issue1545

Page 1

‫المقال السياسي‬

‫‪55‬‬



‫المقال السياسي‬

‫من مدنية الشاه إلى راديكالية نجاد‬

‫ذكرى الثورة اإليرانية تجدد الجدل حول هويتها‬

‫في ذكرى الثورة اإلسالمية اإليرانية‪ ،‬وفي ظل االحتجاجات الضخمة ضد خامنئي نفسه‪ ،‬طُرحت من جديد قضية ما إذا كانت الثورة‬ ‫اإليرانية إسالمية بالفعل أم ال‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬ثمة نقاط تشابه يمكن استخالصها بين الوضع اإليراني اليوم وحكومة ما قبل الثورة‬ ‫ولعل أبرز هذه التشابهات سوء نظام الحكم في البالد‪.‬‬ ‫تحتفل إيران في الحادي عشر من فبراير من كل‬ ‫عام بعيد انتصار الثورة اإليرانية‪ .‬وهذا العام هو‬ ‫أكثر األعوام اضطرابا ً في الجمهورية اإلسالمية‬ ‫على مدار العقود الثالثة الماضية‪ .‬ورغم ذلك ظل‬ ‫هذا التقليد قائما ً بالرغم من االحتجاجات التي ال‬ ‫تزال مستمرة منذ انتخابات يونيو حزيران ‪.2009‬‬ ‫وقد أدت هذه االحتجاجات الضخمة خالل الفترة‬ ‫األخيرة إلى عقد مقارنات مع األحداث التي‬ ‫وضعت نهاية لنظام الشاه منذ ‪ 31‬عاماً‪.‬‬ ‫وهناك الكثير والكثير الذي يمكن أن يقال عن‬ ‫الثورة اإليرانية التي اندلعت في عام ‪1979‬‬ ‫باعتبارها نقلة في التاريخ الحديث وثمة جدل‬ ‫واسع النطاق حول ما إذا كانت هذه الثورة إسالمية‬ ‫بالفعل أم ال‪ .‬وكما ذكر ديفيد باترياكاراكوس‬ ‫في فبراير العام الماضي في صحيفة الفاينانشال‬ ‫تايمز أنه فيما يتعلق بسقوط نظام الشاه‪،‬‬ ‫فإن "األسباب أكثر وضوحا ً من اآلليات"‪.‬‬ ‫لقد حولت رغبة الشاه في تحديث إيران في فترة‬ ‫الستينيات والسبعينيات مجتمعا ً زراعيا ً في المقام‬ ‫األول إلى مجتمع صناعي‪ .‬وكان المستفيدون‬ ‫الرئيسيون من هذه الخطوة أسرة بهلوي وعدد قليل‬ ‫من رجال الصناعة اإليرانيين‪ .‬وهؤالء العمال الذين‬ ‫انتقلوا من الريف إلى المدن اإليرانية الرئيسية بحثا ً‬ ‫عن فرص عمل هم الذين عانوا من اآلثار السلبية‬ ‫لإليقاع المضطرب لبرنامج التحديث‪.‬‬ ‫وعالوة على ذلك‪ ،‬تم استثمار إيرادات النفط التي‬ ‫تبلغ مليارات الدوالرات األمريكية بشكل أساسي‬ ‫في مشروعات تحديث البنية األساسية لنظام‬ ‫النقل والجيش‪ .‬واالنتساب إلى أسرة بهلوي كان‬ ‫بمثابة المعيار الذي من خالله يتم منح عقود هذه‬ ‫المشروعات‪ .‬وإضافة إلى استشراء الفساد وإهدار‬ ‫الموارد‪ ،‬ارتفع معدل التضخم بشكل مستمر‪.‬‬ ‫وزادت عسكرة نظام الشاه كما زاد قمعه لحرية‬ ‫التعبير وحرية الصحافة‪ .‬وكان يُنظر إلى الشاه‬ ‫داخل البالد باعتباره دمية تتالعب بها المصالح‬ ‫األجنبية وتحديداً في يد الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫وفي ظل هذه الحكومة المضطربة‪ ،‬لم يكن هناك‬ ‫أي قطاع من قطاعات المجتمع اإليراني ‪ -‬سوا ًء‬ ‫الطبقة العليا أو الوسطى أو الطبقة العاملة المنبوذة‬ ‫ ال يشعر بعميق السخط حيال حكم الشاه‪ .‬وكانت‬‫أبرز األصوات االحتجاجية أصوات الطالب‬ ‫العاطلين الذين اضطر الكثيرون منهم إلى الدراسة‬ ‫في الواليات المتحدة األمريكية وأصبحوا دعاة‬ ‫للحرية‪.‬‬ ‫‪ 12‬فبراير ‪2010‬‬

‫ويمكن النظر إلى هذه الثورة على أنها إسالمية‬ ‫في ضوء حقيقة أن الدين لعب دو ًرا مه ًما في‬ ‫حشد التمرد ضد الشاه‪ ،‬كما كانت المؤسسة‬ ‫الدينية واحدة من أهم جماعات المعارضة‪،‬‬ ‫ومأل الخميني وجمهوريته اإلسالمية الفراغ‬ ‫السياسي الذي نجم عن اإلطاحة بالشاه؛ وفي‬ ‫دفاعه عن القيم اإلسالمية‪ ،‬أتى الخميني ليجسد‬ ‫قائداً يبشر بمستقبل أفضل للشعب اإليراني‪.‬‬

‫مانويل ألميدا‬ ‫وقد حدث تصادم أيضا ً بين نظام الشاه وعلماء‬ ‫إيران الذين كانوا حتى ذلك الوقت مستقلين عن‬ ‫السلطات الحكومية‪ ،‬نتيجة لتدخل الحكومة في‬ ‫التعليم والقانون‪ .‬وكان رد فعل الشاه أن قام بإغالق‬ ‫العديد من المدارس الدينية ومحاولة فرض اتجاه‬ ‫وموال للحكومة‪ .‬وهكذا‬ ‫شيعي بعيد عن السياسة‬ ‫ٍ‬ ‫أصبحت المؤسسة الدينية اإليرانية والخميني بشكل‬ ‫خاص ‪ -‬الذي تم نفيه منذ عام ‪ 1964‬التهامه‬ ‫الشاه باالستخفاف بالسيادة الوطنية ‪ -‬بمثابة‬ ‫جزء نشط من الجبهة المعارضة لحكم الشاه‪.‬‬ ‫وكانت المؤسسة الدينية اإليرانية من بين قطاعات‬ ‫المجتمع التي تحررت من الخديعة وأكثرها مهارة‬ ‫في حل المشكالت واتخاذ القرارات بشكل مستقل‪.‬‬ ‫واحتشدت هذه الجماعات لتشكل جبهة معارضة‬ ‫موحدة ضد نظام الشاه‪ ،‬والتفت حول هدف مشترك‬ ‫وهو تشكيل دولة جديدة‪ .‬وكما يسلط باترياكاراكوس‬ ‫الضوء على احتجاجات عام ‪ 1978‬في طهران‪،‬‬ ‫قام الناس بمسيرة ثم صلوا صالة جماعية‪ .‬لكن‬ ‫‪ 90%‬منهم لم يكونوا يعرفون طريقة الصالة‪،‬‬ ‫كل ما هنالك أنهم قلدوا شيوخهم‪ .‬في الواقع‪ ،‬من‬ ‫بين شعارات الثورة ذلك الشعار الشامل "الحرية‬ ‫واالستقالل والحكومة اإلسالمية"‪.‬‬ ‫بيد أنه بعد عزل الشاه‪ ،‬اتضحت جليا ً الخالفات‬ ‫داخل التحالف نفسه خصوصا ً بين الجماعات‬ ‫العلمانية والدينية‪ .‬وبعودة الخميني‪ ،‬قام‬ ‫بتعزيز سلطته ونفوذه بين الجماعات الدينية‪،‬‬ ‫وأقصى الجماعات العلمانية فاتحا ً الطريق‬ ‫أمام قيام الجمهورية اإلسالمية اإليرانية‪ .‬وفي‬ ‫االستفتاء الذي تم إجراؤه للتصويت على تشكيل‬ ‫جمهورية إسالمية‪ ،‬صوت ‪ 98%‬من السكان‬ ‫اإليرانيين لصالح تشكيل الجمهورية اإلسالمية‪.‬‬

‫وباالنتقال إلى الوقت الحالي‪ ،‬يمكن عقد بعض‬ ‫المقارنات بين فقدان الشاه للشرعية بشكل كامل‬ ‫وبين حجم االحتجاجات الحالية التي تقول ليس فقط‬ ‫بعدم مشروعية الرئيس محمود أحمدي نجاد‪ ،‬بل‬ ‫أيضًا بعدم مشروعية خامنئي نفسه‪ ،‬فهناك في الواقع‬ ‫أوجه شبه بين الوضعين تتمثل في غياب الحريات‬ ‫المدنية ووحشية قوات األمن وعدم وصول عوائد‬ ‫النفط لغالبية السكان وتتمثل في ارتفاع التضخم‪،‬‬ ‫كما أن هناك استشراء في الفساد‪ ،‬والذي يعد الحرس‬ ‫الثوري اإليراني متورط فيه بشدة‪ ،‬فكما ذكر كريم‬ ‫سادجابور مؤخ ًرا في مجلة المجلة "لم تعد إيران‬ ‫في عهد خامنئي جمهورية إسالمية‪ ،‬بل أصبحت‬ ‫عبارة عن مجموعة من رجال الدين المتشددين‬ ‫ومجموعة من الحرس الثوري محدثي النعمة"‪.‬‬ ‫ورغم أوجه التشابه هذه‪ ،‬يبدو أن الكثير من‬ ‫المراقبين يبالغون في تصوير حجم االحتجاجات‬ ‫الحالية لدرجة أنهم يتجاهلون النسبة الكبيرة من‬ ‫السكان اإليرانيين الذين ال يزالون يؤيدون أحمدي‬ ‫نجاد‪ ،‬واألهم أنه‪ ،‬ورغم شعارات مثل "الموت‬ ‫لخامنئي"‪ ،‬ال تهدف االحتجاجات الحالية إلى تحدي‬ ‫هوية جمهورية إيران اإلسالمية‪ ،‬بل تستهدف‬ ‫مشروعية الحكومة الحالية‪ ،‬فكما كتب نجاح محمد‬ ‫على في مجلة المجلة "يقول سياسيون من داخل‬ ‫المؤسسة الحاكمة إن الوضع الحالي عبارة عن‬ ‫ثورة داخل الجمهورية اإلسالمية نفسها"‪ ،‬فما‬ ‫نشهده اآلن هو "صراع" بين مؤيدي "الجمهورية‬ ‫اإلسالمية" بكل مؤسساتها وآلياتها االنتخابية‪،‬‬ ‫وبين الداعين إلى تحويلها إلى "حكومة إسالمية"‪.‬‬ ‫إذن هل ما نشهده اليوم من احتجاجات ضخمة في‬ ‫شوارع مدن إيران الكبرى يعد ثورة ضد المؤسسة‬ ‫الدينية الحاكمة في إيران؟ يبدو أن الوضع ليس‬ ‫كذلك‪ ،‬فالمشكلة الرئيسية‪ ،‬وكما كان الحال في‬ ‫عهد الشاه‪ ،‬هي سوء الحكم‪ ،‬وال تمثل االحتجاجات‬ ‫المستمرة ثورة ضد جمهورية إيران اإلسالمية‪ ،‬بل‬ ‫ضد طريقة حكم تلك الجمهورية‪.‬‬ ‫‪68‬‬


‫تقارير‬

‫الزيادة األخيرة في أعمال‬ ‫العنف في المنطقة‪ ،‬نتيجة‬ ‫لزيادة التدخل العسكري‬ ‫األمريكي‪ ،‬قد ساهم في‬ ‫زيادة السخط الشعبي‬ ‫على نطاق واسع بشأن‬ ‫التعاون مع واشنطن‪.‬‬ ‫ويشير التقرير إلى أنه‬ ‫كان هناك فشل في تحويل‬ ‫هذا الشعور العام إلى‬ ‫شعور إيجابي‬ ‫للمعلومات في المنطقة في اآلونة‬ ‫األخيرة وانتشارها في باكستان قد‬ ‫ساهم في زيادة فرص التأثير على‬ ‫الرأي العام فيما يتعلق بالتطرف‬ ‫المتسم بالعنف‪ ،‬حيث يورد التقرير‬ ‫استخدام حركة طالبان للبث اإلذاعي‬ ‫كوسيلة للتحريض على العنف كدليل‬ ‫على أهمية وسائط اإلعالم الجديدة‪،‬‬ ‫مما يعنى ضمنا أن الواليات المتحدة‬ ‫يمكنها أن تغير الرأي العام السلبي في‬ ‫باكستان عن طريق وضع إستراتيجية‬ ‫لالتصاالت تمكنها من توصيل‬ ‫رسالتها‪ ،‬ومن ثم يعد استغالل وسائل‬ ‫اإلعالم الجديدة ضروري الحصول‬ ‫على دعم السكان الباكستانيين كشركاء‬ ‫متعاونين ومدركين ألهمية الجهود‬ ‫المبذولة في مجال مكافحة اإلرهاب‪.‬‬ ‫وينتقل ماركي‪ ،‬بعدم توضيح أهمية‬ ‫التواصل مع الرأي العام في باكستان‪،‬‬ ‫إلى استعراض اآلراء السياسية المختلفة‬ ‫حول التهديد الذي يفرضه اإلرهاب‬ ‫وحول ضرورة التعاون مع الواليات‬ ‫المتحدة‪ ،‬خاصة وأن الكثيرون‪ ،‬سواء‬ ‫من الحزب الحاكم أو المعارضة‪ ،‬شككوا‬ ‫في دعم الرئيس زرداري للتعاون مع‬ ‫الواليات المتحدة باعتباره عنصرا حاسما‬ ‫في عمليات مكافحة اإلرهاب‪ ،‬ويوضح‬ ‫التقرير من خالل استعراض مصالح‬ ‫القيادة والمعارضة‪ ،‬أن هناك اختالفا‬ ‫كبيرا في درجة دعم العالقة مع الواليات‬ ‫المتحدة وعملياتها العسكرية في المنطقة‪.‬‬ ‫العدد ‪1545‬‬

‫ويبين ماركي‪ ،‬في إطار مناقشة دوافع‬ ‫استمرار وتعزيز الشراكة مع الواليات‬ ‫المتحدة ‪ ،‬أن هناك أدلة على انتهازية‬ ‫قادة باكستان وأحزابها السياسية في‬ ‫استغالل المشاعر العامة لضمان‬ ‫نجاحهم في االنتخابات وحصولهم‬ ‫على السلطة السياسية‪ ،‬ومع ذلك يشير‬ ‫التقرير إلى أن المؤسسة السياسية بشكل‬ ‫عام متجاوبة ألولويات إستراتيجية‬ ‫الواليات المتحدة في مكافحة اإلرهاب‬ ‫والتي ينظر إليها على نطاق واسع‬ ‫على أنها تتماشى مع أهدافهم الخاصة‪.‬‬ ‫ويسلط التقرير الضوء على مدى هشاشة‬ ‫التعاون الثنائي في الوقت الراهن‪،‬‬ ‫ولكنه لم يناقش بالقدر الكافي كيف‬ ‫كانت العالقات ضعيفة و على وشك‬ ‫االحتضار في الماضي‪ .،‬وكان بوسع‬ ‫التقرير أن يقدم المزيد من الخلفيات‬ ‫التاريخية من خالل مقارنة العالقات‬ ‫األمريكية الباكستانية خالل فترة الحرب‬ ‫الباردة بالتعاون المشترك الذي تم بين‬ ‫البلدين في ظل حكومتي الرئيسين‬ ‫بوش ومشرف‪ .‬وتعود العالقة الواهية‬ ‫بين قائد الجيش الباكستاني وواشنطن‪،‬‬ ‫كما يبين التقرير‪ ،‬إلى القلق من أن يتم‬ ‫النظر إلى استمرار التعاون مع الواليات‬ ‫المتحدة على أنه تعديا على استقالل‬ ‫المؤسسات العسكرية الباكستانية‪.‬‬ ‫وال وينظر ماركي بالقدر الكافي في‬ ‫مدى تأثير التناقضات التاريخية‪،‬‬

‫المتعلقة بتأييد الواليات المتحدة‪ ،‬على‬ ‫التوترات الحالية في التوافق الثنائي‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬فإن انتقاد القادة‬ ‫العسكريين للجوانب المختلفة للعمليات‬ ‫العسكرية األمريكية‪ ،‬في نفس الوقت‬ ‫الذي يتعاونون فيه مع الواليات المتحدة‪،‬‬ ‫يمكن النظر إليه على أنه محاولة إلظهار‬ ‫مدى استقاللية الجيش الباكستاني‪ ،‬كما‬ ‫يبين التقرير أن رد الفعل الشعبي المحتمل‬ ‫ضد النفوذ األجنبي يساهم بشكل كبير في‬ ‫حالة التوتر التي تسود العالقة بين البلدين‪.‬‬ ‫كما أثر قلق المؤسسة العسكرية في‬ ‫باكستان إزاء التهديد المستمر الذي‬ ‫تشكله الهند بشكل كبيرا على التعاون‬ ‫بين الواليات المتحدة وباكستان‪ ،‬فإصرار‬ ‫الواليات المتحدة على حسن النوايا الهندية‬ ‫لم يحظ بقبول قادة الجيش الباكستاني‪ ،‬الذين‬ ‫قاموا بدعم عددا من الجماعات اإلرهابية‬ ‫كوسيلة للهجوم على الهند‪ ،‬وال يزال هذا‬ ‫االختالف في الرأي يلقى بظالله على‬ ‫الشراكة بين البلدين‪ .‬ويؤكد ماركي على‬ ‫أنه من الحكمة بمكان أن تتحلى واشنطن‬ ‫بالصبر في تعاملها مع الجيش الباكستاني‬ ‫في هذا الصدد‪ ،‬كوسيلة للقضاء على الدعم‬ ‫المقدم للجماعات المتطرفة في المستقبل‪.‬‬ ‫ولمزيد من المعلومات‬ ‫‪www.cfr.org‬‬ ‫‪67‬‬


‫تقارير‬

‫الطريق لمواجهة اإلرهاب يمر من باكستان‬ ‫تقييم شراكة باكستان مع الواليات المتحدة‬

‫مجلس العالقات الخارجية‬ ‫دانيال ماركي‬

‫يعتبر تحالف الواليات المتحدة األمريكية مع الحكومة الباكستانية من األمور التي تمثل أهمية خاصة‪ ،‬برغم اختالف اآلراء في باكستان‬ ‫بشأن التعاون مع الواليات المتحدة‪ ،‬ومن ثم يقترح دانيال ماركي من مجلس العالقات الخارجية األمريكية مجموعة من االستراتيجيات التي‬ ‫يمكن من خاللها الدخول في شراكة بناءة مع القيادة الباكستانية‪ ،‬خاصة وأن نجاح االستراتيجيات األمريكية المختلفة لمكافحة اإلرهاب‬ ‫يتوقف على تعزيز الشراكة مع باكستان‪.‬‬

‫تزايدت أهمية الدور الذي تلعبه باكستان‬ ‫في "الحرب على اإلرهاب"‪ ،‬وفى هذا‬ ‫اإلطار نشر دانيال ماركي من مجلس‬ ‫العالقات الخارجية تقريرا بعنوان‬ ‫"شراكات باكستان مع الواليات المتحدة"‪،‬‬ ‫لتقييم درجة التعاون بين البلدين‪ .‬ويرى‬ ‫ماركي أن الحاجة قد أصبحت ملحة‬ ‫بشكل متزايد لوجود تعاون مستمر‬ ‫بين قادة باكستان والواليات المتحدة‬ ‫في مجال مكافحة اإلرهاب والتطرف‬ ‫في المنطقة‪ ،‬ويوضح أن فشل عمليات‬ ‫‪ 12‬فبراير ‪2010‬‬

‫مكافحة اإلرهاب سيكون له تداعيات‬ ‫خطيرة تتجاوز حدود باكستان‪ .‬ومن‬ ‫خالل استعراضه لمختلف المؤسسات‬ ‫الوطنية الموجودة في السلطة‪ ،‬يطرح‬ ‫ماركي مجموعة من الخيارات‬ ‫الممكنة لتحسين التعاون بين أمريكا‬ ‫وباكستان في مجال مكافحة اإلرهاب‪.‬‬ ‫ووفقا لما ذكره ماركي في تقريره‪ ،‬فإن‬ ‫الزيادة األخيرة في أعمال العنف في‬ ‫المنطقة‪ ،‬نتيجة لزيادة التدخل العسكري‬

‫األمريكي‪ ،‬قد ساهم في زيادة السخط‬ ‫الشعبي على نطاق واسع بشأن التعاون‬ ‫مع واشنطن‪ .‬ويشير التقرير إلى أنه‬ ‫كان هناك فشل في تحويل هذا الشعور‬ ‫العام إلى شعور إيجابي‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫الواقع يشير إلى أن النخبة في المجتمع‬ ‫الباكستاني ال تزال ترغب في استمرار‬ ‫التعاون مع واشنطن على الرغم من‬ ‫المشاعر السلبية ألغلبية الشعب‪.‬‬ ‫وكان ظهور مصادر جديدة مستقلة‬ ‫‪66‬‬


‫قراءات‬


‫قراءات‬

‫جديد األسبوع‬ ‫كتب‬

‫سباق العمر‪:‬‬ ‫كيف وصل أوباما إلى البيت األبيض؟‬

‫رحلة عبر دولة‪:‬‬ ‫الصين من المزرعة إلى المصنع‬

‫مارك هالبرين وجون هيليمان‬

‫بيتر هيسلر‬

‫حظي الكتاب‪ ،‬الذي كتبه هالبرين وهيليمان عن حملة‬ ‫أوباما االنتخابية‪ ،‬باإلشادة والثناء بوصفه رواية‬ ‫ممتعة ودقيقة في الوقت نفسه عن وقائع الحملة‬ ‫الرئاسية‪ ،‬التي تعد األكثر إثارة منذ عقود طويلة‬ ‫مضت‪ .‬والكتاب عبارة عن مزيج من التحليل السياسي‬ ‫المطلع وإعادة رواية األحداث بشكل تفصيلي يعيد إلى‬ ‫الذاكرة أسلوب "بوب وودوارد"‪ ،‬الرائد في الكتابة‬ ‫السياسية‪ ،‬الذي دشنه في كتبه‪ ،‬التي كانت دو ًما من‬ ‫أكثر الكتب مبي ًعا في مجال السياسة األمريكية‪ .‬فهذا‬ ‫الكتاب يعيد رسم شخصيات الحملة‪ ،‬ويرسم الطريق‬ ‫بوضوح للوصول إلى البيت األبيض‪ ،‬بشكل مشوق‬ ‫ومثير‪ .‬ويأخذ هالبرين وهيليمان القارئ‪ ،‬بأسلوب‬ ‫الصحفيين األمريكيين‪ ،‬إلى قلب واحدة من أكثر‬ ‫االنتخابات الرئاسية إثارة التي شهدها العالم في الفترة‬ ‫األخيرة‪ ،‬تاركين لديه شعو ًرا بمدى أهمية وخطورة‬ ‫التاريخ الحديث‪.‬‬

‫يبين هذا الكتاب أن هناك تحولاً‬ ‫واضحا قد‬ ‫ً‬ ‫حدث في ميزان القوى العالمي منذ بداية األزمة‬ ‫المالية‪ .‬ونظ ًرا للنمو االقتصادي المتزايد للصين‪،‬‬ ‫فإن طموحاتها وأهدافها تخضع للتحليل بشكل‬ ‫مستمر‪ .‬ويرصد الكاتب خالل رحلته الملحمية‬ ‫عبر الصين العديد من التناقضات و االضطرابات‬ ‫الواسعة التي نتجت عن النمو االقتصادي‪ .‬ويتمتع‬ ‫هيسلر ببراعة شديدة في الكشف عن القصص‬ ‫اإلنسانية والكثير من الجوانب المهمة التي‬ ‫تكمن وراء هذا النجاح الكبير الذي حققته األمة‬ ‫الصينية الصاعدة‪ ،‬خاصة مع الخالف الذي حدث‬ ‫أخي ًرا بين الصين والواليات المتحدة حول بيع‬ ‫ضا بروح‬ ‫األسلحة لتايوان‪ .‬كما يتمتع هيسلر أي ً‬ ‫الدعابة في سرده للتغييرات االجتماعية التي‬ ‫حدثت خالل الـ ‪ 15‬عا ًما الماضية ويعد هذا الكتاب‬ ‫أحدث ما كتبه في هذا الشأن‪.‬‬

‫الغالف‬

‫الغالف‬

‫الغالف‬

‫تناول الشاي مع حزب اللـه‪:‬‬ ‫الجلوس على طاولة األعداء؛ رحلتنا عبر الشرق األوسط‬ ‫تيد ديكر وكارل ميدراس‬ ‫في هذا الكتاب‪ ،‬يأخذ الكاتبان تيد ديكر وكارل ميدراس القارئ في مغامرة حقيقية مثيرة في الحياة الواقعية‪ .‬ويناقش الكتاب المعنى المقصود من وراء عبارة‬ ‫"ينبغي أن تحب جارك" وكيفية تطبيقها مع الكثير من أعداء أمريكا األلداء‪ .‬ويسعى الكاتبان إلى هدم الكثير من االفتراضات المسبقة حول أعداء أمريكا من‬ ‫خالل الكشف عن الجانب اإلنساني ألولئك األعداء‪ ،‬والذي غالبًا ما يغفل اإلعالم الغربي إظهاره وتوضيحه‪ .‬ويوضح الكاتبان من خالل سلسلة من اللقاءات‪،‬‬ ‫للقراء الذين يرغبون في المعرفة‪ ،‬الطريقة التي يفكر بها الكثير من الشخصيات المثيرة للجدل في منطقة الشرق األوسط‪ .‬وبالنسبة للقارئ المستنير يشكل‬ ‫مزيج القصص والشخصيات والمقابالت الذي يحتويه الكتاب رؤية محايدة‪ ،‬إلى حد كبير‪ ،‬للحياة في الشرق األوسط ومحاولة للبحث عن أرضية مشتركة‪.‬‬

‫تقارير‬ ‫إيران‪ :‬حل المشكلة النووية‬

‫إصالح إستراتيجية فاشلة في أفغانستان‬

‫تقرير مؤسسة تشاتام هاوس‬ ‫سير ريتشارد دالتون‪ ،‬ديسمبر‪/‬كانون أول ‪2008‬‬

‫مؤسسة كارنيجي للسالم الدولي‬ ‫جيلس دورنسورو‬

‫يوضح التقرير أن الرئيس أوباما قدم فرصة جديدة إلعادة البحث عن حل لمشكلة البرنامج النووي‬ ‫اإليراني من خالل إعالنه عن استعداده الستكشاف سبل جديدة للتفاهم‪ .‬ويسلم التقرير بفشل السياسات‬ ‫األمريكية واألوروبية الحالية تجاه إيران‪ .‬كما يقدم محرر‬ ‫التقرير‪ ،‬السير ريتشارد دالتون‪ ،‬السفير البريطاني السابق‬ ‫في طهران‪ ،‬مجموعة من التوصيات بشأن كيفية بناء جسور‬ ‫للتفاهم في المستقبل‪ ،‬التي من شأنها أن تعمل على وقف‬ ‫تصاعد التوترات السياسية‪ .‬ويقرر دالتون أن العداء بين‬ ‫إيران والواليات المتحدة ال يمكن أن يستمر لألبد‪ .‬وشدد‬ ‫ضا على خطورة استمرار الجمود الدبلوماسي‬ ‫التقرير أي ً‬ ‫وما قد يؤدى إليه من احتمال نشوب نزاع مسلح مع إيران‪،‬‬ ‫حيث يرى المحللون أن ما قام به أوباما من إرسال بطاريات‬ ‫صواريخ ألربع دول من دول الخليج وإرسال اثنتين من السفن‬ ‫الحربية لكي تتمركزا في منطقة الخليج يعد بمثابة دليل على‬ ‫وجود أزمة عالمية قادمة تلوح في األفق‪ .‬وباإلضافة إلى‬ ‫التوصيات التي يقدمها هذا التقرير‪ ،‬فإنه يوفر إطا ًرا مفيدًا‬ ‫لفهم التطورات المحتملة للوضع الراهن‪.‬‬ ‫‪ 12‬فبراير ‪2010‬‬

‫يوضح دورنسورو من خالل هذا التقرير أن الجدل ال يزال مستم ًرا حول مستقبل اإلستراتيجية‬ ‫العسكرية األمريكية في أفغانستان‪ ،‬وأن زيادة عدد القوات األمريكية لن يكون كافيًا إلصالح العيوب‬ ‫واألخطاء التي نتجت عن هذه اإلستراتيجية الخاطئة‪ .‬وأحد السيناريوهات المحتملة التي يتوقع‬ ‫التقرير حدوثها في أفغانستان‪ ،‬والتي قد تؤدي إلى نتائج‬ ‫كارثية‪ ،‬أن تمتد نيران الحرب إلى الشمال الذي ظل هادئًا‬ ‫حتى اآلن‪ .‬كما يناقش التقرير احتماالت انتشار الفوضى‬ ‫خارج حدود منطقة القتال الحالية‪ .‬ويورد التقرير‪ ،‬بشكل‬ ‫تفصيلي‪ ،‬النتائج اإليجابية التي من الممكن أن تنجم عن‬ ‫وضع إستراتيجية ناجحة ويشير إلى أن التحالف الدولي‬ ‫ينبغي أن يركز أكثر على الحفاظ على السالم في هذه‬ ‫المنطقة‪ .‬ولكن بالرغم من محاولة دورنسورو رسم‬ ‫طريق للخروج من المستنقع األفغاني بعد ثماني سنوات‬ ‫من الحرب‪ ،‬فإن التقرير ال يقدم أي إجابة عن سؤال‬ ‫في غاية األهمية وهو هل ستكون اإلستراتيجية الجديدة‬ ‫ناجحة بالفعل وقابلة للتنفيذ؟ إن األيام وحدها فقط هي‬ ‫القادرة‪ ،‬بطبيعة الحال‪ ،‬على اإلجابة عن هذا السؤال‪ ،‬كما‬ ‫يقر بذلك كاتب التقرير‪.‬‬

‫‪64‬‬


‫كتب‬ ‫‪‎‬والفصل الثامن تحديدًا ينظر ألحمدي نجاد‪،‬‬ ‫كعضو في 'الطبقة السياسية الجديدة"‪ ،‬حيث نجح‬ ‫نجاد في تأمين قدر من االستقالل عن المرشد‬ ‫األعلى من خالل تجسيد اثنين من عناصر‬ ‫الثورة التي هي‪ ،‬إلى حد كبير‪ ،‬خارج متناول يد‬ ‫الخوميني‪ ،‬وهما الشعوبية والعدالة االجتماعية‪.‬‬ ‫وعرض أرجوماند لهذه المسألة ثري بالمعلومات‬ ‫عن السياسة اإليرانية بقدر ثرائه بالمعلومات عن‬ ‫نجاد كزعيم‪ .‬ويوضح هذه النقطة نوادر أحمدي‬ ‫نجاد‪ ،‬الذي يشير لنفسه دائ ًما بأنه يرجع له الفضل‬ ‫في تنظيف شوارع طهران من خالل منصبه‬ ‫كعمدة لبلديتها‪ ،‬كما يبرز أرجوماند السياسات‬ ‫الشعوبية التي وضعت في حيز التنفيذ قبيل‬ ‫االنتخابات الرئاسية في عام ‪.2009‬‬ ‫‪‎‬ويحقق الكتاب نفس القدر من اإلثارة عندما‬ ‫يتحدث البروفسير أرجوماند عن تأثير المصالح‬ ‫االقتصادية العسكرية على السياسة الخارجية‬ ‫للبالد‪ ،‬حيث يوضح أن لجان الثورة في إيران‬ ‫وميليشيات الباسيج وهياكل التعبئة األخرى‬ ‫التي طُورت إلى اتحادات تحت إشراف‬ ‫الحرس الثوري «(ص ‪ .)192‬وأقامت الهيئات‬ ‫االقتصادية الكبيرة عالقات مع مجال الدفاع‬ ‫ومع أعضاء النخبة السياسية‪ ،‬الذين لديهم تأثير‬ ‫قوي على السياسة الخارجية‪ .‬ويرى أرجوماند‬ ‫أن تطور هذه االتحادات الخاصة خلقت تركيبة‬ ‫سياسية تعمل بموازاة حكم األقلية‪ ،‬وغالبًا ما‬ ‫يعصف ذلك بمحاوالت اإلصالحيين في إيران‬ ‫التقارب مع الدول الغربية‪ .‬من أبرز األمثلة‬ ‫على ذلك والتي يستخدمها الكتاب في دعم هذه‬ ‫النظرية اغتيال مجموعة كردية معارضة في‬ ‫ألمانيا وتفجير مركز يهودي في األرجنتين‪.‬‬ ‫‪‎‬وبشكل عام فإن قدرة أرجوماند على استخدام‬ ‫الثورة لتوضيح جوانب كثيرة من الحياة السياسية‬ ‫اإليرانية تعتبر عملاً مبهرًا‪ .‬غير أنه يترك بعض‬ ‫األسئلة دون إجابة‪ .‬فأولاً ‪ ،‬بينما يعترف أن النموذج‬ ‫اإليراني لم يمر بمرحلة التحرر التي مرت بها‬ ‫الثورات األخرى‪ ،‬فإنه لم يعط سببًا مقنعًا عن فشل‬ ‫الجهود المبذولة من قبل اإلصالحيين‪ .‬وبدلاً من ذلك‬ ‫فإنه الحظ أن الخطاب الثوري يقوض الجهود التي‬ ‫يبذلونها‪ .‬ولكن لماذا حدث ذلك في إيران‪ ،‬وماذا فعل‬ ‫اإلصالحيون في سياق الثورات األخرى للتغلب‬ ‫على قيود المعايير السياسية التي حددتها الثورة؟‬ ‫‪‎‬إجابة أرجوماند عن العديد من تساؤالت الناس عن‬ ‫إيران تعود إلى الثورة‪ .‬ومما ال شك فيه أنه نجح في‬ ‫إظهار أهمية قيام الثورة بالنسبة للسياسة اإليرانية إال‬ ‫أن نظريته ربما تتعرض للتفنيد أو للدحض‪ ،‬حيث‬ ‫إنه يقول إن الثورة هي التي تحدد كل شيء‪ ،‬وإن‬ ‫كل شيء تم توضيحه من قبل الثورة‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫يعتبر الكتاب مه ًما في تحليله للتحول السياسي‬ ‫واأليديولوجي في إيران ومثيرًا لإلعجاب لقدرته‬ ‫على التعامل مع طائفة واسعة من القضايا التي‬ ‫رسمت معالم الوضع الراهن إليران‪.‬‬ ‫العدد ‪1545‬‬

‫وفاة الخوميني لم تكن 'سوى بداية لصراع طويل بين أبناء الثورة على تراثه'‬

‫‪63‬‬


‫كتب‬

‫أبناء‬

‫الثورة‬

‫ما بعد الخميني‬ ‫إيران في عهد الخالفاء‬ ‫المؤلف‪ :‬سيد أمير أرجوماند‬ ‫الناشر‪ :‬مطابع جامعة أوكسفورد ‪2009‬‬ ‫يرى البروفسير أرجوماند في كتابه األخير أن الثورة اإليرانية أثرت على الساحة السياسية والسياسة‬ ‫الخارجية إليران أكثر مما يتصوره المرء‪ .‬ويتخذ أرجوماند منظو ًرا اجتماعيًا حول هذا الموضوع‪،‬‬ ‫ورسم أرجوماند صورة لمستقبل البالد المرتبط بأيديولوجية الثورة اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪‎‬ناد ًرا ما نجد إيران ال تتصدر العناوين‬ ‫الرئيسية‪ ،‬وفي أغلب األحيان تكون هذه‬ ‫العناوين بمثابة أخبار تحير العالم‪ .‬فمنذ عام‬ ‫‪ ،1979‬والعالم يراقب التطور السياسي في‬ ‫إيران بدرجة من االرتباك والحيرة‪ .‬ويحاول‬ ‫البروفسير سيد أمير أرجوماند في كتابه‬ ‫األخير‪" ،‬بعد الخوميني" إلقاء الضوء على‬ ‫الدور الذي لعبته الثورة اإلسالمية في إحداث‬ ‫حراك ديناميكي في السياسية اإليرانية‪.‬‬ ‫‪‎‬ونظ ًرا ألن أرجوماند أستاذ في علم االجتماع‪،‬‬ ‫فإنه يستطيع من موقعه المميز هذا أن يقيم‬ ‫خصوصيات الثورة وأثرها على المجتمع‬ ‫اإليراني إلى يومنا هذا‪ .‬ويلقي أرجوماند نظرة‬ ‫أصيلة علي ديناميكيات التغيير في البالد‪،‬‬ ‫كما قام بتفسير العديد من األحداث السياسية‬ ‫األخيرة في إيران والتي حيَّرت الغرب‪ ،‬بما‬ ‫في ذلك ظهور المتطرفين في النظام اإليراني‪،‬‬ ‫واستقرار وضع المرشد األعلى وإصـرار‬ ‫إيــران على بنــاء‬ ‫قدرتها النووية‪.‬‬ ‫‪ 12‬فبراير ‪2010‬‬

‫‪‎‬وبد ًءا من فرضية أن مصدر سوء فهم الغرب‬ ‫إليران هو افتراض أن الثورة انتهت مع وفاة‬ ‫الخوميني‪ .‬وأرجوماند ليس قادرًا فقط علي‬ ‫شرح السياسة اإليرانية‪ ،‬ولكنه قادر أيضًا على‬ ‫وضع نظرية تتناول درجة أهمية نماذج الثورة‬ ‫في فهم إيران‪ .‬ويرى أرجوماند أن إيران كان‬ ‫يمكن فهمها بشكل أفضل إذا لم يقم العالم بمقارنة‬ ‫الثورة اإليرانية بالثورة الفرنسية‪ ،‬التي تميزت‬ ‫بقمة التطرف‪ ،‬ولكنها أفسحت الطريق بعد ذلك‬ ‫ألجندة اإلصالح المعتدل‪.‬‬ ‫‪‎‬وبالتالي فإن وفاة الخوميني لم تكن الفرصة التي‬ ‫يبحث عنها اإلصالحيون‪ ،‬ولكن وفاته لم تمثل‬ ‫'سوى بداية لصراع طويل بين أبناء الثورة على‬ ‫تراثه' (ص ‪ .)5‬األهم من ذلك أن أرجوماند يشير‬ ‫إلى أن النضال من أجل تحديد هيكل جديد للنظام‬ ‫السياسي اإلسالمي الذي أنشأه الخميني له منطق‬ ‫يمكن فهمه فقط على أنه نتيجة للثورة‪ .‬فتراث‬ ‫الخوميني أنتج نظا ًما سياسيًا فريدًا‪ ،‬والذي يمكن‬ ‫تعريفه بأنه الصراع بين المتشددين والثوريين‬ ‫السابقين الذين أصبحوا أكثر اعتدالاً ‪ .‬و ليس‬

‫هناك أدل على تبصر أرجوماند بالحالة التي‬ ‫ذكرها من االنتخابات الرئاسية األخيرة‪ ،‬حيث‬ ‫فاز المتشددون على الرغم من الدعم الشعبي‬ ‫لإلصالحيين‪.‬‬ ‫‪‎‬وفي توضيحه للسياسة الداخلية والخارجية‬ ‫إليران‪ ،‬نجح أرجوماند في شرح أهمية‬ ‫المصطلحات االجتماعية التي تساعد القارئ‬ ‫على فهم أفضل للدرجة التي أثرت فيها الثورة‬ ‫اإليرانية على المجتمع‪ .‬أحد األمثلة المهمة على‬ ‫هذا إشارته إلى السياسة الدستورية‪ ،‬أو النضال‬ ‫من أجل تشكيل نظام سياسي واجتماعي معين‪.‬‬ ‫ويوضح كيف أن السياسة الدستورية تقوم على‬ ‫مبدأ الحل الوسط بحيث يمكن أن تكون ذات‬ ‫طابع مؤسساتي‪ .‬ويشير بعد ذلك كيف يستند‬ ‫صراع السياسة الدستورية في إيران على‬ ‫أيديولوجية الخوميني التي تمزج بين عناصر‬ ‫دينية وجمهورية وشعوبية‪ .‬هذا التبصر يساعد‬ ‫أرجوماند‪ ،‬بشكل خاص‪ ،‬ومفيد في تحليله‬ ‫لرئاسة أحمدي نجاد واالختالف في القوة والنفوذ‬ ‫التي تحدد عالقته بالمرشد األعلى‪.‬‬ ‫‪62‬‬


‫إصدارات‬ ‫كتب‬

‫العدد ‪1545‬‬

‫قراءات‬

‫تقارير‬

‫‪61‬‬



‫مؤشرات‬

‫‪6,650.000 ‬‬ ‫‪6,600.000 ‬‬ ‫‪6,550.000 ‬‬ ‫‪6,500.000 ‬‬ ‫‪6,450.000 ‬‬ ‫‪6,400.000 ‬‬ ‫‪6,350.000 ‬‬ ‫‪6,300.000 ‬‬ ‫‪6,250.000 ‬‬ ‫‪6,200.000 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪4/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪2/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪ 3‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪ 2‬‬

‫‪7/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪ 2‬‬

‫‪3/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪9/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪5/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪01‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪7/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪3/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪4/‬‬ ‫‪02‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ 3‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ 2‬‬

‫‪7/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ 2‬‬

‫‪3/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪9/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪5/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪7/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪3/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ 0‬‬ ‫‪3/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪2/‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ 2‬‬ ‫‪9/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ 2‬‬ ‫‪4/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ 1‬‬ ‫‪9/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪ 1‬‬ ‫‪4/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪ 0‬‬ ‫‪9/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ !"#$%‬‬

‫‪ 0‬‬ ‫‪4/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪7,100.000 ‬‬ ‫‪7,000.000 ‬‬ ‫‪6,900.000 ‬‬ ‫‪6,800.000 ‬‬ ‫‪6,700.000 ‬‬ ‫‪6,600.000 ‬‬ ‫‪6,500.000 ‬‬ ‫‪6,400.000 ‬‬ ‫‪6,300.000 ‬‬ ‫‪6,200.000 ‬‬

‫‪6,450.000 ‬‬ ‫‪6,400.000 ‬‬ ‫‪6,350.000 ‬‬ ‫‪6,300.000 ‬‬ ‫‪6,250.000 ‬‬ ‫‪6,200.000 ‬‬ ‫‪6,150.000 ‬‬ ‫‪6,100.000 ‬‬ ‫‪6,050.000 ‬‬ ‫‪6,000.000 ‬‬

‫‪1,900.000 ‬‬ ‫‪1,850.000 ‬‬ ‫‪1,800.000 ‬‬ ‫‪1,750.000 ‬‬ ‫‪1,700.000 ‬‬ ‫‪1,650.000 ‬‬ ‫‪1,600.000 ‬‬ ‫‪1,550.000 ‬‬ ‫‪1,500.000 ‬‬ ‫‪1,450.000 ‬‬ ‫‪1,400.000 ‬‬

‫‪1,510.000 ‬‬ ‫‪1,500.000 ‬‬ ‫‪1,490.000 ‬‬ ‫‪1,480.000 ‬‬ ‫‪1,470.000 ‬‬ ‫‪1,460.000 ‬‬ ‫‪1,450.000 ‬‬ ‫‪1,440.000 ‬‬ ‫‪1,430.000 ‬‬ ‫‪1,420.000 ‬‬

‫‪7,100.000 ‬‬ ‫‪7,050.000 ‬‬ ‫‪7,000.000 ‬‬ ‫‪6,950.000 ‬‬ ‫‪6,900.000 ‬‬ ‫‪6,850.000 ‬‬ ‫‪6,800.000 ‬‬ ‫‪6,750.000 ‬‬

‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪02‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪4/‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪1/‬‬

‫‪ 3‬‬

‫‪7/‬‬

‫‪ 2‬‬

‫‪3/‬‬

‫‪ 2‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪5/‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪1/‬‬

‫‪9/‬‬

‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪7/‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪3/‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪3/‬‬ ‫‪02‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪0/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪ 3‬‬

‫‪6/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪ 2‬‬

‫‪2/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪ 2‬‬

‫‪8/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪4/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪0/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪6/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪2/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪01‬‬

‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪10‬‬

‫‪/2‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪/2‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪10‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪10‬‬

‫‪/2‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪/2‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪10‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪10‬‬

‫‪/2‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪/2‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪10‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪10‬‬

‫‪/2‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪/2‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪10‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪/2‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪01‬‬

‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪4/‬‬ ‫‪02‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪ 3‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪ 2‬‬

‫‪7/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪ 2‬‬

‫‪3/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪9/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪5/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪7/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪10‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪3/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪59‬‬

‫العدد ‪1545‬‬

‫*‪ !"#$%& '()#‬‬

‫‪ !"#$%& '&()*# +,-. '/0‬‬

‫('&‪ !"# $%‬‬

‫*)(‪ !"#$% !&' ‬‬

‫‪ !"#$%&' ()*+,‬‬


‫األسواق‬

‫عودة الهيمنة الحكومية‬ ‫كانت السنوات التي تبعت الحرب العالمية‬ ‫الثانية هي السنوات الذهبية لمذهب‬ ‫كينز اإلقتصادى ‪ ،‬ففي تلك اآلونة كانت‬ ‫الحكومات تقوم بتعديل سياساتها النقدية‬ ‫والمالية وفقا لنظريات كينز االقتصادية‪،‬‬ ‫والتي كانت بمثابة مسلمة من مسلمات تلك‬ ‫الحقبة‪ ،‬وقد بدا لفترة من الوقت أن هذا النظام‬ ‫يحقق نجاحً ا ملموسًا‪ ،‬حيث ظلت معدالت‬ ‫البطالة في معظم البلدان الغربية منخفضة‬ ‫طوال الفترة الممتدة من الخمسينيات إلى‬ ‫السبعينيات‪ ،‬كما كانت معدالت التضخم‬

‫معتدلة إلى حد كبير‪ ،‬إال أن هذه السنوات‬ ‫من االزدهار انتهت مع الصدمات النفطية‬ ‫التي حدثت في بداية السبعينيات‪ ،‬وذلك في‬ ‫ظروف أثار فيها ريجان وتاتشر شكوكا‬ ‫حول فاعلية تدخل الحكومات في االقتصاد‪،‬‬ ‫وكان الحل المقترح من جانبهما هو تقليص‬ ‫تدخل الحكومة وتحرير األسواق‪ ،‬وأدت هذه‬ ‫العملية الي تراجع في الكثير من الجوانب‬ ‫المبالغ فيها فيما يتعلق بنظام اقتصاد السوق‬ ‫الذي كان مخطط األخذ به وساد حقبة ما‬ ‫بعد الحرب‪ ،‬ولكن األزمة المالية العالمية‬

‫اإلنتاج الصناعي‬

‫المصدر‪ :‬صندوق النقد الدولي‪ ،‬التوقعات االقتصادية العالمية (يناير ‪) 2010‬‬

‫وفى خريف عام ‪ 2007‬اندلعت أزمة القروض في الواليات المتحدة‪ ،‬وتسببت األزمة‬ ‫االئتمانية‪ ،‬وهى التسمية التي أطلقت على األزمة في مراحلها األولى‪ ،‬في إصابة أسواق‬ ‫االئتمان بالشلل التام‪ ،‬ومع الشلل الذي أصاب األسواق المالية‪ ،‬سرعان ما امتدت األزمة إلى‬ ‫االقتصاد الحقيقي‪ ،‬وتمثل هذا في نقص في القروض المتاحة للمنتجين‪ ،‬مما أدى إلى تباطؤ‬ ‫اإلنتاج‪ ،‬ومع تدهور الحالة المالية للشركات التي يقوم عليها االقتصاد الحقيقي‪ ،‬تم تسريح‬ ‫للعمالة‪ ،‬األمر الذي أدى بدوره إلى ارتفاع معدل البطالة‪ ،‬وهو ما زاد من تقويض معدل‬ ‫الطلب على السلع وانخفاض في المبيعات‪ ،‬و في عام ‪ ،2008‬قامت مجموعة العشرين‪ ،‬ومن‬ ‫خالل التنسيق فيما بينها بوضع حزم تحفيز اقتصادي كبيرة‪ ،‬ساهمت إلى حد كبير في تحفيز‬ ‫اإلنتاج‪ ،‬وبحلول الربع الثاني من عام ‪ ،2009‬كانت معدالت اإلنتاج قد عادت إلى معدالت‬ ‫نموها الطبيعية‪.‬‬

‫األرصدة المالية العالمية‬

‫المصدر‪ :‬قاعدة بيانات مستقبل االقتصاد العالمي التابعة لصندوق النقد الدولي‬

‫وكانت الدول المتقدمة قد حققت في الغالب توازنا في ميزانياتها عام ‪ ،2000‬في حين كان‬ ‫هناك عجز بنسبة حوالي ‪ 2.5%‬في ميزانيات الدول ذات االقتصادات النامية والصاعدة‪ ،‬وكان‬ ‫من تداعيات انفجار الفقاعة التكنولوجية لعام ‪ 2000‬تباطؤ اقتصادي في الدول المتقدمة‪ ،‬ومع‬ ‫ظهور تأثير الركود‪ ،‬تنخفض العوائد المالية‪ .‬ومع حلول عام ‪ 2002‬تقريبًا‪ ،‬أدت سياسات‬ ‫االقتصادات الكلية في الدول الصاعدة‪ ،‬إضافة إلى عوامل خارجية إيجابية فيما يتعلق بالطلب‬ ‫العالمي على السلع مع صعود الصين‪ ،‬إلى تسارع في النمو في العالم النامي وإلى ارتفاع في‬ ‫العوائد المالية‪ ،‬وبداية من منتصف عام ‪ 2004‬حتى منتصف عام ‪ 2009‬ـــ عندما تم تنفيذ‬ ‫خطط التحفيز االقتصادي ـــ شهدت الدول النامية فترة إيجابية فيما يتصل باألرصدة المالية‪،‬‬ ‫أما في الدول المتقدمة‪ ،‬تدهورت األرصدة المالية‪ ،‬وذلك بداية من منتصف عام ‪ ،2006‬عندما‬ ‫تم الشعور بأول مؤشرات التباطؤ االقتصادي‪.‬‬

‫األسعار الحقيقية للسلع األساسية‬ ‫المصدر‪ :‬تقرير مستقبل االقتصاد العالمي التابع لصندوق النقد الدولي واإلحصائيات العامة‬

‫وتزامن االنخفاض الحاد في أسعار السلع خالل الثمانينيات مع ما تم وصفه بـ"العقد المفقود"‬ ‫بالنسبة للدول النامية‪ ،‬وبعد حوالي عقد من انخفاض بطيء لألسعار‪ ،‬تم اعتبار االرتفاع‬ ‫الحاد في أسعار النفط عام ‪ 1998‬جزئيًا نتيجة لصعود الصين في االقتصاد العالمي‪ ،‬وصاحب‬ ‫االنخفاض العام الالحق في أسعار السلع عام ‪ 2008‬انخفاض في اإلنتاج الصناعي (كما يتضح‬ ‫ً‬ ‫تفصيال في الرسم البياني رقم ‪ ،)1‬وترتفع األسعار حينئذ ببطء مع تعافي االقتصاد العالمي‬ ‫بشكل تدريجي‪ ،‬ومن المتوقع أن تستمر األسعار في االرتفاع ببطء حيث معاناة الكثير من‬ ‫االقتصادات من عواقب العجز الكبير الذي تم األخذ بمقتضياته لمواجهة الركود االقتصادي‪،‬‬ ‫ويعد التعافي البطيء من األزمة محفوفا بخطر صعود بطيء في زيادة الطلب على المنتجات‪،‬‬ ‫وبالتالي بطء في ارتفاع األسعار العالمية للسلع‪.‬‬ ‫‪ 12‬فبراير ‪2010‬‬

‫الراهنة أعادت فتح األبواب مرة أخرى أمام‬ ‫التدخل الحكومي في االقتصاد‪ ،‬حيث يرى‬ ‫المدافعون عن هذا الرأي أن الحكومات‬ ‫ال يجب أن تجلس مكتوفة األيدي بينما‬ ‫االقتصاد ينهار أمام عينيها‪ ،‬وفى الوقت‬ ‫الحالي أصبحت شركة مثل شركة جنرال‬ ‫موتورز شركة حكوميه مملوكة للدولة‪،‬‬ ‫وعادت الحكومات لحشد التأييد لفكرة‬ ‫خاطئة مفادها أن التدخل الحكومي استعاد‬ ‫جز ًء من شرعيته المفقودة‪.‬‬


‫اآلن أصبح بإمكانك متابعة المجلة من أي مكان و في أى وقت من خالل األيفون‬


‫المستثمر العالمي‬

‫برج خليفة‬

‫دروس ما بعد األرقام القياسية‬

‫ثان ‪ ،2010‬أصبح أطول برج في العالم في دبي‪ ..‬أنا ال أتكلم هنا عن أعلى ارتفاع ‪ 828‬مت ًرا‬ ‫في ‪ 4‬يناير‪/‬كانون ٍ‬ ‫(‪ 2717‬قد ًما) وال عن الـ ‪ 160‬طابقًا وال عن أعلى مسبح في العالم وأعلى مسجد في العالم وال عن التقنيات التي استخدمت ألول مرة في‬ ‫البرج وغيرها من العديد من األرقام القياسية ‪..‬‬ ‫لقد شاهد العالم كله االفتتاح األسطوري للبرج‬ ‫الذي حضره عشرات اآلالف من سكان‬ ‫دبي واإلمارات والخليج العربي ومئات من‬ ‫األجانب‪ ،‬لقد شعر الجميع بأنه يوم مميز بكل‬ ‫معنى الكلمة‪.‬‬ ‫دعنا نقول إن كل هذا يعد طبيعيًا وفي‬ ‫تصوري لم يكن مفاجئًا ألنه باختصار يتناسب‬ ‫مع حجم التحدي في اتخاذ قرار بناء البرج‬ ‫قبل ‪ 5‬سنوات ومن يعرف شخصية الشيخ‬ ‫محمد بن راشد آل مكتوم‪ ،‬حاكم دبي‪ ،‬يدرك‬ ‫تما ًما أن السؤال الذي يدور في ذهنه هو ‪ :‬ماذا‬ ‫بعد هذا اإلنجاز؟‬ ‫الدرس األول ‪ :‬هو الخبرة الكبيرة التي‬ ‫اكتسبتها الشركات المحلية التي أسهمت في‬ ‫تنفيذ المشروع العمالق‪ ،‬والتي استخدمت‬ ‫تقنيات جديدة ألول مرة‪ ،‬بعض هذه الشركات‬ ‫قدمت عروضها لبناء برج جدة في المملكة‬ ‫العربية السعودية والذي من المتوقع أن يكون‬ ‫البرج األعلى بارتفاع ‪ 1000‬متر بعد بضع‬ ‫سنوات من اآلن‪ ،‬هذه الخبرة انتقلت إلى مئات‬ ‫األفراد من المنطقة وبعشرات االختصاصات‬ ‫الفنية والهندسية أيضًا‪.‬‬ ‫الدرس الثاني ‪ :‬هو خلق َمعلًم سياحي من‬ ‫الطراز األول يسهم في تعزيز السياحة في‬ ‫دبي واإلمارات بشكل عام ‪ ..‬ال يوجد سائح‬ ‫اليوم يزور دبي أو فوج سياحي إال ويرغب‬ ‫بزيارة البرج‪ ،‬والصعود إلى شرفة البرج‬ ‫في الطابق ‪ 124‬بمبلغ ‪ 200‬درهم للشخص‬ ‫( ‪ 54.5‬دوالر تقريبًا) ونظرًا لطول طوابير‬ ‫االنتظار يمكن أن يدفع ضعف المبلغ ليختصر‬ ‫فترة االنتظار‪.‬‬ ‫الدرس الثالث ‪ :‬تعزيز مفهوم المدينة العمودية‬ ‫متنوعة األنشطة‪ ،‬مدينة تضم ‪ 12000‬ساكن‬ ‫تشمل مكاتب تجارية وشققًا سكنية وفنادق‬ ‫ومطاعم وأماكن ترفيه وخدمات والقدرة على‬ ‫إدارة وإدامة الخدمات المصاحبة من ماء‬ ‫وكهرباء وتكييف‪ ،‬باإلضافة إلى إجراءات‬ ‫السالمة بما في ذلك خدمات الـ ‪ 57‬مصعدًا‬ ‫التي يحويها البرج‪.‬‬ ‫أما الدرس الرابع ‪ :‬فهو الحالة النفسية العامة‬ ‫‪ 12‬فبراير ‪2010‬‬

‫ضاح الطه‬ ‫و َّ‬ ‫السائدة في السوق حيث أعطى افتتاح البرج‬ ‫دفعة نفسية إيجابية كبيرة وثقة أكبر في اقتصاد‬ ‫اإلمارات واقتصاد دبي على وجه خاص‪.‬‬

‫دخول برج خليفة الخدمة‬ ‫ال يعني بالضرورة تحسن‬ ‫القطاع العقاري ‪ ..‬فال تزال‬ ‫العوامل الضاغطة على‬ ‫هذا القطاع فاعلة ومؤثرة‬ ‫وتحتاج إلى وقت أطول مما‬ ‫يتوقع البعض‬ ‫في دراسة‪ ،‬نشرت قبل أيام‪ ،‬شملت ‪24000‬‬ ‫مستهلك في الشرق األوسط إشارات إلى‬ ‫تحسن ثقة المستهلك في اإلمارات من ‪29.6‬‬ ‫‪ %‬إلى ‪ 86.1%‬مقارنة بالمسح األخير‪ ،‬الذي‬ ‫تم في النصف الثاني من عام ‪ ،2009‬لقد‬ ‫كانت هذه أكبر قفزة في ثقة المستهلك قياسًا‬ ‫بكل الدول المحيطة باإلمارات‪ ،‬أما على‬ ‫المستوى العام فقد حل مستوى ثقة المستهلك‬ ‫ثالثًا على صعيد العالم بعد فيتنام وقطر‪.‬‬ ‫وكما هو معروف أن قياس مستوى الثقة‬ ‫يتضمن معايير مهمة منها أداء االقتصاد‬ ‫والعمالة والدخل وجودة المعيشة‪.‬‬ ‫وأخيرًا وليس آخرًا إن أهم الدروس هو "درس‬ ‫لحظة االفتتاح" المتعلق بتغيير اسم البرج من‬

‫( برج دبي إلى برج خليفة)هذا التغيير هو‬ ‫رسالة واضحة جدًا للجميع مضمونها أن دولة‬ ‫اإلمارات واحدة وليس هناك من مساومة أو‬ ‫شك في عالقة دبي وأبوظبي ‪ ..‬فالجميع في‬ ‫زورق واحد والجميع يسعى لتجاوز األزمة‪،‬‬ ‫ومن شهد االفتتاح بدا واضحًا له من كلمات‬ ‫حاكم دبي أن اإلمارات واحدة وال يجوز‬ ‫النظر إليها كأجزاء أيًا كانت التحديات‪.‬‬ ‫من المهم اإلشارة أيضًا إلى أن اإلفراط في‬ ‫التفاؤل ال يدل على قراءة معمقة لواقع القطاع‬ ‫العقاري في دبي على وجه الخصوص‪..‬‬ ‫فدخول برج خليفة الخدمة ال يعني بالضرورة‬ ‫تحسن القطاع العقاري ‪ ..‬فال تزال العوامل‬ ‫الضاغطة على هذا القطاع فاعلة ومؤثرة‬ ‫وتحتاج إلى وقت أطول مما يتوقع البعض‬ ‫خصوصًا مع بطء إجراءات التصحيح وتباطؤ‬ ‫كبار المطورين عن إيجاد حلول فعالة إلعادة‬ ‫مبالغ المستثمرين في المشاريع الملغاة وشح‬ ‫مصادر التمويل‪..‬وقراءة السوق العقارية في‬ ‫دبي بواقعية وموضوعية هي البداية لتعجيل‬ ‫الخروج من األزمة في هذا القطاع‪.‬‬ ‫إن التركيز على إيجاد حلول خالقة وعملية‪،‬‬ ‫يجب أن تكون ضمن أولويات الجهات‬ ‫االقتصادية المسئولة ألن قطاع العقارات‬ ‫واإلنشاءات يسهم بشكل مهم في اقتصاد‬ ‫اإلمارة‪ ،‬إذ يشكل ‪ 23.3%‬من الناتج المحلي‬ ‫اإلجمالي (‪ )GDP‬والعمالة في هذا القطاع‬ ‫تشكل ‪ 41.1%‬حسب إحصاءات عام ‪،2006‬‬ ‫وهذه األرقام نمت نم ًوا كبيرًا في السنوات من‬ ‫‪ 2007 – 2001‬لقد بلغت نسبة متوسط النمو‬ ‫المركب" ‪ "CAGR‬خالل ‪-2006 2001‬‬ ‫معدل ‪ ،12%‬وهو من أعلى معدالت النمو‬ ‫في هذا القطاع بالعالم‪ .‬كما شكل قطاع البناء‬ ‫‪ 34.6%‬من إجمالي رأس المال الثابت‪.‬‬ ‫اإلصالحات المطلوبة في قطاع العقار‬ ‫واإلنشاءات يجب أن تتم خالل ‪ ،2010‬وإال‬ ‫سيكون من الصعب استعادة المستثمرين‬ ‫الذين قد يتوجهون إلى أسواق ال تزال جذابة‬ ‫وتتمتع بهيكلة قانونية‪.‬‬ ‫مدير اإلستراتيجيات و تطوير األعمال في إعمار‬ ‫للخدمات المالية‬ ‫‪56‬‬


‫اقتصاد عالمي‬ ‫مشابهة بشأن وجود أماكن صناعية ومشروعات‬ ‫بنية تحتية زائدة‪ .‬وقد انتقد مجلس الدولة‬ ‫"التوسع األعمى" في الصناعات األساسية‬ ‫مثل الحديد والصلب وإنتاج األسمنت وأصدر‬ ‫خطة جديدة للحد من التوسع في بناء المصانع‪.‬‬

‫إلى نتيجة تباطؤ اإلقراض المرغوب فيها"‪.‬‬ ‫وتتوقع بي إف سي أيضا ً تحقق نمو اقتصادي‬ ‫طفيف في الصين مقارنة بالعام الماضي‬ ‫ليبلغ ‪ 8.5%‬بالنسبة لعامي ‪ 2010‬و‪.2011‬‬ ‫وهناك أيضا ً سبب آخر وراء ضرورة عدم‬ ‫اعتبار ارتفاع أسعار األصول في الصين‬ ‫بمثابة تهديد وجودي‪ ،‬وهو انخفاض مديونية‬ ‫البالد‪ .‬فبالرغم من أن النظام المصرفي الصيني‬ ‫تم تحديثه بشكل كبير خالل الثالثين عاما ً‬ ‫الماضية‪ ،‬يظل هذا االقتصاد اقتصاداً نقدياً‪.‬‬ ‫فمعظم الصفقات العقارية يتم إجراؤها بمبالغ‬ ‫كبيرة من اليوان‪ ،‬العملة الصينية‪ ،‬التي تقلل من‬ ‫مخاطر األزمة المالية التي يقودها حبس الرهن‪.‬‬ ‫ووفقا ً لدراسة حديثة أجرتها مؤسسة ويلز فارجو‬ ‫لألوراق المالية‪ ،‬يعادل الدين المحلي في الصين‬ ‫‪ 20%‬فقط من إجمالي الناتج المحلي مقارنة‬ ‫بنسبة تقترب من ‪ 100%‬في الواليات المتحدة‪.‬‬

‫التأثير االنكماشي للطاقة اإلنتاجية الزائدة في‬ ‫الصين يمكن أن يكون له صدى على المستوى‬ ‫العالمي‪ .‬فإغالق خطوط اإلنتاج كان معناه‬ ‫خفض أسعار السلع التصديرية األمر الذي من‬ ‫شأنه أن يوتر العالقات بين الشركاء التجاريين‪.‬‬ ‫وأصبح توقع حرب تجارية أمريكية صينية‬ ‫على رأس قائمة التوقعات السيئة التي يمكن‬ ‫أن تحدث في عام ‪ .2010‬ونتيجة النخفاض‬ ‫اإليرادات‪ ،‬يمكن أال تجد شركات التصنيع‬ ‫بديالً عن تقليل الرواتب األمر الذي سيؤدي إلى‬ ‫حالة من اإلضطراب اإلجتماعي‪ .‬وإلرضاء‬ ‫المجتمع الغاضب‪ ،‬يمكن أن تسحب بكين من‬ ‫احتياطياتها لتمويل برامج التوظيف‪ .‬ويمكن أن‬ ‫يكون هذا معناه ارتفاع أسعار الفائدة في أمريكا‪،‬‬ ‫التي تعتبر المقترض السيادي رقم واحد من‬ ‫الصين‪ ،‬األمر الذي يمكن أن يؤدي إلى حدوث‬ ‫اضطراب في االقتصاد األمريكي الذي يعاني‬ ‫أصالً حالة من الهشاشة في الوقت الحالي‪.‬‬ ‫هذا هو أحد السيناريوهات السيئة التي يبدو أن‬ ‫شبح ارتفاع األسعار قد حل محلها على األقل في‬ ‫الوقت الحالي‪ .‬وعلى مدى شهور عديدة‪ ،‬أوضح‬ ‫جيم تشانوس‪ ،‬مدير صندوق التحوط الذي تنبأ‬ ‫بانهيار شركة إنرون في فترة التسعينيات‪ ،‬أنه‬ ‫يراهن على أن االقتصاد الصيني في طريقه‬ ‫للركود‪ .‬وذكر نيكوال سميث وهو إستراتيجي في‬ ‫شركة األوراق المالية العالمية "إم إف" أن نسبا ً‬ ‫كبيرة جداً من استثمارات األصول الثابتة إضافة‬ ‫إلى انخفاض االستهالك المحلي بمثابة "تركيبة‬ ‫مثالية" للكارثة‪ .‬وقد تنبأت مؤخراً ستراتفور‬ ‫وهي خدمة عالمية لتحليل المخاطر بأن الصين‬ ‫سوف تعاني حالة من الركود االقتصادي"‪.‬‬ ‫األسعار االستهالكية وأسعار السلع بدأت في‬ ‫االرتفاع العام الماضي؛ بحوالي ‪ 2%‬تقريبا ً‬ ‫وذلك في ديسمبر ‪ ،‬وكان هذا كافيا ً لدفع كبار‬ ‫واضعي السياسات للتحرك‪ .‬ففي نوفمبر‪ ،‬قال فان‬ ‫جانج رئيس المعهد القومي للبحوث االقتصادية‬ ‫ومستشار المصرف المركزي الصيني خالل‬ ‫مؤتمر أعمال في هونج كونج أن معدل الطلب‬ ‫المتزايد بشدة أدى إلى مجموعة من فقاعات‬ ‫األصول شديدة الخطورة‪ .‬وقبل ذلك بيوم واحد‪،‬‬ ‫حذر ليو مينجكانج وهو من أكبر منظمي البنوك‬ ‫في بكين من أن انخفاض أسعار الفائدة األمريكية‬ ‫وضعف الدوالر األمريكي سوف يؤديان إلى‬ ‫مخاطر فعلية جديدة ربما يتعذر السيطرة عليها‪.‬‬ ‫وقد قام مسئولون صينيون الشهر الماضي‬ ‫بالتوفيق بين أقوالهم وأفعالهم‪ .‬ففي الثامن من‬ ‫العدد ‪1545‬‬

‫في نوفمبر‪ ،‬حذرت إحدى شركات المباني‬ ‫العقارية العمالقة من بناء أعداد كبيرة من‬ ‫ناطحات السحاب في المدن الصينية بعدأ تزايد‬ ‫ظاهرة الشقق والمكاتب التجارية التي لم يتم بيعها‬

‫يناير‪ ،‬قام مصرف الصين الشعبي ‪ -‬البنك‬ ‫المركزي في بكين ‪ -‬برفع عائد السندات‬ ‫الحكومية قصيرة األجل وتلك التي مدتها عام‬ ‫لجذب االستثمار بعيداً عن األصول الثابتة‪.‬‬ ‫وبعد ذلك بأيام قليلة‪ ،‬أعلن المصرف زيادة‬ ‫في عتبات االحتياطي للمصارف المملوكة‬ ‫للدولة حيث تسربت أنباء عن أن الحكومة‬ ‫تقوم بتجميد القروض المصرفية الجديدة‪.‬‬ ‫ومن غير الواضح مدى عمق تأثير تلك‬ ‫المراسيم على السلطات اإلقليمية التي تتمتع‬ ‫باستقاللية ذاتية كبيرة جداً عن بكين أكثر من‬ ‫تلك التي تتمتع بها منذ جيل مضى‪ .‬ومع ذلك‬ ‫فإن أدوات السياسة البدائية للحكومة أثبتت‬ ‫فعالية في الماضي وليس هناك ما يدعو‬ ‫لالعتقاد بأنها لن تجدي هذه المرة‪ .‬ووفقا ً لنشرة‬ ‫صادرة عن شركة "بي إف سي إنيرجي"‪،‬‬ ‫وهي شركة استشارية مقرها واشنطن وتتابع‬ ‫عن كثب االقتصاد الصيني‪ ،‬فإن "الجمع بين‬ ‫التغييرات في متطلبات االحتياطي والتوجيه‬ ‫الصريح وخطورة عدم تقليل اإلقراض يحتمل‬ ‫أن يكون له تأثير وأن يؤدي في نهاية المطاف‬

‫وال يقف األمر عند هذا الحد‪ .‬فنسبة القروض‬ ‫إلى الودائع في الصين‪ ،‬وهي مقياس شائع‬ ‫للمديونية‪ ،‬انخفضت بالفعل وفقا ً لويلز فارجو‬ ‫حيث بلغت ‪ 0.67%‬بعد أن بلغت ‪0.94%‬‬ ‫في عام ‪ .1994‬وعلى النقيض‪ ،‬ظلت نسبة‬ ‫القروض إلى الودائع حول مستوى الـ‬ ‫‪ 0.1%‬في ذروة فقاعتها االئتمانية‪ .‬وفي‬ ‫حين ارتفعت أسعار األسهم الصينية بصورة‬ ‫جنونية منذ أن تم تفعيل خطة التحفيز‪ ،‬تظل‬ ‫مؤشرات األسواق الرئيسية في الصين عند‬ ‫مستوى ‪ 50-30‬وهي أدنى من االرتفاعات‬ ‫التاريخية التي حدثت في أواخر عام ‪.2007‬‬ ‫وأخيراً‪ ،‬هناك ورقة الصين الرابحة وهي خيار‬ ‫زيادة قيمة العملة‪ .‬فبعد أن سمحت بكين بزيادة‬ ‫قيمة عملتها مقابل الدوالر األمريكي بحوالي‬ ‫‪ 20%‬في منتصف عام ‪ 2005‬فقط لتستعيد ربط‬ ‫عملتها بالدوالر في منتصف عام ‪ ،2008‬لحماية‬ ‫مصدريها‪ ،‬هناك حديث عن قيامها بزيادة قيمة‬ ‫عملتها من جديد‪ .‬فاليوان األقوى قد ال يكون فقط‬ ‫هو أكثر الطرق فعالية في مواجهة التضخم؛‬ ‫وإنما من الممكن أن يحفز االستهالك المحلي؛‬ ‫الذي بدونه ال يمكن أن يتم إصالح االختالالت‬ ‫التجارية العالمية؛ وربما يمنع ذلك حدوث عراك‬ ‫محتمل بين بكين والمجتمع التجاري العالمي‬ ‫الذي لم يعد يحتمل التالعب بالعملة الصينية‪.‬‬ ‫لقد تحدت الصين الدالئل الكارثية لوقت طويل‬ ‫جداً‪ ،‬ومن ثم فإن لديها قناعة بأنها لن تصبح‬ ‫عرضة للخطر‪ .‬لكنه من المؤكد أنه ال يمكن ألي‬ ‫اقتصاد أن يظل ينمو بشكل مستمر‪ ،‬خاصة مع‬ ‫انعدام القدرة على السيطرة على السوق الحر‪.‬‬ ‫ومع كل تح ٍد جديد‪ ،‬تصبح عواقب الفشل أكبر‪.‬‬ ‫وربما يكون أكثر األسباب التي تجبرنا على أن‬ ‫نكون متفائلين بشأن المستقبل االقتصادي للصين‬ ‫هو أنه ال أحد يفهم هذا األمر أفضل من بكين‪.‬‬ ‫‪55‬‬


‫اقتصاد عالمي‬

‫شبح االنهيار‬ ‫الغموض يحيط بمستقبل االقتصاد الصيني‬ ‫على عكس االقتصاديات الغربية‪ ،‬أثبت االقتصاد الصيني مرونة خالل األزمة المالية العالمية‪ .‬وتعود تلك المرونة بشكل كبير إلى حزمة‬ ‫التحفيز الضخمة التي ابتكرتها الحكومة الصينية وتيسير شروط االئتمان خالل األزمة‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬يبدو أن التفاؤل يتضاءل شيئا ً فشيئاً‪.‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫تنبأ بعض خبراء مراكز التحليل االقتصادي أن تواجه الصين حالة من الركود االقتصادي و صدقت تنبؤاتهم‬

‫دالئل الركود االقتصادي الصيني تلوح‬ ‫في األفق من جديد‪ ،‬بالرغم من أنه من غير‬ ‫المعروف إذا كانت تلك النهاية ستحدث نتيجة‬ ‫لنيران التضخم أو جليد الطاقة اإلنتاجية الزائدة‪.‬‬ ‫وهناك نتيجة ثالثة وهى أن االقتصاد الصيني‬ ‫سيستمر في النمو بإيقاع قوي‪ ،‬وهو ما أثبتته‬ ‫األعوام الثالثين الماضية‪ .‬ويبدو أن هذا‬ ‫هو حكم صندوق النقد الدولي الذي أكد أحد‬ ‫اقتصادييه الكبار ويدعى جورج ديكريسن في‬ ‫أواخر يناير لصحيفة وول ستريت أنه ليس‬ ‫هناك مخاطر جسيمة تواجه االقتصاد الصيني‪.‬‬ ‫بل إن هناك بصيص أمل لمستقبل الصين‬ ‫الذي يكتنفه الغموض‪ .‬فحتى تتجنب بكين‬ ‫التضخم‪ ،‬يمكن أن تسمح بزيادة قيمة عملتها‬ ‫مقابل الدوالر األمريكي‪ ،‬وهي خطوة سوف‬ ‫يرحب بها شركاؤها التجاريون الرئيسيون‪.‬‬ ‫لم يعد تعويق االتجاه الذي يسير فيه االقتصاد‬ ‫الصيني هدفا ً لخبراء السياسة في العديد من‬ ‫‪ 12‬فبراير ‪2010‬‬

‫العواصم المالية‪ .‬وكما قال مؤخراً ديفيد‬ ‫بيلينج الخبير اآلسيوي في صحيفة الفاينانشال‬ ‫تايمز‪" :‬هناك الكثير من الدالئل التي توحي‬ ‫بأن االقتصاد الصيني لن يستمر على وضعه‬ ‫الحالي‪ .‬ولكن حدسنا يخبرنا بأن هذا االقتصاد‬ ‫لديه القدرة على االحتفاظ بوضعه الحالي‪ ،‬على‬ ‫األقل ألن الحزب الشيوعي بحاجه إلى ذلك"‪.‬‬ ‫وأشار بيلينج أيضا ً إلى مدى اهتمام العالم بأن‬ ‫يكون هناك استقرار في الصين؛ فالبالد تمثل اآلن‬ ‫قوة اقتصادية عالمية‪ ،‬والمستثمرون وواضعو‬ ‫السياسة بدءاً من الواليات المتحدة إلى الخليج‬ ‫العربي شاركوا مشاركة فعالة في نجاحها‪.‬‬

‫بلغ معدل النمو ‪ 8.7%‬العام الماضي بعد أن‬ ‫كان ‪ 9.6%‬في عام ‪ ،2008‬من المتوقع أن‬ ‫يشهد االقتصاد الصيني توسعا ً نسبته ‪10%‬‬ ‫هذا العام‪ ،‬وفقا ً لصندوق النقد الدولي‪ .‬ومع ذلك‬ ‫فإن هذا النمو تم تحقيقه من خالل خطة التحفيز‬ ‫التي تعادل ‪ 14%‬من إجمالي الناتج المحلي في‬ ‫الصين‪ .‬وإلى جانب األشغال العامة الضخمة‪،‬‬ ‫شجعت الحكومة البنوك على تقديم قروض‬ ‫ضخمة للمنشآت والمشروعات الخاصة والتي‬ ‫قدرت بنحو ‪ 1.3‬تريليون دوالر أمريكي العام‬ ‫الماضي‪ ،‬وهو إجراء إلصالح السيولة أدى إلى‬ ‫زيادة المعروض النقدي بنسبة ‪ 30%‬تقريباً‪.‬‬

‫الجدل الدائر حول مصير الصين بمثابة تأكيد‬ ‫ضمني على أن خطة التحفيز التي تقترب من‬ ‫‪ 600‬مليار دوالر أمريكي‪ ،‬والتي ُكشف عنها‬ ‫النقاب في أواخر عام ‪ ،2008‬حققت هدفها‬ ‫األساسي في توجيه البالد خالل األزمة المالية‬ ‫التي ضربت العالم منذ ستة عشر شهراً‪ .‬فبعد‬ ‫أن شهد االقتصاد الصيني تباطؤاً هائالً حيث‬

‫وكان يُخشى أن ينجم عن طفرة البناء مستويات‬ ‫خطيرة من الطاقة اإلنتاجية الزائدة‪ .‬ففي‬ ‫نوفمبر‪ ،‬حذرت إحدى شركات المباني العقارية‬ ‫العمالقة من أن شركات البناء تقوم ببناء أعداد‬ ‫كبيرة من ناطحات السحاب في المدن الصينية‬ ‫بالرغم من األعداد الكبيرة من الشقق والمكاتب‬ ‫التجارية التي لم يتم بيعها‪ .‬كما ظهرت مخاوف‬ ‫‪54‬‬


‫حالة االقتصاد‬ ‫اقتصاد عالمي‬

‫المستثمر العالمي‬

‫األسواق‬

‫شبح‬

‫االنهيار‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫بقلم‬ ‫ستيفن جلين‬

‫العدد ‪1545‬‬

‫‪53‬‬


‫حوار‬


‫حوار‬ ‫‪© Getty Images‬‬ ‫الداالي الما أحد أسباب الخالف بين واشنطن و بكين‬

‫تكون هناك أح��داث‪ .‬فالصين بلد تربطنا بها شراكة‬ ‫ولكننا يمكن أن نختلف أيضاً في بعض األحيان‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬الصحافة تنفخ في األزمة كما لو كان هناك‬ ‫تغيير نوعي في العالقةبين امريكا والصين ‪ .‬هل‬ ‫تعتقدين أن هناك مبالغة في األمر؟‬

‫نعم أعتقد ذلك وأري أن األزمة المالية العالمية‬ ‫قد أثرت علي التصور الذاتي للعديد من الدول‬ ‫وخرجت الصين من األزمة بقوة‪ ،‬على الرغم‬ ‫من أنني ال أعتقد أن نهاية القصة كتبت بعد ‪.‬‬ ‫من الواضح أن الواليات المتحدة لديها الكثير من‬ ‫العمل للقيام به‪ ،‬وذلك أعطي الكثير من الصينيين‬ ‫تصوراً مختلفاً عن صعودهم‪ .‬ولكن مرة أخرى‪،‬‬ ‫وعلى المدى الطويل‪ ،‬أصبحت الحكومة الصينية‬ ‫تدرك جيداً مدى حاجتها إلى االستمرار في التنمية‬ ‫ألنها تحتاج إلى استمرار النمو حتى تخرج مئات‬ ‫الماليين من البشر من براثن الفقر‪ .‬وكما أوضح‬ ‫الرئيس في خطابه الذي ألقاه عن حالة االتحاد‪ ،‬فإن‬ ‫الواليات المتحدة تدرك جيدا ما يتعين عليها القيام‬ ‫به‪ .‬ولذلك ال اعتقد أن األمور األساسية قد تغيرت‪.‬‬

‫‪Getty‬‬ ‫‪Images‬‬ ‫©©‬ ‫‪Getty‬‬ ‫‪Images‬‬

‫بعمل ترتيبات للحوار االقتصادي االستراتيجي‬ ‫القادم [بين الواليات المتحدة والصين‪].‬‬ ‫ولكن حتى الحلفاء المقربين لديهم خالفات‪ .‬فإذا‬

‫نظرنا إلى عالقتنا مع أوروبا‪ ،‬فسنجد أننا مررنا معها‬ ‫بأزمات‪ .‬وعندما يمر الحلفاء المقربون بمشكالت‪،‬‬ ‫العدد ‪1545‬‬

‫المجلة‪ :‬وماذا عن تهديد الصين بفرض عقوبات‬ ‫على الشركات األمريكية الكبرى التي تبيع‬ ‫األسلحة لتايوان؟‬ ‫إذا بدأت الصين بفرض عقوبات على الشركات‬ ‫التي تعتمد عليها أسواقها التصديرية‪ ،‬فإن ذلك قد‬ ‫لن يكون تصرفا حكيما على المدى الطويل‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬قد يقول البعض إنه ليس من الحكمة أن‬ ‫تعادي المصرف الذي تتعامل معه‪ ،‬وهو الدور‬ ‫الذي تلعبه الصين مع الحكومة األمريكية المدينة؟‬ ‫االقتصاد العالمي متداخل جدا‪ ،‬ومن الصعب أن‬

‫نرى هذه العالقات تسير في اتجاه واحد‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬ما هي أهدافك الشخصية لعام ‪2010‬؟‬ ‫طموحاتي هي تلبية رغبة وزيرة الخارجية األمريكية‬ ‫من خالل قيامنا ببناء قدراتنا في كل المجاالت‪ ،‬ولكن‬ ‫قبل كل شيء أتطلع إلى تعزيز عملية التنمية وربطها‬ ‫بما نقوم به على الجانب الدبلوماسي‪ ،‬وبذلك تكون‬ ‫التنمية والدبلوماسية هما الركيزتين األساسيتين للجانب‬ ‫المدني في سياستنا الخارجية‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬هذا العام هو عام انتخابات في أمريكا‪ .‬إلى أي‬ ‫مدى تؤثر مطالب السياسة الداخلية على قدرتك على‬ ‫تحقيق أهدافك في الخارج؟‬ ‫أوضحت اإلدارة أنها ال تريد عملية السالم من أجل‬ ‫عملية السالم في حد ذاتها‪ .‬إنها تريد المفاوضات من‬ ‫أجل السالم‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬تدرك أنه حتى لو حدثت‬ ‫تلك المفاوضات وكانت جادة تماما‪ ،‬فإنها لن تؤدي إلي‬ ‫تسوية شاملة بين عشية وضحاها‪ .‬سوف نتحدث شهوراً‬ ‫وربما سنوات‪ .‬في الواقع أنا ال اعتقد أنهم سيصلون‬ ‫إلي تسوية سلمية قبل انتخابات التجديد النصفي [في‬ ‫نوفمبر]‪.‬‬ ‫الجانب اآلخر هو أنني ال أعتقد أن هذه هي االنتخابات‬ ‫التي سيتم تحديدها بنا ًء على قضايا السياسة الخارجية‪.‬‬ ‫هناك الكثير من األولويات الداخلية‪ ،‬واالقتصاد له‬ ‫األولوية رقم ‪ ،1‬ولكن أيضا فرص العمل والرعاية‬ ‫الصحية والتنظيم المالي من شأنها أن تزاحم االهتمام‬ ‫ً‬ ‫دليال‬ ‫بالشؤون الخارجية‪ .‬إن خطاب حالة االتحاد كان‬ ‫علي ذلك‪ .‬فالرئيس لم يشر إلى السياسة الخارجية لمدة‬ ‫ساعة تقريباً‪ ،‬ولم أعهد ذلك في الرؤساء طيلة حياتي‪.‬‬

‫أجرى الحوار ستيفن جلين‬ ‫‪51‬‬


‫حوار‬

‫العالقة‪ .‬وأعتقد أننا كنا مؤيدين كثيرا لمبادرة‬ ‫السالم العربية [في عام ‪ ،]2002‬وهذا أمر مهم‬ ‫ولكن هناك المزيد لنفعله في هذا الشأن‪ .‬شعار‬ ‫الرئيس أوباما أنه ينبغي على جميع الدول أن‬ ‫تتحمل المسئولية‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬يجب أن تكون‬ ‫عملية جماعية تسهم فيها جميع األطراف التي لها‬ ‫مصلحة ‪..‬‬ ‫لقد دعمنا مبادرة السالم العربية ولكن هناك أمور‬ ‫نأمل بالتأكيد أن تفعلها المملكة العربية السعودية‬ ‫ردا على ما سوف تقوم به إسرائيل بدال من انتظار‬ ‫التوصل إلى تسوية نهائية‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬ربما يقول السعوديون أنهم لم يناضلوا‬ ‫من أجل مبادرة السالم العربية فقط‪ .‬كان هناك‬ ‫اتفاق الرياض في عام ‪ ،2007‬عندما أثبت الملك‬ ‫عبد هللا مصداقيته وتوسط في إبرام اتفاق بين‬ ‫حماس وفتح‪ ،‬وبموجب هذا االتفاق اعترفت‬ ‫حماس عمليا بإسرائيل من خالل إعطاء حركة‬ ‫فتح والية التفاوض من أجل السالم‪ .‬وتجاهلت‬ ‫كال من إسرائيل وواشنطن ذلك‪ .‬إذن لماذا ينبغي‬ ‫عليهم أن يساعدوكم اآلن؟‬ ‫أود أن أقول أن كلمة "عمليا" في هذا العالم وفى‬ ‫هذه القضايا ليست جيدة بما فيه الكفاية‪ .‬وأوضحنا‬ ‫جليا أنه يتحتم على حركة حماس القبول بمبادئ‬ ‫اللجنة الرباعية‪ .‬ونريد من المملكة العربية‬ ‫السعودية المشاركة‪ ،‬وهو أمر جيد‪ .‬ولكن هناك‬ ‫خطوط حمراء واضحة جدا فيما يتعلق بقدرتنا‬ ‫على مشاركة حماس‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬يقول أحد علماء االنثروبولوجيا المثقفين‬ ‫إنه في منطقة الشرق األوس��ط‪ ،‬يمكن للموقف‬ ‫"العملي" أن يتطور إلى "اعتراف قانوني" إذا‬ ‫‪ 12‬فبراير ‪2010‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫مصر بذلت جهدا مع حماس وفتح لكنها لم تفلح فى‬ ‫تحقيق المصالحه‬

‫تم استغالله بصبر ؟‬ ‫ف��ي المقام األول‪ ،‬ه��ن��اك الكثير م��ن الناس‬ ‫من جميع األط��راف يتمتعون بالثقافة ولدينا‬ ‫مفاوضين ذوي خبرة كبيرة في المنطقة مثل‬ ‫السيناتور جورج ميتشل‪ .‬وأعتقد أنه من المهم‬ ‫رغم أن هذه العملية مستمرة منذ عدة عقود‪،‬‬ ‫وعندما تأتى إدارة جديدة‪ ،‬وفريق جديد‪ ،‬تأخذ‬ ‫بعض ال��وق��ت لتطور عالقاتها الشخصية‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى عالقات دبلوماسية أطول أجال‪..‬‬ ‫المجلة‪ :‬وماذا عن مصر؟ هل أنت راضية عن‬ ‫الدور الذي تلعبه القاهرة؟‬ ‫مصر شاركت بنشاط كبير في العملية السياسية مع‬ ‫حماس وفتح‪ .‬وأعتقد أن التصور المصري للحاجة‬ ‫الملحة للتحرك قد ازداد‪ ،‬خاصة فيما تبذله من‬ ‫جهود للتوصل إلى حل‪ .‬المصريون يعملون بجد‪،‬‬ ‫ولكن جهودهم لم تفلح في التوصل إلبرام اتفاق‪،‬‬ ‫سواء بين حماس وفتح أو مع اإلسرائيليين حول‬ ‫قضية تبادل األسرى‪ .‬لقد بذلوا قصارى جهدهم‬ ‫بكل مثابرة‪.‬‬ ‫المجلة ‪ :‬دعونا نبتعد عن منطقة الشرق األوسط‬ ‫و نركز على العالقات بين أمريكا والصين ‪،‬‬ ‫فالعالقات الصينية األمريكية أصبحت متوترة في‬ ‫اآلونة األخيرة‪ ،‬بسبب الخالف بين جوجل وبكين‬ ‫حول الرقابة على مواقع االنترنت‪ ،‬ومبيعات‬ ‫األسلحة األمريكية لتايوان‪ ،‬واللقاء المقرر‬ ‫للرئيس أوباما مع ال��داالى الما‪ .‬إلي أي مدي‬ ‫يمكن أن تسوء هذه العالقات؟‬ ‫قضايا الداالي الما ومبيعات األسلحة صعبة للغاية‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أننا نعتبر الصين شريكاً هاماً في‬ ‫الكثير من المجاالت‪ ،‬وقوة ناشئة نريد أن نتعاون‬

‫أحد الدروس المستفادة من العام األول إلدارة‬ ‫أوباما هو أن التعامل مع كل دولة على حدة‬ ‫داخل منطقة الشرق األوسط يعتمد على‬ ‫الحوافز والعواقب دون ممارسة ضغط مباشر‬ ‫على أحد األطراف أو إجباره على اتخاذ موقف‬

‫معها‪ ،‬إال أن هذا ليس معناه أننا دائما نتفق على‬ ‫كل شيء وال يمكن أن نقوم دائما بتكييف سياساتنا‬ ‫للحفاظ على حالة من االنسجام مع الصين في كل‬ ‫وقت‪ .‬إن هذه القضايا تظهر بانتظام مع كل إدارة‪.‬‬ ‫لذا فهي قضايا شائكة ولكن في نفس الوقت كان‬ ‫مكتبي [في بكين] طوال األسبوع الماضي يقوم‬ ‫‪50‬‬


‫حوار‬ ‫المواطن اإلسرائيلي العادي ال يدرك حجم المعاناة‬ ‫التي يعيشها الشعب الفلسطيني‪ ،‬فمن أين سوف‬ ‫يأتي الضغط؟‬ ‫أعتقد أن أحد الدروس المستفادة من العام األول‬ ‫ل�لإدارة األمريكية في الحكم هو توضيح أن‬ ‫التعامل مع كل دولة على حدة داخل منطقة الشرق‬ ‫األوسط يهدف إلى توضيح الحوافز والعواقب‬ ‫دون ممارسة ضغط مباشر على أحد األطراف‬ ‫أو إجباره على اتخاذ موقف ما‪ ،‬وكذلك توضيح‬ ‫الترابط بين القضايا الصعبة‪ ،‬فنحن نعتقد أنه عندما‬ ‫يتم طرح تلك الرؤي بشكل صحيح وعندما يتم‬ ‫فهمها‪ ،‬سيكون هناك اهتمام أقوي من قبل كل‬ ‫اإلطراف بالتوصل إلى تسوية نهائية‪.‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫المجلة‪ :‬كان لدي الفلسطينيين أمل كبير في أن‬ ‫تمارس واشنطن ضغوطا كافية على إسرائيل‬ ‫لضمان تجميدها للمستوطنات في الضفة الغربية‪،‬‬ ‫وهو ما لم يحدث‪ ،‬فإلى أي مدى ألحق ذلك الضرر‬ ‫بمصداقية الواليات المتحدة في المنطقة؟‬ ‫تعاملت اإلدارة السابقة مع هذه القضايا بشكل‬ ‫متقطع ودون استمرارية‪ ،‬ولم تكن الواليات‬ ‫المتحدة متواجدة في بعض األحيان على اإلطالق‪،‬‬ ‫أو كانت حاضرة أحيانا‪ ،‬لكن لم يكن واضحا‬ ‫اإلط��ار الزمني ال��ذي يحتاجه التعامل مع هذا‬ ‫األمر‪ ،‬أما اإلدارة الجديدة فهي ملتزمة بالتعامل‬ ‫مع هذه القضية‪ ،‬وذلك رغم أن الرئيس نفسه قال‬ ‫إن توقعاتنا كانت أعلى مما ينبغي ‪ ،‬وأعتقد أننا‬ ‫وجدنا أنفسنا في وضع ينتظر فيه الجميع ليرى ما‬ ‫يمكننا تحقيقه أو فرضه‪ ،‬وذلك رغم أن ما يحدث‬ ‫هو نوع من الوساطة أو المشاركة بطرق من‬ ‫شأنها عرض الخيارات وتوضيح اهتماماتنا‪ ،‬دون‬ ‫فرض أي شروط‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬إذن تعتقدين أن الواليات المتحدة ال تزال‬ ‫يُنظر إليها على أنها وسيطا نزيها في الشرق‬ ‫األوسط؟‬ ‫أعتقد أننا كذلك‪ ،‬كما انه ال يوجد طرف آخر في‬ ‫وضع أفضل منا يمكنه لعب هذا الدور‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬دار نقاش في بعض األوس��اط حول‬ ‫الطريقة التي ينبغي بها على األوروبيين ملء أي‬ ‫فراغ في المنطقة يخلقه األمريكيون ؟‬ ‫كنا دائما نشجع على تقاسم المسئولية‪ .‬ومن‬ ‫المستحيل تصور سالم طويل األج��ل ومستقر‬ ‫بين إسرائيل وفلسطين ال يسمح بدور أوروبي‬ ‫اقتصادي كبير‪ .‬وبالمثل‪ ،‬من غير المرجح‪ ،‬بالنظر‬ ‫إلى القوة السياسية المتزايدة لالتحاد األوروبي‬ ‫والروابط التاريخية لديه مع مختلف الدول في‬ ‫المنطقة أن نتصور أن األوروبيين سيلعبون دوراً‬ ‫اقتصادياً فقط دون أن يكون لهم دور سياسي‪ .‬لذلك‬ ‫ال أرى أن قيام االتحاد األوروبي بدور أكبر يهددنا‬ ‫العدد ‪1545‬‬

‫أيدنا بشدة مبادرة السالم السعودية ونتعاون معها في قضايا المنطقة سواء المتعلقة بأفغانستان أو باكستان أو‬ ‫إيران‬

‫بشكل ما‪ ،‬أو يعد بمثابة عقبة من شأنها أن تخرج‬ ‫الواليات المتحدة من القضية‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬دعينا نتحدث عن بعض الدول العربية‬ ‫المؤثرة في المنطقة العربية‪ ،‬وما المطلوب‬ ‫إلعادتهم إل��ى طاولة المفاوضات‪ ،‬ب��دءا من‬ ‫المملكة العربية السعودية ؟‬

‫من المهم إدراك أنه يجب على أي إدارة جديدة‬ ‫بناء عالقاتها الخاصة‪ ،‬والسيما في منطقة الشرق‬ ‫األوس��ط‪ .‬ويستغرق بناء هذه الصالت وإدراك‬ ‫االستراتيجيات واألولويات العامة لدى كل طرف‬ ‫بعض الوقت‪ .‬ونحن نتعامل مع المملكة العربية‬ ‫السعودية في العديد من المجاالت المختلفة‪ ،‬سواء‬ ‫كانت تتعلق بأفغانستان أو باكستان أو إيران‪ ،‬أو‬ ‫مع إسرائيل‪ .‬لذلك توجد الكثير من األبعاد لهذه‬ ‫‪49‬‬


‫حوار‬

‫مهام لم تكتمل‬

‫د‪ .‬آن مارى سلوتر‬

‫مديرة التخطيط في مجال السياسات بوزارة الخارجية األمريكية‬ ‫تدير الدكتورة آن ماري سلوتر ما يعتبر الجهة البحثية األكثر تأثيرا في واشنطن‪ ،‬حيث تعمل كمديرة للتخطيط في مجال السياسات في‬ ‫بوزارة الخارجية األمريكية‪ ,‬وتعد األحدث في سلسلة طويلة من الدبلوماسيين األمريكيين والمفكرين المتخصصين في السياسة الخارجية‬ ‫الذين قدموا المشورة لوزراء الخارجية األمريكيين منذ عام ‪1947‬عندما تم إنشاء هذا المنصب‪.‬‬

‫‪© Getty Images‬‬ ‫‪© Getty Images‬‬

‫قبل أن تدخل مجال الخدمة العامة‪ ،‬كانت الدكتورة‬ ‫سلوتر عميدة كلية وودرو ويلسون للشئون العامة‬ ‫والدولية في جامعة برينستون‪ ،‬وأستاذة القانون‬ ‫الدولي في كلية الحقوق بجامعة هارفارد‪ .‬وقامت‬ ‫بتأليف العديد من الكتب حول الشئون الدولية‪ ،‬بما‬ ‫في ذلك كتاب "الفكرة هي أمريكا‪ :‬الحفاظ على‬ ‫قيمنا في عالم محفوف بالمخاطر"‪.‬‬ ‫ومع انتهاء العام األول الحافل باألحداث من حكم‬ ‫الرئيس باراك أوباما‪ ،‬تحدثت الدكتورة سلوتر إلى‬ ‫مجلة "المجلة" عن المهام التي لم تكملها اإلدارة‬ ‫‪ 12‬فبراير ‪2010‬‬

‫األمريكية بعد في منطقة الشرق األوسط‪ ،‬وعن‬ ‫تزايد حدة التوتر بين الواليات المتحدة والصين‪،‬‬ ‫والتحديات التي تواجه إدارة أمور الحكم في عام‬ ‫االنتخابات‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬يشكل الشرق األوسط تحديا لصانعي‬ ‫السالم‪ ،‬حتى في أفضل األوقات‪ .‬ما أهم التوقعات‬ ‫لما يمكن أن تحققه إدارة أوباما خالل عام ‪2010‬‬ ‫بالنظر إلى الصعوبات الداخلية التي تواجهها ؟‬ ‫نأمل بالتأكيد ف��ي ب��دء مفاوضات ج��ادة بين‬

‫إسرائيل والفلسطينيين‪ ،‬ورب��م��ا بينها وبين‬ ‫أط���راف أخ���رى سيكون وج��وده��ا ض��روري��ا‬ ‫للتوصل إل��ى تسوية أوس��ع نطاقا بين هذين‬ ‫الجانبين‪ ،‬وعندما أقول مفاوضات جادة أعني‬ ‫أنها تهدف إلى التوصل لحل نهائي للقضايا بدال‬ ‫من مجرد تحريك عملية التفاوض مرة أخرى‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬ما الذى سيجبر إسرائيل على العودة إلى‬ ‫طاولة المفاوضات؟ إنها تتمتع باقتصاد مستقر‬ ‫وأدى جدارها األمني إلى خفض عدد الهجمات‬ ‫اإلرهابية على مواطنيها إلى حد كبير‪ ،‬وال يزال‬

‫‪48‬‬


‫بروفايل‬

‫زواجه من أبنة الراحل محمد باقر الصدر لعب دورًا فى تقريبه إلى‬ ‫عدد هائل من الشيعة فى البالد‬

‫المدارس والجمعيات الخيرية التي أنشأتها‬ ‫أسرته جعلته يكسب تأييد الكثيرين‪.‬‬ ‫واستطاع الصدر أن يعتمد على‬ ‫المحيط االجتماعي ألسرته وعالقاتها‬ ‫في االنخراط في سياسة الشارع فيما‬ ‫ُوصف بأنه منهج يشبه منهج حزب‬ ‫اللـه؛ باعتباره تكتي ًكا أثبت نجاحًا في‬ ‫انتخابات ديسمبر‪/‬كانون أول ‪،2005‬‬ ‫التي فازت فيها حركته بـ ‪ 32‬مقعدًا من‬ ‫أصل ‪ 275‬في البرلمان‪ .‬ورأى فالي‬ ‫نصر أن هذا الحدث ح َّول الصدر إلى‬ ‫"صانع للملوك" وكان له دور مهم في‬ ‫وصول المالكي لمنصب رئيس الوزراء‪.‬‬ ‫وبالرغم من التوسع‪ ،‬الذي شهدته حركة‬ ‫العدد ‪1545‬‬

‫الصدر وأنها أصبحت تمثل اآلن إحدى أهم‬ ‫جبهتين شيعيتين في البالد‪ ،‬فإن احتفاظه‬ ‫بنفوذه مثار جدل‪ ..‬وذلك يرجع إلى أن‬ ‫نظام دخل الحركة يتسم بالضعف وعدم‬ ‫االستقرار حيث يُعتقد أن هذا الدخل يأتي‬ ‫للحركة من خالل أعمال إجرامية تشمل‬ ‫تهريب النفط والسرقة وتقديم خدمات‬ ‫مقابل المال بما في ذلك الحماية المسلحة‬ ‫للتجار واألعمال ـ كما ذكر جريج برونوـ‬ ‫ويُعتقد أن مقاتلي المهدي عارضوا دعمه‬ ‫للنظام السياسي‪ ،‬وعالوة على ذلك فإن‬ ‫قاعدة دعمه يبدو أنها في تراجع مستمر‬ ‫بسبب ما اقترفه جيش المهدي من أفعال‬ ‫إجرامية وتأثيرها على السكان المدنيين‪.‬‬ ‫وربما يكون اختفاء الصدر‪ ،‬بشكل مفاجئ‪،‬‬ ‫عن الحياة العامة أوضح دليل على تراجع‬

‫نفوذه في السياسة العراقية؛ بالرغم من أن‬ ‫مجلة التايم أشارت إلى ظهوره من جديد‬ ‫في أنقرة منذ عدة شهور حيث تباحث مع‬ ‫الزعماء األتراك حول الوضع في العراق‪.‬‬ ‫ويتسم أتباعه بنفس هدوئه فيما يتعلق‬ ‫بمصير خططه في األشهر القادمة‪ .‬وفي‬ ‫حين أن دراساته أعطته سلطة دينية أكبر‬ ‫تحتاج إليها حركته للنهوض من جديد‪،‬‬ ‫فإن قوته العقلية التي هي محل جدل وشك‬ ‫وكذلك انهماكه في السياسة العراقية يمكن‬ ‫أن يؤديا إلى قطعه لتعليمه الديني‪ .‬وفي كلتا‬ ‫الحالتين‪ ،‬من غير المحتمل أن يستخف العالم‬ ‫من جديد بقدرته على زعزعة االستقرار في‬ ‫العراق‪ ،‬حيث إنه ال يزال يمتلك مصدرين‬ ‫مهمين للدعم وهما جيشه وكتلته الضخمة‬ ‫من الموالين له في البرلمان‪.‬‬ ‫‪47‬‬


‫بروفايل‬

‫رغم التوسع الذي شهدته حركة الصدر فإن نظام الدخل الخاص بها مازل يتسم بالضعف‬

‫مكانة والده محمد محمد صادق الصدر دعمت قوته فى العراق‬

‫التعرف على الصدر بسهولة‪ .‬فهو دائ ًما‬ ‫يلتزم خطابًا وطنيًا شيعيًا مناهضًا للواليات‬ ‫المتحدة‪ ..‬ومنذ صعود نجمه في السياسة‬ ‫العراقية‪ ،‬تراوحت مطالبه بين انسحاب‬ ‫قوات التحالف‪ ،‬التي تقودها أمريكا وقوات‬ ‫األمم المتحدة‪ ،‬وتأسيس حكومة عراقية‬ ‫ليس لها أدنى ارتباط بحزب البعث‪ .‬كما‬ ‫دعا إلى تشكيل حكومة شيعية أشبه ما‬ ‫تكون بإيران؛ في الوقت نفسه الذي أكد‬ ‫فيه استقاللية هذه الحكومة عن إيران‪.‬‬ ‫ورغم قدرة الصدر على كسب تأييد‬ ‫الشيعة الفقراء في العراق يرجع إلى‬ ‫قدرته على خلق حوار يشمل كلاً‬ ‫من األيديولوجية الوطنية والشيعية‬ ‫باعتبارهما الركنين األساسيين لهذا‬ ‫‪ 12‬فبراير ‪2010‬‬

‫الحوار‪ ،‬فمن غير المحتمل أنه لم يكن‬ ‫ليصل إلى السلطة لو أن خلفيته كانت‬ ‫مختلفة‪ .‬فأصوله العائلية معروفة بأنها‬ ‫لعبت دو ًرا مه ًما في كسب الدعم لحركته‪.‬‬ ‫فالصدر هو ابن الراحل آية اللـه العظمى‬ ‫محمد محمد صادق الصدر‪ ،‬الذي كان‬ ‫من بين أقوى رجال الدين الشيعي في‬ ‫العراق في أواخر التسعينيات ‪ ،‬كما‬ ‫أن صهره آية اللـه العظمى محمد‬ ‫باقر الصدر‪ ،‬الذي كان ناشطًا شيعيًا‬ ‫رائدًا‪ .‬وقد أوضح مجلس العالقات‬ ‫الخارجية أن "كال الرجلين يرجع‬ ‫لهما الفضل في تشكيل الفكر الشيعي‬ ‫المعاصر وجبهة المعارضة ألنظمة‬ ‫بغداد‪ ،‬وال شك أن الصدر اعتمد على‬

‫موروثه األسري في بناء قوته ونفوذه‪.‬‬ ‫وكل من أبيه وحماه قُتال بأوامر من صدام‬ ‫حسين وقد شكل الصدر من وفاتهما رواية‬ ‫للشهادة تتناسب بشكل جيد مع تاريخ‬ ‫الشيعة‪ .‬وشدد الصحفي األيرلندي باتريك‬ ‫كوكبيرن على هذه النقطة في سيرة‬ ‫الصدر‪ ،‬التي قام بكتابتها عندما ذكر أن‬ ‫الصدر وأتباعه شديدو التدين ويعتبرون‬ ‫أنفسهم أتباعًا لسيرة الشهداء في مواجهة‬ ‫الطغيان الذي حدث عندما قُتل كل من‬ ‫الحسين والعباس على أيدي األمويين في‬ ‫سهول كربالء منذ ‪ 1400‬عام‪ .‬وبالرغم‬ ‫من أن رواية الشهادة هذه كان لها تأثير‬ ‫مهم في تقريب الصدر من عدد هائل من‬ ‫الشيعة في البالد‪ ،‬فإن إرثه لعدد كبير من‬ ‫‪46‬‬


‫بروفايل‬

‫شخصية مقتدى الصدر‬ ‫يغلب عليها الغموض‪،‬‬ ‫وكذلك مواقفه السياسية‪.‬‬ ‫فأحيانًا نجد الصدر يدعو‬ ‫إلى تمرد قومي ضد القوات‬ ‫األجنبية وأحيانًا أخرى‬ ‫نجده يرسل جيشه لمواجهة‬ ‫الشرطة العراقية‬ ‫القومية المناهضة للواليات المتحدة‪،‬‬ ‫التي برزت ليس فقط في العراق بل‬ ‫في معظم أنحاء الشرق األوسط‪ ،‬نتيجة‬ ‫للغزو الذي تزعمته الواليات المتحدة‬ ‫للعراق‪ ،‬كما عارض الصدر بشدة‬ ‫القوى الشيعية المتنافسة في البالد‪.‬‬ ‫وتمكن الصدر‪ ،‬الذي كان بمثابة معجزة‬ ‫في الحياة السياسة العراقية‪ ،‬أيضًا من‬ ‫تجاوز عقبة مهمة أخرى كانت تقف‬ ‫كحجر عثرة في طريق نفوذه‪ ،‬تمثلت‬ ‫في االنخفاض النسبي لرتبته الدينية‪،‬‬ ‫فإدرا ًكا منه ألهمية تعزيز ثقله الديني‪،‬‬ ‫أعلن الصدر في أواخر عام ‪2007‬‬ ‫عن خططه لاللتحاق بالدراسة الدينية‬ ‫في مدينة قم اإليرانية‪ ،‬وهو ما أدى‬ ‫إلى اختفائه عن الحياة العامة ألكثر من‬ ‫عام كامل‪ ،‬وأثار تساؤالت مهمة حول‬ ‫النفوذ اإليراني على توجهاته السياسية‪.‬‬

‫ذكائه مشكوك فيه‬ ‫‪© getty images‬‬

‫‪© getty images‬‬

‫ومشهور عنه التهور والعنف‬

‫وبشكل عام‪ ،‬فإن شخصية مقتدى الصدر‬ ‫يغلب عليها الغموض‪ ،‬وكذلك مواقفه‬ ‫السياسية‪ .‬فأحيانًا نجد الصدر يدعو إلى‬ ‫تمرد قومي ضد القوات األجنبية وأحيانًا‬ ‫أخرى نجده يرسل جيشه لمواجهة الشرطة‬ ‫العراقية‪ .‬وقد ُعرف عنه أنه يتنازل‬ ‫ويقاتل مما جعل المراقبين يعتقدون أن‬ ‫أولويته السياسية هي تعزيز موقعه على‬ ‫الساحة العراقية بأي وسيلة كانت‪ .‬واشتهر‬ ‫الصدر بمكره ودهائه مما يجعل من‬ ‫الصعوبة بمكان التنبؤ بأي إجراء يتخذه‪.‬‬ ‫بيد أنه في خطبه وحواراته العامة‪ ،‬يمكن‬ ‫العدد ‪1545‬‬

‫لكن سر قوته يكمن فى نجاحه على حشد االنصار خاصة من الفقراء‬ ‫‪© getty images‬‬

‫‪45‬‬


‫بروفايل‬

‫صانع الملوك‬

‫مقتدى الصدر رجل الدين وزعيم جيش المهدي‬ ‫برز صوت مقتدى الصدر بوصفه صوتًا مه ًما في الحياة السياسية في العراق منذ الغزو الذي تزعمته الواليات المتحدة للعراق ‪،2003‬‬ ‫ورغم العقبات الواضحة التي واجهت نجاحه‪ ،‬بد ًءا من حداثة سنه وتعليمه الديني غير المتقدم وذكائه المشكوك فيه‪ ،‬أصبح الصدر قوة‬ ‫ينبغي االعتراف بها في الحياة السياسية العراقية في مرحلة ما بعد الغزو‪ ،‬لكن لم يتضح بعد إذا كانت قبضته على السلطة سوف تزداد‬ ‫قوة أم تشهد تراج ًعا‪.‬‬

‫ربما لم يتم التقليل من قدر أي من‬ ‫الشخصيات العراقية‪ ،‬التي برزت بعد‬ ‫الغزو األمريكي للعراق بنفس الدرجة‬ ‫التي حدثت مع مقتدى الصدر‪ .‬فرغم أن‬ ‫الصدر‪ ،‬الذي يعد رجل دين شيعيًا مناهضًا‬ ‫للواليات المتحدة وزعي ًما لجيش المهدي‪،‬‬ ‫منذ أن برز كواحد من أهم الزعماء الشيعة‬ ‫في التاريخ الحديث للعراق‪ .‬وسُلطت عليه‬ ‫األضواء‪ ،‬اشتهر بأنه شاب متهور عنيف‪،‬‬ ‫وحتى و محدود الذكاء فإن هذا لم ينف‬ ‫عنه‪ ،‬قدرته على حشد التأييد للتيار الذي‬ ‫يمثله ضمن تيارات المعارضة الشيعية‪.‬‬ ‫ويصعب تفسير نفوذ الصدر باعتباره‬ ‫رجل دين شيعيًا شابًا في بلد يحظى‬ ‫فيه الزعماء الدينيون الشيعة بمزيد من‬ ‫االحترام كلما تقدم بهم العمر‪ ،‬وذلك على‬ ‫األقل بالنسبة ألولئك الذين ال يدركون‬ ‫أهمية الدور الذي تلعبه العالقات األسرية‬ ‫في الحياة السياسية العراقية‪ ،‬لكن قدراته‬ ‫الماكرة وفهمه لقوى الدفع في الحياة‬ ‫السياسية مكنته من حشد دعم كبير من‬ ‫قطاع معين من السكان في العراق؛ وهو‬ ‫قطاع الفقراء وسكان المناطق الحضرية‪،‬‬ ‫كما يعد معظم الشباب الشيعي مؤيدين‬ ‫رئيسيين لحركته‪ ،‬وأسهم قيام الصدر‬ ‫بالمزج بين الفكر القومي العراقي وبين‬ ‫األصولية الشيعية‪ ،‬على وجه الخصوص‪،‬‬ ‫في جعله زعي ًما مه ًما للمسلمين الشيعة‬ ‫في العراق‪ ،‬وذلك رغم حداثة سنه‪.‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫‪ 12‬فبراير ‪2010‬‬

‫وربما يكمن جزء كبير من قدرة الصدر‬ ‫على تعزيز شهرته في نجاحه على‬ ‫وصف تياره السياسي بأنه المعارض‬ ‫الرئيسي للقوات األمريكية وقوات‬ ‫التحالف‪ ،‬وبالتالي االستفادة من المشاعر‬ ‫‪44‬‬


‫شخصيات‬ ‫بروفايل‬

‫حوار‬

‫صانع‬

‫الملوك‬

‫مقتدى الصدر رجل الدين وزعيم جيش المهدي‬

‫العدد ‪1545‬‬

‫‪43‬‬



‫أفكار‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫بسبب االعتقاد السائد بأن األكراد عمالء على الحدود التركية كما حدث عام ‪.1991‬‬ ‫للغرب‪ .‬وثانيا‪ ،‬أثبتت أنقرة أنها رابطة‬ ‫الجأش تجاه تهديد الهالل الشيعي‪ ،‬على األقل وعالوة على ذلك‪ ،‬لم يكن للتقارب مع‬ ‫مقارنة بغيرها من الحكومات في المنطقة‪ .‬حكومة إقليم كردستان تأثير كبير على‬ ‫العالقات التركية‪-‬الكردية داخل تركيا‬ ‫والتفسير الكامل وراء تغير الموقف التركي نفسها‪ ،‬فال تزال أنقرة تقمع أي مؤشر على‬ ‫نجدة في تركيا نفسها‪ ،‬فزيادة االندماج وجود القومية الكردية‪ ،‬حيث أصدرت‬ ‫التدريجي لتركيا في الساحة الشرق المحكمة الدستورية التركية مؤخرا حكما‬ ‫أوسطية‪ ،‬جعلها تدرك‪ ،‬أكثر من أي وقت بإلغاء حزب المجتمع الديمقراطي لقيامه‬ ‫مضى‪ ،‬األثر السلبي لغياب االستقرار بالدعوة النفصال األكراد‪ ،‬ولصالته‬ ‫بشكل دائم على حدودها‪ ،‬خاصة في المزعومة مع حزب العمال الكردستاني‪.‬‬ ‫ضوء تطلعاتها إلى االنضمام إلى االتحاد وإذا كان هناك أي تغيير إيجابي قد‬ ‫األوروبي‪ ،‬فوجود حكومة كردية مستقرة حدث في السنوات األخيرة فيما يتعلق‬ ‫وموالية للغرب يعد بديال أفضل بكثير من بالحقوق المدنية لألكراد في تركيا‪ ،‬فيجب‬ ‫حالة عدم االستقرار السائدة في المناطق إرجاع ذلك للضغوط األوروبية ولجهود‬ ‫األخرى من العراق‪ ،‬وأفضل من مشهد األحزاب التركية‪ ،‬مثل حزب العدالة‬ ‫تجمع مئات اآلالف من الالجئين األكراد والتنمية على سبيل المثال‪ ،‬من أجل كسب‬ ‫العدد ‪1545‬‬

‫األصوات الكردية‪ ،‬وفي الواقع‪ ،‬ال يساهم‬ ‫صمت حكومة إقليم كردستان تجاه هذا‬ ‫الموضوع سوى في خدمة الدعاية التركية‪.‬‬ ‫وهذا التقارب ال يكشف الكثير عن توجهات‬ ‫تركيا بقدر ما يكشف عن ما تصبو إليه‬ ‫حكومة إقليم كردستان‪ ،‬حيث يعد االعتراف‬ ‫المحدود الذي حصلت عليه األخيرة من‬ ‫تركيا إنجاز كبير في إطار سعيها للحصول‬ ‫على الشرعية‪ ،‬ومحليا ودوليا‪ ،‬ومع ذلك‬ ‫فإن مثل هذه االنتصارات الصغيرة تعد‬ ‫انتصارات مؤقتة‪ ،‬بالنظر إلى التغير السريع‬ ‫الحادث في الخريطة الجيوسياسية في منطقة‬ ‫الشرق األوسط ‪ ،‬وهو ما يعيه األكراد جيدا‬ ‫أكثر من غيرهم‪.‬‬ ‫باحث متخصص في شئون العراق وكردستان‬ ‫‪41‬‬


‫أفكار‬

‫التفسير الكامل وراء تغيير الموقف التركي من كردستان نجدة في تركيا نفسها‪ ،‬فزيادة االندماج التدريجي لتركيا في الساحة الشرق أوسطية‪ ،‬جعلها تدرك‪ ،‬أكثر من أي‬ ‫وقت مضى‪ ،‬األثر السلبي لغياب االستقرار بشكل دائم على حدودها‪ ،‬خاصة في ضوء تطلعاتها إلى االنضمام إلى االتحاد األوروبي‬

‫التركية‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬بتشييد‬ ‫مطار أربيل الدولي‪ .‬كما افتتحت تركيا‬ ‫في أكتوبر الماضي قنصلية لها في‬ ‫اربيل‪ ،‬عاصمة إقليم كردستان‪ ،‬وهو‬ ‫األمر الذي أثار استيا ًء كبيرا في بغداد‪،‬‬ ‫التي ترى في هذا االعتراف المحدود‬ ‫خطوة جديدة نحو تحقيق الطموح‬ ‫الكردي في االنفصال عن العراق‪.‬‬ ‫وكانت األحزاب الكردية قد وضعت‬ ‫ممثلين لها في أنقرة قبل وقت طويل‪،‬‬ ‫ليكونوا بمثابة سفراء دبلوماسيين لهم‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬كان التوتر يسود العالقات بين‬ ‫الطرفين في بعض األحيان‪ ،‬نتيجة لما‬ ‫كان يقوم به حزب العمال الكردستاني‪،‬‬ ‫حيث دعت تركيا حكومة إقليم كردستان‬ ‫مرارا لتخليص أراضيها من قواعد حزب‬ ‫‪ 12‬فبراير ‪2010‬‬

‫العمال الكردستاني‪ .‬كما كثفت تركيا في‬ ‫السنوات القليلة الماضية من عمليات‬ ‫التوغل العسكري التي تقوم بها‪ ،‬والتي‬ ‫تشبه الهجمات العسكرية الكبرى التي‬ ‫قامت تركيا بها خالل فترة التسعينيات‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن حكومة إقليم كردستان‬ ‫قد انتقدت هذا التدخل المسلح إال أنها‬ ‫غضت الطرف عنها في مقابل الحصول‬ ‫على اعتراف رسمي بوجودها وشرعيتها‬ ‫من تركيا‪ ،‬مما عرضها النتقادات‬ ‫متزايدة من األكراد‪ .‬بيد أن هذا لم يمنع‬ ‫العالقة بين الطرفين من اإلزدهار‪.‬‬ ‫إذن ما السر وراء هذا التحول في موقف‬ ‫تركيا؟ يعزو البعض هذا التحول إلى مصالح‬ ‫تركيا االقتصادية في المنطقة‪ ،‬والتي يصل‬ ‫حجمها إلى مليارات الدوالرات‪ ،‬حيث‬

‫كانت شركات النفط التركية العمالقة‬ ‫مثل جينيل وإينرجى وبيتأويل من بين‬ ‫الجهات التي استفادت بشكل كبير من‬ ‫هذا التعاون‪ .‬ويجادل آخرون بأن أنقرة‪،‬‬ ‫التي يحكمها حزب العدالة والتنمية ذو‬ ‫التوجه اإلسالمي المعتدل ‪ ،‬تعتبر األكراد‬ ‫السنة حائط صد محتمل ضد السيطرة‬ ‫الشيعية على العراق برعاية من إيران‪.‬‬ ‫ولكن كال هذين الرأيين ال يقدمان سوى‬ ‫تفسير جزئي لهذه التطورات األخيرة‪ .‬كما‬ ‫يمكن بسهولة شديدة دحض الرأي األخير‪.‬‬ ‫فأوال‪ ،‬تنأي القيادة العلمانية لحكومة إقليم‬ ‫كردستان بنفسها عن اإلرتباط بالتيارات‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬ولم تقدم نفسها قط في أى وقت‬ ‫من األوقات على أنها قيادة سنية‪ ،‬وفي الواقع‬ ‫عانى األكراد كثيرا من اإلرهاب والتطرف‬ ‫‪40‬‬


‫أفكار‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫حتى أذنيها في حرب دموية في شرق‬ ‫األناضول‪ ،‬وهى الحرب التي أودت‬ ‫بحياة عشرات اآلالف من األرواح‬ ‫من كال الجانبين‪ ،‬وشكلت تهديدا‬ ‫مستمرا لالستقرار الداخلي في تركيا‪.‬‬ ‫ولم تقتصر كراهية أنقرة ألي مظهر‬ ‫من مظاهر القومية الكردية على تركيا‬ ‫فقط‪ .‬فخالل نضالها الطويل ضد القومية‬ ‫الكردية أدركت تركيا بحسرة كيف يتنقل‬ ‫"أتراك الجبال" بأفكارهم وأسلحتهم‬ ‫بسهولة عبر الحدود بين إيران والعراق‬ ‫وتركيا‪ ،‬والتي تمتد لمسافات طويلة‬ ‫وتعانى من ضعف الحراسة الموجودة‬ ‫عليها‪ .‬وقد ازدادت حدة هذا العداء‬ ‫بدرجة أكبر مع لجوء مقاتلي حزب‬ ‫العمال الكردستاني إلخوانهم في‬ ‫العراق للحصول على المأوى والحماية‬ ‫وشن الهجمات على أهداف تركية‪.‬‬ ‫وقد اضطرت تركيا في تعاملها مع‬ ‫األكراد في العراق إلى انتهاج سياسة‬ ‫خالقة تختلف تمام االختالف عن‬ ‫السياسة التي تتبعها معهم إيران أو‬ ‫سوريا‪ .‬فمع الراديكالية التي كانت‬ ‫تنتاب بغداد من حين آلخر‪ ،‬ومناوشاتها‬ ‫الصغيرة مع االتحاد السوفيتي خالل‬ ‫الحرب الباردة‪ ،‬لم تتردد تركيا في‬ ‫استخدام الورقة الكردية في محاولتها‬ ‫التصدي لبغداد‪ .‬وهكذا تغاضت تركيا‪،‬‬ ‫في مناسبات عديدة‪ ،‬عن أعمال العنف‬ ‫التي كان يقوم بها األكراد في شمال‬ ‫العراق‪ ،‬طالما أنه كان بإمكانها السيطرة‬ ‫على مواطنيها من األكراد في تركيا‪.‬‬ ‫وبالرغم من ذلك‪ ،‬كلما شعرت تركيا‬ ‫بأن أعمال العنف التي كان يقوم بها‬ ‫األكراد العراقيون تهدد وحدة العراق‪،‬‬ ‫كانت تتخلى عن سياساتها تلك‪ ،‬لدرجة‬ ‫تصل إلى التدخل العسكري في بعض‬ ‫األحيان‪ .‬ولم تكن هناك أي عالمة أو‬ ‫بادرة في ذلك الوقت تدل على نية تركيا‬ ‫في االعتراف الرسمي بوجود األكراد‪.‬‬ ‫ولكن كل هذا تغير في أعقاب حرب‬ ‫الخليج التي وقعت في عام ‪.1991‬‬ ‫فبعدما قام العراق بقمع انتفاضة أخرى‬ ‫من انتفاضات األكراد‪ ،‬وهو األمر‬ ‫الذي أدى إلى نزوح مئات اآلالف من‬ ‫الالجئين األكراد إلى تركيا‪ ،‬أصبح‬ ‫شمال العراق مالذا آمنا لألكراد‪،‬‬ ‫العدد ‪1545‬‬

‫حكومة إقليم كردستان تغاضت كثيراً عن هجمات تركية على اإلقليم من أجل الحصول على االعتراف بها من أنقره‬

‫وسرعان ما تحول إلى دولة فعلية تقودها‬ ‫حكومة إقليم كردستان‪ .‬وساعد عدم‬ ‫االستقرار والصراع الدائم بين مختلف‬ ‫األحزاب الكردية داخل إقليم كردستان‪،‬‬ ‫على بعث األمل من جديد لدى أنقرة‬ ‫في سقوط حكومة إقليم كردستان وأن‬ ‫تقضى نحبها بشكل طبيعي‪ .‬ولكن كل‬ ‫هذه اآلمال تالشت مع غزو العراق في‬ ‫عام ‪ .2003‬ففي خضم الفوضى التي‬ ‫أعقبت ذلك‪ ،‬وخطر اندالع حرب أهلية‪،‬‬ ‫بات ينظر إلى حكومة إقليم كردستان‬ ‫على أنها جزيرة من جزر االستقرار‬ ‫الخالية من العنف الطائفي‪ ،‬والتي‬ ‫تتمتع فضال عن ذلك بانتعاش اقتصادي‬

‫كبير‪ .‬ومن ثم وجدت تركيا نفسها أمام‬ ‫خيارين‪ :‬التمسك بسياستها المتمثلة في‬ ‫عدم االعتراف بوجود األكراد‪ ،‬أو قبول‬ ‫الوضع الراهن‪ ،‬وتحقيق أقصى استفادة‬ ‫منه‪ .‬وقد اختارت تركيا على مضض‬ ‫قبول الوضع الراهن والتعامل معه‪.‬‬ ‫ومنذ ذلك الحين شهد التعاون بين تركيا‬ ‫وحكومة إقليم كردستان تقدما كبيرا‬ ‫في مختلف المجاالت‪ ،‬حيث أصبحت‬ ‫الشركات التركية والمقاولين األتراك‬ ‫شركاء في العديد من المشروعات‬ ‫المربحة التي تتعلق بالتنقيب عن النفط‬ ‫واإلعالم والبناء‪ .‬فقد قامت الشركات‬ ‫‪39‬‬


‫أفكار‬

‫زواج عجيب‬

‫تركيا وحكومة إقليم كردستان ‪ ..‬تعاون بعد عداء‬

‫تراجعت مؤخرا حالة العداء الشديد التي استمرت ما يقرب من عقد من الزمان بين تركيا وحكومة اقليم كردستان لتفسح المجال أمام‬ ‫زيادة التعاون بين الطرفين‪ ،‬وهو ما تم تتويجه باإلعتراف الفعلي من جانب تركيا بالحكم الذاتي الكردي في شمال العراق‪ .‬مما يشكل‬ ‫تحديا إلحدى المحرمات التركية المتعلقة بالقومية الكردية‪.‬‬

‫طوال ما يقرب من عقد من الزمان‪،‬‬ ‫ظلت العالقة الثابتة بين تركيا وحكومة‬ ‫إقليم كردستان في العراق تثير اهتمام‬ ‫المعلقين اإلقليميين‪ ،‬مما يعد انجازا‬ ‫كبيرا في منطقة اعتادت على الشراكات‬ ‫المفاجئة والتحول غير المتوقع في‬ ‫العالقات بين األعداء األلداء‪ .‬ولكن‬ ‫ما حدث اآلن هو أن عقود من العداء‬ ‫التركي المعلن تجاه أي مظهر من‬ ‫مظاهر الحكم الذاتي الكردي في المنطقة‬ ‫قد تنحت جانبا لتفسح الطريق أمام‬ ‫زيادة التعاون بين الطرفين‪ ،‬وتم تتويج‬ ‫ذلك باالعتراف الفعلي من جانب تركيا‬ ‫بالحكم الذاتي الكردي في شمال العراق‪،‬‬ ‫‪ 12‬فبراير ‪2010‬‬

‫مما يشكل تحديا إلحدى المحرمات‬ ‫التركية المتعلقة بالقومية الكردية‪،‬‬ ‫وللكثير من المفاهيم السائدة حول‬ ‫الجغرافيا السياسية اإلقليمية في المنطقة‪.‬‬ ‫وتعود بداية القصة إلى األيام األولى‬ ‫لجمهورية تركيا‪ .‬فعقب إنشاء‬ ‫الجمهورية‪ ،‬اعتبر مؤسسوها من أتباع‬ ‫مصطفى كمال أتاتورك أن التصريحات‬ ‫العنترية التي تدعو للقومية الكردية‬ ‫تمثل تهديدا لرؤيتهم ومفهومهم حول‬ ‫الجمهورية‪ .‬وقد أدى هذا إلى قيام‬ ‫أنقرة بممارسة أعنف وسائل القمع ضد‬ ‫القومية الكردية‪ ،‬والتي توجتها بمحاولة‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫رغم التقارب التركي مع حكومة إقليم كردستان مازالت أنقرة تقمع أي محاوالت من اجل وجود القومية الكردية‬ ‫‪ ،‬و قررت إلغاء حزب المجتمع الديمقراطي لقيامه بالدعوة النفصال األكراد ‪ ،‬و هو ما دفع أنصار المجتمع‬ ‫الديمقراطي للتظاهر رفضا ً لحكم اإللغاء ‪.‬‬

‫"تتريك" األكراد‪ ،‬ونفى أي وجود لألمة‬ ‫الكردية‪ ،‬ومنع استخدام اللغة الكردية‬ ‫في المدارس والجامعات ووسائل‬ ‫اإلعالم‪ ،‬حتى أن مصطلح "كردي"‬ ‫نفسه لم يعد يستخدم‪ ،‬وتمت االستعاضة‬ ‫عنه بمصطلح "أتراك الجبال"‪.‬‬ ‫وال تزال هناك حتى يومنا هذا حملة‬ ‫الجتثاث القومية الكردية‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫فقد منيت هذه الحملة بالفشل‪ ،‬نظرا‬ ‫لظهور حركات كردية مختلفة‪ ،‬مثل‬ ‫حزب العمال الكردستاني الذي قام‬ ‫بإشعال لهيب القومية الكردية من‬ ‫جديد‪ .‬ومنذ ذلك الحين وأنقرة غارقة‬ ‫‪38‬‬


‫زواج‬ ‫عجيب‬ ‫بقلم‬ ‫يانيف فولر‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫العدد ‪1545‬‬

‫‪37‬‬


‫أفكار‬

‫‪ 12‬فبراير ‪2010‬‬

‫‪36‬‬


‫أكثر من رأي‬

‫حزام األمان‬ ‫بعد ‪ 4‬أشهر في الحكم‪ ..‬سعد يبحث عن طريق إلعادة البناء‬ ‫لم تكن التجربة بين نتائج انتخابات يونيه‪ /‬حزيران وتشكيل حكومة الحريري في تشرين األول (أكتوبر) الماضيين ُمحبطة‪ ،‬فزعيم‬ ‫األغلبية النيابية ومعه هذه األغلبية المنضوية في تجمع "‪ 14‬آذار"‪ ،‬يعتبران أن ما تحقق في لبنان منذ اغتيال الرئيس رفيق‬ ‫الحريري الذي تصادف ذكراه الخامسة في ‪ 14‬شباط (فبراير) الجاري‪ ،‬كان مه ًما وأساسيًا‪ ،‬ويستجيب لمطلب شعبي لبناني ثابت‬ ‫ولمصلحة لبنانية عليا ال يمكن التالعب بها‪.‬‬ ‫يؤرخ تولي سعد الحريري رئاسة مجلس‬ ‫الوزراء في لبنان النتهاء مرحلة من تاريخ هذا‬ ‫البلد ولبداية مرحلة أخرى تتبلور بصعوبة‪.‬‬ ‫وإذا كان التقليد السائد في لبنان‪ ،‬أن يتم اعتماد‬ ‫نتائج االنتخابات اساسا ً في تشكيل الحكومات‪ ،‬فإن‬ ‫االستقواء بالسالح تمكن من دفن هذا التقليد‪ ،‬وبدا‬ ‫أن االنتخابات التي جرت في حزيران (يونيو)‬ ‫الفائت كانت بال معني ‪ ،‬فالفائز فيها هو من يمتلك‬ ‫القوة المسلحة على األرض‪ ،‬اما األكثرية المنتخبة‬ ‫في صناديق االقتراع فليست سوى ديكور ‪..‬‬ ‫كانت انتخابات حزيران محكومة سلفا ً بنتائج اتفاق‬ ‫الدوحة في نهاية آيار (مايو) ‪ ،2008‬وبحصيلة‬ ‫اجتياح بيروت عشية ذلك االتفاق‪ ،‬ورغم فوز‬ ‫التحالف الذي يقوده الحريري بأكثرية نيابية‬ ‫صريحة في االنتخابات (‪ 71‬من ‪ 128‬نائباً)‬ ‫فإنه عجز عن إحداث خرق في الجدار الصلب‬ ‫لالنقسام‪ .‬احتمت األقلية المسلحة وراء شعار‬ ‫الديموقراطية التوافقية‪ ،‬وتمكنت بسبب إمساكها‬ ‫المتين بمجموعة مذهبية (الطائفة الشيعية) من‬ ‫فرض شروطها‪ ،‬عبر منع الحريري من تشكيل‬ ‫حكومته طوال نحو خمسة أشهر (حزيران –‬ ‫تشرين األول ‪ ،)2009‬ثم عبر فرض شروطها‬ ‫في شكل تركيب تلك الحكومة وحصولها على‬ ‫نسبة الثلث زائد واحداً من تعدادها بما سيتيح‬ ‫لها الحقا ً التحكم في القرارات األساسية ‪..‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬تعامل زعيم األكثرية النيابية بهدوء‬ ‫مع هذه المعطيات األساسية‪ ،‬ولم يهلع عندما‬ ‫فاجأة الزعيم الدرزي وليد جنبالط بإعالن ابتعاده‬ ‫عن األكثرية في ‪ 2‬آب (اغسطس) الماضي‪،‬‬ ‫فهو يعرف أسباب ودوافع الموقف الجنبالطي‪،‬‬ ‫وجنبالط نفسه لم يقصر في شرحها وتفصيلها‪،‬‬ ‫أما نتائجها العملية في تشكيل الحكومة فما‬ ‫كانت إال إضعافا ً لموقف الحريري من جهة‬ ‫ودفعا ً إضافيا ً لألقلية كي تتمسك بمطالبها ‪..‬‬ ‫تشكلت الحكومة وأقرت مشروعها السياسي‬ ‫واالقتصادي والمالي وضمنته‪ ،‬خصوصاً‪ ،‬قسما ً‬ ‫يؤكد على معالجة قضايا المواطنين‪ ،‬وشددت‬ ‫على بناء المؤسسات وحصرية دور الدولة في‬ ‫األمن واإللتزام بالقرارات الدولية‪ ،‬خصوصا ً‬ ‫القرار ‪ ،1701‬وأكدت حق لبنان "جيشا ً وشعبا ً‬ ‫ومقاومة" في مواجهة أي اعتداء إسرائيلي‪ .‬كانت‬ ‫العدد ‪1545‬‬

‫طوني فرانسيس‬ ‫هذه النقطة األخيرة هي ما يهم حزب هللا تحديداً‪،‬‬ ‫ولم يذكر احد في لبنان حق اللبنانيين في مقاومة‬ ‫االحتالل واالعتداء والتهديدات اإلسرائيلية‪ ،‬بل‬ ‫ان المشكلة بالنسبة لقسم كبير منهم كانت تجربة‬ ‫ايار ‪ 2008‬واستعمال السالح في الخالفات‬ ‫الداخلية‪ ،‬وليس اللجوء إليه في مواجهة االعتداء‬ ‫األجنبي‪ ،‬فهذا حق وواجب ال يقتصر فقط على‬ ‫حزب أو طائفة بعينها‪ ،‬بل يشمل جميع اللبنانيين ‪..‬‬

‫إذا كان على الحريري‬ ‫ان يقود السفينة كرئيس‬ ‫لمجلس الوزراء يتعاون مع‬ ‫رئيس للجمهورية جاءت‬ ‫به صفاته التوافقية الى‬ ‫الرئاسة‪ ،‬فإنه يعرف ان‬ ‫القدرات قد ال تكون في حجم‬ ‫الرغبات واألجدى معرفة‬ ‫الوقائع بدقة والبناء عليها‬ ‫لم تكن التجربة بين نتائج انتخابات حزيران‬ ‫وتشكيل حكومة الحريري في تشرين األول‬ ‫(اكتوبر) الماضيين ُمحبطة‪ ،‬فزعيم األغلبية‬ ‫النيابية ومعه هذه األغلبية المنضوية في تجمع‬ ‫"‪ 14‬آذار"‪ ،‬يعتبران ان ما تحقق في لبنان منذ‬ ‫اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي تصادف‬ ‫ذكراه الخامسة في ‪ 14‬شباط (فبراير) الجاري‪،‬‬ ‫كان مهما ً وأساسياً‪ ،‬ويستجيب لمطلب شعبي‬ ‫لبناني ثابت ولمصلحة لبنانية عليا ال يمكن‬ ‫التالعب بها‪ .‬فالمطلب اللبناني بعد تحرير الجنوب‬ ‫اللبناني من االحتالل اإلسرائيلي عام ‪ 2000‬كان‬ ‫انسحاب الجيش السوري ووقف التدخل اليومي‬ ‫في الشأن اللبناني وهذا ما تحقق في نيسان (ابريل)‬ ‫‪ 2005‬وأعقبه في العام الماضي إقرار العالقات‬ ‫الديبلوماسية وتبادل السفراء بين البلدين‪ ،‬وهذا أمر‬ ‫بقي معلقا ً منذ استقالل لبنان وسورية في أربعينات‬ ‫القرن المنصرم‪ .‬يلي ذلك من حيث األهمية‬ ‫والتبعية إقرار القيادات اللبنانية في مؤتمرهم‬ ‫للحوار الوطني إنهاء االنتشار الفلسطيني المسلح‬

‫خارج المخيمات المعترف بها وتنظيم السالح‬ ‫الفلسطيني داخل المخيمات نفسها بالتعاون‬ ‫مع السلطة الفلسطينية والمنظمات الفلسطينية‬ ‫المنتشرة على األرض‪ .‬وقد تقدمت المباحثات في‬ ‫هذا الخصوص بشكل ملموس مع تشكيل الحكومة‬ ‫اللبنانية لجنة عليا للحوار مع الجانب الفلسطيني‪.‬‬ ‫اإلنجاز الثالث‪ ،‬وهو كبير األهمية‪ ،‬إقرار المحكمة‬ ‫الدولية الخاصة بمحاكمة مرتكبي جريمة اغتيال‬ ‫الرئيس رفيق الحريري وجرائم االغتيال التي‬ ‫تلتها‪ .‬فهذه المحكمة التي خيضت ضدها صراحة‬ ‫أو مواربة معارك كثيرة في لبنان وخارجه تكرس‬ ‫حضورها بموجب قرارات مجلس األمن الدولي‬ ‫وهي تتحول الى ضمانة مادية ومعنوية للبنانيين بأن‬ ‫جرائم االغتيال لن تبقى خارج المساءلة والمحاسبة‪.‬‬ ‫يبني اللبنانيون اليوم على ما تحقق ليخوضوا‬ ‫تجربة حُكم أنفسهم بأنفسهم‪ ،‬وإذا كان على‬ ‫سعد الحريري ان يقود السفينة كرئيس لمجلس‬ ‫الوزراء يتعاون مع رئيس للجمهورية جاءت‬ ‫به صفاته التوافقية الى الرئاسة‪ ،‬فإنه يعرف‬ ‫ان القدرات قد ال تكون في حجم الرغبات‬ ‫واألجدى معرفة الوقائع بدقة والبناء عليها‪.‬‬ ‫صحيح ان إدارة الشؤون اللبنانية الداخلية ليست‬ ‫أمراً سهالً‪ ،‬والحكومة الممثلة لطوائف لبنان‬ ‫تتحول معها الى ما يشبه مجلس إدارة لشركة‬ ‫في القطاع العام‪ ،‬فإنها ال تثير قلق الحريري في‬ ‫انطالقته الجديدة‪ ،‬كما ان سالح حزب هللا‪ ،‬الذي‬ ‫يفترض ان يكون عامل قوة وتفاوض في يد الدولة‬ ‫اللبنانية‪ ،‬ال يخيف الوضع الداخلي اللبناني الذي‬ ‫يعيش تحت وطأة التهديدات اإلسرائيلية‪ ،‬وما يقلق‬ ‫الحريري وغالبية اللبنانيين هو المشهد اإلقليمي‬ ‫والدولي الذي يمكن ان يتدهور الى حرب‪ ،‬تجعل‬ ‫من لبنان ساحة صراع إيراني – إسرائيلي‪ ،‬ولذلك‬ ‫ال تبدو حركة الحريري الخارجية بين السعودية‬ ‫وسورية وتركيا وفرنسا ومصر وغيرها‪،‬‬ ‫مستغربة‪ ،‬فحزام األمان الذي يحاول ان يحيط‬ ‫به لبنان‪ ،‬أمر أكثر من ضروري لالنصراف الى‬ ‫حل مشاكل اللبنانيين اليومية ومناقشاتهم التي ال‬ ‫تنتهي‪.‬‬

‫كاتب و محلل سياسي لبناني‬ ‫‪35‬‬


‫أكثر من رأي‬

‫المعادلة "س‪.‬س"‬ ‫الحريري يتسلّق جبل التحديات بدعم سعودي سوري‬ ‫يواجه رئيس الحكومة‪ ،‬سعد الحريري‪ ،‬تحديات كبيرة‪ ،‬كيف سيخاطب جمهوره في ‪ 14‬فبراير ‪ /‬شباط ذكرى استشهاد والده‬ ‫الرئيس رفيق الحريري بعد زيارته سوريا ومصالحته الرئيس بشّار األسد؟‪.‬‬ ‫خاض الحريري تجربة ناجحة قبل أيام‪،‬‬ ‫عندما تمكن من أن يجمع قادة قوى "‪14‬‬ ‫آذار" في فندق البريستول‪ ،‬وق ّدم مداخلة‬ ‫عكست االعتدال والواقعيّة‪ ،‬وخاطب‬ ‫البيان الختامي الصادر عن المجتمعين‬ ‫سوريا مطالبًا بقيام أفضل العالقات‬ ‫معها‪ ،‬وتوجّه إلى "حزب اللـه" مؤكدًا أن‬ ‫الدولة القوية القادرة هي ضمان للجميع‪،‬‬ ‫وتحمي الجميع‪ ،‬وأنه ال سالح إال سالح‬ ‫القوى األمنيّة الشرعيّة‪ ،‬وخاطب جمهور‬ ‫األكثرييّن‪ " :‬إننا على العهد باقون‪ ،‬وإن‬ ‫ثورة األرز باقية بمبادئها وشعاراتها‪،‬‬ ‫ولكن الب ّد من التعاطي مع المستجدات في‬ ‫ضوء ما تفرضه المصلحة الوطنيّة العليا"‪.‬‬ ‫لم يشارك رئيس الحزب التقدمي االشتراكي‬ ‫وليد جنبالط في لقاء البريستول‪ ،‬ألنه‬ ‫قر ّر أن يبقى خارج االصطفافات‪ ،‬وكان‬ ‫الحريري متفه ًما لموقفه‪ ،‬ألنه يعرف‬ ‫األسباب والدوافع‪ ،‬وتجمعه مع جنبالط‬ ‫وحدة هدف ذلك أن االثنين يج ّدان السعي‬ ‫لفتح صفحة جديدة مع دمشق‪ ،‬ويتعاونان‬ ‫على هدم جدار الخصومة الذي ارتفع‬ ‫شاهقًا منذ تاريخ اغتيال الحريري األب‬ ‫في ‪ 14‬فبراير ‪ /‬شباط عام ‪.2005‬‬ ‫وكانت المملكة العربية السعوديّة قد مهّدت‬ ‫الطريق أمام الرئيس الحريري‪ ،‬وجاءت‬ ‫زيارة الملك عبد اللـه بن عبد العزيز إلى‬ ‫العاصمة السورية قبل أشهر‪ ،‬لتفعّل معادلة‬ ‫"س‪ .‬س" وهي التي بنى عليها رئيس‬ ‫المجلس النيابي‪ ،‬نبيه بريّ‪ ،‬الكثير من‬ ‫اآلمال‪ ،‬وكان يؤكد في ك ّل المناسبات أن‬ ‫التفاهم السعودي – السوري يساعد اللبنانييّن‬ ‫على معالجة مشكالتهم المعقّدة‪.‬‬ ‫وصدق بر ّ‬ ‫ي في رهانه‪ ،‬وشهد لبنان‬ ‫انتخابات نيابيّة هادئة في ‪ 7‬يونيو‪ /‬حزيران‬ ‫بفضل الرعاية السوريّة – السعوديّة‪ ،‬وكلّف‬ ‫سعد الحريري بتشكيل الحكومة بدعم‬ ‫سعودي ‪ -‬سوري‪ ،‬وألّف حكومة الوفاق‬ ‫‪ 12‬فبراير ‪2010‬‬

‫جورج علم‬ ‫الوطني بمساعدة ك ّل من الرياض ودمشق‪،‬‬ ‫وعندما يحظى رئيس الوزراء اللبناني بمثل‬ ‫هذا الدعم من دولتين عربيتين نافذتين‪،‬‬ ‫فمعنى ذلك أنه يملك رصيدًا ال يضاهي يمكن‬ ‫الرهان عليه لمعالجة الكثير من الملفات‬ ‫الداخلية العالقة‪ ،‬والخارجيّة الضاغطة‪.‬‬

‫يعرف رئيس الحكومة‬ ‫الشاب دوره وحجمه تما ًما‪.‬‬ ‫إنه األصغر سنًا في نادي‬ ‫رؤساء الحكومات في‬ ‫لبنان‪ ،‬ويدخل مبنى السرايا‬ ‫ الذي رممه والده ‪ -‬من‬‫المدخل الرئيسي وقد زيّنته‬ ‫عبارة منقوشة على لوحة‬ ‫رخاميّة " لو دامت لغيرك‬ ‫لما انتهت إليك"‬ ‫ويعرف رئيس الحكومة الشاب دوره‬ ‫وحجمه تما ًما‪ .‬إنه األصغر سنًا في نادي‬ ‫رؤساء الحكومات في لبنان‪ ،‬ويدخل مبنى‬ ‫السرايا ‪ -‬الذي رممه والده ‪ -‬من المدخل‬ ‫الرئيسي وقد زيّنته عبارة منقوشة على‬ ‫لوحة رخاميّة " لو دامت لغيرك لما انتهت‬ ‫إليك"‪.‬‬ ‫بدأ مشواره في الحكم‪ ،‬أبّا لثروتين‪ :‬ماديّة‪،‬‬ ‫وتق ّدر بمليارات الدوالرات‪ ،‬وإنسانيّة‬ ‫أهم وأبقى وتقتصر على مجموعة من‬ ‫الشخصيات في الداخل والخارج تكن له‬ ‫االحترام‪ ،‬وتبدي االستعداد للمساعدة على‬ ‫تسهيل مهمته في الحكم‪ ..‬ورث عن والده‬ ‫مشروعًا طموحًا للنهوض بلبنان وتحويله‬ ‫عمليًّا إلى سويسرا الشرق‪ ،‬كما ورث ملفًا‬

‫من التعقيدات والتحديات األمنيّة والسياسيّة‬ ‫واالقتصاديّة واالجتماعيّة‪.‬‬ ‫وتبقى األولويات كثيرة وقد رتّبها‬ ‫بصورة منتظمة في البيان الوزاري الذي‬ ‫نالت حكومته الثقة على أساسه بأكثريّة‬ ‫‪ 117‬نائبًا من أصل ‪ ،128‬وفي صدارة‬ ‫االهتمامات مكافحة اإلرهاب‪ ،‬واكتشاف‬ ‫شبكات التجسس‪ ،‬وتوفير مستلزمات‬ ‫األمن واالستقرار‪ ،‬وتحقيق المصالحات‬ ‫بين اللبنانييّن لتكريس الوحدة الوطنيّة‬ ‫الداخليّة‪ ،‬واالنكباب على اتفاق الطائف‬ ‫لوضعه موضع التنفيذ بكامل مندرجاته‪،‬‬ ‫بما فيها إلغاء الطائفيّة السياسيّة‪ ،‬ومكافحة‬ ‫الرشوة والفساد‪ ،‬وتحديث اإلدارة‪ ،‬وإنجاز‬ ‫التعيّينات على مستوى موظفي الفئة األولى‬ ‫في الدولة‪ ،‬وملء الشواغر‪ ،‬واالنصراف‬ ‫إلى معالجة مشاكل الكهرباء والطاقة‪،‬‬ ‫وتنفيذ مقررات " باريس – ‪ ،"3‬وإنجاز‬ ‫مشاريع الخصخصة‪ ،‬ومعالجة مشاكل‬ ‫قطاع النقل‪ ،‬والتصدي للمديونيّة العامة‪ ،‬وقد‬ ‫تجاوزت سقف الـ‪ 50‬مليار دوالر‪ ،‬وأيضًا‬ ‫لسائر التحديات االقتصاديّة واالجتماعيّة‬ ‫والمعيشيّة‪ ،‬وتوفير فرص العمل للشباب‪،‬‬ ‫ومحاربة البطالة‪ ،‬ومواجهة التهديدات‬ ‫اإلسرائيليّة‪ ،‬وتحصين الوضع األمني في‬ ‫الجنوب من خالل اإلصرار على تنفيذ‬ ‫القرار الدولي رقم ‪. 1701‬‬ ‫وعندما زار القاهرة مؤخراً خرج من لقائه‬ ‫مع الرئيس حسني مبارك منشرحًا ليعلن‬ ‫على المأل وبصوت عالي النبرة " ال نريد‬ ‫أن نهدد أحدًا أو نتوعد أحدًا‪ ،‬ولكننا نرفض‬ ‫وبقوة أن يهددنا أحد"‪ .‬جاء إلى الحكم‬ ‫بابتسامة مشرقة‪ ،‬ومنكبين عريضين‪ ،‬وهمة‬ ‫عالية تفتت جبال التحديات‪ ..‬وتبقى العبرة‬ ‫في التنفيذ!‬ ‫كاتب صحفي بجريدة السفير للبنانية‬ ‫‪34‬‬


‫أكثر من رأي‬ ‫العبور الصعب‬

‫ماذا بعد زيارة الحريري إلى سوريا ؟!‬ ‫لم يكن هدف الحريري من زيارته إلى دمشق االعتراف بمكانة سوريا و تأثيرها في لبنان ‪ ،‬فال الحريري قصد هذا و ال سوريا نفسها‬ ‫تعاملت مع الزيارة بهذا المنطق ‪ ،‬و إنما كانت الزيارة التي تمت بمبادرة سعودية هدفها عبور لبنان من أزمتها وتحقيق حلم الوفاق‬ ‫الوطني الذي يراهن عليه الحريري كأول طريق النجاح ‪..‬‬ ‫لكنَّ جانبًا آخر ينظر إلى الزيارة بشكل متشائم و يراها ستكون سببًا في و ضع الحريري في مأزق أمام حلفائه داخل لبنان ‪ .‬خاصة ممن‬ ‫يرفضون أي تواجد لسوريا في أجندة السياسة اللبنانيه‬ ‫الكاتبان اللبنانيان طوني فرنسيس وجورج علم ‪ ..‬يقدمان لنا قراءة في صورة لبنان بعد تنصيب الحريري وزيارته لسوريا‬

‫العدد ‪1545‬‬

‫‪33‬‬



‫قضايا‬

‫اصرار حزب هللا على االحتفاظ بأسلحته و استقالليته احد المشاكل التي تتحمل‬ ‫تكلفتها الدوله اللبنانية ‪.‬‬ ‫‪© getty images‬‬

‫أن يزيد احتضان أجندة لإلصالح الداخلي من‬ ‫مساحة المناورة بالنسبة للحريري‪ ،‬وأن يصرف‬ ‫االنتباه عن قضايا ال يبدو تحقيق التقدم فيها أم ًرا‬ ‫ممكنًا‪ ،‬وأن يسمح للحريري بإعادة رسم معالم‬ ‫األجندة السياسية بأسلوبه الخاص‪ ،‬وفي إطار‬ ‫إعادة تعريف نفسه بأنه أكثر من مجرد قائد‬ ‫عسكري لبناني جديد‪.‬‬

‫ويتمتع بري‪ ،‬كسياسي‪ ،‬بخبرة أكبر من أن‬ ‫تجعله يتخيل أن خصومه سيتقبلون اقتراحه‬ ‫بحرارة‪ ،‬أو حلفاءه في حزب اللـه‪ .‬ومن الصعب‬ ‫تصور أنه كان غافلاً عن فرص نجاحه‪ .‬وعلى‬ ‫هذا‪ ،‬لكي نفهم مبادرته‪ ،‬في توقيتها ومضمونها‬ ‫على حد سواء‪ ،‬يتطلب منا ذلك أن ننظر إليها‬ ‫على أنها تذكرة ذكية من بري وهو سياسي لم‬ ‫يسهم كثي ًرا في وصول الوضع الراهن إلى ما‬ ‫هو عليه‪ ،‬ليقول إن تحول لبنان إلى الوضع‬ ‫يتطلب أكثر من مجرد اتفاقات تجارية ثنائية‬ ‫مع تركيا‪ ،‬وأكثر من مجرد سياح يتدفقون على‬ ‫أسوار "جميزة"‪ .‬ويقتضي األمر أن يهدئ ساسة‬ ‫لبنان من مخاوفهم الطائفية ويتبنوا مفهو ًما أوسع‬ ‫للسياسة‪ ،‬وهو مفهوم يتضمن إمكانية النقاش‬ ‫حول الخطوات التي سوف يتعين اتخاذها‬ ‫لتشكيل ساحة سياسية ال تتمتع بتمثيل أوسع‬ ‫نطاقًا وديمقراطية أشمل فحسب‪ ،‬ولكن تكون‬ ‫فيها األولوية للمصلحة المشتركة‪.‬‬

‫‪‎‬لكنه ولألسف الشديد‪ ،‬من غير المحتمل أن‬ ‫يغتنم الحريري هذه اللحظة‪ .‬بل إنه ربما يكون‬ ‫فات أوانها بالفعل‪ .‬ولكن أصداءها إضافة‬ ‫إلى االتجاهات االقتصادية والسياسية األوسع‬ ‫نطاقًا والتي تناولناها أعاله‪ ،‬يمكن أن تستمر‬ ‫في اإليحاء بأنه من المحتمل أن تخوض لبنان‬ ‫تقد ًما بطيئًا نحو الوصول إلى الوضع الطبيعي‬ ‫في العام القادم‪ ،‬حتى وإن لم يأت الوقت بعد‬ ‫للتركيز على قضايا اإلصالح الدستوري بالقدر‬ ‫المطلوب‪.‬‬

‫‪‎‬وال تأتي حدة المعارضة لمبادرة "بري" من قبل‬ ‫سعد الحريري وحده‪ ،‬وهي توضح إلى أي مدى‬ ‫ال يزال أمام لبنان شوط كبير لتقطعه كي تصل‬ ‫إلى الوضع الذي يقترب من الطبيعي‪ ،‬ومع ذلك‬ ‫فإنه بوضعه نفسه خص ًما لإلصالح الدستوري‪،‬‬ ‫يفوت الحريري على نفسه فرصة ال بأس بها‪.‬‬ ‫ففي الساحة السياسية التي تهيمن عليها قضايا‬ ‫صعبة‪ ،‬وفي ظل تحالف صعب المراس‪ ،‬يمكن‬

‫‪‎‬وينبغي أن يشار هنا أيضًا إلى أن هذا التقدم‬ ‫يكون ممكنًا فقط إذا ظل المحيط اإلقليمي داع ًما‬ ‫لالستقرار الداخلي للبنان‪ .‬وهنا أيضًا نجد‬ ‫أسبابًا للتفاؤل الحذر من بينها التحسن الذي‬ ‫شهدته العالقات السورية السعودية في الفترة‬ ‫األخيرة‪ ،‬وقلة احتماالت تجديد الصراع مع‬ ‫إسرائيل بالرغم من التراشق باألقوال واألفعال‬ ‫أخي ًرا من كل األطراف‪ ..‬ومع ذلك فإن إمكانية‬

‫العدد ‪1545‬‬

‫حدوث اضطراب أمر قائم‪ ..‬فالهجوم على إيران‬ ‫وحدوث أفعال استفزازية من قبل إسرائيل أو‬ ‫حزب اللـه وإمكانية تعكير صفو التقارب‬ ‫الحالي بين سوريا والمملكة العربية السعودية‬ ‫بل وحتى حدوث أزمة داخلية غير متوقعة تؤدي‬ ‫إلى اختالل الحكومة الحالية؛ كل هذا يمكن أن‬ ‫يعصف بالتحول اللبناني البطيء إلى الوضع‬ ‫الطبيعي‪.‬‬ ‫‪‎‬لهذه األسباب جميعها‪ ،‬من السابق ألوانه‬ ‫أن نتخيل تحسن الوضع في لبنان أو نظن‬ ‫أن االستقرار أصبح سائدًا أو أن مواجهة‬ ‫االضطرابات أصبحت أكثر فعالية أو أن نطاق‬ ‫الجدل الداخلي اتسع ليشمل قضايا تبدو اآلن في‬ ‫غاية الخطورة‪ .‬وبالرغم من كل هذا‪ ،‬ورغم أن‬ ‫بداية عام ‪ 2010‬تشير إلى أن لبنان لم يصل‬ ‫إلى الوضع الطبيعي بعد‪ ،‬فإن هناك احتمالاً ألن‬ ‫يصبح هذا البلد أقرب إلى الوضع الطبيعي‪ .‬ومن‬ ‫المهم أن نراجع توقعاتنا باستمرار وأن نتوقع‬ ‫حدوث نكوص أو ارتدادات‪ ،‬بيد أنه في غضون‬ ‫ذلك‪ ،‬فإن الوقت الحالي هو الوقت المثالي الذي‬ ‫ينبغي فيه أن نقدر التحسنات البسيطة التي‬ ‫شهدها لبنان في األشهر األخيرة‪.‬‬

‫* نائب رئيس المعهد األمريكي للسالم‬ ‫‪31‬‬


‫قضايا‬

‫كثافة التواجد األمني في شوارع لبنان صورة دائ ًما معبره عن أوضاع قلقه‬ ‫وأمنيه لبنانية بالهدوء واالستقرار‬ ‫‪© getty images‬‬

‫الرفض المتشدد لم يأت بالثمار المرجوة‪ ،‬رغم‬ ‫ادعائه عكس ذلك‪ ،‬ويبدو أن دمشق حريصة‬ ‫على إعادة هيكلة وضعها اإلقليمي باالبتعاد عن‬ ‫إيران‪ ،‬التي تعاني من االنقسام الداخلي‪ ،‬متحركة‬ ‫باتجاه العودة إلى التكتل العربي المعتدل في‬ ‫المنطقة‪ .‬لقد تعاملت سوريا مع زيارة الحريري‬ ‫واضعة هذا في االعتبار‪ ،‬رافضة استغالل‬ ‫زيارته للتأكيد على التفوق السوري‪ .‬ومع‬ ‫استفادة سوريا بشكل واضح من التحوالت‬ ‫في سياسة الواليات المتحدة والسعودية‪ ،‬ومن‬ ‫تقاربها األخير مع تركيا‪ ،‬هل تخاطر دمشق‬ ‫بمكاسبها األخيرة من خالل دعم التيارات‬ ‫المغامرة داخل حزب اللـه‪ ،‬حتى ولو ضمنيًا؟‬ ‫األرجح أن تكون اإلجابة بالنفي‪ ،‬وسوف يزيد‬ ‫احتمال االستقرار الداخلي في لبنان‪ ،‬طالما ظلت‬ ‫سوريا قادرة على كبح جماح حزب اللـه‪.‬‬ ‫وقد قام الحريري‪ ،‬وبعد أن تحقق من طبيعة‬ ‫الموقف السوري‪ ،‬بجولة من الزيارات الدولية‪،‬‬ ‫شملت تركيا‪ ،‬ودولة اإلمارات العربية المتحدة‪،‬‬ ‫وفرنسا‪ ،‬ومن المقرر أن يزور واشنطن في‬ ‫وقت الحق من هذا الشهر‪ ،‬كما أن هناك إمكانية‬ ‫لقيامه بزيارة ثانية لدمشق‪ .‬وخالل كل زيارة‪،‬‬ ‫حرص الحريري كالمعتاد على تحقيق مكاسب‪،‬‬ ‫حيث قام بالتوقيع على اتفاقيات وأكد عمو ًما أن‬ ‫لبنان كدولة يكاد وضعها يكون طبيعيًا وعلى‬ ‫‪ 12‬فبراير ‪2010‬‬

‫وضعه هو كرئيس لحكومة يكاد وضعها هي‬ ‫األخرى يكون طبيعيًا‪.‬‬ ‫غير أن األمر األكثر أهمية‪ ،‬وكمؤشر على تقدم‬ ‫لبنان نحو حياة سياسية " أقرب إلى الوضع‬ ‫الطبيعي" هو الضجة التي صاحبت دعوة نبيه‬ ‫ثان الماضي‬ ‫بري في أواخر شهر يناير‪/‬كانون ٍ‬ ‫إلى إجراء إصالح دستوري‪ ،‬ففي تحرك أدهش‬ ‫حتى حلفاءه في االئتالف‪ ،‬بث بري الحياة من‬ ‫جديدة في تقرير لجنة بطرس الذي ظل مهملاً‬ ‫لفترة طويلة‪ ،‬حيث دعا إلى تنفيذ العديد من‬ ‫التوصيات التي وردت في التقرير ومن بينها‬ ‫تخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة واستحداث‬ ‫حصة انتخابية للنساء‪..‬غير أن األمر األكثر‬ ‫إثارة كان استعداد بري للتفكير في تغيير‬ ‫طفيف في المبدأ األساسي الذي تقوم عليه الحياة‬ ‫السياسية اللبنانية‪ ،‬باستبدال الحصص الطائفية‬ ‫بتمثيل نسبي يقوم على حصص متواضعة من‬ ‫المقاعد في البرلمان اللبناني‪.‬‬ ‫ورغم أن هذه المبادرة من قبل بري سوف‬ ‫تفشل غالبًا‪ ،‬فإنها كانت مهمة لعدد من‬ ‫األسباب‪ ،‬فقد أعادت ولو لفترة وجيزة‪ ،‬قضايا‬ ‫اإلصالح الدستوري‪ ،‬التي كان يأمل العديد‬ ‫من السياسيين أن تختفي بهدوء بعد انتخابات‬ ‫يونيه‪/‬حزيران ‪ ، 2009‬إلى واجهة الحياة‬

‫السياسية اللبنانية‪ ،‬كما شجعت المبادرة نشطاء‬ ‫المجتمع المدني‪ ،‬الذين كانوا قد استسلموا‬ ‫بشكل متزايد إلمكانية استمرار وضع راهن‬ ‫محفوف بالمخاطر‪ ،‬وضعت المبادرة بعض‬ ‫الساسة‪ ،‬ومن بينهم سعد الحريري‪ ،‬في‬ ‫موقف دفاعي‪ ،‬حيث إنهم سيخسرون الكثير‬ ‫مع نهاية نظام الحصص الطائفية‪ ،‬ولبرهة‬ ‫قصيرة على األقل‪ ،‬جددت المبادرة سمعة‬ ‫بري كزعيم سياسي تقدمي ومستقل‪.‬‬ ‫وربما يكون األهم من ذلك كله ما أظهرته‬ ‫مبادرة بري عن حالة الحياة السياسة في‬ ‫لبنان بشكلها األوسع‪ ،‬ففيما عدا فترة وجيزة‬ ‫في أعقاب انسحاب القوات السورية‪ ،‬كانت‬ ‫اإلصالحات الدستورية ذات المغزى من‬ ‫الكماليات التي لم يكن أي سياسي لبناني جاد‬ ‫مستعدًا للتطرق إليها‪ ،‬لم يكن يثار األمر سوى‬ ‫كوسيلة للحفاظ على االمتيازات الطائفية‪،‬‬ ‫فعندما يكون بقاء المجتمع ككل على المحك‪،‬‬ ‫تتم تنحية االعتبارات األخرى جانبًا‪ ،‬وعندما‬ ‫ثان ‪،‬‬ ‫أعلن بري عن مبادرته في يناير‪/‬كانون ٍ‬ ‫كان هذا في الواقع مؤش ًر ا على أن لبنان‬ ‫مستعد لحياة سياسية مختلفة وأكثر طبيعية‬ ‫بدرجة أكبر‪ ،‬حتى وإن ألقي الضوء على‬ ‫العقبات التي ما زال يتعين إزالتها قبل أن يبدأ‬ ‫االنتقال إلى الوضع الطبيعي‪.‬‬ ‫‪30‬‬


‫قضايا‬ ‫األطراف السياسية تستطيع تنحية القضايا‬ ‫األساسية الخاصة ببقائها جانبًا لتسعى وراء‬ ‫جداول أعمال أوسع نطاقًا‪ ،‬بما في ذلك األمور‬ ‫الروتينية للحياة السياسية وقضايا أخرى تابعة‬ ‫لذلك مثل اإلصالح الدستوري‪ .‬ثمة معنى آخر‬ ‫لعبارة "أقرب إلى الوضع الطبيعي" وهو‬ ‫ظهور ساحة سياسية في لبنان يمكن فيها مناقشة‬ ‫مستقبل البالد‪ ،‬والجدل حوله وحتى النضال من‬ ‫أجله دون تعريض استقرار البالد للخطر‪ .‬وهي‬ ‫تعني أن "الجمهورية المحفوفة بالمخاطر" ربما‬ ‫تجد في نهاية المطاف‪ ،‬موطئ قدم راسخ لها‪.‬‬ ‫هل يعد ذلك بمثابة مبالغة في التفاؤل؟ ربما‬ ‫يكون األمر كذلك إذا ركزنا فقط على الساحة‬ ‫السياسية‪ .‬ولكن إذا نظرنا على نطاق أوسع‪،‬‬ ‫توجد أدلة وافرة على ظهور ثقة ال تزال هشة‬ ‫في مستقبل لبنان‪ .‬وال يزال سوق العقارات‬ ‫في بيروت على حالة من االرتفاع‪ ،‬مع زيادة‬ ‫األسعار بنسبة تتجاوز ‪ 20%‬في عام‪،2009‬‬ ‫بعد زيادة مماثلة في عام ‪ .2008‬والقطاع‬ ‫المصرفي مزدهر‪ .‬وبلغت معدالت النمو‬ ‫االقتصادي اإلجمالية ‪ ٪ 8.5‬في عام ‪،2008‬‬ ‫وهى األعلى منذ ‪ 15‬عا ًما‪ ،‬والمنتظر أن تبلغ‬ ‫نسبة ‪ ٪ 6‬في عام ‪ ،2009‬وشهد كال العامين‬ ‫سقوط اقتصادات العالم الرئيسية في قبضة‬ ‫الركود‪ .‬وتعد ثقة العالم الخارجي في استقرار‬ ‫لبنان عالية أيضًا‪ .‬وبلغت السياحة أرقا ًما قياسية‬ ‫في عام ‪ ،2009‬مع دخول ‪ 1.9‬مليون زائر إلى‬ ‫البالد‪ .‬وهذا أعلى رقم للسياح منذ عام ‪،1974‬‬ ‫أي قبل عام من سقوط لبنان في حرب أهلية‬ ‫منذ ‪ 36‬عا ًما‪ .‬وهناك أمر له داللة رمزية‪ ،‬إلى‬ ‫حد كبير‪ ،‬وهو تعيين لبنان كعضو ليس له حق‬ ‫التصويت في مجلس األمن الدولي مما يعطيها‬ ‫عنص ًرا إضافيًا من وضوح الرؤية‪ .‬كما أنه يمثل‬ ‫فرصة أخرى لحكومة لبنان إلسكات المتشككين‬ ‫من خالل العمل بصورة متسقة ومستقلة على‬ ‫الساحة الدولية‪.‬‬

‫السعودية‪ :‬المبادرة التي فتحت أمام الحريري أبواب دمشق‬

‫تركيا‪ :‬ليست وحدها كافية لعودة لبنان إلى الوضع الطبيعي‬

‫ولكننا يجب أال نغفل االتجاهات السياسية‬ ‫الواعدة التي يبدو أنها تستجمع قواها‪ .‬وحتى‬ ‫داخل الساحتين المحلية واإلقليمية السياسية‪،‬‬ ‫هناك دالئل على أن الرياح تتحول بطرق‬ ‫تسمح بتفاؤل محسوب نحو ما ينتظر لبنان‬ ‫في المستقبل‪ ،‬على األقل في المدى القريب‪.‬‬ ‫والمؤشر األول على ذلك هو األجواء المحيطة‬ ‫بزيارة سعد الحريري المنظمة بعناية إلى دمشق‬ ‫في شهر ديسمبر‪/‬كانون أول عام ‪ ،2009‬وبينما‬ ‫ينظر للزيارة إلى حد كبير على إنها تأكيد‬ ‫للنفوذ السوري في لبنان‪ ،‬وكدليل على التقارب‬ ‫السوري‪-‬السعودي‪ ،‬الذي تمخض في شخص‬ ‫رئيس الوزراء الحريري‪ ،‬فإنه من الصعب‬ ‫التخلص من االنطباع بأن هذه الزيارة افتقرت‬ ‫إلى أهمية الزيارات السابقة‪ .‬ويبدو أن الزيارة لم‬ ‫تكن أكثر من مجرد حدث روتيني أو شكلي حتى‬ ‫بالنسبة للسوريين أنفسهم‪.‬‬ ‫وفي الواقع‪ ،‬من الصعب أيضًا‪ ،‬تجنب االنطباع‬ ‫بأن ما وجهه النظام السوري من جهد لتيار‬ ‫العدد ‪1545‬‬

‫فرنسا‪ :‬مساندة مهمة لكنها غير مستمرة‬

‫‪29‬‬


‫قضايا‬

‫جمهورية االختالف‬

‫هل تنجح حكومة اإلئتالف الهش في إعادة لبنان إلى‬ ‫الوضع الطبيعي ؟‬ ‫بعدما تمكن رئيس الوزراء‪ ،‬سعد الحريري من تشكيل حكومة ائتالفية هشة‪ ،‬يبدو أن هناك بصيص أمل في أن يصل‬ ‫لبنان إلى وضع أقرب للوضع الطبيعي ‪ ..‬وهذا الوضع في لبنان يعني أن تصبح الصراعات السياسية روتينية‪،‬‬ ‫وتتنقل داخل المؤسسات القائمة‪ ،‬وال تدفع البالد‪ ،‬على األرجح نحو أعمال عنف‪ ،‬وفي حين قد تكون هذه الرؤية‬ ‫مفرطة في التفاؤل على الساحة السياسية‪ ،‬فإن النظر بمنظور أوسع يؤكد وجود قدر من الثقة في مستقبل لبنان‪.‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫مبادرة بري لإلصالح السياسي كشفت أن تحول لبنان إلى الوضع الطبيعي يتطلب أكثر من مجرد اتفاقات تجارية ثنائية و أكثر من مجرد سياح يتدفقون على أسوار‬ ‫جميزة ‪ ..‬و إنما يحتاج من ساسة لبنان أن يهدؤوا مخاوفهم الطائفية ‪.‬‬

‫‪‎‬في مسرحية غنائية تعرض حاليًا في برودواي‬ ‫تحت اسم "أقرب إلى الوضع الطبيعي" ‪ ،‬نشاهد‬ ‫أسرة تمزقها ضغوط التعايش مع االنهيار العقلي‬ ‫ألحد أفراد األسرة‪ .‬وقرب انتهاء المسرحية‪،‬‬ ‫تخبر األم ابنتها المراهقة بأنها ستفعل كل ما‬ ‫بوسعها لتصبح حياة أسرتها طبيعية‪ .‬ونظ ًرا‬ ‫ألن االبنة عانت سنوات من الحياة في منزل‬ ‫مختل‪ ،‬تجيب والدتها بأن الحياة الطبيعية ربما‬ ‫تكون اً‬ ‫أمل مبال ًغا فيه‪ .‬وتقول‪ :‬إنها سوف ترضى‬ ‫"بوضع أقرب إلى الطبيعي"‪ ،‬وهى حياة تحتفظ‬ ‫فيها بتوقعات حذرة ونقدر التحسينات الصغيرة‬ ‫في حد ذاتها‪.‬‬ ‫ولم يصل لبنان بعد لمرحلة "أقرب إلى الوضع‬ ‫الطبيعي"‪ .‬وهناك مؤشرات مثل التصريحات‬ ‫‪ 12‬فبراير ‪2010‬‬

‫المتذمرة أخي ًر ا حول الصراع مع إسرائيل‪،‬‬ ‫واستمرار الخالف على التعيينات السياسية‪،‬‬ ‫وهى مؤشرات تدل على أن لبنان ال يزال‬ ‫بعيدًا عن الوضع الطبيعي‪ .‬واألمر الكامن‬ ‫وراء كل شيء آخر هو إصرار حزب اللـه‬ ‫على االحتفاظ بأسلحته واستقالليته‪ ،‬رغم‬ ‫التكاليف التي يفرضها ذلك على المجتمع‬ ‫اللبناني بشكل أعم‪.‬‬

‫‪‎‬ولكن ماذا تعنى عبارة "أقرب إلى الوضع‬ ‫الطبيعي" بالنسبة للبنان؟ بالتأكيد هي ليست‬ ‫وضعًا يتم فيه حسم أوجه القصور التي دفعت‬ ‫لبنان إلى الحرب األهلية‪ .‬وهى ليست وضعًا‬ ‫تحل فيه المصالح الوطنية مكان الطموح‬ ‫الشخصي في إدارة العالقات اإلقليمية في لبنان‪.‬‬ ‫كما أنها ليست وضعًا ينجح فيه لبنان بشكل ما‬ ‫في عزل نفسه عن جوانب القصور لدى جيرانه‪.‬‬

‫تشكيل‬ ‫هناك‬ ‫مرحلة‬ ‫تحقيق‬

‫تعني عبارة "أقرب إلى الوضع الطبيعي" في‬ ‫لبنان شيئًا أكثر تواضعًا بكثير‪ .‬إنها تعني أن‬ ‫الصراعات السياسية أصبحت روتينية‪ ،‬وتتنقل‬ ‫داخل المؤسسات الحالية‪ ،‬ولن تدفع البالد‬ ‫على األرجح نحو أعمال عنف‪ .‬كما تعني أن‬

‫ومع ذلك‪ ،‬في األشهر التي تلت‬ ‫الحريري لحكومة ائتالفية هشة‪،‬‬ ‫مؤشرات تدل على أن لبنان يدخل‬ ‫سياسية واعدة‪ ،‬ليقدم رؤية إلمكانية‬ ‫مستقبل أقرب إلى الوضع الطبيعي‪.‬‬

‫‪28‬‬


‫جمهورية االختالف‬ ‫بقلم‬ ‫ستيفن هيدمان‬

‫العدد ‪1545‬‬

‫‪27‬‬


‫قضايا‬

‫‪ 12‬فبراير ‪2010‬‬

‫‪26‬‬


‫تحليالت‬

‫علي عثمان طه‪:‬‬ ‫التنسيق العربي ضروري إلنقاذ السودان‬ ‫"القاهرة" أحمد أيوب‬ ‫رغم أنها قدمت مرشحًا مسل ًما من الشمال‪،‬‬ ‫في إشارة إلى ترشيح الحركة لياسر عرمان‬ ‫وعن مشكالت االنفصال قال طه إن له محاذير‬ ‫ومخاطر كبيرة في وقت يمضي فيه العالم نحو‬ ‫الوحدة‪ ،‬مشي ًرا إلى أن من مخاطر االنفصال‬ ‫أن الجنوب ال يملك حتى اآلن البنية اإلدارية أو‬ ‫الخبرة وال المناخ المواتي لقيام كيان مستقل‪،‬‬ ‫رغم أن بعض األصوات تتحدث عن أن هذه‬ ‫الخبرة ممكن اكتسابها بعد االنفصال‪ ،‬وقال‬ ‫" الواضح أنه سيكون كيانًا مغلقًا وسيرسل‬ ‫رسالة سالبة لكل قضايا االستقرار والوحدة‬ ‫اإلفريقية التي تقوم على أساس التمسك‬ ‫بالكيانات السياسية الوحدوية "‪.‬‬

‫اعتبر علي عثمان طه نائب الرئيس السوداني‬ ‫أن ما يجري في السودان هو فصل من الفصول‬ ‫التي يُجرى تنفيذها في العالم العربي في إطار‬ ‫سعي القوى الدولية للسيطرة والهيمنة على‬ ‫المنطقة‪ ،‬التي تتمتع بمميزات إستراتيجية‬ ‫وفي تلميح مباشر إلي أهمية التنسيق‬ ‫العربي من أجل إنقاذ السودان وخاصة‬ ‫الدول الكبري التي تمتلك عالقات دولية‬ ‫متشعبة وقوية مثل السعودية ومصر أكد طه‬ ‫علي أهمية الوحدة العربية وتنسيق الجهود‬ ‫في القضايا الكبري مشيرا إلي أن األزمة‬ ‫السودانية ‪ ‬سببها الرئيسي ‪ ‬تباعد المواقف‬ ‫العربية التي أدت إلى افتقاد الموقف العربي‬ ‫القوي سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي‬ ‫ومن جهة أخري رفض نائب الرئيس السوداني‪ ‬‬ ‫تحديد ما إذا كانت االنتخابات السودانية التي‬ ‫ستجرى في أبريل‪/‬نيسان المقبل ستشمل منطقة‬ ‫حاليب وشالتين أم ال ‪ ،‬مكتفيًا بالقول إن "‬ ‫هناك اتفاقًا بين قيادات البلدين على معالجة‬ ‫قضية حاليب وإال تكون ورقة لمن يريد أن‬ ‫يزايد على العالقات المصرية السودانية‪ ،‬أو‬ ‫العدد ‪1545‬‬

‫أن‪ ‬يدفع بها نحو المواجهة أو التوتر‪ ،‬واالتفاق‬ ‫على حفظ حقوق المواطنين في كال البلدين‪،‬‬ ‫وللنظر من حيث النظرة اإلستراتيجية التي‬ ‫تقول إن المواطن في مصر أو السودان هو‬ ‫مواطن واحد لمصلحة عليا ومستقبل واحد هو‬ ‫مستقبل البلدين "‪.‬‬ ‫وأضاف طه أن الحكومة وافقت على بقاء‬ ‫جيش الحركة الشعبية في الجنوب رغم‬ ‫أنه حارب الجيش المركزي الذي انسحب‬ ‫من الجنوب بعد أن انتفت األسباب التي‬ ‫دعت النتشاره‪ ،‬كما تحقق للجنوب ممارسة‬ ‫ومشاركة في السلطة المركزية‪ ،‬كما حاولت‬ ‫االتفاقية أن تكسر الحاجز النفسي بين‬ ‫الشمال والجنوب‪ ،‬فأفسحت المجال ألبناء‬ ‫الجنوب للمشاركة في إدارة شئون الواليات‬ ‫الشمالية الـ ‪ 15‬بما فيها الخرطوم‪ ،‬وقال إنه‬ ‫زيادة في إمعان الثقة وكسر الحاجز سكتت‬ ‫حكومة الخرطوم عمدًا على عدم اإلشارة في‬ ‫شروط المرشح لخوض االنتخابات الرئاسية‬ ‫أن يكون مسل ًما رغم أن غالبية السكان‬ ‫مسلمون‪ ،‬فأصبح للحركة الحق في أن تقدم‬ ‫مرشحًا من الجنوب حتى وإن كان مسيحيًا‬

‫وقال طه‪ ،‬في إشارة إلى الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية‪ ،‬إن هناك حالة من التربص بالسودان‬ ‫من قوى ظلت تسعى لتغيير المعادلة السياسية‬ ‫لصالح البرنامج الذي تريد تنفيذه في المنطقة‪،‬‬ ‫والتي حاولت مع السودان بشتى الطرق‬ ‫التي بدأت بقذائف موجهة أدت إلى تحطيم‬ ‫أكبر مصنع لألدوية في السودان وإصدار‬ ‫المنظمات الدولية قرارات بفرض الحصار‬ ‫على السودان ومعاقبتها بقرارات فردية من‬ ‫واشنطن‪ ،‬مشي ًرا إلى أن الحصار االقتصادي‬ ‫ال يزال مفروضًا على السودان بشتى صوره‪،‬‬ ‫وهو ما أثر على العالقة بين شمال السودان‬ ‫وجنوبه‪ ،‬وقال "ينسى البعض أن التنقل بين‬ ‫الشمال والجنوب يتعثر بسبب عدم قدرتنا على‬ ‫إدخال مكونات صناعية ممنوع دخولها بسبب‬ ‫الحصار المفروض علينا "‪.‬‬ ‫وقال نائب الرئيس السوداني إنه منذ التوقيع‬ ‫على اتفاق نيفاشا للسالم في السودان عام‬ ‫‪ ،2005‬وهناك مسارات موضوعة لتغير‬ ‫المعادلة السياسية في السودان‪ ،‬منها دفع اإلعالم‬ ‫الدولي لتشويه صورة السودان واستهداف‬ ‫رموزه وقياداته وفي مقدمتها الرئيس عمر‬ ‫البشير‪ ،‬حيث عمد اإلعالم العالمي إلى بناء‬ ‫حاجز نفسي لعزل السودان والقيادات لكي‬ ‫ال تجد سندًا داخليًا أو إقليميًا‪ ،‬وهو الحاجز‬ ‫المستمر بمحاولة منعنا من حقوقنا المستحقة‬ ‫لنا في صندوق النقد الدولي والصناديق الدولية‬ ‫المختلفة‪ ،‬ورغم ذلك استطاع السودان‪ ،‬بثقة في‬ ‫نفسه‪ ،‬أن تقدم نموذجًا في التنمية االقتصادية‬ ‫وحققوا معدالت تنمية أقرتها الهيئات الدولية‪،‬‬ ‫وأصبحت السودان حالة تستحق الدراسة‪ ،‬من‬ ‫حيث إنها دولة بدون سند‪،‬استطاعت أن تحقق‬ ‫هذا التقدم دون الحاجة لدعم أجنبي ‪.‬‬ ‫‪25‬‬


‫تحليالت‬

‫األمن المصري يتهم بديع بعسكرة اإلخوان‬ ‫حملة اعتقاالت لقيادات الجماعة شملت ‪ 4‬من مكتب اإلرشاد‬ ‫"القاهرة" محمد إسماعيل‬

‫فيما اعتبر أول مواجهة بين النظام‬ ‫المصري وبين جماعة اإلخوان‬ ‫المسلمين‪ ،‬عقب تنصيب مرشدها‪ ‬‬ ‫الجديد‪ ،‬محمد بديع‪ ،‬نفذت أجهزة‬ ‫األمن حملة اعتقاالت فى صفوف‬ ‫جماعة اإلخوان المسلمين‬ ‫استهدفت ‪ 4‬أعضاء من مكتب‬ ‫إرشاد الجماعة‪.‬‬ ‫الحملة التى استهدفت حسب الخبراء إفساد‬ ‫خطة بديع ورجال النظام الخاص لعسكرة‬ ‫الجماعة طالت الدكتور محمود عزت‪،‬‬ ‫نائب المرشد العام الملقب بـ"رجل اإلخوان‬ ‫الحديدي"‪ ‬وكلاً من الدكتور عصام العريان‪،‬‬ ‫عضو مكتب اإلرشاد ومسئول القسم السياسى‬ ‫بالجماعة‪ ،‬والدكتور عبد الرحمن البر‪ ،‬عضو‬ ‫مكتب اإلرشاد والمفتي الجديد للجماعة‪ ،‬فيما‬ ‫فشلت عملية القبض على الدكتور محيي حامد‪،‬‬ ‫عضو مكتب اإلرشاد‪ ،‬نظرا لعدم وجوده‬ ‫بمنزله أثناء مداهمته‪.‬‬ ‫وربطت مصادر إخوانية مطّلعة‪ ‬بين التصعيد‬ ‫األمني األخير واالتهامات التي ُو ِّجهت للدكتور‬ ‫محمد بديع المرشد العام الجديد‪ ،‬بالسعي‬ ‫لعسكرة اإلخوان‪ ،‬وأعربت عن خشيتها من‬ ‫إحالة قيادات الجماعة المقبوض عليهم إلى‬ ‫محاكمة عسكرية على غرار ما حدث عقب‬ ‫انتخابات مكتب اإلرشاد قبل األخيرة عام‬ ‫‪.1995‬‬

‫االعتقاالت األخيرة بما يُدبر اآلن لقضية‬ ‫فلسطين‪ ،‬وبدعم اإلخوان الدائم للمقاومين من‬ ‫أهل غزة المحاصرين‪ ،‬وبما سوف تشهده‬ ‫مصر من حراك سياسي متوقع‪" ،‬مشيرة إلى‬ ‫االنتخابات البرلمانية والرئاسية التى يُج َرى‬ ‫اإلعداد لها اآلن‪.‬‬

‫ووصفت مصادر قانونية بالجماعة الضربة‬ ‫األمنية األخيرة بغير المسبوقة‪ ،‬وأشاروا إلى أن‬ ‫هذه هي المرة األولى التي تستهدف فيها أجهزة‬ ‫األمن ‪ 4‬أعضاء من مكتب اإلرشاد دفعة واحدة‪ .‬‬

‫ودعت الجماعة القوى السياسية ومنظمات‬ ‫حقوق اإلنسان والمجتمع المدني بالتحرك‬ ‫"تغول" النظام الحاكم في مصر‪ ،‬كما‬ ‫لوقف‬ ‫ُّ‬ ‫طالبت في الوقت ذاته باإلفراج الفوري عن‬ ‫المعتقلين‪.‬‬

‫وفي أول رد فعل من جانبها‪ ،‬اعتبرت جماعة‬ ‫اإلخوان المسلمين في بيان صادر عنها أن‬ ‫االعتقاالت األخيرة هي خير رد على َمن‬ ‫وصفتهم بأصحاب األقالم "ال ُمغرضة" الذين‬ ‫اتهموا الجماعة بإجراء صفقات مع النظام‪،‬‬ ‫على حد قول البيان‬

‫من ناحيته‪ ،‬أكد الدكتور سعد الكتاتني‪ ،‬عضو‬ ‫مكتب اإلرشاد والمتحدث اإلعالمي باسم‬ ‫الجماعة‪ ،‬أن الحملة األمنية األخيرة تحمل‬ ‫رسالة استباقية موجهة لإلخوان قبل االنتخابات‬ ‫التشريعية المقرر إجراؤها نهاية العام الجاري‪،‬‬ ‫للحد من وجود الجماعة في الشارع‪.‬‬

‫وتساءلت الجماعة في البيان عن "عالقة‬

‫وحول احتمال إحالة قيادات الجماعة إلى‬

‫‪ 12‬فبراير ‪2010‬‬

‫المحاكمة العسكرية‪ ،‬قال الكتاتني‪":‬نرجو ألاّ‬ ‫يحدث ذلك" مشيرا إلى أن الجماعة ترفض ما‬ ‫وصفه بالرسالة التي وجهها النظام إليها من‬ ‫خالل حملة االعتقاالت األخيرة‪.‬‬ ‫واعترف الكتاتني أن إجراء الجماعة النتخابات‬ ‫مكتب اإلرشاد بصورة علنية أثار استفزاز‬ ‫النظام‪ ،‬لكنه استدرك قائال‪":‬ما فعله اإلخوان‬ ‫أمر طبيعي‪ ،‬فال يوجد أي شيء في أن يجروا‬ ‫انتخاباتهم الداخلية بحرية‪ ،‬إلاّ أن هذا أثار‬ ‫استفزاز النظام الذي يريد أن يثبت للعالم أن‬ ‫هذه الجماعة محظورة‪ ،‬لكنه فوجئ بأخبارها‬ ‫تتصدر وسائل اإلعالم العالمية والمحلية بما‬ ‫في ذلك الصحف الحكومية"‪.‬‬ ‫وأكد الكتاتني أن االعتقاالت األخيرة لن تغير‬ ‫موقف الجماعة الذي أعلنه المرشد العام الجديد‬ ‫في خطاب تنصيبه عندما قال‪":‬نحن لسنا في‬ ‫خصومة مع النظام"‪ ،‬مشيرًا إلى أن الجماعة‬ ‫لديها استعداد إلجراء حوار وطني مع جميع‬ ‫القوى السياسية بما فيها الحزب الوطني‪.‬‬ ‫‪24‬‬


‫بسرعة ومن دون إهدار الوقت ألن الوقت‬ ‫يمر وأن مفاعل طهران سيكون قريبًا بحاجة‬ ‫إلى وقود جديد‪.‬‬ ‫والشيء الذي يطرح هنا وأشار إليه‬ ‫وزير الخارجية الفرنسي هو هل إيران‬ ‫قادرة ‪ ‬بالفعل على التخصيب بنسبة ‪20‬‬ ‫بالمائة وإنتاج الوقود النووي أم ال؟‬ ‫ويجب القول في هذا الخصوص إنه على‬ ‫الرغم من وجود فارق بين التخصيب بنسبة‬ ‫‪ 3.5‬بالمائة والتخصيب بنسبة ‪ 20‬بالمائة‬ ‫لكن من الناحية التخصصية يقول الخبراء‬ ‫اإليرانيون بأن المجموعة التي تستطيع‬ ‫التخصيب بنسبة ‪ 3.5‬بالمائة تستطيع من‬ ‫خالل تغيير ترتيب أجهزة الطرد المركزي‬ ‫وبعض المالحظات الفنية األخرى‪ ،‬القيام‬ ‫بالتخصيب بنسب أعلى وأن إيران غير‬ ‫مستثناة من هذه القاعدة‪.‬‬ ‫وتقول إيران إنها ال تزال تعمل في الدائرة‬ ‫القانونية وإنها لم تتحدث عن التخصيب‬ ‫بنسبة ‪ 20‬بالمائة ‪ ‬دون أن توجه الدعوة‬ ‫لمفتشي الوكالة الدولية بأن يأتوا إلى إيران‬ ‫العدد ‪1545‬‬

‫لإلشراف عن كثب على عملية التخصيب‬ ‫بنسبة ‪ 20‬بالمائة‪.‬‬ ‫وتعلن إيران أيضا أنها ال ترغب بإثارة‬ ‫ضجة إعالمية وإال ما كانت توجه أبدًا دعوة‬ ‫إلى مفتشي الوكالة الدولية لكي يشهدوا‬ ‫"عجزها "‪.‬‬ ‫ومن هنا يعتقد اإليرانيون أن التخصيب‬ ‫بنسبة ‪ 20‬بالمائة‪ ،‬لن يحل لهم مشكلة توفير‬ ‫الوقود لمفاعل طهران فحسب بل سيمنح‬ ‫إيران ورقة رابحة للتعامل‬ ‫مع مالحظة أن الرئيس محمود أحمدي نجاد‬ ‫اختار هذا الوقت بالذات‪ ،‬وخالل االحتفال‬ ‫بأيام الثورة اإليرانية‪ ،‬ليعلن بدء التخصيب‬ ‫بهذه النسبة‪ ،‬ليبعث رسالة قوية إلى الداخل‬ ‫حيث يواجه مشكلة " أزمة الشرعية" مع‬ ‫اإلصالحيين وتيار عريض من اإليرانيين‪،‬‬ ‫مفادها ‪ :‬إنه يعمل في إطار " العزة والمصلحة‬ ‫والحكمة " الذي حدده المرشد آية اللـه علي‬ ‫خامنئي للسياسة الخارجية اإليرانية‪ ،‬بعدما‬ ‫اتهمه اإلصالحيون بالتفريط بكرامة البالد‪،‬‬ ‫وبجهد علماء إيران النوويين‪ ،‬عندما وافق‬

‫على صفقة التبادل بالصيغة التي عرضتها‬ ‫الدول الغربية وروسيا والوكالة الدولية‪.‬‬ ‫إيران النووية!‬ ‫بدأت إيران برنامجها النووي العام‬ ‫(‪ )1962‬من خالل إنشاء مفاعل أمير‬ ‫آباد بطهران‪ ،‬الذي بدأ عمله تحت إشراف‬ ‫جامعة طهران عام (‪ ،)1966‬وبالرغم‬ ‫من أن النشاطات اإليرانية كانت مدعومة‬ ‫من الغرب وبشكل خاص الواليات‬ ‫المتحدة‪ ،‬لكن في تلك الفترة كانت إيران‬ ‫على علم أنها وقبل أن تبدأ النشاطات‬ ‫النووية يجب أن يكون لديها دورة الوقود‬ ‫أيضًا (الوقود النووي)‪ ،‬وحاولت الدخول‬ ‫في هذا الموضوع‪ ،‬لكن بسبب الحرب‬ ‫العربية اإلسرائيلية ‪ ‬في أكتوبر‪/‬تشرين‬ ‫أول العام (‪ )1973‬و ما تالها من تطورات‬ ‫إقليمية ودولية العام (‪1974‬م)‪ ،‬غيَّرت‬ ‫األجواء وكانت الدول العربية قررت قطع‬ ‫النفط أو تخفيض الصادرات إلى الدول‬ ‫األوروبية ‪ ‬التي أقبلت على شراء النفط‬ ‫وتغيير التقنية واإلستراتيجية إلنتاج الطاقة‪،‬‬ ‫ولذلك ‪ ‬فإن فرنسا في تلك السنة بدأت‬ ‫نشاطاتها إلنتاج مفاعالت نووية‪ ،‬واليوم‬ ‫لديها خمسة وسبعون أو أكثر من ثمانين‬ ‫بالمائة من مفاعالتها النووية هي التي توفر‬ ‫طاقتها من الطاقة الذرية‪ ،‬ومن ناحية أخرى‬ ‫فإن الدول األخرى مثل السويد وبلجيكا فقد‬ ‫اتجهت كلها ‪ ‬لكي تستفيد من هذه الطاقة‬ ‫النظيفة‪ ،‬وأيضا فإن ‪ ‬إيران بدورها تابعت‬ ‫هذا الموضوع وأيضًا‪ ،‬كوريا الجنوبية‬ ‫وفرت عشرين بالمائة من طاقتها عن‬ ‫طريق مفاعالتها نووية‪.‬‬ ‫وأخذت إيران ومنذ العام ‪ 1974‬تطرح‬ ‫قضية بناء مفاعل نووي‪ ،‬وإضافة إلى‬ ‫ذلك بدأت المشاركة إلنتاج الوقود النووي‬ ‫أيضًا‪ ،‬وفي عام (‪ )1975‬عندما زار الرئيس‬ ‫األمريكي ‪ ‬ريتشارد نيكسون طهران‪ ،‬وقَّع‬ ‫اتفاقًا بقيمة مليار دوالر‪ ،‬لكي تفتتح إيران‬ ‫دورة الوقود النووي بعد أن تبدأ نشاطاتها‬ ‫يمكن أن تعمل في هذا المجال أيضا‪..‬وبعد‬ ‫ذلك أسهمت ‪ ‬إيران في شركة كوروديف‬ ‫ومع ‪ ‬أوروديف وسوفيديف‪ ،‬وكان لها‬ ‫أربعون بالمائة من أسهم سوفيديف‪ ،‬والباقي‬ ‫من الجانب األمريكي‪ ،‬وخمسة وعشرون‬ ‫بالمائة جاءت األسهم من السويد‪.‬‬ ‫كذلك أسهمت إيران ‪ ‬بعشرة بالمائة بهذه‬ ‫الشركة التي توفر الوقود النووي‪ ،‬بعد أن‬ ‫حدثت الثورة اإلسالمية في إيران فإن الدول‬ ‫الغربية بالرغم من أنها وقعت اتفاقًا مع‬ ‫إيران لبناء هذا المفاعل وهذه الشركة فإنها‬ ‫أعاقت العمل في مفاعل بوشهر النووي‪،‬‬ ‫وتعطلت النشاطات في هذا المفاعل‪ ،‬وإيران‬ ‫حاولت تنشيط وإعادة تحريك هذا المفاعل‬ ‫في بوشهر لكنها واجهت مشاكل كثيرة‪.‬‬ ‫‪23‬‬


‫تحليالت‬

‫هل إعالن التخصيب‬ ‫بنسبة ‪ 20‬بالمائة‬ ‫مناورة؟!‬ ‫قبل أيام أبلغت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية في رسالة قائلة "سنبدأ التخصيب‬ ‫بنسبة ‪ 20‬بالمائة‪ ،‬ارسلوا مفتشيكم"‪.‬وقد سلمت هذه الرسالة بعد يومين من األمر الذي‬ ‫أصدره الرئيس اإليراني محمود أحمدي نجاد ببدء عمليات التخصيب بنسبة ‪ 20‬بالمائة‪.‬‬ ‫والذي قوبل على الفور بردود فعل مختلفة‪ ،‬حيث أعرب المدير العام الجديد للوكالة‬ ‫الدولية " يوكيا أمانو عن قلقه ‪ ‬وأبدى استعداده للتوسط بين إيران والغرب بهدف‬ ‫توفير وقود لمفاعل طهران لألبحاث الطبية‪.‬‬ ‫الدول الغربية تعاملت مع القضية من خالل أدبيات التهديد الدائمة‪ ،‬حتى أنها طرحت‬ ‫موضوع إغالق باب المحادثات بين مجموعة ‪ 5+1‬وإيران وهددت بالعقوبات ولوحت‬ ‫ضا بالحل العسكري‪.‬‬ ‫أي ً‬ ‫‪ ‬فهل اتخذت إيران بالفعل القرار الصحيح ببدء التخصيب بنسبة ‪ 20‬بالمائة؟‪.‬‬ ‫"دبي" نجاح محمد علي‬

‫تبرر إيران حاجتها للوقود النووي أي‬ ‫اليورانيوم المخصب بنسبة ‪ 20‬بالمائة‬ ‫الستخدامه في مفاعل طهران لألبحاث الطبية‪.‬‬ ‫ويعمل ‪ ‬مفاعل طهران منذ القدم إلنتاج‬ ‫النظائر المشعة‪ ،‬وتحت إشراف الوكالة‬ ‫الدولية وقبل هذا وفي عام ‪ ،1993‬قامت‬ ‫حكومة الجمهورية اإلسالمية اإليرانية آنذاك‬ ‫بشراء الوقود الالزم للمفاعل من األرجتين بـ‬ ‫‪ 5‬ماليين دوالر‪.‬‬ ‫لكن هذا ‪ ‬الوقود أخذ بالنفاد ويجب حقن وقود‬ ‫جديد في المفاعل بعد عدة أشهر من اآلن‬ ‫‪،‬وفيما عدا ذلك فإنه سيتوقف عن العمل‬ ‫وسيصبح من الصعب وأحيانا من غير‬ ‫الممكن توفير األدوية الالزمة‬ ‫لـ ‪ 850‬ألف مريض يستفيدون من منتجات‬ ‫المفاعل‪ ،‬مع مالحظة أن عمر بعض األدوية‬ ‫المشعة أقل من ‪ 5‬ساعات ويجب استخدامها‬ ‫بعد اإلنتاج على الفور‪ ،‬لذلك ال توجد إمكانية‬ ‫استيرادها من الخارج‪.‬‬ ‫ومن هنا تقول إيران إنها بحاجة ماسة إلى‬ ‫امتالك اليورانيوم بنسبة تخصيب ‪ 20‬بالمائة‬ ‫وإال فإنها ستواجه حقيقة رهيبة تتمثل في‬ ‫تعرض صحة مئات األلوف من أبناء البلد‬ ‫للخطر‪.‬‬ ‫ويجب القول أيضًا إن هناك عدة طرق لتوفير‬ ‫الوقود النووي الالزم لمفاعل طهران ‪.‬‬ ‫‪ ‬الطريق األول هو التصرف مثل عام ‪1993‬‬ ‫‪ 12‬فبراير ‪2010‬‬

‫أي شراء الوقود من الخارج‪ .‬لكن إيران تشير‬ ‫إلى وجود مشكلة ‪ ‬وتكمن في العقبات التي‬ ‫يضعها الغرب والعقوبات المفروضة‪ ،‬وتقول‬ ‫إنه ليس هناك في ظل الظروف السياسية‬ ‫الحالية أفق واضح عن إمكانية الشراء‪.‬‬ ‫الطريق الثاني ‪ ،‬هو صيغة التبادل‪ .‬أن إيران‬ ‫تملك في الوقت الحاضر كمية من اليورانيوم‬ ‫بنسبة ‪ 3.5‬بالمائة هي ‪ 1200‬كلجم أي ‪70%‬‬ ‫مما تملك‪ ،‬وإن صيغة التبادل تنص على أن‬ ‫تقوم إيران بتبادل هذا اليورانيوم المنخفض‬ ‫التخصيب ‪ ‬مع الوقود النووي‪.‬‬ ‫والواضح فإن إيران ومجموعة"‪ "5+1‬أي‬ ‫الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس‬ ‫األمن وألمانيا‪ ،‬اتفقت من حيث ‪ ‬المبدأ على‬ ‫هذه الصيغة في األول من أكتوبر‪/‬تشرين أول‬ ‫الماضي خالل اجتماع عقد في فيينا‪ ،‬ولكنهما‬ ‫اختلفا في التفاصيل ولمشكلة الرئيسية هي‬ ‫حول مكان التبادل وكميته هل دفعة واحدة أم‬ ‫بالتقسيط على دفعات وآلية التسليم‪ .‬فالغربيون‬ ‫يقولون إن إيران يجب أن ترسل اليورانيوم‬ ‫بنسبة ‪ 3.5‬إلى الخارج دفعة واحدة ‪ ‬لكي يتم‬ ‫تخصيب هذا اليورانيوم حتى نسبة ‪ 20‬بالمائة‬ ‫ومن ثم إعادته إلى إيران بعد عدة أشهر‪.‬‬ ‫وفي المقابل فإن إيران تقول إنها ال تثق‬ ‫بالغربيين‪ ،‬ألن اليورانيوم بنسبة ‪ 3.5‬بالمائة‬ ‫هو حصيلة سنوات من العمل في المنشآت‬ ‫النووية وحصل من خالل دفع ثمن مثل‬ ‫مواجهتها ثالثة قرارات صادرة عن مجلس‬

‫األمن الدولي‪ ،‬أن هذا اليورانيوم بنسبة ‪3.5‬‬ ‫بالمائة هو في الحقيقة ورقة رابحة بيد أن‬ ‫إيران بإمكانها رفع نسبته من التخصيب‪..‬‬ ‫لذلك فإن الغربيين وبعد تسلمهم اليورانيوم‬ ‫بنسبة ‪ 3.5‬قد يضعون العراقيل أمام إعادته‬ ‫إلى إيران وفي هذه الحالة فإن هذه الورقة‬ ‫الرابحة ستكون بيدهم ال بيد إيران‪.‬‬ ‫‪ ‬لذلك فإن إيران اقترحت أن يكون التبادل‬ ‫بشكل متزامن وفي األراضي اإليرانية لكي ال‬ ‫يستطيع أي طرف القيام بالمماطلة‪.‬‬ ‫لكن الغربيين يقولون إن إيران يجب أن ترسل‬ ‫بداية اليورانيوم بنسبة ‪ 3.5‬بالمائة إلى روسيا‬ ‫لتخصيبه بنسبة ‪ 20‬بالمائة ‪ ‬ومن ثم يذهب‬ ‫إلى فرنسا إلعادة تشكيله في قضبان نووية‬ ‫وتتسلمه بعد أشهر من االنتظار كوقود نووي‪.‬‬ ‫وبذلك فإن هذا الخيار أصبح منتفيا مع عدم‬ ‫قبول شروط إيران للتبادل‪.‬‬ ‫وفي حال عدم تحقق أي من الخيارين األول‬ ‫والثاني‪ ،‬فإن السبيل الوحيد‪ ،‬من وجهة نظر‬ ‫إيران‪ ،‬هو أن يتم التخصيب بنسبة ‪ 20‬بالمائة‬ ‫في الداخل وأن هذا األمر يجب أن ينجز‬ ‫‪22‬‬


‫السياسية‪ .‬ومن هنا وبفضل رؤية خادم‬ ‫الحرمين المتكاملة للنهضة الشاملة في كل‬ ‫المجاالت تتمتع المملكة بثقل دولي كبير‬ ‫لدورها في استقرار االقتصاد العالمي من خالل‬ ‫النفط‪ ‬و سياستها المعتدلة في إنتاج البترول‬ ‫وتسعيره وحماية االقتصاد الدولي من الهزات ‪ ‬‬ ‫وحرصها علي جعل أسعار النفط معقولة‪،‬‬ ‫ومرضية للمصدرين والمستوردين‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى ضمان تدفق النفط باستمرار وعدم التسبب‬ ‫في تقلص العرض على حساب الطلب‪.‬‬

‫بالمملكة من عنق األزمة االقتصادية العالمية‬ ‫لتكون في مصاف الدول المستقرة رغم‬ ‫أن الهزة االقتصادية التي أطاحت بمفاهيم‬ ‫وقناعات كثيرة كانت سائدة من قبل ‪،‬وكان من‬ ‫المبشر أن‪ ‬تتقدم السعودية إلى المركز ‪ 13‬في‬ ‫مجال ممارسة األعمال بين ‪ 183‬دولة‪ ،‬وفق‬ ‫تقرير ممارسة أنشطة األعمال الذي أصدرته‪ ‬‬ ‫مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي‬ ‫نهاية العام الماضي‪ ،‬وتصدرت فيه السعودية‬ ‫دول الشرق األوسط والعالم العربي ‪.‬‬

‫‪ ‬وهي الرؤية التي قال عنها من قبل أنها ‪ ‬مبنية‬ ‫على اعتقاد راسخ بأن المملكة ‪ ‬جزء من العالم‬ ‫تشاركه الرخاء والشدة وإن المصلحة الوطنية‬ ‫ال تتعارض مع مصالح المجتمع الدولي وبنفس‬ ‫السياسة‪ ‬كانت رؤيته لدعم االقتصاد الخليجي‬ ‫و دفع مسيرة عمل مجلس التعاون والعمل‬ ‫على إزالة كافة العقبات التي تعترض تحقيق‬ ‫األهداف التي أنشئ من أجلها ‪ ، ‬فقد كانت له‬ ‫إسهامات كثير في هذا الجانب أبرزها عمله‬ ‫علي توحيد العملة و االقتصاد الخليجي ليصبح‬ ‫مجلس التعاون كيانا له ثقله اإلقليمي والدولي‬ ‫ونجح هذا اآلداء وهذه الرؤية في العبور‪ ‬‬

‫وفيما يتعلق بالجانب السياسي الدولي ال‬ ‫يحتاج الدور السعودي إلي تعليق ‪،‬وليس‪ ‬‬ ‫هناك أدل علي ذلك‪ ‬من االعتراف األمريكي‬ ‫بجهودها الكبيرة في اليمن قبل أيام عندما شدد‬ ‫رئيس لجنة العالقات الخارجية السيناتور‬ ‫جون كيري في تعليقاته لبدء جلسة‪ ‬االستماع‬ ‫التي خصصها الكونجرس لمناقشة األوضاع‬ ‫في اليمن ‪،‬على أهمية الدور السعودي وكيف‬ ‫أنه يفوق الدور األمريكي بمراحل كبيرة‬ ‫وما قاله كيري أصاب عين الحقيقة‬ ‫‪،‬فالدور السعودي لم يتوقف في مكافحة‬ ‫اإلرهاب علي اليمن فقط وردع المتسللين‬

‫العدد ‪1545‬‬

‫الحوثيين لكنه امتد أيضا صوب‬ ‫تجمعات القاعدة في الداخل والخارج ‪.‬‬ ‫علي أن ذلك لم ينسي المملكة مبدأها األساسي‬ ‫وهو دفع عملية السالم ودعم جهوده وآخرها‬ ‫رعايتها للمصالحة في أفغانستان ‪،‬في أعقاب‬ ‫الدعوة التي وجهها الرئيس األفغاني للعاهل‬ ‫السعودي خالل مؤتمر لندن الذي انتهت‬ ‫أعماله األسبوع الماضي ‪،‬وأعقبته زيارة‬ ‫كرزاي‪ ‬للسعودية ليعرض علي الملك عبدهللا‬ ‫بن عبدالعزيز تطورات الموقف ونتائج‬ ‫مؤتمر لندن‪،‬وهذه الجهود هي استمرار‪ ‬‬ ‫لمبادرات خادم الحرمين الشريفين وأهمها‬ ‫مبادرته الشهيرة‪ ‬لحل المشكلة الفلسطينية في‬ ‫العام ‪ 2005‬وقت أن كان وليا للعهد والتي‬ ‫دعا فيها ‪ ‬إلى انسحاب إسرائيل الكامل من‬ ‫جميع األراضي العربية المحتلة منذ ‪،1967‬‬ ‫تنفيذاً لقراري مجلس األمن ‪ 242‬و‪338‬‬ ‫اللذين عززتهما قرارات مؤتمر مدريد عام‬ ‫‪ 1991‬ومبدأ األرض مقابل السالم وإلى‬ ‫قبولها قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة‬ ‫وعاصمتها القدس الشرقية‪ ،‬وذلك في مقابل‬ ‫قيام الدول العربية بإنشاء عالقات طبيعية في‬ ‫إطار سالم شامل مع إسرائيل‪،‬وهي المبادرة‬ ‫التي لو قبلت بها أطراف النزاع لما تفاقمت‬ ‫األمور ووصلت إلي ما وصلت إليه اآلن‬ ‫ويعرف القريبون من العاهل السعودي‬ ‫حرصه الشديد علي انتهاج سياسة "لم الشمل‬ ‫"والعمل علي خلق توافق سياسي بين أطراف‬ ‫أي خالف وهو ما جعل المملكة قاسما‬ ‫مشتركا في أي وساطة ‪ ‬عربية أو إقليمية‬ ‫وألن النجاح‪ ‬ال يتجزأ تشهد المملكة علي‬ ‫المستوي الداخلي نهضة ملموسة النتائج‬ ‫وإصالحا يشعر به الصغير قبل الكبير ‪،‬ولعل‬ ‫قرارات الملك التاريخية تجاه سيول جدة‬ ‫‪،‬ومحاسبة المتسببين فيها أيا كانوا ما زالت‬ ‫حاضرة في األذهان‪، ‬وكذلك االهتمام بترسيخ‬ ‫ثقافة حقوق اإلنسان ‪،‬ودعم التعليم والبحث‬ ‫العلمي وهو الذي توج بافتتاح منارة علمية‬ ‫كبري وهي جامعة الملك عبدهللا للعلوم والتقنية ‪.‬‬ ‫وكانت المرأة حاضرة في‪ ‬مسيرة التطور‬ ‫بدعم كامل من العاهل السعودي الذي‬ ‫يحرص دائما علي تكريم المتميزات في‬ ‫رسالة ال تخلو من داللة تؤكد علي أن المرأة‬ ‫السعودية اآلن في بؤرة االهتمام‪ ‬وأنها‬ ‫شريك حقيقي في التنمية ‪،‬وهو ما جاءت‬ ‫نتائجه بسرعة مترجمة إلي إنجازات وتفوق‬ ‫نسائي علي المستويين المحلي والعالمي‬ ‫ورغم أن المساحة ال تتسع مهما رحبت‬ ‫برصد تجربة السعودية وخادم الحرمين إال‬ ‫أننا نستطيع وصف السعودية‪ ‬اختصارا‪ ‬‬ ‫بأنها مملكة في تطور وملك في الصدارة‪.‬‬ ‫‪21‬‬


‫تحليالت‬

‫السعودية ‪..‬‬

‫مملكة تتطور‬ ‫وملك في الصدارة‬

‫دراسة دولية تؤكد تصدر‬ ‫خادم الحرمين لثقة الشعوب االسالمية‬ ‫"القاهرة" عبدالجواد أبوكب‬ ‫لم يكن تصدر خادم الحرمين الشريفين الملك‬ ‫عبد هللا بن عبد العزيز‪،‬وتبوأه المرتبة األولى‬ ‫من حيث ثقة الشعوب اإلسالمية به في الشؤون‬ ‫الدولية‪ ،‬في استطالع الرأي ‪ ‬الذي أجرته‬ ‫مؤسسة "بيو" األميركية الشهيرة التي ‪ ‬تعتبر‬ ‫"محايدة سياسياً"‪ ،‬وتتخذ من العاصمة‬ ‫األميركية واشنطن مقرا لها‪ ،‬عن االتجاهات‬ ‫العالمية في ‪ 25‬دولة من جميع أنحاء‬ ‫العالم‪ ‬مجرد نتيجة في استطالع رأي دولي‬ ‫ولم يكن اختيار الغالبية العظمى في ‪ 25‬دولة‬ ‫‪ ،‬من بينها ‪ 8 ‬دول عربية شملها االستطالع‬ ‫الذي أجرته المؤسسة البحثية‪ ‬التي توفر‬ ‫معلومات عن أحدث المواضيع المثيرة‬ ‫للجدل والمواقف واالتجاهات التي تؤثر‬ ‫على العالم والواليات المتحدة‪ ،،‬العاهل‬ ‫السعودي كأكثر قائد إسالمي يحظى بثقة‪ ،‬وأنه‬ ‫سيفعل الشيء الصحيح فيما يتعلق بالسياسة‬ ‫الخارجية ‪ ‬رؤية أكاديمية لعينة بحث علمي‪،‬‬ ‫لكن نتيجة االستطالع جاءت كواحدة من‬ ‫النتائج االيجابية لوجه المملكة الذي يتغير‬ ‫يوما بعد آخر ليصبح أفضل كيفا وكما‬ ‫ومضمونا بجهود خادم الحرمين الشريفين‬ ‫‪ 12‬فبراير ‪2010‬‬

‫وكوكبة‪ ‬حوله أخذوا جميعا علي عاتقهم دفع‬ ‫المملكة الي الصدارة إقليميا ودوليا بالعلم‬ ‫والعمل و بالمكانة التي تستحقها ورغم أن‬ ‫قائمة‪ ‬االستطالع‪ ‬ضمت ‪ ‬أسماء لشخصيات‬ ‫عربية وإسالمية‪ ‬إال أن الملك عبد هللا إضافة‬ ‫إلي احتالله الصدارة ‪ ‬كان األكثر شعبية ‪ ‬ففي‬ ‫األردن‪ ‬وصلت نسبة شعبية ‪ 92% ‬‬ ‫وفي مصر بلغت النسبة ‪ 83%‬مما يعني‬ ‫أن ‪ ‬أكثر من ‪ 8‬من بين كل ‪ 10‬أشخاص في كال‬ ‫البلدين‪ ‬قالوا إن لديهم ثقة كبيرة في الملك عبد هللا‬ ‫وتأكيدا علي السياسة المعتدلة للملكة وتأثيرها‬ ‫في المواطن العادي ‪ ‬أكدت مؤسسة" بيو"‬ ‫في تقريرها ‪ ، ‬أن العاهل السعودي "يتلقى‬ ‫مستويات إيجابية خارج الشرق األوسط‬ ‫وعلي المستوي الدولي‪ ،‬حيث كشفت النتائج‬ ‫أن ‪ 64%‬من الباكستانيين و‪ 61%‬من‬ ‫األندونيسيين يثقون في قدرة الملك عبد هللا‬ ‫على التعامل مع الشؤون الخارجية وإدارتها"‪.‬‬ ‫وتجاوزت النسبة في نيجيريا ‪55%‬‬ ‫بشكل عام ‪ ،‬في حين زادت هذه النسبة إلى‬ ‫‪ 78%‬عند قياس رأي مسلمي نيجيريا‬

‫‪ ‬والمتابعون ألداء خادم الحرمين الشريفين‬ ‫يعرفون أن عالقات المملكة الخارجية‪،‬‬ ‫وخاصة عالقاتها بالدول العربية واإلسالمية‬ ‫تشكلت ‪ ،‬بناء على أسس ثابتة وراسخة في‬ ‫عمق السياسة السعودية‪ ،‬و حرص ‪ ‬دائم‬ ‫على توثيق العالقات ‪ ‬بالدول العربية‬ ‫واإلسالمية‪ ،‬وأال تكون عالقات المملكة‬ ‫الدولية على حساب القضايا اإلسالمية العادلة‬ ‫و لخادم الحرمين الشريفين ‪ ‬جهود ملموسة علي‬ ‫المستوي الدولي في مجال الحوار بين ‪ ‬األديان‬ ‫والثقافات والحضارات ونبذ الصدام بينهم‬ ‫وتقريب وجهات النظر ‪ ‬وتبني ‪ ‬في أكثر من‬ ‫مناسبة الدعوة ‪ ‬إلى تعزيز الحوار بين أتباع‬ ‫األديان والثقافات والحضارات المختلفة وإلى‬ ‫ضرورة تعميق المعرفة باآلخر وبتاريخه وقيمه‬ ‫وتأسيس عالقات على قاعدة االحترام المتبادل‬ ‫واالعتراف بالتنوع الثقافي والحضاري‬ ‫واستثمار المشترك اإلنساني لصالح الشعوب‬ ‫وألن اآلداء االقتصادي معيار مهم لنجاح البالد‬ ‫ويعد االقتصاد أحد أدوات السياسة الخارجية‬ ‫ألي دولة‪ .‬ووفقا ً لمتغيرات العصر الراهن‪،‬‬ ‫فإنه بقدر قوة الدولة االقتصادية تكون قوتها‬ ‫‪20‬‬


‫تحليالت‬

‫السعودية ‪..‬مملكة تتطور وملك في الصدارة‬ ‫األمن المصري يتهم بديع بعسكرة اإلخوان‬ ‫هل إعالن إيران التخصيب بنسبة ‪ 20‬بالمائة مناورة ؟!‬ ‫علي عثمان طه‪ :‬التنسيق العربي ضروري إلنقاذ السودان‬ ‫العدد ‪1545‬‬

‫‪19‬‬


‫‪ 12‬فبراير ‪2010‬‬

‫‪18‬‬



‫الموجز رسائل‬

‫رسائل‬ ‫العدد السابق‬

‫المساومة بالرهائن‬ ‫بارك هللا بكم يا أبطال المقاومة والى النصر المبين إن شاء هللا‬ ‫وتحرير العراق من المحتلين‬

‫مهيمن العراقي‬

‫الشريك المحبوب‬ ‫أعتقد أن تركيا تعزز من اقتصادها بإيقاع يجعل من انضمامها‬ ‫إلى االتحاد األوروبي أمراً ممكنا ً في المستقبل‪ .‬غير أن تركيا‬ ‫بحاجة إلى إصالح نظامها السياسي بموازاة اقتصادها‪.‬‬

‫علي رمضان‬

‫عودة كينز‬ ‫المشكلة االقتصادية ليست حديثة انما قديمة قدم العالم‪ ،‬ما نمر به‬ ‫االن من ازمات اقتصادية عاتية سببه الوحيد هو الفكر االحتكاري‬ ‫و سيادة دولة على حساب دولة اخرى اقتصاديا ً ‪..‬‬ ‫محمد كامل‬ ‫‪ 12‬فبراير ‪2010‬‬

‫عالقات قلقة‬ ‫ال يتضح حتى اآلن ما إذا كان هناك تعاون بين إيران وكوريا‬ ‫الشمالية في المجال النووي خاصة أن األخيرة أمدت العديد من‬ ‫دول العالم بالتقنية النووية خالل الثالثين عاما الماضية وخاصة‬ ‫الدول التي تعارض سياسات الهيمنة األمريكية‪.‬‬

‫سامح حبيب‬ ‫‪16‬‬


‫‪ 2‬تايم‬ ‫جيتس ‪ ..‬بطل الغالف‬

‫تقدم مجلة تايم هذا االسبوع بروفايال حول وزير الدفاع األمريكي‪ ،‬روبرت جيتس‪ ،‬الذي يعد العبًا‬ ‫رئيسيًا في عملية السالم بالشرق األوسط‪ ،‬وقد استمر جيتس‪ ،‬أحد االعمده الرئيسية في حكومة‬ ‫الحرب ألوباما التي تضم ممثلين من الحزبيين الجمهوري والديمقراطي‪ ،‬في السلطة في عهد‬ ‫سبعة رؤساء‪ ،‬وقد شهد‪ ،‬على حد قوله‪" ،‬العديد من األحداث الكبرى للقرن"‪ ،‬وقد أصبح جيتس‪،‬‬ ‫الجندي المخلص الذي ينتمي لواشنطن‪ ،‬واجهة الحرب في أفغانستان‪ ،‬وقد قامت إليزابيث روبن‪،‬‬ ‫كاتبة الموضوع‪ ،‬بإجراء مقابالت مع الرجل نفسه ومع أقرب المقربين إليه‪ ،‬لتصل إلى صورة‬ ‫واضحة حول جوانب شخصيته ودوره‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪ 3‬اإلكونوميست‬ ‫امريكا والصين‬

‫يناقش موضوع العدد لمجلة اإلكونوميست التوترات األخيرة في العالقات بين الصين والواليات‬ ‫المتحدة في ضوء االحتجاج األخير من قبل الصين على قرار الواليات المتحدة بيع أسلحة لتايوان‪،‬‬ ‫وسوف يكون للتوترات بين امريكا والصين تداعيات واسعة ألن الصين تسعى بقوة من أجل إعادة‬ ‫فرض نفسها على الساحة الدولية‪ ،‬ويناقش الموضوع مدى أهمية هذه العالقة الثنائية لالقتصاد‬ ‫الدولي‪ ،‬ويتم الجدل بأن كل من واشنطن وبكين يجب أن تتخليا عن تنافسهما حتى يتعافى االقتصاد‬ ‫العالمي من ركوده الحالي‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪ 4‬نيو ستيتسمان‬ ‫ماذا إذا فاز كاميرون؟‬

‫‪4‬‬

‫أفاض المؤرخ دومينيك ساندبروك في عموده الذي يأتي تحت عنوان "ماذا إذا"‪ ،‬حيث يبحث في‬ ‫الشكل الذي سوف تبدو عليه بريطانيا عام ‪ 2015‬إذا فاز حزب المحافظين في االنتخابات العامة‬ ‫هذا الصيف‪ ،‬كما هو متوقع على نطاق واسع‪ ،‬ويطلب في مقاله ‪ -‬الذي يعد هو موضوع غالف‬ ‫المجلة ‪ -‬من القارئ التفكير في التدهور الذي سوف يؤول إليه حال بريطانيا بعد ‪ 10‬سنوات‬ ‫من حكم حكومة حزب المحافظين برئاسة ديفيد كاميرون‪ ،‬ويتساءل عن الحكمة من التخلي عن‬ ‫حزب العمال لصالح رجل غير ذي خبرة‪ ،‬إن موضوع غالف مجلة نيو ستيتسمان يعكس تناول‬ ‫غير عادي ومثير للتفكير لسيناريو محتمل جدا في المستقبل‪.‬‬

‫ذا نيويوركر‬

‫غالفاإلسبوع‬

‫المحاكمة‬ ‫يتناول موضوع غالف مجلة نيويوركر هذا األسبوع قضية أثارت انقسا ًما كبيرًا في الواليات‬ ‫المتحدة‪ ،‬وهي الطريقة المناسبة للتعامل مع المشتبه في أنهم إرهابيين‪ ،‬لقد بدأ الجدل حول‬ ‫هذه القضية عندما تقرر محاكمة الشخص الذي أعلن أنه المخطط لهجمات ‪ 11‬سبتمبر‬ ‫أمام محكمة مدنية في نيويورك‪ ،‬بدال من محكمة عسكرية في جوانتانامو‪ ،‬وترى مجلة ذا‬ ‫نيويوركر أن وسائل اإلعالم تجاهلت هذه القضية حتى يوم ‪ 19‬يناير عندما فاز عضو الحزب‬ ‫الجمهوري سكوت براون بمقعد بمجلس الشيوخ‪ ،‬حيث أوضح مستشار براون السياسي أن‬ ‫نتيجة السباق االنتخابي كانت ردًا على قرار وزارة العدل توسيع الحماية القانونية التقليدية‬ ‫لتشمل المشتبه في أنهم إرهابيين‪.‬‬ ‫العدد ‪1545‬‬

‫‪15‬‬


‫الموجز بانوراما الصحافة‬

‫الموجز قالوا‬

‫أقوال‬ ‫"أعتقد أنه ال يزال هناك أمل في‬ ‫نجاح الضغوط والعقوبات المفروضة‬ ‫على إيران‪ ،‬إذا ما تكاتف المجتمع‬ ‫الدولي ووقف صفا واحدا في‬ ‫مواجهة الحكومة اإليرانية"‬

‫بانوراما‬ ‫الصحافة‬

‫وزير الدفاع األمريكي روبرت‬ ‫غيتس‪.‬‬

‫"طهران لن تعمل على رفع مستوى‬ ‫تخصيب اليورانيوم إذا قام الغرب‬ ‫بإمداد إيران بالوقود الالزم لتشغيل‬ ‫مفاعل األبحاث"‬ ‫رئيس وكالة الطاقة الذرية في‬ ‫إيران‪ ،‬علي أكبر صالحي‬

‫"إذا ما نشبت الحرب فإن‬ ‫سوريا ستنهزم ونظام‬ ‫حكمكم سينهار"‬

‫افيغدور ليبرمان‪ ،‬وزير خارجية‬ ‫إسرائيل‪ ،‬موجها تهديدا مباشرا‬ ‫للرئيس السوري بشار األسد‪.‬‬

‫"أيها اإلسرائيليون ال تختبروا‬ ‫صدق عزيمة سوريا‪ .‬فأنتم تعلمون‬ ‫تمام العلم أن مدنكم لن تكون بمعزل‬ ‫عن الدمار لو قامت الحرب في هذا‬ ‫الوقت‪ .‬فلو اندلعت الحرب‪ ...‬فإنها‬ ‫ستكون حربا شاملة ضروس‪ ،‬سواء‬ ‫اندلعت هذه الحرب من جنوب لبنان‬ ‫أو من سوريا"‪.‬‬ ‫وزير الخارجية السوري‪ ،‬وليد المعلم‪ ،‬أثناء‬ ‫تحدثه في مؤتمر صحفي عقده في دمشق‬ ‫مع وزير الخارجية االسباني‪ ،‬ميغيل انخيل‬ ‫موراتينوس‪.‬‬ ‫‪ 12‬فبراير ‪2010‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪ 1‬نيوزويك‬ ‫الثمن الخفي لتسريح العمالة‬ ‫رغم المؤشرات الحالية على تحرك االقتصاد‬ ‫باتجاه االنتعاش بعد طول انتظار‪ ،‬يُظهر نقص‬ ‫فرص العمل في الواليات المتحدة أنه رغم ما قد‬ ‫توحي به المؤشرات االقتصادية‪،‬إال أن الركود لم‬ ‫ينته بعد بالنسبة للكثير من الناس العاديين‪ .‬وقد‬ ‫تناول موضوع غالف مجلة نيوزويك تحت‬ ‫عنوان "الثمن الخفي لتسريح العمالة"‪،‬هذه‬ ‫القضيه ليؤكد أن هناك وعي متزايد بأن تسريح‬ ‫العمالة له تأثير سلبي كبير على مجاالت األعمال‬ ‫وعلى معنويات الموظفين‪ ،‬إال أن الشركات في‬ ‫جميع أنحاء العالم مستمرة في تسريحها للعمالة‬ ‫في أوقات السراء والضراء‪ ،‬وهناك من يؤكد أن‬ ‫هذا النموذج السلوكي يأتي كرد فعل على ضغوط‬ ‫من قبل الشركات المنافسة‪ ،‬وينبغي التصدي له‬ ‫حتى يتحقق االنتعاش االقتصادي العالمي‪.‬‬ ‫‪14‬‬


‫‪ 8‬باكستان‬

‫‪3‬‬

‫‪10‬‬

‫تبحث باكستان جديًا العرض الهندي‬ ‫الرامي إلى إجراء محادثات مع إسالم‬ ‫آباد والذي يقتصر على بحث قضية‬ ‫اإلرهاب‪ .‬ومن المفترض أن يتم تشكيل‬ ‫رد أكثر وضوحًا من جانب باكستان بعد‬ ‫االجتماع الوزاري الذي يترأسه وزير‬ ‫الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي‬ ‫في مكتب الخارجية لتقييم هذا العرض‬ ‫الهندي‪.‬‬

‫‪ 9‬كوريا الشمالية‬ ‫شدد القائد األعلى لكوريا الشمالية كيم‬ ‫جونج‪-‬يل‪ ،‬على سعي بالده من أجل‬ ‫خلو شبه الجزيرة الكورية من األسلحة‬ ‫النووية‪ .‬جاء ذلك ضمن محادثاته التي‬ ‫أجراها مع المبعوث الصيني الذي يزور‬ ‫بيونج يانج‪ .‬وقد أجرى كيم محادثاته مع‬ ‫وانج جيارو رئيس القسم الدولي بالحزب‬ ‫الشيوعي الصيني في بيونج يانج‪ ،‬وهو‬ ‫لقاء اعتبره المحللون بمثابة تحرك نحو‬ ‫استئناف المفاوضات بشأن الطموحات‬ ‫النووية لكوريا الشمالية‪.‬‬

‫‪ 7‬السودان‬ ‫‪6‬‬

‫بولندا‬

‫أعلن وزير شئون الرئاسة البولندى‪،‬‬ ‫ماريوس هاندزلك‪ ،‬أن بولندا "كانت‬ ‫وستظل مستعدة للتعاون مع كل‬ ‫رؤساء أوكرانيا الذين يتم انتخابهم‬ ‫بشكل ديمقراطي‪ .‬فجسور الشراكة‬ ‫اإلستراتيجية الممتدة بين البلدين ال‬ ‫تعتمد على شخصية الرئيس الموجود‬ ‫في السلطة‪ ،‬ولكنها مبنية على أساس‬ ‫متين من المبادئ والمصالح والرؤية‬ ‫المستقبلية المشتركة للبلدين وشعبيهما"‪.‬‬ ‫العدد ‪1545‬‬

‫أشاد مبعوث األمم المتحدة في السودان‪،‬‬ ‫والذي ستنتهي مدة واليته عما قريب‪،‬‬ ‫بالتطورات األخيرة التي حدثت في‬ ‫العملية االنتخابية‪ .‬وحث مبعوث األمم‬ ‫المتحدة أهل الشمال والجنوب اللذين‬ ‫يشكالن طرفي اتفاق السالم على المضي‬ ‫قدما خالل ما أسماه بعام الحسم بالنسبة‬ ‫للسودان‪ .‬وعلى الرغم من التحديات‬ ‫التي ال تزال موجودة‪ ،‬فقد أعلن أشرف‬ ‫قاذي عن ثقته في أن االنتخابات الوطنية‬ ‫المقرر إجراؤها في شهر أبريل ‪ /‬نيسان‬ ‫والتي تعد أول اقتراع ديمقراطي متعدد‬ ‫األحزاب يعقد في السودان منذ عقود‬ ‫طويلة – ستجرى في موعدها‪.‬‬

‫‪ 10‬فرنسا‬ ‫وافقت فرنسا على بيع سفينة حربية‬ ‫"ميسترال" لروسيا‪ .‬جاء ذلك على لسان‬ ‫مسئول بوزارة الدفاع‪ .‬وباعتبار فرنسا‬ ‫إحدى دول حلف شمال األطلسي‪ ،‬فإن‬ ‫استعدادها لبيع تكنولوجيا متقدمة لروسيا‬ ‫يمكن أن تستخدم في مواجهة مع قواتها‬ ‫أو ضد حلفائها مما أثار قلقًا واسعًا بين‬ ‫أعضاء الحلف‪ ،‬كما عبرت العديد من‬ ‫الدول المجاورة لروسيا عن قلقها‪.‬‬ ‫‪13‬‬


‫الموجز‬

‫حول العالم‬

‫حول العالم‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪ 1‬السعودية‬

‫‪8‬‬

‫‪5‬‬

‫‪1‬‬

‫‪7‬‬

‫‪2‬‬

‫‪4‬‬

‫ارتفعت نسبة مشاركة النساء السعوديات‬ ‫في برامج التدريب على الرخصة الدولية‬ ‫لقيادة الحاسوب (آي سي دي إل) في أنحاء‬ ‫المملكة من ‪ 35%‬في عام ‪ ،2009‬ومن‬ ‫المتوقع أن تواصل ارتفاعها لتصل إلى‬ ‫‪ 50%‬تقريبًا خالل األعوام القليلة القادمة‪.‬‬

‫‪ 3‬أمريكا‬

‫‪ 2‬اليمن‬ ‫أعلن الرئيس اليمنى علي عبد اللـه صالح‬ ‫وقف العمليات العسكرية والقتال مع‬ ‫المتمردين الحوثيين شمال اليمن‪ ،‬وذلك‬ ‫عقب تسلمه رسالة من قائد الحوثيين عبد‬ ‫الملك الحوثى تتضمن التزامه بالنقاط الست‬ ‫المعلنة من اللجنة األمنية العليا كشرط‬ ‫إليقاف القوات اليمنية عملياتها العسكرية‪.‬‬ ‫جاء إعالن صالح خالل اجتماعه بأعضاء‬ ‫اللجنة الوطنية من مجلسي النواب والشورى‬ ‫المناط بهم تنفيذ النقاط الست إلحالل السالم‬ ‫في المنطقة الشمالية الغربية‪.‬‬ ‫‪ 12‬فبراير ‪2010‬‬

‫شجبت الواليات المتحدة واالتحاد األوروبي‬ ‫يوم اإلثنين انتهاكات حقوق اإلنسان في إيران‪،‬‬ ‫وذلك في أعقاب إعالن الجمهورية اإلسالمية‬ ‫عن أنها سوف تقوم بتوسيع جهود تخصيب‬ ‫المواد النووية‪ .‬وأعربت الواليات المتحدة‬ ‫واالتحاد األوروبي في بيان مشترك عن‬ ‫قلقهما تجاه احتمال وقوع مداهمات حكومية‬ ‫مع اقتراب إيران من يوم ‪ 11‬فبراير‪ /‬شباط ‪،‬‬ ‫وهو ذكرى إقامة الجمهورية اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ 4‬أوغندا‬ ‫أعرب الوزير األوغندي المسيحي مارتن‬ ‫سيمبا‪ ،‬عن رفضه الشديد لالنتقاد الذي‬ ‫وجهه الرئيس األمريكي باراك أوباما‬ ‫لبالده‪ ،‬لسعيها إلصدار قانون يحظر‬ ‫ويعاقب على ممارسات جنسية مثلية معينة‪.‬‬ ‫وقال سيمبا‪ ،‬والذي يدير مركز سياسات‬ ‫األسرة وحقوق اإلنسان في أوغندا‪ ،‬إن‬ ‫"اللواط ال يمثل التغيير الذي نبغيه وال‬ ‫يمكن أن نؤمن بممارسته"‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫ليبيا‬

‫بإمكان نجل الزعيم الليبي معمر القذافي‬ ‫أن يضيف وظيفة جديدة من نوعها لسيرته‬ ‫الذاتية وهى "مستثمر هوليوودى"! ‪ .‬فقد‬ ‫قام ساعدي القذافي بإنتاج فيلمه األول‬ ‫"التجربة"‪ ،‬وهو إعادة لفيلم إثارة ألماني‬ ‫من بطولة أدريان برودي وفورست ويتيكر‬ ‫الحائزين على جائزة األوسكار‪.‬‬ ‫‪12‬‬


‫الموجز‬ ‫حول العالم‬

‫قالوا‬

‫بانوراما الصحافة‬

‫رسائل‬

‫وقت العقاب‬

‫اعلنت الواليات المتحدة االمريكية تشديد‬ ‫عقوباتها على ايران مستهدفة بشكل خاص‬ ‫المؤسسات المرتبطة بالحرس الثوري‬ ‫اإليراني‬ ‫وقالت وزارة الخزانة االمريكية في بيان لها‬ ‫أنها اتخذت اجراءات اضافية في اطار تطبيق‬ ‫العقوبات االمريكية ضد الحرس الثوري‬ ‫اإليراني‪ ،‬تستهدف شخصا واحدا واربع‬ ‫شركات مرتبطة به سيتم تجميد اموالهم بسبب‬ ‫مساهمتهم فى نشر أسلحة الدمار الشامل‬ ‫التحرك األمريكى القى تأييدًا روسيا التى‬ ‫اعلنت على لسان نائب وزير خارجيتها‬ ‫سيرجي ريابكوف أن مسألة فرض عقوبات‬ ‫العدد ‪1545‬‬

‫على إيران باتت أكثر واقعية بعد الخطوة‬ ‫التي اتخذتها طهران برفع درجة تخصيب‬ ‫اليورانيوم ‪..‬‬

‫ولم يتوقف تأييد فرض العقوبات على‬ ‫روسيا فقط وانما امتد ليشمل ايطاليا التى قال‬ ‫وزير خارجيتها فرانكو فراتيني‪":‬حان وقت‬ ‫العقوبات المشتركة ضد إيران"‬ ‫من جانبها اعلنت طهران ان مسألة مبادلة‬ ‫اليورانيوم مع الغرب ما زالت ممكنة‪ ،‬وان‬ ‫المجال ال يزال متاحا للتفاوض بشأن مبادلة‬ ‫اليورانيوم المخصب رغم إعالنها رفع‬ ‫درجة التخصيب إلى نسبة ‪ ،20%‬وهو ما‬ ‫قوبل بعقوبات أمريكية‬

‫وأوضح مدير الوكالة اإليرانية للطاقة‬ ‫الذرية علي أكبر صالحي أن صفقة مبادلة‬ ‫اليورانيوم المخصب طبقا لمسودة اتفاق‬ ‫فيينا التي طرحتها الوكالة الدولية للطاقة‬ ‫الذرية ال تزال قائمة‪.‬‬ ‫وقال صالحى أن قرار إيران برفع درجة‬ ‫التخصيب جاء ردا على رفض الغرب‬ ‫تسليمها الوقود النووي الالزم إلنتاج النظائر‬ ‫المشعة لعالج أكثر من ‪ 850‬ألف إيراني‬ ‫مصاب بالسرطان لكن خبراء أعتبروا‬ ‫كالم صالحى مجرد كسب للوقت لن يوقف‬ ‫التحرك االمريكي االوروبي لمعاقبة إيران‬ ‫خاصة وأن الجميع يرون أن وقت العقاب‬ ‫قد حان ‪.‬‬ ‫‪11‬‬




‫جيوبوليتيكا‬

‫نحو أفغانستان مستقلة‬

‫صعوبات في طريق نقل المسئولية إلي مؤسسات افغانية‬

‫ثان الماضي أهمية التركيز على نقل المسئولية إلى الحكومة األفغانية‬ ‫أكد مؤتمر لندن بشأن أفغانستان‪ ،‬الذي انعقد في ‪ 28‬يناير‪/‬كانون ٍ‬ ‫من أجل تعزيز أمن ونمو هذا البلد‪ .‬كما أن القادة األفغان يطمحون الي تحمل تلك المسئوليات‪ ،‬أما حلفاؤهم األجانب فهم أشد رغبة في‬ ‫نقل هذه المسئوليات إليهم‪ .‬لكن المشكلة هي أن القدرات األفغانية ال تزال أضعف من التعامل مع التحديات الوطنية دون دعم دولي مكثف‪.‬‬ ‫وتشمل عناصر الخارطة األساسية تحسين نظام‬ ‫الحكم وسيادة القانون وتعزيز التنمية االقتصادية‬ ‫وخلق فرص العمل ومكافحة الفساد ومواجهة‬ ‫اإلتجار بالمخدرات وكذلك إعادة إدماج أعضاء‬ ‫حركة طالبان في المجتمع األفغاني المسالم‪.‬‬

‫كان مؤتمر لندن الدولي الذي انعقد في ‪ 28‬يناير‪/‬‬ ‫ثان ‪ ،2010‬بشأن أفغانستان بمثابة آخر‬ ‫كانون ٍ‬ ‫لقاءات الزعماء الدوليين الستعادة السالم والرخاء‬ ‫في هذا البلد‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬اختلفت هذه الجلسة في‬ ‫تشديدها على الحاجة إلى اضطالع الحكومة‬ ‫األفغانية بدور أكبر في سبيل تحقيق هذه األهداف‪.‬‬ ‫وقد أكد البيان الرسمي للمؤتمر أن هذا االجتماع‬ ‫بمثابة خطوة حاسمة نحو قيادة أفغانية أقوى من‬ ‫أجل تعزيز أمن واستقرار وتنمية أفغانستان"‪.‬‬ ‫والسبب واضح وراء هذا التشديد على "انتقال‬ ‫المسئولية" من المؤسسات األجنبية إلى‬ ‫المؤسسات األفغانية‪ ،‬وهو أن القوات البريطانية‬ ‫إضافة إلى غيرها من حكومات حلف شمال‬ ‫األطلسي (الناتو) تسعى الي تقليص قواتها‬ ‫والتزاماتها األخرى في أفغانستان دون التخلي‬ ‫عن حلفائهم أو شركائهم الدوليين قبل األوان‪.‬‬ ‫وقد تجلى هذا التضارب بين االلتزامات الداخلية‬ ‫والخارجية في الطريقة التي أعلنت بها دول‬ ‫حلف شمال األطلسي في ذات الوقت أمرين‬ ‫متناقضين تما ًما وهما زيادة ورحيل قواتها‬ ‫العسكرية‪ .‬فمثلاً ‪ :‬أعلن الرئيس األمريكي باراك‬ ‫أوباما عن زيادة في القوات األمريكية ليصل‬ ‫عددها إلى ‪ 30‬ألف جندي بحلول صيف عام‬ ‫‪ .2011‬وأشارت وزيرة الخارجية األمريكية‬ ‫هيالري كلينتون إلى أن "شهر يوليو‪/‬تموز من‬ ‫عام ‪ 2011‬سوف يكون بمثابة مرحلة انتقالية‬ ‫للقوات األمريكية‪ ،‬بينما ندرس جيدًا ما حققته‬ ‫جهودنا األمنية"‪ .‬وأضافت كلينتون أنه بحلول‬ ‫هذا الوقت‪" ،‬سوف نمضي قد ًما في سحب قواتنا‬ ‫لتحل محلها قوى أفغانية مدربة ومؤهلة جيدًا"‪.‬‬ ‫وسعت حكومات حلف شمال األطلسي إلى سد هذه‬ ‫الفجوة من خالل تسريع وزيادة قوات أمن الحكومة‬ ‫األفغانية التي تم التخطيط لها‪ .‬ورفع مؤتمر لندن‬ ‫الحجم المستهدف لقوات الجيش الوطني األفغاني‬ ‫من الـ ‪ 102,400‬فرد في الوقت الحالي إلى‬ ‫‪ 171,600‬فرد بحلول شهر أكتوبر‪/‬تشرين أول‬ ‫لعام ‪ . 2011‬ويوازي ذلك زيادة في عدد ضباط‬ ‫الشرطة الوطنية األفغانية من ‪ 92,600‬إلى‬ ‫‪ 134,000‬ضابط بحلول شهر أكتوبر‪/‬تشرين أول‬ ‫لعام ‪ .2011‬ويدرس البنتاجون في الوقت الحالي‬ ‫إمكانية زيادة حجم جميع قوات األمن األفغانية‬ ‫مجتمعة لتبلغ ‪ 400,000‬فرد بحلول عام ‪،2013‬‬ ‫إذا كان الوضع األمني ال يزال غير مستقر‪.‬‬ ‫‪ 12‬فبراير ‪2010‬‬

‫ريتشارد ويتز‬ ‫كما اقترح مؤتمر لندن‪ ،‬أيضًا‪ ،‬أن تضطلع القوات‬ ‫األفغانية بدور قيادي في الحفاظ على أمن بالدها‪،‬‬ ‫خاصة مع بداية دخول المحافظات األفغانية تحت‬ ‫مسئوليتهم بحلول نهاية هذا العام‪ .‬وقد طمئن‬ ‫الرئيس أوباما‪ ،‬في خطابه عن حالة االتحاد في‬ ‫الشهر الماضي‪ ،‬أعضاء الكونجرس قائلاً ‪" :‬نحن‬ ‫نزيد من حجم قواتنا ومن تدريب قوات األمن‬ ‫األفغانية حتى تتمكن من البدء في أخذ زمام‬ ‫المبادرة في شهر يوليو‪/‬تموز ‪ ، 2011‬وبعدها‬ ‫يمكن أن تبدأ قواتنا في العودة إلى بالدهم‪".‬‬ ‫والمشكلة أن هذه الجداول الزمنية ال تتماشى‬ ‫مع الواقع األفغاني بشكل جيد‪ .‬وأكد الرئيس‬ ‫األفغاني حامد كرزاي للحاضرين في المؤتمر‬ ‫أن "تطلعات ومطالب الشعب في أفغانستان‬ ‫اليوم يمكن تلخيصها في أربع كلمات بسيطة‪:‬‬ ‫القيادة األفغانية‪ ،‬والملكية األفغانية‪ ".‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬وباعترافه الشخصي‪ ،‬ال تزال المؤسسات‬ ‫األفغانية غير قادرة على أخذ زمام المبادرة في‬ ‫مجاالت عديدة نظرًا لمواردها المحدودة وأوجه‬ ‫القصور األخرى‪ .‬وفي حين يؤكد قادة حلف الناتو‬ ‫علنًا أن التزاماتهم العسكرية ستدوم لمدة عام‬ ‫آخر أو اثنين فقط‪ ،‬يصر كرزاي على أن حكومته‬ ‫سوف تحتاج إلى ما بين ‪ 10‬و ‪ 15‬عا ًما من‬ ‫التمويل الغربي المستمر‪ ،‬والتدريب‪ ،‬والمساعدة‬ ‫العسكرية قبل أن يصبح الجيش األفغاني وقوات‬ ‫الشرطة قادرين على مواجهة مقاتلي حركة‬ ‫طالبان دون دعم قتالي مباشر من حلف الناتو‪.‬‬ ‫كما يسود الغموض حول الوقت الذي سوف‬ ‫تنجز فيه الحكومة األفغانية ومساندوها األجانب‬ ‫ما وصفه األمين العام لحلف الناتو أندرس فوج‬ ‫راسموسن قبل انعقاد المؤتمر "بخارطة الطريق‬ ‫السياسية" لتحقيق السالم واألمن في أفغانستان‪.‬‬

‫وشكا كاي إيدي‪ ،‬الممثل الخاص المتقاعد لألمم‬ ‫المتحدة في أفغانستان‪ ،‬من أن المجتمع الدولي‬ ‫يحول دون تنفيذ خارطة الطريق السياسية‬ ‫من خالل اتباعه نهجًا عسكريًا مفرطًا تجاه‬ ‫أفغانستان‪ .‬وقال المسئول لصحيفة التايمز‬ ‫(لندن) "لألسف الشديد أصبحت اإلستراتيجية‬ ‫السياسية ملحقة باإلستراتيجية العسكرية‪ .‬ويجب‬ ‫أن تكون اإلستراتيجية سياسية ذات عنصر‬ ‫عسكري"‪ .‬وقال إيدي‪ :‬إن أحد أسباب انتشار‬ ‫تمرد حركة طالبان في جميع أنحاء أفغانستان‬ ‫هو أن األولويات العسكرية حددت جهود‬ ‫التنمية الدولية‪ ،‬مما أدى إلى تدفق المساعدات‬ ‫إلى األقاليم الجنوبية العنيفة‪ ،‬مما ولد استياء‬ ‫في أماكن أخرى‪ ،‬بدلاً من أن تكون المساعدات‬ ‫موزعة بصورة متساوية في جميع أنحاء البالد‪.‬‬ ‫وسعى المشاركون في المؤتمر إلى معالجة هذه‬ ‫القضية من خالل االتفاق على أن تزيد حصة‬ ‫مساعدات التنمية الخارجية التي تديرها الحكومة‬ ‫األفغانية على النسبة الحالية وهي ‪ ٪ 20‬لتصل‬ ‫إلى ‪ ٪ 50‬بحلول عام ‪ ،2012‬بشرط أن تحرز‬ ‫المؤسسات األفغانية مزيدًا من التقدم‪ ،‬بدعم دولي‪،‬‬ ‫في تحسين ممارساتها المالية وقدراتها‪ .‬ويعتبر‬ ‫تحقيق هذه األهداف المدنية أمرًا ضروريًا الستمالة‬ ‫المتمردين‪ ،‬حيث إن جدول أعمال الحكومة‪،‬‬ ‫إذا ما تحقق‪ ،‬يقدم للشعب األفغاني برنامجًا‬ ‫أكثر جاذبية بكثير من رؤية طالبان الرجعية‪.‬‬ ‫وأعاد بيان لندن ذكر خطط عقد مؤتمر دولي في‬ ‫كابول في ربيع هذا العام‪ .‬وسوف يقيم المؤتمر‬ ‫التقدم المتحقق ويضع معايير محددة وخططًا لتنفيذ‬ ‫أهداف أفغنة البالد المعلنة في لندن‪ ،‬بما فيها خطط‬ ‫"انتقال تدريجي إلى قيادة أفغانية لألمن إقلي ًما تلو‬ ‫اآلخر‪ ...‬بأسرع وقت ممكن‪ ".‬وبحلول ذلك الوقت‪،‬‬ ‫سوف يصبح أكثر وضوحًا ما إذا كانت الحكومة‬ ‫األفغانية ومساندوها األجانب سوف ينجحون في‬ ‫تحويل تطلعات لندن إلى نتائج ملموسة‪.‬‬ ‫زميل ومدير مركز التحليل السياسي العسكري‬ ‫بمعهد هدسون بواشنطن‪.‬‬ ‫‪08‬‬


‫‪ 43‬شخصيات‬ ‫بروفايل‬ ‫صانع الملوك‬ ‫حوار‬ ‫د‪ .‬آن مارى سلوتر‬ ‫مديرة التخطيط في مجال السياسات‬ ‫بوزارة الخارجية األمريكية‬

‫‪ 53‬االقتصاد‬ ‫اقتصاد عالمي‬ ‫شبح االنهيار‬ ‫المستثمر العالمي‬ ‫برج خليفة‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫العدد ‪ 15 ،1541‬يناير ‪2010‬‬

‫للمشاركة‬ ‫إلرسال مقاالت أو آراء يرجى المراسلة على‬ ‫البريد اإللكتروني‬

‫‪editorial@majalla.com‬‬

‫ملحوظة‪ :‬جميع المقاالت يجب أال تزيد عن ‪ 800‬كلمة‬

‫اإلعالن‬ ‫لإلعالن في النسخة الرقمية يرجى االتصال بـ‪:‬‬

‫‪ 61‬إصدارات‬ ‫كــــتب‬ ‫أبناء الثورة‬ ‫قراءات‬ ‫تقارير‬ ‫الطريق لمواجهة اإلرهاب يمر من‬ ‫باكستان‬

‫‪ 68‬المقال السياسي‬ ‫من مدنية الشاه إلى راديكالية نجاد‬ ‫مكتب المملكة العربية السعودية‬ ‫الرياض‪-‬الشركة السعودية لألبحاث والتسويق‬ ‫شارع التخصصى‪-‬تقاطع طريق مكة‪-‬حى المؤتمرات‬ ‫ص‪-‬ب‪ 478 :‬رمز بريدى ‪11411:‬‬ ‫هاتف ‪ 966-1-4419933 :‬فاكس ‪966-1-4429555‬‬ ‫‪E-Mail: editorial@majalla.com‬‬ ‫مكتب القاهرة‬ ‫‪14‬شارع الحجاز ‪ -‬المهندسين ‪ -‬القاهرة‬ ‫هاتف ‪ -00202 3388654 -‬فاكس ‪00202 7492884 -‬‬ ‫‪E-Mail: editorial@majalla.com‬‬ ‫مكتب لندن‬

‫‪Arab Press House‬‬ ‫‪182-184 High Holborn,‬‬ ‫‪LONDON WC1V 7AP‬‬ ‫‪DDI: +44 (0)20 7539 2335/2337,‬‬ ‫‪Tel.: +44 (0)20 7821 8181,‬‬ ‫‪Fax: +(0)20 7831 2310‬‬ ‫‪E-Mail: editorial@majalla.com‬‬ ‫العدد ‪1545‬‬

‫‪Mr. Wael Al Fayez‬‬ ‫‪w.alfayez@alkhaleejiah.com‬‬ ‫‪Tel.: 0096614411444‬‬ ‫‪F.: 0096614400996‬‬ ‫‪P.O.BOX 22304‬‬ ‫‪Riyadh 11495, Saudi Arabia‬‬

‫اشتراكات‬

‫لالشتراك في الطبعة الرقمية‪ ،‬يرجى االتصال بـ‪:‬‬ ‫‪subscriptions@majalla.com‬‬

‫تنويه‬ ‫اآلراء الواردة في هذه المجلة تعبر عن رأي‬ ‫مؤلفيها فقط و ال تعبر بالضرورة عن آراء مجلة‬ ‫المجلة وهيئه تحريرها‪.‬‬

‫حقوق النشر محفوظة لمجلة المجلة ‪ 2009‬التي‬ ‫تصدر عن الشركة السعودية لألبحاث والتسويق‬ ‫(المملكة المتحدة) شركة محدودة‪ .‬وال يجوز بأي‬ ‫حال من األحوال إعادة طباعة المجلة أو أي جزء‬ ‫منها أو تخزينها في أي نظام استرجاعي أو نقلها‬ ‫بأي صورة أو أي وسيلة إلكترونية أو آلية أو‬ ‫تصويرها أو تسجيلها أو ما شابه دون الحصول‬ ‫على تصريح مسبق من الشركة السعودية‬ ‫لألبحاث والتسويق (شركة محدودة)‪ .‬وتصدر‬ ‫المجلة أسبوعيا ً باستثناء إصدارين مدمجين في‬ ‫واحد بصورة دورية وإصدارات إضافية أو مزيدة‬ ‫أو موسعة‪ .‬لتلقي استفسارات االشتراك الرقمي‪،‬‬ ‫يرجى زيارة ‪www.majalla.com‬‬ ‫‪07‬‬


‫المحتـوى‬

‫‪43‬‬

‫‪ 08‬جيوبوليتيكا‬

‫نحو أفغانستان مستقلة‬ ‫‪ 11‬الموجز‬

‫حول العالم‬ ‫قالوا‬ ‫بانوراما الصحافة‬ ‫رسائل‬

‫‪ 19‬تحليالت‬ ‫‪ 26‬قضايا‬ ‫جمهورية االختالف‬

‫‪ 33‬أكثر من رأي‬

‫العبور الصعب‬

‫‪ 36‬أفكار‬

‫‪48‬‬

‫تركيا وحكومة إقليم كردستان ‪ ..‬تعاون بعد عداء‬

‫إدارة التحرير‬

‫مدير مكتب لندن‬ ‫مانويل أمليدا‬ ‫مدير مكتب القاهرة‬ ‫أحمد أيوب‬ ‫احملـــررون‬ ‫بوال ميجا‬ ‫ستيفن جلني‬ ‫وسام شريف‬ ‫دانيال كاباريلى‬ ‫سكرتيرة التحرير‬ ‫جان سينجفيلد‬ ‫مدير املوقع اإللكتروني‬ ‫محمد صالح‬

‫‪ 12‬فبراير ‪2010‬‬

‫‪06‬‬


‫كاريكاتير‬

‫العدد ‪1545‬‬

‫‪05‬‬


‫اإلفتتاحية‬

‫الغالف‬

‫أسسهــا سنة ‪1987‬‬

‫األمير أحمد بن سلمان بن عبد العزيز‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫أسسهــا هشام ومحمد علي حافظ‬

‫عزيزي القارئ‬ ‫رئيس التحرير‬

‫عادل بن زيد الطريفي‬ ‫المدير العام‬

‫طارق القين‬

‫‪www.srpc.com‬‬ ‫‪The Majalla Magazine‬‬ ‫‪HH Saudi Research & Marketing‬‬ ‫‪(UK) Limited Arab Press House‬‬ ‫‪182-184 High Holborn,‬‬ ‫‪LONDON WC1V 7AP‬‬ ‫‪DDI: +44 (0)20 7539 2335/2337,‬‬ ‫‪Tel.: +44 (0)20 7821 8181,‬‬ ‫‪Fax: +(0)20 7831 2310‬‬

‫مرحبًا بك ضيفًا على عدد هذا األسبوع من "المجلة الرقمية" نعرض‬ ‫لك في هذا العدد رؤية تحليلية حول األوضاع الداخلية في لبنان‪ ،‬حيث‬ ‫يتناول ستيفن هيدمان في موضوعه الذي يحمل عنوان "جمهورية‬ ‫االختالف" كيف أصبحت الصراعات السياسية في لبنان بمثابة أمر‬ ‫روتيني معتاد يحدث من خالل المؤسسات القائمة وكيف أن هذه‬ ‫الصراعات لم يعد من المحتمل أن تزج بالبالد نحو العنف وكيف يتعامل‬ ‫رئيس الوزراء الجديد سعد الحريري مع هذا األمر‪ .‬أيضًا يحاول‬ ‫مراسل "المجلة" في واشنطن‪ ،‬ستيفن جلين‪ ،‬تحديد ما إذا كانت حزمة‬ ‫التحفيز الضخمة التي ابتكرتها الحكومة الصينية والتيسير الذي حدث‬ ‫في شروط االئتمان خالل األزمة قد يؤديان لحدوث فقاعة صينية أم ال‪.‬‬ ‫لذا ندعوك إلى قراءة هذه المقاالت وغير ذلك كثير على موقعنا‬ ‫اإللكتروني "‪ "Majalla.com‬وكالعادة‪ ،‬فإننا نرحب بتقييم قرائنا‬ ‫وندعوكم إلى كتابة تعليقاتكم على موقع "المجلة" أو االتصال بنا إذا‬ ‫كانت لديكم الرغبة في النشر لدينا‪.‬‬

‫مع أطيب التمنيات‬

‫عادل الطريفي‬ ‫رئيس التحرير‬




‫أفغانستان مستقلة‬ ‫ريتشارد ويتز‬

‫مهام لم تكتمل‬

‫د‪ .‬آن مارى سلوتر‬ ‫مديرة التخطيط في مجال السياسات‬ ‫بوزارة الخارجية األمريكية‬

‫شبح االنهيار‬ ‫ستيفن جلين‬

‫جمهورية االختالف‬ ‫بقلم‬ ‫ستيفن هيدمان‬

‫العدد ‪ 12 ،1545‬فبراير ‪2010‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.