لاشيء أم كيان الكعبي

Page 1


‫الشـــيء ‪...‬‬ ‫ينشأ عندما نشـــاء‬

‫أشالء ِرواية‬ ‫كَتبـتُـها بـزوايا ُمنحنــية‬ ‫على ذكــرى الجـــريــمــة‬


‫ال ُمـــقدمة‬ ‫‪--------------‬‬‫ببساااااا ة هاااااي تجربتاااااي األولاااااى التاااااي الباااااد مااااا‬ ‫رحها أخيراً‪،‬‬ ‫حتى أُجدد الثقة بم امتدت يده فوق أحالمي ‪..‬‬ ‫أمتلئ ُروحي موتا ً فـ ها أنا أعيش‪،‬‬ ‫ال ينقصني سوى الحياة كي أموت‪.‬‬

‫الكاتبة‪ :‬ام كيا الكعبي‬ ‫التاريخ‪ :‬اثناء ممارستي الحرب‬


‫• األهـــداء‪:‬‬

‫الى تلكـ الحنــاجر الصـامتة‬ ‫الـــتي يمنـــعُها الخـــوف‬ ‫ا تــــُدحــرج كلـِماتُهـــا‬


‫أعتاد ذو القبعة السوداء‬ ‫ا يُقيم وليمة ِلق اع ال رق‪,‬‬ ‫وفي مرة كعادته مر مازحا ً ُمناديا ً أحدهم ‪:‬‬ ‫ياهذا الم يع ك والدكـ حق ال ريق‪..‬؟‬ ‫فرد عليه‪:‬‬ ‫ال ياأبي‪...‬‬ ‫بل سهل لي ال ريق في بيته !‬


‫" َرماد" ‪¹‬‬ ‫فاااال يعاااايش ماااا قرويااااة ال تجيااااد مداعبااااة البيااااانو‬ ‫الذي في غرفته‪.‬‬ ‫كخادمة عرفها‪،‬‬ ‫وكـ قرة عينا ً رأته‪.‬‬ ‫كا وديعة والده التي ال يؤذيها نسيم الصباح ‪،‬‬ ‫والصفير الغروب ‪.‬‬ ‫فااااي الخامسااااة ماااا سااااني صااااباه تساااالقت لعيناااااه‬ ‫حبال الحيرة‪.‬‬ ‫"م اي المال ياأبي"‬


‫فكانت كهكهة ابيه ال توقف قناعته الهائجة‪،‬‬ ‫مستصاااحبا ً قاااول "هلبااااء" قروياااة المنااازل لزوجهاااا‬ ‫الكهل‪:‬‬ ‫"بمااااذا نفعاااك الماااال وقاااد اجنيااات مااا العاااار ماااا قاااد‬ ‫اجلسك"‬


‫تسااااااؤالت رمااااااد ال تعناااااي عبثياااااة فااااال وهاااااذيا‬ ‫ببغاااااء تااااردد مااااا ساااامعت‪ ،‬كااااا وفاااارة الوقاااات فااااي‬ ‫عزلتاااه تكفاااي عااا بحااا زواياااا الساااك واحااادة تلاااو‬ ‫االخرى‪.‬‬ ‫عناااادما بلاااا العاشاااارة تساااالل يتباااا خ ااااوات أبيااااه‬ ‫الذي كا مخمورا ً ليصل لحانة مظلمة‪.‬‬ ‫عاد رماد بكم جديد م الـ ؟!‬ ‫بعد سويعات م عودته‬ ‫عاد األب‬ ‫افتعااال رمااااد مااا يقظتاااه مناماااا ً وركااا ألبياااه الاااذي‬ ‫يحدق بثلثي عينيه‪:‬‬ ‫لما اليقظة بُني الم تساعدك الـ‪ ..‬على النوم ؟‬ ‫▪ اليااااابي كنااات نائماااا ً لكااا‬ ‫ارعبني كابوس‪،‬‬ ‫دعك م جلوسي اي كنت انت‬ ‫ِلمَ لم تص حبني معك‪.‬؟‬


‫انا كنت في المسجد ‪..‬‬ ‫في العمل‪..‬‬ ‫في المستشفى بني‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫اي ولدي‪.‬؟‬ ‫▪ اباااي اناااا كنااات فاااي عماااالً‬ ‫خيري‪..‬‬ ‫في جلسة مذاكرة‪..‬‬ ‫في المسجد ابتي‪.‬‬


‫كا يخشى عليه م المسجد!‬ ‫ألنها خدعة ابيه الساخرة‪،‬‬ ‫وظل هكذا حتى تلكـ الليلة التي ‪...‬‬


‫ستار ما يخفى‬ ‫انكشف فيها ِ‬ ‫قبااااال ا يخااااارج رمااااااد التقاااااى بوالاااااده عناااااد بااااااب‬ ‫المنزل‬ ‫‪ o‬مرحبًا‪.‬‬

‫▪ أهالً ياولدي‬

‫‪ o‬كيف حالك‪.‬؟‬ ‫‪ o‬بخير وانت‪.‬؟‬ ‫▪ بأفضااال حاااال‪ ..‬هااال ترياااد‬ ‫المال‪.‬؟‬ ‫‪ o‬ال لدي ما يكفي هذه الليلة‬ ‫‪ o‬وداعا ً‬ ‫▪ سنلتقي الحقا ً‬ ‫فحد ما حد عند ذلك الموعد‪..‬‬


‫حي كا رماد يستلقي فوق اولة‬ ‫تحي بها الكؤوس ال الرؤوس‪،‬‬ ‫وسم م يناديه‪..‬‬ ‫خشيَ ا مالم ينتظره قد اتى بذلك النداء‬ ‫فأجاب‪..‬‬ ‫"ال ياأبي بل سهل لي ال ريق في بيته"‬


‫وم دو ا يراه احد خرج يتمتم‬ ‫دعوا والدي الثمل يتأمل‬ ‫ماذا يقول لرفاقه في الصباح‪..‬‬ ‫هل ولدي اصبح احد رواد وليمة الليل‪!.‬‬ ‫ريق؟‬ ‫ام ا في بيتي قا‬ ‫ههه‬


‫"ام غايب"‪²‬‬ ‫صاحبة المنزل الذي يجاور المدرسة‪.‬‬ ‫يقف رماد عند نافذتها مستنجدا ً للحضور معه‪،‬‬ ‫ألنه تأخر في ذلك اليوم ويخشى ا‬ ‫تنال منه صرخات الحارس‪.‬‬ ‫"ايااااا كنااااات ياهاااااذا أذهاااااب وال تااااادخل اال بمرافقاااااة‬ ‫والدك "‬ ‫توبخه هي أيضا ً‬ ‫"ألنه مذنب"!‬ ‫ولكنها تنكسر عندما يذرف دموعه‪،‬‬ ‫تخرج يديها م بي إ اري النافذة لتقول له‬ ‫بصوت يرتجف ‪:‬‬ ‫سأتي معك هذه المرة فق‬


‫تدخلااااه بعااااد أ تزياااال ماااا وجااااه الحااااارس تجاعيااااد‬ ‫الرف ‪.‬‬ ‫يبتسم هو ويذهب‪،‬‬ ‫ليبدأ وقوفه في الصف وال اليوم‬ ‫كا وضعه الدراسي سيء‬ ‫لكنه يحب المدرسة‪،‬‬ ‫ألنها المكا الوحيد‬ ‫الااذي يجمعااه ماا اآلخااري دو مكااو القااار فااي‬ ‫نسب ابيه‬


‫ذات مااااااره اجلااااااس ام غايااااااب الماااااار‬ ‫ضيفه جميلة تقربها لتقوم بمساعدتها‬

‫فزارتهااااااا‬

‫جاء رماد امام النافذة وتفاجئ بأنها مغلقة‬ ‫لم يرى م قبل ا ام غايب اغلقت النافذة‬ ‫جلس بجوار البيت وهو يتحد بصوت خافت ‪:‬‬ ‫"ربما انزعجت م كثر ترددي عليها‬ ‫وكأنهااااا لاااام تكاااا مختلفااااة عاااا هااااذا الكااااو كمااااا‬ ‫ظننت"‬


‫سمعته سمية فقالت ألم غايب‬ ‫م هذا الذي يتحد بحز خلف النافذة ‪..‬؟‬ ‫قالت لها ام غايب قولي له‬ ‫باااااأنني جليساااااة الفااااااراش واليحاااااز مااااا غيااااااابي‬ ‫فمازالت يدي تحتضنه حفيدا ً‬ ‫سـ اقر عيني برؤياه عندما استرج عافيتي‬ ‫فنادتااااه سااااميه وقالاااات لااااه مااااا اوصااااتها ام غايااااب‬ ‫ففاااارح كثياااارا ً ورفاااا يااااده الااااى السااااماء داعيااااا ً هللا‬ ‫بشفائها وذهب‬


‫بضاااعف ساااني زماااالءه أسااات اع رمااااد أ يتخ ااااى‬ ‫مراحل دراسته ولكنه لم يتركـ ام غايب‬ ‫فكا يتردد عليها رغم بعد المسافة‪،‬‬ ‫ذات مره وهو في ال ريق الى منزله‬ ‫شاهد فتاة وبقيَ يتأمل في جمالها‬ ‫وكأنه شاهدها م قبل‪..‬‬ ‫(لك اي ؟)‬ ‫استغرق تفكيره يومي حتى تذكر‬ ‫تلكاااـ الفتااااة التاااي قاااد كانااات فاااي بيااات ام غاياااب عناااد‬ ‫مرضها‬


‫اُصيبت ام غايب هذ ِه المرة بمر شديد‬ ‫لم تست االيام ا ت يل الصبر معها‪،‬‬ ‫فتوفيااات وحاااز رمااااد لفراقهاااا كثيااارا ً وبقاااى أياماااا ً‬ ‫في منزلها يجلس تارة امام تلكـ اللوحة‬ ‫وتار ًة يض رأسه على وسادتها ويبكي‬


‫يتذكر رماد م جلوس‪..‬‬ ‫يوما ً م الماضي عاد مسرعا ً‬ ‫فوجد تجم أل فال المدرسة امام نافذته!‬ ‫يعلوا بينهم صوت ام غايب حزي ‪...‬‬ ‫(ماذا كانت تقول؟)‬


‫عجوز تصرخ‬ ‫في كل م يتأمل عند نافذتها‬ ‫فيكثرو م أسفهم على نهاية الحياة ‪..‬‬ ‫تبتسم للنافذة وتقول‪:‬‬ ‫هم م اختاروا للحياة نهاية ياحبيبي ‪..‬‬ ‫أل عشقهم ينتهي بتلويح الخمس‪،‬‬ ‫اماااا اناااا فماااا زال عشاااقي حتاااى زالااات أعيااانهم عااا‬ ‫رؤياكـ‬


‫دخل الجامعة وكانت امامه آفاق كثيرة‬ ‫لألنخرا في احدها‪،‬‬ ‫منهااااا مااااا يتعلااااق بوضااااعه االجتماااااعي والشخصااااي‬ ‫على حد سواء‪،‬‬ ‫او ت اااوره الدراساااي ونسااايا تكااارار الفشااال فاااي ماااا‬ ‫فات‪.‬‬ ‫لكنه وجد ما يتناسب م شخصيته‬ ‫م حي المبدأ والكيفية‪.‬‬


‫في الجامعة كانت له صديقة مميزة‬ ‫يفرح بملتقى اخالقها الجمي‬ ‫تدعى ريڤال‬ ‫ويروي قصتها كما اوصلتها له‬ ‫وهي ترتدي حروف سوداء‬


‫"ريڤال"‪³‬‬ ‫صغيرة المنزل‬ ‫" أول وأخر العنقود"‬ ‫كما يشاع ع مناداتها‬ ‫فتاة ولدت في بيت عَرف الحب والحياة‪،‬‬ ‫لم تك فولتها ثرية بمعالم الرفاه السا عة‪،‬‬ ‫كاااااا الثاااااراء فاااااي منزلهاااااا اب وام رزقهااااام الااااارب‬ ‫الذرية في س األربعي ‪.‬‬ ‫حاااااوال إسااااعادها ومساااااعدتها فااااي جمياااا تفاصاااايل‬ ‫المعيشة‪.‬‬


‫ترضى ريڤال بالقليل‪،‬‬ ‫ويخيفها ما كثر!‬ ‫لـ اال يكو إحضاره قد سبب المتاعب لوالديها‪.‬‬ ‫تعلمت واكملت بع مراحل الدراسة ‪،‬‬ ‫فمرضت امها فجأة وم ثم توفيت‪..‬‬ ‫لم يك االب وابنته اسيرا حز ‪،‬‬ ‫عمااااال بوصااااية األم علااااى ا يكمااااال ال ريااااق ماااا‬ ‫دو حز وال انصياع للقدر!‬ ‫كاااا الشااا ر الثااااني مااا الوصاااية يثيااار شاااكوك االب‬ ‫حول سبب وفاة األم وماذا يخيفها‪..‬؟!‬


‫فااااي احاااادى الليااااالي وبينمااااا كاناااات ريڤااااال جالسااااة‬ ‫لقراءة كتاب ما ألبيها الذي فقد البصر‪،‬‬ ‫وصااااااالت لااااااان يتنااااااااول زواج القاصااااااارات مااااااا‬ ‫اصاااحاب الجشااا والسااال ة وكياااف ا المجتمااا لااام‬ ‫يقف بوجه تلك الجرائم وتستمر ضحايا القافلة‪،‬‬ ‫اغلقت الكتاب ونظرت ألبيها‬ ‫‪ o‬ابي‪..‬‬ ‫لمااااااذا يجبااااار علاااااى الااااازواج بأعماااااار ال تساااااتحق‬ ‫الموت‪..‬؟‬ ‫▪ عزياااااازة والدكااااااـ هناااااااك‬ ‫همجياااااااااااااة مارساااااااااااااها‬ ‫ويمارسااااااااااااها بعاااااااااااا‬ ‫االهااااالي بااااداف صااااعوبة‬ ‫العاااااااااايش واال مئنااااااااااا‬ ‫علاااى تلاااك الفتياااات قبااال‬ ‫ا يأخذهم القدر‪..‬‬ ‫وهاااذه الظاااااهرة بااادأت بالغياااااب فاااي زمننااااا بعااااد ا‬ ‫وصل الوعي الى الريف والمدينة‬


‫‪ o‬ارعبني ما سمعت ‪!..‬‬ ‫▪ وم تخشى أبنتي‪!..‬‬ ‫ولماذا‪..‬؟‬ ‫فاااي وجاااود أبيهاااا الاااذي رغااام فقاااد بصاااره لااام يفقاااد‬ ‫بصيرته بعد‪.‬‬ ‫انا ال اخشى ما تفقده بل أخشى القدر ياأبي‪.‬‬


‫ماااارت يااااات الكتااااب ال ُمساااانه لااااتجلس ابيهااااا فااااي‬ ‫أروقة مغلفة‪،‬‬ ‫لم يعد يرافق مسيرها الى الجامعة ‪،‬‬ ‫حتاااااى لااااام يسااااات احضاااااار االبتساااااامة فاااااي عياااااد‬ ‫مولدها‪..‬‬ ‫اشله التأمل في أبنته‬ ‫مااااااتزال ريڤاااااال كاااااذلك حتاااااى وقفااااات اماااااام غرفاااااة‬ ‫العملياااات عااااجزة ماااا الاااذي يمكااا ا تقدماااه لينجاااوا‬ ‫أبيها م ويؤخر موعد رحيله قليالً‪.‬‬ ‫ترجلاااات فااااي مماااار المستشاااافى وهااااي تبحاااا عاااا‬ ‫الحلول‬


‫‪ o‬اذا تركاااات الدراسااااة وبااااادرت فااااي العماااال فالبااااد ا‬ ‫يستغرق ذلك م حياة ابي الكثير ‪،‬‬ ‫‪ o‬إذا سااااافر لوحااااده ساااايموت لفراقااااي وال أملااااك ماااااالً‬ ‫لمرافقته‪،‬‬ ‫( إذا تقول لـ إذا مستحيل )‬ ‫حتى اوقفت خيالها حاجبي ‪..‬‬ ‫إذا تزوجتي بي سيعيش والدك‬ ‫مااااا دو اي تفكيااااار قالااااات بصاااااوت ال فلاااااة غيااااار‬ ‫مباليه بشيء‬ ‫"موافقة "‬


‫أستغرق ذلك ثواني‬ ‫بينما ابيها استغرق سني حتى ال تقول ذلكـ‬


‫حضااارت عناااده لتخباااره بأنهاااا سترساااله الاااى العاااالج‬ ‫غاااادا ً وتكااااو معااااه ويعااااودا بااااأتم حااااال لحضااااور‬ ‫الزواج المفاجئ‬

‫نظر ليدها فرأى الخاتم‬ ‫فختمت انفاسه ودموعه تأمالً حزينا ً‬ ‫تاركاااا ً فاااي يااادي بيباااه صاااوتا ً يخبرهاااا عااا رحيااال‬ ‫والدتها‪..‬‬ ‫بأنها توفيت عندما جاء‬ ‫شااااخ لي لااااب ياااادها فااااي ساااا الخامسااااة عشاااار‬ ‫فرفضاااااات فقااااااال سااااااتكو لااااااي شاااااائت ام أبياااااات‪..‬‬ ‫وتوفيت م حزنها‬ ‫ع لسا اخر رؤيا جاءت بها ام ريڤال له‪...‬‬


‫فقال لها م سرق حلمها ‪:‬‬ ‫بك اخيرا ً‬ ‫انا ذلك الذي فاز ِ‬ ‫نظرت لذلك الزواج المزيف‪....‬‬

‫وضعت وسادتها في جبينه‪.‬‬ ‫وظل سؤاله تائها ً‬ ‫بي حاجبيه ‪..‬‬ ‫ماذا ارادت ا تسقي بكل ذلك الماء!!‬


‫مشادة كالمية‪ ..‬تهديد ووعيد‪ ..‬الخ‬ ‫هذا ما جرى لرماد في حياته م ابيه‪،‬‬ ‫قرر على أثرها مغادرة المنزل‬ ‫استأجر م احد أساتذة جامعته منزالً‬ ‫وأصبح م اقرب أصدقاءه‬ ‫وفي يوم م األيام جاء "االستاذ "‬ ‫وبيده باقة ورد‪...‬‬ ‫(لم ؟)‬


‫فقال له رماد م رذاذ ابتسامة خفيفة ‪:‬‬ ‫هل ستذهب لمواعدة جميلة سراً؟‬ ‫رد األستاذ ‪:‬‬ ‫ال باااال سااااأذهب ل لااااب ياااادها فااااي العلاااا وسااااتكو‬ ‫اول الرفاق الحاضري عند ذهابي‬ ‫فااااارح رمااااااد وبااااادأ بتجهياااااز نفسااااايهما مااااا بعااااا‬ ‫االهل واالصدقاء‪.‬‬ ‫ذهبا لخ بة "سُمية"‬ ‫تلكاااـ الفتااااة التاااي رمااااد اعااارف بتفاصااايل اخالقهاااا‬ ‫وجمال صنعتها‬ ‫لك األستاذ فوجئ بالرف !‬ ‫فعند العودة سأله رماد ع السبب‬ ‫قال له‪:‬‬ ‫"بأنه الرف‬ ‫وقصتها‪..‬‬

‫الثاني الذي يستقبلني به بيتها"‬


‫" سُمية " ‪4‬‬ ‫تلكاااااـ الجميلاااااة جااااادا ً بأخالقهاااااا وعينيهاااااا وفكرهاااااا‬ ‫ال ُمتنور‬ ‫ترعرعت في عائلة ملتزمة دينياً‪،‬‬ ‫لم تُمن سمية م خصوصية الحرية‬ ‫ونشأت م ابقة على عادات وخلق اهليها‬ ‫تفوقاااااات فااااااي دراسااااااتها الجامعيااااااة وباااااادأ يتااااااردد‬ ‫لخ بتها الكثير م الناس‪.‬‬ ‫لكاااا هناااااك رفاااا ماااا اهلهااااا ماااا دو الرجااااوع‬ ‫ألبنتهم الوحيدة‬ ‫والسبب هو‬ ‫" ا اب عمها المتزوج ولديه ا فال"‬ ‫قام بوض يده فوق رأسها!‬


‫م الحياء الغير مبرر‬ ‫ا ال يبادر اهلها بق هذا النزاع لسنوات‬ ‫حتاااى لااام تكااا هنااااك محاولاااة لااادعوة ذلاااك الرجااال‬ ‫الاااذي يقاااف اماااام مساااتقبل ابناااتهم ومواجهتاااه فاااي‬ ‫مصيرها‬ ‫وكا م يب أخالقها إنها لم تتكلم بشيء‬ ‫حتى ال تعصي والديها‬ ‫ذات مرة تكلمت ما اخفت ألحدى صديقاتها‪..‬‬ ‫"شقيقة األستاذ تحديدا ً"‬ ‫علمت حينها ا كثيرا م الحروف كانت‬ ‫خرساء في ابجديتها لم يسمعها احد‬


‫ارادت ا تحااااب أل دينهااااا لاااام يحاااارم هااااذا الشاااايء‬ ‫بحدوده‬ ‫ارادت ا يحااااال اللقااااااء الاااااذي لااااام تعااااارف ميعااااااده‬ ‫وماذا يقال به بسبب انتظارها لي الحديد‬ ‫ارادت ا تقول ال ا تسم‬ ‫وا تبكي ال ا تبتسم‬ ‫وا تصرخ ال ا تصمت‬


‫بعد ذلك االرشيف الذي واجه حياة رماد‪،‬‬ ‫صدف بل‬ ‫تأكد بأنها ليست مجرد ُ‬ ‫انهااااا ممكاااا ا تكااااو فرصااااة لتحوياااال فشااااله فااااي‬ ‫المجال العلمي‬ ‫الى تنمية موهبة‪،‬‬ ‫"التصوير والكتابة" مثالً‬


‫فبعااااد تلكااااـ االلااااواح والكتااااب التااااي تكاااارس الااااذاكرة‬ ‫للسير‬ ‫الباااااد مااااا آلاااااة توثياااااق اخااااارى ممكااااا ا تكاااااو‬ ‫الكاميرا‬ ‫ما يبح عنه‬ ‫ً‬ ‫حاسة م‬ ‫فقرر بتخصي‬ ‫" مساحته الصغيرة " لجم مقتنيات عمله‬


‫ذات مرة وهو يبح ع التقا قصة جديدة‪،‬‬ ‫وجد شابا ً في مقهى يبح ع ماء ليغتسل‬ ‫م حبر اسود استحوذ على يديه‪،‬‬ ‫فناولااااااه رماااااااد قلاااااايالً ماااااا الماااااااء المتبقااااااي فااااااي‬ ‫زجاجته‪.‬‬ ‫وجلسا لتبادل الحدي‬


‫" مرتضى " ‪5‬‬ ‫شاااااب فااااي الخامسااااة والعشااااري ماااا عمااااره يجيااااد‬ ‫الخ العربي بشكل مثير لالنتباه‪،‬‬ ‫والعجياااب فااااي ذلااااك اناااه ال يملكااااـ شااااهادة جامعيااااة‬ ‫في هذا المجال‪،‬‬ ‫االبتدائية هي فق ما لديه‪.‬‬ ‫ياااذهب كااال ياااوم أثناااي عناااد بااااب احااادى الجامعاااات‬ ‫ليزاول عمله حتى وأ لم يقف عند موهبته احد‬ ‫ذات مره‪..‬‬ ‫خرجاااات فتاااااة ماااا الجامعااااة فوقفاااات تتأملااااه ماااا‬ ‫بعيد دو ا تتقدم نحوه ‪..‬‬


‫وظلااات هكاااذا حتاااى انتباااه مرتضاااى لوقوفهاااا الغرياااب‬ ‫لكااا بسااابب حيااااءه ال يسااات ي ا ياااذهب لساااؤالها‬ ‫فيما اذ كانت بحاجة شيء ما او ما شابه‬ ‫تعااار‬ ‫ألسبوعي‬

‫مرتضاااى لظااارف اجباااره لاااـ عااادم الحضاااور‬

‫وفي االسبوع الثال جاء متأخرا ً‬ ‫فوقف واذا بفتاة تجلس في مكانه‪،‬‬ ‫تحركـ بع‬

‫الخ و بيديها‬

‫فتنحى جانبا حتى ترحل‬ ‫فسمعها تقول ‪:‬‬


‫كنت أتأمل م يشبهك يا أخي لكنه‬ ‫رحل‬ ‫وبقي في الحياة ‪ 38‬سأعيش أللتقي بأحدهم‬ ‫اقترب مرتضى منها وقال لها‪:‬‬ ‫ا كا هو فشبيهه قد يكو أيضا‪،‬‬ ‫ت‬ ‫ال تبني اآلمال لمالقاة م استودع ِ‬


‫عادت الى المنزل وهي تبتسم فرأتها والدتها‪..‬‬ ‫يافتاااااة هاااال جاااااء ماااا الغياااااب ذلااااك الااااذي اعتنقتااااه‬ ‫عيناك‪..‬؟‬

‫نعم يا أمي‬ ‫وقال لي ماال يجعلني انتظر غائب‬ ‫وال اُغيب حاضر‪.‬‬


‫وهكذا‪...‬‬ ‫خ اب الثانية‪02:00 ..‬‬ ‫تثني عليه امرأتا ورجل‬


‫استمر رماد في توثيق القص‬ ‫وبقلمه مرة أخرى‬ ‫فيذكر أيضا ً‬

‫بكاميرته مر ًة‬


‫انا ال اجيد المقابلة بكـ يامستقبل الصائبي‬ ‫"خ أ ال يود اصالح نفسه"‬

‫هذا عنوا‬ ‫جم به شتات مواقف لم تتسنى له الفرصة‬ ‫لمعرفة اصحابها ع ُقرب‬


‫اقف عند كل سنة ُمسناً‪،‬‬ ‫متسكعا ً ‪.‬‬ ‫حتى ارى أولئك االباء‬ ‫الذي يرحلو ‪.. .‬‬ ‫فأقوم باحتضا أرثهم الباكي بيساري‬ ‫واخفي زجاجة الخمر بيميني‬ ‫ألصف مؤخرة البرلما‬

‫نفقة الو‬ ‫يا موا‬

‫ال تجيد ال ُمعانقة‬ ‫‪ ...‬دعني اساعده‬


‫احد المجاني ‪..‬‬ ‫يخرج عند كل صباح ُمسرعا ً مبتسما ً‬ ‫ليااااذهب ماااا صااااديقه األخاااارس الااااى مناااازل حااااارس‬ ‫السج‬ ‫ليشهدوا على زواج شبا الحارة الفقيرة‬ ‫م فتيات القصور‬ ‫قال لهم مره احد السارقي‬ ‫" اوقفوهم انهم مسؤولو "‬ ‫فأهتز عقل صديقه وخر ساجدا ً‬ ‫فصفح السَجا ع جهله‬


‫يقول رماد في نهاية حديثه‬ ‫اسرار تجم كل م ذكرناهم‬ ‫عنااادما تقااارأ النصاااو الساااابقة وتعااايش مقتضااايات‬ ‫تلكـ الظروف تشعر بأ جمي م مر ذكره‬ ‫سار بهم القدر عكس ما يرو في الصبا‬

‫ذا القبعااااة حاااااول ا يتااااودد لق اااااع ال اااارق كااااي ال‬ ‫يصيبه االذى على ايديهم‬ ‫لكنه نسى ولده م دو مراعاة‬ ‫لم يك ذنب بلهاء وال زوجها وال سقوف البيت‬ ‫وال ذكرى والدة رماد المبللة بدموع ولدها‬ ‫نسيا فل قد يتسبب بضياع مجتم‬ ‫م فرد لصحبة لتجم لفئة‪ ..‬ولشعب!‬ ‫وهاااذا ماااالم يقااارأه األب وساااار القااادر بمشااايئة دو‬ ‫ا يكتر لل فل والمسكي وا يراعي وحدته‬


‫كذلك ريڤال‬ ‫فااي ثااواني اساات اع القاادر ا يهاادم جمي ا مااا تمناااه‬ ‫والديها م دو ا تعلم وقعت فريسة له‬ ‫علااااى شااااكل انثااااى باااااره ألبيهااااا بيااااد رجاااال يسااااعى‬ ‫وراء م امعه‬

‫سمية التي كا اهلها متيقني‬ ‫م قبولها رف الزواج بالغريب‪،‬‬ ‫أ لعت صديقتها على عكس ما كا متوق‬ ‫وبمن ق اخر‬ ‫ما تضمنته حكايات الشاهد المجنو ‪،‬‬ ‫وشارب الخمر الذي يتولى عناية الحدود‪،‬‬ ‫ومسير المعتنقة شبيه اخيها‬ ‫الذي تغير في سبيل ا تصححه كلمات‬


‫يقول رماد ‪...‬‬

‫يبقى الفضل في كوني قدرا ً‬ ‫لم يكتفي بالحلم المقتول‬ ‫لـ تلكـ النافذة‬ ‫ولـ تلكـ اليدي التي تداركتني‬ ‫م سيقا الشوارع‬

‫النهاية‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.