الرسالة الرمضانية - الِاستعداد لشهر رمضان

Page 1

‫الرسالة الرمضانية‬ ‫ُ‬ ‫ا ا ْ َ ا‬ ‫َ‬ ‫فإنه ل وأنا ْ‬ ‫أج ِزي به »‬ ‫«ك ُّل َع َم ِل ْاب ِن آد َم له إَّل الصوم‪،‬‬ ‫ي‬

‫‪1‬‬

‫المحتويات‬ ‫توطئة ‪2 ...........................................................................................................................................‬‬ ‫التوبة وتجديد النية ‪3 ..........................................................................................................................‬‬ ‫الذين ال ترفع أعمالهم ‪3 .......................................................................................................................‬‬ ‫الذين ال ينظر هللا إليهم ‪4 .....................................................................................................................‬‬ ‫الذين يحبهم هللا ‪5 .............................................................................................................................‬‬ ‫فوائد موجزة ‪10 .................................................................................................................................‬‬

‫ام)‬ ‫‪ 1‬حديث نبوي‪ ،‬رواه البخاري عن أبي هريرة‪ ،‬وفي لفظٍ عند مسلم‪ ( :‬اإَّل ِّ‬ ‫الصيَ َ‬

‫‪1‬‬


‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬ ‫ن ُ ِ ُ ِ‬ ‫سلم عّل ا‬ ‫المتقي‪ِّ ،‬‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫وسيد‬ ‫األمي‪ ،‬إمام‬ ‫ادق‬ ‫الص‬ ‫صّل وأ‬ ‫ِ‬ ‫الحمد هلل رب العالمي‪ ،‬وأ ي‬ ‫والجبي األزهر ِّ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫والِّساج المني‪ ،‬محمد بن عبد هللا‬ ‫الوجه األنور‬ ‫صاحب‬ ‫العارفي‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫الميامي‪ ،‬وبعد‪:‬‬ ‫الطيبي الطاهرين وصحابته الغ ِّر‬ ‫بيته‬ ‫آل ِ‬ ‫وعّل ِ‬ ‫ا‬ ‫َ َ ِ ۡ َ ا ِّ ۡ َ ٰ َ َ‬ ‫نف ُع ۡٱل ُم ۡؤمن نَ‬ ‫ي﴾(‪)2‬‬ ‫‪:‬‬ ‫النب‬ ‫وقول‬ ‫‪،‬‬ ‫ت‬ ‫ى‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ٱلذ‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ذ‬ ‫﴿و‬ ‫سبحانه‬ ‫الباري‬ ‫بقول‬ ‫عمًل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫َ نا َ ُ ً‬ ‫َّ‬ ‫َ ا‬ ‫َ‬ ‫ً َّ َ ُ‬ ‫سم َع ُه‪ُ ،‬‬ ‫فر اب ُم َبل ٍغ ْأوَع‬ ‫كما‬ ‫ه‬ ‫غ‬ ‫فبل‬ ‫ا‬ ‫شيئ‬ ‫ا‬ ‫من‬ ‫ع‬ ‫سم‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫الهادي البشيﷺ‪« :‬نّض هللا ام‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫من سامع»‪)3(.‬‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ُأد ِّ‬ ‫لشهر رمضان المبارك"؛ اقتّضت فيها‬ ‫ستعداد‬ ‫"اِل‬ ‫عن‬ ‫الموجزة‬ ‫الكلمات‬ ‫هذه‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫عّل خمسة عناوين ا‬ ‫ً‬ ‫ن‬ ‫المسلمي‬ ‫وأخوان من‬ ‫وإخوان‬ ‫نفس أصالة‬ ‫مذكرا بها‬ ‫مهمة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫والمسلمات‪ ،‬ر ً‬ ‫اجيا الحق سبحانه أن ينفعنا بما جاء فيها وأن يجعلنا ممن‬ ‫يستمعون القول فيتبعون أحسنه‪.‬‬

‫‪ 2‬سورة الذاريات اآلية‪)55( :‬‬ ‫‪ 3‬أخرجه الترمذي (‪ )2657‬واللفظ له‪ ،‬وابن ماجه (‪ ،)232‬وأحمد (‪)4157‬‬

‫‪2‬‬


‫] التوبة وتجديد ا‬ ‫النية [‬ ‫َ ُ ُ ى َّ َ ً ى َ ْ ْ ُ َ ى َّ ُ‬ ‫يعا أ ُّيه ال ُمؤ ِمنون ل َعلك ْم‬ ‫اَّلل ج ِم‬ ‫قال سبحانه وتعال‪﴿ :‬وتوبوا ِإل ِ‬

‫ُْ ُ َ‬ ‫ون﴾(‪)4‬‬ ‫تفلح‬ ‫ِ‬

‫َ ن ُ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫األ امة ن‬ ‫وأنها فرض ُم ِّ ن‬ ‫تعي‪ ...‬وتوبوا إل هللا فإنكم ِل‬ ‫وبة‪،‬‬ ‫الت‬ ‫وجوب‬ ‫ف‬ ‫”ِل خالف بي‬ ‫ِ‬ ‫ِ ي‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫تخلون من سهو وتقصي ن‬ ‫التوبة نف ُك ِّ‬ ‫ل حال“‪)5( .‬‬ ‫كوا‬ ‫تي‬ ‫فال‬ ‫تعال‪،‬‬ ‫هللا‬ ‫حقوق‬ ‫أداء‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ٍ ي‬ ‫ٍ‬ ‫ا‬ ‫ِّ‬ ‫تعب‪ُّ :‬‬ ‫ن‬ ‫بحل عقدة اإلرصار عن القلب‪ ،‬ثم القيام بكل حقوق‬ ‫”الرجوع إل هللا‬ ‫والتوبة ي‬ ‫الرب“‪)6( .‬‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫رض هللا عنهما – ‪” :‬التوبة النصوح‪ :‬الندم بالقلب‪،‬‬ ‫قال عبد هللا بن عباس – ي‬ ‫واِلستغفار باللسان‪ ،‬واإلقالع بالبدن‪ ،‬واإلرصار عّل أن ِل‬

‫يعود“‪)7( .‬‬

‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫] الذين ِل ترفع أعمالهم [‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫إن هللا ا‬ ‫ن‬ ‫المتقي‪ ،‬والحقد والضغينة والغش والحسد‬ ‫عز وجل إنما يتقبل من‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫والغلظة فال‬ ‫والعجب والكي‪ ،‬وغيها من أمراض القلوب؛ تورث القلب القسوة ِ‬ ‫يستقبل أنوار الهداية العلوية اإللهية‪ ،‬فأول العمل إذن سالمة القلب!‬ ‫َ ا َ ْ ْ ى َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ ُ َ ْ َ َ َ َ ْ َ ْ ن ُ ُ َ ا َّ َ َ ُ‬ ‫آمنوا‬ ‫وبنا ِغًل ِلل ِذين‬ ‫﴿ربنا اغ ِفر لنا ِو ِإلخو ِاننا ال ِذين سبقونا ِب ِ‬ ‫اإليم ِان وَّل تجعل ِ يف قل ِ‬ ‫َاَ ا َ‬ ‫ك َر ُءوف َرحيم﴾(‪)8‬‬ ‫ربنا ِإن‬ ‫ِ‬

‫‪ 4‬سورة النور اآلية‪)31( :‬‬ ‫‪ 5‬تفسير القرطبي‬ ‫‪ 6‬مجلة البحوث اإلسالمية ج (‪ ،)51‬ص (‪)235‬‬ ‫‪ 7‬المصدر السابق‬ ‫‪ 8‬سورة الحشر اآلية ‪)10( :‬‬

‫‪3‬‬


‫ُْ َ ُ‬ ‫ُ ْ َ ُ ْ ُ َ ا َ َ َْْ ن َ َ َ‬ ‫فيغف ُر ِلك ِّل َع ْب ٍد‬ ‫يس‪،‬‬ ‫م‬ ‫الخ‬ ‫ي‪ ،‬ويوم‬ ‫ِ‬ ‫النب ﷺ قال‪« :‬تفتح أبواب الجن ِة يوم اإلثن ِ‬ ‫عن ي‬ ‫ِ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ ُ ُ ُ ْ‬ ‫ُ ْ​ْ ُ َّ‬ ‫ً ا َ ُ ا َ ْ‬ ‫ت ْبي َن ُه ْ نَ‬ ‫قال‪ :‬أن ِظ ُروا هذ ْي ِن‬ ‫يه شحناء‪ ،‬في‬ ‫باَّلل شيئا‪ ،‬إَّل رجًل كان‬ ‫ِّسك ِ‬ ‫وبي ِأخ ِ‬ ‫ِل ي ِ‬ ‫حب َي ْص َطلحا‪ْ ،‬أنظ ُروا َه َذ ْين ا‬ ‫حب َي ْص َطلحا‪ْ ،‬أنظ ُروا َه َذ ْين ا‬ ‫ا‬ ‫حب َي ْ‬ ‫ص َطلحا»‪)9(.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫باغ ُضوا‪ ،‬وِل َت َ‬ ‫داب ُروا‪ ،‬وِل َي ِب ْع‬ ‫ناجشوا‪ ،‬وِل ت‬ ‫حاسدوا‪ ،‬وِل ت‬ ‫وعنه ﷺ قال‪ِ« :‬ل ت‬ ‫َْ ُ ُْ ى‬ ‫ُ ُ‬ ‫ْ ً ُ ْ ُ ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫عّل َب ْيع َب ْ‬ ‫أخو ُ‬ ‫الم ْس ِل ِم‪ِ ،‬ل َيظ ِل ُمه وِل‬ ‫هللا إخوانا المس ِلم‬ ‫ع‬ ‫بعضكم‬ ‫ض‪ ،‬وكونوا ِعباد ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫اْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ​ُ​ُ‬ ‫هاهنا ُ‬ ‫الث َم ارات َ‬ ‫بح ْس ِب ْام ِر ٍئ ِم َن‬ ‫وي ِش ُي إل صد ِر ِه ث‬ ‫َيخذله‪ ،‬وِل َي ْح ِق ُر ُه التق َوى‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫ُ​ُ‬ ‫َُ ُ‬ ‫ْا ِّ ْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ ُ ْ َ ُ ُّ ُ ْ‬ ‫وع ْر ُض ُه»‪.‬‬ ‫الِّس أن يح ِق َر أخاه المس ِلم‪ ،‬كل المس ِل ِم عّل المس ِل ِم حرام‪ ،‬دمه‪ ،‬وماله‪ِ ،‬‬ ‫وزاد ن يف رواية «إن هللا ِل ينظر إل أجسادكم‪ ،‬وِل إل صوركم‪ ،‬ولكن ينظر إل‬ ‫قلوبكم» وأشار بأصابعه إل صدره‪)10(.‬‬ ‫ومن األسباب ّالب تحبط األعمال‪ْ ،‬‬ ‫الِّسك مع هللا وعدم إخالص العبادة له وحده‬ ‫ي‬ ‫تبارك وتعال‪.‬‬

‫ّ‬ ‫] الذين ِل ينظر هللا إليهم [‬ ‫ا َّ َ َ ۡ َ ُ َ َ ۡ َّ َ ى ۡ َ ٰ ۡ َ َ ࣰ َ ا ُ ۟ ى ٰٰۤ َ َ َ ى ٰ َ ى ُ ۡ ن ۡ َ َ َ‬ ‫اخر ِة وَّل‬ ‫﴿إن ٱل ِذین یشيون ِبعه ِد ِ‬ ‫ٱَّلل وأیمـ ِن ِهم ثمنا ق ِلیًل أولـ ِٕىك َّل خلـق لهم ِف ٱلـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ى‬ ‫ۡ‬ ‫ى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُی ىكل ُم ُه ُم َّ ُ‬ ‫ٱَّلل َوَّل َینظ ُر إل ۡیه ۡم َی ۡو َم ٱلق َی ٰـ َمة َوَّل ُی َزكیه ۡم َول ُه ۡم َعذاب أل ࣱ‬ ‫یم﴾(‪)11‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ى‬ ‫َ َ‬ ‫َُ ِ‬ ‫الثة ِل ُي ىك ِل ُم ُه ُم َّ ُ‬ ‫اَّلل َي َ‬ ‫وم الق َ‬ ‫يام ِة‪ ،‬وِل َي ْن ُظ ُ‬ ‫يه ْم ول ُه ْم‬ ‫ك‬ ‫ز‬ ‫ي‬ ‫وِل‬ ‫م‬ ‫إليه‬ ‫ر‬ ‫النب ﷺ‪« :‬ث‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قال ي‬ ‫َ َ َ َى‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ َ‬ ‫َ َّ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الث مرار‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫قال أبو ذ ٍّر‪:‬‬ ‫هللا صّل اَّلل عليه وسلم ث‬ ‫عذاب ِأليم قال‪ :‬فقرأها رسول ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ ا ُ ْ َ ِّ ُ ْ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫سول هللا؟ َ‬ ‫ِّسوا‪َ ،‬من ُه ْم يا َر َ‬ ‫قال‪ُ :‬‬ ‫وخ ِ ُ‬ ‫الم ْس ِب ُل‪ ،‬وال َمنان‪ ،‬وال ُمنفق ِسل َعته‬ ‫خابوا‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫بالحلف الكاذب»‪)12(.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ 9‬رواه أبو هريرة‪ ،‬صحيح مسلم ‪2565‬‬ ‫‪ 10‬رواه أبو هريرة‪ ،‬صحيح مسلم ‪2564‬‬ ‫‪ 11‬سورة آل عمران اآلية ‪)77( :‬‬ ‫‪ 12‬رواه أبو ذر الغفاري‪ ،‬صحيح مسلم ‪106‬‬

‫‪4‬‬


‫وجاء ن‬ ‫ألناس ِل ينظر هللا إليهم ُو ِعدوا بالعذاب منهم‪:‬‬ ‫أصناف‬ ‫عديدة‬ ‫أحاديث‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ا‬ ‫شيخ ز ٍان‪ ،‬وملك كذاب‪ ،‬وعائل مستكي‪ ،‬من كان له فضل ماء فمنعه من ابن‬ ‫ً‬ ‫َ ن‬ ‫يعطه‬ ‫ض وإن لم ِ‬ ‫السبيل‪ ،‬ورجل بايع إماما ِل يبايعه إِل لدنيا؛ فإن أعطاه منها ر ي‬ ‫ا‬ ‫بسلعة بعد العّض فحلف باهلل لقد أعىط بها كذا وكذا‬ ‫رجًل‬ ‫سخط‪ ،‬من ساوم‬ ‫ٍ‬ ‫منها ِ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫فأخذها‪ ،‬من حلف عّل ن‬ ‫ليقتطع بها مال رجل مسلم‪ ،‬العاق‬ ‫يمي كاذبة بعد العّض؛‬ ‫ٍ‬ ‫لوالديه‪ ،‬المرأة المي ِّج ىلة‪ ،‬الديوث‪ ،‬المدمن الخمر‪ ،‬من ِل يقيم نف الصالة َ‬ ‫صلبه ن‬ ‫بي‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫يأن‬ ‫وه ِل‬ ‫تستغب عنه‪ ،‬الرجل الذي ي‬ ‫ي‬ ‫ركوعها وسجودها‪ ،‬وامر ٍأة ِل تشكر لزوجها؛ ي‬ ‫َ‬ ‫الرجل‪ ،‬ومن أن امر اأة نف ُدبرها‪ ،‬العجوز الزانية‪ ،‬من اقتطع بيمينه ً‬ ‫ظلما ما ليس له‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫من جعل هللا له بضاعة‪ ،‬فال يبيع إِل بيمينه‪ ،‬وِل يشيي إِل بيمينه‪)13( .‬‬ ‫َ‬ ‫ا ُ َّ ُ ً‬ ‫نَ‬ ‫َ‬ ‫حاجت ِهم‬ ‫دون‬ ‫فاحتجب‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمي‬ ‫أمر‬ ‫من‬ ‫ا‬ ‫شيئ‬ ‫النب ﷺ قال‪« :‬من وَّله اَّلل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعن ي‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أغلق َّ ُ‬ ‫وخلته وفقره ‪ -‬ن‬ ‫احتجب َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫وخلتهم وفقره ُ‬ ‫اَّلل‬ ‫رواية ‪-‬‬ ‫وف‬ ‫ه‬ ‫حاجت‬ ‫دون‬ ‫اَّلل‬ ‫م‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫َ ا‬ ‫وحاجته ومسكنته»‪)14(.‬‬ ‫ماء دون خل ِت ِه‬ ‫أبواب الس ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ​ِ‬

‫ُّ‬ ‫] ُّ‬ ‫ويحبونه [‬ ‫يحبهم‬ ‫ُ‬ ‫ىُ‬ ‫ُ ُ ُ ٌّ َ‬ ‫ون ّ َ‬ ‫ون ُي ُ ُ ّ ُ َ َ‬ ‫اَّلل َف ااتب ُع ن‬ ‫غفر لكم‬ ‫ب‬ ‫ح‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫نت‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫حببكم اَّلل وي ِ‬ ‫ِ‬ ‫قال الحق سبحانه‪ِ ﴿ :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِي‬ ‫وب ُكم َو ّ ُ‬ ‫ُذ ُن َ‬ ‫اَّلل َغ ُفور ارحيم﴾(‪)15‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ -1‬المحسنون‬ ‫ي﴾ ‪َ ﴿ ،‬و َّ ُ‬ ‫﴿إ ان َّ َ‬ ‫ب ۡٱل ُم ۡحسن نَ‬ ‫ب ۡٱل ُم ۡحسن نَ‬ ‫ٱَّلل ُیح ُّ‬ ‫ٱَّلل ُیح ُّ‬ ‫ي﴾‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪ 13‬ا‬ ‫نقال عن مقالة في موقع طريق اإلسالم‪ ،‬على العنوان‪https://bit.ly/3NzQu3N :‬‬ ‫اختصرت بقصد اإليجاز‪ ،‬والمراجع مذكورة في المقالة‪.‬‬ ‫‪ 14‬رواه عمرو بن مرة الجهني‪ ،‬أخرجه أبو داود (‪ )2948‬باختالف يسير‪ ،‬والترمذي (‪ ،)1332‬وأحمد (‪ )18033‬بنحوه‪.‬‬ ‫‪ 15‬آل عمران اآلية ‪)31( :‬‬

‫‪5‬‬


‫ن‬ ‫اللفظي(‪ ،)16‬فما هو اإلحسان؟‬ ‫هذه اآلية خمس مر ٍار‪ ،‬بهذين‬ ‫وردت ِ‬ ‫ْ ى َ ُ َ‬ ‫ْ َ ْ ُ َ َّ َ ى ا َ َ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫ان؟ َ‬ ‫اَّلل كأنك ت َر ُاه‪ ،‬فإن ل ْم تك ْن ت َر ُاه‬ ‫قال‪« :‬أن تعبد‬ ‫أجاب ﷺ لما ُس ِئ َل ما اإلحس‬ ‫ا َ​َ َ‬ ‫اك»‪)17(.‬‬ ‫فإنه ير‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫يستحّض خشية هللا نف قلبه‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫حاله‬ ‫ويدرك أن هللا ُمطلع عّل‬ ‫حسن هو الذي‬ ‫ِ‬ ‫الم ِ‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫وغيه‬ ‫إنسان‬ ‫من‬ ‫الغي‬ ‫عّل‬ ‫واإلنعام‬ ‫ل‬ ‫التفض‬ ‫سبيل‬ ‫ك‬ ‫يسل‬ ‫وفعاله‪ ،‬وهو‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ومقاله ِ‬ ‫جو ُد أعماله ُ‬ ‫ابتغاء رضوان هللا‪ُ ،‬‬ ‫وي ِّ‬ ‫َ‬ ‫ويتقنها عّل أحسن الوجوه ِّ‬ ‫وأبرها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫والمحسنون نف ا‬ ‫الخاصة لقوله تبارك وتعال‪:‬‬ ‫معية هللا‬ ‫ي‬ ‫ا َّ َ َ َ َّ َ ا َ ْ َ َّ َ ُ‬ ‫ين ه ْم‬ ‫﴿إن اَّلل مع ال ِذين اتقوا وال ِذ‬ ‫ِ‬

‫ُ ْ ُ َ‬ ‫ون﴾(‪)18‬‬ ‫مح س ن‬ ‫ِ‬

‫ا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ً‬ ‫ْ‬ ‫وير ُاه ُ‬ ‫بادة َمن َيرى َ‬ ‫عب َد َ‬ ‫هللا تعال‪َ ،‬‬ ‫”أن َت ُ‬ ‫ستبق شيئا ِمن‬ ‫ت‬ ‫ِل‬ ‫ك‬ ‫فإن‬ ‫تعال؛‬ ‫هللا‬ ‫ع‬ ‫هللا‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫اهرة‬ ‫اعاة‬ ‫القلب‬ ‫فظ‬ ‫وح‬ ‫‪،‬‬ ‫واإلخالص‬ ‫والخشوع‬ ‫ضوع‬ ‫الخ‬ ‫والجوارح‪ ،‬ومر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآلداب الظ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫والباطنة ما د ْمت نف عبادته‪ .‬ونهاية َمقام اإلحسان‪ :‬أن َي ُ‬ ‫المؤم ُن اربه كأنه َيراه‬ ‫عبد‬ ‫ي ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫فإن َ‬ ‫فيكون ُ‬ ‫ستحّضا َببصيته وفكرته لهذا َ‬ ‫ِن ً‬ ‫عج َز عنه وشق عليه‬ ‫قام‪،‬‬ ‫الم‬ ‫م‬ ‫ه‪،‬‬ ‫ب‬ ‫بقل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ا َ َ ُ ا‬ ‫ويطل ُع عّل ِّ َ‬ ‫عب َد َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫أن َي ُ‬ ‫النيته‪،‬‬ ‫هللا عّل أن هللا يراه‬ ‫قام آخ َر؛ وهو‬ ‫ِسه وع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫انتقل إل م ٍ‬ ‫وِل َي ن‬ ‫خق عليه ْ َشء من أمره“‪)19( .‬‬ ‫ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -2‬التوابون‬ ‫ا ّ َ ُ ُّ ا ا نَ َ ُ ُّ ْ‬ ‫﴿ ِإن اَّلل ي ِحب التو ِابي وي ِحب‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫نِّ ى ُ ُ ن َ ى‬ ‫َ ى ُّ َ ا ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫اليوم إل ْيه م َئة َم ارة»‪)21(.‬‬ ‫قال ﷺ ‪« :‬يا أيها الناس توبوا إل ِ‬ ‫فإن أتوب يف ِ ِ ِ‬ ‫هللا‪ ،‬ي‬ ‫ٍ‬ ‫ال ُم َت َط ِّهر َ‬ ‫ين﴾(‪)20‬‬

‫‪ 16‬سورة البقرة اآلية ‪ ،)195( :‬آل عمران اآلية ‪ ،)148( ،)134( :‬المائدة اآلية ‪)93( ،)13( :‬‬ ‫‪ 17‬رواه أبو هريرة‪ ،‬أخرجه البخاري (‪ )50‬واللفظ له‪ ،‬ومسلم (‪)9‬‬ ‫‪ 18‬النحل اآلية ‪)128( :‬‬ ‫‪ 19‬الدرر السنية‪ ،‬الموسوعة الحديثية شروح األحاديث‬ ‫‪ 20‬البقرة اآلية ‪)222( :‬‬ ‫‪ 21‬رواه األغر المزني‪ ،‬صحيح مسلم ‪2702‬‬

‫‪6‬‬


‫َّ‬ ‫هم ّالذين ر‬ ‫يكيون ّ‬ ‫الرجوع إل هللا‪ ،‬والذين يرجعون عن معصيته إل طاعته‪.‬‬ ‫‪ -3‬المتطهرون‬ ‫َ َّ ُ ُ ُّ ۡ‬ ‫ب ْال ُم َت َط ِّهر َ‬ ‫ا ّ َ ُ ُّ ا ا َ‬ ‫ي َو ُيح ُّ‬ ‫ين﴾‪﴿ ،‬وٱَّلل ی ِحب‬ ‫﴿ ِإن اَّلل ي ِحب التو ِاب ن ِ‬ ‫ِ‬

‫ٱل ُم اط ِّهرین﴾(‪)22‬‬

‫ِ‬

‫”الذين يبتعدون عن الفواحش واألقذار‪ ،‬أو المتطهرون من الجنابة والحدث‪ ،‬أو‬ ‫التاركون للذنوب العاملون بالصالح‪.‬‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫فيشمل الطهارة الحسية‪ ،‬والطهارة المعنوية‪ُ ،‬يحب المتطهرين طهارة باطنة بتطهي‬ ‫ُّ‬ ‫القلوب من محبة غيه‪ ،‬والتعلق بغيه‪ ،‬وتعظيم غيه‪ ،‬والخوف من غيه‪ ،‬وقصد‬ ‫ِّ‬ ‫غيه نف ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫المتطهرين من جميع أنواع ْ‬ ‫الِّسك والمقاصد‬ ‫ويحب‬ ‫أي قول أو عمل‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ِّ‬ ‫والمتطهرين طهارة ظاهرة من األحداث الصغرى والكيى‪)23(.“ ...‬‬ ‫النفسية‪،‬‬ ‫‪ -4‬المتقون‬ ‫َ ا َّ َ ُ ُّ ۡ‬ ‫﴿إ ان َّ َ‬ ‫ب ۡٱل ُم اتق نَ‬ ‫ٱَّلل ُیح ُّ‬ ‫ي﴾‪﴿ ،‬ف ِإن ٱَّلل ی ِحب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫ٱل ُم اتق نَ‬ ‫ي﴾(‪)24‬‬ ‫ِ‬

‫”قال الحافظ ابن رجب نف "جامع العلوم والحكم"‪ ،‬تحت الحديث الثامن ْ‬ ‫عِّس‪:‬‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫وأصل التقوى أن يجعل العبد بينه ن‬ ‫وبي ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه‪ .‬فتقوى‬ ‫العبد لربه أن يجعل بينه ن‬ ‫وبي ما يخشاه من ربه ‪ -‬من غضبه‪ ،‬وسخطه‪ ،‬وعقابه ‪-‬‬ ‫َ‬ ‫وقاية تقيه من ذلك‪ ،‬وهو فعل طاعته‪ ،‬واجتناب معاصيه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ي ينال المؤمن ِْسف معية هللا(‪﴿ )25‬إ ان َّ َ‬ ‫ين اات َق ْوا َو َّالذ َ‬ ‫اَّلل َم َع َّالذ َ‬ ‫الصفت ن‬ ‫ن‬ ‫ين‬ ‫هاتي‬ ‫وب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ْ ُ ْ ُ َ‬ ‫ون﴾ “‪)26(.‬‬ ‫هم مح ِسن‬

‫‪ 22‬التوبة اآلية ‪)108( :‬‬ ‫‪ 23‬المدح والذم في القرآن‪ ،‬عدويه جبار قادر ص‪97‬‬ ‫‪ 24‬آل عمران اآلية ‪ ،)76( :‬التوبة (‪)7( ،)4‬‬ ‫‪ 25‬مقالة‪ ،‬من هم الذين يحبهم هللا؟ موقع األلوكة الشرعية‬ ‫‪ 26‬النحل اآلية ‪)128( :‬‬

‫‪7‬‬


‫‪ -5‬الصابرون‬ ‫﴿ َو ّ ُ‬ ‫اَّلل ُيح ُّ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬

‫الصابر َ‬ ‫ا‬ ‫ين﴾(‪)27‬‬ ‫ِ​ِ‬

‫ا ُّ‬ ‫حبس النفس عن َ‬ ‫”الصي‪ْ :‬‬ ‫الجزع والتسخط‪ ،‬وحبس اللسان عن الشكوى‪ ،‬وحبس‬ ‫ُ ن‬ ‫ناف الصي‪.‬‬ ‫الجوارح عن اإلتيان بأي ٍ‬ ‫عمل ي ي‬ ‫وهو ثالثة أنواع‪ :‬صي عّل طاعة هللا‪ ،‬وصي عن معصية هللا‪ ،‬وصي عّل المصائب‬ ‫ى‬ ‫والنكبات‪ .‬وأكمل أنواعه وأصعبها‪ :‬الصي عّل طاعة هللا؛ ألنه صي اختيار‪ ،‬وصي‬ ‫ا‬ ‫ُم ا‬ ‫حبب إل هللا عز وجل‪ ،‬وألن الطاعة تحتاج إل المداومة عليها ولزومها‬ ‫واإلخالص فيها “‪.‬‬

‫(‪)28‬‬

‫ا‬ ‫والصابرون نف ا‬ ‫الخاصة لقوله تبارك وتعال‪:‬‬ ‫معية هللا‬ ‫ي‬ ‫﴿و ّ ُ‬ ‫﴿إ ان ّ َ‬ ‫ين﴾‪َ ،‬‬ ‫الصابر َ‬ ‫اَّلل َم َع ا‬ ‫اَّلل َم َع‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬

‫الصابر َ‬ ‫ا‬ ‫ين﴾(‪)29‬‬ ‫ِ​ِ‬

‫‪ -6‬المتوكلون‬ ‫ا َّ َ ُ ُّ ۡ‬ ‫﴿ ِإن ٱَّلل ی ِحب‬

‫ٱل ُم َت َو ِكل نَ‬ ‫ي﴾(‪)30‬‬ ‫ِ‬

‫ُّ‬ ‫”التوكل معناه‪ :‬صدق اعتماد القلب عّل هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬ن يف استجالب المصالح‬ ‫ِّ‬ ‫المضار‪ ،‬من أمور الدنيا واآلخرة كلها‪ ،‬وأن َي ِك َل العبد أموره كلها إل هللا ‪ -‬جل‬ ‫ودفع‬ ‫َ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫يّض وِل ينفع سواه ا‬ ‫إيمانه بأنه ِل يعىط وِل يمنع‪ ،‬وِل ن‬ ‫جل وعال‬ ‫ق‬ ‫حق‬ ‫وعال ‪ -‬وأن ي‬ ‫ي‬ ‫“‪)31(.‬‬ ‫‪ -7‬المقسطون‬

‫‪ 27‬آل عمران اآلية ‪)146( :‬‬ ‫‪ 28‬المصدر السابق‬ ‫‪ 29‬البقرة اآلية ‪ ،)249( ،)153( :‬األنفال (‪)66( ،)46‬‬ ‫‪ 30‬آل عمران اآلية ‪)159( :‬‬ ‫‪ 31‬المصدر السابق‬

‫‪8‬‬


‫ا ّ َ ُ ُّ ْ‬ ‫﴿ ِإن اَّلل ي ِحب‬

‫ال ُم ْقسط نَ‬ ‫ي﴾(‪)32‬‬ ‫ِ ِ‬

‫ا‬ ‫الموفقون المهديون‪ ،‬الذين َيعدلون نف حكمهم ن‬ ‫َ‬ ‫وفيمن‬ ‫وف أهليهم‬ ‫”هم أهل العدل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وِلهم هللا عليهم‪ ،‬أهل العدل واِلستقامة واإلنصاف‬

‫“‪)33(.‬‬

‫ى‬ ‫ا ُْ‬ ‫نَ ْ َ‬ ‫الر ْح َمن ا‬ ‫ي ا‬ ‫عّل َمناب َر ِمن ُنور‪ ،‬عن َي ِم ن‬ ‫عز‬ ‫هللا‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ط‬ ‫س‬ ‫ق‬ ‫عنه ﷺ قال‪« :‬إن الم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ى‬ ‫ا ْ َ َ ْ َ ن َّ َ َ ْ ُ َ ن ُ ْ‬ ‫حكمه ْم وأ ْهليه ْم وما ولوا»‪)34(.‬‬ ‫وجل‪ِ ،‬وكلتا يدي ِه ي ِمي‪ ،‬ال ِذين يع ِدلون يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫‪ -8‬المقاتلون ن يف سبيله صفا‬ ‫ا َّ َ ُ ُّ َّ َ ُ َ ُ َ‬ ‫ون نف َسبيله َص ًّفا ىك ىأ ان ُه ْم ُب ْن َيان َم ْر ُ‬ ‫صوص﴾(‪)35‬‬ ‫﴿ ِإن اَّلل ي ِحب ال ِذين يق ِاتل ِ ي ِ ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫يصطفون ‪ُ -‬‬ ‫ن‬ ‫مواجهي ألعداء هللا ن يف‬ ‫كالبنيان الذي ُر اصت ِلبناته ‪-‬‬ ‫هم المؤمنون إذ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ه العليا‪ ،‬ودينه‬ ‫حومة الوَع‪ ،‬يقاتلون يف سبيل هللا من كفر باهلل‪ ،‬لتكون كلمة هللا ي‬ ‫هو الظاهر العال عّل سائر األديان‪)36( .‬‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫أن نف الهدي النبوي نصوص كثية نف ا‬ ‫لعباده‬ ‫محبة هللا‬ ‫* اعلموا وفقكم هللا‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ُّ ُ‬ ‫يحبها‪ ،‬أحيلكم إل طرف منها‪ ،‬لضيق المقام‪)37( .‬‬ ‫وخصال‬ ‫وألعمال‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬

‫‪ 32‬المائدة اآلية ‪ ،)42( :‬الحجرات اآلية ‪ ،)9( :‬الممتحنة اآلية ‪)8( :‬‬ ‫‪ 33‬المصدر السابق‬ ‫‪ 34‬رواه عبد هللا بن عمرو‪ ،‬صحيح مسلم ‪1827‬‬ ‫‪ 35‬الصف اآلية ‪)4( :‬‬ ‫بتصرف يسير‬ ‫‪ 36‬تفسير البغوي‬ ‫ُّ‬ ‫‪ 37‬مقالة‪https://bit.ly/376MiI4:‬‬

‫‪9‬‬


‫] فوائد موجزة [‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ًّ‬ ‫ا‬ ‫أض َم ُن ْ‬ ‫تأملوا هذا الحديث ْ‬ ‫لكم‬ ‫أنفسكم‬ ‫الِّسيف يقول ﷺ ‪« :‬اضمنوا ِ يل ِستا من ِ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُ ْ ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ُْ‬ ‫ا ُْ‬ ‫ا‬ ‫احف ُظوا ُف َ‬ ‫روج ْ‬ ‫كم‪،‬‬ ‫وأوفوا إذا وعدت ْم‪ ،‬وأدوا إذا ائت ِمنت ْم‪ ،‬و‬ ‫اصدقوا إذا حدثت ْم‪،‬‬ ‫الجنة؛‬ ‫ْ َ ْ ُ‬ ‫ُ ُّ‬ ‫وك ُّفوا ّ‬ ‫أيدي ْ‬ ‫كم»‪)38( .‬‬ ‫وغضوا أبصاركم‪،‬‬ ‫•‬

‫الفرض أول باألداء من النافلة‪:‬‬

‫ن‬ ‫وف الحديث القدش يروي ﷺ عن ِّرب ِه تبارك وتعال‪...« :‬وما َت َق ار َب ى ا‬ ‫إل َع ْب ِدي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫َْ‬ ‫َ​َ​َا ُ ىا ا‬ ‫ا ُ ُ‬ ‫َ ا ى ا ا َْ​َ ْ ُ‬ ‫َ ُ َْ‬ ‫حب أ ِح ابه‪،‬‬ ‫واف ِل‬ ‫إل بالن ِ‬ ‫إل مما افيضت عليه‪ ،‬وما يزال عب ِدي يتقرب ي‬ ‫بس ٍء أحب ي‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّض به‪َ ،‬‬ ‫أح َب ْبته‪ ،‬كنت َس ْم َعه الذي َي ْس َم ُع به‪َ ،‬‬ ‫فإذا ْ‬ ‫ويد ُه الب َي ْب ِط ُ‬ ‫ّض ُه الذي ُي ْب ِ ُ‬ ‫وب َ َ‬ ‫ش‬ ‫ي‬ ‫َ َُ َ‬ ‫ْ َ ىى ن َ ُ ْ َ ا ُ ى‬ ‫ي ْ‬ ‫اس َتعاذ نن ألعيذ ان ُه‪)39( .» ...‬‬ ‫بها‪ ،‬ور ْج ىل ُه َّالب َي ْم ِْ‬ ‫ول ِ ن‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ط‬ ‫ع‬ ‫أل‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫س‬ ‫وإن‬ ‫بها‪،‬‬ ‫س‬ ‫ِي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫•‬

‫•‬

‫ُّ‬ ‫والتفرغ ِ​ِلستباق الخيات وفعل‬ ‫تأجيل كل األعمال غي المهمة وغي العاجلة‪،‬‬ ‫الطاعات‪ ،‬واإلنفاق نف وجوه ِّ‬ ‫وقول وعمل‪.‬‬ ‫وذكر‬ ‫صدقة‬ ‫الي من‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ليلة‬ ‫كان صّل هللا عليه أجود ما يكون ن يف‬ ‫شهر رمضان‪ ،‬وكان يتدارس القرآن كل ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫الناس ً‬ ‫طرا‪،‬‬ ‫تأسيا بأجود‬ ‫من لياليه‪ ،‬فاحرصوا عّل تعاهد القرآن واإلنفاق‬ ‫ا‬ ‫وأعظمهم قاطبة‪.‬‬

‫•‬

‫ُ َّ‬ ‫اَّلل َص َّ​ّل ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ن‬ ‫هللا عليه‬ ‫رض هللا عنهما – ‪« :‬كان رسول ِ‬ ‫عن عبد هللا بن عباس – ي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ ْ َ َ ا‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫وكان َي ْل ُ‬ ‫ي َي ْل ُ‬ ‫ضان ح نَ‬ ‫قاه ج ْي ُ‬ ‫قاه‬ ‫يل‪،‬‬ ‫أج َود ما َيكون ن يف َر َم‬ ‫اس‪ ،‬وكان‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وسلم أجود الن ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ ُ ُ ُ َ َى‬ ‫ُ َّ‬ ‫اَّلل َص َّ​ّل ُ‬ ‫نف ُك ِّل ىل ْي ىلة من َر َ‬ ‫هللا عليه وسل َم‬ ‫في‬ ‫ضان‬ ‫م‬ ‫دارسه الق ْرآن‪ ،‬فل َرسول ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الري ح ُ‬ ‫أج َو ُد بالخ ْي ِم َن ِّ‬ ‫الم ْر َسلة»‪)40(.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫المحافظة عّل األذكار النبوية وتالوة ن ن‬ ‫وتدب ِر آياته‪.‬‬ ‫التييل الحكيم‬

‫‪ 38‬أخرجه أحمد (‪ ،)22809‬وابن أبي الدنيا في ((مكارم األخالق)) (‪ ،)116‬وابن حبان (‪)271‬‬ ‫‪ 39‬رواه أبو هريرة‪ ،‬البخاري ‪6502‬‬ ‫‪ 40‬أخرجه البخاري (‪ )3220‬واللفظ له‪ ،‬ومسلم (‪)2308‬‬

‫‪10‬‬


‫•‬

‫قراءة ورد من كتب التفسي‪ ،‬أو السية النبوية‪ ،‬أو كليهما‪ .‬والكتب ُ‬ ‫الميِّسة‬ ‫ُ‬ ‫والمختّضة فيها عديدة‪.‬‬

‫•‬

‫ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫ومجالس اللغو واللهو؛ فثقل البدن مجلبة للكسل‪ ،‬ومجالس‬ ‫احذروا التخمة‬

‫•‬

‫السوء تثبط العزائم‪.‬‬ ‫ا‬ ‫وجالسوا ا‬ ‫ن‬ ‫الحي؛ فإنهم عون لكم ن يف الدنيا‪ ،‬وشفعاء لكم ن يف اآلخرة إن شاء‬ ‫الص‬ ‫هللا‪.‬‬ ‫ىُ َ‬ ‫ُ‬ ‫الق ما َت ه وى ُ‬ ‫العال‬ ‫يا َمن له األخ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫العظيم شمائ ل‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫زان تك ف ي الخ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َى َ‬ ‫غت بالجود َ‬ ‫المدى‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫وت‬ ‫خ‬ ‫س‬ ‫ذا‬ ‫إ‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫وإذا رح م ت ف أن ت ٌّأم أو أب‬

‫َ ا ُ ُ‬ ‫ِم ن ها َوم ا َي ت َعشق ال ك َب ر ُاء‬ ‫ُي غ رى ب ه ّن ُ‬ ‫وي ُ‬ ‫ولع ال كرم ُاء‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫فع ُل األن ُ‬ ‫ت م ا ِل ت َـ َ‬ ‫واء‬ ‫وف ع ل‬ ‫َه ذان ف ي ال دنيا ه ما ال ُّر َح ُ‬ ‫ماء‬ ‫ِ‬

‫(‪)41‬‬

‫عمره ن يف طاعته‬ ‫السعيد والموفق من وفقه هللا ِ​ِلغتنام ساعات‬ ‫ِ‬ ‫لمحبته ومرضاته‬ ‫أسأل هللا أن يوفقنا وإياكم‬ ‫ِ‬ ‫والحمد هلل ِّ‬ ‫ن‬ ‫العالمي‪.‬‬ ‫رب‬ ‫‪ 01‬رمضان‪1443 ،‬‬

‫‪ 41‬من قصيدة ولد الهدى‪ ،‬أحمد شوقي‬

‫‪11‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.