علم وخيال العدد 24

Page 1


‫‪Science And Fict‬‬ ‫املحتويات‬

‫‪16‬‬

‫كـــــــــون مـصنـوع مـن‬ ‫الرياضيات‬ ‫رحلة مع ماكس تجامرك‪ ،‬وكون يراه‬ ‫أرقاما يف أرقام‪ ،‬متثل فيه الرياضيات‬ ‫امللكة املتوجة التي ال راد لكلمتها‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫ترشيحــــات لكتب علميــة‬ ‫لمعرض الكتاب‬ ‫كيف تشابكت الفلسفة والقدرة األدبية‬ ‫والخلفية العلمية (الطبية خصوصا) يف‬ ‫روايات د‪.‬مصطفى محمود‪.‬‬

‫عىل الغالف‬

‫‪4‬‬

‫كواكب ُمر َوضَ ة‪ ،‬عندما نظر البرش إىل السامء قدميا جذبتهم تلك‬ ‫النقاط املضيئة املتحركة‪ ،‬والتي أطلقوا عليها “الكواكب” الحقا‪.‬‬ ‫حاولوا تخيل أشكال ساكني تلك النقاط‪ ،‬كيف سيكونون‪ ،‬وما هو‬ ‫أسلوب حياتهم‪ .‬ومل يدر بخلدهم إمكانية أن تكون تلك النقاط‬ ‫بشكل أو بآخر مأوى البرشية املستقبيل‪ .‬وذلك من خالل تقنيات‬ ‫سنناقش بعضها يف “كواكب مروضة”‪.‬‬

‫‪26‬‬

‫عناق الفوتونات‬ ‫خاطرة علمية عن عناق مهيب‪ ،‬بعد‬ ‫رحلة مريعة من آالف السنوات‪ ،‬متخطيا‬ ‫كل الحواجز واملسافات‪ ،‬يأيت ليعانقك‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫هوس العبقرية‪ُ :‬مراجعة‬ ‫حياة ماري كوري‪ ،‬صاحبة جائزيت نوبل‪ ،‬من‬ ‫خالل كتاب هوس العبقرية‪ ،‬ومراجعة له‬ ‫نعرف من خاللها الكتاب املمتع‪.‬‬

‫الهندسة الوراثية يف الخيال العلمي‬ ‫‪Credits: NASA‬‬

‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬

‫‪10‬‬

‫استقصاء لتاريخ الهندسة الوراثية ومعناها ووجودها يف قصص الخيال‬ ‫العلمي‪.‬‬

‫علم وخيال العدد الرابع والعرشون (يناير ‪)2016‬‬

‫‪1‬‬


‫في عام ‪ 1589‬أسقط‬ ‫جاليليو كتلتين مختلفتين‬ ‫أن‬ ‫من على برج بيزا‪ ،‬فوجد ّ‬ ‫سرعة سقوطهما ال تعتمد‬ ‫على الكتلة‪ ،‬مخالفا بذلك‬ ‫أرسطو‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫م‪ .‬يارس أبوالحسب‬

‫الجروب الرسمي للمجلة‬ ‫‪FB/groups/sience.and.‬‬ ‫‪fiction‬‬ ‫املوقع الرسمي للمجلة‬ ‫‪sciandfimag.wordpress.‬‬ ‫‪com‬‬ ‫للمراسالت‬ ‫‪Sciafimag@gmail.com‬‬ ‫لتقييم األعداد ولالقرتاحات‬ ‫‪http://bit.ly/S_F_Raing‬‬

‫رسيعة يف األفكار الخاصة بتحويل‬ ‫بيئات الكواكب لبيئات صالحة للسكن‬ ‫البرشي بعنوان “كواكب مروضة”‪ .‬ييل‬ ‫ذلك نظرة تاريخية وعلمية ثم خيال‬ ‫علمية حول الهندسة الوراثية‪ ،‬يكتبها‬ ‫د‪.‬سائر بصمة جي‪ .‬هذا بخصوص‬ ‫الخيال العلمي‪.‬‬ ‫أ ّما العلوم‪ ،‬فخاطرة رقيقة بعنوان‬ ‫“عناق الفوتونات” لعاشق الفيزياء‪،‬‬ ‫م‪.‬أكرم‪ .‬وترجمة ملقال مهم ج ًدا‬ ‫ملاكس تيجامرك بواسطة م‪.‬عبدالحفيظ‬ ‫العمري‪ ،‬وهو مقال تحتل فيه الرياضيات‬ ‫ملكة العلوم‪ -‬مكانها املستحق كأساس‬‫لوصف الكون وظواهره‪.‬‬ ‫ثم ‪-‬كالعادة‪ -‬مراجعة وتقديم‬ ‫لكتاب “هوس العبقرية” لـ “باربرا‬ ‫جولد سميث” ورحلة يف حياة العاملة‬ ‫الكبرية “ماري كوري”‪ .‬بقلم أ‪.‬زكريا‬ ‫عبداملطلب‪.‬‬

‫أربع وعرشون هو رقم عددنا الحايل‪.‬‬ ‫وعدد من املقاالت التي نرجو أن تنال‬ ‫رضاكم‪.‬‬ ‫رمبا مل أكن أتخيل عندما بدأنا‪ ،‬أن‬ ‫تصل املجلة لهذا الرقم من األعداد‪،‬‬ ‫خاصة وأ ّن كل املجهودات تطوعية‪ ،‬إال‬ ‫أ ّن رد الفعل لدى املتابعني كان الحافز‬ ‫األكرب لالستمرار‪.‬‬ ‫الحدث املميز يف هذه الفرتة رمبا‬ ‫يكون معارض الكتب التي تتواىل يف‬ ‫بعض العواصم العربية وأقربها م ّنا اآلن‬ ‫هو معرض القاهرة الدويل للكتاب يف‬ ‫الفرتة من السابع والعرشين من يناير‬ ‫إىل العارش من فرباير‪.‬‬ ‫وكام هو حالنا‪ ،‬ال نستطيع أن متر‬ ‫مناسبة مثل تلك حتى نأخذ منها‬ ‫كمحبني للعلوم والخيال العلمي‪-‬‬‫ما نستمتع به‪ .‬لذلك‪ ،‬ستجدون عىل‬ ‫صفحات العدد عدد من الرتشيحات‬ ‫لكتب علمية وروايات من الخيال‬ ‫العلمي ومعلومات عنها وعن نارشيها إذا‪ ،‬تخيلوا‪ .‬وليكن خيالكم رشيقا‬ ‫لتستطيعوا أن تقتنوها يف أي معرض مهذبا كام هو حال “الخيال العلمي”‪.‬‬ ‫من املعارض املتتالية‪.‬‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫أ ّما باقي املقاالت فأبدأها برحلة‬


Sc i AFiM ag@ gmai l . c om


‫كــــواكـــــب‬

‫“‬

‫ُم ّر َو َ‬ ‫ضة‬ ‫ياسر أبوالحسب‬

‫مهندس‪ ،‬مصري‬ ‫كاتب مقاالت علمية وقصص خيال‬ ‫علمي‪.‬‬

‫‪yasser.abuelhassab@gmail.com‬‬

‫“وعندما يرون مبارش ًة سلسلة‬ ‫من العوامل القاحلة واملقفرة‪،‬‬ ‫فمن الطبيعي أن ُيحيي أحفادنا‬ ‫ذكرى الحياة‪ ،‬ومع ما تعلموه‬ ‫من سيطرة جنسنا عىل كوكب‬ ‫األرض‪ ،‬فإنهم قد يرغبون يف‬ ‫تطبيق تلك الدروس عىل العوامل‬ ‫األخرى لتوفري املعاناة عىل‬ ‫األجيال القادمة‪ ،‬تلك املعاناة‬ ‫التي كان أسالفهم مضطرين‬ ‫لخوضها الستقاء الخربة‬ ‫واألخطاء”‪.‬‬ ‫كارل ساجان‪ ،‬كوكب األرض‬ ‫نقطة زرقاء باهتة‬


‫منذ فرتة ال تزيد عىل بضع‬ ‫عرشات من السنني‪ ،‬كانت بيئة كواكب‬ ‫املجموعة الشمسية بوجه خاص‪ ،‬والكواكب بوجه‬ ‫عام مجهولة إىل حد كبري‪ ،‬فكانت التخمينات العلمية منها‬ ‫وغري العلمية (بتأثري الرغبة يف إيجاد كائنات غري أرضية) تصب‬ ‫أحيانًا يف اتجاه وجود حياة عىل تلك العوامل الغريبة‪ ،‬حياة تتشابه‬ ‫أو تختلف مع الحياة التي نشهدها عىل سطح األرض‪ .‬ومبرور الوقت‬ ‫بدأت اللوحة الكونية الباهتة تتضح شيئًا فشيئًا بفضل املركبات التي‬ ‫انطلقت يف بحر الفضاء الواسع‪ ،‬وكذلك بفضل التلسكوبات التي تطورت‬ ‫خاصة‪ )1( .‬فتدفقت البيانات‬ ‫هي األخرى بشكل ملحوظ‪ ،‬الراديوية منها ّ‬ ‫وتم تحليلها لتساهم برؤية معقولة لكواكب املجموعة الشمسية‪ ،‬ظروفها‪،‬‬ ‫وبيئتها‪.‬‬ ‫ساهمت اللوحة بشكلها األكرث وضو ًحا يف تدعيم اآلراء القائلة بعدم‬ ‫وجود حياة عىل سطح كواكب املجموعة الشمسية‪ ،‬أو عىل األقل حياة‬ ‫(‪)2‬‬ ‫تعتمد عىل نفس العنارص التي تعتمد عليها الحياة األرضية‪.‬‬ ‫إذا‪ ،‬فأرضنا تعد يف غالب األحوال مستقر الحياة الوحيد يف‬ ‫املجموعة الشمسية‪ ،‬وهي كذلك البيئة الوحيدة املناسبة للحياة‬ ‫البرشية‪.‬‬ ‫ولكن رفقًا‪ ..‬إذا كانت األرض كذلك‪ ،‬ما الذي ميكن أن‬ ‫يحدث لو حدثت كارثة قضت عىل األرض‪ ..‬هل‬ ‫سيضيع اإلرث البرشي مبئات‬


‫املريخ كالعادة‬

‫‪tion‬‬

‫اآلالف من السنوات من التاريخ والتطور يف لحظة؟! يبدو‬ ‫األمر صع ًبا أليس كذلك؟‪ ..‬عامل من دون برش‪ ..‬عامل من دون‬ ‫عىل امتداد التاريخ‪ ،‬كان املريخ يعد دو ًما محط أنظار‬ ‫فضول‪ ،‬سواد قاتم وسكون ممتد‪ ،‬كون بال وعي يسرب غوره! البرش الناظرين إىل السامء‪ ،‬واملتطلعني إىل جريان عاقلني‬ ‫يبددوا وحدة األرض القاسية يف الكون‪ ..‬ومل ال؟ فهو –بلونه‬ ‫األحمر‪ -‬جارنا األقرب من الكواكب يف السامء‪.‬‬ ‫مدار التصادم‬ ‫وأخ ًريا‪ ،‬بدأ العلم يتخذ موقفه من املريخ مبحاوالت –‬ ‫يف قصة شهرية جدا من الخيال العلمي تدعى “مدار بحثية نظرية بطبيعة الحال‪ -‬حول ما إذا كانت بيئة املريخ‬ ‫التصادم” (‪ ،)Collision orbit‬لكاتب أمرييك اسمه “جاك تصلح ألن يتم تحويلها بطريقة ما إىل بيئة صالحة للحياة‬ ‫ويليامسون” (‪ ،)Jack Williamson‬حاول بعض املهندسني البرشية‪.‬‬ ‫يبلغ الضغط الجوي عىل املريخ حوايل ‪ 0.6‬كيلو باسكال‪،‬‬ ‫إعادة تهيئة جو كويكب صغري ليكون آهال بالسكان‪ .‬ويف‬ ‫تلك القصة استُخدم أل ّول مرة مصطلح ‪ terraforming‬يف حني يبلغ الضغط الجوي عىل األرض ‪ 101.3‬كيلو‬ ‫أو “تكوين أرض”‪ :‬وهي عملية تحويل بيئة معادية لبيئة باسكال! كذلك هناك اختالف كبري ج ًدا بني نسب العنارص‬ ‫مناسبة للحياة البرشية‪ )3( ،‬وبالرغم من أ ّن املصطلح ذكر املكونة للغالف الجوي األريض واملريخي‪ ،‬فاألكسجني يف‬ ‫أل ّول مرة يف تلك القصة‪ ،‬إال أنّه استخدم يف عدد سابق من غالف حبيبتنا األرض تبلغ نسبته ‪ %20.94‬يف مقابل ‪%0.145‬‬ ‫قصص الخيال العلمي ضمن ًيا‪ ،‬منها رواية “هـ‪ .‬جـ‪ .‬ويلز” يف غالف املريخ الجوي‪ .‬ثم نسبة غاز ثاين أكسيد الكربون‬ ‫التي متثل ‪ %96‬من جو املريخ مقابل ‪ %0.04‬من غالف‬ ‫(‪ )H. G. Wells‬الشهرية‬ ‫األرض‪ .‬والجاذبية عىل‬ ‫“حرب العوامل” (‪War‬‬ ‫عن‬ ‫بدوره‬ ‫(الناتج‬ ‫الضعيف‬ ‫الجوي‬ ‫الغالف‬ ‫ذلك‬ ‫وبسبب‬ ‫سطحه تقارب ‪ %38‬من‬ ‫‪ ،)of the worlds‬والتي‬ ‫الحفاظ‬ ‫يستطيع‬ ‫ال‬ ‫املريخ‬ ‫كوكب‬ ‫فإن‬ ‫الضعيفة)‬ ‫الجاذبية‬ ‫الجاذبية األرضية‪ .‬وبتلك‬ ‫حاول فيها املريخيون‬ ‫تهيئة جو األرض ليكون عىل حرارة الشمس التي تسقط عليه‪ ،‬أضف لذلك أنّه أبعد األرقام وغريها يتضح حجم‬ ‫مناسبا لهم‪ ،‬إال أ ّن ما عن الشمس من األرض‪ ،‬تحصل عىل كوك ًبا تصل الحرارة التحدي والوقت الذي‬ ‫ً‬ ‫عىل سطحه يف املتوسط إىل (‪ 60-‬درجة سيليزية)‪.‬‬ ‫سيستغرقه التحويل‪ ،‬لو ت ّم‬ ‫حدث لهم مل يكن يف‬ ‫فعال‪ .‬كذلك فإن األشعاعات‬ ‫حسبانهم إطالقًا‪.‬‬ ‫الكونية واألشعة فوق البنفسجية ترتع عىل سطحه بال مانع‬ ‫هنا عىل األرض‪ ،‬الكائنات الحية تسبب تغيريا كبريا مبرور كام هو الحال يف األرض‪.‬‬ ‫الزمن عىل البيئة األرضية‪ ،‬فنجد مثال الطحالب البدائية‬ ‫وبسبب ذلك الغالف الجوي الضعيف (الناتج بدوره عن‬ ‫التي كانت موجودة قبل ظهور النباتات األكرث تعقي ًدا وقبل الجاذبية الضعيفة) فإن كوكب املريخ ال يستطيع الحفاظ‬ ‫ظهور الحيوانات بطبيعة الحال‪ ،‬هذه الطحالب كان لها عىل حرارة الشمس التي تسقط عليه‪ ،‬أضف لذلك أنّه أبعد‬ ‫تأثري كبري ج ًدا بإمداد الغالف الجوي األريض باألكسجني من عن الشمس من األرض‪ ،‬تحصل عىل كوكبًا تصل الحرارة‬ ‫خالل عملية التمثيل الضويئ‪ ،‬ما جعل األرض كوك ًبا مناس ًبا عىل سطحه يف املتوسط إىل (‪ 60-‬درجة سيليزية)‪ ،‬تختلف‬ ‫لوجود الحيوانات والبرش بعدها‪ .‬إذًا‪ ،‬فعملية تحويل بيئة من فصل لفصل (فهو ميلك أربعة فصول مثل األرض بسبب‬ ‫الكواكب هي عملية طبيعية وإن كانت تتم عىل طول آالف ميل محوره) ومن مكان ملكان‪ ،‬فقد تبلغ عند أقطابه يف‬ ‫(‪)4‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫من السنني ليكون لها تأثريا ملحوظًا‪.‬‬ ‫الشتاء إىل (‪ 180-‬درجة سيليزية)‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫علم وخيال العدد الرابع والعرشون (يناير ‪)2016‬‬

‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬


‫‪Science And Fict‬‬ ‫إذًا‪ ،‬فخفض درجة الحرارة عىل الكوكب يعد البداية‬ ‫األمثل يف طريق ترويضه‪ .‬ولكن كيف سيتم ذلك؟‬ ‫هناك عدة طرق مقرتحة لذلك‪ ،‬منها إرسال كميات‬ ‫ضخمة من الكلوروفلوروكربونات إىل املريخ‪ .‬وهي غازات‬ ‫كام نعلم‪ -‬ساهمت يف ظاهرة االحتباس الحراري عىل‬‫األرض‪ ،‬ورفع درجة حرارتها‪ ،‬وبالتايل يُقرتح استخدامها‬ ‫لرفع درجة حرارة سطح املريخ كذلك‪ .‬ولكن تلك العملية‬ ‫ستكون مكلفة وصعبة ج ًدا خصوصا مع االحتياج لكميات‬ ‫مهولة البد أن تنقل إىل املريخ‪ ،‬كذلك فإن ذلك يستلزم‬ ‫(‪)6‬‬ ‫شحنات يومية ملدة قرن تقري ًبا‪.‬‬

‫لوجود مياه سائلة‪ .‬أما املاء نفسها فتتواجد عىل قطبي‬ ‫املريخ مجمدة ومختلطة بثاين أكسيد الكربون املتجمد‪ ،‬ولو‬ ‫تم رفع درجة حرارة الكوكب بطريقة تذيب هذا الجليد‪،‬‬ ‫ستقدر كمية املياه –نظريًا‪ -‬مبحيط هائل ميأل سطح املريخ‬ ‫(‪)8‬‬ ‫بعمق أحد عرش م ًرتا‪.‬‬ ‫ييل ذلك زراعة نباتات مهندسة وراثيا تستطيع أن تطلق‬ ‫كميات من األكسجني إىل غالف املريخ الجوي‪ .‬وحينها‬ ‫سيقرتب املريخ كث ًريا من أن يكون مأوى البرشية الثاين‪.‬‬

‫والزهرة أيضا‬

‫يف رواية الخيال العلمي «أول الرجال وآخرهم» ( ‪Last‬‬ ‫‪ ، )and First Men‬للربيطاين أوالف ستابلدون (‪William‬‬ ‫‪ )Olaf Stapledon‬يف عام ‪ ،1930‬والتي يحاول فيها استقصاء‬ ‫مستقبل البرشية خالل بليوين عام قادمة‪ ،‬كانت النباتات‬ ‫املعدلة بيولوج ًيا هي وسيلة األرضيني يف تعديل جو كوكب‬ ‫الزهرة‪ ،‬وذلك لض ّخ األكسجني عىل كوكب الزهرة‪.‬‬

‫تصور فني عن شكل املريخ فيام لو تم تحويله ليكون‬ ‫(‪)7‬‬ ‫صال ًحا الستقبال البرش‪.‬‬ ‫لذلك ميكن استخدام بكترييا معدلة وراث ًيا تقوم بتحويل‬ ‫نيرتوجني غالف املريخ إىل أمونيا وهي أيضا من غازات‬ ‫الطبعة األوىل من رواية ستامبلدون امللحمية «أ ّول‬ ‫االحتباس الحراري التي ستقوم برفع درجة حرارة الكوكب‪.‬‬ ‫الرجال وآخرهم»‪.‬‬ ‫وباستخدام أحدى هاتني الطريقتني ميكن الحصول عىل‬ ‫غالف جوي دافئ يسمح بوجود مياه سائلة عىل سطح‬ ‫بعكس املريخ‪ ،‬الغالف الج ِّوي لكوكب الزهرة كثيف ج ًدا‪،‬‬ ‫املريخ‪ ،‬وهي مياه كانت موجودة أساسا عىل سطحه‬ ‫قد ًميا‪ ،‬حيث متيل معظم النظريات حول تاريخ املريخ إىل فيبلغ ضغطه الجوي حوايل ‪ 92‬مرة قدر الضغط الجوي‬ ‫أن الضغط والحرارة عىل املريخ كانا يف فرتة ما مناسبني األريض‪ ،‬ودرجات الحرارة هي األخرى مرتفعة بشكل مريع‪،‬‬ ‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬

‫علم وخيال العدد الرابع والعرشون (يناير ‪)2016‬‬

‫‪7‬‬


‫‪tion‬‬

‫فهو أقرب للشمس من األرض‪ ،‬ويبلغ متوسطها ما يقارب املتجمد‪ ،‬وكل العــنارص الالزمة للحياة موجودة فعالً‬ ‫(‪)13‬‬ ‫هناك‪.‬‬ ‫‪ 456‬درجة سيليزية‪.‬‬ ‫ويتشابه هنا الزهرة مع املريخ يف كون أغلب تركيب‬ ‫الغالف لجوي لكال الكوكبني يتكون من غاز ثاين أكسيد‬ ‫الواقع أن موضوع تحويل بيئات الكواكب األخرى‬ ‫الكربون‪ ،‬إلاّ أ ّن غالف الزهرة أكثف كام ذكرنا‪.‬‬ ‫لتكون مالمئة للحياة بدأ يأخذ طريقه إىل بحوث العلامء‬ ‫لحل مشكلة كثافة الغالف الجوي‪ ،‬يقرتح العلامء قصف بشكل جدي منذ عرشات السنني‪ ،‬بعد أن تلقفوا الفكرة‬ ‫كوكب الزهرة مبذنبات تقوم بتخفيف حدة الضغط‪ ،‬من قصص وروايات الخيال العلمي كام بي ّنا‪ ،‬وبالرغم من‬ ‫ويتبني أن قصف الزهرة بنيزك ضخم قطره ‪ 700‬كيلوم ًرتا‪ ،‬صعوبة العملية بسبب قصور تقنياتنا الحالية أو بسبب‬ ‫سيجعل واحد عىل ألف من الغالف الجوي للزهرة يتالىش طول املدة التي قد يتخذها ذلك التحويل‪ ،‬إال أنه قد يكون‬ ‫يف الفضاء‪ ،‬لذلك يتطلب جعل ضغط الغالف الجوي(‪)9‬للزهرة يف نهاية املطاف حالً معتم ًدا ليس فقط إذا أصاب األرض‬ ‫مامثالً لألرض عدة آالف من تلك النيازك الكبرية‪.‬‬ ‫أيضا كحل ملشاكل الزيادة السكانية عىل‬ ‫كارثة ما‪ ،‬ولكن ً‬ ‫ويُقرتح أيضا لتقليل كثافة غالفه الجوي إدخال كميات سطح كوكبنا األزرق‪.‬‬ ‫كبرية من الهيدروجني إىل الغالف‪ ،‬والذي بدوره سيتفاعل‬ ‫كل ما يسعنا اآلن أن نتخيل أحفا ًدا برشيني يعيشون‬ ‫مع ثاين أكسيد الكاربون منت ًجا ماء وكربون (جرافيت)‪.‬‬ ‫عىل كوكب املريخ أو الزهرة‪ .‬ويسألون –بفضول الطفولة‬ ‫أ ّما درجات الحرارة عىل الزهرة فيمكن تخفيضها عن الجامح‪ -‬عن ذلك الكوكب الصغري يف سامواتهم‪ ،‬فيجيب‬ ‫طريق تدمري كويكب سيار يف الغالف بجوار الزهرة مام اآلباء‪« :‬إنّه كوكب يسمونه األرض»‪.‬‬ ‫ينرث غباره يف غالف الزهرة‪ ،‬ما سيمنع أشعة الشمس من‬ ‫الوصول لسطحه بدرجة معينة تسمح بوصول درجة حرارة‬ ‫(‪)10‬‬ ‫الزهرة لدرجات مالمئة‪.‬‬ ‫أما «فرميان دايسون» (‪ ،)11()Freeman Dyson‬فيقرتح‬ ‫الهوامش والمراجع‬ ‫عاكسا كب ًريا يوضع بشكل دائم بني الزهرة والشمس‬ ‫لو ًحا ً‬ ‫بطول يبلغ ضعف قطر الكوكب(‪)12‬ما مينع الرياح الشمسية ‪ -1‬التلسكوب الراديوي‪ :‬هو تلسكوب يستخدم موجات‬ ‫من الوصول إىل سطح الكوكب‪ ،‬ما يقلل من اإلشعاعات الراديو بدلاً من موجات الضوء املنظور‪ ،‬وتستخدم عىل‬ ‫التي ترضب سطح الكوكب‪ .‬وميكن استخدام هذه األلواح نطاق واسع ج ًدا يف كشوفات الفضاء‪.‬‬ ‫العمالقة يف االستفادة من ضوء الشمس لتوليد الطاقة‪.‬‬ ‫‪ -2‬يُقرتَح من قبل بعض العلامء (ويتصور كتاب الخيال‬ ‫وبتقليل الضغط والحرارة الهائلني عىل سطح الزهرة العلمي كام العادة) حياة تعتمد عىل السيليكون كبديل‬ ‫سنكون قد خطونا خطوة كبرية ج ًدا يف إعادة تهيئة جو للحياة التي تعتمد عىل الكربون رمبا نجدها يف يوم ما‪،‬‬ ‫الكوكب امللتهب‪.‬‬ ‫وذلك ألن السيليكون يتشابه مع الكربون مع بعض‬ ‫مل يكن املريخ والزهرة وحدهام‪ ،‬بل كانت أقام ًرا من الخصائص الكيميائية‪ .‬فكالهام يك ّون بوليمرات مع‬ ‫أقامر كواكب املجموعة الشمسية بيئة خصبة لتلك األكسجني‪ ،‬ومالهام رباعي التكافؤ‪ ،‬وغريها من الخصائص‪.‬‬ ‫األبحاث والتصورات املستقبلية عن تعديل بيئاتها‪ .‬فالقمر ولكن توجد بعض االختالفات التي رمبا تعوق تكوين حياة‬ ‫تيتان مثال‪ ،‬وهو أكرب أقامر املشرتى‪ ،‬يبلغ ضغطه حوايل سيليكونية‪.‬‬ ‫مرة ونصف قدر األرض‪ ،‬ويوجد به كميات كبرية من املاء مصدر‪:‬‬

‫‪8‬‬

‫علم وخيال العدد الرابع والعرشون (يناير ‪)2016‬‬

‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬


‫‪Science And Fict‬‬ ‫‪Could silicon be the basis for alien life forms,‬‬ ‫‪just as carbon is on Earth?, Scientific American,‬‬ ‫‪www.scientificamerican.com/article/could‬‬‫‪silicon-be-the-basi, February 1998 ,23‬‬ ‫‪3- Terraforming Mars, NASA, www.quest.nasa.‬‬ ‫‪gov/mars/background/terra.html‬‬ ‫‪ -4‬نيكوال برانتزوس‪ ،‬أسفار يف املستقبل‪ ،‬ترجمة‪ :‬عيل‬ ‫نجيب محمد‪ ،‬مؤسسة أكادمييكا‪ ،2009 ،‬ص ‪92‬‬ ‫‪5- Tim Sharp, What is the Temperature of Mars?,‬‬ ‫‪Space.com, http://www.space.com/16907-what‬‬‫‪is-the-temperature-of-mars.html, August 03,‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪ -6‬كارل ساجان ‪ ،‬األرض نقطة زرقاء باهتة‪ ،‬ترجمة‪:‬‬ ‫د‪.‬شهرت العامل‪ ،‬كتب سلسلة عامل املعرفة‪ ،‬العدد ‪،254‬‬ ‫املجلس القومي للثقافة والفنون‪ -‬الكويت‪ ،‬ص‪282-281‬‬ ‫‪7- Image Credit: Daein Ballard‬‬ ‫‪8- Radar probes frozen water at Martian pole,‬‬ ‫‪Science News magazine, Volume 171, Issue 13,‬‬ ‫‪31 March 2007, P206‬‬ ‫‪ -9‬نيكوال برانتزوس‪ ،‬أسفار يف املستقبل‪ ،‬ص‪98‬‬ ‫‪ -10‬كارل ساجان‪ ،‬األرض نقطة زرقاء باهتة‪ ،‬ص‪280‬‬ ‫‪ -11‬فرميان دايسون (مولود عام ‪ :)1923‬عامل فيزيايئ‬ ‫بريطاين له أعامل يف نظرية الكوانتم‪ ،‬والفضاء‪ ،‬وفيزياء‬ ‫الحاالت الصلبة‪.‬‬ ‫‪ -12‬نيكوال برانتزوس‪ ،‬أسفار يف املستقبل‪ ،‬ص‪98‬‬ ‫‪13- Terraforming Titan, NASA, www.quest.‬‬ ‫‪nasa.gov/qa/moons/terraforming_titan.txt‬‬

‫مجرة أندروميدا هي مجرة حلزونية‬ ‫تبعد عنّا ‪ 2.3‬مليون سنة ضوئية‪،‬‬ ‫وهي أقرب المجرات لمجرتنا درب‬ ‫التبانة‪ ،‬وأول من الحظها كان العالم‬ ‫عبدالرحمن الصوفي (من بالد فارس)‬ ‫في عام ‪ 964‬ميالدية‪ ،‬وذلك في كتابه‬ ‫“صور الكواكب الثمانية واألربعين”‪.‬‬ ‫وسجلت مرة أخرى بواسطة سيمون‬ ‫ماريوس في ‪.1612‬‬

‫‪Image Courtsy: NASA‬‬

‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬

‫علم وخيال العدد الرابع والعرشون (يناير ‪)2016‬‬

‫‪9‬‬


‫اهلندسة الوراثية‬ ‫يف اخليال العلمي‬

‫“‬

‫صيغ مصطلح الهندسة الوراثي ة �‪GENET‬‬ ‫‪ IC ENGINEERING‬يف أواخر أربعينات‬ ‫القرن العرشين لوصف عملية التالعب‬ ‫املقصودة باملادة الوراثية‪ .‬إ ْذ تحوي خاليا كل‬ ‫الكائنات الحية عىل مجموعة من هذه املورثات‬ ‫التي تحمل معلومات كيميائية تحدد خصائص‬ ‫وصفات هذا الكائن‪.‬‬


‫وقد استطاع العلامء عن طريق تغيري مورثات الكائن الحي إكساب الكائن‬ ‫وأحفاده ِسماَ ت مختلفة‪.‬‬ ‫لقد كان التصور االبتدايئ أن هذا سوف يتضمن إجراء قطع وخياطة جراحيني‬ ‫للصبغيات بحيث تزال ويعاد ترتيبها‪ ،‬أو تزال مجموعات من املورثات‪.‬‬ ‫تقنيات التشظية امليكانيكية استعملت يف التقنيات التجريبية املبكرة‪ ،‬مع‬ ‫أن اكتشاف واستعامل أنزميات (التقييد أو الحرص) أفىض إىل تطوير رسيع‬ ‫للتقنيات يف الربع األخري من القرن العرشين‪ .‬وقد أصبحت جانباً مهامً من‬ ‫التقانة الحيوية يف تلك الفرتة حتى أن املصطلحني أصبحا تقريباً مرتادفني‪.‬‬ ‫صيغ املصطلح عىل نحو مستقل من قبل كاتب الخيال العلمي جاك وليم‬ ‫يف (جزيرة التنني) عام ‪1951‬م‪ ،‬مع أنه مل يحرز تقدماً يف الحديث العام لبعض‬ ‫الوقت بعد ذلك‪ .‬فكرة التالعب املبارش باملادة الوراثية طرقت للمرة األوىل يف‬ ‫إجابة للعمل الريادي الذي قام به يت‪ .‬مورغان واملتعاونون معه والذي أثبت أن‬ ‫املورثات تستقر يف الصبغيات‪.‬‬ ‫الجزء األول من سلسلة كليمنت فيزاندي من الخياالت الجامحة التعليمية‬ ‫التي تقدم (الدكتور هاكنساو) بدأت يف االخرتاع والعلم يف عام ‪1921‬م لهوغو‬ ‫غرينسباك‪ ،‬وقد أفاد عىل نحو مدروس أكرث من الفكرة‪ ،‬كام فعلت مقالة‬ ‫(ديدالوس أو العلم واملستقبل) عام ‪1923‬م لجي‪ .‬يب‪ .‬هالدان‪.‬‬ ‫مرشوعات طموحة يف هندسة علم األحياء – تتضمن تالعبات وراثية عىل نحو‬ ‫ضمني إن مل يكن عىل نحو رصيح – صورت الحقاً يف رومانسيات علمية كثرية‬ ‫تتضمن‪( :‬الرجال األوائل واألخريين) عام ‪1930‬م ألوالف ستابلدون‪ ،‬و(العامل‬ ‫الجديد الرائع) عام ‪1932‬م ألدولس هكسيل‪ ،‬لكن ردود فعل نفورة إىل درجة‬ ‫ما كانت ضد فكرة التالعب البيولوجي‬ ‫من النوع الظاهر يف رواية هكسيل كان د‪ .‬سائر بصمة جي‬ ‫باحث علمي سوري‪ ،‬له العديد من‬ ‫لها تأثري مثبط عىل االستعامل املقبل الكتابات واألبحاث حول العلوم‬ ‫للفكرة يف كل من الخيال العلمي والخيال العلمي‪ ،‬ومخترع‪.‬‬ ‫والرومانس العلمي‪.‬‬ ‫‪Saerbasmaji@gmail.com‬‬


‫‪tion‬‬

‫واستعملت (جزيرة بروتوس) عام ‪1936‬م لستانيل يف املوضوع‪ ،‬مع أنه أسايس وفقاً لروايات كوردوايرن سميث‬ ‫واينبوم تقان ًة متطورة أكرث من منوذجها الويلزي (املنسوب عن (األبناء األدىن) املهندسني وراثياً‪ ،‬ويكون عنرص رئيساً يف‬ ‫إىل إس‪ .‬ويلز)‪ ،‬يف حني أن (أزمة يف املدينة الفاضلة) عام حبكة الرواية يف (أغنية شعبية مليل املفقود) عام ‪1962‬م‪.‬‬ ‫‪1940‬م لنورمان نايت تصورت مستقبل كيفته التطبيقات‬ ‫املناقشات املتعلقة بأخالق الهندسة الوراثية كثريا ً ما‬ ‫الكثرية جدا ً للتحركات التكتونية ‪ .tectogenesis‬وقد َخلطت خطأً بني النوعني‪ ،‬مع أن اإلمكانية املتطورة بخصوص‬ ‫استعمل آي‪ .‬فان فوغت مصطلح (تحويل املورثة) لصنع (املعالجة الوراثية) – أي معالجة الحاالت املوروثة بواسطة‬ ‫(سالن ‪ )Slan‬فوق برشي عام ‪1946‬م‪.‬‬ ‫التحوالت الجسدية – جعلته تدريجياً أكرث وضوحاً‪.‬‬ ‫االستعامل املغامر ألبعد حد للهندسة الوراثية يف الخيال‬ ‫العلمي ذي املوضوعات املثرية كان يف (وراء هذا األفق)‬ ‫عام ‪1948‬م لروبرت هاينالين‪ ،‬التي عرضت وصفاً مؤيدا ً‬ ‫عىل نحو معتدل ملجتمع يستعمل تحسني النسل والهندسة‬ ‫الوراثية ليضمن السالمة العقلية والبدنية لسكانه‪.‬‬

‫الندرة النسبية للتطبيقات خارج الطبية يف الكائنات‬ ‫البرشية باستثناء أنواع التكييف للبيئات الغريبة التي‬ ‫تصور يف سلسلة (بانرتويب) لجيمس بليش‪ ،‬استمرت يف‬ ‫تثبيط استعامل املوضوع يف الخيال التأميل‪ ،‬مع أن إمكانية‬ ‫تكييف البرش لوجود برمايئ الذي يعد ألكسندر بيلياف‬ ‫رائدها يف (برمايئ) عام ‪1929‬م‪ ،‬و (أزمة يف املدينة الفاضلة)‬ ‫لنورمان نايت‪ ،‬قد تم تحريها إىل أبعد مدى يف(وسط العرص‬ ‫الجليدي الرابع) عام ‪1959‬م لكوب آيب‪ ،‬قبل أن يزورها من‬ ‫جديد جيمس ونايت يف (سيل من األوجه) عام ‪1967‬م‪.‬‬

‫خف الكبت عىل نحو سطحي يف خمسينات القرن‬ ‫العرشين عندما تخيلت (ساق الفاصولياء) عام ‪1952‬م‬ ‫لجيمس بليش تقانة حيوية مبنية عىل أساس املضاعفة‬ ‫الصنعية للصبغيات واستعملت قصة (مضاعفة الصبغيات‬ ‫‪ )Diploids‬عام ‪1953‬م لكاثرين ماك ليان لغة اصطالحية‬ ‫ازداد االهتامم يف الهندسة الوراثية عىل نحو واضح يف‬ ‫مامثلة‪ ،‬حيث أن مضاعفة الصبغيات هي خلية ذات عدد ستينات وسبعينات القرن العرشين مع أن قصصاً كثرية من‬ ‫مضاعف من الصبغيات‪.‬‬ ‫الفرتة قصرَ ت اهتاممها عىل إمكانية االستنساخ‪.‬‬ ‫من ناحية األخرى فإن (فتى التناذر) عام ‪1951‬م لكاثرين‬ ‫أما فكرة تكييف فريوسات وفق غاية معينة قدرت‬ ‫ماك ليان أيضاً‪ ،‬تتخيل بناء جديدا ً مادياً للنسج الجسدية استقرائياً يف (وضع ال يطاق) عام ‪1964‬م لهربرت بيمربوك‪.‬‬ ‫ينفذ بواسطة فريوس صنعي‪.‬‬ ‫فرس املكون للمصطلح بشكل ٍ‬ ‫قاس عىل نحو غري اعتيادي‬ ‫الهندسة الوراثية للحيوانات أثارت رد فعل اقل من يف (امليكانييك) عام ‪1966‬م لهال كليمنت‪ ،‬وفيه فإن حيتان‬ ‫هندسة البرش لكن قصص مثل (إنسان عىل نحو مرشوط) زيو مريضة يتم إصالحهم‪.‬‬ ‫عام ‪1952‬م لوالرت ميلر التي بحثت يف الذكاء املرقى نزعت‬ ‫االتجاه اإلخطاري (املتسم بإثارة املخاوف والتنبيه إىل‬ ‫ألن تكون أخالقية عىل نحو متحمس‪.‬‬ ‫الخطر من غري داعٍ) يف استعامالت حادة يف التحقيق الصحفي‬ ‫املخلوقات الصنعية يف (فولبال) عام ‪1956‬م لوميان غوين مثل (القنبلة البيولوجية املوقوتة) عام ‪1968‬م لجوردون‬ ‫قدمت إىل الناس كغرباء ألسباب تتعلق باللباقة‪.‬‬ ‫راتراي تايلور وهي مثال تقليدي لعقدة فرانكنشتاين فعالة‬ ‫التمييز بني الهندسة الوراثية الجسدية (التي تكون – ظهر ثانية يف روايات مثرية مثل (الحادثة العرضية مع‬ ‫نتائجها غري قابلة للتوريث) وهندسة (الجبلة البزرية أو الربان) يف السلسلة التلفزيونية الربيطانية (ساعة املوت)‬ ‫بروتوبالزما الخاليا البزرية الناقلة للوراثة) مل يؤخذ بعني عام ‪1970‬م ثم ح ّولت إىل رواية بعنوان(املتحول‪ )59-‬عام‬ ‫االعتبار يف أحوال كثرية يف الخيال التأميل املبكر الذي يبحث ‪1972‬م بقلم كيت بيدلر و جريي دافيس‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫علم وخيال العدد الرابع والعرشون (يناير ‪)2016‬‬

‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬


‫‪Science And Fict‬‬ ‫(النظر إىل اإلمام) عام ‪1969‬م لجاك فريسكو وكينيث‬ ‫كيس‪ ،‬عرضت صورة نادرة ملدينة فاضلة مبنية عىل أساس‬ ‫االستعامل الواسع للهندسة الوراثية‪.‬‬ ‫(عيون هايزنربغ) عام ‪1967‬م لفرانك هربرت وفيها‬ ‫تستعمل الهندسة الوراثية إلنتاج رجال مثاليني تكون‬ ‫مزدوجة أكرث بكثري بشأن املشهد‪.‬‬

‫كام هو معتاد فإن االنعكاس األديب لهذه التطورات اتجه‬ ‫بشكل ابتدايئ أن يختار يف ما يتعلق باإلمكانية املشؤومة يف‬ ‫أعامل مثل (الحيوانات) عام ‪1976‬م لجون كرويل‪ ،‬و(كمري)‬ ‫عام ‪1982‬م لستيفن غاالغرن [صدرت منه نسخة تلفزيونية‬ ‫عام ‪1985‬م]‪.‬‬

‫مع أن إمكانيات ايجابية أكرث تم تحريها يف قصص عن‬ ‫صور إضافية ألجناس برشية تعيش يف املاء قدمت يف استعامالت طبية‪ ،‬إال أنه حتى القصص من هذا النوع كثريا ً‬ ‫(زجاج تجرفه املاء) عام ‪1967‬م لصموئيل دلياين‪ ،‬و (حورية ما ظهرت كروايات مثرية لتقنية منسوبة إىل فرانكنشتاين‬ ‫املاء) عام ‪1976‬م مليلسا ليش دود‪ ،‬يف حني أن املتحدرين عىل غرار (سندان القلب) عام ‪1983‬م لربوس هوملز‪.‬‬ ‫االستعامالت املمكنة للهندسة الجسدية ألغراض تجميلية‬ ‫من الحيتانيات (الدالفني والحيتان) هندسوا عودتهم إىل‬ ‫– وهي تقدير استقرايئ منطقي للجراحة التجميلية يف‬ ‫البحر يف (أغنية الحوت) عام ‪1974‬م لتريي ميلر‪.‬‬ ‫التقانات الفعلية للهندسة الوراثية انطلقت يف خطوة الوقت الحارض – تم تناولها عىل نحو معتاد وبشكل تهكمي‬ ‫مهمة إىل األمام يف عام ‪1973‬م عندما أنتجت البكرتيا عندما كانت توضع يف الصورة األمامية كام يف (شقيقات‬ ‫املشوبة للمرة األوىل بنقل البالسميد‪ .‬هذه التقدمات أثارت سندريال) عام ‪1989‬م لربيان ستابلفورد‪ ،‬و(بعمق الجلد)‬ ‫استعامل أبعد يف الهلع الصحايف يف (مصوري الناس) عام عام ‪1991‬م‪.‬‬

‫‪1978‬م لفانس باكارد‪ ،‬الذي حث مجموعة إضافية من‬ ‫قصص النكبة تتضمن ثالثية جي‪ .‬يس‪ .‬إدموندسون و يس‪.‬إم‪.‬‬ ‫كوتالن (معادالت كونينغهام) عام ‪1986‬م‪ ،‬و(الساحر‬ ‫األسود) عام ‪1986‬م‪ ،‬و(الجهد األقىص) عام ‪1987‬م‪.‬‬

‫أما يف (ثورة كوبرنيكو) عام ‪1987‬م لليو فرانكوفسيك فإن‬ ‫مهندسني وراثيني اثنني يعجالن يف حدوث (ثورة تكافلية)‪،‬‬ ‫أما (مرشوع كاجاماكارا) عام ‪1985‬م لتشارلز هارنس‪ ،‬و‬ ‫(الحليب األسود) عام ‪1989‬م لروبرت ريد كانا مرتددين‬ ‫أكرث يف نرشهام للتقانة‪.‬‬

‫الهجائن املعدلة وراثياً مثل (الكمري الخروف‪/‬املاعز)‬ ‫أنتجت أيضاً يف أوائل مثانينات القرن العرشين‪ .‬وإنتاج‬ ‫(فرئان معطلة) مصاغة عىل غرار أمراض النقص البرشي‬ ‫أصبح رسيعاً مق ّيس (أي خاضع ملقياس)‪ ،‬ففأر هارفارد‬ ‫الورمي العرضة للرسطان كان األول الذي مينح براءة اخرتاع‪.‬‬

‫املحاوالت إلنتاج نبتات معدلة وراثياً تحمل مورثات‬ ‫إضافية تشفّر ألضداد موجهة ضد أمراض برشية انطلقت يف‬ ‫عام ‪1990‬م متيح ًة الفرصة إلمكانية تطوير (صناعة دوائية)‬ ‫باستعامل كائنات حية معدلة وراثياً إلنتاج مستحرضات‬ ‫صيدالنية مفيدة‪.‬‬

‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬

‫‪13‬‬

‫(أغاين الدم) عام ‪1985‬م لغريغ بيار‪ ،‬و(خطأ برشي)‬ ‫الروايات عن التكييف الوظيفي بدأت تزداد جرأ ًة عىل‬ ‫عام ‪1985‬م لباول بريوس أبديتا تصويرات واقعية أكرث‬ ‫للمهندسني الوراثيني املنهمكني يف تكييف الفريوسات وفق نحو تصاعدي عندما وضعت روايات عن التكيف من أجل‬ ‫غاية معينة وتبنيتا موقف موضوعي أكرث نحو العواقب الحياة يف الفضاء مثل (يف املد) عام ‪1989‬م للندا ناغاتا‬ ‫األساس للنهايات القصوى يف (قلب من زجاج) عام ‪2000‬م‬ ‫بعيدة املدى الناشئة عن عملهم‪.‬‬ ‫أول نبتة تبغ معدلة وراثياً وأول حيوان معدل وراثياً لوليم بارتون‪ ،‬و (نشوء الطفرات) عام ‪1993‬م لهلني كولنز‬ ‫لحقا يف أعقاب كائنات حية وحيدة الخلية أخرى وبكرتيا الذي أخذ فرضية البانرتويب لجيمس بليش إىل منطقة غريبة‬ ‫جديدة‪.‬‬ ‫مشوبة كثرية يف عام ‪1983‬م‪.‬‬

‫علم وخيال العدد الرابع والعرشون (يناير ‪)2016‬‬


‫يف عام ‪1995‬م فإن نعجة (ترايس) املعدلة وراثياً تنتج‬ ‫غددها الثديية حليب يحوي عىل ‪( AAT‬ألفا ‪ 1‬أنتي‬ ‫تربسني) ولدت يف معهد روزلني‪ ،‬تبعها يف عام ‪ 1996‬أول‬ ‫نعجة (دوليل) تستنسخ بنقل النواة‪ ،‬ويف عام ‪ 1997‬أول‬ ‫نعجة (بوليل) معدلة وراثياً تستنسخ‪.‬‬

‫‪tion‬‬

‫الخارجية للتخيل الخيايل العلمي إىل اللب يف أكرث بقليل من‬ ‫عقد يف (الحيوانات غريبة الشكل يف الشعبة) عام ‪)1989‬‬ ‫م لهايفورد برييس‪ ،‬إ ْذ تصميم الكائنات الحية وفقا لزي‬ ‫حديث يحث تعاظم رسيع يف الشكل الحيواين غري املميز‪.‬‬

‫(مريابل) عام ‪1991‬م لجانيت كاجان معدة عن مستعمرة‬ ‫التحقيق الصحفي يف التلفزيون والصحف جعال من هندست دوابها بحيث أن كل كائن حي ميكن أن يلد ذري ًة‬ ‫النعجة (دوليل) مشهورة عاملياً‪ ،‬لكن تحقيقاً صحفياً موا ٍز من نوع أخر والنتيجة هي أنه ال أحد يعرف أبدا ً ما ميكن‬ ‫قدم روتينياً موضوعات تعكس القلق العام بشأن خلق أن يجيء فجأة يف املرة التالية‪.‬‬ ‫الكائنات الحية املعدلة وراثياً‪ .‬والكثري من هذا القلق عجل‬ ‫(اخرت وامزج يف التعديل الورايث) تصور بروح متعجرفة‬ ‫يف حدوثه تكتيك االتجار املغامر يف السوق ملونسانتو وهي مشابهة يف بعض القصص يف مجموعة موضوعية لباول دي‬ ‫رشكة أنتجت عىل نطاق واسع الكثري من نبتات املحاصيل فليب هي (ريبوفانك) عام ‪1998‬م‪ ،‬و (بيجامة القطة) عام‬ ‫املعدلة وراثياً‪.‬‬ ‫‪2001‬م لجيمس ماري‪.‬‬

‫قلق كثري ركز عىل إمكانية أن تقفز املورثات املنقولة‬ ‫من نباتات املحاصيل املعدلة إىل أقارب برية بواسطة‬ ‫اللقاح التهجيني‪ ،‬وعىل االستعامل املتزايد يف الهندسة‬ ‫الوراثية للنباتات لناقالت حاملة ملورثة مثل فريوس التبغ‬ ‫الفسيفسايئ‪.‬‬ ‫اقرتاحات أخرى رويت يف لغة مثرية تضمنت استعامل‬ ‫التعديل الورايث إلنتاج حيوانات (خنازير) ذات أعضاء‬ ‫مالمئة أكرث للنقل إىل البرش من أجل مقاومة النقص يف الكىل‬ ‫والقلوب البرشية الصالحة للنقل‪ ،‬ومثة خنازير تجريبية‬ ‫يحوي دمها عىل هيموغلوبني برشي من أجل االستعامل‬ ‫املحتمل يف نقل الدم أنتجت فعالً يف أواخر تسعينات القرن‬ ‫العرشين‪.‬‬ ‫الرسعة التي ظهرت فيها هذه التطورات زادت حدة‬ ‫إلحاح اإلجابات الخيالية اإلخطارية‪ .‬فالوصول املتزامن –‬ ‫تقريبا لتطبيقات مستقلة كثرية جدا ً أجرب كتاب الخيال‬ ‫العلمي عىل دمج مجموعة منوعة واسعة من تقانات‬ ‫الهندسة الوراثية برفقة تقانات حيوية أخرى يف صور‬ ‫تقليدية للمستقبل القريب منذ أواخر مثانينات القرن‬ ‫العرشين وما بعد‪ ،‬وفكرة أن البرش يف املستقبل – أو ما بعد‬ ‫البرش – جيل واحد أو اثنان من اآلن سيكونون عىل نحو‬ ‫محتوم نتاجات للهندسة الوراثية‪ .‬قد انتقلت من الحوايش‬

‫‪14‬‬

‫علم وخيال العدد الرابع والعرشون (يناير ‪)2016‬‬

‫مفهوم الحركات املكرسة سياسياً لتحويل الجنس‬ ‫البرشي بواسطة الهندسة الوراثية مثل (املصورين) لربويس‬ ‫ستريلنغ‪ ،‬واملنارصين لجنة عدن يف ( االختالل الوظيفي‬ ‫للواقع) عام ‪1996‬م لبيرت هاملتون‪ ،‬واملزورين يف (التاريخ‬ ‫الطبيعي) لجاسنت روبسون عام ‪2003‬م‪ ،‬أصبحت يش ًء‬ ‫مألوفاً عندما أفسح القرن العرشين املجال للقرن الواحد‬ ‫والعرشين – كام فعلت فكرة معارضتها مبنافسني ميالني‬ ‫إىل السيربة (مزيج بني كائن حي وآلة) مثل (املصورين)‬ ‫لربويس ستريلنغ‪ ،‬أو املقاومني بعناد للتغيري مثل (املنارصين‬ ‫آلدم) لبيرت هاملتون‪.‬‬ ‫يتطلع كل من (كالدا) عام ‪2003‬م و(كرانش) عام‬ ‫‪2004‬م إىل كارثة بيئة مدمرة (إيكوكوست ‪)ecocaust‬‬ ‫رسع يف حدوثها إحالل نبتات معدلة وراثياً محل النبتات‬ ‫ي ّ‬ ‫الطبيعية كمنتجات رئيسة للكرة البيئية لألرض‪ ،‬ويجرب‬ ‫البرش عىل تعديل أنفسهم للبقاء عىل قيد الحياة يف بيئات‬ ‫غريبة يكون سكانها معزولني وراثياً الواحد عن اآلخر‪.‬‬ ‫املشهد غري الواضح‪ ،‬املخيف فيام مىض‪ ،‬هو اآلن صناعة‬ ‫بباليني متعددة من الدوالرات‪ .‬إن التقدمات املرتاكمة يف‬ ‫نصف القرن األخري وجدت تعبريا يف الخيال العلمي‪ ،‬مثال‬ ‫‪ Mirabile‬ل‪ ،)1991( Janet Kagan‬التي تتعلق بالحيوانات‬ ‫املهندسة مورثيا (املتضمنة ‪ )Frankenswine‬التي تخبىء‬ ‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬


‫‪Science And Fict‬‬

‫التكنولوجيا املورثية التي قادتنا إىل عتبة استنساخ‬ ‫جينومات أنواع منقرضة يف األجزاء غري العاملة من الـ‬ ‫‪ DNA‬الخاص بها‪ .‬إن الرواية املتأوجة عن التكنولوجيا الكائنات البرشية أنتجت أيضاً ثانويا تقانات مقصورة‬ ‫املورثية هي امليدان الجورايس لـ ‪ ،1991( Crichton‬صنع بدرجة أكرب عىل فئة قليلة‪ ،‬مثل زرع الخاليا الجذعية (الخلية‬ ‫منها فلم سيناميئ ‪ ،)1993‬حول استنساخ ديناصورات مبني الجذعية هي خلية غري متميزة من كائن متعدد الخاليا‬ ‫عىل أساس كميات صغرية جدا من ال ‪ DNA‬املستخلص قادرة عىل إعطاء خاليا أكرث عىل نحو غري محدود من نفس‬ ‫ماصة للدم متحجرة يف الكهرمان‪ .‬يف حني أنه النوع ومنها تنشأ بالتميز بعض األنواع األخرى من الخاليا )‬ ‫من حرشات ّ‬ ‫يف وقت الكتابة استنساخ املخلوقات املنقرضة يبقى متعذر‪ ،‬الجنينية‪ ،‬التي ميكن أن متكن من إنتاج أعضاء صناعية‪ .‬إن‬ ‫فإن استعامل طرق كشف الـ ‪ DNA‬املوضحة يف امليدان إدخال كروموسومات البالغ يف الخاليا الجذعية – يف الواقع‪،‬‬ ‫الجورايس هو اآلن جزء روتيني من علم اآلثار وعلم األحياء استنساخ الشخص يف مزرعة نسيجية – ميكن أن يعني‬ ‫الرشعي؛ واالستنساخ البرشي هو إمكانية حقيقية‪ .‬مع نظريا تزويد ال ينضب من األعضاء املقبلة‪ .‬ومع ذلك هذه‬ ‫أن االستنساخ ميلك تاريخ‬ ‫التكنولوجيا تجيء بنا‬ ‫طويل يف الخيال العلمي‪ ،‬إن التقدمات املرتاكمة يف نصف القرن األخري وجدت بطريقة خطرة إىل القرب‬ ‫قد استعمل بقليل من أو تعبريا يف الخيال العلمي‪ ،‬مثال ‪ Mirabile‬ل‪ Janet Kagan‬من استنساخ األطفال‬ ‫بدون دعم علمي جاد من (‪ ،)1991‬التي تتعلق بالحيوانات املهندسة مورثيا (املتضمنة من أجل أعضائهم‪ .‬إن‬ ‫قبل ‪ A. E. van Vogt‬يف ‪ )Frankenswine‬التي تخبىء جينومات أنواع منقرضة يف الخيال العلمي ميلء‬ ‫عامل الالغي – ‪ ،)1948( A‬األجزاء غري – العاملة من ال ‪ DNA‬الخاص بها‪.‬‬ ‫بالقصص حول حصاد‬ ‫البرش و‪ clones‬النسائل‬ ‫بني أعامل مبكرة أخرى‪،‬‬ ‫فإنه تلقى تصويرات واقعية أكرث يف السنوات الحديثة يف (‪ clone‬خلية أو كائن حي أو مجموعة كائنات حية أو خاليا‬ ‫روايات مثل كائنات حية مستنسخة (‪ )1976‬ل ‪ Pamela‬تنتج بطريقة ال تزاوجية من سلف واحد تكون مطابقة‬ ‫‪ ،Sargent‬حيث غردت الطيور العذبة حتى ساعة متأخرة له مورثيا) من أجل أعضائهم‪ Larry Niven .‬كتب كثريا‬ ‫(‪ )1976‬لـ ‪ ،KateWilhelm‬ورمبا عىل نحومؤثر ألبعد حد‪ ،‬عن هذا املوضوع‪ ،‬بادئا بـ «إنسان منــشار املـــنحنيات»‬ ‫يف ‪ Cyteen‬ل ‪ .)1988( .Cherryh C. J‬يف عهد أحدث (‪ )1967‬و «األعـــضاء الراكـــــضة» (‪ ،)1969‬متـصورا‬ ‫تغيري الهيكل (‪ )1997‬لـ ‪ Robert Sawyer‬تصور محاولة أن وجود هذه التكنولوجيا سيعري نفسه عىل حد سواء‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الستنساخ إنسان نياندرتايل (إنسان منقرض كان منترش عىل خارج القانون‪ ،‬لشكل جديد وبشع من الصنع والتوزيع غري‬ ‫نحو واسع يف أوربا العرص الجليدي منذ بني ‪ - 120،000‬القانونني‪ ،‬و‪ ،‬داخل القانون‪ ،‬ألنواع جديدة من العقوبات‬ ‫للمجرمني‪ .‬إن الفكرة انتقلت رسيعا إىل حقل االتجاه السائد‬ ‫‪ 35000‬سنة له جبني مرتاجع إىل الوراء وحروف حواجب‬ ‫للرواية املثرية‪ ،‬عىل نحو أكرث شهرة يف الغيبوبة (‪ )1977‬لـ‬ ‫العيون بارزة)‪.‬‬ ‫‪ ،Robin Cook‬فيها املرىض الخاضعني لجراحة غري خطرية‬ ‫كتب كثرية‪ ،‬متضمنة النار املقدسة (‪ )1996‬ل‪ Bruce‬يبقى عليهم يف حالة غيبوبة لحصاد أعضائهم للزرع‪ .‬يف‬ ‫‪ ،Sterling‬و ّرث األرض (‪ )1998‬ل ‪ Brian Stableford‬شكل مختلف أحدث للموضوع‪ ،‬قطع احتياطية (‪)1997‬‬ ‫وتكمالتها‪ ،‬وقلعة رائد الفضاء (‪ )2000‬ل ‪ Ken MacLeod‬ل ‪ ،Michael Marshall Smith‬يستنسخ األثرياء أنفسهم‬ ‫وتكمالتها‪ ،‬تستكشف مواضيع مامثلة‪ ،‬يف حني اللهول ويحتفظون بأجسادهم اإلضافية يف ما هي أساسيا سجون‪،‬‬ ‫‪ )1998( Sterling‬تدير عني هجائية عىل التعقيدات ناقلني تدريجيا قطعهم االحتياطية كام هو رضوري‪.‬‬ ‫السياسية للمستقبل القريب املتضمنة يف الهندسة املورثية‪.‬‬

‫“‬

‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬

‫علم وخيال العدد الرابع والعرشون (يناير ‪)2016‬‬

‫‪15‬‬


‫الرياضيات‬ ‫لغة الكون‬

‫“‬

‫كل يشء يف الكون مصنوع من الرياضيات ‪ -‬مبا يف‬ ‫ذلك أنت‪.‬‬

‫يف هذا املقتطف من كتابه الجديد‪ ،‬يقرتح ماكس تجامرك ‪Tegmark Max‬‬ ‫أن واقعنا مل يتم وصفه فقط عن طريق الرياضيات‪ ،‬بل هو الرياضيات نفسها‪.‬‬

‫ترجمة‪:‬‬ ‫ماكس تيجمارك (‪ )max tigmark‬م‪ .‬عبدالحفيظ العمري‬

‫عام كونيات سويدي أمريكي‪ ،‬وهو أستاذ في‬ ‫معهد ماساشوستس للتكنولوجيا‪ .‬له كتب‬ ‫ووثائقيات في تبسيط العلوم‪.‬‬

‫كاتب ومترجم علمي يمني له العديد من‬ ‫الكتب المترجمة والمقاالت المنشورة‪.‬‬

‫‪Facebook.com/abdulhafeed.alamri‬‬


‫ال يشاهدين أحد‪ ،‬أتحول إىل السيد هايد الرشير وأعمل ما‬ ‫أردت حقا عمله‪.‬‬ ‫عملت هذه االسرتاتيجية امللتوية أبعد من توقعايت األكرث‬ ‫ْ‬ ‫وحشية‪ ،‬وأنا ممنت للغاية أن أبدأ يف العمل دون الحاجة‬ ‫إىل التوقف عن التفكري يف اهتاممايت العظمى ‪.‬ولكن‬ ‫اآلن‪ ،‬كأستاذ الفيزياء يف معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا‪،‬‬ ‫يل دين للمجتمع العلمي‪ ،‬لدي التزام أخالقي‬ ‫أشعر أن ع ّ‬ ‫للعلامء املبتدئني إلظهار السيد هايد يف قاعة األكادميية‬ ‫والقيام بدوري لدفع الحد الفاصل قليال‪.‬‬ ‫فأي ورقة يل تُحدث “ قف أو عليك أن تدمر حياتك‬ ‫املهنية” كام يف الربيد اإللكرتوين أعاله؟ كانت الورقة حول‬ ‫الفكرة األساسية التي أنا عىل وشك مناقشتها‪ :‬إن عاملنا‬ ‫املادي هو جسم ريايض عمالق‪.‬‬

‫صباح اليوم الجمعة يف برينستون ‪ Princeton‬عندما‬ ‫وجدت هذه التحفة يف صندوق بريدي الوارد من أستاذ‬ ‫كبري أعرفه‪:‬‬ ‫املوضوع‪ :‬ليس أي بريد إلكرتوين سهل للكتابة ‪...‬‬ ‫عزيزي ماكس‪،‬‬ ‫ال تساعدك أوراقك غريبة األطوار‪ .‬أوال قم بإزالة الجانب‬ ‫“املضحك” منها‪ ،‬إذ تقدمها إىل مجالت جيدة فكونها سيئة‬ ‫الحظ بحيث تنرش ‪ ...‬أنا محرر من املجلة الرئيسية ‪...‬‬ ‫وورقتك ما كانت ستمر أبدا‪.‬‬ ‫هذا قد ال يكون مهامً‪ ،‬إال أن الزمالء يرون هذا الجانب‬ ‫من شخصيتك يبدو كنذير شؤم عىل تطورك املستقبيل‪.‬‬ ‫يجب أن تدرك أنه إذا كنت مل تفصل متاما هذه األنشطة‬ ‫من بحوثك الجادة‪ ،‬رمبا تقيض عليها بالكامل‪ ،‬وتحيلها إىل‬ ‫الحانة أو أماكن مامثلة ‪ ،‬وقد تجد مستقبلك يف خطر‪.‬‬ ‫لقد تم إحباط مرشوعي من قبل‪ ،‬ولكن كانت هذه الرياضيات يف كل مكان!‬ ‫واحدة من تلك اللحظات العظيمة عندما أدركت أنني كنت ما هو الجواب عىل السؤال األسايس للحياة‪ ،‬والكون وكل‬ ‫سجلت رقام قياسيا شخصيا جديدا‪ ،‬ودرجة عالية جديدة يشء؟ يف قصة الخيال العلمي ذات املحاكاة الساخرة “دليل‬ ‫يف محاولة للوصل للقمة‪ .‬عندما أحلت هذه الرسالة إىل املسافر املتطفل للمجرة ‪The Hitchhiker’s Guide to‬‬ ‫والدي‪ ،‬الذي ألهمني مساعي العلمية كثريا‪ ،‬أشار إىل قول ‪ ”the Galaxy‬لدوغالس آدمز ‪ ، Douglas Adams‬كان‬ ‫الجواب ‪42‬؛ ظهر الجزء األصعب يف العثور عىل السؤال‬ ‫دانتي ‪“ :Dante‬تابع طريقك‪ ،‬ودع الناس يتحدثون!”‬ ‫أنا وقعت يف حب الفيزياء بالضبط ألين كنت ُمولَعا بأكرب الحقيقي‪.‬‬ ‫اتبعت قلبي فقط ‪ ،‬فإن أجد أنه من املناسب جدا أن آدمز كان ميزح بشأن‬ ‫األسئلة‪ ،‬إال أنه بدا واضحا أنه إذا‬ ‫ْ‬ ‫وظيفتي املقبلة ستكون يف مطاعم ماكدونالد‪ ،‬لذا وضعت ‪ ،42‬ألن الرياضيات قد لعبت دورا مميزا يف فهمنا املتزايد‬ ‫اسرتاتيجية رسا دعوتها اسرتاتيجية دكتور جيكل ‪ /‬السيد للكون‪ .‬تعود فكرة أن كل يشء هو‪ ،‬مبعنى ما‪ ،‬رياضيا إىل‬ ‫الفيثاغوريني من اليونان القدمية‬ ‫هايد ‪Dr. Jekyll/Mr. Hyde‬‬ ‫استغلت أنا وقعت يف حب الفيزياء بالضبط ألين وقد ف ّرخت هذه الفكرة قرونا‬ ‫‪ ، Strategy‬إنها‬ ‫ْ‬ ‫من النقاش بني علامء الفيزياء‬ ‫ثغرة اجتامعية‪ :‬ما تفعله بعد‬ ‫كنت ُمولَعا بأكرب األسئلة‪ ،‬إال أنه بدا واضحا‬ ‫رصح‬ ‫العمل هو عملك الخاصة بك‪،‬‬ ‫والفالسفة‪ .‬يف القرن ‪ّ ،17‬‬ ‫وظيفتي‬ ‫فإن‬ ‫‪،‬‬ ‫فقط‬ ‫قلبي‬ ‫اتبعت‬ ‫ْ‬ ‫إذا‬ ‫أنه‬ ‫جاليليو بشكل ممتاز أن كوننا‬ ‫وسوف لن يكون ضدك طاملا‬ ‫ماكدونالد‪.‬‬ ‫مطاعم‬ ‫يف‬ ‫ستكون‬ ‫املقبلة‬ ‫هو “كتاب عظيم” مكتوب بلغة‬ ‫أنه ال يرصف انتباهك عن‬ ‫الرياضيات‪ .‬مؤخرا‪ ،‬جادل الحائز‬ ‫عملك اليومي‪ .‬لذا كلام يسأل‬ ‫عىل جائزة نوبل يوجني فيجرن‬ ‫رؤسايئ عام أنا مشغول به‪،‬‬ ‫فأتح ّول إىل الدكتور جيكل املحرتم وأقول لهم عملت عىل ‪ Eugene Wigner‬يف الستينات أن “التأثري غري املعقول‬ ‫املواضيع السائدة يف علم الكونيات‪ ،‬ولكن رسا‪ ،‬عندما كان للرياضيات يف العلوم الطبيعية” يطلب تفسريا لذلك‪.‬‬

‫“‬


‫‪tion‬‬

‫قريبا‪ ،‬سوف نستكشف تفسري متطرف جدا ‪.‬ومع ذلك‪ ،‬وصف كل هذه القوانني باستخدام املعادالت الرياضية‪.‬‬ ‫أوال نحن بحاجة لتوضيح بالضبط ما نحاول أن نرشحه‪.‬‬ ‫املعادالت ليست اإلشارات الوحيدة للرياضيات التي تم‬ ‫يرجى التوقف عن القراءة لبضع لحظات وانظر حولك‪.‬‬ ‫تضمينها يف الطبيعة‪ :‬هناك أيضا األرقام‪.‬‬ ‫أنا أتحدث اآلن عن األرقام التي هي الخصائص األساسية‬ ‫أين كل هذا الرياضيات التي سنستمر يف الحديث عنها؟‬ ‫لواقعنا املادي‪ ،‬كمقابل اإلبداعات اإلنسانية مثل أرقام‬ ‫أليست الرياضيات كل يشء عن األرقام؟‬ ‫رمبا ميكنك أن تكتشف أعداد قليلة هنا وهناك ‪ -‬عىل الصفحات يف هذه املجلة‪.‬‬ ‫مثال‪ ،‬كم عدد أقالم الرصاص التي ميكنك ترتيبها بحيث‬ ‫سبيل املثال أرقام الصفحات من هذه املجلة ‪ -‬ولكن هذه‬ ‫هي مجرد رموز اخرتعها وطبعها الناس‪ ،‬لذلك من الصعوبة يتعامدون جميعا (بدرجة ‪ )90‬عىل بعضهم البعض؟‬ ‫القول أن هذه الرموز تعبرّ أن عاملنا ريايض بأي طريقة الجواب هو ‪ ،3‬عن طريق وضعها عىل طول الحواف الثالث‬ ‫املنبثقة من زاوية غرفتك‪ .‬من أين جاء هذا العدد ‪3‬؟‬ ‫مهام بدت عميقة‪.‬‬ ‫نسمي هذا العدد بعدية ‪ dimensionality‬فضائنا‪،‬‬ ‫عندما تنظر حولك‪ ،‬هل ترى أي أمناط أو أشكال هندسية؟‬ ‫هنا مرة أخرى‪ ،‬ال تع ّول عىل التصميامت التي من صنع ولكن ملاذا هناك ثالثة أبعاد بدال من أربعة أو اثنني أو ‪42‬؟‬ ‫هناك يشء ما ريايض فعال يف كوننا‪ ،‬وكلام ننظر بدقة‪،‬‬ ‫اإلنسان مثل الشكل املستطيل لهذه املجلة‪ .‬لكن حاول أن‬ ‫ترمي حصاة‪ ،‬وشاهد الشكل الجميل الذي تصنعه الطبيعة فإننا نعرث عىل املزيد من الرياضيات‪ ،‬لذا ماذا نفهم من كل‬ ‫هذه اإلشارات الرياضية يف عاملنا املادي؟‬ ‫ملسارها!‬ ‫اعترب معظم زماليئ الفيزيائيني أن‬ ‫هذه املسارات ألي يشء‬ ‫ذلك يعني أن الطبيعة هي لسبب‬ ‫ترميه لها نفس الشكل‪،‬‬ ‫ويسمى قطع مكافئ مقلوب‪ .‬لقد اكتشفنا ‪ -‬نحن البرش‪ -‬تدريجيا ما موصوفة بالرياضيات‪ ،‬عىل األقل‬ ‫‪ upside-down parabola‬العديد من األشكال واألمناط املتكررة تقريبا‪ ،‬ثم يرتكون األمر عند هذا‬ ‫عندما نالحظ كيف تتحرك اإلضافية يف الطبيعة‪ ،‬والتي ال تنطوي الحد‪ .‬ولكني مقتنع أن هناك أكرث‬ ‫من ذلك‪ ،‬ودعونا نرى ما إذا كان هذا‬ ‫األشياء يف مدارات يف الفضاء‪ ،‬عىل الحركة والجاذبية فقط‪.‬‬ ‫مفهوما لكم أكرث من األستاذ الذي‬ ‫نكتشف شكل آخر متكرر‪:‬‬ ‫القطع الناقص ‪ ellipse.‬وعالوة عىل ذلك‪ ،‬يرتبط هذان قال أن هذا األمر من شأنه أن يفسد حيايت املهنية‪.‬‬

‫“‬

‫الشكالن‪ :‬فيتشكل الطرف املدود من القطع الناقص‬ ‫بالضبط تقريبا مثل قطع مكافئ‪ .‬لذلك‪ ،‬يف الواقع‪ ،‬كل هذه‬ ‫املسارات هي ببساطة أجزاء من القطوع الناقصة‪.‬‬ ‫قد اكتشفنا ‪ -‬نحن البرش‪ -‬تدريجيا العديد من األشكال‬ ‫واألمناط املتكررة اإلضافية يف الطبيعة‪ ،‬والتي ال تنطوي عىل‬ ‫الحركة والجاذبية فقط‪ ،‬ولكن أيضا الكهرباء واملغناطيسية‬ ‫والضوء والحرارة والكيمياء والنشاط اإلشعاعي والجسيامت‬ ‫دون الذرية‪ .‬وتتلخص هذه األمناط من خالل ما نسميه‬ ‫قوانيننا يف الفيزياء‪ ،‬مثل شكل أي قطع ناقص‪ ،‬وميكن‬

‫‪18‬‬

‫علم وخيال العدد الرابع والعرشون (يناير ‪)2016‬‬

‫فرضية الكون الريايض‬

‫كنت مفتونا متاما بكل هذه القرائن الرياضية منذ‬ ‫مرحلة املدرسة‪ .‬ذات مساء يف بريكيل يف عام ‪ ،1990‬عندما‬ ‫كنت وصديقي بيل بوارييه ‪ Bill Poirier‬نتناقش حول‬ ‫التكهنات عن الطبيعة األساسية للواقع‪ ،‬فجأة ظهرت يل‬ ‫فكرة‪ :‬ال يُوصف واقعنا فقط من خالل الرياضيات ‪ -‬بل هو‬ ‫رياضيات‪ ،‬مبعنى محدد للغاية‪.‬‬ ‫افرتايض املبديئ‪ ،‬فرضية الواقع الخارجي‪ ،‬تنص عىل أن‬ ‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬


‫‪Science And Fict‬‬ ‫هناك واقعا ماديا خارجيا مستقال متاما عنا‪ .‬عندما نشتق‬ ‫نتائج نظرية‪ ،‬نحن نع ّرف املفاهيم والكلامت الجديدة‬ ‫بالنسبة لها‪ ،‬مثل «الربوتونات»‪ ،‬و «الخاليا» و «النجوم»‪،‬‬ ‫ألنها مناسبة‪ .‬من املهم أن نتذكر‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬أننا نحن‬ ‫البرش الذين يبتكرون هذه املفاهيم؛ لكن من حيث املبدأ‪،‬‬ ‫كل يشء ميكن أن يكون مدروس بدون هذه الزيادات أو‬ ‫النظريات البالية ‪.Baggage‬‬ ‫ولكن إذا افرتضنا أن الواقع موجود بشكل مستقل عن‬ ‫البرش‪ ،‬إذن للحصول عىل وصف يكون كامال‪ ،‬فإنه يجب أن‬ ‫يكون الوصف أيضا واضح املعامل حتى لكيانات غري برشية‬ ‫ غرباء أو حواسيب خارقة‪ ،‬أو رأي‪ -‬التي تفتقر إىل أي‬‫فهم من املفاهيم اإلنسانية‪ .‬هذا يقودنا إىل فرضية الكون‬ ‫الريايض‪ ،‬التي تنص عىل أن واقعنا املادي الخارجي هو بنية‬ ‫رياضية‪.‬‬ ‫عىل سبيل املثال‪ ،‬لنفرتض أن مسار كرة التنس هي رضبة‬ ‫منحنية جميلة التي تربحك يف املباراة وتريد الحقا أن‬ ‫تصف ما ظهر لك إىل صديق‪ .‬نظرا ألن الكرة مصنوعة‬ ‫من الجسيامت األولية (الكواركات واإللكرتونات)‪ ،‬فيمكنك‬ ‫من حيث املبدأ وصف حركتها من دون أي إشارة إىل كرات‬ ‫التنس‪:‬‬ ‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬

‫• الجسيم ‪ 1‬يتحرك بقطع املكافئ‪.‬‬ ‫• الجسيم ‪ 2‬يتحرك بقطع املكافئ‪.‬‬ ‫• الجسيم ‪138.314.159.265.358.979.323.846.264‬‬ ‫يتحرك بقطع املكافئ‪.‬‬ ‫سيكون ذلك األمر مزعجا بعض اليشء‪ ،‬ألنه سيستغرق‬ ‫منك وقتا أطول من عمر الكون يف قوله‪ ،‬ومن شأنه أيضا أن‬ ‫يكون زائدا عن الحاجة‪ ،‬نظرا ألن كل الجسيامت ملتصقة‬ ‫معا وتتحرك كوحدة واحدة‪ .‬هذا هو السبب يف أننا البرش‬ ‫قد اخرتعنا كلمة الكرة لإلشارة إىل تلك الوحدة‪ ،‬مام ميكننا‬ ‫من توفري الوقت ووصف حركة الوحدة بالكامل ببساطة‪.‬‬ ‫اإلنسان من صمم الكرة‪ ،‬لكنها مامثلة متاما لألجسام‬ ‫املركبة التي ليست من صنعه‪ ،‬مثل الجزيئات والصخور‬ ‫والنجوم‪ :‬اخرتاع الكلامت بالنسبة لها أمر مناسب لكل‬ ‫من توفري الوقت‪ ،‬وتقديم مفاهيم يف رموز لتف ّهم العامل‬ ‫ببداهة أكرث‪ .‬عىل الرغم من أن ذلك مفيد‪ ،‬إال أن مثل هذه‬ ‫الكلامت هي كلها زوائد اختيارية‪.‬‬ ‫كل هذا يطرح السؤال‪ :‬هل من املمكن فعال العثور عىل‬ ‫مثل هذا الوصف الخارجي للواقع الذي ال ينطوي عىل أي‬ ‫زيادة؟‬ ‫علم وخيال العدد الرابع والعرشون (يناير ‪)2016‬‬

‫‪19‬‬


‫ال ُبنى الرياضية‬

‫لإلجابة عىل هذا السؤال‪ ،‬علينا أن نلقي عىل الرياضيات‬ ‫نظرة عن قرب‪.‬‬ ‫يف املنطق الحديث‪ ،‬أي بنية رياضية ‪mathematical‬‬ ‫‪structure‬هي بالضبط هذا‪ :‬مجموعة من كيانات مجردة‬ ‫مع عالقات بينها‪ ،‬لكن هذا تناقض صارخ مع الطريقة التي‬ ‫معظمنا يتصور الرياضيات مسبقا – فهي إما كشكل من‬ ‫أشكال العقاب السادي أو كحقيبة من الحيل للتالعب‬ ‫باألرقام‪.‬‬ ‫الرياضيات الحديثة هي دراسة صورية ‪formal study‬‬ ‫للبُنى والتي ميكن تعريفها بطريقة مجردة بحتة‪ ،‬دون أي‬ ‫زيادة إنسانية‪ .‬فكّر يف الرموز الرياضية عىل أنها مجرد‬ ‫تسميات دون معنى جوهري‪ .‬ال يهم إذ تكتب «اثنني زائد‬ ‫اثنني يساوي أربعة»‪ ،‬أو «‪ »4 = 2 + 2‬أو “‪dos mas dos‬‬ ‫‪”.igual a cuatro‬‬ ‫الرتميز ‪ notation‬يُستخدم للداللة عىل الكيانات‬ ‫والعالقات‪ ،‬لكنه غري متصل باملوضوع ؛ فالخصائص الوحيدة‬ ‫لألعداد الصحيحة هي تلك التي تتجسد يف العالقات بينها‪.‬‬ ‫باختصار‪ ،‬هناك نقطتان رئيسيتان للطرح‪ :‬تعني فرضية‬ ‫الواقع الخارجي ضمنا أن «نظرية كل يشء» (وصف كامل‬ ‫لواقعنا املادي الخارجي) ليس لها زيادة‪ ،‬واليشء الذي لديه‬ ‫وصف كامل بدون زيادة هو بالضبط بنية رياضية‪.‬‬ ‫كنت تعتقد بواقع خارجي‬ ‫خالصة القول هي أنه إذا َ‬ ‫مستقل عن البرش‪ ،‬إذن يجب عليك أيضا أن تعتقد أن‬ ‫واقعنا املادي هو بنية رياضية‪ ،‬كل يشء يف عاملنا هو ريايض‬ ‫بحت ‪ -‬مبا فيه أنت‪.‬‬

‫‪tion‬‬

‫البحت‪.‬‬ ‫تأمل سلسلة تحركات الشطرنج التي أصبحت تعرف‬ ‫باسم لعبة الخالد‪ ،‬حيث يضحي األبيض بشكل دراماتييك‬ ‫بالقلعتني ‪ rooks‬كلتيهام‪ ،‬والفيل ‪ bishop‬وامللك ليهزم‬ ‫الخصم بالقطع الثالث الثانوية املتبقية‪ .‬عندما يسمي‬ ‫هواة الشطرنج اللعبة الخالدة جميلة‪ ،‬فإنهم ال يشريون إىل‬ ‫جاذبية الالعبني‪ ،‬ولكن إىل كيان أكرث تجريدا‪ ،‬والذي ميكن‬ ‫أن نسميه اللعبة املجردة‪ ،‬أو سلسلة من التحركات‪.‬‬

‫لعبة الشطرنج ميكن متثيلها بعدد من الطرق (من اليسار‬ ‫وأعىل)‪ :‬لوحة طبيعية‪ ،‬وتوضيح بالرسم‪ ،‬ومحاكاة الكمبيوتر‪،‬‬ ‫وترميز جربي‪ .‬ميثل كل شكل من أشكال الزيادة اللعبة‬ ‫املجردة رياضيا‪.‬‬

‫يتضمن الشطرنج كيانات مجردة (قطع الشطرنج املختلفة‬ ‫واملربعات املختلفة عىل اللوحة) والعالقات فيام بينها‪ .‬عىل‬ ‫سبيل املثال‪ ،‬إحدى العالقات حيث قد تضطر قطعة إىل‬ ‫الحياة بدون الزيادات‬ ‫مربع الذي فيه تقف القطعة السابقة عىل التالية‪ .‬وعالقة‬ ‫أعاله‬ ‫ُ‬ ‫وصفت كيف نضيف نحن البرش الزيادات إىل أخرى حيث قد تضطر قطعة إىل مربع حيث مسموح لها‬ ‫توصيفاتنا‪.‬‬ ‫بالتحرك إىل هناك‪ .‬بشكل متشابه‪ ،‬وصف موضع الشطرنج‬ ‫اآلن دعونا ننظر إىل العكس‪ :‬كيف ميكن للتجريد الريايض شفهيا باللغة اإلنجليزية يكافئ وصفه شفهيا متاما باللغة‬ ‫أن يزيل الزيادات ويعري األشياء وصوال إىل جوهرها االسبانية‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫علم وخيال العدد الرابع والعرشون (يناير ‪)2016‬‬

‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬


‫‪Science And Fict‬‬ ‫ما الذي يتبقى عندما تنزع كل هذه األوصاف املتكافئة‪،‬‬ ‫أو كل هذه الزيادات؟‬ ‫اللعبة الخالدة نفسها‪ ،‬صافية ‪ 100‬يف املئة‪ ،‬دون إضافات‪.‬‬ ‫هناك بنية رياضية وحيدة فريدة من نوعها التي تم وصفها‬ ‫بجميع هذه األوصاف املتكافئة‪.‬‬ ‫تدل فرضية الكون الريايض ضمنا أننا نعيش يف واقع‬ ‫مرتابط‪ ،‬مبعنى ال تنبع خصائص العامل من حولنا من‬ ‫خصائص لبنات بنائه النهائية‪ ،‬ولكن من العالقات بني هذه‬ ‫اللبنات‪ .‬يجعلنا اعتقادي املجنون واملنطقي هذا‪ -‬أن عاملنا‬ ‫املادي ليس فقط هو ما تم وصفه بالرياضيات ولكن هو‬ ‫الرياضيات نفسها‪ -‬أجزاء واعية ذاتية ‪ self-aware‬من‬ ‫جسم ريايض عمالق‪.‬‬ ‫يف نهاية املطاف‪ ،‬رغم أن هذا االعتقاد يُقلل من مرتبة‬ ‫املفاهيم املألوفة مثل العشوائية والتعقيد وحتى يحولها إىل‬ ‫مرتبة األوهام؛ فإنه يتضمن أيضا مجموعة جديدة وعظمى‬ ‫من األكوان املتوازية واسعة جدا وغريبة‪ ،‬والتي تتضاءل كل‬ ‫الغرابة املذكورة أعاله باملقارنة بها‪ ،‬وتجربنا عىل التخيل عن‬ ‫العديد من أكرث أفكارنا املرتسخة عن الواقع‪.‬‬ ‫إذا علمتني حيايت كفيزيايئ أي يشء عىل اإلطالق‪ ،‬فهي أن‬ ‫أفالطون كان محقا‪ :‬أبدت الفيزياء الحديثة بوضوح متاما أن‬ ‫الطبيعة األساسية للواقع ليست كام يبدو‪.‬‬

‫صورة لبلوتو توضح طبقات‬ ‫ضبابية على سطحه‪ ،‬بألوان‬ ‫قريبة من األلوان الحقيقية‬ ‫بواسطة المركبة الفضائية‬ ‫‪New Horizon‬‬ ‫‪Courtsy: NASA‬‬

‫الهوامش والمراجع‬ ‫هذه املقالة التي ظهرت أصال بشكل مطبوع بعنوان‬ ‫«رياضيات صنعت اللب ‪ »Math Made Flesh‬هي مقتطف‬ ‫من كتاب كوننا الريايض‪ :‬بحثي عن الطبيعة األساسية للواقع‪:‬‬ ‫‪OUR MATHEMATICAL UNIVERSE: My Quest‬‬ ‫‪for the Ultimate Nature of Reality, Max Tigmark‬‬ ‫مصدر املقال‪:‬‬ ‫‪http://discovermagazine.com/2013/dec/13-math-‬‬

‫‪made-flesh‬‬

‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬

‫علم وخيال العدد الرابع والعرشون (يناير ‪)2016‬‬

‫‪21‬‬


‫‪tion‬‬

‫مراجـعات‬

‫هوس العبقرية‬

‫العالم الداخلي لماري كوري‬ ‫باربارا جولد سميث‬

‫زكريا احمد عبد المطلب‬

‫معلم‪ ،‬مصري‪.‬‬

‫‪zakariaahmad123@hotmail.com‬‬

‫“‬

‫عرب صفحات الكتاب نجد انفسنا‬ ‫مع ماري الطفلة ذات االربع سنوات‬ ‫وهي تقف مشدوهة امام خزانة‬ ‫زجاجية بداخلها عدة أرفف تحمل أجهزة‬ ‫غريبة مثل األنابيب الزجاجية واملوازين‬ ‫الصغرية وكشاف كهريب من رقائق الذهب‬ ‫يف معمل والدها‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫علم وخيال العدد الرابع والعرشون (يناير ‪)2016‬‬

‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬


‫‪Science And Fict‬‬ ‫اآلن ارقد بني العظامء‬

‫يف مسرية البحث عن عمل يف شوارع وارسو للبحث عن‬ ‫عمل لإلنفاق عيل نفسيهام وبينام تسافر اختها الكربي‬ ‫لدراسة الطب يف باريس ‪ ،‬وحني تنجح يف الحصول عيل‬ ‫عمل كمربية أطفال لدي أرسة زورافسيك لينتهي بها‬ ‫املطاف ضحية قصة حب فاشلة‪ ،‬فقد حالت تقاليد العرص‬ ‫دون ارتباطها باالبن كازميري‪ ،‬لننتقل معها ايل باريس لنتابع‬ ‫قصة حبها الجديدة وارتباطها مبن ستصبح زوجته فيمل‬ ‫بعد تحمل اسمه لالبد جوليو كوري العامل الفرنيس الشاب‬ ‫الذي حول مسرية ابحاثة من علم البللورات ايل أبحاث‬ ‫االشعاع‪.‬‬

‫املكان مقربة العظامء يف باريس‪ ،‬والزمان العرشون من‬ ‫أبريل ‪ 1995‬والحضور يتقدمهم رئيس الجمهورية الفرنسية‬ ‫حينها ‪ ،‬فرانسوا ميرتان ورئيس وزراء بولندا حينذاك ليخ‬ ‫فاليسا‪ ،‬أما الحدث فهو مراسم أعادة دفن رماد ( ماري‬ ‫سالومي سكالدوفسيك ) ليواري الرثي يف مقربة العظامء يف‬ ‫باريس‪ ،‬لتكون أول إمرأة تدفن يف البانثيون ‪ ،‬لتنال رشفا‬ ‫مستحقا‪.‬‬ ‫ماري سكالدوفسيك (كوري) أول امرأة تحصل عيل نوبل‬ ‫مرتني‪ :‬أوال‪ ،‬عام ‪ 1903‬يف الفيزياء باملشاركة مع زوجها‬ ‫بيري كوري‪ ،‬ثانيا‪ ،‬يف الكيمياء مبفردها عام ‪ ،1911‬متحدية وداعا بيري‬ ‫بذلك ظروف عرص اتسم بالتمييز ضد املرأة ايل الحد الذي‬ ‫وتتوايل األحداث مثرية‪ ،‬ونحن نراها تتغلب عيل حزنها‬ ‫كان سيحرمها من رشف نيل جائزة نوبل األويل لوال إرصار لفقد الزوج والحبيبي لتواصل حفرها يف الصخر‪ ،‬متحدية كل‬ ‫زوجها‪.‬‬ ‫الظروف املحيطة وثورة الصحافة ضدها بعد تكشف قصة‬ ‫الحب الكبري‬ ‫حبها الجديدة والرسائل املتبادلة مع العامل الفرنيس بول‬ ‫يف كتابها الرائع ‪ ،‬هوس العبقرية (العامل الداخيل ملاري النجفني ‪ ،‬لتخرج من املحنة أقوي عودا وقد حولت أحجار‬ ‫كوري) تأخذنا الرائعة باربارا جولد سميث عرب رحلة يف الرجم امللقاة عليها من هنا وهناك ايل جبل شامخ تقف‬ ‫الزمان واملكان ‪ ،‬لنعيش مع أمرأة من لحم ودم ‪ ،‬أمرأة عليه وحدها لتحقق انجازا نقل العامل من عرص ايل عرص‬ ‫مل ال ونحن نطلق عيل عرصنا هذا عرص (االشعاع والذرة)‬ ‫تحب وتكره تفرح وتكتئب تضحي وتطمع‪.‬‬ ‫نتابع يف الكتاب رحلة عائلة كوري مع الحب‪ ،‬حب العمل ونحن نعيش يوميا مع آثار اكتشافاتها من خطر القنابل‬ ‫والذي رأت فيه املؤلفة الدافع الوحيد ليك يعرضوا أنفسهم الذرية إيل األمل يف االشعاع كوسيلة لعالج الرسطان‪ ،‬وكل‬ ‫ورشكائهم وحتي ابنتهم الغالية وزوجها للخطر املدمر هذا كانت هي الرائدة فيه باكتشافها للبولونيوم والراديوم‪.‬‬ ‫لالشعاع والذي قيض عليهم جميعا يف النهاية ‪ ،‬وحتي عندما أريد ان اترك يف سالم‬ ‫كانوا يحذرون من التعرض لخطر الراديوم فإن آل كوري‬ ‫يف الثالث من يوليو سنة ‪ ،1934‬دخلت ماري كوري يف‬ ‫كانو يحتفظون بأنبوبة بها ملح للراديوم بجانب الرسي ‪،‬‬ ‫غيبوبة وماتت يف الفجر‪ ،‬وكانت آخر كلامتها اريد ان اترك‬ ‫ليشاهدوا توهجه الجميل قبل االستغراق يف النوم ‪ ،‬وكانت‬ ‫يف سالم ‪ ،‬قال الطبيب انه شئ يشبه املعجزة انها عاشت‬ ‫ماري عندما تذكر الراديوم تقول «طفيل»‪.‬‬ ‫حتي سن ‪ 67‬وأعطي سبب الوفاة فقر الدم الخبيث‪،‬‬ ‫التحدي‬ ‫ليسدل الستار عيل إمراة عظيمة صارت مثال أعيل لبنات‬ ‫عرب صفحات الكتاب نجد انفسنا مع ماري الطفلة ذات جنسها يف كل مكان وزمان ‪.‬‬ ‫بقي أن نذكر أن الكتاب قد اكتملت له أضالع مثلث‬ ‫االربع سنوات وهي تقف مشدوهة امام خزانة زجاجية‬ ‫بداخلها عدة أرفف تحمل أجهزة غريبة مثل األنابيب التميز فقد قدمه ايل اللغة العربية عمالقي الرتجمة العلمية‪،‬‬ ‫الزجاجية واملوازين الصغرية وكشاف كهريب من رقائق االستاذ الدكتور فتح الله الشيخ وااالستاذ لدكتور احمد عبد‬ ‫الذهب يف معمل والدها ‪ ،‬ونجد انفسنا نهرول معها واختها الله السامحي‪.‬‬ ‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬

‫علم وخيال العدد الرابع والعرشون (يناير ‪)2016‬‬

‫‪23‬‬




‫عناق‬ ‫الفوتونات‬

‫صباحا‪..‬‬ ‫كلما خرجت‬ ‫ً‬

‫‪tion‬‬

‫أشعر أنني في متحف و مغمور في آثار‬ ‫عمرها مليون سنة ‪..‬‬ ‫الشمس في رابعة النهار ‪..‬‬ ‫م‪ .‬أكرم محمود‬ ‫تجعل لنا السماء زرقاء بسبب انكسارات في‬ ‫‪fb.com/ Akram77777‬‬ ‫الغالف الجوي ‪..‬‬ ‫و كل شيء يتم رشه بوابل من الفوتونات ‪..‬‬ ‫أي أن الدنيا مغمورة في هذا البحر من الفوتونات حتى السماء ‪..‬‬ ‫أغلبنا يعتقد أن هذه الفوتونات وصلت إلينا خالل ‪ 8‬دقائق ‪..‬‬ ‫لكن الحقيقة أنها وصلت إلينا خالل عشرات اآلالف من السنين و تلك الـ ‪8‬‬ ‫دقائق ‪..‬‬ ‫الفوتونات ولدت في باطن الشمس من التفاعالت النووية ‪..‬‬ ‫و لكي تخرج من باطن الشمس إلى سطح الشمس‬ ‫استغرقت عشرات اآلالف من السنوات ‪ ..‬لعلو كثافة باطن الشمس ‪..‬‬ ‫ثم وصلت إلينا من السطح إلى األرض في ‪ 8‬دقائق ‪..‬‬ ‫الفوتونات استغرقت في المسافة الضئيلة سنوات قامت فيها واندثرت‬ ‫حضارات وحضارات‪..‬‬ ‫و استغرقت في المسافة الشاسعة ‪ 8‬دقائق ‪..‬‬ ‫إذا فالفوتون الساقط عليك ما هو إال قطعة أثرية موجودة منذ القدم‪ ،‬و‬ ‫ً‬ ‫ليست كأهرامنا الحديثة جدًا الموجودة من ‪ 7000‬سنة‪..‬‬ ‫الضوء الساقط تولد بانفجار عنيف ‪..‬‬ ‫و سار وسط زحام باطن الشمس الكثيف‪..‬‬ ‫و عندما تخلص من الزحام ‪..‬‬ ‫جرى إليك المسافة الكبيرة في دقائق ‪ ..‬لماذا؟؟‬ ‫لكي يحضنك و يعانقك بدفئه و حنانه ‪ ..‬إخالص من أزمنه سحيقة‪..‬‬ ‫هل رأيتم حبًا مثل هذا الحب ؟؟‬

‫‪26‬‬

‫علم وخيال العدد الرابع والعرشون (يناير ‪)2016‬‬

‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬


‫“‬

‫الطالب‪ :‬د‪ .‬أينشتاين أليست هذه األسئلة هي نفسها‬ ‫أسئلة العام املايض يف االمتحان النهايئ للفيزياء؟‬ ‫د‪ .‬أينشتاين‪ :‬نعم‪ ،‬ولكن هذه السنة اإلجابات مختلفة‪.‬‬

‫‪FB/groups/sience.and.fiction‬‬ ‫‪sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪Sciafimag@gmail.com‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.