نبضة العدد الثالث

Page 1

‫"نب�ضة" جملة م�ستقلة‪ ،‬ت�سلط ال�ضوء على االبداع‬ ‫املهم�ش يف بلد الثقافة ‪ /‬العدد الثالث‪ :‬مايو ‪2017‬‬

‫■ بين البحث عن لقمة العي�ش والت�شرد تقتل براءة الطفولة‬ ‫تجار في عمر الزهور حملوا على عاتقهم اعباء التجارة‪.‬‬ ‫■ براءة االطفال تنجرف نحو التكنولوجيا‬ ‫■مبدع نب�ضة محمد بغدادي‪،‬‬ ‫يرى الحبيبة البعيدة التي‬ ‫تركها خلفه في كل حرف‬ ‫يكتبه لها‪.‬‬

‫�صورة الغالف‪ :‬مرت�ضى المو�سوي‬


‫"نب�ضة" جملة م�ستقلة‪ ،‬ت�سلط ال�ضوء على‬ ‫االبداع املهم�ش يف بلد الثقافة‬ ‫العدد الثالث‪ :‬مايو ‪2017‬‬

‫رئي�س التحرير‪:‬‬ ‫د‪.‬ميديا ها�شم‬ ‫نائب رئي�س التحرير‪:‬‬ ‫فرح تركي‬ ‫نور علي‬ ‫العالقات العامة‪:‬‬ ‫ايالف احل�سيني‬ ‫�صفا علي‬ ‫التدقيق اللغوي‪:‬‬ ‫ازهار االن�صاري‬ ‫حوراء جبار‬ ‫كادر التحرير‪:‬‬ ‫هديل حم�سن‬ ‫هيئة التحرير‬ ‫هريو اح�سان‬ ‫هديل حم�سن‬ ‫ايالف حممد‬ ‫�سارة حامت‬ ‫�سارة االمامي‬ ‫نور حممد‬ ‫رغد النعيمي‬ ‫زهراء حممد‬ ‫الت�صميم والإخراج‪:‬‬ ‫مرت�ضى املو�سوي‬ ‫‪mortda_almusawi‬‬

‫‪37‬‬

‫في العدد‬ ‫‪28‬‬

‫‪22‬‬

‫‪43‬‬

‫‪34‬‬

‫‪13‬‬

‫‪ | 13‬ال�شبكة العنكبوتيه ‪....‬ت�أريخ حافل بالأجنازات‬ ‫‪� | 22‬أناقتك‬ ‫‪ | 28‬براءة االطفال تنجرف نحو التكنولوجيا‬

‫‪� |34‬شخ�صيات عاملية ‪� -‬سمرية مو�سى‬ ‫‪ | 37‬ملفات الطب النف�سي‬ ‫‪ | 43‬احلياة والإن�سان‬


‫اكثر االشياء التي نخافها‬ ‫هي االشياء التي نحبها ونود الوصول اليها‪،‬‬ ‫بين الرغبة والخوف يسقط الكثير من الضحايا‬ ‫وتتبخر االحالم‪....‬‬ ‫‪#‬ميديا_هاشم‬


‫هشام الذهبي‪..‬‬ ‫فخر األبوة‬ ‫بطل العدد‬ ‫اعداد‪ :‬هريو �إح�سان‬ ‫شاب عراقي ناشط مدني وحاصل على شهادة الماجستير في علم النفس‬ ‫‪،‬لم يتجاوز عمره الثالثين عامًا ولكنه تجاوز تفسير اإلنسانية بأضعاف الثالثين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حياة عظيمة ألبنائه الثالثة والثالثون في‬ ‫حياة بسيطة ولكنه يصنع‬ ‫يعيش‬ ‫(البيت العراقي اآلمن لإلبداع)‪،‬البيت الذي أسسه في أحد أحياء بغداد أليواء‬ ‫ُ‬ ‫الحياة أقدارهم ليحرمهم من حضن األم الدافئ‬ ‫األيتام اللذين عاكست‬ ‫وحنان األب وقست قلوب ذويهم وأقاربهم وتركتهم مشردين من غير‬ ‫يسد‬ ‫مأوى يتدفؤن في ثناياه ويلقون ما يستحقون من الحب واألهتمام وما‬ ‫ُ‬ ‫َرمقهم من جوع األيام الجائرة ومن خالل مبادرة هشام الذهبي الجليلة‬ ‫أستطاع أن يعيد مفهوم األنسان المسروقة الى حياة هؤالء األطفال وأن‬ ‫ُينمي فيهم المواهب واألبداع الذي أخفى مالمحه حياة الضياع وجور األيام‪.‬‬ ‫تؤكد التقارير الحكومية أن عدد األيتام في العراق يقدر بحوالي خمسة ماليين‬

‫ ‪ | 4‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫ً‬ ‫إضافة الى أكثر من ‪ 500‬الف مشرد وهذا العدد خطير ُينسب الى تردي‬ ‫يتيم‬ ‫األوضاع األمنية وما يجري من مآسي في هذا البلد الجريح الذي ُيفتك به من‬ ‫جميع الجهات فباتت الطفولة الضحية وتدمير لجيل المستقبل الذي يعتمد‬ ‫عليه في التطور واألزدهار ونظرآ لقلة ُدور األيتام وتقصير الجهات المختصة‬ ‫في أحتضان هذه الفئة العاجزة وتنميتها تنمية صحية وصحيحةأصبحوا‬ ‫هدفًا لتحقيق النفوس الضالة لمأربها وسلعة يتاجر بهم وبأبخس األثمان‪.‬‬ ‫إن ما حققه هشام الذهبي وما يزال يحققه وما هو إال تأكيد بأن المستحيل يمكن‬ ‫تحقيقه إذا توافر األيمان الصادق بمشروعية القضية والسعي الحثيث لتزهر على‬ ‫أرض الواقع ‪ ،‬فها هم أبناء هشام يرفعون اسم العراق عاليآ في مختلف المحافل‬ ‫الدولية وبمحصلة ‪٢٧‬جائزة دولية في مختلف مجاالت المسرح والموسيقى‬ ‫والفنون التشكيلية إضافة الى شهاداتهم الدراسية ودرجاتهم الوظيفية‬ ‫وإنشاءهم ألسرهم من زوجة وأطفال وبهذا يستحق هشام الذهبي أن يلقب‬ ‫بفخر االبوة ‪ ،‬مع األمل بأن تحذو الجهات المختصة والمنظمات وذوي األمكانية‬ ‫حذوه في إنقاذ و حماية الطفولة العراقية من الضياع والتشرد وإنباتها نباتآ حسنا‪.‬‬

‫ ‪ | 5‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫جهد ال�سنني حت�صده ر�صا�صة‬

‫ميديا ها�شم‬

‫واقعنا ال يتغري نعي�ش بني هذه االحداث وك�أنها جزء من حياتنا‪ ،‬حتى انها باتت ال ت�أخذ حيزا كبريا من‬ ‫م�شاعرنا او �ضمرينا!!‬ ‫احلارث مثال م�ؤمل على الواقع البائ�س يف هذا الوطن‪ ،‬ولد عام ‪ 1993‬تخرج من كلية الطب عام ‪ 2016‬ومت تعينه يف عام‬ ‫‪ 2017‬وبعد ا�سبوعني انتهت احلكاية!‬ ‫نعم انتهت بر�صا�صة ح�صدت جهد �سنوات من الدرا�سة واجلهد ‪،‬هذا احلارث بعد ان بذل كل جهده ليحقق حلمه ب�أن‬ ‫ي�صبح طبيبا ويقر عني امه التي �سهرت من اجل ان ترى وليد بطنها �شخ�صا ناجحا ي�ساعد النا�س وي�سمع دعواتهم ويكون‬ ‫�سببا يف �شفائهم‪ ،‬مل يكن يريد امل�ستحيل كان يريد ان يتخرج وي�صبح مثل اقرانه ويعمل معهم‪ ،‬اتعلم ما يعني ان ت�سهر‬ ‫الليايل لتحقق حلما كان يداعبك منذ الطفولة لي�أتي اهوج جاهل يقطف روحك لي�سدل ال�ستار على حلمك!!‬ ‫اتعلم كم منا�سبة مل يح�ضرها احلارث! اتعلم كم حرم نف�سه من الهو مع ا�صدقاءه؟! اتعلم كم ليلة ق�ضاها والكتاب رفيقه‬ ‫اىل طلوع الفجر! اتعلم كيف كانت امه ترتقب اللحظة التي تزفه ل�شريكة حياته‪ ،‬ترتقب ان تراه بني اوالده‪ ،‬كل هذا ا�صبح‬ ‫هباءا منثورا على ر�صا�صة يقال انها طائ�شة‪ ،‬احلارث لي�س اال واحدا من الكثريين الذين انهت حياتهم ر�صا�صة اجلهل!‬ ‫واقعنا لن يتغري مادمنا نعي�ش يف هذا ال�صمت ‪ ،‬من الذي �سوف ي�أخذ بث�أر احلارث! اقرانه الذين ال ي�ستطيعون ان ين�ضموا‬ ‫وقفة احتجاجية على االقل! ال الومهم فهم يخ�شون على ارواحهم اي�ضا فالر�صا�صة التي ا�صابت احلارث قد ال تكون طائ�شة‬ ‫وت�صيب اخرا من اقرانه‪ ،‬لكن اىل متى �سن�صمت! اال يكفي عبثا بارواح اخللق! اليوم احلارث غدا انا وانت ! يكفي خوفا ان‬ ‫كنت ال ت�ستطيع ان ترفع �صوتك لن�صرة مظلوم فيفظل ان ت�صمت وال تلون مواقع التوا�صل بدموعك ورثائك‪.‬‬ ‫كيف ن�ستطيع ان نعي�ش يف هذه الغابة ‪ ،‬اين القانون من كل هذا ! ملاذا ال يحا�سب املتمردين ا�صحاب االطالقات النارية يف‬ ‫ ‪ | 6‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫كل منا�سبة! اي جاهال ذاك الذي اقنعهم بان الر�صا�ص يعني‬ ‫الفرح!!! من قال لهم بان املرحوم �سوف ي�سعد يف قربه ويزفوه‬ ‫للجنة اذا اطلقوا الر�صا�ص!!‬ ‫هذا اذا كانت طائ�شة تلك التي قتلت احلارث!‪.‬‬ ‫ملواقع التوا�صل االجتماعي دور يف التحري�ض على االطباء‬ ‫ب�صورة ب�شعة ورخي�صة لك�سب متابعني وتعليقات ال اكرث‬ ‫وبذلك يتم ت�سميم عقول الب�سطاء وت�صوير الطبيب ب�صورة‬ ‫م�صا�ص الدماء‪ ،‬اىل متى يظل اجلهل هو �سيد املوقف‪ ،‬تبا‬ ‫لعقولنا التي ال ن�ستعملها �سوى يف كيف �سن�شوه �سمعة هذا‬ ‫وذاك وكيف �سنغلب املقابل بت�سقيطه بكلمات بذيئة‪،‬‬ ‫الطبيب اليوم ان مل تقتل احالمه احلكومة ف�سيقتلها الف�صل‬ ‫الع�شائري ‪،‬او جاهل يقتحم م�ست�شفى ب�سالحه‪،‬او ر�صا�صة‬ ‫طائ�شة ‪،‬بكل االحوال لي�س هناك امل ب�أن ترى تلك االحالم‬ ‫النور‪.‬‬ ‫مل يطلب احلارث الكثري كان حلمه ان يكون طبيبا بينكم‪،‬‬ ‫ي�ساعدكم ويداوي مر�ضاكم‪ ،‬حتى هذا القليل مل يح�صل‬ ‫عليه‪ ،‬ار�ض هذا الوطن طاهرة جدا فهي ال تنرث ترابها �سوى‬ ‫فوق اج�ساد ال�شرفاء الطيبني‪،‬‬ ‫�سوف نن�سى احلارث بعد عدة ايام وهذا واقع ال ن�ستطيع‬ ‫انكاره‪ ،‬لكن �سيظهر احلارث اخر غدا وبعد غد و�سنبكي‬ ‫عليه ونن�ساه وهكذا ‪،‬مادمنا نعي�ش يف غابة لي�س القوي ي�أكل‬ ‫ال�ضعيف فيها ‪،‬بل اجلاهل يقطف ارواح النا�س بجهله ورعونته‬ ‫�ست�ستمر �سل�سلة املوت بااللتفاف حول اعناقنا‪.‬‬ ‫يقول وليم جيم�س " ما تركز فيه ي�صبح واقعك"‬ ‫ونحن تركيزنا ين�صب على املوت بكل انواعه وهذا ما ا�صبح‬ ‫واقعنا ‪،‬فتبا له من واقع وتبا لنا من جبناء‪...‬‬ ‫ ‪ | 7‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫�شخ�صيات من بالدي‬

‫�شاعرة تقتلها وحتييها ق�صيدة‬

‫م�سار اليا�سري كل كلمة وكل �سطر نكتبه‬ ‫يعلن عن جزء منا ولكن يبقى ما نخفي من‬ ‫�شخ�صيتك ما الذي ميكن ان ت�شاركينا فيه‬ ‫حني طلبوا مني ان اعرفهم بنف�سي بجملة‬ ‫واحدة كانت تلك اجلملة (انني �شاعر ٌة تقتلها‬ ‫وحتييها ق�صيدة) وما �شعري اال ترجمان‬ ‫ذاتي احلاملة ‪ ،‬ما ابوح به يف ق�صائدي ميثل‬ ‫ما يخاجلني من م�شاعر واحا�سي�س تت�أرجح‬ ‫بني مد وجزر ‪� ،‬أما من اخلفايا التي ترافق‬ ‫ذلك فهو انفعال الذات حني اكتب ‪،‬حتى‬ ‫ان بع�ض الق�صائد يرافقها في�ض من حزن‬ ‫ي�صل حد البكاء رغم كون الق�صيدة الوليدة‬ ‫ال مت�س�سني ب�شكل مبا�شر او قد تكون ق�صة‬ ‫�صعب على من عا�شوها التعبري عنها ‪،‬ف�صرت‬ ‫ُكتب احلكاية �شعرا ‪.‬‬ ‫�أنا امل�ؤرخ ال�س ّباق لت َ‬ ‫خطواتك الناجحة وم�شاركاتك الالمعة‬ ‫البد ولنا وقفة معها‬

‫التي احملها ‪ ،‬ا�ضافة ملا اهدتني �إياه احلياة‬ ‫من �أب عظيم يعرف كيف ير�سم اخلطى‬ ‫ب�أنامل االن�سان العارف املحب و معلم علمني‬ ‫معنى احلرف والكلمة كل ذلك كان له دور يف‬ ‫تخطي العقبات التي اعرت�ضت طريقي ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ما الذي تتمنى م�سار اليا�سري اجنازه‬ ‫ولالن بقي معلق بخيط التحقق‬

‫االمنيات كثرية وال�شعراء يحلمون اكرث من‬ ‫غريهم من الب�شر ‪ ،‬احلياة كرمية هيئت يل‬ ‫فر�صا كبرية جنحت يف ا�ستغالل بع�ضها‬ ‫لتحقيق ما �أ�صبو اليه ‪� ،‬أما ما بقي يف خيط‬ ‫التحقق فهو ا�ستعادة بغدادي امل�سروقة ‪� ،‬أن‬ ‫جتد كل ع�صافري الوطن م�أوى و�أن ال يغادر‬ ‫احلب �صفحات �أيامي ‪.‬‬

‫م�سار‪ :‬اكرث �شخ�صية ادبية ر�سمت مالمح‬ ‫ا�سلوبك ال�شعري‬

‫االمنيات كثرية وال�شعراء‬

‫ال�شاعر الكبري (نزار قباين ) ممن ت�أثرت‬ ‫بهم من ال�شخ�صيات االدبية‪ ،‬تعلمت منه ان‬ ‫ال�شعر هو �سيل من جنون وحب ومترد معقول‬ ‫وكلمة حرة ف�صارت ق�صيدتي ‪.‬‬

‫انني اطمح ان اتوج حياتي باالن�سانية قبل‬ ‫�أن ات ّوجها بال�شعر ‪ ،‬انني ارى يف ق�صيدتي‬ ‫عيني طفل يتال�شى مما يعانيه من يحلمون اكرث من غريهم‬ ‫بريق ّ‬ ‫جوع ‪ ،‬و وجه رخامي النثى يخد�شه الربد ‪،‬‬ ‫ما القادم الذي ننتظره منك ب�شوق‬ ‫من الب�شر‬ ‫وام حتمل حزن الفقد لذا م�شاركاتي تنوعت‬ ‫�سي�شهد هذا العام والدة جمموعتي ال�شعرية‬ ‫بني حمالت الغاثة الالجئني واملتعففني وبني‬ ‫االوىل ‪ ،‬انني ا�سعى جاهد ًة لتحقيق ذلك‬ ‫م�شاركاتي يف حمالت دعم الثقافة وتنمية‬ ‫باقرب وقت ممكن ‪.‬‬ ‫املجتمع بالتعاون مع منظمات املجتمع املدين ‪،‬ا�ضافة اىل تلبيتي قدر من تهدينه �شكرك على جناحك وت�ألقك –‬ ‫امل�ستطاع لدعوات اتلقاها ك�ضيفة ملهرجانات يف منا�سبات خمتلفة ‪ .‬احلبيب (�أبي) ‪�- .‬أمي‪ ،‬اال�صدقاء وجمهوري املحب ل�شخ�صي‬ ‫ما هي اقرب ق�صيدة لقلبك‬ ‫وق�صيدتي و لكل من له ب�صمة جميلة يف حياتي ‪.‬‬ ‫اكرث من ق�صيدة واحدة اع ّدها مميز ًة بالن�سبة يل ‪� ،‬أما الأحب‬ ‫لنف�سي فهما ق�صيدتان االوىل (رحلة حلم ) ج�سدت احداث لفرتات كلمة �أخرية لك‬ ‫خمتلفة يف حياتي ‪ ،‬واخرى ق�صيدة (ل�ستُ �أدري) كانت حتكي عن اهديكم احلب وللكاتبة فرح التي حاورتتي حامل ًة ا�سمى �آيات الذوق‬ ‫والدة فرحة غري متوقعة مع مناجاة روح وهبت العمرين مقابل �سعادة ولكل من حملني يف روحه وهجا جميال ‪.‬‬ ‫�أختبئت يف احدى �صدفات البحر ف�أ�صبحت ل�ؤل�ؤة ‪.‬‬ ‫هل واجهتك عا�صفة اعرت�ضت طريقك يف بداياتك كالتي‬ ‫حاورتها‪:‬فـــرح تـــــــركـــــــي‬ ‫تواجه اي مبدع و ما كان ت�أثريها عليك‬

‫كل �سفينة ال بد ملوج ان يعرت�ضها يعرقل �سريها ‪ ،‬فتحاول قدر‬ ‫االمكان جتاوزه ب�أقل ا�ضرار ممكنة مع االحتفاظ مبا حتمله على‬ ‫متنها االمر هكذا كان لكن االميان بالذات وثقة االقربني باملوهبة‬ ‫ ‪ | 8‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫يف خاطري‬

‫يف خاطري‬ ‫متالزمة واقع‬ ‫كالوحدة التي كانت غ�شاء‬ ‫حلوا�سه‬ ‫ممنوع االقرتاب ‪.‬‬ ‫�أذية �ست�صاب‬ ‫و�صية اب‪.‬‬ ‫جمنون ‪ ...‬اهربوا !‬ ‫ليعود املجنون �سارقا حلاف‬ ‫الطم�أنينة ‪� .‬إىل ذات الر�صيف‬ ‫ي�شاركهم يف خياله اللعب‬ ‫ثم يغم�ض عيناه عن واقع ‪.‬‬ ‫جاءت به نظراتهم ممل�ؤة‬ ‫بالعتاب ‪.‬‬ ‫ي�أن وين�سحب ‪ .‬ال حق له للتربير‬ ‫‪ .‬كيف يفعل ؟ ‪.‬‬ ‫وهذا ما تداوله العرب !‬ ‫اماه ابكي كيف ال �أدري دعيني‬ ‫ا�شاركهم ح�سرة‬ ‫اماه ما الفرق بيني وبينهم وكان‬ ‫هلل �أمره ؟ ‪.‬‬ ‫اماه ا�شهدي اين ما خلقت ويف‬ ‫�صدري �صخرة !‬ ‫رغد احمد النعيمي‬

‫ ‪ | 9‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫يف بلدي‬ ‫ر�أيت‬

‫زهرة جورية قطعوا و�صلها بحبيبها ب�سبب اختالف الطوائف ‪...‬‬ ‫‪�،‬شابا يافعا انهكه الزمن يف عمر �صغري لتحمل م�س�ؤوليات كبري ‪...‬‬ ‫طفال ممزق الثياب �شاحب الوجه يت�سول يف و�سط الزحام خفت عليه من �سيارة كادت ان تده�سه ‪...‬‬ ‫رجال عجوزا يبت�سم ابت�سامة الزهرة للفرا�شة يا ترى مابه ؟ و اذا به مطرود من بيته الذي فنى عمره لأجله ‪...‬‬ ‫�شابة و�سط املرور تبيع مناديل بدال من ان ي�شرتوا منها يتحر�شون بها ‪ ،‬هي �ضعيفة و لي�س لها للحياة حيلة ‪...‬‬ ‫و و�سيلة و انت مابك هل �شحت االخالق لديك ؟‬ ‫طفال ر�ضيعا يف يد امر�أة تت�سول به و الذباب ي�أكل ويف وجهه فبكيت ملا قد ينتظره من م�ستقبل ا�سو�أ ‪...‬‬ ‫!! امر�أة ت�صرخ ب�أ�سم ابنها ال�ضائع يف ال�سوق و حني عرثت عليه �صفعته ‪...‬‬ ‫االقرباء املقربون وقت املحنة هاربون و يف وقوعهم يف ال�شدة متو�سلون ‪...‬‬ ‫امر�أة عجوز مرهقة منهكة و وحيدة ف�س�ألتها ما بك �سيدتي؟ ردت علي باكية قد رماين طفلي ال�صغري عندما ‪...‬‬ ‫َكرب ‪ ،‬لي�س له ذنبا يريد ان يحمي عائلته فطاوع زوجته‬ ‫مل تقبل ان تقلل من �ش�أنه حتى بعد رميها خارجا ‪ ،،‬اي ابن هذا و اي وطن قد �شحت االخالق و جردت االن�سانية‬ ‫منه و اذا �صرخنا هل من جميب ؟‬ ‫زينب علي مو�سى‬

‫ ‪ | 10‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫كما حتيط ذراعاك بها الآن‪...‬‬ ‫احلب من طرف واحد‬ ‫طفل جائع !‬ ‫ك�شعور ٍ‬ ‫رغيف بلهفة‬ ‫قطعة‬ ‫ينظر اىل‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫فيتذكر‬ ‫ُ‬ ‫�أنه ال ميلك ثم َنها‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الكرامة‬ ‫ت�صرخ‬ ‫عندما‬‫‪‎‬مالذ ليث ف�ؤاد‬ ‫ي�صمتُ‬ ‫احلب ‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫ا�شتياقي �إليك‬‫َ‬ ‫لنوار�سها البي�ضاء‬ ‫دجلة‬ ‫كا�شتياق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حني تغيب‬ ‫أحن � َ‬ ‫حتن والدتي لنظرات والدي املتوفى ‪..‬‬ ‫إليك كما ُّ‬ ‫� ُّ‬‫َ‬ ‫خطوط يدك‪..‬‬ ‫حني فارقتُ يدي‬‫ت�شبثت باحلياة ف�ضعت بدهاليزها‬ ‫ومن ذلك اليوم مل �أجد نف�سي!‬ ‫حني ر�أيتك قد�ست ما ي�سمى بال�صدفة والآن �ألعنُها كلما نب�ض قلبي!‬‫ً‬ ‫فالحة‬ ‫أكن يوم ًا‬ ‫مل � ْ‬‫لكن‬ ‫زرعتُ �صورتك يف حديقة منزيل ال�صغرية‬ ‫يفوح عطرك حني متطر ال�سماء او تخرج انت!‬ ‫ع�سى �أن َ‬ ‫حني جتعد قلبي‬‫بد�أ ال�شيب يتلألأ كما النجوم‬ ‫يف جديلتي ال�سوداء‪....‬‬ ‫ف�أدركتُ حينها‬ ‫كم يعاين الليل كي تظهر جنومه‪.....‬‬ ‫�س�أعي�ش هناك‬‫يف مكانا لي�س له وجود بالأ�سا�س‬ ‫لكني حتم ًا �س�أجدة‬ ‫كي �أكون وحيد جد ًا‬ ‫حيث ال �أحد يعلم اين �أنا‬ ‫القوة‬‫�أن ت�ستبدل غ�ضبك باالبت�سامة!‬ ‫كي ال يثور بركانك‬ ‫ويحرق كل �شيء‪.‬‬ ‫ككل يوم‬‫اجل�س يف باحة منزلنا‬ ‫اتو�سط حديقتنا ال�صغرية‬ ‫وعيناي تذرف من �أجل ر�ؤياك‬ ‫حتى نبتت زهور!!‬ ‫اظنها‬ ‫نبتت من فرط دموعي عليك !‪.‬‬ ‫‪-‎‬لي�ست جروحنا التي ت�ؤملنا‬ ‫‪‎‬فما ي�ؤمل حق ًا ا�ستهانة من نحتاجهم‬ ‫‪ ‎‎‬لرتميمها‪.‬‬

‫الليل يحيط بي‬

‫ ‪ | 11‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫منت�شيه بال�صف�صاف‬ ‫حوم النوار�س‬ ‫غافيه بن�سيم ال�شتاء‬ ‫في�سقط مني �شيء ال�أدرك ما�ألذي �سقط �أمن �سقط �صوت النور�س ؟!!‬ ‫�أم �أين اتعقب �سلك اخلطوات!‬ ‫جنم ي�ضحك !‬ ‫فهنالك حيث ت�سطع ال�شم�س ٌ‬ ‫بنف�س الر�صيف الذي �أ�سري رغيف ياب�س !‬ ‫طفل يبكي ! �شهيد غا�ضب !‬ ‫وثكلى تبكي وت�ضحك!‬ ‫ال�ضجيج ‪.‬‬ ‫الباعة املتجولني !‬ ‫ال�شحاذين‬ ‫ملياء خالد النا�صري‬ ‫ال�شواذ املارقني‬ ‫احل�سناوات ال ُعن�س‬ ‫ال�سيارات‬ ‫ال�شوارع املت�سخه !!‬ ‫نا�س ب�أ�شكالهم‬ ‫�أُ ٍ‬ ‫البي�ضاء وال�سمراء‬ ‫املخادعني‬ ‫املخدوعني ‪.‬‬ ‫وال�سراب ‪ .‬والعط�شه‬ ‫بجيبي بع�ض فكة‬ ‫حقيبة القلوب خواء‬ ‫الدفاتر والكتب مركونه‬ ‫ُ‬ ‫احلفاة العراة‬ ‫املجانني وال�سكات‬ ‫جميعهم ُي�صلون ‪.‬‬ ‫للحياة !؟‬ ‫تيهة‬ ‫�أما �أنا يف ٍ‬ ‫مالذي ر�أيته‬ ‫علي‬ ‫والت�شتت م�سيطر ًا ّ‬ ‫متعب‬ ‫نظري ٌ‬ ‫علبة ال�سكائر نفذت !‬ ‫�أ�صوات النوار�س ب�صمت‬ ‫بكاء الطفل كيف خر�س ؟!‬ ‫والرغيف �أو�ؤكل !؟؟‬ ‫لوهلة و�أختفى ؟!‬ ‫ال�شهيد �إبت�سم‬ ‫ٍ‬ ‫والدم الزال يغطي الر�صيف !‬ ‫ال�شحاذين بع�ضهم �إنتهت نوبته !!‬ ‫والثكلى ترتطم باملارة كــ �أمواج عمياء‬ ‫ال�شواذ بع�ضهم غ�ض النظر‪!! .‬‬ ‫عن البع�ض يتبادل �أطراف احلديث‬ ‫�أما البقية يت�ضاجعون هم�س‬ ‫يهم�شون اللحم من حتت اجللد‬ ‫�إ�ستوح�شو طريق احلب‬ ‫�أ�ضلو طريق الوطن‬ ‫الكل مت�شرد !!‬ ‫بعزلة التوهان‬ ‫�س�ؤال يحريين‬ ‫ُترى من الذي اكل الرغيف الياب�س ؟؟‬

‫�أ�سري‬ ‫بدورب الوهم‬

‫ ‪ | 12‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫كم حياة �ستعي�ش‬

‫بقوتك‬ ‫ِ‬ ‫ا�صنعي ذاتك‬ ‫‪ ...‬دائم ًا ما يقولون مبقيا�س القوة ان الرجل‬ ‫يحتل ال�صدارة فيه مهما يكن ومما جال يف‬ ‫خاطري حول هذا املو�ضوع ان ُه كيف ميكن ان‬ ‫تعي�ش امر�أة اب�سط ما ي�صفونه بيها انها من‬ ‫القوارير َ‬ ‫بتلك ال�صفة وغالب ًا ما تكون بهذا‬ ‫الكم الكبري منها ‪ ..‬ان معنى القوة املادية‬ ‫واجل�سدية هو معنى زائل و�سطحي لالثنني‬ ‫فبمجرد ان ُي�صاب املرء ب�أذى بج�سد ِه يفقد‬ ‫تلك القوى ولو كان ب�أمثال هرقلي�س اذ ًا ال‬ ‫ا�صدق ان ت�صبح معيار ًا اذاما كانت مبعناها‬ ‫هذا و بالنتيجة ال�س�ؤال الذي يطرح نف�سه‬ ‫ما معنى القوة التي ميكن ان تتجلى با�سمى‬ ‫مفاهيم هذ ِه الكلمة ؟ والكون �صادقة او ًال‬ ‫هنالك العديد من الن�ساء الالتي يكونن‬ ‫و ا ل�شخ�صية‬ ‫�ضعيفات االرادة‬ ‫بدى عليهن‬ ‫وامل�شاعر ومهما‬ ‫و ا لعز ة‬ ‫اجلربوت والغرور‬ ‫بالنف�س اال انهن‬ ‫اخف من ورقة تهتز‬ ‫اذا ما واجهتها اب�سط‬ ‫ريح كا�شفات عن معادنهن‬ ‫احلقيقية و ردائة نوعياتها ومع‬ ‫هذا ا�شهد ان هناك �ضعف ي�صيبنا‬ ‫من�صب مبنظر ال�شيء‬ ‫ابد ما كان‬ ‫ٌ‬ ‫ال�سيئ هنالك من �شهدن اعظم اخفاقات‬ ‫حياتهن ‪ ،‬من ارتهن الدنيا ويالت الدموع‬ ‫بدل من كم االبت�سامات الواجب اقتبا�سها‬ ‫من مالمح وجوههن هنالك من غريت‬ ‫عوا�صف الرياح القا�سية �سماتهن اجلميلة‬

‫ومع ذلك مل ير�ضخن ل�شدتها ما كان‬ ‫ال�ضعف عيب ًا ابد ًا وال ال�شعور بانك عاجز‬ ‫الت�ستطيع اال ان تتلقى ال�صفعات من يد‬ ‫قا�سية كاحلياة ومن كل اجلانب امرء �سيء‬ ‫بل العجز احلقيقي انك اذاما ر�ضخت لتلك‬ ‫ال�صفحة وا�ستمريت على خدر املها ال تبايل‬ ‫بخدك امل�صفوع وال مب�صريه العيب و ال�ضعف‬ ‫ال�سيء واملهني حينما ت�ستلم ل�ضعفك و ال‬ ‫حترك �ساكن ًا وك�أنك قد طاب لك املقام رغم‬ ‫امله بب�ساطة النك الت�ؤمن بفكرة تغري واقعك‬ ‫وحالك ان تنبذ فكرة الر�ضوخ واال�ستالم‬ ‫وان ال ت�ؤمن بغري الطريق ال�صحيح الواجب‬ ‫ان ت�سريه يف حياتك و ان ال ت�ؤمن اال بنظرية‬ ‫ال�ضوء املوجود يف نهاية املطاف و ان تولد‬ ‫من رحم االمل الذي خ�ضته وان وجته�ض‬ ‫اجلروح بعد والدة ع�سرة امنت‬ ‫منذ �صغريي‬ ‫بقوة املر�أة‬

‫�سارة حامت‬

‫وبعزميتها و �شهدت احلياة لهن البطوالت‬ ‫يف معركتها واب�سط مث ًال تلك الالواتي‬ ‫اجزتهن من فقدت ثمرة ف�ؤادها حتت طيات‬ ‫الرتاب ومازلت ت�ؤمن بفكرة ان ال�شجرة‬ ‫اجليدة هي ال�شجرة املعطاء دائم ًا ومنهن‬ ‫من اعطت قلبها وكانت اجمل هدية ُتعطى‬ ‫لل�شخ�ص اخلط�أ فك�سرت و انتك�ست وابت‬ ‫ان تر�ضح لال�سى واحلزن وان عا�شت بال‬ ‫م�شاعر الف�ؤاد ومنهن من اعطت بال مقابل‬ ‫فح�صدت املقابل الذي مل تكن ترجوه و مع‬ ‫هذا ما ر�ضخت لب�ؤ�سها وبقيت على امل‬ ‫ان هنالك يف حياتها من ي�ستحقون البقاء‬ ‫يقاتلن يومي ًا من‬ ‫الجلهم هنالك من‬ ‫بتحقيقه رغم‬ ‫اجل حلم ي�ؤمنن‬ ‫و‬ ‫الواقع‬ ‫كل م�صاعب‬ ‫ومقومات البيئة‬ ‫ا ملجتمع‬ ‫التي نعي�شها اذ ًا‬ ‫ان ت�شهدي اعظم‬ ‫انت�صارتك وان جتعلي‬ ‫االمك قوة وان ت�صنع‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫من النار التي التم�ستيها نور ًا‬ ‫ي�ضئ لك الطريق وان تتذكري‬ ‫ما خ�ضته وتعلقيه در�س ًا على �صفحة‬ ‫حياتك تعيديه يف كل يوم على ان ما ك�سرك‬ ‫قد �صنعك وان تبذيل اق�صى جهدك كي ال‬ ‫تذيقيه الوالدك الحق ًا وال الحد حتبيه تلك يا‬ ‫�سيدتي ما جت�سدينه باعظم مفهوم القوة ‪...‬‬ ‫وهنا اجال ًال بحقك وبحق نف�سك ان ت�صنفي‬ ‫من احد االقوياء ‪...‬‬

‫ ‪ | 13‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫ ‪ | 14‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫ال�شبكة العنكبوتيه ‪....‬‬ ‫ت�أريخ حافل بالأجنازات‬ ‫ماج�ستري علوم احلا�سوب وتقنية املعلومات‬ ‫قبل الدخول ملعرفة تاريخ هذه التقنية‬ ‫وكيفية ن�ش�أتها وتطورها لنعرف يف البداية‬ ‫ما هي هذه التقنية وما هو الفائدة منها‪،‬‬ ‫فالأنرتنيت هو عبارة عن ماليني احلوا�سيب‬ ‫املرتبطة مع بع�ضها البع�ض حول العامل عن‬ ‫طريق �شبكات �سلكية �أو ال �سلكية من �أجل‬ ‫تبادل الأفكار والثقافات واملعلومات حول‬ ‫العامل‪ ،‬فقد مكنت تلك التقنية من تعاون‬ ‫ماليني الب�شر والأالت يدً ا بيد من �أجل‬ ‫حتقيق حلم تكوين قوة موحدة ال تعرف‬ ‫احلدود اجلغرافية وبغ�ض النظر عن العرق‬ ‫�أو املعتقد �أو اللون للتمهيد لبداية ع�صر‬ ‫جديد يكون فيه الإت�صال حقيقة للتقريب‬ ‫بني الب�شر وجعل العامل على �شكل قرية‬ ‫�صغرية ‪ ،‬هذا هو بب�ساطة الأنرتنت‪.‬‬ ‫يرجع تاريخ هذه الفكرة اىل عام ‪19577‬‬ ‫حيث مت و�ضع فكرة الأت�صال عن بعد ويف‬ ‫نف�س الوقت ظهرت فكرت الأ�ستخدام‬ ‫اجلماعي للكمبيوتر‪ ،‬فبد�أت تلك الأفكار‬ ‫تتنامى يوم ًا بعد يوم مما ولد لدينا ثالثة‬ ‫�شبكات �صغرية تعترب النواة الأ�سا�سية لتقنية‬ ‫الأنرتنيت املوجودة يف ع�صرنا احلايل‪،‬‬ ‫�إن ال�شبكة الأوىل �أ�ستخدمت يف الواليات‬ ‫املتحدة الأمريكية لربط ما يعرف بوكالة‬ ‫الأبحاث الدفاعية ‪ DARPA‬يف عام ‪1958‬‬ ‫وكانت تدعى تلك ال�شبكة بـ ‪.ARPA NET‬‬ ‫�أما ال�شبكة الثانية فقد ظهرت يف �إنكلرتا‬ ‫وكانت ذات طابع جتاري وعرفت بـ ‪،NPL‬‬

‫�أما ال�شبكة الثالثة فقد كانت ذات طابع‬ ‫علمي وظهرت يف فرن�سا وكانت تعرف‬ ‫بـ ‪ CYCLADES‬وبتقارب تلك ال�شبكات‬ ‫و�إرتباطها مع بع�ضها البع�ض ت�أ�س�س لنا‬ ‫الأنرتنت املوجود يف ع�صرنا‪� .‬إن �أ�شهر تلك‬ ‫ال�شبكات كانت ‪ ARBANET‬التي �صممت‬ ‫من قبل املربجمني "بول باران" و "برينرز‬ ‫يل" فقد قاما يف عام ‪ 1966‬بت�صميم �شبكة‬ ‫المركزية ت�ستمر بنقل املعلومات حتى و�إن‬ ‫تعطل �أحد �أجزائها‪ .‬يف عام ‪ 1969‬مت ربط‬ ‫ثالثة حوا�سيب يف جامعات "�ستانفورد"‬ ‫و "اوتا" و "لو�س اجنول�س"عرب �أ�سالك‬ ‫تليفونية خا�صة لت�صبح �أول �شبكة كمبيوترية‬ ‫والتي �أعتربت جد الأنرتنت احلايل ‪� ،‬سرعان‬ ‫ما �أدرك العلماء الذين �أ�ستخدموا هذه‬ ‫ال�شبكة مدى قيمتها العظيمة ‪ ،‬فقد �أ�صبح‬ ‫الآن بالأمكان طلب البيانات يف �أي وقت من‬ ‫حوا�سيب بعيدة جد ًا‪ .‬وحتى عام ‪ 1974‬منت‬ ‫تلك ال�شبكة لت�شمل �أكرث من مائة حا�سوب‬ ‫حتى يف خارج الواليات املتحدة ‪ .‬ويف عام‬ ‫‪� 1983‬أ�صبح الإ�سم الر�سمي لهذه ال�شبكة‬ ‫هو م�صطلح "االنرتنت"‪.‬‬ ‫�إن امل�شكلة الأ�سا�سية لتلك ال�شبكة كانت �إن‬ ‫الذي ي�ستخدمها يجب �أن يكون على درجة‬ ‫عالية من التخ�ص�ص حتى ي�ستطيع التعامل‬ ‫معها و�إ�سرتجاع البيانات من خاللها ‪ ،‬يف‬ ‫عام ‪ 1984‬عاد "برينرز يل" لتطوير �أهم‬ ‫حجرين �أ�سا�سيني يف هذه التقنية هما لغة‬ ‫"‪ "HTML‬التي تفهمها جميع احلوا�سيب‬

‫بقلم م‪.‬م‪ .‬و�سام علي اخلزاعي‬

‫و ت�ستخدم لقراءة الوثائق الن�صية من‬ ‫خالل برامج تعرف باملت�صفحات �أو مقلب‬ ‫ال�صفحات واحلجر الثاين هو "‪"URL‬‬ ‫والذي ميثل عنوان كل �صفحة على �شبكة‬ ‫الأنرتنت ويبد�أ هذا العنوان دائم ًا باحلروف‬ ‫"‪ "www‬والتي تعني ال�شبكة املعلوماتية‬ ‫العاملية و�أ�صبح احلا�سوب اخلا�ص باملربمج‬ ‫"برينرز يل" �أول �سريفر لل�شبكة ‪ ،‬بعدها‬ ‫جل�س العلماء لي ًال ونهار ًا �أمام كمبيوتراتهم‬ ‫ليطوروا تلك التقنية ولريكبوا �أنظمة �سريفر‬ ‫جديدة لي�ساعدوا على تطوير برجمة‬ ‫"برينرز يل"‪ .‬وبقت تلك التقنية تقوم‬ ‫بعر�ض الن�صو�ص فقط وال ميكنها عر�ض‬ ‫�أي �شيء �آخر بالإ�ضافة اىل انه ال ميكن‬ ‫�إ�ستخدامها الإ من خالل املخت�صني فقط‬ ‫اىل �أن قام الطالب "مارك اندير�سون"‬ ‫عام ‪ 1993‬بربجمة مت�صفح جديد يدعى‬ ‫"موزاييك" الذي �إحتوى على و�صالت قابلة‬ ‫للتفاعل مبجرد النقر عليها ليحدث ثورة‬ ‫يف �إ�ستخدام تلك التقنية ومنذ ذلك الوقت‬ ‫واىل العام ‪ 2002‬بلغ عدد املواقع الألكرتونية‬ ‫على تلك ال�شبكة ما يقارب املليارين ون�صف‬ ‫املليار موقع ومييل الأجتاه اىل الت�صاعد‪،‬‬ ‫وقد �س�أل مطور تلك ال�شبكة "برينرز يل"‬ ‫ذات مرة (هل �أ�صبح الب�شر بوجود هذه‬ ‫ال�شبكة �أكرث فطنة وذكاء؟ ) ف�أجاب (كما‬ ‫�إننا �أ�صبحنا بها �أوثق ات�صا ًال)‪.‬‬

‫ ‪ | 15‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫اهتمام املر�أة بجمالها متطلب ع�صري‬ ‫حاورتها‪ :‬فرح تركي‬ ‫ملعت طرق كثرية يف الآونة الأخرية �سبل كثرية لتظهر املر�آة‬ ‫ب�أجمل �أطالله وتبقى مالزمة لإيقونة اجلمال الأبدي من‬ ‫خالل متابعة �أخر التطورات يف هذا املجال ولكي نتعرف‬ ‫على �أبرز الن�صائح واملجريات التقينا بخبرية التجميل‬ ‫زينب �ألعبيدي وطرحنا عليها جملة من اال�سئله و�أجابتنا‬ ‫م�شكورة‪ ،‬الرائعة زينب �ألعبيدي حثينا عن جتربتك يف‬ ‫جمالك وكيف كانت البداية‬

‫_ كانت جتربتي يف البداية �صعبة ب�سبب الكالم من الأقارب‬ ‫والأهل ب�سبب رف�ضهم عملي بهذا املجال وب�سبب و�ضع املجتمع‬ ‫الذي �أعي�ش فيه ولكنني احلمد هلل جتاوزت هذه املرحلة الن كل‬ ‫�شيء يف البدايات يكون �صعب‬ ‫ما الدافع الذي دفعك �إىل االنخراط بهذا العمل هل هو‬ ‫حبك للجمال �أم موهبة فطريه‬ ‫_�أن الدافع‬ ‫الذي دفعني �إىل‬ ‫اختيار هذا املجال‬ ‫هي موهبة فطرية‬ ‫وكذلك �أع�شق‬ ‫كل �شيء يخ�ص‬ ‫التجميل والعناية‬ ‫بالب�شرة واملاكياج‬ ‫وبالأ�صح حبي‬ ‫للر�سم دفعني‬ ‫�إىل اختيار جمال‬ ‫املاكياج وكيفية دمج الألوان �أل�شدو ور�سم العيون‬ ‫زينب �ألعبيدي من �أين ت�أتني ب�أخر املوديالت من‬ ‫ت�سريحات لل�شعر ور�سم للعيون وتفا�صيل �أخرى كال�شدو‬ ‫ور�سم ال�شفة‬ ‫_�أنا �أختار �أخر �صيحات املودة وت�سريحات ال�شعر ور�سم العيون‬ ‫من كبار خرباء التجميل الغرب من ر�سم العيون وغريها وكما‬ ‫تعرفني �أن فن املاكياج �أوجد من �أجل �أبراز هذه املالمح ‪.‬‬ ‫هل تطلب زبوناتك تفا�صيل معينه �أم �أنت من تقومني‬ ‫باالختيار بدال منهن وملاذا‬ ‫_يف بع�ض الأحيان الزبونة هي من تختار التفا�صيل ولكني �أقوم‬ ‫بن�صحها �أذا كانت �ألر�سمه �أو الألوان غري متنا�سقة و�أكرث �ألأحيان‬ ‫�أنا �أختار التفا�صيل لأنه جمال عملي هي الن�صيحة يف اختيار‬ ‫املالئم للماكياج‪.‬‬ ‫هناك م�شاكل �أزليه تعاين منها ال�سيدات يف العراق كحب‬ ‫ال�شباب وعدم نقاء الب�شرة ب�سبب مناخه املتذبذب هل‬ ‫لديكم و�صفات �أو عالجات لهذه امل�شاكل وكذلك م�شكله‬ ‫ ‪ | 16‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬

‫ت�ساقط ال�شعر هل هناك �شيء تن�صحني به للتقليل منها‬ ‫_ نعم يوجد حل مل�شاكل حب ال�شباب وت�أتيني كثري من الأ�سئلة حول‬ ‫حب ال�شباب وت�ساقط ال�شعر و�أول ن�صيحة وهي مهمة من �أجل تفادي‬ ‫ت�ساقط ال�شعر هو الإكثار من تناول الفواكه واخل�ضر والربوتينات‬ ‫وكذلك دوما �أن�صح بان من لديها حب �شباب �أن تذهب �إىل طبيب‬ ‫جلدية خمت�ص وحاليا �أكرث عالج متداول حلب ال�شباب هو الليزر‬ ‫هل تفكرين بافتتاح م�شروعك اخلا�ص يف امل�ستقبل ؟‬ ‫_نعم �أفكر م�ستقبال ب�أذن اهلل وتوفيقه �أن �أفتح م�شروع خا�ص‬ ‫وكذلك �أحلم ب�إنتاج منتج جتميلي با�سمي‬ ‫هل تلتزمني ال�سرية يف مهنتك �أم �أنك تك�سرين القاعدة‬ ‫وتبوحني مبا يف جعبتك من �أ�سرار ملن تريد �أن تتعلم‬ ‫_ال �أبدا �أتعمد البوح بكل املعلومات التي لدي لأين �أح�س بالراحة‬ ‫عند تقدمي هذه املعلومات ملتابعاتي على‬ ‫مواقع التوا�صل االجتماعي الن بع�ض‬ ‫البنات ال ت�ستطيع �أن تدخل دورات‬ ‫لتعليم فن املاكياج واحلمد هلل قد‬ ‫اكت�سبت حمبة ومتابعة الآالف املتابعات‬ ‫لهذا الأ�سلوب‬ ‫املر�آة العراقية جميلة وكما هو‬ ‫متعارف عليه �أن لكل منها جمال‬ ‫اخلا�ص فهل تتنوعني ب�أ�سلوبك يف‬ ‫تزينها ح�سب ما يالئم كل منها �أم‬ ‫لك منط ثابت‬ ‫_ نعم �أعتمد على التنويع يف �أ�سلوبي‬ ‫فعندما �أ�ضع املاكياج للزبونة �أتبع على �أ�سا�س �شكل العني و ر�سمه‬ ‫العني ولون الب�شرة فكل بنت مالمح خا�صة‪ ،‬فمثال العيون هناك‬ ‫العيون املبطنة ولعيون ال�صغرية هو كذلك الكبرية وهناك املتباعدة‬ ‫ولكل منها ر�سمه خا�صة‬ ‫ملن �ساندك ما الذي تقولينه لهم‬ ‫_ ملن �ساندين يف هذا العمل �أقول له �شكر ًا لأنك جعلتني قوية‬ ‫وافعل �شيء �أحبه و�أحقق حلمي وطموحي‬ ‫ختاما ً ما الذي تودين �أ�ضافته ؟‬ ‫_ �أمتنى ب�أن كل بنت عراقية �أو عربية �أن حتقق حلمها وهدفها‬ ‫يف احلياة و�أن ال تهتم لكالم النا�س الن �أر�ضاء النا�س غاية ال تدرك‬ ‫وكذلك �أمتنى ب�أن يتغري لدى البع�ض مفهوم و�ضع املاكياج دون معرفة‬ ‫لأنه فن ووجد من �أجل جمال املر�آة‬ ‫�أ�شكركم على هذا احلوار جملة نب�ضة �أنتم �سباقون للمبادرة‬ ‫ونبادلك ال�شكر لوقت الثمني ون�شكرك على ن�صائحك‬


‫حممد البغدادي حا�صل على املا�سرت‪ /‬الهند�سة البيئية‬

‫مبدع نب�ضة نق�ش حروفه بكل ما ميلك من �إح�سا�س‪ ،‬يرى‬ ‫احلبيبة البعيدة التي تركها خلفه يف كل حرف يكتبه لها‪ ،‬تلك‬ ‫التي ظلت حتتل كيانه وهو ال يود التحرر �أو الإ�ستقالل عنها‪،‬‬ ‫تلك احلبيبة التي يحن اىل دجلتها و يتغزل بغروب �شم�سها‪،‬‬ ‫مبدع هذا العدد حممد بغدادي‬

‫والزال البالد املهجر احلظ الأكرب‬ ‫ب�أحت�ضان املبدعني العراقيني الذين‬ ‫�إتخذوا من قلمهم ال�صديق الويف الذي‬ ‫يوا�سي غربتهم‬ ‫مبدع نب�ضة نق�ش حروفه بكل ما ميلك‬ ‫من �إح�سا�س‪ ،‬يرى احلبيبة البعيدة التي‬ ‫تركها خلفه يف كل حرف يكتبه لها‪ ،‬تلك‬ ‫التي ظلت حتتل كيانه وهو ال يود التحرر‬ ‫�أو الإ�ستقالل عنها ‪،‬‬ ‫تلك احلبيبة التي يحن اىل دجلتها و‬ ‫يتغزل بغروب �شم�سها‪ ،‬مبدع هذا العدد‬ ‫حممد بغدادي‬ ‫يف البداية عرفنا عن حممد‬ ‫‪(.‬الأ�شياء ايل حتب النا�س تعرفها‬ ‫عنك) ؟‬

‫مبدع نبضة‬

‫_ حممد عبداهلل عي�سى البدري‪ ،‬او‬ ‫كما يعرف ب�أ�سم "حممد بغد�آدي" على‬ ‫مواقع ال�سو�شيال ميديا‪ .‬من �سكنة بغداد‬ ‫وحمبيها‪ ،‬والتي منها �أنبثقت الكن ّيه‪.‬‬ ‫�أ�سكن يف ماليزيا منذ �أربع �سنوات‬ ‫ون�صف‪� .‬أكملت درا�سة املا�سرت‪ /‬الهند�سة‬ ‫البيئية و�أنا الآن يف طور و�ضع الأ�س�س‬ ‫الأوىل لبناء �أطروحة الدكتوراه منذ ما‬ ‫يقارب الت�سعة �أ�شهر‪.‬‬ ‫متى بدء �شغفك يف الكتابة وملاذا ؟‬ ‫_ لطاملا واجهتني تلك النوعية من‬ ‫الأ�سئلة والتي كثري ًا ما كنت �أتهرب من‬ ‫الأجابة عنها‪ .‬لكن هذه املره ال مفر‪.‬‬ ‫بدايتي كانت ب�سيطة حيث كنت �أهيم‬ ‫بتجميع ق�صائ�ص نرثية و�شعرية من‬

‫�صحف عراقية متنوعة كان يقتنيها �أبي‬ ‫لأودعها فيما بعد داخل دفرت �صغري كنت‬ ‫اطلق عليه "دفرت مذكراتي" والذي ال‬ ‫يزال يف جعبتي حتى هذا الوقت‪ .‬برغم‬ ‫ب�ساطة الأمر الإ �إنه كان م�سقط ر�أ�س‬ ‫ميويل الكتابية والتي �أكت�شفتها �صدفة و�أنا‬ ‫يف عمر الواحد والع�شرون عام ًا‪ ،‬حني كنت‬ ‫اد ّون فيها �أحا�سي�س متفرقة على موقع‬ ‫الفي�س بوك الأجتماعي لأجد يف املقابل‬ ‫�إ�شاده من املقربون يخربوين فيها بانها‬ ‫حتوي بفحواها �إختالجات منفردة‪ .‬ومن‬ ‫هنا �إنطلقت �إهتماماتي مع الكتابة بعدما‬ ‫كنت اقر�أ و�أغو�ص منهمك ًا يف تركيب‬ ‫اجلمل لأ�ستطيع الو�صول اىل الن�ضج يف‬ ‫طريقة التفكري وال�سرد يوم ًا بعد �آخر‪ ،‬وال‬

‫حاورته ميديا ها�شم‬

‫ ‪ | 17‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫ازال �أ�سع جاهد ًا لغاية الآن لأكون اف�ضل‬ ‫مما كنته يف الأم�س‪.‬‬ ‫هل كان الغرتابك �سببا يف ان تختار‬ ‫الكتابة اني�سا لك يف تلك الغربة ؟‬ ‫_ال املك م�ؤن�س ًا وف ّيا غري الكتابة‪� .‬أعني‬ ‫ومن ناحية �أخرى‪� ،‬إنه من املمتع �أن تكتبني‬ ‫خال�صة جتاربك بال مقابل لي�ستفيد منها‬ ‫علي ت�سمية‬ ‫غريك‪� .‬أذكر �إن البع�ض يطلق ّ‬ ‫"لقمان احلكيم" كوين �أ�شاركهم ن�صائح‬ ‫عديده تكاد تكون غري جمدية لكنها مفيده‬ ‫لهم م�ستقب ًال‪� .‬إبتعدنا عن نطاق ال�س�ؤال‬ ‫قلي ًال‪ ،‬لنعد الآن‪ .‬منذ كنت �صغري ًا و�أنا‬ ‫�أع�شق بغداد مبجمل تفا�صيلها‪� .‬أر�ض‬ ‫الغربه قاتله‪ ،‬جدبة وقاهرة‪ .‬لذا �أكتب عن‬ ‫بغداد كثري ًا‪ ،‬بغداد التي �أراها بطريقتي‪.‬‬ ‫حتى �أن بع�ض الأحيان �أكتب عنها بهيئة‬ ‫احلبيبة ال�ساحرة ! لكن القارئ يفهمها‬ ‫كما لو �إنها كانت ملع�شوقة حقيقية‪ .‬وهذا‬ ‫املهم‪.‬‬ ‫هل �ست�ستمر يف عامل الكتابة‬ ‫بعد �أن �أ�صبح لك جمهور ينتظر‬ ‫منك املزيد �أو �ستن�سحب وتكتفي‬ ‫باجلانب العلمي؟‬ ‫_الكتابة م�شروع �إكتمال‪ .‬وما دمنا‬ ‫�أحياء فال�سعي مللأ نق�صاننا ال ّ‬ ‫ين�ضب‪.‬‬ ‫ال �أجد نف�سي يف عامل �آخر غري عامل‬ ‫الكتابة‪ .‬جناحات الأن�سان �شا�سعة‪ ،‬و�أنا‬ ‫ال زلتُ �أ�سعى جاهد ًا يف املوازنة ما بني‬ ‫طموحي و�إهتمامي‪.‬‬ ‫ال�سوي�شيال ميديا �أ�صبحت يف‬ ‫متناول اجلميع فما هو رايك‬ ‫بال�شباب الذين دخلوا عامل‬ ‫الكاتبة؟‬ ‫_ �سابق ًا كان طريق ال�شهرة �صعب‬ ‫املنال حتى �إن البع�ض منا عا�ش دنياه‬ ‫و�أرحتل دون �أن يظهر املارد الذي بداخله‪.‬‬ ‫الآن‪ ،‬وبعد توفر التكنلوجيا احلديثة �أ�صبح‬ ‫ ‪ | 18‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬

‫الطريق �سل�س ًا‪� .‬أعني بكب�سة زر تكونني‬ ‫قد نرثتي عبري �إح�سا�سك على ب�ساتني‬ ‫الأ�صدقاء لتملأك يف املقابل بهجة وحمبة‬ ‫م�ستمده من جمال توا�صلهم معك‪.‬‬ ‫لي�س كل من دخل عامل الكتابة جنح يف‬ ‫ذلك‪� .‬سيما �إن عدد ال ب�أ�س به من الكتّاب‬ ‫وجدوا �أنف�سهم داخل هذا العامل‪ ،‬غري ان‬ ‫عامل الكتابة �أنيق كونه يختار بد ّقه من‬ ‫يكون �أه ًال لها‪ .‬ناهيك عن الق ّراء الذين‬ ‫�شم عطر الزهر‬ ‫لهم ذوق منفرد يف ّ‬ ‫الكتابي‪.‬‬ ‫هل تظن ب�إن القاعدة اجلماهريية‬ ‫كلما كانت كبرية كان الكاتب‬ ‫ناجح ًا؟‬ ‫ال �أتفق مع ذلك �أبد ًا‪ .‬و�أن بد�أ للكاتب‬ ‫م�شاركات ر ّواده الهائلة الإ �إنها �سرعان ما‬ ‫جتف مبرور الوقت �إذا مل يوا�صل ما يلوي‬ ‫اليه ويبذل جمهود ًا �أكرب لتحقيق الأجمل‪.‬‬ ‫لي�ست الكرثة هي التي تو�صل الكاتب ملجده‬ ‫�أمنا الندرة يف الإح�سا�س‪ .‬لي�س العدد‬ ‫بل النوعية يف الطرح‪ .‬لذا ال �أهتم كثري ًا‬ ‫بخلق قاعدة جماهرييه كبرية و�أكتفي‬ ‫مبا عندي من �أ�صدقاء �أح ّباء ومتابعني‬ ‫يغنون عن الكثري‪ .‬ومن هنا‪ ،‬لو ت�سمحني‬ ‫يل �أود ان �أ�شكرهم على وجودهم بجانبي‬ ‫وم�شاركتهم املنفرده ملا �أكتب‬ ‫�أحد �أهم الأ�سباب التي جتعل‬ ‫الكاتب ناجح ًا بر�أيك ما هي؟‬ ‫_يقول الكاتب الفرن�سي جان دي‬ ‫البروير ‪� :‬إذا �أردت �أن تكتب كتاب ًا يجب‬ ‫عليك �أن تقر�أ‪ .‬لكي تطلق مارد الكتابة‬ ‫الذي بداخلك ف�أنت بحاجة اىل رحلة‬ ‫�إ�ستك�شاف يف عامل الكتب و�سحرها‪،‬‬ ‫وتلك �أهم العوامل التي ت�سهم يف جناح‬ ‫لك �شيئ ًا مهم ًا‬ ‫فكرة الكاتب‪� .‬أ�ضيف ِ‬ ‫�آخر الإ وهو ال�سفر الواقعي لإكت�ساب‬ ‫ثقافات خمتلفة وزيادة �سعة الفكر و�صقله‬

‫وت�شذيبه بطريقة منفردة و�أخاده‪.‬‬ ‫ماذا يعني النجاح مبفهوم حممد؟‬ ‫_عدد ال ب�أ�س به من �أفراد متواجدة‬ ‫يف حميطك عبث ًا حتاول تثبيط طموحك‬ ‫وتطفئ ف ّنك‪ ،‬لتجئ �أنت فتك�سر‬ ‫حماوالتهم وت�ستمر رغم ًا عنك وعنهم‪.‬‬ ‫هل واجهت رف�ض ًا او نقد ًا جعلك‬ ‫تفكر برتك ن�شر كتاباتك‬ ‫والإحتفاظ بها لنف�سك؟‬ ‫_ابد ًا بل على العك�س وجدت دعم ًا‬ ‫غزير ًا من املعارف والأ�صدقاء واملقربون‬ ‫لك لوالهم ملا �صرت الآن ذلك‬ ‫ا�ؤكد ِ‬ ‫البغد�آدي الذي وجب عليه �أن ينال على‬ ‫الدوام ر�ضا حمبيه ويقهر مبغ�ضيه‪ ،‬هذا‬ ‫�إن وجد‪ ،‬باحلرف والأح�سا�س واجلوده‪.‬‬ ‫كيف تواجه الإنتقادات ال�سلبية‬ ‫وكيف �أمكنك الت�أقلم معها؟‬ ‫_الكاتب طوال فرتة حياته ال ي�سلم من‬ ‫�إنتقاد املقابل له على ال�صعيدين الكتابي‬ ‫وال�شخ�صي‪ .‬كما تعلمني �أن هناك نقد‬ ‫الئق و�آخر من باب التهمي�ش ال �أكرث‪،‬‬ ‫ويف الأمرين جناح لك‪ .‬فالأول �أ�ستخدمه‬ ‫لتاليف الهفوات التي تقابلني مع الكتابة‬ ‫والأخري للو�صول للنجاح بطريقة �أ�سرع‪.‬‬ ‫هل �ستكون لديك �أعمال �أدبية‬ ‫مطبوعة عن قريب �أو �أنك ت�ؤجل‬ ‫هذه اخلطوة لإ�شعار �آخر؟‬ ‫لأبدو �صريح ًا معك‪ ،‬با�شرت يف كتابة‬ ‫روايتي الأوىل لكنني توقفت بعد �إكمال‬ ‫ع�شرون �صفحة منها بحكم الدرا�سة‪.‬‬ ‫انت �أن ظرف الكتابة يتطلب قراءة‬ ‫تعلمني ِ‬ ‫مكثفه‪ ،‬بالإ�ضافة اىل الأح�سا�س طبع ًا‪،‬‬ ‫لأ�صل بها اىل م�ستوى مرموق �سيما�إانني‬ ‫ال �أرغب �أن تخرج ثمرتي بطابع �إعتيادي‪.‬‬ ‫ن�شكرك جزيل ال�شكر حللولك �ضيف ًا يف‬ ‫جملتنا ونتمنى َ‬ ‫لك املزيد من االبداع‬ ‫حاورته ميديا ها�شم‬


‫عدسة نبضة‬

‫لتوقف الزمن‬ ‫للحظة‪،‬‬ ‫التقط صورة‬

‫ ‪ | 19‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫حممد �ستار‬ ‫‪Photographer‬‬

‫مواليد الب�صرة عام ‪� ،١٩٨٩‬أكمل درا�سته اجلامعية فيها‪ ،‬ح�صل على �شهادة البكالوريو�س يف الرتبية البدنية قبل �أن يكر�س‬ ‫نف�سه للت�صوير الفوتوغرايف يف عام ‪ ٢٠١٣‬عندما ح�صل على �أول كامريا احرتافية‪.‬‬ ‫‪ ‎‬تخ�ص�ص حممد بفن الفاين �آرت (فن تركيب ال�صور)‪ ،‬وت�صوير النا�س‬

‫‪‎‬حا�صل على جائزة �سيينا الدولية للت�صوير‪ ،‬جائزة م�سابقة الإمارات للت�صوير الفوتوغرايف‪ ,‬جائزة ال�سفارة الربيطانية‬ ‫وجائزة ال�شارقة لل�صورة العربية‪.‬‬

‫‪‎‬وقد ن�شرت له عدة اعمال ودرو�س ومقاالت يف اهم املواقع العاملية املهتمة بالت�صوير منها‬

‫(‪)Adobe Photoshop, BBC Earth, 500px, PetaPixel, Fstoppers, 1x.com‬‬

‫‪‎‬و �أي�ضا العديد من املجالت العاملية‬

‫ ‪ | 20‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫حممد �ستار‬ ‫‪Photographer‬‬

‫ ‪ | 21‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫حممد عالء الدين‬ ‫‪Photographer‬‬

‫مواليد ‪ ١٩٩١‬من مدينة بغداد‬ ‫بدات الت�صوير منذ �سنه ‪ ٢٠٠٨‬كتوثيق يف احد املرات كان يل مو�ضوع حول بغداد و احتجت �صور جميله ملدينتي و قمت بالبحث على‬ ‫الكوكل و كتبت يف مربع البحث (العراق‪ ،‬بغداد‪ ،‬اجمل مناطق العراق) فتفاجئت بان كل ال�صور عباره عن دمار و حروب و ال وجود‬ ‫ل�صور جميله ميكن ان ا�ستخدمها ملو�ضوعي قررت اخلروج و ت�صوير املوا�ضيع التي اريدها و اكملت مو�ضوعي‬ ‫و بدات ب�ضخ ال�صور اىل العامل الإلكرتوين عام ‪ ٢٠٠٩‬من خالل �صفحتي التعليميه على الفي�س بوك ‪Baghdady photography‬‬ ‫تفاجئت باالقبال عليها من كثري من العراقيني و خ�صو�صا املغرتبني و كانوا يف فرحه كبريه النهم مل ي�شاهدوا العراق منذ فرته طويله‬ ‫و بعد فرته ا�صبح هنالك متابعني عرب و اجانب‬ ‫يف ‪ ٢٠١١‬اطلقت البيج اخلا�ص بي و القت ا�ستح�سان الكثري وال تزال م�ستمره اىل االن يف ن�شر اجمل �صوره عن مدينتي و انوي‬ ‫م�ستقبال ان ا�شمل جميع حمافظات العراق لكن يف نف�س الوقت اح�س بالت�أمل ملا ح�صل يف املو�صل و غريها من املناطق التي احتلت‬ ‫من قبل داع�ش االرهابي الن هنالك معامل كنت احب ان اوثقها بطريقتي اخلا�صه‬

‫ ‪ | 22‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫حممد عالء الدين‬ ‫‪Photographer‬‬

‫ ‪ | 23‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫أناقتك‬ ‫ااملو�ضة املنت�شرة حاليا يف عامل االناقة التوربان حيث‬ ‫تعتمد عليها اغلب الفتيات كبديل عن احلجاب وحتى‬ ‫الغري املحجبة وقد تزيد من اناقتك او العك�س ت�ؤثر‬ ‫�سلبا على مظهرك وذلك الن التوربان يحتاج اىل �ستايل‬ ‫معني يجب ان تعتمديه مبعنى يالئم ازياء معينة يجب‬ ‫ان ترتديها عند لف التوربان اي له خ�صو�صية فكرة‬ ‫التوربان ادرجت من افريقيا كما هو معروف يرتدوه‬ ‫االفريقني ب�صورة كبرية ولغاية يومنا هذا يعتمدون‬ ‫عليه يف ا�سلوب حياتهم اليومية با�شكال خمتلفة وكذلك‬ ‫يف منا�سباتهم واعرا�سهم كذلك معروف يف الهند‬ ‫حيث يرتدوه ب�شكل دائم ا�صحاب الديانة ال�سيخية‬ ‫رجاال ون�ساءا ويكون قما�ش التوربان متكون من امتار‬ ‫وطبقات عديدة وطريقة لف التوربان خا�صة و�سنعرف‬ ‫املزيد عن التوربان وعامل االناقة من خالل‬ ‫الدزايرن والفا�شني�ستا التي تعتمد ب�شكل كبري‬ ‫على التوربان يف حياتها وهي ر�ؤى املوايل‬ ‫م�صممة ازياء عا�شت ببغداد وترعرت فيها‬ ‫وبعد ذلك انتقلت لدولة اوربية وهي ال�سويد‬ ‫حاملة معها العادات والتقاليد العراقية‬ ‫فلنبحر معها يف عامل االناقة والت�صميم‬ ‫وكل مايخ�ص املو�ضة‬ ‫اوال‪ -:‬تعتمد على التوربان يف‬ ‫حياتك ال�شخ�صية ب�شكل كبري‬ ‫ ‪ | 24‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬

‫اعداد هديل حم�سن‬

‫كبديل عن احلجاب ؟‬ ‫نعم انا من مرتدي التوربان منذ خم�س �سنني النه مالئم‬ ‫ل�شكلي و�ستايلي واي�ضا �شخ�صيتي‬ ‫ف�أ�صبح اختياري الدائم ك�ستايل حجاب ن�ستطيع القول‬ ‫ان التوربان اليوم هو ال�شكل احلديث للحجاب البع�ض‬ ‫قد يكون �ضده وال يعتربوه حجاب والبع�ض االخر م�ؤيدين‬ ‫جدا فكرته وحمبني له ونالحظ مت �صنع توربانات جاهزة‬ ‫للعملية وال�سرعة يف ارتدائه‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ -:‬هل هناك انواع ل لف التوربان‬ ‫نعم ك توربان االفريقي حيث انا من ع�شاق هذا النوع‬ ‫الذي يكون ذو الوان متعددة وزاهية ونق�شات خمتلفة ويف‬ ‫بع�ض االحيان حجمه كبري على اعتبار انه مالئم ل�ستايل‬ ‫ولبيئة افريقيا املليئة بااللوان‪.‬‬ ‫ثالثا‪ -:‬هل بر�أيك للتوربان خ�صو�صية ؟ مكان او‬ ‫زمان معني لأرتدائه ؟ او �ستايل معني ؟ وعلى‬ ‫ماذا يعتمد �ستايل التوربان ؟‬ ‫التوربان بالن�سبة يل مالئم لكل االماكن واالوقات‬ ‫واملنا�سبات �ستايل التوربان يختلف على‬ ‫ح�سب اللوك اليومي اذا كان انيق‪ ،‬كاجول‪،‬‬ ‫ناعم او لوك حفالت وطبعا يعتمد ال�ستايل‬ ‫على �شكل الوجه اذا كان دائري‪ ،‬طويل‪،‬‬ ‫مربع او نحيف فممكن �ستايل معني ال‬ ‫يالئم �شكل الوجه‬


‫رابعا‪ -:‬كم�ص�صمة ازياء هل بر�أيك كل ف�صل له‬ ‫الوان معينة يجب االعتماد عليها يف االزياء؟‬ ‫وهل هناك لون معني يقت�صر على منا�سبة معينة‬ ‫او �ستايل معني ؟‬ ‫االلوان ممكن تنق�سم على ح�سب ف�صول ال�سنة ولكن‬ ‫هذا ال يعني ان يكون ارتدائه مقت�صر على ف�صل معني‬ ‫ولكن التق�سيم ي�ساعدنا يف تن�سيقنا لالزياء وتكون االلوان‬ ‫م�ستوحى من الوان الطبيعة لكل ف�صل االلوان ال تقت�صر‬ ‫على منا�سبة معينة او �ستايل معني ميكن ارتداء اللون‬ ‫املف�ضل يف اي مكان وزمان لكن املهم ان يكون تن�سيق‬ ‫االلوان منا�سبة مع بع�ضها يف اللوك الواحد‬ ‫خام�سا‪ -:‬كونك م�صممة ولك خربة بهذا املجال ماهو‬

‫بر�أيك االلوان الدارجة ل�سنة ‪ 2017‬من بع�ض االلوان‬ ‫الدارجة لهذه ال�سنة هي اللون الزيتوين‪ ،‬الوردي‪ ،‬البيجي‬ ‫وال�سمائي بتدرجاتها الفاحتة والغامقة‬ ‫ماهي ن�صيحتك االخرية لقراء جملتنا من‬ ‫الفتيات ؟‬ ‫ن�صيحتي لكل فتاة ان تنوع بااللوان التي تختارها وال�ستايل‬ ‫وان ال تتقيد ب�ستايل واحد الن العامل اليوم ا�صبح اكرث‬ ‫اهتمام باالزياء وامليكاب ب�صورة عامة وبكل دول العامل‬ ‫وهذا ادى اىل ان �صرخات املو�ضة ا�صبحت اكرث جرئه‬ ‫وتنوع كوين جريئة باختيارك لاللوان وللفتيات الالتي‬ ‫اليحبون اجلرئة بال�ستايل واملوديالت الغريبة ممكن ان‬ ‫تنوعو باختياركم لاللوان الدارجة وتن�سيقاتها وتدرجاتها‬

‫ ‪ | 25‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫تطور الرواية االنكليزية و�صو ًال لت�شارلز ديكنز‬ ‫�إعداد‪ :‬م�صطفى عبا�س الرو�شيد‬

‫يختلف امل�ؤرخون يف حتديد �أول‬ ‫رواية �أدبية �إن َكليزية‪ ،‬فبني الق�صائد‬ ‫امللحمية‪ ،‬وبني (دونكيخوتي)‪ ،‬وبني‬ ‫(الكوميديا الإلهية)؛ ك ّل منها‬ ‫رُ‬ ‫افت�ض �أن يكون بداية للرواية‪.‬‬ ‫لذا‪ ،‬فكان احلل الأمثل ّ‬ ‫لف�ض هذا‬ ‫النزاع هو تقدمي مميزات وخ�صائ�ص‬ ‫الرواية‪ ،‬ثم درا�سة الأعمال الأدبية‬ ‫لي ّت�ضح �أ ّيها قد خ�ضع لهذه املميزات‬ ‫وال�صفات ليتم �إختياره على �أنه �أول‬ ‫رواية �إن َكليزية‪.‬‬ ‫�إن ت�سمية (رواية) يف اللغة الإن َكليزية‬ ‫(نوڤل) قد مت ا�شتقاقه من �أ�صلها‬ ‫الإيطايل (نوڤو) الذي يعني كل‬ ‫ما هو جديد وغريب‪ .‬وابتدا ًء من‬ ‫�أ�صل الت�سمية‪ ،‬كانت اُوىل خ�صائ�ص‬ ‫ ‪ | 26‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬

‫الرواية �أن تكون جديدة وغري‬ ‫مطروقة بال�شكل وامل�ضمون‪ .‬لهذا‪،‬‬ ‫�إ ّتفق �أغلب امل�ؤرخني على �أن �أول‬ ‫عمل �أدبي �إنكليزي ميكن �أن ُي�سمى‬ ‫(رواية) هي (پاميال) لكاتبها‬ ‫(�سامويل ريت�شارد�سون) املن�شورة‬ ‫�سنة (‪ )1740‬كونها اول عمل تنطبق‬ ‫عليه كافة �صفات الرواية‪ ،‬واتفقوا‬ ‫على �أن الأعمال امل�شابهة ال�سابقة مل‬ ‫تكن �سوى حماوالت لكتابة الرواية‬ ‫و�أطلقوا عليها ت�سمية (نوڤيال)‪،‬‬ ‫و�أ�شادوا باالعمال الالحقة التي‬ ‫ق�صة واُ�سلوب‬ ‫ا ّت�سمت بطرح‬ ‫ّ‬ ‫جديدين‪ ،‬ومت غ�ض الب�صر ع ّما هو‬ ‫دون ذلك‪.‬‬ ‫متيزت (پاميال) بق�صة و�سر ٍد‬

‫فريدين‪ .‬فطرحت هذه الرواية‬ ‫ال�سرد عن طريق الر�سائل‪ ،‬حيث‬ ‫يعرف الق ّراء تفا�صيل الق�صة عن‬ ‫طريق الر�سائل املتبادلة بني البطلة‬ ‫واُختها‪ ،‬ف�ض ً‬ ‫ال عن معرفة تفا�صيل‬ ‫االحداث وو�صف ال�شخ�صيات‬ ‫من وجهة نظر البطلة فقط‪ .‬ويف‬ ‫�سنة (‪ )1748‬فقد قام م�ؤلف �آخر‬ ‫بكتابة ق�صة و�أ�سماها (كالري�سا)‬ ‫وجعلها تت ّمة لـ(پاميال) لأن نهاية‬ ‫بحرف‬ ‫(پاميال) مل ت ُرق له فقام‬ ‫ِ‬ ‫م�سار �أحداثها يف ق�صته‪ ،‬ثم �أحلقها‬ ‫يف ال�سنة التالية برِواية (توم جونز)‬ ‫ليطرح اُ�سلوب الراوي احلكيم الذي‬ ‫ي�سرد االحداث ب�صورة مو�ضوعية‬ ‫ومن خالله يعرف الق ّراء تفا�صيل‬ ‫ ‪ | 26‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫الق�صة بد ًال من �أن ي�سمعوها من‬ ‫ّ‬ ‫�إحدى ال�شخ�صيات كما كان ال�سرد‬ ‫يف رواية (پاميال)‪.‬‬ ‫وبعد منت�صف القرن الثامن ع�شر‪،‬‬ ‫ظهر ك ّتاب ُو ِ�صفت اعمالهم ب�أنها‬ ‫جتريبية‪ ،‬وك�أنها حماوالت لطرح‬ ‫�أ�ساليب جديدة ُتك َتب بها الرواية‪.‬‬ ‫كانت فرتة �إنتقالية؛ ففي �سنة‬ ‫(‪ ،)1759‬ظهرت رواية (تري�سرتام‬ ‫�شاندي) لـ(لورن�س �سترين) وكان‬ ‫�أول من يطرح اُ�سلوب ال�سرد املنتقل‬ ‫بني احلا�ضر واملا�ضي‪ .‬ثم بزغت (�آن‬ ‫رادكليف) يف �سنة (‪ )1794‬بروايتها‬ ‫(�أ�سرار يودالفا) التي كانت االُوىل‬ ‫يف ت�سخري عنا�صر الرعب والإثار‬ ‫التي تدور �أحداثها يف قالع مهجورة‬ ‫ب�أجواء عا�صفة‪ .‬ويف �سنة (‪)1814‬‬ ‫�إ�شتهر (وال�سرت �سكوت) بروايته‬ ‫(ويفريل) ليكون الأول الذي يك ُتب‬

‫عن رواية تاريخية فيها �إ�شارة اىل‬ ‫�أحداثٍ حقيقية كانت م�شهورة‬ ‫�آنذاك‪.‬‬ ‫ثم تلتها فرتة ختامية‪ .‬فكان‬ ‫جمموعة من الكتاب يتناف�سون‬ ‫فيما بينهم يف كتابة الروايات‪ ،‬وهم‬ ‫(او�سنت) مع االخوات (برونتي)‪،‬‬ ‫و(ثاكري)‪ ،‬و(ديكنز)‪ .‬وجنح ٌّ‬ ‫كل‬ ‫منهم يف تقدمي ما هو فريد يف‬ ‫كتاباته‪ .‬فـ(جني او�سنت) واالخوات‬ ‫(�آن)‪�( ،‬شارلوت)‪ ،‬و(اميلي برونتي)‬ ‫�إ�ستطاعوا يف رواياتهم تقدمي �صورة‬ ‫للمجتمع من وجهة نظر املر�أة‪،‬‬ ‫ف�ض ً‬ ‫ال عن كونهم من �أوائل الكاتبات‬ ‫االن َكليزيات‪� .‬أما (ثاكري)‪ ،‬فقد كتب‬ ‫(دار الغرور) وفيها هاجم مفهوم‬ ‫&‪ ;quot‬البطل &‪ ;quot‬التقليدي‬ ‫يف الأعمال الأدبية وكان �أول من‬ ‫يكتب رواية بدون بطل‪ .‬و�أخرياً‬

‫�إ�شتهر (ت�شارلز دينكز) برواياته‬ ‫امل ّت�سمة بالواقعية لتعك�س �صورة‬ ‫احلياة الع�صيبة للفقراء؛ و�أ�صبحت‬ ‫رواياته ي�شار اليها بالبنان‪.‬‬ ‫بنا ًء على هذا‪ ،‬يعترب النقاد ان‬ ‫الرواية قد تطورت مع كتابات كبار‬ ‫م�ؤلفي الروايات‪ ،‬حيث طرح ك ّل‬ ‫منهم فكرة جديدة مل ت�شابه �أفكار‬ ‫من �سبقوه‪ .‬وهكذا �أ�صبحت الرواية‬ ‫متثل كل ما هو جديد‪ ،‬وال تخ�ضع‬ ‫ملا هو معتاد ومتداول‪ ،‬بل وتف�شل‬ ‫لو ا َّتبعت �أ�سلوباً �أو ق�ص ًة مطروقة‪.‬‬ ‫ولدعم هذه الفر�ضية‪ ،‬نرى �أننا‬ ‫يف القرن احلادي والع�شرين نذكر‬ ‫من الروايات فقط ما قدّمت �شك ً‬ ‫ال‬ ‫وم�ضموناً فريدين مل متاثل‬ ‫�سابقاتها‪.‬‬

‫ ‪ | 27‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫مقاالت‬

‫الطفل‬ ‫وتنمية موهبته‬ ‫ناز عدنان عثمان‬

‫من �أهم الأمور التي علينا َ�سر ُدها‬ ‫والكتابة عنها هي‪:‬‬

‫كيفية تنمية ُقدرات الطفل ِم ُنذ نعومة‬ ‫�أظافره ؛ فالطفل هو الروح التي علينا‬ ‫�أن َنفرد ل ُه محِ راب ًا ُمنا�سب ًا كي يتجول‬ ‫في ِه بكامل طاقت ِه؛ كي ال َت َن َّج�س �أفكار ِه‬ ‫بالأ�شعة الناجتة منُ ُعقول ُم�شعوذة‬ ‫؛ فالطفل ِم ُنذ ال�صغر يكت�سب ُكل‬ ‫العادات والتقاليد التي َت ْكت َنف به !‬ ‫فعلى الأب والأم �أن ُيجرعان ِه كمية‬ ‫من املُ�ضادات �ضد الأفكار الب�شعة كي‬ ‫ال ت�ؤثر عليه �سل ًبا يف امل�ستقبل؛وكي ال‬ ‫ُيدمن دبابري الأمور التي ال ت�صلح له‬ ‫! ولكي يت�صرف على �سجيت ِه على الأم‬ ‫�أن تغ ُرز يف نف�س ِه الثقه ؛ والثقة ت�أتي‬ ‫من �إعطاء الطفل ر�أي ُم�ستقل وحياة‬ ‫فكرية ُم�ستوحاة من �أر�ض روح ِه املُرتعة‬ ‫بالطموحات والأمنيات ؛ فالطفل يهب‬ ‫لنا احلياة ُمبجرد جميئه للدُنيا ونحن‬ ‫علينا �أن نهب ل ُه احلياة التي توف ُر‬

‫ ‪ | 28‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬

‫ل ُه كافة �إحتياجات ِه من كل النواحي‬ ‫النف�سية واملادية؛ وحيث �أن الرتابط بني‬ ‫الطفل و�أفراد �أ�سرت ِه من �أهم الأ�س�س‬ ‫التي ُت�شكل ظاهرة روحانية وتر�سخ‬ ‫احلب الطاهر بينه وبني �إخوته وي�ؤلف‬ ‫فيما بينهم ! لذا على الأباء والأمهات‬ ‫�أن يبنوا �أ�سرتهم كبيت م�صنوع من‬ ‫حجر لرمبا تركيبت ُه يتفاوت لكن املادة‬ ‫فيه ُمرتادفه ؛ و�أي�ض ًا بناء الأ�سرة على‬ ‫�أ�سا�س احلب ومبدء �إحرتام الر�أي‬ ‫لكل فرد من �أفرادها؛ كي ال َي ْح ِد ُث‬ ‫ردما ين الأخوات والأهم من ذلك �أن‬ ‫ً‬ ‫ال ت�ستنبط روح العن�صرية من الناحية‬ ‫الفكرية �أو العاطفية كي ال تتكون فجوة‬ ‫فيما بينهم؛فحني َي�شعر الطفل بالغرية‬ ‫جتاه �إخوته ف�إن ذلك �س َيخ ُلق ل ُه حالة‬ ‫من الإ�ستياء الذي �سي�ؤثر على خالياه‬ ‫اجل�سدية؛وتنمو جذور الأمل ِمنذ ال�صغر‬ ‫بني م�سامات جلده فتتهيج خاليا عقل ُه‬ ‫ف ُي�صاب بنوبة جفاف الروح ! فالروح‬

‫غذاء العقل املمدود من �أوتار القلب ؛‬ ‫�أما القلب في�ضحى كبيداء ال تنبت فيه‬ ‫�شجرة املودة والرحمة للأ�سرت ِه بل �إنه‬ ‫�س ُيقدد كل ُ‬ ‫ال�شجريات التي حتاول �أن‬ ‫ُتبنى فيه ! فغر�س مبد�أ احلب بينه وبني‬ ‫�أخواته منذ ال�صغر �أمر جليل وعلى‬ ‫الأهل �أن يواكبوا على مواظبتها؛وعليهم‬ ‫�أن ميدوا له العون معنو ًيا فالطفل قبل‬ ‫كل �شيء روح تت�أثر باملعطيات فحني‬ ‫نحاول بناء معطيات ُه على �أ�سا�س متني‬ ‫�سوف جند الربهان الذي ن�سعى من‬ ‫�أجله فكل ُمعادلة ح�سابي ِه حتتاج للفكر‬ ‫كي ننجزهُ ا فالعقل ُتغذيه القراءة‬ ‫فحينئذ تت�سلل احلروف �إىل خالياه‬ ‫فت�ضحى الكلمات مورقة تنثال منها‬ ‫الأثمار اليانعة من الوعي‪ ....‬هكذا هو‬ ‫العقل يحتاج لتنمية �شيء من العلم فيه‬ ‫كي يزدهر بالثقافة؛لكي ُترو�ض �أر�ض‬ ‫عقله ؛ لكن العقل �صديق القلب فحني‬ ‫يت�أمل ي�شكل هالة من الال �شيء فال‬


‫يغدو ُمزه ًرا وال ينعت فيه كلمة؛فالطفل‬ ‫حني يكرب يحتاج ملن يربت على كتف‬ ‫أحالمه؛ لذا كلمتي لكل �آب و�أم يرون‬ ‫� ِ‬ ‫يف �أبناءهم موهبة فطرية �أن َي�سقوا‬ ‫موهبته مباء العلم لت�ضحى جذور‬ ‫عقله متينة ال تقلعها ن�سمات الرياح‬ ‫الال�سعة �ضد الهبة الفكرية املزهرة‬ ‫له ‪ ...‬فالطفل كهيئة العجينة كيفما‬ ‫ك َب َّلت ُه �أ�ستحال لذلك القالب ومن �أهم‬ ‫ال ُنقاط الأ�سا�سية التي علينا �أن ن ِف ْط َنها‬ ‫هي كيفية تنمية موهبت ُه التي َي ْقتَنيها‬ ‫ويجعل منه فنا ًنا ُيب�ص ُر الأمور مبنظو ِر‬ ‫حاذق ويتم َعن ُه بدقة باذخة ؛ وا ِلإ ْدراك‬ ‫ِ‬ ‫ا َمل ْم ُ�شوق الذي َي ْ�ضمر بداخل ِه؛ ي�ستحيل ُه‬ ‫�إىل روح تت�أثر بالأحزان الذي يرا ُه‬ ‫فعليهما �أن يجنبوه كل الأمور املحزنة‬ ‫كي ال يكرب وبقلبه �أثر حزن دفني؛ فعلى‬ ‫الأباء والأمهات �أن يدركوا �أن مهاراته‬ ‫نعلم ب�أن‬ ‫�سي َف ُقم يوم ًا بعد يوم فكما ُ‬ ‫احللم كال�شجرة �إذا مل ُت�سقى لن ُتثمر؛‬

‫لهذا عقل الطفل ُ‬ ‫منذ الر�ضاعة �إال �أن‬ ‫يكرب هو يف مرحلة ال ُن�ضج؛ ولكي يكت�سب‬ ‫الطفل �شخ�صية ُم�ستقلة على الأب �أن‬ ‫يقلع عن قلبه جذور اخلوف؛ فاخلوف‬ ‫من املواجه �أمر دميم يفتت عظام‬ ‫احللم في�ضحى كع�ش ًا لي�س مبقدوره‬ ‫�أن يتما�سك ‪ ....‬ول ُيكونَ ذات ًا ُم�ستقلة‬ ‫فكري ًا وذلك من خالل دعم الوالدين له‬ ‫‪ ...‬فمثلآ �أن يتوفر له ج ًوا منا�س ًبا بعيدً ا‬ ‫عن امل�شاكل العائلية التي �ست�ؤثر عليه‬ ‫وعلى قدراته؛ و�أن يكونوا له ك�أ�صدقاء‬ ‫كي ال يبحث عن احلب والراحة خارج‬ ‫البيت؛ يف هذه الدنيا وهب اهلل �سبحانه‬ ‫وتعاىل للإن�سان نعمة الإجناب فالبع�ض‬ ‫ينجب من �أجل �أن يتمم زواجه و�أن ال‬ ‫ُيكايل لأقوال النا�س التي ال ترحم !لكن‬ ‫املهمة الأكرب �أن يجعال منه �آثر�آ ناجح�آ‬ ‫ينفع املجتمع يقول تبارك وتعاىل‪:‬‬ ‫( ُق ْل َه ْل َي ْ�س َت ِوي ا َّل ِذينَ َي ْع َل ُمونَ َوا َّل ِذينَ‬ ‫اب)‬ ‫لاَ َي ْع َل ُمونَ �إِنمَّ َ ا َيت َ​َذ َّك ُر �أُو ُلو ْ أ‬ ‫الَ ْل َب ِ‬

‫فالعلم ب�صرية الروح قبل العني فالكل‬ ‫ميلك عينان لكن الأهم الذين ي�ضيفون‬ ‫بنظرتهم احلاملة لهذه احلياة ‪....‬‬ ‫�أيتها الأم �أيها الأب كونا له ال�سالمل‬ ‫كي ي�صعد عليها ويبلغ القمة التكونا له‬ ‫العائق الذي مينعه من �أن يحلم والأهم‬ ‫�إن كان ذريتكما فتاة حينها ال ت�ست�سلموا‬ ‫للعادات والتقاليد التي تقيد الفتاة من‬ ‫�أن تعي�ش ُحره فمجرد �أن متنحا لها‬ ‫الدعم لتحقق �أحالمها �إنه بحد ذاته‬ ‫ثورة �ضد اجلهل والتخلف ؛ فثورتنا‬ ‫من �أر�ض ثريت بالعلم من �أر�ض تعزف‬ ‫لتمجيد مو�سيقى الروح النابعة من‬ ‫القلب املكتظ باحلب ؛ ثورتنا من �أر�ض‬ ‫احل�ضارات لكل العامل�أطفالنا �أجيال‬ ‫امل�ستقبل لهم احلق يف �أن يعي�شوا ب�سالم‬ ‫و�أن يحققوا �أحالمهم‬ ‫�أما كلمتي فهي ثورة للفكر ونه�ضة لكي‬ ‫نرتقي ؛‬ ‫ ‪ | 29‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫مقاالت‬

‫براءة االطفال تنجرف نحو التكنولوجيا‬ ‫التكنولوجيا ومن منا ال يعرف هذا‬ ‫امل�صطلح ف�أخذت حيزا كبريا يف حياتنا‬ ‫حيث �سرعان ما�ضهرت وتطورت ب�شكل‬ ‫مفاجئ وغريب ف�أ�صبحت كاالحتالل‬ ‫االجنبي احتلتنا و�سيطرت علينا بالكامل‬ ‫فقد و�صلت التكنولوجيا اىل جميع الفئات‬ ‫العمرية النها ا�صبحت ا�سا�س كل �شيء فقد‬ ‫جند يف الوقت احلا�ضر ادمان االن�سان‬ ‫على اجهزة االت�صال احلديثة ومواقع‬ ‫التوا�صل االجتماعي وبالت�أكيد ان ذلك له‬ ‫ت�أثري ايجابي من خالل ا�ستخدامه بطريقة‬ ‫�صحيحة يف جميع جوانب احلياة واي�ضا‬ ‫ال ميكننا غ�ض الب�صر عن الت�أثري ال�سلبي‬ ‫اذا امت ا�ستخدامه ب�شكل مفرط و�سيء‬ ‫مثل املواقع التوا�صل واجهزة االت�صال‬ ‫كاملوبايل وااليباد والالبتوب وغريها من‬ ‫االجهزة التي ال تزال حتى االن ت�سابق‬ ‫الزمن لتطورها وحداثتها فحتى االطفال‬ ‫اخذت تتجه نحو جمرى اخر يف احلياة يف‬ ‫ا�ستخدام التكنولوجيا فمن املعروف الطفل‬

‫ ‪ | 30‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬

‫من اهم الفئات العمرية لنظرا لعمره احلرج‬ ‫واحل�سا�س فكانت للأجهزة االت�صال دور‬ ‫مهم يف حياتهم و رمبا خطر نعم خطر جدا‬ ‫ونحن ن�شاهد بني ايديهم االيباد واملوبايل‬ ‫وهم يق�ضون �ساعات طويلة عليها من‬ ‫خالل م�شاهدة الربامج وتطبيقات االلعاب‬ ‫و مواقع امل�شاهدة كاليوتيوب وهو مبفرده‬ ‫عامل اخر ي�أخذك اىل حيث تريد فهذا اي�ضا‬ ‫فيه ارهاق لعقولهم و�ضعف نظرهم فرمبا‬ ‫جند الكثري من م�ستخدمني التكنولوجيا‬ ‫من االطفال منعزلني ومبتعدين عن احلياة‬ ‫الطبيعية لأي طفل عادي ومبا فيه �ضياع‬ ‫لأفكارهم ودفن مواهبهم فهنا يكون ال�س�ؤال‬ ‫اين االهل من ذلك ؟ ماهو دورهم ؟ كيف‬ ‫يتعاملون مع اطفالهم ؟ جميعها ا�سئلة حتتاج‬ ‫اىل اجوبة وحلول من اجل انقاذ االطفال‬ ‫وم�ستقبلهم فالبد ان يربز دور االهل يف‬ ‫مراقبة اطفالهم ومتابعتهم فغالبية العوائل‬ ‫تقوم ب�أعطاء هذه االجهزة للتخل�ص من‬ ‫حركتهم التي تكون م�صدر ازعاج لهم وهذه‬

‫�سارة ح�سن‬

‫من اال�سباب اخلاطئة التي يقومون بها اجتاه‬ ‫االطفال فنجد براءة الطفل نحو االنقرا�ض‬ ‫فلم نعد ن�شاهد تلك الرباءة والعفوية يف‬ ‫الطفل كما يف ال�سابق وك�أن الرباءة اعلنت‬ ‫تربئتها من االطفال وا�صبحت حتت رمال‬ ‫التكنولوجيا وتطورها من واجب االب واالم‬ ‫مراعاة اطفالهم واحلذر من التكنولوجيا‬ ‫وم�ساوئها انا اعلم لي�س بتلك ال�سهولة‬ ‫ن�ستطيع منع الطفل من ذلك لنظرا لتطور‬ ‫احلياة من حوله الن كل ممنوع مرغوب لكن‬ ‫نحاول بطريقة ما تقليل �ساعات اال�ستخدام‬ ‫و اكت�شاف مواهبهم وابراز ابداعهم من‬ ‫خالل تعلمهم للر�سم والنحت والكثري من‬ ‫اجلوانب الفنية واي�ضا العلمية وم�شاركاتهم‬ ‫يف ن�شاطات الرو�ضة واملدر�سة والكثري‬ ‫من الطرق البتعادهم عن تطور احلياة‬ ‫وتعقيداها النهم امانة يف اعناقنا فهم‬ ‫ورود احلياة وعطرها هم االلوان التي تلون‬ ‫حياتنا ب�سعادتهم وازدهار م�ستقبلهم بعيدا‬ ‫عن �شوك احلياة اهتم اكت�شف اعمل على‬ ‫تربيتهم من اجل طفلك و�سالمة م�ستقبله‪...‬‬


‫بني البحث عن لقمة العي�ش والت�شرد تقتل براءة الطفولة‬

‫جتار يف عمر الزهور حملوا على‬ ‫عاتقهم اعباء التجارة‬ ‫تقرير ‪:‬نور حممد‬

‫ ‪ | 31‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫�إنت�شرت يف الأونة الأخرية طائفة من التجار �أن الو�ضع االقت�صادي والأجتماعي للأهل اجليدة وال�سيئة مما يخرج لنا جيل غري‬ ‫مات�سمى بالباعة اجلائلني يف خمتلف و�صعوبة املعي�شة هي من دفعت ه�ؤالء متعلم يحمل �أفكار غري �إن�سانية وهذا ينعك�س‬ ‫�أنحاء البلدان العربية وكان للعراق ن�صيب الأطفال للعمل‬ ‫ب�شكل �سلبي على املجتمع يف امل�ستقبل‬ ‫ال ُي�ستهان به من هذه الطائفة و�أتخذ الأطفال هل يوجد دافع اخر غري احلاجة كيف نحد من هذه الظاهرة و�إن‬ ‫من هذه املهنة و�سيلة لتلبية �إحتياجات املادية للعمل؟‬ ‫منعت هل ت�سبب بو�ضع مادي �صعب‬ ‫عوائلهم و�أنف�سهم متنا�سني بذلك م�ستقبلهم يف ذلك قال الأ�ستاذ �ضرغام حم�سن له�ؤالء الأطفال وعوائلهم ؟ وماهي‬ ‫العلمي و�أنت�شرت هذه الظاهرة ب�شكل كبري الر�شيد يوجد و�ضع �إجتماعي معني يدفعهم احللول املنا�سبة لها؟‬ ‫بعد �سقوط النظام ال�سابق وكان للحروب للعمل مث ًال بعد وفاة �أحد الأبوين تقوم زوجة يقول الأ�ستاذ �ضرغام حم�سن الر�شيد �إن‬ ‫دور يف �إنت�شارها ب�سبب ماتخلفه من الأيتام الأب �أو زوج الأم ب�أ�ستغالل ه�ؤالء الأطفال احلاجة للمال هو ال�سبب الرئي�سي لإمتهان‬ ‫وفقدان املعيل‬ ‫وجربهم على العمل وحتى يف بع�ض الأحيان الأطفال هذه املهنة وهنا يجب على احلكومة‬ ‫من هم الباعة اجلائلني الأطفال؟ يكون الأهل هم امل�ستغلني للأطفال ويقومون �أن ت ّعي خطر هذه الظاهرة على املجتمع يف‬ ‫هم جتار �صغار ر�أ�س مالهم قد اليتعدى بجربهم على العمل‬ ‫امل�ستقبل ويجب عليها �أن تفعل قانون ال�ضمان‬ ‫�أحيان َا الع�شرة االف دينار عراقي وينت�شرون مامدى خطورة هذه الظاهرة يف الأجتماعي وحت�سني الو�ضع الأقت�صادي للبلد‬ ‫يف ال�شوارع قرب �أ�شارات املرور وقرب امل�ستقبل على الطفل ب�شكل خا�ص �أما النا�شطة اينا�س فتقول يجب توفري �شبكة‬ ‫املراقد املقد�سة وبني ال�سيارات و يف الأماكن وعلى املجتمع ب�شكل عام؟‬ ‫حماية ورقابة لهوالء الأطفال ي�شارك فيها‬ ‫املزدحمة‬ ‫يقول الأ�ستاذ �سيف املن�صوري رئي�س جتمع امل�ؤ�س�سات احلكومية املخت�صة وم�ؤ�س�سات‬ ‫ماهي نوع ال�سلع التي يقدمونها؟ �شباب التنمية والبناء هذه الظاهرة مبثابة املجتمع املدين‬ ‫يتخذون من املاء واملنا�شف والكلينك�س قمبلة موقوته مهددة بالأنفجار يف املجتمع ويرى الأ�ستاذ �سيف املن�صوري �ضرورة‬ ‫والرتب وال�سبح �سلعة جتارية يعر�ضونها على ب�أي حلظة وعلى اجلهات املخت�صة الأ�سراع تفعيل قانون الرعاية الأجتماعية وو�ضع‬ ‫زبائنهم وتختلف ال�سلع التي يقدمها ه�ؤالء يف معاجلتها ومكافحتها‬ ‫برامج ت�شرتك فيها احلكومة والأمم املتحدة‬ ‫الباعة من مكان اىل �آخر ح�سب �إحتياجات �أما النا�شطة اينا�س ع�ضو يف منظمة بادر للحدرمن هذه الظاهرة وال�سيطرة عليها‬ ‫الأ�شخا�ص املتواجدين يف ذلك املكان‬ ‫للتنمية امل�ستدامة فتقول �إن لهذه الظاهرة �إن الطفل كجدار �أبي�ض ينتظر منك ت�صمميه‬ ‫ما ال�سبب الذي يدفع ه�ؤالء ت�أثري �سلبي كبري على املجتمع ب�صورة عامة وتلوينه ف�أما �أن يعبث بذلك اجلدار وت�صبح‬ ‫الأطفال اىل العمل بينما يتلقون وعلى الطفل ب�صورة خا�صة ومن نتائجها �صورته م�شوهة و�أما �أن ير�سم عليه منظر‬ ‫�أقرانهم التعليم يف الوقت ذاته؟ �إنت�شار اجلهل والأمية وكرثة امل�شاكل جميل يجذب الناظرين ف�أن مل يتم �إحتواء‬ ‫البحث عن لقمة العي�ش هو ال�سبب الرئي�سي الأجتماعية ك�أنت�شار اجلرمية والتجاوز ه�ؤالء الأطفال وتلبية �إحتياجاتهم املادية‬ ‫وراء تخلي ه�ؤالء الأطفال عن حياتهم واملمار�سات الال �أخالقية‬ ‫والق�ضاء على �إ�ستغالل الأطفال من قبل‬ ‫الطبيعية وال�سعي من �أجل العمل وك�سب املال ويرى الأ�ستاذ �ضرغام حم�سن الر�شيد �إن البع�ض وتدخل الدولة ب�شكل مبا�شر للحد‬ ‫ويرى الأ�ستاذ �ضرغام حم�سن الر�شيد مرحلة الطفولة مرحلة ح�سا�سة جد ًا يكون من هذه الظاهرة ي�ؤدي اىل عواقب وخيمة‬ ‫م�ؤ�س�س و�أمني عام حركة امل�ستنري احلر الطفل فيها كورقة بي�ضاء ت�ستقبل كل الأفكار يت�ضرر منها املجتمع على البعيد ‪.‬‬

‫ ‪ | 32‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫من بالدي‬

‫اهوار العراق هي املنطقه التي‬ ‫ظهرت فيها مالمح ال�سومريني‬ ‫وحظاراتهم تكونت يف مدن العمارة‬ ‫والنا�صرية والب�صرة‪ ..‬تزداد فيها‬ ‫املياه وقت الفي�ضان يف اواخر ال�شتاء‬ ‫وخالل الربيع وتتقل�ص ايام ال�صيهود‪...‬‬ ‫اطلق العرب قدميا على هذه املناطق‬ ‫ا�سم "البطائح"لأن املياه تبطحت فيها‪،‬‬ ‫اي �سالت وات�سعت يف الأر�ض كان ينبت‬ ‫فيها الق�صب والربدي الذي ميثل عن�صرا‬ ‫ا�سا�سيا يف عماره بيوت االهواروتعترب‬ ‫االهوار م�صدر جيد لتوفري الكثري من‬ ‫املواد الغذائية من الأ�سماك والطيور‬ ‫واملواد الزراعية االخرئ كالرز وق�صب‬ ‫ال�سكر وحمطه لإ�سرتاحة وهجرة ماليني‬ ‫الطيور وهذا ب�سبب طبيعتها اخلالبه‬ ‫و�صفاء �سمائها و�سكون وامان ار�ضها‬ ‫وعذوبه مياها وكان لكل هذا اثرا كبري‬ ‫يف متركز العرب االوائل يف تلك املناطق‬ ‫تبلغ م�ساحته االهوار علئ ا�سا�س وحداتها‬

‫بني تراث املا�ضي‬ ‫وتطور احلاظر‪..‬‬

‫االدارية ال�صغرى والبالغة ‪ 20‬قريه‬ ‫�ضمن املحافظات الثالث (مي�سان – ذي‬ ‫قار‪ -‬الب�صرة)‪ ..‬ان �سكانها تكون و�سيله‬ ‫تنقلهم وترحالهم هي نوع من الزوارق‬ ‫ي�سمئ بامل�شحوف‪ ..‬وهناك ‪..‬ال�شحفوره‪..‬‬ ‫وهي و�سيله نقل خا�صه بكل عائله‪ ..‬ان‬ ‫�سكان االهوار ا�شتهروا بكرم ال�ضيافه‬ ‫وح�سن اال�ستقبال فما ان اقبل عليهم زائر‬ ‫حتئ اح�سنوا �ضيافته و�آن تلك املناطق‬ ‫تقاليد وعادات تزهر بالرتاث ال�سومري‬ ‫اال�صيل فعلئ حطب االخ�شاب يعلو دخان‬ ‫التنور لبدء يوم جديد وجتتمع اال�سره‬ ‫علئ الفطور الذي يتكون من اخلبز احلار‬ ‫والقيمر وال�شاي وبعد وجبه ال�صباح‬ ‫يذهب كل فرد الئ عمله فرب اال�سره‬ ‫يتجهه الئ م�ضيف ال�شيخ الحت�ساء القهوة‬ ‫ومناق�شه االمور الع�شائريه واالبناء‬ ‫يتجهون ب�شباكهم �إىل و�سط االهوار‬ ‫ال�صطياد ال�سمك كالعادة للح�صول على‬ ‫رزقهم اليومي‪� ،‬أما البنات فقطع الق�صب‬ ‫و�سط مياه االهوار رحلة عملهم اليومي‪..‬‬

‫بقلم‪� :‬صفا الزيدي‬ ‫عد�سة‪ :‬مرت�ضى املو�سوي‬

‫ ‪ | 33‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫اما يف اوقات املنا�سبات يجتمع افراد‬ ‫الع�شريه امام م�ضيف ال�شيخ لريددوا‬ ‫االهازيج التي تعرب عن مفخره‬ ‫وعز االبناء بع�شريتهم وبعدها يبدا‬ ‫احت�ساء القهوه داخل امل�ضيف و�سط‬ ‫حديث ي�ستمعون فيه اىل احلكايات‬ ‫ال�شعبية امل�أثورة والتي حت�ضهم‬ ‫على التعاون والرتاحم والإخال�ص‬ ‫واملودة‪ ..‬اما يف اعيادهم فاجمل‬ ‫مايعطي للعيد نكهته اخلا�صه هو‬ ‫غداء امل�سموطة وهي عبارة عن‬ ‫�سمك �صغري يتم جتفيفه حتت �أ�شعة‬ ‫ال�شم�س الالهبة لب�ضعة �أيام‪ ..‬فهذه‬ ‫االكله ال�شعبيه من التقاليد املوروثه‬ ‫من العرب االوائل ملا لها فائدة‬ ‫و�شفاء ثم رحله ال�شختوره بني ق�صب‬ ‫املياه وانغام الطيور لزياره اال�صدقاء‬ ‫واالقارب‪ ...‬ومابني ب�ساطة هذه‬ ‫احلياه وامنها‪..‬انطفئ نورها ليكن‬ ‫ ‪ | 34‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬

‫بني تراث املا�ضي‬ ‫وتطور احلا�ضر‪..‬‬

‫لها ن�صيب من العتمه والظلم تعر�ضت‬ ‫لأكرب جرمية بيئية �أقرتفها النظام‬ ‫الدكتاتوري بتجفيفها‪ ،‬و�أر�ضها الآن بور‬ ‫ال ي�صلح معظمها للزراعة‪ ،‬وماتت معظم‬ ‫�أ�شجارها ومنها النخيل‪ ،‬وهاجر مع�ضم‬ ‫�سكانها للمدن بحث ًا عن و�سيلة عي�ش‬ ‫وبعد كل هذه املعناه والتهجري واحلروب‬ ‫التي تعر�ض لها �ساكنيها بقيت االهوار‬ ‫خالده وعادت احلياه اليها من جديد بعد‬ ‫عام ‪ 2003‬ويف يوم ‪ 17‬يوليو متوز ‪2016‬‬ ‫وافق اليون�سكو على و�ضع الأهوار �ضمن‬ ‫الئحة الرتاث العاملي وبد�أت تتوافد اليها‬ ‫ال�سياح من جميع دول العامل لي�ستمتعوا‬ ‫بجمال الق�صب والربدي الذي يحتظن‬ ‫مياهها‪ ...‬حتئ ال�شعراء كانت اغلب‬ ‫ق�صائدهم ال�شعريه ودواوينهم االدبيه‬ ‫مطلعها هو جمال جنة عدن وورقي‬ ‫وا�صاله حظارتها ال�سومريه‪..‬‬


‫�شنا�شيل بغداد‬ ‫ال�شنا�شيل ال�شنا�شيل ذلك الإرث اجلميل‬ ‫الذي يحمل يف طياته معنى خا�صا عند‬ ‫العراقيني‪ ،‬ملا يحمله من عبق تراثي و�أثر‬ ‫رائع يف الهند�سة املعمارية ‪ ..‬فاملعنى الأ�صلي‬ ‫لكلمة �شنا�شيل تنحدر من �أ�صل تركي وم�ؤلفه‬ ‫من مقطعني (�شاه) مبعنى امللك و(�شن)‬ ‫مبعنى املق�صورة ‪ ..‬ويكاد يكون هذا الرتاث‬ ‫املنبع الأ�صلي بعمله البنائي للعراقيني‪..‬‬ ‫وت�شتهر بغداد والب�صرة بفن ال�شنا�شيل‪..‬‬ ‫حيث يكون بنا�ؤها ممتدا فوق ال�شارع �أو‬ ‫داخل فناء احلو�ش‪ ..‬ويكون بنا�ؤها م�صنوعا‬ ‫من اخل�شب املغلف بالزجاج امللون ليعطي‬ ‫�أنعكا�س ال�شم�س عليه جمالية فائقة ومزهرة‬ ‫للمكان ‪ .‬بد�أ ظهور بناء هذه الهند�سة يف‬ ‫القرن ال�ساد�س الهجري يف الزمن العبا�سي‬ ‫‪ ..‬حيث تزامن مع حرارة اجلو واجلفاف‬ ‫الذي �ساد بلدنا والبلدان املحيطة بنا ‪ ..‬حيث‬ ‫جعل التفكري ببناء مناذج مطورة تتنا�سب‬ ‫مع الظروف اجلوية ‪ ..‬حيث تكون �شبابيكها‬

‫املطلة على اخلارج ذات فتحات كبرية ن�سبيا‬ ‫ومقاربة ل�شبابيك اجلانب االخر من الدور‬ ‫املجاورة ‪� ..‬إن جمالية البناء جتعل كل من‬ ‫ي�شاهدها ي�شعر �أنه يعي�ش زمنا جميال ‪..‬‬ ‫ي�أخذنا اىل املقامات العراقية واملربعات‬ ‫البغدادية ‪ ..‬و (كعدة) الن�ساء على عتبة‬ ‫الدار‪ ،‬حيث يقمن بفر�ش (مندر) نوع من‬ ‫االفر�شة للجلو�س عليه مع �صينية ال�شاي‬ ‫والكعك والبق�صم ‪ ..‬وما �أجمله من منظر‬ ‫تلك امل�شربة التي تعلو ال�شنا�شيل‪ ،‬وما �ألذه‬ ‫من ماء بطعم الفخار ‪ ..‬حيث كونت لوحة‬ ‫جميلة االلوان والأبعاد والإح�سا�س ‪ ..‬الذي‬ ‫ال مثيل له ‪� .‬أزينت به الدربونة واملقاهي‬ ‫والدكاكني ‪ ..‬ب�أجمل حلة ‪ .‬وقد تغنى بها‬ ‫ال�شعراء والأدباء العراقيني يف الأ�شعار‬ ‫والق�ص�ص ‪ .‬وتغنى بها الكثري ‪ ..‬ومن �أجمل‬ ‫ما ذكر‪( :‬فدوة لل�شنا�شيالت‪ ،‬تكعد بيهن‬ ‫احللوات‪ ،‬تكرث بيهن ال�ضحكات‪ ،‬فدوة‬ ‫لل�شنا�شيالت) و�أروع ق�صيدة لل�شنا�شيل‬

‫كفاء حممد الدجيلي‬

‫كانت لل�شاعر الكبري بدر �شاكر ال�سياب ‪..‬‬ ‫يقول فيها ‪ :‬و�أبرقت ال�سماء ‪ ..‬فالح حيث‬ ‫تعرج النهر وطاف معلقا من دون �آ�س يلثم‬ ‫املاء �شنا�شيل �أبنة اجللبي نور حوله الزهر‬ ‫عقود ندى من اللبالب منه �ضياء و�آ�سية‬ ‫اجلميلة كحل الأحداق منها الوجد وال�سهر‬ ‫‪ ..‬يا مطر يا حلبي عرب بنات اجللبي يا مطر‬ ‫يا �شا�شا عرب بنات البا�شا ياااااااا مطر من‬ ‫ذهب ولكن ومبرور الزمن تعر�ض هذا الأرث‬ ‫اجلميل للأندثار وعدم الأهتمام ‪ ..‬حيث‬ ‫تغريت الهند�سة املعمارية اىل �صروح بنائية‬ ‫ال حتمل �أي طابع جمايل ‪ ..‬تعي�ش فيه نكهة‬ ‫الزمن اجلميل ‪.‬ويا حبذا لو �أعيد الطراز‬ ‫ال�شنا�شيلي يف بناء دورنا ‪ ..‬وفاءا منا لرتاث‬ ‫الأجداد املتوقد فينا ‪ ..‬فال نقول وداعا‬ ‫�شنا�شيل الكفاح وال�شيخ عمر والكاظمية‬ ‫والأعظمية وال�شواكة والكرميات ‪..‬‬

‫ ‪ | 35‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫شخصيات عاملية‬ ‫�إعداد �سارة الأمامي‬

‫مسرية موسى‬

‫ولدت يف قرية �سنبو الكربى مبحافظه‬ ‫الغريبة وهي �أول عاملة ذرة م�صرية‬ ‫ولقبت مب�س كوري ولدت يف عام ‪1917‬‬ ‫كان والدها ذات مكانه �أجتماعيه‬ ‫مرموقة بني �أبناء قريته وكان منزل ُه‬ ‫مبثابة جمل�س يلتقي فيه �أهايل القرية‬ ‫ليتناق�شوا يف الأمورال�سيا�سية ويرددون‬ ‫�شعارات اال�ستقالل ‪ ,‬هي�أ هذا املناخ‬ ‫ل�سمريه �أن ت�صاغ �إمر�أة وطنيه تعتز‬ ‫مب�صريتها وعروبتها‬ ‫يف عام ‪1925‬عرفت قريتها �أول مدر�سة‬ ‫�أبتدائية وكانت �سمرية هي �أول من دخلت‬ ‫املدر�سة ‪ ,‬تتمتع بذاكرة فوتوغرافية‬ ‫ت�ؤهلها حلفظ ال�شئ مبجرد قراءته‬ ‫بعدها طلب املدر�س من والدها �أن ي�أخذ‬ ‫�أبنته اىل القاهره لريعى نبوغها قبل‬ ‫�أن يدفن يف الريف وهكذا رحلوا اىل‬ ‫العا�صمة لتبد�أ �سمريه م�شوارها نحو‬ ‫القمة‬ ‫و�أ�شرتى والدها ببع�ض �أمواله فندق ًا‬ ‫ ‪ | 36‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬

‫بحي احل�سني لكي ي�ستثمر �أمواله يف حياته‬ ‫يف القاهره بعدها التحقت �سمرية مبدر�سة‬ ‫ق�صر ال�شوق الأبتدائية ثم مدر�سة بنات‬ ‫الأ�شراف الثانوية اخلا�صة والتي قامت على‬ ‫ت�أ�سي�سها و�أدارتها نبوية مو�سى النا�شطة‬ ‫الن�سائية ال�سيا�سية املعروفة‬ ‫ح�صدت الطالبة �سمرية اجلوائز الأوىل يف‬ ‫جميع مراحل تعليمها فقد كانت الأوىل على‬ ‫�شهادة التوجيهيه عام ‪ 1935‬ومل يكن فوز‬ ‫الفتيات بهذا املركز م�ؤلوف ًا يف ذلك الوقت‬ ‫حتى مل يكن ي�سمح لهن بدخول �أمتحانات‬ ‫التوجيهيه الإ من املنازل لكن تغري هذا‬ ‫القرار عام ‪ 1925‬ب�أن�شاء مدر�سة الأمرية‬ ‫فايزة �أول مدر�سة ثانويه للبنات يف م�صر‬ ‫ويذكر عن نبوغها �أنها قامت ب�إعادة �صياغة‬ ‫كتاب اجلرب احلكومي يف ال�سنة الأوىل‬ ‫الثانوية وطبعته على نفقة �أبيها اخلا�صة‬ ‫ووزعته باملجان على زميالتها عام‪1933‬‬ ‫لقد �ألفت �سمرية مو�سى كتاب ًا يف اجلرب‬

‫وعمرها ‪�166‬سنه �سمته (اجلرب احلديث)‬ ‫�أهدته اىل �أ�ستاذها وطبع منه �أبوها ‪300‬‬ ‫ن�سخة على ح�سابه اخلا�ص‬ ‫�أختارت �سمرية مو�سى كلية العلوم بجامعة‬ ‫القاهرة رغم �أن جمموعها كان ي�ؤهلها‬ ‫لدخول كلية الهند�سة ‪ ,‬لب�ست �سمرية‬ ‫الرداء الأبي�ض ودخلت معامل الكلية �شغوفه‬ ‫لتح�صيل العلم وهناك لفتت نظر�أ�ستاذها‬ ‫الدكتورعلي م�شرفة‬ ‫�أول م�صري يتوىل عمادة كلية العلوم البطل‬ ‫الثاين يف حياة �سمرية حيث ت�أثرت به ت�أثريا‬ ‫مبا�شر ًا‬ ‫ح�صلت د‪�.‬سمرية مو�سى على بكالوريو�س‬ ‫العلوم وكانت الأوىل على دفعتها‬ ‫وعينت ك�أول معيدة بكلية العلوم وذلك‬ ‫بف�ضل جهود د‪.‬علي الذي دافع عن تعيينها‬ ‫ب�شدة وجتاهل �إحتياجات الأ�ساتذة الأجانب‬


‫و�سافرت �سمرية اىل لندن وح�صلت على‬ ‫�شهادة املاج�ستري يف مو�ضوع التوا�صل‬ ‫احلراري للغازات ثم �سافرت يف بعثة اىل‬ ‫برطانيا در�ست فيها الإ�شعاع النووي‬ ‫وح�صلت على الدكتوراه يف الأ�شعه ال�سينية‬ ‫وت�أثريها على املواد املختلفة‬ ‫�أجنزت الر�سالة يف �سنتني وق�ضت ال�سنه‬ ‫الثالثه يف �أبحاث مت�صلة و�صلت من خاللها‬ ‫اىل معادلة هامة متكن من تفتيت املعادن‬ ‫الرخي�صة مثل النحا�س ومن ثم �صناعة‬ ‫القنبلة الذرية من مواد قد تكون يف متناول‬ ‫اجلميع ومل تدون الكتب العلمية العربية‬ ‫الأبحاث التي تو�صلت اليها د‪�.‬سمرية‬ ‫مو�سى‬ ‫لقد كانت ت�أمل �أن يكون مل�صر‬ ‫والوطن العربي مكان و�سط‬ ‫هذا التقدم العلمي الكبري‬ ‫حيث كانت ت�ؤمن ب�أن ن‬ ‫زيادة ملكية ال�سالح النووي‬ ‫ي�سهم يف حتقيق ال�سالم‬ ‫ف�إن �أي دولة تتبنى فكرة‬ ‫ال�سالم ال بد و�أن تتحدث من‬ ‫موقف قوة فقد عا�صرت احلروب‬ ‫وجتارب القنبلة الذرية هريو�شيما‬ ‫عام ‪ 1945‬ولفت �إنتباهها الإهتمام املبكر‬ ‫من �إ�سرائيل بامتالك �أ�سلحة الدمار ال�شامل‬ ‫و�سعيها للإنفراد بالت�سلح النووي يف املنطقة‬ ‫حيث قامت بت�أ�سي�س هيئة الطاقة الذرية‬ ‫بعد ثالث �أ�شهر فقط من �إعالن الدولة‬ ‫الأ�سرائيليه عام ‪1948‬وحر�صت على �إيفاد‬ ‫البعثات للتخ�ص�ص يف علوم الذرة فكانت‬ ‫دعواتها املتكررة اىل �أهمية الت�سلح النووي‬ ‫نظمت م�ؤمتر الذرة من �أجل ال�سالم الذي‬

‫�أ�ست�ضافته كلية العلوم و�شارك فيه عدد كبري‬ ‫من علماء العامل‬ ‫لقد كانت ت�أمل �أن ت�سخر الذرة خلري‬ ‫الإن�سان ولقد �أقتحمت جمال العالج‬ ‫الطبي حيث كانت تقول‪� (:‬أمنيتي �أن يكون‬ ‫عالج ال�سرطان بالذرة مثل الأ�سربين)‬ ‫ومل تتوقف �سمرية مو�سى عند حجة نق�ص‬ ‫الإمكانيات وطلبت من الأب ب�أن يبني لها‬ ‫معم ًال وبالفعل �أ�شرتى فدانا من الأر�ض على‬ ‫طريق الهرم لبناء املعمل لكن الوقت مل يكن‬ ‫�سافرت منحة اىل‬ ‫كافيا فقد‬

‫الواليات‬ ‫املتحدة وهناك طلبوا منها واحلوا �أن تبقى‬ ‫وان حت�صل على اجلن�سية و�أن تنفرد مبعل‬ ‫حديث لها لكنها رف�ضت‬ ‫وقد �أن�ضمت اىل ثورة الطالب يف نوفمرب‬ ‫عام ‪19322‬والتي قامت احتجاج ًا على‬ ‫ت�صريحات اللورد الربطاين �صمويل‬ ‫و�شاركت يف م�شروع القر�ش لإقامة م�صنع‬

‫حملي ‪ ,‬وقد �شاركت يف جمعية الطلبة‬ ‫للثقافة العامة والتي هدفت اىل حمو الأمية‬ ‫يف الريف امل�صري ‪ ,‬و�أن�ضمت �أي�ض ًا اىل‬ ‫جماعة �إنقاذ الطفولة امل�شردة واننقاذ‬ ‫الأ�سر الفقرية‬ ‫�سافرت �سمرية اىل برطانيا ثم اىل امريكا‬ ‫لتدر�س يف جامعة �أوكردج بوالية تني�سي‬ ‫الأمريكية‬ ‫�إ�ستجابت الدكتورة �سمرية اىل دعوة لل�سفر‬ ‫اىل �أمريكا يف عام ‪� 19522‬أتيحت لها فر�صة‬ ‫�أجراء بحوث يف معامل جامعة �سانت لوي�س‬ ‫بوالية مي�سوري الأمريكية تلقت عرو�ض ًا لكي‬ ‫تبقى لكنها رف�ضت لقد قالت ‪( :‬ينتظرين‬ ‫غال ي�سمى م�صر)‬ ‫وطن ٍ‬ ‫وقبل �أيام من عودتها للوطن �إ�ستجابت‬ ‫لدعوة لزيارة معامل نووية يف‬ ‫�ضواحي كالفورنيا ففي الطريق‬ ‫كالفورنيا الوعر ظهرت �سيارة‬ ‫نقل فج�أة‬ ‫لت�صطدم ب�سيارتها بقوة وتلقي‬ ‫واد عميق قفز�سائق ال�سيارة‬ ‫بها يف ٍ‬ ‫و�أختفى اىل الأبد دفعت �سيارتها‬ ‫بقوة من اخللف ف�سقطت يف الهاوية‬ ‫ولقد �أو�ضحت التحقيقات �أن ال�سائق كان‬ ‫يحمل �أ�سم ًا م�ستعار ًا و�إن �إدارة املفاعل مل‬ ‫تبعث ب�أحد ب�أن ي�صطحبها‬ ‫يف اخر ر�سالة لها كانت تقول ‪( :‬لقد‬ ‫�أ�ستطعت �أن ازور املعامل الذرية يف �أمريكا‬ ‫وعندما �أعود اىل م�صر �س�أقدم لبالدي‬ ‫خدمات جليلة يف هذا امليدان و�س�أ�ستطيع �أن‬ ‫�أخدم ق�ضية ال�سالم)‬ ‫ومازلت ال�صحف والتلفاز تتناول ق�صتها‬ ‫وملفها الذي مل يغلق‪.‬‬

‫ ‪ | 37‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫حتت �شعار‪ :‬ال�صحة النف�سية ركيزة‬ ‫ا�سا�سية لبناء الفرد يف العراق اجلديد‬ ‫�أقامت عمادة كلية الطب جامعة الكوفة امل�ؤمتر‬ ‫العاملي الأول للطب النف�سي و امل�ؤمتر العلمي‬ ‫الوطني الرابع لل�صحة النف�سية للفرتة من ‪23‬‬ ‫اىل ‪� 25‬شباط‬ ‫ت�ضمن امل�ؤمتر على مدى الثالث �أيام القاء‬ ‫املحا�ضرات والبحوث وور�شات عمل حول �آخر‬ ‫امل�ستجدات والأح�صائيات يف جمال الطب‬ ‫النف�سي وطرق العالج ‪...‬‬ ‫ت�ضمن امل�ؤمتر م�شاركة حما�ضرين من الكلية‬ ‫امللكية الربيطانية بالتعاون مع املركزالوطني‬ ‫لل�صحة النف�سية و تدري�سني يف علم النف�س‬ ‫بالإ�ضافة اىل م�شاركة كلية الفنون اجلميلة التي‬ ‫تهدف اىل ربط الطب النف�سي بالفن‬ ‫ومن املوا�ضيع التي مت ت�سليط ال�ضوء عليها ‪:‬‬ ‫�إ�ضطراب التوحد لدى الأطفال*‬ ‫*الإ�ضطرابات النف�سية ال�شائعة لدى‬ ‫النازحني‪ ...‬الإنتحار بني الفتيات النازحات‬ ‫‪*.‬اخر �إح�صائيات الأنتحار يف العراق ‪.‬‬ ‫�إدمان الكحول ‪.‬‬

‫ ‪ | 38‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬

‫الو�صمة الأجتماعية جتاه املر�ض النف�سي‬ ‫واملر�ضى النف�سيني ‪.‬‬ ‫الو�سوا�س القهري ‪.‬‬ ‫مهارات التوا�صل مع املري�ض ‪.‬‬ ‫حتديات عالج القلق والإكتئاب ‪.‬‬ ‫*العالج بال�صدمات الكهربائية ‪( :‬هي طريقة‬ ‫جلعل ال�شخ�ص يدخل يف نوبة �إختالجية من‬ ‫خالل مترير تياركهربائي عرب دماغ املري�ض‬ ‫) ‪ :‬ت�ضمت املحا�ضرة �شرح �شروط الإ�ستخدام‬ ‫منها موافقة املري�ض ‪ ..‬و�أن يكون ال�شخ�ص‬ ‫حتت التخدير العام ‪.‬‬ ‫*القلق و الإكتئاب بني طالب املدار�س الثانوية ‪.‬‬ ‫*ال�صحة النف�سية و الأجتماعية للأطفال‬ ‫الأيتام ‪.‬‬ ‫*�إ�ضطراب الهلع ( بانيك اتاك ) ‪.‬‬ ‫*م�شروع عالج الأدمان بالتمثيل امل�سرحي‬ ‫(ال�سايكودراما) ‪ :‬و ذلك من خالل تخلي�ص‬ ‫ال�شخ�ص املدمن من اجلو ال�سلبي و دجمه مع‬ ‫املجتمع و تعليمه �أ�سا�سيات التوا�صل التي هي‬

‫اعداد ايالف حممد‬ ‫نف�سها قواعد التمثيل امل�سرحي مثل تدريبات‬ ‫ال�صوت و احلركة و �أعطائهم �أدوار �إيجابية‬ ‫يف امل�شهد امل�سرحي ‪ ...‬تعاي�شهم مع الدور‬ ‫يعيد اليهم الثقة ب�أنف�سهم و يخل�صهم م �شعور‬ ‫الالجدوى ‪ ...‬هذا امل�شروع الذي مت تطبيقه يف‬ ‫�سجن الأحداث و يف م�ست�شفى الر�شاد و الذي‬ ‫خرج بنتائج �إيجابية جد ًا ‪....‬‬ ‫امل�ؤمتر يعد خطوة جبارة و �إجناز عظيم يف ظل‬ ‫ظروف البلد احلالية ‪.....‬‬ ‫ن�أمل �أن يكون هذا امل�ؤمتر و الأن�شطة املماثلة‬ ‫بداية لغر�س املعامل ال�صحيحة للطب النف�سي و‬ ‫ت�صحيح نظرة املجتمع جتاه هذا الإخت�صا�ص‬ ‫املهم خ�صو�ص ًا يف الظروف الآنية للبلد وما‬ ‫ي�شهده من حروب وظروف ع�صيبة �أدت اىل‬ ‫�إرتفاع يف م�ستوى معدل �إنت�شار الأ�ضطرابات‬ ‫النف�سية ‪ ..‬خ�صو�ص ًا يف �صفوف النازحني‬ ‫ومعاناتهم و ظروفهم التي تعد بيئة م�ساعدة‬ ‫لغر�س هذه الأمرا�ض‬


‫ملفات الطب النف�سي‬ ‫ل ‪ :‬د‪.‬خملد الف�ضلي‬

‫هذه الق�صة ر�أينا �شبيهاتها يف العديد من‬ ‫االفالم‬ ‫لكن هذه املرة هي حقيقية ‪ ..‬وحدثت يف �أحد‬ ‫املدن قبل اكرث من ع�شر �سنوات‪.‬‬ ‫لأيام عديدة ‪ ..‬الحظ الأب والأم‪ ..‬تغري‬ ‫ولدهما ال�شاب ‪ ..‬ب�شكل كبري فهو يكرث‬ ‫من �سماع الأغاين‪� ..‬شارد الذهن يف �أغلب‬ ‫الأوقات ‪...‬‬ ‫ف�شكا �أنه يعي�ش ق�صة حب ‪...‬‬ ‫لكنهما مل يتدخال‪ ...‬و�إنتظرا حتى يقوم هو‬ ‫بالتحدث عن الأمر‪..‬‬ ‫وبالفعل‪ ...‬بعد �أيام ‪...‬‬ ‫�أخرب ال�شاب والدته �أنه على عالقة بفتاة‬ ‫منذ مدة وقرر الأن الزواج منها‪..‬‬ ‫فرحت الأم ‪ ..‬و�أخربت الأب بذلك ‪.‬‬ ‫والذي فرح كذلك لأن �إبنه الكبري قرر‬ ‫الزواج �أخري ًا‪ ..‬بعد �أن و�صل لعمر الزواج‬ ‫منذ فرتة‪..‬‬ ‫ف�إت�صل الأب‪ ..‬بكل �أقاربهم ‪ ..‬ليذهبوا (‬ ‫م�شاية) خلطبة الفتاة‪..‬‬

‫وقبلها بالطبع‪� ..‬أراد الأب التعرف عليها‬ ‫وعلى �أهلها‪...‬‬ ‫فذهب مع زوجته وولده لبيتها‪..‬‬ ‫فتح الباب ‪� ..‬شاب بعمر الفتاة تقريبا‪..‬‬ ‫ف�أدخلهم ‪ ...‬بعد �أن قال الأب �أنهم يريدون‬ ‫حمادثتهم يف �أمر ما‪..‬‬ ‫لكن الأب تفاجىء حينها‪� ..‬أن هذا ال�شاب مل‬ ‫يكن يتوقع زيارتهم‪.‬‬ ‫بعد ال�سالم واجللو�س‪...‬‬ ‫وبداية الوالد بالكالم عن الو�ضع الراهن‬ ‫لك�سر اجلمود وبناء ج�سور التوا�صل مع هذا‬ ‫ال�شاب‪...‬‬ ‫قال الأب ‪� :‬أنه يت�شرف بهم كعائلة ينا�سبونها‪.‬‬ ‫تعجب ال�شاب وقال لكن اختي الوحيدة‬ ‫متزوجة؟‪..‬‬ ‫هنا تعجب الأب كذلك لأنه ومن البداية ظن‬ ‫�أن هذا ال�شاب هو �أخ الفتاة التي يريد �إبنه‬ ‫الزواج بها‪..‬‬ ‫فتكلم الأبن‪ ..‬ال نحن نق�صد( فالنة)‬ ‫هنا انتف�ض ال�شاب و�صرخ‪ ..‬تريد الزواج‬

‫بزوجتي؟!‪..‬‬ ‫فقال الأبن‪ ..‬لقد �إتفقنا على كل �شيء �أنا‬ ‫وهي منذ مدة‪..‬‬ ‫دخل الأب والأم يف حالة ذهول ملا يجري‪..‬‬ ‫وجاءت الفتاة التي �أق�سمت‪� ..‬أنها التعرفه‪..‬‬ ‫ولوال تو�سالت الأم بزوج الفتاة الرتكب‬ ‫جرمية بحق ابنها‪...‬‬ ‫بعد مدة قليلة ‪ ...‬ت�أكد الأهل �أن �إبنهم‬ ‫م�صاب ب�إ�ضطراب نف�سي ( هو�س الع�شق)‪..‬‬ ‫بعد �أن زاروا طبيبا نف�سي ًا‪..‬فعا�ش ولدهم‬ ‫ق�صة حب وهمية كاملة مع هذه الفتاة ‪...‬‬ ‫والتي كان يراها فقط عند نهاية الدوام متر‬ ‫من مكان عمله ومل تكلمه يوما‪ ..‬فا�ستف�سر‬ ‫عنها‪ ..‬وغا�ص يف �أوهامه املر�ضية ‪ ..‬وهو‬ ‫م�ؤمن �أنها تع�شقه اكرث مما يفعل‪..‬‬ ‫( االيراتومينيا)‪ ...‬مر�ض نف�سي �شهري‬ ‫وملفت‪ ...‬ورمبا التعرفون ‪� ..‬أنه يكرث‬ ‫تدريجيا يف املجتمع العراقي‪..‬‬

‫ ‪ | 39‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫�أمتنانٌ قبل احلرمان‬ ‫ذات مرة ‪ ..‬كنت ا�سري يف ال�سوق مع �أ�صدقائي ل�شراء‬ ‫بع�ض احلاجيات‪ ..‬فمررنا بجانب متجر لبيع ال�ستائر‬ ‫اجلدارية‪ ..‬ولفت انتباهي بل �شد كياين وذهني‬ ‫قطعة كارتونية معلقة يف ف�ضاء املحل بخيط ب�سيط‬ ‫مكتوب عليها (�شكرا المتناعك‬ ‫مل�صوق عليها ورقة‬ ‫ٌ‬ ‫من التدخني)‬ ‫امللفت لالنتباه واجلميل الغريب يف‬ ‫املو�ضوع انه مل يكتب "ممنوع‬ ‫التدخني" وال "الرجاء‬ ‫عدم التدخني" وال "‬ ‫اقتل نف�سك بعيدا‬ ‫عنا" ‪ ..‬فقط امنت‬ ‫لك مقدما على فعل‬ ‫مل ت�شرع به ا�صال‬ ‫� َ‬‫أخجل روحك‪.. -‬‬ ‫لو نظرنا للمو�ضوع من‬ ‫جانب االحرتام ‪ ..‬فقد‬ ‫ب�شكر فقط ‪.‬‬ ‫اجربك بال جرب ‪ٍ ..‬‬ ‫اما لو نظرنا للمو�ضوع من جانب ال�شعور‬ ‫وكيف يتحكم عقلنا الباطن بت�صرفاتنا من دون علم‬ ‫وعي منا ‪ ..‬ف�أنه عندما اقول ممنوع التدخني او‬ ‫او ٍ‬ ‫اقتل نف�سك بعيد عنا فبهذه الطريقة ُيق�س ُر الغري‬

‫ ‪ | 40‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬

‫علي العامري‬ ‫على فعل �شيء ومن طباع االن�سان الطاغية يف باطن‬ ‫عقله انه معاند ‪ ..‬معاند من دون دراية ا�صال ‪..‬‬ ‫فعند قرائته لهكذا كلمات �سوف لن يكرتث مطلقا‬ ‫‪ ..‬الن جوف لبه يعاند وهو ال يعلم ‪ ..‬وحتى وان كانت‬ ‫اجلملة ب�صيغة رجاء ‪ ..‬ف�أنت كذلك متنع ُه من �شيء‬ ‫يريد فعله وكذلك لن يهتم ب�سبب قلب عقله املعاك�س‬ ‫للتيار ‪..‬‬ ‫�أما لو متلكت ُه باحلياء ماذا �سيح�صل‬ ‫!!؟ ماذا لو غرينا ا�سلوب‬ ‫احلرمان اىل امتنان !!؟‬ ‫ماذا لو هذبنا الكالم‬ ‫!!؟ ماذا �سيح�صل !!!!؟‬ ‫�سيتجاوب باطن عقله‬ ‫وبرحابة كبرية ‪ ..‬النك‬ ‫قيدته ب�سن�سال احلياء‪..‬‬ ‫فلو ا�ستعملنا الكلم الطيب‬ ‫والتعابري املحببة واحلروف‬ ‫اجلميلة ونطقناها ب�صدق‪ ،‬بعاطفة‬ ‫حقيقية ونية خال�صة �سنتمكن من ك�سب قلوب‬ ‫النا�س وحمبتهم وبالتايل �سعادة ال ُتت�صور ور�ضا اهلل‬ ‫جل تعاىل‬


‫ر�سوم‪Capital Colour :‬‬

‫يف ال�صباح الباكر ‪� -‬أي‬ ‫ال�ساعة الواحدة ظهر ًا‬ ‫بتوقيت نوتا ‪ -‬رن جر�س‬ ‫الهاتف‬

‫نوتا لديها �شروط‬ ‫منطقية وعقالنية‬

‫جملة نب�ضة ت�ستف�سر‬ ‫عن قبول عر�ض العمل‬ ‫كم�س�ؤولة عن مواهب‬ ‫املجلة‬

‫يف �صباح اليوم التايل‬ ‫با�شرت نوتا العمل ‪ ..‬مع‬ ‫�أول موهبة ‪" ..‬م�صورة‬ ‫الأطفال" ‪..‬‬

‫نوتا جيدة مع الأطفال ‪..‬‬ ‫لذلك مر الأمر ب�سالم‪..‬‬

‫املوهبة الثانية كانت ر�سام‬ ‫بامل�سامري‬

‫وبف�ضل جهدها وعملها‬ ‫املتفاين‪� ..‬أ�صبحت نوتا جزء ًا‬ ‫من لوحته‬ ‫ ‪ | 41‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫ق�ص�ص ق�صرية‬

‫اخلزنة‬

‫�أمرية قا�سم الب�صرة‬

‫لغد ملون بالأمل والتفا�ؤل‪ ...‬وعندما‬ ‫تق�ص ل�صغارها حكايات مفعمة بال�سعادة لرت�سم يف خميلتهم �صورة ِ‬ ‫تت�أكد ب�أنهم �شرعوا يف نومهم واخذ كل منهم يبحر يف �أحالمه‪..‬ت�سحب نف�سها بهدوء من بينهم ‪ ,‬مت�شي‬ ‫بخطوات تالم�س الأر�ض بخفة لتقودها اىل غريفة داخل بيتها ال�صغري �أعتادت على تفقدها كل م�ساء‪...‬‬ ‫�أنا �أرى ‪� :‬إنه اليوجد منزل _ �أق�صد يف بالدي _ يخلو من هذه الغرفة ولكن عادة تفقدها يف امل�ساء‬ ‫تختلف من عائلة اىل �أخرى‪...‬‬ ‫تدفع بابها اخل�شبي بهدوء وت�شرع يف تعداد مابقي داخلها‪...‬‬ ‫كي�س �صغري من الرزقليل من ال�سمنوحبات من ال�سكر تكفي لإيام قليلة‪...‬‬ ‫حتاور نف�سها (ياترى كم امر�إة يف هذا العامل ومع بداية كل م�ساءعندما يكون الأغنياء‪...‬يت�سامرون‬ ‫ويرتمنون تكون هي قد ت�سللت اىل خزنتها لتعد مابقي فيها من وجبات لإطعام �صغارها)‬ ‫تغلق بابها وتعود اىل فرا�شها وعندما ت�شاهد �صغارها ين�شرح قلبها بال�سعادة وتر�سم �إبت�سامة على‬ ‫�شفتيها‪ ..‬تغم�ض عينيها وتبحر يف �أحالمها هي الأخرى‪..‬‬ ‫ال�سعادة متنح والت�شرتى‪..‬‬ ‫وايد ت�شابكت مع بع�ضها‪...‬‬ ‫خمت�صرها بيت �صغري‪...‬قلوب بي�ضاء ِ‬

‫ ‪ | 42‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫خيبة القدر‬ ‫نور فا�ضل الرواف‬

‫تدور الق�صه حول فتاه ريفية والقدر الذي يعاك�سها دوما يف حياتها ‪ ....‬منى التي كانت فتاة �صغرية‬ ‫كربعم‪ ،‬و�صارت بعمر تفتّح الورد لكن بقيت حياتها بني الق�صب والربدي اللذين ال يفارقانها �أبدا كقطعة‬ ‫من �صميم قلبها! وكانت ترى �صديقاتها كيف يع�شن حياتهن بني حب هذا وع�شق ذاك وت�سمع ق�ص�صهن‪،‬‬ ‫وتنظر �إليهن بح�سرة‪ /‬منى الفتاة البدوية تعي�ش يف الأهوار بني امل�ستنقعات والق�صب بعيدا كل البعد‬ ‫عن ال�ضجة وال�شهرة؛ وهي حتب الهدوء والعزلة‪ .‬ومرة واحدة بينما كانت جتل�س على زورق واملياه بلون‬ ‫عينيها زرقاء والطيور حولها تزقزق ك�أنها تعزف على �أوتار النهار فج�أة وجدت �شخ�صا ي�صورها! تقف بكل‬ ‫حرقة تقوم وقلبها يخفق‪ ،‬فنادت‪ :‬يا بن املدينة ال ت�صور ف�أنا ل�ست عار�ضه �أزياء ‪ .‬خجل ال�شاب‪ ،‬و�شعر‬ ‫بحرج لتطفّله‪ ،‬وعدم اال�ستئذان بت�صويرها‪ ،‬فقال لها‪� :‬أعتذر ردت بكل احرتام‪ :‬ال عليك غابت ال�شم�س‬ ‫وكان ابن املدينة يتجول يف الأهوار يبحث عن لقطات لي�صورها من �أجل عمله ا�صاب رميا الف�ضول ماذا‬ ‫يفعل؟ وكيف ي�صور؟ حتّى اقرتبت منه وقالت‪ :‬هل �أ�ستطيع �أن �أرى؟ �أجابها‪ :‬نعم وكانت عيناه املنبهرتان‬ ‫احلب‪ ،‬وتف�ضحانه! حتدثت معه كثريا يف اليوم التايل‪ .‬وفج�أة قال لها‪� :‬أنا‬ ‫بجمالهما بد�أتا تربقان بلمعة‬ ‫ّ‬ ‫احلب‬ ‫متزوج‪ .‬تلتها حلظه �سكون بينهما ‪ .‬ورحل ابن املدينة‪ ،‬انتظرته �أ ّياما عرفت الأرق واخليال و�شعور‬ ‫ّ‬ ‫الغام�ض الذي يجعل نب�ضها �سريعا‪ ،‬ويق ّلل من �شه ّيتها الأكل‪ ،‬وعاد مرة �أخرى لأجلها فقط‪ ،‬لكنّه مل يجدها‬ ‫املتطرفون من تخوم‬ ‫فهي رحلت �إىل قرية �أخرى؛ �إذ كان �أهلها يبحثون عن مكان �أكرث �أمانا بعد �أن اقرتب‬ ‫ّ‬ ‫قريتهم لكنّها كانت ت�س�أل نف�سها‪ :‬هل ُق ِّدر ال�سفر حتى ال تقع يف حب رجل متزوج‪ .‬فالقدر كان دوما ي�صدمها‬ ‫بخيبة تلو �أخرى‪.‬‬

‫ ‪ | 43‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫عندما يخذلنا احلنني‬ ‫اينا�س حممد‬ ‫ُ‬ ‫وجدت نف�سي �أبكي بكاء ًا مر ًا‬ ‫يف ليلة �شتاء باردة من ليايل نيويورك حا�صرتني الدموع و�أطبقت علي من كل جانب ‪,‬‬ ‫ُ‬ ‫و�شعرت �إن كل �أع�ضاء ج�سمي تبكي معي وتعزف حلن ًا حزين ًا َكـــ ليل طويل ال ُيـريد �أن ينتهي ‪� .‬إ�ستح�ضرت كل ذكرياتي‬ ‫اجلميلة يف وطني‪ ،‬كل من عرفتهم‪ ،‬كل من �أفرحوين و�أبكوين‪ ،‬كل حل�ضة �صدق ع�شتها كل �أ�صدقاءي ومعاريف و�أقاربي‬ ‫أحزانه ‪،‬‬ ‫أفراحه و�‬ ‫وزميالتي و�صديقات عمري رفيقات دربي‪ ،‬كانه فلم مير �أمام عيني وي�أخذ معه كل �شيء ب�‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫القيت نظرة على �صورة والدي ال�شهيد وترقبت وجهه البا�سم و�أنتقلت اىل �صورة عمي الذي توفاه الأجل م�ؤخر ًا �آثـر‬ ‫�أزمة قلبية و�شعرت بالأ�سف لأين لن اراه من جديد و�أ�صبح من الذكريات ‪.‬‬ ‫احلنني اىل املا�ضي �أ�صبح هاج�س ًا عندي �أبحث عنه يف كل �شيء �أبحث فيه عن ذكرياتي عن موقف مررت به يوم ًا‪ ،‬عن‬ ‫كلمة طيبة �سمعتها يوم ًا ‪،‬عن �أغنية ما كنت �أ�سمعها يف املا�ضي وكانت ت�سعدين‪ ،‬عن وجوه �ضيعتها يف زحمة احلياة ولن‬ ‫�أراها جمدد ًا ‪ .‬مير الوقت ببطء عندما نبكي وي�صبح له �أثـر موجع يف القلب وكي �أخرج نف�سي من هذا الفلم احلزين‬ ‫لي�س يل يف هذه الغربة املوح�شة بعد اهلل �سبحانه وتعاىل اال قلم َا �أترجم من خالله �آلـمي وحنيني ون �أذكر نف�سي ب�أين‬ ‫�ساعود يوم ًا و�أ�ستعيد تلك الذكريات و�أن ال �شيء يف احلياة غري قابل للتغيري وحده اهلل الذي يغري واليتغري‬ ‫‪ .‬من قال �إن الغربة جتعلنا نن�سى �أوطاننا �إنها جتعلنا نتذكر كل تف�صيلة �صغرية بل جتعل �أوطاننا ت�سكن فينا �أكرث ف�أكرث‬

‫ ‪ | 44‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬


‫احلياة واالن�سان‬

‫اديان حممد‬

‫مرحبا �أنا احلياة مرحبا �أنا �ألإن�سان احلياة ‪ :‬هل حتبني �أيها �ألإن�سان �ألإن�سان ‪� :‬أحيان ًا �أحبك و �أحيان ًا ال �أحبك ح�سب‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أعطيك �أ�شياء من حيث ال حتت�سب �ألإن�سان ‪ :‬لكن‬ ‫عليك ب�أ�شياء و�أحيان ًا �‬ ‫ما تقدمينه يل احلياة ‪� :‬إنا هكذا �أحيان ًا ابخل‬ ‫عندما تبخلني تكونني قا�سية جد ًا توقعينا يف مغارات خميفة تتغري مالحمنا من اخلوف والهلع ن�شرد يف خيالنا تاركني‬ ‫الواقع الذي نعي�شه على �أر�ضك نحلق يف �سماء خيالنا وننظر �إليك من بعيد نظرة ب�أ�س وح�سره على ما فعلتيه بنا ‪.‬‬ ‫احلياة ‪ :‬لكن يجب �إن ت�صرب وت�ؤمن ب�أن دائما يوجد فيني �أمل و �أن ال ت�ست�سلم فور ًا ‪ ,‬ل�ست �إنا عدوك بل اال�ست�سالم‬ ‫عدوك �أي�ضا لأن عندما ت�ست�سلم انتهي �أنا وت�صبحون انتم الب�شر على هيئة �أج�ساد بال �أرواح و �أن ا�ست�سلمتم جميعكم‬ ‫ملن �أعطي الفر�ص القادمة واجلميلة ؟ �ألإن�سان ‪ :‬و�أنت دائما ت�ضعينا يف مواقف �صعبه جتعلينا نتخلى عنك احلياة ‪ :‬نعم‬ ‫يجب �إن تتقبل كل �شيء متوقع منى �أحيانا الربح واخل�سارة هما �شعاري و �إنا �أفعل ذلك لأجعل منكم �أ�شخا�ص �أقوياء‬ ‫و لتثبتوا يل ب�أن انتم واقفني بقوه �شاخمة �إمام عوا�صفي حينها �أدرك �إين �أخط�أت يف اجتاهي ‪ !!..‬هكذا هي احلياة‬ ‫واقع مفرو�ض علينا و مفرو�ضني عليه و ال مفر لنا منه يجب �أن ال ني�أ�س ب�سهوله طاملا من البداية اق�سمنا �إن نحقق ما‬ ‫نريده على ماال نريده من الكلمات والأفعال من النا�س و�سن�ضع دائما يف عقلنا انه نحن على عجلة من �أمرنا وال يوجد لنا‬ ‫الوقت ل�سماع �إي كلمه �صادره من النا�س �أو �إي كلمه حمطمه قد تعيق طريقنا‪ ,‬لذا يف كل يوما جديد يوما يزداد جماال‬ ‫بتفا�ؤلنا و�صربنا توجد غاية ال بد من حتقيقها دون ملل �أو كلل ممكن �إن مير املرء ب�صعوبات قد تهلك حياته وجتعل منه‬ ‫�إن�سان غري قابل لال�ستهالك مره �أخرى لكن �سرعان ما يجد �ألأقوياء ح ًال ي�ساعدهم على النهو�ض ب�أعباء م�س�ؤولياتهم‬ ‫‪,‬وحدها القوة املوجودة داخل كل ب�شر هي من ت�ساعدهم وحدها جتعل منهم �أنا�س ذو عزمية و�إرادة ويف نف�س الوقت‬ ‫ت�صنع لهم �ألتجارب وما ميروا بيه يف حياتهم وكيف �ساعدتهم قوة موجودة يف داخلهم على تخطيها واعتبارها حمطات‬ ‫يقف عندها املرء يف بع�ض الأحيان ليكمل بعدها اجتاهات احلياة املختلفة والتي ممكن �إن ت�ضعه يف حمطات �أخرى مل‬ ‫يكن يعرفها من قبل ‪ .‬هذه هي احلياة م�شوار قد يكون يف بع�ض الأحيان �سهل �إن تخطيت �ألأ�صعب منه‪ ( .‬هذا هو ال�سر‬ ‫الذي يدعى حياة )‬

‫ ‪ | 45‬مجلة نبضة ‪ /‬العدد الثاني‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.