الرسالة الرمضانية ُ ا ا ْ َ ا َ فإنه ل وأنا ْ أج ِزي به » «ك ُّل َع َم ِل ْاب ِن آد َم له إَّل الصوم، ي
1
المحتويات توطئة 2 ........................................................................................................................................... التوبة وتجديد النية 3 .......................................................................................................................... الذين ال ترفع أعمالهم 3 ....................................................................................................................... الذين ال ينظر هللا إليهم 4 ..................................................................................................................... الذين يحبهم هللا 5 ............................................................................................................................. فوائد موجزة 10 .................................................................................................................................
ام) 1حديث نبوي ،رواه البخاري عن أبي هريرة ،وفي لفظٍ عند مسلم ( :اإَّل ِّ الصيَ َ
1
بسم هللا الرحمن الرحيم ن ُ ِ ُ ِ سلم عّل ا المتقيِّ ، ن ن وسيد األمي ،إمام ادق الص صّل وأ ِ الحمد هلل رب العالمي ،وأ ي والجبي األزهر ِّ ن ن والِّساج المني ،محمد بن عبد هللا الوجه األنور صاحب العارفي، ِ ِ ُ ن ن الميامي ،وبعد: الطيبي الطاهرين وصحابته الغ ِّر بيته آل ِ وعّل ِ ا َ َ ِ ۡ َ ا ِّ ۡ َ ٰ َ َ نف ُع ۡٱل ُم ۡؤمن نَ ي﴾()2 : النب وقول ، ت ى ر ك ٱلذ ن إ ف ر ك ذ ﴿و سبحانه الباري بقول عمًل ِ ِ ي ِ َ نا َ ُ ً َّ َ ا َ ً َّ َ ُ سم َع ُهُ ، فر اب ُم َبل ٍغ ْأوَع كما ه غ فبل ا شيئ ا من ع سم أ ر الهادي البشيﷺ« :نّض هللا ام ِ ِ من سامع»)3(. ِ ٍ ُأد ِّ لشهر رمضان المبارك"؛ اقتّضت فيها ستعداد "اِل عن الموجزة الكلمات هذه ن و ِ ِ ا ن عّل خمسة عناوين ا ً ن المسلمي وأخوان من وإخوان نفس أصالة مذكرا بها مهمة، ي ي ي ا والمسلمات ،ر ً اجيا الحق سبحانه أن ينفعنا بما جاء فيها وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
2سورة الذاريات اآلية)55( : 3أخرجه الترمذي ( )2657واللفظ له ،وابن ماجه ( ،)232وأحمد ()4157
2
] التوبة وتجديد ا النية [ َ ُ ُ ى َّ َ ً ى َ ْ ْ ُ َ ى َّ ُ يعا أ ُّيه ال ُمؤ ِمنون ل َعلك ْم اَّلل ج ِم قال سبحانه وتعال﴿ :وتوبوا ِإل ِ
ُْ ُ َ ون﴾()4 تفلح ِ
َ ن ُ ا ا ا األ امة ن وأنها فرض ُم ِّ ن تعي ...وتوبوا إل هللا فإنكم ِل وبة، الت وجوب ف ”ِل خالف بي ِ ِ ي َ ا تخلون من سهو وتقصي ن التوبة نف ُك ِّ ل حال“)5( . كوا تي فال تعال، هللا حقوق أداء ف ي ٍ ي ٍ ا ِّ تعبُّ : ن بحل عقدة اإلرصار عن القلب ،ثم القيام بكل حقوق ”الرجوع إل هللا والتوبة ي الرب“)6( . ا ا ا ن رض هللا عنهما – ” :التوبة النصوح :الندم بالقلب، قال عبد هللا بن عباس – ي واِلستغفار باللسان ،واإلقالع بالبدن ،واإلرصار عّل أن ِل
يعود“)7( .
ّ ُ ] الذين ِل ترفع أعمالهم [ ا ا إن هللا ا ن المتقي ،والحقد والضغينة والغش والحسد عز وجل إنما يتقبل من ُ ُ والغلظة فال والعجب والكي ،وغيها من أمراض القلوب؛ تورث القلب القسوة ِ يستقبل أنوار الهداية العلوية اإللهية ،فأول العمل إذن سالمة القلب! َ ا َ ْ ْ ى َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ ُ َ ْ َ َ َ َ ْ َ ْ ن ُ ُ َ ا َّ َ َ ُ آمنوا وبنا ِغًل ِلل ِذين ﴿ربنا اغ ِفر لنا ِو ِإلخو ِاننا ال ِذين سبقونا ِب ِ اإليم ِان وَّل تجعل ِ يف قل ِ َاَ ا َ ك َر ُءوف َرحيم﴾()8 ربنا ِإن ِ
4سورة النور اآلية)31( : 5تفسير القرطبي 6مجلة البحوث اإلسالمية ج ( ،)51ص ()235 7المصدر السابق 8سورة الحشر اآلية )10( :
3
ُْ َ ُ ُ ْ َ ُ ْ ُ َ ا َ َ َْْ ن َ َ َ فيغف ُر ِلك ِّل َع ْب ٍد يس، م الخ ي ،ويوم ِ النب ﷺ قال« :تفتح أبواب الجن ِة يوم اإلثن ِ عن ي ِ َ َ َ ْ ُ ُ ُ ْ ُ ْْ ُ َّ ً ا َ ُ ا َ ْ ت ْبي َن ُه ْ نَ قال :أن ِظ ُروا هذ ْي ِن يه شحناء ،في باَّلل شيئا ،إَّل رجًل كان ِّسك ِ وبي ِأخ ِ ِل ي ِ حب َي ْص َطلحاْ ،أنظ ُروا َه َذ ْين ا حب َي ْص َطلحاْ ،أنظ ُروا َه َذ ْين ا ا حب َي ْ ص َطلحا»)9(. ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ َ َ َ َ ُ َ َ ُ باغ ُضوا ،وِل َت َ داب ُروا ،وِل َي ِب ْع ناجشوا ،وِل ت حاسدوا ،وِل ت وعنه ﷺ قالِ« :ل ت َْ ُ ُْ ى ُ ُ ْ ً ُ ْ ُ ُ ْ ُ َ عّل َب ْيع َب ْ أخو ُ الم ْس ِل ِمِ ،ل َيظ ِل ُمه وِل هللا إخوانا المس ِلم ع بعضكم ض ،وكونوا ِعباد ِ ٍ ِ َ ْ َ َ اْ ُ ْ ُُُ هاهنا ُ الث َم ارات َ بح ْس ِب ْام ِر ٍئ ِم َن وي ِش ُي إل صد ِر ِه ث َيخذله ،وِل َي ْح ِق ُر ُه التق َوى ٍ ى ُُ َُ ُ ْا ِّ ْ َ ْ َ ُ ْ ُ ُ ْ َ ُ ُّ ُ ْ وع ْر ُض ُه». الِّس أن يح ِق َر أخاه المس ِلم ،كل المس ِل ِم عّل المس ِل ِم حرام ،دمه ،ومالهِ ، وزاد ن يف رواية «إن هللا ِل ينظر إل أجسادكم ،وِل إل صوركم ،ولكن ينظر إل قلوبكم» وأشار بأصابعه إل صدره)10(. ومن األسباب ّالب تحبط األعمالْ ، الِّسك مع هللا وعدم إخالص العبادة له وحده ي تبارك وتعال.
ّ ] الذين ِل ينظر هللا إليهم [ ا َّ َ َ ۡ َ ُ َ َ ۡ َّ َ ى ۡ َ ٰ ۡ َ َ ࣰ َ ا ُ ۟ ى ٰٰۤ َ َ َ ى ٰ َ ى ُ ۡ ن ۡ َ َ َ اخر ِة وَّل ﴿إن ٱل ِذین یشيون ِبعه ِد ِ ٱَّلل وأیمـ ِن ِهم ثمنا ق ِلیًل أولـ ِٕىك َّل خلـق لهم ِف ٱلـ ِ ِ ى َ َ َ ى ۡ ى ِ ِ ُ ُی ىكل ُم ُه ُم َّ ُ ٱَّلل َوَّل َینظ ُر إل ۡیه ۡم َی ۡو َم ٱلق َی ٰـ َمة َوَّل ُی َزكیه ۡم َول ُه ۡم َعذاب أل ࣱ یم﴾()11 ِ ِ ِ ِ ِ ِ ى َ َ َُ ِ الثة ِل ُي ىك ِل ُم ُه ُم َّ ُ اَّلل َي َ وم الق َ يام ِة ،وِل َي ْن ُظ ُ يه ْم ول ُه ْم ك ز ي وِل م إليه ر النب ﷺ« :ث ِ ِ ِ قال ي َ َ َ َى َ َّ َ َ َ َ َّ َّ ُ َ الث مرارَ ، ُ َ قال أبو ذ ٍّر: هللا صّل اَّلل عليه وسلم ث عذاب ِأليم قال :فقرأها رسول ِ ِ َ ْ ا ُ ْ َ ِّ ُ ْ َ ُ ُ سول هللا؟ َ ِّسواَ ،من ُه ْم يا َر َ قالُ : وخ ِ ُ الم ْس ِب ُل ،وال َمنان ،وال ُمنفق ِسل َعته خابوا ِ َ بالحلف الكاذب»)12(. ِ ِ ِ ِ 9رواه أبو هريرة ،صحيح مسلم 2565 10رواه أبو هريرة ،صحيح مسلم 2564 11سورة آل عمران اآلية )77( : 12رواه أبو ذر الغفاري ،صحيح مسلم 106
4
وجاء ن ألناس ِل ينظر هللا إليهم ُو ِعدوا بالعذاب منهم: أصناف عديدة أحاديث ف ي ٍ ا شيخ ز ٍان ،وملك كذاب ،وعائل مستكي ،من كان له فضل ماء فمنعه من ابن ً َ ن يعطه ض وإن لم ِ السبيل ،ورجل بايع إماما ِل يبايعه إِل لدنيا؛ فإن أعطاه منها ر ي ا بسلعة بعد العّض فحلف باهلل لقد أعىط بها كذا وكذا رجًل سخط ،من ساوم ٍ منها ِ ُّ َ فأخذها ،من حلف عّل ن ليقتطع بها مال رجل مسلم ،العاق يمي كاذبة بعد العّض؛ ٍ لوالديه ،المرأة المي ِّج ىلة ،الديوث ،المدمن الخمر ،من ِل يقيم نف الصالة َ صلبه ن بي ي ن يأن وه ِل تستغب عنه ،الرجل الذي ي ي ركوعها وسجودها ،وامر ٍأة ِل تشكر لزوجها؛ ي َ الرجل ،ومن أن امر اأة نف ُدبرها ،العجوز الزانية ،من اقتطع بيمينه ً ظلما ما ليس له، ي ا من جعل هللا له بضاعة ،فال يبيع إِل بيمينه ،وِل يشيي إِل بيمينه)13( . َ ا ُ َّ ُ ً نَ َ حاجت ِهم دون فاحتجب ، المسلمي أمر من ا شيئ النب ﷺ قال« :من وَّله اَّلل ِ ِ وعن ي َّ َّ َ َ أغلق َّ ُ وخلته وفقره -ن احتجب َّ ُ َ وخلتهم وفقره ُ اَّلل رواية - وف ه حاجت دون اَّلل م ٍ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ي ِِ ِ َّ َ ا َ ا وحاجته ومسكنته»)14(. ماء دون خل ِت ِه أبواب الس ِ ِِ ِِ
ُّ ] ُّ ويحبونه [ يحبهم ُ ىُ ُ ُ ُ ٌّ َ ون ّ َ ون ُي ُ ُ ّ ُ َ َ اَّلل َف ااتب ُع ن غفر لكم ب ح ت م نت ك ن إ ل ق حببكم اَّلل وي ِ ِ قال الحق سبحانهِ ﴿ : ِ ِ ِي وب ُكم َو ّ ُ ُذ ُن َ اَّلل َغ ُفور ارحيم﴾()15 ِ -1المحسنون ي﴾ َ ﴿ ،و َّ ُ ﴿إ ان َّ َ ب ۡٱل ُم ۡحسن نَ ب ۡٱل ُم ۡحسن نَ ٱَّلل ُیح ُّ ٱَّلل ُیح ُّ ي﴾ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
13ا نقال عن مقالة في موقع طريق اإلسالم ،على العنوانhttps://bit.ly/3NzQu3N : اختصرت بقصد اإليجاز ،والمراجع مذكورة في المقالة. 14رواه عمرو بن مرة الجهني ،أخرجه أبو داود ( )2948باختالف يسير ،والترمذي ( ،)1332وأحمد ( )18033بنحوه. 15آل عمران اآلية )31( :
5
ن اللفظي( ،)16فما هو اإلحسان؟ هذه اآلية خمس مر ٍار ،بهذين وردت ِ ْ ى َ ُ َ ْ َ ْ ُ َ َّ َ ى ا َ َ ْ َ ُ ان؟ َ اَّلل كأنك ت َر ُاه ،فإن ل ْم تك ْن ت َر ُاه قال« :أن تعبد أجاب ﷺ لما ُس ِئ َل ما اإلحس ا ََ َ اك»)17(. فإنه ير ّ ا ا يستحّض خشية هللا نف قلبهُ ، ُ ن حاله ويدرك أن هللا ُمطلع عّل حسن هو الذي ِ الم ِ ي ُ ُّ وغيه إنسان من الغي عّل واإلنعام ل التفض سبيل ك يسل وفعاله ،وهو ِ ٍ ِ ومقاله ِ جو ُد أعماله ُ ابتغاء رضوان هللاُ ، وي ِّ َ ويتقنها عّل أحسن الوجوه ِّ وأبرها. ِ ا والمحسنون نف ا الخاصة لقوله تبارك وتعال: معية هللا ي ا َّ َ َ َ َّ َ ا َ ْ َ َّ َ ُ ين ه ْم ﴿إن اَّلل مع ال ِذين اتقوا وال ِذ ِ
ُ ْ ُ َ ون﴾()18 مح س ن ِ
ا َ َ َ ً ْ وير ُاه ُ بادة َمن َيرى َ عب َد َ هللا تعالَ ، ”أن َت ُ ستبق شيئا ِمن ت ِل ك فإن تعال؛ هللا ع هللا ِ ي َّ ُ ُ اهرة اعاة القلب فظ وح ، واإلخالص والخشوع ضوع الخ والجوارح ،ومر ِ ِ ِ ِ ِ اآلداب الظ ِ ِ ِ ِ ِ ُ ا َ ْ َ ُ والباطنة ما د ْمت نف عبادته .ونهاية َمقام اإلحسان :أن َي ُ المؤم ُن اربه كأنه َيراه عبد ي ِ ِ ِ ِ ِ ِ ْ ْ َ ا فإن َ فيكون ُ ستحّضا َببصيته وفكرته لهذا َ ِن ً عج َز عنه وشق عليه قام، الم م ه، ب بقل ِ ِ ِ ِ ِ َ ْ ا َ َ ُ ا ويطل ُع عّل ِّ َ عب َد َ َ َ َ أن َي ُ النيته، هللا عّل أن هللا يراه قام آخ َر؛ وهو ِسه وع ِ ِ ِ انتقل إل م ٍ وِل َي ن خق عليه ْ َشء من أمره“)19( . ي ِ ِ -2التوابون ا ّ َ ُ ُّ ا ا نَ َ ُ ُّ ْ ﴿ ِإن اَّلل ي ِحب التو ِابي وي ِحب ِ َ نِّ ى ُ ُ ن َ ى َ ى ُّ َ ا ُ ُ ُ اليوم إل ْيه م َئة َم ارة»)21(. قال ﷺ « :يا أيها الناس توبوا إل ِ فإن أتوب يف ِ ِ ِ هللا ،ي ٍ ال ُم َت َط ِّهر َ ين﴾()20
16سورة البقرة اآلية ،)195( :آل عمران اآلية ،)148( ،)134( :المائدة اآلية )93( ،)13( : 17رواه أبو هريرة ،أخرجه البخاري ( )50واللفظ له ،ومسلم ()9 18النحل اآلية )128( : 19الدرر السنية ،الموسوعة الحديثية شروح األحاديث 20البقرة اآلية )222( : 21رواه األغر المزني ،صحيح مسلم 2702
6
َّ هم ّالذين ر يكيون ّ الرجوع إل هللا ،والذين يرجعون عن معصيته إل طاعته. -3المتطهرون َ َّ ُ ُ ُّ ۡ ب ْال ُم َت َط ِّهر َ ا ّ َ ُ ُّ ا ا َ ي َو ُيح ُّ ين﴾﴿ ،وٱَّلل ی ِحب ﴿ ِإن اَّلل ي ِحب التو ِاب ن ِ ِ
ٱل ُم اط ِّهرین﴾()22
ِ
”الذين يبتعدون عن الفواحش واألقذار ،أو المتطهرون من الجنابة والحدث ،أو التاركون للذنوب العاملون بالصالح. ا َ فيشمل الطهارة الحسية ،والطهارة المعنويةُ ،يحب المتطهرين طهارة باطنة بتطهي ُّ القلوب من محبة غيه ،والتعلق بغيه ،وتعظيم غيه ،والخوف من غيه ،وقصد ِّ غيه نف ِّ ُّ المتطهرين من جميع أنواع ْ الِّسك والمقاصد ويحب أي قول أو عمل، ي ِّ والمتطهرين طهارة ظاهرة من األحداث الصغرى والكيى)23(.“ ... النفسية، -4المتقون َ ا َّ َ ُ ُّ ۡ ﴿إ ان َّ َ ب ۡٱل ُم اتق نَ ٱَّلل ُیح ُّ ي﴾﴿ ،ف ِإن ٱَّلل ی ِحب ِ ِ ِ
ٱل ُم اتق نَ ي﴾()24 ِ
”قال الحافظ ابن رجب نف "جامع العلوم والحكم" ،تحت الحديث الثامن ْ عِّس: ي ا َ وأصل التقوى أن يجعل العبد بينه ن وبي ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه .فتقوى العبد لربه أن يجعل بينه ن وبي ما يخشاه من ربه -من غضبه ،وسخطه ،وعقابه - َ وقاية تقيه من ذلك ،وهو فعل طاعته ،واجتناب معاصيه. َ ي ينال المؤمن ِْسف معية هللا(﴿ )25إ ان َّ َ ين اات َق ْوا َو َّالذ َ اَّلل َم َع َّالذ َ الصفت ن ن ين هاتي وب ِ ِ ِ ُ ْ ُ ْ ُ َ ون﴾ “)26(. هم مح ِسن
22التوبة اآلية )108( : 23المدح والذم في القرآن ،عدويه جبار قادر ص97 24آل عمران اآلية ،)76( :التوبة ()7( ،)4 25مقالة ،من هم الذين يحبهم هللا؟ موقع األلوكة الشرعية 26النحل اآلية )128( :
7
-5الصابرون ﴿ َو ّ ُ اَّلل ُيح ُّ ب ِ
الصابر َ ا ين﴾()27 ِِ
ا ُّ حبس النفس عن َ ”الصيْ : الجزع والتسخط ،وحبس اللسان عن الشكوى ،وحبس ُ ن ناف الصي. الجوارح عن اإلتيان بأي ٍ عمل ي ي وهو ثالثة أنواع :صي عّل طاعة هللا ،وصي عن معصية هللا ،وصي عّل المصائب ى والنكبات .وأكمل أنواعه وأصعبها :الصي عّل طاعة هللا؛ ألنه صي اختيار ،وصي ا ُم ا حبب إل هللا عز وجل ،وألن الطاعة تحتاج إل المداومة عليها ولزومها واإلخالص فيها “.
()28
ا والصابرون نف ا الخاصة لقوله تبارك وتعال: معية هللا ي ﴿و ّ ُ ﴿إ ان ّ َ ين﴾َ ، الصابر َ اَّلل َم َع ا اَّلل َم َع ِ ِِ
الصابر َ ا ين﴾()29 ِِ
-6المتوكلون ا َّ َ ُ ُّ ۡ ﴿ ِإن ٱَّلل ی ِحب
ٱل ُم َت َو ِكل نَ ي﴾()30 ِ
ُّ ”التوكل معناه :صدق اعتماد القلب عّل هللا -عز وجل -ن يف استجالب المصالح ِّ المضار ،من أمور الدنيا واآلخرة كلها ،وأن َي ِك َل العبد أموره كلها إل هللا -جل ودفع َ ُ ِّ يّض وِل ينفع سواه ا إيمانه بأنه ِل يعىط وِل يمنع ،وِل ن جل وعال ق حق وعال -وأن ي ي “)31(. -7المقسطون
27آل عمران اآلية )146( : 28المصدر السابق 29البقرة اآلية ،)249( ،)153( :األنفال ()66( ،)46 30آل عمران اآلية )159( : 31المصدر السابق
8
ا ّ َ ُ ُّ ْ ﴿ ِإن اَّلل ي ِحب
ال ُم ْقسط نَ ي﴾()32 ِ ِ
ا الموفقون المهديون ،الذين َيعدلون نف حكمهم ن َ وفيمن وف أهليهم ”هم أهل العدل ي ي وِلهم هللا عليهم ،أهل العدل واِلستقامة واإلنصاف
“)33(.
ى ا ُْ نَ ْ َ الر ْح َمن ا ي ا عّل َمناب َر ِمن ُنور ،عن َي ِم ن عز هللا د ن ع ي ط س ق عنه ﷺ قال« :إن الم ِ ِ ِ ِ ٍ ِ ِ ِ ى ا ْ َ َ ْ َ ن َّ َ َ ْ ُ َ ن ُ ْ حكمه ْم وأ ْهليه ْم وما ولوا»)34(. وجلِ ،وكلتا يدي ِه ي ِمي ،ال ِذين يع ِدلون يف ِ ِ ِ ِ ً -8المقاتلون ن يف سبيله صفا ا َّ َ ُ ُّ َّ َ ُ َ ُ َ ون نف َسبيله َص ًّفا ىك ىأ ان ُه ْم ُب ْن َيان َم ْر ُ صوص﴾()35 ﴿ ِإن اَّلل ي ِحب ال ِذين يق ِاتل ِ ي ِ ِ ِ َّ ُ ّ يصطفون ُ - ن مواجهي ألعداء هللا ن يف كالبنيان الذي ُر اصت ِلبناته - هم المؤمنون إذ ن ن ه العليا ،ودينه حومة الوَع ،يقاتلون يف سبيل هللا من كفر باهلل ،لتكون كلمة هللا ي هو الظاهر العال عّل سائر األديان)36( . ي ا أن نف الهدي النبوي نصوص كثية نف ا لعباده محبة هللا * اعلموا وفقكم هللا ِ ي ي ُّ ُ يحبها ،أحيلكم إل طرف منها ،لضيق المقام)37( . وخصال وألعمال ٍ ٍ ٍ ِ
32المائدة اآلية ،)42( :الحجرات اآلية ،)9( :الممتحنة اآلية )8( : 33المصدر السابق 34رواه عبد هللا بن عمرو ،صحيح مسلم 1827 35الصف اآلية )4( : بتصرف يسير 36تفسير البغوي ُّ 37مقالةhttps://bit.ly/376MiI4:
9
] فوائد موجزة [ ْ ْ ْ ُ ًّ ا أض َم ُن ْ تأملوا هذا الحديث ْ لكم أنفسكم الِّسيف يقول ﷺ « :اضمنوا ِ يل ِستا من ِ ْ ُ ُ ْ ُ ُ ُ َ ُْ ُْ ا ُْ ا احف ُظوا ُف َ روج ْ كم، وأوفوا إذا وعدت ْم ،وأدوا إذا ائت ِمنت ْم ،و اصدقوا إذا حدثت ْم، الجنة؛ ْ َ ْ ُ ُ ُّ وك ُّفوا ّ أيدي ْ كم»)38( . وغضوا أبصاركم، •
الفرض أول باألداء من النافلة:
ن وف الحديث القدش يروي ﷺ عن ِّرب ِه تبارك وتعال...« :وما َت َق ار َب ى ا إل َع ْب ِدي ي ي ي َْ َََا ُ ىا ا ا ُ ُ َ ا ى ا ا ََْ ْ ُ َ ُ َْ حب أ ِح ابه، واف ِل إل بالن ِ إل مما افيضت عليه ،وما يزال عب ِدي يتقرب ي بس ٍء أحب ي ي ُ َّ َّ َّ َ ْ ُ ُ ُ ُ ّض بهَ ، أح َب ْبته ،كنت َس ْم َعه الذي َي ْس َم ُع بهَ ، فإذا ْ ويد ُه الب َي ْب ِط ُ ّض ُه الذي ُي ْب ِ ُ وب َ َ ش ي َ َُ َ ْ َ ىى ن َ ُ ْ َ ا ُ ى ي ْ اس َتعاذ نن ألعيذ ان ُه)39( .» ... بها ،ور ْج ىل ُه َّالب َي ْم ِْ ول ِ ن ، ه ن ي ط ع أل ب ل أ س وإن بها، س ِي ِ ِ ِ ِ ِي ي ي •
•
ُّ والتفرغ ِِلستباق الخيات وفعل تأجيل كل األعمال غي المهمة وغي العاجلة، الطاعات ،واإلنفاق نف وجوه ِّ وقول وعمل. وذكر صدقة الي من ٍ ٍ ي ٍ ليلة كان صّل هللا عليه أجود ما يكون ن يف شهر رمضان ،وكان يتدارس القرآن كل ٍ ِ ا ً الناس ً طرا، تأسيا بأجود من لياليه ،فاحرصوا عّل تعاهد القرآن واإلنفاق ا وأعظمهم قاطبة.
•
ُ َّ اَّلل َص َّّل ُ َ َ ن هللا عليه رض هللا عنهما – « :كان رسول ِ عن عبد هللا بن عباس – ي َ َ ُ َّ َ ْ َ َ ا َ ْ ُ وكان َي ْل ُ ي َي ْل ُ ضان ح نَ قاه ج ْي ُ قاه يل، أج َود ما َيكون ن يف َر َم اس ،وكان ِ ِ ِ وسلم أجود الن ِ َّ َ ُ ُ ُ ُ َ َى ُ َّ اَّلل َص َّّل ُ نف ُك ِّل ىل ْي ىلة من َر َ هللا عليه وسل َم في ضان م دارسه الق ْرآن ،فل َرسول ِ ٍ ِ ِ ي ى َ ْ الري ح ُ أج َو ُد بالخ ْي ِم َن ِّ الم ْر َسلة»)40(. ِ ِ ِ ُّ المحافظة عّل األذكار النبوية وتالوة ن ن وتدب ِر آياته. التييل الحكيم
38أخرجه أحمد ( ،)22809وابن أبي الدنيا في ((مكارم األخالق)) ( ،)116وابن حبان ()271 39رواه أبو هريرة ،البخاري 6502 40أخرجه البخاري ( )3220واللفظ له ،ومسلم ()2308
10
•
قراءة ورد من كتب التفسي ،أو السية النبوية ،أو كليهما .والكتب ُ الميِّسة ُ والمختّضة فيها عديدة.
•
ُّ َ َ ومجالس اللغو واللهو؛ فثقل البدن مجلبة للكسل ،ومجالس احذروا التخمة
•
السوء تثبط العزائم. ا وجالسوا ا ن الحي؛ فإنهم عون لكم ن يف الدنيا ،وشفعاء لكم ن يف اآلخرة إن شاء الص هللا. ىُ َ ُ الق ما َت ه وى ُ العال يا َمن له األخ ُ ُ ْ العظيم شمائ ل ق ل ِ زان تك ف ي الخ ِ َ َ َ َ َى َ غت بالجود َ المدى ل ب وت خ س ذا إ ف ِ ِ ِ َ وإذا رح م ت ف أن ت ٌّأم أو أب
َ ا ُ ُ ِم ن ها َوم ا َي ت َعشق ال ك َب ر ُاء ُي غ رى ب ه ّن ُ وي ُ ولع ال كرم ُاء َ َ َ َ فع ُل األن ُ ت م ا ِل ت َـ َ واء وف ع ل َه ذان ف ي ال دنيا ه ما ال ُّر َح ُ ماء ِ
()41
عمره ن يف طاعته السعيد والموفق من وفقه هللا ِِلغتنام ساعات ِ لمحبته ومرضاته أسأل هللا أن يوفقنا وإياكم ِ والحمد هلل ِّ ن العالمي. رب 01رمضان1443 ،
41من قصيدة ولد الهدى ،أحمد شوقي
11