بسمة الصباح

Page 1



‫ﺧﻄﺄ ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ‬ ‫ﺇﻻ ﻟﻴﻌﺒﺪﻭﻥ –ﺻﺪﻕ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ –ﺧﻄﺎﺏ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮ‪ -‬ﻟﻘﺪ ﺧﻠﻘﻮﺍ ﻟﻴﻌﺒﺪﻭﺍ ﺍﷲ ﻭﻟﻴﻌﻤﺮﻭﺍ‬ ‫ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﻫﻞ ﻧﺤﻦ ﻋﺎﺑﺪﻭﻥ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ‪---‬ﻭﻫﻞ‬ ‫ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺓ ﺣﺪﻭﺩ ﺃﻡ ﺳﻘﻔﻬﺎ ﻭﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻣﻔﺘﻮﺡ ‪-----‬ﻭﺃﺳﺌﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻘﻬﻘﺮ ﻭﺍﻟﺪﺭﻙ ﺍﻷﺳﻔﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺴﺒﺐ ﺳﻮﺀ ﻓﻬﻢ ﻭﺇﺩﺭﺍﻙ‬ ‫ﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ‬ ‫ﻭﺍﻟﺼﻮﻡ ﻭﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﺍﻟﺤﺞ ﻭﻫﺬﺍ ﺧﻄﺄ ﻛﺒﻴﺮ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻫﻼﻙ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ‬ ‫ﻭﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﻛﻞ ﻓﻌﻞ ﻭﺃﻣﺮ ﻇﺎﻫﺮ ﺃﻭ ﺑﺎﻃﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻴﺮﺿﻲ ﺑﻪ ﺍﷲ‬ ‫ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻓﻌﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﻋﻤﻠﻚ ﻟﺴﺪ ﺣﺎﺟﻴﺎﺕ ﻣﻨﺰﻟﻚ‬ ‫ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻭﺇﻣﺎﻃﺔ ﺍﻷﺫﻯ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻭﻗﻮﻝ ﺍﻟﺤﻖ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻋﺒﺎﺩﺓ‬ ‫ﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭ ﻭ ﺑﺮ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺗﻔﺮﻳﺞ ﻫﻢ ﻭﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺭﺿﻰ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺃﺧﻴﻚ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺍﻟﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮﻫﻲ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻻﻓﻌﺎﻝ ﺍﺷﻤﻞ ﻭﺍﻋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﺑﺎﺭﻛﺎﻥ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻻﻥ ﺍﺛﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﺭﻛﺎﻥ ﻣﻘﺼﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﺍﺛﺮﻫﺎ‬ ‫ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻐﻴﺮ ﻻ ﺗﺮﻗﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻨﻲ ﺍﺳﺎﺳﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ‬


‫ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻻﻟﻔﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ‪---‬ﻋﺒﺎﺩﺍﺕ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻟﺘﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮ‬ ‫ﻓﺈﻧﺖ ﻳﺎ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺣﻴﻦ ﺗﻨﻄﻖ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﺗﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺤﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﺗﻨﺸﺮ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻻﻣﻦ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺣﻴﻦ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻻﺭﻣﻠﺔ ﻭﺍﻟﻴﺘﻴﻢ ﺗﺒﻨﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺃﻓﺔ ﻭﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺳﺘﺰﻭﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﻳﺨﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺋﻢ‬ ‫ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﺮﺯﻳﻠﺔ ﻭﻻ ﺗﻨﺴﻰ ﻗﻮﻝ ﻧﺒﻴﻚ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻧﺎ ﻭﻛﺎﻓﻞ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ ﻛﻬﺎﺗﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ‬ ‫ﻭﺍﻳﻀﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺹ‪ -‬ﺍﻟﺴﺎﻋﻲ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﺭﻣﻠﺔ ﻛﺎﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ﻓﻬﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ‬ ‫ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺨﺎﻟﺼﺔ ﻟﻮﺟﻪ ﺍﷲ ‪---------‬ﺧﻠﻘﺖ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺗﻌﻤﺮ ﺍﻷﺭﺽ‬ ‫ﺑﺎﻟﻨﺴﻞ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﺗﺘﻮﺟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻓﻘﻂ ﻻ ﺗﺒﻐﻲ ﺳﻮﻯ ﺭﺿﺎﻩ ﻟﻴﻌﻢ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ‬ ‫ﻓﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﺳﺘﺴﻼﻡ ﻭﺧﻨﻮﻉ ﻭﺗﺬﻟﻞ ﻟﻠﺨﺎﻟﻖ ﺑﻜﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﻭﻧﻴﺔ ﻭﻓﻌﻞ ﺗﻨﻄﻖ ﺑﻪ‬ ‫ﺗﺒﻐﻲ ﻭﺟﻪ ﺭﺑﻚ ﻓﻘﻂ ﻭﻟﻜﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﺒﺎﺩﺗﻚ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺴﻠﻚ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ‬ ‫ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﺴﺮﻕ ﻟﺘﻌﻄﻲ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﺼﻠﻲ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﺻﺮﺧﺔ ﻣﻠﻬﻮﻑ‬ ‫ﺗﺴﺘﺠﺪﻱ ﻧﺨﻮﺗﻚ ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﺼﻮﻡ ﻭﺟﺎﺭﻙ ﻳﺌﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ –ﻧﻌﻢ ﻟﻘﺪ ﻗﻤﺖ ﺑﻜﻞ‬ ‫ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻭﺳﻘﻂ ﺍﻹﺛﻢ ﻋﻨﻚ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﺣﻘﻘﺖ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﻫﻞ‬ ‫ﺣﻘﻘﺖ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺍﺩﻩ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﺭﻛﺎﻥ ‪---‬ﻟﻢ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻭﻫﻲ‬ ‫ﻋﺒﺎﺩﺍﺕ ﻧﺎﻗﺼﺔ ﺍﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﺐ ﻟﻠﺨﺎﻟﻖ ﻭﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺭﺿﻰ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ‬ ‫ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺍﺩ ﻟﻌﺒﺪﻩ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻛﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻞ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﺯﻣﻨﻨﺎ ﻓﻮﺻﻠﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺮﺍﺏ ﻓﻠﻨﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺍﻷﺷﻤﻞ ﻭﺍﻷﻋﻢ‬ ‫ﻭﻟﺘﻜﻦ ﺻﻼﺗﻨﺎ ﻃﺮﻳﻖ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﻋﻤﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻤﻨﺎ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺤﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺗﻘﺮﺑﻨﺎ‬


‫ﻣﻦ ﺍﷲ ﺑﺄﻓﻌﺎﻟﻨﺎ ﺍﻟﺨﺎﻟﺼﺔ ﻟﻮﺟﻪ ﺍﷲ ﻭﻟﻴﻜﻦ ﺻﻴﺎﻣﻨﺎ ﺭﺣﻤﺔ ﻟﻨﺎ ﻭﻟﻐﻴﺮﻧﺎ ﻧﺮﻣﻲ ﻣﻨﻪ ﺑﺬﻭﺭ‬ ‫ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﺍﻟﺠﻠﺪ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻷﺧﺮ –ﻭﻟﻨﻌﺪ ﻗﻠﻴﻼ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺍﻷﻛﺮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ‬ ‫ﻭﺃﺗﻤﻬﺎ ﻭﻟﻨﻨﻈﺮ ﺑﺘﻔﻜﺮ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﻟﻨﺴﺄ ﻝ ﻫﻞ ﺍﻗﺘﺼﺮﺕ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺹ ﻭﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﺃﻡ ﻛﺎﻥ ﻋﺒﺪﺍ ﺣﺎﻣﺪﺍ ﺷﺎﻛﺮﺍ ﻓﺎﻋﻼ ﻟﻠﺨﻴﺮ ﻣﺎﻧﻌﺎ ﻟﻠﺸﺮ ﺭﺍﻏﺒﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ –‬ ‫ﻣﺴﺎﻋﺪﺍ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻣﺆﺍﺯﺭﺍ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩﻱ ﻭﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻲ ﻛﺎﻓﻼ ﻟﻠﻴﺘﻴﻢ –ﻣﻼﺫﺍ ﻟﻠﻔﻘﻴﺮ –ﻧﺎﺻﺮﺍ‬ ‫ﻟﻠﻤﻈﻠﻮﻡ –ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﺤﻤﺪ ﺹ ﻓﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻠﻴﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻧﺒﻴﻪ ﻣﻌﻨﻰ‬ ‫ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﻛﻴﻒ ﻋﺎﺵ ‪---‬ﻭﻛﻔﺎﻧﺎ ﺟﺪﺍﻻ ﻭﺣﺮﺍﻛﺎ ﻟﻠﻬﺪﻡ ﻓﺎﻋﻼ ﺑﻌﻘﻞ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭﻟﻨﻌﻤﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ‬ ‫ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻮﺟﻪ ﺍﷲ ﻓﻘﻂ‬ ‫********************‬

‫ﻫﻞ ﻧﺤﻦ ﺻﺎﺋﻤﻮﻥ‬ ‫ﺃﻋﻮﺩ ﻟﻠﺴﺆﺍﻝ ﺑﺴﺆﺍﻝ ‪-‬ﻫﻞ ﻧﺤﻦ ﺻﺎﺋﻤﻮﻥ ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﻘﺲ ﺍﻟﺮﻣﻀﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﻌﺘﻨﻘﻪ‬ ‫ﻟﻨﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺻﻮﻡ –ﺟﻤﻴﻌﻨﺎ ﻳﺪﺭﻙ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﺒﻘﻮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ‬ ‫ﺣﺘﻰ ﺟﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻓﺮﺽ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﺭﻛﻨﺎ ﻭﻓﺮﻳﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ‬


‫ﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺿﻴﺎﻓﺔ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﻓﻲ‬ ‫ﺭﺣﻠﺔ ﺳﻔﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺮﺏ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﺧﺎﻟﻘﻪ ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺍﻩ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﻃﻘﻮﺱ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﻗﺪ ﺧﻨﻘﺖ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬ ‫ﻭﺍﻟﺨﺎﺹ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻭﺍﻗﺘﺼﺮﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﻃﻮﺍﻝ‬ ‫ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻲ ﻭﻗﺖ ﺍﻹﻓﻄﺎﺭ ﻟﻨﺠﺪ ﺍﻟﻤﻮﺍﺋﺪ ﺗﻐﺺ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﺮﻏﺒﻪ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺣﺘﻰ‬ ‫ﻳﻜﺎﺩ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻳﺼﺮﺥ ‪---‬ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻧﺴﺒﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻣﻠﻔﺖ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻭﻟﻠﻌﻴﻦ ‪--‬‬ ‫ﻓﺸﻬﺮ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻫﻮ ﺷﻬﺮ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻜﻞ ﻋﻀﻮ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺴﺪ‬ ‫ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺻﻮﻡ ﻟﻠﺨﺎﻟﻖ ‪------‬ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻔﺮﺽ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻜﻠﻲ‬ ‫ﺑﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺃﻥ ﻧﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻭﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻌﻤﻴﻠﺔ‬ ‫ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺃ ﻭﺍﻻﻧﺸﻐﺎﻝ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻪ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻣﻦ ﻃﻌﺎﻡ‬ ‫ﻭﺷﺮﺍﺏ ﻛﻤﺎ ﺇﻧﻨﺎ ﻭﻟﻸﺳﻒ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻧﻌﻴﺶ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻧﻔﺼﺎﻝ ﻛﺎﻣﻞ ﻭﺷﺮﺥ ﻭﺍﺳﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺮﻣﻀﺎﻧﻲ ﻭﻫﺬﺍ ﺟﻤﻴﻞ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﺟﻤﻞ ﻫﻮ ﻗﻄﻊ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺸﺮﺥ ﺑﺮﺅﻳﺔ‬ ‫ﺩﻳﻨﻴﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻣﻔﺎﺩﻫﺎ ﺑﺄﻥ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻫﻲ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﻭﺗﻘﺮﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ‬ ‫ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔ –ﻧﻌﻢ ﺇﻧﻪ ﺷﻬﺮ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﻭﺑﻪ ﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻭﺍﻟﻌﺘﻖ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻷﺟﺮ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭ ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻀﺎﻋﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﺃﻥ‬ ‫ﻧﺰﺭﻉ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺩﺭﺱ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﻌﻠﻤﻬﻢ ﺍﻟﺼﺒﺮ‬ ‫ﻭﺍﻟﺠﻠﺪ ﻭﻗﻬﺮ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺃﻭ ﻗﺒﻠﻪ ﺃﻭ ﺑﻌﺪﻩ―ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﻓﻠﻴﻜﻦ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻟﻴﻜﻦ ﻓﻲ ﻋﻘﻮﻟﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻘﻰ ﺃﺛﺮﻩ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ‬


‫ﻓﻴﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺗﺬﻛﺮ ﺑﺄﻧﻚ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺻﻮﻡ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺷﺮ ﻭﺑﺄﻥ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻟﻢ ﻳﺄﺗﻲ‬ ‫ﻟﻴﺤﺮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻣﻠﺬﺍﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻟﻴﺰﻳﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﺬﺓ –ﺟﺎﺀ ﻟﻴﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮ‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﺠﺴﺪ –ﺟﺎﺀ ﻟﻴﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ ﺟﺎﺀ ﻟﻴﻮﺣﺪ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻷﺧﺮﻯ‬ ‫ﻭﻟﻴﻮﺣﺪ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﻭﺍﺣﺎﺳﻴﺴﻪ ﺟﺎﺀ ‪---‬ﻟﻴﺠﻤﻊ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻤﺔ‬ ‫ﺍﷲ ﺍﻛﺒﺮ –ﺟﺎﺀ ﻟﻴﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻳﻮﺣﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺣﺔ ﺍﻹﻓﻄﺎﺭ ﻭﻓﺮﺣﺔ ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ –ﺟﺎﺀ‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﺍﻓﻘﺎ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ‪---‬ﻓﻠﻨﻜﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺻﻮﻡ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ‬ ‫****************‬

‫ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ‬ ‫ﺣﺎﺟﺔ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﻭﻣﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺰﺍﺝ ﻭﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭﺍﻷﺣﺎﺳﻴﺲ‬ ‫ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ‪-----‬ﺭﻏﺒﺔ ﻳﺴﻤﻮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﻳﺒﻨﻲ ﺃﺳﺲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﻤﺘﺎﻧﺔ‬ ‫ﻭﻗﻮﺓ ‪--‬ﻭﻃﺒﻌﺎ ﻻ ﺑﺪ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻟﻜﻲ ﻧﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﻘﻬﺎ ﻭﻧﺴﻘﻄﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺗﻨﺒﺜﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ‬ ‫ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺲ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﻼﺯﻡ ﻭﺍﻟﺘﻼﺣﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﺿﺪ ﺑﺤﻴﺚ‬


‫ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻭﺣﺪﺓ ﻣﺘﺮﺍﺑﻄﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻻﻧﻘﻀﺎﺽ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﺴﻤﻮ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﻭﺗﻮﺣﺪ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ‬ ‫ﻭﺷﻤﻮﺥ ﺍﻵﻧﺎ ﺍﻻﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺮﻛﺔ‪ -----------‬ﺷﻌﻮﺭ ﺟﻤﻴﻞ ﻣﻨﻌﺶ ﻳﻌﻄﻲ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ‬ ‫ﺯﻫﻮﺗﻬﺎ ﻭﻗﻮﺗﻬﺎ ﻳﻀﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺘﺤﻤﻞ ﻭﺍﻟﺼﺒﺮ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﻄﻒ ﻣﺘﺒﺎﺩﻝ‬ ‫ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ‪---‬ﻋﻼﻗﺔ ﻗﻮﺍﻣﻬﺎ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻣﻔﺘﺎﺣﻬﺎ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺩﺭﻭﺑﻬﺎ ﺧﻴﺮ ﻻﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺧﻠﻖ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺩﺭﻋﺎ ﻭﺍﻗﻴﺎ ﻷﺧﻴﻪ ﻓﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﻔﺮﺩ ﻣﺘﻔﺮﺩ ﻣﻬﻤﺎ‬ ‫ﺍﻣﺘﻠﻜﻮﺍ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﻓﻬﻢ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍﻵﺧﺮ‪ ---‬ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻤﻦ ﻳﻤﺎﺛﻠﻪ ﺃﻭ ﻳﺸﺒﻬﻪ‬ ‫ﺃﻭ ﻳﺨﺎﻟﻔﻪ ﻟﻜﻲ ﻳﺮﺗﻘﻲ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﻤﺸﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ‪--‬ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻳﻘﺎﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻻ‬ ‫ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺶ ﻭﺗﺴﺘﻤﺮ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺗﻮﻓﺮﺕ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﺲ ﻛﺎﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ‬ ‫ﻭﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺣﺘﻰ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻭﺗﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻫﻮﺍﺟﺲ‬ ‫ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﺭﻋﻬﺎ ﺍﻵﻧﺎ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻓﺘﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ –ﻧﻌﻢ ﻗﺪ ﻧﺮﻯ ﺧﻼﻓﺎﺕ‬ ‫ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﻧﺠﺪ ﺭﻭﺍﺑﻂ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺒﺘﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ‬ ‫ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﻓﺎﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻳﻀﻌﻒ ﻣﻦ ﺧﻴﻂ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺑﺴﺒﺐ‬ ‫ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻋﺪﺓ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﺃﻭ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ‬ ‫ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﺛﺮﺍ ﻓﻲ ﻫﺪﻡ ﺃﻱ ﻋﻼﻗﺔ ﺻﺪﺍﻗﺔ ﺃﻭ ﺣﺒﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻃﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﺄﺕ ﻣﻨﻪ‬ ‫ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺃﺧﺮ ﻗﺪ ﺟﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ‪---‬ﻭﻃﺒﻌﺎ ﻻ ﺑﺪﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﻓﻮﻕ‬ ‫ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻭﻁ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻼﺣﺘﻜﺎﻙ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﻭﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ‬ ‫ﻭﻟﻠﺼﺪﺍﻗﺔ ﺍﻧﻮﺍﻉ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺻﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻫﻲ ﻭﻗﺘﻴﺔ ﻭﻋﺮﺿﻴﺔ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬


‫ﻭﺻﺪﺍﻗﺔ ﺳﻔﺮ ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻓﻲ ﺑﻮﺗﻘﺔ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻭﻗﺘﻴﺔ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺻﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‬ ‫ﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭ –ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﻗﺪ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﺍﻗﺔ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻭﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻟﻮ ﺗﻮﻓﺮﺕ ﻟﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﻨﻮﻩ ﻋﻨﻬﺎ ﺁﻧﻔﺎ ﻭﻃﺒﻌﺎ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻘﺮﻳﻦ‬ ‫ﻭﺍﻟﺼﺎﺣﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻫﻢ ﻳﻨﺪﺭﺟﻮﻥ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﻤﺆﻗﺘﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ‬ ‫ﻭﺗﺒﺎﺩﻟﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺘﻤﻌﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ‪----‬‬ ‫ﻭﺍﺧﺘﻢ ﻗﻮﻟﻲ ﺑﺄﻥ ﻣﻦ ﺍﻣﺘﻠﻚ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻣﺒﺪﺃ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻣﺘﻠﻚ ﺃﺷﺨﺎﺻﺎ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻠﻐﻲ ﻛﻞ ﺗﻔﺎﻭﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﺑﻘﻴﺖ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻣﻨﺒﺮﺍ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ‬ ‫ﻟﻠﻜﻼﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻣﺠﺪ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻂ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬

‫**************‬

‫ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ‬‫ﻟﻘﺪ ﺧﻠﻖ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﺳﺘﺨﻠﻒ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻴﻌﻤﺮﻫﺎ ﻭﻟﻦ ﻳﺘﻢ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ‪---‬ﻓﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺗﺘﻨﺎﻣﻰ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ‬ ‫ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺃﻛﺮﻡ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﻀﻊ ﻷﺳﺲ ﻭﻗﻴﻮﺩ ﻟﺘﻨﻈﻢ‬


‫ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻸﺛﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﻟﻨﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻋﻘﺪ‬ ‫ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻭﻟﻨﻘﻮﻝ ﺑﺄﻧﻪ ﺍﻗﺘﺮﺍﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﺎﻵﺧﺮ ﻭﺍﻧﺪﻣﺎﺟﻬﻤﺎ‬ ‫ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻭﺣﺪﺓ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﺃﻭ ﻫﻮ ﻋﻘﺪ ﺷﺮﺍﻛﺔ ﻏﺎﻳﺘﻪ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺣﻴﺎﺓ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ‬ ‫ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻭﻗﺪ ﺧﻀﻌﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻟﻘﻴﻮﺩ ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ ﺟﺎﺀ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻟﺘﻮﺿﺢ‬ ‫ﺍﻟﺤﻼﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺴﻤﻮﺡ ﻭﻣﻤﻨﻮﻉ ﺑﻪ ﻭﻗﺪ ﺳﻤﺢ ﺑﺎﻟﺘﻌﺪﺩ ﻭﺍﻹﻗﺘﺮﺍﻥ ﺑﺄﻛﺜﺮ‬ ‫ﻣﻦ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﺸﺮﻁ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﻭﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻛﻤﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‬ ‫ﻛﻤﺎ ﺭﺳﻢ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺷﺮﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻭﺣﺚ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﻨﺒﻴﻪ ﻭﺇﺷﺎﺭﺓ ﻓﺎﻟﺮﻓﻖ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻣﻄﻠﺐ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺩﺓ ﺧﻴﻂ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﻜﺎﻣﻠﺔ‬ ‫ﺣﺮﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﺎﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻫﻮ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﻌﻤﻴﺮ‬ ‫ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻟﻜﺒﺢ ﺟﻤﺎﺡ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻭﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺘﺰﺍﺣﻢ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﺤﻖ‬ ‫ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺃﻥ ﺗﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺃﺯﻭﺍﺟﻬﺎ ﺣﺮﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺍﻣﺘﻬﺎ –ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻳﻘﺎﻝ ﺑﺄﻥ ﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ‬ ‫ﻗﺪﺳﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺇﺫ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﺘﻬﺎﻭﻥ ﺑﻪ ﻭﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺇﺷﻬﺎﺭﻩ ﻭﺇﻋﻼﻧﻪ ﻟﻴﺤﻞ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ‬ ‫ﺑﺎﻟﻤﺮﺃﺓ ﺷﺮﻋﺎ ﺣﺮﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺮﺍﺑﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﻨﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻟﻘﺪ ﻗﺮﺭ‬ ‫ﺍﷲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻨﺬ ﻭﻻﺩﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻄﻠﺒﺎ ﻣﻠﺤﺎ ﺣﺘﻰ ﺇﻥ‬ ‫ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺗﺰﻭﺟﻮﺍ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﻨﺒﻲ ﻳﺤﻴﻰ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﺯﻭﺍﺝ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﻛﻤﺎ ﻗﻴﻞ ﻫﻮ ﺍﻧﺤﻄﺎﻁ ﺃﺧﻼﻕ ﻧﺴﺎﺀ ﺑﻨﻲ‬ ‫ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻓﺮﻏﺐ ﻋﻨﻬﻦ ﻭﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺃﻣﺎ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﻓﻜﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﻗﻴﻞ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻴﻞ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ –ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻓﻲ‬


‫ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺠﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺁﻳﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺣﻘﻮﻕ‬ ‫ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻭﺇﻟﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺷﺮﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﺇﻟﻰ‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺒﻄﻼﺕ ﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ‪---‬ﻓﻌﻘﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﺮﻣﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭ ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺹ ﻗﺪ ﺣﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻨﻌﺎ ﻣﻦ ﺗﻔﺸﻲ‬ ‫ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻭﺣﺘﻰ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺍﻻﻧﺲ ﻭﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻓﺘﺴﺘﻘﺮ‬ ‫ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻳﺴﻌﺪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺳﻠﻴﻢ ﻻ ﻳﺘﺮﺗﺐ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻟﻤﺮﺽ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﺣﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ‬ ‫ﻓﻬﻞ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻓﺮﺽ ﻋﻴﻦ ﺃﻭ ﻓﺮﺽ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﻭﻫﻞ ﺗﺮﻛﻪ ﺣﺮﺍﻡ ﺃﻡ ﺣﻼﻝ ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻳﻘﺎﻝ ﺑﺄﻥ‬ ‫ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﺣﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺑﺄﻧﻪ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ‬ ‫ﻳﺤﻤﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﻫﻮ ﻓﺮﺽ ﻋﻴﻦ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﻗﺎﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻳﻘﺮﺭ ﻭﻓﻘﺎ‬ ‫ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺪﻡ ﺍﻹﻗﺪﺍﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻣﺮ ﻣﻜﺮﻭﻩ ﺃﻭ ﺃﻣﺮ ﻣﺘﺮﻭﻙ ﻟﻠﺸﺨﺺ‬ ‫ﺫﺍﺗﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺛﻢ ﺃﻭ ﺛﻮﺍﺏ ﻓﺎﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﻓﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻠﺤﺔ ﻳﻄﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻄﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺪﺭﻙ ﺑﺄﻥ‬ ‫‪:‬ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻋﻘﺪ ﻣﻘﺪﺱ ﺣﺪﺩ ﺍﷲ ﻟﻪ ﻣﻌﺎﻟﻤﻪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻭﺭﺳﻢ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺷﺮﺓ ﻓﻠﻨﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ‬ ‫ﻧﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺻﻮﻥ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺣﺮﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻭﺣﻔﻈﺎ ﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻗﺘﻠﻨﺎﻩ‬ ‫ﺑﺨﺮﻭﺟﻨﺎ ﺍﻵﺛﻢ ﻋﻦ ﺃﺳﺲ ﺧﻠﻘﻬﺎ ﺍﷲ ﺩﻭﺍﺀ ﻭﺷﻔﺎﺀ ﻟﻨﺎ‬


‫ﻣﺮﻛﺐ ﺍﻟﻨﻘﺺ‬ ‫ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺮﻛﺐ ﻭﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﻓﺘﺠﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺰﻭﺍﺀ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺰﻻﻕ ﻓﻲ‬ ‫ﻣﺘﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻤﺎ ﻳﺸﻌﺮﺑﻪ ﻣﻦ ﻧﻘﺺ ﻓﻲ ﺃﺩﻭﺍﺗﻪ ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻫﻤﺎ ﺃﻭ‬ ‫ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻋﺪﺓ ﺗﺸﻜﻠﺖ ﻭﻧﻤﺖ ﻣﻊ ﺍﺯﺩﻳﺎﺩ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭﻃﺒﻌﺎ ﻫﺬﺍ ﻧﺎﺗﺠﺎ ﻋﻦ‬ ‫ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺧﺎﻃﺌﺔ ﻭﺇﺣﺴﺎﺱ ﻣﻔﺮﻁ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻓﻴﻨﻤﻮ ﺧﺠﻼ ﻣﺘﻌﺜﺮﺍ ﻣﻨﻄﻮﻳﺎ ﻣﺘﻠﺒﺪﺍ ﻣﺘﺤﺠﺮﺍ ﺃﻭ‬ ‫ﺇﻧﻪ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﺳﺘﻨﻔﺎﺭ ﺩﺍﺋﻢ ﻟﻼﻧﻘﻀﺎﺽ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺣﺮﻛﺔ ﺃﻭ ﻣﻮﻗﻒ ﻛﺮﺩ ﻓﻌﻞ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺻﺮﺍﻉ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻣﻊ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﻣﻊ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻗﻠﻴﻞ ﺟﺪﺍ ﻷﻥ‬ ‫ﻣﻦ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﺮﻛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻧﺠﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﻜﺎﻙ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ‪--‬‬ ‫ﻭﻃﺒﻌﺎ ﻣﺮﻛﺐ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻫﻮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻋﻘﺪﺓ ﻣﺎ ﺗﺘﺮﻋﺮﻉ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻭﺗﻠﺼﻖ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ‬‫ﻟﺘﻨﻤﻮ ﻣﻊ ﻧﻤﻮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﻮﺓ ﻭ ﻗﺪ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﻛﺎﺋﻦ ﻵﺧﺮ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﻭﻗﺪ ﺗﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﺇﻧﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺨﻔﻒ ﻣﻦ ﺣﺪﺗﻬﺎ ﺑﻌﻠﻢ‬ ‫ﻭﺇﺭﺍﺩﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻭ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ –ﻭﻫﻮ ﻣﺮﺽ ﻣﺰﻣﻦ ﻳﻬﺪ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻟﺠﺴﺪﻱ‬ ‫ﻭﻳﻀﻊ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻓﻲ ﺑﻮﺗﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺓ ﻭﺍﻟﺤﺴﺪ ﻟﻴﺄﻛﻞ ﻣﻦ ﺫﺍﺗﻪ ﺃﻭ ﺇﻧﻪ ﻳﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﻠﻴﺪ‬ ‫ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻟﻴﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻤﺎﺛﻠﻬﻢ ﺑﻜﻞ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ ‪---‬ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ‬


‫ﻭﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﺮﻛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻫﻮ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﺮﻳﺾ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ‬ ‫ﻭﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻣﺤﺼﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﻨﻤﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻧﺰﻋﺔ ﺍﻵﻧﺎ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻹﻋﺘﺪﺍﺩ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺯﺭﻉ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ‬ ‫************‬

‫ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ‬ ‫ﺍﺣﺴﺎﺱ ﻭﺷﻌﻮﺭ ﻗﺎﺗﻞ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺑﻨﺴﺐ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﻭﻇﺮﻭﻑ ﻧﺸﺄﺗﻪ ﻭﻋﻮﺍﻣﻞ ﺗﺮﺑﻴﺘﻪ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺼﻐﺮ‪ -‬ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻤﺠﻤﻞ ﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻳﺼﻌﺪ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺳﺘﻔﺰﺗﻪ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﻓﻴﺴﻌﻰ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻃﻦ‬ ‫ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺃﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻣﻜﻤﻦ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﻬﻠﻊ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ –ﻭﻃﺒﻌﺎ‬ ‫ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﻫﻲ ﻛﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻬﺪﺩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺗﺴﺎﻓﺮ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ‪ -‬ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﺑﺪﻳﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻭﺟﻤﻴﻌﻨﺎ ﻳﺆﻣﻦ ﻭﻳﺪﺭﻙ ﺑﺄﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺧﻠﻖ ﻟﻴﻤﻮﺕ –ﺧﻠﻖ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻭﻗﻊ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﺤﻘﻴﻘﺔ‬ ‫ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻳﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻳﺼﺎﺭﻉ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ‬ ‫ﻣﻨﻪ ﺑﺄﻱ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻛﺎﻧﺖ ‪>>> ----‬ﻳﺪﺭﻛﻜﻢ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻟﻮ ﻛﻨﺘﻢ ﻓﻲ ﺑﺮﻭﺝ ﻣﺸﻴﺪﺓ‬


‫ﺻﺪﻕ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ‪----------‬ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻭﺍﻟﻔﺼﻞ ﻓﻴﻪ ﻭﺍﺿﺢ ﻭﺣﺎﺯﻡ ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻓﺎﻟﺨﻮﻑ‬ ‫ﺳﻴﻒ ﻣﺴﻠﻂ ﻭﺍﻋﺘﻘﺪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺨﺎﻃﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺰﺭﻋﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻧﻔﻮﺱ ﺃﻃﻔﺎﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﻭ ﻟﻀﻌﻒ ﻓﻲ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺃﻭ ﻟﺸﻴﻄﻨﺔ ﻧﻔﺲ ﺑﺎﻋﺖ ﺗﻘﺎﻫﺎ‬ ‫ﺑﺎﻟﻀﻼﻟﺔ ﺃﻭ ﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻭﻳﻮﻡ ﺣﺴﺎﺏ ﻻ ﻳﻨﻔﻊ ﻓﻴﻪ ﺑﻴﻊ ﻭﻻ ﺷﺮﺍﺀ ﻭﻗﺪ ﻳﺼﺮﺥ ﺃﺣﺪ ﻭﻳﻘﻮﻝ‬ ‫ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺎﻟﺠﻨﻮﺩ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ‬ ‫ﻧﻌﻢ ‪---‬ﻫﺬﺍ ﺻﺤﻴﺢ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺮﺍﻫﻢ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﺑﻮﺗﻘﺔ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﻭﻳﺼﺎﺩﻗﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ‬ ‫ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻛﺒﺸﺮ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺪﺭﺝ ﺗﺤﺖ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﻣﺎ ﺗﺠﻌﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻧﺪﻓﺎﻉ‬ ‫ﺷﺪﻳﺪ ﻧﺤﻮ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺪﻓﻬﻢ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﺧﺘﻼﻁ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ‬ ‫ﻭﺟﻤﻊ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻌﻮﺭ ﻓﻤﻦ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺨﻮﻑ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺠﻮﻉ –ﻭﻣﻦ ﻳﺸﻌﺮ‬ ‫ﺑﺎﻟﻔﺮﺡ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﻭﻫﻜﺬﺍ ‪--------‬ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺃﻗﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺨﻮﻑ‬ ‫ﻭﺣﺶ ﻳﻔﺘﻚ ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ ﻓﻴﻘﺘﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻟﻒ ﻣﺮﺓ ﻭﻳﺠﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻧﻔﺼﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﻗﺪ‬ ‫ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻧﺎﺗﺠﺎ ﻋﻦ ﻭﻫﻢ ﻭﺧﻴﺎﻝ ﻳﻠﻌﺐ ﻭﻳﻤﺮﺡ ﻟﻴﺸﻜﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﺭﻋﺐ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﻣﺎ ‪-‬‬ ‫‪----‬ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﻴﻒ ﻳﺨﺮﺝ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﻫﻮ ﻳﺪﺭﻙ‬‫ﻭﻳﻌﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﺧﻮﻓﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﺒﺮﺭﺍ‬


‫ﺍﻟﺨﻴﺮ‬ ‫ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻜﻢ ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﺛﻢ ﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺿﻌﻒ ﻗﻮﺓ ﺛﻢ ﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻗﻮﺓ ﺿﻌﻔﺎ‬ ‫ﻭﺷﻴﺒﺔ ﻳﺨﻠﻖ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ<<<<< ﺻﺪﻕ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺣﻴﺎﺓ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻭﻟﻮ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﻭﺣﻴﺎﺓ ﻗﺎﺳﻴﺔ‬ ‫ﻓﺎﻟﺨﻠﻞ ﻭﺍﻟﻌﻴﺐ ﻓﻴﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ‪---‬ﻓﺎﻟﺨﺎﻟﻖ ﺧﻠﻘﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ ﺿﻌﻴﻒ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻨﻄﻔﺔ ﺛﻢ ﺟﻌﻞ‬ ‫ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺮﺟﻮﻟﺔ ﻭﺍﻟﺼﺒﺎ ﺛﻢ ﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﻜﺒﺮ‬ ‫ﻭﺍﻟﻬﺮﻡ –ﻓﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺪﺭﻙ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﺳﻔﺮ ﺩﺍﺋﻢ ﻭﻻ ﺑﺪ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﻥ ﻧﺤﻴﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺭﺣﺎﺏ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍ ﻟﻴﻮﻡ ﻻ ﻳﻨﻔﻊ ﻓﻴﻪ ﻧﺪﻡ –ﺍﻟﻴﻮﻡ‬ ‫ﻗﺪ ﻧﻤﻠﻚ ﻗﻮﺓ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﺒﺬﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻟﺬﺍﺗﻨﺎ ﻭﻟﻐﻴﺮﻧﺎ – ﻳﺄﺕ ﺑﻜﻢ ﺍﷲ ﺟﻤﻴﻌﺎ‬ ‫ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻗﺪﻳﺮ<<<ﺻﺪﻕ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ‬ ‫ﻟﻜﻞ ﺃﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻢ ﻗﺒﻠﺔ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻪ ﻓﻠﻨﺒﺎﺩﺭ ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﺮﻋﻬﺎ ﺍﷲ ﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ –ﺩﻳﻦ ﻗﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺐ‬ ‫ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ –ﺩﺳﺘﻮﺭ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ –ﺩﻳﻦ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﺒﻨﻲ ﻗﻮﺓ ﻧﺼﺮ‬ ‫ﺧﺮﻗﺖ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻤﺒﺎﺩﺋﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺳﻤﺖ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ –ﻓﻠﻨﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻉ ﺍﷲ‬ ‫ﻭﻛﺘﺎﺑﻪ ﻭﻟﻨﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻟﻨﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﷲ ﻻ ﻳﻀﻴﻊ‬ ‫ﺃﺟﺮ ﻣﻦ ﺃﺣﺴﻦ ﻋﻤﻼ ‪----‬ﻓﺬﻛﺮ ﺍﷲ ﺧﻴﺮﺍ ﻭﻃﺎﻋﺔ ﻭﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺧﻴﺮ ﻭﻃﺎﻋﺔ ﻭﺇﻣﺎﻃﺔ‬


‫ﺍﻷﺫﻯ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺧﻴﺮ ﻭﻃﺎﻋﺔ ﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭ ﻓﻤﻦ ﺍﻣﺘﻠﻚ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ‬ ‫ﻭﺻﻨﻊ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﺭﺗﻘﻰ ﺳﻤﻮﺍ ﻓﻲ ﺭﺣﺎﺏ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻓﻠﻨﻜﻦ ﺿﻴﻮﻑ ﺧﻴﺮ‬ ‫ﻳﺎﺭﺏ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻟﻤﺎ ﺗﺤﺐ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﻧﺴﺄﻟﻚ ﺻﺪﻕ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﺣﺴﻦ‬ ‫ﺍﻟﻈﻦ ﺑﻚ‬ ‫ﻳﺎ ﺍﷲ ﻳﺎ ﺃﺑﺼﺮ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮﻳﻦ ﻭﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ﺍﺭﺣﻤﻨﺎ ﻭﺍﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ ﻭﺍﻧﺼﺮﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻛﻴﺪ‬ ‫ﻭﻓﺮﺝ ﺍﻟﻜﺮﺏ ﻋﻦ ﻭﻃﻨﻲ ﻭﺑﻠﺪﻱ ﻭﺃﻫﻠﻲ ﻭﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍﺟﻤﻊ ﻳﺎ ﺧﻴﺮ ﻣﺠﻴﺐ‬ ‫ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺷﻬﺪ ﺑﺄﻧﻚ ﺭﺑﻲ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ﺩﻳﻨﻲ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺹ ﺧﻴﺮ ﻧﺒﻲ ‪---‬ﺍﷲ ﺻﻞ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺃﻓﻀﻞ ﺧﻠﻖ ﺍﷲ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ‬ ‫**************‬

‫ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻳﻄﺮﺣﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ ﻳﺘﺒﻠﻮﺭ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻭﻧﺸﺄﺓ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﻣﻦ‬ ‫ﺍﻷﺳﺒﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ‪ --‬ﻭﻫﻞ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﺍﻟﺤﻲ ﺃﻡ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻜﻲ‬ ‫ﻳﻜﻮﻥ ﺧﺎﺩﻣﺎ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻭﻋﺒﺪﺍ ﻟﻪ ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﻡ ﻏﺎﻳﺔ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﺎﺓ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ‬ ‫ﺑﺄﻥ ﻟﻜﻞ ﺻﻮﺭﺓ ﻋﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﻈﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ‬


‫ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺠﺰﻡ ﺑﺄﻱ ﺭﺃﻱ ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺳﺄﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺃﺭﻯ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ‬ ‫ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻭﺗﺸﻜﻴﻞ ﺭﺃﻱ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ‬ ‫ﻭﻟﻨﺒﺪﺃ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺧﻠﻖ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻷﻣﺮ‬ ‫ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺗﻨﺴﻴﻖ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﺑﻠﻮﺭﺗﻬﺎ‬ ‫ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﺒﺪﺍ ‪--‬ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻹﻛﺮﺍﻩ ﻟﻠﺤﺎﻕ ﺑﺄﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺣﺘﻰ‬ ‫ﻻﻳﻜﻮﻥ ﻓﺎﻗﺪﺍ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺭﺣﺎﺏ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺆﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺧﻠﻖ ﺭﺍﺑﻄﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺣﺪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺴﻴﺮﺍﻥ ﺟﻨﺒﺎ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺟﻨﺐ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﻏﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﻛﺎﻟﺼﻮﻡ‬ ‫ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺃﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﺧﺘﻴﺎﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﻓﻼ ﺇﻛﺮﺍﻩ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻫﻨﺎ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺧﻠﻖ‬ ‫ﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻈﻤﻬﺎ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺣﺚ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ‬ ‫ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ﻭﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺃﺷﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻷﻗﻮﻝ‬ ‫ﺑﺄﻥ ﻣﺎ ﻧﺮﺍﻩ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺻﻮﺭ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﺘﺤﺮﻛﺔ ﺑﺈﺳﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻫﻮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻋﺒﻮﺩﻳﺔ ﻣﻔﺮﻃﺔ‬ ‫ﺃﻭ ﺑﺎﻷﺣﺮﻯ ﺧﻠﻖ ﻫﺮﻡ ﻣﻠﻔﻮﻑ ﺑﺤﺒﺎﻝ ﻳﺮﺑﻂ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﺼﻌﻮﺩﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﺑﻤﺸﻘﺔ‬ ‫ﻭﺇﻛﺮﺍﻩ ﻭﺇﺳﻔﺎﻑ ﺑﻜﻞ ﺟﻤﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺭﻭﻧﻖ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭﺳﻤﻮ ﺃﺳﺴﻪ –‬ ‫ﻓﺎﻵﻥ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﺤﻔﻮﻓﺎ ﺑﻤﻜﺎﺭﻩ ﺻﻨﻌﻬﺎ ﺭﺟﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ ‪-‬ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻫﺪﻓﺎ‬ ‫ﻗﺎﺋﻤﺎ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻓﺎﻟﺪﻳﻦ ﺑﻘﻴﻤﻪ ﻭﻗﻮﺍﻧﻴﻨﻪ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺍﺭﺗﻘﺎﺀ ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ---‬ﻓﺎﻟﺪﻳﻦ‬ ‫ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺪﻓﺎ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎ ﺳﻤﺎﻭﻳﺎ ﻧﺼﻞ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻷﻧﻪ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻦ‬ ‫ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺧﻴﺮ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻢ ﺑﺈﺳﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ‬


‫ﺑﺎﻟﺨﺎﻟﻖ ﺟﻞ ﺷﺄﻧﻪ ‪ ----‬ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻏﺎﻳﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﺧﻄﺄ ﻓﺎﷲ ﻻ ﺗﺄﺧﺬﻩ ﺳﻨﺔ ﻭﻻ ﻧﻮﻡ ﻟﻪ‬ ‫ﻣﺎﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ‪--------‬ﻫﻮ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻫﻮ ﺧﺎﻟﻖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ –ﻫﻮ‬ ‫ﺻﺎﻧﻊ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﻧﺼﻞ ﻟﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﺪﻳﻦ ﻭﺟﺪ ﺑﻮﺟﻮﺩ‬ ‫ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﻭﺃﻭﺟﺪﻩ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﺨﺪ ﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻃﺮﻳﻘﺎ ﺁﻣﻨﺎ ﻟﻠﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻣﻦ ﻳﺘﻖ ﺍﷲ ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻪ ﻣﺨﺮﺟﺎ<< ﻭﻟﻜﻢ ﺩﻳﻨﻜﻢ ﻭﻟﻲ‬ ‫ﺩﻳﻨﻲ << ﻣﻦ ﺷﺎﺀ ﻣﻨﻜﻢ ﻓﻠﻴﺆﻣﻦ ﻭﻣﻦ ﺷﺎﺀ ﻓﻠﻴﻜﻔﺮ<<< ﻭﻗﻮﻝ ﺣﺒﻴﺒﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﺎﺗﻢ‬ ‫ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺹ ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺐ ﻷﺧﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﺤﺐ ﻟﻨﻔﺴﻪ ‪------‬ﻭﻗﻮﻝ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻋﻴﺴﻰ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﷲ ﻣﺤﺒﺔ ‪------‬ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺘﻌﺎﻣﻠﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻫﻮ ﺇﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﻟﻴﻌﻤﺮ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﻟﻮﺟﻪ ﺍﷲ‬ ‫*****************‬

‫ﺑﻼﺀ ﻭﺻﺒﺮ‬ ‫>>>ﻗﺎﻝ ﻣﻮﺳﻰ ﻟﻘﻮﻣﻪ ﺍﺳﺘﻌﻴﻨﻮﺍ ﺑﺎﷲ ﻭﺍﺻﺒﺮﻭﺍ ﺇﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﷲ ﻳﻮﺭﺛﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ‬ ‫ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻭﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻦ<<<< ﺻﺪﻕ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‬ ‫ﻭﺍﺻﺒﺮ ﻭﻣﺎ ﺻﺒﺮﻙ ﺇﻻ ﺑﺎ ﷲ ﻭﻻ ﺗﺤﺰﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻻ ﺗﻚ ﻓﻲ ﺿﻴﻖ ﻣﻤﺎ ﻳﻤﻜﺮﻭﻥ<<<ﺻﺪﻕ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ‬


‫ﺳﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﺻﺒﺮﺗﻢ ﻓﻨﻌﻢ ﻋﻘﺒﻰ ﺍﻟﺪﺍﺭ<< ﺻﺪﻕ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ‬ ‫ﻭﻟﻨﺒﻠﻮﻧﻜﻢ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﻧﻘﺺ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻷﻧﻔﺲ ﻭﺍﻟﺜﻤﺮﺍﺕ ﻭﺑﺸﺮ‬ ‫ﺍﻟﺼﺎﺑﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺇﺫﺍ ﺃﺻﺎﺑﺘﻬﻢ ﻣﺼﻴﺒﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻧﺎ ﷲ ﻭﺇﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ <<<<<ﺻﺪﻕ‬ ‫ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻘﻴﻮﻡ‬ ‫ﺍﷲ ﻛﻢ ﻧﺤﻦ ﻣﺬﻧﺒﻮﻥ ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺭﺍﻏﺒﻮﻥ ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻵﺛﺎﻡ ﻧﺤﻦ ﺻﻨﺎﻋﻬﺎ ‪--‬‬ ‫‪--‬ﻧﺘﺬﻣﺮ ﻧﺘﺄﻭﻩ ﻧﺘﺄﻟﻢ ﻧﺼﺮﺥ ﻟﻜﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﻧﺴﺘﺠﺪﻱ ﻓﺮﺟﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ –ﻧﻀﺤﻚ ﻧﻤﺮﺡ‬‫ﻟﻨﻌﻤﻪ ﻧﻨﺴﻰ ﻣﺴﺒﺐ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﻧﺘﻜﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﻧﺤﺘﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ –ﻧﺸﺘﻜﻲ ﺍﻟﺠﻮﻉ –‬ ‫ﻧﺴﺮﻕ –ﻧﻘﺘﻞ –ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﺒﺎﺡ ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﺃﻭ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭ ﻣﻦ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ‬ ‫ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻓﻴﺬﻫﺐ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻣﻦ ﻋﻘﻮﻟﻨﺎ ﻭﻧﺘﻮﻩ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺻﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ –ﻓﺄﻳﻦ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺍﺩﻡ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺭﺑﻚ ﻓﺎﻟﺼﺒﺮ ﻭﺍﺟﺐ ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﻪ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻄﺎﻉ ﻭﻫﻮ ﻣﺴﻜﻦ ﻭﺳﻜﻦ‬ ‫ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ –ﻭﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻟﻤﻦ ﺻﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭ ‪-------‬ﺳﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﺻﺒﺮﺗﻢ –‬ ‫ﻫﻲ ﺗﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻟﻜﻞ ﺻﺎﺑﺮ ﻓﻌﻘﺒﻰ ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ ﻟﻤﻦ ﺻﺒﺮ ﻭﺻﺎﺑﺮ ﻭﻧﺤﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺑﺾ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻪ ﻛﺎﻟﻘﺎﺑﺾ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺮﺓ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻘﻮﻝ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺹ‬ ‫ﻭﻛﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻣﻨﻐﻤﺴﻮﻥ ﻭﻟﻜﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﺭﺑﻚ ﺑﺎﻟﻤﺮﺻﺎﺩ ﻓﻘﻒ ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﺩﻡ ﻭﺍﺻﺒﺮ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺩﻧﻴﺎ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺍﺭﺗﺤﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﺎﻷﺭﺽ ﻳﻮﺭﺛﻬﺎ ﺍﷲ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎﺀ‬ ‫ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ‪--------‬ﻓﺎﻷﻟﻢ ﺣﻴﻦ ﻳﺸﺘﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒﺎ ﻻﺯﺩﻳﺎﺩ‬ ‫ﺍﻷﺟﺮ ﻭﻫﺬﻩ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﺀ ﺳﻴﺪﺓ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺗﺴﺄﻝ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ‬ ‫ﻭﺗﻘﻮﻝ ﻟﻪ –ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺸﺘﺪ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻷﻟﻢ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺃﻧﺖ ﺍﻵﻥ ﺃﺣﻮﺝ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻷﻟﻢ ﻓﻴﻘﻮﻝ‬ ‫ﺣﺒﻴﺒﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﻭﺃﺗﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ‪ :‬ﺇﻧﻪ ﻳﺸﺪﺩ ﻋﻠﻲ ﻟﻴﺰﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺟﺮ ‪------‬ﺣﺒﻴﺐ ﺍﷲ‬


‫ﻳﺘﺄﻟﻢ ﻟﻴﺰﺍﺩ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻷ ﺟﺮ ﻓﻤﻦ ﻧﺤﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﺹ ‪---‬ﻣﺤﻤﺪ ﻳﺘﺄﻭﻩ ﻭﻳﺼﺒﺮ ﻭﻳﺼﺎﺑﺮ‬ ‫ﻭﻫﻮ ﺷﻔﻴﻊ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﻧﺤﻦ ﻣﻦ ﻧﻜﻮﻥ ﺣﺘﻰ ﻧﺘﻮﻩ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺼﺒﺮ –ﺃﻳﻦ ﺃﻧﺖ‬ ‫ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﺩﻡ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻫﺬﺍ ‪------‬ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﺫﺍ ﺳﺒﻘﺖ ﻟﻪ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻠﻎ ﻋﻤﻠﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﻳﺰﻳﺪ ﻟﻪ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺒﻼﺀ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﺪﻫﺎ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻪ‪----------‬‬ ‫ﻳﺎﺭﺏ ﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻳﺼﺒﺮﻭﻥ ﻭﻳﺼﺎﺑﺮﻭﻥ ﻟﻨﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻋﺪﺗﻨﺎ –ﻳﺎ ﷲ ﺻﺒﺮﻧﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﺒﻼﺀ ﻭﺍﺑﻌﺪﻧﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﺐ ﺟﻮﺍﻧﺤﻨﺎ ﻭﺍﺭﺯﻗﻨﺎ ﻋﺰ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔ‬ ‫ﻭﺍﺭﺣﻢ ﻭﻃﻨﻲ ﻭﺑﻠﺪﻱ ﻭﺃﻫﻠﻲ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺎ ﺭﺑﻲ ﻭﺃﺷﻬﺪﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻭﺍﻥ ﻣﺤﻤﺪ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ‪--‬ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ‬ ‫*************‬

‫ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ ﺍﻟﺨﻤﺲ‬ ‫ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻬﺮﺑﻮﻥ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﻱ ﻧﺺ‬ ‫ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎﺏ ‪-‬ﻭﻫﺮﻭﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺳﻄﻮﺗﻪ ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﻢ ﻭﻟﻌﺪﻡ‬ ‫ﻭﺟﻮﺩ ﺷﻜﻮﻯ ﺑﺤﻘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺧﻄﻮﺭﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻴﺒﻬﺎ ﺑﺎﻟﺸﻠﻞ ﻭﺍﻟﻔﺸﻞ‬ ‫ﻭﻫﻤﺎ ﺃﺷﺪ ﻗﺴﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻃﺒﻌﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﻭﺍﻟﺸﻠﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻴﺐ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻳﺆﺩﻱ‬ ‫ﺑﺎﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺤﺘﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ –ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻧﺬﻛﺮﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﻠﻘﻲ ﺑﺎﻻ"‬


‫ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﻟﻨﻘﻮﻝ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺮﺽ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺣﻤﺎﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ ﻭﺗﺸﺠﻴﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺑﺪﻡ ﺑﺎﺭﺩ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﺩﺭﺍﻛﻬﺎ ﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺃﺳﺴﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﺟﻴﻞ ﻗﻮﻱ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻜﻞ ﺃﺯﻣﺎﺗﻬﺎ ﻣﺘﻨﺼﻼ ﻣﻦ ﻗﺘﻠﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﻃﻠﺔ ‪----‬ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻳﻘﺎﻝ ﺑﺄﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ ﻳﺤﺎﺻﺮﻭﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‬ ‫ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻭﻳﻌﻴﺶ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ –ﻓﻤﻦ ﻣﻨﺎ ﻻ ﻳﻌﻴﺶ ﺍﻟﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﺘﻘﺮﻳﻊ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪﻩ –ﻛﻴﻒ ﻧﻌﻴﺶ ﻭﻓﻲ ﺳﻠﻮﻛﻨﺎ ﺧﻄﺄ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺤﻞ ﻟﻮﻡ ﺩﺍﺋﻢ‬ ‫ﻭﻣﺘﻜﺮﺭ ﺣﺘﻰ ﻧﻌﻴﺶ ﺭﺩﻭﺩ ﻓﻌﻞ ﺗﺆﺩﻱ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﻼﻙ –ﻧﻌﻢ ﻓﺎﻟﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﻣﻄﻠﻮﺑﺎﻥ‬ ‫ﻛﺪﻓﻊ ﺍﻳﺠﺎﺑﻲ ﻟﻠﺘﻘﺪﻡ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻠﻬﺪﻡ –ﻭﻟﻨﻬﺮﻉ ﻗﻠﻴﻼ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻟﻴﻜﻦ ﻓﻲ‬ ‫ﺇﻱ ﻣﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻨﺠﺪ ﻣﺸﻬﺪﺍ ﻣﺘﻜﺮﺭﺍ ﻭﻭﺍﺣﺪﺍ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ –ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻷﺏ ﻭﻫﻮ‬ ‫ﻳﻨﻬﺮ ﻭﻟﺪﻩ ﺑﺎﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ –ﺫﺍﻛﺮﺍ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻣﺘﻨﺎﺳﻴﺎ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ –ﻳﻨﺎﻗﺸﻪ ﺑﺎﻟﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﺘﻘﺮﻳﻊ‬ ‫ﺍﻟﻼﺫﻉ – ﻳﻀﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﺴﺎﻁ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺳﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﻃﻔﻠﻪ‬ ‫ﺍﻟﻜﺮﻩ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ –ﻓﻴﺸﺐ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺭﺟﻼ ﻋﺎﺟﺰﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﻓﺎﺷﻼ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺧﻄﻮﺍﺗﻪ ﻣﺘﺮﺩﺩﺍ ﻓﻲ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻪ –ﻣﺘﺒﺎﻃﺌﺎ ﻓﻲ ﺣﺴﻢ ﺃﻣﻮﺭﻩ –ﻣﻬﺰﻭﺯﺍ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺧﺎﺋﻔﺎ ﻣﺮﻋﻮﺑﺎ ﻣﻦ ﻟﻮﻡ ﻭﻧﻘﺪ ﺍﻟﻐﻴﺮ‪------------‬ﻫﺆﻻﺀ ﻫﻢ ﻗﺘﻠﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ‬ ‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻃﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﻴﺪ ﻭﺍﻟﺴﺠﻦ ﻗﺪ ﺗﺮﻋﺮﻋﻮﺍ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻨﺎ ﺑﻘﻮﺓ‬ ‫ﻗﺪ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﻵﺧﺮ ﻭﻓﻖ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻭﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭﻭﻓﻖ‬ ‫ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺘﺮﺍﺑﻄﺔ ﻭﻭﻭﻭ‪----------‬ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻮﺣﺪ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ‬ ‫ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻧﺠﺪ ﺃﻏﻠﺒﻨﺎ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻣﺮﻛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﺍﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺗﻬﺬﻳﺒﻬﺎ‬


‫‪------‬ﻓﻠﻜﻲ ﻧﺒﻨﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻳﻨﺒﻌﻲ ﺍﻥ ﻧﺒﻨﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﺘﻮﺍﺯﻧﺔ‬‫ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻧﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ ﺍﻟﺨﻤﺲ‬ ‫************‬

‫ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﷲ‬ ‫ﺃﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﻭﺍﷲ ﻳﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ‪-‬ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺍﺧﺘﺘﻤﺖ ﺑﻬﺎ ﻧﻘﺎﺷﺎ ﻃﻮﻳﻼ ﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﺑﺴﺆﺍﻝ‬ ‫ﻣﻔﺎﺩﻩ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻛﻞ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺠﻴﺪ –ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺣﻠﻴﻒ‬ ‫ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﺍﻻﻧﻜﺴﺎﺭ ﻛﺄﺱ ﺍﻟﻌﺮﺏ –ﻭﻃﺒﻌﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ ﻛﺎﻥ ﺟﺬﺏ ﻭﺷﺪ‬ ‫ﻭﻋﺮﺽ ﻷﻣﺜﻠﺔ ﻟﻠﺘﺄﻛﻴﺪ ﺑﺄﻥ ﺃﺭﺍﺩﺓ ﺍﷲ ﺩﻭﻣﺎ ﻓﻮﻕ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻛﻘﻮﻝ ﻓﺼﻞ ﺣﺴﻤﺎ ﻟﻠﺠﺪﻝ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﺎﺕ ﻭﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻖ ﺷﻴﻄﺎﻧﻲ ﺫﻭ ﺣﺠﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺩﺍﻣﻐﺔ ﺗﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻪ –‬ ‫ﻓﻜﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﺨﻄﻮﻁ ﺣﻤﺮﺍﺀ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﻘﻔﺰ ﻣﻦ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺇﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﺆﺗﻲ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇﻻ ﻗﻠﻴﻠﻪ –ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﺒﻌﺪﻧﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻨﻪ ﻳﻘﺮﺑﻨﺎ ﺇﻟىﻪ‪-----‬‬ ‫ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺣﺠﺘﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻗﺼﺔ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﻛﻴﻒ ﺗﻢ ﺭﻣﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺐ ﺑﺘﺪﺑﻴﺮ‬‫ﺑﺸﺮﻱ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻧﻘﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﻭﻣﻜﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﻗﻮﺗﻬﺎ ﻭﻣﺸﻮﺍﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﺴﺠﻦ‬ ‫ﻭﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻷﺣﻼﻡ ﻭﺑﻘﺎﺋﻪ ﻓﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﺗﻮﻟﻴﻪ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺑﻜﺎﺀ ﻳﻌﻘﻮﺏ‬ ‫ﻭﺧﻮﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﺣﺮﺻﻪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻨﻪ ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﷲ ﻗﺪ ﺗﺤﻘﻘﺖ‬ ‫ﻭﻓﺎﻗﺖ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻓﻠﻮﻻ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻟﻤﺎ ﺳﺎﻓﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﻭﻟﻮﻻ ﻛﻴﺪ ﺍﻣﺮﺃﺓ‬


‫ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻟﻤﺎ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﻟﻮﻻ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺑﺘﺄﻭﻳﻞ ﺍﻷﺣﻼﻡ ﻟﻤﺎ ﻃﻠﺒﻪ ﻓﺮﻋﻮﻥ‬ ‫ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻧﺠﻤﺎ ﺳﺎﻃﻌﺎ ﺣﺎﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ‪-----‬ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻘﺪﻣﺎﺕ ﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺃﺭﺍﺩﻫﺎ ﺍﷲ ﻟﻴﻮﺳﻒ –‬ ‫ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺧﻴﺮﺍ ﺃﻭ ﺷﺮﺍ ﻭﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻭﺣﺪﻩ ﻳﻤﻠﻚ ﻋﻠﻢ ﺫﻟﻚ ‪---‬ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻘﺪﻣﺎﺕ ﻳﺮﺳﻤﻬﺎ ﺍﷲ‬ ‫ﻭﻳﻨﺸﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻴﺨﺘﺎﺭﻫﺎ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻪ ﻭﺭﻏﺒﺘﻪ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﺍﻓﻖ ﻣﻊ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ –‬ ‫ﻛﻄﺮﻳﻖ ﻳﺴﻠﻜﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺮﻏﺒﺎﺗﻪ ﻭﺁﻣﺎﻟﻪ ﻭﺍﺣﻼﻣﻪ ﻟﻴﺪﺧﻞ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺘﺒﻪ ﺍﷲ‬ ‫ﻭﻟﻴﺤﻘﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﷲ ‪-----‬ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﺘﺤﺖ ﺳﻴﻼ" ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻭﻛﻞ ﺳﺆﺍﻝ ﻳﺪﺧﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺘﺎﻫﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﻠﺖ ﻛﻔﻰ ﻓﺈﺭﺍﺩﺓ ﺍﷲ ﻓﻮﻕ ﻛﻞ‬ ‫ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮﻩ ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺳﻘﺮ ﻳﺨﺮﺝ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻼﻭ ﺟﻮﺩ‬ ‫***************‬

‫ﺃﻟﻢ ﺍﻟﺒﺴﻤﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﺑﺴﻤﺘﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺣﻴﺔ ﺍﺣﻠﻖ ﺑﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻲ ﺑﺄﻏﻨﻴﺔ ﻧﺴﺠﺘﻬﺎ ﺑﻜﻞ‬ ‫ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﻟﻐﻴﺮﻱ ﻣﻤﻦ ﻳﻬﺘﻤﻮﻥ ﺑﺼﻨﻮﻑ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺤﺮﻑ‬ ‫ﻭﻃﺒﻌﺎ ﺟﻤﻴﻌﻨﺎ ﻳﻤﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﻫﺒﺔ ﻭﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻘﻞ ﺍﻟﻤﻮﻫﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﺗﻤﺎﻣﺎ‬ ‫ﺑﺤﻴﺚ ﻧﻔﺘﻘﺪ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﻲ ﻓﻴﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﻮﺍﻧﺒﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻋﻴﺒﺎ ﻭﻟﻜﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﻴﺐ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﻌﻴﺐ ﺣﻴﻦ ﺃﺭﻯ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻭﺃﺷﻴﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﺼﻮﺍﺏ ‪---‬ﻓﻌﺎﻟﻢ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﻓﻀﺎﺀ‬ ‫ﺭﺣﺐ ﻗﺪ ﻳﺮﺷﺪ ﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﻧﺠﺪ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻨﺎ‬


‫ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻧﺒﺘﻌﺪ ﻗﻠﻴﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻭﻧﺘﻮﺟﻪ ﺑﺴﻬﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻣﻦ ﺍﻹﻧﺰﻻﻕ ﻟﻨﺼﻌﺪ ﺑﺎﻟﻜﻠﻢ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ‪----‬ﻭﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺍﺷﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺃﺭﺩﺕ ﺑﺴﻤﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻭ‬ ‫ﺻﺮﺧﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻨﺸﻮﺭﺍ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻮﻫﺒﺔ ﻭﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺑﺤﺜﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻐﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻭﺍﻟﺨﻴﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺑﻂ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻓﻠﻢ ﺃﺟﺪ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﻋﺠﺒﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻨﻨﺖ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﻃﻪ ﺣﺴﻴﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻘﺎﺩ ﺃﻭ ﺃﺣﺪ ﻓﻄﺎﺣﻞ ﺍﻟﻤﻮﻫﺒﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ‬ ‫–ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ –ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻓﻌﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺎﻕ ﻭﻛﺬﺏ ﻧﺤﻦ ﻟﺴﻨﺎ ﻣﺠﺒﺮﻳﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﺸﻮﺭ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﻟﻐﻂ ﻳﺮﻭﻱ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻠﺤﻈﻪ ﻛﻞ ﻃﺎﻟﺐ ﻋﺎﺩﻱ ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻹﻋﺠﺎﺏ ﻋﻠﻤﺎ ﻳﺮﻓﻌﻪ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺪ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ –ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻧﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻧﻘﺘﻞ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﻏﻴﺮﻧﺎ –ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺤﻄﺎﻁ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ‬ ‫–ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻨﺼﺢ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﻭﻗﻮﻝ ﺍﻟﺤﻖ –ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ –ﺃﻳﻦ ﻧﺼﺮﺓ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ‬ ‫ﺳﻠﻮﻙ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎ ﺣﻔﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ –ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺨﺎﻃﺐ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺣﺎﺟﺐ ﻳﻤﻨﻊ‬ ‫ﻋﻨﺎ ﺍﻟﺨﺠﻞ ﻭﻳﺪﻓﻊ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺍﻳﺎ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻣﻤﻦ‬ ‫ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﺨﺼﺺ ﺑﺄﺻﻮﻝ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺇﻧﻨﺎ ﻧﻜﺘﺐ ﻭﻧﻨﺸﺮ ﻟﻴﺮﻯ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻮﻫﺒﺔ ﻭﻟﻨﺮﺗﻘﻲ ﺑﻬﻤﺎ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ –ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺍﻟﻨﺎﺻﺢ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﺃﺩﺏ ﺧﻠﻘﻪ‬ ‫ﻭﻋﻠﻤﻪ –‬ ‫ﻓﻴﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻼ ﺗﺼﻔﻖ ﻟﻠﺒﺎﻃﻞ ﻭﺗﻤﺸﻲ ﻓﻲ ﺭﻛﺎﺑﻪ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻤﻠﻚ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ‬ ‫ﺍﻟﺤﻖ ﻭ ﺍﻋﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺗﺤﺎﺳﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﷲ ﻭﺑﺄﻧﻬﺎ ﻛﺎﻟﺮﺻﺎﺻﺔ ﺃﻭ ﻛﺤﻘﻨﺔ‬ ‫ﻣﺨﺪﺭ ﺗﻨﻌﺶ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﻣﻦ ﻟﺠﻈﺎﺕ ﺃﻟﻢ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﺘﺘﻼﺷﻰ ﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺍﺷﺘﺪﺍﺩ‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻛﺬﻟﻚ ﻫﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻟﺘﻔﺮﺵ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺭﺩﺍﺀ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ‪--‬‬


‫‪---‬ﻓﻠﻨﺤﻤﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻟﻨﺴﺎﻋﺪ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﻛﺎﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ‬‫ﻳﻌﺎﻟﺞ ﺍﻟﺪﺍﺀ ﻭﻳﺴﺘﺄﺻﻠﻪ ﺑﺮﻓﻖ ﻭﺣﻨﺎ ﻭﻣﺤﺒﺔ‬ ‫***************‬

‫ﺍﻟﺮﺳﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ‬ ‫ﺍﺣﺴﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﺷﺌﺖ ﺗﻜﻦ ﺃﻣﻴﺮﻩ ﻭﺍﺣﺘﺞ ﻣﻦ ﺷﺌﺖ ﺗﻜﻦ ﺃﺳﻴﺮﻩ‪-‬ﺻﺮﺧﺔ ﺃﻃﻠﻘﻬﺎ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻛﺮﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺑﻬﺎ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ –ﺻﺮﺧﺔ ﺍﻧﺘﺰﻋﻬﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺑﺬﻭﺭ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﻤﺮﻳﻦ ﻭﺗﻌﻮﺩ ﻟﻜﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ‬ ‫ﺳﻠﻮﻙ ﻭﻃﺒﻌﺎ ﻟﻦ ﺃﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﺳﻘﺎﻃﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻭﻟﻜﻨﻲ‬ ‫ﺳﺄﺟﻌﻠﻪ ﻣﺪﺧﻼ" ﻟﻘﺼﺔ ﺃﺭﻣﻲ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻝ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ―ﻭﻟﻨﻨﻄﻠﻖ ﺳﻮﻳﺔ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭﻟﻨﺮﺍﻗﺐ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺍﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﻀﺒﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ‬ ‫ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺩﻭﺭﺓ ﻣﻦ ﺩﻭﺭﺍﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺳﻂ ﻏﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻭﺍﻟﺰﻫﻮﺭ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺎﻳﻞ ﺧﺠﻼ ﻣﻦ ﺷﺬﻯ ﻋﻄﺮﻫﺎ ﺍﻟﻔﻮﺍﺡ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺗﺮﻛﻦ ﺍﺳﺮﺓ ﻓﻘﻴﺮﺓ ﺗﺘﺄﻟﻒ‬ ‫ﻣﻦ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻛﻞ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻨﺬ ﻭﻻﺩﺗﻪ ﻟﻜﺴﺐ ﻟﻘﻤﺔ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﺎﻻﺏ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻣﻨﺬ‬ ‫ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻟﻴﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﺎﺟﻢ ﺍﻟﻔﺤﻢ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻷﻡ ﺗﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﻟﺘﺰﺭﻉ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺨﻀﺎﺭ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍ ﻟﻠﻨﻘﻮﺩ ‪----‬ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ ﺃﻳﻀﺎ ﻳﺬﻫﺒﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻭﻟﺪﻳﻦ ﻟﻢ‬ ‫ﻳﺠﺪﺍ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻓﺎﺗﺠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﺮﺳﻢ ﻟﻠﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺨﻼﺑﺔ ﺣﺘﻰ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﺭ‬ ‫ﻭﺷﺎﻫﺪﻫﻤﺎ ﺭﺟﻞ ﻳﺪﺭﻙ ﺍﻟﻔﻦ ﻓﻌﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﻤﺎ ﺃﺭﺳﺎﻟﻬﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ‬


‫ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻳﺎﺳﻴﺪﻱ ﻭﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﻤﻠﻚ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺃﻥ ﺃﺩﺑﺮ ﺍﻷﻣﺮ‬ ‫ﻓﺴﻴﻜﻮﻥ ﻣﺨﺼﺼﺎ ﻷﺣﺪﻫﻢ ﻓﻘﻂ –ﺣﻠﻢ ﺟﻤﻴﻞ ﻭﺃﻣﻞ ﻗﺮﺭﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻭﺃﺟﺮﻳﺖ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﻋﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻐﻼﻣﻴﻦ – ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻔﻴﺼﻞ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﺣﺪﻫﻢ ﻟﻠﺴﻔﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻷﺧﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻹﺭﺳﺎﻝ ﻧﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺣﻴﻦ ﺍﻟﺘﺨﺮﺝ ﻳﺘﻢ ﺍﺭﺳﺎﻝ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﻋﻠﻰ‬ ‫ﻧﻔﻘﺔ ﺃﺧﻴﻪ ﻭﻣﺮﺕ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﻭﺗﺨﺮﺝ ﺍﻟﺒﺮﺕ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺭﺳﺎﻣﺎ ﻣﺸﻬﻮﺭﺍ ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﻳﺘﻪ‬ ‫ﻟﻴﺒﻌﺚ ﺑﺄﺧﻴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺒﻞ ﺑﺎﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺑﻤﻮﻫﺒﺘﻪ ﻭﻋﻤﻞ ﺟﺎﻫﺪﺍ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺍﻟﻔﺎﺋﺘﺔ ﻭﺍﺭﺳﺎﻟﻬﺎ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ – ﻋﺎﺩ ﻟﻴﻘﻒ ﻭﺳﻂ ﺟﻤﻮﻉ ﺃﻫﻞ ﻗﺮﻳﺘﻪ ﻭﻟﻴﻘﻮﻝ –ﺃﻧﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺸﻬﻮﺭﺍ‬ ‫ﻭﻣﻌﺮﻭﻓﺎ ﺑﻔﻀﻞ ﺃﺧﻲ –ﻟﻘﺪ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻟﻜﻲ ﺃﺗﺎﺑﻊ ﺩﺭﺍﺳﺘﻲ ﻭﻫﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﺑﺄﻧﻨﻲ‬ ‫ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺧﻲ ﺃﻥ ﻳﻐﺎﺩﺭﻧﺎ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺘﻲ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻛﻤﺎ‬ ‫ﺗﻌﺎﻫﺪﻧﺎ –ﺇﻟﻴﻪ ﻧﺠﺎﺣﻲ ﻭﻣﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺻﻨﻌﺖ ﺍﻟﻤﺠﺪ –ﻓﻀﺤﻚ ﺍﻷﺥ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻘﺪ ﺗﻔﺤﻤﺖ ﻳﺪﻱ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺠﻢ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﺮﻳﺸﺔ ﻭﺍﻷﻟﻮﺍﻥ –ﻭﻳﻜﻔﻴﻨﻲ‬ ‫ﻓﺨﺮﺍ ﺑﺄﻧﻚ ﺃﺧﻲ ﻓﺤﻠﻤﻚ ﺣﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﻤﺠﺪ ﻭﺍﺣﺪ ‪------‬ﻗﺼﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﺃﺭﺩﺕ ﺍﻟﻘﻮﻝ‬ ‫ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﺭ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﺃﻥ ﻳﻤﺠﺪﻫﺎ‬ ‫ﻭﺃﻥ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺪﻭﺭ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻦ ﻭﻓﻴﺎ ﻭﺃﺳﻴﺮﺍ ﻟﻜﻞ ﻣﻌﺮﻭﻑ‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺰﻭﻝ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻨﺎﺡ ﺍﻟﻨﻜﺮﺍﻥ‪-------‬ﻓﻬﻞ ﻧﺤﻦ ﻳﺎ ﺃﻫﻞ‬ ‫ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻋﻠﻲ ﺑﺸﻲﺀ ‪-----‬ﻭﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﺄ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﺄﻗﻮﻝ ﻭﻓﻲ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺃﻓﻼ‬ ‫ﺗﺒﺼﺮﻭﻥ –ﺻﺪﻕ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ‬


‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ‬ ‫ﻫﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻟﺠﻢ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻭﻣﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ‪ -‬ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﺯﺍﺩﺕ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ‪-‬ﻭﻫﻞ ﻟﻠﺤﻀﺎﺭﺓ ﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﻧﻤﻮ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ‪---‬ﺍﺳﺌﻠﺔ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻭﻛﺜﻴﺮﺓ‬ ‫ﻭﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪﺍ ﻭﺗﻨﺎﻗﻀﺎ ﻟﻮ ﻭﻗﻔﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺩﺍﻓﻊ ﻟﻮﺟﺪﻧﺎﻩ ﻳﺪﺧﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺘﺎﻫﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻗﻮﻻ ﺑﺄﻥ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﻭﺍﻧﺪﺛﺎﺭﻩ ﻓﻲ‬ ‫ﻣﺘﺤﻒ ﻣﺎ‪ -‬ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻟﺠﻢ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺃﻭﻣﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻹ ﻧﺘﺸﺎﺭﻫﺎ‬ ‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﻀﺨﻢ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﻣﺠﻤﻞ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻘﻖ ﻗﻨﺎﻋﺔ‬ ‫ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻛﻤﺎ ﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺩﻭﺭ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﺪﺩ‬ ‫ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻓﺘﻘﺎﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻼﺣﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻞ‬ ‫ﻣﺤﻠﻪ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺫﺍﻙ ﺍﻻﺧﺘﺮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﺻﻠﺔ ﺍﻟﻮﺻﻞ ﻓﻲ ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ‬ ‫ﻭﺑﺄﻗﻨﻌﺔ ﻛﺎﺫﺑﺔ ﺗﺆﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻧﺼﻞ ﻣﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻧﻬﻴﺎﺭ‬ ‫ﻭﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺇﻥ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺑﻮﺗﻘﺔ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ‬ ‫ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺘﻮﺍﻓﻖ ﻣﻊ ﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ –ﻭﻟﻮ ﻓﺘﺤﻨﺎ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻮﺟﺪﻧﺎﻩ ﻋﻨﺼﺮﺍ‬ ‫ﻓﻌﺎﻻ" ﻓﻲ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻓﺎﻟﻤﺘﻨﻔﺬ ﺳﻠﻄﺔ ﻭﺟﺎﻫﺎ ﻧﺠﺪﻩ ﻳﻄﺮﻕ ﺻﺮﺍﺧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻼﺕ‬ ‫ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻟﻠﺒﻄﺎﻟﺔ ﺩﻭﺭ ﻓﻌﺎﻝ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﺪ ﺩ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺑﻜﺎﻓﺔ‬ ‫ﺃﻧﻮﺍﻋﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﻞ ﻭﻃﺒﻌﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻭﺍﻟﻤﻠﻞ‬ ‫ﻭﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻓﻌﺖ ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﻬﺎ‬


‫ﺇﻟﻰ ﺍﻣﺘﻬﺎﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﻭﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﺑﺄﻥ ﻟﻠﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺩﻭﺭﺍ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬ ‫ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻠﻘﻔﻬﺎ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺯﺭﻉ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﺗﺰﺭﻉ‬ ‫ﺍﻷﺭﺽ ﻏﺼﺒﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﻏﺎﻳﺘﻪ ﺣﺸﻮ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺴﺮﺩ‬ ‫ﺍﻟﺒﺒﻐﺎﺋﻲ ﻭﻃﺒﻌﺎ ﻓﺎﻟﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺍﺩﺭﺍﻛﺎ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﻟﻜﻲ ﻳﺒﺬﻝ ﺟﻬﺪﺍ ﺧﺎﺻﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻓﺠﻞ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ‪-----‬ﻓﻨﺮﻯ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ‬ ‫ﺍﻷﻣﺮ ﻣﺜﻘﻠﺔ ﺑﻬﻤﻮﻡ ﻭﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺘﺼﻄﺪﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﺑﻜﻞ ﺍﺷﻜﺎﻟﻪ –‬ ‫ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻷﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﻫﺬﻩ ﺑﻤﺤﻤﻠﻬﺎ‬ ‫ﺗﺸﻜﻞ ﺑﺆﺭﺓ ﻓﺴﺎﺩ ﺗﻬﻴﺊ ﺃﺭﺿﻴﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺠﺮﻳﻤﺔ ﻭﺍﺛﺒﺎﺗﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻋﻮﺩﺓ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﺋﺖ ﻹﺟﺮﺍﺀ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻧﺴﺎﻧﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ‬ ‫ﻭﻇﺮﻭﻓﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﺑﻬﺎ ‪------‬ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ‬ ‫ﺍﺟﺮﺍﺀﺍﻟﺘﺰﻭﺍﺝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﻗﻢ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ‬ ‫ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﻭﻗﺪ ﻳﺼﺮﺥ ﺍﺣﺪﻛﻢ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻳﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻓﻲ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﻛﻴﻒ‬ ‫ﻫﻲ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﻓﺄﺟﻴﺐ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺿﺒﻄﻬﺎ‬ ‫ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭﻣﺮﻛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻧﺠﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺏ‬ ‫ﺟﺮﺍﺋﻢ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﻋﺪﻳﺪﺓ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﻓﻲ ﺍﺯﺩﻳﺎﺩ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻻﺳﺒﺎﺏ ﻗﺪ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬


‫ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻆ‬ ‫ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﺄﻓﻔﻮﻥ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﻧﺠﺎﺣﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻣﺘﻼﻛﻬﻢ ﻟﺠﻤﻴﻊ‬ ‫ﺍﻟﻤﺆﻫﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﺮﻕ ﻛﻞ ﻋﺜﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻭﻃﺒﻌﺎ ﻧﺠﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺔ‬ ‫ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻳﻄﺮﻕ ﺃﺑﻮﺍﺑﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻘﻬﺎ ‪-‬ﻭﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻭﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺍﻟﺬﻡ ﻭﺍﻟﻠﻮﻡ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺘﺐ ﻭﻛﻞ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻬﺪﻡ ﻟﻠﺬﺍﺕ ﻭﻟﻠﻐﻴﺮ ﻭﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻃﺒﻌﺎ ﻟﻮ ﺃﺭﺩﻧﺎ ﺍﻟﻐﻮﺹ‬ ‫ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻟﺮﺃﻳﻨﺎ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻋﺪﺓ ﺗﻨﺪﺭﺝ ﺗﺤﺖ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﻬﺮﻡ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ ﻭﺍﻟﺤﻆ‬ ‫ﻭﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻓﺈﻥ ﻟﻜﻞ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻧﺼﻴﺐ ﻭﻗﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭﺍﻟﻔﺸﻞ ﻭﻓﻖ‬ ‫ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻫﺬﻩ ﺃﻣﻮﺭ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺠﺰﻡ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻘﺎﻧﻮﻥ ﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﻭﺿﻊ ﺍﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﻋﺪﺓ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺗﺨﻴﻒ‬ ‫ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺑﺬﻝ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﻓﻲ ﻋﺒﻮﺭ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ‪ -‬ﻭﻃﺒﻌﺎ‬ ‫ﻓﺎﷲ ﻟﻴﺲ ﺑﻈﺎﻟﻢ ﻷﻱ ﻋﻤﻞ ﻭﺟﻬﺪ ﻭﻟﻜﻦ ﺧﻔﺎﻳﺎ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻓﻲ ﻋﻤﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﺪﺭﻛﻬﺎ ﻏﻴﺮ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺷﺎﺭﺇﻟﻴﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﺮﻫﻮﺍ ﺷﻴﺌﺎ‬ ‫ﻭﻫﻮ ﺧﻴﺮ ﻟﻜﻢ ‪---------‬ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺮﻛﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﻭﺍﻟﺨﻤﻮﻝ ﺑﻞ‬ ‫ﻗﻮﻝ ﻳﺪﻓﻊ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺑﺬﻝ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺩﻭﻥ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺬﻣﺮ‬ ‫ﻣﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺴﻌﻲ ‪----‬ﻭﻳﻤﻜﻦ ﻷﻱ ﻓﺮﺩ ﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻳﻂ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻟﻴﺮﻯ‬ ‫ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻛﻞ ﺧﻄﻮﺍﺗﻪ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻘﺎﻁ ﻭﺍﻟﻐﻮﺹ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻌﻀﻠﺔ ﻭﻗﻔﺖ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺳﺮﻭﺭ‬ ‫ﻟﻢ ﻳﻜﺘﻤﻞ ﻟﻴﺮﻯ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﺑﺄﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﻀﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺘﺎﺭﻩ‬


‫ﺍﷲ ﻟﻪ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻴﺤﻘﻖ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺒﻮ ﻓﻮﻕ ﻛﻞ ﻋﻠﻢ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻷﻧﻪ ﺍﻟﻘﺪﺭ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺒﻴﻦ ﺍﻟﺠﺎﻫﻞ ﺍﻟﻤﺘﻜﺒﺮ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ –ﻗﺪ ﻳﺴﺄﻟﻨﻲ ﺻﻮﺕ ﻣﺘﺨﺒﻂ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ‬ ‫ﻧﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﻣﻮﺟﻮﺩ ‪---‬ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻧﺒﺬﻝ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﻭﺍﻟﺮﺯﻕ ﻣﻘﺴﻮﻡ –ﻧﻌﻢ ﻣﻘﺴﻮﻡ ﻟﻤﻦ ﻳﺴﻌﻰ‬ ‫ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﺠﻬﺪ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺑﺎﻟﺘﻮﻛﻞ – ﻭﻣﻤﻨﻮﻉ ﻋﻤﻦ ﺟﻠﺲ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺣﺼﺎﺩ ﺯﺭﻉ ﻟﻢ ﻳﺬﺭﻉ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻷﺭﺽ –ﻣﻘﺴﻮﻡ ﻟﻤﻦ ﺯﺭﻉ ﻭﺣﺼﺪ‪ --------‬ﻭﻫﻨﺎ ﺗﻜﻤﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻭﺍﻟﻐﻴﺐ‬ ‫ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ ﻓﻲ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻠﻮ ﺩﺧﻠﻨﺎ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺤﻘﻠﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺠﺎﻧﺴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ‬ ‫ﻭﺷﺎﻫﺪﻧﺎ ﺍﺧﺘﻼﻓﺎ ﻓﻲ ﻛﻤﻴﺔ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺑﺴﺒﺐ ﺩﻭﺩﺓ ﺩﺧﻠﺖ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺤﻘﻠﻴﻦ ﻭﺗﺮﻛﺖ ﺍﻵﺧﺮ‬ ‫ﻳﻨﻤﻮ ﺍﻟﺰﺭﻉ ﻓﻴﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻤﻴﻞ ﻟﻮﺻﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻆ ﺃﻱ ﺍﻟﻘﺪﺭ –ﻓﻴﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﻤﺘﺨﺒﻂ ﺃﻭ‬ ‫ﻳﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﺍﻋﻘﻞ ﻭﺗﻮﻛﻞ ﻭﺍﺩﺭﻙ ﺑﺄﻥ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ ﻭﺍﻟﺮﻛﻮﻥ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻆ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﺑﻞ ﺑﺎﻟﻘﻔﺰ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺧﻴﺮﻙ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻓﺸﻞ ﻳﻌﻘﺒﻬﺎ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻗﺪﺭﻙ ‪---‬‬ ‫*************‬

‫ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ‬‫ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻛﻤﻠﺖ ﻟﻜﻢ ﺩﻳﻨﻜﻢ ﻭﺃﺗﻤﻤﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻧﻌﻤﺘﻲ ﻭﺭﺿﻴﺖ ﻟﻜﻢ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﺩﻳﻨﺎ"‪-----‬‬ ‫ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﺧﺘﺘﻢ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﻭﺗﺸﻴﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺘﻴﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ –ﻭﻗﺪ‬ ‫ﻳﺴﺄﻝ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻛﻴﻒ ﺗﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺑﻴﻦ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ‬


‫ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ –ﻓﺄﻗﻮﻝ ﺑﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺃﺳﺎﺱ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﻢ ﺧﻠﻖ ﺭﻛﺎﺋﺰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺎﻗﺖ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻗﻮﺓ ﻭﺣﻀﺎﺭﺓ ﻓﻌﺎﺷﺖ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺘﻬﺎ‬ ‫ﺃﺯﻫﻰ ﻋﺼﻮﺭﻫﺎ –ﻧﻌﻢ ﻓﺎﻟﺼﺮﺡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻛﺎﻥ ﻫﺪﻓﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻟﻜﻨﻪ‬ ‫ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻜﻢ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺹ ﻓﺠﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺛﺮﻫﺎ‬ ‫ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺍﻟﻤﺒﻴﻦ ﻓﻴﻌﻮﺩ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﺑﺴﺆﺍﻝ ﺁﺧﺮ –ﻭﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺩﻳﻨﻴﺎ ﺃﻡ ﻣﺪﻧﻴﺎ –ﻭﻛﻴﻒ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻭﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﻇﻤﺔ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ‬ ‫ﻭﻛﻴﻒ ﺗﻘﺎﺱ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﻭﻣﺘﻰ ﺑﺪﺃ ﺍﻹﻧﻬﻴﺎﺭ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﻭﻭﻭﻭﻭﻭ‪-----‬ﻭﺃﺳﺌﻠﺔ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺗﺨﺮﺝ‬ ‫ﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻭﻣﻦ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺭﺣﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ –‬ ‫ﻟﻨﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﻣﻜﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻮﺭﺓ –ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻟﺼﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻟﻨﺠﺪ ﺑﺄﻥ‬ ‫ﺍﻟﺨﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻛﺎﻥ ﻣﺪﻧﻴﺎ ﻭﻟﻴﺲ‬ ‫ﺩﻳﻨﻴﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﺆﻛﺪﻩ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ‪--‬ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺳﺲ ﻭﻗﻮﺍﻋﺪ‬ ‫ﻧﻈﻤﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﺃﻋﻄﺖ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻟﻜﻞ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺗﺘﻼﺀﻡ ﻭﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﻛﺤﻖ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﻭﺣﻖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺣﻖ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭ ﻭﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﻓﻖ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﻭﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﺍﻟﻮﺋﺎﻡ ﻭﻭﻭﻭ ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ‬ ‫ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺗﺠﻠﺖ ﺑﺄﻗﻮﺍﻝ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭﺑﺄﺣﺎﺩﻳﺚ ﻧﺒﻮﻳﺔ ‪-‬ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻓﻌﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ‬ ‫ﻭﺑﻌﺠﺎﻟﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻓﺼﻠﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺗﻮﻓﺮ‬ ‫ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺹ ﻭﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺀ ﺍﻟﺮ ﺍﺷﺪﻳﻦ ﻭﻣﻦ ﺗﻢ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺨﻠﻂ ﻭﺟﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﺣﻴﺚ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺮﺷﺪ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺪﺃﺕ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻊ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﺈﻃﺎﺭ ﺩﻳﻨﻲ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺷﺒﺎﻛﻬﺎ‬ ‫ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺘﻜﻮﻧﺖ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎﺀ ﻭﺃﺷﻜﺎﻝ ﻋﺪﺓ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬


‫ﻭﻋﻴﻮﻥ ﺗﺮﻣﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﻫﺪﻓﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺄﻱ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻭﻭﺳﻴﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺣﺘﻰ‬ ‫ﻣﺮﺕ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﻭﺍﻷﻳﺎﻡ ﻟﻨﺮﻯ ﺷﺮﺧﺎ ﻭﻣﺮﺟﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺸﻜﻠﺖ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ‬ ‫ﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺑﺘﺸﺠﻴﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻀﻌﺖ ﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﻓﺮﺯﺕ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﻭﺍﻟﻜﺮﻩ ﻭﺍﻟﺘﻌﺼﺐ ﺿﺪ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻨﺸﻬﺪ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺧﺼﺎﻣﺎ‬ ‫ﻭﺷﺠﺎﺭﺍ ﻣﺴﺘﻤﺮﺍ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻜﻞ ﺟﻤﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻦ ‪----‬ﺧﺼﺎﻡ ﺍﻓﺘﻌﻠﻪ‬ ‫ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻘﻄﻊ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﺷﻼﺀ ﻛﻞ ﺟﺰﺀ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻛﻞ ﻋﻀﻮ ﻓﻴﻪ ﻳﺘﺮﺑﻊ‬ ‫ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻤﺘﺤﻜﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺤﻮﺫ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ –ﺇﺫﺍ ﻓﺎﻟﺪﻳﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺹ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻃﺎﺋﻔﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺃﻭ ﻣﺬﻫﺒﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺣﻴﻦ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ ﻛﻴﻒ ﻳﺮﺳﻢ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ –‬ ‫ﻣﺤﻤﺪ ﺹ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﺳﻠﻢ ﻭﺩﻳﻦ –ﺭﺟﻞ ﺑﻨﺎﺀ ﻭﻓﻜﺮ ﻭﻣﺤﺒﺔ ﻧﺒﻲ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ – ﺭﺣﻤﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ‬ ‫ﻭﻟﻜﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﻋﻘﺎﺋﺪﻫﻢ ﻭﺍﻓﻜﺎﺭﻫﻢ –ﻧﺒﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻟﻴﺲ ﻧﺒﻲ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺃﻭ‬ ‫ﻣﺬﻫﺐ ﻧﺒﻲ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺪﻱ ﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﺳﻴﻨﺘﻈﺮﻧﺎ ﻟﻴﻨﺎﺩﻱ ﺭﺑﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ –‬ ‫ﺍﻣﺘﻲ ﺍﻣﺘﻲ ﻳﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﺳﻴﻬﺮﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ –ﻟﻦ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻨﻲ ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻮﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻔﻮﻱ ﺃﻭ ﺃﻱ ﻣﺬﻫﺐ ﺁﺧﺮﻟﻦ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻛﻞ ﺑﻄﺎﺋﻔﺘﻪ ﻓﻬﺬﺍ ﺟﺮﻡ ﻭﻓﺘﻨﺔ ‪---‬‬ ‫ﻛﻞ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﻭﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺮﺍﻫﺎ ﺳﺘﻠﺒﻲ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﻭﺳﺘﺴﺮﻉ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻟﻬﺎ ﻛﻮﻧﻬﺎ‬ ‫ﺗﻨﻄﻮﻱ ﺗﺤﺖ ﻟﻮﺍﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ –ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺫﺍ ﺍﻟﺘﻨﺎﺣﺮ ﻭﺍﻻﺭﺗﻮﺍﺀ ﻣﻦ ﻣﻴﺎﻩ ﺭﺍﻛﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺃﻣﺎﻣﻨﺎ‬ ‫‪---‬ﻓﺎﻟﺪﻳﻦ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺣﻴﻮﺍﻥ ﻓﺘﺎﻙ ﻓﻠﻨﺨﺘﺮﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭ ﻣﺎ ﻳﺘﻮﺍﻓﻖ ﻣﻊ ﻓﻜﺮﻧﺎ‬‫ﻭﺷﻜﻠﻨﺎ‬


‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺻﺎﻧﻊ‬ ‫ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ‬ ‫ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺠﺪﻝ ﺍﻟﻔﺎﺭﻍ ﻗﺎﺋﻢ ﻓﻲ ﻃﻴﺎﺗﻪ ﻛﻤﺎ ﺣ‪‬ﻤﻠﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺳﻮﺳﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻤﻮ ﻣﻌﻪ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻣﺘﻼﺀ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺑﻤﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻃﺒﻌﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ‬ ‫ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﺔ ﺑﻴﻦ ﺷﺨﺺ ﻭﺁﺧﺮ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻜﻼﻫﻤﺎ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ‬ ‫ﻳﺸﺘﺮﻙ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﺼﻔﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻣﻔﻬﻮﻡ‬ ‫ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ –ﺧﻠﻖ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺧﻠﻖ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻟﻴﺨﻀﻊ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻹﺭﺍﺩﺓ ﻓﻜﺮﻩ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ‬ ‫ﻳﻌﻄﻴﻪ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻭﻫﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻧﺠﺪﻩ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺩﻭﺭﺍﻥ‬ ‫ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﻓﻠﻚ ﺿﺎﺋﻊ ﻛﻤﺎ ﺗﺪﻭﺭ‬ ‫ﻃﺎﺣﻮﻧﺔ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻭﻟﻮ ﺣﺎﻭﻟﻨﺎ ﺍﻟﻐﻮﺹ ﻓﻲ ﺳﺒﺐ ﺫﻟﻚ ﻟﻮﺟﺪﻧﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺼﺪﺭ‬ ‫ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺃﻭ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﺋﺖ ﻭﺍﻟﺰﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﺑﺴﺆﺍﻝ ﻣﻦ ﺷﻬﺪ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﻦ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﺎﺻﺮ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﺋﺖ ﻟﻮﺟﺪﻧﺎ ﺇﺟﺎﺑﺔ‬ ‫ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻔﺎﺩﻫﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻭﻫﻨﺎ‬ ‫ﻳﺨﻄﺮﻧﺎ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ –ﻓﻴﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﺪ ﺑﻌﻤﺮﻙ ﺇﻟﻰ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﺃﺑﺤﺚ ﻓﻲ‬


‫ﻃﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭﺍﺳﺄﻝ ﻧﻔﺴﻚ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎﺗﻚ‪ -‬ﻭﻫﻞ ﻛﻨﺖ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺃﻡ‬ ‫ﺇﻧﻚ ﺗﻘﻮﺩ ﺍﻹﻳﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﺿﺮﻙ ﺍﻵﻥ ‪---‬ﻓﺎﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﻳﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻗﺘﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺑﺎﻟﺘﻘﺎﺩﻡ‬ ‫ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻓﻠﻜﻲ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﻌﻴﺶ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺯﻣﻨﻬﺎ ﻭﻧﺘﻠﺒﺲ‬ ‫ﺍﻟﻈﺮﻑ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻭﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ‬ ‫ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻝ ﺳﻴﺄﺗﻲ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﻧﻘﻮﻝ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ‪-----‬ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻓﻌﻨﻲ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺧﻠﻖ ﻫﻠﻮﻋﺎ ﻣﻠﻮﻻ ﻣﻨﻮﻋﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺠﺪﻝ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻭﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﻞ ﻟﻜﻞ‬ ‫ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺋﺪﺍ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﻭﻟﻴﺲ ﺃﺳﻴﺮﺍ ﺃﻭ ﻣﻌﺘﻘﻼ ﻟﻬﺎ‪-‬ﻭﻓﺪ ﻳﺴﺄﻟﻨﻲ ﺃﺣﺪﻛﻢ‬ ‫ﻛﻴﻒ ﻓﺄﻗﻮﻝ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻗﻠﻢ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﻘﺪ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ‬ ‫ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻜﻞ ﺳﻠﺒﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺗﻬﺎ ‪--‬ﻭﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﻭﺍﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﻄﻮﺓ ﻧﻘﻨﻊ ﺑﻤﺎ‬ ‫ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﻄﻴﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺑﻞ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻟﻴﺪ ﻧﺼﻨﻌﻬﺎ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﻟﺨﻴﺮ‬ ‫ﺍﻟﺒﺸﺮ‬ ‫**************‬

‫ﺷﻢ ﺍﻟﻨﺴﻴﻢ‬ ‫ﻫﻮ ﻟﻤﺼﺮ ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺴﺔ ﺍﻻﻑ ﻋﺎﻡ ‪-‬ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﺑﺪﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﻋﻨﺔ ﻭﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺮﺓ‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﻟﻴﻮﻣﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺳﻤﻪ ﺷﻤﻮ ﺛﻢ ﺃﺿﻴﻔﺖ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﻴﻢ ﻭﻳﻌﻨﻲ‬ ‫ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﻭﺗﺒﺪﻝ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﺍﻧﻄﻼﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻗﺪ ﺍﻫﺘﻤﺖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺎﻃﻤﻴﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺳﻢ‬


‫ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻟﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻣﻊ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻭﺣﺮﺳﻪ‬ ‫ﻟﻴﺠﻮﺏ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﻗﺪ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻛﺎﻟﺒﺼﻞ ﻭﺍﻟﺮﻧﺠﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻔﺴﻴﺦ ﻭﺍﻟﺴﺮﺩﻳﻦ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺗﺨﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪﺍﺋﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻜﻞ ﺃﻧﻮﺍﻋﻬﺎ‬ ‫ﺣﺎﻣﻠﺔ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻟﺘﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺑﻘﻌﺔ ﺧﻀﺮﺍﺀ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﺼﺪ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺠﻴﺰﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺳﺴﺖ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺨﺪﻳﻮﻱ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﻭﻫﻲ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﺤﺪﺍﺋﻖ ﻓﻲ ﻗﺎﺭﺓ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﻳﻘﺼﺪﻭﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺐ ﺍﻟﻨﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﻧﻬﺮﻳﺔ‬ ‫ﻳﺴﺘﻨﺸﻘﻮﻥ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺍﻟﻌﻠﻴﻞ ‪---‬ﻋﻴﺪ ﺍﺣﺘﻤﺎﻋﻲ ﺩﺃﺏ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ‬ ‫ﻋﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻐﺎﻡ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻖ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﺍﻟﻜﺮﻧﻔﺎﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺣﺪ ﺑﻴﻦ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺩﻳﺎﻧﺎﺗﻬﻢ ﻣﻤﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﻭﺣﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﻭﺍﻟﻬﺪﻑ ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻭﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﺑﺄﻥ‬ ‫ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻭﻗﻌﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻋﻨﺪ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻓﺄﻏﻠﺐ ﺍﻟﺤﻔﻼ ﺕ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻋﻴﺎﺩ ﺷﻢ ﺍﻟﻨﺴﻴﻢ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺣﻔﻼﺕ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻠﻴﻢ ﻭﻓﺮﻳﺪ ﺍﻻﻃﺮﺵ ‪----‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺇﻥ ﻳﻮﺣﺪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﺄﺻﻞ ﻓﻲ‬ ‫ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﻧﺠﺪ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻳﺘﺄﻫﺐ ﻟﻪ ﻗﺒﻞ ﻓﺘﺮﺓ ﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ﻟﻮﺍﺯﻣﻪ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ‬ ‫ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺷﻢ ﺍﻟﻨﺴﻴﻢ ﻓﺎﻟﻔﺴﻴﺦ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺴﻤﻚ ﺍﻟﻤﻤﻠﺢ ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﻪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻛﻤﺎ‬ ‫ﺗﺤﻤﻞ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺒﺼﻞ ﻭﺍﻟﺮﻧﺠﺔ ‪-------‬ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﻭﻣﺼﺮ ﺑﺨﻴﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﺪﻫﺎ ﺷﻢ‬ ‫ﺍﻟﻨﺴﻴﻢ‬ ‫*************‬

‫ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‬


‫ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻗﺪ ﺳﻄﺮﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻋﻦ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻪ‪--‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺭﺳﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻭﻛﺒﻴﺮﺓ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﺻﺒﺢ ﻛﻞ ﻗﺎﺭﺉ ﻟﻬﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻳﻨﻌﺘﻪ ﺑﺄﺑﺸﻊ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ –ﻟﻦ ﺃﺳﺮﺩ ﺣﻴﺎﺓ ﻧﻴﺮﻭﻥ ﺃﻭ ﺃﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﺟﺰﺋﻴﺎﺕ ﻣﻀﻰ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﻟﻜﻦ ﺳﺄﻋﺘﺒﺮﻩ ﻣﺜﺎﻻ ﻟﻤﻘﻮﻟﺔ ﻻ ﺑﺪﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺏ‬ ‫ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺘﻘﺪ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻠﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺔ ﻭﺍﻹﺳﺘﺪﻻﻝ ﻭﺍﻹﺳﺘﻨﺘﺎﺝ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺟﺎﺋﺮﺓ ﺧﺎﻃﺌﺔ ﻓﻴﺆﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﻜﺎﻓﺔ ﺃﻧﻮﺍﻋﻬﺎ –ﻓﻨﻴﺮﻭﻥ ﻭﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺃﻭﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﺃﺣﺮﻕ‬ ‫ﺭﻭﻣﺎ ﺑﻠﺤﻈﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ‪-----‬ﺧﺒﺮ ﺗﻢ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻨﻪ ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻪ ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺗﺘﻤﺔ‬ ‫ﻟﻠﺨﺒﺮ ﺑﺘﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﻓﻘﺪ ﻋﻤﻲ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻋﻦ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﻓﻈﺎﻋﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺒﺼﺮ ﺑﻌﻘﻠﻪ ﻭﺑﻌﻴﻨﻪ ﻭﺻﺮﺥ ﺑﺎﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﻣﺒﺮﺭﺍ ﻟﻘﻲ ﺣﺮﺑﺎ ﺿﺮﻭﺳﺎ ‪---‬‬ ‫‪-‬ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﻣﻦ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻧﻴﺮﻭﻥ ﻧﺠﺪﻩ ﻳﻘﻒ ﻣﺪﺍﻓﻌﺎ ﻋﻦ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻨﻜﺮﻫﺎ‬‫ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻧﻌﻢ ﺍﺣﺮﻗﺖ ﺭﻭﻣﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺣﺎﻛﻤﻬﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻠﻴﻖ‬ ‫ﺑﻌﻈﻤﺘﻬﺎ –ﻓﺎﻟﺘﺮﻣﻴﻢ ﻟﻦ ﻳﻌﻄﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻌﺮﻳﻘﺔ ﻭﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺳﻮﻯ ﺑﺤﺮﻗﻬﺎ ‪----‬ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻧﻴﺮﻭﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺧﻔﺎﻫﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺃﻃﻠﻖ ﻟﻌﻨﺎﻧﻪ ﻓﺪﺍﺣﺔ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻣﺠﺮﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺣﺮﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻓﻘﻂ‪-‬‬ ‫‪---‬ﻓﺎﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﻛﺎﺭﻩ ﺃﻭ ﻣﺤﺐ ﻭﻣﻦ ﻋﻮﺍﻃﻔﻪ ﻳﺼﻨﻊ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﻓﻖ ﺃﻫﻮﺍﺋﻪ‬‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺘﺼﺪﺭ ﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺒﻪ ﺑﺤﻘﺎﺋﻘﻪ‬ ‫ﻭﺿﻤﻦ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﻟﻠﻮﺍﻗﻌﺔ ﻭﺃﻥ ﻳﺨﻄﻪ ﺑﺼﺪﻕ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻣﺤﻴﻄﺎ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻜﻞ ﺣﺪﺙ ﻟﻴﺴﻬﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺤﻴﺢ ﻭﺻﺎﺩﻕ‬ ‫ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻳﺘﻠﻘﻔﻬﺎ ﻭﺑﻤﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻗﺪ ﺷﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻐﺎﻟﻄﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺰﻳﻒ ﻭﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺮ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺠﺪﻝ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻘﻰ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺑﺒﻐﺎﻭﺍﺕ ﻧﺎﻃﻘﺔ ﺑﺎﻟﺼﺪﻯ ﻭﻟﻴﺘﻴﻘﻦ‬


‫ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺃﻭ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺃﻭ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺃﻥ ﺗﺴﺒﺢ ﺑﻔﺮﺍﻍ ﻭﻣﻦ‬ ‫ﻓﺮﺍﻍ ﻓﻠﻜﻞ ﻓﻌﻞ ﺭﺩﺓ ﻓﻌﻞ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺎﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ –ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺄﺧﺬﻫﺎ‬ ‫ﺑﺎﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﻭﺍﻟﺠﺪﻝ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﺪﻯ ﺻﺪﻗﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﺬﺑﻬﺎ –ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻳﻘﺎﻝ ﺑﺄﻥ ﺃﻣﺘﻨﺎ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺿﺎﻋﺖ ﻭﺗﺎﻫﺖ ﺑﻠﻌﺒﺔ ﺍﻟﻬﺮﺝ ﻭﺍﻟﻤﺮﺝ –ﺿﺎﻋﺖ ﺑﺎﻟﺸﺎﺋﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﻛﺜﺮ‬ ‫ﻗﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ –ﺿﺎﻋﺖ ﻓﻲ ﻟﻌﺒﺔ ﺇﺳﻤﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺍﻟﻤﺰﻭﺭ‬ ‫*************‬

‫ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ‬ ‫ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﻘﺮﺃ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻝﹴ ﻋﻤﺎ ﻳﺠﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻮﺍﻃﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺑﻌﺾ ﻣﻤﻦ ﻟﻤﺴﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭﺃﻗﻮﺍﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺹ ﻭﺃ ﻗﻮﺍﻝ ﺃﺧﺮﻯ ﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺣﻮﻝ‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﻫﻲ ﻧﻌﻤﺔ ﺃﻧﻌﻢ ﺍﷲ ﺑﻬﺎﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻻ ﻧﺴﺘﻬﻴﻦ ﺑﻬﺎ‬ ‫ﺃﻭ ﻧﺴﺘﻐﻠﻬﺎ ﻟﻜﻮﻥ ﺍﷲ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﻳﻌﻠﻢ ﺧﺎﻧﺌﺔ ﺍﻷﻧﻔﺲ‬ ‫ﻭﻟﻜﺜﺮﺓ ﻣﺎ ﻗﺮﺃﺕ ﺣﻮﻝ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻖ ﺑﻌﺒﺎﺩﻩ ﻇﻨﻨﺖ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺑﺄﺫﻥ ﺍﷲ ﺩﻭﻥ‬ ‫ﺣﺴﺎﺏ ﻭﻗﺪ ﺃﻛﻮﻥ ﻣﺨﻄﺌﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺃﻭ ﻣﺼﻴﺒﺔ ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺃﻇﻦ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ‬ ‫ﻭﺻﻮﺍﺏ ﻣﻄﻠﻖ ‪---‬ﻓﺎﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺑﻪ ﺑﺎﻟﺮﺃﻓﺔ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ﻣﻦ‬ ‫ﺷﺪﺓ ﺣﺐ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻷﻣﺘﻪ ﻓﺮﺩ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﺒﻴﺒﻪ ‪--‬ﻛﻴﻒ ﺗﺨﺸﻰ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺘﻚ‬ ‫ﻭﻫﻲ ﺑﻴﻦ ﺭﺣﻤﺘﻲ ﻭﺷﻔﺎﻋﺘﻚ ‪--‬ﺍﷲ ﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ ﺭﺑﻨﺎ ‪-‬ﻣﺎ ﺃﺭﺣﻤﻚ ﻭﻣﺎ ﺃﻋﻈﻤﻚ ﻳﺎﺭﺑﻲ ‪--‬‬ ‫ﺭﺏ ﻳﻌﺒﺪ ‪--‬ﻓﻜﻴﻒ ﻧﺨﺸﻰ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺳﺒﻘﺖ ﻏﻀﺒﻪ ‪-‬ﻛﻴﻒ ﻧﺨﺸﻰ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻧﺒﻴﻨﺎ ﻳﺴﺎﺑﻖ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﻳﻨﺎﺩﻱ ﺃﻣﺘﻲ ‪-‬ﺃﻣﺘﻲ ‪--‬ﻓﻬﻞ ﻧﺨﺸﻰ ﻧﺎﺭﺍ ﻭﻗﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ‬


‫ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺸﻬﺪ ﺑﺎﷲ ﺭﺑﺎ ﻭﺑﻤﺤﻤﺪ ﻧﺒﻴﺎ ‪--‬ﻫﻞ ﻧﺨﺸﻰ ﺟﻬﻨﻢ ﻭﺍﷲ ﻏﻔﻮﺭ ﺭﺣﻴﻢ ‪-‬‬ ‫ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ‪--‬ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺴﻰ ﺁﺗﺎﻡ ﻋﺒﺎﺩ ﺿﺎﻋﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮ ﺛﻢ ﺍﺳﺘﻘﺎﻣﻮﺍ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ‬ ‫ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺮﻭﺍ ﺧﺎﻟﻘﻬﻢ ‪--‬ﻫﻞ ﻧﺨﺸﻰ ﻫﻼﻛﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻭﻋﺬﺍﺑﺎ ﻭﺍﷲ ﻗﺪ ﺃﺧﺒﺮ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﻮﺳﻰ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻟﻮ ﺃﺫﻥ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﻷﺧﺒﺮﺕ ﻋﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﷲ ﻓﻲ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ‬ ‫ﻗﻠﻴﻠﻲ ﺍﻟﺤﻴﻠﺔ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺃﻑ ﺑﺎﻟﺤﻲ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺎﻟﻤﻴﺖ ﻗﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﻴﻠﺔ ‪--‬ﻫﺬﺍ ﻫﻮ‬ ‫ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻓﻠﻨﺴﺎﺑﻖ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻟﺘﺄﻣﻦ ﺟﻨﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﷲ ﻭﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ‬ ‫ﻓﻠﻮ ﻋﺪﻧﺎ ﻗﻠﻴﻼ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﺎﺕ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻮﺟﺪﻧﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺤﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻵﻣﻨﺔ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺗﻼﻓﻲ ﻏﻀﺐ ﺍﷲ ﺑﺮﺣﻤﺘﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﻭﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ‪--‬ﻃﺮﻳﻖ ﺳﻬﻞ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺻﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻜﺒﺮ ﻓﻠﻨﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ‬ ‫ﺍﻵﻣﻨﺔ ﺑﺮﺣﻤﺔ ﺍﷲ ﻭﻟﻨﺜﻖ ﺑﺄﻧﻪ ﺭﺣﻴﻢ ﺭﺣﻤﻦ ﺗﻮﺍﺏ ﻏﻔﻮﺭ ﺫﻭ ﻓﻀﻞ ﻳﻤﻨﺤﻪ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎﺀ ‪---‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻻ ﻳﺘﺴﻊ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻟﺬﻛﺮﻫﺎ ﻭﻳﻜﻔﻲ ﻗﻮﻻ ﺍﺳﻤﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ‬ ‫ﻓﻴﺎ ﺭﺑﻲ ﻭﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ‪-‬ﻳﺎ ﺍﷲ ﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﺑﻴﻦ ﺭﺣﻤﺘﻚ ﻭﺷﻔﺎﻋﺔ ﻧﺒﻴﻚ ﻭﺍﺭﺯﻗﻨﺎ ﻋﺰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻭﻋﺰ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﺑﻚ ﺭﺑﺎ ﺭﺣﻴﻤﺎ‬ ‫ﻳﺎ ﺍﻟﻬﻲ ‪----‬ﺃﻳﻘﻨﺖ ﺑﺸﺪﺗﻚ ﻭﺁﻣﻨﺖ ﺑﻚ ﺭﺣﻴﻤﺎ ﺗﻮﺍﺑﺎ ﻏﻔﻮﺭﺍ ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻤﻦ‬ ‫ﻳﺸﻤﻠﻬﻢ ﻓﻀﻠﻚ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﺍﻣﻨﺤﻨﺎ ﻋﺰ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﻭﻧﻮﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻭﺍﻟﺒﺼﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ ﺍﻻﻧﺎﻡ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ‬


‫ﺟﻨﻜﻴﺰ ﻭﺻﺎﺣﺒﻪ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻋﻦ ﺟﻨﻜﻴﺰ ﺧﺎﻥ ﺍﻟﺒﺴﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﻭﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﻣﻼﺯﻣﺘﻪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ‬ ‫ﻟﺼﻘﺮ ﺟﺎﺭﺡ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺒﺎﺭﺡ ﺫﺭﺍﻋﻪ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﻧﺸﺄﺕ‬ ‫ﺻﺪﺍﻗﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻭﻋﻼﻗﺔ ﺗﻌﻮﺩ ﺣﺘﻰ ﺟﺎﺀ ﻳﻮﻡ ﺭﻏﺐ ﻓﻴﻪ ﺑﻄﻠﻨﺎ ﺟﻨﻜﻴﺰ ﺑﺮﺣﻠﺔ ﺻﻴﺪ ﻫﻮ‬ ‫ﻭﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﺼﻘﺮ ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺃﻧﻄﻠﻖ ﻓﺮﺣﺎ ﻭﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻟﻴﺘﻮﻏﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﻧﻔﺬ‬ ‫ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﺒﺪﺃ ﺟﻨﻜﻴﺰ ﻳﺠﺮﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺑﺤﺜﺎ" ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﺸﺎﻫﺪ ﻳﻨﺒﻮﻋﺎ ﻳﺘﺪﻓﻖ ﺍﻟﻤﺎﺀ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻓﺄﺳﺮﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺃﺧﺬ ﻛﻮﺑﻪ ﻟﻴﻤﻸﻩ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺼﻘﺮ ﻫﺠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﻭﻗﻊ‬ ‫ﺍﻟﻜﻮﺏ ﻣﻦ ﻳﺪﻩ ﻓﺄﻋﺎﺩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺼﻘﺮ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻤﺮﺻﺎﺩ ﺃﻳﻀﺎ" ﻭﻫﻜﺬﺍ‬ ‫ﺣﺘﻰ ﺃﺷﺘﺪ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺃﻗﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﻊ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺼﻘﺮ ﻭﻓﻌﻼ" ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻜﻮﺏ ﻭﻣﻸﻩ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ‬ ‫ﻭﺣﻴﻦ ﺃﺻﺒﺢ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﻓﻤﻪ ﺃﺳﺮﻉ ﺍﻟﺼﻘﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺃﺳﺮﻉ ﻓﻘﻄﻊ‬ ‫ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻭﻗﻊ ﺍﻟﺼﻘﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺴﺠﻰ ﺑﺪﻣﺎﺋﻪ ﻓﺒﻜﻰ ﻧﺪﻣﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺭﺃﻯ ﻓﻲ‬ ‫ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻨﺒﻮﻉ ﺃﻓﻌﻰ ﻣﻴﺘﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻣﺴﻤﻢ ﻭﻏﻴﺮ ﺻﺎﻟﺢ ﻟﻠﺸﺮﺏ ﻓﺄﺩﺭﻙ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻣﻌﻨﻰ‬ ‫ﺗﺼﺮﻑ ﺍﻟﺼﻘﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻏﺐ ﺑﺈﻧﻘﺎﺫ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ –ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﺪﻡ ﻻ ﻳﻨﻔﻊ ﻓﺤﻤﻞ‬ ‫ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻭﻋﺎﺩ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻭﻃﻠﺐ ﻧﺤﺖ ﺗﻤﺜﺎﻝ ﻟﺼﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﺼﻘﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺟﻨﺎﺣﻪ ﺍﻷﻳﻤﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪==+‬ﺻﺪﻳﻘﻚ ﻳﺒﻘﻰ ﺻﺪﻳﻘﻚ ﻭﻟﻮ ﻓﻌﻞ ﻣﺎﻟﻢ ﻳﻌﺠﺒﻚ ﻭﻋﻠﻰ‬ ‫ﺟﻨﺎﺣﻪ ﺍﻷﻳﺴﺮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺗﻘﻮﻝ ==ﻛﻞ ﻓﻌﻞ ﺳﺒﺒﻪ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻋﺎﻗﺒﺘﻪ ﺍﻹﺧﻔﺎﻕ‪------‬ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ –ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺻﻨﻊ ﺟﻨﻜﻴﺰ ﺧﺎﻥ ﺗﻤﺜﺎﻻ ﻟﺼﺪﻳﻘﻪ ﻭﺃﻧﺰﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺟﻨﺎﺣﻲ ﺍﻟﻄﻴﺮ‪-----‬ﻭﺳﺄﺗﺮﻙ ﻟﻜﻢ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺳﺄﻗﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ ﻫﻢ ﺑﺸﺮ ﺇﻥ‬


‫ﺟﻨﺤﻮﺍ ﻟﻠﺨﻄﺄ ﺃﺩﺭﻛﻮﺍ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯﻭﻩ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﺟﻨﻜﻴﺰ ﺭﺟﻞ ﺩﻭﻟﺔ ﻻ ﺑﺪ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ‬ ‫ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻤﺜﺎﻝ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﺒﻪ ﻭﻟﻐﻴﺮﻩ‬ ‫**************‬

‫ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬ ‫ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺮﺣﻼﺕ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻟﻘﻄﺎﺭ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻓﻲ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﺻﺒﺎﺣﺎ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺣﺎﻣﻼ ﻣﻌﻪ ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻭﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭﺍﻟﻬﺪﻑ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﺻﻐﻴﺮ ﺍﻟﺴﻦ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺼﻔﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﻣﻘﺘﺒﻞ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭﻛﻞ ﻗﺎﺻﺪ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﻟﻠﻌﻼﺝ ﺃﻭ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻤﻮﺩﺓ ﻭﺍﻷﻟﻔﺔ‬ ‫ﺍﻟﺨﻴﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻢ –ﻭﻟﺤﻴﻦ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺼﺪﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﻬﺎﻣﺲ ﻭﺍﻟﻬﺮﺝ ﻭﺍﻟﻤﺮﺝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻠﻔﺖ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﺗﻠﻚ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻠﺲ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻭﺑﻴﻦ ﺣﻴﻦ ﻭﺁﺧﺮ ﺗﻤﺪ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻛﻴﺲ ﺻﻐﻴﺮ ﺛﻢ‬ ‫ﺗﻄﻠﻘﻬﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ‪---‬ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻭﻳﻨﺰﻝ ﻣﻨﻪ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻓﻴﻌﻮﺩ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺇﻟﻰ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩﺓ ﻭﺑﻨﻔﺲ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ‬ ‫ﺑﺮﻣﻲ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﺣﺘﻰ ﺳﺄﻟﻬﺎ ﺟﺎﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ‬ ‫ﺃﺭﺍﻙ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﺗﻲ ﺗﻘﻮﻣﻴﻦ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﺑﺮﻣﻲ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﻮﻳﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻔﺎﺭﻕ ﺣﻀﻨﻚ –‬ ‫ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺗﻔﻌﻠﻴﻦ ‪-‬ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻳﻮﺟﺪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻜﻴﺲ‬


‫ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ ﺍﻧﻈﺮ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻓﺘﺮﻯ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺷﺎﺣﺒﺎ ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺯﻫﺎﺭ‬ ‫ﻭﺍﻟﻮﺭﻭﺩ ﻓﺎﻟﻤﻨﻈﺮ ﻣﻤﻞ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺭﻣﻲ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﺍﻟﺒﺬﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺭﺣﻠﺔ‬ ‫ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﻨﻤﻮ ﻓﻬﻲ ﺗﻄﻴﺮ ﻣﻊ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻭﻟﻦ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻤﺎﺀ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻓﺮ‪-‬‬ ‫‪--‬ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﻭﻗﺎﻟﺖ‬‫ﺃﺻﺒﺖ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻳﺎﻭﻟﺪﻱ ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺑﺘﻜﺮﺍﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻼﺑﺪ ﻭﺃﻥ ﺗﻘﻊ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺬﻭﺭ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻭﻭﻭﻭﻭ‪-‬ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻤﻞ ﻗﺎﻃﻌﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻗﺎﺋﻼ ﺣﺴﻨﺎ ﻓﺄﻳﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ‪-‬ﺛﻢ ﺃﻧﺖ‬ ‫ﺳﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻓﻬﻞ ﺳﻴﻤﻬﻠﻚ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻟﺘﺮﻱ ﺍﻟﻮﺭﻭﺩ ﺗﻤﻸ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ –‬ ‫ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺸﻐﻠﻴﻦ ﺫﺍﺗﻚ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻧﻚ ﻛﻤﺎ ﺃﺷﺮﺕ ﺗﺘﺮﺩﺩﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ‬ ‫ﺑﻘﺼﺪ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻣﻦ ﻣﺮﺿﻚ ﺍﻟﻤﺰﻣﻦ –ﻋﺬﺭﺍ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻣﻤﺎ ﺃﻟﻤﺤﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻲ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﻭﻟﻜﻨﻚ ﺗﻬﺪﺭﻳﻦ ﻭﻗﺘﻚ ﻭﺗﺘﻌﺒﻴﻦ ﺫﺍﺗﻚ ﻭﺃﻧﺖ ﺑﺄﻣﺲ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ‪-‬‬ ‫ﺃﺳﻤﻊ ﻳﺎﺑﻨﻲ ﻭﺗﺬﻛﺮ ﻗﻮﻟﻲ ﻭﺃﻋﻠﻢ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﺃﻧﺜﺮ ﺍﻟﺒﺬﻭﺭ ﻭﻫﺬﺍ ﻋﻤﻠﻲ ﻭﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻪ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻄﺮ ﺳﻴﻘﻮﻡ ﺑﻌﻤﻠﻪ ﻭﺗﺄﻛﺪ ﺑﺄﻥ ﺻﻮﺍﺏ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺳﻴﺄﺗﻲ ﺑﺨﻴﺮ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻭﺳﻴﺄﺗﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺠﺪ ﺍﻟﻮﺭﻭﺩ ﺗﻨﻤﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﻴﻌﻄﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﺍﻷﻣﻞ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮ‪ -‬ﻭﺃﻋﻠﻢ ﺑﺄﻧﻨﺎ‬ ‫ﻧﻌﻤﻞ ﻷﺟﻞ ﺍﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﻷﺟﻞ ﺃﻭﻻﺩﻧﺎ ﻓﻠﻮ ﺳﺮﻗﻨﻲ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺭﻯ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﻤﻠﻮﺀﺍ‬ ‫ﺑﺎﻟﻮﺭﺩ ﻓﺄﻥ ﻛﻞ ﻣﺴﺎﻓﺮ ﺳﻴﺮﻯ ﺍﻟﻮﺭﺩ ﻭﺣﻴﻨﻬﺎ ﺳﻴﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺔ ﺧﻀﺮﺍﺀ‪-----‬‬ ‫‪-‬ﺻﺪﻗﺖ ﺳﻴﺪﺗﻲ ‪----‬ﻭﻣﺮﺕ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﻭﻣﺎﺗﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻨﻤﻮ ﺍﻟﻮﺭﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ‬‫ﺷﺎﻫﺪﻫﺎ ﻛﻞ ﻣﺴﺎﻓﺮ ﺣﺘﻰ ﺭﺁﻫﺎ ﻣﻦ ﺣﺎﻭﺭﻫﺎ ﻭﻋﺎﺩ ﺑﺨﻴﺎﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻓﺄﺩﺭﻙ ﺣﻴﻨﻬﺎ‬ ‫ﻋﻈﻤﺔ ﺳﻠﻮﻛﻬﺎ ‪---------‬ﻓﻠﻨﺘﻌﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﻧﻌﻤﻞ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻧﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻧﺎ‬ ‫ﻭﻟﻨﺆﻣﻦ ﺑﺄﻥ ﺃﺟﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻦ ﻳﻀﻴﻊ ﻭﺳﻴﺒﻘﻰ ﺧﻴﺮﺍ ﺩﺍﺋﻤﺎ‬


‫ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ‬ ‫ﻟﺒﻘﺎﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﻓﺮﺩ ﻵﺧﺮ ﻭﻓﻘﺎ‬ ‫ﻟﻤﻨﻈﻮﺭﻩ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﻟﻤﺪﻯ ﺇﺩﺭﺍﻛﻪ ﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺑﻘﺎﺋﻪ ‪--‬ﻭﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﺗﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﻮﺟﻮﺩﻩ ﻋﻤﻠﻴﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ‬ ‫ﻭﻃﺒﻌﺎ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻫﻲ ﺿﻤﺎﻥ ﻟﻠﺒﻘﺎﺀ ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺑﺬﻝ ﺍﻟﺮﺧﻴﺺ‬ ‫ﻭﺍﻟﻐﺎﻟﻲ ﺣﺘﻰ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻷﻣﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻓﻌﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﻃﺌﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺣﺮﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻭﺍﻷﻣﺜﻠﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻗﺪ ﻧﺠﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻨﺎ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻭﻟﻨﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻧﺪﺧﻞ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻑ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻓﻨﺠﺪ ﺃﻓﺮﺍﺩﺍ ﻳﻨﺘﻤﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ‬ ‫ﻳﻀﻌﻮﻥ ﻣﺒﻠﻐﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺿﻤﺎﻧﺎ ﻟﻠﻐﺪ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺳﺤﺐ ﻭﺃﺩﺧﺮ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﺑﻐﻴﺔ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻌﺮ ﻩ ﺑﺎﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ‬ ‫ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ‪---‬ﻳﺬﻫﺒﻮﻥ ﻟﻠﻤﺼﺮﻑ ﻟﻴﺪﺧﺮﻭﻥ ﻛﻞ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﺠﻤﻌﻮﻩ ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄﻧﻬﻢ‬ ‫ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﻭﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺃﻭ ﺗﻮﻇﻴﻔﻪ ﻓﻲ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﺨﺸﻮﻥ ﺃﻫﺪﺍﺭﻩ‬ ‫ﻓﻴﻔﻘﺪﻭﻥ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻷﻣﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻑ‪---‬ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ ﻫﻞ‬ ‫ﺳﻴﺄﺗﻲ ﺍﻟﻐﺪ ﻟﻜﻲ ﻧﻀﻤﻨﻪ ﺑﺴﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﻃﺎﺋﺸﺔ –ﻫﻞ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻐﺪ ﺃﻭ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ‬ ‫ﻧﺼﺐ ﻭﺇﺣﺘﻴﺎﻝ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟـﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﻟﺪ ﺷﻌﻮﺭﺍ ﺑﺎﻷﻣﺎﻥ ‪---‬‬ ‫ﻭﻃﺒﻌﺎ ﻣﺮﺩ ﺫﻟﻚ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺧﺎﻃﺊ ﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﺨﻮﻑ‬


‫ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﺘﺤﻮﺍﺯ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻦ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺑﺄﺑﻬﻰ ﺻﻮﺭﺗﻬﺎ –ﻧﻌﻢ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﻭﻟﻜﻦ ﺿﻤﻦ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻭﺭﺅﻳﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﺗﻮﺍﺯﻥ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ –ﻓﺠﻤﻴﻊ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﻘﺘﺘﻀﻲ ﻣﻨﻪ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺧﻠﻖ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺠﺴﺮ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﺑﻄﺮﻕ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻓﺎﻟﻤﺎﻝ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ‬ ‫ﺑﺎﻷﻣﺎﻥ ‪-‬ﻧﻌﻢ ﺇﻧﻪ ﺯﻳﻨﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺃﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺭﻏﺒﺔ ﻧﺤﻠﻢ ﺑﻬﺎ ﻭﻋﺎﻣﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ‬ ‫ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﻘﻞ ﻭﺫﻛﺎﺀ ﺧﻴﺮ―ﻓﺎﻷﻣﺎﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻫﻮ‬ ‫ﻣﺨﺎﻓﺔ ﺍﷲ ﻭﻫﺬﻩ ﺗﻜﻔﻲ ﻟﺘﺼﻮﻳﺐ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎﺕ‬ ‫*********************‬

‫ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻴﻠﻢ‬ ‫ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻤﺘﻠﺊ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺑﻤﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻳﺼﺒﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﺗﺒﺪﺃ ﺍﻷﺣﻼﻡ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﻵﻣﺎﻝ ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﻲ ﺗﻠﻌﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺗﺸﻐﻞ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻓﺘﺼﺒﺢ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺃﻓﻼﻡ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ ﺃﻭ‬ ‫ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻋﺮﻭﺽ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ‪ ---‬ﻓﺎﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻓﻴﻠﻢ ﻟﻪ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻭﻧﻬﺎﻳﺔ ﻭﺑﻴﻨﻬﻤﺎ‬ ‫ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﻭﻃﺒﻌﺎ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻛﻞ ﻓﻴﻠﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻭﺍﻷﻣﻞ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﻳﻨﺸﺪﻫﺎ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﻣﻊ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﻴﻦ ﺛﻢ ﺗﺄﺗﻲ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺼﺎﺩﻓﻬﺎ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻤﺜﻞ‬ ‫ﻓﻲ ﺻﺮﺍﻋﻪ ﻣﻊ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻄﻤﻮﺡ ﻭﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻧﺠﺪﻩ ﻗﺪ ﻳﻘﻊ ﻭﻳﻘﻒ ﻭﻳﺘﺮﺍﺟﻊ‬ ‫ﻭﻳﺘﻘﺪﻡ ﻳﺒﻜﻲ ﻭﻳﺜﻮﺭ ﻣﻦ ﻣﻨﻐﺼﺎﺕ ﻭﻋﻘﺒﺎﺕ ﻭﻋﺜﺮﺍﺕ ﺗﺼﺎﺩﻓﻪ ﻓﻲ ﺻﺮﺍﻋﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺛﻢ ﻧﺠﺪ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﺮﻓﻊ ﺍﻟﺴﺘﺎﺭﺓ ﻭﻋﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺗﻐﻄﻲ ﺍﻟﺸﺎﺷﺔ‬


‫ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣﻠﻤﻪ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﺓ ﺃﻭ ﻧﺠﺪ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﻫﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺗﻘﺎﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻫﻲ ﻟﺰﻭﻡ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺎﺕ‬ ‫ﻓﻤﻦ ﺳﻠﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺒﺘﻐﺎﻩ ﻭﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺪﺭﺏ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻓﻴﻪ ﻋﻮﺍﻣﻞ‬ ‫ﻋﺪﺓ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﺸﺄﺓ ﻭﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ ﻭﻃﺒﻌﺎ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺎﺕ ﻗﺪ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ‬ ‫ﻓﻴﻠﻢ ﻵﺧﺮ ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﻷﺧﺮﻯ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻭﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻭﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﺗﺤﻴﻂ ﺑﺎﻟﺤﺎﻟﺔ ‪---‬ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻓﻴﻠﻢ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻙ ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻫﻲ ﻟﻠﺨﻴﺮ ﻭﺑﺄﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺳﻴﺰﻭﻝ ﻟﻴﺒﺪﺃ ﻳﻮﻡ‬ ‫ﺁﺧﺮ ﻭﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺳﻴﻨﻘﻀﻲ ﺳﻠﺒﺎ ﺃﻭ ﺇﻳﺠﺎﺑﺎ" ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﻠﺢ ﺑﻘﻮﺓ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﻟﻴﻨﻬﺾ‬ ‫ﺃﻡ ﺃﻱ ﺣﺎﺟﺰ ﻳﻌﻴﻖ ﺣﻠﻤﻪ –ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻭﺃﻓﻼﻡ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺩﺭﻭﺳﺎ" ﻳﻨﻄﻠﻖ‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻠﻌﻼ ﻭﻣﺠﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ –ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻙ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﻮﺓ ﺟﺒﺎﺭﺓ ﺻﻨﻌﺖ ﺍﻟﻤﺠﺪ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ‬ ‫ﻭﻗﻀﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻮﺍﻝ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺑﺠﺒﺮﻭﺓ ﻋﻠﻤﻪ ﻭﻓﻜﺮﻩ ﻭﺣﻠﻤﻪ‬ ‫ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﻠﻢ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﻧﻀﺮﺓ ﺃﺣﻼﻣﻪ ﻓﻠﻦ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺇﻻ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻭﺑﺠﺪ ﻭﻣﺜﺎﺑﺮﺓ ﻭﺗﺼﻤﻴﻢ ﻓﻤﻦ ﻏﻔﻞ‬ ‫ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﻴﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﻟﻴﺄﺗﻲ ﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻪ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﻭﻣﻦ ﺑﺪﺃ ﻟﻦ ﻳﺘﺄﺧﺮ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﺓ‬ ‫***********‬


***********



************


************




************




Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.