬ ‫االقتصاد املصري‪ ،‬فقد أضعف تنافسية مصر الخارجية‪،‬‬ ‫واس�ت�ن��زف االح�ت�ي��اط��ات األج�ن�ب�ي��ة‪ ،‬وأدى إل��ى ن�ق��ص العملة‬ ‫األجنبية الذي أثر سلبا على االستثمار‪ ،‬وتسبب في تراجع‬ ‫الثقة‪ ،‬إضافة إلى نقص السلع الغذائية في بعض األحيان‪ .‬ومع‬ ‫ضعف اإليرادات والدعم غير املوجه إلى مستحقيه وتضخم‬ ‫فاتورة أجور القطاع العام‪ ،‬أصبح العجز كبيرا‪ ،‬وارتفع مستوى‬ ‫الدين العام مقتربا من ‪ 100‬في املائة من إجمالي الناتج املحلي‪.‬‬ ‫وظل النمو وتوظيف العمالة مقيدين باملعوقات الهيكلية القائمة‬ ‫منذ أم��د بعيد‪ .‬فلم يكن النمو احتوائيا ليشمل ك��ل شرائح‬ ‫املجتمع ولم يولد وظائف كافية‪ ،‬ال سيما للشباب واملرأة‪.‬‬ ‫مكونات البرنامج‬

‫وج��ذب االستثمار األج�ن�ب��ي‪ ،‬وإع ��ادة ب�ن��اء احتياطات مصر‬ ‫الدولية‪ .‬وم��ن املقرر أن تركز السياسة النقدية على احتواء‬ ‫التضخم‪ ،‬وخفضه على املدى املتوسط إلى رقم متوسط في‬ ‫خانة اآلحاد‪.‬‬ ‫زي��ادة اإلي ��رادات الحكومية‪ :‬حيث ستساعد ضريبة القيمة‬ ‫املضافة التي أق��رت ف��ي أغسطس (آب) امل��اض��ي على تعزيز‬ ‫إيرادات املوازنة العامة‪ .‬ولحماية أقل الفئات دخال في املجتمع‪،‬‬ ‫تتضمن ضريبة القيمة املضافة الجديدة إعفاءات ملعظم السلع‬ ‫الغذائية األساسية التي يستهلكها الفقراء‪.‬‬ ‫تنفيذ إصالحات دعم الطاقة‪ :‬ال يوجه دعم الطاقة بدقة إلى‬ ‫املستحقني ويستفيد من معظمه غير الفقراء‪ ،‬وهو يتسبب‬ ‫أيضا في انحراف اإلنتاج نحو الصناعات كثيفة االستهالك‬ ‫ل�ل�ط��اق��ة‪ ،‬وب�ع�ي��دا ع��ن امل�ش��روع��ات كثيفة ال�ع�م��ال��ة ال�ت��ي تخلق‬ ‫فرص عمل للمواطنني‪ .‬ومن شأن إصالح هذه النظم أن يحرر‬ ‫موارد لالستخدام في أولويات مثل الصحة والتعليم والبحوث‬ ‫والتطوير والحماية االجتماعية‪.‬‬ ‫تعزيز ب��رام��ج الحماية االجتماعية‪ :‬سيتم توجيه نسبة من‬ ‫وفورات املالية العامة تعادل نحو ‪ 1‬في املائة من إجمالي الناتج‬ ‫املحلي إلى مزيد من الدعم والتحويالت النقدية لكبار السن‬ ‫واألس��ر الفقيرة‪ .‬ك��ذل��ك سيتم الحفاظ على امل ��وارد املوجهة‬ ‫للبرامج االجتماعية‪ ،‬مثل الوجبات املدرسية ودعم ألبان وأدوية‬ ‫األطفال والتدريب املهني للشباب‪ ،‬مع زيادة كبيرة في الوجبات‬ ‫املدرسية املجانية‪.‬‬ ‫تشجيع النمو‪ :‬من خالل إصالحات هيكلية واسعة النطاق‪،‬‬ ‫ت�م�ث��ل اإلص�ل�اح ��ات ال��رام �ي��ة إل ��ى ت�ح�س�ين م �ن��اخ األع �م��ال‪،‬‬ ‫وستؤدي هذه اإلجراءات لزيادة خلق فرص العمل واملساعدة‬ ‫على معالجة البطالة املرتفعة‪ ،‬التي بلغت مستوى حادا بني‬ ‫الشباب والنساء بوجه خاص‪ .‬وستؤدي إتاحة مزيد من دور‬ ‫الحضانة العامة وزيادة أمان وسائل النقل العام إلى تيسير‬ ‫عمل املرأة املصرية خارج املنزل‪ .‬ويتوقع الصندوق أنه مع‬ ‫التنفيذ السليم للبرنامج‪ ،‬يمكن أن يتعافى النمو مسجال ‪6‬‬ ‫في املائة بحلول عام ‪.2021‬‬

‫تتضمن مكونات برنامج اإلصالح االقتصادي الذي حصلت‬ ‫مصر بموجبه على قرض صندوق النقد الدولي عدة سياسات‬ ‫تشمل‪:‬‬ ‫تحديات اقتصادية‬ ‫مخاوف مشروعة‬ ‫الحفاظ على نظام لسعر الصرف امل��رن‪ :‬مما سيساعد على‬ ‫البنك ال��دول��ي ح��دد ثالثة تحديات لالقتصاد املصري وهي‪ :‬تحسني تنافسية مصر الخارجية‪ ،‬ودعم الصادرات والسياحة‪ ،‬لكن قرارات الحكومة املصرية بتحرير سعر الصرف وتحريك‬

‫‪86‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫إت��اح��ة إق �ف��ال ال �ح �س��اب� ً�ات ال �ت��ي ت��زع��ج ال�س�ل�ط��ات‬ ‫التركية‪ ،‬وهو ما تم الحقا‪.‬‬ ‫ليس م��ن ال�ع��دل إق��ام��ة أع�م��ال تجارية راب�ح��ة دون‬ ‫دفع ضرائب!‬ ‫وه �ك ��ذا‪ ،‬ي�ن�ب�غ��ي ال�ب�ح��ث ف��ي ت�ش��ري�ع��ات خليجية‬ ‫تقارب مسألة الحضور التجاري‪ ،‬وبخاصة الشق‬ ‫اإلع�لان��ي‪ ،‬لوسائل ال�ت��واص��ل االجتماعي العاملية‬ ‫«فيسبوك» و«إن�س�ت�غ��رام» و«ت��وي�ت��ر» و«ي��وت�ي��وب»‬ ‫و«غوغل بلس»‪ ،‬التي تحقق أرباحا؛ دون أن تدفع‬ ‫الضرائب‪ .‬وقد ال تكون حصيلة الضرائب كبيرة‪،‬‬ ‫إال أنها تكرس مفهوم تفوق السيادة الوطنية على‬ ‫الفضاء اإلل�ك�ت��رون��ي‪ .‬وم��ا دام��ت آف��اق نمو أعمال‬ ‫تلك الوسائل هائلة‪ ،‬فإن ذلك يعني توسع األرباح‬ ‫واملنافع‪.‬‬ ‫إثارة املوضوع‬

‫ً‬ ‫مزيدا من املنافع واألرباح لوسائل التواصل يبلغ ‪ 7500‬دوالر ليوم واحد فقط‪.‬‬ ‫يعني‬ ‫االج�ت�م��اع��ي؛ بحكم أن�ه��ا ال�ق�ن��وات الرئيسية التي‬ ‫يتوجه إليها املعلنون أكثر من املواقع اإلخبارية أو أعمال بال ضرائب‬ ‫الترفيهية الشهيرة‪.‬‬ ‫ومن أصل نحو ‪ 50‬مليون نسمة‪ ،‬هم سكان دول ي�ب��دو أن ت��رك�ي��ا ك��ان��ت أول م��ن تنبه إل��ى ض��رورة‬ ‫الخليج العربي‪ ،‬يصل اإلنترنت إل��ى أكثر من ‪ 90‬إخ �ض��اع م��واق��ع ال�ت��واص��ل االج�ت�م��اع��ي للضرائب‬ ‫في املائة من السكان؛ منهم أكثر من ‪ 20‬مليون ع��ام ‪ ،2014‬وإن ك��ان األم��ر ج��رى ضمن ظ��روف‬ ‫مستخدم لوسائل التواصل االجتماعي‪ ،‬ويصبح غير ودي��ة‪ ،‬بعدما حجبت السلطات التركية موقع‬ ‫ً‬ ‫باب سوق النشر اإلعالني مشرعا أمام كتلة بشرية «تويتر» إثر نشر مواد تزعم وجود فساد تورط‬ ‫وازنة‪ ،‬تتمتع بقوة شرائية عالية‪ ،‬وهي هدف ساخن فيه مسؤولون أتراك كبار‪ ،‬بينهم إردوغان ونجله‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حسابا على وسائل التواصل‪.‬‬ ‫لكل من يملك‬ ‫وق� ��درت ال�س�ل�ط��ات ال�ت��رك�ي��ة ح�ج��م دخ��ل «ت��وي�ت��ر»‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وإذا أخ��ذن��ا م�ث��اال واح ��دا‪ ،‬فإننا سنجد أن تكلفة اإلعالني بنحو ‪ 35‬مليون دوالر سنويا‪ ،‬وطالبت‬ ‫نشر «ه��اش�ت��اغ» برعاية شركة م��ا على «تويتر» بتعيني ممثل لـ «تويتر» وتحصيل ال�ض��رائ��ب مع‬

‫يثار موضوع إخضاع وسائل التواصل للضرائب‬ ‫في وسائل اإلعالم في عدة دول‪ ،‬مثل الهند‪ .‬ولكن‬ ‫ه �ن��اك إش �ك��ال ت�ش��ري�ع��ي ي�ت�ع�ل��ق ب��وج��ود مكتب‬ ‫تمثيلي لوسائل التواصل االجتماعي‪ ،‬يوضح حجم‬ ‫األعمال التي يولد منها أرباحا‪ .‬كما أن الدول ليست‬ ‫لها سلطة مباشرة على تلك الوسائل‪ ،‬فأقصى ما‬ ‫تستطيع فعله هو «الحجب»‪ ،‬وه��و أم��ر ال يحظى‬ ‫بشعبية أب� ً�دا‪ ،‬وبخاصة أن استخدامها دخ��ل في‬ ‫ت�ف��اص�ي��ل ال �ح �ي��اة ال�ي��وم�ي��ة ل�ل�أف ��راد وامل��ؤس �س��ات‬ ‫الحكومية والشركات‪.‬‬ ‫ويقول الخبير املتخصص في التجارة اإللكترونية‬ ‫م�ح�م��د األدي� � ��ب‪« :‬ل �ي��س امل �ط �ل��وب ال�ت�ض�ي�ي��ق على‬ ‫وس��ائ��ل التواصل االجتماعي أو حجبها‪ ،‬فاألمر‬ ‫ً‬ ‫صار مستحيال اآلن‪ ،‬ولكن املطلوب هو إخضاع‬ ‫أعمالها لنظام ضريبي عادل‪ ،‬في ظل توقعات بأنها‬ ‫ً‬ ‫ستهيمن على س��وق النشر اإلع�لان��ي‪ ،‬ع��اج�لا أم‬ ‫ً‬ ‫آجال»‪.‬‬ ‫ويضيف‪« :‬لن تجد دول الخليج صعوبة في التوصل‬ ‫إلى اتفاقات مع الشركات املالكة لوسائل التواصل‬ ‫من أجل البدء في دفع الضرائب‪ ،‬فاالتجاه العام في‬ ‫تلك الدول ينحو باتجاه تعزيز الثقافة واملمارسة‬ ‫الضريبية‪ ،‬كضريبة القيمة املضافة‪ .‬كما أن العقل‬ ‫الغربي متشبع بالثقافة الضريبية‪ ،‬وسوف يتفهم‬ ‫ذل��ك‪ .‬كما أن تلك الضرائب هي في األس��اس على‬ ‫شركات أجنبية‪ ،‬وليست على شركات وطنية»‪.‬‬ ‫وق��د يكون تشجيع وسائل التواصل االجتماعي‬ ‫على افتتاح مكاتب تمثيلية في كل بلد خليجي‪،‬‬ ‫وإجبارها على ذلك في وقت الحق‪ ،‬الخطوة األولى‬ ‫نحو ضبط أعمالها‪ ،‬وتطبيع أعمالها ف��ي البيئة‬ ‫املحلية‪ ،‬واالنتقال بعدها إلى الحصول على البيانات‬ ‫املالية وأخذ حصة من أرباحها لصالح الخزينة‪.‬‬ ‫كما أن تفعيل التشريعات في هذا الخصوص أمر ال‬ ‫مناص منه‪ ،‬وبخاصة أن دول الخليج حققت قفزات‬ ‫تشريعية فيما يخص حماية األف��راد من التحرش‬ ‫وال�ق��ذف واإلس ��اءات عبر م��واق��ع ال�ت��واص��ل‪ ،‬وأف��ردت‬ ‫لها قوانني تتيح مالحقة املسيئني وإحضارهم إلى‬ ‫العدالة‪ ،‬األمر الذي يشير إلى إمكانية توسيع القاعدة‬ ‫التشريعية في اتجاه املتابعة الضريبية <‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪85‬‬

‫ما من شك في أن السيادة‬ ‫على الفضاء اإللكتروني‪،‬‬ ‫رغم هالمية املفهوم‪ ،‬جزء‬ ‫من سيادة الدول على‬ ‫أراضيها ضمن حدودها‬ ‫الجغرافية‪ ،‬وبخاصة إذا‬ ‫دار الحديث حول شأن‬ ‫تجاري‪ .‬فهل يختلف توليد‬ ‫األرباح الناتجة عن إقامة‬ ‫مشروع تجاري أو صناعي‬ ‫على أرض الواقع‪ ،‬عن إقامة‬ ‫مشروع تقني على الشبكة‬ ‫العنكبوتية من الواليات‬ ‫املتحدة وجني املاليني‬ ‫من ورائه في الهند أو‬ ‫السعودية؟‬

‫تبث ً‬ ‫يوميا آالف اإلعالنات التجارية املوجهة إلى دول الخليج بماليني التكرارات‬

‫ملاذا ال تفرض دول الخليج ضرائب‬ ‫على وسائل التواصل االجتماعي؟‬

‫جدة‪ :‬معتصم الفلو‬

‫سوق جذابة‬

‫هنا تنبغي اإلش��ارة إل��ى النزف اإلعالني‬ ‫ال��ذي ب��دأ يثقل كاهل الصحافة الورقية‪،‬‬ ‫وح �ت��ى وس��ائ��ل اإلع �ل��ام امل��رئ �ي��ة‪ ،‬بسبب‬ ‫توجه املعلنني نحو اإلع�لان الرقمي على وسائل‬ ‫التواصل االجتماعي واملواقع اإللكترونية؛ إذ وصل‬ ‫لدى بعض الشركات واملصارف الكبرى في منطقة‬ ‫الخليج إل��ى نحو ‪ 90‬في املائة‪ .‬ه��ذا املؤشر وحده‬ ‫يعني أن أموال املعلنني‪ ،‬وما أكثرها‪ ،‬بدأ تتسرب إلى‬ ‫مصارف أخرى‪ ،‬تضعف استفادة تلك الدول منها‪،‬‬ ‫في ظل تنبؤات بوفاة اإلعالن التقليدي املرتبط بقوة‬ ‫بوسائل اإلعالم التقليدية!‬

‫تبث وس��ائ��ل ال�ت��واص��ل االجتماعي ك��ل ي��وم آالف‬ ‫اإلعالنات التجارية املوجهة إلى دول الخليج بماليني‬ ‫التكرارات‪ ،‬وجميعها موجهة إلى النطاق الجغرافي‬ ‫الخليجي؛ باللغتني العربية واإلنجليزية‪ .‬ليس هذا‬ ‫فحسب‪ ،‬فتراجع اإلن�ف��اق على اإلع�ل�ان التقليدي‬ ‫امل �ت �م �ث��ل ف ��ي وس ��ائ ��ل اإلع �ل��ان امل��رئ �ي��ة وامل� �ق ��روءة‬ ‫وامل�س�م��وع��ة وإع�ل�ان��ات ال �ط��رق‪ ،‬ي�ص��ب‪ ،‬ف��ي امل�ق��ام‬ ‫األول‪ ،‬في مصلحة وسائل التواصل االجتماعي؛‬ ‫فقد زاد اإلنفاق اإلعالني على «فيسبوك» و«تويتر»‬ ‫و«يوتيوب» و«إنستغرام» بشكل هائل في السنوات‬ ‫األخيرة‪.‬‬

‫‪84‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫وكلما رأيت عبارة «‪( »promoted‬مادة ترويجية)‪،‬‬ ‫أو «‪( »spornsored‬ب��رع��اي��ة)‪ ،‬أو «‪»suggested‬‬ ‫(مقترح)‪ ،‬فإنها تعني أن هناك أم��واال دفعت لتلك‬ ‫الوسائل من أجل إبراز محتوى أو إعالن ما‪.‬‬ ‫ويقدر موقع «ستاتيكا» مجمل اإلنفاق اإلعالني‬ ‫العاملي على وسائل التواصل االجتماعي (‪Social‬‬ ‫‪ )Advertising Spending‬بنحو ‪ 31‬مليار دوالر‬ ‫ً‬ ‫صعودا من ‪ 23.7‬مليار دوالر‬ ‫بنهاية العام الحالي‪،‬‬ ‫في ‪ ،2015‬و‪ 16.5‬مليار دوالر عام ‪.2014‬‬ ‫وف ��ي ي��ول�ي��و (ت� �م ��وز) امل ��اض ��ي‪ ،‬ت��وق�ع��ت مؤسسة‬ ‫«أوري � �ن� ��ت ب�لان �ي��ت ل�ل�أب �ح��اث» أن ي �ص��ل اإلن �ف��اق‬ ‫اإلعالني اإللكتروني في دول الخليج إلى نحو ‪20‬‬ ‫في املائة من مجمل اإلنفاق اإلعالني‪ ،‬األم��ر الذي‬

‫وزير الطاقة والصناعة‬ ‫والثروة املعدنية‬ ‫السعودي خالد الفالح‬ ‫خالل مؤتمر تغير‬ ‫املناخ الذي عقد في ‪16‬‬ ‫نوفمبر ‪ 2016‬باملغرب‬ ‫(غيتي)‬

‫‪,,‬‬

‫عمليات االستخراج واإلنتاج‬ ‫والصناعات القائمة على‬ ‫البترول في السعودية عصب‬ ‫رئيسي لالقتصاد الوطني‬ ‫والتنمية الحضرية في البالد‬

‫‪,,‬‬

‫استهالك الطاقة واالعتماد على السياسات التنظيمية‬ ‫والتقييدية م��ن ب��رام��ج الترشيد وال�ت�ح��ول إل��ى مصادر‬ ‫الطاقة املتجددة والبديلة‪ .‬كما تذهب اململكة إلى اعتماد‬ ‫الخطط واالستراتيجيات ال�ت��ي تحقق منافع مشتركة‬ ‫تحقق رغبات التنويع االقتصادي وخفض االنبعاثات‬ ‫الكربونية في الوقت نفسه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأيضا ال بد للمملكة من تعميق جهودها في تشجيع‬ ‫التوعية العامة وبناء القدرات لجميع شرائح املجتمع للدفع‬ ‫بتوصيات الترشيد وبرامج كفاءة الطاقة‪.‬‬ ‫دور «أرامكو السعودية» في مواجهة ظاهرة التغير املناخي‬ ‫وللتأكيد على دور ش��رك��ة النفط الوطنية «أرام�ك��و‬ ‫ال �س �ع��ودي��ة» ف��ي م�ش��ارك��ات�ه��ا ال�ع��امل�ي��ة ف��ي م��واج�ه��ة‬ ‫ظ��اه��رة ال�ت�غ�ي��ر امل�ن��اخ��ي وت �ح��دي� ً�دا ال �ح��د م��ن غ��ازات‬ ‫االحتباس الحراري الناتجة عن قطاع الطاقة‪ ،‬وقعت‬ ‫ش��رك��ة أرام �ك ��و ال �س �ع��ودي��ة م��ع ت�س��ع ش��رك��ات نفط‬ ‫عاملية في إطالق بيان مشترك بعنوان «مبادرة املناخ‬ ‫لشركات الزيت والغاز»‪ .‬ومن ذلك املساهمة في إيجاد‬ ‫الحلول املبتكرة ودعم التطوير التكنولوجي والبحث‬ ‫العلمي‪ .‬وكذلك عمل الشراكات الوطنية مع املراكز‬

‫البحثية والجامعات ومبادرات التعريف بتحد تغير التوعوي والتثقيفية وأي�ض��ا م�ب��ادرات بيئية أخ��رى‬ ‫امل�ن��اخ وال�ح�ل��ول املناسبة للحد م��ن تبعاته بأقل أثر كثيرة‪.‬‬ ‫بيئي واقتصادي ممكن‪ .‬وكذلك دور أرامكو الوطني‬ ‫الريادي في املبادرات البيئية في املؤسسات التعليمية السعودية شريك عاملي في النمو‬ ‫والتدريب ونشر الوعي من خالل الندوات والحمالت‬ ‫استدامة توفر وإمداد الطاقة هو هدف اململكة العربية‬ ‫السعودية كونها شريك عاملي ف��ي النمو واالزده��ار‬ ‫ف��ي العالم وخصوصا ف��ي التصدي لتحديات تغير‬ ‫امل �ن��اخ‪ .‬ل��ذل��ك ف ��إن االس �ت �ث �م��ار ف��ي ال�ب�ح��ث وال�ت�ط��وي��ر‬ ‫واالب�ت�ك��ار لجعل اس�ت�خ��دام ال�ب�ت��رول م�ص��در للوقود‬ ‫أكثر نظافة‪ .‬إضافة إلى اتجاه اململكة لتنويع مصادر‬ ‫الطاقة واالس�ت�ف��ادة من كل مصادر الطاقة املتجددة‬ ‫ً‬ ‫والبديلة‪ ،‬وأيضا املجهودات املميزة ملركز كفاءة الطاقة‬ ‫الوطني وعدد من األجهزة الحكومية ومراكز البحث‬ ‫في إدارة ترشيد استهالك الطاقة لتحسن كفاءة إنتاج‬ ‫واستهالك الطاقة وتشجيع االستغالل األمثل للموارد‬ ‫الطبيعية والحفاظ على البيئة وتقليل انبعاثات غاز‬ ‫ثاني أكسيد الكربون <‬ ‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪83‬‬

‫تعتمد اململكة العربية السعودية بشكل رئيسي في إنتاج وتوليد الطاقة على‬ ‫مصادر الوقود األحفوري من «الغاز والنفط» حيث يشكل االستهالك املحلي‬ ‫للطاقة نحو ‪ 38‬في املائة من اإلجمالي العام إلنتاج اململكة من منتجات الوقود‬ ‫األحفوري‪.‬‬

‫القطاع النفطي وحماية البيئة‬

‫مواجهة تحدي «تغير املناخ» في السعودية‬

‫جدة‪ :‬إيمان أمان‬ ‫إل��ى وق��ت قريب تسبب غياب برامج الترشيد‬ ‫وسياسات الدعم السخية في تشجيع أنماط‬ ‫االستهالك املهدرة للطاقة وارتفاع نسب غازات‬ ‫االح�ت�ب��اس ال �ح��راري امل��ؤدي��ة ف��ي اح �ت��رار درج ��ة ح��رارة‬ ‫األرض‪ ،‬وتفاقم مشكلة تغير املناخ‪ .‬والجدير بالذكر أن‬ ‫البيئة وصحة وسالمة مكوناتها باتت قضية محورية‬ ‫عاملية‪ ،‬وقد ازداد االهتمام العاملي بالبيئة واملوارد الطبيعية‬ ‫والعمل على إيجاد الحلول للتقليل من آثار التلوث الناتجة‬ ‫ع��ن ال�ن�ش��اط ال�ب�ش��ري‪ ،‬وت�ح��دي� ً�دا م��ن اس�ت�خ��راج وإن�ت��اج‬ ‫م�ص��ادر ال��وق��ود األح �ف��وري م��ن النفط وال �غ��از والفحم‪.‬‬ ‫ويبرز تحدي تغير املناخ االهتمام العاملي باعتباره مشكلة‬ ‫بيئية مؤرقة وتحديدا بعد مؤتمر األرض لسنة ‪1992‬‬ ‫في مدينة ري��و دي جانيرو البرازيلية‪ .‬وب��رزت مشكلة‬ ‫ارتفاع حرارة األرض نتيجة لالنبعاثات من الغازات امللوثة‬ ‫وعلى رأسها غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن حرق‬ ‫ال��وق��ود األح�ف��وري م��ن «الفحم وال�غ��از والنفط» وغ��ازات‬ ‫أخرى بنسب أقل‪.‬‬

‫الجهات الحكومية ببناء القدرات والتدريب ونشر الوعي‬ ‫معايير كفاءة‬ ‫بأهمية الترشيد وحفظ الطاقة واعتماد ً‬ ‫الطاقة‪ ،‬وذلك لجميع شرائح املجتمع‪ ،‬إضافة إلى برامج‬ ‫كفاءة أجهزة تبريد والثالجات والغساالت وقانون العزل‬ ‫ال �ح��راري اإلج �ب��اري ف��ي ق�ط��اع البناء والتشييد وك�ف��اءة‬ ‫استهالك وق��ود ال�س�ي��ارات‪ .‬وبالتأكيد أن ل�ه��ذه البرامج‬ ‫وامل�ب��ادرات األث��ر البيئي اإليجابي واملساهمة في تقليل‬ ‫انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون‪.‬‬ ‫قطاعنا النفطي واتفاقيات البيئة العاملية‬

‫اململكة العربية السعودية بمكانتها العاملية ف��ي سوق‬ ‫النفط‪ ،‬تؤمن بالتأثير ال��ذي سيلحقه تغير امل�ن��اخ على‬ ‫النواحي البيئية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وض��رورة‬ ‫االع�ت�م��اد ع�ل��ى س�ي��اس��ات التنمية امل�س�ت��دام��ة ف��ي إن�ت��اج‬ ‫واستهالك الطاقة‪ .‬مع ضرورة اعتماد مصادر مساندة‬ ‫من الطاقة املتجددة في مزيج الطاقة العاملي حيث ستكون‬ ‫مكملة ول�ي�س��ت ب��دي�ل��ة مل �ص��ادر ال�ط��اق��ة األح �ف��وري��ة ذات‬ ‫الكفاءة واملوثوقية العالية في تغذية الطلب املتزايد للطاقة‬ ‫وأول��وي��ات إم��داد الطاقة وه��دف القضاء على فقر الطاقة‬ ‫وضمان توافرها ألغراض التنمية‪.‬‬ ‫املوازنة بني احتياجات املجتمع من الطاقة‬ ‫وتعي اململكة العربية السعودية ً‬ ‫جيدا القلق العاملي للنسب‬ ‫والحفاظ على البيئة‬ ‫املرتفعة من غازات االحتباس الحراري في البيئة وأيضا‬ ‫الحاجة َّ‬ ‫امللحة لتزويد العالم بالطاقة املنتجة من الوقود‬ ‫يندرج تحت املادة الثانية والثالثني من النظام األساسي‬ ‫للحكم‪ ،‬اهتمام اململكة بالبيئة والنواحي البيئية التي تنص األح� �ف ��وري‪ ،‬ودوره � ��ا ب�ل�ا ش��ك ف��ي ت�ح�ق�ي��ق االس �ت �ق��رار‬ ‫على‪« :‬تعمل الدولة على املحافظة على البيئة وحمايتها‬ ‫وتطويرها ومنع التلوث عنها»‪ .‬والجدير بالذكر أن عمليات‬ ‫استخراج وإن�ت��اج وصناعات القائمة على البترول في‬ ‫اململكة ال�ع��رب�ي��ة ال�س�ع��ودي��ة ع�ص��ب رئ�ي�س��ي لالقتصاد‬ ‫برز في السنوات األخيرة‬ ‫ً‬ ‫الوطني والتنمية الحضرية في البالد‪ .‬وأيضا باعتباره‬ ‫اهتمام اململكة بمأسسة‬ ‫مادة أساسية في إنتاج الطاقة الكهربائية املعتمدة على‬ ‫مصدر الوقود األحفوري والوقود األساسي للمركبات‬ ‫واستقاللية برامج ترشيد‬ ‫بأنواعها املختلفة‪ .‬وال يخلو هذا النشاط الصناعي من‬ ‫األث��ر البيئي ال��ذي يتطلب تطبيق معايير بيئية عالية‬ ‫وكفاءة الطاقة وذلك بإنشاء‬ ‫في عمليات استخراج ونقل واستخدام مصدر الوقود‬ ‫األحفوري في اململكة‪ .‬هذا وقد برز في السنوات األخيرة املركز السعودي لكفاءة الطاقة‬ ‫اهتمام اململكة بمأسسة واستقاللية برامج ترشيد وكفاءة‬ ‫ال�ط��اق��ة وذل��ك ب��إن�ش��اء امل��رك��ز ال�س�ع��ودي ل�ك�ف��اءة الطاقة‪.‬‬ ‫ويهتم املركز بالشراكة مع مؤسسات بحثية‪ ،‬وعدد من‬

‫‪,,‬‬

‫‪,,‬‬

‫‪82‬‬

‫‪2016‬‬ ‫األول) ‪2016‬‬ ‫(كانون األول)‬ ‫ديسمبر (كانون‬ ‫‪ 1626‬ديسمبر‬ ‫العدد ‪1626‬‬ ‫العدد‬

‫واالزده ��ار االق�ت�ص��ادي وتلبية ض��رورات التنمية‪ .‬لذلك‬ ‫فاململكة تحرص على املشاركة في مؤتمرات دول األطراف‬ ‫في األم��م املتحدة وال ��دورات والتجمعات الدولية لكل ما‬ ‫يخص إيجاد الحلول التقنية ودعم الجهود الدولية للحد‬ ‫من االنبعاثات املسببة في مشكلة االحتباس الحراري‪،‬‬ ‫وم��ا يترتب على ذل��ك من احترار األرض املسبب لتغير‬ ‫املناخ‪ .‬لذلك تؤكد اململكة وقطاعها النفطي على ضرورة‬ ‫اعتماد برامج علمية لدعم البحث وتطوير التقنيات التي‬ ‫تخفف م��ن مشكلة تبعات تغير امل�ن��اخ‪ .‬مثال على ذلك‬ ‫تقنيات ح�ج��ز وال�ت�ق��اط ال�ك��رب��ون وح�ق�ن��ه وت�خ��زي�ن��ه في‬ ‫مكامن جيولوجية تحت األرض وإع��ادة استخدامه في‬ ‫الصناعة‪ .‬وهناك فائدة أخرى حيث يمكن استخدام ثاني‬ ‫أكسيد الكربون في االستخالص املدعم للنفط وتحقيق‬ ‫قيمة مضافة‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى تشجيع استخدام آلية التنمية النظيفة‪ ،‬مثل‬ ‫تطوير تقنيات الوقود النظيفة‪ ،‬وتعزيز كفاءة وترشيد‬ ‫استهالك الطاقة ودعم مصادر الطاقة املتجدد والبديلة‪.‬‬ ‫وتنهج اململكة سياسة اإلن �ف��اق على البحث والتطوير‬ ‫وف��رض م��واص�ف��ات ومقاييس االس�ت�خ��دام ورف��ع كفاءة‬

‫هل تسير بريطانيا خلف نموذج ترامب لتعزيز النمو؟‬ ‫شهدت‬

‫بقلم‪ :‬محمد العريان *‬

‫محافظو البنوك‬ ‫املركزية يأملون‬ ‫أن ختفف‬ ‫واشنطن عبئهم‬

‫األس� ��واق امل��ال�ي��ة ص �ع��ودا ف��ي أول‬ ‫أسبوعني من الشهر امل��اض��ي‪ ،‬في‬ ‫ت��رق��ب إلم�ك��ان�ي��ة تنفيذ س�ي��اس��ات‬ ‫اقتصادية أكثر تحفيزا بعد ح��دوث ع��دد كبير‬ ‫من املفاجآت السياسية املعارضة للمؤسسات‪.‬‬ ‫يستعد محافظو ال�ب�ن��وك امل��رك��زي��ة على جانبي‬ ‫املحيط األطلسي إلجراءات ربما تسفر عن ارتفاع‬ ‫معدالت النمو وسرعة التضخم‪ ،‬وإن كانت أكثر‬ ‫ُّ‬ ‫تقيدا‪.‬‬ ‫بعد انتخابه رئيسا للواليات املتحدة‪ ،‬أكد ترامب‬ ‫وم �س �ت �ش��اروه خ�ط�ط�ه��م ل �ل �ت �ح��رك ال �س��ري��ع في‬ ‫عناصر تساعد على النمو في برنامجه ومنها‬ ‫زيادة اإلنفاق على البنية التحتية وتخفيف الرقابة‬ ‫واإلصالح الضريبي‪ .‬في الوقت ذاته‪ ،‬قلل من أهمية‬ ‫العناصر املعارضة للتجارة‪ ،‬وحدد تعليقاته حتى‬ ‫اآلن باالنسحاب األميركي من الشراكة عبر املحيط‬ ‫الهادي التي لم يتم التصديق عليها حتى اآلن‪ ،‬بدال‬ ‫من تطبيق التعريفات وحل االتفاقيات القائمة مثل‬ ‫اتفاقية التجارة الحرة ألميركا الشمالية‪.‬‬ ‫م��ن امل��رج��ح أن ت�س�ي��ر ب��ري�ط��ان�ي��ا خ�ل��ف ن�م��وذج‬ ‫ترامب‪ .‬في بيان الخريف السنوي‪ ،‬من املتوقع‬ ‫أن يعلن وزير الخزانة فيليب هاموند عن صفقة‬ ‫كبرى بني الحكومة الجديدة والشركات‪ ،‬بهدف‬ ‫تعزيز النمو‪ .‬وس��وف يؤكد أيضا على اإلنفاق‬ ‫على البنية التحتية وتخفيف الرقابة واإلصالح‬ ‫الضريبي‪.‬‬ ‫ت��أت��ي ه��ات��ان امل�ب��ادرت��ان املتعلقتان بالسياسات‬ ‫كنتيجة مباشرة ورد فعل على موجة الشعبوية‬ ‫ال�ت��ي اج�ت��اح��ت معظم أن�ح��اء ال�ع��ال��م ال�غ��رب��ي‪ .‬لقد‬ ‫أسفرت تلك املوجة بالفعل عن انتصارات انتخابية‬ ‫مفاجئة لصالح البريكست ‪ -‬في االستفتاء الذي‬ ‫عقدته بريطانيا في يونيو (حزيران) على الخروج‬ ‫من االتحاد األوروبي ‪ -‬والرئيس املنتخب ترامب‪.‬‬ ‫في كلتا الحالتني‪ ،‬حصل الحزب التنفيذي الحاكم‬ ‫على أغلبية تشريعية‪ .‬ربما تلعب قوى مشابهة‬ ‫دورا في استفتاء إيطاليا املنتظر على تعديالت‬ ‫دستورية‪ ،‬باإلضافة إل��ى االنتخابات الفرنسية‬ ‫واألملانية املقررة في العام املقبل‪ ،‬على سبيل املثال‬ ‫وليس الحصر‪ .‬وقبل كل ذلك‪ ،‬أشارت أملانيا بالفعل‬ ‫إلى رغبتها في فرض قيود مالية أقل في أوروبا‪.‬‬ ‫يواجه ما يحدث االعتقاد السائد منذ فترة طويلة‬ ‫ب��وق��وع امل��ؤس �س��ات ف��ي أزم ��ة س �ي��اس��ات‪ .‬تمثلت‬ ‫إحدى نتائج هذا الشلل في عدم وجود استجابة‬ ‫شاملة من السياسات على الضعف االقتصادي‪،‬‬ ‫م��ع وض ��ع أع �ب��اء أك �ب��ر م�م��ا ينبغي ع�ل��ى ال�ب�ن��وك‬

‫املركزية لفترة طويلة للغاية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬سارعت‬ ‫األس ��واق لتحديد األس�ع��ار أم�لا ف��ي ت�س��ارع نمو‬ ‫الناتج املحلي اإلجمالي االس�م��ي‪ ،‬لتصل أس��واق‬ ‫األس� �ه ��م ال� �ث�ل�اث ال �ك �ب��رى ف ��ي ال ��والي ��ات امل�ت�ح��دة‬ ‫جميعا إل��ى ارت�ف��اع��ات قياسية‪ .‬ف��ي ال��وق��ت ذات��ه‪،‬‬ ‫ارتفعت أسعار الفائدة بطول منحنى العائد‪ ،‬لتزيد‬ ‫احتمالية رفع االحتياطي الفيدرالي لألسعار في‬ ‫ديسمبر (كانون األول)‪.‬‬ ‫يالحظ محافظو البنوك املركزية أيضا التغيير‬ ‫املحتمل في املستقبل االقتصادي‪ .‬سوف يحقق‬ ‫ذلك ارتياحا كبيرا لهم على األقل في الوقت الحالي‪.‬‬ ‫في خالل الشهور الـ‪ 12‬املاضية‪ ،‬أعرب عدد متزايد‬ ‫م��ن م�ح��اف�ظ��ي ال�ب�ن��وك امل��رك��زي��ة ع��ن اع�ت��راض�ه��م‬ ‫ع�ل��ى «م �ت�لازم��ة ال�ل�ع�ب��ة ال��وح �ي��دة ف��ي امل��دي �ن��ة» –‬ ‫وه��ي ال�س�ي��اس��ات ال�ت��ي تعتمد أك�ث��ر مما ينبغي‬ ‫ع�ل��ى س�ي��اس��ة ن�ق��دي��ة غ�ي��ر تقليدية وال �ت��ي يجب‬ ‫أخ��ذ أض��راره��ا الجانبية املحتملة وتبعاتها غير‬ ‫املقصودة بجدية أكبر‪ .‬كما أنهم تحدثوا كثيرا‬ ‫عن الحاجة إلى إصالحات هيكلية ومحفزات مالية‬ ‫تدعم النمو‪ ،‬إذا كانت هناك مساحة لذلك‪.‬‬ ‫وه� �ك ��ذا‪ ،‬ي�م�ك��ن ف �ه��م وت �ب��ري��ر ت��رح�ي�ب�ه��م ل��وض��ع‬ ‫سياسات أشمل‪ .‬ويظل التحدي األكبر الذي يواجه‬ ‫الغرب هو تحقيق نمو أسرع وأكثر شموال‪ ،‬ليس‬ ‫فقط ألغ ��راض تتعلق ب��ال��رخ��اء االق �ت �ص��ادي‪ ،‬بل‬ ‫وأيضا ألسباب مؤسسية وسياسية واجتماعية‪.‬‬ ‫ومع كل ذلك‪ ،‬يوجد مبرر لحذر محافظي البنوك‬ ‫امل��رك��زي��ة ف��ي امل��رح�ل��ة ال��راه �ن��ة‪ ،‬ل�ي��س ف�ق��ط ألنها‬ ‫طبيعتهم‪ .‬تحتاج التصريحات السياسية إلى‬ ‫أن تتبعها سياسات موضوعة بعناية وتنفيذ‬ ‫مستمر‪ ،‬وإال قد تواجه كل من بريطانيا وأميركا‬ ‫خطورة الدخول في فترة طويلة من النمو البطيء‬ ‫وغ �ي��ر ال �ع��ادل ف��ي ظ��ل م��ا ه��و أك �ث��ر أمل ��ا‪ :‬ال��رك��ود‬ ‫التضخمي‪.‬‬ ‫م��ا سيحدث ف��ي األس��اب�ي��ع القليلة التالية مهم‬ ‫للغاية‪ ،‬ليس فقط للبنوك املركزية ولكن أيضا‬ ‫للتحقق من طفرة السوق األخيرة‪ .‬تحتاج إدارة‬ ‫ترامب القادمة وحكومة تريزا ماي في بريطانيا‬ ‫إلى تقديم مجموعة محددة من اإلج��راءات التي‬ ‫تعزز الناتج املحلي اإلجمالي االس�م��ي‪ ،‬الفعلي‬ ‫وامل�ح�ت�م��ل‪ ،‬ع�ب��ر م��زي��د م��ن ال�ت��أك�ي��د ع�ل��ى النمو‬ ‫بالنسبة إل��ى التضخم‪ .‬إنها م�ن��اورة سياسية‬ ‫خ ��ادع ��ة‪ ،‬ت��أت��ي ب �ع��د ع �ق��د م ��ن ال �ت��وق��ف بسبب‬ ‫االستقطاب السياسي‪ ،‬وبعد فترة طويلة من‬ ‫اإلف ��راط ف��ي االعتماد على التمويل ال�خ��اص ثم‬ ‫تمويل البنوك املركزية لتعزيز النمو<‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪81‬‬

‫فرض السعودة وخفوت الطفرة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جوهريا‪ ،‬حيث فرضت الحكومة‬ ‫إصالحا‬ ‫شهد عام ‪2013‬‬ ‫على ال�ق�ط��اع ال�خ��اص توظيف نسبة م��ن امل��واط�ن�ين م��ن أجل‬ ‫استمرار عمل املنشأة بمعدل ‪ 30‬ف��ي امل��ائ��ة كحد أدن��ى من‬ ‫خالل برنامج «نطاقات»‪ .‬كما جرى رفع رسوم رخص العمل‬ ‫على ال�ش��رك��ات وامل��ؤس�س��ات التي توظف ً‬ ‫نسبا متدنية من‬

‫‪80‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫اإلجراءات الترشيدية‬ ‫بلغ حجم كتلة رواتب القطاع العام نحو ‪ 38‬في املائة من إجمالي‬ ‫ميزانية ‪ 2015‬بقيمة إجمالية بلغت ‪ 323‬مليار ريال (‪86.13‬‬ ‫مليار دوالر)‪ ،‬لكن اإلنفاق الفعلي بلغ نحو ‪ 488‬مليار ريال‪،‬‬ ‫أي نصف النفقات الفعلية البالغة ‪ 975‬مليار ريال‪.‬‬ ‫وف��ي أواخ��ر سبتمبر (أي�ل��ول) امل��اض��ي‪ ،‬ق��رر مجلس ال��وزراء‬ ‫السعودي خفض عدد من البدالت التي يتقاضها املوظفون‬ ‫الحكوميون وات�ب��اع التقويم الهجري الشمسي ف��ي مواعيد‬ ‫ً‬ ‫توفيرا بأكثر‬ ‫صرف الرواتب‪ .‬ومن املتوقع أن يحقق اإلجراء‬ ‫ً‬ ‫م��ن ‪ 3‬ف��ي امل��ائ��ة م��ن حجم األج��ور عبر توفير ‪ 11‬ي��وم��ا من‬ ‫ً‬ ‫سنويا‪.‬‬ ‫األجور‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬قال وزير الخدمة املدنية خالد العرج‪« :‬قمنا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بإلغاء ‪ 21‬بدال ومكافأة من أصل ‪ ،156‬وخفضنا ‪ 25‬بدال أو‬ ‫ً‬ ‫مكافأة»‪ ،‬مضيفا‪« :‬بعض ال�ب��دالت واملكافآت التي ألغيت لم‬

‫‪,,‬‬

‫بني أجندة رؤية «‪:»2030‬‬ ‫تخفيض الوظائف الحكومية‬ ‫وتقليص حجم التدخل‬ ‫الحكومي في االقتصاد والحد‬ ‫من النزيف املالي وتوجيه‬ ‫الدعم نحو مستحقيه‬

‫‪,,‬‬

‫وك��ان م��ن ت�ل��ك امل �ب��ادرات األس��اس�ي��ة إن�ش��اء امل�ع�ه��د العالي‬ ‫السعودي الياباني للسيارات عام ‪ 2003‬الذي أقيم بمبادرة‬ ‫م�ش�ت��رك��ة ب�ين ال�ح�ك��وم�ت�ين ال�س�ع��ودي��ة وال�ي��اب��ان�ي��ة ووك�ل�اء‬ ‫السيارات اليابانية‪ ،‬حيث يتدرب الطالب السعوديون على‬ ‫أعمال صيانة السيارات اليابانية على أن يصبح املتدرب‬ ‫ً‬ ‫موظفا لدى الوكيل املحلي لحظة قبوله في املعهد‪ ،‬ويكمل‬ ‫بعدها مساره الوظيفي لدى وكيل السيارات املختار‪ .‬وضمن‬ ‫الفكرة ذاتها‪ ،‬تأسس املعهد العالي للصناعات البالستيكية‬ ‫ف��ي ‪ 2007‬ب�م�ب��ادرة م��ن وزارة ال�ب�ت��رول وال �ث��روة املعدنية‬ ‫واملؤسسة العامة للتدريب التقني واملهني وشركة سابك‬ ‫وشركة «‪ »SPDC‬اليابانية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تدريبا‬ ‫كما تأسس برنامج «كفالة» ع��ام ‪ 2004‬ال��ذي يقدم‬ ‫وض �م��ان��ة ح�ك��وم�ي��ة ع �ل��ى ال �ق ��روض امل �ق��دم��ة م��ن امل �ص��ارف‬ ‫السعودية لرواد األعمال السعوديني الذين يقدمون دراسات‬ ‫ج ��دوى حقيقية لتأسيس امل�ن�ش��آت ال�ص�غ�ي��رة وامل�ت��وس�ط��ة‪.‬‬ ‫واستطاع البرنامج املساعدة ف��ي تقديم ال��دع��م مل��ا يزيد عن‬ ‫‪ 6‬آالف م�ن�ش��أة وت��ول�ي��د آالف ال �ف��رص ال��وظ�ي�ف�ي��ة الحقيقية‬ ‫للمواطنني‪.‬‬ ‫وف ��ي ال �س �ي��اق ذات� ��ه‪ ،‬ت��أس��س ب��رن��ام��ج «ب � ��ادر» للحاضنات‬ ‫التقنية ع��ام ‪ 2007‬برعاية مدينة امللك عبد العزيز للعلوم‬ ‫والتقنية‪ ،‬الذي يقوم على توفير الدعم املادي واالستشاري‬ ‫والتقني ألصحاب أفكار املشروعات في مجاالت االتصاالت‬ ‫والتصنيع والتقنية الحيوية والصحية؛ بهدف خلق فرص‬ ‫عمل نوعية للمبتكرين والباحثني وتحقيق اقتصاد املعرفة‪.‬‬ ‫وبالطبع‪ ،‬تقديم املساعدة للشركات القائمة من أجل تطوير‬ ‫أعمالها الحالية‪ .‬ويتعاون البرنامج مع الجامعات واملؤسسات‬ ‫الحكومية والجامعات‪.‬‬ ‫وف��ي ال�ع��ام ال�ت��ال��ي‪ ،‬ت��أس��س ص�ن��دوق تنمية امل ��وارد البشرية‬ ‫«ه��دف» ال��ذي يهدف إل��ى تدريب وتطوير ال�ك��وادر السعودية‬ ‫للعمل في القطاع ال�خ��اص‪ .‬وم��ن ضمن م�ب��ادرات الصندوق‬ ‫تقديم عون مادي للشركات التي توظف املواطنني‪.‬‬ ‫وم��ع وج��ود ف��وائ��ض مالية ه��ائ�ل��ة‪ ،‬دش�ن��ت اململكة مجموعة‬ ‫ضخمة من مشاريع البنية التحتية‪ ،‬اصطلح على تسميتها‬ ‫«م�ش��اري��ع امل�ي�غ��ا»‪ ،‬شملت ب�ن��اء ج��ام�ع��ات وم ��دن اقتصادية‬ ‫وم�ط��ارات وق�ط��ارات وط��رق وج�س��ور‪ ،‬فاحتاجت اململكة إلى‬ ‫اس�ت�ق��دام امل�لاي�ين م��ن ال�ع�م��ال األج��ان��ب لتنفيذها‪ ،‬وبخاصة‬ ‫أعمال اإلنشاءات واملجاالت الخدمية املرتبطة بها‪ .‬وأدى كل‬ ‫ذلك إلى نمو هائل في القطاع الخاص وزاد قدراته على جذب‬ ‫الكفاءات السعودية ومنحها ميزات تنافسية تفوق نظيرتها‬ ‫ً‬ ‫الحكومية أحيانا‪.‬‬ ‫وبنهاية هذا العقد‪ ،‬ارتفع عدد غير السعوديني إلى ‪ 8.4‬مليون‬ ‫نسمة‪ ،‬قابله نمو في عدد السعوديني‪ ،‬وصل إلى ‪ 18.7‬مليون‬ ‫نسمهة بحسب إحصائيات ‪ .2011‬كما شهد ذلك العام ً‬ ‫تطورا‬ ‫ً‬ ‫ملحوظا‪ ،‬إذ فاقت نسبة السعوديني في القطاع الخاص ما‬ ‫يزيد بقليل عن ‪ 10‬في املائة للمرة األولى منذ عقود؛ فوصل‬ ‫ً‬ ‫عددهم إلى ‪ 724‬ألفا من أصل ‪ 6.9‬مليون هو عدد املشتغلني‬ ‫في القطاع الخاص السعودي‪.‬‬

‫السعوديني‪ ،‬وذلك في سبيل تشجيع القطاع الخاص على جذب‬ ‫املزيد من املواطنني‪ .‬وللمرة األولى في تاريخ سوق التوظيف‬ ‫السعودي‪ ،‬جرت مقاربة بطالة املرأة السعودية‪ ،‬إذ جرى إلزام‬ ‫متاجر املستلزمات النسائية بالتأنيث‪ ،‬أي توظيف مواطنات‬ ‫سعوديات في تلك املتاجر؛ تحت طائلة إغالقها‪.‬‬ ‫وبحلول أواخر عام ‪ ،2014‬تدهورت أسعار النفط من جديد‬ ‫ً‬ ‫دوالرا‪ ،‬وهنا عادت‬ ‫وتدنى سعر البرميل إلى ما دون ‪50‬‬ ‫ظروف عام ‪ 1986‬إلى البروز من جديد‪ ،‬حيث ارتفع اإلنفاق‬ ‫إلى حدود قياسية ولم تعد اإليرادات تغطي إال إذا تم اللجوء‬ ‫إلى االحتياطيات‪ .‬كما نما عدد املوظفني في القطاع العام‬ ‫ضمن وظائف مدنية من املواطنني ليبلغ ‪ 1.19‬مليون مع‬ ‫ت�ق��دي��رات غير رسمية للعسكريني ب�ين ‪ 900 - 700‬أل��ف‪،‬‬ ‫وبلغت تكلفة روات�ب�ه��م نحو ‪ 86‬مليار دوالر‪ .‬ورغ��م ذلك‬ ‫تواصل التوظيف الحكومي‪ ،‬فقد أضيفت ‪ 93‬ألف وظيفة‬ ‫حكومية ع��ام ‪ 2015‬بحسب دراس��ة «ج��دوى لالستثمار»‬ ‫في فبراير (شباط) املاضي‪.‬‬ ‫وبالفعل تضاعفت أعداد املواطنني العاملني في القطاع الخاص‬ ‫العام املاضي؛ لتصل إلى ‪ 1.7‬مليون من أصل ‪ 9.67‬مليون‬ ‫عامل يشكلون نحو ‪ 17.5‬في املائة من إجمالي العاملني‪ ،‬األمر‬ ‫�ورا ً‬ ‫ال��ذي شكل ت�ط� ً‬ ‫نوعيا ف��ي ات�ج��اه��ات س��وق العمل‪ ،‬ولكن‬ ‫مع مالحظة تضاعف املشتغلني في القطاع الخاص من غير‬ ‫السعوديني‪ ،‬مقارنة باألعوام السابقة‪.‬‬

‫عاما»‪ً ،‬‬ ‫ّ‬ ‫تحدث منذ ‪ً 45‬‬ ‫واعدا بإعادة النظر في بعض البدالت‬ ‫عند تحسن أسعار النفط‪.‬‬ ‫وكشف العرج أن نظام «ج��دارة» ال��ذي يتقدم عبره الراغبون‬ ‫في الوظائف الحكومية يضم ‪ 210‬آالف موظف في القطاع‬ ‫الخاص‪ ،‬ممن يرغبون في االلتحاق بالعمل الحكومي‪ ،‬وهو‬ ‫مؤشر يدل على أن اإلقبال ال يزال ً‬ ‫كبيرا على الوظيفة العامة‪،‬‬ ‫ولكن إحصائية الوزير جاءت قبل تخفيض البدالت واملكافآت!‬ ‫وق ��د ت�س�ه��م ه ��ذه ال �خ �ط��وة ف��ي ت�ض�ي�ي��ق ف �ج��وات امل��زاي��ا بني‬ ‫القطاعني ال�خ��اص وال �ع��ام‪ ،‬مما يجعل القطاع ال�خ��اص أكثر‬ ‫جاذبية للمواطنني‪ .‬كما أن تفضيل بعض املوظفني الحكوميني‬ ‫للتقاعد املبكر أو االستقالة‪ ،‬سيخفف من األعباء املالية ولو‬ ‫ً‬ ‫قليال!‬ ‫ويقول الخبير االقتصادي فهد الشيخ‪« :‬حجم التحديات ليس‬ ‫ً‬ ‫سهال بالنسبة لتوليد فرص عمل جديدة للمواطنني‪ ،‬فاألمر‬ ‫يحتاج إلى تحقيق نسب نمو مرتفعة مع تكثيف برامج التأهيل‬ ‫والتدريب وتجويد مخرجات التعليم‪ ،‬وهو ما بدأ بالفعل»‪.‬‬ ‫ويضيف‪« :‬بلغ عدد املبتعثني خالل السنوات املاضية نحو ربع‬ ‫ً‬ ‫واستثمارا‬ ‫مليون مبتعث في الخارج‪ ،‬وهم يشكلون قوة دافعة‬ ‫ً‬ ‫بشريا بعوائد مجزية‪ ،‬وبخاصة على سوق العمل‪ ،‬الذي بات‬ ‫يستقبل أشخاصا بمؤهالت نوعية وبقدرات عالية التنافسية‪،‬‬ ‫يؤمنون بأهمية القطاع الخاص‪ ،‬ويدركون آفاق النمو والتطور‬ ‫التي يقدمها»‪.‬‬ ‫ولكن يبدو أن طريق «سعودة» القطاع الخاص ليس ً‬ ‫معبدا‬ ‫ب��ال��زه��ور‪ ،‬فمسألة تغيير أن�م��اط التفكير ليست سهلة‪.‬‬ ‫كما أن الوظائف التي يشغلها العاملون غير السعوديني‬ ‫ليست متاحة ف��ي معظمها للسعوديني‪ .‬فهناك نحو ‪3‬‬ ‫م�لاي�ين م��ن أص��ل العشرة م�لاي�ين ع��ام��ل أجنبي يعملون‬ ‫في قطاع البناء كعمال‪ ،‬وهناك نحو مليوني شخص في‬ ‫عداد العمالة املنزلية بنهاية ‪ ،2015‬أي أن نصف العمالة‪،‬‬ ‫تعمل في قطاعني ال يناسبان السعوديني لعدة اعتبارات‬ ‫اجتماعية واقتصادية‪.‬‬ ‫وحول هذه املسألة بالذات‪ ،‬يعلق الشيخ بقوله‪« :‬االستغناء عن‬ ‫العمالة األجنبية بشكل كامل هو ضرب من ضروب الخيال‪،‬‬ ‫فاالقتصاد السعودي ال يزال يواصل النمو‪ ،‬وال يزال الكثير‬ ‫أمامنا لتحقيقه في البنية التحتية واإلعمار‪ .‬وهناك قطاعات‬ ‫متدنية األجور‪ ،‬يصعب على السعوديني امتهان العمل فيها‪.‬‬ ‫كما أن القطاع الطبي املحلي أمامه أعوام طويلة لتحقيق االكتفاء‬ ‫من الكوادر»‪.‬‬ ‫وم��ع وص��ول ع��دد ال�س�ك��ان إل��ى أك�ث��ر م��ن ‪ 31‬مليون نسمة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫بينهم ‪ 20‬مليونا من املواطنني‪ ،‬لن يكون بإمكان القطاعات‬ ‫الحكومية امتصاص املزيد من القوة العاملة الوطنية‪ .‬وقد‬ ‫جاءت رؤية «‪ »2030‬لتقارب هذا املوضوع بوضوح ليكون بني‬ ‫أجندتها تخفيض الوظائف الحكومية وتقليص حجم التدخل‬ ‫الحكومي في االقتصاد والحد من النزيف املالي وتوجيه الدعم‬ ‫نحو مستحقيه‪.‬‬ ‫ويبقى نجاح الخطط الحكومية في النجاح بالتخلص من‬ ‫إدمان املواطنني على العمل في القطاع العام والتوجه الحثيث‬ ‫نحو القطاع الخاص ره��ن االستمرار في مواصلة توسيع‬ ‫مساهمة األخير في االقتصاد وتحسني ش��روط التدريب‬ ‫والتأهيل ورعاية املساهمة الفردية وتقوية اقتصاد املعرفة‪،‬‬ ‫م��ع ع��دم ال�ع��ودة إل��ى اإلن�ف��اق والتوظيف الحكومي الكثيف‬ ‫في حال ع��اودت أسعار النفط انتعاشها‪ ،‬فالتحديات أكبر‬ ‫من ذل��ك بكثير‪ ،‬فشبح ال��رك��ود ال��ذي تحدث عنه أح��د كبار‬ ‫امل�س��ؤول�ين السعوديني ك��ان يخيم على ال�ب�لاد ف��ي ح��ال لم‬ ‫تتخذ اإلجراءات األخيرة<‬

‫خالد العرج‬

‫ووقود السيارات وفرض رسم مقداره ‪ 10‬رياالت على فاتورة‬ ‫الكهرباء‪.‬‬ ‫ك�م��ا ج��رى ف��رض ن�س��ب م �ح��دودة م��ن امل��وظ�ف�ين السعوديني‬ ‫على منشآت القطاع ال�خ��اص وحظر بعض املهن على غير‬ ‫السعوديني‪.‬‬ ‫ولم تحقق تلك اإلجراءات الكثير من التقدم في جذب السعوديني‬ ‫إلى القطاع الخاص بسبب قلة التقديمات والحوافز املقدمة‪ ،‬إلى‬ ‫جانب طول ساعات العمل وضعف األمان الوظيفي‪ .‬ولكنها‬ ‫نجحت ف��ي كسر الحاجز ب�ين السعوديني والقطاع الخاص‬ ‫ً‬ ‫إلى حد ما‪ .‬فبدال من انتظار الدور الوظيفي في ديوان الخدمة‬ ‫املدنية‪ ،‬الجهة املسؤولة عن التوظيف في القطاعات الحكومية‪،‬‬ ‫ب��دأ ب�ع��ض ال�خ��ري�ج�ين ب��ال�ع�م��ل ف��ي ال �ف��رص امل�ت��اح��ة بالقطاع‬ ‫يتجاوز ‪ 10‬م�لاي�ين نسمة‪ ،‬ي�ض��اف إليهم ‪ 4‬م�لاي�ين واف��د‪ .‬االنتقال إلى «سعودة» القطاع الخاص واستكمال تلك الخطوة الخاص؛ حتى يحني موعد االنضمام إلى الجهاز الحكومي‪.‬‬ ‫وكان ال يزال باإلمكان امتصاص القادمني السعوديني إلى في وظائف القطاع العام‪ .‬ليس هذا فحسب‪ ،‬فقد أعيد النظر وقبيل األلفية الثانية‪ ،‬لم يشكل السعوديون سوى ‪ 5‬في املائة ‪-‬‬ ‫سوق العمل في قطاعات العمل الحكومي‪ ،‬ولكن بوتيرة أقل في الرسوم الحكومية وجرى تخفيف الدعم عن الغاز املنزلي ‪ 7‬في املائة من إجمالي املشتغلني في القطاع الخاص‪.‬‬ ‫من السابق‪ ،‬فيما دخلت البالد في مرحلة يزيد فيها حجم‬ ‫اإلنفاق عن اإليرادات الفعلية‪ .‬كما بدأ خريجو األقسام النظرية‬ ‫عقد مؤسسات السعودة‬ ‫ف��ي الجامعات يدخلون ف��ي ق��وائ��م االن�ت�ظ��ار على الوظائف‬ ‫ً‬ ‫التعليمية‪ ،‬التي تعتلي سلم الرغبات الوظيفية بالنسبة لكثير‬ ‫بعد حقبة التسعينات‪ ،‬صار للمملكة رؤية ثابتة في االتجاه‬ ‫ا‬ ‫إصالح‬ ‫‪2013‬‬ ‫عام‬ ‫شهد‬ ‫من املواطنني‪.‬‬ ‫نحو تنويع االقتصاد وزيادة االستثمارات الخاصة والحرص‬ ‫ً‬ ‫الخطر‬ ‫بدأ‬ ‫حتى‬ ‫‪1990‬‬ ‫عام‬ ‫(آب)‬ ‫أغسطس‬ ‫‪8‬‬ ‫يوم‬ ‫وما إن‬ ‫واملبادرة الفردية‪.‬‬ ‫الوجوديحليتهدد اململكة مع الغزو العراقي للكويت‪ ،‬مما اضطر جوهريا بعد فرض الحكومة‬ ‫على انخراط املواطنني في أعمال الشركات ً‬ ‫نشاطا مؤسساتياً‬ ‫وشهدت اململكة في العقد األول من األلفية‬ ‫اململكة إلى تشكيل تحالف دولي لتحرير الكويت‪ ،‬فيما ظلت على القطاع الخاص توظيف‬ ‫لتحفيز السعوديني على العمل في القطاع الخاص أو افتتاح‬ ‫التأثيرات االقتصادية لتلك الحرب تخيم على االقتصاد طوال‬ ‫أعمالهم الخاصة وحتى إش��راك القطاع الخاص في التدريب‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫املواطنني‬ ‫من‬ ‫نسبة‬ ‫عقد التسعينات‪ .‬فقد كلفت الحرب أكثر من ‪ 60‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫املنتهي بالتوظيف ف��ي م�ج��االت ل��م يعتد عليها امل��واط�ن��ون‪.‬‬ ‫تحملت السعودية والكويت الجزء األكبر منها‪ .‬وما زاد الطني‬ ‫ويمكن أن يطلق على هذه الفترة «عقد مؤسسات السعودة»؛‬ ‫بمعدل‬ ‫املنشأة‬ ‫عمل‬ ‫استمرار‬ ‫بلة هو بقاء سعر برميل النفط تحت سقف ‪ً 20‬‬ ‫دوالرا‪ ،‬كان‬ ‫رغم استيعاب القطاع الحكومي ملئات اآلالف من املواطنني في‬ ‫أسوأها على اإلطالق عام ‪ 1998‬عندما بيع النفط بسعر يتراوح‬ ‫القطاعات الحكومية املختلفة‪ ،‬سيما العسكرية منها‪ .‬وساهمت‬ ‫‪ 30‬في املائة كحد أدنى من‬ ‫بني ‪ 10‬و‪ً 12‬‬ ‫دوالرا‪ .‬وتواصل النمو السكاني الكثيف‪ ،‬إذ نما‬ ‫«الطفرة الثانية» (‪ )2014 - 2005‬في العودة إلى حزم الحوافز‬ ‫ً‬ ‫ع��دد السعوديني بنسبة ت�ق��ارب النصف ع��ام ‪ 1999‬ليصل‬ ‫خالل برنامج «نطاقات»‬ ‫والدعم‪ ،‬فخفضت أسعار الوقود وزاد الدعم‪ ،‬املوجود أصال‪،‬‬ ‫إلى ‪ 14.8‬مليون نسمة‪ ،‬مقارنة بنحو ‪ 10‬ماليني في أواخر‬ ‫على بعض السلع الغذائية ك ��األرز‪ ،‬ونشطت حركة ابتعاث‬ ‫الثمانينات‪.‬‬ ‫الدارسني إلى الخارج‪.‬‬ ‫وفي عقد التسعينات‪ ،‬بدأت اإلجراءات الحكومية الحثيثة في‬

‫‪,,‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪79‬‬

‫‪,,‬‬

‫ال يختلف اثنان حول دقة وصف ولي ولي العهد السعودي األمير محمد بن سلمان‬ ‫بأن البالد تعاني من «إدمان النفط» فيما يتعلق بموارد الخزينة‪ ،‬وتأثرها ً‬ ‫تبعا لذلك‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫صعودا أو هبوطا‪ ،‬وهو ما تسعى رؤية التحول الوطني «‪ »2030‬إلى‬ ‫بأسعار النفط‪،‬‬ ‫تحقيقه من حيث تخليص اقتصاد البالد من قيود النفط وإدمانه‪.‬‬

‫ً‬ ‫وزير الخدمة املدنية خالد العرج‪ :‬قمنا بإلغاء ‪ 21‬بدال ومكافأة‬ ‫من أصل ‪ 156‬ألول مرة منذ ‪ً 45‬‬ ‫عاما‬

‫هل ينجح السعوديون في التخلص‬ ‫من إدمان «القطاع العام»؟‬ ‫إلى جانب النفط‪ ،‬هناك إدمان من نوع آخر‪ ،‬ال بد‬ ‫من التخلص منه؛ حتى تتجه ميزانية البالد نحو‬ ‫ً‬ ‫نفقات استثمارية؛ عوضا عن نفقات جارية‪ ،‬تلتهم‬ ‫ٍ‬ ‫حصة األس��د م��ن ميزانية ال�ب�لاد‪ ،‬ممثلة ف��ي كتلة‬ ‫األجور العامة‪.‬إنه الوجه اآلخر إلدمان النفط‪« :‬إدمان العمل في‬ ‫القطاع العام» بالنسبة للمواطنني منذ ما يزيد عن ‪ً 40‬‬ ‫عاما‪.‬‬ ‫ريع الطفرة األولى‬ ‫بعيد انطالق شرارة الطفرة النفطية األولى بني األعوام ‪1974‬‬ ‫ ‪ ،1985‬دخلت البالد في ورشة تنموية وتعليمية واقتصادية‬‫واجتماعية‪ ،‬ارتأى أصحاب القرار توسيع املؤسسات الحكومية‬ ‫ونشر التعليم على نطاق واسع وبناء جيش أكثر قوة‪ ،‬وكذلك‬ ‫توظيف أعداد أكبر من املواطنني وجذبهم بالحوافز والعالوات‬ ‫ومنح األراضي وغيرها‪ .‬وال يخفى أن تلك العملية كانت إحدى‬ ‫طرق توزيع الثروة على أفراد املجتمع‪ ،‬وبخاصة أن تلك الطفرة‬ ‫تمثل امل��رة األول��ى التي تدخل فيها إلى الخزينة إي��رادات غير‬ ‫مسبوقة على ع��دد قليل م��ن ال�س�ك��ان ال ي�ت�ج��اوز ‪ 6‬ماليني‬ ‫نسمة‪ ،‬أقل من مليون منهم من غير السعوديني‪ .‬ويضاف إلى‬ ‫ذلك‪ ،‬تبني سياسات الدعم الحكومي ألسعار الوقود والخدمات‬ ‫األساسية واإلعفاءات الضريبية وخفض الرسوم الحكومية‪.‬‬ ‫كما أنشأت معظم الصناديق الحكومية الصناعية والزراعية‬ ‫والعقارية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ووفقا ألرقام منظمة الدول املصدرة للنفط (أوبك)‪ ،‬كان متوسط‬ ‫سعر برميل النفط ع��ام ‪ 1973‬نحو ‪ 2.7‬دوالر‪ ،‬وف��ي أواخ��ر‬ ‫ذل��ك العام وال�ع��ام ال��ذي ت�لاه‪ ،‬بلغ متوسط السعر ‪ً 11‬‬ ‫دوالرا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وصوال إلى أكثر بقليل من ‪ً 29‬‬ ‫دوالرا عام ‪ 1979‬وقت سقوط‬ ‫ش��اه إي��ران‪ ،‬وذروة سعرية أخ��رى في العام ال��ذي يليه بلغت‬ ‫‪ً 35.52‬‬ ‫دوالرا‪.‬‬ ‫ومع ازدياد الفوائض‪ ،‬كان التوظيف الحكومي يسير على قدم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وساق؛ حتى ابتعد السعوديون شيئا فشيئا عن املهن الحرفية‬

‫‪78‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪,,‬‬

‫بعد حقبة التسعينات صار‬ ‫للمملكة رؤية ثابتة في‬ ‫االتجاه نحو تنويع االقتصاد‬ ‫وزيادة االستثمارات الخاصة‬ ‫والحرص على انخراط‬ ‫املواطنني في أعمال الشركات‬ ‫واملبادرة الفردية‬

‫‪,,‬‬

‫جدة‪ :‬معتصم الفلو‬

‫والقطاع الخاص‪ .‬وال غرابة في ذلك‪ ،‬فالوظيفة الحكومية تعني‬ ‫ً‬ ‫األمان الدائم والتقاعد املريح‪ ،‬وأيضا ساعات العمل األقل واألجر‬ ‫األعلى‪ .‬وبالتزامن مع حركة التوظيف الحكومي الكثيفة‪ ،‬شهدت‬ ‫تلك املرحلة بناء شركات ومدن صناعية عمالقة؛ مثل الهيئة‬ ‫امللكية في الجبيل ويبنع التي تضم مصانع للبتروكيماويات‬ ‫وغيرها من الصناعات املرتبطة بالنفط (‪ ،)1975‬إلى جانب‬ ‫الشركة السعودية للصناعات األساسية (سابك) عام (‪،)1976‬‬ ‫وهي أضخم شركة بتروكيماويات في الشرق األوسط‪.‬‬ ‫كما استفاد القطاع ال�خ��اص إب��ان تلك الطفرة وت��وس��ع عمل‬ ‫موظفون سعوديون‬ ‫املنشآت الصغيرة واملتوسطة والشركات الكبرى‪ ،‬ولكن بحكم‬ ‫يعملون بأحد البنوك في‬ ‫استيعاب القطاع العام لجميع طالبي العمل السعوديني‪ ،‬لم تكن‬ ‫الرياض (غيتي)‬ ‫هناك سياسة حكومية محددة تشجع أو تفرض على القطاع‬ ‫ً‬ ‫ال�خ��اص االل�ت��زام بتوظيف السعوديني‪ .‬فالجهات الحكومية األكثر امتصاصا لقوة العمل الوطنية حتى اآلن‪ .‬فقد حظي‬ ‫نفسها ومؤسساتها املختلفة كانت تستقطب طالبي العمل التعليم في تلك األعوام بنحو ‪ 10‬في املائة من مجمل اإلنفاق‬ ‫ال �ع��رب واآلس �ي��وي�ي�ن‪ ،‬س�ي�م��ا ف��ي ق�ط��اع��ات ال�ت�ع�ل�ي��م وال��رع��اي��ة الحكومي‪.‬‬ ‫الصحية والبلديات‪ .‬وظ��ل القطاعان‪ ،‬العسكري والتعليمي‪،‬‬ ‫ركود الثمانينات والتسعينات‬ ‫في عام ‪ ،1986‬دخلت البالد في موجة أخ��رى من انخفاض‬ ‫الدخل‪ ،‬إذ هبطت أسعار النفط إلى متوسط ‪ً 13‬‬ ‫دوالرا للبرميل‬ ‫الواحد‪ .‬ومع ازدياد أعداد الخريجني‪ ،‬ظهر مصطلح «السعودة»‪،‬‬ ‫وهو إحالل املواطنني السعوديني مكان املشتغلني من الوافدين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫منصبا ع�ل��ى س �ع��ودة القطاع‬ ‫ول�ك��ن ل��م ي�ك��ن ال�ت��رك�ي��ز آن ��ذاك‬ ‫الخاص‪ ،‬بل على سعودة القطاع العام‪ ،‬ال��ذي يعمل به مئات‬ ‫اآلالف من الوافدين‪ .‬وجرى التركيز على الوزارات والشركات‬ ‫واملؤسسات الحكومية والقطاع التعليمي‪ ،‬إال أن قطاع الرعاية‬ ‫الصحية كان ً‬ ‫بعيدا‪ ،‬وال يزال‪ ،‬عن السعودة‪ً ،‬‬ ‫نظرا لضخامته‬ ‫وقلة ع��دد الخريجني السعوديني في مجال الطب والصيدلة‬ ‫والتمريض‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وب��ال �ط �ب��ع ظ �ل��ت ال �ح �ك��وم��ة ص��اح��ب ال �ع �م��ل األك �ث��ر ت�ف�ض�ي�لا‬ ‫للمشتغلني السعوديني بسبب قصر ساعات الدوام وسهولة‬ ‫العمل واألمان الوظيفي‪ ،‬وبالطبع الدخل املرتفع‪.‬‬ ‫وح�ت��ى قبيل مطلع التسعينات‪ ،‬ل��م ي�ك��ن ع��دد السعوديني‬

‫إنتاج الغذاء في سوريا عند أدنى مستوى على اإلطالق‬ ‫جنيف‪ :‬قالت وكالتان تابعتان لألمم املتحدة‬ ‫إن إنتاج ال�غ��ذاء في سوريا تراجع إل��ى أدنى‬ ‫مستوياته على اإلط�لاق‪ ،‬فيما يعاني ماليني‬ ‫املدنيني مع حلول شتاء سادس عام على الحرب‪ .‬وقالت‬ ‫منظمة األغذية والزراعة لألمم املتحدة (فاو) وبرنامج‬ ‫األغذية العاملي إن ً‬ ‫كثيرا من املزارعني اضطروا إلهمال‬ ‫أرضهم ولم يستطيعوا تحمل أسعار البذور واألسمدة‬ ‫ووقود الجرارات اآلخذة في االرتفاع‪ .‬وأضافت الوكالتان‬ ‫في تقرير مشترك أن إنتاج القمح الضروري لصناعة‬ ‫الخبز‪ ،‬وهو عنصر أساسي على مائدة الطعام السورية‪،‬‬ ‫ت��راج��ع م��ن ‪ 3.4‬م�ل�ي��ون ط��ن م�ت��ري ف��ي امل�ت��وس��ط قبل‬ ‫ن�ش��وب ال�ح��رب ف��ي ‪ 2011‬إل��ى ‪ 1.5‬مليون ه��ذا ال�ع��ام‪.‬‬ ‫وقال التقرير‪« :‬هناك عجز يقدر بنحو ‪ 838‬ألف طن في‬ ‫احتياجات البالد من القمح البالغة ‪ 3.854‬مليون طن مع‬ ‫أخذ الواردات التجارية في االعتبار»‪.‬‬ ‫وتابع أن املساحة املزروعة بالحبوب في موسم حصاد‬ ‫‪ 2016 - 2015‬هي «األصغر على اإلطالق»‪ .‬وأظهرت‬ ‫زي ��ارات ميدانية وم�س��وح إنتاجا أع�ل��ى م��ن املتوسط‬ ‫للشعير ال��ذي تحول إليه بعض امل��زارع�ين‪ ،‬نظرا ألن‬ ‫املحصول الذي ينمو على مياه األمطار أكثر مقاومة‬ ‫م��ن ال�ق�م��ح و«ل �ت��أث��ر م�س��اح��ات ك�ب�ي��رة م��ن األراض ��ي‬ ‫الزراعية بالجفاف»‪.‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪77‬‬

‫بنك «لويدز» يعتزم‬ ‫تسريح املزيد من املوظفني‬ ‫وإغالق ‪ً 49‬‬ ‫فرعا‬

‫«كريدي سويس» يحقق زيادة غير متوقعة في أرباح الربع الثالث‬ ‫زيوريخ‪ :‬حقق مصرف «كريدي سويس» صافي ربح بشكل غير متوقع‪ ،‬بلغ ‪41‬‬ ‫مليون فرنك سويسري (‪ 42.2‬مليون دوالر) في الربع الثالث من العام‪.‬‬ ‫وقال إنه زاد مخصصات الدعاوى القضائية التي تتصل بشكل أساسي بالرهن‬ ‫العقاري بمقدار ‪ 357‬مليون فرنك‪.‬‬ ‫وقال الرئيس التنفيذي للبنك تيجاني تيام‪ ،‬الذي تولى منصبه في يوليو ‪ ،2015‬وحدد‬ ‫خطته للبنك في أكتوبر ‪ 2015‬في بيان‪« :‬بالنظر للمستقبل نتوقع استمرار تأثر النشاط‬ ‫بالضبابية الجيوسياسية واالقتصادية لعدة فصول مقبلة وستظل التوقعات تنطوي‬ ‫على تحديات»‪.‬‬

‫لندن‪ :‬تعتزم مجموعة لويدز املصرفية خفض‬ ‫عدد الوظائف بواقع ‪ 520‬وظيفة أخرى في إطار‬ ‫خطة إعادة هيكلة مدتها ‪ 3‬سنوات جرى اإلعالن‬ ‫عنها في أكتوبر املاضي بهدف خفض التكاليف وتحسني‬ ‫العائد للمساهمني‪.‬‬ ‫وقال البنك إن عملية التسريح الجديدة ستشمل موظفني‬ ‫في إدارات‪ ،‬من بينها أنشطة األفراد واألنشطة املصرفية‬ ‫التجارية والتأمني وخدمات تمويل املستهلكني‪ .‬ويأتي ذلك‬ ‫بعدما خفض البنك بالفعل ع��دد الوظائف بنحو ‪5500‬‬ ‫وظيفة خالل ‪.2016‬‬ ‫وذكر لويدز أن صافي التخفيض في الوظائف يشمل خلق‬ ‫جديدة في تلك املجاالت‪.‬‬ ‫‪ 145‬وظيفة ً‬ ‫أيضا إلى أنه سيغلق ‪ً 49‬‬ ‫فرعا بداية من الربع‬ ‫وأشار البنك‬ ‫األول من العام القادم‪ ،‬وسيقدم خدمة مصرفية جديدة عبر‬ ‫الهاتف املحمول في بعض املناطق املتأثرة بإغالق الفروع‪.‬‬ ‫وذكرت متحدثة باسم البنك أن لويدز أغلق ‪ 153‬فرعا منذ‬ ‫بداية العام الحالي‪.‬‬ ‫وف��ي ‪ 26‬أك�ت��وب��ر أع�ل��ن البنك اس�ت�ق��رار أرب��اح��ه ف��ي الربع‬ ‫األول‪ ،‬دون تغير ُيذكر عن مستواها قبل عام رغم توقعات‬ ‫بتعرض األرباح لضغوط عقب تصويت بريطانيا املفاجئ‬ ‫لصالح الخروج من االتحاد األوروبي في استفتاء يونيو‬ ‫(حزيران) املاضي‪.‬‬

‫روسيا تسعى لجمع نحو تريليون روبل‬ ‫من الخصخصة في ‪2019 - 2017‬‬

‫تونس ستصدر سندات دولية بمليار يورو في يناير‬ ‫تونس‪ :‬قال مصدر حكومي إن تونس تخطط إلصدار سندات دولية بقيمة مليار‬ ‫يورو في يناير املقبل في الوقت الذي تسعى فيه لتوفير تمويل لتغطية عجز‬ ‫املوازنة‪ .‬وقال املسؤول إن طرح اإلص��دار كان من املقرر في البداية أن يكون في‬ ‫أبريل (نيسان) املاضي‪ ،‬لكنه تأجل بعدما طرحت تونس سندات سيادية مضمونة بالكامل‬ ‫من قبل الواليات املتحدة بقيمة ‪ 500‬مليون دوالر‪.‬أض��اف أن «تونس ستطرح في يناير‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫دوليا مؤجال‪ ،‬كان مقررا له في البداية أن يكون في وقت سابق من‬ ‫‪ 2017‬إصدار سندات‬ ‫العام»‪ ،‬لكنه لم يسهب في التفاصيل‪ .‬وتضرر اقتصاد تونس جراء اضطرابات اجتماعية‬ ‫وهجمات شنها مسلحون بعد انتفاضة ‪ 2011‬التي أطاحت بالرئيس األسبق زين العابدين‬ ‫بن علي‪ .‬وقد تراجعت االستثمارات في الوقت الذي صارت فيه معدالت البطالة مرتفعة‬ ‫ً‬ ‫خصوصا بني الشباب‪.‬‬

‫‪76‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫م � ��وس � � �ك � ��و‪ :‬ق� � � � ��ال وزي � � ��ر‬ ‫االق �ت �ص ��اد ال ��روس ��ي‬ ‫أل � � � � � �ي � � � � � �ك � � � � � �س � � � � ��ي‬ ‫أول �ي��وك��اي �ي��ف إن وزارت� ��ه‬ ‫ت � �س � �ع ��ى ل � �ج � �م ��ع ن �ح��و‬ ‫تريليون روب��ل (‪15.76‬‬ ‫م � �ل � �ي� ��ار دوالر) م��ن‬ ‫ص �ف �ق��ات خ�ص�خ�ص��ة‬ ‫ع � �ل ��ى م � � � ��دار األع � � � ��وام‬ ‫الثالثة املقبلة‪.‬‬ ‫وأوض��ح أوليوكاييف إن‬ ‫تخطيط شركة «روسنفت»‬ ‫النفطية إلع ��ادة ش��راء ‪19.5‬‬ ‫ف��ي امل��ائ��ة م��ن أس�ه�م�ه��ا من‬ ‫«روس �ن �ف �ت �ج��اس» ال�ق��اب�ض��ة‬ ‫الحكومية هو «عملية انتقالية» لضخ أموال في املوازنة هذا العام‪ ،‬وإن الحصة‬ ‫ستباع في وقت الحق إلى «مستثمرين حقيقيني»‪.‬‬ ‫وأض��اف أن الحكومة ت��درس بيع حصة في شركة السكك الحديدية الروسية‬ ‫إلى صناديق معاشات غير حكومية أو صندوق االستثمار املباشر الروسي‪.‬‬

‫الكويت تطرح سندات دولية‬ ‫قيمتها ‪ 3‬مليارات دينار مطلع ‪2017‬‬ ‫الكويت‪ :‬قال‬ ‫وزي ��ر املالية‬ ‫ال � � �ك � ��وي � � �ت � ��ي‬ ‫أن� � � ��س ال � �ص � ��ال � ��ح إن‬ ‫ب� � � �ل� � ��اده س � �ت � �ت ��وج ��ه‬ ‫ل �ل��أس � ��واق ال ��دول� �ي ��ة‬ ‫م�ط�ل��ع ال� �ع ��ام امل�ق�ب��ل‬ ‫ل � � � � �ط� � � � ��رح س � � � �ن� � � ��دات‬ ‫قيمتها ‪ 3‬م�ل�ي��ارات‬ ‫دي� �ن ��ار (‪ 9.9‬م�ل�ي��ار‬ ‫دوالر)‪ .‬وحول وقت‬ ‫إص � � ��دار ال� �س� �ن ��دات‪،‬‬ ‫ق � � � � � � ��ال ال� � � �ص � � ��ال � � ��ح‪:‬‬ ‫«س� �ي� �ك ��ون إن ش��اء‬ ‫ال� �ل ��ه م �ط �ل��ع ال�س�ن��ة‬ ‫امل � �ق � �ب � �ل ��ة‪ .‬ال� �ت ��وج ��ه‬ ‫س� �ي� �ك ��ون ب �ن �ح��و ‪3‬‬ ‫م � �ل � �ي� ��ارات دي � �ن� ��ار‪.‬‬ ‫جاري الترتيب مع البنوك العاملية»‪.‬‬ ‫وأش��ار الوزير إلى أن اإلص��دارات الجديدة ألدوات الدين العام‬ ‫بلغت ‪ 1.38‬مليار دينار منذ أول ًأبريل (نيسان) وحتى ‪ 19‬أكتوبر‬ ‫(تشرين األول) املاضيني‪ ،‬مضيفا أن إجمالي رصيد أدوات الدين‬ ‫العام بلغ ‪ 2.967‬مليار دينار في ‪ 19‬أكتوبر منها ‪ 1.587‬مليار‬ ‫سندات قائمة منذ سنوات‪=.‬‬

‫النمو اللبناني املتوقع بني ‪ 1.5‬و‪ % 2‬في ‪2016‬‬ ‫بيروت‪ :‬قال حاكم مصرف لبنان‬ ‫ري� � ��اض س�ل�ام ��ة إن م� ��ن امل �ت��وق��ع‬ ‫أن ي�ن�م��و اق�ت�ص��اد ل�ب�ن��ان ب�ين ‪1.5‬‬ ‫ً‬ ‫تماشيا مع‬ ‫و‪ 2‬ف��ي امل��ائ��ة ف��ي ‪ 2016‬وذل��ك ً‬ ‫وكاالت التصنيف العاملية‪ ،‬مضيفا أن معدل‬ ‫التضخم من املتوقع أن يقارب الصفر‪.‬‬ ‫وقال سالمة‪« :‬بلغت احتياطيات املصرف‬ ‫امل ��رك� ��زي ف ��ي س�ب�ت�م�ب��ر (أي � �ل� ��ول) ‪2016‬‬ ‫ً‬ ‫تاريخيا‪ ،‬وارتفعت‬ ‫مستويات هي األعلى‬ ‫ودائ��ع املصارف بمعدل سنوي يقارب ‪5‬‬ ‫في املائة»‪ .‬وكانت وكالة فيتش للتصنيف‬ ‫االئتماني قالت في يوليو (تموز) املاضي‬ ‫إن�ه��ا ت�ت��وق��ع أن ي�ظ��ل ال�ن�م��و الحقيقي في‬ ‫الناتج املحلي اإلج�م��ال��ي دون ‪ 2‬ف��ي املائة‬ ‫في ‪ .2016‬وقالت وكالة «موديز» في الشهر‬ ‫ذاته إنها تتوقع نمو االقتصاد ‪ 1.6‬في املائة‬ ‫هذا العام‪.‬‬ ‫وم�ن��ذ س �ن��وات‪ ،‬ي��واج��ه االق�ت�ص��اد اللبناني‬ ‫عراقيل نتيجة االضطرابات اإلقليمية بما‬ ‫ف��ي ذل��ك ال�ح��رب ف��ي ال �ج��ارة س��وري��ا وأزم��ة‬ ‫سياسية أبقت البالد بال رئيس ألكثر من‬ ‫عامني ونصف ال�ع��ام‪ .‬لكن انتخاب رئيس‬ ‫الجمهورية العماد ميشال ع��ون ف��ي وقت‬ ‫سابق في نوفمبر املاضي‪ ،‬وتوقع تشكيل‬ ‫ال �ح �ك��وم��ة ب ��رئ ��اس ��ة س �ع��د ال� �ح ��ري ��ري ق��د‬ ‫ي�س��اع��دان ف��ي تخفيف األزم ��ة السياسية‬ ‫في لبنان‪.‬‬ ‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪75‬‬

‫السعودية تستهدف زيادة‬ ‫إيرادات التعدين أكثر من ‪3‬‬ ‫أمثاهلا بحلول ‪2030‬‬ ‫ج � ��دة‪ :‬ق ��ال وزي � ��ر ال �ط��اق��ة ال �س �ع��ودي خ��ال��د‬ ‫الفالح إن اململكة تخطط لزيادة إسهام قطاع‬ ‫ال�ت�ع��دي��ن ب�ه��ا ف��ي ال�ن��ات��ج امل�ح�ل��ي اإلج�م��ال��ي‬ ‫إلى أكثر من ‪ 3‬أمثاله بحلول عام ‪ .2030‬وأبلغ الفالح‬ ‫الصحافيني خ�لال مؤتمر ف��ي ج��دة أن اململكة تضع‬ ‫اللمسات األخيرة على استراتيجية للتعدين تهدف‬ ‫إل��ى زي ��ادة اإلي� ��رادات السنوية للقطاع م��ن ‪ 64‬مليار‬ ‫ري��ال (‪ 17‬مليار دوالر) إل��ى ‪ 240‬مليار ري��ال بحلول‬ ‫‪ .2030‬وأضاف أن الوزارة ستطور هذا القطاع الحيوي‬ ‫لتضاعف ع��دد ف��رص العمل امل�ت��واف��رة ب��ه إل��ى املثلني‬ ‫وتعزز أنشطة التنقيب‪ .‬وتتضمن جهود السعودية‬ ‫ال��رام�ي��ة لبناء اقتصاد ال يعتمد على النفط والدعم‬ ‫الحكومي ُّ‬ ‫تحول اململكة تجاه استخراج االحتياطيات‬ ‫الضخمة غير املستغلة من البوكسيت الذي يستخدم‬ ‫في صناعة األملنيوم إلى جانب احتياطيات الفوسفات‬ ‫والذهب والنحاس واليورانيوم‪ .‬وتهدف السعودية‬ ‫إل��ى تنفيذ استراتيجية التعدين الجديدة في أوائ��ل‬ ‫العام املقبل‪ .‬وقالت شركة التعدين العربية السعودية‬ ‫(م� �ع ��ادن) إن ق �ط��اع ال�ت�ع��دي��ن س �ي��در ‪ 97‬م�ل�ي��ار ري��ال‬ ‫ً‬ ‫سنويا‪ ،‬وسيوفر ‪ 90‬أل��ف وظيفة جديدة في غضون‬ ‫‪ 5‬سنوات‪.‬‬

‫«أكوا السعودية» تفوز بعقد طاقة شمسية‬ ‫بقيمة ‪ 220‬مليون دوالر باملغرب‬ ‫م��راك��ش‪ :‬ق��ال��ت «أك ��وا ب ��اور إن�ت��رن��اش��ون��ال»‬ ‫ال �س �ع��ودي��ة إن ات� �ح ��اد ش ��رك ��ات ب�ق�ي��ادت�ه��ا‬ ‫ف��از بعقد قيمته ‪ 220‬مليون دوالر لبناء ‪3‬‬ ‫محطات كهرباء تعمل بالطاقة الشمسية في املغرب‬ ‫والصحراء الغربية قدرتها اإلجمالية ‪ 170‬ميغاواط‪.‬‬ ‫وبموجب العقد‪ ،‬تتولى «أكوا» بناء وتشغيل محطة‬ ‫ش�م�س�ي��ة ق��درت �ه��ا ‪ 70‬م �ي �غ��اواط ف��ي م��دي�ن��ة ورزازات‬ ‫ب �ج �ن��وب امل �م �ل �ك��ة وم �ح �ط �ت�ين أخ ��ري�ي�ن ق��درت �ه �م��ا ‪80‬‬ ‫و‪ 20‬م �ي �غ��اواط ف ��ي ال �ع �ي��ون وب ��وج ��دور ب��ال�ص�ح��راء‬ ‫ال�غ��رب�ي��ة‪ .‬وح ��دد «ك��ون�س��ورت�ي��وم أك ��وا» س�ع��ر عرضه‬ ‫عند ‪ 0.4614‬درهم مغربي (‪ 0.0460‬دوالر) للكيلوات‪.‬‬ ‫ويضم «الكونسورتيوم» شركات «تشنت» الصينية‬ ‫و«ستيرلنغ آن��د ويلسون» و«ش��اب��ورج��ي» بالونجي‬ ‫الهنديتني‪ .‬وي�ع�ت��زم امل�غ��رب إق��ام��ة نحو ‪ 10‬محطات‬ ‫شمسية ف��ي أن�ح��اء ال�ب�لاد لتوليد م��ا يصل إل��ى ‪300‬‬ ‫ميغاواط من أجل استقرار شبكة الكهرباء في مواجهة‬ ‫متنام‪ .‬وأنشأت «أكوا باور» بالفعل أول محطة‬ ‫طلب‬ ‫ٍ‬ ‫بقدرة ‪ 16‬ميغاواط في املغرب وه��ي محطة «ن��ور ‪»1‬‬ ‫الواقعة قرب مدينة ورزازات وبدأت في بناء محطتي‬ ‫«نور ‪ »2‬و«نور ‪ »3‬باملنطقة نفسها‪ .‬ويخطط املغرب‬ ‫ً‬ ‫أيضا لطرح مناقصات لبناء محطتي كهرباء تعمالن‬ ‫ب��ال�ط��اق��ة ال�ش�م�س�ي��ة ب �ق��درة إج�م��ال�ي��ة ت�ص��ل إل ��ى ‪800‬‬ ‫ميغاواط بحلول مطلع ‪ 2017‬في مدينة ميدلت بوسط‬ ‫اململكة‪.‬‬

‫‪74‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫رئيس «طيران اإلمارات»‪ :‬هناك‬ ‫مشكالت فنية في محركات‬ ‫طائرات «إيرباص‬‪»‬‬‬‭A380‬‬ ‫برلني‪ :‬قال رئيس شركة طيران‬ ‫اإلمارات تيم كالرك إن الشركة‬ ‫لديها بعض املشكالت الفنية‬ ‫ال�ت��ي تتعلق ب�م�ح��رك��ات «رول ��ز روي��س»‬ ‫ف��ي ط��ائ��رات «‬‬‪ »‭‭A380‬م��ن إن�ت��اج شركة‬ ‫«إي��رب��اص»‪ ،‬لكن الشركة ما زال��ت تأمل‬ ‫في تسلم أول طائرة كما هو مقرر خالل‬ ‫ديسمبر (كانون األول) الحالي‪.‬‬ ‫ول � ��دى س ��ؤال ��ه ع �م��ا إذا ك��ان��ت «ط �ي��ران‬ ‫اإلمارات» تدرس تأجيل تسلم الطائرات‬ ‫في ضوء البيئة التشغيلية الصعبة‪ ،‬قال‬ ‫كالرك إن الشركة ال تفكر في ذلك لكن‬ ‫ه�ن��اك ب�ع��ض امل�ش�ك�لات الفنية املتعلقة‬ ‫بمحركات «رول��ز روي��س» حديثة العهد‬ ‫ع�ل��ى أس �ط��ول «ط �ي��ران اإلم � � ��ارات»‪ ،‬وإن‬ ‫هناك حاجة ملعالجة تلك املشكالت التي‬ ‫لم يحددها‪.‬‬ ‫وقال كالرك في لقاء مع الصحافيني في‬ ‫برلني‪« :‬نريد املحركات كما هي موصوفة‬ ‫في العقد»‪ ،‬لكنه أحجم عن الخوض في‬ ‫تفاصيل‬

‫«دايملر» تستثمر ‪ 10‬مليارات يورو في تطوير سيارات كهربائية‬ ‫ف � ��ران� � �ك� � �ف � ��ورت‪:‬‬ ‫ق � � � � � � � ��ال رئ � � �ي� � ��س‬ ‫إدارة األب� �ح ��اث‬ ‫وال � �ت � �ط� ��وي� ��ر ف � ��ي ش ��رك ��ة‬ ‫«دايملر» األملانية لصناعة‬ ‫السيارات توماس فيبر إن‬ ‫دايملر تعتزم استثمار ما‬ ‫ي �ص��ل إل ��ى ‪ 10‬م �ل �ي��ارات‬ ‫ي��ورو (‪ 11‬مليار دوالر)‬ ‫ف� � ��ي ت � �ط� ��وي� ��ر س� � �ي � ��ارات‬ ‫كهربائية‪.‬‬ ‫وت �س� �ت� �ث� �م ��ر ال� �ش ��رك ��ات‬ ‫األملانية بشكل كبير في‬ ‫ال �س �ي��ارات ال�ك�ه��رب��ائ�ي��ة‪،‬‬ ‫التي كانت تتجنبها في‬ ‫امل��اض��ي‪ ،‬بسبب ارت�ف��اع‬ ‫تكاليفها ونطاق تشغيلها املحدود‪ ،‬ولكنها اآلن‬ ‫تستفيد من التقدم ال��ذي ح��دث في اآلون��ة األخ�ي��رة في‬ ‫تكنولوجيا البطاريات ورد الفعل العنيف ضد األدخنة‬ ‫الناجمة عن الديزل‪.‬‬ ‫وأدى اآلن ال �ت �ق��دم ال�ت�ك�ن��ول��وج��ي ل ��زي ��ادة م ��دى س�ي��ارة‬ ‫كهربائية بما يصل إلى ‪ 50‬في املائة إلى تحفيز شركتي‬

‫«فولكس فاغن» و«داي�م�ل��ر» و«م��وردي��ن»‪ ،‬مثل‬ ‫«بوش» و«كونتننتال» على القيام باستثمارات ضخمة‪.‬‬ ‫وقال فيبر‪« :‬بحلول ‪ 2025‬نريد تطوير ‪ 10‬سيارات‬ ‫كهربائية ً‬ ‫بناء على التصميم نفسه‪ .‬من أجل هذا‬ ‫الحملة نريد استثمار م��ا يصل إل��ى ‪ 10‬مليارات‬ ‫يورو»‪‬‬‬‬‬.‬‬

‫فتيات ماليزيات مسلمات يقفن‬ ‫اللتقاط صورة شخصية مع صورة‬ ‫لدونالد ترامب املرشح لالنتخابات‬ ‫الرئاسية األميركية خالل حدث يتبع‬ ‫نتائج االنتخابات في كواالالمبور‬ ‫في ‪ 9‬نوفمبر ‪ .2016‬لقد أدهش‬ ‫دونالد ترامب أمريكا و العالم ‪ -‬راكبًا‬ ‫موجة االستياء الشعبوي للتغلب‬ ‫على هيالري كلينتون في السباق‬ ‫ليصبح الرئيس الخامس و األربعني‬ ‫للواليات املتحدة‪.‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪73‬‬

‫‪72‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫دون اجملمعات االنتخابية‪ ..‬سوف ننتقل إلى عالم «مباريات الجوع»‬ ‫أصبح‬

‫بقلم‪ :‬جون كاس *‬

‫األميركيون يشعرون بالضجر من السياسة‬ ‫ح �ت ��ى إن � ��ك إذا ذك� � ��رت ألح� ��ده� ��م ج �م �ل��ة م�ث��ل‬ ‫«فلنتخلص من املجمعات االنتخابية»‪ ،‬يمكنه‬ ‫أن يغرس دبوسا في عينه‪.‬‬ ‫من فضلكم ال تؤذوا أنفسكم! كما أن إيذاء العني يتضمن قدرا كبيرا‬ ‫وصادما من الدراما‪.‬‬ ‫إذن ما الذي يمكن أن يحدث إذا ما تخيلنا املستقبل األميركي دون‬ ‫املجمعات االنتخابية‪ ،‬فقط إلثارة الحماس بعض الشيء؟‬ ‫ت�خ�ي�ل��وا أم �ي��رك��ا وه ��ي ل��دي�ه��ا ش�ع��ب س�ع�ي��د وم��زده��ر ي�ع�ي��ش في‬ ‫الساحلني الشرقي والغربي‪ ،‬لديه تعليم وسلوكيات مثالية ووسائل‬ ‫ترفيه وث��روة‪ .‬باإلضافة إل��ى وس��ائ��ل ال��راح��ة التي تتزامن م��ع ذلك‬ ‫املستقبل الرائع‪ ،‬مثل سيارات دون سائق‪ ،‬وأجهزة روب��وت أقرب‬ ‫للبشر وق��در ال نهائي من املعلومات التي يتم نقلها عبر شرائح‬ ‫إلكترونية إلى الجمجمة مباشرة‪.‬‬ ‫وماذا عن قلب أميركا‪ ،‬التي يطلق عليها السياسيون «البالد التي‬ ‫نمر عليها أثناء الطيران» وما زلت أنا وأنت نطلق عليها في وسط‬ ‫غرب الواليات املتحدة؟ «مباريات الجوع»‪.‬‬ ‫وج ��وه ن�ح�ي�ف��ة‪ ،‬وم�لاب��س م�ت�ه��رئ��ة وآف ��اق ك�ئ�ي�ب��ة‪ .‬ب��واب��ة كهربائية‬ ‫عمالقة تمتد بطول ما يطلق عليه «ال��والي��ات» ولكنه يحمل فعليا‬ ‫اسم «املناطق»‪ ،‬التي يدير كل منها حاكم يعينه الرئيس‪ .‬وحفر طينية‬ ‫كبيرة تحتل مكان البحيرات العظمى وشباب نحيل يحاول اصطياد‬ ‫املخلوقات بالقوس والسهم لكي يحصل على قطعة لحم للغداء‪.‬‬ ‫هل هذا ممكن؟ غالبا ال‪.‬‬ ‫بل إنني أعتذر حتى عن كتابة هذه الفكرة الغبية‪ ،‬وعن املزج الغبي‬ ‫بني السياسات الرئاسية والخيال العلمي‪ .‬أحدهما حقيقة‪ ،‬واآلخر‬ ‫محض خيال‪ .‬إنه خطأي‪.‬‬ ‫في الحقيقة‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬التقى الرئيس باراك أوباما والرئيس‬ ‫املنتخب دونالد ترامب في البيت األبيض‪ ،‬وأجريا حوارا طويال ووديا‬ ‫وكانا يبتسمان ويقوالن أشياء لطيفة عن بعضهما البعض‪ ،‬ما‬ ‫املثير في ذلك على أية حال؟‬ ‫ولكن عذري هو أنه كان موسما سياسيا طويال وكانت األعصاب‬ ‫مشدودة وقد عاد األميركيون للحديث مرة أخرى عن التخلص من‬ ‫املجمعات االنتخابية‪.‬‬ ‫إنهم ال يصرخون منادين بالتخلص منها‪ ،‬فهم يتحدثون بعقالنية‬ ‫ومنطقية ومدنية‪.‬‬ ‫ويحدث ذلك في السباقات الرئاسية الساخنة‪ ،‬خاصة عندما يكون‬ ‫املنتصر‪ ،‬ترامب في هذه الحالة‪ ،‬قد فاز بالتصويت االنتخابي ولكنه‬ ‫خسر التصويت الشعبي‪ ،‬أمام هيالري كلينتون بنحو ‪ 200‬ألف‬ ‫صوت وفقا آلخر إحصاء‪.‬‬ ‫فقد حصلت هي على املزيد من األصوات‪ .‬وحصل هو على عدد أكبر‬ ‫من الواليات‪ ،‬ومن ثم فاز بالتصويت في تلك الواليات‪ ،‬وفقا للقانون‪.‬‬ ‫هل هذا عادل؟ أم إنه مجرد خدعة قديمة في وثيقة متهرئة تسمح‬ ‫للنخب بفرض إرادتهم علينا مرارا وتكرارا؟‬ ‫في ظل خسارة كلينتون للتصويت االنتخابي والفوز بالتصويت‬ ‫الشعبي‪ ،‬كما فعل سلفها الديمقراطي آل جور قبل عدة سنوات‪،‬‬ ‫يتحدث العديد من األميركيني حول األسباب التي تجعلهم راغبني‬ ‫في التخلص من املجمعات االنتخابية واملطالبة باالحتكام للتصويت‬ ‫الشعبي‪.‬‬ ‫فيقول أحد أصدقائي‪« :‬إن ذلك عادل‪ .‬فكل صوت له أهمية‪ .‬ويفوز‬

‫املرشح ال��ذي لديه أكبر ع��دد من األص��وات‪ .‬ما الخطأ في ذل��ك؟ إن‬ ‫هذه هي الديمقراطية»‪.‬‬ ‫إن هذا هو ما يطلق عليه ديمقراطية‪ ،‬وهو ما يعني «حكم الشعب»‪،‬‬ ‫أو «حكم الجمهور»‪ ،‬إذا ما كنت قد أحببت األغنيات في املسرحية‬ ‫الغنائية «هاميلتون» أو أحببت قراءتها أكثر‪.‬‬ ‫لقد بدأت الديمقراطية في أثينا القديمة عندما استطاع املواطنون‬ ‫(املواطنون فقط) اتخاذ القرارات‪ .‬وأصبح حكم األغلبية هو العبارة‬ ‫السائدة‪ .‬ومل��اذا ال تحكم األغلبية؟ ومل��اذا تحب األقليات مثل والية‬ ‫نيوهامبشير التي تشتهر بشعار «عيشي حرة أو موتي» أن تهيمن‬ ‫على كاليفورنيا الشعبية؟‬ ‫حتى ترامب نفسه أعرب عن استيائه من املجمعات االنتخابية‪ ،‬وقال‬ ‫ذات مرة‪ :‬إننا يجب أن نتخلص منها‪ .‬فقد نشر تغريدة في عام ‪2012‬‬ ‫قال فيها «املجمع االنتخابي يمثل كارثة بالنسبة للديمقراطية»‪.‬‬ ‫وبالطبع‪ ،‬لم يتحدث ترامب عن رأيه في املجمعات االنتخابية عندما‬ ‫فاز باالنتخابات الرئاسية على كلينتون‪.‬‬ ‫ومع ذلك فإن بعض من صوتوا لهيالري أثاروا القضية ويدافعون‬ ‫عنها بشراسة‪ .‬فيقول أحد القراء من نبرافيل في إلينوي‪« :‬أعتقد‬ ‫أن تلك الفكرة أصبحت عتيقة‪ .‬فلماذا نحرم ذلك العدد الكبير من‬ ‫الناس من التعبير عن أصواتهم عبر عدم االعتراف بأصواتهم؟ إنني‬ ‫أفضل احتساب األصوات الشعبية‪ .‬ما رأيكم؟»‪.‬‬ ‫حسنا‪ ،‬ولكن عندما يسألني الناس‪« :‬ماذا تعتقد؟» فإنني أميل‬ ‫إل��ى إخبارهم‪ ،‬وغالبا ال يعجبهم ذل��ك‪ ،‬ب��أن هناك ح��دودا لفكرة‬ ‫التصويت الشعبي للرئيس‪ .‬فعلى الرغم من أن��ه سيكون أكثر‬ ‫فعالية وسرعة‪ ،‬خاصة في ظل التكنولوجيا املتقدمة‪ ،‬فإنني أفضل‬ ‫الطريقة األكثر بطئا في بعض األش�ي��اء‪ .‬أج��ل‪ ،‬أن��ا غريب بعض‬ ‫الشيء‪.‬‬ ‫كما أن�ن��ي لست م��ن املعجبني بالتصويت امل�ب�ك��ر‪ .‬وأع�ت�ق��د أن��ه إذا‬ ‫كان التصويت أمرا مهما بالنسبة لك‪ ،‬فإنك سوف تذهب في يوم‬ ‫االنتخابات إلى مراكز االقتراع وتدلي بصوتك شخصيا‪.‬‬ ‫ولكننا إذا تخلصنا من املجمعات االنتخابية‪ ،‬سيكون علينا أن نفكر‬ ‫في الشكل القادم؛ حيث إننا سنصبح مضطرين إلجراء استفتاء‬ ‫قومي مباشر على معظم القضايا املهمة‪ .‬وبناء على املزاج األميركي‪،‬‬ ‫يمكننا أن نتأرجح بسرعة من اتجاه آلخر‪.‬‬ ‫ول��ن نصبح بحاجة إل��ى أن ي�ك��ون لدينا مجلس ن��واب أو شيوخ‪.‬‬ ‫فاملشرعون يحتاجون إلى وقت طويل‪ .‬فيما يستطيع الرئيس أن‬ ‫يعني بيروقراطيني يمكنهم التحرك بسرعة كبيرة‪ .‬ولن يكون هناك‬ ‫تمثيل كبير للواليات‪ ،‬بل وربما تختفي الواليات في النهاية‪ ،‬كما هو‬ ‫الحال بالنسبة لفكرة أن مواطني كنتاكي ربما يرون األشياء على‬ ‫نحو مختلف عن مواطني نيويورك‪.‬‬ ‫وربما تصبح السواحل كثيفة السكان هي األكثر أهمية‪ .‬وإذا ما‬ ‫شعرت كاليفورنيا بالحماس وأرادت الحصول على مياه البحيرات‬ ‫العظمى‪ ،‬فسيكون لدينا تصويت قومي عليها‪ .‬أجل‪ .‬خط أنابيب‬ ‫لسحب املياه من البحيرات‪ ،‬وينتهي األمر‪.‬‬ ‫وسيكون لدينا ديمقراطية حقيقية على سبيل التغيير‪ .‬كما ستحكم‬ ‫األغلبية‪ .‬وه��ل تم تصميم تلك التجربة العتيقة التي يطلق عليها‬ ‫جمهورية لكي تصبح بطيئة وغير فعالة وتعبر عن رؤية األقلية؟‬ ‫من الذي يريد ذلك على أية حال؟ <‬ ‫* كاتب عمود في «شيكاغو تريبيون»‪.‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪71‬‬

‫حوادث االختطاف تفجر قضايا أخطر‬

‫ينحدر من داخل األسرة الكبيرة»‪.‬‬ ‫وعن الحلول التي يراها مناسبة للقضاء على الظاهرة‪،‬‬ ‫وعن املطالب املرفوعة بتنفيذ عقوبة اإلعدام في مرتكبيها‪ ،‬يعتقد الباحث في علم االجتماع واألستاذ بجامعة البليدة‬ ‫أكد هواري أن «اإلعدام ال يحل املشكلة»‪ ،‬ألن املعتدين برأيه الدكتور يوسف حنطابلي أن ظاهرة اختطاف األطفال هي‬ ‫«مرضى نفسيون وجب عالجهم»‪ ،‬والغريب في األمر ظاهرة تعبر عن تناول إعالمي مكثف جعلها قضية رأي‬ ‫أنه «ملا أعلن موقفه الرافض لتنفيذ حكم اإلعدام اتهم من ع��ام‪ ،‬ولكن تبقى برأيه «ظاهرة مقلقة‪ ،‬وتعبر عن توجس‬ ‫طرف بعض الجزائريني‪ ،‬وبشكل خاص من الشخصيات املجتمع الجزائري من خالل شعوره بعدم األمن‪ ،‬حيث باتت‬ ‫الدينية‪ ،‬بأنه يعارض حكم القصاص املنصوص عليه في األس��ر تشعر أنها قد تكون معرضة لهذه الظاهرة في أي‬ ‫الشريعة اإلسالمية»‪ ،‬وه��ؤالء يقول عنهم ه��واري إنهم وقت‪ ،‬ما يفسر مرافقة األولياء ألبنائهم إلى املدرسة كل يوم»‪.‬‬ ‫«ال يفقهون في الدين شيئا‪ ،‬وكان عليهم مراجعة القرآن ولفت في حديثه لـ«املجلة» إلى قضية اعتبرها أساسية‪،‬‬ ‫ونصوص السنة النبوية»‪ ،‬حيث قال رسول الله صلى الله وب�خ�ص��وص رأي ��ه ف��ي ه ��ذه ال �ظ��اه��رة ي �ق��ول إن «معظم‬ ‫عليه وآله وصحبه وسلم‪« :‬رفع القلم عن ثالث‪ :‬عن النائم الحاالت كانت من دائرة األسرة سواء األهل أو الجيران‬ ‫حتى يستيقظ‪ ،‬وعن الصبي حتى يبلغ‪ ،‬وعن املجنون وحتى األقارب‪ ،‬وبالتالي أصبح الطفل الحلقة األضعف‬ ‫ف��ي تصفية ح�س��اب��ات ب�ين األس��ر وال�ع��ائ�لات‪ ،‬وه��و من‬ ‫حتى يعقل» (رواه اإلمام أحمد في مسنده)‪.‬‬ ‫وتعتقد الرابطة الجزائرية للدفاع ع��ن حقوق اإلنسان الفئات الهشة داخل املجتمع‪ ،‬ويكون أول ضحية ألي نزاع‬ ‫على لسان ه��واري قدور بأن االهتمام يجب أن ينصب أو تصفية حسابات»‪.‬‬ ‫على كثير من النواحي منها االجتماعية واالقتصادية وعن جدوى املعالجة القانونية للظاهرة يقول إن «القانون‬ ‫وال�ن�ف�س�ي��ة‪ ،‬م��ن خ�ل�ال إق��رار‬ ‫مبادئ املساواة والعدالة بني‬ ‫امل��واط �ن�ي�ن‪ ،‬وم �ح��ارب��ة الفقر‬ ‫وال� �ب� �ط ��ال ��ة‪ ،‬إذ ي �ج��ب ب��رأي��ه‬ ‫«م� �ع ��ال� �ج ��ة األس� � �ب � ��اب ال �ت��ي‬ ‫ت��دف��ع إل��ى ال�ق�ي��ام ب��ال�ج��رائ��م‬ ‫التي يعاقب عليها القانون‬ ‫باإلعدام‪ ،‬ألن التحدي يكمن‬ ‫ف��ي كيفية تطوير املجتمع‬ ‫ب � �ح � �ي� ��ث ي� � �ت � ��م ال � �ت � �ص� ��دي‬ ‫ل � �ل � �م � �ش � �ك�ل��ات واآلف � � � � � ��ات‬ ‫االجتماعية»‪.‬‬ ‫وط��ال��ب ه ��واري ق ��دور من‬ ‫أهل االختصاص في علم‬ ‫االج� �ت� �م ��اع وع �ل ��م ال�ن�ف��س‬ ‫ب � ��دراس � ��ة ه � ��ذه ال �ظ ��اه ��رة‬ ‫وتقديم مقاربات ملعالجة‬ ‫ه � ��ذه ال� �ظ ��واه ��ر واآلف� � ��ات‬ ‫االجتماعية‪ ،‬على أن يكون‬ ‫فتاتان جزائريتان بمنطقة‬ ‫النقاش عمليا وبمشاركة‬ ‫تقع على بعد ‪ 50‬كيلومترا من‬ ‫العاصمة الجزائر (غيتي)‬ ‫ك� � � � ��ل ال� � � �ف � � ��اع� � � �ل� �ي ��ن م ��ن‬ ‫الجمعيات‪ ،‬واملؤسسات‬ ‫املعنية بالطفولة‪ ،‬لبحث‬ ‫سبل التعامل مع املعضلة بصورة مباشرة‪ ،‬ومن‬ ‫خالل معالجة جذور املشكلة‪ ،‬بدل ترك الساحة ملن قال‬ ‫عنهم إنهم «يريدون ركوب املوجة واملتاجرة بآالم األسرة‬ ‫عام ‪ 2015‬شهد تسجيل‬ ‫الجزائرية»‪.‬‬ ‫بواجبها‪،‬‬ ‫�رة‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫األ‬ ‫اضطالع‬ ‫�رورة‬ ‫�‬ ‫ض‬ ‫«‬ ‫�ى‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫�واري‬ ‫ودع��ا ه�‬ ‫‪ 15‬حالة اختطاف ثم قتل‪..‬‬ ‫وعدم ترك أبنائها في الشارع‪ ،‬ومحاربة عمالة األطفال‬ ‫والتسول بهم‪ ،‬إل��ى جانب محاربة االت�ج��ار باملخدرات‪ ،‬وسجلت أكثر من ‪ 220‬محاولة‬ ‫ومحاربة املشعوذين والدجالني وممارسي الرقية» التي‬ ‫اختطاف خالل العام الحالي‬ ‫انتشرت بعد أن أصبحت «تجارة رائجة‪ ،‬أسهمها في‬ ‫تصاعد من دون رقابة أو ضوابط الرقية الشرعية»‪.‬‬ ‫منهم ‪ 8‬أطفال تعرضوا‬ ‫ودع��ا باملقابل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إل��ى عدم‬ ‫إص ��دار ع�ف��و رئ��اس��ي ع��ن امل�س��اج�ين‪ ،‬وه ��ذا األم ��ر ال��ذي‬ ‫لجريمة القتل العمدي‬ ‫يعتبره كثيرون سببا مهما في انتشار الجريمة‪ ،‬ألن‬ ‫اإلعفاء عن املساجني يكرس سياسة الهروب من العقاب‪.‬‬

‫‪,,‬‬

‫‪,,‬‬

‫‪70‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫موجود كنصوص‪ ،‬ولكن يبقى تطبيقه مرهونا بحيثيات‬ ‫القضية ودوافع هذا الفعل‪ ،‬حيث غالبا ما نصطدم بكون‬ ‫ال�ف��اع��ل م��ن ال��وس��ط ال�ع��ائ�ل��ي‪ ،‬أو م��ن األق� ��ارب‪ ،‬وال�ل�ج��وء‬ ‫إل ��ى االخ �ت �ط��اف ي�ف�ج��ر ق�ض�ي��ة أخ �ط��ر م��ن االخ �ت �ط��اف‪،‬‬ ‫مثل مشكالت مالية‪ ،‬أو مشكالت الخيانة الزوجية‪ ،‬أو‬ ‫مشكالت امليراث»‪.‬‬ ‫وأش��ار باملقابل إل��ى وج��ود ح��االت اختطاف مرتبطة‬ ‫ب �ش �ب �ك��ات خ��اص��ة ال �ت��ي ت �ت��اج��ر ب ��األع� �ض ��اء‪ ،‬أو لها‬ ‫م�م��ارس��ات مثل السحر وغ�ي��ره��ا‪ ،‬وه�ن��ا القضية في‬ ‫ت�ق��دي��ره ت�ت�ج��اوز م�ج��رد اخ�ت�ط��اف أط�ف��ال ب��ل بوجود‬ ‫دوائر للجريمة على مصالح األمن أن تنتبه إليها‪ ،‬ألن‬ ‫هذه الجماعات لها ممارسات تدخل في إطار الجريمة‬ ‫املنظمة‪ ،‬ولهذا يجعل محاربتها في إطار استراتيجية‬ ‫أمنية شاملة‪.‬‬ ‫وبخصوص جدوى لجوء وزارة الداخلية ومصالح األمن‬ ‫إلى تخصيص رقم أخضر للتبليغ بأي محاولة اختطاف‪،‬‬ ‫يعتقد حنطابلي أن هذا اإلجراء يدخل في إطار زرع نوع‬ ‫من الطمأنينة ل��دى امل��واط��ن‪ ،‬ويكبح محاولة االختطاف‬ ‫كفعل مباشر‪ ،‬ولكن ال يقضي‬ ‫على أسبابها ب��رأي��ه ألن هذه‬ ‫ال� �ظ ��اه ��رة ك �م��ا ي� �ق ��ول «ت �ع �ب��ر‬ ‫عن مشكل اجتماعي وتفكك‬ ‫للروابط االجتماعية التي كانت‬ ‫ضامنا لحماية األفراد والعائلة‬ ‫م ��ن أي اع� �ت ��داء خ ��ارج ��ي‪ ،‬ألن‬ ‫رم��زي��ة األس � ��رة وال �ع��ائ �ل��ة ال�ت��ي‬ ‫تعبر عن تماسكها وتضامنها‬ ‫ي�م�ن��ع أي اع �ت��داء ع�ل�ي�ه��ا وع�ل��ى‬ ‫أفرادها»‪.‬‬ ‫م��ن ج��ان �ب��ه‪ ،‬أك ��د رئ �ي��س شبكة‬ ‫ندى لحقوق الطفل عبد الرحمن‬ ‫ع ��رع ��ار ل �ـ«امل �ج �ل��ة» أن ال �ج��زائ��ر‬ ‫ت �س �ج��ل س �ن��وي��ا ‪ 220‬م �ح��اول��ة‬ ‫اخ � �ت � �ط� ��اف‪ ،‬ف � ��ي ح �ي��ن أح �ص��ت‬ ‫شبكته نحو ‪ 15‬ح��ال��ة اختطاف‬ ‫متبوعة بالقتل في عام ‪.2015‬‬ ‫وذكر عرعار أن سلسة اإلجراءات‬ ‫التي بادرت بها الحكومة ستقلل‬ ‫م ��ن ه� ��ذه ال� � �ح � ��وادث‪ ،‬وأش� � ��ار ف��ي‬ ‫ه� ��ذا ال �س �ي��اق إل� ��ى أن اإلج � � ��راءات‬ ‫تتمثل في «تشديد العقوبات ضد‬ ‫جرائم االختطاف املتبوعة بالقتل‬ ‫والتنكيل‪ ،‬إلى جانب وضع مخطط لليقظة والتبليغ على‬ ‫م�س�ت��وى وزارة ال �ع��دل‪ ،‬ف��ي ان�ت�ظ��ار ن��زول��ه إل��ى ال�ب��رمل��ان‬ ‫ملناقشته وإثرائه»‪ ،‬وهو املخطط الذي يقول عنه إنه «كان‬ ‫في البداية خاصا بالقضاء ومصالح األمن‪ ،‬واآلن سيتم‬ ‫تعميمه ليشمل املواطنني من خالل إشراكهم في اإلعالم‬ ‫والتبليغ عن الجرائم التي ترتكب في الفضاءات العامة‪،‬‬ ‫مثل املطارات‪ ،‬واملوانئ‪ ،‬والطرقات والساحات العمومية‬ ‫وغيرها»‪.‬‬ ‫وإذا كانت اإلج ��راءات السابقة هدفها ف��ك لغز الجرائم‬ ‫وطريقة التعامل معها إلنقاذ الضحايا‪ ،‬إال أن األهم اآلن‬ ‫حسب عرعار هو «العمل على وقاية الشباب من االنخراط‬ ‫في الجرائم من خ�لال التكفل بالفئات الهشة املعرضة‬ ‫لدخول عالم اإلجرام»<‬

‫أطفال في أحد االحياء الشعبية بمدينة تلمسان الجزائرية (غيتي)‬

‫قانون العقوبات الجزائري‬ ‫ورغ��م أن ق��ان��ون العقوبات ال�ج��زائ��ري امل�ع� ّ�دل ف��ي يوليو‬ ‫(ت �م��وز) ‪ 2015‬ي�ن��ص ف��ي م��ادت��ه ‪ 293‬ب��ال�س�ج��ن امل��ؤب��د‬ ‫ضد مرتكبي جرائم االختطاف بحق القصر‪ ،‬أو محاولة‬ ‫االختطاف باستعمال العنف أو التهديد‪ ،‬أو م��ن خالل‬ ‫ت�ع��ري��ض ال �ق��اص��ر إل ��ى أي ش�ك��ل م��ن أش �ك��ال ال�ت�ع��ذي��ب‬ ‫وامل�ط��ال�ب��ة ب��ال�ف��دي��ة‪ ،‬إال أن ه��ذه ال�ع�ق��وب��ات ل��م تكف ل��ردع‬ ‫مرتكبي هذه الجرائم‪ ،‬وهو ما دفع بأسر الضحايا وبعض‬ ‫الجمعيات واملنظمات إلى املطالبة بتنفيذ حكم اإلعدام ضد‬ ‫مختطفي األط�ف��ال‪ ،‬وه��و الحكم ال��ذي ال ينفذ بالجزائر‬

‫‪,,‬‬

‫تشير الرابطة الجزائرية‬ ‫للدفاع عن حقوق اإلنسان إلى‬ ‫أن حوادث اختطاف األطفال‬ ‫برزت بشكل الفت منذ ‪2008‬‬

‫‪,,‬‬

‫(مجلس الشيوخ) يسأله فيه عن أسباب إحصاء مائتي‬ ‫حالة اختطاف في العام نفسه‪ ،‬وعن اإلج��راءات املتخذة‬ ‫الح�ت��واء ال�ظ��اه��رة‪ ،‬إل��ى «ع��دم التهويل اإلع�لام��ي وتناول‬ ‫ً‬ ‫«كثيرا من الحاالت‬ ‫الظاهرة بموضوعية»‪ ،‬وأوضح لوح أن‬ ‫املعلن عنها تتعلق باختفاء ط��وع��ي ل�لأط�ف��ال ألسباب‬ ‫مدرسية أو عائلية ويغيب عنها طابع الجريمة»‪.‬‬

‫منذ عام ‪.1993‬‬ ‫وع�ب��ر شبكات ال�ت��واص��ل االج�ت�م��اع��ي ت�ص��درت ح��وادث‬ ‫االخ �ت �ط��اف م�خ�ت�ل��ف ال �ص �ف �ح��ات االج �ت �م��اع �ي��ة‪ ،‬وأط �ل��ق‬ ‫ناشطون ً‬ ‫كثيرا من الهاشتاغات للمطالبة بتفعيل وتطبيق‬ ‫حكم اإلعدام بحق مرتكبي جرائم اختطاف وقتل األطفال‪.‬‬

‫وبهدف مكافحة ظاهرة اختطاف األطفال صادق البرملان‬ ‫الجزائري في مايو (أيار) ‪ 2015‬على قانون جديد خاص‬ ‫بحماية الطفل‪ ،‬وقال حينها وزير العدل حافظ األختام‬ ‫ال�ط�ي��ب ل ��وح إن ه ��ذا ال �ن��ص ال�ق��ان��ون��ي «ي �ع��زز ال�ت��رس��ان��ة‬ ‫القانونية الوطنية في مجال حماية الطفل‪ ،‬ويشكل لبنة‬ ‫تضاف إلى الصرح القانوني الوطني»‪.‬‬ ‫وبنص هذا القانون على استحداث هيئة يرأسها مفوض‬ ‫تتكفل بالتنسيق مع مختلف الهيئات الوزارية‪ ،‬ومنظمات‬ ‫املجتمع املدني املهتمة بحماية الطفل‪ ،‬كما ينص القانون‬ ‫على مساعدة األس��ر الضعيفة والهشة والفقيرة على‬ ‫تجاوز أوضاعها ملساعدتها على التكفل األمثل باألطفال‪.‬‬ ‫وخالل األشهر املاضية عملت وزارة العدل رفقة وزارات‬ ‫أخ��رى على غ��رار الداخلية والنقل واالتصال بالتنسيق‬ ‫مع الجهات األمنية حاليا على إعداد «مخطط إنذار» يتم‬ ‫تفعيله مباشرة بعد اإلب�لاغ عن حالة اختطاف‪ ،‬بهدف‬ ‫التدخل السريع‪ ،‬وجمع املعلومات التي تفيد املحققني في‬ ‫الوصول حل الجريمة‪.‬‬ ‫وتزامنا مع االحتفال باليوم العاملي للطفل املصادف لـ‪20‬‬ ‫نوفمبر من كل ع��ام‪ ،‬ودعما ملخطط اإلن��ذار أعلن اللواء‬ ‫عبد الغني هامل املدير العام للشرطة الجزائرية وضع‬ ‫حيز الخدمة الرقم األخضر الجديد ‪ 104‬املخصص لدعم‬ ‫املخطط الوطني ل�لإن��ذار باختطاف أو اختفاء األطفال‪،‬‬ ‫تحت شعار «اتصلوا نحن في الخدمة»‪.‬‬ ‫ودع ��ا ال �ل��واء ح�س��ب ب�ي��ان امل��دي��ري��ة ال�ع��ام��ة للشرطة إل��ى‬ ‫«ضرورة مكافحة حاالت العنف ضد األطفال وإهمالهم‬ ‫واس�ت�غ�لال�ه��م»‪ ،‬معتبرا «إط�ل�اق امل��دي��ري��ة ال�ع��ام��ة لألمن‬ ‫ال��وط�ن��ي للخط الهاتفي األخ�ض��ر ال�ج��دي��د ‪ 104‬تدعيما‬ ‫للمخطط الوطني لإلنذار باختفاء أو اختطاف األطفال‬ ‫الرامي لتقديم النجدة للضحية»‪ ،‬وهو خط‪ ،‬كما يضيف‬ ‫ال�ل��واء‪« ،‬يخصص أيضا لحماية باقي الفئات الضعيفة‬ ‫كاملسنني‪ ،‬وذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬الذين هم في خطر‬ ‫قد يمس أمنهم وسالمتهم البدنية والنفسية‪ ،‬بوقوعهم‬ ‫ضحايا جريمة يعتدى من خاللها على الطفل‪ ،‬وتضر‬ ‫بسالمته البدنية واملعنوية»‪.‬‬ ‫هواري قدور‪ :‬القضاء على الظاهرة يكون بعالج أسبابها‬ ‫في حديثه لـ«املجلة» كشف األمني الوطني املكلف بامللفات‬ ‫املختصة على مستوى ال��راب�ط��ة ال�ج��زائ��ري��ة ل�ل��دف��اع عن‬ ‫حقوق اإلنسان هواري قدور بأن «‪ 93‬في املائة من أسباب‬ ‫تفشي جريمة االختطاف وقتل األطفال ببالده مرتبطة‬ ‫بأسباب اجتماعية‪ ،‬نفسية وأخ��رى اق�ت�ص��ادي��ة‪ ،‬بفعل‬ ‫تشنجات وتعصب في املجتمع الجزائري»‪.‬‬ ‫ومن أهم العوامل املؤثرة على ضوء التحليالت التي يقول‬ ‫إنه قام بها من خالل دراس��ة ‪ 15‬قضية اختطاف وقتل‬ ‫األطفال لسنة ‪ 2015‬تبني له أن ‪ 32‬في املائة من الجرائم‬ ‫مرتبطة بـالشذوذ الجنسي‪ ،‬و‪ 15‬في املائة مرتبطة بتصفية‬ ‫الحسابات واالنتقام‪ ،‬بينما تمثل الجرائم املرتبطة بطلب‬ ‫الفدية نحو ‪ 13‬في املائة‪ ،‬والسحر والشعوذة بنسبة ‪11‬‬ ‫ف��ي امل��ائ��ة‪ ،‬و‪ 10‬ف��ي امل��ائ��ة مرتبطة باستغالل املصابني‬ ‫بأمراض نفسية من طرف تجار الرقية والدجالني‪ ،‬والباقي‬ ‫أسباب خفية وغير ظاهرة‪.‬‬ ‫وفي الوقت الذي أكد فيه أن بعض الجرائم تجتمع فيها‬ ‫ع��دة أس�ب��اب‪ ،‬تتداخل ف��ي شخصية الجاني وت��ؤث��ر في‬ ‫سلوكه تجاه نفسه وتجاه مجتمعه‪ ،‬إال أن��ه الح��ظ بكل‬ ‫أس��ف «أن��ه ‪ 99‬ف��ي امل��ائ��ة م��ن ال �ح��االت ال�ت��ي عولجت في‬ ‫قضايا األطفال بني عامي ‪ 2015‬و‪ 2016‬أظهرت أن الفاعل‬ ‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪69‬‬

‫خالل السنوات األخيرة‪ ،‬اهتز‬ ‫كثير من املدن الجزائرية‬ ‫على وقع جرائم مروعة راح‬ ‫ضحيتها أطفال في عمر‬ ‫الزهور‪ ،‬وهي الجرائم التي‬ ‫دفعت بالجزائريني بمختلف‬ ‫مشاربهم وأعمارهم للتظاهر‬ ‫في كثير من املناسبات‪،‬‬ ‫ملطالبة الحكومة باحتواء‬ ‫الظاهرة‪ ،‬وردع مرتكبيها‪،‬‬ ‫بتفعيل وتنفيذ عقوبة‬ ‫اإلعدام بحقهم‪.‬‬

‫رئيس شبكة ندى لحقوق الطفل‪ :‬وقاية الشباب عامل مهم الحتواء الظاهرة‬

‫ظاهرة اختطاف األطفال كابوس يرعب األسر الجزائرية‬

‫الجزائر‪ :‬ياسني بودهان‬

‫(منظمة غير حكومية) في أحدث تقرير لها ‪ -‬تحصلت‬ ‫«املجلة» على نسخة منه ـــ إلى أن حوادث اختطاف األطفال‬ ‫ب��رزت بشكل الف��ت منذ ‪ ،2008‬كما تقول الرابطة إنها‬ ‫ٍّ‬ ‫«حذرت السلطات من تفاقم الظاهرة»‪.‬‬ ‫ولفتت الرابطة ف��ي تقريريها إل��ى أن «ع��ام ‪ 2015‬شهد‬ ‫تسجيل ‪ 15‬حالة اختطاف ثم قتل»‪ ،‬في حني سجلت أكثر‬ ‫من ‪ 220‬محاولة اختطاف خالل العام الحالي ‪ .2016‬منهم‬ ‫‪ 8‬أطفال تعرضوا لجريمة القتل العمدي‪ ،‬كما أن هناك‬ ‫كثيرا من القضايا تقول الرابطة «غير معروفة املعالم‬ ‫والحيثيات‪ ،‬تتراوح بيم القتل العمدي واالنتحار آخرها‬ ‫قضية في يوم ‪ 19‬نوفمبر (تشرين الثاني) املاضي وتم‬ ‫العثور على طفل عمره ‪ 16‬عاما من مدينة عني وسارة‬ ‫جثة هامدة بعد اختفائه ملدة ‪ 11‬يوما دون أن تتحدث عنه‬ ‫وسائل اإلعالم املحلية»‪.‬‬

‫س�ن��اء‪ ،‬أي�م��ن‪ ،‬ميلود‪ ،‬ي��اس��ر‪ ،‬ه ��ارون‪ ،‬شيماء‪،‬‬ ‫إب��راه �ي��م‪ ،‬ن�ه��ال وغ�ي��ره��م م��ن أط �ف��ال ال�ج��زائ��ر‪،‬‬ ‫ّ سوف تبقى ذكراهم في مخيلة الجزائريني‪ ،‬بعد‬ ‫أن علقت صورهم على جدران محطات نقل املسافرين‪،‬‬ ‫وفي الشوارع الرئيسية‪ ،‬بحثا عنهم أليام وأسابيع‪ ،‬وبعد‬ ‫أن تابع الجزائريون بحرقة وخوف أخبارهم عبر مختلف‬ ‫وسائل اإلعالم املحلية التي تنقل خبرا صادما‪ ،‬وتنعى‬ ‫في كل مرة خبر وفاة ومقتل أحدهم‪ ،‬بعد أن تم العثور‬ ‫عليه أشالء في كيس بالستيكي‪ ،‬أو في حقيبة‪ ،‬أو في‬ ‫أحد مجاري املياه‪.‬‬ ‫وت�ش�ي��ر األرق� ��ام ال��رس�م�ي��ة إل��ى ت�ف��اق��م ح ��االت اختطاف‬ ‫األطفال منذ عام ‪ ،2008‬وحسب مجلس الوزراء فإن عدد‬ ‫الحاالت املسجلة ارتفعت من أربع حاالت منذ عام ‪2008‬‬ ‫إلى ‪ 31‬حالة بني عامي ‪ 2012‬و‪ .2013‬وتشير اإلحصاءات ظاهرة العنف‬ ‫إلى أن نحو ‪ 80‬في املائة من املختطفني تم تحريرهم‪.‬‬ ‫�ان‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫وتشير ال��راب�ط��ة ال�ج��زائ��ري��ة ل�ل��دف��اع ع��ن ح�ق��وق اإلن�‬ ‫ول �ف��ت رئ �ي��س ال�ه�ي�ئ��ة ال��وط�ن�ي��ة ل�ت��رق�ي��ة وح �م��اي��ة ح�ق��وق‬

‫‪68‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫الطفل الدكتور مصطفى خياطي في حديثه لـ«املجلة»‬ ‫إل��ى «ض��رورة التفريق ب�ين ح��وادث االختطاف املرتبطة‬ ‫بالجريمة‪ ،‬وب�ين ح��وادث االخ�ت�ف��اء التي يكون أسبابها‬ ‫مرتبطة باملشكالت العائلية واملدرسية»‪.‬‬ ‫وأك ��د خ�ي��اط��ي أن «ح� ��وادث االخ �ت �ط��اف ل�ي�س��ت املشكلة‬ ‫الوحيدة التي تهدد الطفل الجزائري‪ ،‬بل ظاهرة العنف‬ ‫املرتكب بحقهم‪ ،‬والتي أخذت منحى خطيرا ووصلت إلى‬ ‫أكثر من ‪ 50‬ألف حالة اعتداء سنويا‪ ،‬معظمها ال يسجل‬ ‫بسبب عدم التبليغ عنها»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ونوه باملقابل بترسانة القوانني واإلج��راءات التي أقرتها‬ ‫الحكومة الجزائرية في سبيل احتواء الظاهرة‪ ،‬بداية بإقرار‬ ‫قانون حماية الطفل‪ ،‬وص��وال إل��ى وض��ع مخطط إن��ذار‪،‬‬ ‫وأخ�ي��را وض��ع رق��م هاتفي خ��اص بالتبليغ ع��ن ح��وادث‬ ‫االختطاف‪.‬‬ ‫ورغم تأكيده على أن عدد حاالت االختطاف بلغت العام‬ ‫امل��اض��ي ‪ 15‬ح��ال��ة متبوعة بالقتل ال�ع�م��دي أو االع �ت��داء‬ ‫الجنسي أو طلب فدية‪ ،‬فإن وزير العدل الطيب لوح دعا‬ ‫في معرض رده على سؤال وجهه له نائب بمجلس األمة‬

‫> مقاتلة كردية بمعركة تحرير املوصل‪« :‬داعش» يدرك أن املقاتالت الكرديات يفضلن االنتحار على أن‬ ‫تنتهك كرامتهن‪ ..‬والفدائية بيريفان أنهت حياتها بآخر طلقة معها خشية الوقوع أسيرة في أيديهم‬

‫كرديات إيرانيات في حزب الحرية (املجلة)‬

‫في الفترة بني مارس (آذار) وسبتمبر (أيلول) ‪2015‬‬ ‫في الخطوط األمامية‪ ،‬وينتشرون وس��ط محافظة‬ ‫كركوك‪ ،‬وحصلوا الحقا على جوالت تدريبية أخرى‪،‬‬ ‫كما أننا شاركنا في السيطرة على نحو ‪ 15‬كيلومترا‬ ‫مربعا من األراضي في الخطوط األمامية غرب مدينة‬ ‫كركوك وكذلك بعض املواقع شرق مدينة املوصل»‪.‬‬ ‫وت �ق��ول إن م�ش��ارك��ة امل� ��رأة إل ��ى ج��ان��ب ال��رج��ل في‬ ‫املعارك ليس بجديد‪ ،‬لدى املجتمع الكردي «فنحن‬ ‫حملنا ال�س�لاح وشاركنا بشكل فعال ف��ي حركة‬ ‫ال �ت �ح��رر ال �ك��ردي��ة‪ ،‬وال �ي��وم ال يختلف ع��ن األم ��س؛‬ ‫فنحن نقوم بواجبنا في الدفاع عن كردستان‪ ،‬ومنع‬ ‫اإلرهابيني من الهجوم عليها‪ ،‬واإلرهاب إرهاب سواء‬ ‫ك��ان جماعات أو دوال‪ ،‬وكما أن حربنا ف��ي إي��ران‬ ‫ضد إرهاب نظام املاللي واجب قومي ومقدس‪ ،‬فإن‬ ‫وجودنا هنا ومحاربة (داعش) أيضا واجب مقدس‪.‬‬ ‫وكما أن التنظيم عدو لإلنسانية‪ ،‬وعدو للمرأة‪ ،‬فإن‬ ‫األنظمة الدكتاتورية واملستبدة واملحتلة هي أيضا‬ ‫عدو لإلنسانية‪ .‬وفي النهاية نحن سندافع عن املرأة‬ ‫الكردية أينما كانت وأخواتنا اإليزيديات اغتصنب‬ ‫وجرى بحق شعبنا اإليزيدي أبشع إبادة جماعية‪،‬‬ ‫لذا وجب علينا أن نلبي النداء لحمايتهن واستعادة‬ ‫األرض وش��ددت مريم على أن قتال «داع��ش» لن‬ ‫يكون بديال ع��ن القتال للتحرر م��ن نظام املاللي‪.‬‬ ‫وتقول بهذا الصدد «إن قتال تنظيم داعش اإلرهابي‪،‬‬

‫ال يعني أننا استبدلنا القتال ضد إيران بالقتال ضد‬ ‫(داعش)‪ ،‬وإننا سنواصل نضالنا في إيران‪ ،‬فالقتال‬ ‫ضد (داعش) اإلرهابي‪ ،‬لم يكن أبدا بديال لنضالنا‬ ‫ضد الحكومة اإليرانية»‪.‬‬ ‫ويوجد حزب حرية كردستان في املثلث الحدودي‬ ‫بني إيران والعراق وفي داخل إقليم كردستان العراق‬ ‫إل��ى ج��ان��ب ال�ف�ص��ائ��ل ال�ك��ردي��ة ال�ك�ب��رى م�ث��ل ال�ح��زب‬ ‫الديمقراطي الكردستاني اإليراني (حدكا)‪ ،‬وحزب‬ ‫كومله‪ ،‬وحزب الحياة الحرة في كردستان (بيجاك)‪،‬‬ ‫التي تنفذ بني حني وآخر عمليات ضد الحرس الثوري‬ ‫والقوات اإليرانية عبر الحدود‪.‬‬ ‫ويعتبر الحزب الديمقراطي الكردستاني اإليراني‪ ،‬هو‬ ‫الحزب األكبر واألم لكل األحزاب الكردية في املنطقة‪،‬‬ ‫والذي يقيم قواعده أيضا في العراق‪ ،‬وكان أول فصيل‬ ‫كردي شاركت فيه امل��رأة الكردية بحمل السالح مع‬ ‫الرجل في حركة التحرر‪.‬‬ ‫عشق‬ ‫فتحت ح��رب «داع� ��ش» شهية ال �ك��ردي��ات ف��ي إقليم‬ ‫كردستان للمقاومة وتم خالل األعوام الثالثة املاضية‬ ‫تخريج ع��دة دف�ع��ات م��ن الضباط النساء ف��ي ق��وات‬ ‫البيشمركة‪ ،‬ما أدى إلى تشكيل عدة أفواج منها فوج‬ ‫نسائي ضمن قوات الزيرفاني‪ ،‬وفوج آخر تحت اسم‬

‫«بنات الشمس»‪ ،‬إضافة عن مئات الطلبات من قبل‬ ‫النساء للتطوع في قوات البيشمركة‪.‬‬ ‫ويذكر أنه في مارس ‪ 2016‬تخرجت ‪ 200‬ضابطة‬ ‫ك��ردي��ة ضمن ق��وات البيشمركة‪ ،‬بعد استكمالهن‬ ‫التدريبات العسكرية على األسلحة الخفيفة والثقيلة‪،‬‬ ‫وه��ن الدفعة األول��ى من نوعها لضابطات كرديات‬ ‫أكملن دورات على شتى أصناف القتال والتكتيكات‬ ‫العسكرية الحديثة‪.‬‬ ‫وفي يونيو (حزيران) ‪ 2016‬تم تخريج دفعة جديدة‬ ‫م��ن ال �ق �ي��ادي��ات م��ن ال�ف�ت�ي��ات اإلي��زي��دي��ات ف��ي ق��وات‬ ‫«بنات الشمس» ضمن قوات البيشمركة في منطقة‬ ‫ب�ي�ش�خ��اب��ور‪ ،‬وت�ض��م الكتيبة ال�ع�س�ك��ري��ة النسائية‬ ‫املذكورة نحو ‪ 500‬متطوعة إيزيدية‪ ،‬مدربات وقادرات‬ ‫على حمل السالح والدفاع عن مناطقهن‪.‬‬ ‫إن ه��ذا التفوق القتالي والتصميم النسوي ه��و ما‬ ‫يجعل نسرين متفائلة رغم وجع الفراق عن ابنتها‬ ‫رنكني‪ ،‬وهو كذلك ما يجعل فاجني قوية رغم انكسار‬ ‫اإلي��زي��دي��ات‪ ،‬ويبقي حلم التحرير ل��دى مريم قائما‬ ‫وال يتبدل‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫إن مشهد املقاتالت الكرديات مثل لغزا حير كثيرا من‬ ‫املراقبني وأثار فضولهم‪ ،‬فباتوا يسألون‪ :‬لم تعشق‬ ‫الكرديات حمل السالح؟!‬ ‫مواز‪ :‬ما سر‬ ‫سؤال‬ ‫في‬ ‫املسكتة‬ ‫وربما كانت اإلجابة‬ ‫ٍ‬ ‫للحرية؟!‬ ‫عشق الكرديات‬ ‫<‬ ‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪67‬‬

‫> والدة أول شهيدة من قوات البيشمركة في الحرب على «داعش» تروي لـ‬ ‫النقيب رنكني يوسف ضد التنظيم اإلرهابي وكيف قتلت؟‬ ‫االنتقام ألخواتنا من اإليزيديات اللواتي اختطفن على‬ ‫يد هؤالء املجرمني يتفوق على أي خوف في داخلي‬ ‫م��ن (داع ��ش)‪ ،‬فحماية ح��دود ال�ش��رف‪ ،‬وال��دف��اع عن‬ ‫أرض شنكال‪ ،‬واجب مقدس بالنسبة لنا»‪.‬‬ ‫تحرير جنوب شنكال‬ ‫وتكشف فاجني عن أن قواتها انطلقت بحملة تحرير‬ ‫ج �ن��وب ش �ن �ك��ال‪ ،‬ب �ع �ن��وان «االن �ت �ق��ام للمختطفات‬ ‫اإليزيديات» من تنظيم داعش اإلرهابي‪ ،‬وأن الحملة‬ ‫ح��ررت حتى اآلن العديد م��ن ال�ق��رى وتمكنت من‬ ‫تحرير أطفال ونساء كانوا مختطفني لدى «داعش»‪،‬‬ ‫تتذكر فاجني‪ :‬مرور عامني على الهجمة الوحشية‬ ‫التي شنها «داعش» على شنكال‪ ،‬و«املرأة اإليزيدية‬ ‫كانت الضحية األك�ب��ر لتلك الهجمة الهمجية وما‬ ‫زال اآلالف من النساء اإليزيديات أسيرات بقبضة‬ ‫ال��دواع��ش وواج �ه��ن أب�ش��ع االن�ت�ه��اك��ات وال�ج��رائ��م»‪،‬‬ ‫م �ش �ي��رة إل ��ى أن «ال� �ه ��دف م��ن ال�ح�م�ل��ة ه��و تحرير‬ ‫اإليزيديات املختطفات من أي��دي مرتزقة داع��ش»‪،‬‬ ‫م�ش��ددة‪« :‬سنواصل املقاومة حتى تحرير جميع‬ ‫النساء اللواتي استعبدهن هؤالء املرتزقة‪ ..‬تصوروا‬ ‫شعور املختطفة اإليزيدية عندما يتم تحريرها من‬ ‫قبل قواتنا وكيف ينقلب االنكسار لديها إلى قوة‬ ‫عندما ت��رى أن اإلي��زي��دي��ات أصبحن ق ��ادرات على‬ ‫حماية أنفسهن وشرفهن وأرضهن وكم يعطيهن‬ ‫ذلك دعما ودفعة ملسح ما تعرضن له من انتهاكات‬

‫ال� ��دواع� ��ش وإج ��رام� �ه ��م ب�ح�ق�ه��ن وب �ح��ق ع��وائ�ل�ه��ن‬ ‫لتتصدى لذاكرة الخذالن‪ ..‬إننا مصرون على دعم‬ ‫نسائنا معنويا»‪ ..‬وتتابع‪« :‬لقد أصررنا منذ الثالث‬ ‫من أغسطس (آب) عام ‪ 2014‬على تحويل الغضب‬ ‫ال �ك��ام��ن ف�ي�ن��ا‪ ،‬إل ��ى ق ��وة وب��دأن��ا بتنظيم صفوفنا‬ ‫وال�ق�ت��ال م��ن أج��ل النصر‪ ،‬وكنساء إي��زي��دي��ات من‬ ‫أهالي إيزيدخان شاركنا في جميع مراحل تحرير‬ ‫شنكال‪ ،‬كما شاركنا مؤخرا في تحرير املئات من‬ ‫األطفال والنساء من أي��دي مرتزقة (داع��ش) بدعم‬ ‫ومساندة وحدات حماية شنكال»‪.‬‬ ‫نحن لن ننسى أب��دا بناتنا ونساءنا اللواتي باعهن‬ ‫مرتزقة «داع��ش» في أس��واق النخاسة في املوصل‪،‬‬ ‫مئات اإليزيديات حملن ال�س�لاح‪ ،‬انضممن لقواتنا‬ ‫وهن اآلن يتقنون مختلف أنواع القتال وتدربوا على‬ ‫مختلف أنواع األسلحة الخفيفة واملتوسطة والثقيلة‪،‬‬ ‫وح�ت��ى أن��ه ت��م م��ؤخ��را ت��دري�ب�ه��ن ع�ل��ى ن ��زرع األل�غ��ام‬ ‫التي يخلفها (داع��ش) في املناطق التي ينهزم فيها‬ ‫وينسحب منها وه��و اخ�ت�ص��اص ق��ل وج ��وده عند‬ ‫النساء املقاتالت»‪.‬‬ ‫وك� ��ان ت�ن�ظ�ي��م داع ��ش اإلره ��اب ��ي ش��ن ه�ج��وم��ا على‬ ‫سنجار وال�ق��رى امل �ج��اورة لها ف��ي أغسطس ‪2014‬‬ ‫وقتل أكثر من ‪ 5‬آالف رجل وصبي من اإليزيديني‪،‬‬ ‫وفقا إلحصائيات األم��م املتحدة‪ ،‬بالتزامن مع أخذ‬ ‫نساء اإليزيديني وبناتهم «سبايا»‪ ،‬وه��رب عشرات‬ ‫اآلالف من اإليزيديني إلى جبل سنجار حيث واجهوا‬ ‫املوت من الجوع والعطش حتى قبل أن يتم إنقاذهم‪.‬‬

‫املقدم نسرين إلى جانب صورة ابنتها الشهيدة رنكني (املجلة)‬

‫‪66‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫كفاح ابنتها‬

‫بني حرب «داعش» وحرب التحرير‬ ‫لم تكن حكاية «داعش» مع الكرديات فقط في العراق‬ ‫أو كما يسميها األكراد «آشور» أو في سوريا (روج‬ ‫آفا) أو الكرديات اللواتي تطوعن من تركيا (باكور)‬ ‫في قوات حماية املرأة في حرب كوباني‪ ،‬بل اتسعت‬ ‫الحكاية لتشمل كرديات إيرانيات لم يغنب عن فصول‬ ‫حرب األكراد و«داعش»‪.‬‬ ‫نائب األمني العام لحزب الحرية في كردستان وهو‬ ‫من أكراد إيران (روج هالت) حسني يزدان بنا‪ ،‬يقود‬ ‫مقاتلي وم�ق��ات�لات ح��زب��ه‪ ،‬فهو يقاتل ف��ي الخطوط‬ ‫األمامية في كركوك مع قوات البيشمركة ضد تنظيم‬ ‫داع� ��ش‪ ،‬وب�ح�س��ب م��ري��م (إح� ��دى ال�ن�س��اء امل�ق��ات�لات‬ ‫التي تمكنت «املجلة» من التواصل معها)‪ ،‬فإن القوة‬ ‫النسوية تشكل جزءا أساسيا من الجناح العسكري‬ ‫لحزب الحرية‪ ،‬الذي التحق مقاتلوه ومقاتالته بقوات‬ ‫البيشمركة منذ بداية املعارك مع «داعش»‪.‬‬ ‫تقول مريم لـ«املجلة» إن اآلالف من مقاتالت الحزب‬ ‫حاربن مع قوات البيشمركة على جبهات القتال مع‬ ‫«داعش» في محافظة كركوك وقضاء توزخورماتو‪،‬‬ ‫وأن �ه��ن ت�ل�ق�ين ت��دري �ب��ات ع �ل��ى ال �س�ل�اح واس �ت �خ��دام‬ ‫امل� �ت� �ف� �ج ��رات‪ ،‬ع� �ل ��ى ي� ��د م �س �ت �ش��اري��ن ع �س �ك��ري�ين‬ ‫أم�ي��رك�ي�ين وأوروب� �ي�ي�ن ض�م��ن ب��رن��ام��ج دول ��ي ل��دع��م‬ ‫املقاتلني األك��راد في الحرب ضد «داع��ش» اإلرهابي‬ ‫ف��ي ال �ع��راق‪ ،‬مضيفة‪« :‬مقاتلونا ومقاتالتنا تلقوا‬ ‫دورات من التدريب على يد مستشارين أميركيني‪،‬‬

‫‪ :‬الكرديات يقاتلن إلى جنب الرجال منذ نحو ‪ 20‬عاما كقوة‬ ‫>العقيدة ناهدة أحمد رشيد لـ‬ ‫نظامية وأصبحن جاهزات لتأدية الواجب الذي يناط بهن في أي مكان وزمان‬

‫العقيد ناهد رشيد في محور كركوك (املجلة)‬

‫ف��ي ال �ح��رب ض��د «داع� ��ش» ي �ق��ول‪« :‬م��ن امل �ع��روف أن‬ ‫النساء يتمتعن بقدرات عديدة وال يمكن أن نكشف‬ ‫التفاصيل‪ ،‬خاصة ما يتعلق منها باالستخبارات‬ ‫العسكرية‪ ،‬وهن بمعنويات عالية‪ .‬وهن في املعارك‬ ‫م��ع (داع ��ش) متحمسات للقتال ض��د ه��ذا التنظيم‬ ‫اإلره��اب��ي‪ ،‬وحماستهن أن ل��م تكن أكثر م��ن الرجل‬ ‫فإنها ال تقل بالتأكيد‪ ،‬ودائ�م��ا يبدين استعدادهن‬ ‫ل�لان�خ��راط ف��ي ال�ج�ب�ه��ات األم��ام�ي��ة ف��ي ال�ق�ت��ال وبعد‬ ‫التدريبات التي خضعن لها هن اآلن على استعداد تام‬ ‫للمشاركة في جبهات القتال مع إخوانهن من الرجال‪،‬‬ ‫وخالل العامني املاضني اكتسنب خبرة وتجارب كثيرة‬ ‫م��ن خ�لال مشاركتهن ف��ي مختلف جبهات القتال‬ ‫ضد (داعش)‪ ،‬وقدمن ضحايا أيضا‪ ،‬وهناك شهداء‬ ‫وهناك من أصيبت منهن خالل القتال»‪.‬‬ ‫وح��ول وج��ود ف��وارق في تدريب النساء عن الرجال‬ ‫أو املهام التي تناط بهن والدورات التي يخضعن لها‬ ‫يؤكد شيخ ناجي أن الفوج كباقي أفواج البيشمركة‬ ‫ي �خ �ض��ع ل �ل �ت��دري �ب��ات ال� �ت ��ي ت �خ �ض��ع ل �ه��ا ف �ص��ائ��ل‬ ‫البيشمركة وي�ش�م��ل ال�ت��دري��ب األس��اس��ي والقتالي‬ ‫واالستخباراتي‪ ،‬وعدا هذا كون الفوج ضمن مؤسسة‬ ‫استخبارات البيشمركة فقد تم إخضاعهن في عدة‬ ‫دورات خ��اص��ة ب��االس�ت�خ�ب��ارات‪ ،‬ب��دع��م وإس �ن��اد من‬ ‫ق��وات التحالف وال��دورات االستخباراتية لم تخضع‬ ‫لها فصائل بيشمركة أخرى من الرجال‪.‬‬ ‫وعن الفئات اللواتي يتطوعن في الفوج يؤكد أنهن‬

‫من مختلف فئات املجتمع الكردي؛ ليس هناك فئة‬ ‫بعينها‪ ،‬هناك الخريجات واإلعالميات وصاحبات‬ ‫شهادات يتقدمن للتطوع ضمن صفوف البيشمركة‪.‬‬ ‫والعديد منهن يمتلكن شهادة جامعية أو خريجات‬ ‫معهد أو إعدادية‪ ،‬ومنهن خريجة الكلية العسكرية‬ ‫في قلعة جوالن‪« ،‬فليس هناك مقاتلة ّأمية‪ ،‬ألن هناك‬ ‫دراسة مستمرة في داخل الفوج من قبل مديرية تربية‬ ‫السليمانية ويتم اإلشراف على تعليمهن»‪.‬‬ ‫ويكشف شيخ ناجي عن أن تجربة الفوج الناجحة‬ ‫ستدفع وزارة البيشمركة إلى التفكير في تشكيل لواء‬ ‫من النساء ضمن قواته‪ ،‬ويقول بهذا الصدد‪« :‬التجربة‬ ‫أثبتت نجاحها ومقاتالتنا أثبنت جدارتهن ومهارتهن‬ ‫ف��ي األع �م ��ال ال�ق�ت��ال�ي��ة واالس �ت �خ �ب��ارات �ي��ة وب�ش�ه��ادة‬ ‫عسكريني من قوات التحالف وحتى اإلعالم الغربي‬ ‫استشهد بنموذج املرأة املقاتلة الكردية‪ ..‬كل هذا يثبت‬ ‫أن امل��رأة الكردية أثبت جدارتها وتميزها في الدفاع‬ ‫عن أرضها وعن تاريخها النضالي‪ ،‬وهذا ما جعلنا‬ ‫مستمرين في تطوير إمكانيات املقاتالت البيشمركة‬ ‫من خالل إخضاعهن للدورات وتطويرهن في جميع‬ ‫النواحي القتالية إلى أن نصل إلى استخدام األسلحة‬ ‫الثقيلة وزيادة مشاركتهن بتوسيع الفوج إلى لواء»‪.‬‬ ‫االنتقام‬ ‫في شنكال روح تضاهي روح املقاومة النسوية في‬

‫السليمانية وزاخو‪ ،‬فشنكال معركتها مع «داعش»‬ ‫مختلفة‪« ..‬جرائم تنظيم داع��ش في شنكال جعلت‬ ‫األرض تنزف دم��ا‪ ،‬وشنكال مسرح ألفظع جريمة‬ ‫بحق املرأة على اإلط�لاق»‪ ..‬والكالم لـ«رسيا فاجني»‬ ‫وه��ي إي��زي��دي��ة‪ ،‬تتولى ق�ي��ادة ق��وات حماية امل��رأة في‬ ‫شنكال التي يرمز لها بـ(‪.)YJŞ‬‬ ‫في اتصال لـ«املجلة» مع فاجني في إحدى الجبهات‬ ‫ضمن معركة تحرير املوصل‪ ،‬بدأت حديثها قائلة‪:‬‬ ‫«تنظيم داعش يدرك أن املقاتالت الكرديات يفضلن‬ ‫االن �ت �ح��ار ع�ل��ى أن تنتهك ك��رام�ت�ه��ن‪ ،‬وس�م�ع�ن��ا من‬ ‫أس��راه��ن م ��اذا ي�ق��ول��ون ح�ين ت��أت��ي س�ي��رة امل�ق��ات�لات‬ ‫ال�ك��ردي��ات»‪ ،‬مستذكرة‪« :‬املقاتلة بيريفان ساسون‬ ‫بعد مقتل أفراد مجموعتها‪ ،‬أنهت حياتها بآخر طلقة‬ ‫معها خشية الوقوع أسيرة في أي��دي (داع��ش)‪ ،‬في‬ ‫معارك كوباني‪ ،‬وأخ��رى عمدت إلى تفجير نفسها‬ ‫بقنبلة ب�ع��د ن�ج��اح�ه��ا ف��ي اق�ت�ح��ام ت�ج�م��ع لعناصر‬ ‫(داعش) واالشتباك معهم عند أطراف مدينة كوباني‪،‬‬ ‫لتفجر ما ك��ان بحوزتها من قنابل‪ ،‬ما تسبب في‬ ‫وقوع عدد من القتلى والجرحى بني صفوف تنظيم‬ ‫داع��ش»‪ ،‬مضيفة‪« :‬ه��م يصابون بحالة ذع��ر‪ ،‬ولدى‬ ‫ظهور أي ام��رأة مع بندقية يخافون ويرتجفون هم‬ ‫يتجنبون قتالنا ألنهم يعتقدون أن املوت على يد امرأة‬ ‫يحرمهم من دخول الجنة»‪.‬‬ ‫وعن السبب الذي دفعها إلى التطوع‪ ،‬لقتال «داعش»‬ ‫تقول‪« :‬بعد مجزرة شنكال بدأ شعوري ورغبتي في‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪65‬‬

‫> إثر هجوم «داعش» على كردستان قرر فوج النساء في قوات البيشمركة محاربة هذا التنظيم اإلرهابي‬ ‫وقدمت أعداد كبيرة من النساء طلبات التطوع للفوج‬ ‫وصلتها منتسبات الفوج هي رتبة عقيد‪.‬‬ ‫وتتابع قائلة‪« :‬مع بداية هجوم تنظيم داعش اإلرهابي‬ ‫على إقليم ك��ردس�ت��ان‪ ،‬ق��رر ف��وج ال�ن�س��اء ف��ي ق��وات‬ ‫البيشمركة م�ح��ارب��ة ه��ذا التنظيم اإلره��اب��ي إلبعاد‬ ‫شبحه عن مناطقنا‪ ،‬وقدمت أعداد كبيرة من النساء‬ ‫طلبات للتطوع في قوات الفوج‪ ،‬وما زال التطوع مستمرا‬ ‫حتى اآلن‪ ،‬و الشروط املطلوبة في امل��رأة لالنضمام‬ ‫إلى الفوج النسائي هي نفسها الشروط املطلوبة في‬ ‫الرجل الذي يريد االنضمام إلى قوات البيشمركة»‪،‬‬ ‫مؤكدة أن القوات النسوية مستعدة لتنفيذ أي مهام‬ ‫تكلف بها‪« ،‬كما أن ال�ف��وج مكلف بحماية ع��دد من‬ ‫املناطق في السليمانية وتم إرسال قسم من مقاتلينا‬ ‫إلى منطقتي البشير وتازة في كركوك‪ ،‬كما تم إرسال‬ ‫فصيل آخر إلى جلوالء وخانقني واملوصل‪ ،‬وتولينا‬ ‫عددا من املهام في حرس الحدود‪ ،‬فضال عن وجودنا‬ ‫ف��ي ن�ق��اط التفتيش ب��اإلض��اف��ة إل��ى حماية ع��دد من‬ ‫املستشفيات والبنوك واألماكن الخاصة بالنساء»‪.‬‬ ‫االضطهاد القومي‬ ‫وتلفت رشيد إلى أن عناصر تنظيم داعش «يخشون‬ ‫قتال النساء‪ ،‬ويخافون أن يقتلوا على أيدي النساء‪،‬‬ ‫ألنهم يعتقدون أنهم إذا قتل أحدهم على أيدي امرأة‬ ‫فلن يدخل الجنة‪ ،‬لذلك فهم يتخوفون من قتالنا‪ ،‬إال‬ ‫أن مقاتالتنا على استعداد تام ملواجهتهم ومجابهتهم‬ ‫بكل ق��وة‪ ،‬وقمن بقتالهم في ع��دة محاور وجبهات‬ ‫وقدمن ضحايا في امل�ع��ارك التي دارت مع التنظيم‬

‫املتطرف‪ ،‬رغم إرسال (داعش) رسائل تهديد ملقاتالت‬ ‫البيشمركة»‪.‬‬ ‫وتختم آمر فوج النساء العقيدة ناهدة أحمد رشيد‬ ‫حديثها لـ«املجلة» مؤكدة أن النساء الكرديات دفعن‬ ‫ثمنا باهظا الختيارهن هذا الطريق وأن أجياال من‬ ‫النساء عشن في الجبال وقاسني العيش وتحملن‬ ‫السجون والتهجير‪« ،‬كما تحملن التعذيب واالضطهاد‬ ‫املزدوج‪ ،‬مرة كونهن نساء في مجتمع ذكوري‪ ،‬مثله‬ ‫مثل املجتمعات التي تجاور املجتمع الكردي‪ ،‬ومرة‬ ‫أخرى من االضطهاد القومي»‪..‬‬ ‫وك��ان تنظيم داع��ش ق��د ه��دد ف��ي نوفمبر (تشرين‬ ‫الثاني) ‪ 2014‬مقاتالت البيشمركة املنضمات لساحة‬ ‫املعركة في العراق‪ ،‬بخطفهن والزواج منهن‪.‬‬ ‫وف��ي رس��ال��ة م��ن التنظيم اإلره��اب��ي‪ ،‬تسلمت ق��وات‬ ‫البيشمركة رس��ال��ة‪ ،‬تفيد ب��أن��ه ي�ج��ب عليهن إل�ق��اء‬ ‫س�لاح�ه��ن‪ ،‬وإال س�ي��أس��رون�ه��ن وي �ت��زوج��ون منهن‪.‬‬ ‫ولكن املقاتالت الكرديات وبمختلف فصائلهن ّ‬ ‫أعلن‬ ‫عن استعدادهن ملواجهة هذا التهديد‪ ،‬حيث تحتفظ‬ ‫كل مقاتلة على رصاصة في جيوبهن الستخدامها‬ ‫في حالة أسرهن‪.‬‬ ‫الخروج من دائرة «دعم املجهود الحربي»‬ ‫بدل أن يتسبب «داعش» في إرهاب النساء الكرديات‬ ‫س��اع��دت �ه��ن ت �ه��دي��دات��ه ف��ي ال �ض �غ��ط ع �ل��ى امل��ؤس�س��ة‬ ‫العسكرية في اإلقليم للتفكير جديا في استغالل إرادة‬ ‫امل��رأة الكردية عمليا‪ ،‬فلقد زادت الكليات العسكرية‬

‫مقاتلة في جبهة كركوك واملوصل (املجلة)‬

‫‪64‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫في إقليم كردستان دعمها لتدريب النساء‪ ،‬وتوجد‬ ‫ف��ي إق�ل�ي��م ك��ردس �ت��ان ك�ل�ي�ت��ان ع�س�ك��ري�ت��ان (زاخ ��و‬ ‫وقالجواالن) لتدريب الضباط من الجنسني‪ ،‬وبدأت‬ ‫أكاديمية الضباط ف��ي زاخ��و بالفعل أول��ى دورات�ه��ا‬ ‫لتأهيل الضباط النساء الالئي ي��وددن املشاركة في‬ ‫القتال ضد «داع��ش»‪ ،‬وبسبب الحماسة التي أبدتها‬ ‫ال�ن�س��اء‪ ،‬واألع ��داد الكبيرة ال��راغ�ب��ة ف��ي التطوع ب��دأت‬ ‫تتبلور فكرة تشكيل ل��واء النساء ف��ي البيشمركة‪،‬‬ ‫ب��ل وب ��دأ التفكير ف��ي كيفية االس �ت �ف��ادة منهن في‬ ‫االستخبارات العسكرية‪.‬‬ ‫مسؤول استخبارات ق��وات البيشمركة جالل شيخ‬ ‫ناجي‪ ،‬وفي ح��وار مع «املجلة»‪ ،‬ق��ال‪« :‬لقد استطعنا‬ ‫أن نطور تجربة فوج نساء قوات البيشمركة‪ ،‬لتكون‬ ‫فريدة ليس في العراق فقط بل في املنطقة كلها من‬ ‫خ�لال جعلها تابعة للمديرية العامة الستخبارات‬ ‫البيشمركة‪ ،‬ليكتسنب خ�ب��رة إض��اف�ي��ة م��ن الناحية‬ ‫االستخباراتية العسكرية وهو اختصاص يكاد يكون‬ ‫حكرا على الرجال في دول املنطقة»‪.‬‬ ‫ويضيف شيخ ناجي أن «من ضمن مهام الفوج بعد‬ ‫إلحاقه بمديريتنا منذ زمن هناك مهام استخباراتية‬ ‫وقتالية وفنية وإدارية ومهام أخرى‪ ..‬فإلى جانب املهام‬ ‫االستخباراتية بالنسبة للفوج في الوقت نفسه هناك‬ ‫مشاركة قتالية ضمن ألوية البيشمركة في جبهات‬ ‫القتال ض��د (داع��ش) ف��ي م�ح��اور ك��رك��وك واملوصل‬ ‫وخانقني‪ ،‬أما املهام االستخباراتية فنستطيع القول‬ ‫إنهن أنجزن واستطعن تحقيق تقدم ملحوظ»‪.‬‬ ‫وحول أهمية انخراط املرأة في االستخبارات العسكرية‬

‫‪,,‬‬

‫قيادية بقوات البيشمركة‪:‬‬ ‫عناصر تنظيم «داعش»‬ ‫يخشون قتال النساء‬ ‫ويخافون أن يقتلوا على‬ ‫أيديهن خوفا من عدم‬ ‫دخولهم الجنة‬

‫‪,,‬‬

‫الثورات الكردية التي حدثت على مر التاريخ ال سيما‬ ‫في سبتمبر (أيلول) ‪ ،1961‬وانتفاضة عام ‪،»1991‬‬ ‫مشيرة إلى أن النساء الكرديات يقاتلن جنبا إلى جنب‬ ‫الرجال في تشكيالت البيشمركة منذ نحو ‪ 20‬عاما‬ ‫كقوة نظامية‪« ،‬واليوم أصبحن جاهزات ومستعدات‬ ‫لتأدية الواجب ال��ذي يناط بهن في أي مكان وزمان‬ ‫بعد أن اجتزن الدورات العسكرية والتدريبية املختلفة‬ ‫ل�ف�ن��ون ال �ق �ت��ال وال �ت��دري��ب ع�ل��ى م�خ�ت�ل��ف األس�ل�ح��ة‪،‬‬ ‫وق��د س��اع��د ال�ت��دري��ب أي�ض��ا على إكسابهن الخبرة‬ ‫واالن �ض �ب��اط م��ن خ�ل�ال ال� ��دروس ال�ن�ظ��ري��ة والعملية‬ ‫وحتى التدريب على الطبابة واإلسعافات األولية»‪.‬‬ ‫وت�ش��دد رشيد على أن «حمل ال�س�لاح بالنسبة لنا‬ ‫ليس فقط للقتال ب��ل ه��و قلم لنشر فكرة امل�س��اواة‬ ‫بني الرجل وامل��رأة ولهذا فإن من ضمن مهام الفوج‬ ‫نشر الوعي»‪ .‬وأضافت رشيد أن نساء البيشمركة‬ ‫يساهمن ف��ي ال�ع��دي��د م��ن األع �م��ال االج�ت�م��اع�ي��ة من‬ ‫خالل مشاركتهن في الفعاليات الرياضية والثقافية‬ ‫وحقوق اإلنسان وتقديم املساعدات املختلفة لشرائح‬

‫املجتمع‪« ..‬وال بد أن أشير إل��ى أن املعسكر قد نال‬ ‫العديد من الجوائز والشهادات التقديرية ملساهماته‬ ‫املتعددة‪ .‬كما قدم املعسكر مساعدات مالية ومواد‬

‫غذائية للعوائل املتعففة في السليمانية والطالب وذوي‬ ‫الدخل املحدود‪ .‬وكذلك مساعدة عوائل املكون العربي‬ ‫املهجرة والعوائل السورية املهجرة‪ .‬كل ه��ذا ضمن‬ ‫البرامج اإلنسانية لنساء البيشمركة»‪.‬‬ ‫النساء يطلنب التطوع في قوات الفوج‬ ‫وتشير العقيدة رشيد إلى أنه يتم إعداد املقاتالت من‬ ‫الناحية الذهنية والنفسية للحرب ضد داع��ش‪ ،‬إلى‬ ‫جانب التدريبات العسكرية‪ .‬وأن مدربني عسكريني‬ ‫م��ن ق ��وات ال�ت�ح��ال��ف ي�ش��رف��ون ع�ل��ى دورات لتدريب‬ ‫مقاتالت الفوج‪ ،‬وتم تكريم عدد من املشاركات في‬ ‫الدورات‪ ،‬وحصلن على عدة جوائز‪ ،‬وفي عدة مجاالت‬ ‫وبشهادة مدربني غربيني ف��إن النساء تفوقن على‬ ‫الرجال في عدة اختصاصات‪ ،‬مشيرة إلى أن التدريب‬ ‫ع ��ادة ي�ك��ون ع�ل��ى ح�م��ل األس�ل�ح��ة ب��أن��واع�ه��ا الثقيلة‬ ‫واملتوسطة والخفيفة‪ ،‬أما الرتب فتبدأ في الفوج من‬ ‫جندي صعودا إلى ضابط صف وضابط‪ ،‬وأعلى رتبة‬ ‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪63‬‬

‫«أراه��ا أكثر بعدما رحلت‪ ،‬أحضنها وأسلم عليها كل صباح‪ ،‬لقد فشل (داع��ش) في‬ ‫حرماني من رنكني‪ ..‬إنها شعلة ما زالت تنير طريقي ألبلغ ما بلغته‪ ..‬ال تتعجبوا؛‬ ‫ً‬ ‫غريبا أن يكون األبناء مثال أعلى لآلباء»‪..‬‬ ‫فليس‬ ‫هذا الكالم للمقدم نسرين‪ ،‬التي شاركت مع ابنتها رنكني‪ ،‬ضمن فوج النساء البيشمركة‬ ‫في الحرب على «داعش»‪ .‬تسرد نسرين لـ«املجلة» حكاية النهاية العظيمة‪ ،‬قائلة إن ما‬ ‫يقدمه الشعب الكردي من تضحيات ليس قليال‪ ،‬ولكن الهدف أيضا عظيم‪ ،‬فهو يقدم‬ ‫أفضل أوالده في سبيل الحرية؛ األهداف العظيمة تتطلب أوالدا عظماء»‬

‫تزور معسكر «قيادة قوات ‪ »70‬في السليمانية وتلتقي قيادات بمقر الفوج النسائي‬

‫نساء يثرن الرعب في قلوب «داعش»‬ ‫صور وشهادات حصرية جملندات كرديات‬ ‫تحدثن عن املساواة من باب «حمل السالح»‬ ‫أربيل‪ :‬روشن قاسم‬ ‫تبدأ نسرين في تذكر ابنتها النقيب رنكني‬ ‫يوسف‪ ،‬وهي نائب آمر فوج النساء في قوات‬ ‫البيشمركة‪ ،‬امل��وج��ود في محور كركوك ‪-‬‬ ‫داقوق‪ ،‬في أول أيام عيد األضحى‪ ،‬املوافق للرابع من‬ ‫أكتوبر (تشرين األول) ‪ ،2014‬وخ�لال امل�ع��ارك مع‬ ‫تنظيم داعش‪ ،‬واملواجهات باألسلحة الثقيلة في املواقع‬ ‫األمامية بـ«كازا»‪« ..‬أصيبت بشظية في رأسها عقب‬ ‫قصف لـ(داعش) بالهاونات على موقع البيشمركة‪،‬‬ ‫ونقلت إل��ى املستشفى حيث فارقت الحياة‪ ،‬لتكون‬ ‫أول (شهيدة) من قوات البيشمركة في الحرب على‬ ‫(داعش)»‪.‬‬ ‫وتضيف نسرين‪« :‬رنكني كانت فتاة جريئة وشجاعة‬ ‫وع�ن��دم��ا ت��م تكليف ج��زء م��ن ق��وة ن�س��اء بيشمركة‬ ‫ك��ردس �ت��ان ب��ال�ق�ت��ال ف��ي ال�ج�ب�ه��ات األم��ام �ي��ة جنوب‬ ‫كركوك ضد (داعش)‪ ،‬كانت ‪ -‬كعادتها دائما ‪ -‬على‬ ‫استعداد لخوض أي معركة‪ ،‬خاصة ضد إرهابيي‬ ‫(داع��ش) في أي��ة بقعة من كردستان‪ ،‬فبعد جريمة‬ ‫شنكال وسبي فتياتنا اإليزيديات كانت رنكني كما‬ ‫غيرها من مقاتالت البيشمركة ال يترددن في القتال‬ ‫ضد هؤالء املجرمني»‪ ،‬مشيرة إلى أن «رنكني لم تكن‬ ‫قد أتمت بعد ‪ 23‬عاما‪ ..‬وهي أم لطفلتني‪ ،‬لكنها تمكنت‬ ‫رغ��م صغر سنها م��ن أن تتولى منصب ن��ائ��ب آمر‬ ‫الفوج الذي يتكون من ‪ 500‬مقاتلة»‪.‬‬ ‫بطوالت نساء كردستان‬ ‫وتتابع‪« :‬نساء كردستان لسن أقل شجاعة من رجال‬

‫‪62‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫األكراد أو حرصا على الدفاع عن الوطن‪ .‬ومشاركة‬ ‫امل��رأة الكردية في صفوف ق��وات البيشمركة يسبق‬ ‫حرب األكراد مع (داعش) بعقود‪ ،‬إذ أسهمن في أغلب‬ ‫ال�ث��ورات ال�ك��ردي��ة»‪ ،‬مشيرة إل��ى أنها التحقت بقوات‬ ‫البيشمركة في جبال كردستان عام ‪ 1979‬وحملت‬ ‫مع زوجها ورفاقه السالح في الحرب ضد نظام البعث‬ ‫الديكتاتوري‪« ،‬وحتى اليوم لم يفارق كتفي السالح‪،‬‬ ‫ورنكني ترعرعت في هذه األجواء وعلى هذه املبادئ‪،‬‬ ‫إال أنها تفوقت علي وعلى والدها وسبقتنا في معنى‬ ‫الفداء»‪.‬‬ ‫تختم نسرين حكاية النهاية العظيمة قائلة‪« :‬كنت‬ ‫معها في الجبهة‪ ،‬كنت أسعد عندما أتلقى اإلطراءات‬ ‫من املقاتالت األخريات عن جسارة رنكني وأن الخوف‬ ‫ال يستطيع التسلل إلى الشعور لديها‪ ،‬مهارتها في‬ ‫القنص كانت تفوق أقرانها من الرجال‪ ،‬في النهاية‬ ‫ليس هناك نصر حقيقي في أي معركة دون املرأة»‪..‬‬ ‫وتبتسم نسرين مؤكدة‪« :‬جميل أن نستشهد من أجل‬ ‫الحياة ضد املوت ضد (داعش)»‪.‬‬ ‫رنكني والعشرات من املقاتالت الكرديات أصبحن‬ ‫لغزا لدى العالم‪ ،‬ملا أثبتنه من قدرات فائقة على حمل‬ ‫السالح ملواجهة تنظيم داعش اإلرهابي‪ ،‬وبسالتهن‬ ‫أثارت انبهار وفضول اإلعالم العاملي فكتبت عنهن‬ ‫عشرات املقاالت والتحقيقات املؤثرة والحماسية‪.‬‬ ‫ولكن حمل املرأة للسالح لم يكن غريبا على املجتمع‬ ‫الكردي بل ترافق مع مراحل حركة التحرر الكردي‪.‬‬ ‫ول��م يكن «بعبع داع��ش» وبروباغندا الرعب مانعني‬ ‫للمقاتالت الكرديات من املواجهة‪ ،‬ربما كان الخطر‬ ‫ع �ل��ى ال ��وج ��ود أك �ب��ر م ��ن رع� ��ب «داع � � ��ش» وإره ��اب ��ه‬ ‫ووح�ش�ي�ت��ه وإج ��رام ��ه‪ ،‬وس�ج�ل��ت ب��ال�ف�ع��ل امل�ق��ات�لات‬

‫الشهيدة رنكني‬ ‫تشرف على‬ ‫التدريبات‬ ‫(املجلة)‬ ‫الكرديات جسارة ومهارات قتالية عالية املستوى‪.‬‬ ‫السالح لنشر فكرة املساواة‬ ‫ي�ع��ود ت��اري��خ أول تشكيل رس�م��ي ل�ل�ق��وات الخاصة‬ ‫بالنساء‪ ،‬في إقليم كردستان ضمن البيشمركة إلى‬ ‫عام ‪ 1996‬عندما تم تشكيل فوج مدرب من النساء‬ ‫ف��ي محافظة السليمانية ب�ق��رار م��ن ج�لال طالباني‬ ‫تحت اسم «فوج النساء»‪ ،‬وللوقوف على هذه التجربة‬ ‫زارت «املجلة» معسكر «قيادة قوات ‪ »70‬في محافظة‬ ‫السليمانية بإقليم كردستان‪ ،‬حيث مركز مقر الفوج‬ ‫النسائي ضمن املعسكر‪ ،‬والتقت آمر الفوج العقيدة‬ ‫ن��اه��دة أحمد رشيد التي أوض�ح��ت ف��ي تصريحات‬ ‫ل�ـ«امل�ج�ل��ة» أن «ف��وج البيشمركة للنساء ب��دأت نواته‬ ‫األول ��ى ‪ ،1996/11/11‬وك��ان��ت بمثابة دخ ��ول امل��رأة‬ ‫مرحلة جديدة من نضالها»‪ ،‬مستدركة‪« :‬لكن مشاركة‬ ‫امل��رأة الكردية في صفوف ق��وات البيشمركة تسبق‬ ‫تشكيل الفوج بعقود من الزمن‪ ،‬إذ أسهمت في أغلب‬

‫ملف حقوق اإلنسان‬ ‫يشير أحدث تقرير نشره أحمد شهيد‪ ،‬املقرر الخاص‬ ‫السابق لألمم املتحدة في شؤون حقوق اإلنسان اإليراني‬

‫‪,,‬‬

‫إحصائيات رسمية‪ :‬ثلثا‬ ‫سكان إيران يعيشون تحت‬ ‫خط الفقر بينهم ‪ 15‬مليون‬ ‫يعيشون في الفقر املدقع‬ ‫ويعانون من نقص التغذية‬ ‫وانخفاض مستويات‬ ‫السعرات الحرارية‬

‫‪,,‬‬

‫و«على وشك االنهيار والتدمير»‪.‬‬ ‫وتشمل املشاكل البيئية في إي��ران انخفاض مستويات‬ ‫املياه الجوفية‪ ،‬وتجفيف األنهر والبحيرات واألهوار‪ ،‬وأزمة‬ ‫توفير مياه ال�ش��رب‪ ،‬مما أدى إل��ى إخ�لاء ‪ 30‬أل��ف قرية‬ ‫من سكانها‪.‬‬ ‫وق��د أعلنت املنظمة العاملية للصحة الحيوانية ف��ي ‪23‬‬ ‫نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي عن انتشار فيروس من‬ ‫إنفلونزا الطيور يحمل اس��م «إت��ش ‪ 5‬إن ‪ »8‬وأن ساللة‬ ‫الفيروس من النوع القاتل‪ ،‬مما أدى إلى نفوق أكثر من ‪5‬‬ ‫آالف من الطيور في محيط العاصمة طهران‪.‬‬ ‫وتحدثت التقارير عن نشوب حرائق في مناطق مختلفة‬ ‫من إيران بما فيها حريق أتى على ‪ 12‬هكتارا من غابات‬ ‫منطقة «مرزن آباد»‪ ،‬وحريق في منطقة «باسارغاد» مما‬ ‫تسبب في تدمير ‪ 3‬آالف هكتار من الحياة النباتية فيها‪،‬‬ ‫والتهمت الحرائق ثلث الحدائق الوطنية في منطقة الكرخة‬ ‫بإقليم خوزستان‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وت�ع��د ظ��اه��رة ال�ت�ل��وث واألع��اص�ي��ر الرملية م��ن املشاكل‬ ‫البيئية ف��ي معظم امل��دن اإلي��ران�ي��ة؛ إذ أدى ارت�ف��اع نسبة‬ ‫ت�ل��وث ال�ه��واء ف��ي ط�ه��ران إل��ى وف��اة ‪ 412‬شخصا خالل‬ ‫الفترة من ‪ 22‬أكتوبر إلى ‪ 13‬نوفمبر‪.‬‬

‫إل��ى إع ��دام ‪ 253-241‬شخصا ف��ي إي ��ران خ�لال الفترة‬ ‫املمتدة من أول يناير ‪ 2016‬واألسبوع الثالث من يوليو‬ ‫‪ .2016‬وتشير هذه األرقام إلى انخفاض ملحوظ في عدد‬ ‫اإلع��دام��ات‪ ،‬قياسا بالفترة املشابهة من العام املاضي‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من تراجع نسبة أحكام اإلعدام خالل العام‬ ‫امل��اض��ي قياسا بالعام ال��ذي سبقه‪ ،‬ف��إن إص��دار أحكام‬ ‫اإلعدام شهد ارتفاعا بنسبة ‪ 12‬في املائة‪.‬‬ ‫وبما أن األغلبية العظمى من الذين أعدموا أدينوا بسبب‬

‫قضايا تتعلق ب��امل�خ��درات فقد واف��ق ال�ب��رمل��ان اإلي��ران��ي‬ ‫على مشروع بديل إلعدام املتهمني بهذه الجرائم‪ .‬ويفيد‬ ‫املشروع بأن املدانني بقضايا املخدرات لن ينفذ بحقهم‬ ‫اإلعدام ما لم يكونوا مسلحني ولم تصدر ضدهم سابقا‬ ‫أحكام باإلعدام أو الحبس ملدة ‪ 10‬سنوات‪.‬‬ ‫لكن على ال��رغ��م م��ن ذل��ك‪ ،‬نشهد تنفيذ أح�ك��ام اإلع��دام‬ ‫بحق املنتسبني لألقليات القومية والدينية في السجون‬ ‫اإليرانية‪ .‬وفي ‪ 16‬نوفمبر‪ ،‬صادقت اللجنة الثالثة التابعة‬ ‫للجمعية العامة لألمم املتحدة‪ ،‬بـ‪ 85‬صوتا‪ ،‬لصالح قرار‬ ‫ي��دي��ن ان�ت�ه��اك��ات ح�ق��وق اإلن �س��ان ف��ي إي ��ران وذل ��ك بعد‬ ‫تنفيذ العديد من أحكام اإلع��دام في إي��ران ومنها إعدام‬ ‫القاصرين‪.‬‬ ‫وف��ي ‪ 5‬أغ�س�ط��س‪ ،‬أع ��دم ‪ 20‬سجينا ُس�ن�ي��ا ف��ي سجن‬ ‫«رج ��ائ��ي ش �ه��ر» ب�ت�ه�م��ة م��ا ت �ق��ول إي� ��ران إن �ه��ا «ج��رائ��م‬ ‫إره ��اب �ي ��ة»‪ .‬ك �م��ا ن�ش�ه��د اس �ت �م��رارا ل�ع�م�ل�ي��ات االع �ت �ق��ال‬ ‫والتعذيب والحبس للصحافيني والنشطاء السياسيني‬ ‫واملذهبيني واملدنيني ومزدوجي الجنسية‪ ،‬وانتهاك حقوق‬ ‫املثليني وإهمال حقوق الطفل واملرأة‪ ،‬وحرمان السجناء‬ ‫من الخدمات الصحية والعالجية والطبية‪ ،‬وانتهاك حق‬ ‫حرية التعبير في إيران‪.‬‬ ‫يرزح حاليا – على األقل – ‪ 900‬سجني سياسي وسجناء‬ ‫رأي ف��ي ال�س�ج��ون اإلي��ران�ي��ة‪ .‬ووف�ق��ا ملنظمة «م��راس�ل��ون‬ ‫بال ح��دود»‪ ،‬هناك ‪ 38‬صحافيا ومراسال يرزحون في‬ ‫ُ‬ ‫السجون اإليرانية‪ ،‬وتعد إيران واحدة من خمسة سجون‬ ‫كبرى في العالم لإلعالميني‪ .‬ويرزح ‪ 8‬سجناء من القومية‬ ‫البهائية في سجن «رجائي شهر» محكومني بالسجن‬ ‫ملدد تتراوح بني ‪ 10 - 5‬سنوات؛ كما ينتظر ‪ 24‬معتقال‬ ‫بهائيا أحكام محكمة االستئناف بعد أن حكمت عليهم‬ ‫املحكمة االبتدائية بالسجن ملدد بني ‪ 11 – 6‬عاما‪.‬‬ ‫املشاكل االجتماعية‬ ‫يمكن أن نشير هنا إلى أهم املشاكل االجتماعية‪ ،‬وهي‬ ‫اإلدمان على املخدرات وارتفاع عدد النساء املدمنات في‬ ‫إيران‪ .‬إذ يصل عدد املدمنني في إيران إلى مليونني و‪500‬‬ ‫أل��ف شخص‪ ،‬لكنه يرتفع إل��ى ‪ 4‬ماليني إذا أخذنا بعني‬ ‫االعتبار الشريحة التي تتعاطى املخدرات للتسلية وليس‬ ‫اإلدمان بحد ذاته‪.‬‬ ‫وتقول صحيفة «نسل فردا» اليومية إن ‪ 58‬في املائة من‬ ‫املدمنني هم تحت سن الـ‪ ،34‬و‪ 14‬في املائة منهم في الفئة‬ ‫العمرية بني ‪ 19 – 15‬عاما‪ .‬كما تتحدث اإلحصائيات‬ ‫الرسمية عن ارتفاع الوفيات بني املدمنني في إيران بنسبة‬ ‫‪ 9‬في املائة‪.‬‬ ‫كما تفيد وسائل اإلعالم الرسمية بأن ‪ 1‬من كل ‪ 4‬تالميذ‬ ‫يترك مقاعد الدراسة في البالد بسبب تعاطي املخدرات‪.‬‬ ‫وقد أعلنت منظمة الرعاية االجتماعية اإليرانية أن عدد‬ ‫األطفال العاملني تحت سن ‪ 15‬سنة يبلغ ‪ 3‬آالف شخص؛‬ ‫بينما يصل عدد الذين ينامون في الشوارع من ‪17 – 15‬‬ ‫ألف شخص‪ ،‬حيث يشكل األطفال واحدا في املائة‪10 – 5 ،‬‬ ‫في املائة منهم من النساء‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬فإن نسبة انتقال اإليدز عن طريق االتصال‬ ‫الجنسي ارتفع خالل السنوات العشر املاضية من ‪ 15‬في‬ ‫املائة إل��ى ‪ 30‬في املائة‪ ،‬حيث إن ع��دد املصابني بفيروس‬ ‫اإليدز في إيران يقارب ‪ 32‬ألف شخص<‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪61‬‬

‫معاشات املعلمني‪ ،‬وتخلفات مالية في بنك داي‪ ،‬وفضيحة‬ ‫الرواتب الخيالية لعدد من املديرين‪ .‬وتصدرت هذه امللفات‬ ‫أيضا عناوين الصحف ووسائل اإلعالم اإليرانية‪.‬‬ ‫غالء املعيشة‬ ‫شهد العام الحالي أيضا على غرار عامي ‪ 2014‬و‪2015‬‬ ‫ارت�ف��اع��ا ف��ي زي ��ادة تعرفة ال�ك�ه��رب��اء لفئات االستهالك‬ ‫السكني والتجاري والزراعي في إيران إذ ارتفعت تعرفة‬ ‫الكهرباء خالل األعوام الثالثة املاضية نحو ‪ 50‬في املائة‪.‬‬ ‫وق ��د ش �ه��دت أس �ع��ار امل � ��واد ال �غ��ذائ �ي��ة ب �م��ا ف�ي�ه��ا ال�خ�ب��ز‬ ‫ومنتجات النشا واأللبان ارتفاعا بنسبة ‪ 5‬في املائة خالل‬ ‫أبريل (نيسان) املاضي‪ .‬ووفقا للتقارير الواردة مؤخرا‬ ‫من إيران‪ ،‬فإن أسعار السكن وأسعار اإليجارات ارتفعت‬ ‫بنسبة ‪ 13‬في املائة بسبب انخفاض أسعار الفائدة على‬ ‫الودائع‪.‬‬ ‫أزمة العمالة‬

‫‪60‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫الرئيس االيراني حسن روحاني يسلم البرملان ميزانية السنة‬ ‫اإليرانية الجديدة في طهران‪ 4‬ديسمبر ‪(2016‬غيتي)‬

‫وك��ذل��ك بسبب ارت �ف��اع ال�ض��رائ��ب على القيمة املضافة‬ ‫بنسبة ‪ 9‬في املائة‪.‬‬ ‫التضخم وأزمة البطالة‬ ‫أعلن رئيس مركز األبحاث التابع للبرملان اإليراني عن‬ ‫وجود ‪ 7 – 5‬ماليني عاطل عن العمل في البالد‪ .‬وفيما‬ ‫قال هذا املركز إن نسبة الخريجني الجامعيني العاطلني‬

‫‪,,‬‬

‫وجهت ‪ 11‬دولة عربية في‬ ‫الشرق األوسط وشمال‬ ‫أفريقيا رسالة إلى الجمعية‬ ‫العامة لألمم املتحدة اتهمت‬ ‫فيها إيران بدعم اإلرهاب‬ ‫واستمرار التدخل في شؤون‬ ‫الدول العربية‬

‫‪,,‬‬

‫ازداد ع ��دد ال�ع�م��ال ال�ع��اط�ل�ين ع��ن ال�ع�م��ل ب�س�ب��ب إغ�لاق‬ ‫املصانع واملعامل اإلنتاجية في إيران‪ .‬وبالتزامن مع ذلك‬ ‫ازده��رت القطاعات الخدمية غير اإلنتاجية بعقود عمل‬ ‫مؤقتة وغير رسمية وأجور منخفضة‪.‬‬ ‫تعاني حاليا أكثر من ‪ 60‬ألف وحدة إنتاجية في إيران من‬ ‫مشاكل؛ إذ يقول فرشاد مقيمي‪ ،‬أمني دائرة االقتصاد‬ ‫املقاوم في الحكومة اإليرانية‪ ،‬إن نحو ‪ 30‬في املائة من‬ ‫الوحدات الصناعية تعمل بأقل من قدراتها بـ‪ 50‬في املائة‪،‬‬ ‫و‪ 29‬في املائة منها تعمل بأقل من قدراتها بـ‪ 70‬في املائة‪.‬‬ ‫وتؤكد اإلحصاءات الرسمية لوزارة الصناعة والتجارة‬ ‫واملناجم اإليرانية انخفاضا في العمالة الصناعية بنسبة‬ ‫‪ 11.5‬ف��ي امل��ائ��ة‪ ،‬وان�خ�ف��اض��ا ف��ي إص ��دار ال�ت��راخ�ي��ص‬ ‫الصناعية بنسبة ‪ 14.5‬ف��ي امل��ائ��ة‪ .‬وق��د أع�ل��ن اإلع�لام‬ ‫ال��رس �م��ي‪ ،‬خ�ل�ال ال��رك��ود االق �ت �ص��ادي ف��ي إي� ��ران عن‬ ‫تجمعات احتجاجية للعمال بما فيها تجمع نحو ‪70‬‬ ‫عامال في معمل «ب��ارس ق��و» إلنتاج ال��زي��وت النباتية‪،‬‬ ‫كما تجمع العمال الذين تم تسريحهم من قطاع صناعة‬ ‫النفط والغاز في «تنك بيجار» أمام مبنى وزارة النفط‬ ‫في طهران‪ .‬وك��ان هناك أيضا تجمع لعمال اإلسمنت‬ ‫ف��ي م��دي�ن��ة دش�س�ت��ان‪ ،‬اح�ت�ج��اج��ا ع�ل��ى ت��دن��ي األج ��ور‪،‬‬ ‫وتجمع لعمال مسرحني م��ن العمل ف��ي ش��رك��ة «ج��م»‬ ‫ل�ص�ن��اع��ة ال �ب �ت��روك �ي �م��اوي��ات م��ع ع��وائ�ل�ه��م أم ��ام مبنى‬ ‫وزارة ال�ع�م��ل ب�ط�ه��ران‪ ،‬وت�ج�م��ع أك�ث��ر م��ن ‪ 150‬عامال‬ ‫في مجمع «املهدي» و«هرمز آل» لألملنيوم أم��ام مبنى‬ ‫محافظة هرمزغان بمدينة بندرعباس‪ ،‬وتجمع عمال‬ ‫معمل السكر الجامد في األهواز ومعمل إيران لصناعة‬ ‫الكرتون‪ ،‬باإلضافة إلى عشرات التجمعات االحتجاجية‬ ‫األخرى التي شهدتها البالد‪.‬‬ ‫كما احتشد املئات من العمال يوم ‪ 19‬نوفمبر (تشرين‬ ‫الثاني) املاضي أمام مبنى البرملان اإليراني احتجاجا على‬ ‫الئحة إصالح قانون العمل ومشروع دمج صندوق العالج‬ ‫التابع ملؤسسة التأمني االجتماعي‪.‬‬ ‫كما أغلقت أس��واق الذهب أبوابها في مدينتي طهران‬ ‫وزنجان‪ ،‬في األي��ام األخيرة لشهر نوفمبر‪ ،‬احتجاجا‬ ‫على الظروف السيئة لألسواق والركود الحاكم عليها‬

‫عن العمل تصل إلى ‪ 50‬في املائة‪ ،‬تتحدث السلطات عن‬ ‫دخول ‪ 4‬ماليني باحث عن العمل لألسواق اإليرانية‪ .‬هذا‬ ‫وتبلغ نسبة البطالة بني النساء الخريجات من الجامعات‬ ‫‪ 40‬في املائة‪.‬‬ ‫وتتحدث آخر اإلحصائيات الصادرة عن البنك املركزي‬ ‫اإليراني عن أن نسبة التضخم بلغت ‪ 7‬و‪ 8‬في املائة في‬ ‫أكتوبر (تشرين األول)‪ .‬ه��ذا ول��م ي��ؤد انخفاض نسبة‬ ‫التضخم إلى زيادة اإلنفاق بسبب انخفاض نسبة األجور‬ ‫وضعف القدرة الشرائية لها‪.‬‬ ‫وتشير اإلحصائيات إلى أن ثلثي سكان إيران يعيشون‬ ‫تحت خط الفقر النسبي‪ ،‬و‪ 15‬مليون إيراني يعيشون‬ ‫في الفقر املدقع؛ وأكثر من ‪ 10‬ماليني إيراني تحت خط‬ ‫الفقر ويعانون من نقص التغذية وانخفاض مستويات‬ ‫السعرات الحرارية‪.‬‬ ‫البيئة وانتشار الجفاف في إيران‬ ‫يقول شاهروخ فاتح‪ ،‬رئيس املركز الوطني للجفاف وإدارة‬ ‫األزمات في منظمة األرصاد الجوية‪ ،‬إن املؤشر السنوي‬ ‫يشير إل��ى أن ‪ 26‬ف��ي امل��ائ��ة م��ن س�ك��ان ال�ب�لاد يتأثرون‬ ‫بموجات الجفاف الخفيفة‪ ،‬و‪ 19‬في املائة بموجات الجفاف‬ ‫امل�ت��وس�ط��ة‪ ،‬وأن واح ��دا ف��ي امل��ائ��ة م��ن ال�س�ك��ان ي�ت��أث��رون‬ ‫بموجات جفاف حادة‪.‬‬ ‫كما يواجه القطاع ال��زراع��ي أزم��ة؛ إذ يقول علي م��رادي‬ ‫أك�ب��ري‪ ،‬مساعد قسم التربة وامل�ي��اه ف��ي وزارة ال��زراع��ة‬ ‫اإليرانية إن ‪ 300‬سهل في إيران تواجه «ظروفا استثنائية»‬

‫عجز امليزانية وارتفاع ديون الحكومة‬ ‫ت�ش�ي��ر ال �ت �ق��اري��ر ال��رس �م �ي��ة إل ��ى ارت� �ف ��اع ح �ج��م دي ��ون‬ ‫ال�ح�ك��وم��ة ال�ح��ال�ي��ة ل�ل�ب�ن��وك‪ ،‬وش��رك��ات ال �ت��أم�ين‪ ،‬وهيئة‬ ‫الصحة‪ ،‬واملقاولني‪ .‬وأعلن مكتب وزارة املالية والشؤون‬ ‫االقتصادية ل�ش��ؤون اإلن�ت��اج أن حجم دي��ون الحكومة‬ ‫للمؤسسات االقتصادية تجاوز مايعادل ‪ 100‬مليار‬ ‫دوالر‪ .‬وأفادت اإلحصائيات التي نشرها البنك املركزي‬ ‫ب��أن إن �ف��اق ال�ح�ك��وم��ة ال�ح��ال�ي��ة خ�ل�ال ال �س �ن��وات ال�ث�لاث‬ ‫امل��اض �ي��ة ب �ل��غ ‪ 5.5‬أض �ع ��اف اإلن� �ف ��اق ع �ل��ى ال�ق�ط��اع��ات‬ ‫العمرانية‪ .‬هذا وشهدت امليزانية املخصصة للقطاعات‬

‫‪,,‬‬

‫‪,,‬‬

‫وبعد االتفاق النووي‪ .‬وتلقت أسعار العملة الصعبة في‬ ‫األسواق اإليرانية صدمة كبيرة بسبب استمرار انخفاض‬ ‫أسعار النفط الخام في األسواق العاملية في يناير (كانون‬ ‫الثاني) ‪ 2016‬حيث ارتفع سعر صرف الدوالر األميركي‬ ‫أمام العملة اإليرانية في األسواق الداخلية‪ ،‬في حني ارتفع‬ ‫إنتاج النفط والغاز في إيران في شهر أغسطس (آب)‪ ،‬أي‬ ‫بعد التوقيع على االتفاق النووي‪ ،‬ألعلى مستوى له منذ‬ ‫‪ 1980‬وبلغ ‪ 4‬ماليني و‪ 150‬ألف برميل‪.‬‬

‫الحكومة واملؤسسات الحكومية للمصرف املركزي وصل‬ ‫العمرانية انخفاضا بنحو ‪ 5.7‬في املائة‪.‬‬ ‫وف��ي ال��وق��ت ال ��ذي ب�ل��غ ف�ي��ه ال�ع�ج��ز ف��ي م�ي��زان�ي��ة حكومة إلى ‪ 62‬تريليون تومان‪ ،‬مما يدل على ارتفاع حجم ديون‬ ‫روحاني ‪ 22.350‬مليار تومان‪ ،‬أعلن املصرف املركزي الحكومة بنحو ‪ 200‬في املائة‪ .‬كما أن حجم ديون الحكومة‬ ‫للجمهورية اإلسالمية في أحدث تقرير له أن حجم ديون الحالية للهيئة العامة للتأمينات االجتماعية بلغ ‪110‬‬ ‫تريليونات تومان‪.‬‬ ‫ووجه وزراء االقتصاد والصناعة والعمل والدفاع رسالة‬ ‫إلى حسن روحاني قالوا فيها إن حجم قطاع سوق رأس‬ ‫املال في إيران انخفض في الفترة التي تتراوح بني يناير‬ ‫ّ‬ ‫(ك��ان��ون ال �ث��ان��ي) ‪ 2014‬وأغ�س�ط��س ‪ 2015‬بنحو ‪180‬‬ ‫تصدر خبر استقالة‬ ‫تريليون تومان‪.‬‬ ‫وزراء الثقافة واإلرشاد‬ ‫واعتبر علي طيب نيا ومحمد رض��ا نعمت زاده وعلي‬ ‫ربيعي وحسني دهقان في هذه الرسالة املشتركة املوجهة‬ ‫اإلسالمي والتعليم والتربية‬ ‫لرئيس الجمهورية أن الخسائر املتراكمة ف��ي صناعة‬ ‫ال �س �ي��ارات ب�ل�غ��ت ‪ 4.200‬م�ل�ي��ار ت��وم��ان‪ .‬ه��ذا وص�ن��اع��ة‬ ‫والشباب عناوين الصحف‬ ‫السيارات على وشك االنهيار بسبب أزمة السيولة النقدية‬ ‫وأن صافي املخزون الحالي من السيارات املوجودة لدى‬ ‫ووسائل اإلعالم اإليرانية‬ ‫صانعي السيارات لم يتجاوز ‪ 100‬ألف سيارة‪.‬‬ ‫الشهور املاضية‬ ‫وقد شهد العام املاضي سلسلة من االختالسات وقعت‬ ‫في مصرفي «ملي» و«ملت» بقيمة ‪ 1200‬مليار تومان‪،‬‬ ‫وعملية اختالس قدرها ‪ 8‬تريليونات تومان من صندوق‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪59‬‬

‫في الوقت الذي كنا نترقب فيه حصول انفتاح اقتصادي واجتماعي وسياسي‬ ‫في إيران‪ ،‬بعد توقيعها االتفاق النووي مع مجموعة ‪ ،1+5‬وفتح إيران أبوابها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫موازيا على اإلطالق‪.‬‬ ‫انفتاحا‬ ‫أمام العالم‪ ،‬فإن األوضاع الداخلية لم تشهد‬

‫طهران غارقة في األزمات السياسية واإلقتصادية واالجتماعية‬

‫إيران ‪ :2016‬الرئيس روحاني‬ ‫وأعوانه لم يحققوا وعودهم‬ ‫ل ��م ي�ف�ص�ل�ن��ا ع ��ن ان �ت �ه��اء ف �ت��رة ع �م��ل ح�ك��وم��ة‬ ‫التدبير واألم��ل وفترة رئاسة حسن روحاني‬ ‫الذي يوصف بالرئيس صاحب النهج املعتدل‪،‬‬ ‫إال القليل‪ .‬وي�ج��د امل�ت��اب��ع ألداء الحكومة ف��ي القطاعات‬ ‫االقتصادية واالجتماعية والسياسية أن الرئيس وأعوانه‬ ‫لم يحققوا من وعودهم‪ .‬وشهدنا في فترة عمل الحكومة‬ ‫ال�ح��ال�ي��ة ع�ل��ى غ ��رار ن�ظ�ي��رات�ه��ا ال�س��اب�ق��ة س�ل�ط��ة امل��رش��د‬ ‫املطلقة‪ ،‬وأداء مجلس صيانة ال��دس�ت��ور وإش��راف��ه على‬ ‫الئحة الترشيحات‪ ،‬وقمع املعارضني‪ ،‬واستمرار فرض‬ ‫اإلقامة الجبرية على زعماء الحركة االحتجاجية الذين‬ ‫رفضوا نتائج االنتخابات الرئاسية في ‪ ،2009‬وهم مير‬ ‫حسني موسوي وزهراء رهنود ومهدي كروبي‪ ،‬وتدخالت‬ ‫الحرس ال�ث��وري والسلطة القضائية في أعمال السلطة‬ ‫التنفيذية ووضع العراقيل أمامها‪.‬‬ ‫سياسة إيران الخارجية‬ ‫شكل االتفاق النووي بني إيران ومجموعة ‪ 1+5‬منعطفا‬ ‫ف��ي السياسة الخارجية اإلي��ران�ي��ة ف��ي ‪ 2016‬وك��ان��ت له‬ ‫انعكاسات واسعة‪..‬‬ ‫ق��ام مجلس ال�ن��واب األميركي ف��ي ‪ 16‬نوفمبر (تشرين‬ ‫الثاني) بتمديد العقوبات على إيران ‪ 10‬سنوات‪ .‬وحظر‬ ‫بيع طائرات مدنية إلى إيران‪ .‬وردا على إجراء إدارة باراك‬ ‫أوباما‪ ،‬قدم نواب إيرانيون مشروعا يقضي بحظر شراء‬ ‫السلع االستهالكية من أميركا‪.‬‬ ‫وكانت السلطات اإليرانية قد أطلقت س��راح الصحافي‬ ‫األميركي من أصل إيراني جيسون رضائيان‪ ،‬والعنصر‬ ‫ال�س��اب��ق ف��ي امل��اري�ن��ز أم�ي��ر حكمتي‪ ،‬وسعيد عابديني‪،‬‬ ‫ونوكيش مسيحي‪ ،‬ونصرت الله خسراوي رودساري‪،‬‬ ‫وذل��ك بالتزامن مع دخ��ول االتفاق النووي حيز التنفيذ‪.‬‬ ‫وق��د وافقت اإلدارة األميركية على إط�لاق س��راح سبعة‬ ‫سجناء إيرانيني مقابل إطالق طهران سراح أربعة سجناء‬ ‫أميركيني‪.‬‬ ‫هذا ورفع جيسون رضائيان دعوى قضائية ضد إيران‬

‫‪58‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪,,‬‬

‫رئيس مركز األبحاث التابع‬ ‫للبرملان اإليراني‪ :‬نحو ‪7‬‬ ‫ماليني عاطل عن العمل في‬ ‫البالد‪ ..‬و نسبة الخريجني‬ ‫الجامعيني العاطلني عن‬ ‫العمل تصل إلى ‪% 50‬‬

‫‪,,‬‬

‫طهران ‪ -‬فيروزه رمضان زاده‪:‬‬

‫في محكمة فيدرالية بالواليات املتحدة‪ ،‬قال فيها إنه كان‬ ‫رهينة بيد الجمهورية اإلسالمية اإليرانية وإن��ه تعرض‬ ‫ملضايقات نفسية وجسمية خالل فترة سجنه ملدة ‪18‬‬ ‫شهرا‪.‬‬ ‫ع�ل��ى صعيد آخ ��ر‪ ،‬ن��دد وزراء ال�خ��ارج�ي��ة ال �ع��رب خ�لال‬ ‫جلسة طارئة في القاهرة في ‪ 8‬سبتمبر (أيلول) املاضي‬ ‫بسياسات مرشد الجمهورية اإلسالمية اإليرانية آية الله‬ ‫علي خامنئي وامل�س��ؤول�ين اإلي��ران�ي�ين ض��د دول الخليج‬ ‫في مقدمتها السعودية‪ .‬وفي املقابل‪ّ ،‬‬ ‫صعد آية الله علي‬ ‫خامنئي من تصريحاته‪ ،‬أثناء موسم الحج‪ ،‬ضد اململكة‪.‬‬ ‫هذا ووجهت ‪ 11‬دولة عربية في الشرق األوسط وشمال‬ ‫أفريقيا رسالة إلى الجمعية العامة لألمم املتحدة اتهمت‬ ‫فيها إيران بدعم اإلرهاب واستمرار التدخل في شؤون‬ ‫ال��دول العربية مما ي��ؤدي إل��ى التوتر وزعزعة األم��ن في‬ ‫املنطقة‪.‬‬ ‫وفي أول رد رسمي إيراني على فوز دونالد ترامب في‬ ‫االن�ت�خ��اب��ات ال��رئ��اس�ي��ة األم�ي��رك�ي��ة ق��ال وزي ��ر الخارجية‬ ‫اإليراني محمد جواد ظريف لترامب إن الواليات املتحدة‬ ‫«عليها تنفيذ االتفاق النووي»‪ .‬كما صرح الرئيس اإليراني‬ ‫بأن «نتيجة االنتخابات األميركية لن تؤثر على سياسات‬

‫إيرانية شابة تمر من‬ ‫أمام جدار يعرض بعض‬ ‫املالبس املستعملة‬ ‫مجانا للفقراء بمدينة‬ ‫يزد اإليرانية التي‬ ‫تشتهر بمعاملها‬ ‫التاريخية ( غيتي)‬

‫ّ‬ ‫تصدر‬ ‫الجمهورية اإلسالمية اإليرانية»‪ .‬في الوقت الذي‬ ‫فيه خبر استقالة علي جنتي وزي��ر الثقافة واإلرش��اد‬ ‫اإلس�لام��ي‪ ،‬وعلي أصغر فاني وزي��ر التعليم والتربية‪،‬‬ ‫وم�ح�م��ود ك� ��ودرزي وزي ��ر ال �ش �ب��اب‪ ،‬ع�ن��اوي��ن الصحف‬ ‫ووسائل اإلعالم اإليرانية في األشهر القليلة التي تفصلنا‬ ‫عن انتهاء فترة رئاسة روحاني‪.‬‬ ‫ونفى مكتب ممثلية إيران في األمم املتحدة في ‪ 23‬نوفمبر‬ ‫(تشرين الثاني) مزاعم إسرائيل بشأن إرسال السالح‬ ‫لـ«حزب الله» اللبناني عبر خطوط طيران ماهان اإليرانية‪.‬‬ ‫وق��ال إن طرح هذه املزاعم تأتي كالعادة دون أية وثائق‬ ‫وشواهد إلثباتها‪.‬‬ ‫االقتصاد اإليراني‬ ‫كان االقتصاد اإليراني يعاني خالل العام املاضي‪ ،‬وعلى‬ ‫غ��رار األع��وام السابقة‪ ،‬من مشاكل عديدة‪ ،‬كالتضخم‪،‬‬ ‫وانخفاض النمو االقتصادي‪ .‬ويرى العديد من املراقبني أن‬ ‫الحكومة الحالية فشلت في القضاء على التضخم‪ ،‬وخلق‬ ‫فرص العمل وتحسني الوضع املعيشي لإليرانيني‪ .‬وقد‬ ‫واجهت الصناعة النفطية في إي��ران أوقاتا عصيبة قبل‬

‫ممنوع طرحه أو التحدث به‪ ،‬ولكن مسموح استخدامه‬ ‫واالستفادة منه في األزمات؛ فيظهر امللف ويبدأ الجميع‬ ‫في التحدث عن التفلت األمني واالتجار باملخدرات في‬ ‫بعلبك ث��م تنتهي ص�لاح�ي��ة امل��وض��وع ع�ن��دم��ا ينتهي‬ ‫املهرجان السياسي»‪.‬‬ ‫أم��ا ع �ل��ي‪ ،‬م��واط��ن م��ن ب �ل��دة م�ق�ن��ة ي �ق��ول‪« :‬ب �ع��د رحيل‬ ‫ال�س��وري�ين ع��ن بعلبك ع��ام ‪ 2005‬ل��م تتمكن األج�ه��زة‬ ‫ً‬ ‫خصوصا‬ ‫األمنية اللبنانية من م��لء الفراغ الحاصل‪،‬‬ ‫أن املنطقة كانت قبل عام ‪ 2005‬خاضعة لـ(حزب الله)‬ ‫حليف س��وري��ا األس��د‪ ،‬أم��ا بعد ع��ام ‪ 2005‬فاستكمل‬ ‫العمل بالحركة اإلقصائية لألجهزة واملؤسسات التابعة‬ ‫للحكومة اللبنانية‪ ،‬وال يمكن إن �ك��ار دور ال��دول��ة في‬ ‫االبتعاد عن بعلبك‪ ،‬وولد بذلك فجوة ضخمة بني الدولة‬ ‫اللبنانية وعدد كبير من أبناء املنطقة بعد أن صار اسم‬ ‫الدولة يعني لهم (املالحقة القانونية واملداهمات واملحاكم‬ ‫واملخافر)»‪.‬‬ ‫ويضيف ع�ل��ي‪« :‬إن األح ��زاب املهيمنة على بعلبك لم‬ ‫تفهم وال تريد تقبل فكرة أن الطبيعة العشائرية ألبناء‬ ‫املنطقة والجغرافية الجافة والوعرة لها تحتاج إلى أجهزة‬ ‫ً‬ ‫ال��دول��ة لضبطها‪ .‬لقد ح��اول��وا أن يكونوا بديال للدولة‪،‬‬ ‫وفشلوا‪ ،‬وال يريدون إعالن فشلهم‪ ..‬ويكتفون بتحميل‬ ‫الفعاليات األهلية والعشائر مسؤولية التفلت األمني‬ ‫ً‬ ‫نصر الله األخير‬ ‫الحاصل تماما كما جاء في خطاب َّ َ‬ ‫الذي توجه به إلى أهالي بعلبك فقد حملهم املسؤولية‬ ‫الكاملة عن التفلت األمني وطالبهم بتسليم املطلوبني‬ ‫للمحاكم اللبنانية‪.‬‬ ‫بعلبك نقطة انطالق «حزب الله» نحو سوريا‬

‫أفراد الجيش اللبناني في سيارة عسكرية في بلدة عرسال خالل وقف إطالق النار املؤقت بني الجيش اللبناني ومتشددين في ‪ 8‬أغسطس ‪( 2014‬غيتي)‬

‫دورا ً‬ ‫عرسال ً‬ ‫مهما لناحية استقبال الجرحى والالجئني‪،‬‬ ‫كما أن الثوار السوريني اشتروا أكثر من مرة أسلحتهم‬ ‫من مخازن حزب الله في بعلبك»‪.‬‬

‫‪,,‬‬

‫نصر الله يحمل أهالي بعلبك‬ ‫املسؤولية عن التفلت األمني‪..‬‬ ‫ومليون وثمانمائة ألف دوالر‬ ‫دفعها «حزب الله» في ملواجهة‬ ‫تمدد املعارضة في البلدة‬

‫‪,,‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬فلبعلبك رمزية عسكرية كبيرة لحزب‬ ‫الله إذ إنها نقطة تموضع قوته البشرية والعسكرية‬ ‫ضد أي محاولة‬ ‫وشكلت املدينة للحزب ًدرع جغرافيا لاً‬ ‫مرورا بعرسال وصو إلى بعلبك‬ ‫للتسلل من سوريا‬ ‫ومن ثم العمق اللبناني‪.‬‬ ‫الصحافي اللبناني املتخصص ف��ي ال�ش��أن اللبناني‬ ‫والسوري فداء عيناتي قال إن أهمية بعلبك (بالنسبة‬ ‫لحزب الله) تتمثل بثالث نقاط أولها أن بعلبك تعد منطقة‬ ‫تدريب ملقاتليه‪ ،‬كما أنه يخزن بها ذخيرته العسكرية‪،‬‬ ‫فعدد كبير من مخازنه العسكرية توجد في تلك املنطقة‪.‬‬ ‫كذلك‪ ،‬فإن املساحة الجغرافية لبعلبك تتصل مباشرة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بالعمق السوري الذي يشهد ً‬ ‫ديموغرافيا‪.‬‬ ‫حربا وتبديال‬ ‫ً‬ ‫بعد الثورة السورية استثمر حزب الله كثيرا في بعلبك‪،‬‬ ‫ً‬ ‫جغرافيا‬ ‫فبداخلها كتلة شعبية ضخمة موالية له‪ ،‬وتقع‬ ‫على مقربة من الحرب السورية‪ ،‬وبالتالي فهي امتداده‬ ‫الشعبي والجغرافي بالحرب السورية‪.‬‬ ‫كل هذا االمتداد الجغرافي لبعلبك يتخلله نقطة واحدة‬ ‫م�ع��اك�س��ة ال ت��ؤي��د ح ��زب ال �ل��ه وه ��ي م��دي �ن��ة ع��رس��ال‪.‬‬ ‫ومعروف عن عرسال تأييدها لخيار الثورة السورية‪،‬‬ ‫لذلك فإن بعلبك التي تمثل الحديقة الخلفية لحزب الله‬ ‫خالل حروبه مع إسرائيل أصبحت نقطة متقدمة في‬ ‫الصراع السوري‪.‬‬ ‫وأض ��اف عيتاني‪« :‬ع��ام ‪ 2011‬عندما ان��دل�ع��ت ال�ث��ورة‬ ‫السورية‪ ،‬تداخلت املناطق بعضها ببعض وتحرك جزء‬ ‫م��ن ال�ث��وار ال�س��وري�ين داخ��ل األراض ��ي اللبنانية ولعبة‬

‫لذلك «عندما نعيد النظر بمعركة القلمون والقصير‬ ‫نفهم أهمية منطقة بعلبك فهي الظهر األم��ن ل��ه‪ ،‬وإن‬ ‫انتشار حزب الله العسكري في بعلبك سمح له بتأمني‬ ‫مستلزمات القتال في املناطق السورية املحاذية للحدود‬ ‫اللبنانية كالقلمون الغربي‪.‬‬ ‫ورغم هذا‪ ،‬واجه الحزب مصاعب عدة ألن طبيعة بعلبك‬ ‫وعرسال والقلمون وعرة ً‬ ‫ً‬ ‫عسكريا‬ ‫جدا ويتطلب تأمينها‬ ‫ع�ش��رات آالف الجنود املتفرغني بشكل ك��ام��ل للقيام‬ ‫باملهمة‪.‬‬ ‫وه ��و م ��ا ي�ع�ج��ز ع ��ن ت��أم �ي �ن��ه ال� �ح ��زب‪ ،‬ف �خ�ل�ال زخ�م��ه‬ ‫العسكري استطاع تأمني ‪ 15‬ألف مقاتل كحد أقصى‪.‬‬ ‫وعندما دعا أمني عام حزب الله إلى تطهير منطقة جرود‬ ‫واجه حزب الله صعوبة في إنجاز‬ ‫عرسال من املسلحني ً‬ ‫املهمة وت��راج��ع عنها الح��ق��ا‪ ،‬ولكننا نجده اليوم يقوم‬ ‫بتشكيل املزيد من امليلشيات باإلضافة إلى التحالف‬ ‫م��ع التيار العوني وال�ق��وات اللبنانية لتأمني ظهره في‬ ‫بعلبك ومحيطها» <‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪57‬‬

‫بتاريخ ‪ 8‬مايو ‪ ،2016‬تصدرت االنتخابات البلدية في‬

‫‪56‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫بعلبك ‪ -‬الهرمل الحدث اللبناني‪ .‬املواجهة الشرسة بني‬ ‫الئحة حزب الله وأمل ضد الئحة املستقلني في مدينة‬ ‫أفضت إلى فوز الحزب وأمل بصعوبة‪.‬‬ ‫وفقا ملصادر‪ ،‬مليون وثمانمائة ألف دوالر دفعها حزب‬ ‫ال��ل��ه ف��ي بعلبك مل��واج��ه��ة ت��م��دد االع���ت���راض ف��ي بعلبك‪.‬‬ ‫ولكن ‪ 40‬في املائة قالوا عبر الصناديق االقتراعية ال‬ ‫للسياسة اإلنمائية التهميشية التي انتهجها كل من‬ ‫الحزب والحركة في املدينة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫صادما ألن ما من أحد في لبنان‬ ‫كان رقم ‪ 40‬في املائة‬ ‫قد تنبأ بظهور معارضة واضحة املعالم كالتي ظهرت‬ ‫فجأة في قلعة «املقاومة والصمود»‪.‬‬ ‫لقد تغيرت املعادلة االجتماعية في مدينة بعلبك الواقعة‬ ‫على بعد عشرات الكيلومترات من الحدود السورية التي‬ ‫يطغى عليها الوالء الكامل للحزب وحركة أمل‪ .‬في ‪2016‬‬ ‫ت��رأس رئيس بلدية بعلبك األس��ب��ق غالب ياغي الئحة‬ ‫«بعلبك بالقلب»‪ ،‬وشملت الالئحة مجموعة من املستقلني‬ ‫مع عدد من العائالت الوازنة في املدينة ملواجهة الئحة‬ ‫«الوفاء والتنمية» املدعومة من حزب الله‪.‬‬ ‫قبل أيام من املعركة االنتخابية استنجد حزب الله بدماء‬ ‫«ش��ه��دائ��ه» ف��ي دع��اي��ة إعالمية روج لها على شاشات‬ ‫التلفزيون وال��ل��وح��ات اإلع�لان��ي��ة وامل��ن��ش��ورات الورقية‬ ‫ومواقع التواصل االجتماعي‪ .‬ذلك أن الخائنني والعمالء‬ ‫وحدهم من سيصوتون ضد الحزب في اللحظة التي‬ ‫يجب على الجميع أن يصطفوا خلفه‪ ،‬ولكن بعد انتهاء‬

‫‪,,‬‬

‫باتت عرسال بعد الثورة‬ ‫ً‬ ‫السورية هدفا لـ «حزب الله»‬ ‫ملوقعها الجغرافي‪..‬و بعلبك‬ ‫نقطة انطالق ميليشيا‬ ‫«نصر الله» نحو سوريا‬

‫‪,,‬‬

‫بعلبك‬

‫احتضان عرسال لالجئني‬ ‫السوريني الهاربني من بطش‬ ‫النظام السوري وإجرامه‪،‬‬ ‫ً‬ ‫جعلها هدفا لصواريخ قوات‬ ‫النظام السوري بالقصف‬ ‫املتكرر والتوغل في جرودها‬

‫‪,,‬‬

‫الحدودية املحرومة‪ ،‬فكيف بعد الحصار املفروض على‬ ‫أرزاق الناس؟ الخسائر التي يتكبدها أهالي عرسال ال‬ ‫تعوض‪ .‬قبل الحصار املفروض على البلدة كانت نسبة‬ ‫الهجرة ال تتخطى الـ‪ 5‬في املائة‪ّ ،‬أما اليوم فتخطت الـ‪15‬‬ ‫في املائة‪ ،‬وهي في ارتفاع مستمر بسبب الوضع األمني‬ ‫واالقتصادي املزري»‪.‬‬ ‫يوميا الصوت ً‬ ‫معاناة أهالي عرسال الذين يرفعون ً‬ ‫عاليا‬ ‫السترداد حقوقهم‪ ،‬ونزع صبغة اإلرهاب التي الحقتهم‬ ‫م��ن إع�ل�ام ق��وى «م��ح��ور امل��م��ان��ع��ة»‪ ،‬إن عبر خوضهم‬ ‫االنتخابات البلدية في مايو (أيار) املاضي‪ ،‬بديمقراطية‬ ‫وشفافية‪ ،‬أو عبر النشاطات التي تثبت ّأن أبناء عرسال‬ ‫دع��اة سالم وحياة كباقي اللبنانيني‪ ،‬تطرح تساؤالت‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وتحديدا «حزب‬ ‫عدة‪ :‬ملاذا أرادت قوى الثامن من آذار‪،‬‬ ‫الله»‪ ،‬عبر أمينها العام السيد حسن نصر الله اعتبار‬ ‫عرسال ً‬ ‫منبعا لإلرهابيني ويجب حسم املعركة داخلها؟‬ ‫ي��ش��رح م��ص��در مطلع ع��ل��ى م��ج��ري��ات أح����داث ع��رس��ال‬ ‫وانغماس «حزب الله» في الحرب السورية حقيقة هدف‬ ‫«حزب الله» في البلدة الحدودية‪« :‬عرسال هي أكبر تجمع‬ ‫م��ع��ارض ف��ي ال��ب��ق��اع الشمالي ف��ي وس��ط م��ؤي��د لنصر‬ ‫الله‪ ،‬استطاعت أن تتعايش مع محيطها على الرغم من‬ ‫الخروقات التي بدأت في لحظة اغتيال الرئيس الشهيد‬ ‫رف��ي��ق ال��ح��ري��ري ف��ي ‪ 14‬فبراير (ش��ب��اط) ‪ ،2005‬فقد‬ ‫حدثت بعض االستفزازات بني أبناء عرسال واملحيط‬ ‫املوالي لحزب الله وصلت إلى ّ‬ ‫ً‬ ‫خصوصا‬ ‫حد املناوشات‬ ‫عند عودت أبناء عرسال من مشاركتهم في ذكرى ‪14‬‬ ‫فبراير عبر الطريق اإللزامي للوصول إلى بلدتهم »‪.‬‬ ‫ويتابع املصدر‪« :‬بعد الثورة السورية اختلف املشهد‬ ‫ً‬ ‫بني عرسال ومحيطها‪ ،‬فباتت عرسال هدفا لـ(حزب‬ ‫ً‬ ‫الله) بسبب موقعها الجغرافي باعتبارها ممرا لتهريب‬ ‫ً‬ ‫السالح للثوار السوريني إلى القصير السورية‪ .‬وأيضا‬ ‫عرسال تقع في قلب (سوريا املفيدة) التي يخطط لها‬ ‫ّ‬ ‫النظام ال��س��وري وإي���ران‪ ،‬أي أنها خاصرة في سوريا‬ ‫املفيدة الرخوة‪ ،‬لذلك حاول (حزب الله) السيطرة عليها »‪.‬‬ ‫أما الوضع امليداني الحالي‪« :‬فحدود عرسال اللبنانية‬ ‫محاصرة بمناطق نفوذ (حزب الله)‪ّ ،‬أما جرودها التي‬ ‫تقع على الحدود السورية فهي محاصرة بـ(حزب الله)‬ ‫من جهة و(داعش) وجبهة النصرة من جهة أخرى‪ ،‬ولو‬ ‫أراد ح��زب الله ال��ذي وص��ل إل��ى حلب إنهاء التنظيمني‬ ‫الستطاع إال أن وجود املسلحني في الجرود يفيد حزب‬ ‫الله‪ ،‬بمنع ‪ 120‬أل��ف ن��ازح س��وري من ال��ع��ودة إل��ى قلب‬ ‫(سوريا املفيدة)‪ ،‬إضافة إلى املتاجرة بوجود «داعش»‬ ‫ع��ل��ى ال��ح��دود اللبنانية إلض��ف��اء ش��رع��ي��ة ل��وج��وده في‬ ‫الجرود وقتاله في سوريا»‪.‬‬ ‫ويختم املصدر «ولكن بعدما فشل مخطط حزب الله‬ ‫العسكري في عرسال‪ ،‬بدأ الحزب باتباع أسلوب جديد‬ ‫وخطير عبر استغالل الوضع االقتصادي لبعض أبناء‬ ‫ً‬ ‫وخصوصا للنازحني السوريني فبدأ بتجنيدهم‬ ‫عرسال‬ ‫ف��ي ص��ف��وف (س��راي��ا امل��ق��اوم��ة) ع��ب��ر ت��غ��ري��ره��م ب��امل��ال‬ ‫والسالح‪ .‬األمر الذي يجعله ً‬ ‫قادرا على تفجير الوضع في‬ ‫عرسال وزج أهالي عرسال بواجهة الجيش اللبناني»‪.‬‬

‫‪,,‬‬

‫انتخابات البلدية تبني أنه رغم فوز الحزب وأمل برئاسة‬ ‫بلدية بعلبك لم يمنع ذلك من فوز بعلبك باسمها الجديد‪،‬‬ ‫فبعد ‪ 2016‬أص��ب��ح يطلق عليها ل��ق��ب «أم امل��ع��ارض��ة‬ ‫الحقيقية»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫سريعا في‬ ‫يقول ياغي لـ«املجلة» إن ال��واق��ع سيتبدل‬ ‫بعلبك في حال استمر تهميش املنطقة‪ ،‬ويؤكد أنه «ال‬ ‫يمكن التعامل مع بعلبك على النحو ال��ذي تم التعامل‬ ‫فيه في العقدين املاضني‪ .‬ألن شريحة معارضة ضخمة‬ ‫ب��دأت تظهر‪ .‬إن ال��ص��وت امل��ع��ارض ف��ي بعلبك أت��ى من‬ ‫البؤس والفقر والحرمان والفوضى وانتشار السالح‬ ‫والتفلت األمني وإطالق النار‪ .‬لقد ملس أبناء املنطقة حال‬ ‫التدهور ال��ذي باتت فيه املنطقة‪ ،‬وأدى ذلك إلى امتناع‬ ‫كثيرين عن زيارة بعلبك بسبب تلك األحداث‪.‬‬ ‫وي��ق��ول ي��اغ��ي‪« :‬إن بعلبك م��دي��ن��ة س��ي��اح��ي��ة‪ ،‬ول��ك��ن تم‬ ‫إخراجها ً‬ ‫كليا عن هويتها التاريخية‪ .‬ال يمكن لبعلبك‬ ‫إال أن تكون مدينة سياحية‪.‬‬ ‫لقد تم ضرب السياحة بها خالل العقدين املاضيني‪ .‬ولم‬ ‫تشهد بعلبك أي مشاريع إنمائية ضخمة باإلضافة إلى‬ ‫أن األوضاع االجتماعية واالقتصادية التي تشهد املزيد‬ ‫من التقهقر املنعكس ً‬ ‫سلبا على السلم األهلي فيها»‪.‬‬ ‫مرشح آخر في الئحة «بعلبك بالقلب» روى لـ«املجلة»‬ ‫كيف خسر رجل أرمل ابنه الوحيد بعد أن تم تجنيده‬ ‫للقتال في سوريا‪ .‬يقول املرشح إنه خالل مكوثه في‬ ‫بعلبك التقى برجل توفي ابنه الوحيد وقد أخبره الرجل‬ ‫بأنه على يقني بأن ابنه اضطر للذهاب إلى سوريا ألنه‬ ‫ً‬ ‫ك��ان ع��اط�لا ع��ن العمل مل��دة ط��وي��ل��ة‪ .‬ويضيف املرشح‬ ‫الخاسر أن البنية املتهالكة للمجتمع الشيعي في لبنان‬ ‫سمحت للحزب بتمرير كل أجنداته‪.‬‬ ‫بتاريخ ‪ 29‬أكتوبر (تشرين األول) ‪ 2016‬التقى حسن‬ ‫الله بوفد من فعاليات أهالي بعلبك – الهرمل ودعاهم‬ ‫إلى ضرورة تسليم املطلوبني للقضاء وضرب املخلني‬ ‫باألمن ومالحقة كل من يقوم بإطالق النار‪.‬‬ ‫«أكثر من ‪ 20‬ألف مواطن من بعلبك مطلوبون بدعاوى‬ ‫قضائية للقضاء اللبناني‪ .‬يوجد أفراد بذمة كل واحد‬ ‫منهم أكثر من ‪ 150‬مذكرة توقيف‪ ،‬بعلبك يمر بها نهر‬ ‫العاصي وتعاني ً‬ ‫حاليا من التصحر وتنقطع عن أغلب‬ ‫قراها املياه‪ ،‬أما إذا أردت الحصول على كل املمنوعات‬ ‫أو تزوير هوية شخصية فتوجه ً‬ ‫رأسا إلى قرية بريتال‬ ‫البقاعية»‪ ،‬يقول محمد املقيم في قرية الهرمل في بعلبك‪.‬‬ ‫ت���م اإلف�������راج ع���ن م��ح��م��د ع����ام ‪ ،2014‬ب��ع��د أن قضى‬ ‫محكوميته ف��ي سجن روم��ي��ة ويتحدث محمد ع��ن أن‬ ‫«أغلب املطلوبني واملسجونني يأملون تسوية أوضاعهم‬ ‫القضائية»‪.‬‬ ‫ويؤكد محمد أن أهالي بعلبك غارقون بدوامة مشكالت‬ ‫ت��ت��وال��د ب��ع��ض��ه��ا ع���ن ب��ع��ض وال ي��م��ك��ن ع����زل ال��وض��ع‬ ‫االقتصادي عن التركيبة االجتماعية وع��دم االهتمام‬ ‫بالقضايا االقتصادية أنتج مشكالت اجتماعية ضخمة‪.‬‬ ‫وي��ض��ي��ف م��ح��م��د‪« :‬دائ ً���م���ا ي��ط��ال��ب أص���ح���اب األراض����ي‬ ‫الزراعية في بعلبك بوضع حد الستيراد الخضار من‬ ‫خارج لبنان ودعم الزراعة اللبنانية‪ ،‬ولآلن لم يستجب‬ ‫أحد لهم‪.‬‬ ‫وي��ط��ال��ب بعضهم ب��ت��ش��ري��ع زراع����ة ال��ح��ش��ي��ش ووض��ع‬ ‫ت��ل��ك امل����زارع ت��ح��ت رق��اب��ة ال��دول��ة اللبنانية واالس��ت��ف��ادة‬ ‫من املحصول عبر تصنيع امل��واد الطبية إال أن املطلب‬

‫صالح البرادعي ضابط شرطة لبناني اختطف مع اربعة جنود من تنظيم النصرة الفرع السوري لتنظيم القاعدة يحتفل مع بعض األقارب باإلفراج عنه في ‪ 31‬أغسطس ‪ 2014‬في مدينة بعلبك ‪ -‬صورة أرشيفية (غيتي)‬

‫وح ��ده ��م وب �ح �س��اب��ات دق �ي �ق��ة ت �ش��ارك��ت ب �ه��ا ال�ب�ل��دي��ة‬ ‫ً‬ ‫سنويا ‪ 23‬مليار ليرة لبنانية‪،‬‬ ‫وامل��زارع��ون يخسرون‬ ‫فمن يعوض عليهم؟!»‪.‬‬ ‫وتابعت كرنبي‪« :‬الوضع االقتصادي في عرسال أكثر‬ ‫ً‬ ‫م��أس��اوي��ة؛ فمثال امل ��دارس الرسمية ل��م تعد تستوعب‬ ‫عدد الطالب ألن أغلب أبناء عرسال سحبوا أوالدهم من‬ ‫املدارس الخاصة‪ ،‬بسبب تراجع وضعهم االقتصادي‪،‬‬ ‫وسنبقى‬ ‫لذلك نحن مصرون على اس�ت��رداد أراضينا‬ ‫األزمة االقتصادية‬ ‫نطالب بحقنا»‪.‬‬ ‫إلى‬ ‫سكانها‬ ‫عدد‬ ‫يصل‬ ‫التي‬ ‫«عرسال‬ ‫كرنبي‪:‬‬ ‫وختمت‬ ‫بدوره‪ ،‬شرح طارق الحجيري ابن بلدة عرسال الوضع‬

‫‪ 40‬أل��ف نسمة تستقبل اليوم ‪ 120‬أل��ف ن��ازح س��وري‪.‬‬ ‫ه��ذا ال �ن��زوح ف��اق ك��ل ال�ت��وق�ع��ات وأث �ق��ل ك��اه��ل السكان‬ ‫ق�ب��ل ال�س�ل�ط��ات وامل��ؤس �س��ات ال��دول�ي��ة املعنية باللجوء‪،‬‬ ‫وزاد ال��وض��ع االق �ت �ص��ادي واالج�ت�م��اع��ي س� � ً‬ ‫�وءا‪ ،‬حتى‬ ‫َ‬ ‫بات العرسالي مناف ًسا برزقه؛ فبني كل سبع محالت‬ ‫للسوريني محال تجاري للعرسالي»‪.‬‬

‫العام لبلدته حيث أكد أن «عرسال تعيش ً‬ ‫حاليا حالة من‬ ‫ً‬ ‫الهدوء الحذر فاملشكالت األمنية انخفضت نسبيا مع‬ ‫ارتفاع باألزمة االقتصادية‪ ،‬فأهالي عرسال ممنوعون‬ ‫من الذهاب إلى مصادر أرزاقهم‪ ،‬بسبب الخطورة األمنية‬ ‫ف��ي ال�ج��رود ال�ت��ي يسيطر عيها (ح��زب ال�ل��ه) م��ن جهة‬ ‫وتنظيم داعش وجبهة النظرة من جهة أخ��رى‪ّ .‬أما في‬ ‫عرسال فالحياة شبه طبيعية‪ ،‬الجيش اللبناني يوجد‬ ‫على أطرافها وعند مداخلها م��ع تسيير دوري ��ات بني‬ ‫الحني واآلخر داخل عرسال»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫«تاريخيا تعتبر عرسال من املناطق‬ ‫وأضاف الحجيري‪:‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪55‬‬

‫في حني يتمسك «حزب الله» بنفوذه في بعلبك كونها اإلمداد البشري لحربه‬ ‫ال�س��وري��ة‪ ،‬تعتبر ع��رس��ال ال�خ��اص��رة ف��ي قلب «س��وري��ا امل�ف�ي��دة» ال�ت��ي يخطط‬ ‫لتنفيذها النظام السوري بدعم إيراني وروسي في سوريا‪.‬‬

‫بلدة معادية حملور «املمانعة» ومدينة في قبضة «حزب الله» تواجه التهميش وانتشار السالح‬

‫عرسال وبعلبك‪ ..‬ينتظران قرارات‬ ‫حاسمة من الحكومة اللبنانية الجديدة‬ ‫قبل العبور إل��ى س��وري��ا التي تشتعل بنيران‬ ‫ال �ح��رب م�ن��ذ ن�ح��و ال�خ�م��س س �ن��وات ت�ق��ع بلدة‬ ‫عرسال ومدينة بعلبك اللبنانيتان‪ ،‬في البقاع‬ ‫الشمالي‪ ،‬وهما نموذجان تحاوالن مواجهة «حزب الله»‬ ‫ال��ذي دخل الحرب السورية إلى جانب النظام السوري‬ ‫وإي��ران‪ ،‬وبعد خمس سنوات من االنغماس في الحرب‬ ‫ال��دام�ي��ة ب��ات��ت ع��رس��ال ه��دف��ا ل�ـ«ح��زب ال�ل��ه» كونها بلدة‬ ‫معادية ملحور «املمانعة» ف��ي محيط ي��وال��ي ح��زب الله‪،‬‬ ‫ّأم��ا بعلبك املدينة السياحية التي انطلقت م��ن قلعتها‬ ‫ً‬ ‫مقصدا لكل سائح قرر‬ ‫أهم املهرجانات الدولية فكانت‬ ‫زيارة لبنان‪ ،‬باتت اليوم في قبضة ّحزب الله فالتهميش‬ ‫وانتشار السالح غير الشرعي والتفلت األمني باتوا ً‬ ‫جزءا‬ ‫من يوميات ابن بعلبك‪.‬‬ ‫عرسال‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نسبيا‬ ‫تنمويا ومعزولة‬ ‫عرسال بلدة لبنانية منسية‬ ‫البقاع شمال‬ ‫محافظة‬ ‫�ي‬ ‫بسبب موقعها الجغرافي ف�‬ ‫ّ‬ ‫شرقي لبنان‪ ،‬حيث تشترك مع سوريا بخط حدودي‬ ‫يصل طوله إلى ‪ 50‬كلم‪ ،‬األمر الذي ّأدى إلى انغماسها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واقتصاديا باألزمة السورية منذ‬ ‫وعسكريا‬ ‫إنسانيا‬ ‫عام ‪.2011‬‬ ‫ب�ل��دة ع��رس��ال ال�ت��ي ُع��رف��ت ب�ت��أي�ي��ده��ا ال �ث��ورة ال�س��وري��ة‬ ‫منذ بدايتها‪ ،‬باتت محطة لجوء للسوريني الذين تدفق‬ ‫معظمهم م��ن منطقة القلمون على وق��ع ّش��دة امل�ع��ارك‬ ‫إضافة إلى أهالي حمص الذين هربوا بداية من بلداتهم‬ ‫إلى القلمون ومن ّثم إلى عرسال التي ّقدمت لهم املأوى‬ ‫واملساعدات والدعم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ولكن احتضان عرسال لالجئني السوريني الهاربني من‬ ‫ً‬ ‫النظام السوري ‪ ،‬جعلها هدفا لصواريخ قواته بالقصف‬ ‫املتكرر والتوغل في جرودها أكثر من ّ‬ ‫مرة‪ ،‬األمر الذي‬ ‫أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى‪ .‬وذلك بحجة‬ ‫وجود مقاتلني تابعني لتنظيم القاعدة في البلدة بحسب‬ ‫وثيقة ّقدمها امل�ن��دوب ال�س��وري ل��دى األم��م املتحدة إلى‬ ‫مجلس األم��ن في نهاية عام ‪ ،2011‬إضافة إلى وثيقة‬

‫‪54‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪,,‬‬

‫ريما كرنبي‪ :‬مسموح ألهالي‬ ‫عرسال بالتجول في ‪ 7‬كلم‬ ‫فقط داخل البلدة التي تقع‬ ‫بني أربعة جبال وتشكل ‪% 4‬‬ ‫من مساحة لبنان‬

‫‪,,‬‬

‫بيروت‪ :‬حال نصر الله وفايزة دياب‬

‫أخ��رى يتهم فيها لبنان بأنه يسمح بتهريب األسلحة‬ ‫واملقاتلني إل��ى س��وري��ا عبر ب�ل��دة ع��رس��ال‪ ،‬وت�ع��زز هذا‬ ‫االت�ه��ام آن��ذاك بتصريح لوزير ال��دف��اع اللبناني السابق‬ ‫فايز غصن أشار فيه إلى وجود لـ«القاعدة» في عرسال‪،‬‬ ‫مقابل نفي رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال‬ ‫سليمان‪.‬‬ ‫إال أن األحداث وصلت إلى ذروتها في أغسطس ‪،2014‬‬ ‫عندما استولى مقاتلون تابعون لـ«جبهة النصرة» على‬ ‫ً‬ ‫جنودا لبنانيني األمر الذي ّأدى‬ ‫بلدة عرسال واختطفوا‬ ‫إلى اندالع مواجهات عنيفة مع الجيش اللبناني أسفرت‬ ‫عن مقتل العشرات‪ ،‬وال تزال جبهة النصرة تسيطر على‬ ‫عرسال بحسب وزير الداخلية اللبناني نهاد املشنوق‪،‬‬ ‫مع العلم أن الجنود الذين كانوا بقبضة جبهة النصرة‬ ‫أطلق سراحهم قبل أشهر بواسطة قطرية‪ ،‬مع استمرار‬ ‫«داعش» في اختطاف جنود لبنانيني حتى اآلن‪.‬‬ ‫ه��ذه األح��داث التي عاشها أبناء عرسال ك��ان لها آثار‬ ‫سلبية ال تزال تداعياتها ترافق العرساليني حتى اليوم‪،‬‬ ‫فبعد أن ك��ان اللبنانيون على ام�ت��داد الوطن ينتظرون‬ ‫مواسم الكرز واملشمش الذي يأتي من جرود عرسال‬ ‫ً‬ ‫سنويا‪ ،‬ويقصدون عرسال ليزينوا منازلهم بحجارتها‬ ‫الصخرية املزخرفة إضافة إلى السجاد املحاك بأنامل‬ ‫أبنائها‪ ،‬باتوا اليوم ينتظرون أخبارها املرتبطة باألحداث‬ ‫األمنية في نشرات األخبار وب��ات طريقها شبه محرم‬ ‫عليهم‪ّ ،‬أما أرزاقها وخيراتها فقد ّ‬ ‫حرمت على اللبنانيني‬ ‫والعرساليني على ّ‬ ‫حد سواء‪.‬‬ ‫هذه املعاناة شرحتها عضو بلدة عرسال ريما كرنبي‬ ‫في حديث خاص قالت فيه‪« :‬عرسال التي تقع بني أربع‬ ‫جبال‪ ،‬تمتد مساحتها على ‪ 316.94‬كلم‪ ،‬أي ‪ 4‬في املائة‬ ‫من مساحة لبنان‪ ،‬إال أن املسموح ألهالي عرسال هو‬ ‫التجول في ‪ 7‬كلم فقط داخل البلدة‪ّ ،‬أما الجرود فممنوع‬ ‫الوصول إليها وذلك بسبب وجود مسلحني من جبهة‬ ‫النصرة و(داعش) من جهة‪ ،‬ومسلحني من (حزب الله)‬ ‫من جهة أخرى»‪.‬‬ ‫وأض��اف��ت ك��رن�ب��ي‪« :‬ه��ذا األم��ر منع أص�ح��اب البساتني‬ ‫وال�ك�س��ارات م��ن ال��وص��ول إل��ى أرزاق �ه��م‪ ،‬وه��م يشكلون‬ ‫مصدر رزق لـ‪ 60‬في املائة من أهالي عرسال فاملزارعون‬

‫في الوقت ذاته ونشر تعاليمهم محليا‪.‬ويزداد االهتمام‬ ‫بذلك النهج في الخارج‪ .‬في الوقت الحالي‪ ،‬يظل املعهد‬ ‫في الغالب تجربة أفريقية‪ .‬وتونس هي الدولة العربية‬ ‫الوحيدة التي أرسلت طالبا إلى املعهد حتى اآلن‪ .‬ولكن‬ ‫يقول مسؤولو املدرسة إن ال��دول العربية «تشاهد عن‬ ‫كثب»‪ ،‬كما تتجه بلدان مثل البحرين إل��ى التعاون مع‬ ‫املغرب في الشؤون الدينية‪.‬‬ ‫ال مفر من أن يجذب ذل��ك أيضا اهتماما من ن��وع غير‬ ‫مرغوب‪ .‬مع أن املعهد لم يجذب أنظار القوى املتطرفة‬ ‫س��واء داخ��ل ال�ب�لاد أو خ��ارج�ه��ا حتى اللحظة‪ ،‬يتوقع‬ ‫مسؤولون مغاربة أن يلقى مقاومة فكرية وربما أكثر‬ ‫من ذلك من املتطرفني‪ ،‬بعد أن يصبح املعهد ورسالته‬ ‫أكثر ظهورا‪ .‬وهو تحد يقولون إنهم مستعدون له‪.‬‬

‫باإلضافة إلى الجغرافيا والتاريخ وسياسة الدولة التي‬ ‫جاءوا منها‪ .‬وفي الوقت ذاته‪ ،‬يتلقون تدريبا مهنيا في‬ ‫أربعة مجاالت مختلفة‪ :‬الهندسة الكهربائية والزراعة‬ ‫والحياكة واستخدام الكومبيوتر‪.‬‬ ‫ورغم البدايات املبشرة‪ ،‬تعترف قيادة املعهد بأنه‪ ،‬حتى‬ ‫اآلن على األقل‪ ،‬يظل األمر مشروعا تجريبيا‪ .‬ويشار إلى‬ ‫أن فصال واحدا فقط تخرج في املعهد منذ فتح أبوابه في‬ ‫العام املاضي وكان يضم ‪ 100‬إمام معظمهم من مالي‪.‬‬ ‫ولكن في غضون خمسة أعوام‪ ،‬يعتقد مديروه أن املعهد‬ ‫سيتمكن من «املساعدة بفاعلية في محاربة اإلسالم‬ ‫الراديكالي» واإلس�ه��ام في تبني التفسير «الصحيح»‬ ‫لإلسالم حول العالم‪.‬‬ ‫يوجد ما يدعو إلى التصديق بقدرة املعهد على تحقيق‬ ‫ذلك‪ .‬في محاكاة للفكر االستراتيجي األميركي املعاصر‬ ‫بشأن أهمية الشبكات في محاربة شبكات أخرى‪ ،‬تدور من الدفاع إلى الهجوم‬ ‫استراتيجية املعهد حول تكوين كوادر من القادة الدينيني‬ ‫املتعلمني في دول مختلفة يمكنهم التواصل فيما بينهم تمثل تلك ال��رؤي��ة تحوال كبيرا ف��ي املشهد‪ .‬على م��دار‬

‫أعوام‪ ،‬كانت م املغرب ترى أنها استثناء ملشاكل التطرف‬ ‫ال�س�ي��اس��ي ف��ي ال �ش��رق األوس ��ط ‪ -‬وه��و وص��ف يوحي‬ ‫بأن تجربتها فريدة وليس من السهل نقلها إلى العالم‬ ‫الخارجي‪ .‬ولكن يتضح تحول املغرب إلى دور النموذج‬ ‫الفكري الذي يملك اإلرادة والقدرة على اتخاذ موقف ضد‬ ‫التشدد‪ .‬ووفقا لتصريحات أح��د املسؤولني الدينيني‪،‬‬ ‫تحاول املغرب اليوم املشاركة في قيادة معركة األفكار‬ ‫الدائرة في العالم اإلسالمي‪ ،‬بناء على مصداقيتها الدينية‬ ‫وتعاليمها املتسامحة‪.‬‬ ‫بالنسبة للواليات املتحدة‪ ،‬يجب أن تكون تلك األخبار‬ ‫ُم�ب�ش��رة‪ .‬سيكون م��ن الجيد أن تهتم واش�ن�ط��ن‪ ،‬التي‬ ‫استثمرت كثيرا في مكافحة التطرف العنيف بصوره‬ ‫املختلفة‪ ،‬بابتكارات القوة الناعمة في املغرب‪ .‬بل ومن‬ ‫األفضل أيضا أن تستفيد منها في الحرب العاملية ضد‬ ‫التطرف اإلسالمي <‬ ‫* نائب رئيس مجلس السياسة الخارجية األميركية في واشنطن‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪53‬‬

‫ألول وهلة‪ ،‬تبدو مدينة العرفان موقعا غريبا يتم منه شن حرب فكرية عاملية ضد التطرف اإلسالمي‪ .‬تمتلئ الضاحية‬ ‫مميزا‪ ،‬ومبان سكنية مشيدة حديثا‪،‬‬ ‫التي تسكنها الطبقة الوسطى الراقية في الرباط بمبان مكتبية ال تحمل‬ ‫طابعا َ‬ ‫َ‬ ‫وعالمات الرخاء املنتشر في العاصمة املغربية‪ .‬ولكن يقبع خلف تلك املباني معلم من نوع مختلف‪ ،‬مبنى أكاديمي‬ ‫بتكلفة عدة مليارات من ال��دوالرات يضم أول مؤسسة للتدريب الديني في اململكة والتي يطلق عليها رسميا معهد‬ ‫محمد السادس لتدريب األئمة‪.‬‬

‫استراتيجية مكافحة اإلرهاب وراء إنشاء معهد محمد السادس لتدريب األئمة‬

‫جهود املغرب إلعداد دعاة و داعيات «محترفني»‬ ‫يعد املعهد ال��ذي ُدش��ن ف��ي أواخ��ر ع��ام ‪2015‬‬ ‫م��درس��ة م��رك��زي��ة ل �ـ«ت �خ��ري��ج امل �ح �ت��رف�ين» في‬ ‫مجال التعليم الديني في البالد‪ ،‬وذل��ك ضمن‬ ‫برامج تدريبية رسمية أخ��رى تم تنفيذها في السابق‬ ‫ف��ي مناطق أخ��رى‪ .‬ول�ك��ن األم��ر ي��زي��د على ذل��ك أيضا‪.‬‬ ‫تأتي املنشأة‪ ،‬واألفكار التي تروجها‪ ،‬في صميم جهود‬ ‫مكافحة اإلره��اب املعقدة التي يبذلها املغرب منذ عقد‬ ‫ونصف‪ ،‬والتي وضعت الدولة األفريقية على الخطوط‬ ‫األمامية في الصراع الفكري ضد اإلسالم املتطرف‪.‬‬ ‫السبب والنتيجة‬ ‫يمكن أن ترجع استراتيجية مكافحة اإلره��اب الحالية‬ ‫في املغرب إلى ربيع عام ‪ ،2003‬في شهر مايو (أيار)‬ ‫من ذلك العام‪ ،‬شن ‪ 14‬انتحاري سلسلة من الهجمات‬ ‫املتزامنة في مناطق مختلفة في مدينة الدار البيضاء‪ ،‬مما‬ ‫أسفر عن مصرع ‪ 45‬شخصا وإصابة عشرات آخرين‪.‬‬ ‫بالنسبة للملكة‪ ،‬كانت التفجيرات واألش�خ��اص الذين‬ ‫ارتكبوها – وهم مواطنون مغاربة من مناطق عشوائية‬ ‫مهمشة في املدينة – بمثابة دعوة لليقظة‪ .‬وقدموا دليال‬ ‫ملموسا على أن الدولة ليست محصنة ضد التطرف الذي‬ ‫ضرب بقية أنحاء الشرق األوسط وشمال أفريقيا‪ ،‬في‬ ‫تناقض مع االعتقاد السائد بني نخبة البالد‪.‬‬ ‫كانت استجابة الحكومة املغربية سريعة وحاسمة‪ .‬وفي‬ ‫العام التالي‪ ،‬بدأت في تعديل شامل لقانون األسرة‪ ،‬الذي‬ ‫يعرف باسم املدونة‪ ،‬في جزء من محاوالت تهدف إلى‬ ‫جعل املجتمع أكثر شموال‪ .‬ومن اإلنجازات البارزة التي‬ ‫حققتها الوثيقة املعدلة تعزيز مكانة املرأة‪ ،‬حيث حصلت‬ ‫على امل�س��اواة القانونية في األس��رة وح��ق طلب الطالق‬ ‫وامل�س��اواة في امل�ي��راث ب�ش��روط‪ .‬وأصبحت امل��رأة أيضا‬ ‫طرفا (شبه) متساو مع الرجل في الحياة الدينية في‬ ‫ال �ب�لاد‪ ،‬وه��و دور غير م�ط��روح ف��ي مناطق أخ��رى في‬ ‫الشرق األوسط‪.‬‬ ‫بداية من عام ‪ ،2006‬أطلقت وزارة الشؤون الدينية املغربية‬ ‫برنامجا تدريبيا تجريبيا للداعيات الالتي يطلق عليهن‬ ‫مرشدات‪ ،‬والذي هدف إلى تعددية التفسير الديني‪ .‬وفي‬ ‫الوقت الحالي‪ ،‬تعمل مئات امل��رش��دات في جميع أنحاء‬

‫‪52‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫استشارات تخص مشاكل زوجية ويساعدن في تفسير‬ ‫النصوص الدينية‪ ،‬إلى جانب مهام أخرى كثيرة ‪ -‬غير‬ ‫أن �ه��ن ال يستطعن إم��ام��ة ص�ل�اة ال�ج�م�ع��ة ع�ل��ى عكس‬ ‫نظرائهن الرجال‪.‬‬ ‫ف��ي ال��وق��ت ذات��ه‪ ،‬دش�ن��ت اململكة‪ ،‬مستفيدة بالشرعية‬ ‫الدينية التي يحظى بها عاهلها امللك محمد السادس‬ ‫‪ ،‬إص�لاح��ا شامال لكيفية ت��دري��س اإلس�ل�ام وتفسيره‬ ‫ونشره بني مواطنيها‪ .‬تعمل الحكومة من خالل وزارة‬ ‫األوقاف ورابطة العلماء املحمدية ‪ -‬وهو مجلس لعلماء‬ ‫ال��دي��ن ُيعينهم ال�ع��اه��ل امل�غ��رب��ي ‪ -‬ع�ل��ى وض��ع رد على‬ ‫ن�ه��ج ف �ك��ري دي �ن��ي ع�ن�ي��ف وت �ه��دي��دي تمثله تنظيمات‬ ‫متطرفة مثل القاعدة‪ .‬وف��ي سبيل كشف زي��ف بعض‬ ‫التفسيرات املتطرفة للقرآن‪ ،‬من النوع ال��ذي تدافع عنه‬ ‫القاعدة (ومؤخرا تنظيم داعش املنبثق عنها)‪ ،‬وألجل‬ ‫ال�ت�ش�ك�ي��ك ف�ي�ه��ا ون ��زع ال�ش��رع�ي��ة ع�ن�ه��ا‪ ،‬ت�ن�ت��ج ال� ��وزارة‬ ‫واملجلس كتبا هزلية وألعابا لألطفال‪ ،‬وتقوم بجهود‬ ‫تعليمية بني املراهقني‪ ،‬وتعيد تشكيل املناهج األكاديمية‬ ‫في املؤسسات التعليمية االبتدائية في اململكة‪.‬‬ ‫دخلت تلك الجهود في مرحلة جديدة في الوقت الحالي‪.‬‬ ‫مع افتتاح معهد محمد السادس في العام املاضي‪ ،‬تم‬ ‫نسج جميع خيوط االستراتيجية معا ‪ -‬تمكني امل��رأة‬ ‫واالحتراف الديني والتعاليم املتسامحة‪.‬‬

‫‪,,‬‬

‫بداية من العام الجاري أطلقت‬ ‫وزارة الشؤون الدينية املغربية‬ ‫برنامجا تدريبيا تجريبيا‬ ‫للداعيات الالتي يطلق عليهن‬ ‫مرشدات ويهدف إلى تعددية‬ ‫التفسير الديني‬

‫‪,,‬‬

‫الرباط‪ :‬إيالن بيرمان *‬

‫البالد‪ ،‬حيث يقمن‪ ،‬مثل نظرائهن من الرجال‪ ،‬بتقديم زيارة روسيا‬ ‫ومع أن قطاعا كبيرا من طالب املعهد من املغاربة‪ ،‬فإن‬ ‫تركيزه الحقيقي ورسالته عامليان‪ .‬وباإلضافة إلى رجال‬ ‫الدين املحليني‪ ،‬يقدم املعهد اليوم تدريبا للعاملني الدينيني‬ ‫من ستة دول أخ��رى وهي مالي وغينيا وك��وت ديفوار‬ ‫ونيجيريا وتشاد وفرنسا‪ .‬كذلك ك��ان هناك ع��دد من‬ ‫األئمة التونسيني طالبا سابقني في املعهد‪ .‬وتتنامى‬ ‫أع ��داد ال �ك��وادر ال��دول�ي��ة أي�ض��ا‪ .‬ف��ي أث�ن��اء زي ��ارة العاهل‬ ‫املغربي إلى روسيا في م��ارس (آذار)‪ ،‬عقدت الدولتان‬ ‫ُ‬ ‫مهد الطريق أمام تدريب األئمة الروس في املغرب‬ ‫اتفاقا ي ِ‬ ‫في املستقبل القريب‪ .‬وأش��ارت السنغال إلى اهتمامها‬ ‫باألمر ذاته‪ .‬في الوقت الحالي‪ ،‬يمكن للمعهد استيعاب‬ ‫نحو ألف طالب‪.‬‬ ‫وي�ج��ري إن�ش��اء توسعة ليرتفع ذل��ك ال�ع��دد إل��ى ‪1400‬‬ ‫طالب‪ .‬يقبل املعهد ‪ 250‬طالبا جديدا (‪ 150‬رجال و‪100‬‬ ‫ام��رأة) سنويا ف��ي عملية ش��دي��دة التنافسية يتم فيها‬ ‫رفض ما يصل إلى ‪ 90‬في املائة من املتقدمني‪ .‬وفيما‬ ‫يتعلق باملناهج‪ ،‬يكمل الطالب املغاربة في املعهد الفصل‬ ‫الدراسي في عام واحد‪ .‬وتستغرق دراسة املادة للطالب‬ ‫من الدول األفريقية األخرى عامني‪ .‬وفي الوقت ذاته‪ ،‬من‬ ‫املتوقع أن يبقى الطالب الفرنسيون مل��دة ثالثة أع��وام‪.‬‬ ‫وب �ن��اء ع�ل��ى م��ا ذك ��ره م�س��ؤول��و امل�ع�ه��د‪ ،‬أح��د األس�ب��اب‬ ‫املقصودة من فترات اإلقامة املمتدة هي نقض التعاليم‬ ‫الدينية السيئة املتفشية في جميع أنحاء أوروبا وأفريقيا‪.‬‬ ‫تختلف كيفية مجيء الطالب إل��ى املعهد من دول��ة إلى‬ ‫أخ� ��رى‪ .‬ف��ي ب�ع��ض ال� �ح ��االت‪ ،‬م�ث��ل ت��ون��س‪ ،‬ت�ت��م عملية‬ ‫االختيار عن طريق ال��وزارات الحكومية املعنية في بلد‬ ‫الطالب األصلية‪ .‬وفي حاالت أخرى‪ ،‬مثل نيجيريا‪ ،‬تقوم‬ ‫رابطة علماء محلية باالختيار‪ .‬بيد أن��ه بمجرد قبول‬ ‫الطالب‪ ،‬يصبحون ضيوفا رسميني للمغرب‪ ،‬إذ تتولى‬ ‫حكومة اململكة تسديد جميع نفقات تعليمهم وتقدم لهم‬ ‫منحة شهرية إضافية‪.‬‬ ‫كما يتلقى هؤالء الطالب أيضا تعليما متنوعا‪ .‬في حني‬ ‫تركز مراكز التدريب الدينية املشابهة في دول أخرى على‬ ‫الدراسات القرآنية فقط تقريبا‪ ،‬يتكون منهج املعهد من‬ ‫‪ 30‬م��ادة منفصلة‪ ،‬وهي مقسمة بالتساوي بني الدين‬ ‫والدراسات اإلنسانية‪ .‬وبذلك يتلقى الطالب تعليما ملواد‬ ‫تتعلق بالعلوم االجتماعية مثل الفلسفة وعلم النفس‬

‫نازنني مع وزوجها‬ ‫راتكليف وابنها جبريال‬

‫هذه األموال بسبب إلغاء العقوبات بعد االتفاق النووي‪.‬‬ ‫ودف�ع��ت ش��رك��ة «آي إم إس» العسكرية التابعة ل��وزارة‬ ‫الدفاع البريطاني وهي الطرف اآلخر في االتفاقية ً‬ ‫جزءا‬ ‫من املبلغ عبر امل�ص��رف‪ ،‬غير أن إي��ران لم تتسلم املبلغ‬ ‫بسبب العقوبات‪.‬‬ ‫رف�ع��ت إي ��ران ش�ك��وى ألول م��رة أم ��ام محكمة التحكيم‬ ‫التابعة لغرفة التجارة الدولية السترداد أموالها في ‪.1984‬‬ ‫وتعمل هذه املحكمة على حل املنازعات التجارية العاملية‪.‬‬ ‫ويرى ريتشارد راتكليف أن إيران ستفرج عن زوجته إذا‬ ‫دفعت بريطانيا املبلغ إليران‪.‬‬ ‫وي �ب��دو أن ن��ازن�ين زاغ ��ري أص�ب�ح��ت ف��ي زم ��رة ضحايا‬ ‫ورهائن النظام اإليراني‪ .‬إن حالتها الصحية مثيرة للقلق‬ ‫كثيرا حيث أعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها بشأن‬ ‫صحتها النفسية والجسمية‪ ،‬وحذرت من احتمال إقدام‬ ‫نازنني داغري على االنتحار‪.‬‬

‫تصريحات زوج نازنني زاغري‬ ‫وأصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا قالت فيه إن‬ ‫أوضاع نازنني سيئة للغاية حيث يسعى مسؤولو‬ ‫السجن إلى ترتيب زيارة بينها وبني أهلها‪ .‬وقامت‬ ‫ن��ازن�ين ب��اإلض��راب ع��ن ال�ط�ع��ام منذ خمسة أي��ام‪،‬‬ ‫وق��ال��ت وال��دت�ه��ا إن�ه��ا أصيبت بالصدمة وأغشي‬ ‫عليها بعد رؤي��ة ابنتها بهذه الحالة من الضعف‬ ‫والنحافة‪.‬‬ ‫وقالت عائلة نازنني زاغري إنها محرومة من الخدمات‬ ‫ً‬ ‫كشفا ً‬ ‫طبيا‬ ‫الطبية‪ ،‬وذلك على الرغم من أنها أجرت‬ ‫مرتني في سجن إيفني‪.‬‬ ‫هذا وتعاني نازنني من نوبات ص��داع متكررة وهي‬ ‫مصابة بأحد أمراض القلب‪.‬‬ ‫وقال ريتشارد راتكليف وهو زوج نازنني زاغري في‬

‫تصريح ملنظمة العفو الدولية إن الضغوط التي تمارس‬ ‫على نازنني دفعتها إلى «حافة االنهيار» وتدهورت‬ ‫حالتها النفسية حيث كتبت رسالة انتحار سلمتها‬ ‫لزميلتها في الزنزانة‪.‬‬ ‫وق ��ال م��دي��ر ف��رع منظمة ال�ع�ف��و ال��دول �ي��ة ف��ي ال�ش��رق‬ ‫األوسط فيليب لوثر إن «تدهور حالة نازنني زاغري‬ ‫الصحية يثير القلق ً‬ ‫كثيرا‪ .‬والحكم على نازنني داغري‬ ‫بالسجن لخمسة أع��وام بتهمة تهديد األم��ن القومي‬ ‫غير عادل»‪.‬‬ ‫وبناء على سجل إيران فهي تسعى إلى اعتقال املواطنني‬ ‫م��زدوج��ي الجنسية ب�ه��دف تحقيق أه ��داف سياسية‪.‬‬ ‫واعتقلت إي��ران قبل ذل��ك‪ ،‬جيسون رضائيان‪ ،‬مراسل‬ ‫صحيفة «واشنطن ب��وس��ت» وه��و أميركي م��ن أص��ول‬ ‫إيرانية ملدة ‪ 18‬شهرا‪ .‬وكانت إيران عن طريق جيسون‬ ‫تسعى لتحقيق أهدافها في املفاوضات النووية<‬ ‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪51‬‬

‫اعتقلت السلطات اإليرانية نازنني زاغري‪ ،‬وهي مواطنة بريطانية من أصول إيرانية‪ ،‬لدى زيارتها إلى إيران‪ .‬وال تزال نازنني‬ ‫تقبع في السجن دون صدور الئحة اتهام بحقها‪ .‬ويقول ريتشارد راتكليف زوج نازنني البريطاني إن إيران ستفرج عن نازنني‬ ‫في حال دفعت الحكومة البريطانية ديونها إليران‪ .‬وطالبت منظمة العفو الدولية باإلفراج الفوري عن نازنني‪.‬‬

‫اتهمت بتنفيذ مشاريع إعالمية وإلكترونية بهدف تغيير النظام بالقوة الناعمة‬

‫نازنني زاغري‪ ..‬رهينة أخرى بيد النظام اإليراني‬

‫اعتقلت ال�س�ل�ط��ات اإلي��ران �ي��ة ن��ازن�ين زاغ��ري‬ ‫ال �ب��ال �غ��ة م ��ن ال �ع �م��ر ‪ 37‬ع��ام��ا ف ��ي ‪ 3‬أب��ري��ل‬ ‫(ن�ي�س��ان) ف��ي م�ط��ار «إم ��ام خميني» ال��دول��ي‬ ‫ل��دى ع��ودت�ه��ا ه��ي واب�ن�ت�ه��ا ال�ص�غ�ي��رة‪ ،‬غ��اب��ري�ي�لا‪ ،‬إل��ى‬ ‫بريطانيا بعد زيارتها لعائلتها في إيران‪ .‬واقتادت دائرة‬ ‫االستخبارات التابعة للحرس الثوري في إقليم كرمان‬ ‫ن��ازن�ين إل��ى مدينة ك��رم��ان وبعدها إل��ى ط�ه��ران بهدف‬ ‫مثولها أمام املحكمة‪.‬‬ ‫ونشرت دائرة االستخبارات في إقليم كرمان بيانا يوم‬ ‫‪ 16‬يونيو (حزيران) اتهمت فيه نازنني زاغري «بالتعاون‬ ‫مع مؤسسات معادية للنظام» و«تنفيذ مشاريع إعالمية‬ ‫وإلكترونية بهدف تغيير النظام بالقوة الناعمة»‪ .‬واعتبر‬ ‫البيان أن نازنني «عضو في إح��دى القنوات اإلعالمية‬ ‫ال ��رائ ��دة» ال �ت��ي ي�ت��م إدارت �ه ��ا ودع�م�ه��ا م��ن ق�ب��ل أج�ه��زة‬ ‫التجسس للدول األجنبية‪.‬‬ ‫وحجزت السلطات اإليرانية جواز سفر ابنة نازنني وهي‬ ‫مواطنة بريطانية‪ .‬ويقول ريتشارد راتكليف زوج نازنني‬ ‫زاغ��ري إن ج��واز سفر ابنته ال ي��زال ف��ي ح��وزة دائ��رة‬ ‫االستخبارات في إقليم كرمان‪ ،‬ولكنه يفضل «خروج‬ ‫نازنني وابنته ً‬ ‫معا من البالد»‪.‬‬ ‫وتعيش غابرييال في ظل غياب أمها وأبيها عند جدها‬ ‫وجدتها في إيران‪.‬‬ ‫وم�ث�ل��ت ن��ازن�ين زاغ ��ري ال�ت��ي ت��م اع�ت�ق��ال�ه��ا دون سبب‬ ‫ق��ان��ون��ي ودون إج ��راء محاكمة‪ ،‬ف��ي نهاية األم��ر أم��ام‬ ‫املحكمة برئاسة أحد قضاة محكمة الثورة يدعى أبو‬ ‫القاسم صلواتي في ‪ 6‬سبتمبر (أيلول)‪ .‬ومن املعروف‬ ‫عن القاضي صلواتي إصداره ألحكام قاسية ومشددة‬ ‫بحق املعتقلني السياسيني‪ .‬وفي الوقت ال��ذي لم توجه‬ ‫املحكمة لنازنني أي اتهامات أص��درت ً‬ ‫حكما بالسجن‬ ‫بحقها ملدة ‪ 5‬سنوات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫هاتفيا بزوجها من السجن يوم الجمعة‬ ‫واتصلت نازنني‬ ‫(‪ 9‬سبتمبر) وأبلغته بالحكم الصادر بحقها‪.‬‬ ‫ال جريمة‬ ‫يقول ريتشارد راتكليف وهو يقيم في بريطانيا‪« :‬إن‬ ‫إصدار حكم بحق املتهم دون إصدار الئحة اتهامات أمر‬ ‫سخيف‪ .‬وهذا يعني بالضبط تحمل العقوبة دون ارتكاب‬ ‫الجريمة»‪.‬‬

‫‪50‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪,,‬‬

‫زوج زاغري ‪ :‬املحققون‬ ‫وجهوا إلى زوجتي‬ ‫«رسالة غريبة» خالل‬ ‫جلسات االستجواب مفادها‬ ‫حث الحكومة البريطانية‬ ‫على توقيع االتفاق مع‬ ‫طهران لكي يطلقوا سراحها‬

‫‪,,‬‬

‫لندن‪ :‬منصورة فراهاني‬

‫وأض��اف ريتشارد أن نازنني قالت له خالل االتصال‬ ‫الهاتفي إن اتهاماتها على صلة باألمن القومي‪ ،‬وإن‬ ‫الحارس الذي كان برفقتها قد أيد ذلك‪ .‬ويبدو أن االتهام‬ ‫املوجه لها بالتحديد هو «تهديد األمن القومي»‪ ،‬وهو‬ ‫االتهام الذي يوجه عادة ضد النشطاء املدنيني‪ ،‬وأدى‬ ‫إل��ى وض��ع كثير منهم خلف القضبان خ�لال األع��وام‬ ‫األخيرة‪.‬‬ ‫وأضافت نازنني زاغري خالل االتصال الهاتفي‪« :‬خمس‬ ‫سنوات‪ ..‬هذا سخيف‪ .‬ولكن ملاذا؟ نطلب استئناف الحكم‬ ‫ولكنني ال أعلم كم سيستغرق األمر‪ .‬ربما عدة أشهر؟‬ ‫ويقال يمكن تأجيل موعد محكمة االستئناف في بعض‬ ‫ال�ح��االت إذا دفعنا امل��ال ولكن ه��ذا األم��ر ال ينطبق على‬ ‫حاالت مثل حالتي‪ .‬ولذا‪ ،‬ال أعلم كم يستغرق األمر»‪.‬‬ ‫وتابع ريتشارد‪« :‬ما يثير الدهشة فعال هو أن املحققني‬ ‫الذين استجوبوا نازنني أص��دروا الحكم بحقها ولكنهم‬ ‫لم يعلنوا عن الئحة االتهامات املوجهة بحقها‪ .‬لكنها لم‬ ‫ترتكب مخالفة‪ .‬يتم االحتفاظ بملف نازنني في الدهاليز‬ ‫املظلمة للسياسة الداخلية اإليرانية»‪.‬‬ ‫وي��رى ريتشارد أن سبب االت�ص��ال الهاتفي ال��ذي تلقاه‬ ‫من زوجته وإعالنها الحكم هو أن الحرس الثوري يريد‬ ‫التحايل على السلطة القضائية «يريدون أن يعلنوا عن‬ ‫الحكم عن طريقي أنا‪ ،‬ولكنهم ال يعلنون ً‬ ‫أبدا عن الئحة‬

‫االتهامات»‪.‬‬ ‫ُ َ‬ ‫وت�ح��ت�ج��ز ن��ازن�ين زاغ ��ري ح��ال� ً�ي��ا ف��ي سجن إي�ف�ين وفي‬ ‫أح��د املهاجع التابعة للحرس ال�ث��وري وتخضع لتدابير‬ ‫أمنية مشددة‪ .‬وتشعر عائلة نازنني بالقلق حول حالتها‬ ‫الصحية بسبب ال�ت�ق��اري��ر ال �ص��ادرة ع��ن منظمة العفو‬ ‫الدولية وسائر املنظمات الدولية بشأن الظروف السيئة‬ ‫السائدة في سجن إيفني‪.‬‬ ‫تيريزا ماي تعرب عن قلقها إزاء األوضاع في إيران‬ ‫وأعربت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي خالل اتصال‬ ‫هاتفي مع الرئيس اإليراني حسن روحاني قبل إصدار‬ ‫ال�ح�ك��م ب�ش�ه��ر واح ��د ع��ن قلقها إزاء أوض� ��اع ع ��دد من‬ ‫املواطنني مزدوجي الجنسية (إيراني ‪ -‬بريطاني) منهم‬ ‫نازنني زاغري‪ ،‬ولكن املسؤولني اإليرانيني لم يردوا بشكل‬ ‫رسمي حتى اآلن بشأن هذه التصريحات‪.‬‬ ‫ويشعر ريتشارد بالقلق ح��ول وض��ع زوجته الصحي‬ ‫وي �ق��ول‪« :‬وج �ه��وا خ�ل�ال ج�ل�س��ات االس �ت �ج��واب (رس��ال��ة‬ ‫غريبة) إل��ى نازنني مفادها (يجب عليها حث الحكومة‬ ‫البريطانية على توقيع االت�ف��اق مع طهران لكي يطلقوا‬ ‫سراحها)»‪.‬‬ ‫وف ��ي ال��وق��ت ال ��ذي ل��م ي��ؤك��د ف�ي��ه امل �س��ؤول��ون ف��ي إي ��ران‬ ‫وبريطانيا األم��ر‪ ،‬ولكن يقول ريتشارد‪« :‬أج��رت طهران‬ ‫ولندن مفاوضات مكثفة في شهر مارس (آذار) أي قبل‬ ‫اعتقال ن��ازن�ين‪ .‬وكانت تتمحور ه��ذه املفاوضات حول‬ ‫حكم محكمة الهاي حول دفع الحكومة البريطانية غرامة‬ ‫إلي��ران‪ .‬وأج��ري��ت جولة أخ��رى من املفاوضات في مايو‬ ‫(أي��ار)‪ .‬وتم اعتقال نازنني في أبريل أي بعد نحو شهر‬ ‫من املفاوضات‪ .‬وبعد شهرين‪ ،‬تلقينا هذه الرسالة الغريبة‬ ‫التي يسعون من خاللها الضغط على بريطانيا إلبرام‬ ‫صفقة معها»‪.‬‬ ‫وكانت إي��ران وبريطانيا وقعتا على اتفاقية عسكرية‬ ‫قبل ال�ث��ورة اإلس�لام�ي��ة‪ ،‬حيث أصبحت ه��ذه االتفاقية‬ ‫محل نقاش وج��دل بني البلدين لسنوات كثيرة‪ ،‬وفي‬ ‫النهاية أصدرت محكمة الهاي ومقرها في هولندا ً‬ ‫حكما‬ ‫يقضي بدفع بريطانيا غرامة تبلغ ‪ 650‬مليون دوالر‬ ‫إلى إيران‪.‬‬ ‫وق��د اتفق في تلك الفترة على أن ه��ذا املبلغ يتم وضعه‬ ‫إلى جانب األموال املجمدة التي تتجاوز مليون دوالر في‬ ‫بريطانيا في صندوق‪ ،‬حيث يتم تسليمه إيران بعد رفع‬ ‫العقوبات املصرفية األوروب�ي��ة‪ .‬وتأمل إي��ران أن تسترد‬

‫سياسة ترامب الخارجية تجاه سوريا‬ ‫انتخاب دون��ال��د ترامب ً‬ ‫رئيسا للواليات املتحدة‬ ‫ُ‬ ‫األميركية‪ ،‬نشر عدد كبير من املقاالت التي تتكهن‬ ‫بشكل سياسته الخارجية‪ ،‬وخاصة تجاه سوريا‪.‬‬ ‫بالتأكيد‪ ،‬أعربت هذه املقاالت عن االتجاه الذي سيتخذه الرئيس‬ ‫املنتخب بمجرد حلف اليمني الدستورية‪ ،‬والحقيقة هي أنه ال يزال‬ ‫الحديث عنه سابقا ألوانه‪.‬‬ ‫تظل هناك بعض الشكوك في أن القضية السورية ستكون أحد‬ ‫التحديات الرئيسية التي يجب على الرئيس الجديد معالجتها‪.‬‬ ‫في حني أننا ال نستطيع الحديث عما سيفعله‪ ،‬نستطيع الحديث‬ ‫عن كيف تبدو األمور في الوضع الراهن وبعض السيناريوهات‬ ‫التي س��وف يواجهها الرئيس الجديد بمجرد أن يتولى مهام‬ ‫منصبه‪.‬‬ ‫قبل االنتخابات األميركية بفترة‪ ،‬حركت روسيا أصوال بحرية‬ ‫كبيرة لتعزيز القوة النيرانية لقواتها املتمركزة في سوريا‪ .‬تقدم‬ ‫هذه القوة الروسية الدعم للحملة التي تقودها إيران الستعادة‬ ‫الجزء الشرقي الذي يسيطر عليه املعارضون في حلب‪ .‬تدرك‬ ‫روسيا تماما أنه خالل األشهر القليلة املقبلة‪ ،‬على األقل حتى‬ ‫يغادر الرئيس أوباما منصبه‪ ،‬سيكون لديها مطلق الحرية في‬ ‫تعزيز وجودها في منطقة البحر األبيض املتوسط وتصعيد‬ ‫املوقف في سوريا دون أي مخاوف من ردة فعل الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫ج��اء التصعيد الروسي بعد شهور من إج��راء مفاوضات مع‬ ‫إدارة أوباما من جهة موسكو وطهران لتحقيق أكبر قدر من‬ ‫مصالحهما ف��ي س��وري��ا‪ .‬وع�ل��ى وج��ه ال�ت�ح��دي��د‪ ،‬انتقلت ق��وات‬ ‫تقودها إيران وقوات النظام لتأمني املناطق املحاصرة منذ فترة‬ ‫طويلة ح��ول دم�ش��ق‪ .‬أدى الحصار واملجاعة الناتجة عنه في‬ ‫ال�ض��واح��ي وال�ب�ل��دات القريبة م��ن دم�ش��ق وح��ول�ه��ا‪ ،‬وك��ذل��ك في‬ ‫مناطق أخ��رى في حمص‪ ،‬إل��ى عقد صفقات إلج�لاء السكان‬ ‫إلى محافظة إدلب‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬استمرت القوات الجوية الروسية‬ ‫والتابعة للنظام في استهداف مكثف للمحافظة‪ .‬أعطت إدارة‬ ‫أوب��ام��ا غطاء لهذا القصف املستمر في إدل��ب‪ ،‬بعدما اعترفت‬ ‫بأن العمليات الهجومية ضد جبهة فتح الشام‪ ،‬التي تتمتع بقوة‬ ‫في إدلب‪ ،‬مقبولة‪.‬‬ ‫وفي الوقت ذاته‪ ،‬من جهة املعارضة‪ ،‬فإن أهم عملية على الساحة‬ ‫ال�س��وري��ة ه��ي «درع ال �ف��رات»‪ ،‬ال�ت��ي تدعمها ت��رك�ي��ا ف��ي شمال‬ ‫ش��رق��ي ح�ل��ب‪ .‬ب��دأت عملية «درع ال �ف��رات» بعد أن ك��ان��ت أنقرة‬ ‫على وشك فقدان السيطرة على حدودها مع سوريا‪ ،‬من حلب‬ ‫وحتى الحدود العراقية‪ ،‬لصالح وحدات حماية الشعب الكردية‬ ‫املدعومة من روسيا وال��والي��ات املتحدة‪ .‬تحركت تركيا لخلق‬ ‫مساحة جديدة من خ�لال تتبع املناطق الباقية تحت سيطرة‬ ‫تنظيم داعش‪ .‬تعطي عملية «درع الفرات» فرصة لقوات املعارضة‬ ‫للحصول على مكاسب عقارية قيمة‪ .‬وم��ن امل��ؤك��د أن تركيا‬ ‫تعطي أولوية ملنع الذراع السورية لحزب العمال الكردستاني و‪/‬‬ ‫أو األسد وحلفائه من السيطرة على طول الحدود‪ .‬بيد أنه من‬ ‫خالل تأمني هذه األراضي‪ ،‬تحافظ تركيا أيضا على الخيارات‬ ‫املتاحة لها ولواشنطن أيضا‪.‬‬

‫عقب‬

‫بقلم‪ :‬طوني بدران‬

‫ّ‬ ‫ومع ذل��ك‪ ،‬عقدت سياسات إدارة أوباما هذه الخيارات بدرجة‬ ‫كبيرة‪ ،‬إذ إن اتجاه عملية «درع الفرات» جنوبا نحو مدينة الباب‬ ‫التي يسيطر عليها تنظيم داع��ش سوف ي��ؤدي من جديد إلى‬ ‫وقوع مصادمات مع وحدات حماية الشعب الكردي التي تدعمها‬ ‫ال��والي��ات املتحدة‪ .‬يزيد ذل��ك احتمالية أن تنفذ تركيا تهديدها‬ ‫بطرد وح��دات حماية الشعب خ��ارج منبج‪ .‬سوف تسعى هذه‬ ‫الوحدات إلى االستفادة من تعاونها مع الواليات املتحدة‪ ،‬وأيضا‬ ‫روسيا وقوات األسد – وربما عالقاتها املزدهرة مع امليليشيات‬ ‫الشيعية في العراق – إلبعاد تركيا عن مدينة الباب‪ .‬وسوف‬ ‫تتعرض العالقات الهشة بني تركيا وروسيا لالختبار‪ ،‬خاصة‬ ‫إذا انتقلت عملية درع الفرات غربا وشكلت ضغطا على قوات‬ ‫النظام شرق حلب أو وحدات حماية الشعب التي تمثل اآلن منطقة‬ ‫عازلة للنظام في شمال حلب‪ .‬يبقى السؤال عن كيف ستتفاعل‬ ‫اإلدارة الجديدة مع هذه السيناريوهات‪.‬‬ ‫في املقابل‪ ،‬لم يشهد جنوب سوريا مثل ذلك الحراك‪ .‬وذلك ألن‬ ‫األردن‪ ،‬وبتشجيع من إدارة أوباما‪ ،‬جمد الجبهة الجنوبية للثوار‬ ‫منذ العام املاضي‪ .‬رفع ذلك الضغط عن دمشق‪ ،‬وسمح للنظام‬ ‫بخنق املناطق التي يسيطر عليها املعارضون من حولها‪.‬‬ ‫لكن ثمة سيناريو محتمل أن تحول القوات التي تقودها إيران‬ ‫اهتمامها إلى الجنوب‪ ،‬على افتراض أنها سوف تستعيد شرق‬ ‫حلب‪ .‬إذا ح��دث ذل��ك‪ ،‬يتعني على األردن وإسرائيل أن يقاوما‬ ‫من أجل دفع إيران بعيدا عن حدودهما دون إثارة التوترات مع‬ ‫روسيا‪ .‬وسيكون من املهم وجود موقف أميركي واضح بدعم‬ ‫هذين الحليفني‪.‬‬ ‫أعلن نظام األس��د‪ ،‬ال��ذي تتمثل سيادته فقط على ال��ورق‪ ،‬عن‬ ‫اعتزامه استعادة كل شبر من سوريا‪ .‬ويسعى األسد إلى أن‬ ‫تقف أوروب ��ا وال��والي��ات امل�ت�ح��دة ف��ي ص�ف��ه‪ .‬وق��د سلمت إدارة‬ ‫أوباما غرب سوريا‪ .‬كما ساعدت على تمكني ذراع حزب العمال‬ ‫الكردستاني في سوريا‪ ،‬والذي يفتح الباب أمام تسوية مؤقتة‬ ‫مع النظام تحت مظلة روسية‪.‬‬ ‫وف ��ي ح�ي�ن ي�س�ع��ى األس � ��د الس �ت �ع��ادة ال �س �ي �ط��رة ع �ل��ى ح�ل��ب‪،‬‬ ‫ينشغل بإبراز صورة املنتصر‪ ،‬وبأنه سيبقى في السلطة‪ ،‬وأن‬ ‫االنتفاضة لم تعد تشكل تهديدا استراتيجيا له‪ ،‬وأن الواليات‬ ‫امل�ت�ح��دة وأوروب ��ا ل��ن ي�ج��دا خ�ي��ارا س��وى تسوية ال��وض��ع معه‪.‬‬ ‫يتصور األسد أنه إذا نجح في مسعاه‪ ،‬سوف يتخلى العالم عن‬ ‫أعدائه‪ ،‬ويبدأ في العودة للتعاون معه ومنحه فرصة الحصول‬ ‫على أموال إلعادة اإلعمار‪.‬‬ ‫تتوقف إمكانية تحقق أمنية األسد على األسلوب الذي سيقرر‬ ‫الرئيس املنتخب ترامب اعتماده‪ .‬رغم كل ما يقوله األسد عن‬ ‫نصره الحتمي‪ ،‬من املمكن جدا قلب مكاسبه وتحويل الضغوط‬ ‫ض��ده‪ .‬ويعد دع��م تركيا ل �ـ«درع ال�ف��رات» خيارا متاحا‪ ،‬وكذلك‬ ‫أيضا إحياء الجبهة الجنوبية‪ ،‬وإذك��اء هجمات املعارضة في‬ ‫حماه وجبهة الالذقية م��ن إدل��ب‪ .‬ولكن ك��ل ذل��ك يتطلب قيادة‬ ‫أميركية واستيعابا واضحا ملا يتعرض للخطر في سوريا‪َ .‬‬ ‫فلنر‬ ‫إذا ما كان الرئيس األميركي سيوافق <‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪49‬‬

‫‪48‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫إنجازات الخارج‪ ...‬تعددية املسارات والدوائر‬ ‫إن اململكة تحت قيادة امللك سلمان بن عبد العزيز‬ ‫والقيادات الشابة املعاونة له ممثلة في ولي العهد‬ ‫األم�ي��ر محمد ب��ن ن��اي��ف وول��ي ول��ي العهد األمير‬ ‫محمد ب��ن سلمان‪ ،‬نجحت ف��ي تحقيق منجزات‬ ‫خارجية في مختلف املسارات والدوائر‪ ،‬محافظة‬ ‫في الوقت ذاته على نهجها الذي سارت عليه منذ‬ ‫عهد مؤسسها ال��راح��ل امل�ل��ك عبد ال�ع��زي��ز القائم‬ ‫على سياسة االعتدال واالت��زان والحكمة‪ ،‬وهو ما‬ ‫رسخ دورها كركيزة أساسية الستعادة االستقرار‬ ‫والسالم في املنطقة العربية بعدما واجهت عاصفة‬ ‫م��ا أط �ل��ق ع�ل�ي��ه «ال��رب �ي��ع ال �ع��رب��ي»‪ ،‬إذ ن�ج�ح��ت في‬ ‫الوقوف جديا مع أشقائها حتى تعافى بعضها‬ ‫من براثن العنف واالقتتال‪ ،‬كما هو الحال في الحالة‬ ‫البحرينية والعمانية‪ ،‬فضال عن دورها وموقفها‬ ‫م��ن األوض� ��اع ال�ت��ي ك��ان��ت ع�ل��ى ش�ف��ا ح��رب أهلية‬ ‫في مصر لوال ثورة ‪ 30‬يونيو واملوقف السعودي‬ ‫املتميز في دعمها تأييدا لإلرادة الشعبية‪ ،‬وحفاظا‬ ‫على االستقرار في الدولة املركزية في املنطقة‪.‬‬ ‫وغني ع��ن ال�ق��ول إن ه��ذا النجاح على املستوى‬ ‫الخارجي انعكس إيجابا على الداخل عبر ترسيخ‬ ‫ج��وان��ب األم ��ن واالس �ت �ق��رار ال��داخ �ل��ي وتحقيق‬ ‫التنمية االقتصادية بمفهومها الشامل‪ .‬وكانت‬

‫‪,,‬‬

‫مرتكزان نحو بناء الدولة‬ ‫العصرية‪ :‬األول‪ -‬الحزم السياسي‬ ‫والحسم العسكري في مواجهة‬ ‫املخاطر التي تهدد أمن اململكة‬ ‫‪..‬والثاني يكمن في امتالك‬ ‫الرؤية املستقبلية لتطوير الدولة‬ ‫واملجتمع السعودي وفق منهج‬ ‫مستنيروفكر متطور‬

‫‪,,‬‬

‫ضمن برنامج طموح يهدف إلى بناء ‪ 1.5‬مليون‬ ‫وحدة سكنية على مدى السنوات الثماني املقبلة‪،‬‬ ‫وسوف تعمل على توفير املساكن بأسعار مناسبة‬ ‫للمواطنني ال��ذي��ن ب�ه��م نسبة ك�ب�ي��رة م��ن الشباب‬ ‫للتغلب على الصعوبات في مجال اإلسكان»‪.‬‬ ‫ رع ��اي ��ة ال� �ش� �ب ��اب‪ ،‬ك �ث �ي��ر م ��ا ت �ض �م �ن��ت ال�خ�ط��ط‬‫الوطنية حديثا متميزا عن الشباب وأهمية تمكينه‬ ‫اقتصاديا وسياسيا‪ ،‬إال أنه نادرا ما نرى تطبيقا‬ ‫عمليا لهذه الخطط وهو ما كان مغايرا في الحالة‬ ‫السعودية‪ ،‬حينما ترجم امللك سلمان أق��وال��ه في‬ ‫العمل على تحقيق التغير والتحول ف��ي املجتمع‬ ‫السعودي عبر قيادات شابة والعمل على تمكني‬ ‫الشباب ليقود مرحلة صناعة مستقبله‪.‬‬ ‫ ت �ع��زي��ز دور امل� � ��رأة‪ ،‬ت ��واص ��ل امل � ��رأة ال �س �ع��ودي��ة‬‫خ�ط��وات�ه��ا ال �ج��ادة ل�ل�م�ش��ارك��ة ال�ف��اع�ل��ة ف��ي تطور‬ ‫املجتمع السعودي‪ ،‬وقد شاركت امل��رأة السعودية‬ ‫في أول انتخابات بلدية تم تنظيمها في ديسمبر‬ ‫(ك ��ان ��ون األول) ‪ ،2015‬وف � ��ازت ف�ي�ه��ا ‪ 20‬ام ��رأة‬ ‫مرشحة وه��ي نتيجة ل��م يتوقعها ك�ث�ي��رون‪ .‬ولم‬ ‫ي�ق�ت�ص��ر األم� ��ر ع�ل��ى ذل ��ك ف�ح�س��ب‪ ،‬ب��ل تضمنت‬ ‫رؤية ‪ 2030‬أهداف نحو تعزيز مشاركة املرأة في‬ ‫س��وق العمل لترتفع من ‪ 22‬في املائة إل��ى ‪ 30‬في‬ ‫املائة‪ .‬ومن الجدير باإلشارة أن بعض التقديرات‬ ‫تكشف عن إح�ص��اءات واقعية تؤكد على تمكني‬ ‫امل��رأة السعودية‪ ،‬إذ تسجل أن إجمالي حجم ما‬ ‫تملكه سيدات األعمال في السعودية يتجاوز ‪45‬‬ ‫مليار ريال في املصارف السعودية‪ ،‬كما تبلغ قيمة‬ ‫االستثمارات العقارية باسم السعوديات نحو ‪120‬‬ ‫مليار ريال‪ ،‬وأن ‪ 20‬في املائة من السجالت التجارية‬ ‫في السعودية بأسماء نساء‪ ،‬كما أن ‪ 40‬في املائة‬ ‫من نسبة األط�ب��اء السعوديني من النساء‪ ،‬وأكثر‬ ‫من ‪ 20‬في املائة من األموال املوظفة في صناديق‬ ‫االستثمار السعودية املشتركة تعود ملكيتها إلى‬ ‫النساء‪ ،‬بينما تمتلك سيدات األعمال السعوديات‬ ‫نحو ‪ 20‬ألف شركة ومؤسسة صغيرة ومتوسطة‪.‬‬ ‫وغني عن القول إن رؤية ‪ 2030‬من شأنها أن تعزز‬ ‫دور املرأة ومكانتها في تبوؤ مواقع قيادية مهمة‬ ‫ف��ي ال��دول��ة‪ ،‬إذ تشكل ‪ 50‬ف��ي امل��ائ��ة م��ن إجمالي‬ ‫املتخرجات من التعليم الجامعي‪.‬‬ ‫ السينما‪ ،‬إذ أن��ه ألول م��رة ف��ي ت��اري��خ السينما‬‫السعودية تحقق أفالمها إن�ج��ازات عاملية خالل‬ ‫هذا العام (‪ ،)2016‬حيث ش��ارك (‪ )100‬فيلم في‬ ‫مهرجانات دولية وإقليمية ومحلية بعدما كان فيلم‬ ‫«وج��دة» هو الفيلم السعودي الوحيد في الساحة‬ ‫ال��ذي ن��ال نجاحا عامليا خ�لال العامني السابقني‪.‬‬ ‫وجدير بالذكر أن هذا النجاح يرجع في جانب كبير‬ ‫منه إلى زي��ادة الوعي بأهمية الثقافة السينمائية‪،‬‬ ‫وهو ما تجلى في الكثير من املبادرات التي قدمتها‬ ‫جهات حكومية وأهلية للنهوض بصناعة السينما‪.‬‬ ‫صحيح أن ه��ذه ال�ص�ن��اع��ة ال ت ��زال ف��ي مراحلها‬ ‫األول��ى‪ ،‬إال أنه من الصحيح أيضا أنها تسير في‬ ‫الطريق األصوب شريطة استمرار الدعم واملساندة‬ ‫من األطراف كافة‪.‬‬ ‫ الرياضة‪ ،‬حققت الرياضة السعودية خالل عام‬‫(‪ )2016‬كثيرا من اإلنجازات في مختلف األلعاب‬

‫وال�ب�ط��والت اإلقليمية وال�ق��اري��ة وال��دول �ي��ة‪ ،‬إذ كان‬ ‫ح�ض��ور ال�لاع�ب�ين ال�س�ع��ودي�ين الف�ت��ا ف��ي مختلف‬ ‫البطوالت‪ ،‬من أبرزها‪ :‬فوز السعودية بكأس آسيا‬ ‫للتنس للمرة الثانية على ال�ت��وال��ي‪ ،‬ف��وز املنتخب‬ ‫السعودي لدرجة الشباب لكرة القدم مواليد (‪)98‬‬ ‫بلقب البطولة الخليجية‪ ،‬ف��وز السعودية ببطولة‬ ‫الخليج للناشئني للجولف‪ ،‬حصد املنتخب السعودي‬ ‫للكاراتيه على بطولة غرب آسيا للناشئني والشباب‬ ‫وتحت ‪ 21‬عاما‪ ،‬كما توج املنتخب السعودي بطال‬ ‫للبطولة العربية الـ‪ 11‬للكبار‪ .‬وغيرها من امليداليات‬ ‫واملواقع املتميزة‪.‬‬

‫من أبرز مؤشرات النجاح التي سجلها عام ‪2016‬‬ ‫ما يلي‪:‬‬ ‫‪ -1‬ال �ت �ص��دي ل �ل �م��ؤام��رات اإلي ��ران �ي ��ة وت��دخ�لات�ه��ا‬ ‫املستفزة بحق دول املنطقة عبر توظيف الدين‬ ‫لتحقيق طموحاتها‪ ،‬إذ نجحت اململكة في كشف‬ ‫الكثير من املؤامرات واملخططات اإليرانية املشبوهة‬ ‫ليس فقط ضدها وإنما ضد دول الخليج جمعاء‪-2.‬‬ ‫اليمن واملراحل األخيرة من عملية الحسم‪ ،‬تؤكد‬ ‫ت �ط��ورات األح� ��داث ووق��ائ�ع�ه��ا ي��وم�ي��ا م��دى ال��رؤي��ة‬ ‫الثاقبة التي يتمتع بها امللك سلمان بن عبد العزيز‬ ‫حني اتخذ قراره بشأن شن حملة «عاصفة الحزم»‬ ‫لتحرير اليمن م��ن س�ط��وة االن�ق�لاب�ي�ين الحوثيني‬ ‫وإعادة الشرعية إلى حكم اليمن‪ .‬ورغم ما حققته‬ ‫عاصفة الحزم حتى اآلن من نجاحات في تحرير‬ ‫أكثر من ‪ 70‬في املائة من األراضي اليمنية‪ ،‬ورغم‬ ‫ال�ن�ه��ج ال �ح �ض��اري ل�ل�ق�ي��ادة ال�س�ع��ودي��ة والتحالف‬ ‫العربي بمحاولة إع�ط��اء ف��رص��ة للحل السياسي‬ ‫لتجنيب اليمن وأهله مزيدا من الخسائر البشرية‬ ‫وال �ع �م��ران �ي��ة ج ��راء اس �ت �م��رار ال�ع�م�ل�ي��ات ال�ق�ت��ال�ي��ة‪،‬‬ ‫وخ��اص��ة تحرير العاصمة اليمنية صنعاء‪ ،‬فإن‬ ‫الواقع يشير إلى أن االنقالبيني الحوثيني بدعم من‬ ‫إيران ليس لهم من هدف بعد افتضاح أمرهم سوى‬ ‫إشاعة الفوضى والدمار في ربوع اليمن‪.‬‬ ‫ول�ه��ذا‪ ،‬فقد كشف مسار األح��داث أن االستمرار‬ ‫ف��ي م��واك�ب��ة م��ا يسمى ال�ج�ه��ود ال��دول�ي��ة أو جهود‬ ‫األمم املتحدة واملبادرة األميركية للحل السياسي‬ ‫في اليمن لن يكون إال استمرارا في إضاعة الوقت‬ ‫بما يحقق مساعي الحوثيني بدعم من إي��ران مع‬ ‫حليفهم على عبد الله صالح في املراوغة والتسويف‬ ‫والسعي إلطالة أمد الحرب ألطول وقت ممكن طاملا‬ ‫أنهم ال يستطيعون مواجهة قوى التحالف العربي‬ ‫بقيادة السعودية‪ ،‬حيث أثبت الواقع أن الحوثيني‬ ‫يستغلون هذه األجواء لتهريب أسلحة قادمة من‬ ‫إيران ومحاولة تعزيز مواقعهم العسكرية وهو أمر‬ ‫ال يجب السكوت عنه أو التهاون معه‪ ،‬ألن إنهاء‬ ‫األوضاع في اليمن لصالح حكم الشرعية‪.‬‬ ‫‪ -3‬ح ��رص امل�م�ل�ك��ة ال��دائ��م ع�ل��ى أن ت �ك��ون داع�م��ة‬ ‫وم�ع��اون للمكنوبني واملحتاجني‪ ،‬إذ استمر دور‬ ‫مركز امللك سلمان لإلغاثة واألع�م��ال اإلنسانية‬ ‫نبراسا على صعيد العمل اإلنساني ليس فقط‬ ‫على املستوى اإلقليمي كما هو الحال في اليمن‬ ‫وس��وري��ا ول�ب�ن��ان وال� �ع ��راق‪ ،‬وإن �م��ا ع�ل��ى الصعيد‬ ‫العاملي‪ .‬يؤكد على ذلك ما قام بها املركز من أدوار‬ ‫متميزة خالل هذا العام‪.‬‬ ‫ما نود أن نخلص إليه هو التأكيد على أن اململكة‬ ‫العربية السعودية تحت قيادة امللك سلمان بن عبد‬ ‫العزيز‪ ،‬بما يتمتع به من حنكة سياسية وإرادة‬ ‫وطنية ورؤية فذة‪ ،‬قد نجحت في ختام عام (‪)2016‬‬ ‫من وضع اللبنات الرئيسية لرؤية طموحة‪ ،‬استقباال‬ ‫لعام جديد (‪ )2017‬سيشهد استكماال لتنفيذ هذه‬ ‫الرؤية الهادفة إلى بناء مجتمع عصري قادر على‬ ‫مواجهة التحديات في املجاالت كافة<‬ ‫* باحث زائر بمركز الدراسات االستراتيجية التابع‬ ‫لرئاسة جمهورية أذربيجان‬

‫الخدمية‪ ...‬إل��خ‪ .‬إذ أبقت الدولة في موازنتها لعام‬ ‫(‪ )2017 -2016‬على تمويل صناديق التنمية التي‬ ‫يستفيد منها املواطنون‪ ،‬وهو ما يمكن رصده عبر‬ ‫ما تحقق من إنجازات خالل هذا العام (‪ )2016‬في‬ ‫بعض املجاالت‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬ ‫ التعليم‪ ،‬ظ�ل��ت ال�ج�ه��ود م�ت��واص�ل��ة ف��ي االه�ت�م��ام‬‫بالتعليم وتعزيز االستثمارات فيه‪ ،‬وه��و ما كان‬ ‫م��وض��ع ت�ق��دي��ر م��ن ج��ان��ب م��وق��ع «ي��و إس ن�ي��وز»‬ ‫األميركي‪ ،‬إذ جاء التعليم في السعودية في املرتبة‬ ‫األولى عربيا‪ ،‬واملرتبة الـ‪ 37‬عامليا من حيث جودة‬ ‫التعليم في عام ‪ .2016‬وذلك باعتماد ثالثة معايير‬ ‫هي‪ :‬مستوى تطور النظام التعليمي العام‪ ،‬استعداد‬ ‫الطلبة لتلقي تعليمهم الجامعي بالدولة‪ ،‬وج��ودة‬

‫ال�ج��ام�ع��ات‪ .‬كما احتلت ث�لاث ج��ام�ع��ات سعودية‬ ‫م��وق�ع��ا متقدما ض�م��ن األف �ض��ل ع��امل�ي��ا ب�ين ‪500‬‬ ‫جامعة عاملية بحسب تصنيف «كيو إس» العاملية‬ ‫ل�ت�ص�ن�ي��ف ال �ج��ام �ع��ات‪ ،‬وه� ��ي‪ :‬ج��ام �ع��ة امل �ل��ك فهد‬ ‫للبترول واملعادن‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬جامعة امللك‬ ‫عبد العزيز‪ .‬وي��ذك��ر ف��ي ه��ذا الخصوص أن رؤي��ة‬ ‫‪ 2030‬تستهدف جعل ‪ 5‬جامعات سعودية ضمن‬ ‫أفضل ‪ 200‬جامعة دولية بحلول عام ‪.2030‬‬ ‫ الصحة‪ ،‬احتلت السعودية املرتبة األول��ى عربيا‬‫في نمو االستثمارات في قطاع الصحة التي تشمل‬ ‫تطوير البنية التحتية‪ ،‬حيث قدمت وزارة الصحة‬ ‫‪ 18‬مبادرة ضمن برنامج التحول الوطني (‪2016‬‬ ‫– ‪ )2020‬في إطار رؤية السعودية ‪ 2030‬وتهدف‬

‫إلى تعزيز دور القطاع الخاص في املجال الصحي‬ ‫وإع��ادة هيكلة الصحة وتطوير مشاريع الرعاية‬ ‫ال�ص�ح�ي��ة‪ ،‬أب��رزه��ا تطبيق اس�ت��رات�ي�ج�ي��ة الصحة‬ ‫اإللكترونية بما يسهل على املواطن الحصول على‬ ‫أفضل خدمة صحية في أسرع وقت ممكن‪.‬‬ ‫ اإلس �ك ��ان‪ ،‬ت�ب�ن��ت امل�م�ل�ك��ة خ�ل�ال اآلون� ��ة األخ �ي��رة‬‫نهجا يقوم على االستعانة بمستثمرين من القطاع‬ ‫ال�خ��اص لتصميم وب�ن��اء وح��دات سكنية بأسعار‬ ‫مناسبة للمواطنني‪ ،‬بينما ت�ق��وم وزارة اإلس�ك��ان‬ ‫ب��دور املراقب واملنظم للسوق‪ ،‬وهو ما أك��ده وزير‬ ‫اإلس �ك��ان ال �س �ع��ودي ف��ي ‪ 9‬ي��ون�ي��و ‪ 2016‬ب�ق��ول��ه‪:‬‬ ‫«إن الحكومة ستمنح الشركات األجنبية واملحلية‬ ‫العاملة في مجال التطوير العقاري صفقات شراكة‬ ‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪47‬‬

‫ّ‬ ‫مثل ‪ 2016‬العام السادس والثمانني من عمر اململكة العربية السعودية منذ أن نجح القائد املؤسس امللك عبد العزيز آل سعود‬ ‫في توحيد الجزيرة العربية تحت راية اإلسالم ووضع قواعد الدولة السعودية الحديثة‪ ،‬حيث أعلن تدشني قيام اململكة العربية‬ ‫السعودية بمرسوم ملكي في ‪ 23‬سبتمبر (أيلول) عام ‪ ،1932‬لتنطلق مسيرة الدولة السعودية املعاصرة لتشكل دولة عربية‬ ‫إسالمية تجمع بني الحفاظ على تراث األجداد‪ ،‬واألخذ بسبل التقدم والتطور ومتطلبات املدنية الحديثة ومواكبة الحضارة‪.‬‬

‫قراءة في أبرز نجاحات الداخل وإنجازات الخارج‬

‫السعودية وحصاد عام ‪2016‬‬

‫باكو (جمهورية أذربيجان)‪ :‬أحمد‬ ‫طاهر *‬ ‫منذ ذلك الحني‪ ،‬وتسير القيادات الحاكمة‬ ‫ل�ل�م�م�ل�ك��ة ع �ل��ى ال �ن �ه��ج ال � ��ذي خ �ط��ه امل �ل��ك‬ ‫املؤسس‪ ،‬وصوال إلى امللك سلمان بن عبد العزيز‬ ‫ال��ذي استلهم من خبراته وتعلم من سياساته ما‬ ‫يمكن أن نجملها في جانبني أساسيني مثال معا‬ ‫م��رت�ك��زي��ن ل�لان�ط�لاق ن�ح��و ب�ن��اء ال��دول��ة العصرية‪،‬‬ ‫وهما‪:‬‬ ‫األول‪ -‬ال�ح��زم السياسي وال�ح�س��م العسكري في‬ ‫مواجهة املخاطر التي تهدد أم��ن اململكة ب��دءا من‬ ‫املخططات واملؤامرات اإليرانية‪ ،‬مرورا بالتهديدات‬ ‫ال�ت��ي ت��أت��ي م��ن ج��ان��ب التنظيمات اإلره��اب �ي��ة مثل‬ ‫«داعش» و«القاعدة»‪ ،‬وصوال إلى التدخالت الدولية‬ ‫ال �ت��ي ت �س �ت �ه��دف إع � ��ادة رس ��م خ��ري �ط��ة تفكيكية‬ ‫للمنطقة‪.‬‬ ‫الثاني‪ -‬ام�ت�لاك ال��رؤي��ة املستقبلية لتطوير الدولة‬ ‫وامل�ج�ت�م��ع ال�س�ع��ودي وف��ق منهج مستنير وفكر‬ ‫م�ت�ط��ور ن�ح��و ع��ال��م ي�م��وج بالكثير م��ن ال�ت�ح��والت‬ ‫والكثير من التطورات‪ ،‬بما يجعلها مواكبة ملتطلبات‬ ‫ال �ت �ط��ور ال �ح �ض��اري م ��ع ال �ح �ف��اظ ع �ل��ى م �ق��وم��ات‬ ‫وأخ�ل�اق �ي��ات امل�ج�ت�م��ع امل �ل �ت��زم ب��أح �ك��ام ال�ش��ري�ع��ة‬ ‫اإلسالمية‪.‬‬ ‫ف��ي ض ��وء ه��ذي��ن امل��رت �ك��زي��ن‪ ،‬ي�م�ك��ن رص ��د أب��رز‬ ‫اإلنجازات والنجاحات التي حققتها اململكة خالل‬ ‫هذا العام (‪ )2016‬وهو ما يمكن تسجيله في الكثير‬ ‫من املؤشرات داخليا وخارجيا‪ ،‬وذلك على النحو‬ ‫التالي‪:‬‬ ‫نجاحات الداخل‪ ...‬شمولية املجاالت واملستويات‬ ‫ليست مبالغة القول إن ال�ق��راءة املتأنية ملا حققته‬ ‫اململكة من نجاحات في مختلف املجاالت داخليا‪،‬‬ ‫يمثل إنجازا فريدا في ظل التحديات والصعوبات‬ ‫التي تواجه دول املنطقة برمتها‪ ،‬إذ أنه في خضم‬ ‫األزمات والصراعات التي تحيط باململكة وتأثيرات‬ ‫كل ذلك على أمنها واستقرارها‪ ،‬نجحت اململكة في‬ ‫أن تحقق نجاحات حقيقية انعكست إيجابا على‬ ‫حياة املواطن السعودي واملقيم األجنبي أيضا‪ ،‬وهو‬

‫‪46‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫ما يمكن أن نرصده في املؤشرات التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬رؤي��ة ‪ 2030‬وم��ا انبثق عنها م��ن ب��رام��ج مثل‬ ‫برنامج التحول الوطني ‪ .2020‬حيث شهدت اململكة‬ ‫وللمرة األولى في تاريخها إعالن خطة طويلة األجل‬ ‫لبلورة اتجاهات املستقبل‪ ،‬وهو حدث غير مسبوق‪،‬‬ ‫حيث تم اإلعالن في ‪ 25‬أبريل (نيسان) من العام‬ ‫‪ 2016‬عن تدشني مشروع «رؤية السعودية ‪»2030‬‬ ‫تحت شعار «اقتصاد مزدهر‪ ،‬مجتمع حيوي‪ ،‬وطن‬ ‫طموح»‪ .‬لتعد بمثابة القاطرة االستراتيجية لقيادة‬ ‫املستقبل السعودي إل��ى آف��اق جديدة واع��دة‪ ،‬بما‬ ‫يضمن وض��ع اململكة في مصاف ال��دول املتقدمة‬ ‫وج �ع��ل االق �ت �ص��اد ال �س �ع��ودي ي�ت�ب��وأ امل��رك��ز ال� �ـ‪15‬‬ ‫على مستوى العالم بحلول عام ‪ ،2030‬من خالل‬ ‫االنتقال من مجتمع يعتمد على النفط في موارده‬ ‫وإيراداته وعوائده إلى مرحلة ما يطلق عليه مجتمع‬ ‫ما بعد النفط‪ ،‬حيث تركز الرؤية على ثالثة مجاالت‬ ‫رئيسية‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫األول‪ ،‬ال�ع�م��ل ع�ل��ى ت�ع��زي��ز ت��ول�ي��د اإلي� � ��رادات غير‬ ‫ال �ن �ف �ط �ي��ة‪ ،‬م ��ن خ�ل�ال رف ��ع ال ��رس ��وم وال �ت �ع��ري �ف��ات‬ ‫الجمركية على الخدمات العامة‪ ،‬وتوسيع القاعدة‬ ‫الضريبية تدريجيا بما ف��ي ذل��ك ف��رض ضريبة‬ ‫القيمة املضافة‪ ،‬وجني املزيد من الدخل من خالل‬ ‫تنمية عدد الزوار القادمني إلى اململكة‪.‬‬ ‫الثاني‪ ،‬الحد م��ن اإلن�ف��اق ال�ع��ام ع��ن طريق خفض‬ ‫اإلعانات وترشيد برنامج االستثمار العام الضخم‬ ‫للبالد‪ ،‬وتحويل اإلنفاق على األسلحة بعيدا عن‬ ‫املشتريات األجنبية‪.‬‬ ‫ال�ث��ال��ث‪ ،‬تنويع ال�ث��روة الوطنية وزي ��ادة دخلها من‬ ‫االستثمارات‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬ف��إن هناك خطة‬ ‫جمع األم��وال عن طريق االكتتاب العام على جزء‬ ‫صغير م��ن شركة أرام�ك��و السعودية‪ ،‬واستثمار‬ ‫هذه العائدات في مجموعة واسعة من األصول في‬ ‫جميع أنحاء العالم‪.‬‬ ‫وفي سبيل تحقيق ذلك‪ ،‬تسعى اململكة إلى العمل‬ ‫على عدة محاور‪ ،‬أبرزها ما يلي‪:‬‬ ‫ طرح أقل من ‪ 5‬في املائة من أسهم شركة «أرامكو»‬‫النفطية الوطنية العمالقة لالكتتاب العام في السوق‬ ‫املحلية‪ ،‬والذي يعد طبقا لتعبير األمير محمد بن‬ ‫سلمان أكبر اكتتاب مقدر حيث قيمة الشركة ما‬ ‫بني تريليونني و‪ 2.5‬تريليون دوالر‪ ،‬وستخصص‬ ‫عائدات الطرح لتمويل الصندوق السيادي السعودي‬

‫وتحويل صندوق االستثمارات العامة السعودي‬ ‫إلى صندوق سيادي بأصول تقدر قيمتها بـ‪2.5‬‬ ‫تريليون دوالر – أي نحو ‪ 25.7‬في املائة من أصول‬ ‫‪ 79‬صندوقا سياديا في عالم اليوم ليصبح بذلك‬ ‫أضخم الصناديق االستثمارية‪ ،‬حيث يمتلك ‪10.5‬‬ ‫ف��ي امل��ائ��ة م��ن ال �ث��روات السيادية ف��ي العالم حاليا‬ ‫بقيمة ‪ 758‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫ مضاعفة الدخل النفطي للسعودية ستة أضعاف‬‫بحيث يصل إلى ‪ 267‬مليار دوالر سنويا‪.‬‬ ‫ رف��ع حصة ال�ص��ادرات غير النفطية من ‪ 16‬في‬‫املائة حاليا إلى ‪ 50‬في املائة على األقل من الناتج‬ ‫اإلجمالي السعودي‪.‬‬ ‫ إط�ل�اق ص�ن��اع��ة ع�س�ك��ري��ة س �ع��ودي��ة م��ن خ�لال‬‫إنشاء شركة قابضة للصناعات العسكرية مملوكة‬ ‫بنسبة ‪ 100‬في املائة للحكومة وتطرح الحقا في‬ ‫السوق السعودية‪.‬‬ ‫ تطبيق نظام «البطاقة الخضراء» خالل ‪ 5‬سنوات‬‫من أجل تحسني مناخ االستثمار بحيث تكون أكثر‬ ‫قدرة على جذب مزيد من االستثمارات الخارجية‬ ‫إلى السوق املحلية‪.‬‬ ‫ تحقيق ع��وائ��د مالية ق��د تصل إل��ى ‪ 100‬مليار‬‫ري ��ال خ�ل�ال أق ��ل م��ن خ�م��س س �ن��وات ع�ب��ر إي�ج��اد‬ ‫بيئة استثمارية ذات جودة عالية جاذبة ومشجعة‬ ‫للشركات العاملية الكبرى‪ ،‬وتقليص االعتماد على‬ ‫النفط كمصدر دخل وحيد من خالل عقد شراكات‬ ‫استراتيجية مع شركات عاملية كبيرة وفتح فروع‬ ‫ومصانع للشركات العاملية في الداخل السعودي‪.‬‬ ‫ زيادة اإليرادات الحكومية غير النفطية إلى ‪530‬‬‫مليار ري��ال أي نحو (‪ 141‬مليار دوالر) بحلول‬ ‫‪ ،2020‬م ��ع إي� �ج ��اد ن �ح��و ‪ 450‬أل ��ف وظ �ي �ف��ة غير‬ ‫حكومية للمواطنني وذلك انطالقا من سنة األساس‬ ‫وهي عام ‪ 2015‬حيث بلغت اإليرادات غير النفطية‬ ‫فيها ‪ 163.5‬مليار ريال‪.‬‬ ‫مشروعات التنمية املجتمعية‪ ...‬إنجازات متعددة‬ ‫ع�ل��ى ال��رغ��م م��ن االن �خ �ف��اض ال �ح��اد ال ��ذي شهدته‬ ‫أسعار النفط منذ يونيو (حزيران) عام ‪ 2014‬والتي‬ ‫بلغت نحو ‪ 55‬في املائة‪ ،‬إال أن القيادة السعودية‬ ‫ظلت مصرة على مواصلة مشاريعها التنموية‪،‬‬ ‫خاصة في مجاالت الصحة والتعليم واملشروعات‬

‫صورة أرشيفية ملمرضة البيت األبيض وهي تحقن‬ ‫باراك أوباما بلقاح ‪( H1N1‬أنفلونزا الخنازير)‬ ‫بعد تخطيه أختبار كشف النظر وذلك عقب فوزه‬ ‫باألنتخابات الرئاسية قبل شهر واحد من دخوله‬ ‫مكتبه البيضاوي ‪ 20 -‬ديسمبر‪( 2009‬غيتي)‬

‫األنظمة السياسية خوف االنزالق في الفوضى ودعم األقليات‬ ‫ال�س�ي��اس�ي��ة وامل �ع��ارض��ات اآلي��دي��ول��وج �ي��ة‪ ،‬ال س�ي�م��ا اإلس�ل�ام‬ ‫السياسي ف��ي م��واق��ع أخ��رى م��ع ضعف ش��دي��د‪ ،‬فيما يخص‬ ‫املوقف من الكارثة اإلنسانية في سوريا‪ ،‬التي انتهت إلى تدخل‬ ‫فاعل وقوي ومؤثر من قبل روسيا لينتقل النفوذ األميركي‪،‬‬ ‫وما يملكه من ثقل كبير إلى قارة آسيا في محاولة الستباق‬ ‫النفوذ الصيني‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ب��دا مهينا ج� ً�دا لهيمنة أم�ي��رك��ا ف��ي املنطقة ه��و ال�ف�ج��وة بني‬ ‫خ�ط��اب��ات أوب��ام��ا ت �ج��اه س��وري��ا وس�ي��اس��ة ال��والي��ات امل�ت�ح��دة‬ ‫الفعلية على األرض‪ ،‬يصرح الرئيس بأن استخدام األسلحة‬ ‫الكيميائية هو خط أحمر ثخني لن تسمح به الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫لكن نظام األس��د استخدمه عدة م��رات ودون أي ردة فعل أو‬ ‫تحرك ج��دي من قبل ال��والي��ات املتحدة‪ ،‬كما أن االرت�ب��اك في‬ ‫املوقف من املعارضة السورية الذي تأرجح بني الدعم والتفاوض‬ ‫والهجران واالنحياز للنظام زاد من تعميق جراح السوريني‪.‬‬

‫والية ثانية هشة‬ ‫ً‬ ‫واضحا ال سيما في واليته الثانية‪ ،‬وكان‬ ‫التراجع األوبامي بدا‬ ‫دليل ذلك الذي بدا كمؤشر على التراجع الكبير فيما يخص‬ ‫االهتمام بالشرق األوسط هو عدم زيارة أوباما ألي من الدول‬ ‫التي َّ‬ ‫مستها رياح ما عرف بالربيع العربي‪.‬‬ ‫‪ 24‬نوفمبر (تشرين ال�ث��ان��ي) ‪ 2013‬ص��رح األم�ي��ر بندر بن‬ ‫سلطان رئيس االستخبارات السعودية آنذاك عن التحوالت التي‬ ‫مست زاوية النظر بني البلدين‪ ،‬حول قضايا راهنة ومصيرية‪،‬‬ ‫إيذانا باعتراض اململكة على انكفاء إدارة أوباما عن اتخاذ‬ ‫مواقف صريحة وحازمة حيال األزم��ات‪ ،‬خصوصا ما حل‬ ‫بالشعب السوري ودخول إيران وحلفائها على الخط‪ ،‬وتثوير‬ ‫الحالة السورية م��ن ث��ورة شعبية إل��ى ص��راع نفوذ وتحالف‬ ‫أم �م��ي‪ ،‬ول��ذل��ك ج��اء ال ��رد س��ري�ع��ا م��ن ج��اي ك��ارن��ي امل�ت�ح��دث‬

‫باسم البيت األبيض‪ ،‬الذي قال بالحرف الواحد‪« :‬نحن نسوي السياسي والوقوع في شرك لعبة االستخبارات‪.‬‬ ‫خالفاتنا مع السعودية بطريقة صريحة ومباشرة‪ ،‬لصيانة‬ ‫األسس الرئيسية لعالقة في غاية األهمية»‪.‬‬ ‫ارتباك سياسي‬ ‫املفارقة في زيارة أوباما الثانية للسعودية لم يكن في حجم‬ ‫الحقائب وامللفات التي حملها أوباما إلى الرياض‪ ،‬لكن حالة أوباما بدوره أسهم في سياسته الخارجية الهشة واملرتبكة في‬ ‫التشابه التي يعيشها الحليفان اللذان ًيوجهان حليفني على تعزيز األص��وات النشاز في املنطقة ليس فقط على مستوى‬ ‫ً‬ ‫النقيض تماما‪ ،‬روسيا التي تذهب بعيدا في استعادة أجواء األزمة مع إيران‪ ،‬وإنما حتى في تصوره للمنطقة بعد الربيع‬ ‫ً‬ ‫الحرب الباردة‪ ،‬مسنودة بحالة «العزلة» األوبامية‪ ،‬وحالة التمدد العربي الذي جاء مخيبا لآلمال العريضة بديمقراطية اإلسالم‬ ‫اإليراني التي ال تخطئها العني وتقلق املنطقة بأسرها‪ ،‬ودول الحركي وباألمس يتحدث أوباما‪ً ،‬‬ ‫مطالبا إيران باتخاذ إجراءات‬ ‫االعتدال على رأسها بقيادة السعودية‪ ،‬لكن الفارق أن يقظة ف��وري��ة وملموسة لخفض ال�ت��وت��رات الناجمة ع��ن برنامجها‬ ‫ً‬ ‫«ال��دب ال��روس��ي» ال تقلق س��وى مصالح وتحالفات ال��والي��ات النووي‪ ،‬مضيفا في كلمته التي تضمنت ترجمة للفارسية‪:‬‬ ‫امل�ت�ح��دة‪ ،‬لكن ع��ودة إي��ران إل��ى الطموح باتجاه التحول لقوة «منذ أن توليت مهامي (في بداية عام ‪ )2009‬قدمت اقتراحاً‬ ‫عظمى ف��ي امل�ن�ط�ق��ة‪ ،‬م��ره��ون بتهديد ك��ل ال�ت�ح��ال�ف��ات وح��ال��ة للحكومة اإليرانية‪ :‬إذا وفت بالتزاماتها الدولية‪ ،‬فعندها يمكن‬ ‫االستقرار واالس�ت�ق��واء بانتصارات «التمدد» في سوريا أو إقامة عالقات جديدة بني بلدينا‪ ،‬وقد تستعيد إي��ران املكانة‬ ‫اليمن أو القرن األفريقي‪.‬‬ ‫املخصصة لها في مجتمع األمم»‪ .‬وتابع‪« :‬لم يكن لدي أي وهم‬ ‫بشأن صعوبة تجاوز عقود من الريبة»‪.‬‬ ‫بالطبع الغزل األوبامي إليران أعطى حينها لدول الخليج شارات‬ ‫تدهور الشعبية‬ ‫مثيرة للتساؤل والجدل‪ ،‬حيث كانت وما زالت تستشعر الخطر‬ ‫في ‪ 2009‬حني كانت الرياض العاصمة العربية األولى التي اإليراني املحدق باملنطقة‪ ،‬الذي يتجاوز مسألة السالح النووي‬ ‫يزورها الرئيس األميركي باراك أوباما‪ ،‬قبل زيارته القاهرة‪ ،‬إل��ى ف��رض الهيمنة عبر تحالفات ت�ج��اوزت نمط التحالفات‬ ‫التي ألقى فيها خطابه عن ضرورة تعزيز العالقات مع العالم التقليدية لتصل إلى حدود «التبني» لعدد من الدول ألفريقية‬ ‫ً‬ ‫اإلسالمي ‪ -‬لم يكن أحد ليتوقع أن تتدهور شعبية أوباما‪ ،‬التي تعاني من اإلهمال لها في ظل األزمات االقتصادية‪ ،‬وأيضا‬ ‫وتتذمر الشعوب العربية من انعزال الواليات املتحدة عن تبني تكتالت معارضة ولو كانت علمانية بهدف خلق فجوات‬ ‫أزمات املنطقة‪ ،‬في حني أن ملفات املنطقة اآلن أكثر شراسة‪ ،‬يمكن النفاذ منها ملحاصرة املنطقة بالتمدد السياسي وهو‬ ‫ً‬ ‫ويتصور أن تزداد‬ ‫تعقيدا خالل السنوات املقبلة في حال ما حدث في لبنان وسوريا واليمن وكاد يحدث في البحرين‬ ‫اس�ت�ق��واء األس��د وع��ودت��ه للسلطة بدعم هائل م��ن روسيا لوال اليقظة الخليجية بقيادة اململكة‪.‬‬ ‫وإيران‪ ،‬وبالتالي انتقال مجموعات املقاتلني إلى مناطق توتر وإذا كان شالل األسئلة اآلن هو عن أميركا ما بعد أوباما في‬ ‫أخرى قد تكون على تماس مع دول االعتدال‪ ،‬وبالطبع تزداد ظل هيمنة الجمهوريني بقيادة رئيس جدلي وإشكالي كترامب‪،‬‬ ‫احتمالية تعرضها إلى ٍّ‬ ‫تنب «إيراني» في ظل التحوالت التي فإن اإلجابة قد تكون سهلة من وجهة نظر الخليجيني‪« :‬لقد‬ ‫مرت بها التنظيمات املسلحة‪ ،‬باستبدال العقائدي بالتحالف مررنا باألسوأ»!<‬ ‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪45‬‬

‫ّ‬ ‫كانت لحظة فارقة في التاريخ الحديث للواليات املتحدة حني تولى الرئيس أوباما‪ ،‬لكن رحيله كان مدويا بعد ثماني سنوات‬ ‫ً‬ ‫خصوصا والشرق األوسط بشكل عام‪.‬‬ ‫عجاف على املستوى الخليجي‬

‫ملفوه «أوباما» خالل ‪ 8‬سنوات عجاف ً‬ ‫قراءة لخطابات ومواقف الرئيس ا ّ‬ ‫سياسيا‬

‫العهد األوبامي‪ ..‬الصوت الذي لم يجد صداه‬

‫جدة‪ :‬يوسف الديني‬

‫مصالح حلفاء الواليات املتحدة‪ ،‬وعلى رأسهم الخليج‪ ،‬لينتهي تجاذبات إيرانية‬

‫املطاف بعد ثماني سنوات إلى أزم��ات عميقة في كل امللفات‬ ‫على مستوى التجاذب السياسي بني إيران والواليات املتحدة‬ ‫كلنا ي�ت��ذك��ر ت�ل��ك ال�ب��داي��ة املتحمسة ألوب��ام��ا حني التي بشر بها أوباما آنذاك‪.‬‬ ‫في عهد أوباما بلغ األمر ذروته فقد تعامل الطرفان بطريقة تدل‬ ‫وع��د ب�ع�لاق��ات أف �ض��ل م��ع ال�ع��ال��م اإلس�ل�ام��ي‪ ،‬في‬ ‫على ضبابية امللف وتجاوزه ملجرد االتفاق النووي‪ ،‬فاإليرانيون‬ ‫مهمات‬ ‫خطابه الشهير بالقاهرة‪ ،‬ليحدد خمسة‬ ‫خطاب القاهرة‬ ‫َ​َ‬ ‫بنفس طويل واستراتيجية متدرجة ابتلعوا االندفاع األوبامي‬ ‫أساسية في عهده الذي افتتحه بوعود حاملة أكثر‬ ‫السريع لخلق تحالف متني لكن برؤية قصيرة املدى ال تنظر في‬ ‫من كونها برامج سياسية محددة‪ ،‬املهمة األولى األوبامية هي‬ ‫ً‬ ‫وبعيدا ع��ن ال�غ��وص ف��ي التفاصيل ف��إن تعقب خطابات‬ ‫ً‬ ‫اقتصاديا والتوسع‬ ‫خطورة تمكني نظام طهران من االنتعاش‬ ‫إعادة تفعيل العالقات مع الدول العربية‪ ،‬التي كانت في أكثر‬ ‫أوب ��ام ��ا ال�لاح �ق��ة ب�ع��د خ �ط��اب ال �ق��اه��رة ال� ��ذي ك ��ان أش�ب��ه‬ ‫ً‬ ‫جغرافيا عبر جيوبه املتعددة‪ ،‬ففرض عقوبات على صادرات‬ ‫مستوياتها هشاشة بعد حرب العراق‪ ،‬وما تبعه من احتالل‬ ‫بـ«منافيستو» تبشيري يقودنا إل��ى انكماش مضامني‬ ‫النفط لم تسهم في إضعاف إيران بقدر أنها أوضحت مدى‬ ‫دام تسع سنوات‪ ،‬وانتهى بطريقة مدوية سلم فيها العراق إلى‬ ‫ٍ‬ ‫الخطاب وتالشي الوعود مع تقدم السنوات وخلق املزيد‬ ‫حكومة طائفية‪ ،‬املهمة الثانية التي دشنها أوباما ول��م يقدم‬ ‫هشاشة الوعود األوبامية بتحسني األوضاع وبشكل سريع‬ ‫ً‬ ‫من الفجوات على مستوى األداء السياسي على األرض‬ ‫فيها شيئا ذا بال هي الدفع بعجلة السالم في الشرق األوسط‪،‬‬ ‫وهو ما لم يحدث حتى في أكثر امللفات التي سوق لها أوباما‬ ‫في امللفات األساسية التي واجهها الرئيس أوب��ام��ا‪ ،‬من‬ ‫م��ن خ�لال الضغط على رئيس ال ��وزراء اإلسرائيلي بنيامني‬ ‫وهو نجاحه في تخليص العالم من خطر اإلرهاب عبر خطوة‬ ‫سنة إلى أخرى كان حضور الواليات املتحدة في املنطقة‬ ‫نتنياهو وحثه على ضرورة تجميد بناء املستوطنات وذهبت‬ ‫القضاء على بن الدن‪ ،‬إال أن ذلك النجاح الرمزي وما تبعه من‬ ‫ً‬ ‫يزداد انكماشا لتليها خطابات لم يشر فيها أوباما ألي‬ ‫ثماني سنوات أوبامية دون الوصول حتى للحد األدنى من ذلك‪،‬‬ ‫دعاية وتسويق طويل للبطولة األميركية على طريقة هوليوود‬ ‫ً‬ ‫دور محتمل للمجتمع ال��دول��ي ف��ي صناعة ال�س�لام بني‬ ‫تبدت املهمة الرابعة كمهمة سهلة‪ ،‬وهي محاولة تحقيق عراق‬ ‫ال يزال اإلرهاب فاعال في العالم‪ ،‬بل تحول إلى موجة معوملة‬ ‫ً‬ ‫الفلسطينيني واإلسرائيليني‪ ،‬وهو ما لقيه الشارع العربي‬ ‫مستقر ومغادرة ما تبقى من القوات‪ ،‬وهو األمر الذي حدث‬ ‫من الصعب التحكم فيها فضال عن السيطرة عليها‪ ،‬وحتى‬ ‫بإحباط شديد‪ ،‬ال سيما بعد أن أسهب الرئيس أوباما في‬ ‫بشكل جزئي لكن العراق وقع في فخاخ الفوضى والطائفية‬ ‫أفغانستان التي أراد أوباما تخليصها من اإلره��اب ما زالت‬ ‫شرح وجهة نظر السياسة اإلسرائيلية والتماس املزيد من‬ ‫ّ‬ ‫حكوماتها املتعاقبة منكمشة ومحاصرة في كابل بينما يزداد‬ ‫وتغول سلطة «داعش» بشكل كبير وممانعة الحشد الشيعي‬ ‫األعذار فيما يخص عدم اتخاذ أي قرار جدي بوقف بناء‬ ‫حضور طالبان وتوسعها رغم كل ما فعلته وخسرته وأنفقته‬ ‫إلرهاب «داعش» بإرهاب طائفي مدعوم من الحكومة املنحازة‬ ‫املستوطنات‪ 2011 .‬تراجعت خطابات أوباما بشكل حاد في‬ ‫ال��والي��ات املتحدة ه�ن��اك‪ ،‬وه��و م��ا ح��دا بباكستان إل��ى انتقاد‬ ‫وب��إش��راف إي��ران��ي‪ ،‬ربما كانت املهمة التي نجح أوب��ام��ا فيها‬ ‫وعودها‪ ،‬وكان أبرزها الخطاب الذي ألقاه في الحادي عشر‬ ‫السلوك األميركي والتعبير عن فقد الثقة في قدرة أقوى بلد‬ ‫لصالح ماللي إيران هو تقوية حضورهم في املنطقة‪ ،‬وتحويل‬ ‫من سبتمبر (أيلول) من تلك السنة‪ ،‬حيث تصدر حدث الربيع‬ ‫في العالم على حل األزمة األفغانية‪.‬‬ ‫كل الدول العربية إلى دول قابلة النتهاكات إيران وتدخلها عبر‬ ‫العربي ليستغله أوباما في الترويج للواليات املتحدة كصانعة‬ ‫َّ‬ ‫�زج‬ ‫خلق جيوب م��ن اإلس�ل�ام الشيعي املسيس أو محاولة ال� ً ومانحة للديمقراطية عبر تقوية املعارضات السياسية‪ ،‬وكان أمة مستغنى عنها‬ ‫بقضية األقليات أو اللعب على وتر املواسم الدينية‪ ،‬وتحديدا‬ ‫ّ‬ ‫موسم الحج وهي أدوار ما كان إليران أن تلعبها لوال التحول أبرزها بال شك اإلسالم السياسي الذي جرب الوصول لسدة باتت أميركا التي كانت أقوى بلد في العالم بفضل إخفاقات‬ ‫ً‬ ‫الحكم في أكثر من بلد‪.‬‬ ‫العهد األوبامي «األمة املستغنى عنها»‪ ،‬بحسب تعبير نصر‬ ‫الكبير الذي طالها من دولة مصنفة راعية أولى لإلرهاب في‬ ‫ول��ي ال��ذي كتب ع��ن إخ�ف��اق��ات السياسة الخارجية ف��ي عهد‬ ‫املنطقة إلى حليف ألميركا تتحدث معه عن تفاصيل مستقبل‬ ‫أوباما‪ ،‬وحاول نقض ما ادعاه كلينتون الذي قال عن بالده‪:‬‬ ‫فوضى العراق‬ ‫نووي من شأنه تعزيز حضورها في املنطقة‪.‬‬ ‫«الدولة التي ال يمكن االستغناء عنها»‪ ،‬وعلل ولي هذا اإلخفاق‬ ‫بناء على عدة محاور ً‬ ‫بدءا من التحالف إلسقاط نظام معمر‬ ‫فيما ي�خ��ص ال �ع��راق ل��م تنجز مهمة أوب��ام��ا ع�ل��ى الشكل‬ ‫سنوات الترقب‬ ‫الذي وعد به على األقل وحتى نهاية ‪ 2011‬ازداد منسوب القذافي إضافة إلى الفشل الذريع في أفغانستان البلد الذي‬ ‫‪ 2009‬ك��ان��ت س �ن��ة ال �ت��رق��ب األوب� ��ام� ��ي ال � ��ذي ت �ل �ق��اه ال �ع��رب الفوضى والعمليات اإلرهابية وامتداد لدولة «داعش» على يعيش على ح��اف��ة مستقبل مجهول منذ س �ن��وات‪ ،‬كما هو‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫والخليجيون بسقف توقعات عال ً‬ ‫يتبق من القوات األميركية إال أقل الحال في إخفاقها لردع النظام السوري في حربه املسعورة‬ ‫عطفا على خطابه في التراب العراقي‪ ،‬في حني لم‬ ‫جدا‬ ‫القاهرة دعا فيه إلى أن الخالف ٍالعربي ‪ -‬اإلسرائيلي يمكن من عشرين ألف جندي في بلد ينزلق في مستنقع الحرب تجاه شعبه‪ ،‬وبحسبه‪ ،‬فإن هذه اإلخفاقات األوبامية ترجع إلى‬ ‫تسويته بسهولة‪ ،‬وأن أميركا ستشارك في صناعة السالم هذه الطائفية والتحيز الحكومي الواضح ومحاولة مناوشة دول الفريق الرئاسي الذي اختاره أوباما وغالبهم من صغار السن‬ ‫كبيرا ال سيما مع تنويه أوباما بعدم الجوار الخليجية بتصريحات مناوئة‪ ،‬في حني فتح عراق قليلي الخبرة‪ ،‬ال سيما في امللفات الخارجية‪ ،‬كما أن االنشغال‬ ‫املرة‪ ،‬وكان صدى الخطاب ً‬ ‫شرعية املستوطنات وفي داللة رمزية على حماسية الخطاب م��ا بعد أوب��ام��ا ذراع�ي��ه الحتضان سياسة م�لال��ي طهران بالصراع مع الجمهوريني ومحاولة كسب وسائل اإلعالم على‬ ‫ً‬ ‫الفتا وطموحاتهم التوسعية‪ ،‬ه��ذه الفوضى السياسية خلقت حساب بناء استراتيجية واضحة املعالم‪.‬‬ ‫تلقى الشارع العربي أوباما كمخلص وبطل عاملي‪ ،‬وكان‬ ‫لالنتباه أن يقاطع بالتصفيف الحار في إحدى خطاباته قرابة م�ع�ط�ي��ات ج��دي��دة ل �ع��راق غ�ي��ر م�س�ت�ق��ر‪ ،‬إذا م��ا أخ��ذن��ا في‬ ‫األربعني مرة توزعت بني أحاديثه ذات النبرة العاطفية والبالغية االعتبار ما تتعرض له الكتل السنية من اضطهاد وتهميش بالغة خطابية‬ ‫ح��ول العالقة بني اإلس�لام والغرب والديمقراطية في املنطقة سياسي برافعة طائفية وسطوة الحكومة املركزية‪ ،‬إضافة‬ ‫وحقوق امل��رأة والحرب على اإلره��اب‪ ،‬وبالتأكيد الحديث عن إلى طموحات األكراد املتنامية في استغالل حالة الفوضى ال��رب�ي��ع ال�ع��رب��ي وال�ت�ع��ام��ل م�ع��ه ب�خ�ط��اب��ات بليغة ورن��ان��ة ك��ان‬ ‫خ�ط��أ أوب��ام��ي االس�ت��رات�ي�ج��ي ح�ي��ث ت��أرج��ح م��وق�ف��ه ب�ين دع��م‬ ‫السالم في الشرق األوسط وتحويل إيران إلى حليف ال يهدد واملطالبة باالستقالل‪.‬‬

‫‪44‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪ ،2010‬أعلنت «استراتيجية األمن القومي» التي كشفت عن‬ ‫توجه أميركي للتركيز على الشرق األقصى‪ .‬وارتكزت تحوالت‬ ‫السياسة األميركية تجاه الشرق األوسط خالل فترتي رئاسة‬ ‫أوباما على‪« :‬القيادة من الخلف» وإلقاء املسؤولية على الحلفاء‬ ‫في تسوية الصراعات‪.‬‬ ‫وفي ملفات كانت خطورتها بادية للعيان‪ ،‬لم يستطع الرئيس‬ ‫ال��ذي تحدث بلهجة قاطعة عن اإليمان الراسخ «ب��أن مصالح‬ ‫أميركا ليست مجافية آلمال الشعوب‪ ،‬بل هي أساسية لها»‪،‬‬ ‫فشل أوباما في تحويل الخطاب إل��ى برنامج عمل‪ .‬صحيح‬ ‫أن اإلره ��اب‪ ،‬وغ�ي��اب ب��دي��ل سياسي يتصف ب�ق��در ك��اف من‬ ‫ً‬ ‫االعتدال والرشد السياسي‪ ،‬جعل التغيير محفوفا باملخاطر‪،‬‬ ‫لكن الثمن كان ً‬ ‫مرعبا‪ .‬وبعد عقود من الصراع مع إيران تمتد‬ ‫إلى مطلع ثمانينات القرن املاضي‪ ،‬قرر أوباما تجاهل ذاكرة‬ ‫العقود املاضية ووقف أمام مشهد قمع املحتجني على نتائج‬ ‫انتخابات عام ‪ ،2009‬موقف املتردد املحكوم بهاجس أن ينجح‬ ‫في تحويل صناع القرار فيها إلى أصدقاء‪.‬‬ ‫عقيدة أوباما‪ ..‬عقدة بوش‬ ‫دخل باراك أوباما البيت األبيض ولديه أفكار مسبقة‪ ،‬يلخصها‬ ‫هو بقوله‪« :‬لقد تسلمت الرئاسة بإيمان قوي بأن إطار تأثير‬ ‫السلطة الرئاسية في أمور األمن القومي كبير‪ ،‬لكنه ليس بال‬ ‫ح ��دود»‪ .‬وب�ع��د تراجعه ع��ن ق��راره بتوجيه ض��رب��ة عسكرية‬ ‫ً‬ ‫الحكمة‬ ‫لسوريا‪ ،‬قال‪« :‬أنا فخور جدا بهذه اللحظة‪ .‬لقد ً بلغ عبء ِ‬ ‫التقليدية وآلية جهازنا لألمن القومي أشواطا بعيدة‪ ،‬وكانت‬ ‫الفكرة أن مصداقيتي ومصداقية أميركا على املحك‪ .‬لذلك‬ ‫أدركت أن ضغطي على زر اإليقاف في تلك اللحظة سيكلفني‬ ‫ً‬ ‫سياسيا‪ .‬وكوني استطعت أن أتملص من الضغوطات املباشرة‬ ‫وأتفكر بنفسي بما هو في مصلحة أميركا‪ ،‬ليس فقط فيما‬ ‫ً‬ ‫يخص سوريا بل أيضا فيما يخص ديمقراطيتنا‪ ،‬كان من‬ ‫أصعب القرارات التي اتخذتها‪ ،‬وأعتقد أنه في النهاية القرار‬ ‫الصحيح»‪.‬‬ ‫ويعلق جيفري غولدبرغ على ذلك بالقول‪ :‬كانت تلك هي اللحظة‬ ‫ً‬ ‫التي يعتقد الرئيس أنه تخلى فيها ً‬ ‫ساخرا‬ ‫أخيرا عما يسميه‬ ‫«كتاب واشنطن لقواعد اللعبة»‪ .‬ويضيف غولدبرغ‪« :‬أصبحت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أرى أوباما ً‬ ‫رئيسا تحول شيئا فشيئا إلى االعتقاد بالقدرية‬ ‫بشأن القيود التي تحد من ق��درة أميركا على توجيه سير‬ ‫األحداث العاملية»‪ .‬وفيما يتصل بالشرق األوسط‪ّ ،‬‬ ‫عمق صعود‬ ‫«داعش» قناعة أوباما بأن الشرق األوسط ال يمكن إصالحه‬ ‫خالل رئاسته وال حتى خالل الجيل املقبل‪.‬‬ ‫وف ��ي م�ق��اب�ل��ة آلرون دي�ف�ي��د م�ي�ل��ر‪ ،‬ال �ك��ات��ب ب�م�ج�ل��ة «ف��وري��ن‬ ‫بوليسي»‪ ،‬تحاور مع روبرت مالي‪ ،‬املساعد الخاص للرئيس‬ ‫األميركي‪ ،‬ومنسق شؤون الشرق األوسط في هيئة مجلس‬ ‫األمن القومي‪ ،‬الستجالء السبب الذي يدفع كثيرين لالعتقاد‬ ‫بأن «الشرق األوسط‪ ،‬سيبدو أسوأ ً‬ ‫كثيرا عندما يغادر أوباما‬ ‫البيت األبيض‪ ،‬مما كان عليه عندما دخله»‪ .‬وبحسب «واشنطن‬ ‫ً‬ ‫تايمز» – مثال – ف��إن أوب��ام��ا ج��اء للرئاسة ومنطقة الشرق‬ ‫األوس��ط تعيش في فوضى‪ ،‬لكنه سيترك منصبه وفوضى‬ ‫املنطقة أكثر تفاقما وتهدد باالتساع إلى أماكن ال أحد يستطيع‬ ‫التنبؤ بها‪ .‬وأوباما لم يتسبب في هذه الفوضى‪ ،‬لكنه غذى‬ ‫أس ��وأ ج��وان�ب�ه��ا‪ .‬وأه� ��داف اإلدارة األم�ي��رك�ي��ة ال�ج��وه��ري��ة من‬ ‫منظور «مالي»‪ ،‬تجنب الهجمات اإلرهابية على األميركيني‪،‬‬ ‫وتجنب املغامرات العسكرية الكارثية وه��ي ال ترقى إل��ى أن‬ ‫تكون سياسة متماسكة‪ .‬و«مالي» ال يؤكد الهدف الكالسيكي‬ ‫للسياسة الخارجية األميركية منذ األربعينات‪ ،‬املتمثل في‬

‫باراك أوباما‬

‫«املحافظة على نظام األمن العاملي القائم على القيم الليبرالية‪،‬‬ ‫سياسة‬ ‫والقانون الدولي»‪ .‬لقد كان العامل األكثر تأثيرا في‬ ‫ً‬ ‫أوباما الشرق أوسطية التخلص من «عقدة بوش»‪ ،‬وكان محقا‬ ‫ً‬ ‫جزئيا‪ ،‬فمنذ إطالق مبادرة «الشرق األوسط الكبير»‪( ،‬فبراير‪/‬‬ ‫شباط ‪ )2004‬والواليات املتحدة األميركية تسعى إلى اقتالع‬ ‫أسباب التمدد الكبير لخطر اإلرهاب‪ ،‬عبر القضاء على أسباب‬ ‫البؤس السياسي ‪ -‬االقتصادي الناجم عن االستبداد‪ ،‬الذي‬ ‫يوفر تربة خصبة لإلرهاب‪ .‬وكانت رؤية بوش االبن صحيحة‬ ‫ً‬ ‫وطموحا‪ ،‬لكنها وضعت الواليات املتحدة األميركية في مواجهة‬ ‫بعض حلفائها‪.‬‬ ‫إيران بني رهان واحتواء‬ ‫بقدر‬ ‫في رد فعل يفتقر إلى الحكمة‪ ،‬قرر باراك أوباما االكتفاء ٍ‬ ‫من االنخراط املتردد الذي وصل إلى حد رعاية اتفاق نووي‬ ‫مع إيران ينطوي على مخاطر جسيمة على أميركا وحلفائها‬ ‫اإلقليميني‪ ،‬وعندما أثمر هذا االتفاق ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مزدوجا‬ ‫إيرانيا‬ ‫تمددا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عسكريا» كانت أميركا تتبنى خطاب التعايش‬ ‫«سياسيا ‪-‬‬ ‫و«االقتسام» بني إيران وخصومها‪ ،‬بدت كما لو كانت تتحدث‬ ‫ً‬ ‫عن اقتسام قارة جرى اكتشافها حديثا‪.‬‬ ‫وم��ع فشل واض��ح في اإلس�ه��ام في إع��ادة تأهيل دول الربيع‬ ‫ال�ع��رب��ي وت�ع��ام��ل يتسم ب�ق��در كبير م��ن االض �ط��راب‪ ،‬تمددت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وعسكريا على نحو غير مسبوق‪ ،‬وتحركت‬ ‫سياسيا‬ ‫روسيا‬ ‫إيران بقدر غير مسبوق من العدوانية‪ ،‬في عدة دول باملنطقة‪،‬‬ ‫فيما إدارة أوباما تتحدث‪ ،‬بقدر كبير من التجاهل ملخاطر هذا‬ ‫التمدد‪ ،‬عن إمكانية احتواء أو اقتسام أو تعايش مع آلة هيمنة‬ ‫سياسية أشهرت ً‬ ‫أذرعا عسكرية في وجه الحلفاء التاريخيني‬ ‫األكثر أهمية للواليات املتحدة األميركية‪.‬‬ ‫وتأثر باراك أوباما بقوة – أكثر من سابقيه – بمواقف شركاء‬ ‫أوروب�ي�ين لديهم م��واق��ف سلبية عميقة وقديمة إزاء العالم‬

‫ً‬ ‫العربي‪ ،‬وهي مواقف لم يعلن أصحابها مطلقا قناعتهم بأن‬ ‫اإلسالم جزء من مشكلة اإلره��اب‪ ،‬لكنهم كانوا يتصرفون‬ ‫ً‬ ‫بناء على هذه القناعة‪ ،‬وعكست ممارسات رسمية أميركية‬ ‫خ�لال السنوات القليلة املاضية قناعة – غير معلنة – بأن‬ ‫ّ‬ ‫اإلره��اب مرتبط باملتشددين السنة‪ .‬ونشر وزير الخارجية‬ ‫ً‬ ‫اإليراني‪ ،‬جواد ظريف‪ ،‬مقاال في صحيفة «نيويورك تايمز»‬ ‫األميركية في سبتمبر (أيلول) ‪ ،2016‬حمل عنوان‪« :‬لنخلص‬ ‫العالم من ّ‬ ‫ً‬ ‫هجوما على اململكة العربية‬ ‫الوهابية»‪ ،‬شن فيه‬ ‫ّ‬ ‫السعودية عبر اتهامها «بنشر الوهابية» التي تحولت – حسب‬ ‫وصفه – إل��ى آيديولوجيا تعتنقها الحركات املسلحة في‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫وامل�غ��ام��رة األميركية ال�ت��ي ق��ام��ت بها إدارة أوب��ام��ا ف��ي امللف‬ ‫اإليراني عكست الطبيعة التجزيئية التي تم بها التعامل مع‬ ‫كثير من قضايا الشرق األوسط‪ ،‬وهي استراتيجية شجعت‬ ‫إيران وروسيا على تحقيق اختراقات غير مسبوقة في منطقة‬ ‫لها أهميتها التاريخية‪ ،‬وتقاطعت التطورات الجديدة مع مزيد‬ ‫من اإلغراق فيما سبقت اإلشارة إليه من إمكان تحقيق أهداف‬ ‫متعارضة في تقاطعات‪ ،‬مثل‪ :‬التحالف مع األكراد والتغاضي‬ ‫عن سياسات حكومة نوري املالكي‪ً ،‬‬ ‫وتاليا حكومة البغدادي‪،‬‬ ‫وال�ع�لاق��ات م��ع تركيا وف��ي ال��وق��ت نفسه ال��ره��ان على ق��وات‬ ‫كردية معادية لها‪ ،‬والتغاضي عن املشروع اإليراني مع التعهد‬ ‫بالحفاظ على أمن الخليج‪ ،‬و‪........‬‬ ‫ومن كبرى ثمار حكم أوباما في الشرق األوسط ما يرجح‬ ‫م �س��ؤول��ون ع��رب ك�ث�ي��رون أن��ه ره ��ان أم�ي��رك��ي ع�ل��ى إي��ران‬ ‫يتجاوز االحتواء وقد يصل إلى االستخدام املنظم للضغط‬ ‫غير املباشر على بعض حلفاء أميركا التقليديني‪ .‬وما يمكن‬ ‫أن يصيب الثقة بني الطرفني بعد نهاية حكم أوباما‪ ،‬يمكن‬ ‫أن يكون أح��د أخطر ما سيتركه أوباما وه��و يغادر البيت‬ ‫األبيض بعد فترتني رئاسيتني عصيبتني‪ ،‬بدا مفتتح أوالهما‬ ‫أنه بداية سنوات حاملة <‬ ‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪43‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وانتهاء؛ فقد كان انتخاب الرئيس باراك أوباما حدثا أطلق كثيرا من اآلمال‬ ‫ابتداء‬ ‫مدتان رئاسيتان أثارتا كثيرا من الجدل ً‬ ‫واملخاوف‪ ،‬وكان انتخاب دونالد ترامب خلفا له أحد أهم املتغيرات التي ينبغي أخذها في االعتبار ًعند تقييم حصاد حكم‬ ‫ً‬ ‫جزئيا – مختلفا‪ ،‬فالتحول الذي أتاح‬ ‫أوباما‪ ،‬وربما لو كانت هيالري كلينتون هي من دخل البيت األبيض لكان التقييم –‬ ‫ألوباما دخول البيت األبيض كان املرحلة األولى من التحول الذي أتاح لترامب دخوله‪ ،‬رغم أن الرجلني يمثالن نقيضني‪ .‬وتتابع‬ ‫تحول كبير في املزاج السياسي األميركي‪ُّ ..‬‬ ‫مؤشرا على ُّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫«معقما» ضد املؤثرات‬ ‫تحول لم يكن‬ ‫الرجلني على منصب الرئيس يعد‬ ‫الخارجية التي اتسمت بقدر كبير من الدرامية‪.‬‬

‫ابتداء ً‬ ‫كثيرا من الجدل ً‬ ‫مدتان رئاسيتان أثارتا ً‬ ‫وانتهاء‬

‫أوباما في الشرق األوسط‪ ..‬إخفاق بطعم االضطراب‬

‫الشارقة‪ :‬ممدوح الشيخ‬ ‫جاء باراك أوباما ملنصب الرئيس في فترة من أكثر‬ ‫ً‬ ‫فترات العصر الحديث تملمال‪ ،‬وتحت قشرته كانت‬ ‫عوامل التغيير الذي فاجأ الجميع تتضخم وتقترب‬ ‫من النضوج‪ .‬وقد كانت كرة الثلج األكثر خطورة أزمة مالية‬ ‫عاملية بدأت شواهدها األولى أواخر تسعينات القرن املاضي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تقريبا بدأت الحلقة الثانية أميركية‪ ،‬لم‬ ‫وبعد عقد من الزمان‬ ‫تلبث أن بلغت قمتها خ��ارج ال��والي��ات املتحدة األميركية في‬ ‫اليونان ‪ .2010‬وفي دورة من دورات الصراع الغربي ‪ -‬الروسي‪،‬‬ ‫كانت خطوط الغاز‪ ،‬والدرع الصاروخية‪ ،‬وتمدد حلف األطلسي‪،‬‬ ‫و‪ .......‬وقود مواجهة غربية ‪ -‬روسية حتمية نضجت ثمرتها‬ ‫في الشرق األوسط‪ ،‬وبالتحديد سوريا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫جاء ب��اراك أوباما للبيت األبيض محموال على أكتاف الحلم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وكأنه كان غافال عن أثقال كالجبال ستلقيها األيام على كتفيه‪.‬‬ ‫وفي قلب ما كان الرئيس الحالم – وأطراف أخرى – في غفلة‬ ‫عنه زل��زال الربيع العربي‪ ،‬وهو على وجه القطع فاجأ العالم‪،‬‬ ‫رغم ما تم تداوله منذ عام ‪ 2010‬حتى اليوم عن مخططات – أو‬ ‫مؤامرات – تم تدبيرها في الظالم‪.‬‬ ‫وك �م��ا ك ��ان ل�ل�أح ��داث دور ف��ي ص �ي��اغ��ة ق� ��رار أوب ��ام ��ا‪ ،‬ك��ان‬ ‫لشخصيته دور م�م��اث��ل‪ ،‬ف��ال��رج��ل نظر إل��ى رئ��اس�ت��ه – منذ‬ ‫اللحظة األول��ى – على أنها مغامرة حاملة‪ ،‬وساهمت أصوله‬ ‫األفريقية وخطاباته املحلقة ً‬ ‫حد‬ ‫عاليا‪ ،‬ووع��وده الغائبة‪ ،‬إلى ٍ‬ ‫وصول‬ ‫كبير‪ ،‬عن معطيات الواقع‪ ،‬في املحصلة التي يلخصها‬ ‫ً‬ ‫ترامب للبيت األب�ي��ض‪ .‬أراد أوب��ام��ا أن تكون رئاسته خليطا‬ ‫ً‬ ‫من «االنفرادات» غير املسبوقة‪ ،‬فكانت كذلك؛ ً‬ ‫وإيجابا‪.‬‬ ‫سلبا‬ ‫وفي ضوء هذه العوامل ً‬ ‫جميعا‪ ،‬كانت مسارات أوباما في عدة‬ ‫قضايا محاولة للجمع بني نقائض ال تجتمع إال في ذهن رجل‬ ‫حالم‪ .‬وج��اء في رسالة إلكترونية من بنجامني رودز‪ ،‬نائب‬ ‫مستشار أوباما لألمن القومي‪ ،‬إلى صحيفة «نيويورك تايمز»‪:‬‬ ‫«ليس من مصلحة الواليات املتحدة األميركية أن تضع قواتها‬ ‫وسط كل نزاع يحدث في الشرق األوسط أو أن تبقى متورطة‬ ‫ب�لا نهاية ف��ي ح��روب ال�ش��رق األوس ��ط امل�ف�ت��وح��ة»‪ .‬وبحسب‬ ‫دبلوماسي أميركي سابق‪ ،‬فإن املشكلة الحقيقية تتمثل في‬ ‫أن البيت األبيض يرغب في ضرب عصفورين بحجر واحد‪:‬‬ ‫السعي إلى حماية املصالح االقتصادية األميركية‪ ،‬والحديث‬ ‫في الوقت نفسه عن االنسحاب‪.‬‬ ‫وتلمح شواهد ذلك بوضوح في الطريقة التي تعامل بها مع‬ ‫ثورات الربيع العربي‪ ،‬واالتفاق النووي اإليراني‪ ،‬واملوقف من‬

‫‪42‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫الشمالية‪ ،‬و‪ .......‬وكانت حفرة الشرق األوسط‪ ،‬األخطر‬ ‫كوريا ً‬ ‫واألكثر عمقا‪.‬‬ ‫االنعزالية الجديدة وشراء الوقت‬ ‫منذ انخرطت الواليات املتحدة األميركية في الحرب العاملية‬ ‫األولى قرب نهايتها‪ ،‬يتنازعها تياران في رؤية العالم ودورها‬ ‫فيه‪ :‬تيار االنعزال‪ ،‬وتيار االنخراط‪ .‬ومع نهاية الحرب الثانية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫واضحا أن تيار االنخراط قد انتصر‪ .‬ومع انهيار االتحاد‬ ‫كان‬ ‫السوفياتي مطلع تسعينات القرن املاضي‪ ،‬توقع كثيرون أن‬ ‫تمر ال��والي��ات املتحدة األميركية بمرحلة من االنعزالية‪ ،‬لكن‬ ‫م��ا ح��دث بالفعل أنها ل��م تكد تلتقط أنفاسها‪ ،‬حتى وج��دت‬ ‫ً‬ ‫نفسها مضطرة لالنخراط – وصوال إلى التدخل العسكري‬ ‫– وبخاصة في البلقان التي كانت نيران صراعها تهدد البيت‬ ‫األوروبي‪ ،‬فيما األوروبيون عاجزون ومترددون‪.‬‬ ‫وبحسب الكاتب األميركي جيفري غولدبرغ في مقاله الشهير‪:‬‬ ‫«عقيدة أوب��ام��ا»‪« :‬يميل أوب��ام��ا نفسه إل��ى الخطب العصماء‪،‬‬ ‫إال أن خطبه ليست م��ن ال�ن��وع العسكري املقترن بخطابات‬ ‫ت�ش��رش��ل‪ ،‬فهو ي��ؤم��ن ب��أن خطب تشرشل املثالية واملنمقة‬ ‫كان لها ما يبررها في صعود هتلر والصراع ضد االتحاد‬ ‫ال�س��وف�ي��ات��ي‪ ..‬ويعتقد ال��رئ�ي��س أن خ�ط��ب ت�ش��رش��ل وطريقة‬ ‫تفكيره ساهمت في إيصال سابقه ج��ورج ب��وش إل��ى حرب‬ ‫مدمرة في ال�ع��راق»‪ .‬وبعكس الليبراليني املنحازين للتدخل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫إعجابا بواقعية سياسة الرئيس ج��ورج بوش‬ ‫يبدي أوب��ام��ا‬ ‫األب الخارجية‪ ،‬وباألخص بمستشاره لألمن القومي برينت‬ ‫سكوكروفت الذي احتفى نيابة عن بوش بزعماء الصني بعد‬ ‫مذبحة تيانانمن‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مرشحا ورئ�ي� ً�س��ا – يعكس رغبة في‬ ‫ك��ان خطاب أوب��ام��ا –‬ ‫«إعادة هيكلة الدور األميركي في العالم»‪ ،‬وبخاصة فيما يتصل‬ ‫بالتدخل العسكري املباشر‪ ،‬بسبب تبعات العمل العسكري‬ ‫ال��ذي ق��ادت��ه ال��والي��ات املتحدة ض��د نظام ص��دام حسني‪ ،‬لكن‬ ‫إعادة الهيكلة تحولت ً‬ ‫فعليا إلى نوع من االنعزالية وشراء الوقت‪.‬‬ ‫وقد كان من أخطر ثمار هذه االنعزالية الجديدة تحول أزمات‬ ‫إل��ى ب��ؤر توتر مزمنة‪ ،‬وك��ان األكثر خطورة‪ :‬املثال السوري‪.‬‬ ‫واإلدارة األم�ي��رك�ي��ة أرادت ف�ع�ل� ً�ي��ا دف��ع ال�ش��رك��اء األوروب �ي�ي�ن‬ ‫والشرق أوسطيني ملشاركة أكثر فعالية – مالية وعسكرية –‬ ‫في تحمل تبعات األزمات التي تحتاج إلى تدخل‪ ،‬وكان الرئيس‬ ‫ً‬ ‫مدفوعا في هذا النزوع – في املقام األول – بخطاب‬ ‫األميركي‬ ‫الكراهية الكاسح الذي استهدف الواليات املتحدة منذ «حرب‬

‫العراق ‪ »2003‬والعبء املالي الكبير للدور العسكري األميركي‪،‬‬ ‫لكن املعالجة جعلت بعض أه��م املناطق للمصالح األميركية‬ ‫العليا ألميركا أقرب إلى ثقوب سوداء‪.‬‬ ‫وفي ملفات مثل‪ :‬ليبيا وسوريا والعراق‪ ،‬اختارت إدارة أوباما‬ ‫ً‬ ‫ضروريا – لتبعات ذلك‪،‬‬ ‫شراء الوقت دون التحسب – الذي كان‬ ‫فالتدخل الروسي والتمدد اإليراني واالنتشار الواسع لتنظيم‬ ‫داعش في الهالل الخصيب وشمال أفريقيا وغربها‪ ،‬جميعها‬ ‫ك��ان يمكن اح�ت��واؤه��ا ً‬ ‫مبكرا عبر ان�خ��راط أميركي مباشر‪،‬‬ ‫تسببت في اإلحجام عنه عوامل؛ في مقدمتها وعود أوباما‬ ‫الحاملة في حملته الرئاسية األولى‪ ،‬وقد فشل الرجل في رئاسته‬ ‫الثانية في تقدير حجم التحول في العالم بني مشهد إطالق‬ ‫هذه الوعود ومشهد االحتكام إليها‪ ،‬وكأن العالم لم يتغير‪.‬‬ ‫بالشرق‬ ‫كانت السنوات األولى من حكم أوباما – فيما يتصل‬ ‫ً‬ ‫األوسط – (‪ )2010 – 2004‬سنوات إعادة توجيه الدفة وفقا‬ ‫للوعود املشار إليها‪ .‬فبعد مغادرة جورج بوش االبن‪ ،‬دخلت‬ ‫ال�س�ي��اس��ة ال�خ��ارج�ي��ة األم�ي��رك�ي��ة م��رح�ل��ة ج��دي��دة ت�م�ي��زت عن‬ ‫سابقتها بسمات؛ منها تفضيل أوباما أدوات القوة األميركية‬ ‫األك�ث��ر دق��ة وس��ري��ة‪ ،‬ك��ال�ط��ائ��رات م��ن دون ط�ي��ار‪ ،‬والعمليات‬ ‫ال�خ��اص��ة‪ ،‬وال�ع�ق��وب��ات‪ ،‬وه��و أم�س��ك ع��ن ط��رح رؤي��ة لسياسة‬ ‫خارجية توسعية‪ ،‬وعندما سئل في نهاية فترة رئاسته األولى‬ ‫عن توصيف «مبدأ أوب��ام��ا»‪ ،‬أج��اب‪« :‬ق�ي��ادة أميركية تعترف‬ ‫ب�ن�ه�ض��ة دول م�ث��ل ال �ص�ين وال�ه�ن��د وال �ب ��رازي ��ل»‪ .‬وف ��ي ض��وء‬ ‫ه��ذا‪ ،‬انسحب م��ن ال�ع��راق ف��ي توقيت أض��ر بشكل مأساوي‬ ‫باستقراره وجعله من ناحية لقمة سائغة للنفوذ اإليراني؛ ومن‬ ‫ناحية أخرى مسرح صراع عربي ‪ -‬كردي‪ ،‬ومن ناحية ثالثة‬ ‫دولة عاجزة عن منع طوفان الجماعات اإلرهابية من اجتياحها‪.‬‬ ‫وعندما أصدر روبرت غيتس وزير الدفاع األميركي األسبق‬ ‫كتابه‪« :‬الواجب» في عام ‪ 2014‬قال إن أوباما يعتقد دائما أنه‬ ‫األذكى في الغرفة‪ ،‬وأضاف‪« :‬واحدة من أكبر نقاط ضعف إدارة‬ ‫أوباما هي وضع استراتيجية ومن ثم تنفيذها»‪.‬‬ ‫ثمن الخيارات املتقاطعة‬ ‫رغم االعتقاد السائد بأن الواليات املتحدة األميركية انسحبت‬ ‫من الشرق األوسط‪ ،‬فإن خطاب باراك أوباما في القاهرة عام‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫طموحا ً‬ ‫متبلورا للمرة األولى في الربيع‬ ‫كبيرا ظهر‬ ‫‪ 2009‬أظهر‬ ‫العربي‪ ،‬وبخاصة في التخلي عن الرئيس املصري األسبق‬ ‫ً‬ ‫مضطرا ملزيد‬ ‫مبارك بأمل ترويج الديمقراطية‪ ،‬وأصبح أوباما‬ ‫من االهتمام باملنطقة مع نهاية رئاسته األولى‪ .‬في مايو (أيار)‬

‫عناصر‬ ‫الجيش‬ ‫اللبناني‬ ‫في طرابلس‬ ‫(ا‪.‬ف‪.‬ب)‬

‫الصراع الجمهوري الجمهوري‬ ‫كذلك رأى النائب عاطف مجدالني ّأن «أي تغيير في سياسة‬ ‫الواليات املتحدة على صعيد دول اإلقليم لن ينعكس بشكل‬ ‫مباشر على لبنان ألن أميركا دولة مؤسسات‪ ،‬وأي تغيير‬ ‫لن يكون س��وى تغيير جزئي‪ .‬وبما ّأن وص��ول ترامب هو‬ ‫إرادة أغلبية األميركيني‪ ،‬فعلينا أن ننتظر بلورة السياسة‬ ‫األميركية في املنطقة‪ ،‬وترقب انعكاساتها على لبنان في‬ ‫املرحلة املقبلة‪ ،‬ولكن تبقى املؤشرات األولية كفيلة باطمئنان‬ ‫اللبنانيني على أن دعم االستقرار سيبقى من أولوية واشنطن‬ ‫في لبنان»‪.‬‬ ‫ّأما الباحث الناشط السياسي لقمان سليم‪ ،‬فأبدى استغرابه‬ ‫من ردات الفعل السلبية واإليجابية املبالغ فيها التي رافقت‬

‫‪,,‬‬

‫سفير لبنان السابق لدى‬ ‫واشنطن‪ :‬وصول ترامب‬ ‫ً‬ ‫إلى الرئاسة ليس مفاجئا‪..‬‬ ‫وال تستطيع واشنطن تغيير‬ ‫سياستها تجاه بيروت ‪..‬‬ ‫من املتوقع زيادة املساعدات‬ ‫العسكرية للجيش اللبناني‬

‫‪,,‬‬

‫املصلحة األميركية في املنطقة تفرض أن يبقى لبنان خارج‬ ‫تداعيات ال�ص��راع ال��ذي ي��دور ف��ي س��وري��ا وغيرها م��ن ال��دول‬ ‫العربية»‪.‬‬ ‫وتحدث منير عن ّ‬ ‫تبدد آمال اللبنانيني التي علقوها على وصول‬ ‫ً‬ ‫خصوصا في‬ ‫املرشحة هيالري كلينتون إلى البيت األبيض‪،‬‬ ‫مسألة النازحني ال�س��وري�ين‪« ،‬فلو وصلت كلينتون لكنا قد‬ ‫ً‬ ‫شهدنا ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتفاوضيا هائال حول األزمة السورية‬ ‫دبلوماسيا‬ ‫دفعا‬ ‫للوصول إلى تسوية تنهي الصراع القائم منذ ‪ 5‬سنوات‪ ،‬وتنهي‬ ‫معها األزمات التي خلفتها هذه الحرب‪ ،‬وأبرزها أزمة النازحني‪،‬‬ ‫ومن ّثم االنتقال إلى امللف اإلسرائيلي ‪ -‬الفلسطيني‪ .‬ولكن‬ ‫وصول ترامب الذي أعلن ّأن أولويته ضرب (داعش)‪ّ ،‬يدل على‬ ‫أننا مقبلون على زيادة عنف املعارك واملواجهات في سوريا‬ ‫والعراق‪ ،‬في السنة األول��ى من والية ترامب على األق��ل‪ ،‬تحت‬ ‫عنوان (محاربة اإلرهاب)‪ ،‬وبالتالي تفاقم أزمة النازحني»‪.‬‬

‫ً‬ ‫وص ��ول ت��رام��ب إل��ى ال��رئ��اس��ة‪ّ ،‬ق��ائ�ل�ا‪« :‬ه �ن��اك م��ن رأى ّأن‬ ‫وصول ترامب كارثة سوف تحل على العالم‪ ،‬وآخرون رأوا‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫سيغير العالم‪ ،‬ولكن في الواقع‬ ‫ّأن األميركيني انتخبوا منقذا‬ ‫ً‬ ‫وعمليا علينا االنتظار‬ ‫ترامب لن يكون الكارثة وال املنقذ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واضحا في السياسة‬ ‫تغييرا‬ ‫سنة أو سنتني لكي نلحظ‬ ‫األميركية»‪ .‬وأضاف سليم‪« :‬األنظار يجب أن تتجه اليوم إلى‬ ‫الجمهوري الذي نشب خالل فترة ترشح‬ ‫الصراع الجمهوري ‪-‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خصوصا أن‬ ‫ترامب‪ ،‬وأيضا إلى ما سيحل باالتفاق النووي‪،‬‬ ‫اإليرانيني ذك��روا ترامب أن االتفاق ح��ول امللف النووي ليس‬ ‫ً‬ ‫اتفاقا ً‬ ‫بينيا بني طهران وواشنطن‪ ،‬بل هو اتفاق بني طهران‬ ‫وواشنطن وشركائها‪ ،‬وبالتالي ال يمكن لترامب أن يتخذ أي‬ ‫خطوة باتجاه طهران من دون العودة إلى شركائه‪ .‬ولكن من‬

‫املتوقع أن نشهد ً‬ ‫مزيدا من سياسة زيادة العقوبات على حزب‬ ‫الله‪ ،‬لتوجيه رسائل إلى إيران‪ ،‬إال أن الجميع يعلم أن سياسة‬ ‫العقوبات هي س�لاح بطيء التأثير‪ ،‬ويهدف إل��ى االس�ت��دراج‬ ‫للحوار‪ ،‬وليس إلى إضعاف اآلخر»‪.‬‬ ‫ويتابع الناشط السياسي‪« :‬ولكن باملدى املنظور‪ ،‬ستبقى‬ ‫السياسة التقليدية لواشنطن تسيطر على لبنان‪ ،‬وأهمها‪:‬‬ ‫دعم الجيش واملؤسسات‪ ،‬وتسليم بالنفوذ اإليراني‪ .‬ويبقى‬ ‫السؤال األهم واألبرز في املرحلة الحالية هو‪ :‬كيف يمكن‬ ‫أن تلتقي املصلحة اللبنانية مع سياسة ترامب الذي لوح‬ ‫باالنفتاح‪ ،‬ولو ً‬ ‫ً‬ ‫خصوصا بعد‬ ‫جزئيا‪ ،‬على النظام السوري‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إعالن مستشاره وليد فارس أن ترامب مستعد للتحالف‬ ‫مع أي طرف يساهم في ضرب اإلرهاب وإنهائه؟!»‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬رأى املحلل السياسي الدكتور سامي نادر ّأن «ترامب‬ ‫املرشح لن يكون كما ترامب الرئيس‪ ،‬فالشعارات االنتخابية‬ ‫شيء والقرارات السياسية شيء آخر‪ .‬ولكن على الرغم من‬ ‫ّأن الشعارات تهدف إلى محاكاة غرائز الناخبني‪ ،‬فإنها تعطي‬ ‫وجهة السياسة التي ينوي الرئيس الفائز انتهاجها»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وأكد نادر أنه «سيكون لسياسة ترامب قطيعة مع سياسة‬ ‫أوب��ام��ا ف��ي ال �ش��رق األوس� ��ط‪ ،‬ول�ك��ن نبقى أم ��ام منعطف‬ ‫االنتقال من إدارة ديمقراطية إل��ى إدارة جمهورية‪ ،‬لذلك‬ ‫علينا انتظار فريق عمل الرئيس الجديد‪ ،‬وبلورة عالقاته‬ ‫م��ع ال��دول اإلقليمية وال��دول�ي��ة‪ ،‬لنستطيع أن نحدد معالم‬ ‫السياسة العامة للسنوات املقبلة»‪.‬ويشرح نادر املؤشرات‬ ‫األولية التي كانت واضحة في الساعات األول��ى من والية‬ ‫ً‬ ‫ت��رام��ب‪ ،‬ق��ائ�لا‪« :‬امل��ؤش��ر األول ك��ان ب��ات�ج��اه روس�ي��ا التي‬ ‫تبشر بفرصة لعودة ال�ح��رارة إل��ى العالقات الثنائية بني‬ ‫البلدين‪ ،‬بعد أن تردت ً‬ ‫جدا في عهد أوباما‪ ،‬واملؤشر الثاني‬ ‫ً‬ ‫عودة حرارة العالقات بني واشنطن وأنقرة‪ ،‬خصوصا أن‬ ‫ً‬ ‫الخارجية التركية أصدرت بيانا بعد نصف ساعة من فوز‬ ‫ترامب‪ ،‬أعلنت فيه سعيها لترميم الثقة وترتيب العالقات‬ ‫مع واشنطن‪ّ ،‬أما املؤشر الثالث فهو توطيد العالقات مع‬ ‫إسرائيل‪ ،‬عبر إع�لان ترامب ملوقف رم��زي يتمثل بنقل‬ ‫سفارة واشنطن في إسرائيل إلى القدس‪ .‬إذن‪ ،‬نحن أمام‬ ‫مؤشرات ألجواء جديدة مع العبني أساسيني في الشرق‬ ‫األوسط‪ ،‬ليبقى السؤال األبرز‪ :‬من هو الشريك العربي الذي‬ ‫ستختاره الواليات املتحدة في العهد الجديد؟»‪.‬‬ ‫ويستطرد نادر‪« :‬ولكن في مقابل االنفتاح على تركيا وروسيا‬ ‫وإسرائيل‪ ،‬يبدو أن العالقات مع إيران ستتسم بالتوتر‪ ،‬وهي‬ ‫دول ��ة ح��اض��رة ف��ي س��وري��ا وال �ع��راق ول�ب�ن��ان وال�ي�م��ن‪ ،‬بسبب‬ ‫تصريحات ترامب ضد طهران‪ ،‬مما يعني أن السياسة التي‬ ‫كانت متبعة في عهد أوباما‪ ،‬والتي شهدت توترات مع روسيا‬ ‫وتركيا مقابل انفتاح على إيران‪ ،‬سنشهد عكسها في عهد‬ ‫ت��رام��ب‪ ،‬وه ��ذا س �ي��ؤدي إل��ى تغيير ف��ي م��وازي��ن ال �ق��وى التي‬ ‫ترسخت في األشهر املاضية»‪.‬‬ ‫وي ��رى ن ��ادر ّأن األزم � ��ات ف��ي ال �ش��رق األوس� ��ط ت�ت�ج��ه نحو‬ ‫الحلحلة ألن تعاظم األزم��ات كان نتيجة لتوتر في عالقات‬ ‫أساسية بني تركيا وروسيا وأميركا جعل التعاون والحل‬ ‫غير ممكن في العهد السابق‪ّ .‬أما اليوم‪ ،‬فهناك فرصة كبيرة‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫خصوصا أن سياسة‬ ‫لحل األزم ��ات ف��ي ال�ش��رق األوس ��ط‪،‬‬ ‫ترامب توحي بعودة االنفتاح على محور االعتدال العربي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أي أن كل من يريد محاربة اإلره��اب سيلقى آذان��ا صاغية‬ ‫في اإلدارة األميركية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لبنانيا‪ ،‬فأكد نادر ّأن «لبنان ليس أولوية؛ هناك سياسة‬ ‫ّأما‬ ‫أميركية في املنطقة‪ ،‬وهو جزء من ملف العالقات مع العرب‬ ‫وإيران» <‬ ‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪41‬‬

‫بعد أشهر من انتظار يوم‬ ‫الثامن من نوفمبر (تشرين‬ ‫الثاني) الذي حمل مفاجأة‬ ‫لم تكن متوقعة بالنسبة‬ ‫ملراقبي االنتخابات الرئاسية‬ ‫في الواليات املتحدة‪ ،‬كالذين‬ ‫استندوا إلى استطالعات الرأي‬ ‫ّ‬ ‫رجحت بغالبيتها فوز‬ ‫التي‬ ‫املرشحة الديمقراطية هيالري‬ ‫كلينتون‪ ،‬أقفلت صناديق‬ ‫االقتراع في اليوم املوعود على‬ ‫وقع فوز رئيس دخل البيت‬ ‫األبيض من عالم إدارة األعمال‬ ‫والشركات‪ ،‬ليصبح رئيس‬ ‫«أعظم» دولة في العالم‪.‬‬

‫محللون سياسيون‪ :‬لبنان محطة واشنطن لتوجيه رسائلها إليران‬

‫اللبنانيون مطمئنون‪ ..‬االستقرار ودعم الجيش‬ ‫سيبقى هدف اإلدارة األميركية الجديدة‬

‫عند وقوع حدث أو استحقاق إقليمي أو دولي‪ ،‬ملعرفة ارتداداته‬ ‫بيروت‪ :‬فايزة دياب‬ ‫وانعكاساته على الداخل اللبناني ال��ذي يعاني من استقرار‬ ‫ّ‬ ‫ال�ج�م�ه��وري دون��ال��د ت��رام��ب‪ ،‬رئ�ي��س أم�ي��رك��ا ألرب��ع هش وانقسام حاد وأزمة نازحني سوريني خانقة‪ ،‬وغيرها من‬ ‫ُ‬ ‫س �ن��وات م�ق�ب�ل��ة‪ ،‬ع ��رف خ�ل�ال ح�م�ل�ت��ه االن�ت�خ��اب�ي��ة األزمات التي ال تنتهي باملخطط االستعماري الذي تنفذه إيران‪.‬‬ ‫بخطاباته املعادية للمسلمني واملهاجرين‪ ،‬إضافة‬ ‫فترة‬ ‫إل��ى العنصرية والفضائح التي راف�ق��ت إط�لاالت� ً�ه خ� ًلال‬ ‫كيف قرأ بعض املراقبني اللبنانيني وصول‬ ‫م��ا قبل االن�ت�خ��اب��ات‪ ،‬األم��ر ال��ذي أح��دث ص��دم��ة وق�ل��ق��ا حول‬ ‫ال�س�ي��اس��ات ال��داخ�ل�ي��ة وال�خ��ارج�ي��ة ال�ت��ي سينتهجها امل��رش��ح ترامب إلى البيت األبيض؟‬ ‫الجمهوري خالل واليته‪ ،‬وجعل العالم بحالة ترقب بانتظار‬ ‫ً‬ ‫سفير لبنان السابق لدى الواليات املتحدة األميركية عبد الله‬ ‫صدور النتائج خوفا من حدوث مفاجأة صادمة!‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫أيضا‪ ،‬فقد تابعوا تفاصيل بوحبيب رأى أن وصول املرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى‬ ‫حالة الترقب هذه عاشها اللبنانيون‬ ‫ً‬ ‫االنتخابات الرئاسية قبل أشهر من موعد إجرائها‪ ،‬وانقسموا الرئاسة ليس مفاجئا‪ ،‬وأضاف‪« :‬بالنسبة لنا ‪ -‬نحن اللبنانيني‬ ‫كما انقسم الجمهوريون واألم�ي��رك�ي��ون ب�ين تأييد أو رفض ‪ -‬علينا أال نقلق من وصول ترامب أو أي اسم آخر إلى الرئاسة‬ ‫املرشح ال��ذي أصبح أم� ً�را واق� ً�ع��ا على العالم ب��أس��ره‪ ،‬لتتحول في أميركا‪ .‬ففي الوقت الحالي‪ ،‬ال تستطيع الواليات املتحدة‬ ‫األنظار إلى التوقعات حول سياسته تجاه أبرز امللفات العالقة تغيير سياستها تجاه لبنان‪ ،‬وهي سياسة تعتمد على دعم‬ ‫االس�ت�ق��رار‪ ،‬وم�ح��ارب��ة اإلره ��اب املتمثل ب �ـ(داع��ش)»‪ .‬واختتم‬ ‫من والية رئيس الواليات املتحدة السابق باراك أوباما‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فلبنان الغارق بهمومه ومشكالته يعيش حالة ترقب دائمة بوحبيب كالمه‪ ،‬قائال‪« :‬وف��ي عهد ترامب ال��ذي أكد ّأن هدفه‬

‫‪40‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫محاربة اإلره��اب‪ ،‬من املتوقع أن نشهد املزيد من املساعدات‬ ‫العسكرية للجيش اللبناني الذي يواجه اإلرهاب»‪.‬‬ ‫ب��دوره‪ ،‬أكد الكاتب املحلل السياسي جوني منير أن مساحة‬ ‫لبنان هي أصغر بكثير من أن يشكل ساحة مصلحة بالنسبة‬ ‫ل�ل��والي��ات امل�ت�ح��دة‪ ،‬ب��ل ه��و تفصيل تنعكس عليه سياسات‬ ‫ً‬ ‫واشنطن الخارجية في الشرق األوسط‪ ،‬مضيفا‪« :‬لكن موقع‬ ‫لبنان الجغرافي على الحدود مع إسرائيل‪ ،‬ووجود قوى كبرى‬ ‫ً‬ ‫خصوصا‬ ‫كحزب الله ال��ذي ي�ش��ارك ف��ي ال�ح��روب اإلقليمية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أن��ه الحليف األق��وى واألصلب إلي��ران في املنطقة‪ ،‬من املمكن‬ ‫أن يجعل لبنان محطة لتوجيه رسائل إليران‪ ،‬عبر مزيد من‬ ‫العقوبات من قبل اإلدارة األميركية ّ‬ ‫ضد حزب الله»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ولفت منير إلى أنه «بالنسبة لقسم من اللبنانيني‪ ،‬فإن توجهات‬ ‫ً ّ‬ ‫ترامب إلى ضرب اإلرهاب أوال شكلت عالمة سلبية للقوى التي‬ ‫تناهض النظام السوري في لبنان‪ً ،‬‬ ‫نظرا إليحائه بغض النظر‬ ‫ً‬ ‫حاليا عن مسألة رحيل رئيس النظام السوري بشار األسد‪.‬‬ ‫وه��ذا دليل على أننا مقبلون على خريطة تحالفات جديدة‬ ‫في املنطقة‪ ،‬ولكن سيبقى فيها استقرار لبنان أساسي ألن‬

‫سيف اإلسالم القذافي‬

‫بشار األسد‬

‫أحمد أبو هشيمة‬

‫أحمد عز‬

‫باقي دول الربيع العربي‪ ،‬حيث كان الحديث يجري وقتها عن‬ ‫مساعي الرئيس اليمني األسبق لتوريث نجله الحكم‪ .‬وتقاطع‬ ‫ذلك مع تزايد حاالت الفقر في أوساط اليمنيني‪ ،‬وتكرر األمر‬ ‫في ليبيا أيضا‪.‬‬ ‫وفي بداية الفوضى في ليبيا باءت محاوالت عدد من رجال‬ ‫األعمال الليبيني بالفشل حني حاولوا التحالف مع ميليشيات‬ ‫متطرفة للسيطرة على حقول النفط ومن ثم تصديره عبر‬ ‫سماسرة في البحر املتوسط‪ .‬ومنذ عام ‪ 2014‬حتى اليوم‪،‬‬

‫‪,,‬‬

‫اتصال وثيق بني‬ ‫رجال األعمال وبني السياسة‬ ‫في املنطقة العربية عن طريق‬ ‫املشروعات الخاصة‬ ‫أو املشتركة للضغط على‬ ‫القرار السياسي‬

‫‪,,‬‬

‫مستعرة في هذا البلد محدود املوارد‪ .‬ويبدو أن األمر له عالقة‬ ‫بالطابع األمني للنظام السياسي في هذا البلد‪ .‬في وقت مبكر‬ ‫من حكم األسد االبن‪ ،‬يذكر املؤلف األملاني فولكر بيرتس‪ ،‬في‬ ‫كتابه «االقتصاد السياسي في سوريا تحت حكم األسد»‪،‬‬ ‫قائال إنه مع أن الطبقة الوسطى أصبحت أفضل حاال مع بداية‬ ‫عهد بشار‪ ..‬إال أن التفاوت االجتماعي تزايد‪ ،‬وأصبح هناك‬ ‫فقر جديد في أسفل الهرم االجتماعي‪ ،‬وظهرت باملقابل طبقة‬ ‫جديدة من األثرياء جدا‪ ،‬والفساد الذي هو مشكلة دائمة في‬ ‫سوريا ازداد أيضا‪ ،‬فقد كان مرضا في عهد حافظ األسد‬ ‫واليوم أصبح سرطانا»‪.‬‬ ‫ولم تخضع الهياكل السياسية في سوريا لإلصالح‪ ،‬وأصبح‬ ‫لألجهزة األمنية تأثير سياسي أكثر م��ن أي وق��ت مضى‪.‬‬ ‫وضاعت جهود القطاع الخاص ورجال األعمال سدى‪ ،‬خاصة‬ ‫من داعمي األحزاب وجماعات حقوق اإلنسان‪ ..‬يقول املؤلف‪:‬‬ ‫ُ«سجن األعضاء البارزون واألقل بروزا من جماعات اإلصالح‬ ‫وحقوق اإلنسان‪ ،‬ولم يكن أحد مقتنعا من أركان النظام أن‬ ‫هؤالء الناشطني يريدون ببساطة املساهمة في تنمية بالدهم‪،‬‬ ‫وأدى قمع ج�م��اع��ات اإلص�ل�اح السياسي إل��ى عرقلة إقامة‬ ‫معارضة مخلصة وب�ن��اءة»‪ .‬ويزيد قائال إن «ه��ذه األوض��اع‬ ‫السياسية واالقتصادية املأزومة في البالد كان ال بد لها أن‬ ‫تتفجر في أي لحظة‪ ،‬وكان الربيع العربي في تونس ومصر‬ ‫واليمن وليبيا قد خلق املناخ املناسب النطالق االحتجاجات‬ ‫بشكل واسع في سوريا»‪.‬‬ ‫ومن جانبه يعرب عبد الله أحمد حشيش‪ ،‬الباحث السياسي‬ ‫في مركز دراسات الرأي العام ومقره القاهرة‪ ،‬عن اعتقاده في‬ ‫أن تزاوج املال والسياسة في نظم الجمهوريات العربية‪ ،‬كان‬ ‫«محفزا» أساسيا في انتفاضة الشعوب العربية على أنظمة‬ ‫الحكم فيما يعرف بـ«ثورات الربيع العربي»‪ ،‬وقاد إلى حالة عدم‬ ‫االستقرار في املنطقة العربية‪ ،‬وكانت مصر تجسد النموذج‬ ‫األبرز في تداخل املال والسياسية وتعاظم دور رجال اإلعمال‬ ‫خالل حكم مبارك‪.‬‬ ‫ل��م تقتصر م�ح��اوالت ص�ع��ود رج��ال األع�م��ال إل��ى داخ��ل‬ ‫األن�ظ�م��ة العتيقة إلص�لاح�ه��ا‪ ،‬على مصر ف�ق��ط‪ ،‬ولكنها‬ ‫كانت ظاهرة متشابهة تقريبا في معظم حكومات دول‬ ‫الربيع العربي‪ .‬ويقول حشيش إن رج��ال األعمال مثلوا‬ ‫أكثر من ‪ 40‬في املائة من عضوية الحزب الوطني الحاكم‬ ‫الذي كان يرأسه مبارك ويتولى فيه جمال مسؤولية أمني‬ ‫السياسات‪ ،‬مشيرا إلى أن رج��ال األعمال وقتها حققوا‬ ‫مكاسب اقتصادية ضخمة من خالل عضويتهم بالحزب‬ ‫الحاكم‪ ،‬ومن خالل تمثيلهم في املجالس النيابية‪ ،‬حيث‬ ‫مارسوا ضغوطا كبيرة لفرض قوانني تكرس نفوذهم‬ ‫وتعظم من مكاسبهم‪ ،‬وتمنع أجهزة الدولة من مالحقتهم‬ ‫في حاالت استغالل النفوذ‪.‬‬ ‫وحتى أواخر عام ‪ 2010‬كانت قصص توريث الحكم لألبناء‬ ‫على غرار ما جرى في سوريا من األسد األب إلى األسد االبن‬ ‫تخرج من الكواليس إلى صفحات بعض الصحف في مصر‬ ‫وليبيا واليمن‪ .‬ويقول حشيش إن انتخابات البرملان التي جرت‬ ‫في مصر في تلك السنة «كانت عنوانا بارزا لسيطرة وسطوة‬ ‫رج��ال اإلع�م��ال»‪ .‬ويضيف أن��ه‪ ،‬وعلى ض��وء ما سبق‪ ،‬زادت‬ ‫حالة الغضب الشعبي واالحتقان املجتمعي وتواتر الحديث‬ ‫في أوس��اط قطاعات املعارضة الهشة عن توريث الحكم في‬ ‫مصر وهو األمر الذي القى رفضا كبيرا من الشعب وبعض‬ ‫مؤسسات الدولة ولعب دورا مهما في نجاح انتفاضة الشعب‬ ‫في إسقاط نظام الحكم‪.‬‬ ‫وت��زام��ن ذل��ك ‪ -‬كما ي�ق��ول حشيش ‪ -‬م��ع أح ��داث مماثلة في‬

‫أصبحت توجد ثالث حكومات يسعى كل منها لوضع يده‬ ‫ع�ل��ى ال�ن�ف��ط وح�م��اي�ت��ه م��ن ال�س��رق��ة وب�ي�ع��ه بطريقة شرعية‪.‬‬ ‫ويزداد الصراع السياسي ذو الصبغة االقتصادية في املناطق‬ ‫الغربية من البالد حيث تتنوع مصادر الثروة‪ ،‬أكثر من املنطقة‬ ‫الشرقية‪.‬‬ ‫ويوجد في طرابلس مقر املصرف املركزي الذي تتجمع فيه‬ ‫إيرادات تصدير النفط‪ ،‬باإلضافة إلى باقي املصارف التجارية‬ ‫وامل��وان��ئ ال�ك�ب��رى‪ ،‬وك��ذا مصنع الحديد والصلب ف��ي مدينة‬ ‫مصراتة ومصانع أخرى لإلسمنت والبتروكيماويات‪ .‬ويقول‬ ‫«مركز الدراسات االستراتيجية والدبلوماسية» في دراسة عن‬ ‫ليبيا بعنوان «الصراع املسلح وآفاق الحل السياسي» إنه «ال‬ ‫يوجد في املنطقة الشرقية من ليبيا أي مؤسسة ذات مردود‬ ‫اقتصادي هام»‪.‬‬ ‫لكن سيطرة الجيش الوطني الليبي على موانئ تصدير البترول‬ ‫في منطقة الهالل النفطي من شأنه أن يعيد حسابات الكثير‬ ‫من رجال األعمال‪ ،‬إال أن العقوري يقول إنه ال يمكن أن يجازف‬ ‫بمشاريع استثمارية جديدة إال بعد أن تستقر األوضاع في‬ ‫ع�م��وم ال�ب�لاد‪ .‬وي�ب��دو ه��ذا ح��ال معظم رج��ال امل��ال واألع�م��ال‬ ‫ف��ي دول الربيع العربي التي تعرضت لضربات اقتصادية‬ ‫وفوضى أمنية‪ ،‬وهي تسعى في الوقت الراهن لبسط األمن‬ ‫واالس�ت�ق��رار وإن�ع��اش ال�س��وق‪ ،‬والتحالف م��ع رج��ال األعمال‬ ‫ممن يبادرون للمساعدة في العبور من عنق الزجاجة‪ ،‬قبل‬ ‫أي شيء سياسي آخر<‬ ‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪39‬‬

‫أحمد بهاء الدين شعبان‬

‫عبد الله أحمد حشيش‬

‫جمال أسعد‬

‫جمال مبارك‬

‫غيرهم ممن يبدو أنهم ما زالوا يتعاملون مع الواقع باعتبارهم‬ ‫قيادات سياسية موالية لنجل مبارك‪.‬‬ ‫ويضيف أحمد بهاء الدين شعبان أن عالقات رجال األعمال‬ ‫بالسياسة كانت أح��د األس�ب��اب التي فجرت الربيع العربي‪.‬‬ ‫وعن الوضع الراهن لرجال األعمال العرب‪ ،‬عقب فوز ترامب‬ ‫برئاسة الواليات املتحدة‪ ،‬يشير شعبان إلى وجود فارق كبير‬ ‫بني رجال األعمال في أوروبا وأميركا ورجال املال في الوطن‬ ‫العربي‪ .‬ويقول عن ترامب «صحيح أنه رجل أعمال لكن الذي‬ ‫يتحكم في القرار في دولة مثل أميركا هي املؤسسات وليس‬ ‫ح��اك��م م�ن�ف��رد‪ ..‬وأي�ض��ا ه�ن��اك م��ؤس�س��ات عسكرية وخ�ب��راء‬ ‫وغرفتان للبرملان‪ .‬ول��و خ��رج الرئيس عن امل��أل��وف في ق��رار‪،‬‬ ‫تقوم هذه املؤسسات بتعديل املسار»‪.‬‬ ‫وي�ق��ول أح��د العسكريني الليبيني ممن ك��ان يعمل م��ع نظام‬ ‫القذافي إن مشكلة معظم رجال األعمال‪ ،‬وفقا ملا حدث بعد‬ ‫‪ ،2011‬هي غياب الرؤية السياسية الواضحة‪« ..‬لقد تحالف‬ ‫بعضهم م��ع جماعة اإلخ��وان والجماعة الليبية املقاتلة حني‬ ‫وصلت ه��ذه الجماعات للهيمنة على حكم ليبيا في ‪.2012‬‬ ‫األم��ر نفسه ح��دث في مصر حني وص��ل محمد مرسي إلى‬ ‫السلطة‪ ..‬رأينا تزلف الكثير من رج��ال األع�م��ال للتقرب من‬ ‫اإلخوان‪ .‬أعتقد أنه لم يكن هناك منهج‪ .‬هذا يجعلني أستبعد‬ ‫املقارنة م��ع ت��رام��ب‪ .‬ت��رام��ب ظهر وخ��اط��ب الجماهير بنفسه‬ ‫وتحدى حتى حزبه‪ .‬ج��اء ليقود ال ليعقد صفقات تجارية‪.‬‬ ‫وهذا لم يحدث عندنا»‪.‬‬

‫وفي العامني األخيرين برزت وجوه في تونس لرجال أعمال‬ ‫كانوا نشطني في آخر أيام بن علي‪ .‬وعاود بعض هؤالء النشاط‬ ‫في ظل حزب النهضة التابع لجماعة اإلخوان‪ ،‬ثم نافسوا بقوة‬ ‫ف��ي االن�ت�خ��اب��ات ال�ت��ي ج��رت فيما بعد س��واء ف��ي ال�ب��رمل��ان أو‬ ‫الرئاسة‪ .‬وه��ذا لم يكن في املقدور القيام به‪ ،‬بكل هذا الزخم‬ ‫السياسي واإلع�لام��ي‪ ،‬قبل انتفاضة التونسيني في ‪.2011‬‬ ‫وقبل هذا التاريخ بنحو ثالث سنوات كان الرئيس بن علي قد‬ ‫اتخذ إجراءات اقتصادية مهمة أدت إلى االنفتاح على أوروبا‪،‬‬

‫تدخل رجال األعمال في مصر‬ ‫بدأ منذ أن انتهج السادات‬ ‫سياسات االنفتاح بعد حرب‬ ‫أكتوبر وبرز في ذلك الوقت‬ ‫املهندس عثمان أحمد عثمان‬ ‫صهر الرئيس األسبق‬

‫‪,,‬‬

‫‪38‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪,,‬‬

‫واالعتماد على رج��ال األع�م��ال‪ ،‬لكن الوقت يبدو أن��ه ك��ان قد‬ ‫تأخر كثيرا‪.‬‬ ‫ومثلما جرى في مصر عقب سقوط النظام‪ ،‬سعى كثير من‬ ‫رجال األعمال التونسيني‪ ،‬بعد ترك بن علي للسلطة والبالد‪،‬‬ ‫إلى تأسيس أح��زاب خاصة بهم‪ ،‬للمنافسة بها في عمليات‬ ‫االقتراع وإليجاد أذرع للضغط على الحكام الجدد‪ .‬لكن األنظمة‬ ‫الوليدة التي تضع على رأس أولوياتها فرض األمن واالستقرار‬ ‫وإنعاش االقتصاد‪ ،‬لم تترك العنان للكثير من رجال األعمال‬ ‫م��ن ذوي ال�ط�م��وح ال�س�ي��اس��ي؛ ل��دي��ك على سبيل امل�ث��ال رجل‬ ‫األعمال املعروف في مصر‪ ،‬نجيب ساويرس‪.‬‬ ‫لقد أسس هذا الرجل واحدا من أكبر األحزاب بعد مبارك‪ ،‬لكنه‬ ‫لم يعد يظهر على خشبة املسرح السياسي كثيرا‪ .‬وال يعد‬ ‫ساويرس ممن يمكن أن يرضى بتمثيل الدور الثاني في الفيلم‪.‬‬ ‫وفي املقابل هناك أبو هشيمة الذي ينظر إليه البعض باعتباره‬ ‫خليفة أحمد عز في نظام الحكم الجديد‪ ،‬مع أن أبو هشيمة‬ ‫يحرص على تنمية أعماله في مجال تجارة الحديد وفي عالم‬ ‫الصحافة والتلفزيون بعيدا عن أي صخب سياسي حتى اآلن‪.‬‬ ‫وفي تونس اتخذت الحكومة ضوابط لتحجيم حركة رجال‬ ‫األعمال ممن تتقاطع مصالحهم مع مصالح الدولة التي تعاني‬ ‫من وجود تنظيمات متطرفة‪ .‬أما في ليبيا وسوريا واليمن‪،‬‬ ‫فقد أدت الفوضى والحرب واالقتتال امليليشياوي املدعوم من‬ ‫دول خارجية إلى وأد التجربة الحزبية في املهد‪.‬‬ ‫ويقول املفكر السياسي والنائب السابق في البرملان املصري‪،‬‬ ‫جمال أسعد‪ ،‬إنه مما ال شك فيه أن هناك اتصاال وثيقا بني‬ ‫رجال األعمال في املنطقة العربية‪ ،‬وبالخصوص في مصر‪،‬‬ ‫وب�ين السياسة؛ ع��ن طريق ض��خ االستثمارات واملشروعات‬ ‫الخاصة أو املشتركة بشكل مباشر عن طريق الضغط على‬ ‫ال�ق��رار السياسي‪ ،‬مثلما ن��رى اآلن س��واء ع��ن طريق احتالل‬ ‫وسائل اإلعالم أو عن طريق البرملان‪ ،‬والدليل على ذلك حزب‬ ‫املصريني األح��رار ال��ذي يملكه ساويرس‪ ،‬وح��زب الوفد الذي‬ ‫يترأسه رجال األعمال السيد البدوي‪.‬‬ ‫وتمثل األحزاب ورقة ضغط على النظام وقراراته االقتصادية‬ ‫والسياسية ألنه في حاجة إلى ضخ استثمارات والدليل على‬ ‫ذل��ك ال �ق��رارات االقتصادية التي ص��درت م��ؤخ��را ف��ي مصر‬ ‫بتحرير سعر الطاقة في الوقت نفسه الذي أجلت فيه الحكومة‬ ‫الضريبة على أرب��اح البورصة مل��دة ث�لاث س�ن��وات‪ .‬ويشير‬ ‫أسعد أيضا إلى أن رجال األعمال في املنطقة العربية‪ ،‬وخاصة‬ ‫في مصر يتجهون ع��ادة للتدخل في السياسة بما يحقق‬ ‫مصالحهم الخاصة‪ ،‬وتوجيه القوانني ف��ي البرملان لتكون‬ ‫دائما محققة لهذه املصالح‪ ،‬وليس الدفاع عن الفقراء والطبقات‬ ‫املتوسطة‪.‬‬ ‫وي�ض�ي��ف أن��ه ح�ت��ى ح�ين ح�ك��م م��رس��ي م�ص��ر مل��دة سنة‬ ‫ك��ان��ت وجهته لجماعته (اإلخ� ��وان) ال�ت��ي تمتلك األم ��وال‪،‬‬ ‫حيث َّ‬ ‫تصدر املشهد في تلك الفترة خيرت الشاطر رجل‬ ‫األعمال املتحكم داخل جماعة اإلخوان‪« ..‬كان هو الحاكم‬ ‫الفعلي عن طريق توجيه السياسات تجاه خدمة مصالح‬ ‫الجماعة السياسية واالقتصادية؛ وهنا جاء خروج املاليني‬ ‫الرافضني لحكم اإلخوان الذي كان يتجه ناحية مجموعة‬ ‫من رجال األعمال بصبغة دينية‪ ،‬وال يوجد هنا فارق في‬ ‫السياسات بني مبارك واإلخوان فيما يخص رجال األعمال‬ ‫والتعامل مع السياسة»‪.‬‬ ‫ع�لاق��ة رج��ال األع �م��ال بالسياسة ف��ي س��وري��ا ت�ب��دو معقدة‪.‬‬ ‫واع�ت�م��اد ال��دول��ة ع�ل��ى ال�ق�ط��اع ال �خ��اص م��ر ب�م��راح��ل توصف‬ ‫بـ«الهشة» و«املشوشة»‪ ،‬منذ أواخر حكم حافظ األسد وحتى‬ ‫تولى ابنه بشار السلطة في عام ‪ ،2000‬إلى اآلن؛ حيث الحرب‬

‫‪,,‬‬

‫َّ‬ ‫شكل تدخل رجال األعمال‬ ‫في السياسة رقما مهما في‬ ‫األحداث التي عصفت بأنظمة‬ ‫مبارك وبن علي والقذافي‬ ‫وصالح واألسد‬

‫‪,,‬‬

‫من رجال األعمال على عالقاتهم بأجهزة الدولة على اعتبار‬ ‫أن هذه العالقة مصدر ثرواتهم الهائلة وقوة الحماية الضاربة‪،‬‬ ‫األم��ر ال��ذي مكن الكثيرين منهم من «نهب امل��ال ال�ع��ام»‪ ،‬كما‬ ‫يقول شعبان‪.‬‬ ‫كما استمرت ه��ذه السياسات في العهود املاضية مع تقلب‬ ‫األحداث وتغيير الحكام‪ .‬ومع ذلك فإن بعض الشخصيات التي‬ ‫برزت خالل فترة حكم مبارك ما زالت حتى اليوم تحتل صدارة‬ ‫املشهد االق�ت�ص��ادي مشمولة برعاية أج�ه��زة ال��دول��ة وتتلقى‬ ‫دعما من السلطة عن طريق تخفيضات في سعر الطاقة في‬ ‫املصانع‪ .‬كما ظهرت في مصر وجوه جديدة لتقف على مسرح‬ ‫االقتصاد واإلعالم واالقتراب من السلطة‪ ،‬مثل رجل األعمال‬ ‫أحمد أبو هشيمة‪.‬‬ ‫األم��ر يختلف م��ع نجل ال�ق��ذاف��ي‪ ،‬ألن رج��ال ال�ق�ط��اع الخاص‬ ‫املتعطشني النفتاح السوق قبل ‪ ،2011‬اتبعوا على ما يبدو‬ ‫النظرية التي تقول إن «رأس املال جبان»‪ .‬لم يظهروا في الصورة‬ ‫بشكل مباشر ولم يقفوا أمام كاميرات التصوير‪ .‬لكن تعهدوا‬ ‫بمؤازرة سيف اإلس�لام‪ ،‬بينما كان القذافي االبن يبحث عن‬

‫قواعد سياسية لدعمه في مواجهة الرجال القادمني من حقبة‬ ‫الستينات الرافضني إلصالحاته‪ .‬ووجد ضالته في عدد من‬ ‫القادة املنتمني للتيارات اإلسالمية‪ .‬وبدأ أيضا في فتح الطريق‬ ‫أمام املعارضني املنفيني للعودة إلى البالد وفتح صفحة جديدة‬ ‫من املصالحة والبناء‪.‬‬

‫لكن سطوة اإلسالميني والتنظيم الجيد الذي اتبعوه في بداية‬ ‫االن �ف�لات األم�ن��ي وال �ث��ورة على ال�ق��ذاف��ي‪ ،‬قلبت ال�ط��اول��ة على‬ ‫الجميع‪ .‬وحيث إن امليليشيات املسلحة أصبحت تطفو على‬ ‫السطح وتتحكم في األمور‪ ،‬فقد وجد كثير من رجال األعمال‬ ‫مشكلة في االستمرار في العمل في ليبيا‪ .‬ويقول العقوري‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫أصبحت أمام خيارين‪ ..‬إما العودة للعمل‬ ‫بعد اإلطاحة بالقذافي‬ ‫في مناطق أخ��رى غير ليبيا‪ ،‬كما كنت‪ ،‬أو التعاون مع قادة‬ ‫امليليشيات وهذا من شأنه أن يعرضني للعقوبات الدولية‪.‬‬ ‫في الوقت الراهن يتحرك معظم رج��ال األعمال الليبيني بني‬ ‫أوروبا ومنطقة الشرق األوسط ويتحاشون غالبا املرور بليبيا‬ ‫بسبب الفوضى‪ .‬لكن البعض يحاول أن يتدخل لتعضيد فرق‬ ‫سياسية بعينها من خالل قنوات تلفزيونية تبث من مصر‬ ‫واألردن وبريطانيا وتركيا‪ ،‬وكذلك من أجل اقتناص صفقة‬ ‫مع واحدة من الحكومات الثالث التي تدير البالد من مدينتي‬ ‫طرابلس والبيضاء‪ .‬وفي مصر بدا أن رجال األعمال املثيرين‬ ‫للقلق لن يكون لهم نصيب في عهد السيسي‪ ،‬سواء أولئك الذين‬ ‫توجد شكوك بشأن قربهم من جماعة اإلخوان املسلمني‪ ،‬أو‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪37‬‬

‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫متغيرات حادة لكنها سلسة‪ .‬عني على املال والياقات البيضاء‪ ،‬وعني على السياسة والبدالت السوداء‪ .‬شيء ما يشبه موسيقى‬ ‫بيتهوفن؛ صعود وهبوط‪ ..‬وبني هذا وذاك تتبدل آليات التحالف في دول الربيع العربي‪ ..‬بني االقتصادي الخاص‪ ،‬والسياسي‬ ‫العام‪ .‬ظهور جديد لرجال أعمال في مصر وتونس‪ ،‬رغم تغير األنظمة‪ .‬وبينما تظل ليبيا الغنية بالنفط حالة خاصة‪ ،‬بسبب‬ ‫اختالف طريقة الحصول على الثروة‪ ،‬تبقى عالقة رجال األعمال بالسياسة في اليمن وفي سوريا التي دمرتها الحرب‪ ،‬مثل‬ ‫اإليقاعات التي تضرب في خلفية الجوقة‪ ،‬غير محددة املعالم‪ ،‬لكنها مؤثرة بطريقة ما‪.‬‬

‫صعود جديد لرجال األعمال في مصر وتونس رغم تغير األنظمة‪ ..‬وليبيا حالة خاصة‪ ..‬وتحجيم مبكر لألحزاب في سوريا واليمن‬

‫آليات التحالف بني املال والسياسة في دول الربيع العربي‬

‫القاهرة‪ :‬خالد أبو الروس‬ ‫ج��اء ف��وز رج��ل ال�ع�ق��ارات وال�ف�ن��ادق وامل�ش��روع��ات‬ ‫املالية الخاصة‪ ،‬دون��ال��د ت��رام��ب‪ ،‬برئاسة ال��والي��ات‬ ‫امل�ت�ح��دة األم�ي��رك�ي��ة‪ ،‬ليفتح ال �ب��اب م��ن ج��دي��د على‬ ‫عالقة امل��ال بالسياسة‪ .‬نعم لقد سبق تجربة ترامب تجارب‬ ‫في دول أخ��رى مثل إيطاليا‪ ،‬وذل��ك حني تولى رئاسة ال��وزراء‬ ‫فيها سلفيو برلسكوني‪ ،‬رجل املال واإلعالم املحب لألضواء‬ ‫والنوادي الرياضية والسهرات‪ .‬لكن تقليد بعض رجال األعمال‬ ‫العرب لطريقة عمل برلسكوني (‪ )2011 - 2008‬وطريقة شده‬ ‫لربطة عنقه امللونة على ياقة قميصه األبيض‪ ،‬لم تكن بمثل هذا‬ ‫الزخم الذي أحدثه فوز ترامب املثير للجدل‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫منذ البداية شكل تدخل رجال األعمال في السياسة فيما يعرف‬ ‫ب��دول الربيع العربي‪ ،‬رقما مهما ف��ي األح��داث التي عصفت‬ ‫ب��أن�ظ�م��ة ح�س�ن��ي م �ب��ارك‪ ،‬وزي ��ن ال�ع��اب��دي��ن ب��ن ع�ل��ي‪ ،‬ومعمر‬ ‫القذافي‪ ،‬وعلي عبد الله صالح‪ ،‬وبشار األسد‪ .‬ربما كانت هناك‬ ‫متشابهات بني هذه الدول ذات النظم الجمهورية والجماهيرية‬ ‫القائمة على هيكل سياسي واحد يقف رئيس الدولة على قمة‬ ‫الهرم فيه‪ ،‬مع احتكار الدولة للقطاع االقتصادي وللمشروعات‬ ‫االستثمارية الكبرى وعمليات االستيراد والتصدير‪ .‬ويقول‬ ‫رج��ل األع�م��ال الليبي محمد العقوري‪« :‬وقتها كنا مقيدين‪.‬‬ ‫استمر الحال لسنوات طويلة‪ ..‬نحصل على الفتات من الدولة»‪.‬‬ ‫ك��ان ال�ع�ق��وري ي�س�ت��ورد امل �ع��دات الثقيلة م��ن دول أوروب �ي��ة‪،‬‬ ‫إل��ى منطقة الشرق األوس��ط‪ .‬وشعر ب��أن حركة «ليبيا الغد»‬ ‫االنفتاحية التي ك��ان يرأسها سيف اإلس�لام‪ ،‬نجل القذافي‪،‬‬ ‫يمكن أن تكون فاتحة خير ألعماله في داخ��ل ليبيا‪ .‬وعضد‬ ‫ال��رج��ل ال�ب��ال��غ م��ن العمر ‪ 66‬ع��ام��ا م�ش��روع��ات نجل القذافي‬ ‫اإلعالمية والسياسية‪ .‬وبدأ في تأسيس واحد من أكبر املراكز‬ ‫التجارية املختصة في بيع الجرافات والجرارات في بنغازي‪.‬‬ ‫ك��ان ه��ذا يجري بعد ع��ام ‪ .2005‬استمر فتح ثغرات لرجال‬ ‫األع�م��ال داخ��ل نظم الحكم ف��ي دول الربيع العربي منذ ذلك‬ ‫الوقت حتى وقعت الواقعة وانتفضت الجماهير لتقلب األمور‬ ‫رأسا على عقب‪.‬‬ ‫شعارات القومية واألمن القومي والعدو اإلسرائيلي والتربص‬ ‫الغربي بالدول العربية كانت تطغى على كل شيء‪ .‬ظل القذافي‪،‬‬ ‫على سبيل املثال‪ ،‬يرفع مثل هذه الالفتات منذ صعوده إلى‬ ‫الحكم عام ‪ .1969‬بينما كانت األجيال الصاعدة تتطلع إلى واقع‬ ‫مختلف‪ .‬األحالم في ليبيا كانت تسعى في أن تتحول بالدهم‬

‫‪36‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪,,‬‬

‫فوز رجل االعمال‬ ‫دونالد ترامب برئاسة‬ ‫الواليات املتحدة فتح الباب‬ ‫من جديد على عالقة املال‬ ‫بالسياسة‬

‫‪,,‬‬

‫طرابلس‪ :‬عبد الستار حتيتة‬

‫املخنوقة بالشعارات إل��ى «دب��ي جديدة» تكون فيها األولوية‬ ‫للمال واألعمال والدخول في العصر الحديث الذي يعتمد على‬ ‫التوسع في تقديم الخدمات والتقنية الحديثة والرفاهية‪.‬‬ ‫ك��ان سيف اإلس�ل�ام ف��ي ليبيا ي��دور ف��ي فلك ع��دد م��ن رج��ال‬ ‫األع�م��ال الطامحني‪ .‬وكذلك األم��ر بالنسبة ملصر‪ ،‬حيث كان‬ ‫جمال نجل مبارك قد بدأ يظهر كرجل أعمال وسياسي يتقدم‬ ‫بخطى حثيثة‪ ،‬كما يراه العامة‪ ،‬نحو مقعد الرئاسة مدعوما من‬ ‫مجموعة من رجال األعمال‪ .‬وتكرر األمر بطريقة مشابهة إلى‬ ‫حد ما في اليمن‪ .‬وبالنسبة لسوريا وتونس فقد كان رجال‬ ‫املال واألعمال يبحثون عن مستقبل جديد للحرية االقتصادية‬ ‫التي تتطلب بطبيعة الحال مناخا سياسيا مختلفا‪ .‬يبدو أن‬ ‫هذا الطريق لم يكن سهال بعد عقود من طريقة حكم واحدة‬ ‫لم تتغير‪.‬‬ ‫ي��ؤك��د أح �م��د ب �ه��اء ش �ع �ب��ان‪ ،‬األم �ي�ن ال �ع��ام ل �ل �ح��زب امل �ص��ري‬ ‫االشتراكي‪ ،‬أن تدخل رج��ال األعمال في مصر سبق عصر‬ ‫مبارك‪ .‬وأنه بدأ منذ أن انتهج الرئيس األسبق أنور السادات‬ ‫س�ي��اس��ات االن�ف�ت��اح بعد ح��رب أك�ت��وب��ر (ت�ش��ري��ن األول) عام‬ ‫‪ ،1973‬حيث برز في ذلك الوقت املهندس عثمان أحمد عثمان‬ ‫صهر السادات‪ .‬كان ذلك الرجل األسمر من أهم األسماء التي‬ ‫سيرت العجلة االقتصادية والسياسات العامة في مرحلة ما‬ ‫قبل مبارك‪ ،‬ثم اتخذت هذه الظاهرة مسارا أكثر وضوحا بعد‬ ‫أن سيطرت فكرة الخصخصة على السياسات االقتصادية في‬ ‫مطلع التسعينات‪ .‬وبحلول عام ‪ 2005‬أصبح ظاهرا للعيان أن‬ ‫جمال يعتمد على مجموعة من رجال املال واألعمال املنفتحني‬ ‫على العالم‪ ،‬ويطمحون في تغيير الكثير من الثوابت القديمة‪.‬‬ ‫وكان على رأس هؤالء رجل صناعة الحديد القوي‪ ،‬أحمد عز‪.‬‬

‫في أحد اجتماعات مجلس الوزراء املصري في ‪ 2009‬حدثت‬ ‫م��واج�ه��ة ب�ين ال �ح��رس ال�ج��دي��د وال �ح��رس ال �ق��دي��م‪ .‬ك��ان وزي� ٌ�ر‬ ‫للسياحة مقرب من مجموعة مبارك االبن قد اصطحب رجال‬ ‫أعمال وطاف بهم في مروحية مدنية فوق أراض خالية على‬ ‫الساحل الشمالي الغربي املطل على البحر املتوسط‪ ،‬للترويج‬ ‫مل �ش��اري��ع س�ي��اح�ي��ة دول �ي��ة ض�خ�م��ة‪ .‬ل�ك��ن ح�ي�ن ع ��اد وح�ض��ر‬ ‫االجتماع جرى توبيخه من أحد قيادات الحرس القديم‪ ،‬الذي‬ ‫قال له إن املنطقة محظور الطيران فوقها‪.‬‬ ‫حاول الوزير‪ ،‬الذي كان يعتقد أنه يحمل فكرا لتغيير مصر‬ ‫إلى دولة جديدة‪ ،‬شرح وجهة نظره بأن األولوية لالستثمار‪ .‬أما‬ ‫األمن القومي فيمكن الدفاع عنه من أي مكان وفقا للتقنيات‬ ‫الحديثة‪ .‬وخسر الوزير نقاطا عديدة منذ ذلك الوقت إلى أن‬ ‫خرج في الضربة القاضية التي أسقطت نظام مبارك برمته‪.‬‬ ‫مثل هذه التفاصيل الصغيرة في التعامل الذي كان يجري قبل‬ ‫انتفاضات الربيع العربي في عدة دول‪ ،‬استمرت وسط شد‬ ‫وجذب‪ .‬يقودها جيل لديه طموحات في االقتصاد والسياسة‪.‬‬ ‫ول��دي��ه وج�ه��ة نظر م�غ��اي��رة‪ ،‬للحكم وإدارة املستقبل‪ .‬وعلى‬ ‫سبيل املثال وجدت سياسات االنفتاح على الغرب معارضة‬ ‫من الحرس القديم في مقر حكم القذافي‪ .‬ول��م يوافق عليها‬ ‫القذافي نفسه إال بعد فوات األوان‪ .‬ومع هذا كان سيف اإلسالم‬ ‫قد تمكن بمساعدة عدد من رجال األعمال من بناء مؤسسة‬ ‫صحافية وإعالمية خاصة ومؤثرة‪ ،‬وأخ��ذ في بناء املراسي‬ ‫على البحر الستقبال السياح األجانب‪ .‬لكن مقاومة التغيير من‬ ‫الحرس القديم كانت كبيرة على ما بدا فيما بعد‪.‬‬ ‫مع ذلك كان طريق احتكار الدولة لالقتصاد واإلعالم والسياسة‬ ‫قصيرا‪ .‬وال مستقبل له في عالم أصبح يتغير كل يوم إلى واقع‬ ‫مختلف‪ .‬وفيه تيار من األخبار واآلراء املتعارضة تتدفق عبر‬ ‫شاشة صغيرة بني أصابعك‪ .‬رغ��م مقاومة الحرس القديم‪،‬‬ ‫ظهرت على هامش أنظمة الحكم وقتها ع��ائ�لات اقتصادية‬ ‫ووج ��وه تقف على خلفية امل�س��رح ال�س�ي��اس��ي‪ ،‬الق�ت�ن��اص ما‬ ‫يتيسر م��ن ف��رص‪ ،‬خ��اص��ة م��ع ت��زاي��د عمليات الخصخصة‬ ‫وبيع القطاع العام من شركات ومصانع‪ ،‬ومنح بعض أصحاب‬ ‫امل��ال حصصا في استيراد امل��واد الغذائية واألج�ه��زة املنزلية‬ ‫والسيارات وبناء املراكز التجارية الكبرى وغيرها‪.‬‬ ‫وي�ض�ي��ف ش�ع�ب��ان ق��ائ�لا إن��ه ف��ي م�ص��ر‪ ،‬ع�ل��ى سبيل امل�ث��ال‪،‬‬ ‫انعكست عالقة رجال األعمال بالسياسة على مجمل سياسات‬ ‫نظام مبارك والتي اتجهت إلى االنقالب على كل ميراث الحقبة‬ ‫الناصرية بشعارات التحرر من االستعمار والعالقات بالوطن‬ ‫العربي والقارة األفريقية والعالم الثالث عموما‪ .‬وبينما استمر‬ ‫نهج هذه السياسات ساريا طوال عهد مبارك‪ ،‬حافظ مجموعة‬

‫الخريطة االنتخابية لدونالد ترامب وهيالري تشير إلى تقدم مرشحة الحزب الديمقراطي في والية فلوريدا (غيتي)‬

‫حملة ترامب‬ ‫واآلن تخيل أن عليك إط�لاع دون��ال��د ت��رام��ب على‬ ‫ما تعنيه نتائج هذه االنتخابات بالنسبة لحملته‬ ‫ال�ش�ع�ب��وي��ة‪ .‬ال ي�ع�ك��س إخ �ب��اره ب�ت�ح��ول ال��والي��ات‬ ‫املتحدة إلى االهتمام بالداخل فقط حجم التعقيد‬ ‫الذي تتضمنه اإلحصائيات‪ .‬ال يؤيد ال��رأي العام‬ ‫رؤية ترامب بأن التحالفات األميركية ربما أصبحت‬ ‫بالية – إذ يعتبر ‪ 77‬في املائة من األميركيني أن‬ ‫عضوية الناتو في صالح الواليات املتحدة‪ .‬عالوة‬ ‫على ذل��ك‪ ،‬يختلف ناخبو ت��رام��ب م��ع مرشحهم‬ ‫حول التدخل في سوريا وهم أكثر صراحة منه‬ ‫ب �ش��أن اإلن �ف��اق ع�ل��ى ال ��دف ��اع‪( .‬رب �م��ا ي �ك��ون وع��د‬

‫‪,,‬‬

‫يعتقد ‪ % 74‬من الجمهوريني‬ ‫أن الواليات املتحدة لم‬ ‫تصل إلى املدى الكافي في‬ ‫محاربتها لتنظيم داعش في‬ ‫العراق وسوريا‬

‫‪,,‬‬

‫بوش االب��ن‪ .‬في األع��وام الثالثة املاضية‪ ،‬بدأ عدد‬ ‫األميركيني الذين يقولون إن البالد يجب «أن تهتم‬ ‫بشؤونها الخاصة» في االنخفاض من جديد‪ ،‬من‬ ‫أعلى نسبة على اإلطالق بلغت ‪ 52‬ليصل إلى ‪43‬‬ ‫في امل��ائ��ة‪ .‬تختلف اآلراء بشدة ح��ول ال��دور الذي‬ ‫يجب أن تؤديه الواليات املتحدة في الخارج‪ ،‬ولكن‬ ‫على األق��ل يبدو االت�ج��اه واض�ح��ا‪ .‬وعلى خالف‬ ‫ما يدعيه فونتاين وكابالن‪ ،‬يظهر الشعب أكثر‬ ‫استعدادا ملزيد من التدخل‪.‬‬

‫ترامب الغريب بتمويل زي��ادة ميزانية الدفاع عن‬ ‫طريق «إنهاء سرقة الوظائف األميركية» أقرب إلى‬ ‫ساندرز من التيار العام الجمهوري)‪.‬‬ ‫وأخيرا‪ ،‬ال تكشف االستطالعات عن إجماع ناشئ‬ ‫على الحد من الدور األميركي في الخارج‪ .‬وإن دل‬ ‫ذلك على شيء‪ ،‬فهو أن التيار يسير في االتجاه‬ ‫املعاكس‪ .‬منذ ثالثة أع��وام‪ ،‬كشف مركز بيو أن‬ ‫‪ 55‬في املائة من املستقلني يعتقدون أن الواليات‬ ‫املتحدة فعلت «أكثر مما ينبغي» في العالم‪ .‬وهؤالء‬

‫هم الناخبون الذين احتاج إليهم ترامب للفوز‪ ،‬ولكن‬ ‫اليوم ص��رح ع��دد أق��ل (‪ 43‬في املائة فقط)‪ ،‬بذلك‬ ‫االعتقاد‪.‬‬ ‫من الصعب دائما استقراء االستطالعات ُ‬ ‫لصنع‬ ‫السياسات‪ ،‬ألن الشعب األميركي أحيانا ما يتبنى‬ ‫أهدافا متناقضة‪ .‬في السبعينات‪ ،‬أخبر املشاركون‬ ‫مستطلعي اآلراء بأنهم يفضلون اتفاقيات الوفاق‬ ‫والحد من التسلح‪ ،‬ولكنهم أيضا لم يكونوا واثقني‬ ‫ف��ي ال�س��وف�ي��ات ول��م ي��ري��دوا ل�ه��م ال�ت�ق��دم‪ .‬وال �ي��وم‪،‬‬ ‫ُيفضل املشاركون قيادة العالم‪ ،‬ولكنهم يقولون‬ ‫إن ذلك ال يجب أن ُيحول االهتمام الرئاسي بعيدا‬ ‫عما يحدث في الداخل‪.‬‬ ‫ربما يكون ترامب في موقف يسمح له باستغالل‬ ‫تلك اآلراء املتعارضة‪ .‬ك��ان شعار «اج�ع��ل أميركا‬ ‫عظيمة من جديد» سيحظى بقبول من جاك كيندي‬ ‫بالتأكيد؛ وكان رونالد ريغان سيسعد بكتابته على‬ ‫قبعة البيسبول‪ .‬وقد أعطى ترامب ذلك الشعار معنى‬ ‫انعزاليا بغيضا ليبدو مواكبا للعصر‪ .‬ولكن إذا‬ ‫كان ترامب يعتقد من نفسه‪ ،‬أو أخبره مستشاروه‪،‬‬ ‫بأن األميركيني يظنون ببساطة أنهم «خاسرون»‬ ‫أو أنهم يرغبون نتيجة لثورتهم الشعبوية في غلق‬ ‫الباب في وجه عالم ناكر للجميل‪ ،‬فقد أساء فهمهم‪.‬‬ ‫(فورين أفيرز)<‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪35‬‬

‫في ع��دد الشهر املاضي من مجلة «فورين أف�ي��رز»‪ ،‬ق��دم ريتشارد فونتاين وروب��رت دي كابالن تحليال لتأثير حملة‬ ‫الشعبوية التي انطلقت العام الحالي على السياسة الخارجية األميركية‪ .‬قال الكاتبان إن الصعوبات االقتصادية جعلت‬ ‫األميركيني أقل رغبة في أن تؤدي بالدهم دورا كبيرا في الخارج‪ .‬وحتى لو لم يصل أي من دونالد ترامب أو بيرني‬ ‫ساندرز إلى منصب الرئاسة‪ ،‬كان صناع السياسات في املستقبل سينتبهون إلى تلك املشاعر القوية التي خاطبها‬ ‫هذان املرشحان‪.‬‬

‫ُ‬ ‫كيف تغير النزعة الشعبوية السياسة الخارجية األميركية‬

‫استطالعات الرأي ال تصنع السياسات‬

‫واشنطن‪ :‬ستيفن سيستانوفيتش‬

‫خالفات حزبية‬

‫للوهلة األول ��ى ت��ؤك��د البيانات ه��ذا ال ��رأي‪ .‬كشف‬ ‫تقرير م��ن م��رك��ز بيو ل�لأب�ح��اث ت��م ن�ش��ره ف��ي ‪5‬‬ ‫مايو (أيار) أن ‪ 65‬في املائة من الجمهوريني و‪73‬‬ ‫في املائة من الديمقراطيني ي��ري��دون من الرئيس‬ ‫األم�ي��رك��ي ال�ت��رك�ي��ز ع�ل��ى ال �ش��ؤون ال��داخ�ل�ي��ة ب��دال‬ ‫من الخارجية‪ .‬ويتفق نحو ثلثي مؤيدي الرئيس‬ ‫املنتخب ت��رام��ب على أن ال��والي��ات املتحدة تعاني‬ ‫بسبب تدخلها في االقتصاد العاملي‪ .‬ويتفق ‪61‬‬ ‫في املائة من األميركيني (باإلضافة إل��ى ‪ 71‬في‬ ‫املائة من الجمهوريني) على أن ال��والي��ات املتحدة‬ ‫فقدت االح�ت��رام ال��دول��ي ال��ذي كانت تتمتع ب��ه في‬ ‫السابق‪.‬‬ ‫ولكن إذا ألقينا نظرة أكثر عمقا‪ ،‬سيبدو اإلجماع‬ ‫الشعبوي مهتزا‪ .‬في كثير من القضايا األكثر‬ ‫أه�م�ي��ة‪ ،‬ت�ظ��ل املشكلة ال�ك�ب��رى ع��دم االت �ف��اق بني‬ ‫الطرفني – وال سيما بني ناخبي ترامب وناخبي‬ ‫ساندرز‪ .‬في األعوام الخمسة األخيرة تضاعف‬ ‫ت��أي�ي��د زي ��ادة ن�ف�ق��ات ال��دف��اع إل��ى أك�ث��ر م��ن ثالثة‬ ‫أضعاف بني الجمهوريني املحافظني‪ ،‬ليصل إلى‬ ‫‪ 67‬ف��ي امل��ائ��ة بعد أن ك��ان ‪ 20‬ف��ي امل��ائ��ة‪ .‬ويصل‬ ‫ال��رق��م ب�ين أن�ص��ار ت��رام��ب إل��ى ‪ 66‬ف��ي امل��ائ��ة‪ .‬في‬ ‫املقابل يريد ‪ 16‬في املائة فقط من مؤيدي بيرني‬ ‫زي��ادة ميزانية البنتاغون‪ ،‬بينما ُيفضل ‪ 43‬في‬ ‫املائة تخفيضها‪.‬‬ ‫وبالطبع من املفهوم أن الجمهوريني مؤيدي زيادة‬ ‫اإلن�ف��اق ُيفضلون أن يكون ال��دف��اع القومي قويا‬ ‫ولكنهم أصبحوا أكثر ح��ذرا بشأن االستخدام‬ ‫الفعلي للقوة العسكرية‪ .‬بيد أن االستطالعات‬ ‫تشير إل��ى خ�لاف ذل��ك‪ .‬يعتقد ‪ 74‬ف��ي امل��ائ��ة من‬ ‫الجمهوريني أن الواليات املتحدة لم تصل إلى املدى‬ ‫الكافي في محاربتها لتنظيم داع��ش في العراق‬ ‫وسوريا‪ .‬وال يريدون فقط شن املزيد من الغارات‬ ‫الجوية‪ ،‬بل ُيفضل ‪ 68‬في املائة من الجمهوريني‬ ‫إرسال قوات برية‪ ،‬ويظل الرقم مرتفعا بني مؤيدي‬ ‫ترامب حيث يبلغ ‪ 70‬في امل��ائ��ة‪ .‬ويختلف معهم‬ ‫الديمقراطيون الليبراليون‪ :‬فهم يعارضون إرسال‬ ‫قوات برية بنسبة ‪ 75‬في املائة إلى ‪ 21‬في املائة‪.‬‬

‫تظهر الخالفات الحزبية ب��وض��وح ص��ارخ كذلك‬ ‫عندما يتعلق األمر بمواقف السياسة الخارجية‬ ‫ال��واس �ع��ة‪ .‬ل��دى س��ؤال�ه��م ع�م��ا إذا ك��ان��ت ال��والي��ات‬ ‫امل �ت �ح��دة ت��ذع��ن أك �ث��ر م �م��ا ي�ن�ب�غ��ي مل �ص��ال��ح دول‬ ‫أخرى‪ ،‬قال ‪ 58‬في املائة من الجمهوريني نعم‪ ،‬في‬ ‫مقابل ‪ 22‬في املائة من الديمقراطيني‪ .‬كذلك سأل‬ ‫القائمون على استطالع الرأي في بيو عن األهمية‬ ‫ال �ت��ي يعطيها األش �خ ��اص ل�ل�ح�ف��اظ ع�ل��ى مكانة‬ ‫الواليات املتحدة بصفتها القوة العظمى الوحيدة‬ ‫ف��ي ال�ع��ال��م‪ .‬أج��اب ‪ 67‬ف��ي امل��ائ��ة م��ن الجمهوريني‬ ‫(و‪ 70‬في املائة ممن يسمون أنفسهم جمهوريني‬ ‫محافظني) بأن الواليات املتحدة يجب أن تسعى‬ ‫إلى البقاء في القمة؛ بينما وافق ‪ 35‬في املائة فقط‬ ‫من الديمقراطيني الليبراليني على ذلك‪.‬‬ ‫يوجد أيضا اتجاهان في ال��رأي العام يتجاوزان‬ ‫خالفات الحزبني وسيكون على الرئيس ترامب‬ ‫وضعهما في الحسبان‪ .‬يتعلق األول بما ُيمكن أن‬ ‫َ‬ ‫ُيطلق عليه صورة الواليات املتحدة عن ذاتها‪ .‬بغض‬ ‫النظر عما يتردد عن التشاؤم الشعبي‪ ،‬فإن نسبة‬ ‫املشاركني في االستطالع الذين قالوا إن الواليات‬ ‫املتحدة هي أكبر قوة اقتصادية في العالم ارتفعت‬ ‫بمعدل ثماني نقاط في العام األخير فقط – لتبلغ‬ ‫‪ 54‬في املائة‪ ،‬وهي أعلى نسبة منذ وق��وع األزمة‬ ‫املالية ف��ي ع��ام ‪ .2008‬وعندما س��أل مستطلعو‬

‫‪%65‬من الجمهوريني و‪%73‬‬ ‫من الديمقراطيني يريدون من‬ ‫الرئيس األميركي التركيز‬ ‫على الشؤون الداخلية بدال‬ ‫من الخارجية‬

‫‪,,‬‬

‫‪34‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪,,‬‬

‫اآلراء عن القوة العسكرية األميركية حصلوا على‬ ‫إجابة مشابهة‪ :‬صرح ‪ 72‬في املائة من املشاركني‬ ‫ملركز بيو بأن الواليات املتحدة هي األولى‪( .‬وذلك‬ ‫في ارتفاع عن نسبة ‪ 64‬في املائة التي كانت منذ‬ ‫ثالثة أع��وام)‪ .‬ويبدو أن التعامل مع قضايا‪ ،‬مثل‬ ‫القرم وإيران وتنظيم داعش وتجاوزات الصني في‬ ‫بحر الصني الجنوبي‪ ،‬جعل األميركيني يشعرون‬ ‫بمزيد من السيادة وليس أقل‪.‬‬ ‫أستطالعات الرأي‬ ‫ربما يكون االتجاه الثاني الذي يصعب قياسه هو‬ ‫األهم‪ .‬على مدار عقود عديدة‪ ،‬واجه مستطلعو اآلراء‬ ‫صعوبات في معرفة أفضل وسيلة لقياس توجهات‬ ‫السياسة الخارجية املتغيرة‪ .‬بغض النظر عما يجري‬ ‫في العالم‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬عندما سئل املشاركون‬ ‫ع��ن م��دى أهمية امل �خ��اوف املحلية مقابل امل�خ��اوف‬ ‫الخارجية وضعت الغالبية العظمى منهم الشؤون‬ ‫الداخلية أوال‪( .‬عندما انتخب باراك أوباما رئيسا منذ‬ ‫ثمانية أع��وام‪ ،‬أعطت النسبة ذاتها من الجمهوريني‬ ‫والديمقراطيني ه��ذه اإلج��اب��ة – وه��م ‪ 79‬في املائة)‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن مركز بيو ظل طوال عقود يسأل‬ ‫الناس عن نوع الدور العاملي األميركي الذي يفضلونه‪،‬‬ ‫لم تتزحزح النسبة التي أجابت بـ«قائد العالم األوحد»‬ ‫إلى أقل أو أكثر من ‪ 12‬في املائة‪.‬‬ ‫وم��ع ذل��ك يمكن أن ت�ك��ون التغيرات املفاجئة في‬ ‫نتائج االستطالع ذات أهمية بالغة‪ .‬في نصف القرن‬ ‫األخير‪ ،‬كانت هناك ثالث فترات فقط كشف فيها‬ ‫مركز بيو عن انخفاض ح��اد وثابت في التأييد‬ ‫الشعبي لفكرة أن «أميركا يجب أن تهتم بشؤونها‬ ‫الخاصة على املستوى الدولي»‪ .‬وج��اءت بعد كل‬ ‫فترة منها مرحلة أكثر نشاطا في مجال السياسة‬ ‫الخارجية‪ .‬في أواخر السبعينات من القرن املاضي‪،‬‬ ‫ح��دث انخفاض ف��ي نسبة تأييد فكرة االهتمام‬ ‫بالشؤون الخاصة بنحو ‪ 10‬نقاط (م��ن ‪ 43‬في‬ ‫املائة إلى ‪ 33‬في املائة) قبل النشاط الذي اتسمت به‬ ‫السياسة الخارجية في عهد ريغان‪ .‬وفي منتصف‬ ‫التسعينات‪ ،‬حدث انخفاض مشابه (من ‪ 41‬في‬ ‫امل��ائ��ة إل��ى ‪ 32‬ف��ي امل��ائ��ة) قبل زي ��ادة ال�ن�ش��اط في‬ ‫األعوام األخيرة من رئاسة كلينتون وبداية حكم‬

‫الرئيس املنتخب دونالد ترامب وعائلته في مكتبه بمانهاتن في أول مقابلة له بعد االنتخابات لشبكة تلفزيون سي بي اس االميركية (غيتي)‬

‫تقريبا على اإلعالنات التلفزيونية وفضل التركيز على مواقع‬ ‫التواصل االجتماعي حيث يعتقد خبراء حملته أن التواصل‬ ‫م��ع الناخب يكون مباشرة ومصمما حسب املتلقي ووفقا‬ ‫ملعلومات تتعلق به‪ ،‬حول شخصيته‪ ،‬أو آرائه‪ ،‬تبيعها الشركات‬ ‫املتخصصة ملن يريد‪.‬‬ ‫من املعلوم أن مواقع التواصل االجتماعي ولدت لدى الناس حس‬ ‫االختصار‪ .‬فاملتصفح لتلك املواقع يريد أن يحصل على أكبر‬ ‫عدد من املعلومات بأقل وقت ممكن‪ ،‬ويريد أيضا تكوين وجهة‬ ‫نظر من دون الدخول في تفاصيل الخبر‪ ،‬ومن دون حتى التأكد‬ ‫من صدقية املصدر الذي ينقل الخبر‪ .‬ضاقت لدى متصفح‬ ‫املواقع اإللكترونية مدة التركيز‪ ،‬وحسب آخر الدراسات فهي‬ ‫ال تتعدى ال�ث�لاث دق��ائ��ق للخبر‪ .‬م��ن هنا ك��ان ت��رام��ب األكثر‬ ‫فعالية في مواقع التواصل نظرا الستراتيجية االستفزاز الذي‬ ‫اتبعها ف��ي بعض امل��واق��ف التي ات�خ��ذه��ا‪ ،‬وال�ت��ي أدت بطبيعة‬ ‫الحال إلى إشعال تلك املواقع ب��ردود فعل منها مؤيد ومنها‬ ‫شاجب‪ ،‬وأجبرت حتى الصحافة على تناولها بعكس منافسته‬

‫التي أرادت الظهور باتزان خال من أي عاطفة‪ .‬ببساطة عرف‬ ‫ت��رام��ب كيف يشغل فلك اإلع�ل�ام‪ .‬وه��ذا األم��ر أث��ر بشكل أو‬ ‫بآخر على قرار الناخب‪ ،‬خاصة أن ما قاله ترامب حول تأثير‬ ‫العمالة مثال أو اإلره��اب‪ ،‬أو موضوع التجارة الحرة‪ ،‬أو حول‬ ‫األميركيني املنسيني من قبل حكومتهم‪ ،‬القى صدى إيجابيا‬ ‫لدى شريحة واسعة من الناخبني‪ .‬وتناقل تلك األخبار أدى إلى‬ ‫ازدياد شعبية ترامب لدى شرائح واسعة من األميركيني بعكس‬ ‫ما كان متوقعا‪ .‬فبنهاية املطاف أميركا ال تختصر بليبرالية‬ ‫نيويورك‪ ،‬أو ثقافة واشنطن على سبيل املثال ال الحصر‪.‬‬ ‫الحمالت ضد ترامب‬ ‫كما كان واضحا ومع اقتراب موعد االنتخابات األميركية بث‬ ‫أخبار مختلقة ومن دون أي صدقية‪ ،‬كدور لكلينتون في اغتيال‬ ‫جون كيندي االبن الذي كان بدأ يسطع نجمه في نيويورك‪ ،‬أو‬ ‫كخبر تبني البابا فرنسيس ترشيح ترامب لحث الكاثوليك على‬

‫انتخابه‪ .‬تلك اإلشاعات تركت تأثيرا لدى املتصفح‪ ،‬لم تنفع‬ ‫معه تكذيبات من هنا أو هناك حول عدم صحة تلك األخبار‪.‬‬ ‫ستبقى محاوالت فهم ما ج��رى في اليوم األميركي الطويل‬ ‫ال��ذي أت��ى بترامب رئيسا للجمهورية متواصلة خاصة مع‬ ‫تبيان ودراسة األرقام بشكل دقيق‪ .‬املهم أن مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي كان لها تأثير نوعي على مجريات االنتخابات‪.‬‬ ‫على كل األحوال لم تتوقف الصحافة املعارضة النتخابه عن‬ ‫الحمالت ضده‪ ،‬أي قرار أو أي تعيني يتعرض مباشرة لالنتقاد‪،‬‬ ‫وك��أن من يريد محاصرة عهد ترامب أو جعله صعبا جدا‪،‬‬ ‫يكون من خالل تأليب الرأي العام عليه‪ .‬ولكن دون ما تمثله‬ ‫تلك االستراتيجية من مخاطر‪ ،‬إذ سيزيد االنقسام األميركي‬ ‫عرقيا وسياسيا إذا ما استمرت الحمالت على ترامب‪ .‬املهم‬ ‫أن ترامب اليوم رئيس‪ ،‬والتكهنات ح��ول عهده كثيرة‪ ،‬وهي‬ ‫تبقى في دائ��رة التكهنات‪ ،‬فما ك��ان خ�لال الحملة ليس كما‬ ‫بعده ألنه وعلى حد القول الشائع «روما من فوق ليست كما‬ ‫روما من تحت»<‬ ‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪33‬‬

‫لم يكن أح��د يتوقع أن ينتخب األميركيون دونالد ترامب الرئيس الخامس‬ ‫واألربعني للواليات املتحدة األميركية‪ .‬كل التوقعات وحتى التمنيات كانت‬ ‫تميل بشدة نحو مرشحة الحزب الديمقراطي هيالري كلينتون‪.‬‬

‫مدير حملة الرئيس املنتخب‪« :‬تويتر» و«فيسبوك» وراء فوز ترامب‬

‫لعبة اإلعالم األميركي‬ ‫خالل الحملة الرئاسية‬

‫واشنطن‪ :‬إيلي فواز‬ ‫انشغل العالم بمحاولة فهم ما جرى في هذا اليوم‬ ‫األميركي الطويل‪ ،‬إن كان داخل أميركيا أو خارجها‬ ‫وم��ن ث��م سعى الكثيرون إل��ى اإلج��اب��ة ع��ن السؤال‬ ‫األه��م ما يمكن أن تعنيه رئاسة ترامب‪ ،‬خاصة فيما يتعلق‬ ‫للداخل األميركي كما فيما يتعلق بدور الواليات املتحدة العاملي‬ ‫ال��ذي ك��ان ق��وض��ه بشكل كبير الرئيس أوب��ام��ا‪ ،‬م��ع العلم أن‬ ‫الرئيس املنتخب ال يملك أدنى خبرة في الحكم‪ ،‬فهو على عكس‬ ‫الرؤساء السابقني لم يمارس أي مهام سياسية أو إدارية ولم‬ ‫يخدم في الجيش األميركي‪.‬‬ ‫معظم األجوبة التي طرحها الخبراء على الرأي العام في محاولة‬ ‫تفسير نجاح ترامب قد تكون في مجملها مقنعة‪.‬‬ ‫ال� �ب� �ع ��ض ف� �س ��ر ان � �ت � �خ� ��اب ت � ��رام � ��ب ع� �ل ��ى أن � � ��ه ث � � � ��ورة ع �ل��ى‬ ‫«اإليستابليشمنت» السياسي التي تمثلها كلينتون‪ .‬بمعنى‬ ‫آخ��ر خيار ترامب ج��اء اعتراضا على السياسات األميركية‬ ‫الداخلية االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية التي اتبعها أوباما‪ ،‬ومنها‬ ‫ال�ـ«أوب��ام��ا ك�ي��ر»‪ ،‬أي السياسة الصحية التي يجدها البعض‬ ‫مكلفة جدا وغير فعالة‪ ،‬وكان ترامب وعد األميركيني بإلغائها‪،‬‬ ‫واستبدالها بحلول تقدمها السوق الحرة األميركية‪ .‬وفي هذا‬ ‫الخيار للناخب األميركي دليل على رفضه لنهج أوباما الذي‬ ‫أعلن مرارا أن انتخاب املرشحة كلينتون هو بمثابة والية ثالثة‬ ‫لحكمه‪ .‬ومن األسباب التي جعلت األميركيني يتفاعلون مع‬ ‫ترامب موقفه من اإلره��اب وكالمه عن منع املسلمني دخول‬ ‫ال��والي��ات امل�ت�ح��دة‪ ،‬م��ع العلم أن��ه ع��اد وس�ح��ب ه��ذا ال�ك�لام من‬ ‫صفحته‪ .‬وي��أت��ي ه��ذا التفاعل األم�ي��رك��ي م��ع م��واق��ف ترامب‬ ‫امل�ت�ش��ددة ت�ج��اه املسلمني نتيجة طبيعية للحملة اإلعالمية‬ ‫امل�ع��ادي��ة للعرب وال�ت��ي مولتها إي��ران م��ن خ�لال ص��رف ‪950‬‬ ‫مليون دوالر على اإلعالم األميركي ودفعه إلى إلصاق تهمة‬ ‫التطرف بالعرب‪.‬‬ ‫أيضا القى تركيز ترامب في حملته على العمالة غير القانونية‪،‬‬ ‫وعلى املشاكل املتأتية من الهجرة غير الشرعية صدى لدى‬ ‫الناخب األميركي من ذوي الدخل املحدود‪ ،‬الذين يشعرون أن‬ ‫تردي أحوالهم املادية يعود تحديدا للمهاجرين الذين يسلبونهم‬ ‫معظم الوظائف‪.‬‬ ‫كما ال يمكن أب��دا التقليل من شعور الناخب األميركي بأن‬

‫‪32‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫قوة بالده وهيبتها تراجعت بشكل كبير‪ ،‬من جراء سياسات‬ ‫الرئيس أوباما الخارجية‪ ،‬التي كانت تقودها كلينتون نفسها‬ ‫في وقت من األوقات‪ ،‬والتي اتسمت بالضعف والضياع إن كان‬ ‫بالتعامل مع إيران في ملفها النووي‪ ،‬أو مع روسيا في أوكرانيا‬ ‫أو في سوريا‪ ،‬حيث إن لبوتني اليوم مفاتيح الحل والربط بشكل‬ ‫يناسب مصالحه وتحالفاته‪ .‬طبعا يبقى هناك تفاصيل الحملة‬ ‫االنتخابية‪ ،‬مثل التركيز على بعض ال��والي��ات دون األخ��رى‪،‬‬ ‫وهناك شخصية املرشحة الديمقراطية التي ال يستسيغها‬ ‫كثير من األميركيني إذ يعتبرونها غير محببة وباردة جدا‪.‬‬ ‫أم��ا العالمة الفارقة تكمن وال��دور السلبي ال��ذي لعبه اإلع�لام‬ ‫األميركي خالل الحملة الرئاسية والتغطية املنحازة للمرشحة‬ ‫الديمقراطية التي طبعته‪.‬‬ ‫انهيار الصحافة األميركية‬ ‫ف��ال�ك�لام ال�ي��وم عند كثر م��ن املحللني يتمحور ح��ول انهيار‬ ‫الصحافة األميركية من خالل أمرين‪ ،‬االبتعاد عن املوضوعية‬ ‫ونشر استطالعات للرأي تؤكد ومن دون أدنى شك على انعدام‬ ‫حظوظ املرشح الجمهوري بالفوز‪ .‬وثانيا من خالل التركيز في‬ ‫نواح شخصية في‬ ‫الهجوم على الرئيس املنتخب ترامب على ٍ‬ ‫حياته الخاصة أو أعماله‪ ،‬وأيضا التركيز على كالمه الصريح‬ ‫و«الوقح» قد يقول البعض مثال حول الهجرة غير الشرعية من‬ ‫دون تناول برنامجه االقتصادي أو السياسي بشكل خاص‪.‬‬ ‫فما كان يسمعه الناخب من ترامب خالل لقاءاته معه لم يكن له‬ ‫عالقة بما كانت تكتبه الصحافة وينقله اإلعالم‪ .‬فكان التركيز‬ ‫على حياته الشخصية وبعد ما قاله في حق النساء مثال لم‬ ‫يحقق املطلوب إذ أن حياة منافسته العائلية لم تكن مثالية‬ ‫أبدا‪ ،‬وظل شبح فضائح زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون‬ ‫يظهر بشكل عفوي كل ما جرى التجريح باملرشح الجمهوري‬ ‫في اإلعالم‪ .‬فكانت مونيكا لوينسكي الحاضرة دائما عندما‬ ‫كانت الصحافة تتناول بعض م��ا قاله امل��رش��ح ت��رام��ب حول‬ ‫تعامله مع النساء‪ .‬كثر أيضا تحدثوا عن تأثير مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي على الناخب األميركي‪ ،‬وخاصة موقع «فيسوك»‪.‬‬ ‫وتناولت الصحافة العاملية تأثير األخ�ب��ار التي نشرت على‬ ‫املواقع من أجل حث الناخب لالقتراع لهذا املرشح أو لذاك‪ .‬وتبني‬ ‫أن املرشح دونالد ترامب استعمل مواقع التواصل االجتماعي‬

‫وخاصة «فيسبوك» بشكل أكثر فعالية بكثير من الديمقراطية‬ ‫املرشحة هيالري كلينتون‪.‬‬ ‫مواقع التواصل‬ ‫فبحسب مدير حملة ترامب الرقمي براد بارسكال فإن «تويتر»‬ ‫و«ف�ي�س�ب��وك» ك��ان لهما األث��ر األك�ب��ر ف��ي إي�ص��ال ت��رام��ب إلى‬ ‫البيت األب�ي��ض‪ .‬طبعا م��ن ال�ت��وق��ع أن ي��رد ك��ل م��ن ش��ارك في‬ ‫حملة امل��رش��ح الجمهوري أس�ب��اب نجاحه إل��ى مهامه وعمله‬ ‫ضمن الحملة‪ ،‬ولكن هناك دورا مهما لعبته مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي في حملة ترامب‪ .‬ولكن كيفية تأثيرها على قرار‬ ‫وخيارات الناخب ما زالت ضمن إطار التخمينات‪ .‬ولكن أصبح‬ ‫من املعروف اليوم أن لـ«فيسبوك» الفضل األكبر في استدرار‬ ‫الجزء األكبر من التبرعات التي بلغ مجموعها ‪ 250‬مليون‬ ‫دوالر‪ .‬كما بدا واضحا أنه في حني صرفت حملة كلينتون‬ ‫أكثر من ‪ 200‬مليون دوالر في األشهر األخيرة للحملة عبر‬ ‫إعالنات تلفزيونية‪ ،‬قررت حملة ترامب صرف نصف هذا املبلغ‬

‫نحاتون مكسيكيون يبتكرون‬ ‫مخلوقات خيالية تسخر من‬ ‫املرشح الرئاسي الجمهوري‬ ‫دونالد ترامب قبل فوزه‬ ‫باملنصب خالل مسيرة ضخمة‬ ‫ملنظمة الفنون الشعبية‬ ‫في ‪ 22‬أكتوبر املاضي في‬ ‫مكسيكوسيتي (غيتي)‬

‫‪,,‬‬

‫‪,,‬‬

‫أن يتزايد عدد السكان الذين يشعرون بأنهم تركوا وحدهم‪،‬‬ ‫ومن ثم يصبحون أكثر عرضة إلغواء قوة الكواديلو‪.‬‬ ‫وف��ي تلك املرحلة‪ ،‬ال يمكننا إال أن نتكهن ح��ول ما الذي‬ ‫سيحدث في الواليات املتحدة في ظل والية ترامب‪ .‬ولكن‬ ‫�درا ً‬ ‫ق� ً‬ ‫كبيرا مما وع��د به ترامب خ�لال حملته الرئاسية ‪-‬‬ ‫ً‬ ‫من ط��رد نحو ‪ 11‬مليونا من املهاجرين غير الشرعيني‪،‬‬ ‫ومنع املسلمني من دخول الواليات املتحدة‪ ،‬وإزالة الحدود‬ ‫التجارية‪ ،‬وإص��دار قوانني للتشهير ومحاكمة خصومه‬ ‫السياسيني ‪ -‬يشبه سياسات الكواديلو البطريركي‪ ،‬مثل‬ ‫ف��اك��ون��دو ك�ي��روغ��ا ف��ي األرج �ن �ت�ين‪ ،‬وراف��ائ �ي��ل ل�ي��ون�ي��داس‬ ‫تروخيو في جمهورية الدومينيكان‪ ،‬باإلضافة إلى نظرائهم‬ ‫املعاصرين هوجو شافيز في فنزويال‪ ،‬وخلفه نيكوالس‬ ‫مادورو‪ ،‬ورافييل كوريا الرئيس الحالي لإلكوادور‪.‬‬ ‫فقد وقف هؤالء الرجال األقوياء مع الوطنية االقتصادية‬ ‫والحمائية‪ ،‬فيما كانوا يتعاملون بأريحية مع الهجوم على‬ ‫ً‬ ‫خ�ص��وم�ه��م ال�س�ي��اس�ي�ين ووس��ائ��ل اإلع �ل�ام (وص� ��وال إل��ى‬ ‫حد سجن الخصوم السياسيني‪ ،‬وإغالق الصحف)‪ ،‬كما‬ ‫حشدوا الجماهير ضد ما يطلق عليه املؤسسة واألشخاص‬

‫املختلفني عنهم‪ ،‬وكان ذلك كله يتم تحت شعار «مساعدة سارع املدافعون عن ترامب إلى طمأنة الجماهير القلقة بأن‬ ‫مخاوف اليسار املتعلقة بقضاء ترامب على الديمقراطية‬ ‫الفئة األضعف»‪.‬‬ ‫ك�م��ا ت�ج��اه�ل��وا جميعا ال �ح��ري��ات امل��دن�ي��ة وال�س�ي��اس�ي��ة‪ ،‬أو األميركية‪ ،‬إما تمثل مبالغات حادة أو تنجم عن سوء فهم‪.‬‬ ‫تركوها في حالة من الفوضى‪ .‬وف��ي أعقاب االنتخابات‪ ،‬وفي النهاية‪ ،‬فإن ما يجعل الواليات املتحدة مختلفة عن‬ ‫ال��دول األخ��رى ه��ي التقاليد الدستورية‪ ،‬واح�ت��رام سيادة‬ ‫القانون‪ ،‬واملجتمع املدني النشط‪ ،‬التي تعمل ً‬ ‫معا كحائط‬ ‫صد ضد السلطوية‪.‬‬ ‫ولكن حقيقة أن أجندة ترامب (التي يتعارض معظمها‬ ‫يوم االنتخابات تجمع مئات‬ ‫مع املبادئ والتقاليد الديمقراطية األميركية) وافق عليها‬ ‫نحو ‪ 60‬مليون أميركي في صناديق االقتراع‪ ،‬يجب أن‬ ‫املواطنني في ميدان «باسيو‬ ‫تجعلنا نتوقف ونرنو إلى قوة املؤسسات الديمقراطية‬ ‫ديال رفورما»بمكسيكو سيتي‬ ‫األميركية‪ .‬ففي جميع األحوال‪ ،‬ومن خالل تجربة أميركا‬ ‫ً‬ ‫إلحاحا حول‬ ‫الالتينية مع الكوادلية‪ ،‬يصبح السؤال األكثر‬ ‫لالحتفال بهزيمة ترامب‬ ‫ترامب هو ما إذا كانت الديمقراطية األميركية يمكنها‬ ‫أن تنجو منه‪ ،‬بالطبع تستطيع‪ .‬ولكن القضية الحقيقية‬ ‫ولكنهم فوجئوا بالنتيجة‬ ‫هي بأي كلفة بالنسبة ملؤسساتنا الديمقراطية وثقافتنا‬ ‫السياسية؟ <‬ ‫* أستاذ الدراسات السياسية بكلية «بارد»‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪31‬‬

‫من ريو غراندي إلى تيرا ديل فويغو‪ ،‬شعر األميركيون الالتينيون بالصدمة‬ ‫من انتخاب دونالد ترامب لرئاسة ال��والي��ات املتحدة األميركية‪ .‬وكانت تلك‬ ‫الصدمة ش��دي��دة على نحو خ��اص ف��ي املكسيك ال�ت��ي ك��ان مواطنوها م��ن كل‬ ‫األطياف‪ ،‬ط��وال الشهور السابقة على االنتخابات‪ ،‬يعربون عن غضبهم من‬ ‫احتمالية انتخاب ترامب‪.‬‬

‫األميركيون املكسيكيون يشعرون بالصدمة جراء انتخاب دونالد ترامب للرئاسة‬

‫الديمقراطية سوف تنجو‪..‬‬ ‫ولكن بأي كلفة؟‬ ‫غدا املهاجرون املكسيكيون في الواليات املتحدة‬ ‫م��واط �ن�ي�ن أم �ي��رك �ي�ي�ن ب� ��أع� ��داد ت��اري �خ �ي��ة ألج��ل‬ ‫التصويت ضد ترامب فقط‪ .‬وي��وم االنتخابات‪،‬‬ ‫تجمع مئات املواطنني في «باسيو ديال رفورما»‪ ،‬وهو أكبر‬ ‫ميادين مكسيكو سيتي لالحتفال بهزيمة ترامب‪ ،‬ولكنهم‬ ‫فوجئوا بالنتيجة‪ ،‬وتحولت سعادتهم الغامرة إلى حالة من‬ ‫اإلحباط وفقدان األمل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ولكن ذلك ال يجب أن يكون مفاجئا ألي شخص لديه حتى‬ ‫لو قدر محدود من االهتمام بالحملة الرئاسية‪ ،‬فلم تكن‬ ‫هناك دولة أكثر أهمية من املكسيك‪ .‬وقد بدأ ترامب حملته‬ ‫االنتخابية بوصف املهاجرين املكسيكيني غير الشرعيني‬ ‫بأنهم «مغتصبني»‪ ،‬واتهمهم «بجلب املخدرات والجريمة»‬ ‫للواليات املتحدة‪.‬‬ ‫كواديلو في واشنطن‬ ‫وطوال الحملة‪ ،‬كان ترامب يلقي باللوم في اختفاء املصانع‬ ‫في ال��والي��ات املتحدة‪ ،‬وذه��اب ف��رص العمل إل��ى املكسيك‪،‬‬ ‫على اتفاقية أميركا الشمالية للتجارة الحرة (وهو االتفاق‬ ‫الذي هدد بإلغائه)‪ ،‬كما تعهد ببناء حائط يفصل الدولتني‬ ‫ تدفع كلفته بالكامل الحكومة املكسيكية‪ .‬وكانت زيارة‬‫ترامب إلى مكسيكو سيتي‪ ،‬في أغسطس (آب) املاضي‪،‬‬ ‫للقاء الرئيس املكسيكي إنريك بينا نيتو‪ ،‬زيارة تستهدف‬ ‫أن يثبت لألميركيني أنه يستطيع التصرف كرئيس‪ ،‬وهي‬ ‫قدرا ً‬ ‫الزيارة التي تلقى بسببها الرئيس املكسيكي ً‬ ‫كبيرا‬ ‫من االنتقادات‪ ،‬وكانت الرحلة الخارجية الوحيدة املهمة التي‬ ‫يقوم بها ترامب في أثناء حملته االنتخابية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ول�ك��ن ه�ن��اك شيئا مختلفا ف��ي الطريقة ال�ت��ي تعامل بها‬ ‫ال�لات�ي�ن�ي��ون األم�ي��رك�ي��ون‪ ،‬ب�م��ا ف��ي ذل��ك ال�لات�ي�ن�ي��ون ال��ذي��ن‬ ‫يعيشون داخل الواليات املتحدة‪ ،‬مع فوز ترامب‪ ،‬يتجاوز‬

‫‪30‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪,,‬‬

‫أجندة ترامب التي تتعارض‬ ‫مع التقاليد الديمقراطية‬ ‫األميركية وافق عليها‬ ‫نحو ‪ 60‬مليون مواطن في‬ ‫صناديق االقتراع‬

‫‪,,‬‬

‫واشنطن‪ :‬عمر جي إنكارناسيون*‬

‫سخطهم م��ن ره��اب��ه ل�لأج��ان��ب‪ ،‬ويميز رد فعلهم ع��ن رد‬ ‫فعل األوروبيني على سبيل املثال‪ .‬فعندما كنت أكتب في‬ ‫مايو (أيار) املاضي لـمجلة «فورين أفيرز»‪ ،‬كان قدر كبير‬ ‫من «توجهات ترامب» يثير قلق الالتينيني‪ ،‬وإليها ترجع‬ ‫ج��ذور مخاوفهم العميقة بشأن إدارة ت��رام��ب‪ .‬فبالنسبة‬ ‫لكثيرين في املنطقة‪ ،‬يشبه ترامب «الكواديلو» أو القائد‬ ‫العسكري في أميركا الالتينية الذي يمثل شخصية رئيسية‬ ‫في السياسات الالتينية‪.‬‬ ‫ومن خصائص ظاهرة الكواديلو التي يمكن إرجاع أصولها‬ ‫إلى الفوضى التي سادت أميركا الالتينية في أعقاب إنهاء‬ ‫الحكم الكولونيالي ف��ي أواس ��ط ال�ق��رن ال�ت��اس��ع ع�ش��ر‪ ،‬أن‬ ‫ي�ك��ون ذل��ك ال�ق��ائ��د غ��وغ��ائ� ً�ي��ا ن��رج�س� ً�ي��ا‪ ،‬ي�ع��د ب��إص�لاح كل‬ ‫أوجه معاناة املجتمع بحماسة شعبوية‪ ،‬ومن خالل حكم‬ ‫سلطوي‪ .‬واليوم‪ ،‬كما كان الحال في القرن التاسع عشر‪،‬‬ ‫فإن الكاريزما هي من يحكم‪ ،‬وليس اآليديولوجيا‪.‬‬ ‫وقد أشرت في مقالي إلى أن وصول رجل يشبه الكواديلو‬ ‫ً‬ ‫إلى واشنطن يعد دليال على زيادة تأثير أميركا الالتينية في‬ ‫السياسة األميركية‪ .‬وتزايد وضوح تلك الظاهرة منذ انتهاء‬

‫الحملة الرئاسية‪ ،‬حيث أوضح خطاب ترامب أمام «املؤتمر‬ ‫الوطني األميركي» أنه شخص نرجسي وسلطوي‪ ،‬وهو‬ ‫ما تجلى في زعمه املتبجح أنه «ال يستطيع أحد إصالح‬ ‫األمور سواي»‪ ،‬وهو ما يعكس كواديلو كامن بشخصيته‪.‬‬ ‫تشويه الخصوم السياسيني‬ ‫وبخالف ذلك‪ ،‬عكست الحملة االنتخابية املناحي القبيحة‬ ‫واألكثر إثارة للقلق للحمالت الرئاسية ألميركا الالتينية ‪-‬‬ ‫مثل تشويه الخصوم السياسيني‪ ،‬وممارسة العنف ضدهم‪،‬‬ ‫والوعد باالنتقام بعد انتهاء التصويت‪ ،‬والوقاحة والعنف‬ ‫في التظاهرات السياسية‪ ،‬وتدمير الروابط العائلية وروابط‬ ‫الصداقة بسبب الخالفات السياسية‪ ،‬حتى يصبح األفراد‬ ‫ً‬ ‫قلقني بشأن اإلع�ل�ان ع��ن والءات�ه��م السياسية خ��وف��ا من‬ ‫االنتقام‪ .‬وفي قلب ذلك الجو املحموم‪ ،‬تزدهر عدم املساواة‬ ‫االجتماعية واالقتصادية التي تعد إحدى السمات الرئيسية‬ ‫ف��ي أم�ي��رك��ا ال�لات�ي�ن�ي��ة‪ ،‬وت �ت��زاي��د ع�ل��ى ن�ح��و م�ض�ط��رد في‬ ‫الواليات املتحدة‪ .‬ومن النتائج التي تترتب على عدم املساواة‬

‫وي�ح��اض��رون املحافظني م��ن دون إص�غ��اء مل��ا يقوله‬ ‫الطرف اآلخر‪ .‬ونادرا ما كانوا يفكرون في احتمالية‬ ‫أن ال�ج�م�ه��ور ال ي�ح�ت��اج إل��ى م��ن ي �ص��وب آراءه‪ ،‬ألن��ه‬ ‫ليس بالضرورة مخطئا‪ .‬كما أن اإلق��رار بوجود من‬ ‫«تخلفوا» ال يضاهي أن ُيفعل شيء ملساعدتهم‪ .‬ورغم‬ ‫أن توفير ف��رص عمل لهم رب�م��ا ي�ك��ون أم��را صعبا‪،‬‬ ‫فإن انتقادهم واتهامهم بالعنصرية سوف يزيد من‬ ‫الطني بلة‪.‬‬ ‫ورغ��م أن ت��رام��ب استخدم لغة عدائية ض��د األقليات‬ ‫وامل��رأة‪ ،‬لم يكن على الليبراليني أن يهاجموا مؤيديه‬ ‫وي�ص�ف��ون�ه��م ب��ال�ع�ن�ص��ري�ين وال �ف��اش �ي�ين وامل�ص��اب�ين‬ ‫بالرهاب من املثليني‪ .‬كما ال يجب أن ي��ؤدي إيمانك‬ ‫ب�ض��رورة وض��ع ق�ي��ود على ال�ح��دود أو تبنيك للقيم‬ ‫امل�ح��اف�ظ��ة إل ��ى وس �م��ك ب��ال�ع�ن��ف‪ .‬ل�ق��د ك ��ان رد الفعل‬ ‫الصحيح اإلقرار بشرعية املخاوف املتعلقة بالسوق‬ ‫الحرة والهجرة‪ .‬فيما كانت االستجابة الخاطئة هي‬ ‫استخدام األوصاف السيئة كما فعلت كلينتون عندما‬ ‫قالت إن كثيرا من مؤيدي ترامب ينتمون إلى «سلة‬ ‫من البائسني»‪.‬‬ ‫إقرار كلينتون بالخسارة‬

‫كاميرون‪ ،‬أن يجذب املقترعني التقليديني لليمني في‬ ‫س�ن��درالن��د ال�ت��ي تعد م��رك��زا لصناعة ال�س�ي��ارات في‬ ‫اململكة امل�ت�ح��دة‪ .‬فرغم أن كليهما أع��رب ع��ن إدراك��ه‬ ‫م�خ��اوف تلك ال��دوائ��ر االنتخابية‪ ،‬فإنهما أخفقا في‬ ‫اإلقرار بحدة تلك املخاوف‪.‬‬ ‫وفي الوقت نفسه‪ ،‬فإن كلينتون وكاميرون‪ ،‬باعتبارهما‬ ‫وسطيني‪ ،‬لم يتمكنا من الحديث حول إخفاقات أحزابهما‬ ‫ال�س�ي��اس�ي��ة أو ان�ت�ق��اد إخ �ف��اق��ات األح� ��زاب السياسية‬ ‫للخصوم‪ .‬وق��دم كالهما إجابات غير مرضية بشأن‬ ‫الشكوك املتزايدة حول أن سياسات بالدهم االقتصادية‬ ‫تميل إلى صالح األقلية بدال من األغلبية‪ .‬كما لم يتعامل‬ ‫أي منهما على نحو جيد مع حقيقة أن املصوتني لم‬ ‫يتحركوا باتجاه اليسار السياسي بأعداد كبيرة‪ ،‬على‬ ‫األقل ألن اليسار في كل من اململكة املتحدة والواليات‬ ‫املتحدة يكره الحديث ح��ول املخاوف املتعلقة بالهوية‬ ‫والهجرة املوجودة لدى الجمهور‪ ،‬ويفضل أن يحاضر‬ ‫حول ملاذا يخطئ الجمهور‪ ،‬ألنه يشعر على هذا النحو‪.‬‬

‫‪,,‬‬

‫‪,,‬‬

‫صورة أرشيفية لهيالري كلينتون ورئيس‬ ‫الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون‬ ‫وهما يبتسمان إلى جوار نائب الرئيس‬ ‫أوباما جو بايدن في واشنطن العاصمة‬ ‫مارس ‪( 2012‬غيتي)‬

‫وفي خطاب إقرارها بالخسارة‪ ،‬أكدت كلينتون أهمية‬ ‫«التسامح» في السياسة‪ .‬ورغم أن حملة ترامب أظهرت‬ ‫قدرا من عدم التسامح مع الرؤى املناهضة فإنها لم‬ ‫تكن وحدها‪ .‬فباملثل‪ ،‬تم تصوير أي شخص صوت‬ ‫لصالح خ��روج اململكة املتحدة عنصريا‪ ،‬ولكن تلك‬ ‫املحاولة إلنهاء الجدال تضمنت أيضا محاولة حملة‬ ‫البقاء داخل االتحاد األوروب��ي لإلطاحة بخصومها‪.‬‬ ‫وفي النهاية‪ ،‬تجنبت الحملة الرئيسية ملغادرة االتحاد‬ ‫ف��ي اس�ت�ف�ت��اء اململكة امل�ت�ح��دة بشكل واض ��ح تقديم‬ ‫إصالحات واضحة مناهضة للهجرة حتى وإن دفعت‬ ‫مثل ه��ذه التوجهات البعض وليس جميع املصوتني‬ ‫إلى االستفتاء‪ .‬وتمحورت الحملة على الرؤية املشرقة‬ ‫املتفائلة للمملكة املتحدة التي ما زالت من كبرى القوى‬ ‫الدولية‪ ،‬لكنها متحررة من قيود بروكسل‪.‬‬ ‫وف��ي مثل تلك امل��واق��ف‪ ،‬سيكون من الخطأ أن نلقي‬ ‫ب��ال �ل��وم ع�ل��ى ال�ج�م�ه��ور الخ �ت �ي��اره��م أس �ل��وب��ا درام �ي��ا‬ ‫الليبراليون االجتماعيون‬ ‫للتعبير ع��ن سخطهم العميق‪ .‬ه��ل ك��ان��ت ه�ن��اك أي‬ ‫قضى الليبراليون االجتماعيون سنوات وهم يحذرون فرصة لتوصيل صوتهم إذا م��ا ف��ازت كلينتون‪ ،‬أم‬ ‫م��ارك��و روب�ي��و؟ ك�لا‪ .‬فقد ك��ان الجمهور يشعر بأن‬ ‫كليهما ‪ -‬خصوصا روبيو ‪ -‬يمكن أن يصغى ملخاوفه‪،‬‬ ‫لكنه بعدما يصبح في املنصب سوف يفعل القليل أو‬ ‫لن يفعل شيئا على اإلطالق ملعالجتها‪ .‬وبالتالي فإن‬ ‫مثلما أصبحت املفوضية‬ ‫التصويت ملثل ذلك الشخص لن يجعل رسالة الجمهور‬ ‫تصل أكثر مما ساعد التصويت املحدود الذي حصل‬ ‫األوروبية هدفا للجمهور‬ ‫عليه الراغبون في البقاء في االتحاد األوروب��ي على‬ ‫إيصال أصواتهم القلقة إلى أروقة بروكسل‪ .‬فعندما‬ ‫البريطاني كانت كلينتون‬ ‫يصبح من الواضح أنه ال يوجد شيء يمكنه أن يجعلك‬ ‫هدفا للجمهور األميركي يوم‬ ‫تصل إل��ى النخب ف��إن الضغط على زر ال �ط��وارئ ال‬ ‫يصبح فقط أم��را مشروعا‪ ،‬لكنه ربما يكون الشيء‬ ‫االنتخابات الرئاسية‬ ‫الوحيد املعقول<‬ ‫* دوجالس موراي هو نائب مدير مركز أبحاث‬ ‫«مجتمع هنري جاكسون»‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪29‬‬

‫يبدو أن أكبر حدثني‬ ‫انتخابيني في عام ‪2016‬‬ ‫ «البريكسيت» وانتخاب‬‫دونالد ترامب رئيسا للواليات‬ ‫املتحدة األميركية ‪ -‬كانا‬ ‫يتمركزان حول لحظة تصويت‬ ‫اململكة املتحدة لصالح‬ ‫مغادرة االتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫كان ذلك اليوم التاريخي في‬ ‫يونيو (حزيران) دليال على‬ ‫أن املصوتني األميركيني ربما‬ ‫يختارون‪ ،‬إذا ما أتيحت لهم‬ ‫الفرصة‪ ،‬أن يوجهوا ضربة‬ ‫قاصمة لنخبتهم الحاكمة‬ ‫نظرا لكثير من األسباب‪.‬‬

‫الحدثان عززا احتمال ظهور تيار جديد يمزج بني اليسار واليمني في السياسات احمللية‬

‫من «البريكسيت» إلى ترامب‪ ..‬ضربة قاصمة للنخب‬

‫دوجالس موراي *‬ ‫التيار الجديد بإخفاقات الجناح اليميني واقتصادات يتخلى ع��ن ب�ع��ض ال �ش �ع��ارات ال �ت��ي ت�ب�ن��اه��ا ك��ل من‬ ‫ال �س��وق ال �ح��رة‪ ،‬وي�ف�ض��ل أش �ك��اال م��ن الحمائية ب��دال اليسار واليمني خ�لال السنوات األخ�ي��رة‪ ،‬وثبت أنها‬ ‫مثلما أصبحت املفوضية األوروبية‪ ،‬التي تعد من الدولية فيما يتعلق بالسياسات التجارية‪ ،‬كما شعارات مقيدة‪ ،‬ويقر بدال من ذلك باملخاوف املشروعة‬ ‫رمزا للنخبوية‪ ،‬هدفا للجمهور البريطاني‪،‬‬ ‫املتعلقة باملنافسة االقتصادية مع الخارج واملخاوف‬ ‫أص�ب�ح��ت امل��رش�ح��ة ال��رئ��اس�ي��ة الديمقراطية‬ ‫االجتماعية املتعلقة بالهجرة‪.‬‬ ‫ه �ي�ل�اري ك�ل�ي�ن�ت��ون ه��دف��ا ل�ل�ج�م�ه��ور األم �ي��رك��ي ي��وم‬ ‫االنتخابات الرئاسية األميركية‪.‬‬ ‫التيار السياسي الرئيسي‬ ‫كلينتون وكاميرون‬ ‫ف�م��ن ج �ه��ة‪ ،‬ت�ش�ت��رك األزم �ت ��ان ال�س�ي��اس�ي�ت��ان ف��ي أن‬ ‫كال املجتمعني لديه طبقة من الناس الذين تقلصت‬ ‫ولن يستطيع التيار السياسي الرئيسي تغيير ذلك‬ ‫لم يتمكنا من الحديث‬ ‫بالعمالة‬ ‫فرص حصولهم على عمل‪ ،‬إثر االستعانة‬ ‫الواقع بسهولة‪ .‬ففي كل من الواليات املتحدة واململكة‬ ‫الطبقة‬ ‫لتلك‬ ‫األجنبية‪ ،‬وبالتالي أصبحت العوملة تمثل‬ ‫حول إخفاقات أحزابهما‬ ‫امل�ت�ح��دة‪ ،‬ك��ان ال�س�ي��اس�ي��ون التقليديون م��ن اليسار‬ ‫العوامل‬ ‫أكثر‬ ‫مشكلة وليست ف��رص��ة‪ .‬ورب�م��ا يكون‬ ‫وال �ي �م�ين ي��واج �ه��ون ص�ع��وب��ة ف��ي م�خ��اط�ب��ة دوائ��ره��م‬ ‫إخفاقات‬ ‫انتقاد‬ ‫أو‬ ‫السياسية‬ ‫أن‬ ‫هو‬ ‫البعيد‪،‬‬ ‫املشتركة أهمية‪ ،‬على األقل على املدى‬ ‫االنتخابية‪ ،‬ناهيك بالحديث مع االتجاهات السياسية‬ ‫بني‬ ‫يمزج‬ ‫جديد‬ ‫كال الحدثني عزز احتمال ظهور تيار‬ ‫املضادة‪ .‬فقد كان من الصعب على كلينتون أن تحصل‬ ‫للخصوم‬ ‫السياسية‬ ‫األحزاب‬ ‫تعلم‬ ‫اتجاه‬ ‫وهو‬ ‫املحلية‪،‬‬ ‫اليسار واليمني في السياسات‬ ‫على أصوات الجناح اليساري في ميتشيغان التي تقع‬ ‫وسنوات‬ ‫الهجرة‬ ‫مع‬ ‫التعامل‬ ‫من سنوات التراخي في‬ ‫ضمن منطقة م��ا يعرف باسم «ح��زام ال�ص��دأ»‪ ،‬كما‬ ‫�ذا‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫�ر‬ ‫�‬ ‫ق‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫�ة‪.‬‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫خ‬ ‫�را‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫�‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫�ة‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫�اد‬ ‫�‬ ‫ص‬ ‫م��ن ال �س �ي��اس��ات االق �ت �‬ ‫كان من الصعب على رئيس ال��وزراء السابق‪ ،‬ديفيد‬

‫‪,,‬‬

‫‪,,‬‬

‫‪28‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫صحيفة إيطالية تسخر من هيالري كلينتون على صفحتها االولى بعد أعالن فوز ترامب باالنتخابات الرئاسية األميركية (غيتي)‬

‫عن االتحاد األوروبي (البريكست)‪ .‬وفي مناسبات متعددة‪،‬‬ ‫أشار إلى نفسه باعتباره «السيد بريكست» وكان يقصد بذلك‬ ‫أن حملته سوف تحقق نصرا مفاجئا لنخبته رغم التقاليد‬ ‫النخبوية السائدة مثلما حدث مع صديقه السياسي البريطاني‬ ‫نايغل ف��اراج‪ .‬ومنذ انتخابه‪ ،‬ح��اول مستشارو ترامب‪ ،‬مثل‬ ‫ستيف بانون‪ ،‬تعميق العالقة باألحزاب القومية والشعبوية‬ ‫في فرنسا وأملانيا أيضا‪.‬‬ ‫وتشير تلك الصلة بالبريكست إلى السياق العاملي النتصار‬ ‫ترامب‪ .‬حيث كان ذلك التصويت أحد األمثلة العديدة على عودة‬ ‫الشعبويني القوميني إلى العالم الصناعي‪ .‬وكانت بعض تلك‬ ‫الحركات – مثل حركة سيريزا في اليونان والبوديموس في‬ ‫إسبانيا أو حركة النجوم الخمس في إيطاليا ‪ -‬تعتمد أساسا‬ ‫على اليسار السياسي‪ .‬ومع ذلك كانت هناك حركات كثيرة‬ ‫– مثل حزب استقالل اململكة املتحدة‪ ،‬والبديل من أجل أملانيا‬ ‫والجبهة الوطنية بفرنسا وحزب القانون والعدالة ببولندا – هي‬ ‫حركات قومية صريحة بل وحتى يمينية خالصة‪ .‬ومن خالل‬ ‫معارضته للهجرة‪ ،‬وانتقاده املستمر للمؤسسة السياسية‬ ‫ووسائل اإلعالم الرئيسية ووعوده املستمرة والغامضة بأنه‬ ‫سيضع «أميركا أوال»‪ ،‬كان ترامب متسقا تماما مع الخطاب‬

‫‪,,‬‬

‫أنصار كلينتون يزعمون بأن‬ ‫هناك قوى شريرة وراء فوز‬ ‫ترامب و قرصنة إلكترونية‬ ‫قامت بها االستخبارات‬ ‫الروسية أو عملية تزوير قام‬ ‫بها مسؤولون محافظون‬

‫‪,,‬‬

‫اإلج��اب��ة البسيطة وال��واض�ح��ة‪ :‬ألن��ه ك��ان امل��رش��ح الجمهوري‪.‬‬ ‫فبغض النظر عن عدد الزعماء الجمهوريني الذين ينتقدونه‬ ‫أو ح�ت��ى ي��رف�ض��ون��ه‪ ،‬ف��إن دون��ال��د ت��رام��ب ك��ان يستفيد من‬ ‫حالة االستقطاب الرئيسية بني الناخبني األميركيني‪ .‬وعلى‬ ‫الرغم من التكهنات حول أن سياساته الخاصة وشخصيته‬ ‫املثيرة للجدل يمكن أن تجعله يخسر أص��وات ح��زب��ه‪ ،‬فاز‬ ‫ت��رام��ب بنسبة ‪ 90‬ف��ي امل��ائ��ة م��ن أص��وات الجمهوريني وفقا‬ ‫لالستطالعات‪ .‬وهو ما يشير إلى أن العديد من الجمهوريني‬ ‫ق��رروا ال��وق��وف إل��ى جانب مرشحهم ي��وم االنتخابات حتى‬ ‫وإن ك��ان بعضهم قد فحص الخيارات املطروحة عليه أوال‪.‬‬ ‫وبالنسبة للعديد من هؤالء املقترعني الجمهوريني‪ ،‬كان اسم‬ ‫امل��رش��ح أق��ل أهمية م��ن اس��م ال�ح��زب حيث ل��م يكن بإمكانهم‬ ‫التصويت لكلينتون‪ .‬وبالطبع يتمنى العديد من الجمهوريني‬ ‫التقليديني أن يعود الرئيس ترامب إل��ى امل��واق��ف الجمهورية‬ ‫التقليدية فيما يتعلق بالقضايا االقتصادية وقضايا السياسة‬ ‫الخارجية‪ .‬كما أن ق��راره ب��أن يختار رينس بريباس رئيس‬ ‫اللجنة القومية الجمهورية كرئيس ملوظفي البيت األبيض يريح‬ ‫العديد من الجمهوريني الذين يرغبون في حدوث تقارب بني‬ ‫الرئيس ترامب واملؤسسة التي قضى الثمانية عشر شهرا‬ ‫األخيرة وهو يهاجمها‪.‬‬ ‫وم��ع ذل��ك‪ ،‬فإننا س��وف نغفل شيئا أساسيا إذا لم نقر بأن‬ ‫انتصار ترامب كان يعتمد على الصورة الخارجية التي يتمتع‬ ‫بها ترامب‪ .‬فحتى إذا كانت سياسته تتعارض مع املنطق؛‬ ‫حيث يمكننا أن نتساءل عما إذا كان يعني كل ما يقوله أو أيا‬ ‫منه‪ ،‬فإن الطريقة التي يتحدث بها أكسبته العديد من املؤيدين‪.‬‬ ‫فقد زعم املحللون بما في ذلك امللياردير املستثمر‪ ،‬بيتر ثيل‪،‬‬ ‫أن منتقدي ترامب كانوا يأخذون كالمه على نحو حرفي وليس‬ ‫بجدية‪ ،‬فيما كان مؤيدوه يتعاملون مع كالمه بجدية وليس‬ ‫بحرفية‪ .‬وبمعنى آخر‪ ،‬فإن املؤيدين كانوا يحتفون بالفكرة‬ ‫العامة‪« :‬أن نجعل أميركا تستعيد عظمتها» دون التفكير‬ ‫كثيرا في كيفية تحقيق ذلك‪ ،‬فيما كان املنتقدون يركزون على‬ ‫الهجوم على تفاصيل عرضه آملني أن تسفر تلك االنتقادات‬ ‫ع��ن تخلي مؤيديه عنه‪ .‬ولكن إذا ل��م تكن التفاصيل مهمة‬ ‫بالنسبة ملؤيديه‪ ،‬فال يمكن إقناعهم بالحجج‪ .‬وإثر حماسة‬ ‫جماهيره‪ ،‬ركب ترامب املوجة الثقافية وصوال إلى املنصب‪.‬‬ ‫وكان انتصاره يعتمد على قدرته على الفوز بقلوب البيض في‬ ‫املدن الصغيرة والضواحي واملناطق الريفية‪ ،‬الذين لم يصوتوا‬ ‫ألوباما في ‪ 2008‬و‪ .2012‬فقد وعد أوباما بالتغيير وكذلك‬ ‫ترامب‪ .‬ولكن فكرة أن ذل��ك التغيير ال��ذي وع��د به كل منهما‬ ‫مختلف عن اآلخر ليست هي صلب القضية وإن كانت تثير‬ ‫العديد من األسئلة غير املريحة حول ما الذي يمكن أن يفكر‬ ‫فيه مؤيدوه املتحمسون أو يفعلونه عندما تتعارض سلوكياته‬ ‫في املنصب مع الوعود التي أطلقها ملؤيديه املتحمسني‪.‬‬ ‫وس��واء كنت تحتفي بانتخابه باعتباره انتصارا ملناهضي‬ ‫املؤسسة أو شعرت بالحزن على ما يطلق عليه سياسات‬ ‫«م��ا بعد الواقعية» ف��إن ترامب يمثل ظاهرة تتطلب التحليل‬ ‫كظاهرة أميركية أصيلة وكظاهرة تعكس التعبير األميركي‬ ‫عن توجهات عاملية أكبر‪.‬‬ ‫لقد ح��اول ت��رام��ب نفسه وك��ذل��ك أع�ض��اء حملته أن يحققوا‬ ‫كال األمرين‪ .‬فقد قدموا ترامب باعتباره القوة التي ستجعل‬ ‫«أميركا عظيمة م��رة أخ��رى»‪ ،‬كما أك��دوا على عالقته القوية‬ ‫بالقصص السياسية الناجحة مثل قصة نجاح رونالد ريغان‪.‬‬ ‫وفي الوقت نفسه‪ ،‬فإنهم ربطوا بني ترامب والتوجهات العاملية‬ ‫األوس��ع؛ فقد أثنى ترامب على ق��رار املصوتني البريطانيني‬ ‫باتخاذ موقف أكثر قومية من خالل تصويتهم لالنفصال‬

‫الشعبوي لليمني‪ .‬وكما هو الحال في تلك البلدان األخرى‪ ،‬كان‬ ‫ترامب جذابا بالنسبة للناس الذين يشعرون بأنهم ضحية‬ ‫األزم ��ة االق�ت�ص��ادي��ة ف��ي ‪ 2009-2008‬وال��ذي��ن ل��م يشملهم‬ ‫التعافي املحدود الذي أعقبها‪ .‬وكانت نزعته القومية تعكس‬ ‫اإليمان بأن العوملة لم تعمل إال على إثراء األثرياء كما كانت‬ ‫سياسته الخارجية تعبر عن رغبة في أن تنسحب الواليات‬ ‫املتحدة من املغامرات املكلفة وغير املتوقعة بالخارج‪ .‬فقد وعد‬ ‫باالنسحاب لحماية من يشعرون بأنهم ضائعون إثر التغيرات‬ ‫التي عصفت بمجتمعهم بسبب العوملة وسمحت للخاسرين‬ ‫املزعومني أخيرا بالفوز‪.‬‬ ‫إن ت��رام��ب ال ي�ت��واف��ق ف�ق��ط م��ع ال�س�ي��اق ال�ع��امل��ي ب��ال�خ��ارج‬ ‫ولكنه يتوافق أيضا مع السياق التاريخي األعمق؛ حيث إن‬ ‫ظهور أشخاص من النخبة يعدون بإجراء تغييرات كبرى‪،‬‬ ‫هي فكرة قديمة قدم الحكومة نفسها‪ .‬ولكن افتقاره إلى‬ ‫آيديولوجيا واضحة أدى إلى مجموعة من املقارنات‪ ،‬كما أنه‬ ‫يتفق مع رسالته التي جذبت الجميع‪ .‬فهل هو ألكيبيادس‪،‬‬ ‫أم ج��راك��وس‪ ،‬أم بونابارت‪ ،‬أم بيرون‪ ،‬أم فرانكو؟ هل هو‬ ‫موسوليني ال�ج��دي��د‪ ،‬أم برلسكوني – أم ش�خ��ص أخ��ر؟‬ ‫ربما يكون أي��ا منهم أو جميعهم أو ال يكون أح��دا منهم‬ ‫على اإلط�لاق‪ ،‬ولكن افتقار برنامجه للعناصر الرئيسية‬ ‫ربما يريح البعض ولكنه يثير قلق اآلخرين‪ .‬حيث تشتمل‬ ‫رسالته على مزيج من األزمات الحقيقية واستعداء اآلخرين‪،‬‬ ‫وتتضمن رس��ائ��ل عنصرية م�ش�ف��رة ال تلتقطها س��وى‬ ‫الجماعات املستهدفة‪ .‬لقد انتخبه تحالف يتضمن نفس‬ ‫األشخاص الذين يأملون أن��ه ك��ان يعني ما يقول وه��ؤالء‬ ‫الذين يتمنون أن يتمكن رجل األعمال البرغماتي من عقد‬ ‫الصفقات والتخلي عما ال يلزم في خطابه‪ .‬ومن الصعب أن‬ ‫نتخيله وهو قادر على إرضاء جميع مؤيديه وربما يفشل‬ ‫في إرضاء أي منهم‪.‬‬ ‫إن معظم األشخاص الذين يتعهدون بحماية الناس غالبا‬ ‫ما يخفقون ويتراجعون أمام املشاعر التي أثاروها وعدم‬ ‫قدرتهم على تقديم نتائج تضاهي الوعود التي تعهدوا بها‪.‬‬ ‫والوقت سيخبرنا إذا ما كان اسم ترامب ستتم إضافته‬ ‫إلى تلك القائمة أم ال‪ .‬وهو ما سيكون موضوعا للمقاالت‬ ‫في املستقبل <‬ ‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪27‬‬

‫الرئيس املنتخب دونالد ترامب ونائبه مايك بنس معا في في مدينة سينسيناتي بوالية أوهايو(غيتي)‬

‫ريغان وبوش‬ ‫ويمكننا أن نضيف عامال بنيويا آخ��ر‪ .‬فليس م��ن السهل‬ ‫بالنسبة لنفس الحزب أن يفوز بثالثة انتخابات رئاسية متتالية‬ ‫بغض النظر عن مدى شعبية املرشح‪ .‬فكانت آخر مرة حدث‬ ‫فيها ذلك في عام ‪ ،1988‬عندما خلف نائب الرئيس جورج‬ ‫بوش رئيسه رونالد ريغان‪ .‬ومنذ ذلك الوقت‪ ،‬كنا نرى األحزاب‬ ‫وهي تتبادل منصب الرئاسة كل ثماني سنوات‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫من شعبيته بالداخل وبالخارج‪ ،‬لم يتمكن أوباما من تحقيق‬ ‫الفوز املستمر لحزبه؛ حيث لم يكن أداء الديمقراطيني جيدا‬ ‫في االنتخابات التمهيدية والعامة في ‪ ،2010‬و‪ ،2014‬وبالتالي‬ ‫فليس مفاجئا أنهم لم يفوزوا بانتخابات ‪.2016‬‬ ‫كما أن أي نقاش حول االنتخابات يجب أن يتطرق إلى اختيار‬ ‫هيالري كلينتون كمرشح رئاسي‪ .‬فعلى الرغم من أن كلينتون‬ ‫كانت تحظى بالشهرة بعد نحو ‪ 25‬عاما قضتها في العمل‬ ‫العام‪ ،‬فإن تلك الشهرة كانت سالحا ذا حدين‪ .‬فعلى الرغم من‬ ‫أنها تستطيع أن تقدم سيرة ذاتية مبهرة كأي مرشح آخر‪،‬‬ ‫كما أن ترشحها كان له جاذبية خاصة باعتبارها أول امرأة‬ ‫تحصل على ذل��ك الترشيح من ح��زب كبير‪ ،‬كانت كلينتون‬ ‫تعاني من تذبذب درجة الحماس حيالها‪ .‬وذلك حيث كانت‬ ‫تحتفي بها الدوائر االنتخابية الديمقراطية العريقة‪ ،‬فيما كانت‬ ‫س�ن��وات خبرتها ال�ت��ي وص�ل��ت إليها بالفترتني الرئاسيتني‬ ‫اللتني قضاهما زوج�ه��ا ف��ي منصب الرئيس سبب تشكك‬ ‫الشباب الديمقراطيني بها‪ .‬وكان املصوتون الشباب الذين ربما‬ ‫تأثروا بالخطاب الراديكالي املناهض للمؤسسة ال��ذي تبناه‬ ‫السيناتور االجتماعي السابق برني ساندرز عن فرومنت‬ ‫ف��ي ب��داي��ة الحملة االن�ت�خ��اب�ي��ة‪ ،‬ل��دي�ه��م ص�ع��وب��ة ف��ي التخلص‬ ‫من شكوكهم في كلينتون وما تمثله‪ .‬وحتى عندما دعاهم‬ ‫ساندرز لالنضمام إليه في تأييد وزيرة الخارجية السابقة‪،‬‬

‫‪26‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫تناقض موقف الديمقراطيني‬ ‫على أي��ة ح��ال‪ ،‬ف��إن تناقض موقف الديمقراطيني لم يكن ذا‬ ‫تأثير كبير مقارنة باملشاعر السلبية الكثيفة التي أثارتها‬ ‫ك�ل�ي�ن�ت��ون ب�ي�ن ال�ج�م�ه��وري�ين وب �ع��ض امل �ص��وت�ين املستقلني‪.‬‬ ‫فبالنسبة ملنتقديها‪ ،‬كانت كلينتون تحمل وزر أخطاء زوجها‬ ‫أثناء وج��وده في منصبه‪ .‬كما أن التقارير الصحافية حول‬ ‫املزاعم املتعلقة بإساءة استخدام كلينتون لبريدها اإللكتروني‬ ‫وغيره من الوثائق الخاصة عندما كانت وزيرة للخارجية أو‬ ‫االتهامات باستغالل النفوذ من خالل «مؤسسة كلينتون»‬ ‫كانت تطاردها خاصة ل��دى ه��ذه الفئة م��ن املصوتني‪ ،‬حتى‬ ‫عندما حاول الديمقراطيون بال جدوى نفيها والتعامل معها‬ ‫باعتبارها غير ذات بال‪ .‬وبالنسبة للعديد من الجمهوريني‪،‬‬ ‫حتى من كان لديه تحفظات كبيرة على دونالد ترامب‪ ،‬فإن‬ ‫هيالري كلينتون كانت ببساطة غير مقبولة‪ .‬وسواء كان ذلك‬ ‫عادال أم ال‪ ،‬كان تردد هؤالء الجمهوريني واملصوتني املستقلني‬ ‫في دعم كلينتون حاسما في الواليات األكثر أهمية‪.‬‬

‫‪,,‬‬

‫منذ ‪ 1948‬كان الفائز‬ ‫باالنتخابات الرئاسية‬ ‫املرشح الذي يتصدر‬ ‫االستطالعات الوطنية ولكن‬ ‫انتخابات العام الحالي كانت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مختلفا ً‬ ‫تماما‬ ‫شيئا‬

‫‪,,‬‬

‫ليست ق��درا محتوما‪ .‬فاالنتخابات ي�ف��وز بها ه��ؤالء الذين‬ ‫تحمسوا بما يكفي للذهاب إلى التصويت وربما يشير إخفاق‬ ‫كلينتون النسبي في أن تحشد الجماهير في مناطق رئيسية‬ ‫إلى أن الديمقراطيني بدأوا يخسرون سيطرتهم على واليات‬ ‫الوسط الغربي رغم أنهم حققوا نتائج قوية في السواحل‪.‬‬

‫فإنهم ظلوا غير متحمسني‪.‬‬

‫ومما ال شك فيه أن الصراعات التي خاضتها كلينتون أثناء‬ ‫ترشحها‪ ،‬ب��اإلض��اف��ة إل��ى األزم ��ات ال�ت��ي تحيط بـ«مؤسسة‬ ‫ك�ل�ي�ن�ت��ون» س ��وف ت�ن�ت��ج ال �ع��دي��د م��ن ال �ت �ق��اري��ر وال�ت�ح�ل�ي�لات‬ ‫األكاديمية؛ حيث إن هناك رغبة قوية في إلقاء اللوم عليها‬ ‫فيما يتعلق بإخفاقها‪ ،‬سواء بني من عارضوها في املقام األول‬ ‫أو بني من صوتوا لها ويشعرون باإلحباط‪ ،‬ومن ثم يبحثون‬ ‫ع��ن سبب ق��وي وراء فشلها‪ .‬ول�ك��ن ذل��ك ليس ع��ادال تماما‬ ‫بالنسبة لكلينتون‪ .‬ففي النهاية‪ ،‬فازت كلينتون بالتصويت‬ ‫الشعبي وهو ما يشير إلى أن هناك عددا كبيرا من الناس الذين‬ ‫يحبونها‪ .‬كما أن االنتخابات التي يقرر نتيجتها عدة مئات‬ ‫اآلالف من األصوات (من بني أكثر من مائة وعشرين مليونا‬ ‫هي إجمالي األصوات) في عدد محدود من الواليات ال يمكن‬ ‫أن تستخدم كدليل على أن حملة الفريق الخاسر كانت كارثية‪.‬‬ ‫والسبب في أن كثيرا من املعلقني‪ ،‬س��واء كانوا ودودي��ن أو‬ ‫غير ودودين‪ ،‬قد لجأوا إلى الحديث عن «الكارثة» يرجع إلى‬ ‫طبيعة منافسة كلينتون‪ .‬كما أن القول بأن دونالد ترامب كان‬ ‫مرشحا رئاسيا جمهوريا غير تقليدي يعد تبسيطا كبيرا‪.‬‬ ‫فمنذ البداية‪ ،‬كان يتفرد عن زمالئه الجمهوريني نظرا لخطابه‬ ‫غير التقليدي وغير املسؤول‪ ،‬باإلضافة إلى عالقته العدائية‬ ‫بالصحافة ومنظمته االنتخابية املخزية‪ .‬وكانت االنتقادات‬ ‫األولية تسخر من حملته وتصفه بأنه «ملياردير لديه طائرة‬ ‫خاصة وحساب على موقع تويتر»‪ ،‬وهو ما يبرز كيف أنه‬ ‫اعتمد إلى حد كبيرة على شهرته وقوة شخصيته‪ .‬وكانت‬ ‫املواقف الواضحة القليلة التي تحدث عنها بشأن قضايا مثل‬ ‫التجارة أو اإلنفاق أو السياسة الخارجية تتعارض مع التقاليد‬ ‫األساسية للحزب الجمهوري وتتنافى تماما مع املنطق‪ .‬وهو‬ ‫م��ا دف��ع العديد م��ن كبار السياسيني الجمهوريني البارزين‬ ‫وامل �س �ت �ش��اري��ن ال�س�ي��اس�ي�ين إل ��ى رف ��ض ت��رش �ح��ه‪ .‬وأح �ج��م‬ ‫ال�ج�م�ه��وري��ون ال �ب ��ارزون ع��ن االج�ت�م��اع��ات ال�ق��وم�ي��ة للحزب‬ ‫وظلوا معارضني لترشحه حتى خالل املراحل األخيرة من‬ ‫الحملة‪ .‬وعلى الرغم من أن االنتقادات التي شنها الجمهوريون‬ ‫واملحافظون (الذين اتحدوا في هاشتاغ يهاجم ترامب على‬ ‫«تويتر») كانت فعليا تحقق أهداف ترامب وتثبت أنه مرشح‬ ‫مناهض للمؤسسة فإنها ساهمت خالل فصل الصيف في‬ ‫ترك انطباع بأن ترامب مرشح ضعيف ويواجه هزيمة كارثية‬ ‫محتملة‪.‬‬ ‫شخصية ترامب‬ ‫وباإلضافة إلى هذه العوامل السياسية الحزبية‪ ،‬فإن شخصية‬ ‫ترامب غير املتوقعة وعدم قدرته على ضبط كالمه في وسائل‬ ‫اإلع�لام االجتماعي دفعته إلى سلسلة من األزم��ات الكبرى‪.‬‬ ‫فباإلضافة إلى أنه أظهر أنه ليست لديه ثقافة سياسية عميقة‬ ‫وأنه يكره من لديه تلك الثقافة‪ ،‬أهان ترامب مديرة املناظرة‪،‬‬ ‫ميجني كيلي‪ ،‬من «فوكس نيوز» (وهي شبكة محافظة بشكل‬ ‫عام وكانت تميل إلى ترامب)‪ ،‬وألقى بتعليقات غير الئقة حول‬ ‫املكسيكيني وسخر من صحافي معاق باإلضافة إلى أنه كان‬ ‫يتبادل اإلهانات مع منتقديه عبر «تويتر»‪ .‬وخالل االنتخابات‬ ‫العامة‪ ،‬ظهر شريط صوتي من عام ‪ 2005‬له وهو يمزح حول‬ ‫فرض نفسه على النساء وهو ما دفع نحو ‪ 10‬نساء إلى اتهامه‬ ‫باإلساءة الجنسية واالعتداء الجنسي طوال ثالثة عقود‪ .‬لقد‬ ‫كانت أي واحدة من تلك القضايا يمكنها أن تقضي على أي‬ ‫مرشح تقليدي ولكن ترامب تمكن من النجاة‪.‬‬ ‫ومن ثم‪ ،‬نعود للسؤال الرئيسي‪ :‬ملاذا صوت أكثر من ستني‬ ‫م�ل�ي��ون ن��اخ��ب ل��دون��ال��د ت��رام��ب؟ ل�ق��د أش��رن��ا م��ن ق�ب��ل لتلك‬

‫باراك أوباما ودونالد ترامب عقب‬ ‫اجتماعهما في املكتب البيضاوي ‪10‬‬ ‫نوفمبر ‪ 2016‬بواشنطن (غيتي)‬

‫نظام املجمع االنتخابي‬ ‫لقد ك��ان ن�ظ��ام املجمع االن�ت�خ��اب��ي مصمما لحماية الرئيس‬ ‫م��ن الديمقراطية امل�ب��اش��رة‪ ،‬وبالتالي ‪ -‬وعلى نحو م��ا ‪ -‬كان‬ ‫ال�ن��زاع ب�ين التصويت الشعبي والتصويت االنتخابي قائما‬ ‫طوال الوقت داخل النظام‪ .‬وهذه هي املرة الخامسة فقط في‬ ‫التاريخ األميركي التي ال يتم فيها اختيار الشخص الذي فاز‬ ‫بالتصويت الشعبي كرئيس منتخب ولكنها املرة الثانية في‬ ‫القرن العشرين التي تشير إلى السخط املقلق واملتزايد بني‬ ‫معظم السكان (يعيش نصف إجمالي سكان الواليات املتحدة‬ ‫حاليا في ‪ 146‬مقاطعة يقع معظمها على السواحل وفي عدد‬ ‫محدود من امل��دن الداخلية) وانقسام السلطات بني الواليات‬ ‫والسلطة القومية الذي كرس له الدستور‪ .‬وذلك حيث يحافظ‬ ‫النظام الحالي على نفوذ املناطق الكثيفة السكان إلى حد ما‬ ‫ويحد من النفوذ االنتخابي للمدن الكبرى وهو ما يمكن أن‬ ‫يعكس حكمة اآلباء املؤسسني ولكنه يثير حفيظة التقدميني‬ ‫املعاصرين الذين يعيشون أساسا في املناطق الساحلية واملدن‬ ‫الكبرى‪ .‬وبالتالي‪ ،‬شهدت األسابيع األخيرة موجة من املطالب‬

‫‪,,‬‬

‫تم انتخاب دونالد ترامب رئيسا‬ ‫ألنه تمكن من جمع أغلبية‬ ‫األصوات في املجمع االنتخابي‬

‫‪,,‬‬

‫على نحو يمنحها ميزة في التصويت االنتخابي‪.‬‬

‫بإصالح املجمعات االنتخابية أو إلغائها تماما واالعتماد على‬ ‫التصويت الشعبي وحده‪ .‬وبالطبع لن ينتهي ذلك الجدل هنا‪.‬‬ ‫ولكن النتيجة تشير على األقل إلى االنقسام الحاد بالدولة وهو‬ ‫ما يجب أن يجعل أي مراقب حذرا بشأن االفتراض بأن النتيجة‬ ‫تعكس أي تحول رئيسي في املجتمع األميركي‪.‬‬ ‫وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬ي�س�ت�ح��ق ان �ت �خ��اب دون ��ال��د ت��رام��ب ال�ف�ح��ص على‬ ‫مستويات عديدة لكي نفهم ما ال��ذي يخبرنا به حول وضع‬ ‫السياسات األميركية والعاملية اليوم‪ .‬فلنبدأ بمناقشة مناحي‬ ‫النظام االنتخابي األميركي ألن تلك االنتخابات أبرزت االنقسام‬ ‫الحقيقي واملتزايد بني السواحل وال��داخ��ل في ب�لادن��ا‪ .‬وبناء‬

‫على نتائج آخ��ر مرتني من االنتخابات الرئاسية‪ ،‬والتي فاز‬ ‫بها باراك أوباما بحسم‪ ،‬شعر االستراتيجيون الديمقراطيون‬ ‫بالثقة في أن التغيرات الديموغرافية في املجتمع األميركي تميل‬ ‫لصالحهم‪ .‬حيث كان يبدو أن املزيج بني السكان الالتينيني‬ ‫وج�ي��ل األل�ف�ي��ة ال�ل�ي�ب��رال��ي ب��اإلض��اف��ة إل��ى ال��دوائ��ر االنتخابية‬ ‫الديمقراطية بني األميركيني األفارقة والنساء غير املتزوجات‬ ‫تمنح الديمقراطيني ميزة في مقابل التحالف الجمهوري الذي‬ ‫ما زال يعتمد بقوة على األميركيني البيض العجائز في املناطق‬ ‫الريفية واملكتظة‪.‬‬ ‫على األقل كان ذلك ما يعتقده الجميع قبل ‪ 8‬نوفمبر (تشرين‬ ‫الثاني)‪ .‬ولكنه لم يكن كذلك‪ .‬فلم تتمكن هيالري كلينتون من‬ ‫أن تحصل على نفس مستوى الدعم من الشباب أو األميركيني‬ ‫األفارقة الذي حصل عليه أوباما‪ ،‬كما أن األميركيني من أصول‬ ‫التينية‪ ،‬صوتوا بأعداد أكبر من املتوقع لترامب‪ ،‬فيما اتجهت‬ ‫أعداد كبيرة من البيض الريفيني له أيضا‪ .‬وكانت النتيجة هي‬ ‫سلسلة من الخسائر لكلينتون في والي��ات مثل بنسلفانيا‬ ‫وويسكونسن وميتشيغان التي لم تصوت للجمهوريني منذ‬ ‫عام ‪ .1988‬وذلك ليس معناه أن التوجهات الديموغرافية التي‬ ‫كانت سائدة قبل االنتخابات ربما ال تساعد الديمقراطيني‬ ‫في املستقبل‪ ،‬ولكنها دليل قوي على أن العوامل الديموغرافية‬ ‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪25‬‬

‫عادة ما تكون الحمالت االنتخابية الرئاسية األميركية‪ ،‬رغم االستعراضات‬ ‫وطولها املتزايد‪ ،‬مسألة متوقعة بشكل عام‪ .‬وعلى الرغم من أن وسائل اإلعالم‬ ‫املطبوعة واإللكترونية ترصد أي تغير طفيف في التوجهات العامة‪ ،‬كما أن‬ ‫التصويت النهائي ربما يكون مصدرا للدراما في االنتخابات‪ ،‬فإن كل انتخابات‬ ‫الوطنية‬ ‫رئاسية منذ ‪ 1948‬كان يفوز بها الشخص الذي يتصدر االستطالعات‬ ‫ً‬ ‫حتى ًأواخر أكتوبر (تشرين األول)‪ .‬ولكن انتخابات العام الحالي كانت شيئا‬ ‫مختلفا ً‬ ‫تماما‪.‬‬

‫االنتخابات األميركية أبرزت االنقسام املتزايد في الواليات املتحدة‬

‫ملاذا صوت أكثر من ‪ 60‬مليون ناخب لدونالد ترامب؟‬

‫مكنت مليارديرا شهيرا ليست لديه خبرة في العمل الحكومي‬ ‫رونالد جي غرانييري‬ ‫من الفوز بذلك املنصب املؤثر ليس فقط في الواليات املتحدة‬ ‫على نحو يتالءم مع وض��ع املتنافسني الرئيسيني ولكن في العالم الحر بأسره‪.‬‬ ‫– أول ام��رأة يرشحها ح��زب رئيسي‪ ،‬وأول مرشح‬ ‫لحزب رئيسي لم يحصل من قبل على أي منصب التصويت الشعبي‬ ‫سواء باالنتخاب أو بالتعيني – كانت هذه االنتخابات تاريخية‪.‬‬ ‫(تشرين‬ ‫فعندما كان التصويت في بدايته في صباح ‪ 9‬نوفمبر‬ ‫دعونا نبدأ بأكثر النقاط وضوحا‪ ،‬والتي تتطلب أيضا بعض‬ ‫على‬ ‫ساحقا‬ ‫الثاني)‪ ،‬كان من الواضح أن ترامب قد فاز فوزا‬ ‫التوضيح‪ .‬لقد تم انتخاب دونالد ترامب رئيسا ألنه تمكن من‬ ‫وزيرة الخارجية السابقة‪ ،‬هيالري كلينتون‪.‬‬ ‫جمع أغلبية األص��وات في املجمع االنتخابي‪ .‬وذل��ك صحيح‬ ‫رغم أن هيالري كلينتون يمكن أن تكون قد حققت في النهاية‬ ‫رقما أعلى بنحو مليوني صوت في التصويت الشعبي‪ ،‬بعد‬ ‫الرئيس الخامس واألربعون للواليات املتحدة‬ ‫االن�ت�ه��اء م��ن ف��رز جميع األص ��وات‪ .‬وذل��ك ي�ب��رز م��ا يمكن أن‬ ‫وأخ ��ذا ف��ي االع�ت�ب��ار ال�ع��وام��ل ال��دي�م��وغ��راف�ي��ة امل��وات�ي��ة ملصالح نقول ببساطة إنه خصوصية دستورية للواليات املتحدة والتي‬ ‫الديمقراطيني‪ ،‬واالنقسام داخل حزب ترامب‪ ،‬وأسلوبه املثير تعد عامال مربكا للمراقبني م��ن ال�خ��ارج ولألميركيني على‬ ‫للجدل‪ ،‬لم يصدم ف��وز ترامب العديد من الناس فقط عشية حد سواء‪ .‬فنحن ال نختار الرئيس وفقا للتصويت الشعبي‬ ‫االنتخابات‪ ،‬بل إنه أثار غضبهم وحيرتهم في الوقت نفسه‪ .‬املباشر (كما هو الحال في دول أخ��رى مثل فرنسا)‪ .‬ولكن‬ ‫وبالتالي فليس مستغربا أن يرى عدد من أنصار كلينتون أن الحملة االنتخابية ينتهي بها ال�ح��ال إل��ى ‪ 51‬صوتا شعبيا‬ ‫هناك قوى شريرة وراء ذلك الفوز ومن ثم فقد بدأوا يزعمون منفصال – في الواليات الخمسني ومقاطعة كولومبيا‪ .‬وفي‬ ‫وجود قرصنة إلكترونية قامت بها االستخبارات الروسية أو كل من هذه األصوات املنفصلة (باستثناءين صغيرين هما‬ ‫عملية تزوير للتصويت قام بها مسؤولون محافظون‪ .‬وحتى نبراسكا وماين) يحصل الفائز بالتصويت الشعبي على كل‬ ‫وقت كتابة هذا املقال‪ ،‬ما زال هناك جدال حول عدد األصوات األصوات االنتخابية لهذه الوالية‪ .‬ويعادل إجمالي عدد األصوات‬ ‫في مناطق محددة وحول ما إذا كانت النتيجة تشير إلى وجود االنتخابية في املجمع االنتخابي إجمالي ع��دد األعضاء في‬ ‫حاجة إلى إجراء إصالح أساسي في الطريقة التي تنتخب بها مجلس النواب (‪ )435‬ومجلس الشيوخ (‪ )100‬باإلضافة إلى‬ ‫الواليات املتحدة رئيسها‪.‬‬ ‫ثالثة في مقاطعة كولومبيا (أي ‪ .)538‬واملرشح ال��ذي يفوز‬ ‫االنتقالي‬ ‫وفريقه‬ ‫ترامب‬ ‫دونالد‬ ‫يعمل‬ ‫ولكن على الرغم من ذلك‪،‬‬ ‫بواليات كافية لكي يحصل على ‪ 270‬صوتا انتخابيا يصبح‬ ‫اليمني‬ ‫يؤدي‬ ‫لكي‬ ‫ويستعد‬ ‫الوزراء‬ ‫مجلس‬ ‫حاليا على تشكيل‬ ‫الرئيس‪.‬‬ ‫للواليات‬ ‫واألربعني‬ ‫الخامس‬ ‫الرئيس‬ ‫بصفته‬ ‫لتسلم منصبه‬ ‫ويتم توزيع تلك األصوات بشكل عام بناء على عدد السكان‪،‬‬ ‫‪.2017‬‬ ‫الثاني)‬ ‫(كانون‬ ‫يناير‬ ‫‪20‬‬ ‫في‬ ‫األميركية‬ ‫املتحدة‬ ‫ولكن نظرا ألن ك��ل والي��ة تحصل على األق��ل على عضوين‬ ‫لفوز‬ ‫أعمق‬ ‫بعد‬ ‫ملنح‬ ‫املحاوالت‬ ‫من‬ ‫العديد‬ ‫هناك‬ ‫كانت‬ ‫وبالفعل‪،‬‬ ‫بمجلس الشيوخ وع�ض��و بالكونغرس‪ ،‬ون�ظ��را ألن إجمالي‬ ‫دونالد ترامب بمنصب الرئاسة باإلضافة إلى التنبؤ بما يمكن عدد املقاعد في مجلس النواب يقتصر على ‪ 435‬مقعدا يتم‬ ‫أن يحققه في النهاية عندما يصل إلى املنصب‪ .‬مما ال شك فيه توزيع التصويت االنتخابي بني أكبر الواليات من حيث عدد‬ ‫أنه سيكون هناك املزيد‪ .‬وعلى الرغم من أنني قدمت نصيبي السكان (كاليفورنيا‪ ،‬لها ‪ 55‬صوتا انتخابيا)‪ ،‬واألق��ل (عدة‬ ‫من املساهمات في هذا اإلطار‪ ،‬فإن هذا املقال مختلف؛ حيث والي��ات م��ن ج��زر رودز إل��ى وومينغ‪ ،‬وال�ت��ي لديها ‪ 3‬أص��وات‬ ‫إن��ه يستهدف فحص األسباب املحتملة لفوز ترامب – ليس فقط) والتي ليست كأكبر الواليات‪ ،‬إذ إنها تعتمد على األعداد‬ ‫بالضرورة من خالل الفحص العميق للروح األميركية‪ ،‬ولكن األولية للسكان وهو ما يشكل النتيجة ويمنح الواليات األصغر‬ ‫من خالل محاولة استخالص العوامل السياسية الرئيسية التي وزنا أكبر مما كان يمكن أن تحصل عليه في األحوال األخرى‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫ونظرا للخصوصية اإلقليمية والقوة النسبية لكل حزب من‬ ‫األح��زاب الكبرى في ال��والي��ات املختلفة‪ ،‬لم تكن معظم نتائج‬ ‫ال��والي��ات مفاجئة‪ .‬وب��ال�ت��ال��ي اع�ت�م��دت االن�ت�خ��اب��ات على عدد‬ ‫م�ح��دود م��ن «ال��والي��ات امل�ت��أرج�ح��ة» املتنافسة وال�ت��ي تتركز‬ ‫في منطقة الغرب األوس��ط الصناعية (ميتشيغان‪ ،‬وأوهايو‪،‬‬ ‫وبنسلفانيا‪ ،‬وويسكونسن) والجنوب (فلوريدا‪ ،‬وكارولينا‬ ‫الشمالية‪ ،‬وفرجينيا)‪ .‬وقد انتهى الحال بأن فاز ترامب بجميع‬ ‫تلك الواليات ما عدا فرجينيا وهو ما أدهش العديد من منظمي‬ ‫استطالعات الرأي الذين كانوا يضعون كلينتون في املقدمة‬ ‫في جميع الواليات ماعدا أوهايو‪ .‬وفاز ترامب بثالثني والية‬ ‫في النهاية وهو ما يضاهي نحو ‪ 316‬صوتا (بناء على العد‬ ‫املستمر في ميتشيغان)‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فاز ترامب بهامش ضئيل‬ ‫في العديد من الواليات فيما كان لدى كلينتون هامش أكبر‬ ‫في بعض الواليات كثيفة السكان مثل كاليفورنيا‪ ،‬ونيويورك‬ ‫(التي لم يكن فيها الجمهوريون يتنافسون على االنتخابات‬ ‫الرئاسية لجيل كامل)‪ ،‬وكان مجمل التصويت الشعبي لصالح‬ ‫كلينتون‪ .‬وبالفعل‪ ،‬وعلى نحو مفارق‪ ،‬كان آخر استطالع قبل‬ ‫يوم االنتخابات‪ ،‬يشير إلى أن كلينتون تتقدم بنحو ‪ 2‬في املائة‬ ‫م��ن النقاط على مستوى ال�ب�لاد وات�ض��ح أن��ه صحيح‪ .‬ولكن‬ ‫مشكلتها كانت أن تفوقها بنحو مليوني صوت ليسا موزعني‬

‫لوحة للرئيس األمريكي املنتخب‬ ‫دونالد ترامب والرئيس الروسي‬ ‫فالديمير بوتني وضعتها حركة‬ ‫معارضة بمقاطعة دانيلوفغراد في‬ ‫أوكرانيا(غيتي)‬

‫ردود أفعال روسيا‬ ‫رحبت روسيا بنتائج االنتخابات األميركية‪ .‬وفي خطاب‬ ‫بوتني لتهنئة ترامب بفوزه‪ ،‬قال إن طريق إصالح العالقات‬ ‫بني البلدين سيكون صعبا إذا وضعنا في االعتبار «حالة‬ ‫تراجع العالقات الراهنة بني الواليات املتحدة وروسيا»‬ ‫وكرر أن ذلك ليس خطأ روسيا‪.‬‬ ‫وأك��د ب��وت�ين على اس�ت�ع��داد روس�ي��ا ل�ع��ودة ال�ت�ع��اون مع‬ ‫ال��والي��ات املتحدة‪ ،‬وق��ال إن ذل��ك سيكون مهما من أجل‬ ‫«املناخ العام للشؤون الدولية‪ ،‬ومن أجل املسؤولية الخاصة‬ ‫التي تتحملها روسيا وال��والي��ات املتحدة بالحفاظ على‬ ‫األم��ن واالس �ت �ق��رار ال�ع��امل��ي»‪ .‬التصريح األخ�ي��ر مهم ملا‬ ‫يكشفه م��ن أن ب��وت�ين س��وف ي�ط��ال��ب ال��والي��ات املتحدة‬

‫‪,,‬‬

‫الرئيس املنتخب ونائبه‬ ‫بعثا برسائل متضاربة إلى‬ ‫الناخبني األميركيني بشأن ما‬ ‫ستبدو عليه سياسة واشنطن‬ ‫تجاه موسكو في ظل قيادتهما‬

‫‪,,‬‬

‫ُ‬ ‫ذات سيادة تعرض خصوصية أو أمن الواليات املتحدة‬ ‫للخطر»‪.‬‬ ‫ه��ل ت��م ح��ل ت �ل��ك ال �خ�ل�اف��ات داخ� ��ل ف��ري��ق ت ��رام ��ب؟ ه��ذا‬ ‫غير واض��ح حتى اآلن‪ .‬ولكن م��ن غير امل��رج��ح أن يؤيد‬ ‫ال�ك��ون�غ��رس‪ ،‬ال��ذي يسيطر عليه ال�ج�م�ه��وري��ون‪ ،‬معاملة‬ ‫مميزة لبوتني‪ ،‬وق��د يمنع ترامب من املبالغة في مودته‬ ‫لروسيا‪.‬‬

‫بالتعامل معه بجدية كشريك مهم ومتساو معها‪ ،‬ويجب‬ ‫ُ‬ ‫ناقش القوى‬ ‫أن يكون على طاولة صناعة القرار عندما ت ِ‬ ‫العظمى الشؤون الدولية‪ .‬هذا طموح يبديه الكرملني بني‬ ‫وقت وآخر‪ ،‬ويعتقد بوتني أن رئاسة أوباما قوضته‪.‬‬ ‫وف��ي ح�ين رح��ب ب��وت�ين ب�ح��ذر بانتخاب ت��رام��ب رئيسا‬ ‫ل�ل��والي��ات امل�ت�ح��دة‪ ،‬ل��م يخجل م�س��ؤول��ون روس آخ��رون‬ ‫م��ن االب�ت�ه��اج‪ .‬ص��رح املتحدث باسم الكرملني ديمتري‬ ‫بيسكوف قائال‪« :‬إنه حدث استثنائي أن يتشابه بوتني‬

‫وترامب في أسلوبهما الفكري في السياسة الخارجية»‪،‬‬ ‫كما ظهر في خطاباتهما األخيرة‪ .‬وأشار بيسكوف أيضا‬ ‫إلى أن ترامب قد يصل إلى إعادة بناء العالقات األميركية‬ ‫الروسية عن طريق إبطاء أو إيقاف عملية توسع الناتو‬ ‫بالقرب من الحدود الروسية‪.‬‬ ‫ومنذ فوز ترامب‪ ،‬أكد مسؤولون روس (من بينهم نائب‬ ‫وزي ��ر ال�خ��ارج�ي��ة س�ي��رغ��ي ري��اب �ك��وف) ع�ل��ى أن خ�ب��راء‬ ‫ال�ح�ك��وم��ة ال��روس �ي��ة أق��ام��وا ات �ص��االت م��ع ف��ري��ق ت��رام��ب‬ ‫أثناء الحملة االنتخابية‪ .‬ولكن في الصيف املاضي‪ ،‬قال‬ ‫بيسكوف إن «الرئيس بوتني لم يتصل بترامب مطلقا‪ ،‬ولم‬ ‫يتحدث معه مطلقا‪ ،‬وال حتى عبر الهاتف‪ .‬وكذلك األمر‬ ‫بالنسبة لجميع العاملني معه»‪.‬‬ ‫يبدو أن ترامب يعتزم أن يكون زعيما برغماتيا يتخذ نهجا‬ ‫برغماتيا في العالقات الدولية‪ .‬وفي األجل القريب‪ ،‬ربما‬ ‫تساعد «إعادة العالقات» بقيادة ترامب على تخفيف بعض‬ ‫التوترات املباشرة مع موسكو‪ ،‬ولكن ال ينطبق هذا التوقع‬ ‫على العالقات األميركية الروسية على املدى البعيد‪ .‬إذا نفذ‬ ‫ترامب جميع وع��وده املتعلقة بالسياسة الخارجية‪ ،‬فلن‬ ‫تكون العالقات مع موسكو الشيء الوحيد الذي سيشهد‬ ‫تحوال هائال‪ .‬من املرجح جدا أن يشهد عام ‪ 2017‬عصرا‬ ‫مختلفا تماما للنظام العاملي بعد أن يتولى دونالد ترامب‬ ‫رئاسة الواليات املتحدة األميركية <‬ ‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪23‬‬

‫أثار انتخاب دونالد ترامب ليكون رئيس الواليات املتحدة األميركية رقم ‪45‬‬ ‫شكوكا كبيرة في النقاش الدائر حول مستقبل العالقات األميركية الروسية‪.‬‬ ‫في وقت سابق من العام الحالي‪ ،‬أصبحت روسيا متهمة بالتدخل في العملية‬ ‫االنتخابية األم�ي��رك�ي��ة ب��االت�ص��ال م��ع حملة ت��رام��ب‪ ،‬واالش �ت��راك ف��ي هجمات‬ ‫إلكترونية ضد الواليات املتحدة‪.‬‬

‫عدد القضايا املثيرة للنزاع بني البلدين يتجاوز قتال «داعش» في سوريا‬

‫مستقبل العالقات األميركية ـ الروسية تحت رئاسة ترامب‬

‫موسكو‪ :‬مايا أوتاراشفيلي‬ ‫ب�ع��د ت�ت�ب��ع أح ��دث ال �ح��االت ال�ش�ه�ي��رة ال �ت��ي تم‬ ‫فيها نشر وث��ائ��ق اللجنة الوطنية ف��ي الحزب‬ ‫ال��دي �م �ق��راط��ي ب��اإلض��اف��ة إل ��ى رس��ائ��ل ال�ب��ري��د‬ ‫اإللكتروني الخاصة بهيالري كلينتون أثناء توليها وزارة‬ ‫الخارجية والتي نشرها موقع «ويكيليكس»‪ ،‬تم اكتشاف‬ ‫أن مصدرها املباشر في روسيا‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تدل‬ ‫مجموعة واسعة من القضايا املثيرة للنزاع بني أميركا‬ ‫وروسيا على أن اإلدارة القادمة ستحتاج إلى الصرامة‬ ‫في التعامل مع روسيا‪ .‬ولكن السيد ترامب ونائب الرئيس‬ ‫املنتخب مايك بنس بعثا برسائل متضاربة إلى الناخبني‬ ‫األميركيني بشأن ما ستبدو عليه سياسة أميركا تجاه‬ ‫روس �ي��ا ف��ي ظ��ل ق�ي��ادت�ه�م��ا‪ .‬وي �ب��دو أن االث �ن�ين ي�ت�خ��ذان‬ ‫موقفني مختلفني‪.‬‬ ‫وأعرب مسؤولون روس‪ ،‬من بينهم الرئيس بوتني‪ ،‬قبولهم‬ ‫الحذر وأيضا تأييدهم الكامل لترامب في فترات مختلفة‬ ‫ط��وال الحملة االنتخابية‪ .‬ي�ب��دو أن ه�ن��اك اس�ت�ع��دادا في‬ ‫روسيا للعمل عن قرب مع إدارة ترامب على حل قضايا‬ ‫عاملية تشترك فيها كل من ال��والي��ات املتحدة وروسيا‪.‬‬ ‫كيف ستبدو العالقات األميركية الروسية تحت رئاسة‬ ‫ترامب؟ من الصعب للغاية توقع ذلك نظرا للغموض العام‬ ‫لخطط ترامب في السياسة الخارجية‪ ،‬ولكن كما تشير‬ ‫الدالئل املتاحة يجب توقع ذوبان حالة الجمود الراهنة بني‬ ‫البلدين والتي تسببت بها العقوبات‪.‬‬ ‫موقف ترامب من روسيا‬ ‫يبدو أن موقف دونالد ترامب من روسيا يدعو إلى تسوية‬ ‫العالقات التي يطغى عليها التوتر في الوقت الراهن بسبب‬ ‫أمرين يؤمن بهما ترامب‪ :‬أوال أن روسيا قوة نووية كبرى‪،‬‬ ‫وثانيا أنها تحارب «داعش» في سوريا‪ .‬ويبدو أن هذين‬ ‫األم��ري��ن‪ ،‬باإلضافة إل��ى العالقات التجارية‪ ،‬شكال نهج‬ ‫ترامب «البرغماتي» في السياسة الخارجية‪.‬‬ ‫ف��ي مناظرته الرئاسية الثانية م��ع كلينتون ف��ي التاسع‬ ‫م��ن أكتوبر (تشرين األول)‪ ،‬أوض��ح ت��رام��ب فكرته عن‬ ‫روسيا فيما يتعلق بسوريا‪« :‬ال أحب األسد مطلقا‪ ،‬ولكنه‬ ‫يقاتل (داع��ش)‪ ،‬وروسيا تقاتل (داع��ش)‪ ،‬وإي��ران تقاتل‬

‫‪22‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫(داعش)‪ ،‬وثالثتهم اصطفوا معا بسبب ضعف سياستنا‬ ‫الخارجية»‪ .‬في املناظرة الرئاسية الثالثة مع كلينتون في‬ ‫‪ 19‬أكتوبر (تشرين األول)‪ ،‬عندما واجه ضغطا للحديث‬ ‫عن دور روسيا في حملته االنتخابية‪ ،‬أجاب ترامب‪« :‬ال‬ ‫أع��رف بوتني‪ .‬إن��ه ق��ال أشياء لطيفة عني‪ ،‬وإذا تفاهمنا‬ ‫سيكون ذلك جيدا‪ ،‬إذا تقاربت روسيا والواليات املتحدة‬ ‫وح��ارب�ت��ا (داع� ��ش)‪ ،‬س�ي�ك��ون ذل��ك ج �ي��دا»‪ .‬وم ��رة أخ��رى‬ ‫ظهر إدراك ترامب القوي ملا تمثله روسيا كتهديد نووي‬ ‫محتمل في هذه املناظرة‪ ،‬حيث كرر أن روسيا قوة نووية‬ ‫«متنامية» على عكس الواليات املتحدة‪ ،‬نظرا المتالكها‬ ‫«‪ 1800‬رأس نووي»‪.‬‬ ‫ولكن ع��دد القضايا املثيرة للنزاع بني ال��والي��ات املتحدة‬ ‫وروسيا كبير‪ ،‬ويتجاوز كثيرا قتال «داعش» في سوريا‪.‬‬ ‫ضمت روسيا القرم إلى أراضيها‪ ،‬وتورطت في الصراع‬ ‫االنفصالي في شرق أوكرانيا‪ ،‬كما أنها تتحدى الناتو‬ ‫بمعارضتها لتوسعه ش��رق��ا وت�ه��دد ب��إث��ارة ص��راع في‬ ‫منطقة بحر البلطيق‪ .‬ال يبدو أن تلك القضايا في أجندة‬ ‫السياسة الخارجية التي يتبناها ترامب‪ ،‬ولكنها مهمة‬ ‫لبوتني‪ .‬لذلك يمكن أن يتوقع امل��رء أن ش��رق أوروب��ا‪ ،‬إن‬ ‫لم يكن الناتو‪ ،‬سوف يكون ورقة مساومة في الوصول‬ ‫إلى اتفاق بشأن سوريا‪ .‬فكيف سيكون شكل االتفاق‬ ‫األميركي الروسي بشأن سوريا‪ .‬األمر غير واضح على‬ ‫اإلطالق‪ ،‬ولكن من املرجح أن تتقدم فيه روسيا‪.‬‬ ‫في املقابل‪ ،‬روسيا حليفة إليران والصني‪ .‬وتظهر الدولتان‬ ‫في ص��دارة أجندة ت��رام��ب‪ .‬في خطة ترامب ذات النقاط‬ ‫ُ‬ ‫السبع إلع��ادة بناء االقتصاد األم�ي��رك��ي‪ ،‬ذك��رت الصني‬ ‫ف��ي ث�لاث ن�ق��اط‪ .‬ي�ق��ول ت��رام��ب إن��ه يعتزم إع�ل�ان الصني‬ ‫كمتالعبة بالعملة‪ ،‬عن طريق «رفع قضايا تجارية ضد‬ ‫ال�ص�ين‪( ..‬بسبب) سلوك دع��م غير ع��ادل» و«استخدام‬ ‫كل السلطات الرئاسية املشروعة لحل النزاعات التجارية‬ ‫إذا لم توقف الصني أنشطتها غير املشروعة‪ ،‬بما فيها‬ ‫سرقتها ألس��رار التجارة األميركية»‪ .‬ع�لاوة على ذلك‪،‬‬ ‫وصف ترامب االتفاق النووي اإليراني بأنه «أسوأ اتفاق‬ ‫على اإلطالق» ولم يخف بغضه إليران‪ .‬وفي مقابلة أجريت‬ ‫معه مؤخرا‪ُ ،‬سئل ترامب عن التهديد النووي القادم من‬ ‫كوريا الشمالية‪ ،‬فأجاب بأن «الصني تسيطر على كوريا‬ ‫الشمالية»‪ ،‬وأن «أقرب شريكة لكوريا الشمالية هي إيران»‪.‬‬ ‫وه �ك��ذا ف��ي ع��ال��م م��ن امل�ت��وق��ع أن ي��واج��ه ح�ل�ف��اء روس�ي��ا‬

‫ص�ع��وب��ات م��ع ال��والي��ات امل�ت�ح��دة‪ ،‬ه��ل ستتمكن روسيا‬ ‫م��ن إع ��ادة ال�ع�لاق��ات ب�ن�ج��اح م�ع�ه��ا؟ رب�م��ا ال ي�ك��ون ذل��ك‬ ‫مستحيال‪ ،‬نظرا لتعبير ترامب عن إعجابه ببوتني‪ .‬وحتى‬ ‫اآلن تشير ال��دالئ��ل إل��ى أن روسيا ربما تستطيع إقامة‬ ‫عالقة خاصة مع إدارة ترامب وأن تتلقى معاملة مميزة‪.‬‬ ‫موقف مايك بنس والحزب الجمهوري ال يزال‬ ‫ً‬ ‫صارما تجاه روسيا‬ ‫ت��واج��ه اح�ت�م��ال�ي��ة ح ��دوث ت �ق��ارب وت �س��وي��ة م��ع روس�ي��ا‬ ‫تعارضا ح��ادا م��ع م��واق��ف العديد م��ن خ�ب��راء السياسة‬ ‫وس�ج��ل السياسة ال�خ��ارج�ي��ة في‬ ‫ال�خ��ارج�ي��ة األم�ي��رك�ي��ة ِ‬ ‫الحزب الجمهوري‪ .‬وبالفعل واجه ترامب تشكك الكثيرين‬ ‫من خبراء السياسات الخارجية الجمهوريني‪ .‬باإلضافة‬ ‫إل��ى ذل��ك‪ ،‬ينتمي مايك بنس نائب الرئيس ال��ذي اختاره‬ ‫ترامب إلى مدرسة الحزب الجمهوري السائدة‪ .‬في أثناء‬ ‫مناظرة نائبي الرئيس‪ ،‬اتخذ بنس موقفا صارما بشأن‬ ‫روسيا‪ ،‬بل وتحدث عن حقيقة أن روسيا متورطة في‬ ‫هجوم إلكتروني ضد الواليات املتحدة‪ .‬ولم يتجنب بنس‬ ‫إط�لاق تصريحات جريئة عن روسيا قائال‪« :‬يجب أن‬ ‫ت�ك��ون ه�ن��اك ت��داع�ي��ات ش��دي��دة على روس�ي��ا أو أي دول��ة‬

‫كريس دويل‬

‫> ل � �ع � �ق� ��ود م � ��ن ال � ��زم � ��ن ك � ��ان � ��ت ال � �ع �ل�اق� ��ات‬ ‫البريطانية األميركية ق��وي��ة ج��دا‪ ،‬ومميزة‬ ‫في مجال التعاون االقتصادي والعسكري‬ ‫ال��ذي ك��ان التعاون فيه والتحالفات مميزة‬ ‫خاصة دوليا‪ .‬هل ستتغير األمور بعد تولي‬ ‫ترامب الرئاسة؟‬ ‫‪ -‬على إدارة ترامب أن تحرص على تكوين عالقات‬

‫على إدارة ترامب أن‬ ‫تحرص على تكوين‬ ‫عالقات قوية مع بريطانيا‬ ‫ودعمها‬

‫> ه��ل س�ي�ك��ون ل�ت��رام��ب فعليا ال �ق��درة على‬ ‫ات�خ��اذ ق ��رارات مصيرية‪ ،‬وإل �غ��اء اتفاقيات‬ ‫وخ �ل��ق ت �ح��ال �ف��ات ج ��دي ��دة ق ��د ت �غ �ي��ر م�س��ار‬ ‫عالقات بالده؟‬ ‫ رغم التصريحات اإليجابية تجاه فالديمير بوتني‬‫وروسيا‪ ،‬فإنه من غير الواضح كيفية تطبيق هذا‬ ‫على أرض الواقع‪.‬‬ ‫وما يزيد املسائل غموضا هو تصريحاته بأنه لن‬ ‫يتخلى عن اتفاقية إيران بل سيقوم بمراجعتها‪،‬‬ ‫وف ��ي ه ��ذا ت�ل��وي��ح إلي� ��ران ب �ض ��رورة االل� �ت ��زام بكل‬ ‫تفاصيل االتفاقية‪ ،‬ترامب ال يريد الحرب<‬

‫‪,,‬‬

‫‪,,‬‬

‫وك��ان��ت ت�ص��ري�ح��ات ت��رام��ب ت�ج��اه ه��ذا ال �ج��زء من‬ ‫املنطقة خالية من الوضوح ومعقدة‪ ،‬فبعد أن صرح‬ ‫في بداية حملته أنه سيكون حياديا تجاه املسألة‬ ‫الفلسطينية اإلس��رائ�ي�ل�ي��ة‪ ،‬ت��راج��ع ب�ع��ده��ا ليبدي‬ ‫دعمه إلسرائيل ووعد بنقل السفارة األميركية إلى‬ ‫القدس‪ ،‬وهذا محتمل‪.‬‬ ‫وفيما يبدو فإن ترامب يريد أن يسعى للتوصل إلى‬ ‫حل للنزاع الفلسطيني اإلسرائيلي‪ ،‬وهذا ما نرى أنه‬ ‫أساسا امتحان للقدرات التي يدعي امتالكها في‬ ‫املفاوضات وقدرته على حل النزاعات‪.‬‬ ‫لكن رغم هذا تبدو حظوظه ضعيفة جدا خاصة‬ ‫إذا لم يتمكن من الوقوف بحزم تجاه االتفاقيات‬ ‫اإلسرائيلية‪.‬‬

‫قوية مع بريطانيا ودعمها‪ ،‬وأن تتجاوز ردود أفعال‬ ‫السياسيني الذين انتقدوا بشدة الرئيس األميركي‬ ‫أثناء حملته االنتخابية وصداقته باليميني املتطرف‬ ‫نيجل فاراج‪.‬‬ ‫ورغ��م هذا فقد أب��دى ترامب مساندة قوية ورحب‬ ‫ب�ن�ت��ائ��ج االس �ت �ف �ت��اء ال ��ذي أدى مل �غ��ادرة بريطانيا‬ ‫االتحاد األوروب ��ي‪ ،‬املوقف ال��ذي لقي إعجابا لدى‬ ‫رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي‪.‬‬ ‫كما أرى أن بريطانيا ستدعم دعوة ترامب لحلف‬

‫ال�ش�م��ال األط�ل�س��ي للضغط ف��ي ات �ج��اه مساهمة‬ ‫الحلفاء في النفقات‪.‬‬ ‫وفيما يخص بقية املسائل يمكن أن تتحدد بعد‬ ‫متابعة ما سيحدث‪ ،‬وكيف سيتعامل ترامب مع‬ ‫م�س��ائ��ل م�ص�ي��ري��ة م�ث��ل ت�ح��دي��د طبيعة ال�ع�لاق��ات‬ ‫األميركية الروسية‪.‬‬ ‫وإذا تعامل ترامب مع بوتني بالطريقة التي ينتظرها‬ ‫األوروبيون فإن هذا سيخلق جوا من القلق بالتأكيد‬ ‫سيؤثر على العالقات مع أميركا‪.‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪21‬‬

‫فوز املرشح األميركي دونالد ترامب بمقعد الرئاسة في أميركا‪ ،‬ألهب الجدل الذي بدأ مع بداية الحملة االنتخابية في الواليات‬ ‫املتحدة األميركية‪ .‬ومواقف الرجل التي كان فيها «تطرف» تجاه بعض املسائل املصيرية‪ ،‬أثار القلق بعد فوزه‪ ،‬واألعني اآلن‬ ‫على البيت األبيض في انتظار ما سيفعله ترامب‪ ،‬خاصة بعد التناقضات التي جاءت في تصريحاته أثناء الحملة مما زاد‬ ‫األمور ضبابية‪« .‬املجلة» التقت كريس دويل مدير منظمة «مجلس تعزيز التفاهم العربي البريطاني (كابو)»‪ ،‬وكان لنا معه‬ ‫حوار إليكم نصه‪:‬‬

‫مدير منظمة «مجلس تعزيز التفاهم العربي البريطاني» قال لـ‬

‫على العرب التعامل مع ترامب بحذر‬

‫كريس دويل‪ :‬الرئيس األميركي املنتخب ال يريد الحرب‬ ‫> من الحكمة أال يضع العرب مشاكل املنطقة على طاولة الرئيس األميركي‬

‫لندن‪ :‬نادية التركي‬ ‫> تطرح الكثير من التساؤالت حول‬ ‫سياسة ال��رئ�ي��س األم�ي��رك��ي الجديد‬ ‫دونالد ترامب تجاه العرب وتحديدا‬ ‫تجاه منطقة الخليج‪ ،‬وأنه يتجه نحو العمل‬ ‫ع �ل��ى ت�غ�ي�ي��ر ط�ب�ي�ع��ة ال �ع�ل�اق��ات األم �ي��رك �ي��ة‬ ‫العربية‪ ،‬كيف ترون سياسته مستقبال تجاه‬ ‫املنطقة؟‬

‫كحليف يوفر الحماية األمنية‪ ،‬عليهم التأكد من أن‬ ‫الرئيس األميركي الجديد سيعمل على ضمان أنه‬ ‫يتلقى الثمن الذي يريد مقابل هذه الحماية‪.‬‬ ‫وقد يشمل االتفاق املعمول به حاليا بني دول حلف‬ ‫ال�ش�م��ال األط�ل�س��ي‪ ،‬وه��و أن ك��ل حليف ينفق في‬ ‫الحلف ‪ 2‬في املائة من دخله القومي‪ ،‬دول منطقة‬ ‫الشرق األوسط مستقبال‪.‬‬ ‫ويبدو ظاهريا أن ترامب سيتوخى سياسة انعزالية‬ ‫لبالده‪ ،‬حيث صرح من قبل بأنه ضد حرب العراق‪،‬‬ ‫وهنا يبدو أنه لن يكون مختلفا عن أوباما رغم أنه‬ ‫لم يقل هذا علنا‪.‬‬ ‫ولن يهدد بإقامة منطقة حظر جوي في سوريا‪،‬‬ ‫مع أنه أكد أنه سيسحق «داعش»‪ ،‬وبما أن سياسة‬ ‫أم�ي��رك��ا مختلفة ع��ن روس�ي��ا ال�ت��ي تقصف فعليا‬ ‫«داعش» في سوريا والعراق‪ ،‬التساؤل هنا هو ما‬ ‫الذي سيفعله ترامب ليحقق وعده بالقضاء على‬ ‫«داعش»؟ هل سيرسل املزيد من القوات الخاصة؟‬

‫ من أجل فهم هذه املسألة وإعطاء إجابة دقيقة ال‬‫يمكن الفصل بني امللفات الداخلية وما سيواجهه‬ ‫داخل الواليات املتحدة األميركية من جهة‪ ،‬وسياسة‬ ‫الرئيس الجديد تجاه الخارج‪.‬‬ ‫ولكن ما يمكن تأكيده أنه وبالنسبة لترامب أميركا‬ ‫تأتي أوال‪ ،‬ولن يركز في عمله على القيم الكونية‬ ‫واملسائل التي تخص حقوق اإلنسان‪ ،‬وحسب ما‬ ‫ن��رى ف��إن��ه ل��ن يتخذ أي خ�ط��وة ف��ي أي ات�ج��اه دون‬ ‫بها‬ ‫الوضع في اعتباره أوال الفائدة التي ستعود‬ ‫> ما الذي على العرب فعله حاليا ملواجهة‬ ‫على أميركا وعلى الرئاسة‪.‬‬ ‫السيناريوهات الجديدة‪ ،‬وخاصة السياسة‬ ‫اإليرانية‬ ‫االتفاقية‬ ‫لترامب‬ ‫ومن هذا املنطلق بالنسبة‬ ‫األميركية التي من املحتمل أن تتغير تجاه‬ ‫ال تقوم أساسا على نزع السالح بقدر استثمارها‬ ‫بما يمكن أن تعزز به تقبل القوة األميركية‪ ،‬وكذلك‬ ‫للحفاظ على رضا الجمهوريني في الكونغرس‪.‬‬ ‫وع�ل��ى ت��رام��ب أن ي�ك��ون ش��دي��د ال �ح��ذر وأن يلتزم‬ ‫بالنسبة لترامب االتفاقية‬ ‫بالوعود التي عرضها لناخبيه‪ .‬هو أكد أنه سيفكك‬ ‫اتفاقيات اقتصادية سبق وأن عقدتها بالده‪ ،‬وحاليا‬ ‫ال أرى أي مجال معه إلبرام أي اتفاقيات اقتصادية اإليرانية ال تقوم أساسا على‬ ‫مع دول أوروبا‪.‬‬ ‫ستواصل معامالتها التجارية مع منطقة نزع السالح بقدر استثمارها‬ ‫إدارت��ه‬ ‫لترامب‬ ‫بالنسبة‬ ‫أساسا‬ ‫األمر‬ ‫لكن‬ ‫األوسط‬ ‫الشرق‬ ‫بما يمكن أن تعزز به تقبل‬ ‫هو ضرورة ملساعدته على حل مشاكله الداخلية‬ ‫القوة األميركية‬ ‫وأساسا سوق العمل‪.‬‬ ‫> ما هي سياساته جتاه حتديد معالم الوجود‬ ‫األمريكي يف املنطقة العربية؟‬ ‫‪ -‬بالنسبة ل��دول املنطقة التي تعتمد على أميركا‬

‫‪,,‬‬

‫‪,,‬‬

‫‪20‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫العرب واملسلمني؟‬ ‫ على العرب أن يكونوا مستعدين للعمل مع إدارة‬‫ترامب لكن بحذر‪ ،‬مع التحسب من أن الطريق لن‬ ‫يكون خاليا من بعض املطبات والعقبات‪.‬‬ ‫ه ��ذا ال��رئ �ي��س ت�ج��رب�ت��ه م� �ح ��دودة ج ��دا ف��ي م�ج��ال‬ ‫العالقات الدولية وتحديدا الشرق األوسط‪ ،‬سيبحث‬ ‫عن الصفقات والحلول باألساس‪ .‬وسيقيم األوضاع‬ ‫والعالقات حسب الفرص التي يمكنه االستفادة‬ ‫منها‪ ،‬وسيبحث عمن يدعمه‪.‬‬ ‫وأرى أنه من الحكمة أال يضع العرب مشاكل املنطقة‬ ‫ع�ل��ى ط��اول��ة ال��رئ�ي��س األم �ي��رك��ي‪ ،‬ألن�ه��م ك��ان��ت لهم‬ ‫تجارب مع من سبقوه ول��م تنجح‪ ،‬أوباما لم يكن‬ ‫يريد أن يوفر الحلول لألزمات التي مرت بها منطقة‬ ‫الشرق األوس��ط‪ ،‬وأش��ك في أن ترامب سيفعل‪ ،‬أو‬ ‫يساعد في توفير الحلول‪.‬‬ ‫وت�ع�ك��س س�ي��اس��ة ت��رام��ب ال��داخ �ل �ي��ة ت �ج��اه ال�ع��رب‬ ‫وت �ح��دي��دا امل�س�ل�م�ين امل�ق�ي�م�ين ف��ي ب�ل��اده م��واق�ف��ه‬ ‫املتوقعة‪ ،‬وعالقاته مع الدول العربية‪.‬‬ ‫فتصريحات ترامب بمنع دخول املسلمني ألميركا‪،‬‬ ‫وت �ك��وي��ن ق ��اع ��دة إل �ك �ت��رون �ي��ة خ��اص��ة ب��امل�س�ل�م�ين‬ ‫املهاجرين املقيمني في بالده ال تبدو أمورا مريحة‪.‬‬ ‫وأرى أنه على ترامب تخفيف حدة الخطاب املوجه‬ ‫ضد املسلمني لتخفيف املناخ املتوتر ال��ذي خلقه‬ ‫لشحن مؤيديه‪ ،‬وكذلك مستشاريه األساسيني‪.‬‬ ‫> كخبير في شؤون املنطقة وخاصة الشأن‬ ‫السوري والفلسطيني‪ ،‬كيف ترى مستقبل‬ ‫هذه الدول بعد تسلم ترامب مقاليد الحكم؟‬ ‫ كنت في القدس عندما استيقظت على خبر فوز‬‫دون��ال��د ت��رام��ب باالنتخابات الرئاسية األميركية‪،‬‬ ‫ورغم الفزع الذي هز طبقة كبيرة في املنطقة العربية‬ ‫واإلسالمية‪ ،‬خاصة للمخاوف من تأثير سياسة‬ ‫الرئيس الجديد على العرب واملسلمني واملنطقة‪ ،‬إال‬ ‫أن األمر لم يفزع الفلسطينيني‪ ،‬ألنه وبالنسبة لهم‬ ‫األمر سواء ولن يختلف كثيرا إذا ما فازت هيالري‬ ‫كلينتون‪.‬‬

‫‪,,‬‬

‫املبلغ الذي تم اإلفراج‬ ‫عنه لصالح إيران‬ ‫يساوي املبلغ الذي أنفقته‬ ‫الحكومة األميركية على‬ ‫خطة مارشال‬

‫‪,,‬‬

‫س��وف تمتلك اإلدارة ال�ج��دي��دة مصداقية أك�ب��ر م��ن اإلدارة‬ ‫الحالية ف��ي تغيير ه��ذا االت�ج��اه‪ .‬كانت البنوك واملؤسسات‬ ‫امل��ال�ي��ة األخ ��رى تتحرك ب�ب��طء نحو ال�ت�ع��اون م��ع إي ��ران قلقا‬ ‫من حدوث نتائج عكسية ومكلفة‪ .‬وقد أكد انتخاب ترامب‬ ‫غير امل�ت��وق��ع م��ا ي�ح��ذرون��ه‪ .‬ق��د تستطيع إدارة ت��رام��ب‪ ،‬عن‬ ‫طريق وض��ع هيئات إيرانية إضافية على القوائم السوداء‬ ‫بسبب عالقاتها ب��اإلره��اب أو لنشر صواريخ باليستية أو‬ ‫النتهاكات حقوق اإلن�س��ان‪ ،‬وكذلك بفرض غ��رام��ات كبيرة‬ ‫على الشركات التي تتعامل معها‪ ،‬أن تزيد مخاطر التعامل‬ ‫مع إي��ران‪ ،‬مشيرة بوضوح إلى أنها ال تسمح بعودة العمل‬ ‫كاملعتاد م��ع الجمهورية اإلس�لام�ي��ة‪ .‬وال�ه��دف م��ن مثل تلك‬ ‫الخطوة له وجهان‪ :‬التأكيد على جدية الواليات املتحدة في‬ ‫تنفيذ شروط االتفاق‪ ،‬مع الحد من املصادر التي تستطيع‬ ‫إي��ران استخدامها لتنفيذ مطامعها االستراتيجية‪( .‬ربما‬ ‫تغضب الحكومة اإليرانية بشأن أي قيود جديدة‪ ،‬ولكن من‬ ‫جهتها يمكن أن تخفف رد فعلها إدراك��ا منها للتداعيات‬ ‫املدمرة نتيجة الضغوط السابقة متعددة األطراف)‪.‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬يجب أن تركز إدارة ترامب على التزام إيران باالتفاق‪.‬‬ ‫كانت إدارة أوباما التي تبنت االتفاق وصدقت في إمكانية‬ ‫حدوث انفراجة مع طهران تنأى عن مساءلة النظام اإليراني‬ ‫سواء عن خرق االتفاقية أو عن أنشطة ذات صلة تنتهك روح‬ ‫االتفاقية – مثل تجارب إطالق الصواريخ الباليستية املتكررة‪.‬‬ ‫في أثناء حملته االنتخابية‪ ،‬تعهد ترامب بفرض عقوبات‬ ‫على إي��ران بسبب تلك االن�ت�ه��اك��ات‪ .‬ويمكن أن تبدأ إدارت��ه‬ ‫هذه العملية بإصدار تفويض إلج��راء عمليات مراقبة أكثر‬ ‫صرامة على التزام إيران ببنود االتفاقية‪ ،‬عبر فرق تفتيش‬ ‫الوكالة الدولية للطاقة الذرية‪ ،‬وطرق أخرى مستقلة‪ ،‬وتوضيح‬ ‫العقوبات (االقتصادية والسياسية وحتى العسكرية) التي‬

‫س ��وف ت�ف��رض�ه��ا واش �ن �ط��ن إذا ف�ش�ل��ت ط �ه��ران ف��ي ال��وف��اء‬ ‫بتعهداتها – وهو جانب غائب عن نهج إدارة أوباما حتى اآلن‪.‬‬ ‫وأخ�ي��را يجب أن تركز إدارة ت��رام��ب على تقييد املغامرات‬ ‫اإليرانية‪ .‬يبدو أن االتفاقية الشاملة للبرنامج النووي سمحت‬ ‫إليران بالتوسع في أهدافها االستراتيجية في الشرق األوسط‬ ‫وما وراءه إلى حد كبير‪ .‬في يونيو (ح��زي��ران) عام ‪،2015‬‬ ‫قبل إتمام االتفاق النووي رسميا‪ ،‬كشف خامنئي عن خطة‬ ‫التنمية السادسة لحكومته‪ ،‬والتي تدعو إلى زي��ادة ميزانية‬ ‫الدفاع الوطني بمقدار الثلث (وكانت تبلغ حينها ‪ 14‬مليار‬ ‫دوالر)‪ ،‬لتصل إل��ى ‪ 5‬في املائة من الناتج املحلي اإلجمالي‬ ‫في إيران‪ .‬ويبدو أن هذه الزيادة تعتمد على قدرة إيران على‬ ‫الحصول على موارد إضافية نتيجة لالتفاق النووي‪ .‬ومنذ‬ ‫ذلك الحني‪ ،‬نجحت إيران في تحقيق هذه األولوية‪ ،‬حيث عقدت‬ ‫اتفاقيات للحصول على م�ع��دات عسكرية بقيمة مليارات‬

‫الدوالرات مع كل من الصني وروسيا‪ ،‬ورفعت حجم الدعم الذي‬ ‫تقدمه إلى وكالئها املتطرفني في املنطقة (مثل «حزب الله»‬ ‫وامليليشيات الشيعية في العراق)‪ .‬بالنسبة لواشنطن‪ ،‬يتوقف‬ ‫دعم االستقرار في الشرق األوسط على إيقاف ذلك التقدم‬ ‫وعلى تنفيذ سياسات – من ترتيبات ال��دف��اع الصاروخي‬ ‫اإلقليمية وتعزيز التعاون في مجال مكافحة اإلره��اب مع‬ ‫حلفاء أميركا – يمكن أن تردع إيران التي أصبحت أكثر جرأة‬ ‫أو تواجهها بقوة متوازنة‪.‬‬ ‫الخطاب والواقع‬ ‫ليس من املفاجئ أن يتلقى مسؤولون إيرانيون انتخاب ترامب‬ ‫غير املتوقع بسلسلة من اإلدان��ات‪ .‬صرح الرئيس اإليراني‬ ‫حسن روحاني ب��أن الرئيس الجديد ال يمتلك سلطة إلغاء‬ ‫االتفاق النووي ألن «اتفاق» إيران في املسألة النووية وضع‬ ‫عالقاتها مع دول أخرى في «طريق نمو ال رجعة فيه»‪ .‬ولكن‬ ‫يكمن خلف الوعيد اإليراني شعور بالفزع من أن إيران‪ ،‬التي‬ ‫تمتعت بحرية هائلة ف��ي عهد أوب��ام��ا‪ ،‬ق��د تصبح م��ن أكبر‬ ‫الخاسرين نتيجة لسياسة ترامب الخارجية‪.‬‬ ‫ه��ذا خ��وف له مبرر‪ .‬من املحتمل أن ينذر ق��دوم ترامب إلى‬ ‫البيت األبيض بتحول هائل في أسلوب الواليات املتحدة مع‬ ‫إيران‪ .‬ويظل حجم ذلك التغيير الجوهري غير معلوم‪ ،‬ولكن‬ ‫الرئيس الجديد لديه دافع واضح لسحب سياسة إدارة أوباما‬ ‫تجاه الجمهورية اإلسالمية‪ .‬وكما هو واضح‪ ،‬يملك ترامب‬ ‫وسيلة البدء في ذلك‬ ‫* نائب رئيس مجلس السياسة الخارجية األميركية‬ ‫(فورين أفيرز)‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪19‬‬

‫تتصدر عالقة الواليات املتحدة بإيران قضايا السياسة الخارجية التي سوف تواجه الرئيس املنتخب دونالد ترامب‪.‬‬ ‫املرشحني الجمهوريني اآلخرين‪ ،‬كان ترامب معارضا قويا منذ البداية لالتفاقية الشاملة للبرنامج النووي اإليراني‪،‬‬ ‫مثل كثير من‬ ‫ُ‬ ‫وهو االتفاق ال��ذي أب��رم في الصيف املاضي بني ست قوى عاملية وإي��ران‪ .‬ولكن اتخذ ترامب مواقف متناقضة بشأن االتفاق‬ ‫على مدار حملته االنتخابية‪ ،‬إذ وعد في بعض األحيان بتمزيق االتفاقية‪ ،‬وفي أحيان أخرى أشار إلى أنه سوف ُي َع ِّدلها فقط‪.‬‬

‫مواقف متناقضة للرئيس املنتخب بشأن االتفاق النووي خالل حملته االنتخابية‬

‫ترامب وإيران‪ ..‬ما الذي تستطيع أن تفعله واشنطن؟‬ ‫م��ن امل��رج��ح أن يفضل ت��رام��ب حكومته‪ ،‬املسار‬ ‫الثاني‪ .‬ربما يكون من غير العملي ألسباب عدة أن‬ ‫تطيح إدارته باالتفاقية تماما‪ .‬ولكن هناك الكثير‬ ‫الذي يمكن أن تفعله واشنطن فيما يتعلق بإيران‪ ،‬وخاصة عن‬ ‫طريق تنفيذ االتفاقية النووية بصرامة أكبر وتقييد محاوالت‬ ‫التوسع اإليرانية‪.‬‬ ‫ترتيبات عنيدة‬ ‫يعني وضع االتفاقية الشاملة للبرنامج النووي كاتفاق صادر‬ ‫بقرار رئاسي‪ ،‬وعدم كونها معاهدة رسمية‪ ،‬أن الرئيس املقبل‬ ‫يستطيع أن يلغي التزامات واشنطن بموجب االتفاقية‪ .‬ولكن‬ ‫ذلك لن يحل االتفاقية بالكامل ألنها متعددة األطراف‪ .‬وحتى‬ ‫لو انسحبت الواليات املتحدة من االتفاق فقد تستمر األطراف‬ ‫األخرى املوقعة عليه في تنفيذه على الرغم من ضغوط اإلدارة‬ ‫الجديدة التخاذ موقفا أكثر صرامة تجاه طهران‪.‬‬ ‫في الحقيقة يمكن أن يقرر ترامب فرض (أو إعادة فرض)‬ ‫عقوبات أحادية الجانب على شركات أميركية تقيم نشاطا‬ ‫تجاريا مع الجمهورية اإلسالمية‪ ،‬غير أن ذلك في حد ذاته لن‬ ‫يحقق الكثير من أجل الحد من أنشطة الشركات األجنبية التي‬ ‫بدأت تعود للعمل في السوق اإليرانية‪ ،‬حيث إن تلك الشركات‬ ‫ُ‬ ‫لن تتأثر بأي قيود جديدة تفرض على مؤسسات أميركية‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن احتمالية اتباع نهج صارم تجاه إيران قد‬ ‫توقف نشاط تلك الشركات األجنبية لفترة‪ ،‬فإن واشنطن لن‬ ‫تستطيع في النهاية سحب االتفاق دون املخاطرة بالوقوع في‬ ‫نزاعات تجارية كبرى مع دول مثل الصني وفرنسا‪ ،‬اللتني‬ ‫تنشغالن اآلن بزيادة أنصبتهما االقتصادية في الجمهورية‬ ‫اإلسالمية‪ .‬وبذلك لن ترغب إدارة ترامب املتحمسة لتهدئة‬ ‫األسواق العاملية شديدة التقلب في اللجوء لتلك االحتمالية‪.‬‬ ‫بمعنى أن��ه بغض النظر ع��ن وع��ود حملته االن�ت�خ��اب�ي��ة‪ ،‬قد‬ ‫يكتشف الرئيس الجديد ع��دم وج��ود إيجابيات كثيرة في‬ ‫إلغاء االتفاقية‪ ،‬وأن هناك سببا قويا يدعو لتعديل بنودها‬ ‫وعقوباتها قدر اإلمكان‪.‬‬ ‫أطماع حكومة طهران‬ ‫منذ البداية سعى االتفاق النووي إلى الحد من جانب واحد فقط‬ ‫من سلوك إيران املارق واملتعلق بمطامعها النووية املستمرة‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪,,‬‬

‫انسحاب الواليات املتحدة‬ ‫من االتفاقية النووية لن‬ ‫يلغيها الستمرار األطراف‬ ‫األخرى املوقعة عليها‬ ‫في تنفيذها‬

‫‪,,‬‬

‫واشنطن‪ :‬إيالن بيرمان‬

‫بيد أن ال�ف��وائ��د ال�ت��ي ع��ادت على إي ��ران منذ تنفيذ االت�ف��اق في العام املقبل بفضل االتفاق النووي‪.‬‬ ‫النووي كانت أوسع نطاقا‪ ،‬حيث عززت قوة االستراتيجية‬ ‫التي تتبعها طهران إقليميا وعامليا‪.‬‬ ‫تعزيز وجود إيران العسكري في املنطقة‬ ‫وفقا ألحد الشروط األساسية في االتفاق النووي‪ ،‬وافقت‬ ‫ال��والي��ات املتحدة وش��رك��اؤه��ا ف��ي مجموعة ‪( 1+5‬الصني إذا كانت التوقعات االقتصادية في إيران تحسنت في األساس‬ ‫وفرنسا وروسيا وبريطانيا وأملانيا) على السماح إليران منذ إبرام االتفاق النووي‪ ،‬فإن املشهد السياسي لم يتحسن‪.‬‬ ‫بالوصول إل��ى نحو ‪ 100‬مليار دوالر م��ن ع��ائ��دات النفط على ال��رغ��م م��ن أن البيت األب�ي��ض م��ارس ضغوطا لصالح‬ ‫املعلقة سابقا بناء على التنفيذ الرسمي لالتفاق الذي تم االتفاق النووي بالدفع بأن االتفاق سوف يساعد على تمكني‬ ‫في يناير (كانون الثاني)‪ .‬بالنسبة إليران يمثل ذلك مكسبا القوى املعتدلة داخل إيران‪ ،‬فإنه لم يحدث أي شيء من هذا‬ ‫هائال إذ يصل إلى نحو ربع الناتج املحلي اإلجمالي للدولة‪ .‬القبيل‪ .‬لم يؤد االتفاق النووي إلى تعزيز قوة اإلصالحيني في‬ ‫يشبه ذلك املبلغ نسبيا حصول الواليات املتحدة على دفعة إيران‪ ،‬بل ساعدت االنتخابات في الشهور األخيرة فقط على‬ ‫أم��وال بقيمة ‪ 4.2‬تريليون دوالر‪ .‬ووفقا لقيمة ال��دوالر في رسوخ الوضع الراهن للمحافظني في البالد‪ .‬كذلك يستمر‬ ‫الوقت الحالي‪ ،‬يساوي املبلغ ال��ذي تم اإلف��راج عنه لصالح العداء الذي تكنه طهران تجاه الواليات املتحدة كما هو‪ ،‬بل‬ ‫إيران تقريبا املبلغ الذي أنفقته الحكومة األميركية على خطة ويحذر مسؤولون إيرانيون رفيعو املستوى‪ ،‬منهم املرشد‬ ‫مارشال‪ ،‬التي غطت ‪ 17‬دولة أوروبية ملدة أربعة أعوام بعد األعلى آية الله علي خامنئي‪ ،‬من تطبيع العالقات مع الواليات‬ ‫الحرب العاملية الثانية‪.‬‬ ‫املتحدة‪ .‬معنى تلك التطورات واضح‪ .‬إيران ربحت جيدا من‬ ‫ع��ززت من تلك الفائدة املباشرة مجموعة من اإلج��راءات االتفاق النووي‪ ،‬إال أنها ليست مهتمة بإقامة عالقات أكثر‬ ‫األخرى‪ ،‬بداية من إعادة اندماج إيران في األسواق العاملية هدوءا مع الدولة املسؤولة في األساس عن جعل هذا االتفاق‬ ‫ع�ب��ر آل �ي��ات م�ث��ل ن �ظ��ام ال �س��داد اإلل �ك �ت��رون��ي ال ��ذي ت��دي��ره ممكنا‪.‬‬ ‫جمعية االت �ص��االت امل��ال�ي��ة ال�ع��امل�ي��ة ب�ين ال�ب�ن��وك لتسهيل ولكن ما نجح االتفاق في فعله هو إحياء املطامع اإليرانية‬ ‫حصول إيران على الدوالر األميركي‪ ،‬إلى التخفيف العام العاملية‪ .‬بعد معاناة استمرت ألع��وام تحت وط��أة العقوبات‬ ‫للعقوبات امل�ف��روض��ة على إي ��ران‪ ،‬مما تسبب ف��ي زي��ادة الدولية‪ ،‬وبإمكانيات محدودة لتحويل رؤيتها في السياسة‬ ‫األنشطة التجارية مع الدولة‪ .‬إذا جمعنا هذه األمور معا‪ ،‬الخارجية إل��ى واق��ع‪ ،‬تشن الجمهورية اإلسالمية اإليرانية‬ ‫سنجد أن تلك التغييرات وضعت إيران على طريق التعافي حملة توسعية كبيرة في الخارج‪ .‬بداية من تعزيز وجودها‬ ‫االقتصادي‪ .‬توقع صندوق النقد الدولي في الشهر املاضي العسكري في سوريا وحتى سعيها املتجدد للتعاون مع‬ ‫أن ينمو الناتج املحلي اإلجمالي في إيران إلى ‪ 4.5‬في املائة أميركا الالتينية‪ ،‬ال شك في أن إيران تسير في ذلك االتجاه‪.‬‬ ‫النفوذ وااللتزام‬ ‫سوف يكون التعامل مع إيران التي أصبحت أكثر جرأة واحدا‬ ‫من املهام األساسية التي تواجه اإلدارة القادمة‪ ،‬وسوف يتطلب‬ ‫وضع استراتيجية تركز على ثالث أولويات‪.‬‬ ‫أوال‪ ،‬ت�ح�ت��اج ال ��والي ��ات امل �ت �ح��دة إل ��ى إع� ��ادة ف ��رض ن�ف��وذه��ا‬ ‫االق�ت�ص��ادي ض��د إي��ران‪ .‬ولعل أس��وأ نتائج االت�ف��اق النووي‬ ‫ه��و رف��ع نظام العقوبات العاملي ض��د ال��دول��ة‪ .‬تسببت إدارة‬ ‫أوباما‪ ،‬من خالل جهودها في تشجيع زيادة التجارة مع إيران‬ ‫واستثمارها الفعلي في برنامج طهران النووي عن طريق‬ ‫شراء املياه الثقيلة الزائدة من املفاعالت اإليرانية‪ ،‬في اإلضرار‬ ‫بنظام العقوبات ال��ذي ت��م وضعه بمشقة ض��د الجمهورية‬ ‫اإلسالمية على مدار العقد ونصف العقد املاضيني‪.‬‬

‫عبد الفتاح السيسي خالل لقاء سابق مع دونالد ترامب في نيويورك قبل االنتخابات الرئاسية في الواليات املتحدة في ‪ 20‬سبتمبر ‪( .2016‬غيتي)‬

‫كل األنظار تتجه نحو واشنطن‬ ‫ال ت ��زال م�ع��ال��م س�ي��اس��ة ت��رام��ب ال�خ��ارج�ي��ة غ�ي��ر واض�ح��ة‪.‬‬ ‫وينتظر بعض حلفاء الواليات املتحدة في الشرق األوسط‬ ‫ما سيحدث‪ .‬أما البعض اآلخر فقد بدأ باالستعداد لتراجع‬ ‫دور الواليات املتحدة في الشرق األوسط‪ ،‬من خالل العمل‬ ‫أحادي الجانب‪ ،‬مثل تركيا في دفاعها عن حدودها الجنوبية‬ ‫م��ع س��وري��ا وال�ع��راق وإي ��ران‪ .‬لكن دوال أخ��رى مثل مصر‪،‬‬ ‫تسعى إلى تعزيز أمنها بهدوء عن طريق تحسني العالقات‬ ‫مع الصني وروسيا‪ ،‬في بعض األحيان يكون ذلك في ٍّ‬ ‫تحد‬

‫‪,,‬‬

‫قادة املنطقة مرتابون من‬ ‫السياسات التي يعتزمها‬ ‫دونالد ترامب في الشرق‬ ‫األوسط‬

‫‪,,‬‬

‫الفلسطيني اإلسرائيلي بصفة خاصة‪.‬‬ ‫إذا كان ترامب ُم ً‬ ‫صمما على أن ينأى بنفسه عن سياسات‬ ‫سابقيه ف��ي ال�ش��رق األوس��ط‪ ،‬سيكون م��ن املعقول افتراض‬ ‫أن استئناف امل�س��اع��ي الدبلوماسية املتوقفة ب�ين إسرائيل‬ ‫والفلسطينيني ل��ن يتصدر ج��دول أع�م��ال ت��رام��ب‪ .‬ف��ي داخ��ل‬ ‫ح�ك��وم��ة إس��رائ�ي��ل اليمينية‪ ،‬ه�ن��اك م��ن أب ��دى ت�ف��اؤل��ه بنتائج‬ ‫االنتخابات األميركية‪ ،‬حيث رأوا أن ترامب قد يمنح إسرائيل‬ ‫ق��درة أكبر على امل�ن��اورة في تعاملها مع الفلسطينيني‪ .‬بيد‬ ‫أن أوساطا أخرى في الحكومة تنتابها الشكوك حيال نوايا‬ ‫ترامب الحقيقية وقدرته على تجاوز مؤسسة السياسات في‬ ‫واشنطن‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بوعده االنتخابي بنقل السفارة‬ ‫األميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس‪.‬‬

‫واضح للواليات املتحدة ومصالحها‪.‬‬ ‫من املرجح أن يستمر ذلك‪ .‬بالنسبة ملعظم البلدان والقادة ال‬ ‫يعد التحوط أفضل خيار‪ .‬فهم يفضلون تقوية عالقاتهم مع‬ ‫الواليات املتحدة بشرط أن تبدي قيادة واثقة وحساسية أكبر‬ ‫تجاه مصالحهم واحتياجاتهم‪ .‬ويرون أن ترامب شخص قوي‬ ‫اإلرادة قادر على عقد الصفقات واحترامها مع أشخاص أقوياء‬ ‫أمثالهم‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬قد ترغب مصر في االعتقاد بأن‬ ‫ترامب شخص يمكن التعامل معه‪ .‬ليست مفاجأة أن يصدر‬ ‫الرئيس املصري عبد الفتاح السيسي تهنئة لترامب‪ ،‬قائال إنه‬ ‫واثق من أن الفترة الرئاسية الجديدة سوف تبث «حياة جديدة»‬

‫في العالقات املصرية األميركية‪ .‬من جهة السيسي‪ ،‬تعني‬ ‫«حياة جديدة» التخلي عن «إرث» أوباما وكلينتون‪ ،‬إذ ينتشر‬ ‫االعتقاد بدعمهما لجماعة اإلخوان املسلمني‪.‬‬ ‫وهناك أيضا من يعتقدون أن رغبة ترامب (واألميركيني بصفة‬ ‫عامة) في وضع ّ‬ ‫حد لتدخل الواليات املتحدة في الشرق األوسط‬ ‫قد تكون أقوى من أن يتم تجاهلها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يمتلك الشرق‬ ‫األوسط قدرة مؤكدة على فرض نفسه على واشنطن‪ .‬سوف‬ ‫تظل التحديات العاملية مثل منع انتشار أسلحة الدمار الشامل‬ ‫ومكافحة اإلرهاب مركزة في الشرق األوسط‪ .‬من املتوقع أن‬ ‫تمتد املشاكل التي تنبع من املنطقة إلى بقية أنحاء العالم في‬ ‫مرحلة ما في غضون أربعة إلى ثمانية أعوام‪ .‬وسوف تجبر‬ ‫الرئيس على التدخل بطريقة ما – وربما حتى يخالف ذلك‬ ‫اتجاهاته وتعهده بشعار «أميركا أوال»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫استقرارا في العالم‪.‬‬ ‫تعد منطقة الشرق األوسط من أقل املناطق‬ ‫ً‬ ‫استقرارا‪،‬‬ ‫ولن يجعلها الحد من دور الواليات املتحدة أكثر‬ ‫كما أن أي تغيير كبير في التزامات تحالف واشنطن سوف‬ ‫تكون له نتائج سلبية على املدى الطويل على كل من الحلفاء‬ ‫اإلقليميني والواليات املتحدة والنظام العاملي‪ .‬وفي ظل تفكك‬ ‫العالم العربي وزيادة إصرار إيران وروسيا‪ ،‬وأربع حروب دائرة‬ ‫في وقت واحد في املنطقة‪ ،‬سيواجه رئيس الواليات املتحدة‬ ‫الخامس واألرب�ع��ون مجموعة شاقة من ال�ق��رارات املصيرية‬ ‫تجاه الشرق األوسط<‬ ‫* كاتبان بمجلة (فورين أفيرز)‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪17‬‬

‫لم يتردد قادة الشرق األوسط في تهنئة دونالد ترامب على فوزه املفاجئ في االنتخابات األميركية‪ ،‬األمر الذي قد يكون‬ ‫نظرا ألن ً‬ ‫نظرا لخطابه املعادي للمسلمني‪ .‬لكن ال يجب االندهاش؛ ً‬ ‫مثيرا للدهشة‪ً ،‬‬ ‫ً‬ ‫عددا قليال فقط من قادة املنطقة‬ ‫أبدوا استحسانهم لفكرة فوز هيالري كلينتون التي كانت ستواصل نهج سياسات باراك أوباما تجاه إيران وسوريا‪.‬‬

‫قراءة في سياسة الرئيس األميركي الجديد بالشرق األوسط‬

‫الفارق بني ترامب املرشح وترامب الرئيس‬ ‫تل أبيب‪ :‬أهارون كليمان‬ ‫ويوئيل غوزنسكي*‬ ‫ال ي��زال ق��ادة املنطقة مرتابني في السياسات التي‬ ‫يعتزمها دون��ال��د ت��رام��ب ف��ي ال�ش��رق األوس ��ط‪ ،‬مما‬ ‫أدى إل��ى ت��زاي��د التكهنات ح��ول م��ا إذا ك��ان ترامب‬ ‫سيتمسك بمواقفه أم يتراجع عنها‪.‬‬ ‫يأمل العرب املحافظون وكذلك اإلسرائيليون على حد سواء‬ ‫في أن تنجح حكومة ترامب في تغيير السياسة التي انتهجها‬ ‫أوباما والتي كانت تعتمد ً‬ ‫أساسا على القيادة من الخلف‪ .‬وعلى‬ ‫وجه الخصوص‪ ،‬يريدون إشارات واضحة على التزام الواليات‬ ‫املتحدة تجاه حلفائها التقليديني‪ .‬لكن األميركيني املحافظني‪،‬‬ ‫مقارنة باملحافظني الجدد األكثر تشددا‪ ،‬يسعون ع��ادة إلى‬ ‫تجنب تشابك التحالفات‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بالشرق األوسط‪.‬‬ ‫وإذا ق��رر ت��رام��ب االل�ت��زام ب��وع��ده ف��ي «جعل ال��والي��ات املتحدة‬ ‫عظيمة مرة أخرى»‪ ،‬فقد يضطر حلفاء واشنطن في املنطقة‬ ‫إلى تجديد عملية البحث عن حلفاء آخرين لحماية مصالحهم‪.‬‬ ‫التحوط‪ :‬أسلوب الشرق األوسط‬ ‫من الصعب التوصل إلى قراءة واضحة لخيارات دونالد ترامب‬ ‫السياسية فيما يتعلق بالشرق األوسط‪ً ،‬‬ ‫نظرا ألنه لم يتحدث‬ ‫ً‬ ‫كثيرا عن السياسة الخارجية أثناء حملته االنتخابية‪ ،‬إذ واصل‬ ‫انتقاد أوب��ام��ا وكلينتون بسبب األخ�ط��اء التي ارتكباها في‬ ‫إيران والعراق وليبيا وسوريا‪ .‬وإذا كان هناك خيار بني إعادة‬ ‫االرتباط أو مزيد من التراجع‪ ،‬يخشى القادة العرب أن يختار‬ ‫ترامب التراجع عن التدخل األميركي الدبلوماسي والعسكري‬ ‫في املنطقة‪ .‬وفي خضم هذه الشكوك‪ ،‬قد يلجأ كثير من رؤساء‬ ‫ال��دول العربية إل��ى حلفاء مثل الصني أو روسيا أو الهند أو‬ ‫تركيا‪ ،‬ليؤدوا دورا أكبر‪ ،‬وبذلك يختل توازن القوى في املنطقة‬ ‫وحول العالم أيضا‪.‬‬ ‫منذ أواخر األربعينات في القرن املاضي‪ ،‬تعتبر أنظمة الشرق‬ ‫األوسط املحافظة واملوالية للغرب‪ ،‬مثل األردن ودول الخليج‪،‬‬ ‫ال��والي��ات املتحدة عماد دف��اع قويا جديرا بالثقة‪ .‬لكن خالل‬ ‫فترة حكم أوباما‪ ،‬بدأت تلك الثقة ّ‬ ‫تهتز‪ ،‬وتدهورت العالقات‬ ‫بني واشنطن وحلفائها العرب‪ ،‬خاصة بعد أن فشل أوباما‬ ‫في االلتزام بما سماه «الخط األحمر» الذي حذر فيه الرئيس‬ ‫السوري بشار األس��د في عام ‪ 2012‬من استخدام األسلحة‬ ‫الكيماوية ضد املعارضني السوريني‪ .‬وازدادت العالقات سوءا‬ ‫ف��ي ع��ام ‪ ،2015‬عندما ت��م ال�ت�ف��اوض والتوقيع على االت�ف��اق‬

‫‪16‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫النووي مع إيران‪ .‬وهو األمر الذي أدى إلى التشكيك في التزام‬ ‫ال��والي��ات املتحدة‪ ،‬وبالتالي ب��دأ الحكام العرب في البحث عن‬ ‫مصادر بديلة للدعم السياسي والدبلوماسي‪ ،‬وفي مقدمتها‬ ‫روسيا‪.‬‬ ‫على مدار العام املاضي‪ ،‬تمكن الرئيس الروسي فالديمير بوتني‬ ‫م��ن ش��ن هجوم كبير ف��ي منطقة ال�ش��رق األوس��ط م��ن خالل‬ ‫فرض سيطرته على الحرب في سوريا‪ .‬ويبدو أن الكرملني‬ ‫يسعى إلى تعزيز وجوده العسكري والدبلوماسي في منطقة‬ ‫ش��رق البحر األب�ي��ض املتوسط ذات األهمية االستراتيجية‪،‬‬ ‫ويطمح في الوقت نفسه إل��ى إضعاف كتلة املوالني للواليات‬ ‫املتحدة‪.‬‬ ‫وبفضل حضور روسيا وغياب الواليات املتحدة‪ ،‬فتحت مصر‬ ‫وإسرائيل ودول أخرى في الخليج العربي خطوط االتصال مع‬ ‫موسكو‪ .‬وسيكون على إدارة ترامب أن تعمل جاهدة الستعادة‬ ‫ثقة هذه الدول من خالل إجراءات مثل التشاور والتنسيق عن‬ ‫قرب‪ ،‬وإبرام اتفاقيات أمنية رسمية‪ ،‬واإلمداد بالسالح‪ ،‬ونشر‬ ‫قوات بحرية‪ ،‬وزيادة الضغوط على إيران‪.‬‬ ‫وف��ي الوقت ذات��ه‪ ،‬تعد رغبة ترامب في تحسني العالقات مع‬ ‫روسيا جزءا من السياسة العامة‪ .‬في الحقيقة‪ ،‬ال تزال دول‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫الشرق األوسط تفضل التعامل مع واشنطن‪ ،‬وقد تفضل بال‬ ‫ً‬ ‫شك تعاونا بني واشنطن وموسكو‪ ،‬على أي تراجع تقوم به‬ ‫الواليات املتحدة‪ .‬لكن من الواضح أن ترامب يشجع روسيا‬ ‫على تكثيف حربها ضد تنظيم داع��ش‪ ،‬الذي يعتبره ترامب‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رئيسيا في عدم االستقرار في الشرق األوسط‪ .‬لكن تظل‬ ‫سببا‬ ‫الخطوات التي ستتخذها الواليات املتحدة إذا رفضت روسيا‬ ‫أداء الدور الذي كلفت به غير واضحة‪.‬‬ ‫روابط محلية وخارجية‬ ‫وإذا وضعنا اآلمال الضعيفة بشأن إدارة ترامب جانبا‪ ،‬يظل‬ ‫العرب قلقني بسبب الخطاب امل�ع��ادي لإلسالم ال��ذي اعتمده‬ ‫ت��رام��ب خ�لال حملته االن�ت�خ��اب�ي��ة‪ ،‬وخ��اص��ة دع��وات��ه إل��ى منع‬ ‫املسلمني من دخول الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫(ظهر إعالن لشركة الخطوط امللكية األردنية يشجع املسافرين‬ ‫على «السفر إلى الواليات املتحدة حيث ال يزال مسموحا لكم‬ ‫ب��ذل��ك!») ول�ك��ن امل��رش�ح�ين ال�ف��ائ��زي��ن ف��ي االن�ت�خ��اب��ات بمجرد‬ ‫توليهم املنصب‪ ،‬عادة ما يعتمدون سياسات تختلف بشكل‬ ‫ملحوظ عن خطاب حمالتهم االنتخابية املشتعلة‪ .‬وبالتالي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫هناك احتمال جيد ألن يكون خطاب الرئيس ترامب مختلفا‬ ‫عن خطاب املرشح ترامب‪ .‬ومع ذل��ك‪ ،‬سيكون عليه أن يعمل‬ ‫ً‬ ‫جاهدا لتهدئة الحساسيات العربية واإلسالمية‪.‬‬

‫وبالفعل‪ ،‬يسعى ترامب إلى التخلي عن بعض من تصريحاته‬ ‫السابقة بشأن املسلمني واإلرهاب‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬تم حذف‬ ‫الدعوة إلى «منع دخول املسلمني إلى الواليات املتحدة تماما‬ ‫وكلية» من موقع الحملة االنتخابية لترامب على اإلنترنت في‬ ‫هدوء‪ .‬أما من جهة العرب‪ ،‬توجد أسباب عديدة للرغبة في فتح‬ ‫صفحة جديدة من العالقات‪.‬‬ ‫في هذا السياق‪ ،‬يمكن أن يكون لسياسات أوباما في الشرق‬ ‫األوسط تأثير مفيد‪ .‬يستمر العرب السنة في مصر واإلمارات‬ ‫واألردن والسعودية في مخاوفهم العميقة من االتفاق النووي‬ ‫اإليراني الذي أبرم في عام ‪ .2015‬ويأملون في قيادة أميركية‬ ‫حازمة ضد إيران في فترة حكم ترامب‪ ،‬الذي وصف االتفاق‬ ‫ال�ن��ووي م��رارا بأنه «ك��ارث��ة»‪ ،‬وأن��ه «أس��وأ ات�ف��اق ت��م التفاوض‬ ‫عليه على اإلط�لاق»‪( .‬في املقابل‪ ،‬كانت كلينتون من مؤيدي‬ ‫االتفاق‪ ،‬وهو األمر الذي عزز من مخاوف العرب حيال حدوث‬ ‫ت�ق��ارب أكبر ب�ين ال��والي��ات املتحدة وإي ��ران)‪ .‬إذا أص��ر ترامب‬ ‫على أن تظهر ط�ه��ران م��زي��دا م��ن الشفافية واالع �ت��دال‪ ،‬فقد‬ ‫تنسحب ط�ه��ران م��ن االت�ف��اق‪ .‬بعد انتخاب ت��رام��ب مباشرة‪،‬‬ ‫حذر متحدثون رسميون في إي��ران من إمكانية اتخاذها أي‬ ‫ردود فعل‪ ،‬منها استئناف عملها للحصول على قنبلة نووية‬ ‫إذا انسحب الرئيس األميركي القادم من االتفاق‪.‬‬ ‫وف��ي ال��واق��ع‪ ،‬على الرغم من أن املحللني يتوقعون أن االتفاق‬ ‫اإليراني قد يكون أول «ضحية» لسياسة ترامب الخارجية‪،‬‬ ‫فإنه ل��ن يكون م��ن السهل ال�ت��راج��ع ع��ن ات�ف��اق ملزم ومتعدد‬ ‫األطراف‪ ،‬خاصة وأن ذلك قد يؤدي إلى مزيد من عدم االستقرار‬ ‫ف��ي منطقة ال�ش��رق األوس��ط وتعقيد عالقة ال��والي��ات املتحدة‬ ‫بحلفائها األوروبيني‪ .‬وبالتالي‪ ،‬سوف تتلخص مهمة ترامب‬ ‫في إيجاد وسائل أخرى لطمأنه حلفاء واشنطن‪.‬‬ ‫غير أن األم��ر قد ال يكون سهال‪ ،‬نظرا ألن ترامب أوض��ح أنه‬ ‫يريد من حلفاء الواليات املتحدة مزيدا من املشاركة في تحمل‬ ‫ع��بء مكافحة اإلره��اب‪ .‬ع�لاوة على ذل��ك‪ ،‬قد يضطر أعضاء‬ ‫جامعة ال��دول العربية‪ ،‬ال��ذي��ن ي�ب��ذل��ون ج�ه��وده��م إلق��ام��ة دول��ة‬ ‫فلسطينية بموجب اتفاقية للسالم بني الدولتني‪ ،‬إلى التقليل‬ ‫م��ن أهمية ه��ذه القضية‪ .‬على م��دار حملته االنتخابية‪ ،‬بعث‬ ‫ترامب برسائل متضاربة بشأن هذه القضية‪ ،‬حيث صرح بأنه‬ ‫ً‬ ‫«محايدا» في سعيه لتشجيع عملية السالم‪ ،‬ثم أعلن‬ ‫سيكون‬ ‫ً‬ ‫الحقا أنه لن يمارس أي ضغط على إسرائيل‪.‬‬ ‫سوف ي��ؤدي ذلك إلى ترك إسرائيل تضع خططها بنفسها‬ ‫فيما قد يحدث بعد ‪ 20‬يناير (كانون الثاني)‪ .‬ويبدو أن رئيس‬ ‫ال��وزراء بنيامني نتنياهو ومستشاريه يتوقعون تراجع دور‬ ‫الواليات املتحدة املباشر في املنطقة بصفة عامة‪ ،‬وفي الصراع‬

‫يوجد قاسم مشترك آخر بني أعضاء الفريق املرشحني‬ ‫وترامب وكثير من الديمقراطيني املختصني في شؤون‬ ‫الشرق األوسط‪ ،‬وهي رؤية سياسية خارجية معسكرة‪.‬‬ ‫ع�ل��ى م ��دار ال�ع�ق��ود ال�ت��ال�ي��ة ل�س�ق��وط س��ور ب��رل�ين‪ ،‬دع��ت‬ ‫أصوات معارضة مرارا إلحياء ممارسات «القوة الناعمة‬ ‫التنافسية» في البيئات األجنبية‪ ،‬يتم بموجبها استخدام‬ ‫العمل السياسي والتوزيع االستراتيجي ألدوات التنمية‬ ‫االقتصادية وغيرها من األساليب غير العسكرية ملنع‬ ‫الظروف الداعية لالنتشار العسكري‪ .‬وال تنتمي املجموعة‬ ‫الحالية من املرشحني لإلدارة األميركية إلى األشخاص‬ ‫الذين خصصوا جهدا كبيرا لبحث تلك الخيارات‪.‬‬ ‫القافلة تسير والكالب تنبح‬

‫امليول التوسعية اإليرانية‬ ‫يشترك كل هؤالء املرشحني في خوفهم من امليول التوسعية‬ ‫اإليرانية ورؤيتهم املعارضة لتدليل إدارة أوباما لذلك النظام‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بالربيع العربي واإلسالم‪ ،‬كانوا ثابتني إلى حد‬ ‫كبير في رؤيتهم لجماعة اإلخ��وان املسلمني بصفتها أصل‬ ‫تنظيم القاعدة وأنها كانت ستنشر التطرف في املنطقة إذا‬ ‫حكمت مصر وتونس وغيرها من البلدان العربية‪ .‬كذلك ال‬ ‫يمكن وصف أي منهم بأنه من دعاة االنعزال‪ .‬أما عن الصراع‬ ‫اإلسرائيلي الفلسطيني‪ ،‬فيقفون بقوة إلى جانب إسرائيل‪،‬‬ ‫ولديهم آراء متباينة ح��ول قابلية تنفيذ ح��ل الدولتني نظرا‬ ‫لالنقسام بني قطاع غزة الخاضع لسيطرة حماس والسلطة‬ ‫الفلسطينية في رام الله‪ .‬لذلك من جهة ربما يفضلون سياسة‬ ‫«إدارة الصراع» على الدفع بعنف من أجل الوصول إلى حل‬

‫‪,,‬‬

‫تحدث ترامب عن ضرورة‬ ‫هزيمة «داعش» بالقوة‬ ‫العسكرية األميركية وعبر‬ ‫في عدة مناسبات عن رغبته‬ ‫في إرسال قوات برية إلى‬ ‫ميدان املعركة‬

‫‪,,‬‬

‫إلى الواليات املتحدة بصفتها شريكا في تحقيق االستقرار‪.‬‬ ‫ينافس رومني على منصب وزير الخارجية‪ ،‬أشد مؤيدي‬ ‫ترامب وعمدة نيويورك األسبق رودولف جولياني‪ ،‬وهو أحد‬ ‫دعاة التدخل واستخدام القوة وكان مؤيدا للغزو األميركي‬ ‫للعراق في أعوامه األولى‪ .‬في الوقت ذاته‪ ،‬تقدم إمكانية تولي‬ ‫الجنرال جيمس ماتيس وزارة ال��دف��اع تأكيدا أكبر لهؤالء‬ ‫الذين يشعرون بالقلق بشأن تقليص ال��دور األميركي في‬ ‫شؤون األمن العاملي‪.‬‬

‫دبلوماسي‪ .‬ومع ذلك كشفت مجموعة التعيينات التي يدرسها‬ ‫ترامب عن دعم أي خطوات سيتخذها الطرفان نحو التسوية‬ ‫بمفردهما‪ .‬سوف يجعلهم ذلك الرأي يقدمون الدعم إلى القيادة‬ ‫اإلقليمية العربية في الضغط من أجل الحل‪ .‬إذا تحرك طرفا‬ ‫الصراع نحو قبول «مبادرة السالم العربية» باعتبارها اإلطار‬ ‫السياسي لـ«حل الدولتني»‪ ،‬سوف يجد كل من الطرفني وقادة‬ ‫املبادرة في شرق فلسطني دعما هائال من إدارة ترامب‪.‬‬

‫شهدت الشهور ال �ـ‪ 18‬املاضية واح��دة م��ن أكثر االنتخابات‬ ‫الرئاسية حدة وعداء في الذاكرة الحديثة‪ ،‬حيث صب كل من‬ ‫املرشحني هجوما شخصيا عنيفا على اآلخر‪ .‬من وجهة نظر‬ ‫الرئيس املنتخب ومؤيديه‪ ،‬في هذه االنتخابات لم تكن وسائل‬ ‫اإلع�ل�ام ال�س��ائ��دة م��راق� ً�ب��ا م�ح��اي� ً�دا‪ ،‬ب��ل ك��ان��ت م�ن��اص� ً�را ً‬ ‫علنيا‬ ‫لهيالري كلينتون‪ .‬أيا كان الوضع‪ ،‬تطور أسلوب التخندق مع‬ ‫مرور الوقت‪ ،‬حتى إنه بعد االنتخابات ظهر إلى جانب التساؤل‬ ‫حول ما إذا كان الديمقراطيون والجمهوريون سيتصالحون‪.‬‬ ‫سؤال آخر عما إذا كانت إدارة ترامب واإلعالم سيجدان وسيلة‬ ‫«للتعامل م�ع��ا»‪ .‬حتى اآلن ال يبدو أن ه��ذا ه��و االت�ج��اه ال��ذي‬ ‫تسير فيه العالقة بني الطرفني‪ .‬في بيئة ما بعد االنتخابات‪،‬‬ ‫يبدو أن اإلعالم ذا امليول الليبرالية عادة‪ ،‬والذي عزز مناخا من‬ ‫البهجة والترقب بعد فوز أوباما عام ‪ ،2008‬يروج في الوقت‬ ‫الحالي لرؤية غيوم داكنة تغطي سماء واشنطن‪ .‬في الوقت‬ ‫ذاته‪ ،‬يستمر ترامب في انتقاد الجهات ذات امليول الليبرالية‬ ‫بسبب شنها حربا عليه‪.‬‬ ‫يوجه م��ؤي��دون ب��ارزون للحزب الديمقراطي إدان��ات شديدة‬ ‫لترامب‪ ،‬ويتعرضون النتقادات من مراقبني محافظني بسبب‬ ‫عدم قبولهم ببساطة لنتائج االنتخابات‪ .‬وقد صدرت بالفعل‬ ‫دع ��وات م��ن ن�ش�ط��اء دي�م�ق��راط�ي�ين وت�ق��دم�ي�ين ل �ـ«إع��ادة ف��رز»‬ ‫األصوات في واليات ويسكونسن وبنسلفانيا وميتشيغان‪،‬‬ ‫حيث تقارب مجموع أصوات ناخبي كال املرشحني‪ ،‬وكان لها‬ ‫دور حاسم في االنتخابات‪ .‬كذلك تثار ضجة في واشنطن‬ ‫حول احتمالية تقديم طعن قضائي منظم ضد إدارة ترامب‪،‬‬ ‫حيث يعتقد البعض أن رئاسة ترامب يمكن أن تنتهي مبكرا‬ ‫إذا ثبت ح��دوث تضارب في املصالح بني معامالت شركاته‬ ‫ومنصبه كرئيس‪.‬‬ ‫ينذر كل هذا العداء في الداخل بالتأثير على تنفيذ سياسات‬ ‫الرئيس الخارجية‪ .‬من جهة‪ ،‬يتطلب العمل السليم ألي‬ ‫حكومة ديمقراطية وجود معارضة سياسية قوية ويقظة‬ ‫(السلطة الرابعة) ملراقبة أي إفراط أو إساءة في استخدام‬ ‫السلطة‪ .‬وم��ن جهة أخ��رى‪ ،‬عندما تجتمع مجموعة من‬ ‫القوى لنزع الشرعية عن البيت األبيض وتشويهه بكل‬ ‫طريقة ممكنة‪ ،‬يمكن أن تصبح قدرة الرئيس على تنفيذ‬ ‫سياسته‪ ،‬أي��ا ك��ان��ت مميزاتها‪ ،‬منقوصة‪ .‬وم��ن املؤكد‬ ‫أن العامني املقبلني على وج��ه التحديد س��وف يشهدان‬ ‫استمرار ذلك العداء وربما ازدياده‪ ،‬حيث يستعد الطرفان‬ ‫الن�ت�خ��اب��ات التجديد النصفي ف��ي ال�ك��ون�غ��رس‪ .‬ف��ي هذا‬ ‫السياق‪ ،‬ربما تكون مناشدة كيسنجر للشعب األميركي‬ ‫بمنح ترامب فرصة إلدارة البالد بحكمة رأي��ا معارضا‬ ‫بني النخبة في البالد<‬ ‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪15‬‬

‫تعيينات في بدمينستر‬ ‫ف��ي األس �ب ��وع ال �ت��ال��ي ل�لان �ت �خ��اب��ات‪ ،‬ذه ��ب ال��رئ �ي��س املنتخب‬ ‫دونالد ترامب إلى نادي الغولف الذي يمتلكه في بدمينستر‬ ‫بنيوجيرسي‪ ،‬وب ��دأ ف��ي ع�ق��د سلسلة م��ن االج�ت�م��اع��ات مع‬ ‫أم�ي��رك�ي�ين ت ��ردد أن�ه��م م��رش�ح��ون مل�ن��اص��ب عليا ف��ي اإلدارة‬ ‫األميركية‪ .‬وتم إعالن عدد من األسماء ذات الصلة بالسياسة‬ ‫الخارجية في الشرق األوسط منذ ذلك الحني‪.‬‬ ‫حضر العديد من االجتماعات نائب الرئيس املنتخب مايك بنس‪،‬‬ ‫الذي ال يعد دوره في البيت األبيض القادم خبرا جديدا‪ .‬تخلى‬ ‫بنس عن منصبه كحاكم لوالية إنديانا من أجل االنضمام إلى‬ ‫حملة ترامب االنتخابية‪ .‬وعلى الرغم من أن طبيعة عمله كحاكم‬ ‫ليس لها دور في شؤون السياسة الخارجية‪ ،‬فقد أعرب عن‬ ‫رأيه في مثل تلك القضايا عندما كان عضوا في الكونغرس‬ ‫في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب‪ .‬كذلك كان بنس‬ ‫أيضا يهاجم بشدة نظام طهران واالتفاق النووي اإليراني‪ .‬وفي‬ ‫أثناء لقاء معه في صحيفة محلية في إنديانا عام ‪ ،2010‬في‬ ‫إطار تعبيره عن دعمه الراسخ إلسرائيل‪ ،‬أكد على تأييده لشن‬ ‫هجوم إسرائيلي على مواقع نووية إيرانية في حال وجدت‬ ‫الدولة اليهودية ذاتها معرضة للخطر من جهة البرنامج النووي‬ ‫للماللي‪ .‬وفيما يخص روسيا وسوريا‪ ،‬جدير بالذكر أنه أثناء‬ ‫مناظرة املرشحني ملنصب نائب الرئيس والتي أجريت في شهر‬ ‫أكتوبر (تشرين األول)‪ ،‬خالف بنس آراء مرشحه الرئاسي‬ ‫بإعالنه أن «الواليات املتحدة يجب أن تكون مستعدة الستخدام‬ ‫القوة العسكرية لضرب أهداف عسكرية تابعة لنظام األسد‬ ‫لوقف هذه األزمة اإلنسانية التي تحدث في حلب‪ ..‬وأعتقد أن‬ ‫ما يجب أن تفعله أميركا في الوقت الحالي هو إيجاد منطقة‬ ‫آمنة على الفور حتى يتسنى لألسر ذات األطفال الخروج من‬ ‫تلك املناطق‪( ،‬و) العمل مع شركائنا العرب في الوقت ذاته‬ ‫لتنفيذ ذلك»‪ .‬في هذا املوقف وغيره من املواقف أوضح بنس أن‬

‫‪14‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫اإلرهاب اإلسالمي الراديكالي‬ ‫ول�ك��ن عندما عبر ع��ن اهتمامه ال�ب��ال��غ بالتهديد ال��ذي يمثله‬ ‫«اإلره��اب اإلسالمي الراديكالي»‪ ،‬ذكر أيضا أن الصراع من‬ ‫أجل هزيمته يجب أن يجمع بني عدد من الشركاء‪ .‬ويرى أن‬ ‫الرئيس الروسي فالديمير بوتني ليس أقل جدية بشأن هزيمة‬ ‫تلك الجماعات م��ن الرئيس امل�ص��ري عبد الفتاح السيسي‪.‬‬ ‫وتتماشى رؤيته بأن بوتني يمكن أن يكون حليفا في الحرب‬ ‫ض��د املتطرفني ف��ي س��وري��ا‪ ،‬على سبيل امل�ث��ال‪ ،‬م��ع م��ا ذك��ره‬ ‫ترامب أثناء االنتخابات‪ .‬كذلك أثيرت مخاوف أخ��رى بشأن‬ ‫تصريحات أدل��ى بها فلني على م��دار األع��وام والتي بدا فيها‬ ‫رافضا للتمييز بني اإلسالم ككل واملسلمني الذين يحملون آراء‬ ‫سياسية متطرفة‪ .‬في أثناء الفترة االنتقالية بعد االنتخابات‪،‬‬ ‫يقال إن فلني أدى دورا مهما في اختيار أعضاء بارزين في‬ ‫فريق ترامب ورف��ض مرشحني آخ��ري��ن‪ .‬ي��رى البعض ب��وادر‬ ‫ُمشجعة في تعيني كي تي ماكفارالند نائبة للجنرال فلني‪،‬‬ ‫وه��ي صاحبة رأي ب��ارز في السياسات الخارجية واألمنية‬

‫‪,,‬‬

‫كيسنجر بعد اجتماعه‬ ‫بترامب‪ :‬ال يوجد سبب‬ ‫يدعو إلى االفتراض‬ ‫بأن الرئيس املنتخب‬ ‫ُملزم بتنفيذ وعوده‬ ‫االنتخابية‬

‫‪,,‬‬

‫وج �ه��ات ن�ظ��ر ب��دي�ل��ة ف�ي�م��ا ي�ت�ع�ل��ق ب�ت�ص��ري�ح��ات ح�م�ل�ت��ه في‬ ‫تعليقاته األخيرة بشأن «اإليهام بالغرق» وغيرها من صور‬ ‫«أساليب االستجواب املعززة» التي يصفها البعض بالتعذيب‪.‬‬ ‫أثناء الحملة االنتخابية‪ ،‬قال ترامب ملؤيديه م��رارا إنه سوف‬ ‫يستخدم «اإليهام بالغرق وما هو أسوأ» من أجل استخالص‬ ‫امل �ع �ل��وم��ات م ��ن أم �ث ��ال م�س�ل�ح��ي «داع� � ��ش» ال ��ذي ��ن وص�ف�ه��م‬ ‫ب�ـ«ال�ح�ي��وان��ات»‪ .‬ولكن بعد ع��دة أي��ام م��ن ف��وزه باالنتخابات‪،‬‬ ‫كشف عن بعض املرونة مع جيمس ماتيس‪ ،‬جنرال املارينز‬ ‫األسطوري الذي قيل إن ترامب يدرس اختياره وزيرا للدفاع‪.‬‬ ‫كما صرح ترامب لـ«نيويورك تايمز»‪« :‬الجنرال ماتيس رجل‬ ‫قوي يحظى باحترام بالغ‪ .‬اجتمعت به أخيرا وسألته‪ :‬ما رأيك‬ ‫في اإليهام بالغرق؟ فوجئت به يقول‪ :‬ال أجد أنه مفيد مطلقا‪.‬‬ ‫وق ��ال‪ :‬وج��دت أن��ك إذا أعطيتني علبة سجائر وك��أس�ين من‬ ‫البيرة سأحقق نتائج أفضل من التعذيب»‪ .‬وأض��اف ترامب‪:‬‬ ‫«ال أقول إن ذلك َّغير رأيي‪ .‬هناك أشخاص يقطعون الرؤوس‬ ‫ُويغرقون الناس في أقفاص من الحديد‪ ،‬ونحن غير مسموح‬ ‫لنا باستخدام اإلي�ه��ام بالغرق‪ ..‬ولكن دعني أخبرك أن تلك‬ ‫اإلجابة أعجبتني»‪.‬‬ ‫بغض النظر عن كيفية تطور سياسات االستجواب‪ ،‬يكشف‬ ‫ذلك املوقف عن التأثير املرجح أن يمارسه مستشارو ترامب‬ ‫عليه ف��ي كثير م��ن امل �ج��االت ال�ت��ي ت�خ��رج ع��ن ن�ط��اق خبرته‬ ‫التجارية‪ .‬ال تقف داللة اختياراته في تعيني الوزراء على ميوله‬ ‫السياسية في اللحظة الراهنة‪ ،‬ولكنها أيضا تعكس طبيعة‬ ‫االستشارات التي سوف يحصل عليها في املستقبل‪.‬‬

‫له رؤية انتقادية تجاه الرئيس الروسي فالديمير بوتني‪ ،‬الذي‬ ‫وصفه بـ«زعيم روسيا الصغير املتنمر»‪ .‬ووصف تدخالت‬ ‫بوتني العسكرية في سوريا بأنها «استفزازات»‪ ،‬وجمع بينها‬ ‫وبني غزوه للقرم‪ .‬وبالتالي ربما يعطي وجود بنس على قائمة‬ ‫الحزب الجمهوري بعض الطمأنة ملؤيدي دخ��ول أميركا في‬ ‫اإليراني الروسي في الشرق األوسط‪.‬‬ ‫مواجهة مع املحور‬ ‫ُ‬ ‫في املقابل‪ ،‬أثار اسم آخر أعلن في بدمينسر تساؤالت جديدة‬ ‫ح��ول القضايا ذات�ه��ا‪ .‬اختار ترامب في منصب مستشاره‬ ‫لألمن القومي مايكل فلني وهو لفتنانت جنرال متقاعد في‬ ‫الجيش ك��ان مديرا لوكالة االستخبارات العسكرية من عام‬ ‫‪ 2012‬إلى ‪ .2014‬وكان مؤيدا لحملة ترامب منذ البداية وظل‬ ‫إل��ى ج��واره عندما سحب آخ��رون تأييدهم ل��ه‪ .‬أقيل فلني من‬ ‫منصبه ك�م��دي��ر ل�لاس�ت�خ�ب��ارات ال�ع�س�ك��ري��ة‪ ،‬وف��ي ح�ين زع��م‬ ‫مناصرو إدارة أوباما أن أسباب رحيله تتعلق بشخصيته‬ ‫الحادة‪ ،‬يصر فلني على أن السبب كان رغبته في مواجهة البيت‬ ‫األبيض بالحقائق واآلراء التي ال يريدون سماعها‪ .‬من بعض‬ ‫اآلراء التي نقلها اختالفه مع رواية اإلدارة الرسمية بأن تنظيم‬ ‫القاعدة على وش��ك االن�ه��زام‪ ،‬وانتقاده لتأجيل اإلدارة املمتد‬ ‫لتقديم املساعدات للثوار السوريني‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬كان فلني‬ ‫يرى أن صعود التنظيمات اإلرهابية في سوريا يرجع إلى حد‬ ‫كبير إلى فشل األميركيني في دعم فصائل املعارضة املعتدلة‪.‬‬

‫الرئيس األميركي املنتخب دونالد ترامب‪ ،‬إلى‬ ‫اليسار‪ ،‬وميت رومني‪ ،‬الحاكم السابق لوالية‬ ‫ماساتشوستس‪،‬خالل تناولهما العشاء في‬ ‫مطعم جان جورج في نيويورك(غيتي)‬

‫وقد عملت في إدارة ريغان‪ ،‬وكانت تنتقد إدارة أوباما بسبب‬ ‫أسلوب وضع «الرأس في الرمال» في الشؤون الخارجية‪ ،‬والذي‬ ‫ربما يدعو شعار «أميركا أوال» لتجنبه‪ .‬في رأيها يشمل ذلك‬ ‫استعدادا أكبر ملواجهة كل من بوتني وخامنئي‪ .‬وفي األعوام‬ ‫األخ�ي��رة‪ ،‬أث�ن��اء استضافتها ف��ي ب��رام��ج على قناة «فوكس»‬ ‫اإلخبارية‪ ،‬انتقدت ماكفارالند التوجهات السياسية التي تنادي‬ ‫بترك الناتو أو سحب التزاماته العسكرية في الخليج العربي أو‬ ‫شبه الجزيرة الكورية‪ .‬كما رحبت باستمرار بجميع الخطوات‬ ‫التي اتخذها حلفاء أميركا التقليديون م��ن ال�ع��رب ملواجهة‬ ‫اإلره��اب‪ ،‬وللتدخل مل��لء الفراغ األمني في ليبيا وغيرها من‬ ‫املناطق‪ ،‬والذي وفقا لرؤيتها تسببت فيه إدارة أوباما‪.‬‬ ‫من أبرز املرشحني لتولي منصب وزير الخارجية الجمهوري‬ ‫ميت رومني‪ ،‬حاكم ماساتشوستس السابق الذي خسر في‬ ‫االنتخابات أمام باراك أوباما عام ‪ .2012‬كان رومني من أشد‬ ‫منتقدي املرشح ترامب‪ ،‬إذ وصفه بأنه غير مسؤول وغير‬ ‫مؤهل ملنصب ال��رئ��اس��ة‪ .‬ك��ان أح��د أوج��ه اعتراضه العديدة‬ ‫على آراء ترامب هو ما يبديه من لطف تجاه فالديمير بوتني‬ ‫باعتباره أحد عناصر االستقرار في منطقة الشرق األوسط‪.‬‬ ‫ف��ي أث�ن��اء تجربته غ�ي��ر ال�ن��اج�ح��ة للترشح ف��ي االن�ت�خ��اب��ات‬ ‫الرئاسية‪ ،‬وصف رومني روسيا بأنها «عدو أميركا الجغرافي‬ ‫السياسي األول»‪ .‬إذا تولى رومني أرفع منصب دبلوماسي‬ ‫في أميركا‪ ،‬كما يبدو أنه مرجح حتى كتابة هذه السطور‪،‬‬ ‫سوف يبعث رسالة إيجابية إلى الحلفاء الذين ينظرون عادة‬

‫‪,,‬‬

‫‪,,‬‬

‫ومنافسيه في االنتخابات التمهيدية في الحزب الجمهوري بأنه‬ ‫كان يعارض باستمرار الغزو األميركي للعراق‪ .‬وأوض��ح أن‬ ‫تدخل الناتو في ليبيا بقيادة الواليات املتحدة أشعل الفوضى‬ ‫والحرب األهلية هناك‪ ،‬وك��ان خطأ باهظا‪ ،‬ومن وجهة نظره‬ ‫يعد ذلك دليال على فشل إدارة أوباما في االستفادة من دروس‬ ‫حرب العراق‪.‬‬ ‫وم��ن جهة أخ��رى‪ ،‬أي��د ترامب استخدام القوة في حديثه عن‬ ‫املكانة الدولية التي يتصورها عن بالده‪ .‬وصرح بأنه سيعيد‬ ‫إحياء الجيش األميركي‪ ،‬الذي يشعر بأنه انكمش تحت رئاسة‬ ‫أوب��ام��ا إل��ى حجم أصغر مما ينبغي‪ .‬وفيما يتعلق بالشرق‬ ‫األوس��ط‪ ،‬تحدث ترامب عن ض��رورة هزيمة «داع��ش» بالقوة‬ ‫العسكرية األميركية‪ ،‬وعبر في عدة مناسبات عن رغبته في‬ ‫إرسال قوات برية أميركية إلى ميدان املعركة‪.‬‬ ‫كذلك أعرب ترامب مرارا عن رفضه لالتفاق النووي اإليراني‪،‬‬ ‫ال��ذي ق��ادت��ه وتفاوضت عليه إدارة أوب��ام��ا‪ .‬أش��ار ت��رام��ب في‬ ‫مؤتمراته االنتخابية وامل�ن��اظ��رات الرئاسية إل��ى االت�ف��اق بأنه‬ ‫«ك��ارث��ة»‪ ،‬وأن��ه «أس ��وأ ات�ف��اق ت��م توقيعه ف��ي ت��اري��خ ال��والي��ات‬ ‫الكبيرة التي تتمتع بها إيران‬ ‫املتحدة»‪ .‬وندد باملكاسب املالية‬ ‫ُ‬ ‫نتيجة لتخفيف العقوبات واألص��ول امل �ع��ادة‪ ،‬م�ح��ذرا م��ن أن‬ ‫النظام سوف يستخدمها بال شك لتمويل خطته في اإلرهاب‬ ‫الدولي‪ .‬وألقى باللوم على إدارة أوباما لدفعها فدية إلى إيران‬ ‫تصل إلى ‪ 400‬مليون دوالر نقدا في مقابل اإلفراج عن أربعة‬ ‫مواطنني أميركيني احتجزهم املاللي‪ .‬وتعهد «بتمزيق» االتفاق‬ ‫النووي عندما يصبح رئيسا‪ .‬ويبدو أن ترامب في تصريحه‬ ‫بذلك يشير إلى استعداد أكبر ملواجهة إيران وربما يصل األمر‬ ‫إلى املواجهة العسكرية‪.‬‬

‫تجب اإلشارة إلى أن لغة ترامب الحادة في حديثه عن «داعش» إيران و روسيا‬ ‫لم تنتقل إلى أطراف أخرى عابرة للدول في املنطقة‪ ،‬وأبرزها‬ ‫امليليشيات التي تعمل بالوكالة عن إيران‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬نتجت ه��ذه الشكوك ف��ي األس��اس ع��ن صعوبة التوفيق بني‬ ‫أدل��ى ت��رام��ب بتصريحات قليلة ف��ي إط��ار حملته االنتخابية عبارات ترامب الحادة تجاه إيران وتصريحاته بشأن روسيا‬ ‫عن الحرب في اليمن‪ ،‬أو عن التطرف الطائفي الذي تمارسه وه��ي حليف إي��ران ف��ي س��وري��ا وغيرها م��ن املناطق‪ .‬تحدث‬ ‫امليليشات التابعة لـ«قوات الحشد الشعبي» مثل عصائب أهل ترامب م��رارا عن رغبته في «تحسني العالقات مع روسيا»‪،‬‬ ‫الحق في العراق‪ ،‬والتي تعاملت معها إدارة أوباما بدرجة ما وأبدى اعتقاده بأن روسيا مثل الواليات املتحدة مهتمة بهزيمة‬ ‫كحلفاء ف��ي ال�ح��رب ض��د «داع ��ش»‪ .‬كذلك حظي «ح��زب الله» «داعش»‪ .‬وباملقارنة لم يتحدث كثيرا عن دعم روسيا الثابت‬ ‫باهتمام ضئيل‪ ،‬ناهيك بدوره الدموي في سوريا‪ .‬وبذلك أثار لنظام األسد‪ .‬كذلك لم يتناول الرأي القائل إنه نظرا لتضامن‬ ‫مؤيدو استخدام القوة األميركية لدحر التوسع اإليراني في بوتني مع دمشق‪ ،‬ربما تكون موسكو حريصة على األقل على‬ ‫املنطقة مخاوف من أن ترامب‪ ،‬رغم استعداده لتخصيص أموال هزيمة أي فصائل معارضة غير إرهابية ضد نظام األسد‪.‬‬ ‫وقوات أميركية للحرب ضد «داعش»‪ ،‬فإنه سوف يضع «أميركا وفي ضوء التعاون الوثيق بني موسكو وطهران في الشرق‬ ‫أوال» عندما يتعلق األمر بالجماعات اإلرهابية الشيعية املقابلة‪ .‬األوس��ط‪ ،‬ال يبدو أن ترامب معترف بإمكانية التعارض بني‬ ‫«تحسني العالقات م��ع روس�ي��ا» م��ن جهة‪ ،‬و«تمزيق االتفاق‬ ‫النووي اإليراني» من جهة أخرى‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫على أي حال‪ ،‬تذكرنا آراء كيسنجر وتصريحات ترامب نفسه‬ ‫بوجوب التفكير في جميع تلك التصريحات مع التحفظ‪ .‬دعا‬ ‫شهدت الشهور الـ‪ 18‬املاضية‬ ‫ترامب ذاته مؤخرا الشعب إلى عدم الخلط بني «خطاب الحملة‬ ‫االنتخابية» وسياسات الحكم الفعلية‪ .‬دائما ما كان مؤيدوه‬ ‫واحدة من أكثر االنتخابات‬ ‫يرون أن تصريحاته تعبر عن طبيعة رجل أعمال يتحسس‬ ‫طريقه إلى عالم السياسة ألول م��رة‪ ،‬أكثر من كونها تعبيرا‬ ‫الرئاسية حدة وعداء في‬ ‫ع��ن رؤي ��ة س�ي��اس�ي��ة م�ت�م��اس�ك��ة‪ ،‬وأن ��ه رب�م��ا أي�ض��ا يستخدم‬ ‫خطاباته لغرض مختلف تماما‪ ،‬وكأنها تحية افتتاحية لعملية‬ ‫الذاكرة الحديثة‬ ‫م�ف��اوض��ات م��ع النخب السياسية والجماهير وحتى القوى‬ ‫األجنبية‪.‬‬ ‫ظهرت إش��ارة مبكرة على مدى إمكانية انفتاح ترامب على‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪13‬‬

‫في حني أخذ املراقبون في أميركا وخارجها في االعتياد على حقيقة فوز دونالد‬ ‫ترامب املفاجئ في االنتخابات الرئاسية األميركية‪ ،‬بدأ االنتباه يتحول إلى‬ ‫السؤال عن «ترامب املرشح» في مقابل «ترامب الرئيس»‪ :‬هل سيتحرك ترامب‬ ‫لتنفيذ مجموعة الوعود التي قدمها على مدار العام املاضي – مثل وضع قيود‬ ‫شديدة على الهجرة إلى الواليات املتحدة والتصدي للصني بسبب التالعب في‬ ‫ُ‬ ‫لطف من تنفيذ بعض السياسات‪،‬‬ ‫العملة – أم أنه سيتخذ موقفا أكثر مرونة‪ ،‬وي ِ‬ ‫بل وربما يتخلى عن سياسات أخرى؟‬

‫لم يتمسك الرئيس االميركي بأعراف السياسات الخارجية الخاصة للجمهوريني‬

‫تحت شعار «أميركا أوال»‪ ..‬كيف ينظر‬ ‫ترامب إلى الشرق األوسط؟‬ ‫ُ‬ ‫ط��رح ه��ذا ال�س��ؤال م��ؤخ��را على هنري كيسنجر‪،‬‬ ‫ال��ذي عمل وزي��را للخارجية في ظل إدارة الرئيس‬ ‫ن�ي�ك�س��ون‪ ،‬وي�ظ��ل ص��اح��ب رأي ب ��ارز وم��ؤث��ر في‬ ‫الشؤون الدولية منذ ذلك الحني‪ .‬اجتمع كيسنجر مع ترامب‬ ‫بعد فوزه في االنتخابات بوقت قصيرة‪ ،‬وخرج من االجتماع‬ ‫لينقل انطباعه في لقاء مع فريد زكريا على «سي إن إن» بأنه ال‬ ‫يوجد سبب يدعو إلى االفتراض بأن الرئيس املنتخب سيشعر‬ ‫ب��أن��ه ُم�ل��زم بتنفيذ وع ��وده االنتخابية‪ .‬ق��ال كيسنجر‪« :‬ه��ذا‬ ‫الرئيس املنتخب أكثر رئيس متفرد أقابله‪ ،‬العتبار واحد؛ أنه‬ ‫ال يملك قطعا أي حقائب‪ .‬وهو ليس ملتزما تجاه أي مجموعة‬ ‫معينة ألنه أصبح رئيسا على أساس استراتيجيته الخاصة‬ ‫وبرنامج وضعه أمام الشعب األميركي ولم يقدمه منافسوه»‪.‬‬ ‫هذا «املوقف الفريد» من وجهة نظر كيسنجر يفرض أسلوب‬ ‫«االنتظار والترقب» على من ينتقدون أو يخشون تصريحات‬ ‫الرئيس العديدة املثيرة للجدل‪ ،‬إذ قال‪« :‬أرى في املوقف الحالي‬ ‫أنه يجب على املرء أال يصمم على إلصاق (ترامب) باملواقف‬ ‫التي اتخذها في الحملة االنتخابية والتي ال يصر عليها‪ .‬إذا‬ ‫أصر عليها‪ ،‬سوف يتم بالطبع التعبير عن االختالف‪ ،‬ولكن‬ ‫إذا وضع برنامجا آخر وترك املسألة مفتوحة بشأن ما قاله‬ ‫في الحملة‪ ،‬ال يجب أن نجعل ذلك تطورا مرغوبا»‪.‬‬ ‫تنطبق هذه املالحظة على ما يتعلق بسياسات الرئيس املنتخب‬ ‫ت�ج��اه ال�ش��رق األوس ��ط كما تنطبق علي أي ش��يء آخ��ر‪ .‬فاز‬ ‫ترامب باالنتخابات التمهيدية في الحزب الجمهوري دون تأييد‬ ‫جماعات املصالح الخاصة والضغط التي عادة ما تدعم حزبه‪،‬‬ ‫كما أنه قلص الطلب على مثل ذلك التأييد أثناء فترة االنتخابات‪.‬‬ ‫(كانت ميزانية حملته االنتخابية أق��ل كثيرا من منافسته)‪،‬‬ ‫كذلك لم يتمسك ترامب مطلقا بأعراف السياسات الخارجية‬ ‫الخاصة بزمالئه الجمهوريني؛ إذ كان ترامب وقيادات الحزب‬ ‫على خالف في فترات عديدة أثناء الحملة‪ .‬وفي حني شهدت‬

‫‪12‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪,,‬‬

‫أكد ترامب أنه سيعيد إحياء‬ ‫الجيش األميركي الذي‬ ‫انكمش تحت رئاسة أوباما‬ ‫إلى حجم أصغر مما ينبغي‬

‫‪,,‬‬

‫نيويورك‪ :‬جوزيف براودي‬

‫االنتخابات اكتساح الجمهوريني في مجلسي الكونغرس‪ ،‬مما‬ ‫يمنح ترامب دفعة تشريعية لم يمتلكها سلفه مطلقا في ظل‬ ‫حكومة منقسمة‪ ،‬ربما يكون الجمهوريون مدينني لترامب‬ ‫بقدر ما يدين هو لهم‪.‬‬ ‫وهكذا تقف الشعوب العربية في تقييمها للموقف في واشنطن‬ ‫أمام عالمة استفهام كبيرة‪ .‬ربما يكون الرئيس املنتخب ذاته‬ ‫غير متأكد في املرحلة الراهنة من أي الطرق السياسية سوف‬ ‫يختار‪.‬‬ ‫ولكن من وجهة نظر مراقب يتطلع إلى دالئل عن املستقبل‪،‬‬ ‫من املمكن إلقاء نظرة على تفاعل أربعة عناصر أساسية‪:‬‬ ‫األول بالطبع هو تصريحات ترامب وتصرفاته منذ البداية‬ ‫وح�ت��ى اآلن‪ .‬ث��ان�ي��ا‪ ،‬وه��و األه ��م ب��ال�ت��أك�ي��د‪ ،‬األش �خ��اص ال��ذي��ن‬ ‫سيعينهم ت��رام��ب ف��ي املناصب العليا ف��ي إدارت��ه ولهم صلة‬ ‫بسياسة الشرق األوسط‪ .‬ثالثا‪ ،‬الضغوط التي يمارسها ناخبو‬ ‫ترامب‪ ،‬األشخاص الذين صوتوا لصالحه – ومطالبهم بأن يفي‬ ‫بالوعود التي قطعها في حملته االنتخابية‪ .‬رابعا‪ ،‬التفاعل بني‬ ‫ترامب من جهة وكثير من القوى املجتمعة ضده في الداخل‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬وتشمل قوى املعارضة السياسية ووسائل‬

‫دونالد ترامب‬

‫اإلعالم اإلخبارية العدائية عامة‪.‬‬ ‫في هذا التحقيق الخاص لـ«املجلة» نتناول العناصر األربعة‬ ‫واحدا تلو اآلخر‪.‬‬ ‫انعزالي يؤيد استخدام القوة‬ ‫واح��د من الشعارين الرئيسيني اللذين استخدمتهما حملة‬ ‫ترامب االنتخابية كان «أميركا أوال»‪ .‬أثار الشعار في البداية‬ ‫مخاوف وانتقادات املؤيدين لسياسة خارجية أكثر تدخال في‬ ‫الشرق األوسط؛ نظرا لتاريخ الشعار‪ .‬في أثناء الحرب العاملية‬ ‫الثانية‪ ،‬قال معارضو توجه الرئيس روزفلت لالنضمام إلى‬ ‫الحرب ضد هتلر في أوروب��ا إنه إن فعل ذلك سوف ُيعرض‬ ‫املصالح األميركية للخطر في مواجهة الدولة النازية الصاعدة‪،‬‬ ‫ومن ثم سوف ُيقدم مصالح دول أخرى على الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫تضمن شعار ترامب أيضا سياسات حمائية تجارية‪ ،‬والتي‬ ‫تلقى ق�ب��وال ب�ين الناخبني العاطلني ول�ك��ن يعارضها معظم‬ ‫الخبراء االقتصاديني األميركيني‪.‬‬ ‫وفي حني كان ترامب ثابتا إلى حد كبير في رسالته االقتصادية‬ ‫الحمائية‪ ،‬أب��دى ت ��رددا أك�ب��ر ح��ول دالل��ة «أم�ي��رك��ا أوال» فيما‬ ‫يخص السياسة الخارجية عامة والشرق األوسط على وجه‬ ‫الخصوص‪ .‬من جهة‪ ،‬تحدث ترامب عن إعادة تقييم االلتزامات‬ ‫العسكرية األميركية في الخارج‪ ،‬بما فيها عضوية الناتو ودور‬ ‫أميركا التقليدي في ضمان األمن في شبه الجزيرة الكورية‬ ‫والخليج العربي‪ ،‬وعن ضرورة قيام اليابان وبعض دول الخليج‬ ‫وحلفاء آخرين بـ«سداد القيمة العادلة» مقابل أي دعم تقدمه‬ ‫لهم الواليات املتحدة‪ .‬وأبرز الفارق بينه وبني هيالري كلينتون‬

‫ْ‬ ‫العدد ‪ 1625‬نوفمبر ( ِتـش ِرين الثاني) ‪2016‬‬

‫‪11‬‬

‫فيدل كاسترو‪ ..‬وداعًا‬ ‫الناس يصطفون في الشارع اللتقاط الصور ورفع األع�لام بينما يمر رماد جثمان رئيس جمهورية كوبا السابق فيدل‬ ‫كاسترو في رحلته عبر الدولة من هافانا إلى سانتياغو دي كوبا في ‪ 1‬يناير ‪ 2016‬في سانتا كالر ا‪ -‬كوبا‪ .‬كاسترو‪ -‬القائد‬ ‫الثوري الذي جلب االشتراكية إلى دولته في ‪ -1959‬توفي في ‪ 25‬نوفمبر عن عمر ناهز ‪ 90‬عامًا (غيتي)‬

‫‪10‬‬

‫ْ‬ ‫العدد ‪ 1625‬نوفمبر ( ِتـش ِرين الثاني) ‪2016‬‬

‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫دب ضخم «يزوج» عروسني روسيني في حفل غريب‬ ‫موسكو‪ :‬قام ُدب ُبني بتزويج عروسني في‬ ‫روس �ي��ا ع�ن��دم��ا ش ��ارك ف��ي ال�ح�ف��ل ككاتب‬ ‫زواج‪ .‬تمت دعوة الدب‪ ،‬الذي يبلغ وزنه ‪294‬‬ ‫رطال ويدعى ستيبان‪ ،‬إلى حفل زفاف دينيس ونيليا‬

‫(كالهما في عمر ‪ 41‬عاما)‪ ،‬ليؤدي دور الكاتب‪.‬‬ ‫ق��ال دينيس‪« :‬يعرف كالنا أن ستيبان دب لطيف‬ ‫للغاية ولكنه ضخم وغير ُمتوقع السلوك‪ ،‬لذلك كنا‬ ‫خائفني قليال‪ ،‬لكننا ال ن��زال سعداء لجعل حلمنا‬

‫حقيقة‪ .‬كانت تجربة مذهلة أن نلتقط تلك الصور مع‬ ‫ستيبان‪ .‬إنه شعور خاص أن تحتضن ُد ًبا ضخما‬ ‫حقيقيا‪ ،‬وال يمكن أن ُيشبهه أي ش��يء آخ��ر‪ .‬من‬ ‫املؤكد أننا سوف نذكر ذلك اليوم إلى األبد»‪.‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪9‬‬

‫فتاة تشتري منزال بطلب شر ًاء‬ ‫جهاز «آيفون» من ‪ 20‬صديقا‬

‫بكني‪ :‬جمعت فتاة صينية نحو ‪14‬‬ ‫أل ��ف ج�ن�ي��ه إس�ت��رل�ي�ن��ي ع��ن ط��ري��ق‬ ‫إق� �ن ��اع ‪ 20‬رج�ل��ا م ��ن أص��دق��ائ �ه��ا‬ ‫بشراء جهاز «آيفون‪ »7-‬لها‪ .‬ثم باعت الفتاة‪،‬‬ ‫وهي من مدينة شنزين في جنوب الصني‪،‬‬ ‫ال �ه��وات��ف مل��وق��ع «ه ��وي ش��و ب ��او»‪ ،‬لتحصل‬ ‫على ‪ 115.010‬يوانات صينية‪ .‬ودفعت املبلغ‬ ‫كمقدم لشراء منزل في الريف‪.‬‬ ‫وف ��ي ح�ين وص ��ف ال�ب�ع��ض ال �ف �ت��اة‪ ،‬وت��دع��ى‬ ‫ش �ي��اول��ي‪ ،‬ب��ال��وق��اح��ة‪ ،‬أث �ن��ى ك �ث �ي��رون على‬ ‫دهائها‪ .‬وأث��ار البعض شكوكا حول صحة‬ ‫القصة من األس��اس‪ ،‬ولكن اتصلت املدونة‬ ‫روه��وا تشيانيو م��ن «ب��ي ب��ي س��ي» بموقع‬ ‫«ه��وي شو ب��او» ال��ذي أك��د ش��راء ‪ 20‬هاتف‬ ‫«آيفون‪ »7-‬من عميلة في وقت سابق مقابل‬ ‫نحو ‪ 700‬دوالر للهاتف الواحد‪.‬‬

‫ثري هندي يقيم زفاف ابنته بتكلفة ‪ 74‬مليون دوالر‬

‫والي ��ة ك��ارن��ات��اك��ا‪(-‬ال�ه�ن��د)‪ :‬أق�ي��م واح ��د م��ن أكثر‬ ‫حفالت الزفاف بذخا في العالم في والية كارناتاكا‬ ‫الجنوبية في الهند‪ .‬وتبلغ تكلفته خمسة مليارات‬ ‫روبية على األقل (ما يقدر بنحو ‪ 74‬مليون دوالر)‪.‬‬ ‫أثار حفل زفاف براهماني ابنة رجل األعمال والسياسي‬ ‫الهندي غالي جاناردهان ريدي موجة من الغضب؛ حيث‬ ‫يعاني ماليني الهنود من أزمة في السيولة النقدية‪.‬‬

‫تكلف ف�س�ت��ان ال��زف��اف ال ��ذي ارت��دت��ه ال �ع��روس مليونني‬ ‫ون �ص��ف امل�ل�ي��ون دوالر وارت� ��دت م �ج��وه��رات بقيمة ‪13‬‬ ‫مليون دوالر‪.‬‬ ‫وك ��ان م��ن امل �ت��وق��ع أن ي�ص��ل ن�ح��و ‪ 50‬أل ��ف ش�خ��ص إل��ى‬ ‫قصر بنغالور امللكي لحضور الزفاف الذي تردد أنه يضم‬ ‫راقصني قادمني خصيصا من البرازيل ودع��وات مطلية‬ ‫بالذهب وعروضا فنية لنجوم بوليوود‪.‬‬

‫تلفزيون املغرب ينصح النساء باستخدام مستحضرات التجميل‬

‫إلخفاء آثار عنف األزواج‬

‫قناة تلفزيونية حكومية مغربية عرضت نصائح للمرأة حول كيفية إخفاء الكدمات الناتجة عن العنف املنزلي‬

‫‪8‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫الدار البيضاء‪ :‬أذاعت قناة تلفزيونية حكومية مغربية‬ ‫ن�ص��ائ��ح ل�ل�م��رأة ح��ول كيفية إخ �ف��اء ال�ك��دم��ات الناتجة‬ ‫عن العنف املنزلي‪ .‬وبعد الحديث عن أفضل ماركات‬ ‫مستحضرات التجميل من أجل تغطية مالئمة‪ ،‬قالت املذيعة‪« :‬نأمل‬ ‫أن تساعدك تلك النصائح التجميلية على مواصلة حياتك اليومية»‪.‬‬ ‫قال مشاهدو البرنامج إن الفقرة تهدف إلى إجراء «غسيل مخ»‬ ‫للسيدات لكي يعتقدن بأن العنف جزء مقبول في العالقات وأن‬ ‫الفعل الصائب هو إخفاء آثاره‪.‬‬ ‫وق��ال��ت امل��ذي �ع��ة‪« :‬ت��أك��دي م��ن اس �ت �خ��دام ب� ��ودرة س��ائ�ب��ة لتثبيت‬ ‫مستحضر التجميل‪ ،‬حتى إذا كان عليك العمل ط��وال اليوم لن‬ ‫تظهر الكدمات»‪.‬‬ ‫بعد رد الفعل الشعبي الغاضب‪ ،‬اع�ت��ذرت قناة «إم‪ ،»2‬وحذفت‬ ‫املقطع وأذاعت اعتذارها‪.‬‬

‫رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق اإلنسان لـ‬

‫‪:‬‬

‫نسبة االكتظاظ في السجون تصل إلى نحو ‪%150‬‬ ‫ونصف املساجني ينتظرون محاكمتهم‬ ‫اعتذار جيجي حديد عن‬ ‫تقليدها مليالنيا ترامب‬ ‫لندن‪ :‬مينا الدروبي‬ ‫أثارت عارضة األزياء جيجي حديد موجة من‬ ‫االنتقادات على مواقع التواصل االجتماعي‬ ‫بسبب تقليدها للسيدة األولى القادمة ميالنيا‬ ‫ترامب‪ ،‬أثناء حفل توزيع جوائز املوسيقى األميركية‪.‬‬ ‫قالت حديد‪ ،‬وهي تمط شفتيها مقلدة لهجة ميالنيا‪:‬‬ ‫«أح���ب زوج����ي‪ ،‬ال��رئ��ي��س ب����اراك أوب���ام���ا واب��ن��ت��ي ساشا‬ ‫وم��ال��ي��ا»‪ ،‬س��اخ��رة م��ن الخطاب ال��ذي ألقته ميالنيا في‬ ‫املؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الذي تم فيه اقتباس‬ ‫مقاطع م��ن خطاب مليشيل أوب��ام��ا‪ .‬وأض��اف��ت عارضة‬ ‫األزي��اء أنها كانت تعد طوال األسبوع لتجيد تقليدها‪.‬‬ ‫ك��ان��ت ع��ارض��ة األزي����اء ال��ت��ي تبلغ م��ن العمر ‪ 21‬عاما‪،‬‬ ‫وهي من أص��ول فلسطينية‪ ،‬تذيع الحفل عندما قلدت‬ ‫اللكنة السلوفينية‪ ،‬وأشارت إلى االتهامات التي وجهت‬ ‫إلى السيدة ترامب بسرقة عبارات من الخطاب‪ُ .‬وجهت‬ ‫ات��ه��ام��ات ل��ل��س��ي��دة األول�����ى امل��ن��ت��ظ��رة‪ ،‬وال���ت���ي ول����دت في‬ ‫سلوفينيا عندما كانت جزءا من يوغوسالفيا‪ ،‬بسرقة‬ ‫م��ق��اط��ع م��ن خ��ط��اب أل��ق��ت��ه ميشيل أوب���ام���ا ف��ي مؤتمر‬ ‫ُ‬ ‫ديمقراطي منذ ‪ 2008‬لتلقيها في خطابها في املؤتمر‬ ‫الوطني للحزب الجمهوري في يوليو (تموز) املاضي‪.‬‬ ‫أدان بعض مستخدمي موقع «تويتر» تقليدها لزوجة‬ ‫ت��رام��ب الثالثة‪ ،‬وق��ال��وا إن حديد أب��دت «ع��دم االح��ت��رام»‬ ‫وافتقرت إلى الذوق‪ .‬وقال البعض إن مثل تلك السخرية‬ ‫كانت سببا في فوز ترامب باالنتخابات‪ .‬واتهمها آخرون‬ ‫بـ«العنصرية» وقالوا إنها ال تستطيع أن تقلد شخصا‬ ‫من أصول أفريقية‪ .‬اعتذرت حديد بعد ذلك عن لكنتها‬ ‫ونشرت بيانا قالت فيه‪« :‬أعتذر ألي شخص أسأت إليه‬ ‫وأحمل فقط أطيب التمنيات لبالدنا‪ .‬لقد حذفت أو غيرت‬ ‫ف��ي ال��ن��ص م��ا ش��ع��رت أن��ه يتجاوز ف��ي امل��زح��ة‪ ،‬وس��واء‬ ‫اخترتم مشاهدته أم ال‪ ،‬ما ظهر كان على سبيل الدعابة‬ ‫ولم يحتو على أي نية سيئة»‪ .‬وأضافت‪« :‬لقد كنت أنا‬ ‫أيضا محور مشهد هزلي عرض على التلفاز في جميع‬ ‫أنحاء البالد وكان يسخر من تصرفاتي‪ ،‬وتمكنت من‬ ‫استيعاب روح الدعابة فيه‪ ..‬أعتقد أن ميالنيا تتفهم عالم‬ ‫الترفيه وكيف تتم كتابة وإخراج البرامج»‪.‬‬

‫تونس‪ :‬بوبكر بن عمر‬ ‫قال جمال مسلم‪ ،‬رئيس الرابطة التونسية للدفاع‬ ‫عن حقوق اإلنسان‪ ،‬لـ«املجلة»‪ :‬إن نسبة االكتظاظ‬ ‫في السجون التونسية تصل إل��ى نحو ‪ 150‬في‬ ‫املائة‪ ،‬وإن نصف املساجني ينتظرون محاكمتهم‪.‬من جهة‬ ‫أخ����رى‪ ،‬ق���ال رئ��ي��س ال��راب��ط��ة التونسية ل��ل��دف��اع ع��ن حقوق‬ ‫اإلن��س��ان بخصوص ق��ان��ون اإلره����اب‪ :‬إن «ال��راب��ط��ة ترفض‬ ‫أن يكون ه��ذا القانون مبررا لقمع التحركات االجتماعية‬ ‫املشروعة‪ .‬وفيما يلي النص الكامل لهذا الحوار‪:‬‬ ‫> ما م��دى اح�ت��رام الحكومة التونسية‪ ،‬خصوصا‬ ‫وزارت ��ي ال�ع��دل وال��داخ�ل�ي��ة‪ ،‬للتشريعات واملعايير‬ ‫ال��دول �ي��ة ل �ح �ق��وق اإلن� �س ��ان‪ ،‬وب �خ��اص��ة م ��ا يتعلق‬ ‫بظروف اإلقامة في السجون واالحتفاظ باملوقوفني‬ ‫في مراكز اإليقاف؟‬ ‫ تجمعنا بهاتني الوزارتني عالقة شراكة وتعاون‪ ،‬ونلمس‬‫ت���ج���اوب���ا واض����ح����ا‪ ،‬خ��ص��وص��ا ع��ل��ى م��س��ت��وى ال��خ��ط��اب‪،‬‬ ‫واستعدادا الحترام منظومة حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫وقد مكنتنا وزارة العدل من الحق في زيارة كل السجون‪،‬‬ ‫وأمضينا معها اتفاقية تتيح للرابطة وف��روع��ه��ا إمكانية‬ ‫االطالع على أوضاع السجناء‪ ،‬وقد الحظنا من خالل هذه‬ ‫ال��زي��ارات أن هناك اكتظاظا كبيرا في السجون يصل إلى‬ ‫نحو ‪ 150‬في املائة من قدرة استيعاب هذه السجون‪ .‬وهذا‬ ‫االكتظاظ ال يجعل السجني في وضع مريح‪ ،‬ويتسبب في‬ ‫بعض األمراض والعالقات املتشنجة بني املساجني وغيرها‬ ‫م��ن املظاهر السلبية؛ م��ع العلم أن��ن��ا قمنا خ�لال السنوات‬ ‫األخيرة بالتعاون مع عدد من الشركاء في الداخل والخارج‬ ‫ب��ت��ك��وي��ن خ���ب���راء وم��خ��ت��ص�ين ف���ي م��ج��ال م��راق��ب��ة أوض����اع‬ ‫السجون‪ ،‬ومعاينة ظروف اإلقامة داخلها من حيث الصحة‬ ‫والسالمة والتهوية‪ ،‬واإلضاءة واألكل والنوم‪ ،‬وزيارة األقارب‪،‬‬ ‫وغ��ي��ره��ا‪ ،‬علما ب��أن ال��راب��ط��ة التونسية ل��ل��دف��اع ع��ن حقوق‬ ‫اإلنسان ليست وحدها املعنية بزيارة السجون‪ ،‬بل هناك‬ ‫‪ 9‬جمعيات أخرى تتولى التعاون والتنسيق معنا‬ ‫في هذا املجال‪.‬‬ ‫> ب�ع��د زي� ��ارة ال�س�ج��ون ه��ل ت�ق��دم��ون‬ ‫م �ل��اح� � �ظ � ��ات وت� � � � �ص � � � ��ورات ل � �ت � �ج ��اوز‬ ‫النقائص وامل�م��ارس��ات السلبية‪ ،‬وما‬ ‫مدى تجاوب السلطات مع مالحظاتكم؟‬ ‫ ال����ه����دف م����ن ه�����ذه ال������زي������ارات ه����و إع�����داد‬‫ت����ق����اري����ر ف���ي���ه���ا ن���ق���د وم��ل�اح����ظ����ات‪،‬‬ ‫ون���ق���دم م��ق��ت��رح��ات ل�لإص�لاح‬ ‫وال�����ت�����ح�����س��ي��ن‪ ،‬وغ�����ال�����ب�����ا م��ا‬ ‫ت��س��ت��ج��ي��ب اإلدارة‪ ،‬ل��ك��ن‬ ‫ع��م��وم��ا الح��ظ��ن��ا أن نسبة‬

‫مهمة من نزالء السجون تصل إلى النصف تقريبا هم‬ ‫م��ن املوقوفني ف��ي انتظار املحاكمة‪ ،‬ونعتقد أن��ه ل��و يتم‬ ‫تعصير عمل املحاكم‪ ،‬وتسريع نسق النظر في القضايا؛‬ ‫فإن عدد املساجني البالغ نحو ‪ 25‬ألف سجني سينخفض‪،‬‬ ‫وستتحسن ظ��روف اإلقامة في السجون‪ ،‬كما أن عددا‬ ‫كبيرا من املساجني هم من الشباب املتورطني في قضايا‬ ‫تعاطي املخدرات‪ ،‬وحاليا هناك جدل حول إمكانية إقرار‬ ‫قانون يخفف عقوبة تعاطي امل��خ��درات من السجن إلى‬ ‫عقوبات بديلة‪ ،‬منها الخطية املالية‪ ،‬وإذا صدر هذا القانون‬ ‫سيتقلص عدد املساجني بنسبة مهمة‪.‬‬ ‫> ه��ل ه�ن��اك ف�ص��ل ف��ي ال�س�ج��ون ب�ين امل��ورط�ين في‬ ‫قضايا إرهابية واملتهمني في قضايا الحق العام‬ ‫وال �ج��ري �م��ة؛ ب��اع�ت�ب��ار أن ع��دم ال�ف�ص��ل ي�م�ث��ل إط��ارا‬ ‫مناسبا النتشار الفكر املتطرف؟‬ ‫ مسألة استقطاب الشباب في السجون وإقامة املورطني‬‫ف��ي ق��ض��اي��ا اإلره����اب ف��ي ال��س��ج��ون ه���ذه م��ن امل��وض��وع��ات‬ ‫املطروحة اآلن للنقاش‪ ،‬وق��د اعتمدت وزارة العدل وإدارة‬ ‫السجون مبدأ ع��زل امل��ورط�ين في قضايا اإلره���اب بعد أن‬ ‫تفطنت إلى حصول عمليات استقطاب لعدد من مساجني‬ ‫الحق العام بسبب عدم الفصل وهو توجه سليم للحد من‬ ‫انتشار التطرف‪.‬‬ ‫> م��ا م��وق�ف�ك��م م��ن م�س��أل��ة ال�ت�م��دي��د امل�ت�ك��رر لحالة‬ ‫ال � �ط� ��وارئ امل �س �ت �ن��دة إل� ��ى ق ��ان ��ون ال� � �ط � ��وارئ‪ ،‬وم��ا‬ ‫التداعيات السلبية لهذا القانون على حياة الناس‬ ‫اليومية وحرياتهم؟‬ ‫ حالة الطوارئ هذه مدد فيها رئيس الجمهورية أكثر من‬‫مرة بناء على تقارير حول الوضع األمني ومخاطر حقيقية‬ ‫على البالد واستقرارها‪.‬‬ ‫املشكل أن ه��ذا القانون يسمح للسلطة التنفيذية باتخاذ‬ ‫إج��راءات وقائية لحفظ األم��ن‪ ،‬وقد طالبنا بتمكني املواطن‬ ‫من حقه في الطعن في أي قرار أو إجراء وقائي يتخذ ضده‬ ‫ويسلبه حريته‪ .‬ثم إن خطر اإلرهاب اليوم كبير واألحداث‬ ‫اإلره���اب���ي���ة م��ت��واص��ل��ة‪ ،‬ون��ح��ن ض���د اس��ت��ع��م��ال ح��ال��ة‬ ‫ال��ط��وارئ لقمع التحركات االجتماعية املشروعة‪،‬‬ ‫والحق في التظاهر السلمي أو حرية التنقل‪.‬‬ ‫> ما مدى حضور الرابطة في الجهات داخل‬ ‫الجمهورية ومتابعتها القضايا التي تثار‬ ‫هناك؟‬ ‫ ال��راب��ط��ة لها ‪ 28‬ف��رع��ا ف��ي ال��ج��ه��ات والهيئة‬‫امل�����دي�����رة ت���ش���رف ع���ل���ى ه�����ذه ال���ف���روع‬ ‫التي تتولى متابعة وض��ع حقوق‬ ‫اإلن���س���ان ف��ي ال��ج��ه��ات وتتقبل‬ ‫ال���ت���ش���ك���ي���ات م����ن امل���واط���ن�ي�ن‪،‬‬ ‫وتعمل على حلها‪.‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪7‬‬

‫قصر كنسينغتون يندد بالعنصرية‬ ‫واألمير هاري يؤكد ارتباطه بميغان ماركل‬ ‫لندن‪ :‬مينا الدروبي‬ ‫ات �خ��ذ ق �ص��ر ك�ن�س�ي�ن�غ�ت��ون خ �ط��وة غير‬ ‫م �ع �ت��ادة ب ��إص ��دار ب �ي��ان ي��ؤك��د ف �ي��ه على‬ ‫وج� ��ود ع�ل�اق��ة ت��رب��ط ب�ي�ن األم� �ي ��ر ه ��اري‬ ‫واملمثلة األميركية ميغان ماركل التي شاركت في‬ ‫مسلسل «س��وت��س»‪ .‬ون��دد القصر «بالعنصرية»‬ ‫التي ألقت بظاللها على كثير م��ن التقارير التي‬ ‫تناولت عالقتهما‪.‬‬ ‫وذكر البيان‪« :‬منذ صغره‪ ،‬يدرك األمير هاري جيدا‬ ‫الدفء الذي يبديه أفراد الشعب تجاهه‪ .‬ويشعر بأنه‬ ‫محظوظ لوجود كثير من الناس الذين يدعمونه‬ ‫ويعلم قدر الحياة املميزة التي يحظى بها»‪.‬‬ ‫«ويدرك األمير قدر الفضول الكبير بشأن حياته‬ ‫ال �خ��اص��ة‪ .‬وه ��و غ�ي��ر م��رت��اح ع�ل��ى اإلط �ل�اق ل��ذل��ك‪،‬‬ ‫ول�ك�ن��ه ح ��اول ت�ح�م��ل ح�ج��م االه �ت �م��ام اإلع�ل�ام��ي‪.‬‬ ‫ون��ادرا ما اتخذ األمير إج��راء رسميا أم��ام النشر‬ ‫امل�ع�ت��اد للقصص ال�خ�ي��ال�ي��ة ال�ت��ي ت�ت�ن��اول حياته‪،‬‬ ‫وع �م��ل ج��اه��دا ع �ل��ى أن ت �ك��ون ع�لاق �ت��ه ب��اإلع�لام‬ ‫مهنية بالتركيز على عمله والقضايا التي يهتم‬ ‫بشأنها‪ ..‬ولكن في األسبوع املاضي تجاوز األمر‬

‫‪6‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫الحدود‪ .‬وتعرضت صديقته ميغان ماركل ملوجة‬ ‫من اإلس��اءات والتحرشات‪ ،‬كانت بعضها علنية‬ ‫وظ�ه��رت على الصفحة األول ��ى لصحيفة وطنية‪،‬‬ ‫ومقاالت طغت عليها نبرة عنصرية‪ ،‬واضطهاد‬ ‫عرقي وجنسي في منشورات وسائل التواصل‬ ‫االجتماعي وتعليقات وردت على مقال نشر على‬ ‫اإلنترنت»‪.‬‬ ‫ذكر البيان أيضا أن املوقف السيئ الذي تسببت‬ ‫ف�ي��ه «أخ �ب��ار التشهير» ال�ت��ي ن�ش��رت ف��ي وس��ائ��ل‬ ‫اإلع �ل�ام ال�ع��ام��ة وال �ت��واص��ل االج�ت�م��اع��ي تتضمن‬ ‫«معارك قانونية كل ليلة ملنع نشر أخبار تهدف‬ ‫إلى التشهير‪ ،‬ومحاولة والدتها اجتياز املصورين‬ ‫بصعوبة من أجل الوصول إلى باب منزلها األمامي‪،‬‬ ‫وس �ع��ي ال �ص �ح��اف �ي�ين وامل �ص ��وري ��ن إل ��ى ال��دخ��ول‬ ‫بطرق غير قانونية إلى منزلها واالتصاالت التي‬ ‫تمت بعد ذلك بالشرطة‪ ،‬والرشاوى الكبيرة التي‬ ‫عرضتها بعض الصحف على صديقها السابق‪،‬‬ ‫واملضايقات التي تعرض لها تقريبا كل أصدقائها‬ ‫وزمالئها واملقربني منها»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫اس��ت�ق�ب��ل ال�ب�ي��ان ال �ح��اد ب��ده�ش��ة ف��ي جميع أن�ح��اء‬ ‫اململكة املتحدة‪ ،‬نظرا ألنه يشير مباشرة وعالنية‬

‫إلى حياة أحد أف��راد العائلة املالكة الخاصة‪ .‬وهي‬ ‫أول مرة يصدر فيها متحدث باسم أحد القصور‬ ‫بيانا بتلك اللهجة الصريحة واملباشرة‪.‬‬ ‫ي��رى بعض الخبراء ف��ي ش��ؤون العائلة املالكة أن‬ ‫ه ��ذا ال �خل��اف م��ع اإلع�ل��ام ج ��زء م��ن ت��اري��خ ممتد‬ ‫ومضطرب من عالقة العائلة املالكة مع الصحافة‪.‬‬ ‫وي�ص��ور البيان أيضا القلق العميق ال��ذي يشعر‬ ‫ب��ه األم�ي��ر ه��اري ب�ش��أن س�لام��ة م��ارك��ل وش�ع��وره‬ ‫باإلحباط بسبب عدم قدرته على حمايتها‪ .‬يقول‬ ‫بعض املعلقني إن هذا هو الثمن الذي يجب أن تدفعه‬ ‫ماركل‪ ،‬ولكن األمير هاري يعارض ذلك بقوة‪.‬‬ ‫يختتم البيان باملطالبة بتفهم ما يمر به األمير‪..‬‬ ‫«طلب األمير إصدار هذا البيان أمال في أن يتمكن‬ ‫القائمون على اإلع�لام املسؤولون عن نشر هذه‬ ‫األخبار من التوقف والتفكير قبل التسبب في مزيد‬ ‫من األضرار‪ .‬ويعلم أن إصدار بيان مثل ذلك غير‬ ‫معتاد‪ ،‬ولكنه يأمل في أن يتفهم املنصفون سبب‬ ‫شعوره بضرورة الحديث عن األمر علنا»‪.‬‬ ‫بعد تحمل حجم االهتمام اإلعالمي‪ ،‬وجهت ميغان‬ ‫ماركل الشكر ألصدقائها ومعجبيها لدعمهم لها‬ ‫عبر «تويتر»‪.‬‬

‫حينما‬

‫اإلرادة العربية‬ ‫أداة إنقاذ املستقبل‬

‫وزير الخارجية السعودي عادل الجبير والفنان ناصر القصبي (املجلة)‬

‫للتفاعل مع الكاتب يرجى ارسال‬ ‫تعليقاتكم على الربيد اإللكرتوني‬ ‫‪editorial@majalla.com‬‬

‫الفنان ناصر القصبي والزميل جوزيف براودي (املجلة)‬

‫ننظر إلى الدول العربية التي تستطيع أن تساهم في‬ ‫بناء املستقبل‪ ،‬سنجد على رأسها مصر واململكة‬ ‫ال �ع��رب �ي��ة ال �س �ع��ودي��ة واإلم � � ��ارات وامل� �غ ��رب وال �ج��زائ��ر‬ ‫وتونس‪ ،‬وهذه الدول لها معطيات وقدرات تجعلها من بني أهم الدول‬ ‫في املنطقة‪.‬‬ ‫وفيما يخص مصر‪ ،‬نقول‪ :‬إن املعركة ضد «داعش» للدفاع عن ليبيا‬ ‫كانت صورة مشرفة ملوقف مصر في الذود عن الدول الشقيقة عند‬ ‫اللزوم‪ .‬أما اململكة العربية السعودية‪ ،‬فإن دعمها املالي واالقتصادي‬ ‫والعسكري للدول العربية عنصر ال يستطيع أح��د إنكار أهميته‪.‬‬ ‫واإلم��ارات كذلك بدورها‪ ،‬فإن دعمها املالي واالقتصادي لجيرانها‬ ‫عند الضرورة دور يسجل لصالحها‪.‬‬ ‫أما املغرب‪ ،‬فإن ًقدرته التنظيمية والعسكرية نموذج مشرف‪ ،‬وقد‬ ‫كان ً‬ ‫دائما مرتبطا بسمعة قيادتها السياسية منذ تولى امللك محمد‬ ‫الخامس ‪ -‬رحمة الله عليه‪.‬‬ ‫أما الجزائر‪ ،‬فالكل يعلم أن لجيشها سمعة كبيرة ومشرفة فيما‬ ‫ً‬ ‫يتعلق بقدراته العسكرية‪ ،‬وق��درت��ه أي��ض��ا على التصدي لإلرهاب‬ ‫والعنف‪ ،‬وقد مارس تجاه املجموعات اإلسالمية املتطرفة في مراحل‬ ‫دورا ً‬ ‫ً‬ ‫من تاريخه ً‬ ‫وحاسما هزم فيه هذه القوى هزيمة كبرى‪.‬‬ ‫قويا‬ ‫أما تونس‪ ،‬فكان دورها يتراوح بني التماسك والضعف‪ ،‬إلى أن وصلت‬ ‫منذ قليل إلى دور قوي‪ ،‬وبدأت تشعر أن اقتصادها أصبح يستمد‬ ‫قوته من التعامل القوي مع إنتاجها‪.‬‬ ‫وبقيت بطبيعة الحال دول عربيه أخرى‪ ،‬مثل ليبيا وسوريا والعراق‪،‬‬ ‫تعاني من نقاط ضعف كبيرة في قوة اقتصادها‪ ،‬وبالذات ليبيا‪ ،‬ال‬ ‫سيما بعد أن مارست «داع��ش» دوره��ا اإلرهابي ال��ذي هدم الكيان‬ ‫ً‬ ‫الليبي‪ ،‬وسوريا كما نعلم أيضا تعاني على حدودها من تهديدات‬ ‫ً‬ ‫كبيرة‪ ،‬ال سيما من «داعش» أيضا‪ .‬وتحاول روسيا بكل إمكانياتها‬ ‫مساعدة الحليفة سوريا‪ .‬أما العراق‪ ،‬فهو يعانى من تهديد وحدته‬ ‫بصفة دائ�م��ة‪ ،‬وال�ظ��روف املحيطة ب��ه تشكل ن� ً‬ ‫�وع��ا م��ن الخطر على‬ ‫أمنه القومي‪.‬‬ ‫إذن‪ ،‬حينما نتكلم عن اإلرادة العربية‪ ،‬فنحن نعني هنا تجمع إرادة‬ ‫مجموعة شعوب ودول‪ ،‬وإصرارها على أن تتكلم لغة واح��دة‪ ،‬وأن‬ ‫تترجمها إل��ى عمل مشترك يساعد األم��ة العربية على خلق أداة‬ ‫إلنقاذ املستقبل‪.‬‬ ‫وال ش��ك أن م��ن ب�ين أدوات إع ��داد املستقبل االه�ت�م��ام بموضوعني‬ ‫نعتبرهم بيت القصيد‪ :‬التعليم‪ ،‬ثم الثقافة‪ .‬وبالنسبة للتعليم‪ ،‬أسمح‬ ‫لنفسي وأنا أتكلم عن الحالة التي وصل إليها التعليم‪ ،‬ال سيما في‬ ‫ً‬ ‫حاليا أن «نعلم املعلم»!‬ ‫مصر‪ ،‬بأن أقول‪ ،‬وبصراحة‪ :‬إننا نحتاج‬ ‫وأما الثقافة‪ ،‬فهي عنصر مكمل للتعليم‪ ،‬وإضافة ضرورية تحتاج‬ ‫إلى بحث وجهد‪.‬‬ ‫ومن بني أدوات إعداد املستقبل االهتمام بتعلم اللغات‪ ،‬فتعلم اللغات‬ ‫يفتح الباب أمام اكتشاف عالم آخر من املعرفة‪ .‬واللغات حينما تساهم‬ ‫في فتح الباب أمام العالم اآلخر من العلم واملعرفة‪ ،‬تشعرك أن املدارك‬ ‫قد اتسعت‪ ،‬وأن الوعي أصبح ً‬ ‫قادرا على استيعاب أكثر‪.‬‬ ‫ويهمني هنا أن أضيف فيما يخص باب املعرفة ً‬ ‫بابا يعني بالفنون‬ ‫واملوسيقي‪ .‬وهو باب كبير يعنى بالحس املرهف‪ ،‬لكي نرسم ما‬ ‫نود وما نحب أن ننقله إلى الجمهور ‪ ،‬وهناك من يجد في الطبيعة‬ ‫ً‬ ‫مصدرا لإللهام‪ ،‬فيسجل الجمال بكل أنواعه والطبيعة بكل أطيافها‪.‬‬ ‫وننتقل بعد ذلك إلى املوسيقى‪ ،‬لتستطيع أنامل اليد أن تنقل نوع‬ ‫من أه��م أن��واع املعرفة إل��ى آذان املستمعني‪ .‬وننتقل اآلن إل��ى فصل‬ ‫آخر من مصادر دعم الفكر‪ ،‬وهو قراءة وكتابة ما يمس األدب بكل‬ ‫ً‬ ‫أنواعه‪ً ،‬‬ ‫وشعرا‪ ،‬وسيكون ذلك بدوره أداة لبناء وإنقاذ مستقبل‬ ‫نثرا‬ ‫فكر اإلنسان‪.‬والقراءة هنا هي املصدر الرئيسي الذي يدعم اإلرادة‬ ‫العربية بإثراء مدارك اإلنسان ودائرة علمه باألشياء‪.‬أما الكتابة‪ ،‬فهي‬ ‫ً‬ ‫ممارسة لنقل العلم بالشيء بعد القراءة إلى اآلخرين‪ ،‬وممارسة أيضا‬ ‫لدعم القدرات الفكرية‪.‬‬ ‫هذه هي العناصر الالزمة لدعم اإلرادة العربية التي تساهم في بناء‬ ‫املستقبل‪.‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪5‬‬

‫ناصر القصبي يتسلم جائزته من السيناتور األميركي ليندسي غراهام (املجلة)‬

‫حضر الحفل مسؤولون سعوديون وأميركيون رفيعو املستوى‬

‫جائزة «الجمعية األميركية لإلعالم الخارجي» للفنان ناصر القصبي‬ ‫واشنطن ‪ -‬جوزيف براودي‪:‬‬ ‫ف ��ي أم �س �ي��ة ح �ض��ره��ا ن �ج��وم امل�ج�ت�م��ع‬ ‫في واشنطن العاصمة في ‪ 15‬نوفمبر‬ ‫(تشرين الثاني) املاضي‪ ،‬حصل الفنان‬ ‫الكوميدي السعودي الشهير ناصر القصبي على‬ ‫جائزة «الجمعية األميركية لإلعالم الخارجي»‪ ،‬من‬ ‫أجل عمله املتميز عبر اإلعالم لتشجيع املجتمع‬ ‫املدني ونشر قيم التسامح‪ .‬وبقبول الجائزة‪ ،‬بعث‬ ‫القصبي برسالة ود من شباب السعودية الذين‬ ‫ي��رون أن اإلع�لام الترفيهي وسيلة تفتح القلوب‬ ‫إلمكانية تحقيق عالم أفضل‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫تعد «الجمعية األميركية لإلعالم الخارجي»‪،‬‬ ‫وم�ق��ره��ا واش �ن �ط��ن‪ ،‬ب��واب��ة مفضلة ل��دى ق��ادة‬ ‫اإلع�ل�ام ف��ي ش�م��ال أف��ري�ق�ي��ا وال �ش��ام والخليج‬ ‫العربي‪ ،‬لعقد ش��راك��ات إنتاجية م��ع نظرائهم‬ ‫ف��ي ه��ول �ي��وود وف��ي غ��رف األخ �ب��ار ف��ي جميع‬ ‫أنحاء ال��والي��ات املتحدة‪ .‬باإلضافة إل��ى تكريم‬ ‫القصبي‪ ،‬شهد حفل العشاء الذي أقيم لتوزيع‬ ‫ال�ج��وائ��ز اإلش ��ادة بشبكة «ت��ول��و» التلفزيونية‬ ‫ال� �ت ��ي ت �ت �م �ي��ز ب��ال �ش �ج��اع��ة ف� ��ي أف �غ��ان �س �ت��ان‪،‬‬ ‫وامل �س �ل �س��ل ال �ت �ل �ف��زي��ون��ي األم� �ي ��رك ��ي «أرض‬ ‫الوطن»‪ ،‬والصحافي اليهودي األميركي الراحل‬ ‫سوتلوف‪ ،‬الذي ناصر كفاح الشعب السوري‬

‫من أج��ل الحرية ضد الطغيان‪ ،‬ولكنه تعرض‬ ‫لالختطاف والقتل على يد تنظيم داعش‪.‬‬ ‫وتم أيضا تكريم عضوي الكونغرس إد رويس‪،‬‬ ‫وإليوت إنغل الذي يرأس لجنة العالقات الخارجية‬ ‫في مجلس النواب‪ ،‬بسبب تغلبهما على الضغائن‬ ‫الحزبية ودعمهما للقيم اإليجابية حول العالم عن‬ ‫طريق اإلعالم‪.‬‬ ‫ح �ض��ر ال �ح �ف��ل م �س��ؤول��ون أم �ي��رك �ي��ون رف�ي�ع��و‬ ‫امل� �س� �ت ��وى‪ ،‬ودب �ل��وم��اس �ي��ون م ��ن ج �م �ي��ع أن �ح��اء‬ ‫الشرق األوسط وخارجه‪ ،‬ومنهم وزير الخارجية‬ ‫ال�س�ع��ودي ع��ادل الجبير‪ ،‬واألم �ي��ر عبد ال�ل��ه بن‬ ‫فيصل آل سعود سفير اململكة لدى واشنطن‪.‬‬

‫‪..‬‬ ‫رساله المحرر‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫غسان شربل‬

‫‪ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē‬‬ ‫‪+y:a ` 3x3Na - M k 1fM‬‬ ‫‪Acting CEO of NASHR Co.‬‬

‫‪Ghassan‬‬ ‫‪Charbel‬‬ ‫<‪^¤ 7yG* Ò* ^d‬‬ ‫‪Omar A. Alshaikh‬‬ ‫ﻣﺴﺆول ﻣﻜﺘﺐ اﳋﻠﻴﺞ‬

‫‪ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē‬‬ ‫‪+y:a ` 3x3Na - M k 1fM‬‬

‫‪Editor-in-Chief‬‬ ‫‪¥E¢ 6^G* £ }H‬‬ ‫اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ‬ ‫‪ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē‬‬ ‫‪Acting CEO‬‬ ‫ﺳﻜﺮﺗﲑ ‪of‬‬ ‫‪NASHR Co.‬‬ ‫‪Omar A. Alshaikh‬‬ ‫‪+y:a ` 3x3Na - M k 1fM‬‬

‫نازنني زاغري‪..‬‬ ‫رهينة أخرى بيد‬ ‫النظام اإليراني‬

‫‪ǀżȤƾƪƵƴŽ‬‬ ‫‪Acting CEO‬‬ ‫‪of NASHR Co.‬‬

‫‪ΔϤϠϛ ϰϠϋ ΪϳΰΗ ϻ΃ ΐΠϳ ΕϻΎϘϤϟ΍ ϊϴϤΟ ΔχϮΤϠϣ HGLWRULDO#PDMDOOD FRP ϲϧϭήΘϜϟϹ΍ ΪϳήΒϟ΍ ϰϠϋ ΔϠγ΍ήϤϟ΍ ϰΟήϳ ˯΍έ΁ ϭ΃ ΕϻΎϘϣ ϝΎγέϹ‬‬ ‫‪Omar A. Alshaikh‬‬

‫سكرتري التحرير‬ ‫‪ ȝƾżȚǍƄŵȚ‬‬

‫السعودية وحصاد ‪ ..2016‬أبرز نجاحات الداخل وإنجازات الخارج‬

‫‪ZZZ LVVXX FRP PDMDOOD ΔϴϧϭήΘϜϟϻ΍ ϲϓ ϙ΍ήΘηϼϟ VXEVFULSWLRQV#PDMDOOD FRP ˰Α ϝΎμΗϻ΍ ϰΟήϳ ˬΔϴϤϗήϟ΍ ΔόΒτϟ΍ ϲϓ ϙ΍ήΘηϼϟ‬‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫تأسست في لندن عام ‪ 1980‬شهرية سياسية‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمرب (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪ ϡΎψϧ ϱ΃ ϲϓ ΎϬϨϳΰΨΗ ϭ΃ ΎϬϨϣ ˯ΰΟ ϱ΃ ϭ΃ ΔϠΠϤϟ΍ ΔϋΎΒσ ΓΩΎϋ· ϝ΍ϮΣϷ΍ Ϧϣ ϝΎΣ ϱ΄Α ίϮΠϳ ϻϭ ΓΩϭΪΤϣ Δϛήη ΓΪΤΘϤϟ΍ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϖϳϮδΘϟ΍ϭ ΙΎΤΑϸϟ ΔϳΩϮόδϟ΍ Δϛήθϟ΍ Ϧϋ έΪμΗ ϲΘϟ΍ ΔϠΠϤϟ΍ ΔϠΠϤϟ ΔχϮϔΤϣ ήθϨϟ΍ ϕϮϘΣ‬‬ ‫‪ ϲϘϠΘϟ ˱ΎϳήϬη ΔϠΠϤϟ΍ έΪμΗϭ ΓΩϭΪΤϣ Δϛήη ϖϳϮδΘϟ΍ϭ ΙΎΤΑϸϟ ΔϳΩϮόδϟ΍ Δϛήθϟ΍ Ϧϣ ϖΒδϣ ΢ϳήμΗ ϰϠϋ ϝϮμΤϟ΍ ϥϭΩ ϪΑΎη Ύϣ ϭ΃ ΎϬϠϴΠδΗ ϭ΃ ΎϫήϳϮμΗ ϭ΃ Δϴϟ΁ ϭ΃ ΔϴϧϭήΘϜϟ· ΔϠϴγϭ ϱ΃ ϭ΃ ΓέϮλ ϱ΄Α ΎϬϠϘϧ ϭ΃ ϲϋΎΟήΘγ΍‬‬ ‫‪ZZZ PDMDOOD FRP ΓέΎϳί ϰΟήϳ ˬϲϤϗήϟ΍ ϙ΍ήΘηϻ΍ Ε΍έΎδϔΘγ΍‬‬

‫‪ Ώ΁ βτδϏ΃ ΩΪόϟ΍‬‬

‫مصطفى الدسوقي‬

‫‪ϰμμΨΘϟ΍ ϊσΎϘΗ ΔϜϣ ϖϳήσ Ε΍ήϤΗΆϤϟ΍ ϲΣ νΎϳήϟ΍ ΎϬϟ κΧήϣ‬‬ ‫ ‪ ϥΪϨϟ ϒΗΎϫ νΎϳήϟ΍‬‬

‫‪ $ 0RQWKO\ 3ROLWLFDO 1HZV 0DJD]LQH‬‬

‫‪ZZZ PDMDOOD FRP HQJ‬‬

‫‪ ϲϧϼϋϹ΍ ϞϴϛϮϟ΍‬‬ ‫‪ΕΎϛ΍ήΘηϹ΍ Ϟϴϛϭ‬‬ ‫‪ϊϳίϮΘϟ΍ Ϟϴϛϭ‬‬ ‫‪ΔϋΎΒτϟ΍ ΰϛήϣ‬‬

‫للمشاركة‬

‫حصري‪ :‬نساء‬ ‫يثرن الرعب في‬ ‫قلوب «داعش»‬

‫هند صبري‪ :‬مشاركتي في‬ ‫«زهرة حلب» مغامرة‪ ..‬وال أخاف‬ ‫من العمل مع محمد سعد‬

‫ ‪LVVXH $XJXVW‬‬ ‫‪ ++ 6DXGL 5HVHDUFK DQG 0DUNHWLQJ 8. /WG‬‬ ‫ ‪$UDE 3UHVV +RXVH +LJK +ROERUQ‬‬ ‫‪/RQGRQ :& 9 $3‬‬ ‫ [‪7HO )D‬‬

‫‪Issue 1626 December 2016‬‬

‫إخفاقات العهد األوبامي‪ ..‬الصوت الذي لم يجد صداه‬

‫قراءة في سياسة الرئيس األميركي املنتخب بالشرق األوسط‬

‫ترامب املرشح وترامب الرئيس‪..‬‬ ‫دواعي التوجس وبوادر التفاؤل‬

‫‪KT#DONKDOHHMLDK FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ΪϳήΑ ˬZZZ DONKDOHHMLDK FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ‬‬ ‫‪ ϝϭΪϟ΍ ϒϠΘΨϣ Ϧϣϭ ˬ ϥΪϨϟ ˬ βϳέΎΑ ˬ ϲΑΩ ˬ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϞΧ΍Ω Ϧϣ‬‬

‫إلرسال مقاالت أو آراء يرجى املراسلة على البريد اإللكتروني‬ ‫‪ ϲϧΎΠϣ ϒΗΎϫ ˬZZZ DUDEPHGLDFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ ˬ LQIR#DUDEPHGLDFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ΪϳήΑ‬كلمة‬ ‫‪ editorial@majalla.com‬ملحوظة‪ :‬جميع املقاالت يجب أال تزيد على ‪800‬‬

‫‪ ˬ βϛΎϓ ϒΗΎϫ ˬ νΎϳήϟ΍ Ώ ι Ε΍ήϤΗΆϤϟ΍ ϲΣ ΔϳΩϮόδϟ΍ ΔϴΑήόϟ΍ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϲϓ ϊϳίϮΘϟ΍ Ϟϴϛϭ‬‬ ‫‪ZZZ VDXGLGLVWULEXWLRQ FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ‬‬

‫اشتراكات‬

‫االتصال بـ‪subscriptions@majalla. :‬‬ ‫لالشتراك في الطبعة الرقمية‪ ،‬يرجى‬ ‫�شركات ن�شر‬ ‫‪ com‬لالشتراك في االلكترونية‪www.issuu.com/majalla :‬‬

‫ ‪ZZZ KDODSULQWFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ ˬ βϛΎϓ ˬ ϒΗΎϫ ˬ νΎϳήϟ΍ Ώ ι‬‬

‫‪12‬‬

‫‪ISSN 1319-0873‬‬

‫‪9 771319 087013‬‬

‫‪ΔϋϮϤΠϤϟ΍ ΕΎϛήη‬‬

‫‪áeÉ©dG äÉbÓ©dGh ¿ÓYEÓd á«é«∏ÿG‬‬

‫‪www.srpc.com‬‬

‫‪www.sspc.com.sa‬‬

‫‪www.arabmediaco.com‬‬

‫حقوق النشر محفوظة ملجلة املجلة ‪ 2009‬التي تصدر عن الشركة‬ ‫السعودية لألبحاث والتسويق (اململكة املتحدة) شركة محدودة‪.‬‬ ‫‪©ϡϼϋϹ΍ ΕΎϣΪΨϟ ϥϮϴΒϳήΗª Δϛήθϟ‬‬ ‫املجلة أو أي جزء‬ ‫وال يجوز بأي حال من األحوال إعادة طباعة‬ ‫‪ ϲϧΎΠϤϟ΍ ϒΗΎϬϟ΍ ϰϠϋ ϝΎμΗϹ΍ ϰΟήϳ ˬΕΎϣϮϠόϤϟ΍ Ϧϣ ΪϳΰϤϟ΍ ϰϠϋ ϝϮμΤϠϟ‬‬ ‫‪ ©ΔϠΠϤϟ΍ª ΔμΧήϣ ΔϴΑήόϟ΍ ΔϐϠϟΎΑ ΕΎϋϮΒτϤϟ΍ ϩάϬϟ ήθϨϟ΍ ϕϮϘΣ‬في أي نظام استرجاعي أو نقلها بأي صورة أو‬ ‫منها أو تخزينها‬ ‫أي وسيلة إلكترونية أو آلية أو تصويرها أو تسجيلها أو ما شابه‬ ‫دون الحصول على تصريح مسبق من الشركة السعودية لألبحاث‬ ‫والتسويق (شركة محدودة)‪ .‬وتصدر املجلة شهريًا‪ .‬لتلقي‬ ‫استفسارات االشتراك الرقمي‪ ،‬يرجى زيارة ‪www.majalla.com‬‬ ‫\‪6DXGL 6SHFLDOL]HG 3XEOLVKLQJ &RPSDQ‬‬

‫‪ ΔχϮϔΤϣ ΕΎϋϮΒτϤϟ΍ ϩάϬϟ ϊϳίϮΘϟ΍ ϕϮϘΣ‬‬

‫مرخص لها الرياض ‪ -‬حي املؤتمرات ‪ -‬طريق مكة ‪-‬‬ ‫تقاطع التخصصى‬ ‫الرياض‪ :‬هاتف ‪ - 4419933‬لندن‪+44 207 831 8181 :‬‬

‫يرجى إرسال تعليقاتكم‬ ‫على الربيد اإللكرتوني‬ ‫‪editorial@majalla.com‬‬

‫ه��ل سيتفق ت��رام��ب «ال��رئ�ي��س» م��ع ت��رام��ب «امل��رش��ح»‪ ،‬أم أن للمكتب‬ ‫البيضاوي ً‬ ‫رأيا ربما يختلف مع صخب املواكب االنتخابية؟‬ ‫وبجملة أوض��ح‪ :‬هل سيتمسك ترامب بمواقفه املعلنة من العرب أم‬ ‫سيتراجع عنها؟‬ ‫من وجهة نظر مراقب يحاول تلمس مالمح املستقبل‪ ،‬من املمكن –‬ ‫في هذا السياق ‪ -‬إلقاء نظرة على تفاعل أربعة عناصر‪ :‬أولها ً‬ ‫قطعا‬ ‫تصريحات ت��رام��ب‪ .‬وثانيها – ورب�م��ا ه��و األه��م ‪ -‬األش�خ��اص الذين‬ ‫ً‬ ‫سيختارهم في إدارته ولعملهم صلة بالشرق األوسط‪ .‬ثالثا‪ :‬الضغوط‬ ‫التي يمارسها الناخبون الذين صوتوا لصالحه ومطالبتهم بأن يفي بما‬ ‫ً‬ ‫ورابعا‪ :‬التفاعل بني ترامب من‬ ‫قطعه من وعود في حملته االنتخابية‪.‬‬ ‫جهة وكثير من القوى املناوئة له في الداخل من جهة أخرى‪ ،‬وتشمل‬ ‫قوى املعارضة السياسية ووسائل اإلعالم املختلفة حول سياساته‪.‬‬ ‫في هذا امللف الخاص لـ «املجلة» تحت عنوان‪« :‬ترامب املرشح وترامب‬ ‫الرئيس‪ ..‬دواع��ي التوجس وب��وادر التفاؤل» يتناول الزميل الكاتب‬ ‫األميركي جوزيف براودي وثلة من الزمالء والباحثني العناصر األربعة‬ ‫السابقة في محاولة ملعرفة كيفية تعاطي ترامب مع منطقة الشرق‬ ‫األوس ��ط‪ ،‬وخ��اص��ة ال��دول العربية ‪ ،‬التي خصها ت��رام��ب ف��ي حملته‬ ‫االنتخابية بكثير من النقد‪ ،‬وهو ما يثير االهتمام السياسي خاصة‬ ‫تجاه تهنئة بعض الدول في الشرق األوسط لترامب على فوزه‪.‬‬ ‫ورغم تأكيد مختصني في الشأن األميركي أن السياسة الخارجية‬ ‫للواليات املتحدة لن تخضع لتوجهات ترامب‪ ،‬فإن جل قادة املنطقة‬ ‫م��رت��اب��ون م��ن السياسات ال�ت��ي يعتزمها دون��ال��د ت��رام��ب ف��ي الشرق‬ ‫األوسط‪ ،‬وتعيش بعض الدول العربية حالة من الترقب وربما القلق‬ ‫حول مستقبل عالقاتها مع الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫مواز‪ ،‬يقترب الكاتب اللبناني إيلي فواز من دور اإلعالم‬ ‫وفي سياق‬ ‫ٍ‬ ‫األم�ي��رك��ي خ�لال الحملة الرئاسية‪ .‬فبحسب مدير الحملة الرقمية‬ ‫لترامب ب��راد ب��ارس�ك��ال‪ ،‬ف��إن «تويتر» و«فيسبوك» ك��ان لهما األث��ر‬ ‫األكبر في إيصال ترامب إلى البيت األبيض‪.‬‬ ‫إض��اف��ة إل ��ى ذل� ��ك‪ ،‬ت �ق��دم «امل �ج �ل��ة» م�ج�م��وع��ة م��ن امل �ق ��االت وامل�ل�ف��ات‬ ‫والتحقيقات والتقارير السياسية واالقتصادية‪ ،‬كما تعرض معالجات‬ ‫متميزة ألبرز وأهم األحداث والقضايا الثقافية والفنية واالجتماعية‬ ‫والرياضية‪.‬‬ ‫في عدد هذا الشهر‪ ،‬ندعوك عزيزي القارئ ملتابعة هذه املوضوعات‬ ‫وغيرها الكثير على موقعنا «‪ ،»majalla.com‬كما نرحب ً‬ ‫دائما بآرائك‬ ‫وتعليقاتك‪ ،‬أو االتصال بنا إذا رغبت في التواصل معنا‪.‬‬

‫الوكيل اإلعالني‬ ‫موقع إلكتروني‪،www.alkhaleejiah.com :‬‬ ‫بريد إلكتروني‪hq@alkhaleejiah.com :‬‬ ‫من داخل اململكة ‪ ،920 000 417 :‬دبي‪+ 9714 3 914440 :‬‬ ‫باريس‪ +00764 537 331 :‬لندن‪+44 207 404 6950 :‬‬ ‫ومن مختلف الدول ‪+966 11 441 1444 :‬‬

‫وكيل اإلشتراكات‬ ‫بريد إلكتروني‪info@arabmediaco.com :‬‬ ‫موقع إلكتروني‪www.arabmediaco.com :‬‬ ‫هاتف مجاني‪2440076-800 :‬‬

‫‪A Monthly Political News Magazine‬‬

‫‪www.majalla.com/eng‬‬ ‫‪HH Saudi Research and Marketing (UK) Ltd‬‬ ‫‪Arab Press House, 184 High Holborn, London WC1V 7AP‬‬ ‫‪Tel : +44 207 831 8181 - Fax: +44 207 831 2310‬‬ ‫حقوق التوزيع لهذه املطبوعات محفوظة لشركة «تريبيون لخدمات اإلعالم»‬ ‫حقوق النشر لهذه املطبوعات باللغة العربية مرخصة «املجلة»‬

‫شركات نشر‬

‫وكيل التوزيع‬ ‫وكيل التوزيع في اململكة العربية السعودية حي املؤتمرات ‪-‬‬ ‫ص‪.‬ب ‪ - 62116‬الرياض ‪ ،11585‬هاتف‪+966 11 4419933 :‬‬ ‫فاكس‪+ 966 11 2121774 :‬‬ ‫موقع إلكتروني‪www.saudidistribution.com :‬‬

‫‪Saudi Specialized‬‬ ‫‪Publishing‬‬ ‫املتخصص‬ ‫السعودية للنشر‬ ‫‪ Company‬الشركة‬

‫للحصول على املزيد من املعلومات‪ ،‬يرجى اإلتصال على الهاتف املجاني ‪8002440014‬‬

‫‪www.majalla.com/eng‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪3‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪Issue 1626 December 2016‬‬

‫مدتان رئاسيتان أثارتا ً‬ ‫كثريا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وانتهاء‬ ‫ابتداء‬ ‫من اجلدل‬

‫أوباما يف الشرق األوسط‪..‬‬ ‫إخفاق بطعم االضطراب‬ ‫رئيس شبكة ندى حلقوق الطفل‪ :‬وقاية‬ ‫الشباب عامل مهم الحتواء الظاهرة‬

‫ظاهرة اختطاف األطفال كابوس‬ ‫يرعب األسر اجلزائرية‬ ‫تبث ً‬ ‫يوميا آالف اإلعالنات التجارية‬ ‫املوجهة إلى دول اخلليج بماليني التكرارات‬

‫االتفاق مع صندوق النقد الدولي يضع االقتصاد املصري على خطى اإلصالح‪32‬‬ ‫‪86‬‬

‫ملاذا ال تفرض دول اخلليج ضرائب‬ ‫على وسائل التواصل االجتماعي؟‬

‫مايك بينس‪ ..‬محام يدافع عن موكله ترامب ويخالفه الرأي ‪94‬‬

‫‪ :‬رجال األعمال‬ ‫قال يف حوار مع‬ ‫ً‬ ‫فتحوا أفقا آخر لالستثمار يف اإلعالم‬

‫خالد صالح‪ :‬احمللي واالنطباعي والعاطفي‬ ‫من نقاط الضعف يف اإلعالم املصري‬

‫بكني تسيطر على وسائل التواصل االجتماعي وتراقب خطاب املواطنني ‪92‬‬

‫مقاالت الرآي‬ ‫اإلرادة العربية‬ ‫أداة إنقاذ املستقبل‬ ‫بقلم‪ :‬علي السمان‬

‫سياسة ترامب اخلارجية‬ ‫جتاه سوريا‬ ‫بقلم‪ :‬طوني بدران‬

‫كرواتيا‪ ..‬جنة البحر املتوسط اجملهولة‬

‫‪108‬‬

‫دون اجملمعات االنتخابية‪ ..‬سوف‬ ‫ننتقل إلى عالم «مباريات اجلوع»‬ ‫بقلم‪ :‬جون كاس‬

‫هل تسري بريطانيا خلف منوذج‬ ‫ترامب لتعزيز النمو؟‬ ‫بقلم‪ :‬محمد العريان‬

‫مساواة النساء يف عالم طائفي‬ ‫بقلم‪ :‬رشيد ُّ‬ ‫اخليون‬

‫‪2‬‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمبر (كانون األول) ‪2016‬‬

‫رّ‬ ‫غي حياتك بتمارين «اليوغا نيدرا»‬

‫‪32‬‬ ‫‪112‬‬

‫سعد رمضان‪ :‬أحب أن يجمعني ديو مع شيرين وأتمنى العمل مع مروان خوري‬

‫‪102‬‬

‫داخل العدد‬

‫اللبنانيون مطمئنون‪ ..‬االستقرار‬ ‫ودعم اجليش سيبقى هدف اإلدارة‬ ‫األمريكية اجلديدة‬ ‫‪40‬‬

‫هل ينجح السعوديون يف التخلص‬ ‫من إدمان «القطاع العام »؟ ‪78‬‬

‫مواجهة حتدي «تغري املناخ»‬ ‫يف السعودية‬

‫قصة الغالف‬

‫‪82‬‬

‫لم يتمسك الرئيس االميركي بأعراف السياسات الخارجية الخاصة للجمهوريني‬

‫تحت شعار «أميركا أوال»‪ ..‬كيف ينظر ‪12‬‬ ‫ترامب إلى الشرق األوسط؟‬

‫مدير حملة الرئيس املنتخب‪« :‬تويتر» و«فيسبوك» وراء فوز ترامب‬ ‫جو كوكس‬ ‫ضحية «الربيكسيت»‬

‫‪114‬‬

‫لعبة اإلعالم األميركي‬ ‫خالل الحملة الرئاسية‬

‫‪32‬‬

‫نازنني زاغري‪..‬‬ ‫رهينة أخرى بيد‬ ‫النظام اإليراني‬

‫حصري‪ :‬نساء‬ ‫يثرن الرعب في‬ ‫قلوب «داعش»‬

‫هند صبري‪ :‬مشاركتي في‬ ‫«زهرة حلب» مغامرة‪ ..‬وال أخاف‬ ‫من العمل مع محمد سعد‬

‫السعودية وحصاد ‪ ..2016‬أبرز نجاحات الداخل وإنجازات الخارج‬ ‫مجلة العرب الدولية‬ ‫تأسست في لندن عام ‪ 1980‬شهرية سياسية‬

‫العدد ‪ 1626‬ديسمرب (كانون األول) ‪2016‬‬

‫‪Issue 1626 December 2016‬‬

‫قراءة في سياسة الرئيس األميركي املنتخب بالشرق األوسط‬

‫ترامب املرشح وترامب الرئيس‪..‬‬ ‫دواعي التوجس وبوادر التفاؤل‬

‫‪12‬‬

‫‪ISSN 1319-0873‬‬

‫‪9 771319 087013‬‬

‫إخفاقات العهد األوبامي‪ ..‬الصوت الذي لم يجد صداه‬