ابتكارات العدد الثامن

Page 1

‫ديسمبر ‪ - 2020‬العدد رقم ‪8‬‬

‫‪ISSN 7901-2398‬‬ ‫‪innovations.kaimrc.med.sa‬‬

‫الحد من وفيات‬ ‫«ميرس»‬

‫نظام دوائي مركب يقلل‬ ‫وفيات «متالزمة الشرق‬ ‫األوسط التنفسية» بمقدار‬ ‫الثلث‬ ‫ص‪44 .‬‬

‫فحص أفضل وأقل‬ ‫تكلفة لداء السكري من‬ ‫النوع األول لدى األطفال‬ ‫األكثر عرضة لإلصابة‬ ‫نموذج منخفض التكلفة قد يساعد‬ ‫على التنبؤ باإلصابة بداء السكري‬ ‫من النوع األول‬ ‫ص‪21 .‬‬

‫أقنعة الوجه‬ ‫أثبتت أنها خط الدفاع األول للبشر‬ ‫في مواجهة «كوفيد‪ »19-‬صفحة ‪60‬‬


‫بحوث األمراض‬ ‫المعدية‬

‫مكرسة لتعزيز الوقاية من األمراض المعدية وعالجها‪،‬‬ ‫من خالل أنشطة البحث المتنوعة األساسية والتطبيقية‬ ‫والسريرية‪ ،‬وبرامج المراقبة وخدمات المختبرات المرجعية‪.‬‬ ‫وتهدف ألن تصبح األساس الذي تقوم عليه أبحاث‬ ‫الصحة العامة الخاصة باألمراض المعدية في المملكة‬ ‫العربية السعودية‪.‬‬

‫ينقسم المختبر إلى‬ ‫ •وحدة علم الجينوم الميكروبي ومقاومة مضادات الميكروبات‬ ‫ •وحدة علم الفيروسات وتطوير اللقاحات‬ ‫ •مختبر السالمة البيولوجية من المستوى ‪)BSL3( 3‬‬

‫‪KAIMRC-ID@NGHA.MED.SA‬‬


‫المحتويات‬

‫قاومة‬ ‫ص‪ 8.‬اكتشاف بكتيريا الكلِ بسيلة الرئوية ُ‬ ‫الم ِ‬ ‫مريض سعودي‬ ‫ٍ‬ ‫لألدوية المتعددة لدى‬

‫اكتشاف حاالت ُمصابة بنوع مثي ٍر للقلق من العدوى البكتيرية‬ ‫المتعددة في المملكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫المقاومة لألدوية ُ‬ ‫ُ‬

‫ص‪ 12.‬نحو تشخيص‬ ‫ي نادر‬ ‫ٍ‬ ‫اضطراب وراث ٍ‬

‫ص‪ 10.‬تحديد الجرعة الصحيحة من عقار‬ ‫الوارفارين للمرضى السعوديين‬

‫دراسة أجراها باحثو علم الوراثة الدوائي على مجموعة من السعوديين المتعاطين‬ ‫قيمة بخصوص جرعات العقار وفاعليته‪.‬‬ ‫لعقار الوارفارين تقدم رؤى‬ ‫متبصرة ّ‬ ‫ّ‬

‫ص‪ 14.‬اضطراب‬ ‫مناعي جديد‬

‫ص‪ 16.‬الوصول إلى النهج األمثل‬ ‫في علم الجينوم السريري‬

‫ّ‬ ‫تتعلق بنقص حمض‬ ‫متعمقة لبيانات‬ ‫دراسة‬ ‫ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫مهد السبيل للتشخيص المبكر‬ ‫أميني نادر تُ ِّ‬ ‫واكتشاف العالج‬

‫جين مرتبط ببنية‬ ‫طفرةُ في‬ ‫ٍ‬ ‫الخلية تؤدي إلى نقص المناعة‬ ‫ّ‬ ‫المف ِرط‬ ‫وااللتهاب ُ‬

‫تقييم الستراتيجيات تحديد تسلسل الجينوم‬ ‫ٌ‬ ‫يكشف عن أكثر االستراتيجيات فاعلية من حيث‬ ‫التكلفة؛ لتشخيص االضطرابات الوراثية‬

‫للمسلمين‬ ‫ص‪ 18.‬إرشادات رمضانية ُ‬ ‫السكَّري‬ ‫المصابين بداء ُ‬ ‫ُ‬

‫ص‪ 20.‬استبيان يتعرف على األفراد‬ ‫المعرضين لخطر اإلصابة بداء السكري‬ ‫َّ‬

‫ص‪ 21.‬فحص لداء السكري من النوع األول‬ ‫لدى األطفال األكثر عرضة لخطر اإلصابة‬

‫باحثون ينشرون أول مجموعة من التوصيات‬ ‫السكّري من النوع‬ ‫الشاملة للتدبير السريري لداء ُ‬ ‫األول خالل شهر رمضان‬

‫طور باحثون سعوديون أداةً لتحديد األفراد‬ ‫المعرضين لخطر اإلصابة بداء السكري‬ ‫البالغين‬ ‫َّ‬ ‫من النوع الثاني‬

‫يمكن لنموذج منخفض التكلفة يجمع بين عوامل‬ ‫الخطورة الوراثية والسريرية والمناعية أن يساعد‬ ‫على التنبؤ بداء السكري من النوع األول‬ ‫العـدد رقـم‬

‫‪8‬‬

‫‪3‬‬


‫المحتويات‬

‫ص‪ 22.‬تحسين عملية إيصال الدواء إلى‬ ‫المستهدفة‬ ‫الخاليا السرطانية ُ‬

‫مبكرا‬ ‫تحذيرا‬ ‫ص‪ 24.‬بروتينات تُ عطي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫من خطر اإلصابة بسرطان المثانة‬

‫حسن مستوى األمان‬ ‫ٌ‬ ‫ُجسيمات نانوية‬ ‫مصنوعة من مادتين تُ ِّ‬ ‫لدواءٍ شائع لعالج السرطان‬

‫تحليل بروتينات الدم قد يساعد على‬ ‫تشخيص السرطان‪ ،‬وعالجه‬

‫ص‪ 26.‬مدى شيوع التجلطات الدموية بعد‬ ‫الخضوع لجراحات الورك‬

‫ص‪ 28.‬الحمل باإلخصاب في المختبر ال ِّ‬ ‫يؤثر في نتائج‬ ‫المبتسرين‬ ‫التحصيل الدراسي لدى األطفال ُ‬

‫شائعا‬ ‫لجراحات الورك ليس‬ ‫ٍ‬ ‫االنصمام الخثاري الوريدي بعد الخضوع‬ ‫ً‬ ‫بصورة غير اعتيادية في المملكة العربية السعودية‬

‫ال يؤثر اإلخصاب في المختبر في مدى احتياج األطفال‬ ‫المبتسرين إلى مساعدة إضافية في تعليمهم‬ ‫ُ‬

‫تفحصة على التهاب الغشاء البريتوني‬ ‫ص‪ 30.‬نظرةٌ ُم ِّ‬ ‫في المملكة العربية السعودية‬

‫ص‪ 31.‬قاعدة بيانات جديدة للجينات تسترشد بها‬ ‫المصممة حسب الحاجة‬ ‫العالجات ُ‬

‫الكشف عن ارتفاع معدالت اإلصابة بالتهاب الغشاء البريتوني بين األطفال‬ ‫استراتيجية لتحسين الوضع‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫الذين يخضعون لِ َغ ْسل الكُلى سيدفع إلى انتهاج‬ ‫‪4‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬

‫عالمي ُي ِّ‬ ‫المجموعات‬ ‫ٍ‬ ‫تنوع جينات الجهاز المناعي عبر‬ ‫مرجع‬ ‫سلط الضوء على ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫حسن نتائج زراعة األعضاء‪.‬‬ ‫وي‬ ‫الدقيق‬ ‫بالطب‬ ‫يرتقي‬ ‫أن‬ ‫شأنه‬ ‫السكانية‪ ،‬من‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ُ‬


‫المحتويات‬

‫ص‪ 32.‬فجوات معرفية في عالج‬ ‫عدوى الجهاز التنفسي الحادة‬

‫ص‪ 34.‬زراعة ميكروبات األمعاء‬ ‫تعالج داء ُّ‬ ‫الط ْع ِم حِ َيالَ المضيف‬

‫باحثون يدعون إلى إجراء تجارب لدراسة مدى فاعلية العالجات‬ ‫المستخدمة مع عدوى الجهاز التنفسي الفيروسية الحادة‬

‫أصحاء إنقاذ حياة من‬ ‫متبرعين‬ ‫يمكن للبكتيريا البرازية المأخوذة من‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫يخضعون لعمليات زراعة الخاليا الجذعية المكونة للدم‬

‫للحد من‬ ‫ص‪ 36.‬التدابير الالزمة ِّ‬ ‫أعداد ضحايا حوادث الطرق‬

‫الحد من «وخز» الحقن‬ ‫ص‪ُّ 37.‬‬ ‫في عالج السرطان‬

‫دراسة تُ ِّ‬ ‫سلط الضوء على الفوارق بين بلدان‬ ‫العالم في تحسين السالمة على الطرق‬

‫يحد تغليف عالج السرطان داخل مكعبات دقيقة قابلة‬ ‫ُّ‬ ‫للحقن من الحاجة إلى عالجات باضعة متعددة‬

‫ص‪ 38.‬استخدام الخاليا الجذعية البشرية‬ ‫نسيج جلدي ُم ِنبت للشعر‬ ‫في إنتاج‬ ‫ٍ‬

‫ص‪ 39.‬الكشف عن اتجاهات‬ ‫استهالك المضادات الحيوية‬

‫ً‬ ‫خيارات جديدة اللتئام الجروح‬ ‫ٍ‬ ‫مخبريا ُيقدم‬ ‫نسيج جلدي مكتمل ُمصنَ ع‬ ‫ٌ‬ ‫وحاالت الجلد الوراثية المرضية والصلع‬

‫دراسة ترصد أنماط استهالك المضادات‬ ‫عاما‬ ‫الحيوية‬ ‫عالميا على مدار ‪ً 15‬‬ ‫ًّ‬ ‫العـدد رقـم‬

‫‪8‬‬

‫‪5‬‬


‫المحتويات‬

‫السل‬ ‫ص‪ 40.‬قياس احتماالت اإلصابة بمرض ُ‬ ‫الكامن في أثناء التدريب السريري‬

‫المصلي المؤكّد‬ ‫ص‪ 42.‬ارتفاع طفيف في معدل االنتشار‬ ‫ّ‬ ‫مخبري ًا لعدوى متالزمة الشرق األوسط التنفسية «ميرس»‬

‫مقارنة‬ ‫ً‬ ‫السل‬ ‫ً‬ ‫الطب أكثر‬ ‫طالب‬ ‫عرضة لإلصابة بعدوى بكتيريا ُ‬ ‫ِّ‬ ‫بمتدربي التخصصات األخرى‬

‫التنفسية في‬ ‫اكتشاف زيادة في انتشار متالزمة الشرق األوسط‬ ‫ّ‬ ‫السعودية‪ ،‬بعد اختبار أكثر من سبعة آالف عينة‬ ‫مجموعة سكانية بغرب‬ ‫ّ‬

‫تحقيق‬

‫ص‪ 48.‬مستويات عدوى عالية بعد‬ ‫الجراحات في المملكة العربية السعودية‬

‫ص‪ 44.‬الحد من الوفيات الناجمة عن متالزمة‬ ‫الشرق األوسط التنفسية «ميرس»‬ ‫عالجيا ُمرك ًَّبا من عدة عقاقير نجح في تقليل‬ ‫نظاما‬ ‫أطباء سريريون يختبرون‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عدد الوفيات الناجمة عن متالزمة الشرق األوسط التنفسية بمقدار الثلث‬

‫تنتشر البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية على نطاق واسع في حاالت‬ ‫عدوى مواضع الجراحة في المستشفيات السعودية‪.‬‬

‫كوفيد‪19-‬‬

‫ص‪ 52.‬دراسة االستجابات‬ ‫المناعية لمرض «كوفيد‪»19-‬‬

‫ص‪ 54.‬التشخيص السريع لفيروس كورونا باستخدام‬ ‫خوارزميات الذكاء االصطناعي‬

‫تعمق لالستجابة المناعية لمرض «كوفيد‪»19-‬‬ ‫ٌ‬ ‫تحليل ُم ّ‬ ‫بأدوات جديدة‬ ‫ٍ‬ ‫زود األطباء السريريين‬ ‫ُي ِّ‬

‫ُّ‬ ‫للتعلم العميق في تصميم نظام ذكاءٍ‬ ‫تطورة‬ ‫باحثون يستخدمون نماذج ُم ِّ‬ ‫اصطناعي قادر على تشخيص «كوفيد‪ »19-‬في دقائق‬

‫‪6‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬


‫المحتويات‬

‫ص‪ 56.‬استجابة المملكة العربية‬ ‫السعودية لجائحة «كوفيد‪»19-‬‬

‫ّ‬ ‫تفشي «ميرس» في‬ ‫المكتَ سبة من‬ ‫المعرفة ُ‬ ‫المملكة‪ ،‬تضع البالد على ُ‬ ‫األهبة لالستجابة بقوة‬ ‫وسرعة لجائحة «كوفيد‪.»19-‬‬

‫كوفيد‪19-‬‬

‫تتعرف على فيروس ص‪ 58.‬اكتشاف دالئل جينية لدى‬ ‫ص‪ 57.‬الخاليا التائية َّ‬ ‫الحادة‬ ‫كورونا قبل اإلصابة بالعدوى وبعدها‬ ‫حاالت فيروس كورونا ّ‬

‫مناعية‬ ‫ً‬ ‫استجابة‬ ‫ً‬ ‫حفز فيروس «سارس‪-‬كوف‪»2-‬‬ ‫ُي ِّ‬ ‫قوية معتمدة على الخاليا التائية‪ ،‬وكثير من الناس‬ ‫لديهم بالفعل ذاكرة مناعية تفاعلية ُمتصالبة‬

‫تحقيق‬

‫يمكن أن يرتبط الفشل التنفسي‬ ‫لدى بعض مرضى «كوفيد–‪»19‬‬ ‫بأنماطهم الجينية‪.‬‬

‫تحقيق‬

‫ص‪ 60.‬دور أقنعة الوجه في مكافحة‬ ‫جائحة كوفيد‪19-‬‬

‫خفي في الحاالت‬ ‫ص‪ 64.‬قصور مناعي‬ ‫ّ‬ ‫الشديدة من «كوفيد‪»19-‬‬

‫األدلة العلمية ذات الصلة تشير إلى أنه حتى األقنعة القماشية البسيطة‬ ‫فارقا في الوقاية من مرض «كوفيد‪»19-‬‬ ‫ً‬ ‫حدث‬ ‫يمكن أن تُ ِ‬

‫الشذوذ الجيني واألجسام المضادة المناعية الذاتية يثبطان االستجابة‬ ‫المناعية لدى المرضى المصابين بحاالت شديدة من «كوفيد‪.»19-‬‬

‫"ابتكارات" ‪ -‬مجلة تابعة لمركز الملك عبد الله العالمي‬ ‫لألبحاث الطبية‪ ،‬تُ نشر من خالل وحدة الشراكة واإلعالم‬ ‫المتخصص في نيتشر ريسيرتش‪.‬‬ ‫مركز الملك عبد الله العالمي لألبحاث الطبية‬ ‫الرماية‪ ،‬الرياض ‪ 11481‬ص‪.‬ب ‪ 3660‬الرمز البريدي ‪،1515‬‬ ‫المملكة العربية السعودية‬ ‫البريد اإللكتروني‪kaimrc@ngha.med.sa :‬‬ ‫الموقع اإللكتروني‪kaimrc.med.sa :‬‬

‫ابتكارات مركز الملك عبد الله العالمي لألبحاث الطبية‬ ‫الهاتف‪+966 11 429 4516:‬‬ ‫البريد اإللكتروني‪innovations@ngha.med.sa :‬‬ ‫الموقع اإللكتروني‪innovations.kaimrc.med.sa :‬‬

‫نيتشر ريسيرتش‬ ‫كامبس ‪ 4 -‬شارع كرينان ‪ -‬لندن‪ ،N1 9XY ،‬المملكة المتحدة‬ ‫البريد اإللكتروني‪nature@nature.com :‬‬ ‫الموقع اإللكتروني‪www.nature.com :‬‬

‫جريدة الباحث‬ ‫الهاتف‪+966 11 429 4516 :‬‬ ‫البريد اإللكتروني‪theresearcher@ngha.med.sa :‬‬ ‫الموقع اإللكتروني‪innovations.kaimrc.med.sa/en/newsletter :‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪8‬‬

‫‪7‬‬


‫اكتشاف بكتيريا‬ ‫الكلِ بسيلة الرئوية‬ ‫قاومة لألدوية المتعددة‬ ‫الم ِ‬ ‫ُ‬ ‫مريض سعودي‬ ‫ٍ‬ ‫لدى‬ ‫اكتشاف حاالت مصابة بنوع مث� للقلق من العدوى البكت�ية المقاومة أ‬ ‫للدوية‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يٍ‬ ‫المتعددة ف ي� المملكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ال�‬ ‫تُشـكِّل‬ ‫قاومـة للمضـادات الحيويـة أحـد ب‬ ‫ي‬ ‫البكت�يـا ُ‬ ‫الم ِ‬ ‫أكـر المخاطـر ي‬ ‫تُهـدد قطـاع الرعايـة الصحية ف ي� العالـم‪ .‬يضطلع الباحثـون بمركز الملك‬ ‫عبـد اللـه العالمـي أ‬ ‫بـدور رائـد ف ي� تقييـم‬ ‫للبحـاث الطبيـة (كيمـارك)‬ ‫ٍ‬ ‫أ‬ ‫البكت�يـا سـالبة‬ ‫الخطـر الـذي تُشـكِّله مقاومـة الدويـة المتعـددة لـدى‬ ‫ي‬ ‫جينيا ُم ً‬ ‫ً‬ ‫فصل‬ ‫تحليلا‬ ‫الجـرام ف ي� المملكـة العربيـة السـعودية‪ ،‬وقد أجـروا‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫مثـرة للمخـاوف أٌصيب بها‬ ‫قاومـة للدويـة المتعددة ي‬ ‫للإصابـة ي‬ ‫ببكت�يـا ُم ِ‬ ‫بكت�يا‬ ‫مـن‬ ‫لالة‬ ‫س‬ ‫وهي‬ ‫يـا‪،‬‬ ‫البكت�‬ ‫الباحثـون‬ ‫وصـف‬ ‫المملكـة‪.‬‬ ‫مريـض ف ي�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫الكلبسـيلة الرئويـة (‪ ،)Klebsiella pneumoniae‬بأنهـا خطر حقيقي جديد‬ ‫ِ‬ ‫هـدد الصحـة العامة‪.‬‬ ‫يُ ِّ‬ ‫أ‬ ‫المعديـة‬ ‫يقـول ميشـيل ضوميـط‪ ،‬الباحـث بقسـم أبحـاث المـراض ُ‬ ‫بكيمـارك‪" :‬قبـل حـوال ي ن‬ ‫مسـح للجينوم عىل مسـتوى‬ ‫سـنت�‪ ،‬بدأنا برنامج‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫الجـرام المقاومة أ‬ ‫للدوية‬ ‫سـالبة‬ ‫يا‬ ‫البكت�‬ ‫صفات‬ ‫البلاد‪ ،‬يُركِّز عىل تحديد‬ ‫ي‬ ‫ف أ ُ ِ‬ ‫ت‬ ‫كبـرة ي� البحـاث الرسيريـة"‪.‬‬ ‫والـ� لهـا أهميـة ي‬ ‫المتعـددة وخصائصهـا‪ ،‬ي‬ ‫إنزيمـات‬ ‫فـرز‬ ‫ت‬ ‫يـا‬ ‫بكت�‬ ‫وجـود‬ ‫المخـاوف‬ ‫أبـرز‬ ‫ويوضـح ضوميـط أنـه مـن‬ ‫ي ُ‬ ‫ٍ‬ ‫تُعـرف باسـم إنزيمـات «بيتـا الكتامـاز» قـادرة على تحليل جزيئـات «بيتا‬ ‫الكتـام»‪ ،‬وهـي الجزيئـات أ‬ ‫ال ث‬ ‫اسـتخداما ف ي� المضـادات الحيوية‪.‬‬ ‫كـر‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ببكت�يا الكلبسـيلة‬ ‫ي� عـام ‪ ،2018‬اكتشـف الطبـاء الرسيريـون إصابة ي‬ ‫أ‬ ‫مريـض سـعودي كان قـد عاد‬ ‫قاومـة للدويـة المتعـددة لـدى‬ ‫ٍ‬ ‫الرئويـة ُ‬ ‫الم ِ‬ ‫البلاد بعـد إجراء جراحـة ف‬ ‫البكت�يا‬ ‫كيمـارك‬ ‫باحثو‬ ‫عزل‬ ‫مرص‪.‬‬ ‫�‬ ‫مؤخـرا إىل‬ ‫ي‬ ‫ٍ ي‬ ‫ً‬ ‫بهـدف التوصـل إىل فهـم أفضـل آ‬ ‫للليـات‬ ‫بهـا‬ ‫الخـاص‬ ‫الجينـوم‬ ‫وحلَّلـوا‬ ‫ٍ‬ ‫الكامنـة وراء مقاومتهـا أ‬ ‫للدوية‪.1‬‬ ‫ُ‬ ‫البكت�يـا إنزيـم «كاربابينامـاز» أحـد إنزيمـات بيتـا الكتامـاز‬ ‫أنتجـت‬ ‫ي‬ ‫الـذي يعـد مصـدر كثـر مـن المشـكالت‪ .‬وتعـد هـذه هـي الحالـة أ‬ ‫الوىل‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫الكلبسـيلة الرئويـة ُمنتجة إلنزيـم «كاربابيناماز»‬ ‫الكتشـاف إصابـة ي‬ ‫ببكت�يا ِ‬ ‫ف ي� المملكـة العربيـة السـعودية‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬

‫ت‬ ‫مـن ي ن‬ ‫توصـل إليهـا الباحثـون أن‬ ‫بـ� النتائـج‬ ‫ي‬ ‫الـ� َّ‬ ‫المثـرة للمخـاوف ي‬ ‫ين‬ ‫صغـر مـن‬ ‫جـزيء‬ ‫على‬ ‫يوجـد‬ ‫«كاربابينامـاز»‬ ‫إنزيـم‬ ‫نتـج‬ ‫ي‬ ‫الـذي‬ ‫الجـ�‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫للتحـرك يُسـمى البالزميـد‪ .‬ويقول ضوميـط‪" :‬هذا‬ ‫قابـل‬ ‫النـووي‬ ‫الحمـض‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫البكت�يا قد تكـون ث‬ ‫أك� قـدر ًة عىل‬ ‫يتيـح لـه االنتقـال إىل أنـواع أخـرى مـن‬ ‫ي‬ ‫االزدهـار ف ي� بيئـة المستشـفيات"‪.‬‬ ‫الكلبسـيلة‬ ‫السلالة الدقيقـة ي‬ ‫لبكت�يا ِ‬ ‫وقـد تمكَّـن الباحثـون مـن تحديد ُ‬ ‫المنتجـة إلنزيـم «كاربابينامـاز» ت‬ ‫ال� أصابت المريض السـعودي‪،‬‬ ‫الرئويـة ُ‬ ‫ي‬ ‫وقـد نسـبوا أصلها إىل سلالة ُرصـدت أول مرة ف ي� اليونـان‪ .‬كذلك أمكن من‬ ‫التعرف على جينات مجموعة متنوعة من الجزيئات تُ َس َّـمى‬ ‫خلال البحـث ُّ‬ ‫رض‬ ‫ت‬ ‫البكت�يـا وازدهارها‪.‬‬ ‫نمو‬ ‫على‬ ‫تسـاعد‬ ‫وال�‬ ‫ي‬ ‫عوامـل ال اوة‪ ،‬ي‬ ‫الحـال الـذي يجريـه كيمـارك إىل اكتشـاف أي‬ ‫المسـح‬ ‫يتوصـل‬ ‫لـم‬ ‫يّ‬ ‫زيـادة ملحوظـة ف‬ ‫المنتجـة إلنزيـم‬ ‫ئويـة‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫لبسـيلة‬ ‫الك‬ ‫يـا‬ ‫ببكت�‬ ‫صابـة‬ ‫ال‬ ‫�‬ ‫ي إ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ين‬ ‫الباحثـ� رصـدوا بضـع حـاالت‪ ،‬ويعكفـون على‬ ‫«كاربابينامـاز»‪ ،‬إال أن‬ ‫ين‬ ‫المحل� والعالمـي‪.‬‬ ‫السـياق�‬ ‫حاليـا ف ي�‬ ‫تحليلهـا ً‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫طبـق زمالؤنـا ي� فـرق مكافحـة العـدوى والوقايـة‬ ‫ي‬ ‫"‬ ‫ضوميـط‪:‬‬ ‫يقـول‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ض‬ ‫ن‬ ‫المنتجة إلنزيم‬ ‫يـا‬ ‫بالبكت�‬ ‫صاب�‬ ‫الم‬ ‫المـر�‬ ‫عزل‬ ‫إىل‬ ‫تهـدف‬ ‫تدابـر‬ ‫منهـا‬ ‫ي‬ ‫ُ ي‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫«كاربابيناماز» ف ي� وقت ُمبكر جداً للحيلولة دون تفشـيها ف ي� المستشـفيات"‪.‬‬ ‫شـدد ضوميـط على أهميـة الوقايـة‪ ،‬ألنـه بمجـرد اسـتفحال هـذه‬ ‫ويُ ِّ‬ ‫سـيصبح مـن الصعـب للغايـة القضـاء عليهـا كمـا ث َُبـت مـن‬ ‫العـدوى‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫المستشـفيات ف ي� أماكـن أخـرى حـول العالـم‪.‬‬ ‫‪Alghoribi, M.F., Binkhamis, K., Alswaji, A.A., Alhijji, A., Alsharidi, A. et al.‬‬ ‫‪Genomic analysis of the first KPC-producing Klebsiella pneumoniae iso‬‬‫‪lated from a patient in Riyadh: A new public health concern in Saudi Ara‬‬‫‪bia. Journal of Infection and Public Health 13 647‎–‎650 (2020).‬‬


K AT E RY N A KO N / S HU T T ER S TO CK . C O M

‫الكلِ بسيلة الرئوية‬

9

8

‫العـدد رقـم‬


‫‪10‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬


‫تحديد الجرعة‬ ‫الصحيحة من عقار‬ ‫الوارفارين للمرضى‬ ‫السعوديين‬

‫ئ‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫المتعاط�‬ ‫السعودي�‬ ‫الدوا� عىل مجموعة من‬ ‫دراسة أجراها باحثو علم الوراثة‬ ‫ي‬ ‫متبصة ق ّيمة بخصوص جرعات العقار وفاعليته‪.‬‬ ‫لعقار الوارفارين تقدم رؤى ّ‬

‫‪Al Ammari, M., AlBalwi, M., Sultana, K., Alabdulka-‬‬

‫‪reem, I.B., Almuzzaini, B., Almakhalifa, N.S., Aldrees,‬‬ ‫‪M., & Alghamdi, J. The effect of VKORC1 promoter‬‬

‫‪variant on warfarin responsiveness in the Saudi War‬‬‫‪farin Pharmacogenetic (SWAP) cohort. Nature Scien-‬‬

‫)‪tific Reports 10 (2020‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪8‬‬

‫‪11‬‬

‫‪S TOC K T R EK I M AG ES , I N C . / A L A M Y S TOC K P H OTO‬‬

‫أسهمت مجموعة من المرضى في أول‬ ‫دراسة أترابية متعمقة من الناحية الوراثية‬ ‫الدوائية الستجابة المرضى السعوديين‬ ‫لعقار الوارفارين المضاد لتخثر الدم‪ .‬سوف‬ ‫يسترشد الباحثون بالنتائج في إعداد خوارزمية‬ ‫جديدة لتحديد الجرعات الدوائية لعالج المرضى‬ ‫السعوديين بشكل أفضل‪.‬‬

‫أظهـرت دراسـة أجراهـا مركـز الملـك عبـد اللـه العالمـي‬ ‫أ‬ ‫للبحـاث الطبيـة (كيمارك) أن بعض ض‬ ‫ين‬ ‫السـعودي�‬ ‫المر�‬ ‫قـد يحتاجـون إىل جرعـات أعلى مـن عقـار الوارفاريـن‬ ‫ث‬ ‫لتخـر الـدم (مميـع أو مرقـق للـدم) بسـبب‬ ‫المضـاد‬ ‫أيضـا ف ي�‬ ‫تؤثـر‬ ‫أخـرى‬ ‫عوامـل‬ ‫وثمـة‬ ‫اثيـة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫الو‬ ‫التباينـات‬ ‫ً‬ ‫يـرز الحاجـة إىل‬ ‫الجرعـة الصحيحـة مـن العقـار‪ ،‬ممـا ب‬ ‫خوارزمية لمسـاعدة أ‬ ‫الطباء عىل تحديد الجرعة المناسـبة‪.‬‬ ‫ف‬ ‫يُسـتخدم الوارفاريـن ي� جميـع أنحـاء العالـم لمنـع‬ ‫ض‬ ‫المـر�‬ ‫غـر أن اسـتجابة‬ ‫الجلطـات الدمويـة‬ ‫الخطـرة‪ .‬ي‬ ‫ي‬ ‫كبـرا‪ ،‬ويعتقد العلمـاء أن االختالفات‬ ‫لـه تتفـاوت تفاوتًا ي ً‬ ‫الوراثيـة الفرديـة تؤثـر ف ي� طريقـة عمـل العقار بالجسـم‪.‬‬ ‫يقـول جهـاد الغامدي‪ ،‬من البنك الحيوي السـعودي‬ ‫التابـع لكيمـارك‪" :‬اخ ُت ب�ت جرعـات الوارفاريـن وفاعليته‬ ‫ض‬ ‫المـر�‪ ،‬لكـن معظـم‬ ‫على نطـاق واسـع لـدى‬ ‫ئ‬ ‫الـدوا� كانت تُجـرى عىل ض‬ ‫مر�‬ ‫دراسـات علـم الوراثـة‬ ‫أوروبيـ�‪ ،‬ال مـن منطقـة ال يرش ق أ‬ ‫ين‬ ‫الوسـط"‪ .‬ويضيـف‬ ‫الغامـدي‪" :‬ثمـة عديـد مـن الخوارزميـات المتاحـة ت‬ ‫ال�‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫تس�شـد بالنمـط الـور ث يا� لتحديـد الجرعـة الصحيحـة‬ ‫ت‬ ‫الـ� يجـب إعطاؤهـا‪ ،‬ولكـن ثمـة شـكوك بخصـوص‬ ‫ي‬ ‫قابليـة تطبيقهـا على سـكان منطقتنـا"‪.‬‬ ‫قـد توجـد ف� الواقـع اختالفـات ف� النمـط الـور ثا� ي ن‬ ‫بـ�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫سـكان المنطقـة العربيـة تؤثـر ف ي� فاعلية عقـار الوارفارين‪.‬‬ ‫وقـد قـام الغامـدي ‪-‬بالتعـاون مـع آخريـن مـن جميـع‬ ‫أنحـاء المملكـة العربية السـعودية‪ -‬بجمع ودراسـة بيانات‬ ‫أكـر دراسـة أترابية ت‬ ‫حى اليـوم تناولت ‪936‬‬ ‫مسـتقاة مـن ب‬ ‫متعاطيـاً سـعودياً للوارفاريـن‪ ،‬لبـدء تحديـد العوامـل‬ ‫ال� تسـهم ف� فاعليته لدى ض‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫السـعودي�‪.‬‬ ‫المر�‬ ‫ي‬ ‫الوراثية ي‬ ‫أ‬ ‫أيضـا السـاس‬ ‫(‪)SWAP‬‬ ‫اسـة‬ ‫ر‬ ‫الد‬ ‫هـذه‬ ‫ّل‬ ‫ك‬ ‫تشـ‬ ‫وسـوف‬ ‫ً‬ ‫للدراسـات المسـتقبلية عـن الورافاريـن ف ي� المملكـة‪.‬‬ ‫فيتام� ك ليبطئ ث‬ ‫ين‬ ‫تخ�‬ ‫يعمـل الوارفارين بتثبيط إنتـاج‬ ‫ُ‬ ‫الـدم‪ .‬ويسـتهدف العقـار إنزيـم ‪ ،VKORC1‬الذي ينتجه‬ ‫ين‬ ‫النزيمـات الرئيسـية ف ي� دورة‬ ‫جـ� ‪ ،VKORC1‬وهـو أحـد إ‬ ‫ن‬ ‫منخفضا‬ ‫‪VKORC1‬‬ ‫نزيـم‬ ‫ال‬ ‫نشـاط‬ ‫يكون‬ ‫قـد‬ ‫ك‪.‬‬ ‫فيتامـ�‬ ‫ً‬ ‫إ‬ ‫ي‬

‫لـدى أ‬ ‫الشـخاص الذيـن لديهم طفـرة ف� هذا ي ن‬ ‫الجـ�‪ ،‬مما‬ ‫ي‬ ‫يعن ي أن الجرعـة المطلوبـة مـن الوارفارين سـتكون أقل‪،‬‬ ‫صحيحـا لدى ض‬ ‫مـر� آخرين‪.‬‬ ‫بينمـا قـد يكـون العكس‬ ‫ً‬ ‫تفسر االختالفـات الوراثيـة ف‬ ‫النزيـم ‪ VKORC1‬مـا‬ ‫�‬ ‫ي إ‬ ‫ِّ‬ ‫ين‬ ‫تغـرات الجرعـة‪ .‬يقـول الغامـدي‪:‬‬ ‫بـ� ‪ 40‬و‪ %50‬مـن ي‬ ‫متغـر ي ن‬ ‫مع� من إنزيـم ‪VKORC1‬‬ ‫تأث�‬ ‫لتحديـد‬ ‫"سـعينا‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف� االسـتجابة للوارفاريـن ي ن‬ ‫بـ� مواطن ي المملكـة‪ .‬ووجدنـا‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫المتغـر يحتاجـون إىل‬ ‫المـر� الذيـن يملكـون هـذا‬ ‫أن‬ ‫ي‬ ‫جرعـة أعىل منه‪ ،‬ويسـتغرقون وق ًتا أطول لتحقيق معدل‬ ‫بالمـر� آ‬ ‫ض‬ ‫مسـتقر مـن ث‬ ‫الخرين"‪.‬‬ ‫تخـر الـدم مقارنـة‬ ‫كذلـك وجـد الفريق أن عمر المريـض ووزنه ومقاييس‬ ‫معينـة لوظائـف الكبـد تمثل عوامل مهمة يجـب مراعاتها‬ ‫عنـد وصف العقار ض‬ ‫ين‬ ‫السـعودي�‪.‬‬ ‫للمر�‬ ‫ويختتـم الغامـدي حديثه‪" :‬هدفنا ترجمـة هذه النتائج‬ ‫إىل ممارسـة رسيريـة بتطويـر خوارزميـة ت‬ ‫تس�شـد بالنمـط‬ ‫ث‬ ‫ال� تناسـب ض‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫السـعودي�‬ ‫المر�‬ ‫الور يا� لتحديد الجرعات ي‬ ‫ونعمـل آ‬ ‫الن عىل تحديـد مزيد من‬ ‫على وجـه الخصوص‪.‬‬ ‫ت‬ ‫مزيـدا مـن‬ ‫الـ� قـد تفسر‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫المتغـرات السـائدة والنـادرة ي‬ ‫االختالفـات الملحوظة ف� االسـتجابة لعقـار الوارفارين ي ن‬ ‫ب�‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫تحسـ� الخوارزمية‬ ‫السـعودي� لمسـاعدتنا عىل‬ ‫المـر�‬ ‫أكـر قـدر ممكن مـن الدقة"‪.‬‬ ‫وتحقيـق‬ ‫ب‬ ‫الباحثـون المنتسـبون إىل مركـز الملـك عبـد اللـه‬ ‫العالمـي أ‬ ‫للبحاث الطبية (كيمارك) والمسـاهمون ف ي� هذا‬ ‫أ‬ ‫والمختـرات‪،‬‬ ‫البحـث ينتمـون إىل قسـم علـم المـراض‬ ‫ب‬ ‫وقسـم بحـوث الجينـوم الطبيـة‪ ،‬والبنـك الحيـوي‬ ‫السـعودي بالريـاض‪.‬‬


‫"يشكِّل تشخيص اضطراب‬ ‫ُ‬ ‫نقص إنزيم بناء األسباراجين‬ ‫تحد ًيا‪ ،‬إذ ال يمكن الوثوق‬ ‫ّ‬ ‫باالختبارات المعتمدة على‬ ‫التحليل الكيميائي الحيوي‬ ‫لمستويات اإلنزيم في البالزما‬ ‫أو السائل الدماغي النخاعي"‪.‬‬

‫الطفرات التي تتداخل مع وظيفة إنزيم بناء األسباراجين تؤدي إلى نقص األيض‪ ،‬إضافة إلى تداعيات عصبية و نَ مائ َِّيةٍ شديدة‪.‬‬

‫نحو تشخيص‬ ‫ي نادر‬ ‫ٍ‬ ‫اضطراب وراث ٍ‬

‫ن‬ ‫ٌ‬ ‫أمي� نادر تُم ِّهد‬ ‫دراسة ِّ‬ ‫متعمقة لبيانات تتع ّلق بنقص حمض ي‬ ‫السبيل للتشخيص المبكر واكتشاف العالج‬ ‫حلَّــل باحثــون مــن ت‬ ‫شــى أنحــاء المملكــة العربيــة‬ ‫ض‬ ‫لمــر� يعانــون مــن‬ ‫بيانــات رسيريــة‬ ‫الســعودية‬ ‫ٍ‬ ‫بنــاء أ‬ ‫الســبار ي ن‬ ‫اج� (‪ ،)ASNSD‬وهــو‬ ‫نقــص إنزيــم‬ ‫االضطــراب أ‬ ‫ً‬ ‫قاتــا ف ي� أغلــب‬ ‫اليــض ي الــذي يكــون‬ ‫أ‬ ‫الحيــان‪ ،‬كاشـ ي ن‬ ‫ـف� بذلــك عــن معايـ يـر جديــدة يُس ـ َتند‬ ‫ف‬ ‫عــاج محتمــل‪.‬‬ ‫والتوصــل إىل‬ ‫إليهــا ي� التشــخيص‬ ‫ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫ويمكــن عــاج هــذا االضط ـراب حــال اكتشــافه مبكـ ًـرا‪،‬‬ ‫بيــد أن أ‬ ‫الطبــاء الرسيريـ ي ن‬ ‫ـ� يجــدون صعوبــةً بالغــة ف ي�‬ ‫ْ‬ ‫تشــخيص الحالــة المرضيــة بالرسعــة الكافيــة‪.‬‬ ‫الميــن ‪ ،‬أ‬ ‫تصنــع أجســامنا الحمــض أ‬ ‫الســبار ي ن‬ ‫اج�‪،‬‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫عتــر إنزيــم بنــاء الســبار ي ن‬ ‫اج�‬ ‫بشــكل طبيعــي‪ ،‬ويُ ب‬ ‫‪12‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬

‫حاســما ف ي� هــذه العمليــة‪.‬‬ ‫إنزيمــا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ويُشــكِّل تشــخيص اضطــراب نقــص إنزيــم بنــاء‬ ‫أ‬ ‫الســبار ي ن‬ ‫تحديًــا‪ ،‬إذ ال يمكــن الوثــوق باالختبــارات‬ ‫اج� ّ‬ ‫ئ‬ ‫ت‬ ‫ـا� الحيوي لمســتويات‬ ‫ـ� تعتمــد عــى التحليــل الكيميـ ي‬ ‫الـأ ي‬ ‫الســبار ي ن‬ ‫اج� ف ي� البالزمــا أو الســائل الدماغي النخاعي‪ .‬وقد‬ ‫ســعى الدكتــور نايــف المنتـرش ي‪ ،‬الباحــث بجامعــة طيبة‬ ‫بالمملكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬إىل تحقيــق فهــم أعمــق‬ ‫وتواصــل مــع الدكتــور ماجــد الفضل‪،‬‬ ‫لهــذا االضطـراب‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الملــك عبــد اللــه العالمــي أ‬ ‫للبحــاث‬ ‫الباحــث ف ي� مركــز‬ ‫ف‬ ‫الطبيــة‪ ،‬وأحــد الخـ بـراء الموثوقـ ي ن‬ ‫ـ� ي� «اضط ـراب نقــص‬ ‫إنزيــم بنــاء أ‬ ‫الســبار ي ن‬ ‫اج� »‪ .‬يقــول الفضــل عــن الدكتــور‬

‫فحــص الباحثــون التقاريــر الرسيريــة المتعلقــة‬ ‫مريضــا مــن مـ ض‬ ‫ـر� «اضطـراب نقــص إنزيــم‬ ‫بنحــو ‪ً 31‬‬ ‫بنــاء أ‬ ‫الســبار ي ن‬ ‫اج� » والذيــن ينحــدرون مــن ‪ 13‬عائلــة‬ ‫أ‬ ‫وتوصلــوا إىل بعــض النمــاط المتســقة‪،‬‬ ‫ســعودية‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫إذ بــرزت النوبــات والتشــ ُّنجات كمظاهــر عصبيــة‬ ‫ـ� أن جميــع أ‬ ‫شــائعة لــدى المـ ض‬ ‫ـر�‪ ،‬كمــا تبـ ي َّ ن‬ ‫الطفــال‬ ‫ين‬ ‫تشــوه ف ي� الدمــاغ والجمجمــة‬ ‫مــن‬ ‫المصابــ� يعانــون‬ ‫ّ‬ ‫وحــدد الباحثــون كذلــك مجموعــةً‬ ‫الوجــه‪.‬‬ ‫ومالمــح‬ ‫َّ‬ ‫العـراض أ‬ ‫مــن أ‬ ‫الخــرى الـ ت‬ ‫ـ� لــم تظهــر إال ف ي� مجموعــة‬ ‫ي‬ ‫ومــن بينهــا مظاهــر تؤثــر �ف‬ ‫فرعيــة مــن العائــات‪،‬‬ ‫ي‬ ‫العظــام أو الر ي ن‬ ‫ئتــ� أو الجلــد أو الســمع‪.‬‬ ‫ض‬ ‫كث�يــن‬ ‫مــر�‬ ‫ثمــة‬ ‫أن‬ ‫ــا‬ ‫أيض‬ ‫وأكَّــد التحليــل ً‬ ‫ي‬ ‫لديهــم مســتويات متدنيــة مــن أ‬ ‫الســبار ي ن‬ ‫اج� ف ي� البالزمــا‬ ‫ّ‬ ‫والســائل الدماغــي النخاعــي‪ ،‬وأوضــح فريــق الباحثـ ي ن‬ ‫ـ�‬ ‫أن هــذا االختبــار التشـ‬ ‫ـل� كاذب‬ ‫ي‬ ‫ـخيص لــه معـ ّـدل سـ ب ي‬ ‫�ش‬ ‫ات‬ ‫مــؤ‬ ‫ــا‬ ‫أيض‬ ‫دوا‬ ‫حــد‬ ‫أنهــم‬ ‫غــر‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫نســبته ‪ .%17‬ي‬ ‫ٍ‬ ‫حددنــا‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫"لق‬ ‫ـل‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫الفض‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫يق‬ ‫ـدة‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫مفي‬ ‫بديلــة قــد تكــون‬ ‫َّ‬ ‫أنما ً‬ ‫طــا ظاهريــة رسيريــة ونتائــج إشــعاعية قــد تســاعد‬ ‫عــى التشــخيص قبــل االختبــار الجيــن ي الجزيــئ ي "‪.‬‬ ‫ويعــد هــذا أمــرا ف� غايــة أ‬ ‫الهميــة‪ ،‬ألنــه يمكــن إيقــاف‬ ‫ُ‬ ‫ً ي‬ ‫مكمــات‬ ‫تطــور المــرض لــدى بعضهــم بتنــاول ّ‬ ‫أ‬ ‫الســبار ي ن‬ ‫اج� عــى الفــور‪.‬‬ ‫كشــفت هــذه الدراســة عــن مجموعــة مــن الطفـرات‬ ‫ـ� بنــاء أ‬ ‫الســبار ي ن‬ ‫المختلفــة ف� جـ ي ن‬ ‫اج�‪ ،‬ويتطلــع الفضــل‬ ‫حاليــا إىل يفهــم كيفيــة إســهام هــذه الطفــرات �ف‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫زيــادة شــدة المــرض ومظاهــره‪ .‬ويقــول عــن ذلــك‪:‬‬ ‫"سيســاعدنا فهــم آ‬ ‫الليــات الجينيــة الجزيئيــة عــى‬ ‫ُ‬ ‫اكتشــاف العــاج"‪.‬‬ ‫أيضــا ف ي� الجهــود‬ ‫وقــد تســاعد هــذه الــرؤى الكاشــفة ً‬ ‫فعــال لهــذه الحالــة‬ ‫المبذولــة لتطويــر اختبــار َّ‬ ‫ف‬ ‫ال�نامــج الوط ـن‬ ‫ـ�‬ ‫ـ‬ ‫الط‬ ‫ـص‬ ‫ـ‬ ‫للفح‬ ‫المرضيــة ي� ســياق ب‬ ‫ي‬ ‫بي‬ ‫ف‬ ‫قبــل الــزواج «برنامــج الــزواج الصحــي» ي� المملكــة‬ ‫العربيــة الســعودية لالضطرابــات الوراثيــة النــادرة‪.‬‬ ‫‪Alharby, E., Faqeih, E.A., Saleh, M., Alameer, S., Almun‬‬‫‪tashri, M. et al. Clinical, molecular, and biochemical delin-‬‬

‫‪eation of asparagine synthetase deficiency in Saudi‬‬ ‫‪cohort. Genet. Med. Published online 3 August 2020.‬‬

‫‪JA NI E CBR OS / E + / G E T T Y I M AG E S‬‬

‫غــر‬ ‫نايــف‪" :‬لقــد تعاونَّــا معــه وعرضنــا عليــه حاالتنــا ي‬ ‫المنشــورة‪ ،‬وتمكَّ نــا مــن تشــكيل أكـ بـر مجموعــة أترابيــة ف ي�‬ ‫العالــم لهــذا االضط ـراب"‪.‬‬


‫يركز على إجراء أحدث البحوث الطبية الحيوية‬

‫الخدمات‬ ‫ • طرق‪ /‬أدوات إحصائية ومعلوماتية حيوية جديدة‬ ‫ •اإلحصاءات الحيوية‪ ،‬والنمذجة الرياضية‪ ،‬وبناء نماذج البروتين‪،‬‬ ‫والجيل القادم من تحليل ‪ OMICS‬والذكاء االصطناعي‬ ‫ •مبادرات تعاونية كبيرة تغطي العديد من مجاالت األمراض‬ ‫ •مشاريع بحثية مستقلة‬ ‫ •التعاون مع المشاريع الضخمة التي تتماشى مع المبادرات‬ ‫االستراتيجية لكيمارك‬ ‫ •برنامج التوعية للنصائح التقنية العامة إلى جانب األنشطة‬ ‫التعليمية المنهجية‬

‫‪KAIMRC-DBB@NGHA.MED.SA‬‬


‫جين‬ ‫تم تحديد طفرة في ٍ‬ ‫ُمتماثل الزيجوت كسبب‬ ‫لإلصابة باضطراب مناعي‬ ‫جديد لدى األطفال‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬


‫اضطراب‬ ‫مناعي جديد‬ ‫طفر ُة ف� ي ن‬ ‫ج� مرتبط ببنية الخل ّية تؤدي إىل نقص‬ ‫ي ٍ‬ ‫فرط‪.‬‬ ‫الم‬ ‫وااللتهاب‬ ‫المناعة‬ ‫ُ ِ‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪8‬‬

‫‪15‬‬

‫‪K E V I N C U R T IS / S C I E N CE PH O TO LI B R A RY/ B R A N DX P I C T UR ES / G ET T Y I M AG ES‬‬

‫مريضـ� مـن الرش ق أ‬ ‫الوسـط أن ثمـة طفـرة ف� ي ن‬ ‫ين‬ ‫ٌ‬ ‫المفـرط وتكاثر‬ ‫جـ�‬ ‫تحليـل جين ي أُجـري على‬ ‫كشـف‬ ‫لقـي نـادر الحـدوث يهـدد الحيـاة‪ ،‬وتتضمـن أعراضه االلتهـاب ُ‬ ‫ي‬ ‫مـرض ِخ ّ‬ ‫يسـهم ف‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫المريضـ� تظهـر‬ ‫الباحثـ� الحظـوا أن‬ ‫غـر أن‬ ‫المناعـة‪.‬‬ ‫ونقـص‬ ‫الليمفاويـة‬ ‫الخاليـا‬ ‫ُّـل‬ ‫ط‬ ‫تع‬ ‫عنهـا‬ ‫ينجـم‬ ‫متتاليـة‪،‬‬ ‫عواقـب‬ ‫ذات‬ ‫الخلويـة‬ ‫البنيـة‬ ‫على‬ ‫الحفـاظ‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫الصابـة بقلـة الكُريـات‬ ‫فـرط‪.‬‬ ‫الم‬ ‫أيضـا أعـر ٌ‬ ‫عليهمـا ً‬ ‫اض ال تتسـق مـع داء البلعمـة‪ ،‬مثـل عـدم إ‬ ‫النشـاط المناعـي وااللتهـاب ُ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫تتحسـن عندما حصل‬ ‫تتسـبب ف ي� اضطـراب العمليات الخلويـة إىل االختالل‬ ‫ال�‬ ‫َّ‬ ‫الص� لم َّ‬ ‫(انخفـاض عـدد خاليـا الـدم الناضجـة)‪ ،‬كما أن حالـة ب ي‬ ‫يمكـن أن تـؤدي الطفـرات ي‬ ‫على علاج لـداء البلعمة‪.‬‬ ‫بشـكل طبيعي‪ ،‬تسـتهدف‬ ‫المناعي‬ ‫الجهـاز‬ ‫يعمـل‬ ‫فعندمـا‬ ‫الوظيفـي للجهـاز المناعـي‪.‬‬ ‫ح� ال تت�ض ٍر أ‬ ‫ت‬ ‫الكسـوم الكامـل‪ ،‬ووجدوا‬ ‫تسلسـل‬ ‫الباحثون‬ ‫أجرى‬ ‫المشـكلة‪،‬‬ ‫جـذور‬ ‫إىل‬ ‫وللوصـول‬ ‫السـليمة‪.‬‬ ‫نسـجة‬ ‫ال‬ ‫العدوى‪،‬‬ ‫ة‬ ‫الكب�‬ ‫البلعمية‬ ‫الخاليا الليمفاوية والخاليا‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫الشـقاء ف� أ‬ ‫المريضـ� وكذلـك آباءهـم وعديـدا مـن أ‬ ‫ن‬ ‫الرسة الثانيـة‪ ،‬لديهـم طفـرة‬ ‫أن‬ ‫في‬ ‫التكي‬ ‫المناعي‬ ‫الجهـاز‬ ‫ظهر‬ ‫ي‬ ‫قد‬ ‫المناعي‪،‬‬ ‫للجهاز‬ ‫الوظيفي‬ ‫االختلال‬ ‫غـر أنـه ف ي� حالة‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ي‬ ‫ج� يسـهم �ف‬ ‫ف‬ ‫� ين‬ ‫اسـتجابة مفرطـة ينتـج عنها التهاب شـديد‬ ‫الجـ� ‪ ،NCKAP1L‬وهـو ي ن ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫إعـادة تنظيـم الهيـكل الخلـوي أ‬ ‫الكتين ي ‪.‬‬ ‫وتكاثـر الخاليـا الليمفاوية بشـكل خارج عن‬ ‫يلعـب الهيـكل الخلـوي دورا حيويـا �ف‬ ‫السـيطرة‪ ،‬وضعف الجهـاز المناعي‪.‬‬ ‫مرضا‬ ‫ً‬ ‫"نقــص الجيــن ‪ NCKAP1L‬يمثل‬ ‫ً‬ ‫ً ي‬ ‫فريـق ث‬ ‫ين‬ ‫تمكـ� الخاليـا مـن التنقـل واالنقبـاض‬ ‫دول يرأسـه‬ ‫وقـد أعلـن‬ ‫ٌ‬ ‫بحـ� ي‬ ‫ي‬ ‫ـتجدا لدى البشــر يؤدي إلى نقص‬ ‫ُمسـ ً‬ ‫واالحتفـاظ بشـكلها‪ .‬ونتيجـة لذلـك‪،‬‬ ‫سـياماك بَـرام‪ ،‬الباحـث بجامعـة‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫يْ ن‬ ‫المريضـ�‬ ‫أظهـرت الخاليـا التائيـة لـدى‬ ‫مريضـ�‬ ‫مؤخـرا اكتشـاف‬ ‫س�اسـبورغ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫المناعــة وتكاثــر الخاليــا الليمفاوية‬ ‫ن‬ ‫مجموعـةٌ‬ ‫كبـرة من الشـذوذات‪ ،‬مـن بينها‬ ‫مصابـ�‬ ‫ابـة‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫صلـة‬ ‫بينهمـا‬ ‫تجمـع‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ف يْ‬ ‫ن‬ ‫بعض‬ ‫ر‬ ‫ظه‬ ‫ي‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫كم‬ ‫ـرط‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫الم‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫وااللته‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫واختلاالت ف ي�‬ ‫المبكـر‪،‬‬ ‫التنشـيط‬ ‫ُّـل‬ ‫ط‬ ‫تع‬ ‫جـ�‬ ‫�‬ ‫طفـرة‬ ‫تها‬ ‫سـبب‬ ‫مناعيـة‬ ‫بمشـكالت‬ ‫ِ‬ ‫ي ي‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫مورفولوجيا التشـابكات العصبية المناعية‪،‬‬ ‫الفريـق‬ ‫ـن‬ ‫تضم‬ ‫وقـد‬ ‫متماثـل الزيجـوت‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫خصائــص داء البلعمة"‪.‬‬ ‫ث‬ ‫ن‬ ‫وعيـوب ف ي� تكويـن الحـواف‪.‬‬ ‫ووفـاء‬ ‫خـان‪،‬‬ ‫أمجـد‬ ‫السـعودي�‬ ‫البحـ�‬ ‫ي‬ ‫ٌ‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫ين‬ ‫وقـد اختتـم الباحثـون دراسـتهم‬ ‫الباحثـ� بمركـز‬ ‫الـرو�‬ ‫وفيحـان‬ ‫العييـد‪،‬‬ ‫ي‬ ‫العالمـي أ‬ ‫مـرض جديـد مشـابه لـداء البلعمـة لكنـه مختلـف عنـه‪،‬‬ ‫للبحـاث الطبيـة (كيمـارك)‪.‬‬ ‫الملـك عبـد اللـه‬ ‫بتصنيـف المتالزمـة على أنهـا ٌ‬ ‫ق‬ ‫وتس�ببه الطف�رات المتنحي�ة �ف‬ ‫ن‬ ‫الـرو�‪" :‬نقـص ي ن‬ ‫الجـ� ن‬ ‫رضيعـةً‬ ‫وص�‬ ‫ا�‬ ‫ر‬ ‫إي‬ ‫أصـل‬ ‫من‬ ‫ا‬ ‫شـهر‬ ‫الجـ� �‪NCK‬‬ ‫يقـول‬ ‫‪.NCKAP1L‬‬ ‫ا‬ ‫عام‬ ‫‪11‬‬ ‫عمـره‬ ‫‪15‬‬ ‫عمرها‬ ‫وهمـا‬ ‫كان المريضـان‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ي بي‬ ‫سـتجدا لـدى البرش يـؤدي إىل نقـص المناعـة وتكاثـر الخاليـا‬ ‫م‬ ‫ـا‬ ‫مرض‬ ‫يمثـل‬ ‫‪AP1L‬‬ ‫وتكاثر‬ ‫فـرط‬ ‫الم‬ ‫االلتهـاب‬ ‫اض‬ ‫ر‬ ‫أعـ‬ ‫عليهما‬ ‫ظهـرت‬ ‫قـد‬ ‫السـعودية‪،‬‬ ‫العربيـة‬ ‫مـن المملكـة‬ ‫ً‬ ‫ً ُ‬ ‫ُ‬ ‫ظهـر بعـض خصائـص داء البلعمـة"‪.‬‬ ‫ي‬ ‫كمـا‬ ‫فـرط‪،‬‬ ‫الم‬ ‫وااللتهـاب‬ ‫الليمفاويـة‬ ‫وفقـر‬ ‫بحمـى‬ ‫مصابـة‬ ‫الرضيعـة‬ ‫كانـت‬ ‫وبالتحديـد‪،‬‬ ‫المناعـة‪.‬‬ ‫ونقـص‬ ‫الليمفاويـة‬ ‫الخاليـا‬ ‫ُ‬ ‫ُ ِ‬ ‫دم بسـيط‪ ،‬بالضافـة إىل تضخـم شـديد ف‬ ‫كان‬ ‫بينمـا‬ ‫الطحـال‪،‬‬ ‫�‬ ‫الصـ� ُمصابًـا بحمـى‬ ‫ُّ‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫بي‬ ‫ف أ‬ ‫ف‬ ‫‪Castro, C.N., Rosenzwajg, M., Carapito, R., Shahrooei, M., Konantz, M. et al. NCKAP1L‬‬ ‫ونقص‬ ‫وتوسـع ي� القصبـات الهوائية‪ٌ ،‬‬ ‫فوعـدوى متكـررة ي� الذن‪ ،‬وعـدوى رئويـة َجيبية‪ُّ ،‬‬ ‫‪defects lead to a novel syndrome combining immunodeficiency, lymphoproliferation,‬‬ ‫ي� حجـم الـدم الك يُل‪.‬‬ ‫ين‬ ‫‪and hyperinflammation. Journal of Experimental Medicine 217, e20192275 (2020).‬‬ ‫المريضـ� بأنهمـا ُمصابـان بـداء البلعمـة (‪ ،)HLH‬وهو‬ ‫ف ي� البدايـة‪ُ ،‬شـخصت حالتـا‬


‫الوصول إلى النهج األمثل في‬ ‫علم الجينوم السريري‬ ‫أك� ت‬ ‫الس�اتيجيات تحديد تسلسل الجينوم يكشف عن ث‬ ‫تقييم ت‬ ‫االس�اتيجيات‬ ‫ٌ‬ ‫فاعلية من حيث التكلفة؛ لتشخيص االضطرابات الوراثية‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬

‫قدم معلومات شاملة عن الطفرات الجينية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال يزال األطباء السريريون‬ ‫يمكن ألدوات تحديد تسلسل الحمض النووي الحديثة أن تُ ِّ‬ ‫يتعلمون كيفية استخدام هذه التقنية في تشخيص األمراض بأفضل الطرق كفاءة‪.‬‬

‫ف‬ ‫إضـا� مـن أفـراد العائلـة يزيـد‬ ‫أن كل فـرد‬ ‫ورغـم َّ‬ ‫ي‬ ‫الضافية من‬ ‫البيانـات‬ ‫هـذه‬ ‫فإن‬ ‫تـه‪،‬‬ ‫ومد‬ ‫التحليـل‬ ‫تكلفـة‬ ‫إ‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫المفـرض أن تزيـد "معـدل إصابـة الهـدف" ف ي� تحديـد‬ ‫الطفـ َرات المرتبطـة أ‬ ‫بالمـراض‪ ،‬ال سـيما فيمـا يخـص‬ ‫تحديـد تسلسـل الجينـوم الكامـل‪ .‬ويسـتدرك الفضـل‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫سـتغرب أنَّه لم يكن هنـاك فرق ف ي�‬ ‫الم‬ ‫قائلا‪" :‬لكـن المـر ُ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫الكسـوم‬ ‫تسلسـل‬ ‫تحديد‬ ‫بـ�‬ ‫الهـدف‬ ‫إصابـة‬ ‫معـدالت‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫الكامـل‪ ،‬وتحديـد تسلسـل الجينـوم الكامل على النطاق‬ ‫ث‬ ‫الثلا�‪ ،‬أو‬ ‫الفـردي‪ ،‬أو تحديـد تسلسـل الجينوم الكامل‬ ‫ي‬ ‫تحديـد تسلسـل الجينـوم الكامل أل ث‬ ‫كـر من ثالثـة أفراد"‪.‬‬ ‫ف� واقـع أ‬ ‫المـر‪ ،‬كل هـدف تـم رصـده عن طريـق تحديد‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫تسلسـل الجينـوم الكامـل أمكـن رصـده كذلـك ي� بيانات‬ ‫أ‬ ‫يشـر إىل‬ ‫تحديـد تسلسـل إ‬ ‫الكسـوم الكامـل؛ المر الذي ي‬ ‫أنـه ربمـا يكـون مـن أ‬ ‫الجـدر إعـادة التحليـل على نحـو‬ ‫َّ‬ ‫أشـمل‪ً ،‬‬ ‫بـدل مـن تحديـد المزيـد مـن التسلسلات‪.‬‬

‫أن تغطيـة نطـاق أوسـع مـن‬ ‫ي‬ ‫يشـر هـذا العمـل إىل َّ‬ ‫الجينـوم ال تُ َحقِّـق ف ي� العمـوم قيمـة رسيريـة إضافيـة؛‬ ‫بـل يتمخـض عنهـا ف� حقيقـة أ‬ ‫المر العديد مـن الطفرات‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫تفسـرها بمعرفتنـا الحاليـة عـن‬ ‫الـ� يسـتحيل‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫المبهمـة ي‬ ‫إن ِف َـرق‬ ‫الفضـل‬ ‫يقـول‬ ‫عليـه‪،‬‬ ‫ء‬ ‫وبنـا‬ ‫اثيـة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫الو‬ ‫العلـوم‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫علـم الوراثـة الرسيريـة بالمملكـة العربيـة السـعودية‬ ‫الكسـوم الكامل‪ ،‬أو‬ ‫"سـوف تتبـع نهـج تحديـد تسلسـل إ‬ ‫تحديـد تسلسـل الجينـوم الكامـل على النطـاق الفردي‪،‬‬ ‫ث‬ ‫ث‬ ‫الثلا�‪ ،‬أو مـا‬ ‫أكـر مـن اتباعهـا نهـج تحديـد التسلسـل‬ ‫ي‬ ‫ث‬ ‫الثلا�‪ ،‬حفاظًـا على ي ز‬ ‫م�انيـات مستشـفياتنا"‪.‬‬ ‫على‬ ‫يزيـد‬ ‫ي‬ ‫‪Alfares, A., Alsubaie, L., Aloraini, T., Alaskar, A., Althagafi,‬‬

‫‪A. et al. What is the right sequencing approach? Solo VS‬‬ ‫‪extended family analysis in consanguineous popula‬‬‫‪tions. BMC Med. Genomics 13, 103 (2020).‬‬

‫‪AS HR AF HA B I B 2 02 0‬‬

‫الرسيريـ� آ‬ ‫أصبـح لـدى أ‬ ‫ين‬ ‫الن القدرة عىل تمشـيط‬ ‫الطباء‬ ‫ت‬ ‫الـ� تنجـم عنهـا‬ ‫ٍ‬ ‫جينومـات كاملـة‪ ،‬بح ًثـا عـن الطفـرات ي‬ ‫أن اتبـاع نهج أضيـق نطاقًا ربما‬ ‫ابـات وراثيـة‪ ،‬ي‬ ‫غـر َّ‬ ‫اضطر ٌ‬ ‫اسـراتيجيةً تشـخيصية ث‬ ‫يكـون ت‬ ‫يشـر‬ ‫أكـر كفاءة‪ ،‬حسـبما ي‬ ‫بحـث جديد‪.‬‬ ‫يظهـر لـدى بعـض أ‬ ‫الطفـال توليفـات ُمعقَّـدة مـن‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫الـ� يصعـب تشـخيصها‪.‬‬ ‫العيـوب الخلقيـة والعـراض ي‬ ‫ويسـمح تحديـد تسلسـل الجينـوم الكامـل (‪)WGS‬‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫سـببة لتلك‬ ‫للطبـاء‬ ‫الرسيريـ� باسـتهداف الطفـرات ُ‬ ‫الم ِّ‬ ‫أ‬ ‫المـراض‪ ،‬عـن طريـق فحـص تسلسلات النوكليوتيـدات‬ ‫ت‬ ‫الـ� تتحكـم‬ ‫الكاملـة للجينـات‪ ،‬والتسلسلات المنظِّمـة ي‬ ‫نسـبيا‪ ،‬ولـذا‪..‬‬ ‫لكـن هـذا النهـج مرتفـع التكلفـة‬ ‫فيهـا‪َّ ،‬‬ ‫ًّ‬ ‫ت‬ ‫الكسـوم‬ ‫تسلسـل‬ ‫تحديد‬ ‫سـمى‬ ‫ت‬ ‫اتيجية‬ ‫اسـر‬ ‫فمن شـأن‬ ‫ُ‬ ‫إ‬ ‫الكامـل (‪ )WES‬أن تُوفِّـر ً‬ ‫بديلا أبسـط‪.‬‬ ‫ف� ت‬ ‫الكسـوم الكامـل‪ ،‬ال‬ ‫اسـراتيجية تحديـد تسلسـل إ‬ ‫ي‬ ‫المشـفِّرة‬ ‫تخضـع للتحليـل سـوى تسلسلات الجينـات ُ‬ ‫لل� ي ن‬ ‫وتـ�؛ وهـذا يُقلِّـص تكاليـف تحديـد التسلسـل‬ ‫ب‬ ‫جاعلا منهـا ت‬ ‫ً‬ ‫اسـراتيجيةً‬ ‫والتحليـل بمقـدار النصـف‪،‬‬ ‫جيـد ًة كخطـوة أوىل‪" .‬معظـم مستشـفيات المملكـة‬ ‫الكسـوم‬ ‫العربيـة السـعودية تختـار تحديـد تسلسـل إ‬ ‫الكامـل ً‬ ‫أول‪ ،‬وإذا جـاءت نتيجتـه سـلبية‪ ،‬ترش ع باتجـاه‬ ‫تعبـر ماجد‬ ‫حسـب‬ ‫الكامل"‪،‬‬ ‫الجينـوم‬ ‫تسلسـل‬ ‫تحديـد‬ ‫ي‬ ‫الفضـل‪ ،‬مـن مركـز الملـك عبـد اللـه العالمـي أ‬ ‫للبحـاث‬ ‫الطبيـة (كيمـارك)‪ ،‬الـذي يقـود فريقًـا للتحقـق ممـا إذا‬ ‫ت‬ ‫أن البدء بشـبكة‬ ‫كانـت تلك هي‬ ‫المثىل‪ ،‬أم َّ‬ ‫االسـراتيجية ُ‬ ‫الكامل أ‬ ‫الوسـع نطاقًـا قد يُوفِّر‬ ‫تحديد تسلسـل الجينوم‬ ‫سـبيل لتشـخيص ث‬ ‫ً‬ ‫أكـر فاعليـةً مـن حيـث التكلفـة‪.‬‬ ‫ولمعالجـة هذا أ‬ ‫المر‪ ،‬اسـتعرض الفريق بيانات أربعة‬ ‫أعـوام مـن تحديـد تسلسـل الجينـوم الكامل‪ ،‬وتسلسـل‬ ‫المسـتم َّدة مـن مدينـة الملـك عبـد‬ ‫الكسـوم الكامـل‪،‬‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫كمـا ً‬ ‫هائل‬ ‫المركـز‬ ‫هـذا‬ ‫أنتـج‬ ‫الريـاض‪.‬‬ ‫العزيـز الطبيـة ف ي�‬ ‫ًّ‬ ‫مـن البيانـات الوراثيـة التشـخيصية‪ ،‬وقـد سـبق أن نرش‬ ‫مسـتندة إىل تلـك البيانـات‬ ‫الفضـل وزملاؤه ‪ 17‬دراسـة‬ ‫ِ‬ ‫الحـال (‪ .)2020‬بعـض تلـك البيانـات‬ ‫خلال العـام ض ي‬ ‫مـر� "فُـرادى"‪ ،‬جـرى تحديـد تسلسـل‬ ‫أُخـذت مـن‬ ‫الجينـوم الكامـل لـدى ٍّكل منهـم على حـدة‪ ،‬ولكـن ف ي�‬ ‫أغلـب الحـاالت‪ ،‬أجرى أ‬ ‫الطباء الرسيريـون عملية تحديد‬ ‫والـدي المريـض‪ ،‬ت‬ ‫ح� يسـهل‬ ‫تسلسـل "ثالثيـة"‪ ،‬تشـمل‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫بـ� الطفرات الحميـدة‪ ،‬والطفـرات ت‬ ‫التميـر ي ن‬ ‫يز‬ ‫ال�‬ ‫عليهـم‬ ‫ي‬ ‫يُحتمـل أن تكـون ضارة‪ .‬كانـت هناك مجموعـة فرعية من‬ ‫الحـاالت تضمنـت تحليلات أل ث‬ ‫كـر مـن ثالثـة أشـخاص‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أيضـا‪.‬‬ ‫شـملت الشـقاء ً‬


‫بحوث الجينوم‬ ‫الطبية‬

‫مجهزة بأحدث التقنيات وعلى استعداد إلجراء أحدث البحوث‬ ‫المتطورة التي تهدف إلى معالجة المشاكل الطبية‪ ،‬مع التركيز‬ ‫على سكان المملكة العربية السعودية‪ .‬المجاالت الرئيسية للبحث‬ ‫هي في علم الوراثة البشرية‪ ،‬وعلم الجينوم الطبي‪ ،‬وجينوم‬ ‫السرطان‪ ،‬وأمراض الكبد إلى جانب العالج الخلوي‪ /‬الجيني‪.‬‬

‫الخدمات‬ ‫ •تسلسل الجيل التالي‬ ‫ •المصفوفات الدقيقة‬ ‫ •تسلسل سانجر‬ ‫ •تكنولوجيا الوقاية الوراثية‬ ‫آنيا‬ ‫ •دراسات وظيفية وتفاعل البلمرة المتسلسل ً‬

‫‪KAIMRC-MGRD@NGHA.MED.SA‬‬


‫إرشادات رمضانية‬ ‫المصابين‬ ‫للمسلمين ُ‬ ‫ُ‬ ‫الس َّكري‬ ‫بداء ُ‬

‫للتدب� الرسيري لداء‬ ‫باحثون ين�ش ون أول مجموعة من التوصيات الشاملة‬ ‫ي‬ ‫السكّري من النوع أ‬ ‫الول خالل شهر رمضان‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫يحتفـل ُقرابـة ‪ 1.9‬مليـار ُمسـلم بشـهر رمضـان‪ ،‬والـذي‬ ‫الشـخاص أ‬ ‫يعتـر وقتـا مناسـبا للتفكُّـر ف� معانـاة أ‬ ‫القـل‬ ‫ُ ب ً‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫الروحـا�‪ ،‬وضبـط النفـس‪.‬‬ ‫حظًـا‪ ،‬وتعزيـز الجانـب‬ ‫ي‬ ‫ن أ‬ ‫الم ي ن‬ ‫السـكَّري‬ ‫للم ي‬ ‫سـلم� الحـدث سـ ًنا ُ‬ ‫ولكـن ُ‬ ‫صابـ� بداء ُ‬ ‫النـوع أ‬ ‫أيضـا معـه حالـةً مـن‬ ‫رمضـان‬ ‫يجلـب‬ ‫ل‪،‬‬ ‫و‬ ‫ال‬ ‫مـن‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫االلتبـاس بسـبب قلـة أ‬ ‫الجمـاع الرسيري‬ ‫وغياب‬ ‫بحـاث‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫بشـأن كيفيـة التعامـل مـع هـذا المـرض ف ي� أثنـاء شـهر‬ ‫ث‬ ‫خطـوات‬ ‫بحـ� عالمـي اتخـاذ‬ ‫ٍ‬ ‫الصيـام‪ .‬وقـد بـدأ فريـق ي‬ ‫لتـدارك هـذه الثغرة بنرش ه َّأول مجموعة مـن التوصيات‬ ‫السـكَّري من‬ ‫الشـاملة بخصـوص‬ ‫ي‬ ‫التدبـر الرسيـري لداء ُ‬ ‫الول لـدى أ‬ ‫النـوع أ‬ ‫الطفـال والمر ي ن‬ ‫اهقـ� خلال الصيـام‪.‬‬ ‫الصوم‬ ‫ال يُكلَّف بصوم رمضان سـوى الذين ال يُشـكِّل‬ ‫ُ‬ ‫ين‬ ‫المصابـ�‬ ‫خطـرا على صحتهـم‪ .‬ومـع أن هـذا يعن ي أن‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫غـر ُمكل ي ن‬ ‫ّفـ� بالصـوم‬ ‫السـكَّري مـن النـوع الول ي‬ ‫بـداء ُ‬ ‫كث�ا من الشـباب‬ ‫لـدواع طبيـة‪ ،‬فقـد الحظ الباحثـون أن ي ً‬ ‫المصابـ� بـه ت‬ ‫تع�يهـم رغبـةٌ قويـة ف� ت ز‬ ‫ٍ ين‬ ‫االلـرام بتلـك‬ ‫ي‬ ‫وغالبـا مـا يصومـون دون الحصـول‬ ‫الفريضـة الدينيـة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫على موافقـة الطبيـب‪.‬‬ ‫وسـلَّطت التوصيـات الجديـدة الضـو َء على أفضـل‬ ‫الرشـاد والتوجيـه قبـل حلـول شـهر رمضـان‪،‬‬ ‫ممارسـات إ‬ ‫المراقبـة المنتظمـة لمعـدل الجلوكـوز ف ي� الدم‪،‬‬ ‫وأهميـة ُ‬ ‫ين‬ ‫نسـول� والتغذيـة‬ ‫ال‬ ‫عالجـات‬ ‫عـن‬ ‫محـددة‬ ‫ومعلومـات‬ ‫إ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ن‬ ‫معاي�‬ ‫أيضـا‬ ‫البـد�‪ .‬وتقـدم هـذه التوصيـات ً‬ ‫ي‬ ‫والنشـاط أ ي‬ ‫ض‬ ‫ت‬ ‫الـ� ي ن‬ ‫الفطار‬ ‫يتع� فيهـا عىل‬ ‫المـر� إ‬ ‫تتعلـق بالوقـات ي‬ ‫حفاظًـا على صحتهم‪.‬‬ ‫شـدد الفريـق على أهميـة إرشـاد الطبيـب‬ ‫ويُ ِّ‬ ‫وتوجيهـه مرضـاه قبـل حلـول شـهر رمضـان‪ ،‬باعتبارهـا‬ ‫ض‬ ‫(ومقدمـي‬ ‫المـر�‬ ‫فرصـةً جوهريـةً للتأكـد مـن أن‬ ‫ّ‬ ‫الرعايـة) على درايـة كافيـة بأعـراض نقـص السـكر ف ي�‬ ‫السـكَّري‬ ‫الـدم‪ ،‬وأنهـم يسـيطرون بإحـكام على داء ُ‬ ‫‪18‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬

‫ت‬ ‫الـ� ينطـوي عليهـا‬ ‫لديهـم‪ ،‬و يعـون ً‬ ‫جيـدا المخاطـر ي‬ ‫الصيـام‪ ،‬فضلا ً عـن تلقيهـم المعلومـات بشـأن كيفية‬ ‫أداء فريضـة الصـوم بأمـان‪ .‬وأظهـر اسـتطالع ُمقتبـس‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫المـر� ال يدركـون إىل أي‬ ‫كثـرا مـن‬ ‫ي� الدراسـة أن ي ً‬ ‫أ‬ ‫مـدى يمكـن أن تتدهـور سـيطرتهم على عمليـة اليض‬ ‫على مـدار شـهر كامـل مـن الصـوم‪.‬‬ ‫ورغـم ث‬ ‫كـرة مـا نُرش بخصـوص صـوم رمضـان وداء‬ ‫السـكّري‪ ،‬ال يـزال هنـاك نقـص ف� أ‬ ‫البحـاث والبيانـات‬ ‫أُ‬ ‫ٌ ي‬ ‫بالمـر� أ‬ ‫ض‬ ‫الحـدث‬ ‫سـيما تلـك المتعلقـة‬ ‫الصليـة‪ ،‬ال ّ‬ ‫سـ ًنا‪ .‬يقـول إبراهيـم العلـوان‪ ،‬وكيـل الدراسـات العليـا‬ ‫والشـؤون أ‬ ‫الكاديميـة بجامعـة الملـك سـعود بـن عبـد‬ ‫ف‬ ‫العزيـز للعلـوم الصحيـة ي� الريـاض بالمملكـة العربيـة‬ ‫ين‬ ‫المشـارك� ف ي� إعـداد التوصيـات‬ ‫السـعودية‪ ،‬وأحـد‬ ‫اسـات حديثـة‪ ،‬ال‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫ى‬ ‫جـر‬ ‫ت‬ ‫أن‬ ‫د‬ ‫ـو‬ ‫ُ‬ ‫الجديـدة‪ ،‬إنـه ي ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫سـيما بخصـوص َوبائيـات داء َالسـكَّري مـن النـوع أ‬ ‫الول‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫بالضافـة إىل ذلـك‪ ،‬يأمـل العلـوان ف ي� أن‬ ‫ومضاعفاتـه‪ .‬إ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫"تأث� صوم‬ ‫يلفـت‬ ‫ال� تتنـاول ي‬ ‫االنتبـاه إىل أقلـة البحـاث ي‬ ‫رمضـان ف ي� إدارة المـراض المزمنـة" و"الضبـط المناسـب‬ ‫للمـداواة ف ي� أثنـاء الصـوم"‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ويهيـب العلـوان بالجمعيـات الوطنية لطـب الطفال‬ ‫تصـدق على توصيـات الفريـق مـن أجـل إتاحتهـا‬ ‫أن‬ ‫ِّ‬ ‫أ‬ ‫تقـدم توصيات‬ ‫المسـعى‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫ّـق‬ ‫ق‬ ‫يتح‬ ‫أن‬ ‫وإىل‬ ‫طبـاء‪.‬‬ ‫لل‬ ‫ّ‬ ‫تمـس الحاجـة إليهـا‬ ‫الفريـق إجما ًعـا ً‬ ‫علميـا وتعليمـات ّ‬ ‫لكثـر من ض‬ ‫المر� الشـباب‬ ‫الرسيري‬ ‫التدبـر‬ ‫بخصـوص‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫السـكَّري خلال شـهر رمضـان‪.‬‬ ‫بـداء‬ ‫المصابـ�‬ ‫ُ‬

‫‪Deeb, A., Elbarbary, N., Smart, C. E., Beshyah, S. A., Habeb,‬‬ ‫‪A. et al. ISPAD Clinical Practice Consensus Guidelines:‬‬ ‫‪Fasting during Ramadan by young people with diabetes.‬‬

‫‪Pediatric Diabetes 21, 5‎–‎17 (2020).‬‬


‫‪JAS M I N M ER DA N / M OM EN T / G ET T Y I M AG ES‬‬

‫قدم اإلرشادات الجديدة بعض التوصيات‬ ‫تُ ِّ‬ ‫إجماعا‬ ‫تفق عليها‬ ‫والم َ‬ ‫ً‬ ‫بالغة األهمية ُ‬ ‫المثلى للتعامل مع داء‬ ‫بخصوص الطريقة ُ‬ ‫السكَّري لدى الشباب في أثناء صيام شهر‬ ‫ُ‬ ‫أيضا على النقص‬ ‫رمضان‪ ،‬مع تسليط الضوء ً‬ ‫المتواصل في البيانات عالية الجودة‪.‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪8‬‬

‫‪19‬‬


‫«استبيان قياس درجة ُعرضة‬ ‫السعوديين لإلصابة بداء‬ ‫السكري» يتعرف على األفراد‬ ‫المعرضين لخطر اإلصابة بالمرض‬ ‫َّ‬

‫طور باحثون سعوديون أدا ًة لتحديد أ‬ ‫البالغ� المعر ي ن‬ ‫ين‬ ‫ض�‬ ‫الفراد‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫الثا� ‪.‬‬ ‫لخطر إ‬ ‫الصابة بداء السكري من النوع ي‬ ‫ن‬ ‫الثا� ف ي� المملكة‬ ‫أصبح معدل انتشار داء السكري من النوع ي‬ ‫العربية السعودية من ي ن‬ ‫ب� أعىل المعدالت ف ي� العالَم‪،‬‬ ‫واحد من ي ن‬ ‫ب� كل خمسة أشخاص مع هذا‬ ‫حيث يتعايش ٌ‬ ‫المرض‪ .‬وهذا يشكِّل مشكلةً رسيرية وصحيةً عامةً جسيمة‪،‬‬ ‫المنضبط ف ي� الدم يمكن أن تَ ْن ُجم‬ ‫إذ ّ‬ ‫إن مستوى السكر يغ� ُ‬ ‫الصابة بالعمى‪ ،‬والفشل‬ ‫بينها‬ ‫من‬ ‫ة‪،‬‬ ‫خط�‬ ‫مضاعفات‬ ‫عنه‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ٌ‬ ‫الكلوي‪ ،‬وأمراض القلب أ‬ ‫والوعية الدموية‪.‬‬ ‫ين‬ ‫النفاق عىل الرعاية‬ ‫عىل مدى العقدين‬ ‫شهد إ‬ ‫الماضي�‪ِ ،‬‬ ‫الصحية وعالج داء السكري ف ي� المملكة العربية السعودية‬ ‫زياد ًة تجاوزت نسبتها ‪ ،%500‬مما أَ ْج َه َد منظومة الرعاية‬ ‫الصحية ف ي� البالد‪ .‬ولهذا السبب‪ ،‬طورت رجاء الردادي‪ ،‬من‬ ‫جامعة الملك عبد العزيز بجدة‪ ،‬بالتعاون مع زمالئها من‬ ‫الجامعة ذاتها‪ ،‬ومن مركز الملك عبد الله العالمي أ‬ ‫للبحاث‬ ‫‪20‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬

‫الطبية (كيمارك)‪ ،‬أدا ًة تحدد أ‬ ‫الفراد المعر ي ن‬ ‫ض� بشدة‬ ‫ُ ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫الثا�‪ .‬فقد استعانوا‬ ‫لخطر إ‬ ‫الصابة بداء السكري من النوع ي‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫مصاب� بداء السكري‪ ،‬أو‬ ‫سعودي�‬ ‫متطوع�‬ ‫بـ ‪1403‬‬ ‫وصمموا «استبيان قياس درجة‬ ‫السكري‪،‬‬ ‫داء‬ ‫بمقدمات‬ ‫َّ‬ ‫ين‬ ‫السعودي� للإصابة بداء السكري»‪ ،‬المعروف‬ ‫ُعرضة‬ ‫اختصارا باسم (‪ .)SADRISC‬ويأمل هؤالء الباحثون أن‬ ‫تساعد ً تلك أ‬ ‫ين‬ ‫تحس� برامج الوقاية من داء‬ ‫الداة عىل‬ ‫السكري بالمملكة العربية السعودية‪ ،‬وتخفيف العبء‬ ‫االقتصادي الناجم عن هذا المرض‪.‬‬ ‫إن عوامل الخطورة الرئيسة للإصابة بداء السكري من‬ ‫َّ‬ ‫النوع ن‬ ‫أن بعضها ور ث يا�‪ ،‬ولكن‬ ‫جيدا‪.‬‬ ‫الثا� معروفةٌ ً‬ ‫صحيح َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ي‬ ‫التغي�ات ف ي�‬ ‫الحد منه بإحداث بعض‬ ‫ي‬ ‫الكث� منها يمكن ُّ‬ ‫ي‬ ‫أن اتباع نظام ئ‬ ‫ن‬ ‫غذا�‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫المثال‪،‬‬ ‫سبيل‬ ‫نمط الحياة‪ ،‬فعىل‬ ‫َ َ ي َّ َّ‬ ‫ي‬

‫‪Bahijri, S., Al-Raddadi, R., Ajabnoor, G. et al. Dysgly‬‬‫‪cemia risk score in Saudi Arabia: A tool to identify‬‬

‫‪people at high future risk of developing type 2 diabe‬‬‫‪tes [published online ahead of print, 2020 Jan 19]. J‬‬ ‫‪Diabetes Investig. (2020).‬‬

‫‪BS I P / U NI VE R SA L I M AG E S G R OU P VI A G E T T Y I M AG E S‬‬

‫من شأن قياس درجة ُعرضة السعوديين لإلصابة بداء السكري أن يساعد على تحسين برامج الوقاية من المرض في المملكة العربية‬ ‫السعودية وتقليل العبء االقتصادي للمرض‪.‬‬

‫منخفض الكربوهيدرات‪ ،‬وممارسة التمارين الرياضية‬ ‫ال ي ن‬ ‫نسول�‪ ،‬ومن ث ََّم‬ ‫يساعدان عىل خفض مستويات إ‬ ‫الصابة بداء السكري من النوع ن‬ ‫الثا�‪.‬‬ ‫الوقاية من إ‬ ‫ي‬ ‫وتُ َعد االضطرابات ف ي� مستويات السكر ف ي� الدم‪ ،‬أو ما‬ ‫ت‬ ‫ال�‬ ‫يُعرف باسم "اختالل سكر الدم"‪ ،‬من أوىل‬ ‫العالمات ي‬ ‫الصابة بداء السكري من النوع ن‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫الثا�‬ ‫تُ ِنذر بخطر إ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ف ي� معظم الحاالت‪ ،‬قد ال يُالحظ االرتفاع الطفيف ف ي�‬ ‫مستويات السكر ف ي� الدم عن الطبيعي لسنوات عديدة؛ مما‬ ‫يسفر عن مزيد من التدهور ف� تنظيم عملية أ‬ ‫اليض‪ ،‬ومن‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫والصابة بداء السكري‪ .‬يتطلب الكشف‬ ‫ثم تَفَاقُم الحالة‪ ،‬إ‬ ‫مخ�ية معينة‪ .‬وهذه‬ ‫عن اختالل سكر الدم اختبار ٍات ب‬ ‫ف‬ ‫الصابة بداء السكري‬ ‫االختبارات يغ� عملية ي� تقييم خطر إ‬ ‫ت‬ ‫ال�‬ ‫ف ي� برامج فحص السكان‬ ‫َّ‬ ‫الموسعة‪ ،‬يغ� أن االستبيانات ي‬ ‫يجيب عنها المشاركون بأنفسهم يمكن أن تساعد عىل قياس‬ ‫ُ‬ ‫تعرض الشخص للإصابة بداء السكري‪ ،‬ومن‬ ‫درجة احتمالية‬ ‫ُّ‬ ‫الداة ف� اكتشاف أ‬ ‫ثَم يمكن االستعانة بهذه أ‬ ‫الفراد الذين‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫المصاب� بداء السكري‬ ‫قدمات داء السكري‪ ،‬أو‬ ‫يعانون ُم ِّ‬ ‫ن‬ ‫اض‪ ،‬والذين من‬ ‫الثا�‪ ،‬وال تظهر عليهم أعر ٌ‬ ‫من النوع ي‬ ‫التدخل المبكر‪.‬‬ ‫من‬ ‫يستفيدوا‬ ‫رجح أن‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫الم َّ‬ ‫ونظرا إىل وجود فروق وراثية واختالفات ف ي� نمط‬ ‫ً‬ ‫الحياة‪ ،‬كان ال بد من تعديل تلك االستبيانات بما يُناسب‬ ‫الفئات السكانية المختلفة‪ .‬لذلك‪ ،‬عملت رجاء الردادي‬ ‫بيانات ديموجرافية و رسيرية الختيار‬ ‫وزمالؤها عىل أ تجميع ٍ‬ ‫ال ثك� صلةً بالموضوع‪ ،‬من أجل التوصل إىل‬ ‫المتغ�ات‬ ‫ي‬ ‫وغ� مزعج‪ ،‬من شأنه التعرف‬ ‫سلس‪،‬‬ ‫فحص‬ ‫استبيان‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫المصاب� بداء السكري ف ي� المملكة العربية‬ ‫البالغ�‬ ‫عىل‬ ‫السعودية الذين لم يُشخصوا من قبل‪.‬‬ ‫حرص الباحثون عىل أن يجعلوا أداتهم ث‬ ‫ً‬ ‫شمول من‬ ‫أك�‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫متطوع�‬ ‫بمشارك�‬ ‫المحاوالت السابقة‪ .‬ولذا‪ ،‬استعانوا‬ ‫من خمس مناطق ف ي� جدة‪ ،‬لضمان تمثيل قطاع عريض‬ ‫العرقية‬ ‫من ال�ش ائح االقتصادية واالجتماعية والفئات ِ‬ ‫ف‬ ‫وبالضافة إىل‬ ‫المقيمة ي� المملكة العربية السعودية‪ .‬إ‬ ‫ُ‬ ‫المدر ي ن‬ ‫ذلك‪َّ ،‬‬ ‫جيدا‬ ‫تول بعض طالب كليات الطب‬ ‫ب� ً‬ ‫َّ‬ ‫أدوات ُمق ّن ٍنة‪،‬‬ ‫جمع البيانات‪ ،‬وذلك باستخدام‬ ‫ٍ‬ ‫مهمة ْ‬ ‫ين‬ ‫تحس� دقة النتائج‪.‬‬ ‫بهدف‬ ‫ين‬ ‫السعودي� للإصابة‬ ‫يضم «استبيان قياس درجة ُعرضة‬ ‫ُّ‬ ‫تغ�ات فحسب‪ ،‬هي‪ :‬الجنس‪،‬‬ ‫بداء السكري» خمسة ُم ي‬ ‫والعمر‪ ،‬ومحيط الخرص‪ ،‬والتاريخ َ ض‬ ‫� الرتفاع نسبة‬ ‫الم َر ي‬ ‫السكر ف� الدم‪ ،‬والتاريخ َ ض‬ ‫العائل للإصابة بداء‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الم َر ي‬ ‫السكري‪ .‬ويتدرج مقياس الدرجات من ‪ 0‬إىل ‪ ،15‬فإذا بلغت‬ ‫درجات عىل المقياس‪،‬‬ ‫شخص ما َخ ْم َس أو ست‬ ‫نتيجة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫أن هذا الشخص‬ ‫عىل‬ ‫‪،%75‬‬ ‫تبلغ‬ ‫دقة‬ ‫بنسبة‬ ‫ذلك‪،‬‬ ‫دل‬ ‫فس َي‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫الصابة بداء السكري‪.‬‬ ‫لخطر‬ ‫بشدة‬ ‫ض‬ ‫معر‬ ‫َّ ٌ‬ ‫إ‬ ‫ٍ‬ ‫ين‬ ‫العامل� ف ي�‬ ‫حاليا عىل التعاون مع‬ ‫ويعكف الباحثون ًّ‬ ‫المجال الصحي ووزارة الصحة‪ ،‬من أجل دمج «استبيان‬ ‫ين‬ ‫السعودي� للإصابة بداء السكري»‬ ‫قياس درجة ُعرضة‬ ‫ال�امج الوطنية للوقاية من داء السكري‪ ،‬ت‬ ‫ال� تهدف‬ ‫ضمن ب‬ ‫ي‬ ‫الحد من معدالت حدوث هذه الحالة المرضية‪.‬‬ ‫إىل ِّ‬


‫فحص أفضل وأقل‬ ‫تكلفة لداء السكري‬ ‫من النوع األول لدى‬ ‫األطفال األكثر عرضة‬ ‫لخطر اإلصابة‬

‫يمكن لنموذج منخفض التكلفة يجمع ي ن‬ ‫ب� عوامل الخطورة الوراثية والرسيرية‬ ‫والمناعية أن يساعد عىل التنبؤ بداء السكري من النوع أ‬ ‫الول‬ ‫قـد يصبـح االكتشـاف المبكـر للإصابـة بـداء السـكري مـن‬ ‫النـوع أ‬ ‫مؤخـرا‪ ،‬إذ تمكن‬ ‫الول أسـهل بفضل دراسـة أجريت‬ ‫ً‬ ‫دول يقـوده ويليام هاجوبيان‪ ،‬من معهد باسـيفيك‬ ‫فريـق ي‬ ‫ويسـت أ‬ ‫للبحـاث ف ي� سـياتل‪ ،‬مـن تطويـر نمـوذج‬ ‫نـورث‬ ‫اقتصـادي لفحـص داء السـكري مـن النـوع أ‬ ‫الول لـدى‬ ‫الطفـال أ‬ ‫أ‬ ‫ال ث‬ ‫الصابـة والتنبـؤ بحدوثـه‪.1‬‬ ‫كـر عرضـة لخطـر إ‬ ‫أ‬ ‫خطـرا‬ ‫مرضـا‬ ‫ويُعـد داء السـكري مـن النـوع الول ً‬ ‫يً‬ ‫أ‬ ‫يدمـر الجهـاز المناعـي للجسـم خاليـا‬ ‫وطويـل المـد‪ ،‬إذ َّ‬ ‫ين‬ ‫للإنسول�‪ ،‬مما يعوق امتصاص‬ ‫بيتا البنكرياسـية المنتجة‬ ‫ين‬ ‫نسـول� الناتـج عـن ذلـك أن‬ ‫ال‬ ‫السـكّر‪ .‬ويمكـن لعـوز إ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫الكيتو� السـكّري‪ ،‬وهو مرض‬ ‫ماض‬ ‫الح‬ ‫يتسـبب ي� ظهور ُ‬ ‫ي‬ ‫مهـدد للحيـاة تتضمـن أعراضه الغثيـان والجفـاف وإنتاج‬ ‫ّ‬

‫وألمـا حـا ًدا ف ي� البطـن‪.‬‬ ‫كميـات مفرطـة مـن البـول ً‬ ‫تعتمـد أسـاليب الفحـص الحاليـة على مراقبـة‬ ‫مجموعـة مـن واسـمات االسـتجابة المناعيـة المعروفـة‬ ‫باسـم أ‬ ‫الجسـام المضـادة الذاتيـة المختصـة بخاليا بيتا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫قياسـا‬ ‫وتتسـم هـذه السـاليب بالفاعليـة‪ ،‬لكنهـا تتطلب ً‬ ‫متكـررا‪ ،‬وهـو أمـر ُمكلّـف‪ .‬كذلـك يرتبـط داء السـكري من‬ ‫الول ‪-‬والـذي قـد يحـدث لـدى أ‬ ‫النـوع ً أ‬ ‫الطفـال الرضـع‪-‬‬ ‫بالحالـة أ‬ ‫العائل‪،‬‬ ‫اليضيـة‪ ،‬والمخاطر الوراثيـة‪ ،‬والتاريخ‬ ‫ي‬ ‫والعوامـل البيئيـة‪ ،‬ولكـن هـذه العوامـل جـرى تجاهلهـا‬ ‫ت‬ ‫ال�‬ ‫ف ي� أسـاليب الفحـص‬ ‫ّ‬ ‫والتنبـؤ‪ .‬ومـن َّثم فـإن العنارص ي‬ ‫غـر واضحة‪ ،‬ممـا يصعب التنبؤ‬ ‫تحفـز إ‬ ‫الصابـة بالمرض ي‬ ‫بمن سـيصاب بداء السـكري مـن النـوع أ‬ ‫الول ف‬ ‫و� أي عمر‪.‬‬ ‫ي‬

‫وباسـتخدام بيانـات مأخـوذة مـن دراسـة أترابيـة‬ ‫«المحـددات البيئيـة لمـرض السـكري عنـد الصغـار»‬ ‫ِّ‬ ‫ث‬ ‫(‪ ،)TEDDY‬ت‬ ‫لحديـ� الـوالدة ف ي�‬ ‫فحصـا‬ ‫والـ� أجـرت‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫سـتة مراكـز بالواليـات المتحـدة وأوروبا‪ ،‬ابتكـر الباحثون‬ ‫الطفـال أ‬ ‫نموذجـا بسـيطًا يمكنـه تقييـم اسـتعداد أ‬ ‫ال ثك�‬ ‫ً‬ ‫الصابـة بـداء السـكري خلال السـنوات‬ ‫عرضـة لخطـر إ‬ ‫العرش أ‬ ‫الوىل مـن عمرهـم‪ .‬وجمـع الباحثون ي ن‬ ‫بـ� مراقبة‬ ‫أ‬ ‫الجسـام المضـادة الذاتيـة وجوانـب أخرى تشـتهر بأنها‬ ‫الصابـة بالمـرض‪.‬‬ ‫تزيـد مـن احتمـاالت خطـر إ‬ ‫متغـرات يشـتمل عىل‬ ‫ثالثـة‬ ‫نموذجـا ذا‬ ‫أنتـج الفريـق‬ ‫ً‬ ‫يّ‬ ‫اختبـار أ‬ ‫الجسـام المضادة الذاتيـة‪ ،‬والمخاطـر الوراثية‪،‬‬ ‫العائل�‪ ،‬باسـتخدام بيانـات دراسـة ‪TEDDY‬‬ ‫والتاريـخ‬ ‫ي‬ ‫الطفـال أ‬ ‫طفل مـن أ‬ ‫ت‬ ‫الـ� ُجمعـت مـن ‪ً 7798‬‬ ‫ال ثك� عرضة‬ ‫ي‬ ‫الصابـة‪ ،‬والذيـن جـرت متابعتهم عـن كثب منذ‬ ‫لخطـر‬ ‫إ‬ ‫الـوالدة ت‬ ‫وح� سـن ‪ 9.3‬سـنوات‪ .‬ووجـد الفريق أن الجمع‬ ‫ين‬ ‫بـ� عوامـل الخطـر الوراثيـة والمراقبة المبكـرة والمتكررة‬ ‫أ‬ ‫عزز كفـاءة فحص ث‬ ‫حدي�‬ ‫قد‬ ‫الذاتية‬ ‫المضـادة‬ ‫جسـام‬ ‫لل‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫الكيتو�‪.‬‬ ‫الحمـاض‬ ‫الـوالدة لمنع حـدوث ُ‬ ‫ي‬ ‫بالصابة بداء السـكري‬ ‫تنبـؤات‬ ‫حقّـق النمـوذج أفضل‬ ‫إ‬ ‫أ‬ ‫ن أ‬ ‫عامـ� طيلـة ن‬ ‫كـر مـن ي ن‬ ‫ثمـا� سـنوات‪،‬‬ ‫بـ� الطفـال ال ب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫متفوقًـا بذلـك على الفحـص التقليـدي المعتمـد على‬ ‫أ‬ ‫الجسـام المضـادة الذاتيـة‪ .‬وأثبـت الباحثـون أن‬ ‫معـدل إجراء االختبـار وتكاليفه‪،‬‬ ‫نموذجهـم يمكنـه تقليل ّ‬ ‫بتسـهيل اسـتخدام ت‬ ‫اسـراتيجيات تكيفيـة‪ ،‬ممـا يسـمح‬ ‫بانسـحاب أ‬ ‫الطفـال مـن عمليـة المتابعـة عـن كثب‪ ،‬عىل‬ ‫الرغـم مـن وجـود مخاطـر وراثيـة مرتفعـة‪ ،‬إذا حافظـوا‬ ‫على احتمـاالت إصابـة منخفضـة طـوال ت‬ ‫فـرة الفحـص‪.‬‬ ‫ويخطّـط الفريـق لتوسـيع نطـاق التقييـم ليشـمل‬ ‫مجموعـات سـكانية أخـرى مـن خلفيـات وراثيـة وبيئـات‬ ‫مختلفـة بغـرض التحقـق مـن جـدوى نموذجهـم‪.‬‬ ‫‪Ferrat, L.A., Vehik, K., Sharp, S.A., Lernmark, Å, Rewers,‬‬ ‫‪M.J. et al. A combined risk score enhances prediction of‬‬ ‫‪type 1 diabetes among susceptible children. Nature‬‬

‫‪Medicine 26, 1247–1255. (2020).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪8‬‬

‫‪21‬‬

‫‪AG EN C E P H OTOG R A P H I Q UE B S I P / C OR B I S DOC UM EN TA RY / G ET T Y I M AG E S P LUS‬‬

‫سيكون اكتشاف اإلصابة بداء السكري من النوع‬ ‫األول أسهل لدى األطفال األكثر عرضة لخطر‬ ‫اإلصابة بفضل نموذج جديد‪.‬‬


‫تحسين عملية‬ ‫إيصال الدواء‬ ‫إلى الخاليا‬ ‫السرطانية‬ ‫المستهدفة‬ ‫ُ‬ ‫مصنوعة من ي ن‬ ‫ٌ‬ ‫مادت�‬ ‫ُجسيمات نانوية‬ ‫أ‬ ‫لدواء شائع‬ ‫ُحسن مستوى المان‬ ‫ٍ‬ ‫ت ِّ‬ ‫لعالج الرسطان‪.‬‬

‫ناقل نانوي هجين جديد‬ ‫فعال وأقل سمية يعمل‬ ‫كموصل يستهدف‬ ‫الخاليا السرطانية‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬


‫مزيـد مـن االسـتقرار ف ي� مسـتويات‬ ‫الـدم‪ ،‬مـا يـؤدي إىل‬ ‫ٍ‬ ‫المـر� مـن آ‬ ‫ض‬ ‫الثـار‬ ‫الجرعـات بالجسـم‪ .‬وال يحمـي هـذا‬ ‫وهنـة فحسـب مثـل ث‬ ‫الصفيحـات ‪-‬وهو‬ ‫الم ِ‬ ‫الجانبيـة ُ‬ ‫كـرة ُ‬ ‫تنوع‬ ‫مـن‬ ‫ينشـأ‬ ‫قـد‬ ‫الـذي‬ ‫الـدم‬ ‫ُّـط‬ ‫ل‬ ‫تج‬ ‫ابـات‬ ‫ر‬ ‫أحـد اضط‬ ‫ُّ‬ ‫تركـرات أ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫يز‬ ‫أيضـا أن‬ ‫يع‬ ‫وإنمـا‬ ‫الجسـم‪-‬‬ ‫�‬ ‫دويـة‬ ‫ال‬ ‫ي ً‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫المـر� سـيحتاجون إىل جرعـات أقـل تواتـراً‪.‬‬ ‫أوضـح الباحثون أن الجسـيمات النانوية الهجينة ذات‬ ‫ت‬ ‫نانومـر‪،‬‬ ‫شـكل كـروي ُمتجانـس يبلـغ قطـره نحـو ‪200‬‬ ‫وأن ٍ‪ %80‬مـن النواقـل النانويـة أ‬ ‫للدويـة ُع ِّبئـت بعقـار‬ ‫ت‬ ‫«أناسـروزول» بنجـاح‪ .‬وقـد عالـج الفريـق خاليـا رسطان‬ ‫الثـدي باسـتخدام عالجهم النانوي والحظوا أن مسـتوى‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ال�‬ ‫هلاك الخاليا‬ ‫ٌ‬ ‫مشـابه لمسـتوى هالكهـا ي� العالجات ي‬ ‫ت‬ ‫«أناسـروزول» تقليدي‪.‬‬ ‫تسـتخدم‬ ‫ين‬ ‫الباحثـ� بكيمارك الختبار الجسـيمات‬ ‫ويخطّـط فريق‬ ‫«أناسـروزول» على ئ‬ ‫ت‬ ‫فـران‬ ‫الم َح َّملـة بعقـار‬ ‫النانويـة ُ‬ ‫التجـارب‪ ،‬وحـال ثبـوت أمـان العلاج وفاعليتـه‪ ،‬يمكـن‬ ‫ض‬ ‫المـر�‪.‬‬ ‫بعدهـا بـدء التجـارب على‬ ‫‪Massadeh, S., Omer, M.E., Alterawi, A., Ali, R., Alanazi,‬‬ ‫‪F.H. et al. Optimized polyethylene glycolylated poly‬‬‫‪mer–lipid hybrid nanoparticles as a potential breast‬‬ ‫‪cancer treatment. Pharmaceutics 12, 666 (2020).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪8‬‬

‫‪23‬‬

‫‪K AT ERY N A KON /S C I EN C E P H OTO LI B R A RY / G ET T Y I M AG ES‬‬

‫منصةً جديـدة لتوصيـل الدواء‪،‬‬ ‫طـور علمـاء سـعوديون َّ‬ ‫درجـة أمان أحـد أ‬ ‫الدوية الشـائعة‬ ‫حسـن‬ ‫مـن شـأنها أن تُ ِّ‬ ‫المسـتخدمة ف ي� علاج رسطـان الثـدي وفاعليته‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وتعتمـد هـذه التقنيـة على ُجسـيمات نانويـة هجينـة‬ ‫ومغلَّـف‬ ‫تتألـف مـن بوليمـر قابـل لالنحلال الحيـوي ُ‬ ‫بطبقـة مـن الجزيئـات الدهنية تُعـرف باسـم الليبيدات‪.‬‬ ‫بـ� ي ز‬ ‫المختلَـط ي ن‬ ‫مـرة التوافـق‬ ‫ويجمـع هـذا التصميـم ُ‬ ‫الحيـوي وقـدرة الليبيـدات على ت‬ ‫اخـراق الخاليـا‪ ،‬ي ز‬ ‫ومـرة‬ ‫الممتـد للـدواء بفضـل‬ ‫حسـن إ‬ ‫والطلاق ُ‬ ‫االسـتقرار ُ‬ ‫الم َّ‬ ‫اسـتخدام البوليمـرات‪.‬‬ ‫ين‬ ‫الهجـ� اسـتقراره وفاعليته‬ ‫وقـد أثبت الناقـل النانوي‬ ‫ف ي� مكافحـة خاليـا رسطـان الثـدي عنـد تحميلـه بـدواء‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫للإسـر ي ن‬ ‫وج�‪.‬‬ ‫«أناسـروزول» ‪ Anastrozole‬المضـاد‬ ‫مختـر التطوير‬ ‫ئيـس‬ ‫ر‬ ‫مسـاعدة‪،‬‬ ‫سلام‬ ‫الدكتـورة‬ ‫تقـول‬ ‫ب‬ ‫العالجـي بمركـز الملـك عبـد اللـه العالمـي أ‬ ‫للبحـاث‬ ‫مسـتوى‬ ‫الطبيـة (كيمـارك)‪" :‬هـذه تركيبـة جديـدة تُوفّـر‬ ‫ً‬ ‫أفضـل مـن أ‬ ‫المـان والتوافـق الحيـوي‪ ،‬مقارنـةً بإيصـال‬ ‫ف‬ ‫الح َّـرة‪ .‬فهي أقوى وأقل ُس ِّـمية كما أنها‬ ‫الـدواء ي� صورتـه ُ‬ ‫الموجـه للـدواء إىل الخاليـا الرسطانيـة‪،‬‬ ‫تُتيـح التوصيـل‬ ‫َّ‬ ‫ين‬ ‫تحسـ� العالجـات‬ ‫ممـا يُثبـت قـدرة تقنيـة النانـو على‬ ‫الحاليـة وخلـق جيـل جديـد مـن أ‬ ‫الدويـة"‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫شـاركت الدكتـورة مسـاعدة ف ي� إدارة الدراسـة مـع‬ ‫الدكتـورة منـال العامـري الباحثـة بكيمـارك‪ ،‬بالتعـاون‬ ‫ين‬ ‫باحثـ� مـن جامعـة الملـك سـعود بـن عبـد العزيـز‬ ‫مـع‬ ‫للعلـوم الصحيـة‪ .‬وتمتلـك ٌكل مـن مسـاعدة والعامـري‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حافلا ف ي� مجـال تطويـر عالجات قائمـة عىل تقنية‬ ‫سـجل‬ ‫النانـو لرسطـان الثـدي‪ ،‬وقد حصلتـا عىل بـراءات ت‬ ‫اخ�اع‬ ‫البتـكارات ذات صلـة بإيصـال أدويـة مختلفـة بواسـطة‬ ‫جسـيمات نانويـة‪ ،‬ف ي� السـنوات القليلـة الماضيـة‪.‬‬ ‫غـر أن االبتـكارات السـابقة كانـت تعتمـد على‬ ‫ي‬ ‫ُجسـيمات نانويـة ُمؤلفـة بالكامل مـن بوليمرات‪ .‬ويُ َح ِّسـن‬ ‫دمـج الليبيـدات بالسـطح الخارجـي من قابليـة الذوبان‪،‬‬ ‫كما يُسـهم ف ي� ضمـان امتصاص الـدواء بالكامل ف ي� مجرى‬

‫"إنها أقوى وأقل ُس ِّمية كما‬ ‫الموجه‬ ‫أنها تُ تيح التوصيل‬ ‫َّ‬ ‫للدواء إلى الخاليا السرطانية‪،‬‬ ‫مما ُيثبت قدرة تقنية النانو‬ ‫على تحسين العالجات الحالية‬ ‫جيل جديد من األدوية"‪.‬‬ ‫وخلق‬ ‫ٍ‬


‫‪S CI E NCE P HOTO L I BR A RY / A L A M Y S TOCK P HOTO‬‬

‫بروتينات‬ ‫تُ عطي‬ ‫مبكرا‬ ‫تحذيرا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫من خطر‬ ‫اإلصابة‬ ‫بسرطان‬ ‫المثانة‬

‫تحليل بروتينات الدم قد يساعد عىل‬ ‫تشخيص الرسطان‪ ،‬وعالجه‪.‬‬

‫من شأن بصمة بروتينية جديدة يمكن رصدها في الدم أن تكشف عن سرطان المثانة في مراحله المبكرة‪.‬‬

‫قــد تســاعد بروتينــات موجــودة ف� مجــرى الــدم أ‬ ‫الطبــا َء‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف ي� الكشــف عــن رسطــان المثانــة ف ي� مراحلــه الوىل‪،‬‬ ‫وذلــك وفقًــا لدراســة قادهــا مركــز الملــك عبــد اللــه‬ ‫أ‬ ‫ؤســس نتائــج‬ ‫العالمــي للبحــاث الطبيــة (كيمــارك)‪ .‬تُ ِّ‬ ‫الختبــار بســيط ومنخفــض التكلفــة‪،‬‬ ‫هــذه الدراســة‬ ‫ٍ‬ ‫يهــدف إىل تشــخيص رسطــان المثانــة‪ ،‬قبــل أن ينت ـرش‬ ‫ف ي� الجســم ويصعــب عالجــه‪.‬‬ ‫أ‬ ‫اختصـاص بيولوجيـا الورام‪،‬‬ ‫يقـول توفيـق نجـادي‪،‬‬ ‫ي‬ ‫الـذي أ�ش ف على الدراسـة‪" :‬ط ُِر َحـت عـدة واسـمات‬ ‫حيويـة للكشـف عـن رسطـان المثانـة ومراقبتـه‪ ،‬لكن‪ ،‬مع‬ ‫أ‬ ‫السـف‪ ،‬ال توجـد واحـد ٌة منهـا تضمـن االسـتعاضة بهـا‬

‫الحـال إدخال‬ ‫عـن النظـام القديـم‪ ".‬ويتضمـن االختبـار‬ ‫ي‬ ‫بكامـرا ف ي� طرفهـا إىل المثانـة‪ ،‬لفحص‬ ‫أداة رفيعـة مـزودة‬ ‫ي‬ ‫ذلـك العضـو مـن الداخـل برصيًّـا‪ ،‬كمـا يجـري فحـص‬ ‫عينـات مـن البـول تحـت المجهـر‪ ،‬لمعرفـة مـا إذا كانـت‬ ‫تحتـوي على خاليـا رسطانيـة‪ ،‬أم ال‪.‬‬ ‫وهاتـان الطريقتـان لهمـا عيوبهمـا‪ ،‬أ‬ ‫فـالوىل إجـرا ٌء‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫كثـر مـن‬ ‫خـرة إىل الدقـة ي� ي‬ ‫باضـع‪ ،‬بينمـا تفتقـر ال ي‬ ‫أ‬ ‫الحيـان‪ .‬أمـا بصمـة بروتينـات الـدم الجديـدة ف ُت َعـد‬ ‫على النقيض منهما‪ -‬واعـد ًة للغاية‪ ،‬باعتبارهـا ً‬‫بديل يغ�‬ ‫باضـع‪ ،‬موثوقًـا فيـه‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬

‫ف‬ ‫تكـون الرسطـان‬ ‫ال�وتينـات‬ ‫ولتحديـد ب‬ ‫المشـاركة ي� ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫تحليلا لعينـات دم‬ ‫وتطـوره‪ ،‬أجـرى نجـادي وزملاؤه‬ ‫ُّ‬ ‫صغ�ة مـن ض‬ ‫ين‬ ‫السـعودي�‪،‬‬ ‫المر�‬ ‫مأخـوذة مـن مجموعـة ي‬ ‫ـخصت حاالتهـم على أنهـا إصابـة بـسرطان‬ ‫الذيـن ُش ِّ‬ ‫غـر الغـازي للعضلات منخفـض الدرجـة‬ ‫المثانـة ي‬ ‫ن‬ ‫نـةً‬ ‫ال�وتينات ف ي�‬ ‫مسـتويات‬ ‫بـ�‬ ‫ر‬ ‫مقا‬ ‫قـدوا‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫(‪َ ،)NMIBC‬‬ ‫تلـك العينـات ومسـتوياتها ف ي� عينـات دم مأخـوذة مـن‬ ‫أفـراد أصحـاء‪ ،‬فاكتشـفوا أن ‪ 15‬بروتي ًنـا يتسـمون بأنماط‬ ‫تعبـر مختلفـة للغايـة‪ .‬ومـن ي ن‬ ‫ال�وتينـات‪ ،‬كان‬ ‫بـ� تلـك ب‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫‪ 12‬بروتي ًنـا ث‬ ‫المـر�‪ ،‬ف� ي ن‬ ‫حـ� كان ثالثـة‬ ‫أكـر وفـر ًة لـدى‬ ‫ي‬ ‫منهـا أقـل وفـرة‪.‬‬ ‫ال�وتينــات الثالثــة ذات‬ ‫عــى‬ ‫الباحثــون‬ ‫ركَّــز‬ ‫ب‬ ‫االختالفــات أ‬ ‫كــر جــاء ف‬ ‫ث‬ ‫التعبــر‪ ،‬وتحقَّقــوا مــن‬ ‫�‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ً ي‬ ‫صحــة نتائجهــم ف ي� دراســة أترابيــة مســتقلة مــن‬ ‫ض‬ ‫ال�وتينــات الثالثــة ف ي�‬ ‫المــر� ‪ .‬وأمكــن اســتخدام ب‬ ‫لكــن أحدهــا عــى وجــه‬ ‫‪،‬‬ ‫بنجــاح‬ ‫الرسطــان‬ ‫تشــخيص‬ ‫ّ‬ ‫ـ� ف� ٍالكبــد يُســمى الهابتوجلوبـ ي ن‬ ‫ن‬ ‫ـ�‪،‬‬ ‫التحديــد‪ ،‬وهــو بروتـ ي ي‬ ‫أثبــت جــدواه عــى وجــه الخصــوص‪ ،‬بفضــل حساســيته‬ ‫ـ� مـ ض‬ ‫ـر بـ ي ن‬ ‫العاليــة‪ ،‬ودقتــه ف� التميـ ي ز‬ ‫ـر� رسطــان المثانــة‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫المبكــرة‪ ،‬أ‬ ‫والفــراد الصحــاء‪.‬‬ ‫ف ي� مراحلــه‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫الهابتوجلوبــ� يرتبــط‬ ‫بروتــ�‬ ‫أن‬ ‫ِمــن المعلــوم َّ‬

‫بالجزيئــات الحاملــة للحديــد ف ي� مجــرى الــدم‪ ،‬ويَ ُحــول‬ ‫أن الرابــط بـ ي ن‬ ‫ـ�‬ ‫ـح َّ‬ ‫دون َفقْدهــا عــن طريــق البــول‪ .‬صحيـ ٌ‬ ‫ـ� الهابتوجلوبـ ي ن‬ ‫بروتـ ي ن‬ ‫ـ�‪ ،‬ورسطــان المثانــة ال يـزال لغـ ًـزا‪،‬‬ ‫حاليــا عــى اســتجالئه‬ ‫يعكــف‬ ‫نجــادي‬ ‫فريــق‬ ‫أن‬ ‫إال َّ‬ ‫ًّ‬ ‫مــن خــال إجــراء المزيــد مــن التجــارب‪ .‬كمــا تــدرس‬ ‫واســمات حيويــة بروتينيــة أخــرى‬ ‫أيضــا‬ ‫مجموعتــه ً‬ ‫ٍ‬ ‫ت‬ ‫دورا ف ي� تنظيــم االســتجابات‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫تلع‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ـدو‬ ‫ف�ضــة‪ ،‬يبـ َّ‬ ‫ً‬ ‫ُم َ‬ ‫وغ�هــا مــن‬ ‫النــووي‪،‬‬ ‫الحمــض‬ ‫وتناســخ‬ ‫االلتهابيــة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ــه َمة ف ي� نشــوء الرسطــان‪.‬‬ ‫العمليــات الحيويــة ُ‬ ‫الم ْس ِ‬ ‫أن هـذه النتائج ليسـت‬ ‫إىل‬ ‫نجـادي‬ ‫مـن جانبـه‪ ،‬يُ ِش يـر‬ ‫َّ‬ ‫سـوى نتائـج أوليـة‪ ،‬جـاءت اسـتنا ًدا إىل تحليـل بضـع‬ ‫ض‬ ‫المـر� فحسـب‪ .‬ويضيـف ً‬ ‫قائلا‪:‬‬ ‫عرش ات مـن عينـات‬ ‫"لك� نحـول هـذه أ‬ ‫الداة التشـخيصية إىل واقـع ملمـوس‬ ‫ِّ‬ ‫ي‬ ‫على المسـتوى الرسيـري‪ ،‬ثمة حاجـةٌ‬ ‫ماسـة للتحقق من‬ ‫َّ‬ ‫مؤخـرا ف ي� إطـار‬ ‫المك َتشـفة‬ ‫صحـة الواسـمات الحيويـة ُ‬ ‫ً‬ ‫اسـات رسيريـة متعـددة المراكـز‪ ،‬وجيـدة التصميـم"‪.‬‬ ‫در ٍ‬ ‫‪Nedjadi, T., Benabdelkamal, H., Albarakati, N., Masood,‬‬

‫‪A., Al-Sayyad, A. et al. Circulating proteomic signature‬‬ ‫‪for detection of biomarkers in bladder cancer patients.‬‬

‫‪Scientific Reports 10, 10999 (2020).‬‬


‫البنك الحيوي‬ ‫السعودي‬

‫هو مشروع وطني برعاية (كيمارك)‪ ،‬وأحد المشاريع البحثية الطبية‬ ‫المهمة في المملكة العربية السعودية ويهدف إلى‪:‬‬

‫الخدمات‬ ‫ •دعم مجموعة واسعة من الدراسات البحثية الوراثية‬ ‫والوبائية‪ ،‬مع التركيز على تحسين الوقاية من‬ ‫األمراض الشائعة والنادرة وتشخيصها وعالجها‪.‬‬ ‫ •رفع جودة رعاية المرضى من خالل تطبيق أعلى‬ ‫معايير خدمات البنوك الحيوية لتوفير بيانات‬ ‫سريرية‪ ،‬وطبية‪ ،‬وديموغرافية‪ ،‬وتحليلية متميزة‪.‬‬

‫‪KAIMRC-BIOBANK@NGHA.MED.SA‬‬


‫يحدث االنصمام الخثاري‬ ‫الوريدي عند تشكُّل جلطات‬ ‫المضاعفات‬ ‫دموية‪ ،‬وهو من ُ‬ ‫الشائعة التي تعقب الخضوع‬ ‫لجراحة الركبة والورك‪.‬‬

‫‪26‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬


‫مدى شيوع التجلطات‬ ‫الدموية بعد الخضوع‬ ‫لجراحات الورك‬ ‫شائعا‬ ‫احات الورك ليس ً‬ ‫االنصمام الخثاري الوريدي بعد الخضوع لجر ٍ‬ ‫بصورة يغ� اعتيادية ف ي� المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪8‬‬

‫‪27‬‬

‫‪I LEX X / I S TOC K / G ET T Y I M AG ES P LUS‬‬

‫أ‬ ‫ت‬ ‫الـ� أُجريـت ف ي� أوروبـا‬ ‫أجـرى باحثـون مـن مركـز الملـك عبـد اللـه العالمـي أللبحـاث الطبيـة بالـورك ‪ .%3‬وأشـارت أالمقارنـة مـع الدراسـات ي‬ ‫حدد‬ ‫الم َّ‬ ‫تكـون جلطـات الـدم لـدى الشـخاص الذيـن والواليـات المتحـدة المريكيـة وجنوب �ش ق آسـيا إىل أن المعدل ُ‬ ‫(كيمـارك) ً‬ ‫تقييمـا لخطـر ف ّ‬ ‫بـ� ض‬ ‫ن‬ ‫كسـورا‬ ‫يعانون‬ ‫الذين‬ ‫المر�‬ ‫الوريدي‬ ‫الخثـاري‬ ‫االنصمـام‬ ‫لحـدوث‬ ‫اسـة‬ ‫ر‬ ‫الد‬ ‫وتتناول‬ ‫السـعودية‪.‬‬ ‫العربية‬ ‫المملكة‬ ‫�‬ ‫بالورك‬ ‫لكسـور‬ ‫تعرضوا‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ض‬ ‫المعـدل أقل ي ن‬ ‫ن‬ ‫المـر� الذين يعانون‬ ‫ب�‬ ‫كان‬ ‫ولكـن‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ه‬ ‫متشـاب‬ ‫كان‬ ‫بالـورك‬ ‫هـؤالء‬ ‫بـ�‬ ‫(‪)VTE‬‬ ‫الوريـدي‬ ‫الخثـاري‬ ‫االنصمـام‬ ‫شـيوع‬ ‫مـدى‬ ‫تحديـد‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫المـر�‪ ،‬وهـي خطـوة مهمـة نحـو الوقايـة من مثـل هـذه المضاعفات كسرا ف‬ ‫ض‬ ‫ت‬ ‫تشـر‬ ‫إليها‬ ‫توصلنا‬ ‫الـ�‬ ‫"النتائـج‬ ‫أن‬ ‫إىل‬ ‫الذويـخ‬ ‫ويخلـص‬ ‫ـق‪.‬‬ ‫الح‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫إىل ًأن يشـيوع االنصمـام الخثـاري الوريدي ف‬ ‫الحق والورك‬ ‫كسـور‬ ‫حاالت‬ ‫�‬ ‫للحيـاة‪.‬‬ ‫دة‬ ‫هـد‬ ‫الم ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫جلطـات دمويـة ال يخـرج عـن المألـوف بالمملكة العربية السـعودية‪ ،‬ومعدل شـيوع هذه‬ ‫َّل‬ ‫ك‬ ‫تتشـ‬ ‫حـ�‬ ‫الوريـدي‬ ‫الخثـاري‬ ‫االنصمـام‬ ‫يحـدث‬ ‫ي‬ ‫ٌ‬ ‫ف‬ ‫لنظـره ف ي� البلـدان المتقدمة"‪.‬‬ ‫آثـارا الحالـة لدينـا مماثل ي‬ ‫سـبب هـذه الجلطـات ً‬ ‫ي� الجهـاز الوريـدي العميـق‪ .‬ويمكـن أن تُ ِّ‬ ‫ت‬ ‫تشـر إىل وجـود صلـة‬ ‫ات جلديـة‪ ،‬كمـا يُمكـن أن تنتقـل‬ ‫الـ� ي‬ ‫وتغـر ٍ‬ ‫موضعيـة‪ ،‬تشـمل ً‬ ‫ألمـا ُّ‬ ‫وتور ًمـا ي ّ‬ ‫واسـتنا ًدا إىل الجهـود البحثيـة السـابقة ي‬ ‫ين‬ ‫بـ� ي ز‬ ‫ين‬ ‫إىل الر ي ن‬ ‫الهيموجلوبـ� ف ي� الـدم‬ ‫تركـر‬ ‫ئتـ� ممـا قد يـؤدي إىل حدوث‬ ‫الصابـة باالنصمـام‬ ‫وخطـر‬ ‫(‪)PE‬‬ ‫ئـوي‬ ‫ر‬ ‫انصمـام‬ ‫أو‬ ‫انسـداد‬ ‫إ‬ ‫"النتائج التي توصلنا إليها تشير‬ ‫الخثـاري الوريـدي‪ ،‬بحـث الذويـخ‬ ‫ُمميـت‪ .‬يشـيع االنصمـام الخثـاري‬ ‫وزملاؤه هذه العالقـة ف ي� بياناتهم‪،‬‬ ‫الوريـدي بعـد الخضـوع لجراحـات‬ ‫إلى أن شيوع االنصمام الخثاري‬ ‫ين‬ ‫ووجـدوا أن ي ز‬ ‫الهيموجلوبـ�‬ ‫تركـرات‬ ‫سـيما بعـد‬ ‫تقويـم العظـام‪ ،‬وال ِّ‬ ‫وقـت دخـول المستشـفى لـم‬ ‫أن‬ ‫إال‬ ‫جراحـات الـورك والركبـة‪،‬‬ ‫الحق‬ ‫الوريدي في حاالت كسور ُ‬ ‫بـ� ض‬ ‫تختلـف ي ن‬ ‫المر� الذيـن أُصيبوا‬ ‫غـر واضحـة‪.‬‬ ‫أسـبابه ي‬ ‫والورك ال يخرج عن المألوف‬ ‫باالنصمـام الخثـاري الوريـدي‬ ‫ـث سـالم الذويـخ مـن كيمارك‬ ‫بح َ‬ ‫َ‬ ‫شـر‬ ‫ي‬ ‫مما‬ ‫بـه‪،‬‬ ‫صابـوا‬ ‫ي‬ ‫لـم‬ ‫والذيـن‬ ‫شـيوع‬ ‫مـدى‬ ‫زمالئـه‬ ‫مـع‬ ‫بالتعـاون‬ ‫ُ ي‬ ‫ُ‬ ‫ومعدل‬ ‫السعودية‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫بالمملكة‬ ‫ين‬ ‫تأث� ي ز‬ ‫االنصمـام الخثـاري الوريـدي ي ن‬ ‫الهيموجلوب�‬ ‫تركـر‬ ‫بـ�‬ ‫إىل غيـاب ي‬ ‫ض‬ ‫شيوع هذه الحالة لدينا مماثل‬ ‫ف ي� هـذا السـياق‪.‬‬ ‫كسـورا ف ي�‬ ‫المـر� ممـن يعانـون‬ ‫ً‬ ‫وضحـا‪" :‬تتمثـل‬ ‫م‬ ‫الذويـخ‬ ‫يقـول‬ ‫تجويـف‬ ‫وهـو‬ ‫ـق‪،‬‬ ‫الح‬ ‫أو‬ ‫الـورك‬ ‫ُ ً‬ ‫ُ‬ ‫لنظيره في البلدان المتقدمة"‪.‬‬ ‫خطوتنـا التاليـة ف ي� اكتشـاف‬ ‫مفصـل الـورك‪ ،‬ف ي� المملكـة العربيـة‬ ‫االرتباطـات ي ن‬ ‫ب� االنصمـام الخثاري‬ ‫وضحـا‪:‬‬ ‫السـعودية‪ .‬يقـول الذويـخ ُم ً‬ ‫الخرى‪ ،‬مثـل أ‬ ‫المر� وعوامـل الخطورة أ‬ ‫"لـم تُنرش أي دراسـة ف� بلدنـا أو منطقـة الخليج بخصوص مدى شـيوع الوريـدي لـدى هـؤالء ض‬ ‫المراض‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫الجـراء الجراحـي‪ ،‬ومـدة‬ ‫الحـق والـورك‪ .‬فأردنـا‬ ‫المصاحبـة‪ ،‬ومـؤ�ش كتلـة الجسـم‪ ،‬وطـول إ‬ ‫ُ‬ ‫االنصمـام الخثـاري الوريـدي ي� حـاالت كسـور ُ‬ ‫القامـة ف ي� المستشـفى‪ .‬نحـن نهـدف إىل وضـع مقيـاس يُسـت َند إليـه ف ي�‬ ‫اكتشـاف مـدى شـيوعها مـن أجـل تقييـم مسـتوى أدائنـا ف ي� الوقايـة من‬ ‫إ‬ ‫االنصمـام الخثـاري الوريـدي بالمقارنـة مـع البلـدان أ‬ ‫التعـرض لالنصمـام الخثـاري الوريدي بهـدف تقليل هذه‬ ‫تقييـم خطـر‬ ‫الخـرى"‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫المضاعفـات أو الوقايـة منهـا"‪.‬‬ ‫الحق‬ ‫شـخصا يعانون‬ ‫ُ‬ ‫كسـورا بالورك أو ُ‬ ‫ً‬ ‫وحلَّل الباحثون سـجالت ‪ 995‬أ ً‬ ‫الوىل بمدينة الملـك عبد العزيز الطبية‬ ‫بمركـز علاج الرضـوح من الدرجة‬ ‫ف‬ ‫بـ� أعـوام ‪ 2009‬و‪ .2015‬وص ِّنف ض‬ ‫ن‬ ‫‪Althuwaykh, S.H., Alnasser, A.M., Khubrani, A.M., Alamari, Z.S. & Alju‬‬‫المر�‬ ‫ي� المملكـة العربية السـعودية ي‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫‪hani, W.S. Prevalence of venous thromboembolism in patients with‬‬ ‫وفقًـا لمـا إذا كانـوا قـد أُصيبـوا بتجلّـط الوردة العميقـة (خثـار وريـدي‬ ‫‪acetabular or hip fractures and their association with hemoglobin‬‬ ‫عميـق) أو االنصمـام الرئـوي أو كليهمـا‪ ،‬أو لم يتعرضـوا أل ٍي منهما‪.‬‬ ‫ض‬ ‫وكان معـدل شـيوع االنصمـام الخثـاري الوريـدي ي ن‬ ‫‪concentration. Journal of Musculoskeletal Surgery and Research 4,‬‬ ‫المـر� الذين‬ ‫بـ�‬ ‫ين‬ ‫بالحق ‪ ،%5‬فيما كان معدل شـيوعه ي ن‬ ‫‪21–24 (2020).‬‬ ‫بكسـور‬ ‫المصاب�‬ ‫ب�‬ ‫يعانون‬ ‫كسـورا ُ‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬


‫الحمل باإلخصاب في‬ ‫المختبر ال ِّ‬ ‫يؤثر في نتائج‬ ‫التحصيل الدراسي لدى‬ ‫المبتسرين‬ ‫األطفال ُ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫المبترسين إىل‬ ‫الخصاب ف ي�‬ ‫ال يؤثر إ‬ ‫ب‬ ‫المخت� (‪ )IVF‬ي� مدى احتياج الطفال ُ‬ ‫ف‬ ‫مساعدة إضافية ي� تعليمهم‪ ،‬وفقًا لدراسة أجراها باحثون بمركز الملك عبد الله‬ ‫العالمي أ‬ ‫للبحاث الطب ّية (كيمارك)‪.‬‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫حمـل طبيعـي‪ .‬كانـت أعمـار‬ ‫المبترسيـن الذيـن ُولـدوا نتيجـة‬ ‫المبترسين‬ ‫الخصـاب ف ي�‬ ‫ال يؤثـر إ‬ ‫ب‬ ‫طفـال ُ‬ ‫المختـر (‪ )IVF‬ي� مدى احتيـاج الطفال ُ‬ ‫ال ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫عامـا وقـت إجـراء الدراسـة‪ ،‬وقـد تلقّـوا‬ ‫و‪16‬‬ ‫‪8‬‬ ‫بـ�‬ ‫اوح‬ ‫تـر‬ ‫طفـال‬ ‫ال‬ ‫بمركز‬ ‫باحثـون‬ ‫اهـا‬ ‫ر‬ ‫أج‬ ‫اسـة‬ ‫ر‬ ‫لد‬ ‫ًـا‬ ‫ق‬ ‫وف‬ ‫تعليمهـم‪،‬‬ ‫�‬ ‫إضافيـة‬ ‫مسـاعدة‬ ‫إىل‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫العالمـي أ‬ ‫جميعـا الرعايـة ف‬ ‫ث‬ ‫لحدي� الـوالدة بمدينة الملك‬ ‫َّـزة‬ ‫ك‬ ‫المر‬ ‫الرعاية‬ ‫وحـدة‬ ‫�‬ ‫(كيمارك)‪.‬‬ ‫ـة‬ ‫الطبي‬ ‫بحاث‬ ‫لل‬ ‫هللا‬ ‫عبـد‬ ‫الملـك‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بـ� أ‬ ‫أ‬ ‫مشـكالت عبـد العزيـز الطبيـة ف� ت‬ ‫المبترسيـن ث‬ ‫الفـرة ي ن‬ ‫العـوام ‪ 2001‬و‪.2009‬‬ ‫أكـر ُعرضةً لمواجهة‬ ‫ٍ‬ ‫مـن المعلـوم أن الطفـال ُ‬ ‫ي‬ ‫تتعلـق بنموهـم‬ ‫وجـد فريـق الهذلـول أن الحمـل‬ ‫العصـ�‪ .‬ولطالمـا‬ ‫بي‬ ‫عـن طريـق الخصـاب ف‬ ‫ت‬ ‫المختـر لـم‬ ‫�‬ ‫مـدى‬ ‫تناولـت‬ ‫الـ�‬ ‫اسـات‬ ‫توصلـت الدر‬ ‫إ‬ ‫ب‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫يؤثـر ف� نسـبة أ‬ ‫الطفـال الذيـن احتاجـوا‬ ‫من‬ ‫بهم‬ ‫مـل‬ ‫ح‬ ‫أطفـال‬ ‫إصابـة‬ ‫احتماليـة‬ ‫المبتسرين‬ ‫"من بين األطفال ُ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫دروس إضافيـة أو اضطُّـروا إىل‬ ‫إىل‬ ‫المختـر بمشـكالت‬ ‫الخصـاب ف ي�‬ ‫خلال إ‬ ‫ب‬ ‫ٍ‬ ‫وقت‬ ‫ة‬ ‫بشد‬ ‫الوزن‬ ‫منخفضي‬ ‫ّ‬ ‫اسـية‪ .‬كمـا أنـه لـم يؤثـر‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫سـنة‬ ‫إعـادة‬ ‫المدى‬ ‫على‬ ‫صحية‬ ‫ومشـكالت‬ ‫ف ي� النمـو‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫مواجهتهـم صعوبـات �ف‬ ‫ف‬ ‫ي� احتماليـة‬ ‫الطويـل إىل نتائـج متضاربة‪ .‬وقد خضع‬ ‫الوالدة‪ ،‬لم يكن األطفال‬ ‫ٍ ي‬ ‫ين‬ ‫احتياجـات دراسـية خاصـة‪.‬‬ ‫أو‬ ‫التعلـم‬ ‫نحو‬ ‫كال هذيـن‬ ‫ٍ‬ ‫العاملـ� للدراسـة على ٍ‬ ‫من المولودون عن طريق اإلخصاب‬ ‫�ش‬ ‫وباســتخدام االســتبيانات ومراجعــة‬ ‫كثـر‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫لـم‬ ‫ذلـك‬ ‫ومـع‬ ‫مسـتقل‪،‬‬ ‫ُ َ‬ ‫ي‬ ‫أ ٍ‬ ‫النتائج ْ طويلة أ‬ ‫الســجالت الطبيــة‪ ،‬وجــد الباحثــون‬ ‫مد‬ ‫ال‬ ‫بخصـوص‬ ‫بحاث‬ ‫ال‬ ‫في المختبر أكثر ُعرضة للعيوب‬ ‫المتعلّقـة بنمـو أ‬ ‫الصابــة بأم ـراض‬ ‫ـتويات‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫أن‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫أيض‬ ‫بترسيـن‬ ‫الم‬ ‫طفـال‬ ‫ال‬ ‫ً‬ ‫إ‬ ‫ُ‬ ‫لقية الكبيرة‪ ،‬أو األمراض‬ ‫ِ‬ ‫اضطــراب قصــور االنتبــاه‪ ،‬وفــرط‬ ‫الخصـاب ف ي�‬ ‫الخ َّ‬ ‫الذيـن ُو ِلـدوا عـن طريـق إ‬ ‫البصــار‪،‬‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫وضع‬ ‫ـد‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫والتوح‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الحرك‬ ‫المخت� ‪.‬‬ ‫إ‬ ‫ب‬ ‫ُّ‬ ‫قصيرة األمد أو الوفاة"‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ومشــكالت الســمع‪ ،‬وصعوبــات ف ي�‬ ‫و� دراسـة سـابقة نُ ِ�ش َت عـام ‪،2018‬‬ ‫ي‬ ‫حركــة كامــل الجســم والعضــات‬ ‫اختصاص‬ ‫وجد الدكتـور خالد الهذلول‪،‬‬ ‫ي‬ ‫بـ� أ‬ ‫�ض‬ ‫ث‬ ‫ين‬ ‫ن‬ ‫المجموعتــ�‪ .‬وقــد جــرى تعديــل‬ ‫الكبــرة‪ ،‬كانــت متشــابهة ف ي� كلتــا‬ ‫منخف‬ ‫بترسين‬ ‫الم‬ ‫طفال‬ ‫ال‬ ‫من‬ ‫أنه‬ ‫كيمارك‪،‬‬ ‫حديـ� الـوالدة ف ي�‬ ‫طـب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ـ� المجموعتـ ي ن‬ ‫بشـدة وقـت الـوالدة‪ ،‬لـم يكـن الطفـال المولـودون عـن طريـق النتائــج ل ُتؤخــذ � االعتبــار اختالفــات أخــرى بـ ي ن‬ ‫ـ�‪ ،‬مــن‬ ‫الـوزن‬ ‫ّ‬ ‫البــاء أ‬ ‫المراض بينهــا مســتوى يالتعليــم الــذي تلقّــاه آ‬ ‫أكـر عرضـة للعيـوب الخلقيـة الكبـرة‪ ،‬أو أ‬ ‫والمهــات‪.‬‬ ‫الخصـاب ف ي�‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫المختـر ث ُ‬ ‫ِ َّ‬ ‫قصـرة أ‬ ‫حمـل طبيعي‪.‬‬ ‫المـد أو الوفـاة‪ ،‬مقارنـةً بمـن ُولدوا نتيجة‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ومـن ثـم‪ ،‬اتجـه دكتـور الهذلـول وزملاؤه إىل دراسـة مسـألة أ‬ ‫‪Al-Hathlol, K. School performance and long-term outcomes of very‬‬ ‫الداء‬ ‫َّ‬ ‫اس‪ ،‬فقارنـوه لـدى ‪ً 79‬‬ ‫‪preterm children conceived via in vitro fertilization. JBRA Assisted‬‬ ‫المخت�‬ ‫بالخصـاب ف ي�‬ ‫طفلا ُم‬ ‫بتسرا ُولـدوا إ‬ ‫ب‬ ‫فالـدر أ ي‬ ‫أً‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫‪Reproduction 24(1) 61‎–‎65 (2020).‬‬ ‫مماثل من‬ ‫لعـدد‬ ‫اس‬ ‫ر‬ ‫الد‬ ‫داء‬ ‫بـال‬ ‫قبلـه)‬ ‫أو‬ ‫والثالثـ�‬ ‫الثـا�‬ ‫سـبوع‬ ‫(� ال‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫‪28‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬


‫‪NE NOV/ M OM E NT / G E T T Y I M AG E S‬‬

‫ال يواجه األطفال المبتسرين‬ ‫بعد عملية اإلخصاب في‬ ‫المختبر (‪ )IVF‬مخاطر أعلى من‬ ‫ذويهم المولودين نتيجة حمل‬ ‫طبيعي‪.‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪8‬‬

‫‪29‬‬


‫يعد التهاب الغشاء‬ ‫البريتوني من المضاعفات‬ ‫المتكررة بين األطفال الذين‬ ‫يخضعون لِ غَ ْسل الكُلى‪.‬‬

‫ب� أ‬ ‫الصابة بالتهاب الغشاء ب ن‬ ‫يتو� ي ن‬ ‫الطفال الذين‬ ‫الكشف عن ارتفاع معدالت إ‬ ‫ال� ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫اتيجية‬ ‫يخضعون ِلغَ ْسل الكُىل ي� أحد المستشفيات السعودية سيدفع إىل انتهاج اس� ٍ‬ ‫ين‬ ‫تحس� الوضع‪.‬‬ ‫ما‪ ،‬من أجل‬ ‫ين‬ ‫سـعودي� يخضعون‬ ‫أطفال‬ ‫كشـفت دراسـة أُجريت عىل‬ ‫ٍ‬ ‫ن‬ ‫يتـو�‪ ،‬مـن أجـل علاج أمـراض الكُىل‪،‬‬ ‫ِلغَ ْسـل الـكُىل ب‬ ‫ال� ف ي‬ ‫الصابـة بالتهـاب الغشـاء‬ ‫معـدل‬ ‫�‬ ‫ـق‬ ‫إ‬ ‫عـن ارتفـاع ُم ِقل ي‬ ‫ن‬ ‫يتـو� (التهـاب الصفـاق)‪ ،‬وهـو نـوع مـن العـدوى‬ ‫ب‬ ‫ال� ي‬ ‫المبطن لجـدار تجويف البطن‪.‬‬ ‫الداخل�‬ ‫الغشـاء‬ ‫يُصيب‬ ‫ي ُ‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫الـ�‬ ‫يتـو� أحـد‬ ‫ويُ َع ُّـد التهـاب الغشـاء ب‬ ‫ال� ي‬ ‫العوامـل ي‬ ‫ف‬ ‫ال� ن‬ ‫يتـو�‪ ،‬كمـا‬ ‫ُىل‬ ‫ك‬ ‫الـ‬ ‫ـل‬ ‫َس‬ ‫غ‬ ‫ب‬ ‫تلعـب ً‬ ‫ئيسـا ي� فشـل ْ‬ ‫دورا ر ً‬ ‫ي‬ ‫تت�تـب عليه نتائج سـيئة بالنسـبة إىل ض‬ ‫المر�‪ ،‬بما يشـمل‬ ‫الصابـة بأمـر ٍاض أخـرى‪ ،‬والوفاة‪.‬‬ ‫إ‬ ‫ال� ن‬ ‫أنبـوب‬ ‫باسـتخدام‬ ‫يتـو�‬ ‫ويُجـرى غ َْسـل الـكُىل ب‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ن‬ ‫يتـو�؛ لطـرد السـموم‬ ‫يُ َ‬ ‫عـر جـدار الغشـاء ب‬ ‫دخـل ب‬ ‫ال� ي‬ ‫ت‬ ‫الـ� تت�اكـم ف ي� بطـن المريـض‪ ،‬عندمـا يكـون ُمصابًـا‬ ‫ي‬ ‫بالفشـل الكُلـوي‪ .‬وعـاد ًة مـا يُسـتخدم غ َْسـل الـكُىل‬ ‫ن‬ ‫يتـو� ً‬ ‫بديلا لعمليـة الغَ ْسـل الكُلـوي الدموي (أو ما‬ ‫ب‬ ‫ال� ي‬ ‫يُعـرف بالديـال الدمـوي)‪ ،‬ت‬ ‫الـ� يُسـتخلَص فيهـا الـدم‬ ‫ي‬ ‫ويُ َنظَّـف مبـا�ش ةً‪ ،‬إذ يمكـن أن يُحقِّـق نتائـج أفضـل‬ ‫‪30‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬

‫ض‬ ‫للمـر� ف ي� العديـد مـن الظـروف‪.‬‬ ‫ث‬ ‫البحـ� بمركز الملـك عبد الله‬ ‫التقريـر‬ ‫مؤلفـو‬ ‫ويقـول‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫إن "التهاب الغشـاء‬ ‫العالمـي للبحاث الطبيـة (كيمارك)‪ّ :‬‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫المضاعفـات المتكـررة ي ن‬ ‫بـ� الطفـال‪،‬‬ ‫ب‬ ‫يتـو� أحـد ُ‬ ‫ال� ي‬ ‫كثـرا عـن حدوثـه ف ي� المملكـة العربيـة‬ ‫َّـغ‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫لـم‬ ‫لكـن‬ ‫ْ‬ ‫َُ‬ ‫يً‬ ‫ولس ّـد هـذه الفجـوة‪ ،‬لجـأ الباحثـون إىل‬ ‫السـعودية‪َ ".‬‬ ‫الطبيـة أ‬ ‫للطفال ف ي� مستشـفى الملـك عبد الله‬ ‫السـجالت‬ ‫التخصص� أ‬ ‫للطفـال بالريـاض‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫وقـد فحـص الباحثـون التاريـخ‬ ‫طفلا‬ ‫الطـ� لــ‪27‬‬ ‫بي‬ ‫ن‬ ‫يتـو� ف� ت‬ ‫الف�ة ما ي ن‬ ‫سـبتم�‬ ‫ب�‬ ‫ب‬ ‫خضعـوا لغَ ْسـل الـكُىل ب‬ ‫ال� ي ي‬ ‫تشـخيصا بالتهاب‬ ‫‪86‬‬ ‫واكتشـفوا‬ ‫وديسـم� ‪،2017‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫ب‬ ‫ً‬ ‫ثلـ� أ‬ ‫ال� ن‬ ‫يتـو�‪ ،‬كمـا وجـدوا أن نحـو ث‬ ‫الطفـال‬ ‫الغشـاء‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫تـ� يعلى أ‬ ‫تعرضـوا مر ي ن‬ ‫القـل لهـذه الحالـة المرضيـة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ويُوصـف هـذا المعـدل للإصابـة بالتهـاب الغشـاء‬ ‫ن‬ ‫يتـو� بأنـه مرتفـع‪ ،‬إذا مـا قُـورن ببيانـات ُمسـتقاة‬ ‫ب‬ ‫ال� ي‬ ‫بلـدان أخرى‪ ،‬كمـا أنه يتجـاوز المسـتويات المقبولة‬ ‫مـن‬ ‫ٍ‬

‫‪Al Mokali, K., Al Sannaa, Z., Al Mutairi, F., Ahmed, A.E. Fac-‬‬

‫‪tors influencing occurrence of peritonitis in Saudi children‬‬ ‫)‪on peritoneal dialysis. BMC Pediatrics 20:42 (2020‬‬

‫‪A LEKSA N DR I VAS EN KO/ S H UT T ER S TOC K .C OM‬‬

‫تفحصة على‬ ‫ٌ‬ ‫نظرة ُم ِّ‬ ‫التهاب الغشاء‬ ‫البريتوني في المملكة‬ ‫العربية السعودية‬

‫المنصـوص عليهـا ف ي� توصيـات الجمعيـة الدولية لغَ ْسـل‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫الـ� أُجريت ف ي�‬ ‫الـكُىل ب‬ ‫ال� ي‬ ‫يتـو�‪ .‬وتدعـم هذه الدراسـة‪ ،‬ي‬ ‫وإن كانت محـدودة ‪ -‬من بعض‬ ‫‬‫مماثلـة‬ ‫نتائـج‬ ‫كيمـارك‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫الـ� أُجريت على ض‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫سـعودي�‪.‬‬ ‫مر�‬ ‫الدراسـات السـابقة ي‬ ‫ين‬ ‫الباحثـ� هـو محاولـة‬ ‫كان التحـدي الرئيـس أمـام‬ ‫تحديد أسـباب ارتفـاع معدالت التهاب الغشـاء ب ن‬ ‫يتو�‬ ‫ال� ي‬ ‫ف‬ ‫لات‬ ‫ي� المستشـفى السـعودي‪ ،‬والتوصـل إىل ُّ‬ ‫تدخ ٍ‬ ‫مناسـبة؛ للتعامـل مـع المشـكلة‪.‬‬ ‫إن‬ ‫القائلـة‬ ‫الفرضيـة‬ ‫نـا‬ ‫اخت�‬ ‫يقـول الباحثـون‪" :‬لقـد ب‬ ‫ّ‬ ‫بعـض العوامـل الديموجرافيـة والرسيريـة قـد ت‬ ‫تقـرن‬ ‫ن‬ ‫يتـو�"‪.‬‬ ‫بارتفـاع معـدل إ‬ ‫الصابـة بالتهـاب الغشـاء ب‬ ‫ال� ي‬ ‫تغـرات ت‬ ‫ال�‬ ‫الم‬ ‫مـن‬ ‫العديد‬ ‫تحديـد‬ ‫مـن‬ ‫وقـد تمكنـوا‬ ‫ُ ي‬ ‫ي‬ ‫الصابـة بالتهـاب الغشـاء‬ ‫احتماليـة‬ ‫مـن‬ ‫يمكـن أن تزيـد‬ ‫إ‬ ‫ن‬ ‫ض‬ ‫ت‬ ‫النـاث‪،‬‬ ‫مـن‬ ‫المـر�‬ ‫كـون‬ ‫بينهـا‬ ‫مـن‬ ‫والـ�‬ ‫إ‬ ‫ب‬ ‫ال� ي‬ ‫يتـو�‪ ،‬ي‬ ‫وكبـار السـن‪ .‬كمـا يمكـن أن تـؤدي عوامـل معينـة ‪ -‬مثـل‬ ‫خلفيـة اجتماعيـة واقتصاديـة منخفضـة‬ ‫االنتمـاء إىل‬ ‫ٍ‬ ‫المسـتوى‪ ،‬وقصر القامـة‪ ،‬وانخفـاض الـوزن عـن‬ ‫الصابـة بهـذا االلتهاب‪.‬‬ ‫المتوسـط ‪ -‬إىل زيـادة احتمـاالت إ‬ ‫الصابـة بالمـرض الكُلـوي‬ ‫ووجـد الفريـق ً‬ ‫أيضـا أن إ‬ ‫الخل ِْق َّيـة‪ ،‬وبعـض‬ ‫ُالئيـة‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫بالمتالزمـة‬ ‫المعـروف باسـم‬ ‫ِ‬ ‫حـددة‪،‬‬ ‫الم‬ ‫الحيويـة‬ ‫الكيميائيـة‬ ‫المـرض‬ ‫مـؤ�ش ات‬ ‫ُ َّ‬ ‫والخضـوع لعلاج طويـل أ‬ ‫بالمضـادات الحيويـة‪،‬‬ ‫مـد‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫كانـوا بمثابـة عوامـل خطـر‪ ،‬زادت مـن احتمـاالت إصابـة‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫يتـو�‪.‬‬ ‫الطفـال بالتهـاب الغشـاء ب‬ ‫ال� ف ي‬ ‫ث‬ ‫البحــ� ي� الوقــت الراهــن ‪-‬‬ ‫ويخطــط الفريــق‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫"اســراتيجية‬ ‫لوضــع‬ ‫‬‫الكاشــفة‬ ‫الــرؤى‬ ‫متســل ًِّحا بهــذه‬ ‫ِ‬ ‫ال�يتـ ن‬ ‫ـو�‪،‬‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫الغش‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫بالته‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫صاب‬ ‫ال‬ ‫ـن‬ ‫وقايــة ُمثــى مـ إ‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫أو دليــل ألفضــل الممارســات"‪ ،‬وذلــك بغــرض محاولــة‬ ‫ن‬ ‫يتــو�‬ ‫تقليــل حــدوث إ‬ ‫الصابــة بالتهــاب الغشــاء ب‬ ‫ال� ي‬ ‫أيضــا تطبيــق‬ ‫ويمكــن‬ ‫عهــا‪.‬‬ ‫ن‬ ‫وم‬ ‫بــل‬ ‫ف ي� مركزهــم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫َْ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫اســراتيجيتهم عــى نطــاق أوســع ي� جميــع أنحــاء‬ ‫المملكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬ف‬ ‫و� أماكــن أخــرى‪.‬‬ ‫ي‬


‫قاعدة بيانات جديدة للجينات‬ ‫تسترشد بها العالجات‬ ‫المصممة حسب الحاجة‬ ‫ُ‬

‫السكانية‪،‬‬ ‫تنوع جينات الجهاز المناعي بع�‬ ‫مرجع‬ ‫ٌ‬ ‫عالمي يُس ِّلط الضوء عىل ّ‬ ‫ٍ‬ ‫المجموعات ُ‬ ‫ٌ‬ ‫أ‬ ‫حسن نتائج زراعة العضاء‪.‬‬ ‫من شأنه أن يرتقي بالطب الدقيق ويُ ِّ‬

‫من شأن فهم التنوعات الجينية أن يقي من حدوث تفاعالت دوائية ضارة‪ ،‬وأن يضمن نجاح عمليات زراعة األعضاء‪.‬‬

‫فعالـة ف ي� الكشـف عـن تسلسـل الحمـض النووي"‪.‬‬ ‫طـرق َّ‬ ‫ٍ‬ ‫وتُعـرف قاعـدة بيانـات ُمسـتضدات الكريـات البيضاء‬ ‫الب�ش يـة الجديـدة باسـم فهـرس ‪ ،CIWD‬حيـث إنهـا‬ ‫تصنـف أ‬ ‫الليلات وفقًـا لتواتـر وجودهـا؛ فإمـا أن تكـون‬ ‫ُ ِّ‬ ‫"ش�ائع"ة"‪ Common‬وإمـا أن تكـون "وسـيطة" �‪Interme‬‬ ‫‪ diatee‬وإمـا أن تكـون ُ"م َوثَّقَـة توثيقًـا دقيقًـا" �‪Well Doc‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫الـ�‬ ‫شـر الصنـف ال ي‬ ‫‪ .umented‬ويُ ي‬ ‫خـر إىل الليلات ي‬ ‫رصـدت على أ‬ ‫القـل لـدى خمسـة أشـخاص ال تربطهـم‬ ‫ُِ َ‬ ‫ثـم‪ ،‬فـإن نُدرتهـا ال تنفـي وجودهـا‪.‬‬ ‫صلـة‪ .‬ومـن‬ ‫َّ‬ ‫ويصنـف هـذا الفهـرس أيضـا أ‬ ‫الفـراد ضمـن فئـات‬ ‫ً‬ ‫ُ َ ِّ‬ ‫ين‬ ‫تمكـ�‬ ‫وعرقيـة‪ ،‬ممـا يعمـل على‬ ‫لالية‬ ‫وس‬ ‫جغرافيـة‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫الباحثـ� مـن تحديـد أي التنويعـات هـي أ‬ ‫ين‬ ‫انتشـارا‬ ‫ال ثك�‬ ‫ً‬ ‫ين‬ ‫بـ� مجموعـات سـكانية بعينهـا‪.‬‬ ‫هــر يل البحثيــة‪ ،‬المنشــورة ف ي� مجلــة‬ ‫ورقــة‬ ‫وتضــم‬ ‫ي‬ ‫ّ‬

‫ـ� مشـ ي ن‬ ‫«إتــش إل إيــه» ‪ ،HLA‬أربعــة مؤلفـ ي ن‬ ‫ـارك� ينتســبون‬ ‫إىل الســجل الســعودي للم بت� ي ن‬ ‫عــ� بالخاليــا الجذعيــة‬ ‫ف� مركــز الملــك عبــد اللــه ُ العالمــي أ‬ ‫للبحــاث الطبيــة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫هــر يل‪" :‬لقــد أعانننــا إســهامهم عــى فهــم‬ ‫تقــول ي‬ ‫نمــط ُمســتضدات الكُريــات البيضــاء الب�ش يــة لــدى‬ ‫الفـراد ف� منطقــة الـرش ق أ‬ ‫أ‬ ‫الوســط‪ .‬وس ُتســاعد البيانــات‬ ‫ي‬ ‫المســتخلصة مــن ورقتهــم البحثيــة الســجل نفســه عــى‬ ‫ُ‬ ‫إيجــاد المتــرع أ‬ ‫المثــل ألي مريـ ٍـض ســعودي يحتــاج إىل‬ ‫ُ ب‬ ‫عمليــة زراعــة عضـ ٍـو"‪.‬‬ ‫‪Hurley C.K., Kempenich J., Wadsworth K., Sauter J., Hof‬‬‫‪mann JA. et al. Common, intermediate and well-docu-‬‬

‫‪mented HLA alleles in world populations: CIWD version‬‬ ‫‪3.0.0. HLA 95, 516‎–‎531 (2020).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪8‬‬

‫‪31‬‬

‫‪S YA HR I R M AUL A N A / AL A MY S TO C K P H O TO‬‬

‫الم ت ز�ايدة السـتخدام تقنية تسلسـل الجيل‬ ‫تعمل إ‬ ‫التاحة ُ‬ ‫ين‬ ‫التـال مـن الحمـض النـووي على ي ن‬ ‫الباحثـ� مـن‬ ‫تمكـ�‬ ‫ي‬ ‫التنوع الـور ث يا�‬ ‫َج ْمـع قواعـد بيانـات‬ ‫ضخمة‪ ،‬تكشـف عـن ّ‬ ‫البرش ي حـول العالـم‪ .‬آ‬ ‫تعـاون عالمـي ي ن‬ ‫بـ�‬ ‫والن‪ ،‬أسـفر‬ ‫ٌ‬ ‫الم بت� ي ن‬ ‫ين‬ ‫ً‬ ‫عـ� بخاليا الدم‬ ‫باحثـ� ف ي� ‪20‬‬ ‫سـجل من سـجالت ُ‬ ‫همـة للجهـاز‬ ‫م‬ ‫جينـات‬ ‫عـن‬ ‫بيانـات‬ ‫جمـع‬ ‫عـن‬ ‫الجذعيـة‬ ‫ٍ‬ ‫ُ َّ‬ ‫المناعـي‪ ،‬تُعـرف باسـم ُمسـتضدات الكُريـات البيضـاء‬ ‫الب�ش يـة (‪ )HLAs‬لـدى ث‬ ‫ين‬ ‫ماليـ� فرد‪.‬‬ ‫أكـر مـن ثمانيـة‬ ‫وتُ ِنتـج جينـات مسـتضدات الكُريات البيضـاء الب�ش ية‬ ‫كالبكت�يا‬ ‫مرضة‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫بروتينـات سـطح الخلية ترتبط بعوامـل ُم ِ‬ ‫تدم�ها‪.‬‬ ‫إىل‬ ‫يـؤدي‬ ‫والف�وسـات والخاليـا الرسطانيـة‪ ،‬مـا‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ومـع ذلـك‪ ،‬ثمة أشـكال عديدة مـن هذه الجينـات تُعرف‬ ‫باسـم أ‬ ‫«الليلات»‪ ،‬ت‬ ‫تطـو َرت لـدى المجموعـات‬ ‫والـ�‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫عـر الطفـرات واالنتخـاب الطبيعي‪.‬‬ ‫الب�ش يـة ب‬ ‫ن‬ ‫هـر يل‪ ،‬مـن جامعـة جـورج تـاون‬ ‫كارولـ�‬ ‫وتقـول‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بالواليـات المتحـدة أ‬ ‫المريكيـة‪ ،‬ت‬ ‫والـ� قـادت جهـود‬ ‫أ ي‬ ‫الشـكال المختلفـة مـن‬ ‫جمـع قاعـدة البيانـات‪" :‬تتفاعـل‬ ‫ُمسـتضدات الكريـات البيضاء الب�ش ية مـع أجزاء مختلفة‬ ‫تنوعنـا كأفر ٍاد من‬ ‫مـن العامـل ُ‬ ‫مـرض‪ .‬ويؤدي ذلـك إىل ّ‬ ‫الم ِ‬ ‫تعرضنا‬ ‫وقابليـة‬ ‫للعـدوى‬ ‫االسـتجابة‬ ‫على‬ ‫ناحيـة قدرتنـا‬ ‫ُّ‬ ‫ألمـراض مناعـة ذاتيـة محـددة"‪.‬‬ ‫ويُ ْم ِكـن أن يُسـاعد فهـم هذه التنويعـات الفردية عىل‬ ‫تج ّنـب حـدوث تفاعلات دوائية ضـارة‪ ،‬وتوجيه أسـاليب‬ ‫العلاج المناعـي‪ ،‬وضمـان زراعة خاليا الـدم الجذعية أو‬ ‫النسـجة أو أ‬ ‫أ‬ ‫بنجاح‪.‬‬ ‫العضـاء‬ ‫ٍ‬ ‫بروتينـات ُمختلفـة‬ ‫هـر يل‪" :‬ربمـا يـؤ ّدي وجـود‬ ‫تقـول ي‬ ‫ٍ‬ ‫ُلمسـتضدات الكُريـات البيضـاء الب�ش‬ ‫نسـيج حي‬ ‫عىل‬ ‫يـة‬ ‫ٍ‬ ‫ُم ت ز‬ ‫سـررع‪ ،‬مقارنـةً بنسـيج المريـض‪ ،‬إىل رفض النسـيج أو‬ ‫تـر ٍع‬ ‫م‬ ‫على‬ ‫والعثـور‬ ‫ـرة‪.‬‬ ‫دم‬ ‫م‬ ‫مناعيـة‬ ‫اسـتجابة‬ ‫اسـتثارة‬ ‫ُ ب‬ ‫ُ‬ ‫المريـض ِّ ف� أ‬ ‫الشـكال المختلفـة مـن‬ ‫بنسـيج حـي يشـبه‬ ‫ي‬ ‫بروتينـات مسـتضدات الكُريات البيضـاء الب�ش ية يُقلِّل أو‬ ‫يمنـع حـدوث ذلك"‪.‬‬ ‫وكانـت الجهـود السـابقة الراميـة إىل جمـع بيانـات‬ ‫أليلات ُمسـتضدات الكريـات البيضـاء الب�ش يـة قـارص ًة‬ ‫أ‬ ‫المسـتخدمة لجمعهـا‪ ،‬ما أضفى‬ ‫بسـبب تنـوع السـاليب ُ‬ ‫غموضـا على تحديـد أي أجـز ٍاء مـن ي ن‬ ‫الجـ� جـرى تحليله‬ ‫ً‬ ‫قـدر مـن الدقـة‪.‬‬ ‫وبـأي ٍ‬ ‫"تصـدوا لهـذه التحديـات‬ ‫هـر يل وزمالءهـا‬ ‫ّ‬ ‫أن ي‬ ‫ي‬ ‫غـر َّ‬ ‫بجمـع البيانـات مـن سـجالت خاليا الـدم الجذعيـة ت‬ ‫ال�‬ ‫ي‬ ‫شـهدت فحص عدد كب� جدا من أ‬ ‫الشـخاص باسـتخدام‬ ‫ٍ ي ً‬ ‫َ‬


‫"كشفت الجائحة العالمية‬ ‫حجم التهديد الذي تُ مثله‬ ‫تلك العدوى الفيروسية‬ ‫دمرة التي‬ ‫الم ِّ‬ ‫وحجم اآلثار ُ‬ ‫قد تترتب عليها"‪.‬‬ ‫حاليا عن عالج حاالت العدوى الفيروسية التنفسية الحادة والتعامل معها في وحدة‬ ‫مراجعةُ المعلومات المتوافرة ً‬ ‫لحة إلجراء مزيد من األبحاث‪.‬‬ ‫المركَّزة تكشف قصور ًا في البيانات مع وجود حاجة ُم َّ‬ ‫العناية ُ‬

‫فجوات معرفية في‬ ‫عالج عدوى الجهاز‬ ‫التنفسي الحادة‬ ‫باحثون يدعون إىل إجراء تجارب لدراسة مدى فاعلية العالجات‬ ‫الف�وسية الحادة‪.‬‬ ‫المستخدمة مع عدوى الجهاز‬ ‫التنفس ي‬ ‫ي‬ ‫تز‬ ‫الصابة بأشـكال العدوى‬ ‫ت�ايـد الحاجـة إىل فهـم نطـاق إ‬ ‫اختصـارا بــ‬ ‫(والمعروفـة‬ ‫الحـادة‬ ‫التنفسـية‬ ‫وسـية‬ ‫الف�‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ض‬ ‫المـر�‬ ‫المكتسـبة مـن المجتمـع وحجمهـا‪ ،‬لـدى‬ ‫‪ُ )RVIs‬‬ ‫المركَّـزة بسـبب الفشـل‬ ‫الذيـن يُو َدعـون وحـدة العنايـة ُ‬ ‫ين‬ ‫الف�وسـية‬ ‫العدوى‬ ‫عالجات‬ ‫تحسـ�‬ ‫التنفس‪ ،‬إىل جانب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫التنفسـية ومـا يرتبـط بهـا مـن خطـط إدارة الرعايـة‪ .‬وقـد‬ ‫أجـرى ي ن‬ ‫ياسـ� َعـر ب يا� مـن مركـز الملـك عبـد اللـه العالمي‬ ‫أ‬ ‫للبحـاث الطبيـة (كيمـارك)‪ ،‬بالتعـاون مع علمـاء ف ي� كندا‬ ‫والواليـات المتحـدة‪ ،‬مراجعـةً للمعلومـات المتوافـرة‬ ‫حاليـا بشـأن إدارة الرعايـة الرسيريـة لحـاالت العـدوى‬ ‫ً‬ ‫الف�وسـية التنفسـية حـول العالـم‪ ،‬مـا يُسـلِّط الضـوء‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫اهتمامـا فوريًـا‪.‬‬ ‫الـ� تتطلـب‬ ‫ً‬ ‫على المشـكالت ُ‬ ‫الم َّ‬ ‫لحـة ي‬ ‫يقـول َعـر ب يا�‪" :‬كشـفت الجائحـة العالميـة حجـم‬ ‫الف�وسـية وحجـم‬ ‫التهديـد الـذي تُمثلـه تلـك العـدوى ي‬ ‫آ‬ ‫ت‬ ‫الـ� قـد تت�تـب عليهـا‪ ،‬لكـن تشـخيص‬ ‫الم ِّ‬ ‫الثـار ُ‬ ‫دمـرة ي‬ ‫الف�وسـية التنفسـية يعتمد عىل تقنيات‬ ‫حاالت العدوى ي‬ ‫‪32‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬

‫وغـر متوافـرة‬ ‫جزيئيـة متخصصـة‪ ،‬وهـي جديـدة‬ ‫نسـبيا ي‬ ‫ً‬ ‫قصـورا عالميـاً‬ ‫ثمـة‬ ‫أن‬ ‫على نطـاق واسـع‪ .‬ويعن ي ذلـك‬ ‫ً‬ ‫ف� أ‬ ‫البحـاث المتعلقـة بنجـاح العالجـات وإدارة الحـاالت‬ ‫ي‬ ‫الحرجـة من ض‬ ‫الم ي ن‬ ‫صاب� بعدوى يف�وسـية تنفسـية‬ ‫المر� ُ‬ ‫توصـل بعـد إىل مسـتوى فهـم جيـد بشـأنهما"‪.‬‬ ‫ولـم يُ َ‬ ‫وقـد ترتَّب عىل التطورات التكنولوجيـة الحديثة زيادة‬ ‫الف�وسـية التنفسـية‬ ‫معـدالت اكتشـاف أشـكال العدوى ي‬ ‫البالغـ� الذيـن يودعون ف‬ ‫ض‬ ‫ين‬ ‫المستشـفيات‬ ‫�‬ ‫المـر�‬ ‫لـدى‬ ‫ُ َ‬ ‫ي ُ‬ ‫بسـبب مشـكالت ف‬ ‫التنفس� مثـل االلتهـاب‬ ‫الجهـاز‬ ‫�‬ ‫ٍ ي‬ ‫ي‬ ‫شـر الدراسـات إىل أن نسبةً تت�اوح‬ ‫الرئوي (ذات الرئة)‪ .‬وتُ ي‬ ‫ض‬ ‫ين‬ ‫المـر� يُعانـون من عدوى‬ ‫بـ� ‪ %17‬و‪ %53‬مـن هـؤالء‬ ‫يف�وسـية تنفسـية‪ .‬ثمـة صعوبـة ف� الربـط المبـا�ش ي ن‬ ‫بـ�‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ض‬ ‫ت‬ ‫المـر� وإصابتهـم بعـدوى‬ ‫يعـا� منهـا‬ ‫الـ� ي‬ ‫العـراض ي‬ ‫كب�ا‬ ‫غـر أن هنـاك أدلـةً ي‬ ‫يف�وسـية‪ ،‬ي‬ ‫كثـرة على أن عـد ًدا ي ً‬ ‫تتسـبب بشـكل‬ ‫التنفسـية‬ ‫وسـية‬ ‫الف�‬ ‫العدوى‬ ‫من أشـكال‬ ‫ي‬ ‫َّ‬ ‫ف‬ ‫سـيما ي ن‬ ‫ب� كبار السـن‬ ‫ال‬ ‫شـديد‪،‬‬ ‫بمرض‬ ‫صابة‬ ‫ال‬ ‫مبا�ش ي� إ‬ ‫ّ‬

‫أوسيلتاميف�‪ ،‬أحد ُم ِّثبطات النيورامينيداز‪ ،‬والذي‬ ‫ويعد‬ ‫ي‬ ‫النفلونزا داخل خاليـا العائل‪ ،‬هو ث‬ ‫أك�‬ ‫وس‬ ‫فـر‬ ‫تكاثر‬ ‫يمنـع‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫انتشـارا لعالج هذه العـدوى‪ .‬وعند‬ ‫المسـتخدمة‬ ‫العقاقـر‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫أوسـيلتاميف� مـع ض‬ ‫النفلونـزا الحادة‬ ‫اسـتخدام عقار‬ ‫مر� إ‬ ‫ي‬ ‫ف ي� مرحلـة مبكرة مـن المرض‪ ،‬فإنه يُقلِّل معـدالت الوفيات‪.‬‬ ‫ولكن ال توجد مضادات يف�وسات أثبتت التجارب الرسيرية‬ ‫ف‬ ‫الف�وسـية التنفسـية‬ ‫فاعليتهـا ي� علاج أشـكال العـدوى ي‬ ‫أ‬ ‫عدلـة للمناعة بهدف‬ ‫الم ِّ‬ ‫الخـرى‪ ،‬ورغـم تجربـة العالجات ُ‬ ‫ين‬ ‫بأي‬ ‫تحسـ� االسـتجابة المناعيـة للجسـم‪ ،‬فإنـه ال يُـوىص ٍ‬ ‫ف‬ ‫الف�وسـية‬ ‫العدوى‬ ‫حـاالت‬ ‫لعلاج‬ ‫الحـال‬ ‫الوقـت‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫منهـا ي‬ ‫يّ‬ ‫ف‬ ‫المركَّزة‪.‬‬ ‫التنفسـية ي� وحدات العنايـة ُ‬ ‫الداعمة هي االسـتجابة أ‬ ‫الهم‬ ‫ثـم‪ ،‬تظل الرعاية‬ ‫ومـن َّ‬ ‫الف�وسـية التنفسـية‬ ‫العـدوى‬ ‫حـاالت‬ ‫مـع‬ ‫التعامـل‬ ‫ف ي�‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫المركَّـزة‪ ،‬حيث يُوضـع ض‬ ‫المر�‬ ‫الحـادة ي� وحـدة العنايـة ُ‬ ‫على أجهـزة التهويـة المسـاعدة‪ ،‬على سـبيل المثـال‪.‬‬ ‫وتُسـلِّط هـذه المراجعـة الضوء على عدم التيقن بشـأن‬ ‫التنفس� المختلفـة‪،‬‬ ‫الفاعليـة النسـبية لوسـائل الدعـم‬ ‫ي‬ ‫مثـل القُنيـة أ‬ ‫النفيـة عالية التدفق والتهويـة يغ� الباضعة‬ ‫َ‬ ‫والتهويـة الميكانيكيـة الباضعـة‪.‬‬ ‫يقـول َعـر ب يا�‪" :‬ثمـة نقـص شـديد ف ي� بيانـات الرعايـة‬ ‫قدمة للحاالت‬ ‫الم َّ‬ ‫الداعمـة والنتائـج الرسيرية والعالجـات ُ‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫تعا� من عدوى يف�وسـية تنفسـية حادة‪ .‬نحن بحاجة‬ ‫ال� ي‬ ‫ي‬ ‫ماسـة على مسـتوى العالـم إىل إجـراء مزيـد مـن التجارب‬ ‫عشـاة لتقييـم ذلـك بكفـاءة وفاعلية"‪.‬‬ ‫الم َّ‬ ‫المنضبطـة ُ‬ ‫ُ‬ ‫الباحثـون المنتسـبون لمركـز الملك عبد اللـه العالمي‬ ‫أ‬ ‫للبحـاث الطبيـة والمشـاركون ف ي� هـذا البحـث يعملـون‬ ‫ف ي� كليـة الطـب بجامعـة الملـك سـعود بـن عبـد العزيـز‬ ‫المركَّـزة‬ ‫للعلـوم الصحيـة (الريـاض) وقسـم العنايـة ُ‬ ‫بمدينـة الملـك عبـد العزيـز الطبيـة (الريـاض)‪.‬‬ ‫‪Arabi, Y.M., Fowler, R. & Hayden, F.G. Critical care‬‬

‫‪management of adults with community-acquired‬‬ ‫‪severe respiratory viral infection. Intensive Care‬‬

‫‪Medicine 46 (2020).‬‬

‫‪M AG I CM I NE / A L A M Y S TOCK P HOTO‬‬

‫ض‬ ‫ومـر� الكبـت أو التثبيـط المناعي‪.‬‬ ‫ف‬ ‫و� هـذا الصـدد يقول َعـر ب يا�‪" :‬عاد ًة ما تُصيب العدوى‬ ‫ي‬ ‫والسـفل‪،‬‬ ‫التنفس العلوي‬ ‫الف�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وسـية التنفسـية أالجهـاز ف ي‬ ‫ين‬ ‫كسـج� ي� مجـرى الـدم وتُحـدث‬ ‫وتتسـبب ف ي� نقـص ال‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫خللا بوظائـف أعضـاء أخـرى‪ ،‬لكـن أشـكال العـدوى‬ ‫الف�وسـية التنفسـية مختلفة ف‬ ‫تأث�ها‬ ‫ويتباين‬ ‫طبيعتهـا‪،‬‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي أ‬ ‫ف أ‬ ‫تغيـر العالجات ف ي�‬ ‫ي� الفـراد كذلك‪ ،‬وربما يسـتلزم المر ي‬ ‫المـراض‪ .‬أ‬ ‫مراحـل مختلفـة مـن هـذه أ‬ ‫والمـر المؤسـف أن‬ ‫ت‬ ‫ال� تُسـتخدم‬ ‫العالجـات الفعالـة المضـادة ي‬ ‫للف�وسـات ي‬ ‫ف‬ ‫الف�وسـية التنفسـية الحادة محدودة"‪.‬‬ ‫ي� حاالت العدوى ي‬


‫الطب التجريبي‬ ‫في كيمارك‬

‫توجد ثالثة مرافق على أحدث الطرز لتربية الحيوانات في الرياض وجدة‬ ‫وفقا للمعايير الدولية‪ .‬والهدف‬ ‫واألحساء‪ .‬وتم تخطيط وتصميم المرافق ً‬ ‫منها مساعدة بحوث الطب الحيوي من خالل توفير الحيوانات والخبرة‬ ‫البيطرية‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فإنها تقدم التدريب والتعليم فيما يخص‬ ‫استخدام الحيوانات في البحث العلمي‪ .‬كما تعكف المرافق على تطوير‬ ‫السياسة المؤسسية‪ ،‬ورعاية الحيوانات‪ ،‬وسياسة االستخدام بما تشمله‬ ‫بيطريا‪ ،‬عالوة على تنفيذ هذه األمور كلها‪.‬‬ ‫من تربية الحيوانات ورعايتها‬ ‫ًّ‬

‫‪EMD@NGHA.MED.SA‬‬


‫يمكن للبكتيريا الموجودة‬ ‫في البراز البشري أن‬ ‫تساعد على عالج داء‬ ‫الط ْع ِم حِ َيالَ المضيف‬ ‫ُّ‬ ‫المدمر (‪.)GvHD‬‬

‫‪34‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬


‫زراعة ميكروبات‬ ‫األمعاء تعالج‬ ‫ال‬ ‫الط ْع ِم ِح َي َ‬ ‫داء ُّ‬ ‫المضيف‬

‫مت� ي ن‬ ‫أصحاء إنقاذ حياة من يخضعون‬ ‫يمكن‬ ‫للبكت�يا ب‬ ‫ي‬ ‫ع� ِّ‬ ‫ال�ازية المأخوذة من ب ِّ‬ ‫لعمليات زراعة الخاليا الجذعية المكونة للدم‪.‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪8‬‬

‫‪35‬‬

‫‪SC I E N C E P HO TO LI B R A RY / A L A M Y S TOC K P H OTO‬‬

‫للــدم يعانــون مــن اضطـراب تجمعــات بكت�يــا أ‬ ‫محتملا لرفـض أ‬ ‫ف‬ ‫ً‬ ‫المعــاء لديهــم‪ ،‬وهــو مــا يبــدو أنــه‬ ‫النسـجة المسـتخدمة ف ي� عمليـات‬ ‫عالجـا‬ ‫ي‬ ‫اكتشـف أباحثـون ي� هولنـدا ً‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫يهيئهــم للإصابــة بــداء الط ُّْعـ ِـم ِح َيـ َ‬ ‫ـال المضيــف‪.‬‬ ‫الـراز‪.‬‬ ‫بكت�يـا المعـاء الموجـودة ي� ب‬ ‫غـر متوقّـع‪ ،‬وهـو ي‬ ‫زراعـة العضـاء‪ ،‬ي� مـكان ي‬ ‫تقــول هازنـ بـرج‪" :‬كان إعطــاء هــؤالء المـ ض‬ ‫ض‬ ‫البكت�يــا المأخــوذة من‬ ‫ـر� تريليونــات مــن‬ ‫المـر� المصابـون بأمـراض الـدم‪ ،‬مثـل اللوكيميـا‪ ،‬بـزرع الخاليـا‬ ‫غالبـا مـا يُعالـج‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫شــخص ال تربطهــم بــه صلــة قرابــة أمــرا مره ًقــا أ‬ ‫ن‬ ‫للعصــاب‪ ،‬ألن أجهزتهــم المناعيــة‬ ‫ـم‬ ‫ُّع‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫داء‬ ‫ظهـور‬ ‫ـا‬ ‫ن‬ ‫أحيا‬ ‫ّـز‬ ‫ف‬ ‫يح‬ ‫مـا‬ ‫‪،‬‬ ‫عـ�‬ ‫مت�‬ ‫مـن‬ ‫المأخـوذة‬ ‫للـدم‬ ‫الجذعيـة المكونـة‬ ‫ً‬ ‫ب ي‬ ‫ْ ِ‬ ‫ً‬ ‫ض‬ ‫ِح َي َ‬ ‫للمــر� جعــل المحاولــة جديــرة‬ ‫غــر أن الوضــع اليائــس‬ ‫ـال المضيـف أو (حيـال ال َّث ِـو ّي) المدمـر (‪)GvHD‬؛ وهـو هجـوم مناعـي تشـ ّنه خاليا‬ ‫كانــت مثبطــة بالفعــل"‪ .‬ي‬ ‫بالتجربــة‪ ،‬وقــد وافــق المـ ض‬ ‫ـر� عــى الفــور‪.‬‬ ‫الحـال أن زراعـة مادة برازيـة مأخوذة من‬ ‫البحث‬ ‫ظهر‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫المريـض‪.‬‬ ‫خاليـا‬ ‫ضـد‬ ‫ع‬ ‫المتـر‬ ‫ب‬ ‫ُ‬ ‫يّ‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫مت� ي ن‬ ‫المـر� الذيـن اسـتجابوا على نحـو جيـد‪ ،‬كانـت عمليـة زراعـة واحـدة‬ ‫و� حالـة‬ ‫عـ� أصحـاء مبـا�ش ة ف ي� أمعـاء المريـض‪ ،‬يمكـن أن تـؤدي إىل عمليـة زراعـة ناجحة‪.‬‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫تقـول ت‬ ‫المتـرع كافيـة لعلاج داء الط ُّْع ِـم ِح َي َ‬ ‫ـال‬ ‫الطـ� بجامعـة‬ ‫ميـ� هاز ب‬ ‫مـن بـراز ب‬ ‫نـرج‪ ،‬مـن المركـز ب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المضيـف‪ .‬وقـد أظهـر ع�ش ة مـن ض‬ ‫أمسـردام‪ ،‬ت‬ ‫ت‬ ‫المر� الخمسـة‬ ‫والـ� قـادت فريـق البحـث‪" :‬تمكَّ نـا‬ ‫ي‬ ‫المرضى‬ ‫هؤالء‬ ‫إعطاء‬ ‫"كان‬ ‫ض‬ ‫رش‬ ‫واضحا أن سـ ّتة‬ ‫وبـدا‬ ‫جيدة‪،‬‬ ‫أوليـة‬ ‫اسـتجابة‬ ‫ع‬ ‫التوقعـات‬ ‫كانـت‬ ‫الذيـن‬ ‫المـر�‬ ‫بعـض‬ ‫علاج‬ ‫مـن‬ ‫ً‬ ‫منهـم قد تعافـوا من المرض عىل المـدى الطويل‪.‬‬ ‫للغايـة"‪.‬‬ ‫قاتمـة‬ ‫لحالتهـم‬ ‫المسـتقبلية‬ ‫تريليونات من البكتيريا المأخوذة‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫المـر� الذيـن لـم يسـتجيبوا‬ ‫وتـو� جميـع‬ ‫ويعتمــد اســتخدام الخاليــا الجذعيــة ف ي� عــاج‬ ‫ي‬ ‫ـال المضيـف �ف‬ ‫أم ـراض الــدم مثــل اللوكيميــا عــى الموازنــة بـ ي ن‬ ‫من شخص ال تربطهم به صلة‬ ‫جـراء داء الط ُّْع ِـم ِح َي َ‬ ‫ـ�‬ ‫ي‬ ‫للعلاج ّ‬ ‫غضـون سـتة أشـهر مـن التجربـة‪.‬‬ ‫تهــا‪.‬‬ ‫المتــرع وخطور‬ ‫فوائــد اســتخدام خاليــا‬ ‫ب‬ ‫مرهقا لألعصاب‪ ،‬ألن‬ ‫ً‬ ‫أمرا‬ ‫قرابة ً‬ ‫وتشــر هــذه النتائــج أ‬ ‫ال َّوليــة إىل أن هــذا العالج‬ ‫جســد‬ ‫داخــل‬ ‫المريضــة‬ ‫فالخاليــا الجذعيــة‬ ‫ي‬ ‫أجهزتهم المناعية كانت مثبطة‬ ‫يمكــن أن يقـ ّـدم فائــدة هائلــة لنســبة كبـ يـرة مــن‬ ‫المريــض تتعــرض للتدمـ يـر شــبه التــام عــن طريق‬ ‫المـ ض‬ ‫ـر�‪ ،‬غـ يـر أن هازنـ بـرج تحــذِّ ر مــن أن الفريــق‬ ‫العــاج بالعقاقـ يـر قبــل الزراعــة‪ ،‬ولكــن يمكــن أن‬ ‫بالفعل"‪.‬‬ ‫قــد أكمــل فقــط دراســة تجريبيــة واحــدة عــى‬ ‫يبقــى بعضهــا‪ .‬ويمكــن أن تســاعد خاليــا المتـ بـرع‬ ‫بــد أن تتبــع هــذه التجربــة‬ ‫وال‬ ‫محــدود‪.‬‬ ‫نطــاق‬ ‫ف ي� القضــاء عــى أي خاليــا خبيثــة متبقيــة ف ي� جســم‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫تجــارب رسيريــة عشــوائية ومنضبطــة أكـ بـر‪ ،‬لمعرفــة مــا إذا كانــت هــذه النتائــج الوليــة‬ ‫المضيــف‪ .‬غـ يـر أن فائــدة هــذا الهجــوم عــى الخاليــا المريضــة يمكــن أن تتـا�ش إذا‬ ‫المب ـرش ة تكفــي تل�ســيخ هــذا العــاج كعــاج روتي ـن ي جديــد‪.‬‬ ‫مناعيــا عــى خاليــا المريــض الســليمة‪.‬‬ ‫أيضــا‬ ‫كانــت الخاليــا المتـ بـرع بهــا تُحفــز ً‬ ‫ً‬ ‫هجومــا ً‬ ‫وقــد تــؤدي مقاومــة العالجــات الدوائيــة المســتخدمة ف ي� عــاج داء الط ُّْع ِــم ِح َي َ‬ ‫ــال‬ ‫ض‬ ‫‪van Lier, Y. F., Davids, M., Haverkate, N. J. E., de Groot, P. F., Donker, M. L., et al. Donor‬‬ ‫المــر� دون أي خيــارات عالجيــة‪.‬‬ ‫المضيــف إىل تــرك بعــض‬ ‫المعــاء نظــرا إىل أن أ‬ ‫ولجــأ الباحثــون إىل الميكروبــات الموجــودة ف� أ‬ ‫‪fecal microbiota transplantation ameliorates intestinal graft-versus-host disease‬‬ ‫البحــاث تكشــف‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫‪in allogeneic hematopoietic cell transplant recipients. Science Translational Medi‬‬‫مهمــا ف ي� موازنــة جهازنــا المناعــي‪ .‬ومــن‬ ‫بانتظــام أن‬ ‫دورا ً‬ ‫هــذه الميكروبــات تلعــب ً‬ ‫المعــروف أن أ‬ ‫‪cine 12, eaaz8926 (2020).‬‬ ‫الشــخاص الذيــن يخضعــون لعمليــات زراعــة الخاليــا الجذعيــة المكونــة‬


‫" بلغ معدل اإلصابات على‬ ‫الطرق بحسب الفئة العمرية‬ ‫‪ 1,045‬إصابة لكل ‪ 100‬ألف‬ ‫شخص في عام ‪،2017‬‬ ‫بالمقارنة مع المعدل العالمي‬ ‫البالغ ‪ 692‬إصابة لكل ‪100‬‬ ‫ألف شخص"‪.‬‬ ‫سجلت المملكة العربية السعودية أحد أعلى معدالت الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق على مستوى العالم‪.‬‬ ‫ّ‬

‫للحد‬ ‫التدابير الالزمة‬ ‫ِّ‬ ‫من أعداد ضحايا‬ ‫حوادث الطرق‬

‫دراسة تُس ِّلط الضوء عىل الفوارق ي ن‬ ‫ب� بلدان العالم ف ي�‬ ‫ين‬ ‫تحس� السالمة عىل الطرق‪.‬‬ ‫ين‬ ‫الباحثــ� مــن مركــز الملــك عبــد اللــه‬ ‫رصح أحــد‬ ‫َّ‬ ‫العالمــي أ‬ ‫للبحــاث الطبيــة (كيمــارك) بــأن الــرض ورة‬ ‫ت‬ ‫الــ�‬ ‫دول لمســاعدة البلــدان ي‬ ‫تدعــو إىل اتخــاذ فإجــر ٍاء ي ّ‬ ‫الصابــات والوفيــات‬ ‫معــدالت‬ ‫تشــهد ارتفا ًعــا ي�‬ ‫إ‬ ‫الناجمــة عــن حــوادث الطــرق‪ ،‬مــن أجــل خفــض عــدد‬ ‫الحــوادث وإنقــاذ أ‬ ‫الرواح‪ .‬وتُظهــر البيانــات المســتقاة‬ ‫مــن دراســة عــبء المــرض العالمــي (‪ )GBD‬وقــوع أكـ ثـر‬ ‫مــن ‪ 54‬مليــون إصابــة ونحــو ‪ 1.25‬مليــون حالــة وفــاة‬ ‫عــى الطــرق حــول العالــم ف ي� عــام ‪.2017‬‬ ‫الصابـات صـارت ث‬ ‫أكـر تواتـرا ي ن‬ ‫بـ� المشـاة‬ ‫ومـع أن إ‬ ‫ً‬ ‫ين‬ ‫يّ‬ ‫ومسـتقل المركبـات منـذ‬ ‫والسـائق�‬ ‫اكـ� الدراجـات‬ ‫ور ب ي‬ ‫عـام ‪ ،1990‬فقـد تراجـع عـدد الوفيـات الناجمـة عـن‬ ‫الصابـات‪ .‬غـر أنـه لـم تتمكَّن سـوى الـدول أ‬ ‫ال ث‬ ‫كـر ثرا ًء‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫‪36‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬

‫الصابـات على الطـرق على مـدار‬ ‫مـن تقليـل أعـداد إ‬ ‫الثالثـ� الماضيـة‪ .‬أمـا ف� البلدان أ‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫تقدما‪،‬‬ ‫قـل‬ ‫ال‬ ‫العـوام‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫فالنـاس ث‬ ‫أكـر عرضـة للوفـاة بثلاث مـرات ي� المتوسـط‬ ‫جـراء حـوادث الطـرق‪ ،‬بالمقارنـة مـع نظرائهـم ف ي�‬ ‫ّ‬ ‫المناطـق أ‬ ‫ال ث‬ ‫تقدمـا‪.‬‬ ‫كـر ً‬ ‫متوســط الوفيــات عــى الطــرق بحســب الفئــة‬ ‫وبلــغ ّ‬ ‫العمريــة ‪ 7.5‬حالــة وفــاة لــكل ‪ 100‬ألــف شــخص ف ي�‬ ‫أ‬ ‫ـدان العالــم عــام ‪،2017‬‬ ‫ُ‬ ‫الخمــس الكـ ثـر ً‬ ‫تقدمــا مــن بلـ ٍ‬ ‫ت‬ ‫ويــأ� هــذا‬ ‫بانخفــاض بلــغ ‪ %56‬منــذ عــام ‪.1990‬‬ ‫ي‬ ‫بالمقارنــة مــع ‪ 20.6‬حالــة وفــاة لــكل ‪ 100‬ألــف شــخص‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫تقدمــا مــن البلــدان‪ ،‬إذ انخفــض‬ ‫ي� ُ‬ ‫الخمــس القــل ً‬ ‫المعــدل بنســبة ‪ %19‬فحســب‪.‬‬ ‫ودعـا ُسـليمان الغ َّنـام‪ ،‬رئيـس قسـم أبحـاث الصحة‬

‫أمــا ف ي� المملكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬فقــد بلــغ‬ ‫الصابــات عــى الطــرق بحســب الفئــة العمريــة‬ ‫معــدل إ‬ ‫‪ 1,045‬إصابــة لــكل ‪ 100‬ألــف شــخص ف ي� عــام ‪،2017‬‬ ‫بالمقارنــة مــع المعــدل العالمــي البالــغ ‪ 692‬إصابــة‬ ‫الصابــات‬ ‫لــكل ‪ 100‬ألــف شــخص‪ ،‬وبذلــك جــاء معــدل إ‬ ‫بالمملكــة ف ي� المرتبــة الثالثــة ضمــن أعــى معــدالت‬ ‫الصابــة ف� منطقــة ال ـرش ق أ‬ ‫الوســط وشــمال إفريقيــا‪،‬‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫إذ بلــغ المتوســط ‪ 603‬إصابــات لــكل ‪ 100‬ألــف شــخص‪.‬‬ ‫مــن جهــة أخــرى‪ ،‬بلــغ معــدل الوفيــات الناجمــة‬ ‫عــن إصابــات حــوادث الطــرق ف ي� المملكــة العربيــة‬ ‫الســعودية بحســب الفئــة العمريــة ‪ 36.7‬حالــة وفــاة‬ ‫لــكل ‪ 100‬ألــف شــخص‪ ،‬بالمقارنــة مــع المتوســط‬ ‫العالمــي البالــغ ‪ 15.8‬وفــاة لــكل ‪ 100‬ألــف شــخص‪.‬‬ ‫الشــارة إىل أن تســعة بلــدان أخــرى فقــط عــى‬ ‫وتجــدر إ‬ ‫ســجلت معــدالت وفيــات أعــى‪.‬‬ ‫العالــم‬ ‫مســتوى‬ ‫ّ‬ ‫يقـول الباحثـون إن زيـادة الرسعـة‪ ،‬وعـدم ارتـداء‬ ‫أحزمـة أ‬ ‫الجـوال ف ي� أثنـاء‬ ‫المـان‪ ،‬واسـتخدام الهاتـف‬ ‫َّ‬ ‫الصابـات‬ ‫القيـادة مـن أهـم أسـباب ارتفـاع معـدالت إ‬ ‫والوفيـات الناجمـة عـن حـوادث الطـرق ف ي� المملكـة‬ ‫ف‬ ‫اسـة أُجريـت عـام ‪،2018‬‬ ‫و� در ٍ‬ ‫العربيـة السـعودية‪ .‬ي‬ ‫الكامـرات وتطبيـق نظـام‬ ‫خلُـص الغ َّنـام إىل أن تركيـب‬ ‫ي‬ ‫الغرامـات آ‬ ‫ال يل ف ي� أنحـاء الريـاض ضاعـف مـن معـدالت‬ ‫لقوانـ� حـزام أ‬ ‫المان‪ ،‬وأسـهم إسـهاما كبـرا �ف‬ ‫ين‬ ‫االمتثـال‬ ‫ً يً ي‬ ‫الجـوال خلال القيـادة‪.‬‬ ‫الهاتـف‬ ‫اسـتخدام‬ ‫مـن‬ ‫الحـد‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫‪James, S.L., Lucchesi, L.R. , Bisignano, C., Castle, C.D.,‬‬

‫‪Dingels, Z. V. et al. Morbidity and mortality from road‬‬ ‫‪injuries: results from the Global Burden of Disease Study‬‬ ‫‪2017. Injury Prevention 0, 1–11 (2020).‬‬

‫‪E R I C L A FFOR G U E / A R T I N A L L OF U S / COR BI S NE WS VI A G E T T Y I M AG E S‬‬

‫ين‬ ‫ين‬ ‫المشـارك� ف ي�‬ ‫الباحثـ�‬ ‫السـكانية ف ي� كيمـارك‪ ،‬وأحـد‬ ‫ُ‬ ‫الدراسـة‪ ،‬منظمـةَ أ‬ ‫المـم المتحـدة ومنظمـة الصحـة‬ ‫تداب�‬ ‫العالميـة إىل مسـاعدة البلـدان الناميـة عىل اتخـاذ ي‬ ‫أثبتـت فاعليتهـا لـدى البلـدان المتقدمـة‪ .‬وقـال الغ َّنام‪:‬‬ ‫تتحسـن بوجـه عـام‪ ،‬ولكننا نشـهد ف ي� بعض‬ ‫"المعـدالت ّ‬ ‫البلـدان زيـاد ًة ف ي� الحـوادث والوفيـات‪ .‬نحـن بحاجـة‬ ‫للحـد مـن تلـك‬ ‫إىل بـذل الجهـود على نطـاق عالمـي‬ ‫ّ‬ ‫الفـوارق‪ .‬وهـذا يسـتلزم ابتـكار برامـج وقائيـة ف ي� البلدان‬ ‫ت‬ ‫معـدالت أعلى‪ ،‬بمـا ف ي� ذلـك التشـديد على‬ ‫الـ� تشـهد‬ ‫ي‬ ‫إنفـاذ قانون حزام ٍ أ‬ ‫تحسـ� رسعـة نقل ض‬ ‫ين‬ ‫المر�‬ ‫المان‪ ،‬و‬ ‫مزيـد مـن المراكـز المختصـة‬ ‫إىل المستشـفيات‪ ،‬وبنـاء‬ ‫ٍ‬ ‫بمعالجـة الرضـوض"‪.‬‬


‫وفر الجسيمات الدقيقة المصنوعة من البوليمر المشترك لحمضي الجاليكوليك والالكتيك ‪ PLGA‬طريقة غير باضعة ومباشرة إليصال عالج السرطان إلى الورم‪ ،‬وبإمكانيات هائلة لتقليل معاناة المريض‪.‬‬ ‫تُ ِّ‬

‫يحد تغليف عالج الرسطان داخل مكعبات دقيقة قابلة للحقن من‬ ‫ُّ‬ ‫الحاجة إىل عالجات باضعة متعددة‪.‬‬ ‫ض‬ ‫ين‬ ‫المصابــ�‬ ‫المــر�‬ ‫ال يُ ِكمــل مــا يقــرب مــن نصــف‬ ‫بالرسطــان دورة العــاج الكاملــة‪ ،‬إذ يؤثــر تعــدد مـرات‬ ‫والجــراءات الباضعــة‪،‬‬ ‫الذهــاب إىل المستشــفى‪ ،‬إ‬ ‫إضافــة إىل الضغــوط الجســدية والنفســية المتكــررة‪،‬‬ ‫ض‬ ‫المــر� عــى اســتمرار تلقــي العالجــات‬ ‫ف ي� قــدرة‬ ‫أ‬ ‫المنقــذة لحياتهــم‪ .‬ويهــدف نظــام لتوصيــل الدويــة‬ ‫ُ‬ ‫طــوره باحثــون ف� الواليــات المتحــدة أ‬ ‫المريكيــة‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫إىل تخفيــف بعــض هــذا العــبء بتغليــف عالجــات‬ ‫الرسطــان داخــل مكعبــات ميكرويــة الحجــم قــادرة‬ ‫عــى تقديــم دورة عــاج للرسطــان يمتــد مفعولهــا‬ ‫جــراء حقنــة واحــدة‪.‬‬ ‫أســابيع مــن ّ‬ ‫ين‬ ‫باحثـ� مـن معهـد ماساتشوسـتس‬ ‫تحـت قيـادة‬ ‫للتكنولوجيـا (‪ ،)MIT‬صنـع الفريـق المسـؤول عـن هـذا‬ ‫سـمى‬ ‫االبتـكار الجديـد‬ ‫ٍ‬ ‫جوفة من مادة تُ ّ‬ ‫مكعبات دقيقة ُم َّ‬ ‫ت‬ ‫المشـرك لحمض ي الجاليكوليـك والالكتيـك‬ ‫البوليمـر‬ ‫ت‬ ‫ملليمـر لكل جانب‪ .‬وعىل‬ ‫‪ ،PLGA‬بقيـاس أقـل من نصف‬ ‫أ‬ ‫الطالق‪،‬‬ ‫نقيـض أنظمـة توصيـل الدويـة الحالية بطيئـة إ‬

‫فـإن هذه الجسـيمات الدقيقـة تُطلق حموالتهـا بطريقة‬ ‫"مشـابهة لكيفيـة تشـقق قرش البيضـة"‪ ،‬كمـا تقـول آنـا‬ ‫جاكلينـك‪ ،‬مـن معهـد ماساتشوسـتس للتكنولوجيـا‪،‬‬ ‫وإحـدى قـادة فريـق البحـث‪.‬‬ ‫صمـم الفريـق الجسـيمات الدقيقـة المصنوعـة مـن‬ ‫ّ‬ ‫مـادة ‪ PLGA‬لتسـتخدم مـع المحفّـز‬ ‫التجريـ� لجينـات‬ ‫بي‬ ‫فـرون ‪ STING‬لعلاج الرسطـان‪ ،‬والـذي يجـري‬ ‫إ‬ ‫ال تن� ي‬ ‫اختبـاره ف� عديـد مـن التجـارب الرسيريـة أ‬ ‫المريكيـة‪ .‬ف‬ ‫و�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الحـال يعتمـد العلاج على الحقـن المتعـدد‬ ‫الوقـت‬ ‫يّ‬ ‫مبـا�ش ة ف ي� الـورم‪.‬‬ ‫طـوره الفريـق ً‬ ‫بديلا أفضل‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ويقـدم النظـام‪ ،‬الـذي َّ‬ ‫فعـن طريـق دمـج مكعبـات ذات تراكيـب مختلفـة مـن‬ ‫مـادة ‪ PLGA‬ف ي� محلـول واحد قابـل للحقن‪ ،‬يوفر النظام‬ ‫جرعـات متعـددة على امتـداد ت‬ ‫فـرة مـن الوقـت حيـث‬ ‫تتحلـل المكعبـات تباعاً‪.‬‬ ‫اختـر الباحثـون فاعليـة نظامهـم على نمـاذج ئ‬ ‫فـران‬ ‫ب‬ ‫تجـارب مصابـة بأنـواع متعـددة مـن الرسطـان‪ ،‬بمـا‬

‫‪Lu, X., Miao, L., Gao, W., Chen, Z., McHugh, K. J. et al. Engi-‬‬

‫‪neered PLGA microparticles for long-term, pulsatile‬‬ ‫‪release of STING agonist for cancer immunotherapy. Sci-‬‬

‫‪ence Translational Medicine 12, eaaz6606 (2020).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪8‬‬

‫‪37‬‬

‫‪X UEG UA N G LU, ZAC H A RY TOC H K A , ET A L . 20 20‬‬

‫الحد من «وخز»‬ ‫ُّ‬ ‫الحقن في عالج‬ ‫السرطان‬

‫ف ي� ذلـك رسطـان الثـدي‪ ،‬ورسطـان الجلـد‪ ،‬ورسطـان‬ ‫البنكريـاس‪ .‬وأظهـرت النتائـج أن حقنـة واحـدة مـن‬ ‫فـرون ‪STING‬‬ ‫المكعبـات المحملـة بمحفـز لجينات إ‬ ‫ال تن� ي‬ ‫اسـتطاعت ي ز‬ ‫تحف� اسـتجابة قوية مضادة للـورم‪ ،‬وتثبيط‬ ‫ين‬ ‫المسـتوي� الموضعـي والعام‪.‬‬ ‫نمـو الـورم بفاعليـة عىل‬ ‫وكان لهـذا العلاج نفـس فاعليـة الحقـن المتعـدد الـذي‬ ‫يعطـي للمريـض على امتـداد ت‬ ‫فـرة مـن الوقـت‪ .‬وعندما‬ ‫فـرون ‪ STING‬المغلف‬ ‫ن�‬ ‫تـم الحقـن بمحفز لجينـات إ‬ ‫ال ت ي‬ ‫ف ي� كبسـوالت بعـد إزالـة الـورم‪ ،‬قلَّـت احتمـاالت تكـرار‬ ‫الصابـة مـن ‪ %100‬إىل ‪.%25‬‬ ‫إ‬ ‫وتتمثـل إحـدى ي ز‬ ‫المـرات الحاسـمة لـدورة العلاج‬ ‫بجرعـة واحـدة ف� أن الـورم أ‬ ‫والوعيـة الدموية المصاحبة‬ ‫ي‬ ‫ال يتعرضـون الضطـراب ملموس عىل نحـو متكرر‪ ،‬ما من‬ ‫شـأنه تقليـل احتمـاالت حـدوث انتقـاالت ورميـة‪ ،‬وهـو‬ ‫تأثـر الحظـه الفريـق ف ي� دراسـتهم الخاصـة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫الـ� يجريهـا الفريـق إىل جعـل‬ ‫وتهـدف البحـاث ي‬ ‫فـرون ‪ STING‬ث‬ ‫أكـر قابلية‬ ‫العلاج بمحفـز لجينـات إ‬ ‫ال تن� ي‬ ‫للتحمـل ث‬ ‫وأكـر فاعلية‪ ،‬إضافة إىل توسـيع نطاقه ليشـمل‬ ‫أور ًامـا يصعـب الوصـول إليهـا‪ .‬وتقـول جاكلينـك إن‬ ‫التحديـات التقنية" خالل‬ ‫فريقهـا تغلّـب عىل "عديد مـن‬ ‫ّ‬ ‫إجرائهـم أ‬ ‫البحـاث‪ ،‬وهـي التحديـات ت‬ ‫الـ� تطلبت منهم‬ ‫ي‬ ‫تطويـر طـرق تصنيـع جديدة‪ ،‬ودراسـات داخل الجسـم‬ ‫الحـي‪ ،‬وأسـاليب حقـن جديـدة‪.‬‬ ‫تحسـ� قدرة الجسـيمات الدقيقة ت‬ ‫ين‬ ‫ال� ابتكروها‬ ‫وبعد‬ ‫ي‬ ‫وتوسـيع نطـاق إنتاجهـا‪ ،‬يأمـل الفريـق ف ي� التعـاون مـع‬ ‫أ‬ ‫منصتهـم فرصـة المشـاركة ف ي�‬ ‫�ش كات الدويـة لمنـح ّ‬ ‫التجـارب الرسيريـة‪.‬‬


‫استخدام‬ ‫الخاليا‬ ‫الجذعية‬ ‫البشرية في‬ ‫نسيج‬ ‫إنتاج‬ ‫ٍ‬ ‫نبت‬ ‫جلدي ُم ِ‬ ‫للشعر‬

‫نسيج جلدي مكتمل ُمص َنع‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫خيارات جديدة‬ ‫مخ�يا يُقدم‬ ‫ب‬ ‫ٍ‬ ‫اللتئام الجروح وحاالت الجلد‬ ‫الوراثية المرضية والصلع‪.‬‬

‫‪38‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬

‫العصـ� ‪ .‬ونتيجـةً لذلـك‪ ،‬ظهـرت خاليـا طبقـة البرش ة‬ ‫بي‬ ‫وخاليـا العـرف‬ ‫العصـ� القحفـي‪ ،‬ممـا أدى إىل نمـو‬ ‫بي‬ ‫خاليـا أ‬ ‫الدمـة ف ي� الوجـه‪.‬‬ ‫يومـا على هيئـة‬ ‫بعـد أن نَ َم ْ‬ ‫ـت الخاليـا لمـدة ‪ً 70‬‬ ‫صيالت الشـعر أ‬ ‫الوىل‬ ‫تجمعـات كروية الشـكل‪ُ ،‬رصدت ُب‬ ‫على السـطح مـع بعـض أ‬ ‫النسـجة المصاحبـة لهـا‪ ،‬مثل‬ ‫الغـدد الدهنيـة أ‬ ‫والعصـاب والعضلات والدهـون‪ .‬وقد‬

‫علَّـق كولَـر على هـذه النتيجـة ً‬ ‫قائلا‪" :‬لقـد ذُهلنا بشـدة‬ ‫تز‬ ‫ين‬ ‫االسـرراع‪ .‬ومـع تكرارنـا‬ ‫حـ� رأينـا الشـعر ينمـو ف ي� طبـق‬ ‫تحاك بشـدة تسلسـل‬ ‫العملية‬ ‫هـذه‬ ‫أن‬ ‫عرفنـا‬ ‫للتجـارب‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫الجنـ� البرش ي"‪.‬‬ ‫نمـو الجلد لـدى‬ ‫ولدراسـة ت‬ ‫ال�كيـب الخلـوي للعضيـات الجلدية بمزيد‬ ‫التعمـق‪ ،‬فحـص الفريـق تسلسـل الحمـض النووي‬ ‫مـن‬ ‫ّ‬ ‫الريـ� ‪ RNA‬للخليـة الواحـدة ف ي� نقـاط زمنيـة مختلفـة‪.‬‬ ‫بي‬ ‫حـدد الباحثـون أربعـة أنـواع فرعيـة جوهريـة مـن‬ ‫وقـد ّ‬ ‫الخاليـا‪ ،‬لكنهـا كانـت توجـد بنسـب تختلـف اختالفًـا‬ ‫طفيفًـا ي ن‬ ‫فإن السـمات‬ ‫التنوع‪َّ ،‬‬ ‫بـ� العضيـات‪ .‬ورغم هـذا ّ‬ ‫ن‬ ‫الم ي ِّ ز‬ ‫تحـاك‬ ‫العضيـات‬ ‫أن‬ ‫إىل‬ ‫تشـر‬ ‫الجي‬ ‫للتعبـر‬ ‫مـرة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ال�وتوكـول المتبع‬ ‫تعديل‬ ‫يـؤدي‬ ‫أن‬ ‫ويمكن‬ ‫الوجـه‪.‬‬ ‫جلـد‬ ‫ب‬ ‫إىل إنتـاج أنسـجة جلديـة لهـا خصائـص بعـض أ‬ ‫الجـزاء‬ ‫أ‬ ‫الخـرى ف ي� الجسـم‪ ،‬وإىل تسـليط مزيـد مـن الضـوء عىل‬ ‫آ‬ ‫ت‬ ‫الـ� تتضمنهـا عمليـة نمـو الجلـد‪.‬‬ ‫الليـات ي‬

‫المكانـات العالجيـة لهـذه العضيـات‬ ‫والستكشـاف إ‬ ‫فـران ن‬ ‫الجلديـة‪ ،‬زرعهـا الباحثـون ف� ئ‬ ‫تعـا� مـن أمـراض‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أن الشـعر قـد نبـت فيمـا‬ ‫نقـص المناعـة‪ .‬وقـد وجـدوا َّ‬ ‫يـرز مـا تحملـه‬ ‫يزيـد على نصـف هـذه الطُعـوم‪ ،‬ممـا ب‬ ‫مثـرة ف ي� مجـاالت شـفاء‬ ‫هـذه العضيـات مـن إمكانـات ي‬ ‫الجـروح أو إنبـات الشـعر لـدى َمـن يعانـون مـن الصلع‪.‬‬ ‫أن العضيــات الجلديــة‬ ‫يشــر الباحثــون ً‬ ‫ي‬ ‫أيضــا إىل َّ‬ ‫المو َّلــدة مــن مـ ض‬ ‫ـر� يعانــون مــن اضطرابــات وراثيــة ف ي�‬ ‫الجلــد أو أم ـراض رسطــان الجلــد‪ ،‬يمكــن أن تُســتخدم‬ ‫ف‬ ‫ـميتها‪ ،‬وهــو مــا‬ ‫ي� دراســة فاعليــة العقاقـ يـر ودرجــة ُسـ ِّ‬ ‫وتــرة اكتشــاف‬ ‫مــن شــأنه أن يــؤدي إىل إ‬ ‫الرساع مــن ي‬ ‫عالجــات جديــدة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قائــا‪" :‬ســتتمثل الخطــوات‬ ‫وقــد أوضــح كولَــر‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫الــ� قــد‬ ‫التاليــة ي� تحقيــق فهــم أفضــل للكيفيــة ي‬ ‫تتفاعــل بهــا العضيــات الجلديــة مــع الجهــاز المناعــي‬ ‫للمريــض‪ .‬وســيكون الطريــق إىل التجــارب الرسيريــة‬ ‫ملي ًئــا بالتحديــات‪ ،‬لكــن هــذه النتائــج المبكــرة‬ ‫كبــر"‪.‬‬ ‫مشــجعة إىل حــد ي‬ ‫ِّ‬ ‫‪Lee, J., Rabbani, C.C., Gao, H. et al. Hair-bearing human‬‬ ‫‪skin generated entirely from pluripotent stem cells.‬‬

‫‪Nature 582, 399–404 (2020).‬‬

‫‪DR. JIYOON LEE AND DR. KARL KOEHLER, BOSTON CHILDREN’S HOSPITAL/HARVARD MEDICAL SCHOOL‬‬

‫توصـل الباحثـون إىل إجـر ٍاء جديـد يسـتطيعون مـن‬ ‫َّ‬ ‫غـر متمايـزة‪ .‬وإضافـةً‬ ‫خاللـه توليـد الجلـد مـن خاليـا ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫الـ� ينمـو‬ ‫إىل اسـتخدام هـذا إ‬ ‫الجـراء ي� دراسـة الكيفيـة ي‬ ‫بهـا الجلـد‪ ،‬يمكـن اسـتخدام هـذه العضيـات الجلديـة‬ ‫كمصـدر لط ُ​ُعـوم ت‬ ‫العقاقـر‬ ‫ال�قيـع‪ ،‬وكذلـك ف ي� فحـص‬ ‫ي‬ ‫العالجيـة واختبارهـا‪.‬‬ ‫أكـر أعضـاء الجسـم‪ ،‬وهـو ُمتعـدد الطبقات‬ ‫الجلـد ب‬ ‫واقيـا يسـاعد على تنظيـم‬ ‫ا‬ ‫حاجـز‬ ‫يعمـل‬ ‫إذ‬ ‫والوظائـف؛‬ ‫ً ً‬ ‫دورا وسـيطًا ف ي� عمليـة‬ ‫ويـؤدي‬ ‫الجسـم‪،‬‬ ‫ارة‬ ‫درجـة حـر‬ ‫ً‬ ‫أن العلمـاء تمكَّ نـوا مـن إنبـات خاليـا‬ ‫ورغـم‬ ‫حسـاس‪.‬‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫َّ‬ ‫طبقـة الجلـد الخارجيـة ف‬ ‫المختـرات منـذ عقـود‪ ،‬فإنـه‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫آي‬ ‫يتـأت لهـم إىل الن إعـادة تخليـق هـذا العضـو‬ ‫لـم‬ ‫َ‬ ‫ببصيالتـه وغُـدده ف‬ ‫المختـر‪.‬‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ُ أمــا آ‬ ‫الن‪ ،‬فقــد تم َّكــن كارل كو َلــر وزمالؤه ف ي� مستشــفى‬ ‫بوســطن أ‬ ‫للطفــال بالواليــات المتحــدة‪ ،‬مــن توليــد‬ ‫عضيــات جلديــة مــن خــال توجيــه تمايــز الخاليــا‬ ‫الجذعيــة الب�ش يــة متعــددة القــدرات ف ي� منظومــة‬ ‫اســرراع ثالثيــة أ‬ ‫تز‬ ‫البعــاد‪.‬‬ ‫أن الخاليـا ت‬ ‫ين‬ ‫الطبقتـ�‬ ‫الـ� تشـكِّل‬ ‫إىل‬ ‫ا‬ ‫ونظـر‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ساسـيت� ف� الجلـد (وهمـا الب يرش ة أ‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫والدمـة) تنحـدر‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫أنـواع مختلفة مـن الخاليـا ي� مرحلة جنينيـة مبكرة‪،‬‬ ‫مـن‬ ‫ين‬ ‫فقـد ي َّ ٍ ن‬ ‫الباحثـ� أن يهيئـوا ً‬ ‫أول ظـروف النمـو‬ ‫تعـ� على‬ ‫الضافـة المتتاليـة‬ ‫نحـو ممكـن‪ .‬وقـد أ َّدت إ‬ ‫على أفضـل ٍ‬ ‫لعوامـل النمـو إىل إطلاق تمايـز الخاليـا الجذعيـة‬ ‫أ‬ ‫غـر‬ ‫الب�ش يـة متعـددة القـدرات إىل الديـم الظاهـر ي‬

‫منبتة للشعر (باللون األحمر) وخاليا األدمة الحليمية (باللون‬ ‫ُعضية جلدية بشرية مشتقة من إحدى الخاليا الجذعية تظهر بها ُبصيالت ِ‬ ‫تقريبا في طبق االستزراع‪.‬‬ ‫الفيروزي) بعد ثالثة شهور‬ ‫ً‬


‫الكشف عن‬ ‫اتجاهات استهالك‬ ‫المضادات الحيوية‬

‫عاما‪.‬‬ ‫دراسة ترصد أنماط استهالك المضادات الحيوية عالم ًّيا عىل مدار ‪ً 15‬‬

‫‪Klein, E.Y., Milkowska-Shibata, M., Tseng, K.K., Sharland,‬‬

‫‪M. Gandra, S. et al. Assessment of WHO antibiotic con-‬‬

‫‪sumption and access targets in 76 countries, 2000–15:‬‬ ‫‪an analysis of pharmaceutical sales data. Lancet Infec-‬‬

‫‪tious Diseases (2020).‬‬ ‫‪FA H RO N I / A L A M Y S TOC K P H OTO‬‬

‫العالمـي للمضـادات الحيويـة بصورة‬ ‫يـزداد االسـتخدام‬ ‫ّ‬ ‫واضحـة؛ مـا حـدا بمنظمة الصحـة العالميـة (‪ )WHO‬إىل‬ ‫رصـد أ‬ ‫مقاومة‬ ‫المـر‪ ،‬ومتابعتـه‪ ،‬بسـبب احتماليـة ظهـور‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫بكت�يـة للمضـادات الحيويـة‪ .‬وهـذا االتجـاه مـن شـأنه‬ ‫ي‬ ‫أن يزيـد مـن صعوبـة تحقيـق ُمسـتهدفات اسـتهالك‬ ‫ت‬ ‫وضع ْتها منظمة‬ ‫الـ� َ‬ ‫المضـادات الحيويـة لعـام ‪ ،2023‬ي‬ ‫يثـر المخـاوف بشـأن انتشـار‬ ‫الصحـة العالميـة‪ ،‬ممـا ي‬ ‫البكت�يـة للمضـادات الحيويّـة‪.‬‬ ‫المقاومـة‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫رض‬ ‫التدابــر الالزمــة‬ ‫اتخــاذ‬ ‫وري‬ ‫الــ‬ ‫مــن‬ ‫صــار‬ ‫وقــد‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫لدعــم مراقبــة المضــادات الحيويــة‪ ،‬واالســتخدام‬ ‫أ‬ ‫البكت�ية‬ ‫المقاومــة‬ ‫المثــل لهــا‪ ،‬بهــدف الحــد من ظهــور‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫أن ي� عــام ‪ ،2017‬طرحــت‬ ‫لهــا‪ ،‬وانتشــارها‪ .‬ويُذكَــر ّ‬ ‫«التاحــة والمراقبــة‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫تصني‬ ‫منظمــة الصحــة العالميــة‬ ‫إ‬ ‫واالحتيــاط» (‪Access, Watch, Reserve (AWaRe‬‬ ‫للدويــة أ‬ ‫للمضــادات الحيويــة ف� قائمتهــا أ‬ ‫الساســية‪.‬‬ ‫ي‬ ‫فالمضــادات الحيويــة الـ ت‬ ‫«التاحة»‬ ‫ـ� تنــدرج ضمــن فئــة إ‬ ‫ي‬ ‫هــي عالجــات الخــط أ‬ ‫ن‬ ‫الثــا� ألنــواع العــدوى‬ ‫الول أو‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ـ� تقــع ضمــن فئــة‬ ‫الشــائعة‪ .‬والمضــادات الحيويــة الـ ي‬ ‫ت‬ ‫مقاومــة‬ ‫ـور‬ ‫ـ‬ ‫ظه‬ ‫ـاالت‬ ‫ـ� تــزداد احتمـ‬ ‫َ‬ ‫«المراقبــة» هــي الـ ي‬ ‫فتتكــون‬ ‫«االحتيــاط»‪،‬‬ ‫مجموعــة‬ ‫بكت�يــة لهــا‪ .‬أمــا‬ ‫ي‬ ‫َّ‬ ‫ت‬ ‫أخــرا‬ ‫ًا‬ ‫ذ‬ ‫مــا‬ ‫عتــر‬ ‫ت‬ ‫الــ�‬ ‫الحيويــة‬ ‫مــن المضــادات‬ ‫ي ُ ب‬ ‫يً‬ ‫المقاومــة‬ ‫الموجــه ف ي� حــاالت العــدوى‬ ‫لالســتخدام‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫للمضــادات الحيويــة المتعــددة‪.‬‬ ‫ٌ ث‬ ‫دول يرأسـه باحثـون مـن مركـز‬ ‫اسـتخدم‬ ‫بحـ� ي‬ ‫فريـق ي ّ‬ ‫ديناميكيـات أ‬ ‫المـراض واالقتصـاد والسياسـة (‪)CDDEP‬‬ ‫ف� العاصمـة أ‬ ‫بيانـات عـن مبيعـات‬ ‫المريكيـة واشـنطن‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫المضـادات الحيويـة‪ ،‬حصـل عليهـا الفريـق مـن �ش كـة‬ ‫تقنيـات المعلومـات الصحيـة «إيكويفيـا» ‪ ،IQVIA‬وذلـك‬ ‫بهـدف دراسـة أنماط اسـتهالك المضادات الحيويـة ف ي� ‪76‬‬ ‫دولـة ف� ت‬ ‫الفـرة ي ن‬ ‫عامـي ‪ ،2000‬و‪ .2015‬ووجـد الفريـق‬ ‫بـ� َ‬ ‫ي‬ ‫الم ْد َرجة‬ ‫أن معـدل زيـادة اسـتهالك المضـادات الحيويـة ُ‬ ‫ضمـن فئـة «المراقبـة» كان أعلى بمقـدار أربعـة أضعاف‬ ‫تقريبـا (‪ ،)%90.9‬مقارنـةً بمعـدل زيـادة اسـتهالك فئـة‬ ‫ً‬ ‫«التاحة»‪ ،‬حيث كان (‪ .)%26.2‬وكانت الزيادة ف ي� اسـتهالك‬ ‫إ‬ ‫ت‬ ‫أك�‬ ‫ال� تقـع ضمن فئـة «المراقبة» ب‬ ‫المضـادات الحيويّـة ي‬ ‫بكثـر ف ي� الـدول منخفضـة ومتوسـطة الدخـل (‪،)%165‬‬ ‫ي‬ ‫مقارنـةً بالـدول مرتفعـة الدخـل (‪.)%27.9‬‬ ‫ت‬ ‫الـ� شـكَّل فيهـا اسـتهالك‬ ‫وقـد تَر َاجـع عـدد الـدول أ ي‬ ‫إجمـال اسـتهالك‬ ‫مـن‬ ‫قـل‬ ‫«التاحـة» ‪ %60‬على ال‬ ‫فئـة إ‬ ‫ي‬

‫المضـادات الحيويّـة مـن ‪ 50‬دولـة (مـن أصـل ‪ 66‬دولـة‬ ‫ف ي� عـام ‪ )2000‬إىل ‪ 42‬دولـة (مـن أصـل ‪ 76‬دولـة ف ي� عام‬ ‫ف‬ ‫و� جميـع الـدول منخفضـة ومتوسـطة الدخـل‬ ‫‪ .)2015‬ي‬ ‫«التاحـة»‪ ،‬مقارنة بفئة‬ ‫تقريبـا‪ ،‬انخفـض اسـتهالك فئـة إ‬ ‫ً‬ ‫«المراقبـة»‪ .‬وقـد ي َّ ن‬ ‫إجمـال الزيـادة العالميـة ف ي�‬ ‫تبـ� أن‬ ‫ي‬ ‫اسـتهالك المضـادات الحيويّـة من فئـة «المراقبة» يُعزى‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫والصـ�‪.‬‬ ‫دولتـ�‪ ،‬همـا‪ :‬الهنـد‪،‬‬ ‫ئيـس إىل‬ ‫بشـكل ر ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫إيل� كاليـن‪ ،‬الباحـث بمركـز‬ ‫ـل‬ ‫اس‬ ‫ر‬ ‫الم‬ ‫المؤلـف‬ ‫يشـر‬ ‫ي‬ ‫ُ ِ‬ ‫ي‬ ‫ديناميكيـات أ‬ ‫المـراض واالقتصـاد والسياسـة‪ ،‬إىل أن ثمـة‬ ‫عـددا مـن العوامـل يقـف على أ‬ ‫الرجـح وراء الزيـادة �ف‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫اسـتهالك المضـادات الحيويـة مـن فئـة «المراقبـة» ف ي�‬ ‫الـدول منخفضة ومتوسـطة الدخل‪ .‬ويوضح ً‬ ‫قائلا‪" :‬أ َّدى‬ ‫النمـو االقتصادي إىل ازدياد اسـتهالك المضادات الحيوية‬ ‫«التاحـة»‪ ،‬و«المراقبـة» ف ي� الـدول منخفضـة‬ ‫مـن فئـة إ‬ ‫وال�امج ت‬ ‫ال� تنظم‬ ‫السياسـات‬ ‫أن‬ ‫إال‬ ‫الدخل؛‬ ‫ومتوسـطة‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫اسـتخدام فئـة «المراقبـة» لم تتطـور بالرسعـة الكافية"‪.‬‬ ‫ويذكـر كاليـن أن ً‬ ‫دول عديـدة مـن تلـك الـدول‬

‫منخفضـة ومتوسـطة الدخل ‪ -‬ومن بينهـا الجزائر وتونس‬ ‫نسـبيا مـن المضـادات الحيويّة‬ ‫ لديهـا اسـتهالكٌ مرتفـع‬‫ًّ‬ ‫«التاحـة»‪ُ ،‬مقارنةً بالدول مرتفعـة الدخل‪ ،‬ت‬ ‫ال�‬ ‫مـن فئة إ‬ ‫ي‬ ‫تملـك برامج قوية إلدارة اسـتخدام المضـادات الحيوية‪.‬‬ ‫تحسـن ف� النسـبة ي ن‬ ‫بـ�‬ ‫ي‬ ‫ويشـر هـذا إىل إمكانيـة تحقيـق ُّ ٍ ي‬ ‫«التاحـة»‪ ،‬واسـتهالك فئـة «المراقبـة»‪،‬‬ ‫اسـتهالك فئـة إ‬ ‫جمـال للدولـة‪.‬‬ ‫بصرف النظـر عـن الناتـج‬ ‫المحل� إ‬ ‫ال ي ّ‬ ‫يّ‬ ‫تمامــا؛‬ ‫العيــوب‬ ‫مــن‬ ‫خاليــة‬ ‫ليســت‬ ‫إال أن الدراســة‬ ‫ً‬ ‫أن هنــاك أقاليــم‪ ،‬مثــل‬ ‫إىل‬ ‫الباحثــون‬ ‫يشــر‬ ‫حيــث ي‬ ‫ّ‬ ‫دول أفريقيــا جنــوب الصحـراء الكـ بـرى‪ ،‬قــد اسـ ُت ْب ِع َدت‬ ‫مــن التحليــل‪ ،‬بســبب قلــة البيانــات‪ ،‬كمــا لــم تتوافــر‬ ‫بيانــات متواصلــة عــن كل الســنوات‪ ،‬وصـ ً‬ ‫ـول إىل عــام‬ ‫‪ 2015‬بالنســبة إىل بعــض الــدول‪.‬‬ ‫إنـذار‬ ‫جـرس‬ ‫تـدق‬ ‫ومـع ذلـك‪ ،‬فـإن الدراسـة‬ ‫ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫تعديلات على‬ ‫إدخـال‬ ‫يحذرنـا ِمـن أنـه ف ي� حـال عـدم‬ ‫ٍ‬ ‫السياسـات‪ ،‬فسـوف يصعـب تحقيـق هـدف منظمـة‬ ‫الصحـة العالميـة على المسـتوى القومـي‪ ،‬الرامـي إىل‬ ‫إجمـال اسـتهالك المضـادات الحيويـة مـن فئـة‬ ‫رفـع‬ ‫ي‬ ‫«التاحـة» إىل ‪ %60‬بحلـول عـام ‪.2023‬‬ ‫إ‬ ‫يقـول كاليـن‪ :‬ف"� النهايـة‪ ،‬مـن الرض‬ ‫وري زيـادة‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫التحتية‪ ،‬والت�ش يعـات‪ ،‬والقيادة‪،‬‬ ‫الب ْنيـة‬ ‫َّ‬ ‫االسـتثمارات ي� ِ‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫تحسـ� ممارسـات َو ْصـف الدويـة‪ ".‬ويضيـف‬ ‫مـن أجـل‬ ‫ً‬ ‫مقاومة المضـادات الحيوية‬ ‫انتشـار‬ ‫من‬ ‫الحـد‬ ‫"إن‬ ‫قائلا‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ال يحظـى عـاد ًة بمسـتوى أ‬ ‫الولويـة ذاتـه الـذي تحظى به‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫أكـر ف ي� منظومـات الرعايـة‬ ‫الـ� تلقـى‬ ‫اهتمامـا ب‬ ‫ً‬ ‫المـراض ي‬ ‫الصحيـة منخفضـة المـوارد"‪.‬‬

‫ازداد استهالك المضادات الحيوية من فئة «المراقبة» بوتيرة أسرع بكثير من استهالك المضادات الحيوية من فئة «اإلتاحة»‪ ،‬ال سيما في‬ ‫الدول منخفضة ومتوسطة الدخل‪.‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪8‬‬

‫‪39‬‬


‫تصور فني لبكتيريا‬ ‫السلية‪ ،‬التي‬ ‫المتفطرة ُ‬ ‫ُ‬ ‫تأخذ شكل القضيب‬ ‫وتتسبب في اإلصابة‬ ‫بمرض السل‪.‬‬

‫قياس احتماالت اإلصابة‬ ‫السل الكامن في‬ ‫بمرض ُ‬ ‫أثناء التدريب السريري‬

‫مقارنة بمتدر� التخصصات أ‬ ‫طالب الطب ث‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الخرى‪.‬‬ ‫السل‬ ‫أك�‬ ‫عرضة ل إلصابة بعدوى ي‬ ‫ِّ‬ ‫بكت�يا ُ‬ ‫بي‬ ‫الصابــة ي ن‬ ‫بــ� طــاب العلــوم‬ ‫يبلــغ متوســط معــدل إ‬ ‫الصحيــة بمستشــفى جامعــة الملــك عبــد العزيــز‪،‬‬ ‫بنــوع مــن الســل عديــم أ‬ ‫الع ـراض وغـ يـر معـ ٍـد يُعــرف‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫الســل الكامــن (‪ ،)LTB1‬واحــد مــن كل ‪10‬‬ ‫باســم عــدوى ُ‬ ‫‪40‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬

‫طــاب‪ ،‬وذلــك ف ي� أثنــاء تدريبهــم الرسيــري‪.‬‬ ‫الســل (‪ )TB‬إحــدى مشــكالت الصحــة‬ ‫ويٌعــد مــرض ُ‬ ‫العامــة ف ي� المملكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬إذ أصيــب ُقرابة‬ ‫ـخص بالمــرض خــال‬ ‫‪ 10‬أشــخاص مــن كل ‪ 100‬ألــف شـ ٍ‬

‫عــام ‪ ،2018‬وف ًقــا لمنظمــة الصحــة العالميــة‪ .‬كمــا أن‬ ‫نســبة أكـ بـر مــن السـكَّان‪ ،‬تُقـ َّـدر بنحــو ‪ ،%9‬يُ ْع َت َقـ ُـد أنهــا‬ ‫الســلية‬ ‫ـوع غـ يـر نشــط مــن ي‬ ‫بكت�يــا ُ‬ ‫المتفطــرة ُ‬ ‫ُمصابــة بنـ ٍ‬ ‫البكت�يــا‬ ‫هــذه‬ ‫أن‬ ‫إال‬ ‫‪.Mycobacterium‬‬ ‫‪tuberculosis‬‬ ‫ي‬


‫‪Alsharif, M. H., Alsulami, A. A., Alsharef, M., Albanna, A.‬‬ ‫‪S., & Wali, S. O. Incidence of latent tuberculosis infection‬‬

‫‪among health science students during clinical training.‬‬

‫‪Annals of Thoracic Medicine 15(1), 33 (2020).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪8‬‬

‫‪41‬‬

‫‪K AT E RY NA KO N /S C I E N CE PH O TO LI B R A RY/ GE T T Y IM AGE S‬‬

‫الخاملــة يمكــن أن تعــاود نشــاطها بعــد فـ تـرة تصــل إىل‬ ‫ســنوات‪ ،‬إذا َض ُعــف الجهــاز المناعــي أو حــال ظهــور‬ ‫عوامــل خطــورة أخــرى‪.‬‬ ‫اَّ‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الط‬ ‫ب‬ ‫ـ‬ ‫وط‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الصحي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫بالرعاي‬ ‫ويصـ يـر العاملــون‬ ‫ِّ‬ ‫الســل ف ي� صورتــه‬ ‫بعــدوى‬ ‫صابــة‬ ‫ال‬ ‫عرضــةً لخطــر إ‬ ‫ُ‬ ‫النشــطة أو الكامنــة ف ي� أثنــاء عملهــم بالمستشــفيات‪.‬‬ ‫يقــول الدكتــور عمــرو الب َّنــا‪ ،‬مــن جامعــة الملــك‬ ‫ســعود بــن عبــد العزيــز للعلــوم الصحيــة‪ ،‬والــذي‬ ‫تـرأَّس فريــق الدراســة‪ :‬ت‬ ‫ـت هــذه الدراســة "مــدى‬ ‫"اق�حـ ْ‬ ‫ال�ش يــف"‪ ،‬وهــي طالبــة حديثــة التخــرج ف ي� كليــة‬ ‫ف‬ ‫اليجابيــة‬ ‫ـت ارتفا ًعــا ي� نســبة النتائــج إ‬ ‫الطــب‪ ،‬إذ الحظـ ْ‬ ‫(التوبركولــ�) الجلديــة (‪ )TST‬ي ن‬ ‫ين‬ ‫بــ�‬ ‫الســل ي نّ�‬ ‫الختبــارات ُّ‬ ‫ط َّ‬ ‫أتمــوا تدريبهــم الرسيــري"‪.‬‬ ‫الذيــن‬ ‫الطــب‬ ‫ُــاب‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫تحليــا لفحوصــات الســل ت‬ ‫ً‬ ‫الــ�‬ ‫الباحثــون‬ ‫أجــرى‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫أُخضــع لهــا ‪ 2000‬طالــب جامعــي مســج ي ن‬ ‫ات‬ ‫ل� ف ي�‬ ‫مســار ٍ‬ ‫جامعيــة بتخصصــات الطــب الب ـرش ي َّوطــب أ‬ ‫الســنان‬ ‫والتمريــض ّوالصيدلــة أ‬ ‫والشــعة والعــاج الطبيعــي‬

‫وعلــوم المختـ بـرات والتغذيــة‪ ،‬خــال الفـ تـرة مــن ‪2010‬‬ ‫ّ‬ ‫الطــاب للفحــص قبــل التدريــب‬ ‫إىل ‪ .2017‬خضــع‬ ‫بالمستشــفى وبعــده لمعرفــة إن كانــوا قــد أُصيبــوا‬ ‫الســلية‪ ،‬وقــد اســ ُتبعد‬ ‫بعــدوى ي‬ ‫بكت�يــا المتفطــرة ُ‬ ‫بالســل ال َن ِشــط ف ي� بدايــة الدراســة‪.‬‬ ‫المصابــون ُ‬ ‫الفحــص أ‬ ‫ن‬ ‫طالبــا‪،‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫بــ�‬ ‫مــن‬ ‫أنــه‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ال‬ ‫كشــف‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫َّ ي‬ ‫أُصيــب ‪ %6‬مــن الطــاب ف ي� التخصصــات المختلفــة‬ ‫بالســل‪ ،‬كمــا جــاءت نتيجــة الفحــص إيجابيــة لــدى‬ ‫ُ‬ ‫ين‬ ‫الباقــ� بعــد اتمــام تدريبهــم‬ ‫‪ %10‬مــن الطــاب‬ ‫كبــرا ف ي� نســب‬ ‫الرسيــري‪ .‬الحــظ الباحثــون اختالفًــا ي ً‬ ‫ـ� المتدربـ ي ن‬ ‫الصابــة بـ ي ن‬ ‫ـ� ف ي� التخصصــات المختلفــة‪ ،‬إذ‬ ‫إ‬ ‫الســل الكامــن بـ ي ن‬ ‫ـ�‬ ‫ـدوى‬ ‫ـ‬ ‫بع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫صاب‬ ‫ال‬ ‫ـاالت‬ ‫كانــت احتمـ‬ ‫إ‬ ‫ُ‬ ‫طـ َّـاب الطــب هــي أ‬ ‫ُ‬ ‫العــى (‪ .)%14.6‬وكانــت احتمــاالت‬ ‫ِّ‬ ‫ف‬ ‫الصابــة ف� ن‬ ‫ـ� المتخصصـ ي ن‬ ‫أد� مســتوياتها بـ ي ن‬ ‫ـ� ي� مجــال‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫التغذيــة (‪ )%4.6‬وعلــوم المختـ بـرات (‪ .)%5.4‬ولــم تتأثَّر‬ ‫الصابــة بالعــدوى بطــول مـ َّـدة التدريــب أو‬ ‫احتمــاالت إ‬ ‫االمتيــاز‪ ،‬ت‬ ‫شــهرا ف ي� المتوســط‪.‬‬ ‫‪25‬‬ ‫امتــدت‬ ‫والــ�‬ ‫ً‬ ‫ي‬

‫كذلــك أشــار الباحثــون إىل أن مــا يقــل عــن ‪ %50‬مــن‬ ‫الســل‬ ‫الطــاب الذيــن جــاءت نتيجــة فحــص عــدوى ُ‬ ‫الكامــن لديهــم إيجابيــة قــد ُو ِصــف لعالجهــم دواء‬ ‫ئ‬ ‫وقــا�‬ ‫«آيزونيازيــد» ‪ ،Isoniazid‬وهــو مضــاد حيــوي‬ ‫ي‬ ‫تطــور‬ ‫تــوص بــه منظمــة الصحــة العالميــة لمنــع‬ ‫ُّ‬ ‫ي‬ ‫الســل النشــط‪.‬‬ ‫الســل الكامــن إىل ُ‬ ‫عــدوى ُ‬ ‫يقــول البنــا‪" :‬تُ ي ِّ ن‬ ‫بــ� دراســتنا أن ط َّ‬ ‫الطــب مــن‬ ‫ُــاب‬ ‫ِّ‬ ‫بـ ي ن‬ ‫المعرضــة للخطــر‪ ،‬وأنــه مــن الـرض وري أن‬ ‫ـ� الفئــات ُ‬ ‫تدريبــا مناسـ ًـبا ليتعلَّمــوا كيفيــة حمايــة أنفســهم‬ ‫ـوا‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫يتل َّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫مســح ســنوي‬ ‫اء‬ ‫ر‬ ‫بإجــ‬ ‫وص‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫بالمــرض‪.‬‬ ‫صابــة‬ ‫ال‬ ‫مــن‬ ‫إ‬ ‫ئ ي‬ ‫ٍ‬ ‫ـا� للمصابـ ي ن‬ ‫الســل‬ ‫ـ� بعــدوى ُ‬ ‫ُ‬ ‫للســل وتقديــم عــاج وقـ ف ي‬ ‫الكامــن‪ ،‬خــال تدريبهــم ي� المستشــفى"‪.‬‬


‫ارتفاع طفيف في معدل االنتشار‬ ‫ً‬ ‫مخبريا لعدوى متالزمة‬ ‫المصلي المؤ ّكد‬ ‫ّ‬

‫الشرق األوسط التنفسية «ميرس»‬ ‫اكتشاف زيادة ف� انتشار متالزمة ال�ش ق أ‬ ‫الوسط التنفس ّية ف ي� مجموعة سكانية‬ ‫ي‬ ‫ث‬ ‫بغرب السعوديّة‪ ،‬بعد اختبار أك� من سبعة آالف عينة‪.‬‬ ‫‪42‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬


‫"تزداد مخاطر اإلصابة إذا كان‬ ‫الشخص يتعامل مع لحوم‬ ‫أيضا"‪.‬‬ ‫الحيوانات ً‬

‫كشفت دراسة بك�ى لتتبع مستويات يف�وس كورونا المسبب‬ ‫لمتالزمة ال�ش ق أ‬ ‫(م�س) ف ي� مصل الدم‬ ‫الوسط‬ ‫التنفسية ي‬ ‫ّ‬ ‫لمجموعة سكانية ف ي� غرب المملكة العربية السعودية‪ ،‬عىل‬ ‫مدار خمس سنوات‪ ،‬أن العدوى عديمة أ‬ ‫العراض أو ذات‬ ‫أ‬ ‫العراض البسيطة ال تزال كامنة‪ ،‬وربما كانت تنتقل إىل‬

‫خارج هذه المجموعة السكانية دون أن يعرف أحد‪.‬‬ ‫فـروس كورونـا المسـبب لمتالزمـة الرش ق‬ ‫اك ُتشـف ي‬ ‫أ‬ ‫(«م�س‪-‬كـوف» ‪ )MERS-CoV‬للمـرة‬ ‫ة‬ ‫التنفسـي‬ ‫الوسـط‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫مريـض مصـاب بااللتهـاب الرئـوي �ف‬ ‫الوىل لـدى‬ ‫ّ ي‬ ‫ف‬ ‫و� عـام ‪ ،2015‬تعرضت المملكة‬ ‫السـعودية عـام ‪ .2012‬ي‬ ‫لتفـش كبـر لمتالزمة ال�ش ق أ‬ ‫الوسـط‬ ‫ي‬ ‫العربيـة السـعودية ٍ‬ ‫الصابة بالعـدوى ‪2,077‬‬ ‫حـاالت‬ ‫التنفسـية‪ ،‬إذ بلـغ عـدد‬ ‫إ‬ ‫حالـة‪ ،‬وبلـغ عـدد الوفيـات ‪ 773‬حالـة وفـاة‪ ،‬وهـو الرقم‬

‫أ‬ ‫عالميا‪.‬‬ ‫الـذي ذكـرت منظمـة الصحـة‬ ‫العالمية أنـه السـوأ ًّ‬ ‫ّ‬ ‫مستشفيات وزيادة الحقة‬ ‫تسببت الفاشية ف ي� إغالق‬ ‫ٍ‬ ‫جديدا‬ ‫ف ي� الدراسات بخصوص يف�وس كورونا الذي كان‬ ‫ً‬ ‫ن‬ ‫الحيوا� الوحيد المعروف له‪ ،‬وهو‬ ‫آنذاك‪ ،‬والعائل‬ ‫ي‬ ‫الجمال العربية‪ ،‬ف� محاولة لتتبع انتشاره ئ‬ ‫الوبا� واستكشاف‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫يّ‬ ‫مسارات العالج‪ .‬ومنذ ذلك ي ن‬ ‫الح�‪ ،‬أخذ العلماء يحاولون‬ ‫معرفة ما الذي أدى بحاالت فردية متفرقة ف ي� المجتمع‬ ‫المحل إىل الزيادة واالنتشار عىل نحو مفاجئ‪.‬‬ ‫في‬ ‫تفحـص باحثون ف ي� مركز‬ ‫و� هـذه الدراسـة‬ ‫الجديدة‪َّ ،‬‬ ‫ي‬ ‫الملـك عبـد اللـه العالمـي أ‬ ‫للبحـاث الطبيـة «كيمـارك»‬ ‫العينـات مـن أمصـال الـدم الب�ش يّـة المحفوظـة‬ ‫آالف ِّ‬ ‫الـ� ُجمعـت ف� ت‬ ‫ت‬ ‫الفـرة ي ن‬ ‫بـ� عامـي ‪ 2011‬و‪ 2016‬مـن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫مت� ي ن‬ ‫عـ� راشـدين أصحاء من ‪ 50‬جنسـية يقطنـون الجزء‬ ‫ب‬

‫‪Degnah, A.A. et al . Seroprevalence of MERS-CoV in‬‬ ‫–‪healthy adults in western Saudi Arabia, 2011‬‬

‫‪2016. Journal of Infection and Public Health 13,‬‬ ‫‪697‎–‎7 03 (2020).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪8‬‬

‫‪43‬‬

‫‪FAYE Z N U R EL D I N E/A F P VI A G ET T Y I M AG ES‬‬

‫الجمل العربي هو الحيوان‬ ‫الوحيد المعروف بإيوائه‬ ‫فيروس "ميرس‪ -‬كوف"‪،‬‬ ‫ويواجه سائسو الجمال خطر‬ ‫العدوى‪.‬‬

‫الغـر� مـن المملكـة العربيـة السـعودية‪.‬‬ ‫بي‬ ‫ين‬ ‫عينـات‬ ‫آثـار‬ ‫عـن‬ ‫الباحثـ� "البحـث‬ ‫كان هـدف‬ ‫ّ‬ ‫إيجابيـة"‪ ،‬حسـبما يقـول محمـد بوسـعيد‪ ،‬الباحـث‬ ‫ف‬ ‫فـروس كورونـا بكيمـارك‪ ،‬واستشـاري‬ ‫المتخصـص ي� ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫المـراض المعديـة بالشـؤون الصحيـة ي� وزارة الحـرس‬ ‫ف‬ ‫الوطن ي ‪ ،‬والـذي لـم يشـارك ي� الدراسـة‪ .‬يقول بوسـعيد‬ ‫موضحـا‪" :‬حـاول الباحثون أن يستكشـفوا مـا إذا كان ثمة‬ ‫ً‬ ‫الجمـال ً‬ ‫مثلا‪ -‬ولـم تكـن عيناتهـم‬‫أشـخاص‬ ‫كسـائس ِ‬ ‫ي‬ ‫إيجابيـة‪ ،‬ومقارنتهـم بآخريـن مـن المجموعـة السـكانية‬ ‫نفسـها والذيـن لـم يسـبق لهـم التعامـل مـع الجمـال"‪.‬‬ ‫فحــص العلمــاء عينــات الــدم بح ًثــا عــن أجســام‬ ‫ال�وتينــات الشــوكية لفـ يـروس‬ ‫مضــادة معينــة تســتهدف ب‬ ‫كورونــا المســبب لمتالزمــة الــرش ق أ‬ ‫التنفســية‬ ‫وســط‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫يز‬ ‫"إلــرا" ‪،ELISA‬‬ ‫‪ ،MERS-CoV S1‬باســتخدام تقنيــة‬ ‫وهــو اختبــار مناعــي مصمــم لرصــد محتــوى أ‬ ‫الجســام‬ ‫ّ‬ ‫ـتضد مــا وإحصائهــا‪.‬‬ ‫المضــادة‬ ‫المتكونــة اســتجابةً لمسـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫كمــا أ ّكــد الباحثــون النتائــج بفحــص العينــات بح ًثــا عــن‬ ‫أجســام مضــادة ُم َح ِّيــدة‪ ،‬باســتخدام اختبــارات تحييــد‬ ‫عــى الف�وســات الحيــة أ‬ ‫والنمــاط الزائفــة‪ ،‬وهــي بدائــل‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ـي‪.‬‬ ‫رسيريــة للفـ يـروس الحـ ّ‬ ‫كان اختبـار ي ز‬ ‫إيجابيـا لـدى نحـو ‪ %2.3‬مـن‬ ‫"إلـرا"‬ ‫ً‬ ‫ت‬ ‫الـ� بلـغ عددهـا ‪ 7,461‬عينـة‪ ،‬شـملت ‪18‬‬ ‫العينـات ي‬ ‫جنسـية‪ ،‬ف� ي ن‬ ‫حـ� تأكـد وجـود أجسـام مضـادة ُم َح ِّيـدة‬ ‫ي‬ ‫الف�وس‬ ‫ف ي� ‪ 17‬عينة‪ .‬كان االنتشـار‬ ‫المصل ‪-‬أي مسـتوى ي‬ ‫يّ‬ ‫المكتشـف ف ي� عينـات الـدم‪ -‬عنـد أعلى معدالتـه‬ ‫لـدى أ‬ ‫الشـخاص ف ي� عمـر ‪ 15‬إىل ‪ 44‬سـنة مـن المملكـة‬ ‫ين‬ ‫وفلسـط�‬ ‫العربيـة السـعودية ومصر واليمن وباكسـتان‬ ‫والسـودان والهنـد‪ ،‬دون تمايـز ملحـوظ‪.‬‬ ‫بالناث‪،‬‬ ‫نة‬ ‫ر‬ ‫مقا‬ ‫أك� لدى الذكور‬ ‫وكان االنتشار‬ ‫إ‬ ‫المصل ب‬ ‫يّ‬ ‫ين‬ ‫الجنسـ� بمرور‬ ‫رغم الزيادة الطفيفة ف ي� االنتشـار لدى كال‬ ‫كبـر ي ن‬ ‫بـ� الذكـور‬ ‫الوقـت‪ .‬يقـول بوسـعيد‪" :‬ثمـة فـارق ي‬ ‫بالتعـرض للعوائل ودرجـة االتصال‬ ‫والنـاث‪ ،‬وهـو مرتبط‬ ‫إ‬ ‫ّ‬ ‫معهـا‪ ،‬مثـل أ‬ ‫الجمال‬ ‫كسـائس‬ ‫يعملـون‬ ‫قد‬ ‫الذيـن‬ ‫الزواج‬ ‫ي ِ‬ ‫الصابة إذا كان‬ ‫ويتعاملـون مع الحيوانـات‪ .‬وتزداد مخاطـر إ‬ ‫أيضا"‪.‬‬ ‫الشـخص يتعامـل مع لحـوم الحيوانـات ً‬ ‫ف‬ ‫عينـات المصل‬ ‫يقـول بوسـعيد إن الزيـادة الطفيفـة ي� ّ‬ ‫النـاث‪ ،‬ليسـت مدعـا ًة للقلـق‪،‬‬ ‫اليجابيـة‪ ،‬ومنهـا عينـات إ‬ ‫إ‬ ‫ويضيـف‪" :‬بعـد عـام ‪ ،2016‬رصنـا ث‬ ‫أكـر معرفـة بطـرق‬ ‫الجـراءات لمكافحتـه"‪.‬‬ ‫الفـروس و اتخـاذ إ‬ ‫التعامـل مـع ي‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫المشارك� ف ي� الدراسة يوصون‬ ‫الباحث�‬ ‫يغ� أن‬ ‫ين‬ ‫بـ"تحس� عمليات المراقبة واستمراريتها" لرصد‬ ‫ت‬ ‫«م�س‪-‬‬ ‫وس‬ ‫لف�‬ ‫إيجابية‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫يحتمل‬ ‫ال�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الحاالت ي‬ ‫كوف» داخل وخارج المملكة وانتقالها‪ ،‬سواء من خالل‬ ‫البل‪.‬‬ ‫السفر بوجه عام‪ ،‬أو من خالل تجارة إ‬


‫تحقيق‬

‫‪44‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬


‫الحد من الوفيات‬ ‫الناجمة عن متالزمة‬ ‫الشرق األوسط‬ ‫التنفسية «ميرس»‬ ‫فريق من أ‬ ‫ين‬ ‫نظاما عالج ًيا ُمر َّك ًبا من عدة‬ ‫الطباء‬ ‫الرسيري� ب‬ ‫يخت�ون ً‬ ‫عقاق� نجح ف ي� تقليل عدد الوفيات الناجمة عن متالزمة ال�ش ق‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫«م�س» ‪ MERS‬بمقدار الثلث‪.‬‬ ‫الوسط التنفسية ي‬

‫‪N I A I D / N AT I O N A L I N ST I T U T E S O F HE A L T H / SC I EN C E P H OTO LI B R A RY‬‬

‫رغم تراجع اإلصابات‬ ‫بمتالزمة الشرق األوسط‬ ‫التنفسية (ميرس) بين‬ ‫البشر‪ ،‬فإنها شائعة بين‬ ‫الجمال العربية‪.‬‬ ‫ِ‬

‫ين‬ ‫الباحثـ� ف ي� المجموعـة السـعودية لتجـارب العنايـة الحرجـة (‪ )SCCTG‬أن‬ ‫كشـف فريـق مـن‬ ‫نظامـا عالجيـا مكونًـا مـن ث‬ ‫أك� من عقـار‪ ،‬نجح ف ي� تقليـص الوفيات بمقدار الثلـث لدى مجموعة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫المـر� المحتجزيـن ف� المستشـفيات‪ ،‬إثـر إصابتهـم بمتالزمـة ال�ش ق أ‬ ‫ض‬ ‫الوسـط التنفسـية‬ ‫مـن‬ ‫ي‬ ‫«مـرس» ‪.MERS‬‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫«م�س‪-‬كـوف» ‪-‬‬ ‫فـروس ي‬ ‫الـ� يسـببها ي‬‫تُعـد متالزمـة الرش ق الوسـط التنفسـية ي‬ ‫«مـرس» ي‬ ‫قاتلا ف� ث‬ ‫الصابات بـه ‪ 2519‬حالة مؤكدة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الصابـة‪ ،1‬إذ بلغ عـدد إ‬ ‫أكـر مـن ثُلـث حاالت إ‬ ‫مرضـا ً ي‬ ‫وعـدد الوفيـات ‪ 866‬حالـة وفـاة‪ ،‬ت‬ ‫ح� شـهر ينايـر عـام ‪( 2020‬المرجع رقـم ‪ .)2‬تظهر أعراض‬ ‫البـل العربيـة إىل البرش ألول مرة عـام ‪ – 2012‬عـادة ف ي�‬ ‫المـرض ‪-‬الـذي يقـال إنـه انتقـل مـن إ‬ ‫صـورة أعـراض تنفسـية حـادة‪ ،‬من بينهـا الحمى‪ ،‬والسـعال‪ ،‬وضيـق التنفس‪.3‬‬ ‫ف‬ ‫تعرض‬ ‫وكمـا هـي الحال ي� مـرض «كوفيد‪ ،»19-‬فإن المشـكالت الصحية الموجودة مسـبقًا ِّ‬ ‫ن‬ ‫ض‬ ‫يعـا� بعضهم إال مـن أعراض خفيفـة‪ ،‬أو ال تظهر عليهم‬ ‫المـر� للمـرض الشـديد‪ ،‬بينمـا ال ي‬ ‫صابة بمتالزمة ال�ش ق أ‬ ‫الوسـط التنفسـية ي ن‬ ‫بـ� الب�ش آخذة‬ ‫ال‬ ‫حاالت‬ ‫أن‬ ‫ورغـم‬ ‫ًـا‪.‬‬ ‫ق‬ ‫مطل‬ ‫اض‬ ‫أعـر‬ ‫إ‬ ‫ن‬ ‫رش‬ ‫البـل‪ ،‬مما‬ ‫بـ�‬ ‫واسـع‬ ‫نطـاق‬ ‫على‬ ‫ا‬ ‫منت‬ ‫ال‬ ‫ز‬ ‫يـ‬ ‫ال‬ ‫لهـا‬ ‫المسـبب‬ ‫وس‬ ‫الفـر‬ ‫فـإن‬ ‫التناقـص‪،‬‬ ‫ف ي�‬ ‫ي إ‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫شـديدا محتمالً‪ .‬يقول ي ن‬ ‫ياسـ� عـر ب يا�‪ ،‬رئيس قسـم العناية المركـزة بمدينة الملك‬ ‫يشـكِّل خطـرا‬ ‫ً‬ ‫ُعبـد العزيـزً الطبيـة‪ ،‬أ‬ ‫والسـتاذ ف ي� كليـة الطب بجامعـة الملك سـعود بن عبد العزيـز للعلوم‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫الحـال‪ ،‬ال ينتقـل‬ ‫"� الوقـت‬ ‫ئيس� ي� الدراسـة الجديـدة‪ :‬ي‬ ‫الصحيـة‪ ،‬والـذي كان الباحـث الر ي‬ ‫يّ‬ ‫«مـرس» بسـهولة ي ن‬ ‫بـ� البرش ‪ ،‬على عكـس «كوفيـد‪ ."»19-‬ويضيـف عـر ب يا�‪" :‬لكـن يظـل القلـق‬ ‫ي‬ ‫الفـروس ث‬ ‫أك� قـدرة على االنتقال"‪.‬‬ ‫تجعل‬ ‫طفـرة‬ ‫حـدوث‬ ‫دائمـا مـن احتمـال‬ ‫ي‬ ‫ً‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪8‬‬

‫‪45‬‬


‫تحقيق‬

‫أحد التحديات التي واجهت إجراء‬ ‫التجارب األخيرة هو أن فيروس‬ ‫"ميرس" غير شائع تصاحبه‬ ‫نوبات العدوى العرضية‪.‬‬

‫"وجد الفريق أن الوفيات بعد‬ ‫يوما بلغت ‪%44‬‬ ‫انقضاء ‪ً 90‬‬ ‫في المجموعة التي تلقت‬ ‫العالج الوهمي‪ ،‬بينما كانت‬ ‫نسبة الوفيات بين الذين‬ ‫تلقوا العالج التجريبي ‪%28‬‬ ‫فقط"‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬

‫تجربة جديدة عىل مرض عنيد‬

‫مريضـا مـن تسـع مؤسسـات طبيـة‬ ‫أدرج الفريـق ‪95‬‬ ‫ً‬ ‫بالمملكـة العربيـة السـعودية ف ي� تجربـة رسيريـة على‬ ‫متالزمـة «مـرس»‪ .‬تلقـى ‪ 43‬مريضا من الدراسـة أ‬ ‫الترابية‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫تجريبيـا مدتـه أربعـة عرش‬ ‫يومـا يتكـون مـن‬ ‫عالجـا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ريتوناف�»‪ ،‬بينما‬‫«لوبيناف�‬ ‫وعقـار‬ ‫بيتـا‪1-‬ب‬ ‫ون‬ ‫فـر‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ال تن� ي‬ ‫أ‬ ‫ض‬ ‫ت‬ ‫والـ� ضمت ‪52‬‬ ‫تلقـت المجموعـة الخـرى مـن المر�‪ ،‬ي‬ ‫وهميـا‪ .‬وجـد الفريـق أن الوفيـات بعـد‬ ‫عالجـا‬ ‫ً‬ ‫مريضـا‪ً ،‬‬ ‫ً‬ ‫يومـا بلغـت ‪ %44‬ف� المجموعـة ت‬ ‫الـ� تلقـت‬ ‫انقضـاء ‪ً 90‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫العلاج الوهمـي‪ ،‬بينمـا كانـت نسـبة الوفيـات ي ن‬ ‫بـ� الذين‬ ‫تلقـوا العلاج‬ ‫انخفاضـا‬ ‫التجريـ� ‪ %28‬فقـط‪ ،‬مـا يمثـل‬ ‫ً‬ ‫بي‬ ‫ح� آ‬ ‫كبـرا ف� الوفيـات بالنسـبة إىل مرض ال علاج له ت‬ ‫الن‪.‬‬ ‫يً ي‬ ‫وجـد الفريـق أن تحقيـق الفائـدة الرسيريـة المرجوة‬ ‫ض‬ ‫المـر�‬ ‫مـن هـذا النظـام العالجـي يتطلـب أن يبـدأ‬ ‫الخضـوع لـه ف ي� غضـون سـبعة أيـام مـن بـدء ظهـور‬ ‫أ‬ ‫العـراض‪ .‬يقـول عـر ب يا�‪" :‬العلاج المبكـر يُحـدث فارقًـا‬

‫التبكـر ف ي� التشـخيص والعلاج ربمـا‬ ‫كبـرا‪ ،‬وأعتقـد أن‬ ‫ي‬ ‫يً‬ ‫أكـر"‪ .‬وقـد جـرى‬ ‫بنسـب‬ ‫الوفيـات‬ ‫تقليـل‬ ‫يسـاعد على‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫الـ� اسـ ُتخدمت ف ي� التجربـة بنـا ًء‬ ‫اختيـار‬ ‫ي‬ ‫العقاقـر ي‬ ‫على فاعليتهـا ف ي� دراسـات قبـل رسيريـة‪ ،‬إذ أوضحـت‬ ‫لوبينافـر منـع تناسـخ كل من‬ ‫هـذه الدراسـات أن عقـار‬ ‫ي‬ ‫(الفـروس المسـبب‬ ‫و«سـارس‪-‬كوف»‬ ‫«م�س‪-‬كـوف»‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫لوبـاء «سـارس») ف‬ ‫المخت�يـة‪ ،‬كمـا كان قـد‬ ‫التجـارب‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫تبـ� مـن قبـل أن الجمـع ي ن‬ ‫ين‬ ‫ريتونافـر»‬‫«لوبيناف�‬ ‫بـ�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫حسـن الحالـة الصحيـة لقردة‬ ‫قـد‬ ‫بيتـا‪1-‬ب‬ ‫ون‬ ‫فـر‬ ‫وإن�‬ ‫ت ي‬ ‫َّ‬ ‫مكـون مـن‬ ‫علاج‬ ‫وباسـتخدام‬ ‫المصابـة‪.‬‬ ‫المرموسـيت‬ ‫ّ‬ ‫(لوبينافـر‪-‬‬ ‫دواءيـن‪ ،‬يتألـف أحدهمـا مـن عقـاري‬ ‫ي‬ ‫«مـرس‪-‬‬ ‫اسـتهداف‬ ‫ريتونافـر)‪ ،‬تمكَّـن الفريـق مـن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫عدلة‬ ‫م‬ ‫ات‬ ‫تأثـر‬ ‫ًا‬ ‫ق‬ ‫محق‬ ‫كـوف» عىل مسـتويات مختلفـة‪،‬‬ ‫ُ ّ‬ ‫ي‬ ‫للف�وسـات‪.‬‬ ‫للجهـاز المناعـي ومضـادة ي‬ ‫ت‬ ‫ـ� واجهــت إج ـراء التجربــة‪،‬‬ ‫كان أحــد التحديــات الـ ي‬ ‫أن متالزمــة «مـ يـرس» ناتجــة عــن فـ يـروس غـ يـر شــائع‪،‬‬


‫الصابــة بــه عــى نحــو ض‬ ‫عــر� ‪ .‬يقــول عــر ب يا�‪،‬‬ ‫تظهــر إ‬ ‫ي‬ ‫ـرا إىل الوقــت الــذي اســتغرقه العثــور عــى عــدد‬ ‫مشـ ي ً‬ ‫مفيــدا ف ي� الدراســة‪" :‬لقــد بدأنــا‬ ‫يكــون‬ ‫الحــاالت‬ ‫مــن‬ ‫ً‬ ‫ض‬ ‫المــر� ف ي� التجربــة ف ي� عــام ‪ ،2016‬وآخــر‬ ‫بــإدراج‬ ‫مريــض قــد أُدرج إىل المجموعــة ف ي� أوائــل عــام‬ ‫‪ ."2020‬ورغــم أن التجــارب المنضبطــة المعشــاة‬ ‫عــادة مــا تكــون معتمــدة عــى دراســات اســتطالعية‪،‬‬ ‫فقــد أدرك عــر ب يا� وفريقــه أن انخفــاض معــدل‬ ‫الصابــات الجديــدة يعــن ي أنهــم قــد يحتاجــون إىل‬ ‫إ‬ ‫تصميــم دراســة تكيفيــة تتضمــن مراحــل متعــددة‬ ‫مــع إجــراء تقييمــات مرحليــة لتوجيــه التجربــة نحــو‬ ‫بحثيــا‪ .‬ولضمــان فاعليــة‬ ‫نتائــج ُمتحقــق مــن صحتهــا ً‬ ‫هــذا التصميــم‪ ،‬أطــال الفريــق فـ تـرة متابعــة المـ ض‬ ‫ـر�‬ ‫يومــا‪ .‬وقــد ي ن‬ ‫ين‬ ‫تبــ� أن الفَــرق ف ي�‬ ‫لتصــل إىل‬ ‫تســع� ً‬ ‫ـ� المجموعتـ ي ن‬ ‫معــدالت النجــاة بـ ي ن‬ ‫ـ� "أخــذ ف ي� االتســاع‬ ‫بشــكل ملحــوظ بعــد اليــوم الثامــن والع�ش يــن"‪.‬‬

‫ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫ك� عىل أبحاث العناية المركزة‬

‫تمثـل المجموعـة السـعودية لتجـارب العنايـة الحرجـة‬ ‫الوسـاط الطبيـة أ‬ ‫جهـدا منسـقًا مـن جانـب أ‬ ‫الكاديميـة ف ي�‬ ‫ً‬ ‫المملكـة العربيـة السـعودية‪ ،‬يهـدف إىل تعزيـز رصيـد‬ ‫ين‬ ‫خ�تهـا ف ي�‬ ‫المملكـة مـن التجـارب الرسيريـة‬ ‫وتحسـ� ب‬ ‫طـب العنايـة المركـزة‪ .‬ويُعـد الباحثـون ف ي� مركـز الملـك‬ ‫عبـد اللـه العالمـي أ‬ ‫للبحـاث الطبيـة (كيمـارك) جـز ًءا من‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫الوط�‬ ‫أيضا مركـز القيادة‬ ‫والـ� تضم ً‬ ‫ي‬ ‫هـذه المجموعة‪ ،‬ي‬ ‫للتجـارب الرسيريـة بالمملكـة العربية السـعودية‪ .‬تمارس‬ ‫المجموعـة السـعودية لتجـارب العنايـة الحرجة نشـاطها‬ ‫منـذ عـدة سـنوات‪ ،‬وقد نرش ت عـدة أبحـاث ف ي� دوريات‬ ‫التأثـر‪ ،‬شـملت سلسـلة مـن المنشـورات‬ ‫علميـة عاليـة‬ ‫ي‬ ‫«مـرس»‪ .‬ويعلِّـق عـر ب يا� على ذلـك‪:‬‬ ‫عالجـات‬ ‫بخصـوص‬ ‫ي‬ ‫"عندمـا ظهـر مـرض «كوفيـد»‪ ،‬اتضحت أهميـة كل هذه‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫الـ� كانـت المجموعة تطرحها‪ .‬فقـد راح الجميع‬ ‫السـئلة ي‬ ‫أ‬ ‫يطرحـون السـئلة ذاتهـا"‪.‬‬

‫هيــأ‬ ‫ورغــم الرعــب الــذي يســببه ي‬ ‫«مــرس»‪ ،‬فقــد َّ‬ ‫المجتمــع الســعودي لمواجهــة الهجمــة الضاريــة‬ ‫التعــرض‬ ‫لمــرض «كوفيــد‪ .»19-‬يقــول عــر ب يا�‪" :‬ســاعد‬ ‫ّ‬ ‫لمتالزمــة «مــرس» عــى مــدار أ‬ ‫العــوام العديــدة‬ ‫ي‬ ‫الماضيــة كثــراً عــى تكويــن معرفــة مســبقة‪ ،‬ورســخ �ف‬ ‫ي‬ ‫َّ ي‬ ‫الف�وســية‪ .‬لــذا‪،‬‬ ‫ثقافتنــا الوعــي بشــأن خطــر العــدوى ي‬ ‫عندمــا ظهــر «كوفيــد‪ ،»19-‬كان النــاس يعرفــون ماهيــة‬ ‫أ‬ ‫الخطــار وأهميــة اتخــاذ االحتياطــات الواجبــة"‪ .‬وربمــا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كان المــر ال ث‬ ‫كــر أهميــة أن نظــام الرعايــة الصحيــة‬ ‫تأهــب لالســتجابة‪ ،‬إذ كان قــد ج َّهــز‬ ‫الســعودي قــد َّ‬ ‫بالفعــل خط ً‬ ‫طــا للتعامــل مــع الجوائــح وحــاالت انتشــار‬ ‫الف�وســية‪.‬‬ ‫العــدوى ي‬ ‫المجتمـع‬ ‫س»‬ ‫«مـر‬ ‫ضـد‬ ‫الحـرب‬ ‫ـأت‬ ‫هي‬ ‫مثلمـا‬ ‫وتمامـا‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫للحـرب ضـد «كوفيـد»‪ ،‬فربمـا تقـدم الجائحـة الحاليـة‬ ‫بدورهـا فرصـة المتلاك رؤى متعمقـة‪ ،‬يمكـن أن تسـاعد‬ ‫ين‬ ‫«م�س»‪ .‬ورغـم أن عـر ب يا� يعتقد‬ ‫الباحثـ� على مكافحـة ي‬ ‫أن بعـض عالجـات «كوفيـد» قـد تسـتحق االختبـار‬ ‫ين‬ ‫الباحث�‬ ‫وغـره مـن‬ ‫كعالجـات محتملـة‬ ‫لـ«مـرس»‪ ،‬فإنه ي‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫بـ«مـرس» سـيكون عليهـم أن يتعاملـوا مـع‬ ‫المعنيـ�‬ ‫ي‬ ‫صعوبـة تقييـم العالجـات المحتملـة العديـدة ف ي� ظـل‬ ‫ض‬ ‫المـر�‪.‬‬ ‫قلـة أعـداد‬ ‫ت ف‬ ‫العلاج‬ ‫ظـل‬ ‫�‬ ‫التجريـ�‪ ،‬ظلَّـت الوفيـات‬ ‫حى ي‬ ‫بي‬ ‫ف‬ ‫«مـرس» ي� التجربة عند نسـبة ‪ .%28‬ويُعد‬ ‫الناجمـة عـن ي‬ ‫سـجل‬ ‫الم‬ ‫العام‬ ‫المعدل‬ ‫مع‬ ‫نة‬ ‫ر‬ ‫مقا‬ ‫ا‬ ‫كبـر‬ ‫ذلـك‬ ‫ً‬ ‫ُ َّ‬ ‫انخفاضـا ي ً‬ ‫جـراء هـذا المـرض‪ ،‬والـذي يبلـغ ‪ ،%35‬لكنـه‬ ‫للوفيـات‬ ‫َّ‬ ‫الوقـت ذاتـه الحاجـة إىل مزيـد مـن أ‬ ‫البحـاث‬ ‫يـرز ف ي�‬ ‫ب‬ ‫أكـر‪.‬‬ ‫لتخفيـض معـدل الوفيـات بشـكل ب‬ ‫تنظـر المجموعـة السـعودية لتجارب العنايـة الحرجة‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫الـ� أثارتهـا جائحـة‬ ‫‪SCCTG‬‬ ‫ً‬ ‫حاليـا ي� التسـاؤالت ي‬ ‫«كوفيـد‪ ،»19-‬ولديهـا تجربتـان رسيريتـان جاريتـان‪.‬‬ ‫تبحـث إحداهمـا فيمـا إذا كانـت وضعيـة الرقـود‬ ‫ض‬ ‫ين‬ ‫الواعـ� تسـاعد على إمدادهـم‬ ‫المـر�‬ ‫بالنسـبة إىل‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫تحسـ� نتائجهـم الرسيريـة‪،‬‬ ‫ثـم‬ ‫ومـن‬ ‫كسـج�‬ ‫بال‬ ‫َّ‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫المـر� المعتمديـن على أجهـزة‬ ‫تبـ� ي� حـاالت‬ ‫مثلمـا ي ن َ‬ ‫الصناعـي‪ ،‬بينمـا تبحـث التجربة أ‬ ‫الخـرى فوائد‬ ‫التنفـس‬ ‫غـر الغازيـة ف ي� حـاالت‬ ‫التنفـس‬ ‫خـوذة‬ ‫اسـتخدام‬ ‫ي‬ ‫«كوفيـد‪ .»19-‬كذلـك يشـارك عـر ب يا� والمجموعـة ذاتهـا‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫والـ�‬ ‫ي� تجربـة «ريمـاب‪-‬كاب» ‪ REMAP-CAP‬الدوليـة‪ ،‬ي‬ ‫ُص ِّممـت بهـدف تقييـم عـدد مـن الخيـارات العالجيـة لـ‬ ‫«كوفيـد‪ »19-‬بكفـاءة وعلى نحـو ت ز‬ ‫م�امـن‪.‬‬ ‫‪https://www.who.int/health-topics/mid-‬‬

‫ ‪1.‬‬

‫‪https://applications.emro.who.int/docs/‬‬

‫ ‪2.‬‬

‫‪https://www.cdc.gov/coronavirus/mers/about/‬‬

‫ ‪3.‬‬

‫‪dle-east-respiratory-syndrome-coronavi‬‬‫‪rus-mers#tab=tab_1‬‬ ‫‪EMCSR254E.pdf‬‬ ‫‪symptoms.html‬‬

‫‪Arabi, Y.M., Asiri, A.Y., Assiri, A.M., Balkhy, H.H., Al‬‬

‫‪Bshabshe, A., et al. Interferon Beta-1b and Lopina-‬‬

‫‪vir–Ritonavir for Middle East Respiratory Syndrome.‬‬

‫–‪The New England Journal of Medicine 383, 1645‎‬‬

‫‪‎1656 (2020).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪8‬‬

‫‪47‬‬


‫"في الدول ذات الدخل‬ ‫المنخفض والمتوسط‬ ‫يعاني ما يصل إلى ‪%30‬‬ ‫من المرضى الذين خضعوا‬ ‫لعمليات جراحية من عدوى‬ ‫مواضع الجراحة"‪.‬‬

‫تُ شكّل عدوى مواضع الجراحة ً‬ ‫اقتصاديا على منظومة الصحة العامة‪.‬‬ ‫عبئا‬ ‫ً‬

‫مستويات‬ ‫عدوى عالية‬ ‫بعد الجراحات‬ ‫في المملكة‬ ‫العربية‬ ‫السعودية‬ ‫تنت�ش‬ ‫البكت�يا المقاومة للمضادات‬ ‫ي‬ ‫الحيوية عىل نطاق واسع ف ي�‬ ‫حاالت عدوى مواضع الجراحة ف ي�‬ ‫المستشفيات السعودية‪.‬‬

‫‪48‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬

‫وفقًــا لمنظمــة الصحــة العالميــة‪ ،‬تُعــد عــدوى‬ ‫مواضــع الجراحــة ث‬ ‫أكــر عــدوى مرتبطــة بالرعايــة‬ ‫الصحيــة شــيو ًعا‪ .‬ففــي الــدول ذات الدخــل المنخفــض‬ ‫ن‬ ‫ض‬ ‫المــر�‬ ‫يعــا� مــا يصــل إىل ‪ %30‬مــن‬ ‫والمتوســط‪،‬‬ ‫ي‬ ‫الذيــن خضعــوا لعمليــات جراحيــة مــن عــدوى مواضــع‬ ‫الجراحــة‪ .‬وحـ تـى ف ي� الــدول ذات الدخــل المرتفــع‪ ،‬تمثل‬ ‫الصابــات‬ ‫عــدوى مواضــع الجراحــة أكـ ثـر مــن ُخمــس إ‬ ‫المرتبطــة بالرعايــة الصحيــة‪.‬‬ ‫وتزيــد عــدوى مواضــع الجراحــة مــن تكاليــف‬ ‫العــاج‪ ،‬وتطيــل ت‬ ‫فــرة االستشــفاء‪ ،‬وقــد تــؤدي إىل‬ ‫مضاعفــات إنتانيــة‪ .‬ولمعرفــة حالــة المملكــة العربيــة‬ ‫الســعودية ف ي� هــذا الصــدد مقارنــة بدول أخــرى‪ ،‬أجرت‬ ‫حنــان بلخــي‪ ،‬مــن إدارة مكافحــة العــدوى بمدينــة‬ ‫الملــك عبــد العزيــز الطبيــة ف ي� الريــاض‪ ،‬وزمالؤهــا‪،‬‬ ‫دراســة اســتقصائية عــن مــدى انتشــار عــدوى مواضــع‬ ‫الجراحــة ف ي� أربعــة مستشــفيات تخضــع لــوزارة الحــرس‬ ‫الوطــن ي ‪ ،‬قطــاع الشــؤون الصحيــة‪.‬‬ ‫تجــري هــذه المستشــفيات أ‬ ‫الربعــة مــا يقــرب مــن‬ ‫‪ 30‬ألــف عمليــة جراحيــة كل عــام‪ .‬وقــد اســتهدف‬ ‫اســتطالع الــرأي الــذي أجــراه الباحثــون العمليــات‬ ‫الجراحيــة ت‬ ‫الــ� أجريــت ي ن‬ ‫بــ� عامــي ‪ 2007‬و‪،2016‬‬ ‫كــر يعــى معرفــة مســببات أ‬ ‫مــع ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫المــراض ف ي�‬ ‫حــاالت عــدوى مواضــع الجراحــة‪ ،‬وأنمــاط مقاومتهــا‬ ‫لمضــادات الميكروبــات‪.‬‬

‫درجــات متباينــة مــن مقاومــة مضــادات الميكروبــات‪.‬‬ ‫ووجــد أن بعــض أنواعهــا‪ ،‬مثــل المكــورات العنقوديــة‬ ‫ُ‬ ‫ين‬ ‫الميثيســيل�‪ ،‬بينمــا‬ ‫الذهبيــة‪ ،‬مقاومــة لعقــار‬ ‫بكت�يــا أخــرى‪ ،‬مثــل كليبســيال‬ ‫أظهــرت أنــواع ي‬ ‫وال�ش يكيــة القولونيــة‪ ،‬مقاومــة لعقــارات متعــددة‪.‬‬ ‫إ‬ ‫ً‬ ‫البكت�يــا ســالبة الجــرام المقاومــة‬ ‫وإجمــال‪ ،‬كانــت‬ ‫ي‬ ‫أكــر مســببات أ‬ ‫لمضــادات الميكروبــات ث‬ ‫المــراض‬ ‫ّ‬ ‫انتشــارا‪ ،‬إذ شــكّلت قرابــة ‪ %60‬مــن جميــع حــاالت‬ ‫ً‬ ‫عــدوى مواضــع الجراحــة ف� المستشــفيات أ‬ ‫الربعــة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫المــر أ‬ ‫أمــا أ‬ ‫ال ث‬ ‫بكت�يــا‬ ‫كــر إثــار ًة للقلــق فهــو أن ي‬ ‫ين‬ ‫المقاومتــ� لعقــارات‬ ‫وال�ش يكيــة القولونيــة‬ ‫كليبســيال إ‬ ‫ث‬ ‫بكثــر ف ي� مستشــفيات‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫شــيو‬ ‫أكــر‬ ‫كانتــا‬ ‫متعــددة‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫المملكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬بالمقارنــة مع مستشــفيات‬ ‫شــبكة ســامة الرعايــة الصحيــة الوطنيــة أ‬ ‫المريكيــة‪.‬‬ ‫الرشــادات الحالية بخصوص‬ ‫وتشـ يـر النتائــج إىل أن إ‬ ‫اســتخدام المضــادات الحيويــة قبــل الجراحــات قــد‬ ‫غــر كافيــة لمنــع عــدوى مواضــع الجراحــة‪.‬‬ ‫تكــون ي‬ ‫ويحــث الباحثــون أ‬ ‫ين‬ ‫الرسيريــ� والســلطات‬ ‫الطبــاء‬ ‫ّ‬ ‫الصحيــة ف� المملكــة عــى ي ن‬ ‫تأمــ� المــوارد‪ ،‬وضمــان‬ ‫ي‬ ‫ال�ش اف‬ ‫الدعــم عنــد تنفيــذ التدخــات‪ ،‬مثــل برامــج إ‬ ‫عــى مضــادات الميكروبــات‪ ،‬والممارســات الوقائيــة‬ ‫المســتندة إىل أدلــة‪ ،‬للحـ ّـد مــن عــدد حــاالت عــدوى‬ ‫مواضــع الجراحــة‪.‬‬ ‫‪El-Saed, A., Balkhy, H.H., Alshamrani, M.M., Aljohani,‬‬ ‫‪S., Alsaedi, A., et al. High contribution and impact of‬‬

‫‪resistant gram negative pathogens causing surgical‬‬

‫‪site infections at a multi-hospital healthcare system‬‬ ‫‪in Saudi Arabia, 2007–2016. BMC Infectious Diseases‬‬ ‫‪20, 275 (2020).‬‬

‫‪DAVI D HE R R A E Z / A L A M Y S TOCK P HOTO‬‬

‫ـال ‪492‬‬ ‫َّ‬ ‫وتعرفــت حنـأـان بلخــي وفريقهــا عــى إجمـ ي‬ ‫المـراض ف ي� ‪ 403‬حــاالت عــدوى مواضــع‬ ‫مــن مســببات‬ ‫أكــر مســببات أ‬ ‫الجراحــة‪ .‬وكانــت ث‬ ‫حضــورا‬ ‫المــراض‬ ‫ً‬ ‫ُ ّ‬ ‫فيهــا المكــورات العنقوديــة الذهبيــة ‪Staphylococcus‬‬ ‫ـرا مــا توجــد‬ ‫‪( aureus‬وهــي ي‬ ‫بكت�يــا موجبــة الجـرام كثـ ي ً‬ ‫عــى الجلــد)‪ ،‬والزائفــة الزنجاريــة ‪Pseudomonas‬‬ ‫بكت�يــا ســالبة الجــرام توجــد ف ي�‬ ‫‪( aeruginosa‬وهــي ي‬ ‫ت‬ ‫ال�بــة والجلــد‪ ،‬إىل جانــب البيئــات االصطناعيــة)‪،‬‬ ‫بكت�يــا ســالبة الجــرام‬ ‫(وهــي‬ ‫‪Klebsiella‬‬ ‫وكليبســيال‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫وال�ش يكيــة‬ ‫توجــد عــادة ي� الجهــاز الهضمــي)‪ ،‬إ‬ ‫بكت�يــا ســالبة‬ ‫القولونيــة ‪( Escherichia coli‬وهــي ي‬ ‫الجــرام توجــد عــادة ف� أ‬ ‫المعــاء الغليظــة)‪.‬‬ ‫ي‬ ‫البكت�يــا قــد أظهرت‬ ‫ومــن الالفــت أن جميــع أنــواع‬ ‫ي‬


‫واحة التكنولوجيا‬ ‫الحيوية الطبية‬

‫واحة التكنولوجيا الحيوية الطبية‪ ،‬هي مشروع استراتيجي‬ ‫خاص بمركز الملك عبد الله العالمي لألبحاث الطبية‬ ‫وبالتعاون مع الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني‪،‬‬ ‫للمساهمة في رؤية السعودية ‪ 2030‬من خالل‪:‬‬

‫ •تطوير منتجات‪ ،‬وتقنيات‪ ،‬وخدمات البحث والتطوير للطب‬ ‫الحيوي وتسويقها‬ ‫ •المساهمة في التنمية االقتصادية والصحية من خالل‬ ‫العلوم واالبتكارات في القطاعات الطبية والصحية‬

‫الموقع اإللكتروني‪KAIMRC-BIOTECH.ORG.SA :‬‬ ‫بريد إلكتروني‪KAIMRC-KMBP@NGHA.MED.SA :‬‬ ‫الهاتف‪+966-11-429-4516 :‬‬ ‫تويتر‪@MEDICALBIOTECH :‬‬


‫كوفيد‪19-‬‬

‫مكافحة‬

‫كوفيد‬

‫بينما نتسابق لفهم يف�وس كورونا المستجد‪ ،‬تظهر الدراسات أن‬ ‫الفشل التنفس الذي يصيب بعض ض‬ ‫مر� «كوفيد‪ »19-‬ربما يكون‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫مرتبطا بسجلهم ن‬ ‫الجي�‪ ،‬وأن الشذوذ ن‬ ‫الجي� والجسام المضادة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المناعية الذاتية تثبط استجابة المناعة لدى ض‬ ‫الصابة‬ ‫المر� ذوي إ‬ ‫الط� ذو فاعلية ف ي� الحماية من العدوى‪.‬‬ ‫الحادة‪ ،‬وأن القناع ب ي‬

‫‪50‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬


‫‪N I A I D/ N I H‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪8‬‬

‫‪51‬‬


‫كوفيد‪19-‬‬

‫بمقدور الباحثين واألطباء السريريين تطوير‬ ‫عالجات أكثر فاعلية والتنبؤ بالنتائج السريرية‬ ‫وتحسينها بالتوسع في فهم كيفية استجابة‬ ‫أجسامنا لفيروس "سارس‪ -‬كوف‪."2-‬‬

‫‪52‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬


‫دراسة االستجابات‬ ‫المناعية لمرض‬ ‫«كوفيد‪»19-‬‬

‫ٌ‬ ‫زود‬ ‫تعمق لالستجابة المناعية لمرض «كوفيد‪ »19-‬يُ ِّ‬ ‫تحليل ُم ّ‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫بأدوات جديدة‬ ‫الرسيري�‬ ‫الطباء‬ ‫ٍ‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪8‬‬

‫‪53‬‬

‫‪S C I EN C E P H OTO LI B R A RY / A L A M Y S TOC K P H OTO‬‬

‫ض‬ ‫تأث� بصمـات خاليا مناعية‬ ‫للف�وس‬ ‫مـر� آخريـن‪ ،‬بفضل معرفتهـم بكيفية ي‬ ‫أسـفرت الدراسـات االسـتقصائية عـن االسـتجابة المناعيـة ي‬ ‫للمتالزمـة التنفسـية الحـادة الوخيمـة مـن النـوع ن‬ ‫معينـة ف ي� النتائـج الرسيريـة‪ .‬وعلاو ًة على ذلـك‪ ،‬فـإن فهـم سـمات‬ ‫الثـا�‬ ‫سـبب ُ‬ ‫ُ‬ ‫الم ِّ‬ ‫ي‬ ‫الفعالـة يوفـر إرشـادات يمكـن أن تسـتفيد منها‬ ‫المناعيـة‬ ‫االسـتجابة‬ ‫بينهـا‬ ‫مـن‬ ‫الرسيريـة‪،‬‬ ‫النتائـج‬ ‫مـن‬ ‫مجموعـة‬ ‫عـن‬ ‫«سـارس‪-‬كوف‪»2-‬‬ ‫َّ‬ ‫الفـرق العاملـة ف ي� مجـال الوقايـة‪.‬‬ ‫الم تق�نـة بخطـورة الحالـة‬ ‫"بصمـات" لمسـتقبالت الخاليـا المناعيـة‬ ‫ٍ‬ ‫الرسيريـة‪ .‬ويمكـن أن تمـد هـذه البيانـات ُ أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫تـأ� هـذه الدراسـة‪ ،‬ت‬ ‫�ش‬ ‫الـ� أجراهـا الفريـق‪ ،‬ي� طليعـة الدراسـات‬ ‫تنبـؤي‬ ‫بمـؤ‬ ‫طبـاء‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ت‬ ‫للحـاالت الجديـدة‪ ،‬كمـا يمكن أن يُ ت‬ ‫لفـروس كورونـا‬ ‫س� َشـد بهـا ف ي� الجهـود المبذولة‬ ‫تشـر إىل اختلاف اسـتجابة الخاليـا البائيـة ي‬ ‫الـ� ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫موضحةً‬ ‫"� أغلب‬ ‫‪:‬‬ ‫باينـدر‬ ‫تقول‬ ‫المعتادة‪.‬‬ ‫االسـتجابة‬ ‫عن‬ ‫سـتجد‬ ‫الم‬ ‫فعالـة‪.‬‬ ‫البتـكار عالجـات َّ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫وقـد عقـدت ماشـا باينـدر‪ ،‬الباحثـة بجامعـة مارتـن لوثـر ف‬ ‫البكت�يـة‪ ،‬تُر ِاكـم جينـات الخاليـا‬ ‫أو‬ ‫وسـية‬ ‫الف�‬ ‫العـدوى‬ ‫حـاالت‬ ‫هالـه‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫فيتنـرج بألمانيـا‪ ،‬بالتعـاون مـع فريقهـا‪ ،‬مقارنـةً ي ن‬ ‫ات تعمـل على مواءمـة جزيئـات أجسـامها المضـادة‬ ‫البائيـة طفـر‬ ‫مجموعتـ�‬ ‫بـ�‬ ‫ب‬ ‫ٍ‬ ‫مـع مسـببات أ‬ ‫ض‬ ‫أتر ي ن‬ ‫المـراض المعدية"‪ .‬لكـن ف ي� حالة مـرض «كوفيد‪،»19-‬‬ ‫نـت‬ ‫تكو‬ ‫المناعيـة‪.‬‬ ‫المـر� مـن ناحيـة اسـتجاباتهم‬ ‫ابيتـ� مـن‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫أ‬ ‫المجموعـة أ‬ ‫غـر‬ ‫مريضـا‬ ‫الوىل مـن ‪20‬‬ ‫ً‬ ‫تسـتطيع الجسـام المضـادة ي‬ ‫الفـروس‬ ‫المتخصصـة التعـرف إىل‬ ‫حتجـزا ف ي� المستشـفى ومصاباً بعدوى‬ ‫ُم‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫فـروس (سـارس–كوف‪ " ،)2-‬ثمة مخاوف من أن تكون‬ ‫أيضـاً‪ .‬وتضيـف باينـدر قائلـة‪" :‬ثمـة‬ ‫مـن‬ ‫نشـطة‬ ‫ي‬ ‫مريضـا ف‬ ‫أجسـام‬ ‫مخـاوف مـن أن تكـون هنـاك‬ ‫حرجـة‪،‬‬ ‫حالـة‬ ‫�‬ ‫مـن بينهـم ‪12‬‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ي‬ ‫أجسام مضادة معينة‬ ‫هناك‬ ‫ٌ‬ ‫تأثـر‬ ‫لديهـا‬ ‫معينـة‬ ‫مضـادة‬ ‫سـل� ف ي�‬ ‫‪19‬‬ ‫الثانيـة‬ ‫المجموعـة‬ ‫ضمـت‬ ‫فيمـا َّ‬ ‫يٌ بي‬ ‫تأثير سلبي في‬ ‫لديها‬ ‫مسـار المـرض"‪.‬‬ ‫المـرض‪.‬‬ ‫مـن‬ ‫تعافـوا‬ ‫ممـن‬ ‫مريضـا‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫أيضـا وجـود‬ ‫التحليلات‬ ‫وكشـفت‬ ‫بصمـات‬ ‫وفريقهـا‬ ‫باينـدر‬ ‫وجـدت‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫مسار المرض"‪.‬‬ ‫"اختلاالت ملحوظـة" ف ي� مسـتويات‬ ‫لمسـتقبالت سـطح الخاليـا التائيـة‬ ‫ف‬ ‫حى بعـد تعـا� ض‬ ‫ض‬ ‫السـيتوك�‪ ،‬ت‬ ‫ين‬ ‫المر�‪،‬‬ ‫المـر� الذيـن تعافـوا مـن مرض‬ ‫لـدى‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫بروتـ� ‪ sCD40L‬المرتبط ث‬ ‫كمـا أظهـرت تزايـد مسـتويات ي ن‬ ‫بتخـر الدم‬ ‫المـر� الذين‬ ‫«كوفيـد‪ »19-‬دون سـواهم‪ .‬تقـول باينـدر‪" :‬كان لـدى‬ ‫بالفـروس‪ ،‬وهو ما قـد ّ‬ ‫يدل‬ ‫عانـوا مـن أعر ٍاض حـادة للمرض تنـو ٌع أقل من الخاليـا التائية‪ ،‬وكانت‬ ‫بعـد مـرور عـدة أسـابيع على إ‬ ‫الصابـة ي‬ ‫ن‬ ‫الصابـة بأمـراض‬ ‫خطـر‬ ‫يواجهـون‬ ‫قـد‬ ‫المتعافـ�‬ ‫هـؤالء‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫ا‬ ‫‪‎‬‬ ‫لديهـم مجموعات من مسـتقبالت الخاليا التائية تختلـف اختالفًا ّبي ًن‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫القلـب أ‬ ‫ض‬ ‫والوعيـة الدمويـة ت‬ ‫لفـرات طويلـة المـدى‪.‬‬ ‫المـر� الذين عانوا من أعـر ٍاض أقل حدة"‪.‬‬ ‫عـن تلـك الموجودة لدى‬ ‫ين‬ ‫ويعكـف الفريـق ف� الوقـت الحـال على در ي ن‬ ‫بحثيتـ�‬ ‫اسـت�‬ ‫على‬ ‫بيانـات‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫مسـتو‬ ‫إنشـاء‬ ‫عـن‬ ‫البحـث‬ ‫وقـد أسـفر هـذا‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ث‬ ‫تشـر إحداهمـا إىل وجـود ار ّتبـاط ي ن‬ ‫ن‬ ‫بـ� تكوينـات معينـة‬ ‫‪،‬‬ ‫إضافيتـ�‬ ‫لمسـتقبالت‬ ‫تسلسـل‬ ‫مليـون‬ ‫‪14‬‬ ‫مـن‬ ‫أكـر‬ ‫يضـم‬ ‫ال تن�نـت‪،‬‬ ‫شـبكة إ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫وشـدة المـرض‪.‬‬ ‫البائيـة‬ ‫الخاليـا‬ ‫لمسـتقبالت‬ ‫مزيـد‬ ‫إضافـة‬ ‫الفريـق‬ ‫ويواصـل‬ ‫البائيـة‪،‬‬ ‫والخاليـا‬ ‫التائيـة‬ ‫الخاليـا‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫دورا‬ ‫تلعـب‬ ‫وربمـا‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ن‬ ‫مجا‬ ‫البيانـات‬ ‫هـذه‬ ‫وتتوافـر‬ ‫التسلسلات‪.‬‬ ‫مـن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪Schultheiß, C., Paschold, L., Simnica, D., Mohme, M., Willscher, E.‬‬ ‫محوريًـا ف ي� إطـار جهـود العلمـاء الراميـة إىل ابتـكار عالجـات جديدة‬ ‫‪et al. Next-Generation Sequencing of T and B Cell Receptor Rep‬‬‫لمكافحـة الجائحـة‪.‬‬ ‫وقـد يتمكَّـن الباحثـون عمليـاً مـن استنسـاخ أ‬ ‫‪ertoires from COVID-19 Patients Showed Signatures Associated‬‬ ‫الجسـام المضـادة‬ ‫أ‬ ‫ض‬ ‫ال ث‬ ‫ين‬ ‫‪with Severity of Disease. Immunity 53, 442–455 (2020).‬‬ ‫المتعافـ� السـتخدامها ف ي� معالجـة‬ ‫المـر�‬ ‫كـر فاعليـة لـدى‬


‫كوفيد‪19-‬‬

‫يستخدم الباحثون خوارزميات‬ ‫ُّ‬ ‫تعلم اآللة لإلسهام في‬ ‫تشخيص مرض «كوفيد‪»19-‬‬ ‫في غضون بضع دقائق أو أقل‪.‬‬

‫التشخيص السريع‬ ‫لفيروس كورونا‬ ‫باستخدام خوارزميات‬ ‫الذكاء االصطناعي‬

‫ف‬ ‫ذكاء‬ ‫باحثون يستخدمون نماذج ُم ِّ‬ ‫تطورة للتع ُّلم العميق ي� تصميم نظام ٍ‬ ‫ف‬ ‫اصطناعي قادر عىل تشخيص «كوفيد‪ »19-‬ي� دقائق‪.‬‬

‫‪54‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬

‫ين‬ ‫الباحثـ� ف ي� تدريـب نمـوذج ذكاء‬ ‫فريـق دول مـن‬ ‫نجـح‬ ‫ٌ‬ ‫اصطناعـي (‪ )AI‬ي على تصنيـف بيانـات صـور أ‬ ‫الشـعة‬ ‫والمعلومـات الرسيريـة ودمجهـا‪ ،‬بهـدف تشـخيص‬ ‫الم ي ن‬ ‫صابـ� بمـرض «كوفيـد‪ »19-‬برسعـة ودقّـة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫يقــول الدكتــور زاهــي فيــاض‪ ،‬أحــد المشـ ي ن‬ ‫ـارك� ف ي�‬ ‫الدراســة وأســتاذ أ‬ ‫الشــعة والطــب بكليــة طــب ماونــت‬ ‫أ‬ ‫ســيناي ف ي� نيويــورك بالواليــات المتحــدة المريكيــة‪:‬‬ ‫"يســتطيع نظــام الــذكاء االصطناعــي تحديـ َـد الحــاالت‬ ‫المشــتبه فيهــا برسعــة‪ ،‬ليتمكَّــن اختصاصيــو أ‬ ‫الشــعة‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫الــ� لهــا أولويــة أعــى مــن‬ ‫مــن مراجعــة الحــاالت ي‬ ‫يغ�هــا‪ .‬وحــال تم َّكــن هــؤالء االختصاصيـ ي ن‬ ‫أيضــا مــن‬ ‫ـ� ً‬ ‫ض‬ ‫المص َّن ي ن‬‫فــ� باســتخدام‬ ‫تشــخيص هــؤالء‬ ‫المــر� ُ‬ ‫الــذكاء االصطناعــي‪ -‬بأنهــم مصابــون بمــرض‬ ‫«كوفيــد‪ ،»19-‬يُمكــن عزلهــم قبــل أن تصــدر نتائــج‬ ‫العكــ�‬ ‫التنســخي‬ ‫البوليمــراز‬ ‫اختبــارات تفاعــل‬ ‫ي‬ ‫ُّ‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫خضعــوا لهــا"‪.‬‬ ‫أ‬ ‫الــ�‬ ‫‪RT-PCR‬‬ ‫المتسلســل‬ ‫ي ِ‬ ‫ُ‬ ‫درب الباحثـون هـذا النظـام باسـتخدام مجموعـات‬ ‫َّ‬ ‫بيانـات ُمسـتقاة مـن ‪ 905‬ض‬ ‫مـر� مـن مراكـز طبيـة‬ ‫ٍ‬ ‫الصـ�‪ ،‬ف� ت‬ ‫ومستشـفيات مختلفـة ف� ت‬ ‫ين‬ ‫الفـرة‬ ‫أنحـاء‬ ‫شى‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫بـ� ينايـر ومـارس ‪ .2020‬وقـد جـرى تجريـب النمـوذج‬


‫‪Mei, X. et al. Artificial intelligence-enabled rapid diag‬‬‫‪nosis of patients with COVID-19. Nature Medicine 26‬‬ ‫‪1224‎–‎1228 (2020).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪8‬‬

‫‪55‬‬

‫‪DA-KU K / E +/ G E T T Y I MAG ES‬‬

‫مريضـا‪ ،‬وكان‬ ‫كونـة مـن ‪279‬‬ ‫ً‬ ‫المـدرب على مجموعـة ُم َّ‬ ‫َّ‬ ‫جيـدا‪ ،‬إذ بلـغ معـدل الثقـة ‪.%84‬‬ ‫أداؤه ً‬ ‫وقـد أسـهم النمـوذج ف ي� زيـادة القـدرة على اكتشـاف‬ ‫الحـاالت‪ ،‬برصـد عـدوى «كوفيـد‪ »19-‬بدقـة لـدى ‪17‬‬ ‫مريضـا مـن ‪ 25‬حرض وا بصور أشـعة مقطعيـة طبيعية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫صنفوهـم اختصاصيـو أ‬ ‫كحـاالت‬ ‫الشـعة ف ي� السـابق‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الصابـة بمـرض «كوفيـد‪.»19-‬‬ ‫سـلبية إ‬ ‫تدمـج الخوارزميـات صـور أ‬ ‫الشـعة المقطعيـة على‬ ‫َ‬ ‫الصـدر مـع معلومـات مختلفـة مثـل سـن المريـض‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫الـ� تظهـر عليـه وتاريـخ مخالطته‬ ‫وجنسـه والعـراض ي‬ ‫الصابـة بعـدوى «سـارس‪-‬‬ ‫حـاالت ُمصابـة‪ ،‬الكتشـاف إ‬ ‫ٍ‬ ‫كـوف‪ »2-‬ف ي� المراحـل المبكـرة‪ .‬ويمكـن اسـتخدام‬ ‫جنـب مع االختبـارات الروتينية‪ ،‬مثل‬ ‫النمـوذج ً‬ ‫جنبـا إىل ٍ‬ ‫المتسلسـل‪،‬‬ ‫العكس�‬ ‫ـخي‬ ‫التنس‬ ‫از‬ ‫البوليمـر‬ ‫تفاعـل‬ ‫ي‬ ‫ي ُ‬ ‫ُّ‬ ‫لخفـض معـدل تكـرار الحـاالت السـلبية الخاطئـة‪،‬‬ ‫الف�وسـية‪.‬‬ ‫وللحـد مـن مخاطـر انتقـال العـدوى ي‬ ‫ّ‬ ‫صمـم ثالثـة نمـاذج‬ ‫ويُ ّ‬ ‫فيـاض أن الفريـق َّ‬ ‫وضـح َّ‬ ‫عصبيـة التفافيـة عميقـة (‪)CNN‬‬ ‫لالختبـار‪ :‬شـبكة أ ّ‬ ‫ونموذجـا‬ ‫فقـط‪،‬‬ ‫المقطعيـة‬ ‫شـعة‬ ‫اسـتخدمت صـور ال‬ ‫ً‬ ‫الم َّتجه الداعم (‪ )SVM‬والغابة العشـوائية‬ ‫اسـتخدم آلـة ُ‬

‫والب� ت‬ ‫سـيب�ون متعـدد الطبقـات (‪ )MLP‬لتصنيـف‬ ‫ي‬ ‫ونموذجـا ت‬ ‫مشـركًا يدمـج ي ن‬ ‫بـ� صـور‬ ‫الرسيريـة‪،‬‬ ‫البيانـات‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫الشـعة المقطعيـة والبيانـات الرسيريـة‪.‬‬ ‫ض‬ ‫المـر� إىل نظـام الـذكاء‬ ‫أدخـل الباحثـون بيانـات‬ ‫كقيـم رقميـة ُمؤلّفـة مـن واحـد وصفـر‪،‬‬ ‫االصطناعـي‬ ‫ٍ‬ ‫سـفر مؤكـدة‬ ‫سـابقة‬ ‫أو‬ ‫اض‬ ‫ر‬ ‫أعـ‬ ‫وجـود‬ ‫الواحـد‬ ‫إذ يُم ِّثـل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫للمريـض إىل مدينـة ووهـان أو مخالطـة مبـا�ش ة لحاالت‬ ‫إيجابيـة‪ ،‬ويم ِّثـل الصفـر عـدم وجـود أعـراض أو عـدم‬ ‫ّ‬ ‫وجـود صلـة للمريـض بمدينـة ووهان أو عـدم مخالطته‬ ‫أي شـخص حامـل للفـروس‪ .‬وقـد أدخلـوا صور أ‬ ‫الشـعة‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫كقيـم نقطيـة‬ ‫المقطعيـة على الصـدر إىل النظـام‬ ‫ٍ‬ ‫دمـج‬ ‫وح ِّولـت البيانـات إىل ُم َّتجهـات تُ َ‬ ‫ضوئيـة (بكسـل)‪ُ .‬‬ ‫وتُسـ َتخدم ف ي� التنبـؤ بالحـاالت‪.‬‬ ‫الم ت‬ ‫قـرح بالرسعـة‪،‬‬ ‫يمتـاز نظـام الـذكاء االصطناعـي ُ‬ ‫المسـتخدمة ف ي� التشـخيص‪،‬‬ ‫مقارنـة مع الطرق التقليدية ُ‬ ‫إذ يُصـدر نتائجـه خلال دقيقة أو أقل باسـتخدام أجهزة‬ ‫ف‬ ‫و� غضـون‬ ‫كمبيوتـر ذات وحـدات معالجـة رسـومية‪ ،‬ي‬ ‫مزودة بوحـدات ُمعالجة‬ ‫بضـع دقائـق باسـتخدام أجهزة َّ‬ ‫البوليمـراز‬ ‫تفاعـل‬ ‫ات‬ ‫مركزيـة‪ ،‬بينمـا تسـتغرق اختبـار‬ ‫ي‬ ‫المتسلسـل ي ن‬ ‫يومـ� إلتمامهـا‪.‬‬ ‫التنسـخي‬ ‫العكس� ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ي‬

‫لك� يصبـح النظـام‬ ‫مـع ذلـك‪ ،‬يقـول الباحثـون إنـه ي‬ ‫موثوقًـا بـه‪ ،‬فإنهـم بحاجـة إىل جمـع مزيـد مـن صـور‬ ‫أ‬ ‫دول عـدة‪ .‬إضافـة إىل ذلـك‪ ،‬فإن‬ ‫الشـعة والبيانـات مـن ٍ‬ ‫قـرح ت‬ ‫الم ت‬ ‫يع�يـه بعـض أوجـه القصـور‪ ،‬مثـل‬ ‫النظـام ُ‬ ‫الم ي ن‬ ‫ي ُّ ز‬ ‫صابـ� بمـرض‬ ‫لصالـح‬ ‫التدريـب‬ ‫بيانـات‬ ‫التحـر ف ي�‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫أنـواع أخـرى مـن العـدوى‬ ‫مقابـل‬ ‫�‬ ‫«كوفيـد‪،»19-‬‬ ‫ي‬ ‫أ ٍ‬ ‫العـراض المشـابهة‪.‬‬ ‫وااللتهابـات الرئويـة ذات‬ ‫طــط الباحثــون لتحسـ ي ن‬ ‫ويخ ِّ‬ ‫تنبــؤات النظــام‪ ،‬عـ بـر‬ ‫ـ�‬ ‫تحديــث بنيــة النمــوذج لتصــر ش ّــبكة ثالثيــة أ‬ ‫البعــاد‬ ‫ي‬ ‫الُطــر المأخــوذة مــن صــور أ‬ ‫تضــم مزيــدا مــن أ‬ ‫الشــعة‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫"ص ِّمــم النمــوذج‬ ‫وضــح فيــاض‬ ‫المقطعيــة‪ .‬يُ ّ‬ ‫قائــا‪ُ :‬‬ ‫ـال عــى مســتوى ال�ش ائــح‪ ،‬إذ لــم تُســتخدم ســوى‬ ‫الحـ ي ّ‬ ‫أ‬ ‫ال ُ‬ ‫المشــتبه بهــا المأخــوذة مــن صــور‬ ‫همــة‬ ‫الم‬ ‫طــر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المفاضلــة‬ ‫الشــعة المقطعيــة‪ ،‬فقــد اســتلزم المــر ُ‬ ‫بــ� فاعليــة النظــام والزمــن الــذي يســتغرقه ت‬ ‫ين‬ ‫حــى‬ ‫يُصــدر النتائــج"‪.‬‬


‫كوفيد‪19-‬‬

‫االستفادة من الخبرات‬ ‫السابقة‪ :‬استجابة المملكة‬ ‫العربية السعودية لجائحة‬ ‫«كوفيد‪»19-‬‬

‫المس ّبب لمتالزمة ال�ش ق‬ ‫المعرفة ُ‬ ‫المك َتسبة من تف�ش ّ ي وباء يف�وس كورونا ُ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫الوسط التنفسية ‪ MERS-CoV‬ي� المملكة العربية السعودية‪ ،‬تضع البالد عىل‬ ‫أ‬ ‫الُهبة لالستجابة بقوة ورسعة لجائحة «كوفيد‪.»19-‬‬ ‫ف ي� عـام ‪ ،2012‬كانـت المملكـة العربيـة السـعودية ّأول‬ ‫دولـة تُ ِبلـغ عـن وجـود حـاالت ب�ش يـة مصابـة بمتالزمـة‬ ‫الرش ق أ‬ ‫الوسـط التنفسـية (‪ .)MERS‬انتقـل المـرض إىل‬ ‫ف‬ ‫البل‪ ،‬وتسـبب ي� ‪ 2538‬حالـة عدوى و‪871‬‬ ‫النسـان مـن إ‬ ‫إ‬ ‫وفـاة ف ي� ‪ 27‬دولـة بحلـول بف�ايـر ‪ .2020‬كان أغلـب تلـك‬ ‫الحـاالت ف ي� المملكـة العربيـة السـعودية‪ ،‬وقد اسـتثمرت‬ ‫حكومـة المملكـة مـوارد ضخمـة واتخـذت خطـوات‬ ‫رسيعـة بهـدف وقـف انتشـار المـرض‪.‬‬ ‫‪56‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬

‫عندمـا ظهر يف�وس «سـارس‪-‬كوف‪- SARS-CoV-2 »2-‬‬ ‫ين‬ ‫الصـ� ف ي� نهايـة عام‬ ‫سـبب لمـرض «كوفيـد‪ - »19-‬ف ي�‬ ‫ُ‬ ‫الم ّ‬ ‫‪ ،2019‬أعلنـت دول العالـم حالـة التأهـب مـع تعاظـم‬ ‫احتمـال حـدوث جائحـة عالميـة‪ .‬ومـع إدراك المملكـة‬ ‫التهديـد مبكـرا‪ ،‬كانت الحكومة السـعودية من ي ن‬ ‫بـ� أوائل‬ ‫ف ً‬ ‫الجراءات الوقائية‪ ،‬وتشـكيل لجنة‬ ‫الحكومـات ي� تطبيـق إ‬ ‫اسـتجابة وطنيـة لل�إ �ش اف على الوضع ومسـتجداته‪.‬‬ ‫علَّقــت حكومــة المملكــة جميــع الرحــات الجويــة‬

‫‪Algaissi, A.A., Alharbi, N.K., Hassanain, M., & Hashem,‬‬ ‫‪A.M. Preparedness and response to COVID-19 in Saudi‬‬ ‫‪Arabia: Building on MERS experience. Journal of Infec-‬‬

‫)‪tion and Public Health 13 834‎–‎838 (2020‬‬

‫‪R E U T E R S / A L A M Y S TOCK P HOTO‬‬

‫َّأدت خبرات المملكة العربية السعودية في التعامل مع وباء فيروس كورونا المسبب لمتالزمة الشرق األوسط التنفسية إلى اتخاذ تدابير‬ ‫وقائية مبكرة وصارمة ضد «سارس‪-‬كوف‪.»2-‬‬

‫ين‬ ‫الصــ� وإليهــا ف ي� أوائــل بف�ايــر عــام‬ ‫المبــا�ش ة مــن‬ ‫‪ ،2020‬قبــل شــهر مــن تأكيــد وقــوع أول إصابــة بمــرض‬ ‫«كوفيــد‪ »19-‬ف ي� المملكــة‪ .‬وبحلــول الســابع عــرش‬ ‫غــر‬ ‫مــن مــارس‪ ،‬كانــت المملكــة قــد اتّخــذت قــر ًارا ي‬ ‫مســبوق بإغــاق جميــع مســاجدها‪ ،‬باســتثناء الحرمـ ي ن‬ ‫ـ�‬ ‫ـ� ف� مكــة والمدينــة‪ ،‬وطلبــت مــن المواطنـ ي ن‬ ‫ن‬ ‫ـ�‬ ‫ال�ش يفـ ي ي‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫المســلم� تأديــة الصلــوات ف ي� بيوتهــم‪.‬‬ ‫والمقيمــ�‬ ‫ويشــكل التدفــق المنتظــم للحجــاج والمعتمريــن‬ ‫ـلم� إىل المواقــع الدينيــة الرئيســية ف� المدينتـ ي ن‬ ‫المسـ ي ن‬ ‫ـ�‬ ‫ي‬ ‫مصــدر قلــق للحكومــة‪ ،‬وال تــزال جميــع التجمعــات‬ ‫الدينيــة واالجتماعيــة محــدودة بقــدر كبـ يـر‪ ،‬حـ تـى بعــد‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫المــا� ‪.‬‬ ‫تخفيــف القيــود ي� يونيــو ف ي‬ ‫ف ي� دراسـة حديثـة نُ ِرش ت ي� دوريـة «جورنـال أوف‬ ‫إنفكشـن أند بابليـك هيلـث» ‪Journal of Infection and‬‬ ‫‪ ،Public Health‬عـزى أنـور هاشـم‪ ،‬مـن جامعـة الملـك‬ ‫ف‬ ‫جـدة‪ ،‬وزملاؤه‪ ،‬ومـن بينهـم نايف خلف‬ ‫عبـد العزيـز ي� ّ‬ ‫أ‬ ‫الحـر� ف ي� مركز الملك عبد اللـه العالمي للبحاث الطبية‬ ‫بي‬ ‫(كيمـارك)‪ ،‬االسـتجابة الرسيعـة للحكومـة السـعودية إىل‬ ‫الـدروس المسـتفادة مـن تفش متالزمة ال�ش ق أ‬ ‫الوسـط‬ ‫ي‬ ‫فـروس كورونـا ‪.MERS-CoV‬‬ ‫التنفسـية الناجمـة عـن ي‬ ‫وقـد لعبـت البنيـة التحتيـة ت‬ ‫الـ� أُ ِنشـئت لمجابهـة‬ ‫ي‬ ‫متالزمـة الرش ق أ‬ ‫ئيسـيا ف ي� هـذه‬ ‫الوسـط‬ ‫التنفسـية ً‬ ‫دورا ر ً‬ ‫ف‬ ‫االسـتجابة‪ .‬يقـول الباحثون ي� دراسـتهم‪" :‬بعد اكتشـاف‬ ‫متالزمـة الرش ق أ‬ ‫الوسـط التنفسـية الناجمـة عـن يف�وس‬ ‫كورونـا التاجـي‪َّ ،‬أسسـت وزارة الصحـة السـعودية على‬ ‫عجلت بإنشـاء المركز‬ ‫الفـور مركـز القيـادة‬ ‫والتحكّم‪ ،‬كما َّ‬ ‫الوطن للوقايـة مـن أ‬ ‫المـراض ومكافحتهـا"‪.‬‬ ‫ي‬ ‫المختـرات التشـخيصية المتخصصـة‪،‬‬ ‫وتعتـر‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫وإجـراءات السلامة الحيويـة الصارمـة ف ي� جميـع‬ ‫المستشـفيات‪ ،‬أمـورا ف� غايـة أ‬ ‫الهميـة للسـيطرة على‬ ‫ً ي‬ ‫أ‬ ‫المـراض والوقايـة منهـا‪ .‬وتـم تخصيـص ث‬ ‫أكـر مـن ‪25‬‬ ‫مستشـفى يضـم أجنحـة عـزل لعلاج ض‬ ‫مـر� متالزمـة‬ ‫الرش ق أ‬ ‫ض‬ ‫ين‬ ‫المصابـ�‬ ‫المـر�‬ ‫الوسـط التنفسـية لعلاج‬ ‫بـ«كوفيـد‪ »19-‬حاليـاً‪.‬‬ ‫يؤكـد �ض ورة الحفـاظ على‬ ‫هاشـم‬ ‫ولكـن فريـق أنـور‬ ‫ّ‬ ‫حالـة اليقظة والتأهب ف ي� البلاد‪ .‬ويجب عىل الحكومة أن‬ ‫ف‬ ‫المشـددة للسـيطرة على العدوى‪،‬‬ ‫الجـراءات‬ ‫تسـتمر ي� إ‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫وأن تواصـل اسـتثماراتها ي� أبحـاث اللقاحـات بالمملكة‪.‬‬ ‫أثمــرت جهــود كيمــارك البحثيــة وبالتعــاون مــع �ش كاء‬ ‫عالميـ ي ن‬ ‫ـ�‪ ،‬عــن تطويــر لقــاح جديــد اخ ُتـ ِبـر بنجــاح عــى‬ ‫حاليــا عــى الب ـرش ‪ ،‬ل ُتعــد بذلــك المــرة‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫خت‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫إ‬ ‫البــل‪ ُ ،‬ب‬ ‫الــ� ت َجــرى ًفيهــا المرحلــة أ‬ ‫أ‬ ‫الوىل مــن التجــارب‬ ‫الوىل ت ي ُ‬ ‫الرسيريــة ف ي� المملكــة العربيــة الســعودية‪ .‬وثمــة حاجــة‬ ‫آ‬ ‫الن إىل ي ز‬ ‫تركــر مماثــل عــى مــرض «ســارس‪ -‬كــوف‪.»2-‬‬ ‫ف‬ ‫ويأمــل الباحثــون ي� أن يــروا عــد ًدا أكـ بـر مــن مختـ بـرات‬ ‫"عاليــة االحتــواء" ف ي� المملكــة‪ ،‬كمــا يدعــون إىل "مزيــد مــن‬ ‫أ‬ ‫تقدمــا عــى المســتوى الصناعــي‪،‬‬ ‫ِم َنــح التطويــر الكـ ثـر ً‬ ‫أ‬ ‫ومزيــد مــن التواصــل ي ن‬ ‫بــ� المؤسســات الكاديميــة‬ ‫والصناعيــة‪ ،‬وحوكمــة أفضــل أ‬ ‫للبحــاث والتطويــر"‪.‬‬


‫تتعرف‬ ‫الخاليا التائية‬ ‫َّ‬ ‫سبب‬ ‫الم ِّ‬ ‫على الفيروس ُ‬ ‫لمرض «كوفيد‪»19-‬‬ ‫قبل اإلصابة بالعدوى‬ ‫وبعدها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مناعية قوية معتمدة عىل الخاليا التائية‪،‬‬ ‫استجابة‬ ‫يُحفِّز يف�وس «سارس‪-‬كوف‪»2-‬‬ ‫فكث� من الناس لديهم بالفعل ذاكرة مناعية تفاعلية ُمتصالبة‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ي‬

‫‪Grifoni, A., Weiskopf, D., Ramirez, S. I., Mateus, J., Dan,‬‬ ‫‪J. M. et al. Targets of T Cell Responses to SARS-CoV-2‬‬

‫‪Coronavirus in Humans with COVID-19 Disease and‬‬ ‫‪Unexposed Individuals. Cell 181, 1489–1501 (2020).‬‬ ‫‪JUA N G AE R T N E R /S C I E N CE PH O TO L I B R A RY / G ET T Y I M AG ES‬‬

‫أظهــرت دراســة جديــدة ف� الواليــات المتحــدة أ‬ ‫المريكيــة‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫أن الخاليــا المناعيــة المعروفــة باســم الخاليــا التائيــة‬ ‫تُم ِّثــل جــز ًءا جوهريًّــا مــن االســتجابة المناعيــة لفـ يـروس‬ ‫المسـ ِّـبب لمــرض «كوفيــد‪ .»19-‬كمــا‬ ‫«ســارس‪-‬كوف‪ُ ،»2-‬‬ ‫وجــود نســبة كبــرة مــن أ‬ ‫الشــخاص‬ ‫كشــفت الدراســة‬ ‫ي‬ ‫ْ‬ ‫الذيــن لــم يُصابــوا بعــدوى فـ يـروس «ســارس‪-‬كوف‪،»2-‬‬ ‫ومــع ذلــك تحتــوي أجســامهم عــى خاليــا تائيــة يمكنهــا‬ ‫التعـ ُّـرف عــى الفـ يـروس‪.‬‬ ‫ث‬ ‫البحـ� لهذه‬ ‫الفريـق‬ ‫قائـد‬ ‫سـيته‬ ‫ويقـول أليسـاندرو‬ ‫ي‬ ‫الدراسـة والباحـث ف ي� معهـد الهويـا لعلـوم المناعـة‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫الـ� تُظهـرأن‬ ‫ي� كاليفورنيـا‪" :‬كانـت دراسـتنا هـي الوىل ي‬ ‫مـرض «كوفيـد‪ »19-‬يُحفِّـز اسـتجابةً مناعيـة قويـة لدى‬ ‫معظـم النـاس"‪.‬‬ ‫كبــر مــن النقــاش الدائــر حــول‬ ‫ء‬ ‫جــز‬ ‫وقــد‬ ‫انصــب ٌ ي‬ ‫َّ‬ ‫اســتجابة الجســم المناعيــة لمــرض «كوفيــد‪ »19-‬عــى‬ ‫أ‬ ‫ال� ي ن ت‬ ‫الــ�‬ ‫الجســام المضــادة‪ ،‬وهــي جزيئــات ب‬ ‫وتــ� ي‬ ‫ترتبــط بأج ـز ٍاء معينــة مــن الفـ يـروس‪ ،‬ومــن ثـ َّـم‪ ،‬تح ّفــز‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫الفــروس‪ .‬ومــع‬ ‫الــ� تعمــل عــى تحييــد ي‬ ‫النشــطة ي‬ ‫ذلــك‪ ،‬ثمــة جانــب جوهــري آخــر مــن المناعــة تــؤدي‬ ‫فيــه الخاليــا التائيــة المنتــرش ة ف ي� الــدم دور الوســيط‪.‬‬ ‫لفئــة واحــدة مــن الخاليــا التائيــة‪ ،‬المعروفــة‬ ‫فيمكــن ٍ‬ ‫المصابــة‬ ‫بالخاليــا‬ ‫تبــط‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫أن‬ ‫القاتلــة‪،‬‬ ‫التائيــة‬ ‫بالخاليــا‬ ‫ُ‬ ‫دمرهــا‪ .‬ويمكــن أن تُشــارك فئــةٌ أخــرى‪،‬‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫وس‬ ‫بالفــر‬ ‫ي‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ســاعدة‪ ،‬ف ي� توليــد‬ ‫الم‬ ‫التائيــة‬ ‫الخاليــا‬ ‫عليهــا‬ ‫َــق‬ ‫يُطل‬ ‫أ ُ ِ‬ ‫االســتجابة المعتمــدة عــى الجســام المضــادة‪.‬‬ ‫وعندمـا حلَّـل سـيته وزملاؤه عينـات ٍدم ُجمعـت من‬ ‫مريضـا كانـوا قـد تعافـوا مـن مـرض «كوفيـد‪،»19-‬‬ ‫‪20‬‬ ‫ً‬ ‫ث‬ ‫التعـرف على‬ ‫يمكنهـا‬ ‫دة‬ ‫سـاع‬ ‫م‬ ‫تائيـة‬ ‫خاليـا‬ ‫على‬ ‫وا‬ ‫عـر‬ ‫ُ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫فـروس «سـارس‪-‬كوف‪ »2-‬وعرقلـة نشـاطه ف ي� جميـع‬ ‫ي‬ ‫العينـات‪ .‬كمـا ث‬ ‫عـروا على خاليـا تائيـة قاتلـة اسـتطاعت‬ ‫الفـروس ف ي� ‪ 14‬عينـة مـن تلـك العينـات‪.‬‬ ‫اسـتهداف ي‬ ‫قائلا‪" :‬أهـم مـا �ف‬ ‫ً‬ ‫االكتشـاف‬ ‫على‬ ‫سـيته‬ ‫ويُعلـق‬ ‫ي‬

‫استجابة قوية من‬ ‫ً‬ ‫"رصدنا‬ ‫الخاليا التائية ضد البروتين‬ ‫الشوكي الموجود على سطح‬ ‫الفيروس‪ ،‬والذي تستهدفه‬ ‫معظم اللقاحات"‪.‬‬

‫أ‬ ‫المـر أننـا رصدنـا اسـتجابةً قوية مـن الخاليـا التائية ضد‬ ‫ال� ي ن‬ ‫الفـروس‪ ،‬والذي‬ ‫وتـ�‬ ‫الشـوك الموجـود عىل سـطح ي‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫أيضـا‬ ‫وجـدوا‬ ‫ولكنهـم‬ ‫اللقاحـات"‪.‬‬ ‫معظـم‬ ‫تسـتهدفه‬ ‫ً‬ ‫ت‬ ‫تعرفـت عىل أجـز ٍاء أخرى من‬ ‫ال� َّ‬ ‫بعـض الخاليـا التائيـة ي‬ ‫المعقَّدة من‬ ‫الجوانـب‬ ‫بعض‬ ‫عـن‬ ‫الفـروس‪ ،‬مما يكشـف‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫للف�وسـات‪.‬‬ ‫المضـادة‬ ‫التائيـة‬ ‫اسـتجابة الخاليـا‬ ‫ي‬ ‫و ربمـا كان على المسـتوى نفسـه مـن أ‬ ‫الهميـة‬ ‫اكتشـافهم لنشـاط الخاليـا التائية ضد يف�وس «سـارس‪-‬‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫الـ� ُجمعت‬ ‫تقريبـا مـن ّ‬ ‫كـوف‪ »2-‬ي� ‪ً %50‬‬ ‫عينـات الـدم ي‬ ‫للف�وس‪،‬‬ ‫تعرضـوا ي‬ ‫مـن أشـخاص ال يمكـن أن يكونـوا قـد ّ‬ ‫ألن تاريـخ جمـع هـذه العينـات يعـود إىل ت‬ ‫الفـرة مـا ي ن‬ ‫بـ�‬ ‫فـروس «سـارس‪-‬‬ ‫أعـوام ‪ 2015‬و‪ ،2018‬أي قبـل ظهـور ي‬ ‫تعـرف الخاليـا على‬ ‫كوفيـد‪ .»2-‬ويعتقـد الباحثـون أن ُّ‬ ‫الفـروس قـد يكـون سـببه عدوى سـابقة بنوع أقـل �ض ًرا‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ال�د الشـائعة‪.‬‬ ‫سـبب نـزالت ب‬ ‫ال� تُ ِّ‬ ‫مـن يف�وسـات كورونـا ي‬ ‫المتصالـب" لالسـتجابة‬ ‫ويقولـون إن هـذا "التفاعـل ُ‬ ‫تفسـر‬ ‫عىل‬ ‫يسـاعد‬ ‫قـد‬ ‫المناعيـة ضـد يف�وسـات كورونـا‬ ‫يٍ‬ ‫أ‬ ‫الـ� ن‬ ‫عـا� منهـا بعـض ض‬ ‫ت‬ ‫مـر�‬ ‫العـراض الطفيفـة ف ً‬ ‫نسـبيا ي‬ ‫الحـال‪ ،‬ال توجـد أدلـة‬ ‫«كوفيـد‪ .»19-‬ولكـن ي� الوقـت‬ ‫يّ‬ ‫قويـة تدعـم هـذا التك ُّهـن أو تدحضـه‪.‬‬ ‫لفـروس‬ ‫وبمعرفـة مزيـد عـن االسـتجابة المناعيـة ي‬ ‫ف‬ ‫السـهام ف ي� تطوير‬ ‫«سـارس‪-‬كوف‪ ،»2-‬يأمـل الباحثون ي� إ‬ ‫للفـروس‪.‬‬ ‫فعالـة ي‬ ‫لقاحـات وعالجـات َّ‬ ‫يز‬ ‫لتحفـر‬ ‫يقـول سـيته‪" :‬نأمـل أن نتوصـل إىل طريقـة‬ ‫االسـتجابة المناعيـة ف ي� االتجـاه الصحيـح"‪.‬‬

‫تصميم فني لشكل خلية تائية‪.‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪8‬‬

‫‪57‬‬


‫كوفيد‪19-‬‬

‫يمكن للطفرات الجينية أن تُ حدد مستوى شدة األعراض لدى المصابين بمرض "كوفيد‪."19 -‬‬

‫اكتشاف‬ ‫دالئل جينية‬ ‫لدى حاالت‬ ‫فيروس‬ ‫كورونا‬ ‫الحادة‬ ‫ّ‬ ‫يمكن أن يرتبط الفشل التنفس‬ ‫ي‬ ‫لدى بعض ض‬ ‫مر� «كوفيد–‪»19‬‬ ‫بأنماطهم الجينية‪.‬‬

‫‪58‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬

‫ماليـ� أ‬ ‫ين‬ ‫الشـخاص ف ي� جميـع أنحـاء العالـم‬ ‫أُصيـب‬ ‫سـبب لمـرض‬ ‫الم‬ ‫سـتجد‬ ‫الم‬ ‫كورونـا‬ ‫وس‬ ‫فـر‬ ‫بعـدوى‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫واضحا ف ي� مـدى خطورة‬ ‫«كوفيـد–‪ ،»19‬لكـن ثمـة تباي ًنـا‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫العـراض ت‬ ‫الـ� ظهـرت عليهـم‪ .‬ف ي� هـذا السـياق‪ ،‬أجرى‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫تحليلا للنمـاط الجينيـة لـدى ض‬ ‫ً‬ ‫مـر�‬ ‫أورو�‬ ‫فريـق‬ ‫ٌ‬ ‫بيّ‬ ‫«كوفيـد–‪ »19‬مـن إسـبانيا وإيطاليا ممن ظهـرت عليهم‬ ‫ات جينيـة قـد‬ ‫أعـر ٌ‬ ‫اض حـا ّدة‪ ،‬واكتشـف الفريـق طفـر ٍ‬ ‫حـدة المـرض‪.‬‬ ‫عـن‬ ‫مسـؤولة‬ ‫تكـون‬ ‫ّ‬ ‫فمنـذ ظهـوره ف ي� مدينـة ووهـان الصينيـة أواخر عام‬ ‫‪ ،2019‬سعـان مـا انترش «كوفيـد–‪ »19‬ت‬ ‫تحـول إىل‬ ‫حى ّ‬ ‫ُ‬ ‫ين‬ ‫المصابـ� يُظهـرون‬ ‫جائحـة عالميـة‪ .‬ورغـم أن معظـم‬ ‫اضـا خفيفـة‪ ،‬أو ال تظهـر لديهـم أي أعـراض على‬ ‫أعر ً‬ ‫ض‬ ‫المـر� بأمـر ٍاض رئويـة‬ ‫الطلاق‪ ،‬فقـد يُصـاب بعـض‬ ‫إ‬ ‫تنفس يُهـدد حياتهم‪.‬‬ ‫خطـرة يمكن أن تؤدي إىل فشـل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المـر� إىل دعـم مبكّـر و طويـل أ‬ ‫ض‬ ‫المد‬ ‫ويحتـاج هـؤالء‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫الصناعي‬ ‫التنفـس‬ ‫جهاز‬ ‫على‬ ‫وضعهـم‬ ‫أو‬ ‫كسـج�‪،‬‬ ‫بال‬ ‫ّ‬ ‫(التهويـة الميكانيكيـة)‪.‬‬ ‫ورغــم أن الحــاالت المرضيــة الموجــودة ُمســبقًا‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ـكري‪،‬‬ ‫ـا�‪ ،‬ومــرض السـ ّ‬ ‫مثــل ارتفــاع ضغــط الــدم ال�ش يـ ي‬ ‫يمكــن أن تــؤدي إىل تفاقــم مخاطــر «كوفيــد–‪،»19‬‬ ‫الليــة الكامنــة المؤديــة إىل هــذه أ‬ ‫ال تــزال آ‬ ‫العــراض‬ ‫الحــا ّدة غـ يـر واضحــة‪.‬‬ ‫هنــاك عديــد مــن عوامــل الخطــر الجينيــة ت‬ ‫الــ�‬ ‫ي‬

‫تربــط ي ن‬ ‫بــ� اســتعداد المريــض للإصابــة وأعــراض‬ ‫وس ‪ .‬وقــد دفــع هــذا تــوم كارلســن‬ ‫الفــر‬ ‫المــرض ي ي‬ ‫مــن جامعــة أوســلو ف� ال�ن‬ ‫انــ� مــن‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫وأندريــه‬ ‫ويــج‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫كريســتيان‪-‬أل�يخت ف ي� ألمانيــا‪ ،‬إىل دراســة‬ ‫جامعــة‬ ‫ب‬ ‫تلــك العوامــل المرتبطــة بمــرض «كوفيــد–‪ »19‬الحــا ّد‪.‬‬ ‫رش‬ ‫ـ� المرتبطــة‬ ‫وي ـ ح كارلســن أن عــدوى الجهــاز التنفـ ي‬ ‫غــر نمطيــة وترتبــط‬ ‫تبــدو‬ ‫«كوفيــد–‪»19‬‬ ‫بمــرض‬ ‫ي‬ ‫غالبــا إىل وجــود‬ ‫بااللتهــاب المتفاقــم؛ وهــو مــا يشـ يـر ً‬ ‫اســتعداد جيــن ي ّ ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫يقـول كارلسـن‪" :‬لقد شـعرنا بأنـه لز ٌام علينـا أن نفعل‬ ‫شـي ًئا مـا ف ي� ّ‬ ‫الخطـر للجائحة"‪.‬‬ ‫ظـل هـذا الوضع‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫تعــا� مــن‬ ‫ســجل الفريــق ‪ 1,980‬حالــةً مؤكــد ًة‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫أعــر ٍاض حــا ّدة لمــرض «كوفيــد–‪ »19‬مــن ســبعة‬ ‫مستشــفيات ف ي� أربــع مــدن مــن بــؤر الجائحــة ف ي� إســبانيا‬ ‫وإيطاليــا‪ .‬وعــى ســبيل المقارنــة‪ ،‬اســتعان الفريــق‬ ‫أيضــا بمجموعــة ضابطــة تتألّــف مــن ‪ 2,205‬مشــارك‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ن أ‬ ‫بالضافــة إىل‬ ‫معظمهــم مــن‬ ‫المتطوعــ� الصحــاء‪ ،‬إ‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫مصابــ� بمــرض «كوفيــد–‪ »19‬تظهــر عليهــم‬ ‫بضعــة‬ ‫أعــراض خفيفــة‪ ،‬أو ال تظهــر عليهــم أي أعــراض‪.‬‬ ‫تقييمــا لجينومــات تسلســل الحمض‬ ‫أجــرى الباحثــون ً‬ ‫النــووي لــدى جميــع المـ ض‬ ‫ـر� والمشـ ي ن‬ ‫ـارك� ف ي� المجموعــة‬ ‫الضابطــة لتحديــد االختالفــات بـ ي ن‬ ‫ـ� أنماطهــم الجينيــة‪،‬‬ ‫و حــددوا طفـرات معينــة مرتبطــة عــى مــا يبدو بالفشــل‬ ‫التنفــ� الناجــم عــن «كوفيــد–‪ »19‬عــى كروموسـ ي ن‬ ‫ـوم�‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫وتضمنــت هــذه الطفــرات‬ ‫المــر�‪.‬‬ ‫متمايزيــن لــدى‬ ‫َّ‬ ‫مجموعــة جينيــة عــى الكروموســوم ‪ ،3‬وجـ ي ن‬ ‫ـ� فصيلــة‬ ‫الــدم ‪ ABO‬عــى الكروموســوم ‪ .9‬يقــول كارلســن‪:‬‬ ‫"طفــرة الكروموســوم ‪ 3‬ث‬ ‫المثــرة‬ ‫أكــر االكتشــافات‬ ‫ي‬ ‫لالهتمــام"‪ .‬ويُضيــف أنهــا تقـ ّـدم أقــوى إشــارة‪ ،‬وتصبــح‬ ‫أقــوى عنــد تصحيحهــا حســب العمــر والجنــس‪ ،‬وتبــدو‬ ‫أكـ ثـر وضوحــا ف� الحــاالت أ‬ ‫الشـ ّـد حـ ّـدة‪.‬‬ ‫ً ي‬ ‫ويُخ ِّ‬ ‫طــط الفريــق لتوســيع نطــاق عمليــات التقييــم‬ ‫ض‬ ‫المــر� بهــدف العثــور عــى‬ ‫مزيــدا مــن‬ ‫لتشــمل‬ ‫ً‬ ‫عوامــل خطــر جينيــة أخــرى ألع ـراض محـ َّـددة لمــرض‬ ‫«كوفيــد–‪ .»19‬يقــول كارلســن ف ي� النهايــة‪" :‬سنســعى‬ ‫ف‬ ‫الكــرى الواقعــة عــى عاتــق‬ ‫إىل المشــاركة ي� الجهــود ب‬ ‫المجتمــع العلمــي لفهــم مــرض «كوفيــد–‪،»19‬‬ ‫والتعامــل معــه"‪.‬‬ ‫‪Ellinghaus, D., Degenhardt, F., Bujanda, L., Buti, M., Albil‬‬‫‪los, A. et al. Genomewide association study of severe‬‬ ‫‪COVID-19 with respiratory failure. The New England‬‬

‫‪Journal of Medicine, Published online on June 17, 2020.‬‬

‫‪P I YA M AS DU L M U NS U M P HU N / A L A M Y S TOCK P HOTO‬‬

‫"سنسعى إلى‬ ‫المشاركة في الجهود‬ ‫الكبرى الواقعة‬ ‫على عاتق المجتمع‬ ‫العلمي لفهم مرض‬ ‫«كوفيد–‪،»19‬‬ ‫والتعامل معه"‪.‬‬


‫المنصات والمرافق‬ ‫األساسية لألبحاث الطبية‬

‫تخدم احتياجات المجتمع العلمي في الشؤون الصحية بوزارة‬ ‫الحرس الوطني‪ ،‬من كواشف ومقاييس وعينات وتحليل‬ ‫البيانات إلجراء المشاريع البحثية مثل اكتشاف األدوية‪،‬‬ ‫ولمجاالت البحث مثل السرطان‪ ،‬وأمراض القلب واألوعية‬ ‫الدموية‪ ،‬واألمراض النادرة‪.‬‬

‫الخدمات‬ ‫ •مرفق زراعة الخاليا‬ ‫ •مختبر الكيمياء الحيوية واألحياء الدقيقة والبيولوجيا الجزيئية‬ ‫ •مختبر الفيروسات البطيئة والفيروسات العصوية‬ ‫ •جناح التصوير الحيوي‬ ‫ •منصة علم المناعة والتدفق الخلوي‬ ‫ •مطياف الكتلة‬ ‫ •اكتشاف العقاقير والكيمياء الطبية والتحليلية‬ ‫‪KAIMRC-CORE@NGHA.MED.SA‬‬


‫تحقيق‬

‫هناك إجماع بين المجتمع العلمي‬ ‫اآلن على أن أقنعة الوجه يمكن أن‬ ‫تساعد على منع انتقال فيروس‬ ‫كورونا المستجد المتسبب في‬ ‫مرض "كوفيد‪."19-‬‬

‫‪60‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬


‫دور أقنعة‬ ‫الوجه في‬ ‫مكافحة جائحة‬ ‫كوفيد‪19-‬‬

‫تُعد الدراسات ت‬ ‫تحديدا تقييم العالقة ي ن‬ ‫ب� ارتداء أقنعة الوجه‬ ‫ال� تـتناول‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫وانتقال مرض كوفيد‪ 19-‬دراسات محدودة‪ ،‬غ� أن أ‬ ‫الدلة العلمية ذات الصلة‬ ‫ي‬ ‫تش� إىل أنه ت أ‬ ‫ُحدث فار ًقا‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ح� القنعة القماشية البسيطة يمكن أن ت ِ‬

‫قابلـة للتكـرار باسـتخدام مجموعـات ضابطـة وخاضعـة‬ ‫لمراجعـة أ‬ ‫تحديـدا ف ي�‬ ‫القـران الختبـار أقنعـة الوجـه‬ ‫ً‬ ‫العـدد رقـم‬

‫‪8‬‬

‫‪61‬‬

‫‪Y U LI A SH A IH UD IN OVA / MO M E N T / G ET T Y I M AG ES‬‬

‫أصابـت جائحـة «كوفيـد‪ »19-‬العالـم بغتـة‪ ،‬وهـو مـا‬ ‫أشـعل فتيل نقاشـات محمومة بخصوص كيفية استجابة‬ ‫الحكومـات للجائحـة‪ .‬ولعـل ث‬ ‫أكـر هـذه النقاشـات إثـارة‬ ‫للحـرة والخلاف هو ما يتعلق باسـتخدام أقنعة الوجه‪،‬‬ ‫ي‬ ‫يوجـه العلمـاء ورجـال السياسـة رسـائل متناقضة‪.‬‬ ‫إذ ّ‬ ‫أوصـت منظمـة الصحـة العالميـة (‪ )WHO‬ف ي� البدايـة‬ ‫ض‬ ‫ين‬ ‫ومـر�‬ ‫العاملـ� ف ي� مجـال الرعايـة الصحيـة‬ ‫بـأن‬ ‫«كوفيـد‪ »19-‬هـم فقـط مـن يتحتـم عليهـم ارتـداء‬ ‫أ‬ ‫رحبـت بهـا الحكومـات‬ ‫القنعـة الطبيـة‪ ،‬وهـي نصيحـة َّ‬ ‫ت‬ ‫الـ� كان يسـاورها القلـق بشـأن نفـاد معـدات الوقايـة‬ ‫ي‬ ‫الشـخصية لديهـا‪ .‬ف‬ ‫شـجعت الحركات‬ ‫نفسـه‪،‬‬ ‫الوقـت‬ ‫و�‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫اسـتخدام أ‬ ‫ت‬ ‫القنعـة‬ ‫الجماهـر على‬ ‫الـ� تقودهـا عامـة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫القماشـية البسـيطة ت‬ ‫حى إن كانـت ُمص َّنعـة ف ي� المنـازل‬‫باسـتخدام المناديـل أو أقمشـة القمصـان‪ -‬باعتبارهـا‬ ‫لفـروس «سـارس‪-‬كوف‪»2-‬‬ ‫حواجـز فعالـة للتصـدي ي‬ ‫سـبب لمـرض «كوفيـد‪.»19-‬‬ ‫‪ُ SARS-CoV-2‬‬ ‫الم ِّ‬ ‫ف‬ ‫و� نهايـة المطاف‪ ،‬أصـدرت منظمة الصحة العالمية‬ ‫ف ي‬ ‫ض‬ ‫المـا� توصية جديدة‬ ‫ي� الخامـس مـن يونيو من العام‬ ‫ي‬ ‫مفادهـا أنـه يجـب عىل العامـة ارتداء أقنعة قماشـية يغ�‬ ‫طبيـة ف� أ‬ ‫الماكـن ت‬ ‫الـ� ال يمكـن تحقيق التباعد الجسـدي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫فيهـا بمسـافة ت‬ ‫مـر واحد عىل القـل‪ ،‬مثل المتاجـر‪ .1‬وقد‬

‫الرشـادات ف ي� أغلـب بلـدان العالـم كإجراء‬ ‫ط ُِّبقـت هـذه إ‬ ‫ف‬ ‫ئ‬ ‫إضـا� مـع بـدء تحـرر المجتمعـات مـن القيـود‬ ‫وقـا�‬ ‫ي‬ ‫في‬ ‫ت‬ ‫الغالق‪.‬‬ ‫ة‬ ‫فـر‬ ‫أثنـاء‬ ‫�‬ ‫المفروضـة‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫و� وقـت مبكر من شـهر يوليو‪ ،‬أعلنـت وزارة الصناعة‬ ‫ف ي‬ ‫ي� المملكـة العربيـة السـعودية خططًـا لزيـادة إنتاجهـا‬ ‫مـن أقنعـة الوجـه مـن ‪ 2.5‬مليون إىل عرش ة ي ن‬ ‫ماليـ� قناع‬ ‫يشـر بقـوة إىل أن أقنعة الوجه‬ ‫يوميـا‪ .2‬وكان ذلـك القـرار ي‬ ‫ً‬ ‫أساسـيا ف ي� "عـودة الحيـاة إىل طبيعتهـا" ف ي�‬ ‫دورا‬ ‫سـتلعب ً‬ ‫ً‬ ‫ين‬ ‫للمواطنـ� حضور حفلات الزفاف‪،‬‬ ‫المملكـة‪ ،‬ممـا يتيـح‬ ‫والجنـازات‪ ،‬وزيـارة صالونـات التجميل‪.‬‬ ‫غـر أن عديـدا مـن أ‬ ‫السـئلة العلميـة يظـل دون‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫إجابـة‪ ،‬ومـن بينهـا‪ :‬مـا مـدى فاعليـة القنعـة القماشـية‬ ‫أ‬ ‫خصيصـا لمعـدات‬ ‫صممـة‬ ‫الم َّ‬ ‫مقارنـة بالقنعـة الطبيـة ُ‬ ‫أً‬ ‫الوقايـة الشـخصية؟ وهل يمكـن تعقيم القنعـة وإعادة‬ ‫اسـتخدامها؟ وهـل تحمـي أ‬ ‫القنعـة مـن يرتديهـا‪ ،‬أم‬ ‫ـن هـم حولـه؟‬ ‫تحمـي فقـط َم ْ‬ ‫وتتمثـل إحـدى نقـاط الخلاف الرئيسـية ف ي� أنـه لـم‬ ‫كاف لتجميـع المعيـار‬ ‫يكـن‬ ‫الذهـ� المرجعي‬ ‫ثمـة وقـت ٍ‬ ‫بي‬ ‫مـن أ‬ ‫الدلـة العلميـة‪ ،‬وهـو إجـراء تجـارب عشـوائية‬


‫تحقيق‬

‫فـروس «سـارس‪-‬كوف‪ .3»2-‬أشـارت بعـض‬ ‫مواجهـة ي‬ ‫المجموعـات البحثيـة إىل بيانـات أ‬ ‫صغـرة مـن‬ ‫عـداد‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ض‬ ‫المـر� تُ ي ِّ ن‬ ‫كبـرة مـن‬ ‫بـ� أن القنعـة قـد حجبـت نسـبة ي‬ ‫وس‪ ،‬يغ� أن هذه النتائـج ال يمكن اعتبارها‬ ‫الفـر‬ ‫مـل‬ ‫الح‬ ‫ِ‬ ‫ي ي‬ ‫حاسـمة إىل أن تخضـع لعمليـة مراجعـة شـاملة‪.‬‬ ‫اختصاص علـم وبائيـات الدواء‬ ‫يقـول إسلام عنـان‪،‬‬ ‫ي‬ ‫والرئيـس التنفيـذي ل�ش كـة ‪( Accsight‬حلـول الرعايـة‬ ‫الصحيـة المتكاملـة)‪ ،‬والمحـا�ض ف ي� كليـة الصيدلـة‬ ‫بجامعـة ي ن‬ ‫علميا أن ارتداء‬ ‫ع� شـمس بالقاهرة‪" :‬لقد ثبـت ً‬ ‫المعر ي ن‬ ‫ضـ� للخطـر أقنعـة وجـه عاليـة‬ ‫المجتمـع‬ ‫أفـراد‬ ‫ُ َّ‬ ‫كبـر من انتشـار أي يف�وس‬ ‫حد‬ ‫إىل‬ ‫يقلـل‬ ‫سـوف‬ ‫الجـودة‬ ‫ي‬ ‫عـر الـرذاذ"‪.‬‬ ‫تنفس� ينترش ب‬ ‫ي‬ ‫ويضيــف عنــان‪" :‬يتمثــل الدليــل أ‬ ‫ال ثك� أهميــة عىل أن‬ ‫ارتــداء أ‬ ‫القنعــة يمكــن أن يكــون وســيلة إليقــاف الجائحــة‬ ‫ف‬ ‫ف ي� مراجعــة منهجيــة نُـرش ت ي� دوريــة «ذا النســت» ‪The‬‬ ‫‪ Lancet4‬إذ قدمــت تحليـ ًـا لـــ ‪ 216‬دراســة عامــة تضمنت‬ ‫ث‬ ‫أكــر مــن ‪ 25‬ألــف حالــة مــن حــاالت «كوفيــد‪،»19-‬‬ ‫وســارس‪ ،‬ومتالزمــة ال ـرش ق أ‬ ‫الوســط التنفســية‪ .‬وكانــت‬ ‫جميــع الدراســات تجــزم بــأن ارتــداء أقنعــة وجــه عاليــة‬ ‫الصابــة بالعــدوى‪،‬‬ ‫الجــودة يســاعد عــى الوقايــة مــن إ‬ ‫وال ســيما إذا كان هــذا ت‬ ‫مق�نًــا بحمايــة العينـ ي ن‬ ‫ـ�"‪ .‬ويشـ يـر‬ ‫أيضــا إىل دراســات نمذجــة وبائيــة مهمــة‪ 6،5‬تــدرس‬ ‫عنــان ً‬ ‫مــدى تأثـ يـر الســيناريوهات المختلفــة‪ ،‬وتفــاوت جــودة‬ ‫أ‬ ‫القنعــة‪ ،‬والنســبة المئويــة لعــدد الســكان الذيــن‬ ‫أ‬ ‫قائــا‪" :‬تُ ي ن‬ ‫ً‬ ‫بــ� هــذه‬ ‫يرتــدون القنعــة‪ .‬ويــردف عنــان‬ ‫الدراســات الشــاملة بوضــوح أن أ‬ ‫القنعــة ســوف تقلــل‬ ‫الصابــة بالعــدوى"‪.‬‬ ‫مــن معــدل إ‬ ‫الحـال‪ ،‬أفضـل خيـار لدينـا هـو النظـر ف ي�‬ ‫ف ي� الوقـت‬ ‫يّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تأثـر القنعـة مـع‬ ‫المثبتـة بخصـوص ي‬ ‫العمـال البحثيـة ُ‬

‫النفلونـزا‪ ،‬الـذي يماثـل‬ ‫فـروس إ‬ ‫يف�وسـات أخـرى‪ ،‬مثـل ي‬ ‫فـروس «سـارس‪-‬كوف‪.»2-‬‬ ‫حجـم‬ ‫حجمـه إىل حـد بعيـد‬ ‫ي‬ ‫المخت�يـة ودراسـات النمذجـة قـد‬ ‫وكانـت الدراسـات‬ ‫ب‬ ‫وجـدت أن أ‬ ‫القنعـة يمكـن أن تكـون أدوات فعالـة ف ي�‬ ‫الحمـل‬ ‫عـر منـع نسـبة ي‬ ‫مكافحـة وبـاء مـا ب‬ ‫كبـرة مـن ِ‬ ‫النفلونزا من الخروج مـن فم ُمرتدي‬ ‫لفـروس إ‬ ‫الفـروس ي‬ ‫ي‬ ‫القنـاع‪ ،7‬ي رغـم قلـة أ‬ ‫ت‬ ‫تشـر إىل أنهـا تحمـي‬ ‫الـ�‬ ‫دلـة‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫مرتـدي القنـاع نفسـه‪ .8‬كذلـك فـإن أ‬ ‫القنعـة المصنوعـة‬ ‫النفلونـزا مقارنة‬ ‫م�نز ًليـا حجبـت عد ًدا أقل من يف�وسـات إ‬ ‫بمثيالتهـا مـن أ‬ ‫القنعـة التجاريـة‪ ،‬لكنهـا كانـت بالتأكيـد‬ ‫أفضـل مـن عـدم اسـتخدام أي وسـيلة وقايـة‪.9‬‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫الـ� يمكـن ألقنعـة الوجـه أن‬ ‫ومـن المخاطـر الخـرى ي‬ ‫تقـي منهـا تلـوث الهـواء‪ ،‬ال سـيما الجسـيمات الدقيقـة‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫والـ� تبقى عالقة ف ي�‬ ‫الـ� يقل قطرهـا عن ‪ 2.5‬ميكروم�‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫الهـواء ت‬ ‫فـرات طويلة ويمكنها أن تنفـذ إىل أعماق الر ي ن‬ ‫ئت�‪.‬‬ ‫عالمـا مجموعـة مـن التعليقـات‬ ‫وعندمـا كتـب ‪ً 239‬‬ ‫ض‬ ‫المـا� يحثـون فيهـا منظمـة‬ ‫العلميـة ف ي� أوائـل يوليـو‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫القـرار بالدلـة ت ز‬ ‫الم�ايـدة عىل أن‬ ‫الصحـة العالميـة على إ‬ ‫فـروس‬ ‫على‬ ‫يحتـوي‬ ‫الـذي‬ ‫المجهـري‬ ‫كثـرا مـن الـرذاذ‬ ‫ي‬ ‫يً‬ ‫«سـارس‪-‬كوف‪ »2-‬القابـل للحيـاة يمكـن تصنيفـه بأنـه‬ ‫هبـاء جـوي (أيروسـوالت)‪ ،‬أصبحـت الحمايـة مـن هـذه‬ ‫الجسـيمات الدقيقـة أمـرا بالـغ أ‬ ‫الهميـة‪ .10‬تتسـم تلـك‬ ‫ً‬ ‫الجسـيمات بخفـة وزنها لدرجة تجعلها قـادرة عىل البقاء‬ ‫ف� الهـواء على مسـافة تتجـاوز عرش ات أ‬ ‫المتـار‪ ،‬وهـو ما‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫كب�‪.‬‬ ‫يسـهم ي� تعقيـد جهـود التباعد االجتماعـي إىل حد ي‬

‫دعم ت ز‬ ‫م�ايد‬

‫عـر‬ ‫تتضمـن التجـارب‬ ‫المخت�يـة ضـخ هـواء ملـوث ب‬ ‫ب‬ ‫أقنعـة مـن أنـواع مختلفة‪ ،‬وأوضحـت أن بعـض أ‬ ‫القنعة‬

‫‪62‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬

‫"تجزم جميع الدراسات‬ ‫بأن ارتداء أقنعة وجه عالية‬ ‫الجودة يساعد على الوقاية‬ ‫من اإلصابة بالعدوى‪ ،‬وال‬ ‫سيما إذا كان هذا مقترنً ا‬ ‫بحماية العينين"‪.‬‬ ‫قــد تبــدو هــذه النســبة ســيئة‪ ،‬لكــن هــذه االختبارات‬ ‫تقلــل إىل حــد كبــر مــن أهميــة فاعليــة أ‬ ‫القنعــة لعــدة‬ ‫ي‬ ‫أول‪ ،‬تقيــس أجهــزة الكشــف المســتخدمة �ف‬ ‫أســباب‪ً .‬‬ ‫ي‬ ‫مثــل هــذه الدراســات جســيمات أصغــر بع ـرش م ـرات‬ ‫مــن فــروس «ســارس‪-‬كوف‪ »-‬ذاتــه‪ .‬ثانيــا‪ ،‬أغلــب أ‬ ‫القنعة‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫القطنيــة أكـ ثـر ســمكًا مــن منديــل واحــد مفــرد‪ .‬إضافــة‬ ‫إىل ذلــك‪ ،‬فــإن أغلــب الــرذاذ الخــارج مــن أفــواه أ‬ ‫الفـراد‬ ‫ت‬ ‫ـ� يقــل قطرهــا‬ ‫حجمــا مــن الجســيمات‬ ‫أكـ بـر ً‬ ‫الدقيقــة الـ ي‬ ‫ميكرومــر‪ ،‬كمــا أن أ‬ ‫ت‬ ‫المثــرة‬ ‫يروســوالت‬ ‫ال‬ ‫عــن ‪2.5‬‬ ‫ي‬ ‫حجمــا يتبخــر بمجــرد‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫أك‬ ‫رذاذ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـأ‬ ‫ـ‬ ‫تنش‬ ‫ـكالت‬ ‫للمشـ‬ ‫ب‬ ‫ً‬ ‫ابتعــاده عــن الفــم بمســافة كافيــة‪.‬‬ ‫القوى على فاعلية اسـتخدام أ‬ ‫ولعـل الدليـل أ‬ ‫القنعة‬ ‫ف ي� ظـروف الجائحـة الحاليـة مـا أسـفرت عنـه الدراسـات‬ ‫الوبائيـة لبيانـات «كوفيـد‪ »19-‬عىل صعيـد الواليات‪ 13‬أو‬ ‫ئ‬ ‫إحصا� نُ�ش ف ي� شـهر أغسـطس‬ ‫ويشـر تحليـل‬ ‫الـدول‪.14‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫مفادهـا أنـه ف‬ ‫ض‬ ‫"� الـدول ذات‬ ‫ذهلـة‬ ‫م‬ ‫نتيجـة‬ ‫إىل‬ ‫المـا�‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫أ ي‬ ‫العـراف الثقافيـة أو السياسـات الحكوميـة ت‬ ‫الـ� تشـجع‬ ‫ي‬ ‫على ارتـداء أقنعـة الوجـه ف� أ‬ ‫الماكـن العامـة‪ ،‬ارتفـع‬ ‫ي‬ ‫عـن فـروس كورونـا للفـرد �ف‬ ‫معـدل الوفيـات الناتجـة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أسـبوعيا‪ ،‬مقارنـة بنسـبة‬ ‫فقـط‬ ‫المتوسـط بنسـبة ‪%15.8‬‬ ‫ً‬ ‫أسـبوعيا ف ي� بقيـة الـدول"‪.‬‬ ‫تبلـغ ‪%62.1‬‬ ‫ً‬ ‫ف‬ ‫و� ضـوء هـذه النتائـج‪ ،‬جعـل عديـد مـن الحكومات‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫اميـا ي� المواقـف الحياتيـة المختلفـة‪،‬‬ ‫ارتـداء القنعـة إلز‬ ‫و�ش عـت ف� البحـث ًعـن وسـائل لتعقيم أ‬ ‫القنعـة وإعادة‬ ‫ي‬ ‫اسـتخدامها ت‬ ‫حى ال ينفـد مخزونهـا لديهـا‪ ،‬أو تـؤدي‬ ‫وتشـر ورقـة بحثيـة‬ ‫إىل مشـكالت متعلقـة بالنفايـات‪.‬‬ ‫ي‬ ‫نُرش ت مؤخـرا إىل أن ث‬ ‫أكـر الوسـائل الواعـدة لتعقيـم‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫فـروس «سـارس‪-‬كوف‪ »2-‬هـي تلـك ت‬ ‫الـ�‬ ‫القنعـة ضـد ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫الهيدروج�‪ ،‬أو الشـعة فوق‬ ‫تسـتخدم بخار يب�وكسـيد‬ ‫البنفسـجية‪ ،‬أو الحـرارة الرطبـة‪ ،‬أو الحـرارة الجافـة‪ ،‬أو‬ ‫حـ� ال ينصـح بالوسـائل أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫الخـرى مثـل‬ ‫غـاز الوزون‪ ،‬ي� ي ن ُ َ‬ ‫الغسـل بالمـاء والصابـون أو الكحـول‪.15‬‬ ‫الثبـات ف ي� المناقشـة الدائـرة‬ ‫وربمـا يقـع فعلا ً عـبء إ‬ ‫بشـأن أ‬ ‫القنعة عىل عاتق من ت‬ ‫يع�ضون عىل اسـتخدامها‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ففـي نهايـة المـر‪ ،‬يبدو مـن البديهي أن وضـع أي حاجز‬ ‫أمـام الفم سـيمنع على أ‬ ‫القل بعض الـرذاذ الذي يحمل‬

‫‪R E UT E R S/ A L A M Y S TOC K P H OTO‬‬

‫تحمي األقنعة من الجسيمات الدقيقة العالقة في الهواء‪ ،‬وتتسبب هذه الجسيمات في تعقيد عملية التباعد‬ ‫االجتماعي‪.‬‬

‫المعايـر ت‬ ‫االح�افيـة يمكنهـا حجـب مـا يصـل إىل‬ ‫ذات‬ ‫ي‬ ‫‪ %99‬مـن الجسـيمات الدقيقـة ت‬ ‫الـ� يقل قطرهـا عن ‪2.5‬‬ ‫ي‬ ‫الـ� أجريت عىل أ‬ ‫ت‬ ‫ميكرومـر‪ .12,11,10‬أمـا االختبارات ت‬ ‫القنعة‬ ‫ي‬ ‫‪12‬‬ ‫القماشـية فهـي محـدودة‪ ،‬لكـن إحـدى الدراسـات‬ ‫منديلا قطنيـا رقيقًـا يمكنـه أن يحجب ث‬ ‫ً‬ ‫أك�‬ ‫أوضحـت أن‬ ‫ً‬ ‫مـن ‪ %28‬مـن تلـك الجسـيمات الدقيقـة‪.‬‬


‫العـدوى‪ .‬أ‬ ‫والهـم مـن ذلك أنـه ال توجد دراسـات علمية‬ ‫أ‬ ‫توصلـت إىل أدلـة تثبـت أن القنعـة يمكـن أن تزيـد مـن‬ ‫احتمـاالت إصابـة أي شـخص بالعدوى‪.‬‬ ‫ثــم‪ ،‬فــإن الحجــج المنطقيــة الوحيــدة ف ي�‬ ‫ومــن َّ‬ ‫ـال ضــد اســتخدام أقنعــة الوجــه‪ ،‬حجــج‬ ‫الوقــت الحـ ي ّ‬ ‫اجتماعيــة‪ ،‬وسياســية‪ ،‬واقتصاديــة‪ .‬فعــى ســبيل‬ ‫المثــال‪ ،‬قــد يشــعر بعضهــم بالخجــل أو بالوصمــة‬ ‫االجتماعيــة عنــد ارتــداء أ‬ ‫القنعــة‪ ،‬ممــا يقلــل مــن‬ ‫فــرص زيارتهــم للمتاجــر والمســاهمة ف� تعــا�ف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بلدانهــم اقتصاديًــا‪ .‬وقــد لوحــظ هــذا الســلوك ف ي�‬ ‫أوبئــة ســابقة‪ ،‬وهــو يدعــم فكــرة أن ارتــداء أ‬ ‫القنعــة‬ ‫هــي السياســة أ‬ ‫الفضــل للجميــع عــى مســتوى‬

‫ال ُينصح باستخدام طرق مثل البخار أو المعالجة بالميكروويف أو درجات الحرارة المرتفعة لتعقيم األقنعة‪.‬‬ ‫‪rus/2020/07/02/Coronavirus-Saudi-Arabia-plans-‬‬

‫‪Disaster Med Public Health Prep. 7(4), 413-418 (2013).‬‬

‫‪3. Howard, J. et al. Face masks against COVID-19: An‬‬

‫‪borne transmission of COVID-19. Clinical Infectious Dis-‬‬

‫‪to-produce-10-million-face-masks-daily-‬‬

‫‪evidence review. PNAS (April 2020) 10.20944/pre‬‬‫‪prints202004.0203.v1‬‬

‫‪4. Chu, D.K et al. Physical distancing, face masks, and‬‬ ‫‪eye protection to prevent person-to-person transmis‬‬‫‪sion of SARS-CoV-2 and COVID-19: a systematic‬‬

‫‪review and meta-analysis. The Lancet 395 (10242),‬‬ ‫‪1973-1987 (2020).‬‬

‫‪5. Eikenberry et al. To mask or not to mask: Modeling‬‬ ‫‪the potential for face mask use by the general public to‬‬

‫‪curtail the COVID-19 pandemic. Infectious Disease‬‬

‫‪Modelling 5, 293-308 (2020).‬‬

‫‪6. De Kai et al. Universal Masking is Urgent in the COVID-‬‬

‫‪19 Pandemic: SEIR and Agent Based Models, Empirical‬‬

‫‪Validation, Policy Recommendations. Physics and Soci-‬‬

‫‪ety. arXiv:2004.13553v1‬‬

‫‪7. Brienen N.C. et al. The effect of mask use on the spread‬‬

‫‪1. World Health Organization. Advice on the use of masks‬‬

‫‪of influenza during a pandemic. Risk Anal. 30 (8), 1210-‬‬

‫‪who.int/publications/i/item/advice-on-the-use-of-‬‬

‫‪8. Cowling B.J. et al. Face masks to prevent transmis-‬‬

‫‪in the context of COVID-19. (5 June 2020) https://www.‬‬ ‫‪masks-in-the-community-during-home-care-and-‬‬

‫‪in-healthcare-settings-in-the-context-of-the-novel‬‬‫‪coronavirus-(2019-ncov)-outbreak‬‬

‫‪2. https://english.alarabiya.net/en/coronavi-‬‬

‫‪1218 (2010).‬‬

‫‪sion of influenza virus: a systematic review. Epidemiol‬‬

‫‪Infect 138 (4), 449-456 (2010).‬‬

‫‪9. Davies A. et al. Testing the efficacy of homemade‬‬ ‫?‪masks: Would they protect in an influenza pandemic‬‬

‫‪10. Morawska, L. & Milton, D.K. It is time to address air-‬‬

‫‪eases, ciaa939 (6 July 2020).‬‬

‫‪11. Cherrie JW, Apsley A, Cowie H, et al. Effectiveness‬‬ ‫‪of face masks used to protect Beijing residents against‬‬

‫‪Med.‬‬

‫‪Environ‬‬

‫‪Occup‬‬

‫‪pollution.‬‬

‫‪air‬‬

‫‪particulate‬‬

‫‪2018;75(6):446-452.‬‬

‫‪12. Langrish JP, Mills NL, Chan JK, et al. Beneficial car-‬‬

‫‪diovascular effects of reducing exposure to particulate‬‬ ‫‪air pollution with a simple facemask. Part Fibre Toxicol.‬‬ ‫‪2009;6:8. Published 2009 Mar 13.‬‬

‫‪13. Lyu, W. & Wehby, G.L. Community use of face masks‬‬

‫‪and COVID-19: Evidence from a natural experiment of‬‬ ‫‪state mandates in the US. Health Affairs (16 June 2020).‬‬ ‫‪14. Leffler, C. et al. Association of country-wide coro‬‬‫‪navirus mortality with demographics, testing, lock-‬‬

‫‪downs, and public wearing of masks. medRxiv (Update‬‬ ‫‪August 05, 2020).‬‬

‫‪15. Carlos Rubio-Romero J. et al. Disposable masks: Dis-‬‬

‫‪infection and sterilization for reuse, and non-certified‬‬ ‫‪manufacturing, in the face of shortages during the‬‬

‫‪COVID-19 pandemic [published online ahead of print].‬‬

‫‪Saf Sci. 129, 104830 (13 May 2020).‬‬

‫‪16. Pless, B. Risk compensation: Revisited and‬‬ ‫‪rebutted. Safety 2, 16 (2016).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪8‬‬

‫‪63‬‬

‫‪C H EN B I N / X I N H UA / A L A M Y S TOC K P H OTO‬‬

‫العالــم‪ .‬وبهــذه الطريقــة‪ ،‬يمكــن أن يكــون القنــاع‬ ‫بــادرة إيجابيــة للتضامــن ف ي� المجتمــع‪ ،‬وليــس عالمــة‬ ‫يوصــم بهــا الشــخص المريــض‪.‬‬ ‫ومـن ناحيـة أخـرى‪ ،‬قـد يفتخـر بعـض أ‬ ‫الشـخاص‬ ‫بارتدائهـم أقنعـة تمنحهـم شـعورا زائفًـا أ‬ ‫بالمـان‪ ،‬ومـن‬ ‫ً‬ ‫ازيـة أ‬ ‫التدابـر ت‬ ‫الخـرى مثـل التباعد‬ ‫االح�‬ ‫ثـم يتجاهلـون‬ ‫ي‬ ‫َّ‬ ‫الجسـدي وغسـل اليديـن‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مثــرا لالهتمــام ف ي�‬ ‫تمــس هــذه المعضلــة‬ ‫مجــال ي ً‬ ‫غالبــا‬ ‫ـأ‬ ‫ـ‬ ‫وينش‬ ‫ـر‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫المخاط‬ ‫ـض‬ ‫علــم النفــس يُسـ َّـمى تعويـ‬ ‫ً‬ ‫عندمــا تُطــرح قوانـ ي ن‬ ‫ـ� جديــدة للســامة‪ .‬فعــى ســبيل‬ ‫المثــال‪ ،‬إذا َ أج�نــا أ‬ ‫الشــخاص عــى ارتــداء الخــوذات‬ ‫ب‬ ‫عنــد ركــوب الدراجــات الناريــة وربــط أحزمــة أ‬ ‫المــان‬ ‫ف� الســيارات‪ ،‬فهــل ســيكونون ث‬ ‫تهــورا ف ي� القيــادة‬ ‫أكــر‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ألنهــم يعتقــدون أنهــم ال يمكــن أن يتعرضــوا لــ�ذى؟‬ ‫ـ� الدراســات الـ ت‬ ‫تُبـ ي ِّ ن‬ ‫ـ� أُجريــت عــى هــذه المواقــف أنــه‬ ‫حــ� أن بعــض ي أ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫القــدام‬ ‫إىل‬ ‫يتجهــون‬ ‫قــد‬ ‫اد‬ ‫ر‬ ‫فــ‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫ي� ي‬ ‫عــى مزيــد مــن المخاطــر‪ ،‬فــإن ســلوك المجتمــع ككل‬ ‫يطغــى عــى ســلوكيات هــذه القلــة‪ ،‬وهــو مــا يــؤدي إىل‬ ‫تحسـ ي ن‬ ‫ـ� أوجــه الســامة والرخــاء بشــكل عــام‪.16‬‬ ‫الصغ�ة ‪-‬إذا‬ ‫اءات‬ ‫ر‬ ‫جـ‬ ‫فال‬ ‫المسـألة‪،‬‬ ‫جوهر‬ ‫يكمن‬ ‫وهنـا‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫كب�ة‬ ‫ط ُّبقـت على نطاق واسـع‪ -‬يمكنهـا أن تحقق فوائـد ي‬ ‫للمجتمـع ككل‪ .‬وال شـك أن أقنعـة الوجه ليسـت ت‬ ‫ال�ياق‬ ‫الـذي سـيق�ض ي على جائحـة «كوفيـد‪ ،»19-‬لكنهـا ف ي�‬ ‫الوقـت نفسـه ليسـت عبئا كبـرا ال يمكـن أ‬ ‫للفـراد تحمله‪.‬‬ ‫ً يً‬ ‫أ‬ ‫غريبا بالنسـبة ألولئك الذين لم يسـبق‬ ‫ربمـا يبـدو المـر ً‬ ‫لهـم أن عـارصوا وبـا ًء من قبـل‪ ،‬لكن ارتداء غطاء بسـيط‬ ‫للوجـه مـن الممكـن أن ينقـذ أ‬ ‫الرواح بالفعل‪.‬‬ ‫أ‬ ‫يقــول عنــان‪" :‬أقنعــة الوجــه خــط الدفــاع الول‬ ‫للتصــدي لجائحــة «كوفيــد‪ ،»19-‬إىل جانــب وقايــة‬ ‫العينـ ي ن‬ ‫ـ�‪ ،‬والتباعــد االجتماعــي‪ ،‬وغســل اليديــن‪ .‬وهــي‬ ‫الحــل الوحيــد لدينــا آ‬ ‫الن إىل أن تتوافــر لقاحــات أو‬ ‫عالجــات شــديدة الفاعليــة‪ ،‬كمــا أنهــا تُعــد �ض ورة‬ ‫حتميــة بعــد إعــادة فتــح االقتصــادات لتجنــب أي قفــزة‬ ‫ين‬ ‫المصابــ�"‪.‬‬ ‫ف ي� أعــداد‬


‫تحقيق‬

‫قصور‬ ‫مناعي‬ ‫خفي في‬ ‫ّ‬ ‫الحاالت‬ ‫الشديدة من‬ ‫«كوفيد‪»19-‬‬ ‫اكتشفت دراستان أن الشذوذ‬ ‫الجي� أ‬ ‫ن‬ ‫والجسام المضادة المناعية‬ ‫ي‬ ‫الذاتيةيث ّبطان االستجابة المناعية‬ ‫لدى ض‬ ‫ين‬ ‫المصاب� بحاالت‬ ‫المر�‬ ‫شديدة من «كوفيد‪.»19-‬‬

‫كشـفت دراسـتان‪ 2،1‬حديثتان عـن كيفية اسـتجابة الجهاز‬ ‫ف‬ ‫فـروس كورونـا‬ ‫المناعـي الفطـري ي� الجسـم لعـدوى ي‬ ‫المسـبب لمتالزمـة االلتهـاب الرئـوي الحـاد الوخيـم‬ ‫«سـارس‪-‬كوف‪ SARS-COV-2 »2-‬ف ي� الحـاالت الشـديدة‬ ‫والحرجـة‪ ،‬وهـو االكتشـاف الـذي يمكـن أن يقودنـا إىل‬ ‫مسـارات عالجيـة جديـدة‪.‬‬ ‫أوضحــت النتائــج أن عيــوب مناعيــة معينــة تــؤدي‬ ‫ف‬ ‫ال تن�فـ يـرون‪ ،‬ممــا يتســبب عــاد ًة ف ي� تدهــور‬ ‫إىل نقــص ي� إ‬ ‫أ‬ ‫مســار المــرض‪ ،‬وأن اســتجابة الجســام المضــادة‬ ‫ت‬ ‫تفــر‬ ‫للإ ن� يف�ونــات‪ ،‬كمثــال عــى المناعــة الذاتيــة‪ ،‬ض ّ‬ ‫المــر� ‪.‬‬ ‫الخطــرة لــدى بعــض‬ ‫العــدوى‬ ‫حــاالت‬ ‫ي‬ ‫وف�ونــات ‪ IFNs‬بروتينــات تشــارك ف ي� نقــل‬ ‫إ‬ ‫وال تن� ي‬ ‫ن‬ ‫دورا ف ي� كبــح االنتشــار‬ ‫ـؤدي‬ ‫ـ‬ ‫وت‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫الخالي‬ ‫ـ�‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ات‬ ‫الشــار‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫وس و تعديــل االســتجابة المناعيــة‪ .‬وحــدوث‬ ‫ي‬ ‫الفــر ف ي‬ ‫ت‬ ‫معينــة‬ ‫نقــص ي� المســتقبالت الخاصــة بإن� يف�ونــات ّ‬ ‫والبكت�يــا‪،‬‬ ‫وســات‬ ‫الف�‬ ‫ي‬ ‫تشــكّل در ًعــا واقيــة أمــام ي‬ ‫أكــر عرضــة للإصابــة أ‬ ‫قــد يجعــل أ‬ ‫الفــراد ث‬ ‫بالمــراض‬ ‫‪64‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬

‫المعديــة‪ .‬وتوضــح الدراســتان الجديدتــان الــدور‬ ‫الحاســم الــذي تؤديــه هــذه الجزيئــات المــؤ�ش ّ ة‬ ‫للف�وســات ف ي� االســتجابة المناعيــة لفـ يـروس‬ ‫المضــادة ي‬ ‫«ســارس‪-‬كوف‪.»2-‬‬ ‫قـاد الدر ي ن‬ ‫اسـت� جـان لـوران كازانوفـا ولـوران أبيـل من‬ ‫جامعـة روكفلـر ف ي� نيويورك‪ ،‬وشـارك فيهما شـيان جانج‪،‬‬ ‫وبـول باسـتارد‪ ،‬ولي�نز ي ب ي�‪ .‬روزيـن‪ ،‬بالتعاون مع زمالء من‬ ‫شى أنحـاء العالـم‪ ،‬مـن بينهـم سـعيد ت‬ ‫ت‬ ‫الـر يك مـن مركز‬ ‫الملـك عبـد اللـه العالمي أ‬ ‫للبحـاث الطبيـة (كيمارك)‪.‬‬ ‫ف� الدراســة أ‬ ‫الوىل‪ ،‬حــدد جانــج وزمــاؤه تسلســل‬ ‫ي‬

‫مريضــا يعانــون مــن التهــاب رئــوي‬ ‫جينومــات ‪659‬‬ ‫ً‬ ‫الصابة بمــرض «كوفيــد‪،»19-‬‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ناج‬ ‫مهــدد للحيــاة‬ ‫إ‬ ‫ين‬ ‫مصابــ� بعــدوى خفيفــة أو ال تظهــر‬ ‫مريضــا‬ ‫و‪ً 534‬‬ ‫اض ‪ .‬فحــص العلمــاء ثالثــة جينــات متحـ ّـورة‬ ‫ر‬ ‫عليهــم أعـ ٌ‬ ‫فــرون لــدى ض‬ ‫مــر� االلتهــاب الرئــوي‬ ‫ن�‬ ‫مرتبطــة إ‬ ‫بال ت ي‬ ‫النفلونـزا‪ ،‬إىل جانــب عـرش ة‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫النات‬ ‫ـاة‬ ‫ـ‬ ‫للحي‬ ‫المهــدد‬ ‫إ‬ ‫جينــات أخــرى مرتبطــة بهــا‪.‬‬ ‫واكتشــف العلمــاء أن ‪ %3.5‬مــن المـ ض‬ ‫ـر� المصابـ ي ن‬ ‫ـ�‬ ‫بحــاالت التهــاب رئــوي حرجــة ناتجــة عــن «كوفيــد‪»19-‬‬ ‫كانــت لديهــم طفـرات ف ي� الجينــات المشــاركة ف ي� مســار‬


‫و‪ 663‬حالـة عـدوى خفيفـة أو ال تظهـر عليهـا أعـراض‬ ‫بفـروس «سـارس‪-‬كوف‪ ،»2-‬إضافـة إىل عينات‬ ‫إ‬ ‫الصابـة ي‬ ‫ُجمعـت مـن ‪ 1,227‬شـخصاً سـليماً ف ي� المجموعـة‬ ‫الضابطـة قبـل تفش جائحـة «كوفيـد»‪.‬‬ ‫اكتشـف العلمـاء يمسـتويات مرتفعـة مـن أ‬ ‫الجسـام‬ ‫ال تن� يف�ون‬ ‫المحيـدة لمجموعـات ثانويـة مـن إ‬ ‫المضـادة أ ِّ‬ ‫ض‬ ‫ين‬ ‫المصاب�‬ ‫المـر�‬ ‫الول لـدى نحو ‪ %10‬من‬ ‫مـن النـوع‬ ‫بااللتهـاب الرئـوي الناتـج عـن «كوفيـد‪ .»19-‬وهـذه‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫فـرون‬ ‫الـ� أعاقـت قـدرة إ‬ ‫ال تن� ي‬ ‫الجسـام المضـادة‪ ،‬ي‬ ‫على مكافحـة عـدوى «سـارس‪-‬كوف‪ ،»2-‬لـم توجـد‬ ‫ت‬ ‫الـ� لـم تظهـر‬ ‫الصابـة‬ ‫لـدى حـاالت إ‬ ‫الخفيفـة أ أو ي‬ ‫عليهـا أعـراض‪ ،‬أو لـدى أ‬ ‫صحـاء‪ ،‬لكنهـا كانـت‬ ‫ال‬ ‫اد‬ ‫ر‬ ‫فـ‬ ‫ال‬ ‫ِّ‬ ‫ض‬ ‫المـر� الذيـن أُصيبـوا‬ ‫موجـودة قبـل العـدوى لـدى‬ ‫بحـاالت عـدوى شـديدة‪.‬‬ ‫يقـول باسـتارد‪" :‬هاتـان الدراسـتان ف ي� الحقيقة وجهان‬ ‫لعملـة واحـدة"‪ .‬فعـن طريـق خلـل جين ي ف ي� إحـدى‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫توضـح‬ ‫الحالتـ� واسـتجابة مناعيـة ذاتيـة ف ي� الخـرى‪ِّ ،‬‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫مختلفتـ� لهمـا النتيجـة ذاتهـا‪ ،‬وهي‬ ‫"آليتـ�‬ ‫الدراسـتان‬ ‫نقـص ف� ال تن�فـرون مـن النـوع أ‬ ‫الول"‪.‬‬ ‫ي إ ي‬

‫شيوع العيوب الخفية‬

‫"تشير الدراستان‬ ‫الجديدتان إلى أن العيوب‬ ‫الجينية أو المناعة الذاتية‬ ‫تكمن وراء كثير من‬ ‫الحاالت الشديدة"‪.‬‬

‫ال تن�فــرون مــن النــوع أ‬ ‫الول أدت إىل فقــدان هــذه‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫الجينــات لوظيفتهــا‪ .‬وبعبــارة أخــرى‪ ،‬كان لــدى هــؤالء‬ ‫أ‬ ‫الفـراد خلــل مناعــي فطــري مــا مــن شــأنه أن يجعلهــم‬ ‫ث‬ ‫بف�وســات مثــل «ســارس‪-‬كوف‪ .»2-‬وعــى‬ ‫تأثــرا ي‬ ‫أكــر ً‬ ‫الرغــم مــن هــذا‪ ،‬لــم يُحتجــز أي مــن هــؤالء المـ ض‬ ‫ـر�‬ ‫جــراء أمــراض يف�وســية‬ ‫بالمستشــفيات ســابقًا قــط‪َّ ،‬‬ ‫خطـ يـرة أخــرى‪ ،‬حســبما ذكــر أبيــل‪.‬‬ ‫ت‬ ‫الـ� قادهـا باسـتارد‪ ،‬فقـد‬ ‫أمـا الدراسـة الثانيـة‪ ،‬ي‬ ‫مريضـا اح ُتجزوا بالمستشـفيات جراء‬ ‫حللـت حالـة ‪ً 987‬‬ ‫الصابـة بـ«كوفيد‪،»19-‬‬ ‫عـن‬ ‫ناتج‬ ‫خطـر‬ ‫التهـاب رئـوي‬ ‫إ‬ ‫ي‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪8‬‬

‫‪65‬‬

‫‪K AT E RY N A KO N /S CI E N C E P H OTO LI B R A RY / A L A M Y S TOC K P H OTO‬‬

‫يدرس العلماء حاالت النقص الفطري‬ ‫لإلنترفيرونات‪ ،‬وهي البروتينات‬ ‫التي تتصدى للعوامل المم ِرضة‬ ‫سيما فيروسات مثل‬ ‫الغازية‪ ،‬ال ّ‬ ‫«سارس‪-‬كوف‪.»2-‬‬

‫تصـف أكيكـو إيواسـاك‪ ،‬أ‬ ‫السـتاذة بكلية الطـب ف ي� جامعة‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫والـ� يركّـز عملهـا على الدفـاع المناعـي الفطـري‬ ‫ييـل‪ -‬ي‬ ‫التكيفيـة‪ ،‬هـذه النتائـج بأنها‬ ‫والمناعـة‬ ‫وسـات‬ ‫الف�‬ ‫ضـد ي‬ ‫ّ‬ ‫اسـتجابة أ‬ ‫الجسـام المضـادة‬ ‫سـيما‬ ‫ال‬ ‫ًّـا"‪،‬‬ ‫ق‬ ‫ح‬ ‫"مفاجئـة‬ ‫ّ‬ ‫المحيـدة ت‬ ‫فـرون‪.‬‬ ‫للإن� ي‬ ‫ِّ‬ ‫وتقــول إيواســاك ت‬ ‫الــ� لــم تشــارك مــع أي مــن‬‫ي‬ ‫ي‬ ‫فريقــي البحــث ‪ -‬موضحــة‪" :‬نعــرف أن تلــك أ‬ ‫النــواع‬ ‫مــن أ‬ ‫الجســام المضــادة تشــيع ف ي� بعــض أمــراض‬ ‫المناعــة الذاتيــة‪ .‬ولكــن حقيقــة انتشــارها بكثافــة �ف‬ ‫ي‬ ‫الحــاالت الحرجــة مــن «كوفيــد‪ »19-‬وتعطيلهــا وظيفــة‬ ‫فــرون ســتجعلك شــخصاً منقــوص المناعــة‬ ‫إ‬ ‫ال تن� ي‬ ‫وكأنــك ال تحمــل الجينــات الخاصــة بهــا"‪.‬‬ ‫كان كازانوفــا وأبيــل عضويــن ف ي� فريــق العلمــاء‬ ‫الــذي أطلــق مــرش وع «الجهــود الجينيــة الب�ش يــة‬ ‫لمكافحــة كوفيــد» ‪COVID Human Genetic Effort4‬‬ ‫المكــرس لفهــم أ‬ ‫الســباب وراء فتــك «ســارس‪-‬كوف‪»2-‬‬ ‫ُ َّ‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫المــر� � ي ن‬ ‫اضــا‬ ‫ببعــض‬ ‫حــ� أنــه لــم يســبب أعر ً‬ ‫ي‬ ‫لــدى آخريــن‪ .‬وافـ تـرض العلمــاء أن الحــاالت الشــديدة‬ ‫ربمــا كانــت مرتبطــة بتنويعــات جينيــة شــاذة وحــاالت‬ ‫قصــور مناعــي خفيــة‪.5،4‬‬ ‫وتدعـم الدراسـتان الجديدتـان هـذه الفكـرة بتوضيح‬ ‫كثـر‬ ‫أن العيـوب الجينيـة أو المناعـة الذاتيـة تكمـن وراء ي‬ ‫واضحـا بعـد‬ ‫غـر أنـه ليـس‬ ‫مـن الحـاالت الشـديدة‪ .‬ي‬ ‫ً‬ ‫سـبب تلـك العوامل حـاالت عـدوى مبكرة أو‬ ‫لمـاذا لـم تُ ِّ‬ ‫ض‬ ‫المـر�‪.‬‬ ‫مشـكالت أخـرى لـدى‬ ‫ض‬ ‫"المـر� الذيـن يعانـون مـن عيـوب‬ ‫يقـول باسـتارد‪:‬‬ ‫جينيـة لـم تظهـر عليهـم أي أعـراض محـددة أو عانـوا‬ ‫ن‬ ‫يعا� مـن حاالت‬ ‫مـن اعتلاالت مصاحبـة‪ ،‬وأغلبهـم لـم ي‬ ‫عـدوى شـديدة ً‬ ‫قبلا "‪ .‬ويضيـف‪" :‬لـم تُتـح لنـا الفرصـة‬ ‫لتحليـل جميـع االعتلاالت المصاحبـة بالتفصيل بسـبب‬ ‫وضـع الجائحـة‪ .‬لقـد القينـا صعوبـة ف ي� الوصـول إىل‬ ‫حى آ‬ ‫الطـ� الكامـل لـكل مريـض‪ ،‬ولكـن ت‬ ‫الن‪،‬‬ ‫التاريـخ ب ي‬ ‫ض‬ ‫المـر� أي �ش ي ء الفـت للنظـر‬ ‫ال يبـدو أن لـدى هـؤالء‬


‫تحقيق‬

‫ض‬ ‫المـر� الذيـن ال يحملـون تلـك العيـوب‬ ‫بالمقارنـة مـع‬ ‫الجينيـة أو المناعيـة"‪.‬‬ ‫إيواســاك‪ ،‬فوجــئ بــول هرتــزوج‪،‬‬ ‫وعــى غــرار‬ ‫ي‬ ‫الباحــث ف ي� مجــال البيولوجيــا المناعيــة والمديــر‬ ‫المعــاون لمعهــد هادســون للبحــوث الطبيــة‪ ،‬بوتـ يـرة‬ ‫ت‬ ‫ـ� تكشــف عنهــا الدراســتان‪ .‬يقــول‬ ‫تك ـرار العيــوب الـ ي‬ ‫هرتــزوج‪ ،‬الــذي لــم يشــارك ف� أي مــن الدر ي ن‬ ‫اســت�‪:‬‬ ‫ي‬ ‫"كان أ‬ ‫مدهشــا للغايــة ألنــه كان ث‬ ‫أكــر شــيو ًعا‬ ‫المــر‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫جــدا ممــا نشــهده عــاد ًة ي� الشــكال الخــرى‬ ‫بكثــر ً‬ ‫ي‬ ‫الصابــة بالعــدوى"‪ .‬ويضيــف‪" :‬يشـ يـر هــذا‬ ‫مــن قابليــة إ‬ ‫بكثــر مــن العيــوب‬ ‫أكــر‬ ‫ي‬ ‫إىل احتماليــة وجــود عــدد ب‬ ‫ت‬ ‫الــ� لــم تُكتشــف بعــد‪ .‬فثمــة‬ ‫الجينيــة المماثلــة أ ي‬ ‫ت‬ ‫دورا ف ي� إنتــاج‬ ‫تــؤدي‬ ‫الــ�‬ ‫خــرى‬ ‫عــرش ات الجينــات ال‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ال تن�فـ يـرون وعملــه‪ ،‬لــذا‪ ،‬ربمــا كان هــذا مجــرد قمــة‬ ‫إ‬ ‫جبــل الجليــد"‪.‬‬

‫يّ ز‬ ‫تح� ذكوري ومستقبل العالج‬

‫إن فهــم فيســيولوجيا الحــاالت الشــديدة وأســباب‬ ‫ف‬ ‫فــرون المضــاد‬ ‫حــدوث انهيــار ي� نظــام إ‬ ‫ال تن� ي‬ ‫ً‬ ‫ســبل للوقايــة‬ ‫للف�وســات يمكــن أن يفتــح أمامنــا‬ ‫ي‬ ‫والتدخــل المبكــر‪ .‬فعــى ســبيل المثــال‪ ،‬يمكــن معالجــة‬ ‫ّ‬ ‫المـ ض‬ ‫ال تن�فـ يـرون باســتخدام‬ ‫ـر� العاجزيــن عــن إنتــاج إ‬ ‫ال تن�ف�ونــات المخلَّقــة‪ .‬ف‬ ‫و� هــذا الصــدد‪ ،‬يقــول‬ ‫إ ي‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫المــر�‬ ‫باســتارد‪" :‬يمكننــا بســهولة إعطــاء هــؤالء‬ ‫ال تن�فــرون المؤتلــف مــن النــوع أ‬ ‫الول‪ ،‬إمــا ت‬ ‫إن�فـ يـرون‬ ‫إ ي‬ ‫ُ‬ ‫ألفــا وإمــا بيتــا‪ ،‬لكــن مــن المهــم جــدا توفــره �ف‬ ‫ً‬ ‫ي ي‬

‫ض‬ ‫المــر�‬ ‫المراحــل المبكــرة مــن المــرض"‪ .‬ويضيــف أن‬ ‫ـاما مضــادة ذاتيــة إل تن�فـ يـرون ألفــا‬ ‫الذيــن يحملــون أجسـ ً‬ ‫يمكــن معالجتهــم بإعطائهــم ت‬ ‫إن�فـ يـرون بيتــا‪ ،‬الــذي لــن‬ ‫تثبطــه أ‬ ‫الجســام المضــادة ألن تركيبــه مختلــف‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ويتفـق أبيـل مع ذلـك ً‬ ‫قائل‪" :‬معرفة هـذه المعلومات‬ ‫أمـر بالـغ أ‬ ‫ض‬ ‫ين‬ ‫المعرضـ� للخطـر‪،‬‬ ‫المـر�‬ ‫الهميـة إلنقـاذ‬ ‫سـيما الذيـن لـم تظهـر عليهـم أعراض شـديدة بعد‪.‬‬ ‫وال ّ‬ ‫ً‬ ‫فعـال عند إعطائه‬ ‫ال تن� يف�ون يكون‬ ‫باسـتخدام‬ ‫فالعلاج‬ ‫إ‬ ‫ف‬ ‫جـدا من العدوى‪ .‬فـإذا كان المريض قد‬ ‫ي� مرحلـة مبكـرة ً‬ ‫ف‬ ‫اح ُتجـز بالفعـل ي� المستشـفى لتفاقـم أعـراض المرض‪،‬‬ ‫الوان على أ‬ ‫فقـد فـات أ‬ ‫الرجح"‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ولهـذه النتائـج تطبيقات أوسـع نطاقًا كذلـك ي� مجال‬ ‫يشـر أبيل وباسـتارد إىل‬ ‫العالجـات‪ .‬فعىل سـبيل المثال‪ ،‬ي‬ ‫ض‬ ‫ين‬ ‫للمـر�‪،‬‬ ‫تـرع بهـا‬ ‫�ض ورة اختبـار بالزمـا‬ ‫الم ب‬ ‫المتعافـ� ُ‬ ‫لضمـان خلوها مـن أ‬ ‫المحيدة‬ ‫الذاتيـة‬ ‫المضادة‬ ‫جسـام‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫فـرون‪ ،‬ت‬ ‫ت‬ ‫والـ� قد تسـبب المرض‪.‬‬ ‫للإن� ي‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫المــر�‬ ‫أيضــا أن "جميــع‬ ‫تــزوج‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫يوضــح‬ ‫كمــا‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫ف� الدر ي ن‬ ‫تقريبــا مــن‬ ‫اســت� يم ّثلــون عــى الرجــح ‪ً %15‬‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫[الــ�] ال تســتجيب إىل‬ ‫الحــاالت بالغــة الخطــورة‬ ‫ي‬ ‫ال تن�فـ يـرون‪ ،‬أفضــل دفــاع طبيعــي للجســم لمواجهــة‬ ‫إ‬ ‫الفــروس"‪ .‬وهــذا يعـن أن عــددا كبــرا مــن أ‬ ‫الفـراد قــد‬ ‫ً ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫لبــا� النــاس‪.‬‬ ‫ال يســتجيبون‬ ‫الــ� تصلــح ي‬ ‫للعالجــات ي‬ ‫قــد تفــر أ‬ ‫ت‬ ‫أيضــا‬ ‫ون‬ ‫فــر‬ ‫للإن�‬ ‫المضــادة‬ ‫جســام‬ ‫ال‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫عمــرا ضمــن الفئــة‬ ‫الســبب وراء كــون الذكــور ال ب‬ ‫كــر ً‬ ‫أ‬ ‫الســكانية أ‬ ‫الكـ ثـر تأثـ ًـرا بالمــرض‪ .‬ففــي أغلــب الحيــان‪،‬‬ ‫أ‬ ‫المحيــدة لــدى‬ ‫ُعـ ثـر عــى الجســام المضــادة الذاتيــة‬ ‫ِّ‬

‫أ‬ ‫مريضــا مــن بـ ي ن‬ ‫ـ� ‪101‬‬ ‫الذكــور الكـ بـر عمـ ًـرا؛ فقــد كان ‪ً 95‬‬ ‫أ‬ ‫ممــن يحملــون هــذه الجســام المضــادة مــن الذكــور‪.‬‬ ‫لتفســر‬ ‫ويضيــف أبيــل أن هــذه النتيجــة ال تكفــي‬ ‫ي‬ ‫قابليــة الذكــور للإصابــة الشــديدة بـ«كوفيــد‪ ،»19-‬لكنها‬ ‫قطعــا جــزء مــن التفسـ يـر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويخطــط أبيــل ‪-‬بالتعــاون مــع زمالئــه‪ -‬إلضافــة‬ ‫المزيــد إىل هــذه النتائــج عــن طريــق فحــص أ‬ ‫الســاس‬ ‫الجســام المضــادة الذاتيــة أ‬ ‫الجيــن لتلــك أ‬ ‫والســباب‬ ‫ي‬ ‫وراء هــذا ا التحـ ي ز‬ ‫موضحــا‪" :‬نحتــاج‬ ‫ـر الذكــوري‪ .‬ويقــول‬ ‫ً‬ ‫الفـراد أ‬ ‫إىل معرفــة الســبب وراء تكويــن هــؤالء أ‬ ‫الجســام‬ ‫المضــادة الذاتيــة‪ ،‬ومــا إذا كانــت ‪-‬عــى ســبيل المثــال‪-‬‬ ‫ترتبــط بطريقــة أو بأخــرى بالكروموســوم إكــس"‪ .‬ويرغــب‬ ‫الباحثــون كذلــك ف ي� تكــرار نتائجهــم واختبارهــا عــى‬ ‫نطــاق أوســع لمعرفــة مــا إذا كانــت ســتنطبق عــى‬ ‫حــاالت الصابــة أ‬ ‫الخــف بـــ «كوفيــد‪ »19-‬أو غـ يـره مــن‬ ‫إ‬ ‫أ‬ ‫الف�وســية‪.‬‬ ‫المــراض ي‬

‫‪1. Zhang, Q., Bastard, P, et al. Inborn errors of type‬‬

‫‪I IFN immunity in patients with life-threatening‬‬ ‫‪COVID-19. Science 370, 422 (2020).‬‬

‫‪2. Bastard, P. et al. Autoantibodies against type I IFNs‬‬ ‫‪in patients with life-threatening COVID-19. Science‬‬ ‫‪370, 423 (2020).‬‬

‫‪3. Lee, A.J., Ashkar, A.A., The Dual Nature of Type I and‬‬ ‫‪Type II Interferons. Front. Immunol. 9:2061 (2018).‬‬

‫‪4. Casanova, J.L., Su, H.C., et al. A Global Effort to Define‬‬ ‫)‪CoV-2 Infection. Cell 181, 1194-1199 (2020‬‬

‫‪5. Casanova, J.L., Abel, L. Lethal Infectious Diseases as‬‬

‫‪Inborn Errors of Immunity: Toward a Synthesis of the‬‬ ‫‪Germ and Genetic Theories. Annual Review of Pathol-‬‬

‫)‪ogy: Mechanisms of Disease 16 (2020‬‬

‫‪6. Zhang, SY., Zhang, Q., Casanova, JL. et al. Severe COVID‬‬‫‪19 in the young and healthy: monogenic inborn errors of‬‬ ‫‪immunity?. Nat Rev Immunol 20, 455–456 (2020).‬‬

‫‪7. Richardson S. et al. Presenting Characteristics,‬‬

‫‪Comorbidities, and Outcomes Among 5700 Patients‬‬ ‫‪Hospitalized With COVID-19 in the New York City Area.‬‬

‫‪JAMA. 323 (20):2052–2059 (2020).‬‬

‫‪8. Grasselli G. et al. Baseline Characteristics and Out‬‬‫‪comes of 1591 Patients Infected With SARS-CoV-2‬‬

‫‪Admitted to ICUs of the Lombardy Region, Italy. JAMA.‬‬ ‫‪323 (16):1574–1581 (2020).‬‬

‫‪9. Takahashi, T., Ellingson, M.K., Wong, P. et al. Sex dif‬‬‫‪ferences in immune responses that underlie COVID-19‬‬ ‫‪disease outcomes. Nature (2020).‬‬

‫‪10. Meffre, E., Iwasaki, A. Interferon deficiency can lead‬‬ ‫)‪to severe COVID. Nature (2020‬‬

‫‪11. COVID Human Genetic Effort: https://www.cov‬‬‫‪idhge.com/‬‬

‫‪12. Genetic Factors Contributing to the Severity of‬‬

‫‪COVID-19 https://www.annualreviews.org/shot-of‬‬‫‪science/event/covid-vulnerability-live-panel‬‬

‫أثبتت دراسات حديثة أن بعض العيوب المناعية قد تشير إلى أعراض أكثر حدة‪.‬‬

‫‪66‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2020‬‬

‫)‪E D UA R D O PA R R A / EUR OPA P R ESS VI A G ET T Y I M AG E‬‬

‫‪the Human Genetics of Protective Immunity to SARS-‬‬


‫وحدة األبحاث‬ ‫االنتقالية‬

‫هي مركز للتجارب السريرية مع ميزة إضافية فريدة‪ ،‬وهي المرحلة‬ ‫األولى من التجارب السريرية‪.‬‬

‫تتكون الوحدة من‬ ‫ •استقبال‬ ‫سريرا‬ ‫ •جناح يحتوي على ‪16‬‬ ‫ً‬ ‫ •غرفة الفصد‬ ‫ •غرفة فحص المتطوعين‬ ‫ •غرفة استجمام للمتطوعين‬ ‫ •غرفة الطرد المركزي والتجميد‬ ‫ •مختبر الكيمياء‬

‫البريد اإللكتروني ‪TRU@NGHA.MED.SA :‬‬

‫رقم الهاتف‪+966-11-429-4516 :‬‬


‫ابقوا على تواصل‬ ‫مع كيمارك‬

@KAIMRC_KSA KING ABDULLAH INTERNATIONAL MEDICAL RESEARCH CENTER WWW.KAIMRC.MED.SA

l i d


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.