علم وخيال العدد 26

Page 1


‫‪Science And Fict‬‬ ‫املحتويات‬

‫‪4‬‬

‫واحترقت لندن‪..‬‬ ‫يف هذا املقال نحاول أن نجيل إضافة‬ ‫أخرى من إضافات الخيال العلمي يف‬ ‫العلوم‪ ..‬والتأثري املتبادل بينهام‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫سيحدد‬

‫العنكبوت الذي‬ ‫مستقبلنا في الفضاء‬ ‫تطبيق آخر من تطبيقات الخيال‬ ‫العلمي التي رمبا نستخدمها للصعود‬ ‫إىل الفضاء بتكاليف أقل‪.‬‬

‫عىل الغالف‬

‫‪14‬‬

‫نسمع كثريا عن لحظة اإللهام التي مير بها الشاعر‬ ‫أو القاص؛ تلك اللحظة املوحية له بذلك اإلبداع الذي‬ ‫يصوغه لنا عىل شكل قصيدة شعر أو قصة أو أي نوع‬ ‫من أنواع اإلبداع األديب‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫مخ الذكر واألنثى‪ ..‬اختالفات‬ ‫ترى‪ ،‬ما هي الفروق بني مخ الذكر‬ ‫واألنثى؟‬ ‫انفوجرافيك بسيط يُجمل لنا بعضً ا من‬ ‫هذه الفروق‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫يوميات السرطان‪ :‬مراجعة‬

‫مراجعة لكتاب علمي يحمل بني طياته‬ ‫تجربة مريرة عاشها الكاتب املكلوم‪ ،‬وهو‬ ‫كتاب “يوميات الرسطان” لـ “جورج‬ ‫جونسون”‪.‬‬

‫األثري يف الخيال العلمي‬

‫‪24‬‬

‫‪Credits: NASA‬‬

‫ما يمكن أن يفعله رضيع‬ ‫خاطرة مستقبلية خيال علمية عام‬ ‫ينتظر الرضع من إمكانيات وقدرات‬ ‫ستكتشف‪.‬‬

‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬

‫‪8‬‬

‫كيف ظهر مصطلح األثري (وهو مصطلح فيزيايئ تم دحض وجوده‬ ‫الحقًا) يف الخيال العلمي عرب سنوات تطوره؟!‬

‫علم وخيال العدد السادس والعرشون (يونيو ‪)2016‬‬

‫‪1‬‬


‫مرور كوكب عطارد أمام الشمس في يوم‬ ‫التاسع من مايو الماضي‪ .‬ويمر عطارد بين‬ ‫األرض والشمس في ظاهرة ال تحدث إلّا ‪13‬‬ ‫مرة كل قرن‪.‬‬ ‫يظهر عطارد كنقطة أسفل صورة‬ ‫الشمس‪.‬‬

‫‪Image credit: Nasa‬‬ ‫‪Source: Mercury Solar Transit , www.nasa.gov‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫يارس أبوالحسب‬ ‫شارك يف التدقيق اللغوي‬ ‫عمر رشيف‬

‫الجروب الرسمي للمجلة‬ ‫‪FB/groups/sience.and.‬‬ ‫‪fiction‬‬ ‫املوقع الرسمي للمجلة‬ ‫‪sciandfimag.wordpress.‬‬ ‫‪com‬‬ ‫للمراسالت‬ ‫‪Sciafimag@gmail.com‬‬ ‫لتقييم األعداد ولالقرتاحات‬ ‫‪http://bit.ly/S_F_Raing‬‬

‫وألول مرة تترشف علم وخيال بأن‬ ‫يكتب لها د‪.‬محمد عيل حسني واحد من‬ ‫علامء مرص‪ ،‬يف خاطرة علمية رسيعة‪ ،‬بها‬ ‫من الخيال العلمي ما يذكرنا بآرثر كالرك‪.‬‬ ‫ثم إنفوجرافيك صغري يتحدث عن‬ ‫بعض الفروق بني مخ الذكر واألنثى‪،‬‬ ‫بواسطة طبيب املجلة أحمد إبراهيم‪.‬‬ ‫ثم واحد من أفضل املقاالت التي‬ ‫قرأتها يف تصنيف تاريخ العلم‪ ،‬وهو‬ ‫مقال “ومضات من النور” لواحد من‬ ‫أعمدة املجلة‪ ،‬م‪ .‬عبدالحفيظ العمري‪.‬‬ ‫ستستمتعوا به كث ًريا‪ ،‬ال ريب يف ذلك‪.‬‬ ‫ثم مراجعة لكتاب علمي يحمل‬ ‫بني طياته تجربة مريرة عاشها الكاتب‬ ‫املكلوم‪ ،‬وهو كتاب “يوميات الرسطان” لـ‬ ‫“جورج جونسون”‪.‬‬ ‫ويُختم العدد بقصة قصرية ج ًدا من‬ ‫الخيال العلمي‪ ،‬هي قصة “ما ميكن أن‬ ‫يفعله رضيع” وتأتينا هذه املرة من تونس‬ ‫لـ فاتن رايدان راييس‪.‬‬

‫مازالت رحلة الخيال العلمي والعلوم‬ ‫مستمرة يف العدد الذي يحمل رقم ‪،26‬‬ ‫وهو للصدفة نفس عدد سنوات عمري‪.‬‬ ‫نأتيكم هذه املرة بعدد من املقاالت‬ ‫نتمنى أن تكون مستفزة لعقولكم ألقىص‬ ‫درجة‪ ،‬وأن تدفعكم للقراءة أكرث حول‬ ‫مواضيعها املختلفة التي تنوعت بني‬ ‫الخيال العلمي والعلوم‪.‬‬ ‫أبدأ العدد مبقال آخر من املقاالت التي‬ ‫تربط الخيال العلمي مع العلوم‪ ،‬ورواية‬ ‫أخرى من روايات ويلز وموضوع من‬ ‫موضوعات الفيزياء الحديثة وهو الليزر‪.‬‬ ‫ورحلة أخرى من التأثري املتبادل بني‬ ‫الخيال العلمي والعلوم‪.‬‬ ‫وهناك ملحوظة بخصوص مقااليت‬ ‫يف الخيال العلمي‪ :‬وهي أنني يف بعض‬ ‫األحيان اقتضب يف التفصيل العلمي‬ ‫للموضوع‪ ،‬وذلك مرده لسبب من سببني‬ ‫أو كليهام‪ ،‬األول ضيق املساحة‪ ،‬والثاين‬ ‫أساسا ليس‬ ‫أن هديف من تلك املقاالت ً‬ ‫توضيح املفهوم العلمي بقدر ما هو‬ ‫محاولة لتوضيح الرابط والتأثري الواضح‬ ‫إذا‪ ،‬تخيلوا‪ .‬وليكن خيالكم رشيقا مهذبا‬ ‫للخيال العلمي عىل العلوم‪.‬‬ ‫كام هو حال “الخيال العلمي”‪ .‬واتخذوا‬ ‫ييل مقايل د‪ .‬سائر مبقال عن مصطلح العلم طريقة للتفكري يف حيواتكم‪،‬‬ ‫فيزيايئ‪ ،‬وهو األثري‪ ،‬وكيف كان ظهوره يف وانتظروا الفارق‪.‬‬ ‫الخيال العلمي‪.‬‬


Sc i AFiM ag@ gmai l . c om


‫واحترقت‬ ‫لندن‬

‫“‬

‫‪tion‬‬

‫أحدا يتالعب يب‪ ،‬وأنّه يف ذلك الوقت‪ ،‬وبينام‬ ‫“أذكر أنه تك ّونت لدي قناعة هائلة بأنّ ً‬ ‫أنا عىل شفا الشعور باألمان‪ ،‬رمبا يقفز هذا املوت الغامض ‪-‬الذي مير برسعة الضوء‪-‬‬ ‫خلفي من الحفرة املحيطة باألسطوانة‪ ،‬ويرديني قتيلاً ”‬ ‫هربرت جورج ويلز‪ ،‬حرب العوامل‬

‫عندما أىت املريخيون إىل األرض‪ ،‬بدا لكل من رأى‬ ‫أفعالهم‪ ..‬أنهم مل يأتوا يف مهمة سالم‪ ،‬بل مضوا‬ ‫بأشكالهم الغريبة‪ ،‬التي اكتسبوها بفضل سنوات‬ ‫طويلة من التطور‪ ،‬مضوا يدمرون لندن بال أدىن شفقة‪،‬‬ ‫نارشين نباتاتهم‪ ،‬مؤملني أنفسهم بحياة مديدة عىل‬ ‫كوكبنا الوديع‪ .‬ولكن رفاقنا من البكترييا األرضية يبدو‬ ‫أنهم استوحشوا الكوكب بدون البرش الذين الزموهم‬ ‫ملئات اآلالف من السنني‪ ،‬فكان لهم رأي آخر‪.‬‬ ‫ومن ضمن األسلحة التي استخدمها املريخيون يف‬

‫ٌ‬ ‫حارق‪ ،‬شعا ٌع يحرق أي يشء‬ ‫سالح‬ ‫غزوهم لكوكبنا ٌ‬ ‫يقع عليه‪ ،‬فهو يحطم الزجاج ويبخر املياه بحرارته‬ ‫املركزة الرهيبة‪ ،‬فهو موت مستعر ال يأبه ألحياء وال‬ ‫لجامدات‪.‬‬ ‫كان ذلك يف رواية حرب العوامل‪ ،‬لهربرت جورج‬ ‫موض ًحا‬ ‫ويلز ‪ ،H. G Wells‬التي كتبها عام ‪ّ ،1889‬‬ ‫فيها ر ًؤى علمية وفلسفية عميقة ال تتعلق بتلك‬ ‫األسلحة فقط‪ ،‬بل امتدت لتشمل جوانب بيولوجية‬ ‫(‪)1‬‬ ‫تطورية‪.‬‬

‫ياسر أبوالحسب‬

‫كاتب خيال علمي ورئيس تحرير مجلة علم وخيال‬

‫‪Yasser.abuelhassab@gmail.com‬‬


‫‪Science And Fict‬‬ ‫حاول ويلز يف الرواية أن يرشح آلية عمل تلك األسلحة‬ ‫الفتاكة‪ ،‬فقال إنّها عبارة عن أشعة حرارية مركزة تُولَّد‬ ‫داخل غرف غري موصلة للحرارة ت ُرسل يف شكل شعاع‬ ‫متوا ٍز باتجاه الهدف‪.‬‬

‫أينشتاين مرة أخرى‬

‫ما يحدث فعال هو أن اإللكرتونات املكونة لها تنتقل‬ ‫من مستويات الطاقة املستقرة إىل مستويات طاقة أعىل‪،‬‬ ‫وتحاول الذرة أن تعود للحالة األرضية ‪Ground state‬‬ ‫أو املستقرة عن طريق فقدان تلك الطاقة مرة أخرى‪.‬‬ ‫وهذا الفقدان يكون عىل هيئة إشعاع (فوتونات‪ ،‬وهي‬ ‫الوحدات املكونة للضوء) ذي تردد وطول موجي معي َنني‪.‬‬ ‫والعالقة بني الرتدد والطول املوجي لإلشعاع كانت من‬ ‫(‪)3‬‬ ‫ضمن إسهامات ماكس بالنك ونظريته الثورية‪.‬‬

‫أشعة ويلز الحارقة تجسدت بعدها بحوايل سبعني‬ ‫سنة فيام نعرفه اآلن بالليزر ‪ ،LASER‬والتي سبقته هو‬ ‫واإلشعاع الذي يخرج نتيجة للعودة للحالة األرضية‬ ‫اآلخر إرهاصات كثرية ج ًدا سنحاول رشحها بأقل وأبسط‬ ‫تكون فوتوناته غري مرتابطة أي ال تحمل الرتدد والطول‬ ‫لتطبيق من تطبيقات الخيال العلمي‬ ‫الكلامت‪ ،‬ثم نتّجه‬ ‫ٍ‬ ‫املوجي ذاته‪ ،‬ومن ث َّم تتشتت أشعة الضوء العادية يف‬ ‫الذي يستخدم أشعة الليزر وتحول إىل حقيقة‪ ،‬أو كاد‬ ‫كل االتجاهات‪ ،‬وتفقد شدتها عىل طول املسافات التي‬ ‫يتحول‪.‬‬ ‫تسريها كام يف األضواء التي نتعامل معها يف حياتنا‬ ‫لنفهم كيفية عمل الليزر؛ نحن بحاجة إىل مقدمة اليومية‪ ،‬اللمبات مثلاً ‪.‬‬ ‫بسيطة عن الضوء‪ ،‬الذي يتحول بقدرة قادر إىل تلك‬ ‫يف عام ‪ 1917‬قال العامل الشهري ألربت أينشتاين ‪A.‬‬ ‫الصورة املذهلة من الرتكيز ليخرج لنا يف صورة الليزر‪.‬‬ ‫‪ Einstein‬بإمكانية أن ت ُستحثَّ‬ ‫يف عام ‪ 1900‬بدأ ماكس‬ ‫بالنك ‪ Max Plank‬واحدة وتحاول الذرة أن تعود للحالة األرضية اإللكرتونات لتنتج ضو ًءا ُمتح َّكماً‬ ‫‪ Ground state‬أو املستقرة عن طريق به؛ لتنتج طولاً موج ًيا معي ًنا‪،‬‬ ‫من النظريات الثورية يف‬ ‫فقدان تلك الطاقة مرة أخرى‪ .‬وهذا وكانت تلك هي فكرة عمل الليزر‬ ‫مجال الفيزياء‪ ،‬عندما‬ ‫الفقدان يكون عىل هيئة إشعاع (فوتونات‪ ،LASER ،‬والتي هي اختصار‬ ‫قال إن الضوء ‪-‬اإلشعاع‬ ‫وهي الوحدات املكونة للضوء) ذي تردد لـ ‪Light Amplification by‬‬ ‫الكهرومغناطييس بوجه وطول موجي معي َنني‪.‬‬ ‫‪Stimulated Emission of‬‬ ‫عام‪ -‬يتكون من وحدات‬ ‫‪ ،Radiation‬أو تضخيم الضوء‬ ‫من الطاقة أو كامت ‪ ،quanta‬أي أن الضوء ليس‬ ‫باإلشعاع املستحث‪ .‬والليزر هو الجهاز الذي يتحكم يف‬ ‫إشعا ًعا متصال مستم ًرا‪ .‬ووصل لذلك بعد دراسة عدد‬ ‫طريقة انبعاث الفوتونات من الذرة(‪)4‬؛ ليجعلها مركزة‬ ‫من املشكالت التي كانت التجربة فيها تخالف البحث‬ ‫مرتابطة تستطيع الوصول ملسافات أطول دون أن تفقد‬ ‫النظري‪ ،‬والتي حاول العلامء حلها بطرق الفيزياء‬ ‫من شدتها كث ًريا كام يحدث مع الضوء العادي‪ .‬أو كام‬ ‫الكالسيكية فلم يُفلحوا‪ ،‬وأفلح معهم فرض الكوانتا يف‬ ‫يقول كولن ويلسون يف رواية “طفيليات العقل” يف‬ ‫(‪)2‬‬ ‫تفسريها‪.‬‬ ‫تشبيه جميل‪ :‬موجات الضوء الحقيقية تكون مرتبكة‪،‬‬ ‫ونتيجة لفرض الكوانتا؛ فإن الذرات متتص الطاقة شأنها يف ذلك شأن الجيش غري املنظم عندما يسري يف أحد‬ ‫وتشعها عىل شكل وحدات معينة ال تنقص وال تزيد عنها الشوارع‪ .‬وإذا سمحت للضوء باملرور من خالل الليزر‪،‬‬ ‫وال تكون أنصافًا أو أربا ًعا أو أي كسور من تلك الوحدات‪ .‬فستسري املوجات س ًريا منظماً وستزداد قوتها ألف مرة‪،‬‬ ‫الذرة‪ ،‬أي ذرة عندما متتص أي كمية من الطاقة‪ ،‬فإ ّن مثلام يصبح مبقدور وقع أقدام جيش منظم هدم أسوار‬

‫“‬

‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬

‫علم وخيال العدد السادس والعرشون (يونيو ‪)2016‬‬

‫‪5‬‬


‫أريحا”‪.‬‬

‫(‪)5‬‬

‫امليزر ثم الليزر‬ ‫يف عام ‪ 1953‬ظهر الشعاع املتجانس األول‪ ،‬ولكنه مل يكن‬ ‫للضوء املريئ‪ ،‬بل كان للموجات امليكروية ‪،microwaves‬‬ ‫وأُطلق عليه ميز ر �‪maser (Microwave Amplifica‬‬ ‫‪،)tion through Stimulated Emission of Radiation‬‬ ‫وكان ذلك عن طريق الربوفيسور تشارلز تاونز (‪Charles‬‬ ‫(‪)6‬‬ ‫‪ )Townes‬وزمالئه من جامعة كاليفورنيا‪.‬‬ ‫ويف يوم ‪ 16‬مايو عام ‪ 1960‬نجح تيدور هارولد ماميان‬ ‫(‪ )Theodore Harold Maiman‬وهو مهندس وفيزيايئ‬ ‫أمرييك‪ ،‬نجح يف اخرتاع أول ليزر‪ ،‬وأُعلن عن واحد من‬ ‫أهم االخرتاعات يف القرن العرشين يف شهر يوليو من نفس‬ ‫(‪)7‬‬ ‫السنة‪.‬‬

‫‪tion‬‬

‫وال يزال‪ .‬وكام سبقت رواية ويلز الليزر بحوايل ستني عا ًما‪،‬‬ ‫أعطت العلوم بتطويرها لليزر دفعات للخيال العلمي‬ ‫يف كثري من القصص والروايات واألفالم‪ ،‬فمىض املؤلفون‬ ‫يتخيلون أشعة لها قدرات عظيمة‪.‬‬ ‫من منا مل ير يف فيلم أو مسلسل أو قرأ يف رواية من‬ ‫روايات الخيال العلمي عن تلك األشعة التي تستخدمها‬ ‫سفن املستقبل يف حمل وتحريك سفن أخرى‪ ،‬أو تلك التي‬ ‫تخرج من أسفل األطباق الطائرة لتحمل البرش سيئي الحظ‬ ‫الذين سيختطفهم األغراب الفضائيون ليخضعوا لتجارب‬ ‫مريبة‪.‬‬

‫رفع البرش باستخدام األشعة الضوئية كام يف أفالم‬ ‫الخيال العلمي‬

‫تيدور هارولد ماميان (‪)1927-2007‬‬

‫‪Photo : Youtube / DNews Researchers from‬‬ ‫‪the Australian National University (ANU) have‬‬ ‫‪developed a working tractor beam that’s capable‬‬ ‫‪of attracting and pushing away small objects.‬‬

‫والحقيقة أن التحريك باستخدام الضوء (الليزر) شغل‬ ‫شعاع التحريك الرهيب‬ ‫بال علامء الفيزياء بشكل ال يُنكر‪ .‬فقد نجح فعلاً علامء‬ ‫كان الخيال العلمي يف حلقة من التأثري والتأثر مع العلوم أسرتاليون (من الجامعة الوطنية األسرتالية‪Australian‬‬

‫‪6‬‬

‫علم وخيال العدد السادس والعرشون (يونيو ‪)2016‬‬

‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬


‫‪Science And Fict‬‬

‫‪ )National University‬يف عام ‪ 2010‬يف تحريك جسيامت‬ ‫صغرية ملسافة مرت ونصف باستخدام أشعة الليزر‪ ،‬وعىل‬ ‫الرغم من كون التقنية كانت موجودة سلفًا‪ ،‬إال أن‬ ‫التطور كان يف إمكانية تحريك أجسام أكرب من التي كانت‬ ‫تستخدمها التقنيات السابقة التي كان بإمكانها تحريك ‪3- MELINDA ROSE, A History Of The Laser: A‬‬ ‫(‪)8‬‬ ‫‪Trip Through The Light Fantastic, http://www.pho‬‬‫جسيامت يف حجم بكترييا مثلاً ‪ ،‬وتحت ظروف معينة‪.‬‬

‫‪ -2‬ميكنك الرجوع إىل سلسلة مقاالت “كابوس الكالسيكية”‬ ‫يف األعداد ‪ 12 ،11 ،10‬من مجلة “علم وخيال”؛ للتعرف عىل‬ ‫بعض املقدمات التاريخية للكوانتم‪ ،‬وبعض من املشكالت التي‬ ‫تسببت يف ظهورها‪.‬‬

‫‪tonics.com/Article.aspx?AID=42279, May 2010‬‬

‫ويُستخدم الضوء يف دفع األشياء باستخدام القوة التي‬ ‫تؤثر بها الفوتونات عىل األشياء التي تسقط عليها‪ ،‬أو ‪4- MATTHEW WESCHLER, How Lasers Work,‬‬ ‫‪http://science.howstuffworks.com/laser.htm‬‬ ‫كام يقول أحد العلامء “ميكن التفكري يف الضوء كحبيبات‬ ‫صغرية”‪ ،‬أما استخدام الضوء يف الجذب فيكون عن طريق ‪ -5‬طفيليات العقل‪ ،‬كولن ويلسون‪ ،‬ترجمة د‪ .‬محمد درويش‪،‬‬ ‫استخدام الخصائص املغناطيسية للفوتونات وبعض الطرق الدار العربية للعلوم نارشون‪ ،‬ص ‪125‬‬ ‫(‪)9‬‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫‪6- Kaku, Micho, Physics of the impossible (New‬‬

‫أيضا تقدمات كبرية ‪York, The Doubleday Broadway Publishing Group,‬‬ ‫ومبناسبة التحريك باملوجات‪ ،‬هناك ً‬ ‫‪2008), p38‬‬ ‫للتحريك باستخدام الصوت‪ .‬وباستخدام موجات فوق‬ ‫صوتية‪ ،‬تم فعلاً التحريك باستخدام تردد ‪ 40‬كيلوهرتز‪7- May 16, 1960: Maiman Builds First Working )10(.‬‬ ‫‪Laser, www.aps.org/publications/apsnews/201005/‬‬ ‫كان اكتشاف خصائص الضوء عىل مدار قرون وصولاً للقرن‬ ‫‪physicalsicshistory.cfm‬‬

‫العرشين الذي بدأ بالكوانتم ومر بالليزر وانتهى لتطبيقات‬ ‫ال حرص لها‪ ،‬كان كل ذلك له تأثريه الواضح عىل الخيال‬ ‫العلمي بأفكار أخذت الحقًا موق ًعا يف األبحاث العلمية يف‬ ‫عرشات التطبيقات التي مل يتسع املجال لذكرها هنا مثل‬ ‫السيوف الضوئية (‪ )11‬التي كثريا ما رأيناها يف سلسلة جورج ‪9- Adam Hadhazy, Science Fiction or Fact: Will‬‬ ‫ً‬ ‫لوكاس ‪ George Lucas‬الشهرية حرب النجوم ‪Tractor Beams Ever Become Reality?, www.lives- .Star Wars‬‬ ‫‪8- Mike Lucibella, ISNS, Tractor beams come to‬‬ ‫‪life, phys.org/news/2010-09-tractor-life.html, Sep‬‬‫‪tember 8, 2010‬‬

‫‪cience.com/33872-tractor-beams.html, April 30,‬‬ ‫‪2012 03.‬‬

‫وبذلك يُسهم الخيال العلمي بدوره املعهود يف دفع‬ ‫مناطق مل يكن ليبلغها لوال دفعات الخيال‬ ‫العلوم إىل‬ ‫َ‬ ‫‪10- WILL DUNHAM, Tractor beams of science fic‬‬‫الخصب التي يضخها يف أوردة العلوم من حني آلخر‪.‬‬ ‫‪tion becoming a reality, www.reuters.com/article/us-‬‬

‫الهوامش والمراجع‬

‫‪science-tractorbeam-idUSKCN0SL2OD20151027,‬‬ ‫‪Tue Oct 27, 2015‬‬

‫‪ -11‬ميكنك قراءة املزيد حول السيوف الضوئية يف كتاب‬ ‫فيزياء املستحيل ‪ Physics of the impossible‬لعامل الفيزياء‬ ‫‪ -1‬رمبا كان صدى كتاب أصل األنواع ‪ 1859‬ما زال يرتدد يف‬ ‫النظرية األمرييك ميتشو كاكو‪ ،‬الرتجمة‪ :‬د‪.‬سعد الدين خرفان‪،‬‬ ‫اآلفاق عندما كتب ويلز هذه الرواية؛ ما جعل الكاتب يتأثر‬ ‫سلسلة عامل املعرفة‪ ،‬ص ‪62 ،61‬‬ ‫بآليات التطور واالنتخاب الطبيعي بشكل كبري ج ًدا‪ ،‬يبدو جل ًيا‬ ‫لكل من قرأ الرواية‪.‬‬ ‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬

‫علم وخيال العدد السادس والعرشون (يونيو ‪)2016‬‬

‫‪7‬‬


‫األثير‬

‫‪tion‬‬

‫في الخيال العلمي‬

‫“‬

‫األثري ‪ Ether‬مصطلح إغريقي‪ -‬كثرياً ما يكتب أيضاً ‪ - aether‬اخرتع‬ ‫يف األصل لوصف الفضاء الصايف فوق السحب‪ .‬لقد تصور كثرياً كوسط‬ ‫تنفس لآللهة واستعمل أحياناً بسبب ذلك لإلشارة إىل مادة الروح‪ .‬قبل‬ ‫أن يكيف من قبل أرسطو ليخدم كامدة للساموات‪ ،‬ممكناً فلسفته من‬ ‫أن تتجنب املفهوم املضاد فيام يبدو عن(الفراغ) (أو الفضاء الفارغ)‪.‬‬

‫د‪ .‬سائر بصمة جي‬

‫باحث علمي سوري‪ ،‬له العديد من الكتابات واألبحاث حول العلوم والخيال العلمي‪ ،‬ومخترع‪.‬‬

‫‪Saerbasmaji@gmail.com‬‬


‫‪Science And Fict‬‬

‫مفهوم الفراغ مل يكن بغيضاً لكل شخص كام هو الحال االحتفاظ باألثري امليضء ثاني ًة ضمن النظرية الفيزيائية‬ ‫بالنسبة ألرسطو‪ -‬يف الواقع‪ ،‬لقد اقتضته منطقياً النظرية انعكس كثريا ً يف روايات القرن التاسع عرش عن السفر‬ ‫الذرية‪ -‬فقد بدا مشوشاً بدرجة أقل لبعض فالسفة يف الفضاء‪ .‬وأمد أيضاً بحجر أساس نظري مهم النبعاث‬ ‫النهضة األوربية وفالسفة القرون الوسطى مام بدا السحر والتنجيم يف القرن التاسع عرش‪ .‬وأحد مبسطيه‬ ‫ألرسطو‪ .‬كام أنه بدا مزعجاً بدرجة أقل يف سياق النموذج العلميني املتحمسني ألبعد حد كان أوليفر لودج – الذي‬ ‫شميس املركز للكون األوسع بكثري‪ ،‬الذي حل محل علم نرش (األثري ووظائفه) يف مجلة الطبيعة عام ‪1883‬م‪ -‬كان‬ ‫الكون املنسوب إىل أرسطو عن (الكرات البلورية) يف أيضاً أحد األعضاء الجدد العلميني املتحمسني ألبعد حد‬ ‫القرن السابع عرش‪.‬‬ ‫لألرواحية والتخاطر(اتصال عقل بآخر بطريقة ما خارجة‬ ‫مع أن إسحاق نيوتن تصور إطاره للفضاء املطلق عن نطاق العادي أو السوي)‪ .‬لقد كان أحد الفرضيات‬ ‫كفارغ أساسياً‪ ،‬إال أن االمتالء بدا رضورياً للكثري من التي رشع يف دراستها ‪ -‬مع الذرة‪ -‬من قبل فالسفة‬ ‫منافسيه حتى يتجنبوا مشكلة التأثري عن بعد التي وضعني يف العلم مثل إرنست ماخ‪ ،‬الذي أراد تخليص‬ ‫طرحتها نظرية الجاذبية‪ .‬وقد استشهد رينيه ديكارت العلم مام اعتربه زخرفات غيبية ولذلك أصبح األثري أمرا ً‬ ‫ببحر أثريي ليفرس تجمع الكواكب يف مستوى الدائرة مهامً للنزاع يف نهاية القرن‪.‬‬ ‫الظاهرية ملسري الشمس‪ ،‬وهكذا أصبح مفهوم الداومات مع أن األثري استأصل بشكل فعيل بواسطة نظرية‬ ‫األثريية عنرصا ً رئيساً يف علم الكون الذي وضعه وعلوم النسبية‪ -‬التي فرست من جديد سبب إخفاق تجربة‬ ‫كون أخرى مستمدة منه‪.‬‬ ‫ميكلسون‪-‬موريل عام ‪1887‬م يف محاولتها لقياس رسعة‬ ‫يف القرن التاسع عرش الفيزيايئ الهولندي هندريك لورنتز‪ ،‬األرض يف األثري كربهان حاسم‬ ‫اقتبس مصطلح اإليرت من رشح الكشف بافرتاض أن األثري يؤثر يف عىل عدم وجود األثري‪ -‬ولكن‬ ‫قبل الكيميائيني الستعامله املادة بطريقة معقدة‪ .‬ويف عام ‪1905‬م‪ ،‬الفيزيايئ الهولندي هندريك‬ ‫للمركب العضوي الطيار نرش ألربت أينشتاين‪ ،‬نظريته الخاصة يف لورنتز‪ ،‬رشح الكشف بافرتاض‬ ‫الذي استعمل يف أحوال النسبية التي تُظهر كيف يسلك الضوء‪ ،‬أن األثري يؤثر يف املادة بطريقة‬ ‫معقدة‪ .‬ويف عام ‪1905‬م‪ ،‬نرش‬ ‫كثرية كمخدر وأحياناً كمنبه‪ .‬وأنه ال يعتمد عىل وجود األثري‪.‬‬ ‫وتأثرياته املؤثرة يف النشاط‬ ‫الفيزيايئ األملاين املولد ألربت‬ ‫النفيس كانت مفرطة أكرث بكثري من مجرد طرد لحالة أينشتاين‪ ،‬نظريته الخاصة يف النسبية التي تُظهر كيف‬ ‫السأم‪ ،‬كام أرخ أحد ضحاياه جان لوريان‪ ،‬يف متتالية من يسلك الضوء‪ ،‬وأنه ال يعتمد عىل وجود األثري‪.‬‬ ‫القصص عن الهلوسة تعرف جامعياً بــ (كوابيس شارب مع ذلك بقي األثري مستمرا ً يف مامرسة تأثريه عىل‬ ‫األيرت ‪ )2002‬بني عامي (‪1893-1895‬م)‪.‬‬ ‫الخيال الرائج وبرز يف مواد كثرية من الخيال التأميل يف‬ ‫منح املصطلح أيضاً حيا ًة جديد ٍة من قبل الفيزيائيني القرن العرشين‪ .‬ففي (سيد األثري) عام ‪1913‬م لهي غيج‬ ‫لإلشارة إىل الوسط االفرتايض الذي تنترش فيه أمواج يصور مبيد أثري ستثمر من قبل رشكة السيطرة عىل األثري‬ ‫الضوء‪ -‬وهي فكرة ازدادت إىل حد بعيد يف الشعبية الكوين‪ .‬التالعب باألثري هو أيضاً مفتاح لوسائل خارقة‬ ‫عندما دمج جيمس كالرك ماكسويل نظريات الكهرباء يف (خارج الكون) عام ‪1929‬م إلدموند هاميلتون‪ ،‬وفيها‬ ‫واملغناطيسية والضوء‪ ،‬مقرتحاً أن (األثري امليضء) كان يكون املادة الخام للخلق املستمر‪ .‬أما يف (سؤال اإلنقاذ)‬ ‫فرضي ًة رضورية لتفسري انتشار اإلشعاع الكهرطييس يف عام ‪1939‬م لـاملسيوم جيمسون فإنه يصور عواصف‬ ‫أثريية يف الفضاء‪.‬‬ ‫شكل أمواج‪.‬‬

‫“‬

‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬

‫علم وخيال العدد السادس والعرشون (يونيو ‪)2016‬‬

‫‪9‬‬


‫خيال السحر والتنجيم يف القرن العرشين‪ ،‬الذي تستبد‬ ‫به فكرة (االهتزازات) األثريية‪ ،‬واصل تبجيل الفكرة‬ ‫وحققت استعادة ملركزها السابق رديئة النوع يف الفيزياء‬ ‫النظرية يف ستينات القرن العرشين عندما افرتض بيرت‬ ‫هيغز و فليب أندرسون (حقل هيغز) عىل أنه أسايس‬ ‫ميأل الكون ويعمل كموصل فائق‪.‬‬ ‫األثري التقليدي يصور يف قصص منطوية عىل مفارقة‬ ‫تاريخية عىل نحو مقصود مثل (إىل األثري) عام ‪1974‬م‬ ‫لـريتشارد ألوبوف ونوعت الفكرة عىل نحو مبدع يف‬ ‫االستعامل املعقد يف البناء من جديد التاريخي والكوين‬ ‫الذي احتوت عليه (العصور املبتهجة) عام ‪2003‬م إليان‬ ‫ماكلويد‪ ،‬و(منزل العواصف) عام ‪2005‬م الذي أثريه هو‬ ‫مادة سحرية تعجل يف حدوث ثورة صناعية مبكرة‪.‬‬

‫الهوامش والمراجع‬ ‫ املوسوعة العربية العاملية‪ ،‬مؤسسة أعامل‬‫املوسوعة‪ ،‬الرياض‪.2004 ،‬‬ ‫‪- Stableford, Brian, Science Fact and Sci‬‬‫‪ence Fiction : An Encyclopedia, Taylor & Fran‬‬‫‪cis Group, New York, 2006.‬‬ ‫‪- D’Ammassa, Don, Encyclopedia of Sci‬‬‫‪ence Fiction, Facts On File, Inc. New York NY,‬‬ ‫‪2005.‬‬ ‫‪- G. Swedin, Eric, Science in the contem‬‬‫‪porary world : an encyclopedia, Santa Barbara,‬‬ ‫‪California, 2005.‬‬

‫‪10‬‬

‫علم وخيال العدد السادس والعرشون (يونيو ‪)2016‬‬

‫‪tion‬‬

‫العنكبــوت‬ ‫د‪ .‬محمد علي حسن‬

‫دكتور مهندس يعمل كأستاذ مشارك في‬ ‫معهد كيوتو للتكنولوجيا في اليابان‪ ،‬ومتخصص‬ ‫في هندسة الفضاء والنانو‪.‬‬

‫‪facebook: mohamedsayedalyhassan‬‬ ‫ً‬ ‫عمالقا‬ ‫تخيل أن هناك عنكبو ًتا‬ ‫مصعدا‬ ‫نصف آلي أراد أن يصنع‬ ‫ً‬ ‫للفضاء بحيث يصعد صغاره إليه‬ ‫الحقـــًا‪.‬‬ ‫ثبت هذا العنكبوت العمالق طرف‬ ‫خيطه في منصة ثابتة في المحيط‬ ‫الهادي موجودة علي خط االستواء‬ ‫وأنطلق للفضاء بسرعة أعلي من سرعة‬ ‫اإلفالت (‪ 11.2‬كيلومتر‪ /‬ثانية) من مجال‬ ‫الجاذبية األرضية‪.‬‬ ‫وعندما وصل العنكبوت العمالق‬ ‫للمدار األرضي المنخفض ( ‪Low Earth‬‬ ‫‪ Orbit‬واختصارًا ‪ )LEO‬والذي يتراوح‬ ‫ارتفاعه بين سطح األرض حتى ارتفاع‬ ‫‪ 2,000‬كيلومتر‪ ،‬نفذت طاقة العنكبوت‬ ‫العمالق وأخذ يلف لفة كاملة حول األرض‬ ‫كل ‪ 90‬دقيقة تقريبًا بينما تدور األرض‬ ‫حول نفسها دورة كاملة كل ‪ 24‬ساعة‪.‬‬ ‫الذي حدث أن خيوط العنكبوت‬ ‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬


‫‪Science And Fict‬‬

‫الذي سيصنع مستقبلنا في الفضاء!‬ ‫طلب من صغاره الموجودين علي األرض‬ ‫أن يستخدموا نفس الخيط للصعود‬ ‫إليه علي أن كل واحد منهم يضيف‬ ‫خيط جديد للخيط األساسي الذي‬ ‫صنعه أباهم ليصبح الخيط أكثر سماكة‬ ‫وليكون أيضًا ذلك الخيط هو الكابل‬ ‫‪ Cable‬الالزم لمصعد الفضاء والذي‬ ‫سيستخدمه البشر في السفر للفضاء‬ ‫خالل المائة سنة القادمــــة‪.‬‬ ‫يعتقد كثير من العلماء وأنا شخص ًيا‬ ‫أن خيط العنكبوت الذي سيستخدم‬ ‫في هذا المصعد سيكون مصنوع من‬ ‫أنابيب الكربون النانوي ة ‪Carbon Nan o‬‬ ‫‪ tubes‬والجرافين ‪Graphene‬‬ ‫ألنهما أخف كثيرًا من الصلب‬ ‫وأقوي منه بمئات المرات‪.‬‬

‫‪Image credit : Nasa‬‬

‫لفت حول األرض عدد كبير من اللفات‬ ‫وأصبحت األرض مثل الكرة الشراب كما‬ ‫بالصورة‪.‬‬ ‫وحتي تنجو األرض من الظالم الدامس‬ ‫والدائم قرر العنكبوت قطع الخيط‬ ‫والعودة لألرض على أن يعيد المحاولة‬ ‫من جديد ولكن بطاقة أكبر تكفي‬ ‫للوصول إلي المدار الجغرافي الثابت‬ ‫(‪ Geostationary Earth Orbit‬واختصارًا‬ ‫‪.)GEO‬‬ ‫المدار الجغرافي الثابت هو مدار دائري‬ ‫على ارتفاع ‪ 35,786‬كيلومتر فوق خط‬ ‫االستواء وفى نفس اتجاه دوران األرض‪.‬‬ ‫أي جسم في هذا المدار‬ ‫يكون له فترة مدارية‬ ‫تساوي الوقت الالزم‬ ‫ليتم كوكب األرض‬ ‫دورة كاملة حول‬ ‫هذه ليست قصة‬ ‫نفسه (يوم فلكي)‬ ‫خيال علمي كما يتصور‬ ‫وبالتالي يبدو كأنه‬ ‫البعص منكم‪ ،‬وإنما‬ ‫في موقع ثابت‬ ‫هو تصوري العلمي‬ ‫ال يتحرك بالنسبة‬ ‫الذي شرحته في أحد‬ ‫لمشاهد على األرض‪.‬‬ ‫المؤتمرات العلمية كـ‬ ‫‪ Keynote Speaker‬عندما‬ ‫أعاد العنكبوت العمالق‬ ‫سألني أحد الحضور عن إمكانية‬ ‫المحاولة من جديد ونجح‬ ‫هذه المرة في أن يشبك الطرف األخر تنفيذ الحلم وهو الصعود للفضاء‬ ‫من خيطه بكويكب صغير ‪ Asteroid‬بمصعد أو كما يسميه البعض أسانسير‬ ‫موجود بعد المدار الجغرافي الثابت‪ ،‬ثم الفضاء لتقليل التكاليف‪.‬‬ ‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬

‫علم وخيال العدد السادس والعرشون (يونيو ‪)2016‬‬

‫‪11‬‬




‫ومضات‬

‫“‬

‫النور‪..‬‬

‫ُيحىك عن الشاعر اإلنجليزي كولردج من أنه كان يطالع ذات‬ ‫صباح فغلبه النعاس ثم أفاق من نومه وأخذ يخط برسعة قصيدته‬ ‫املشهورة “ كوبالخان ‪”Kubla Khan‬حتى وصل إىل البيت الرابع‬ ‫والخمسني منها…ثم خمدت نار اإللهام فكف عن الكتابة وترك‬ ‫القصيدة ناقصة ومل يعد إليها قط‪.‬‬ ‫م‪ .‬عبدالحفيظ العمري‬

‫كاتب ومترجم علمي يمني له العديد من الكتب المترجمة والمقاالت المنشورة‪.‬‬

‫‪Facebook.com/abdulhafeed.alamri‬‬


‫نسمع كثريا عن لحظة اإللهام التي مير بها الشاعر‬ ‫أو القاص؛ تلك اللحظة املوحية له بذلك اإلبداع الذي‬ ‫يصوغه لنا عىل شكل قصيدة شعر أو قصة أو أي نوع‬ ‫من أنواع اإلبداع األديب‪.‬‬ ‫مام “ يُحىك عن الشاعر اإلنجليزي كولردج من أنه‬ ‫كان يطالع ذات صباح فغلبه النعاس ثم أفاق من‬ ‫نومه وأخذ يخط برسعة قصيدته املشهورة “كوبالخان‬ ‫‪ ”Kubla Khan‬حتى وصل إىل البيت الرابع والخمسني‬ ‫منها…ثم خمدت نار اإللهام فكف عن الكتابة وترك‬ ‫القصيدة ناقصة ومل يعد إليها قط‪.‬‬ ‫ويقول الروايئ اإلنجليزي ويليام سومرست موم‬ ‫‪: )١٩٦٥–١٨٧٤( William Somerset Maugham‬‬ ‫تأتيني القصص مبارشة‪ .‬أنا عىل يقني بأن العقل الباطن‬ ‫هو الذي يقوم بالعمل الشاق‪ ،‬فأنت تبدع بصورة‬ ‫خالقة اعتام ًدا عىل عقلك الباطن‪ ،‬ثم تأيت مراحل‬ ‫إعادة الكتابة واملراجعات مع التنقيح والتوسعات‬ ‫حتى تقتنع بأنك قمت بأفضل ما يف استطاعتك بعمل‬ ‫عقلك الواعي‪”.‬‬ ‫ومثل األدب هناك الفن الذي يحتاج للحظة اإللهام‬ ‫تلك ‪.‬‬ ‫لكن ماذا عن العلم ؟‬

‫فيها الشخص نشاطه‪ ،‬وفجأة يخطر للشخص بعدها‬ ‫اإللهام املنشود ملشكلته بطريقة غري متوقعة‪ ،‬كام لو‬ ‫كان إلهاما”؛ هذه املراحل التي حددها جراهام واالس‬ ‫‪ )1932–1858( Graham Wallas‬عام ‪1926‬م‪،‬‬ ‫وأطلق عليها االسامء التي أصبحت تعرف بها حتى‬ ‫اآلن ‪:‬‬ ‫ مرحلة اإلعداد‬‫ مرحلة االحتضان‬‫ مرحلة اإلرشاق (اإللهام)‬‫ مرحلة التحقيق‪”.‬‬‫فنجد مرحلة اإللهام مرحلة من مراحل اإلبداع ‪،‬‬ ‫ولكن ماهية هذا اإللهام؟‬ ‫يقول الشاعر بول فالريي ‪–١٨٧١( Paul Valéry‬‬ ‫‪“ :)١٩٤٥‬إن هناك ما يشبه وصول شعور ما إىل النفس‪،‬‬ ‫نوع من الربيق‪ ،‬لكنه ليس بريقًا مضيئًا فقط وإمنا‬ ‫بريق مبهر‪”.‬‬

‫ويتساءل عامل الرياضيات روجر برنو ز �‪Roger Pen‬‬ ‫‪“ : ) -1931( rose‬البد يل من محاوله إعطاء قليل من‬ ‫الرشوح حول ومضات البصرية تلك التي تنفرج عرضا‬ ‫عن رؤيه جديده نسميها إلهاما‪ ،‬فهل هذه أيضا هي‬ ‫بأي معنى من املعاين الوجيه من نتاج الشعور نفسه‬ ‫أم أنها يف الحقيقة أفكار وصور تصدر بصوره غامضه‬ ‫العلم والعملية اإلبداعية‬ ‫يجدر بنا أوال أن نع ّرج عىل العملية اإلبداعية لنتعرف عن العقل الالشعوري؟”‪ ،‬لكنه يجيب “ويبدو أن العقل‬ ‫عىل مراحلها– التي تتضمن مرحلة اإللهام تلك ‪ -‬فقد الالواعي يقوم بدور حيوي يف التفكري اإللهامي‪”.‬‬ ‫“حدد لنا هلمهولتز ‪ Helmholtz‬يف أواخر القرن‬ ‫املايض‪ ،‬القرن التاسع عرش‪ ،‬مراحل عدة لعملية اإلبداع فمعظم هذه االكتشافات البديهية الحدسية عبارة‬ ‫أوالها وتعترب مبدئية للبحث تستمر حتى يصبح من عن تجميعات لألفكار يقوم بها الالوعي‪.‬‬ ‫غري املمكن التقدم بعدها قيد أمنلة ويستغلق األمر لكن ال يعتقد أحد أن ومضة اإللهام هذه تأيت هكذا‬ ‫متاما عىل الباحث ‪ ،‬ثم تعقبها مرحلة راحة يستعيد لعقل خامل ال يفكر يف أمر ما أو مشكلة عويصة؛‬


‫‪tion‬‬

‫له‪ ،‬لظننا ميكن أن ننظر لعالِم الطبيعة عىل أنه فنان‬ ‫يستقرئ جامل الطبيعة التي أمامه بأدواته العلمية التي‬ ‫تطورت معه عرب القرون؛ لذا يقول جيكوب برونوفسيك‬ ‫‪ ”:)Jacob Bronowski (1908-1974‬إن اكتشافات‬ ‫العلم واألعامل الفنية هي استكشافات بل انفجارات‬ ‫لها تشابه داخيل‪ ،‬ويقدم املكتشف أو الفنان وجهني من‬ ‫الطبيعة ملتحمني ببعضهام البعض‪”.‬‬

‫روجر برنوز‬ ‫“ فالحظ ال يفضل سوى األذهان املستعدة” كام يقول‬ ‫العامل لويس باستري!‬ ‫أو كام يقول لويس وولربت يف كتابه (طبيعة العلم‬ ‫غري الطبيعية) ‪“ :‬فإن كل األحول التي ولّد فيها العقل‬ ‫الباطن فكرة ما سبقتها فرتة طويلة من التفكري املنطقي‬ ‫العاقل العميق‪.‬‬ ‫يف فرتات الراحة تختفي التفاصيل الدقيقة وتتضح‬ ‫الصورة مام يعطي الشعور بالفجائية بعد أن تكتسب‬ ‫املشكلة طابعا جديدا”‪ ،‬بل “ يظهر من لدراسات املكثفة‬ ‫حول املوضوع أن أفكارا جديدة تظهر يف ومضة ‪ ،‬برشط‬ ‫أن يكون الباحث مركزا أفكاره عىل املشكلة باستمرار‪”.‬‬ ‫فاالرتباط باملشكلة ال يزال موجودا ولو كان ال شعوريا‬ ‫يف العقل الباطن الذي يجعل الحل يسطع يف لحظة‬ ‫اإللهام وكأنه جاء بشكل مفاجئ‪.‬‬

‫وإن كان هذا القول ال يؤخذ عىل عالته ألن هناك‬ ‫فروقا بني عالِم الطبيعة والفنان‪ ،‬لكن يف العملية‬ ‫الذهنية اإلبداعية داخل العقل الباطن كام يقول فالريي‪:‬‬ ‫“ ال يكون هناك فرق بني املناورات الداخلية للفنان أو‬ ‫الشاعر وبني تلك التي للعامل‪”.‬‬ ‫وال ننىس أن العلم حافل بالكثري من التساؤالت التي‬ ‫تجعل الباحثني أو علامء الطبيعة يغرقون يف التفكري فيها‬ ‫ال شعوريا (ضمن العقل الباطن)‪ ،‬لذا ينصحنا الفيزيايئ‬ ‫دنيس جابور ‪ )١٩٧٩–١٩٠٠( Dennis Gabor‬قائال‪:‬‬ ‫“بشكل عام‪ ،‬أعتقد أن أي فكرة جديدة بحق تتكون يف‬ ‫العقل الباطن‪ .‬فإذا واجهتكم مشكلة‪ ،‬فانسوها ثم فكروا‬ ‫فيها بعمق مرات ومرات من كل الزوايا‪ ،‬ثم انسوها‬ ‫مجد ًدا وانتظروا حتى يظهر الحل يف العقل الباطن‪.‬‬ ‫عادة ال يظهر الحل‪ ،‬لكنه يبزغ يف بعض األحيان‪”.‬‬

‫ولهذا اإللهام سامت مهمة يعبرّ عنها روجر برنوز قائال‪:‬‬ ‫“هناك سمة مذهلة من سامت التفكري اإللهامي‪ ،‬وهي‬ ‫طبيعته اإلحاطية” التي تحيط بكامل أجزاء املشكلة‬ ‫التي يتم التفكري فيها‪ ،‬ولكن ال ميكن القبول بهذا اإللهام‬ ‫هكذا بل “إن للمعايري الجاملية منزلة رفيعة جدا يف‬ ‫تكوين أحكامنا‪ ،‬فللفكرة الجميلة حظ أوفر من القبيحة‬ ‫ولو عدنا ملوقع العلم من لحظة اإللهام تلك‪ ،‬فال بكثري يف أن تكون صحيحة‪.‬‬ ‫أظن العلم منفصال عنها؛ ألن العلم جزء من العملية من الواضح أنه ما من اكتشاف أو إبداع قيم ميكن‬ ‫اإلبداعية اإلنسانية وإن كانت له خصوصيته املميزة أن يحتل مكانته من دون رغبه يف االبتكار‪ ،‬ولكننا نرى‬

‫‪16‬‬

‫علم وخيال العدد السادس والعرشون (يونيو ‪)2016‬‬

‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬


‫‪Science And Fict‬‬ ‫يف حالة بوانكاريه – سيأيت رشحها الحقا ‪ -‬شيئا أكرث‬ ‫من ذلك؛ إذ قام تدخل اإلحساس بالجامل بدور وسيلة‬ ‫االبتكار التي ال غنى عنها ‪ ،‬كام مل يتورع بول ديراك‬ ‫‪ )1984-1902( Paul Dirac‬مثال عام ‪1928‬م عن أن‬ ‫يدعي أن إحساسه بالجامل هو الذي مكنه من أن يحزر‬ ‫معادلة اإللكرتون”‪ ،‬إذ “يجب عىل كل قانون فيزيايئ أن‬ ‫يتمتع بجامل رياضيايت‪”.‬‬ ‫قصصا لومضات النور تلك التي ساعدت‬ ‫وهنا نستعرض ً‬ ‫علامء الطبيعة والرياضيات يف إبداعاتهم‪.‬‬

‫البداية من الرياضيات‬

‫يقول روالن أومنيس يف كتابه (فلسفة الكوانتم) ‪:‬‬ ‫“لقد جرى تحليل اإلبداعية يف الرياضيات بعمق منذ أن‬ ‫أخربنا بوانكاريه عن كيفية ورود الدالة الفوشي ة �‪Fuch‬‬ ‫‪ sian Function‬عىل خاطره وهو يهم بركوب الحافلة”‪.‬‬ ‫الدالة الفوشية – وأحيانا ترتجم الدالة الفوخية ‪-‬‬ ‫سميت كذلك نسبة إىل العامل األملاين الزار فوشي س �‪La‬‬ ‫‪ ، )zarus Fuchs (1833-1902‬وقد بني هرني بوانكاريه‬ ‫‪ )Henri Poincaré (1854-1912‬أنه ميكن استخدام‬ ‫هذه الدوال لحل املعادالت التفاضلية الخطية من املرتبة‬ ‫الثانية التي أمثالها جربية‪ ،‬وهي ضمن نظرية الدوال‬ ‫املتذاكلة (املتشاكلة ذاتياً) ‪.Automorphic functions‬‬

‫هرني بوانكارية‬ ‫وكانت تلك الفكرة هي أن التحويالت التي استخدمتها‬ ‫لتعريف الدوال الفوخيه هي نفسها تحويالت الهندسة‬ ‫الالقليدية‪ .‬ومل أتحقق الفكرة إذ مل يتسن يل الوقت‬ ‫لذلك‪ ،‬فقد اخذت مكاين يف الحافلة وتابعت حديثا كان‬ ‫قد بدأ سابقا‪ ،‬ولكني كنت اشعر بثقه تامه ولدى عوديت‬ ‫اىل كان تحققت من النتيجة يف وقت فراغي‪”.‬‬

‫يعلق عىل هذه القصة روجر برنوز قائال ‪“ :‬إن ما‬ ‫يدهشنا يف هذا املثال هو أن تلك الفكرة العميقة‬ ‫املعقدة قد أومضت ظاهريا يف ذهن بوانكاريه حني‬ ‫وهنا نتابع رواية بوانكاريه بنفسه‪:‬‬ ‫كانت أفكاره الواعية يف اتجاه آخر متاما وكذلك شعوره‬ ‫“غادرت كان ‪ Caen‬التي كنت أقيم فيها ألذهب بالثقة التامة من الفكرة!!!‪”.‬‬ ‫يف رحله جيولوجيه تحت إرشاف مدرسة املناجم وقد‬ ‫حملتني عوارض السري عىل نسيان عميل الريايض وحني روجر برنوز نفسه لديه قصة حول ومضة النور تلك‬ ‫وصلنا كوتانس ‪ Coutances‬ركبنا يف حافله معا ليك يرويها يف كتابه (العقل والحاسوب وقوانني الفيزياء)‬ ‫نذهب إىل مكان أو آخر‪ ،‬ويف اللحظة التي وضعت فيها قائال‪“ :‬يف خريف عام ‪1964‬م كنت مهتام مبسالة‬ ‫قدمي عىل درجة الحافلة ليك أصعد عرضت الفكرة يف شذوذيات الثقب األسود‪ ،‬وكان اوبنهامير وسنايدرا قد‬ ‫خاطري‪ ،‬ومل يكن يف أفكاري السابقة أي يشء ينبئ إليها‪ .‬اثبتا يف عام ‪1939‬م أنه ميكن أن يؤدي انهيار نجم الكبري‬ ‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬

‫علم وخيال العدد السادس والعرشون (يونيو ‪)2016‬‬

‫‪17‬‬


‫‪tion‬‬

‫الكتلة انهيارا كرويا بكل معنى الكلمة‪ ،‬إىل فضاء مركزي لكن كان لدي شعور غريب باالبتهاج ال أعلم ما سببه‪.‬‬ ‫– أي إىل شذوذيه بالزمن‪ -‬تتوسع فيها نظرية النسبية فبدأت أدير يف ذهني مختلف االمور التي حصلت يل يف‬ ‫العامة الكالسيكية إىل ما وراء حدودها‪ .‬وقد شعر أناس ذلك اليوم‪ ،‬يف محاوله ملعرفة سبب هذا االبتهاج‪.‬‬ ‫عديدون أنه ميكن الخالص من هذه النهاية غري السارة وبعد أن حذفت اإلمكانيات غري املالمئة‪ ،‬استحرضت‬ ‫فيام لو حذف فرضهم الغري معقول عن التناظر الكروي أخريا يف ذهني تلك الفكرة التي عرضت يل يف أثناء‬ ‫التام‪.‬‬ ‫اجتياز الشارع‪ -‬ويف الحال‬ ‫ففي الحالة الكروية تتجه هنا وبينام كان سائراً يف السادس أبهجتني ألنها زودتني بحل‬ ‫املادة املنهارة كلها إىل نقطه عرش من اكتوبر ‪1843‬م‪ ،‬اكتشف السري املسالة التي كانت تدور‬ ‫مركزيه واحده تظهر فيها بسبب وليام روان هاملتون‪ ،‬يف ومضة عبقرية‪ ،‬وتلف يف مؤخرة رأيس‪ ،‬وكانت‬ ‫هذا التناظر ورمبا من دون أن‬ ‫عىل ما يبدو هي املعيار‬ ‫يكون ذلك متوقعا‪ ،‬شذوذيه الصيغة األساسية لرضب الكواترنيونات‪.‬‬ ‫الذي احتاجه ‪ -‬والذي دعوته‬ ‫كثافتها النهائية‪.‬‬ ‫فيام بعد بالسطح املحجوز‬ ‫وكان تجديد االهتامم مبسالة الثقوب السوداء الذي ‪ - trapped surface‬فلم أحتج بعد ذلك إىل وقت ليك‬ ‫انبثق من االكتشاف الحديث جدا للكوازرات (أشباه أضع مخطط الربهان عىل النظرية التي كنت أبحث‬ ‫النجوم) ‪ quasars‬يف أوائل الستينات قد أثار لدي عنها‪ ،‬وعىل الرغم من ذلك فقد انقضت فرته قبل أن‬ ‫أفكاري الخاصة‪ ،‬عىل أن خاطرة عرضت يل أن من يصاغ الربهان صياغه متينة‪ ،‬ولكن الفكرة التي واتتني‬ ‫املمكن أن تكون هناك مربهنه رياضيه دقيقه يجب وأنا أعرب الشارع كانت هي املفتاح‪”.‬‬ ‫الربهان عليها تثبت بأن شذوذيات الزمكان يجب أن‬ ‫تكون محتملة وفقا للنظرية النسبية القياسية‪ ،‬وتربر قصة أخرى هي لعامل الرياضيات االيرلندي ويليام‬ ‫بذلك صورة الثقب األسود برشط أن يكون االنهيار قد روان هاملتون ‪William Rowan Hamilton‬‬ ‫وصل إىل نقطة هي من نوع “ نقطة الالعودة”‪.‬‬ ‫(‪ )١٨٦٥–١٨٠٥‬الذي قدم تفس ًريا لألعداد املركبة عىل‬ ‫أنها مكونة من أزواج من األعداد الحقيقية التي تقوم‬ ‫وكان هناك زميل زائر يل من أمريكا ( هو إ ‪.‬روبنسون عليها العمليات الحسابية العادية مثل الجمع والرضب‪،‬‬ ‫‪ ) Ivor Robinson‬كان قد شغلني مبحادثه ال تنتهي ولتوسيع األمر يف متجهات الفضاء ثاليث األبعاد فقد‬ ‫حول موضوع مختلف كل االختالف حني كنا نسري اخرتع هاملتون الكواترينيون ‪ Quaternion‬يف ‪١٦‬‬ ‫مقرتبني من مكتبي بكلية بريبيك يف لندن‪ ،‬وكانت أكتوبر عام ‪١٨٤٣‬م‪ ،‬أسهم اكتشافه هذا بخطوات‬ ‫املحادثة قد توقفت لربهه عربنا يف أثنائها الطريق عظيمة يف تطوير علم الجرب الحديث‪.‬‬ ‫ووصلنا إىل الرصيف اآلخر‪ ،‬ويف أثناء هذه اللحظات‬ ‫القليلة طبعا‪ ،‬خطرت يل فكره ولكن متابعة الحديث وقبل وفاته عام ‪١٨٦٥‬م وصف اكتشافه هذا يف رسالة‬ ‫كان قد أرسلها إىل ابنه أرشيبولد يقول فيها‪:‬‬ ‫محتها من عقيل!‬ ‫“ يف أكتوبر عام ‪١٨٤٣‬م‪ ،‬كنت قد عدت للت ِّو من‬ ‫ويف ذلك اليوم وبعد أن رحل زمييل عدت إىل مكتبي‪ ،‬مؤمتر الجمعية الربيطانية الذي عقد يف مدينة كورك‬

‫“‬

‫‪18‬‬

‫علم وخيال العدد السادس والعرشون (يونيو ‪)2016‬‬

‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬


‫‪Science And Fict‬‬ ‫ويليام روان هاملتون واللوحة التي تؤرخ فيها الكتشافه‬

‫ٍ‬ ‫جديد الرغب ُة يف اكتشاف‬ ‫ومتكنت مني من‬ ‫بايرلندا‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫قوانني رضب األعداد الثالثية‪ ،‬بالقوة والحامسة التي‬ ‫كانت قد خملت منذ عدة سنوات‪ ،‬والتي كانت عىل‬ ‫وشك أن تكلل بالنجاح وهو ما تحدثت إليك عنه أحيانًا‪.‬‬ ‫يف كل صباح‪ ،‬يف بداية ذلك الشهر‪ ،‬عندما كنت أنزل‬ ‫ألتناول طعام اإلفطار‪ ،‬كان شقيقك ويليام إدوين‪ ،‬وأنت‬ ‫يل هذا السؤال دامئًا‪ :‬إذن يا أيب‪ ،‬هل‬ ‫نفسك‪ ،‬تطرحان ع َّ‬ ‫تستطيع رضب األرقام الثالثية؟‬ ‫هذا السؤال الذي كنت دامئًا أضطر إىل اإلجابة عنه‬ ‫بهزة رأس حزينة‪ ،‬ال‪ ،‬إين فقط أستطيع جمعها أو‬ ‫طرحها‪.‬‬ ‫لكن يف يوم االثنني السادس عرش للشهر نفسه‪ ،‬وهو‬ ‫يوم اجتامع األكادميية امللكية االيرلندية‪ ،‬ذهبت لحضور‬ ‫االجتامع ورئاسته‪ ،‬س ًريا عىل األقدام‪ ،‬وكانت والدتكام‬ ‫تسري معي مبحاذاة «القناة امللكية»‪.‬‬ ‫وعىل الرغم من أنها كانت تتحدث إ َّيل بني الحني‬ ‫واآلخر‪ ،‬فإنني كنت أشعر أن تيا ًرا فكريًّا يدور يف عقيل‪،‬‬ ‫متخض يف النهاية عن نتيجة ال أبالغ يف القول بأنني‬ ‫شعرت عىل الفور بأهميتها‪ ،‬تيا ًرا كهربائ ًّيا بدأ يظهر‬ ‫وبرزت منه رشارة‪ ،‬كانت فت ًحا (كام ملحت عىل الفور)‬ ‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬

‫لسنوات عديدة من األفكار والعمل يف اتجاه محدد‪،‬‬ ‫اكتشافًا كنت سأقوم به بنفيس لو منحني الزمن هذه‬ ‫السنوات‪ ،‬أو عىل األقل سيقوم به غريي إذا امتد يب‬ ‫العمل طويلاً ألنقل هذا االكتشاف إىل غريي‪.‬‬ ‫أخرجت ودون ترد ٍد مفكر ًة ال تزال موجودة حتى اآلن‬ ‫وكتبت عىل الفور ملحوظة‪ .‬مل أستطع مقاومة الدافع‪،‬‬ ‫حتى وإن كان داف ًعا غري فلسفي‪ ،‬بتناول سكني وحفر‬ ‫صيغة االكتشاف بالرموز‪ i,j,k‬عىل حجر من أحجار‬ ‫كوبري بروجهام الذي كنا نسري تحته‪:‬‬ ‫‪i2=j2=k2=-1‬‬ ‫الجدير بالذكر أنه توجد لوحة يف عىل جرس بروهام‬ ‫(بروم)‪ ،‬دبلن تؤرخ للحدث‪ ،‬مكتوب فيها “هنا وبينام‬ ‫كان سائرا ً يف السادس عرش من اكتوبر ‪1843‬م‪ ،‬اكتشف‬ ‫السري وليام روان هاملتون‪ ،‬يف ومضة عبقرية‪ ،‬الصيغة‬ ‫األساسية لرضب الكواترنيونات = ‪i² = j² = k² = i j k‬‬ ‫‪ ، −1‬ونقشها عىل حجر يف هذا الجرس‪”.‬‬ ‫وال نزال مع علامء الرياضيات‪ ،‬حيث يروي الريايض‬ ‫الفرنيس لوران شوارتز ‪–١٩١٥( Laurent Schwartz‬‬ ‫‪ )٢٠٠٢2‬يف مذكراته كيف جاءته فكرة التوزيعات�‪the‬‬ ‫‪ ، ory of distributions‬وهي تعميم ملفهوم الدالة‬ ‫علم وخيال العدد السادس والعرشون (يونيو ‪)2016‬‬

‫‪19‬‬


‫‪:Function‬‬ ‫“ توصلت إىل ذلك الكشف يف باريس‪ ،‬يف مستهل شهر‬ ‫نوفمرب ‪١٩٤٤‬م‪ ،‬ولقد حدث هذا االكتشاف املفاجئ يف‬ ‫ليلة واحدة‪ ،‬وهي ظاهرة معتادة كث ًريا ما شهدتها يف‬ ‫حيايت ويعرفها العديد من علامء الرياضيات‪.‬‬ ‫كانت ليلة ما يف بداية نوفمرب ‪ — ١٩٤٤‬ال أعرف أيها‬ ‫وملاذا — حينام اتقدت شعلة ما يف ذهني‪ :‬يف سبيل‬ ‫إيجاد حلول معممة للمعادالت ذات املشتقات الجزئية‪،‬‬ ‫ال بد من تعميم الدوال!‬ ‫ووجدت عىل الفور طريقة التعميم؛ أال وهي الطريقة‬ ‫التي سعى إليها العامل بيانو دون جدوى عام ‪.١٩١٢‬‬ ‫طاملا أطلقت عىل تلك الليلة التي توصلت فيها إىل‬ ‫هذا االكتشاف الليلة الرائعة‪ ،‬أو أجمل ليلة يف حيايت‪.‬‬ ‫يف شبايب‪ ،‬كنت أعاين من األرق ساعات طويلة‪ ،‬لكني‬ ‫أي أدوية من ِّومة‪ .‬فكنت أبقى يف فرايش‬ ‫مل أتعا َط ق ُّط َّ‬ ‫واألنوار مطفأة ألقوم يف األغلب — بالطبع دون كتابة‬ ‫— بعمليات حسابية‪.‬‬ ‫كنت أشعر بأن طاقتي قد زادت عرشة أضعاف‪ ،‬وكنت‬ ‫أتقدم برسعة دون أن ينتابني أي تعب‪ ،‬كنت حينها‬ ‫يل الكتابة أو واقع‬ ‫ح ًّرا متا ًما دون أي قيود تفرضها ع َّ‬ ‫الحياة اليومية‪ ،‬وبعد بضع ساعات‪ ،‬يبدأ امللل مع ذلك‪،‬‬ ‫ال سيام إذا اعرتضتني بعناد صعوبة ما‪ .‬عندها كنت‬ ‫أتوقف وأخلد إىل النوم حتى الصباح‪ ،‬وأستيقظ اليوم‬ ‫التايل متع ًبا‪ ،‬لكني سعيد‪ ،‬وعادة يستغرق األمر عدة أيام‬ ‫لرتتيب األفكار وتنظيمها‪.‬‬ ‫لكن هذه املرة‪ ،‬كنت شديد الثقة بنفيس ومألتني‬ ‫الحمية والحامس”‪.‬‬

‫المراجع‬

‫• اإلبداع يف الفن والعلم‪ ،‬د‪.‬حسن أحمد عيىس‪،‬‬ ‫العدد‪(24‬الكويت‪ :‬سلسلة عامل املعرفة ‪ ،‬يناير ‪.)1979‬‬ ‫• ارتقاء اإلنسان‪ ،‬جاكوب برونفسيك‪ ،‬ترجمة ‪ :‬د‪.‬‬ ‫موفق شخاشريو‪ ،‬العدد‪(39‬الكويت‪ :‬سلسلة عامل املعرفة‬ ‫‪ ،‬مارس ‪.)1981‬‬ ‫• بول ديراك وجامل الفيزياء‪ ،‬مجلة العلوم‬ ‫أغسطس ‪ -‬سبتمرب‪.1995‬‬ ‫األمريكية‪ ،‬عدد ‬ ‫• تاريخ العلم‪ ،‬جون جريبني‪ ،‬تر جمة ‪ :‬شوقي‬ ‫جالل ‪ ،‬ج‪ ،2‬العدد ‪( 390‬الكويت‪ :‬سلسلة عامل املعرفة ‪،‬‬ ‫يوليو ‪.)2012‬‬ ‫• تاريخ العلوم‪ ،‬كلود برزنسيك‪ ،‬ترجمة ‪ :‬سارة‬ ‫رجايئ يوسف ‪ ،‬ط‪(1‬القاهرة‪ :‬مؤسسة هنداوي للتعليم‬ ‫والثقافة ‪.)2015،‬‬ ‫• طبيعة العلم غري الطبيعية ‪ ،‬لويس وولربت ‪،‬‬ ‫ترجمة ‪ :‬د‪.‬سمري حنا صادق (القاهرة‪ :‬املركز القومي‬ ‫للرتجمة ‪.)2001،‬‬ ‫• العقل والحاسوب وقوانني الفيزياء ‪،‬‬ ‫روجر برنوز‪ ،‬ترجمة ‪ :‬محمد وائل االتايس وبسام‬ ‫املعرصاين‪،‬ط‪(1‬دمشق‪ :‬دار طالس‪. )1998،‬‬ ‫• فلسفة الكوانتم‪ ،‬روالن أومنيس ‪ ،‬ترجمة ‪:‬‬ ‫د‪.‬أحمد فؤاد باشا و د‪.‬مينى طريف الخويل ‪ ،‬العدد‬ ‫‪(350‬الكويت‪ :‬سلسلة عامل املعرفة ‪ ،‬إبريل ‪.)2008‬‬

‫يف العدد القادم من علم وخيال نستكمل سويا رحلتنا‬ ‫مع الومضات التي سبب الكثري منها تغيريات عميقة يف‬ ‫فهمنا للعامل من حولنا‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫علم وخيال العدد السادس والعرشون (يونيو ‪)2016‬‬

‫‪tion‬‬

‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬


‫‪tion‬‬

‫مراجـعات‬

‫يوميات السرطان‬ ‫حل أعمق أسرار الطب‬ ‫جورج جونسون‬

‫زكريا عبدالمطلب‬ ‫ُمعلم مصري‪.‬‬

‫‪zakariaahmad123@hotmail.com‬‬

‫“‬

‫ويف نهاية املطاف حصل عيل مثرة‬ ‫اجتهاده فقد وجد ورما خبيثا آخر وكان‬ ‫بوسعه التعرف عيل الضحية ‪ ،‬انه دمونتوصورس ‪،‬‬ ‫ديناصور نبايت‪.‬‬ ‫يف مغامرته الرائعة‪ ،‬التي تحمل بني ثناياها إرصا ًرا‬ ‫دؤوبًا عىل كشف اللثام عن أرسار ذلك الوحش‬ ‫القاتل الذي كاد يفتك بزوجته الحبيبة وحرمه من‬ ‫أخيه الشقيق‪.‬‬ ‫يأخذنا الكاتب العلمي جورج جونسون يف كتابه‬ ‫حل أعمق أرسار الطب‪-‬‬‫الرائع يوميات الرسطان ُّ‬ ‫يف جولة ثرية ممتعة‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫علم وخيال العدد الخامس والعرشون (مارس ‪)2016‬‬

‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬


‫‪Science And Fict‬‬

‫ومن خالل فصوله الثالثة عرش‪ ،‬بعناوينها املثرية العذاب مع زوجته املحبوبة عرب املراكز الطبية وغرف‬ ‫املختارة بعناية‪ ،‬نلهث مع الكاتب املكلوم يف محاولة العمليات‪.‬‬ ‫لالقرتاب من ذلك الوحش الكامن يف كل خلية من خاليا‬ ‫مواساة االنرثوبولوجيا وغزو سارقي الجثث‬ ‫الكائنات الحية‪ .‬أجل‪ ،‬فالعدو يسكن داخلنا‪.‬‬ ‫ومبا أن الجينات تتحكم يف عمل خاليانا‪ ،‬فإن أي عطب ويك يوايس نفسه؛ يوجه الكاتب دفة سفينته بعي ًدا‬ ‫سيصيب تلك اآلالت املجهرية ستكون نتيجته خروج عن محيطات تخصصه يف الفيزياء وعلوم الكونيات إىل‬ ‫ذلك الوحش الخبيث الفتاك من مكمنه عىل شكل خلية بحار البيولوجيا‪ ،‬ومنيض معه يف الفصل التايل (مواساة‬ ‫أص ُ‬ ‫دق ما قيل يف وصفها إنها «خلية نسيت أن األنرثوبولوجيا) إىل متحف التاريخ الطبيعي‪ ،‬لنتعرف‬ ‫رسطانية‪ْ ،‬‬ ‫عىل الفك السفيل لرجل كانام‪ ،‬تلك الحفرية التي يعود‬ ‫متوت» بحسب عالِمنا الكبري مصطفي السيد‪.‬‬ ‫عمرها ملا يزيد عن ‪ 700‬ألف عام‪ ،‬التي اختلف العلامء‬ ‫يف نسبتها إىل الجنس البرشي أو إنسان النياندرتال‪ ،‬و‬ ‫الرسطان الجورايس‬ ‫أيضا يف نوعية الورم الذي أصاب ذلك الفك‪،‬‬ ‫يف الفصل األول من الكتاب نتعرف عىل أقدم حالة اختلفوا ً‬ ‫معروفة للرسطان وقد أصاب عظام أحد الديناصورات واعتربه كث ٌري منهم أقدم عينة للرسطان عند بني البرش‪.‬‬ ‫منذ ‪ 150‬مليون عام‪ ،‬ومنيض مع الباحث بروس روتشيلد ويف جولة تاريخية‪ ،‬منيض يف الفصل التايل ‪-‬غزو سارقي‬ ‫يف محاولته لتحديد نوع الرسطان والبحث عن مزيد الجثث‪ -‬لنحط الرحال مع الكاتب يف القرن التاسع عرش‪،‬‬ ‫من العينات للكشف عن السبب وراء غزو ذلك الوحش حني متكن األطباء ألول مرة من فهم الرسطان كمرض‬ ‫ينطوي عىل خاليا شاذة‪ ،‬ليتأكد وصف أبقراط له‪ ،‬حني‬ ‫لعظام الديناصورات يف ذلك الزمن السحيق‪.‬‬ ‫وال ينهي جونسون هذا الفصل إال وقد تيق ّنا من أشار إىل علل متنقله ترتحل عرب أجزاء الجسم ‪-‬كام يف‬ ‫تفيش ذلك الورم اللعني يف أجساد كل الكائنات الحية حالة زوجة الكاتب‪ -‬حني نتابع تطور رحلتها العالجية‬ ‫حتى أسامك القرش التي كادت تنقرض نتيج ًة لخرافة التي نتابعها دو ًما كخط رسدي متصل خالل فصول‬ ‫َ‬ ‫فصول رواية مثرية نلهث‬ ‫الكتاب املختلفة التي تبدو لنا‬ ‫تقول إن الرسطان ال يقرب أجسامها‪.‬‬ ‫مع تفاصيلها الدقيقة‪.‬‬

‫قصة نانيس ومواساة االنرثوبولوجيا‬

‫زوجة الكاتب املهووسة بتناول الخرضوات الطازجة‪،‬‬ ‫وقعت فريسة ألحد أخبث أنواع الرسطان‪ ،‬حينام‬ ‫اكتسبت إحدى خاليا جسدها القدرة عىل النمو بال‬ ‫توقف‪ ،‬ثم تحايلت عىل النظام الدفاعي املتمثل يف‬ ‫برنامج املوت الخلوي املربمج‪ ،‬و الحقًا استهل الورم‬ ‫توليد األوعية الدموية الخاصة به‪ ،‬ليبدأ فو ًرا عملية‬ ‫التهام األنسجة املحيطة بالورم وأخ ًريا بدأ يف بث خالياه‬ ‫الخبيثة رسل الظالم يف أنحاء الجسد‪ ،‬لتبدأ مستعمرات‬ ‫الرش يف حط رحالها يف أنحاء الجسد الوديع‪.‬‬ ‫وهكذا ينتهي الفصل الثاين وقد بدأ الكاتب رحلة‬ ‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬

‫من أين يأيت الرسطان‬

‫التدخني واإلشعاع ما زاال ميثالن جناحا الوباء‪ ،‬يرفرف‬ ‫بهام ليحط بهام يف فناء خاليانا؛ ليعبث بجيناتها‬ ‫ويفقدها صوابها‪ ،‬فتنطلق لتحطم أجساما طاملا مثلت‬ ‫لتلك الخاليا الشاذة أوطانًا تكفل لها املأوى واملسكن‪ ،‬يف‬ ‫حني يرفرف مالك الرحمة بأجنحته النورانية‪ ..‬من موا ّد‬ ‫كياموية صديقة‪ ،‬تنضح بها حبات الفاكهة‪ ،‬وتسبح يف‬ ‫بحار من عصائر الخرضوات الطازجة‪ ،‬تعلوها التوابل‬ ‫ذات القدرة الغامضة عىل كبح جامح الوحش‪.‬‬ ‫تلك الصورة النمطية ملسببات وطرق الوقاية من‬ ‫علم وخيال العدد الخامس والعرشون (مارس ‪)2016‬‬

‫‪22‬‬


‫‪tion‬‬

‫الرسطان ال تنتهي فصول الكتاب إال وقد تحولت إىل وينتهي بنا املطاف مع عامل الحاسوب دانيال هيليس‬ ‫صورة مشوشة‪ ،‬فالحقيقة ليست هناك‪ ،‬وإمنا بحار وهو يدعونا لنفكر يف الرسطان بصفته عملية‪ ،‬وليس‬ ‫وغابات من اإلحصائيات واالحتامالت ال تبلغ درجة شيئًا ماديًا‪ ،‬والنظر إىل بروتونيوم املريض (جميع‬ ‫الربوتينات املوجودة يف‬ ‫اليقني‪.‬‬ ‫منيض مع الكاتب يف جولة يطلعنا فيها الخلية يف لحظة ما)‪ ،‬بدلاً‬ ‫الغوص يف اعامق الخلية عيل رأي منظمة الصحة العاملية يف االبحاث من الرتكيز عىل جينوم‬ ‫التي حاولت ربط املرض بانتشار موجات الخلية‪.‬‬ ‫الرسطانية‬ ‫يف الفصول من الثامن حتى امليكروييف والتوسع يف استخدام التليفونات‬ ‫الثاين عرش‪ ،‬تتكشف لنا مزي ٌد من املحمولة ثم يعرج بنا ايل مراكز األبحاث خالصة‬ ‫األرسار عن الخلية الرسطانية‪ ،‬لنتعرف عيل األفكار خارج الصندوق‪.‬‬ ‫وحني ترشف الرحلة عىل‬ ‫النهاية‪ ،‬وبعد أن يقص‬ ‫وكيف أن األورام الرسطانية‬ ‫ليست عبارة عن كتل من الخاليا الشاذة‪ ،‬وأن العلامء علينا الكاتب معاناة أخيه جو مع املرض‪ ،‬والذي قىض‬ ‫أصبحوا اآلن ينظرون إليه كام لو كان عض ًوا جدي ًدا عليه يف النهاية‪ .‬يفصح الكاتب عن تصوره ملستقبل‬ ‫يف الجسم‪ ،‬يضم العديد من الخاليا املتخصصة التي الرسطان‪ ،‬حني يبرشنا بيوم تصبح فيه بيولوجيا الرسطان‬ ‫سخرتْها الخاليا الرسطانية بطريقة ما؛ لتؤدي عملها يف وعالجه علماً مستقلاً بذاته‪ ،‬كام الفيزياء والكيمياء‪ ،‬ال‬ ‫إنتاج الربوتينات التي يحتاج لها الورم‪ ،‬ليتوسع ويهاجم كام هو اآلن مزيج متنافر من بيولوجيا الخلية وعلم‬ ‫الوراثة وعلم األنسجة‪ ،‬عندها رمبا ننتظر صباحا مرشقًا‬ ‫األنسجة‪ ،‬ومن ثم يصل لتيار الدم‪.‬‬ ‫بنور الخالص من وحش سبقنا إىل الوجود عىل األرض‪.‬‬

‫“‬

‫احذر العدو‬

‫يف الفصل ما قبل األخري من الكتاب‪ ،‬منيض مع الكاتب‬ ‫يف جولة يطلعنا فيها عىل رأي منظمة الصحة العاملية‬ ‫يف األبحاث التي حاولت ربط املرض بانتشار موجات‬ ‫امليكروييف والتوسع يف استخدام التليفونات املحمولة‪،‬‬ ‫ثم يعرج بنا إىل مراكز األبحاث؛ لنتعرف عىل األفكار‬ ‫خارج الصندوق لكرس جمود برنامج الحرب عيل‬ ‫الرسطان‪ ،‬بدء البحث عن دور تلعبه ميتوكوندريا الخاليا‬ ‫يف دفع الخاليا إىل طريق التَّرسطُن‪ ،‬ومرو ًرا مبحاوالت‬ ‫استخدام تكنولوجيا النانو وشذرات الذهب يف قتل‬ ‫الخاليا الرسطانية‪ ،‬كام يف محاوالت الدكتور مصطفى‬ ‫السيد وفريقه‪ ،‬إىل أفكار العاملني بول ديفيز وتشارلز‬ ‫الينويفر ‪ ..‬عن عالقة غامضة للرسطان بفيزياء الكم‪.‬‬ ‫والحديث عن برنامج حاسويب تاريخي يكمن داخل‬ ‫خاليانا قدي ٌم ِقد َم الحياة نفسها‪.‬‬

‫‪23‬‬

‫علم وخيال العدد السادس والعرشون (يونيو ‪)2016‬‬

‫الكتاب‪ :‬يوميات الرسطان‪ ،‬حل أعمق أرسار‬ ‫الطب‪.‬‬ ‫املؤلف‪ :‬جورج جونسون‪ ..‬أمرييك الجنسية‪،‬‬ ‫ولد عام ‪ ،1952‬كتب عن العلوم لكربى الصحف‬ ‫واملجالت األمريكية‪ ،‬وله تسعة كتب ترجمت‬ ‫إىل خمس عرشة لغة منها (أجمل عرش تجارب)‬ ‫و(حريق يف العقل) و(العلم واإلميان والبحث‬ ‫عن النظام)‪ .‬فاز بجائزة الجمعية األمريكية‬ ‫لتقدم العلوم ‪ AAAS‬للصحافة العلمية‪.‬‬ ‫ترجمة‪ :‬د‪ .‬إيهاب عبدالرحيم عيل‬ ‫النارش‪ :‬املجلس الوطني للثقافة والفنون‬ ‫واآلداب الكويت‪ ،‬سلسلة عامل املعرفة‪ ،‬العدد‬ ‫‪ ،431‬ديسمرب ‪.2015‬‬ ‫‪www.Sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪FB/groups/Science.and.Fiction.Magazine‬‬


‫ما يمكن أن يفعله رضيع‬ ‫قصة قصيرة من الخيال العلمي‬ ‫فاتن رايدان رايسي‬

‫مهندسة شبكات اتصال‪ ،‬شاعرة وروائية تونسية‪.‬‬

‫‪Fridrai@gmail.com‬‬ ‫لإلنسانية التي تعيش عىل وجه هذه‬ ‫البسيطة جمعاء ظ ٌّن سائد و مشرتك‪ :‬ال‬ ‫يستطيع ال ّر ّضع الكالم وال القيام بفعل‬ ‫اي يشء من تلقاء انفسهم‪ ،‬وال حتى فهم‬ ‫مختلف األحداث التي تدور حولهم أريد‬ ‫أن أخربهم بأنّهم جميعهم مخطئون ‪ :‬نسبة‬ ‫الثّقة التي يستحقّها ال ّر ّضع تزيد كثريا عماّ‬ ‫بفكره املحيطون بهم‪ .‬ما من أحد من أفراد‬ ‫أي منهم‪ ،‬سبق له أن آمن مبثل هذه‬ ‫عائلة ّ‬ ‫املعجزة‪.‬‬ ‫أجل يا معرش االنسان‪ ،‬ها أنا بصدد التّو ّجه‬ ‫بالحديث لكم‪ ،‬مهام كانت جنس ّيتكم‪ ،‬لغتكم‪،‬‬ ‫ديانتكم‪ ،‬عقيدتكم‪ ،‬اعراقكم‪ ،‬أوصافكم‪،‬‬ ‫آراءكم‪ :‬ال ّر ّضع ليسوا الاّ معجزة هذا الكون‪،‬‬ ‫كل ما يحيط بهم‬ ‫قادرون عىل فهم ارسار ّ‬

‫منذ والدتهم‪.‬‬ ‫تستطيع عقولهم أن تلتقط بسهولة‪،‬‬ ‫اي مشكل‬ ‫تعالج بق ّوة‪ّ ،‬‬ ‫تحل برسعة فائقة‪ّ ،‬‬ ‫يعرتضها‪ ،‬وهذا ما يجعل ال ّر ّضع ميتلكون أكرب‬ ‫برشي‪.‬‬ ‫عقل يف أصغر جسد ّ‬ ‫منذ قرنني أقيمت عديد الدراسات ملقارنة‬ ‫رضع من الجنسني ومن جنس ّيات مختلفة‬ ‫ّ‬ ‫من جميع بقاع األرض‪ ،‬استق ّر العلامء‬ ‫اثرها حول قدرة الطّفل(ة) املرتاوح س ّنه(ا)‬ ‫من شهر اىل ستّة أشهر‪ ،‬عىل التّواصل مع‬ ‫اقرانه(ا) من نفس الفئة العمريّة‪ ،‬مهام كانت‬ ‫جنس ّيتهم(ن) أو عرقهم(ن) أو لغتهم(ن)‪،‬‬ ‫السنة األوىل‬ ‫ليس كام يف ال ّنصف الثّاين من ّ‬ ‫من عمر ال ّر ّضع‪ ،‬أين مييلون نحو التع ّود عىل‬ ‫لغتهم(ن) األ ّم‪ ،‬بعد أن يُ ْد ِخلُوا يف سبات‬


‫عميق نسبة كبرية من املعرفة و املعلومات التي‬ ‫ولجت عقولهم حتى يستطيعوا العودة اىل مخزونهم و‬ ‫االستفادة منه يف مستقبل حياتهم عند الكرب‪.‬‬ ‫اِثر هذه القاعدة التي صيغت سنة ‪ ،2012‬و مل ّدة‬ ‫مثانية عرش عقدا‪ ،‬أُقيمت بحوثٌ يف عديد البلدان‪،‬‬ ‫و ت ّم اخضاع ال ّر ّضع اىل عدد ال نها ّيئ من التّحاليل و‬ ‫الصور‬ ‫الفحوصات والتّخطيطات ال ّدماغ ّية والتقاط ّ‬ ‫املغناطييس التي متّت مقارنتها اىل ان‬ ‫بالصدى وال ّرنني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫استنتج الباحثون بأ ّن نسبة ذكاء هؤالء املالئكة فاقت‬ ‫مستوى العامل أينشتاين(‪ )1‬لتصل اىل مائتني ث ّم اىل‬ ‫مائتني و اربعني نقطة‪.‬‬ ‫رضع اليوم هم ر ّواد عدد ال‬ ‫مرحا بكم يف سنة ‪ّ :2192‬‬ ‫متناه من االكتشافات‪ .‬أفكارهم صارت تُترَ ْ َج ُم آل ّيا اىل‬ ‫لغة االنسان العاقل‪ ،‬تُ ْح َف ُظ و تُحَينَّ ُ كلّام واتت الفرصة‪.‬‬ ‫جل حقول العلم من انسانيات و فنون و‬ ‫لقد شهدت ّ‬ ‫علوم تناميا ملحوظا و عميقا‪:‬‬ ‫كل رضيعٍ عقل ُه كنز‬ ‫ُّ‬ ‫تأكيد العلامء تأخر‬ ‫أ ّن الطّفل‪ ،‬سبقه‪ ،‬فكّر‬ ‫لذكاء ِه كو ٌن اهت ّز‬ ‫*******‬ ‫العامل يتّجه بأرسه‬ ‫نحو تفكري ذا الطّفل‬ ‫ورضيع‪ ،‬ذي أفطنِ عقل‬ ‫كل الكون بنرصه‬ ‫يشه ُد ّ‬ ‫*****‬ ‫وا َج َه علامؤنا ق ّوتهم‬ ‫حاولو تفكيك االفكار‬ ‫كل قرار‬ ‫ث ّم ينفّذوا ّ‬ ‫و يؤكّدوا أبدا قدرتهم‬ ‫*****‬ ‫السلم‬ ‫الحرب انقرضت و ّ‬

‫قد ع ّم جميع األرجاء‬ ‫جل األعداء‬ ‫و تالشت ّ‬ ‫و سالح ال ّر ّضع ذا العلم‬ ‫كلّام كرب ال ّرضع كلّام ضعفت و هرمت نسبة‬ ‫الس ّن‪،‬‬ ‫ابداعهم‪ ،‬اذ مل يعد العلامء النوابغ هم كبار ّ‬ ‫بل أخذ مكانهم األطفال دون سنة من العمر‪ .‬لهذا‬ ‫السبب تج ّند السابقون من العلامء (‪ )2‬للمحافظة عىل‬ ‫ّ‬ ‫مبجسات‬ ‫االفكار الذك ّية‪ ،‬عن طريق ايصال روبوتات ّ‬ ‫نحو أدمغتهم‪ ،‬ترصد أفكارهم‪ ،‬ت ّربئ اخرتاعاتهم آل ّيا‬ ‫بجل لغات الكون عن طريق الرتجمة الحين ّية اآلل ّية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫للحول دون قرصنة اقرانهم لنفس الفكرة بلغة اخرى ‪.‬‬ ‫إلضفاء مزيد من ال ّدقة حول هذه الوضع ّية‪ ،‬ارتآى‬ ‫بعض ال ّر ّضع أن يقرتحوا تعميق هذه ال ّدراسة عن‬ ‫طريق اجراء عديد الفحوصات عىل أدمغة األج ّنة‬ ‫لعل املستقبل‬ ‫خالل فرتة حمل أ ّمهاتهم‪ ،‬فمن يدري‪ّ ،‬‬ ‫القريب سيكشف عن مخلوقات صغرية الحجم ال تزال‬ ‫الجنيني‪ ،‬قادرة عىل تحسني مستوى هذه‬ ‫يف وضعها‬ ‫ّ‬ ‫الحياة أكرث فأكرث‪.‬‬ ‫كتبت باالنجليزية يف ‪17-06-2015‬‬ ‫ترجمت للعرب ّية يف ‪02-05-2016‬‬

‫الهوامش والمراجع‬ ‫‪ -1‬نسبة ذكاء اينشتاين ترتاوح بني ‪ 160‬و ‪.190‬‬ ‫الس ّن األصغر مكان كبار العلامء‪.‬‬ ‫‪ -2‬أخذ ال ّرضع ذوو ّ‬


‫“‬

‫من الواضح أن أي جسم له وجود حقيقي البد أن يكون‬ ‫له طول وعرض وارتفاع و‪ ...‬فرتة بقاء‪ .‬لكن بسبب العجز‬ ‫الطبيعي فينا‪ ،‬فإننا منيل إلغفال هذه الحقيقة‪ .‬ويرجع‬ ‫هذا ألن وعينا البرشي يتحرك بعدم تواصل يف اتجاه واحد عىل‬ ‫طول البعد الرابع‪ ،‬منذ بداية حياتنا إىل نهايتها‪.‬‬ ‫هربرت جورج ويلز‪ ،‬على لسان مسافر الزمن وهو يحاول أن‬ ‫يشرح لأصحابه البعد الرابع‪ ،‬رواية آلة الزمن‬

‫‪FB/groups/sience.and.fiction‬‬ ‫‪sciandfimag.wordpress.com‬‬ ‫‪Sciafimag@gmail.com‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.