اسهامات البحث العلمي في خدمة القضية الفلسطينية 2015
د .محمد إبراهيم المدهون
رئيس أكاديمية اإلدارة والسياسة
د .أحمد جواد الوادية
النائب األكاديمي ألكاديمية اإلدارة والسياسة
د .محمد سلمان
مساعد عميد البحث العلمي -جامعة األقصى
أ .د .زياد بن علي بن محمود الجرجاوي
مدير فرع جامعة القدس المفتوحة غزة
د .سليمان حسين المزين
محاضر -الجامعة اإلسالمية
أ .د .سهيل رزق دياب
نائب رئيس الجامعة األكاديمي – جامعة غزة
د .أشرف الغليظ
عميد برامج الدبلوم – جامعة غزة
د .محمد الجريسي د .سامي نصر أبو شمالة
مساعد رئيس أكاديمية اإلدارة والسياسة
لشؤون البحث العلمي
رئيس قسم البحث العلمي والمكتبات – الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية
أ .يوسف مطر
مدرس بالكلية الجامعية
د .عدنان أبو عامر
عميد كلية اآلداب -جامعة األمة
د .خالد شعبان أ .ياسر محمد لوز مركز غزة للدراسات واالستراتيجيات د .نبيل اللوح د .أحمد كلوب د .رائد قنديل د .عرفات الهور أ .مصباح مقبل
مركز التخطيط الفلسطيني – منظمة التحرير الفلسطينية محاضر -كلية فلسطين التقنية أكاديمية اإلدارة والسياسة للدراسات العليا مساعد رئيس أكاديمية اإلدارة والسياسة
للجودة -أستاذ إدارة األعمال المساعد
أستاذ العلوم الشرطية واإلدارية المساعد
أستاذ القانون الدستوري واإلداري المساعد أستاذ القانون والعلوم السياسية المساعد باحث دكتوراه في القانون الدولي
-1-
أهمية البحث العلمي ومعوقاته
-2-
تعريف البحث العلمي: البحث هو تجميع منظم لجميع المعلومات المتوفرة لدى كاتب البحث عن موضوع معين وترتيبها بصورة
جيدة بحيث تدعم المعلومات السابقة أو تصبح أكثر نقاء ووضوحا.
والبحث عملية استقصاء منظمة ودقيقة لجمع الشواهد واألدلة ،بهدف اكتشاف معلومات أو عالقات
جديدة أو تكميل ناقص أو تصحيح خطأ .على أن يتقيد الباحث بإتباع خطوات للبحث العلمي وأن يختار المنهج واألدوات الالزمة للبحث وجمع المعلومات .هناك عدد من التعريفات في إطار البحث عن تحديد مفهوم البحث العلمي نوردها فيما يلي ،كما جاءت تاركين للقارئ حرية االختيار للتعريف الذي يرى فيه
الدقة والموضوعية. واذا حاولنا تحليل مصطلح البحث العلمي نجد أنه يتكون من كلمتين "البحث" و "العلمي" ،يقصد بالبحث لغويا "الطلب" أو "التفتيش" أو التقصي عن حقيقة من الحقائق أو أمر من األمور. أما كلمة "العلمي" فهي كلمة تنسب إلى العلم ،والعلم معناه المعرفة والدراية وادراك الحقائق ،والعلم يعني
أيضا اإلحاطة واإللمام بالحقائق ،وكل ما يتصل بها ،ووفقا لهذا التحليل ،فإن البحث العلمي هو عملية تقصي منظمة بإتباع أساليب ومناهج علمية محددة للحقائق العلمية بغرض التأكد من صحتها وتعديلها
أو إضافة الجديد لها”. وهناك تعريف يقول إن البحث العلمي هو وسيلة لالستعالم واالستقصاء المنظم والدقيق الذي يقوم به
الباحث بغرض اكتشاف معلومات أو عالقات جديدة باإلضافة إلى تطوير أو تصحيح المعلومات
الموجودة فعال ،على أن يتبع في هذا الفحص واالستعالم الدقيق ،خطوات المنهج العلمي ،واختيار الطريقة واألدوات الالزمة للبحث وجمع البيانات والمعلومات الواردة في العرض بحجج وأدلة وبراهين ومصادر كافية.
ويمكن تعريف البحث العلمي أيضا بأنه عرض مفصل أو دراسة متعمقة تمثل كشفا لحقيقة جديدة ،أو
التأكيد على حقيقة قديمة سبق بحثها ،واضافة شيء جديد لها ،أو حل لمشكلة كان قد تعهد بها شخص باحث بتقصيها وكشفها وحلها.
-3-
وكذلك يوجد تعريف آخر مفاده بأن البحث العلمي هو نشاط علمي منظم ،وطريقة في التفكير واستقصاء
دقيق يهدف إلى اكتشاف الحقائق معتمدا على مناهج موضوعية من أجل معرفة الترابط بين هذه الحقائق واستخالص المبادئ العامة والقوانين التفسيرية. أهمية البحث العلمي: أصبحت الحاجة إلى البحث العلمي في وقتنا الحاضر أشد منها في أي وقت مضى ،حيث أصبح العالم في سباق محموم للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعرفة الدقيقة المثمرة التي تكفل الراحة والرفاهية لإلنسان وتضمن له التفوق على غيره.
وبعد أن أدركت الدول المتقدمة أهمية البحث العلمي وعظم الدور الذي يؤديه في التقدم والتنمية ،أولته
الكثير من االهتمام َّ وقدمت له كل ما يحتاجه من متطلبات سواء كانت مادية أو معنوية ،حيث إن البحث العلمي ُيعتبر الدعامة األساسية لالقتصاد والتطور. والبحث العلمي ُيعد ركنا أساسيا من أركان المعرفة اإلنسانية في ميادينها كافة كما ُيعد أيضا السمة البارزة للعصر الحديث ،فأهمية البحث العلمي ترجع إلى أن األمم أدركت أن عظمتها وتفوقها يرجعان
إلى قدرات أبنائها العلمية والفكرية والسلوكية.
ومع أن البحوث تحتاج إلى وسائل كثيرة معقدة وتغطي أكثر من مجال علمي وتتطلب األموال الطائلة، إال أن الدول المدركة لقيمة البحث العلمي تسهل كل العقبات وتذلل كل الصعاب ،ألنها تعتبر البحوث
العلمية دعائم أساسية لنموها وتطورها ،وتزداد أهمية البحث العلمي بازدياد اعتماد الدول عليه ،وال سيما
المتقدمة منها لمدى إدراكها ألهميته في استمرار تقدمها وتطورها ،وبالتالي تحقيق رفاهية شعوبها والمحافظة على مكانتها ،ويفيد البحث العلمي في تصحيح بعض المعلومات عن الكون الذي نعيش فيه وعن الظواهر التي نحياها وعن األماكن الهامة والشخصيات وغيرها ،ويفيد أيضا في التغلب على
الصعوبات التي قد نواجهها سواء كانت سياسية أو بيئية أو اقتصادية أو اجتماعية وغير ذلك ،كما يفيد البحث العلمي اإلنسان في تقصي الحقائق التي يستفيد منها في التغلب على بعض مشاكله ،كاألمراض واألوبئة ،أو في معرفة األماكن األثرية ،أو الشخصيات التاريخية ،أو في التفسير النقدي لآلراء والمذاهب
واألفكار ،وفي حل المشاكل االقتصادية والصحية والتعليمية والتربوية والسياسية واألمنية وغيرها ،ويفيد
في تفسير الظواهر الطبيعية والتنبؤ بها عن طريق الوصول إلى تعميمات وقوانين عامة كلية.
-4-
معوقات البحث العلمي:
يمكن تحديد أهم مشكالت البحث العلمي والتي تحول دون االستفادة من البحوث العلمية لخدمة المجتمع
بما يلي:
[ ]1غياب فلسفة واضحة للبحث العلمي: إن من أخطر المعوقات التي تواجه البحث العلمي في فلسطين هو غياب فلسفة واضحة للبحث،
ويرجع ذلك إلى غياب فلسفة البحث العلمي في العالم العربي؛ مما جعل الباحثين يشتقون مشكالتهم وبحوثهم من النظرية الغربية ،بل ويستخدمون نفس المناهج واألدوات السائدة في الغرب ،وفي كثير من األحيان يستعين الباحث بالنظريات الغربية لمعالجة مشكالت محلية فيصطدم بالواقع الرافض
أن هذه الطريقة ال تؤدي إلى إسهام حقيقي في حل لهذه النظريات ألنها تفتقر إلى األصالة ،كما ّ مشكالتنا البحثية. [ ]2تدني ميزانيات البحث: إن من أهم معوقات البحث العلمي نقص الميزانيات التي تخصص للبحث العلمي .فالمعوقات المادية ّ
تتمثل في ضعف األموال التي ترصد لإلنفاق على البحث العلمي وعدم مشاركة المؤسسات الكبرى
أن المخصصات المالية لميزانية البحث العلمي واألفراد األثرياء في نفقات البحث ومن الجدير بالذكر ّ تعكس المكانة التي يحتلها في السياسة اإلنمائية في المجتمع وقد وجد من خالل هذه الدراسات أن
الشكوى من الميزانيات ،وضعف التمويل قضية عالمية حقيقية. [ ]3الفجوة ما بين الباحثين والممارسين:
مما يجعل االستفادة منها في مجال في كثير من األحيان ال تصل نتائج البحوث إلى ّ صناع ّ القرار ّ التطبيق ضعيفة ،ويرجع ذلك إلى عدة أسباب منها: أ -عدم إيمان صناع القرار باألبحاث ونتائجها.
ب -كتابة األبحاث بلغة علمية يصعب على صناع القرار فهمها. ج -عدم الميل لدى صناع القرار للقراءة.
[ ]4التوجه المسبق لدى الباحث لتبني نتائج معينة: أن إيمان الباحث بفكرة ما أو أسلوب ما أو تطبيق ما قد يؤثر على األساليب المستخدمة، وهو ّ ِّ العينات واألدوات والنتائج دون قصد ،وربما عن قصد. وّ - 5-
[ ]5التطفل األكاديمي:
ويقصد به أولئك النفر الذين ال يتطلعون إال إلى الشهرة وحسب ،وفي حقيقة األمر ال عالقة لهم بالبحث العلمي من قريب وال من بعيد ،ويندرج تحت التطفل األكاديمي االستغالل األكاديمي والسرقات
األكاديمية.
االستغالل األكاديمي :وهو استغالل الباحثين لطالبهم حيث يكلفون طالبهم بإعداد البحوث ثمينسبونها إليهم.
السرقات األكاديمية :وهي قيام الباحث بسرقة عمل أو دراسة لباحث آخر دون أن يشير إلى صاحبهذا العمل بل ينسب العمل لنفسه.
[ ]6ضعف التخطيط للبحث العلمي يغلب على كثير من األبحاث العشوائية والفردية أو الدافع الشخصي وعدمه الدخول ضمن خطة
بحثية عامة ،وموجهة نحو أهداف تطويرية محددة ،وبالتالي فإن البحث يأتي دون المستوى المطلوب،
أن البحوث التي تهدف إلى وضع حلول لمشاكل معينة تحتاج إلى جهود تفوق قدرات الباحث إذ ّ الواحد والدافع الفردي إلجراء البحث ،وقلة اإلمكانات المادية ومحدودية القدرة تدفع الباحث الختيار مواضيع يسهل بحثها وال تهدف إلى حل مشاكل قائمة. [ ]7كثرة اإلجراءات اإلدارية: التعقيدات اإلدارية واحدة من أهم المعوقات التي تواجه الباحث؛ إذ يحتاج الباحث أحيانا تصريحا إلجراء بعض العمليات التي تتعلق في البحث في مؤسسات حكومية ،ولكن هذا التصريح صعب
مما يدفعه إلنجاز بحثه س ار إن تمكن من ذلك. [ ]8كثرة المشاغل والمشكالت:
إن كثرة الشواغل وااللتزامات المهنية واالجتماعية واإلدارية تمنع كثي ار من الباحثين من التفرغ ألبحاثهم ،وتقلل الطاقات الموجهة للعمل البحثي ،فالباحث إضافة إلى شواغله االجتماعية يكلف
بالتزامات مهنية وادارية كبيرة تفوق طاقته في كثير من األحيان. [ ]9ضعف بنية الجسم األكاديمي:
أن العاملين في المجال األكاديمي ال يشكلون قوة توازي أهميتهم في المجتمع وذلك لقوة ونقصد به ّ انتمائهم إلى المؤسسات التي يعملون فيها على حساب انتمائهم لبعضهم البعض كجسم أكاديمي
واحد.
-6-
[ ]10قّلة عدد الباحثين:
ولعل السبب الرئيس في ذلك هو ويرجع هذا إلى قّلة عدد القراء مما يؤدي إلى قّلة عدد الباحثين ّ عدم وجود مراكز أبحاث علمية ذات جدوى.
[ ]11النشر العلمي: من بين المشاكل – المعوقات -التي تواجه معظم إن لم يكن كل الباحثين كيفية نشر األبحاث
العلمية إما الرتفاع تكلفة النشر أو لعدم تيسير وسيلة النشر أي عدم وجود مجالت علمية متخصصة.
[ ]12عدم وجود هيئة مسئولة عن إجراء البحوث والتنسيق بينها على مستوى الجامعات. التوصيات: نوصي صناع القرار الفلسطيني بمراجعة سياساتهم في البحث والتطوير بهدف رسم سياسات وطنيه
للبحث والتطوير واتخاذ ق اررات جريئة تجعل البحث العلمي مؤث ار وفاعال في مختلف جوانب الحياة على النحو اآلتي:
-1وضع استراتيجية للبحث العلمي والتطوير تتالءم مع استراتيجية التنمية المتبعة في الدول
المتقدمة.
-2دعم مؤسسات البحث العلمي ،وذلك عن طريق زيادة النسبة المخصصة من الدخل القومي للبحث العلمي والتطوير وجعلها تقارب النسبة المخصصة لهذا الغرض في الدول المتقدمة.
-1وضع خطط وبرامج تعليمية تهدف إلى تخريج باحثين قادرين على البحث العلمي – يملكون إمكانية البحث العلمي .المتابعة المستمرة الواعية لتوظيف نتائج واقتراحات البحوث العلمية وفي عملية اتخاذ
الق اررات واإلصالح والتطوير.
-2زيادة االهتمام بالباحث وتحسين وضعة المادي ومستوى معيشته لكي يتفرغ بشكل كامل للبحث العلمي.
-3التركيز على تحقيق التعاون والربط الفعال فيما بين مراكز البحوث والجامعات من جهة والمؤسسات اإلنتاجية من جهة أخرى ،وذلك بهدف إيصال البحوث التطبيقية إلى أماكن االستفادة منها.
-7-
-4التنسيق فيما بين الجامعات ومراكز البحوث العربية حتى ال يتم هدر الوقت والجهد واإلمكانات على بحوث متشابهة وبهدف تبادل الخبرات والمعلومات حول أحدث البحوث والتكنولوجيا.
-5تشجيع القطاع الخاص للمساهمة في دعم وتمويل البحث العلمي وزيادة االستثمار فيه بسبب دورة الكبير في تحقيق الربح للمؤسسات التي تعتمد عليه.
-6االهتمام بخريجي الجامعات واالستفادة من طاقاتهم وقدراتهم ،إذ مما ال شك فيه أن الجامعات
ونتاجها البشري والبحثي ومؤسسات البحث العلمي هي من أهم أدوات التنمية ،وهي مفتاح التنمية
المؤهلة لتطوير وتفدم المجتمع.
-7وقف نزيف األدمغة إلى الخارج بتحسين أوضاعهم وتأمين مستلزماتهم الالزمة إلنجاز بحثهم في بلدهم.
-8-
جـامعة القدس المفتوحـة
دور البحث العلمي في خدمة القضية الفلسطينية في العصر الحديث
أ .د .زياد بن علي بن محمود الجرجاوي
-9-
مقدمة: يشهد العالم اليوم عددا من التقلبات ،والتبدالت ،والتغيرات السياسية ،واالقتصادية والثقافية ترافقها ثورة لتكنولوجية ،وسهولة في المواصالت وسرعة في االتصاالت هذا التطور الهائل في هذه المجاالت أدى
إلى ميالد مرحلة جديدة اتسمت بالتبادل السريع للمعارف ،وتغيير الكثير من المفاهيم ،والمعلومات عبر
شبكات التواصل التي تعد نافذة متنامية نتج عنها الثورة المعلوماتية التي عمقت التحوالت في شتى
مناحي الحياة.
االنسان الفلسطيني اليوم ال يعيش بمعزل عن باقي شعوب العالم في ظل هذه التبادالت الحديثة فهو
يؤثر ويتأثر ويستفيد ويفيد ويقدم؛ ألنه جزء ال يتج أز من هذا الكون الكبير ،ولكن المؤامرات والتحديات من حروب وحصار وتدخالت وتعديالت خلقت الظروف واألوضاع القاسية التي يعشها االنسان
الفلسطيني (اقتصاديا ،واجتماعيا وسياسيا وعلميا وتربوية وثقافيا) مما أدى إلى بروز بعض المفاهيم
واألفكار مثل (التكنولوجيا الحرية ،الديمقراطية ،حقوق االنسان المعلوماتية) مما ترتب على ذلك حاجة
المجتمع الفلسطيني للبحث العلمي طلبا لتقصي المعرفة أو الوصول إليها من أجل خدمة قضيته العادلة. وال يخفى على أحد أن القضية الفلسطينية اليوم تمر بمنعطفات خطيرة غير مسبوقة في كافة نواحي
الحياة وجوانبها مهد لظهور الكثير من الهموم والمآسي التي تجعل المجتمع يعيش حياة مليئة باألزمات
والصعوبات والمشكالت التي جعلت الفلسطيني يشعر بضنك العيش وقسوة الظروف الضاغطة على
نفسيته وعلى عقليته فأضحى يعاني يوميا ويتذوق اآلالم ويتشرب الذل المتعمد نتيجة لممارسات االحتالل االسرائيلي الذي يتعمد التخريب الممنهج للذات الفلسطينية وتشويه شخصيتها.
بناء على ما سبق ذكره فإن القضية الفلسطينية تحتاج إلى البحث العلمي في كل مجاالتها ومؤسساتها
ولما كان البحث العلمي بتكون من شقين هما (البحث ،والعلم) فإن الطلب والتنقيب والتقصي والتحري للوصول إلى معرفة الحقائق أو المبادئ يحتاج إلى علم يتم من خالله الوصول إلى حلول للمشكالت
واالكتشاف للحقائق:
فالبحث العلمي ُي َعرف :هو التقصي الدقيق للوصول إلى حلول للمشكالت يمكن أن يعتمد عليها من خالل تجميع بيانات بطريقة مخططة ومنظمة ثم تحليل تلك البيانات وتفسيرها
فالبحث العلمي في فلسطين يواجه الكثير من التحديات واألزمات في كافة المجاالت وعلى جميع األصعدة
التي تمثل القضية الفلسطينية وخدمتها.
ومن هذا المنطلق فإن هذه الورقة تنطلق من التساؤل الرئيس اآلتي: س :ما دور البحث العلمي في خدمة القضية الفلسطينية في العصر الحديث؟
-10-
ويتفرع من هذا التساؤل الرئيس التساؤالت الفرعية اآلتية: س :1هل يخدم البحث العلمي القضية الفلسطينية على الصعيدين (المحلي والدولي)؟ س :2هل هناك أولويات للبحث العلمي لخدمة القضية الفلسطينية؟ س :3ما دور الجامعات في خدمة القضية الفلسطينية؟
س :4ما معوقات البحث العلمي لخدمة القضية الفلسطينية؟
س :5ما المقترحات الالزمة لتطوير البحث العلمي لخدمة القضية الفلسطينية؟ اجابة تساؤالت الورقة:
إجابة التساؤل األول الذي ينص على:
س :هل يخدم البحث العلمي القضية الفلسطينية على الصعيدين (المحلي والدولي)؟ الزال يطلب الكثير من الباحثين الذين تشغلهم فلسطين وأبنائها على الصعيدين المحلي والدولي رغم كل
الجهود البحثية والمحاوالت من األفراد والمؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني التي تعمل في
مجال البحث العلمي.
ان جهد العاملين في مجال البحث العلمي على الصعيد المحلي جيد ولكنه يحتاج إلى تقديم الخدمة في جميع المجاالت ،وتضافر الجهود المخلصة التي تزيد من هذه الخدمة مما يؤثر ذلك على التقليل من
نسبة البطالة والفقر ،وتوفير كافة احتياجات االنسان الفلسطيني سياسيا واقتصاديا وفكريا واجتماعيا
وتربويا ولكن هناك بعض المجاالت التي تحتاج إلى البحث العلمي ليرفدها وييسر حاجات الفلسطينيين
فيها على جميع األصعدة.
أما دوليا فإن البحث العلمي ال يقدم للقضية الكثير وان ما يقدم في هذا المجال يحتاج إلى إعادة النظر
لنظهر للعالم القضية الفلسطينية على الوجه السليم ،ولنرد من خالله على االدعاءات واالفتراءات واألكاذيب االسرائيلية التي تحاول أن تشوه صحيح وتفسد السليم وتزيف الحقائق التاريخية واإلعالمية
لصالح اسرائيل ليبقى العالم متعاطفا معها على تعذيبها لإلنسان الفلسطيني يوميا
إن البحث العلمي والقائمين عليه؛ مطالبين اليوم بالعمل الدؤوب لكشف الغطاء على كل المؤامرات
االسرائيلية التي تحاك لشعبنا وقضيته ليال ونها ار ووضع الحق في نصابه وبيان الوجه المخزي لليهود وأصدقائهم الذين ال يكفون يوما عن التلذذ في إيذاء الفلسطينيين ليبقوا مسيطرين ،متمسكين باحتاللهم ألرضنا حتى يحققوا أهدافهم بعيدة المدى وهي دولة اسرائيلية من النيل إلى الفرات
إن األبحاث والدراسات مهمة جدا إليقاظ العلم وتنويره بما يفعله االسرائيليون في فلسطين من جرائم حرب تخالف القوانين واألعراف الدولية والمواثيق األممية الداعية إلى تطبيق مبادئ حقوق االنسان ومتابعتها
من قبل الدول الكبرى
-11-
والحق يقال أن فلسطينيين المهجر عملوا الكثير للقضية الفلسطينية ولكن األمر أكبر من ذلك لذا فالبد أن تتضافر الجهود الفردية والمؤسسات األهلية والسلطة الفلسطينية لوضع ميزانيات لمراكز التوثيق ومراكز اإلعالم إلبراز القضية الفلسطينية بالشكل السليم عن طريق توفير الوثائق ورصد األحداث
وتطوير القدرات العلمية والتعاون مع المؤسسات الدولية لخدمة القضية الفلسطينية واجراء البحوث والدراسات العلمية واستخدام التكنولوجيا لصالح االنسان الفلسطيني وان التعاون بين جميع الفلسطينيين في فلسطين وفي دول الشتات والدول المضيفة والدول الصديقة يساعد في دفع البحث العلمي لخدمة
القضية الفلسطينية إلى األمام ويعجل بالفرج ألهل فلسطين. إجابة التساؤل الثاني والذي ينص على:
س :هل هناك أولويات للبحث العلمي لخدمة القضية الفلسطينية؟؟
هناك أولويات كثيرة لخدمة قضيتنا العادلة ومن هذه األولويات ما يلي: .1التخلص من االحتالل وسياسته ،واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .2إنهاء الحصار الظالم المفروض على أهلنا في محافظات غزة
.3عمل بحوث ودراسات للتخلص من جدار الفصل العنصري المضروب على مدننا وقرانا وازالة المعاناة عن الشعب الفلسطيني في تنقالته بين أراضيه بحرية وأمان.
.4عمل بحوث ودراسات في مجال (البيئة ،الغذاء ،المياه ،الصحة) .5تحسين مستوى معيشة الشعب الفلسطيني
.6المحافظة على سالمة البيئة الفلسطينية من كل ما يؤثر عليها .7تشجيع االبتكار واالبداع عند الفلسطينيين
.8تطوير التعليم الجامعي والعام من أجل المساعدة في إخراج إنسان متعلم .9تطبيق مبادئ السلم األهلي في كافة جوانب الحياة الفلسطينية. اجابة التساؤل الثالث والذي ينص على: س :ما دور الجامعات في خدمة القضية الفلسطينية؟
الحقيقة أن الجامعات الفلسطينية تقدم للمجتمع الفلسطيني أبحاثاُ علمية كثيرة في بعض الجوانب ،أما باقي الجوانب فهي بحاجة إليها منها األبحاث التاريخية ،والسياسية ،وبعض الدراسات التربوية واألدبية،
والزالت الجامعات مقصرة في الكثير من الجوانب العلمية واالنتاجية
وذلك يرجع إلى أن الجامعات المحلية ال ترتبط بشكل مباشر وممنهج مع القطاعات االنتاجية كالزراعة، والصناعة ،وغيرها من المجاالت التي تحتاج إلى بحث علمي حقيقي يساهم في حل مشكالت هذه
-12-
القطاعات بما يعود بالنفع على الناتج المحلي الفلسطيني (الحسيني نقال عن السلوادي2013 ،
ص)32،33،
والحق يقال إن هناك مبادرات فردية غير منظمة تحتاج إلى جهود منظمة أممية تحت إشراف مؤسسات
المجتمع الفلسطيني التي تهتم بالبحث العلمي.
فنحن في فلسطين مستهلكين غير منتجين لذلك فإن األبحاث والدراسات تحتاج إلى راع لتطويرها على
المستوى الفردي والجماعي حتى الجامعات مستهلكة فال بد من تغيير مسارها إلى منتجة ونحن نطالب جامعاتنا إلى تفعيل البحث العلمي في كافة المسارات التجارية والصناعية ،والزراعية لدفع عجلة التنمية
ورفد السوق بالكوادر المدربة المنتجة التي تقوم على استخدام البحث العلمي في كل خطواتها
إن تشجيع الباحثين يجب أن يكون ضمن أولويات السلطة الوطنية بكل مؤسساتها من أجل تنشيطهم في خدمة المجتمع الفلسطيني على كافة األصعدة
ورغم قلة اإلمكانيات وكثرة األزمات المالية والمشكالت التي تواجه الجامعات الفلسطينية إال أنها قدمت
الكثير حسب االمكانيات ولكن ال زلنا نحتاج الكثير منها ألن الجامعات تستطيع أن تقدم ما تجدد به عقول الباحثين والخبراء والعلماء لتطوير خدمة المجتمع الفلسطيني على علم وهدى ،وهي مصانع الرجال
في كل الميادين.
فالجامعات الفلسطينية بحاجة إلى تطوير مرافقها ومختبراتها ومعاملها ووحداتها ومراكز أبحاثها وعادات البحث العلمي وتأهيل كوادرها وأعضاء هيئة للتدريس فيها وربطهم بكل جديد في الجامعات العالمية لنقل
المعرفة والعلم من حيث انتهت إليه الجامعات الحديثة والعصرية والتركيز على نقل التكنولوجيا آلخر ما
توصل إليه الفكر البشري في االختراع واالبداع والتقنيات الحديثة ،وذلك لتقديم خدمات أفضل للقضية الفلسطينية في جميع المجاالت اجابة التساؤل الرابع والذي ينص على: س :ما معوقات البحث العلمي لخدمة القضية الفلسطينية؟ حتى يخدم البحث العلمي القضية الفلسطينية البد من إزالة المعوقات التي تعترضه ومايلي بعض
المعوقات
.1معوقات سياسية :عدم اعطاء الحرية الكاملة للباحثين في إعداد بحوثهم يقيدهم ويؤثر على نتائج أبحاثهم ويحرفها عن مسارها فالتحيز والحزبية والفئوية تضر في صياغة نتاج مخرجات الدراسات
والبحوث العملية ما ال نلمسه في بحوث الجامعات
-13-
.2معوقات بشرية :عدم تهيئة الكوادر العلمية ،وتدريبهم ،وتأهيلهم إلجراء بحوث ودراسات،
ومتابعتهم وتبني أفكارهم ومساعدتهم إلجراء بحوث تخدم القضية الوطنية الفلسطينية وهذا المعوق يؤثر على البحث العلمي في خدمة القضية
.3عدم توفير األجواء العلمية لالبتكار واإلبداع ،وتشجيع المواهب وتوفير المختبرات والمعامل، وحاضنات البحث العلمي فهذا المعوق يؤثر كثي ار على إخراج المبدعين والموهوبين من
الفلسطينيين مما يؤثر بدوره على خدمة القضية الفلسطينية.
.4معوقات اقتصادية :يعد هذا أكثر المعوقات تأثي ار عل خدمة القضية الفلسطينية ،فاإلنفاق على البحث العلمي في فلسطين ال يتجاوز %0.02من الدخل القومي فهذه الميزانيات المرصودة ال تكفي وال تفي بالغرض فهي متواضعة جدا مما يؤثر سلبا على خدمة المجتمع الفلسطيني واإلسهام في تغييره نحو األفضل أو اللحاق بركب التقدم في عصر التكنولوجيا الحديثة ،كما
أن قلة االنفاق اله أبعاد اقتصادية سلبية على الزراعة والصناعة والتجارة والتربية والتعليم ...إلخ ،لذلك البد من زيادة الميزانيات حتى تخدم القضية الفلسطينية على ضوء البحث العلمي
.5كما أن زيادة االنفاق تساعد على رفد المكتبات بالبحوث والكتب الحديثة وذلك لالستعانة بها
واالطالع على أدواتها ،ونتائجها ،وتوصياتها ،واالستفادة من الطرق واألساليب الحديثة المؤلفة
في الموضوعات المفصلية في كافة التخصصات العلمية دون االقتصار على بعض التخصصات وكذلك االشتراك في المنظومات العلمية التي توفر الفرص للباحثين للتزود بالمعرفة
ونقلها واالشتراك فيها
.6عدم توفير األجهزة العلمية للرصد واالقتباس والتصوير إلفادة الباحثين.
.7عدم االستفادة من نتائج الدراسات والبحوث التي توصل إليها الباحثون في رسائلهم العلمية والعمل بتوصياتهم
.8عدم التعاون مع القطاع الخاص ،والمؤسسات ،والمدارس إلجراء دراسات لها قيمة علمية حتى تكون دراستنا مفيدة غير منقولة من جهات ،أو دول أخرى
اجابة التساؤل الخامس والذي ينص على: س :ما المقترحات الالزمة لتطوير البحث العلمي لخدمة القضية الفلسطينية؟
رغم وجود مجموعة من المعوقات أمام البحث العلمي في خدمته للقضية الفلسطينية إال أننا ولإلنصاف
نقول إن هناك محاوالت مهمة ومفيدة ولكن المعوقات وقفت في طريقها يقول السلوادي :إذا حاولنا تقويم
ما قدمه البحث العلمي للمجتمع الفلسطيني وما حققه لقطاعات التنمية فيه فمن باب االنصاف أن هناك أبحاثا عديدة نشرت في الجامعات والمؤسسات التعليمية ومراكز البحث العلمي في العديد من المجاالت
-14-
المعرفية وأكاد أجزم أن بعض هذه األبحاث يقدم رؤى تحليلية تتسم بالعمق والتميز ولكن المشكلة تكمن في ضعف استثمار هذه النوعية من البحوث وتوظيفها في خدمة المجتمع.
وهذا يقع على عاتق الحكومة ممثلة بو ازرة التربية والتعليم الجامعات ،والمؤسسات الخاصة بالبحث
العلمي حيث يجب عليها تشجيع البحث على المستوى الفردي أو الجماعي أو المؤسسات وتساعد على تحويله رغم األوضاع المالية الصعبة لها حتى ولو بالتعاون أو المشاركة مع المؤسسات الدولية
كما أن البحث العلمي المقصود منه حل مشكالت معينة يحتاجها المجتمع في مجال ما فلذلك فإن توفير
المعرفة العلمية والتقنية الالزمة لذلك يضمن لنا مخرجات جيدة تفيد سوق العمل في المجتمع الفلسطيني في ظل الظروف الحديثة ألن المهتمين يقع على عاتقهم توسيع دائرة العمل للحد من ظاهرة الفقر والتقليل من حدة البطالة.
لقد الحظنا أن المشاريع ،والدراسات العلمية الجيدة تبنتها مؤسسات خارجية تضامنا مع الشعب الفلسطيني فالهيئة الدولية وأصدقاء وجيران الشعب الفلسطيني الذين زرع هللا في قلوبهم الشفقة والرحمة واالنسانية
فهم ليسوا من أبناء أمتنا وال من أبناء عقيدتنا وليسوا من أبناء جلدتنا ولكنهم أحبوا الخير للبشرية ،ولكل مظلوم ومنكوب لكنهم أرادوا لنا الخير فقدموا الكثير من الجهد والوقت والمال ومن أجل التخفيف من
آالم أبنائنا وهذه المشاريع ،حققت نجاحا باه ار خاصة في مجاالت علمية كثيرة في مجال الزراعة والطاقة الشمسية ،والبيئة وبعض الدراسات التربوية واإلدارية ولكن الزلنا بحاجة إلى تحسين ظروف المدارس،
والمستشفيات ورعاية اإلبداعات ،واالبتكارات العلمية لإلنسان الفلسطيني ،وتطويرها وتبين دعمها ونشرها، وتسجيلها باسم مبتدعها. توصيات الورقة
توصي الورقة بالتوصيات اآلتية:
.1االشتراك مع أساتذة الجامعات في العالم لعمل دراسات مقارنة بين دولة فلسطين والدول األخرى لالطالع واالستفادة من القضايا العالمية المطروحة في شتى صنوف العلم.
.2إنشاء مجلس وطني فاعل لخدمة البحث العلمي يوجه مسارات الباحثين نحو األولويات البحثية الالزمة للقضية الفلسطينية
.3العمل على إنشاء صندوق وطني لتوفير الدعم المادي والمعنوي لكل المشاريع البحثية الجيدة التي تخدم القضية الفلسطينية وتنميته
.4استقصاء المشكالت ،والظواهر الموجودة في المجتمع تمهيدا لعمل مشروعات بحثية مشتركة يستفاد منها في خدمة القضية الفلسطينية في كل المجاالت
-15-
.5تشجيع األبحاث الفردية وصرف مكافأة الباحثين ،واالهتمام بنتائج دراستهم ،واالستفادة منها بدال من وضعها على الرفوف
.6زيادة الدعم المادي المقدم من قبل الحكومة من خالل الو ازرات من أجل اإلنفاق على البحوث، والدراسات التي تخدم القضية الفلسطينية
.7تفعيل دور الجامعات
.8لتحويل البحوث العملية إلى زيادة االنتاج الفلسطيني
.9انشاء هيئة وطنية تتولى حقوق اإلبداع واالختراعات ،واالبتكارات البحثية والعمل على تسجيل ذلك بأسماء أصحابها.
.10االستفادة من الجمعيات الدولية العاملة في فلسطين في خدمة البحث العلمي لصالح فلسطين وقضيتها العادلة
.11عمل المركز للتوثيق خارج فلسطين ،واالستفادة من الفلسطينين المتجنسين والمقيمين خارج فلسطين لخدمة القضية الفلسطينية
.12االستفادة من تجارب الدول المتقدمة في استخدام البحث العلمي في خدمة قضاياهم وحل مشكالتهم مما يعود بالنفع والخير على القضية الفلسطينية على ضوء البحث العلمي.
-16-
الجامعة اإلسالمية -غزة
درجة ممارسة طلبة الجامعات الفلسطينية في محافظات غزة لقيم المواطنة من وجهة نظرهم وسبل تحسينها
د .سليمان حسين المزين
-17-
لتحقيق رسالة البحث العلمي في نفع القضية الفلسطينية يفترض أن يتوافر في البحث العلمي باعتباره
عقل المجتمع المضامين التالية:
أن يتوافر في البحث العلمي الجانب الوظيفي بمعني أن يتم توجيه الجهات البحثية نحو دراسة موضوعات
ذات قيمة ولها ارتباط بواقع القضية الفلسطينية ومن قبيل ذلك دراسة العناوين التالية: .1المواطنة بما تشمل من الوالء واالنتماء والديموقراطية والشراكة المجتمعية. .2توثيق األحداث الجارية في المدن الفلسطينية بالصوت والصورة. .3تفعيل الدراسات المهتمة بواقع مدينة القدس وقديما وحديثا.
.4االهتمام بالتواصل مع المؤسسات الحقوقية والقانونية لفضح جرائم االحتالل. .5دراسة ملف االنقسام السياسي وسبل ترسيخ المصالحة والوحدة الوطنية.
.6دراسة السبل الكفيلة بعقد مؤتمر وطني للخروج ببرنامج سياسي فلسطيني يشمل الطيف الفلسطيني.
وأهم الوسائل المعينة لتقيق ذلك ما يلي: .1إطالق مسابقة بحثية حول القدس كمثال واقع وتاريخ ...وكذا سائر المدن الفلسطينية .2القيام بعقد ورش عمل ومؤتمرات وندوات عبر استعارة عقول الباحثين. .3التأسيس لمركز ابحاث فلسطيني
.4التواصل مع الخارج لشرح أبعاد القضية الفلسطينية
.5االيمان بضرورة بناء القرار السياسي على نتائج البحث العلمي وفيما يلي مثال تطبيقي على المواطنة كموضوع قابل للدراسة في المجتمع الفلسطيني. مقدمة الدراسة وخلفيتها: تتعدد أدوار الشباب المجتمعية ،وتنعكس على درجة ممارستهم للمواطنة من خالل :قدرتهم على المشاركة
المجتمعية في جميع مناشط الحياة يدا بيد مع جميع قوى المجتمع؛ من أجل بناء المجتمع الذي يتسع
ليشمل الجميع وبجهود جميع أبنائه فاإليجابية تجاه اآلخرين ،وتقبلهم هي أبرز معالم المواطنة في القرن الحادي ،والعشرين ،وعندما يجتمع للفرد الفهم الحقيقي لقيم المواطنة الديمقراطية لتعايشه مع الناس،
والتواصل عبر المؤسسات الرسمية ،وغير الرسمية باعتبار جميع المؤسسات هي َلِّب َنات أساسية لبناء اشا لدى جميع أفراد المجتمع؛ بعالقة المجتمع الكبير وال يكفى اإليمان بقيم المواطنة بل تمثلها سلوكا ُم َع َ
الفرد بالفرد ،والفرد بالدولة.
فـحالة الوالء ،واالنتماء أساسية لالرتقاء بهذا المجتمع ،ولذا كان لزاما أن يعيش الشباب قيم المواطنة
بشكل علمي ،ووظيفي ،وحضاري ،والسيما طلبة الجامعات الفلسطينية؛ إذ ال يمكن أن نرتقي بأمتنا في -18-
مختلف مجاالت الحياة بدون النهوض بقيم الشباب؛ باعتبارهم الرافعة الحقيقة للمجتمع الفلسطيني ،وعليهم تنعقد اآلمال ،لتحقيق األهداف المرحلية ،واالستراتيجية لتحرير األرض واإلنسان.
وحظيت قيم المواطنة باهتمام الباحثين فقد اهتمت دراسة أبو سنينة ( )2010هدفت الكشف عن درجة
تمثل طلبة كلية العلوم التربوية للمفاهيم الوطنية في المملكة األردنية الهاشمية ،واهتمت دراسة الهاجري
( )2007هدفت إلى معرفة درجة تمثل طلبة جامعة الكويت لقيم المواطنة ،في اهتمت دراسة المرهبي ( )2008هدفت إلى الكشف عن أهم العوامل المؤثرة على قيم المواطنة لدى طلبة المرحلة الثانوية وناقشت دراسة أبو دف ( )2006هدفت توضيح مفهوم تربية المواطنة في اإلسالم ،وسمات المـ ـ ـ ـ ـواطن
الفاعل في اإلسالم ،والمبادئ التي توجه عالقة المواطن المسلم بمن حوله ،بينما دراسة الرشيدي()2006 هدفت إلى معرفة درجة تمثل المعلمين بالكويت للمفاهيم الوطنية ومن خالل استعراض األدب التربوي تبين أن أيا من الدراسات السابقة لم يتطرق لدور الجامعات في تنمية قيم المواطنة في محافظات غزة ولذلك جاءت فكرة هذه الدراسة للتعرف على دور الجامعات الفلسطينية في محافظات غزة في تنمية قيم
المواطنة لذى الطلبة.
فالمواطنة مفهوم تاريخي شامل ومعقد له أبعاد عديدة ،ومتنوعة منها ما هو مادي قانوني ،ومنها ما هو ثقافي سلوكي ،ومنها أيضا ما هو وسيلة أو غاية يمكن بلوغه تدريجيا ،لذلك فإن نوعية المواطنة في
دولة ما تتأثر بالنضج السياسي والرقي الحضاري (بشير ،وآخرون2001:م.)27،
ويعتبر مفهوم المواطنة مفهوما معقدا ،ولذلك ال توجد رؤية أحادية لمعناه ،فالمعنى يرتبط بالسياق الذي تستخدم فيه مفهوم المواطنة ،فهناك ثالث رؤى لتفسير المواطنة على النحو التالي:
.1المواطنة كمكانة قانونية :تمثل حماية للمواطنين وفق القانون وتشمل حقوقا وواجبات لكل من الدولة والمواطنين.
شعور باالنتماء إلى دولة ،أو أمة معينة بعيدا عن اإلقصاء؛ .2المواطنة كوجدان وانتماء :المواطنة ٌ لتحقيق تكافؤ الفرص لكل المواطنين وتأكيد الشعور.
.3المواطنة كممارسة :وينطلق هذا المدخل من أن المواطن لكي يكون انتماؤه صادقا وايجابيا البد وأن يظهر ذلك ويفي بالتزاماتها؛ من خالل العمل من أجل خير المجتمع(المعمري.)6:2006،
ومما سبق يتبين أن المواطنة من أقدس الحقوق ،وتكفلها القوانين الدولية وال يجوز أن يجرد منها أي
ٍ العتبار ما ،وعلى الجهات الراعية ،والمنظمات الحقوقية أن تنمي اتجاهات أكثر ايجابية تجاه مواطن المواطنة؛ ألنها تعبر عن هوية المجتمع ،وتحدد طبيعة العالقة بين أفراده ،وجماعاته ،ومن ثم تعمل
المؤسسات المجتمعية الرسمية وغير الرسمية على نشر ثقافة المواطنة مجتمعيا لتصبح متداولة ومفعلة
بين جميع مفردات المجتمع.
-19-
وتتكون المواطنة من مكونات أساسية ينبغي أن تكتمل في شكل شمولي حتى تتحقق المواطنة ،وتفي
بتطلعات المكونات االجتماعية كأساس لضمان الحقوق والقيام بالواجبات وتحقيق االنتماء المصيري وذلك على النحو التالي: أوالً :قيم المشاركة المجتمعية: وتعتبر المشاركة المجتمعية نموذج لتعبئة جهود أفراد المجتمع وجماعته وتنظيمها للعمل مع األجهزة الرسمية ،وغير الرسمية لرفع المجتمع اقتصاديا واجتماعيا) الخطيب.)55 :2006 ،
وتتعدد قيم المشاركة المجتمعية كإحدى مكونات قيم المواطنة بما يتوافق وطبيعة تناولها مجتمعيا،
وسيعرض لها الباحث على النحو التالي:
-1التطوع :يشكل التطوع ركيزة أساسية في الحفاظ على تماسك ،وتقوية دعائم المجتمع حيث؛ يقوم المواطن بممارسة دوره اإلنساني ،وتحمل مسؤولياته ،ويشارك في األنشطة االجتماعية؛ لخدمة
وطنه ،ومجتمعه بكل معاني الصدق ،والتضحية من أجل اآلخرين (الحربي2000 ،ـ.)399 :
-2العمل الجماعي :تبرز أهمية ،وقيمة العمل الجماعي من خالل؛ سيادة روح التعاون بين أفراد الفريق الواحد ،ومعرفة كل عضو من أعضائه لدوره ومسئولياته ،وتوحد اهتماماتهم نحو تحقيق
أهدافهم المشتركة ،إن للعمل الجماعي أهمية خاصة إذا ما كان المجتمع يسعى إلى تغيير بعض جوانبه االجتماعية ،ولتحديث أساليب تعامله مع المواطنين ،وخاصة الشباب لتوفر لهم أساليب
الرعاية االجتماعية ،والثقافية بما يحقق مزيدا من التوازن بين احتياجاتهم ،وامكانيات المجتمع
(أبو المعاطي.)26 :1999 ،
-3التعامل والتواصل مع اآلخرين :إن أدب التعامل مع اآلخرين ،وعدم الرد على السفاهة بمثلها،
يم يصفي القلوب ،ويزيل منها الضغائن واألحقاد ،ويجعلنا نتجاوز الكثير من المشكالت ٌ خلق كر ٌ ٍ الَ :يا االجتماعية( الخطيب ،)12 :2006،وذلك مصداقا لما روى ُم َعاذ رضي هللا عنه ،أَنَّ ُه َق َ ِّ ِّ ِّ ِّ َّ السِّّي َئ َة ال :أ َْتِّب ِّع َّ الِّ :زْدنيَ ،ق َ ال :ات ِّق هللاَ َح ْيثُ َما ُك ْن َت ،أ َْو أ َْي َن َما ُك ْن َتَ ،ق َ ول هللا ،أ َْوصنيَ ،ق َ َرُس َ ِّ الَ :خالِّ ِّق َّ اس ِّب ُخُل ٍق َح َس ٍن ،أخرجه أحمد بن حنبل الن َ الِّ :زْدنيَ ،ق َ اْل َح َس َن َة تَ ْم ُح َهاَ ،ق َ
(.)228:22337/5
-4التكافل االجتماعي :التكافل قيمة إنسانية اجتماعية حيث؛ يتضامن أبناء المجتمع ،ويكون كل فرد فيه متحاب ،ومتعاون مع غيره على فعل الخير (أبو زهرة.)7 :1974 ،
ومما سبق يخلص الباحث إلى أن المشاركة المجتمعية تعمل على ربط ،وتنظيم جهود األفراد والجماعات،
واألجهزة الرسمية ،وغير الرسمية في المجتمع عبر التنسيق ،والتكامل فيما بينها بشكل طوعي لخدمة
األهداف ،والمصالح المشتركة ،وذلك بهدف تحقيق مستوى أفضل من العالقات ،والتفاعل َّ البناء بين مكونات المجتمع ،ولضمان حياه أفضل ألبنائه.
-20-
ثانياً :قيم الديمقراطية:
تعد قيم الديمقراطية "الحرية والمساواة والعدالة" ركيزة أساسية في بنية المواطنة ولها دور مهم في غرس، ونشر ثقافة المواطنة ودعم مسيرة العدل ،والسالم ،والطمأنينة ،فالديمقراطية قيمة عالمية مالزمة لوجود
اإلنسان ،فالديمقراطية من أهم قيم المواطنة حيث االعتراف باآلخر والشراكة السياسية ،واالحتكام إلى
الصندوق ،والرضا بالنتائج ،والتداول السلمي للسلطة ،وتم تناولها في هذه الدراسة عبر ما تمثله من
ركائز ،وممارسات تشاركية وفقا لما يلي:
-1الحرية :تعتبر حرية اإلنسان سمة من سمات المجتمع الديمقراطي الذي يعبر عن استقالليته وتقدمه ،وركيزة أساسية من ركائز الديمقراطية ،والحكم السليم ،وهي قوة تحرك اإلنسان للقيام بحقوقه وأداء واجباته ،فهي ذلك الشعور االجتماعي الذي يحس فيه الفرد بأنه :طليق ،ومتحرر
من األعباء الثقيلة التي يفرضها المجتمع عليه (قطب.)68 :1982 ،
-2العدالة االجتماعية :بأنها تكافؤ الفرص بين أفراد الشعب وفئاته ،أي توفير المناخ الذي يسمح
بأن يكون لدى كل مواطن وكل فئة الفرص نفسها المتاحة لآلخرين ،وبذلك يشعر كل مواطن بأنه يحصل على نصيبه العادل من السلع والخدمات ،وكذلك حقه في الوظيفة العامة وفي تقرير
المجتمع الذي يعيش فيه (علوان.)15 :2001،
وذلك مصداقا لقوله تعالىَ " :يا أَيُّها َّ اك ْم ُش ُعوبا َوَق َب ِّائ َل اك ْم ِّم ْن َذ َك ٍر وأنثى َو َج َعْل َن ُ اس ِّإَّنا َخَلْق َن ُ الن ُ َ لِّتعارُفوا ۚ ِّإ َّن أَ ْكرمكم ِّعند َّ ِّ اكم ۚ ِّإ َّن َّ ِّ يم َخِّب ٌير " (الحجرات :آية .)13ويتبين مما سبق َ َ ُ ْ َْ ََ َ َّللاَ َعل ٌ َّللا أ َْتَق ُ ْ أن أساس االستقرار والتوافق النفسي والمجتمعي تمتع أفراد المجتمع بالعدالة فالجميع يأخذ فرصته
سواء بدون حرمان أو تمييز.
-3المساواة :تعد المساواة بين األفراد ،والجماعات بمختلف المجتمعات اإلنسانية ،ومعامالتهم دون تمييز؛ أساسا الكتساب الحقوق وممارستها ،وتعني عدم التفرقة بين الناس في الحقوق ،والواجبات
على أساس :عرقي ،أو قبلي ،أو إقليمي ،أو طبقي ،أو اقتصادي إلى غير ذلك من األمور التي هي خارجة عن إرادته وسعيه (السيف.)7 :2006 ،
ومما ال شك فيه أن جوهر المواطنة هو "المساواة أمام القانون" ،واعتبار المواطن تحت حماية الدولة
ٍ متساو مع الجميع طبقا للقانون. بشكل ثالثا :قيم االنتماء الوطني:
يعتبر االنتماء الوطني ركيزة أساسية لتعزيز ممارسة قيم المواطنة ألنها تشكل دافعا قويا لالعتزاز: بالوطن ،والعمل من أجل تقدمه ،واعالء شأنه ،والحفاظ على مكتسباته ،وبذلك فإن المواطن المنتمي
لوطنه يشكل درعا حاميا ،وسياجا منيعا ،يحفظ للوطن سيادته ،ويضمن أمنه ،واستق ارره( .الكحكي، .)31:2000
-21-
مظاهر االنتماء الوطني :التضحية من أجل الوطن سواء في السراء ،أو في الضراء ،فهي ضريبة دم؛ يدفعها كل صادق في انتمائه ،والقيام بالواجب المطلوب على أتم ،وأكمل وجه في جميع المجاالت،
ليكون دليل وطنية صادقة وانتماء قوي ،وفيما يلي يوضح الباحث أهم مظاهر االنتماء الوطني:
-1الوالء للوطن :والوالء حالة من اإلخالص توجه الفرد نحو موضوع معين؛ كالوطن ،أو الدين، أو فكرة ،أو قضية معينة (هالل ،وآخرون.)118، 2000 :
-2حب الوطن :يعد حب الوطن قيمة إنسانية توافق الفطرة السوية ،وصفة مالزمة للفرد منذ والدته، فمن عظيم صنع الخالق سبحانه وتعالى أن أودع في قلب ،وروح اإلنسان حب المكان الذي ولد
فيه ،وتربى بين أحضانه ،وعاش على أرضه ،وتحت سمائه ،فصالح الوطن بصالح أهله
وأرضه ،ويفسد بفساد أحدهما (الخطيب.)2006: 7،
ومما سبق يرى الباحث أن المواطنة منظومة اجتماعية ثقافية فكرية تضمن مستوى ٍ عال من الرفاهية ورغد الحياة بما تعزز لدى أفراد المجتمع من مشاركة مجتمعية وتفاعل وسائر األوساط المجتمعية
سواء هيئات أو نقابات ،وبما يضمن من قيم الديموقراطية وتقبل اآلخر والشراكة السياسية واالحتكام
لصندوق االنتخابات وقبول النتائج ،وبما يعزز من حالة االنتماء المصيري للوطن ويعزز من الشعور
الداخلي الذي يجعل المواطن يعمل بحماس ،واخالص؛ لالرتقاء بوطنه ،وللدفاع عنه ،ومن مقتضيات
االنتماء أن يفتخر الفرد بالوطن ،ويدافع عنه ،ويحرص على سالمته.
-22-
منظمة التحرير الفلسطينية
اسهامات مركز التخطيط الفلسطيني في خدمة القضية الفلسطينية
د .خالد شعبان
-23-
المقدمة: تتعدد األدوار التي تقوم بها حركات التحرر من اجل الوصول الى هدفها األساسي وهو التخلص من
االحتالل واالستعمار والوصول الى الدولة ،ومن اجل الوصول الى ذلك الهدف فإنها تقوم بإنشاء العديد من المؤسسات التي تخدم ذات الهدف.
تعتبر منظمة التحرير الفلسطينية احدى حركات التحرر وتعدى دورها أهداف حركة التحرير ،فلم تناضل فقط من اجل الوصول الى الدولة ،ولكن منظمة التحرير الفلسطينية عبارة عن مجموعة من المؤسسات
المختلفة والمتعددة االهداف التي تعمل من اجل تحقيق االهداف المشروعة ألبناء الشعب الفلسطيني.
منظمة التحرير الفلسطينية هي عبارة عن مجموعة من المؤسسات وهي اطار تنظيمي يضم جميع
النشاطات السياسية واالقتصادية والتعليمية والثقافية وكذلك العسكرية ،وقد انشأ المجلس الوطني الفلسطيني عدة مؤسسات هدفها االساسي ابراز القضية الفلسطينية للمجتمع الدولي واالقليمي ،وتعزيز
الوعي ألبناء الشعب الفلسطيني بقضيتهم العادلة ،وكذلك تمثيل ابناء الشعب الفلسطيني لدى الفاعلين الدوليين من دول ومنظمات. المؤسسات الثقافية: انشأ المجلس الوطني الفلسطيني عام 1965عدة مؤسسات ثقافية واعالمية وبحثية ،وهي ان دلت على
شيء فإنها تدل على الرؤيا االستراتيجية لمنظمة التحرير الفلسطينية ،وكذلك تبين مدى اهمية ميادين
الثقافة واألبحاث والفنون في شرح وتوضيح رؤية منظمة التحرير الفلسطينية ،وقد تم انشاء مركز
االبحاث التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1965فكان ثاني مركز ابحاث على مستوى الوطن العربي بعد انشاء معهد البحوث الدراسات العربية عام 1952وقبل انشاء مركز االهرام للدراسات االستراتيجية للعام 1968وقد جاء تأسيس مركز االبحاث الفلسطيني من اجل توثيق ودراسة القضية
الفلسطينية ،وكان يضم اكثر من 30الف عنوان اال ان هذه المكتبة تعرضت للدمار والنهب من القوات االسرائيلية التي احتلت بيروت عام 1982وتم سرقة محتويات مركز االبحاث وتحويلها الى مركز ديان
لألبحاث االستراتيجية التابع لجامعة تل ابيب. مركز التخطيط الفلسطيني:
مركز بحثي خاص بالدراسات وبالبحوث تأسس بقرار صادر عن المجلس الوطني الفلسطيني عام 1967 كمركز تابع لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لمساعدة اعضاء اللجنة التنفيذية في
-24-
مجال التخطيط للسياسة الفلسطينية في عملية اتخاذ القرار ،وكذلك ليقوم بالدور االعالمي لشرح رؤية منظمة التحرير الفلسطينية ،وتعزيز القادة الفلسطينيين من خالل برنامج التثقيف السياسي واالعالمي
ألبناء الشعب الفلسطيني ،وقد تم نقل المركز الى تونس وبعد اتفاقية القاهرة عام 1994عاد المركز الى قطاع غزة حيث بدأ من ذلك التاريخ مهام عمله كمركز بحثي تابع لرئيس اللجنة التنفيذية ل م ت
ف وأصبح تابعا لمكتب الرئيس ثم عادت تبعيته الى اللجنة التنفيذية عام ،2008وكذلك تعرض مركز التخطيط للقصف خالل حربي 2012و 2014واحترق العديد من الكتب من مكتبة مركز التخطيط والتي تعتبر مكتبة خاصة بالقضية الفلسطينية وتضم كتبا بلغات متعددة .
مهام مركز التخطيط الفلسطيني: تعددت مهام المركز والتي منها:
-1امداد القيادة الفلسطينية بالدراسات واألبحاث وتقديرات الموقف حول القضايا السياسية الداخلية والخارجية. -2اعداد الدراسات واألبحاث حول القضية الفلسطينية. -3اعداد التقارير حول القضايا االمنية. -4اصدار مجلة مركز التخطيط الفلسطيني التي تتناول اهم المواضيع حول القضية الفلسطينية. -5اصدار سلسلة قراءات استراتيجية والتي تتناول قضايا ذات بعد استراتيجي تتعلق بالقضية الفلسطينية. -6اصدار سلسلة ترجمات استراتيجية. -7اقامة منتدى غزة للدراسات السياسية واالستراتيجية والذي يعقده مركز التخطيط الفلسطيني بالتعاون مع مؤسسة فريدريش آيبرت االلمانية ،والذي يعقده كل عام على التوالي وذلك منذ عام 2007وفي كل مرة يتناول قضية استراتيجية تتعلق بالقضية الفلسطينية وتتم فيها استضافة باحثين من الجامعات الفلسطينية سواء من داخل قطاع غزة او الضفة الغربية وكذلك استضافة مركز التخطيط عددا من الباحثين الغربيين. -8عقد الندوات وورش العمل ،حيث عقد المركز عشرات الندوات والمؤتمرات التي تناولت قضايا تتعلق بالقضية الفلسطينية. -9المشاركة في مؤتمرات وندوات خارجية إذ يشارك باحثو مركز التخطيط الفلسطيني في معظم المؤتمرات التي تعقدها الجامعات الفلسطينية او العربية وذلك لشرح القضية الفلسطينية.
-25-
-10عقد مركز التخطيط مجموعة من االتفاقات مع الجامعات والمؤسسات البحثية من اجل تعزيز التعاون العلمي في خدمة القضية الفلسطينية. -11تعزيز الوعي السياسي والثقافي للشباب الفلسطيني وذلك من خالل اقامة دورات تدريبية وتثقيف سياسي واعالمي حول مختلف جوانب القضية الفلسطينية ،وذلك من خالل دائرة التدريب والتطوير التابعة للمركز. -12يضم مركز التخطيط الفلسطيني كتبة متخصصة في القضية الفلسطينية حيث تخدم المكتبة الباحثين والمهتمين ،وتعتبر من اهم قواعد المعلومات المتعلقة بالقضية الفلسطينية حيث ينيف عدد عناوينها من الثمانين ألف عنوان متنوع بين كتاب وتقرير ودراسة ودورية وميكرو فيلم ... وتستقطب اعدادا تتزايد من معدي رسائل الماجستير والدكتوراه وابحاث الترقية. -13يحتوي المركز على ارشيف ورقي يهتم بتاريخ القضية الفلسطينية في فترات زمنية متنوعة ويخدم جميع الباحثين آنفي الذكر.
-26-
جــــامعة غــــزة
البحث العلمي واسهاماته في خدمة القضية الفلسطينية
أ .د .سهيل رزق دياب
-27-
ما من أحد ينكر أهمية البحث العلمي ودوره في بناء المعرفة والتقدم العلمي في عصر اقتصاد المعرفة، والبحث العلمي دالة حضارية للمجتمعات المعاصرة ،وبعد أن أدركت الدول المتقدمة أهمية البحث
العلمي ،وعظم الدور الذي يؤديه في التقدم والتنمية ...أولته الكثير من االهتمام وقدمت له كل ما يحتاجه من متطلبات سواء كانت مادية أو معنوية ،وذلك ألن البحث العلمي يعتبر الدعامة األساسية لالقتصاد
والتنمية.
وما دام مجتمعنا الفلسطيني في هذه المرحلة ينشد التطور والتغير اإليجابي نحو األفضل ،فإنه البد وأن يعتمد البحث العلمي على أسس علمية سليمة لضمان التجديد والتجويد في العملية التعليمية والتي يقوم
عليها المنهاج بمفهومه الشامل.
ورغم مرور فترة ليست بالقصيرة على نشأة الجامعات الفلسطينية ومراكز البحوث فيها فإن البحث العلمي
الزال دون تخطيط سليم ،فقد غاب عن البحث العلمي في جامعاتنا البحوث الفريقية والجماعية والمؤسساتية وكذلك غابت البحوث المستقبلية البنائية التي تتضمن اإلبداع في التصدي للمشكالت
الواقعية ،األمر الذي أدى إلى تكريس الفردية في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى التخطيط الجماعي والمشترك ،والتنسيق والتعاون بين الجامعات.
وهذا باإلضافة إلى عدم وجود أولويات واضحة محددة للبحث العلمي وعدم وجود خطة لوضع مثل هذه
األولوية ،وذلك يعود إلى العوامل التالية:
.1غياب فلسفة واضحة للبحث العلمي ،مما يؤدي إلى فقدان الجدة واألصالة في بحوثنا التي تتميز التبعية في موضوعاتها.
.2التركيز على موضوعات ال تختار بشكل جيد وال تلبي الحاجة وال تؤدي إلى إسهام حقيقي في حل المشكالت المختلفة.
.3محاولة بعض الباحثين األكاديميين إعطاء األولوية في بحوثهم للحصول على الدرجة العلمية أكثر من إعطائهم األولوية الختيار موضوع حيوي مهم ووظيفي.
.4الفجوة بين الباحثين ومتخذي القرار من جهة وبين الباحثين والممارسين الميدانيين من جهة أخرى.
.5خضوع أولويات اختيار البحوث لحدود تفرضها اإلمكانات والتعقيدات اإلدارية واالبتعاد عن اختيار موضوعات تسبب حساسية معينة أو انقسامات فكرية في مجتمعنا.
.6غياب التنسيق والسيما في مجال الدراسات العليا السيما بين القطاع والضفة الغربية ،األمر الذي يؤدي إلى التكرار واالزدواجية.
-28-
.7ال توجد لدى الباحثين األكاديميين حرية أكاديمية كافية الختيار البحوث واجرائها.
واضافة لذلك كله فهناك عامل مهم وهو قلة الموارد المادية والبشرية الالزمة للقيام بالبحوث العلمية وهذا انعكس سلبا على نسبة األبحاث المنشورة في الوطن العربي بشكل عام وفي فلسطين بشكل خاص. ففي عام 2011م كان عدد البحوث المنشورة في العالم 1.248.612بحثا مجموع ما نشر في الوطن العربي من أبحاث ال يتعدى 15ألفا أي ما يقارب من %1.3من معدالت اإلنتاج العالمي. وفي فلسطين بشكل خاص بلغ عدد األبحاث المنشورة في العام نفسه هو 212بحثا مقارنة ب 980
بحثا نشر في إسرائيل.
كما يعلم الجميع أن دور أي جامعة يقاس بعدد األبحاث العلمية ألساتذتها في المجالت العلمية والعالمية.
أما من حيث إسهامات البحث العلمي في خدمة قضيتنا الفلسطينية فإنه يمكن القول أن للقضية الفلسطينية بعدين أساسيين البعد األول وهو البعد السياسي وهو بعد على درجة كبيرة من التعقيد والبعد اآلخر وال
يقل تعقيدا وهو مسألة تعليم شعب يعاني من التشتت حيث أن تعليم الشعب الفلسطيني يقع تحت سيطرة سلطات غير فلسطينية وهذان البعدان لم يحظيا بما يستحقهما من اهتمام من جانب الباحثين
واالختصاصيين. فالشعب الفلسطيني منذ أن احتلت ومزقت أرضه عام 1948م يقع إما تحت االحتالل اإلسرائيلي في
األرض المحتلة أو تحت والية الدول العربية التي لجأ إليها أبناء هذا الشعب.
وهذا أدى بدوره إلى أن تعليم الشعب الفلسطيني كان وما زال من مسئولية سلطات غير فلسطينية .ومع
ذلك وكما هو معروف فإن الفلسطينيين تمكنوا عبر السنين من الوصول إلى مستوى عال من التحصيل يقارب ما وصل إليه أبناء بعض الدول العربية ،ووفقا للتقديرات فإن أكثر من %96من األطفال الفلسطينيين الذين في سن الدراسة هم مسجلون في المدارس ،وحوالي %75ممن هم في سن الدراسة
الثانوية يتابعون دراستهم في المدارس ،كما أن حوالي 18من كل ألف فلسطيني يتابعون الدراسة في مؤسسات التعليم العالي .ويرجع هذا اإلنجاز إلى عاملين مهمين :أولهما أن الرغبة في تحصيل التعليم
سمة بارزة من سمات الشعب الفلسطيني والعامل الثاني فهو أن فرص التعليم أتيحت ألبناء هذا الشعب
يفضل ما قدمته الدول العربية التي يعيشون فيها من تيسيرات لقبولهم في مدارسها ومعاملتهم على قدم المساواة مع أبناء هذه الدول إضافة إلى جانب الجهود التي بذلتها األونروا /اليونسكو في إنشاء المدارس
-29-
التي تستدعي حوالي ثلث أبناء الشعب الفلسطيني ورغم أهمية هذين البعدين لقضيتنا الفلسطينية فإن
إسهامات البحوث العلمية في خدمة قضيتنا ال زال دو ار محدودا ال يتناسب وأهمية القضية وأبعادها.
وبنظرة فاحصة لألبحاث التي أعدها الباحثون ،وطلبة الدراسات العليا في جامعاتنا الفلسطينية نجد أنها
قليلة جدا ولم تلق االهتمام المطلوب ،ويرجع ذلك لعدة أسباب وعوامل منها:
.1قلة المراجع وندرتها التي تناولت القضية الفلسطينية وكذلك ندرة المصادر التي يمكن الرجوع إليه في جمع البيانات والمعلومات المتعلقة بالقضية.
.2قلة تشجيع الجامعات ومراكز األبحاث للباحثين والطلبة للقيام بهذه الدراسات واقتصارها على المبادرات الشخصية.
.3قلة الموازنة المخصصة لألبحاث العلمية وخاصة في هذا المجال.
.4نقص بل عدم توفير الحرية األكاديمية للباحثين في الجامعات أو المراكز البحثية. .5صعوبة القيام بمثل هذه األبحاث والتعقيدات التي تواجه الباحثين في إجراءات جمع البيانات وتنفيذ البحث.
.6قلة مراعاة النزاهة األكاديمية واألمانة العلمية وعدم حماية الباحثين من أي عمليات قد تستهدف التلقين األيديولوجي أو الذهني أو الطائفي أو الحزبي.
.7هذه األبحاث قد تسبب حساسية معينة في المجتمع ،وقد تؤدي إلى انقسامات فكرية تؤثر سلبا وكذلك يبتعد الباحثون األكاديميون وطلبة الدراسات العليا إلى تناول هذه الموضوعات.
وأخي اًر وليس آخ اًر ولتطوير البحث العلمي في بالدنا ال بد من:
.1تشجيع القيام بالبحوث العلمية لمعالجة قضايا شعبنا السياسية واالجتماعية والتربوية واالقتصادية. .2تخصيص ميزانية البحث العلمي في الجامعات والمراكز البحثية.
.3تشجيع التعاون البحثي بين الجامعات الفلسطينية والعربية والدولية. .4تشجيع التواصل بين الباحثين داخل فلسطين وخارجها.
.5توفير حوافز للباحثين واتباع سياسة الثواب والعقاب في عملية البحث. .6التنسيق بين مراكز البحوث في الجامعات والسيما في مجال الدراسات العليا حتى نحد من التكرار واالزدواجية في البحوث.
.7توفير ما يلزم للبحث العلمي من إمكانات ومستلزمات وتوفير االستقاللية في البحث والحرية األكاديمية للباحثين.
التفرغ العلمي للباحثين من أساتذة الجامعات وتكليفهم بدراسات وأبحاث تتناول قضايا أمتنا وشعبنا.
-30-
العقبات التي تواجه النهوض بالبحث العلمي
د .سامي نصر أبو شمالة
-31-
نشأة وتطور الجامعات الفلسطينية: يقول أ .د .فؤاد العاجز إن فكرة إنشاء جامعة فلسطينية عربية من أهم مشروعات المؤتمر اإلسالمي
العام في القدس عام 1931م تأسيس جامعة إسالمية كبرى في القدس باسم جامعة المسجد األقصى
لتكون نبراسا للعلم اإلسالمي ،لكن حكومة االنتداب البريطاني وقفت في وجه إنشاء هذه الجامعة.
وفي عام 1949إلى 1967لم يتوفر في المناطق التي بقيت من أرض فلسطين (الضفة الغربية ،وقطاع
غزة) جامعة تشمل كافة التخصصات (كما يرى صبح) وانما وجد عدد من المعاهد المتوسطة أهمها:
كلية بير زيت (جامعة بير زيت حاليا) كما أنشئت دار المعلمين في رام هللا سنة ،1952وتال ذلك افتتاح معهد المعلمين في العروب سنة ،1958والذي أغلق سنة 1964وأعيد افتتاحه عام .1969
في العام 1977م تشكل مجلس التعليم العالي من 48عضوا يمثلون مجالس أمناء الجامعات في المناطق المحتلة ،باإلضافة لممثلين عن الهيئات التدريسية ورؤساء البلديات وممثلين عن وكالة الغوث
والجامعات الخيرية ،ولقد تأسست مجموعة من الجامعات الفلسطينية ،وهي الجامعة اإلسالمية في عام 1978م ،وجامعة بوليتكنيك فلسطين في 1978م ،وجامعة األزهر ،1991وجامعة األقصى 1991م، ليصبح عدد الجامعات الفلسطينية إحدى عشر جامعة تنتشر في الضفة الغربية وقطاع غزة.
البحث العلمي في فلسطين: إن المجتمع الفلسطيني يواجه تحديات كبيرة ،ترجع هذه التحديات إلى جملة من العوامل االقتصادية واالجتماعية ،والسياسية والعلمية ،وكذلك ظهور مفاهيم وأفكار كالحرية ،والديمقراطية ،و التنمية الشاملة
،....وقد فرضت نفسها على المجتمع الفلسطيني ،ويمثل البحث العلمي ركنا أساسيا في حياة األمم والشعوب ،فالبحث العلمي يقوم على طلب المعرفة والوصول إليها ،وتعاني الجامعات الفلسطينية كما
تعاني القضية الفلسطينية من عدد من المشاكل والصعوبات في البحث العلمي ،ومنها عدم وجود التمويل
الكافي للبحث ،ونقص األدوات والمعدات ،والظروف التي يعانى منها الشعب الفلسطيني من االحتالل والعدوان اإلسرائيلي ،والحصار االقتصادي والسياسي وعدم توفر بيئة والظروف البحثية المالئمة ،وكل
هذا يؤثر على البحث العلمي في فلسطين.
اسرائيل االعلى في العالم من حيث نسبة االنفاق على البحث العلمي مقارنة بالناتج المحلي االجمالي
بواقع 3.93%تليها اليابان وفنلدنا والسويد.
-32-
ومن الجدير ذكره أن قلة اإلنتاج في عدد النشرات العلمية في الوطن العربي عامة وفلسطين خاصة ليس
عائداَ لقلة عدد الباحثين ،إن عدد الباحثين العرب كبير جدا نسبة إلى عدد السكان العرب ،ولكن معظمهم
متواجدين في دول االغتراب وبالتالي فان إسهاماتهم العلمية تحسب للدول المتواجدين بها. العقبات التي تواجه النهوض بالبحث العلمي:
على الرغم من حرص االحتالل على عدم النهوض بقطاع البحث العلمي في فلسطين اال ان العقبات
امام البحث العلمي في فلسطين جزء ال يستهان به منها يعود لعوامل داخلية ال عالقة لها باالحتالل،
وبالتالي فانه من السهل التغلب على هذه العقبات .من خالل وضع استراتيجية طويلة األجل من شأنها
خدمة برامج البحث والتطوير في فلسطين .يمكن اختصار بعض هذه العقبات فيما يلي- :
-1عدم وجود شراكة حقيقية بين القطاعات العامة واألكاديمية ومنظمات المجتمع المدني في هذا المجال. -2نقص التمويل وضعف موازنة البحث العلمي في موازنة الدولة. -3عدم مالمسة البحث العلمي لمشاكل المجتمع ،ونفس االمر ينطبق على طلبة الدراسات العليا بالجامعات الفلسطينية ،وسوء نوعية البحوث ،أو في بعض الحاالت ،الغياب التام للبحث هو عدم وجود التعاون والتنسيق بين الباحثين والمؤسسات المضيفة أو المنظمات. -4ضعف التعاون والتنسيق بين الباحثين داخل نفس المؤسسة والمؤسسات األخرى. -5ضعف البنية التحتية للبحث العلمي ،مثل المختبرات وقواعد البيانات للمكتبات والدوريات العالمية. -6عدم وجود تشجيع على المستويات األكاديمية والحكومية واالهلية ،التي ينبغي أن تبدأ من داخل المؤسسات نفسها ومن منظمات خارجية. -7عدم منح األكاديميين التفرغ العلمي لإلشراف على برامج البحوث وقيادة المشاريع البحثية في المؤسسات األكاديمية ،واذا كانت متوفرة في بعض المؤسسات. -8وجود البيروقراطية على المستوى اإلداري في معظم المؤسسات األكاديمية والحكومية وغير الحكومية ،التي تثبط من حماس الباحثين. دور المؤسسات البحثية لتشجيع وتعزيز البحث العلمي- : دعم وتشجيع وتنسيق جميع األنشطة البحثية في الجامعات. نشر افكار أخالقيات البحث العلمي وقواعده الحفاظ على الحقوق الفكرية للباحثين والمؤلفين. -33-
وضع قوانين عقابية واجراءات للتعامل مع السرقات العلمية تقديم المشورة والتوجيه والمعلومات للباحثين خاصة الجدد منهم. انشاء لجان متخصصة في البحث عن مصادر التمويل البحثي التعاون الجامعي بهدف توسيع قاعدة البيانات البحثية التدريب على كتابة مقترحات المشاريع البحثية. في مجال الورشة المباشر يمكن التوصية بــــ- : -1االهتمام باألنشطة البحثية التي تعني بخدمة القضية الفلسطينية مثل :الجدار العنصري ،حق العودة ،الالجئين ،الحصار ،االحتالل ....الخ -2تحييد البحث العلمي من الهوى السياسي – االمر الذي قد يفقد حتى القراء الثقة بالمحتوى البحثي ومصداقيته. -3المزيد من االهتمام الحكومي ورصد مكافئات وتسهيالت لنشر االبحاث التي تعنى بالقضية. -4التغطية االعالمية ومحاولة نشر نتائج االبحاث التي تسهم بخدمة القضية الفلسطينية. -5ضرورة متابعة االبحاث التي تصدر من الباحثين اإلسرائيليين حول موضوع القضية الفلسطينية ومحاولة كتابة ابحاث تفند افتراءاتهم وتزويرهم. -6الحث على المشاركة في المؤتمرات الدولية ،الن لذلك أثر بالغ في التواصل مع الباحثين حول العالم. محاور مقترحة للنقاش في ورشة العمل التي بعنوان (اسهامات البحث العلمي في خدمة القضية
الفلسطينية).
-1تعزيز وتوجيه البحث العلمي باتجاه المحاور التي تحتاجها القضية الفلسطينية للخروج بحلول وتوصيات مبنية على أسس علمية سليمة.
-2تخصيص نسبة معينة من الموازنة العامة للسلطة الوطنية الفلسطينية لدعم البحث العلمي
الفلسطيني وتشجيع الباحثين الفلسطينيين واعطائهم الفرصة ودفعة الى االمام من اجل االرتقاء
بالمستوي العام للبحث العلمي وبالتالي القضية الفلسطينية.
-3حصر الثوابت الفلسطينية وربطها بالمتغيرات اإلقليمية والدولية وارهاصاتها على القضية الفلسطينية والعمل على دراستها وبحثها على أسس علمية ومنهجية للوصول الى نتائج وتوصيات
تخدم القرار الفلسطيني.
-34-
-4انشاء مركز خاص بترجمة األبحاث والدراسات الفلسطينية المهمة والتي من شأنها حشد رأي عام عالمي واسع لمناصرة القضية الفلسطينية والوقوف الى جانبها من خالل نشر هذه األبحاث
في دول العالم.
-5العمل على اعداد بروتوكول عام لتدريس مساق البحث العلمي لطلبة الدراسات العليا " ماجستير ودكتوراه" في الجامعات الفلسطينية بهدف الوصول الى أكبر قدر ممكن من االستفادة العلمية
والوطنية.
-6تطوير مناهج البحث العلمي في مجال العلوم السياسية للحصول على أكبر قدر ممكن من االستفادة في خدمة القضية الفلسطينية من خالل الوصول الى دراسات وأبحاث خاصة بالقضية الفلسطينية تخدم صناع وأصحاب القرار في القضية الفلسطينية.
-35-
كلية فلسطين التقنية دير البلح
اسهامات البحث العلمي في خدمة القضية الفلسطينية
ياسر محمد علي لوز
-36-
ملخص الورقة:
تناولت هذه الورقة اسهامات البحث العلمي في خدمة القضية الفلسطينية ،بهدف رصد وتتبع وتقييم
واستشراف دور البحث العلمي في دعم القضية الفلسطينية حيث تناولت الدراسة أربعة عناوين رئيسة
وخاتمة وتوصيات وتناول العنوان األول ،اسهامات البحث العلمي في حل المشكالت الفلسطينية الداخلية ونشر قضية فلسطين والقدس داخليا ،ودور البحث العلمي في حل المشكالت الداخلية مثل( :المصالحة،
والكهرباء ،والحصار ،وتلوث المياه ).... ،وهل يقدم البحث العلمي توصيات لصناع القرار كما ،وركز أيضا على دور البحث العلمي في توثيق الحروب وجرائم االحتالل الصهيوني. أما العنوان الثاني ،فقد ركز على البحث العلمي ودوره في دعم القضية الفلسطينية على الصعيد
الخارجي ،فتناول دور البحث العلمي في فضح االحتالل وجرائمه على مستوى العالم ،وتناقش أيضا هل قدم البحث العلمي أفكا ار واقتراحات وعالقات تعاون مع الدول المجاورة لتحسين العالقات مع دول الجوار، وهل توثر التغيرات اإلقليمية والصراعات على دور البحث العلمي في دعم القضية الفلسطينية ،وجاء
العنوان الثالث ،حول المعوقات التي تعيق البحث العلمي وتقلل االهتمام بالقضية الفلسطينية .ومنها قلة
اإلنفاق الحكومي على البحث العلمي ،وانشغال الباحثين بالكتابات حول الصراعات اإلقليمية .وقلة حركة
الترجمة ،وركز العنوان الرابع واألخير ،على المقارنة بين كيف استفاد الفلسطينيون من البحث العلمي وكيف استغل الصهاينة البحث العلمي لخدمة مشروعهم االستعماري.
وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها أن قلة اإلنفاق الحكومي هي العقبة األكبر التي تقف
عائقا أمام البحث العلمي مما يؤثر بدوره في نشر القضية الفلسطينية ،وأن الصراعات اإلقليمية وانشغال الدول العربية بمشاكلهم الداخلية يحتاج من مراكز البحث العلمي جهودا كبيرة حتى نجعل قضية فلسطين والقدس قضية العرب األولى وضرورة إحداث حراك دائم في مراكز البحوث الفلسطينية ،بحيث ال تبقى تحت قيادات قديمة مترهلة ،غير مدركة ألبعاد التقدم العالمي في ميادين البحث العلمي. وأوصت الدراسة بــعدة توصيات منها :على الجامعات والكليات ومراكز األبحاث وضع استراتيجية مشتركة تهدف لدعم القضية الفلسطينية عامة والقدس خاصة ،وأن يطرح مساق مستقل عن القدس في كل
الجامعات الفلسطينية والعربية يتناول المدينة المقدسة من مختلف جوانبها التاريخية الدينية والسياسية والحضارية واألدبية وغيرها ،وضرورة إجراء دراسات علمية لمعوقات البحث العلمي التقني في الجامعات
الفلسطينية ،وتوسيع هامش الحرية األكاديمية الكافية للباحثين ،والتخلي قدر اإلمكان عن مظاهر
البيروقراطية والمشكالت اإلدارية والتنظيمية ،ومحاربة الفساد المالي واإلداري في مؤسسات البحث
العلمي ،والبحث عن الحلول وتقديم دراسات علمية للتغلب على مشكلة نقص تمويل التعليم الجامعي
-37-
والبحث العلمي في فلسطين ،وضرورة توجيه المؤسسات اإلعالمية لنشر المؤتمرات والندوات العلمية
المتعلقة بالقضية الفلسطينية ونقلها للعالم العربي واإلسالمي لزيادة الحشد الشعبي ومساندة القضية الفلسطينية.
المقدمة:
إن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للعالم العربي واإلسالمي بما تحمله من مكانة دينية وأبعاد
حضارية وثقافية وتاريخية وانسانية ،وهي البؤرة الساخنة في المنطقة ومفتاح الحرب والسالم وهي التحدي األكبر أمام األمة العربية واإلسالمية والعالم أجمع. وأن قضيتنا الفلسطينية اليوم تمر بمحن شتى منها؛ تقسيم المسجد األقصى الزماني والمكاني والتهويد وطمس المعالم األثرية وسلب الحقوق من المياه والمعابر وتشديد الحصار واإلغالق واالنقسام وافتقاد
السيادة ،كل ذلك يفرض على مراكز البحث العلمي أن تقوم بمسئولياتها تجاه ما تواجهه فلسطين من مخاطر. إن الجامعات ومراكز البحث العلمي هي ضمير األمة ،ألنها تقوم بمسؤوليات كبيرة ومهمة على مستوى العالم فالبد من أن نسخر البحث العلمي لخدمة قضيتنا الفلسطينية لننهض بمجتمعنا وغرس القيم الدينية والوطنية ألبناء شعبنا ،وتلبية حاجاته وتطلعاته ،وحفظ حقوقنا ومقدساتنا ،ونشر قضيتنا للعالم أجمع.
تتحمل الجامعات وباألخص المراكز البحثية العبء األكبر في حيوية الفكر ،أي تطوير رأس المال
الفكري والحفاظ على ثقافة شعبنا الفلسطيني ،وتوعية الجيل الناشئ بقضيتنا الفلسطينية وحقوقنا التاريخية، ونشر قضيتنا للعالم أجمع ،ذلك ألن مراكز البحث العلمي هي مصدر اإلشعاع للمعرفة وصوت المفكرين واألدباء والعلماء.
وينبغي على مراكز البحث العلمي في فلسطين أن تجدد وتطور من نفسها لتنهض بمجتمعنا وتنشر
الثقافة والعلوم ،وتوثق جرائم االحتالل ،وتعيد النظر في حاجات المجتمع ،وتقديم الحلول لمشكالته السياسية واالقتصادية واالجتماعية والتعليمية والثقافية والصحية وغيرها من مجاالت التنمية. ويوجد في فلسطين ثالث عشرة جامعة والعديد من المراكز البحثية التي تقدم خدماتها وتساهم في رفعة
المجتمع الفلسطيني والتي ساهمت في نشر القضية الفلسطينية على المستوى الداخلي والخارجي ،بما تحتضنه من كادر متميز من الباحثين والعلماء ،وما نسعى لتحقيقه من خالل هذه الورقة هو كيفية جذب
-38-
االهتمام بالقضية الفلسطينية داخليا وخارجيا ،والوقوف على المعوقات التي تكبح انطالق وتقدم البحث
العلمي ،الذي يتعرض لضغوط وقيود من االحتالل ،وقلة االنفاق الحكومي ومع ذلك فإن الواجب علينا العمل على تطوير مراكز البحث العلمي وتوطيد دعائمها والمساهمة االيجابية في حل مشكالتها واالرتقاء بها لتحقيق أكبر درجة من العطاء.
أوالً :اسهامات البحث العلمي في حل المشكالت الفلسطينية الداخلية. -1نشر قضية فلسطين والقدس داخلياً.
وفي هذا اإلطار نالحظ جهودا طيبة من عدد من الجامعات في التعريف بتاريخ القدس من أقدم
الحقب وحتى اآلن ،وذلك من خالل أبحاث ودراسات لعدد من أساتذة الجامعات ومن الباحثين المهتمين بالقدس تاريخيا وجغرافيا وحضاريا ،وتعقد الجامعات ومراكز األبحاث المؤتمرات العلمية والندوات وورش
العمل والمحاضرات المتواصلة حول القدس وتاريخها ،وجغرافيتها ،ومعالمها األثرية وغيرها ...
إن حجم المؤامرات التي يحيكها وينفذها الصهاينة في القدس الشريف على مختلف األصعدة تفرض على
الجامعات ومراكز البحث العلمي مزيدا من االهتمام في مجال نشر قضية القدس وتوضيح المخططات
التي يتعرض لها ،ونشرها على المستوى الفلسطيني والعربي واإلسالمي وفي العالم أجمع ،حتى تصبح
أكثر حضو ار ويزداد االنتماء إليها والوعي بخطورة ما تمر به من أجل الدفاع عنها.
وقد كشف عدد من الباحثين الفلسطينيين عن مالمح من اإلجراءات الصهيونية لتهويد القدس الشريف
وكان أهمها :دفع المواطنين الفلسطينيين إلى إقامة المساكن خارج الحدود البلدية للقدس ،واستغالل
الصهاينة للقانون الذي وضعته السلطات اإلسرائيلية للسيطرة على األرض سنة 1950م وهو قانون
أمالك الغائبين وكذلك قانون التنظيم والتخطيط وتنفيذ سياسة هدم واغالق المنازل بحجة عدم الترخيص، واقامة الحفريات حول المسجد األقصى وتحته بحجة البحث عن الهيكل المزعوم وكذلك االعتداءات
اليومية على المقدسات اإلسالمية والمسيحية ،ومحاولة إقامة الصلوات اليهودية في ساحات المسجد األقصى ،واالعتداء على المقابر ،واستبدال أسماء العديد من المعالم والشوارع والساحات داخل المدينة القديمة لمحاولة تهويد المدينة ،وسحب الهويات من السكان العرب في القدس وتهويد التعليم وتوسيع االستيطان في القدس ومحيطها ومصادرة األراضي.
وجاءت جهود الباحثين الفلسطينيين ضمن أبحاث منشورة في أعمال المؤتمرات التي عقدتها بعض
الجامعات أو في المجالت العلمية المحكمة التي تنشرها تلك الجامعات أو في المجالت الثقافية العامة
حول الممارسات الصهيونية واجراءات تهويد القدس واالستيطان اإلسرائيلي وما يهدف إليه االستيطان،
-39-
وعن مخاطر االستيطان اليهودي في القدس ،واألثر الديني والسياسي لالستيطان الصهيوني في القدس،
ومشروع القدس الكبرى 2020–1967م ،والحفريات اإلسرائيلية في القدس وعالقتها بالهيكل المزعوم، والحركات الصهيونية الدينية التي تعمل على تدمير الحرم القدسي واقامة الهيكل المزعوم. كما تضمنت األبحاث قضايا هامة مثل( :مواجهة الرواية اليهودية حول بناء الهيكل المزعوم) و(موقف
القانون الدولي من الحفريات اإلسرائيلية) و (الهوية اإلسالمية للمسجد األقصى وعمارته/نتائج الحفريات األثرية في مدينة بيت المقدس وعالقتها بالهيكل المزعوم) و (ادعاءات السيادة اإلسرائيلية على القدس) و (الوضع القانوني لمدينة القدس ومواطنيها) و (قضية القدس في الق اررات الدولية واألمم المتحدة).
-2دور البحث العلمي في حل المشكالت الداخلية (المصالحة ،والكهرباء ،والحصار ،وتلوث المياه).. إن إيجاد مجتمع فلسطيني موحد متماسك ال يتم إال بالعمل الجاد المنظم والمخطط في عدة مجاالت وعلى عدة أصعدة ،ومن أهم هذه المجاالت مجال البحث العلمي ،فمن خالل هذا المجال يمكن المحافظة
على الهوية والقيم والتراث والوحدة ويمكن تزويد المواطنين بالمعارف والمهارات التي تساعدهم في الدفاع
عن حقوقهم ومصالحهم وكيفية مواجهة االحتالل.
وأن ما يقع على عاتق الجامعات ومراكز األبحاث هو تقديم الحلول والخطط لحل المشكالت الداخلية والتغلب على العقبات ورسم مستقبل أفضل لشعبنا وأرضنا ومقدساتنا. وقدمت الجامعات ومراكز األبحاث العديد من الدراسات وعقدت العديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل حول تقديم حلول لحل المشاكل التي يعاني منها أهلنا في قطاع غزة ،لِّما للبحث العلمي من أهمية بالغة في تحقيق التنمية المستدامة ،ال بد من توجيهه نحو المجاالت األكثر إلحاحا لخدمة خطط التنمية الفلسطينية في المجاالت المختلفة االقتصادية واالجتماعية والسياسية والعلمية والصحية وغيرها ،وهذا
األمر يستدعي تحديد أولويات للبحث العلمي في فلسطين.
وحرصا من و ازرة التربية والتعليم العالي على النهوض بالبحث العلمي عقدت الو ازرة ورشة عمل وأخرجت
دليل أولويات البحث العلمي في فلسطين 2019 – 2014م لكن المهم هو ليس إعداد دليل أولويات البحث العلمي خالل خمس سنوات األهم من ذلك هو الخطوات العملية لتنفيذ تلك البحوث وتجسيدها
على أرض الواقع وتوفير الدعم المادي والمعنوي الالزم لها وتشجيع الجامعات ومراكز األبحاث للنهوض
بالمجتمع ككل وتطوير البحث العلمي.
-40-
-3هل قدم البحث العلمي توصيات ومقترحات لصناع القرار السياسي في فلسطين. ينظر المجتمع العربي الحالي نظرة ال تليق بالبحث العلمي من حيث أولويته على كثير من األنشطة والمجاالت ،وربما يتعلق ذلك بالتنشئة االجتماعية التي أكسبت الجماهير العربية الحالية هذه النظرة
السلبية ،وأصبح الناس غير مدركين لخطورة تدهور البحث العلمي العربي ،وتأخره عن ركب الحضارة إال إن المجتمعات في الدول المتقدمة تدعم المؤسسات البحثية ماديا ومعنويا ،وال يمكن أن تبخل عليها بالمال أو اإلمكانات ،حتى إنه في كثير من األحيان تنظم المسيرات والتجمعات مطالبة الحكومة باإلنفاق بسخاء إلجراء المزيد من البحوث العلمية في مجاالت التنمية التي ينشدها الوطن. من الضروري على مراكز األبحاث الفلسطينية تزويد صناع القرار بالمعلومات وتقدير المواقف ووضع الخطط المرحلية والمستقبلية ،ألنها تمتلك كادر من العلماء وأصحاب الخبرات ،إضافة إلى أن صناع القرار الفلسطينيين البد أن يستمعوا لهذه التوصيات وأخذها بعين االعتبار وهو ما يجب أن ينتشر في
كافة دولنا العربية من خالل اعتماد صناع القرار على مراكز األبحاث لتزويدهم بالخبرات ووضع الحلول
للمشاكل السياسية واالقتصادية واالجتماعية.
-4دور البحث العلمي في توثيق الحروب وجرائم االحتالل الصهيوني. شرعت العديد من مراكز االبحاث ومنظمات الحقوقية الفلسطينية في توثيق جرائم االحتالل؛ مما
يساهم في نقل القضية الفلسطينية للعالم ،حيث قامت أربع منظمات حقوقية بحملة موحدة لتوثيق جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات االحتالل اإلسرائيلي خالل عدوانها على قطاع غزة وأكدت في بيان مشترك
لـ "مؤسسة الضمير لحقوق اإلنسان" ،ومؤسسة الحق (القانون من أجل اإلنسان) ،والمركز الفلسطيني لحقوق اإلنسان ومركز الميزان لحقوق اإلنسان ،أنهم بدؤوا منذ اليوم األول للعدوان ،بحملة موحدة لتوثيق
جرائم االحتالل خالل 51يوما من العدوان وأوضح البيان أن المؤسسات األربع جندت طاقما مكونا من
حوالي 100من الباحثين والمشرفين الميدانيين ومدخلي البيانات لعمليات المسح الميداني وتعبئة
االستمارات ،ومن ثم إدخالها على قواعد البيانات المحوسبة وأشارت الى أنه جرى تدريب الفريق على منهجية العمل الموحدة بين المؤسسات ،باستمارات خاصة لجمع بيانات وافية عن الضحايا وظروف
قتلهم ،أو عن المنازل والممتلكات المدنية األخرى .
كما وأصدرت الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن تقري ار حول جرائم الحرب والجرائم ضد اإلنسانية ومسؤولية إسرائيل عن الجرائم خالل انتفاضة األقصى.
-41-
ثانياً :البحث العلمي ودوره في دعم القضية الفلسطينية على الصعيد الخارجي. -8دور البحث العلمي في فضح جرائم االحتالل على مستوى العالم. تعد الجامعات والكليات الفلسطينية ومراكز البحث العلمي بما تمتلكه من خبرات وعقول أهم الوسائل التي يستخدمها الشعب الفلسطيني في الكشف عن المخططات اإلسرائيلية وفضح جرائم االحتالل ،ففي
الجامعات ومراكز األبحاث فريق من األكاديميين المتخصصين في الشئون اإلسرائيلية ،وهم يقومون بجهد كبير في توضيح مخاطر تلك المخططات اإلسرائيلية ،وهؤالء الباحثون ينشرون حقيقة ما يفعله الصهاينة من اعتداءات في القدس ويعلنونه لألفراد والمجتمعات في فلسطين وفي األقطار العربية
والغربية. وتعتبر األبحاث والدراسات المعمقة من أهم الركائز التي يعتمد عليها السياسيون ومتخذو الق اررات عند االحتالل اإلسرائيلي في رسم وتخطيط سياستهم ،واتخاذ ق ارراتهم ،انطالقا من قناعتهم بأن دراسة القضايا والمعضالت السياسية هي المحور األول في رسم وبناء االستراتيجيات في كافة المجاالت ،لما تمثله المعرفة والعلم عند متخذي الق اررات ،في حين يغيب دور األبحاث في الدول العربية عامة وفلسطين
خاصة في صناعة القرار. -9هل قدم البحث العلمي أفكا ًار واقتراحات وعالقات تعاون مع الدول المجاورة لتحسين العالقات مع دول الجوار.
إن التعاون في مجال البحث العلمي والتكنولوجي يساهم في إرساء التقارب مع دول العالم بشكل عام
والمنطقة العربية واإلسالمية على وجه الخصوص ،وان هذا التعاون يعد ركنا أساسيا ومدخال مناسبا
لتعزيز عالقات التعاون والشراكة المفتوحة وتعزيز عالقات جوار نموذجية بين الدول لمساندة قضيتنا الفلسطينية والتصدي للمشروع الصهيوني ،ومن هنا يأتي دور البحث العلمي في فلسطين حيث يقع على عاتقه إجراء البحوث العلمية وعقد المؤتمرات والندوات اإلقليمية وتقدير الموقف مع دول الجوار كمرحلة
أولى واالستفادة من خبراتهم ومعارفهم.
إن التعاون في مجاالت البحث العلمي والتطور التكنولوجي يعد حاجة متبادلة ،وفرصة سانحة لخلق تكتالت تكنولوجية متكاملة وبناء مجاالت للبحث واالبتكار لتحقيق التطور واالزدهار وتعاون عربي في
كافة مجاالت البحث العلمي والبد من أن ندشن مرحلة جديدة في االهتمام بالبحث العلمي ،من خالل
تطوير الجهود المبذولة في الجامعات والكليات ومراكز األبحاث وتخصيص ميزانية من قبل الدولة للنهوض بالبحث العلمي ولنشر قضيتنا الفلسطينية بالعالم أجمع.
-42-
ثالثاً :المعوقات التي تعيق البحث العلمي وتقلل االهتمام بالقضية الفلسطينية.
-1تضييقيات االحتالل الصهيوني على الجامعات ومراكز األبحاث.
إن االحتالل يسعى جاهدا في تضييق الخناق على الشعب الفلسطيني أجمع واسكات صوته في العالم
الخارجي حيث أصدرت سلطات االحتالل ،في تموز (يوليو) 1980م األمر العسكري ( )854الذي منح
السلطات اإلسرائيلية صالحية اإلشراف على التوظيف بدال من مجلس أمناء الجامعة على سبيل المثال،
كما أتاح لهم تعديل المناهج والكتب الدراسية المعمول بها في الجامعات الفلسطينية وبالتالي توجيهها
أكاديميا وتربويا بعد سلب حريتها في التعليم والدراسة واالستقصاء ،وكذلك تشديد عمليات التحكم والرقابة على المؤسسات التعليمية عبر سلسلة من اإلجراءات المتعلقة بالمدرسين والطلبة والمؤسسات ،بدءا من
اإلغالق بأنواعه المختلفة ،وكذلك الرقابة والمالحقة واقامة الحواجز ،الرقابة على الكتب والدوريات والتدخل في عملية التطوير والمساس بالحريات الشخصية واالعتقاالت اإلدارية ،كل ذلك تحت حجة
وستار تسييس التعليم الفلسطيني (.)1
ويسعى االحتالل من اإلغالق والحصار الدائم إلى خنق الشعب الفلسطيني والتضييق على الجامعات
ومراكز البحث العلمي حتى يسكت الحق الفلسطيني ويحرمه من التواصل مع العالم الخارجي مما يقلل
من المشاركة في المؤتمرات والندوات الدولية. -2قلة اإلنفاق الحكومي على البحث العلمي. يحتاج حفز البحث العلمي والتطوير إلى رغبة سياسية جادة في توطين العلم ،وتأسيس البنية التحتية
الالزمة له ،وهو أمر يحتاج إلى مخصصات مالية عالية ،وهذه المخصصات نجد نسبتها تتفاوت من بلد آلخر ،وللمقارنة نجد أن النسب في البلدان المتقدمة تتراوح بين ()5% -2,5%
مخطط ( )1نسبة األنفاق من الدخل القومي على البحث العلمي 2009م
()2
5 4 3 2 1 0 فلسطين 0.02
العرب 0.2الصين 1.4المانيا 2.3الواليات المتحدة 2.7
اليابان 3.3
اإلحتالل اإلسرائيلي 4.2
( )1أ.د .حماد أبو شاويش ،دور الجامعات الفلسطينية في الدفاع عن القدس ومواجهة تهويديها ( )2الموسوعة الحرة ويكيبيديا ،قائمة الدول حسب اإلنفاق على البحث والتطوير.
-43-
ونجد أن نسبة مخصصات السلطة الوطنية الفلسطينية المالية والعينية للبحث العلمي ضئيلة مقارنة
بالدول األخرى حيث بلغت الميزانية المرصودة للبحث العلمي 80مليون دوالر تصرف لتمويل الرسوم
الدراسية (.)1
جدول رقم ( )2الخاص بمنح الو ازرات الحكومية لعمادات البحث العلمي في الجامعات الفلسطينية ()2
السنة الجامعة
2007/2006م
2009/2008م
2008/2007م
مالية عينية مالية عينية مالية عينية
اإلسالمية
0
0
0
0
0
0
األزهر
0
0
0
0
0
0
األقصى
0
0
0
0
0
0
جدول رقم ( )3يوضح حجم الميزانية المعتمدة لعمادة البحث العلمي (.)3 السنة الجامعة
2007/2006م
اإلنفاق
بالدينار
2008/2007م
جهة
الصرف
اإلنفاق
بالدينار
2009/2008م
جهة
الصرف
اإلنفاق
بالدينار
جهة
الصرف
اإلسالمية 33000اإلسالمية 34000اإلسالمية 32000اإلسالمية األزهر
0
-
0
-
0
-
األقصى
0
-
0
-
-
-
أكثر الدول تخصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا لإلنفاق على البحث العلمي في الجامعات (الواليات المتحدة األمريكية – اليابان -الس ـ ــويد) لذا يجب على الس ـ ــلطة الوطنية الفلس ـ ــطينية العمل على دعم الجامعات الفلس ـ ــطينية، وعلى عمادات البحث العلمي أن تبحث عن توفير دعم لها من خالل طريقتين:
أوالً :التمويل الحكومي. وهو تخصيص مبالغ محددة تدفع للجامعات ومراكز األبحاث بشكل سنوي لدعم ميزانيتها. -اعفاء الشركات المتبرعة للجامعات ومراكز األبحاث من جزء من الضرائب.
إعفاء أو تخفيض ضريبة الكهرباء والماء واالتصاالت عن الجامعات الفلسطينية ومراكز األبحاث.( )1د .أيمن حسين ،البحث العلمي في فلسطين معوقات وتحديات ،جامعة النجاح الوطنية.
( )2د .داوود حلس ،اإلنفاق على البحث العلمي ودوره في جودة نوعية اإلنتاج العلمي في الجامعات الفلسطينية.2009، ( )3المصدر السابق.
-44-
ثانيا :التمويل الذاتي :ويقص ـ ــد به قيام الجامعات ببعض النش ـ ــاطات المض ـ ــافة إلى مهماتها األس ـ ــاسـ ــية بهدف زيادة مخصصاتها المالية التي تعزز من ميزانية الجامعة مثل: تقديم خدمات للمجتمع مقابل مردود مالي. التوسع في التعليم المستمر والتدريب. -3انشغال الباحثين بالكتابات عن الصراعات اإلقليمية. إن انتشار الثورات والصراعات واالقتتال الداخلي في دول المنطقة مثل :سوريا والعراق وليبيا واليمن ومصر قد يؤثر على اهتمام الباحثين العرب بالقضية الفلسطينية ،وأن جزءا كبي ار من الباحثين ركزوا
اهتماماتهم في الكتابة حول الصراعات الدائرة بالمنطقة ،ومن هنا يأتي دور الجامعات الفلسطينية ومراكز األبحاث بأن تعدل البوصلة وتجعل قضية فلسطين هي القضية األولى للعرب والمسلمين كافة. لقد ظلت مؤسسات البحث العلمي في العالم العربي في نظر معظم أصحاب القرار والسياسيين ،كغيرها من مؤسسات الدولة الخدماتية ،وذلك من حيث النظر في دعم تطورها ،فبدال من أن تأخذ هذه المؤسسات
بفكرة تخصيص مكافآت معقولة تجذب إليها أفضل الخبرات والمؤهالت فقد أصبحت عبارة عن مؤسسات تكتظ بالموظفين ،الذين تشكل رواتبهم وحدها أكثر من %90من مجمل الميزانيات المخصصة للبحوث.
-4ضعف حركة الترجمة. شــهدت حركة الترجمة في البلدان العربية ركودا كبي ار في الســنوات األخيرة ،فبينما يترجم الغرب عش ـرات اآلالف من العناوين سنويا ،تكتفي البلدان العربية مجتمعة بترجمة نحو 3000كتاب فقط.
وحرص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا من و ازرة التربيــة والتعليم قرر مجلس البحــث العلمي بــالش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اركــة مع مجمع اللغــة العربيــة
الفلس ـ ـ ـ ـ ــطيني بو ازرة التربية والتعليم العالي ،إطالق مش ـ ـ ـ ـ ــروع " ترجم كتاباً واربح ذهباً" في مجالين هما
مجــال ترجمــة الكتــب العلميــة من اللغــات األجنبيــة إلى اللغــة العربيــة ،و المجــال اآلخر تــأليف الكتــب
العلمية باللغة العربية وس ـ ـ ـ ــيحص ـ ـ ـ ــل أص ـ ـ ـ ــحاب األعمال المترجمة والكتب العلمية المؤلفة بالعربية على
جوائز بناء على نتائج لجان تحكيم الجائزة ،بحيث تُقدم جائزة لكل من يترجم كتابا تدريسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيا في مجال تخص ـ ـصـ ــه أو يؤلف كتابا تدريسـ ــيا ،ويسـ ــتحق الفائز جائزة عبارة عن “أونصـ ــة” من الذهب” عيار 24
قيراطا (.)1
( )1موقع و ازرة التربية والتعليم العاليhttp://www.mohe.ps/2015/01/28،
-45-
وقد يرجع ضعف عملية الترجمة إلى: -ضعف المخصصات المالية للبحث العلمي والترجمة.
-ضعف إسهام القطاع الخاص في دعم البحث العلمي.
-ضعف التعاون والتنسيق بين الجامعات والقطاعات اإلنتاجية.
عدم وجود إرادة سياسية تجعل (الترجمة) من األولويات في الحركة األدبية-
ونقص المترجمين بصفة عامة والمختصين على الخصوص ،فغالبيتهم أساتذة جامعيون لهم
ارتباطاتهم والترجمة تأخذ وقتا طويال منهم. رابعاً :مقارنة بين كيف استفاد الفلسطينيون من البحث العلمي وكيف استغل الصهاينة البحث العلمي.
وتجدر االش ـ ــارة الي أن هناك عامل رئيس س ـ ــاعد في اكتمال ص ـ ــورة البحث العلمي في "إسـ ـ ـرائيل" وهو
الهجرة والتي جاءت من الدول الغربية والش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرقية المتقدمة وفي طليعتها الواليات المتحدة ،وبالتالي فقد
اس ـ ــتمد االحتالل الص ـ ــهيوني كل أش ـ ــكال الدعم العلمي والتكنولوجي ،وفي ظل قانون الجنس ـ ــية المزدوج أصـ ـ ــبح كل عالم أو تقني يهودي موظفا لخدمة المشـ ـ ــروع الصـ ـ ــهيوني يمده بآخر المنجزات التي دفعت
الدول األخرى ثمنا غاليا مقابل الحصــول عليها ،ثم إذا ما توافرت شــروط هجرته الكاملة حمل خالصــة جهود زمالئه العلماء وجهوده إلي دولة االحتالل الص ــهيوني هدية مجانية ،وفي د ارس ــة أكاديمية نش ــرت أن نسبة العلماء اليهود المهاجرين بلغت عام 1968م حوالي .)1( %33
وقد تطورت نسبة إنفاق االحتالل اإلسرائيلي من الناتج المحلي لميزانية األبحاث العلمية من %1.5عام
1965م إلي %2.2عام 1977م إلي %3سنة 1984م إلي %3.7عام 2000م لتصل إلي %4.8
عام 2002م واذا علمنا أن الناتج المحلي اإلجمالي إلسرائيل بلغ 110مليار دوالر فان ما يخص البحث
العلمي منه بلغ حوالي 5.3مليار دوالر ،وفي عام 2004م ،وصلت نسبة اإلنفاق على البحث العلمي في إسرائيل إلى ٪4.7من ناتجها القومي ،بينما ينفق العالم العربي %0.2من ناتجه القومي على
البحث العلمي (.)2
لذا تتحمل الجامعات والكليات وباألخص المراكز البحثية العبء األكبر في النهوض بمستوى البحث العلمي وتطويره لتحقيق التقدم واالزدهار والرفاهية ،والحفاظ على ثقافة شعبنا الفلسطيني ،وتوعية الجيل الناشئ بقضيتنا الفلسطينية وحقوقنا التاريخية ،ونشر قضيتنا للعالم ،ذلك ألن مراكز البحث العلمي هي
( )1د .محمد صادق اسماعيل ،البحث العلمي في إسرائيل والعالم العربي مقارنة صادمة ،المركز العربي للدراسات السياسية واالستراتيجية2014/12/27 ،م
( )2المصدر السابق.
-46-
مصدر اإلشعاع للمعرفة وصوت المفكرين واألدباء والعلماء ،وينبغي على مراكز البحث العلمي في
فلسطين أن تجدد وتطور من نفسها ،وتضع الخطط والبرامج وتعقد الورش والندوات ،وأن تنسق بين كافة الو ازرات من أجل خلق واقع بحثي وتنموي جديد ،وتشجيع حركة الترجمة وتوفير كافة الدعم للباحثين.
الخاتمة:
نظ ار لألهمية الدينية والسياسية والحضارية واإلنسانية لفلسطين تاريخيا وجغرافيا ،وبخاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها قضيتنا الفلسطينية وما يتعرض له المسجد األقصى من انتهاكات ومن محاوالت تهويد شرسة من قبل االحتالل فإن كل ذلك يفرض على الجامعات ومراكز البحث العلمي أن
كل بدوره في توثيق جرائم االحتالل ،ونشر القضية الفلسطينية للعالم أجمع مع التركيز على أوضاع يقوم ٌ
المدينة المقدسة بجميع جوانبها التاريخية واألثرية واألدبية والدينية والعمرانية والقانونية.
ومن منطلق اعتبار البحث العلمي أولوية قومية البد من التخطيط الجيد له من قبل الدولة وتحديدا و ازرة
التربية والتعليم العالي والبحث العلمي ،بما يمكنها من تخصيص الموارد البشرية والمالية في كل قطاع
أو فرع من أفرع البحث العلمي واالهتمام بأوائل الخريجين حيث أن الخريجين في اختصاصات العلوم األساسية والتطبيقية يعدون المصدر األول لكوادر العلماء.
نتائج الدراسة:
-1أن قضيتنا الفلسطينية تحتاج لتضافر جهود جميع المؤسسات األكاديمية الحكومية والخاصة ومراكز األبحاث من أجل نشر القضية الفلسطينية داخليا وخارجيا.
-2أن قلة اإلنفاق الحكومي هو العقبة األكبر التي تقف عائقا أمام البحث العلمي مما يؤثر على دوره في نشر القضية الفلسطينية.
-3أن الصراعات اإلقليمية وانشغال الدول العربية بمشاكلهم الداخلية يحتاج من مراكز البحث العلمي جهودا كبيرة حتى نجعل قضية فلسطين والقدس قضية العرب األولى.
-4البد من وجود فرص حقيقية للتعاون مع مراكز األبحاث اإلقليمية والعالمية للراغبين في البحث العلمي.
-5ضرورة إحداث حراك دائم في مراكز البحوث الفلسطينية ،بحيث ال تبقى تحت قيادات قديمة مترهلة، غير مدركة ألبعاد التقدم العالمي في ميادين البحث العلمي ،ال سميا في العلوم التكنولوجية ،ومواصلة
التدريب المستمر للباحثين الجدد حتى يساهموا في عملية نقل المعلومة التقنية من الدول المتقدمة
لشعبنا الفلسطيني. -47-
المقترحات والتوصيات:
-1على المؤسسات األكاديمية ومراكز األبحاث العلمية أن تعقد االجتماعات وورشات العمل والمؤتمرات وأن تضع الخطط والتصورات لزيادة اسهامات البحث العلمي لقضيتنا الفلسطينية.
-2يجب على القطاع الحكومي وصناع القرار دعم المراكز البحثية وزيادة نسبة االنفاق الحكومي على البحث العلمي مما يترتب عليه نشر قضيتنا الفلسطينية للعالم أجمع.
-3يجب زيادة درجة التعاون بين كل الو ازرات من أجل توعية الشعب الفلسطيني أوال واألمة العربية واإلسالمية ثانيا بالمخاطر التي تتعرض لها مقدساتنا وأرضنا.
-4على الجامعات والكليات ومراكز األبحاث وضع استراتيجية مشتركة تهدف لدعم القضية الفلسطينية عامة والقدس خاصة.
-5نوصي بأن يطرح مساق مستقل عن القدس في كل الجامعات الفلسطينية والعربية تتناول المدينة المقدسة من مختلف جوانبها التاريخية والدينية والسياسية والحضارية واألدبية وغيرها.
-6ضرورة إجراء دراسات علمية لمعوقات البحث العلمي التقني في الجامعات الفلسطينية.
-7البحث عن الحلول وتقديم دراسات علمية للتغلب على مشكلة نقص تمويل التعليم الجامعي والبحث العلمي في فلسطين.
-8ضرورة توجيه المؤسسات اإلعالمية لنشر المؤتمرات والندوات العلمية المتعلقة بالقضية الفلسطينية ونقلها للعالم العربي واإلسالمي لزيادة الحشد الشعبي ومساندة القضية الفلسطينية.
-9ضرورة توفير حوافز للباحثين ،وتشجيع التواصل بين األكاديميين والباحثين الفلسطينيين والباحثين العرب والعالميين.
-10توسيع هامش الحرية األكاديمية الكافية للباحثين ،والتخلي قدر اإلمكان عن مظاهر
البيروقراطية والمشكالت اإلدارية والتنظيمية ،ومحاربة الفساد المالي واإلداري في مؤسسات البحث
العلمي.
-48-
عالقة البحث العلمي في الجامعات الفلسطينية بقضايا المجتمع
عرفات موسى الهور
-49-
تقوم الجامعات في العصر الحاضر بدور بالغ األهمية في تنمية وتطوير األمم والشعوب على اختالف
تطورها االقتصادي واالجتماعي ،ولم تعد مقصورة على األهـداف التقليدية من حيث البحث عن مراحل ّ المعرفـة والقيـام بالتدريس ،بل امتدت األهداف لتشمل كل نواحي الحياة العلمية والتقنية والتكنولوجية، األمر الذي جعل من أهم واجبات الجامعات المعاصرة هو أن تتفاعل مع المجتمع لبحث حاجاته وتوفير
متطلباته.
وقد يعـرف البحث العلمي بأنه عملية فكرية منظمة يقوم بها الباحث من أجل تقصى الحقائق بشأن مسألة أو مشكلة معينة بإتباع طريقة علمية منظمة بغية الوصول إلى حلول ونتائج مالئمة للمشكلة البحثية
وصالحة للتعميم على المشكالت المتشابهة.
ومن أهم متطلبات المجتمع هو الوصول إلى مراتب عاليـا في ابتكار التقنيات المتقدمة والتقدم التقني والتكنولوجي ،وال يتم ذلك إال بتفعيل رسالة الجامعات في تنشيط حركة البحث العلمي ،وربط البحث
العلمي في الدراسات العليا بقضايا المجتمع والتنمية المجتمعية وفتح قنوات التعاون والتنسيق واالتصال
بين الجامعات وقطاعـات التنمية المختلفة.
وتحتاج الجامعات إلى تخطيط وتنظيم علمي لتحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية ،كما الجامعات في
الدول المتقدمة ،فالمالحظ حاليا عند تصنيف الدول من حيث التقدم التقني نجـد أن الجامعات في الدول
العربية يأتي تصنيفها في مراتب متأخرة من حيث ابتكار التقنيات وتطبيقها ،لعدم توظيف رسالة الجامعات
البحثية توظيفا فاعال إيجابيا ،فالجامعات هي المكان األمثل لألبحاث األكاديمية والتطبيقية الجادة التي يقوم بها المتخصصون في المجاالت العلمية المختلفة.
ومن خالل نظرتنا إلى إجراءات تنظيم وتنفيذ البحث العلمي في الدراسات العليا نجـد أنه توجد بعض الصعوبات التي تؤثر سلبا على مدى االستفادة الجادة من األبحاث العلمية في مجـال التنمية االقتصادية واالجتماعية ،من ضمنها معوقات في تنظيم اإلشراف واختيار الموضوعات ومعوقات تنظيمية وفنية
ومالية.
إن الحديث عن البحث العلمي في فلسطين يرجعنا إلى اإلرهاصات األولى في إعطاء أهمية لمؤسسات
البحث العلمي بعد نكبة 1948والتي أصبحت بحاجة إلى تقديم إجابات لمجموعة من األسئلة المتعلقة
بأسباب النكبة ،فكان الفلسطينيون أول من دخل الحقل المعرفي من خالل تأسيسهم لمراكز البحث العلمي
في لبنان مثل مؤسسة الدراسات الفلسطينية ،ومركز األبحاث ،ومركز التخطيط ،والموسوعة الفلسطينية، ومؤسسة صامد ،وجمعية الدراسات الفلسطينية بالقدس ،إذ ساهمت هذه المراكز في دعم القضايا
-50-
الفلسطينية في الساحات العربية واألوربية واألمريكية من خالل األبحاث الصادرة وكتابها ،وأدخلت القضية
الفلسطينية إلى جميع فضاءات البحث العلمي والجامعات ونذكر هنا إسهامات المفكرين أمثال :فايز
صايغ وأنيس صايغ ويوسف صايغ ووليد الخالدي و قسطنطين زريق ،وبرهان الدجاني وغيرهم من
الكتاب والباحثين.
إذ ساهمت هذه األبحاث في إدخال التفكير المستقبلي واالستراتيجي في عقول القيادات الفلسطينية
وتوعيتها بالقضايا ذات الطابع االستراتيجي من خالل اصداراتهم للتقارير السياسية واالستراتيجية.
في الوقت الراهن واجه البحث العلمي في فلسطين وخصوصا الجامعات الفلسطينية وهيئات التدريس
صعوبات أدت إلى تراجع البحث العلمي نتيجة لضعف الحوافز المادية للبحث العلمي ،وعدم توفر األجهزة واألدوات المختلفة التي تسهم في نشر البحث العلمي ،وعدم توفر األموال الالزمة لشراء متطلبات
البحث ،وعدم وجود خريطة بحثية قومية للبحث العلمي.
باإلضافة إلى ذلك نشهد تراجع في نشر األبحاث المحكمة خارج الوطن من قبل أساتذة الجامعات بسبب
سياسة التحكيم قبل النشر ،لذلك ضرورة حل هذه اإلشكالية بالتعاون مع مراكز الدراسات الخارجية، والعمل في نفس االتجاه على منح أعضاء هيئة التدريس بشكل دوري تفرغا علميا ليتسنى لهم القيام
بالبحث العلمي والمشاركة الفعلية في األبحاث العلمية.
أما عن مساهمات البحث العلمي في القضايا الفلسطينية يلمس الباحث ،بعض اإلخفاق في البحث
العلمي في الجامعات الفلسطينية ،األمر الذي ينعكس سلبا على تنمية المجتمع الفلسطيني ،فالبد من وضع خطة متكاملة وادارتها على المستوى الوطني .لذلك ينبغي:
.1إعداد خطة مدروسة من قبل فريق من الخبراء المتخصصين في كل ميدان ،وأن تراجع وتقيم من قبل المفكرين وصانعي القرار الوطني.
.2توفير مجالت متخصصة تساعد الباحث في بحثه وتيسر له نشر أبحاثه.
.3وضع خطط وبرامج تعليمية تهدف إلى تخريج باحثين قادرين على البحث العلمي – يملكون إمكانية البحث العلمي.
.4الربط بين البحث العلمي وخطة التنمية؛ حتى يسهم البحث في وضع الحلول الالزمة إلزالة المعوقات التي تعترض نهضة المجتمع.
.5دعم مؤسسات البحث العلمي ،وذلك عن طريق زيادة النسبة المخصصة من الدخل القومي للبحث العلمي والتطوير وجعلها تقارب النسبة المخصصة لهذا الغرض في الدول المتقدمة.
-51-
.6زيادة االهتمام بالباحث العربي وتحسين وضعة المادي ومستوى معيشته لكي يتفرغ بشكل كامل للبحث العلمي.
.7االنفتاح على المراكز واألبحاث الدولية الداعمة للقضية الفلسطينية من أجل نشر االبحاث العلمية المحكمة.
.8ترجمة الكتب واألبحاث والمصادر العلمية المتعلقة بالقضية الفلسطينية من اللغات األجنبية إلى اللغة العربية والعكس كذلك.
.9تبادل الدراسات واألبحاث الجامعية مع الجامعات ذات المحيط اإلقليمي والدولي. .10إعداد الندوات وحلقات النقاش خارج اإلطار الجامعي لتعميم الفائدة المجتمعية. .11إنشاء وحدات لتسويق البحوث العلمية.
.12المشاركة في المعارض الدولية الخاصة بالبحث العلمي .مع دعم الباحثين للمشاركة في كتابة االبحاث والدراسات المتخصصة بالقضية الفلسطينية مع المراكز البحثية العربية والدولية.
يتضح من خالل ما طرح بعض العقبات التي تواجه البحث العلمي:
.13افتقار المكتبات في الجامعات للعديد من المراجع المهمة ،مما تؤثر سلبا على عملية البحث والتحليل للدراسات البحثية.
-52-
ختاماً:
نوقشت ورقات العمل المقدمة من السادة الضيوف الكرام والتي حملت الكثير من وجهات النظر الدقيقة والعميقة لموضوع البحث العلمي وأهميته في حياة الشعوب وكيف به ترتقي الشعوب وكيف به تنخفض
الشعوب ،وكيفية النهوض به لخدمة القضية الفلسطينية.
وكذلك المعوقات التي تكتنف طريق البحث العلمي سواء كانت معوقات مادية أو إدارية أو معوقات في
المناهج البحثية أو معوقات تتعلق باألمانة العلمية وعدم وجود ثقافة بحثية ووعي بأهمية البحث العلمي،
ومعوقات تتعلق بحرية الرأي األكاديمي ومعيقات اخرى تتعلق بصانع القرار الفلسطيني بعدم االعتماد على ما يمكن أن يطلق عليه (استراتيجيات الفكر) ،وغيرها من المعوقات التي نوقشت في إطار بحثي
واقعي لتشخيص المشكلة بشكل صحيح وواضح وصوال لحلول علمية وعملية واقعية ،وخلصت ورشة
العمل إلى مجموعة من التوصيات نذكر منها:
-1على المؤسسات االكاديمية ومراكز االبحاث العلمية ان تعقد االجتماعات وورشات العمل والمؤتمرات
وان تضع الخطط والتصورات لزيادة البحث العلمي لقضيتنا الفلسطينية.
-2يجب أن تكون هناك ثقافة إنفاقيه وتنموية واعية واستراتيجية مستقبلية للقطاع الحكومي وصناع القرار لدعم الجامعات والمراكز البحثية العلمية ماديا ومعنويا ،لما يترتب عليها من نهضة علمية وبحثية ونصرة لقضيتنا الفلسطينية.
-3على الجامعات والكليات ومراكز االبحاث وضع استراتيجية مشتركة تهدف لدعم القضية الفلسطينية عامة والقدس خاصة.
-4ضرورة اجراء دراسات علمية لمعوقات البحث العلمي التقني واإلداري في الجامعات الفلسطينية، ووضع الحلول.
-5ضرورة توجيه المؤسسات االعالمية لالهتمام باللقاءات العلمية والبحثية من خالل نشر المؤتمرات والندوات العلمية المتعلقة بالقضية الفلسطينية ونقلها للعالم العربي واالسالمي لزيادة الحشد الشعبي
ومساندة القضية الفلسطينية.
-6ضرورة توفير حوافز للباحثين وتشجيع التواصل بين األكاديميين والباحثين الفلسطينيين والباحثين العرب.
-7توسيع هامش الحرية االكاديمية الكافية للباحثين ،والتخلي قدر االمكان عن مظاهر البيروقراطية
والمشكالت االدارية والتنظيمية ،ومحاربة الفساد المالي واإلداري في مؤسسات البحث العلمي.
-8اعداد الدورات المجانية للباحثين والطلبة من خالل االساتذة األفاضل لالرتقاء بالبحث العلمي من
حيث الشكل والمضمون.
-9تعزيز الشراكة البحثية بين الجامعات الفلسطينية ،من خالل وحدة قيادة أكاديمية وبحثية.
-10العمل على بناء مشروع بحثي وطني من خالل قاعدة بيانات متكاملة ومتوفرة لجميع الباحثين. -53-