ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ )(٣،١
ﻜـﺘﺎﺑﺔ :ﻤﻴﺴﻮن ﻤﻨﺼﻮر رﺳﻢ :ﻤﻟﻚ ﻤﻨﺼﻮر
ٓ ٔ ّ اﺳﺘﺮد ﺑﻄﺎﻗﺘﻪ اﻠﺒﻨﻛﻴﺔ ﻤﻦ ﻤﻮﻇﻒ اﻻﺳﺘﻘﺒﺎل وﺳﻟﻣﻪ اﻻﻳﺒﺎد اﻠﺘﻲ اﻜﻣﻞ ﻋﻟﻴﻬﺎ اﺳﺘﻣﺎرة ٔ ٔ ﺑﺌﺮ ﻋﻣﻴﻖ "اﺗﺒﻌﻨﻲ ﻠﻮ ﺳﻣﺤﺖ" اﻠﻣﻛﺎن ووﻗﻊ ﻋﻟﻰ اﻠﺸﺮوط .ﺳﻣﻊ ﺻﻮت ا ﻧﺜﻰ وﻜﺎﻧﻪ ﻤﻦ ٍ ٔ ٔ ودون ان ﻳﺮﻓﻊ ﺑﺼﺮﻩ ﻋﻦ اﻠﻣﺴﺎﺣﺔ اﻠﻀﻴﻘﺔ اﻤﺎم ﺣﺬاﺋﻪ ،ﺗﺒﻌﻬﺎ ﺑﺨﻄﻮات ﻤﺘﺮددة .ﻋﻴﻨﺎﻩ ٔ ٔ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﺧﻄﻮط اﻠﺴﺠﺎدة وﻫﻲ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﺧﻟﻒ ﻜﻌﺐ ﺣﺬاﺋﻬﺎ اﻻﺳﻮد .ﺳﺎﻓﺮ ﺑﻴﻦ اﻻ ﻠﻮان ٔ واﻠﺨﻄﻮط ﻓﻲ دواﺋﺮ ﻤﺘﻮاﺻﻟﺔ ﻜﻲ ﻻ ﻳﺮﺗﺪ ﻤﻬﺮو ًﻻ إﻠﻰ اﻠﺸﺎرع اﻠﻌﺎم ﺣﻴﺚ اودع ﻠﻌﺒﺘﻪ اﻠﺠﺪﻳﺪة؛ ذات اﻠﺨﻄﻮط اﻻﻧﺴﻴﺎﺑﻴﺔ واﻠﻣﻘﺎﻋﺪ اﻠﺠﻟﺪﻳﺔ اﻠﻮﺛﻴﺮة اﻠﺘﻲ ﺗﺘﻣﻴﺰ ﺑﺎﻠﺘﺪﻓﺌﺔ واﻠﺘﺪﻠﻴﻚ وﺟﻬﺎز اﻠﺘﻛﻴﻴﻒ اﻠﺬي ﻳﻮﻓﺮ ﻠﻟﺴﺎﺋﻖ وﻤﺮاﻓﻘﻪ ٌﻜﻞ ﻤﻨﺎﺧﻪ اﻠﻣﺨﺘﻟﻒ ،ﺳﻴﺎرة ﻓﺎﺧﺮة ﻤﻊ ﺟﻬﺎز رادﻳﻮ راﺋﻊ وﻤﺤﺮك ﻗﻮي؛ ﻠﻢ ﺗﻔﻘﺪ راﺋﺤﺔ اﻠﻌﺮﺑﺔ اﻠﺠﺪﻳﺪة ﺑﻌﺪ ﻠﻛﻨﻬﺎ ﻓﻘﺪت ﺑﺮﻳﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ؛ ﺣﺎﻠﻬﺎ ﺣﺎل ﺑﻬﺠﺔ ﺷﻘﺘﻪ اﻠﺠﻣﻴﻟﺔ ﻗﺒﻞ ذﻠﻚ... ﻗﺎﻠﺖ :ﺗﻔﻀﻞ ،ﻫﻲ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎرك! ٔ ٔ اﻧﺘﺒﻪ ﻋﻟﻰ ﺻﻮﺗﻬﺎ ورﻓﻊ ﻋﻴﻨﺎﻩ وﻗﺪ اﺗﺴﻌﺖ ﻜﺎﻧﻪ ﻳﺼﺤﻮا ﻠﻟﺘﻮ وﻳﺤﺎول ان ﻳﺴﺘﻌﻴﺪ إدراﻜﻪ. ٔ ﻧﻈﺮ إﻠﻰ اﻠﺒﺎب اﻠﺬي ﻜﺎﻧﺖ ﺗﻣﺴﻚ ﺑﻪ ً ﻤﻔﺘﻮﺣﺎ وﻗﺎل :اﺷﻛﺮك. ﻓﻲ اﻠﺪاﺧﻞ ﻜﺎﻧﺖ ﺗﺠﻟﺲ ﻋﻟﻰ ﻜﻨﺒﺔ وﺛﻴﺮة ﺳﻴﺪة ﻤﺒﺘﺴﻣﺔ .وﻗﻔﺖ وﻓﺘﺤﺖ ذراﻋﻴﻬﺎ وﻫﻲ ﺗﺨﻄﻮ ﻧﺤﻮﻩ ﻤﺮﺣﺒﺔ ﻠﻢ ﺗﺜﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﻤﻘﺼﺪﻫﺎ ﻧﻈﺮاﺗﻪ اﻠﺤﺎﺋﺮة .ﺷﻌﺮ ﺑﻴﺪﻳﻬﺎ ﺗﻀﻣﺎﻧﻪ ﻧﺤﻮﻫﺎ، ٔ ﻋﻄﺮﻫﺎ ﻳﺪاﻋﺐ اﻧﻔﻪ ،وﺟﺴﺪﻫﺎ ﻳﻟﺘﺼﻖ ﺑﺠﺴﺪﻩ .ارﺗﺒﻛﺖ ﻤﺸﺎﻋﺮﻩ ﻓﺘﺴﺎرع ﻧﺒﻀﻪ واﺿﻄﺮﺑﺖ ٔاﻧﻔﺎﺳﻪ .ﻤﺎ زاﻠﺖ ﺗﺤﻀﻨﻪ ّ وﺗﺮﺑﺖ ﻋﻟﻰ ﻇﻬﺮﻩ وﺗﻬﻣﺲ ﻠﻪ "ﻻ ﺗﻘﻟﻖ ،ﻜﻞ ﺷﻲء ٔ ٔ ﻋﻟﻰ ﻤﺎ ﻳﺮام .اﻧﺖ ﺑﺨﻴﺮ" .ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻈﻣﺖ اﻧﻔﺎﺳﻪ .اﺑﺘﻌﺪت ﺧﻄﻮة وﻗﺎﻠﺖ واﻻﺑﺘﺴﺎﻤﺔ اﻠﻣﺮﺣﺒﺔ ﻻ ﺗﻔﺎرﻗﻬﺎ "ﺗﻌﺎل ،اﺳﻣﻲ ﻤﺮﻳﻢ" وﺧﻄﺖ ﻧﺤﻮ اﻠﻛﻨﺒﺔ وﻫﻲ ﺗﻣﺴﻚ ﻳﺪﻩ ﺑﻟﻄﻒ. ٔ ﺟﻨﺒﺎ إﻠﻰ ﺟﻨﺐ وﻗﺎل ٔ"اﻧﺎ ٔاﺣﻣﺪ" ،ﻗﺎﻠﺖ ٔ"ا ً ﺟﻟﺴﺎ ً ﻫﻼ ﺑﻚ ﻳﺎ اﺣﻣﺪ ،ﺳﻨﻘﻀﻲ ًﻤﻌﺎ ﺳﺎﻋﺔ. ٔ ٔ ٔ ﻳﻣﻛﻨﻚ ان ﺗﻄﻟﺐ ا �ﻳﺎ ﻤﻦ اﻻﺷﻴﺎء اﻠﺘﻲ وردت ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻣﺎرة .ﻳﻣﻛﻨﻨﺎ ان ﻧﺠﻟﺲ ًﻤﻌﺎ ٔ وﺳﺎﺳﻣﻌﻚ .ﻳﻣﻛﻨﻨﺎ ٔان ﻧﺠﻟﺲ ﺻﺎﻤﺘﻴﻦ ً ﺟﻨﺒﺎ إﻠﻰ ﺟﻨﺐ او ﻓﻲ ﻋﻨﺎق. وﺗﺤﺪﺛﻨﻲ إن ﺷﺌﺖ ٔ ٔ ٔ ﻳﻣﻛﻦ ان ﺗﺴﺎل ﻤﻨﻲ اﻧﻮاع اﻠﻣﺤﺒﺔ واﻠﺤﻨﺎن ﻠﻛﻦ ﻜﻣﺎ ﻗﺮات ﻤﻦ ﻗﺒﻞ ،ﻠﻚ ﻜﻞ اﻠﻘﺮب ﻤﻨﻲ إﻻ"... ّ ٔ ٔ ٔ ﻗﺎﻃﻌﻬﺎ :ﻻ ﺗﻘﻟﻘﻲ! إن اردت ذﻠﻚ اﻠﻘﺮب ﻓﻬﻨﺎك اﻠﻛـﺜﻴﺮ ﻤﻨﻪ ﺣﻮﻠﻲ؛ ﻤﺎ ﻋﻟﻲ إﻻ ان اﺷﻴﺮ؛ ﻻ ٔ ارﻳﺪ ذﻠﻚ.
ٔ ٔ ٔ ﻠﻢ ﻳﺮد ان ﻳﻛﻮن � ﺣﺎدا وﻠﻛﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺤﺘﺎج ان ﺗﺬﻜﺮﻩ ﺑﻣﺎ ﻗﺪ ﻗﺮا ﻠﻟﺘﻮ .وﻫﻮ اﻳﻀﺎ ﻠﻴﺲ ّﻤﻣﻦ ٔ ٔ ﻳﺘﺒﻌﻮن ﺷﻬﻮاﺗﻬﻢ وإﻻ ﻓﻣﺎ ﻜﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺣﺎﻠﻪ .اراد ﻠﻼرض ان ﺗﻨﺸﻖ وﺗﺒﺘﻟﻌﻪ .ﺳﺨﻂ ﻓﻲ ٔ وﺻﺐ ً ﺳﺮﻩ ّ ﺳﻴﻼ ﻤﻦ اﻠﺸﺘﺎﺋﻢ واﻠﻟﻌﻨﺎت ﻋﻟﻰ اﻠﻄﺒﻴﺐ اﻠﻨﻔﺴﻲ اﻠﺬي اوﺻﻰ ﺑﻬﺬا اﻠﻣﻛﺎن ٓ ٔ وﻋﻟﻰ ﻃﺒﻴﺒﻪ اﻠﻌﺎم )ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻤﺼﻄﻔﻰ( اﻠﺬي اوﺻﻰ ﺑﺎﻠﻄﺒﻴﺐ اﻠﻨﻔﺴﻲ وﻋﻟﻰ ﺣﺎﻠﻪ اﻠﺘﻲ اﻠﺖ ﺣﻨﺎن ً ﺑﻪ إﻠﻰ ان ﻳﻛﻮن ﻓﻲ ﻤﺜﻞ ﻫﺬا اﻠﻣﻛﺎن .ﻳﺸﺘﺮي اﻠﺤﻨﺎن! ﻠﻛﻦ ٔاﻫﻮ ٌ ﻓﻌﻼ؟ ﻠﻘﺪ ﻜﻨﺖ ﻤﺘﻮﺗﺮا ﻓﻲ اﻠﺒﺪاﻳﺔ ّ ﻠﻛﻨﻲ ارﺗﺤﺖ ﺑﺈﺣﺴﺎس ﻳﺪﻫﺎ اﻠﺤﺎﻧﻴﺔ ﺣﻮﻠﻲ .ﺣﺘﻰ ﻋﻄﺮﻫﺎ ٓ ٌ ﻫﺎدئ وﻤﺮﻳﺢ .وﻫﻲ اﻻن وﺑﻌﺪ ﻜﻟﻣﺎﺗﻲ ﺗﻟﻚ ،ﻻ ﺗﺰال ﺗﺤﺘﻀﻦ ﻳﺪاي �ﻜﻞ ﻋﻟﻰ ﺣﺪة ﺑﺮﻗﺔ وﻻ ٔ ٔ ٔ ٔ ﻳﺸﻮب ﺻﻮﺗﻬﺎ اي ا ٍﺛﺮ ﻠﻟﻐﻀﺐ او اﻻﺣﺘﻘﺎر .ﻠﻛﻦ ،ﻜﻴﻒ ﻠﻬﺎ اﻻ ﺗﺤﺘﻘﺮﻧﻲ؟ ﻫﺬﻩ ﻤﻬﺰﻠﺔ! ﻫﺬا ٔ ﻳﻛـﻔﻲ! ﺳﺎذﻫﺐ! ﺷﺪ ﻳﺪﻩ ﻤﻨﻬﺎ وﻫﻮ ﻳﻬﻢ ٔﺑﺎن ﻳﻘﻒٔ .ﻓﺎﻤﺴﻛﺖ ﺑﻬﺎ "ﻻ ﺗﺬﻫﺐ ،اﺑﻖ ﻫﻨﺎ ،إن ٔاردت ً ﺻﺎﻤﺘﺎ ٔ ﻤﺘﺎ ًﻤﻼ .ﻫﺬﻩ اﻠﻛﻨﺒﺔ ﻤﺮﻳﺤﺔ ً ﺟﺪا واﻠﻣﻮﺳﻴﻘﻰ ﻫﺎدﺋﺔ ،اﺳﺘﻣﺘﻊ ﺑﻬﺬا اﻠﻮﻗﺖ ﻤﻦ اﻠﺮاﺣﺔ. ٔ ً اﺗﺮﻳﺪ ان ﺗﺸﺮب ﺷﻴﯫ؟" رﺑﻣﺎ ﻜﺎﻧﺖ ﻳﺪي اﻠﻴﺴﺮى اﻠﺘﻲ ﻠﻢ ُﻳﻔﻚ ٔاﺳﺮﻫﺎ ﺧﻼل ﻠﻘﺎﺋﻨﺎ ﻫﺬا ﻗﺪ ٓﺗﺎﻤﺮت ﻤﻌﻬﺎ ْ وﻋﺪﻠﺘﻨﻲ ﺷﻲء ﻳﺠﺬﺑﻨﻲ ﻠﻣﺮﻳﻢ .ﻠﻴﺲ اﻧﺠﺬاب اﻠﻌﺸﻴﻖ وﻻ اﻠﺤﺒﻴﺐٌ . ﻋﻣﺎ ﻋﺰﻤﺖ .ﻠﻛﻦ ﻫﻨﺎك ٌ دفء ٔ ﻳﺴﺮي ﻤﻦ ّ ﺣﻨﻮ ﻳﺪﻫﺎ وﻫﺪوء ﻳﻐﻣﺮﻧﻲ واﻧﺎ ﺑﻘﺮﺑﻬﺎ .رﻏﻢ اﺣﺘﺠﺎج ﻋﻘﻟﻲ ﻋﻟﻰ ﺳﺨﺎﻓﺔ اﻠﺤﺪث ٔ ٔ ٔ إﻻ ان ﻜﻞ ﻤﺎ ّﻓﻲ ﻏﻴﺮ ذﻠﻚ ﻜﺎن ﻳﺘﻮق ﻠﻘﺮﺑﻬﺎ .ﺟﻟﺴﻨﺎ وﺟﻨﺒﻲ اﻻﻳﺴﺮ ﻳﻼﻤﺴﻬﺎ .ﻻ ادري ﻤﺘﻰ اﻧﺤﻨﻰ راﺳﻲ ﻋﻟﻰ ﻜـﺘﻔﻬﺎ وﻳﺪﻫﺎ اﻠﻴﻣﻨﻰ ارﺗﺎﺣﺖ ﺣﻮل ﻋﻨﻘﻲ ،ﻠﻛﻦ ﻫﻛﺬا ّﻜﻨﺎ ﻋﻨﺪﻤﺎ ﻠﺬة ﻓﻲ ﻠﺬة ،وﻗﺪ اﻧﻄﻮت اﻠﺴﺎﻋﺔ. ﺗﻣﻟﻣﻟﺖ ﻓﻲ ﺟﻟﺴﺘﻬﺎ وﺻﺤﻮت ﻤﻦ ٍ
Pubished 2021. All Right Recieved ©