Akaliyat Magazine

Page 1

‫أقليــات‬ ‫مجلة‬

‫قد نكون أقليات لكن ضمن التركيبة‪...‬‬

‫ضيف العدد‪:‬‬

‫فدوى البوريشي ‪ :‬لم أكن يوما‬ ‫«عاديل»‪..‬‬ ‫‪-‬فدوى في تصريحات حصرية للمجلة‬

‫أخبارنـــــــا‬

‫ داعش في حرب ضد املثليني‬‫‪ -‬فرنسا‪ :‬أعمال عنف ضد املسلمني‬

‫مقــــــالت‬

‫املثلية في الدنيا حرام‬ ‫و في اآلخرة حالل‬

‫على النت‬

‫موقع مغاربة بدون أديان‬

‫العدد التاني‬ ‫فبرايــــر ‪2015‬‬

‫‪2‬‬

‫حياتـــــــي‬

‫يوسف الديني وسط أسرة مسلمة‬

‫لنلقي نظرة !!‬ ‫الهيلولة ‪!...‬‬

‫ازيك يـا زول ؟؟‬

‫‪N°:‬‬

‫مقالة حتكي عن العنصرية التي‬ ‫يعاني منها التوبيون في مصر ‪...‬‬


‫‪2‬‬ ‫فبـــــراير ‪015‬‬

‫افتتاحية العدد التاني‬

‫الكاتب ‪ :‬طارق ناجي‬ ‫‪/elnaji.tarik‬‬

‫ق‬

‫الدين و السياسة‬

‫لعب الكبار بالصغار !!‬

‫قد يكون الدين شيئا جميال و قد يكون عكس ذلك ‪ ...‬ال بأس كن متدينا أو ال‪ ،‬أنت حر يا مواطن أنت‬ ‫حر ‪ ...‬ال ليس كذلك يا عزيزي املواطن فأنت هنا في الدولة اإلسالمية‪ ،‬التي تدين باإلسالم و تسيس‬

‫به‪ ،‬نعم أنت في دولة فيها السياسة هي الدين و الدين ليس هو السياسة ‪ ...‬ال تفكر كثيرا و ال حتاول أن تفهم‬ ‫ألنها لعبة الكبار و نحن مجرد صغار‪ ،‬لكن امللعوب به في هذه اللعبة هم نحن الصغار‪ ،‬نحن الصغار الذين‬ ‫نستهلك الدين كما نستهلك اخلبز و الشاي ‪ ...‬في هذه اللعبة الدين هو السلطة و السلطة هي ذلك الرجل‬ ‫«املتدين»‪ ،‬ذلك الرجل الذي استولى على السلطة باسم الدين حتت أسماء رنانة لها دور الريادة و الزعامة‪ ،‬من‬ ‫قبيل اإلمامة ‪ ..‬لتفرض عنا نحن الصغار الطاعة و الوالء لهذه اإلمامة‪ ،‬حتى في هذه الطاعة ليس لدينا سبيل‬ ‫في اختيار شكلها الذي يروق بنا كبشر «ولدنا أحرارا»ـ كل البروتوكوالت اجلاري بها العمل ستصلك في رسالة‬ ‫نصية‪ ،‬إن لم تفهمها فستصلك في رسالة صوتية‪ ،‬إن لم تفهمها كذلك فستصلك في رسالة مباشرة‬ ‫على الهواء مباشرة ‪ ...‬ما يجب أن نفهمه نحن الصغار هو أن الدين أبدا لن يكون كذلك إذا اقترن بالسياسة‪،‬‬ ‫السياسة مصالح و صراع من أجل الوصول للسلطة و السلطة جشع و استبداد‪ ،‬و إذا دخل الدين على اخلط‬ ‫فعلم أن هذا األخير مجرد طعم تصطاد به األصوات‪ ،‬ليصبح فيما بعد استبداد ‪...‬‬

‫‪2‬‬

‫هيئة تحرير هذا العدد ‪:‬‬

‫تصميم المجـلة و إدارتــها ‪ :‬طــارق ناجـي‬

‫طارق ناجي (رئيس التحرير)‬‫دانو صديق‬‫ هشومي املغربي‬‫‪-‬حسن مصطفى‬

‫شكر خاص لـ ‪ :‬أسامة (املنسق‬ ‫بني أعضاء هيئة التحرير)‬

‫العدد التاني ‪N°:‬‬

‫‪akaliyatmag@gmail.com‬‬

‫مجلة أقليات‬ ‫قراءة طيبة للجميع ‪...‬‬

‫‪www.akaliyatmag.blogspot.com‬‬ ‫‪/akaliyatmag‬‬

‫‪/akaliyatmag‬‬


‫أخبارنــــــــــــــا‬

‫أخبار األقليات حول العالم ‪...‬‬

‫ناشط سعودي يتلقى ‪ 1000‬جلدة يف القرن ‪21‬‬ ‫مت احلكم في أوائل هذا الشهر على الناشط و املدون السعودي «رائف بدوي» بالسجن ‪10‬‬ ‫سنوات باإلضافة إلى ‪ 1000‬جلدة‪ ،‬وذلك بتهمة «اإلساءة لإلسالم»‪.‬‬ ‫رائف بدوي مدير أحد املواقع التي توصف بالليبرالية‪ ،‬و احلائز على جائزة مراسلون بال‬ ‫حدود لعام ‪ ،2014‬كان قد تلقى ‪ 50‬جلدة في األسبوع الثاني من هذا الشهر على أن‬ ‫يستكمل الباقي على دفعات (‪ 50‬جلدة في كل أسبوع) إال أنه على ما يبدو أن حالته‬ ‫الصحية املتدهورة دفعت السلطات السعودية لتأجيل جلده في مرتني بعد اخلمسني‬ ‫جلدة األولى التي كان قد تلقاها وسط الشارع العام‪ ...‬و كان قد خلف هذا احلكم موجة‬ ‫عارمة من الغضب و االنتقادات املوجهة للنظام السعودي و طالب العديد من النشطاء‬ ‫حول العالم بإطالق سراح رائف‪ ،‬و من بني األصوات املنادية بحرية رائف هناك حركة‬ ‫«فيمن» النسائية الفرنسية التي نظمت وقفة احتجاجية بصدور عارية أمام السفارة‬ ‫السعودية بباريس‪ .‬كما جتدر اإلشارة إلى أن وزير خارجية كندا كان قد وجه للرياض نداء‬ ‫من أجل الرأفة برائف بدوي‪ ،‬منتصف شهر يناير‪.‬‬

‫داعش يف حرب ضد املثليني‬ ‫في هذا الشهر نفد التنظيم اإلرهابي «داعش» من جديد أحكام قاصية‬ ‫و وحشية ضد رجال مدانون باملثلية اجلنسية‪ ،‬و ذلك برميهم من مبنى‬ ‫عالي وسط جتمهر الساكنة‪ ،‬ليلقوا على األرض جثتا هامدة تسبح‬ ‫في دمائها ‪ ...‬و قد نشر هذا التنظيم اإلرهابي الطاغي على مواقعه‬ ‫اإللكترونية صورا توثق تنفيذ هذه األحكام البشعة التي يتعرض لها‬ ‫املثليني الواقعيني في مناطق نفوذه و التي يتفنن و يبدع في إخراجها ‪.‬‬

‫بعد أحداث «شاريل ايبدو» األقليات املسلمة يف فرنسا تتعرض ملا يزيد عن ‪ 100‬عمال معاديا لهم‬ ‫كان قد أفاد املرصد الوطني ملناهضة اإلسالموفوبيا التابع جمللس فرنسا للديانة‬ ‫اإلسالمية يوم ‪ 19‬يناير‪ /‬أن املسلمني قد تعرضوا لــ ‪ 116‬عمال معاديا لهم منذ اإلعتداء‬ ‫على صحيفة «شارلي ايبدو» الفرنسية‪ ،‬هذه األعمال التي صنفها املرصد في ‪88‬‬ ‫تهديدا و ‪ 28‬اعتداء على املساجد‪ ،‬حيث تعرضت مجموعة من املساجد بفرنسا خالل‬ ‫هذه الفترة لهجومات خطيرة متثلت في إطالق النار ‪ ...‬إال أن السلطات الفرنسية عملت‬ ‫على توفير احلماية األمنية لهذه املساجد كباقي دور العبادة األخرى التي شهدت نفس‬ ‫اإلجراء األمني‪.‬‬ ‫جتدر اإلشارة إلى أن صحيفة شارلي ايبدو كانت قد تعرضت مطلع هذا الشهر لهجوم‬ ‫إرهابي دامي راح ضحيته ‪ 12‬شخصا من بينهم رئيس حترير اجمللة و أبرز رساميها‪ ،‬صحيفة‬ ‫«شارلي ايبدو» التي كانت تنشر رسوم كاريكاتيرية لشخصيات دينية مقدسة‪.‬‬ ‫كن أحد مراقبينا و أرسل لنا أخبار بلدك و منطقتك فيما يتعلق باألقليات‬

‫أخبارنــــــــــــــا‬ ‫أخبارنـــــــــــــا‬

‫‪3‬‬


‫احلرية لرائف بدوي‬ ‫جملة أقليات‬


‫ضيف العدد‬

‫فدوى البوريشي‬ ‫فدوى البوريشي «األستاذ القنيطري» ضيفة هذا العدد من مجلة أقليات‬

‫مرحبا فدوى‪ ،‬كما جرت العادة فيجب أن أقدم الشكر لضيفي‪ ،‬فشكرا‬ ‫لك مرة أخرى على قبول الدعوة‪...‬‬ ‫فدوى قبل احلديث معك‪ ،‬عرفينا عن من تكون فدوى ؟؟‬ ‫بدوري أود أن أشكركم على دعوتي و اختياري كضيف على مجلتكم‪،‬‬ ‫‪ ...‬اسمي الرسمي هو عادل البوريشي‪ ،‬لكن هذا اإلسم لم يكن ميثلني‬ ‫باملرة‪ ،‬لم يكن يعبر عن شخصيتي‪ ،‬لم أكن أشعر به و ال يروقني ‪ ...‬لم‬ ‫يكن املشكل في االسم «عادل» في حد ذاته بل في الهوية اجلندرية‬ ‫التي على أساسها تنسب إلينا األسماء‪ ...‬عادل لم يكن ميثلني وفي‬ ‫ظله لم أكن موجودة ‪ ...‬أتذكر و ال زلت حلد اآلن ال أطيق النظر إلى‬ ‫بطاقة تعريفي الوطنية‪ ،‬بصراحة ال أريد احلديث أكثر عن «عادل» ‪...‬‬ ‫أما عن فدوى فقد جاء هذا اإلسم بشكل تلقائي مباشرة بعد تناولي‬ ‫للهرمونات األنثوية ‪ ...‬و هنا بصفتي فدوى أشعر بنفسي موجودة و‬ ‫أعيش احلياة كأنني ولدت للتو ‪...‬‬ ‫إذن عادل البوريشي هو اسمك الرسمي‬ ‫نعم كذلك‪ ،‬و هو اسمي الرسمي حلد اآلن‪ ،‬لكني سأخيره في أقرب‬ ‫اآلجال ‪.‬‬ ‫و ماذا عن والدتك‪ ،‬و مسارك الدراسي و املهني ؟‬ ‫أبلغ من العمر ‪ 37‬سنةـ من مواليد مدينة سيدي قاسم‪ ،‬لكن‬ ‫طفولتي كانت مبدينة القنيطرة بعدها انتقلت بني مجموعة من املدن‬ ‫و القرى بحكم وظيفة التعليم التي كان يشغلها والدي ‪.‬‬ ‫أما عن مساري الدراسي فكانت مرحلة اإلبتدائي مبدينة سيدي قاسم‬ ‫و اإلعدادي كان بإعدادية طاهه حسني بالقنيطرة و التأهيلي كذلك‬ ‫بنفس املدينة‪ ،‬بالنسبة للمرحلة اجلامعية ‪ :‬درست السنة األولى‬ ‫بكلية العلوم بالقنيطرة بعدها انتقلت إلى كلية العلوم «دهر املهراز»‬ ‫بفاس‪ ،‬ألمتم السنة التانية و الثالثة ‪ ...‬سنة ‪ 2000‬اشتغلت بشركة‬ ‫«ألكطيل» ثم بعدها بالبنك الشعبي ‪...‬‬

‫ضيف العدد‬

‫حاورها ‪ :‬طــــارق الناجــي‬

‫في األسابيع القليلة املاضية أثيرت ضجة إعالمية كبيرة حول «فدوى»‬ ‫من قبل وسائل اإلعالم املغربية‪ ،‬فما سر هذه الضجة اإلعالمية ؟‬ ‫السبب األول هو الربح املادي لهذه اجلرائد و الصحف‪ ،‬باعتبار ما‬ ‫أقدمت عليه هو من الطابوهات‪ ،‬و أخبار من هذا القبيل من شأنها أن‬ ‫تثير القراء‪ ،‬هذا من جهة و من جهة أخرى هو مشكل الهوية بصفة‬ ‫عامة لذا اجملتمع املغربي‪ ،‬هوية كل فرد فينا و التي أعتبرها ضائعة‬ ‫بسبب القمع الذي ميارس علينا من قبل اآلباء و املدرسة ‪ ...‬كي نظل‬ ‫ضمن ما جرت العادة عليه‪ ،‬و هذا عكس ما يعيشه الشخص داخل‬ ‫اجملتمعات الغربيةـ التي متنح الفرد هامش أوسع من احلرية في اختيار‬ ‫و تكوين شخصيته‪.‬‬ ‫حدثينا فدوى عن طفولتك عن طبيعة عالقاتك بأصدقائك‪ ،‬عن‬ ‫اهتماماتك‪ ،‬أوقات فراغك ‪ ...‬أشياء من هذا القبيل‪.‬‬ ‫عالقتي بأصدقاء الطفولة لم تكن جيدة ألنهم لم يكونوا يفهموني‬ ‫و العكس صحيح‪ ،‬هم في طريق و أنا في طريق آخر مختلف متاما‬ ‫عنهم‪ ..‬لم أكن ألعب الكرة‪ ،‬بل كنت ألعب بالدمى‪ ،‬و أشياء خاصة‬ ‫باإلناث‪ ،‬كما أنني كنت حساسة و رقيقة املشاعر ‪ ...‬و هذه األشياء‬ ‫طبعا كانت تزعج والداي‪ ...‬في اجملل أنا أعتبر نفسي كنت محضوضة‬ ‫ألنني لم أكن ال ولدا و ال بنتا‪ ،‬و بالتالي لم أكن قادرة على االنشغال‬ ‫مبا ينشغل به الذكور و ال مبا ينشغل به اإلناث‪ ،‬و بالتالي أصبح لدي‬ ‫متسع من الوقت ملطالعة الكتب و اإلهتمام أكثر بالدراسة ‪.‬‬ ‫فدوى علمنا أنك قد تزوجت بصفتك رجال ‪ ...‬هل هذا صحيح ؟؟‬ ‫نعم صحيح كنت قد تزوجت سنة ‪ ،2009‬لكن قبلها كانت لي عالقات‬ ‫جنسية مع كال اجلنسني‪ ،‬كنت سنة ‪ 2001‬قد أقمت عالقة جنسية‬ ‫مع أحد أصدقائي باملغرب‪ ،‬بعدها سنة ‪ 2003‬انتقلت إلى اليابان و‬ ‫حينها كنت أرغب في أن تكون لي عالقات جنسية مع الرجال لكن‬ ‫محيطي املعيشي هناك لم يكن يسمح لي بذلك‪ ،‬فأنا كنت مقيمة‬ ‫باحلي اجلامعي و أصدقائي هناك كانوا رافضني متاما املثلية اجلنسية‪،‬‬

‫‪5‬‬


‫ضيف العدد‬

‫‪6‬‬

‫ضيف العدد‬

‫و أخص بالذكر أحد أصدقائي الذي كان يشك في عالقاتي فحاول‬ ‫حسب اعتقاده أن ينصحني باإلبتعاد عن ذلك الطريق و اإلرتباط‬ ‫بفتات‪ ،‬و هذا ما حصل فعال كنا سويا نتردد على املالهي الليلية‬ ‫في رحلة بحث عن فتيات لقضاء املتعة‪ ...‬لكن هذه األشياء لم تكن‬ ‫تروقني‪ ،‬كنت أقوم بها فقط إرضاء لألصدقاء‪ ،‬حتى أجتنب كالمهم و‬ ‫املشاكل التي قد تلحق بي ‪ ...‬كخالصة قبل الزواج كانت لي عالقات‬ ‫جنسية مع كال اجلنسني ‪.‬‬ ‫مبا أن عالقاتك اجلنسية مع النساء لم تكن تناسبك‪ ،‬فلماذا قررت‬ ‫فدوى االرتباط و الزواج من امرأة ؟؟‬ ‫صحيح‪ ،‬سؤال وجيه‪ ...‬كما سبق و أن ذكرت كان زواجي سنة ‪،2009‬‬ ‫لكن بحوالي ‪ 6‬أشهر اعتنقت الديانة املسيحية و كنت حينها‬ ‫ملتزمة بتعاليمها‪ ،‬لهاذا قررت الزواج بامرأة كي يرضى عني الرب‬ ‫املسيح‪.‬‬ ‫يعني زواجك هذا كان ألسباب دينية محضة ‪.‬‬ ‫صحيح هذا ما حصل‪.‬‬ ‫فدوى كيف كانت عالقتك احلميمية مع زوجتك ؟‬ ‫عالقتي بها لم تدم طويال‪ ،‬فقط أشهر محدودة‬ ‫بعدها حصل فتور في العالقة‪ ،‬فقررت الطالق منها‬ ‫ألنني لم أستطع اإلستمرار في هذه العالقة ‪ ...‬و‬ ‫اجلدير بالذكر هنا‪ ،‬هو أن هذه العالقة التي لم تدم طويال‬ ‫نتج عنها حمل و بالتالي أصبحت لدينا ابنة‪.‬‬ ‫ألم تصارحي زوجتك بحقيقة مشاعرك ؟‬ ‫ال‪ ،‬لم تترك لي الفرصة للحديث معها في هذا الشأن‪ ...‬ألنها كانت‬ ‫مصممة على أن يلعب كل واحد فينا أدواره التقليدية في العالقة‬ ‫الزوجية‪...‬‬ ‫متى قررت أن تظهري للعلن بصفتك فدوى و ليس «عادل» ؟‬ ‫كانت أول رغبة لي في بداية مسلسل التحول اجلنسي سنة ‪،2000‬‬ ‫إال أن امكانياتي املادية أنذالك لم تسمح لي‪ ،‬بعدها جتددت هذه‬ ‫الرغبة سنة ‪ ،2006‬حينما كنت في اليابان و هنا لم يكن املشكل‬ ‫في اإلمكانيات املادية بل في تخوفي «الغير صحيح» من مضاعفات‬ ‫صحية قد تنتج عن عملية التحول اجلنسي‪ ،‬لكن في أواخر سنة‬ ‫‪ 2012‬اتخدت قرار نهائي في ضرورة اجراء العملية كي يتوالم شكلي‬ ‫اخلارجي مع باطني‪...‬‬ ‫نحن نعلم أن مجتمعنا املغربي ال يتقبل املتحولني جنسيا‪ ،‬فبما أنك‬ ‫فرد من هذا اجملتمع حدثينا عن إلى أي حد وصل رفد اجملتمع و األسرة‬ ‫لك ؟‬ ‫صحيح أن اجملتمع املغربي مبا فيه أسرتي‪ ،‬يرفد رفدا قاطعا املتحولني‬ ‫جنسيا‪ ،‬و أنا أيضا كنت أرفد األمر و أمارس نوعا من االضطهاد على‬ ‫نفسي غير االضطهاد الذي قد أتعرض له من قبل اجملتمع‪ ،‬و السبب‬ ‫في كل هذا هو عدم وعي اجملتمع‪ ،‬عدم وعيه بطبيعة األمر‪ ،‬و هذا‬ ‫دور األطباء الذين يغضون الطرف عن مثل هكذا أشياء ‪ ...‬فطبيعي‬ ‫أن يخلق اإلنسان بجسد ذكوري لكن بتفكير و إحساس و سلوك‪...‬‬

‫أنثوي و العكس كذلك صحيح‪ ،‬فما العيب في ذلك ؟ ‪.‬‬ ‫فدوى‪ ،‬أنت اآلن بأمريكا‪ ،‬أليس كذلك ؟‬ ‫متاما أنا اآلن بأمريكا في والية فلوريدا ‪.‬‬ ‫ما الدافع األول الذي دفعك للهجرة إلى أمريكا ؟‬ ‫السبب األول و األخير في هجرتي ألمريكا هو «التحول اجلنسي»‪،‬‬ ‫فكان لزوما علي أن أرحل لبلد ميكنني فيه إجراء هذه العملية و‬ ‫اإلستفادة من الرعاية الطبية الالحقة بها ‪ ...‬و العيش بسالم ‪.‬‬ ‫تناقلت بعض اجلرائد و املواقع االلكترونية خبر إقدامك على مشروع‬ ‫سينمائي هل هذا صحيح؟ و إذا كان كذلك هل هذا املشروع يتمحور‬ ‫حول هويتك اجلنسية أم عن شيء آخر ؟‬ ‫صحيح أنا بصدد اإلعداد لعمل سينمائي‪ ،‬لكن هذا العمل ال يحكي‬ ‫جتربتي الشخصية بل هو يتطرق ملشكل الهوية بصفة عامة‪.‬‬ ‫متى سنرى هذا العمل ؟‬ ‫ليس بعد‪ ،‬ألني مازلت في مرحلة الكتابة و هي تأخد‬ ‫بعض الوقت ‪...‬‬ ‫هل تفكرين مستقبال في إعداد فلم سينمائي‬ ‫يحكي عن هويتك اجلنسية ؟‬ ‫الـ ال أظن ذلك‪ ،‬قد يكون عن الهوية اجلنسية بصفة‬ ‫عامة‪ ،‬لكن ليس عن جتربتي الشخصية‪ ،‬ألن ذلك‬ ‫صعب نوعا ما من ناحية اإلخراج ‪...‬‬ ‫بعدما أصبحت فدوى‪ ،‬هل اآلن تعيشني في راحة نفسية مقارنة‬ ‫مع السابق ؟‬ ‫ال مجال للمقارنة بني اآلن و السابق‪ ،‬فرق كبيـــــر ‪ ،‬أنا اآلن مرتاحة‬ ‫جداـ اآلن أشعر بنفسي موجودة و على قيد احلياةـ في السابق لم‬ ‫أكن أستطيع حتى النظر للمرآة ‪...‬‬ ‫هل تفكر فدوى في الزواج مستقبال من رجل ؟ و هذا حق مشروع لك‬ ‫ال أظن ذلك‪ ،‬لكن كإمكانية نعم‪ ،‬فحسب الشخص الذي قد ألتقي‬ ‫به ‪...‬‬ ‫متى سنراك باملغرب ؟؟‬ ‫حاليا ليس لي أي تفكير في العودة للمغرب‪ ،‬لكن مستقبال ال أعلم‬ ‫قد أعود و قد ال أعود‪ ،‬حسب الظروف ‪.‬‬ ‫رسالتك ألسرتك و ابنتك ؟‬ ‫ليست رسالة‪ ،‬بل أمل ‪ ..‬أمتنى أن تعي أسرتي ما معنى احلرية و أن‬ ‫تكبر ابنتي في جو من احلرية و املسؤولية ‪.‬‬ ‫كلمتك لألقليات اجلنسية‬ ‫ال تفقدوا األمل فكل شيء ممكن‪ ،‬ممكن أن يتغير املغرب مستقبال‪...‬‬ ‫و أنا على ثقة كاملة في الشباب املغربي الذي أصبح متفتح و واعي‬ ‫أكثر مبا يدور في العالم و عنده استعداد أكثر إلحترام حقوق اجلميع‬ ‫‪ ...‬طبعا ليس كل الشباب لكن عدد كبير منهم ‪...‬‬ ‫كلمة حرة و أخيرة‬ ‫االختالف ثروة‬


‫حوار خاص‬ ‫في هذا احلوار اخلاص تواصلنا مع «صوال» متحول جنسي من املغرب‪،‬‬ ‫كان تواصلنا معها و هي التي تبلغ من العمر ‪ 24‬سنة‪ ،‬ليس لشيء فقط إلهتمامنا بهذه الفئة‬ ‫و تعريف القراء بها ‪ ...‬نترككم مع احلوار الذي أجراه معها طارق الناجي‪.‬‬ ‫صـــــــوال‬

‫كيف ؟؟‬ ‫كيف عاشت «صوال» طفولتها ؟‬ ‫ليست متعصبة‪ ،‬لم أتلقى انتقادا منهم سواء أثناء طفولتي‬ ‫طفولة عادية ال أتذكر منها إال الشيء القليل ‪،‬أتذكر الكتاب‪ ،‬أو حاليا بسبب تصرفاتي وحركاتي‪ ...‬بالعكس فهم يعتبرونني‬ ‫صداقاتي املعدودة‪ ،‬أتذكر تفوقي وذكائي‪ ،‬أتذكر حبي للرقص «سبيشيل»‬ ‫الشرقي و أنا البسة مجوهرات قريباتي‪ ،‬أتذكر جمالي وتعرضي‬ ‫إذا أسرتك كانت تتفهم اهتماماتك و ميوالتك‬ ‫الدائم حملاوالت اختطاف تبوء دائما بالفشل ‪...‬‬ ‫ألم يكن يشكل لك هذا النوع من الرقص أي مشكل في ال أدري بالضبط‪ ...‬فهي ال تعلم أني «ترانسجندر»‪ ...‬لكن‬ ‫متقبلة مثال وضعي مساحيق التجميل واستقبال أصدقائي‬ ‫حياتك ؟؟‬ ‫املثليني في البيت‬ ‫بالعكس‪ ،‬عائلتي أمازيغية‬ ‫إذا أسرتك ال تعلم حقيقة هويتك اجلندرية‬

‫حوار خاص‬

‫‪7‬‬


‫حــوار خـاص‬

‫التعلم وليس مهما في نظري أن تعلم ذلك‪ ،‬ألنه يدخل ضمن إذا سمحت لك الفرصة في تغيير جنسك هل ستقومني بها ؟‬ ‫طبعا أقوم بها إذا سمحت لي الظروف بذلك ‪.‬‬ ‫اخلصوصيات التي يجب لإلنسان أن يحتفظ بها لنفسه‬ ‫و هل في نظرك إجراء عملية التحول اجلنسي ستغير نظرة‬ ‫جميل‪ ،..‬هذا عن أسرتك ‪ ،‬حدثينا عن محيطك اإلجتماعي‬ ‫أتعرض ملضايقات فقط من طرف الغرباء‪ ،‬أما أصدقائي وجيراني اجملتمع لتصرفاتك التلقائية و الطبيعية ‪ ...‬أم لن يغير األمر‬ ‫بالعكس لم أرى منهم يوما انتقاصا أو احتقار‪ ،‬تفوقي الدراسي من الواقع املظلم الذي يعيشه مجتمع «‪ »LGBT‬بصفة عامة‪.‬‬ ‫مادمت أعيش في املغرب ففكرة إجراء عملية التحول‬ ‫كان يشفع لي ويجعل اجلميع يحترمني‬ ‫مستبعدة من تفكيري‪ .‬الواقع لن يتغير ما دامت الفئة املعنية‬ ‫أغلبيتها خائفة أو تعتبر نفسها مجرد مرضى يجب أن تتعافى‬ ‫أنت اآلن تعيشني في عالقاتك مع اجملتمع كذكر أم كأنثى ؟؟‬ ‫كأنثى مع أصدقائي الذين هم على علم بهويتي اجلنسية‬ ‫إذا و إن قمتي بهذه العمليةـ فستبقى حالتك النفسية‬ ‫وكذكر مع البقية‬ ‫متدهورة‬ ‫أال تزعجك هذه االزدواجية في طريقة التعامل مع محيطك بالعكس‪ ،‬ستتحسن نفسيتي وسأمارس حياتي بأريحية أكثر‪،‬‬ ‫سأرتاح من التمثيل‪.‬‬ ‫االجتماعي ؟‬ ‫أكيد تزعجني كثيرا‪ ،‬ألني أكون مضطرة دائما إلى التمثيل‬ ‫و لعب شخصية غير شخصيتي‪ .‬هذا اإلزعاج دفع بي إلى ملاذا في نظرك مجتمعاتنا تتصرف بقصاوة مع املتحولني‬ ‫االنعزال وجتنب االلتقاء واالحتكاك بأصدقائي الغيريني و الذين جنسيا ‪ ..‬هل تعتبرهم أشخاص يقفون ضد طبيعتهم ؟؟‬ ‫السبب اجلهل و الدين‪ ،‬اجلهل أن هناك ميوالت جنسية مختلفة‪،‬‬ ‫يعتقدون أني ذكر ‪.‬‬ ‫الغيرية ليست بقاعدة والعالم كله استحال أن يكون لهم‬ ‫نفس امليول و نفس الهوية‪ ...‬اجلهل بالتفسيرات العلمية‬ ‫للمصطلحات‪ .‬األشياء التي يجهلها اجملتمع يعتبرها دائما‬ ‫غير طبيعية‪ ،‬واملسؤولية تقع على عاتق اخملتصني و األطباء‬ ‫النفسيني ورجال الدين الذين مازالوا يعتبرون هذه املواضيع من‬ ‫الطابوهات التي الينبغي التحدث عنها‪.‬‬ ‫في ظل هذا الواقع املر الذي حتدث عنه كيف ميكن «لصوال» أن‬ ‫تعيش على طبيعتها ؟‬ ‫أعيش على طبيعتي في البيت‪ ،‬مع أصدقائي وصديقاتي‪ ،‬في‬ ‫احلفالت اخلاصة باملثليني‪.‬لم أعد بذلك الضعف واخلوف‪،‬أصبحت‬ ‫اليوم قوية ولم أعد أهتم بشيء عدا سعادتي وراحتي‪.‬‬ ‫أنا بدوري أمتنى لك حياة سعيدة كباقي األشخاص ‪ ...‬شكرا لك‬ ‫على تواصلك معنا «صوال»‪.‬‬ ‫شكرا‪ ...‬بالعكس لي الشرف بذلك‪...‬مزيدا من التفوق و التألق‪.‬‬

‫حوار خاص‬

‫‪8‬‬


‫‪2965‬‬

‫‪2965‬‬ ‫سنة أمازيغية سعيدة‬ ‫لكل أمازيغ العالم‬ ‫أسكاس أماينو‬

‫‪,‬‬

‫‪,‬‬

‫متمنياتنا في أن تكون‬ ‫السنة الجديدة‪ ،‬سنة‬ ‫يحقق فيها األمازيغ مزيدا‬ ‫من المكتسبات الحقوقية‬


‫ازيك يا زول ؟؟‬ ‫ايه دة هو انتا مش مصري؟‪ ،‬انتا سوداني صح؟‪ ،‬اجلمل دي بقت‬ ‫جمل اعتيادية بالنسبة للشخص « األسمر « ‪ ،‬الكالم دة بتالقيه‬ ‫في شوارع القاهرة‪ ،‬املواصالت العامة أو في احملالت و املطاعم ‪،‬‬ ‫مبجرد دخول شخص أسمر علي طول يتبادر إلي ذهن املصري إل‬ ‫مش أسمر أن دة شخص دخيل علي اجملتمع وغريب والزم يتعامل‬ ‫معاملة خاصة كأنه سايح أو أجنبي‪ ،‬وبالتالي هيكلمك بلغة‬ ‫غريبة وهيفترض ف الغالب أنك سوداني ‪ ،‬ويقولك ازيك « يا‬ ‫زول « بطريقة فيها سخرية و طريقة سمجة ‪ ،‬لو حد سوداني‬ ‫فعال اتقاله كدة مش هيتأخر عن ضربه ف مقدمة أنفه ‪ ،‬املهم‬ ‫أنك هتبقي غريب ف دارك ‪ ،‬كثير من احلوادث ليها عالقة بلون‬ ‫البشرة ‪ ،‬يعني أنا مثال حصلي موقف‪ ،‬في مرة سواق تاكسي‬ ‫في القاهرة بعد ما ركبت معاه ‪ ،‬وقبل ما أتكلم ‪ ،‬بصلي و قالي‬ ‫حمد اهلل ع السالمة‪ ،‬قولت له اهلل يسلمك ‪ ،‬ليه؟ ‪ ،‬قالي هو‬ ‫انتا مش جاي من اخلرطوم؟!‬

‫بقلم دانو صديق‬ ‫‪/Dano.Sediq‬‬

‫علي طول األخ السائق افترض أني جاي من السودان‪ ،‬و لو قلتله‬ ‫أنا من النوبة ‪ ،‬يقولك النوبة دي فني؟ في مصر! ‪ ،‬شعب عجيب‬ ‫و غريب ‪ ،‬ومن ضمن األحداث ال حصلت من فترة ان واحدة نوبية‬ ‫بس مقيمة في القاهرة ‪ ،‬دخلت صيدلية شهيرة في مصر و‬ ‫الصيدلي تعداها و سأل ال بعدها مع انها جت األول ‪ ،‬فلما قالت‬ ‫له انها جت األول جاوبها « مش بنبيع للسود» ‪ ،‬احلادثة خادت‬ ‫نطاق أوسع و البنت دي قدمت بالغ و اتعملت وقفات احتجاجية‬ ‫في القاهرة و االسكندرية للتضامن معاها ‪ ...‬مصر فيها كمية‬ ‫من العنصرية جتاه اخملتلف عنهم بطريقة مفزعة ‪ ،‬لو مش‬ ‫شبههم ‪ ،‬أو بتمشي أو بتلبس زيهم يبقي انتا مختلف ‪ ،‬إذا‬ ‫هتبقي في دايرة الغرباء بالنسبة للمجتمع ‪ ،،،‬مصر عايزة سنني‬ ‫و سنني عشان تتصالح مع فكرة االختالف‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫مقاالت‬

‫تعبر عن رأي صاحبها‬

‫الكاتب ‪ :‬دانــو صديــــق‬ ‫‪/Dano.sadiq‬‬

‫جهـــــــــات سيــــــــــادية‬

‫هجر قوما غصبا ً و توهمهم بحياة أفضل في املهجر أو البلد‬ ‫القرية الظالم أهلها‪ ،‬هي الدولة التي ت ٌ ّ‬ ‫املهجرين‪ ،‬ولم تراعي ال ُبعد الثقافي أو االجتماعي‬ ‫اجلديد و لكنها أعدت سلفا ً جحيما الستقبال‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫هجرتهم لصحراء قاحلة لم تطأها قدم قبل إقدام عمال بناء البيوت‬ ‫بأن‬ ‫اجلغرافي‬ ‫البعد‬ ‫حتى‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ّ‬ ‫سيهجروا منها بجوار النيل وتبني لهم‬ ‫املهجرين‪ ،‬كان عليها أن تراعي بيئتهم التي‬ ‫اخلرسانية التي ستستقبل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫قري على ضفاف و محاذاة النيل ‪ ،‬و لكن احلكومة التي كان على رأسها رجل يرى أن القومية العربية أهم من‬ ‫مصريته أرادت أن متحي هذه الثقافة النوبية اإلفريقية و تٌذيبها *عن عمد* داخل اجملتمعات املصرية لتؤمن عدم‬ ‫اخلروج عليها أو احتادها باخوانهم في شمال السودان ‪.‬ليس جديدا علينا كنوبيني أن نرى مثل هذه التجاوزات و‬ ‫احلماقات من الدولة املصرية جتاه حقوقنا طيلة العقود السابقة منذ أول تعلية خلزان اسوان وصوال إلى العام‬ ‫‪( 1964‬آخر تهجير للنوبيني)‪ ،‬التعامل االمتي هو السمة الغالبة لدى احلكومة املصرية في تعاملها مع سكان‬ ‫احلدود ‪ ،‬و أخطر قرار مت اتخاذه مؤخرا قرار رئيس اجلمهورية رقم ‪ 444‬لسنة ‪ 2014‬لتحديد املناطق واحلدود املتاخمة‬ ‫جلمهورية مصر العربية والقواعد املنظمة لها‪ ،‬والذي مبوجبه سيتم منعنا كنوبيني من العودة إلى قرانا األصلية‬ ‫قبل التهجير على ضفاف بحيرة ناصر‪ .‬القرار حتدي واضح و صريح ملواد دستور ‪ 2014‬الذي ينص علي عودة النوبيني‬ ‫إلى قراهم األصلية قبل بناء السد في مدة عشر سنوات من تاريخ اقرار الدستور‪ ،‬و مبوجب هذا القرار سيحظر‬ ‫علينا كنوبيني التواجد في مساحات تقدر بـ ‪ 110‬كيلومتر شرق البحيرة‪ ،‬باإلضافة إلى ‪ 25‬كيلومتر غرب البحيرة‬ ‫مما يجعل قرى نوبية بأكملها مناطق عسكرية! ‪ ،‬هذا القرار يعتبر ظلم بينّ و عدوان من احلكومة جتاه أهالي النوبة‬ ‫‪ ،‬أيضا احلكومة ترفض متلك النوبيني ألراضيهم رفضا غير مبررا وغير مفهوم ‪ ،‬كيف لنا أال مٌنلك أراضي في األصل‬ ‫هي ملكنا! ومن الذي يرفض ذلك هي « جهات سيادية « من هي هذه اجلهات ؟ ملاذا ال تسميها الدولة وتقول لنا أن‬ ‫اجلهة الفالنية ترفض ذلك بسبب كذا و كذا !؟ ‪ .‬من الواضح أن الدولة املصرية تصدر قرارات متخبطة وتستعدي‬ ‫اجلميع دون سبب ‪ ،‬ولذلك إن صدرت أصوات تطالب بانفصال النوبيني عن مصر فهذا حقهم ‪.‬‬

‫مقاالت‬

‫‪11‬‬


‫مقاالت‬

‫تعبر عن رأي صاحبها‬

‫الكاتب ‪ :‬حسن مصطفى‬ ‫‪/ HasMost‬‬

‫ح‬

‫حسبي اهلل ونعم الوكيل فياللي ظلمنا‬

‫«حسبي اهلل ونعم الوكيل فياللي ظلمنا» هكذا صاح ‪ 26‬شخص في قفص االتهام بعد صدور حكم محكمة جنح‬ ‫األزبكية بتبرئتهم بعد أكثر من شهر من القبض عيلهم في القضية املعروفة إعالميا ب «حمام رمسيس»‪.‬‬

‫بدأت القضية عندما مت القبض على ‪ 26‬متهما في أحد احلمامات الشعبية في منطقة رمسيس‪ ،‬بتهمة ممارسة الشذوذ اجلنسي‪،‬‬ ‫والذي من « املستحيل يبقي فيه مثليني في القضية‪ ،‬املكان هناك شعبي جدا‪ ،‬لدرجة إن لو حد فكر يعمل حاجة‪ ،‬الناس هي إللي‬ ‫حتضربه» طبقا ألحد رواد ذلك احلمام‪ ،‬كما أضاف‪« :‬لو كانوا داخلوا ساونا في فندق خمس جنوم كانوا ﻻقوا الناس بلبس أوسخ من‬ ‫كدا وﻻ هما مبيتشطروش غير على الغالبه»‪.‬‬ ‫لقد صنعت منى العراقي اإلعالمية بقناة القاهرة و الناس حلقة تتماشى مع حلقات اإلعالم املصري املغيب للوعي‪ ،‬فما كانت‬ ‫إال أن تصنع حلقة عن أسباب انتشار مرض نقص املناعة البشري في مصر وربطها باملثليني‪ ،‬وعلى سبيل اإلثارة قررت أن تصور‬ ‫أحد احلمامات الشعبية بوسط القاهرة لتصور للمشاهدين أنه توجد حفالت جنس جماعي تتم هناك بني مرتاديه من الراجل و‬ ‫أن هذا هو سبب زيادة انتشار مرض نقص املناعة البشرى‪ .‬وهو ما رفضه صاحب احلمام و العاملني هناك و هددوها بفضح أمرهاـ‬ ‫لذلك قررت االنتقام ولكن تلك املرة مبساعده الشرطةاملصرية‪ .‬و كنتيجة عن عرض تلك احللقة مت القبض على العديد من املغايرين‬ ‫جنسيا‪ ،‬وهو ما جعل نشطاء حقوق اإلنسان يهاجموا منى عراقي‪ ،‬تعبا من االجتار بقضايا املثليني ومن محاوالت احلكومة املتكررة‬ ‫بجعلهم كبش الفداء في تصفياتهم السياسية‪ .‬فكما أثبتت احملكمة فهناك تناقض بني أقوال النيابة ومحضر القبض عليهم‪،‬‬ ‫مما يؤكد على تواطئ الداخلية مع مقدمة البرنامج بغرض صنع فرقعة إعالمية تتخطي الكبوات السياسية التي متر بها البالد‪.‬‬ ‫وهو ما دفع النشطاء احلقوقيني إلى تنبي تلك القضية بشكل خاص‪ ،‬فنجد بعد أيام من حدوث الواقعة ظهور هاتش تاج ‪#‬مني_‬ ‫عراقي ‪#‬اعالم_كاذب و إحياء هاتش تاج ‪#‬ضد_حبس_املثليني؟‪ ،‬كمحاولة ملواجهة اإلعالم املصري‪ ،‬ولنشر حقائق تلك القضية‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى تأكيد الطب الشرعي بعد كشفه على ‪ 21‬متهما في تلك القضية‪ ،‬أن ‪ 3‬متهمني فقط منهم تعرضوا العتداء‬ ‫جنسي بدون تراضي‪ ،‬وأن ‪ 18‬حالة منهم ال يوجد عليهم مظاهر ممارسة املثلية اجلنسية‪.‬‬ ‫وكانت قد أعلنت مني عراقي على صفحتها بالفيس بوك ليلة إذاعة احللقة‪ ،‬بأن اجملتمع املصري به العديد من اآلفات التي يجب‬ ‫معاجلتها في الوقت احلالي – ذلك الوقت التي حتتاج فيه مصر ذلك اإلصالح السياسي و التوعوي‪-‬ومن تلك اآلفات آفة «املثلية‬ ‫اجلنسية»‪ ،‬ولكن أحقا حتتاج مصر تلك املواجهة مع املثلية اجلنسية وهل فعال املثلية اجلنسية تشكل ذلك اخلطر على الدولة‬ ‫املصرية والنظام املصري؟‪ ،‬أحقا يتجرأ املثليني في اجملتمع املصري على تقاليده وعاداته؟‪ ،‬أيتبنى املثليني أجندات أجنبية تخدم الغرب؟‬ ‫والسؤال الذي يطرح نفسه اآلن هو إلى متى سيظل املثليني واملثليات املصريني كبش فداء إللهاء الشعب عن مشاكله احلقيقية ؟‬

‫مقاالت‬

‫‪12‬‬


‫مقاالت‬

‫تعبر عن رأي صاحبها‬

‫الكاتب ‪ :‬هشومي المغربي‬

‫المثلية في الدنيا حرام‬ ‫‪ ...‬و في اآلخرة حالل !!‬

‫اذا كان املسلمون يتقززون و يتمعرون من إخوانهم في‬ ‫االنسانية والطبيعة على الشاطئ اآلخر من الشهوة‬ ‫ا‬ ‫اجلنسية ويجدها بعض الفحول فرصة لالسترجال‬ ‫واالستفحال وإستعراض ما يتمتع به من خصوبة طبيعية وصفات‬ ‫مثالية فتقوم قائمته على املثليني ويصليهم بدروس األخالق متعلال ً تارة‬ ‫بالدين وتارة بالطبيعة فيلزمه حني يلتقي في اجلنة مبا أعده اهلل له من‬ ‫غلمان مخلدين و ولدان منعمني أن يستنكر ذلك ويرفع مع إخوانه عرائض‬ ‫االحتجاج ويخرج إلى شوارع اجلنة محتجا على وجود هؤالء الذين سوف‬ ‫ينغصون عليه نعيمه اخلالد في اجلنة خصوصا إذا علم أن اهلل جعلهم‬ ‫بركة اجملالس وبهجة األوقات حني ( يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب‬ ‫وأباريق وكأس من معني ) إذ ال يُعقل أن يستنكر ذلك على املثليني في دار‬ ‫الفناء ويشنع عليهم به‪ ،‬ثم يجد نفسه مغموس بينهم في الليالي‬ ‫املالح في جنة اخللود ودار البقاء‪ ،‬خصوصا إذا علمنا أن العلة في حترمي ما‬ ‫يعرف في االسالم بـ ( اللواط ) هي سمعية وليست عقلية وإال فإن اآلله‬ ‫إذا كان يستقبح الفعل لنفسه فكيف يجيزه بعد ذلك والعلة قائمة‬ ‫لم ترتفع؟!! أم أن املعايير النفسية واملقاييس اخللقية تتبدل رأسا ً على‬ ‫عقب مبجرد امتالك املرء ولو مفحص قطاة في اجلنة؟!‪ ،‬فإن قلتم إنها‬ ‫إرادة اهلل وتدبيره ومشيئته قلنا فهي كذلك في حياتنا هذه‪ ،‬فلو لم يرد‬ ‫اهلل وجود املثليني ملا خلق فيهم ميل وهفوة وشبق إلى أبناء جنسهم‪،‬‬ ‫وكما هو معلوم لديكم معشر املسلمني فإنه ال يقع في الكون شيء إال‬ ‫بإرادته ومشيئته‪ ،‬واإلرادة الشرعية كما الكونية تستدعي الرغبة وهاته‬ ‫تنادي على احملبة التي تبعث على الرضا‪ ،‬فإن كنتم و البد معترضني يا‬ ‫سادة فأولى أن يوجه اعتراضكم هذا إلى اهلل الذي خلق ذلك امليل وأراده‬ ‫على هذا النحو‪ ،‬فلماذا يصر االسالم على حتريقهم كما سنرى والقائهم‬ ‫من الشواهق ثم يجعل املثلية من فواكه اجلنة وهدايا اهلل إلى سكانها‪.‬‬ ‫ناقض ما لنا إال ّ‬ ‫تَ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫السكوت له ** وأن نَعوذَ مبَوالنا من النّارِ‬ ‫لقد تناقضت امللة االسالمية فتناقض أنصارها تباعا فطبعتهم بروحها‬ ‫االزدواجية وأساساتها الشرعية واألخالقية املتضاربة في أحكامها‬ ‫وتخريجات عللها‪ ،‬فجل ما حترمه وحتلله له وجه أو وجوه مختلة في‬ ‫ميزان العقل وقياسه‪ ،‬ومنزع املنطق وأساسه‪ ،‬فنجد صاحب الشريعة‬

‫يحرم على الرجل الزواج من بنت أخيه وبنت أخته بينما يبيح له الزواج‬ ‫من بنت أخي أبيه وبنت أخت أمه واحلالتان لدى العقل سواء‪ ،‬ويحرم‬ ‫معاشرة الرجل المرأته في حيضها ألجل األذى ويبيحه مع املستحاضة‬ ‫وسوَّى بني الرجل واملرأة في العبادات‬ ‫مع وجود األذى وهما متساويان‪َ ،‬‬ ‫البدنية واحلدود‪ ،‬وجعلها على النصف منه في الدية والشهادة وامليراث‬ ‫والعقيقة وهذا من العبث في التشريع ال ميتري فيه ذو عقل‪ ،‬وجعل‬ ‫لعاب الكلب جنس وأقر طهارة الفأرة التي تستوطن اجملاري وتتقوت منها‪،‬‬ ‫وأوجب اجللد في حق قاذف احلر و لم يوجب ذلك في حق قاذف العبد وهذا‬ ‫غاية في التمييز والعنصرية واحتقار النفوس البشرية التي تتساوى‬ ‫أعراضها‪ ،‬كما فرق بني ع ّدة احلرة وع ّدة األمة مع أن املقصود العلم ببراءة‬ ‫الرحم فهذا غاية في التهافت واالختالل‪ ،‬وحترميه املرأة على زوجها بعد‬ ‫طالق الثالث وإباحتها له بعد أن تنكح زوجا ً غيره فمزيد تعنت واختالب‪،‬‬ ‫وقبلت الشريعة رواية العبد عن محمد في احلديث واالخبار املرفوعة إليه‬ ‫بأنه قال كذا وكذا وردت شهادته على واحد من الناس بأنه قال كذا وكذا‪،‬‬ ‫ومن تناقضات محمد في شريعته ما رواه أصحاب السنن وحسنه ابن‬ ‫ضى في رجل ضاجع جارية امرأته‪ :‬إن كان اغتصبها‬ ‫القيم أن محمدا ق َ َ‬ ‫واستكرهها فهي ُحرَّة‪ ،‬وعليه لسيدتها مثلها‪ ،‬وإن كانت طاوَعَ تْ ُه فهي‬ ‫له‪ ،‬وعليه لسيدتها مثلها‪ ،‬فهذا كل ما يعاقب به املغتصب في االسالم‬ ‫العتق واستجالب أخرى تعويضا لزوجته! فأين ضاع حق املغتصبة؟!‪،‬‬ ‫وشرع قطع اليد في ما بلغ مقداره ربع دينار فما فوق بينما دية اليد‬ ‫يبلغ بها ‪ 500‬دينار ذهباً! ويشير أبو العالء املعري إلى هذا التناقض في‬ ‫التشريع في بيت شعري لطيف وهو تتمة للبيت املذكور أعاله‪:‬‬ ‫ربع دينارِ؟!‬ ‫مس مئني‬ ‫يت** ما بالُها ق ُ َ‬ ‫َ‬ ‫يدٌ َ‬ ‫بخ ِ‬ ‫طع ْ‬ ‫عسج ٍد ودِ ْ‬ ‫ت في ِ‬ ‫إلى ما ال ينقضي من أمثال هذه التشريعات واألحكام املتضاربة املصادر‬ ‫واملوارد املهترئة املباني واملوازين‪ ،‬وهي إن كانت مجدية في القرون‬ ‫الوسطى حيث كان االنسان يأكل فيمسح يديه بأقدامه ويقوم فيتشح‬ ‫بسيفه ويهيم على وجهه في الصحراء طالبا ً فريسة يقنصها أو غنيمة‬ ‫ينهبها أو أمة يتسرى بها فإنه من اجلنون أن يأتي اليوم من يرفع عقيرته‬ ‫في الناس مناديا ً بإحيائها متمدحا ً بكمال وضعها ومتانة أصولها مع ما‬ ‫هي عليه من وحشية واعتالل‪.‬‬

‫مقاالت‬

‫‪13‬‬


‫‪14‬‬

‫مقاالت‬

‫وعلى هذا املنوال من الشطح واالزدواجية شرع‬ ‫الفقهاء من عهد الصحابة أغلظ األحكام وأقساها‪،‬‬ ‫وأفجر العقوبات وآالمها‪ ،‬في صور مأساوية متناهية‬ ‫البشاعة بالغة الشناعة في حق املثليني‪ ،‬بينما‬ ‫مينيهم القرآن بحياة أخروية زاخرة باملثلية جاعال إياها‬ ‫من أرقى ألوان النعيم وأسمى آيات التفضل واجلزاء‬ ‫الذي أعد لهم في اجلنة‪ .‬فكانوا يلقون املثليني من‬ ‫شواهق اجلبال على طريقة جبريل الذي يزعمون أنه قلع‬ ‫قرية آل لوط من أصولها وارتفع بها إلى السماء ثم قلبها‬ ‫جاعال عاليها سافلها‪ ،‬وحني كتب خالد بن الوليد إلى أبي بكر‬ ‫إبان حكمه أنه وجد في بعض نواحي اجلزيرة العربية جماعة من‬ ‫املثليني‪ ،‬نهض أبو بكر لذلك فاستشار أصحاب محمد فأجمعوا‬ ‫على حتريقهم بالنار فكتب إلى خالد بأن يحرقوا بالنار‪ ،‬فحرقهم‬ ‫حتى صاروا رمادا ً تذروه الرياح وحرق ابن الزبير من بعده جماعة‬ ‫وتبعه على سنته هشام بن عبد امللك‪ ،‬بل إن القتل واملبالغة في‬ ‫إفناء النفوس جاوز حدود العقل حتى قال محمد في احلديث الذي‬ ‫رواه عنه ابن عباس واتخذته كتب الفقه مرجعا ً لها في هذا‬ ‫الشأن‪« :‬من وقع على بهيمة فاقتلوه‪ ،‬واقتلوا البهيمة» رواه‬ ‫أحمد وأبو داود والترمذي وعند البخاري مرفوعا ً إلى النبي محمد‬ ‫«من وجتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل واملفعول به»‪.‬‬ ‫وبينما يأمر اإلسالم أتباعه بالتعدي على احلريات الشخصية‬ ‫واالختيارات الذاتية لألفراد في أقبح صور االعدام والتعذيب‬ ‫جنده في اجلهة األخرى يجعل الولدان اخمللدين والغلمان‬ ‫املقرطني يرفلون في طراوة وغنج على أبهى صورة وأفنت‬ ‫هيئة في آذانهم القرط واحللي يطوفون على أصحاب اجلنة‬ ‫في نواديهم ومنازلهم بألوان اخلمور‪ ،‬كما ورد في سورتي‬ ‫الواقعة والطور حتى قال األحناف كما في ( الدر اخملتار )‬ ‫للعالء احلصكفي‪ (:‬إن اهلل يخلق في اجلنة طائفة نصفهم‬ ‫األعلى كالذكور واألسفل كاإلناث )‪ ،‬وما هو إال تصور الفقهاء‬ ‫في اخمليال االسالمي للمتع والشهوات احملرمة في الدنيا على‬ ‫هيئتها في اآلخرة التي تكون فيها هذه الصور املستشنعة في الدنيا من النعيم‬ ‫الذي أعده اهلل لهؤالء الذين يقيمون مثل هذه العقوبات الشنيعة على طائفة‬ ‫مساملة في سلوكها حرة في منازعها‪ ،‬وال يفوتنا أن نشير إلى أن املثلية املذكورة‬ ‫في القرآن إمنا هي الشذوذ املقبوح الذي ال عالقة للمثليني به وهو ما يعرف بـ‬ ‫(‪ )pedophile‬وهو اعتداء جنسي على القاصرين و تعاقب عليه القوانني املتمدنة‬ ‫مبدد متطاولة من السجن‪ ،‬بينما جند بعض املذاهب الفقهية ال تقر فيه أكثر من‬ ‫التعزير والتأديب وهو مذهب أحمد بن حنبل كما نقله عنه ابن القيم في إعالم املوقعني‪.‬‬ ‫ليس إذن كميدان األخالقيات واألفكار املتلقاة أشد امتحانا الميان العلماني باحلرية‬ ‫الفردية والقداسة اخلصوصية لألفراد واجلماعات وهذا االميان النبيل يحتم‬ ‫عليه أن يكون دائم التجديد لعالقته بالتراث القدمي واملفاهيم التقليدية‬ ‫الراسخة في نظرته للطوائف واألقليات مهما بلغت درجت اختالفه‬ ‫معهم وفساد رأيه فيهم‪ ،‬حتى تتمحص علمانيته وتزكو نفسه‬ ‫بأريحية القبول باآلخر وتصفو في نفسه معاني التعايش والوئام‬ ‫مع من يخالفوه منابع فكره وأصول وجدانه‪ ،‬فالبد كي نكون‬ ‫أوفياء ملبادئنا مخلصني لقيمنا االنسانية من االعتراف لكل‬ ‫من يختلف عنا في قليل أو كثير بحقه في الوجود والتعبير‪،‬‬ ‫وحرية اإلختيار وتقرير املصير‪ ،‬واالخفاق في هذا الصدد‬ ‫يجعل اميانه ناقصا ً مشوهاً‪ ،‬ازدواجيا ً مرجئيا ً يقول‬ ‫بلسانه ما ليس في قلبه‪ ،‬واالميان احلق بالعلمانية‬ ‫إمنا هو قول باللسان واعتقاد باجلنان وعمل باألركان‬


Akaliyat Mag

J

e suis Charlie Raif Badawi

Mohamed

wald Mkhitir

‫ح‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ري خط أمحر‬


‫بالــــدارجة‬

‫غير كتب ‪...‬‬

‫الكاتبة‪ :‬مريا فرح السعداوي‬

‫تخيل معيــــا‪!! ...‬‬

‫تخيل معيا ‪ ,‬كتفيق صباح فاجلسد ديالشي واحد اخر‪(...‬بحال‬ ‫داكشيداالفالم)‪..‬تقدر تلقا راسك فجسد امرأة او رجل‪..‬لكن‬ ‫أفكارك متبدالتش‪,‬أحاسيسك كذلك‪ ,‬مزال كتبغي نفس‬ ‫االشخاص‪,‬عندك نفس الذكريات‪,‬نفس الطموح و نفس االحالم‪...‬الناس‬ ‫كيبغيوك كيفما نتا‪ ,‬لهداك اجلسد لي كتعتبروانتا ماشي ديالك‪...‬‬ ‫محاملوش‪..‬ممرتاحش فيه ‪...‬حيت بالنسبة ليك ماشي ديالك‪..‬كتعتابرو‬ ‫أنت جسد يصعب به التعبير عن ما أنت عليه في‬ ‫أمامك و‬ ‫اعاقة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أمامك ْ‬ ‫احلقيقة‪..‬و كأنه أنا أقوى و أكثر سلطوية من االنا الفرويدي‪...‬تقدر في‬ ‫الكثير من االحيان تكبت مشاعرك و أفكارك‪..‬هادشي كامل و زايداك‬ ‫الظروف االجتماعية لي عايش فيها‪..‬‬ ‫أي واحد عندو مشكل غايقلب على حل «نوغماملو» ‪ ..‬غيبغي يعيش‬ ‫مرتاح ولو نسبيا فحياتو‪..‬نهار لقا حلل ‪ ..‬أصبح احلل هو املشكل‪..‬مبعنى‬ ‫تواحد مغادي يقبلوا أو يتقلبو‪..‬ممكن ناس لي ضايرين بيه يكرهوه‪..‬ممكن‬ ‫اخسر خدمتوا‪..‬و كل ما حارب من أجله ‪ ..‬أو ممكن ميوت‪..‬عالش هادشي‬ ‫كامل؟؟ حيت هاد الشخص بغا يكون هو و على طبيعتو‪..‬يخرج و يقرا و‬ ‫يخدم و يتزوج بحال الناس‪...‬‬ ‫هادي هي القصة لي كيعيشها أغلب املتحولني جنسيا‪...‬كيكبر فجسد‬ ‫ال يعبر عنه‪..‬جسد مكيعرفوش‪..‬جسد ماشي ديالو‪..‬معدبو فحياتو‪..‬و‬ ‫نهار كيقرر يقلب على اجلسد ديالو و كيرجع ليه او كيحاول يرجع ليه‬

‫ت‬

‫‪..‬كلشي ممكن اجي ضدو من االسرة و احمليط و اجملتمع بل ممكن ميوت‪.‬‬ ‫في االيام االخيرة‪ ,‬ضارت في الفيسبوك أخبار على جوجدناس‪..‬املتحولة‬ ‫اجلنسية االمريكية ذات السادسة عشرة ربيعا‪ ,‬لي نتاحرات بعدماكتبات‬ ‫رسالة فشات فيها قلبها و حكات فيه املعانات و اخلنقة لي كانت‬ ‫عايشاها و االستاذة فدوى املغربية املقيمة بأمريكا و هي كذلك متحولة‬ ‫جنسيا‪ ,‬القصة ديالها تداوالتها املواقع االخبارية و مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي‪,‬هنا تطرح النقاش حول التحول اجلنسي في أوساط الشباب‬ ‫الفيسبوكي لي البعض تعاطف مع هاد احلاالت و دافع عليها و البعض‬ ‫االخر لم يتقبلها و لم يحترم ذلك‪..‬و هنا كيتطرح النقاش حول احلريات‬ ‫الفردية من جديد‪...‬‬ ‫من البديهي جدا فاش نسمع شي مصطلح جديد اوال كنسمعوه ولكن‬ ‫مفاهمينششنو هو‪ ,‬غنمشيونبحثو و نسولو و ناقشو باش تكون عندنا‬ ‫رؤية واضح من خاللها نقدرونكونوا أفكارنا اخلاصة و أحكامنا تكون‬ ‫موضوعية و ماشي أحكام اعتباطية و غير منطقية‪...‬مثال شنو هو التحول‬ ‫اجلنسي؟ عالشكيقررو هاد ناس يغيرو اجلنس ديالهوم؟ كيفاشكيديرو؟؟‬ ‫شكون هما املتحولني جنسيا؟؟ هادي أسئلة رمبا أغلب الناس لي‬ ‫مكيحتارموش املتحولني جنسيا أو مكيتقبلوهومشمعارفينش االجوبة‬ ‫ديالها‪...‬و مخلطني ليهوم املصطلحات و املفاهيم ‪..‬‬ ‫ملووهيم‪..‬الرغبة في تبديل اجلنس أو تغيير اجلنس تصنفات ضمن العيوب‬

‫بالدارجة‬

‫‪16‬‬


‫بالدارجة‬

‫‪17‬‬

‫بالدارجة‬

‫املرأة فاش كتكون حاملة ميكن يوقعو بعض التغيرات في الهرمونات‬ ‫املوجودة في الرحم ديالها و اذا تزامنات مع فترة تكوين مخ اجلنني‬ ‫فاخلاليا كتلقى اشارات خاطئة‪ ,‬الى كان اجلنني ولد فاملخ كيفشل‬ ‫في التقاط االشارات لي كتجعلو يكون مخ لذكر و الى كان اجلنني‬ ‫بنت املخ كيفشل في الوصول لالشارات لي كتجعلو مخ ألنتى‪.‬و لكن‬ ‫اجلسد ممكن ميتأترش بالقدر لي كيتأتر به املخ او ممكن ميتأترش نهائيا‬ ‫و التفسير هو أن املخ عضو حساس بزافللمواد الكميائية للهرمونات‪...‬‬ ‫فاش كيتزاداملولود‪,‬كيتولد طبيعي فتاة أو ولد في حني أن مخ هاد‬ ‫الرضيع كينتمي للجنس االخر‪...‬و نفس الشيئ ممكن ينطابق على‬ ‫احليوانات من الثدييات‪.‬‬ ‫و هنا خاصنا نفرقو ما بني اجلنس و النوع فاجلنس هو الشكل و الوظيفة‬ ‫البيولوجية أما النوع فهو الهوية ‪.‬‬ ‫مبعنى اجلنس احلالة و الوظيفة البيولوجية اما ذكر او أنثى كما كتبني‬ ‫الصبغيات اجلنسية و الغدد و الهرمونات و اجلهاز التناسلي و االعضاء‬ ‫اجلنسية اخلارجية ‪ ,‬أماالنوع فهو مصطلح كيتستعمل غالب لالشارة‬ ‫للهوية اجملتمعية‪ ,‬اي طريقة التصرف و التفاعل مع االخرين و ردود‬ ‫االفعال او كيفاشكيحسو االشخاص حيالة أنفسهم و املشاعر‬ ‫املتصلة بالذكورة او االنوثة‬ ‫املتحولني جنسيا هم ناس كيققررويغيرو اجلسد ديالهم او باالحرى‬ ‫اجلنس ديالهم‪...‬عالش؟؟ حيت كيحسوبراسهومفاالجساد اخلاطئة‬ ‫بكل بساطة‪.‬‬ ‫املتحول ممكن يعيش طفولة عادية لكن كيشوفشخصيتو فاجلنس‬ ‫املغاير و مع الوقت كتولي عندوميوالت جنسية لنفس اجلنس‪ ,‬مثال‬ ‫االخ الصغير كيشوفشخصيتوفاالخت الكبيرة او بنت اجليران او ماماه‬ ‫‪ ,‬فممكن يبدا يتصرف بحالها‪ ,‬يقلد حركاتها او يلبس حوايجها و‬ ‫يلعب فاملكياج ديالها‪..‬ونفس الشيئ بالنسبة للبنت تقد تشوف‬ ‫شخصيتها فباباها او ولد خالتها او خوهاو تبغي تكون بحالو و‬ ‫كتلبس مالبس بحالو و تقلدو في تفاصيلو الصغيرة هدي تصرفات‬ ‫ممكن يالحظوها االباء فأطفالهم‪..‬‬ ‫مع الوقت هاد الطفل كيبدا يكبروكيتصرف حسب النوع ديالو–ولد‬ ‫كيتصرف كأنثى أو بنت كتصرف كذكر‪ -‬وهناكيطرح تساؤالت حول‬ ‫اجلسد و كيحس بالغربة في اجلسد و مكيتقبلش اجلسد ديالوومشاعرو‬ ‫كتركز في التنكر و اخلزي و الرفض‪...‬باالضافة ملشاعر النبذ و االيذاء لي‬ ‫كيتلقاها فاجملتمع و احمليط ( وا ترجل ا صاحبي ههههه و نتا لي سير‬ ‫قرا و ثقف شويا أعشيريههه)‬ ‫كيعيش بشخصية ال متثله بأي شكل من االشكال‪..‬كبقى مخبي و‬ ‫كيحاول يندمج مع االخرين لي ضد حقيقتو و داكشي لي كيحس بيه‪,‬‬

‫نهار كيقرر يبدل اجلنس ديالو و يواجه العالم باجلسد ديالو و اجلسد‬ ‫لي كان من دميا كيشوف فيه راسو‪,‬تاواحدمكيتقبلو او كيقبل بيه‬ ‫‪...‬كيفاشغيبدل اجلنس ديالو؟؟‬ ‫عملية التحول اجلنسي أو تغيير اجلنس معقدة بزافكتدوز فمراحل‪.‬‬ ‫أوال العالج بالهرمونات‪ ,‬الهرمونات لي كتركز على أجزاء معينة من‬ ‫اجلسم كاجللد و الدهون‪ .‬يعني كتعدل شكل اجلسم االجمالي أي‬ ‫كتساعد في منو اللحية و تبني العضالت و ضمور الثدي او العكس‬ ‫منو الثدي و تناقص شعر اللحية و اجلسد حسب اجلنس املرغوب‬ ‫فيه‪...‬ولكن الهرمونات ميمكنش تغير االمور االكثر تعقيدا‪.‬في‬ ‫هاد املرحلة كيعيش اجلسم معركة بني الهرمونات لي كيصنعها‬ ‫اجلسم و بني الهرمونات لي كيتلقها كعالج‪..‬هادشيعالشالشخص‬ ‫كيخضع لنظام صحي و غذائي محدد و اجلسم كيخصو عناية جيدة‬ ‫بحاالكنتعاملو مع مولود جديد الن اجلسم يولد من جديد فهاد املرحلة‬ ‫لي ممكن تستغرق أعوام‪ .‬و املرحلة الثانية هي العملية اجلراحية و هي‬ ‫عملية كتدار على مستوى اجلهاز التناسلي و كتركز اجلراحة على‬ ‫تغيير التفاصيل اخلاصة بأعضاء اجلهاز التناسلي‪.‬‬ ‫هدشيباالضافة للمتابعة النفسية لي دورها مهم بزاف‪ .‬قبل وبعد‬ ‫العالج بالهرمونات و العملية اجلراحية االستشارة النفسية ضرورية‬ ‫حيت كتساعد املتحول او الراغب في التحول اجلنسي على فهم‬ ‫التغيرات و الصراعات لي ممكن يحس بيها قبل اجلراحة و أثناء العالج‬ ‫بالهرمونات خصوصا أن هاد الفترة كتكون حساسة جدا‪ ,‬وكذلك‬ ‫بعد اجلراحة فاالستشارة النفسية كتساعد املتحول باش يتعامل‬ ‫مع اجلسم اجلديد و يتواصل معاه و كذلك كتعاونو يندمج فاجملتمع و‬ ‫يتكيف مع احمليط لي كيعيش فيه (هادشي ال يعني أن هاد الشخص‬ ‫مريض نفسيا او مختل عقليا ‪..‬هههه غا باش يتكيف مع االجواء و‬ ‫يتواصل مع االخر لي ممكن ما يتقبلوش )‬ ‫وهنا الفرق كيوضاح بني املثيلة اجلنسية و التحول اجلنسي و تصحيح‬ ‫اجلنس‪,‬حيتبزافدناس كوقع ليهم خلط في املفاهيم‪.‬فتصحيح اجلنس‬ ‫هو عملة جراحية كتدار على مستوى االعضاء التناسلية لي كتكون‬ ‫غير واضحة او مختلطةبحيتكيتولد الطفل بأعضاء جنسية غير‬ ‫واضحة تتراوح بني أعضاء ذكرية و أنثوية او ما يسمى باخلنثى‪.‬‬ ‫متحولي اجلنس هم أناس كيعيشو بيناتنا‪...‬فاش كنشوفو امرأة أو‬ ‫راجل غادي فالشارع فهادا عادي ال يحرك فينا أي شيئ و لكن فاش‬ ‫كنعرفو أن شي واحد جالس معنا فنفس القهوة متحول او متحولة‬ ‫جنسيا‪,‬االنظار و االلسن كتتاجه ليه و كأنه كائن فضائي ‪...‬لنغير‬ ‫سلوكنا االخوان‪.‬‬


‫الهيـــلولة‬ ‫في هذا العدد لنلقي نظرة على موسم «الهيلولة» باملغرب‬

‫ما هي «الهيلولة» ؟؟‬ ‫الهيلولة هو موسم احتفال اليهود املغاربة بذكرى أوليائهم الصاحلني‪ ،‬و يرجع أصل التسمية «الهيلولة» إلى حتريف إلحدى العبارات‬ ‫التي تستعمل بكثرة في مزامير داوود و هي العبارة العبرية «هاليلو يا» أي «سبحوا هلل» و بذلك «حرف» اليهود املغاربة هذه العبارة‬ ‫العبرية من «هاليلو يا» إلى «هيلولة» لتتناسب مع اللهجة املغربية‪.‬‬ ‫و الهيلولة هو موسم سنوي (يقام في الشهر األخير من كل سنة ميالدية) يحج إليه العديد من اليهود املغاربة من جميع بقاع‬ ‫العالم مبا فيها «إسرائيل» ‪...‬‬ ‫ويحرص اليهود املغاربة بشدة على حضور طقوس هذا املوسم السنوي‪ ،‬التي تدوم أسبوعا كامال‪ ،‬قصد التبرك من بركة أوليائهم‬ ‫الصاحلني‪ ،‬حيث يعتقد يهود املغرب متاما كما يعتقد مسلموه بتحقيق هذه األولياء ملطالبهم و رغباتهم و أحالمهم ‪ ..‬كالشفاء من‬ ‫األمراض املزمنة و املستعصية و حل املشاكل العاطفية و العائلية و غيرها ‪...‬‬

‫ماذا عن طقوس الهيلولة ؟؟‬

‫يعرف موسم الهيلولة كغيره من املواسم الدينية لدى املسلمني املغاربة‪ ،‬طقوسا و شروطا يجب احترامها كي تقبل الزيارة و تتم‬ ‫في أحسن الظروف‪ .‬فمن أهم هذه الطقوس نذكر ‪ :‬االغتسال و التطهر و تقليم األظافر حسب تعاليم الشريعة اليهودية‪ ،‬كما ال‬ ‫يسمح للمرأة بوضع الزينة على وجهها أو تلبس ثياب‬ ‫كاشفة‪ ،‬بل عليها أن تضع ثوبا على رأسها و تغطي‬ ‫كامل جسدها ‪..‬‬ ‫هذا عن ما قبل زيارة الضريح‪ ،‬أما عن أيام الزيارة فيقوم‬ ‫الزوار بطقوس تعبدية و أخرى احتفالية‪ ،‬كالصالة وفق‬ ‫تعاليم الشريعة اليهودية و الغناء و الرقص و إشعال‬ ‫الشموع و تقدمي ذبائح التكفير عن اخلطايا التي تعد‬ ‫من أهم طقوس الهيلولة‪ ،‬و ذلك بذبح األبقار و األغنام‬ ‫و الدواجن على الطريقة اليهودية‪ ،‬فيقوم «الشوحيت»‬ ‫و هو جزار شرعي بفحص القربان للتأكد من سالمته‪ ،‬و‬ ‫عند توفر شروط الذبيحة يتم الذبح‪ ،‬لتقسم أجزاء هذه‬ ‫الذبيحة على احلضور و ال يسمح لهم بأخد ما تبقى‬ ‫منها إلى بيوتهم بل يجب أن تستهلك في عني املكان‪.‬‬ ‫كثيرة هي طقوس الهيلولة ‪ ...‬إال أن اجلدير بالذكر هنا هو أن بعض هذه الطقوس في عمقها تأخد طابعا اقتصاديا‪ ،‬كالشموع و‬ ‫أعواد الثقاب التي تتم املزايدة عليها من قبل احلاضرين و التي قد يصل ثمن شمعة واحدة أمواال خيالية ‪ ...‬و مع ذلك يتم شراؤها‪،‬‬ ‫هذا العتقاد اليهود احلاضرين بالبركة التي جتلبها تلك الشموع لهم ‪ ...‬و مكاسب هذا املزاد تعود لصندوق الضريح الذي يتصرف فيه‬ ‫احلاخام الساهر على هذا الضريح‪.‬‬ ‫جتدر اإلشارة هنا كذلك إلى اإلجراءات األمنية املشددة املصاحبة لطقوس هذا املوسم‪ ،‬الذي يعرف حضور شخصيات مهمة في البالد‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫على النت‬

‫على النت‬ ‫في هذا العدد ضمن فقرة على النت نعرض عليكم موقعا إلكترونيا جديدا و صفحة فيسبوكية متميزة ‪...‬‬

‫مغاربة بدون أديان ‪ -‬موقع إلكتروني جديد‪...‬‬ ‫تتواصل مجلة أقليات مع مدير هذا املوقع لتقريب القراء منه‪:‬‬ ‫«سفيان» قرب قراء مجلة أقليات من هذا املوقع‬ ‫أوال شكر جزيل لكل متتبعي اجمللة و كذلك للمحررين و‬ ‫الساهرين على إجناح هذه اجمللة‪ ،‬كانت الفكرة على إنشاء‬ ‫املوقع منذ ما يقارب ‪ 3‬أشهر و ذلك من أجل نشر الوعي‬ ‫و كذلك العلم في مجتمعنا املغربي و العربي بشكل‬ ‫عام و نقد كل ما يدعيه أصحاب الديانات عن العلماء و‬ ‫تزييف العلم من أجل أن يتوافق العلم مع معتقداتهم‬ ‫و نحن هنا من أجل نشر املقاالت و الفيديوهات العلمية‬ ‫كما هي و سأعيد قولها «من أجل مغرب أفضل»‬ ‫ كانت فكرة من بالضبط ‪ ،‬هل هذا‬‫املوقع من فكرتك و إدارتك الفردية ؟‬ ‫نعم أنا من أسس و يدير هذا املوقع ‪.‬‬ ‫ إلى ماذا يسعى املوقع بالتحديد ؟ و ماذا يقدم لزواره ؟‬‫من خالل هذا املوقع أسعى لنشر أفكاري و كذلك‬ ‫أفكار املتابعني له و ليس هذا فقط بل نشر كتب‬ ‫ممنوعة من البيع في بالدنا و كذلك مقاالت علمية‬ ‫كما نسعى للتخلص من األفكار التي زرعت فينا خالل التنشئة‬ ‫االجتماعية حول احلياة‪ ،‬كما شبهها ديكارت « نقوم مبسح الطاولة «‬ ‫ هل توجد منشورات حصرية على موقعكم ؟‬‫توجد سلسلة من حلقات للعالم الفيزيائي «ستيفن هوكينغ» و كذلك قصيدة‬ ‫أرسلها لي أحد متابعني « جان برو» عنوانها أعلن إحلادي و أنا أعمل على عدة‬ ‫مقاالت حول الدين اإلسالمي ألنتقد فيها عدة أفكار يتزعمونها عدة شيوخ‬

‫رابط موقع مغاربة بدون أديان‬ ‫‪www.atheistmarocain.com‬‬

‫حول املرأة في اإلسالم و كيف ينظر لها املسلمون و كذلك هل اإلسالم دين‬ ‫احلق ؟ و هل محمد استغل الدين من أجل تلبية مطالبه‪...‬؟ وهناك املزيد طبعا‪.‬‬ ‫ إذا سوف لن يكون موقعا يعيد ما مت نشره ؟‬‫ال ستكون أفكاري شخصية لكن لو كان هناك موضوع‬ ‫سيفيد املتابعني سأعيد نشره من أجل االستفادة فقط‬ ‫ جيد ‪ ...‬نتمنى أن يتابعكم اجلميع‪ ،‬شكرا على هذه التوضيحات‬‫شكرا جزيال لكم أيضا و أمتنى لكم االستمرار و املزيد من النجاح‪.‬‬ ‫صفحة «لكل األمازيغ» على موقع التواصل اإلجتماعي ‹فيسبوك›‪ ،‬هي‬ ‫صفحة متميزة خاصة باألمازيغ و باخلصوص األمازيغ املسيح‪...‬‬ ‫تقوم الصفحة بنشر التقافة األمازيغية و اإلهتمام بالدين املسيحي‪...‬‬ ‫هي صفحة متميزة كما سبق القول و ما يجعلها كذلك هي توجهها‬ ‫املباشر لألمازيغ و للتعريف بالديانة املسيحية وسط اجملتمع األمازيغي‪ ،‬و‬ ‫كذلك تنوعها و نشاطها الدائم ‪ ...‬ال يسعنا إال دعوتكم لزيارة الصفحة‬ ‫التي يبلغ عدد متتبعيها أزيد من ‪ 67000‬معجب‪.‬‬

‫‪facebook.com/AitmaAistma‬‬ ‫على النت‬

‫‪19‬‬


‫شـــاهد‬ ‫فلمنا لهذا العدد ‪...‬‬

‫‪La vie d'Adèle‬‬ ‫فلم «حياة أديل» هو فلم سينمائي فرنسي من إخراج‬ ‫اخملرج التونسي‪-‬الفرنسي‪ :‬عبد اللطيف كشيش‪.‬‬ ‫هذا الفلم يحكي عن قصة حب مثلية بني شابتني‪،‬‬ ‫أديل و اميا األولى فتاة مراهقة لم تتجاوز بعد ‪ 18‬سنة‬ ‫وهي تنحدر من أسرة متواضعة‪ ،‬بينما التانية قد‬ ‫جتاوزت العشرين سنة وهي من أسرة بورجوازية‪.‬‬ ‫أديل و اميا‪ ،‬ستقعان في حب بعضيهما من أول لقاء‬ ‫بينهما‪ ،‬لتتطور العالقة حلب جنوني‬ ‫تنسجمان فيه ‪ ...‬إال أنه و مع توالي أحداث‬ ‫الفلم سيقع ما يعكر صفو عالقتهما ‪...‬‬ ‫ما الذي عكر صفاء حبهما ؟ و هل سيضع‬ ‫حدا لهذه العالقة ‪ ...‬؟ شاهدوا هذا الفلم‬

‫شاهد الفلم على موقعنا‬

‫‪WwW.akaliyatmag.blogspot.com‬‬


‫شخص واحد يصبح كارثة !!‬ ‫قصة مثلية واقعية لـمـــالذ‬

‫أعطاني ورودا‪ ،‬لكنني تركتها تذبل‪...‬‬ ‫أعطاني حبا‪ ،‬لكن ما أعطيته هو الوداع‪...‬‬ ‫نعم‪ ،‬لقد انفصلت عنه قبل ساعة من اآلن‪ ،‬ذلك الشخص الذي كان حبيبي مل ّدة ستة أيام فقط‪ ،‬لقد بكى بحرقة ورغم ذلك لم يتحرك فيَّ داخلي‬ ‫أي شيء وأنا الذي كنت أبحث عن عالقة واستقرار مع أول شخص يبدي املوافقة على موقع ((الفيس بووك)) األسوأ من اجلحيم‪.‬‬ ‫ال أتذكر حقيقة كيف تصادقنا على املوقع وال ح ّتى هو يذكر ذلك‪ ،‬غير أن ّه هو من أرسل لي السالم في علبة الدردشة اخلاصة بحسابي املزيف‪،‬‬ ‫حيث البد وأنه رأى تلك اخلواطر املثلية احلزينة التي أكتبها وأنشرها معبرا فيها عن رغبتي في إيجاد فارس األحالم الذي أريد أن أكون معه إلى األبد‪،‬‬ ‫ال يبعدنا غير املوت عن بعضنا البعض‪ ،‬أو ربمّ ا رأى تلك الصور التي أنشرها رفقة تلك اخلواطر والتي يظهر فيها غالبا رجالن يحضنان بعضهما‬ ‫أو أحدهما يق ّدم وردة حمراء آلخر تعبيرا عن ح ّبه حلبيبه وسعادته لوجوده بجانبه‪ ،‬على كلّ حال‪ ،‬يبدو أنه الحظ درجة يأسي االنتحارية في إيجاد‬ ‫حبيب‪.‬‬ ‫رددت السالم ورحنا ندردش مع بعضنا‪_ ،‬ولو أدركت إن األمور ستؤول إلى هذا احلال ملا فتحت ذلك احلساب املزيف قط_ أخبرته أنني رجل لرجل‬ ‫واحد‪ ،‬أريد أن أكون مع شخص يبادلني احلب وأن أحس معه أن حياتي ذات مغزى وأهمية عنده‪ ،‬كما أنني ذكرت أني سأُتوج هذا الشخص_إن‬ ‫وُجد_ ملكا على مملكة قلبي بحيث لن يكون فيه غير صوره ومتاثيله التي ستزيّن جدرانه‪ ،‬وقد تعجب من مبالغتي في احلديث غير أنني شرحت‬ ‫له معاناتي الكبيرة التي تتمثل في فقدان األمل بسبب كون أغلب املثليني املوجبني الذين ال يريدون غير حشر مدافعهم فيك وإطالق قذائفها‬ ‫ثم الرحيل‪ ،‬أنا أحترم رغبات وتوجها كلّ بشري لكنّي حقا لست من هذا النوع األخير‪ ،‬وجاء دوره ليتكلّم؛ حيث صرّح‬ ‫لتصيب أحد أجزاء جسدك ّ‬ ‫لي أنا حقا أُعجب بطريقة كالمي أن ّه نفسه استراحت لرفقتي‪ ،‬فطلب منّي أن أقبله كشريك إن لم يكن لد ّي مانع‪ ،‬ولكنّه_فجأة_أخبرني أن ّه‬ ‫أحب اإلنسان لذاته وألجل ذاته ألنه‬ ‫سيرسل صورته لي عاجال‪ ،‬وقد قال ذلك دون ح ّتى أن أطلب ذلك منه؟‪ ،‬فمنعته من القيام بذلك وأخبرته أن ّني ّ‬ ‫تهمني فعال‪ ،‬وبعد أن سردت عليه هذا الكالم‬ ‫يحمل مشاعر‬ ‫ّ‬ ‫يجب أن تحُ ترم وتأخذ بعني االعتبار‪ ،‬أما عن شكل الشخص ولونه ودينه فتلك أمور ال ّ‬ ‫الحظت تغيرا في كالمه حيث صار منفتحا بشكل أكثر إلى أن فاجأني وقال لي‪:‬‬ ‫‹›وأخيرا وجدت توأم روحي الذي سيدفنني أو أدفنه››‬ ‫ثم أكثر من الكالم الرومانسي الذي أدخلني في عالم وردي من التخيالت حيث أرى نفسي أباغته من اخللف وأحضنه وصدري متراص إلى ظهره‪،‬‬ ‫وهو يبتسم بينما يشتغل بشيء ما‪...‬لقد كانت حلظات مثالية بحق لو العالقة بيننا استمرت لتتحقّ ق هذه التخيالت‪.‬‬ ‫وفي أحدى املرات‪ ،‬ودائما في علبة احلوار‪ ،‬أجابني بعد أن سألته؛ أن ّه كان في عالقة مع أحدهم‪ ،‬لكنّها لم تدم طويال ألن ّه لم يكن وفيا وصادق‪ ،‬فقد‬ ‫أخبرني أن ّه تركه بعد أن كلّ صبره منه‪ ،‬فهو كان ال ينفك يجده مع موجبني آخرين‪ ،‬وكان في كلّ مرة يطلب منه العدول عن ذلك وأن يحترم كنه‬ ‫الرابطة التي جتمعها‪ ،‬لكن ميكنكم أن تتخيلوا ما حدث بعد ذلك‪ ،‬ولذلك فهمت ملاذا دائما كان يركز في كالمه على اإلخالص والصدق فهو كان‬ ‫يكررهما وكأنهما ُطبعتا على لسانه‪ ،‬غير أنه بعد أن أخبرني مبأساته تلك هضمت األمر‪.‬‬ ‫لقد استمر حديثنا على ((الفيس بووك)) حوالي أسبوع‪ ،‬ولم نلتق طوال هذه املدة _رغم أن ّه يقطن في نفس املدينة التي أسكن فيها_ألنني كنت‬ ‫عندها في سفر منعني من لقاءه‪ ،‬لكننا حتدثنا عبر الهاتف متبادلني املكاملات والرسائل القصيرة وعبارات الغزل والهيام والشوق والغرام‪.‬‬ ‫أتذكر أنه في أحد املرات سألته وقلت ‪:‬‬ ‫‹› حبيبي‪...‬هل ميكن أن تصف لي ذلك الشيء؟ ‹›‬ ‫لقد ندمت على طرح هذا السؤال‪ ،‬لكنّني كنت في ذلك الوقت مستثارا بسبب تلك الصور اإليروتيكية التي يطرحها البعض من أصدقائي في‬ ‫املوقع على حساباتهم‪ ،‬فقال لي‪:‬‬ ‫‹› أرجوك يا حياتي‪ ،‬أنا أرجوك‪ ،‬فأنا أريد احلب وال أحبذ حقا احلديث عن هذا اجلانب‪ ،‬الذي سيكون أسهل ما يكون لو توفر احلب بينا ‹›‬ ‫أطرقت رأسي عند قراءة اجلواب‪ ،‬وقدمت خالص اعتذاراتي له‪ ،‬مبررا أنه مجرد فضول من النوع الذي يدفع احلبيب الواحد ليتعرف على جزءه اآلخر‬ ‫ويعرف عنه كلّ التفاصيل‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫’‬

‫اليوم األول‪:‬‬ ‫أنا سعيد‪ ،‬ألنّك خصصت وقتا لرؤيتي‬

‫’‬

‫إن ّه يوم عودتي لبلدتي‪ ،‬وبعد حوالي ‪ 300‬كيلومترات أو أكثر‪ ،‬دخلت‬ ‫منزلي الذي كان أهله في فوضى بسبب شجار قام بينهم‪ ،‬تأففت‬ ‫حلالهم وصعدت لغرفتي_بعد أن حييتهم وحيوني_ لكي أريح جسدي‬ ‫من تعب السفر‪ ،‬قبل أن أتقي حبيبي الذي تواعدنا على الساعة‬ ‫أما اآلن فالساعة تشير إلى متام الثالثة‪.‬‬ ‫السابعة مساء‪ّ ،‬‬ ‫خرجت من املنزل على السادسة‪ ،‬وجلست في مقهى اإلنترنت أتفقد‬ ‫حسابي في ((الفيس بووك)) الذي أدمنه‪ ،‬لكن هذه املرة كان حسابي‬ ‫األصلي أو الرسمي‪ ،‬مضى الوقت سريعا‪ ،‬ألفاجئ به يتصل بي قائال‪:‬‬ ‫‹› مرحبا حبيبي‪ ،‬أنا أمام بنك خليج اجلزائر‪ ،‬تعال لنلتقي هناك ‹›‬ ‫حملت هاتفي ومفاتيحي التي دسستها في اجليب‪ ،‬ورحت وأنا‬ ‫متحمس‪ ،‬مسرعا للمكان املنشود وحني اقتربت منه راح قلبي يزداد‬ ‫ّ‬ ‫نبضا‪ ،‬ومعدتي انقباضا بعد كلّ خطوة أخطوها ورحت أُحس بأني أكاد‬ ‫أفقد القدرة على السيطرة على رجالي اللتان تكادان تهويان بي أرضا‪،‬‬ ‫وما إن وصلت لعني املكان‪ ،‬وجدت شابا نحيفا قليال جالس أما البنك‪،‬‬ ‫فركزت نظري عليه وهو فعل بدوره كذلك‪ ،‬غير أنني كنت أحيل عيني‬ ‫إلي من احلياء‪.‬‬ ‫على منظر آخر كلما نظر هو ّ‬ ‫مرّت دقائق ونحن ال نتبادل غير النظرات فال أحد منا يقوم ويكلم اآلخر‪،‬‬ ‫ح ّتى جمعت بعضا من الشجاعة فاقتربت نحوه وقلت_متلعثما_‪:‬‬ ‫‹› أأنت هو الشخص الذي يُفترض أن ألتقي به هنا؟؟ ‹›‬ ‫(لقد كان سؤاال غبيا‪ ،‬فقد كان خليقا بي أن أتصل بالهاتف ألتأكد بدل‬ ‫الهجوم مباشرة)‬ ‫‹› يبدو أن ّك تخلط بيني وبني شخص آخر‪ ،‬فأنا أجلس هنا ال أنتظر أحدا ‹›‬ ‫قال ذلك بعد أن بدت عليه عالمات االستغراب‪ ،‬ثم أكمل‪:‬‬ ‫‹› لكن يبدو أن ّك تقصد ذلك الشاب املمتلئ اجلسم الذي كان هنا قبل‬ ‫قليل يسألني‪›‹ :‬هل أنت يوسف؟ ‹›‬ ‫قلت له‪:‬‬ ‫‹› وأين هو اآلن؟ ‹›‬ ‫‹› لقد اجته يسارا بعد أن أخبرته أنني لست الشخص الذي يقصده ‹›‬ ‫شكرت الشاب الذي ابتعدت عنه قليال وأخرجت الهاتف متصال‬ ‫بــ((حكيم)) وقد خاطبته بعد أن أجاب بلهجة عصبية بعض الشيء‪،‬‬ ‫وكان سبب ذلك التوتر الذي يدور داخلي ومينعني من التفكير جيدا‪،‬‬ ‫فأعلمته أن ّني أقف أمام واجهة البنك وعليه أن يحضر حاال‪ ،‬فأردف أنه‬ ‫قادم حاال‪.‬‬ ‫وما هي إال ثواني ح ّتى حملت شابا يقاربني في الطول يقبل من بعيد‬ ‫متجه نحوي وتعلو وجهه ابتسامه‪ ،‬فوقف أمامي بجسده املمتلئ‬ ‫والضخم الذي يبدو_حتما_ أن ّه من ممارسي رياضة كمال األجسام‬ ‫كما أخبرني سابقا‪ ،‬أما جسدي الذي يبدو كقلم الرصاص فراح يرجتف‪،‬‬ ‫لكنني كبحت جماحه‪ ،‬ومددت يدي ألصافح يد ((حكيم)) التي امتدت‬ ‫ثم رحنا نتمشى على طول الطريق الذي التقينا عليه‪ ،‬ليخبرني‬ ‫لي‪ّ ،‬‬ ‫أ ّن اسمه ليس ((حكيم)) بل هو ((يونس)) كما اعترف لي أن ّه ال يقيم‬ ‫في البلدة متاما بل في إحدى حواشيها التي ال تبعد سوى كيلومترين‬ ‫أو أكثر بقليل‪ ،‬وقد اعتذر عن ذلك‪ ،‬وكان على وشك تبرير فعلته حتى‬ ‫قاطعت كالمه ألمنعه من ذلك‪ ،‬قائال أ ّن اسمي ومكان إقامتي غير‬ ‫اللذين قلتهما له في علبة الدردشة‪ ،‬وهكذا جتاوزنا احلديث في هذا‬ ‫املوضوع واإلفاضة فيه واعدين بعضنا أن ّنا لن نخفي أي شيئا من اآلن‬ ‫وصاعدا‪ ،‬وبقينا نتجول هنا وهناك‪ ،‬بعد أن رفض عرضي عليه أن نذهب‬ ‫حملل ‹› البيتزا ‹› بحجة أن ّه تعشى قبل أن يأتي‪ ،‬فبقينا جنلس تارة ونسير‬ ‫تارة أخرى‪ ،‬ح ّتى استقرينا على كرسي من كراسي أوّل حديقة عمومية‬ ‫صادفتنا‪.‬‬

‫كانت‬ ‫لقد‬ ‫ا أل مســـــية‬ ‫ر ا ئعــــــة ‪،‬‬ ‫جــــو الليلة‬ ‫ّ‬ ‫معتـــــد ل ‪،‬‬ ‫نسيم دافئ‬ ‫يهــب أحيانا‬ ‫ّ‬ ‫يبعـــــــث‬ ‫في النفس‬ ‫الدفء‪ ،‬وقمر قد‬ ‫سلّط نوره على احلديقة‪ ،‬لقد كانت أمسية كما يصفها الروائيون وكتاب‬ ‫قصص الغرام في حكاياتهم أشعارهم‪ ،‬فأخبرته أن ّني أريد االقتراب منه‬ ‫واملكوث في حضنه‪ ،‬وفورا فتح ذراعيه الضخمتني ليرحب بي بينهما‪،‬‬ ‫ثم أغلقهما على صدري‪ ،‬عندها رحت أتذكر ّ األحالم التي كنت أحلم‬ ‫ّ‬ ‫بها أرى كيف هي تتحقق شيئا فشيئا اآلن‪ ،‬لكنني الحظت أنه يُخفي‬ ‫بعض االنزعاج وذلك لكون بعض الشبان ميرّون أمامنا أحيانا رغم أن‬ ‫الوقت متأخر‪ ،‬إعتدلت ال للعزوف عن االلتصاق به بل ألسند رأسي على‬ ‫فخذه وأنا مستلقي على الكرسي‪ ،‬لقد أراحه األمر‪ ،‬فراح يداعب خداي‬ ‫أذني بأنامل أصابعه وميرّرها على رقبتي‪ ،‬ورحنا نتبادل نظرات جريئة تعبر‬ ‫عن الوقوع في شباك احلب‪ ،‬ورحنا نتحدث عن أنفسنا وهواياتها‪ ،‬وبعض‬ ‫األمور اجلانبية‪ ،‬كما حتدثنا عن مستقبل عالقتنا الفتية‪ ،‬ورغبتنا في‬ ‫إطالتها مدى احلياة رغم أ ّي عائق قد يصادفنا‪.‬‬ ‫لقد كنا منسجمني حقا‪ ،‬ح ّتى نسينا الزمان واملكان‪ ،‬وذلك ألن ّه كان‬ ‫لقاء أرواح خالدة وليس لقاء أجساد فانية‪ ،‬وفجأة نطقت غاضبا‪:‬‬ ‫‹› أنا حقا ال أدرك الضرر من محبة رجلني لبعضهما‪ ،‬ملا يقدم غيرنا على‬ ‫جترميها‪ ،‬فنحن ال نؤذي أحدا بتاتا؟؟ ‹›‬ ‫أجاب‪:‬‬ ‫‹› إنهم يخافون يا حبيبي‪ ،‬فهم ال يفهموننا‪ ،‬فبسبب ذلك اخلوف من‬ ‫اجملهول عندهم‪ ،‬فهم يحاربونه وال يكتفون بتحرميه على أنفسهم بل‬ ‫ح ّتى علينا‪ ،‬لألسف ‹›‬ ‫ُ‬ ‫علي الباب؛ فقد‬ ‫غلق‬ ‫أ‬ ‫وإال‬ ‫للمنزل‬ ‫أعود‬ ‫أن‬ ‫فعلي‬ ‫حقا‬ ‫كان الوقت قد تأخر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫نسيت مفاتيحي‪ ،‬لكنه طلب مني املكوث أكثر بنبرة حزينة حركت‬ ‫القشعريرة واألسف في جسدي‪:‬‬ ‫‹› يا ليتني لو أقدر يا ملكي‪ ،‬لكن املنزل والـــ‪››...‬‬ ‫وما كدت أنهي كالمي حتى احتضنني فجأة‪ ،‬فابتسمت وعانقته‬ ‫إلي بقوة‪ ،‬لدرجة أن ّني أردت االلتصاق به لألبد على هذا النحو‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ألضمه ّ‬ ‫كتفي‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫على‬ ‫كفيه‬ ‫يضع‬ ‫يزال‬ ‫ال‬ ‫لكنه‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ابتعد‬ ‫ثم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫شكرا لوقتك الثمني الذي خصصته لي رغم سفرك الطويل واملضني‬ ‫هذا الصباح‪ ،‬وال تنس أن تخبرني بجوابك غدا‪ ،‬وأرجو أن يكون اجلواب‬ ‫إيجابيا‪.‬‬ ‫هم بالرحيل طلبت منه االنتظار قيال بعد‪ ،‬ألخرج من جيبي شيئا‬ ‫ملّا ّ‬ ‫أردت أن أعطيه إياه‪ ،‬لقد كانت رواية ‹›األمير الصغير››‪ ،‬وقلت‪:‬‬ ‫‹› ألنني أحببتك أريدك أن تقبل مني هذه الهدية البسيطة‪ ،‬فلتحرص‬ ‫على قراءتها لطفا ألن فيها معاني رائعة وأفكار ملفتته لالنتباه ‹›‬ ‫تفاجأ ((يونس)) وقد شكرني كثيرا على طيبتي وجزالة أخالقي معه‪،‬‬ ‫لكن ككلّ شيء في احلياة؛ افترقنا وكلّ منا يلتفت خلفه أحيانا ح ّتى‬ ‫اختفى هو ولم أعد قادرا على رؤيته عند التفاتتي األخيرة‪.‬‬

‫‪ ...‬يتبع في العدد القادم من مجلة أقليات‬

‫(مـــالذ)‬

‫‪22‬‬


‫الحب األول‬ ‫العنقاء المغربي‬

‫قصة واقعية للعنقاء املغربي‪ ،‬حتكيها بالدارجة املغربية‬

‫‪/phoenixelmaghreb‬‬

‫ﻗﺼﺘﻲ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺪﺍﺕ ﺑﻌﻔﻮﻳﺔ ‪ ..‬ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪﻱ ‪18‬ﺳﻨﺔ ﻣﻠﻲ ﺗﻠﻘﻴﺘﻬﺎ ﺍﻭﻝ ﻣﺮﺓ ‪ ..‬ﻛﻨﺖ ﻛﻨﺪﻭﺯ ﻛﻞ ﺻﺒﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﺘﻲ ﻟﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﻛﻨﺔ ﺑﺤﻲ‬ ‫ق‬ ‫ﻣﺒﺮﻭﻛﺔ ﺑﺴﻄﺎﺕ ﻭﻛﻨﺖ ﺑﺎﻟﺼﺪﻓﺔ ﻛﻨﺸﻮﻓﻬﺎ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﻗﺪﺍﻡ ﺑﺎﺏ ﺻﺎﺣﺒﺘﻬﺎ ﻛﺘﻨﺴﻨﺎﻫﺎ ﺑﺎﺵ ﺗﻨﺰﻝ ﻟﻌﻨﺪﻫﺎ‪ ..‬ﻓﺎﻻ‌ﻭﻝ ﻣﻜﻨﺘﺶ ﻛﻨﻬﺘﻢ ﻟﻜﻦ ﻣﻊ‬ ‫ﺍﻤﻟﺪﺓ ﺑﺪﻳﺖ ﻛﻨﺘﺎﺑﻪ ﻟﻴﻬﺎ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﻠﻲ ﻻ‌ﺣﻈﺖ ﺍﻧﻬﺎ ﻛﺘﺒﻊ ﻟﻴﺎ ﺍﻟﻌﻦﻴ ﺑﺰﺍﻑ ‪ ..‬ﻭﻟﻴﺖ ﻣﺪﻣﻨﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺧﺎﺻﻨﻲ ﻭ ﻻ‌ﺑﺪ ﻧﺸﻮﻓﻬﺎ‪،‬ﻭﺍﻟﻰ ﻣﻜﺎﻧﺶ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﺖ ﻓﺤﺎﻝ ﻓﺤﺎﻝ ﻛﻨﺖ ﻛﻨﻘﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺤﺎﻝ ﺷﻲ ﻫﺒﻴﻠﺔ ‪ ..‬ﺳﻮﻟﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﺣﺪ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻴﺎ ﺑﻠﻲ ﻛﺘﻘﺮﻯ ﻓﺎﻟﻠﻴﺴﻲ «ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ» ﻟﻲ ﻗﺮﻳﺐ ﻟﻠﻴﺴﻲ‬ ‫ﺩﻳﺎﻟﻲ «ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺩ» ﻭ ﺳﻤﻴﺘﻬﺎ «ﻫﺪﻯ» ﻛﺎﻧﺖ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﻮﺭﻣﺎ ﺩﻳﺎﻟﻬﺎ ﺯﻭﻳﻨﺔ ﻭ ﺳﻤﺮﺓ ﻭ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻛﺤﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺘﺠﻤﻌﻮﺍ ﺍﻏﻠﺐ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻛﺎﻥ ﻃﻮﻳﻞ ﻭ ﺭﻃﺐ ‪..‬‬ ‫ﻛﻠﺸﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺯﻭﻳﻦ ﻭ ﺍﻛﺜﺮ ﺣﺎﺟﺔ ﺟﺪﺑﺘﻨﻲ ﻟﻴﻬﺎ ﺗﺒﺎﺗﺔ ﻟﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻭ ﻛﺘﺒﺎﻥ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺍﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻧﻴﻘﺔ ﻓﻠﺒﺎﺳﻬﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﻫﻲ ﺑﻨﺖ ﻳﺤﻠﻢ ﺑﻬﺎ‬ ‫ﺍﻱ ﻭﺍﺣﺪ ‪ ..‬ﺑﺪﻳﺖ ﻛﻨﻤﻴﻞ ﻟﻴﻬﺎ ﻭ ﺧﺎﺻﻨﻲ ﻧﺸﻮﻓﻬﺎ ﺑﺎﻱ ﺛﻤﻦ ﻭ ﻻ‌ ﻛﺎﻥ ﻧﻬﺎﺭﻱ ﻳﻀﻴﻊ ‪ ..‬ﻛﻨﺖ ﻣﺰﺍﻝ ﻛﻨﺘﻔﻜﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﺣﺎﺟﺔ ﻛﻨﺘﻌﺠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻭ ﻫﻮ ﺩﺍﻙ ﺍﻻ‌ﺣﺴﺎﺱ‬ ‫ﻟﻲ ﻛﻨﺤﺴﻮ ﻓﺤﺎﻝ ﺍﻟﻰ ﺷﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻛﺘﺪﻭﺭ ﻟﻴﺎ ﺭﺍﺳﻲ ﻭ ﻛﺘﻘﻮﻝ ﻟﻴﺎ ﺭﺍﻩ ﺷﻲ ﺣﺪ ﻣﻮﺭﺍﻳﺎ ﻛﻨﺪﻭﺭ ﻛﻨﻠﻘﺎﻫﺎ ﻫﻲ ‪ ..‬ﺩﻤﻳﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺘﻮﻗﻊ ﻟﻴﺎ ﻓﺤﺎﻝ ﺍﻟﻰ ﻛﺘﺮﺳﻞ ﻟﻴﺎ‬ ‫ﺍﺷﺎﺭﺍﺕ ﺑﺎﺵ ﻧﺪﻭﺭ ﻟﻌﻨﺪﻫﺎ ‪ ..‬ﻛﺎﻧﺖ ﻃﺮﻳﻘﻲ ﻫﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻲ ﻛﺘﺪﻭﺯ ﻓﻴﻪ ‪ ..‬ﻭﺍﺣﺪ ﺍﻤﻟﺮﺓ ﻗﺮﺭﺕ ﻧﺘﺒﻌﻬﺎ ﻭ ﻧﺸﻮﻑ ﻓﻦﻴ ﺳﺎﻛﻨﺔ ‪. ..‬ﻓﻌﻼ‌ ﻣﺸﻴﺖ ﻣﻮﺭﺍﻫﺎ ﺑﻼ‌ ﻣﺎ‬ ‫ﺤﺗﺲ ﻭ ﻋﺮﻓﺖ ﻓﻦﻴ ﻛﺘﺴﻜﻦ ‪ ..‬ﻭﻟﻴﺖ ﻣﻌﺠﺒﺔ ﺑﻬﺎ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ‪ ..‬ﻭﻟﻴﺖ ﻛﻨﻘﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺑﺎﺵ ﻧﺸﻮﻑ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺣﺴﻴﺖ ﺑﻬﺎ ﻛﺘﺒﺎﺩﻟﻨﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻻ‌ﺣﺴﺎﺱ‬ ‫ﻳﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﻫﻲ ﻟﻲ ﺩﺧﻼ‌ﺕ ﻗﻠﺒﻲ ﺑﻼ‌ ﻣﺎ ﻧﺤﺲ ‪ ..‬ﻛﺎﻧﺖ ﻏﻴﺮ ﻛﺎﺗﺸﻮﻓﻨﻲ ﻛﺘﺒﻘﻰ ﺣﺎﻃﺔ ﻋﻠﻴﺎ ﺑﻌﻴﻨﻴﻬﺎ ﻭ ﺍﻛﺜﺮ ﺣﺎﺟﺔ ﺧﻼ‌ﺗﻨﻲ ﻧﺘﺄﻛﺪ ﺣﺮﻛﺎﺗﻬﺎ ﻭ‬ ‫ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻬﺎ ﻣﻠﻲ ﻛﺘﺸﻮﻓﻨﻲ ‪ ..‬ﻭﺍﺣﺪ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻛﻨﺖ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﻣﻊ ﻭﺍﺣﺪ ﺍﻟﺪﺭﻱ ﻭ ﺷﻔﺘﻬﺎ ﺟﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﺣﺪﺍﻧﺎ ﺑﺎﺵ ﺗﻘﻄﻊ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻭ ﺷﺎﻓﺖ ﻓﻴﺎ ﺑﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺩﻳﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﺣﺴﻴﺘﻬﺎ ﻣﻠﻲ ﺷﺎﻓﺖ ﻓﻴﺎ ﺑﻠﻲ ﻛﺘﺨﺎﺻﻢ ﻋﻠﻴﺎ ﻭ ﻏﻀﺒﺎﻧﺔ ﻣﻨﻲ ‪ ..‬ﻋﻤﺮﻧﻲ ﻧﺴﻰ ﺩﻭﻙ ﺍﻟﺸﻮﻓﺎﺕ ‪ ..‬ﻭﻭﺍﺣﺪ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻣﺰﺍﻝ ﻛﻨﺘﺬﻛﺮ ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﺴﻲ‬ ‫ﻣﻊ ‪ 12‬ﻭ ﺍﻧﺎ ﻗﺎﻃﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻛﻨﺸﻮﻓﻬﺎ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﻣﻊ ﻭﺍﺣﺪ ﺻﺎﺣﺒﺘﻬﺎ ﻭ ﻛﺘﻘﻮﻝ ﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﺤﻟﺮﻛﺎﺕ ﺷﻮﻓﻲ ﻫﺎ ﻫﻲ ﺩﻳﻚ ﺍﻟﺒﻨﺖ ‪ ..‬ﺑﻘﺎﻭ ﺑﺠﻮﺟﺎﺕ ﻛﻲ ﺷﻮﻓﻮ ﻓﻴﺎ ‪ ..‬ﻭ‬ ‫ﻃﺮﻳﻖ ﻛﻠﻬﺎ ﻭ ﻫﻤﺎ ﻣﻮﺭﺍﻳﺎ ﻛﻨﺪﻭﺭ ﻛﻨﺸﻮﻓﻬﺎ ﺣﺎﻃﺔ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻋﻠﻴﺎ ‪ ..‬ﻋﻤﺮﻧﻲ ﻓﺤﻴﺎﺗﻲ ﻣﺎ ﺣﺴﻴﺖ ﺑﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﻗﻮﻱ ﻛﻲ ﺟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺸﻲ ﺑﻨﺖ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﺤﻟﺪ‬ ‫ﺍﻻ‌ﻥ ‪ ..‬ﺩﺍﺯﺕ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﺍﻻ‌ﻭﻟﻰ ﺩﻭﺯﺕ ﻋﻄﻠﺔ ﻛﻨﻘﻮﻝ ﻓﻮﻗﺎﺵ ﺗﻘﺎﺩﻯ ﺑﺎﺵ ﻧﺮﺟﻊ ﻟﻠﻘﺮﺍﻳﺎ ﻧﺸﻮﻓﻬﺎ ‪ ..‬ﺭﺟﻌﻨﺎ ﻭ ﻛﻴﻒ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻣﺸﻴﺖ ﺑﺎﺵ ﻧﺪﻭﺯ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﺘﻲ ﻭ ﻟﻘﻴﺘﻬﺎ‬ ‫‪ ..‬ﺣﺴﻴﺖ ﺑﻘﻠﺒﻲ ﻛﺎﻥ ﻏﺎﺩﻱ ﻳﻮﻗﻒ ﻣﺎﻋﺮﻓﺘﻬﺎ ﻭﺍﺵ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﻭ ﻻ‌ ﺍﺨﻟﻠﻌﺔ ﺑﻘﺎﺕ ﻫﻲ ﻛﺘﺸﻮﻑ ﻓﻴﺎ ﻣﻜﻨﺘﺶ ﻋﻨﺪﻱ ﺍﺠﻟﺮﺃﺓ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﺑﺎﺵ ﻧﺸﻮﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻌﻴﻨﻴﻬﺎ‬ ‫ﺍﻃﻮﻝ ﻣﺪﺓ ﻤﻣﻜﻨﺔ ﺍﻭ ﺠﻧﻲ ﻧﻜﻠﻤﻬﺎ ﺍﻭ ﻧﻀﺤﻚ ﻣﻌﺎﻫﺎ ‪ ..‬ﻛﻨﺖ ﻛﻠﻤﺎ ﻧﺸﻮﻓﻬﺎ ﻧﺨﻀﺎﺭ ﻭ ﻧﺰﺭﺍﻕ ﻭ ﻧﺮﺟﻒ ‪ ..‬ﻛﺎﻧﺖ ﺻﺎﺣﺒﺘﻲ ﺯﻳﻨﺐ ﻛﺘﺪﻳﻨﻲ ﻟﻠﻴﺴﻲ ﺩ «ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ»‬ ‫ﺣﻴﺖ ﻛﺘﻌﺮﻑ ﻓﻴﻪ ﺑﺰﺍﻑ ﺩ ﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﻭ ﺻﺤﺎﺑﺎﺗﻬﺎ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻫﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻭ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺷﻌﺒﻴﺔ ‪ ..‬ﺑﺎﻟﺼﺪﻓﺔ ﻫﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺘﻌﺮﻑ ﻭﺍﺣﺪ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺳﻤﻴﺘﻬﺎ‬ ‫ﻣﺪﻳﺤﺔ ﻫﺎﺩ ﺧﻴﺘﻲ ﺗﻌﺮﻓﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻠﻲ ﻣﺸﻴﻨﺎ ﻟﻜﺎﺯﺍ ﺑﺎﺵ ﻧﺤﺪﺭﻭ ﻟﻠﻔﺮﻭﻡ ‪ ..‬ﻫﺎﺩ ﻣﺪﻳﺤﺔ ﺻﺪﻗﺎﺕ ﻛﺘﻘﺮﻯ ﻣﻊ ﻫﺪﻯ ﻭ ﻫﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺘﻤﺸﻰ ﻣﻌﺎﻫﻢ ﺑﺰﺍﻑ ‪ ..‬ﻭﺍﺣﺪ‬ ‫ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻟﻘﻴﻨﺎﻫﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﻦﻴ ﻓﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﺒﻼ‌ﺻﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻟﻠﺮﺍﺯﻱ ﻛﻲ ﺳﻤﻴﻮﻫﺎ «ﺍﻻ‌ﺣﺒﺎﺱ» ﺍﻤﻟﻘﺮ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻄﻼ‌ﺑﻴﺔ ﻭ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ‪ ..‬ﻣﺸﻴﻨﺎ ﻭ‬ ‫ﺳﻠﻤﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ ﻟﻲ ﻣﺸﺎﺕ ﻟﻜﺎﺯﺍ ﻭ ﺑﻘﻴﻨﺎ ﻛﻨﺘﻌﺎﻭﺩﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻤﻟﻐﺎﻣﺮﺓ ‪ ..‬ﺳﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻻ‌ﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻳﺠﻲ ﺣﻨﻜﻲ ﻓﺤﻨﻜﻬﺎ ﻓﺪﻳﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺧﺘﺰﻻ‌ﺕ ﻋﻤﺮﻱ‬ ‫ﻛﻠﻮﺍ ﺣﺴﻴﺖ ﺑﻠﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﻭﻗﻒ ﻭ ﺭﻭﺣﻲ ﺧﺮﺟﺎﺕ ﻣﻦ ﺣﻠﻘﻲ ﻭ ﻃﺎﺭﺕ ﻻ‌ﺑﻌﺪ ﺳﻤﺎ ‪ ..‬ﻧﺴﻴﺖ ﻭﺍﺵ ﻛﺎﻳﻨﻦﻴ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻌﺎﻧﺎ ﻧﺴﻴﺖ ﺯﻳﻨﺐ ﻭ ﻣﺪﻳﺤﺔ ﻭ ﻭﻓﺎﺀ ﻭ ﻣﺨﻠﺺ‬ ‫ﻭ ﻓﺮﻳﺪ ﻭ ﺍﻻ‌ﺣﺒﺎﺱ ﻭ ﺳﻄﺎﺕ ﻭ ﺍﻤﻟﻐﺮﺏ ﻭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻮﺍ ‪ ..‬ﺷﻔﺘﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻫﻲ ‪،‬ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﻛﻤﻠﺘﺶ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺗﺪﻱ ﻋﻤﺮﻱ ﻛﺎﻣﻞ ﻭ ﺗﻨﺴﻴﻨﻲ ﺷﻜﻮﻥ ﺍﻧﺎ ‪ ..‬ﺑﻘﻴﺖ ﺳﺎﻛﺘﺔ‬ ‫ﻫﻤﺎ ﻛﻲ ﻫﻀﺮﻭ ﻭ ﻛﻌﺎﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻐﺎﻣﺮﺍﺗﻬﻢ ﺯﻳﻨﺐ ﻛﺘﻬﻀﺮ ﻭ ﻛﺘﻌﻴﺶ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻣﻠﻲ ﻛﺘﻌﺎﻭﺩ ﻟﻴﻬﻢ ﺍﺵ ﺩﺭﻧﺎ ﻭ ﻛﻴﻔﺎﺵ ﺳﻠﺘﻨﺎ ﻓﺎﻟﺘﺮﺍﻥ ﺑﻼ‌ ﻣﺎ ﻧﺨﻠﺼﻮ ﻭ‬ ‫ﻛﻴﻔﺎﺵ ﺗﻌﺮﻓﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺭﻱ ﻭﺍﻋﺮﻳﻦ ﻓﻜﺎﺯﺍ ﻭ ﻛﻴﻔﺎﺵ ﺩﻭﺯﻧﺎ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻓﻌﻦﻴ ﺍﻟﺪﻳﺎﺏ ﻭ ﻣﻠﻲ ﻛﻨﺎ ﺭﺍﺟﻌﻦﻴ ﻭ ﺩﺯﻧﺎ ﻓﺎﻤﻟﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻘﺪﻤﻳﺔ ‪ ...‬ﻫﻲ ﻛﺘﻌﺎﻭﺩ ﻟﻴﻬﻢ ﻭ ﻛﺘﻘﻮﻝ ﻟﻴﺎ‬ ‫ﻧﺴﺮﻳﻦ ﻋﺎﻭﺩﻱ ﻟﻴﻬﻢ ﺍﺵ ﺩﺭﺗﻲ ﻛﻨﻘﻮﻝ ﺟﻮﺝ ﻛﻠﻴﻤﺎﺕ ﻭ ﻧﺴﻜﺖ ﻭﻫﻲ ﻛﺘﻜﻤﻞ ‪ ..‬ﻣﺮﺓ ﻣﺮﺓ ﻛﻨﺴﺮﻕ ﺷﻮﻳﻔﺔ ﻛﻨﻠﻘﺎﻫﺎ ﻛﺘﺸﻮﻑ ﻓﻴﺎ ﻭ ﻣﺮﺓ ﻛﺘﺸﻮﻑ ﻓﺰﻳﻨﺐ‬ ‫ﻟﻲ ﻣﺤﻴﺤﻰ ﺑﺼﻮﺗﻬﺎ ‪ ..‬ﺍﻧﺎ ﻤﺗﻨﻴﺖ ﺩﻳﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺗﻄﻮﺍﻝ ﻭ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﺗﻘﺎﺩﻯ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻜﻴﺮﺣﻤﺶ ﺟﺮﺍﺗﻨﻲ ﺯﻳﻨﺐ ﻣﻦ ﻳﺪﻱ ﻭ ﻣﺸﻴﻨﺎ ﻓﺤﺎﻟﻨﺎ ﻭ ﺧﻠﻴﺘﻬﺎ ﺟﺎﻟﺴﺔ‬ ‫ﻛﺘﺸﻮﻑ ﻓﻴﺎ ‪ ..‬ﺗﻠﻘﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺩﺍﻛﺸﻲ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﻛﻞ ﻧﻬﺎﺭ ﻭﻓﻦﻴ ﻭ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻛﻨﺰﻳﺪ ﻧﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺎ ‪،‬ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻮﻗﻔﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺴﻴﺖ ﺭﺍﺳﻲ ﺑﻠﻲ‬ ‫ﻭﻟﻴﺖ ﻛﻨﺒﻐﻴﻬﺎ ﺣﻴﺖ ﻛﻨﺖ ﻛﻨﻌﺲ ﺑﻬﺎ ﻭ ﻛﻨﻔﻴﻖ ﺑﻬﺎ ﻭ ﻛﻨﻌﻴﺶ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻏﻴﺮ ﺑﺎﺵ ﻧﺸﻮﻓﻬﺎ ‪ ..‬ﻭﺍﺣﺪ ﻟﻌﺸﻴﺔ ﻛﻨﺎ ﺧﺎﺭﺟﻦﻴ ﺍﻧﺎ ﻭﺯﻳﻨﺐ ﻻ‌ﺣﺒﺎﺱ ﻭ ﺑﺎﻟﺼﺪﻓﺔ‬ ‫ﺗﻼ‌ﻗﻴﻨﺎ ﺑﻴﻬﻢ ﻫﻲ ﻭ ﻣﺪﻳﺤﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻟﻲ ﻛﺘﻜﻮﻥ ﻣﻌﺎﻫﻢ ‪ ..‬ﺳﻠﻤﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ ﺟﻴﺖ ﺍﻧﺎ ﺑﺎﺵ ﻧﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ؛ ﻣﺪﻳﺖ ﻳﺪﻱ ﻫﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﻗﺪﺓ ﺻﺒﺎﻋﻬﺎ ﺑﻮﺍﺣﺪ‬ ‫ﺍﺤﻟﺮﻛﺔ ﻛﺘﺮﻣﺰ ﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ‪ ..‬ﺷﻔﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻭ ﺿﺤﻜﻨﺎ ﺑﺠﻮﺝ ﻃﻠﻘﺎﺕ ﺻﺒﺎﻋﻬﺎ ﻭ ﺳﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﺎ ﺑﺎﻟﻴﺪﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﺣﻠﻰ ﺤﻟﻈﺔ‪ ,‬ﺣﺴﻴﺘﻬﺎ‬ ‫ﻣﻨﺴﺎﺟﻤﺔ ﻣﻌﺎﻳﺎ ‪ ..‬ﻤﺗﺸﻴﻨﺎ ﻛﺎﻣﻠﻦﻴ ﻭ ﺟﻠﺴﻨﺎ ﻓﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﺒﻼ‌ﺻﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﻦﻴ ﻫﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﺍﻟﺘﺎﻧﻴﺔ ﻟﻲ ﻛﻨﻜﻮﻥ ﻣﻌﺎﻫﺎ ‪ ..‬ﻫﻲ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﺣﺪﺍ ﺩﻳﻚ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻭ ﺍﻧﺎ‬ ‫ﺟﻠﺴﺖ ﺣﺪﺍﻫﻢ ﺑﺎﺵ ﻧﻜﻮﻥ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻟﻴﻬﺎ ‪ ..‬ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻧﺸﻮﻑ ﻓﻮﺟﻬﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻘﺪﺭﺗﺶ ﺍﻟﺰﻋﺎﻣﺔ ﻟﻲ ﻓﻴﺎ ﺗﻘﺪﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﻬﻀﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﻫﻲ ‪..‬‬

‫‪23‬‬


‫الحب األول‬ ‫ﻭﺍﺣﺪ ﺍﻟﺸﻮﻱ ﺩﺍﺯﻭ ﺣﺪﺍﻧﺎ ﺟﻮﺝ ﺩﺭﺍﺭﻱ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻴﻬﻢ ﺟﻰ ﺣﺪﻫﺎ ﻭ ﺣﺎﻭﻝ ﻳﺘﻘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ‬ ‫‪ ..‬ﺍﻧﺎ ﺗﻌﺼﺒﺖ ﻭ ﺑﺪﻳﺖ ﻏﻴﺮ ﻛﻨﺨﺰﺭ ﻓﻴﻪ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻴﺎ ﻭﺍﺣﺪ ﺍﻟﺮﺍﺱ ﻧﻮﺽ ﻭ ﻧﺸﺪﻫﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻭ ﻧﻬﺮﺏ ﺑﻬﺎ ‪ ..‬ﺑﻐﻴﺖ ﻧﻐﻮﺕ ﻭ ﻧﻘﻮﻝ ﻫﺪ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺩﻳﺎﻟﻲ ﺑﻮﺣﺪﻱ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺑﻬﺎ ﺣﺪ‬ ‫‪ ..‬ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻣﻜﻨﺘﺶ ﻋﻨﺪﻱ ‪ ..‬ﻫﻲ ﻧﺎﺿﺖ ﻣﻦ ﺣﺪﺍﻩ ﻭ ﺯﻳﻨﺖ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻴﻪ ﺗﻼ‌ﺡ‬ ‫ﻣﻦ ﺣﺪﺍ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺭﺍﻩ ﻣﺒﻐﺎﺗﺶ ﺗﺪﻭﻱ ﻣﻌﺎﻙ ‪ ..‬ﻫﻮ ﻣﺰﺍﺩ ﺣﺘﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﺸﻰ ﻓﺤﺎﻟﻮﺍ‬ ‫ﻭ ﺣﻨﺎ ﻧﻀﻨﻰ ﻭ ﺗﻔﺮﻗﻨﺎ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻄﺮﻳﻖ ‪ ..‬ﺟﺎ ﻭﺍﺣﺪ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻛﻨﺖ ﻛﻨﻘﻠﺐ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺯﻳﻨﺐ ﻣﻠﻘﻴﺘﻬﺎﺵ ﺍﻧﺎ ﻓﻜﺮﺕ ﺑﻠﻲ ﻏﺎﺩﻱ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺪﺍ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﺍﻭ ﺣﺪﺍ ﺍﻻ‌ﺣﺒﺎﺱ‬ ‫ﻗﻠﺒﺖ ﻣﺎ ﻟﻘﻴﺘﻬﺎﺵ ﺑﺎﻟﺼﺪﻓﺔ ﺷﻔﺖ ﻫﺪﻯ ﻫﻲ ﻭ ﺷﻲ ﺑﻨﺎﺕ ﻏﺎﺩﻯ ﻣﻌﺎﻫﻢ ﺍﻭﻝ ﻣﺮﺓ‬ ‫ﻧﺘﺸﺠﻊ ﻭ ﻧﻌﻴﻂ ﺑﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ‪ ..‬ﺩﺍﺭﺕ ﻭ ﺷﺎﻓﺖ ﻓﻴﺎ ﺩﺭﺕ ﺍﻟﺴﺒﺔ ﻤﺑﺪﻳﺤﺔ ﻭ ﺳﻮﻟﺘﻬﺎ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﻲ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻴﺎ ﻣﻨﻌﺮﻑ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺎﻳﺎ ﺻﺒﺎﺡ ﻭ ﺧﺮﺟﺎﺕ ﻣﻊ ‪ .. 10‬ﺍﻧﺎ ﻓﺮﺣﺖ ﻣﻠﻲ ﺯﻋﻤﺖ ﻭ ﻛﻠﻤﺘﻬﺎ‬ ‫ﻭﺟﻬﻲ ﻓﻮﺟﻬﺎ ‪ ..‬ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻟﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻲ ﻗﺘﻠﻨﻲ ﻭ ﻛﻲ ﺧﻠﻴﻨﻲ ﺑﻼ‌ ﻋﻘﻞ ‪ ..‬ﻣﺒﻘﻴﺘﺶ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻧﺼﺒﺮ ﺍﻛﺜﺮ ﻗﺮﺭﺕ ﻧﻌﺘﺎﺭﻑ ﻟﻴﻬﺎ ﺑﻠﻲ ﻓﻘﻠﺒﻲ ﻭ ﻟﻲ ﻟﻴﻬﺎ ﻟﻴﻬﺎ‬ ‫ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺍﻥ ﺍﺧﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻗﺮﺏ ﻭ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻏﺎﺩﻱ ﻳﺸﺪ ﻃﺮﻳﻘﻮﺍ ‪ ..‬ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻴﻬﺎ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻭ ﻗﻠﺖ ﻏﺎﺩﻱ ﻧﻌﻄﻴﻬﺎ ﻟﻴﻬﺎ ‪ ..‬ﻭﻓﻜﻞ ﻣﺮﺓ ﻛﻨﻘﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻜﻨﻠﻘﻬﺎﺵ‬ ‫ﺍﻭ ﺍﻟﻰ ﻟﻘﻴﺘﻬﺎ ﻛﺘﻮﻗﻊ ﺷﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻛﺘﻤﻨﻌﻨﻲ ﻣﻨﻌﻄﻴﻬﺎﺵ ﻟﻴﻬﺎ‪ ..‬ﻣﺎﻋﺮﻓﺖ ﻣﺎﻧﺪﻳﺮ ﺧﻔﺖ ﺑﺰﺍﻑ ﻻ‌ ﺗﺮﻓﻀﻨﻲ ﻭ ﻻ‌ ﺗﻜﺮﻫﻨﻲ ﻭ ﺗﺨﺎﻑ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮﻱ ﺧﺼﻮﺻﺎ‬ ‫ﺑﻠﻲ ﺍﻤﻟﺜﻠﻴﺔ ﺷﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻛﺘﺨﻮﻓﻬﻢ ﻭ ﺍﻏﻠﺒﻴﺘﻬﻢ ﻛﻴﻌﺎﻧﻴﻮ ﻣﻦ ﻫﻮﻣﻮﻓﻮﺑﻴﺎ ‪ ..‬ﺧﻔﺖ ﻧﺨﺴﺮﻫﺎ ﺍﻟﻰ ﻋﺮﻓﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻰ ﻣﺎﻋﺮﻓﺎﺗﺶ ﺧﺴﺮﺍﻫﺎ ﺍﺻﻼ‌‪ ..‬ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻛﻲ‬ ‫ﻗﺘﻠﻨﻲ ﻣﺎﺑﻘﻰ ﻭﺍﻟﻮﺍ ﻭ ﻧﺨﺮﺟﻮ ﻋﻄﻠﺔ ﺑﺎﺵ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﻮﺟﺪ ﻻ‌ﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ ‪ ..‬ﺍﺣﺴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﺑﻠﻲ ﺣﺘﻰ ﻫﻲ ﻛﺘﺒﺎﺩﻟﻨﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻻ‌ﺣﺎﺳﻴﺲ ﺷﺠﻌﻨﻲ ﺑﺎﺵ ﻧﺰﻋﻢ ﻭ‬ ‫ﻧﻌﻄﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ‪ ..‬ﻣﺸﻴﺖ ﻟﻠﻴﺴﻲ ﺩﻳﺎﻟﻬﺎ ﺑﺤﺠﺔ ﺍﻧﻨﻲ ﻛﻨﻠﻌﺐ ﺍﻟﺒﺎﺳﻜﻴﻂ ‪ ..‬ﻭﺑﻘﻴﺖ ﻛﻨﺘﺴﻨﺎﻫﺎ ﺗﺨﺮﺝ ؛ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺘﻼ‌ﻣﻴﺬ ﺑﺪﺍ ﻛﻲ ﻗﻼ‌ﻝ ﺣﻴﺖ ﺍﻻ‌ﻏﻠﺒﻴﺔ ﺧﺮﺟﻮ‬ ‫ﻋﻄﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪ ﺍﻟﺸﻮﻱ ﻫﺎ ﻫﻲ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻣﻊ ﺑﻨﺎﺕ ﻗﺴﻤﻬﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻛﻲ ﻫﻀﺮﻭﺍ ﻣﻊ ﺍﺳﺘﺎﺫﻫﻢ ﻭ ﺍﻧﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﻧﺘﺴﻨﺎﻫﺎ ﻗﺪﺍﻡ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻠﻴﺴﻲ ﻭ ﻛﻠﻲ ﻛﻨﺘﺮﻋﺪ ﻭ ﻗﻠﺒﻲ ﻛﻲ‬ ‫ﺿﺮﺏ ﺑﺠﻬﺪ ﻭ ﻛﻨﺤﺎﻭﻝ ﻧﺸﺠﻊ ﺭﺍﺳﻲ ﺑﺎﺵ ﻧﻌﻄﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ‪،‬ﻛﺎﻧﺖ ﺍﺧﺮ ﻓﺮﺻﺔ ‪ ..‬ﻫﻲ ﺧﺮﺟﺎﺕ ﻭ ﺍﻧﺎ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﻓﺤﺎﻝ ﺷﻲ ﺻﻨﻢ ‪ ..‬ﺩﺍﺯﺕ ﺣﺪﺍﻳﺎ ﻭﺍﻧﺎ ﻣﻘﺪﺭﺗﺶ‬ ‫ﻧﺘﺤﺮﻙ ﻭ ﻻ‌ ﻧﻌﻴﻂ ﻟﻴﻬﺎ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻊ ﺟﻮﺝ ﺑﻨﺎﺕ ﺣﺸﻤﺖ ﻗﻠﺖ ﺧﻠﻲ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﺎﺭﻕ ﻣﻌﺎﻫﻢ ﻭ ﺗﺒﻘﻰ ﺑﻮﺣﺪﻫﺎ ﻋﺎﺩ ﺍﻧﺎ ﻧﻌﻴﻂ ﻟﻴﻬﺎ ‪ ..‬ﺑﻘﺖ ﺗﺎﺑﻌﺎﻫﺎ ﺗﺎﺑﻌﺎﻫﺎ‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻗﺮﺑﺖ ﺤﻟﻲ «ﻣﺒﺮﻭﻛﺔ» ﻭﻫﻲ ﺗﻔﺎﺭﻕ ﻣﻊ ﻭﺍﺣﺪ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻭ ﺑﻘﺎﺕ ﺑﻮﺣﺪﻫﺎ ‪ ..‬ﻛﺘﺪﻭﺭ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻛﻠﻬﺎ ﻭ ﻛﺘﺸﻮﻓﻨﻲ ﻣﻮﺭﺍﻫﺎ ‪ ..‬ﻭ ﺍﻧﺎ ﻛﻨﻘﻮﻝ ﻫﻨﺎ ﻧﻌﻴﻂ ﻭ ﻣﻜﻨﻘﺪﺭﺵ‬ ‫‪ ..‬ﺑﻘﺎﺕ ﻏﺎﺩﻳﺎ ﻭ ﺍﻧﺎ ﻣﻮﺭﺍﻫﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﻟﻠﺤﻲ ﺩﻳﺎﻟﻨﺎ ﻭ ﺑﻼ‌ﺻﺔ ﻣﺎ ﻤﻧﺸﻲ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﻲ ﺗﺒﻌﺘﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺯﺍﺩ ﺍﻟﺸﻚ ﺩﻳﺎﻟﻬﺎ ﻛﺘﺪﻭﺭ ﺑﺰﺍﻑ ﺠﻟﻬﺘﻲ ‪ ..‬ﻭﺻﻠﺖ ﺤﻟﻲ ﺩﻳﺎﻟﻬﺎ ﻭﻭﻗﻔﺖ‬ ‫ﺣﻴﺖ ﺻﺎﻓﻲ ﺗﺎﻛﺪﺕ ﺑﻠﻲ ﺿﻴﻌﺖ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻭ ﺧﺴﺮﺗﻬﺎ ﻋﻤﺮﻱ ﻛﻠﻮﺍ ‪ ..‬ﺭﺟﻌﺖ ﻭ ﻗﺒﻞ ﻣﺎ ﻧﺮﺟﻊ ﺷﻔﺘﻬﺎ ﻻ‌ﺧﺮ ﻣﺮﺓ ﻭ ﻫﻲ ﻛﺘﺨﺘﻔﻲ ﻣﻦ ﺑﻦﻴ ﻋﻴﻨﻴﺎ ‪ ..‬ﻛﻨﺖ‬ ‫ﻏﺎﺩﻱ ﻧﺒﻜﻲ ﻓﺪﻳﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺣﺴﻴﺖ ﺑﻠﻲ ﻏﺎﺩﻱ ﻧﺘﻼ‌ﻗﺎﻫﺎ ﺷﻲ ﻧﻬﺎﺭ ﻓﻈﺮﻭﻑ ﺍﺣﺴﻦ ‪ ..‬ﺭﺟﻌﺖ ﻟﻠﺪﺍﺭ ﻭ ﻃﻮﻝ ﻣﺪﺓ ﺍﺤﻟﻔﺎﻇﺔ ﻛﻨﺖ ﻛﻨﻔﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻫﻲ‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻧﺴﻴﺖ ﻛﻠﺸﻲ ﻭﻋﺮﻓﺖ ﻣﻐﺎﺩﻳﺶ ﻧﻄﻔﺮﻭ ﻓﺎﻻ‌ﻣﺘﺤﺎﻥ ‪ ..‬ﺣﺘﻰ ﺟﺎ ﻧﻬﺎﺭ ﺍﻻ‌ﻣﺘﺤﺎﻥ ‪ ..‬ﻭ ﻣﺸﻴﺖ ﺳﻄﻞ ﻣﻘﺮﻗﺐ ﻛﻨﻘﻮﻝ ﻏﻴﺮ ﻓﻮﻗﺎﺵ ﻧﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺴﻢ‬ ‫ﺑﺎﺵ ﻤﻧﺸﻲ ﻧﺸﻮﻓﻬﺎ ‪ ..‬ﻛﻨﺨﺮﺝ ﺍﻧﺎ ﻟﻮﻻ‌ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﻭ ﻛﻨﻤﺸﻲ ﻟﻠﻴﺴﻲ ﺩﻳﺎﻟﻬﺎ ﻭﻧﺒﻘﻰ ﻛﻨﺘﺴﻨﻰ ﺤﺗﺖ ﺍﻟﺸﺠﺮ ﺑﺎﺵ ﺗﺒﺎﻥ ﻟﻴﺎ ‪ ..‬ﻭﺍﻟﻮﺍ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺳﺮﻃﺎﺗﻬﺎ ﺍﻻ‌ﺭﺽ‬ ‫‪ ..‬ﺑﻘﻴﺖ ‪ 3‬ﺍﻳﺎﻡ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻛﻨﺘﺴﻨﻰ ﻗﺪﺍﻡ ﺍﻟﻠﻴﺴﻲ ﻳﺎﻛﻤﺎ ﺗﺒﺎﻥ ﻭﺍﻟﻮﺍ ﻛﻨﺖ ﻏﺎﺩﻱ ﻧﺤﻤﺎﻕ ‪ ..‬ﻓﻘﺪﺕ ﺍﻻ‌ﻣﻞ ﻭ ﺭﺟﻌﺖ ﻟﻠﺪﺍﺭ‪ ،‬ﺍﺳﺒﻮﻉ ﻛﺎﻣﻞ ﻭ ﺍﻧﺎ ﻛﻨﺒﻜﻲ ﻛﻲ ﺷﻲ‬ ‫ﻫﺒﻴﻠﺔ ‪ ..‬ﺍﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻛﻨﺤﺲ ﺑﺎﻟﻀﻴﺎﻉ ﻭ ﺑﺎﺨﻟﻨﻘﺔ ﻭ ﺑﻠﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻣﻌﻨﺪﻫﺎ ﻣﻌﻨﻰ ‪ ..‬ﻛﻨﺖ ﻛﻨﺨﺮﺝ ﻛﻞ ﻋﺸﻴﺔ ﺣﺪﺍ ﺍﺠﻟﺎﻣﻊ ﻟﻲ ﻓﺎﺤﻟﻲ ﺩﻳﺎﻟﻬﺎ ‪ ..‬ﺍﻧﺎ ﺍﻤﻟﺴﻄﻴﺔ ﻣﻠﻲ‬ ‫ﺗﺒﻌﺘﻬﺎ ﺍﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻣﺎﻭﺻﻠﺘﺶ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻟﺪﺍﺭﻫﻢ ﺑﺎﺵ ﻧﻌﺮﻑ ﻓﻦﻴ ﺳﺎﻛﻨﺔ ‪ ..‬ﻛﻨﺖ ﻛﻨﺠﻠﺲ ﺣﺘﻰ ﻤﻟﻮﺭﺍ ﻟﻌﺸﻰ ﻓﺎﺤﻟﻲ ﻟﻲ ﺳﺎﻛﻨﺔ ﻫﻲ ﻓﻴﻪ ﻛﻨﺪﻋﻲ ﻧﺸﻮﻓﻬﺎ‬ ‫‪ ..‬ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺻﺎﻓﻲ ﺑﻠﻌﺘﻬﺎ ﺍﻻ‌ﺭﺽ ‪ ..‬ﻧﺪﻣﺖ ﺣﻴﺖ ﺿﻴﻌﺖ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪﻱ ﻭ ﺿﻴﻌﺖ ﺷﺤﺎﻝ ﻣﻦ ﻓﺮﺹ ﺑﺎﺵ ﻧﻬﻀﺮ ﻣﻌﺎﻫﺎ ‪ ..‬ﻛﻨﺖ ﻓﺪﻳﻚ ﺍﻤﻟﺮﺣﻠﺔ‬ ‫ﻛﻨﺤﺸﻢ ﺑﺰﺍﻑ ﻭ ﻣﺎﺷﻲ ﺷﻲ ﻭﺣﺪﺓ ﻟﻲ ﺯﺍﻋﻤﺔ ﺩﺍﻛﺸﻲ ﺑﺎﺵ ﻣﺎﺩﺭﺕ ﻭﺍﻟﻮ ‪ ..‬ﺍﻧﺎ ﻛﻨﺘﺴﻨﺎﻫﺎ ﺠﺗﻲ ﺗﻬﻀﺮ ﻣﻌﺎﻳﺎ ﻭ ﻫﻲ ﻛﺘﺴﻨﺎﻧﻲ ﺠﻧﻲ ﻭ ﺗﺎ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﺎ ﺯﻋﻢ ﻭ ﻫﺎﻛﺎ‬ ‫ﺿﻴﻌﻨﺎ ﺑﻌﻀﻴﺘﻨﺎ ‪ ..‬ﻫﺪﻯ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻟﻲ ﺑﻐﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻲ ﻭ ﻣﻌﺎﻫﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﺷﻨﻮ ﻫﻮ ﺗﺒﻐﻲ ﺷﻲ ﺣﺪ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻚ ﺑﻼ‌ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﻮﺣﺶ ﺷﻲ ﺣﺪ ﻟﺪﺭﺟﺔ‬ ‫ﺍﻻ‌ﺧﺘﻨﺎﻕ ‪ ..‬ﺗﻔﺮﺡ ﺍﻟﻰ ﺷﻔﺘﻴﻪ ﻭ ﻤﺗﻮﻭﺕ ﺍﻟﻒ ﻣﺮﺓ ﺍﻟﻰ ﻏﺎﺏ ﻋﻠﻴﻚ‪ ..‬ﻭﺗﺒﻐﻲ ﺗﻘﺘﻞ ﺭﺍﺳﻚ ﺍﻟﻰ ﺷﻔﺘﻴﻪ ﻣﻊ ﺷﻲ ﺣﺪ ﺍﺧﺮ ‪ ..‬ﺗﺒﻐﻲ ﺗﺨﺮﺝ ﺭﻭﺣﻚ ﺍﻟﻰ ﻗﺴﺘﻴﻪ ‪..‬‬ ‫ﺗﻀﻴﻊ ﺍﻟﻰ ﺷﺎﻑ ﻓﻴﻚ ﻭ ﺤﺗﺲ ﺭﺍﺳﻚ ﺗﻮﻟﺪﺗﻲ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺍﻟﻰ ﺟﺎﺕ ﻋﻴﻨﻚ ﻓﻌﻴﻨﻴﻪ ‪ ..‬ﻳﺒﻨﻴﻚ ﻭ ﻫﺪﻣﻚ ﻓﻠﺤﻈﺔ ﻭﺣﺪﺓ ‪ ..‬ﻫﺎﻛﺎ ﺍﻧﺎ ﺑﻐﻴﺘﻬﺎ ﻭ ﻋﻤﺮﻧﻲ ﻧﺴﻴﺘﻬﺎ‬ ‫ﻟﻴﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻭ ﻋﻤﺮﻧﻲ ﻧﺴﺎﻫﺎ ﻭﺍﺧﺎ ﺠﺗﻲ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻣﺌﺔ ﻭﺣﺪﺓ ‪ ..‬ﺣﻴﺖ ﻫﻲ ﻟﻲ ﺷﻔﺖ ﻓﻌﻴﻨﻴﻬﺎ ﺭﺍﺳﻲ ﻭ ﺷﻔﺖ ﻓﺎﺣﺴﺎﺳﻬﺎ ﺣﺒﻲ ﻭ ﻤﻟﺴﺖ ﻓﻴﺪﻳﻬﺎ ﺭﻭﺣﻲ ‪..‬‬ ‫ﺑﻐﻴﺖ ﺍﻣﻨﻴﺔ ﻭﺣﺪﺓ ﻓﺤﻴﺎﺗﻲ ﻫﻲ ﻧﺸﻮﻓﻬﺎ ﺷﻲ ﻧﻬﺎﺭ ﻭ ﻧﺴﻤﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﻲ ﺧﺒﺎﺭ ﻭﺍﺧﺎ ﺍﻧﺎ ﻣﻦ ﺩﺍﻙ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻤﺮﻧﻲ ﺣﻄﻴﺖ ﺭﺟﻠﻲ ﻓﺴﻄﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻰ ﻣﺸﻴﺖ ‪3‬‬ ‫ﺍﻳﺎﻡ ﻭ ﺭﺟﻌﺖ ﻓﺤﺎﻟﻲ ﻭ ﻓﻜﻞ ﻣﺮﺓ ﻛﻨﻤﺸﻲ ﻛﻨﺘﻤﻨﻰ ﺷﻲ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺗﻮﻗﻊ ﻭ ﻧﺘﻼ‌ﻗﺎﻫﺎ ﻤﺗﺎﻙ ﻣﻐﺎﺩﻳﺶ ﻧﺨﺎﻑ ﻭ ﻻ‌ ﻧﺤﺸﻢ ﻏﺎﺩﻱ ﻤﻧﺸﻲ ﻭ ﻧﻜﻠﻤﻬﺎ ﻭ ﻧﻌﺎﻭﺩ ﻟﻴﻬﺎ‬ ‫ﻛﻠﺸﻲ ﻟﻲ ﻓﻘﻠﺒﻲ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﻰ ﻣﺎﺗﻘﺒﻼ‌ﺗﺶ ﻫﺎﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻ‌ﻗﻞ ﻧﻜﻮﻥ ﺣﻴﺪﺕ ﺍﻟﺜﻘﻞ ﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻱ ﻭﺭﺗﺎﺣﻴﺖ ‪ ..‬ﺍﻧﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻔﻜﺮﺗﻬﺎ ﻛﻨﺘﻌﺬﺏ ﻭﻓﻨﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ‬ ‫ﻛﻨﻔﺮﺡ ﺣﻴﺖ ﻟﻲ ﺣﺴﻴﺘﻮﺍ ﻣﻌﺎﻫﺎ ﻋﻤﺮﻧﻲ ﺟﺮﺑﺖ ﻧﺤﺴﻮﺍ ﻣﻊ ﻏﻴﺮﻫﺎ ‪ ..‬ﺍﻧﺎ ﺧﻔﺖ ﻻ‌ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻲ ﺣﺐ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻭ ﺍﻧﺎ ﺿﻴﻌﺘﻬﺎ ﺧﻔﺖ ﻻ‌ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﺼﻔﻲ ﺍﻟﺘﺎﻧﻲ ﻭ‬ ‫ﺗﺆﺍﻡ ﺭﻭﺣﻲ ﻭ ﻗﺪﺭﻱ ﻭ ﺍﻧﺎ ﺧﺴﺮﺗﻬﺎ ‪ ..‬ﻤﺑﻌﻨﻰ ﻋﻤﺮﻧﻲ ﻧﻌﻴﺶ ﻟﻲ ﻋﺸﺘﻮ ﻣﻌﺎﻫﺎ ‪ ..‬ﻫﺪﻯ ﻓﺎﻱ ﺑﻼ‌ﺻﺔ ﻛﻨﺘﻲ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻱ ﻇﺮﻑ ﺍﻧﺖ‪ ..‬ﺑﻐﻴﺖ ﻧﻘﻮﻝ ﻟﻴﻚ ﺑﻠﻲ ﻛﻨﺒﻐﻴﻚ‬ ‫ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻲ ﺑﻠﻲ ﻣﺎﻧﺴﻴﺘﻜﺶ ﻭﺍﺧﺎ ﺩﺍﺯﺕ ‪ 8‬ﺳﻨﻦﻴ ﻋﻠﻰ ﻗﺼﺘﻲ ﻣﻌﺎﻙ ﻭﺍﺧﺎ ﺩﻭﺯ ‪ 1000‬ﺳﻨﺔ ﺣﺒﻲ ﻟﻴﻚ ﻏﺎﺩﻱ ﻤﻳﺸﻲ ﻣﻌﺎﻳﺎ ﻟﻘﺒﺮﻱ ﻭ ﻧﺒﻘﻰ ﻛﻨﺒﻐﻴﻚ ‪ ..‬ﺍﻣﻨﻴﺘﻲ‬ ‫ﻧﺘﻼ‌ﻗﺎﻙ ﻭ ﻧﺸﻮﻓﻚ ﻭﺍﺧﺎ ﻏﻴﺮ ﺳﺎﻋﺔ ؛ ﻭﺧﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻟﺒﻌﻴﺪ ‪ ..‬ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﻰ ﻣﻜﻨﺶ ﻤﻣﻜﻦ ﻧﺘﻤﻨﻰ ﻳﻮﺻﻠﻚ ﻫﺎﺩﺷﻲ ﻭ ﺗﻘﺮﺍﻳﻪ ﻭﺗﻌﺮﻓﻲ ﺑﻠﻲ ﺑﻼ‌ﺻﺘﻚ ﻣﺎﺷﻲ‬ ‫ﻏﻴﺮ ﻓﻘﻠﺒﻲ ﻓﻌﻤﻖ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻧﺖ ﺳﺎﻛﻨﺎﻫﺎ ﻭﺳﻤﻴﺘﻚ ﻋﻤﺮﻧﻲ ﻧﺴﺎﻫﺎ ﺣﻴﺖ ﻓﺤﻴﺎﺗﻲ ﻣﺎﺷﻔﺘﺶ ﻓﺤﺎﻟﻚ ﻧﺘﻤﻨﻰ ﻧﺸﻮﻓﻚ ﺍ ﻫﺪﻯ‪.‬‬ ‫العنقاء املغربي‬

‫‪24‬‬


‫حياتـــــي‬ ‫في هذا العدد من فقرة حياتي‬ ‫يوسف الديني‪ ،‬يحكي لنا حياته داخل‬ ‫أسرته املتدينة‪ ،‬و كيف ترك اإلسالم !!‬

‫احكي لينا قصتك الواقعية ‪...‬‬

‫اسمي يوسف‪ 25 ،‬سنة‪ ،‬مغربي من مدينة فاس‪ ،‬من أسرة متواضعة‪ ،‬كان لي أربعة إخوة‪ ،‬محمد‪ -‬خديجة – أمال‪ -‬و‬ ‫ياسني ‪ .‬و أنا أصغرهم ‪ ...‬تربيت وسط أسرة متدينة «مسلمة»‪ ،‬الدين بالنسبة لها هو كل شيء ‪...‬‬ ‫أبي «محمد» ‪ :‬تزوج من أمي «فاطمة» و هو في سن ‪ 20‬سنة‪ ،‬كان رجال قاصيا ال يتحاور إال نادرا و إذا حصل أنهى‬ ‫حواره بالعنف‪ ،‬كانت عالقته بأمي باهتة‪ ،‬لم يكن يعبر لها عن حبه ‪ ...‬كان ال ينقطع عن الصالة‪ ،‬يصلي الصلوات اخلمس في‬ ‫أوقاتها بالضبط و غالبا ما كان يقوم الثلث األخير من الليل ‪ ...‬كانت له حلية كثيفة‪ ،‬يرتدي جلبابا أبيضا و يضع دائما على‬ ‫رأسه قبعة بيضاء‪ ،‬لم أكن أرى شعر رأسه بالكامل إال عند االستحمام برفقته‪.‬‬ ‫أمي «فاطمة» ‪ :‬تزوجت من أبي في سن ‪ ،12‬امرأة مغلوب عن أمرها‪ ،‬كانت تقوم باألدوار التقليدية التي تسند جلميع النساء في‬ ‫«اإلسالم»‪ ،‬و ال يحق لها اتخاد القرارات بحجة املرأة «ناقصة عقل و دين»‬ ‫أخي «محمد» ‪ :‬كان نسخة طبقة األصل لوالدي ‪ ...‬و ينوب عنه إذا تغيب عن البيت ملدة طويلة‪ ،‬لم يدرس في حياته ما عدا‬ ‫حفظه للقرآن و هو في سن مبكرة‬ ‫أختي «خديجة» ‪ :‬كانت رجل و لم تكن امرأة ‪ ...‬لم تكن لها من صفات النساء إال املظهرـ رغم أنه هو اآلخر كان نوعا ما رجولي‬ ‫‪ ...‬أظن أن ما جعلها كذلك هو تربية والدي الذي حكت لي أمي عنه‪ ،‬كونه لم يكن يرغب في إجناب البنات‪ ،‬و ملا أجنب أختي‬ ‫«خديجة» لم يستوعب ذلك‪ ،‬فحرص على أن تكون «خديجة» رجال و ليس امرأة ‪ ...‬حتى أنه كان يناديها بصيغة املذكر‪ ،‬فيقول‬ ‫لها «خديجة أجي أ ولدي» ‪ ...‬و السبب في عدم رغبته إجناب بنات‪ ،‬هو الصورة النمطية و البالية عن املرأة بشكل عام‪ ،‬كون‬ ‫املرأة عورة و ال يعتمد عليها في لعب أدوار قياديةـ فهي قد تلوث شرف العائلة و شرف األب «الشهم‪ ،‬الرجل»‪( ..‬حسب الوالد‬ ‫و مرجعياته التي ال تناقش و ال تقهر)‪.‬‬ ‫أختي «أمال» ‪ :‬فتاة جميلة‪ ،‬ملتزمة دينيا ‪ ...‬عالقتها بأختي خديجة متوترة‪ ،‬ألنها ترى فيها صورتها املعاكسة لها‪ ،‬فخديجة‬ ‫لها ما للرجال من املواصفات التقليدية لهم‪ :‬القسوة و األخد بزمام األمور ‪ ..‬أما «أمال» الليونة في التعامل و اإلهتمام مبا يهتم‬ ‫به قريناتها من الفتيات طبعا كل هذا حتت حدود و سلطة الدين التي ترهب أفراد العائلة‬ ‫أخي «ياسني» ‪ :‬أقرب شخص لي في هذه العائلة‪ ،‬تتقارب اهتماماتنا و أفكارنا حلد كبير‪ ،‬كنا ننام جنبا إلى جنب في راحة و‬ ‫هدوء‪ ،‬ليس دائما فطبيعي أن نتشاجر و نختلف في بعض األمور‪ ،‬أوليس االختالف طبيعة ؟‬ ‫أما أنا «يوسف» ‪ :‬كنت كذلك متدينا‪ ،‬أصلي الصلوات اخلمس و أصوم رمضان‪ ...‬لكن لم أكن أقوم بهذه العبادات عن اختيار أو‬ ‫اقتناع أو حتى إحساس مبا أقوم ‪...‬‬

‫ا‬

‫‪ ...‬يتبع في العدد القادم من مجلة أقليات‬

‫أنت أيضا ال تتردد في أن تشارك جزء من حياتك‬ ‫معنا‪ ،‬أرسل قصتك الواقعية إلى بريد اجمللة ‪:‬‬ ‫‪akaliyatmag@gmail.com‬‬

‫‪25‬‬


‫جملة أقليات‬

‫‪www.akaliyatmag.blogspot.com‬‬

‫‪akaliyatmag@gmail.com‬‬

‫‪/akaliyatmag‬‬

‫‪/akaliyatmag‬‬

‫أرسلوا مساهماتكم أو مشاركاتكم و ساهموا بذلك في اغناء محتوى العدد التالت من اجمللة و الرقي‬ ‫بها‪...‬‬ ‫كيفما كانت مشاركاتكم ‪ :‬مقالة أو رواية أو قصة قصيرة ‪ ...‬أو خبرا أو نشاطا تقومون به يهذف‬ ‫لترسيخ حقوق األقليات داخل العالم العربي ‪ ...‬و ال تنسوا إرسال قصصكم و جتاربكم الواقعية ‪ ...‬كل‬ ‫ذلك عبر رسالة إلى صفحتنا على الفيسبوك ‪ facebook.com/akaliyatmag‬أو إلى بريدنا اإللكتروني‬ ‫‪akaliyatmag@gmail.com‬‬ ‫نرحب كذلك بكل انتقاداتكم و استفساراتكم ‪ ...‬ال خطوط حمراء مع اجمللة ‪.‬‬

‫‪A K A L I YAT‬‬ ‫‪Magazine‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.