راديو
يهبنا الخيال ونصف الطريق
دخول مرئي الى المذياع
أ �يها السيدات والسادة لقد هبط غرباء قادمون من كوكب "مارس" على والية نيوجرسي إستمع ذلك الخبر من الراديو بتاريخ ٣٠او�كتوبر ١٩٣٨ والقصة لم تكن حقيقية أ كانت قطعة من برنامج اذاعي للممثل "�ورسون ويلز"د Orson Welles كانت الحكاية عن �كتاب يدعى "حرب العوالم" The War of the Worlds أ تمت اذاعته بشكل حي مما �دى الى بث الرعب في نفوس مستمعيه .االف من البشر اتصلت بالشرطة واستفسرت ماذا ستفعل في محنتها تلك واخرين هرعوا الى شراء ً أ خوفا من �يام عصيبة قادمة. المؤن والمالبس وبعض االحتياجات الضرورية
أ كان Guglielmo Marconiفي العام � ١٩٠١ول شخص يرسل إشارة "راديو" عبر مسافة طويلة
أ يحاول (تاج) �ن يقتنص لحظة قديمة يعرفها ال�كثير منا ممن عاصروا أ عهد الراديو �يام كان هو الجهاز المتحدث الوحيد في المنزل او المقهى. ً أ أ جيدا و�نا طفل فضولي يتسائل مع نفسه عن وجود المذيع �تذكر ومن أ�ين ياتي صوته (هل ً فعال إنه يسكن الراديو) وهل ي�كفيه هذا أ أ الحجم للعيش فيه؟ كانت في نيتي مرا ًرا �ن �رى من ظهر الراديو ذلك أ الكيان الصغير ،لعله يعيش بضيق ذلك المذيع .كنت �شعر احيانا أ بذلك من نبرة صوته .ترى من اين ي�تي باالغاني واالخبار .طالت مدة أ االسئلة حتى جاء يوم ذهبت مع �بي الى "مصلح الراديو" بعد عطل كان قد حدث فيه .وقتها وعندما فتحوا الراديو من الخلف وتم تفصيخ اجزائه بالكامل لغرض التصليح واالدامة تبددت اسئلتي الملحة جميعها .فوجئت بمحتوى آ�خر ً تماما .كان الراديو جهاز متين يدوم مع عمر االنسان بل ينتقل من جيل الى جيل .وكان يصنع من مواد أ مقاومة للسخونة بتفاصيلها الوظيفية .إن هذا البحث العاطفي سي�تي بالذاكرة ،يثيرها ويجلسها على الكرسي الخشبي المتواضع الذي يقع ً تواضعا ملتصقة بحائط الغرفة عليها راديو الى جانب الطاولة االشد (يخن ويرن) وعلى أر�سه "منديل مزهر" وفوقه ً عادة "مفتاح الدار". الراديو يتمتع (بعين سحرية خضراء) في واجهته (هكذا) تسمى في أ الغالب وتعطي وهج �خضر عميق ذلك الذي يدل على ان الراديو حي ينبض بالصوت الرخيم وهو(ساخن بعض الشئ) كالكائن الحي ً تماما .كان الراديو يجمع شمل العائلة الى درجة تتوجه فيها العيون ً خصوصا لحظة الخبر الطارئ .خطابات االمة قبل االذان الى صوبه أ الرنانة ،انقالبات الحكومات العسكرية .اغاني �م كلثوم المطولة.مجد وكبرياء االستاذ محمد عبد اوهاب ،اسمهان وليلى مراد،تالوة دافئة آ أ ً قصيرةجدا. من القر�ن الكريم ،فيروز تبد� الصباح باغاني
قبل الراديو في نهاية القرن الثامن عشر استخدم الناس التلفون والتلغراف الرسال وتبادل اخبارهم اختراع الرديو كان قد غير طريقة سماع االخبار. كانت تترجم شفرات مورس الى نقاط وفواصل dots and dashes في الطرف االخر سيفعل ذلك بالمثل وينتهي االمر بترجمة الى (كلمات) التلغراف اتاح للناس فرصة ارسال رسائل عبر مسافات بعيدة لكنها كانت مرافقة لمشاكل كما كان يتوجب عليهم الذهاب الى م�كتب البريد النجاز تلك المهمة .معظم الناس لم تكن تفقه أ شفرة (مورس) فكانوا يطلبون من الموظف المعني بارسال �و قراءة خطاباتهم القصيرة اي ترجمتها من شيفرة الى كالم مفهوم اختراع التلفون كان عام ١٨٧٦الذي سهل مهمة االرسال �كثي ًرا وذلك عن طريق التكلم المباشر من الطرفين .تطلب االمر الى (واير) سلك كهرباء. شيفرة مورس الخاصة بالجيش
كان تقريبا كل أ�صحاب الدكاكين يمتلكون "راديو" أ� ً نيسا لمهنهم ،يملي عليهم الفراغ والملل والروتين اليومي ،انما الذي كان يختلف هو نوع المزاج بين واحد واخر مايجعل الصوت عالي او منخفض وكذلك الخيار فيما يستمع اليه .عموما فاني تذكرت االن كيف كان الراديو يجلجل صوته على شاطئ الفرات باغاني ام كلثوم الخاصة بالسهرة فيستجيب له الصوب االخر من النهر (غابات بساتين معتمة) تعيد الصدى منتشية بنوع الموسيقى من العيار الثقيل.كنت اشعر بجسامة صوت الراديو وهو يتذبذب بثقل عجيب .اما السحر االخر الذي فيه فكان عندما ينتقل المؤشر على اليحة االذاعات بحس مرهف عند تدوير عجلة البحث على اليمين ً خاطفا يلتقط من بعيد وقريب اذاعات اجنبية ،ربما كان اول تعرف على معنى (العالمية) بمفتاح البحث البسيط.د أ أ أ ان �هم مايخطر على البال هو �ن الوصول الى االذاعة كان في لغة السياسيين هو (سقوط الحكومة) ذلك �ن (البيان رقم )١سيمثل انتقال أ البالد من حقبة الى حقبة تاريخية جديدة وليس الحد �ن يشكك في ذلك االمر .كان الراديو بمثابة (فم الدولة) الناطق الرسمي عنها .وكان ترقب الشعب لصوت الراديو مثي ًرا في ماهية مصيرهم
ً كان صوت جمال عبد الناصر اال �كثر ً وجدانيا في نفوس مستمعيه العرب وقعا كان يمتلك صوت واداء خارقين للعادي (كان بطل راديو بامتياز).د