العدد الرابع

Page 1


‫البداية‬

‫‪2‬‬

‫أول سطر‬

‫مــوزاييـك ‪ -‬ألـوان سوريـا‬

‫مجلة «موزاييك» ألوان سوريا‪..‬‬

‫العــدد «الرابع» ‪ 15‬حزيران ‪2013‬‬

‫الفهرس‬ ‫‪ ................................................................. .1‬الغالف‬ ‫‪ .2‬أول سطر‪ ................................................. :‬اإلفتتاحية‬ ‫‪ .3‬تحقيق بقعة ضوء‪......................... :‬حمامات دمشق األثرية‬ ‫‪ .5‬جسور ثقافية‪......... :‬في الذكرى الثامنة الغتيال سمير القصير‬ ‫‪ ............................. .6‬ربيع بيروت المدينة التي تكابد شتائها‬ ‫‪ ......... .7‬أكثر من الحرب هو ذلك الطفل الذي جاءت تبحث عنه‬ ‫‪.....................................................8‬حلم الوحوش القوية‬ ‫‪.................................9‬مازن درويش‪ ،‬وأكرم رسالن ‪2013‬‬ ‫‪ 10‬جسور موزاييك‪................................ :‬الكورد في سورية‬ ‫‪ .11‬جسور أماكن الثورة‪............................ :‬سراقب‪ ،‬القصير‬ ‫‪ .12‬ملف مجتمع مدني‪ ................................ :‬مابعد الثورات‬ ‫‪.............................. .13‬المجتمع المدني السوري في الخارج‬ ‫‪. ............................ .14‬نحو حل استراتيجي لالزمة السورية‬ ‫‪ .13‬مفكرة مواطن سوري‪.............. :‬طريق الشهادة وباب الجنة‬ ‫‪ 14‬تجربة‪ .......................... :‬االئتالف السوري لشباب الثورة‬ ‫‪ 15‬األخيرة‪ ...................................................... :‬كوميك‬ ‫للتواصل مع فريق عمل موزاييك‪:‬‬

‫‪mosaic4sy@gmail‬‬ ‫‪www.facebook.com/mosaic4sy‬‬ ‫‪www.twitter/mosaic4sy‬‬ ‫‪www.mosaic4sy.wordpress.com‬‬

‫تنويه‪:‬‬ ‫المواد المنشورة تعبر عن آراء‬ ‫أصحابها وال تعبر بالضرورة‬ ‫عن رأي موزاييك ألوان سوريا‪.‬‬ ‫‪facebook.com/mosaic4sy-twitter.com/mosaic4sy‬‬

‫في ذكرى سمير قصير‬ ‫حلّت في الثاني من حزيران الذكرى الثامنة الغتيال سمير‬ ‫قصير‪.‬‬ ‫حلّت الذكرى في ظرف حرج لبنانيا ً وعربياً‪ ،‬نتيجة التط ّورات‬ ‫العاصفة التي م ّرت وتم ّر بها منطقتنا‪ ،‬ونتيجة التحدّيات‬ ‫العظيمة التي ولّدتها الثورات على أنظمة االستبداد والمسارات‬ ‫االنتقالية التي تبعتها‪.‬‬ ‫وال شك أن سوريا تحت ّل وسط هذا الظرف موقع القلب‪ .‬ذلك أن‬ ‫إسقاط النظام االستبدادي االستثنائي اإلجرام والفساد فيها من‬ ‫قبل الشعب االستثنائي الشجاعة والعزيمة سيح ّرر المنطقة ليس‬ ‫من كابوس القمع والتسلّط فحسب (كما جرى في مصر وتونس‬ ‫وليبيا)‪ ،‬بل من هذا الكابوس معطوفا ً على آخر يب ّزه وضاعة‬ ‫هو كابوس الرياء والسطو على القضية الفلسطينية وقضايا‬ ‫االستقالل وتحويلها مواد تبرير للتعذيب والقهر والظالمية‬ ‫واالغتيال داخل سوريا وفي محيطها‪ ...‬وهو الكابوس الذي دفع‬ ‫سمير ثمن التصدّي له‪ ،‬إذ حرمه من استكمال عمره‪.‬‬ ‫وحلّت الذكرى لتعيد تحفيزنا على المطالبة بالعدالة‪ .‬باستكمال‬ ‫التحقيق في الجريمة‪ ،‬وبمحاكمة القتلة منفّذين ومح ّرضين‬ ‫وآمرين‪ .‬فإذا كانت ثورة الشعب السوري في ذاتها إحقاق‬ ‫سك بالعدالة‬ ‫للعدالة بمعناها السياسي األع ّم واألشمل‪ ،‬إال إنّ التم ّ‬ ‫بمعناها القضائي‪ -‬القانوني لردع االغتيال السياسي شأن يظ ّل‬ ‫فائق األه ّمية كي ال يُج ّهل الزمن القاتل وال يبتلع فعلته النسيان‪،‬‬ ‫وكي ال يستسهل سواه إعدام الخصوم الفكريّين مرة أُخرى‪.‬‬ ‫ذكرى سمير قصير هي إذاً‪ ،‬اليوم كما األمس‪ ،‬تذكير بعمق الترابط‬ ‫بين قضايا الديمقراطية في سوريا واالستقالل واالستقرار في‬ ‫لبنان‪ .‬وهي دعوة متجدّدة للدفاع عن الح ّرية بوصفها هدفا ً‬ ‫ساميا ً في ذاته سقط في سبيله كتّاب ومناضلون ومواطنون‬ ‫رفضوا االنحناء واالستسالم لالبتزاز واالستبداد والمهانة‪.‬‬ ‫سالما ً سمير‪...‬‬

‫زياد ماجد‬


‫حماماﺕ دمشﻖ األثرية‬

‫‪3‬‬

‫تحقيﻖ‬

‫بقعة ﺿوﺀ‬

‫مــوزاييـك ‪ -‬ألـوان سوريـا‬

‫العــدد «الرابع» ‪ 15‬حزيران ‪2013‬‬

‫ﻋبد الحاﺝ‬ ‫عندما شرع الخليفة األموي‬ ‫الوليد بن عبد الملك‪ ،‬ببناء‬ ‫الجامع األموي في القرن األول‬ ‫الهجري‪ ...‬تحدث إلى أهل دمشق‬ ‫قائالً‪( :‬تفخرون على الناس بأربع‬ ‫خصال‪ ،‬تفخرون بمائكم وهوائكم‬ ‫وفاكهتكم وحماماتكم‪ ...‬فأحببت‬ ‫أن يكون مسجدكم الخامسة)‪...‬‬ ‫وقد بر الوليد بوعده فبنى ألهل‬ ‫دمشق مسجداً ظل رمزا من‬ ‫رموز مدينتهم التي ال تمحى‪...‬‬ ‫رغم كل ما مر على دمشق‬ ‫من مصائب وحرائق وزالزل‬ ‫وغزوات ومحاوالت تدمير‪...‬‬ ‫لكن هذا لم يمح بطبيعة الحال‬ ‫مفاخر دمشق األخرى التي ظلت‬ ‫تتميز بها حتى عهد قريب‪ ،‬ومنها‬ ‫حماماتها‪ ...‬التي اشتهرت في‬ ‫الشرق كله‪ .‬يقول نعمان أفندي‬ ‫قساطلي في كتابه (الروضة‬ ‫الغناء في دمشق الفيحاء) الذي‬ ‫وضعه في ثمانينيات القرن‬ ‫التاسع عشر(أجمع الذين ساحوا‬ ‫في جميع أنحاء الممالك العثمانية‬ ‫وبعض الديار الشرقية‪ ،‬على‬ ‫تفضيل حمامات دمشق عن‬ ‫غيرها لما فيها من اإلتقان والنظام‬ ‫والهندسة وغزارة المياه وإتقان‬ ‫الخدمة واإلكرام‪ ،‬واالعتناء‬ ‫وبخس األجرة بالمغتسل)‪.‬‬ ‫ومن الطبيعي أن يتحدث‬ ‫القساطلي عن غزارة حمامات‬ ‫دمشق بالمياه‪ ،‬في زمن كان فيه‬ ‫بردى بفروعه السبعة يروي‬ ‫بساتين ودور دمشق‪ ،‬وتتدفق‬ ‫مياهه عبر الطوالع الحجرية إلى‬

‫الخانات والسبل والحمامات التي‬ ‫جعلت من الماء عنصر نظافة‬ ‫وعنصر زينة في آن واحد‪،‬‬ ‫والواقع أن الدمشقيين أبدعوا في‬ ‫بناء حماماتهم‪ ،‬واإلضافة إليها‬ ‫على مر عصور‪ ،‬حتى جعلوا منها‬ ‫روائع للفن اإلسالمي في طرز‬ ‫عمارتها وفخامة أبنيتها وغناها‬ ‫بالزخارف والنقوش‪...‬رصعوا‬ ‫جدرانها بالقيشاني‪ ،‬ورصفوا‬ ‫أرضها بالرخام‪ ،‬وعقدوا على‬ ‫أطراف قبابها عقود الجص‬ ‫النافرة برسوماتها وزيناتها‪ ،‬كما‬ ‫أقاموا البحيرات التي تتشامخ فيها‬ ‫نوافير المياه على أشكال بديعة‬ ‫أخاذة‪ .‬وتتميز جميع حمامات‬ ‫دمشق بوجود بحيرات تزينها في‬ ‫وسطها ومصطبات عالية لجلوس‬ ‫الزبائن عليها‪ ،‬كما يعلوها سقف‬ ‫مرتفع مع قبب يدخل الضوء منها‬ ‫من خالل فتحات كثيرة عليها‬ ‫زجاج خاص من تصنيع قزازي‬ ‫دمشق ويطلق عليها (القمرات)‪..‬‬ ‫البراني الستقبال الزبائن‬ ‫أول ما يواجه الزائر إلى الحمام‬ ‫ما يسمى (البرّاني) وهو يضم‬ ‫مصاطب مرتفعة للجلوس‪،‬‬ ‫تتوسطه بركة تتدفق فيها المياه‬ ‫الباردة لتلطيف الجو‪ ،‬وهو معد‬ ‫الستقبال الزبائن ونزع ثيابهم‪،‬‬ ‫ولالستراحة بعد االنتهاء من‬ ‫االستحمام وارتداء المالبس‬ ‫النظيفة‪ ،‬ومن ثم االستعداد إلى‬ ‫الخروج للشارع‪ .‬أما (الوسطاني)‬ ‫فهو قسم معتدل الحرارة ومتصل‬ ‫بالبراني‪ ،‬ويجلس فيه رواد‬ ‫الحمام للراحة أو إزالة الشعر أو‬

‫تناول الطعام‪ ...‬في حين يعرف‬ ‫(الجواني) بحرارته العالية‪...‬ألن‬ ‫فيه يتم االستحمام‪ ،‬وهو يتألف‬ ‫من عدة مقاصير‪ ،‬كل مقصورة‬ ‫عبارة عن غرفة فيها جرن يصب‬ ‫فيه أنبوبان أحدهما للماء الساخن‬ ‫والثاني للبارد‪ .‬وقد يوجد أكثر من‬ ‫جرن في المقصورة التي يمكن‬ ‫أن تحجزها أسرة بكاملها‪ ،‬أو‬ ‫مجموعة شبان‪ ...‬فتغلق بستارة‬ ‫تمنع دخول سواهم‪ .‬ويضاف إلى‬ ‫هذه األقسام مستودع كبير مجاور‬ ‫للحمام يدعى (القميم) بتشديد‬ ‫الميم‪ ،‬وهو يضم الموقد المالصق‬ ‫لمستودع المياه لتسخينها‪،‬‬ ‫ومستودع تجميع الوقود‪...‬‬ ‫ويعرف الرجل الذي يقوم على‬

‫هذا الموقد بـ (القمي ّمي) وهي‬ ‫إحدى المهن التي كانت شائعة في‬ ‫دمشق‪ ...‬ومن الطريف أن بائعي‬ ‫الفول كانوا يستفيدون من عمل‬ ‫(القميم) في تسخين مياه الحمام‪،‬‬ ‫من أجل طهي الفول المدمس‪...‬‬ ‫عبر وضع قدورهم الكبيرة‬ ‫المملوءة بالفول‪ ،‬بجوار موقد‬ ‫القميم طوال الليل‪ ،‬بعد إحكام‬ ‫إغالقها‪ ،‬فينضج الفول جيدا‬ ‫وعلى نار هادئة ما يعطيه مذاقا ً‬ ‫لم توفره وسائل الطهي الحديثة!‬ ‫طقوس الحمام‬ ‫وكان الناس يرتادون هذه‬ ‫الحمامات ليمضوا وقتا ً هنيا ً في‬ ‫االغتسال‪ ،‬وفي تناول الطعام‬

‫‪facebook.com/mosaic4sy twitter.com/mosaic4sy‬‬


‫تحقيﻖ‬

‫‪4‬‬

‫بقعة ﺿوﺀ‬

‫مــوزاييـك ‪ -‬ألـوان سوريـا‬

‫العــدد «الرابع» ‪ 15‬حزيران ‪2013‬‬

‫واالستشفاء من بعض األمراض‪،‬‬ ‫ويحيون فيها بعض مناسباتهم‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وهذا ما يفسر المثل‬ ‫الدمشقي‪ (:‬نعيم الدنيا الحمام)‬ ‫ولم يكن يخلو حي من أحياء‬ ‫دمشق الكبرى من وجود حمام‬ ‫أو أكثرفقد اعتبر الحمام لفترة‬ ‫طويلة مرفقا ً أساسيا ً ال بد من‬ ‫وجوده في أي حي مثل الجامع‬ ‫أو الفرن (المخبز)‪ ...‬وقد كانت‬ ‫الحمامات تستقبل الرجال صباحا ً‬ ‫ومساء طلبا ً للطهارة أو النظافة‪،‬‬ ‫فيما تستقبل النساء من الظهر‬ ‫وحتى قبيل المغرب ضمن‬ ‫شروط خاصة تحرم دخول‬ ‫الرجال أو حتى اقترابهم من‬ ‫إدارة الحمام‪ ...‬الذي يتحول إلى‬ ‫حرملك تنفرد فيه النساء‪.‬‬ ‫حمامات نسائية‬ ‫ويختلف طقس ارتياد الحمام‬ ‫بين الرجال والنساء‪ ...‬فالرجال‬ ‫باستثناء بعض المناسبات‬ ‫الخاصة كـ (حمام العرس)‬ ‫يرتادون الحمام بشكل عفوي‪،‬‬ ‫يخلو من اإلعداد المسبق إال‬ ‫إذا تداعى مجموعة من الشباب‬ ‫أو األصدقاء إلى الذهاب إلى‬ ‫حمام السوق بناء على اتفاق‬ ‫خاص‪ ،‬عندها يتحول الحمام‬ ‫إلى نشاط جماعي ال يخلو من‬ ‫بعض أوجه الترفيه أما بالنسبة‬ ‫للنساء فالطقس االجتماعي‬ ‫يبدو أكثر غنى وثراء‪ ..‬فالحمام‬ ‫بالنسبة للنساء‪ ،‬كان يلعب دور‬ ‫المقهى بالنسبة للرجال‪ ...‬أكثر‬ ‫من ذلك‪ ،‬شبهه بعضهم بالمنتدى‬ ‫االجتماعي والترفيهي‪ ،‬الذي‬ ‫يحتل حجز الزاوية في مجموعة‬ ‫من المناسبات االجتماعية‬

‫‪ 58‬حماما ً متفرقة‬ ‫ونعود إلى المؤرﺥ نعمان أفندي‬ ‫قساطلي‪ ،‬من القرن التاسع عشر‬ ‫الميالدي‪ ...‬لنتوقف عند ما‬ ‫أحصاه من حمامات‪ ...‬قساطلي‬ ‫من مسيحيي دمشق‪ ،‬وكتابه‬ ‫(الروضة الغناء في تاريخ‬ ‫دمشق الفيحاء) وثيقة نادرة في‬ ‫تقديم صورة المدينة من وجهة‬ ‫نظر أبنائها المسيحيين‪ ،‬ولهذا‬ ‫يقدم لنا وصفا ً هاما ً إلحدى‬ ‫حمامات حارة النصارى يقول‬ ‫وعدد حمامات دمشق ‪58‬‬ ‫حماما متفرقة في أنحاء المدينة‬ ‫ما عدا الحمامات المتناثرة في‬ ‫قرى ما حول دمشق‪ ...‬أشهرها‬ ‫حمام الخياطين وحمام القيشاني‬ ‫وجدرانه مصفحة بالقيشاني‪،‬‬ ‫وحمام النوفرة وموقعه بالقرب‬ ‫من الباب األموي الشرقي‪،‬‬ ‫وحمام المسك وهو أتقن‬ ‫الحمامات وأجملها‪ ،‬موقعه في‬ ‫حارة النصارى‪ ،‬جدده بعد سنة‬ ‫‪ 1860‬المرحوم متري شلهوب‪،‬‬ ‫وهناك حمام الورد الواقع في‬ ‫وسط سوق ساروجة خارج‬ ‫سور المدينة القديمة‪ ،‬وتشهد‬ ‫السوق حركة سياحية نشطة‬

‫‪facebook.com/mosaic4sy-twitter.com/mosaic4sy‬‬

‫وكذلك الحمام الذي لم يتبق‬ ‫غيره يعمل في السوق‪ ،‬حيث‬ ‫هناك حمام الجوزة في حارة‬ ‫جوزة الحدبا بساروجة والمقابل‬ ‫لمقاهي ساروجة الشهيرة‪ ،‬وهو‬ ‫مبنى مغلق وآيل للسقوط ويحتاج‬ ‫ألعمال ترميم سريعة‬ ‫وهناك أيضا حمام الخانجي قرب‬ ‫سوق الهال القديمة في الجهة‬ ‫المقابلة لشارع وجسر الثورة‬ ‫وهناك حمام العفيف الذي كتبت‬ ‫على لوحة في مدخله عبارة‪:‬‬ ‫«من يطلب العافية من رب‬ ‫لطيف فليقصد حمام العفيف»‪،‬‬ ‫ومن حمامات دمشق أيضا حمام‬ ‫السروجي في حي الشاغور‪،‬‬ ‫وحمام الشيخ حسن في منطقة‬ ‫السويقة في الطريق المتجه من‬ ‫باب الجابية التاريخي ‪..‬إلى باب‬ ‫مصلى جنوبا‪ ،‬وهناك حمام عز‬ ‫الدين في منطقة باب سريجة‬ ‫التاريخية التي ترتبط بمنطقة‬ ‫باب الجابية‬ ‫روائع العمارة الدمشقية‬ ‫دمشق كانت تضم حوالى ‪60‬‬ ‫حماماً‪ ،‬يعد بعضها من روائع‬ ‫العمارة الدمشقية‪ .‬لكن لم يبق‬ ‫منها سوى ‪ 16‬تعمل حتى اآلن‪،‬‬

‫فبعضها غيّر وظيفته أو أهمل‬ ‫والبعض اآلخر قيد الترميم‬ ‫وإعادة التأهيل‪ ،‬فيما هدم ما تبقى‪.‬‬ ‫ومن الطبيعي أن تتناقص أعداد‬ ‫الحمامات العامة في دمشق مع‬ ‫اختالف الحاجة إليها‪ ...‬لكن‬ ‫قيمة أبنية الحمامات المعمارية‬ ‫واألثرية‪ ،‬تجعل من الضرورة‬ ‫الحفاظ عليها كإرث حضاري‪...‬‬ ‫ولعل هذا ما جعل الدمشقيون‬ ‫يبتهجون بعملية ترميم حمام‬ ‫(نور الدين الدين الشهيد) في‬ ‫سوق البزورية أشهر أسواق‬ ‫دمشق القديمة‪ ،‬حيث يتوسط‬ ‫الحمام السوق المذكورة‪ ،‬ويعتبر‬ ‫من أقدم حمامات دمشق‪ ،‬حيث‬ ‫بني في العهد الزنكي‪ ،‬وفي‬ ‫بدايات القرن العشرين أهمل‬ ‫حتى عام ‪ 1975‬لتنطلق أعمال‬ ‫ترميمه‪،‬و دخل الحمام الدمشقي‬ ‫أرشيف التراث الشعبي‪ ،‬حين‬ ‫خصص له حيز واسع في متحف‬ ‫التقاليد الشعبية في قصر العظم‪،‬‬ ‫واستحضرت عمارة الحمام‬ ‫الدمشقي وطقوسه عبر مجسمات‬ ‫تروي بكثير من الحنين المستعاد‬ ‫الطريقة التقليدية التي كانت سائدة‬ ‫في ارتياد الحمام واستخدامه‪.‬‬


‫جسور‬

‫يف الﺬكرﻯ الثامنة ألﻏتيال «سمري القصري»‬

‫ثقافية‬

‫‪5‬‬

‫مــوزاييـك ‪ -‬ألـوان سوريـا‬

‫العــدد «الرابع» ‪ 15‬حزيران ‪2013‬‬

‫سليﻢ اللوزي‬ ‫سليم اللوزيالبصمة‪ .‬الشيء‬ ‫الوحيد الذي يميّزنا نحن البشر‬ ‫عن بعضنا البعض‪ ،‬ال تطابق‪ ،‬ال‬ ‫تشابه‪ .‬هي في كل مكان‪ ،‬وعلى‬ ‫كل شي ٍء ملموس‪ .‬ال نراها‪ ،‬تبقى‬ ‫في مكانها‪ ،‬كالقبلة تطبع‪ ،‬تبقى‬ ‫في مكانها‪ .‬البصمة هي العالمة‬ ‫الوحيدة للتأكيد على مرورنا‬ ‫من هنا‪ .‬من هنا مررنا‪ ،‬تركنا‬ ‫بعض البصمات‪ ،‬منها ما هو‬ ‫غير مرئي‪ ،‬ومنها ما يتكلم عنه‬ ‫البشر‪ ،‬ويكتبه المؤرخون على‬ ‫أوراقهم‪ .‬البصمة‪ ،‬هي الوجود ‪..‬‬ ‫وبصماتنا متى وجدت يعني اننا‬ ‫موجودون‪.‬‬ ‫كثير من الذين رحلوا‪ ،‬او‬ ‫رحّلوا‪ ،‬تركوا بصماتهم في‬ ‫مختلف الميادين‪ ،‬اال اننا‪ ،‬نحن‬

‫مهرجان ربيع بيروت‪،‬‬ ‫تحية سنوية لذكرى‬ ‫استشهاد سمير القصير‬ ‫أنشأت مؤسسة سمير قصير‬ ‫مهرجانا« عالمياً« ثقافيا« وفنيا«‬ ‫بعنوان »ربيع بيروت« وهو‬ ‫عنوان احدى أشهر مقاالت سمير‬ ‫قصير األخيرة‪ .‬قدّمت الدورة األولى‬ ‫في حزيران ‪ .۲۰۰۹‬وفي الدورات‬

‫الصحافيون كما تلّقبنا مهنتنا‪،‬‬ ‫فإن بصمات الذين رحلوا‪ ،‬تركت‬ ‫أثراً كبيراً في نهجنا‪ .‬منا من‬ ‫اقتفى أثر هذه البصمات‪ ،‬ومنا‬ ‫من صنع بصماته الخاصة‪،‬‬ ‫وسنتذكرها فيما بعد‪ .‬اال ان‬ ‫البصمات ”الصحافية“ األبرز‪،‬‬ ‫كانت تلك التي لم يستطع القضاء‬ ‫اللبناني ان ينتزع عنها بصمات‬ ‫قاتلها‪ ،‬فسجلّت ضد مجهول او‬ ‫انتحل شخصها ”مأجور“‪.‬‬ ‫في ‪ 16‬أيار عام ‪ ،1966‬سقط‬ ‫مؤسس جريدة الحياة كامل مروة‬ ‫في مكتبه‪ ،‬كان مؤيدا لحلف بغداد‬ ‫ومناهضا لجمال عبد الناصر‬ ‫واالشتراكية والشيوعية‪ ،‬وكتب‬ ‫ضدهم الكثير من المقاالت التي‬ ‫انتقدت تصرفاتهم‪ ،‬حتى تلك‬ ‫اللحظة‪ ،‬حين أطلق الناصري‬ ‫عدنان سلطاني طلقته األخيرة‪.‬‬

‫في الذكرى السنوية العاشرة‬ ‫إلغتيال مروّة‪ ،‬إستطاع قنّاص‬ ‫”مجهول“ ان ينهي حياة ادوار‬ ‫صعب حين كان متوجها الى‬ ‫مكتبه في الحمرا حيث يرأس‬ ‫تحرير جريدة ”‪L’Orient Le‬‬ ‫‪ “Jour‬الفرنسية‪.‬‬ ‫في ‪ 24‬شباط ‪ ،1980‬خطف‬ ‫مؤسس جريدة ”الحوادث“‬ ‫الصحافي سليم اللوزي اثناء‬ ‫توجهه إلى مطار بيروت‬ ‫الدولي‪ ،‬عائداً إلى لندن بعد ان‬ ‫انهى مراسم دفن والدته‪ .‬في‬ ‫‪ 4‬آذار ‪ ،1980‬وجد راعي‬ ‫غنم في أحراش عرمون جثّة‬ ‫اللوزي‪ ،‬كانت مشوّهة‪ .‬أحرقت‬ ‫يده باالسيد وأطلق الرصاص‬ ‫على مؤخرة رأسه‪ .‬اللوزي كان‬ ‫معارضا ً لحكم البعث آن ذاك‪،‬‬ ‫وكتب مقاالً أيضا ً في العدد ما‬ ‫قبل األخير مقاالً إنتقد فيه رئيس‬ ‫ليبيا مع ّمر القذافي‪ .‬سجّل إغتيال‬ ‫اللوزي ض ّد ”مجهول“‪.‬‬ ‫لم تمضي على حادثة إغتيال‬ ‫اللوزي إال أشهر‪ ،‬حين إخترقت‬ ‫ست رصاصات جسد نقيب‬ ‫الصحافة رياض طه في ‪23‬‬ ‫تموز ‪ .1980‬كان طه قد تعرض‬

‫المتتابعة سنويا«‪ ،‬كان للمهرجان‬ ‫صدى قويا« لدى الجمهور و‬ ‫االعالم‪ ،‬السيما لالسباب التالية‪:‬‬ ‫ أول مهرجان من نوعه في‬‫العاصمة بيروت‬ ‫ العروﺽ المشاركة تتناول‬‫مختلﻒ فنون العرﺽ (مسرﺡ‪،‬‬ ‫رقﺺ‪ ،‬موسيقى كالسيكية وهيب‬ ‫هوب‪ ،‬الﺦ) والفرق الفنية المحلية‬ ‫واألجنبية تقدّم عروضها للمرة‬

‫األولى في بيروت‬ ‫ السعي الى مواكبة الحداثة في‬‫االبداع وانعاﺵ الحياة الثقافية و‬ ‫الفنية في لبنان‬ ‫ اقبال الشباب الذين يرغبون‬‫االستمرار في التواصل مع كل ما‬ ‫يرمز اليه فكر سمير قصير‬ ‫ الدخول المجاني الذي فتﺢ المجال‬‫لكافة الناس من مختلﻒ المستويات‬ ‫المعيشية لحضور المهرجان‪.‬‬

‫لمحاولة اغتيال من قبل‪ ،‬وسجن‬ ‫في العام ‪ 1955‬أيضاً‪ ،‬إال ان‬ ‫القاتل إستطاع ان يسكته بعد‬ ‫حين‪.‬‬ ‫قد تكون الصدفة‪ ،‬هي التي تختار‬ ‫تواريخ اغتيال الصحافيين‪،‬‬ ‫ففي الذكرى السنوية السادسة‬ ‫إلختطاف اللوزي‪ ،‬إستقرت‬ ‫ست رصاصات في رأس وعين‬ ‫المفكر والكاتب الصحافي سهيل‬ ‫طويلة‪ .‬ولم يطل فراق ”الرفيقين“‬ ‫طويلة وحسين مروة‪ ،‬ففي ‪17‬‬ ‫شباط ‪ 1987‬دخل ثالثة شبان‬ ‫”مجهولون“ غرفته ليعدموه عن‬ ‫عمر ‪ 77‬عاما‪.‬‬ ‫طالت‬ ‫االغتياالت‪،‬‬ ‫آخر‬ ‫”مهندس“ شعارات انتفاضة‬ ‫االستقالل ‪ 2005‬الصحافي‬ ‫سمير قصير‪ .‬ففي ‪ 2‬حزيران‬ ‫‪ ،2005‬إستيقظت بيروت‬ ‫على دو ّ‬ ‫ي إنفجار ه ّزها ونال‬ ‫من ”عاشقها“ الذي كتب عنها‬ ‫المقاالت والكتب‪ .‬وبعد أشهر‪،‬‬ ‫إلتحق به زميله في جريدة‬ ‫”النهار“ الصحافي جبران‬ ‫تويني‪ .‬وسجلت العمليتان ض ّد‬ ‫”مجهول“‪ ،‬اال ان ”للبعث‬ ‫صلة“‪.‬‬

‫‪facebook.com/mosaic4sy twitter.com/mosaic4sy‬‬


‫جسور‬

‫‪6‬‬

‫ثقافية‬

‫ربيع بريوﺕ‪ ،‬املدينة التي تكابد ﺷتائها‬

‫مــوزاييـك ‪ -‬ألـوان سوريـا‬

‫العــدد «الرابع» ‪ 15‬حزيران ‪2013‬‬

‫والتحوالت الكبرى فيها وفي‬

‫أقالمهم وثقافتهم الغنية‪ ،‬وأنه ال بد‬ ‫من محاولة تع ّزز ما حاول االستبداد‬

‫بالضرورة على اللبنانيين‪ ،‬سواء‬ ‫كان ذلك االنعكاس سلبا ً أو إيجاباً‪.‬‬

‫في اليوم الذي سقط فيه الصاروخان‬

‫والسوريين كما اللبنانيين‪ ،‬رغم‬

‫المجاور والطوائف المتسابقة على‬

‫م ّر «مهرجان ربيع بيروت» مرور‬

‫على مشارف ضاحيتها الجنوبية‪،‬‬

‫انحسار الرمزية البالغة لحضور‬

‫نحر فكرة الوطن أن يغيّبوه‪ ،‬فإذا ما‬

‫الكرام بكل ما يمكن أن يقضّ راحة‬

‫كانت بيروت على موعد مع المرور‬

‫هذين الشعبين فيها ومثقفيهما في‬

‫جاء «النصر اإللهي» باتت اللوحة‬

‫الوافدين إليه‪ ،‬ومنها احتماالت‬

‫االحتراب‬

‫المدينة‪ ،‬مع ما يلوح من عنصري ٍة‬ ‫مقيتة تسيء إلى بيروت التاريخية‪،‬‬

‫بالغة البشاعة وهي تجعل بيروت‬

‫االنفجار في أي لحظة‪ ،‬والتي قد‬

‫اليوم بال بيروت االمس‪ .‬بيروت‬

‫«مهرجان ربيع بيروت» الذي تقيمه‬ ‫سنويا ً «مؤسسة سمير قصير»‪.‬‬

‫والتي باتت ممتنعة عن االختراق‬

‫محمود درويش ونزار قباني وعبد‬

‫تبدو الحرب األهلية اآلفلة مزحةً‬ ‫سمجةً مقارنة بما يمكن ان تؤول إليه‬

‫الثقافي ألجوائها المحتقنة‪ ،‬أو تكاد‪.‬‬

‫الرحمن منيف وبدر شاكر السياب‬

‫البالد إن انفجر المجتمع وأحزابه‬

‫قبل ثمانية أعوام‪ ،‬كانت بيروت‬

‫ما يختزنه «مهرجان ربيع بيروت»‬

‫وعمر أميراالي والفاضل الجعايبي‬

‫في مواجهة بعضها البعض‪ .‬هذه‬

‫الخارجة من وصاية النظام السوري‬

‫السنوي هو الذاكرة‪ ،‬أو بتعبير أدق‪:‬‬

‫وآخرين‪.‬‬

‫االلتفاتة الساخرة للمهرجان من كل‬

‫الحرية‬

‫الذاكرتان‪ .‬الذاكرة االولى هي التي‬ ‫تقول إن ثمة قلما ً ديمقراطيا ً فلسطينيا ً‬

‫بين سقوط الصاروخين على‬

‫االحتماالت المنافية لرسالته الثقافية‬

‫مشارف الضاحية الصفراء وسقوط‬

‫والفكرية لم تختتم في ‪ 31‬أيار‬

‫مدو أودى بمؤرخها سمير‬ ‫موت‬ ‫ﱟ‬ ‫قصير‪ .‬كان الع ّد التنازلي قد بدأ‬

‫لبنانيا ً وسوريا ً قد تشظّى في نزلة‬

‫مدينة القصير السورية بيد «األصفر‬

‫‪ ،2013‬ألن «جائزة سمير قصير»‬

‫االشرفية في ‪ 2‬حزيران ‪،2005‬‬

‫اإللهي» ذاته‪ ،‬كان «مهرجان ربيع‬

‫االستقالل‬

‫وبدأت معه مالمح تغييب الربيع‬

‫اللبنانية التي تحوّلت من «ثورة‬

‫البيروتي المحتمل والعودة القسرية‬

‫بيروت»‪ .‬المهرجان ال يحمل‬ ‫أبعاداً سياسية أبداً‪ .‬إنه مناﺥ ثقافي‬

‫التالية للمهرجان جاءت فلسطينية‬ ‫ـ سورية أيضا ً هذا العام‪ ،‬عن فئة‬

‫األرز» إلى انتفاضة كادت أن ترسم‬

‫إلى الشتاء‪ .‬أما الذاكرة الثانية فهي‬

‫مالمح المشرق العربي الجديد لوال‬

‫التي تقول إن بيروت كانت ذات مرة‬

‫يذ ّكر الوافدين إلى فعالياته أن ث ّمة‬ ‫مسرحا ً وفكراً وثقافة وفنا ً راقيا ً‬

‫أن‪..‬‬

‫حاضرة العرب الثقافية‪ ،‬والمدينة‬

‫ينبغي التمسك به لجعل الحياة‬

‫لم تكن المحطات الشعبوية والسياسية‬

‫التي كانت كعبة كل من يلوذ بها‬

‫ممكنة وسط كل هذا الموت‪ .‬لكن‪،‬‬

‫وكاتبٌ قضى ألجلها‪ ،‬وحلم مد ّمى‬

‫عام‬

‫من المثقفين واألدباء والمفكرين‬

‫ال يبدو فصل السياسة عن الثقافة‬

‫‪ 2005‬وحتى اليوم‪ .‬بيروت كانت‬

‫والصحافيين‪ ،‬الذين ضاقت بلدانهم‬ ‫العربية ذرعا ً بإبداعاتهم ونتاج‬

‫بالمحبّذ وسط االحداث الدرامية التي‬

‫ومخضّب بمكابدات هذا الربيع‬ ‫العربي‪ ،‬وثقافةٌ نهضوية هي حصن‬

‫تشهدها الساحة السورية والمنعكسة‬

‫الدفاع االخير‪ ...‬ع ّما تبقى‪.‬‬

‫السيرة الذاتية‬

‫القديس يوسف» في بيروت‪.‬‬ ‫‪ 1992‬ينشر كتابه األول‪ :‬تشارك‬ ‫سمير قصير مع صديقه المؤرّﺥ‬ ‫والناشر السوري فاروق مردم بك‬ ‫في كتابة «مسارات من باريس الى‬ ‫القدس‪ :‬فرنسا والصراع العربي‬ ‫االسرائيلي»‬ ‫«لوريان‬ ‫مجلة‬ ‫‪1995‬أطلق‬ ‫أكسبرس» الفرونكوفونية الشهرية‪،‬‬ ‫التي تحوّلت سريعا ً الى أبرز دورية‬ ‫ثقافية لبنانية‪ ،‬وعاشت ثالث سنوات‬ ‫قبل أن تنطفئ عام ‪ 1998‬ألسباب‬ ‫مادية‬ ‫‪ 2002‬عيّن بروفسور في دائرة‬ ‫العلوم السياسية في «جامعة القديس‬

‫يوسف» في بيروت‬ ‫‪2004‬شارك في تأسيس «حركة‬ ‫اليسار الديمقراطي»‬ ‫‪ 2005‬اغتيل في صبيحة الثاني من‬ ‫حزيران مقتله يرفع الى ‪ 28‬عدد‬ ‫الصحافيين الذين اغتيلوا منذ ‪1918‬‬ ‫حين أعدم العثمانيون شنقا ً عدد من‬ ‫الصحافيين والنشطاء السياسيين‬ ‫اللبنانيين والسوريين‪ .‬اغتيال سمير‬ ‫قصير يثير موجة غضب في لبنان‬ ‫و حول العالم‪ .‬أصدقاء ومناصرو‬ ‫سمير قصير يقيمون مظاهرات‬ ‫و يضيؤن شموع في بيروت و‬ ‫واشنطن و باريس لتكريم الصحافي‬ ‫الذي الهمهم‪ .‬مجلس األمن يلتئم‬

‫الدانة الجريمة‪.‬‬

‫ﻋبداﷲ أمﻦﻴ حالق‬

‫بالصاروخين‬

‫وآفاق‬

‫والموت مرور الكرام‪ ،‬عبر إطالق‬

‫عليها إلى احتماالت‬ ‫الموؤودة الحقاً‪ ،‬على موعد مع‬

‫إلجهاض‬

‫أساسية‬

‫انتفاضة‬

‫بحضورها‬

‫منذ‬

‫مدينة االنكسارات واالنتصارات‬

‫‪1960‬ولد في لبنان‬ ‫‪1980‬ينشر مقالته األولى في مجلة‬ ‫«لو موند ديبلوماتيك» الفرنسية‪،‬‬ ‫ويراسل الصحيفتين اللبنانيتين‬ ‫«النهار» و»اللوريان لوجور»‬ ‫وجريدة «الحياة» اللندنية‪.‬‬ ‫‪1984‬يحصل على دبلوم دراسات‬ ‫مع ّمقة في الفلسفة والفلسفة السياسية‬ ‫من «جامعة السوربون» (باريس‬ ‫األولى)‬ ‫‪1990‬ينال شهادة دكتوراه في‬ ‫التاريخ المعاصر من «جامعة‬ ‫السوربون» (باريس الرابعة) يدرّس‬ ‫في دائرة العلوم السياسية في «جامعة‬

‫المنطقة‪ .‬بيروت مدينة الفلسطينيين‬

‫‪facebook.com/mosaic4sy-twitter.com/mosaic4sy‬‬

‫أفضل مقال رأي‪ ،‬والتي فازت بها‬ ‫الزميلة ضحى حسن‪.‬‬ ‫سمير قصير‪ ،‬فلسطين وسوريا‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫مدن وبلدان‬ ‫وبالطبع بيروت‪.‬‬


‫جسور‬

‫أكثر مﻦ الحرب ﻫو ﺫلك الطفل الﺬي جاﺀﺕ‬ ‫تبحﺚ ﻋنﻪ‬

‫ثقافية‬

‫‪7‬‬

‫مــوزاييـك ‪ -‬ألـوان سوريـا‬

‫العــدد «الرابع» ‪ 15‬حزيران ‪2013‬‬

‫برحمها‪ ،‬لتكتب وصية تجمع بها‬ ‫الضحية والجالّد‪ ،‬وفي تجربتها‬ ‫األليمة أن الحب وحده قادر على‬ ‫الصفح وإعادة المياه إلى مجاريها‪.‬‬ ‫النص الفرنسي مصبوﻍ بتلك اللكنة‬ ‫المطاطة اآلتية من بالد الصقيع‪،‬‬ ‫التي كانت تمد يد المصافحة إلينا‪،‬‬ ‫وكأن إيزابيل هي فعال نوال‪ .‬ألم‬ ‫تكتس بهذا الدور منذ عشر سنين‬ ‫حتى صارت له ومنه أكثر من‬

‫مي منسي‬ ‫الليلة الثانية من «مهرجان ربيع‬ ‫بيروت»‪ ،‬فتحت جرح الذاكرة‬ ‫وأعادت عقارب ويالت الحرب‬ ‫النازفة إلى الوراء‪ ،‬تحت شمس‬ ‫وجدي معوّض السوداء األكولة‪،‬‬ ‫تنهش وال تغيب‪ ،‬ما دام جرح‬ ‫الهوية واللغة‪ ،‬جرح األرض‬ ‫والوطن‪ ،‬فاغرا‪ ،‬ثخينا‪ ،‬لم يندمل‪.‬‬ ‫«حرائق»‪ ،‬وإن كتبها وجدي‬ ‫معوّض باللغة الفرنسية‪ ،‬ال باللغة‬ ‫األم‪ ،‬وإن انطلقت شهرتها من أرض‬ ‫االغتراب الكندية‪ ،‬وترجمت إلى‬ ‫أربع وعشرين لغة‪ ،‬فإن الكلمات‬ ‫التي كنا نتذوّقها بمرارتها وعنفها‬ ‫ووجعها كانت هي من غالت‬ ‫أرضنا‪ ،‬من طيوره العائدة مع كل‬ ‫ربيع‪ ،‬من تربته المجبولة بدماء‬ ‫المغدورين في حبهم ورجائهم كأن‬ ‫الولد الذي أُرغم في أوائل الحرب‬ ‫على الهجرة‪ ،‬أخذ في متاع الرحيل‬ ‫أبجدية الحقول واألشجار ومضى‬ ‫يكتبها على هذا الخط المعاكس‬ ‫لدروبها الملغومة بالموت واإلفناء‪،‬‬ ‫قاهراً بها الصمت الذي أحاطه‬ ‫في غربته‪ ،‬وحلمه أن يصبح‬ ‫كاتب مسرح‪ ،‬هذا المكان الوحيد‬ ‫الذي يشق بين الممثل والجمهور‬ ‫دروبا ً إلى الذاكرة‬

‫وقنوات من تواطؤ تعيد المياه‬

‫الجنوب وعاشوا أقدارا رهيبة‪،‬‬

‫المنسية إلى مجراها‪.‬‬

‫ساطعة بحقائقها‪ ،‬تتوشح بالرموز‬

‫في لغة الكتاب الذي نشأ عليه‬ ‫وحفﻆ منه غيبا ً اقوال شعرائه‪،‬‬

‫لتشي بنزعة االنسان الوحشية‪ ،‬في‬

‫واقعها اليومي؟ النص واإلخراج‬ ‫متعادالن شعراً وطقوساً‪ ،‬لتعلو‬ ‫عليها أساسات مسرح هذا المنقّب‬

‫أسلوب مجازي‪ ،‬شاعري‪ ،‬آسر‪.‬‬

‫في أحداث لبنان‪ ،‬وال يشفي غليله‬

‫أدرك وجدي معوّض أنه بالكتابة‬ ‫يم ّد جسورا بين الغربة والوطن‪،‬‬

‫ففي هذا العمل الشاهق القائم على‬

‫منذ مسرحيته «ساحل» وكأنه‬

‫الذاكرة‪ ،‬تتماهى أسماء الممثلين في‬

‫يقول «سيظل جرحي ينزف حتى‬

‫وبالكتابة يعوّض عما أصاب ذاكرته‬

‫انصباغهم بقدر‪ ،‬نوال في مراحل‬

‫يندمل»‪.‬‬

‫من تشتت وضياع‪ .‬فكيف وجمهور‬

‫حياتها الثالث‪ ،‬وسودا وسيمون‬

‫يدخلون ملتحفبن بالعباءات الرمادية‬

‫مسرحية «حرائق» هو من ضلع‬

‫وجان وجنان وأبو طارق ونهاد‪،‬‬

‫هذه المسرحية‪ ،‬من ناسها‪ ،‬ومن بئر‬

‫شخصيات تجهل من هي‪ ،‬تسأل‬

‫أحزان أهله كتب لهذه المسرحية‬

‫وال تعرف أن وراء كل والدة سراً‬

‫والقلنسوات الكاتمة وجوههم‪ .‬على‬ ‫الطبول يقرعون حكما ُ على نوال‬ ‫الحاملة جنين العار في أحشائها‪،‬‬

‫قدرا‪ ،‬ومن أرضه المفجوعة وجد‬

‫ال يقبله العقل إال إذا تدخل القلب‬

‫فيما الديانة الكبرى والدتها‪« :‬تأتين‬

‫الفتى الباحث عن ذاته بين أنقاضها‬

‫ومن نبضاته صار للمستحيل طعم‬

‫من الغابة ببطن ملوّث‪ .‬هذا الولد‬

‫على دالئل‪ ،‬لوّنها باألحمر القاني‬

‫الممكن‪.‬‬

‫يجب أن تنسيه»‪ .‬نوال تجيبها‪:‬‬

‫واألسود الذي ما بعده ليل‪ ،‬وبها‬

‫خلق وجدي معوّض للمسرح آية‬

‫حرّك تاريخا واقفا كغراب على‬

‫من خالصة الكلمة وأكثرها تأثيراً‬

‫«البطن ال ينسى»‪ .‬اإليقاع يضرب‬ ‫كالصنوج على الوجدان كأننا في‬

‫كتف الوطن يعود باستمرار‪:‬‬

‫على المتلقي‪ .‬هي المرأة – األم في‬

‫مسرح يوناني‪ ،‬عربي السمات‬

‫‪ .1978‬كأنه‪ ،‬ال بل هو على ثقة‬

‫وسط هذه المغامرة‪ ،‬األكثر مفعوال‬

‫والكساء‪.‬‬

‫أن الجريمة تبقى بدون عقاب بسبب‬

‫من آفات الحرب‪ ،‬األم المسلوبة من‬

‫اللغة بشموسها السوداء‪ ،‬بانت لنا‬

‫غياب اآللهة عن الدينونة‪.‬‬

‫أمومتها‪ ،‬المغتصبة تحت التعذيب‬

‫كأنها من دفاتر شعرائنا‪ ،‬ملفوحة‬

‫«مهرجان ربيع بيروت» الذي‬

‫في سجون‬

‫من صنع السالح‬

‫بسحر الشرق‪ ،‬بدفئه‪ ،‬وذات أجواء‬

‫يحمل ذكرى الصحافي الشهيد‬

‫واالستقواء على الضعفاء‪ ،‬الباحثة‬

‫متوسطية من ضفاف المسرح‬

‫سمير قصير‪ ،‬تتوأم بمسرح وجدي‬

‫بين األنقاض وفي المياتم عن الطفل‬

‫معوّض الحامل لهذه المناسبة‬

‫الذي حرمتها منه والدتها تجنبا ً‬

‫وطقوسها‪.‬‬

‫الحوارات من مألوف اإلنسان‬

‫ثالث مسرحيات من عصير عنبه‬

‫للعار‪ ،‬الصامتة حتى الموت حين‬

‫اليومي على رغم بعدها التراجيدي‪.‬‬

‫األسود‪« ،‬حرائق»‪« ،‬الحارس»‬

‫لم يعد للكالم من صدى يصل إلى‬

‫فوجدي معوّض يحمل في مسرحه‬

‫و»وحداني»‪ .‬ففي ليلة «مسرح‬

‫القلوب‪ .‬فكما لجأ وجدي معوّض‬

‫أمنية يفضّها من ظرفها األحمر‬

‫المدينة»‪ ،‬كان هو الكاتب والمخرج‪،‬‬

‫إلى الكتابة ليعوّض عن الصمت‬ ‫الذي ّ‬ ‫لف والده في غربته‪ ،‬كذلك‬

‫ليزفها رسالة حرية لإلنسان المهدد‬

‫استوطنوا منذ عشر سنين أرض‬

‫أعطى القلم لهذه الصامتة المغدورة‬

‫بارزا من خالل ممثلين من كيبيك‬

‫اليوناني‪،‬‬

‫رموزها‬

‫بسعادته‪.‬‬

‫‪facebook.com/mosaic4sy twitter.com/mosaic4sy‬‬


‫جسور‬

‫‪8‬‬

‫ثقافية حلﻢ الوحوﺵ القوية‪ ،‬ثمانية كوابيس يف‬ ‫مــوزاييـك ‪ -‬ألـوان سوريـا ثماني دقائﻖ‬

‫العــدد «الرابع» ‪ 15‬حزيران ‪2013‬‬

‫الصور‪.‬‬

‫رحلتهم التي عبروا بها من سوريا‬

‫الخاص‪ ،‬إلى الخالص مما ح ّل به‪.‬‬

‫يتحدث الفيلم في أقل من ثماني دقائق‬

‫إلى لبنان‪ ،‬وإحساسهم باللجوء‬

‫بعد «نور الهدى» الحائز على‬

‫تحملنا المخرجة الفلسطينية الشابة‬

‫عن ثمانية أحالم ‪ -‬كوابيس‪ ،‬انتقتها‬

‫لينا العبد‪ ،‬في عملها الجديد «حلم‬

‫المخرجة بعناية فائقة من ضمن‬

‫األول‪ ،‬وما حدث بالنسبة لهم‪ ،‬غيّر‬ ‫ْ‬ ‫مضت‬ ‫أيام‬ ‫حياتهم‪ .‬حنينهم إلى‬ ‫ٍ‬

‫جائزة لجنة تحكيم «دوكس بوكس»‬ ‫ألفضل فيلم سوري في العام‬

‫الوحوش القوية»‪ ،‬إلى عنوان فريد‬

‫عدد كبير‪ .‬كل طفل يفرﻍ عبر سرد‬

‫تحوّل إلى أحالم تدور حول ما‬

‫‪ ،2010‬و«توق» الذي شاركت‬

‫في تسميته‪ ،‬يبدو للوهلة األولى‬ ‫فيلما كرتونياً‪ .‬لكنه رحلة صغيرة‬

‫حلمه أسرار عوالمه الداخلية‪ ،‬مقدمة‬

‫حدث وما زال يحدث في سوريا‪.‬‬

‫به في مهرجان «ترابيكا الدوحة‬

‫بذلك معادلة بصرية ولغة سمعية‬

‫العنكبوت الذي يمشي على يد‬

‫السينمائي ‪ ،»2013‬تضع لينا‬

‫تختلف عن الشكل االعتيادي‪،‬‬ ‫ليقترب العمل إلى كونه حلماً‪ ،‬يمتاز‬

‫الفتاة‪ ،‬مصاصو دماء خطفوا‬

‫العبد بين أيدينا‪ ،‬عبر هذا العمل‪،‬‬

‫األطفال‪ ،‬المدرّس الوحش‪ ،‬الساعة‬

‫مجموعة أفكار صنعها األطفال‬

‫بحساسية طفولية‪ ،‬ومساحة تعبيرية‬

‫التي سمحت للطفل أن يتحول إلى‬

‫وحدهم‪،‬‬

‫وخياالتهم‬

‫مكثفة‪ ،‬تبرز فيها وجوه األطفال‬

‫وحش‪ ،‬المتفجرة تحت «براد اآليس‬

‫ق حجمه ذلك الدم‬ ‫ويعجن ليلهم بأر ٍ‬ ‫النازف‪.‬‬

‫قاسية‪ ،‬من حدة الحدث الذي شهدوه‪.‬‬ ‫فجأة‪ ،‬صاروا كباراً‪ ،‬يحملون‬

‫كريم»‪ ،‬رجل المعجون الفضي‬

‫الخصبة‪ ،‬بقدرتهم على التصوير‬ ‫والسرد‪ ،‬والتعبير المنفلت تلقائياً‪.‬‬

‫الضخم يهاجم المدينة اآلمنة‪ .‬كلها‬

‫هو مجموعة أعمال فنية متكاملة‪،‬‬

‫عبء حياة التي شوّهت المعنى‬

‫استعارات ورموز استبدلها األطفال‬

‫تقول لينا‪ ،‬خريجة كلية اإلعالم‬

‫الطبيعي أليامهم‪ ،‬وغيَّرت المسار‬

‫في جامعة دمشق‪ ،‬عن فيلمها‬

‫البسيط لحياتهم‪ .‬فرضت الضرورة‬

‫قاتل‬ ‫لصوﻍ أحالمهم‪ ،‬ليشيروا إلى ٍ‬ ‫كرس لهم الخراب وحرمهم من‬

‫يطرحها األطفال بقوة‪ ،‬ولعلها تكون‬ ‫أيضاً‪ ،‬دراسة نفسية طويلة‪ ،‬تدعو‬

‫القصير‪« :‬هي محاولة لمواجهة‬

‫والظروف عليهم االستعداد والتأهب‬

‫كوابيسي الشخصية التي تحّرض‬

‫لمواجهة المجهول‪« ،‬ما الحظته‬

‫أصدقائهم‪ ،‬ولعبهم في األزقة التي‬ ‫صارت دماراً وامتألت بروائح‬

‫أرقي المستمر‪ ،‬لربما تصبح الحياة‬

‫أنهم ما عادوا يشعرون بالخوف»‪.‬‬

‫الدم والبارود‪ .‬أما ذلك الطفل‪ ،‬الذي‬

‫في المنام‪ ،‬على األقل‪ ،‬أفضل من‬

‫تحكي لينا عن التفاصيل التي اختفت‬

‫الواقع»‪.‬‬

‫من عيون األطفال وقلوبهم بسبب‬

‫ش ناري قاد معركة‬ ‫تحوّل إلى وح ٍ‬ ‫ضد القاتل وطائراته الحربية‪ ،‬فلن‬

‫تلك الكوابيس الحقت المخرجة‬

‫هول ما مروا به‪.‬‬

‫يعود إلى سابق عهده إال عندما‬

‫الشابة عبر توثيقها مقابالت خاصة‬

‫تفيض من ذاكرة األطفال صور‬

‫يختفي القاتل‪ .‬إنه يصبو في عالمه‬

‫محمد بيطاري‬

‫إلى مركز للنازحين‪ ،‬في مخيم‬ ‫صبرا وشاتيال في لبنان‪ ،‬يحتضن‬ ‫أطفاالً سوريين وجد القت ُل والدما ُر‬ ‫الحاصل في بلدهم طريقا ً معبداً إلى‬ ‫أحالمهم‪ ،‬يحوّلها إلى «كوابيس»‪،‬‬

‫مع فتيات تعرضن لالغتصاب‪ ،‬على‬ ‫أيدي عناصر من فرع «فلسطين»‬ ‫األمني‪ .‬دفعها ذلك إلى تجربة جديدة‬ ‫مع األطفال‪ ،‬ال تحتمل الخطأ‪،‬‬ ‫وهي مغامرة الغوص في أحالمهم‪،‬‬ ‫والمضي لنبش ذاكرة طفل‪ .‬وهذا‬ ‫األمر احتاج إلى وقت طويل وعمل‬ ‫دؤوب‪ ،‬أثمر فيلما ً قصيراً أُنتج بدعم‬ ‫من مؤسسة «بدايات»‪« .‬بقيت‬ ‫لشهرين أتردد يوميا ً إلى المركز‪،‬‬ ‫وأتح ّدث مع األطفال ليعتادوا على‬ ‫وجودي»‪ .‬احتاجت المخرجة كل‬ ‫تلك المدة لتوطيد عالقتها مع األطفال‬ ‫والوصول إلى حالة استرخاء تسمح‬ ‫لها بالتعبير عن رؤيتها من خالل‬

‫‪facebook.com/mosaic4sy-twitter.com/mosaic4sy‬‬

‫بحديثهم‬

‫كل قادر إلى أداء دوره‪ ،‬وتقديم ما‬ ‫عليه‪ ،‬بعيداً عن الشعور بالشفقة‪.‬‬ ‫فأولئك األطفال األقوياء واجهوا‬ ‫ت حادة وحالمة‪،‬‬ ‫«الكاميرا» بنظرا ٍ‬ ‫بضحك وعنفوان‪ .‬ولننتظر فقط‪ ،‬لنر‬ ‫ما سيصنعه هؤالء في مستقبلهم‪،‬‬ ‫بعد تجربة مبكرة‪ ،‬مبكرة جداً‪.‬‬


‫جسور‬

‫مازن درويش ينال جائزة «برونو كرايسكي»‬ ‫لحقوق االنسان لعام ‪2013‬‬

‫ثقافية‬

‫‪9‬‬

‫مــوزاييـك ‪ -‬ألـوان سوريـا‬

‫العــدد «الرابع» ‪ 15‬حزيران ‪2013‬‬ ‫نال الصحفي والمدافع عن حقوق‬

‫دمشق بتاريخ ‪,2012/02/16‬‬ ‫ويُحاكم حاليا ً مع أربعة من العاملين‬

‫المركز السوري لإلعالم وحرية‬

‫في المركز أمام محكمة اإلرهاب‬

‫التعبير‪ ,‬جائزة «برونو كرايسكي»‬

‫في دمشق بتهمة «الترويج لألعمال‬

‫بحق االعالميين في سوريا وحول‬ ‫العالم العربي‪ ،‬متحديّا ً قمع السلطات‬

‫للمدافعين عن حقوق اإلنسان‬

‫اإلرهابية»‪.‬‬

‫للعام ‪ 2013‬بالتشارك مع كل من‬

‫طوال سنوات عمل مازن درويش‬

‫السورية‪ ,‬التي لم تتوقف عن‬ ‫مالحقته يوماً‪ ,‬تعرّضه لالعتقاالت‬

‫الدكتورة والمناضلة من أجل حقوق‬

‫عبر «المركز السوري لإلعالم‬

‫المتكررة‪ ,‬التعذيب وسوء المعاملة‪,‬‬

‫النساء والصحة «بوليتيه جبري»‬

‫وحرية التعبير» على رصد وتوثيق‬

‫المنع من السفر في العام ‪ 2007‬من‬

‫من أثيوبيا‪ ,‬و»سيسلي كورتي»‬

‫االنتهاكات الواقعة بحق الصحفيين‬ ‫من دمشق‪ ,‬مقدما ً التقارير عن‬

‫قبل جهتين أمنيتين مختلفتين‪ ,‬وليس‬ ‫آخراً اعتقاله مع جميع العاملين في‬

‫ظروف عيش أفضل للمشرّدين‪.‬‬ ‫وتسلّمت زوجة درويش الصحفية‬

‫تقييد حرية التعبير في سوريا‪,‬‬

‫المركز وزائرين في شباط العام‬

‫وتضيف مؤسسة «كرايسكي» في‬

‫‪ ,2012‬والتلويح بإمكانية إحالته‬

‫يارا بدر الجائزة بالنيابة عنه‪ ,‬إذ‬ ‫ال يزال مازن درويش معتقالً لدى‬

‫تعريفها بعمل درويش‪( :‬قام بحملة‬

‫إلى محكمة ميدانية عسكرية قبل أن‬

‫إلصالح قانون الصحافة وتوعية‬

‫يتم تحويل درويش وأربعة زمالء‬

‫السلطات السورية منذ مداهمة قوى‬

‫المجتمع الدولي إلى االنتهاكات بحق‬

‫إلى محكمة اإلرهاب في اتهامات‬

‫المخابرات الجويّة لمقر عمله في‬

‫المدونين والمواطنين الصحفيين)‪,‬‬

‫تتراوح عقوبتها في حال إدانتهم ما‬

‫‪.2012‬‬

‫أكرم رسالن ينال جائزة‬ ‫الشبكة الدولية لحقوق رسامي‬ ‫الكاريكاتري لعام ‪2013‬‬

‫رسامي الكاريكاتير‪.‬‬

‫نبذة عن رسالن‬

‫وكان رسالن اعتُقل من قبل‬

‫رسالن من مواليد ‪ 1974‬في مدينة‬

‫المخابرات العسكرية السورية في‬

‫صوران في محافظة حمـاه‪ ،‬تخرّج‬

‫الثاني من تشرين األول‪/‬أكتوبر‬

‫من كلية اآلداب عام ‪ ،1996‬وكان‬

‫‪ ،2012‬من مقر عمله في جريدة‬

‫يعمل في جريدة «الفداء» الرسمية‬

‫نال رسام الكاريكاتير السوري‬

‫في سولت اليك سيتي‪ ،‬والية يوتا‬

‫«الفداء» في مدينة حماة وسط‬

‫التي تصدر في محافظة حمـاة‪،‬‬

‫المعتقل أكرم رسالن جائزة الشبكة‬

‫األميركية‪ ،‬في ‪ 29‬حزيران‪/‬يونيو‬

‫سوريا‪.‬‬

‫كما عمل مع مجموعة متنوعة‬

‫الدولية لحقوق رسامي الكاريكاتير‬

‫‪.2013‬‬

‫وأكد المركز السوري لإلعالم‬

‫من الصحف العربية ومركز‬

‫«‪ »CRNI‬للعام ‪.2013‬‬

‫ودعت الشبكة في بيان «الحكومة‬

‫وحرية التعبير في بيان أن سبب‬

‫الدوحة لحرية اإلعالم وموقع‬

‫واختارت الشبكة الدولية لحقوق‬

‫السورية إلى إسقاط التهم الموجهة‬

‫اعتقال رسالن هو «رسومه التي‬

‫«الجزيرة نت»‪ .‬ونشرت رسومه‬

‫رسامي الكاريكاتير رسالن بسبب‬

‫إلى رسالن وإعادته إلى أسرته»‪.‬‬

‫صوّرت شخص الرئيس السوري‬

‫على صفحات مواقع التواصل‬

‫«شجاعته االستثنائية في مواجهة‬

‫ستة أشهر من االعتقال‬

‫بشار األسد بانتقاد‪ ،‬وخيار العنف‬

‫االجتماعي‪.‬‬

‫قوى العنف بالرسوم التي قال فيها‬

‫ويواجه رسالن المعتقل منذ ستة‬

‫الحقيقة فقط»‪ ،‬كما قال رئيس مجلس‬

‫أشهر محاكمة من قبل محكمة‬

‫إدارة الشبكة الصحافي جويل بيت‪.‬‬

‫اإلرهاب في ‪ 3‬حزيران‪/‬يونيو‬

‫ومنذ بداية الثورة‪ ،‬عرف رسالن‬

‫«التعاون مع‬ ‫‪ 2013‬بتهمة‬ ‫الجماعات المتمردة‪ ،‬والعمل ض ّد‬

‫تناولت الرئيس السوري والنظام‬

‫الدستور السوري‪ ،‬وإهانة رئيس‬

‫والثورة واإلعالم الرسمي‪.‬‬

‫البالد‪ ،‬والتحريض على الفتنة‪،‬‬

‫وستقدم الجائزة إلى رسالن في‬

‫وتشجيع الثورة ضد النظام العام‪،‬‬

‫المؤتمر السنوي للرابطة األميركية‬

‫والنيل من هيبة الدولة السورية»‪،‬‬

‫لرسام الكاريكاتير الذي سيجري‬

‫وفق ما ذكرته الشبكة الدولية لحقوق‬

‫اإلنسان‪ ,‬مازن درويش‪ ,‬رئيس‬

‫النمساوية التي تعمل من أجل تأمين‬

‫بانتقاده النظام عبر رسوماته التي‬

‫وعمل‬

‫على‬

‫توفير‬

‫معلومات‬

‫موثوقة وحيادية عن االنتهاكات‬

‫بين ‪ 15-3‬سنة مع األعمال الشاقة‪.‬‬ ‫علما ً ّ‬ ‫أن مازن درويش‪ ,‬وهو في‬ ‫السجن‪ ,‬اختارته منظمة «مراسلون‬ ‫بال حدود» كصحفي العام سنة‬

‫العسكري الذي نهجته الحكومة‬ ‫السورية في تعاطيها مع ثورة‬ ‫الشعب السوري»‪.‬‬ ‫كما أكدت رابطة الصحافيين‬ ‫السوريين وصفحات سورية أخرى‬ ‫على الموقع االجتماعي «فيسبوك»‬ ‫اعتقال‬

‫رسالن‬

‫الذي‬

‫عرف‬

‫برسوماته الكاريكاتيرية التي تسلط‬ ‫الضوء على الوضع المأساوي الذي‬ ‫وصلت إليه سوريا‪.‬‬

‫‪facebook.com/mosaic4sy twitter.com/mosaic4sy‬‬


‫جسور‬

‫‪10‬‬

‫موزاييك‬

‫مــوزاييـك ‪ -‬ألـوان سوريـا‬

‫الكورد يف سوريـا‬

‫العــدد «الرابع» ‪ 15‬حزيران ‪2013‬‬ ‫يقطن األكراد بشكل رئيس في‬ ‫مدن محافظة الحسكة التي تقع في‬ ‫الشمال الشرقي من سوريا‪،‬على‬ ‫الحدود العراقيةـ السوريةـ التركية‪.‬‬ ‫إضافة إلى أنهم يقطنون في كل‬ ‫من ‪ :‬عفرين والقرى المحيطة بها‪،‬‬ ‫وكوباني‪ -‬عين العرب‪ ،‬في محافظة‬ ‫الرقة‪ ،‬ولهم تواجد ملحوظ في المدن‬ ‫الرئيسة كـ‪ :‬دمشق إذ يق ّدر عددهم‬ ‫فيها حوالي ‪ 300‬ألف كرديالعرق‬ ‫والتسمية‬ ‫يكتنف الغموض أصل الكرد‪،‬‬ ‫لكن أغلب الباحثين متفقون على‬ ‫أنهم ينتمون إلى المجموعة‬ ‫الهندوأوروبية‪ ،‬وأنهم أحفاد قبائل‬ ‫الميديين التي هاجرت في مطلع‬ ‫األلف الثانية قبل الميالد واستطاعت‬ ‫أن تنشر نفوذها بين السكان األقدمين‬ ‫وربما استطاعت إذابتهم لتتشكل‬ ‫تركيبة سكانية جديدة عرفت فيما‬ ‫بعد بالكرد‪.‬‬ ‫وهناك ما يمكن أن يسمى بالثغرة‬ ‫التاريخية فيما بين الهيمنة الميدية‬ ‫وبين ظهور الكرد‪ ،‬كما أن أصل‬ ‫التسمية يبقى غامضا‪ .‬إذ يرى‬ ‫بعض الباحثين أن تسميتهم بالكرد‬ ‫تعود إلى كلمة كوتو (‪ )kutu‬التي‬ ‫تربطهم بشعب (‪ ،)kutu‬وهو‬ ‫من األقوام التي عاشت في مملكة‬ ‫جوتيام (‪ )Gutium‬الواقعة على‬ ‫الضفة الشرقية لنهر دجلة وبين نهر‬ ‫الزاب ونهر ديالي‪.‬‬ ‫ويرى البعض اآلخر أن كلمة‬ ‫«كوتو» مأخوذة من الكلمة‬ ‫األشورية ‪ ،Kurtu‬وقد تطورت إلى‬ ‫شكلها الحالي بانصهار حرف الراء‬ ‫(‪ )R‬بعد الواو القصيرة (‪ ،)U‬أي‬ ‫أن كرورتو أصبحت جوتو ‪.Gutu‬‬ ‫ومثل هذا االنصهار هو قاعدة لغوية‬ ‫في أغلب اللغات الهندوآرية‪ .‬وهناك‬ ‫نظرية ثانية ترجع التسمية إلى كلمة‬ ‫كيرتي ‪ Kyrtii‬أو سيرتي ‪،Cyrtii‬‬ ‫فتربط الكرد بالكيرتي‪ ،‬وهم قوم‬ ‫كانوا يعيشون أصال في المنطقة‬ ‫الجبلية في غرب بحيرة وان‪ ،‬ثم‬ ‫انتشروا انتشارا واسعا في بالد‬

‫إيران وميديا‪ ،‬وبقية المناطق التي‬ ‫يقطن فيها الكرد اليوم‪.‬‬ ‫التوزيع الجغرافي‬ ‫لم تشكل كردستان بلدا مستقال ذا‬ ‫حدود سياسية معينة في يوم من‬ ‫األيام‪ ،‬على الرغم من أنه يسكنها‬ ‫شعب متجانس عرقا‪ .‬وظهرت كلمة‬ ‫«كردستان» كمصطلح جغرافي‬ ‫أول مرة في القرن الـ‪ 12‬الميالدي‬ ‫في عهد السالجقة‪ ،‬عندما فصل‬ ‫السلطان السلجوقي سنجار القسم‬ ‫الغربي من إقليم الجبال وجعله والية‬ ‫تحت حكم قريبه سليمان شاه وأطلق‬ ‫عليه كردستان‪ .‬وكانت هذه الوالية‬ ‫تشتمل على األراضي الممتدة بين‬ ‫أذربيجان ولورستان (مناطق سنا‪،‬‬ ‫دينور‪ ،‬همدان‪ ،‬كرمنشاه‪ ..‬إلخ)‬ ‫إضافة إلى المناطق الواقعة غرب‬ ‫جبال زاجروس‪ ،‬مثل شهرزور‬ ‫وكوي سنجق‪.‬‬ ‫تتوزع كردستان بصورة رئيسية‬ ‫في ثالث دول هي العراق وإيران‬ ‫وتركيا مع قسم صغير يقع في‬ ‫سوريا‪ ،‬فيما يوجد عدد من الكرد في‬ ‫بعض الدول التي نشأت على أنقاض‬ ‫االتحاد السوفياتي السابق‪ .‬وتشكل‬ ‫كردستان في مجموعها ما يقارب‬ ‫مساحة العراق الحديث‪ .‬وتختلف‬ ‫التقديرات بشأن عدد الكرد بين ‪25‬‬ ‫إلى ‪ 40‬مليونا‪ ،‬موزعين بنسبة‬ ‫‪ %46‬في تركيا‪ ،‬و‪ %31‬في إيران‪،‬‬ ‫و‪ %18‬في العراق‪ ،‬و‪ %5‬في أرمينيا‬ ‫وسوريا‪.‬‬ ‫اللغة والدين‬ ‫تندرج اللغة الكردية ضمن مجموعة‬ ‫اللغات اإليرانية التي تمثل فرعا‬ ‫من أسرة اللغات الهندوأوروبية‪ .‬لذا‬ ‫فهي تمت بصلة القرابة إلى الفروع‬ ‫الشرقية للغات الهندوأوروبية‬ ‫مثل الفارسية والهندية‪ ،‬وإلى‬ ‫الفروع الغربية من العائلة كاللغات‬ ‫اإلنجليزية والفرنسية واأللمانية‪.‬‬ ‫وتضم اللغة الكردية ألفاظا كثيرة‬ ‫من العربية والفارسية وبعض‬

‫‪facebook.com/mosaic4sy-twitter.com/mosaic4sy‬‬

‫المفردات التركية‪ ،‬وتنقسم إلى‬ ‫لهجتين رئيسيتين هما الكرمانجية‬ ‫والبهلوانية‪ ،‬ويتفرع منهما العديد من‬ ‫اللهجات المحلية تصل اآلن إلى ‪18‬‬ ‫لهجة مختلفة‪ .‬إذ تنقسم الكرمانجية‬ ‫إلى الكرمانجية الشمالية‪ ،‬أو‬ ‫البهدينانية‪ ،‬والكرمانجية الجنوبية‪،‬‬ ‫أو السورانية‪ ،‬وتنقسم البهدينانية‬ ‫إلى الكوراني (الجوراني) والزازا‪،‬‬ ‫أو الديميلي‪ .‬وتتفرع عن اللهجات‬ ‫األربع األخيرة عشرات اللهجات‬ ‫التي يسود كل منها في منطقة أو‬ ‫قبيلة أو قرية‪.‬‬ ‫ويتكلم الكرد في تركيا وسوريا وقسم‬ ‫منهم في كل من إيران والعراق‬ ‫باللهجة البهدينانية‪ ،‬في حين يتكلم‬ ‫معظم الكرد في العراق وإيران‬ ‫اللهجة السورانية‪.‬‬ ‫والدين اإلسالمي هو دين األغلبية‬ ‫في كردستان‪ .‬والمسيحية في‬ ‫كردستان هم من السريان الذين‬ ‫كانوا منذ القرن التاسع عشر‬ ‫يسمون باألثوريين واآلن يسمون‬ ‫أنفسهم أشوريين‪ ،‬وهم يعيشون‬ ‫في النصف الشمالي من كردستان‬ ‫العراق‪ ،‬وكذلك الكلدان وهم أقل‬ ‫من األشوريين ويعيشون في مدينة‬ ‫السليمانية‪.‬‬ ‫وحسب بعض المؤرخين المسلمين‬ ‫فإن سنة ‪18‬هـ شهدت أول اتصال‬ ‫بين الفاتحين المسلمين والكرد‪،‬‬ ‫أي بعد فتح حلوان وتكريت‪ ،‬حيث‬

‫استولى الجيش اإلسالمي على‬ ‫حلوان التي كان ملك الفرس يزدجرد‬ ‫معسكرا بها‪ ،‬وبعد فتح تكريت أرسل‬ ‫سعد بن أبى وقاص بأمر من عمر‬ ‫بن الخطاب سنة ‪ 18‬هـ ثالثة جيوش‬ ‫لفتح بقية البالد‪.‬‬ ‫مـدن كردية‬ ‫• أربيل‬ ‫هي عاصمة إقليم كردستان‬ ‫العراق ومقر رئيسه وحكومته‪،‬‬ ‫تتميز بأهمية تاريخية حيث يعود‬ ‫تأسيسها إلى العصر األشوري وإليه‬ ‫يرجع أصل اسمها كما أنها تعد‬ ‫مركزا ثقافيا وحضاريا موثرا في‬ ‫كردستان العراق‪ ،‬يوجد في أربيل‬ ‫أكثر من ‪ 110‬تالل ومواقع أثرية‬ ‫يرجع تاريخها إلى أزمان مختلفة‬ ‫من العصر الحجري وحتى الفتح‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬وصل عدد سكانها إلى‬ ‫حوالي مليون وثمانمائة ألف نسمة‪.‬‬ ‫• القامشلي‬ ‫تقع شمالي شرقي سوريا على‬ ‫الحدود مع تركيا وقريبة من‬ ‫العراق‪ ،‬ويبلغ عدد سكانها نحو‬ ‫‪ 200‬ألف معظمهم من الكردوهي‬ ‫جزء من محافظة الحسكة ومركز‬ ‫المنطقة اإلدارية ويعيش فيها اليوم‬ ‫األشوريون والعرب والكرد جنبا‬ ‫إلى جنب وقد شهدت المدينة حوادث‬ ‫احتجاجات كردية عام ‪ 2004‬خلفت‬ ‫وراءها ‪ 30‬قتيال‪.‬‬


‫ســراقﺐ‬ ‫تعددت الروايات في سبب‬ ‫التسمية ولكن الرواية األكثر‬ ‫رواجا ً بين أبنائها أنها كانت‬ ‫تشتهر بكثرة سراديب الماء‬ ‫التي تمر فيها وكانت تسمى‬

‫القصري‬ ‫إحدى مدن محافظة حمص‪،‬‬ ‫تتميز بمساحتها واحتوائها على‬ ‫مختلف أنواع النشاطات الزراعية‬ ‫والصناعية والتجارية‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى كثرة القرى التابعة إداريا ً لها‪.‬‬ ‫تتميز بأرضها السهلية وأراضيها‬ ‫المروية‪ ،‬حيث تتغذى من مياه‬ ‫نهر العاصي‪.‬‬ ‫تقع مدينة القصير على الحدود‬ ‫اللبنانية لذا اعتبرت صلة الوصل‬ ‫بين الريف اللبناني الشمالي‬ ‫وريف محافظة حمص‪.‬‬ ‫تعود التسمية إلى أن المدينة‬ ‫كانت يوما ً مرتعا ً للغزالن التي‬ ‫تعود إلى أحد عائالتها‪ ،‬و يقال‬ ‫بأن المدينة لم تكن خاضعة يوما ً‬ ‫ألي نظام إقطاعي‪ ،‬بل إن أهالي‬

‫القصري‪..‬‬

‫جسور‬

‫سراقﺐ‪..‬‬

‫‪11‬‬

‫أماكﻦ مﻦ الثورة‬

‫مــوزاييـك ‪ -‬ألـوان سوريـا‬

‫العــدد «الرابع» ‪ 15‬حزيران ‪2013‬‬

‫«سرادب» وتم تحريفها الحقاً‪.‬‬ ‫تقع إلى الجنوب الشرقي من‬ ‫إدلب‪ ،‬ساهم الموقع االستراتيجي‬ ‫للمدينة في تطور حركة التجارة‬ ‫فيها‪ ،‬كما كانت محظة لكل‬ ‫القوافل التجارية التي تأتي‬ ‫من باب الهوى إلى كل أجراء‬

‫المنطقة والجزيرة العربية‬ ‫ودول الخليج‪ ،‬وتقع على طريق‬ ‫حلب الالذقية األمر الذي يسهل‬ ‫وصول المنتجات إلى ميناء‬ ‫الالذقية‪.‬‬ ‫وتزدهر فيها الزراعة السيما‬ ‫القطن‪.‬‬

‫القصير كانوا مالك أراضيها‬ ‫ويعملون بها‪.‬‬ ‫يوجد فيها العديد من المواقع‬ ‫األثرية‪ ،‬مثل‪ :‬طاحونة (أم‬

‫الرغيف)‪ ،‬و(القنطرة) األثرية‪،‬‬ ‫قرية (جوسيه) األثرية‪ ،‬و(تل‬ ‫النبي مندو) أو ما يسمى (مملكة‬ ‫قادش) نسبة إلى المعركة التي‬

‫أقدم وثيقة ذكر فيها اسم سراقب‬ ‫كانت في كتاب عبد القادر‬ ‫النعيمي الدمشقي «الدارس في‬ ‫تاريخ المدارس» حيث قال‪:‬‬ ‫منزلة سراقب التي توفي بها‬ ‫برسباي الناصري سنة ‪852‬هـ‪،‬‬ ‫وهو مستضعف فغسل فيها وكفن‬ ‫وأحضر إلى دمشق‪.‬‬ ‫وفي سنة سنة ‪904‬هـ‪ ،‬نزل‬ ‫فيها دولتباي نائب حلب حيث‬ ‫كانت محطة استراحة ألمراء‬ ‫حلب وتوابعها‪ ،‬أو مكانا ً لتزويد‬ ‫قوافلهم العسكرية بالمؤونة‬ ‫والمياه‪ ،‬فكثرة اآلبار فيها جعلتها‬ ‫رغبة طالبي السفر‪.‬‬ ‫الرحالة كبريت كتب في رحلته‬ ‫‪1039‬هـ‪« :‬أتينا إلى سراقب‬ ‫وهي ضيفة لطيفة فيها خان وبها‬ ‫أبنية محكمة العمارة ومساجد‬ ‫وحمامات ثم أتينا إلى خان‬ ‫مرعي وهو بنيان عظيم وحوله‬ ‫زراعات وضيعة لطيفة»‪.‬‬

‫دارت بين الحثيين والمصريين‬ ‫على هذه األرض في العام‬ ‫الخامس من حكم الملك رمسيس‪.‬‬

‫‪facebook.com/mosaic4sy twitter.com/mosaic4sy‬‬


‫ملف‬

‫‪12‬‬

‫مجتمع‬ ‫مـدنـي‬

‫مــوزاييـك ‪ -‬ألـوان سوريـا‬

‫العــدد «الرابع» ‪ 15‬حزيران ‪2013‬‬

‫ماجد كيالي‪ -‬نيويورﻙ‬

‫في قضية الدولة‪ ،‬والسلطة‪ ،‬وشكل‬ ‫النظام السياسي‪ ،‬فإن الخالف بين‬ ‫التيارات المدنية والتيارات الدينية‪،‬‬ ‫على تنوعات كل منهما‪ ،‬يتمحور‬ ‫حول فكرة الشرعية‪ ،‬أو مصدر الحكم‬ ‫والتشريع‪ ،‬ومستوى الديمقراطية‬ ‫والحرية‪ .‬وفي هذا المجال فإن‬ ‫اإلسالمية‬ ‫التيارات‬ ‫انحيازات‬ ‫تتراوح بين فكرة «الحاكمية ہﻠﻟ»‪،‬‬ ‫عند التيارات السلفية المتشددة‪ ،‬إلى‬ ‫اعتبار أحكام اإلسالم بمثابة المصدر‬ ‫الرئيس للتشريع‪ ،‬عند التيارات األقل‬ ‫تشدداً (حالة حركة اإلخوان المسلمين‬ ‫في مصر)‪ ،‬إلى فكرة القول بالدولة‬ ‫المدنية‪ ،‬مع النص على دين الدولة‬ ‫(نص الدستور في تونس على أن‬ ‫تونس دولة لغتها العربية ودينها‬ ‫اإلسالم)‪.‬‬ ‫بديهي أن هذا الوضع يعكس الخالفات‬ ‫والتباينات بين التيارات اإلسالمية‬ ‫ذاتها‪ ،‬لكنه يكشف‪ ،‬أيضاً‪ ،‬عن‬ ‫محاولة أطراف منها إليجاد تقاطعات‬ ‫معينة‪ ،‬أو حلول وسط مشتركة‪ ،‬مع‬ ‫التيارات واألطياف المدنية األخرى‬ ‫في المجتمع‪ .‬لكن ينبغي االنتباه إلى‬ ‫أن هذا ال يحصل في بلداننا‪ ،‬في أغلب‬ ‫األحوال‪ ،‬عن قناعة ذاتية‪ ،‬أو عن‬

‫مابعد الثوراﺕ والتنافساﺕ بﻦﻴ التياراﺕ‬ ‫الدينية واملدنية‬ ‫شعور بالمصلحة العليا‪ ،‬وإنما بسبب‬ ‫توفّر واقع معقد ال يسمح لهذا التيار أو‬ ‫ذاك بفرض هيمنته األحادية‪ ،‬وهذا هو‬ ‫ما يفسر الحال في بلدان مصر وتونس‬ ‫والمغرب‪.‬‬ ‫فقد أثارت عديد التجارب في بلداننا‬ ‫الشبهات حول عدم هضم التيارات‬ ‫الديمقراطية‪،‬‬ ‫لفكرة‬ ‫اإلسالمية‬ ‫وأنها تعتبرها مجرد سلم للوصول‬ ‫إلى السلطة‪ ،‬واحتكارها‪ ،‬وفرض‬ ‫رؤيتها في التشريع وإدارة المجتمع‪،‬‬ ‫مثلما حصل في التجربة السودانية‪،‬‬ ‫والعراقية (استئثار المالكي بالحكم)‪،‬‬ ‫وفي تجربة حكم حماس لقطاع غزة‬ ‫(ومثلما حصل في التجربتين اإليرانية‬ ‫واألفغانية‪/‬الطالبانية)؛ وبديهي أن‬ ‫بعض القوى اإلسالمية تعزز من هذه‬ ‫القناعات بتصريحاتها وممارساتها‬ ‫المتشددة بدل أن تشتغل على تخفيف‬ ‫مخاوف اآلخرين منها‪.‬‬ ‫الالفت أن التيارات اإلسالمية اليوم‪،‬‬ ‫وهي في نشوة صعودها إلى سدة‬ ‫السلطة في عديد من البلدان العربية‪،‬‬ ‫ألول مرة في تاريخها‪ ،‬تحاول أن‬ ‫تضفي نوعا ً من شرعية على محاولتها‬ ‫فرض أجندتها‪ ،‬بدعوى أن التيارات‬ ‫األخرى‪ ،‬القومية والعلمانية واليسارية‬ ‫والليبرالية‪ ،‬أخذت فرصتها في الحكم‪،‬‬ ‫وأخفقت في جلب التقدم واالزدهار‬ ‫والطمأنينة إلى المواطنين‪ ،‬وبالتالي‬ ‫فقد جاء دورها إلثبات طريقها‪ ،‬وهذا‬ ‫هو مغزى رفع شعارات من نوع‪:‬‬ ‫«اإلسالم هو الحل»‪ .‬والشك أن هذه‬ ‫القوى تحاول استغالل مظلوميتها في‬ ‫المرحلة الماضية‪ ،‬حيث تعرضت‬ ‫لالضطهاد والقمع والمنع لتبرير‬ ‫سعيها لالستئثار بالسلطة‪.‬‬ ‫طبعا ً ال يمكن إنكار هذه االدعاءات‪،‬‬ ‫من الناحية العمومية‪ ،‬لكن الواقع يقول‬ ‫شيئا آخر‪ ،‬إذ أن أيا ً من البلدان العربية‬ ‫لم يحكم‪ ،‬في المرحلة السابقة‪ ،‬من‬ ‫تيار بعينه‪ ،‬فإذا تجاوزنا مثال التجربة‬ ‫الناصرية‪/‬القومية‪ ،‬وهي لم تكن فترة‬

‫‪facebook.com/mosaic4sy-twitter.com/mosaic4sy‬‬

‫طويلة في تاريخ مصر الحديث‪ ،‬ولها‬ ‫مالها وعليها ما عليها‪ ،‬فإن البلدان‬ ‫العربية لم تحكم قط ال من قبل القوميين‬ ‫وال اليساريين وال من الليبراليين‬ ‫أو العلمانيين‪ .‬هكذا ال يمكن‪ ،‬مثال‪،‬‬ ‫احتساب كل من النظام الليبي أو‬ ‫السوري أو العراقي أو اليمني‪ ،‬أو‬ ‫غيرهم‪ ،‬على أي من التيارات القومية‬ ‫أو اليسارية أو الليبرالية أو العلمانية‪،‬‬ ‫على رغم ادعاءاتهم‪ ،‬التي لم تكن‬ ‫أكثر من مجرد شعارات للتوظيف‬ ‫والتعمية‪ .‬أما لجهة المظالم فإن الدول‬ ‫االستبدادية لم توفر أي تيار‪ ،‬ففي‬ ‫سوريا والعراق وليبيا‪ ،‬مثال‪ ،‬اضطهد‬ ‫اليساريون والعلمانيون والليبراليون‪،‬‬ ‫مع اإلسالميين‪ ،‬ومنعت كل األحزاب‬ ‫من العمل‪ ،‬وهمشت المجتمعات‪،‬‬ ‫وحكمت من قبل أجهزة المخابرات‪.‬‬ ‫إضافة إلى ما تقدم‪ ،‬فإن فكرة «الحاكمية‬ ‫ہﻠﻟ» أو فكرة «الحكم اإلسالمي» هي‬ ‫طوباوية وميتافيزيقية أساساً‪ ،‬وهي‬ ‫فكرة ملتبسة‪ ،‬إذ تغطي على حقيقة‬ ‫جد واضحة مفادها أن بعض الناس‬ ‫يفوضون أنفسهم بالحكم‪ ،‬باسم ﷲ‬ ‫أو باسم اإلسالم‪ ،‬ويعتبرون أنفسهم‬ ‫أوصياء على الدين‪ ،‬وعلى المواطنين‬ ‫(الرعية)‪ ،‬هذا يعني أخذ السلطة‪،‬‬ ‫واعتبار أنها ليست مستمدة من الشعب‪،‬‬ ‫األمة‪ ،‬وحرمانه من تقرير بمصيره‪،‬‬ ‫ومن المشاركة السياسية‪ .‬وال شك‬ ‫أن ذلك ينطبق على اعتبار الشريعة‬ ‫مصدراً للحكم‪ ،‬ذلك أن الشريعة بذاتها‬ ‫ال تحكم‪ ،‬وإنما ثمة بشر يحكمون‬ ‫باسم الشريعة‪ ،‬وهؤالء قد يصيبون‬ ‫أو يخطئون‪ ،‬ال سيما أن هؤالء لهم‬ ‫نزواتهم وأهواؤهم ومصالحهم‪ ،‬وهي‬ ‫تختلف من واحد إلى آخر‪ .‬فضالً عن‬ ‫ذلك فإن أحكام الشريعة ذاتها ذات‬ ‫طابع تاريخي‪ ،‬عكس الفكرة التي تقول‬ ‫بأن تلك األحكام مطلقة‪ ،‬وتصلح لكل‬ ‫مكان وزمان‪ ،‬ألن أحوال مجتمعاتنا‬ ‫تختلف تماما ً عن أحوال مجتمع مكة‬ ‫والمدينة‪ ،‬اللتين نزل فيهما الوحي‪ ،‬في‬

‫تلك الفترة‪ ،‬ومن كل النواحي‪ ،‬فضالً‬ ‫عن أن تلك الفترة كانت قصيرة‪،‬‬ ‫وتخصّ مجتمعا محدوداً‪ ،‬بعدده‬ ‫وبأحواله‪ .‬ومشكلة التيارات اإلسالمية‬ ‫هنا أنها ال تميز في قناعاتها تلك بين‬ ‫الدين‪ ،‬وشؤون العبادات‪ ،‬والقيم الدينية‬ ‫السمحاء‪ ،‬المتعلقة بالحرية والعدالة‬ ‫والمساواة والكرامة‪ ،‬من ناحية‪ ،‬وبين‬ ‫المعامالت واألحكام المتعلقة بإدارة‬ ‫أحوال البشر وتدبّر شؤونهم السياسية‬ ‫واالقتصادية واالجتماعية والتقنية‬ ‫وغيرها‪ ،‬وهي أمور تتطور مع تطور‬ ‫الحياة البشرية‪ ،‬ومع تطور العلوم‬ ‫والتكنولوجيا‪.‬‬ ‫وال نأتي جديدا في تحديد هذه المسائل‬ ‫ألن ثمة داخل التيارات اإلسالمية‬ ‫اجتهادات مختلفة تتعلق بهذا األمر‪،‬‬ ‫وعن ذلك يقول الشيخ محمد عبده‪:‬‬ ‫«ليس في اإلسالم سلطة دينية سوى‬ ‫سلطة الموعظة الحسنة‪ ،‬والدعوة‬ ‫إلى الخير‪ ،‬والتنفير من الشر‪ ،‬وهي‬ ‫سلطة خولها ﷲ ألدنى المسلمين يقرع‬ ‫بها أنف أعالهم‪ ،‬كما خولها ألعالهم‬ ‫يتناول بها أدناهم (األعمال الكاملة‬ ‫للشيخ محمد عبده‪ ،‬المجلد األول‪،‬‬ ‫دار الشروق‪ /1993 ،‬ص‪)106‬‬ ‫وهذا ما تحدث عنه‪ ،‬أيضاً‪ ،‬راشد‬ ‫الغنوشي زعيم حركة «النهضة» في‬ ‫تونس‪ ،‬وعديد من قادة حركة اإلخوان‬ ‫المسلمين في سوريا ومصر‪ ،‬حيث‬ ‫ورد ذلك في «وثيقة العهد» التي‬ ‫أصدرتها حركة اإلخوان المسلمين‬ ‫في سوريا (‪ ،)2012‬كما ورد في‬ ‫البرامج االنتخابية لحزب «الحرية‬ ‫والعدالة» في مصر؛ من دون أن نجزم‬ ‫بأن كل ذلك مجرد سياسة أو موقف‬ ‫مبدئي‪ ،‬لكن مجرد صدوره يعني أن‬ ‫ثمة اختالفات بين التيارات اإلسالمية‪،‬‬ ‫وأن ثمة محاولة لمراعاة واقع التنوع‬ ‫والتعددية في المجتمعات العربية‪ ،‬وأن‬ ‫ثمة في التيارات اإلسالمية من يعتقد‬ ‫بقصور فكرة الدولة الدينية‪.‬‬


‫‪13‬‬

‫ملف‬

‫املجتمع املدني السوري يف الﺨارﺝ‪،‬‬ ‫تركيا نموﺫج ﹰا‬

‫مجتمع‬ ‫مـدنـي‬

‫مــوزاييـك ‪ -‬ألـوان سوريـا‬

‫العــدد «الرابع» ‪ 15‬حزيران ‪2013‬‬

‫ﻋبدالرحمﻦ مطر‬

‫ساهمت أفكار المجتمع المدني –‬ ‫دون شك – في إيقاد جمرة الحراك‬ ‫االجتماعي والسياسي في سورية‪،‬‬ ‫بصورة فعّالة ومثمرة‪ ،‬كان لها‬ ‫أن تنتج ذلك الصراع الحيوي‬ ‫والضروري‪ ،‬في سياق ممارسة‬ ‫العمل المدني بمختلف أوجهه‪ ،‬بما‬ ‫في ذلك أنماط وأشكال إدارة الدولة‬ ‫‪ ،‬والصراع على السلطة‪ ،‬الذي‬ ‫أخذ منحى مغايراً‪ ،‬منذ تغييرآذار‪/‬‬ ‫مارس ‪ ،،1963‬بما ترتب عنه‬ ‫من انعكاسات حادة في االنقسام‬ ‫االجتماعي والسياسي‪ ،‬تضرر فيه‬ ‫المجتمع المدني‪ ،‬فانكفأت أطره‪،‬‬ ‫بمصادرة ماهو مدني‪ ،‬لصالح ماهو‬ ‫« بعثي»‪.‬‬ ‫تعنى هذه الورقة‪ ،‬بإضاءة جانب‬ ‫مهم‪ ،‬من جوانب صور وحاالت‬ ‫المجتمع المدني السوري‪ ،‬وبخاصة‬ ‫الموجود في الخارج « تركيا مثاالً‬ ‫«‪ .‬وتأخذ منحى الداللة والبحث‬ ‫في رؤاها العامة‪،‬وإشكالياتها التي‬ ‫تسم عملها‪،‬ومدى قدرتها وفعاليتها‬ ‫ودورها في الحالة السورية الراهنة‪،‬‬ ‫ومستقبال‪.‬‬

‫وذلك عبرتناول نقاط أساسية‬ ‫تتمثل في ‪:‬‬ ‫التمويل ‪:‬‬ ‫يعتبر التمويل عامالً أساسيا ً ومهما ً‬ ‫في تكوين مؤسسات المجتمع‬ ‫المدني‪ ،‬وفي دفع انشطتها وتحقيق‬ ‫فاعليتها وتعزيز دورها‪ .‬الكثير من‬ ‫مؤسسات المجتمع المدني السورية‪،‬‬ ‫التي نقلت أنشطتها أو تأسست في‬ ‫تركيا‪ ،‬تعاني إشكالية كبيرة فيما‬ ‫يتعلق بالتمويل‪ ،‬باستثناء تلك التي‬ ‫تنبثق عن تنظيمات سياسية معينة‪.‬‬

‫التشبيك ‪:‬‬ ‫اضحت تركيا واحدة من اهم بلدان‬ ‫دول الجوار السوري‪ ،‬التي يجرى‬ ‫فوق أراضيها ‪ ،‬ومن خاللها حراك‬ ‫واسع لمؤسسات دولية‪ ،‬ومنظمات‬ ‫غير حكومية‪ ،‬ووقد شكل ذلك‬ ‫فرصة هامة لقوى المجتمع المدني‪،‬‬ ‫في إقامة جملة من عالقات التواصل‬ ‫المتشابكة بما يخدم اهدافها‪.‬‬ ‫السياسة‪:‬‬ ‫ليست بعيدة عن التنويعات السياسية‬ ‫القائمة‪ ،‬فمعظم الجمعيات االهلية‬ ‫والمنظمات الغير حكومية السورية‪،‬‬ ‫يتبنى أيديولوجيا تيار سياسي‬ ‫معين‪ ،‬من هنا فإن سياسات العمل‬ ‫وبرامجها‪ ،‬في الغالب هي معبرة‬ ‫عن هذا التيار‪ ،‬أو مظهراً لوجوده‪.‬‬ ‫االستقاللية‪ ،‬تكاد تكون منعدمة‪ ،‬فيما‬ ‫تتوزع الوالءات على جهات الدعم‬ ‫التي تتبنى مشاريعها‪.‬‬ ‫الالجﺌين‪:‬‬ ‫ليست هناك احصائية دقيقة حتى‬ ‫اليوم‪ ،‬ألعداد السوريين الالجئين‬ ‫في تركيا‪ ،‬لكنها تتجاوز األرقام‬ ‫الرسمية بثالثة أضعاف‪ ،‬لتصل الى‬ ‫قرابة نصف مليون سوري‪ .‬ومع‬ ‫هذا العدد‪ ،‬ليس ثمة منظمات سورية‬ ‫للمجتمع المدني تتوجه بأنشطتها‪،‬‬

‫بشكل أساسي وفعّال‪ ،‬نحو هذه‬ ‫المجموعات البشرية المنهكة‪.‬‬ ‫اإلشـكـالـيـات‪:‬‬ ‫في ضوء متابعتنا ومالحظاتنا‬ ‫حول المجتمع المدني السوري‪،‬‬ ‫ومؤسساته في تركيا‪ ،‬سجلنا جملة‬ ‫من النقاط التي أضحت من سمات‬ ‫العمل المدني‪ ،‬وإشكالياته المتعددة‪،‬‬ ‫ومن أهمها‪:‬‬ ‫ تشتت الجماعات السورية‪ ،‬وغياب‬‫التنسيق واإلنسجام فيما بيننها‪،‬‬ ‫مايجعلها غير قادرة على العمل‬ ‫واالنتاج‪.‬‬ ‫ انعدام فكرة وأليات العمل‬‫الجماعي‪.‬‬ ‫ اإلرتهان لمجموعات الدعم‬‫والتمويل بصورة غير مسبوقة‪ ،‬دون‬ ‫النظر الى حجم الضرر الوطني‬ ‫الناجم عنها‪.‬‬ ‫ غياب التنسيق بين هيئات‬‫ومؤسسات المجتمع المدني‪،‬‬ ‫وطغيان المنافسة الالموضوعية‬ ‫ االفتقار للتجربة واالختصاص‬‫ سيطرة اإلسالميين على قوى‬‫المجتمع والثورة‪ ،‬هو مصدر قلق‬ ‫على أنشطتها‪ ،‬وواستمراريتها‪،‬‬ ‫مثلما هو مصدر خطر على‬ ‫النشطاء‪ ،‬وتجليات ذلك في الواقع‪..‬‬

‫حية ومتعددة‪.‬‬ ‫رﺅيـة مـسـتـقـبـلـيـة‪:‬‬ ‫أ ّ‬ ‫ي مـسـاهـمـ ٍة فـي حـل األزمـة ؟‬ ‫يتطلب المجتمع المدني السوري‪،‬‬ ‫عامة الى إعادة البناء‪ ،‬على الرغم‬ ‫من حداثته الراهنة‪ ،‬في سياقات‬ ‫التربية المدنية‪ ،‬والعمل الجماعي‪،‬‬ ‫والثقة مع الجمهور‪ .‬وفي ظل جملة‬ ‫المشكالت اآلنفة الذكر‪ ،‬فإن مساهمة‬ ‫المجتمع المدني السوري‪ ،‬في إيجاد‬ ‫ح ّل لألزمة السورية‪ ،‬لن يكون‬ ‫إيجابياً‪ ،‬إذا لم تتوفر لهذا القطاع‬ ‫ظروف العمل والدعم المالئمين‪،‬‬ ‫وأن يتم اإلعتراف بطبيعة الدور‬ ‫واألهداف المنوطة به‪.‬‬ ‫نحتاج الى جهود كبيرة‪ ،‬في مقدمتها‬ ‫التربية المدنية في ظل التسلح‪ ،‬وخلق‬ ‫الثقة بين تيارات المجتمع المدني‪،‬‬ ‫والقوى اإلجتماعية‪ ،‬واإليمان‬ ‫بأهمية العمل الجماعي في إدارة‬ ‫المجتمعات المحلية‪ ،‬وقبل ذلك في‬ ‫مؤسسات وهيئات المجتمع المدني‪.‬‬ ‫وأشيرختاماً‪ ،‬إلى مهمتين أساسيتين ‪:‬‬ ‫أن تكون هذه المؤسسات شريكة في‬‫وضع تصورات تتصل بإيجاد حلول‬ ‫للمشكالت الوطنية‪.‬‬ ‫وان تسعى ألن تكون شريكا ً حقيقيا‪ً،‬‬‫في عمليات التفاوض على المستقبل‪.‬‬

‫‪facebook.com/mosaic4sy twitter.com/mosaic4sy‬‬


‫ملف‬

‫‪14‬‬

‫مجتمع‬ ‫مـدنـي‬

‫«نحو حل اسرتاتيجي لألزمة السورية‪ :‬دور املجتمع‬ ‫مــوزاييـك ‪ -‬ألـوان سوريـا املدني»‬

‫العــدد «الرابع» ‪ 15‬حزيران ‪2013‬‬ ‫تحت عنوان «نحو حل استراتيجي‬ ‫لألزمة السورية‪ :‬دورالمجتمع‬ ‫المدني» عُقد مؤتمر‪ ،‬في بيروت‬ ‫من ‪ 7‬إلى ‪ 10‬حزيران ‪،2013‬‬ ‫بمشاركة ناشطين من المجتمع‬ ‫المدني وخبراء سوريين من أكثر‬ ‫منأربعين منظّمة ومؤسسة مدنية‬ ‫وأكاديميةمن داخل وخارج سوريا‬ ‫ومن خلفيات سياسية متنوعة‪،‬بهدف‬ ‫بحث جذور وآثار األزمة في سوريا‬ ‫و تطوير سيناريوهات األزمة‬ ‫واستشراف بدائل الحل‪ ،‬ووضع‬ ‫مالمح استراتيجية للوصول إلى‬ ‫السيناريو األكثر تفضيالً‪ ،‬وتشكيل‬ ‫فرق عمل فنية لتطويرالسياسات‬ ‫والبرامج المالئمة ما بعد المؤتمر‬ ‫الذي يوجه نتائجه إلى المجتمع‬ ‫السوري بالدرجة األولى‪.‬‬ ‫يأتي هذا المؤتمر في إطارمشروع‬ ‫استشراف بدائل الحل لألزمة‬ ‫السورية‪ ،‬وهو امتداد لبحوث‬ ‫وورشات عمل قام بها «المركز‬ ‫السوري لبحوث السياسات»‪،‬‬ ‫بمنهجية علمية تشاركيَّة لتحليل جذور‬ ‫األزمة من النواحي المؤسساتية‬ ‫واالقتصادية واالجتماعيَّة‪ ،‬ودراسة‬ ‫اآلثار االقتصادية واالجتماعية‬ ‫لألزمة في سوريا‪ .‬وتم عرض نتائج‬ ‫البحث المتعلق بسيناريوهات األزمة‬ ‫الذي اعتمد على استبيان آلراء‬ ‫الخبراء السوريين في تقييم كل من‬ ‫هذه السيناريوهات لتحديد أكثرها‬ ‫احتماالً وأكثرها تفضيالً‪ .‬كما استند‬ ‫المؤتمر إلى العديد من األوراق‬ ‫والمداخالت التي تشخص حالة‬ ‫المجتمع المدني السوري‪ ،‬وعرضت‬ ‫نماذج عدة عن مبادرات و مشاريع‬ ‫مدنية‪.‬‬ ‫ناقش المؤتمرون رؤيا مستقبلية‬ ‫لسوريا‪ ،‬باإلضافة إلى تحليل سلبيات‬ ‫وايجابيات السيناريوهات المطروحة‬

‫وتم استخالص السيناريو األكثر‬ ‫تفضيالً وبناء مالمح استراتيجية‬ ‫الوصول إليه من وجهة نظر‬ ‫المجتمع المدني السوري‪ ،‬وتحديد‬ ‫فرق عمل لبناء االستراتيجية بشكل‬ ‫تفصيلي ما بعد المؤتمر‪.‬‬ ‫توصل المشاركون إلى أن‬ ‫السيناريو المفضل لحل األزمة هو‬ ‫المفاوضات المدفوعة بأولويات‬ ‫المجتمع السوري‪ ،‬وبناء عليه تم‬ ‫تحديد أهداف المفاوضات ومناقشة‬ ‫آليات تحقيق هذا الخيار في إطار‬ ‫استراتيجية تعزز دور المجتمع‬ ‫المدني ليكون شريكا ً أساسيا ً في‬ ‫الحل السياسي‪.‬‬ ‫تم اختيار هذا السيناريو من بين‬ ‫ثمانية سيناريوهات مطروحة‬ ‫تضمنت خيارات الحسم العسكري‬ ‫لكل من الطرفين واستمرار النزاع‬ ‫المسلح والمفاوضات مدفوعة‬ ‫بأولويات المجتمع السوري أو القوى‬ ‫الخارجية باإلضافة إلى سيناريوهات‬ ‫التقسيم وانهيار الدولة‪ .‬وقد تمت‬ ‫المفاضلة بين السيناريوهات على‬ ‫أساس أكثرها تحقيقا ً للرؤيا سوريا‬ ‫المستقبلية‪.‬‬ ‫إن االتجاه نحو الحل السياسي المبني‬ ‫على اإلرادة الوطنية والضغط‬ ‫من قبل المجتمع المدني السوري‬ ‫لالبتعاد عن النزاع المسلح هو محور‬ ‫استراتيجية الحل المقترح من قبل‬ ‫المؤتمرين‪ .‬فقد وضحت دراسةآثار‬ ‫األزمة الخسائر الكارثية التي لحقت‬ ‫بسوريا‪ ،‬من شهداء وجرحى وعنف‬ ‫مسلح غير مسبوق واستقطاب حاد‬ ‫وتشظي النسيج االجتماعي وانتشار‬ ‫اقتصاديات العنف‪ .‬وأظهرت النتائج‬ ‫وجود أكثر من أربعة ماليين نازح‬ ‫داخل البالد و ‪ 2.6‬مليون الجئ‬ ‫ومهاجر يعيشمعظمهم في ظروف‬ ‫إنسانية صعبة‪ ،‬وتراجع مؤشر‬

‫‪facebook.com/mosaic4sy-twitter.com/mosaic4sy‬‬

‫التنمية البشرية إلى مستوى عام‬ ‫‪ 1977‬أي بخسارة ‪ 35‬عاما ً من‬ ‫التنمية‪ .‬كما خسر االقتصاد الوطني‬ ‫لغاية آذار ‪ 2013‬أكثر من ‪84‬مليار‬ ‫دوالر بشكل مباشر وارتفعت‬ ‫معدالت البطالة إلى ‪ %48.8‬وازداد‬ ‫عدد الفقراء نتيجة األزمة بـ ‪6.7‬‬ ‫مليون مواطن سوري‪ .‬وذلك نتيجة‬ ‫الدمار الذي لحق بالبنية التحتية‬ ‫والبنية االنتاجية وفقدان القدرة على‬ ‫التصدير وصعوبة النقل والقيام‬ ‫بالتحويالت المالية باالضافة إلى شح‬ ‫مصادر الطاقة (المركز السوري‬ ‫لبحوث السياسات‪ ،‬آيار‪.)2013‬‬ ‫وحدد المؤتمرون األهداف التالية‬ ‫الستراتيجية حل األزمة‪:‬‬ ‫‪ -١‬وقف النزيف الناجم عن األزمة‬ ‫السورية‬ ‫‪ -٢‬اعتماد أسس لعقد اجتماعي‬ ‫ يحترم شخصية اإلنسان‬‫ يضمن الحريات العامة والمدنية‬‫والفردية‬ ‫ يضمن الحريات العامةوالمدنية‬‫والفردية‬ ‫ يقطع مع االستبداد بكافة أشكاله‬‫ يضمن العدالة في الحقوق‬‫والواجبات والفرص‬ ‫‪ -3‬تطبيق عدالة التصحيح لرأب‬

‫الصدع الناتج عن األزمةمن خالل‪:‬‬ ‫ بناء خطة وآلية لتعويض‬‫المتضررين بشكل يكفل التضامن‬ ‫الوطني‬ ‫ تطوير إدارة المساعدات اإلنسانية‬‫بطريقة تضمينية‬ ‫‪ -٤‬التأسيس لمبادىء وقواعد‬ ‫وآليات وشروط بناء مؤسسات فاعلة‬ ‫وتشاركية وعادلة تضمن الحريات‬ ‫العامة وسيادة القانون والفصل بين‬ ‫السلطات‬ ‫‪ -٥‬تطوير بيئة تمكينية مؤسساتية‬ ‫لعمل المجتمع المدني‪،‬تضمن‬ ‫مشاركته الفعالة في ضمان الحريات‬ ‫العامة والعملية التنموية وصناعة‬ ‫السياسات العامة والتقييم والرقابة‬ ‫والمساءلة‬ ‫‪ -٦‬التأكيد على االستقاللية والسيادة‬ ‫الوطنية في كافة النواحي السياسية‬ ‫واالقتصادية واالجتماعية والثقافية‬ ‫‪ -٧‬التأسيس لتنمية محورها اإلنسان‬ ‫تضمنينية وشاملة وعادلة‬ ‫ستقوم فرق العمل بتطوير اآلليات‬ ‫والبرامج للتأثير على القوى الفاعلة‬ ‫وتعزيز دور المجتمع المدني باتجاه‬ ‫الخروج من األزمة بما يحقق‬ ‫األهداف االستراتيجية‪.‬‬


‫ﻃريﻖ الشهادة وباب الجنة‬

‫ﺫاكرة‬

‫‪15‬‬

‫مفكرة‬ ‫مواﻃﻦ سوري‬

‫مــوزاييـك ‪ -‬ألـوان سوريـا‬

‫العــدد «الرابع» ‪ 15‬حزيران ‪2013‬‬

‫ﻋبد الحاﺝ‬ ‫ٌ‬ ‫موت عشوائي يتمشى في‬ ‫شوارع حي طريق الباب‪ .‬الواقع‬ ‫ٌ‬ ‫عفن‬ ‫في أقصى شرق مدينة حلب‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫حزن أبد ّ‬ ‫ي يشخبُ دماً‪،‬‬ ‫ونفايات‪،‬‬ ‫سعف‪ ،‬وال من أحد يتص ّدى‬ ‫ال من ُم‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫حيوات تهر ُ‬ ‫ق وتُصفّى‪.‬‬ ‫للموت‪.‬بل‬ ‫وح ﱞ‬ ‫ق يضيع‪« .‬حي الربيع العربي»‬ ‫كما يحلو ألبنائه أن يسموه بعد أن‬ ‫ألتحق بركب «ثورة الكرامة»في‬ ‫بداية ‪ .2011‬على أصوات القصف‬ ‫يعيش الباقي من سكان الحي حيث‬ ‫باتت القذائف والصواريخ التي‬ ‫يلقيها النظام جزءاً من حياتهم‬ ‫اليومية‪ .‬في مدينة تحمل قصص‬ ‫الموت والحياة على حديها‪.‬االرتباك‬ ‫والخوف ال يغادر سكان هذا الحي‬ ‫بعد أن وصلهم صاروﺥ «سكود»‪،‬‬ ‫صباح ‪ 2013/2/22‬من ريف‬ ‫دمشق الشمالي‪ ،‬ووقوع مجزرة‬ ‫راح ضحيتها ما يقارب»‪»50‬‬ ‫شهيد مدني‪ ،‬في حين تكرر سقوط‬ ‫الصواريخ على مختلف األحياء‬ ‫المجاورة‪ ،‬وفي مرات معدودة‬ ‫أصيب جنود الجيش الحر‪.‬‬ ‫كانت تركض وتركض بال وجهة‬ ‫‪ ،‬تبدو على مالمحها الصغيرة آثا ُر‬ ‫صدمة ما‪ .‬تدفعها للصراﺥ والبكاء‬

‫بصوت ه َّز أرجاء المكان المتخم‬ ‫أصالًبطعم البؤس‪.‬‬ ‫في «مخيم صبرا» في العاصمة‬ ‫اللبنانية بيروت‪ ،‬كان مشهد «عبير»‬ ‫التي ال تتعدى العشرة أعوام‪ ،‬بحالتها‬ ‫تلك وهي تبحث عن حضن يحتوي‬ ‫أزمتها‪ ،‬ويحمل عنها كل هذا األلم‬ ‫ً‬ ‫قائلت اسمي « عبير»‪،‬‬ ‫‪ ،‬تخبرني‬ ‫«بينادوني رورو»‪ »،‬من سنتين‬ ‫كانت أختي تبيع الورد‪ ،‬أنا كنت‬ ‫صغيرة‪ ..‬هأل صارت أختي صبية‬ ‫وأنا كبرت شوي»‪ .‬مأساتها تتلخص‬ ‫في فقدان هذا الحضن‪ .‬لم تكن وفاة‬ ‫األم مأساة الطفلة الوحيدة‪ ،‬فقد قّتل‬ ‫والدُها‪ ،‬بصاروﺥ «سكود» قبل نحو‬ ‫شهر ونصف من وفاة أمها‪ ،‬الحرب‬ ‫ت‬ ‫أهدت هذه الطفلة اليتم المبكر‪ .‬ليس ِ‬

‫الطفلة وحدها من كبُرت‪ ،‬سوريا‬ ‫أيضاً‪ ..‬ربَّما شاخت قليالً‪ ،‬لكنَّها ما‬ ‫زالت نابضة رغم كلﱢ شيء‪ ،‬قصصٌ‬ ‫ت هناك‪ ،‬لكن‬ ‫كثيرةٌ تروى عن المو ِ‬ ‫ث َّمة أيضا ً حكايات ال تنتهي عن‬ ‫الحياة‪.‬‬ ‫«محمد زينو» ‪29‬عام أحد شباب‬ ‫الحي يحدثني عبر «السكايب» من‬ ‫الحدود السورية_ التركية‪ ،‬يروي‬ ‫حكاية حصلت‪ ،‬لكنه يصوغها بعد‬ ‫مضي وقت طويل قائالً « بعد عامين‬ ‫على إنطالق الثورة‪ .‬تحول الحي إلى‬ ‫مملكة الدم‪ ،‬وأغتيال الفرح واألمنية‬ ‫واألمل‪ .‬الثورة وضعتنا في حيز‬ ‫ُ‬ ‫يحدث في سوريا»‪ .‬يكمل‬ ‫صغير م ّما‬ ‫بصوت متقطع «بعد سقوط صاروﺥ‬ ‫السكود على الحي كان أمامنا امرأةٌ‬

‫ورجل‪ ،‬هو قتل بالصاروﺥ‪ ،‬وهي‬ ‫قتلت في وقت سابق‪ .‬هي مجهولة‬ ‫الهوية‪ ،‬لكن حظها أفضل من‬ ‫الرجل‪ ،‬بقيت محفوظة في براد‬ ‫المشفى الميداني‪ ،‬لكن الرجل جمعنا‬ ‫أجزاء منه ووضعناه بالقبر الجماعي‬ ‫لسكان الحي»‪ ،‬يضيف «نحنُ َم ْن‬ ‫تركنا جالدينا يستغرقون في السلب‬ ‫والنهب وكنز الغنائم على حساب‬ ‫أمننا وحياتنا «‪.‬‬ ‫أمام هذا الكم الهائل من الموت‬ ‫تح ّو َل الحي إلى أيقونة فنيّة وجمالية‬ ‫بعد أن حول أبنائه مكان سقوط‬ ‫الصاروﺥ إلى جدران تعرض مدى‬ ‫تمسكهم بالحياة‪ .‬ليخرجو علينا من‬ ‫بين الركام بلوحات «سيريالية»‪،‬‬ ‫تقفت على قدميها تسألنا «وشو يعني‬ ‫سكود؟» وال نُجيب!!‪ .‬لتكون عمالً‬ ‫درامياً‪ ،‬أبكى وأوجع جمهوره‪ ،‬بل‬ ‫شتم وأهان‪ ،‬ورثى الزمن العربي‬ ‫الذي ع ّمه الخراب واإلحتراب‪.‬‬ ‫وتخبرنا أن «الحرية أحلى»‪،‬‬ ‫رسومات‪ ،‬تُحرّضنا وال نستجيب‪.‬‬ ‫تُضنكنا وتضحك علينا‪.‬لليوم مازال‬ ‫الحي يتلقى نصيبه من حقد النظام‪،‬‬ ‫ويكتب لنا حكايةُ موت األحياء وإن‬ ‫لم يموتوا بعد‪.‬‬

‫‪facebook.com/mosaic4sy twitter.com/mosaic4sy‬‬


‫‪16‬‬

‫تجربة‬

‫مــوزاييـك ‪ -‬ألـوان سوريـا‬

‫االئتالف السوري لشباب الثورة‬

‫العــدد «الرابع» ‪ 15‬حزيران ‪2013‬‬

‫تجمع شبابي نتج عن ضرورة‬ ‫وطنية لتحقيق أهداف الثورة من‬ ‫خالل إعادة تفعيل دور الشباب‬ ‫الثوري المهمش وتنظيمه ضمن‬ ‫إطار مشترك‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫* االسم ‪ :‬اإلئتالف الوطني لقوى‬ ‫شباب الثورة السورية ‪.‬‬ ‫* الهوية ‪ :‬تجمع شبابي نتج عن‬ ‫ضرورة وطنية لتحقيق أهداف‬ ‫الثورة من خالل إعادة تفعيل دور‬ ‫الشباب الثوري المهمش وتنظيمه‬ ‫إطار مشترك ‪.‬‬ ‫ضمن‬ ‫ٍ‬ ‫* هدف اإلئتالف‬ ‫تفعيل دور الشباب في بناء الدولة‬ ‫السورية التعددية الديمقراطية‪،‬‬ ‫دولة المواطنة والتي أصبح‬ ‫اسقاط النظام ضرورةً حتميةً‬ ‫للوصول إليها ‪.‬‬ ‫* مهام االئتالف ‪:‬‬ ‫أوالً‪:‬‬ ‫تعزيز دور الشباب في صناعة‬ ‫القرار الوطني من خالل‪:‬‬ ‫‪ -1‬تنظيم القوى الشبابية والربط‬ ‫بينها‪.‬‬

‫‪ -2‬نشر الوعي لدى الشباب‪.‬‬ ‫‪ -3‬العمل على تأهيل الشباب‬ ‫كي يكونوا جاهزين حال سقوط‬ ‫النظام للحفاظ على الملكية العامة‬ ‫والخاصة من خالل التعاون‬ ‫مع الجهات المدنية والعسكرية‬ ‫الموجودة‪.‬‬ ‫‪ -4‬تدريب وتأهيل الشباب‬ ‫للمشاركة بفاعلية بإدارة المناطق‬ ‫المحررة‪.‬‬ ‫ثانياً‪:‬‬ ‫العمل على تشكيل حالة شبابية‬ ‫رقابية ضاغطة على قوى‬ ‫المعارضة والثورة في الداخل‬ ‫والخارج‪.‬‬ ‫ثالثاً‪:‬‬ ‫العمل على نشر ثقافة المواطنة‬ ‫وتعزيز السلم األهلي‪.‬‬ ‫رابعاً‪:‬‬ ‫متابعة شؤون الالجئين في‬ ‫الداخل والخارج والعمل على‬ ‫تأمين احتياجاتهم‪.‬‬ ‫* اإلنتساب إلى اإلئتالف الوطني‬ ‫لقوى شباب الثورة السورية ‪:‬‬ ‫‪ -1‬بالنسبة لألفراد‪ :‬يحق لكل‬ ‫مواطن سوري أن يكون عضواً‬

‫‪facebook.com/mosaic4sy-twitter.com/mosaic4sy‬‬

‫في اإلئتالف الوطني لقوى شباب‬ ‫الثورة السورية عضوية كاملة‬ ‫على أن يتبنى المبادئ األساسية‬ ‫لإلئتالف وأن يؤمن بأهداف‬ ‫اإلئتالف والتي هي أهداف الثورة‬ ‫السورية العظيمة‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلئتالف يقبل ازدواجية‬ ‫اإلنتماء كونه ال يمثل بديالً عن‬ ‫اإلنتماء السياسي ألي حزب أو‬ ‫تشكيل آخر ال تتناقض أهدافه‬ ‫ورؤيته مع جوهر اإلئتالف و‬ ‫هدفه‪.‬‬ ‫‪ -3‬يقبل اإلئتالف الوطني‬ ‫لقوى شباب الثورة السورية‬ ‫انتماء التنظيمات والتشكيالت‬ ‫والتجمعات والتي تتبنى هدف‬ ‫اإلئتالف وتتفق معه في الرؤية‪.‬‬ ‫إلطالق‬ ‫اإلعداد‬ ‫خطوات‬ ‫االئتالف الوطني لقوى شباب‬ ‫الثورة‬ ‫في إطار وضع آلية تنظيمية‬ ‫إلطالق االئتالف الوطني لقوى‬ ‫شباب الثورة السورية سنتبع‬ ‫الخطوات التالية‪:‬‬

‫‪ – 1‬نرجو من االعضاء‬ ‫الراغبين في تكوين االئتالف ملئ‬ ‫االستمارة‬ ‫‪ -2‬سيتم تصنيف االسماء وفق‬ ‫أماكن اإلقامة الحالية إن كان في‬ ‫الداخل السوري أو في الخارج‬ ‫( في الداخل حسب المحافظات‬ ‫وفي الخارج حسب البلدان)‬ ‫‪ -3‬يتم الربط بين االعضاء‬ ‫المتواجدين في مكان إقامة واحدة‬ ‫وتفعيل التواصل بينهم لتحقيق‬ ‫التالي‪:‬‬ ‫ا‪ -‬تشكيل فريق عمل محلي من‬ ‫خالل عقد اجتماع محلي ويتم‬ ‫انتخاب منسق مهمته الربط‬ ‫والتواصل مع األعضاء‬ ‫ب‪ -‬يتم في االجتماع تشكيل‬ ‫اللجان واختيار رممثل لكل لجنة‬ ‫وتضع كل لجنة مهمات عملها‬ ‫وفق معطياتها المحلية‬ ‫ج‪ -‬يتم التواصل بين ممثلي‬ ‫اللجان المتماثلة من كل الفرق‬ ‫المحلية في الداخل والخارج‬ ‫لوضع رؤية ومهمات عمل لكل‬ ‫لجنة لتطرح للنقاش في االجتماع‬ ‫الموسع‬


‫مهداة لكل نفس تواقة للحرية والكرامة‬

‫األخرية‬

‫قصص كوميك ألجل الثورة‬

‫كوميك‪17‬‬

‫مــوزاييـك ‪ -‬ألـوان سوريـا‬

‫العــدد «الرابع» ‪ 15‬حزيران ‪2013‬‬

‫‪facebook.com/mosaic4sy twitter.com/mosaic4sy‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.