عمل وأثر موبايل

Page 1



‫عمل و�أثــر‬ ‫تأليف‬ ‫س ّيد محمد س ّيد صباح شبر‬


‫‪4‬‬

‫د‬ ‫الطبعة األولى‬ ‫‪ 1436‬هـ ‪ 2014 -‬م‬ ‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪5‬‬

‫و‬

‫چ‬ ‫احلمد ل ّل��ه رب العالـمني‪ ،‬الـمتفض��ل الـمنان‪ ،‬الـمتط��ول احلنان‪ ،‬الغفور‬ ‫الرحيم‪ ،‬الرؤوف احلليم‪.‬‬

‫ثم الصالة والس�لام على أش��رف األنبياء وس��يد الـمرس��لني‪ ،‬حبيب إله‬ ‫العالـمني محمد وآله الطاهرين‪.‬‬

‫وبع��دُ ‪ ،‬فإنه قد وردتنا عن النبي األعظ��م ڤ‪ ،‬وعن األئمة الطاهرين ‪b‬‬

‫روايات عديدة تذكر لنا آثار ًا لكثير من األعمال واألفعال‪.‬‬

‫وهذه اآلثار تكون إيجابية في بعض األحيان‪ ،‬وسلبية في أحيان أخرى‪.‬‬

‫وقد ذكرت في هذا الكتاب خمس�� ًا وثالثني فقرة فيها أعمال متنوعة‪ ،‬مع‬ ‫ذكر ما لها من اآلثار‪.‬‬ ‫وكل عمل أذكره‪ ،‬أذكر معه نص الرواية التي دلت عليه وعلى أثره‪.‬‬

‫وأس��أل ال ّله عز وج��ل أن يتقبل مني ه��ذا العمل اليس��ير‪ ،‬وأن يجعل فيه‬

‫النفع والفائدة‪ ،‬بجاه محمد وآله الطاهرين‪.‬‬

‫ ‬

‫ ‬

‫محمــد شبـــــر‬ ‫‪1435‬هـ‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪7‬‬

‫وقت الزواج‬ ‫احلياة الزوجية معرضة للـمش��اكل‪ ،‬فال تكاد ت��رى حياة زوجية تخلو من‬ ‫الـمشاكل بني الزوجني‪.‬‬ ‫وكل إنس��ان يتمنى أن تكون حياته الزوجية مريحة وطيبة وهادئة وخالية‬ ‫من املشاكل الكبيرة‪.‬‬ ‫وق��د ورد في الرواي��ات أن لوقت الزواج أثر ًا في تعاس��ة احلياة الزوجية‪،‬‬ ‫وذلك إذا وقع الزواج والقمر في برج العقرب‪.‬‬

‫ف��إن القم��ر مي��ر في كل ش��هر باألب��راج االثني عش��ر‪ ،‬ف��إذا كان ف��ي فترة‬ ‫وج��وده ف��ي برج العقرب فليتجنب اإلنس��ان الزواج حت��ى يخرج القمر من‬ ‫برج العقرب‪ ،‬ألن الرواية ذكرت أن الش��خص الذي يتزوج والقمر في برج‬ ‫العقرب‪ ،‬لن يرى الهناء والسعادة في حياته الزوجية‪.‬‬

‫وإليك نص الرواية‪:‬‬ ‫«ع��ن أب��ي عب��د ال ّل��ه \ ق��ال‪ :‬م��ن ت��زوج والقم��ر ف��ي العق��رب لم ير‬

‫احلسنى»(‪.)1‬‬

‫أق��ول‪ :‬بعض التق��اومي املعدة م��ن الفلكيني املؤمنني‪ ،‬تذكر س��اعة دخول‬ ‫القم��ر في ب��رج العق��رب وخروجه من��ه في كل ش��هر‪ ،‬فليراجعها اإلنس��ان‬ ‫لضبط هذه املسألة‪.‬‬

‫(‪ )1‬من ال يحضره الفقيه‪ ،‬اجلزء ‪ ،3‬صفحة ‪ ،245‬باب ‪ ،116‬حديث ‪. 1‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪8‬‬

‫وقد روي أيض ًا كراهة الزواج في محاق الشهر‪ ،‬يعني في اليوم األخير أو‬ ‫اليومني األخيرين من الشهر الهجري‪.‬‬ ‫وأن الزواج في محاق الش��هر يكون س��بب ًا في إجهاض الـمرأة وإس��قاط‬ ‫جنينها‪.‬‬ ‫وإليك الرواية الـمروية عن اإلمام علي الهادي‪:‬‬

‫«قال \‪ :‬من تزوج في محاق الشهر فليسلم لسقط الولد»(‪.)1‬‬ ‫مالحظة هامة‪:‬‬

‫عندم��ا نذكر كراه��ة ال��زواج والقمر في العق��رب‪ ،‬أو كراه��ة الزواج في‬

‫محاق الش��هر‪ ،‬نقص��د بالزواج إج��راء العقد‪ ،‬وهو ما يصطل��ح عليه اليوم بـ‬ ‫(الـملچـة) وال نقصد ليلة العرس أو ليلة الدخول بالزوجة‪.‬‬ ‫فل��و وق��ع العقد والقم��ر في العق��رب‪ ،‬فالـمك��روه قد حص��ل‪ ،‬وإن كان‬ ‫العرس والدخول في ليلة أخرى‪.‬‬

‫ولو وقع العقد والقمر ليس في العقرب‪ ،‬فقد جتنب اإلنس��ان الوقوع في‬

‫الـمك��روه‪ ،‬وال مان��ع حينئ��ذ من وقوع الع��رس والدخول ل��و كان القمر في‬ ‫العقرب‪.‬‬ ‫ونفس الكالم يأتي بالنسبة لـمحاق الشهر‪.‬‬

‫(‪ )1‬علل الشرائع‪ ،‬اجلزء ‪ ،2‬باب ‪ ،289‬حديث ‪ 4‬ص‪.681‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪9‬‬

‫جمال الـمولود‬ ‫أكثر الناس يتمنون اجلمال ألوالدهم وبناتهم‪ ،‬وهذا أمر طبيعي وال مانع‬

‫منه‪.‬‬

‫وجدت في الروايات أمرين سهلني يسببان جمال املولود‪.‬‬ ‫وقد‬ ‫ُ‬

‫األم��ر األول‪ :‬أن تأكل املرأة احلامل الس��فرجل في فترة حملها‪ ،‬فيحس��ن‬

‫ولدها‪.‬‬

‫فقد ورد عن أمير الـمؤمنني \ أنه قال‪:‬‬

‫«أكل الس��فرجل ق��وة للقلب الضعي��ف‪ ،‬ويطيب الـمع��دة‪ ،‬ويزيد في قوة‬

‫الفؤاد‪ ،‬ويشجع اجلبان‪ ،‬ويحسن الولد»(‪.)1‬‬ ‫وفي خبر آخر عن النبي ڤ أنه قال‪:‬‬

‫«كل��وا الس��فرجل‪ ،‬وته��ادوه بينكم‪ ،‬فإنه يجل��و البصر‪ ،‬وينب��ت املودة في‬

‫القلب‪ ،‬وأطعموه حباالكم‪ ،‬فإنه يحسن أوالدكم»(‪.)2‬‬

‫وقد نظم ابن األعسم هذه املعنى في بيت من الشعر فقال‪:‬‬

‫وفي السفرجـــل احلـــديث قــد ورد‬

‫تأكلــــه احلبــــلى فيحـــسن الولــــــد‬

‫(‪ )1‬وسائل الشيعة‪ ،‬اجلزء ‪ ،25‬حديث رقم (‪ ،)31077‬صفحة ‪. 28‬‬ ‫(‪ )2‬مكارم األخالق‪ ،‬صفحة ‪.162‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪10‬‬

‫ويظه��ر من بعض الروايات‪ ،‬أن الذي ي��ؤدي إلى جمال املولود‪ ،‬هو أكل‬ ‫األب للسفرجل‪.‬‬ ‫فقد ورد في الرواية‪:‬‬

‫«عن محمد بن مس��لم قال‪ :‬قال أبو عبدالله \ ونظر إلى غالم جميل‪:‬‬ ‫ينبغي أن يكون أبو هذا الغالم آكل السفرجل»(‪.)1‬‬ ‫وفي رواية أخرى‪:‬‬

‫«عن أبي احلسن موسى بن جعفر ‪ c‬قال‪ :‬كسر رسول ال ّله ڤ سفرجلة وأطعم‬ ‫جعفر بن أبي طالب‪ ،‬وقال له‪ُ :‬كل‪ ،‬فإنه يصفي اللون‪ ،‬ويحسن الولد»(‪.)2‬‬ ‫األمر الثاني‪ :‬أكل األب للرمان احللو‪.‬‬ ‫وإليك نص الرواية‪:‬‬

‫«ع��ن اخلراس��اني(‪)3‬قال‪ :‬أكل الرمان احللو يزيد في ماء الرجل‪ ،‬ويحس��ن‬ ‫الولد»(‪.)4‬‬ ‫أق��ول‪ :‬ال ب��أس باهتم��ام األب واألم بجم��ال أطفالهم‪ ،‬وفع��ل ما يؤدي‬ ‫إل��ى ذل��ك‪ ،‬ولكن من املهم جد ًا عل��ى اآلباء واألمه��ات‪ ،‬أن ال يهملوا تربية‬ ‫أوالده��م‪ ،‬والعم��ل على تعليمه��م التعامل احلس��ن مع الناس‪ ،‬ف��إن جمال‬ ‫الروح أولى وأهم من اجلمال اخلارجي‪.‬‬

‫(‪ )1‬الكافي‪ ،‬اجلزء ‪ ،6‬باب ‪ 12‬حديث رقم ‪ ،2‬صفحة‪. 23‬‬ ‫(‪ )2‬وسائل الشيعة‪ ،‬اجلزء ‪ ،25‬حديث رقم (‪ ،)31543‬صفحة ‪.167‬‬ ‫(‪ )3‬الظاهر أن املقصود باخلراساني هو اإلمام الرضا \‪.‬‬ ‫(‪ )4‬الكافي‪ ،‬اجلزء ‪ ،6‬باب ‪ 272‬حديث رقم ‪ ،17‬صفحة ‪.369‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪11‬‬

‫تعسر الوالدة‬ ‫تعاني بعض النساء من تعسر في الوالدة فتتألم كثير ًا ويتألم لها أهلها‪.‬‬

‫وقد وردتنا روايات تذكرلنا أمور ًا تس��هل الوالدة إذا تعس��رت‪.‬أذكر لكم‬

‫روايتني منها‪:‬‬

‫الرواية األولى‪:‬‬

‫«ع��ن جاب��ر بن يزيد اجلعفي أن رج ً‬ ‫ال أتى أبا جعف��ر محمد بن علي الباقر‬

‫\ فقال‪ :‬يا ابن رسول ال ّله أغثني‪ ،‬فقال‪ :‬وما ذاك؟ قال‪ :‬امرأتي قد أشرفت‬

‫على الـموت من ش��دة الطلق‪ ،‬ق��ال‪ :‬اذهب واقرأ عليها {ﯣ ﯤ‬

‫ﯥ ﯦﯧ ﯨﯩ ﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰ ﯱ‬ ‫ﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻ ﯼﯽﯾﯿﰀ‬

‫ﰁ ﰂ ﰃ} ث��م ارف��ع صوت��ك به��ذه اآلي��ة {ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ‬ ‫ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ‬ ‫ﯳ} كذلك اخرج أيها الطلق‪ ،‬اخرج بإذن ال ّله‪ ،‬فإنها تبرأ من ساعتها‬ ‫بعون ال ّله تعالى»(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬بحار األنوار‪ ،‬اجلزء ‪ ،92‬صفحة ‪. 116‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪12‬‬

‫الرواية الثانية‪:‬‬

‫«ع��ن أبي عبد ال ّله \ قال‪ :‬إذا عس��ر على الـم��رأة ولدها فاكتب لها في‬

‫رق‬

‫(‪)1‬‬

‫‪L‬‬

‫‪ {،‬ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ‬

‫ﯽ ﯾ ﯿ}‪ {،‬ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ}‪{،‬ﮡ ﮢ ﮣ‬

‫ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ} ثم اربطه بخيط وشده على فخذها‬ ‫األيـمن‪ ،‬فإذا وضعت فانزعه»(‪.)2‬‬

‫أق��ول‪ :‬ال مانع من اختيار مستش��فى متميز في مس��ألة التولي��د‪ ،‬وال مانع‬

‫من اختيار دكتورة متمرس��ة في التوليد ومش��هود له��ا بالكفاءة‪ ،‬ولكن ليكن‬ ‫االعتماد والتوكل على ال ّله عز وجل‪ ،‬ولتكن الثقة فيما وردنا من أذكار عن‬ ‫أئمتنا ‪ b‬أكثر من ثقتنا بغيرها من األمور الدنيوية‪.‬‬

‫(‪ )1‬فسر الرق بأنه اجللد الرقيق الذي يكتب فيه‪.‬‬ ‫(‪ )2‬بحار األنوار‪ ،‬اجلزء ‪ ،92‬صفحة ‪. 119‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪13‬‬

‫تحنيك الـمولود‬ ‫هناك عدة أمور ورد اس��تحباب فعلها للـمولود‪ ،‬سواء أكان ذكر ًا أم أنثى‪،‬‬

‫منه��ا أن يل��ف في خرقة بيضاء اللون‪ ،‬فق��د ورد أن النبي ڤ نظر إلى اإلمام‬ ‫احلس��ن \ عن��د والدته وق��د لف في خرقة صف��راء‪ ،‬فقال النب��ي ڤ‪ :‬ألم‬

‫أنهكم أن تلفوا الـمولود بخرقة صفراء‪ ،‬بل لفوه بخرقة بيضاء‪.‬‬

‫ومن األمور التي ورد استحباب فعلها للـمولود‪ ،‬حتنيكه(‪ )1‬مباء الفرات‪.‬‬ ‫فقد ورد في اخلبر‪:‬‬

‫«ع��ن أب��ي جعف��ر \ قال‪ :‬يحن��ك الـمول��ود بـم��اء الف��رات‪ ،‬ويقام في‬

‫أذنه»(‪.)2‬‬

‫وق��د ورد أن له��ذا الفعل أث��ر ًا مهم ًا‪ ،‬وه��و أنه يحبب الطف��ل لوالية أمير‬

‫الـمؤمنني واألئمة الطاهرين ‪.b‬‬ ‫فقد روي ما هذا نصه‪:‬‬

‫«وم��اء الفرات يص��ب فيه ميزابان م��ن اجلنة‪ ،‬وحتنيك الولد ب��ه يحببه إلى‬

‫الوالية»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬التحنيك هو وضع الشيء في آخر سقف الفم‪.‬‬ ‫(‪ )2‬وسائل الشيعة‪ ،‬اجلزء ‪ ،21‬حديث رقم (‪ ،)27424‬صفحة ‪. 407‬‬ ‫(‪ )3‬بحاراألنوار‪ ،‬اجلزء ‪ ،63‬صفحة ‪. 451‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪14‬‬

‫وقد أجاد ابن األعسم في نظم هذه الرواية فقال‪:‬‬

‫ِ‬ ‫ميزابــــــان‬ ‫والفضــــل في الفـــــرات‬

‫ِ‬ ‫يجريـــــــــــــــان‬ ‫فيـــــــه من اجلنـــــــــة‬

‫ح ّنـــــك به الطفـــــــل ففي الروايــــة‬

‫يحبـــــــب الطفـــــــل إلى الواليـــــــة‬

‫وبعض الروايات تذكر اس��تحباب التحنيك بتربة احلسني \‪ ،‬وبعضها‬ ‫تذكر استحباب التحنيك بالتمر‪.‬‬ ‫ففي احلديث‪:‬‬

‫«عن احلسني ابن أبي العالء‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال ّله \ يقول‪ :‬حنكوا‬

‫أوالدكم بتربة احلسني \‪ ،‬فإنها أمان»(‪.)1‬‬ ‫وفي خبر آخر‪:‬‬

‫«ع��ن أبي بصي��ر‪ ،‬عن أبي عبد ال ّل��ه \ قال‪ :‬قال أمي��ر الـمؤمنني \‪:‬‬

‫حنكوا أوالدكم بالتمر‪ ،‬هكذا فعل النبي ڤ باحلسن واحلسني‪.)2(»c‬‬ ‫وبأيها عمل اإلنسان كان مأجور ًا إن شاء ال ّله‪.‬‬

‫(‪ )1‬وسائل الشيعة‪ ،‬اجلزء ‪ ،14‬حديث رقم (‪ ،)19743‬صفحة ‪. 524‬‬ ‫(‪ )2‬وسائل الشيعة‪ ،‬اجلزء ‪ ،21‬حديث رقم (‪ ،)27423‬صفحة ‪. 407‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪15‬‬

‫الخــــوف‬ ‫اخل��وف حالة نفس��ية يعان��ي منها أكثر البش��ر إن ل��م يكن كله��م‪ ،‬ولكنها‬

‫تتفاوت من شخص آلخر‪ ،‬ففي كثير من األحيان تكون حالة اخلوف مالزمة‬ ‫لإلنس��ان باس��تمرار‪ ،‬فأقل صوت يس��معه يحصل له اخلوف الشديد‪ ،‬بل إنه‬ ‫يش��عر أحيان ًا باخلوف من غير أن يعرف الس��بب في ذل��ك‪ ،‬وال يعرف كيف‬ ‫يعالج هذه احلالة‪.‬‬

‫وعادة يفكر اإلنس��ان باحللول الدنيوية البحتة‪ ،‬فيذهب إلى معالج نفسي‬

‫ليتعال��ج عنده‪ ،‬والبع��ض يذهب إلى طرق خاطئة للعالج‪ ،‬مثل الذهاب إلى‬

‫بع��ض الـمش��عوذين والدجالني‪ ،‬الذي ينهب��ون األموال ويدعون انكش��اف‬ ‫بعض األمور الغيبية لهم‪ ،‬ومع األسف الشديد أن بعض الناس يصدقونهم‪،‬‬ ‫ويذهبون عندهم حلل مشاكلهم‪.‬‬

‫وفي احلقيقة فإن احلل لعالج اخلوف هو اللجوء إلى ال ّله سبحانه بالدعاء‪،‬‬

‫واإلكثار من ذكره تعالى‪.‬‬

‫فقد قال عزوجل في كتابه الكرمي‪{:‬ﰏ ﰐﰑ ﰒ ﰓ}(‪.)1‬‬

‫وقد وردتنا روايات تذكر عالجات للخوف‪.‬أذكر لكم ثالثة منها‪:‬‬

‫األول‪ :‬قول {ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ}‪.‬‬ ‫(‪ )1‬سورة الرعد‪ ،‬آية ‪. 28‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪16‬‬

‫فقد جاء في اخلبر عن اإلمام الصادق \ أنه قال‪:‬‬

‫«عجب��ت لـم��ن خاف كيف ال يف��زع إلى قوله تعال��ى {ﰃ ﰄ ﰅ‬ ‫ﰆ} فإني سمعت ال ّله يقول بعقبها‪ { :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬

‫ﭗ ﭘ}»(‪.)1‬‬

‫الثاني‪ :‬شرب ماء زمزم‪.‬‬ ‫فقد ورد في اخلبر‪:‬‬

‫«ماء زمزم شفاء من كل داء وسقم‪ ،‬وأمان من كل خوف وحزن»(‪.)2‬‬ ‫الثالث‪ :‬اصطحاب التربة احلسينية مع قراءة دعاء معني‪.‬‬ ‫فقد ورد في الرواية‪:‬‬

‫«ع��ن الصادق \ أنه قيل له‪ :‬تربة قبر احلس�ين \ ش��فاء من كل داء‪،‬‬ ‫فه��ل هي أمان من كل خوف؟ فق��ال‪ :‬نعم‪ ،‬إذا أراد أحدكم أن يكون آمن ًا من‬ ‫كل خوف فليأخذ الـس��بحة م��ن تربته‪ ،‬ويدعو بدع��اء الـمبيت على الفراش‬

‫ثالث مرات‪ ،‬ثم يقبلها ويضعها على عينيه ويقول‪( :‬اللهم إني أس��ألك بحق‬ ‫ه��ذه الترب��ة‪ ،‬وبح��ق صاحبها‪ ،‬وبح��ق جده وبح��ق أبيه‪ ،‬وبحق أم��ه وأخيه‪،‬‬ ‫وبح��ق ول��ده الطاهري��ن اجعلها ش��فاء م��ن كل داء‪ ،‬وأمان ًا م��ن كل خوف‪،‬‬

‫وحفظ ًا من كل س��وء)‪ ،‬ثم يضعها في جيبه فإن فعل ذلك في الغداة فال يزال‬ ‫(‪ )1‬اخلصال‪ ،‬باب األربعة‪ ،‬حديث رقم ‪ ،43‬صفحة ‪. 246‬‬ ‫(‪ )2‬بحار األنوار‪ ،‬اجلزء ‪ ،96‬صفحة ‪. 245‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪17‬‬

‫ف��ي أمان ال ّله حتى العش��اء وإن فعل ذلك في العش��اء فال يزال ف��ي أمان ال ّله‬ ‫حتى الغداة»(‪.)1‬‬

‫أقول‪ :‬يتضح مما ذكر في هذه الفقرة‪ ،‬أن الش��رع جعل لنا عالجات س��هلة‬ ‫ويس��يرة حلالة اخلوف التي يعاني منها اإلنسان‪ ،‬فليلجأ املؤمن لهذه احللول‪،‬‬ ‫ليحصل على النتيجة املرجوة بإذن الله تعالى‪.‬‬

‫(‪ )1‬وسائل الشيعة‪ ،‬اجلزء‪ ،11‬حديث رقم (‪ ،)15173‬صفحة ‪. 427‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪18‬‬

‫الهم والغم‬ ‫من منا ال يعاني من الهموم والغموم؟ فلو س��ألت أي شخص من الناس‬

‫هل عانيت أو تعاني من الهم والغم ألجابك بنعم‪.‬‬

‫وأس��باب الهم عديدة‪ ،‬فتارة يكون بس��بب احلالة الـمادية الضعيفة‪ ،‬وتارة‬

‫يكون بس��بب الـمرض الـمؤلم‪ ،‬وتارة يكون بس��بب الـمشاكل العائلية‪ ،‬إلى‬ ‫غير ذلك من األسباب‪.‬‬

‫فما هو احلل األنسب لهذا الـمرض النفسي؟‬

‫أغل��ب الن��اس يلج��أ للح��ل الدني��وي‪ ،‬فيق��رر الس��فر مث�ل ً‬ ‫ا إلزال��ة همه‬

‫وغم��ه‪ ،‬وآخر يخرج إلى البر أو إلى الش��اليه‪ ،‬ولكن ال يحصل على النتيجة‬

‫الـمرجوة‪.‬‬

‫واحلل الصحيح هو التوجه إلى ال ّله سبحانه وتعالى‪ ،‬فإنه الذي يحل كل‬

‫مشكلة ومعضلة‪.‬‬

‫وقد وردتنا في الشريعة أمور يفعلها اإلنسان تؤدي إلى زوال همه وغمه‬

‫وكربه‪ ،‬أذكر لكم خمسة منها‪:‬‬

‫األول‪ :‬قول‪{ :‬ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ}‪.‬‬ ‫فقد ورد في اخلبر عن اإلمام الصادق \ أنه قال‪:‬‬

‫«عجب��ت لـم��ن اغتم كي��ف ال يلجأ إل��ى قول��ه تعال��ى‪{:‬ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ‬ ‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪19‬‬

‫ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ} فإني سمعت ال ّله تعالى يقول بعقبها‬ ‫{ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮫ ﮬ ﮭ ﮮ}»(‪.)1‬‬

‫وه��ذا هو الذكر الذي قاله نبي ال ّله يونس \ فنجاه ال ّله تعالى من بطن‬

‫احلوت‪ ،‬وجاءت اآلية الكرمية تقول‪{ :‬ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬

‫ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ}(‪.)2‬‬

‫وقد وعد ال ّله تعالى كل مؤمن يقول هذا الذكر بأن ينجيه من الغم‪.‬‬

‫الثان��ي‪ :‬زيارة اإلم��ام الرضا \ فإنها تنفس الك��رب العظيم‪ ،‬وهذا أمر‬

‫محسوس يالحظه كل زائر لإلمام علي بن موسى الرضا \‪.‬‬ ‫وقد جاء في الرواية عن النبي ڤ أنه قال‪:‬‬

‫«س��تدفن بضعة مني بخراس��ان ما زارها مكروب إال نف��س ال ّله عز وجل‬ ‫كربه‪ ،‬وال مذنب إال غفر ال ّله له ذنوبه»(‪.)3‬‬ ‫الثالث‪ :‬لبس خامت العقيق‪.‬‬

‫فقد ورد عن رسول ال ّله ڤ أنه قال‪:‬‬

‫«تختموا بالعقيق فإنه ال يصيب أحدكم غم ما دام ذلك عليه»(‪.)4‬‬ ‫(‪ )1‬اخلصال‪ ،‬باب األربعة‪ ،‬حديث رقم ‪ ،43‬صفحة ‪. 246‬‬ ‫(‪ )2‬سورة الصافات‪ ،‬آية ‪ 143‬و ‪. 144‬‬ ‫(‪ )3‬وسائل الشيعة‪ ،‬اجلزء ‪ ،14‬حديث رقم (‪ ،)19805‬صفحة ‪. 553‬‬ ‫(‪ )4‬وسائل الشيعة‪ ،‬اجلزء ‪ ،5‬حديث رقم (‪ ،)5997‬صفحة ‪. 86‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫الرابع‪ :‬أكل السفرجل‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫ففي الرواية عن اإلمام الصادق \ أنه قال‪:‬‬

‫«السفرجل يذهب بِ َهم احلزين‪ ،‬كما تذهب اليد بعرق اجلبني»(‪.)1‬‬ ‫اخلامس‪ :‬أكل العنب‪.‬‬ ‫فقد ورد في اخلبر‪:‬‬

‫«ع��ن أب��ي عبدالله \ أنه قال‪ :‬ش��كا نب��ي من األنبياء إل��ى الله عزوجل‬ ‫الغم‪ ،‬فأمره الله عزوجل بأكل العنب»(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬وسائل الشيعة‪ ،‬اجلزء ‪ ،25‬حديث رقم (‪ ،)31541‬صفحة ‪.166‬‬ ‫(‪ )2‬وسائل الشيعة‪ ،‬اجلزء ‪ ،25‬حديث رقم (‪ ،)31480‬صفحة ‪150‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪21‬‬

‫ك َر به‬ ‫من ُم ِ‬ ‫حتصل لكثير من الناس مش��كلة مع بعض من حوله‪ ،‬فتارة تكون مشكلته‬

‫م��ع زوجت��ه‪ ،‬وأخرى مع مديره ف��ي العمل‪ ،‬وثالثة مع بع��ض أصدقائه‪ ،‬إلى‬

‫آخره من األشخاص الذين يحصل معهم اخلالف‪.‬‬

‫والـمف��روض أن اخلالفات يكون حلها بالتفاه��م والنقاش الـمثمر الذي‬

‫يوصل إلى حل يرضي الطرفني‪ ،‬ال أن يحصل ظلم وتعدي من أحد الطرفني‬

‫على اآلخر‪.‬‬

‫ولكن ومع األس��ف الش��ديد‪ ،‬فإن بعض الناس خصوص ًا إذا كانت القوة‬

‫والسلطة معه‪ ،‬يتعدى على الطرف اآلخر ويستولي على حقه ويظلمه‪.‬‬

‫فكم من مدير يظلم أحد الـموظفني ويتهمه بش��يء لم يفعله ويفصله من‬

‫وظيفته‪.‬‬

‫وكم من امرأة تذهب للـمحكمة وتشتكي على زوجها أو طليقها وتنسب‬

‫إليه ما لم يفعله وبالتالي ُيحكم لها بأموال ال تستحقها‪.‬‬

‫وكم من رجل يتعدى على زوجته بالضرب الـمبرح ألسباب تافهة‪.‬‬ ‫وكل هذا حرام‪ ،‬وسيرى فاعله جزاء فعلته في الدنيا وفي اآلخرة‪.‬‬

‫وأكث��ر الناس يلجأون ف��ي مثل هذه احل��االت إلى الـمخاف��ر والـمحاكم‬

‫والـمحامني‪ ،‬لدفع شر العدو بالطرق الدنيوية الـمتعارفة عند الناس‪.‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪22‬‬

‫عل��ى الرغ��م م��ن أن اللجوء إل��ى مثل هذه احلل��ول فيه ب��ذل جهد بدني‪،‬‬

‫وصرف أموال طائلة في كثير من األحيان‪.‬‬ ‫إذ ًا فما احلل األنسب واألمثل؟‬

‫احلل هو اللجوء إلى ال ّله عز وجل‪ ،‬وتوجيه القلب إليه تعالى‪ ،‬فهو الذي‬

‫يدفع السوء والـمكروه‪.‬‬

‫قال تعالى‪{ :‬ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ}(‪.)1‬‬

‫وقد جاءت الرواية تذكر لنا ح ً‬ ‫ال لدفع شر من يريــد باإلنسان سوء ًا‪ ،‬وهو‬

‫قول‪ {:‬ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ}‪.‬‬ ‫ففي الرواية عن اإلمام الصادق \ أنه قال‪:‬‬

‫«عجب��ت لـمن مكر به كيف ال يفزع إلىقول��ه تعالى‪{:‬ﮈ ﮉ ﮊ‬

‫ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ} فإني سمعت ال ّله تعالى يقول بعقبها‪{:‬ﮒ‬

‫ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ}»(‪.)2‬‬

‫أقول‪:‬بع��د االطالع على ه��ذه الرواية‪ ،‬ينبغي للمؤمن العاقل أن يلجأ في‬

‫حل مش��اكله إلى هذه األذكار‪ ،‬التي وردتنا عن أئمة أهل البيت ‪ ،b‬فإن في‬ ‫اللجوء إليها عدة فوائد‪:‬‬

‫(‪ )1‬سورة النمل‪ ،‬آية ‪. 62‬‬ ‫(‪ )2‬اخلصال‪ ،‬باب األربعة‪ ،‬حديث رقم (‪ ،)43‬صفحة ‪. 246‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪23‬‬

‫ً‬ ‫أوال‪ :‬احلص��ول عل��ى األج��ر والث��واب‪ ،‬ألن ذك��ر الل��ه أم��ر مطلوب في‬ ‫الشرع‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬احلصول على النتيجة املرجوة عادة‪ ،‬وهي دفع شر العدو‪.‬‬

‫ثالث ًا‪ :‬عدم احلاجة إلى صرف شيء من األموال‪.‬‬ ‫رابع ًا‪ :‬عدم احلاجة إلى بذل جهد بدني أص ً‬ ‫ال‪.‬‬

‫وفي املقابل‪ ،‬فإن اللجوء إلى املخافر واحملاكم واحملامني‪ ،‬فيه عكس هذه‬ ‫النتائج عادة‪:‬‬ ‫أو ًال‪ :‬ال أجر وال ثواب فيه‪.‬‬ ‫فإنه ّ‬ ‫وثاني ًا‪ :‬ال يوصل للنتيجة املطلوبة في كثير من األحيان‪.‬‬

‫وثالث ًا‪ :‬يحتاج إلى صرف أموال طائلة عادة‪.‬‬ ‫ورابع ًا‪ :‬يحتاج إلى صرف جهد بدني كبير‪.‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪24‬‬

‫موجبات الفقر‬ ‫الغنى والفقر بيد ال ّله عزوجل‪ ،‬فهو تعالى يغني من يشاء ويفقر من يشاء‪.‬‬ ‫فكم من إنس��ان يعمل في جتارة مربح��ة لكل من يعمل بها‪ ،‬ومع هذا يصاب‬ ‫باخلسارة‪ ،‬وال يعلم كيف حصل ذلك‪.‬‬ ‫وكم من شخص ال يتحرك من مكانه وال يسعى خلف الـمال أص ً‬ ‫ال‪ ،‬ومع‬ ‫ذلك تأتي إليه األموال باستمرار‪ ،‬ويحتار الناس في كيفية حصول ذلك‪.‬‬ ‫وكل هذا يدل على أن القضية بيد ال ّله عز وجل‪ ،‬ال بيد الناس‪.‬‬

‫ق��ال تعال��ى‪ { :‬ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ‬ ‫ﮥ}(‪.)1‬‬

‫وقد وردت في الش��ريعة الـمقدس��ة بعض األفعال التي تؤدي إلى الفقر‪،‬‬ ‫فينبغي لإلنسان جتنبها واالبتعاد عنها‪.‬‬ ‫منها‪ :‬اإلسراف‪.‬‬

‫فقد ورد في اخلبر‪:‬‬

‫«عن مروك بن عبيد‪ ،‬عن أبيه عبيد قال‪ :‬قال أبو عبد ال ّله \‪ :‬يا عبيد إن‬ ‫السرف يورث الفقر وإن القصد(‪ )2‬يورث الغنى»(‪.)3‬‬ ‫(‪ )1‬سورة الطالق‪ ،‬آية ‪ 2‬و ‪. 3‬‬ ‫(‪ )2‬القصد معناه االقتصاد واالعتدال في صرف األموال‪.‬‬ ‫(‪ )3‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،21‬حديث رقم (‪ ،)27848‬صفحة ‪. 552‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪25‬‬

‫ومنها‪ :‬األكل على اجلنابة قبل ُ‬ ‫الغسل‪.‬‬

‫ومنها‪ :‬التمشط من قيام‪.‬‬

‫ومنها‪ :‬ارتكاب الزنا والعياذ بال ّله‪.‬‬ ‫ومنها‪ :‬احللف كذب ًا‪.‬‬

‫ومنها‪ :‬النوم بني طلوع الفجر وطلوع الشمس‪.‬‬ ‫ومنها‪ :‬النوم بني صالتي الـمغرب والعشاء‪.‬‬ ‫ومنها‪ :‬سماع الغناء‪.‬‬

‫إلى غير ذلك من موجبات الفقر‪.‬‬

‫وقد وردت عدة روايات في أن هذه األمور تسبب الفقر؛‬

‫وج��اء ف��ي رواية عن أمي��ر الـمؤمن�ين \ ذكرها جميع ًا‪ ،‬م��ع ذكر أمور‬ ‫أخرى أيض ًا‪.‬‬ ‫وإليك نص اخلبر‪:‬‬

‫«عن سعيد بن عالقة قال‪ :‬سمعت أمير الـمؤمنني علي بن أبي طالب \‬

‫يق��ول‪ :‬ترك نس��ج العنكب��وت في البيت ي��ورث الفقر‪ ،‬والبول ف��ي احلمام‬

‫(‪)1‬‬

‫ي��ورث الفقر‪ ،‬واألكل على اجلنابة يورث الفقر‪ ،‬والتخلل بالطرفاء(‪ )2‬يورث‬

‫الفقر‪ ،‬والتـمشط من قيام يورث الفقر‪ ،‬وترك القمامة في البيت يورث الفقر‪،‬‬ ‫(‪ )1‬املقصود باحلمام حمام َ‬ ‫الغسل الذي أعد لغسل اجلسم وتنظيفه‪.‬‬ ‫(‪ )2‬التخلل بالطرفاء معناه تنظيف ما بني األسنان بنبات الطرفاء‪.‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪26‬‬

‫واليم�ين الفاج��رة (‪ )1‬تورث الفقر‪ ،‬والزن��ا يورث الفقر‪ ،‬وإظه��ار احلرص‬

‫(‪)2‬‬

‫يورث الفقر‪ ،‬والنوم بني العش��ائني يورث الفقر‪ ،‬والنوم قبل طلوع الش��مس‬

‫يورث الفقر‪ ،‬واعتياد الكذب يورث الفقر‪ ،‬وكثرة االستماع إلى الغناء يورث‬ ‫الفقر‪ ،‬ورد الس��ائل الذكر بالليل(‪ )3‬يورث الفقر‪ ،‬وترك التقدير في الـمعيش��ة‬

‫يورث الفقر‪ ،‬وقطيعة الرحم تورث الفقر»(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬اليمني الفاجرة هي احللف كذب ًا‪.‬‬ ‫(‪ )2‬احلرص بـمعنى البخل‪.‬‬ ‫(‪ )3‬رد السائل الذكر لي ً‬ ‫ال يعني عدم مساعدة الرجل الذي يطلب الـمساعدة بالليل‪.‬‬ ‫(‪ )4‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،15‬حديث رقم (‪ ،)20704‬صفحة ‪. 347‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪27‬‬

‫موجبات زيادة الرزق‬ ‫يشكو كثير من الناس من قلة املال‪ ،‬وأن ما يحصل عليه من املال ال يكفي‬ ‫لسد احتياجاته‪.‬‬ ‫فما هي الطريقة املثلى للحصول على الزيادة في الرزق؟‬ ‫في اجلواب على هذا السؤال نقول‪:‬‬

‫إن احل��ل األفض��ل للحص��ول عل��ى الزي��ادة في ال��رزق هو الت��وكل على‬

‫الل��ه عزوج��ل‪ ،‬وطلب الرزق احل�لال منه تعالى‪ ،‬فإنه هو ال��ذي بيده خزائن‬ ‫السماوات واألرض‪.‬‬

‫ق��ال عزوج��ل‪{ :‬ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬ ‫ﮆ}(‪.)1‬‬ ‫ومن أهم األفعال التي تؤدي لزيادة الرزق‪ ،‬كثرة الشكر‪.‬‬

‫حيث يقول احلق تبارك وتعالى‪ { :‬ﭰ ﭱ ﭲ}(‪. )2‬‬ ‫وكثرة االستغفار؛‬

‫حي��ث يقول عزوج��ل‪{ :‬ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﭑ‬ ‫ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ}(‪.)3‬‬ ‫(‪ )1‬سورة احلجر‪ ،‬آية ‪. 21‬‬ ‫(‪ )2‬سورة إبراهيم‪ ،‬آية ‪. 7‬‬ ‫(‪ )3‬سورة نوح‪ ،‬آية ‪ 10‬و ‪ 11‬و ‪. 12‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪28‬‬

‫وق��د ج��اءت الرواي��ات ترش��دنا إل��ى فعل أم��ور ت��ؤدي إلى الزي��ادة في‬

‫الرزق‪.‬‬

‫منها‪ :‬اجللوس بني طلوع الفجر وطلوع الشمس لذكر ال ّله تعالى في هذه‬

‫الساعة الشريفة‪.‬‬

‫فقد جاء في احلديث‪:‬‬

‫«ق��ال الص��ادق \‪ :‬اجللوس بعد الص�لاة الغداة في التعقي��ب والدعاء‬

‫حتى تطلع الشمس أبلغ(‪ )1‬في طلب الرزق من الضرب في األرض»(‪.)2‬‬ ‫ومنها‪ :‬تقليم األظفار وقص الشارب في يوم اجلمعة‪.‬‬ ‫فقد جاء في الرواية‪:‬‬

‫«ق��ال أب��و عبد ال ّل��ه \‪ :‬تقليم األظفار وقص الش��ارب وغس��ل الرأس‬

‫باخلطمي كل جمعة ينفي الفقر ويزيد في الرزق»(‪.)3‬‬ ‫ومنها‪ :‬دعاء يقرأ بعد صالة العشاء‪ ،‬وإليك نصه‪:‬‬

‫س ل��ي ِع ْل ٌم مِب َْو ِض ِع ِرزْ قي‪َ ،‬و مَّإنا َا ْط ُل ُب ُه بِ َخ َطرات َت ْخ ُط ُر َعلى‬ ‫��م إ َّن ُه َل ْي َ‬ ‫« َال ّل ُـه َّ‬ ‫َق ْلب��ي‪َ ،‬ف َأ ُج ُ‬ ‫��ب َكالحْ َ ْي ِ‬ ‫ران‪ ،‬ال َا ْدري َأفى‬ ‫��ول فى َط َلبِ ِه ا ْل ُب ْل��دانَ ‪َ ،‬فأ َنا فيما أ َنا طالِ ٌ‬

‫��هل هَ ُو أ ْم في َج َبل‪ ،‬أ ْم في َأ ْرض َا ْم في َس��ماء‪ ،‬أ ْم في َب ّ ٍر أ ْم في َب ْحر‪َ ،‬و َعلى‬ ‫َس ْ‬ ‫(‪ )1‬أبلغ‪ :‬أجدى وأسرع وصو ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫(‪ )2‬من ال يحضره الفقيه‪ ،‬اجلزء ‪ ،1‬حديث رقم (‪ ،)966‬صفحة ‪. 280‬‬ ‫(‪ )3‬وسائل الشيعة‪ ،‬اجلزء ‪ ،7‬حديث رقم (‪ ،)9559‬صفحة ‪. 354‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪29‬‬

‫ْت ا َّلذي‬ ‫َي َد ْي َم ْن َو ِم ْن ِق َبلِ َم ْن‪َ ،‬و َقدْ َع ِل ْم ُت َأنَّ ِع ْل َم ُه ِع ْن َد َك َو َأ ْسبا َب ُه بِ َي ِد َك‪َ ،‬و َأن َ‬

‫اج َع ْل يا‬ ‫��م ُه بِ ُل ْط ِف َك َو ُت َس�� ّبِ ُب ُه بِ َر ْح َمتِ َك‪َ ،‬ال ّل ُـه َّم َف َص ّ ِل َعلى ُم َح َّمد َوآلِ ِه‪َ ،‬و ْ‬ ‫َت ْق ِس ُ‬ ‫ب ِرزْ َق َك لي ِ‬ ‫��ه ً‬ ‫ال َو َم َ‬ ‫أخ َذ ُه َقريب�� ًا‪َ ،‬وال ُت َع ّنِني بِ َط َل ِ‬ ‫َر ّ ِ‬ ‫ب ما َل ْم‬ ‫واس��ع ًا َو َم ْط َل َب ُه َس ْ‬ ‫َ‬ ‫��د ْر لي ِ‬ ‫ُت َق ّ ِ‬ ‫فيه ِرزْ ق ًا‪َ ،‬فاِن َ‬ ‫قير إلى َر ْح َمتِ َك‪َ ،‬ف َص ّ ِل َعلى‬ ‫َّ��ك َغنِ ٌّى َع ْن َعذابي َوأ َنا َف ٌ‬

‫ُم َح َّمد َوآلِ ِه‪َ ،‬و ُجدْ َعلى َع ْب ِد َك بِ َف ْض ِل َك إ َّن َك ُذو َف ْضل َعظيم»(‪.)1‬‬ ‫ومنها‪ :‬وجود َ‬ ‫اخلل في املنزل‪.‬‬ ‫فقد ورد في اخلبر‪:‬‬

‫«عن أبي عبد ال ّله \ قال‪ :‬دخل رسول ال ّله ڤ إلى أم سلمة ‪ g‬فقربت‬ ‫إليه كسر ًا ‪ ،‬فقال‪ :‬هل عندك إدام؟ فقالت‪ :‬ال يا رسول ال ّله ما عندي إال خل‪،‬‬ ‫فقال ڤ‪ :‬نِ ْع َم االدام اخلل ما أقفر بيت فيه اخلل»(‪.)2‬‬

‫وقد نظم ابن األعسم هذه الرواية في بيت من الشعر فقال‪:‬‬ ‫نعـــــم اإلدام اخلــــــل ما فيـــــه ضــــــرر‬

‫وكــــــل بيـــــت فيه خــــــل ما افتــــــــقر‬

‫وإلي��ك هذه الرواية عن أمير الـمومنني \ يذكر فيها أمور ًا عديدة تزيد‬

‫في الرزق‪:‬‬

‫«ق��ال \‪ :‬أال أنبئك��م بعد ذلك بـما يزيد في ال��رزق؟ قالوا‪ :‬بلى يا أمير‬

‫(‪ )1‬مفاتيح اجلنان‪ ،‬فصل تعقيب صالة العشاء‪.‬‬ ‫(‪ )2‬الكافي‪ ،‬اجلزء ‪ ،6‬صفحة ‪ ،343‬باب ‪ ،249‬حديث رقم ‪. 1‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪30‬‬

‫الـمؤمنني‪ ،‬فقال‪ :‬اجلمع بني الصالتني يزيد في الرزق‪ ،‬والتعقيب بعد الغداة‬

‫(‪)1‬‬

‫وبعد العصر يزيد في الرزق‪ ،‬وصلة الرحم تزيد في الرزق‪ ،‬وكس��ح الفناء‬ ‫(‪)3‬‬ ‫يزيد في الرزق‪ ،‬ومواس��اة األخ في ال ّل��ه عزوجل يزيد في الرزق‪ ،‬والبكور‬

‫(‪)2‬‬

‫ف��ي طلب ال��رزق يزيد في الرزق‪ ،‬واالس��تغفار يزيد في الرزق‪ ،‬واس��تعمال‬

‫األمان��ة يزي��د في الرزق‪ ،‬وقول احلق يزيد في ال��رزق‪ ،‬وإجابة املؤذن تزيد في‬ ‫ال��رزق‪ ،‬وترك الكالم على اخلالء(‪ )4‬يزي��د في الرزق‪ ،‬وترك احلرص يزيد في‬

‫ال��رزق‪ ،‬وش��كر الـمنع��م يزيد في ال��رزق‪ ،‬واجتناب اليم�ين الكاذبة تزيد في‬ ‫الرزق‪ ،‬والوضوء قبل الطعام يزيد في الرزق‪ ،‬وأكل ما يس��قط من اخلوان‬ ‫يزي��د في ال��رزق‪ ،‬ومن س��بح ال ّله كل يوم ثالث�ين مرة دفع ال ّل��ه عزوجل عنه‬

‫(‪)5‬‬

‫سبعني نوع ًا من البالء أيسرها الفقر»(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬بعد الغداة‪ :‬بعد صالة الفجر‪.‬‬ ‫(‪ )2‬كسح الفناء‪ :‬كنس ساحة الـمنزل أو واجهة الـمنزل‪.‬‬ ‫(‪ )3‬البكور‪ :‬اخلروج مبكر ًا‪.‬‬ ‫(‪ )4‬اخلالء‪ :‬محل قضاء احلاجة‪.‬‬ ‫(‪ )5‬ما يسقط من اخلوان معناه ما يسقط من الطعام من السفرة‪.‬‬ ‫(‪ )6‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،15‬حديث رقم (‪ ،)20704‬صفحة ‪. 347‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪31‬‬

‫الصدقة تدفع البالء‬ ‫الصدق��ة وما أدراك م��ا الصدقة‪ ،‬فقد جاءت اآلي��ات العديدة والروايات‬

‫الكثيرة حتث وبشدة على الصدقة‪ ،‬وأن فيها األجر الكثير والثواب العظيم‪.‬‬

‫قال تعال��ى‪ { :‬ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ‬

‫ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ}(‪.)1‬‬ ‫ومن الـمهم جد ًا أن ال يتمنن الـمتصدق على الفقير وال يؤذيه بالكالم‪.‬‬

‫ق��ال تعال��ى‪{ :‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ‬

‫ﮣ ﮤ ﮥﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ}(‪.)2‬‬

‫وإذا كان اإلنسان يتصدق ألجل أن يـمدحه الناس ال قربة إلى ال ّله تعالى‪،‬‬ ‫فعمله هذا غير مرضي عندال ّله عز وجل‪.‬‬ ‫ق��ال تعال��ى‪{ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬

‫ﭘﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ}(‪.)3‬‬

‫وق��د جرت العادة عن��د كثيرين بالتصدق باألش��ياء الت��ي ال يريدونها بل‬

‫يريدون التخلص منها‪ ،‬وهذا شيء ال مانع منه‪ ،‬ولكن الـمطلوب أن يتصدق‬ ‫(‪ )1‬سورة البقرة‪ ،‬آية ‪. 261‬‬ ‫(‪ )2‬سورة البقرة‪ ،‬آية ‪. 262‬‬ ‫(‪ )3‬سورة النساء‪ ،‬آية ‪. 38‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪32‬‬

‫الـمؤم��ن بني فترة وأخرى بأعيان يحبها ويرغب فيها‪ ،‬حتى يصل إلى درجة‬

‫البر احلقيقي‪.‬‬

‫قال تعالى‪{ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ}(‪.)1‬‬

‫وق��د وردتنا رواي��ات كثيرة تؤكد على أن للصدقة أث��ر ًا دنيوي ًا مهم ًا جد ًا‪،‬‬

‫وهو دفع البالء عن اإلنسان‪.‬‬

‫فاإلنس��ان في ه��ذه الدنيا معرض ألن��واع الباليا والـمصائ��ب‪ ،‬التي منها‬

‫حوادث السيارات ومرض أشخاص في العائلة‪ ،‬إلى غير ذلك من الباليا‪.‬‬ ‫والطريقة الـمثلى لدفع البالء‪ ،‬هي التصدق وباستمرار‪.‬‬ ‫فقد جاء في اخلبر‪:‬‬

‫«ع��ن أبي جعفر \ قال‪ :‬إن الصدقة لتدفع س��بعني بلي��ة من باليا الدنيا‬ ‫مع ميتة الس��وء‪ ،‬إن صاحبها ال يـموت ميتة السوء أبد ًا مع ما يدّ خر لصاحبها‬

‫في اآلخرة»(‪.)2‬‬

‫وفي بعض الروايات حث على الصدقة الـمبكرة في أول النهار‪.‬‬ ‫فقد ورد في اخلبر‪:‬‬

‫«ع��ن أب��ي والد قال‪ :‬س��معت أبا عب��د ال ّل��ه \ يقول‪ :‬بك��روا بالصدقة‬ ‫وارغب��وا فيه��ا‪ ،‬فما من مؤمن يتصدق بصدقة يريد به��ا ما عند ال ّله ليدفع ال ّله‬ ‫(‪ )1‬سورة آل عمران‪ ،‬آية ‪. 92‬‬ ‫(‪ )2‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،9‬حديث رقم (‪ ،)12303‬صفحة ‪. 387‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪33‬‬

‫بها عنه شر ما ينزل من السماء إلى األرض في ذلك اليوم إال وقاه ال ّله شر ما‬ ‫ينزل من السماء إلى األرض في ذلك اليوم»(‪.)1‬‬ ‫وفي خبر آخر‪:‬‬

‫« عن سليمان بن عمرو النخعي قال‪ :‬سمعت أبا عبدالله \ يقول‪ :‬قال‬

‫رسول الله ڤ‪ :‬بكروا بالصدقة فإن البالء ال يتخطاها»(‪.)2‬‬

‫وف��ي بع��ض النصوص حث على التص��دق أول الي��وم وأول الليلة‪ ،‬وأن‬

‫صدق��ة النهار تدفع عن اإلنس��ان نحوس��ه ذل��ك اليوم‪ ،‬وصدق��ة الليل تدفع‬

‫نحوسة تلك الليلة‪.‬‬

‫وإليك نص احلديث‪:‬‬ ‫«قال رس��ول الله ڤ‪ :‬من س��ره أن يدفع الله عنه نحس يومه فليفتتح يومه‬

‫بصدقة يذهب الله بها عنه نحس يومه‪ ،‬ومن أحب أن يذهب الله عنه نحس‬

‫ليلته فليفتتح ليلته بصدقة يدفع الله عنه نحس ليلته»(‪.)3‬‬

‫ومل��ن يس��أل عن أنواع البالء ال��ذي يدفع بالصدقة‪ ،‬أنقل ل��ه هذا احلديث‬

‫الشريف‪:‬‬

‫«ع��ن جعفر‪ ،‬عن آبائه ‪ b‬قال‪ :‬قال رس��ول الل��ه ڤ‪:‬إن الله ال إله إال هو‬

‫(‪ )1‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،9‬حديث رقم (‪ ،)12295‬صفحة ‪. 384‬‬ ‫(‪ )2‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،9‬حديث رقم (‪ ،)12293‬صفحة ‪. 383‬‬ ‫(‪ )3‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،9‬حديث رقم (‪ ،)12311‬صفحة ‪. 392‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪34‬‬

‫ليدفع بالصدقة ال��داء والدبيلة(‪ )1‬واحلرق والغرق والهدم واجلنون‪ ،‬وعدّ ڤ‬ ‫سبعني باب ًا من السوء»(‪.)2‬‬

‫ويظه��ر م��ن بعض الروايات أن هذا األثر يحص��ل عليه املتصدق حتى لو‬ ‫لم يكن من املسلمني‪.‬‬ ‫فق��د وردت رواي��ة تذكر لنا قصة جميلة حصلت ف��ي زمن النبي ڤ تدل‬ ‫على هذا املعنى‪.‬‬ ‫وإليك نصها‪:‬‬

‫«عن أبي عبدالله \ قال‪ :‬مر يهودي بالنبي ڤ فقال‪ :‬السام عليك‪ ،‬فقال‬

‫رس��ول الل��ه ڤ‪ :‬عليك‪ ،‬فقال أصحابه‪ :‬إمنا س��لم عليك بامل��وت قال‪ :‬املوت‬ ‫عليك‪ ،‬قال النبي ڤ‪ :‬وكذلك رددت‪ ،‬ثم قال النبي ڤ‪ :‬إن هذا اليهودي يعضه‬ ‫أسود(‪ )3‬في قفاه فيقتله‪ ،‬قال‪ :‬فذهب اليهودي فاحتطب حطبا كثير ًا‪ ،‬فاحتمله‬ ‫ث��م لم يلبث أن انصرف‪ ،‬فقال له رس��ول الل��ه ڤ‪ :‬ضعه‪ ،‬فوضع احلطب فإذا‬ ‫أس��ود في جوف احلطب ّ‬ ‫عاض على عود‪ ،‬فقال‪ :‬يا يهودي‪،‬ما عملت اليوم ؟‬ ‫ق��ال‪ :‬ما عملت عم ً‬ ‫ال إال حطبي هذا احتملته فجئت به‪ ،‬وكان معي كعكتان‪،‬‬ ‫فأكلت واحدة وتصدقت بواحدة على مسكني‪ ،‬فقال رسول الله ڤ‪ :‬بها دفع‬ ‫الله عنه وقال‪ :‬إن الصدقة تدفع ميتة السوء عن اإلنسان »(‪.)4‬‬ ‫(‪ )1‬فسرت الدبيله ُ‬ ‫ودمل كبير يظهر في اجلوف‪.‬‬ ‫بخراج ُ‬ ‫(‪ )2‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،9‬حديث رقم (‪ ،)12300‬صفحة ‪. 386‬‬ ‫(‪ )3‬أسود‪ :‬نوع من الثعابني‪.‬‬ ‫(‪ )4‬الكافي‪ ،‬اجلزء ‪ ،4‬ص‪ ،8‬باب‪ ، 2‬حديث رقم ‪. 3‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪35‬‬

‫وفي ختام الكالم حول الصدقة وأنها تدفع البالء‪ ،‬أنقل لكم رواية أخرى‬

‫تنقل لنا قصة حصلت في زمن اإلمام محمد الباقر \‪.‬‬ ‫وإليك نص الرواية‪:‬‬

‫«عن محمد بن مس��لم قال‪ :‬كنت مع أبي جعفر \ في مس��جد الرسول‬

‫ڤ فس��قطت ش��رفة (‪)1‬م��ن ش��رف املس��جد فوقعت عل��ى رجل فل��م تضره‬ ‫وأصابت رجله‪ ،‬فقال أبو جعفر \ ‪ :‬سلوه أي شيء عمل اليوم؟ فسألوه‪،‬‬ ‫فق��ال‪ :‬خرجت وفي ُكم��ي متر فمررت بس��ائل فتصدقت علي��ه بتمرة‪ ،‬فقال‬ ‫أبوجعفر \‪ :‬بها دفع ال ّله عنك»(‪.)2‬‬

‫أقول‪ :‬فليحرص اإلنس��ان املؤم��ن على افتتاح يوم��ه بالصدقة‪ ،‬ولو مببلغ‬

‫يس��ير من املال‪ ،‬فإنه بذلك ينال األجر والثواب‪ ،‬ويدفع عن نفس��ه وعن أهله‬ ‫السوء والبلوى‪.‬‬

‫(‪ )1‬الشرفة ما نسميه باصطالحنا بلكونة‪.‬‬ ‫(‪ )2‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،9‬حديث رقم (‪ ،)12305‬صفحة ‪. 388‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪36‬‬

‫صلة الرحم تطيل في العمر‬ ‫من الواجبات الـمهمة في الدين صلة األرحام‪.‬‬

‫ق��ال تعال��ى‪{ :‬ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬ ‫ﭶ ﭷ}(‪.)1‬‬ ‫وقد جاءت الروايات تؤكد على أهمية صلة الرحم‪.‬‬ ‫ففي احلديث‪:‬‬

‫«عن أبي جعفر \ قال‪ :‬قال رس��ول ال ّله ڤ‪ :‬أوصي الش��اهد من أمتي‬ ‫والغائب منهم‪ ،‬ومن في أصالب الرجال وأرحام النس��اء إلى يوم القيامة‪ ،‬أن‬ ‫يصل الرحم وإن كانت منه على مسيرة سنة‪ ،‬فإن ذلك من الدين»(‪.)2‬‬ ‫وفي حديث آخر‪:‬‬

‫«ع��ن يون��س بن عمار قال‪ :‬قال أبو عبد ال ّله \‪ :‬أول ناطق من اجلوارح‬ ‫ي��وم القيام��ة الرحم تقول‪ :‬يا رب‪ ،‬من وصلني ف��ي الدنيا فصل اليوم ما بينك‬ ‫وبينه‪ ،‬ومن قطعني في الدنيا فاقطع اليوم ما بينك وبينه»(‪.)3‬‬ ‫وصل��ة الرح��م إضاف��ة إلى ما له��ا من األجر والث��واب عند ال ّله س��بحانه‬ ‫وتعال��ى‪ ،‬ف��إن لها أثر ًا دنيوي ًا مهم ًا‪ ،‬وهو طول العمر‪ ،‬فمن أراد أن يطيل ال ّله‬ ‫في عمره فعليه بصلة الرحم‪ ،‬وقد أكدت األخبار على هذا الـمعنى‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة الرعد‪ ،‬آية ‪. 21‬‬ ‫(‪ )2‬الكافي‪ ،‬اجلزء الثاني‪ ،‬صفحة ‪ ،158‬باب ‪ ،68‬حديث ‪. 5‬‬ ‫(‪ )3‬وسائل الشيعة‪ ،‬اجلزء ‪ ،21‬رقم احلديث (‪ ،)27789‬صفحة ‪. 534‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫ففي اخلبر‪:‬‬

‫‪37‬‬

‫«عن محمد بن عبيد ال ّله قال‪ :‬قال أبو احلس��ن الرضا \‪ :‬يكون الرجل‬ ‫يصل رحمه فيكون قد بقي من عمره ثالث س��نني فيصيرها ال ّله ثالثني س��نة‬ ‫ويفعل ال ّله ما يشاء»(‪.)1‬‬ ‫وفي خبر آخر‪:‬‬

‫«عن احلكم احلناط قال‪ :‬قال أبو عبد ال ّله \‪ :‬صلة الرحم وحسن اجلوار‬ ‫يعمران الديار ويزيدان في األعمار»(‪.)2‬‬ ‫وفي خبر ثالث‪:‬‬

‫«عن عبد ال ّله بن س��نان‪ ،‬عن أبي عبد ال ّله \ قال‪ :‬قال رس��ول ال ّله ڤ‪:‬‬

‫إن القوم ليكونون فجرة وال يكونون بررة‪ ،‬فيصلون أرحامهم فتنمى أموالهم‬ ‫وتطول أعمارهم‪ ،‬فكيف إذا كانوا أبرار ًا بررة»(‪.)3‬‬

‫أق��ول‪ :‬ب��دل أن يبحث اإلنس��ان عن ط��ول العمر ب��أكل أن��واع معينة من‬

‫الطع��ام وبكمي��ات محددة‪ ،‬أو باس��تعمال أدوي��ة خاصة‪ ،‬فليأخ��ذ بالطريقة‬ ‫الش��رعية وهي صلة الرح��م‪ ،‬فإنه يكون قد أدى واجب ًا م��ن الواجبات‪ ،‬وفي‬ ‫نفس الوقت يحصل على األثر العظيم وهو طول العمر‪.‬‬ ‫(‪ )1‬وسائل الشيعة‪ ،‬اجلزء ‪ ،21‬رقم احلديث (‪ ،)27786‬صفحة ‪. 534‬‬ ‫(‪ )2‬وسائل الشيعة‪ ،‬اجلزء ‪ ،21‬رقم احلديث (‪ ،)27792‬صفحة ‪. 535‬‬ ‫(‪ )3‬الكافي‪ ،‬اجلزء الثاني‪ ،‬صفحة ‪ ،161‬باب ‪ ،68‬حديث ‪. 21‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪38‬‬

‫قطع الرحم يقصر العمر‬ ‫من الذنوب الكبيرة التي لـعن ال ّله فاعلها بالقرآن الكرمي قطع الرحم‪.‬‬

‫ق��ال تعال��ى‪{ :‬ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ‬

‫ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ}(‪.)1‬‬

‫وق��د ج��اءت الروايات الكثيرة تؤكد على حرم��ة قطع الرحم‪ ،‬وحتذر من‬

‫مصاحبة قاطع الرحم‪.‬‬ ‫فقد جاء في اخلبر‪:‬‬

‫«عن أبي عبد ال ّله‪ ،‬عن أبيه ‪ c‬قال‪ :‬قال لي علي بن احلسني \‪ :‬يا بني‬

‫انظر خمسة فال تصاحبهم وال حتادثهم وال ترافقهم في طريق‪ ،‬إلى أن يقول‪:‬‬ ‫وإي��اك ومصاحبة القاطع لرحمه فإن��ي وجدته ملعون ًا في كتاب ال ّله عزوجل‬ ‫ف��ي ثالثة مواض��ع قال ال ّله ع��ز وج��ل‪{ :‬ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ‬ ‫ﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌ ﮍ ﮎ‬

‫ﮏ} وق��ال‪ { :‬ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ‬

‫ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ} وق��ال في‬

‫سورة البقرة‪{ :‬اﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ‬

‫ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ}»(‪.)2‬‬ ‫(‪ )1‬سورة الرعد‪ ،‬آية ‪. 25‬‬ ‫(‪ )2‬وسائل الشيعة‪ ،‬اجلزء‪ ،12‬رقم احلديث (‪ ،)15565‬صفحة ‪. 32‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪39‬‬

‫وقد ذكرت الروايات أثر ًا دنيوي ًا سيئ ًا لقطع الرحم‪ ،‬وهو قصر العمر‪.‬‬

‫ففي اخلبر‪:‬‬

‫«ع��ن أبي حمزة الثمالي قال‪ :‬قال أمي��ر الـمؤمنني \ في خطبته‪ :‬أعوذ‬ ‫بال ّل��ه من الذنوب الت��ي تعجل الفناء‪ ،‬فقام إليه عبدال ّله بن الكواء اليش��كري‬

‫فق��ال‪ :‬ي��ا أمير الـمؤمن�ين أو تكون ذنوب تعج��ل الفناء؟ فق��ال‪ :‬نعم ويلك‪،‬‬ ‫قطيع��ة الرح��م‪ ،‬إن أهل البي��ت ليجتمعون ويتواس��ون وهم فج��رة فيرزقهم‬ ‫ال ّل��ه‪ ،‬وإن أه��ل البي��ت ليتفرقون ويقطع بعضه��م بعض ًا فيحرمه��م ال ّله وهم‬ ‫أتقياء»(‪.)1‬‬ ‫وفي خبر آخر‪:‬‬

‫«ع��ن إس��حاق بن عمار ق��ال‪ :‬قال أبو عب��د ال ّله \‪ :‬ما نعلم ش��يئ ًا يزيد‬ ‫ف��ي العمر إال صلة الرح��م‪ ،‬حتى أن الرجل يكون أجله ثالث س��نني فيكون‬ ‫وصو ًال للرحم فيزيد ال ّله في عمره ثالثني س��نة فيجعلها ثالث ًا وثالثني س��نة‪،‬‬ ‫ويكون أجله ثالث ًا وثالثني سنة‪ ،‬فيكون قاطع ًا للرحم فينقصه ال ّله ثالثني سنة‬ ‫ويجعل أجله إلى ثالث سنني»(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬الكافي‪ ،‬اجلزء الثاني‪ ،‬صفحة ‪ ،333‬باب ‪ ،142‬حديث ‪. 7‬‬ ‫(‪ )2‬وسائل الشيعة‪ ،‬اجلزء‪ ،21‬رقم احلديث (‪ )27796‬صفحة ‪. 536‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪40‬‬

‫مسببات غفران الذنوب‬ ‫أكثر الناس يذنبون‪ ،‬ويذنبون كثير ًا‪ ،‬بل إن أكثرهم ال يـمر عليه يوم يخلو‬

‫من ارتكاب الذنوب فيه‪.‬‬

‫وم��ن نعم ال ّله تعالى عل��ى العباد أنه فتح لهم باب التوب��ة إليه‪ ،‬ووعدهم‬

‫بالـمغفرة إذا تابوا‪.‬‬

‫قال عز وج��ل‪{ :‬ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ‬

‫ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ}(‪.)1‬‬

‫وقال تعالى‪{ :‬ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ}(‪.)2‬‬

‫وقد وردت في الشريعة أمور تؤدي لغفران الذنوب‪.‬‬ ‫منها‪ :‬زيارة اإلمام احلسني \ ‪.‬‬ ‫فقد جاء اخلبر‪:‬‬

‫«عن احلس��يــن بن علي بن ثوير بن أبــي فاخـــتة قال‪ :‬قال لي أبو عبد ال ّله‬

‫\‪ :‬يا حسني‪ ،‬من خرج من منزله يريد زيارة احلسني بن علي بن أبي طالب‬ ‫\ إن كان ماش��ي ًا كتب ال ّله له بكل خطوة حسنة وحط بها عنه سيئة‪ ،‬حتى‬ ‫إذا ص��ار باحلائ��ر كتب��ه ال ّله من الـمفلحني‪ ،‬وإذا قضى مناس��كه كتب��ه ال ّله من‬

‫(‪ )1‬سورة الزمر‪ ،‬آية ‪. 53‬‬ ‫(‪ )2‬سورة طه‪ ،‬آية ‪. 82‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪41‬‬

‫الفائزي��ن‪ ،‬حت��ى إذا أراد االنص��راف أتاه ملك فقال له‪ :‬أنا رس��ول ال ّله‪ ،‬ربك‬

‫يقرؤك السالم ويقول لك‪ :‬استأنف العمل فقد غفر لك ما مضى»(‪.)1‬‬

‫ومنه��ا‪ :‬الذهاب إلى احلج‪ ،‬فإن احلاج إذا وقف في عرفات غفرت جميع‬

‫ذنوبه السابقة كما في الرواية‪.‬‬ ‫وإليك نصها‪:‬‬

‫«ع��ن أبي بصير عن أب��ي عبد ال ّله قال‪ :‬إن العب��د الـمؤمن حني يخرج من‬ ‫بيت��ه حاج�� ًا ال يخطو خطوة وال تخطو به راحلته إال كتب ال ّله له بها حس��نة‪،‬‬

‫ومحا عنه س��يئة‪ ،‬ورفع له بها درجة‪ ،‬ف��إذا وقف بعرفات فلو كانت له ذنوب‬ ‫عدد الثرى رجع كما ولدته أمه‪ ،‬فقال له‪ :‬اس��تأنف العمل يقول ال ّله‪{ :‬ﭘ‬ ‫ﭙﭚ ﭛﭜﭝ ﭞﭟﭠ ﭡﭢ ﭣﭤﭥﭦ‪.)2(»}..‬‬ ‫وفي رواية أخرى‪:‬‬

‫«عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال ّله \ عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬إن الـمسلم إذا خرج‬ ‫إلى هذا الوجه يحفظ ال ّله عليه نفسه وأهله‪ ،‬حتى إذا انتهى إلى الـمكان الذي‬

‫يح��رم فيه‪ّ ،‬‬ ‫وكل ملكان يكتبان له أثره‪ ،‬ويضربان على منكبه ويقوالن‪ :‬أ ّما ما‬ ‫قد مضى فقد غفر لك فاستأنف العمل»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء‪ ،14‬حديث رقم (‪ ،)19553‬صفحة ‪. 439‬‬ ‫(‪ )2‬بحار األنوار‪ ،‬جزء ‪ ،96‬صفحة ‪. 315‬‬ ‫(‪ )3‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء‪ ،11‬حديث رقم (‪ ،)14365‬صفحة ‪. 105‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪42‬‬

‫ومنها‪ :‬قراءة س��ورة القدر ف��ي فريضة من الفرائ��ض اليومية‪ ،‬وهذا عمل‬ ‫س��هل ويس��ير ويس��تطيع كل أحد فعله‪ ،‬إال ّ‬ ‫أن أثره عظيم وكبير وهو غفران‬ ‫الذنوب‪.‬‬ ‫فقد جاء في اخلبر‪:‬‬

‫«ع��ن أبي عبد ال ّله \ قال‪ :‬من قرأ إنا أنزلناه في فريضة من فرائض ال ّله‬ ‫نادى ٍ‬ ‫مناد‪ :‬ياعبد ال ّله غفر ال ّله لك ما مضى فاستأنف العمل»(‪.)1‬‬

‫ومنها‪ :‬أن يس��تضيف اإلنسان ش��خص ًا في بيته‪ ،‬ففي الروايات حث على‬

‫ذلك‪ ،‬وال يحمل اإلنس��ان هم ما يقدم��ه للضيف‪ ،‬فإن الضيف يأتي والرزق‬ ‫م��ن ال ّله يأت��ي معه‪ ،‬ومن اآلث��ار العظيمة لالس��تضافة أن الضيف يخرج من‬ ‫الـمنزل وتخرج ذنوب أهل الـمنزل معه فال يبقى عليهم ذنب‪.‬‬ ‫ففي الرواية‪:‬‬

‫«قال النبي ڤ‪ :‬إذا أراد ال ّله بقوم خير ًا أهدى إليهم هدية‪ ،‬قالوا‪ :‬وما تلك‬

‫الهدية؟ قال‪ :‬الضيف ينزل برزقه‪ ،‬ويرحتل بذنوب أهل البيت »(‪.)2‬‬

‫وهن��اك أعمال أخرى كثي��رة توجب غفران الذن��وب‪ ،‬ولكن أكتفي بذكر‬

‫هذا الـمقدار‪.‬‬

‫(‪ )1‬ثواب األعمال‪ ،‬ثواب قراءة سورة {إنا أنزلناه} صفحة ‪. 154‬‬ ‫(‪ )2‬بحار األنوار‪ ،‬جزء ‪ ،72‬صفحة ‪. 461‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪43‬‬

‫مسببات قضاء الحاجة‬ ‫يصاب اإلنس��ان بـمش��اكل كبيرة في هذه الدنيا‪ ،‬فيحت��ار في اختيار احلل‬

‫الـمناسب لهذه الـمشاكل الصعبة والـمعقدة‪.‬‬

‫واحلل الصحيح هو اللجوء إلى ال ّله عزوجل‪ ،‬وطلب حل الـمش��كلة منه‬

‫تعالى‪ ،‬فهو الذي بيده كل شيء‪.‬‬

‫وقد وردت في الش��ريعة أمور يفعلها اإلنس��ان ويطلب حاجته‪ ،‬فيقضيها‬

‫ال ّله تعالى له‪ ،‬أذكر لكم اثنني منها‪:‬‬

‫األول‪ :‬ذكر علمه أمير الـمؤمنني \ البن أخيه عبد ال ّله بن جعفر‪.‬‬ ‫وإليك الرواية‪:‬‬

‫«ع��ن عب��د ال ّله بن جعفر‪ ،‬قال‪ :‬قال لي عمي علي بن أبي طالب \‪ :‬أال‬ ‫أحبوك(‪ )1‬كلمات وال ّله ما حدثت بها حسن ًا وال حسين ًا؟ إذا كانت لك إلى ال ّله‬

‫حاجة حتب قضاءها فقل‪( :‬ال إله إال ال ّله احلليم الكرمي‪ ،‬ال إله إال ال ّله العلي‬ ‫العظيم‪ ،‬سبحان ال ّله رب السماوات السبع‪ ،‬وما فيهن ورب العرش العظيم‪،‬‬ ‫واحلمد ل ّله رب العالـمني‪ ،‬ال ّلهم إني أس��ألك بأنك ملك مقتدر‪ ،‬وأنت على‬ ‫كل شيء قدير‪ ،‬ما تشاء من كل شيء يكون)‪ ،‬ثم تسأل حاجتك»(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬أحبوك‪ :‬أخصك‪.‬‬ ‫(‪ )2‬بحار األنوار‪ ،‬جزء ‪ ،92‬صفحة ‪. 157‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪44‬‬

‫الثان��ي‪ :‬أن يتوض��أ اإلنس��ان‪ ،‬ثم يصلي ركعتني بخش��وع وخض��وع‪ ،‬فإذا‬ ‫انته��ى من الصالة حمد ال ّله وأثنى عليه‪ ،‬ثم يصل��ي على النبي وآله ويطلب‬

‫حاجته‪ ،‬فإنها تقضى إن شاء ال ّله‪.‬‬ ‫وإليك نص اخلبر‪:‬‬

‫«ع��ن احلس��ن بن صالح قال‪ :‬س��معت أبا عبد ال ّل��ه \ يقول‪ :‬من توضأ‬

‫فأحس��ن الوض��وء‪ ،‬وصلى ركعتني ف��أمت ركوعهما وس��جودهما‪ ،‬ثم جلس‬ ‫فأثنى على ال ّله عز وجل‪ ،‬وصلى على رس��ول ال ّله ڤ‪ ،‬ثم س��أل ال ّله حاجته‪،‬‬ ‫فقد طلب اخلير في مظا ِّنه‪ ،‬ومن طلب اخلير في مظا ِّنه لم َي ِ‬ ‫ـخب»(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬الكافي‪ ،‬اجلزء ‪ ،3‬ص‪ ،473‬باب ‪ ،261‬حديث رقم ‪. 5‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪45‬‬

‫أثــر النافلــة‬ ‫ورد في احلديث الشريف أن من عالمات الـمؤمن صالة إحدى وخمسني‪،‬‬

‫والـمقصود بها مجموع عدد ركعات الفرائض والنوافل في كل يوم وليلة‪.‬‬

‫فالفرائض س��بع عش��رة ركع��ة‪ ،‬الصبح ركعت��ان‪ ،‬والظهر أرب��ع‪ ،‬والعصر‬

‫أربع‪ ،‬والـمغرب ثالث‪ ،‬والعشاء أربع‪.‬‬ ‫والنوافل أربع وثالثون ركعة‪،‬‬

‫نافلة الصبح ركعتان قبل صالة الصبح‪،‬‬

‫ونافلة الظهر ثمان ركعات قبل صالة الظهر‪،‬‬

‫ونافلة العصر ثمان ركعات قبل صالة العصر‪،‬‬

‫ونافلة الـمغرب أربع ركعات بعد صالة الـمغرب‪،‬‬

‫ونافلة العشاء ركعتان من جلوس بعد صالة العشاء حتسبان بركعة واحدة‪،‬‬

‫ونافلة الليل إحدى عشرة ركعة بعد انتصاف الليل‪ ،‬ثمان منها بنية صالة‬

‫الليل‪ ،‬وركعتان بنية صالة الشفع‪ ،‬وركعة واحدة بنية صالة الوتر‪.‬‬

‫والنواف��ل مس��تحبة وليس��ت واجب��ة‪ ،‬ولكن ينبغ��ي على الـمؤم��ن أن ال‬ ‫يتركها‪ ،‬بل يحاول قدر اإلمكان أن يكون ملتزم ًا بها أو ببعضها‪.‬‬

‫وق��د ورد ف��ي الروايات أن للنوافل أثر ًا مهم ًا جد ًا‪ ،‬وهو أنها تؤدي لقبول‬

‫الفريضة‪.‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪46‬‬

‫فإن الفريضة ال تكون مقبولة في كثير من األحيان بسبب عدم توجه اإلنسان‬ ‫بقلبه إلى ال ّله عزوجل في أثناء الصالة‪ ،‬بل يكون فكره مشغو ً‬ ‫ال بأمور الدنيا‪،‬‬ ‫فإذا أدى اإلنسان النافلة فإن الفريضة تقبل منه كما جاء في احلديث‪.‬‬ ‫وأنقل لكم حديثني بهذا الـمعنى‪:‬‬ ‫احلديث األول‪:‬‬

‫«عن أبي جعفر \ قال‪ :‬إن العبد ليرفع له من صالته نصفها أو ثلثها أو‬ ‫ربعها أو خمسها‪ ،‬فما يرفع له إال ما أقبل عليه منها بقلبه‪ ،‬وإنـما أمرنا بالنافلة‬ ‫ليتم لهم بها ما نقصوا من الفريضة»(‪.)1‬‬ ‫احلديث الثاني‪:‬‬

‫« عن أبي حمزة الثـمالي قال‪ :‬رأيت علي بن احلس�ين \ يصلي فس��قط‬ ‫رداه عن منكبيه‪ ،‬قال‪ :‬فلم ُي َس ِّوه حتى فرغ من صالته‪ ،‬قال‪ :‬فسألته عن ذلك؟‬ ‫فق��ال‪ :‬ويحك‪ ،‬أتدري بني يدي من كن��ت؟ إن العبد ال تقبل منه صالة إال ما‬ ‫أقب��ل منه��ا‪ ،‬فقلت‪ :‬جعلت فداك ‪،‬هلكنا‪ ،‬فقال‪ :‬كال إن ال ّله تعالى يتمم ذلك‬ ‫بالنوافل»(‪.)2‬‬

‫أقول‪ :‬بناء على هذين احلديثني الش��ريفني‪ ،‬متى ما الحظ اإلنس��ان أنه لم‬ ‫يك��ن متوجه ًا بقلبه في الصالة إلى الله عزوج��ل‪ ،‬فليحاول االتيان بالنافلة‪،‬‬ ‫لك��ي ينال أج��ر الصالة املقبولة‪ ،‬بل ينبغي للمؤم��ن أن يؤدي النافلة حتى لو‬ ‫كان متوجه ًا بقلبه إلى الله في صالته‪ ،‬لكي ال يفوته أجر النافلة‪.‬‬ ‫(‪ )1‬وسائل الشيعة‪ ،‬اجلزء ‪ ،4‬حديث رقم (‪ ،)4541‬صفحة ‪. 71‬‬ ‫(‪ )2‬تهذيب األحكام‪ ،‬اجلزء ‪ ،2‬حديث (‪ ،)1415‬صفحة ‪. 298‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪47‬‬

‫مسببات‬ ‫تضاعف أجر الصالة‬ ‫وردت في الش��ريعة الـمقدس��ة أمور يفعلها اإلنس��ان تؤدي إلى تضاعف‬ ‫أجر الصالة أضعاف ًا كثيرة تصل أحيان ًا إلى ألف ضعف‪.‬‬ ‫أذكر لكم ثالثة منها مع ذكر الرواية التي نصت على تضاعف األجر فيها‪:‬‬

‫األول‪ :‬ال��زواج‪ ،‬ف��إن ص�لاة الـمت��زوج ثوابه��ا أكب��ر وأعظ��م م��ن صالة‬ ‫األعزب‪.‬‬ ‫فقد ورد في الرواية‪:‬‬

‫«ع��ن جعفر بن محمد عن أبيه ‪ c‬قال‪ :‬الركعتان يصليهما متزوج أفضل‬

‫من سبعني ركعة يصليها أعزب»(‪.)1‬‬ ‫وفي خبر آخر‪:‬‬

‫«قال النبي ڤ‪ :‬لركعتان يصليهما متزوج أفضل من رجل عزب يقوم ليلة‬ ‫ويصوم نهاره»(‪.)2‬‬

‫الثاني‪ :‬لبس خامت من العقيق في الصالة‪ ،‬فإن أجر الصالة يتضاعف معه‬ ‫بشكل عجيب‪.‬‬ ‫(‪ )1‬من ال يحضره الفقيه‪ ،‬اجلزء ‪ ،3‬ص‪ .236‬باب ‪ 102‬حديث ‪.1‬‬ ‫(‪ )2‬من ال يحضره الفقيه‪ ،‬اجلزء ‪ ،3‬ص‪ .237‬باب ‪ 102‬حديث ‪.2‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪48‬‬

‫وإليك نص اخلبر عن اإلمام الصادق \‪:‬‬

‫«قال‪ :‬صالة ركعتني بفص عقيق تعدل ألف ركعة بغيره»(‪.)1‬‬

‫الثالث‪ :‬التعطر حني الصالة‪ ،‬فإن الـمتعطر يتضاعف أجر صالته‪.‬‬ ‫فقد جاء في احلديث‪:‬‬

‫«ع��ن الـمفضل بن عمر‪ ،‬عن الصادق \ قال‪ :‬ركعتان يصليهما متعطر‬

‫أفضل من سبعني ركعة يصليها غير متعطر»(‪.)2‬‬

‫أقول‪ :‬بعد قراءة هذه الروايات‪ ،‬ال ينبغي للـمؤمن أن يبدأ بصالته إال بعد‬

‫فعل هذه األمور كلها أو بعضها‪ ،‬حتى يحصل على أجر مضاعف للصالة‪.‬‬

‫(‪ )1‬وسائل الشيعة‪ ،‬اجلزء ‪ ،5‬حديث رقم (‪ ،)6012‬صفحة ‪. 91‬‬ ‫(‪ )2‬ثواب األعمال‪ ،‬صفحة ‪( ،67‬ثواب صالة الـمتعطر)‪.‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪49‬‬

‫الدعاء لطلب الحج‬ ‫كثي��ر من الناس ال تتوفر له��م الظروف للحج‪ ،‬إما لنق��ص في الـمال‪ ،‬أو‬

‫منع من السلطات‪ ،‬أو غيرها من األسباب‪.‬‬

‫وكثي��ر ًا ما يحصل أن ش��خص ًا يبذل جهد ًا كبير ًا م��ن أجل أن يذهب حلج‬ ‫بيت ال ّله احلرام‪ ،‬ومع ذلك ال يحصل له التوفيق‪.‬‬ ‫وق��د وردت بع��ض األم��ور في الش��ريعة الـمقدس��ة تكون س��بب ًا للتوفيق‬

‫للحج‪ .‬وسأذكر هنا دعا ًء ومناجاة قد وردا في طلب احلج‪.‬‬

‫أم��ا الدعاء‪ ،‬فهو دعاء يس��مى بدعاء احلج‪ ،‬قد ورد اس��تحباب قراءته في‬

‫شهر رمضان الـمبارك‪.‬‬

‫وإليك نص الرواية‪:‬‬

‫«ع��ن أب��ي بصير قال‪ :‬كان أبو عب��د ال ّله \ يدعو بهذا الدعاء في ش��هر‬

‫رمض��ان‪( :‬اللهم إني بك ومنك أطل��ب حاجتي‪ ،‬من طلب حاجة إلى الناس‬ ‫فإن��ي ال أطل��ب حاجت��ي إال منك وحدك ال ش��ريك لك‪ ،‬وأس��ألك بفضلك‬

‫ورضوان��ك أن تصل��ي على محمد وأه��ل بيته‪ ،‬وأن جتعل لي ف��ي عامي هذا‬ ‫إلى بيتك احلرام سبي ً‬ ‫ال‪ ،‬حجة مبرورة متقبلة زاكية خالصة لك‪ ،‬تقر بها عيني‬

‫وترفع بها درجتي وترزقني أن أغض بصري وأن أحفظ فرجي وأن أكف بها‬ ‫عن جميع محارمك‪ ،‬حتى ال يكون ش��يء آثر عندي من طاعتك وخش��يتك‬ ‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪50‬‬

‫والعم��ل بـما أحببت والترك لـما كرهت ونهيت عنه‪ ،‬واجعل ذلك في يس��ر‬ ‫ويس��ار وعافية‪ ،‬وأس��ألك أن جتعل وفاتي قت ً‬ ‫ال في سبيلك حتت راية نبيك مع‬

‫أوليائك‪ ،‬وأسألك أن تقتل بي أعدائك وأعداء رسولك‪ ،‬وأسألك أن تكرمني‬

‫بهوان من ش��ئت من خلقك وال تهني بكرامة أحد من أوليائك‪ ،‬اللهم اجعل‬ ‫لي مع الرسول سبيال‪ ،‬حسبي ال ّله ما شاء ال ّله)»(‪.)1‬‬ ‫وأما الـمناجاة في طلب احلج‪ ،‬فقد وردت عن إمامنا اجلواد \‪ ،‬وتصلح‬

‫قراءتها في أي وقت‪:‬‬ ‫وهذا نصها‪:‬‬

‫«بس��م ال ّله الرحم��ن الرحيم‪ ،‬الله��م ارزقني احلج ال��ذي فرضته على من‬ ‫ال‪ ،‬واجعل لي فيه هادي ًا وإليه دلي ً‬ ‫استطاع إليه سبي ً‬ ‫ال‪ ،‬وقرب لي بعد الـمسالك‪،‬‬

‫وأعن��ي فيه على تأدية الـمناس��ك‪ ،‬وح��رم بإحرامي على النار جس��دي‪ ،‬وزد‬ ‫للسفر في زادي وقوتي وجلدي‪ ،‬وارزقني رب الوقوف بني يديك‪ ،‬واإلفاضة‬ ‫إلي��ك‪ ،‬وظ ّفرن��ي بالنج��ح واح ُبني بواف��ر الربح‪ ،‬وأصدرن��ي رب من موقف‬ ‫احلج األكبر إلى مزدلفة الـمش��عر‪ ،‬واجعلها زلف��ة إلى رحمتك‪ ،‬وطريق ًا إلى‬ ‫جنتك‪ ،‬أوقفني موقف الـمش��عر احلرام‪ ،‬ومقام وفود اإلحرام‪ ،‬وأهلني لتأدية‬

‫الـمناس��ك‪ ،‬ونح��ر اله��دي التوامك ب��دم يث��ج‪ ،‬وأوداج متج‪ ،‬وإراق��ة الدماء‬

‫الـمس��فوحة‪ ،‬من الهدايا الـمذبوح��ة‪ ،‬وفري أوداجها على ما أمرت‪ ،‬والتنفل‬ ‫به��ا كما رس��مت‪ ،‬وأحضرني الله��م صالة العي��د راجي ًا للوعد حالق ًا ش��عر‬ ‫(‪ )1‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،10‬حديث رقم (‪ ،)13519‬صفحة ‪. 325‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪51‬‬

‫رأس��ي ومقصر ًا مجتهد ًا في طاعتك‪ ،‬مش��مر ًا رامي ًا للجمار بس��بع بعد س��بع‬ ‫م��ن األحج��ار‪ ،‬وأدخلني اللهم عرضة بيتك وعقوت��ك وأوجلني محل أمنك‬ ‫علي اللهم بوافر‬ ‫وكعبتك ومساكينك وسؤالك‪ ،‬ووفدك ومحاويجك‪ ،‬وجد ّ‬ ‫عجي بقبول‬ ‫األج��ر من االنكفاء والنفر‪ ،‬واختم لي مناس��ك حجي وانقضاء ّ‬ ‫منك لي ورأفة منك يا غفور يا رحيم يا أرحم الراحمني»(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬بحار األنوار‪ ،‬جزء ‪ ،91‬صفحة ‪. 118‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪52‬‬

‫قســوة القلــب‬ ‫رقة القلب مـمدوحة في الشرع‪ ،‬وقسوة القلب مذمومة بشدة‪.‬‬

‫وإذا دع��ا اإلنس��ان وقد ّ‬ ‫رق قلبه اس��تجيب دعاؤه‪ ،‬ألن رق��ة القلب دليل‬ ‫اإلخالص ل ّله تعالى‪.‬‬ ‫فقد جاء في الرواية‪:‬‬

‫«ع��ن أبي بصي��ر‪ ،‬عن أبي عبد ال ّله \ ق��ال‪ :‬إذا رق أحدكم فليدع‪ ،‬فإن‬

‫القلب ال يرق حتى يخلص»(‪.)1‬‬

‫وإذا دعا اإلنسان وكان قلبه قاسي ًا فال يستجاب دعاؤه‪.‬‬ ‫فقد جاء في اخلبر‪:‬‬

‫«ع��ن أب��ي عبد ال ّل��ه \ قال‪ :‬إن ال ّل��ه عز وجل ال يس��تجيب دعاء بظهر‬

‫قلب قاس»(‪.)2‬‬

‫وق��د وردتنا في الرواي��ات بعض األعمال التي تؤدي إلى قس��وة القلب‪،‬‬

‫فليتجنبها اإلنسان مهما أمكنه‪ .‬أذكر لكم ثالثة منها‪:‬‬ ‫األول‪ :‬كثرة ارتكاب الذنوب والـمعاصي‪.‬‬

‫(‪ )1‬وسائل الشيعة‪ ،‬اجلزء ‪ ،7‬رقم احلديث (‪ ،)8758‬ص‪. 72‬‬ ‫(‪ )2‬وسائل الشيعة‪ ،‬اجلزء ‪ ،7‬رقم احلديث (‪ ،)8704‬ص‪. 54‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫فقد ورد في اخلبر‪:‬‬

‫‪53‬‬

‫«عن األصبغ بن نباته‪ ،‬قال‪ :‬قال أمير الـمؤمنني \‪ :‬ما جفت الدموع إال‬

‫لقسوة القلوب‪ ،‬وما قست القلوب إال لكثرة الذنوب»(‪.)1‬‬ ‫الثاني‪ :‬ترك ذكر ال ّله عز وجل‪.‬‬ ‫فقد ورد في الرواية‪:‬‬

‫«ع��ن أب��ي عب��د ال ّله \ ق��ال‪ :‬أوح��ى ال ّله ع��ز وجل إلى موس��ى \‪:‬‬

‫ياموس��ى‪ ،‬ال تف��رح بكث��رة الـمال‪ ،‬وال ت��دع ذكري على كل ح��ال‪ ،‬فإن كثرة‬

‫الـمال تنسي الذنوب وإن ترك ذكري يقسي القلوب»(‪.)2‬‬

‫الثالث‪ :‬إهالة تراب القبر على األرحام‪ ،‬فإنه يسبب قسوة القلب كما جاء‬

‫في الرواية‪.‬‬

‫وإليك نص اخلبر‪:‬‬

‫«ع��ن عبي��د بن زرارة قال‪ :‬م��ات لبعض أصحاب أبي عب��د ال ّله \ ولد‬ ‫فحضر أبو عبد ال ّله \‪ ،‬فلما أحلد تقدم أبوه فطرح عليه التراب‪ ،‬فأخذ أبو‬

‫عب��د ال ّله \ بكفيه وقال‪ :‬ال تط��رح عليه التراب‪ ،‬ومن كان منه ذا رحم فال‬ ‫يطرح عليه التراب‪ ،‬فإن رسول ال ّله ڤ نهى أن يطرح الوالد أو ذو رحم على‬ ‫ميت��ه التراب‪ ،‬فقلنا‪ :‬يا بن رس��ول ال ّله‪ ،‬أتنهانا ع��ن هذا وحده؟ فقال‪ :‬أنهاكم‬

‫(‪ )1‬وسائل الشيعة‪ ،‬اجلزء ‪ ،16‬رقم احلديث (‪ ،)20938‬ص‪. 45‬‬ ‫(‪ )2‬وسائل الشيعة‪ ،‬اجلزء ‪ ،7‬رقم احلديث (‪ ،)8976‬ص‪. 151‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪54‬‬

‫أن تطرحوا التراب على ذوي أرحامكم‪ ،‬فإن ذلك يورث القسوة في القلب‪،‬‬ ‫ومن قسا قلبه َب ُعد من ربه»(‪.)1‬‬

‫وف��ي الـمقابل وردت أعمال وأفعال تس��بب رق��ة القلب‪ ،‬أذكر لكم اثنني‬

‫منها‪:‬‬

‫األول‪ :‬قلة األكل والشرب ليشعر اإلنسان باجلوع والعطش‪.‬‬

‫فقد وردت في ضمن خبر طويل عن اإلمام الصادق \ هذه الفقرة‪:‬‬ ‫َ‬ ‫لبت رقة القلب‪ ،‬فوجدتها في اجلوع والعطش»(‪.)2‬‬ ‫«وط ُ‬

‫الثان��ي‪ :‬أكل الع��دس‪ ،‬فقد ورد في روايات عديدة أنه س��بب لرقة القلب‬

‫ونزول الدمعة‪ .‬أذكر لكم روايتني منها‪:‬‬ ‫الرواية األولى‪:‬‬

‫«ع��ن أبي عبد ال ّله \ ق��ال‪ :‬قال أمير الـمؤمنني \‪ :‬أكل العدس يرق‬

‫القلب ويسرع الدمعة»(‪.)3‬‬ ‫الرواية الثانية‪:‬‬

‫«عن أبي عبد ال ّله \ قال‪ :‬شكا رجل إلى النبي ڤ قساوة القلب‪ ،‬فقال‬

‫له‪ :‬عليك بالعدس‪ ،‬فإنه يرق القلب‪ ،‬ويسرع الدمعة»(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬وسائل الشيعة‪ ،‬اجلزء ‪ ،3‬رقم احلديث (‪ ،)3375‬ص‪. 191‬‬ ‫(‪ )2‬مستدرك وسائل الشيعة‪ ،‬اجلزء ‪ ،12‬حديث رقم (‪ ،)13810‬ص‪. 173‬‬ ‫(‪ )3‬وسائل الشيعة‪ ،‬اجلزء ‪ ،25‬رقم احلديث (‪ ،)31406‬ص‪. 127‬‬ ‫(‪ )4‬وسائل الشيعة‪ ،‬اجلزء ‪ ،25‬رقم احلديث (‪ ،)31408‬ص‪. 128‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪55‬‬

‫عالج الوسواس‬ ‫الوس��واس مرض نفس��ي يعاني منه كثير من الناس بـما فيهم الـمؤمنون‪،‬‬

‫وفي بعض األحيان يكون وسواس��ه في ما يرتبط باألحكام الدينية الشرعية‪،‬‬ ‫مثل الوضوء ُ‬ ‫والغسل والصالة‪ ،‬فيتوضأ خمس مرات ألنه يوسوس فيتصور‬

‫عدم وصول الـماء‪ ،‬ويأخذ منه ُ‬ ‫الغسل ساعة من الزمن ألنه يوسوس فيتخيل‬ ‫أن الـم��اء لم يصل إلى بش��رته‪ ،‬ويكرر الصالة عدة مرات بس��بب ش��كه في‬

‫صحتها‪.‬‬

‫وهذا الوسواس نهى عنه الشرع وبشدة‪ ،‬حيث ذكر اإلمام كما في الرواية‪،‬‬

‫أن هذا الوسواس مصدره الشيطان (عليه اللعنة)‪.‬‬ ‫فقد ورد في اخلبر‪:‬‬

‫«ع��ن عب��د ال ّله بن س��نان قال‪ :‬ذك��رت ألبي عب��د ال ّله \ رج ً‬ ‫�لا مبتلى‬ ‫بالوض��وء والصالة‪ ،‬وقلت‪ :‬هو رجل عاقل‪ ،‬فقال أبو عبد ال ّله‪ :‬وأي عقل له‬

‫وهو يطيع الشيطان؟ فقلت له‪ :‬وكيف يطيع الشيطان؟ فقال‪ :‬سله‪ ،‬هذا الذي‬ ‫يأتيه من أي شيء هو؟ فإنه يقول لك‪ :‬من عمل الشيطان»(‪.)1‬‬

‫وبعد ذكر الوس��واس وأن الش��رع نهى عنه‪ ،‬إضافة إل��ى أن من يعاني منه‬ ‫يتأذى كثير ًا ويضيع الكثير من وقته‪ ،‬ويس��رف في الـماء‪ ،‬نذكر أن هناك عدة‬

‫أمور ورد أن فعلها يذهب بالوسواس‪.‬‬

‫(‪ )1‬وسائل الشيعة‪ ،‬اجلزء ‪ ،1‬حديث (‪ ،)137‬صفحة‪. 63‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪56‬‬

‫منها‪ :‬صيام ثالثة أيام في كل ش��هر‪ ،‬وهي أول خميس وآخر خميس من‬ ‫الشهر وأول أربعاء من العشرة الوسطى في الشهر‪.‬‬ ‫فقد ورد في الرواية‪:‬‬

‫«ع��ن حم��اد بن عثمان ع��ن أبي عبد ال ّل��ه \ قال‪ :‬س��معته يقول‪ :‬صام‬ ‫رس��ول ال ّل��ه ڤ حتى قيل‪ :‬ما يفط��ر‪ ،‬ثم أفطر حتى قيل‪ :‬م��ا يصوم‪ ،‬ثم صام‬ ‫ص��وم داود \ يوم�� ًا ويوم�� ًا ال‪ ،‬ثم قب��ض على صيام ثالثة أيام في الش��هر‪،‬‬ ‫ق��ال‪ :‬إنهن يعدلن صوم الش��هر ويذهنب بوحر الصدر‪ ،‬والوحر‪ :‬الوسوس��ة‪،‬‬ ‫ق��ال حم��اد‪ :‬فقل��ت‪ :‬وأي األيام ه��ي؟ ق��ال‪ :‬أول خميس في الش��هر‪ ،‬وأول‬ ‫أربعاء بعد العش��ر من��ه‪ ،‬وآخر خميس فيه‪ ،‬فقلت‪ :‬كي��ف صارت هذه األيام‬ ‫التي تصام؟ فقال‪ :‬إنّ من قبلنا من األمم‪ ،‬كان إذا نزل على أحدهم العذاب‪،‬‬ ‫نزل في هذه األيام‪ ،‬فصام رسول ال ّله ڤ هذه األيام الـمخوفة»(‪.)1‬‬ ‫ومنها‪ :‬أكل الرمان على الريق يوم اجلمعة‪.‬‬ ‫فقد جاء في احلديث‪:‬‬

‫«عن زياد بن مروان القندي قال‪ :‬س��معت أبا احلس��ن األول \ يقول‪:‬‬ ‫م��ن أكل رمانة يوم اجلمع��ة على الريق نورت قلبه أربع�ين صباح ًا‪ ،‬فإن أكل‬ ‫رمانت�ين فثمان�ين يوم ًا‪ ،‬ف��إن أكل ثالث�� ًا فمائة وعش��رين يوم ًا‪ ،‬وط��ردت عنه‬ ‫وسوسة الشيطان‪ ،‬ومن طردت عنه وسوسة الشيطان لم يعص ال ّله عز وجل‪،‬‬ ‫ومن لم يعص ال ّله أدخله ال ّله اجلنة»(‪.)2‬‬ ‫(‪ )1‬الكافي‪ ،‬اجلزء ‪ ،4‬ص‪ ،89‬باب ‪ ،55‬حديث ‪. 1‬‬ ‫(‪ )2‬وسائل الشيعة‪ ،‬اجلزء ‪ ،24‬حديث (‪ ،)30943‬صفحة ‪. 418‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫قال ابن األعسم في الرمان‪:‬‬

‫وسيـــــد الفواكــــــــه الرمـــــانُ‬ ‫ِ‬ ‫الدين‬ ‫منــــــور قلــــوب أهـــل‬

‫‪57‬‬

‫يأكلـــــــه اجلائــــع والشبـــعانُ‬ ‫ومذهــــــب وسوســـة اللعــ ِ‬ ‫ني‬

‫ومنها‪ :‬اإلكثار من قول‪( :‬توكلت على احلي الذي ال يـموت‪ ،‬واحلمد ل ّله‬ ‫الذي لم يتخذ صاحبة وال ولد ًا‪ ،‬ولم يكن له شريك في الـملك‪ ،‬ولم يكن له‬

‫ولي من الذل وكبره تكبير ًا)‪.‬‬ ‫فقد جاء في الرواية‪:‬‬

‫«ع��ن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬عن أبي عبد ال ّله \ قال‪ :‬جاء رجل إلى النبي‬ ‫ڤ فقال‪ :‬يا رس��ول ال ّله قد لقيت ش��دة من وسوسة الصدر‪ ،‬وأنا رجل مدين‬

‫معي��ل مح��وج‪ ،‬فقال له‪ :‬ك��رر هذه الكلم��ات‪( :‬توكلت على احل��ي الذي ال‬ ‫يـموت‪ ،‬واحلمد ل ّله الذي لم يتخذ صاحبة وال ولدا‪ ،‬ولم يكن له ش��ريك في‬ ‫الـمل��ك‪ ،‬ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبير ًا)‪ .‬فلم يلبث أن جاءه فقال‪:‬‬ ‫أذهب ال ّله عني وسوسة صدري‪ ،‬وقضى عني ديني‪ ،‬ووسع علي رزقي»(‪.)1‬‬ ‫وهن��اك عالج��ات أخ��رى وردت للوس��واس ولك��ن نكتف��ي بذك��ر هذا‬

‫الـمقدار‪.‬‬

‫(‪ )1‬الكافي‪ ،‬اجلزء‪ ،2‬ص‪ ،522‬باب ‪ ،263‬حديث ‪. 3‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪58‬‬

‫عالج لوجع البطن‬ ‫يعان��ي كثي��ر م��ن الناس م��ن ألم ووجع ف��ي البط��ن‪ ،‬وأحيان ًا ال يس��تطيع‬ ‫اإلنس��ان النوم لش��دة ه��ذا األلم‪ ،‬فيذهب إل��ى األطباء هنا وهن��اك بحث ًا عن‬ ‫عالج لـمرضه‪ ،‬وفي الواقع العالج يأتي من ال ّله عز وجل‪.‬‬ ‫قال تعالى‪{ :‬ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ}(‪.)1‬‬

‫وقد وردتنا رواية عن أمير الـمؤمنني علي بن أبي طالب \ تذكر عالج ًا‬ ‫س��ه ً‬ ‫ال لوجع البطن‪ ،‬واس��تدل اإلمام كما في الرواية على هذا العالج بآيات‬ ‫من القرآن الكرمي‪.‬‬ ‫وإليك نص الرواية‪:‬‬

‫«الفضل بن احلس��ن الطبرسي في (مجمع البيان) نق ً‬ ‫ال من كتاب العياشي‬ ‫مرفوع�� ًا إلى أمي��ر الـمؤمنني \ إن رج ً‬ ‫ال قال له‪ :‬إن��ي موجع بطني‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫ألك زوجة؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬اس��توهب منها ش��يئ ًا من مالها طيبة به نفس��ها‪،‬‬ ‫ثم اش��تر به عس ً‬ ‫�لا‪ ،‬ثم اسكب عليه من ماء الس��ماء‪ ،‬ثم اشربه‪ ،‬فإني سمعت‬ ‫ال ّله س��بحانه يقول ف��ي كتاب��ه‪{ :‬ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ} وقال‪ { :‬ﮟ‬ ‫ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ} وق��ال‪{ :‬ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ‬ ‫ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ} وإذا اجتمعت البركة والشفاء والهنيء املريء‬ ‫شفيت إن شاء ال ّله تعالى‪ ،‬قال‪ :‬ففعل فشفي»(‪.)2‬‬ ‫(‪ )1‬سورة الشعراء‪ ،‬آية ‪. 80‬‬ ‫(‪ )2‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء‪ ،25‬حديث (‪ ،)31321‬صفحة ‪. 100‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪59‬‬

‫أق��ول‪ :‬بن��اء على ه��ذه الرواية‪ ،‬متى ما أصيب اإلنس��ان بوج��ع في بطنه‪،‬‬ ‫فليذهب إلى زوجته ويطلب منها أن تعطيه شيئ ًا من مالها بطيب نفسها‪.‬‬

‫وال يجبرها على ذلك‪ ،‬فإنه إن أجبرها ارتكب معصية أو ً‬ ‫ال‪ ،‬ولم يحصل‬ ‫على األثر الـمرجو ثاني ًا‪.‬‬ ‫ف��إذا أعطت��ه من مالها ش��يئ ًا برضاه��ا التام‪ ،‬اش��ترى بهذا الـمال ش��يئ ًا من‬

‫العسل‪ ،‬ثم يضع هذا العسل في إناء فيه شيء من ماء الـمطر‪ ،‬ثم يشربه‪ ،‬فإنه‬ ‫يشفى بإذن ال ّله تعالى‪.‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪60‬‬

‫عـالج البـواسيـر‬ ‫من األمراض الـمؤلـمة التي يعاني منها كثير من الناس مرض البواسير‪ ،‬وفي‬

‫بعض األحيان تطول مدة هذا الـمرض‪ ،‬ويحتار اإلنسان في كيفية عالجه‪.‬‬

‫وق��د وردتن��ا ع��دة رواي��ات تذك��ر عالج��ات له��ذا الـمرض‪ ،‬أذك��ر لكم‬

‫بعضها‪:‬‬

‫األول‪ :‬أكل التــــــــني‪.‬‬ ‫فقد ورد في اخلبر‪:‬‬

‫«ع��ن أب��ي ذر رحم��ه ال ّله قال‪ :‬أهدي إل��ى النبي ڤ طبق علي��ه تني‪ ،‬فقال‬

‫ألصحاب��ه‪ :‬كلوا‪ ،‬فلو قلت‪ :‬فاكهة نزلت م��ن اجلنة لقلت‪ :‬هذه‪ ،‬ألنها فاكهة‬

‫بال ُعجم(‪ ،)1‬فكلوها‪ ،‬فإنها تقطع البواسير»(‪.)2‬‬ ‫وفي رواية أخرى‪:‬‬

‫«ع��ن الرض��ا \ قال‪ :‬الت�ين يذهب بالبخ��ر (‪ )3‬ويش��د العظ��م‪ ،‬و ُيـ ْنبِت‬

‫الش��عر‪ ،‬ويذهب بال��داء‪ ،‬وال يحتاج مع��ه إلى دواء‪ ،‬وقال \‪ :‬التني أش��به‬ ‫شيء بنبات اجلنة»(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬بال عجم‪ :‬يعني بال نوى‪.‬‬ ‫(‪ )2‬بحار األنوار‪ ،‬جزء ‪ ،63‬ص‪. 186‬‬ ‫(‪ )3‬البخر‪ :‬رائحة الفم الكريهة‪.‬‬ ‫(‪ )4‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،25‬حديث (‪ ،)31554‬ص‪. 169‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪61‬‬

‫وقد نظم ابن األعسم هاتني الروايتني في بيتني جميلني من الشعر فقال‪:‬‬

‫والتــــــني مما جــــــاء في الســـــنة‬

‫ينفـــــــــي البواســـــير وكـل الـداء‬ ‫الثاني‪ :‬أكل اجلــــــــزر‪.‬‬

‫أشبـــــــــه شــيء بنـــــــبات اجلـــنة‬ ‫ومعــــــــه لــم يحتــــــج إلـى دواء‬

‫فقد ورد في احلديث‪:‬‬

‫«ق��ال أبو عب��د ال ّله \‪ :‬اجلزر أمان من القولنج والبواس��ير‪ ،‬ويعني على‬ ‫اجلماع»(‪.)1‬‬ ‫الثالث‪ :‬أكل الكراث‪.‬‬ ‫فقد جاء في اخلبر‪:‬‬

‫«عن فرات بن أحنف‪ ،‬قال‪ :‬س��ئل أبو عبد ال ّل��ه \ عن الكراث‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫ُك ْلـ��ه‪ ،‬فإن فيه أربع خصال‪ :‬يطيب النكهة‪ ،‬ويطرد الرياح‪ ،‬ويقطع البواس��ير‪،‬‬ ‫وهو أمان من اجلذام ملن أدمن عليه»(‪.)2‬‬ ‫الرابع‪ :‬غسل مكان الغائط عند قضاء احلاجة بالـماء البارد‪.‬‬ ‫فقد جاء في اخلبر‪:‬‬

‫(‪ )1‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،25‬حديث (‪ ،)31694‬ص‪. 206‬‬ ‫(‪ )2‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،25‬حديث (‪ ،)31626‬ص‪. 189‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪62‬‬

‫«عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال ّله \ قال‪ :‬االستنجاء بالـماء البارد يقطع‬ ‫البواسير»(‪.)1‬‬

‫وهناك ش��يء ورد أنه يسبب اإلصابة بالبواسير‪ ،‬وهو طول اجللوس على‬ ‫اخلالء لقضاء احلاجة‪.‬‬ ‫فقد جاء في احلديث‪:‬‬

‫«عن محمد بن مس��لم قال‪ :‬سـمعت أبا جعفر \ يقول‪ :‬طول اجللوس‬ ‫على اخلالء يورث البواسير»(‪.)2‬‬ ‫أقول‪ :‬من املالحظ في اآلونة األخيرة كثرة من يشكو اإلصابة بالبواسير‪،‬‬ ‫وأصب��ح اللج��وء إلى الطب احلديث غير نافع في كثي��ر من األحيان‪ ،‬هذا إذا‬ ‫لم يجلب األضرار كما يحصل كثير ًا‪.‬‬ ‫وعلي��ه فم��ن الدي��ن والعق��ل‪ ،‬اللجوء إل��ى اإلرش��ادات الت��ي وردتنا في‬ ‫روايات أهل البيت ‪ ،b‬فإنها نافعة بإذن الله تعالى‪.‬‬

‫وعل��ى ف��رض كون ه��ذه الروايات ليس��ت ص��ادرة عن األئم��ة ‪ ،b‬فإن‬ ‫العالجات املذكورة فيها ليست ضارة حتم ًا‪.‬‬

‫ف��أكل التني واجلزر والكراث‪ ،‬لو لم يكن نافع لعالج البواس��ير‪ ،‬فإنه غير‬ ‫ضار حتم ًا‪.‬‬

‫وكذا الكالم في غس��ل موضع الغائط باملاء البارد‪ ،‬وجتنب طول اجللوس‬ ‫على اخلالء‪.‬‬ ‫(‪ )1‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،1‬حديث (‪ ،)941‬ص‪. 354‬‬ ‫(‪ )2‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،1‬حديث (‪ ،)885‬ص‪. 336‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪63‬‬

‫أكل التفاح‬ ‫للحمى والرعاف‬ ‫عالج‬ ‫ّ‬ ‫ذك��رت الروايات الواردة عن أئم��ة أهل البيت ‪ ،b‬أن أكل التفاح له آثار‬ ‫عظيمة‪ ،‬وينفع للتداوي من األمراض‪.‬‬ ‫فقد ورد في اخلبر‪:‬‬

‫«عن أبي عبدالله \ قال‪ :‬لو يعلم الناس ما في التفاح ما داووا مرضاهم‬ ‫إال به»(‪.)1‬‬ ‫وقد جاءت الروايات تؤكد على أن أكل التفاح ينفع للحمى‪ ،‬وهي ارتفاع‬ ‫احلرارة الذي يحصل للناس‪ ،‬والذي يعبر عنه بـ (السخونة)‪.‬‬

‫والكل يعلم بأن ارتفاع احلرارة خطر على صحة اإلنس��ان‪ ،‬ولذا يستعمل‬ ‫الناس أنواع األدوية خلفض احلرارة إن حصلت‪.‬‬

‫واملطل��وب بعد قراءة الروايات التي س��أذكرها‪ ،‬أن يأكل اإلنس��ان التفاح‬ ‫عند إصابته باحلمى‪ ،‬وسيحصل على النتيجة املرجوة بإذن الله تعالى‪.‬‬ ‫الرواية األولى‪:‬‬

‫«عن أبي عبدالله \ قال‪ :‬أطعموامحموميكم التفاح فما من شيء أنفع‬ ‫من التفاح»(‪.)2‬‬ ‫(‪ )1‬الكافي اجلزء ‪ 6‬باب ‪ 273‬حديث رقم ‪ 10‬ص‪.370‬‬ ‫(‪ )2‬الكافي اجلزء ‪ 6‬باب ‪ 273‬حديث رقم ‪ 10‬ص‪.370‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫الرواية الثانية‪:‬‬

‫‪64‬‬

‫«ع��ن املفض��ل بن عمر‪ ،‬عن أب��ي عبدالله \ قال‪ :‬ذكر ل��ه احلمى‪ ،‬فقال‬

‫\‪ :‬إن��ا أه��ل بي��ت ال نت��داوى إال بإفاضه امل��اء البارد يص��ب علينا‪ ،‬وأكل‬ ‫التفاح»(‪.)1‬‬

‫الرواية الثالثة‪:‬‬

‫«عن درس��ت بن أبي منصور قال‪ :‬بعثني املفضل بن عمر إلى أبي عبدالله‬ ‫\ ب ُل َط��ف(‪ ،)2‬فدخل��ت عليه في يوم صايف وقدامه طبق فيه تفاح أخضر‪،‬‬

‫فوالل��ه إن صب��رت(‪ )3‬أن قل��ت ل��ه‪ :‬جعل��ت ف��داك‪ ،‬أت��أكل من ه��ذا والناس‬ ‫يكرهون��ه؟ فق��ال لي كأنه لم ي��زل يعرفني‪ :‬وعك��ت في ليلتي ه��ذه‪ ،‬فبعثت‬

‫فقدمت فأصبت أهلي‬ ‫فأتيت به فأكلته‪ ،‬وهو يقلع احلمى‪ ،‬ويس��كن احلرارة‪،‬‬ ‫ُ‬

‫محمومني‪ ،‬فأطعمتهم‪ ،‬فأقلعت احلمى عنهم»(‪.)4‬‬

‫وذك��رت للتف��اح فائ��دة أخرى مهم��ة‪ ،‬وهي أن أكل��ه نافع مل��ن يعاني من‬

‫الرع��اف‪ ،‬واملقصود بالرعاف نزف الدم م��ن األنف‪ ،‬فكثير من الناس يعاني‬

‫من هذه املشكلة‪ ،‬وبعضهم يتداوى من هذا املرض بـ (الكي) ويتحمل األلم‬ ‫الشديد‪.‬‬

‫(‪ )1‬الكافي اجلزء ‪ 6‬باب ‪ 273‬حديث رقم ‪ 9‬ص‪.370‬‬ ‫(‪ُ )2‬ف ِّسرت ال ُّل َطف هنا بالهدايا‪.‬‬ ‫(‪ )3‬إن صبرت يعني ما صبرت‪.‬‬ ‫(‪ )4‬الكافي اجلزء ‪ 6‬باب ‪ 273‬حديث رقم ‪ 3‬ص‪.369‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪65‬‬

‫وس��أذكر لكم روايتني يتض��ح من خاللهما أن التف��اح نافع ملن يعاني من‬ ‫الرعاف‪:‬‬ ‫الرواية األولى‪:‬‬

‫«ع��ن زياد القندي قال‪ :‬دخلت املدينة ومعي أخي س��يف‪ ،‬فأصيب الناس‬ ‫برعاف‪ ،‬فكان الرجل إذا رعف يومني مات‪ ،‬فرجعت إلى املنزل‪ ،‬فإذا س��يف‬ ‫يرع��ف رعاف ًا ش��ديد ًا‪ ،‬فدخلت على أبي احلس��ن \‪ ،‬فقال‪ :‬ي��ا زياد أطعم‬ ‫سيف ًا التفاح‪ ،‬فأطعمته إياه فبرأ»(‪.)1‬‬ ‫الرواية الثانية‪:‬‬

‫«عن ابن بكير قال‪ :‬رعفت س��نة باملدينة‪ ،‬فس��أل أصحابنا أبا عبدالله \‬

‫عن شيء ميسك الرعاف؟ فقال لهم‪ :‬اسقوه سويق التفاح‪ ،‬فسقوتي‪ ،‬فانقطع‬ ‫عني الرعاف»(‪.)2‬‬

‫وأختم الفقرة بذكر بيت من الش��عر نظمه ابن األعس��م رحمه الله‪ ،‬يذكر‬ ‫فيه فائدة التفاح‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫الرعــــــاف‬ ‫وينفــــــع التفـــــــاح في‬ ‫ِ‬ ‫األجـــــــــــواف‬ ‫مبـــــــرد حــــــــرارة‬

‫(‪ )7‬الكافي اجلزء ‪ 6‬باب ‪ 273‬حديث رقم ‪ 4‬ص‪.369‬‬ ‫(‪ )8‬الكافي اجلزء ‪ 6‬باب ‪ 273‬حديث رقم ‪ 6‬ص‪.370‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪66‬‬

‫أكل السمك‬ ‫أفتى فقهاؤنا بحرمة أكل حيوانات البحر بأجمعها‪ ،‬ما عدا السمك الذي‬ ‫له فلس والربيان‪.‬‬ ‫وقد ورد في الرواية أن اإلكثار من أكل السمك يذيب جسد اإلنسان(‪.)1‬‬

‫وإليك نص الرواية‪:‬‬

‫« ع��ن أب��ي عب��د ال ّله \ قال‪ :‬قال أمي��ر الـمؤمن�ين \‪ :‬ال تدمنوا أكل‬

‫السمك‪ ،‬فإنه يذيب اجلسد»(‪.)2‬‬

‫وأيض�� ًا ج��اء في اخلبر أن اإلنس��ان إذا أكل الس��ـمك فال يبيت والس��مك‬ ‫ف��ي بطنه‪ ،‬فإن ذلك يؤدي لإلصابة بالفالج وهو الش��لل‪ ،‬ولتجنب هذا األثر‬ ‫الس��لبي‪ ،‬يأكل اإلنسان ش��يئ ًا من التمر أو ش��يئ ًا من العسل بعد أكل السمك‬ ‫فال يصاب بالفالج‪.‬‬ ‫وإليك نص الرواية‪:‬‬

‫«عن مولى ألبي عبد ال ّله \ قال‪ :‬دعا بتمر فأكله‪ ،‬ثم قال‪ :‬ما بي شهوة‪،‬‬ ‫ولكني أكلت س��مك ًا‪ ،‬ثم قال‪ :‬من بات وفي جوفه س��مك‪ ،‬لم يتبعه بتمر أو‬ ‫عسل‪ ،‬لم يزل عرق الفالج يضرب عليه حتى يصبح»(‪.)3‬‬ ‫(‪ )1‬الظاهر أن الذوبان بـمعنى الضعف الـمضر بالبدن‪.‬‬ ‫(‪ )2‬وسائل الشيعة‪ ،‬اجلزء ‪ ،25‬رقم احلديث (‪ ،)31234‬ص‪. 77‬‬ ‫(‪ )3‬وسائل الشيعة‪ ،‬اجلزء ‪ ،25‬رقم احلديث (‪ ،)31223‬ص‪. 74‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪67‬‬

‫وقد أجاد ابن األعسم في نظم هاتني الروايتني فقال‪:‬‬

‫والسمــــــك اتركـــــــــه لـما قـــــد وردا‬

‫من أن أكلـــــــــــــه يذيـــــــــــب اجلــسدا‬

‫ما بات في جوف امريء إال اضطرب‬

‫عليـــــــــــه عرق فالــــــــــج فليجتـــنب‬

‫لكـــــــن من يأكــــــــل تـمــــر ًا أو عسل‬

‫عليـــــــــــه عنــــــه ذلك الفالــــــــــج زل‬

‫فاخلالصة هي أن الـمطلوب من اإلنسان بنا ًء على هاتني الروايتني‪:‬‬ ‫أو ًال‪ :‬أن ال يكون مدمن ًا ألكل السمك‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬إذا أكل السمك فال يبيت إال بعد أكل شيء من التمر أو العسل‪.‬‬

‫مالحظة‪:‬‬

‫اش��تهر ب�ين كثي��ر م��ن الـمؤمن�ين كراه��ة أكل الس��مك مع ش��رب اللنب‪،‬‬ ‫ويكررون هذه اجلملة باستمرار‪( :‬ال تأكل السمك وتشرب اللنب)‪.‬‬ ‫ولكن ال وجود لهذا األمر في الروايات الـموجودة بني أيدينا بتات ًا‪.‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪68‬‬

‫شرب الـمـــاء‬ ‫وردتن��ا روايات تنهى عن ش��رب الـماء م��ن قيام بالليل‪ ،‬وأنه من ش��رب‬

‫الـماء من قيام بالليل قد يصاب بداء ال دواء له‪.‬‬ ‫فقد جاء في اخلبر‪:‬‬

‫«شرب الـماء بالليل من قيام يورث الـماء األصفر»(‪.)1‬‬ ‫وفي خبر آخر‪:‬‬

‫«عن أمير الـمؤمنني \ قال‪ :‬إياكم وش��رب الـماء قيام ًا على أرجلكم‪،‬‬ ‫فإنه يورث الداء الذي ال دواء له‪ ،‬إال أن يعافي ال ّله عزوجل»(‪.)2‬‬

‫وقد ُح ِمل هذا النهي على الش��رب في اللي��ل‪ ،‬لوجود روايات تدل على‬

‫أن شرب الـماء من قيام في النهار فيه فوائد‪.‬‬ ‫ففي الرواية‪:‬‬

‫«ق��ال الصادق \‪ :‬ش��رب الـم��اء من قي��ام بالنهار أدر للع��رق‪ ،‬وأقوى‬

‫للبدن»(‪.)3‬‬

‫فالـمتحصل من هذه الروايات أمران‪:‬‬

‫(‪ )1‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،25‬حديث (‪ ،)31798‬ص‪. 241‬‬ ‫(‪ )2‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،25‬حديث (‪ ،)31800‬ص‪. 242‬‬ ‫(‪ )3‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،25‬حديث (‪ ،)31797‬ص‪. 241‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪69‬‬

‫األول‪ :‬ش��رب الـم��اء في النهار‪ ،‬األفض��ل أن يكون من قي��ام‪ ،‬فإنه أقوى‬ ‫للبدن وأدر للعروق‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬ش��رب الـماء في الليل‪ ،‬األفضل أن يكون من جلوس‪ ،‬فإن ش��ربه‬ ‫من قيام يعرض اإلنسان لداء ال دواء له‪.‬‬ ‫مالحظة‪:‬‬

‫الكالم الذي ذكر في الفقرة مختص باملاء‪ ،‬وال يش��مل بقية السوائل‪ ،‬فلو‬ ‫ش��رب اإلنسان س��ائ ً‬ ‫ال آخر غير املاء‪ ،‬فال فرق بني ش��ربه من قيام وبني شربه‬ ‫من جلوس‪ ،‬سواء أكان الشرب في الليل أم كان في النهار‪.‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪70‬‬

‫النعل السوداء والصفراء‬ ‫وآثارهما‬ ‫وردتنا رواية في كتاب الكافي إليك نصها‪:‬‬

‫«عن حنان بن سدير قال‪ :‬دخلت على أبي عبد ال ّله \ وفي ِرجلي نعل‬ ‫س��وداء‪ ،‬فقال‪ :‬يا حنان َ‬ ‫مال َك وللس��وداء‪ ،‬أما علم��ت أن فيها ثالث خصال‪:‬‬ ‫تضع��ف البصر‪ ،‬وترخي الذكر‪ ،‬وتورث الهم ومع ذلك من لباس اجلبارين؟‬

‫ق��ال‪ :‬فقل��ت‪ :‬فـما ألبس من النع��ال؟ قال‪ :‬عليك بالصف��راء‪ ،‬فإن فيها ثالث‬ ‫خص��ال‪ :‬جتلو البصر‪ ،‬وتش��د الذكر‪ ،‬وت��درء الهم‪ ،‬وهي م��ع ذلك من لباس‬

‫النبيني»(‪.)1‬‬

‫وهناك روايات أخرى وردت بنفس هذا الـمعنى‪.‬‬

‫وبنا ًء على هذه الرواية‪ ،‬يتضح أن للبس النعل السوداء ثالثة آثار سلبية وهي‪:‬‬ ‫‪ -1‬ضعف البصر ‬

‫‪ -2‬ضعف اجلانب اجلنسي ‪ -3‬تورث الهم‬

‫ولبس النعل الصفراء فيه ثالثة آثار إيجابية وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬قوة النظر‬

‫‪ -2‬قوة اجلانب اجلنسي‬

‫‪ -3‬تزيل الهم‬

‫أقول‪ :‬بعد االطالع على هذه الرواية‪ ،‬ينبغي لإلنسان الـمؤمن أن يتجنب‬

‫لبس النعل السوداء‪ ،‬وأن يحرص على لبس النعل الصفراء‪.‬‬ ‫(‪ )1‬الكافي‪ ،‬جزء ‪ ،6‬صفحة ‪ ،479‬باب ‪ ،360‬حديث ‪. 2‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪71‬‬

‫العطاس‬ ‫أمان من الـموت‬ ‫العط��اس مـم��دوح ف��ي الش��ريعة‪ ،‬وق��د ورد أنه م��ن ال ّله تعال��ى‪ ،‬بعكس‬

‫التثاؤب فإنه من الشيطان‪.‬‬ ‫ففي احلديث الشريف‪:‬‬

‫«ع��ن أحم��د بن محمد ب��ن أبي نص��ر قال‪ :‬س��معت الرض��ا \ يقول‪:‬‬ ‫التثاؤب من الشيطان والعطسة من ال ّله عز وجل»(‪.)1‬‬

‫ويس��تحـب تس��ميــت العاط��س‪ ،‬والـمقص��ود بالتس��ميت أن نق��ول ل��ه‬ ‫(يرحمك ال ّله)‪.‬‬ ‫وورد أن اإلنس��ان إذا كان يتحدث وعطس عنده ش��خص‪ ،‬فهذه ش��هادة‬

‫على صدق حديثه‪.‬‬

‫ففي نص الرواية‪:‬‬

‫«عن أبي عبد ال ّله \ قال‪ :‬قال رسول ال ّله ڤ‪ :‬إذا كان الرجل يتحدث‬

‫بحديث فعطس عاطس فهو شاهد حق»(‪.)2‬‬

‫وقد ورد للعطاس أثر مهم‪ ،‬وهو أنه أمان من الـموت إلى أيام‪.‬‬

‫(‪ )1‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،12‬حديث (‪ ،)15718‬ص‪. 90‬‬ ‫(‪ )2‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،12‬حديث (‪ ،)15739‬ص‪. 97‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪72‬‬

‫ففي رواية أن العطاس أمان من الـموت إلى ثالثة أيام‪.‬‬

‫وفي رواية أخرى أنه أمان من الـموت إلى سبعة أيام‪.‬‬ ‫وإليك نص الروايتني‪:‬‬

‫الرواية األولى‪:‬‬

‫«عن نس��يم خ��ادم أبي محم��د \ قالت‪ :‬قال لي صاح��ب الزمان \‬ ‫وق��د دخل��ت عليه بعد مولده بليلة‪ ،‬فعطس��ت عنده فقال ل��ي‪ :‬يرحمك ال ّله‪،‬‬

‫ففرحت بذلك‪ ،‬فقال لي \‪ :‬أال أبش��رك ف��ي العطاس؟ قلت‪ :‬بلى‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫هو أمان من الـموت ثالثة أيام»(‪.)1‬‬ ‫الرواية الثانية‪:‬‬

‫«ع��ن رجل م��ن العامة قال‪ :‬كنت أجال��س أبا عبد ال ّله \ ف�لا وال ّله ما‬ ‫رأي��ت مجلس�� ًا أنبل من مجالس��ه‪ .‬ق��ال‪ :‬فقال ل��ي ذات يوم‪ :‬م��ن أين تخرج‬ ‫العطسة؟ فقلت‪ :‬من األنف‪ ،‬فقال لي‪ :‬أصبت اخلطأ فقلت‪ :‬جعلت فداك من‬ ‫أي��ن تخرج؟ فقال‪ :‬م��ن جميع البدن‪ ،‬كما أن النطفة تخ��رج من جميع البدن‬ ‫ومخرجها من اإلحليل‪ ،‬ثم قال‪ :‬أما رأيت اإلنسان إذا عطس نفض أعضاؤه‪،‬‬ ‫وصاحب العطسة يأمن الـموت سبعة أيام»(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،12‬حديث (‪ ،)15717‬ص‪. 89‬‬ ‫(‪ )2‬الكافي‪ ،‬جزء ‪ ،2‬ص‪ ،623‬باب ‪ ،298‬حديث ‪. 23‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪73‬‬

‫ذكر لتجنب االحتالم‬ ‫االحتالم نقصد به نزول الـمني من اإلنسان وهو نائم‪.‬‬

‫ويظهرمن الروايات أن االحتالم يحصل بسبب تالعب الشيطان باإلنسان‪،‬‬ ‫وأن األئمة ‪ b‬ال يحتلمون‪ ،‬ألن ال ّله أعاذهم عن تالعب الشيطان‪.‬‬ ‫فقد جاء في اخلبر‪:‬‬

‫«عن األقرع قال‪ :‬كتبت إلى أبي محمد أسأله عن اإلمام هل يحتلم؟ وقلت في‬ ‫نفسي بعد ما فصل الكتاب(‪ :)1‬االحتالم شيطنة وقد أعاذ ال ّله تبارك وتعالى أولياءه‬ ‫م��ن ذل��ك‪ ،‬فورد اجلواب‪ :‬حال األئمة في الـمنام حاله��م في اليقظة‪ ،‬ال يغير النوم‬ ‫لـمة الشيطان كـما حدثتك نفسك»(‪.)2‬‬ ‫منهم شيئ ًا‪ ،‬وقد أعاذ ال ّله أولياءه من ّ‬ ‫وعليه فالـمطلوب من اإلنسان أن يتجنب االحتالم مهما أمكنه ذلك‪.‬‬

‫وق��د وردتنا رواية عن اإلمام الصادق \ فيها ذكر يقوله اإلنس��ان قبل‬ ‫النوم حتى ال يحتلم‪.‬‬ ‫وإليك نص الرواية‪:‬‬

‫«ع��ن معاوية بن عمار‪ ،‬عن أبي عب��د ال ّله \ قال‪ :‬إذا خفت اجلنابة فقل‬

‫في فراش��ك‪ :‬اللهم إني أعوذ بك من االحتالم‪ ،‬ومن س��وء األحالم‪ ،‬ومن أن‬

‫يتالعب بي الشيطان في اليقظة والـمنام»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬فصل الكتاب بـمعنى ذهب به الرسول‪.‬‬ ‫(‪ )2‬الكافي‪ ،‬جزء ‪ ،1‬ص‪ ،585‬باب ‪ ،181‬حديث ‪. 12‬‬ ‫(‪ )3‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،6‬حديث (‪ ،)8408‬ص‪. 448‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪74‬‬

‫العاقبـة الحسنــة‬ ‫لق��د حدثن��ا التاريخ ع��ن أناس كانوا ف��ي فترة من عمرهم يس��يرون على‬

‫النه��ج الصحي��ح وعل��ى طري��ق احل��ق‪ ،‬ولكنه��م انحرف��وا عن ه��ذا الطريق‬ ‫وراحوا يس��يرون ف��ي طريق الباطل‪ ،‬والذي يراجع التاريخ اإلس�لامي يجد‬

‫أمثلة عديدة لهؤالء‪.‬‬

‫وم��ن هنا يتوج��ب على كل إنس��ان أن يكون حريص ًا غاي��ة احلرص على‬

‫س�لامة عقيدته وعلى التمس��ك بها حتى الـممات‪ ،‬والـمطلوب من اإلنسان‬ ‫أن يطلب ذلك باستمرار من ال ّله عزوجل ويكثر من قول‪:‬‬ ‫(اللهم اجعل عاقبة أمري خير ًا)‪.‬‬

‫(ال ّلهم ارزقني حســن العاقبــــة)‪.‬‬

‫وقد وردنا عن أئمتنا ‪ b‬ذكر يقرأ بعد كل فريضة‪ ،‬ومن آثار االلتزام به أن‬

‫اإلنسان يثبت على عقيدته السليمة وال ينحرف عنها‪.‬‬ ‫وإليك نص الرواية‪:‬‬

‫«عن محمد بن س��ليمان الديلمي قال‪ :‬سألت أبا عبد ال ّله \ فقلت له‪:‬‬ ‫جعلت فداك‪ ،‬إنّ ش��يعتك تقول إنّ اإلميان مس��تقر ومس��تودع‪ ،‬فعلمني شيئ ًا‬

‫إذا قلته استكملت اإلميان‪ ،‬قال‪ :‬قل في دبر كل صالة فريضة‪( :‬رضيت بال ّله‬ ‫نبي ًا‪ ،‬وباإلس�لام دين ًا‪ ،‬وبالقرآن كتاب�� ًا‪ ،‬وبالكعبة قبلة‪ ،‬وبعلي‬ ‫ر ّب�� ًا‪ ،‬وبـمحمد ّ‬ ‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪75‬‬

‫ولي�� ًا وإمام ًا‪ ،‬وباحلس��ن واحلس�ين واألئم��ة صلوات ال ّل��ه عليه��م‪ ،‬ال ّلهم إني‬ ‫رضيت بهم أئمة فارضني لهم إنك على كل شيء قدير)»(‪.)1‬‬

‫أقول‪ :‬بعد اإلطالع على هذا الذكر وعلى أثره العظيم‪ ،‬ال ينبغي لإلنسان‬ ‫الـمؤمن أن يتركه‪ ،‬بل الـمطلوب منه أن يهتم بقراءته بعد كل فريضة‪.‬‬

‫(‪ )1‬وسائل الشيعة‪ ،‬اجلزء ‪ ،6‬حديث (‪ ،)8451‬ص‪. 463‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪76‬‬

‫القول عند رؤية الـمريض‬ ‫من الـمس��تحبات الـمؤكدة في الشريعة الـمقدسة عيادة الـمريض‪ ،‬وفيها‬ ‫أجر عظيم وكبير‪.‬‬ ‫ففي اخلبر‪:‬‬

‫«ع��ن أب��ي عب��د ال ّله \ ق��ال‪ :‬من عاد مريض ًا ش��يعه س��بعون ألف ملك‬ ‫يستغفرون له حتى يرجع إلى منزله»(‪.)1‬‬ ‫وفي خبر آخر‪:‬‬

‫«ع��ن أب��ي عبد ال ّله \ ق��ال‪ :‬من عاد مريض ًا ّ‬ ‫وكل ال ّل��ه عزوجل به ملك ًا‬ ‫يعوده في قبره»(‪.)2‬‬ ‫وفي خبر ثالث‪:‬‬

‫«عن مس��عدة بن صدقة‪ ،‬عن أبي عبد ال ّله \ قال‪ :‬قال رس��ول ال ّله ڤ‪:‬‬ ‫من عاد مـريض ًا ناداه منـــاد من الس��ماء باس��مه‪ :‬يا فالن‪ ،‬طبت وطاب ممشاك‬ ‫بثواب من اجلنة»(‪.)3‬‬

‫إلى غير ذلك من الروايات الدالة على األجر العظيم والثواب الكبير في‬

‫عيادة الـمريض‪.‬‬

‫(‪ )1‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء‪ ،2‬حديث رقم (‪،)2510‬صفحة ‪. 415‬‬ ‫(‪ )2‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء‪ ،2‬حديث رقم (‪،)2513‬صفحة ‪. 415‬‬ ‫(‪ )3‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء‪ ،2‬حديث رقم (‪،)2514‬صفحة ‪. 416‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪77‬‬

‫وقد ورد ذكر يستحب لإلنسان أن يقوله ثالث مرات عند رؤيته للـمريض‪،‬‬ ‫بشرط أن ال يسمعه الـمريض‪.‬‬ ‫وورد أن له��ذا الق��ول أث��ر ًا عظيم�� ًا ج��د ًا‪ ،‬وهو ع��دم إصابة القائ��ل بهذا‬ ‫الـمرض‪.‬‬ ‫وإليك نص الرواية‪:‬‬

‫«ع��ن أب��ي عبد ال ّل��ه \ قال‪ :‬من نظر إلى ذي عاهة أو م��ن قد ُم ِّثـل به أو‬ ‫صاحب بالء فليقل سر ًا في نفسه من غير أن يسمعه‪ :‬احلمد ل ّله الذي عافاني‬ ‫مـما ابتالك به ولو ش��اء فعل ذلك بي‪ ،‬ثالث مرات فإنه ال يصيبه ذلك البالء‬ ‫أبد ًا»(‪.)1‬‬ ‫أق��ول‪ :‬يظهر من الرواي��ة أن هذا الذكر يقال عن��د كل مبتلى ببلية‪ ،‬وليس‬ ‫فقط عند الـمريض‪ ،‬فيصلح قوله عند رؤية الـمبتلى بالفقر مث ً‬ ‫ال أو بالـمشاكل‬

‫الزوجية‪ ،‬إلى غير ذلك من أنواع الباليا والـمصائب‪.‬‬

‫(‪ )1‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء‪ ،12‬حديث رقم (‪،)15656‬صفحة ‪. 65‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪78‬‬

‫ضغطة القبـــــر‬ ‫وردت روايات عديدة تؤكد أن الـميت يصاب بضغطة في قبره‪ ،‬وأن هذه‬

‫الضغطة تأتي بس��بب الـمعاصي التي ارتكبها اإلنس��ان في حياته‪ ،‬وأن الذي‬ ‫ينجو من هذه الضغطة قلة من الناس‪.‬‬ ‫فقد ورد في اخلبر‪:‬‬

‫«ع��ن أب��ي بصير قال‪ :‬قلت ألب��ي عبد ال ّله \‪ :‬أيفلت م��ن ضغطة القبر‬ ‫أحد؟ قال‪ :‬فقال‪ :‬نعوذ بال ّله منها ما أقل من يفلت من ضغطة القبر»(‪.)1‬‬

‫وق��د ورد ف��ي خبر تش��ييع النبي ڤ لس��عد بن مع��اذ‪ ،‬أن النب��ي أخبر بعد‬

‫دفن س��عد بأنه أصيب بضغطة القبر‪ ،‬فاستغرب الـمسلمون لـما يعرفونه من‬

‫إيـمان سعد وتقواه‪ ،‬فسألوا النبي ڤ عن السبب لـما حصل بسعد‪ ،‬فأجاب‬ ‫النبي قائ ً‬ ‫ال‪« :‬إنه كان في خلقه مع أهله سوء»(‪.)2‬‬ ‫فيتضح من هذا اخلبر‪ ،‬أن سوء خلق الرجل مع زوجته وأبنائه في الـمنزل‬

‫يس��بب له ضغط��ة القبر‪ ،‬فليح��رص اإلنس��ان على أن يك��ون صاحب خلق‬ ‫حسن مع الناس وخصوص ًا مع أهله‪.‬‬ ‫وقد جاءت الروايات الشريفة تذكر لنا بعض األعمال التي جتنب اإلنسان‬

‫ضغطة القبر‪ .‬نذكر أربعة منها‪:‬‬

‫(‪ )1‬الكافي‪ ،‬اجلزء ‪ ،3‬ص‪ ،225‬باب ‪ ،159‬حديث ‪.6‬‬ ‫(‪ )2‬علل الشرائع‪ ،‬اجلزء ‪ ،1‬ص‪ ،407‬باب ‪ ،262‬حديث ‪. 4‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪79‬‬

‫األول‪ :‬قراءة سورة النساء في كل جمعة‪.‬‬ ‫فقد جاء في الرواية‪:‬‬

‫«عن أمير الـمؤمنني \ قال‪ :‬من قرأ س��ورة النس��اء في كل جمعة أؤمن‬ ‫من ضغطة القبر» (‪.)1‬‬ ‫الثاني‪ :‬الذهاب للحج أربع مرات‪.‬‬ ‫فقد ورد في اخلبر‪:‬‬

‫«عن منصور بن حازم قال‪ :‬سألت أبا عبد ال ّله \ عمن حج أربع حجج‬

‫مال��ه من الثواب‪ ،‬قال‪ :‬يا منصور من ح��ج أربع حجج لم تصبه ضغطة القبر‬ ‫أبد ًا»(‪.)2‬‬ ‫الثالث‪ :‬زيارة اإلمام احلسني \ ‪.‬‬

‫فق��د ج��اءت في ضمن رواي��ة تذكر آث��ار زيارة اإلمام احلس�ين \ هذه‬

‫الفقرة‪:‬‬

‫«ويؤمنه ال ّله من ضغطة القبر»(‪.)3‬‬

‫الرابع‪ :‬صالة تصلى في يوم اجلمعة ما بني طلوع الشمس إلى الظهر‪.‬‬

‫وه��ي أرب��ع ركع��ات‪ ،‬يقرأ ف��ي كل ركعة بع��د احلـمد س��ورة الـملك مرة‬ ‫وسورة السجدة مرة‪.‬‬ ‫(‪ )1‬ثواب األعمال‪ ،‬ص‪( ،133‬ثواب من قرأ سورة النساء في كل جمعة)‪.‬‬ ‫(‪ )2‬اخلصال‪ ،‬ص‪ ،244‬باب األربعة‪ ،‬حديث رقم ‪. 37‬‬ ‫(‪ )3‬كامل الزيارات‪ ،‬ص‪ ،150‬باب ‪ ،56‬حديث ‪. 3‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫وإليك نص الرواية‪:‬‬

‫‪80‬‬

‫«عن احلسن بن علي العسكري \ قال‪ :‬من صلى يــوم اجلمعــــة أربـــع‬ ‫ركع��ات‪ ،‬يقــــرأ في كـــل ركعة فاحتـــ��ة الكتـــاب و{ ﭑﭒﭓﭔ}‬ ‫وحم الس��جـــدة‪ ،‬أدخله ال ّله جنتـــه‪ ،‬وشفعه في أهل بيته‪ ،‬ووقاه ضغطة القبر‬ ‫وأهوال يوم القيامة‪ ،‬قال‪ :‬فقلت للحس��ن ب��ن علي‪ :‬في أي وقت تصلى هذه‬ ‫الصالة؟ فقال‪ :‬ما بني طلوع الشمس إلى زوالها»(‪.)1‬‬ ‫أق��ول‪ :‬لو كان جتنب ضغطة القبر يحتاج إلى عمل صعب وعس��ير‪ ،‬لقلنا‬

‫ينبغ��ي لإلنس��ان فعله وحتم��ل تعبه‪ ،‬فكي��ف واألعمال التي ذك��رت لتجنب‬ ‫ضغطة القبر سهلة ويسيره!!‪.‬‬

‫(‪ )1‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،8‬حديث رقم (‪ ،)10364‬صفحة ‪. 180‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪81‬‬

‫تلقين الـمحتضر‬ ‫كلمات الفرج‬ ‫اللحظات األخيرة في حياة اإلنسان يعبر عنها بساعة االحتضار أو بحالة‬ ‫اإلحتضار‪ ،‬وهي من الس��اعات الصعبة التي يبكي لها اإلمام الس��جاد \‬ ‫كما ورد في دعاء أبي حمزة الثمالي حيث قال‪:‬‬ ‫(ما لــــــــــي ال أبكـــــــــــــي‪،‬أبكـــــي خلــــروج نفــــسي)‬

‫وقد ورد استحباب تلقني الـمحتضر كلمات الفرج‪ ،‬وأن لهذا العمل أثر ًا‬ ‫طيب ًا على الـمحتضر‪ ،‬فإنه يخرج من الدنيا وال بأس عليه‪ ،‬وأن ال ّله يس��تنقذه‬ ‫من النار‪.‬‬ ‫وسأذكر لكم ثالث روايات تذكر استحباب هذا العمل عند الـمحتضر‪.‬‬

‫ويوجد اختالف يس��ير في كلمات الفرج من رواية ألخرى‪ ،‬وبأيها عمل‬ ‫اإلنسان حصل على األثر وكان مأجور ًا إن شاء ال ّله‪.‬‬ ‫الرواية األولى‪:‬‬

‫«عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر \ قال‪ :‬إذا أدركت الرجل عند النزع‪ ،‬فلقنه‬ ‫كلم��ات الف��رج‪ :‬ال إله إال ال ّله احللي��م الكرمي‪ ،‬ال إله إال ال ّل��ه العلي العظيم‪،‬‬ ‫سبحان ال ّله رب السماوات السبع ورب األرضني السبع وما فيهن وما بينهن‬ ‫وما حتتهن ورب العرش العظيم‪ ،‬واحلمد ل ّله رب العالـمني»(‪.)1‬‬ ‫(‪ )1‬الكافي‪ ،‬اجلزء ‪ ،3‬ص‪ ،123‬باب ‪ ،80‬حديث ‪. 3‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫الرواية الثانية‪:‬‬

‫‪82‬‬

‫«ع��ن أبي عبد ال ّله \ قال‪ :‬كان أمير الـمؤمنني \ إذا حضر أحد ًا من‬ ‫أه��ل بيته الـموت قال له‪ :‬قل‪ :‬ال إله إال ال ّله العلي العظيم‪ ،‬س��بحان ال ّله رب‬

‫الس��ماوات الس��بع ورب األرضني الس��بع وما بينهما ورب العرش العظيم‪،‬‬ ‫واحلم��د ل ّل��ه رب العالـمني‪ ،‬ف��إذا قاله��ا الـمريض قال‪ :‬اذه��ب فليس عليك‬ ‫بأس»(‪.)1‬‬

‫الرواية الثالثة‪:‬‬

‫«عن أبي عبد ال ّله \ أن رسول ال ّله ڤ دخل على رجل من بني هاشم‬ ‫وه��و يقضي(‪ )2‬فقال له رس��ول ال ّله ڤ‪ :‬قل‪ :‬ال إل��ه إال ال ّله العلي العظيم‪ ،‬ال‬ ‫إله إال ال ّله احلليم الكرمي‪ ،‬سبحان ال ّله رب السماوات السبع ورب األرضني‬ ‫الس��بع وما بينه��ن ورب العرش العظي��م واحلمد ل ّل��ه رب العالـمني‪ ،‬فقالها‪،‬‬

‫فقال رسول ال ّله ڤ‪ :‬احلمد ل ّله الذي استنقذه من النار»(‪.)3‬‬

‫وقد ورد ذكر آخر يستحب تلقينه للـمحتضر‪ ،‬وهو‪« :‬اللهم اغفر لي الكثير‬

‫من معاصيك واقبل مني اليسير من طاعتك» فإنه يسبب غفران الذنوب‪.‬‬ ‫وإليك نص الرواية‪:‬‬

‫«عن أبي عبد ال ّله \ قال‪ :‬حضر رج ً‬ ‫ال الـموت فقيل‪ :‬يارسول ال ّله‪ ،‬إن‬ ‫(‪ )1‬الكافي‪ ،‬اجلزء ‪ ،3‬ص‪ ،124‬باب ‪ ،80‬حديث ‪. 7‬‬ ‫(‪ )2‬وهو يقضي يعني وهو يـموت‪.‬‬ ‫(‪ )3‬الكافي‪ ،‬اجلزء ‪ ،3‬ص‪ ،125‬باب ‪ ،80‬حديث ‪. 9‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪83‬‬

‫فالن�� ًا قد حضره الـموت‪ ،‬فنهض رس��ول ال ّله ڤ ومعه أن��اس من أصحابه‪،‬‬ ‫حت��ى أت��اه وهو مغم��ى عليه‪ ،‬قال‪ :‬فق��ال‪ :‬يا ملك الـموت‪ ،‬ك��ف عن الرجل‬ ‫حت��ى أس��أله‪ ،‬فأف��اق الرجل‪ ،‬فق��ال النبي ڤ‪ :‬م��ا رأيت؟ قال‪ :‬رأي��ت بياض ًا‬

‫كثي��ر ًا وس��واد ًا كثي��ر ًا‪ ،‬قال‪ :‬فأيهم��ا كان أقرب إلي��ك؟ فقال‪ :‬الس��واد‪ ،‬فقال‬ ‫النب��ي ڤ‪ :‬ق��ل‪( :‬اللهم اغفر ل��ي الكثير من معاصيك واقبل مني اليس��ير من‬ ‫طاعت��ك) فقال��ه‪ ،‬ث��م أغمي علي��ه‪ ،‬فقال‪ :‬يا مل��ك الـموت‪ ،‬خف��ف عنه حتى‬ ‫أسأله‪ ،‬فأفاق الرجل‪ ،‬فقال‪ :‬ما رأيت؟ قال‪ :‬رأيت بياض ًا كثير ًا وسواد ًا كثير ًا‪،‬‬ ‫ق��ال‪ :‬فأيهم��ا كان أق��رب إليك؟ فق��ال‪ :‬البياض‪ ،‬فقال رس��ول ال ّله ڤ‪ :‬غفر‬ ‫ال ّل��ه لصاحبكم‪ ،‬قال‪ :‬فقال أبو عبد ال ّله \‪ :‬إذا حضرمت ميت ًا فقولوا له هذا‬ ‫الكالم ليقوله»(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬الكافي‪ ،‬اجلزء ‪ ،3‬ص‪ ،125‬باب ‪ ،80‬حديث ‪. 10‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪84‬‬

‫تعسر خروج الروح‬ ‫بعض الناس يتعسر خروج روحه‪ ،‬ويبقى مدة طويلة وهو ينازع سكرات‬ ‫الـموت‪ ،‬فيتألم ويتألم أهله له‪.‬‬ ‫وق��د وردتنا روايات ترش��دنا إلى أمور تس��هل خروج ال��روح‪ .‬أذكر لكم‬ ‫ثالثة منها‪.‬‬ ‫األول‪ :‬وضع الـمحتضر في الـمكان الذي كان يصلي فيه‪.‬‬ ‫فقد جاء في اخلبر‪:‬‬

‫«عن عبد ال ّله بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال ّله \ قال‪ :‬إذا عسر على الـميت‬

‫قرب إلى مصاله الذي كان يصلي فيه»(‪.)1‬‬ ‫موته ونزعه‪ّ ،‬‬ ‫الثاني‪ :‬قراءة سورة يس عند الـمحتضر‪.‬‬ ‫فقد ورد في اخلبر‪:‬‬

‫«عن النبي ڤ قال‪ :‬أميا مريض قرئت عنده يس نزل عليه بعدد كل حرف‬ ‫منها عش��رة أمالك يقومون بني يديه صفوف ًا ويس��تغفرون له ويشهدون قبض‬

‫روحه ويش��يعون جنازته ويصلون عليه ويشهدون دفنه ويأتي رضوان خازن‬ ‫اجلنة بشربة من شراب اجلنة فيشرب فيموت ريان وال يحتاج إلى حوض من‬ ‫حياض األنبياء حتى يدخل اجلنة وهو ريان»(‪.)2‬‬ ‫(‪ )1‬الكافي‪ ،‬جزء ‪ ،3‬ص‪ ،126‬باب ‪ ،81‬حديث رقم ‪. 2‬‬ ‫(‪ )2‬مستدرك وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،2‬ص‪ ،136‬حديث رقم (‪.)1628‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪85‬‬

‫ورمبا ال يظهر بوضوح من هذه الرواية أن قراءة سورة يس تسهل خروج‬ ‫ال��روح‪ ،‬ولكنها تدل عل��ى أنها تنفع الـمحتضر وتفيده‪ ،‬وس��واء أدلت أم لم‬ ‫تدل على تيس��ر خروج الروح فإن قراءة س��ورة يس مطلوبة عند الـمحتضر‪،‬‬

‫ولها اآلثار العظيمة الـمذكورة في الرواية‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬قراءة سورة الصافات عند الـمحتضر‪.‬‬ ‫فقد ورد في اخلبر‪:‬‬

‫«ع��ن س��ليمان اجلعف��ري قال‪ :‬رأي��ت أبا احلس��ن يقول البنه القاس��م‪ :‬قم‬ ‫ي��ا بني فاقرأ عن��د رأس أخي��ك {ﭑﭒ} حتى تس��تتمها‪ ،‬فقرأ فلما‬ ‫بل��غ {ﮌﮍﮎﮏﮐﮑ} قض��ى الفتى‪ ،‬فلما س��جي وخرج��وا‪ ،‬أقبل‬ ‫علي��ه يعق��وب بن جعف��ر فقال له‪ :‬كن��ا نعهد الـمي��ت إذا أنزل ب��ه‪ ،‬يقرأ عنده‬ ‫{ﭬﭭﭮﭯ} وصرت تأمرنا بالصافات‪ ،‬فقال‪ :‬يا بني‪ ،‬لم يقرأ‬ ‫عبد مكروب من موت قط إال عجل ال ّله راحته»(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬الكافي‪ ،‬جزء ‪ ،3‬ص‪ ،126‬باب ‪ ،81‬حديث ‪. 5‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪86‬‬

‫ما يؤذي الـمحتضر‬ ‫ج��اء في الروايات نهي عن بعض األفعال عند اإلنس��ان الـمحتضر‪ ،‬وأنه‬

‫يتأذى لو حصلت‪.‬‬

‫منه��ا‪ :‬لـمس الـمحتض��ر‪ ،‬فإنه يكون في حالة ضعف ش��ديدة فيتأذى من‬

‫اللمس‪.‬‬

‫واليوم نشاهد في الـمستشفيات‪ ،‬أن الـمحيطني بالـمحتضر من الـممرضني‬ ‫ال يكتفون بلمسه‪ ،‬بل يضغطون بشدة على جسمه‪ ،‬ويقلبونه يـمين ًا وشما ً‬ ‫ال‪،‬‬

‫ويحقنون��ه باإلب��ر‪ ،‬وهذا كله يؤذي اإلنس��ان الـمحتض��ر‪ ،‬فليحاول أهله أن‬

‫يـمنع��وا حص��ول ذلك‪ ،‬ولو أمكن أن تكون وفاة اإلنس��ان في بيته وبني أهله‬

‫وأحبته فهو الـمطلوب‪.‬‬ ‫وإليك نص الرواية‪:‬‬

‫«ع��ن زرارة قال‪ :‬ثقل ابن جلعفر \ وأبو جعفر \ جالس في ناحية‪،‬‬ ‫فكان إذا دنا منه إنسان قال‪ :‬ال متسه‪ ،‬فإنه إمنا يزداد ضعف ًا‪ ،‬وأضعف ما يكون‬

‫مسه على هذه احلال أعان عليه»(‪.)1‬‬ ‫في هذه احلال‪ ،‬ومن ّ‬

‫ومنه��ا‪ :‬حضور جنب أو حائض عنده‪ ،‬ف��إن الـمالئكة تنصرف أو تتأذى‬

‫بسبب حضور اجلنب واحلائض عند الـمحتضر‪.‬‬

‫(‪ )1‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،2‬حديث رقم (‪ )2665‬ص‪. 468‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪87‬‬

‫وهذه أيض ًا من مش��اكل وفاة اإلنس��ان في الـمستش��فيات‪ ،‬ف��إن كثير ًا من‬ ‫الـممرضني والـممرضات من غير الـمس��لمني‪ ،‬وال يغتس��لون من جنابة وال‬ ‫حيض‪ ،‬وهذا يسبب تأذي الـمالئكة أو عدم حضورهم عند الـمحتضر‪.‬‬ ‫فقد جاء في اخلبر‪:‬‬

‫«عن علي\ قال‪ :‬إذا احتضر الـميت فـما كان من امرأة حائض أو جنب‬ ‫فليقم لـموضع الـمالئكة»(‪.)1‬‬ ‫وفي خبر آخر عن اإلمام الصادق \ أنه قال‪:‬‬

‫«ال يحضر احلائض واجلنب عند التلقني‪ ،‬ألن الـمالئكة تتأذى بهما»(‪.)2‬‬

‫والظاهر أن التلقني الـمذكور في هذه الرواية هو التلقني حال االحتضار‪،‬‬ ‫ال بع��د الـموت‪ ،‬وذلك لذكر هذه الرواية في كتب احلديث ضمن الروايات‬ ‫الواردة فيما يفعل عند الـمحتضر‪.‬‬ ‫ومنها‪ :‬منعه من حتريك رأس��ه ويديه ورجليه‪ ،‬فإن هذا الـمنع إنـما يصدر‬ ‫من جهال الناس كما في الرواية‪.‬‬ ‫وإليك نصها‪:‬‬

‫«وقال الصادق \‪ :‬ما من ميت يحضره الوفاة إال رد ال ّله عز وجل عليه‬ ‫من بصره وس��معه وعقله آخذ ًا للوصية أو ت��ارك ًا وهي الراحة التي يقال لها‪:‬‬ ‫راح��ة املوت‪ ،‬وإذا حرك اإلنس��ان في حالة النزع يديه أو رجليه أو رأس��ه فال‬

‫(‪ )1‬مستدرك وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،2‬ص‪ ،32‬حديث رقم (‪.)1331‬‬ ‫(‪ )2‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،2‬حديث رقم (‪ ،)2664‬ص‪. 467‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪88‬‬

‫مين��ع من ذلك كما يفعل جهال الناس‪ ،‬فإذا اش��تد علي��ه نزع روحه حول إلى‬ ‫مصاله الذي كان يصلي فيه أو عليه‪ ،‬وال ميس في تلك احلالة فإذا قضى نحبه‬ ‫فيجب أن يقال‪ :‬إنا ل ّله وإ ّنا إليه راجعون»(‪.)1‬‬

‫أق��ول‪ :‬ليح��اول أه��ل الـمحتضر ق��در اإلم��كان أن ال يحصل ش��يء من‬ ‫األمور التي تؤذيه‪.‬‬ ‫فقد ورد في احلديث الشريف‪« :‬كما تدين تدان»(‪.)2‬‬

‫فكم��ا تتعامل م��ع الـمحتضر ال��ذي عندك‪ ،‬س��يتعامل الن��اس معك عند‬ ‫احتضارك‪.‬‬

‫(‪ )1‬من ال يحضره الفقيه‪ ،‬جزء ‪ ،1‬ص‪ ،154‬باب ‪ ،23‬حديث ‪. 32‬‬ ‫(‪ )2‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،21‬حديث رقم (‪ ،)27777‬ص‪. 531‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪89‬‬

‫آداب الدفن‬ ‫وردتنا في الشريعة بعض األمور التي ينبغي اإلتيان بها عند دفن الـميت‪،‬‬

‫وأن الـميت يستفيد من فعلها‪.‬‬

‫منه��ا‪ :‬وض��ع جريدت�ين رطبتني من س��عف النخل مع الـمي��ت في القبر‪،‬‬

‫ومعنى (اجلريدة) السعفة التي جردت من ورقها‪.‬‬

‫فق��د ورد أن العذاب ال يصيب الـميت م��ا دامت اجلريدتان رطبتني‪ ،‬وأن‬

‫العذاب الشديد إنـما يكون في الليلة األولى للدفن‪ ،‬واجلريدتان الرطبتان ال‬

‫جتف��ان في خالل ليلة واحدة‪ ،‬بل حتتاجان إلى مدة أطول‪ ،‬فالنتيجة أن وضع‬ ‫اجلريدتني مع الـميت يرفع عنه عذاب القبر‪.‬‬ ‫وإليك نص الرواية‪:‬‬

‫«ق��ال زرارة‪ :‬قل��ت ألبي جعف��ر \‪ :‬أرأي��ت الـميت إذا م��ات لِ َم تجُ عل‬ ‫معه اجلريدة؟ فقال‪ :‬يتجافى(‪ )1‬عنه العذاب واحلس��اب ما دام العود رطب ًا‪ ،‬إمنا‬

‫احلس��اب والعذاب كله في يوم واحد في س��اعة واحدة‪ ،‬قدر ما يدخل القبر‬

‫ويرجع القوم‪ ،‬وإنـما جعلت الس��عفتان لذلك فال يصيبه عذاب وال حس��اب‬ ‫بعد جفوفهما إن شاء ال ّله تعالى»(‪.)2‬‬ ‫(‪ )1‬يتجافى‪ :‬يبتعد‪.‬‬ ‫(‪ )2‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،3‬حديث رقم (‪ ،)2918‬صفحة ‪. 20‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫وفي رواية أخرى‪:‬‬

‫‪90‬‬

‫«س��ئل الصادق \ عن علة اجلريدة؟ فقال‪ :‬إن��ه يتجافى عنه العذاب ما‬ ‫دامت رطبة»(‪.)1‬‬ ‫ومنه��ا‪ :‬رش الـم��اء علىالقب��ر بعد دفن الـمي��ت‪ ،‬فإن الع��ذاب يرفع عن‬ ‫الـميت ما دام القبر رطب ًا‪.‬‬ ‫فقد جاء في الرواية‪:‬‬

‫«ع��ن ابن أب��ي عمير‪ ،‬عن بعض أصحابه‪ ،‬قال‪ :‬س��ألت أب��ا عبد ال ّله \‬

‫ع��ن رش الـم��اء عل��ى القب��ر‪ ،‬ق��ال‪ :‬يتجافى عن��ه الع��ذاب م��ا دام الندى في‬ ‫التراب»(‪.)2‬‬

‫وفي الـمقابل وردت أمور ينبغي عدم فعلها عند دفن الـميت‪ ،‬وأن الـميت‬ ‫يت��أذى م��ن فعلها‪ .‬أذكر لكم واحد ًا منها‪ ،‬وهو وض��ع تراب آخر على القبر‪،‬‬ ‫م��ن غير تراب القبر‪ ،‬ف��إن ذلك ثقل على الـميت‪ ،‬فينبغ��ي على أهل الـميت‬ ‫االنتباه جيد ًا إلى هذا األمر‪.‬‬ ‫وإليك نص اخلبر‪:‬‬

‫«ق��ال الص��ادق \‪ :‬كلما جعل على القبر من غير ت��راب القبر فهو ثقل‬ ‫على الـميت»(‪.)3‬‬ ‫(‪ )1‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،3‬حديث رقم (‪ ،)2921‬صفحة ‪. 21‬‬ ‫(‪ )2‬علل الشرائع‪ ،‬جزء ‪ ،1‬ص ‪ ،403‬باب ‪ ،255‬حديث ‪. 1‬‬ ‫(‪ )3‬من ال يحضره الفقيه‪ ،‬جزء ‪ ،1‬ص‪ ،191‬باب ‪ ،27‬حديث ‪. 18‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪91‬‬

‫التلقين الثالث‬ ‫ورد استحباب التلقني بالعقائد احلقة في ثالثة مواطن‪.‬‬

‫األول‪ :‬في ساعة االحتضار‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬عند وضع الـميت في القبر‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬بعد الدفن‪ ،‬عند انصراف الـمشيعني‪.‬‬

‫وق��د جرت ع��ادة الـمؤمن�ين على االلت��زام بالتلق�ين الثان��ي‪ ،‬عند وضع‬

‫الـميت في قبره‪.‬‬

‫ولكن أغلب الـمؤمنني ال يلتزمون بالتلقينني اآلخرين‪ ،‬وهما التلقني عند‬

‫االحتضار والتلقني بعد الدفن‪.‬‬

‫وقد ذكرت الروايات أن التلقني الثالث بعد دفن الـميت له أثر عظيم جد ًا‪،‬‬

‫وهو رفع س��ؤال منكر ونكير عن الـمي��ت‪ ،‬فإن الـملكني يصالن إلى الـميت‬ ‫في القبر عند انصراف الـمش��يعني‪ ،‬فإذا وقف ش��خص من أهل الـميت عند‬ ‫القب��ر‪ ،‬ولقن الـمي��ت العقائد احلق��ة‪ ،‬التفت أحد الـملكني إل��ى اآلخر وقال‬

‫ل��ه‪( :‬لقد لقــــ��ن حجــــته) فينصرف الـملكان من غير أن يس��أاله‪ ،‬فيتخلص‬ ‫الـميت من ثقل السؤال الذي يبكي له زين العابدين \ كما جاء في دعاء‬ ‫أبي حمزة الثمالي حيث قال‪:‬‬

‫(أبكـــي لســـــؤال منكـــــر ونكيـــر إياي في القبـــر)‪.‬‬ ‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫وإليك نص الرواية‪:‬‬

‫‪92‬‬

‫«ع��ن يحي��ى بن عبد ال ّله قال‪ :‬س��معت أب��ا عبد ال ّله \ يق��ول‪ :‬ما على‬ ‫أه��ل الـميت منكم أن ي��درؤوا(‪ )1‬عن ميتهم لقاء منك��ر ونكير؟! قال‪ :‬قلت‪:‬‬ ‫كيف نصنع؟ قال‪ :‬إذا أفرد الـميت فليتخلف عنده أولى الناس به‪ ،‬فيضع فمه‬ ‫عند رأس��ه‪ ،‬ث��م ينادي بأعلى صوته‪ :‬يا فالن بن ف�لان‪ ،‬أو يا فالنة بنت فالن‪،‬‬ ‫ه��ل أن��ت على العهد الذي فارقتنا عليه من ش��هادة أن ال إله إال ال ّله وحده ال‬ ‫ش��ريك له‪ ،‬وأن محمد ًا عبده ورس��وله س��يد النبيني‪ ،‬وأن علي ًا أمير الـمؤمنني‬ ‫وس��يد الوصيني‪ ،‬وأن ما جاء به محمد ڤ ح��ق‪ ،‬وأن الـموت حق‪ ،‬والبعث‬ ‫حق‪ ،‬وأن ال ّله يبعث من في القبور‪ ،‬قال‪ :‬فيقول منكر لنكير‪ :‬انصرف بنا عن‬ ‫هذا فقد لقن حجته»(‪.)2‬‬ ‫وفي رواية أخرى‪:‬‬

‫«ع��ن جاب��ر بن يزي��د‪ ،‬عن أبي جعف��ر \ قال‪ :‬ما على أحدك��م إذا دفن‬ ‫وس��وى علي��ه وانصرف عن قبره أن يتخلف عند قب��ره ثم يقول‪ :‬يا فالن‬ ‫ميته‬ ‫ّ‬ ‫بن فالن‪ ،‬أنت على العهد الذي عهدناك به من ش��هادة أن ال إله إال ال ّله‪ ،‬وأن‬ ‫محمد ًا رسول ال ّله ڤ‪ ،‬وأن علي ًا أمير الـمؤمنني \ إمامك‪ ،‬وفالن وفالن‪،‬‬ ‫حت��ى يأت��ي على آخره��م؟! فإنه إذا فعل ذل��ك قال أحد الـملك�ين لصاحبه‪:‬‬ ‫قد كفينا الوصول إليه ومس��ألتنا إياه‪ ،‬فإن��ه قد لقن حجته‪ ،‬فينصرفان عنه وال‬ ‫يدخالن إليه»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬يدرؤوا‪ :‬يدفعوا‬ ‫(‪ )2‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،3‬حديث رقم (‪ ،)3403‬ص‪. 200‬‬ ‫(‪ )3‬وسائل الشيعة‪ ،‬جزء ‪ ،3‬حديث رقم (‪ ،)3404‬ص‪. 201‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪93‬‬

‫أق��ول‪ :‬م��ن املطل��وب أن يوص��ي اإلنس��ان املقربني م��ن أهل��ه ويذكرهم‬ ‫باس��تمرار بأن يلقنونه هذا التلقني بعد موته‪ ،‬لكي يحصل على أثره العظيم‪،‬‬ ‫وال ب��أس بأن يوصي أكثر من ش��خص بذل��ك‪ ،‬فرمبا يك��ون ألحدهم عذر‪،‬‬ ‫فيقوم اآلخر بتنفيذ الوصية‪.‬‬ ‫إلى هنا تنتهي فقرات هذا الگتاب‬

‫سائ ً‬ ‫ال املولى جل وعال أن يتقبله بأحسن القبول‬ ‫وأن يجعل فيه النفع والفائدة‬ ‫وصلى الله على محمد وآله الطيبني الطاهرين‪.‬‬

‫)‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪94‬‬

‫مصادر الكتاب‬ ‫ •القرآن الكرمي‪.‬‬

‫ •الكافي ‪ -‬الشيخ الكليني‪.‬‬

‫ •تهذيب األحكام ‪ -‬الشيخ الطوسي‪.‬‬

‫ •من ال يحضره الفقيه ‪ -‬الشيخ الصدوق‪.‬‬ ‫ •اخلصال ‪ -‬الشيخ الصدوق‪.‬‬

‫ •ثواب األعمال ‪ -‬الشيخ الصدوق‪.‬‬ ‫ •علل الشرائع ‪ -‬الشيخ الصدوق‪.‬‬

‫ •بحار األنوار ‪ -‬العالمة املجلسي‪.‬‬ ‫ •وسائل الشيعة ‪ -‬احلر العاملي‪.‬‬

‫ •مستدرك وسائل الشيعة ‪ -‬احملدث النوري‪.‬‬ ‫ •مفاتيح اجلنان ‪ -‬شيخ عباس القمي‪.‬‬

‫ •كامل الزيارات ‪ -‬الشيخ ابن قولويه القمي‪.‬‬

‫ •مكارم األخالق ‪ -‬الشيخ رضي الدين الطبرسي‪.‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪95‬‬

‫ر‬ ‫< املقدمة‪......................................................‬‬ ‫< وق��ت ال��زواج‪..............................................‬‬ ‫< جمال املولود‪...............................................‬‬ ‫< تعس��ر الوالدة‪...............................................‬‬ ‫< حتنيك الـمول��ود‪.............................................‬‬ ‫< اخلوف‪......................................................‬‬ ‫< الهم والغ��م‪.................................................‬‬ ‫< من مكر ب��ه‪.................................................‬‬ ‫< موجبات الفقر‪..............................................‬‬ ‫< موجب��ات زي��ادة ال��رزق‪....................................‬‬ ‫< الصدق��ة تدف��ع الب�لاء‪.......................................‬‬ ‫< صل��ة الرحم تطيل ف��ي العم��ر‪...............................‬‬ ‫< قط��ع الرح��م يقص��ر العم��ر‪.................................‬‬ ‫< مس��ببات غفران الذن��وب‪...................................‬‬ ‫< مس��ببات قض��اء احلاج��ة‪....................................‬‬ ‫< أثر النافلة‪...................................................‬‬ ‫< مسببات تضاعف أجر الصالة‪...............................‬‬ ‫< الدعاء لطل��ب احل��ج‪........................................‬‬ ‫< قس��وة القلب‪...............................................‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪52‬‬

‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫‪96‬‬

‫ر‬ ‫< عالج الوس��واس‪............................................‬‬ ‫< عالج لوج��ع البط��ن‪........................................‬‬ ‫< عالج البواسير‪..............................................‬‬ ‫< أكل التفاح عالج للحمى والرعاف‪...........................‬‬ ‫< أكل السمك‪.................................................‬‬ ‫< شرب الـماء‪.................................................‬‬ ‫< النعل السوداء والصفراء وآثارهما‪............................‬‬ ‫< العطاس أم��ان من الـموت‪...................................‬‬ ‫< ذكر لتجنب االحتالم‪........................................‬‬ ‫< العاقبة احلس��نة‪..............................................‬‬ ‫< القول عند رؤي��ة الـمريض‪...................................‬‬ ‫< ضغطة القبر‪.................................................‬‬ ‫< تلقني الـمحتضر كلمات الفرج‪..............................‬‬ ‫< تعسر خروج الروح‪.........................................‬‬ ‫< ما يؤذي الـمحتض��ر‪.........................................‬‬ ‫< آداب الدفن‪.................................................‬‬ ‫< التلقني الثال��ث‪..............................................‬‬ ‫< املصادر‪.....................................................‬‬ ‫< الفهرس‪..............................................‬‬ ‫عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وأث ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬

‫‪55‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪95‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.