علم وخيال العدد 23

Page 1


‫‪Science And Fict‬‬ ‫املحتويات‬

‫‪11‬‬

‫علـم الـتبيؤ (‪ )ecology‬فـي‬ ‫الخـيال العلمي‬ ‫كيف استقبل الخيال العلمي مفهوم‬ ‫التبيؤ‪ ،‬وكيف تعامل مع تفاعل اإلنسان‬ ‫مع البيئة املحيطة‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫الطابع العلمي في قصص‬ ‫د‪.‬مصطفى محمود‬ ‫كيف تشابكت الفلسفة والقدرة األدبية‬ ‫والخلفية العلمية (الطبية خصوصا) يف‬ ‫روايات د‪.‬مصطفى محمود‪.‬‬

‫عىل الغالف‬

‫‪5‬‬

‫جزر الفضاء‪ ،‬ومنشآت مستقبلية بحلول غري تقليدية يقرتح‬ ‫الفيزيايئ األمرييك جريارد أونيل واحد منها‪ ،‬يف كتابه العبقري‬ ‫الحد األعىل‪ :‬املستعمرات البرشية يف الفضاء‪ .‬رأينا الكثري منها‬ ‫يف أفالم وروايات الخيال العلمي‪ ..‬لنطلع معا عليها يف رحلة من‬ ‫املشاكل والحلول التقنية لرنى إمكانية أن يسكنها أحفادنا يف يوم‬ ‫من االيام‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫هرمون السعادة‬ ‫ما هو هرمون السريوتونني؟ ما هو‬ ‫تأثرية عىل الحالة النفسية والعصبية؟‬ ‫وملاذا يسمى “هرمون السعادة”؟ وما‬ ‫هي استخداماته الطبية؟‬

‫‪27‬‬

‫الظمأ والحنين‪ُ :‬مراجعة‬ ‫مراجعة لرواية حديثة نوعا ما‪ ،‬يناقش فيها‬ ‫كاتب املقال بعض جوانب القصة العلمية‬ ‫واألدبية‪ ،‬واألسلوب الذي استخدمه «صالح‬ ‫شعري»‪.‬‬

‫يوتوبيا البعد الرابع‬ ‫‪Credits: NASA‬‬

‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬

‫‪17‬‬

‫من جديد‪ ..‬السفر عرب الزمن من خالل كالسيكية أبوالخيال العلمي‬ ‫اإلنجليزي “جورج ويلز”‪.‬‬

‫علم وخيال العدد الثالث والعرشون (أكتوبر ‪)2016‬‬

‫‪2‬‬


‫‪tion‬‬ ‫رسمة توضح استخدام “أرشميدس” للمرايا لحرق سفن الرومان التي‬ ‫كانت تهاجم مدينته‪.‬‬

‫)‪Fresk Giulio Parigi (1571-1635‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫م‪ .‬يارس أبوالحسب‬

‫الجروب الرسمي للمجلة‬ ‫‪FB/groups/sience.and.‬‬ ‫‪fiction‬‬ ‫املوقع الرسمي للمجلة‬ ‫‪sciandfimag.wordpress.‬‬ ‫‪com‬‬ ‫للمراسالت‬ ‫‪Sciafimag@gmail.com‬‬ ‫لتقييم األعداد ولالقرتاحات‬ ‫‪http://bit.ly/S_F_Raing‬‬

‫‪3‬‬

‫ثالثة وعرشون عددا‪ ،‬وأكرث من ثالث‬ ‫سنوات هم حصيلة “علم وخيال”‪،‬‬ ‫قدمنا فيها للقارئ عدد ال بأس به من‬ ‫املقاالت حول الخيال العلمي والعلوم‪،‬‬ ‫تنوعت بني مواضيع علمية وخيال‪-‬‬ ‫علمية عديدة‪.‬‬ ‫ستالحظون يف هذا العدد بعض‬ ‫التغريات التي طرأت عىل التصميم بنا ًء‬ ‫عىل اقرتاحات عدد من قراء املجلة‪.‬‬ ‫وأستغل هذه الفرصة ألن أنوه ألهمية‬ ‫االقرتاحات التي تصلنا من قراء املجلة‪،‬‬ ‫فقد كانت سببا أساسيا يف عدد من‬ ‫التغيريات الجوهرية التي حدثت يف‬ ‫شكل وتصميم نوعية املواضيع املقدمة‬ ‫يف املجلة‪ .‬فبني أيديكم اآلن محصلة‬ ‫آراء ثالث سنوات من قراء “علم‬ ‫وخيال” وصلت بها املجلة إىل عدد جيد‬ ‫من القراء يف عاملنا العريب املمتد‪ .‬لذلك‬ ‫دامئا ما آمل أن ترسلوا مقرتحاتكم‪،‬‬ ‫واعلموا أنها ستجد حظا من الدراسة‪.‬‬ ‫ستجدون رابطا (عىل اليمني) من خالله‬ ‫تستطيعون تقديم مقرتحاتكم‪.‬‬ ‫ستتنوع رحالتنا ‪-‬يف العدد‪ -‬كام‬ ‫العادة بني الخيال العلمي الذي أبدأه‬ ‫مبقال عن ُمنشأ من منشآت الخيال‬

‫علم وخيال العدد الثالث والعرشون (أكتوبر ‪)2016‬‬

‫العلمي الجذابة‪ ،‬يتلوه مقال د‪.‬سائر‬ ‫بصمة جي (والذي أصبح عالمة من‬ ‫عالمات علم وخيال)‪ ،‬يناقش فيه‬ ‫ارتباط عوم البيئة بالخيال العلمي من‬ ‫خالل عناوين متعددة‪ .‬تليه سلمى‬ ‫عيل مبقال عن السفر عرب الزمن‪ ،‬التيمة‬ ‫األشهر يف الخيال العلمي‪.‬‬ ‫يأخذنا بعد ذلك مهندسنا اليمني‬ ‫عبدالحفيظ العمري إىل رحلة علمية يف‬ ‫كتابات د‪ .‬مصطفى محمود‪ ،‬وتأثرهها‬ ‫بالفلسفة والطب‪ .‬يستلم محمد عطا‬ ‫راية الطب مبقال عن هرمون السعادة‬ ‫العظيم‪ .‬ثم يف األخري مراجعة من كاتب‬ ‫الخيال العلمي م‪ .‬محمد نجيب مطر‬ ‫لرواية “الظأم والحنني” للكاتب صالح‬ ‫شعري‪.‬‬ ‫نعدكم أن يكون العدد وجبة‬ ‫دسمة خيال‪-‬علمية‪ ،‬ونتمنى أن تكون‬ ‫التغيريات الجديدة ذات تأثري جيد‪.‬‬ ‫إذا‪ ،‬تخيلوا‪ .‬فمن لنا سوى الخيال‬ ‫إذا شنق الواقع ُحلمنا‪ ،‬وليكن خيالكم‬ ‫رشيقا مهذبا كام هو حال “الخيال‬ ‫العلمي”‪.‬‬

‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬

‫رئيس التحرير‬


Science And Fict

4

Sc i AFiM ag@ gmai l . c om

)2016 ‫علم وخيال العدد الثالث والعرشون (أكتوبر‬

www.Sciandfimag.wordpress.com FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine


‫‪tion‬‬

‫ُجزرُ‬ ‫الفضاء‬ ‫“لقد اعتدنا على النظر ألعلى والتساؤل عن‬ ‫موقعنا بين النجوم‪ ..‬اآلن ننظر ألسفل لنقلق على‬ ‫موقعنا في التراب”‪.‬‬

‫‪Greg Keyes, Interstellar‬‬

‫‪5‬‬

‫علم وخيال العدد الثالث والعرشون (أكتوبر ‪)2016‬‬

‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬


‫‪Science And Fict‬‬ ‫‪ 124‬عامًا‪ ،‬كانت عمر “كوبر” عندما عاد من رحلته الغريبة‪ ،‬في‬ ‫فيلم ورواية “إنترستيللر” ‪ .Interstellar‬عاد ولكن ليس لألرض‪.‬‬ ‫إذ غادر البشر أرضنا المسكينة منتشرين في ربوع الفضاء‬ ‫الواسع‪.‬‬ ‫سماء‪ ،‬بل جزءا علويًا من اسطوانة‬ ‫نظر كوبر لألعلى‪ ،‬فلم يجد‬ ‫ً‬ ‫ضخمة‪ ،‬عليها بيوت‪ ،‬حقول‪ ،‬أشجار‪ ،‬وحمامات سباحة‪ ،‬الكل‬ ‫مقلوب رأسا على عقب‪ .‬إنها محطة “كوبر” كما أخبره الطبيب‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫وهي تدور في مدار حول زحل‪.‬‬

‫حلم الفضاء‬

‫ربما كان الحظ األعظم من األسئلة التي تعلقت بالفضاء‬ ‫من بداية وجود البشرية على سطح األرض‪ ،‬ربما كان يتعلق‬ ‫باألسئلة التي دارت حول وجود‬ ‫كيانات شبيهة بنا أو مختلفة م‪ .‬ياسر أبوالحسب‬ ‫عنا‪ ،‬تسكن تلك النقاط الصغيرة مهندس‪ ،‬مصري‬ ‫المضيئة أو ذلك القرص الفضي رئيس تحرير علم وخيال‪ ،‬وكاتب خيال‬ ‫الذي يتألأل منيرا قبة السماء علمي‪.‬‬ ‫‪Yasser.abuelhassab@gmail.com‬‬ ‫السوداء ليال‪.‬‬ ‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬

‫علم وخيال العدد الثالث والعرشون (أكتوبر ‪)2016‬‬

‫‪6‬‬


‫‪tion‬‬

‫ومع تطور البرشية وتتابع الفتوحات العلمية والفضائية اسطوانة يبلغ طولها حوايل ‪ 20‬ميل (‪ 32‬كيلومرتا)‪ ،‬وقطرها‬ ‫الحديثة اتجهت األسئلة يف اتجاه زاحم االتجاه القديم يف أربع أميال (‪ 6.4‬كيلومرتا) ومساحة سطحها ‪ 400‬ميل مربع‬ ‫(حوايل ‪ 1000‬كيلومرت مربع)‪ .‬وتكفي لعدة ماليني‬ ‫سيطرته عىل عقول البرش‪ :‬هل سنستطيع يوما ما‬ ‫من البرش‪ )2(.‬واملشرتك بني كل النامذج‬ ‫السكن يف الفضاء؟ ساد التفاؤل بعد رحالت‬ ‫أنها تدور حول محورها لتنتج جاذبية‬ ‫أبوللو التي انتهت يف سبعينيات القرن‬ ‫عىل سطحها الداخيل‪ ،‬تحايك الجاذبية‬ ‫املايض‪ ،‬والتي وطأ فيها اإلنسان ألول‬ ‫األرضية عن طريق قوة الطرد املركزي‬ ‫مرة جرم فضايئ وهو القمر‪ ،‬تال ذلك‬ ‫الناتجة عن دوران االسطوانة حول‬ ‫أمنيات عريضة حول أمكانية أن نقطن‬ ‫محورها‪.‬‬ ‫املريخ وإخوانه من كواكب املجموعة‬ ‫وقوة الطرد املركزية هي نفس القوة‬ ‫الشمسية يف مستعمرات برشية‬ ‫التي نشعر بها عندما متر السيارة التي نركبها‬ ‫ومجتمعات معقدة كالتي توجد عىل األرض‪.‬‬ ‫يف عام ‪ 1976‬صدر كتاب يعد عالمة من شـــعار أبـوللو‪ ،‬وأمـنيات خالل طريق منحني‪ ،‬فنشعر أن أجسادنا‬ ‫عالمات املستقبليات يف القرن العرشين‪ .‬كبرية حول استعامر الفضاء متيل للحركة يف عكس اتجاه مركز الدوران‪.‬‬ ‫وتحدد تلك القوة برسعة السيارة‪ ،‬نصف قطر‬ ‫وتأمل معي تاريخ صدور الكتاب بعد اعوام‬ ‫قليلة من آخر بعثات أبوللو للقمر (كانت آخر بعثة من االنحناء الذي تدور فيه السيارة‪ ،‬وكذلك بكتلة السيارة‪.‬‬ ‫يف حالة «اسطوانات أونيل» (‪O’Neill Cylinder )3‬‬ ‫بعثات أبوللو يف عام ‪ ،)1972‬لتعرف سبب حامس الجمهور‬ ‫كام سميت‪ -‬سيتم ضبط كل تلك املتغريات لينتج لنا قوة‬‫األمرييك لهذا الكتاب‪.‬‬ ‫الكتاب كان بعنوان ‪ The High Frontier: Human‬تعادل قوة الجاذبية األرضية‪ ،‬حتى ال يشعر سكانها بفارق‬ ‫‪ Colonies in Space‬أو «الحد األعىل‪ :‬املستعمرات البرشية جذبوي بني البيئة التي يسكنونها وبني البيئة األرضية‪ .‬وعىل‬ ‫يف الفضاء»‪ .‬ومؤلفه فيزيايئ أمرييك طموح اسمه «جريارد طول محور االسطوانة ستكون الجاذبية مساوية للصفر‪،‬‬ ‫أونيل» (‪ . Gerard O›Neill)1992-1927‬والكتاب يعد وهو ما يسمح مبامرسة انشطة من الصعب مامرستها يف‬ ‫خريطة مستقبلية مل يجب أن تفعله الواليات املتحدة بعد ظروف الجاذبية العادية كنوع من أنواع الرتفيه داخل ذلك‬ ‫املجتمع الجديد‪)4( .‬‬ ‫غزو القمر‪ ،‬يف طريقها الستعامر الفضاء‪.‬‬

‫الجزر االسطوانية!‬

‫رمبا من قرأ رواية ‪-‬أو شاهد فيلم‪ -‬إنرتستيللر‪ ،‬رمبا هاله‬ ‫–وغالبا مل يصدق‪ -‬شكل االسطوانة التي يعيش عليها‬ ‫البرش املستقبليون‪ ،‬بأبنيتها املقلوبة! والحقيقة أن موضوع‬ ‫االسطوانات البرشية هذا مطروح بجدية يف أكرث من بحث‬ ‫علمي‪ ،‬منهم كتاب أونيل محل الحديث‪ ،‬من ضمن ما ذكر‬ ‫من طرق الستعامر الفضاء‪.‬‬ ‫مواصفات وتحسينات‬ ‫يقرتح أونيل يف كتابه عدة مناذج لتلك االسطوانات‪ ،‬منها‬

‫‪7‬‬

‫علم وخيال العدد الثالث والعرشون (أكتوبر ‪)2016‬‬

‫صورة ُمتخ ّيلة لسان فرانسيسكو داخل اسطوانة أونيل‪،‬‬ ‫نرى من خاللها املنطقة الزجاجية‪.‬‬ ‫‪Painting by Don Davis - Courtesy of NASA‬‬ ‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬


‫‪Science And Fict‬‬ ‫بكل تأكيد ستكون هناك أطنان من األسئلة حول ذلك‬ ‫البناء الضخم الذي سيحوي برشا‪ .‬نحن هنا نتحدث عن‬ ‫مكان البد أن يكون مستقرا ألقىص درجة ممكنة‪ ،‬محايك‬ ‫بطريقة كبرية جدا لبيئة األرض‪.‬‬ ‫أول يشء سنفكر فيه غالبا هو موقع تلك االسطوانة‬ ‫الضخمة‪ ،‬نحن نريد موقعا مستقرا بقدر اإلمكان‪ .‬ويف هذا‬ ‫استغل اونيل فكرة سبقته بحوايل قرنني‪ ،‬حيث وضح الريايض‬ ‫اإليطايل الشهري الجرانج (‪ )Lagrange‬يف عام ‪ 1772‬أنه يف‬ ‫أي منظومة تتكون من جسمني يدوران حول بعضهام‪،‬‬ ‫توجد خمس نقاط ميكن أن نضع فيها جسم أصغر من‬ ‫الجسمني األولني بحيث تكون قوى الجذب والقوى الطاردة‬ ‫املركزية متالشية‪ ،‬ويتم بذلك الحفاظ عىل موقع الجسم‬ ‫الثالث ثابتا بالنسبة إىل املنظومة التي تتكون من الجسمني‬ ‫األولني‪)5( .‬‬

‫الصورة لنظام الشمس‪ -‬األرض‪ ،‬وتوضيح لنقاط الجرانج‪.‬‬ ‫النقاط ‪ L1, L2, L3‬نقاط غري مستقرة (‪)Unstable‬‬ ‫يكفي قدر ضئيل من االنحراف للجسم الواقع عندها‬ ‫لجعل املنظومة تنهار‪ .‬أما النقاط ‪ L5 ,L4‬فهي نقاط‬ ‫مستقرة (‪ ،)Stable‬ويقرتح أونيل أن تكون االسطوانة حول‬ ‫أي من هاتني النقطتني‪ ،‬ولكن يف منظومة األرض‪-‬القمر‪.‬‬ ‫وتنقل املواد التي ستستخدم يف بناء االسطوانة من أجرام‬ ‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬

‫أخرى كالقمر أو من النيازك‪ ،‬إذ أن نقلها من األرض سيكون‬ ‫أصعب بكثري‪ .‬ووضع أونيل تكلفة مبدئية لذلك البناء‬ ‫املهول‪ ،‬فوجده سيتكلف حوايل ثالثني مليار دوالر (بأسعار‬ ‫السبعينات طبعا)‪)6( .‬‬ ‫ماذا عن ضوء الشمس؟‬ ‫فهو رضوري جدا للحياة‪ ،‬سواء للبرش أو للنباتات‪ .‬فكيف‬ ‫ميكن الحصول عليه بنفس االنتظام الذي نحصل به عليه‬ ‫يف األرض؟‬ ‫يقرتح أونيل أن تكون االسطوانة عبارة عن ست مناطق‬ ‫(أودية)‪ :‬ثالث مناطق مأهولة‪ ،‬وثالث مناطق زجاجية بطول‬ ‫االسطوانة (املنطقة الواحدة ستكون بطول عرشين ميال‪،‬‬ ‫وبعرض ميلني‪ ،‬وكل منها يحتوي عىل جبال طولها يصل إىل‬ ‫عرشة آالف قدم)‪ ،‬وهناك مرايا عمالقة مثبتة عن طريق‬ ‫كابالت قوية خارج االسطوانة الكبرية‪ .‬وتقوم تلك املرايا‬ ‫بعكس أشعة الشمس داخل االسطوانة من خالل املناطق‬ ‫الزجاجية‪ ،‬ويتم التحكم بتلك املرايا بحيث نستطيع بها‬ ‫أن نحايك دورة الليل والنهار األرضية (أو أي دورة مبتغاة)‬ ‫داخل االسطوانة‪ .‬بحيث تكون منطبقة كليا عىل جدار‬ ‫االسطوانة الزجاجي يف حالة الليل‪)7( .‬‬ ‫أما عن الطاقة فيتم تجميعها هي األخرى من الشمس‬ ‫عن طريق ألواح شمسية عىل أحد أطراف االسطوانة مدة‬ ‫‪ 24‬ساعة يف اليوم‪ ،‬ولتحقيق هذا الغرض‪ ،‬البد أن يكون‬ ‫محور االسطوانة موجهاً دامئا نحو الشمس‪.‬‬ ‫وملزيد من التوازن‪ ،‬يرى أونيل أن ت ُستخدم اسطوانتان‬ ‫متوازيتان يدور كل منهام يف عكس اتجاه اآلخر‪ .‬وهذا‬ ‫سيوفر علينا استخدام صواريخ ملوازنة االسطوانة الواحدة‪.‬‬ ‫ولهاتني االسطوانتني فائدة أخرى وهي أنه باستخدام املرايا‬ ‫العاكسة للضوء ميكننا جعل كل واحدة منهام يف فصل‬ ‫مختلف عن اآلخر‪ ،‬فيستطيع أحد سكان االسطوانة الصيفية‬ ‫أخذ عطلة شتوية رسيعة يف االسطوانة األخرى! (‪)8‬‬ ‫الجدران السميكة لالسطوانات والجو االصطناعي املامثل‬ ‫لجو األرض سوف يحميان السكان من اإلشعاعات الفضائية‬ ‫والنيازك التي قد تهاجم تلك املستعمرات املستقبلية‪.‬‬ ‫علم وخيال العدد الثالث والعرشون (أكتوبر ‪)2016‬‬

‫‪8‬‬


‫‪tion‬‬

‫اقرتحه‪ ،‬رمبا تأيت تصميامت وخطط مستقبلية تأخذ من‬ ‫فكرة أونيل منطلق ألفكار أكرث قابلية للتحقيق‪ ،‬أو إيجاد‬ ‫طرق غري تقليدية للمشكالت التي واجهت وجود تلك‬ ‫الجزر الفضائية‪ .‬وكل ما أنا متأكد منه أن العلم –كام هو‬ ‫دأبه‪ -‬سيقدم جديدا ً‪ .‬جديدا رمبا يسكن بسببه أحفا ُدنا‬ ‫تلك االسطوانات العمالقة‪ ،‬يلعبون هناك يف جاذبية صفرية‬ ‫قرب محور االسطوانة‪ ،‬ويتمتعون بطقس متحكَّم فيه كليا‪.‬‬

‫زوج من االسطوانات تدور كل منها عكس األخرى‪.‬‬ ‫‪Rick Guidice- Courtesy of NASA‬‬ ‫ولو أمكننا وضع اسطوانات صغرية حول االسطوانات‬ ‫الكبرية‪ ،‬بحيث تكون هذه االسطوانات الصغرية مخصصة‬ ‫للزراعة‪ ،‬سنحصل عىل ميزة كبرية جدا‪ .‬فبتعريض تلك‬ ‫االسطوانات لكميات مختلفة من الضوء والحرارة القادمة‬ ‫من الشمس عن طريق املرايا‪ ،‬نستطيع بذلك استنبات‬ ‫محاصيل من مواسم مختلفة يف نفس الوقت‪.‬‬

‫بعض الصعوبات‬

‫تعد مشكلة األمان من أكرث املشاكل التي تواجه وجود‬ ‫تلك املنشآت فعليا‪ .‬نحن نعتمد كليا عىل الدوران املنتظم‬ ‫لالسطوانة ليك نحصل عىل جاذبية مامثلة لجاذبية األرض‪.‬‬ ‫وأي اختالل بسيط يف دوران االسطوانات سينجم عنه‬ ‫حوادث كارثية‪.‬‬ ‫املشكلة األخرى والتي ال يبدو لها حل قريب هي مشكلة‬ ‫املواد املستخدمة يف البناء‪ .‬اقرتح أونيل مواد من القمر‬ ‫تقذف من هناك بقاذفات كهرومغناطيسية (وهو جهاز‬ ‫اقرتحه آرثر كالرك)‪ .‬ثم تم استبدال تلك الفكرة بتعدين‬ ‫النيازك واستقدام املواد من النيازك‪ .‬ويف كل من الحالتني‬ ‫يبقى املوضوع صعب جدا‪ ،‬ليؤجل بذلك هذا املرشوع‬ ‫الضخم مامل يتم حل هذه املشكالت بطرق أخرى‪)9( .‬‬ ‫ومع صعوبة تحقيق حلم اسطوانات أونيل بالشكل الذي‬

‫‪9‬‬

‫علم وخيال العدد الثالث والعرشون (أكتوبر ‪)2016‬‬

‫الهوامش والمراجع‬ ‫‪1- Greg Keyes, Interstellar novel, Titan books,‬‬ ‫‪London, p143‬‬ ‫‪2- Gerard K. O’Neill, The High Frontier: Hu‬‬‫‪man Colonies in Space, p122‬‬ ‫‪ -3‬يسميها أونيل يف كتابه أيضا باسم جزر‪Island 3 3‬‬ ‫إذ أنه اقرتح منشأين آخرين يف الكتاب أخذ الرقمني ‪ 1‬و‪.2‬‬ ‫‪-4‬نيكوال برانتزوس‪ ،‬أسفار يف املستقبل‪ ،‬أكادمييكا‬ ‫إنرتناشونال‪ ،2009 :‬ص ‪62‬‬ ‫‪5- Neil J. Cornish, The Lagrange Points, Nasa,‬‬ ‫_‪http://map.gsfc.nasa.gov/mission/observatory‬‬ ‫‪l2.html, July 2012‬‬ ‫‪ -6‬نيكوال برانتزوس‪ ،‬أسفار يف املستقبل‪ ..‬ص ‪63‬‬ ‫‪7- Gerard K. O’Neill, The High Frontier..., p124‬‬ ‫‪8- Gerard K. O’Neill, The High Frontier..., p123‬‬ ‫‪9- Liam Ginty, Living In Space 5: The Struc‬‬‫‪tures Amidst the Stars, Space Safety Magazine,‬‬ ‫‪www.spacesafetymagazine.com/space-explora‬‬‫‪tion/space-colonization/living-space-5-struc‬‬‫‪tures-amidst-stars/ June 18, 2014‬‬

‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬


‫‪Science And Fict‬‬

‫صورة من الجانب اآلخر للقمر صورت بواسطة بعثة أبوللو ‪ 11‬في عام‬ ‫‪ ،1969‬وهي مكان الرتطام أحد المذنبات بسطح القمر‪ .‬وتسمى فوهة‬ ‫دايدالوس (على اسم نحات ومهندس أسطوري يوناني)‪ ،‬ويبلغ عمقها‬ ‫حوالي ‪ 3.1‬كم وقطرها ‪ 93‬كم‪.‬‬

‫‪Credits: NASA‬‬

‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬

‫علم وخيال العدد الثالث والعرشون (أكتوبر ‪)2016‬‬

‫‪10‬‬


tion

‫التَـبَـ ّيـؤ‬

‫في الخيال العلمي‬

www.Sciandfimag.wordpress.com FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine

)2016 ‫علم وخيال العدد الثالث والعرشون (أكتوبر‬

11


‫‪Science And Fict‬‬

‫صيغ مصطلح علم التبيؤ أو علم البيئة ‪ecology‬‬ ‫من قبل إرنست هيكل يف ‪1866‬م‪ ،‬وهو يشري إىل‬ ‫دراسة الكائنات الحية يف عالقة مع املكونات املادية‬ ‫للبيئة والكائنات الحية األخرى التي تتقاسمها‬ ‫معها‪.‬‬ ‫نادرا ً ما استعمل هذا املصطلح قبل نهاية القرن‬ ‫العرشين‪ ،‬عندما بدأ علامء النبات بدراسة التوزع‬ ‫الطبيعي للنباتات يف سياق النظرية التطورية‬ ‫الداروينية‪ .‬وقد تأسست جمعية علم التبيؤ يف‬ ‫أمريكا عام ‪ 1915‬مجتذب ًة إليها علامء النبات‬ ‫والحيوان‪ ،‬إضاف ًة لعلامء الرتبة والخرباء الزراعيني‬ ‫واألطراف املهتمة األخرى‪.‬‬ ‫لقد كان (علم التبيؤ الحيواين) عام(‪1927‬م)‬ ‫لـتشارلز إلتون كان عمالً مبثابة نقطة تحول‪،‬‬ ‫حيث أكد عىل أهمية (سالسل الغذاء) املمتدة من‬ ‫(املنتجني األوليني) الذين يثبتون الطاقة الشمسية‬ ‫إىل سلسلة من الطبقات التي تتضمن الحيوانات‬ ‫التي تقتات عىل األعشاب والحيوانات املفرتسة‬ ‫والطفيليات‪ ،‬وفقاً لنموذج كثريا ً ما يدعى (بالهرم‬ ‫اإللتوين) ألن الكتلة الحيوية يف كل طبقة هي أقل‬ ‫من الكتلة الحيوية للطبقة التي تقع تحتها‪.‬‬

‫د‪ .‬سائر بصمة جي‬

‫باحث علمي سوري‪ ،‬له العديد من‬ ‫الكتابات واألبحاث حول العلوم‬ ‫والخيال العلمي‪ ،‬ومخترع‪.‬‬

‫‪Saerbasmaji@gmail.com‬‬ ‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬

‫علم وخيال العدد الثالث والعرشون (أكتوبر ‪)2016‬‬

‫‪12‬‬


‫وجهات نظر علم التبيؤ أساسية بالنسبة لعلوم افرتاضية‬ ‫مثل علم األحياء الخارجي ولنظريات مثل استصالح األرض‪،‬‬ ‫باإلضافة إىل مخاوف إخطارية تتعلق بازدياد عدد السكان‬ ‫والتلوث‪ ،‬وبالتايل فهي تشكل إطارا ً رئيساً وضخامً يف الفكر‬ ‫التأميل الحديث‪.‬‬ ‫مثة وعي حاد باالعتامد البرشي عىل البيئة الطبيعية كان‬ ‫قد تطور قبل انبثاق علم التبيؤ العلمي بفرتة طويلة كنتيجة‬ ‫طبيعية محتومة الجهد الزراعي‪ .‬فقد الحظ علامء علم‬ ‫اإلنسان األوائل أن الهدف الرئيس لصناعة السحر العملية‬ ‫وللطقوس الدينية يف املجتمعات الزراعية قبل املثقفة‬ ‫كان محاولة ضامن محاصيل وافرة ونجح يف الصيد‪ .‬مثل‬ ‫العلوم األخرى املتحدرة من املامرسات السحرية والدينية‪،‬‬ ‫فإن فرع املعرفة هذا ال يزال مشوباً مبفاهيم علمية زائفة‬ ‫ميكن ضمها تحت عنوان ((التأمل الالعقالين يف علم التبيؤ))‬ ‫والذي ينزع ألن يضخم((توازن)) و((انسجام)) الطبيعة‪.‬‬

‫‪tion‬‬

‫أجل التوزيع بواسطة الحيوانات التي تغذيها‪ .‬هذه النامذج‬ ‫التكافلية (التكافل تعايش متعضيني غري متشابهني) لالعتامد‬ ‫املتبادل تزيد إىل مدى أبعد من تعقيد وتعقد النظم البيئية‬ ‫‪.‬‬ ‫إ ّن التكافل‪ -‬مع االفرتاس والتطفل الذين يعريان نفسيهام‬ ‫إىل حد بعيد جدا ً للتناظر الوظيفي االجتامعي هو أحد‬ ‫العالقات ذات األهمية الواضحة يف علم التبيؤ ألبعد حد يف‬ ‫التخيل األديب‪ ،‬وقد قدرت استقرائياً عىل نحو بارع يف قصص‬ ‫كثرية عن ألغاز علم التبيؤ‪ ،‬تتضمن ((بقرات ال تستطيع‬ ‫أكل العشب)) عام (‪1967‬م) لوالت والي ريشموند‪.‬‬ ‫الطريقة التي ميكن أن توقع النظم البيئية الفطرية‬ ‫الفوىض فيها من قبل الغزاة رشحت بحاالت واقعية‬ ‫كثرية عن االسترياد املتهور خصوصاً يف الجزر الباسيفيكية‬ ‫وأسرتاليا‪ -‬وهو موضوع قدر استقرائياً يف قصص خيال‬ ‫علمي مثل ((الهرم)) عام (‪1954‬م) لروبرت أبرنايث‪.‬‬

‫كثريا ً ما اقرتح يف القرن التاسع عرش أن األوجه التقانية‬ ‫والزراعية للثورة الصناعية أفضت إىل إبعاد مهم للجنس‬ ‫البرشي الحديث عن الطبيعة‪ ،‬وهي فكرة عرضت عىل نحو‬ ‫نابض بالحياة يف {العرص البلوري} عام (‪1887‬م) لهـودسون‪،‬‬ ‫و{القصور الخرضاء} (‪1902‬م)‪ .‬ويعد النص الثاين استجابة‬ ‫نوع جديد من التأمل الالعقالين يف علم التبيؤ كان رائده‬ ‫شبيهة لـروسو يف {قلب الظالم} (‪1902‬م) لـجوزيف‬ ‫كونارد‪ ،‬الذي يقرتح أن اللب املروع للطبيعة البرشية ينشأ يس‪ .‬لويس يف الخيال الجامح الديني {بعيدا ً عن الكوكب‬ ‫عن حقيقة أن جميع الثقافات املوجودة ‪ -‬ال يهم إىل أي الصامت} عام (‪1948‬م)‪ ،‬وفيه فإن انسجام الكرة البيئية‬ ‫مدى ميكن أن تكون((بدائية)) أو((متقدمة))‪ -‬قد تخلت املريخية يضمنه التأثري الفعال ملراقب روحي‪.‬‬ ‫عن الرابطة الحميمة مع األوجه املغذية من األم األرض‪.‬‬ ‫لقد أوجد بيري دي شاردان سابقاً مخططاً تطورياً وفيه‬ ‫البيئات الفيزيائية تحور إىل حد بعي بالتأثريات الجانبية فإن قدر الكرة البيئية كان أن تقع عىل نحو متزايد تحت‬ ‫للسالسل الغذائية التي هي مضيفة لها‪ ،‬عىل املقياس سيطرة ((كرة نو)) موضوعة فوقها إىل أن يتم إحراز الدمج‬ ‫األضخم من الكل‪ -‬الكرة البيئية وأكسجني الغالف الجوي املنسجم عند نقطة نهاية‪ ،‬إال أن الفكرة كان عليها أن تنتظر‬ ‫الذي يعتمد عليه جميع التنفس هو نتاج للرتكيب الضويئ النرش بعد وفاة مؤلفها يف عام ‪1955‬م‪.‬‬ ‫من قبل النباتات والطحالب‪.‬‬ ‫نسخ مشبعة بالنزعة الدنيوية ملفاهيم مشابهة دمجت‬ ‫مثة نبتات كثرية تنتج الرحيق الذي يجند الحرشات تدريجياً يف تصويرات علم األحياء الخارجي يف الخيال العلمي‬ ‫لتخدم كنارشات لغبار الطلع‪ ،‬وبذور برزم صالح لألكل من ذي املوضوعات املثرية خالل ثالثينات القرن العرشين محرزة‬ ‫حكايات فلسفية أخرى مؤسسة عىل مفاهيم علم التبيؤ‬ ‫تتضمن ((بيئة مالمئة ضيقة صعبة اإلرضاء)) عام (‪1955‬م)‬ ‫لـهربرت كوبر‪ ،‬و((نُجارة)) عام (‪1970‬م) لروبرت ويلسون‪،‬ـ‬ ‫و((البيئة املالمئة من ناحية علم التبيؤ)) عام (‪1970‬م)‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫علم وخيال العدد الثالث والعرشون (أكتوبر ‪)2016‬‬

‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬


‫‪Science And Fict‬‬

‫مستويات جديدة من التعقيد يف عمل كليفورد سيامك عام (‪1970‬م) لـتيد وايت التي تهاجم رهاب األجانب‬ ‫الذي ظهرت احتفاالته باملشهد الريفي وأصبحت للمرة الضمني يف((معلمي الدمى املتحركة)) عام (‪1951‬م)‬ ‫األوىل مرشبة باأللغاز يف سلسلة بدأت بـــ((املدينة))‪ .‬تبع لروبرت هاينالين‪.‬‬ ‫سيامك كل من لويس وتيلهارد يف متجيد األيقونة الدينية‬ ‫أصبح التكافل عنرصا ً رئيساً يف التأمل الالعقالين يف‬ ‫يف {مرة وثانية} عام (‪1951‬م) حيث متكافلني غرباء ميدون علم التبيؤ يف أعامل مثل ثالثية{بنات حجر الشمس} بني‬ ‫ببدائل لألرواح واملادة‬ ‫(‪1984-1982‬م)‬ ‫عامي‬ ‫الخام لكرات نو املحتملة‪ « .‬مثة نبتات كثرية تنتج الرحيق الذي يجند الحرشات‬ ‫لـسيدين فان‪.‬‬

‫لتخدم كنارشات لغبار الطلع‪ ،‬وبذور برزم صالح‬

‫مخلوقات ذكية شبيهة‬ ‫الرؤية املتناقضة أكرث‬ ‫بإله ضمن كرات بيئية لألكل من أجل التوزيع بواسطة الحيوانات التي للمعايشة بني اإلنسان‬ ‫حساسة صورت أيضاً تغذيها‪ .‬هذه النامذج التكافلية (التكافل تعايش والغرباء الفضائيني التي‬ ‫يف قصص خيال علمي متعضيني غري متشابهني) لالعتامد املتبادل تزيد إىل تبناها أوكتافيا بتلر يف‬ ‫{مأمن الجسد البرشي} عام‬ ‫مثل((الكوكب املتوحد)) مدى أبعد من تعقيد وتعقد النظم البيئية»‪.‬‬ ‫عام (‪1949‬م) لـموراي‬ ‫(‪1984‬م) والجزء األول من‬ ‫الينسرت‪ ،‬و((العملية)) عام (‪1950‬م) إليفان فوغت التي {هيربون} عام (‪1989‬م) لدان سيمون لـيقتطع جزءا ً من‬ ‫تقدمت كرأس حربة يف االنبعاث الالفت للنظر للتأمل قاعدة هذا الوعي الحديث يف حني يواصل استغالله‪.‬‬ ‫الالعقالين يف علم التبيؤ يف الخيال العلمي يف الخمسينات‬ ‫التعمية من جديد لعالقات علم التبيؤ انعكست يف‬ ‫املتأخرة وستينات القرن العرشين‪ ،‬حيث الراغبون يف أن اثنتني من روايات الخيال العلمي األفضل مبيعا ً يف ستينات‬ ‫يكونوا مستعمرين كثريا ً ما أذلوا باالكتشاف املتأخر لنظم القرن العرشين كالهام اتخذتا شكل خياالت جامحة تركز‬ ‫بيئية متطورة مصونة بانسجام فوق طبيعي‪-‬ظاهري‪.‬‬ ‫عىل تبني طقوس توقريية لعالقات املاء مثل‪{ :‬غريب يف‬ ‫األمثلة البارزة تتضمن((ليلة هوغي دارن)) لـريتشارد أرض غريبة} عام (‪1961‬م) لـروبرت هاينالين‪ ،‬و{الكثيب}‬ ‫ماكينا عام (‪1958‬م) (والتي نقحت بعنوان أيها الصياد عام (‪1965‬م) لـفرانك هريبرت‪.‬‬ ‫عد إىل املنزل)‪ ،‬و((لنقطع شجرة)) عام (‪1959‬م) لـروبرت‬ ‫{القارت} عام (‪1968‬م) لـبريس أنتوين (القارت حيوان‬ ‫يونغ‪ ،‬و((مثانية مفاتيح لجنة عدن)) عام (‪1960‬م) ملارك‬ ‫آكل لكل يشء مقتت بالنباتات والحيوانات معاً) وتكمالته‬ ‫كليفتون‪ ،‬و((غابة زيل)) عام (‪1967‬م) لـكريس نيفل‪.‬‬ ‫حولت النموذج األسايس بعالقات علم التبيؤ إىل ثالوث‬ ‫لقد استوردت صور التكافإلىل الخيال العلمي للنوع غامض‪ ،‬يف حني أن {الدماغ األخرض} عام (‪1966‬م) لـهريبرت‬ ‫بواسطة قصص مثل((سيمبوتيكا تكافيل)) عام (‪1943‬م) صورت ثورة ناشطة للطبيعة الذكية ضد بدع علم التبيؤ‬ ‫إلريك فرانك ر ّاسل‪ ،‬و((التكافل)) عام (‪1947‬م) لـويل بسبب الجنس البرشي‪.‬‬ ‫جينكسن‪ -‬التي تتخذ دالالت فوق طبيعية‪-‬ظاهرياً‬ ‫فكرة النظم البيئية املوحدة متاما ً‪-‬كثريا ً ما متتد إىل أبعاد‬ ‫وواسعة‪ ،‬إ ْذ كثريا ً ما تقارن عىل نحو متجهم باستعارات‬ ‫كروية بيئية‪ -‬أصبحت شائعة جدا ً كام انعكست يف قصص‬ ‫االبتزاز واالستيالء‪.‬‬ ‫مثل (جنة عدن) لستـانيسالو ليم عام (‪1959‬م) و((علم‬ ‫الخياالت من هذا النوع تضمنت جوابات فكرية رصيحة تبيؤ متوازن عام (‪1965‬م) لـجيمس شميتز و(الحلزون‬ ‫ألعامل أبكر‪ -‬عىل نحو بارز((متلبس باألرواح املنتقمة)) املتحدر) لبـوريس سرتوغاتسيك بني عامي (‪-1966‬‬ ‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬

‫علم وخيال العدد الثالث والعرشون (أكتوبر ‪)2016‬‬

‫‪14‬‬


‫‪tion‬‬

‫‪1968‬م)‪ ،‬و((أضخم من االمرباطوريات وبطيء أكرث)) عام‬ ‫(‪1971‬م) ألورسوال غوين‪ ،‬و(األيكة املرتفعة) عام (‪1972‬م)‬ ‫لـنيل باريت‪ ،‬و((الفعني)) عام (‪1974‬م) لـجوردون‬ ‫ديكسون‪ ،‬و{ابن األرض} عام (‪1977‬م) لدوريس بيسريشيا‪،‬‬ ‫و((األمواج)) عام (‪1980‬م) إلم‪ .‬آي‪ .‬فوسرت‪.‬‬

‫دراستها كام لو كانت كائن حي مفرد قدرت استقرائياً عىل‬ ‫نحو روتيني يف تشخيص واقعي‪ .‬غذيت النظرية اسرتجاعياً‬ ‫برسعة إىل الخيال العلمي يف أعامل مثل ثالثية {الجبار} بني‬ ‫عامي (‪1984-1979‬م) التي سمي كائنها الحي املتفوق ذي‬ ‫الحس بـغايا‪.‬‬

‫زيادة رسيعة مامثلة يف التأمل الالعقالين يف علم التبيؤ‬ ‫ظهرت ضمن نشاط القامئني بالعمل البيئي‪ ،‬عىل نحو‬ ‫بارز ألبعد حد مثلت بقاعدة فايندهورن التي افتتحت‬ ‫يف عام ‪1962‬م وسميت باسم خليج عىل الشاطئ الرشقي‬ ‫لسكوتالندا حيث بني عىل أساسها جامعة املدينة الفاضلة‬ ‫التجريبية األوىل الخاصة بها‪ .‬جامعة فايندهورن كانت‬ ‫متسامحة مع نطاق واسع من اإليديولوجيات رشيطة أن‬ ‫تتضمن افرتاض ((الطبيعة الذكية)) وفيها فإن اإلله مجسد‬ ‫وموجود دامئاً‪.‬‬ ‫اإلطار النظري لعلم التبيؤ بدأ يتسع ليدل عىل مشهد‬ ‫عاملي مفضال ً ذلك عىل أن يكون مج ّرد فرع من العلم‪ .‬إن‬ ‫{خطوات نحو علم تبيؤ العقل} عام (‪1972‬م) لغريغوري‬ ‫باتسون اقرتح أن الـنظرة الكلية األساسية من وجهة نظر‬ ‫علم التبيؤ كانت مالمئة لدراسة الظاهرات العقلية باإلضافة‬ ‫إىل ظاهرات علم األحياء‪ .‬ففي ((السطحي والعميق‪ :‬نشاط‬ ‫علم تبيؤ طويل األمد)) عام (‪1973‬م) ألرين نايس اقرتح‬ ‫سعي واسع النطاق وراء((معرفة مركزية بيئية)) التي‬ ‫طموحاتها لخصت من جديد يف {علم التبيؤ والجامعة‬ ‫وأسلوب الحياة‪:‬موجز لفلسفة بيئية)) عام (‪1989‬م)‪.‬‬

‫النسخ الرصيحة أكرث من التأمل الالعقالين يف علم التبيؤ‪.‬‬ ‫مل تعاين من أي وخز ضمري بشأن التقدير االستقرايئ ملبالغتها‬ ‫يف األسلوب يف اتجاه السمو الروحي‪ ،‬وتتضمن األمثلة‬ ‫البارزة‪{ :‬عامل العامل هو الغابة} عام (‪1972‬م) ألورسوال‬ ‫يل جينيوس‪ ،‬و{أرض الطواف} عام (‪1979‬م) لـسايل ميلر‬ ‫غريهارت‪ .‬وكذلك {عند عني البحر} عام (‪1980‬م) لـهيربت‬ ‫شينك‪ ،‬و{السفينة النجمية وهايكو) عام (‪1984‬م) لـسومتو‬ ‫سشاريتكول‪ ،‬و{مثل الزارع} عام (‪1993‬م) ألوكتافيا بتلر‪،‬‬ ‫و{رواية عن كون آخر} عام (‪2000‬م) لـسينثيا جويس كالي‪.‬‬

‫فكرة أن الحياة عىل األرض ميكن دراستها بلغة ((الطبيعة‬ ‫الذكية)) قدمت للمرة األوىل كمقرتح علمي من قبل‬ ‫فالدميري فرينادسيك يف ((الكرة الحيوية)) عام (‪1926‬م)‪،‬‬ ‫وقد حققت استعادة مثرية ملركزها السابق يف {غايا‪ :‬نظرة‬ ‫جديدة عىل الحياة عىل األرض} عام (‪1973‬م) لـجيمس‬ ‫لوفلوك‪ ،‬ومع أنها ليست ملغزة يف حد ذاتها‪ ،‬إال أ ّن اللغة‬ ‫التي صيغت فيها فرضية الغايا شجعت بشكل ضخم أولئك‬ ‫الذين رغبوا يف تفسريها كام لو كانت‪ ،‬وكذلك التوكيد غري‬ ‫النهايئ للوفلوك عىل أن الكرة البيئية ميكن‪ ،‬يف بعض النواحي‬

‫‪15‬‬

‫علم وخيال العدد الثالث والعرشون (أكتوبر ‪)2016‬‬

‫وجهات نظر لوفلوك وتيار دي شارديان دمجت يف نرشة‬ ‫متهيدية عن غايا املجرية الفائقة والتي عرضت يف {حافة‬ ‫املؤسسة} عام (‪1982‬م) إلسحاق أسيموف‪ .‬إن التأمل‬ ‫الالعقالين يف علم التبيؤ أصبح تافهاً عند مستوى دار ٍج بالنزعة‬ ‫الستعامل البادئة الطلسمية ((بيئي ‪( ))-eco‬الطلسم يشء‬ ‫يستخدم لدفع الرش أو لجلب الحظ السعيد) عىل نحو غري‬ ‫مميز وبتطوير عبارات إعالنية مثل((صديق التبيئة))‪ .‬هذه‬ ‫التطورات ظهرت عىل التوازي مع انبعاث التوق إىل املايض‬ ‫الريفي يف مجاالت كثرية من الخيال الرائج‪ ،‬الذي تفجعاته‬ ‫التأملية أصبحت عىل نحو متزايد فصيحة يف الخيال العلمي‬ ‫يف قصص صادرة من القلب مثل ثالثية ريتشارد كوبر التي‬ ‫بدأت بـ{طريق إىل كورالي} عام (‪1978‬م) و{صيف املحرك}‬ ‫عام (‪1979‬م) لـجون كرويل‪ ،‬و{أوان العرعر} عام (‪1979‬م)‬ ‫لـكايت وليم‪ ،‬و{أغاين من النجوم} عام (‪1980‬م) لـنورمان‬ ‫ٍ‬ ‫و{ماش عىل نحو محري} عام (‪1930‬م) لـراسل‬ ‫سبينارد‪،‬‬ ‫هوبان‪ ،‬و{دامئاً قادم إىل الوطن} عام (‪1986‬م) ألورسوال يل‬ ‫غوين‪ ،‬ووسع إىل خلفيات قامئة خارج األرض يف أعامل مثل‬ ‫{بنتريا} عام (‪1987‬م) لـجوديث موفيت‪ ،‬و((نحو الغابة‬ ‫الخرضاء)) عام (‪2000‬م) لـجاك ماك كونيل‪.‬‬ ‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬


‫‪Science And Fict‬‬

‫معظم املدن البيئية تنزع ألن تكون اشرتاكية أو فوضوية‬ ‫(ثائرة عىل النظام القائم) يف نظامها السيايس‪ ،‬مع أن‬ ‫مناقشة غاريت هاردين يف ((مأساة العامة)) عام (‪1986‬م)‬ ‫تبني أن الكارثة البيئية متعذر اجتنابها يف ظل غياب عمل‬ ‫إدارة صارم‪ .‬إن ((الوث ّابات)) عام (‪2004‬م) لـامري روزنبلوم‬ ‫تقدم ملح ًة فذّة عن كرة بيئية جعلت خاصة‪.‬‬

‫حالة الرتاجع التكنولوجي الفعيل تم الوصول إليها عىل‬ ‫نحو فعال يف كراسة عن العرص األلفي إلرنست كالنباش‬ ‫هي {املدينة البيئية‪ :‬مذكرات وليم ويستون} عام (‪1975‬م‬ ‫نقحت بعنوان‪ :‬رواية عن علم التبيؤ والناس والسياسة عام‬ ‫‪ ،)1999‬والتي تصور انفصال الواليات الساحلية الغربية‬ ‫عن الواليات املتحدة حيث يؤسس مجتمع جديد (بسيط‬ ‫التقانة) مبني عىل أساس مبادئ ((التقانة البديلة)) التي‬ ‫سلسلة (إيكوليتان) ليل مودسيت بدأت بـ{مندوب‬ ‫وضعت خطة مفصلة لها يف نصوص مثل{الصغري جميل} علم التبيؤ} عام (‪1986‬م)‪ ،‬وقد ك ّيفت سياسة علم التبيؤ‬ ‫عام (‪1973‬م) إلرنست شوماخر‪.‬‬ ‫ملتطلبات الخيال العلمي املغامرة‪-‬العمل‪ .‬ونجد يف {من‬ ‫التعبري الجديد لـتشالنباخ كرر يف{موسوعة املدينة أجل علم تبيؤ ما وراء شخيص} عام (‪1990‬م) لوارويك‬ ‫البيئية للثامنينات‪ :‬دليل بقاء لعرص التضخم} الالخيالية عام فوكس ‪ -‬نرشة متهيدية لعقيدة علم التبيؤ يف املدينة‬ ‫(‪1980‬م) والرواية {املدينة البيئية تبزغ}‪ ،‬كان باعثاً عىل الفاضلة‪ -‬و{ذات علم التبيؤ} عام (‪1991‬م) لـفريا ماثويس‬ ‫حركة أوسع‪ ،‬لخصت أهدافها وصورت بطريقة مرسحية يف واصلت العملية املتسعة التي بدأها باتيسون‪.‬‬ ‫مقتطفات أدبية مختارة من الخيال العلمي لـكيم ستانيل‬ ‫نقل أفكار علم التبيؤ إىل مجاالت أخرى استمر بتطوير‬ ‫روبنسون هي{الطبيعي املقبل‪ :‬مدن بيئية جديدة} عام مدرسة ((النقد البيئي)) األديب‪ .‬ففي املقالة الغريبة‬ ‫(‪1994‬م)‪.‬‬ ‫ألورسوال يل غوين عن ((نظرية الحقيبة الحاملة للخيال))‬

‫فكرة أن املجتمع املثايل يجب أن يكون قابالً للمؤازرة‬ ‫من ناحية علم التبيؤ دمجت يف فلسفة مدينة فاضلة‬ ‫شاملة أكرث يف قصص مثل{الربدي} عام (‪1963‬م) للويس‬ ‫هول‪ ،‬و((كيف ميكن أن نغرق عندما نستطيع الطريان))‬ ‫عام (‪1971‬م) ألليكيس بانشاين‪ ،‬و{‪ :TV88‬خيال بيئي‬ ‫للغد} عام (‪1977‬م) لـشيت روامان وكريستوفر سوان‪،‬‬ ‫و((املدينة الخرضاء)) بني عامي (‪1984-1982‬م) لـدي جي‬ ‫نارودا‪ ،‬و(( ريم املتذكر)) عام (‪1984‬م) لـفريدريك بول‪،‬‬ ‫لكن مجتمعات كهذه كثريا ً ما تتخيل كبالد محاطة بأرض‬ ‫أجنبية مغطاة بقبة مطوقة مبناظر طبيعية مصابة بآفة كام‬ ‫يف {األرض} عام (‪1972‬م) لـامري فاركا‪.‬‬

‫عام (‪1986‬م) التي تتوصل الختالف أسايس بني الحكايات‬ ‫((البطولية التقنية)) عن الصيادين واألوصاف الروائية‬ ‫غري املولعة بالقتال للمجانني (الحاصدين)‪ ،‬أعيد طبعها يف‬ ‫بيئات جادة أكرث يف {قارئ النقد البيئي‪ :‬معامل يف علم التبيؤ‬ ‫األديب} عام (‪1996‬م) حرره تشريل غلوتفيلتي وهارولد‬ ‫فروم‪.‬‬

‫وقد أصبح الكتاب األخري أساس مذهبي لجمعية دراسة‬ ‫األدب والبيئة التي أسست يف عام ‪1992‬م‪ .‬إن التقليد‬ ‫الربيطاين يف النقد البيئي أسس بـ {علم التبيؤ الرومانتييك‪:‬‬ ‫قيمة الكلامت والتقليد البيئي} عام (‪1991‬م) لـجوناثان‬ ‫بات حيث تعينّ موضع أصول االهتامم بعلم التبيؤ يف األدب‬ ‫فلسفة أن((الصغري جميل)) رجعت أصداؤها وفقاً اإلنكليزي يف الرومانتيكية وكشف عن تقليد متامسك يربز‬ ‫لرهاب االحتجاز(الخوف من األماكن الضيقة أو املقفلة) من ذلك يف االستجابات األدبية الريفية للثورة الصناعية‪.‬‬ ‫إىل حد ما يف ((الحياة اليومية يف نايس ألتاي)) بني عامي‬ ‫(‪1978-1977‬م) لـروبرت نيكوالوس‪ ،‬و(( أرض املمكن))‬ ‫عام (‪1979‬م) ملاري أليس ويت‪.‬‬ ‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬

‫علم وخيال العدد الثالث والعرشون (أكتوبر ‪)2016‬‬

‫‪16‬‬


‫‪tion‬‬

‫ُ‬ ‫عامل هكسلي املخيف!!‬

‫َّ‬ ‫على حافة الزمن‬ ‫يوتوبيا البعد الرابع‬

‫سلمي علي حسن‬

‫مصرية‪ ،‬كلية علوم جامعة اإلسكندرية‪.‬‬ ‫جيوفيزيكس‪.‬‬

‫‪salmaexv@yahoo.com‬‬

‫‪17‬‬

‫علم وخيال العدد الثالث والعرشون (أكتوبر ‪)2016‬‬

‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬


‫‪Science And Fict‬‬

‫السفر عرب الزمن هو أكرث األفكار رفاهية لدي علامء الفيزياء مرور الزمن الذي ينقيض عليك ‪ ..‬وهنا قد يلتبس عليك‬ ‫‪ ..‬فأحيانا نشعر أن هذه الفكرة ال تداهم إال الرومانسيني أو األمر فتظن خطأ أن الزمن ‪-‬باملعني الحديس‪ -‬هو الذي‬ ‫هؤالء الذين أصابتهم الهموم بالرغبة يف عدم األستمرار عيل ينقص‪ ،‬أي أن األسبوع بدال من كونه سبعة أيام سيصبح‬ ‫نفس الوترية الزمنية ‪ ..‬ولكن بالرغم من ذلك نحن نعلم يومان أو أن الساعة بدال من كونها ستون دقيقة ستصبح‬ ‫جيدا أن هذه الفكرة لها تأصيل فيزيايئ‪ ،‬كام إنها متثل قاعدة دقيقة واحدة فقط‪ ،‬وهذا خطأ فني يف فهم نسبية الزمن ‪..‬‬ ‫انطالق فكرية لدي الكثري من كُتاب الخيال العلمي ولعل فكام ذكرنا بوضوح يف منطوق نسبية الزمن والذي يتضمن‬ ‫أشهرهم وأسبقهم يف طرح هذه الفكرة هو الكاتب املخرضم نقصان «رسعة مرور الزمن» كلام زاد الجسم من رسعته‬ ‫( هربرت جورج ويلز ) صاحب الرواية األعظم واألصل يف ستجد أنه مثال عند الرسعات التي تقرتب من رسعة الضوء‬ ‫طرح هذه الفكرة « آلة الزمن « والتي مل يفرد الحديث يكون األسبوع كام هو سبعة أيام ولكنه مير عليك يف يوم‪ ،‬فقد‬ ‫نقصت رسعة مروره‬ ‫فيها عن التفاصيل “ السفر عرب الزمن هو أكرث األفكار رفاهية لدي علامء‬ ‫نتيجة الزديادك أنت‬ ‫الفيزيائية املعقدة‬ ‫وراء صنع هذه الفيزياء ‪ ..‬فأحيانا نشعر أن هذه الفكرة ال تداهم إال يف رسعة سفرك‪.‬‬ ‫اآللة بقدراهتامهه الرومانسيني أو هؤالء الذين أصابتهم الهموم بالرغبة ويف الحقيقة هذه‬ ‫الفكرة هي تحديدا‬ ‫بالحديث‬ ‫عن يف عدم األستمرار عيل نفس الوترية الزمنية”‬ ‫ماندعوه بالسفر عرب‬ ‫املستقبل البعيد وما‬ ‫آلت إليه البرشية يف ذلك الزمان معتمدا يف فكرته العلمية الزمن يف النسبية الخاصة وهو مايحاول العلامء والكُتاب‬ ‫عيل التالعب بالبعد الرابع (الزمن) الذي اصبح بدعة دامئا تبسيطه يف رشح «مفارقة التوأم»‪.‬‬ ‫تخيل معي أن لديك أ ٍخ توأم ذهب يف مهمة أستكشافية‬ ‫أينشتاين الجديدة عندما أراد أن يصف أبعاد كوننا والذي‬ ‫طاملا اعتقدنا أنهم ثالثة الرشيك لهم ( الطول والعرض عيل منت سفينة فضائية وكان الطريق أمامه خا ٍل من‬ ‫كواكب أو ثقوب سوداء وال يوجد مطبات فضائية‪ ،‬فأراد‬ ‫والُسمك)‪.‬‬ ‫عندما أطل أينشتاين بعقله خارج حدود صندوقنا أن يزيد من رسعته وظل يزيد فيها حتي اقرتب من رسعة‬ ‫الفكري واسرتق نظرة متمعنة عيل كوننا املريئ عاد برأسه الضوء! صديقنا هذا استمر يف رحلته بهذه الرسعة ملدة يوم‬ ‫ليفرغ كل ما رأته عينه وأدركه عقله يف نسبيتيه الخاصة واحد ‪-‬يف ساعة سفينته‪ -‬وعندما عاد إيل األرض‪ ،‬وكان هذا‬ ‫والعامة والتي لو كان للزمان واملكان أن يتمنيا ملا متنا إال اليوم يوم األحتفال بعيد مولده هو وأخيه ‪ ،‬فوجئ أن أخيه‬ ‫أن يكونا كام وصفهام أينشتاين يف نظريتيه ‪ ..‬ونحن يف ذو الخمسة وعرشون عاما ‪-‬قبل السفر‪ -‬يضع شمعة ثالثني‬ ‫هذا املقال لسنا بصدد الغزل يف « كون أينشتاين» ولكن عاما عيل الكعكة !! ‪ ..‬إذن ماذا حدث ؟!‬ ‫ماحدث ببساطة هو أن صديقنا املسافر قد سافر يف‬ ‫كل مايهمنا هو هدية أينشتاين الثمينة إيل علم الفيزياء‬ ‫وعلامئها وهي الزمن الذي قدمه أينشتاين بكل إجالل رحلة استكشافيه ولكنها ايضا رحلة عرب الزمن حيث إن‬ ‫اليوم الذي قضاه مسافرا برسعة تقرتب من رسعة الضوء‬ ‫وتقدير ليصبح فرد من أفراد عائلة أبعادنا الكونية ‪.‬‬ ‫إن الزمن ‪ ،‬كام وصفه أينشتاين‪ ،‬ليس إال بُعد نسبي جعل الزمن لديه «يتباطأ» فمرت عليه الخمس سنوات‬ ‫شأنه شأن األبعاد املكانية مينكنك أن تتحرك بداخله ولكن األرضية يف يوم واحد! وبهذا املفهوم يكون صديقنا قد‬ ‫برشوطه! ومن خالل نسبية الزمن والتي تنص عيل أنه « سافر عرب الزمن‪ ،‬حيث إن الزمن قد مر عليه بشكل غري‬ ‫كلام زادت رسعة الجسم قلت رسعة مرور الزمن بالنسبة مألوف واملرور الغري مألوف للزمن هو ماندعوه «السفر‬ ‫لهذا الجسم يتضح لنا أنه كلام زادت رسعتك قلت «رسعة» عرب الزمن»‪.‬‬ ‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬

‫علم وخيال العدد الثالث والعرشون (أكتوبر ‪)2016‬‬

‫‪18‬‬


‫ورمبا قد تسائلت‪ ،‬ماذا لو كان صديقنا املسافر قد زاد‬ ‫من رسعته حتي وصلت لرسعة الضوء ؟!‬ ‫قبل أن تواصل التفكري يف هذا األمر ‪ ،‬تخربنا النسبية‬ ‫الخاصة بأن ذلك قطعا مستحيال ‪ ..‬ويأيت السبب مجابا عنه‬ ‫يف دستور أينشتاين الشهري ‪ E = MC2‬حيث إن ازديادك‬ ‫يف الرسعة يعني زيادة يف الطاقة وعندما تصل رسعتك إيل‬ ‫رسعة الضوء فإن ذلك يعني طاقة النهائية ومبا أن الطاقة‬ ‫تتناسب طرديا مع الكتلة فإن كتلتك ستصبح ايضا النهائية‬ ‫! وحتي قبل أن تصبح هكذا فإنه بازدياد الرسعة ستتحول‬ ‫الزيادة يف الكتلة ايل طاقة ولن تتمكن ابدا من الوصول إيل‬ ‫رسعة الضوء ‪.‬‬ ‫ولكن لنكمل ما بدأناه يف خيالنا ونفرتض أن هناك يشء‬ ‫ما ‪-‬ليس إنسانا‪ -‬قد استطاع‬ ‫أن يصل لهذه الرسعة‪ ،‬فام‬ ‫سلوك الزمن إذن يف هذه‬ ‫الحالة؟‬ ‫تخربنا النسبية الخاصة ايضا أنه « كلام تحركت برسعة أكرب‬ ‫يف املكان تحركت برسعة أقل يف الزمان» وطبقا للمعادلة‬ ‫الرياضية املوضحة بالصورة‪ ،‬عندما تصل رسعتك إيل رسعة‬ ‫الضوء فإن الطرف األمين سيصبح مساويا للصفروبالتايل‬ ‫الزمن يف الطرف األيرس سيصبح ايضا مساويا للصفر‪ ،‬أي أن‬ ‫الزمن يتوقف عندما تصبح رسعتك مساوية لرسعة الضوء‪.‬‬ ‫وكل هذا االستطراد يف معني السفر عرب الزمن هو من‬ ‫وجهة نظر النسبية الخاصة وحسب والتي مل تكن بالطبع‬ ‫النظرية الوحيدة املعنية بهذه الفكرة الجنونية الشيقة‪.‬‬ ‫« لو أن أطراف األرض تنطوي ونلتقي ‪»..‬‬ ‫قالها العاشق املتيم من بالد الصني إيل حبيبته القابعة‬ ‫يف بالد الرشق متمنيا أن تنطوي األرض عليه فيتقابل هو‬ ‫وحبيبته يف التو واللحظة ‪..‬‬ ‫مل يكن يعلم أن هذا التمني هو ما يعكف كثري من‬ ‫الفيزيائيني والفلكيني عيل محاولة دراسة ما إذا كان‬ ‫ممكنا التحقيق أم إنه محض خيال رومانيس أفرط‬ ‫صاحبه يف التأمل فاطلق هذه األمنية البعيدة املنال‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫علم وخيال العدد الثالث والعرشون (أكتوبر ‪)2016‬‬

‫‪tion‬‬

‫ولنكون أدق وأكرث وضوحا فإن الفيزيائيني والفلكني مل‬ ‫يطمحوا يف إنطواء األرض وحسب بل إنطواء الكون كلية!‬ ‫وهو ماندعوه علميا بـ « الثقب الدودي» ‪.wormhole‬‬ ‫ولتوضيح الفكرة أكرث يجب علينا أوال رشح كيفية عمل‬ ‫الثقب الدودي‪.‬‬ ‫تخيل أنك احرضت ورقة مستطيلة الشكل وثقبتها يف‬ ‫أقيص ميينها ثم أحدثت ثقبا آخر يف أقيص اليسار‪ ،‬واآلن‬ ‫أنت تريد أن توصل بني الثقبني ‪ ،‬تخربك الفيزياء والهندسة‬ ‫إنه لفعل ذلك أمامك طريقتني؛ األويل هي أن توصل بني‬ ‫النقطتني بالقلم واملسطرة بصورة تقليدية جدا‪ ،‬أما الطريقة‬ ‫طي الورقة ليقابل الثقب األمين نظريه األيرس‬ ‫الثانية هي ّ‬ ‫مبارشة او من خالل جرس تقوم أنت بصنه بني الثقبني‪.‬‬ ‫الورقة املستطيلة هي نسيج الزمكان‪ ،‬واملرور من خالل‬ ‫الثقب يتيح املرور من مكان وزمان معينني إىل زمان ومكان‬ ‫آخر‪ .‬وقد تتسائل ‪ ..‬هل يحتوي كوننا عيل مثل هذه‬ ‫األنفاق الزمانية؟ واإلجابة الرصيحة لهذا التساؤل هي ال ‪..‬‬ ‫حيث إنه حتي اآلن ال يوجد دليل ُمشاهد أو ُمستنتج عيل‬ ‫وجودها ولكن نظرية األوتار تخربنا أن مثل هذا التشوه يف‬ ‫نسيج الفضاء ممكن الحدوث وال يوجد مامينعه فيزيائيا أو‬ ‫رياضيا‪.‬‬ ‫واآلن قد تري من خالل طرحنا ملوضوع السفر عرب‬ ‫الزمن إنه مقترص فقط عيل السفر للمستقبل دون تضمني‬ ‫أي طريقة «للعودة إيل املايض» ‪ ..‬والحقيقة أن السفر‬ ‫للمستقبل قد أخذ هذه املساحة من املقال ألنه بالفعل‬ ‫مستحوذ عيل مساحة كبرية يف النظريات الفيزيائية أكرث من‬ ‫السفر للاميض‪ ،‬ولكن هذا ال يعني أن السفر للاميض ليس‬ ‫له مكان ولكن لنكن صادقني فالسفر للاميض حتي اآلن‬ ‫يعترب نظريا وعمليا مستحيل عيل عكس السفر للمستقبل‬ ‫والذي قد تجد فيه بارقة أمل ولو ضعيفة للغاية أما يف حالة‬ ‫املايض فال الفيزياء وال املنطق قد يسمحا بحدوث مثل هذا‬ ‫النوع من السفر يف يوم من األيام ‪.‬‬ ‫ولكن األفكار التأملية والخيال دامئا ما يتحديان املعرفة‬ ‫ويثبتان أنهم أقوي منها أحيانا ‪ ..‬فهناك فكرة خيالية تقول‬ ‫أنه مثال إذا متكنت من وضع شخص بالكامل داخل مكعب‬ ‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬


‫‪Science And Fict‬‬ ‫كبري من الثلج وتركته متجمدا لفرتة من الزمن وليكن نصف‬ ‫قرن ‪ ،‬وبفرض أن هذا التجمد لن يؤثر عيل عملياته الحيوية‬ ‫وسيبقيه حيا مع إقاف التنفيذ‪ ،‬فإننا بعد مرور نصف‬ ‫القرن إذا قمنا بإزالة الثلج عنه والسامح له مبامرسة حياته‬ ‫الطبيعية مرة أخري سنجده يترصف بكل أساليب وترصفات‬ ‫البرش القدمية قبل خمسني عاما والتي لن تكون قد تغريت‬ ‫كثريا ولكنها حتام تغريت ‪ ..‬لذلك فإننا بهذه التجربة نكون‬ ‫قد أجرينا «حبس زمني» لهذا الشخص أو مبعني فيزيايئ‬ ‫نكون قد نقلناه عرب الزمن ولكن هذه املرة للاميض‪.‬‬ ‫وليست هذه الطريقة هي فقط التي ميكن من خاللها‬ ‫تنفيذ فكرة السفر للاميض ولكن مثة طريقة أخري‬ ‫إفرتاضية ايضا‪ -‬متكننا من التفكري فيزيائيا يف هذا النوع‬‫من السفر وهذه املرة عن طريق العالقة الفيزيائية األزلية‬ ‫بني النملة والتفاحة والتي نوضح فيها أن النملة عندما‬ ‫تتحرك عيل التفاحة فإنها تعود لنفس النقطة التي كانت‬ ‫عليها دون تغيري وجهتها‪ .‬وإذا انتقلنا من نسيج التفاحة‬ ‫ضل‬ ‫إيل نسيج الزمكان وبافرتاض أن هناك سائقا تائها قد ّ‬ ‫طريقه ومل يعد يعرف الوجهة‬ ‫التي يسري فيها وليك يستعيد « والحقيقة أن السفر‬ ‫خارطة الطريق يف ذهنه للمستقبل قد أخذ هذه‬ ‫املساحة من املقال‬ ‫يجب عليه العودة إيل مفرتق ألنه بالفعل مستحوذ‬ ‫الطرق وليك يقوم بذلك أمامه عيل مساحة كبرية يف‬ ‫طريقتني؛ إما أن يغري أتجاهه النظريات الفيزيائية‬ ‫ليعود مرة أخري إيل مفرتق أكرث من السفر للاميض»‬ ‫الطرق‪ ،‬أو أن يكمل طريقه يف‬ ‫أتجاهه املستقيم ‪-‬مجازا‪ -‬حتي يدور حول الكرة األرضية‬ ‫بالكامل ويعود إيل النقطة التي كان عليها مرة أخري‪،‬‬ ‫وهذه العودة الشاقة ليست إال عودة مكانية بحتة أما‬ ‫العودة الزمانية ‪-‬والتي تهمنا أكرث‪ -‬فيبدو أنها لن تتحقق‬ ‫إال بتغيري الرسعة بدال من تغيري الوجهة ‪ ،‬حيث بإمكان‬ ‫هذا السائق أن يزيد من رسعته إيل أن يصل لرسعة الضوء‬ ‫ويتجاوزها فيعود إيل املايض ‪-‬تحديدا عندما كان يسري قبل‬ ‫مفرتق الطرق‪ -‬ويغري وجهته حتي يسري يف اإلتجاه الصحيح‪.‬‬ ‫والطريقة الثانية هذه ليست طريقة خيالية فحسب بل‬ ‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬

‫إنها خيال متطرف! ليس فقط إلننا أرشنا سابقا أن الوصول‬ ‫لرسعة الضوء يعترب أمرا مستحيال حتي اآلن ولكن إلنه حتي‬ ‫تجاوز رسعة الضوء لن ميكننا من العودة إيل املايض ‪ ..‬فطبقا‬ ‫للقانون املذكور آنفا واملوضح يف الصورة ؛ إذا زادت رسعة‬ ‫الجسم عن رسعة الضوء ستصبح القيمة تحت الجذر سالبة‬ ‫وجذر القيمة السالبة يعطي قيمة تخيلية‪ ،‬لذلك فنحن‬ ‫النعرف هل سيعود الزمن فعال إيل الوراء إم إنه سيسلك‬ ‫مسلك آخر ال نعرف ماهيته حتي اآلن‪.‬‬ ‫وبهذا يتضح لنا أن السفر عرب الزمن للاميض نظريا‬ ‫وعمليا الميكنه أن يحدث إال يف أحالمك أثناء نومك عندما‬ ‫تحلم بطفولتك وأنت تلهو مع أصدقائك أو يف خيالك عندما‬ ‫تتذكر أحداث سعيدة أو مؤملة حدثت يف املايض وتحاول‬ ‫أنت استحضارها والعيش معها ثانية‪ ،‬أما السفر للمستقبل‬ ‫فيبدو أنه قد تجد له منفذ فيزيايئ يوما ما يف املستقبل‬ ‫تستطيع أن تسافر من خالله إيل مستقبل املستقبل‪.‬‬

‫الهوامش والمراجع‬ ‫‪ -1‬جربييل شاردان ‪ ،‬هل ميكننا السفر عرب الزمن ؟‪( ،‬أبو‬ ‫ظبي ‪ :‬هيئة ابو ظبي للسياحة والثقافة‪ ،‬كلمة ‪) 2012 ،‬‬ ‫ص ‪.62‬‬ ‫‪2- Anton Skorucak, If it was possible to travel‬‬ ‫‪faster then the speed of light, would time re‬‬‫‪verse itself?, http://www.physlink.com/Educa‬‬‫‪tion/AskExperts/ae283.cfm‬‬

‫علم وخيال العدد الثالث والعرشون (أكتوبر ‪)2016‬‬

‫‪20‬‬


‫‪tion‬‬

‫ُ‬ ‫عامل هكسلي املخيف!!‬

‫الطابع العلمي في قصص‬

‫د‪ .‬مصطفى محمود‬ ‫عرفه المشاهد العربي من خالل برنامجه الشهير (العلم واإليمان) الذي‬ ‫َ َ‬ ‫اكتسح الشاشات العربية في وقت قصير وانطبعت صورته ‪ -‬أي‬ ‫د‪/‬مصطفى محمود– في ذهن المواطن العربي بأنه العالم والمتحدث‬ ‫دائما ‪ ،‬والخاصة منهم من يعرف د‪/‬مصطفى محمود األديب‬ ‫بلسان العلم‬ ‫ً‬ ‫الذي بدأ حياته كاتبا للقصة القصيرة والمقال بأنواعه االجتماعي والسياسي‬ ‫والفلسفي ومن ثم كات ًبا للرواية والمسرحية وبعد ذلك أدب الرحالت سواء‬ ‫في الصحراء أو المدينة أو الغابة أو رحلته الشهيرة من الشك إلى اإليمان‬ ‫وهي رحلة نفسية لهذا الكاتب المبدع في ذاته الشخصية ناق ً‬ ‫ال لها من أغوار‬ ‫الشك والمجادلة إلى برد اليقين والتصوف العميق والعاقل وفي كل األدوار‬ ‫تطل شخصية األديب متعمقة في فلسفة متناهية وبساطة متواضعة‬ ‫لتقديم الحياة في أكمل صورها ‪ ،‬العلم سالحه والكلمة مصباحه في هداية‬ ‫الساري في الطريق‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫علم وخيال العدد الثالث والعرشون (أكتوبر ‪)2016‬‬

‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬


‫‪Science And Fict‬‬ ‫م‪ .‬عبدالحفيظ العمري‬

‫كاتب ومترجم علمي يمني له العديد من‬ ‫الكتب المترجمة والمقاالت المنشورة في‬ ‫مجال نشر العلم وتبسيطه‪.‬‬

‫‪Facebook.com/abdulhafeed.alamri‬‬

‫االنطالق من التخصص‬

‫وإذ نتحدث عن القصة عند د‪/‬مصطفى محمود‬ ‫فللتميز الذي عرف به هذا األديب عن كل أقرانه‬ ‫من األدباء املعارصين وهذا التميز يكمن يف علمية‬ ‫هذه الشخصية أو باألصح الطابع العلمي الذي‬ ‫صاحب منو هذه الشخصية مام ال نراه يف أديب آخر‬ ‫فلم تكن العلمية ديدن يوسف إدريس وال نجيب‬ ‫محفوظ – رغم علو كعب األخري يف الرواية – وال‬ ‫آخرين كام هي ملصطفى محمود‪..‬‬ ‫فمن لقب (املرشحتجي ) الذي عرف به أيام‬ ‫ما كان طال ًبا يف كلية الطب جامعة القاهرة لكرثة‬ ‫وقوفه عىل الجثث املرتاصة يف مرشحة الكلية باحثا‬ ‫عن رس الحياة ( أمثر هذا الوقوف كتابني له هام لغز‬ ‫الحياة و لغز املوت) إىل برنامجه الشهري ( العلم‬ ‫واإلميان ) مرو ًرا بتخصصه يف األمراض الصدرية‬ ‫والقلبية – كطبيب مامرس ‪ -‬هذا كله انطبع عىل‬ ‫أدبه فقصصه القصرية التي غلب عليها طابع الطب؛‬ ‫إما أن يكون املؤلف هو املتحدث بلسان البطل كام‬ ‫يف قصة منتهى النجاح يف مجموعته عنرب‪ )1( 7‬أو‬ ‫حالوة السكر يف مجموعته أكل عيش(‪ ،)2‬حيث يحيك‬ ‫بلسان دكتور شار ًحا التفاصيل لتي تجري يف عيادته‬ ‫من حضور املرىض والكشف عليهم وخالفه‪ ،‬أو حاك ًيا‬ ‫عىل لسان مريض من مرضاه كام يف قصة ال احد يف‬ ‫مجموعته عنرب ‪ « 7‬إىل جوار فرايش تراصت عرشات‬ ‫زجاجات من أقراص الوميتال والفريونال»(‪ )3‬أو يف‬ ‫قصة مدام س يف مجموعته شلة األنس « اخرج من‬ ‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬

‫جيبه حزمة من الروشتات القدمية املهملة ‪ ....‬إنها‬ ‫خربة أربعة عرش عاما عن مرض ال يربأ روماتيزم يف‬ ‫القلب يف الصاممات ال عالج له» (‪ ،)4‬وأقرأ معي يف‬ ‫قصة قتيل بدون قاتل يف مجموعته الذين ضحكوا‬ ‫حتى البكاء‪« :‬وأي غرابة يف وجود أمبولة مورفني عند‬ ‫رجل مثل منصور الجبييل مصاب بالتهاب مزمن يف‬ ‫(‪)5‬‬ ‫الكىل يعاوده املغص الكلوي بني حني وآخر‪».‬‬ ‫وهكذا سارت األمور لدى د‪/‬مصطفى محمود يف‬ ‫أغلب قصصه القصرية؛ لقد حمل عيادته و آالتها‬ ‫وأسامء األدوية ووزعها عىل أبطال قصصه من مرىض‬ ‫وأطباء وحتى املرشحة مل تتوارى عن قصصه ‪.‬‬ ‫فليس غريبا أن يخرج القارئ لقصصه بثقافة‬ ‫متواضعة يف أسامء األدوية وهو يرى صيدلية متنقلة‬ ‫(‪)6‬‬ ‫يف حنايا هذه القصص‪.‬‬ ‫ويبدو إن إخالص د‪/‬مصطفى محمود لتخصصه‬ ‫يف الطب – وهو األمراض الصدرية والقلبية – طاغ ًيا‬ ‫بحيث أصبحت هذه األمراض هي محور تلك القصص‬ ‫شار ًحا فيها أعراضها واسمع معي هذه العبارات‪:‬‬ ‫« كان التشخيص رسطان الثدي من الدرجة‬ ‫(‪)7‬‬ ‫الثانية»‬ ‫« يقول الباثولوجي انه كان بها رسطان وليد يف‬ ‫(‪)8‬‬ ‫أول مرحلة»‪.‬‬ ‫«وحينام تيقظ يف صباح اليوم التايل كانت قدماه‬ ‫وارمتني وكان الورم املايئ يرسي إىل أعىل ساقيه ببطء‬ ‫(‪)9‬‬ ‫وكان معنى هذا انه يعاين نوبة قلبية حادة»‬

‫فروع أخرى‬

‫ومل يقترص األمر عىل تخصصه يف الطب فقط ‪،‬‬ ‫فقد انضمت إليه باقي فروع الطب األخرى التي‬ ‫تخدم القصة كام تالحظ يف قصة حكاية الدكتور‬ ‫اسكندر يف مجموعته نقطة الغليان التي يتحدث‬ ‫عن ردود الفعل واألفعال املنعكسة يف الطب النفيس‬ ‫(‪ ،)10‬ويحدث يف بعض القصص أن يرشح املوضوع‬ ‫بشكل علمي محض بحيث تحس أنك أمام مقال‬ ‫علم وخيال العدد الثالث والعرشون (أكتوبر ‪)2016‬‬

‫‪22‬‬


‫علمي أقرب منه كعمل أديب مرتكز عىل العلم واسمع معي‪:‬‬ ‫« لو أمكن استنساخ الجنني البرشي بهذه الطريقة فانه‬ ‫ميكن الحصول عىل األجنة املتامثلة ‪...‬سيظل االستنساخ‬ ‫(‪)11‬‬ ‫‪ CLONNING‬حلم العلامء لسنني‪».‬‬ ‫وأما عناوين القصص فهي األقرب إىل الطب بكثري‪.‬‬ ‫حكاية الدكتور اسكندر‪ ،‬دواء منوم‪ ،‬ساندويتش مخ‪،‬‬ ‫خانكة(‪..... )12‬الخ ‪.‬‬

‫وجوه العلم األخرى‬ ‫وبعي ًدا عن الطب استثمر د‪/‬مصطفى محمود اطالعه‬ ‫عىل العلوم يف التعابري التي أراد أن مييز بها قصصه ‪،‬وهذا‬ ‫ليس غري ًبا عىل رجل العلم يف هذا الزمان‪.‬‬ ‫فتجد الفيزياء والكيمياء وعلوم األحياء والتاريخ مرتاصة‬ ‫يف قصص د‪/‬مصطفى محمود بشكل ملفت للنظر وتجده‬ ‫يفضل التعبري العلمي بديالً عن األديب يف توضيح بعض‬ ‫ّ‬ ‫األحوال النفسية لشخصيات قصصه ‪ ،‬ففي قصة ذرة‬ ‫اليورانيوم – التي يرشح فيها عالقة متوترة بني رجل وزوجته‬ ‫وتنامي هذا التوتر بينهام – يختتم القصة قائالً‪« :‬وانسحق‬ ‫الجربوت بالهوان كام تنسحق املادة باملادة املناظرة وتتبدد‬ ‫يف فضاء الكون ‪،‬وانفجرت ذرة اليورانيوم»(‪ ،)13‬ويف قصة‬ ‫نهاية شبح التي تختتم بهروب االبن الثالث بالنقود إىل‬ ‫الصحراء الغربية (نفس الصحراء التي ذهب إليها د‪/‬‬ ‫مصطفى محمود يف مغامرته الغابة) ميزج بني ما شاهده يف‬ ‫تلك الصحراء وعلوم األحياء والطب فيقول‪ « :‬إنه يعلم ماذا‬ ‫ستفعل لدغة الطريشة (اسم ثعبان) من ثعبان بهذا الحجم‬ ‫الذي يراه‪ .....‬يبدأ السم يرسي يف دمه ليصل إىل مراكز‬ ‫التنفس ويصيبها عضالت التنفس بالشلل» (‪ ، )14‬وغريها‬ ‫الكثري مام نشاهده يف قصصه‪.‬‬

‫العلمية المحضة‬ ‫كأمر طبيعي بعد هذا كله أن نجد ملصطفى محمود قصة‬ ‫تتخذ العلم محو ًرا لها وليس تطعيماً شكيل كام يف القصص‬ ‫املشار إليها سابقًا‪ ،‬مبا نصفه أدب الخيال العلمي فكانت‬

‫‪23‬‬

‫علم وخيال العدد الثالث والعرشون (أكتوبر ‪)2016‬‬

‫‪tion‬‬

‫أوىل رواياته العلمية رواية العنكبوت التي «تندرج تحت‬ ‫هذا اللون من القصص الذي يعرف بالقصص العلمي» (‪،)15‬‬ ‫وقيمتها‪ -‬أي هذه الرواية – أنها كانت « فاتحة لهذا اللون‬ ‫القصيص يف أدبنا العريب» (‪ )16‬وهذا اللون يحتاج إىل ثقافة‬ ‫علمية صحيحة إىل جانب املوهبة األدبية ‪ ،‬وم ْن يجمع بني‬ ‫هاتني امليزتني مثل د‪ /‬مصطفى محمود ؟‬ ‫«تدور أحداث هذه الرواية حول بطلني رئيسني األول‬ ‫هو الدكتور داود صاحب املذكرات التي تكشف لنا أحداث‬ ‫الرواية‪ ،‬أما اآلخر فهو راغب دميان املريض الذي تدور‬ ‫(‪)17‬‬ ‫حوله األحداث‪».‬‬ ‫وفكرة الرواية معتمدة علم ًيا عىل دور النخاع املستطيل‬ ‫يف املخ الذي يفرتض د‪/‬مصطفى محمود أنه يقوم بدور‬ ‫التوليفة العصبية التي متكن املخ من تجميع األصوات مثل‬ ‫الراديو «وخالصة التجارب أنه يستطيع أن يسلط عىل‬ ‫اإلنسان أشعة معينة ويحقنه بسائل معني فيتحول اإلنسان‬ ‫الواحد إىل أكرث من واحد ويتمدد يف مجرى الزمن وتيار‬ ‫التاريخ ليعيش أكرث من حياة ويف أكرث من عرص»(‪ ، )18‬إنها‬ ‫رواية استفاد د‪/‬مصطفى محمود من تخصصه يف الطب‬ ‫وعلوم الفيزياء‪ ،‬وقد كان كتبها تحت تأثري فكرة التناسخ‬ ‫يل فكرة التناسخ مدة‬ ‫الهندي التي يقول عنها‪« :‬وسيطرت ع ّ‬ ‫طويلة وظهرت يف روايات يل مثل العنكبوت والخروج من‬ ‫التابوت»(‪ ،)19‬وتظهر هذه الرواية املزج الجميل بني هذه‬ ‫العلوم‪.‬‬ ‫أما روايته األشهر فهي رجل تحت الصفر والتي فازت‬ ‫بجائزة الدولة املرصية يف عام ‪1970‬م‪ ،‬وتدور أحداثها بعد‬ ‫قرابة مائة عام من كتابتها كام نقرأ يف أولها» صباح السبت‬ ‫(‪)20‬‬ ‫أول األسبوع أول يناير بداية شهور السنة عام ‪».2067‬‬ ‫وقبل أن نلج إىل هذه الرواية أريد أن أوضح أن ما ذهب‬ ‫إليه الكاتب جالل العرشي يف تعليقه عىل الرواية حيث‬ ‫يقول‪ »:‬عام‪2067‬م إشارة إىل عام النكسة كان عا ًما فاصالً‬ ‫بني عرصين ‪،‬بل بني حضارتني‪ ،‬حضارة الطائرة وحضارة‬ ‫الصاروخ»(‪ ،)21‬هذا التعليق ليس صحي ًحا ألنه يفرتض أن‬ ‫الرواية ك ُــتبت يف عام ‪1967‬م ‪-‬أي عام النكسة ‪-‬وهي يف‬ ‫األصل ط ُـبعت يف عام ‪1966‬م (‪ )22‬أي قبل النكسة بعام‪ ،‬لذا‬ ‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬


‫‪Science And Fict‬‬ ‫فليس لها أي عالقة بالنكسة من قريب أو بعيد ‪،‬كام أنه ليس‬ ‫هناك أي إشارة ألحداث النكسة يف الرواية ؛ إذ تتمحور حول‬ ‫تجربة رهيبة للدكتور شاهني يف التحول إىل إشعاع يستطيع‬ ‫اخرتاق أي املجاالت ومنافسة الدكتور عبد الكريم له يف‬ ‫حب روزيتا التي اختارت الدكتور شاهني وتأثري ذلك عىل‬ ‫مجريات األحداث التي صاغها د‪/‬مصطفى محمود بحبكة‬ ‫متقنة حيث جمع بني البعد االجتامعي والرتكيز عىل األمور‬ ‫العلمية كاالستنساخ والنسبية والديناميكا الحرارية ‪ ،‬واسمع‬ ‫معي بداية الرواية ‪« :‬يف مقعدين متقابلني جلس الدكتور‬ ‫شاهني واملهندس عبد‬ ‫«تظـــل حقيـــقة بنــاء‬ ‫الكريم كل واحد منهام‬ ‫د‪.‬مصطفى محمود أول يبدو كأنه نسخة من‬ ‫لبنة ألدب الخيال العلمي اآلخر وكأنهام توأمان‬ ‫يف أدبنا العريب هو اإلنجاز مع أن أولهام مرصي‬ ‫العظيم الذي قدمه للقصة والثاين عراقي‪ .‬وكذلك‬ ‫ّ‬ ‫كان ركاب الصاروخ‬ ‫والرواية العربية حتى نس ًخا متشابهة من‬ ‫اليوم بحيث أنار الطريق صورة واحدة وكأنهم‬ ‫مل ْن تلته من أقالم تب ّنت أخوة أشقاء مع أن‬ ‫كل واحد من جنسية‬ ‫هذا النوع»‪.‬‬ ‫(‪)23‬‬ ‫مختلفة‪»..‬‬ ‫فظهور االستنساخ كفكرة علمية محضة لدى د‪/‬مصطفى‬ ‫محمود يف زمن كتابة الرواية – ‪1966‬م‪ -‬هو اإلبداع‬ ‫الحقيقي حيث مل تتم أول تجربة عىل االستنساخ إال يف‬ ‫أوائل الثامنينات عىل الضفادع والحرشات‪ ،‬ويبدو إن اطالع‬ ‫د‪/‬مصطفى محمود عىل بدايات هذا العلم هو الذي أمده‬ ‫بهذا ال َنفَس‪.‬‬

‫الختام‬

‫الرؤية العلمية للدكتور‪/‬مصطفى محمود كانت ذخريته‬ ‫يف قصصه القصرية أو رواياته وجعلته ممي ًزا عن غريه من‬ ‫الكـت ّـاب ‪ ،‬ولكن مام يُؤخذ عليه يف ذلك تناثر األسامء الطبية‬ ‫بشكل ملفت كأننا أمام روشتة عالج أكرث مام هي قصة‪،‬‬ ‫ومع هذا تظل حقيقة بناء د‪/‬مصطفى محمود أول لبنة‬ ‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬

‫ألدب الخيال العلمي يف أدبنا العريب هو اإلنجاز العظيم‬ ‫الذي ق ّدمه للقصة والرواية العربية حتى اليوم بحيث أنار‬ ‫الطريق مل ْن تلته من أقالم تب ّنت هذا النوع من األدب كنهاد‬ ‫رشيف ود‪/‬نبيل فاروق ورؤوف وصفي وغريهم‪.‬‬

‫الهوامش والمراجع‬ ‫(‪ )1‬د‪/‬مصطفى محمود ‪ ،‬عنرب‪ ، 7‬ص‪.140:‬‬ ‫(‪ )2‬د‪/‬مصطفى محمود ‪ ،‬أكل عيش ‪ ،‬ص‪.91:‬‬ ‫(‪ )3‬د‪/‬مصطفى محمود ‪ ،‬عنرب‪ ، 7‬ص‪.84 :‬‬ ‫(‪ )4‬د‪/‬مصطفى محمود ‪ ،‬شلة األنس ‪ ،‬ص‪.69:‬‬ ‫(‪ )5‬د‪/‬مصطفى محمود ‪ ،‬الذين ضحكوا حتى البكاء ‪ ،‬ص‪.18 :‬‬ ‫(‪ )6‬انظر شلة األنس ‪ ،‬ص‪ 78 -77:‬وص‪ ، 78:‬أعامل صالحة جدا‪،‬‬ ‫ص‪ 27:‬وص‪ ، 29:‬وغريها‪.‬‬ ‫(‪ )7‬د‪/‬مصطفى محمود ‪ ،‬نقطة الغليان ‪ ،‬ص‪.59:‬‬ ‫(‪ )8‬نفســـه ‪ ،‬ص‪.70:‬‬ ‫(‪ )9‬د‪/‬مصطفى محمود ‪ ،‬شلة األنس ‪ ،‬ص‪.76-75:‬‬ ‫(‪ )10‬د‪/‬مصطفى محمود ‪ ،‬نقطة الغليان ‪ ،‬ص‪.50:‬‬ ‫(‪ )11‬د‪/‬مصطفى محمود ‪ ،‬الذين ضحكوا حتى البكاء ‪ ،‬ص‪.89:‬‬ ‫(‪ )12‬إحدى مستشفيات القاهرة يف الخمسينات‪.‬‬ ‫(‪ )13‬د‪/‬مصطفى محمود ‪ ،‬نقطة الغليان ‪ ،‬ص‪.86:‬‬ ‫(‪ )14‬د‪/‬مصطفى محمود ‪ ،‬الذين ضحكوا حتى البكاء ‪ ،‬ص‪.43 :‬‬ ‫(‪ )15‬جالل العرشي ‪ ،‬مصطفى محمود شاهد عىل عرصه ‪ ،‬ص‪.150:‬‬ ‫(‪ )16‬نفسه ‪ ،‬ص‪.151:‬‬ ‫(‪ )17‬نفسه ‪ ،‬ص‪.154 :‬‬ ‫(‪ )18‬نفسه ‪ ،‬ص‪.157:‬‬ ‫(‪ )19‬د‪/‬مصطفى محمود ‪ ،‬رحلتي من الشك إىل اإلميان‪ ،‬ص‪.14 :‬‬ ‫(‪ )20‬جالل العرشي ‪..‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.176 :‬‬ ‫(‪ )21‬نفســــه‪.‬‬ ‫(‪ )22‬روبرت ب‪ .‬كامبل ‪ ،‬أعالم األدب العريب املعارص ‪ ،‬ص‪.1196 :‬‬ ‫(‪ )23‬د‪/‬مصطفى محمود ‪ ،‬رجل تحت الصفر ‪ ،‬ص‪.3 :‬‬

‫علم وخيال العدد الثالث والعرشون (أكتوبر ‪)2016‬‬

‫‪24‬‬


‫‪tion‬‬

‫«هرمون سريوتونني هو مادة كيميائية‬ ‫موجودة ىف جسم اإلنسان عىل طول األعصاب‬ ‫وبينها أيضا ً‪ ،‬وهو عبارة عن ناقل عصبى‬ ‫ويرتكز ىف الدماغ واألمعاء والصفائح الدموية‪.‬‬ ‫بالنسبة لبعض الباحثني ىف مجال الكيمياء‬ ‫فهم يعتربونه مادة كيميائية مسؤولة عن‬ ‫الحفاظ عىل التوازن واملزاج‪ ،‬ومجرد عجز‬ ‫خلية الكرومافينية الداخلية ىف إفراز هرمون‬ ‫سريوتونني سيؤدى إىل اإلكتئاب لدى اإلنسان»‪.‬‬

‫حقائق علمية عن هرمون السعادة‪:‬‬

‫هــرمون‬ ‫السـعادة‬

‫السريوتونني هو ناقل عصبى مهم كيميائيا لجسم‬ ‫اإلنسان‪.‬‬ ‫يعترب عادة أنه املادة الكيميائية املسؤولة عن حفظ‬ ‫توازن الجسم واملزاج العام لإلنسان‪.‬‬ ‫يتم إنشاء الهرمون من قبل عملية تحول بيوكيميائية‪.‬‬ ‫يتم تصنيعها غالبا ً ىف الدماغ واألمعاء‪ ،‬وتوجد ىف الجهاز‬ ‫الهضمى غالبية الهرمون بنسبة ‪ % 90 – 80‬كإحتامل‬ ‫لوجودها‪.‬‬ ‫السريوتونني الذى يستخدم داخل املخ يجب أن يصنع‬ ‫داخل املخ‪.‬‬ ‫يُعتقد أن السريوتونني يؤثر عىل املزاج والسلوك‬ ‫اإلجتامعى والشهية والهضم والنوم والذاكرة والرغبة‬ ‫الجنسية‪.‬‬ ‫األدوية التى يدخل ىف تصنيعها هذا الهرمون تُستخدم‬ ‫ىف عالج اإلكتئاب والصداع النصفى ىف الدماغ والغثيان ‪.‬‬ ‫البحوث الطبية مستمرة لرتى ما الدور الذى ميكن أن‬

‫محمد عطا‬

‫مصري‪ ،‬طالب ثانوي‬ ‫مطور برمجيات وكاتب مقاالت ومؤلف‪.‬‬

‫‪mohamedata313@gmail.com‬‬

‫‪25‬‬

‫علم وخيال العدد الثالث والعرشون (أكتوبر ‪)2016‬‬

‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬


‫‪Science And Fict‬‬ ‫يلعبه هرمون السريوتونني ىف السمنة ومرض باركنسون ‪.‬‬ ‫لزيادة مستويات هذا الهرمون ىف الجسم ‪ ،‬يجب إتباع‬ ‫مامرسة الرياضة وإتباع نظام غذاىئ ‪.‬‬

‫ما هو هرمون السيروتونين ؟‬

‫هرمون السريوتونني هو ناتج عملية تحويل بيوكيميائية‬ ‫التى تجمع بني الرتبتوفان وهو مكون من الربوتينات مع‬ ‫هيدروكسيالز تربتوفان ( مفاعل كيمياىئ ) كل ذلك ينتج‬ ‫هرمون السريوتونني ‪.‬‬ ‫يوجد السريوتونني ىف الدماغ واألمعاء والنسبة الكربى‬ ‫منه ترتكز ىف الجهاز الهضمى ‪ ،‬كام أنه من املمكن أن تكون‬ ‫الصفائح الدموية والجهاز العصبى املركزى يحتوى عىل‬ ‫السريوتونني‪.‬‬ ‫السريوتونني هو هرمون نشط ميكن العثور عليه عىل‬ ‫نطاق واسع ىف الجسم‪ ،‬فأغلب الكيميائيني يعتقدون أن‬ ‫هذه املادة الكيميائية تلعب دورا ً ىف التأثري عىل مجموعة‬ ‫متنوعة من الجسم والنفسية‪.‬‬ ‫السريوتونني أيضا ال يستطيع أن يعرب حاجز الدم ىف‬ ‫الدماغ حيث يجب أن يُنتج الهرمون داخل املخ ‪.‬‬ ‫لقد تحدثنا كثريا ً عن الهرمون بالشكل العام والخارجى‬ ‫ولكن ما الدور الحيوى الذى يلعبه هذا الهرمون ىف الجسم‪:‬‬ ‫الهرمون يلعب دور ناقل عصبى ومحول اإلشارات بني‬ ‫الخاليا العصبية ويعمل عىل تنظيم كثافتها‪.‬‬ ‫يُعتقد أن السريوتونني تلعب دورا ً رئيسيا ً ىف الجهاز‬ ‫العصبى املركزى وكذلك ىف عمل الجسم العام وتوازنه‬ ‫وخاصة الجهاز الهضمى ‪ ،‬وقد ظهرت دراسات تفرس الصلة‬ ‫بني هرمون السريوتونني امللقب بهرمون السعادة وبني إفراز‬ ‫حليب الثدى عند األنثى ‪ ،‬وأيضا تجديد الكب واإنقسام‬

‫الخاليا ‪.‬‬ ‫سنقوم اآلن بدراسة تأثري السريوتونني كناقل عصبى‬ ‫حيث يظهر أن للهرمون تأثريات مبارشة وغري مبارشة ىف‬ ‫معظم خاليا الدماغ وفيام يىل قامئة من األشياء التى يؤثر‬ ‫عليها هرمون السعادة ‪:‬‬ ‫ ينظم وظيفة األمعاء ‪ ،‬حيث تم العثور عىل هذا الهرمون‬‫أكرث من مرة يقوم بعدة وظائف ىف الجهاز الهضمى حيث‬ ‫تلعب دورا ً مهام ً ىف الحد من الشهية عندما يستهلك‬ ‫الجهاز الهضمى وجبة كاملة ‪.‬‬ ‫ تضبط املزاج ‪ ،‬إنها تعرف أكرث بدورها ىف ضبط الدماغ‬‫حيث تلعب تلك الهرمونات دورا ً هاما ً ىف املزاج والقلق‬ ‫والسعادة ‪ ،‬ومن هنا تم إنتاج أقراص غري مرشوعة للنشوة‬ ‫‪ LSD‬والتى تسبب إرتفاع هائل ملستوى السريوتونني ‪.‬‬ ‫ تشكل دورا ً رئيسيا ً ىف تجلط الدم حيث يتم تحرير‬‫تلك الهرمونات من قبل الصفائح الدموية عندما يكون‬ ‫هناك جرح حيث تقلل من تدفق الدم ‪.‬‬ ‫ لها دور أيضا ً أثناء الغثيان ‪ ،‬عندما تأكل شيئا ً ساما‬‫ً مثال ً يتم إنتاج هذا الهرمون بكرثة لزيادة وقت العبور‬ ‫وطرد الفضالت السامة ىف صورة إسهال حتى يُطرد خارج‬ ‫الجسم ‪.‬‬ ‫تلك كانت خالصة جيدة ملحاولة التعرف عىل ماهية‬ ‫هرمون السعادة واملضاد لإلكتئاب واملصنع منه مواد‬ ‫مخدرة غري رشعية ‪.‬‬

‫الهوامش والمراجع‬ ‫مرتجمة عن‪:‬‬ ‫ �‪Medical News Today, http://www.medical‬‬ ‫‪newstoday.com/articles/232248.php, Friday 26‬‬

‫“أدب الخيال العلمي هو‪ ،‬وحده‪ ،‬األدب الحقيقي اليوم”‬

‫‪ -‬الكاتب األرجنتيني “جورج لويس بورخيس”‬

‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬

‫علم وخيال العدد الثالث والعرشون (أكتوبر ‪)2016‬‬

‫‪26‬‬


‫‪tion‬‬

‫مراجـعات‬

‫الظمأ والحنين‬

‫صالح شعير‬

‫“‬

‫سواء صوت إنسان أو حيوان أو رياح هي‬ ‫أمواج ذات طاقة‪ ،‬والطاقة ال تفنى وال تستحدث‬ ‫من عدم‪ ،‬فلو أن بلبالً غرد بصوت رائع وانتقلت‬ ‫األمواج الصوتية‪ ،‬هل ميكن استعادته مرة أخرى؟‬

‫محمد نجيب مطر‪.‬‬

‫مهندس‪ ،‬مصري‪.‬‬ ‫كاتب خيال علمي‪ ،‬وله مؤلفات في العلوم‪.‬‬

‫‪matterengineer@yahoo.com‬‬ ‫واحتان عربيتان متخاصميتان متحاربتان هام واحة البلح‬ ‫وواحة الزيتون‪ ،‬فلقد نضب برتول العرب‪ ،‬واختفت حاجة‬ ‫العامل إليه بعد استبداله بطاقة الشمس والرياح‪ ،‬يحاول‬ ‫أحد العلامء وخطيبته الصلح بني الواحتني بال نتيجة‪ ،‬العالِم‬ ‫مشغول بتحقيق حلمه العلمي يف اسرتداد أصوات البرش من‬ ‫املايض‪ ،‬وخطيبته مهمومة بتحويل الهواء إىل ماء ملعالجة‬

‫‪27‬‬

‫علم وخيال العدد الثالث والعرشون (أكتوبر ‪)2016‬‬

‫مشكلة العطش‪ .‬بجوار الواحتان توجد واحة األغنياء‬ ‫التي يحاول مالكوها غزو الواحتني واالستيالء عىل األرض‬ ‫لتوسيع حدود واحتهم‪ ،‬ال يجد العالِم من حل ملشلكة البالد‬ ‫سوى رشاء كميات من املياه لواحته تكفي ملدة شهرين‪،‬‬ ‫ريثام يجدون حالً دامئاً‪ ،‬يستأجر حكام واحة األغنياء أحد‬ ‫العمالء من الواحة لرضب الناقلتني الفضائيتني قبل دخولها‬ ‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬


‫‪Science And Fict‬‬ ‫املجال الجوي‪ ،‬يعرف العالِم فيقوم بتغيري مسار الرحلة‬ ‫للتفادى الرضبة وتتلقاها أحد مركبات واحة األغنياء‪ .‬تتهم‬ ‫الواحة ومعها العامل الدول العربية باالرهاب‪ ،‬ويجتمع‬ ‫مجلس األمن ليقرر العقوبات العسكرية عىل الواحتني‪،‬‬ ‫ميكن للباحث تسجيل أصوات املايض‪ ،‬فيستمع مجلس‬ ‫األمن إىل االتفاقيات التآمرية بني واحة األغنياء والعمالء‬ ‫االرهابيني‪ ،‬فيحول ذلك دون صدور قرار الغزو العسكري‪.‬‬ ‫تنجح خطيبة العامل يف تكوين املاء من الهواء‪ ،‬باإلضافة إىل‬ ‫حل مشكلة العطش باتحاد الواحتني املتحاربتني وحفر برئ‬ ‫مياه بينهم بالتعاون بني الواحتني‪ ،‬وانطفأت نريان الحقد‬ ‫والحروب بينهم‪ ،‬يقرر رؤساء واحة األغنياء اعتيال العالِم‬ ‫يوم عرسه‪ ،‬ولكن أم العروس تفدي العامل بحياتها‪ .‬يقوم‬ ‫العالِم برضب واحة األغنياء حتى ميحوها من الوجود‪،‬‬ ‫ويستكمل مرشوعاته العلمية لصالح العرب يف الواحتني‪.‬‬ ‫الرواية سياسية بامتياز وهي ترشح الواقع العريب‬ ‫واالسالمي يف دالالت رمزية ال تخفى عىل أحد‪ ،‬ما يدور يف‬ ‫الساحة من تفاعالت سياسية واجتامعية وعسكرية‪ ،‬وما‬ ‫يدل عىل ذلك الجملة الواضحة الفاضحة « نحن ندفع مثن‬ ‫نوم حكامنا يف أحضان الجهل قروناً عديدة»‬ ‫أسلوب الكاتب قوي‪ ،‬وعباراته متزنة محملة بعاطفة‬ ‫جياشة وحامس ألمته‪ ،‬وصور مبتكرة ومعاين نقية‪ ...‬تذكرنا‬ ‫بكتابات الرافعي ‪ ..‬واملنفلوطي الرائعة‪.‬‬ ‫فكرة استخدام الحيوانات يف الرواية يتناسب مع األطفال‬ ‫ولو استخدمها يف الرواية دون التفسري العلمي بجهاز ترجمة‬ ‫أصوات الحيوانات لصنفنا الرواية عىل أساس أنها فنتازيا‪.‬‬ ‫ركزت الرواية كام هي عادة أدب الخيال العلمي عىل‬ ‫بعض االنجازات العلمية املستقبلية التالية‪:‬‬ ‫أ‪ -‬ترجمة لغة الحيوان والطري بني الحقيقة والخيال يف‬ ‫البداية‪ ،‬و ُهنا سنستعرض أداة تسعى لرتجمة لغة الكالب‬ ‫بوسيلة ُمساعدة أو كام نقول طرف ثالث‪ ،‬إنها التقنية بال‬ ‫شك‪ ،‬فهل تفلح يف ذلك؟ باعتبار أن الكالب من أكرث أصدقاء‬ ‫البرش هذه األيام‪ ،‬لكن يف بعض األحيان‪ ،‬البعض يجد صعوبة‬ ‫يف التواصل معهم‪ ،‬والسبب بسيط‪ :‬أنَّ ُهم ال يتحدثون لغتنا‪.‬‬ ‫التواصل بني البرش‬ ‫لكن يف عامل التقنية‪ ،‬يبدو أن صعوبة‬ ‫ُ‬

‫والكالب تبدو أنها تقرتب من نهايتها‪ ،‬والسبب؟ اخرتاع‬ ‫جهاز سيكون قادرة عىل ترجمة لغة الكالب‪ ،‬لهذا قد‬ ‫نستطيع فَ ْهم تعابري الحيوانات األليفة‪ .‬و ِمماَّ يُ َع ِّزز هذا‬ ‫ِ‬ ‫التقاط أمناط موجات ُم ّخ الكلب‪،‬‬ ‫الجهاز هي قدرته عىل‬ ‫ومن تلك املوجة‪ ،‬ثم يعمل الجهاز عىل تحويلها إىل لغة‬ ‫البرش‪ ،‬ونطقها عرب ُمكرب صوت يتم تثبيته فيها‪.‬‬ ‫ب‪ -‬استعادة األصوات القدمية بني الحلم والحقيقة‬ ‫األصوات‪ ،‬سواء صوت إنسان أو حيوان أو رياح هي أمواج‬ ‫ذات طاقة‪ ،‬والطاقة ال تفنى وال تستحدث من عدم‪ ،‬فلو‬ ‫أن بلبالً غرد بصوت رائع وانتقلت األمواج الصوتية‪ ،‬هل‬ ‫ميكن استعادته مرة أخرى؟ بعض العلامء يستبعد هذا‪ ،‬ألن‬ ‫ حسب رأيه ‪ -‬جزيئات وذرات املواد قد تأثرت بالطاقة‬‫الصوتية لفرتة محدودة ثم عادت إىل وضعها األول فال ميكن‬ ‫إذن بقاء األثر الصويت‪ ،‬فالحال هذه كحال طفل مىش بجوار‬ ‫رمل شاطئ ثم مىش فوق أثره رجل ثم رجل آخر وهكذا‬ ‫تنطمس آثار أقدام الطفل وتتبدل إىل آثار أخرى‪ .‬يف رأي‬ ‫بعض العلامء أن الصوت ال يتوقف عىل األرض بل ينطلق‬ ‫إىل الفضاء الخارجي وإذا أمكن مالحقته فيمكن استعادة‬ ‫الصوت حتى صوت الديناصورات والغول والسعايل‪ ،‬ألن‬ ‫الصوت يتطلب وسطاً مادياً ينتقل فيه كالهواء ولهذا‬ ‫سيتوقف عىل حافة الغالف الجوي‪.‬‬ ‫ت ‪ -‬تكوين املاء من مخلوط هيدروجني وأكسجني‬ ‫مخلوط الهيدروجني واإلكسجني أو أوكسيهيدروجني هو‬ ‫مخلوط انفجاري من الهيدروجني واألكسجني بنسبة مئوية‬ ‫‪ ، 1: 2‬وهي نفس النسبة التي يتكون منها املاء‪ .‬يستخدم‬ ‫هذا املخلوط يف القوس الهيدروجيني إلنتاج شعالت‬ ‫اللحام وتحضري املواد الشديدة املقاومة للحرارة ‪ ،‬وكان‬ ‫أول مخلوط يستخدم للحام‪ .‬عمليا ‪ ،‬تستخدم نسبة من‬ ‫الهيدروجني واألكسجني ‪ 1:4‬أو ‪ 1:5‬لتفادي حدوث شعلة‬ ‫مؤكسدة‪ .‬ينفجر مخلوط الهيدروجني واألكسجني بالنسبة‬ ‫‪ 1:2‬عندما تصل درجة حرارته ‪ 570‬درجة مئوية من ذاته‬ ‫عند الضغط الجوي العادي‪ .‬يتحول املخلوط إىل بخار املاء‬ ‫باالشتعالوتنتج عن التفاعل حرارة (تفاعل نارش للحرارة)‪،‬‬ ‫تعمل عىل استمرار االشتعال‪.‬‬

‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬

‫‪28‬‬

‫علم وخيال العدد الثالث والعرشون (أكتوبر ‪)2016‬‬


‫الجاليوم‪ ،‬عنصر فلزي عدده الذري ‪ ،31‬درجة انصهاره حوالي ‪ 30‬درجة‬ ‫مئوية فقط (سيذوب لو أمسكته في يدك لفترة معينة)‪ .‬واكتشف‬ ‫عام ‪.1875‬‬


‫“‬

‫وأخريا‪ ،‬إنّ من شبه املؤكد أنّ شمسنا سوف تنطفيء ذات يوم‪..‬‬ ‫حي‪ ،‬وهكذا البد‬ ‫سوف متوت أرضنا وتتجمد‪ ،‬وكذلك كل كائن ّ‬ ‫أن يختفي النوع البرشي بالتأكيد‪ .‬هذا هو الكابوس األكرث إقناعا‬ ‫من بني الكوابيس كافة‪ .‬ومع هذا ال أعتقد بهذا‪ ،‬ألنني أظ ّن أن للعامل‬ ‫معنى وأنّ لإلنسان مصريا‪ .‬ميكن أن تتج ّمد عوامل ومتوت شموس‪ ،‬لكن‬ ‫يف أعامقنا‪ ،‬يشء ما يختلج وال ميكن أن ميوت‪.‬‬ ‫أبوالخيال العلمي “هربرت جورج ويلز”‬

‫‪FB/groups/sience.and.fiction‬‬ ‫‪sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪Sciafimag@gmail.com‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.