ابتكارات العدد التاسع

Page 1

‫يونيو ‪ - 2021‬العدد رقم ‪9‬‬

‫‪7901-2398 ISSN‬‬ ‫‪innovations.kaimrc.med.sa‬‬

‫سباق محموم بين اللقاحات‬ ‫والسالالت المتحورة‬ ‫تداعيات االنتشار السريع لسالالت «سارس‪-‬كوف‪ »2-‬المتحورة‬ ‫على المعركة ضد «كوفيد‪ »19-‬ص‪28.‬‬


‫المحتويات‬ ‫‪A NDR I Y ONU FR I Y E NKO / G E T T Y I M AG E S‬‬

‫البنك الحيوي‬ ‫السعودي‬

‫تحقيق‬

‫ص‪ 8.‬مكافحةُ الجائحة‬ ‫على جميع الجبهات‬

‫يقف مركز الملك عبد الله العالمي لألبحاث الطبية (كيمارك) في طليعة مكافحة‬ ‫المملكة لمرض «كوفيد‪ »19-‬عن طريق اإلسراع من وتيرة أبحاث فيروس كورونا‬

‫ص‪ 10.‬تحسين لقاحات اإلنفلونزا لالستفادة‬ ‫مسبقا‬ ‫ً‬ ‫من المناعة الموجودة‬

‫فه ُم كيفية استجابة الخاليا المناعية للعدوى الطبيعية مقارنة باستجابتها‬ ‫ْ‬ ‫يوضح لنا كيفية االستفادة من اللقاحات في تعزيز المناعة‬ ‫ّ‬ ‫للقاحات‬

‫هو مشروع وطني برعاية (كيمارك)‪ ،‬وأحد المشاريع البحثية الطبية‬ ‫المهمة في المملكة العربية السعودية ويهدف إلى‪:‬‬

‫الخدمات‬ ‫ •دعم مجموعة واسعة من الدراسات البحثية الوراثية‬ ‫والوبائية‪ ،‬مع التركيز على تحسين الوقاية من‬ ‫األمراض الشائعة والنادرة وتشخيصها وعالجها‪.‬‬

‫منتشرا‬ ‫ص‪ 12.‬مرض «ميرس» ما زال‬ ‫ً‬ ‫بين اإلبل في المملكة العربية السعودية‬

‫دراسة مسحية لمسالخ الرياض تكشف‬ ‫عن استمرار خطر انتقال العدوى من‬ ‫الحيوانات إلى البشر‬

‫ص‪ 14.‬رسم خريطة مقاومة المضادات‬ ‫الحيوية في سالالت بكتيرية منتشرة‬

‫تحديد تسلسل سالالت الكلبسيلة الرئوية ُي ِّ‬ ‫سلط‬ ‫الضوء على الجينات التي تمنح البكتيريا القدرة‬ ‫على مقاومة عديد من المضادات الحيوية‬

‫ص‪ 16.‬تحديد تسلسل الحمض النووي‬ ‫ُيسرع وتيرة تشخيص العدوى‬

‫قد يؤدي اكتشاف مادة وراثية ُمم ِرضة في‬ ‫سوائل الجسم إلى زيادة سرعة عالج حاالت‬ ‫العدوى الخطيرة‬

‫كوفيد‪19-‬‬

‫ •رفع جودة رعاية المرضى من خالل تطبيق أعلى‬ ‫معايير خدمات البنوك الحيوية لتوفير بيانات‬ ‫سريرية‪ ،‬وطبية‪ ،‬وديموغرافية‪ ،‬وتحليلية متميزة‪.‬‬

‫تحقيق‬

‫احتدام السباق نحو‬ ‫نصر للعلم‪:‬‬ ‫ص‪20.‬‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫لقاحات "كوفيد‪"19-‬‬ ‫ِ‬ ‫تطوي ِر‬

‫‪KAIMRC-BIOBANK@NGHA.MED.SA‬‬

‫زمن قياسي بفضل‬ ‫ينجح في تطوير لقاحات "كوفيد‪ "19-‬في‬ ‫العالم‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫االستجابة الدولية غير المسبوقة من الباحثين وجهات التمويل والهيئات الرقابية‬

‫تحقيق‬

‫عالميا‪:‬‬ ‫ص‪ 24.‬إتاحة اللقاحات‬ ‫ًّ‬ ‫الطريق من التجارب إلى المرضى‬

‫الجهود والتحديات غير المسبوقة المرتبطة بإنتاج لقاحات "كوفيد‪"19-‬‬ ‫وتوزيعها في جميع أنحاء العالم‬ ‫العـدد رقـم‬

‫‪9‬‬

‫‪3‬‬


‫المحتويات‬

‫المحتويات‬

‫كوفيد‪19-‬‬

‫تحقيق‬

‫تحقيق‬

‫ص‪ 27.‬دراسةٌ ‪ :‬إصابات "كوفيد‪ "19-‬كانت منخفضة بين‬ ‫العاملين بمجال الرعاية الصحية في بداية الجائحة‬ ‫معدالت‬ ‫ِ‬ ‫حدت من‬ ‫ُ‬ ‫أقنعة الوجه‬ ‫ُ‬ ‫واإلغالق وتوخي الحذر‪ ،‬من العوامل التي ّ‬ ‫إصابة العاملين بمجال الرعاية الصحية بالمرض‪ ،‬في المملكة العربية السعودية‬

‫ص‪ 28.‬اللقاحات في مواجهة السالالت‬ ‫المتحورة‪ :‬سباق متواصل‬ ‫ِّ‬

‫المتحورة عن فيروس كورونا والتي تؤثر في فاعلية‬ ‫انتشار السالالت‬ ‫ِّ‬ ‫وتداعيات ذلك بالنسبة للمعركة الدائرة لمكافحة "كوفيد‪"19-‬‬ ‫ُ‬ ‫اللقاحات‪،‬‬

‫الشيخوخة والدماغ‬

‫تحقيق‬

‫تحقيق‬

‫ص‪ 40.‬تقليل االلتهاب من شأنه أن‬ ‫يجدد خاليا الدماغ لدى الفئران‬

‫ص‪ 42.‬الربط بين االكتئاب‬ ‫وشيخوخة الدماغ المبكرة‬

‫ص‪ 44.‬الكشف عن ُ‬ ‫األسس الجينية‬ ‫الضطرابات النمو النادرة‬

‫مسارا للتأشير الجزيئي يمكن استخدامه‬ ‫حدد العلماء‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫لعكس االختالل الوظيفي في التمثيل الغذائي‬ ‫والمناعة والمرتبط بتقدم العمر لدى الفئران‬

‫تتزايد األدلة على وجود عالقة‬ ‫وثيقة بين االكتئاب وشيخوخة‬ ‫الدماغ المبكرة‬

‫ُيحدد خبراء علم الجينوم السريري سمات المرضى‬ ‫وعائالتهم لتشخيص أمراض الطفولة التي‬ ‫تُ عرقل النمو العصبي الطبيعي‬

‫تحقيق‬

‫ص‪ :ChAdOx1 32.‬أكثر من مجرد‬ ‫لقاح لفيروس كورونا‬ ‫ٍ‬

‫تقنية ذات‬ ‫ٍ‬ ‫أحد لقاحات "كوفيد‪ "19-‬يعتمد على‬ ‫ُ‬ ‫للتكيف ومن شأنها توفير الحماية‬ ‫قابلية عالية‬ ‫ُّ‬ ‫ضد مجموعة واسعة من الفيروسات‬

‫ص‪ 35.‬الحاجةُ إلى نماذج حيوانية‬ ‫أفضل في تجارب "كوفيد‪"19-‬‬

‫ص‪ 36.‬مغادرة المستشفى ال تعني‬ ‫انتهاء تأثير مرض "كوفيد‪"19-‬‬

‫غياب األعراض الشديدة لمرض "كوفيد‪ "19-‬في‬ ‫ُ‬ ‫النماذج الحيوانية ُيوحي بوجود فجوة شاسعة بين‬ ‫المرض لدى البشر ولدى الحيوانات‬

‫المرضى الذين عانوا بشدة من مرض‬ ‫طريق طويل للوصول إلى‬ ‫ٌ‬ ‫"كوفيد‪ "19-‬أمامهم‬ ‫مرحلة التعافي التام من بعد مغادرة المستشفى‬

‫اقتصاد المعرفة‬

‫تحقيق‬

‫لمشروعات تجارية‬ ‫ٍ‬ ‫ص‪ 38.‬تحويل االكتشافات العلمية‬

‫الدكتور عبد العالي الحوضي ُي ِّ‬ ‫تجاريا في‬ ‫عوقات التي تعترض الجهود الرامية إلى االستفادة من األبحاث األكاديمية‬ ‫سلط‬ ‫ً‬ ‫الم ِّ‬ ‫الضوء على ُ‬ ‫َ‬ ‫المملكة العربية السعودية‪ ،‬وغيرها من البلدان العربية‪ ،‬كما يناقش الحلول الممكنة للتغلب على تلك المعوقات‬

‫‪4‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫الورم الميالنيني أجهزتنا المناعية‬ ‫ص‪ 46.‬كيف يراوغ‬ ‫ُ‬ ‫ليدفعها إلى تجاهل النقائل السرطانية؟‬

‫ص‪ 48.‬اتخاذ القرارات المدعومة بالذكاء‬ ‫حسن من تشخيص سرطان الجلد‬ ‫االصطناعي ُي ّ‬

‫تغافل الجهاز‬ ‫ُ‬ ‫يتسبب في‬ ‫عامل نمو تُ فرزه خاليا الورم الميالنيني‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫المناعي عن النقائل السرطانية‬

‫باحثون يعرضون إطار عمل ألنظمة التعرف على الصور القائمة على الذكاء‬ ‫االصطناعي لمساعدة األطباء على إجراء تشخيصات أكثر دقة‬

‫ص‪ 50.‬الدعم ُ‬ ‫عجل‬ ‫األسري ُي ِّ‬ ‫بالتعافي من اإلصابات‬

‫ص‪ 51.‬دراسةُ العوامل التي تُ ِّ‬ ‫ؤثر‬ ‫في معدل نجاة مرضى الحروق‬

‫بنجاح من اإلصابات‬ ‫محوريا في التعافي‬ ‫دورا‬ ‫ً‬ ‫الروابط األسرية تلعب ً‬ ‫ٍ‬ ‫التي قد تؤدي إلى إعاقة مؤقتة أو ُمستديمة‬

‫قدم‬ ‫ٍ‬ ‫البيانات المستمدةُ من مرضى ُوضعوا على أجهزة‬ ‫ُ‬ ‫تنفس صناعي تُ ِّ‬ ‫كاشفة بخصوص العوامل التي تُ ِّ‬ ‫ؤثر في معدالت النجاة من الموت‬ ‫ً‬ ‫رؤية‬ ‫ً‬ ‫العـدد رقـم‬

‫‪9‬‬

‫‪5‬‬


‫المحتويات‬

‫المحتويات‬

‫ص‪ 52.‬النظام الغذائي الغني بالدهون‬ ‫يعوق األيض اليومي داخل الدماغ‬

‫عبأ بطريقة مالئمة يدحر‬ ‫ص‪ 53.‬مزيج ُم َّ‬ ‫البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية‬

‫غير التذبذبات األيضية في‬ ‫النظام الغذائي الغني بالدهون ُي ِّ‬ ‫مناطق الدماغ التي تتحكم في اإليقاعات اليومية‬

‫الجسيمات الشحمية التي تحمل التركيبة الدوائية المناسبة يمكنها‬ ‫أن تسهم في مكافحة الميكروبات المقاومة للعقاقير‬

‫ص‪ 54.‬بث الحركة‬ ‫في الجوامد‬

‫ص‪ 55.‬استخدام أحزمة األمان في‬ ‫منخفضا‬ ‫ً‬ ‫السعودية ال يزال‬

‫هذه األسالك الميكروية البلورية المتأرجحة‬ ‫قد تمثل نقطة إنطالقة لجيل جديد من أنظمة‬ ‫الروبوتات الميكروية‬

‫كشفت دراسة استقصائية عن احتمالية أقل‬ ‫ومن يعانون ِمن‬ ‫الستخدام الشباب والنساء َ‬ ‫االكتئاب والقلق ألحزمة األمان‬

‫ص‪ 56.‬تقنية النانو تمنع الوالدة‬ ‫بتسرة لدى الفئران‬ ‫الم َ‬ ‫ُ‬

‫تركيبة عالجية تُ ساعد على اجتياز‬ ‫ٌ‬ ‫الحواجز المخاطية لتوصيل الدواء‬ ‫المستهدف‬ ‫ُ‬

‫تلعب‬ ‫ص‪ 58.‬الخاليا الدبقيةُ الصغيرة‬ ‫ُ‬ ‫أساسيا في مرض الزَّ َرق‬ ‫دورا‬ ‫ً‬ ‫ً‬

‫ص‪ 60.‬تحديد تسلسل جينات الجهاز‬ ‫المناعي إلنجاح زراعة الخاليا الجذعية‬

‫ص‪ٌ 62.‬‬ ‫رابط جزيئي بين مرض السكري‬ ‫والسمنة وشيخوخة الخاليا‬ ‫ِ‬

‫طفرةُ جينية لدى أغلب األطفال السعوديين‬ ‫تعوق نمو العصب‬ ‫المصابين بالزَّ َرق ِ‬ ‫األولي ُ‬ ‫الخلقي َّ‬ ‫البصري بتأثيرها في الخاليا الدبقية الصغيرة‬

‫بيانات تسلسل جينات الجهاز المناعي لما يقرب من‬ ‫‪ 29‬ألف متبرع سعودي بالخاليا الجذعية من شأنها‬ ‫أن تساعد على التطابق بينها وبين المرضى‬

‫بالسمنة ومرضى السكري من النوع‬ ‫ِ‬ ‫المصابون‬ ‫ارتفاع في نسب بروتين‬ ‫الثاني كالهما لديه‬ ‫ٌ‬ ‫‪ LMNA‬المرتبط بشيخوخة الخاليا‬

‫ص‪ 64.‬اكتشاف أحد األسباب الجينية‬ ‫لزيادة خطر اإلصابة بسرطان البروستاتا‬

‫ص‪ 65.‬اضطرابات متعددة‬ ‫والمصدر واحد‬

‫ص‪ 66.‬كيف تنشأ اإلصابة بداء‬ ‫السكَّري من طفرة واحدة‬ ‫ُ‬

‫يتوقف االستعداد لإلصابة‬ ‫تغير‬ ‫لم ّ‬ ‫على الدور التنظيمي ُ‬ ‫جيني نادر‬

‫دراسة بخصوص أحد اضطرابات النمو المعقدة‬ ‫توفر للباحثين رؤية أعمق لبروتين متعدد الوظائف‬ ‫ّ‬ ‫مرتبط بكثير من العمليات الخلوية األساسية‬

‫طفرةٌ واحدة قادرة على إحداث تغيير في التعبير‬ ‫وتتسبب في إصابة‬ ‫الجيني لدى جينات عدة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫السكَّري الوراثي‬ ‫األطفال الصغار بداء ُ‬

‫"ابتكارات" ‪ -‬مجلة تابعة لمركز الملك عبد الله العالمي‬ ‫لألبحاث الطبية‪ ،‬تُ نشر من خالل وحدة الشراكة واإلعالم‬ ‫المتخصص في نيتشر ريسيرتش‪.‬‬

‫قائم على الذكاء االصطناعي لتحسين التنبؤ بمخاطر اإلصابة بداء السكري‬ ‫نهج‬ ‫ٌ‬ ‫ص‪ٌ 57.‬‬

‫التعرف على‬ ‫عصبية ابتكره مركزُ الملك عبد الله العالمي لألبحاث الطبية من‬ ‫ٍ‬ ‫شبكة‬ ‫ٍ‬ ‫لنموذج‬ ‫ٌيمكن‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫دقة غير مسبوق‬ ‫ٍ‬ ‫السكري بمستوى‬ ‫عرضين لخطر اإلصابة بداء ُّ‬ ‫الم َّ‬ ‫المرضى ُ‬ ‫‪6‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫مركز الملك عبد الله العالمي لألبحاث الطبية‬ ‫الرماية‪ ،‬الرياض ‪ 11481‬ص‪.‬ب ‪ 3660‬الرمز البريدي ‪،1515‬‬ ‫المملكة العربية السعودية‬ ‫البريد اإللكتروني‪kaimrc@ngha.med.sa :‬‬ ‫الموقع اإللكتروني‪kaimrc.med.sa :‬‬

‫ابتكارات مركز الملك عبد الله العالمي لألبحاث الطبية‬ ‫الهاتف‪+966 11 429 4516:‬‬ ‫البريد اإللكتروني‪innovations@ngha.med.sa :‬‬ ‫الموقع اإللكتروني‪innovations.kaimrc.med.sa :‬‬

‫نيتشر ريسيرتش‬ ‫كامبس ‪ 4 -‬شارع كرينان ‪ -‬لندن‪ ،N1 9XY ،‬المملكة المتحدة‬ ‫البريد اإللكتروني‪nature@nature.com :‬‬ ‫الموقع اإللكتروني‪www.nature.com :‬‬

‫جريدة الباحث‬ ‫الهاتف‪+966 11 429 4516 :‬‬ ‫البريد اإللكتروني‪theresearcher@ngha.med.sa :‬‬ ‫الموقع اإللكتروني‪innovations.kaimrc.med.sa/en/newsletter :‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪9‬‬

‫‪7‬‬


‫مكافحة‬ ‫ُ‬ ‫الجائحة‬ ‫على جميع‬ ‫الجبهات‬

‫يجري مركز الملك عبد الله‬ ‫العالمي لألبحاث الطبية‬ ‫(كيمارك) ً‬ ‫أبحاثا على تأثير مرض‬ ‫"كوفيد‪ "19-‬والفاعلية طويلة‬ ‫األجل للقاحات واالستجابة لها‪.‬‬

‫الف�وســات والباحــث ف ي�‬ ‫ـر� –عالــم ي‬ ‫يُعــد نايـ أـف الحـ ب ي‬ ‫المــراض المعديــة‪ -‬أحــد أبــرز الشــخصيات‬ ‫مجــال‬ ‫ت‬ ‫بــدور محــوري ف ي� إطــار المســاعي‬ ‫اضطلعــت‬ ‫الــ�‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫الــ� يبذلهــا مركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي‬ ‫أ ي‬ ‫للبحــاث الطبيــة (كيمــارك) بهــدف التوصــل إىل‬

‫مديــرا لوحــدة‬ ‫لفــروس كورونــا‪ .‬وبوصفــه‬ ‫لقــاح ي‬ ‫تطوي ٍــر اللقاحــات‪ ،‬يقــود الحــر� المرحلــة ً أ‬ ‫الوىل مــن‬ ‫بي‬ ‫فــروس‬ ‫تجربــة رسيريــة يُجريهــا‬ ‫المركــز عــى لقــاح ي‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ـرق أ‬ ‫المسـ ِّـبب لمتالزمــة الـ ش‬ ‫الوســط التنفســية‬ ‫كورونــا ُ‬ ‫ـث آخــر يتعلــق‬ ‫«مـ يـرس» ‪ ،MERS‬كمــا يُـ شـرف عــى بحـ ٍ‬ ‫بفــروس «ســارس‪-‬كوف‪ .SARS-CoV-2 »2-‬تــرأس‬ ‫ي‬ ‫المصــ� لمــرض‬ ‫الحــر� كذلــك دراســات االنتشــار‬ ‫بي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫والــ� تهــدف إىل قيــاس االســتجابة‬ ‫«كوفيــد‪»19-‬‬ ‫ي‬ ‫مخاطــر الصابــة أ‬ ‫بالمـراض الســابقة‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫وتقدي‬ ‫المناعيــة‬ ‫إ‬ ‫والحاليــة لــدى المجتمــع الســعودي‪.‬‬ ‫ال ش�اف عىل الحصول‬ ‫تتوىل وزارة الصحة السـعودية إ‬ ‫‪8‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫على اللقاحـات وتوزيعهـا‪ .‬ورغـم الهـدوء المؤقت الذي‬ ‫تشـهده عمليـة جدولـة إعطـاء اللقاحـات ف ي� المملكـة‬ ‫بسـبب نقـص إمـدادات لقـاح «فايزر‪/‬بيونتـك»‪ ،‬فمـن‬ ‫المتوقـع أن يتحسـن الوضـع مع زيـادة الـوزارة مخزونها‬ ‫مـن اللقاحـات‪ .‬كمـا أجـازت المملكـة اسـتخدام لقـاح‬ ‫ت‬ ‫«أسرازينيكا»‪،‬‬ ‫«كوفيـد‪ »19-‬الـذي طُـور من قبـل ش�كة‬ ‫وهـو مـا مـن شـأنه أن يُسـهم ف ي� التخفيف من مشـكالت‬ ‫التوريـد‪ .‬وإضافـةً إىل ذلـك‪ ،‬شـهدت المملكـة العربيـة‬ ‫السـعودية افتتـاح مراكـز تطعيـم جديـدة ف ي� أنحـاء‬ ‫المتم ِّثل ف ي�‬ ‫البلاد يك تُسـاعد على تحقيق هـدف الـوزارة ُ‬ ‫اسـتكمال تطعيـم مـا تبقـى من مواطن ي المملكـة الذين‬ ‫لـم يحصلـوا على اللقـاح بعـد والبالـغ عددهـم ‪26‬‬ ‫مليونـاً‪ ،‬بحلـول نهايـة عـام ‪.2021‬‬ ‫وال يـزال إجـرا ُء أبحـاث اللقاحـات ودعمهـا إضافـة‬ ‫محـور ي ز‬ ‫تركـ� "كيمارك"‪،‬‬ ‫إىل اختبـار مزيـد مـن اللقاحـات‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ويـأ� هـذا ف ي� إطار التعـاون مع وزارة الصحـة‪ ،‬من أجل‬ ‫ي‬

‫حاليـا مـع وزارة الصحـة‬ ‫«ابتـكارات»‪ :‬يتعـاون المركـز ً‬ ‫السـعودية والهيئـة العامـة للغـذاء والـدواء (‪)SFDA‬‬ ‫لقاحـات‪ ،‬وصلـت جميعها إىل‬ ‫بالمملكـة الختبـار تسـعة‬ ‫ٍ‬ ‫المرحلـة الثالثـة مـن التجـارب الرسيرية‪ .‬فـأي اللقاحات‬ ‫حاليـا‪ ،‬ومـا مـدى التقـدم الـذي‬ ‫يتـم النظـر فيهـا ً‬ ‫أحرزتمـوه بشـأنها؟‬

‫ين‬ ‫ين‬ ‫الحاصلـ� على اللقـاح‪.‬‬ ‫المواطنـ�‬ ‫زيـادة عـدد‬ ‫ين‬ ‫وقـد ش‬ ‫الباحثـ� ف ي� نهايـة‬ ‫الحـر� ومجموعـةٌ مـن‬ ‫نـر‬ ‫بي‬ ‫عـام ‪ 2020‬دراسـةً اسـتقصائية بخصـوص االنتشـار‬ ‫ين‬ ‫لفروس «سـارس‪-‬كوف‪ »2-‬ي ن‬ ‫العاملـ� ف ي�‬ ‫بـ�‬ ‫المصل� ي‬ ‫ي‬ ‫مجـال الرعايـة الصحيـة والطبيـة ف ي� المملكـة العربيـة‬ ‫اسـة‬ ‫السـعودية‪ .‬ويتأهب‬ ‫حاليا لطرح در ٍ‬ ‫الحـر� وزمالؤه ً‬ ‫بي‬ ‫المصل� لمـرض «كوفيـد‪ »19-‬ف ي� المملكـة‬ ‫عـن االنتشـار‬ ‫ي‬ ‫عينـة مصليـة مـن‬ ‫ألـف‬ ‫‪11‬‬ ‫إىل‬ ‫يصـل‬ ‫مـا‬ ‫بعـد جمـع‬ ‫ٍ‬ ‫المصل� على‬ ‫االنتشـار‬ ‫اسـة‬ ‫ر‬ ‫لد‬ ‫البلاد‬ ‫أنحـاء‬ ‫مختلـف‬ ‫ي‬ ‫المسـتوى المحل� ف‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ونوفم� ‪.2020‬‬ ‫يونيو‬ ‫بـ�‬ ‫ما‬ ‫ة‬ ‫الف�‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫أجـرت مجلـة «ابتـكارات» الخاصـة بمركـز الملك عبد‬ ‫اللـه العالمي أ‬ ‫للبحـاث الطبيـة ‪KAIMRC's Innovations‬‬ ‫الحـر� عن هذه الدراسـة‪ ،‬كمـا تحدثت معه‬ ‫حـوارا مـع‬ ‫ً‬ ‫بي‬ ‫عـن جاهزيـة المملكـة لمواجهـة الجائحـة وعـن الزخـم‬ ‫غر المسـبوق الـذي يبذلـه المركـز مـن أجـل توسـعة‬ ‫ي‬ ‫الف�وسـات‪.‬‬ ‫نطـاق أبحـاث ي‬

‫الخراء أن المملكـة‬ ‫كثر مـن‬ ‫ب‬ ‫«ابتـكارات»‪ :‬يعتقـد ي‬ ‫سـباقةً ف ي� االسـتجابة لجائحـة‬ ‫العربيـة السـعودية كانـت َّ‬ ‫خ�تهـا السـابقة ف ي�‬ ‫بفضـل‬ ‫فروس كورنـا المسـتجد‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫«م�س»‪ .‬فعىل سـبيل المثـال‪ ،‬يمتلكُ "كيمارك"‬ ‫مكافحـة ي‬ ‫بنية أساسـية تشـمل تقنيـة تطوير‬ ‫بالفعـل مـا يلـزم مـن ٍ‬ ‫ومخترات التشـخيص ت‬ ‫الـ� أُعيـد توجيههـا‬ ‫اللقاحـات‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫فروس «سـارس‪-‬كوف‪ .»2-‬إذا ُعدنـا‬ ‫بحـاث‬ ‫جز ًئيـا أل‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫المـا� ‪ ،2020‬هـل لـك أن تُطلعنا‬ ‫بالذاكـرة إىل العـام‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫انصب ي ُز‬ ‫تركـ� المركز‬ ‫الـ�‬ ‫المهمة‬ ‫البحثيـة‬ ‫على الدراسـة‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫عليهـا اسـتجابةً لمـرض «كوفيـد‪»19-‬؟‬ ‫فروس‬ ‫بحثيـا عـن ي‬ ‫الحـر�‪ :‬يمتلـكُ "كيمـارك" بر ً‬ ‫نامجـا ً‬ ‫بي‬ ‫وينصـب ي ز‬ ‫تركـ�‬ ‫‪.2015‬‬ ‫«م�س‪-‬كـوف»‪ ،‬بـدأ منـذ عـام‬ ‫ي‬ ‫ُّ‬ ‫هـذا ال�نامـج تحديـدا على علـم أ‬ ‫الوبئـة‪ ،‬وتطويـر‬ ‫ً‬ ‫ب‬ ‫اللقاحـات‪ ،‬واالختبـارات التشـخيصية‪ ،‬والتجـارب‬

‫الحـر�‪ :‬خاضـت وحـد ُة اللقاحـات ووحـدة التجـارب‬ ‫بي‬ ‫ت‬ ‫االسراتيجية‬ ‫جنبا إىل جنب مع إدارة‬‫الرسيريـة بالمركـز ً‬ ‫مفاوضـات مكثفـة مـع عـدد مـن ش‬ ‫الـركاء‬ ‫وقيادتنـا‪-‬‬ ‫ٍ‬ ‫الدوليـ� لترسيـع التجـارب ت‬ ‫ين‬ ‫الـ� تُجـرى على عديـد من‬ ‫ي‬ ‫رشـحة للتصـدي لمـرض «كوفيـد‪.»19-‬‬ ‫الم‬ ‫اللقاحـات‬ ‫ُ َّ‬ ‫وقـد قدمنـا للهيئـة العامـة للغـذاء والـدواء بالمملكـة‬ ‫أ‬ ‫أحدهـا للمرحلة‬ ‫ثالثـة بروتوكـوالت عىل القـل‪ُ ،‬خ ِّصص ُ‬ ‫ُ‬ ‫تهـدف إىل تقييـم فاعليـة لقـاح‬ ‫تجربـة‬ ‫الثالثـة مـن‬ ‫ٍ‬ ‫«كورونافـاك» ‪ CoronaVac‬المضـاد لـ«كوفيـد‪،»19-‬‬ ‫ض‬ ‫للمسـتح�ات‬ ‫والـذي طرحته ش�كـة سـينوفاك الصينية‬ ‫الدوائيـة الحيويـة‪.‬‬ ‫المك َّثفـة‪،‬‬ ‫اجعـات‬ ‫ر‬ ‫الم‬ ‫مـن‬ ‫جـوالت‬ ‫وبعـد ثلاث‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫رفضـت الهيئة العامـة للغذاء والدواء اللقـاح‪ .‬ف‬ ‫و� أوائل‬ ‫ي‬ ‫شـهر مـارس ‪ ،2020‬بدأنـا ف� اتخـاذ ت‬ ‫ال�تيبـات الالزمـة‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫مـع جامعـة أكسـفورد لطـرح تجربـة ف ي� مرحلتيهـا الوىل‬ ‫والثانيـة للقـاح "‪ ،"ChAdOx1 nCoV-19‬ولكـن معدالت‬ ‫الصابـة لـم تكـن كافيـةً بالمملكـة حينـذاك إلجـراء‬ ‫إ‬ ‫ف‬ ‫الصابـة ف ي� بلـدان‬ ‫و� المقابـل‪ ،‬كان معـدل إ‬ ‫التجـارب‪ .‬ي‬ ‫بكثر‪ ،‬ومـن ثـم كان ممك ًنا‬ ‫أخـرى‪ ،‬مثـل ب‬ ‫ال�ازيـل أعلى ي ٍ‬ ‫أكر هنـاك‪.‬‬ ‫برسعـة‬ ‫‪ChAdOx1‬‬ ‫‪nCoV-19‬‬ ‫تقييـم لقـاح‬ ‫ب‬ ‫ُ‬ ‫«ابتـكارات»‪ :‬كيـف تعامل كيمـارك مع مثل هـذا الجهد‬ ‫ات جديـدة بالمركز‬ ‫البحث ي الهائـل؟ هل أنشـأتم‬ ‫ب‬ ‫مختر ٍ‬ ‫والمؤسسـات والمستشـفيات المرتبطة به؟‬ ‫الحـــر�‪َّ :‬أس ــس "كيم ــارك" وح ــدة اللقاح ــات ووح ــدة‬ ‫بي‬

‫«ابتـكارات»‪ :‬قبل ظهور يف�وس «سـارس‪-‬كوف‪ ،»2-‬كان‬ ‫لف�وس‬ ‫"كيمـارك" يسـعى‬ ‫جاهـدا لتطويـر لقـاح مضـاد ي‬ ‫ً‬ ‫وغ�هـا‬ ‫أكسـفورد‬ ‫جامعـة‬ ‫مـع‬ ‫بالتعـاون‬ ‫«م�س‪-‬كـوف»‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫مـن المؤسسـات المرموقـة أ‬ ‫الخـرى‪ .‬فكيـف تأثَّـر هـذا‬ ‫المسـعى بجائحـة «كوفيـد‪»19-‬؟ هـل قررتـم تعليـق‬ ‫مضـاد‬ ‫للقـاح‬ ‫الجهـود البحثيـة الراميـة إىل التوصـل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫تتصـدر قائمة‬ ‫عد‬ ‫«م�س‪-‬كـوف» أم أنهـا لم تُ‬ ‫َّ‬ ‫لفروس ي‬ ‫ي‬ ‫أولوياتكـم نتيجـة لذلـك؟‬ ‫الحـر�‪ :‬لقـد نجحنـا ف� اسـتكمال المرحلـة أ‬ ‫الوىل مـن‬ ‫ي‬ ‫بي‬ ‫والـ� أجريناهـا بالكامـل ف� ت‬ ‫التجربـة الرسيريـة‪ ،‬ت‬ ‫الفرة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وحى نوفم� ‪ ،2020‬خلال أ‬ ‫ديسـم� ‪ 2019‬ت‬ ‫الوقات‬ ‫مـن‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫العصيبـة ش‬ ‫لتفـ� الجائحـة‪ .‬ولـم تت�اجـع أولويـةُ العمل‬ ‫ي‬ ‫«م�س‪-‬كـوف»‪ ،‬ولكنهـا لـم‬ ‫لقـاح‬ ‫لفروس ي‬ ‫مضـاد ي‬ ‫ٍ‬ ‫على ٍ‬ ‫تتصـدر أولوياتنـا ‪-‬بطبيعـة الحـال‪ -‬بسـبب ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫كـ�‬ ‫تُعـد‬ ‫المحل� والعالمي على أبحاث «كوفيـد‪»19-‬؛ وهو أ‬ ‫المر‬ ‫ي‬ ‫الـذي يشـمل كيمـارك كذلك‪.‬‬ ‫جانـب مـن‬ ‫طلعونـا على‬ ‫«ابتـكارات»‪ :‬هـل لكـم أن تُ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ت‬ ‫الف�وسـات‬ ‫علماء‬ ‫تشـغل‬ ‫ال�‬ ‫ي‬ ‫المسـائل البحثية المهمة ي‬ ‫وسـات كورونـا وعلمـاء أ‬ ‫ين‬ ‫الوبئة ف ي�‬ ‫المختصـ� بدراسـة يف�‬ ‫كيمارك؟‬ ‫الحـر�‪ :‬مـع دخـول العالـم حقبـةَ أبحـاث مـا‬ ‫بعـد ب ي«كوفيـد‪ ،»19-‬ينتقـل المركـز إىل دراسـة آ‬ ‫الثـار‬ ‫الناجمـة عـن «كوفيـد‪ ،»19-‬والفاعليـة طويلـة أ‬ ‫الجـل‬ ‫للقاحـات واالسـتجابة لهـا‪ .‬فقـد أجرينـا بح ًثـا ت‬ ‫مشركًا‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫اسـة‬ ‫حيـدة‪،‬‬ ‫فضلا عـن در ٍ‬ ‫عـن الجسـام المضـادة ُ‬ ‫الم ِّ‬ ‫لفروس «سـارس‪-‬كوف‪ »2-‬ي ن‬ ‫بـ�‬ ‫لالنتشـار‬ ‫المصل� ي‬ ‫ي‬ ‫المستشـفيات ف‬ ‫العاملـ� ف‬ ‫ن‬ ‫وقـت مبكـر مـن ش‬ ‫تفـ�‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫الجائحـة‪ .‬وأظهـرت النتائـج ت‬ ‫الـ� نُ شـرت أواخـر عـام‬‫ي‬ ‫تدابر الصحـة العامـة ‪-‬ومـن بينهـا الحرص‬ ‫‪ -2020‬أن‬ ‫ي‬ ‫والغالق‪-‬‬ ‫الشـخصية‬ ‫الوقايـة‬ ‫معـدات‬ ‫اسـتخدام‬ ‫على‬ ‫إ‬ ‫قـد أسـهمت ف‬ ‫ين‬ ‫العامل�‬ ‫البقـاء على معـدالت إصابـة‬ ‫�‬ ‫ي إ‬ ‫ف ي� مجـال الرعايـة الصحيـة بمـرض «كوفيـد‪ »19-‬دون‬ ‫مسـتويات منخفضة‪ .‬ونحـن نعمل‬ ‫ظهـور أعـر ٍاض عنـد‬ ‫ٍ‬ ‫حاليـا على تقديـم ورقـة بحثيـة أخـرى بخصـوص‬ ‫ً‬ ‫المحل باسـتخدام‬ ‫المصل� على المسـتوى‬ ‫االنتشـار‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بيانـات أكرث حداثـة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫اليجاز والوضوح‪.‬‬ ‫ُح ِّررت هذه المقابلة بهدف إ‬ ‫العـدد رقـم‬

‫‪9‬‬

‫‪9‬‬

‫‪S CI E N C E P H OTO LI B R A RY / A L A M Y S TOC K P H OTO‬‬

‫الف�وسات‬ ‫الحر� ‪-‬أحد كبار علماء ي‬ ‫يقول نايف ب ي‬ ‫بالمملكة العربية السعودية‪ -‬إن مركز الملك عبد الله‬ ‫العالمي أ‬ ‫للبحاث الطبية (كيمارك) يقف ف ي� طليعة‬ ‫الرساع‬ ‫مكافحة المملكة لمرض «كوفيد‪ »19-‬عن طريق إ‬ ‫وت�ة أبحاث يف�وس كورونا‪.‬‬ ‫من ي‬

‫بيانات اسـتقيناها‬ ‫مؤخرا‬ ‫الرسيريـة العالجية‪ .‬وقـد شن�نا‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫عشـاة (والمعروفـة باسـم‬ ‫الم َّ‬ ‫المنضبطـة ُ‬ ‫مـن تجربتنـا ُ‬ ‫ظهـر هـذه‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫‪)The‬‬ ‫‪MIRACLE‬‬ ‫‪Trial‬‬ ‫اكل»‬ ‫مر‬ ‫«تجربـة ي‬ ‫ُ ِ‬ ‫ز‬ ‫ضـادة‬ ‫م‬ ‫عوامـل‬ ‫مـن‬ ‫َّـب‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫الم‬ ‫العلاج‬ ‫ة‬ ‫مـ�‬ ‫البيانـات ي‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫فرون ‪ β1b‬وجـدوى اسـتخدامه ف ي�‬ ‫وإن�‬ ‫للف�وسـات‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫ن‬ ‫شـديدة‬ ‫إىل‬ ‫متوسـطة‬ ‫بحـاالت‬ ‫المصابـ�‬ ‫المـر�‬ ‫علاج‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫«م�س‪-‬كـوف»‪ ،‬إضافـةً إىل خفـض‬ ‫فروس ي‬ ‫مـن عـدوى ي‬ ‫معـدالت الوفـاة‪ .‬كمـا أجرينـا أيضـا المرحلـة أ‬ ‫الوىل مـن‬ ‫ً‬ ‫تجربـة رسيريـة للقـاح ‪ ،ChAdOx1 MERS‬وكانـت هـذه‬ ‫ٍ‬ ‫أول تجربـة رسيريـة ف ي� أوىل مراحلهـا تُجـرى ف ي� المملكـة‬ ‫العربيـة السـعودية‪ .‬وقـد سـاعدنا هـذا على أن نصبـح‬ ‫الجهد‬ ‫أكرث اسـتعدا ًدا لمـرض «كوفيد‪ .»19-‬فقد أسـهم‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ث‬ ‫المشرك بيننـا ي ن‬ ‫وبـ� جامعـة أكسـفورد بهـدف‬ ‫البح ي‬ ‫تطويـر لقـاح "‪ "ChAdOx1‬ف ي� طـرح لقـاح "‪ChAdOx1n‬‬ ‫‪ "CoV-19‬المضـاد لمـرض «كوفيـد‪ »19-‬واختبـاره‪ ،‬وهـو‬ ‫لمزيد من التطوير مـن جانب ش�كة‬ ‫اللقـاح الـذي خضـع‬ ‫ٍ‬ ‫ت‬ ‫أسرازينيكا ف ي� مـا بعـد‪ .‬وإضافـةً إىل ذلـك‪ ،‬أجرينـا عد ًدا‬ ‫مـن التجـارب الرسيريـة حـول «كوفيـد‪ ،»19-‬مـن بينهـا‬ ‫اف� �‪Fa‬‬ ‫تجرب�ة ‪ FACCT‬للتحقُّـق من فاعلية عقـار‬ ‫فافيب� ي‬ ‫ي‬ ‫‪ vibravir‬ف ي� علاج «كوفيـد‪.»19-‬‬

‫التجــارب الرسيريــة‪ ،‬وجهزهمــا‬ ‫ن‬ ‫الوط�‬ ‫ُليصبحـــا مركــز القيــادة‬ ‫ي‬ ‫للتج ــارب الرسيري ــة (‪.)NCCCT‬‬ ‫وقـــد أســـهمت كل هـــذه‬ ‫الجهـــود ف ي� رفـــع مســـتوى‬ ‫جاهزيتنـــا‪ .‬إضافـــة إىل ذلـــكً ‪،‬‬ ‫يمتل ــك المرك ــز مخت ـ بـر ٍات ينص ــب ي ز‬ ‫ترك�ه ــا ع ــى عل ــم‬ ‫الجين ــوم‪ ،‬وعل ــم الوراث ــة الميكروبي ــة‪ ،‬وعل ــم المناع ــة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ـاث رسيري ــة‬ ‫وعل ــم الحي ــاء الخل ــوي‪ .‬كم ــا تُج ــرى أبح ـ ٌ‬ ‫أيض ــا ف ي� مستش ــفيات الح ــرس الوط ـين ي ‪ ،‬وه ــي المدين ــة‬ ‫ً‬ ‫ت‬ ‫ـي ينتس ــب له ــا المرك ــز‪ .‬وتس ـ يـر جمي ـ ُـع ه ــذه‬ ‫الطبي ــة ال ـ ي‬ ‫مع ــا‪.‬‬ ‫الجه ــود البحثي ــة بش ــكل مت ــواز ً‬


‫تحسين لقاحات‬ ‫اإلنفلونزا لالستفادة‬ ‫من المناعة‬ ‫مسبقا‬ ‫ً‬ ‫الموجودة‬ ‫ف ْه ُم كيفية استجابة الخاليا المناعية للعدوى الطبيعية مقارنة باستجابتها‬ ‫يوضح لنا كيفية االستفادة من اللقاحات ف ي� تعزيز المناعة‬ ‫للقاحات ّ‬

‫‪10‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫‪Dugan, H.L., Guthmiller, J.J., Arevalo, P., Huang, M., Chen, Y-Q., Neu,‬‬ ‫‪K.E., Henry, C., Zheng, N-Y., Lan, L., Y-L., Tepora, M.E., Stovicek, O.,‬‬

‫‪Bitar, D., Palm, A-K.E., Stamper, C.T., Changrob, S., Utset, H.A., Cough-‬‬

‫‪lan, L., Krammer, F., Cobey, S., Wilson, P.C. Preexisting immunity‬‬ ‫‪shapes distinct antibody landscapes after influenza virus infection‬‬ ‫‪and vaccination in humans. Science Translational Medicine 12‬‬ ‫‪eabd3601 (2020).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪9‬‬

‫‪11‬‬

‫‪DR _ M I C R OB E/I S TOC K / G ET T Y I M AG ES P LUS‬‬

‫أثبت علماء في الواليات المتحدة كيف أن‬ ‫تحسين اللقاحات قد يساعد على "سد‬ ‫الثغرات" وتعزيز قدرة جهاز المناعة على‬ ‫تحييد الفيروسات في أثناء تطورها‪.‬‬

‫كشـف باحثـون ف ي� الواليـات المتحـدة عـن السـبب الـذي قـد يعـوق‬ ‫اسـتجابتنا المناعيـة عن التحييد التام أ‬ ‫المتحورة من يف�وس‬ ‫للشـكال‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫الـ� أجراها الباحثون الضـوء عىل كيفية‬ ‫إ‬ ‫النفلونـزا‪ .‬وتسـلّط الدراسـة ي‬ ‫ين‬ ‫الفروس قد تغفل‬ ‫من‬ ‫محددة‬ ‫اء‬ ‫ز‬ ‫أجـ‬ ‫تحسـ� اللقاحـات لتسـتهدف‬ ‫ي‬ ‫عنها مناعتنـا الطبيعية‪.‬‬ ‫إن مــدى كفــاءة الجهــاز المناعــي ف‬ ‫صــد العــدوى المتكــررة‬ ‫�‬ ‫ّ‬ ‫أ ي‬ ‫الهميــة‪ ،‬ال سـ ّـيما ف ي� الوقــت الــذي‬ ‫الف�وســات لهــو أمــر بالــغ‬ ‫مــن ي‬ ‫يعـ ن‬ ‫ـا� فيــه العالــم مــن مواجهــة جائحــة يف�وســية‪ .‬وعندمــا يواجــه‬ ‫الجه يــاز المناعــي أحــد الف�وســات للمــرة أ‬ ‫الوىل‪ ،‬فإنــه يُنتــج خاليــا‬ ‫ي‬ ‫الذاكــرة البائيــة (‪ )B cells‬الـ ت‬ ‫ـ� تتعـ ّـرف عــى قطــع بروتينيــة تشــكل‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫الــ�‬ ‫جــزءاً مــن ي‬ ‫الفــروس‪ .‬بعدهــا ترتبــط الجســام المضــادة ي‬ ‫تفرزهــا خاليــا الذاكــرة البائيــة بهــذه الحواتــم وتعمــل عــى تحييــد‬ ‫الفـ يـروس‪ .‬وعندمــا يواجــه الجهــاز المناعــي الفـ يـروس مــرة أخــرى‪،‬‬ ‫تنشــط خاليــا الذاكــرة البائيــة الموجــودة لفــراز نفــس أ‬ ‫الجســام‬ ‫إ‬ ‫ُ َّ‬ ‫المضــادة ومنــع حــدوث العــدوى‪.‬‬ ‫تقـول جينـا جثميلر مـن جامعة شـيكاغو‪ ،‬وهي أحد أفـراد الفريق‬ ‫ث‬ ‫هـال دوجان وباتريك ويلسـون‪" :‬لسـوء الحـظ‪ ،‬ال يمكن‬ ‫البح ي مـع ي‬ ‫دائمـا على الحواتـم‬ ‫تتعـرف‬ ‫أن‬ ‫بنـا‬ ‫الخاصـة‬ ‫البائيـة‬ ‫الذاكـرة‬ ‫لخاليـا‬ ‫ً‬ ‫ت‬ ‫تحـورت أو انحرفـت بمـرور الوقـت‪ ،‬وهـو مـا يجعلنـا عرضـة‬ ‫الـ� ّ‬ ‫ي‬ ‫الفروس‪ .‬ولهـذا السـبب يجـب‬ ‫نفـس‬ ‫مـن‬ ‫مختلفـة‬ ‫سـخ‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫للإصابـة‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫النفلونـزا كل عـام ت‬ ‫توف�هـا الوقايـة‬ ‫تغير لقاحـات إ‬ ‫حى نضمـن ي‬ ‫ي‬ ‫الف�وسـية"‪.‬‬ ‫الالزمـة مـع تطـور الحواتـم ي‬ ‫وأحـد التسـاؤالت المهمـة المطروحـة‪ ،‬مـا إذا كانـت الطـرق‬ ‫المختلفـة للتعـرض للف�وس ف� المـرة أ‬ ‫الوىل ‪-‬أي العـدوى الطبيعية‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫مقابـل التلقيـح‪ -‬تحفّز مسـتوى مختلفًا من التذكُّر لـدى خاليا الذاكرة‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫الـ� توفّرها المناعـة الناتجة‪.‬‬ ‫البائيـة ومـن ّثم تؤثـر ي أ� درجـة الوقاية ي‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال�‬ ‫درس الباحثـون هـذا المـر من خالل مقارنة الجسـام المضـادة ي‬ ‫تعرضوا للإصابة‬ ‫كونتهـا خاليا الذاكـرة‬ ‫ّ‬ ‫البائية المأخوذة من أشـخاص ّ‬ ‫باثنـ� مـن أ‬ ‫الطبيعيـة ي ن‬ ‫نظ�اتها‬ ‫مع‬ ‫ا‬ ‫ز‬ ‫نفلونـ‬ ‫ال‬ ‫وس‬ ‫لف�‬ ‫الفرعيـة‬ ‫نواع‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫النفلونزا‪.‬‬ ‫لقاحا ضـد إ‬ ‫أصحـاء تلقّـوا ً‬ ‫المأخـوذة مـن أشـخاص ّ‬ ‫تقـول دوجـان‪" :‬وجدنـا أن خصائـص خاليـا الذاكـرة البائيـة‬ ‫للف�وس‬ ‫تبعـا لطريقة التعـرض ي‬ ‫المسـتدعاة تختلـف اختالفًـا جذريًّا ً‬ ‫الوىل"‪ .‬فمعظـم أ‬ ‫ف� المـرة أ‬ ‫الجسـام المضـادة المشـتقة مـن خاليـا‬ ‫ي‬ ‫تعرفـت على‬ ‫الذاكـرة البائيـة الناتجـة عـن التعـرض للعـدوى قـد ّ‬ ‫الحواتـم المحفوظـة مـن السلاالت السـابقة‪ ،‬لكنهـا لـم تسـتطع‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫الـ�‬ ‫النفلونـزا الحاليـة‪ .‬أمـا‬ ‫تحييـد يف�وسـات إ‬ ‫الحواتـم الحـدث ف ي‬ ‫تعرضـت لالنحـراف‪ ،‬فلـم تتعرف عليها هذه أ‬ ‫الجسـام المضـادة ي�‬ ‫ّ‬ ‫الحيان‪ .‬ف� المقابل‪ ،‬اسـتهدفت أ‬ ‫أغلـب أ‬ ‫الجسـام المضادة المشـتقة‬ ‫ي‬ ‫مـن أ‬ ‫الفـراد الذيـن حصلـوا عىل اللقـاح ًّكل مـن الحواتـم المحفوظة‬ ‫ت‬ ‫تغرت نتيجـة االنحـراف أو‬ ‫الـ� ي‬ ‫مـن السلاالت السـابقة والحواتـم ي‬ ‫حـدوث الطفـرات"‪.‬‬ ‫وتضيـف دوجـان‪" :‬كانت أ‬ ‫الجسـام المضـادة الناتجة عـن التلقيح‬ ‫كبر مـع السلاالت السـابقة‪ ،‬لكنها كانت‬ ‫متصالبـة التفاعـل إىل حـد ي‬ ‫يشر إىل أن‬ ‫ما‬ ‫وهـو‬ ‫وس‪،‬‬ ‫الفر‬ ‫تحييـد‬ ‫قـادر ًة ف ي� الوقـت نفسـه على‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫االسـتجابة المناعيـة الناتجة عن اللقاح أفضل ي� اسـتدعاء الجسـام‬ ‫ت‬ ‫تعرضـت لالنحـراف والحواتم‬ ‫المضـادة الواقيـة ّ‬ ‫الـ� ّ‬ ‫ضـد الحواتم ي‬ ‫حد سـواء"‪.‬‬ ‫المحفوظـة عىل ٍّ‬ ‫ويعلِّـق ويلسـون ً‬ ‫قائلا‪" :‬مـن خلال تطويـر لقاحـات تركّـز على‬ ‫بروتينـات يف�وسـية محـددة قـد يغفل عنهـا جهازنا المناعـي‪ ،‬يمكننا‬ ‫تحسـ� االسـتجابة الوقائيـة أ‬ ‫ين‬ ‫للجسـام المضـادة"‪.‬‬


‫متالزمة ميرس ما‬ ‫زالت منتشرة بين‬ ‫اإلبل في المملكة‬ ‫العربية السعودية‬ ‫دراسة مسحية لمسالخ الرياض تكشف عن استمرار خطر انتقال‬ ‫العدوى من الحيوانات إىل ش‬ ‫الب�‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫المنصات والمرافق‬ ‫األساسية لألبحاث الطبية‬

‫تخدم احتياجات المجتمع العلمي في الشؤون الصحية بوزارة‬ ‫الحرس الوطني؛ من كواشف ومقاييس وعينات وتحليل‬ ‫البيانات إلجراء المشاريع البحثية مثل اكتشاف األدوية‪،‬‬ ‫ولمجاالت البحث مثل السرطان‪ ،‬وأمراض القلب واألوعية‬ ‫الدموية‪ ،‬واألمراض النادرة‪.‬‬

‫‪Alharbi, N.K. et al, High Rate of Circulating MERS-CoV‬‬

‫‪in Dromedary Camels at Slaughterhouses in Riyadh,‬‬ ‫‪2019. Viruses, 12, 1-10 (2020).‬‬ ‫‪R E UT E R S / A L A M Y S TOC K P H OTO‬‬

‫ســبب‬ ‫فــإن‬ ‫اســة جديــدة‪،‬‬ ‫بحســب در‬ ‫ي‬ ‫َّ‬ ‫الفــروس ُ‬ ‫الم ّ‬ ‫الــر ٍق أ‬ ‫ش‬ ‫(مــرس) مــا زال‬ ‫التنفســية‬ ‫وســط‬ ‫ال‬ ‫لمتالزمــة‬ ‫ي‬ ‫البــل الـ ت‬ ‫ن‬ ‫ش‬ ‫ـ� تُذبَــح للحصــول عــى لحومهــا‬ ‫ـ�‬ ‫ـ‬ ‫ـرا ب ي إ‬ ‫ي‬ ‫منتـ ً‬ ‫ف ي� المملكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬ ‫البــل العربيــة‪ ،‬وهــي العائــل الوســيط‬ ‫ــر إ‬ ‫تُع َت ب‬ ‫للفــروس‪ ،‬المصــدر الوحيــد المعــروف إلصابــة‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ش‬ ‫مــرة‬ ‫ــد‬ ‫ي‬ ‫مــرس‪ُ .‬ر ِص َ‬ ‫البــر بعــدوى ي‬ ‫الفــروس ل َّول َّ‬ ‫ف ي� المملكــة العربيــة الســعودية عــام ‪ ،2012‬وقــد‬ ‫أصــاب مــا يقــرب مــن ‪ 2900‬شــخص ف ي� ‪ 27‬دولــة‪،‬‬ ‫شــخصا‪ .‬وبمعــدل وفيــات‬ ‫متســب ًبا ف ي� وفــاة ‪858‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫«م�س‪-‬كــوف»‬ ‫فــروس ي‬ ‫عــد ي‬ ‫بلغــت نســبته ‪ ،%34.4‬يُ ّ‬ ‫ت‬ ‫الــ� تصيــب‬ ‫مــن أخطــر يف�وســات كورونــا‬ ‫الثالثــة ي‬ ‫الونــة أ‬ ‫والــ� ظهــرت ف� آ‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫خــرة‪.‬‬ ‫ال‬ ‫البــر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ومــن أجــل تقييــم مــدى خطــورة انتقــال عــدوى‬ ‫النســان مســتقبالً‪ ،‬عكــف‬ ‫الفـ يـروس مــن الحيوانــات إىل إ‬ ‫الفريــق ف ي� شــتاء عــام ‪ 2019‬عىل مســح المســالخ الثالثة‬ ‫مســحات أنفيــة‬ ‫الرئيســية بمدينــة الريــاض‪ ،‬فجمعــوا‬ ‫ٍ‬ ‫وعينــات دم مــن ‪ 171‬جمـ ًـا صغــر الســن ف‬ ‫و� صحـ ٍـة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫جيــدة‪ .‬جــرى فحــص المســحات أ‬ ‫النفيــة باســتخدام‬ ‫البوليمــراز المتسلســل للنســخ‬ ‫تقنيــة فحــص تفاعــل‬ ‫ي‬ ‫العكــ� (‪ ،)RT-PCR‬للكشــف عــن وجــود العــدوى‪،‬‬ ‫ي‬ ‫الم ْص ِل ّيــة باســتخدام تقنية المقايســة‬ ‫وفحــص العينــات َ‬ ‫االمتصاصيــة المناعيــة للإنزيــم المرتبــط‪ ،‬المعروفــة‬ ‫اختصــارا باســم تقنيــة ي ز‬ ‫إلــ�ا (‪ ،)ELISA‬للكشــف عــن‬ ‫وجــود ً أ‬ ‫حــدد الفريــق‬ ‫ــدة‪.‬‬ ‫حي‬ ‫الم‬ ‫الجســام‬ ‫َّ‬ ‫المضــادة ُ ِّ‬ ‫ن ف‬ ‫ت‬ ‫الــ�‬ ‫مــدى‬ ‫ّ‬ ‫التنــوع الجيــ ي ي� ّ‬ ‫العينــات المعزولــة ي‬ ‫جــاءت نتائــج فحوصهــا إيجابيــةً عــن طريــق تضخيــم‬ ‫ن‬ ‫جـ ي ن‬ ‫ـوك للفـ يـروس ثــم تحديــد تسلســله‪.‬‬ ‫ـ� ب‬ ‫ال�وتـ يـ� الشـ ي‬ ‫فروس‬ ‫انتشـار‬ ‫ل‬ ‫معـد‬ ‫بـأن‬ ‫الفريـق‬ ‫أعضـاء‬ ‫أفـاد‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ف‬ ‫تفعا (‪ ،)%38.6‬وكذلك‬ ‫ي‬ ‫العينات كان مر ً‬ ‫«م�س‪-‬كـوف» ي� ّ‬ ‫يشر‬ ‫اليجابيـة‬ ‫كان معـدل إ‬ ‫المصلية للعينات (‪ .)%70.8‬ي‬ ‫ّ‬ ‫الفروس ي ن‬ ‫البـل ف ي�‬ ‫بـ� إ‬ ‫هـذا إىل اسـتمرار انتشـار عـدوى ي‬ ‫بـد مـن بـذل الجهـود لوقايـة‬ ‫تلـك المسـالخ‪ .‬ولهـذا ال ّ‬ ‫مـن يتعاملـون عـن قُـرب مـع البـل‪ ،‬ال سـيما أ‬ ‫الطبـاء‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ش‬ ‫البـل‪.‬‬ ‫وعمـال المسـالخ‬ ‫والم�فـون على إ‬ ‫البيطريـون َّ‬ ‫الحـر�‪ ،‬مديـر وحـدة تطويـر اللقاحات‬ ‫يقـول نايـف‬ ‫بي‬

‫"ينتشر فيروس «ميرس‪-‬‬ ‫كوف» بين اإلبل‪ ،‬وبدأ يتكيف‬ ‫كعائل له‪ ،‬دون أن‬ ‫معها‬ ‫ٍ‬ ‫لضغط بيولوجي‬ ‫ٍ‬ ‫يتعرض‬ ‫ّ‬ ‫أو مناعي ُيجبره على تغيير‬ ‫تركيبه الجيني"‪.‬‬

‫بمركـز الملـك عبـد اللـه العالمـي أ‬ ‫للبحـاث الطبيـة‬ ‫(كيمـارك)‪ ،‬وأحـد مؤلفـي الدراسـة‪" :‬أعظـم مخاوفنـا‬ ‫مبـا�ة تنتهـي بتفشـيها ي ن‬ ‫بـ� ش‬ ‫غر ش‬ ‫البـر‪.‬‬ ‫وقـوع عـدوى ي‬ ‫وهـذا قـد يحـدث ف ي� أي وقـت"‪.‬‬ ‫ال� ي ن‬ ‫أيضــا ي ن‬ ‫الشــوك‬ ‫وتــ�‬ ‫حلَّــل الباحثــون ً‬ ‫جــ� ب‬ ‫ي‬ ‫للفــروس ف� العينــات ت‬ ‫الــ� جمعوهــا‪ ،‬واكتشــفوا أنَّــه‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫عــال مــن االســتقرار الجيــن ي ‪ .‬ووفقًــا‬ ‫يتمتــع بمســتوى ٍ‬ ‫أن "الفـ يـروس منتـ شـر بـ ي ن‬ ‫ـ�‬ ‫ـإن هــذا يشـ يـر إىل َّ‬ ‫ـر�‪ ،‬فـ َّ‬ ‫للحـ ب ي‬ ‫كعائــل لــه‪ ،‬دون أن‬ ‫معهــا‬ ‫يتكيــف‬ ‫بــدأ‬ ‫ــه‬ ‫ن‬ ‫وأ‬ ‫بــل‪،‬‬ ‫ال‬ ‫َّ‬ ‫إ‬ ‫ٍ‬ ‫يتعـ ّـرض لضغـ ٍـط بيولوجــي أو مناعــي يُجـ بـره عــى تغيـ يـر‬ ‫تركيبــه الجيــن ي "‪.‬‬ ‫ورغــم تطبيــق تدابـ يـر الصحــة العامــة ف ي� المملكــة‪،‬‬ ‫مثــل الحــرص الشــديد عــى النظافــة الصحيــة ونقــل‬ ‫البــل إىل أطـراف المــدن‪ ،‬مــا زالــت الســعودية‬ ‫أســواق إ‬ ‫الصابــة بمتالزمــة‬ ‫حــاالت‬ ‫مــن‬ ‫نســبة‬ ‫أعــى‬ ‫تــأوي‬ ‫إ‬ ‫الــرق أ‬ ‫ش‬ ‫الوســط التنفســية‪ ،‬ممــا يســلّط الضــوء عــى‬ ‫اءات إضافيــة للحيلولــة‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫إج‬ ‫ـاذ‬ ‫ـ‬ ‫اتخ‬ ‫إىل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الماس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الحاج‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ش‬ ‫ش‬ ‫ـ�‬ ‫دون انتقــال العــدوى مــن الحيوانــات إىل البــر وتفـ ي‬ ‫المــرض بينهــم‪.‬‬ ‫أن هنــاك حاجــةً إىل إجــراء‬ ‫إىل‬ ‫الباحثــون‬ ‫وخلــص‬ ‫َّ‬ ‫مزيــد مــن أ‬ ‫الفــروس عــى‬ ‫تأثــر‬ ‫لتقييــم‬ ‫بحــاث‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫الصحــة العامــة والتدابـ يـر الممكنــة لمكافحــة العــدوى‪.‬‬ ‫ـاوة عــى ذلــك‪ ،‬شـ َّـدد الباحثــون عــى أهميــة تطويــر‬ ‫عـ ً‬ ‫ال�وتـ ي ن‬ ‫ـوك للفـ يـروس للمســاعدة‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـ�‬ ‫ـتهدف‬ ‫ـ‬ ‫يس‬ ‫ـاح‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫لقـ ٍ‬ ‫ن‬ ‫البــل‪.‬‬ ‫ـ�‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـاره‬ ‫ـ‬ ‫انتش‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫مكافح‬ ‫عــى‬ ‫ي إ‬

‫الخدمات‬ ‫ •مرفق زراعة الخاليا‬ ‫ •مختبر الكيمياء الحيوية واألحياء الدقيقة والبيولوجيا الجزيئية‬ ‫ •مختبر الفيروسات البطيئة والفيروسات العصوية‬ ‫ •جناح التصوير الحيوي‬ ‫ •منصة علم المناعة والتدفق الخلوي‬ ‫ •مطياف الكتلة‬ ‫ •اكتشاف العقاقير والكيمياء الطبية والتحليلية‬

‫تُ عتَ بر اإلبل العربية‪ ،‬وهي العائل الوسيط للفيروس‪ ،‬المصدر الوحيد المعروف إلصابة البشر بعدوى ميرس‪.‬‬

‫‪KAIMRC-CORE@NGHA.MED.SA‬‬


‫تطورت بكتيريا الكلبسيلة الرئوية بسرعة‬ ‫َّ‬ ‫لتتجنب غالبية المضادات الحيوية‪ .‬حدد‬ ‫باحثو مركز الملك عبد الله العالمي‬ ‫لألبحاث الطبية تسلسل سالالت‬ ‫الكلبسيلة الرئوية المنتشرة في‬ ‫مستشفى بالرياض لتحديد الجينات‬ ‫الفردية التي تمنح المقاومة والموجودة‬ ‫في سالالت بالمنطقة‪.‬‬

‫رسم خريطة مقاومة‬ ‫المضادات الحيوية في‬ ‫سالالت بكتيرية منتشرة‬ ‫ت‬ ‫ال� تمنح‬ ‫تحديد تسلسل سالالت الكلبسيلة الرئوية من أحد مستشفيات الرياض يُس ِّلط الضوء عىل الجينات ي‬ ‫البكت�يا القدرة عىل مقاومة عديد من المضادات الحيوية‪.‬‬ ‫ي‬

‫‪14‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪9‬‬

‫‪15‬‬

‫‪I M AG E S O UR C E / A L A M Y S TOC K P H OTO‬‬

‫جـ� ‪ ،CTX-M‬وهو ي ن‬ ‫أصـل ‪ 50‬عينـة معزولـة تحتوي عىل ي ن‬ ‫ج� شـائع مقـاوم للمضادات‬ ‫ال ش�يكية القولونية ‪ Escherichia coli‬والكلبسـيلة‬ ‫تـزداد قـدرة‬ ‫البكت�يا الممرضة‪ ،‬مثل إ‬ ‫ي‬ ‫الحيويـة موجـود ف ي� سلاالت الكلبسـيلة الرئويـة ف ي� جميـع أنحـاء العالـم‪.‬‬ ‫الرئويـة ‪ Klebsiella pneumoniae‬على مقاومـة المضادات الحيوية‪ ،‬وهو ما يتسـبب ف ي�‬ ‫متغرات مـن ي ن‬ ‫جـ� ‪- OXA‬المعـروف بمنـح مقاومـة مضـادات‬ ‫أيضـا‬ ‫كبرة على الصحـة العالميـة‪ .‬يتوافـر عديد مـن المضـادات الحيوية لعلاج عدوى‬ ‫وجـد الفريـق ً‬ ‫ي‬ ‫آثـار ي‬ ‫كاربابينيـم‪ -‬ف� ‪ 43‬عينـة‪ ،‬واحتـوت ‪ 16‬عينة عىل ي ن‬ ‫ج� آخر مقـاوم لمضادات كاربابينيم‪،‬‬ ‫فيها‬ ‫بما‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫تقريب‬ ‫المضـادات‬ ‫هذه‬ ‫كل‬ ‫لتفـادي‬ ‫تطـور‬ ‫ض‬ ‫مـر‬ ‫الم‬ ‫لكـن‬ ‫ئويـة‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫الكلبسـيلة‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ُ ِ‬ ‫أ‬ ‫عائلـة مضـادات كاربابينيـم الحيويـة ت‬ ‫ين‬ ‫حديثـ� من ي ن‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫وهـو ي ن‬ ‫مختلف�‬ ‫جـ� ‪OXA‬‬ ‫ظاهريـ�‬ ‫نمطـ�‬ ‫أيضـا‬ ‫خ�‪.‬‬ ‫جـ� ‪ .NDM-1‬وحـددوا ً‬ ‫تعت� خط الدفـاع ال ي‬ ‫ال� كانـت ب‬ ‫ي‬ ‫قـاد ماجـد الغريـ� ‪-‬رئيس قسـم أبحاث أ‬ ‫المتغرات قـد تطـورت بمعزل عـن بعضها‪.‬‬ ‫مـن الناحيـة السلالية‪ ،‬ممـا يعن ي أن‬ ‫المـراض المعدية ف ي� مركـز الملك عبد الله‬ ‫ي‬ ‫بي‬ ‫العالمـي أ‬ ‫ف‬ ‫للبحـاث الطبيـة (كيمـارك)‪ -‬فريقًـا ّ‬ ‫كانـت ثمـة تجمعـات متعـددة النسـائل من الكلبسـيلة الرئويـة موجـودة ي� العينات‪،‬‬ ‫تـول فحـص سلاالت الكلبسـيلة الرئوية‪،‬‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ش‬ ‫وحـدد الباحثـون أربعـة أنمـاط وراثيـة رئيسـية‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫المنتـرة ً‬ ‫حاليـا ي� مستشـفى الحـرس الوط ي‬ ‫ويأمـل الباحثـون ف ي� توسـيع نطـاق دراسـتهم‬ ‫بالريـاض‪ ،‬لتحديد الجينات المسـببة للمقاومة‬ ‫أك� من العينات ف ي� المسـتقبل‬ ‫والموجـودة بالمنطقـة‪ .‬وتحقَّـق الفريـق كذلـك "وجد الباحثون أن ‪ 49‬من أصل ‪ 50‬عينة‬ ‫لبحـث مجموعة ب‬ ‫مـن أ‬ ‫القريب‪ .‬سيسـهم ذلك ف ي� إنشـاء قاعـدة بيانات‬ ‫النمـاط الجينيـة للسلاالت السـائدة‬ ‫ف‬ ‫وهو‬ ‫‪،CTX-M‬‬ ‫جين‬ ‫على‬ ‫تحتوي‬ ‫معزولة‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫المنتـرة ي� المملكـة العربيـة‬ ‫قويـة للسلاالت‬ ‫س�شـد‬ ‫لتسـهيل برامـج المكافحـة‪ .‬وسـوف يُ َ‬ ‫ت‬ ‫السعودية‪.‬‬ ‫لوضـع‬ ‫الـ� توصـل إليهـا الفريـق‬ ‫جين شائع مقاوم للمضادات الحيوية‬ ‫بالنتائـج ي‬ ‫ت‬ ‫وكمــا يقــول الفريــق البحــث ي ف ي� دراســته‬ ‫اسراتيجيات التدخـل لمكافحـة العـدوى‬ ‫وللمسـاعدة على تعزيـز االسـتخدام الصـارم موجود في سالالت الكلبسيلة الرئوية‬ ‫المنشــورة ف ي� مجلــة "كيوريــاس" ‪" :Cureus‬قــد‬ ‫ال تعطــي هــذه النتائــج الصــورة الحقيقيــة‬ ‫والفعـال للمضـادات الحيويـة‪.‬‬ ‫في جميع أنحاء العالم"‪.‬‬ ‫لمقاومــة المضــادات الحيويــة ف ي� جميــع أنحــاء‬ ‫البكت�يـا برسعـة بع� آليـات متنوعة‪،‬‬ ‫تتطـور‬ ‫ي‬ ‫َّ‬ ‫ت‬ ‫البــاد‪ .‬وثمــة حاجة إىل دراســة متعــددة المراكز‬ ‫غ� جوانب مـن بنيتها فال‬ ‫ت‬ ‫الـ�‬ ‫ات‬ ‫ر‬ ‫الطفـ‬ ‫مثـل‬ ‫ي ُ ي ِّ‬ ‫أكــر مــن العينــات المعزولــة [‪ ]...‬كمــا أن دراســة البالزميــدات ت‬ ‫الــ�‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫عــد‬ ‫تتضمــن‬ ‫ـا‬ ‫أيض‬ ‫يـا‬ ‫للبكت�‬ ‫ويمكـن‬ ‫هـا‪.‬‬ ‫وتدم�‬ ‫بهـا‬ ‫تبـاط‬ ‫ر‬ ‫اال‬ ‫على‬ ‫قـادرة‬ ‫الحيويـة‬ ‫المضـادات‬ ‫تعـود‬ ‫ً‬ ‫ً ب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫تحمــل جينــات المقاومــة ســتلقي الضــوء أيضــا عــى النقــل أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫الفقــي"‪.‬‬ ‫وال�‬ ‫ً‬ ‫مشـاركة معلومـات الحمـض النووي ي� ما بينها بع� جزيئات تُ ّ‬ ‫سـمى البالزميـدات‪ ،‬ي‬ ‫ت‬ ‫ال� تعـزز المقاومة‪.‬‬ ‫يمكـن أن تحمـل الشـفرات الوراثيـة ي‬ ‫فحـص‬ ‫‪Khdary, H.N. et al. Investigation on the genetic signatures of antibiotic resistance in‬‬ ‫الغريـ� وفريقـه ‪ 50‬عينـة معزولـة مـن الكلبسـيلة الرئويـة مـن مصـادر‬ ‫ب‬ ‫رسيريـة مختلفـة يمأخـوذة مـن ض‬ ‫‪multi-drug-resistant Klebsiella pneumoniae isolates from National Guard Hospital,‬‬ ‫مـر� المستشـفى‪ .‬كانـت جميعهـا مقاومـة ألكرث مـن‬ ‫‪Riyadh. Cureus 12 (11) e11288 (2020).‬‬ ‫ثالثـة مضـادات حيويـة ‪ ،‬بمـا ف ي� ذلـك مضـادات كاربابينيـم‪ .‬ووجد الباحثـون أن ‪ 49‬من‬


‫واحة التقنية‬ ‫الحيوية الطبية‬

‫يمكّن تحديد تسلسل المعلومات‬ ‫التعرف‬ ‫الوراثية الميكروبية من‬ ‫ُّ‬ ‫سريعا على العوامل الممرضة‬ ‫ً‬ ‫الكامنة وراء اإلصابة بمرض معدٍ ‪.‬‬

‫مرضة ف ي� سوائل الجسم إىل زيادة رسعة عالج‬ ‫قد يؤدي اكتشاف مادة وراثية ُم ِ‬ ‫الخط�ة‪.‬‬ ‫حاالت العدوى‬ ‫ي‬ ‫التعـر َف على العوامـل‬ ‫تُتيـح تقنيـةٌ تشـخيصيةٌ جديـد ٌة‬ ‫ُّ‬ ‫ض‬ ‫الم ي ن‬ ‫صابـ� بأمر ٍاض‬ ‫المر�‬ ‫ودقة لـدى‬ ‫مرضـة‬ ‫برسعـة ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الم ِ‬ ‫خطرة‪ ،‬وهـو مـا يفتـح المجـال أمـام إمكانيـة‬ ‫عديـة‬ ‫ي‬ ‫ُم ٍ‬ ‫ين‬ ‫رسيعـ�‪.‬‬ ‫وعلاج‬ ‫تشـخيص‬ ‫الوصـول إىل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫أمر ف ي� غاية‬ ‫ضـة‬ ‫مر‬ ‫الم‬ ‫العوامل‬ ‫عىل‬ ‫الرسيـع‬ ‫والتعـرف‬ ‫ُ ِ ف ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫أ‬ ‫بكر‬ ‫م‬ ‫وقـت‬ ‫�‬ ‫المناسـب‬ ‫العلاج‬ ‫توفر‬ ‫يتيـح‬ ‫الهميـة إذ‬ ‫ي‬ ‫يُ‬ ‫ٍ ُ ٍ‬ ‫ض‬ ‫اضـا ُمعديـةً‬ ‫غر‬ ‫للمـر� الذيـن يعانـون أمر ً‬ ‫خطرة‪ .‬ي‬ ‫ي‬ ‫حاليـا ف ي� اكتشـاف العوامـل‬ ‫المسـتخدمة‬ ‫التقنيـات‬ ‫أن‬ ‫ً‬ ‫كثر مـن أوجه القصور‪ .‬فعىل سـبيل‬ ‫شـوبها‬ ‫ي‬ ‫ضـة‬ ‫مر‬ ‫الم‬ ‫َ‬ ‫يُ‬ ‫ُ ِ‬ ‫أياما‬ ‫المثـال‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫مرضـة ً‬ ‫يسـتغرق إنمـا ُء مـزارع العوامـل ُ‬ ‫الم ِ‬ ‫أو ت‬ ‫ات تفاعـل البوليمـراز‬ ‫حى‬ ‫َ‬ ‫أسـابيع‪ ،‬ومـع أن اختبـار ِ‬ ‫رسيعـا عليهـا‪،‬‬ ‫ف‬ ‫تتعـر‬ ‫أن‬ ‫يمكنهـا‬ ‫(‪)PCR‬‬ ‫المتسلسـل‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫فقـد يتطلـب أ‬ ‫سـبب‬ ‫المـر إجـراء‬ ‫مسـتقل لـكل ُم فِّ‬ ‫ٍ‬ ‫اختبـار ض ٍ‬ ‫سـببات‪ ،‬وهـو مـا يعن ي �ورة االشـتباه ي�‬ ‫مـن تلـك ُ‬ ‫الم ِّ‬ ‫ات عديـدة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫اختبـا‬ ‫اء‬ ‫ر‬ ‫جـ‬ ‫ل‬ ‫الحاجـة‬ ‫أو‬ ‫بعينـه‬ ‫سـبب‬ ‫إ‬ ‫ٍ‬ ‫ُم ِّ‬ ‫ش‬ ‫فريـق بقيـادة تشـارلز تشـو ‪-‬بجامعـة كاليفورنيـا‬ ‫ع‬ ‫�‬ ‫ٌ‬ ‫ف� سـان فرانسيسـكو بالواليـات المتحـدة أ‬ ‫المريكيـة– ف ي�‬ ‫ي‬ ‫‪16‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫مواجهة هذه المشـكالت وبـدأ تطوير اختبار ث‬ ‫أك� فاعلية‬ ‫ٍ‬ ‫التـال مـن التسلسـل الميتاجينومي‬ ‫يعتمـد على الجيـل ي‬ ‫َ‬ ‫تحليـل كامـل المـادة‬ ‫(‪ .)mNGS‬ويتضمـن هـذا النهـج‬ ‫ف‬ ‫عينـة مـن سـوائل جسـم المريـض لتحديـد‬ ‫الوراثيـة ي� ٍ‬ ‫مرضـة الموجـودة بهـا‪.‬‬ ‫العوامـل ُ‬ ‫الم ِ‬ ‫"كث�ا ما يتعـذر تحديد العوامل‬ ‫ا‪:‬‬ ‫موضح‬ ‫تشـو‬ ‫يقـول‬ ‫ً‬ ‫يً‬ ‫الممرضـة ت‬ ‫الـ� ينجـم عنهـا متالزمـات ُمعديـة إذا مـا‬ ‫ُ ِ‬ ‫اعتمدنـا على يالفحـص الرسيـري أ‬ ‫ال َّو يل‪ ،‬كمـا أن نمـوذج‬ ‫النهج‬ ‫التشـخيص‬ ‫ومرهـق‪ ،‬ومكلِّـف‪ .‬أمـا ُ‬ ‫الحـال بطـيء‪ُ ،‬‬ ‫يّ‬ ‫فيسـمح باكتشـاف‬ ‫الميتاجينومي‬ ‫التسلسـل‬ ‫القائم عىل‬ ‫ُ‬ ‫والبكت�يـا‪ ،‬والفطريـات‪،‬‬ ‫وسـات‪،‬‬ ‫الف�‬ ‫أطيـاف‬ ‫مختلـف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫سـبب العـدوى باختبـار واحد"‪.‬‬ ‫ت‬ ‫الـ�‬ ‫والطفيليـات‪،‬‬ ‫ي ُ ِّ‬ ‫وقـد ُج ِم َعـت ف ي� إطـار هـذه الدراسـة ‪ 182‬عينـةً مـن‬ ‫شـخصا يعانـون‬ ‫سـوائل الجسـم المختلفـة مـن ‪160‬‬ ‫ً‬ ‫ض‬ ‫المـر�‬ ‫خطرٍة‪ .‬كان أغلـب هـؤالء‬ ‫عديـة‬ ‫ي‬ ‫مـن أمـر ٍاض ُم ٍ‬ ‫قـد أُودعـوا المستشـفيات‪ ،‬وكان ‪ %39‬منهـم ف ي� العنايـة‬ ‫المركـزة‪ُ .‬حلِّلـت هـذه العينات باسـتخدام تقنيـة ‪mNGS‬‬

‫‪Gu, W., Deng, X., Lee, M., Sucu Y.D.,Arevelo, S. et al. Rapid‬‬ ‫‪pathogen detection by metagenomic next-generation‬‬

‫‪sequencing of infected body fluids. Nature Medicine 27,‬‬ ‫‪115–124 (2020).‬‬

‫‪VC H A L/ I S TOC K / G ET T Y I M AG ES P LUS‬‬

‫تحديد تسلسل الحمض‬ ‫النووي ُيسرع وتيرة‬ ‫تشخيص العدوى‬

‫مرضـة بتلـك العينـات‬ ‫بهـدف اكتشـاف أيـة عوامـل ُم ِ‬ ‫مرض المسـؤول‬ ‫الم‬ ‫العامل‬ ‫والتعـرف عليها‪ .‬وقد اك ُتشـف‬ ‫ُّ‬ ‫ُ ِ‬ ‫عينـةً‬ ‫إجمـال ‪ 182‬عينـة‪،‬‬ ‫مـن‬ ‫عـن العـدوى لـدى ‪170‬‬ ‫ي‬ ‫وهـو مـا يسـمح بتقديـر مدى دقـة االختبـار الجديـد‪ .‬أما‬ ‫عـرة أ‬ ‫العينـات االثنتـا ش‬ ‫الخـرى فكانـت قـد أُخـذت مـن‬ ‫ض‬ ‫ين‬ ‫ات‬ ‫ر‬ ‫االختبـا‬ ‫تتمكن‬ ‫لـم‬ ‫حتملـة‬ ‫م‬ ‫بعـدوى‬ ‫مصابـ�‬ ‫مـر�‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫مـرض المسـؤول عنها‪.‬‬ ‫الم‬ ‫العامـل‬ ‫تحديـد‬ ‫مـن‬ ‫القياسـية‬ ‫ف ُ ِ‬ ‫التعـرف على العامـل‬ ‫اختبـار ‪ mNGS‬ي�‬ ‫نجـح‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫مـرض بدقـة لدى أكرث من ‪ %75‬من حـاالت العدوى‬ ‫ُ‬ ‫الم ِ‬ ‫ت‬ ‫سـببها‬ ‫ت‬ ‫الـ�‬ ‫العـدوى‬ ‫حـاالت‬ ‫مـن‬ ‫و‪%91‬‬ ‫يـة‪،‬‬ ‫البكت�‬ ‫ي‬ ‫ي ُ ِّ‬ ‫اليجابيـة الزائفـة قليلـةٌ ‪.‬‬ ‫الفطريـات‪ ،‬وكانـت النتائـج إ‬ ‫مرضـة‬ ‫الم‬ ‫العوامـل‬ ‫تحديـد‬ ‫أيضـا ف ي�‬ ‫كمـا نجـح االختبـار ً‬ ‫ُ ِ‬ ‫عـرة ت‬ ‫ت‬ ‫عينـات مـن ي ن‬ ‫االثنـ� ش‬ ‫الـ�‬ ‫العينـات‬ ‫بـ�‬ ‫ف ي� سـبع‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫كانـت نتائجهـا ي� اختبـارات المزرعـة وتفاعـل البوليمـراز‬ ‫المتسلسـل سـلبيةً ‪ .‬وإضافـةً إىل ذلـك‪ ،‬أمكـن الحصـول‬ ‫قصر قـدره ‪ 6‬سـاعات‬ ‫على النتائـج ف ي� غضـون وقـت‬ ‫ي‬ ‫ظهـر هـذه النتائـج إمكانيـة اسـتخدام اختبـار‬ ‫فقـط‪ .‬وتُ ِ‬ ‫وت�ة التشـخيص ف ي� المستشـفيات‪.‬‬ ‫من‬ ‫للترسيـع‬ ‫‪mNGS‬‬ ‫ي‬ ‫والمبكر من شأنه أن‬ ‫الرسيع‬ ‫"التشخيص‬ ‫تشو‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ين‬ ‫معلومات يمكن‬ ‫توف�‬ ‫يُؤدي إىل‬ ‫تحس� النتائج من خالل ي‬ ‫ٍ‬ ‫ترجم ُتها إىل إرشادات عملية ويستدل بها ف ي� التعامل مع‬ ‫أ‬ ‫المراض المعدية وعالجها"‪ .‬ويضيف ً‬ ‫قائل‪" :‬نحن نعكف‬ ‫ف‬ ‫خت�‬ ‫ً‬ ‫حاليا عىل التحقُّق الرسيري الرسمي من االختبار ي� ُم ب ٍ‬ ‫رخ ٍص رسيرياً وإجراء تجارب رسيرية بهدف تقييم‬ ‫ُم َّ‬ ‫جدوى فحص سوائل الجسم ف ي� الممارسات الرسيرية"‪.‬‬

‫واحة التقنية الحيوية الطبية‪ ،‬هي مشروع استراتيجي‬ ‫خاص بمركز الملك عبد الله العالمي لألبحاث الطبية‬ ‫وبالتعاون مع الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني‪،‬‬ ‫للمساهمة في رؤية السعودية ‪ 2030‬من خالل‪:‬‬

‫ •تطوير منتجات‪ ،‬وتقنيات‪ ،‬وخدمات البحث والتطوير للطب‬ ‫الحيوي وتسويقها‬ ‫ •المساهمة في التنمية االقتصادية والصحية من خالل‬ ‫العلوم واالبتكارات في القطاعات الطبية والصحية‬

‫الموقع اإللكتروني‪KAIMRC-BIOTECH.ORG.SA :‬‬ ‫بريد إلكتروني‪KAIMRC-KMBP@NGHA.MED.SA :‬‬ ‫الهاتف‪+966-11-429-4516 :‬‬ ‫تويتر‪@MEDICALBIOTECH :‬‬


‫كوفيد‪19-‬‬

‫‪YOUSS EF K H A LI L/ N AT UR E 20 21‬‬

‫المعركة العالمية‬ ‫ضد «كوفيد‪»19-‬‬ ‫تقييم لجهود التصدي لجائحة «كوفيد‪:»19-‬‬ ‫معا كيف ربح العلم في سباق تطوير‬ ‫نستعرض ً‬ ‫لقاحات ضد «سارس‪-‬كوف‪ ،»2-‬لينتقل اآلن لمواجهة‬ ‫نشوء"سالالت باعثة على القلق" من هذا الفيروس‪ ،‬الذي‬ ‫حاليا في تنامي انتشار حاالت العدوى به‬ ‫تتسبب طفراته ً‬ ‫جهودا لتطوير لقاحات جديدة‪.‬‬ ‫حول العالم؛ ما حفز‬ ‫ً‬

‫‪18‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪9‬‬

‫‪19‬‬


‫ﻟﻘﺎح ﻓﻲ ﻋﺎم‬

‫كوفيد‪19-‬‬

‫اﻟﺘﺴﻠﺴﻞ اﻟﺰﻣﻨﻲ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﻠﻘﺎﺣﺎت‬

‫أوﻟﻰ‬

‫احتدام‬ ‫نصر للعلم‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫تطوير‬ ‫السباق نحو‬ ‫ِ‬ ‫لقاحات «كوفيد‪»19-‬‬ ‫ِ‬

‫دﻳﺴﻤﺒﺮ ﻋﺎم ‪2019‬‬

‫اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ أوﻟﻰ ﺣﺎﻻت اﻹﺻﺎﺑﺔ‬ ‫اﺧﺘﺼﺎرا ﺑﺎﺳﻢ‬ ‫ﺑﺎﻟﻤﺮض‪ ،‬اﻟﺬي ﺳﻴﻌﺮف ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ‬ ‫ً‬ ‫»ﻛﻮﻓﻴﺪ‪) «19-‬اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ دﻳﺴﻤﺒﺮ(‬

‫ﻣﺎرس ﻋﺎم ‪2020‬‬

‫اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺼﻴﻨﻴﻮن ﻳﻌﺰﻟﻮن ﺳﻼﻟﺔ ﺟﺪﻳﺪة‬ ‫ﻣﻦ ﻓﻴﺮوس ﻛﻮروﻧﺎ )اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﻳﻨﺎﻳﺮ(‬

‫اﻟﻤﻌﺎﻫﺪ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺼﺤﺔ ﺑﺎﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺗﺒﺪأ‬ ‫اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺴﺮﻳﺮﻳﺔ ﻟﻠﻘﺎح ﺗﺠﺮﻳﺒﻲ ﺟﺮى‬ ‫ﺗﻄﻮﻳﺮه ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﺷﺮﻛﺔ »ﻣﻮدﻳﺮﻧﺎ« ‪Moderna‬‬

‫‪M‬‬

‫‪YO USS EF K H A LI L/ N AT UR E 20 21‬‬

‫‪20‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫ﺗﺸﻴﺮ اﻟﺪراﺳﺎت اﻻﺳﺘﺮﺟﺎﻋﻴﺔ إﻟﻰ أن أول ﺣﺎﻟﺔ إﺻﺎﺑﺔ‬ ‫ﻣﺆﻛﺪة ﺑﻔﻴﺮوس ﻛﻮروﻧﺎ اﻟﺠﺪﻳﺪ »ﻛﻮﻓﻴﺪ‪ «19-‬ﻇﻬﺮت‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ‪ ،‬ﻓﻲ ووﻫﺎن‪ ،‬ﺑﺎﻟﺼﻴﻦ‪.‬‬

‫ﻳﻨﺎﻳﺮ ﻋﺎم ‪2020‬‬

‫ف‬ ‫ف‬ ‫قياس بفضل االستجابة‬ ‫زمن‬ ‫العالم ُ‬ ‫ُ‬ ‫ينجح ي� تطوير لقاحات «كوفيد‪ »19-‬ي� ٍ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫الباحث� وجهات التمويل والهيئات الرقابية‪.‬‬ ‫الدولية يغ� المسبوقة من‬ ‫ي‬

‫المسـتفادة ف ي� مـا يتصـل بتطويـر اللقاحـات مسـتقبالً‪ .‬وأوضح‬ ‫ف ي� كلمتـه االفتتاحيـة أمام "منتدى لقاحات كوفيد‪ "19-‬الذي اسـتضافه مركز الملك عبد‬ ‫أحـد الـدروس الرئيسـية ُ‬ ‫اللـه العالمـي أ‬ ‫هيئـة كهـذه من‬ ‫بـال بوليندران‪،‬‬ ‫للبحـاث الطبية (كيمارك) ف ي� شـهر‬ ‫ب‬ ‫هيـل أنـه ال توجـد هيئـة رقابيـة عالميـة واحـدة للقاحـات‪ ،‬وأن وجـود ٍ‬ ‫رصح ي‬ ‫نوفمر ‪َّ ،2020‬‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫الم ِرهقة المتمثلـة ي� التعامل مع الهيئات‬ ‫الـ� ط ُِّـورت بهـا لقاحـات «كوفيـد‪ »19-‬أثارت‬ ‫شـأنه أن يعمـل عىل تبسـيط العملية الحاليـة ُ‬ ‫السـتاذ بجامعـة سـتانفورد‪ ،‬أن الرسعـةَ ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫الرقابيـة � البلـدان المختلفـة‪ ،‬ت ىن‬ ‫نظـر مختلفة‬ ‫كثر مـن الحيـان‬ ‫"إعجابـه الشـديد"‪ .‬وأوضـح بولينـدران كيـف أن المراحـل العديدة لبحـاث اللقاحات‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫والـ� تتب ي� ي ٍ‬ ‫وجهات ِ‬ ‫ي‬ ‫بخصـوص البيانات الرسيريـة ذاتها‪.‬‬ ‫والتجـارب المرتبطـة بهـا‪ ،‬وموافقـة الهيئـات الرقابيـة عليهـا‪ ،‬والتصنيـع واسـع النطـاق‬ ‫وقــد أمكــن ترسيــع عمليــة البحــث أ‬ ‫لها‪ ،‬غالبا ما كانت تسـتغرق ف� السـابق ‪ 10‬سـنوات أو ث‬ ‫ـاس الحاســمة ذاتهــا بفضــل االســتعداد‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫أك�‪ .‬ولكن ف ي� حالة «كوفيد‪،»19-‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫الباحثــ� اســتنا ًدا‬ ‫الجيــد لــدى‬ ‫بـدأت أوىل عمليـات التطعيـم باللقاحـات‬ ‫إىل أ‬ ‫البحــاث المتوافــرة والطبيعــة‬ ‫ديسـم�‬ ‫نطـاق واسـع ف ي� الثامـن مـن‬ ‫على‬ ‫ب‬ ‫ٍ‬ ‫أ‬ ‫فعوضــا‬ ‫وىل‪.‬‬ ‫ال‬ ‫للقاحــات‬ ‫ســتجدة‬ ‫الم‬ ‫على‬ ‫عـام‬ ‫مـن‬ ‫أقـل‬ ‫مـرور‬ ‫بعـد‬ ‫أي‬ ‫‪2020‬؛‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫"في حالة «كوفيد‪ ،»19-‬بدأت أولى‬ ‫عــن أ‬ ‫الســلوب التقليــدي المتمثــل ف ي�‬ ‫إبلاغ منظمـة الصحـة العالمية بـأول حالة‬ ‫ن‬ ‫نطاق‬ ‫على‬ ‫باللقاحات‬ ‫التطعيم‬ ‫عمليات‬ ‫الف�وســية‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫وتين‬ ‫ال�‬ ‫ـ�‬ ‫ـ‬ ‫المصاب‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫إعط‬ ‫إصابـة بالمرض‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ي ب‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫اللقاحــات الجديــدة‬ ‫تعتمــد‬ ‫ً‪،‬‬ ‫ة‬ ‫مبــا�‬ ‫كيمارك‬ ‫ـارك‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫المنت‬ ‫و� هــذا‬ ‫ُ‬ ‫ف ي‬ ‫واسع في الثامن من ديسمبر ‪2020‬؛ أي‬ ‫أ‬ ‫عــى الحمــض النــووي‬ ‫الريــ� أو‬ ‫لخــص أدريــان هيــل‪ ،‬الســتاذ‬ ‫� تنظيمــه‪َّ ،‬‬ ‫ب أي‬ ‫يبجامعــة أكســفورد‪ ،‬العوامــل أ‬ ‫منظمة‬ ‫إبالغ‬ ‫على‬ ‫عام‬ ‫من‬ ‫أقل‬ ‫مرور‬ ‫بعد‬ ‫الوامــر‬ ‫صــدر‬ ‫ي‬ ‫الــذي‬ ‫النــووي‬ ‫الحمــض‬ ‫ساســية‬ ‫ال‬ ‫ُ ِ‬ ‫ت‬ ‫أســاس‬ ‫جــزء‬ ‫الــ� تقــف وراء النجــاح المذهــل لمــا‬ ‫لخاليــا الجســم بتصنيــع ٍ‬ ‫في‬ ‫ي‬ ‫بالمرض"‪.‬‬ ‫إصابة‬ ‫حالة‬ ‫بأول‬ ‫العالمية‬ ‫الصحة‬ ‫ال� ي ن‬ ‫الشــوك الموجــود ي�‬ ‫وتــ�‬ ‫مــن‬ ‫عالميــة‬ ‫تجربــة‬ ‫"أعظــم‬ ‫بأنــه‬ ‫وصفــه‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫الفــروس لديــه القــدرة عــى‬ ‫غــاف‬ ‫الطــاق ف ي� مجــال تقنيــة‬ ‫أُجريــت عــى إ‬ ‫ي‬ ‫آ‬ ‫غــر المســبوق الــذي شــارك فيــه ال ُ‬ ‫توليــد اســتجابات مناعيــة‪ .‬ويقــول الباحثــون الذيــن يعكفــون عــى إنتــاج هــذه‬ ‫الف مــن‬ ‫التعــاون‬ ‫عــى‬ ‫د‬ ‫وشــد‬ ‫اللقاحــات"‪.‬‬ ‫ي‬ ‫َّ‬ ‫اللقاحــات إنهــم تمكَّ نــوا مــن تطويرهــا برسعــة‪ ،‬ويرجــع ذلــك ف‬ ‫مختلــف المتخصصـ ي ن‬ ‫جانــب منــه‪،‬‬ ‫�‬ ‫ـددة‬ ‫ـ‬ ‫متع‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫اهتماماته‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫الجمي‬ ‫ـز‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫َّ‬ ‫ر‬ ‫إذ‬ ‫ـم‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫العال‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـ�‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫إىل أنهــم يمتلكــون بالفعــل التقنيــة الالزمــة لتخليــق الحمــض النــووي‬ ‫الريــ� أو‬ ‫التخصصــات عــى هــدف واحــد‪ .‬لقــد عملــوا برسعــة قياســية لتحديــد تسلســل‬ ‫بي‬ ‫ـع وروتي ـن ي ‪ .‬ولــم يكــن قــد‬ ‫ـ‬ ‫رسي‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫نح‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـوب‬ ‫ـ‬ ‫المطل‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫بالتسلس‬ ‫ـووي‬ ‫ـ‬ ‫الن‬ ‫ـض‬ ‫ـ‬ ‫الحم‬ ‫وس‪ ،‬وتحليــل بنيتــه‪ ،‬واستكشــاف خيــارات تطويــر اللقاحــات‪.‬‬ ‫الجينــوم ي‬ ‫الفــر ي‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫الري‬ ‫ـووي‬ ‫ـ‬ ‫الن‬ ‫ـض‬ ‫ـ‬ ‫الحم‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫لقاح‬ ‫ـتخدام‬ ‫ـ‬ ‫باس‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫قب‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـح‬ ‫ـ‬ ‫الترصي‬ ‫ـبق‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـ� والحمــض‬ ‫غ�‬ ‫التمويل‬ ‫مسـتويات‬ ‫لعبتـه‬ ‫الـذي‬ ‫الدور‬ ‫عـن‬ ‫الحديث‬ ‫إىل‬ ‫ذلـك‬ ‫بعـد‬ ‫انتقـل هيـل‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫بي‬ ‫قائل إن تلـك هي المـرة أ‬ ‫المسـبوقة مـن جانـب الحكومـات والهيئـات أ‬ ‫البيطريــة ف‬ ‫البــر‪ ،‬عــى الرغــم مــن اســتخدامهما ف‬ ‫الوىل ف‬ ‫ش‬ ‫ً‬ ‫و�‬ ‫التطبيقــات‬ ‫�‬ ‫مــع‬ ‫النــووي‬ ‫�‬ ‫خـرى‪،‬‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ٌ‬ ‫المخت�يــة عــى الحيوانــات‪.‬‬ ‫عديــد مــن التجــارب‬ ‫اسـتعداد‬ ‫تقريبا‪ .‬كمـا تحدث عن‬ ‫الـ� يُتـاح فيهـا‬ ‫ب‬ ‫"تمويل ي‬ ‫ٍ‬ ‫غر محـدود" ً‬ ‫حياتـه المهنيـة ي‬ ‫يَسـ�تخدم ٌكل مـ�ن لقـ�اح "فايزر‪/‬بيونتيـ�ك " ‪ Pfizer/BioNTech‬ولقــاح "موديرنــا" �‪Mod‬‬ ‫عـد‪ ،‬ف ي� رأيه‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ‫المعتـاد‪،‬‬ ‫من‬ ‫أرسع‬ ‫ة‬ ‫بوتر‬ ‫للعمل‬ ‫الرقابيـة‬ ‫الهيئـات‬ ‫جديـد أبدتـه‬ ‫ُ ُّ‬ ‫ي ٍ‬

‫ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﻋﺎم ‪2019‬‬

‫ﻳﻮﻟﻴﻮ ﻋﺎم ‪2020‬‬

‫ﺷﺮﻛﺔ »ﻣﻮدﻳﺮﻧﺎ« ﺗﻌﻠﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ‬ ‫واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺴﺮﻳﺮﻳﺔ‬

‫ﻣﺎﻳﻮ ﻋﺎم ‪2020‬‬

‫ﺑﺪء اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻟﻠﻘﺎح ﺷﺮﻛﺘﻲ »ﻓﺎﻳﺰر‪/‬ﺑﻴﻮﻧﺘﻴﻚ«‬ ‫‪ ،Pfizer/BioNTech‬ﺑﺎﻟﺘﻮازي ﻣﻊ ﺗﺠﺎرب اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ‬ ‫اﻟﻠﻘﺎﺣﺎت اﻟﻮاﻋﺪة اﻷﺧﺮى‪.‬‬

‫‪P‬‬

‫أﻏﺴﻄﺲ ﻋﺎم ‪2020‬‬

‫أﻛﺘﻮﺑﺮ ﻋﺎم ‪2020‬‬

‫ﺑﺪء ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﺠﺎرب‬ ‫إﻟﻰ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‬

‫ﺷﺮﻛﺔ »ﻓﺎﻳﺰر« ﺗﻌﻠﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ‬ ‫واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺴﺮﻳﺮﻳﺔ‬ ‫ﻧﺴﺒﺔ‬ ‫ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ‬ ‫ﺗﺮﺑﻮ ﻋﻠﻰ‬

‫‪%90‬‬

‫ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﻋﺎم ‪2020‬‬

‫دﻳﺴﻤﺒﺮ ﻋﺎم ‪2020‬‬

‫اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪول ﺗﻤﻨﺢ ﺗﺼﺎرﻳﺢ اﻻﺳﺘﺨﺪام اﻟﻄﺎرئ‬ ‫ﻟﻠﻘﺎح اﻟﺬي ُأﻧﺘﺞ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﺑﻴﻦ ﺷﺮﻛﺘﻲ »ﻓﺎﻳﺰر« وﺷﺮﻛﺔ‬ ‫»ﺑﻴﻮﻧﺘِ ﻚ« واﻟﻠﻘﺎح اﻟﺬي أﻧﺘﺠﺘﻪ ﺷﺮﻛﺔ »أﺳﺘﺮازﻳﻨﻴﻜﺎ« ﻣﻊ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ أﻛﺴﻔﻮرد‪ ،‬وﻟﻘﺎح ﺷﺮﻛﺔ »ﻣﻮدﻳﺮﻧﺎ«‪.‬‬

‫ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺴﺮﻳﺮﻳﺔ ﻟﺸﺮﻛﺘﻲ‬ ‫»ﻓﺎﻳﺰر« و»ﻣﻮدﻳﺮﻧﺎ« ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ إﺣﺮاز ﻟﻘﺎﺣﺎﺗﻬﻤﺎ ﻟﻨﺴﺐ‬ ‫ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ أﻋﻠﻰ ﻣﻦ ‪.%90‬‬

‫ﻳﻨﺎﻳﺮ ﻋﺎم ‪2021‬‬

‫أﻳﻀﺎ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﺑﻠﻘﺎح‬ ‫ﻳﺠﺮي اﻵن ً‬ ‫»أﺳﺘﺮازﻳﻨﻴﻜﺎ‪/‬أﻛﺴﻔﻮرد«‪ ،‬وﻟﻘﺎح »ﻣﻮدﻳﺮﻧﺎ«‬


‫كوفيد‪19-‬‬

‫"في حالة «كوفيد‪ ،»19-‬فقد‬ ‫تمويل‬ ‫توفر من‬ ‫سمح ما َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫فضل عن خطورة‬ ‫هائل‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫الوضع بتداخل بعض مراحل‬ ‫التجارب السريرية"‪.‬‬

‫ـات تخليقيــة أحاديــة ش‬ ‫ال�يــط مــن الحمــض‬ ‫‪ erna‬جزيئـ ٍ‬ ‫النــووي‬ ‫الريــ� المرســال (‪ )mRNA‬تحتــوي عــى‬ ‫بي‬ ‫ـث خاليــا الجســم مبـ ش‬ ‫ـا� ًة عــى‬ ‫ـ‬ ‫لح‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الجيني‬ ‫ـات‬ ‫التعليمـ‬ ‫ِّ‬ ‫ال�وتينــات المحفِّــزة للمناعــة‪ .‬ويحقــق لقــاح‬ ‫تصنيــع‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫"أكسفورد‪-‬أســرازينيكا" ‪ Oxford-AstraZeneca‬نتيجــةً‬ ‫مماثلــةً باســتخدام الحمــض النــووي مــزدوج ش‬ ‫ال�يــط‪،‬‬ ‫ـ� المرســال عــن‬ ‫الــذي يُ َ‬ ‫نســخ إىل أالحمــض النــووي الريـ ب ي‬ ‫اليـض ي الطبيعــي داخــل الخلية‪ .‬ويُشـ يـر‬ ‫طريــق النشــاط‬ ‫فريــق جامعــة أكســفورد إىل أن الحمــض النــووي أقــوى‬ ‫مــن الحمــض النــووي‬ ‫الريــ� المرســال‪ ،‬وأن الغــاف‬ ‫بي‬ ‫ال�وتي ـن المتـ ي ن‬ ‫أيضــا عــى‬ ‫ـاعد‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫وس‬ ‫ـر‬ ‫ً‬ ‫ـ� للفـ ي‬ ‫ب‬ ‫الغُ ِّ ُ‬ ‫ي‬ ‫حمايــة المــادة الجينيــة الموجــودة بداخلــه‪ ،‬وهــو مــا‬ ‫ـتقرا ف ي� درجــات حـرارة أعــى بكثـ يـر‬ ‫يجعــل لقاحهــم مسـ ً‬ ‫مقارنــةً بمــا عليــه الحــال بالنســبة للقاحــات القائمــة عىل‬ ‫الحمــض النــووي الريـ بـ� المرســال‪ ،‬وتُعـ ُّـد هــذه مـ ي ز‬ ‫ـ� ًة‬ ‫ي‬ ‫كبـ يـرة‪.‬‬ ‫طــوروا لقــاح "أكســفورد‪-‬‬ ‫الذيــن‬ ‫الباحثــون‬ ‫ويــرى‬ ‫َّ‬ ‫أسـ تـرازينيكا" أن أحــد العوامل الرئيســية وراء اســتجابتهم‬ ‫ـبق" بفضــل أبحاثهــم‬ ‫الرسيعــة هــو مــا أحــرزوه مــن "سـ ٍ‬ ‫ت‬ ‫قائمة‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫لقاح‬ ‫إىل‬ ‫للتوصل‬ ‫ـعيا‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ـ� اســتمرت سـ ٍ‬ ‫ـنوات سـ ً‬ ‫الـ ي‬ ‫ال�وفيســورة‬ ‫أوضحــت‬ ‫فقــد‬ ‫النــووي‪.‬‬ ‫الحمــض‬ ‫عــى‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫صممــت اللقــاح‪ -‬أمــام المنتــدى أن‬ ‫ـ� َّ‬ ‫ســارة جيلـ بـرت ‪-‬الـ ي‬ ‫وصــل الحمــض النووي باســتخدام‬ ‫ي‬ ‫ـد‪»19-‬‬ ‫لقــاح «كوفيـ‬ ‫ُ‬ ‫نظــام كان قــد جــرى ِّ تطويــره بالفعــل ف‬ ‫مخت�هــم‪.‬‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫غــر ضــار الحمــض‬ ‫عــدل ي‬ ‫ُــدي ُم َّ‬ ‫وس غ ِّ‬ ‫ويحمــل ي‬ ‫فــر ٌ‬ ‫النــووي ف ي� لقاحهــم‪ .‬تقــول جيلـ بـرت‪" :‬لقــد اســتخدمناه‬ ‫‪22‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫ف‬ ‫ض‬ ‫ـا�"‪،‬‬ ‫ف ي� تطويــر عديــد مــن اللقاحــات‬ ‫المختلفــة ي� المـ أ ي‬ ‫ف‬ ‫ـض هــذه اللقاحــات كان بالفعــل ي� المرحلــة الوىل‬ ‫وبعـ ُ‬ ‫مــن التجــارب الرسيريــة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تعديـل هـذا النظـام متعـدد‬ ‫وكل مـا يتطلبـه‬ ‫تغي�‬ ‫هـو‬ ‫جديـد‬ ‫مـرض‬ ‫مـع‬ ‫يتلاءم‬ ‫االسـتخدامات بمـا‬ ‫ٍ‬ ‫يُ‬ ‫ً‬ ‫وفضلا عـن‬ ‫تسلسـل الحمـض النـووي المـراد توصيلـه‪.‬‬ ‫المك َّثفة‪ ،‬أتاحت هـذه االنطالقةُ القوية‬ ‫الجهـود البحثية ُ‬ ‫َ‬ ‫االنتقـال إىل التجـارب الرسيريـة ف ي� شـهر أبريـل‬ ‫للقـاح‬ ‫مـن عـام ‪2020‬؛ أي بعـد انقضـاء ‪ 104‬أيـام فقـط مـن‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫لفروس‬ ‫تلقـي‬ ‫الباحثـ� للمـرة الوىل التسلسـل الجين ي ي‬ ‫ف‬ ‫تسـبب ي� مـرض «كوفيـد‪.»19-‬‬ ‫الم‬ ‫«سـارس‪-‬كوف‪»2-‬‬ ‫ُ ِّ‬ ‫كانــت هــذه المـ ي ز‬ ‫ئيســا كذلــك ف ي� ترسيــع‬ ‫ـ� ُة عامـ ًـا ر ً‬ ‫إنتــاج لقاحــي "فايزر‪/‬بيونتيــك" و"مودرنــا"‪ .‬فقــد أكــدت‬ ‫ش�كــة "فايــزر" ‪ Pfizer‬ت‬ ‫الــ� نجحــت ف ي� تصنيــع أول‬‫ي‬ ‫ـاد لمــرض «كوفيــد‪ »19-‬يحصــل عــى موافقة‬ ‫ـاح مضـ ٍ‬ ‫لقـ ٍ‬ ‫الهيئــات الرقابيــة‪ -‬عــى أهميــة ش�اكتهــا مــع ش�كــة‬ ‫"بيونتيــك" ‪ BioNTech‬أ‬ ‫اللمانيــة ف ي� مواجهــة التحــدي‬ ‫ال�اكــة جمعــت بـ ي ن‬ ‫فيعتقــد أن هــذه ش‬ ‫ـ�‬ ‫برسعــة كبـ يـرة‪ُ .‬‬ ‫المتخصصــة ف ي� تطويــر اللقاحــات‬ ‫"بيونتيــك"‬ ‫خــرة‬ ‫ب‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫الري‬ ‫ـووي‬ ‫ـ‬ ‫الن‬ ‫ـض‬ ‫ـ‬ ‫الحم‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫القائم‬ ‫ـ� المرســال وخـ بـرة‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫الوســع ف� تقنيــة اللقاحــات‪ ،‬أ‬ ‫"فايــزر" أ‬ ‫والمــور الرقابيــة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫والتصنيــع والتوزيــع‪.‬‬ ‫ين‬ ‫الباحثــ� بشــدة الجهــود الرسيعــة‬ ‫وث َّمــن أغلــب‬ ‫ئ‬ ‫ـتثنا� الـ ت‬ ‫ـ� بذلتهــا الهيئــات الرقابيــة عــى‬ ‫إىل حـ ٍـد اسـ ي‬ ‫ي‬ ‫مســتوى العالــم بهــدف تقييــم نتائــج التجــارب‬ ‫ف‬ ‫كثــر مــن الحــاالت‪،‬‬ ‫و� ي‬ ‫الرسيريــة رسيعــة المســار‪ ،‬ي‬

‫‪JON N Y W EEKS /T H E G UA R DI A N - P OOL/G E T T Y I M AG E S‬‬

‫أدت حمالت التطعيم القوية إلى تقصير مدة اإلقامة في المستشفيات حول العالم‪.‬‬

‫ت‬ ‫الــ�‬ ‫منــح تصاريــح االســتخدام الطــارئ للقاحــات ي‬ ‫مبكــرا‪ .‬وتتيــح هــذه التصاريــح اســتخدام‬ ‫ظهــرت‬ ‫اللقــاح اســتناد ًا إىل البيانــات أ‬ ‫الوليــة ش�يطــةَ أن يُجــرى‬ ‫ً‬ ‫مزيـ ُـد مــن الدراســات االســتقصائية بشــأن فاعليتــه مــع‬ ‫المــض ي قدمــاً ف ي� عمليــات التطعيــم‪.‬‬ ‫ف� أ‬ ‫الحـوال العاديـة‪ ،‬تُجـرى مراحـل تجـارب اللقـاح‬ ‫ي‬ ‫نحـو ُمتتابـع‪ ،‬وعـادة ما تسـتغرق عدة سـنوات‪ .‬أما‬ ‫فعلى ٍ‬ ‫تمويل‬ ‫ي� حالـة «كوفيـد‪ ،»19-‬فقـد سـمح مـا توفَّـر مـن‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫فضلا عـن خطـورة الوضـع بتداخـل بعـض‬ ‫هائـل‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫أيضا إىل‬ ‫الباحثون‬ ‫أشـار‬ ‫وقد‬ ‫الرسيرية‪.‬‬ ‫التجـارب‬ ‫احـل‬ ‫مر‬ ‫ً‬ ‫الصابـات بالعدوى عىل مسـتوى‬ ‫مـن‬ ‫الهائـل‬ ‫العـدد‬ ‫أن‬ ‫إ‬ ‫كث�‬ ‫عىل‬ ‫التجارب‬ ‫اء‬ ‫ر‬ ‫إجـ‬ ‫وترسيع‬ ‫تيسر‬ ‫إىل‬ ‫أدى‬ ‫العالـم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ن ف‬ ‫وقـت أقرص‪ ،‬مع الحصـول‪ ،‬ف ي� الوقت‬ ‫مـن‬ ‫ي‬ ‫المشـارك� ي� ٍ‬ ‫أدلـة كافيـة إلثبـات الفاعلية‪.‬‬ ‫على‬ ‫ذاتـه‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫اللقاحـات ف ي� مكافحـة‬ ‫يقـول أدريـان هيـل‪" :‬تُفيـد‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫و� الوقـت ذاتـه‪ ،‬تفيـد الجوائـح ف ي� تطويـر‬ ‫الجوائـح‪ ،‬ي‬ ‫جائحـة‬ ‫تحـول «كوفيـد‪ »19-‬إىل‬ ‫اللقاحـات"‪ .‬فحقيقـة‬ ‫ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫كبرة أسـهمت ف ي� تطويـر اللقاحـات‬ ‫عالميـة‬ ‫برسعـة ي‬ ‫ٍ‬ ‫رسيعـا‪ .‬فعلى سـبيل المثـال‪ ،‬ذكـر فريـق‬ ‫واختبارهـا‬ ‫ً‬ ‫ت‬ ‫"أكسفورد‪-‬أسرازينيكا" أن لقاحهـم "سـيكون قـد جـرى‬ ‫ين‬ ‫المتطوعـ�‬ ‫اختبـاره على ُقرابـة خمسـة أضعـاف عـدد‬ ‫الترصيح باسـتخدام‬ ‫يتعـ� الوفـاء به عـاد ًة قبـل‬ ‫الـذي ي ن ُ‬ ‫ِ‬ ‫لقـاح ي ن‬ ‫معـ�"‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫أيضا الهيئـات الرقابية حـول العالم إىل‬ ‫هيـل‬ ‫ويدعـو‬ ‫ً‬ ‫الجـراءات التنظيميـة وترسيعهـا‪،‬‬ ‫معـا لتبسـيط إ‬ ‫العمـل ً‬ ‫ت‬ ‫هيئـات رقابيـة وطنية‪ ،‬وما‬ ‫عدة‬ ‫ا‬ ‫حالي‬ ‫فيهـا‬ ‫شـارك‬ ‫الـ� تُ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫عتقـد أن هـذا هـو‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫تعقيـدات‬ ‫مـن‬ ‫ذلـك‬ ‫على‬ ‫تـب‬ ‫ي�‬ ‫ٍ َ ُ‬ ‫ين‬ ‫تحسـ� عمليـة‬ ‫التغير الجوهـري المطلـوب مـن أجـل‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫مسـتقبل‪.‬‬ ‫تطويـر اللقاحات‬ ‫وتتفــق الجهــات الفاعلــةُ الرئيســية ف� أ‬ ‫الوســاط‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫بوجــه عــام عــى أن تجربــة‬ ‫الكاديميــة والصناعيــة‬ ‫ٍ‬ ‫تطويــر لقاحــات «كوفيــد‪ »19-‬ســيكون لهــا عــى‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫تحســ� هــذه العمليــة إىل‬ ‫إيجــا� ف ي�‬ ‫تأثــر‬ ‫بي‬ ‫الرجــح ي ٌ‬ ‫ف‬ ‫مســتقبل ‪ .‬و� حــال ي َّ ن‬ ‫تبــ� أن التقنيــات‬ ‫كبــر‬ ‫حــد ي‬ ‫ً ي‬ ‫الجديــدة أ‬ ‫والرسع للقاحــات القائمــة عــى الحمــض‬ ‫الريــ� والحمــض النــووي تمتــاز بفاعليــة‬ ‫النــووي أ ب ي‬ ‫المــد‪ ،‬فــإن مــن شــأنها أن تُسـ ِـهم ف ي� ترسيــع‬ ‫طويلــة‬ ‫صحيــح أنــه‬ ‫عــام‪.‬‬ ‫بوجــه‬ ‫اللقاحــات‬ ‫تطويــر‬ ‫عمليــة‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫التمويــل الضخــم‬ ‫المحتمــل أن يتوفَّــر‬ ‫غــر‬ ‫مــن ي ُ‬ ‫الــذي ُخ ِّصــص لتحــدي «كوفيــد‪ »19-‬مــرة أخــرى‪،‬‬ ‫ولكــن الــدرس المســتفاد بشــأن إمكانيــة التغلــب‬ ‫ت‬ ‫أيضــا‪ .‬إذا‬ ‫يــؤ� أُ ُكلَــه ً‬ ‫عــى العقبــات التنظيميــة قــد ي‬ ‫اســتوعبنا هــذه الــدروس‪" ،‬ســوف يصبــح تطويــر‬ ‫بــدل مــن ش‬ ‫لقاحــات جديــدة ف ي� ثــاث ســنوات ً‬ ‫عــر‬ ‫ٍ‬ ‫ســنوات أمـ ًـرا أك ـرث واقعيــة"‪ ،‬عــى حــد قــول هيــل‪.‬‬

‫الطب التجريبي‬ ‫في كيمارك‬

‫توجد ثالثة مرافق على أحدث الطرز لتربية الحيوانات في الرياض وجدة‬ ‫وفقا للمعايير الدولية‪ .‬والهدف‬ ‫واألحساء‪ .‬وتم تخطيط وتصميم المرافق ً‬ ‫منها مساعدة بحوث الطب الحيوي من خالل توفير الحيوانات والخبرة‬ ‫البيطرية‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فإنها تقدم التدريب والتعليم فيما يخص‬ ‫استخدام الحيوانات في البحث‪ .‬كما تعمل المرافق على تطوير وتنفيذ‬ ‫السياسة المؤسسية ورعاية الحيوانات‪ ،‬وسياسة االستخدام بما في‬ ‫ذلك تربية الحيوانات والرعاية البيطرية‪.‬‬

‫‪EMD@NGHA.MED.SA‬‬


‫كوفيد‪19-‬‬

‫إتاحة‬ ‫اللقاحات‬ ‫عالميا‪:‬‬ ‫ًّ‬ ‫الطريق من‬ ‫التجارب إلى‬ ‫المرضى‬

‫ن‬ ‫ـا� أن تكــون أســهل ف ي� التوصيــل‪،‬‬ ‫للقاحــات الجيــل الثـ ي‬ ‫أو أقــل تكلفــة‪ ،‬أو أنهــا قــد توفــر الوقايــة بعــد جرعــة‬ ‫واحــدة فقــط‪ ،‬أو لهــا مفعــول ممتــد أ‬ ‫الثــر‪ ،‬أو ربمــا‬ ‫تكــون أكـرث اســتقر ًارا عنــد درجــات الحـرارة المرتفعــة‪.‬‬

‫فض�ورة توفر قدرات تصنيع‬ ‫ي� إقليم ش�ق المتوسط‬

‫منــذ إعــان التسلســل الجيـن ي لفـ يـروس «ســارس‪-‬كوف‪-‬‬ ‫ش‬ ‫العــا� مــن ينايــر لعــام ‪،2020‬‬ ‫‪ SARS-CoV-2 »2‬ف ي�‬ ‫والباحثــون ف ي� جميــع أنحــاء العالــم يتســابقون مــن‬ ‫أجــل تطويــر لقاحــات لمــرض «كوفيــد‪ »19-‬يعضدهــم‬ ‫ف‬ ‫المــال‪.‬‬ ‫مســبوق مــن الدعــم‬ ‫ي� ذلــك مســتوى ي‬ ‫ي‬ ‫غــر ف ٍ‬ ‫بلــدا معظمهــا‬ ‫وبــدأت برامــج التطعيــم ي� نحــو ‪ً 50‬‬ ‫مــن ذوي الدخــل المرتفــع‪ ،‬لكــن أ‬ ‫الزمــة تتطلــب‬ ‫ّ‬ ‫ـرا‪ .‬وخــال مؤتمــر "لقــاح كوفيــد‪:19-‬‬ ‫جهـ ًـدا‬ ‫ً‬ ‫عالميــا كبـ ي ً‬ ‫التحديــات العالميــة آ‬ ‫والفــاق المســتقبلية"‬ ‫منتــدى‬ ‫الــذي عقــده مركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي أ‬ ‫للبحــاث‬ ‫الطبيــة (كيمــارك) ف ي� نوفمـ بـر ‪ ،2020‬ناقــش متحدثــون‬ ‫ســعوديون ودوليــون االسـ تـراتيجيات الراميــة إىل ترسيــع‬ ‫وتــرة تطويــر لقــاح «كوفيــد‪ »19-‬وتعزيــز التوزيــع‬ ‫ي‬ ‫العــادل لــه ف ي� جميــع أنحــاء العالــم‪.‬‬

‫«كوفيد‪ »19-‬ف ي� إقليم ش�ق المتوسط‬

‫بعـد مـرور أكرث مـن عـام على بدايـة الجائحـة‪ ،‬أودى‬ ‫ن‬ ‫مليـو� شـخص حـول‬ ‫«كوفيـد‪ »19-‬بحيـاة أكرث مـن‬ ‫ي‬ ‫وتسـبب ف ي� زعزعـة اسـتقرار نظـم الرعايـة‬ ‫العالـم‬ ‫ّ‬ ‫واالقتصـادات والمجتمعـات‪ .‬ف‬ ‫و� إقليـم ش�ق‬ ‫الصحيـة‬ ‫ي‬ ‫‪24‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫المتوسـط‪ ،‬ذكـرت منظمـة الصحـة العالميـة (‪)WHO‬‬ ‫ين‬ ‫ماليـ� حالـة وزادت‬ ‫الصابـة تجـاوزت ‪5‬‬ ‫أن حـاالت إ‬ ‫البلاغ عـن‬ ‫منـذ‬ ‫وذلـك‬ ‫وفـاة‪،‬‬ ‫ألـف‬ ‫‪125‬‬ ‫الوفيـات على‬ ‫إ‬ ‫أ‬ ‫بالقليـم ف ي� ‪ 29‬مـن ينايـر ‪.2020‬‬ ‫الحالـة الوىل إ‬ ‫وكان بعـض الـدول‪ ،‬مـن بينهـا المملكـة العربيـة‬ ‫أ‬ ‫والمـارات العربيـة المتحـدة‬ ‫والردن‬ ‫السـعودية‬ ‫إ‬ ‫والبحريـن‪ ،‬قـد وقّـع اتفاقيـات ثنائيـة مـع ش�كات‬ ‫ض‬ ‫المسـتح�ات الدوائيـة وبـدأ توزيع اللقـاح‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫ال يـزال بعضهـا آ‬ ‫الخـر ف ي� إقليـم ش�ق المتوسـط وحـول‬ ‫العالـم يواجـه صعوبـة ف ي� ش�اء لقاحـات «كوفيـد‪.»19-‬‬

‫ٌّ‬ ‫حل عالمي للوصول العادل إىل اللقاحات‬

‫ــرع إتاحــة أدوات مكافحــة «كوفيــد‪"»19-‬‬ ‫أُطلــق ُ"م ِّ‬ ‫‪ ACT Accelerator‬ف ي� أبريــل مــن عــام ‪ 2020‬ف ي� إطــار‬ ‫ش�اكــة ي ن‬ ‫بــ� منظمــة الصحــة العالميــة ومجموعــة‬ ‫ش‬ ‫أكــر الجهــود الراميــة إىل‬ ‫أحــد‬ ‫لدعــم‬ ‫الع�يــن‪،‬‬ ‫ب‬ ‫إنتــاج أدوات طبيــة حيويــة جديــدة وتوزيعهــا‪.‬‬ ‫الحــد مــن حــاالت‬ ‫التاحــة" إىل‬ ‫ــرع إ‬ ‫ِّ‬ ‫ويهــدف ُ"م ّ‬ ‫وفيــات «كوفيــد‪ »19-‬وتقليــص عــدد الحــاالت التــي‬ ‫تُــودع بالمستشــفيات علــى إثــره بتوفـ يـر مليــاري جرعــة‬

‫"تهدف "مبادرة إتاحة لقاحات‬ ‫«كوفيد‪ »19-‬على الصعيد‬ ‫العالمي" "كوفاكس"‬ ‫التي تعمل تحت مظلة‬ ‫سرع اإلتاحة" إلى تعزيز‬ ‫"م ِّ‬ ‫ُ‬ ‫تطوير لقاحات «كوفيد‪»19-‬‬ ‫ً‬ ‫عادل‪ ،‬لمنع‬ ‫توزيعا‬ ‫وتوزيعها‬ ‫ً‬ ‫استئثار بعض الدول بجميع‬ ‫جرعات اللقاحات"‪.‬‬ ‫مــن اللقــاح عــى مســتوى العالــم بنهايــة عــام ‪،2021‬‬ ‫توفــر ‪ 245‬مليــون برنامــج عالجــي و‪500‬‬ ‫إضافــةً إىل‬ ‫ي‬ ‫مليــون اختبــار تشــخيص بحلــول منتصــف ‪.2021‬‬ ‫وتهــدف "مبــادرة إتاحــة لقاحــات «كوفيــد‪ »19-‬عــى‬ ‫ت‬ ‫الــ� تعمــل‬ ‫الصعيــد العالمــي" "كوفاكــس" ‪ COVAX‬ي‬

‫التاحــة" إىل تعزيــز تطويــر‬ ‫ــرع إ‬ ‫تحــت مظلــة ُ"م ِّ‬ ‫توزيعــا عـ ً‬ ‫ـادل‪ ،‬لمنــع‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫وتوزيعه‬ ‫ـد‪»19-‬‬ ‫لقاحــات «كوفيـ‬ ‫ً‬ ‫اســتئثار بعــض الــدول بجميــع جرعــات اللقاحــات‪.‬‬ ‫ش‬ ‫ـ�ء بالتحديــات‪ ،‬إىل إيجــاد‬ ‫ويســعى هــذا المــروع المـ ي‬ ‫حلــول عالميــة بتوفـ يـر مجموعــة متنوعــة مــن لقاحــات‬ ‫«كوفيــد‪ ،»19-‬والتصنيــع االسـ تـراتيجي‪ ،‬وحشــد المــوارد‬ ‫الكبــر‪.‬‬ ‫النتــاج‬ ‫الماليــة والعلميــة‪ ،‬وتحقيــق وفــورات إ‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫المــروع ائتــاف ابتــكارات‬ ‫ويشــرك ف ي� قيــادة هــذا‬ ‫التأهــب لمواجهــة أ‬ ‫الوبئــة (‪ ،)CEPI‬والتحالــف العالمــي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ـا�) ‪ ،Gavi‬ومنظمــة الصحــة‬ ‫للقاحــات والتحصـ يـ� (جـ ي‬ ‫العالميــة‪ ،‬بالتعــاون مــع ش‬ ‫ئيــ�‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫التنفيــذ‬ ‫يــك‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ـدرا لهــذا المـ شـروع لــوال جهود‬ ‫اليونيســيف‪ .‬ومــا كان مقـ ً‬ ‫التعــاون بـ ي ن‬ ‫ـ� الحكومــات ومنظمــات الصحــة العالميــة‬ ‫وغ�هــم مــن الـ شـركاء ف ي� القطــاع‬ ‫ـات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫اللقاح‬ ‫ومص ّنعــي‬ ‫ي‬ ‫الخــاص والجامعــات ومؤسســة بيــل وميلينــدا جيتــس‬ ‫ن‬ ‫الخ�يــة‪.‬‬ ‫ـد� والمؤسســات ي‬ ‫والمجتمــع المـ ي‬

‫أُطر زمنية طموحة ومحفظة لقاحات متنوعة‬

‫لقاحـا‬ ‫ـدرج منظمـة الصحـة العالميـة أكرث مـن ‪ً 230‬‬ ‫تُ ِ‬ ‫على قائمـة اللقاحـات المرشـحة قيـد التطويـر ضـد‬

‫لقاحـا ف ي�‬ ‫ي‬ ‫فروس «سـارس‪-‬كوف‪ ،»2-‬مـن بينهـا ‪ً 64‬‬ ‫مرحلـة التجـارب على ش‬ ‫البـر‪ .‬ويقـول زيـاد ميمـش‪،‬‬ ‫مديـر مركـز أ‬ ‫البحـاث واالبتـكار ف ي� مدينـة الملـك‬ ‫سـعود الطبيـة‪ُ " :‬قلِّصـت المـدة الزمنيـة لتطويـر لقـاح‬ ‫شـهرا بفضـل جهـود‬ ‫«كوفيـد‪ »19-‬مـن ‪ً 12‬‬ ‫عامـا إىل ‪ً 12‬‬ ‫مختلـف ش‬ ‫الـركات المص ّنعـة حـول العالـم‪ ،‬والدعـم‬ ‫غر‬ ‫والمنظمـات‬ ‫التمويـل‬ ‫وكاالت‬ ‫مـن‬ ‫المقـدم‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫الحكوميـة المختلفـة‪ ،‬مثـل ائتلاف ابتـكارات التأهـب‬ ‫لمواجهـة أ‬ ‫الوبئـة ومنظمـة الصحة العالمية‪ ،‬والتنسـيق‬ ‫ين‬ ‫القائـم ي ن‬ ‫القطاعـ� الحكومـي والخـاص"‪.‬‬ ‫بـ�‬ ‫وقــد أوضــح ريتشــارد وايلــدر مــن ائتــاف ابتــكارات‬ ‫التأهــب لمواجهــة أ‬ ‫الوبئــة خــال المؤتمــر أن مبــادرة‬ ‫ف‬ ‫"كوفاكــس" اســتثمرت ي� محفظــة بحــث وتطويــر‬ ‫مرشــحة‬ ‫تضــم ف ي� الوقــت‬ ‫الحــال تســعة لقاحــات ّ‬ ‫يّ‬ ‫مرشــحة أخــرى‪ .‬وتعتمــد‬ ‫إىل جانــب تقييــم لقاحــات ّ‬ ‫َنيــة مختلفــة‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫منص‬ ‫هــذه اللقاحــات عــى أربــع ّ‬ ‫ِ ّ‬ ‫ذات فوائــد وتكاليــف إنتــاج متفاوتــة‪ .‬عــاو ًة عــى‬ ‫ن‬ ‫ـا� مــن‬ ‫يقيــم ائتــاف التأهــب ً‬ ‫ذلــك‪ّ ،‬‬ ‫أيضــا الجيــل الثـ ي‬ ‫اللقاحــات الـ ت‬ ‫ـ� يمكــن أن تعالــج مواطــن القصــور ف ي�‬ ‫ي‬ ‫الجيــل أ‬ ‫الول‪ .‬عــى ســبيل المثــال‪ ،‬يمكــن‬ ‫لقاحــات‬

‫تحمل تكاليف اللقاحات‬ ‫القدرة عىل ّ‬

‫انضــم أكــرث مــن ‪ 180‬دولــة إىل مبــادرة "كوفاكــس"‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫منهــا ‪ 92‬دولــة ذات دخــل منخفــض ومتوســط تحتــاج‬ ‫إىل المــوارد الماليــة لـ شـراء اللقــاح‪ .‬ويجــدر بكوفاكــس‬ ‫أن تكفــل هــذه المــوارد عــن طريــق الجهــات المانحــة‬ ‫بمبــادرة ت ز‬ ‫"ال�امــات الســوق المســبقة" (‪ ،)AMC‬ومبــدأ‬ ‫النمائيــة الرســمية" (‪ ،)ODA‬ومســاهمات‬ ‫"المســاعدة إ‬ ‫القطــاع الخــاص‪ ،‬والمؤسســات الخ�يــة‪ .‬ف‬ ‫و� هــذا‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الصــدد‪ ،‬تعهــدت المملكــة العربيــة الســعودية بتقديم‬ ‫ت‬ ‫المشــركة‬ ‫أمريــ� لدعــم المبــادرة‬ ‫‪ 150‬مليــون دوالر‬ ‫ي‬ ‫بــ� "كوفاكــس" وعقــد ت ز‬ ‫ين‬ ‫"ال�امــات الســوق المســبقة"‪.‬‬ ‫كمــا يمكــن للــدول المشــاركة أن تتـ بـرع بــأي جرعــات مــن‬ ‫العـدد رقـم‬

‫‪9‬‬

‫‪25‬‬

‫‪DH I R A J S I N G H /B LOOM B ER G VI A G ET T Y I M AG ES‬‬

‫الجهود والتحديات يغ� المسبوقة المرتبطة بإنتاج‬ ‫لقاحات «كوفيد‪ »19-‬وتوزيعها ف ي� جميع أنحاء العالم‪.‬‬

‫تُ صنع أغلب لقاحات‬ ‫«كوفيد‪ »19-‬في الواليات‬ ‫المتحدة‪ ،‬والهند‪ ،‬والصين‪،‬‬ ‫والمملكة المتحدة‪ ،‬وأوروبا‪.‬‬

‫مهمــة‬ ‫إن إنتــاج مليــارات الجرعــات مــن اللقاحــات ّ‬ ‫ـوردون عــن‬ ‫فائقــة الضخامــة‪ .‬وعــاد ًة مــا يُحجــم المـ ّ‬ ‫رفــع قــدرات مرافــق التصنيــع لديهــم إىل ي ن‬ ‫حــ�‬ ‫الحصــول عــى الموافقــة عــى اللقــاح‪ ،‬لكــن مبــادرة‬ ‫"كوفاكــس" تعمــل مــع ش‬ ‫المص ّنعــة لضمــان‬ ‫الــركات ُ‬ ‫بــدء إنتــاج اللقــاح قبــل الحصــول عــى موافقــة‬ ‫ف‬ ‫و� هــذا الســياق يقــول‬ ‫الجهــات التنظيميــة‪ .‬ي‬ ‫ف‬ ‫ال�امــج ي� مؤسســة‬ ‫ـؤول ب‬ ‫هولجــار كانســار‪ ،‬أحــد مسـ ي‬ ‫بيــل وميلينــدا جيتــس‪" :‬ال شــكّ أن التوســع ف ي� إنتــاج‬ ‫اللقاحــات ف� ي ن‬ ‫حــ� ال تــزال التجــارب الرسيريــة‬ ‫ي‬ ‫قائمــة‪ ،‬أمــر محفــوف بالمخاطــر‪ ،‬لكنــه ض�وري‬ ‫لتوفـ يـر محفظــة لقاحــات مرشــحة عــى نحــو أرسع"‪.‬‬ ‫يُص َّنــع معظــم لقاحــات «كوفيــد‪ »19-‬ف ي� الواليــات‬ ‫المتحــدة والهنــد والصـ ي ن‬ ‫ـ� والمملكــة المتحــدة وأوروبــا‪.‬‬ ‫وباســتثناء بعــض المنشــآت التصنيعيــة ف ي� إيـران‪ ،‬يفتقر‬ ‫حاليــا إىل القــدرة عــى إنتــاج‬ ‫إقليــم ش�ق المتوســط ً‬ ‫اللقاحــات‪ .‬وقــد س ـلّط بيـ تـر هوتـ ي ز‬ ‫ـ�‪ ،‬مــن كليــة بايلــور‬ ‫للطــب ف ي� الواليــات المتحــدة‪ ،‬الضــو َء خــال المؤتمــر‬ ‫معرضــة‬ ‫عــى حقيقــة أن المملكــة العربيــة الســعودية ّ‬ ‫ســتجدة بســبب‬ ‫بشــدة للتأثــر بأمــراض ُمعديــة ُم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫معــدالت أ‬ ‫غــر‬ ‫اض‬ ‫ر‬ ‫مــ‬ ‫ال‬ ‫موقعهــا‪ ،‬وبســبب ارتفــاع‬ ‫ي‬ ‫المعديــة بهــا مثــل مــرض الس ـكّري‪ .‬وقــال هوتـ ي ز‬ ‫ـ�‪" :‬ال‬ ‫ُ‬ ‫بــد مــن االســتثمار ف ي� البنيــة التحتيــة للتقنيــة الحيويــة‬ ‫لتطويــر اللقاحــات‪ .‬والمملكــة العربيــة الســعودية لديها‬ ‫ش‬ ‫والــركات المتخصصــة ف ي� التقنيــة‬ ‫مــن الجامعــات‬ ‫الحيويــة ورأس المــال االســتثماري والمســتوى المتطـ ِّـور‬ ‫مــن أ‬ ‫العمــال التجاريــة‪ ،‬مــا يؤهلهــا للقيــام بذلــك‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫وعليــه يجــب أن يحظــى هــذا المــر بالولويــة ي� ر ي يأ�"‪.‬‬ ‫ي َّتفـق يارس العبيـداء‪ ،‬الرئيس التنفيذي شل�كة سـدير‬ ‫فارمـا‪ ،‬مـع هذا الرأي‪ ،‬فيقـول‪" :‬نحتـاج إىل تطوير البنية‬ ‫التحتيـة‪ ،‬وبنـاء القـدرات مـن أجـل االسـتعداد للجائحة‬ ‫أو الوبـاء القـادم‪ .‬ويجـب أن يحـدث ذلـك على هيئـة‬ ‫ين‬ ‫ش�اكـة ي ن‬ ‫القطاعـ� العـام والخـاص‪ .‬علينـا أن نعمل‬ ‫بـ�‬ ‫معـا لنحمـي بالدنا مـن العامـل الممـرض القادم"‪.‬‬ ‫ً‬


‫كوفيد‪19-‬‬

‫تحديات تواجه الفئات أ‬ ‫القل حظًّا‬

‫فضحـت جائحـة «كوفيـد‪ »19 -‬أوجـه عـدم المسـاواة‬ ‫القليـات والشـعوب أ‬ ‫الـ� تطـال أ‬ ‫الصليـة‬ ‫االجتماعيـة ت ي َ‬ ‫ن‬ ‫والم ش‬ ‫�ديـن داخـل‬ ‫والالجئـ�‬ ‫المهاجريـن‬ ‫والعمـال‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ُ َّ‬ ‫أوطانهـم‪ .‬وعلى ضـوء هـذا‪ ،‬ه ّنـأت منظَّمـة الصحـة‬ ‫العالميـة أ‬ ‫ين‬ ‫وطالـ�‬ ‫الالجئـ�‬ ‫مؤخـرا إلدراجهـا‬ ‫الردن‬ ‫ً‬ ‫بي‬ ‫ن‬ ‫الوط� لها‪ .‬وبسـبب مظاهر‬ ‫اللجـوء ف ي� برنامـج التطعيم‬ ‫ي‬ ‫خصصـت مبـادرة "كوفاكـس"‬ ‫عـدم المسـاواة هـذه‪ّ ،‬‬ ‫نحـو ‪ %5‬مـن الجرعـات المتاحـة لديهـا لمواجهة حاالت‬ ‫التفـ� الحـادة وللدعـم إ ن‬ ‫ش‬ ‫نسـا�‪.‬‬ ‫ال ي‬ ‫ّي‬ ‫ويتعـ ي ن‬ ‫ـ� عــى البلــدان المشــاركة ف ي� مبــادرة "كوفاكس"‬ ‫أن تســتعد الســتالم اللقــاح وتخزينــه وتوزيعــه وإعطائه‬ ‫للســكان‪ .‬غـ يـر أن الوصــول إىل الفئــات المســتضعفة ف ي�‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ـ� يســودها‬ ‫ـ� ّ‬ ‫مزقتهــا الحــروب والمناطــق الـ ي‬ ‫البلــدان الـ ي‬ ‫ـرا‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫كب‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫تحد‬ ‫ـكل‬ ‫ـ‬ ‫سيش‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫واالجتماع‬ ‫ـياس‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫االضطـراب‬ ‫ً يً‬ ‫ي‬ ‫ويحتــاج بعــض لقاحــات «كوفيــد‪ »19-‬إىل التخزيــن‬ ‫والنقــل عنــد درجــات حـرارة فائقــة الـ بـرودة وهــو مــا قــد‬ ‫متاحــا ف ي� المناطــق النائيــة والبلــدان محــدودة‬ ‫ال يكــون ً‬ ‫المــوارد‪ .‬كمــا أن معظــم اللقاحــات المعتمــدة والواعــدة‬ ‫تتطلــب الحصــول عــى جرعتـ ي ن‬ ‫ـ�‪ ،‬وهــو مــا قــد يصعــب‬

‫دراسة‪:‬‬ ‫إصابات‬ ‫«كوفيد‪»19-‬‬ ‫كانت منخفضة‬ ‫بين العاملين‬ ‫بمجال الرعاية‬ ‫الصحية في‬ ‫بداية الجائحة‬

‫تنســيقه ف ي� بعــض الظــروف‪.‬‬ ‫مؤسسـة‬ ‫يقـول ماريـوان بيكـر‪ ،‬مؤسـس ورئيـس ّ‬ ‫ال ن‬ ‫نسـا�‬ ‫"برينـج هـوب"‪ ،‬وهـي مؤسسـة للعمـل إ‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫والمحتاجـ� من خالل أحد أنشـطتها‬ ‫الالجئـ�‬ ‫تسـاعد‬ ‫المتمثلـة ف� توزيـع أ‬ ‫الدويـة ومسـتلزمات النظافـة‬ ‫الصحيـة‪ :‬ي"يكمـن رس مجابهـة أ‬ ‫الزمة ف� التعـاون ي ن‬ ‫والل�‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫بـر قبـل أن نكـون ً‬ ‫دول ‪ .‬وإذا أردنـا‬ ‫والسـخاء؛ أفنحـن ٌ‬ ‫النسـانية‬ ‫تكـون‬ ‫أن‬ ‫بـد‬ ‫ال‬ ‫إنسـانية‪،‬‬ ‫التصـدي لزمـة‬ ‫إ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أيضا على أهمية‬ ‫الضـوء‬ ‫بيكـر‬ ‫ّط‬ ‫ل‬ ‫سـ‬ ‫لجهودنـا"‪.‬‬ ‫أساسـا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ين‬ ‫الدينيـ� الذيـن‬ ‫التعـاون مـع زعمـاء القبائـل والقـادة‬ ‫رئيس� ف ي� عمليـة اتخـاذ القـرار ف ي�‬ ‫يضطلعـون بـدور‬ ‫ي‬ ‫بعـض المجتمعـات‪.‬‬ ‫وأخرا‪ ،‬لـن تنتهـي أ‬ ‫الزمة إىل أن تكتمل السـيطرة عىل‬ ‫يً‬ ‫يجسـده شـعار‬ ‫فروس كورونـا ف ي� ّكل مـكان‪ ،‬وهـو مـا‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫ين‬ ‫"جـا�"‪" :‬لـن‬ ‫والتحصـ�‬ ‫التحالـف العالمـي للقاحـات‬ ‫ي‬ ‫أحـد بالسـباق ت‬ ‫حى يفـوز الجميـع"‪.‬‬ ‫يفـوز ٌ‬ ‫‪C HI N E N OUVELLE/S I PA /S H UT T ER S TOC K‬‬

‫التف� الحادة وللدعم إ ن‬ ‫خصصت مبادرة "كوفاكس" نحو ‪ %5‬من الجرعات المتاحة لديها لمواجهة حاالت ش‬ ‫نسا�‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ال ي‬ ‫ّي‬ ‫‪26‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫ُ‬ ‫وال ُ‬ ‫غالق وتوخي الحذر‪،‬‬ ‫أقنعة الوجه إ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫الحد‬ ‫ال� أسهمت ي� ِّ‬ ‫من يب� العوامل ي‬ ‫ين‬ ‫العامل� بمجال‬ ‫معدالت إصابة‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫الرعاية الصحية بالمرض‪ ،‬ي� أنحاء‬ ‫المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫ف ي� شـهر مايـو مـن عـام ‪ ،2020‬أُجريـت دراسـةٌ على‬ ‫ين‬ ‫العاملـ� ف ي� مجـال الرعايـة الصحيـة الذيـن يقفـون عىل‬ ‫خـط المواجهـة أ‬ ‫المامـي ضـد جائحـة «كوفيـد‪ »19-‬ف ي�‬ ‫نتائجهـا أن معدل‬ ‫المملكـة العربية السـعودية‪ ،‬كشـفت ُ‬ ‫بوجـه عـام‪ ،‬رغـم تبايُنه‬ ‫منخفضـا‬ ‫إيجابيـة المصـل كان‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫عر مختلـف المناطـق والمستشـفيات‪.‬‬ ‫ب‬ ‫وترصـد دراسـات االنتشـار المصل نسـبةَ أ‬ ‫الشـخاص‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ن ف‬ ‫مرضـة عىل‬ ‫ي‬ ‫المصابـ� ي� مجموعـة سـكانية بالعوامـل ُ‬ ‫الم ِ‬ ‫مـدار ت‬ ‫فرة معينـة‪ ،‬ويجـري ذلك مـن خالل المقايسـات‬ ‫الـ� تقيس وجود أ‬ ‫ت‬ ‫الجسـام المضـادة ف ي� مصل‬ ‫المناعيـة ي‬ ‫فانتشـار أ‬ ‫للف�وسـات‬ ‫دة‬ ‫حي‬ ‫الم‬ ‫المضادة‬ ‫جسـام‬ ‫ال‬ ‫الدم‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫(‪ )NAbs‬يُعـد ش‬ ‫مـؤ�ا على إصابة الشـخص بالعـدوى ف ي�‬ ‫ً‬ ‫الصابة‪.‬‬ ‫السـابق‪ ،‬وكذلـك على المناعة بعـد إ‬ ‫أُجري هذا المسح الذي يعد أ‬ ‫الول من نوعه ف ي�‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وزع عىل‬ ‫المملكة العربية السعودية ف ي� ‪ 85‬مستشفى ُم َّ‬ ‫ين‬ ‫مؤكدة‬ ‫إصابة‬ ‫حاالت‬ ‫ضم‬ ‫فئت�‪ 61 :‬مستشفًى‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫إحالة يَ ُّ‬ ‫بمرض «كوفيد‪ ،»19-‬مع استبعاد الحاالت ت‬ ‫ال� ظهرت‬ ‫عليها أ‬ ‫العراض‪ ،‬إضافة إىل ‪ 24‬مستشفًى يغ� ي ض‬ ‫مت�ر وال‬ ‫ين‬ ‫مصاب� بمرض «كوفيد‪ .»19-‬لم تُ ِبلغ‬ ‫ضم أي أشخاص‬ ‫يَ َّ‬ ‫تفش للمرض ي ن‬ ‫ب�‬ ‫نوبات‬ ‫أي‬ ‫عن‬ ‫الثانية‬ ‫الفئة‬ ‫ستشفيات‬ ‫ُم‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ين‬ ‫العامل� ف ي� مجال الرعاية الصحية بها‪ ،‬ومن ثم جرى‬

‫‪K I YOS HI TA K A HAS E S E G U NDO / A L A M Y S TOCK P HOTO‬‬

‫اللقــاح فائضــة عــن حاجتهــا‪.‬‬ ‫توفّـر الـدول المشـاركة ف ي� مبـادرة "كوفاكـس" والقادرة‬ ‫على تحمـل تكلفـة اللقـاح‪ ،‬المـوارد المالية الالزمـة شل�اء‬ ‫اللقاحـات لنسـبة ‪ %10-50‬مـن سـكانها‪ .‬ورغـم ذلـك‪،‬‬ ‫تحصـل هـذه الـدول ف� بـادئ أ‬ ‫المـر على جرعـات تكفي‬ ‫ي‬ ‫لتطعيـم ‪ %20‬فقـط مـن السـكان‪ ،‬ثـم تحصـل على‬ ‫النسـبة المتبقية عندما تتاح نفس النسـبة لجميع البلدان‬ ‫المشـاركة ف ي� "كوفاكـس"‪ .‬ومـن خالل حشـد المـوارد‪ ،‬فإن‬ ‫ت‬ ‫تمـول نفسـها ال تسـاعد يغ�هـا مـن الـدول‬ ‫الـ� ّ‬ ‫الـدول ف ي‬ ‫لفروس «سـارس‪-‬كوف‪ ،»2-‬بـل‬ ‫ي‬ ‫التصـد‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫فحسـب ي‬ ‫أيضـا مـن قدرتها على التفاوض وفرصهـا ف ي� ضمان‬ ‫تعـزز ً‬ ‫ّ‬ ‫الحصـول على اللقاحات ت‬ ‫ح� حال إخفـاق مفاوضاتها أو‬ ‫صفقاتهـا الثنائيـة مـع ش‬ ‫المصنعة‪.‬‬ ‫الـركات ُ‬ ‫عالو ًة عىل ذلك‪ ،‬تسـتخدم "كوفاكس" قوتها ش‬ ‫ال�ائية‬ ‫الجماعيـة للتفـاوض على أسـعار اللقاحـات‪ .‬وقد أوضح‬ ‫أدريـان هيـل مـن جامعـة أكسـفورد ومعهـد جيرن أنـه‬ ‫ت‬ ‫في ش‬ ‫ال� تُم َنح حقوق‬ ‫أرصوا عىل أن‬ ‫تسـتو� ال�كـة ي‬ ‫وزملاءه ّ‬ ‫طلبـ� ي ن‬ ‫إنتـاج لقاحهـم َم ي ن‬ ‫اثنـ�؛ أولهمـا أن تسـتهدف‬ ‫المـداد العالمـي مـن خلال البحـث عـن ش�كاء تصنيـع‬ ‫إ‬ ‫ف ي� البلـدان منخفضـة ومتوسـطة الدخـل‪ ،‬والمطلـب‬ ‫ن‬ ‫الثـا� أن تضمـن انخفـاض سـعر اللقـاح‪ ،‬ليكـون أقـرب‬ ‫ي‬ ‫النتاج‪ .‬أضـاف هيل‪ ،‬الـذي شأ�ف عىل‬ ‫لتكلفـة‬ ‫يمكـن‬ ‫مـا‬ ‫إ‬ ‫ت‬ ‫أكسفورد‪-‬أسرازينيكا‬ ‫جهـود البحـث والتطويـر للقـاح‬ ‫أيضـا مـع‬ ‫المضـاد لمـرض «كوفيـد‪ »19 -‬والـذي تعـاون ً‬ ‫ين‬ ‫وباحثـ� آخريـن ف ي� مركـز الملك عبـد الله‬ ‫الحـر�‬ ‫نايـف‬ ‫بأ ي‬ ‫مرشـح‬ ‫لقاح‬ ‫نتاج‬ ‫ل‬ ‫(كيمـارك)‬ ‫الطبيـة‬ ‫بحـاث‬ ‫لل‬ ‫العالمـي‬ ‫إ‬ ‫ّ‬

‫أ‬ ‫ف‬ ‫لمتالزمـة ش‬ ‫"� وقـت الجائحة‪،‬‬ ‫ال�ق الوسـط التنفسـية‪ :‬ي‬ ‫تقـع عىل مطوري اللقاحات مسـؤولية التأكـد من امتداد‬ ‫تأثر لقاحاتهـم ف ي� الصحـة العامـة ليشـمل العالـم كله‬ ‫ي‬ ‫المـكان‪ .‬ونحتـاج كذلـك إىل بنيـة هيكيليـة مثـل‬ ‫قـدر إ‬ ‫"كوفاكـس" لضمـان التوزيـع العـادل للقاحـات"‪.‬‬

‫"فضحت جائحة «كوفيد‪-‬‬ ‫‪ »19‬أوجه عدم المساواة‬ ‫االجتماعية التي تطال‬ ‫األقليات والشعوب األصلية‬ ‫والعمال المهاجرين والالجئين‬ ‫ّ‬ ‫شردين داخل أوطانهم"‪.‬‬ ‫والم َّ‬ ‫ُ‬

‫المسوحات المصلية األجسام‬ ‫ُ‬ ‫عادةً ما تتبع‬ ‫المضادة لفيروس "سارس‪-‬كوف‪"2-‬‬ ‫والتي يمكن اكتشافها داخل مجموعة‬ ‫سكانية جغرافية معينة‪.‬‬

‫التعامل معها باعتبارها المجموعة الضابطة‪.‬‬ ‫وبتحليـل عينـات مصـل الـدم ألكرث مـن ‪12,600‬‬ ‫معـدالت‬ ‫عامـل بمجـال الرعايـة الصحيـة‪ ،‬تراوحـت‬ ‫ُ‬ ‫إيجابيـة المصـل مـا ي ن‬ ‫بـ� ‪ %0‬و‪ .%6.31‬وقـد اتضـح‪،‬‬ ‫متوقعا‪ ،‬أن معدل إيجابية المصل كان أعىل‬ ‫حسـبما كان‬ ‫ً‬ ‫العاملـ� بمجـال الرعايـة الصحيـة أ‬ ‫الكرث‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫تعر ًضـا‬ ‫بـ�‬ ‫ُّ‬ ‫لمـرض «كوفيـد‪ »19-‬نتيجـة عملهم بالمستشـفيات ت‬ ‫ال�‬ ‫ي‬ ‫وتبـ� وجـود نقـص ف� أ‬ ‫حـاالت مؤكـدة‪ .‬ي َّ ن‬ ‫الجسـام‬ ‫ضـم‬ ‫ٍ‬ ‫تَ ُّ‬ ‫ي‬ ‫للف�وس لدى ‪ %8‬مـن العينات ت‬ ‫ال�‬ ‫ـدة‬ ‫حي‬ ‫الم‬ ‫المضـادة‬ ‫ي‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ي‬ ‫تحليلهـا‪ ،‬النخفـاض نسـبها أو لوجـود أ‬ ‫الجسـام‬ ‫جـرى‬ ‫للف�وسـات التاجيـة بهـا‪.‬‬ ‫المضـادة‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫المشارك� ف ي� الدراسة‬ ‫الباحث�‬ ‫الحر� ‪-‬أحد‬ ‫يقول نايف ب ي‬ ‫ورئيس وحدة تطوير اللقاحات بمركز الملك عبد الله‬ ‫العالمي أ‬ ‫للبحاث الطبية (كيمارك)‪ -‬إن انخفاض معدل‬ ‫سبب للمتالزمة‬ ‫إيجابية المصل ي‬ ‫لف�وس كورونا ‪ُ 2‬‬ ‫الم ِّ‬ ‫التنفسية الحادة الوخيمة‪« ،‬سارس‪-‬كوف‪SARS- »2-‬‬ ‫‪ CoV-2‬ربما يكون ً‬ ‫دليل عىل أن الحرص عىل استخدام‬ ‫الغالق الشامل‬ ‫وتطبيق‬ ‫الشخصية‬ ‫معدات الوقاية‬ ‫إ‬ ‫عىل مستوى الدولة نجحا ف‬ ‫الصابة‬ ‫معدل‬ ‫عىل‬ ‫بقاء‬ ‫ال‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ي إ‬ ‫مستويات‬ ‫بمرض «كوفيد‪ »19-‬من يغ� ظهور أعر ٍاض عند‬ ‫ٍ‬ ‫ين‬ ‫منخفضة ي ن‬ ‫العامل� ف ي� مجال الرعاية الصحية‪.‬‬ ‫ب�‬ ‫ين‬ ‫الباحثـ� بمركـز جونز‬ ‫يقـول جعفـر آل توفيـق‪ ،‬أحـد‬ ‫نز‬ ‫الط� للرعاية الصحية‪ ،‬والذي شـارك ف ي�‬ ‫هوبك أرامكـو ب ي‬ ‫جزء مـن الصورة‬ ‫سـوى‬ ‫ليسـت‬ ‫اسـة‬ ‫ر‬ ‫الد‬ ‫"هذه‬ ‫اسـة‪:‬‬ ‫الدر‬ ‫ٍ‬ ‫الكاملـة لعلـم وبائيـات «كوفيـد‪ »19-‬ف ي� المملكة العربية‬ ‫السـعودية‪ ،‬ويجـب أن يُنظَـر إليهـا ف ي� سـياق جميـع‬ ‫الدراسـات والنتائـج الرئيسـة أ‬ ‫الخـرى"‪.‬‬

‫ُ‬ ‫عر المناطـق‬ ‫بايـن‬ ‫معـدل إيجابيـة المصـل ب‬ ‫وقـد تَ َ‬ ‫تبعا لعـدد الحاالت‬ ‫بايـن‬ ‫ت‬ ‫كمـا‬ ‫المملكـة‪،‬‬ ‫مـن‬ ‫المختلفـة‬ ‫َ َ ً‬ ‫المصابـة ف‬ ‫مجتمـع مـا‪ .‬يُوضـح آل توفيـق هـذا ً‬ ‫قائلا‪:‬‬ ‫�‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ط ين‬ ‫"يُحتمـل أن يكـون هنـاك ارتبـا ٌ‬ ‫بـ� تبايُـن معـدل‬ ‫إيجابيـة المصـل وتبايُن عـدد الحاالت ف ي� ذلـك المجتمع‬ ‫ين‬ ‫العاملـ� ف ي� مجـال الرعايـة‬ ‫أو تلـك المدينـة‪ .‬وبمـا أن‬ ‫الصحيـة جـز ٌء مـن أي مجتمـع‪ ،‬فإنهـم ُعرضـة للإصابـة‬ ‫بفروس «سـارس‪-‬كوف‪ »2-‬داخـل هـذا المجتمـع"‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ومنـذ ذلـك ي ن‬ ‫اسـات أخـرى بهـدف‬ ‫الحـ�‪ ،‬أُجريـت در ٌ‬ ‫المصل� ف ي� المجتمـع السـعودي على‬ ‫قيـاس االنتشـار‬ ‫ي‬ ‫شر آل توفيـق إىل أن إحـدى الدراسـات ت‬ ‫ال�‬ ‫اتسـاعه‪ .‬ويُ ي‬ ‫ي‬ ‫مت� ي ن‬ ‫ُ‬ ‫عـ� أصحـاء‬ ‫مـن‬ ‫خـذت‬ ‫أ‬ ‫دم‬ ‫عينـات‬ ‫أُجريـت على‬ ‫ب‬ ‫ٍ‬ ‫معـدل انتشـار أ‬ ‫الجسـام المضادة‬ ‫انخفاضـا ف ي�‬ ‫أظهـرت‬ ‫ً‬ ‫لفروس «سـارس‪-‬كوف‪ ،»2-‬وذلـك على الرغـم مـن‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫ارتفاعـه ي ن‬ ‫مسـحا‬ ‫الحر� أن‬ ‫غر‬ ‫بـ� ي‬ ‫ً‬ ‫المواطنـ�‪ .‬ويضيف أ ب ي‬ ‫آخـر أظهـر ارتفا ًعـا ف ي� ُمعـدل إنتـاج الجسـام المضـادة‬ ‫ف‬ ‫الصابـة الشـديدة‪ ،‬وبلـغ‬ ‫للفروس ي� حـاالت إ‬ ‫حيـدة ي‬ ‫ُ‬ ‫الم ِّ‬ ‫أ‬ ‫هـذا االرتفـاع ذروتـه على مـدار الشـهر الثالثـة ت‬ ‫الـ�‬ ‫ي‬ ‫الحـر� العمـل على دراسـة‬ ‫الصابـة‪ .‬وقـد بـدأ‬ ‫أعقبـت إ‬ ‫بي‬ ‫وطنيـة أكرث‬ ‫ً‬ ‫المصل�‪ ،‬تضـم هذه‬ ‫االنتشـار‬ ‫عـن‬ ‫تمثيلا‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫الـ� يأمـل أن تُ ش‬‫قريبـا‪ -‬أكرث مـن ‪ 11‬ألـف‬ ‫نـر ً‬ ‫الدراسـة ي‬ ‫معـت ف‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ونوفمر ‪.2020‬‬ ‫يونيـو‬ ‫بـ�‬ ‫ة‬ ‫الفر‬ ‫�‬ ‫عينـة ُج‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪Alserehi H.A., et al. Seroprevalence of SARS-CoV-2‬‬ ‫‪(COVID-19) among healthcare workers in Saudi Arabia:‬‬

‫‪comparing case and control hospitals. Diagn Microbiol‬‬

‫‪Infect Dis. 99, 115273 (2020).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪9‬‬

‫‪27‬‬


‫ﺳﻼﻻت ﻓﻴﺮوس »ﺳﺎرس‪-‬ﻛﻮف‪«2-‬‬

‫كوفيد‪19-‬‬

‫اللقاحات‬ ‫في مواجهة‬ ‫السالالت‬ ‫المتحورة‪ :‬سباق‬ ‫ِّ‬ ‫محموم‬

‫ت‬ ‫ال� تؤثر ف ي� فاعلية‬ ‫االنتشار الرسيع للسالالت‬ ‫ِّ‬ ‫المتحورة عن يف�وس «سارس‪-‬كوف‪ »2-‬ي‬ ‫وتداعيات ذلك بالنسبة للمعركة الدائرة لمكافحة «كوفيد‪»19-‬‬ ‫اللقاحات‪،‬‬ ‫ُ‬

‫‪28‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫ف‬ ‫وقـت سـابق مـن العـام الجـاري‪ ،‬أفـادت دراسـةٌ‬ ‫و� ٍ‬ ‫ي‬ ‫المسـودات البحثيـة‬ ‫بحثيـة َّأوليـة نُ ِشـرت على خـادم‬ ‫‪ ،medRxiv‬ولـم تخضع لم ّراجعـة أ‬ ‫القران‬ ‫ِ"مـد آركايـف"‬ ‫دقيـق بعـد‪ ،‬أن سلالة‬ ‫لتقييـم‬ ‫تخضـع‬ ‫لـم‬ ‫ثـم‬ ‫ومـن َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ـميت ‪( B.1.526‬إيوتـا) كانـت قد‬ ‫س‬ ‫للقلـق‬ ‫ة‬ ‫مثر‬ ‫جديـدة ي‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ض‬ ‫وانتـرت ي ن‬ ‫ش‬ ‫والمر�‬ ‫بـ� كبار السـن‬ ‫ُر ِص َـدت ف ي� نيويـورك‬ ‫أ‬ ‫‪7‬‬ ‫تشر الدراسـة البحثية‬ ‫ال ثك� ترد ًدا عىل المستشـفيات‪ .‬ي‬ ‫ف‬ ‫إىل أن هـذه السلالة وجـدت موطـئ قدم لها ي� شـمال‬ ‫ش�ق الواليـات المتحـدة أ‬ ‫المريكيـة‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ـ�‬ ‫ويُســابق العلمــاء الزمــن ً‬ ‫حاليــا لفهــم الكيفيــة الـ ي‬ ‫تتفاعــل بهــا هــذه الســاالت ف ي� مــا بينهــا‪ ،‬وكذلــك‬ ‫الكيفيــة ت‬ ‫الــ� تتفاعــل بهــا مــع جهازنــا المناعــي‪،‬‬ ‫وبصفــة أكــرث ي تحديــدا‪ ،‬مــع أ‬ ‫الجســام المضــادة‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫ت‬ ‫ـ� أُ ِنت َجــت ف ي� المختـ بـر)‬ ‫أحاديــة النســيلة أ(أي تلــك الـ ي‬ ‫بالضافــة إىل الجســام المضــادة ت‬ ‫الــ� أُ ِنت َجــت‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫الصابــة بالعــدوى‪ .‬وفهــم هــذه‬ ‫طبيعيــا بســبب إ‬ ‫ً‬ ‫الديناميكيــات يعــد خطــو ًة مهمــة نحــو اكتشــاف‬ ‫طــرق لتحييــد الســاالت الجديــدة‪.2‬‬ ‫ٍ‬ ‫بين ي مـور‪ ،‬عالمـةٌ مـن العلمـاء الذيـن يعكفـون على‬ ‫دراسـة خصائـص بعـض هـذه السلاالت ف ي� مـا يتعلـق‬ ‫أ‬ ‫بالجسـام المضـادة أحاديـة النسـيلة‪ .‬ففـي دراسـة‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ين‬ ‫نُ ِشـرت ي� مـارس عـام ‪ 2021‬ي� دوريـة ش‬ ‫مديسـ�"‬ ‫"نيت�‬ ‫‪ ،Nature Medicine1‬كانـت ف ي� طليعـة مـن أثبتـوا أن‬ ‫السلالة الجنـوب إفريقيـة بيتا قـادر ٌة على مقاومة بالزما‬ ‫المتعافـ� وتفـادي ثلاث فئات مـن أ‬ ‫ين‬ ‫الجسـام المضادة‬ ‫المحيـدة لهـا بشـكل كامـل‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ش‬ ‫ـرت البيانــات الخاصــة بالســالة بيتــا للمرة‬ ‫أ عندمــا نُـ ِ َ‬ ‫الوىل‪ ،‬قالــت مــور إنهــا شــعرت هــي وزمالؤهــا "بالقلــق‬ ‫مــن احتماليــة أن يكــون مســتوى الوقايــة الــذي يتوافــر‬ ‫أ‬ ‫ـرا‬ ‫للشــخاص الذيــن س أــبق وأُصيبــوا بالعــدوى أقــل كثـ ي ً‬ ‫ن‬ ‫الثــا� المهــم الــذي شــغلنا‬ ‫ممــا كنــا نأمــل‪ .‬والمــر‬ ‫ي‬ ‫بشــدة كان متعلقًــا بالتداعيــات ت‬ ‫الــ� ربمــا تخلِّفهــا‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫الــ� كان يجــري‬ ‫الســالة فعــى فاعليــة اللقاحــات ي‬ ‫صحــت‬ ‫توزيعهــا ي� جنــوب إفريقيــا‪ .‬ولســوء الحــظ‪َّ ،‬‬ ‫توقعاتنــا"‪.‬‬ ‫أشــارت الدراســة الـ ت‬ ‫ـ� أجرتهــا مــور إىل أن احتماالت‬ ‫ي‬ ‫الصابــة مجــد ًدا بالعــدوى كانــت قائمــة‪ .‬وأكــدت‬ ‫إ‬ ‫ورقــة بحثيــة‪ 5‬شن�هــا أليكــس ســيجال وآخــرون ف ي�‬ ‫دوريــة ‪ Nature‬بعــد أســابيع قليلــة مــن ورقــة مــور‬ ‫أ‬ ‫المســ َتخلصة مــن‬ ‫البحثيــة أن الجســام المضــادة ُ‬ ‫ض‬ ‫ين‬ ‫المتعافــ� مــن «كوفيــد‪ »19-‬مــن الموجــة‬ ‫المــر�‬ ‫أ‬ ‫الوىل مــن الجائحــة ت‬ ‫الــ� ض�بــت جنــوب إفريقيــا‬ ‫ف ي‬ ‫كانــت أقــل فاعليــة ي� تحييــد الســالة بيتــا‪ .‬كمــا‬ ‫ت‬ ‫الــ�‬ ‫أشــارت بحــوث مــور كذلــك إىل أن اللقاحــات ي‬

‫ﻳﺘﺘﺒﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻴﺮوس ﻛﻮروﻧﺎ اﻟﻤﺴﺒﺐ ﻟﻤﺘﻼزﻣﺔ اﻻﻟﺘﻬﺎب اﻟﺮﺋﻮي اﻟﺤﺎد اﻟﻮﺧﻴﻢ‬ ‫ﺧﻄﺮا أﻛﺒﺮ أو ﺗﺘﺤﺪى ﺟﻬﻮد اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ‪.‬‬ ‫"ﺳﺎرس‪-‬ﻛﻮف‪ "2-‬ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ اﻟﻄﻔﺮات اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺸﻜﻞ‬ ‫ً‬ ‫وﻳﻌﺪ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻄﻔﺮات ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺴﻼﻻت‪ ،‬وﺣﺴﻢ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻘﺎﺑﻠﻴﺔ اﻧﺘﺸﺎر‬ ‫ً‬ ‫أﻣﺮا ﺑﺎﻟﻎ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﻟﻠﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬ ‫اﻟﻔﻴﺮوس وﺧﻄﻮرﺗﻪ واﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻤﻨﺎﻋﻴﺔ ﻟﻪ‬

‫‪YO U SSE F K HA L I L/ N AT UR E 20 21‬‬

‫الصابــات بمــرض «كوفيــد‪»19-‬‬ ‫مــع تصاعــد أعــداد إ‬ ‫المتحــورة‬ ‫الجديــدة‬ ‫الســاالت‬ ‫حــول العالــم بســبب‬ ‫ِّ‬ ‫والمثــرة للقلــق‬ ‫«ســارس‪-‬كوف‪»2-‬‬ ‫فــروس‬ ‫ي‬ ‫عــن ي‬ ‫إىل جانــب مــا ت‬ ‫اعــراه مــن طفــرات‪ ،‬تُســابق ش�كات‬ ‫أ‬ ‫الدويــة والباحثــون الزمــن مــن أجــل تطويــر اللقاحــات‬ ‫وتحســينها بمــا يتــاءم مــع الســاالت الناشــئة‪ .‬ربمــا‬ ‫ضبابيــا‪ ،‬لكــن بعــض العلمــاء يقولــون‬ ‫يكــون المســتقبل‬ ‫ً‬ ‫إن الوتـ يـرة غـ يـر المســبوقة لتطويــر اللقاحــات وحجــم‬ ‫الــدول يبعثــان عــى التفــاؤل‪.‬‬ ‫التعــاون‬ ‫ي‬ ‫أُ ِنتــج عــد ٌد هائــل مــن لقاحــات «كوفيــد‪ »19-‬ف ي�‬ ‫وصح باالســتخدام الطــارئ لهــا‪ ،‬بمــا ف ي�‬ ‫زمــن قيـ ي‬ ‫ـاس ُ ِّ‬ ‫ـ�‬ ‫ـ‬ ‫الري‬ ‫ـووي‬ ‫ـ‬ ‫الن‬ ‫ـض‬ ‫ـ‬ ‫الحم‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫القائم‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫اللقاح‬ ‫ذلــك‬ ‫بي‬ ‫المرســال ‪ mRNA‬واللقاحــات المعتمــدة عــى نواقــل‬ ‫متحــورة‬ ‫الغديــة‪ .‬ومــع ظهــور ســاالت‬ ‫الف�وســات ّ‬ ‫ي‬ ‫ِّ‬ ‫جديــدة‪ ،‬طغــت فكــرة تطويــر جرعــات تنشــيطية أو‬ ‫فعالــة لمكافحــة الســاالت‬ ‫إنتــاج جرعــات موســمية َّ‬ ‫زخمــا‪.‬‬ ‫الجديــدة واكتســبت ً‬ ‫ـخ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـارة‬ ‫ـ‬ ‫عب‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫وه‬‫ـدة‬ ‫ـ‬ ‫جدي‬ ‫إن ظهــور ســاالت‬ ‫ُ ٍ‬ ‫الفــروس وتحمــل أخطــا ًء ف ي� حمضهــا‬ ‫منحــدرة مــن ي‬ ‫ـ� ومــن ثـ َّـم ذات شــفرة جينيــة مختلفــة‬ ‫النــووي الريـ ب ي‬ ‫وس أ‬ ‫صــ�‪ -‬قــد أثــار المخــاوف بشــأن‬ ‫ال‬ ‫الفــر‬ ‫عــن ي‬ ‫ي‬

‫فاعليــة جهــود التطعيــم القائمــة الجاريــة‪ .‬صحيــح‬ ‫أكــر ف ي� التعامــل‬ ‫أن بعــض اللقاحــات أظهــر فاعليــة ب‬ ‫نــةً‬ ‫بغ�هــا مــن‬ ‫المتحــورة مقار‬ ‫مــع بعــض الســاالت‬ ‫ي‬ ‫اللقاحــات‪ ،‬إال أن النجاحــات ِّ أ‬ ‫الكيــدة ف ي� هــذا الصــدد‬ ‫كانــت محــدودة‪.‬‬ ‫المريكيـة لمكافحـة أ‬ ‫وفقًـا للمراكـز أ‬ ‫المـراض والوقايـة‬ ‫ض‬ ‫المـا� نشـوء عديـد‬ ‫منهـا (‪ ،)CDC‬شـهد الخريـف‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫الـ� كانـت أبرزهـا السلالة‬ ‫مـن السلاالت الجديـدة ي‬ ‫ت‬ ‫ال�يطانية"‪،‬‬ ‫"السلالة‬ ‫باسـم‬ ‫الـ� شـاع تسـميتها‬ ‫ب‬ ‫(ألفـا) ي‬ ‫والسلالة ‪( B.1.351‬بيتـا) المعروفـة بالسلالة الجنـوب‬ ‫ت‬ ‫مسـتقل عـن السلالة ألفـا‬ ‫بشـكل‬ ‫الـ� نشـأت‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫إفريقيـة ي‬ ‫(انظـر المرجـع رقم ‪ ،)4‬والسلالة ‪( P.1‬جامـا) المعروفة‬ ‫الـ� ذكـرت مراكـز مكافحـة أ‬ ‫ت‬ ‫المراض‬ ‫بالسلالة ب‬ ‫ال�ازيليـة ي‬ ‫والوقايـة منهـا أنهـا خضعـت لــ‪ 17‬طفـرة فريـدة‪ ،‬ثالث‬ ‫ف‬ ‫ال� ي ن‬ ‫الشـوك‪.‬‬ ‫وت�‬ ‫منها ف ي� نطاق االرتباط‬ ‫بالمسـتقبالت ي� ب‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫وتعـد السلالة ألفـا أكرث قـدرة على العـدوى مقارنةً‬ ‫ّ‬ ‫بغ�هـا مـن السلاالت المعروفـة‪ ،‬وهـي ت‬ ‫تقرن بأعر ٍاض‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫و� أواخر‬ ‫أشـد للمرض‬ ‫ٍ‬ ‫واحتمـاالت أعىل لحدوث وفـاة‪ ،‬ي‬ ‫ض‬ ‫المـا�‪ ،‬كانـت تلـك االحتمـاالت ال تـزال محـل‬ ‫ينايـر‬ ‫ي‬ ‫دراسـة وتقييـم مـن جانـب العلمـاء بالمملكـة المتحـدة‬ ‫بنـا ًء على تحليلات جديدة‪.‬‬

‫متحورة‬ ‫"مع ظهور سالالت‬ ‫ِّ‬ ‫جديدة‪ ،‬طغت فكرة تطوير‬ ‫جرعات تنشيطية أو إنتاج‬ ‫فعالة‬ ‫جرعات موسمية َّ‬ ‫لمكافحة السالالت الجديدة‬ ‫زخما"‪.‬‬ ‫واكتسبت ً‬

‫ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ‪ ،‬ﺑﺪأت ﺗﻈﻬﺮ "ﺳﻼﻻت ﺑﺎﻋﺜﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻠﻖ"‬

‫‪P.1‬‬

‫‪B.1.617‬‬

‫‪B.1.351‬‬

‫‪B.1.1.7‬‬

‫ﺟﺎﻣﺎ‬ ‫دﻳﺴﻤﺒﺮ ﻋﺎم ‪،2020‬‬ ‫اﻟﺒﺮازﻳﻞ‬

‫وﺗﺸﻤﻞ ﺳﻼﻟﺘﻲ »ﻛﺎﺑﺎ« و»دﻟﺘﺎ«‬ ‫واﻟﺴﻼﻻت اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ اﻷﺧﺮى‬ ‫أﻛﺘﻮﺑﺮ ﻋﺎم ‪ ،2020‬اﻟﻬﻨﺪ‬

‫ﺳﻼﻟﺔ »ﺑﻴﺘﺎ«‬ ‫أﻛﺘﻮﺑﺮ ﻋﺎم ‪،2020‬‬ ‫ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ‬

‫ﺳﻼﻟﺔ »أﻟﻔﺎ«‬ ‫ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻋﺎم ‪،2020‬‬ ‫اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة‬

‫أﻛﺜﺮ ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻧﺸﺮ اﻟﻌﺪوى‬

‫أﻛﺜﺮ ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻧﺸﺮ اﻟﻌﺪوى‬

‫أﻛﺜﺮ ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻧﺸﺮ اﻟﻌﺪوى‬

‫أﻛﺜﺮ ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻧﺸﺮ اﻟﻌﺪوى‬

‫?‬ ‫ﻣﺮﺿﺎ‬ ‫ً‬ ‫ﺗﺴﺒﺐ‬ ‫أﺷﺪ وﺧﺎﻣﺔ‬

‫ﻣﺮﺿﺎ‬ ‫ً‬ ‫ﺗﺴﺒﺐ‬ ‫أﺷﺪ وﺧﺎﻣﺔ‬

‫?‬

‫ﻣﺮﺿﺎ‬ ‫ً‬ ‫ﺗﺴﺒﺐ‬ ‫أﺷﺪ وﺧﺎﻣﺔ‬

‫ﺗﺮاوغ اﻷﺟﺴﺎم‬ ‫اﻟﻤﺤﻴﺪة‬ ‫اﻟﻤﻀﺎدة‬ ‫ﱢ‬

‫ﺗﺮاوغ اﻷﺟﺴﺎم‬ ‫اﻟﻤﺤﻴﺪة‬ ‫اﻟﻤﻀﺎدة‬ ‫ﱢ‬

‫ﺗﺮاوغ اﻷﺟﺴﺎم‬ ‫اﻟﻤﺤﻴﺪة‬ ‫اﻟﻤﻀﺎدة‬ ‫ﱢ‬

‫اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻮﻓﺎة‬ ‫ﺑﻬﺎ أﻛﺒﺮ‬

‫اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻮﻓﺎة‬ ‫ﺑﻬﺎ أﻛﺒﺮ‬

‫اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻮﻓﺎة‬ ‫ﺑﻬﺎ أﻛﺒﺮ‬

‫ﻣﺮﺿﺎ‬ ‫ً‬ ‫ﺗﺴﺒﺐ‬ ‫أﺷﺪ وﺧﺎﻣﺔ‬

‫ﺗﺮاوغ اﻷﺟﺴﺎم‬ ‫اﻟﻤﺤﻴﺪة‬ ‫اﻟﻤﻀﺎدة‬ ‫ﱢ‬

‫?‬

‫اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻮﻓﺎة‬ ‫ﺑﻬﺎ أﻛﺒﺮ‬


‫كوفيد‪19-‬‬

‫‪30‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫وال تـزال مـور وزمالؤهـا يحاولـون فهـم السـبب‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫ت‬ ‫المـر�‬ ‫الـ� ينتجهـا‬ ‫ي� اختلاف الجسـام المضـادة ي‬ ‫المصابـون بهـذه السلالة‪ .‬كمـا أنهـم لـم يحسـموا‬ ‫أمرهـم بعـد بشـأن مـدى فاعليـة هـذه أ‬ ‫الجسـام‬ ‫المضـادة ف ي� المسـتقبل‪ .‬تُوضـح مور قائلةً ‪" :‬مـن الناحية‬ ‫الف�وس ف ي� المسـتقبل‪.‬‬ ‫الجينية‪ ،‬ال نعلم كيف‬ ‫سـيتحور ي‬ ‫َّ‬ ‫سـيتحور وأن سلاالت جديدة سـتظهر‪،‬‬ ‫فمن المؤكَّد أنه‬ ‫َّ‬ ‫ولكـن يصعـب بشـدة توقـع كيفيـة حـدوث ذلـك"‪.‬‬ ‫يقــول مــارك زيلــر‪ ،‬الــذي يعمــل بمختـ بـر أندرســن‬ ‫التابــع لمعهــد ســكريبس أ‬ ‫للبحــاث والــذي يــدرس‬ ‫ت‬ ‫الف�وســات‪ ،‬مثــل «ســارس‪-‬‬ ‫الــ� تنشــأ بهــا ي‬ ‫الكيفيــة ي‬ ‫كــوف‪ ،»2-‬وتسـ ُّـببها ف ي� نوبــات تفـ ٍـش‪" :‬لقــد أثبتنا بالفعل‬ ‫قدرتنــا عــى إنتــاج هــذه اللقاحــات برسعــة كبـ يـرة‪ .‬وثمــة‬ ‫احتماليــة أن نجــد أنفســنا ف ي� نهايــة المطــاف ف ي� موقــف‬ ‫يتعـ ي ن‬ ‫ـ� علينــا فيــه تحديــث اللقاحــات بشــكل منتظــم –‬ ‫ربمــا يكــون ذلــك بصفــة ســنوية"‪.‬‬ ‫ف‬ ‫و� الوقــت الــذي شــهدت فيــه البنيــة التحتيــة‬ ‫ي‬ ‫تحس ـ ًنا‪ ،‬ينبــه زيلــر إىل أن‬ ‫الالزمــة لتصنيــع اللقاحــات ُّ‬ ‫ت‬ ‫الم َح َّدثَــة ال‬ ‫اللقاحــات‬ ‫الــ� تُجــرى عــى‬ ‫ُ‬ ‫االختبــارات ي‬ ‫بـ َّـد أن تكــون بنفــس د ّقــة التجــارب الـ ت‬ ‫ـ� أجريــت عــى‬ ‫ي‬

‫‪1. Wibmer, C.K., Ayres, F., Hermanus, T. et al. SARS-‬‬

‫‪CoV-2 501Y.V2 escapes neutralization by South African‬‬ ‫‪COVID-19 donor plasma. Nat. Med. (2021).‬‬

‫‪2. Luchsinger, L.L., Hillyer, C.D. et al. Vaccine efficacy prob‬‬‫‪able against COVID-19 variants. Science (2021).‬‬

‫‪3. Chen, R.E., Zhang, X., Case, J.B. et al. Resistance of‬‬

‫يركز على إجراء أحدث البحوث الطبية الحيوية‬

‫‪SARS-CoV-2 variants to neutralization by monoclonal‬‬

‫‪and serum-derived polyclonal antibodies. Nat. Med.‬‬ ‫‪(2021).‬‬

‫‪4. Tegally, H., Wilkinson, E., Giovanetti, M. et al. Emer‬‬‫‪gence of a SARS-CoV-2 variant of concern with muta‬‬‫‪tions in spike glycoprotein. Nature (2021).‬‬

‫‪5. Cele, S., Gazy, I., Jackson, L. et al. Escape of SARS-‬‬

‫الخدمات‬

‫‪CoV-2 501Y.V2 from neutralization by convalescent‬‬ ‫‪plasma. Nature (2021).‬‬

‫‪6. Planas, D., Bruel, T., Grzelak, L. et al. Sensitivity of‬‬ ‫‪infectious SARS-CoV-2 B.1.1.7 and B.1.351 variants to‬‬

‫ • طرق‪ /‬أدوات إحصائية ومعلوماتية حيوية جديدة‬

‫‪neutralizing antibodies. Nat. Med. (2021).‬‬

‫‪7. Annavajhala, M.K. et al. A Novel SARS-CoV-2 variant of‬‬ ‫‪concern, B.1.526, identified in New York. medRxiv (2021).‬‬ ‫‪M Y B OYS . M E/ /S H UT T ER S TOC K‬‬

‫ال� ي ن‬ ‫للفــروس «ســارس‪-‬‬ ‫الشــوك‬ ‫وتــ�‬ ‫ي‬ ‫تســتهدف ب‬ ‫ي‬ ‫كــوف‪ »2-‬ربمــا ال تكــون بالفاعليــة نفســها ف ي� مكافحــة‬ ‫للفــروس‪.‬‬ ‫الســاالت الجديــدة‬ ‫ي‬ ‫استكشــفت دراســةٌ منفصلــة بقيــادة مايــكل دايمونــد‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ـاالت‬ ‫مــدى فاعليــة الجســام المضــادة ي� أمكافحــة سـ ٍ‬ ‫فحصــا للجســام المضــادة‬ ‫عــدة‪ .‬فقــد أجــرت الدراســة ً‬ ‫ـات مــن أمصــال دمــاء مـ ض‬ ‫ـر�‬ ‫ولعينـ ٍ‬ ‫أحاديــة النســيلة ّ‬ ‫ين‬ ‫وأشــخاص تلقّــوا لقــاح‬ ‫«كوفيــد‪»19-‬‬ ‫متعافــ� مــن‬ ‫ٍ‬ ‫"فايــزر‪ -‬بايونتيــك" القائــم عــى الحمــض النــووي‬ ‫واختــرت تلــك العينــات مقابــل‬ ‫الريــ� المرســال‪،‬‬ ‫ب‬ ‫بي‬ ‫والمخلَّقة‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الطبيعي‬ ‫رة‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫المتح‬ ‫ـاالت‬ ‫مجموعــة مــن السـ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫فــروس «ســارس‪-‬كوف‪»2-‬‬ ‫مــن ي‬ ‫توصلــت هــذه الدراســة الـ تـ� نُـ ِش‬ ‫ـرت ف ي� دوريــة‬ ‫وقــد َّ‬ ‫ي ض َ‬ ‫ين‬ ‫ش‬ ‫المــا� إىل نتيجــة‬ ‫مديســ�"‪ 3‬ف ي� مــارس‬ ‫"نيتــر‬ ‫ي‬ ‫مفادهــا أن أ‬ ‫حيــدة الحاليــة‬ ‫الم‬ ‫المضــادة‬ ‫جســام‬ ‫ال‬ ‫ُ ِّ‬ ‫أقــل فاعليــة ف ي� مكافحــة الســاالت الجنــوب إفريقيــة‬ ‫إضافــةً إىل ســاالت أخــرى ت‬ ‫ات محــددة‪.‬‬ ‫اع�تهــا طف ـر ٌ‬ ‫وأوىص الباحثــون بإجــراء تعديــات عــى تسلســل‬ ‫ال� ي ن‬ ‫المســتخدم ف ي� بعــض اللقاحــات‪،‬‬ ‫وتــ�‬ ‫ب‬ ‫الشــوك ُ‬ ‫ي‬ ‫بتحديــث خالئــط أ‬ ‫الجســام المضــادة‬ ‫كمــا أوصــوا‬ ‫الفــروس‬ ‫أحاديــة النســيلة الســتهداف مناطــق مــن ي‬ ‫لــم ت‬ ‫كبــر‪.‬‬ ‫يع�هــا‬ ‫حــد ي‬ ‫التغيــر إىل ٍّ‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫وتوصلــت دراســةٌ ثالثــة نُ ش‬ ‫"نيتــر‬ ‫ــرت ف ي�‬ ‫َّ‬ ‫مديســ�"‪ 6‬إىل نتيجــة مماثلــة تفيــد بــأن أ‬ ‫ين‬ ‫الجســام‬ ‫ُ‬ ‫ـخاص تل ّقــوا لقاحــات‬ ‫المســتخلصة مــن أشـ ٍ‬ ‫المضــادة ُ‬ ‫«كوفيــد‪ »19-‬قــادر ٌة عــى تحييــد الســالة ألفــا ولكنهــا‬ ‫كليــا ف ي� تحييــد الســالة بيتــا‪ .‬وقــد‬ ‫قــد تفشــل جز ًئيــا أو ً‬ ‫ـاالت حقيقيــة متحـ ِّـورة‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫اســتخدمت هــذه الدر‬ ‫ٍ‬ ‫بــدل مــن تلــك المخلَّقــة ف‬ ‫الفــروس ً‬ ‫المختــر‪.‬‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫عــن ي‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫فــروس كورونــا‪ ،‬فهــذا‬ ‫ر‬ ‫يتحــو‬ ‫أن‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫مســتغر‬ ‫ليــس‬ ‫َّ ي‬ ‫ً‬ ‫هــو التطــور الطبيعــي للفـ يـروس‪ .‬تقــول مــور‪" :‬تجيــد‬ ‫ش‬ ‫�ء مــن‬ ‫الف�وســات حقًــا التحــور‬ ‫ي‬ ‫للإفــات مــن أي ي‬ ‫شــأنه أن يؤثــر فيهــا سـ ُّـلبا‪ ،‬ف‬ ‫و� حالتنــا هــذه‪ ،‬يحــاول‬ ‫ً ي‬ ‫الفــات مــن أ‬ ‫الجســام المضــادة المحيــدة ت‬ ‫الــ�‬ ‫إ‬ ‫ِّ‬ ‫ي‬ ‫تُشـكِّل مجموعــةً فرعيــة مــن أجســامك المضــادة‪ .‬فثمــة‬ ‫ضغــو ٌ‬ ‫ط كثـ يـرة عــى الفـ يـروس تدفعــه إىل التحـ ُّـور مــن‬ ‫أجــل تفــادي تأثــر تلــك أ‬ ‫الجســام المضــادة"‪.‬‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫تحـور يف�وس‬ ‫ي� حقيقـة المـر‪ ،‬تقـول مـور إن رسعـة ُّ‬ ‫يتحور‬ ‫«سـارس‪-‬كوف‪ »2-‬ليسـت اسـتثنائية‪ِّ ،‬‬ ‫وتوضح أنـه َّ‬ ‫فروس نقـص المناعـة ش‬ ‫الب�يـة‬ ‫كثرا مـن ي‬ ‫ي‬ ‫بوترة أبطـأ ي ً‬ ‫مسرتها المهنية‬ ‫أغلـب‬ ‫أمضـت‬ ‫الـذي‬ ‫المكتسـب (‪)HIV‬‬ ‫ي‬ ‫ف ي� دراسـته‪ .‬وتضيـف قائلـة‪" :‬يقـف وراء تهيئـة كل فـرص‬ ‫ين‬ ‫الف�وس حقيقةُ أن ش‬ ‫المالي�‬ ‫عـرات‬ ‫التحـور هـذه أمام ي‬ ‫ُّ‬ ‫البـر ف� ت‬ ‫شى أنحـاء العالـم قـد أُصيبـوا به"‪.‬‬ ‫مـن ش ي‬ ‫إيجابيا‬ ‫جانبا‬ ‫لكن مور تستدرك قائلةً إن هناك‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ال� تتسم بها الساللة بيتا؛‬ ‫ي� أساليب المراوغة ي‬ ‫أجساما‬ ‫فالشخص الذي أُصيب بهذه الساللة يُ ِنتج‬ ‫ً‬ ‫تحصنه‬ ‫أن‬ ‫تأث� واسع النطاق يُمكنها‬ ‫مضادة ذات ي‬ ‫ِّ‬ ‫‪5‬‬ ‫متحورة أخرى‪ .‬وجاءت دراسةُ‬ ‫بسالالت‬ ‫الصابة‬ ‫من إ‬ ‫ال� شن�تها دورية ِّ ‪ Nature‬لتؤكِّد هذا أ‬ ‫سيجال ت‬ ‫المر‬ ‫ي‬ ‫المستخلصة من ض‬ ‫مر� أُصيبوا‬ ‫إذ أثبتت أن البالزما ُ‬ ‫بالساللة بيتا ف ي� أثناء الموجة الثانية للجائحة بجنوب‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ال� كانت‬ ‫إفريقيا كانت َّ‬ ‫فعالة ي� أ تحييد الساللة ي‬ ‫ش‬ ‫منت�ة خالل الموجة الوىل‪.‬‬

‫"في الوقت الذي شهدت‬ ‫فيه البنية التحتية الالزمة‬ ‫بد‬ ‫لتصنيع اللقاحات‬ ‫تحسنً ا‪ ،‬ال َّ‬ ‫ُّ‬ ‫أن تكون االختبارات التي تُ جرى‬ ‫الم َح َّد َثة بنفس‬ ‫على اللقاحات ُ‬ ‫دقة التجارب التي أجريت على‬ ‫ّ‬ ‫اللقاحات األصلية"‪.‬‬

‫اللقاحــات أ‬ ‫الصليــة‪ .‬ويضيــف قائـ ًـا‪" :‬ستســتغرق هــذه‬ ‫أ‬ ‫ـهورا هــي الخــرى‪ ،‬وبعــد ذلــك ســيتطلَّب‬ ‫العمليــة شـ ً‬ ‫أ‬ ‫المــر إنتــاج [لقاحــات جديــدة وجرعــات تنشــيطية]‬ ‫وتوزيعهــا‪ ،‬ولكــن هــذا قــد يتـ ّـم بوتـ يـرٍة أرسع مــن المــرة‬ ‫أ‬ ‫الوىل‪ ،‬وأغلــب الظــن أن ذلــك ســيحدث"‪.‬‬ ‫ف‬ ‫تشر مـور ي� النهايـة إىل أن الجائحـة زادت مـن زخم‬ ‫ي‬ ‫تطويـر اللقاحـات وتقنياتهـا‪ .‬وبعـض هـذه التقنيـات‬ ‫الري� المرسـال‬ ‫كتلـك ُ‬ ‫المعتمـدة على الحمض النـووي ب ي‬ ‫التغرات الرسيعـة‪ ،‬لكـن‬ ‫حتـواء‬ ‫ل‬ ‫عاليـة‬ ‫قابليـة‬ ‫" ذات‬ ‫إ‬ ‫ي ُّ‬ ‫ً‬ ‫مزيـدا مـن‬ ‫يتطلـب‬ ‫‪،‬‬ ‫مسـتقبل‬ ‫فاعليتهـا‬ ‫لمـدى‬ ‫فهمنـا‬ ‫ً‬ ‫الجهـود" حسـبما تقـول مـور‪.‬‬

‫ •اإلحصاءات الحيوية‪ ،‬والنمذجة الرياضية‪ ،‬وبناء نماذج البروتين‪،‬‬ ‫والجيل القادم من تحليل ‪ OMICS‬والذكاء االصطناعي‬ ‫ •مبادرات تعاونية كبيرة تغطي العديد من مجاالت األمراض‬ ‫ •مشاريع بحثية مستقلة‬ ‫ •التعاون مع المشاريع الضخمة التي تتماشى مع المبادرات‬ ‫االستراتيجية لكيمارك‬ ‫ •برنامج التوعية للنصائح التقنية العامة إلى جانب األنشطة‬ ‫التعليمية المنهجية‬

‫حيدة الحالية أقل فعالية في مواجهة بعض السالالت‪ ،‬خاصة تلك التي اعترتها طفرات محددة‪.‬‬ ‫الم ِّ‬ ‫أظهرت دراسات أن األجسام المضادة ُ‬

‫‪KAIMRC-DBB@NGHA.MED.SA‬‬


‫كوفيد‪19-‬‬

‫‪ :ChAdOx1‬أكثر‬ ‫لقاح‬ ‫من مجرد‬ ‫ٍ‬ ‫لفيروس كورونا‬ ‫للتكيف ومن شأنها‬ ‫تقنية ذات قابلية عالية‬ ‫ٍ‬ ‫أحد لقاحات «كوفيد‪ »19-‬يعتمد على‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫توفير الحماية ضد مجموعة واسعة من الفيروسات‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪9‬‬

‫‪33‬‬

‫‪D E SI G N C ELLS / I S TOC K / G ET T Y I M AG ES P LUS‬‬

‫كان لقاح ‪ AZD1222‬في صدارة‬ ‫اللقاحات التي ابتُ كرت بهدف‬ ‫الوقاية من مرض «كوفيد‪.»19-‬‬

‫ت‬ ‫عـدل يصيـب‬ ‫"أكسفورد‪-‬أسرازينيكا"‪-‬‬ ‫كان لقـاح ‪- AZD1222‬المعـروف باسـم لقـاح‬ ‫ُـدي ُم َّ‬ ‫فروس غ ِّ‬ ‫وس يعتمـد على ي‬ ‫وهـو لقـاح ناقـل ي‬ ‫فر ي‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫تحديـدا ألنـه "إذا اسـتخدمت‬ ‫وس‬ ‫الفر‬ ‫هـذا‬ ‫الباحثـون‬ ‫اختـار‬ ‫القـردة‪.‬‬ ‫ازينيكا"‬ ‫"أسر‬ ‫كـة‬ ‫ل�‬ ‫ترخيصـه‬ ‫ومنـح‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫طورتـه جامعـة أكسـفورد ُ‬ ‫والـذي َّ‬ ‫‪ ،AstraZeneca‬ف‬ ‫ت‬ ‫وسـات غ ُِّديـة تصيـب ش‬ ‫البـر لتحصينهم‪ ،‬فسـتواجه مشـكلة المناعة‬ ‫ف�‬ ‫مـن‬ ‫الوقايـة‬ ‫بهـدف‬ ‫كـرت‬ ‫ت‬ ‫اب‬ ‫الـ�‬ ‫اللقاحـات‬ ‫صـدارة‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ي ُ‬ ‫ي‬ ‫جيل�ت‪ ،‬أسـتاذة علم اللقاحات‬ ‫غر‬ ‫مـرض «كوفيـد‪ .»19-‬يعتمـد لقـاح ‪AZD1222‬‬ ‫الموجودة مسـبقًا"‪ ،‬حسـب قول سـارة ب‬ ‫وس ي‬ ‫ناقـل ي‬ ‫على ٍ‬ ‫فر ٍي‬ ‫قابـل لالستنسـاخ‪ ،‬وقد أُ ي ز‬ ‫بجامعـة أكسـفورد والمؤسـس المشـارك ش‬ ‫المنبثقـة "فاكسـيتيك"‬ ‫ج� لالسـتخدام الطارئ ف ي� عديـد من البلدان‪،‬‬ ‫لل�كـة ُ‬ ‫الـ� حصلـت على بـراءة ت‬ ‫‪ ،Vaccitech‬ت‬ ‫اخراع التقنيـة الخاصـة بلقـاح‬ ‫جلطات‬ ‫ن‬ ‫بتكـو‬ ‫تباطه‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫بسـبب‬ ‫ًـا‬ ‫ق‬ ‫الح‬ ‫اسـتخدامه‬ ‫تقـرر تعليـق‬ ‫ي‬ ‫ُّ‬ ‫غر أنـه َّ‬ ‫ي‬ ‫خطرة‪ .‬ف‬ ‫جيلرت إنـه بعـد عـدد مـن مبـادرات التعـاون‬ ‫وتقـول‬ ‫‪.ChAdOx1‬‬ ‫الرسيريـة‬ ‫التجـارب‬ ‫فيـه‬ ‫حظـت‬ ‫الـذي‬ ‫الوقـت‬ ‫و�‬ ‫دمويـة‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الناجحـة مع مؤسسـات أخرى تسـتخدم يف�وسـات غ ُِّديـة أخرى تصيب‬ ‫وإجـراءات الترصيـح باسـتخدام لقـاح ‪ AZD1222‬تغطيـةً صحفيـة‬ ‫القـردة‪" :‬أردنـا ابتـكار لقـاح يحمـل‬ ‫كث� مـن الضوء‬ ‫مكثفـة‪ ،‬لم يُسـلَّط ي ٌ‬ ‫على التقنيـة الرائـدة ت‬ ‫بصمتنـا‪ .‬وقـد اسـتطعنا الحصـول‬ ‫الـ� يسـتند‬ ‫ي‬ ‫"يكتسب الجهاز المناعي لدى‬ ‫على يف�وس يصيب الشـمبانزي ورد‬ ‫إليهـا هـذا اللقـاح‪ ،‬وهـو عبـارة عن‬ ‫ف‬ ‫ثـم‬ ‫جينيا يُسـمى‬ ‫ُـدي ُم َّ‬ ‫فروس غ ِّ‬ ‫ي‬ ‫ذكـره ي� أبحـاث علميـة سـابقة‪َّ ،‬‬ ‫عـدل ً‬ ‫المضيف قدرة التَّ َع ُّرف على‬ ‫ُ‬ ‫تمكَّـن أحـد الطالب مـن تحويلـه �ف‬ ‫الشـمبانزي‪.‬‬ ‫صيب‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫"‪،"ChAdOx1‬‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫عبر عنه واالستجابة له"‪.‬‬ ‫ناقـل يمكن اسـتخدامه‬ ‫ب‬ ‫الم َّ‬ ‫البروتين ُ‬ ‫المختر إىل ٍ‬ ‫ف‬ ‫لقـاح"‪ ،‬وهكـذا خـرج لقاح‬ ‫نـع‬ ‫ص‬ ‫�‬ ‫وس‬ ‫النقل ي‬ ‫ي ُ‬ ‫الف� ي‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ChAdOx1‬إىل النـور‪.‬‬ ‫الف�وســات‬ ‫مــن المعــروف أن ي‬ ‫ـات عــى‬ ‫وتج�هــا عــى‬ ‫المصابــة بالعــدوى وتُهيمــن عليهــا ب‬ ‫وللوصــول إىل هــذه التقنيــة‪ ،‬أدخــل فريــق جيلـ بـرت تعديـ ٍ‬ ‫تُهاجــم الخاليــا ُ‬ ‫وس إلبطــال قدرتــه عــى التكاثــر ورفــع كفــاءة تصنيعه‪.‬‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الف‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫الجين‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫العلم‬ ‫ـتفاد‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ولطالم‬ ‫ـه‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫نفس‬ ‫وس‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫إنتــاج‬ ‫ـخ مــن الف ي‬ ‫ي ي‬ ‫نسـ ٍ‬ ‫القــدرة ف‬ ‫ىن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫وس‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الف‬ ‫ـ�‬ ‫ـ‬ ‫وت‬ ‫ال�‬ ‫ِّر‬ ‫ف‬ ‫ـ‬ ‫يش‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـ�‬ ‫ـ‬ ‫الج‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫إدخ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫له‬ ‫ـ‬ ‫تس‬ ‫ـذ‬ ‫ـ‬ ‫عندئ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫قابل‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـية"‬ ‫ـ‬ ‫وس‬ ‫ف�‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫"ناق‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫تعتم‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫لقاح‬ ‫ـاج‬ ‫ـ‬ ‫إنت‬ ‫�‬ ‫ب ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫محلــول ً‬ ‫ً‬ ‫للحقْــن يُصيــب‬ ‫المطلــوب‪ .‬وكانــت النتيجــة النهائيــة‬ ‫المراضيــة‬ ‫جينيــا بهــدف كبــح قدرتــه إ‬ ‫قابــا َ‬ ‫لالستنســاخ‪ ،‬إذ يُعـ َّـدل الفـ يـروس ً‬ ‫ـادرا عــى تحفـ ي ز‬ ‫الح ْقــن ويُحـ ِـدث زيــاد ًة كبـ يـر ًة جـ ًـدا‬ ‫ـ� الخاليــا إلنتــاج‬ ‫الخاليــا الموجــودة حــول موضــع َ‬ ‫أو القضــاء عليهــا كليــةً ‪ ،‬فيمــا يظــل قـ ً‬ ‫وتــ� المســتهدف‪ .‬ف‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫و� مــا يخــص لقــاح‬ ‫ال�‬ ‫عــن‬ ‫التعبــر‬ ‫معــدل‬ ‫�‬ ‫فهــذه‬ ‫آخــر‪.‬‬ ‫وس‬ ‫بفــر‬ ‫خاصــة‬ ‫بروتينــات مولِّــدة الســتجابات مناعيــة‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ب ي ُ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ال�وتـ ي ن‬ ‫ـوك نحــو ‪ %80‬مــن‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـ�‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ث‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫"‬ ‫ت‪:‬‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫جيل‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫تق‬ ‫‪،AZD1222‬‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫معين‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫وتين‬ ‫ل�‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫ضي‬ ‫الم‬ ‫ـدى‬ ‫الطريقــة تُعـ ِّـرض الجهــاز المناعــي لـ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫المعـ ب َّـر عنــه مــن الفـ يـروس الغُ ـ ِّـدي"‪.‬‬ ‫ـ�‬ ‫ـ‬ ‫وت‬ ‫ال�‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫ضي‬ ‫الم‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫يجع‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫مم‬ ‫ـه‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫نفس‬ ‫وس‬ ‫هدف وليــس الفـ يـر‬ ‫مــن فـ يـروس ُمسـ َت َ‬ ‫ب ي ُ‬ ‫ُ‬ ‫قــادرا عــى اكتســاب المناعــة بأمــان‪ .‬ف‬ ‫ال� ي ن‬ ‫وت�‬ ‫عىل‬ ‫ف‬ ‫ـر‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫قدرة‬ ‫ضيف‬ ‫الم‬ ‫لـدى‬ ‫المناعي‬ ‫الجهـاز‬ ‫ويكتسـب‬ ‫‪،AZD1222‬‬ ‫لقــاح‬ ‫حالــة‬ ‫و�‬ ‫ب‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫َّ َ ُّ‬ ‫ال�وتـ ي ن‬ ‫ال�وتـ ي ن‬ ‫الفروس عىل‬ ‫عر عنـه واالسـتجابة لـه‪ ،‬ولكـن‬ ‫ـوك لفـ يـروس «ســارس‪-‬كوف‪ »2-‬الــذي‬ ‫ـ� الشـ‬ ‫نظـرا إىل عـدم قدرة ي‬ ‫الم ب‬ ‫ـ� هــو ب‬ ‫هــذا ب‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫االستنسـاخ‪ ،‬فـإن العـدوى قصرة أ‬ ‫الجـل ال ش‬ ‫تنتـر ف ي� أنحـاء الجسـم‪،‬‬ ‫يُســبب مــرض "كوفيــد‪."19-‬‬ ‫ي‬ ‫ف ِّ� عـام ‪ ،2012‬ابتكـر باحثـون ف‬ ‫جيلرت إن هـذا يجعـل التقنيـة‬ ‫تقـول‬ ‫ضيـف‪.‬‬ ‫الم‬ ‫يمـرض‬ ‫ال‬ ‫ثـم‬ ‫ومـن‬ ‫‪،ChAdOx1‬‬ ‫لقـاح‬ ‫أكسـفورد‬ ‫جامعة‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬


‫كوفيد‪19-‬‬

‫"األوبئة اإلقليمية التي‬ ‫َّ‬ ‫تفشت منذ عام‪ ،2000‬مثل‬ ‫إنفلونزا الخنازير‪ ،‬وإنفلونزا‬ ‫الطيور‪ ،‬و "سارس"‪،‬‬ ‫و"ميرس"‪ ،‬والمرض الذي‬ ‫سببه فيروس زيكا‪ ،‬والمرض‬ ‫ُي ِّ‬ ‫الناجم عن اإلصابة بفيروس‬ ‫دروسا في‬ ‫قدمت‬ ‫ً‬ ‫اإليبوال‪َّ ،‬‬ ‫التأهب والجاهزية"‪.‬‬ ‫ُس ُبل‬ ‫ُّ‬

‫ح� بالنسـبة أ‬ ‫تماما لالسـتخدام‪ ،‬ت‬ ‫للشـخاص الذين‬ ‫آمنةً ً‬ ‫يُعانـون ضعفًـا ف ي� أجهزتهـم المناعيـة‪ .‬وتضيـف‪" :‬يبـدو‬ ‫أ‬ ‫فروس كورونـا ف ي�‬ ‫صـاب بعـدوى ي‬ ‫المـر كمـا لـو أنـك ُم ٌ‬ ‫فروس كورونا‪ ،‬وإنما‬ ‫الف�وس ليس ي‬ ‫ذراعـك‪ ،‬ولكـن هذا ي‬ ‫الفروس الغُ ِّـدي الـذي ال يقـوى عىل االستنسـاخ"‪.‬‬ ‫هـو ي‬

‫كمنتج‬ ‫كتقنية وليس‬ ‫لقاح ‪ChAdOx1‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫الم َع َّدل الذي يصيب‬ ‫جيل�ت ي‬ ‫تصف ب‬ ‫الف�وس الغُ ِّدي ُ‬ ‫"تقنيةً‬ ‫مكن تعديلها عىل‬ ‫ي‬ ‫بحق"‬ ‫أساسية‬ ‫ل‬ ‫ث‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫القردة بأنه ُ ِّ‬ ‫ُ ِ‬ ‫بروتينات يف�وسية مختلفة دون‬ ‫عن‬ ‫التعب�‬ ‫نحو يستحث‬ ‫ٍ‬ ‫يَ‬ ‫ٍ‬ ‫مستويات أ‬ ‫ين‬ ‫ويستع�‬ ‫المان‪.‬‬ ‫ات ف ي� ال َّتصنيع أو‬ ‫أي ي‬ ‫تغي� ٍ‬ ‫لقاحات‬ ‫باحثو أكسفورد بتقنيتهم هذه ف ي� استكشاف‬ ‫ٍ‬ ‫أ‬ ‫السل‪ ،‬وداء الكلب‪ ،‬ومتالزمة‬ ‫لعديد من أ المراض‪ ،‬مثل ُّ‬ ‫ش‬ ‫الض ْنك‪،‬‬ ‫وح َّمى َّ‬ ‫ال�ق الوسط التنفسية (‪ُ ،)MERS‬‬ ‫بف�وس زيكا‪.‬‬ ‫صابة‬ ‫ال‬ ‫عن‬ ‫الناجم‬ ‫والمرض‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ومـن جانبـه‪ ،‬يضيـف أحمـد سـلمان‪ ،‬أحـد كبـار‬ ‫اختصاصـ� اللقاحـات والمناعـة بجامعـة أكسـفورد‪،‬‬ ‫يي‬ ‫أن اللقاحـات المعتمـدة على تقنيـة ‪ ChAdOx1‬سـهلة‬ ‫مشرا إىل‬ ‫إ‬ ‫النتـاج وتمتـاز باالسـتقرار بمجـرد صنعهـا‪ ،‬ي ً‬ ‫"بتكلفـة منخفضـة حقًا ف ي�‬ ‫كب�ة‬ ‫مكـن إنتـاج‬ ‫كميـات ي‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫أنـه يُ ِ‬ ‫ت‬ ‫جـدا‬ ‫فرة زمنيـة‬ ‫فعالـة ًّ‬ ‫ي‬ ‫قصرة"‪ .‬كمـا أن هـذه التقنيـة َّ‬ ‫ف ي� اسـتثارة اسـتجابة قويـة لـدى ٍّكل مـن الخاليـا البائيـة‬ ‫والخاليـا التائيـة‪ ،‬ف� ي ن‬ ‫المنافسـة‬ ‫حـ� ينجـم‬ ‫عن التقنيات ُ‬ ‫أ‬ ‫ي ف‬ ‫ٌ ف‬ ‫كثر مـن الحيـان‪.‬‬ ‫خلـل ي� االسـتجابة ي� ي‬ ‫ف‬ ‫ت ض‬ ‫ا� الـذي عقـده مركـز الملـك‬ ‫ي‬ ‫و� المؤتمـر االفرأ ي‬ ‫عبـد اللـه العالمـي للبحـاث الطبيـة (كيمـارك) تحـت‬ ‫عنـوان "لقاحات كوفيـد‪ :19-‬منتدى التحديـات العالمية‬ ‫آ‬ ‫جيلرت كيـف نجـح‬ ‫والفـاق المسـتقبلية"‪ ،‬ش�حـت‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫فريقهـا ي� بلـوغ التجـارب الوىل على ش‬ ‫البـر بعـد ‪103‬‬ ‫ن‬ ‫لل� ي ن‬ ‫وت�‬ ‫الجي‬ ‫أيـام فقـط من حصولـه عىل ال َّتسلسـل‬ ‫ي ب‬ ‫‪34‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫لفروس كورونـا المسـتجد‪.‬‬ ‫الشـوك ي‬ ‫ي‬ ‫يـرى المتشـكِّكون ف� اللقاحـات أن الرسعة ت‬ ‫ال� ط ُِّورت‬ ‫ي‬ ‫ف ي‬ ‫بهـا هـذه العالجـات ٌ‬ ‫قصـور ي� فهمهـا أو‬ ‫دليـل على‬ ‫ٍ‬ ‫يوضح أن أبحـاث اللقاحات عاد ًة‬ ‫اختبارهـا‪ .‬لكـن سـلمان ِّ‬ ‫ف‬ ‫مـا ت‬ ‫الب�وقراطية‬ ‫العمليات‬ ‫بطء‬ ‫�‬ ‫تع�ضها‬ ‫ي‬ ‫عوائق تتمثل ي‬ ‫ش‬ ‫والنـر‪،‬‬ ‫وإهـدار الوقـت ف ي� انتظـار المنـح والموافقـات‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫يعـا� فيه الناس‬ ‫وكل هـذا يحـدث ي� الوقـت ذاته الذي ي‬ ‫ويشر سـلمان إىل أن مـرض «كوفيـد‪»19-‬‬ ‫مـن المـرض‪.‬‬ ‫ي‬ ‫"مثـال ممتـازا" على أن أ‬ ‫ً‬ ‫المـور‬ ‫نظـره‪،‬‬ ‫وجهـة‬ ‫يُعـد‪ ،‬مـن‬ ‫ً‬ ‫عمل�‬ ‫"ينصـب‬ ‫يقـول‪:‬‬ ‫إذ‬ ‫‪،‬‬ ‫بكثر‬ ‫أبسـط‬ ‫تكـون‬ ‫مكـن أن‬ ‫ي‬ ‫يُ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ي‬ ‫على مـرض المالريـا الـذي ال يحظـى [بالقـدر نفسـه من‬ ‫االهتمـام الـذي يحظـى بـه مـرض «كوفيـد‪ .]»19-‬نحـن‬ ‫بصـدد إجـراء تجـارب رسيرية ف ي� غضـون أسـابيع قليلة‪،‬‬ ‫لكننـا بدأنـا أ‬ ‫البحـاث منـذ ث‬ ‫أك� من سـبع سـنوات"‪.‬‬ ‫ـات مثل لقــاح "‪"AZD1222‬‬ ‫ويضيــف ســلمان أن لقاحـ ٍ‬ ‫حدث مــن الصفــر لمــرض «كوفيــد‪»19-‬؛‬ ‫لــم تُســت َ‬ ‫وإنمــا اتخ َــذت أ‬ ‫ت‬ ‫أساســا‬ ‫ـود‬ ‫ـ‬ ‫لعق‬ ‫ـتمرت‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـ�‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـاث‬ ‫ـ‬ ‫بح‬ ‫ال‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫لهــا‪ .‬كمــا لــم يجــد العلمــاء أنفســهم ف ي� مواجهــة‬ ‫الجائحــة بغـ يـر هــدى‪ ،‬فقــد كانــت متوقعــة‪ .‬وعــن هــذا‬ ‫يقــول ســلمان إن جامعــة أكســفورد قــد بــدأت عــام‬ ‫‪ 2016‬ش‬ ‫مــروع "الجائحــة إكــس" (‪ ،)Pandemic X‬إذ‬ ‫أعــد العلمــاء خططًــا مســتندين إىل َتوقُّعــات بماهيــة‬ ‫َّ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ســبب جائحــة عالميــة‪ ،‬ونوعيــة‬ ‫الــ� قــد تُ ِّ‬ ‫المــراض ي‬ ‫ت‬ ‫ـ� قــد تســاعد عــى مواجهتهــا‪ ،‬وطبيعــة‬ ‫العالجــات الـ ي‬ ‫البنيــة التحتيــة ت‬ ‫الــ� يجــب تنفيذهــا لل َّتخفيــف مــن‬ ‫ي‬ ‫وطــأة الكارثــة‪ .‬ويــردف ســلمان قائـ ًـا إن هنــاك عديـ ًـدا‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫تفشــت منــذ عــام ‪،2000‬‬ ‫مــن الوبئــة إ‬ ‫ـ� َّ‬ ‫القليميــة الـ ي‬ ‫مثــل إنفلونـزا الخنازيــر‪ ،‬وإنفلونـزا الطيــور‪ ،‬والمتالزمــة‬ ‫التنفســية الحــادة الوخيمــة "‪ ،"SARS‬ومتالزمــة الـ شـرق‬ ‫أ‬ ‫فــروس‬ ‫ســببه ي‬ ‫الوســط التنفســية‪ ،‬والمــرض الــذي يُ ِّ‬

‫‪M Y B OYS .M E/ /S H UT T ERS TOC K‬‬

‫تمتلك التقنية الكامنة وراء لقاح «كوفيد‪ »19-‬القدرة على الحماية من مجموعة من الفيروسات‪.‬‬

‫العمل من أجل المستقبل‬

‫جيل�ت وسـلمان بطـرح لقاح "أكسـفورد‪-‬‬ ‫لـم ينتـه عمل ب‬ ‫ت‬ ‫جيلرت‪" :‬نحـن مشـغولون حقًـا"‪،‬‬ ‫تقـول‬ ‫أسرازينيكا"‪.‬‬ ‫ب‬ ‫مضيفـةً‬ ‫قـدم وسـاق‪.‬‬ ‫على‬ ‫تجـري‬ ‫ال‬ ‫ز‬ ‫تـ‬ ‫ال‬ ‫التجـارب‬ ‫أن‬ ‫ٍ‬ ‫ين‬ ‫المشـارك� ف ي� التجـارب بعـد‬ ‫سـيتابع الباحثـون حالـة‬ ‫عـام كامـل‬ ‫مـرور‬ ‫بعـد‬ ‫أخـرى‬ ‫ومـرة‬ ‫مـرور سـتة أشـهر و‬ ‫ٍ‬ ‫الدم‬ ‫عينات‬ ‫جمـع‬ ‫بهدف‬ ‫الثانية‬ ‫جرعتهـم‬ ‫على تلقيهـم‬ ‫َّ‬ ‫وإعـداد بيانـات طويلـة أ‬ ‫جيلرت‬ ‫ـعت‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫وقـد‬ ‫مـد‪.‬‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫َ َّ‬ ‫وفريقهـا مـن نطاق دراسـاتهم لتشـمل مجموعـةً ُمصابة‬ ‫بفروس نقـص المناعـة ش‬ ‫الب�يـة المكتسـب (‪ )HIV‬ف ي�‬ ‫ي‬ ‫تقـرر‬ ‫قـد‬ ‫ـه‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫غر‬ ‫إفريقيـا‪.‬‬ ‫المملكـة المتحـدة وجنـوب‬ ‫ي َّ‬ ‫َّ‬ ‫وقـف عديـد مـن هـذه التجـارب بسـبب المخـاوف مـن‬ ‫احتماليـة تَ َس ُّـبب اللقـاح ف ي� حـدوث جلطـات دمويـة‬ ‫خطرة ف ي� حـاالت نـادرة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ظهــرت هــذه المخــاوف بعــد طــرح اللقــاح‪ ،‬عندمــا‬ ‫طــا ف� مــا يبــدو بـ ي ن‬ ‫ـ�‬ ‫رصحــت بلـ ٌ‬ ‫ـدان عــدة أن ثمــة ارتبا ً ي‬ ‫َّ‬ ‫تلقــي اللقــاح وحــدوث جلطــات دمويــة خطـ يـرة لــدى‬ ‫قــرر بعــض‬ ‫حــاالت نــادرة ًّ‬ ‫جــدا‪ .‬ورغــم نــدرة هــذا‪َّ ،‬‬ ‫الجهــات الرقابيــة تعليــق اســتخدام اللقــاح مؤق ًتــا‬ ‫صح باســتخدامه الحقًــا لبعــض الفئــات مثــل‬ ‫ثــم ُ ِّ‬ ‫كبــار الســن‪ .‬وبوجــه عــام‪ ،‬ثمــة إجمــا ٌع بـ ي ن‬ ‫ـؤول‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـ�‬ ‫ي‬ ‫الصحــة عــى أن فوائــد اللقــاح ال تـزال تفــوق مخاطــره‪،‬‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ـ� تقــف‬ ‫ولكــن البحــاث تُجــرى ً‬ ‫حاليــا بشــأن الليــة الـ ي‬ ‫وراء حــدوث ال َّتجلُّــط عــى أمــل التمكُّــن مــن تقليــل‬ ‫الســهام ف ي� توجيــه‬ ‫المخاطــر أك ـرث وأك ـرث ‪ ،‬فضـ ًـا عــن إ‬ ‫عمليــة تقييــم اللقاحــات أ‬ ‫الخــرى‪.‬‬ ‫جيلرت قائلـةً ‪" :‬لقـد حصلنـا على الترصيـح‬ ‫تختتـم ب‬ ‫باسـتخدام لقاحنـا ف� ‪ 15‬بلـدا إىل آ‬ ‫الن‪ ،‬ولكـن هنـاك‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫جهـات رقابيـة أخـرى ال تـزال تُجـري تقييماتهـا وتُرسـل‬ ‫ت‬ ‫الـ� ي ن‬ ‫الجابـة عنها برسعـة‪ .‬وبمجرد‬ ‫يتعـ� علينـا إ‬ ‫أسـئلتها ي‬ ‫لـدي أي متسـع مـن الوقـت‪ ،‬فـإن لـدي‬ ‫أن يُتـاح‬ ‫ّ‬ ‫اللقاحـات أ‬ ‫الخـرى ت‬ ‫ش‬ ‫الـ� كان يجـب أن أعكـف‬ ‫وعـات‬ ‫م�‬ ‫ض ي‬ ‫المـا�"‪.‬‬ ‫العـام‬ ‫فيهـا‬ ‫العمـل‬ ‫على‬ ‫ي‬

‫الحاجة إلى نماذج‬ ‫ُ‬ ‫حيوانية أفضل في‬ ‫تجارب «كوفيد‪»19-‬‬

‫غياب أ‬ ‫العراض الشديدة لمرض «كوفيد‪ »19-‬ف ي� النماذج الحيوانية يُوحي بوجود‬ ‫ُ‬ ‫فجوة شاسعة ي ن‬ ‫ب� المرض لدى ش‬ ‫الب� ولدى الحيوانات‪.‬‬

‫أفـاد الباحثـون ف ي� مركـز الملـك عبـد اللـه العالمـي‬ ‫أ‬ ‫للبحـاث الطبيـة (كيمـارك) بـأن االختالفـات الجوهريـة‬ ‫ف‬ ‫ين‬ ‫بـ� ش‬ ‫البـر والنمـاذج الحيوانيـة ي� مـا يتعلـق بالنتائـج‬ ‫ت‬ ‫الصابـة بمـرض «كوفيـد‪ »19-‬تُسـلِّط‬ ‫على‬ ‫تبـة‬ ‫�‬ ‫الم‬ ‫إ‬ ‫ُ‬ ‫الضـوء على ض�ورة اسـتخدام نمـاذج مختلفـة بنا ًء عىل‬ ‫أ‬ ‫السـئلة البحثية المطروحة‪ .‬كما أشـاروا إىل أن الهندسـة‬ ‫الوراثيـة قـد تخلـق نمـاذج أدق لدعـم الجهـود البحثية‪.‬‬ ‫تحليــات شــملت ‪ 27‬ورقــة‬ ‫وقــد أجــرى الباحثــون‬ ‫أٍ‬ ‫بحثيــة أصليــة ف� الفـ تـرة مــا بـ ي ن‬ ‫الول مــن ينايــر وحـ تـى‬ ‫ـ�‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫الع�يــن مــن مايــو ‪ ،2020‬باســتخدام مجموعــة‬ ‫متنوعــة مــن أنــواع الرئيســيات والفـرئ ان وبنــات مقــرض‬ ‫وحيوانــات الهامسـ تـر أ‬ ‫(القداد)‪ ،‬كنمــاذج لهــذا المــرض‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ش‬ ‫حيــوا�‬ ‫نمــوذج‬ ‫البــري‪ .‬وكانــوا يأملــون ي� تحديــد‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫رث‬ ‫فعليــا النطــاق الكامــل لتأثـ يـرات‬ ‫ـاك‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫أك‬ ‫أو‬ ‫ـد‬ ‫واحـ‬ ‫ً‬ ‫ُ ي‬ ‫«كوفيــد‪ »19-‬عــى ش‬ ‫البــر‪.‬‬ ‫يقـول صالـح أ‬ ‫الحيـدب‪ ،‬الباحـث بكيمـارك‪" :‬لم تكن‬ ‫ت‬ ‫الـ� توصلنـا إليهـا على المسـتوى الـذي كنـا‬ ‫النتائـج ي‬

‫نتطلَّـع إليـه"‪ ،‬وأوضـح أن النماذج الحيوانيـة لم تعكس‬ ‫ت‬ ‫الـ� تظهـر‬ ‫جيـد‬ ‫ي‬ ‫بشـكل ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫التأثرات المتنوعـة للمـرض ي‬ ‫لـدى ش‬ ‫البـر‪ .‬إذ كانـت هـذه النمـاذج تعكـس ف ي� الغالـب‬ ‫حـاالت مرضيـة طفيفة من «كوفيـد‪ ،»19-‬وأظهرت نمطًا‬ ‫ف‬ ‫التعـا� التـام‪ ،‬ف ي� الوقت الذي يسـعى فيه‬ ‫ظاهريًـا مـن‬ ‫ي‬ ‫لقاحـات تمنـع‬ ‫وتقييـم‬ ‫عالجـات‬ ‫تطويـر‬ ‫إىل‬ ‫الباحثـون‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وبالتـال الوفـاة‪..‬‬ ‫الشـديد‬ ‫المـرض‬ ‫ي‬ ‫يضيــف أ‬ ‫المخيبــة‬ ‫النتائــج‬ ‫"هــذه‬ ‫حيــدب‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫آ‬ ‫مفاجئــةً بالنســبة لنــا‪ ،‬فقــد أســفرت‬ ‫للمــال لــم تكــن ِ‬ ‫ـات بخصــوص يف�وســات أخــرى تنتمــي للعائلــة‬ ‫دراسـ ٌ‬ ‫نفســها عــن نتائــج مشــابهة"‪.‬‬ ‫وعلى الجانـب آ‬ ‫الخـر‪ ،‬جـاءت اسـتجابةُ الحيوانـات‬ ‫أ‬ ‫للف�وسـات ث‬ ‫أك�‬ ‫للقاحـات التجريبيـة والدوية المضادة ي‬ ‫تطابقًـا مـع االسـتجابة المرغوبة لـدى ش‬ ‫البـر‪ ،‬ومع ذلك‬ ‫قـد تكـون ذات قيمـة ف ي� تجـارب إثبـات المفهـوم‪.‬‬ ‫يعتقــد الباحثــون أن أحــد أســباب عــدم التطابــق‬ ‫بمســتقبل‬ ‫الفــروس يرتبــط بإحــكام‬ ‫قــد يكــون أن‬ ‫ي‬ ‫ِ‬

‫أ‬ ‫ين‬ ‫اختصــارا بـــ ‪ )ACE-2‬عــى‬ ‫نجيوتنســ� ‪( 2‬يُعــرف‬ ‫ال‬ ‫ً‬ ‫الخاليــا ش‬ ‫الب�يــة‪ ،‬ولكــن ارتباطــه يكــون أضعــف‬ ‫بمســتقبالت أ‬ ‫ين‬ ‫نجيوتنســ� ‪ 2‬المختلفــة بنيويًــا لــدى‬ ‫ال‬ ‫ِ‬ ‫الحيوانــات‪ ،‬وال سـ ّـيما القــوارض‪ ،‬وهــي أكـرث الحيوانات‬ ‫المختــرات‪.‬‬ ‫اســتخداما ف ي� تجــارب‬ ‫ب‬ ‫ً‬ ‫الفروس‬ ‫شر الباحثـون إىل أنـه رغـم ارتبـاط ي‬ ‫كمـا يُ ي‬ ‫بإحـكام بمسـتقبل أ‬ ‫ين‬ ‫نجيوتنسـ� ‪ 2‬لـدى الرئيسـيات‬ ‫ال‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الب�يـة‪ ،‬ت‬ ‫غر ش‬ ‫مسـتقبالت‬ ‫مسـتقبالتها‬ ‫والـ� تشـبه‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫نجيوتنسـ� ‪ 2‬ش‬ ‫اض شـديدة‬ ‫ال‬ ‫الب�يـة‪ ،‬ال تظهـر أعـر ٌ‬ ‫جـراء إصابتهـا بمرض «كوفيـد‪ »19-‬وال‬ ‫لـدى الحيوانـات‬ ‫تموت‪ .‬ويرجع هذا َّجزئيا إىل أن مسـتقبل أ‬ ‫ين‬ ‫نجيوتنسـ�‬ ‫ال‬ ‫أ ً‬ ‫ِ‬ ‫الخـرى ض‬ ‫الفروس‬ ‫والمسـتقبالت‬ ‫‪2‬‬ ‫ال�وريـة لدخـول ي‬ ‫فِ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫النسـان‬ ‫ب�‬ ‫تختلف‬ ‫والـكىل‬ ‫والكبـد‬ ‫ئتـ�‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫�‬ ‫وانتشـاره‬ ‫ي إ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ئيسـيات‪ .‬يعقِّـب أ‬ ‫الحيـدب على ذلـك‪" :‬هـذا يـؤدي‬ ‫والر‬ ‫ُ‬ ‫النسـجة أ‬ ‫إىل اختلاف أنـواع أ‬ ‫والعضـاء ت‬ ‫الـ� سـ ُتصاب‬ ‫ي‬ ‫إصابـة شـديدة"‪ .‬ثمـة عامـل آخـر محتمـل يتمثـل ف ي�‬ ‫االختالفـات الجوهريـة ف ي� االسـتجابة المناعيـة لـدى كل‬ ‫مـن ش‬ ‫البـر والنمـاذج الحيوانيـة‪.‬‬ ‫يس�شـد باحثون آخرون بهذا العمل ث‬ ‫يمكن أن ت‬ ‫البح�‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫حيـوا� يسـتخدمونه ف ي�‬ ‫عنـد اختيارهـم أفضـل نمـوذج‬ ‫ي‬ ‫أبحاثهـم‪ ،‬بمـا يحملـه مـن مزايـا وقيـود‪ ،‬كما أنه يُسـاعد‬ ‫الرسيريـ� على تفسر تأثرات أ‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫الدويـة أو‬ ‫الطبـاء‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫اللقاحـات قبـل إعطائهـا ش‬ ‫للبـر‪ .‬وإضافـةً إىل ذلـك‪،‬‬ ‫سـهم الهندسـة الوراثيـة ف ي� جعـل النمـاذج‬ ‫يُمكـن أن تُ ِ‬ ‫أقـرب إىل ش‬ ‫البـر‪ ،‬على الرغـم مـن صعوبـة تحقيق ذلك‬ ‫الشـارة إىل‬ ‫ر‬ ‫تجـد‬ ‫كورونا‪.‬‬ ‫وسـات‬ ‫ف�‬ ‫عائلـة‬ ‫فيمـا يخـص‬ ‫ُ إ‬ ‫ي‬ ‫أن الفريـق البحث ي بكيمـارك ال يمتلـك َمرافـق السلامة‬ ‫عتمـدة لتطويـر نمـاذج جديدة‪ ،‬لكنـه يأمل‬ ‫الم َ‬ ‫الحيويـة ُ‬ ‫ف ي� أن يتابـع باحثـون آخـرون العمـل اسـتنا ًدا إىل النتائـج‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫توصـل إليهـا‪.‬‬ ‫الـ� َّ‬ ‫والمق�حـات ي‬ ‫‪Ehaideb, S. N., Abdullah, M. L., Abuyassin, B. & Bou-‬‬

‫‪chama, A. Evidence of a wide gap between COVID-19‬‬ ‫‪in humans and animal models: a systematic review.‬‬

‫‪Critical Care 24, Article number: 594 (2020).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪9‬‬

‫‪35‬‬

‫‪F OTOG R A F I X X / I S TOC K / G ET T Y I M AG ES P LUS‬‬

‫اليبــوال‪،‬‬ ‫الصابــة بفـ يـروس إ‬ ‫زيــكا‪ ،‬والمــرض الناجــم عــن إ‬ ‫ف‬ ‫التأهــب والجاهزيــة‪.‬‬ ‫ل‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ُّ‬ ‫وجميعهــا َّ‬ ‫دروســا ي� ُ ُ‬ ‫قدمــت ً‬ ‫مــن هــذا المنطلــق‪ ،‬يتضــح أن المجتمــع البحــث‬ ‫ي‬ ‫قدمــا ف ي� االســتعداد لمــا‬ ‫العالمــي بحاجــة إىل الم ـض ي ً‬ ‫قــد يحــدث مسـ ً‬ ‫ـتقبل‪.‬‬

‫الهندسة الوراثية قد‬ ‫تخلق نماذج أدق لدعم‬ ‫الجهود البحثية‪.‬‬


‫كوفيد‪19-‬‬

‫مغادرة‬ ‫المستشفى‬ ‫ال تعني‬ ‫انتهاء‬ ‫تأثير مرض‬ ‫«كوفيد‪»19-‬‬ ‫ض‬ ‫المر� الذين عانوا بشدة من مرض‬ ‫طريق طويل‬ ‫«كوفيد‪ »19-‬أمامهم‬ ‫ٌ‬ ‫ف‬ ‫التعا� التام من‬ ‫للوصول إىل مرحلة‬ ‫ي‬ ‫المرض بعد مغادرة المستشفى‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫شــر دراســةٌ بحثيــة حديثــة إىل أن مغــادرة‬ ‫تُ ي‬ ‫ن‬ ‫دائمــا التماثــل التــام للشــفاء‬ ‫تعــ‬ ‫ال‬ ‫المستشــفى‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫مــن مــرض «كوفيــد‪ .»19-‬فقــد أجــرى فريـ ٌـق ف� الصـ ي ن‬ ‫ـ�‬ ‫ي‬ ‫ـات لمـ ض‬ ‫ـر� «كوفيــد‪ »19-‬بعــد انقضــاء ســتة‬ ‫فحوصـ ٍ‬ ‫أشــهر مــن مغادرتهــم المستشــفى‪ ،‬وأفــادوا بوجــود‬ ‫تأثــرات صحيــة طويلــة أ‬ ‫الجــل‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ي ٍ‬ ‫أصابــت جائحــة «كوفيــد‪ »19-‬المســتمرة عــدة‬ ‫ين‬ ‫ديســم� ‪ .2019‬ومــع‬ ‫ماليــ� منــذ ظهورهــا ف ي�‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫اضــا خفيفــة‪،‬‬ ‫ر‬ ‫أع‬ ‫يعانــون‬ ‫المصابــ�‬ ‫معظــم‬ ‫أن‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫أصحــاب الحــاالت المرضيــة الشــديدة إىل‬ ‫يحتــاج‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫و� الوقــت الــذي تُجــرى‬ ‫إيداعهــم المستشــفيات‪ .‬ي‬ ‫اســات مكثفــة بخصــوص الجوانــب الرئيســة‬ ‫فيــه در‬ ‫ٌ‬ ‫لمــرض «كوفيــد‪ »19-‬خــال المرحلــة الحــادة مــن‬ ‫الثــار طويلــة أ‬ ‫المــرض‪ ،‬ال تـزال آ‬ ‫الجــل الناجمــة عنــه‬ ‫ُ‬ ‫غــر واضحــة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫يوضــح ِبــن تســاو‪ ،‬مــن مستشــفى الصداقــة‬ ‫ِّ‬ ‫الصينيــة اليابانيــة وجامعــة العاصمــة الطبيــة ف ي�‬ ‫ين‬ ‫بكــ�‪ ،‬والــذي شأ�ف عــى الدراســة الجديــدة‪،‬‬ ‫آثــارا جســدية ونفســية دائمــة ُرصــدت‬ ‫هنــاك‬ ‫أن‬ ‫ً‬ ‫لــدى ض‬ ‫مــر� المتالزمــة التنفســية الحــادة الوخيمــة‬ ‫الــرق أ‬ ‫ش‬ ‫الوســط التنفســية‬ ‫«ســارس» ومتالزمــة‬ ‫«مـ يـرس»‪ ،‬وهــو مــا يُشـ يـر إىل أن مــرض «كوفيــد‪»19-‬‬ ‫ســبب للمتالزمــة‬ ‫الناجــم عــن ي‬ ‫فــروس كورونــا ُ‬ ‫الم ِّ‬ ‫ن‬ ‫الثــا�‬ ‫النــوع‬ ‫مــن‬ ‫الوخيمــة‬ ‫الحــادة‬ ‫التنفســية‬ ‫ي‬

‫يثــر القلــق‬ ‫غــر معروفــة‪ ،‬ولكــن "انخفــاض نســبها ي‬ ‫ي‬ ‫الصابــة بعــدوى «كوفيــد‪."»19-‬‬ ‫بــا شــك بشــأن تكـرار إ‬ ‫ويختتــم تســاو حديثــه ً‬ ‫قائــا‪" :‬مــا زلنــا ال نعــرف‬ ‫إىل آ‬ ‫الن كــم مــن الوقــت يحتــاج إليــه المريــض‬ ‫ف‬ ‫تمامــا مــن المــرض‪ ،‬أو مــا إذا كان التماثــل‬ ‫للتعــا�‬ ‫التــام يللشـ ًـفاء ممكنــا مــن أ‬ ‫الســاس"‪ .‬يعمــل الفريــق‬ ‫ً‬ ‫حاليــا عــى تمديــد ت‬ ‫فــرات المتابعــة الطبيــة لهــؤالء‬ ‫ً‬ ‫ض‬ ‫شــهرا‪ ،‬بهــدف إجــراء مزيــد‬ ‫المــر� لتصــل إىل ‪12‬‬ ‫ً‬ ‫الصابــة بمــرض «كوفيــد‪»19-‬‬ ‫مــن التقييــم لعواقــب إ‬ ‫ف‬ ‫التعــا� ‪.‬‬ ‫ولفهــم أفضــل لعمليــة‬ ‫ي‬

‫‪M OHA M E D A BDE L R A ZE K / A L A M Y S TOCK P HOTO‬‬

‫التغيرات في رئتي مريض تأكَّدت إصابته بمرض «كوفيد‪.»19 -‬‬ ‫ظهر‬ ‫ُّ‬ ‫فحص الصدر بالتصوير المقطعي المحوسب ُي ِ‬

‫«ســارس‪-‬كوف‪ »2-‬يمكــن أن يؤثــر بالمثــل ف� المـ ض‬ ‫ـر�‬ ‫ي‬ ‫الذيــن غــادروا المستشــفى‪ .‬يقــول تســاو‪" :‬إننــا بحاجــة‬ ‫الثــار المرضيــة طويلــة أ‬ ‫ماســة إىل فهــم هــذه آ‬ ‫الجــل"‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫أكــر‬ ‫ويقــول تســاو إن هــذه الدراســة تشــمل ب‬ ‫مجموعــة أترابيــة مــع أطــول ت‬ ‫فــرة متابعــة لرصــد‬ ‫آ‬ ‫الثــار المرضيــة المحتملــة لــدى مـ ض‬ ‫ـر� «كوفيــد‪»19-‬‬ ‫ين‬ ‫مريضــا‬ ‫البالغــ� ‪ .‬فقــد فحــص الباحثــون ‪1733‬‬ ‫ً‬ ‫ض‬ ‫لمــر�‬ ‫خصــص‬ ‫م‬ ‫عــزل‬ ‫مستشــفى‬ ‫أول‬ ‫غــادروا‬ ‫ُ َّ‬ ‫ت‬ ‫الفــرة‬ ‫«كوفيــد‪ »19-‬ف ي� بلــدة ووهــان الصينيــة ف ي�‬ ‫ين‬ ‫بــ� شــهري ينايــر ومايــو عــام ‪ .2020‬وكانــت زيــارة‬ ‫المتابعــة الصحيــة تتــم‪ ،‬ف ي� المتوســط‪ ،‬بعــد نحــو‬ ‫ســتة أشــهر مــن ظهــور أ‬ ‫العــراض‪ ،‬وبعــد خمســة‬ ‫أشــهر مــن مغــادرة المستشــفى‪.‬‬ ‫الثــار طويلــة أ‬ ‫وقــرر الباحثــون دراســة آ‬ ‫الجــل‬ ‫َّ‬ ‫أدوات‬ ‫بالتفصيــل‪ ،‬فاســتخدموا لهــذا الغــرض‬ ‫ٍ‬ ‫تشــخيصية متعــددة لتقييــم أ‬ ‫العــراض الجديــدة‬ ‫والتغــرات ف ي� وظائــف الرئــة ووظائــف‬ ‫والمســتمرة‪،‬‬ ‫ي ُّ‬ ‫أ‬ ‫العضــاء‪ ،‬ومســتوى جــودة الحيــاة‪ .‬كمــا حـ َّـددوا للمــرة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫الوىل كيــف يؤثــر المــرض ي� العضــاء الخــرى‪.‬‬ ‫أ‬ ‫واحدا عىل القـل لدى ‪%76‬‬ ‫رصـد الباحثـون َعر ًضـا ً‬ ‫المـر�‪ ،‬وكان َهـذا العـرض ف� أغلـب أ‬ ‫ض‬ ‫الحيـان‬ ‫مـن‬ ‫َ َ ي‬ ‫الرهـاق أو ضعـف العضلات‪ ،‬والقلـق أو االكتئـاب‪،‬‬ ‫إ‬ ‫وصعوبـات النـوم‪ .‬كمـا الحظـوا لـدى أكرث مـن ثلـث‬ ‫المـر�‪ ،‬خاصـة الذيـن تلقـوا دعمـا أ‬ ‫ض‬ ‫ين‬ ‫كسـج�‬ ‫بال‬ ‫ً‬ ‫اجعـا ف ي� وظائـف الرئـة‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫االصطناعـي‬ ‫والتنفـس‬ ‫ً‬ ‫غر طبيعيـة أظهرتهـا صـور أشـعة الصـدر‪،‬‬ ‫ات ي‬ ‫وتغر ٍ‬ ‫ي ُّ‬ ‫الذهـان آ‬ ‫عيـد إىل أ‬ ‫الثـار المرضيـة الناجمـة عـن‬ ‫مـا يُ‬ ‫المتالزمـة التنفسـية الحـادة الوخيمة «سـارس»‪ .‬وأظهر‬ ‫ين‬ ‫عالمـات‬ ‫الناجـ� مـن مـرض «كوفيـد‪»19-‬‬ ‫بعـض‬ ‫ٍ‬ ‫ناشـئة على ضعـف ف‬ ‫والصابـة بـداء‬ ‫الـكىل‪،‬‬ ‫وظائـف‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫السـكري‪ ،‬والجلطـات الدمويـة‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ً‬ ‫كثــرا مــن‬ ‫يعقّــب تســاو‬ ‫قائــا‪" :‬هــذا يعــ ي أن ي ً‬ ‫أ‬ ‫تمامــا بعــد مــض ي ســتة‬ ‫يتعافــوا‬ ‫الشــخاص لــم‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫أشــهر مــن ظهــور الع ـراض‪ .‬يتعـ ي ن‬ ‫ـ� علينــا االســتمرار‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫المــر� بعــد‬ ‫تعــا� هــؤالء‬ ‫ف ي� المتابعــة ومراقبــة‬ ‫ي‬ ‫مغادرتهــم المستشــفى"‪.‬‬ ‫ض‬ ‫ـاض كبـ يـر‬ ‫ـ‬ ‫انخف‬ ‫ـر�‬ ‫ـ‬ ‫الم‬ ‫ـض‬ ‫كمــا حــدث لــدى بعـ‬ ‫ٌ‬ ‫ف� نســب أ‬ ‫الجســام المضــادة الـ ت‬ ‫ـ� تســتهدف فـ يـروس‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫«ســارس‪-‬كوف‪ »2-‬بعــد مغــادرة المستشــفى‪ .‬يقــول‬ ‫تشــاو إن القــدرة الوقائيــة لهــذه أ‬ ‫الجســام المضــادة‬

‫بحوث األمراض‬ ‫المعدية‬

‫مكرسة لتعزيز الوقاية من األمراض المعدية وعالجها‪،‬‬ ‫من خالل أنشطة البحث المتنوعة األساسية والتطبيقية‬ ‫والسريرية‪ ،‬وبرامج المراقبة وخدمات المختبرات المرجعية‪.‬‬ ‫وتهدف ألن تصبح األساس الذي تقوم عليه أبحاث‬ ‫الصحة العامة الخاصة باألمراض المعدية في المملكة‬ ‫العربية السعودية‪.‬‬

‫ينقسم المختبر إلى‬ ‫ •وحدة علم الجينوم الميكروبي ومقاومة مضادات الميكروبات‬ ‫ •وحدة علم الفيروسات وتطوير اللقاحات‬ ‫ •مختبر السالمة البيولوجية من المستوى ‪)BSL3( 3‬‬

‫‪Huang, C. et al. 6-month consequences of COVID-19 in‬‬ ‫‪patients discharged from hospital: a cohort study. The‬‬

‫‪Lancet 397, 220–32 (2021).‬‬

‫‪KAIMRC-ID@NGHA.MED.SA‬‬


‫اقتصاد المعرفة‬

‫ت‬ ‫ت‬ ‫ال�‬ ‫الحصـول على براءات االخراع وإبـرام االتفاقيـات ي‬ ‫تُم َنـح بموجبهـا ت‬ ‫ال�اخيـص الالزمـة لالسـتفادة مـن نتائج‬ ‫أ‬ ‫البحـاث العلمية‪.‬‬ ‫الداري لواحـة التقنيـة الحيويـة‬ ‫س‪ .‬بصفتـك المديـر إ‬ ‫الطبيـة بمركـز الملـك عبـد اللـه العالمـي أ‬ ‫للبحـاث‬ ‫الطبيـة‪ ،‬هـل تـرى أن مثـل هـذه الواحـات العلميـة‬ ‫نسـبيا ف ي� البلـدان العربيـة؟‬ ‫َنيـة نـادرة الوجـود‬ ‫ِ‬ ‫ًّ‬ ‫والتق ّ‬ ‫ج‪ .‬أجـل‪ ،‬ف ي� البلـدان العربيـة‪ ،‬ينـدر وجـود واحـات أو‬ ‫بحق للبحث‬ ‫حاضنـات علميـة و ِتق ّ‬ ‫َنية متخصصة َّ‬ ‫مكرسـة ٍ‬ ‫العلمـي‪ .‬بطبيعـة الحـال‪ ،‬نحـن نعلـم أن مثـل هـذه‬ ‫الواحـات يمكـن أن تلعـب دورا بالـغ أ‬ ‫الهميـة ف ي� تحويـل‬ ‫ً‬ ‫نتائـج البحـث العلمـي ش‬ ‫لم�وعـات تجاريـة‪ ،‬ودعـم‬ ‫البحـاث أ‬ ‫الـ� تعتمـد على أ‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫الكاديمية‪.‬‬ ‫الـركات الناشـئة ي‬ ‫كات قائمـة للتغلّـب على المشـكالت‬ ‫س‪ .‬هـل ثمـة تحـر ٌ‬ ‫ت‬ ‫الـ� شأ�ت إليهـا؟‬ ‫ي‬ ‫ج‪ .‬أدرك بعـض البلـدان‪ ،‬مثـل المملكـة العربيـة‬ ‫السـعودية وقطـر‪ ،‬أهميـة وضـع ت‬ ‫اسراتيجيات قومية ف ي�‬ ‫مجـال البحـث والتطويـر‪ ،‬ت ز‬ ‫وت�ايد بالتأكيـد فرص البحث‬ ‫والتطويـر واالسـتفادة مـن أ‬ ‫البحـاث العلميـة تجاريًـا ف ي�‬ ‫كثر مـن البلـدان العربيـة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫المـر يتعلق ف� أ‬ ‫س‪ .‬إذًا‪ ،‬هـل يمكننـا القـول إن أ‬ ‫السـاس‬ ‫ي‬ ‫برض ورة مراجعة السياسـات الحكوميـة الوطنية؟‬ ‫تقدم واحة التقنية الحيوية الطبية‬ ‫ً‬ ‫حلول لالستفادة‬ ‫في كيمارك‬ ‫تجاريا في‬ ‫من األبحاث األكاديمية‬ ‫ً‬ ‫المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫ض‬ ‫الداري لواحة التقنية الحيوية‬ ‫العال‬ ‫الدكتور عبد‬ ‫الحو�‪ ،‬المدير إ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫الطبية بمركز الملك عبد الله العالمي للبحاث الطبية (كيمارك)‪ ،‬يُس ِّلط‬ ‫ت‬ ‫ال� ت‬ ‫تع�ض الجهود الرامية إىل االستفادة من‬ ‫الضو َء عىل ُ‬ ‫الم ِّ‬ ‫عوقات في‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وغ�ها من‬ ‫البحاث الكاديمية تجاريًا ي� المملكة العربية السعودية‪ ،‬ي‬ ‫البلدان العربية‪ ،‬كما يناقش الحلول الممكنة للتغلب عىل تلك المعوقات‪.‬‬ ‫‪38‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫أ‬ ‫ت‬ ‫غيـاب‬ ‫الـ� تقـف وراء ذلـك‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ج‪ .‬أحـد أهـم السـباب ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫االسراتيجيات الوطنيـة المتكاملـة ي� مجـال البحـث‬ ‫فكثرا ما نجـد البحث العلمي ث‬ ‫ً‬ ‫انشـغال‬ ‫أك�‬ ‫والتطويـر‪،‬‬ ‫يً‬ ‫باحتياجـات برامـج التعليـم‪ ،‬كمـا أن المراكـز والمعاهـد‬ ‫ت‬ ‫مهيأة‬ ‫كـرس‬ ‫جهودها للبحث العلمـي يغ� َّ‬ ‫الـ� تُ ِّ‬ ‫البحثيـة ي‬ ‫نتائـج أ‬ ‫منتجـات‬ ‫إىل‬ ‫المختلفـة‬ ‫بحـاث‬ ‫ال‬ ‫جمـة‬ ‫جيـدا تل�‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫تأثر ش‬ ‫مبـا� ف ي� المجتمـع‬ ‫لهـا‬ ‫يكـون‬ ‫أن‬ ‫يمكـن‬ ‫وحلـول‬ ‫ٍ‬ ‫يٌ‬ ‫ٌ‬ ‫والصحـة واالقتصـاد‪.‬‬ ‫تفتقر معظم الجامعات ف ي� البلدان العربية إىل وجود‬ ‫معنيـة بنقـل التقنيـة‪ ،‬ولـذا ّ‬ ‫تظـل نتائـج‬ ‫ٌ‬ ‫هيئـات نشـطة ّ‬ ‫رهينة المطبوعـات البحثيـة أ‬ ‫الكاديمية‪،‬‬ ‫البحـث العلمـي‬ ‫وربمـا ينتهـي أ‬ ‫المـر بتالشـيها وإهمالهـا‪ .‬ولكننا نسـتطيع‬ ‫ت‬ ‫بلـدان أخـرى أن‬ ‫الـ� اتَّبعتهـا‬ ‫ٌ‬ ‫أن نستشـف مـن ال ُن ُهـج ي‬ ‫دورا محوريًـا ف ي�‬ ‫تلعـب‬ ‫التقنيـة‬ ‫المعنيـة بنقـل‬ ‫الهيئـات‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ين‬ ‫الباحث� وإرشـادهم ف ي� ما يتعلـق بتقديم طلبات‬ ‫دعـم‬

‫‪AS HR A F HA B I B 20 20‬‬

‫تحويل االكتشافات‬ ‫لمشروعات‬ ‫ٍ‬ ‫العلمية‬ ‫تجـاريـة‬

‫ف‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫تبــة‬ ‫تــأ� البلــدان العربيــة ي� مر ٍ‬ ‫س‪ .‬لمــاذا ي� رأيــك ي‬ ‫ف‬ ‫كثــرة أخــرى ي� مــا يتعلــق‬ ‫متأخــرة مقارنــةً بــدول ي‬ ‫باالســتفادة مــن أ‬ ‫البحــاث العلميــة الواعــدة ف ي� المجاالت‬ ‫التجاريــة والرسيريــة؟‬

‫جنبا‬ ‫ج‪ .‬عـاد ًة مـا ال ي‬ ‫تسر السياسـات الحكوميـة الحالية ً‬ ‫منظومة تشـجع‬ ‫تشـكيل‬ ‫إىل‬ ‫امية‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫الجهود‬ ‫إىل جنب مع‬ ‫ٍ‬ ‫على االبتـكار وتدعم تحويل البحـث العلمي ش‬ ‫لم�وعات‬ ‫تجاريـة‪ .‬فاالسـتفادة مـن البحـث العلمـي أ‬ ‫الكاديمـي‬ ‫تجاريًا تتطلَّب تأسـيس ش�كات ناشـئة من أجل اسـتغالل‬ ‫نتائـج أ‬ ‫البحـاث على المسـتوى التجـاري‪ ،‬أو إقامـة‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ش�اكات أكاديمية‪-‬تجاريـة‪ ،‬ولكننـا نجـد‪ ،‬ي� حقيقة المر‪،‬‬ ‫أن السياسـات الحكوميـة ال تتيـح ف� معظـم أ‬ ‫الحيـان‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫نتائـج أ‬ ‫البحـاث العلمية‪.‬‬ ‫هـذه االسـتفادة الرسيعـة مـن‬

‫غر أن بعـض البلـدان ليـس لديهـا ي ن‬ ‫قوان� أو سياسـات‬ ‫ي‬ ‫تدعـم وتَحكُـم إجـراء التجـارب الرسيريـة‪ ،‬وهـو مـا قد‬ ‫قائم‬ ‫اقتصـاد‬ ‫كب�ا أمـام جهود بناء‬ ‫مزدهر ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫يُشـكِّل عائقًـا ي ً‬ ‫ٍ‬ ‫على القطـاع الصحي‪.‬‬ ‫س‪ .‬هـل تواجـه ش‬ ‫الـركات الناشـئة القائمـة على البحث‬ ‫صعوبـات كذلـك ف ي� الحصـول على التمويل؟‬ ‫العلمـي‬ ‫ٍ‬ ‫خصص‬ ‫ج‪ .‬نعـم‪ ،‬فمعظم البلـدان العربية والنامية ال يُ ِّ‬ ‫النفـاق الحكومـي‬ ‫سـوى أقـل مـن ‪ %1‬مـن‬ ‫إجمـال إ‬ ‫ي‬ ‫ال�كات الناشـئة ت‬ ‫للبحـث والتطويـر‪ ،‬ف� ي ن‬ ‫ح� تحتاج ش‬ ‫ال�‬ ‫أ ي‬ ‫ي‬ ‫البحـاث االبتكاريـة إىل التمويـل‪ ،‬يك تتمكن‬ ‫تعتمـد على‬ ‫ت‬ ‫منتجـات‬ ‫إىل‬ ‫تهـا‬ ‫ز‬ ‫بحو‬ ‫الـ�‬ ‫البحثيـة‬ ‫النتائـج‬ ‫مـن ترجمـة‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫غر أنـه ي ُنـدر أو يتعـذَّ ر العثـور على‬ ‫عمليـة‪.‬‬ ‫حلـول‬ ‫أو‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ين‬ ‫داعمـ� أو رأس مـال اسـتثماري‬ ‫فـرص مـن مسـتثمرين‬ ‫ٍ‬ ‫مؤسسـات بحثيـة مانحـة أو أي مصـادر خاصـة أخرى‬ ‫أو‬ ‫ٍ‬ ‫كبرة عىل تلـك ش‬ ‫ال�كات‪،‬‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫قيو‬ ‫يفـرض‬ ‫وهـذا‬ ‫للتمويـل‪.‬‬ ‫ً ي‬ ‫تأثر ملموس‬ ‫ممـا يعـوق ي ً‬ ‫كثرا منها عـن النمـو وتحقيق ي ٍ‬ ‫ف ي� التنميـة االقتصاديـة‪.‬‬ ‫س‪ .‬ما الطُرق المثىل للتغلب عىل تلك المشكالت؟‬ ‫ج‪ .‬بالنظـر إىل نـدرة تمويـل البحـث العلمـي ف ي� البلـدان‬ ‫العربيـة والنامية‪ ،‬فإن ث‬ ‫أك� الطـرق الواعدة للتغلب عىل‬ ‫تلـك المشـكالت‪ ،‬تأسـيس مجمعـات أو واحـات علميـة‬ ‫َنيـة تضـم ش‬ ‫الـركات الناشـئة وتوفـر لهـا منصـات‬ ‫و ِتق ّ‬ ‫تمكـ� ت‬ ‫ين‬ ‫مشركة وخدمـات دعـم تشـاركية‪ ،‬ممـا يجعـل‬ ‫ٍ‬ ‫هـذه ش‬ ‫نفقـات مهولة‬ ‫توف�‬ ‫الـركات الناشـئة قـادرة على ي‬ ‫ٍ‬ ‫ف� مراحـل االسـتثمار أ‬ ‫الولية‪ ،‬كما يُعينها عىل االسـتغالل‬ ‫يأ‬ ‫المثـل لمواردهـا بطريقـة تضمـن تحقيق نتائـج أفضل‪.‬‬

‫توجه البلدان العربية والنامية ت‬ ‫اسراتيجياتها‬ ‫وينبغـي أن ِّ‬ ‫البحـث والتطوير نحو أ‬ ‫البحـاث ت‬ ‫ال� تهدف إىل‬ ‫ف ي� مجـال‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ال� تواجهها‬ ‫التعاطـي مع التحديـات‬ ‫ي‬ ‫الخط�ة ُ‬ ‫والملِّحـة ي‬ ‫تلـك البلـدان‪ .‬إضافـة إىل ذلـك‪ ،‬فـإن مجـال البحـث‬ ‫سـيما ف ي� قطاعـات الصحـة‬ ‫والتطويـر باهـظ التكلفـة‪ ،‬ال ّ‬ ‫والطاقـة والبيئـة‪ .‬ولذا فقد حان الوقـت يك يصبح محور‬ ‫يز‬ ‫تحالفـات ش‬ ‫اكات ف ي� هـذا المجـال‪،‬‬ ‫ترك�نـا تأسـيس‬ ‫و� ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫اكات ي ن‬ ‫ش‬ ‫القطاعـ� العـام والخـاص‪،‬‬ ‫بـ�‬ ‫�‬ ‫خـص‬ ‫وبال‬ ‫ٍ‬ ‫ت‬ ‫المسـتقَاة من المؤسسـات‬ ‫حى نتمكـن من بلورة النتائج ُ‬ ‫البحثيـة العامـة ف‬ ‫فرص‬ ‫فثمـة‬ ‫الـة‪.‬‬ ‫فع‬ ‫مخرجـات‬ ‫صـورة‬ ‫�‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫تحالفـات ش‬ ‫المسـتوي�‬ ‫اكات على‬ ‫هائلـة لتأسـيس‬ ‫و� ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫والـدول ف ي� مجـال البحـث والتطويـر‪.‬‬ ‫القليمـي‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ٌ‬ ‫قريبا؟‬ ‫س‪ .‬هل أنت‬ ‫بتحسن هذا الوضع ً‬ ‫متفائل ّ‬ ‫يتحسـن الوضـع بالنسـبة لبعـض‬ ‫ج‪ .‬نعـم‪ ،‬أتوقـع أن‬ ‫َّ‬ ‫البلـدان‪ ،‬مثـل المملكـة العربيـة السـعودية والمملكـة‬ ‫تحديـدا‬ ‫المغربيـة وربمـا بلـدان أخـرى‪ .‬فهـذه البلـدان‬ ‫ً‬ ‫أصبحـت تـدرك أهمية تطويـر جوانب البحـث والتطوير‬ ‫كافـة‪ ،‬واالسـتثمار فيهـا‪ .‬وتشـكِّل ش‬ ‫م�وعـات البحـث‬ ‫والتطويـر الناجحـة منظومـة بيئيـة متكاملـة تقـوم على‬ ‫تأثر اقتصـادي ملمـوس‪،‬‬ ‫عـدة عوامـل تضمـن تحقيـق ي‬ ‫برؤيـة ت‬ ‫وتوفر التمويـل‬ ‫بالفاعليـة‬ ‫واسراتيجية تتسـمان‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ين‬ ‫الباحث�‬ ‫الـكا� والمسـتدام‪ ،‬وتوظيـف طاقـم عمل مـن‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫النابغـ�‪ ،‬واالسـتعانة بأُطـر عمـل تنظيميـة داعمـة‪،‬‬ ‫ين‬ ‫وتحقيـق ش�اكات قويـة ي ن‬ ‫القطاع� العـام والخاص‪،‬‬ ‫بـ�‬ ‫ش‬ ‫اسـت�اف المسـتقبل‪.‬‬ ‫ووجـود قيـادة قـادرة على‬ ‫اليجاز والوضوح‪.‬‬ ‫ُح ِّررت هذه المقابلة بهدف إ‬

‫صعوبـات ت‬ ‫حى‬ ‫س‪ .‬إذًا‪ ،‬هـل يخلـق هـذا الوضـع‬ ‫ٍ‬ ‫ين‬ ‫الباحثـ� الذيـن تُسـفر أبحاثهـم عـن‬ ‫بالنسـبة ألفـراد‬ ‫مثرة يمكـن تطويرهـا؟‬ ‫نتائـج ي‬ ‫ترخيص‬ ‫واضحا كيفية الحصول عىل‬ ‫ج‪ .‬بالفعـل‪ ،‬فليـس‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ت‬ ‫المخرع أو‬ ‫تجـاري لتأسـيس ش�كـة ناشـئة عندما يكـون‬ ‫منتسـبا إىل مؤسسـة أكاديميـة‪ ،‬ويكـون هـذا‬ ‫المسـتثمر‬ ‫ً‬ ‫الصعوبـة ف� أغلـب أ‬ ‫أ‬ ‫الحيـان‪ .‬ف‬ ‫و� الوقـت‬ ‫بالـغ‬ ‫المـر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ذاتـه‪ ،‬ترعـى الحكومـات معظـم المؤسسـات الكاديمية‬ ‫ف‬ ‫وغالبـا مـا ال تكـون هـذه‬ ‫ي� البلـدان العربيـة والناميـة‪ً ،‬‬ ‫جيدا لتلبية المتطلبات االسـتثمارية‬ ‫المؤسسـات مجهـز ًة ً‬ ‫كث�‬ ‫ا‬ ‫أيض‬ ‫هناك‬ ‫ال‬ ‫ز‬ ‫ي‬ ‫وال‬ ‫ناشـئة‪.‬‬ ‫كات‬ ‫ً ي‬ ‫الالزمة لتأسـيس ش� ٍ‬ ‫مـن الثغـرات ف ي� سياسـات بعـض تلـك البلـدان‪ .‬فعلى‬ ‫سـبيل المثـال‪ ،‬تتطلـب االسـتفادة التجاريـة مـن نتائـج‬ ‫البحـث العلمـي ف ي� قطـاع الصحـة إجراء تجـارب رسيرية‬ ‫بهـدف تقييم مـدى فاعلية المنتجات الجديـدة وأمانها‪،‬‬

‫تجاريا في كثير من الدول العربية‪.‬‬ ‫يثق الدكتور عبد العالي الحوضي من (كيمارك) في وجود فرص متزايدة للبحث والتطوير واالستفادة منهما ً‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪9‬‬

‫‪39‬‬


‫الشيخوخة والدماغ‬

‫تقليل االلتهاب‬ ‫المزمن سيئ‬ ‫التكيف من‬ ‫ّ‬ ‫شأنه أن‬ ‫يستعيد شباب‬ ‫خاليا الدماغ‬ ‫لدى الفئران‬

‫"الحفــاظ على نمط حياة‬ ‫صحي‪ ،‬وممارســة الرياضة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وتناول الطعام بشــكل صحيح‪،‬‬ ‫كل هــذا مرتبط بااللتهاب‪.‬‬ ‫وأتســاءل عما إذا كانت تلك‬ ‫األســاليب قد تساعد بالفعل‬ ‫على تصحيــح تغيرات التمثيل‬ ‫الغذائــي التي تحدث مع‬ ‫تقدم العمر"‪.‬‬

‫ـ� الناجــم‬ ‫ال شــك أن الســعي إىل إبطــاء التدهــور العقـ ي‬ ‫عــن التهــاب الدمــاغ المرتبــط بالتقــدم ف ي� العمــر أو‬ ‫ف‬ ‫و� هــذا‬ ‫عكســه‪ ،‬ظــل هد ًفــا ينشــده العلمــاء بهمــة‪ .‬في‬ ‫توصــل إليــه علمــاء ي� كليــة‬ ‫الســياق‪ ،‬يطــرح اكتشــاف ّ‬ ‫الطــب بجامعــة ســتانفورد رؤى ثاقبــة بخصــوص‬ ‫شــيخوخة الخاليــا أ‬ ‫والمــل المعقــود عــى اســتعادة‬ ‫الدراكيــة‪.‬‬ ‫الوظائــف إ‬ ‫ترتبــط الشــيخوخة بااللتهابــات المفرطــة والمزمنــة‬ ‫يشــر إليهــا‬ ‫منخفضــة الدرجــة‪ ،‬وهــي عمليــة‬ ‫ي‬ ‫المختصــون بمصطلــح "التهابــات الشــيخوخة"‬ ‫ويعتقــدون أنهــا مســؤولة عــن عديــد مــن أ‬ ‫المــراض‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وصــول إىل الرسطــان‪.‬‬ ‫بدايــة مــن آلزهايمــر‬ ‫تغيرات ف ي�‬ ‫حـدوث‬ ‫الشـيخوخة‬ ‫تكتنـف التهابـات‬ ‫ي‬ ‫نشـاط وبيولوجيـا البالعـم‪ ،‬وهـي خاليـا متخصصـة‬ ‫تكتشـف البكت�يـا وتدمرهـا‪ ،‬وتشـكّل خط الدفـاع أ‬ ‫الول‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫المسـببة أ‬ ‫للمـراض و العوامـل الممرضة‪.‬‬ ‫ضـد الكائنـات‬ ‫تخـزن البالعـم المتقدمـة ف ي� السـن الطاقـة بشـكل‬ ‫ّ‬ ‫مختلـف عـن البالعـم الشـابة والسـليمة‪ ،‬فعلى سـبيل‬ ‫المثـال‪ً ،‬‬ ‫بـدل مـن اسـتخدام هـذه الطاقـة كوقـود‪،‬‬ ‫ين‬ ‫تز‬ ‫الجليكوجـ�‬ ‫تخـ�ن البالعـم المتقدمـة ف ي� السـن‬ ‫السـتخدامه ف ي� إطلاق اسـتجابة مناعيـة أقـوى ف ي� حالـة‬ ‫‪40‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫ترتبط الشيخوخة‬ ‫بااللتهابات المفرطة‬ ‫والمزمنة منخفضة الدرجة‪.‬‬

‫االلتهـاب الحـاد‪ .‬لكن هذه االسـتجابة المناعيـة أ‬ ‫القوى‪،‬‬ ‫حـد مـا‪ ،‬لها أثر‬ ‫وهـي عبـارة عـن رد فعـل مبالـغ فيه إىل ٍ‬ ‫جسـيم ف ي� الدماغ المتقدم ف ي� السـن‪ ،‬فهي تسـبب ض� ًرا‬ ‫ف� أ‬ ‫النسـجة الطبيعيـة‪ ،‬وتُجهـد الجهـاز المناعـي‪ ،‬وتُزيد‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫مـن تفاقـم المـراض التنكسـية‪.‬‬ ‫كاتريـن أندرياسـون‪ ،‬أسـتاذة طـب أ‬ ‫العصـاب بكليـة‬

‫الطـب بجامعـة سـتانفورد‪ ،‬أحد العلماء الذين يدرسـون‬ ‫بـ� النشـاط أ‬ ‫العالقـة ي ن‬ ‫اليض ي وااللتهـاب ي ئ‬ ‫التكيـف‪.‬‬ ‫سـ� ف ّ‬ ‫وقـد أظهـر فريقهـا‪ ،‬ف ي� دراسـة جديـدة نُ شـرت ي� دوريـة‬ ‫ت ‪-‬الخاليا البلعمية المتوطنة‬ ‫الدبَ ْي ِق َّيا ‪‎‬‬ ‫‪ ،Nature‬أن خاليا ُ‬ ‫التغرات ف ي�‬ ‫تجـاه‬ ‫للغايـة‬ ‫حساسـة‬ ‫داخـل أدمغتنـا‪-‬‬ ‫ي‬ ‫ال�وسـتاجالندين‬ ‫المسـمى‬ ‫االلتها�‬ ‫الجـزيء‬ ‫مسـتويات‬ ‫ب‬ ‫بي‬ ‫(‪ ،E2 (PGE2‬والـذي تستشـعره مـن خلال مسـتقبل‬ ‫سـمى ‪.EP2‬‬ ‫سـطح الخليـة الـذي يُ ّ‬ ‫فعليا ف ي� مناعة الدماغ النشط‪.‬‬ ‫الدبَ ْي ِق َّيات‬ ‫تتحكم ُ‬ ‫ًّ‬ ‫الممرضة والتصدي‬ ‫العوامل‬ ‫بمحاربة‬ ‫تنشغل‬ ‫وعندما ال‬ ‫ُ‬ ‫ال�وتينات المتطوية‬ ‫الة‬ ‫ز‬ ‫إ‬ ‫عىل‬ ‫تعمل‬ ‫فإنها‬ ‫لاللتهاب‪،‬‬ ‫ب‬ ‫بشكل خاطئ المرتبطة بالتنكس‬ ‫العص�‪ ،1‬والتخلص‬ ‫بي‬ ‫من الخاليا العصبية القديمة أو الميتة وبقايا الحطام‬ ‫الخلوي‪ ،‬وتعزيز عملية تخلّق الخاليا العصبية من خالل‬ ‫حماية الخاليا العصبية السليمة والشابة وتغذيتها‪.‬‬

‫المحـوري ف ي�‬ ‫الدبَ ْي ِق َّيـات ‪-‬على الرغم مـن دورها‬ ‫لكـن ُ‬ ‫ّ‬ ‫أيضا أن تنقلب دون‬ ‫يمكنهـا‬ ‫الدماغ‪-‬‬ ‫صحة‬ ‫عىل‬ ‫الحفـاظ‬ ‫ً‬ ‫قصـد ضـد العضـو الـذي تحميه من خلال الدخـول ف ي�‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ال�‬ ‫حالة اسـتجابة مبالغ ي� رسعتها إلشـارات االسـتغاثة ي‬ ‫تلتقطهـا المسـتقبالت الموجـودة على سـطحها‪ .‬نتيجـةً‬ ‫لذلـك‪ ،‬ينتهـي بهـا أ‬ ‫المـر إىل قتـل الخاليـا العصبيـة ف ي�‬ ‫الحـد مـن العـدوى أو ض‬ ‫ال�ر‪.2‬‬ ‫أثنـاء محاولـة‬ ‫ّ‬

‫دراك‬ ‫كبح جماح التدهور إ‬ ‫ال ي‬

‫اســتخدم الفريــق بقيــادة أندرياســون مــزارع‬ ‫الخاليــا ال ِّنقويَّــة ش‬ ‫الب�يــة وأدمغــة الفــرئ ان المســ ّنة‪،‬‬ ‫ـ� التمثيــل الغـ ئ‬ ‫للبحــث ف� الروابــط بـ ي ن‬ ‫ـذا� والتهابــات‬ ‫ي‬ ‫ي ف‬ ‫المكونــة‬ ‫الدبَ ْي ِق َّيــات‪ .‬والخاليــا ال ِّنقويَّــة‬ ‫الشــيخوخة ي� ُ‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫الــ� تشــمل‬ ‫للــدم هــي‬ ‫نــوع مــن الخاليــا المناعيــة ي‬ ‫أيضــا بالعــم أ‬ ‫النســجة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تقــول أندرياســون‪" :‬تــزداد مســتويات الجــزيء ‪PGE2‬‬ ‫بشــكل ملحــوظ مــع تقــدم العمــر ف ي� كل مــن الــدم‬ ‫والبالزمــا‪ .‬وبالتأكيــد‪ ،‬ال يمكننــا إجــراء تجربــة عــى‬ ‫الشــخاص مــن مختلــف أ‬ ‫آالف أ‬ ‫العمــار‪ ،‬ولكــن يمكننــا‬ ‫مالحظــة الخاليــا‪ ،‬إذ يمكننــا مالحظــة البالعــم‪ ،‬الشــابة‬ ‫والمتقدمــة ف ي� الســن"‪.‬‬

‫كب�ا ف ي� مستوى‬ ‫وجدت أندرياسون وزمالؤها اختالفًا ي ً‬ ‫إنتاج الجزيء ‪ PGE2‬ف ي� البالعم الشابة بالمقارنة مع تلك‬ ‫وأيضا ف ي� مصل الدم وأنسجة‬ ‫المتقدمة ف ي� السن‪ ،‬بل ً‬ ‫ف‬ ‫المتقدمة ي� السن‪.‬‬ ‫الدماغ الشابة ف ي� مقابل تلك‬ ‫ِّ‬ ‫يـؤدي ارتفـاع مسـتويات الجـزيء ‪ PGE2‬والمسـتقبل‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫كر سـ ًنا إىل ت ز‬ ‫اخـ�ان الجلوكـوز ف ي�‬ ‫الدبَ ْي ِق َّيـات ال ب‬ ‫‪ EP2‬ي� ُ‬ ‫ين‬ ‫جليكوجـ�‪ ،‬ممـا يحرمهـا مـن الجلوكـوز‪.‬‬ ‫صـورة‬ ‫وتتفاقـم هـذه المشـكلة بسـبب خاصيـة أخـرى لدى‬ ‫البالعـم المسـنة اكتشـفتها أندرياسـون وزمالؤهـا ف ي�‬ ‫الدراسـة‪ .‬فالخاليـا يمكنهـا عـاد ًة اللجـوء إىل مصـادر‬ ‫ين‬ ‫الجلوتام� أو‬ ‫وقـود أخـرى للحصول على الطاقة‪ ،‬مثـل‬ ‫الالكتـات‪ ،‬لكـن فريـق أندرياسـون اكتشـف أن البالعـم‬ ‫المسـ ّنة تفتقـر إىل هـذه القـدرة‪ .‬فهـي "تعتمـد اعتمـا ًدا‬ ‫ُ‬ ‫جوهريًـا" على الجلوكـوز كمصـدر للوقـود‪.‬‬ ‫ين‬ ‫جليكوجـ�‪ ،‬فـإن‬ ‫ومـع زيـادة تحويـل الجلوكـوز إىل‬ ‫هـذا يضـع البالعـم ف ي� حالـة اسـتنفاد للطاقة ممـا يحفّز‬ ‫حـدوث اسـتجابة التهابية‪.‬‬

‫ئ‬ ‫الجزي�‬ ‫تحديد المسار‬ ‫ي‬

‫التفـت الفريـق إىل المسـتقبل ‪ EP2‬عـام ‪ 2015‬عندمـا‬ ‫ربطـوه بمـرض آلزهايمـر لـدى فرئ ان التجـارب‪ .‬تقـول‬

‫أندرياسـون‪" :‬حظيـت هـذه الدراسـة بقـدر معقـول‬ ‫مـن التغطيـة الصحفيـة"‪ .‬فقـد اكتشـفت هـي وفريقها‬ ‫ف‬ ‫الدبَ ْي ِق َّيـات يؤثـر ف ي� النمـط‬ ‫أن تقليـل المسـتقبل ‪ EP2‬ي� ُ‬ ‫ف‬ ‫و� الواقـع‪ ،‬أسـفر خفـض‬ ‫الظاهـري لمـرض آلزهايمـر‪ .‬ي‬ ‫"تأثرات جذريـة"‪ ،‬على حـد‬ ‫‪ EP2‬بنسـبة ‪ %50‬عـن‬ ‫ي‬ ‫همـا ف ي� ما‬ ‫م‬ ‫المسـار‬ ‫هذا‬ ‫"اعتبـار‬ ‫وصفهـا‪ ،‬سـاعدت على‬ ‫ُ ً‬ ‫جنبـا إىل جنـب مـع أدلـة أخـرى‪.‬‬ ‫يتعلـق بالشـيخوخة" ً‬ ‫أ َّدت معالجــة الفــرئ ان بمثبطــات المســتقبل‪EP2‬‬ ‫ت‬ ‫ـ� تمنــع تأشـ يـر الجــزيء ‪ PGE2‬إىل عكــس آليــة كبــح‬ ‫الـ ي‬ ‫التمثيــل الغـ ئ‬ ‫ـذا� واســتعادة وظيفــة الخليــة الطبيعيــة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫أندرياســون‪" :‬االســتنتاج أ‬ ‫ال َّول مــن هــذه‬ ‫توضــح‬ ‫النتيجــة أنــه يمكننــا عــى أ‬ ‫الرجــح عكــس شــيخوخة‬ ‫ُ‬ ‫الدمــاغ مــن خــال شــكل مــن أشــكال التدخــل‬ ‫ن‬ ‫الثــا� فهــو أنــه يمكننــا‬ ‫المحيطــي‪ .‬أمــا االســتنتاج‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫عكــس شــيخوخة الدمــاغ عــن طريــق اســتعادة التمثيــل‬ ‫ئ‬ ‫الشــبا� للخاليــا المناعيــة"‪.‬‬ ‫الغــذا�‬ ‫عر يإصلاح ب يالخلل ف‬ ‫ئ‬ ‫الغـذا� الذي يؤدي إىل‬ ‫التمثيل‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫حـاالت نقـص الطاقـة ف ي� البالعـم‪ ،‬تمكنـت أندرياسـون‬ ‫تحول‬ ‫وزمالؤهـا مـن تقليص اضطـراب خلوي معقـد إىل ّ‬ ‫جزيئ ي واحد يمكنهـم تبديله‪.‬‬ ‫وقـد وصـف إيـال أمييـل‪ ،‬أ‬ ‫السـتاذ المشـارك ف ي� علوم‬

‫‪1. Minhas, P.S., Latif-Hernandez, A., McReynolds,‬‬

‫‪M.R. et al. Restoring metabolism of myeloid cells‬‬ ‫‪reverses cognitive decline in ageing. Nature 590,‬‬ ‫‪122–128 (2021).‬‬

‫‪2. Brown G.C., Vilalta A. How microglia kill neurons. Brain‬‬

‫‪Res 2, 288-297 (2015).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪9‬‬

‫‪41‬‬

‫‪S T EVE G S C H M EI SS N ER /S C I EN C E P H OTO LI B R A RY / G ET T Y I M AG ES‬‬

‫ئ‬ ‫الجزي�‬ ‫للتأش�‬ ‫واحدا‬ ‫حدد العلماء مسا ًرا ً‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫يمكن استخدامه لعكس االختالل الوظيفي‬ ‫ئ‬ ‫الغذا� والمناعة والمرتبط بتقدم‬ ‫ف ي� التمثيل‬ ‫ي‬ ‫العمر لدى ئ‬ ‫الف�ان‪.‬‬

‫المخترات الطبيـة بجامعـة يف�مونـت‪ ،‬والـذي لـم‬ ‫ب‬ ‫ف‬ ‫بالنجـاز الباهـر‪.‬‬ ‫يشـارك ي� الدراسـة‪ ،‬هـذا االكتشـاف إ‬ ‫عتر حقًـا نقلـة نوعيـة هـو البسـاطة‬ ‫يقـول‪" :‬إن مـا يُ ب‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫التهـا� واحد‪،‬‬ ‫ووسـيط‬ ‫واحـد‪،‬‬ ‫بي‬ ‫ي� تحديـد مدخـل أي ي‬ ‫ومسـتقبل واحـد يكمـن وراء كل مـن الوظيفـة االلتهابيـة‬ ‫أ‬ ‫تأثر ش‬ ‫مبـا� ومذهـل ف ي�‬ ‫واليضيـة للخاليـا‪ ،‬ولـكل منهـا ي‬ ‫التنكـس‬ ‫معا عىل‬ ‫العصـ�‪ .‬إن اصطفاف هـذه العوامل ً‬ ‫بي‬ ‫نحـو يُفض ي إىل هـذا االسـتنتاج لهـو أمـر مذهـل حقًا‪".‬‬ ‫أما السؤال المحوري لدى كل من أمييل وأندرياسون‪،‬‬ ‫فهو ما تأث� هذا االكتشاف ف� التخفيف من حدة أ‬ ‫المراض‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫العصبية أو عكس مسارها لدى ش‬ ‫الب�؟‬ ‫التنكسية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ربمـا ال تـزال التجـارب ش‬ ‫الب�يـة بعيدة المنـال لفريق‬ ‫كليـة الطـب بجامعـة سـتانفورد‪ ،‬لكـن الخطـوة التاليـة‬ ‫الفوريـة‪ ،‬بحسـب أندرياسـون‪ ،‬هـي اكتشـاف مزيـد من‬ ‫ت‬ ‫الـ� تعمـل بطـرق مماثلـة‪ ،‬ثـم مواصلـة‬ ‫المسـارات ي‬ ‫العمـل انطالقًـا مـن تلـك النقطـة‪.‬‬ ‫الكثــر مــن‬ ‫وقالــت‪" :‬ال أعــرف إن كان هنــاك‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫مزيــدا‬ ‫هنــاك‬ ‫أظــن أن‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫المســارات الشــبيهة‪ ،‬ولكــ ي‬ ‫منهــا بالفعــل‪ .‬إننــا نبحــث ف ي� أحــد هــذه المســارات‬ ‫آ‬ ‫َّ‬ ‫مســارا آخــر‪ ،‬قريــب الشــبه مــن‬ ‫ولعــل هنــاك‬ ‫الن‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ف‬ ‫هــذا المســار‪ ،‬يمكــن أن يــزداد مــع التقــدم ي� العمــر‪،‬‬ ‫ئ‬ ‫ـذا� للخاليــا النقويــة‪ ،‬كمــا يعمــل‬ ‫ويثبــط التمثيـ أـل الغـ ي‬ ‫الوىل – عــى تعزيــز هــذه االســتجابات‬ ‫– بالدرجــة‬ ‫التكيــف المرتبطــة بالشــيخوخة"‪.‬‬ ‫ســيئة‬ ‫االلتهابيــة‬ ‫السـاليب أ‬ ‫ف� الوقـت نفسـه‪ُّ ،‬يمكن أن تسـاعد أ‬ ‫الخرى‬ ‫أ ي‬ ‫الشـخاص عىل تجنب التهابات الشـيخوخة أو عكسـها‪،‬‬ ‫ت‬ ‫الـ� أوضحـت أن‪" :‬الحفاظ عىل‬ ‫كمـا تقـول أندرياسـون ي‬ ‫صحـي‪ ،‬وممارسـة الرياضة‪ ،‬وتنـاول الطعام‬ ‫نمـط حيـاة‬ ‫ّ‬ ‫بشـكل صحيـح‪ ،‬كل هـذا مرتبـط بااللتهـاب‪ .‬وأتسـاءل‬ ‫عمـا إذا كانـت تلـك أ‬ ‫السـاليب قـد تسـاعد بالفعـل على‬ ‫ئ ت‬ ‫الـ� تحـدث مـع‬ ‫تغرات التمثيـل‬ ‫تصحيـح ي‬ ‫ي‬ ‫الغـذا� ي‬ ‫أمـر نـود اختبـاره‪".‬‬ ‫فهـذا‬ ‫العمـر‪.‬‬ ‫تقـدم‬ ‫ٌ‬


‫الشيخوخة والدماغ‬

‫‪KON DOR 8 3 / A L A M Y S TOC K P HOTO‬‬

‫الربـط بيـن‬ ‫االكتئـاب‬ ‫وشيـخـوخة‬ ‫الدمـاغ المبكـرة‬

‫ت�ايد أ‬ ‫الدلة عىل وجود عالقة وثيقة ي ن‬ ‫تز‬ ‫ب� االكتئاب وشيخوخة الدماغ المبكرة‪.‬‬

‫أكر مـن عمـرك‬ ‫ليـس مـن المسـتغرب أن تشـعر بأنـك ب‬ ‫الحقيقـي‪ ،‬لكـن هـذا الشـعور ينطبـق على بعـض‬ ‫الشـخاص بشـكل أكر ممـا يظنـون‪ .‬أ‬ ‫أ‬ ‫فالدلـة ت ز‬ ‫ت�ايد عىل‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫الصابـة ببعـض المـراض العقليـة‪ ،‬مثـل االكتئـاب‪،‬‬ ‫أن إ‬ ‫ترتبـط على نحـو مـا بجعـل دمـاغ المصـاب يشـبه دماغ‬ ‫شـخص مسـن‪ .‬ولكن هل يتسـبب االكتئاب ف ي� شـيخوخة‬ ‫الدمـاغ المبكـرة؟ أم أن شـيخوخة الدماغ المبكرة تسـبق‬ ‫حـدوث المـرض؟‬ ‫يسـتع� الباحثـون بواسـمات ي ز‬ ‫ين‬ ‫ف�يائيـة وخلويـة‬ ‫وجزيئيـة لتقديـر "العمـر البيولوجـي" للإنسـان‪ ،‬كمـا‬ ‫يحاولـون اسـتخدام تلـك أ‬ ‫ت‬ ‫ال�‬ ‫الدوات‬ ‫لفهـم العوامـل ي‬ ‫أ‬ ‫تجعـل العمـر البيولوجـي لبعـض الشـخاص مختلفًـا‬ ‫عت� الدراسـات المعنية بتسـارع‬ ‫عـن عمرهـم‬ ‫الفعل�‪ .‬تُ ب‬ ‫ي‬ ‫حـدوث شـيخوخة الدمـاغ فر ًعـا مـن أفـرع هـذا المجال‬ ‫البحث ي ‪ .‬ويمكـن تقديـر العمـر الزمن ي للفـرد مـن خلال‬ ‫النسـان سـن‬ ‫إجـراء قياسـات للدمـاغ‪ ،‬فعندمـا يتجـاوز إ‬ ‫ين‬ ‫الثالثـ� يبـدأ الدمـاغ ف ي� التدهـور ببـطء على مـدار مـا‬ ‫ويتجل هـذا التدهور ف‬ ‫َّ‬ ‫تغ�ات‬ ‫هيئـة‬ ‫�‬ ‫عمـره‪.‬‬ ‫مـن‬ ‫تبقَّـى‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ملموسـة‪ ،‬مثـل ضمـور المـادة الرماديـة‪ ،‬كمـا يظهـر‬ ‫ف‬ ‫تغ�ات وظيفية‪ ،‬مثـل ت‬ ‫ال�اجع ف ي� مرونة‬ ‫كذلـك ي� صـورة ي‬ ‫الدراكيـة والذاكـرة ورسعة المعالجـة البرصية‪.‬‬ ‫القـدرات إ‬ ‫لكـن بعـض أ‬ ‫المـور‪ ،‬كالمفـردات وبعـض المهـارات‬ ‫اللغويـة‪ ،‬يمكنهـا الصمـود ف ي� وجـه تقـدم الشـيخوخة‪.‬‬ ‫مـع تسـارع حـدوث شـيخوخة الدمـاغ لـدى الفـرد‪،‬‬ ‫تظهـر تناقضـات ي ن‬ ‫بـ� عمـره الحقيقـي وقياسـات الدماغ‬ ‫التغرات الحادثـة طفيفـة‪ ،‬لكننـا‬ ‫لديـه‪ .‬قـد تكـون‬ ‫ي‬ ‫نجـد أن دمـاغ هـذا الشـخص يبـدو مـن ناحيـة الشـكل‬ ‫أكر سـ ًّنا‪ .‬يعكـف‬ ‫والسـلوك أقـرب إىل دمـاغ شـخص ب‬ ‫ين‬ ‫الباحثـ�‪ ،‬مثـل كاثريـن دنلـوب مـن كليـة طـب‬ ‫بعـض‬ ‫وايـل كورنيـل بجامعـة كورنيل‪ ،‬عىل كشـف العالقـة ي ن‬ ‫ب�‬ ‫االكتئـاب وتسـارع حـدوث شـيخوخة الدمـاغ‪ .‬ففي عام‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫الباحثـ� من الواليات‬ ‫وباالشراك مـع فريـق من‬ ‫‪،2021‬‬ ‫المتحـدة وكنـدا‪ ،‬ش‬ ‫نـرت دنلـوب ورقة بحثيـة بخصوص‬ ‫‪42‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫الموض�وع ف ي� دوري�ة «نيوروس�ايكوفارماكولوجي » �‪Neu‬‬ ‫‪ .ropsychopharmacology‬اسـتعان الباحثـون ف ي� هـذه‬ ‫الدراسـة بصـور ألدمغـة أكرث مـن ‪ 700‬شـخص راشـد‬ ‫سـليم‪ ،‬واسـتخدموها ف ي� إنشـاء نمـوذج يمكنـه تقديـر‬ ‫النسـان‪ .‬وعندمـا اسـ ُتخدم هـذا النمـوذج لتقدير‬ ‫عمـر إ‬ ‫أعمـار أ‬ ‫الشـخاص الذيـن يعانـون مـن االكتئـاب‪ ،‬كانـت‬ ‫أ‬ ‫ض‬ ‫المـر� الحقيقيـة‬ ‫العمـار المقـدرة تزيـد على أعمـار‬ ‫ف‬ ‫ين‬ ‫بعامـ� ي� المتوسـط‪.‬‬ ‫ض‬ ‫المـر� أصحـاب‬ ‫كمـا اكتشـفت دنلـوب وفريقهـا أن‬ ‫أ‬ ‫أكر سـ ًنا كانـوا أكرث‬ ‫ت‬ ‫ً‬ ‫ميلا للتصرف‬ ‫الـ� تبـدو ب‬ ‫الدمغـة ي‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫أك�‬ ‫ال� بـدت ب‬ ‫باندفـاع‪ ،‬وأن الذكـور أصحـاب الدمغـة ي‬ ‫حدة‪ .‬تقـول دنلوب‪:‬‬ ‫سـ ًنا كانـوا يعانـون من أعراض أشـد ّ‬ ‫"وجدنـا أنـه إذا كان الشـخص أكرث اندفا ًعـا ف ي� اتخـاذ‬ ‫القـرارات الماليـة‪ ،‬فـإن مظاهـر شـيخوخة الدمـاغ لديـه‬ ‫عـاد ًة مـا تكـون أكرث‬ ‫وضوحا"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بكثر‬ ‫ًـا‬ ‫ق‬ ‫نطا‬ ‫أوسـع‬ ‫اسـة‬ ‫ر‬ ‫بد‬ ‫االكتشـاف‬ ‫يذكرنـا هـذا‬ ‫ي‬ ‫الباحثـ� ضمـن االتحـاد المعن‬ ‫ين‬ ‫مـن‬ ‫أجراهـا فريـق‬ ‫ي‬ ‫االكتئا� الشـديد المعروف باسـم «إنيجما»‬ ‫باالضطراب ف ب ي‬ ‫و� إطـار هـذه الدراسـة الضخمـة متعددة‬ ‫(‪ .)ENIGMA‬ي‬ ‫الجنسـيات‪ ،‬ت‬ ‫والـ� كانـت على رأسـها لـورا هـان‪ ،‬مـن‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫أمسردام ف ي� هولنـدا‪ ،‬اكتشـف‬ ‫الطـ� بجامعـة‬ ‫المركـز ب ي‬ ‫الباحثـون باتحـاد «إنيجمـا» وجـود اختالفـات بنيويـة ف ي�‬ ‫ين‬ ‫أك� من سـنها‬ ‫أدمغـة‬ ‫المصابـ� باالكتئاب تجعلها تبدو ب‬ ‫الحقيقـي بنحـو عـام‪.‬‬ ‫ت‬ ‫الـ� أجراهـا فريـق عمـل‬ ‫تقـول دنلـوب إن الدراسـة ي‬ ‫اتحـاد «إنيجمـا» (‪ )ENIGMA MDD‬المعن ي باالضطراب‬ ‫االكتئـا� الشـديد‪ ،‬قد سـبقها عـدد قليل من الدراسـات‬ ‫أ بي‬ ‫الصغـر‪ ،‬ت‬ ‫والـ� أسـفرت عـن "نتائـج متباينـة لكنهـا‬ ‫ي‬ ‫تمامـا" بشـأن مـا إذا كان هنـاك ارتباط‬ ‫ليسـت متناقضـة ً‬ ‫ين‬ ‫بـ� االكتئـاب وشـيخوخة الدمـاغ‪ .‬كمـا تضيـف دنلـوب‬ ‫أنـه رغـم أن بعـض الحـاالت المرضيـة‪ ،‬مثـل الفصـام‬ ‫والخـرف‪ ،‬تكـون مصحوبـة بدالئـل "واضحـة وقاطعـة"‬ ‫على تسـارع حـدوث شـيخوخة الدمـاغ‪ ،‬فـإن المسـألة‬

‫التقدم في العمر‪.‬‬ ‫يرتبط االكتئاب بتغيرات ملموسة ووظيفية في الدماغ كالتي تصاحب‬ ‫ّ‬

‫الـ�ء" عندمـا يتعلـق أ‬ ‫تبـدو "أكرث‬ ‫ش‬ ‫المر‬ ‫ً‬ ‫التباسـا بعـض ي‬ ‫باالكتئـاب‪ .‬ولكـن الدراسـة ت‬ ‫الـ� أجراهـا اتحـاد «إنيجما»‬ ‫ي‬ ‫مهمـا ف ي� حسـم هـذا الجـدل‪ ،‬باعتبارهـا‬ ‫تمثـل‬ ‫إسـهاما ً‬ ‫ً‬ ‫أضخـم دراسـة تتنـاول هـذا الموضـوع ت‬ ‫حى تاريخـه‪.‬‬ ‫ف‬ ‫و� إطـار الجهـود الراميـة إىل تطويـر دراسـات بشـأن‬ ‫ي‬ ‫تسـارع حـدوث شـيخوخة الدمـاغ وعالقتـه باالكتئـاب‪،‬‬ ‫ال تن�نـت‬ ‫عر إ‬ ‫صممـت هـان وفريقهـا أدا ًة متوافـرة ب‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫تختر البيانـات‬ ‫تتيـح للمجموعـات البحثيـة الخـرى أن ب‬ ‫الناتجـة عـن تجاربهـا الخاصـة‪ .‬تقـول هـان‪" :‬هنـاك ‪77‬‬ ‫الس ْـمك‪ ،‬ومسـاحة السـطح‪،‬‬ ‫سـمة بنيويـة للدماغ‪ ،‬مثل ُّ‬ ‫وأحجـام أجـزاء الدماغ"‪ .‬ومن ثـم‪ ،‬إذا توافرت ألي فريق‬ ‫ت‬ ‫ث‬ ‫الـ� يجريها‪،‬‬ ‫بح ي آخـر هـذه فالقياسـات أمـن التجـارب ي‬ ‫الداة التابعـة لالتحـاد‪ ،‬ت‬ ‫وال�‬ ‫هـذه‬ ‫�‬ ‫يدخلهـا‬ ‫أن‬ ‫يمكـن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫النسـان‪.‬‬ ‫سـتصل بدورهـا إىل تقديـر عمـر دمـاغ إ‬ ‫تضيـف دنلـوب أنهـا تعتقـد أن أبحـاث شـيخوخة‬ ‫ممتازا عىل نجـاح الجهود البحثية‬ ‫نموذجا‬ ‫عتر‬ ‫ً‬ ‫الدمـاغ تُ ب‬ ‫ً‬ ‫الجماعيـة‪ ،‬إذ تقـول‪" :‬تتجسـد روح التعـاون ف‬ ‫كثر من‬ ‫�‬ ‫ي ي‬ ‫دراسـات شـيخوخة الدمـاغ‪ ،‬ألن هـذه الدراسـات تحتاج‬ ‫عـد‬ ‫إىل وفـرة مـن البيانـات وإىل تعـدد المصـادر‪ .‬وتُ ّ‬ ‫ت‬ ‫الـ� أجراهـا اتحـاد «إنيجمـا» ً‬ ‫مثـال وجي ًها عىل‬ ‫الدراسـة ي‬ ‫ذلك"‪.‬‬ ‫جـدا ألوانـه تقريـر مـا‬ ‫السـابق‬ ‫مـن‬ ‫إنـه‬ ‫هـان‬ ‫تقـول‬ ‫ً‬

‫إذا كانـت القـدرة على رصـد تسـارع حـدوث شـيخوخة‬ ‫ض‬ ‫للمـر�‪.‬‬ ‫الدمـاغ أو التنبـؤ بهـا يمكـن أن تكـون مفيـدة‬ ‫الـ� تبعـث عىل أ‬ ‫ت‬ ‫المـل"‪ ،‬طبقًا‬ ‫بيـد أن إحـدى "الرسـائل ي‬ ‫كثر مـن التبايـن والتداخـل ي ن‬ ‫بـ�‬ ‫لـكالم هـان‪ ،‬وجـود ي‬ ‫الشـخاص أ‬ ‫البيانـات المسـتخلَصة مـن أدمغـة أ‬ ‫الصحـاء‬ ‫ُ‬ ‫ين‬ ‫المصابـ� باالكتئاب‪،‬‬ ‫بالمجموعـات الضابطـة و أدمغـة‬ ‫ت‬ ‫الـ� أجراهـا اتحـاد «إنيجمـا» قـد وجـدت‬ ‫وأن الدراسـة ي‬ ‫الشـخاص أ‬ ‫بـ� أ‬ ‫أن متوسـط االنحـراف ي ن‬ ‫الصحـاء وهـؤالء‬ ‫ين‬ ‫المصابـ� بالشـيخوخة المبكـرة للدمـاغ يزيـد بالـكاد‬ ‫على عـام واحـد‪ .‬وتضيـف دنلـوب أن هنـاك عوامـل‬ ‫جمـا ف ي� القياسـات السـلوكية والبنيوية‬ ‫تأث�ا ًّ‬ ‫أخـرى تؤثـر ي ً‬ ‫المرتبطـة بشـيخوخة الدمـاغ‪ ،‬مثـل جنـس الشـخص‬ ‫وحالتـه االجتماعيـة واالقتصاديـة‪.‬‬ ‫وقـد اسـتطاعت دنلـوب وفريقهـا اسـتخالص النتائج‬ ‫مـن البيانـات المتوفـرة ف ي� دراسـتهم‪ ،‬إذ خضـع جميـع‬ ‫ين‬ ‫المشـارك� ف ي� الدراسـة لعلاج االكتئـاب عـن طريـق‬ ‫يز‬ ‫عر الجمجمـة (‪ .)TMS‬ش‬ ‫تـرح‬ ‫المغناطيس�‬ ‫التحفـ�‬ ‫ي ب‬ ‫دنلـوب قائلـةً ‪" :‬كانت الدراسـات السـابقة تفيـد بأنه "إذا‬ ‫يز‬ ‫عر‬ ‫[بالتحفـ�‬ ‫أكر سـ ًنا‪ ،‬فالعلاج‬ ‫المغناطيس� ب‬ ‫كنـت ب‬ ‫لـن يجدي نفعا معك"‪ .‬ولكننـا نعرف ي آ‬ ‫الن أن‬ ‫الجمجمـة]‬ ‫ً‬ ‫المسـألة ليسـت كذلك‪ ،‬بـل إن الضمور البنيـوي للدماغ‬ ‫يز‬ ‫يزيـد مـن المسـافة ي ن‬ ‫التحفـ� والمنطقـة‬ ‫بـ� مصـدر‬

‫المسـتهدفة ف ي� الدمـاغ‪ ،‬وهـو أمـر يمكـن التغلـب عليـه‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫و� ي ن‬ ‫ح�‬ ‫بعمليـة ضبـط بسـيطة للجهـزة المسـتخدمة"‪ .‬ي‬ ‫ت‬ ‫الـ� أجرتهـا دنلـوب لـم ترصـد أي عالقـة‬ ‫أن الدراسـة ي‬ ‫مهمـة ي ن‬ ‫بـ� تسـارع حدوث شـيخوخة الدماغ واالسـتجابة‬ ‫ز‬ ‫عر الجمجمـة‪ ،‬فـإن‬ ‫المغناطيس�‬ ‫بالتحفـ�‬ ‫للعلاج‬ ‫ي ب‬ ‫ي‬ ‫الفريـق أن أ‬ ‫الدمغـة ت‬ ‫الـ� تبـدو‬ ‫اكتشـاف‬ ‫كان‬ ‫المدهـش‬ ‫ي‬ ‫أكر مـن عمرهـا الحقيقـي تسـتجيب على نحـو أفضـل‬ ‫ب‬ ‫يز‬ ‫عالجـا‬ ‫للتحفـ� الوهمـي‪ ،‬أي ذلـك الـذي ال‬ ‫ّ‬ ‫يتضمـن ً‬ ‫حقيقيا ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وال تـزال الدراسـات جاريـة على كل حـال‪ ،‬إذ ش‬ ‫نـرت‬ ‫يوضـح أن‬ ‫هـان وزمالؤهـا بح ًثـا الحقًـا للبحـث السـابق ِّ‬ ‫أ‬ ‫تأثر ئ‬ ‫وقـا� محتمـل‬ ‫الدويـة المضـادة لالكتئـاب لهـا ي‬ ‫ي‬ ‫للخاليـا العصبيـة‪ ،‬ممـا ينعكـس على عمـر الدمـاغ‪.‬‬ ‫وتتواصـل ف ي� الوقـت الراهـن الجهـود البحثيـة‪ ،‬كتلـك‬ ‫ت‬ ‫سـعيا وراء الكشـف عن‬ ‫الـ� تقـوم بهـا هـان ودنلـوب‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫جوانـب العالقـة ي ن‬ ‫بـ� االكتئـاب وشـيخوخة الدمـاغ‪.‬‬ ‫بحسـب مـا تقـول دنلـوب‪ ،‬يتمثـل أحـد أ‬ ‫السـئلة‬ ‫الـ� تطرحهـا تلـك أ‬ ‫ت‬ ‫البحـاث ف ي� محاولـة فهم‬ ‫المحوريـة ي‬ ‫ثـم أي الظاهر ي ن‬ ‫ن‬ ‫ً‬ ‫تـ�‬ ‫ومـن‬ ‫‪،‬‬ ‫أول‬ ‫تحـدث‬ ‫تـ�‬ ‫أي الظاهر ي‬ ‫َّ‬ ‫تتسـبب ف� أ‬ ‫الخـرى‪ :‬االكتئـاب أم شـيخوخة الدمـاغ؟‬ ‫ي‬ ‫المحـوري‪ ،‬وأظـن أننا‬ ‫تقـول دنلـوب‪" :‬هـذا هو السـؤال‬ ‫ّ‬ ‫الجابـة عنـه بعـد"‪.‬‬ ‫لـم نتوصـل إىل إ‬

‫غر أن العالقـة تكـون أكرث‬ ‫وضوحـا ف ي� بعـض‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫الحـاالت المرضيـة أ‬ ‫تتبعـت دراسـة سـابقة‬ ‫الخـرى‪ ،‬إذ‬ ‫َّ‬ ‫حـاالت ألشـخاص يعانـون مـن خلـل بسـيط ف ي� القدرات‬ ‫الدراكيـة‪ ،‬ي ن‬ ‫وتبـ� أن شـيخوخة الدمـاغ يمكـن أن تتنبـأ‬ ‫إ‬ ‫باحتمـاالت تطـور حالـة هـؤالء أ‬ ‫الشـخاص إىل الخـرف‬

‫تشر إىل أن‬ ‫التـام‪ .‬إ‬ ‫بالضافـة إىل ذلـك‪ ،‬فلدينـا أمثلـة ي‬ ‫شـيخوخة الدمـاغ تسـبق تشـخيص الشـخص بأمـراض‬ ‫معينـة‪ ،‬أمـا ف ي� مـا يتعلـق باالضطرابـات النفسـية‪،‬‬ ‫كثرا‪" ،‬ويُحتمـل أال تكـون العالقـة‬ ‫فالموضـوع أعقـد ي ً‬ ‫المرجح‬ ‫فمن‬ ‫دنلـوب‪.‬‬ ‫تقول‬ ‫ما‬ ‫بحسـب‬ ‫أحاديـة االتجاه"‪،‬‬ ‫آّ‬ ‫الخر‪،‬‬ ‫أن االكتئـاب وشـيخوخة الدماغ يؤثـر كل منهما ف ي�‬ ‫وأن كليهمـا ينطـوي عىل آليات التوتـر وااللتهاب المزمن‪.‬‬ ‫تقـول دنلـوب‪" :‬كأننـا نبحـث قضيـة البيضـة أم‬ ‫الدجاجـة جـاءت ً‬ ‫والجابة‬ ‫أول؟ وهـذه معضلة حقيقيـة‪ .‬إ‬ ‫عـن تلـك أ‬ ‫كثر مـن الوقـت والمـال"‪.‬‬ ‫إىل‬ ‫تحتـاج‬ ‫السـئلة‬ ‫ي‬

‫‪1. Dunlop, K. et al. Accelerated brain aging predicts‬‬ ‫‪impulsivity and symptom severity in depression. Neu-‬‬

‫‪ropsychopharmacology (2021).‬‬

‫‪2. Han, L.K.M. et al. Brain aging in major depressive dis‬‬‫‪order: results from the ENIGMA major depressive dis‬‬‫‪order working group. Molecular Psychiatry (2020).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪9‬‬

‫‪43‬‬


‫الشيخوخة والدماغ‬

‫الكشف عن ُ‬ ‫األسس‬ ‫الجينية الضطرابات‬ ‫النمو النادرة‬ ‫خ�اء علم الجينوم الرسيري سمات ض‬ ‫المر� وعائالتهم لتشخيص‬ ‫يُحدد ب‬ ‫ت‬ ‫ال� تُعرقل النمو‬ ‫العص� الطبيعي‪.‬‬ ‫أمراض الطفولة ي‬ ‫بي‬

‫يسـتخدم صانعـو السياسـات والباحثـون مصطلـح‬ ‫صغرة‬ ‫"مـرض نـادر" لوصـف اضطـراب يصيـب نسـبة‬ ‫ي‬ ‫مـن السـكان‪ ،‬لكـن هـذا المصطلـح مضلـل إىل حـد مـا‪،‬‬ ‫فتلـك االضطرابـات مجتمعـة تؤثـر ف ي� مـا يقـرب من ‪%5‬‬ ‫‪44‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫جمـال يشـمل‬ ‫مـن سـكان العالـم‪ .‬إال أن هـذا الرقـم إ‬ ‫ال ي‬ ‫آ‬ ‫الالف مـن االضطرابـات والمتالزمـات المنهكـة‪ ،‬ت‬ ‫والـ�‬ ‫ِ ف ي‬ ‫نـادرا للغايـة؛ إذ يظهـر بعضهـا ي� أقـل‬ ‫يُ ب‬ ‫عتر كل منهـا ً‬ ‫مـن واحـد مـن كل مليـون مولـود جديـد‪ .‬إن اكتشـاف‬

‫أسـس هـذه أ‬ ‫المـراض ال يوفر فقط إمكانية الكشـف عنها‬ ‫أيضـا مـن‬ ‫حسـن ً‬ ‫وربمـا تطويـر عالجـات لهـا‪ -‬ولكنـه يُ ِّ‬‫فهـم النمـو ش‬ ‫البـري‪.‬‬ ‫يمكـن ف� أغلـب أ‬ ‫الوقـات إرجـاع هـذه الحـاالت‬ ‫ي‬ ‫إىل خلـل ف� ي ن‬ ‫جـ� واحـد فقـط‪ ،‬ويعمـل فريـق ماجـد‬ ‫ي‬ ‫الفضـل ف ي‪ �-‬قسـم أبحـاث الجينـوم الطبيـة (‪)MGRD‬‬ ‫التابـع لمركـز الملـك عبد اللـه العالمي أ‬ ‫للبحـاث الطبية‬

‫سـببة لتلك‬ ‫(كيمـارك)‪ -‬بـدأب‪ ،‬لتعقّب هذه الطفرات ُ‬ ‫الم ِّ‬ ‫أ‬ ‫ويشر الفضـل ‪-‬رئيـس القسـم‪ -‬إىل فئـة مـن‬ ‫المـراض‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫الـ� تتداخل مع مسـارات إنزيمية‬ ‫االضطرابـات الوراثية ي‬ ‫وال�وتينات‬ ‫الدهـون‬ ‫تصنيع‬ ‫عملية‬ ‫أساسـية تقـوم عليها‬ ‫ب‬ ‫والجزيئـات الحيويـة أ‬ ‫الخـرى وهضمهـا ً‬ ‫قائلا‪" :‬تُعـرف‬ ‫الكرث إثارة الهتمامي باسـم أ‬ ‫الحـاالت أ‬ ‫’الخطـاء الوراثية‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫ف ي� عمليـة اليـض‘"‪.‬‬ ‫ف‬ ‫النزيمـات‬ ‫غر ملحوظـة ي� أحـد إ‬ ‫قـد يكـون لطفـرة ي‬ ‫عواقـب بعيـدة المـدى‪ .‬فعلى سـبيل المثـال‪ ،‬قـد‬ ‫تـؤدي طفـرة كهـذه إىل تراكـم مـواد كيميائيـة وسـيطة‬ ‫سـامة‪ ،‬أو نقـص ف� اللبنـات الخلويـة ض‬ ‫ال�وريـة‪ ،‬وهـو‬ ‫ي‬ ‫مـا قـد يعـوق النمـو الطبيعي ويـؤدي إىل إعاقـات مدى‬ ‫الحيـاة أو ت‬ ‫حى المـوت المبكـر‪ .‬وللكشـف عـن مثل هذه‬ ‫الطفـرات‪ ،‬يعمل فريق الفضل مـع ض‬ ‫المر� وعائالتهم‪،‬‬

‫ين‬ ‫لسـلة الجينـوم لتحديـد الطفرات‬ ‫مسـتخدم� تقنيـة َس َ‬ ‫السـبب ف� هـذه أ‬ ‫المـراض‪ ،‬ت‬ ‫ت‬ ‫والـ� يجري‬ ‫تكـون‬ ‫الـ� قـد‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الحاسـو�‬ ‫التحليل‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫ًا‬ ‫ق‬ ‫الح‬ ‫تهـا‬ ‫صح‬ ‫من‬ ‫التحقـق‬ ‫ّ‬ ‫بي‬ ‫واالختبـار الوظيفـي ف ي� المعمـل‪.‬‬ ‫يُعـد قسـم أبحـاث الجينـوم الطبيـة الوحيـد مـن‬ ‫ض‬ ‫المـر�‬ ‫نوعـه ف ي� المملكـة العربيـة السـعودية‪ ،‬إذ ينقـل‬ ‫مـن االختبـارات الجينيـة أ‬ ‫الوليـة إىل تقريـر التشـخيص‬ ‫الرسـمي‪ .‬ويقـول الفضـل إن فريقـه حقـق نسـبة نجـاح‬ ‫تقـارب ‪ %50‬ف� تحديـد الطفـرات المسـببة أ‬ ‫للمـراض‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ففـي غضـون ي ن‬ ‫جديـدا‬ ‫وصفـوا ‪ 20‬جي ًنـا‬ ‫ً‬ ‫عامـ� فقـط‪َّ ،‬‬ ‫جينيـا‪ ،‬ووضعـوا تشـخيصات رسـمية لسـتة‬ ‫ومتغرا ً‬ ‫يً‬ ‫النجـازات الطريـق لتطويـر‬ ‫هـذه‬ ‫ـد‬ ‫ه‬ ‫إ‬ ‫أمـراض‪ .‬وتم ِّ‬ ‫آليـات للتشـخيص الجزيئ يمكنهـا أن تسـاعد أ‬ ‫الطبـاء‬ ‫ي‬ ‫ف ي� التعـرف على مثـل تلـك المتالزمـات ف ي� وقـت مبكـر‪،‬‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ال� قد‬ ‫بـل وقـد يمكنها أن تقرح التدخلات العالجيـة ي‬ ‫وت�تـه‪.‬‬ ‫تبطـئ‬ ‫أو‬ ‫وقـف تطـور المـرض‬ ‫ي‬ ‫تُ ِ‬

‫البحث عن سمة ي ز‬ ‫مم�ة للمتالزمات‬

‫متنحية الصفة‪ ،‬وهو‬ ‫أغلب االضطرابات الوراثية النادرة أ ِّ‬ ‫ن‬ ‫الطفال الذين لديهم‬ ‫اضا إال ف ي�‬ ‫ظهر أعر ً‬ ‫يع� أنها ال تُ ِ‬ ‫ما ي‬ ‫تؤثر ف‬ ‫ت‬ ‫نسخ� ي ن‬ ‫الج�‪ .‬ولتحديد‬ ‫كلتا‬ ‫�‬ ‫اثية‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ات‬ ‫طفر‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫وت�ة العالج الموجه بالجينوم‬ ‫ترسيع ي‬

‫َّ‬ ‫يتمثـل الهـدف أ‬ ‫العـم لقسـم أبحـاث الجينـوم الطبيـة‬ ‫ف ي� تجـاوز مرحلـة االكتشـاف‪ ،‬من خالل ترجمـة نتائجهم‬ ‫تغيرات ملموسـة ف ي� الممارسـة الرسيريـة ورعايـة‬ ‫إىل‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫المـر�‪ .‬ولبلـوغ هذه الغايـة‪ ،‬ن‬ ‫يب� القسـم عالقات مع‬ ‫ي‬ ‫و�كات أ‬ ‫البحاث أ‬ ‫مراكـز أ‬ ‫الخرى والمستشـفيات ش‬ ‫الدوية‪،‬‬ ‫لتطويـر آليـات تشـخيصية وأدويـة أكرث كفـاء ًة تعتمـد‬ ‫ت‬ ‫الـ� توصلـوا إليها‪.‬‬ ‫على النتائـج الجينيـة ي‬ ‫ُرصـا لرفـع‬ ‫ف‬ ‫ـا‬ ‫أيض‬ ‫يدرسـون‬ ‫وفريقـه‬ ‫إال إن الفضـل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سر العمـل بتبسـيطه وتحقيـق معـدل نجـاح‬ ‫كفـاءة ي‬ ‫تشـخيص أعلى‪ .‬يقـول الفضـل‪" :‬نحـن بحاجـة إىل‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫تحسـ� قواعـد بيانـات الجينـوم‪ ،‬وكذلـك قدرتنـا على‬ ‫للمـراض أ‬ ‫بـ� المتغرات المسـببة أ‬ ‫ن‬ ‫والخـرى‬ ‫التميـ�‬ ‫ي‬ ‫يز ي‬ ‫الحميـدة‪ ،‬وتقليـل المتغرات مجهولة أ‬ ‫الهميـة إىل ن‬ ‫أد�‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫الـ� يكـون‬ ‫حـد ممكـن"‪ ،‬وهـو هنـا ي‬ ‫يشر إىل الطفـرات ي‬ ‫غر واضـح بمـا يكفـي للإشـارة إىل‬ ‫تأث�هـا الوظيفـي ي‬ ‫ي‬ ‫دورهـا ف� المـرض‪ .‬قـد تلعـب عمليـات الحوسـبة أ‬ ‫الكرث‬ ‫ي‬ ‫دورا ف ي� هـذا الصـدد‪ ،‬ويحـرص الفضـل على‬ ‫تطـورا‬ ‫ً‬ ‫االسـتفادة ًمـن الـذكاء االصطناعـي أ‬ ‫والدوات الخوارزمية‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫تفسرا أرسع وأدق للبيانات‬ ‫الـ� يمكـن أن تتيح‬ ‫يً‬ ‫الخـرى ي‬ ‫أ‬ ‫كبر مـن الفـراد‪.‬‬ ‫الجينوميـة المعقـدة الخاصـة بعـدد ي‬ ‫‪1. Alhamoudi, K.M., Bhat, J., Nashabat, M., Alharbi, M., Alya‬‬‫‪fee, Y., Asiri, A., Umair, M. & Alfadhel, M. A missense muta-‬‬

‫‪tion in the UGDH gene is associated with developmental‬‬ ‫‪delay and axial hypotonia. Front. Pediatr. 8, 71 (2020).‬‬

‫‪2. Umair, M., Ballow, M., Asiri, A., Alyafee, Y., al Tuwaijri,‬‬

‫‪M., Alhamoudi, K.M., Aloraini, T., Abdelhakim, M.,‬‬ ‫‪Althagafi, A.T., Kafkas, S. et al. EMC10 homozygous var-‬‬

‫‪iant identified in a family with global developmental‬‬ ‫‪delay, mild intellectual disability and speech delay. Clin.‬‬

‫‪Genet. 98, 555–561 (2020).‬‬

‫‪3. Asiri, A., Aloyouni, E., Umair, M., Alyafee, Y., Al Tuwai-‬‬

‫‪jri, A., Alhamoudi, K.M., Almuzzaini, B., Al Baz, A.,‬‬ ‫‪Alwadaani, D., Nashabat, M. et al. Mutated RAP1GDS1‬‬ ‫‪causes a new syndrome of dysmorphic feature, intel‬‬‫‪lectual disability & speech delay. Ann. Clin. Transl. Neu-‬‬

‫‪rol. 7, 956–964 (2020).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪9‬‬

‫‪45‬‬

‫‪AS H R A F H A B I B 20 20‬‬

‫ُيعد قسم أبحاث الجينوم الطبية التابع‬ ‫لكيمارك الوحيد من نوعه في المملكة العربية‬ ‫السعودية‪ ،‬إذ ينقل المرضى من االختبارات‬ ‫الجينية األولية إلى تقرير التشخيص الرسمي‪.‬‬

‫أ‬ ‫أيضا إجراء تحليل جينومي‬ ‫هذه الطفرات‪ ،‬من الفضل ً‬ ‫أ‬ ‫للشقاء آ‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫أيضا‪ ،‬لن ذلك قد يساعد‬ ‫والباء يغ�‬ ‫المصاب� ً‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫ال� تعرضت‬ ‫الباحث� عىل أن يرصدوا‬ ‫ً‬ ‫رسيعا الجينات ي‬ ‫لطفرة مزدوجة ف ي� المريض وحده‪.‬‬ ‫عىل سبيل المثال‪ ،‬ف ي� دراسة أجراها فريق قسم‬ ‫أبحاث الجينوم الطبية ف ي� بف�اير ‪ ،2020‬نفَّذ الفريق‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لص�‬ ‫لسلة‬ ‫َس َ‬ ‫الجينوم الكامل لقارب الدرجة الوىل ب ي‬ ‫صغ� ن‬ ‫يعا� من تأخر النمو العام (‪ ،)GDD‬ونقص‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫العضل‪ ،‬واختالل ف ي� الوظائف العصبية‪ ،‬بما ف ي�‬ ‫التوتر‬ ‫ي‬ ‫جدا عىل الكالم‪ .1‬وقد سمح‬ ‫ذلك القدرة المحدودة ً‬ ‫الحماض أ‬ ‫لهم ذلك بتحديد طفرة تغ� تسلسل أ‬ ‫المينية‬ ‫ُ ي‬ ‫الخاص بإنزيم يسمى ‪UDP-glucose dehydrogenase‬‬ ‫)‪ ،(UGDH‬والذي يسهم ف ي� إنتاج مجموعة معينة من‬ ‫الكربوهيدرات المعقدة‪.‬‬ ‫عديـد مـن الدراسـات ت‬ ‫الـ� أجريـت على نماذج‬ ‫أشـار‬ ‫ٌ‬ ‫ي‬ ‫حيوانيـة إىل أن إنزيـم ‪ UGDH‬ض�وري للنمـو الطبيعي‪،‬‬ ‫ووجـود خلـل وظيفـي فيـه‪ ،‬يـؤدي إىل عواقـب شـديدة‬ ‫للغايـة على القلـب والدمـاغ والهيـكل العظمـي‪ ،‬ولكـن‬ ‫مبـا�ا للمـرة أ‬ ‫هـذه الدراسـة ربطـت ربطًـا ش‬ ‫الوىل الطفرة‬ ‫ً‬ ‫ت‬ ‫الـ� تحـدث ف� هذا ي ن‬ ‫الجـ� بمرض ش‬ ‫بـري‪ .‬توقع الفضل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وزملاؤه أن الطفـرة ت‬ ‫الـ� اكتشـفوها تزعـزع اسـتقرار‬ ‫ي‬ ‫يز‬ ‫التحفـ�ي الطبيعـي‪.‬‬ ‫إنزيـم ‪ UGDH‬وتعـوق نشـاطه‬ ‫ف‬ ‫سـبتم� ‪ ،2020‬كشـف‬ ‫و� دراسـة ثانيـة أُجريـت ف ي�‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫فريـق الفضل عن الطفـرة الكامنة وراء إحدى المتالزمات‬ ‫ت‬ ‫الـ� أصابـت فتـاة وشـقيقها لديهمـا إعاقـات ذهنيـة‬ ‫ي‬ ‫طفيفـة وتأخـر النمـو العـام ومظاهر تشـوه ي ز‬ ‫ممـ�ة‪ ،‬من‬ ‫بينهـا بنيـة وجـه "مثلثـة"‪ .2‬أُجـري التشـخيص أ‬ ‫ال َّو يل مـن‬ ‫َ‬ ‫الصغرة ‪-‬وهو‬ ‫الكسـوم الكامـل للفتـاة‬ ‫لسـلة إ‬ ‫ي‬ ‫خلال َس َ‬ ‫تشـف�‬ ‫جينـات‬ ‫تشـمل‬ ‫الجينـوم‬ ‫مـن‬ ‫فرعيـة‬ ‫مجموعـة‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫الباحثـ� إىل طفرة مسـببة للمرض‬ ‫ال�وتينـات‪ -‬ممـا قـاد‬ ‫ب‬ ‫ف� ي ن‬ ‫جـ� يسـمى ‪ .EMC10‬وقـد أكَّـدوا الحقًـا دور هـذه‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫الموجـه للوالديـن‬ ‫َّ‬ ‫الطفـرة مـن خلال التحليـل الجي ي‬ ‫وشـقيق الفتـاة المصـاب‪.‬‬ ‫يُشـفِّر ي ن‬ ‫الجـ� ‪ EMC10‬وحـدة فرعية من مركّب يُ َس ِـهل‬ ‫عمليـة طـي ال�وتينات أ‬ ‫الخرى‪ .‬ومـن المعروف أن وجود‬ ‫ب‬ ‫عيـوب ف� المكونـات أ‬ ‫الخرى لهذا المركـب لها آثار بعيدة‬ ‫ي‬ ‫المـدى‪ ،‬إذ تنتـج عنهـا طائفة مـن المشـكالت العصبية‪،‬‬ ‫ولكـن كان هـذا هـو الوصـف أ‬ ‫للتأثر الرسيـري‬ ‫الول‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫الجـ� ‪ .EMC10‬يقـول الفضـل‪" :‬يلعـب‬ ‫للطفـرات ف ي�‬ ‫ف‬ ‫هـذا ي ن‬ ‫ئيسـيا ي� مراحـل النمـو‪ ،‬مـع إمكانيـة‬ ‫الجـ� ً‬ ‫دورا ر ً‬ ‫النمـو‬ ‫ابـات‬ ‫ر‬ ‫اضط‬ ‫التسـبب ف ي�‬ ‫العصـ�"‪ .‬بخلاف الحال‬ ‫بي‬ ‫ف‬ ‫النزيـم ‪ ،UGDH‬لـم تؤثـر هـذه الطفـرة ي� منطقة‬ ‫مـع إ‬ ‫ين‬ ‫ال� ي ن‬ ‫الجـ�‪ ،‬بـل على أحـد العنـارص‬ ‫وتـ� ف ي�‬ ‫تشـف�‬ ‫ي ب‬ ‫المنظِّمـة المشـاركة ف ي� عمليـة الربـط‪ .‬وعمليـة الربط هي‬ ‫ت‬ ‫الـ� تسـتخدمها الخاليـا‬ ‫العمليـة الكيميائيـة الحيويـة ي‬ ‫النـووي‬ ‫لتحضر جزيئـات الحمـض‬ ‫الريـ� المنسـوخة‬ ‫ي‬ ‫بي‬ ‫حدي ًثـا ت‬ ‫لل�جمـة‪ ،‬وقـد تـؤدي العيـوب ف ي� هـذا العمليـة‬ ‫إىل بروتينـات مبتـورة أو بروتينـات تحتـوي على سـمات‬ ‫تسلسـل مضطربـة‪.‬‬ ‫أيضا ف ي�‬ ‫المتهـم‬ ‫هـي‬ ‫الربط‬ ‫عمليـة‬ ‫ابـات‬ ‫كانـت اضطر‬ ‫ً‬ ‫دراسـة ثالثـة‪ ،‬إذ فحـص فريـق قسـم أبحـاث الجينـوم‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫مصابـ�‬ ‫مختلفتـ�‬ ‫عائلتـ�‬ ‫الطبيـة أربعـة أفـراد مـن‬ ‫بتأخـر النمـو العام‪ ،3‬وهو المرض الـذي يصف أ‬ ‫الطفال‬ ‫المولودين بعجز واضح ف ي� الوظائف الحركية أو السـلوك‬

‫االجتماعـي أو الـكالم أو وظائـف عصبيـة أخـرى‪ .‬وقـد‬ ‫المـر� أ‬ ‫ض‬ ‫الربعـة‬ ‫لسـلة الجينـوم الكامـل أن‬ ‫أظهـرت َس‬ ‫جميعهـم َلديهـم الطفـرة نفسـها ف‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫الجـ�‬ ‫نسـخ�‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫تأشر مهم يسـ ِّهل‬ ‫المسـمى ‪ ،RAP1GDS1‬وهـو جـزيء ي‬ ‫مجموعـة كبرة مـن أ‬ ‫النشـطة الخلوية‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫وال�‬‫ويشر الفضـل إىل أن هـذه المتالزمة‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫تحديـدا ي‬ ‫قـد تحمـل آ‬ ‫الن اسـمه بوصفـه مـن اكتشـفها‪ -‬تُسـلِّط‬ ‫الضـوء على دور مهم محتمل لفئة أوسـع مـن بروتينات‬ ‫التأشر ف ي� عمليـة النمـو‪ .‬يقـول الفضـل‪" :‬تضيـف‬ ‫ي‬ ‫مالحظاتنـا إىل المجموعـة المتنوعة والمتعـددة أ‬ ‫العراض‬ ‫ت‬ ‫التغرات ف� ي ن‬ ‫ج�‬ ‫ال� تسـببها‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫مـن االضطرابات المندلية ي‬ ‫‪ RAP1GDS1‬والمسـارات ذات الصلـة"‪ .‬ويأمـل فريـق‬ ‫قسـم أبحـاث الجينـوم الطبيـة أن يوفـر التعامـل مـع‬ ‫ض‬ ‫المـر� ممـن يعانـون مـن هـذه المتالزمـة‬ ‫مزيـد مـن‬ ‫منظـورا أوضـح بخصـوص أسسـها الجزيئيـة‪.‬‬ ‫ً‬


‫ن‬ ‫ُ‬ ‫الميالني� يتس َّبب ف ي� تغا ُفل‬ ‫عامل نمو تُفرزه خاليا الورم‬ ‫ي‬ ‫الجهاز المناعي عن النقائل الرسطانية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫مكونـات الجهـاز المناعـي‬ ‫يسـتطيع بعـض الورام الرسطانيـة السـيطر َة على ِّ‬ ‫تقبـل نمـو الخاليـا الرسطانيـة‬ ‫للجسـم وخـداع الخاليـا المناعيـة ودفعهـا إىل ُّ‬ ‫ن‬ ‫ً‬ ‫ورم ف َّتـاك و ذلـك‬ ‫الميالني‬ ‫بـدل مـن مهاجمتهـا والقضـاء عليهـا‪ .‬والـورم‬ ‫ي ٌ‬ ‫لمـا لـه مـن قـدرة على االنبثـاث الرسيـع إىل أعضـاء أخـرى مـن الجسـم مـا‬ ‫وتشر دراسـةٌ حديثـة إىل أن هـذه العمليـة ربما‬ ‫لـم يُعالَـج ف ي� مرحلـة مبكِّـرة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫خـداع للجهـاز المناعـي‪.‬‬ ‫تنطـوي على‬ ‫نســبةٌ مــن ٍ ض‬ ‫مــر� الــورم الميالنيــن‬ ‫بمثبطــات‬ ‫للعــاج‬ ‫تســتجيب‬ ‫ال‬ ‫ِّ‬ ‫ي‬ ‫يشــر إىل احتماليــة اســتحواذ خاليــا‬ ‫نقــاط التفتيــش المناعيــة‪ ،‬وهــو مــا ي‬ ‫ف‬ ‫و� هــذه الدراســة الـ ت‬ ‫ن‬ ‫ـ� جــرت‬ ‫الــورم الميالني ـ ي عــى أجهزتهــم المناعيــة‪ .‬ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ال ن‬ ‫ن‬ ‫ســبا�‬ ‫الوطــ‬ ‫المركــز‬ ‫�‬ ‫وزمالؤهــا‬ ‫ســونجاس‬ ‫ماريــا‬ ‫تــت‬ ‫أثب‬ ‫ي إ‬ ‫مؤخــرا‪َ ،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫الســبانية مدريــد‪ ،‬أن أحــد‬ ‫العاصمــة‬ ‫ومقــره‬ ‫(‪)CNIO‬‬ ‫الرسطــان‬ ‫ألبحــاث‬ ‫إ‬ ‫بروتينــات عوامــل النمــو يُط َلــق عليــه ميدكايــن (‪ ،)MDK‬وتُفــرزه خاليــا الــورم‬ ‫الميالنيــن ي ‪ ،‬يخــدع بيئــة الجهــاز المناعــي الميكرويّــة‪ ،‬ممــا يدفــع الخاليــا‬ ‫ن‬ ‫ـا� والســماح للــورم الميالنيـن ي باالنتشــار‪.‬‬ ‫المناعيــة لتجاهــل التهديــد الرسطـ ي‬ ‫ن‬ ‫أدوارا متعددة‬ ‫ـؤدي‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ميدكاي‬ ‫ـ�‬ ‫ـ‬ ‫بروت‬ ‫أن‬ ‫أثبــت مــن قبــل‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ف وكان الفريــق قــد َ‬ ‫ـ� للرسطــان‪ ،‬وال يقتــر ذلــك عــى الــورم الميالنيـن ي ‪ ،‬بــل‬ ‫�‬ ‫االنتشــار النقيـ ي‬ ‫و� دراســتهم أ‬ ‫ييمتــد أ‬ ‫ـرى مثــل رسطــان المعــدة والكبــد‪ .‬ف‬ ‫الخـ يـرة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫أخ‬ ‫ام‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫وال�وتيوميــات‬ ‫ـ� ب‬ ‫أجــرى الباحثــون تحليـ ٍ‬ ‫ـات لتسلســل الحمــض النــووي الريـ ب ي‬ ‫‪46‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫ض‬ ‫ت‬ ‫ـ� يؤثــر‬ ‫ِّ‬ ‫لعينــات خزعــات مأخــوذة مــن المــر� وذلــك بهــدف بحــث الكيفيــة الـ ي‬ ‫بهــا بروتـ ي ن‬ ‫ـ� ميدكايــن ف ي� مالمــح التعبـ يـر الجي ـن ي ‪ .‬وقــد رصــد الباحثــون ارتفا ًعــا‬ ‫ـ� ميدكايــن لــدى المـ ض‬ ‫ف� نســب التعبـ يـر عــن بروتـ ي ن‬ ‫ـآالت أو‬ ‫ـر� الذيــن كانــت مـ ُ‬ ‫ي‬ ‫تعرفــوا عــى مجموعـ ٍـة مــن الجينــات تتأثــر‬ ‫توقعــات سـ يـر مرضهــم فســيئة‪ ،‬كمــا َّ‬ ‫بالتغـ يـرات الـ تـ� تحــدث � نســب بروتـ ي ن‬ ‫ـ� ميدكايــن‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫انرصفـت سـونجاس وفريقهـا بعـد ذلـك إىل نمـاذج الفرئ ان المصابـة بالـورم‬ ‫مزيـد مـن الدراسـة بل� ي ن‬ ‫وتـ� ميدكايـن وآليـة عملـه‪ ،‬ووجـدوا أن‬ ‫الميالنين ي إلجـراء ٍ‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫ميدكـ� ف ي� خاليـا الـورم الميالنين ي يـؤدي إىل تكويـن‬ ‫بروتـ�‬ ‫ارتفـاع نسـب إفـراز‬ ‫المحفِّـزة لاللتهاب)‬ ‫وتينات‬ ‫ال�‬ ‫(وهـي‬ ‫بالسـيتوكينات‬ ‫وغنية‬ ‫لتهبـة‬ ‫بيئـة ميكرويّـة ُم‬ ‫ب‬ ‫ُ‬ ‫أخـرى مكَونـة أ‬ ‫للورام‪ .‬وتدفع هـذه البيئة الخاليا المناعيـة مثل الخاليا‬ ‫وجزيئـات‬ ‫ٍ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫البلعميـة والتائيـة إىل تجاهـل الخاليـا الرسطانيـة وهـو مـا يـؤدي إىل تشـكيل بيئة‬ ‫مناعيـا تسـهل انتشـار النقائـل الرسطانية‪.‬‬ ‫ميكرويّـة ُم َث َّبطـة ًّ‬ ‫ذات النسـب المرتفعـة ف‬ ‫بروتـ� ميدكايـن أكرث‬ ‫ين‬ ‫التعبر عـن‬ ‫�‬ ‫وكانـت الفرئ ان‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بمثبطات نقاط‬ ‫العالجـات‬ ‫مقاومـة‬ ‫إىل‬ ‫وأقـرب‬ ‫الرسطانيـة‬ ‫النقائـل‬ ‫ُعرضـةً النتشـار‬ ‫ِّ‬ ‫التعب� عـن ي ن‬ ‫بروت� ميدكاين‪ ،‬اسـتأنفت‬ ‫الفريق‬ ‫عطـل‬ ‫فعندمـا‬ ‫المناعيـة‪.‬‬ ‫التفتيـش‬ ‫ي‬ ‫الـو َرم‬ ‫خاليـا‬ ‫فهاجمـت‬ ‫طبيعـي‪،‬‬ ‫بشـكل‬ ‫وظائفهـا‬ ‫أداء‬ ‫ائيـة‬ ‫ت‬ ‫وال‬ ‫البلعميـة‬ ‫الخاليـا‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫حـدد الفريـق‬ ‫وقـد‬ ‫الرسطـان‪.‬‬ ‫انتشـار‬ ‫مـن‬ ‫َّلـت‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫كمـا‬ ‫عليهـا‬ ‫وقضـت‬ ‫َّ‬ ‫الميالني ي‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫التعب� عن‬ ‫نسـب‬ ‫تفـاع‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫وبـ�‬ ‫بينهـا‬ ‫بـط‬ ‫ر‬ ‫ميدكايـن‬ ‫وتـ�‬ ‫ب�‬ ‫الصلـة‬ ‫ذات‬ ‫جينـات‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ب ي‬ ‫ُ‬ ‫ين‬ ‫مهمة‬ ‫حيويـة‬ ‫كواسـمات‬ ‫الجينات‬ ‫بهـذه‬ ‫االسـتعانة‬ ‫أمكـن‬ ‫وربمـا‬ ‫ميدكايـن‪،‬‬ ‫بروتـ�‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ض‬ ‫المـر� الذيـن ُّ‬ ‫تقـل احتماليـة اسـتجابتهم للعالجـات المناعية‪.‬‬ ‫للتعـرف على‬ ‫ُّ‬ ‫ين‬ ‫ش‬ ‫ميديسـ�" ‪Nature‬‬ ‫"نيتـر‬ ‫وقـد كتـب الفريـق ف ي� بحثـه الـذي شن�تـه دوريـة‬ ‫ين‬ ‫البيانـات تربـط ي ن‬ ‫بروتـ� ميدكايـن ومـآالت‬ ‫تأشر‬ ‫بـ�‬ ‫‪ Medicine‬يقـول‪" :‬هـذه‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫المـرض السـيئة وتُقيـم الدليـل على التثبيـط المـزدوج لنقـاط التفتيـش المناعيـة‬ ‫وبروتـ� ميدكايـن لـدى ض‬ ‫ين‬ ‫وتعـد نقطـة انطلاق‬ ‫مـر� الـورم الميالنين ي ‪ ،‬بـل‬ ‫ّ‬ ‫اسـات مسـتقبلية بخصوص أور ٍام وأمراض التهابية أخرى"‪ .‬واسـتنا ًدا إىل ذلك‪،‬‬ ‫لدر ٍ‬ ‫يعتقـد الباحثـون أن علاج الـورم الميالنين‬ ‫النقيل� بعلاج مـزدوج يسـتهدف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫كبرة مـن فـرص‬ ‫بروتـ� ميدكايـن ونقـاط التفتيـش المناعيـة قـد يُ َح ِّسـن بدرجـة ي‬ ‫ض‬ ‫المـر�‪.‬‬ ‫نجـاة‬ ‫‪Cerezo-Wallis, D. et al. Midkine rewires the melanoma microenvironment toward‬‬ ‫‪a tolerogenic and immune-resistant state. Nature Medicine 26 1865-1877 (2020).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪9‬‬

‫‪47‬‬

‫‪S TOC K T R EK I M AG ES , I N C . / A L A M Y S TOC K P H OTO‬‬

‫كيف يراوغ‬ ‫الورم‬ ‫ُ‬ ‫الميالنيني‬ ‫أجهزتنا المناعية‬ ‫ليدفعها إلى‬ ‫تجاهل النقائل‬ ‫السرطانية؟‬

‫الب َنيةُ ثالثية األبعاد إلحدى خاليا الورم‬ ‫ِ‬ ‫الميالنيني‪ .‬يعمل بروتين ميدكاين الذي تفرزه‬ ‫خاليا الورم الميالنيني‪ ،‬والمرتبط بمقاومة‬ ‫العالج المناعي‪ ،‬على ترويض الخاليا المناعية‬ ‫لتتغاضى عن انتشار الخاليا السرطانية‪.‬‬


‫اتخاذ القرارات المدعومة‬ ‫بالذكاء االصطناعي‬ ‫حسن من تشخيص‬ ‫ُي ّ‬ ‫سرطان الجلد‬ ‫باحثون يعرضون إطار عمل ألنظمة التعرف عىل الصور القائمة عىل الذكاء‬ ‫االصطناعي لمساعدة أ‬ ‫الطباء عىل إجراء تشخيصات ث‬ ‫أك� دقة‪.‬‬ ‫أظهــرت دراســة جديــدة ف ي� دوريــة ‪،Nature Medicine‬‬ ‫آ‬ ‫حســن مــن تشــخيص رسطــان الجلــد‬ ‫أن تع ّلــم اللــة يُ ِّ‬ ‫معــا‪.‬‬ ‫عندمــا يتعــاون البـ شـر والــذكاء االصطناعــي ً‬ ‫لقــد أصبــح الــذكاء االصطناعــي التشــخيص أك ـرث‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫خــرة‪ .‬وقــد دأب‬ ‫دقــة وموثوقيــة ي� الســنوات ال ي‬ ‫ســر أغــواره بح ًثــا عــن‬ ‫الباحثــون‬ ‫الطبيــون عــى ب‬ ‫ّ‬ ‫‪48‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫فــرص لدعــم أ‬ ‫البحــاث ف ي� البيئــات الرسيريــة‪.‬‬ ‫ومؤخـ ًـرا‪ ،‬أوضــح هارالــد كيتلــر ‪-‬مــن جامعــة فيينــا‬ ‫الطبيــة‪ -‬إىل جانــب فيليــب تشــاندل وكريســتوف ريـرن ‪،‬‬ ‫كيــف يمكــن للتعــاون بـ ي ن‬ ‫النســان والحاســوب ‪-‬مــن‬ ‫ـ� إ‬ ‫خــال الدعــم القائــم عــى الــذكاء االصطناعــي‪ -‬أن‬ ‫يســاعد أ‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫الرسيريــ� عــى‬ ‫واالختصاصيــ�‬ ‫الطبــاء‬

‫‪P E T E R S CHAT Z / A L A M Y S TOCK P HOTO‬‬

‫يمكن تحسين تشخيص سرطان الجلد من خالل التعاون بين االنسان والحاسوب في األوساط السريرية‪.‬‬

‫تفســر صــور آ‬ ‫الفــات الجلديــة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫"� تشــخيص رسطــان الجلــد‪ ،‬يــؤدي‬ ‫يقــول كيتلــر‪ :‬ي‬ ‫ين‬ ‫كبــر"‪.‬‬ ‫هــذا التعــاون إىل‬ ‫تحســ� التشــخيص بشــكل ي‬ ‫ويضيــف‪" :‬هــذا التعــاون أفضــل كذلــك مــن االعتمــاد‬ ‫النســان‬ ‫عــى الــذكاء االصطناعــي وحــده أو عــى إ‬ ‫وحــده‪ ،‬ومــن ثـ َّـم يجــب توجيــه المســتقبل نحــو جعــل‬ ‫ش‬ ‫معــا لتحقيــق‬ ‫البــر والــذكاء االصطناعــي يتعاونــان ً‬ ‫أقــى فائــدة ممكنــة مــن قــدرات كل منهمــا"‪.‬‬ ‫عمــد الباحثــون ً‬ ‫أول إىل تدريــب شــبكة عصبيــة‬ ‫تلفيفيــة عــى مجموعــة بيانــات مفتوحــة المصــدر‬ ‫آ ّ‬ ‫ف‬ ‫و� االختبــارات‪،‬‬ ‫لفــات خبيثــة وحميــدة مصبوغــة‪ .‬ي‬ ‫ش‬ ‫الب�يــة‬ ‫تفوقــت خوارزمياتهــم عــى النتائــج‬ ‫َّ‬ ‫وخوارزميــات أخــرى لتعلّــم آ‬ ‫ُــورت‬ ‫ط‬ ‫قــد‬ ‫اللــة كانــت‬ ‫ِّ‬ ‫واخ ُتـ بـرت باســتخدام مجموعــة بيانــات الصــور نفســها‪.‬‬ ‫طــور الباحثــون واجهــة عــى شــبكة‬ ‫بعــد ذلــك‬ ‫لتمكــ� ّ أ‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫الرسيريــ� مــن االطِّــاع‬ ‫الطبــاء‬ ‫ال تن�نــت‬ ‫إ‬ ‫عــى ُم ْخ َرجــات الخوارزميــات باســتخدام تصنيفــات‬ ‫قــدم أحــد‬ ‫وتمثيــات ومســتويات مشــاركة مختلفــة‪ّ .‬‬ ‫هــذه التصنيفــات احتمــاالت متعــددة الرتــب لــكل‬ ‫ن‬ ‫ـا� احتماليــة‬ ‫مــن التشــخيصات المحتملــة‪ ،‬وقــدم الثـ ي‬ ‫الصابــة بــورم خبيــث‪ ،‬وكان الثالــث عبــارة عــن‬ ‫إ‬ ‫ت‬ ‫اســرجاع للصــور يعتمــد عــى المحتــوى‬ ‫نمــوذج‬ ‫ويتيــح أ‬ ‫للطبــاء البحــث ف ي� قواعــد البيانــات واســتخراج‬ ‫صــور مشــابهة ذات تشــخيصات معروفــة‪.‬‬ ‫ـب مــن مجموعــة أشــخاص ينتمــون إىل‬ ‫ـرا‪ ،‬ط ُِلـ َ‬ ‫وأخـ ي ً‬ ‫(مقيمـ ي ن‬ ‫ـ�) تشــخيص مجموعــات مــن‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫مختلف‬ ‫‪ 41‬دولــة‬ ‫ّ‬ ‫الصــور‪ ،‬باســتخدام دعــم اتخــاذ القـرار القائــم عــى‬ ‫الــذكاء االصطناعــي‪ ،‬ومــن دونــه‪.‬‬ ‫أظهــرت النتائــج أن توافــر االحتمــاالت متعــددة‬ ‫الرتــب القائمــة عــى الــذكاء االصطناعــي أ َّدى إىل‬ ‫ُ‬ ‫قيمـ ي ن‬ ‫ـ� مــن ‪ %63.6‬إىل ‪.%77‬‬ ‫زيــادة دقــة تشــخيص ُ‬ ‫الم ِّ‬ ‫أيضــا‬ ‫وأثَّــر هــذا النــوع مــن دعــم الــذكاء االصطناعــي ً‬ ‫مــ� إذ دفعهــم لتغيــر تشــخيصهم أ‬ ‫ف‬ ‫قي ي ن‬ ‫ال يّ‬ ‫ول‬ ‫ي‬ ‫ي� ُ‬ ‫الم ِّ‬ ‫ليتمـ ش‬ ‫ـا� مــع تنبــؤ الــذكاء االصطناعــي ‪-‬وإن كان ذلــك‬ ‫أقـ ّـل حدوثًــا حــال كانــوا متيقّنـ ي ن‬ ‫ـ� مــن تشــخيصهم –‬ ‫وكان ذلــك الدعــم مفيــدا للغايــة أ‬ ‫للطبــاء الرسيريـ ي ن‬ ‫ـ�‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫القــل خـ بـرة‪.‬‬ ‫يُع َت بــر هــذا النمــوذج مــن التعــاون ي ن‬ ‫النســان‬ ‫بــ� إ‬ ‫والــذكاء االصطناعــي شــديد الفائــدة ف ي� عالــم مــا‬ ‫الفعــ�‬ ‫بعــد «كوفيــد‪ ،»19-‬إذ أصبــح الوصــول‬ ‫ي‬ ‫والمــادي إىل أ‬ ‫ين‬ ‫ومقدمــي خدمــات‬ ‫الطبــاء‬ ‫الرسيريــ� ّ‬ ‫مقيـ ًـدا‪ ،‬وف ًقــا لمــا يقــول الباحثــون‪.‬‬ ‫الرعايــة الصحيــة ّ‬ ‫وعلى الرغـم مـن أن ي ز‬ ‫تركـ� الدراسـة انصـب على‬ ‫ين‬ ‫الباحثـ� يقولون إن‬ ‫التعـرف على رسطان الجلـد‪ ،‬فـإن‬ ‫الـ� توصلـوا إليها يمكـن تطبيقها على أ‬ ‫ت‬ ‫البحاث‬ ‫النتائـج ي‬ ‫المماثلـة ف ي� مجـال التشـخيص القائم على الصور‪ ،‬عىل‬ ‫الرغـم مـن أن الخوارزميـات يجـب اختبارهـا على نحـو‬ ‫صـارم ً‬ ‫أول ف ي� ظـروف الحيـاة الواقعيـة‪ .‬يقـول كيتلـر‬ ‫رث‬ ‫تعقيدا‬ ‫أك‬ ‫يكـون‬ ‫مـا‬ ‫ـا‬ ‫دائم‬ ‫الواقعـي‬ ‫"العالـم‬ ‫معلقًـا‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫المحـددة لتجربـة مـا"‪.‬‬ ‫الظـروف‬ ‫مـن‬ ‫ّ‬

‫بحوث الجينوم‬ ‫الطبية‬

‫مجهزة بأحدث التقنيات وعلى استعداد إلجراء أحدث البحوث‬ ‫المتطورة التي تهدف إلى معالجة المشاكل الطبية‪ ،‬مع التركيز‬ ‫على سكان المملكة العربية السعودية‪ .‬المجاالت الرئيسية للبحث‬ ‫هي في علم الوراثة البشرية‪ ،‬وعلم الجينوم الطبي‪ ،‬وجينوم‬ ‫السرطان‪ ،‬وأمراض الكبد إلى جانب العالج الخلوي‪ /‬الجيني‪.‬‬

‫الخدمات‬ ‫ •تسلسل الجيل التالي‬ ‫ •المصفوفات الدقيقة‬ ‫ •تسلسل سانجر‬ ‫ •تقنية الوقاية الوراثية‬ ‫آنيا‬ ‫ •دراسات وظيفية وتفاعل البلمرة المتسلسل ً‬

‫‪Tschandl, P. et al. Human–computer collaboration for‬‬ ‫‪skin cancer recognition. Nature Medicine 26, 1229‬‬‫‪1234 (2020).‬‬

‫‪KAIMRC-MGRD@NGHA.MED.SA‬‬


‫الروابط أ‬ ‫الرسية تلعب دو ًرا محوريًا‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ال� قد‬ ‫التعا�‬ ‫ف ي�‬ ‫بنجاح من إ‬ ‫ي‬ ‫الصابات ي‬ ‫ٍ‬ ‫تؤدي إىل إعاقة مؤقتة أو ُمستديمة‪.‬‬

‫‪50‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫‪Almarwani, S. M., Hijazi, L. O., Alamer, M. A., Alnwaiser,‬‬

‫‪J. M., Aldakheel, R. A., et al. The association between‬‬

‫‪family cohesion and disability following blunt trauma:‬‬ ‫‪findings from a level-I trauma center in Saudi Arabia.‬‬

‫‪Injury epidemiology, 7, 40 (2020).‬‬

‫‪ZM S / S TOCK / G E T T Y I M AG E S P LU S‬‬

‫الدعم‬ ‫ُ‬ ‫عجل‬ ‫األسري ُي ِّ‬ ‫بالتعافي‬ ‫من اإلصابات‬

‫أ‬ ‫هما ف� تحسـ ي ن‬ ‫ـ�‬ ‫تلعــب الروابــط ال ُ فرسيــة القويــة ً‬ ‫دورا ُم ً ي‬ ‫الصابــات الخطـ يـرة‪ ،‬وف ًقــا‬ ‫ـا� مــن إ‬ ‫قدرتنــا عــى التعـ ي‬ ‫لدراســة جديــدة أجراهــا مركــز الملــك عبــد اللــه‬ ‫العالمــي أ‬ ‫للبحــاث الطبيــة (كيمــارك)‪.‬‬ ‫أســاس عــن‬ ‫الصابــات‪ ،‬الناجمــة بشــكل‬ ‫وتُعــد إ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫الثــا� للوفــاة ف ي�‬ ‫الرئيــ�‬ ‫الســبب‬ ‫الطــرق‪،‬‬ ‫حــوادث‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المملكــة العربيــة الســعودية‪ .‬ورغــم أن معــدالت‬ ‫تحســن خدمــات‬ ‫الوفيــات تشــهد‬ ‫ً‬ ‫انخفاض أــا بســبب ُّ‬ ‫الشــخاص الذيــن يُغــادرون‬ ‫العــاج‪ ،‬فــإن أعــداد‬ ‫المستشــفيات وهــم مصابــون بشــكل مــن أشــكال‬ ‫ن‬ ‫المــروا� ‪،‬‬ ‫العاقــة آخــذة ف ي� االزديــاد‪ .‬تقــول ســارة‬ ‫إ‬ ‫الــ� تؤثــر ي �ف‬ ‫ت‬ ‫الباحثــة بكيمــارك‪" :‬تحديــد‬ ‫ي‬ ‫العوامــل ي‬ ‫التعــا� مــن العاقــة طويلــة أ‬ ‫ف‬ ‫التعــرض‬ ‫المــد بعــد‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫للإصابــة‪ ،‬أمــر بالــغ الهميــة ي� توجيــه خطــط‬ ‫التدخــات العالجيــة الـ تـ� تهــدف إىل تحسـ ي ن‬ ‫ـ� النتائــج‬ ‫ي‬ ‫الصابــة الرضيــة"‪.‬‬ ‫الم ت�تبــة عــى إ‬ ‫ُ‬ ‫وكانــت الدراســات الســابقة قــد حـ َّـددت مجموعــةً‬ ‫ت‬ ‫الــ� تؤثــر ف ي� إعــادة التأهيــل بعــد‬ ‫مــن العوامــل ي‬ ‫التعــرض للإصابــة؛ بمــا ف ي� ذلــك الســن ونــوع‬ ‫العاقــة والدعــم أ‬ ‫للتعــرف إىل‬ ‫وســعيا منهــا‬ ‫الُرسي‪.‬‬ ‫إ‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬

‫دراسة العوامل التي‬ ‫ُ‬ ‫تُ ِّ‬ ‫ؤثر في معدل نجاة‬ ‫مرضى الحروق‬

‫البيانات المستمد ُة من ض‬ ‫ُقدم ً‬ ‫رؤية‬ ‫تنفس صناعي ت ِّ‬ ‫ُ‬ ‫مر� ُوضعوا عىل أجهزة ٍ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ً‬ ‫ال� تُؤثِّر ي� معدالت النجاة من الموت‪.‬‬ ‫كاشفة بخصوص العوامل ي‬

‫ـص وأكـرث فاعليــة‬ ‫ـب عـ ٌ‬ ‫قــد يتوافــر ّ‬ ‫خصـ ٌ‬ ‫ـاج ُم َّ‬ ‫عمــا قريـ ٍ‬ ‫لمــن يعانــون مــن الحــروق الشــديدة‪ .‬فقــد أجــرى‬ ‫باحثــون ف� مركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي أ‬ ‫للبحــاث‬ ‫ي‬ ‫تقييمــا لمعــدالت وفــاة ض‬ ‫مــر�‬ ‫الطبيــة (كيمــارك)‬ ‫ً‬ ‫الحــروق الذيــن يحتاجــون إىل أجهــزة تنفـ ٍـس صناعــي‪،‬‬ ‫وتمكَّ نــوا مــن تحديــد العوامــل الـ ت‬ ‫ـ� تُسـ ِـهم ف ي� نجاتهم‪.‬‬ ‫النســجة أ‬ ‫تؤثــر الحــروق ف� الجلــد أو ي أ‬ ‫الخــرى‬ ‫ُ ي‬ ‫ت‬ ‫الــ� تُصيــب‬ ‫ٍ‬ ‫بدرجــات متفاوتــة‪ .‬فالحــروق الطفيفــة ي‬ ‫ســطح الجلــد وبعــض الطبقــات تحــت الجلــد قــد‬ ‫تشــفى برسعــة وال يتطلــب أ‬ ‫المـ ُـر أك ـرث مــن اســتخدام‬ ‫مســكّ نات آ‬ ‫َ‬ ‫لتصــل‬ ‫فتمتــد‬ ‫الكبــرة‬ ‫الحــروق‬ ‫الالم‪ .‬أمــا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إىل جميــع طبقــات الجلــد والنســجة الكــرث عمقُــا‪،‬‬

‫وكثــرا‬ ‫مثــل العضــات وأعضــاء الجســم والعظــام‪،‬‬ ‫يً‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫وتتطل‬ ‫ـدان المنطقــة المحروقــة‪.‬‬ ‫نجــم عنهــا فُقـ ُ‬ ‫مــا يَ ُ‬ ‫ُ‬ ‫صابــات ت‬ ‫الــ� تُشــكِّل خطــور ًة عــى الحيــاة‬ ‫ال‬ ‫هــذه إ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫وطويــل أ‬ ‫المــد ف‬ ‫تخصصــة‪.‬‬ ‫م‬ ‫وحــدة‬ ‫�‬ ‫ًــا‬ ‫ف‬ ‫ث‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫عالجــا َّ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ي‬ ‫ًوقـد ُ لعبـت أ‬ ‫المتطـورة ف ي� مجـال العنايـة‬ ‫سـاليب‬ ‫ال‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫كرسـة لهـذا‬ ‫تخصصـة ُ‬ ‫بالحـاالت الحرجـة والفـرق ُ‬ ‫الم ِّ‬ ‫الم َّ‬ ‫مهمـا ف� خفـض معـدالت الوفـاة ي ن‬ ‫بـ�‬ ‫الغـرض‪ً ،‬‬ ‫دورا ً ي‬ ‫ض‬ ‫كب�ة‪ .‬ولضمان اسـتقرار ش‬ ‫المؤ�ات‬ ‫بدرجة‬ ‫الحروق‬ ‫مـر�‬ ‫ي‬ ‫العلاج عـاد ًة ف ي� قسـم‬ ‫يبـدأ‬ ‫المريـض‪،‬‬ ‫لـدى‬ ‫الحيويـة‬ ‫ُ‬ ‫المركَّـزة بإجـراء التنبيـب الرغامـي واالسـتعانة‬ ‫العنايـة ُ‬ ‫بأجهـزة التنفـس الصناعي‪ ،‬وهما ض�وريـان لضمان تمكُّن‬ ‫ض‬ ‫مـر� الحروق الشـديدة مـن التنفـس دون صعوبة‪ .‬يغ�‬ ‫جـدا‪.‬‬ ‫تفعـة‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ز‬ ‫تـ‬ ‫ال‬ ‫الوفـاة‬ ‫معـدالت‬ ‫أن‬ ‫ً‬ ‫تقــول فاطمــة عثمــان‪ ،‬الـ ت‬ ‫ـ� شأ�فــت عــى الدراســة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫مــر� الحــروق‬ ‫إن البيانــات المتعلقــة بنجــاة‬ ‫المركَّــزة وكانــوا‬ ‫الذيــن أُدخلــوا وحــدات العنايــة ُ‬ ‫بحاجــة إىل أجهــزة التنفــس الصناعــي كانــت شــديدة‬ ‫التفــاوت‪ ،‬كمــا أوضحــت أن المعلومــات المتعلقــة‬ ‫بهــذا أ‬ ‫المــر شــحيحةٌ عــى المســتوى الوطــن ي ‪ .‬وقــد‬ ‫تقييمــا لمعــدل الوفــاة ي ن‬ ‫بــ� ‪356‬‬ ‫أجــرى الباحثــون‬ ‫ً‬ ‫مريضــا أُدخلــوا وحــدات الحــروق ف ي� مدينــة الملــك‬ ‫ً‬ ‫عبــد العزيــز الطبيــة ومستشــفى الملــك عبــد اللــه‬ ‫التخصــ� أ‬ ‫للطفــال ف� الفـ تـرة بـ ي ن‬ ‫ـ� ينايــر ‪ 2016‬ويوليــو‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫مريضــا منهــم عــى أجهــزة التنفــس‬ ‫وو ِضــع ‪ً 80‬‬ ‫‪ُ .2019‬‬ ‫الصناعــي بســبب تــرض ر آليــة االستنشــاق‪.‬‬ ‫ض‬ ‫المــر� الذيــن أُدخلــوا‬ ‫ونجــا أكــرث مــن ‪ %95‬مــن‬ ‫ٌ‬ ‫معــدل أفضــل‬ ‫المستشــفيات مــن إصاباتهــم‪ ،‬وهــو‬

‫"لضمان استقرار المؤشرات‬ ‫الحيوية لدى المريض‪ ،‬يبدأ‬ ‫العالج عادةً في قسم‬ ‫ُ‬ ‫المركَّزة بإجراء التنبيب‬ ‫العناية ُ‬ ‫الرغامي واالستعانة بأجهزة‬ ‫التنفس الصناعي‪ ،‬وهما‬ ‫ضروريان لضمان تمكُّن‬ ‫مرضى الحروق الشديدة من‬ ‫التنفس دون صعوبة"‪.‬‬

‫‪Ismaeil, T., et al. Survival analysis of mechanically ven‬‬‫‪tilated patients in the burn unit at King Abdulaziz Med-‬‬

‫‪ical City in Riyadh 2016-2019. International Journal of‬‬

‫‪Burns and Trauma 10, 169–173 (2020).‬‬ ‫‪P HA N I E / A L A M Y S TOC K P H OTO‬‬

‫وجدت دراسة قام بها (كيمارك) أن الدعم المقدم من أفراد األسرة يحسن بشكل كبير من فرص التعافي من اإلصابات الخطيرة‪.‬‬

‫دور التماســك أ‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫المــر� بالمملكــة‬ ‫تعــا�‬ ‫الرسي ف ي�‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫المــروا� وزمالؤهــا‬ ‫العربيــة الســعودية‪ ،‬أجــرت‬ ‫ي‬ ‫ـخصا بالغً ــا أُودعــوا المستشــفى‬ ‫مقابـ ٍ‬ ‫ـات مــع ‪ 249‬شـ ً‬ ‫ف ي� مدينــة الملــك عبــد العزيــز الطبيــة عقــب تعــرض‬ ‫كل منهــم إلصابــة رضيــة حــادة‪.‬‬ ‫و� المقابلـة أ‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫المـر�‬ ‫الوىل‪ ،‬سـأل الباحثـون‬ ‫ف ي‬ ‫ي� المستشـفى عـن مهنتهـم ودخلهـم وحالتهـم‬ ‫االجتماعيـة وجـودة حياتهـم قبـل تعرضهـم للإصابة‪،‬‬ ‫العاقـة المعتمـد (‪.)EQ-5D-5L‬‬ ‫باسـتخدام مقيـاس إ‬ ‫كمـا اسـتخدموا مقيـاس الدعـم أ‬ ‫الُرسي لتقديـر قـوة‬ ‫العالقـة ي ن‬ ‫ش‬ ‫المبـا�ة وتقييـم‬ ‫بـ� المريـض وأرستـه‬ ‫التماسـك أ‬ ‫الُرسي‪ .‬وحـدد الباحثـون مـدى ف‬ ‫تعا� هؤالء‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫جريـت معهـم بعـد‬ ‫المـر� ب‬ ‫عر مقابلـة المتابعـة‪ ،‬أُ ِ‬ ‫مغادرتهـم المستشـفى بثالثـة أشـهر‪.‬‬ ‫ض‬ ‫المـر� الذيـن يعانـون مـن‬ ‫وقـد وجـدوا أن‬ ‫الُرسي عروا ف� المقابلـة أ‬ ‫ضعـف التماسـك أ‬ ‫الوىل‬ ‫ب َّ ي‬ ‫العاقـة‪ ،‬إذ أفـادوا أنهـم‬ ‫أكر مـن إ‬ ‫عـن مسـتويات ب‬ ‫يعانـون مزيـدا مـن أ‬ ‫وصعوبـات ف ي� التنقـل‬ ‫لـم‪،‬‬ ‫ال‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫وعجـزا عـن أداء أنشـطة ُمعتـادة‬ ‫والرعايـة الذاتيـة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫كالقيـادة أ‬ ‫والعمـال نز‬ ‫بالضافـة إىل شـعورهم‬ ‫الم�ليـة‪ ،‬إ‬ ‫بكثر مـن االكتئـاب والقلـق‪ ،‬مقارنةً‬ ‫بمسـتويات أعلى ي‬ ‫بأولئـك الذيـن يتمتعـون بروابـط أُرسيـة أقـوى‪.‬‬ ‫مريضــا‬ ‫وبعــد انقضــاء ثالثــة أشــهر‪ ،‬شــارك ‪165‬‬ ‫ً‬ ‫ف ي� مقابلــة المتابعــة‪ .‬واســتمر معظمهــم (‪ )%88‬ف ي�‬ ‫العاقــة‪ ،‬إذ أفــاد ُقرابــة ‪ %75‬منهــم‬ ‫الشــكوى مــن إ‬ ‫أنهــم يشــعرون أ‬ ‫باللــم أو عــدم الراحــة‪ ،‬وقــال‬ ‫‪ %50‬منهــم أنهــم يجــدون مشــقةً ف� أداء أ‬ ‫النشــطة‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫المــر� الذيــن يعانــون‬ ‫المعتــادة‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬كان‬ ‫مــن ضعــف التماســك أ‬ ‫الرسي أقــل اســتعدا ًدا عــى‬ ‫ف‬ ‫للتعــا� مــن االكتئــاب أو الشــعور‬ ‫الفــت‪-‬‬ ‫نحــو‬‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ــن ف ي� قدرتهــم عــى التنقــل‪ ،‬بــرف النظــر‬ ‫ُّ‬ ‫بتحس ٍ‬ ‫عــن الســن أو الجنــس أو مــدة المكــوث بالمستشــفى‪.‬‬ ‫ن‬ ‫المروا�‪" :‬جـاءت نتائجنا متوافقة مع دراسـات‬ ‫تقـول‬ ‫أخـرى أشـارت يإىل أن الدعـم أ‬ ‫ُ‬ ‫تأثر‬ ‫لـه‬ ‫القـوي‬ ‫رسي‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫الصابـة"‪.‬‬ ‫التعـا� الجسـدي‬ ‫إيجـا� ف ي�‬ ‫والعقل� بعـد إ‬ ‫بي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫المـر� الذيـن يعانـون مـن تماسـك‬ ‫وبالتعـرف إىل‬ ‫ُّ‬ ‫أُرسي دون المسـتوى أ‬ ‫المثـل ف ي� المستشـفيات‪ ،‬قـد‬ ‫يكـون مـن الممكـن تقديـم الرشـاد والدعـم الضـا�ف‬ ‫إ‬ ‫إ ي‬ ‫لهـم‪ ،‬بهـدف تقويـة الروابـط العاطفيـة مـع أفـراد‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ين‬ ‫التعـا� ‪.‬‬ ‫تحسـ� قدرتهـم على‬ ‫الُرسة لمسـاعدتهم ف ي�‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫المــروا� إىل‬ ‫و� ضــوء نتائــج الدراســة‪ ،‬تدعــو‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫مزيـ ٍـد مــن االســتثمار ف ي� مجــال الوقايــة مــن حــوادث‬ ‫الطــرق‪ ،‬وزيــادة الوعــي بـ ي ن‬ ‫مقدمــي خدمــات الرعايــة‬ ‫ـ� ّ‬ ‫الصحيــة بخصــوص دور التماســك أ‬ ‫الرسي والصحــة‬ ‫ف‬ ‫الصابــة الرضيــة‪،‬‬ ‫العقليــة ي� خدمــات رعايــة مــا بعــد إ‬ ‫إىل جانــب إتاحــة مزيــد مــن مراكــز إعــادة التأهيــل‬ ‫وتوفـ يـر إرشــادات الصحــة العامــة مــن أجــل تخفيــف‬ ‫الصابــات‪.‬‬ ‫عــبء إ‬

‫مقارنــةً بالبلــدان الناميــة أ‬ ‫الخــرى‪ .‬تقــول فاطمــة‬ ‫المتطــورة‬ ‫عثمــان‪" :‬يمكننــا عــزو ذلــك إىل ممارســاتنا أ ِّ‬ ‫الســف‪،‬‬ ‫المتخصــص"‪ .‬لكــن‪ ،‬مــع‬ ‫للغايــة وفريقنــا ُ‬ ‫ف‬ ‫ـو� ‪ %20‬مــن مجموعــة المـ ض‬ ‫ـر� الذيــن ُوضعــوا عــى‬ ‫تُـ ي‬ ‫تنفــس صناعــي‪.‬‬ ‫أجهــزة‬ ‫ٍ‬ ‫ض‬ ‫ُ‬ ‫المـر� الذيـن تزيـد أعمارهـم‬ ‫معـدل وفـاة‬ ‫وكان‬ ‫بالمـر� أ‬ ‫ض‬ ‫عامـا أعلى مقارنـةً‬ ‫الصغـر سـ ًنا‪،‬‬ ‫على ‪ً 14‬‬ ‫آ‬ ‫ذلـك‪ ،‬على أ‬ ‫ف‬ ‫اختالفـات ي� الليـات‬ ‫إىل‬ ‫رجـح‪،‬‬ ‫ال‬ ‫ويرجـع‬ ‫ٍ‬ ‫الفسـيولوجية واالسـتجابات المناعيـة‪ .‬تقـول عثمـان إن‬ ‫أ‬ ‫ال� هي ث‬ ‫المـراض المصاحبة‪ ،‬ت‬ ‫أك� شـيو ًعا ي ن‬ ‫ب� المجموعة‬ ‫المر� ي‪ ،‬يمكن أن تسـهم هـي أ‬ ‫الخرى �ف‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫غر الناجية من ض ُ‬ ‫ي‬ ‫المـر� أ‬ ‫ض‬ ‫ن‬ ‫كر سـ ًنا‪.‬‬ ‫ال‬ ‫بـ�‬ ‫ب‬ ‫زيـادة معـدالت الوفـاة ي‬ ‫ت‬ ‫ـ� طالــت نســبةً تتجــاوز ‪ %60‬مــن‬ ‫وأدت الحــروق الـ ي‬ ‫وفــاة أعــى مــن معــدل الوفــاة‬ ‫الجســم إىل معــدل‬ ‫ٍ‬ ‫إصابــات طفيفــة‪ .‬كمــا أدى تــرض ر آليــة‬ ‫الناجمــة عــن‬ ‫ٍ‬ ‫االستنشــاق والمضاعفــات الصحيــة الـ ت‬ ‫ـ� تُطيــل مــدة‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫المصابــ� ف ي� المستشــفى إىل زيــادة معــدل‬ ‫إقامــة‬ ‫الوفــاة‪ .‬أ‬ ‫االلتهــاب الرئــوي المرتبــط‬ ‫كان‬ ‫‪،‬‬ ‫خــص‬ ‫وبال‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫بأجهــزة التنفــس الصناعــي‪ ،‬وفشــل أعضــاء الجســم‪،‬‬ ‫والنتــان (تعفُّــن الــدم) ‪-‬وهــو اســتجابة جســدية‬ ‫إ‬ ‫تدمــر أنســجة الجســم‬ ‫شــديدة للعــدوى تــؤدي إىل‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫وأعضائــه‪ -‬أهــم أســباب الوفــاة ي ن‬ ‫المــر� الذيــن‬ ‫بــ�‬ ‫تنفــس صناعــي‪.‬‬ ‫ُوضعــوا عــى أجهــزة‬ ‫ٍ‬ ‫ويعـ ت ز‬ ‫ـ�م الفريـ ُـق التوســع ف ي� نطــاق هــذه الدراســة‬ ‫لتشــمل مراكــز طبيــة أخــرى ف ي� أنحــاء المملكــة‪.‬‬

‫المركَّزة وكانوا بحاجة إلى أجهزة التنفس الصناعي كانت شديدة التفاوت‪.‬‬ ‫البيانات المتعلقة بنجاة مرضى الحروق الذين ُأدخلوا وحدات العناية ُ‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪9‬‬

‫‪51‬‬


‫ت‬ ‫ال� تحمل ت‬ ‫ال�كيبة الدوائية المناسبة يمكنها أن تسهم ف ي�‬ ‫الجسيمات الشحمية ي‬ ‫للعقاق�‪.‬‬ ‫مكافحة الميكروبات المقاومة‬ ‫ي‬

‫الغ� بالدهون يغ� التذبذبات أ‬ ‫ئ‬ ‫ن‬ ‫اليضية ف ي� مناطق الدماغ‬ ‫النظام‬ ‫ُ ي ِّ‬ ‫ي‬ ‫الغذا� ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫اليقاعات اليومية‪.‬‬ ‫ال� تتحكم ي� إ‬ ‫ي‬

‫عمليــات‬ ‫اليقاعــات اليوميــة بالحفــاظ عــى‬ ‫تضطلــع إ‬ ‫ٍ‬ ‫مثــل دورة النوم‪/‬االســتيقاظ‪ ،‬ودرجــة ح ـرارة الجســم‪،‬‬ ‫ومســتويات الهرمونــات ف ي� حالــة تناغــم مــع دورات‬ ‫اليقاعــات اليوميــة ترتبــط‬ ‫الضــوء والظــام‪ .‬وهــذه إ‬ ‫طــا وثي ًقــا بتذبــذب نواتــج أ‬ ‫ارتبا ً‬ ‫اليــض عــى مــدار ‪24‬‬

‫‪52‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫‪K I RI L L KUR AS HOV/ S H UT T ER S TOC K‬‬

‫ســاعة‪ .‬وقــد أظهــرت دراســةٌ دوليــة قادهــا باحثــون‬ ‫ئ‬ ‫ن‬ ‫ف ي� الواليــات المتحــدة أن النظــام‬ ‫ي‬ ‫الغــذا� الغــ ي‬ ‫اليقاعــات‬ ‫بالدهــون يمكــن أن يــؤدي إىل اختــال إ‬ ‫أ‬ ‫يكشــف عــن‬ ‫اليضيــة اليوميــة ف ي� الدمــاغ‪ ،‬وهــو مــا‬ ‫ُ‬ ‫قابليــة تأثُّــر ســاعات الدمــاغ البيولوجيــة عــى نحـ ٍـو غـ يـر‬ ‫متوقــع بالخيــارات الغذائيــة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫الغـذا� ف� وظائف عديد مـن أ‬ ‫ئ‬ ‫العضاء‪،‬‬ ‫النظـام‬ ‫يُؤثِّـر‬ ‫ُ‬ ‫ي ي‬ ‫مثـل الكبـد أ‬ ‫والمعـاء والبنكريـاس‪ ،‬بتعديـل السـاعة‬ ‫الداخليـة لـكل عضـو منهـا‪ .‬وينجـم عـن هـذا تغر �ف‬ ‫ي ُّ ٌ ي‬ ‫ٍ‬ ‫النتـاج اليومـي لعوامـل جزيئيـة ونواتـج أيضيـة‬ ‫دورات إ‬ ‫تأثرات النظـام‬ ‫عـن‬ ‫ا‬ ‫كثر‬ ‫نعـرف‬ ‫ال‬ ‫أننـا‬ ‫غر‬ ‫ي‬ ‫مهمـة‪ .‬ي‬ ‫يً‬ ‫نواتـج أ‬ ‫ئ‬ ‫اليـض عىل السـاعة‬ ‫والتغرات ف ي� إنتـاج‬ ‫الغـذا�‬ ‫ي ُّ‬ ‫ي‬ ‫البيولوجيـة الرئيسـية ف� الدمـاغ‪ ،‬ت‬ ‫الـ� يُطلَـق عليهـا‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫النـواة فـوق التصالبيـة (‪ ،)SCN‬ت‬ ‫والـ� تجعـل سـاعاتنا‬ ‫ي‬ ‫البيولوجيـة أ‬ ‫تناغـم ‪.‬‬ ‫الخـرى ف ي� حالـة‬ ‫ٍ‬ ‫فحصــا لمجموعــة‬ ‫أجــرت بــاوال تونيــن ي وزمالؤهــا ً‬ ‫نواتــج أ‬ ‫اليــض بالكامــل‪ ،‬وهــي الموجــودة ف ي� النــواة‬ ‫ف‬ ‫و� ش‬ ‫نــ�‬ ‫قــرة الفــص الجبهــي إ‬ ‫فــوق التصالبيــة‪ ،‬ي‬ ‫ال ي‬ ‫(‪ ،)mPFC‬وهــي منطقــةٌ بالدمــاغ ترتبــ ُ‬ ‫ط بالوظائــف‬ ‫العليــا والســلوك العاطفــي‪ .‬تقــول بــاوال‬ ‫المعرفيــة ُ‬ ‫ئ‬ ‫ت‬ ‫الغــذا�‬ ‫النظــام‬ ‫بهــا‬ ‫ِّــر‬ ‫ث‬ ‫ؤ‬ ‫ي‬ ‫الــ�‬ ‫الكيفيــة‬ ‫إن‪ " :‬فهــم‬ ‫ُ‬ ‫ي ُ‬ ‫ي‬ ‫ف� عمليــة ُ أ‬ ‫ـ� الدماغيتـ ي ن‬ ‫ـ� المنطقتـ ي ن‬ ‫اليــض بهاتـ ي ن‬ ‫ـ� أمـ ٌـر‬ ‫ي‬ ‫وثيــق الصلــة بصحــة الجســم والعقــل"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫اليــض داخل تلك أ‬ ‫َقــارن الباحثــون نواتــج أ‬ ‫النســجة‬ ‫َ َ‬ ‫ئ‬ ‫ـذا� غ ـن ي بالدهــون‬ ‫لــدى ف ـرئ ٍان أُ ِ‬ ‫طعمــت بنظــام غـ ي‬ ‫ئ‬ ‫غــذا� عــادي‪ .‬والحــظ‬ ‫بنظــام‬ ‫طعمــت‬ ‫ٍ‬ ‫وأخــرى أُ ِ‬ ‫ي‬ ‫ئ‬ ‫الغــذا� الغــن ي بالدهــون‬ ‫النظــام‬ ‫أن‬ ‫الباحثــون‬ ‫أي‬ ‫اليــض اليوميــة ونوعهــا‬ ‫ـرا ف ي� عــدد نواتــج‬ ‫ـ‬ ‫تغ‬ ‫أحــدث ي ُّ ً‬ ‫ومرحلــة تذبذبهــا‪ .‬تقــول تونيـن ي موضحــةً ‪" :‬وجدنــا أن‬ ‫نواتـ أ‬ ‫ت‬ ‫ـام‬ ‫ـ� لــم تكــن تتذبــذب بتنــاول نظـ ٍ‬ ‫ـج اليــض‪ ،‬الـ ي‬ ‫ئ‬ ‫ـام‬ ‫ـذا� متــوازن‪ ،‬بــدأت تتذبــذب بعــد تنــاول نظـ ٍ‬ ‫غـ ي‬ ‫ئ‬ ‫غــذا� غــن ي بالدهــون"‪.‬‬ ‫ي‬ ‫شـديدا ي ن‬ ‫بـ� كل من النواة‬ ‫التأث�ات تبايُ ًنا‬ ‫ً‬ ‫وقـد تباينت ي‬

‫تغي ًرا في عدد نواتج األيض اليومية ونوعها ومرحلة تذبذبها‪.‬‬ ‫النظام الغذائي الغني بالدهون لدى الفئران أحدث ُّ‬

‫فـوق التصالبيـة ش‬ ‫نس�‪ .‬وكانت‬ ‫وقـرة الفـص الجبهـي إ‬ ‫ال ي‬ ‫ط نواتـج أ‬ ‫ين‬ ‫اليـض ي ن‬ ‫أنمـا ُ‬ ‫المنطقتـ� متسـقةً كذلـك‬ ‫لهاتـ�‬ ‫التعبر الجين‬ ‫ت‬ ‫أنمـاط‬ ‫على‬ ‫أت‬ ‫ر‬ ‫طـ‬ ‫الـ�‬ ‫ات‬ ‫التغر‬ ‫مـع‬ ‫ي‬ ‫ي ُّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ئ‬ ‫الغـذا� الغن ي بالدهـون‬ ‫النظـام‬ ‫أن‬ ‫ؤكـد‬ ‫ي‬ ‫ممـا‬ ‫فيهمـا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫بنمـط يختلـف باختلاف‬ ‫يُؤثِّـر ي� تذبـذب نواتـج اليـض ٍ‬ ‫تأثر النظام‬ ‫المنطقـة‪ .‬تقـول تونين ي ‪" :‬فوجئنـا بحجـم ي‬ ‫بالدهـون ف� تذبـذب نواتـج أ‬ ‫ئ‬ ‫ن‬ ‫اليـض‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الغـذا� الغ ي‬ ‫تبعـا للمنطقـة "‪.‬‬ ‫تباينهـا‬ ‫و‬ ‫بالدمـاغ‬ ‫ً‬ ‫التغــرات نواتــج أيضيــة‬ ‫بعــض هــذه‬ ‫ويتضمــن‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ُّ‬ ‫تلعــب أدوارا مؤكَّــدة ف� المرونــة العصبيــة‪ ،‬ف‬ ‫و�‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫التواصــل‪ ،‬والبقــاء عــى قيــد الحيــاة‪ .‬تقــول تونيــن ي ‪:‬‬ ‫"تطــرح نتائجنــا احتماليــةَ أن يُؤثِّــر االســتهالكُ الممتــد‬ ‫أ‬ ‫ضــارا ف ي� جوانــب‬ ‫تأثــرا‬ ‫ً‬ ‫للطعمــة الغنيــة بالدهــون ي ً‬

‫ن‬ ‫ت‬ ‫تز‬ ‫شــى مــن وظائــف الدمــاغ والســلوك"‪ .‬وتعــ�م توني ـ ي‬ ‫وزمالؤهــا دراســة هــذه االحتماليــة‪.‬‬ ‫ئ‬ ‫الغـذا�‬ ‫تأثر النظام‬ ‫ويمكـن لتعزيـز فهمنـا لكيفيـة ي‬ ‫ي‬ ‫اليقاعـات اليوميـة ووظائـف النـواة فـوق‬ ‫ف ي�‬ ‫تنظيـم إ‬ ‫ِ‬ ‫التصالبيـة ش‬ ‫نس� أن يفتـح‬ ‫وقـرة الفـص الجبهـي إ‬ ‫ال ي‬ ‫لعـدد مـن‬ ‫جديـدة‬ ‫عالجيـة‬ ‫أسـاليب‬ ‫المجـال أمـام‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫أ‬ ‫اليقاعـات اليومية‪،‬‬ ‫باختالل‬ ‫تبطـة‬ ‫ر‬ ‫الم‬ ‫زمنـة‬ ‫الم‬ ‫إ‬ ‫ُ‬ ‫المـراض ُ‬ ‫والخ َـرف‪.‬‬ ‫مثـل اضطرابـات المـزاج َ‬ ‫‪Tognini, P. , Samad, M., Kinouchi, K., Liu, Y., Helbling, J.C.‬‬

‫‪et al. Reshaping circadian metabolism in the suprachi‬‬‫‪asmatic nucleus and prefrontal cortex by nutritional‬‬ ‫‪challenge. PNAS 117, 29904–29913 (2020).‬‬

‫إذا جمعنـا ي ن‬ ‫بـ� المضـاد الحيـوي المعـروف باسـم‬ ‫ث‬ ‫ين‬ ‫ومايسـ�» ‪ azithromycin‬وعقـار لطـرد البلغـم‬ ‫«أزي�‬ ‫يس ي ن‬ ‫ـت�» ‪N-acetylcysteine‬‬ ‫س‬ ‫«إن‪-‬أسـيتيل‬ ‫ى‬ ‫سـم‬ ‫يُ َّ‬ ‫ِّ ْ‬ ‫معـا ف‬ ‫نتوصـل إىل علاج جديـد‬ ‫فقـد‬ ‫دهنيـة‪،‬‬ ‫فقاعـات‬ ‫�‬ ‫َّ‬ ‫ً ي‬ ‫تشر التجـارب‬ ‫البكت�يـة المقاومـة‬ ‫للعـدوى‬ ‫للعقاقر‪ .‬ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫الـ� أجراهـا باحثـون ف ي� مركـز الملـك عبـد اللـه العالمي‬ ‫أي‬ ‫للبحـاث الطبيـة (كيمـارك) وجامعـة الملـك سـعود بـن‬ ‫عبـد العزيـز للعلـوم الصحيـة إىل أن هـذه ت‬ ‫ال�كيبـة‬ ‫تحسـ� قـدرة ث‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫ومايسـ� على تثبيـط‬ ‫أزي�‬ ‫تملـك إمكانيـة‬ ‫ال ش�يكيـة القولونيـة المقاومـة للمضـادات‬ ‫بكت�يـا إ‬ ‫ي‬ ‫الحيويـة والقضـاء عليهـا‪.‬‬ ‫ال ش�يكيـة القولونيـة‪،‬‬ ‫يمكـن للسلاالت الضـارة مـن إ‬ ‫وهـي بكت�يـا سـالبة الجـرام تُوجد ف‬ ‫السـفل من‬ ‫الجزء‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫المعـاء للكائنـات ذوات الدم الحـار ي ف‬ ‫ال�از‪ ،‬أن تكون‬ ‫و� ب‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫الصابـة بالتهابـات المسـالك البوليـة والمراض‬ ‫سـببا ي� إ‬ ‫ً‬ ‫حاليـا‬ ‫العالـم‬ ‫ويشـهد‬ ‫المميـت‪.‬‬ ‫سـهال‬ ‫وال‬ ‫التنفسـية إ‬ ‫ً‬ ‫ايـدا مطـر ًدا ف ي� أعـداد السلاالت المقاومـة للمضـادات‬ ‫تز ً‬ ‫الحيويـة‪ .‬ف� هـذا السـياق‪ ،‬يقـول علاء الديـن ي ن‬ ‫ياسـ�‪،‬‬ ‫ي‬ ‫للعقاق�‬ ‫البكت�يا المقاومـة‬ ‫الـذي قـاد الدراسـة‪" :‬تم ِّثـل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫مشـكلة كبرة تهـدد حيـاة كث�يـن‪ .‬لـذا يحتـاج أ‬ ‫الطبـاء‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الرسيريـون إىل مزيـد مـن خيـارات العلاج"‪.‬‬ ‫أظهــرت أبحــاث ســابقة أنــه يمكــن دمــج عقــار «إن‪-‬‬ ‫يس ي ن‬ ‫ــت�» مــع المضــادات الحيويــة لمنــع‬ ‫أســيتيل أ ِّس ْ‬ ‫الغشــية الحيويــة الميكروبيــة المقاومــة للعــاج‬ ‫تكويــن‬ ‫عــى أســطح مثــل الغرســات الســنية والقســاطر‪.‬‬ ‫للبكت�يــا‬ ‫أيضــا أن النشــاط المضــاد‬ ‫ومــن المعــروف ً‬ ‫ي‬ ‫ومايســ� والمضــادات الحيويــة أ‬ ‫أل ث‬ ‫ين‬ ‫الخــرى يمكــن‬ ‫زي�‬ ‫أن يــزداد عنــد وضــع تلــك المضــادات الحيويــة داخــل‬ ‫العقاقــر القائمــة عــى الدهــون‬ ‫أنظمــة توصيــل‬ ‫ي‬ ‫المســماة بالجســيمات الشــحمية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫اختــر الباحثــون ث‬ ‫ين‬ ‫ومايســ� ف ي� ثــاث تركيبــات‬ ‫أزي�‬ ‫ب‬ ‫أولهــا وهــو بمفــرده‪ ،‬ثــم داخــل جســيم شــحمي‪،‬‬ ‫يسـ ي ن‬ ‫ـت�»‬ ‫ـرا عنــد دمجــه مــع عقــار «إن‪-‬أســيتيل ِّس ْ‬ ‫وأخـ ي ً‬ ‫تقييمــا لهــذه‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫الباحث‬ ‫ـرى‬ ‫ـ‬ ‫وأج‬ ‫ـحمي‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـيم‬ ‫ـ‬ ‫جس‬ ‫ـل‬ ‫داخـ‬ ‫ً‬ ‫ال�كيبــات الثــاث ف‬ ‫ت‬ ‫ال ش�يكيــة‬ ‫مــن‬ ‫ســالة‬ ‫مواجهــة‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫يز‬ ‫تتمــ� بقــدر مــن المقاومــة للمضــادات‬ ‫القولونيــة‬ ‫الحيويــة وســالة أخــرى مقاومــة للعقاقـ يـر المتعــددة‪.‬‬ ‫كان ن‬ ‫أد� مسـتويات ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫كـ� الالزمـة لمنع نمو السلالة‬

‫المقاومـة للمضـادات الحيويـة وقتلهـا أقـل بإحـدى‬ ‫وع�يـن مـرة ف� حالـة ت‬ ‫ش‬ ‫ال�كيبـة الموضوعـة داخـل‬ ‫ي‬ ‫الجسـيم الشـحمي مقارنـة باسـتخدام ث‬ ‫ين‬ ‫ومايسـ�‬ ‫أزي�‬ ‫بمفـرده‪ .‬وبالمثـل‪ ،‬كانـت تلـك ت‬ ‫ال�كيبـات فعالـة ضـد‬ ‫للعقاقر المتعـددة عنـد مسـتوى‬ ‫السلالة المقاومـة‬ ‫ي‬ ‫كـ� اللازم أل ث‬ ‫تركـ� يبلـغ ُخمـس ت‬ ‫ين‬ ‫ال� ي ز‬ ‫يز‬ ‫ومايسـ�‪.‬‬ ‫زي�‬ ‫يس ي ن‬ ‫ـت�» إىل انخفاض‬ ‫س‬ ‫«إن‪-‬أسـيتيل‬ ‫عقـار‬ ‫دمـج‬ ‫ى‬ ‫د‬ ‫أ َّ‬ ‫ِّ ْ‬ ‫بنسـبة ‪ %17‬ف� ن‬ ‫أد� مسـتويات ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫كـ� الالزمـة لمنع نمو‬ ‫ي‬ ‫المتعـددة والقضـاء عليها‪،‬‬ ‫للعقاقر‬ ‫السلالة المقاومـة‬ ‫ِّ‬ ‫ي‬ ‫لكـن لـم يكـن لـه أي فائـدة ضـد السلالة المقاومـة‬ ‫للمضـادات الحيويـة‪.‬‬ ‫أجـرى الباحثـون بعـد ذلـك اختبـارا أل ن‬ ‫د� مسـتويات‬ ‫ً‬ ‫كـ�‪ ،‬الالزمـة لمنـع نمـو أ‬ ‫ت‬ ‫ال� ي ز‬ ‫للبكت�يا‪،‬‬ ‫الغشـية الحيويـة‬ ‫ي‬ ‫ومايسـ� بمفـرده‪ ،‬ومـن ت‬ ‫مـن ث‬ ‫ين‬ ‫ال�كيبـة الموضوعـة‬ ‫أزي�‬ ‫داخـل الجسـيم الشـحمي‪ ،‬وكذلـك مـن ت‬ ‫ال�كيبـة‬ ‫يس ي ن‬ ‫ـت�» داخـل‬ ‫ُ‬ ‫المدمجـة مـع عقـار «إن‪-‬أسـيتيل ِّس ْ‬ ‫الجسـيم الشـحمي‪ .‬لـم تكـن فاعليـة ث‬ ‫ين‬ ‫ومايسـ� ف ي�‬ ‫أزي�‬

‫بواسـطة السلالة المقاومـة للمضـادات الحيويـة‪.‬‬ ‫ياســ� أنــه يتوقــع أن تُثبــت ت‬ ‫ين‬ ‫ال�كيبــة‬ ‫يضيــف د‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫دمجــة‬ ‫الم‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫وتل‬ ‫ـحمي‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـيم‬ ‫ـ‬ ‫الجس‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫داخ‬ ‫الموضوعــة‬ ‫ُ َ‬ ‫يس ي ن‬ ‫ــت�» داخــل الجســيم‬ ‫س‬ ‫«إن‪-‬أســيتيل‬ ‫عقــار‬ ‫مــع‬ ‫ف ِّ ْ‬ ‫النــواع أ‬ ‫مواجهــة أ‬ ‫الخــرى مــن‬ ‫الشــحمي فاعليتهمــا ي�‬ ‫ال ش�يكيــة‬ ‫البكت�يــا المقاومــة للعقاقـ يـر‪ ،‬وليــس فقــط إ‬ ‫ي‬ ‫القولونيــة‪ .‬وعــى الرغــم مــن أن ت‬ ‫ـ� المذكورتـ ي ن‬ ‫ال�كيبتـ ي ن‬ ‫ـ�‬ ‫ي َّ ز‬ ‫تم�تــا باالســتقرار عنــد درجــات الحـرارة الحيويــة‪ ،‬فعند‬ ‫إج ـراء مزيــد مــن التجــارب واالختبــارات لوحــظ أنهمــا‬ ‫كانتــا غـ يـر مســتقر ي ن‬ ‫ت� عنــد تعرضهمــا للبلغــم وبالزمــا‬ ‫الــدم‪ .‬يعتقــد الباحثــون أنــه يمكــن التغلــب عــى‬ ‫هــذه المشــكلة عــن طريــق تغيـ يـر محتــوى الدهــون ف ي�‬ ‫الجســيمات الشــحمية‪.‬‬ ‫لتغير ت‬ ‫ال�كيبة ف ي� محاولة‬ ‫البحثية‬ ‫تخطـط المجموعـة‬ ‫ي‬ ‫أيضا‬ ‫ادها‬ ‫ر‬ ‫أف‬ ‫ويأمـل‬ ‫يـا‪،‬‬ ‫للبكت�‬ ‫المضاد‬ ‫لزيـادة نشـاطها‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ف ي� اختبارهـا على الحيوانـات وإدراجهـا ف ي� نهاية المطاف‬ ‫ضمن التجـارب الرسيرية‪.‬‬ ‫‪Aljihani, S.A. et al. Enhancing azithromycin antibacterial‬‬ ‫‪activitybyencapsulationinliposomes/liposomal-N-ace-‬‬

‫‪tylcysteine formulations against resistant clinical‬‬ ‫‪strains of Escherichia coli. Saudi Journal of Biological‬‬

‫‪Sciences 27, 3065-3071 (2020).‬‬

‫قد تساعد تركيبات تجريبة‬ ‫داخل فقاعات دهنية في‬ ‫مكافحة البكتيريا المقاومة‬ ‫للمضادات الحيوية‪.‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪9‬‬

‫‪53‬‬

‫‪I BR E A K M E DI A / A L A M Y S TOCK P HOTO‬‬

‫النظام الغذائي الغني‬ ‫بالدهون يعوق األيض‬ ‫اليومي داخل الدماغ‬

‫عبأ بطريقة مالئمة‬ ‫مزيج ُم َّ‬ ‫يدحر البكتيريا المقاومة‬ ‫للمضادات الحيوية‬

‫للعقاقر المتعـددة وهـو‬ ‫مواجهـة السلالة المقاومـة‬ ‫ي‬ ‫ضمـن ت‬ ‫ال� ي ن‬ ‫كيبت� ‪-‬سـواء تلك الموضوعة داخل الجسـيم‬ ‫دمجـة مـع عقـار «إن‪-‬أسـيتيل‬ ‫الم‬ ‫وتلـك‬ ‫الشـحمي‬ ‫ُ َ‬ ‫يس ي ن‬ ‫أكر ممـا لـو‬ ‫ـت�» داخـل الجسـيم الشـحمي‪ -‬ب‬ ‫ِّس ْ‬ ‫كان بمفـرده‪ .‬ورغـم ذلـك‪ ،‬كانـت ت‬ ‫ال�كيبتـان المذكورتـان‬ ‫أفضـل مـن ناحيـة تقليـل تكويـن أ‬ ‫الغشـية الحيويـة‬


‫بث الحركة في الجوامد‬

‫استخدام أحزمة‬ ‫األمان في السعودية‬ ‫منخفضا‬ ‫ً‬ ‫ال يزال‬

‫هذه أ‬ ‫السالك الميكروية البلورية المتأرجحة قد تمثل نقطة إنطالقة لجيل جديد من أنظمة الروبوتات الميكروية‪.‬‬

‫كشفت دراسة استقصائية عن احتمالية أقل الستخدام الشباب والنساء‬ ‫ومن يعانون من االكتئاب والقلق ألحزمة أ‬ ‫المان‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬

‫‪54‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫الفعـل حركـة قفـز أم التـواء أم انحنـاء‪.‬‬

‫‪Tong, F. et al. Light-powered autono‬‬‫‪mous flagella-like motion of molecular‬‬

‫‪crystal microwires. Angewandte Che-‬‬

‫‪mie International Edition 60, 2414‬‬‫‪2423 (2020).‬‬

‫‪S TOC K T R EK I M AG ES / G ET T Y I M AG ES‬‬

‫تُعـ َـرف البلــورات الجزيئيــة بافتقارهــا إىل‬ ‫آليــات الحركــة‪ ،‬حســبما أوضــح ربيــع‬ ‫القيــ�‪ ،‬أ‬ ‫الســتاذ ف ي� جامعــة الملــك‬ ‫ي‬ ‫ســعود بــن عبــد العزيــز للعلــوم‬ ‫الصحيــة‪ ،‬ومركــز الملــك عبــد اللــه‬ ‫العالمــي أ‬ ‫للبحــاث الطبيــة (كيمــارك)‪.‬‬ ‫وال ِّ‬ ‫يــول الكيميائيــون هــذه البلــورات‬ ‫اهتمام يــا كبــرا‪ ،‬أ‬ ‫يعت�ونهــا‬ ‫ال‬ ‫هــم‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ي ً َّ‬ ‫ب‬ ‫ً‬ ‫أن‬ ‫عــاد ًة مــواد ي‬ ‫مثــرة لالهتمــام‪ .‬بيــد َّ‬ ‫القيــ� ش‬ ‫مؤخــرا ورقــةً بحثيــة‬ ‫نــر‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫التوجــه‪ .‬فهــذه الدراســة‪،‬‬ ‫ـذا‬ ‫تُعــارض هـ‬ ‫ُّ‬ ‫ت‬ ‫ـ� أُجريــت بالتعــاون مــع فريـ ٍـق مــن‬ ‫الـ ي‬ ‫المملكــة العربيــة الســعودية واليابــان‬ ‫قدمــت لنــا بلــور ًة‬ ‫والواليــات المتحــدة‪َّ ،‬‬ ‫جزيئيــة "ذكيــة"‪ ،‬تتأرجــح باســتمرار عنــد‬ ‫ـ� موجيـ ي ن‬ ‫تعريضهــا لطولـ ي ن‬ ‫ـ� مــن الضــوء‪،‬‬ ‫وهــو اكتشــاف يأمــل الباحثــون أن يســفر‬ ‫عــن مزيــد مــن التطــورات ف ي� مجــال‬ ‫الروبوتــات الميكرويــة‪.‬‬ ‫المــواد القــادرة عــى الحركــة مثــل‬

‫هــذه ليســت باالكتشــاف الجديــد‪ ،‬إذ‬ ‫اســتعرض باحثــون آخــرون مــن قبــل‬ ‫ـث مــواد معينــة عــى تغيـ يـر‬ ‫إمكانيــةَ حـ ّ‬ ‫أشــكالها اســتجابةً للمحفـزات الخارجيــة‪،‬‬ ‫مثــل الضــوء أو المجــاالت الكهربائيــة أو‬ ‫المغناطيســية‪ .‬بيــد أن غالبيــة المــواد‬ ‫ت‬ ‫الــ� أثبــت الباحثــون قابليتهــا لذلــك‬ ‫ي‬ ‫كانــت مــواد ِّلينــة‪ ،‬مثــل البوليمــرات‪.‬‬ ‫وليسـت هنـاك سـوى أمثلـة قليلة عىل‬ ‫البلـورات الجزيئيـة الصلبـة المتحركـة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أن قـدرة هـذه البلـورات على‬ ‫فضلا عـن َّ‬ ‫سـبب بالفعل‬ ‫ي‬ ‫فالضوء‬ ‫محـدودة‪.‬‬ ‫الحركـة‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ف‬ ‫لكـن‬ ‫تغرا ي� ترتيـب جزيئاتهـا المفـردة‪َّ ،‬‬ ‫ي ُّ ً‬ ‫ت‬ ‫يتغ� شـكلها‬ ‫ال� ي ّ‬ ‫هـذه البلـورات الصلبـة ي‬ ‫بالتعـرض للضـوء ال يصـدر عنهـا عـاد ًة‬ ‫ُّ‬ ‫واحـد فقـط عنـد تنشـيطها‪،‬‬ ‫فعـل‬ ‫ٍ‬ ‫سـوى ٍ‬ ‫القيس�‪ ،‬الـذي أضـاف‪:‬‬ ‫حسـبما أوضـح‬ ‫ي‬ ‫"عنـد تسـليط الضـوء عليهـا‪ ،‬تـؤدي ذلـك‬ ‫الفعـل‪ ،‬ثم ينتهـي أ‬ ‫المر"‪ ،‬سـواء كان هذا‬

‫ف� المقابــل‪ ،‬فــإن أ‬ ‫الســاك الميكرويــة‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫البلوريــة الـ ت‬ ‫ـ� وفريقــه‬ ‫ـ� ابتكرهــا القيـ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫تتأرجــح باســتمرار‪ .‬تتكــون هــذه أ‬ ‫الســاك‬ ‫الميكرويــة مــن المركــب (‪.Z- (DVAM‬‬ ‫لمصــدر يشــع أشــعةً‬ ‫وعنــد تعريضهــا‬ ‫ٍ‬ ‫فــوق بنفســجية وضــو ًءا مر ًّئيــا باســتمرار‪،‬‬ ‫فإنهــا تتأرجــح‪ ،‬متحركــةً إىل أ‬ ‫المــام‬ ‫َّ‬ ‫ميكرومــرات �ف‬ ‫ت‬ ‫برسعــة مقدارهــا ‪7‬‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ملليمــرات ف ي� الثانيــة)‪.‬‬ ‫الثانيــة (‪0.007‬‬ ‫البنيــة الســوطية‪،‬‬ ‫ـلوك‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـاك‬ ‫وهــذا يُحـ ي‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫الــ� تســتخدمها بعــض الخاليــا‬ ‫ي‬ ‫البيولوجيــة يك تتحــرك‪.‬‬ ‫إن هــذا االكتشــاف‬ ‫ويقــول‬ ‫القيــ� َّ‬ ‫ي‬ ‫ثمــرة جهـ ٍـد منهجــي للعثــور عــى بنيـ ٍـة‬ ‫بلوريــة تتســم بمثــل هــذه الخصائــص‪،‬‬ ‫أل َّن النظريــات توقعــت أنَّــه مــن‬ ‫ت‬ ‫المفــرض أن توجــد بنيــةٌ مثــل هــذه‪.‬‬ ‫كثــر مــن التجــارب‪،‬‬ ‫"بعــد‬ ‫وأضــاف‪:‬‬ ‫ي‬ ‫تكتشــف ف ي� النهايــة تلــك 'الظــروف‬ ‫ت‬ ‫ـ� يتعــاون عندهــا ُســمك‬ ‫المواتيــة'‪ ،‬الـ ي‬

‫أ‬ ‫[الســاك الميكرويــة البلوريــة] وطولهــا‬ ‫معــا‬ ‫وخصائصهــا الكيميائيــة الضوئيــة ً‬ ‫وتُنتــج هــذه الحركــة التلقائيــة"‪.‬‬ ‫وهــذه أ‬ ‫المكونــة مــن المركــب‬ ‫الســواط‬ ‫ّ‬ ‫(‪ Z- (DVAM‬يبــدو أنَّهــا تتمتــع بخصائص‬ ‫متفوقــة عــى خصائــص آ‬ ‫الالت الجزيئيــة‬ ‫أ ِّ‬ ‫ـرا‬ ‫الخـ‬ ‫ـرى‪ ،‬بــل إنهــا كذلــك أصغــر كثـ ي ً‬ ‫آ‬ ‫أيضــا‪ ،‬ممــا يزيــد‬ ‫مــن الالت البوليمريــة ً‬ ‫مــن اســتخداماتها المحتملــة‪ .‬وباكتشــاف‬ ‫هــذه أ‬ ‫الســاك الميكرويــة البلوريــة‪،‬‬ ‫آ‬ ‫ين‬ ‫الباحثــ� الن ُمشــغِّ ل‬ ‫صــار لــدى‬ ‫ينشــط بالضــوء دون الحاجــة إىل أســاك‪.‬‬ ‫القيــ� هــذا االبتــكار بأنَّــه‬ ‫ويصــف‬ ‫ي‬ ‫إىل أ‬ ‫المــام"‪.‬‬ ‫"قفــزة نوعيــة‬

‫بنسـبة ‪ %86‬من الرجال‪ .‬يغ� أن عديدات منهن يجلسـن‬ ‫ف ي� الجـزء الخلفـي مـن السـيارة‪ ،‬حيث ال يُعد اسـتخدام‬

‫‪Alghnam, S. et al. Predictors of seatbelt use among‬‬ ‫‪Saudi adults: Results from the National Biobank Pro‬‬‫‪ject. Frontiers in Public Health 8 (2020).‬‬ ‫‪F I LI P P OB AC C I / E+ / G ET T Y I M AG ES‬‬

‫نادرا ما تكون البلورات الجزيئية‬ ‫ً‬ ‫ديناميكية‪ ،‬وبالتالي قدرتها على‬ ‫الحركة محدودة‪.‬‬

‫أفـادت دراسـة اسـتقصائية سـعودية أن نحـو ‪%40‬‬ ‫المشـارك� يضعـون حـزام أ‬ ‫ين‬ ‫المـان بانتظـام عندمـا‬ ‫مـن‬ ‫يكونـون ف ي� السـيارة‪ ،‬ويرتبـط معـدل االمتثـال بوضـع‬ ‫أحزمـة أ‬ ‫المـان بالعمـر والجنـس والصحـة العقليـة‬ ‫وعـادات أخـرى‪ .‬ويمكـن لهـذه النتائـج أن تدعـم جهـود‬ ‫ين‬ ‫لتحسـ� السلامة المروريـة‪.‬‬ ‫المملكـة‬ ‫يعـد اسـتخدام حـزام أ‬ ‫المـان طريقـة فعالـة لتقليل‬ ‫ُ‬ ‫غر أن مسـتوى‬ ‫إ‬ ‫الصابـات والوفيـات على الطـرق‪ .‬ي‬ ‫امتثـال الشـعب السـعودي أقـل مقارنـة بـدول متقدمـة‬ ‫أخـرى ومعـدل حـوادث المـرور المميتـة لديـه أعلى‪.‬‬ ‫ففـي الواليـات المتحـدة‪ %2 ،‬مـن حـوادث المـرور‬ ‫تسـبب الوفـاة‪ ،‬ولكـن ف ي� المملكـة العربيـة السـعودية‬ ‫تبلـغ النسـبة ‪ %23‬وفقًـا إلحدى الدراسـات‪ ،‬وتبلغ ‪%15‬‬ ‫غر أن هـذه التقديـرات العاليـة‬ ‫وفقًـا لدراسـة أحـدث‪ .‬ي‬ ‫أيضـا مقـدار الخسـائر ف ي� القـوى العاملـة‪،‬‬ ‫قـد تعكـس ً‬ ‫ومـوارد المستشـفيات‪ ،‬ورأس المـال ش‬ ‫البـري‪ ،‬وهـو مـا‬ ‫يلقـي عب ًئـا ً‬ ‫ثقيلا على الشـعب السـعودي واالقتصـاد‬ ‫والصحـة العامـة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫للسـائق� وركاب‬ ‫اميـا‬ ‫أصبـح ا أرتـداء فأحزمـة المـان إلز ً‬ ‫المقاعـد المامية ي� عام ‪ ،2000‬وجرى فرضه بمسـاعدة‬ ‫كامرات المراقبـة منذ عـام ‪.2018‬‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫و� هـذه الدراسـة‪ ،‬أجـرى باحثـو مركـز الملـك عبـد‬ ‫ي‬ ‫اللـه العالمـي أ‬ ‫للبحـاث الطبيـة (كيمـارك) اسـتقصا ًء‬ ‫تابعـا للشـؤون الصحيـة‬ ‫شـمل ‪5790‬‬ ‫شـخصا بالغً ـا ً‬ ‫ً‬ ‫ن‬ ‫الوط� بالريـاض‪ .‬أُجري االسـتقصاء ي ن‬ ‫ب�‬ ‫الحـرس‬ ‫بـوزارة‬ ‫ي‬ ‫عامـي ‪ 2017‬و‪ ،2019‬وتشـكل البيانـات جـز ًءا مـن البنـك‬ ‫الحيـوي الوطن السـعودي‪ ،‬وهو ش‬ ‫مـروع قائم لتقييم‬ ‫ي‬ ‫السـلوكيات الصحيـة للشـعب السـعودي‪.‬‬ ‫أظهـر تحليـل البيانـات معـدل امتثـال أعلى ي ن‬ ‫بـ�‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫المشـارك�‬ ‫كر سـ ًنا‪ .‬وكان احتمـال اسـتخدام‬ ‫الفـراد ال ب‬ ‫أ‬ ‫الذيـن ت‬ ‫تراوح أعمارهم ي ن‬ ‫عاما لحـزام المان‬ ‫بـ� ‪ 26‬و‪ً 45‬‬ ‫أكر بنسـبة ‪ %50‬تقريبـا مقارنـة بأولئـك الذيـن ت‬ ‫تراوح‬ ‫ب‬ ‫ً‬ ‫أعمارهـم ي ن‬ ‫عامـا‪ .‬وكان احتمـال اسـتخدام‬ ‫بـ� ‪ 18‬و‪ً 25‬‬ ‫أ‬ ‫الشـخاص الذيـن أجريـت معهـم مقابلات وأبلغوا عن‬ ‫أ‬ ‫إصابتهـم باالكتئـاب والقلـق لحـزام المـان أقل بنسـبة‬ ‫‪ %26‬مـن أولئـك الذيـن لـم يبلغوا عـن إصابتهـم بأحد‬ ‫االضطرابـات المزاجيـة‪.‬‬ ‫وكان احتمـال اسـتخدام النسـاء لحـزام أ‬ ‫المـان أقـل‬

‫"مستوى امتثال الشعب‬ ‫السعودي بوضع حزام األمان‬ ‫أقل مقارنة بدول متقدمة‬ ‫أخرى ومعدل حوادث المرور‬ ‫المميتة لديه أعلى"‪.‬‬

‫حـزام أ‬ ‫المـان إلزاميـاً بالمملكـة العربيـة السـعودية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ويحتـاج تحديـد االمتثـال بوضـع حـزام المـان ي ن‬ ‫بـ�‬ ‫السـعوديات ئ‬ ‫اللا� حصلن عىل رخص القيـادة منذ عام‬ ‫ي‬ ‫‪ 2018‬إىل مزيـد مـن الدراسـات‪.‬‬ ‫إضافــة إىل ذلــك‪ ،‬كان احتمــال اســتخدام ض‬ ‫مــر�‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫المصابــ�‬ ‫غــر‬ ‫أكــر مــن ي‬ ‫الرسطــان لحــزام المــان ب‬ ‫أ‬ ‫بالرسطــان بمقــدار الضعــف‪ ،‬وكان الشــخاص الذيــن‬ ‫يُنظِّفــون أســنانهم أكـرث مــن مرتـ ي ن‬ ‫ـ� ف ي� اليــوم معتاديــن‬ ‫أيضــا عــى وضــع أحزمــة أ‬ ‫المــان‪ .‬ويقــول الباحثــون إن‬ ‫ً‬ ‫هــذا يوضــح أن أ‬ ‫الشــخاص الذيــن يتبعــون أســلوب‬ ‫ِّ‬ ‫صحيــا قــد يميلــون إىل اتخــاذ عــادات آمنــة ف ي�‬ ‫حيــاة‬ ‫ً‬ ‫أيضــا‪.‬‬ ‫الســيارة‬ ‫ً‬ ‫يقـول سـليمان الغنـام‪ ،‬الباحـث ف ي� الصحـة العامـة‬ ‫بمركـز الملـك عبـد اللـه العالمـي أ‬ ‫للبحـاث الطبيـة‬ ‫وجامعـة الملـك سـعود بـن عبـد العزيـز للعلـوم‬ ‫الصحيـة‪" :‬تسـلط هـذه الدراسـة الضـوء على الحاجـة‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫الـ�‬ ‫إىل مزيـد مـن االسـتثمار ي� برامـج الصحـة العامـة ي‬ ‫تسـتهدف مجموعـات محـددة وتركـز على االمتثـال‬ ‫أ‬ ‫الصابات‪ .‬وثمـة ت ز‬ ‫ال�ام‬ ‫بوضـع حـزام المان للوقايـة من إ‬ ‫كبر مطلـوب للحـد مـن الوفيـات الناجمـة عـن حوادث‬ ‫ي‬ ‫الطـرق‪ ،‬إذ تعمـل المملكـة العربيـة السـعودية على‬ ‫خفـض معـدل وفيات حوادث المرور بنسـبة ‪ %7‬سـنويًا‬ ‫ش‬ ‫يتمـا� مـع رؤيـة السـعودية ‪."2030‬‬ ‫بمـا‬

‫ُيحسن ارتداء حزام األمان من مستويات السالمة المرورية بشكل كبير‪ ،‬لكن االمتثال لقوانين حزام األمان يختلف من مجموعة إلى أخرى في‬ ‫المملكة العربية السعودية‪ .‬ويمكن أن تساعد التدخالت المستهدفة في رفع مستوى االمتثال‪.‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪9‬‬

‫‪55‬‬


‫"الفئران التي ُعولجت بنُ ظم‬ ‫الم َّ‬ ‫المخت ِرقة‬ ‫علقات النانوية ُ‬ ‫ُ‬ ‫للمخاط لمثبطات إنزيمات‬ ‫هيستون نازع األسيتيل‬ ‫أظهرت معدالت أفضل‬ ‫للوالدات مكتملة الحمل‪ ،‬إذ‬ ‫أعدادا كبيرة من الفئران‬ ‫أنجبت‬ ‫ً‬ ‫السليمة والطبيعية"‪.‬‬

‫تقنية النانو تمنع‬ ‫بتسرة‬ ‫الم َ‬ ‫الوالدة ُ‬ ‫لدى الفئران‬

‫ٌ‬ ‫المستهدف‪.‬‬ ‫تركيبة عالجية تُساعد عىل اجتياز الحواجز المخاطية لتوصيل الدواء ُ‬

‫ابتكــر العلمــاء ت‬ ‫اســراتيجيةً جديــدة ف ي� مجــال طــب‬ ‫النانــو تهــدف إىل توصيــل أ‬ ‫الدويــة لمجــرى الجهــاز‬ ‫التناســ� أ‬ ‫النثــوي‪ ،‬يُحتمــل أن تُســاعد عــى وقايــة‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫مبكــر‪.‬‬ ‫مخــاض‬ ‫النســاء مــن الدخــول ي�‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ف‬ ‫ـام‪ ،‬يُولــد طفـ ٌـل واحـ ٌـد بـ ي ن‬ ‫ـ� كل ‪ 10‬أطفــال‬ ‫ي� كل عـ ٍ‬ ‫تقريبــا حــول العالــم قبــل ‪ 37‬أســبو ًعا مــن اكتمــال‬ ‫ً‬ ‫مــدة الحمــل‪ ،‬مــا ينجــم عنــه حــدوث أكــرث مــن‬ ‫مليــون حالــة وفــاة نتيجــة المضاعفــات الناتجــة عــن‬ ‫بتــرة‪ .‬وأحيانًــا مــا يُســتخدم هرمــون‬ ‫الــوالدة ُ‬ ‫الم َ‬ ‫ت‬ ‫الســت�ويدي لمنــع الــوالدة المبكــرة‬ ‫ون‬ ‫وجســر‬ ‫ال�‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫المعرضــات للخطــر‪ ،‬ولكــن ت‬ ‫ال�كيبــات‬ ‫النســاء‬ ‫لــدى‬ ‫ُ َّ‬ ‫غالبــا مــا تكــون محــدودة التأثـ يـر‪،‬‬ ‫العالجيــة الحاليــة ً‬ ‫ألنهــا تفشــل ف ي� توصيــل الهرمــون إىل أنســجة عنــق‬ ‫الرحــم وأنســجة الرحــم أ‬ ‫الخــرى المســتهدفة‪.‬‬ ‫فريــق مــن جامعــة جونــز هوبكــنز‬ ‫صمــم‬ ‫ٌ‬ ‫وقــد َّ‬ ‫نانــوي يُ َمكِّــن‬ ‫َّــق‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫نظــام‬ ‫المتحــدة‬ ‫بالواليــات‬ ‫َ ُ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫جرعــات أ‬ ‫ت‬ ‫عــر المهبــل مــن‬ ‫َــى‬ ‫ط‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫الــ�‬ ‫دويــة‬ ‫ال‬ ‫ي ُ‬ ‫ب‬ ‫اجتيــاز الحاجــز المخاطــي الموجــود ف ي� مجــرى‬ ‫‪56‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫الجهــاز التناســ� أ‬ ‫النثــوي والوصــول إىل أنســجة‬ ‫ي‬ ‫الرحــم حيــث يمكنهــا منــع حــدوث المخــاض‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ات‬ ‫يتضمــن‬ ‫ُ‬ ‫النظــام طحــن الدويــة إىل بلــور ٍ‬ ‫متناهيــة الصغــر ت‬ ‫يــراوح قطرهــا مــن نحــو ‪200‬‬ ‫ت‬ ‫البكت�يــا‬ ‫نانومــر‪ ،‬أي أصغــر مــن حجــم‬ ‫إىل ‪300‬‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫تثبيــت لمنــع‬ ‫عامــل‬ ‫ذلــك‬ ‫بعــد‬ ‫ضــاف‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫المعتــاد‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ـ�‬ ‫الجســيمات النانويــة مــن االلتصــاق بالمخــاط المهبـ ي‬ ‫ق‬ ‫ـوا�‪ ،‬والــذي عــاد ًة مــا يحتجــز الجســيمات الغريبــة‬ ‫الـ ي‬ ‫أ‬ ‫أيضــا‪ -‬ويمنــع دخولهــا‬ ‫مثــل الميكروبــات ‪-‬والدويــة ً‬ ‫الجســم ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫اختر الباحثـون هـذا النظام عىل الفرئ ان ت‬ ‫ال� تم‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫يز‬ ‫المختر إلحـداث التهـاب الرحـم‪ ،‬وهـو‬ ‫تحف�هـا ف ي�‬ ‫ب‬ ‫حالـةٌ‬ ‫خطرة ال يمكـن التنبـؤ بهـا وتـؤدي ف ي�‬ ‫مرضيـة‬ ‫ي‬ ‫كثر مـن أ‬ ‫المبتسرة لـدى ش‬ ‫البـر‪،‬‬ ‫الـوالدة‬ ‫إىل‬ ‫حيـان‬ ‫ال‬ ‫يٍ‬ ‫ُ َ‬ ‫ين‬ ‫بتسرة‬ ‫وينتـج عنهـا ُقرابـة أربعـة‬ ‫ماليـ� حالـة والدة ُم َ‬ ‫حـول العالـم سـنويًا‪ .‬وركّز الباحثون على إعطاء ي ن‬ ‫نوع�‬ ‫مـن أ‬ ‫الدويـة عـن طريـق المهبـل‪ ،‬أولهمـا ُم ِّثبطـات‬ ‫أ‬ ‫إنزيمـات هيسـتون نـازع السـيتيل (‪ ،)HDAC‬ت‬ ‫والـ�‬ ‫ي‬

‫‪Zierden, H.C. et al. Enhanced drug delivery to the repro‬‬‫‪ductive tract using nanomedicine reveals therapeutic‬‬

‫‪options for prevention of preterm birth. Science Trans-‬‬

‫‪lational Medicine 13, eabc6245 (2021).‬‬

‫الخوارزميات التي يمكنها التنبؤ بخطر‬ ‫ُ‬ ‫تعرض الفرد لإلصابة بداء السكري‬ ‫ُّ‬ ‫مهما للتحكم في معدل‬ ‫دورا‬ ‫ً‬ ‫ستؤدي ً‬ ‫عالميا‪.‬‬ ‫انتشار المرض المتزايد‬ ‫ًّ‬

‫قائم على الذكاء‬ ‫نهج‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫االصطناعي لتحسين التنبؤ‬ ‫بمخاطر اإلصابة بداء السكري‬ ‫يمكن لنموذج شبكة عصبية ابتكره مركز الملك عبد الله العالمي أ‬ ‫للبحاث الطبية من‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ض‬ ‫ن‬ ‫دقة يغ� مسبوق‪.‬‬ ‫ض� لخطر إ‬ ‫عر ي‬ ‫التعرف عىل المر� ُ‬ ‫السكري بمستوى ٍ‬ ‫الصابة بداء ُّ‬ ‫الم َّ‬ ‫ُّ‬

‫اســتخدام الــذكاء االصطناعــي (‪ )AI‬ف ي� التنبــؤ‬ ‫إن‬ ‫ُ‬ ‫الممكــن أن‬ ‫مــن‬ ‫عينــة‬ ‫م‬ ‫اض‬ ‫ر‬ ‫بأمــ‬ ‫صابــة‬ ‫ال‬ ‫بمخاطــر‬ ‫إ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ ُ‬ ‫أ‬ ‫أيضــا عــى‬ ‫يُســهم ف ي� إنقــاذ الرواح‪ ،‬بــل ويُســاعد ً‬ ‫تخفيــف العــبء عــن كاهــل القطــاع‬ ‫المثقَــل‬ ‫الطــ� ُ‬ ‫بي‬ ‫الباحــث ريــاض الشــمري‬ ‫بالمســؤوليات‪ .‬وقــد نجــح‬ ‫ُ‬ ‫وزمــاؤه ف� مركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي أ‬ ‫للبحــاث‬ ‫ي‬ ‫عــال‬ ‫مؤخــرا‪ ،‬ف ي� ابتــكار‬ ‫الطبيــة (كيمــارك)‬ ‫ً‬ ‫نمــوذج ي‬ ‫ٍ‬ ‫الدقــة للتعــرف عــى المـ ض‬ ‫ـر� المصابـ ي ن‬ ‫ـ� بــداء الســكري‬ ‫ُّ‬ ‫اســتنا ًدا إىل نتائــج فحوصــات بســيطة‪ ،‬وبعــض‬ ‫التفاصيــل المتعلقــة بنمــط حياتهــم‪.‬‬ ‫ايـدا على‬ ‫ز‬ ‫ت‬ ‫السـكري‬ ‫الصابـة بـداء‬ ‫وتشـهد‬ ‫حـاالت إ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫مضاعفات‬ ‫حـدوث‬ ‫مخاطر‬ ‫بها‬ ‫ن‬ ‫وتق�‬ ‫العالـم‪،‬‬ ‫مسـتوى‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫صحيـة مثـل أمـراض القلـب والسـكتات الدماغيـة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ين‬ ‫المصاب� بداء السـكري‬ ‫الخراء أن يـزداد عـدد‬ ‫ويتوقـع ب‬ ‫ف ي� المملكـة العربية السـعودية وحدهـا بواقع ‪ 2.5‬مليون‬ ‫حالـة بحلـول عـام ‪.2030‬‬ ‫ُ‬ ‫بنسـبة ضئيلة ف ي�‬ ‫سـوى‬ ‫اثيـة‬ ‫ر‬ ‫الو‬ ‫العوامـل‬ ‫وال تُسـهم‬ ‫ٍ‬ ‫ط قـوي ي ن‬ ‫الصابـة بـداء السـكري‪ ،‬وثمـة ارتبـا ٌ‬ ‫ب�‬ ‫مخاطـر إ‬ ‫متغرات نمط‬ ‫مـن‬ ‫هـا‬ ‫وغ�‬ ‫والسـمنة‪،‬‬ ‫بالمـرض‬ ‫الصابـة‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫الحيـاة‪ .‬ويُسـتدل من ذلك على أن النمـاذج القائمة عىل‬ ‫البيانات الشـخصية يمكن أن تفـي بالغرض دون الحاجة‬ ‫مخت�يـة معقدة‪.‬‬ ‫إىل‬ ‫فحوصـات ب‬ ‫ٍ‬ ‫يقـول الشـمري‪" :‬يمكـن أن يسـاعد الـذكاء‬ ‫االصطناعـي ُمقدمـي الرعايـة الصحيـة عىل إعـادة هيكلة‬ ‫ت‬ ‫اسراتيجياتهم للوقايـة مـن داء السـكري والتحكـم فيه‪.‬‬ ‫النفقـات الطبيـة ت‬ ‫الـ� يتكبدها‬ ‫وفـر‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫شـأنه‬ ‫مـن‬ ‫هـذا‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫المـر� والجهـات المعنيـة بالرعايـة الصحيـة"‪.‬‬ ‫بالتعــاون مــع جامعــة ســايمون فريــزر ف ي� كنــدا‪،‬‬ ‫وفريــق مــن كيمــارك‪ ،‬و جامعــة‬ ‫اســتخدم الشــمري‬ ‫ٌ‬ ‫الملــك ســعود بــن عبــد العزيــز للعلــوم الصحيــة‪،‬‬ ‫ـبة ســحابية ف ي� تصميــم أربــع خوارزميــات‬ ‫خدمــةَ حوسـ‬ ‫واختبارهــا اسـ ٍـتنادا إىل تعلــم آ‬ ‫أيضــا‬ ‫ـوا‬ ‫ـ‬ ‫جمع‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫وق‬ ‫ـة‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ـات عــن أك ـرث مــن ‪ 66‬ألــف مريــض مــن الشــؤون‬ ‫بيانـ ٍ‬ ‫الصحيــة بــوزارة الحــرس الوطــن خــال ت‬ ‫الفــرة ي ن‬ ‫بــ�‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫المــر� قــد‬ ‫عامــي ‪ 2013‬و‪ ،2015‬وكان هــؤالء‬ ‫ين‬ ‫الهيموجلوبـي السـ�كري( (�‪Hg‬‬ ‫خضعـ�وا لفحوصـ�ات‬ ‫ين‬ ‫مصابــ� بــداء الســكري‬ ‫‪ )bA1c‬لتحديــد مــا إذا كانــوا‬ ‫أم ال‪ .‬واشــتملت مجموعــة البيانــات عــى ‪ 17‬ســمة لــكل‬

‫مريــض‪ ،‬مثــل العمــر‪ ،‬ومـ ش‬ ‫ـؤ� كتلــة الجســم‪ ،‬وضغــط‬ ‫المخت�يــة‪.‬‬ ‫الفحوصــات‬ ‫الــدم‪ ،‬وعديــد مــن‬ ‫ب‬ ‫وعمـد الباحثون إىل اسـتخدام عمليـة تحقُّق متقاطع‬ ‫خوارزميـة عىل‬ ‫بمقـدار ‪ 10‬أضعـاف‪ ،‬بهـدف اختبـار كل‬ ‫أٍ‬ ‫الصلية‬ ‫"قسـمنا البيانات‬ ‫حـدة‪ .‬يقول الشـمري‬ ‫ً‬ ‫موضحا‪َّ :‬‬ ‫بيانـات فرعيـة متسـاوية‬ ‫مجموعـات‬ ‫عشـوائيا إىل ‪10‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫الحجـم‪ .‬واسـتخدمنا إحداهـا ف ي� تدريـب النمـوذج‪،‬‬ ‫ف� ي ن‬ ‫حـ� اسـتخدمنا بقيـة المجموعـات ف ي� التحقُّـق منـه‪.‬‬ ‫ي‬ ‫وكررنـا هـذه العمليـة إىل أن تأكَّدنـا مـن اسـتخدام كل‬ ‫َّ‬ ‫بيانـات فرعيـة كمجموعـة تدريـب"‪.‬‬ ‫مجموعـة‬ ‫ٍ‬ ‫رث‬ ‫نجاحــا هــو خوارزميــةُ شــبكة‬ ‫النمــاذج‬ ‫أكــ‬ ‫كان‬ ‫ً‬ ‫عصبيــة تُعــرف باســم «ديــب نــت» ‪ ،Deepnet‬إذ‬ ‫ـب‪ -‬تحديــد مــا إذا كان ‪%88.5‬‬ ‫أمكنهــا ‪-‬عــى نحـ ٍـو صائـ ٍ‬ ‫مــن المـ ض‬ ‫ـر� مصابـ ي ن‬ ‫ـ� بالســكري أم ال‪ .‬يقــول الشــمري‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫متقــدم مــن الــذكاء‬ ‫شــكل‬ ‫نــت»‬ ‫«ديــب‬ ‫"نمــاذج‬ ‫ٌ‬ ‫ش‬ ‫تدريبهــا‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ويمك‬ ‫ي‪،‬‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الب‬ ‫ـاغ‬ ‫ـ‬ ‫الدم‬ ‫ـاك‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ُ‬ ‫ُ ي‬ ‫البيانــات واكتشــاف أ‬ ‫النمــاط"‪.‬‬ ‫عــى تعلــم‬ ‫ويأمـ ُـل الباحثــون ف ي� أن تــؤدي مثــل هــذه التنبــؤات‬ ‫فحوصــات صحيــة روتينيــة‬ ‫المســتقاة مــن‬ ‫ٍ‬ ‫الدقيقــة ُ‬ ‫إىل الكشــف المبكــر عــن المــرض‪ ،‬وأن تتيــح إمكانيــة‬ ‫ئ‬ ‫ن‬ ‫ـد� فيــه‪ .‬وإذا تح َّقــق ذلــك‪ ،‬فــإن‬ ‫تحسـ يـ� التحكــم المبـ ي‬ ‫نمــوذج «ديــب نــت» مــن الممكــن أن يُســاعد الجهــات‬ ‫المعنيــة بالرعايــة الصحيــة عــى توفـ يـر بعــض مليــارات‬ ‫ت‬ ‫حاليــا عــى الجهــود المبذولــة‬ ‫الــ� تُنفَــق ً‬ ‫الــدوالرات ي‬ ‫للســيطرة عــى داء الســكري‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ال� تسـتطيع‬ ‫ويُخطـط الشـمري الستكشـاف‬ ‫الكيفية ي‬ ‫تمكـ� أ‬ ‫نمـاذج مثـل "ديـب نـت" ي ن‬ ‫الفـراد مـن مراقبـة‬ ‫بهـا‬ ‫ُ‬ ‫المخاطـر الصحيـة المحدقـة بهـم باسـتخدام ت‬ ‫"إن�نـت‬ ‫أ‬ ‫الشـياء"‪ .‬واختتـم الشـمري حديثـه بالقـول‪" :‬يمكـن‬ ‫ف‬ ‫صغرة تكـون‬ ‫أجهـزة‬ ‫اسـتخدام الـذكاء االصطناعـي ي�‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ُمعلَّقـة بالجسـم ومتصلـةً بالهواتـف الذكيـة"‪.‬‬ ‫‪Alshammari, R, Atiyah, N., Daghistani, T. & Alshammari,‬‬

‫‪A. Improving accuracy for diabetes mellitus prediction‬‬ ‫‪by using Deepnet. OJPHI 12(1):e11 (2020).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪9‬‬

‫‪57‬‬

‫‪SA N JER I / E+ / G ET T Y I M AG ES‬‬

‫بتسرة لدى الفئران‪.‬‬ ‫الم َ‬ ‫تركيبةٌ دوائية تُ ستخدم في تحضيرها البلورات النانوية (جهة اليسار) تُ ساعد على منع الوالدة ُ‬

‫ت‬ ‫رئ‬ ‫الـ� ُعولجـت ب ُنظـم‬ ‫وجـد الباحثـون أن الف ان ي‬ ‫الم ت‬ ‫خ�قـة للمخـاط لمثبطـات‬ ‫ُ‬ ‫المعلَّقـات النانويـة ُ أِ‬ ‫السـيتيل ‪-‬سـوا ًء اسـ ُتخدم‬ ‫إنزيمـات هيسـتون نـازع‬ ‫ت‬ ‫وجسرون إىل جانـب ذلـك أو لـم يُسـتخدم‪-‬‬ ‫ال�‬ ‫ب‬ ‫أظهـرت معـدالت أفضل للـوالدات مكتملـة الحمل‪ ،‬إذ‬ ‫كب�ة مـن الفرئ ان السـليمة والطبيعية‪.‬‬ ‫أنجبـت أعـدا ًدا ي‬ ‫وعلى الجانـب آ‬ ‫الخـر‪ ،‬دخلـت الفرئ ان ت‬ ‫الـ� ُح ِقنـت‬ ‫ي‬ ‫بكـرا ‪-‬على‬ ‫بالعقاقر ف ي� تجاويـف أجسـامها‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫مخاضـا ُم ً‬ ‫ت‬ ‫رئ‬ ‫الـ� لـم تخضـع للمعالجـة‪ -‬كمـا لـم‬ ‫غـرار الف ان ي‬ ‫ت‬ ‫الـ� أنجبتهـا‪.‬‬ ‫تُكتـب النجـاة للذريـة ي‬ ‫تقــول لــورا إنســاين مــن جامعــة جــون هوبكــنز ‪،‬‬ ‫ت‬ ‫ـ� شأ�فــت عــى البحــث‪" :‬الــوالدة مرحلــة بالغــة‬ ‫والـ ي‬ ‫و� بعــض أ‬ ‫أ‬ ‫هميــة‪ .‬ف‬ ‫الحيــان‪ ،‬يتعـ ي ن‬ ‫ـ� علينــا أن نُف ِّكــر‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫الطــار التقليــدي للعــاج بالحبــوب والحقــن‪،‬‬ ‫خــارج إ‬ ‫لتطويرعالجــات فعالــة"‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ف‬ ‫ـات أخــرى‬ ‫اســتخدمت إنســاين وزمالؤهــا‪ ،‬ي� دراسـ ٍ‬ ‫المع َّلــق النانــوي لتعزيــز عمليــة‬ ‫عــى الفـرئ ان‪ ،‬نظــام‬ ‫الدويــة ف� ُ أ‬ ‫توصيــل أ‬ ‫المعــاء والقصبــة الهوائيــة‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫والســطح المخاطيــة الخــرى‪ .‬وقــد أجــازت ش�كــة‬ ‫"كاال فارماســيوتيكالز" ‪- Kala Pharmaceuticals‬شــارك‬ ‫ف� تأسيســها جاسـ ي ن‬ ‫ـت� هيـنز ‪ُ ،‬مرشــد إنســاين ومعاونهــا‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫عالجــ�‬ ‫طــورت‬ ‫المقــرب‪ -‬هــذه التقنيــة‪ ،‬كمــا‬ ‫َّ‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫العــ�‬ ‫للعــ�‪ ،‬أحدهمــا لعــاج جفــاف‬ ‫موضعيــ�‬ ‫آ‬ ‫والخــر لعــاج التهــاب العـ ي ن‬ ‫ـ� وألمهــا بعــد الجراحــة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫الــ�‬ ‫تقــول إنســاين‪" :‬هنــاك ي‬ ‫كثــر مــن المــراض ي‬ ‫تؤثــر ف� أ‬ ‫ت‬ ‫والــ� قــد يُفيــد ف ي�‬ ‫الســطح المخاطيــة‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ـ� تتســم بامتــداد‬ ‫عالجهــا تقنيــة توصيــل الــدواء الـ ي‬ ‫مفعولهــا وقدرتهــا عــى الوصــول إىل الموضــع الم ـراد‬ ‫عالجــه"‪ ،‬ولحســن الحــظ‪ ،‬تجعــل تقنيتهــا الجديــدة‬ ‫المــر ممكنــا آ‬ ‫هــذا أ‬ ‫الن‪.‬‬ ‫ً‬

‫‪HA N N A H ZI E R DE N‬‬

‫أوضحـوا أنهـا يمكـن أن تُسـاعد على تثبيـط انقباضيـة‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫الـ� أُجريـت على الخاليـا‬ ‫جـدار الرحـم ي� التجـارب ي‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫بتأث�اته‬ ‫ال�‬ ‫وجسرون الذي يُ ْع َـرف ي‬ ‫الب�يـة‪ ،‬وثانيهمـا ب‬ ‫المضـادة لاللتهابـات‪.‬‬


‫الدبقية‬ ‫ُ‬ ‫الخاليا‬ ‫دورا‬ ‫تلعب‬ ‫الصغيرة‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫أساسيا في مرض‬ ‫ً‬ ‫الزَّ َرق لدى األطفال‬ ‫تحدث لدى أغلب أ‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫الخلقي‬ ‫السعودي�‬ ‫الطفال‬ ‫طفر ٌة جينية‬ ‫ُ‬ ‫المصاب� بال َّز َرق ِ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫الصغ�ة‪.‬‬ ‫بتأث�ها ي� الخاليا الدبقية‬ ‫ي‬ ‫الو يَّل تَعوق نمو العصب البرصي ي‬

‫‪58‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫‪Alghamdi, A., Aldossary, W., Albahkali, S.,‬‬ ‫‪Alotaibi, B. et al. The loss of microglia‬‬

‫‪activities facilitates glaucoma progres-‬‬

‫‪sion in association with CYP1B1 gene‬‬ ‫‪mutation (p. Gly61Glu). PloS One 15.11‬‬ ‫‪(2020).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪9‬‬

‫‪59‬‬

‫) ‪P. B O G DAN OV- C . S O L A- J. SAM PE D R O - M . VA LER I / VA LL D’H EB R ON I N S T I T UT DE R EC ER C A ( VH I R‬‬

‫يعتقد العلماء أن الخاليا‬ ‫دورا‬ ‫الدبقيةُ الصغيرة تلعب ً‬ ‫أساسيا في اإلصابة بمرض‬ ‫ً‬ ‫الزَّ َرق لدى األطفال‪.‬‬

‫تــؤدي طفــر ٌة تحــدث ف ي� أحــد الجينــات‬ ‫المرتبطــة بالــزرق الخلقــي أ‬ ‫ال َّو يل (‪،)PCG‬‬ ‫َّ َ ِ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫الــ� تُحيــط‬ ‫إىل‬ ‫ي ُّ ٍ‬ ‫تغــر ي� أداء الخاليــا ي‬ ‫بالعصــب البــري وتحميــه وتعمــل عــى‬ ‫ـح أننــا لــم نصــل بعــد إىل‬ ‫صيانتــه‪ .‬صحيـ ٌ‬ ‫الــزرق‬ ‫مــرض‬ ‫ر‬ ‫تطــو‬ ‫لمســار‬ ‫تــام‬ ‫فهــم ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫(الجلوكومــا)‪ ،‬لكــن النتائــج التاليــة تُلقــي‬ ‫بعــض الضــوء عــى آ‬ ‫الليــات الجزيئيــة‬ ‫الكامنــة ورائــه ومضاعفاتــه‪.‬‬ ‫الول أ‬ ‫يصيـب الـزرق ُ الخلقـي أ‬ ‫الطفـال‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ي‬ ‫سـبب ‪ %5‬من حاالت‬ ‫دون سـن الرابعة‪ ،‬ويُ ِّ‬ ‫العمـى لديهـم على مسـتوى العالـم‪.‬‬ ‫ت‬ ‫الـ� تحـدث ف� ي ن‬ ‫الجـ� ‪CYP1B1‬‬ ‫ي‬ ‫والطفـر ُة ي‬ ‫مسـؤولةٌ‬ ‫الـز َرق‬ ‫حـاالت‬ ‫مـن‬ ‫‪%63‬‬ ‫عـن‬ ‫َّ‬ ‫الخلقـي أ‬ ‫ال َّو يل ف ي� المنطقـة الغربيـة مـن‬ ‫ِ‬ ‫غر أنـه لـم‬ ‫المملكـة العربيـة السـعودية‪ .‬ي‬ ‫يتضـح إىل آ‬ ‫الن كيـف تؤدي هذه الطفرة إىل‬ ‫ف‬ ‫تلـف ي� العصـب البصري‪.‬‬ ‫حـدوث ٍ‬ ‫اســتخدم باحثــون ف ي� مركــز الملــك‬ ‫عبــد اللــه العالمــي أ‬ ‫للبحــاث الطبيــة‬ ‫(كيمــارك)‪ ،‬وجامعــة الملــك ســعود بــن‬ ‫عبــد العزيــز للعلــوم الصحيــة‪ ،‬بالتعــاون‬ ‫مــع جامعــة الملــك ســعود تقنيــة التحريــر‬ ‫الجي ـن ي "كريسـ بـر" ‪ CRISPR‬إلحــداث تلــك‬ ‫الصغ�ة‬ ‫الطفــرة ف ي� مـزارع الخاليــا الدبقيــة‬ ‫ي‬ ‫والخاليــا النجميــة والخاليــا الجذعيــة‬ ‫اللحميــة الوســيطة بعــد اســتخالصها مــن‬ ‫الفــرئ ان‪ .‬واكتشــف الباحثــون أن للطفــرة‬ ‫ات شــديدة الخطــورة عــى الخاليــا‬ ‫ي‬ ‫تأثــر ٍ‬

‫ت‬ ‫ـ� تــؤدي‪ ،‬كمــا هــو‬ ‫الدبقيــة الصغـ يـرة‪ ،‬الـ ي‬ ‫دورا حيويًــا ف ي� الدفــاع المناعــي‬ ‫معلـ ٌ‬ ‫ـوم‪ً ،‬‬ ‫الجهــاز‬ ‫لــدى‬ ‫العصــ� المركــزي‪.‬‬ ‫بي‬ ‫اجــع نمــو الخاليــا الدبقيــة‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫وقــد‬ ‫َ‬ ‫الصغـ يـرة بنحــو ‪ %60‬بعــد إحــداث الطفرة‬ ‫ـر‬ ‫بثالثــة أيـ ٍ‬ ‫ـام‪ .‬وإضافــةً إىل ذلــك‪ ،‬مــات كثـ ي ُ‬ ‫الصغــرة الطافــرة‬ ‫الدبقيــة‬ ‫الخاليــا‬ ‫مــن‬ ‫ي‬ ‫قبــل أ‬ ‫اســتجابة‬ ‫إىل‬ ‫ى‬ ‫د‬ ‫أ‬ ‫مــا‬ ‫وهــو‬ ‫وان‪،‬‬ ‫ال‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ـادة‬ ‫التهابيــة شــديدة‪ .‬وإذا اقـ تـرن هــذا بزيـ ٍ‬ ‫ف‬ ‫وتدهــور ف ي� الخاليــا‬ ‫الجهــاد الخلــوي‬ ‫ي� إ‬ ‫ٍ‬ ‫الجذعيــة اللحمية الوســيطة‪ ،‬فمــن الممكن‬ ‫تلــف ف ي� المصفوفــة خــارج‬ ‫أن يــؤدي إىل ٍ‬ ‫ت‬ ‫قــدم الدعــم البنيــوي‬ ‫الــ� تُ ِّ‬ ‫الخلويــة ئ ي‬ ‫والكيميــا� الحيــوي للعصــب البــري‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ـ� تتحكــم‬ ‫فإضافــةً إىل الشــبكة ال�بيقيــة الـ ي‬ ‫� الضغــط داخــل ي ن‬ ‫العــ�‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ـاص‬ ‫ـ‬ ‫اختص‬ ‫ـي‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الرفاع‬ ‫يقــول بهــاء الديــن‬ ‫ي‬ ‫الطــب الحيــوي بكيمــارك‪ ،‬والباحــث‬ ‫ئيــ� ف ي� الدراســة‪" :‬ال تــزال الخاليــا‬ ‫الر ي‬ ‫دهــش العلمــاء‬ ‫ت‬ ‫ة‬ ‫الصغــر‬ ‫الدبقيــة‬ ‫ي ُ ِ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ـ� تمارســها‪ .‬أتطلــع إىل معرفة‬ ‫بالنشــطة الـ ي‬ ‫البقــاء عليهــا حيــةً ســيكون‬ ‫مــا إذا كان إ‬ ‫والجــراءات الطبيــة أم‬ ‫العــاج‬ ‫فيــدا ف ي�‬ ‫إ‬ ‫ُم ً‬ ‫ال"‪ .‬ويضيــف‪" :‬وبجانــب ذلــك‪ ،‬ســوف‬ ‫تســاعد مراقبــةُ الخاليــا الدبقيــة الصغـ يـرة‬ ‫ف ي� النمــاذج الحيوانيــة المصابة بالـ َّـز َرق عىل‬ ‫عالجــات جديــدة أفضــل"‪.‬‬ ‫التوصــل إىل‬ ‫ٍ‬ ‫زيـادة ف ي�‬ ‫إىل‬ ‫ـا‬ ‫أيض‬ ‫الباحثـون‬ ‫أشـار‬ ‫وقـد‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫عززة‬ ‫م‬ ‫بروتينـات‬ ‫عـدة‬ ‫عـن‬ ‫التعبر‬ ‫معـدل‬ ‫ي‬ ‫ُ ِّ‬

‫ال� ي ن‬ ‫وت� ‪،MMP-2‬‬ ‫لاللتهـاب‪ .‬فقد زاد إنتـاج ب‬ ‫على وجـه الخصـوص‪ ،‬ف ي� الخاليـا النجمية‬ ‫مهمـا ف ي�‬ ‫دورا ً‬ ‫الطافـرة‪ ،‬وهـي خاليـا تلعـب ً‬ ‫صيانـة الخاليـا العصبيـة والحفـاظ على‬ ‫مزيدا‬ ‫سـبب هـذا ً‬ ‫بقائهـا‪ .‬ومن الممكن أن يُ ِّ‬ ‫مـن الرض ر للمصفوفة خـارج الخلوية ت‬ ‫ال�‬ ‫ي‬ ‫تُحيـط بالعصـب البرصي‪.‬‬ ‫تُ ي ِّ ن‬ ‫بـ� هـذه النتائـج مجتمعـةً أن طفـرة‬ ‫ين‬ ‫سـلبا ف ي� نمـو‬ ‫ؤثـر‬ ‫ت‬ ‫قـد‬ ‫‪CYP‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪B‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الجـ�‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ين‬ ‫فقـد‬ ‫مـن‬ ‫عنهـا‬ ‫ينجـم‬ ‫مـا‬ ‫بسـبب‬ ‫‪،‬‬ ‫العـ�‬ ‫ٍ‬ ‫الصغرة‪ ،‬وتدهـور‬ ‫الدبقيـة‬ ‫الخاليـا‬ ‫ف ي�‬ ‫ي‬ ‫الجهاد‬ ‫المصفوفـة خارج الخلويـة‪ ،‬وزيادة إ‬ ‫ويشر الباحثـون إىل أن االلتهاب‬ ‫الخلـوي‪.‬‬ ‫ي‬ ‫فسر سـبب إخفـاق بعـض‬ ‫ي‬ ‫ربمـا‬ ‫الناتـج‬ ‫ُ ِّ‬ ‫العـ� ت‬ ‫أنـواع عمليـات جراحـة ي ن‬ ‫الـ� تُجـرى‬ ‫ي‬ ‫على أ‬ ‫الشـخاص الذيـن يعانـون مـن مرض‬ ‫الـز َرق‪ .‬ويقـول الرفاعي‪ُ :‬‬ ‫"نأمل أن تسـاعدنا‬ ‫َّ‬ ‫اسـات المستقبلية عىل‬ ‫هذه الدراسـةُ والدر ُ‬ ‫التهـاب ف ي�‬ ‫معرفـة مـا إذا كان منـع حـدوث‬ ‫ٍ‬ ‫حـاالت الـزرق لـدى أ‬ ‫الطفـال ُممك ًنـا مـن‬ ‫َّ َ‬ ‫خلال عالجـات مضـادة لاللتهـاب أو يغ�ها‬ ‫غر الباضعـة"‪.‬‬ ‫مـن إ‬ ‫الجـراءات ي‬


‫تحديد تسلسل‬ ‫جينات الجهاز‬ ‫المناعي‬ ‫إلنجاح زراعة‬ ‫الخاليا‬ ‫الجذعية‬

‫"من خالل تحديد تسلسل جينات هذا‬ ‫عديدا‬ ‫العدد الكبير من السكان‪ ،‬وجدنا‬ ‫ً‬ ‫من األليالت الجديدة التي لم تكن‬ ‫وس ِج َلت ألول مرة‬ ‫معروفة من قبل ُ‬ ‫لدى الشعب السعودي"‪.‬‬

‫بيانات تسلسل جينات الجهاز المناعي لما يقرب من‬ ‫مت�ع سعودي بالخاليا الجذعية من شأنها أن‬ ‫‪ 29‬ألف ب‬ ‫ض‬ ‫ن‬ ‫وب� المر� ‪.‬‬ ‫تساعد عىل التطابق بينها ي‬

‫للمت�عـ ي ن‬ ‫إن تحسـ ي ن‬ ‫ـ� بالخاليــا الجذعيــة (‪)SSCDR‬‬ ‫ـ� الســجل الســعودي ب‬ ‫يعـن أن المـ ض‬ ‫ـر� الذيــن يحتاجــون إىل عمليــات زراعــة الخاليــا الجذعيــة‬ ‫ي‬ ‫ســيكونون أقــل عرضــة للإصابــة بالمضاعفــات‪ ،‬إذ إن إضافــة بيانــات‬ ‫عــ� المح َت ي ن‬ ‫للمت� ي ن‬ ‫ملــ� تــؤ ّدي إىل‬ ‫تحديــد تسلســل الجينــات المناعيــة ب‬ ‫تقليــل احتمــاالت عــدم التطابــق‪.‬‬ ‫للمت� ي ن‬ ‫عـ� بالخاليـا الجذعيـة ‪-‬الـذي أطلقـه‬ ‫يضـم السـجل السـعودي ب‬ ‫مركـز ّالملـك عبـد اللـه العالمـي أ‬ ‫للبحـاث الطبيـة (كيمـارك) والشـؤون‬ ‫مترع‬ ‫الصحيـة بـوزارة الحـرس الوطن ي عـام ‪ 2011-‬أكرث مـن ‪ 75‬ألـف ب‬ ‫المكونة للدم‬ ‫للت�ع بخالياهـم الجذعيـة‬ ‫سـجل عىل اسـتعداد ب‬ ‫ُمح َتمـل ُم ّ‬ ‫ّ‬ ‫ض‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫والمصابـ�‬ ‫المحتاجـ� إليهـا ف ي� جميـع أنحـاء العالـم‬ ‫للمـر�‬ ‫(‪)HSCs‬‬ ‫بأمـراض مهـددة للحياة‪ ،‬مثـل اللوكيميا‪ .‬ويمكن أن تعيـد الخاليا الجذعية‬ ‫كونـة للـدم المزروعـة إنتـاج خاليـا دم سـليمة‪ ،‬ولكـن يجـب أن تكـون‬ ‫ُ‬ ‫الم ِّ‬ ‫ض‬ ‫المـر�‪.‬‬ ‫متوافقـة مـع جهـاز المناعـة لـدى‬ ‫تلعــب جينــات مســتضدات الكريــات البيضــاء ش‬ ‫دورا‬ ‫الب�يــة (‪ً )HLA‬‬ ‫المكونــة للــدم‪ .‬وتنتــج‬ ‫رئيسـ ًـيا ف ي� تحديــد نجــاح زراعــة الخاليــا الجذعيــة‬ ‫ّ‬ ‫جينــات مســتضدات الكريــات البيضــاء ش‬ ‫الب�يــة بروتينــات ســطح الخليــة‬ ‫‪60‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫باحثو مركز الملك عبد الله العالمي‬ ‫لألبحاث الطبية يجمعون بصمات الحمض‬ ‫النووي لجين مناعي لدى المتبرعين‬ ‫السعوديين بالخاليا الجذعية‪ ،‬للمساعدة‬ ‫تلق متطابق‪.‬‬ ‫في العثور على ُم ٍ‬

‫‪Jawdat, D., Uyar, F.A., Alaskar, A., Müller, C.R., Hajeer, A. HLA-A, -B, -C,‬‬

‫‪-DRB1, -DQB1, and -DPB1 allele and haplotype frequencies of 28,927‬‬

‫‪Saudi stem cell donors typed by next-generation sequencing. Front‬‬

‫‪Immunol. 11, 544768 (2020).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪9‬‬

‫‪61‬‬

‫‪T- F LEX / S H UT T E R S TOC K I M AG E S‬‬

‫ت‬ ‫والف�وســات‪ ،‬والخاليــا الرسطانيــة‪ ،‬وتنشــط‬ ‫الــ� ترتبــط‬ ‫بالبكت�يــا‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫جهــاز المناعــة لمهاجمتهــا‪ .‬ويختلــف تكـرار أليــات مســتضدات الكريات‬ ‫بــ� أ‬ ‫كبــرا ي ن‬ ‫البيضــاء ش‬ ‫العــراق والمناطــق‬ ‫الب�يــة وتوزيعهــا اختالفًــا ي ً‬ ‫الجغرافيــة المختلفــة‪.‬‬ ‫حجــر‪ ،‬مــن كيمــارك‪ ،‬ومؤســس الســجل الســعودي‬ ‫عــ�‬ ‫ي‬ ‫يقــول ي‬ ‫للمت�عـ ي ن‬ ‫ـ� ف ي� الدراســة الجديــدة‬ ‫ـ‬ ‫ئي‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫والباح‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الجذعي‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫بالخالي‬ ‫ـ�‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫الب�يــة ي ن‬ ‫إن‪ " :‬تطابــق أليــات مســتضدات الكريــات البيضــاء ش‬ ‫بــ�‬ ‫والمتــرع ف ي� عمليــة زراعــة الخاليــا الجذعيــة عامــل مهــم‬ ‫المريــض‬ ‫ب‬ ‫لتحقيــق نتيجــة ناجحــة"‪ .‬فيمكــن أن يــؤدي عــدم التطابــق بـ ي ن‬ ‫ـ� أليــات‬ ‫مســتضدات الكريــات البيضــاء ش‬ ‫للمتــرع مــع مثيالتهــا لــدى‬ ‫الب�يــة‬ ‫ب‬ ‫المتلقــي إىل رفــض جســده للعضــو‪ ،‬وفشــل عمليــة الزراعــة‪ ،‬والتســبب‬ ‫ف ي� داء الطعــم حيــال المضيــف‪ ،‬وهــو أحــد المضاعفــات الرئيســية بعــد‬ ‫الزراعــة‪ ،‬إذ تتعــرف الخاليــا المتـ بـرع بهــا عــى خاليــا المضيــف باعتبارهــا‬ ‫خاليــا غريبــة و مــن ثــم تهاجمهــا‪.‬‬ ‫تُ ي ن‬ ‫بـ� الدراسـة الجديـدة تكـرار أنـواع مسـتضدات الكريـات البيضـاء‬ ‫الب� ِّيـة ف‬ ‫ش‬ ‫مترع سـعودي بالخاليـا الجذعيـة‪.‬‬ ‫ألـف‬ ‫‪29‬‬ ‫مـن‬ ‫يقـرب‬ ‫مـا‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫موضحـا‪" :‬مـن خلال تحديـد تسلسـل جينـات هـذا العدد‬ ‫حجر‬ ‫يقـول‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫الـ� لم تكن‬ ‫الكبر مـن السـكان‪ ،‬وجدنـا‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫عديـدا مـن الليلات الجديـدة ي‬ ‫وس ِـجلَت ألول مـرة لدى الشـعب السـعودي‪ ،‬وحددنا‬ ‫معروفـة مـن قبـل ُ‬ ‫ارتباطـات جديـدة ي ن‬ ‫بـ� الجينـات المختلفـة لنظـام مسـتضدات الكريات‬ ‫البيضـاء ش‬ ‫الب�يـة لـم تظهـر ف ي� مجموعـات سـكانية أخـرى"‪.‬‬ ‫مترع‬ ‫على‬ ‫العثـور‬ ‫بفـرص‬ ‫للتنبـؤ‬ ‫البيانـات‬ ‫هـذه‬ ‫اسـتخدام‬ ‫ويمكـن‬ ‫ب‬ ‫ض‬ ‫بالمـر� الذيـن يحتاجـون إىل زراعـة الخاليـا‬ ‫غر ذي صلـة‬ ‫متوافـق ي‬ ‫الجذعيـة‪ ،‬ولكـن ليـس لديهـم قريـب متوافـق مـع مسـتضدات الكريات‬ ‫البيضـاء ش‬ ‫الب�يـة لديهـم‪ .‬وعلى الرغـم مـن أن فـرص العثـور على‬ ‫ش‬ ‫جـدا ف ي�‬ ‫عاليـة‬ ‫يـة‬ ‫الب�‬ ‫البيضـاء‬ ‫الكريـات‬ ‫بمسـتضدات‬ ‫متطابـق‬ ‫قريـب‬ ‫ً‬ ‫المملكـة العربيـة السـعودية نظـرا إىل ارتفاع معـدل زواج أ‬ ‫تشر‬ ‫قارب‪،‬‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫التقديـرات إىل أن مـا يصـل إىل ‪ %40‬مـن ض‬ ‫المر� ال يمكنهـم العثور عىل‬ ‫المكونـة للـدم داخـل أرسهـم‪.‬‬ ‫مترع متطابـق بالخاليـا الجذعيـة‬ ‫ب‬ ‫ّ‬ ‫أيضـا نقطـة انطلاق مفيـدة لبحـث االرتباطـات ي ن‬ ‫بـ�‬ ‫تُوفِّـر النتائـج ً‬ ‫عينـة لمسـتضدات الكريـات البيضـاء ش‬ ‫الب�يـة وأمـراض‬ ‫أليلات ُم ّ‬ ‫الذاتيـة‪ ،‬مثـل داء السـكري من النـوع أ‬ ‫الول‪ ،‬والتهـاب المفاصل‬ ‫المناعـة‬ ‫البط�‪ ،‬وغ�هـا من أ‬ ‫ن‬ ‫حج�‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫اض‪.‬‬ ‫ر‬ ‫مـ‬ ‫ال‬ ‫الـداء‬ ‫ومـرض‬ ‫الروماتويـدي‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫"سـنواصل تحديـد تسلسـل مسـتضدات الكريـات البيضـاء ش‬ ‫الب�يـة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المت� ي ن‬ ‫عـ� لدينا بهدف إنشـاء‬ ‫والجينـات الخـرى متعـددة الشـكال لـدى ب‬ ‫أ‬ ‫أكر من أجـل مزيد مـن الفهم للسـاس ن‬ ‫الجي�‬ ‫دراسـة أترابيـة سـعودية ب‬ ‫ي‬ ‫لالسـتجابة المناعيـة لـدى العـرب"‪.‬‬


‫يجمع الباحثون عينات الدم‬ ‫لفحص الواسمات الحيوية‬ ‫المرتبطة بالشيخوخة المبكرة‬ ‫للخاليا المناعية‪.‬‬

‫ض‬ ‫ن‬ ‫الثا� كالهما لديه ارتفا ٌع ف ي� نسب‬ ‫المصابون ِ‬ ‫بالسمنة ومر� السكري من النوع ي‬ ‫ين‬ ‫بروت� ‪ LMNA‬المرتبط بشيخوخة الخاليا‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪9‬‬

‫‪63‬‬

‫‪R C S B P DB OF P DB 1 I VT / K R I M M ET A L ., S T R UC T UR E VOL .1 0 , I SS UE 6 JUNE 2 0 0 2‬‬

‫رابط جزيئي بين‬ ‫ٌ‬ ‫والسمنة‬ ‫ِ‬ ‫مرض السكري‬ ‫وشيخوخة الخاليا‬

‫ين‬ ‫المثبطــ� إلنزيمــات الكينــاز المعتمــدة ف ي�‬ ‫‪WAF1‬‬ ‫الســمنة ومــرض الســكري مــن النــوع‬ ‫مــن المعلــوم َّ‬ ‫أن ِ‬ ‫الثـ ن‬ ‫ـيكل�‪ ،‬كانــت مرتفعــةً لــدى مـ ض‬ ‫نشــاطها عــى السـ ي ن‬ ‫ـر�‬ ‫الصابــة بأمـراض القلــب‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫خط‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫اي‬ ‫ز‬ ‫ت‬ ‫إىل‬ ‫ـا� يؤديــان‬ ‫إ‬ ‫وال يوعيــة الدمويــة‪ ،‬الـ تـ� تعــد أحــد أ‬ ‫أ‬ ‫ـ�‪ .‬أمــا ف‬ ‫ن‬ ‫ش‬ ‫توصل‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫فق‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الحالي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ر‬ ‫الد‬ ‫�‬ ‫ـ‬ ‫اي‬ ‫ال�‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫تصل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ئيس‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫ـباب‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫ال�وتينــات ‪ p53‬و‪ p16INK4a‬و‬ ‫أن االلتهابــات‬ ‫بعــض‬ ‫للوفــاة‪ .‬ويعتقــد‬ ‫ُ‬ ‫أن نســب ب‬ ‫الباحثــون إىل َّ‬ ‫الباحثــ� َّ‬ ‫‪ p21CIP1/WAF1‬و‪( LMNC‬أحــد أ‬ ‫الشــكال ال َنســخية‬ ‫الناجمــة عــن الشــيخوخة المبكــرة للخاليــا المناعيــة‬ ‫الليــةَ أ‬ ‫ربمــا تعــد آ‬ ‫ـ� ‪ )LMNA‬كانــت جميعهــا منخفضــةً لــدى مـ ض‬ ‫الساســية ت‬ ‫بل�وتـ ي ن‬ ‫ـر�‬ ‫الصابــة‬ ‫الــ� تقــف وراء إ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ـا�‪ .‬وعــى النقيــض‪ ،‬فقــد رصــد‬ ‫ـا�‪ .‬غـ يـر أنــه‬ ‫بالســمنة ومــرض الســكري مــن‬ ‫الســكري مــن النــوع الثـ ف ي‬ ‫النــوع الثـ ي‬ ‫ال يِـزال هنــاك قصــور ف� فهــم آ‬ ‫الليــات الجزيئيــة الـ ت‬ ‫الباحثــون زيــاد ًة كبـ يـرة � نســب بروتـ ي ن‬ ‫ـ� ‪ LMNA‬لــدى‬ ‫ـ�‬ ‫ي‬ ‫ٌ ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ض‬ ‫ـا�‪.‬‬ ‫تســتند إليهــا هــذه العالقــة‪.‬‬ ‫الشــخاص البدنــاء ومــر� الســكري مــن النــوع الثـ ي‬ ‫لدراســة هــذا أ‬ ‫التعبــر عــن‬ ‫أن‬ ‫المــر‪ ،‬جمــع محمــد الضبيعــي‬ ‫ي‬ ‫توصــل الباحثــون كذلــك إىل َّ‬ ‫َّ‬ ‫ال�وتينــات ‪LMNA‬‬ ‫وزمــاؤه بمركــز‬ ‫ب‬ ‫و‪ LMNC‬و‪p53‬‬ ‫الملــك عبــد اللــه‬ ‫العالمــي أ‬ ‫و‪ p16INK4a‬و‬ ‫للبحــاث‬ ‫كبيرة‬ ‫زيادةً‬ ‫الباحثون‬ ‫"رصد‬ ‫‪p21CIP1/WAF1‬‬ ‫الطبيــة "كيمــارك"‬ ‫طبيعيــا لــدى‬ ‫كان‬ ‫وجامعــة الملــك‬ ‫في نسب بروتين ‪ LMNA‬لدى‬ ‫ً‬ ‫ض‬ ‫مــر� الســكري‬ ‫ســعود بــن عبــد‬ ‫ومرضى‬ ‫البدناء‬ ‫األشخاص‬ ‫ن‬ ‫الثــا�‬ ‫النــوع‬ ‫مــن‬ ‫العزيــز للعلــوم‬ ‫ي‬ ‫الذيــن يخضعــون‬ ‫الصحيــة وجامعــة‬ ‫السكري من النوع الثاني"‪.‬‬ ‫للعــاج بعقــار‬ ‫الفيصــل ف ي� الريــاض‬ ‫ين‬ ‫"ميتفورم�"‪.‬‬ ‫عينــات ٍدم مــن‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫‪ 110‬أفــراد مــا ي ن‬ ‫يفــرض‬ ‫ولــذا‪،‬‬ ‫بــ�‬ ‫ين‬ ‫نحفــاء وبدنــاء ومصابـ ي ن‬ ‫"ميتفورمــ�" يــؤ ِّدي عملــه عــن‬ ‫أن عقــار‬ ‫ـن‬ ‫الباحثــون َّ‬ ‫ـ� بمــرض الســكري‪ ،‬ســواء َ‬ ‫ممـ ْ‬ ‫ين‬ ‫بروتــ� ‪.LMNA‬‬ ‫طريــق تنظيــم عمليــات نَســخ‬ ‫ـخصت حاالتهــم حدي ًثــا أو َمــن يخضعــون للعــاج‬ ‫ُشـ ِّ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫دور‬ ‫لــه‬ ‫‪LMNA‬‬ ‫بروتــ�‬ ‫أن‬ ‫ــا‬ ‫أيض‬ ‫المعــروف‬ ‫مــن‬ ‫أجــرى‬ ‫ذلــك‬ ‫بعــد‬ ‫‪.Metformin‬‬ ‫"‬ ‫"ميتفورمــ�‬ ‫بعقــار‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ٌ‬ ‫ف‬ ‫"بروج�يــا‬ ‫الشــياخ‬ ‫التعبــر عــن عــدة‬ ‫الفريــق البحــث ي حســابًا لحجــم‬ ‫كبـ يـر بالفعــل ي� إ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الصابــة بمتالزمــة ِ‬ ‫جيلفورد‪-‬هاتشينســون" (‪ ،)HGPS‬وهــي حالــةٌ مرضيــة‬ ‫ـات مرتبطــة بالشــيخوخة المب ّكــرة لخاليــا الــدم‬ ‫بروتينـ ٍ‬ ‫المحيطيــة أحاديــة النــواة‪ ،‬ليجــدوا أن هنــاك ارتفاعــا ف‬ ‫بظهــور متســارع وملحــوظ لعالمــات‬ ‫تتســم‬ ‫اثيــة‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫�‬ ‫ً ي‬ ‫أ ٍ‬ ‫ـ� ‪ LMNA‬لــدى أ‬ ‫الشــخاص المصابـ ي ن‬ ‫التعبـ يـر عــن بروتـ ي ن‬ ‫الطفــال‪ .‬فقــد أوضحــت الدراســات‬ ‫الشــيخوخة لــدى‬ ‫ـ�‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫بالســمنة ومـ ض‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫تأخــر النمــو‬ ‫إىل‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ـؤ‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫‪LMNA‬‬ ‫ـ�‬ ‫ـ‬ ‫بروت‬ ‫ـاالت‬ ‫ـ‬ ‫اخت‬ ‫أن‬ ‫ـ�‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫�‬ ‫‪،‬‬ ‫ـا�‬ ‫ـ‬ ‫الث‬ ‫ـوع‬ ‫ـ‬ ‫الن‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـكري‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـر�‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي ي ي‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫وقــر العمــر وترســيب اللويحــات ف� أ‬ ‫الوعيــة الدمويــة‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫النتائ‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫وح‬ ‫ت‬ ‫ـاء‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫النحف‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫لــم يرصــدوا‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫ين‬ ‫ثــم فــإن تعزيــز‬ ‫لــدى‬ ‫ئيســيا ف ي�‬ ‫بــأن‬ ‫َّ‬ ‫المــر� صغــار الســن‪ .‬ومــن َّ‬ ‫بروتــ� ‪ LMNA‬ربمــا يكــون وســيطًا ر ً‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫الصابــة‬ ‫�‬ ‫‪LMNA‬‬ ‫ـ�‬ ‫ـ‬ ‫بروت‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫يلعب‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـدور‬ ‫ـ‬ ‫لل‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫فهمن‬ ‫ـمنة‬ ‫ـ‬ ‫بالس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫صاب‬ ‫ال‬ ‫اء‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫تق‬ ‫ـ�‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫االلتهابي‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫العملي‬ ‫ي إ‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ال�وتـ ي ن‬ ‫ـا� قــد يُثمــر‬ ‫ـ�‬ ‫ـا�‪ ،‬وأن هــذا ب‬ ‫ِ‬ ‫بالســمنة ومــرض الســكري مــن النــوع الثـ ي‬ ‫ومــرض الســكري مــن النــوع الثـ ي‬ ‫مزيــدا مــن الضــوء عــى‬ ‫ِّط‬ ‫ل‬ ‫ســ‬ ‫ت‬ ‫كاشــفة‬ ‫رؤى‬ ‫عــن‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـتعانة‬ ‫ـ‬ ‫االس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫يمك‬ ‫قــد يكــون واسـ ًـما حيويًــا واعـ ًـدا‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫المــراض أ‬ ‫للتنبــؤ بهــذه أ‬ ‫شــيخوخة الخاليــا وأمــر ٍاض أخــرى‪.‬‬ ‫اليضيــة‪.‬‬ ‫اســات ســابقة قــد أظهــرت بالفعــل أن‬ ‫وكانــت در‬ ‫ٌ‬ ‫‪Al Dubayee, M. et al. Metformin alters peripheral blood‬‬ ‫ال�وتينــات المرتبطــة بشــيخوخة الخاليــا يمكــن أن‬ ‫ب‬ ‫تكــون واســمات حيويــة مفيــدة للتنبــؤ أ‬ ‫‪mononuclear cells (PBMC) senescence biomarkers‬‬ ‫بالمــراض‬ ‫ٍ‬ ‫أ‬ ‫‪gene expression in type 2 diabetic patients. Journal of‬‬ ‫أن نســب مثبــط‬ ‫يضيــة‪ .‬وكمثــال عــى ذلــك‪ ،‬ثبــت َّ‬ ‫ال ّ‬ ‫وال� ي ن‬ ‫‪Diabetes and Its Complications 35, 107758 (2021).‬‬ ‫وتينــ� ‪ p16INK4a‬و ‪p21CIP1/‬‬ ‫الــورم ‪ ،p53‬ب‬


‫‪S CI E NCE P HOTO L I BR A RY / A L A M Y S TOCK P HOTO‬‬

‫اضطرابات متعددة‬ ‫والمصدر واحد‬

‫ين‬ ‫للباحث� رؤية أعمق‬ ‫دراسة بخصوص أحد اضطرابات النمو المعقدة تو ّفر‬ ‫أ‬ ‫بل� ي ن‬ ‫بكث� من العمليات الخلوية الساسية‪.‬‬ ‫وت� متعدد الوظائف مرتبط ي‬ ‫قــد يــؤدي تحــور ي ن‬ ‫جــ� واحــد يســهم ف ي� مجموعــة‬ ‫واســعة مــن الوظائــف الفســيولوجية بجميــع أنحــاء‬ ‫الجســم إىل ظهــور متالزمــات معقــدة ف ي� عــدة‬ ‫مريضــا‬ ‫أعضــاء‪ .‬تســلّط دراســة حديثــة شــملت ‪23‬‬ ‫ً‬ ‫يعانــون مــن طف ـرات ف� جـ ي ن‬ ‫ـ� يســمى ‪ MADD‬الضــوء‬ ‫ي‬ ‫عــى هــذه الظاهــرة‪ ،‬وتكشــف كيــف تــؤدي التغـ يـرات‬ ‫الجينيــة المختلفــة إىل ظهــور طائفــة مــن أ‬ ‫العــراض‬

‫تصوير بالمجهر اإللكتروني الماسح لخاليا سرطان البروستاتا‪.‬‬

‫يتوقف االستعداد ل إلصابة عىل الدور‬ ‫التنظيمي ُلم ي ن‬ ‫جي� نادر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تغ� ي‬

‫‪64‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫‪Walavalkar, K., Saravanan, B., Singh, A.K, Jayani, R.S.,‬‬ ‫‪Farooq, U. et al. A rare variant of African ancestry acti-‬‬

‫‪vates 8q24 lncRNA hub by modulating cancer associated‬‬ ‫‪enhancer. Nature Communications 11, 3598 (2020).‬‬

‫أطلقــه كيمــارك‪ .‬ويختتــم الفضــل حديثــه‪" :‬نهــدف‬ ‫إىل توصيــف أنماطهــا الظاهريــة الرسيريــة‪ ،‬وتحديــد‬ ‫آ‬ ‫الليــات الجينيــة والجزيئيــة‪ ،‬واكتشــاف العالجــات‬ ‫المســتقبلية المحتملــة"‪.‬‬

‫‪Schneeberger, P.E., Kortüm, F., Korenke, G.C., Alawi, M.,‬‬ ‫‪Santer, R. et al. Biallelic MADD variants cause a pheno‬‬‫‪typic spectrum ranging from developmental delay to a‬‬ ‫‪multisystem disorder. Brain 143, 2437–2453 (2020).‬‬ ‫‪AS H R A F H A B I B 20 20‬‬

‫اكتشاف أحد‬ ‫األسباب‬ ‫الجينية‬ ‫لزيادة خطر‬ ‫اإلصابة‬ ‫بسرطان‬ ‫البروستاتا‬

‫تزيـد احتمـاالت إصابـة الرجـال مـن أصـل إفريقـي‬ ‫بغ�هم‬ ‫الضعف‪ ،‬مقارنـة ي‬ ‫برسطـان ب‬ ‫ال�وسـتاتا أكرث مـن ِ‬ ‫دورا‬ ‫الجينيـة‬ ‫نـات‬ ‫المكو‬ ‫وتلعـب‬ ‫السـكانية‪.‬‬ ‫الفئـات‬ ‫مـن‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫جز ًّئيـا ف ي� ذلـك التبايـن‪ ،‬بيـد أن دورهـا هـذا لـم يكـن‬ ‫دول مـن تحديـد‬ ‫بوضـوح‪ .‬وقـد تمكَّـن‬ ‫محـد ًدا‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫فريـق ي ّ‬ ‫متغر جين ي نـادر ‪-‬سـائد لـدى الرجـال من‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫يـؤ‬ ‫كيـف ّ‬ ‫يٌ‬ ‫أصـل إفريقـي‪ -‬إىل زيـادة خطـر إصابتهـم‪1.‬‬ ‫متغ�ات ف ي� منطقة الكروموسـوم‬ ‫لقد أمكن ربط ّ‬ ‫عدة ي ّ‬ ‫بأنـواع مختلفـة مـن الرسطـان‪ .‬وتـأوي هـذه‬ ‫‪8q24‬‬ ‫ٍ‬ ‫ت‬ ‫التعبر عنها‬ ‫يجري‬ ‫الـ�‬ ‫الجينـات‬ ‫مـن‬ ‫ا‬ ‫عديـد‬ ‫المنطقـة‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ال�وسـتاتا‪ ،‬بمـا ف ي� ذلـك جينـات‬ ‫بصـورة أقـوى ي� أورام ب‬ ‫غر مشـفرة (‪ )lncRNAs‬وطليعة ي ن‬ ‫الج�‬ ‫طويلـة متعددة ي‬ ‫ِّ‬ ‫وت� ‪ ،MYC‬وهو ي ن‬ ‫لل� ي ن‬ ‫الجـ� الذي يمكن‬ ‫المشـفِّر ب‬ ‫الورمـي ُ‬ ‫تحـوره‪.‬‬ ‫عنـد‬ ‫بالرسطـان‬ ‫صابـة‬ ‫ال‬ ‫إىل‬ ‫أن يـؤدي‬ ‫إ‬ ‫ُّ‬ ‫غر‬ ‫‪8q24‬‬ ‫الكروموسـوم‬ ‫منطقـة‬ ‫ـا‬ ‫أيض‬ ‫وتحتـوي‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫متغر جين ي نـادر‬ ‫المشـفِّرة على ‪rs72725854‬؛ وهـو‬ ‫ُ‬ ‫يّ‬ ‫ف‬ ‫الصابـة برسطان‬ ‫دورا محوريًـا ي� ارتفـاع مخاطـر إ‬ ‫يـؤدي ً‬ ‫غر أن‬ ‫ال�وسـتاتا لـدى الرجـال مـن أصـل إفريقـي‪ .‬ي‬ ‫ب‬ ‫العالقـة ي ن‬ ‫المتغر الجين ي ‪ rs72725854‬والجينـات‬ ‫بـ�‬ ‫يّ‬ ‫المجـاورة لـه لـم تكـن واضحـة‪.‬‬ ‫ـ� بنيــة الكروماتـ ي ن‬ ‫ابتكــر الفريــق طريقــةً للربــط بـ ي ن‬ ‫ـ�‬ ‫ثالثيــة أ‬ ‫البعــاد والتنظيــم النســخي‪ ،‬بغيــة تحديــد‬ ‫للمتغــر الجيــن ي ‪.rs72725854‬‬ ‫الصلــة الوظيفيــة‬ ‫يّ‬ ‫وقــد مكَّ نهــم ذلــك مــن الكشــف عــن آليــة تكمــن وراء‬ ‫ال�وســتاتا‪ .‬يقــول قائــد‬ ‫ارتفــاع خطــر إ‬ ‫الصابــة برسطــان ب‬ ‫ن‬ ‫نوتــا�‪ ،‬مــن معهــد تاتــا للبحــوث‬ ‫ديمبــل‬ ‫الفريــق‪،‬‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫الساســية ف ي� الهنــد‪" :‬هــذه أول دراســة وظيفيــة تربــط‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ـادر ي� جينــوم غـ يـر‬ ‫مــن منظــور الليــة بـ يـ� متغـ ي ّـر نـ ٍ‬ ‫ُمشــفِّر واالســتعداد للإصابــة بالمــرض"‪.‬‬ ‫وكشـف تحليـل التفاعـل ي ن‬ ‫بـ� الحمـض النـووي‬ ‫ت‬ ‫وال� ي ن‬ ‫المتغر‬ ‫على‬ ‫تحتـوي‬ ‫الـ�‬ ‫ب‬ ‫يّ‬ ‫وتـ� عـن أن المنطقـة ي‬

‫خاصـا برسطـان‬ ‫الجين ي ‪ rs72725854‬تُ ب‬ ‫عتر ُم ِّ‬ ‫عـز ًزا ً‬ ‫ال�وسـتاتا‪ .‬كانـت المنطقـة خاملـة ف ي� الخاليـا السـليمة‪،‬‬ ‫ب‬ ‫وتحولـت إىل معـزز نشـط للغاية مسـتجيب أ‬ ‫ين‬ ‫ندروج�‬ ‫لل‬ ‫ُ‬ ‫ف ّ‬ ‫ُ ِّ ٍ‬ ‫ال�وسـتاتا‪.‬‬ ‫ي� خاليـا رسطـان ب‬ ‫المتغر الجين‬ ‫خطـورة‬ ‫أليـل‬ ‫أن‬ ‫الباحثـون‬ ‫اكتشـف‬ ‫يّ‬ ‫ي‬ ‫غر الخطرين‪-‬‬ ‫ائه‬ ‫ر‬ ‫نظ‬ ‫مـن‬ ‫العكـس‬ ‫على‬‫‪rs72725854‬‬ ‫ي‬ ‫عـزز عـن طريـق‬ ‫الم ِّ‬ ‫يزيـد بدرجـة ضخمـة مـن نشـاط ُ‬ ‫ين‬ ‫بروتـ� مرتبـ ٌ‬ ‫ط‬ ‫االرتبـاط بعامـل النسـخ ‪SPDEF‬؛ وهـو‬ ‫وخـاص بالتسلسـل يتحكَّـم ف ي� معدل‬ ‫بالحمـض النـووي‬ ‫ٌ‬ ‫يز‬ ‫لتحفـ�‬ ‫عـزز‬ ‫الم‬ ‫اسـتجابة‬ ‫ـط‬ ‫نش‬ ‫مـا‬ ‫النسـخ‪ .‬وهـذا‬ ‫ّ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫عـزز‬ ‫الم‬ ‫أن‬ ‫البنيـوي‬ ‫التحليـل‬ ‫أظهـر‬ ‫وقـد‬ ‫ندروجـ� ‪.‬‬ ‫ال‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ّ‬ ‫تفا َعـل ي ز‬ ‫منشـطات الجينـات ‪ lncRNAs‬و‬ ‫يائيـا مـع ّ‬ ‫ف� ًّ‬ ‫ين‬ ‫الكروماتـ�‪ ،‬ممـا أ َّدى‬ ‫‪ MYC‬مـن خلال تشـكيل حلقـات‬ ‫التعبر عـن الجينـات‪ .‬كمـا أ َّدى قُـرب عامـل‬ ‫إىل زيـادة‬ ‫ي‬ ‫النسـخ ‪ SPDEF‬المرتبط أ‬ ‫عزز‪،‬‬ ‫الم‬ ‫نشـاط‬ ‫زيادة‬ ‫إىل‬ ‫ليل‬ ‫بال‬ ‫ُ ِّ‬ ‫التعبر عـن الجينـات ‪ lncRNAs‬و‪ MYC‬القريبة‪.‬‬ ‫فارتفـع‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫نوتـا�‪" :‬تسـاعدنا هذه الدراسـة على الوصول‬ ‫يقـول‬ ‫ي‬ ‫أفضـل ألسـباب أ‬ ‫المـراض المعقـدة‪ ،‬مثـل‬ ‫فهـم‬ ‫إىل ٍ‬ ‫ال�وسـتاتا؛ وهـذا الفهـم ض�وري مـن أجـل‬ ‫رسطـان ب‬ ‫ً‬ ‫فضلا عـن العالجـات"‪.‬‬ ‫تصميـم أدوات التشـخيص‪،‬‬ ‫حاليـا لتطبيـق نهجه هـذا من أجل‬ ‫ويُخطـط الفريـق‬ ‫المراض المعقـدة أ‬ ‫فهـم عوامـل الخطر ف� ً أ‬ ‫الخرى‪ ،‬مثل‬ ‫احتمـاالت اسـتعداد يالسـكان الهنـود للإصابـة أ‬ ‫بالمراض‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫نوتـا�‪" :‬سـوف يمهد‬ ‫السـكري‪ .‬يقـول‬ ‫اليضيـة‪ ،‬كمـرض‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ذلـك الطريـق البتـكار أدوات تشـخيص أكرث كفـاءة‪،‬‬ ‫والتوصـل ف� نهايـة المطـاف إىل علاج لهـذه أ‬ ‫المـراض"‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬

‫والتداعيــات المرضيــة‪.‬‬ ‫بــدأت الدراســة عندمــا قابلــت كرسـ ي ن‬ ‫ـت� كوتشــا ‪-‬مــن‬ ‫ـ� الجامعــي ف ي� ألمانيــا‪-‬‬ ‫مركــز هامبورج‪-‬إيبنــدورف الطـ ب ي‬ ‫ـقيق� مصابـ ي ن‬ ‫شـ ي ن‬ ‫ـ� بمجموعــة مــن اضطرابــات الجهــاز‬ ‫ـ�‬ ‫ـ‬ ‫العص‬ ‫ـاز‬ ‫ـ‬ ‫والجه‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫الصم‬ ‫ـدد‬ ‫ـ‬ ‫والغ‬ ‫ـ�‬ ‫وغ�هــا‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬ ‫التنفـ ي‬ ‫بي‬ ‫مــن اضطرابــات النمــو‪ .‬ارتبطــت هــذه االضطرابــات‬ ‫بطفــرة ف� جـ ي ن‬ ‫ـ� ‪ ،MADD‬فتواصلــت كوتشــا الح ًقــا مــع‬ ‫ـ� يآخريــن حــول العالــم ممــن لديهــم خــرة �ف‬ ‫باحثـ ي ن‬ ‫ب ي‬ ‫الحــاالت المصابــة بهــذه الطف ـرات‪.‬‬ ‫يقــول ماجــد الفضــل‪ ،‬مــن مركــز الملــك عبــد‬ ‫اللــه العالمــي أ‬ ‫للبحــاث الطبيــة (كيمــارك)‪" :‬كانــت‬ ‫مجموعتنــا البحثيــة قــد اكتشــفت هــذه الطفــرة‬ ‫الجينيــة ســابقًا ش‬ ‫ون�تهــا ف ي� مســودة"‪ .‬وقــد شــارك‬ ‫الفضــل بياناتــه الرسيريــة مــع فريــق كوتشــا‪،‬‬ ‫وتضافــرت جهودهــم ف ي� نهايــة المطــاف لجمــع‬ ‫ً‬ ‫طفــا لديهــم ‪ 21‬طفــرة‬ ‫البيانــات الخاصــة بـــ ‪23‬‬ ‫مختلفــة ف� ي ن‬ ‫جــ� ‪.MADD‬‬ ‫ي‬ ‫أ َّدت هــذه الطفــرات المتنوعــة إىل ظهــور حــاالت‬ ‫مرضيــة عــى القــدر نفســه مــن التنــوع‪ ،‬وقــد ص َّنفهــا‬ ‫كب� ي ن‬ ‫ين‬ ‫تــ� ‪ .‬تلقَّــت المجموعــة‬ ‫الباحثــون ف ي�‬ ‫مجموعتــ� ي‬ ‫أ‬ ‫مريضــا‪ ،‬توقعــات شــديدة‬ ‫الوىل‪ ،‬وتضــم ‪14‬‬ ‫ً‬ ‫ســر مرضهــم‪ ،‬مــع ارتفــاع مخاطــر‬ ‫الســلبية بشــأن ي‬ ‫الوفــاة ف ي� مرحلــة مبكــرة مــن العمــر‪ ،‬وتأخــر شــديد ف ي�‬ ‫ن‬ ‫ـو�‬ ‫ـ� ‪.‬‬ ‫النمــو‪ ،‬وتشــوهات دمويــة‪ ،‬وخلــل هرمـ ي‬ ‫وعصـ ب ي‬ ‫أمــا المجموعــة الثانيــة‪ ،‬المكونــة مــن ‪ 9‬ض‬ ‫مــر�‪،‬‬ ‫نســبيا‪،‬‬ ‫فقــد أظهــرت إعاقــات عصبيــة أخــف وطــأة‬ ‫ً‬ ‫مــع تأخــر ف ي� النطــق والمهــارات الحركيــة‪ ،‬وقابليــة‬ ‫التعــرض لنوبــات الــرع‪.‬‬ ‫تأثــر هــذه الطفــرات ف ي� خاليــا‬ ‫حلَّــل الباحثــون ي‬ ‫جلديــة تـ بـرع بهــا بعــض المـ ض‬ ‫ـر�‪ ،‬ممــا أتــاح للباحثـ ي ن‬ ‫ـ�‬ ‫َّ‬ ‫أن يحـ ّـددوا كيــف تــؤ ّدي التغـ يـرات المختلفــة ف� جـ ي ن‬ ‫ـ�‬ ‫ي‬ ‫‪ MADD‬إىل ظهــور أشــكال مبتــورة أو شــاذة مــن‬ ‫ال�وتـ ي ن‬ ‫ـ� المشــفر‪ .‬وأظهــرت التجــارب الالحقــة لزراعــة‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫عديــدا مــن‬ ‫يعطــل‬ ‫‪MADD‬‬ ‫جــ�‬ ‫نقــص‬ ‫أن‬ ‫الخاليــا‬ ‫ً‬ ‫ي‬

‫"أظهرت التجارب الالحقة‬ ‫لزراعة الخاليا أن نقص جين‬ ‫عديدا من‬ ‫‪ MADD‬يعطل‬ ‫ً‬ ‫مسارات اإلشارات الخلوية‬ ‫المهمة‪ ،‬ويضعف قدرة الخاليا‬ ‫على البقاء وسط الظروف‬ ‫الفسيولوجية المجهدة"‪.‬‬

‫الشــارات الخلويــة المهمــة‪ ،‬ويضعــف قــدرة‬ ‫مســارات إ‬ ‫الخاليــا عــى البقــاء وســط الظــروف الفســيولوجية‬ ‫أيضــا عــن بعــض‬ ‫المجهــدة‪ .‬كشــفت هــذه التحليــات ً‬ ‫الليــات المحتملــة الكامنــة وراء أ‬ ‫آ‬ ‫العــراض المتنوعــة‬ ‫ت‬ ‫مريضــا‪ ،‬عــى الرغــم مــن‬ ‫الــ� لوحظــت لــدى ‪23‬‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫أنــه ال ي ـزال مــن غـ يـر الواضــح كيــف تســهم طف ـرات‬ ‫معينــة ف ي� أنمــاط ظاهريــة محــددة لمــرض مــا‪.‬‬ ‫نــر أ‬ ‫ولــوال ش‬ ‫الطبــاء مــن جميــع أنحــاء العالــم‬ ‫النتائــج الفرديــة لمرضاهــم‪ ،‬لمــا تســىن ّ تحقيــق‬ ‫ن‬ ‫التأثــر الرسيــري‬ ‫التعــاو� ف ي� فهــم‬ ‫هــذا التقــدم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫لطفــرات ‪ .MADD‬يقــول الفضــل‪" :‬لقــد أدركنــا أنــه‬ ‫ين‬ ‫بتأثــر تقاريــر الحــاالت الفرديــة‬ ‫نســته�‬ ‫يجــب أال‬ ‫ي‬ ‫ف� أ‬ ‫البحــاث"‪ .‬وال يــزال فريقــه يشــارك مشــاركة‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫فعالــة ي� اكتشــاف اضطرابــات أخــرى مماثلــة كجــزء‬ ‫مــن برنامــج علــم الوراثــة أ‬ ‫والمــراض النــادرة الــذي‬

‫كشف التحليل الجينومي عن مجموعة متنوعة من الطفرات في جين ‪ MADD‬يمكن أن تُ سهم في توليفات مختلفة من اضطرابات النمو‪.‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪9‬‬

‫‪65‬‬


‫كيف تنشأ‬ ‫اإلصــابة‬ ‫بـــداء‬ ‫الس َّكري من‬ ‫ُ‬ ‫طفرة واحدة‬

‫تغي�‬ ‫طفر ٌة واحدة قادرة عىل إحداث ي‬ ‫التعب� ن‬ ‫الجي� لدى جينات عدة‪،‬‬ ‫ف ي�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وتتسبب ف� إصابة أ‬ ‫الطفال الصغار بداء‬ ‫َّ ي‬ ‫ث‬ ‫الورا� ‪.‬‬ ‫السكَّري‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫‪66‬‬

‫يونيو‬

‫‪2021‬‬

‫السـكَّري أحــادي الجـ ي ن‬ ‫ـ� أو المنشــأ نــو ٌع نــادر الحــدوث‬ ‫ُ‬ ‫السـكَّري قــد يكــون فتــاكًا‪ ،‬وعــاد ًة مــا يُكْ َت َشــف‬ ‫مــن داء‬ ‫ُ‬ ‫لــدى الرضــع أ‬ ‫والطفــال الذيــن تقــل أعمارهــم عــن‬ ‫َّ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ـا� مــن داء‬ ‫‪ 15‬عامــا‪.‬‬ ‫وعــى عكــس النوعـ يـ� الول والثـ ي‬ ‫الســك ًَّري أ‬ ‫رث‬ ‫الســكَّري أحــادي‬ ‫داء‬ ‫فــإن‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ع‬ ‫شــيو‬ ‫كــ‬ ‫ال‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الجـ ي ن‬ ‫ـ� ور ث يا� بالكامــل‪ ،‬وظهــور المــرض ال يتطلب ســوى‬ ‫ـرة جينيــة واحــدة‪ .‬غـ يـر أنــه ال يـزال هنــاك‬ ‫حــدوث طفـ ٍ‬ ‫فهــم آ‬ ‫الليــات ت‬ ‫تتســبب مــن خاللهــا‬ ‫الــ�‬ ‫قصــور ف ي�‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ف ي‬ ‫طف ـرات الجـ ي ن‬ ‫الس ـكَّري‪.‬‬ ‫ـ� الواحــد ي� ظهــور أع ـراض ُ‬ ‫ين‬ ‫الباحثــ� بقيــادة الدكتــور‬ ‫فريــق مــن‬ ‫وقــد تمكَّــن‬ ‫ٌ‬ ‫يزيــد الحيــدان ‪-‬الــذي ينتســب إىل مركــز الملــك عبــد‬ ‫اللــه العالمــي أ‬ ‫للبحــاث الطبيــة بالريــاض (كيمــارك)‬ ‫ومستشــفى جامعــة أودنســه بالدنمــارك ‪-‬مــن التعـ ُّـرف‬ ‫عــى جـ ي ن‬ ‫ـ� يُ َسـ َّـمى ‪ EDEM2‬تسـ َّـبب ف ي� ظهــور أع ـراض‬ ‫السـكَّري لــدى فرديــن مــن أرسة واحــدة‪ .‬كذلــك أوضــح‬ ‫ُ‬ ‫الباحثــون كيــف تتسـ َّـبب التغـ ي َّـرات ف� الجـ ي ن‬ ‫ـ� ‪EDEM2‬‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫الس ـكَّري أحــادي الجـ ي ن‬ ‫ـ�‪ ،‬وهــو مــا قــد‬ ‫ي� حــدوث داء ُ‬ ‫ف‬ ‫يصبــح دليـ ًـا ي ت‬ ‫س� َشــد بــه ي� التدخــات العالجيــة‪.‬‬ ‫كان يعت َقــد ُأن المريضــة أ‬ ‫الوىل‪ ،‬وهــي فتــاة قوقازية‬ ‫ُْ ُ‬ ‫ـة‪ ،‬قَــد أُصيبــت بــداء الس ـكَّري مــن النــوع أ‬ ‫الول‬ ‫نحيفـ‬ ‫ُ‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫عامــ� ونصــف‪ .‬أمــا‬ ‫حــ� كانــت تبلــغ مــن العمــر‬ ‫ن‬ ‫الثــا�‪ ،‬وهــو والدهــا النحيــف‪ ،‬فقــد كان‬ ‫المريــض‬ ‫ي‬ ‫أصيــب بــداء الس ـكَّري مــن النــوع أ‬ ‫الول‬ ‫يُ ْفـ ت َـر ُض أنــه‬ ‫ُ‬

‫نحــو‬ ‫المضاعفــات وإدارتهــا ومتابعتهــا عــى‬ ‫عــاج ُ‬ ‫ٍ‬ ‫آثــارا مهمــة بالنســبة إىل أشــقاء‬ ‫لــه‬ ‫أن‬ ‫كمــا‬ ‫أفضــل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ض‬ ‫المــر� ونســلهم"‪.‬‬ ‫ين‬ ‫الجــ�‬ ‫شــر الباحثــون إىل أن اســتهداف نشــاط‬ ‫ويُ ي‬ ‫ين‬ ‫الجــ� ‪ PXD1‬قــد يُســاعد‬ ‫‪ EDEM2‬وارتباطــه بتثبيــط‬ ‫عــى اســتعادة المســتويات الطبيعيــة للإ نسـ ي ن‬ ‫ـول� لــدى‬ ‫ض‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫الجــ�‬ ‫الســكَّري أحــادي‬ ‫الم‬ ‫المــر� ُ‬ ‫صابــ� بــداء ُ‬ ‫ين‬ ‫بالجــ� ‪.EDEM2‬‬ ‫المرتبــط‬ ‫ين‬ ‫المريضــ�‬ ‫عــزل لعائلــة‬ ‫وأجــرى الباحثــون دراســة ٍ‬ ‫ين‬ ‫الجــ� ‪ EDEM2‬كانــت‬ ‫الممتــدة‪ ،‬وكشــفوا أن طفــرة‬ ‫ُ‬ ‫موجــودة لــدى فرديــن آخريــن فيهــا؛ الجــدة أ‬ ‫لــ�ب‬ ‫ّ‬ ‫البالغــة مــن العمــر ‪ 76‬عامــا‪ ،‬وأخــت أ‬ ‫ال ِّب البالغــة مــن‬ ‫ً‬ ‫عامــا‪ ،‬إال أنهمــا‪ ،‬عــى عكــس الفتــاة ووالدها‪،‬‬ ‫العمــر ‪ً 56‬‬ ‫السـكَّري‪ ،‬ولــم تظهــر‬ ‫ـرض‬ ‫ـ‬ ‫بم‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫صاب‬ ‫ال‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫لهم‬ ‫لــم يســبق‬ ‫إ‬ ‫ُ‬ ‫السـكَّري أحــادي الجـ ي ن‬ ‫ـ�‪ ،‬وهكــذا‬ ‫ـرض‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫اض‬ ‫ر‬ ‫عليهمــا أعـ‬ ‫ُ‬ ‫اســتنتج الباحثــون أن طفــرة الجـ ي ن‬ ‫ـ� ‪ EDEM2‬محــدودة‬ ‫النفوذيَّــة‪ ،‬مــا يع ـن ي أنــه مــن الــوارد أن يحمــل بعــض‬ ‫أ‬ ‫الشــخاص تلــك الطفــرة دون أن تظهــر عليهــم أعـراض‬ ‫الس ـكَّري أحــادي الجـ ي ن‬ ‫ـ� أبـ ًـدا‪.‬‬ ‫داء ُ‬

‫‪FE R T NI G / E + / G E T T Y I M AG E S‬‬

‫المبكرة‪.‬‬ ‫بدأ الباحثون في فهم الطريقة التي يمكن أن‬ ‫السكَّري في مرحلة الطفولة ُ‬ ‫تتسبب بها طفرةٌ واحدة في اإلصابة بداء ُ‬ ‫َّ‬

‫الحاليــة ف ي�‬ ‫ف ي� ســن ‪ ،11‬وقــد انضــم كالهمــا للدراســة‬ ‫ّ‬ ‫ســن ‪ 23‬و‪ 54‬عــى ت‬ ‫ال�تيــب‪.‬‬ ‫وأظهــرت الفحوصــات الالحقــة أ‬ ‫للجســام المضــادة‬ ‫ســلبية الصابــة بــداء الســكري مــن النــوع أ‬ ‫الول‬ ‫إ‬ ‫لــدى الفتــاة ووالدهــا‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬ظهــرت أعــراض‬ ‫الســكَّري لــدى كليهمــا‪ ،‬وكان مــن بينهــا ارتفــاع‬ ‫داء ُ‬ ‫مســتويات الســكر ف ي� الــدم حــال الصــوم‪ ،‬وانخفــاض‬ ‫ين‬ ‫نســول� ف ي� مصــل الــدم‪ ،‬وانخفــاض‬ ‫ال‬ ‫مســتويات إ‬ ‫مســتويات الببتيــد ‪ C‬ف ي� المصــل حــال الصــوم‪،‬‬ ‫ين‬ ‫نســول� ف ي� المصــل‬ ‫ال‬ ‫وانخفــاض مســتويات طليعــة إ‬ ‫حــال الصــوم كذلــك‪.‬‬ ‫لكــن تحليــل التسلســل الكامــل للإ كســوم أظهــر‬ ‫ـ� ‪ EDEM2‬لــدى كال المريضـ ي ن‬ ‫حــدوث طفــرة ف� الجـ ي ن‬ ‫ـ�‪،‬‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫وهــي موروثــة مــن جهــة الب‪ ،‬كذلــك كشــفت‬ ‫ين‬ ‫الجــ� باســتخدام خطــوط خاليــا‬ ‫اختبــارات إســقاط‬ ‫ين‬ ‫الجــ� ‪EDEM2‬‬ ‫بنكرياســية مــن الفــرئ ان أن حــذف‬ ‫ين‬ ‫نســول� ‪ .‬كذلــك َّبينــت‬ ‫ال‬ ‫قــد أ ّدى إىل تثبيــط إفــراز إ‬ ‫االختبــارات الالحقــة أن تثبيــط جـ ي ن‬ ‫ـ� ‪ EDEM2‬قــد أدى‬ ‫ن‬ ‫ين‬ ‫للجينــ� ‪INS1‬‬ ‫كبــر ف ي�‬ ‫ي‬ ‫إىل انخفــاض ي‬ ‫التعبــر الجيــ ي‬ ‫ين‬ ‫نســول�‪ ،‬وكذلــك‬ ‫ال‬ ‫از‬ ‫ر‬ ‫إفــ‬ ‫نظمــان‬ ‫ي‬ ‫إ‬ ‫و‪ ،INS2‬اللذيــن ُ‬ ‫ن‬ ‫ين‬ ‫للجينــ� ‪ PXD1-‬و‪ ،GLUT2‬اللذيــن‬ ‫التعبــر‬ ‫ي‬ ‫الجيــ ي‬ ‫ف‬ ‫ين‬ ‫نســول�‬ ‫المنتجــة‬ ‫بيتــا‬ ‫خاليــا‬ ‫نمــو‬ ‫�‬ ‫يتحكمــان‬ ‫للإ‬ ‫ي‬ ‫وامتصاصهــا للجلوكــوز‪.‬‬ ‫ولهــذه النتائــج آثــار مهمــة ف‬ ‫الســكَّري‬ ‫داء‬ ‫عــاج‬ ‫�‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫الجــ� وتشــخيصه‪ .‬يقــول الحيــدان‪" :‬عــاد ًة‬ ‫أحــادي‬ ‫مــا يحــدث خطــأٌ ف‬ ‫الســكَّري أحــادي‬ ‫داء‬ ‫تشــخيص‬ ‫�‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫الســكَّري مــن النــوع‬ ‫في َّ‬ ‫الجــ� ُ‬ ‫شــخص عــى أنــه داء ُ‬ ‫أ‬ ‫الول"‪ ،‬ويضيــف‪" :‬يــؤدي التشــخيص الصحيــح إىل‬

‫وحدة األبحاث‬ ‫االنتقالية‬

‫هي مركز للتجارب السريرية مع ميزة إضافية فريدة؛ وهي المرحلة‬ ‫األولى من التجارب السريرية‪.‬‬

‫تتكون الوحدة من‬ ‫ •استقبال‬ ‫سريرا‬ ‫ •جناح يحتوي على ‪16‬‬ ‫ً‬ ‫ •غرفة الفصد‬ ‫ •غرفة فحص المتطوعين‬ ‫ •غرفة استجمام للمتطوعين‬ ‫ •غرفة الطرد المركزي والتجميد‬ ‫ •مختبر الكيمياء‬

‫‪Alhaidan, Y., Christesen, H.T., Hojlund, K., Al Balwi,‬‬ ‫‪M.A. & Brusgaard, K. A novel gene in early childhood‬‬

‫‪diabetes: EDEM2 silencing decreases SLC2A2 and‬‬

‫‪PXD1 expression, leading to impaired insulin secre‬‬‫–‪tion. Molecular Genetics and Genomics 295, 1253‬‬ ‫‪1262 (2020).‬‬

‫البريد اإللكتروني ‪TRU@NGHA.MED.SA :‬‬

‫رقم الهاتف‪+966-11-429-4516 :‬‬


‫ابقوا على تواصل‬ ‫مع كيمارك‬

@KAIMRC_KSA KING ABDULLAH INTERNATIONAL MEDICAL RESEARCH CENTER WWW.KAIMRC.MED.SA

l i d


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.