مجلة المنظمة - العدد ١٦

Page 1

71


‫نبذة عن منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬

‫نداء عاجل من الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫لتقدمي امل�ساعدة العاجلة ل�ضحايا الفي�ضانات يف باك�ستان‬ ‫نظر ًا �إىل حلاجة املا�سة للقيام بعمل عاجل لتخفيف املحنة التي يواجهها ال�شعب الباك�ستاين‪� ،‬أطلق الأمني العام للمنظمة‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬مبادرة لت�شجيع وتوحيد وتن�سيق جهود تقدمي العون لل�ضحايا يف �أ�سو�أ في�ضانات ت�شهدها باك�ستان منذ ‪� 80‬سنة‪ .‬ويوجه الأمني العام‪،‬‬ ‫يف �إطار هذه املبادرة‪ ،‬ندا ًء عاج ًال �إىل الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬ومواطني هذه الدول واملح�سنني‪ ،‬ومنظمات املجتمع املدين‪ ،‬وجميع اخل ّيـرين يف‬ ‫املجتمع املدين كافة للم�شاركة يف جهود الإغاثة والإ�سهام يف تخفيف معاناة �ضحايا الفي�ضانات يف باك�ستان‪.‬‬

‫ويرحب من �أجل ذلك بالتربعات النقدية والعينية‬

‫من حيث الأدوية‪ ،‬هنالك حاجة عاجلة �إىل �أدوية التايفويد والكولريا واملالريا والكزاز والإ�سهال وم�ضادات �سموم الأفاعي‪.‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل ذلك‪ ،‬هنالك حاجة ما�سة كذلك �إىل املواد الغذائية وغري الغذائية‪ ،‬مثل احلليب املجفف للأطفال والأ�سر والتمر والب�سكويت ذي املحتويات‬ ‫الغذائية العالية‪ ،‬والطرود التي حتتوي على �شاي و�سكر وحليب والزيت النباتي؛ ومربدات املياه والنامو�سيات والبطاطني وال ُف ُر�ش الأر�ضية‪.‬‬ ‫وقد كلفت احلكومة الباك�ستانية الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث بتن�سيق جهود الإغاثة يف جميع �أنحاء البلد‪ ،‬ويف ما يلي �أرقام االت�صال بالهيئة‪:‬‬ ‫�أرقام الفاك�س‪0092519206140 0092519224205 0092519202518 :‬‬ ‫املوقع على �شبكة الإنرتنت‪www.ndma.gov.pk :‬‬ ‫وفتحت الأمانة العامة كذلك احل�ساب اخلا�ص التايل لتلقي امل�ساعدات النقدية‪:‬‬ ‫ا�سم احل�ساب‪ :‬الأمانة العامة ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫رقم احل�ساب بالدوالر‪5600758 :‬‬ ‫الرمز الربقي‪SAMBSARI :‬‬ ‫ايبان‪SA 294000 0000 000005600758 :‬‬ ‫الفرع ‪� -‬شارع الأندل�س‪ ،‬جدة‪ ،‬اململكة العربية ال�سعودية‬

‫ُت َعد منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي ثاين �أكرب منظمة حكومية دولية بعد الأمم املتحدة‪ ،‬حيث ت�ضم يف ع�ضويتها �سبع ًا وخم�سني دولة‬ ‫موزعة على �أربع قارات‪ .‬ومتثل املنظمة ال�صوت اجلماعي للعامل الإ�سالمي وت�سعى حلماية م�صاحله والتعبري عنها دعم ًا لل�سلم‬ ‫واالن�سجام الدوليني وتعزيز ًا للعالقات بني خمت ِلف �شعوب العامل‪.‬‬ ‫ن�شئت املنظمة بقرار �صادر عن القمة التاريخية التي ُعقدت يف الرباط باململكة املغربية يوم ‪ 12‬رجب ‪ 1398‬هجرية‬ ‫وقد �أُ ِ‬ ‫(املوافق ‪� 25‬سبتمرب ‪ )1969‬رد ًا على جرمية �إحراق امل�سجد الأق�صى يف القد�س املحتلة‪.‬‬ ‫وعقد يف عام ‪� 1970‬أول م�ؤمتر �إ�سالمي لوزراء اخلارجية يف جدة وقرر �إن�شاء �أمانة عامة يكون مقرها يف جدة ويرت�أ�سها �أمني‬ ‫ُ‬ ‫عام املنظمة‪ .‬و ُي َعد الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلي تا�سع �أمني عام‪ ،‬وقد توىل هذا املن�صب يف يناير ‪ 2005‬بعد �أن انتخبه‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء اخلارجية يف دورته احلادية والثالثني‪.‬‬ ‫مت اعتماد ميثاق منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف الدورة الثالثة للم�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء اخلارجية يف عام ‪ .1972‬وقد و�ضع امليثاق‬ ‫�أهداف املنظمة ومبادئها وغاياتها الأ�سا�سية املتمثلة بتعزيز الت�ضامن والتعاون بني الدول الأع�ضاء‪ .‬وعلى مدى ال�سنوات الثماين‬ ‫والثالثني املا�ضية‪ ،‬ارتفع عدد الأع�ضاء من ثالثني‪ ،‬وهو عدد الأع�ضاء امل�ؤ�س�سني‪ ،‬ليبلغ �سبع ًا وخم�سني دولة ع�ضو ًا‪ .‬وتنفرد‬ ‫املنظمة ب�شرف كونها جامع كلمة الأمة وممثل امل�سلمني الذي يعرب عن الق�ضايا التي تهم ما يزيد على مليار ون�صف املليار م�سلم‬ ‫يف خمتلف �أنحاء العامل‪ .‬وترتبط املنظمة بعالقات ت�شاور وتعاون مع الأمم املتحدة وغريها من املنظمات الدولية احلكومية بهدف‬ ‫حماية امل�صالح احليوية للم�سلمني والعمل على ت�سوية النـزاعات وال�صراعات التي ُت َعد الدول الأع�ضاء طرف ًا فيها‪ .‬وقد اتخذت‬ ‫املنظمة خطوات متعددة للدفاع عن القيم احلقيقية للإ�سالم وامل�سلمني و�إزالة املفاهيم والت�صورات اخلاطئة‪ ،‬كما �ساهمت‬ ‫بفاعلية يف مواجهة ممار�سات التمييز �ضد امل�سلمني بجميع �صورها‪.‬‬ ‫تواجه الدول الأع�ضاء يف املنظمة حتديات متعددة يف القرن احلادي والع�شرين‪ .‬ومن �أجل معاجلة هذه التحديات‪ ،‬و�ضعت‬ ‫الدورة اال�ستثنائية الثالثة مل�ؤمتر القمة الإ�سالمي التي ُعقدت يف مكة املكرمة يف دي�سمرب ‪ 2005‬خطة على هيئة برنامج عمل‬ ‫ع�شري يرمي �إىل تعزيز العمل امل�شرتك بني الدول الأع�ضاء ودعم الت�سامح واالعتدال واحلداثة و�إدخال �إ�صالحات كربى يف‬ ‫جميع جماالت الن�شاط‪ ،‬مبا يف ذلك العلوم والتكنولوجيا‪ ،‬والتعليم‪ ،‬وحت�سني م�ستوى التجارة‪ .‬كما �شدد الربنامج على �أهمية‬ ‫احلكم الر�شيد وتعزيز حقوق الإن�سان يف العامل الإ�سالمي‪ ،‬وال�سيما يف ما يتعلق بحقوق الطفل واملر�أة وقيم الأ�سرة امل�ستوحاة من‬ ‫ال�شريعة الإ�سالمية‪.‬‬ ‫ومن �أهم ما مت من �أعمال‪ ،‬منذ اعتماد برنامج العمل الع�شري‪� ،‬إحيا ُء خمتلف م�ؤ�س�سات املنظمة و�إعادة هيكلتها بقيادة الأمني‬ ‫العام احلايل‪ .‬ومن �أهم �أجهزة املنظمة القمة الإ�سالمية‪ ،‬وامل�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء اخلارجية‪ ،‬والأمانة العامة‪ ،‬وثالث جلان‬ ‫دائمة ُتعنى بالعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬واالقت�صاد والتجارة‪ ،‬والإعالم والثقافة‪ .‬وهناك �أي�ض ًا م�ؤ�س�سات متخ�ص�صة تعمل حتت لواء‬ ‫املنظمة‪ ،‬ومنها البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬واملنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة (الإي�سي�سكو)‪ .‬وت�ؤدي الأجهزة املتفرعة‬ ‫وامل�ؤ�س�سات املنتمية التابعة ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي �أي�ض ًا دور ًا حيوي ًا يف حت�سني التعاون يف �شتى املجاالت‪.‬‬


‫ر�سالة املنظمة‬

‫�أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‬

‫الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬

‫ما بعد االنتفا�ضات ال�شعبية‬ ‫اليوم‪ ،‬ونحن نتابع التطورات املت�سارعة والتغريات اجل�سيمة التي ت�شهدها بع�ض الدول‬ ‫الأع�ضاء يف منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬ال بد �أن ت�ستوقفنا الفر�صة الكامنة يف ط ّيات هذه التطورات حتى يت�سنى لنا هند�سة و�صنع‬ ‫م�ستقبل �أكرث �إ�شراق ًا يف املنطقة ب�شكل خا�ص‪ ،‬ويف العامل الإ�سالمي ب�شكل �أعم‪.‬‬ ‫يـحـ ّز يف نفو�سنا بالفعل ما �آلت �إليه حركة االنبعاث هذه من ن�شوب �أعمال عنف ووقوع �أحداث دموية‪ ،‬لكنه من ال�ضروري يف‬ ‫هذه املرحلة �أن ن�ستمد القوة من ال�صرب والت�سامح واحلكمة‪ .‬فعمليات التغيري ال تتحقق عادة بالي�سر �أو ال�سهولة امل�أمولة‪ ،‬بل �إن‬ ‫التغيري ال يتو ّلد �إ ّال عرب خما�ض ّ‬ ‫�شاق وم�ؤلـم‪.‬‬ ‫مل يكن ممكن ًا التنب�ؤ بتوقيت هذا احلراك الإ�صالحي وال بال�شرارة الأوىل التي �أوقدت جذوة التغيري‪ ،‬لكن بوادر هذه العا�صفة‬ ‫كانت بديهية وم�ؤ�شراتها بدت ماثلة �أمام �أي مراقب متيقظ وفطن‪.‬‬ ‫�إن �شعوب العامل الإ�سالمي تتطلع �إىل تطبيق مبادئ احلكم الر�شيد و�سيادة القانون وال�شفافية وامل�ساءلة القانونية وتعزيز‬ ‫حقوق الإن�سان وحماربة الف�ساد وتو�سيع دائرة امل�شاركة ال�سيا�سية والتنمية ال�شاملة‪ ،‬وهي حقوق ومبادئ ين�ص عليها ميثاق‬ ‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف مواده الأ�سا�سية‪ .‬وباملعنى نف�سه‪ ،‬جاء برنامج العمل الع�شري‪ ،‬الذي �أقرته املنظمة عام ‪،2005‬‬ ‫لتبيان التحديات ال�سيا�سية واالجتماعية واالقت�صادية املتنامية التي يواجهها العامل الإ�سالمي‪ ،‬وطرق التعاطي معها بالفاعلية‬ ‫املطلوبة من خالل تبني وتنفيذ برامج �إ�صالحية تن�سحب على خمت ِلف القطاعات‪.‬‬ ‫وما من �شك يف �أن الأحداث التي وقعت م�ؤخر ًا ُتعـتـبـَـر حمطة مف�صلية تعك�س حتمية انت�صار �إرادة ال�شعوب‪ .‬وقد ت�ضافرت‬ ‫جمموعة من العنا�صر لإحداثها و�إجناحها‪ .‬ولعل �أول ما يت�صدر قائمة تلك العنا�صر انت�شار �أدوات تكنولوجيا املعلومات‪ ،‬حيث‬ ‫�أ�سهمت �إىل حد كبري يف بث الأخبار وال�صور ب�شكل فوري‪ ،‬ف�ض ًال عن مواقع �شبكات التوا�صل االجتماعي التي وفرت ف�ضا ًء لتفاعل‬ ‫الأفراد على نحو جتاوز احلدود اجلغرافية والفوارق الزمنية يف �إطار جمتمع افرتا�ضي مفعم بالآمال والأهداف امل�شرتكة‪ .‬وال‬ ‫يفوتنا هنا بطبيعة احلال الإ�شارة �إىل دور �شبكات االت�صال الرقمي والقنوات الف�ضائية التي ال تكاد تخفى عليها خافية‪.‬‬ ‫وقد �أف�ضت جملة من العوامل �إىل تهييج م�شاعر الإحباط والغ�ضب‪ ،‬كان يف مقدمتها ح�شود ال�شباب العاطلني عن العمل الذين‬ ‫ميثلون ال�شريحة الأو�سع �ضمن الرتكيبة ال�سكانية‪ ،‬والإح�صاءات املثرية للقلق عن �ضعف الأداء االقت�صادي‪ ،‬والفجوة الهائلة بني‬ ‫الطبقات االجتماعية على الرغم من توفر الرثوات الوطنية‪ ،‬وامل�ؤ�شرات الوا�ضحة ل�سوء الإدارة والف�ساد واملح�سوبية‪.‬‬ ‫كما �ساهمت ال�صعوبات التي برزت على ال�ساحة العاملية‪ ،‬مبا فيها الأزمة املالية و�أزمة الغذاء وارتفاع تكاليف الطاقة‪ ،‬يف‬ ‫تفاقم ال�ضغوط‪ ،‬ناهيك عن �أن املنطقة ذاتها ظلت ل�سنني طويلة يف حالة احتقان قريب �إىل نقطة االنفجار ب�سبب عدم اال�ستقرار‬ ‫ال�سيا�سي‪ ،‬وال�صراعات الداخلية‪ ،‬واالحتالل الإ�سرائيلي الذي ال يزال‪ ،‬ومنذ عقود طويلة‪� ،‬شوكة م�ؤملة يف خا�صرة املنطقة‪.‬‬ ‫لكن العوامل الأكرث وقع ًا‪ ،‬والتي �أثرت ب�شكل مبا�شر يف اندالع موجة االنتفا�ضات ال�شعبية‪ ،‬متثلت يف تعرث م�سرية التنمية‬ ‫االقت�صادية واالجتماعية وغياب حقوق الإن�سان و�ضعف احلكم الر�شيد يف �إدارة ال�ش�أن العام‪.‬‬ ‫حتديات ج�سام ًا‪ ،‬ف�إننا نحث على �ضرورة‬ ‫و�إذ نعي�ش هذه الأوقات احلرجة التي ت�شهد فيها �أجزا ٌء عديدة من العامل الإ�سالمي‬ ‫ٍ‬ ‫تبني �سيا�سة حكيمة قادرة على تنفيذ �إ�صالحات ملمو�سة تلبي احتياجات ال�شعوب وت�ستجيب لتطلعاتها‪.‬‬


‫حتت ال�ضوء‬

‫الدعوة �إىل �إجراء بحوث عن جهود‬ ‫ال�سعودية يف جمال الت�ضامن الإ�سالمي‬

‫‪4‬‬

‫�ش�ؤون عاملية‬

‫نهاية الأزمة يف كوت ديفوار‬ ‫بعد ت�صاعد �أعمال العنف‬ ‫دمار يف اليابان ب�سبب زلزال عنيف‬ ‫و�أمواج ت�سونامي‬ ‫الفلبني تقبل �إجراء ا�ستفتاء بجنوب‬ ‫البالد لتحديد م�ساحة احلكم الذاتي‬

‫‪23‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪33‬‬

‫ثقافة‬

‫تلم�سان‪ ..‬عا�صمة الثقافة الإ�سالمية‬ ‫لعام ‪2011‬‬ ‫«امل�ؤمتر الإ�سالمي» تدعو �إىل �سن‬ ‫ت�شريعات متنع العنف �ضد املر�أة‬ ‫درا�سة �سبل مواجهة حتديات النهو�ض‬ ‫بالطفولة املبكرة يف العامل الإ�سالمي‬

‫‪41‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪49‬‬

‫علوم وتكنولوجيا‬

‫�إحراز مزيد من الدعم املايل لتعزيز‬ ‫العلوم والتكنولوجيا‬

‫‪54‬‬

‫ال�شعب يطالب‬ ‫بالإ�صالح‬ ‫‪11‬‬

‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫نداء عاج ًال جلمع‬ ‫توجه ً‬ ‫مبلغ ‪ 2.7‬مليون دوالر‬ ‫لإغاثة املت�ضررين من‬ ‫املجاعة يف ال�صومال‬ ‫‪17‬‬

‫فريق االت�صال الدويل‬ ‫املعني ب�أفغان�ستان ي�ؤكد‬ ‫احلاجة �إىل م�صاحلة‬ ‫وطنية بقيادة �أفغانية‬ ‫‪28‬‬

‫اقت�صاد‬

‫�إقرار م�شروع اتفاقية خطة عمل‬ ‫املنظمة للتعاون مع �آ�سيا الو�سطى‬

‫‪62‬‬

‫برنامج عمل املنظمة خالل �إبريل ‪ -‬يونيو ‪2011‬‬

‫روابط و�أجهزة املنظمة‬

‫‪� 3 - 2‬إبريل‪ :‬الدورة اخلام�سة واخلم�سون للمجل�س الدائم ل�صندوق الت�ضامن الإ�سالمي‪ ،‬مقر الأجهزة املتفرعة‬

‫الأمانة العامة ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‬

‫جممع الفقه الإ�سالمي الدويل ‪www.fiqhacademy.org‬‬

‫‪� 24 - 22‬إبريل‪ :‬االجتماع الرابع ع�شر للقطاع اخلا�ص‪ ،‬ال�شارقة – دولة الإمارات العربية‬

‫‪www.sesrtcic.org‬‬

‫املتحدة‬ ‫‪� 26 - 24‬إبريل‪ :‬الدورة الرابعة والع�شرون للجنة االقت�صادية والثقافية واالجتماعية‪ ،‬مقر‬ ‫الأمانة العامة ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‬

‫مركز البحوث ا�إحل�صائية واالقت�صادية واالجتماعية والتدريب للدول الإ�سالمية‬

‫مركز البحوث للتاريخ والفنون والثقافة الإ�سالمية (�إر�سيكا)‬

‫‪www.ircica.org‬‬ ‫املركز الإ�سالمية لتنمية التجارة ‪www.icdt-oic.org‬‬ ‫اجلامعة الإ�سالمية للتكنولوجيا ‪www.iutoic-dhaka.edu‬‬

‫‪� 27 - 24‬إبريل‪ :‬املعر�ض التجاري الثالث ع�شر للدول الأع�ضاء مبنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬امل�ؤ�س�سات والأجهزة املتخ�ص�صة‬ ‫ال�شارقة ـ دولة الإمارات العربية املتحدة‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية ‪www.isdb.org‬‬ ‫‪ 13 - 9‬مايو‪ :‬م�ؤمتر الأمم املتحدة الرابع حول الدول الأقل منو ًا‪ ،‬ا�سطنبول ـ اجلمهورية الرتكية وكالة الأنباء الإ�سالمية الدولية (اينا) ‪www.islamicnews.org.sa‬‬ ‫منظمة �إذاعات الدول الإ�سالمية (�إيبو) ‪www.ibu.org‬‬ ‫‪ 28 - 27‬مايو‪ :‬م�ؤمتر املانحني حول تعبئة املوارد لتنفيذ امل�شاريع الإقليمية اخلا�ص ب»التنمية‬ ‫املنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة (�إي�سي�سكو) ‪www.isesco.org.ma‬‬ ‫امل�ستدامة لل�سياحة �ضمن �شبكة احلدائق العابرة للحدود واملناطق املحمية يف غرب �إفريقيا»‪ ،‬دكار– امل�ؤ�س�سات املنتمية‬ ‫الغرفة الإ�سالمية للتجارة وال�صناعة ‪www.icci-oic.org‬‬ ‫ال�سنغال‬ ‫منظمة العوا�صم واملدن الإ�سالمية ‪www.oicc.org‬‬ ‫‪ 2 - 1‬يونيو‪ :‬االجتماع ال�سابع والع�شرون للجنة متابعة الكوم�سيك‪� ،‬أنقرة ‪ -‬تركيا‬ ‫االحتاد الإ�سالمي ملالكي ال�سفن ‪www.oisaonline.com‬‬ ‫‪ 8 - 6‬يونيو‪ :‬م�ؤمتر علماء الأمة الإ�سالمية‪ ،‬داكار ـ ال�سنغال‬ ‫االحتاد العاملي للمدار�س العربية الإ�سالمية الدولية ‪www.wfais.org‬‬ ‫كازاخ�ستان‬ ‫‬‫أ�ستانة‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫‪ 9 - 7‬يونيو‪ :‬املنتدى االقت�صادي الإ�سالمي العاملي ال�سابع‪،‬‬ ‫منتدى �شباب امل�ؤمتر الإ�سالمي للحوار والتعاون ‪www.icyf.com‬‬ ‫الأكادميية الإ�سالمية العاملية للعلوم ‪www.ias-worldwide.org‬‬ ‫‪ 30 - 28‬يونيو‪ :‬الدورة الثامنة والثالثون ملجل�س وزراء اخلارجية ‪� -‬أ�ستانا ‪ -‬كازاخ�ستان‬


‫جملة املنظمة‬

‫كلمة‬

‫ت�صدر عن منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬

‫رئي�س التحرير‬

‫�إعادة النظر فـي الطاقة النووية‬ ‫ما من �شخ�ص تابع امل�شاهد التلفزيونية للأمواج العاتية‪ ،‬التي �ضربت بقوة �صاعقة ال�سواحل‬ ‫اليابانية وجرفت كل �شيء يف طريقها من �سيارات وقوارب‪ ،‬واقتلعت بيوت ًا ب�أكملها من �أ�سا�ساتها‬ ‫وك�أنها لعب كرتونية‪� ،‬إ ّال و�أ�صابه الذهول وال�صدمة �أمام هذا امل�شهد الرهيب‪ .‬وال ميكن ت�صور‬ ‫مدى الرعب والأمل اللذين �ألـ ّمـا باليابانيني وقت وقوع هذه الكارثة‪ .‬وال ي�سعنا �إ ّال الت�ضرع للخالق‬ ‫من �أجل تخفيف البالء عن ال�شعب الياباين‪ ،‬والدعاء ب�أن يلهم ذوي ال�ضحايا ال�صرب وال�سلوان‪،‬‬ ‫وال�سعي �إىل تقدمي جميع امل�ساعدات املمكنة لهذا ال�شعب‪.‬‬ ‫ويف حني �أن الزلزال العنيف الذي �ضرب اليابان‪ ،‬يوم ‪ 11‬مار�س ‪ ،2011‬بقوة بلغت ‪ 9.0‬على‬ ‫�سلم ريخرت واملد البحري ـ الت�سونامي ـ امل�صاحب له ُيـ َعـدّان من الكوارث الطبيعية التي ال ميكن‬ ‫تفاديها‪ ،‬ف�إن الكارثة النووية التي تلوح يف الأفق هي �صنيعة من �صنائع الإن�سان‪.‬‬ ‫�إن اليابان اليوم‪ ،‬وهي �إحدى دول العامل الأكرث تقدم ًا ومنو ًا‪ ،‬تكافح جاهدة من �أجل ال�سيطرة‬ ‫على الت�سرب الناجم عن االنفجارات التي وقعت يف �إحدى حمطاتها النووية نتيجة موجة‬ ‫الت�سونامي‪ ،‬يف الوقت الذي يحب�س فيه العامل �أنفا�سه وهو يتابع يف حالة ذعر �ساكن اجلهود‬ ‫املبذولة الحتواء هذا الت�سرب‪ ،‬علم ًا ب�أن التداعيات املحتملة للت�سرب الإ�شعاعي على مياه البحر‬ ‫واجلو هائلة‪.‬‬ ‫ويف ظل هذه الكارثة‪ ،‬وما قد يرتتب عليها من �أخطار‪ ،‬يبدو �أن بلدان العامل‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫الدول الإ�سالمية‪ ،‬ممن متتلك �أو ت�سعى �إىل امتالك الطاقة النووية‪ ،‬عليها �أن تتجه يف املرحلة‬ ‫الراهنة نحو �إعادة النظر يف �سيا�ساتها الرامية �إىل حيازة الطاقة النووية‪ .‬وقد بد�أت بالفعل بع�ض‬ ‫الدول الأوروبية يف �إعادة ترتيب ح�ساباتها يف ما يخ�ص ا�ستخدام هذه الطاقة‪.‬‬ ‫من امل�ؤكد �أن الطاقة النووية تنطوي على منافع �إيجابية‪ ،‬لكن من ال�ضروري موازنة تلك املنافع‬ ‫بالتقيد ال�صارم ب�أعلى معايري ال�سالمة وتفعيل رزمة من التدابري الوقائية ملواجهة االنفجارات‬ ‫والت�سريبات الإ�شعاعية املحتملة يف املفاعالت النووية‪ .‬كما �أن مبد�أ ال�شفافية بخ�صو�ص حمطات‬ ‫الطاقة النووية يف �أي بلد من البلدان �أمر يف غاية الأهمية‪.‬‬ ‫ولعل الوقت قد حان فع ًال وعلى نحو جدّي لتطوير م�صادر طاقة بديلة تت�سم بالأمان وال�سالمة‬ ‫و�إيالئها الأولوية الق�صوى �ضمن الأجندات الوطنية‪.‬‬

‫مها عقيل‬

‫ع�صام �سليم ال�شنطي‬

‫مدير التحرير‬

‫مها م�صطفى عقيل‬

‫املراجعة والتحرير‬

‫�أحمد �سامل ال�سعد‬ ‫عبد احلميد �صاحلي‬

‫ت�صميم واخراج‬

‫حممد عبد القادر قلبة‬

‫املجل�س اال�ست�شاري‬

‫ال�سفري علي �أبو احل�سني‬ ‫ح�سن �أوكر غرلر‬

‫العنوان‪ :‬طريق املدينة تقاطع طريق امللك‬ ‫عبد اهلل‬ ‫�ص‪.‬ب ‪ 178‬جدة‪21411 :‬‬ ‫هاتف‪ 6515222 :‬فاك�س‪6512288 :‬‬ ‫تليفاك�س‪Islami SJ. 601366 :‬‬ ‫املوقع االلكرتوين‪www.oic.oci.org :‬‬ ‫الربيد االلكرتوين‪journal@oic.oci.org:‬‬ ‫بعثة املراقبة الدائمة التابعة للمنظمة‬ ‫يف مقر الأمم املتحدة بنيويورك‬

‫‪320East- 51st Street‬‬ ‫‪New York 10022‬‬ ‫‪New York - U.S.A‬‬ ‫‪www.oicun,org‬‬ ‫‪oic@un.int‬‬

‫بعثة املراقبة الدائمة التابعة للمنظمة‬ ‫يف مقر الأمم املتحدة بجنيف‬

‫‪ICC-20 Route pre-Bois-Case Postal‬‬ ‫‪1818‬‬ ‫‪CH 1215 Geneve - SUISSE‬‬ ‫‪www.oic-un.org‬‬ ‫‪oic@oci-un.org‬‬

‫�إن الآراء الواردة يف املقاالت املن�شورة يف هذه‬ ‫املجلة ال تعرب بال�ضرورة عن وجهة نظر منظمة‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬بل هي متثل �آراء ال ُكتّاب‬ ‫اخلا�صة بهم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬حتتفظ بحق تعديل‬ ‫�أي جزد من الن�ص �أو مراجعته �أو حتريره �أو‬ ‫حذفه �أو �إعادة �صياغته عندما و�أينما يبدو‬ ‫ذلك �ضروري ًا‪.‬‬


‫حتت املجهر‬

‫الدعوة �إىل �إجراء بحوث مو�سعة عن جهود ال�سعودية يف جمال الت�ضامن الإ�سالمي‬

‫من اليمني �إح�سان �أوغلى ونزار مدين والعطية وبن حلي يف �إحدى جل�سات امل�ؤمتر يف املدينة‬

‫املدينة املنورة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫�أكد الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪� ،‬أن جهود اململكة العربية ال�سعودية يف خدمة ق�ضايا الأمة‬ ‫الإ�سالمية ت�ستحق �إجراء بحوث علمية مو�سعة عليها‪ ،‬بالنظر �إىل ثرائها منذ‬ ‫بداية ت�أ�سي�س اململكة‪ .‬وقال الأمني العام يف كلمته‪� ،‬أمام امل�ؤمتر العاملي الأول‬ ‫جلهود اململكة العربية ال�سعودية يف خدمة الق�ضايا الإ�سالمية الذي نظمته‬ ‫اجلامعة الإ�سالمية يف املدينة املنورة خالل الفرتة من ‪ 19‬ـ ‪ 21‬دي�سمرب‬ ‫‪� ،2010‬إن هذه اجلهود تقوم على ركيزتني �أ�سا�سيتني ثابتتني‪ :‬تتمثل الأوىل‬ ‫يف التم�سك مببادئ الإ�سالم ال�سمحة وقيمه اخلال�صة‪� .‬أما الثانية فتقوم على‬ ‫مبد�أ االلتزام بالت�ضامن الإ�سالمي القائم على التم�سك بالعروة الوثقى التي‬ ‫ت�ضم �أبناء الأمة الواحدة‪ ،‬يف نطاق ملة التوحيد‪ ،‬باعتبار �أن �أف�ضل خدمة‬ ‫ّ‬ ‫لق�ضايا الأمة الإ�سالمية تكمن يف حتقيق ت�ضامنها ومتا�سكها ووحدتها‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف الربوفي�سور �إح�سان �أوغلى �أن منطلقات ال�سيا�سة اخلارجية‬ ‫ور�ص‬ ‫للمملكة منذ فجر ميالدها �سيا�سة تتجه نحو توحيد كلمة امل�سلمني‪ّ ،‬‬ ‫�صفوفهم يف نطاق مفهوم عقائدي يو ّفر الت�ضامن والتكامل والت�آزر‪ .‬وال يكاد‬ ‫ُيذ َكر مفهوم الت�ضامن الإ�سالمي يف التاريخ الإ�سالمي املعا�صر‪� ،‬إال وتذكر معه‬ ‫جهود امللك عبد العزيز يف تر�سيخ هذا املفهوم على نطاق الأمة الإ�سالمية‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إح�سان �أوغلى �إىل �أن عهد امللك �سعود رحمه اهلل �شهد ا�ستمرار ًا‬ ‫لنهج امللك عبد العزيز حيث �صدقت عزميته على تطوير مبد�أ الت�ضامن‬ ‫الإ�سالمي عملي ًا‪ ،‬وخدمة الإ�سالم وامل�سلمني وق�ضاياهم‪ .‬ويف �أيام حكمه‪،‬‬ ‫مت �إن�شاء رابطة العامل الإ�سالمي يوم ‪ 14‬ذي احلجة ‪1381‬هـ (‪1962‬م)‬ ‫بهدف �إبالغ دعوة الإ�سالم و�شرح مبادئه ودح�ض ال�شبهات عنه والدفاع عن‬ ‫الق�ضايا الإ�سالمية‪.‬‬ ‫وعن عهد امللك في�صل‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬قال الأمني العام‪� :‬إنه �شهد �أكرب‬ ‫انطالقة للت�ضامن الإ�سالمي يف التاريخ املعا�صر‪ ،‬حيث جتاوبت معه عدة دول‬ ‫�إ�سالمية‪ ،‬واهتم العامل الإ�سالمي كله بجهوده التي القت جتاوب ًا وا�سع ًا من‬ ‫قيادات العامل الإ�سالمي و�شعوبه‪.‬‬ ‫وبني الأمني العام �أن حريق امل�سجد الأق�صى املبارك يف القد�س عام ‪1969‬‬ ‫كان منا�سبة اغتنمها امللك في�صل لتحويل االهتمام بالق�ضية الفل�سطينية‪،‬‬ ‫والقد�س على وجه اخل�صو�ص‪ ،‬و�إخراجها من الإطار العربي ال�ضيق �إىل‬ ‫ق�ضية �إ�سالمية دولية باعتبار �أن القد�س �إرث للعامل الإ�سالمي كله‪ .‬ولذلك‪،‬‬ ‫دعا امللك في�صل مع امللك احل�سن الثاين ملك املغرب �إىل عقد م�ؤمتر �إ�سالمي‬ ‫‪4‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫على م�ستوى القمة يف مدينة الرباط‪ ،‬اجتمع يف �شهر �سبتمرب عام ‪،1969‬‬ ‫وح�ضرته ‪ 25‬دولة �إ�سالمية‪ .‬وكانت هذه القمة هي نواة �إن�شاء منظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي التي تقوم الآن بدور �أ�سا�سي يف ن�صرة حقوق ال�شعب الفل�سطيني‪،‬‬ ‫والدفاع عن ق�ضاياه‪ .‬ويف عهده‪� ،‬أن�شئ البنك الإ�سالمي للتنمية عام ‪،1975‬‬ ‫الذي �صار ركيزة من ركائز جمع ال�شمل وحتقيق الت�ضامن الإ�سالمي‪.‬‬ ‫و�أ�شار الربوفي�سور �إح�سان �أوغلى �إىل �أن الت�ضامن الإ�سالمي قد �شهد‬ ‫دفعة قوية يف عهد امللك فهد رحمه اهلل‪ ،‬وجت�سد ذلك من خالل مبادرته‬ ‫لإ�سقاط الديون عن الدول الإ�سالمية الفقرية وزيادة االهتمام بق�ضايا‬ ‫الأقليات امل�سلمة عرب العامل‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف الأمني العام �أنه يف العهد الزاهر خلادم احلرمني ال�شريفني‬ ‫امللك عبد اهلل بن عبد العزيز‪ ،‬توا�صل دعم اململكة العربية ال�سعودية جلهود‬ ‫الت�ضامن الإ�سالمي‪ ،‬وتل ّم�س و�سائل تقويته لي�صبح فعا ًال م�ؤثر ًا على �أر�ض‬ ‫الواقع‪ .‬وتعي�ش منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف �أيام حكمه ع�صرها الذهبي‪ ،‬مبا‬ ‫�أُتيح لها من �إمكانات وو�سائل و�سيا�سات جديدة تناولت �أهداف ًا ور�ؤى ت�شكل‬ ‫حتو ًال كبري ًا يف م�سرية املنظمة جت�سدت يف ميثاق جديد وخطة عمل ع�شرية‪.‬‬ ‫فقد دعا خادم احلرمني ال�شريفني �إىل عقد قمة ا�ستثنائية تعكف على‬ ‫درا�سة و�سائل اخلروج بالأمة الإ�سالمية من واقعها القدمي �إىل واقع جديد‬ ‫يتالءم مع متطلبات الع�صور احلديثة‪ .‬ودعا �إىل عقد اجتماع ي�سبق القمة‬ ‫وي�ضم علماء الأمة ومفكريها لاللتقاء يف مكة للنظر يف حالة الأمة وو�ضع‬ ‫الر�ؤى والت�صورات واقرتاح �أف�ضل احللول مل�شاكلها‪.‬‬ ‫و�شارك يف �أعمال امل�ؤمتر �إىل جانب الأمني العام وزير الدولة لل�ش�ؤون‬ ‫اخلارجية ال�سعودي‪ ،‬الدكتور نـزار مدين‪ ،‬والأمني العام ملجل�س التعاون‬ ‫اخلليجي‪ ،‬عبد الرحمن العطية‪ ،‬وم�ساعد الأمني العام جلامعة الدول‬ ‫العربية‪� ،‬أحمد بن حلي ونخبة كبرية من امل�س�ؤولني والأكادمييني ال�سعوديني‬ ‫وامل�سلمني‪.‬‬ ‫وكان امل�ؤمتر قد ناق�ش جهود اململكة يف حتقيق الت�ضامن الإ�سالمي‬ ‫وجهودها يف خدمة ق�ضايا امل�سلمني يف العامل‪� ،‬إىل جانب دعم املنظمات‬ ‫واجلمعيات واجلامعات العربية والإ�سالمية‪ ،‬والق�ضايا الثقافية الإ�سالمية‬ ‫والتعريف بالإ�سالم‪ ،‬وتعليم �أبناء امل�سلمني‪� ،‬إ�ضافة �إىل امل�ساعدات املالية‬ ‫للمملكة املقدمة لل�شعوب العربية والإ�سالمية يف خدمة ق�ضايا امل�سلمني‬ ‫يف العامل‪ ،‬واجلهود التي قدمتها ال�سعودية للتنمية يف الدول العربية‬ ‫والإ�سالمية‪.‬‬ ‫وقد �أو�صى امل�شاركون يف امل�ؤمتر ب�ضرورة توثيق جهود اململكة العربية‬ ‫ال�سعودية يف خدمة ق�ضايا الأمتني العربية والإ�سالمية والدول ال�صديقة‪،‬‬ ‫داعني كل الوزارات وامل�ؤ�س�سات والهيئات احلكومية والأهلية �إىل ت�سجيل‬ ‫وتوثيق خدمة اململكة للق�ضايا العربية والإ�سالمية والإن�سانية‪.‬‬ ‫كما �أو�صى امل�شاركون ب�إن�شاء �أمانة متخ�ص�صة يف اجلامعة الإ�سالمية‬ ‫باملدينة املنورة لر�صد جهود ال�سعودية‪ ،‬مطالبني بعقد ندوات متخ�ص�صة‬ ‫تتناول جوانب متعددة من تلك اجلهود‪.‬‬ ‫وثـ ّمـن امل�ؤمتر اجلهود ال�سعودية يف دعم م�سرية التنمية االقت�صادية‬ ‫واالجتماعية ال�شاملة وامل�ستدامة يف البلدان العربية والإ�سالمية النامية‪ ،‬عرب‬


‫الدعم املتوا�صل مليزانية وم�سرية وبرامج البنك الإ�سالمي للتنمية و�أجهزته‬ ‫وم�ؤ�س�ساته املتعددة‪ ،‬وتقدمي القرو�ض املي�سرة للدول‪� ،‬إىل جانب ت�شجيع‬ ‫امل�ستثمرين ال�سعوديني على اال�ستثمار يف الدول العربية والإ�سالمية‪ .‬ف�ض ًال‬ ‫عن ذلك‪ ،‬كانت هناك ا�ستثمارات حكومية �سعودية مبا�شرة يف م�شاريع‬ ‫البنية التحتية يف دول عربية و�إ�سالمية‪� ،‬إ�ضافة �إىل اتفاقات التبادل التجاري‬ ‫واملناطق احلرة بني اململكة والدول العربية والإ�سالمية‪ ،‬وا�ستقطاب الكفاءات‬ ‫الب�شرية الوافدة من البلدان العربية والإ�سالمية‪ .‬كما �أ�شاد امل�ؤمتر �أي�ض ًا‬

‫بجهود اململكة ومبادراتها الرائدة يف تنظيم وعقد م�ؤمترات حوار الأديان‬ ‫واحل�ضارات والثقافات الإن�سانية يف الريا�ض ومدريد و�سوي�سرا ونيويورك‪.‬‬ ‫وا�ستعر�ض امل�ؤمتر �إ�سهامات اململكة يف تقدمي املنح والقرو�ض املي�سرة �إىل‬ ‫كثري من الدول الإ�سالمية‪ ،‬خالل العقود الثالثة املا�ضية‪ ،‬مبا يزيد على مائة‬ ‫مليار دوالر لنحو ‪ 95‬دولة نامية‪ ،‬مبا يعادل ‪ 4‬يف املائة من الناجت القومي‬ ‫الإجمايل للمملكة العربية ال�سعودية‪ ،‬وهي ن�سبة تتجاوز ما كانت تتطلع �إليه‬ ‫الهيئات الدولية املعنية‪ ،‬بح�سب اجلامعة الإ�سالمية‪.‬‬

‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي ت�صدر كتاب ًا عن جهود اململكة لدعم الت�ضامن الإ�سالمي‬ ‫�أحمد �سامل‪:‬‬ ‫جاء ن�شر كتاب «اململكة العربية ال�سعودية ومنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ :‬دعم‬ ‫متوا�صل وتطور م�شهود»‪ ،‬الذي �أ�صدرته �إدارة الإعالم بالأمانة العامة ملنظمة‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬مبنا�سبة انعقاد امل�ؤمتر العاملي الأول حول جهود اململكة‬ ‫العربية ال�سعودية يف خدمة ق�ضايا الأمة الإ�سالمية الذي انعقد يف املدينة املنورة‬ ‫يومي ‪ 19‬و‪ 20‬دي�سمرب ‪.2010‬‬ ‫ت�ستعر�ض مقدمة الأمني العام للكتاب خمت ِلف املراحل التاريخية جلهود‬ ‫اململكة العربية ال�سعودية وقادتها للدفاع عن ق�ضايا الإ�سالم وتعزيز وحدة‬ ‫امل�سلمني‪ ،‬وذلك انطالق ًا من عهد م�ؤ�س�سها امللك عبد العزيز بن عبد الرحمن �آل‬ ‫�سعود رحمه اهلل و�إ�شرافه على انعقاد م�ؤمتر العامل الإ�سالمي يف عام ‪1344‬هـ‪/‬‬ ‫‪1926‬م‪ ،‬ومرور ًا بامللك في�صل بن عبد العزيز رحمه اهلل الذي �شهد الت�ضامن‬ ‫الإ�سالمي يف عهده انطالقة مل ي�سبق لها مثيل تتوجت ب�إن�شاء منظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي يف عام ‪1969‬م‪ ،‬و�صو ًال �إىل العهد الزاهر خلادم احلرمني ال�شريفني‬ ‫امللك عبد اهلل بن عبد العزيز حفظه اهلل ورعاه‪.‬‬ ‫وا�ستعر�ض الأمني العام مظاهر الدعم املتوا�صل والعناية الفائقة التي يوليها‬ ‫خادم احلرمني ال�شريفني ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬والتي جت�سدت من خالل‬ ‫مكرمته اخلا�صة ببناء مقر للمنظمة بجدة على �أحدث املوا�صفات‪ ،‬م�ؤكد ًا الدور‬ ‫الكبري خلادم احلرمني ال�شريفني يف عقد القمة اال�ستثنائية الثالثة يف مكة يف‬ ‫عام ‪ ،2005‬والتي تُوجت ب�صدور برنامج العمل الع�شري‪ ،‬وم�شيد ًا بدعوته �إىل‬ ‫احلوار بني �أتباع الأديان‪.‬‬ ‫تنق�سم مباحث الكتاب �إىل �سبعة تناول �أولها مو�ضوع دعم الت�ضامن‬ ‫الإ�سالمي بو�صفه �سيا�سة �سعودية ثابتة‪ ،‬حيث �أ�شار �إىل �أن توجه امل�سلمني من‬ ‫كل �أقطار الأر�ض نحو قبلتهم يف اململكة �ألقى عليها نوع ًا من الواجب الديني‬ ‫والروحي‪ ،‬ومنحها كذلك قدر ًا كبري ًا من الزعامة الروحية للعامل الإ�سالمي‪ .‬وقد‬ ‫قامت اململكة بدورها كام ًال يف تقدمي العون وامل�ساعدة للعامل الإ�سالمي مبا فيه‬ ‫العامل العربي‪ .‬واملتتبع للأمور يجد �أن الأرقام تتحدث عن نف�سها‪ ،‬حيث بلغت ن�سبة‬ ‫م�ساعدات اململكة اخلارجية ‪ 6%‬من ناجتها القومي الإجمايل‪ ،‬وو�صلت �أحيان ًا‬ ‫�إىل ‪ 7.7%‬من ذلك الناجت‪ ،‬متجاوزة �أ�ضعاف الن�سبة املطلوبة من الأمم املتحدة‪،‬‬ ‫وهي ‪ .0.7%‬ويف الفرتة من عام ‪� 1991‬إىل عام ‪ ،2008‬بلغ �إجمايل امل�ساعدات‬ ‫والقرو�ض التي قدمتها اململكة للدول النامية نحو ‪ 120.6‬مليار ريال‪.‬‬ ‫وقد ُخ�ص�ص املبحث الثاين ملو�ضوع الت�ضامن الإ�سالمي يف ال�سيا�سة‬ ‫اخلارجية ال�سعودية‪.‬‬ ‫ويف جمال الدفاع عن ق�ضايا الإ�سالم وم�صالح امل�سلمني‪� ،‬أكد املبحث الثالث‬ ‫اعتناء اململكة بق�ضايا امل�سلمني‪ ،‬كما هو ال�ش�أن بالن�سبة لق�ضية فل�سطني‪ .‬كما كان‬ ‫للمملكة دور بارز يف دعم �أفغان�ستان‪ ،‬والبو�سنة والهر�سك‪ ،‬وك�شمري وال�صومال‬ ‫وباك�ستان‪ .‬واهتمت ب�إغاثة �ضحايا الكوارث الطبيعية وموا�ساة املنكوبني منهم‪.‬‬ ‫و�ضمن هذا املبحث الثالث‪�ُ ،‬سلط ال�ضوء على مو�ضوع الأقليات امل�سلمة‪،‬‬

‫ودعوة امللك فهد رحمه اهلل يف عام ‪� 1992‬إىل عقد �أول م�ؤمتر عاملي ملناق�شة‬ ‫�أو�ضاع الأقليات امل�سلمة واقرتاح احللول الكفيلة مب�ساندتهم ودعمهم‪.‬‬ ‫و ُكر�س املبحثان الرابع واخلام�س ملو�ضوعي امل�ساعدات ال�سعودية يف �إطار‬ ‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي والعمل الإن�ساين والإغاثي‪.‬‬ ‫�أما املبحث ال�ساد�س فقد ا�ستعر�ض جهود القادة ال�سعوديني يف دعم‬ ‫الت�ضامن الإ�سالمي‪ ،‬حيث بد�أ با�ستعرا�ض جهود امللك عبد العزيز بن عبد‬ ‫الرحمن �آل �سعود (‪1373 - 1319‬هـ‪1953 - 1900 /‬م) وتاريخه احلافل‬ ‫يف دعم الت�ضامن الإ�سالمي‪ .‬وكان من �أبرز امل�ؤمترات التي انعقدت يف �أنحاء‬ ‫خمتلفة من العامل الإ�سالمي بعد �سقوط اخلالفة العثمانية اجتماع م�ؤمتر العامل‬ ‫الإ�سالمي الذي ُعقد حتت رعاية امللك عبد العزيز يف مكة املكرمة بح�ضور قادة‬ ‫م�سلمني يف ذي احلجة ‪1344‬هـ (يونيو ‪1926‬م)‪.‬‬ ‫كما �أ�شار املبحث �إىل جهود امللك �سعود بن عبد العزيز (‪1384-1373‬هـ‪/‬‬ ‫‪1964 - 1953‬م) وت�ضمن حيز خا�ص جلهود امللك في�صل بن عبد العزيز‬ ‫(‪1395-1384‬هـ‪1975-1964 /‬م) الذي �شهد الت�ضامن الإ�سالمي يف عهده‬ ‫�أكرب انطالقة له يف التاريخ املعا�صر‪ .‬وقد برز دوره الكبري من خالل م�سعاه‬ ‫لإن�شاء منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي التي ت�أ�س�ست يف عام ‪ 1969‬يف �أعقاب االعتداء‬ ‫على امل�سجد الأق�صى املبارك‪.‬‬ ‫و�أبرز املبحث كذلك دور امللك خالد بن عبد العزيز (‪-1395‬‬ ‫‪1402‬هـ‪1982-1975/‬م) واجلهود الكبرية للملك فهد بن عبد العزيز‬ ‫(‪2005 - 1982 / 1426 -1402‬م) الذي توج هذه اجلهود ب�إعالنه يف‬ ‫اجتماع قمة املنظمة ال�ساد�سة يف العا�صمة ال�سنغالية دكار عام ‪1412‬هـ‪1991/‬م‬ ‫�أن اململكة مراعاة منها لظروف الدول الأع�ضاء يف منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫قررت �إ�سقاط ديونها على هذه الدول‪.‬‬ ‫ويتوقف الكتاب وقفة خا�صة عند الدور الكبري وامل�ساهمات اجلليلة‬ ‫خلادم احلرمني ال�شريفني‪ ،‬امللك عبد اهلل بن عبد العزيز حفظه اهلل‬ ‫(‪1426‬هـ‪2005/‬م)‪ ،‬حيث �أ�شار �إىل �أنه �أثناء انعقاد الدورة العا�شرة للقمة‬ ‫الإ�سالمية يف بوتراجايا مباليزيا – �أكتوبر ‪ ،2003‬وجه خادم احلرمني ال�شريفني‬ ‫امللك عبد اهلل بن عبد العزيز‪ ،‬وهو ال يزال ولي ًا للعهد‪ ،‬دعوة �إىل �إ�صالح اخللل‬ ‫الذي يعاين منه العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وحتقق هذا من خالل انعقاد القمة الإ�سالمية اال�ستثنائية الثالثة يف مكة يومي‬ ‫‪ 7‬و‪ 8‬دي�سمرب ‪ ،2005‬التي انبثق عنها برنامج العمل الع�شري الذي ي�شكل خارطة‬ ‫طريق للأمة على درب النهو�ض والعزة واملنعة‪ .‬و�أمر خادم احلرمني ال�شريفني‬ ‫ببناء مقر جديد ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ .‬كما �أطلق مبادرته التاريخية للحوار‬ ‫بني �أتباع الديانات ال�سماوية املختلفة‪ ،‬والتي و�صلت �إىل �أروقة هيئة الأمم املتحدة‬ ‫لتنال موقعها �ضمن اهتمامات املجتمع الدويل وق�ضاياه الرئي�سية‪.‬‬ ‫وقد احتوى الكتاب على مبحث �سابع �أخري كان عبارة عن ا�ستعرا�ض موجز‬ ‫لأبرز الأجهزة وامل�ؤ�س�سات التابعة ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪.‬‬ ‫‪5‬‬


‫�آراء‬

‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫ورياح التغيري‬ ‫الدكتور ع�صام �سليم ال�شنطي‬ ‫رئي�س التحرير‬

‫�شهدت العديد من الدول الأع�ضاء يف منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي منذ بداية عام ‪2011‬‬

‫موج ًة من اال�ضطرابات ال�سيا�سية اجلوهرية على �إثر اندالع حركات جاحمة من االحتجاجات‬ ‫ال�شعبية �أف�ضت �إىل �سقوط النظام ال�سيا�سي يف كل من تون�س وم�صر‪ .‬وال تزال امل�سريات‬ ‫ال�شعبية املليونية يف اليمن تطالب �إىل وقت كتابة هذه ال�سطور بتغيري النظام‪ ،‬يف حني اتخذت‬ ‫احلركة االحتجاجية ال�سلمية وغري امل�سلحة يف ليبيا منحى دموي ًا‪ ،‬حيث ت�شهد ال�ساحة الليبية‬ ‫يف الوقت الراهن حالة حرب بني كتائب اجلي�ش التابعة لنظام الزعيم الليبي معمر القذايف‬ ‫من جهة‪ ،‬واملتمردين املدعومني من قبل املجتمع الدويل متمث ًال يف ذراعه الع�سكرية‪ ،‬حلف‬ ‫�شمايل الأطل�سي «الناتو»‪ ،‬من جهة �أخرى‪ .‬وكانت بع�ض الدول الأخرى الأع�ضاء يف منظمة‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي قد �شهدت مظاهر من االحتجاجات ال�شعبية ات�سمت مبحدوديتها‪� ،‬إذ‬ ‫�إن حكومات تلك الدول جنحت يف احتواء االحتجاجات ال�شعبية من خالل تبني برامج‬ ‫و�سيا�سات �إ�صالحية على نحو �سريع‪ .‬وعلى الرغم عن ذلك‪ ،‬يبدو �أن جممل الدول الأع�ضاء‬ ‫مر�شحة لأن تكون م�سرح ًا لتطورات مماثلة ما مل تُـ ْقـدِ م على تفعيل �إ�صالحات حكومية يف‬ ‫الوقت املنا�سب‪.‬‬ ‫�إن الأ�سباب الرئي�سية التي تقف وراء هذه املوجة من االحتجاجات واالنتفا�ضات‬ ‫ال�شعبية ترتبط ارتباط ًا وثيق ًا مبجموعة من املطالب ال�شعبية التي تروم الإ�صالح ال�سيا�سي‬ ‫واالقت�صادي واالجتماعي‪ ،‬و�إعادة توزيع الرثوة‪ ،‬وحرية الر�أي والتعبري‪ ،‬وحرية الإعالم‪.‬‬ ‫وبتعبري �آخر‪ ،‬ت�سعى هذه املطالب �إىل حتقيق ما ن�ص عليه ميثاق منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫وبرنامج املنظمة للعمل الع�شري ودعوتهما منذ عام ‪� 2005‬إىل �ضرورة تفعيل ممار�سات‬ ‫احلكم الر�شيد‪ ،‬ومبد�أ �سيادة القانون‪ ،‬وتعزيز حقوق الإن�سان‪ ،‬وتنفيذ �إ�صالحات اقت�صادية‬ ‫وتنموية‪ .‬وال غرو �أن هذه املطالب تعرب يف جوهرها عن حقوق طبيعية وم�شروعة لل�شعوب يف‬ ‫جميع �أنحاء العامل‪ ،‬مبا يف ذلك ال�شعوب امل�سلمة يف الدول الأع�ضاء باملنظمة‪ ،‬عالوة على‬ ‫�أنها ال تتعار�ض البتة مع تعاليم �أي دين �أو معتقد‪ ،‬مبا يف ذلك الدين الإ�سالمي‪ ،‬كما �أنها ال‬ ‫تت�ضارب مع �إرادة الغالبية العظمى من امل�سلمني يف جميع �أنحاء العامل‪.‬‬ ‫و ُبعيد االندالع املفاجئ وغري املتوقع حلركة االحتجاجات ال�شعبية‪ ،‬اتخذت قيادة‬ ‫املنظمة موقف ًا يتناغم مع مبادئ ور�سالة املنظمة‪ ،‬حيث متيز موقفها بالر�صانة والت�أين‪،‬‬ ‫وحظي بتقدير وا�سع يف ربوع العامل الإ�سالمي وخارجه‪.‬‬ ‫ففي �أعقاب خروج ال�شعوب يف تون�س وم�صر �إىل ال�شارع للتعبري عن مطالبها‪� ،‬أعربت‬ ‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي عن موقفها الوا�ضح �إزاء هذه الأحداث على الرغم من �أنها تَعترب‬ ‫هذه الأحداث �ش�أن ًا داخلي ًا للدول الأع�ضاء‪ ،‬لكنها �أعربت عن ت�ضامنها مع ال�شعبني التون�سي‬ ‫وامل�صري‪ ،‬ودعت جميع الأطراف �إىل احلفاظ على الأمن واال�ستقرار وحماية املمتلكات‬ ‫العامة واخلا�صة و�صون املكت�سبات الوطنية‪.‬‬ ‫ويف هذا ال�سياق‪� ،‬أكد الأمني العام للمنظمة‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬يف‬ ‫منا�سبات عديدة �أن العامل الإ�سالمي ي�شهد تطورات وتغريات مف�صلية حتمل دالالت تاريخية‪،‬‬ ‫داعي ًا جميع الأطراف املعنية �إىل التحلي باحلكمة والعقالنية يف التعاطي مع هذه التطورات‪.‬‬ ‫و�شدد على احلاجة امللحة يف كثري من البلدان الإ�سالمية لال�ستجابة ال�سريعة لطموحات‬ ‫ال�شعوب يف تطبيق مبادئ احلكم الر�شيد‪ ،‬و�سيادة القانون‪ ،‬وتعزيز حقوق الإن�سان‪ ،‬وتو�سيع‬ ‫م�ساحة امل�شاركة ال�سيا�سية وحتقيق التنمية ال�شاملة‪.‬‬ ‫وجدد الربوفي�سور �إح�سان �أوغلى يف معر�ض ت�صريحاته املختلفة دعوة ميثاق منظمة‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي يف مبادئه الأ�سا�سية �إىل تبني هذه القيم‪ ،‬م�شدد ًا على �أن برنامج العمل‬ ‫الع�شري كان رائد ًا يف ا�سرتعاء انتباه الدول الأع�ضاء �إىل التحديات واال�ستحقاقات ال�سيا�سية‬ ‫‪6‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫التي يواجهها العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ولعله من ح�سن الطالع �أن عملية التغيري يف تون�س وم�صر تبلورت ب�شكل �سريع ن�سبي ًا‪ ،‬ومل‬ ‫تقع جراءها �سوى خ�سائر حمدودة يف الأرواح واملمتلكات‪ ،‬حيث �إن البلدين ميران حالي ًا مبرحلة‬ ‫�سيا�سية انتقالية �سل�سة ومتما�سكة �ستُـتَـ َّوج م�ستقب ًال بتنظيم انتخابات رئا�سية وبرملانية مت ّكن‬ ‫�شعبيهما من اختيار ممثليهما من خالل االحتكام �إىل �صناديق االقرتاع‪ .‬لكن االحتجاجات‬ ‫التي انطلقت يف بداياتها يف �أجواء �سلمية يف ليبيا ُووجهت للأ�سف بالآلية احلربية للنظام‬ ‫الليبي الذي قرر ا�ستخدام القوة الع�سكرية �ضد ال�شعب الليبي من �أجل و�ضع حد لتطلعاته‬ ‫نحو احلرية والإ�صالح‪.‬‬ ‫ومع تدهور الو�ضع الأمني يف ليبيا‪ ،‬حازت املنظمة ق�صب ال�سبق من بني املنظمات‬ ‫الإقليمية والدولية من خالل �إدانتها املبكرة و�شديدة النربة لال�ستخدام املفرط للقوة �ضد‬ ‫املدنيني‪ ،‬ودعت �إىل عقد اجتماع للممثلني الدائمني الذي اعتمد جمموعة من التو�صيات‬ ‫ا�ستناد ًا �إىل البيانات ال�صادرة عن الأمني العام للمنظمة‪ .‬ودعا هذا االجتماع اللجنة‬ ‫التنفيذية �إىل عقد اجتماع على م�ستوى وزراء خارجية الدول الأع�ضاء التخاذ قرارات ب�ش�أن‬ ‫الأزمة الليبية‪.‬‬ ‫وعلي �صعيد مماثل‪� ،‬أعرب البيان اخلتامي ال�صادر عن اجتماع اللجنة التنفيذية‬ ‫للمنظمة‪ ،‬الذي الت�أم يوم ‪ 19‬مار�س ‪ ،2011‬عن دعمه للقرارين رقم ‪ 1970‬و‪ 1973‬ال�صادرين‬ ‫عن جمل�س الأمن الدويل وم�ساندته للبنود التي ت�ضمنها القرار رقم ‪ 1973‬القا�ضية بفر�ض‬ ‫منطقة حظر جوي على ليبيا‪� ،‬إ�ضافة �إىل �ضرورة اتخاذ كل التدابري العملية الكفيلة بوقف‬ ‫�أعمال العنف �ضد ال�شعب الليبي وفتح قنوات ات�صال مع املجل�س الوطني االنتقايل الليبي‪.‬‬ ‫ومل يفت البيان ت�أكيد موقف املنظمة املعار�ض لأي �شكل من �أ�شكال االحتالل لأي جزء من‬ ‫الرتاب الليبي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حري بالذكر �أي�ضا �أن املنظمة دعت منذ �أن الحت البوادر الأوىل للأزمة الليبية يف الأفق‬ ‫�إىل �ضرورة �إيجاد خمرج �سيا�سي لها‪ ،‬مبا يف ذلك �صياغة وتفعيل عملية التحول ال�سيا�سي‬ ‫املحتملة‪ .‬وقد تفاعلت املنظمة ب�إيجابية مع جميع الدعوات الرامية �إىل ت�ضافر خمتلِف‬ ‫امل�ساعي الدولية لو�ضع حد لإراقة الدماء و�صون املنطقة من التداعيات واملخاطر اجل�سيمة‬ ‫التي ميكن �أن تهدد الأمن الإقليمي والدويل‪ .‬ويف هذا ال�سياق‪� ،‬شاركت املنظمة يف �أول اجتماع‬ ‫ت�شاوري لفريق االت�صال الدويل املعني بالأزمة الليبية‪ ،‬الذي انعقد يف لندن‪ ،‬يوم ‪ 29‬مار�س‬ ‫‪ ،2011‬بهدف ان�ضمامها �إىل اجلهود الدولية لإنهاء الأزمة يف ليبيا‪.‬‬ ‫ويف �إطار جهود املنظمة على ال�صعيد الإن�ساين للتعاطي عملي ًا مع تدهور الأو�ضاع يف‬ ‫ليبيا‪ ،‬فقد �شرعت منذ ال�سابع من مار�س ‪ 2011‬يف توزيع املواد الغذائية وامل�ساعدات الطبية‬ ‫لفائدة �أكرث من ‪ 13000‬من النازحني العالقني على احلدود الليبية‪ .‬ومنذ الأيام الأوىل لن�شوب‬ ‫املواجهات امل�سلحة يف ليبيا‪ ،‬وجهت املنظمة الدعوة جلميع دولها الأع�ضاء وملختلِف م�ؤ�س�سات‬ ‫املجتمع املدين الدولية والإ�سالمية لتقدمي املعونات الإن�سانية ال�ضرورية والعاجلة لل�شعب‬ ‫الليبي لتمكينه من جتاوز هذه الأزمة اخلطرية‪ .‬كما �أن املنظمة حتركت ب�سرعة لإيفاد بعثاتها‬ ‫الإن�سانية �إىل احلدود الليبية مع كل من م�صر وتون�س‪ .‬كما بد�أت منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف‬ ‫تنظيم رحالت جوية لإعادة النازحني على احلدود الليبية �إىل بلدانهم‪.‬‬ ‫ويتبني بذلك �أن التطورات يف عدد من الدول الأع�ضاء يف املنظمة خالل الأ�شهر الثالثة‬ ‫املن�صرم �أثبتت �إىل حد كبري �أن الر�ؤية والقرارات ال�صادرة عن م�ؤمتر القمة اال�ستثنائي‬ ‫الذي احت�ضنته مكة املكرمة عام ‪ ،2005‬وال �سيما برنامج العمل الع�شري‪ ،‬انطوت على قراءة‬ ‫ح�صيفة ونظرة م�ستقبلية دقيقة‪ .‬وبرهنت الدعوات املتكررة واملتجددة‪ ،‬التي ما فتئ الأمني‬ ‫العام للمنظمة يطلقها يف كل منا�سبة على مدى ال�سنوات ال�ست املا�ضية ب�ش�أن احلاجة �إىل‬ ‫انتهاج «التحديث واالعتدال»‪ ،‬على �أنها جديرة بالتبني والأخذ اجلدي بتوجهاتها‪ .‬لقد بات‬ ‫جلي ًا اليوم �أنه ال ميكن لأي دولة غ�ض الطرف �أو جتاهل �صريورة التغيري التي تخطو بخطوات‬ ‫ثابتة يف جميع �أنحاء العامل‪ .‬وقد �أ�صاب الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى كبد احلقيقة‬ ‫عندما �أو�ضح‪ ،‬يف معر�ض كلمته �أمام اجتماع املمثلني الدائمني للدول الأع�ضاء ب�ش�أن الأزمة‬ ‫الليبية‪� ،‬أن «القانون الدويل ي�ؤكد �أن من �أوىل �أولويات واجبات �أي دولة �أن حتمي ملواطنيها‬ ‫احلق يف احلياة‪ ،‬واحلرية والأمن‪ ،‬كما �أن هذا القانون يفر�ض على الدولة احرتام حقوق‬ ‫الإن�سان لأفراد �شعبها وحرياتهم الأ�سا�سية»‪.‬‬ ‫وهكذا ميكن القول بكل و�ضوح وت�أكيد �أمام التطورات التي ي�شهدها العامل الإ�سالمي �إن‬ ‫ميثاق منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي وبرنامج عملها الع�شري اللذين مت اعتمادهما بالتوافق من‬ ‫قبل جميع الدول الأع�ضاء يف املنظمة ُيع ّبدان ممر ًا �آمن ًا باجتاه حتقيق االزدهار واال�ستقرار‬ ‫يف ظل م�ستقبل �أكرث �إ�شراق ًا‪.‬‬


‫ق�ضايا فل�سطينية‬

‫�إح�سان �أوغلى يرحب مببادرة الرئي�س عبا�س للم�صاحلة الوطنية‬ ‫ا�ستقبل الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل‬ ‫الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬يف مكتبه‪ ،‬يوم ‪ 20‬مار�س ‪ ،2011‬الدكتور حممود‬ ‫الهبا�ش وزير الأوقاف الفل�سطيني‪ ،‬وبحث معه مبادرة الرئي�س حممود‬ ‫عبا�س للم�صاحلة الوطنية الفل�سطينية وعزمه زيارة قطاع غزة لو�أد‬ ‫االنق�سام وت�شكيل حكومة وحدة وطنية تتوىل ترتيب �إجراء انتخابات خالل‬

‫�ستة �أ�شهر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقد رحب الأمني العام بهذه املبادرة‪ ،‬داعيا جميع الأطراف املعنية‬ ‫�إىل التعامل معها مب�س�ؤولية و�إيجابية عالية باعتبارها فر�صة جادة وثمينة‬ ‫لإعادة اللحمة للج�سم الفل�سطيني يجب عدم �إهدارها‪ .‬وقد وعد الأمني‬ ‫العام ببذل ما ي�ستطيع من �أجل �إجناحها‪.‬‬

‫الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يدين �شروع �إ�سرائيل يف هدم بيت احلاج احل�سيني‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫يف انتهاك فا�ضح للقانون الدويل والتفاقية جنيف الرابعة‪� ،‬شرعت‬ ‫�إ�سرائيل يف هدم بيت مفتي القد�س املغفور له احلاج �أمني احل�سيني لإقامة‬ ‫م�ستوطنة مكانه‪.‬‬ ‫وقد بعث الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل‬ ‫الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬ر�سالة �إىل وزير اخلارجية الربيطاين وليم هيغ‪،‬‬ ‫ووزيرة اخلارجية الأمريكية‪ ،‬هيالري كلينتون‪ ،‬ب�ش�أن االنتهاكات الإ�سرائيلية‬ ‫الأخرية‪.‬‬ ‫وقد �أعرب الأمني العام عن �إدانته ال�شديدة لإ�سرائيل ل�شروعها يف هدم‬ ‫احلاج �أمني احل�سيني‪ ،‬معترب ًا �أن اال�ستيالء على بيت املفتي بغري وجه حق‬ ‫ومن ثم هدمه لإقامة م�ستوطنة مكانه ي�شكل انتهاك ًا فا�ضح ًا للقانون الدويل‬ ‫والتفاقية جنيف الرابعة التي حترم على دولة االحتالل تغيري معامل الأرا�ضي‬ ‫املحتلة‪� ،‬أو اال�ستيالء على الأمالك اخلا�صة ونقل امل�ستوطنني �إليها‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام �أن منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي �ستتحرك على جميع‬

‫ال�ص ُعد املمكنة لوقف املخطط الإ�سرائيلي‪ .‬كما نا�شد جميع الدول والهيئات‬ ‫ُ‬ ‫الدولية املعنية التحرك العاجل لثني �إ�سرائيل عن امل�ضي يف تنفيذ خمططاتها‬ ‫وانتهاكاتها للقانون الدويل‪.‬‬ ‫كما بعث الأمني العام بر�سائل خطية �إىل وزراء خارجية الدول دائمة‬ ‫الع�ضوية يف جمل�س الأمن الدويل؛ الواليات املتحدة واململكة املتحدة وال�صني‬ ‫ورو�سيا وفرن�سا‪ ،‬وكذلك �إىل املفو�ضة العليا لل�سيا�سة اخلارجية والأمن يف‬ ‫االحتاد الأوروبي‪ ،‬ووزراء خارجية كل من �أملانيا و�إ�سبانيا والربتغال وهنغاريا‪،‬‬ ‫حيث �أطلعهم الأمني العام على �آخر االنتهاكات الإ�سرائيلية املتمثل ب�إقدام‬ ‫�إ�سرائيل على ال�شروع يف هدم بيت مفتي القد�س �سابق ًا احلاج �أمني احل�سيني‪،‬‬ ‫لإقامة م�شروع ا�ستيطاين على �أنقا�ضه‪.‬‬ ‫جدير بالذكر �أن الأمني العام ا�ستقبل يوم ال�سبت ‪ 8‬يناير ‪ 2011‬يف‬ ‫مكتبه وفد ًا من ورثة مفتي القد�س‪ ،‬وبحث معهم �سبل التحرك حلماية بيت‬ ‫املفتي وا�ستكمال وتو�سيع اخلطوات التي بد�أتها املنظمة على امل�ستوى الدويل‬ ‫منذ مدة لهذه الغاية‪.‬‬

‫الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يرحب باالعرتاف بدولة فل�سطني‬ ‫�أعرب الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬عن ترحيبه باعرتاف جمهورية غويانا‪ ،‬الدولة الع�ضو يف‬ ‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬بفل�سطني دولة حرة م�ستقلة يف حدود عام ‪،1967‬‬ ‫م�شري ًا �إىل �أن هذه اخلطوة متثل تطور ًا نوعي ًا مهم ًا يف الدعم الدويل للحقوق‬ ‫الوطنية الفل�سطينية غري القابلة للت�صرف‪ ،‬وتعترب دعم ًا لتطلعات ال�شعب‬ ‫الفل�سطيني يف ممار�سة حق تقرير م�صريه‪ ،‬عرب �إقامة دولة ح ّرة م�ستقلة على‬ ‫تراب وطنه وعا�صمتها القد�س ال�شريف‪.‬‬ ‫كما رحب الأمني العام باعرتاف العديد من دول �أمريكيا الالتينية‬

‫بدولة فل�سطني حرة م�ستقلة يف حدود عام ‪ ،1967‬م�ؤكد ًا �أن هذا ين�سجم مع‬ ‫قرارات ال�شرعية الدولية‪ ،‬وي�ؤ�س�س ملرحلة مهمة يف تاريخ ال�شعب الفل�سطيني‬ ‫وق�ضيته العادلة‪.‬‬ ‫و�أعرب الأمني العام للمنظمة عن �أمله ب�أن حتذو الدول التي مل تعرتف‬ ‫بعد حذو دول �أمريكيا الالتينية‪ ،‬باالعرتاف بدولة فل�سطني حرة م�ستقلة على‬ ‫الأرا�ضي الفل�سطينية التي احتلتها �إ�سرائيل عام ‪ 1967‬والقد�س ال�شرقية‬ ‫عا�صمة لها‪.‬‬

‫جمل�س حقوق الإن�سان يتبنى قرارات بخ�صو�ص تقرير غولد�ستون‬

‫وتعقيب ًا على القرارات‪ ،‬قال الأمني العام �إن تب ّني قرار بخ�صو�ص «تقرير‬ ‫جنيف ـ �سوي�سرا‪:‬‬ ‫ع الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين غولد�ستون»‪ ،‬يطلب فيه من اجلمعية العامة �إحالته �إىل جمل�س الأمن للنظر‬ ‫برّ‬ ‫فيه واتخاذ الإجراءات الالزمة ب�ش�أنه‪ ،‬هو خطوة هامة يجب �أن تتم متابعة‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬عن ارتياحه لتبني جمل�س حقوق الإن�سان التابع للأمم املتحدة‪ ،‬تنفيذها‪ ،‬وعلى املجتمع الدويل الإيفاء مب�س�ؤولياته جتاه حما�سبة �إ�سرائيل على‬ ‫قرارات بخ�صو�ص تقرير غولد�ستون‪.‬‬ ‫ما ترتكبه من انتهاكات �صارخة للقانون الدويل والقانون الدويل الإن�ساين‪.‬‬ ‫‪7‬‬


‫ق�ضايا فل�سطينية‬

‫�إندوني�سيا تتربع بـ ‪ 2.24‬مليون دوالر لإن�شاء مركز جلراحة القلب يف غزة‬ ‫جاكرتا ـ �إندوني�سيا‪:‬‬ ‫تعتزم احلكومة الإندوني�سية متويل بناء ب�إن�شاء مركز متطور جلراحة‬ ‫القلب والق�سطرة يف مدينة غزة يف م�شت�شفى ال�شفاء ب�شمال غزة‪ ،‬فل�سطني‪.‬‬ ‫وقد جرى توقيع مذكرة التفاهم اخلا�صة بامل�شروع بني احلكومة‬ ‫الإندوني�سية والبنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬يوم ‪ 9‬فرباير ‪ ،2011‬يف العا�صمة‬ ‫الإندوني�سية جاكرتا بح�ضور وزير ال�صحة الإندوني�سي‪ ،‬الدكتور �إندانغ‬ ‫�سيديانينغ�سيه ‪ ،‬ورئي�س جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬الدكتور �أحمد‬ ‫حممد علي‪ .‬ون�صت مذكرة التفاهم على تقدمي �إندوني�سيا ‪ 2.44‬مليون دوالر‬ ‫لإن�شاء املركز كهبة من احلكومة الإندوني�سية لل�شعب الفل�سطيني‪ ،‬وذلك عن‬ ‫طريق البنك‪.‬‬ ‫وبعد التوقيع‪ ،‬قال وزير ال�صحة الإندوني�سي �إن حكومته قدمت مل�ست�شفى‬ ‫ال�شفاء املبلغ املايل بعد طرح امل�ست�شفى خلطة مبادرة من �أجل �إن�شاء م�ست�شفى‬ ‫بغزة التي تعرثت ب�سبب بع�ض ال�صعوبات امليدانية‪ .‬و�سيتم �إن�شاء املركز خالل‬ ‫فرتة زمنية متتد ثمانية �أ�شهر‪ ،‬حيث ي�شغل م�ساحة ‪ 1500‬مرت مربع‪.‬‬ ‫و�أكد الدكتور �أحمد حممد علي‪ ،‬بدوره‪� ،‬أن هذا التربع الذي جاء مببادرة‬ ‫من الرئي�س الإندوني�سي‪� ،‬سو�سولو بامبانغ يودويونو‪ ،‬يحمل ر�سالة �إىل �أهل‬ ‫غزة مفادها �أن لهم �إخوة و�إن ب ُعدت بهم الديار‪� ،‬إال �أنهم ي�شاركونهم همومهم‬ ‫مهما بعدت ال�شقة‪ .‬وهي تن�سجم مع الدور الإ�سالمي والدويل الذي ت�ضطلع‬ ‫به �إندوني�سيا من موقعها يف جلنة مقاومة االحتالل‪ ،‬ومن موقع امل�س�ؤولية‬

‫الدولية ملنا�صرة �شعب غزة ال�صامد‪� .‬أما البنك الإ�سالمي للتنمية فيت�شرف‬ ‫ب�أن تتخذه احلكومة الإندوني�سية ج�سر ًا �إىل قطاع غزة ت�صل من خالله‬ ‫امل�شروعات ال�صحية‪ ،‬مذكر ًا بهذه املنا�سبة ب�أن البنك الإ�سالمي للتنمية �إمنا‬ ‫هو �أداة للت�ضامن بني الدول الأع�ضاء والت�آلف والتعاطف والرتاحم بينها‪.‬‬ ‫وقد طور البنك �آليات تتيح للدول الأع�ضاء‪ ،‬حكومات وم�ؤ�س�سات قطاع خا�ص‬ ‫وجمتمع مدين‪ ،‬تقدمي العون وامل�ساندة ت�ضامن ًا مع �ضحايا العدوان واحل�صار‬ ‫اجلائر يف فل�سطني‪.‬‬ ‫وتوجه رئي�س البنك �إىل م�ؤ�س�سات العمل الطوعي داعي ًا �إىل اغتنام‬ ‫الفر�ص املتاحة مل�ساعدة ال�شعب الفل�سطيني يف ال�صمود على �أر�ضه‪ ،‬عرب‬ ‫�أولوياته التي ت�ضم �إىل جانب �إ�صالح املرافق العامة يف قطاع غزة‪ ،‬توفري‬ ‫املقاعد الدرا�سية لنحو ع�شرة �آالف طالب يف �سن الدرا�سة‪ ،‬حمرومني من حق‬ ‫التعليم يف مدينة القد�س ال�شريف املحتلة‪.‬‬ ‫كما �شهد الأ�ستاذ �سليم اجلفري‪ ،‬وزير اخلدمة االجتماعية الإندوني�سي‪،‬‬ ‫ود‪� .‬أحمد حممد علي رئي�س البنك الإ�سالمي للتنمية توقيع اتفاق يتم مبوجبه‬ ‫متويل م�شروعات �صغرية مدرة للدخل للتمكني االقت�صادي للأ�سر الفل�سطينية‬ ‫املنتجة‪ ،‬مبقدار ثالثة ماليني دوالر �أمريكي ‪ .‬ويف هذا الإطار ت�ستعني م�ؤ�س�سة‬ ‫الوفاء الإندوني�سية لبناء القدرات‪ ،‬بالربنامج الرائد للتمكني االقت�صادي‬ ‫الذي يرعاه �صندوق الأق�صى من �أجل توفري و�سائل العي�ش الكرمي امل�ستدام‬ ‫لنحو ‪� 600‬أ�سرة فل�سطينية‪.‬‬

‫الواليات املتحدة الأمريكية ت�ستخدم الفيتو �ضد قرار يدين اال�ستيطان الإ�سرائيلي‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫�أعرب الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬عن �شجبه ا�ستخدام الواليات املتحدة الأمريكية‪ ،‬يوم ‪18‬‬ ‫فرباير ‪ ،2011‬حلق النق�ض الفيتو �ضد قرار ملجل�س الأمن يدين اال�ستيطان‬ ‫اال�ستعماري الإ�سرائيلي يف الأرا�ضي الفل�سطينية‪ ،‬معترب ًا هذه اخلطوة‬ ‫ت�شجيع ًا لإ�سرائيل على اال�ستمرار يف انتهاكاتها‪.‬‬ ‫وا�ستنكر الأمني العام هذا املوقف الأمريكي قائ ًال �إنه يزيد من تعقيد الأمور‬ ‫يف املنطقة‪ ،‬وي�شجع �إ�سرائيل على التهرب من التزاماتها الدولية ومن‬ ‫ا�ستحقاقات عملية ال�سالم التي توقفت ب�سبب �أن�شطتها اال�ستيطانية‪ ،‬كما‬

‫�أنه يوجه �ضربة قا�صمة مل�صداقية اجلهود الدولية الرامية ال�ستئناف هذه‬ ‫العملية‪.‬‬ ‫وقد �صوتت الدول الأربع ع�شرة الباقية من �أع�ضاء جمل�س الأمن ل�صالح‬ ‫القرار والذي طالب �إ�سرائيل‪ ،‬باعتبارها دولة االحتالل‪ ،‬وقف كل الأن�شطة‬ ‫اال�ستيطانية بالكامل وعلى نحو فوري يف الأرا�ضي الفل�سطينية املحتلة‪ ،‬من‬ ‫�ضمنها القد�س ال�شرقية و�أن حترتم بالكامل التزاماتها القانونية بهذا ال�ش�أن‪.‬‬ ‫ولكن مبا �أن الواليات املتحدة الأمريكية �إحدى الدول اخلم�س تتمتع بالع�ضوية‬ ‫الدائمة‪ ،‬ولديها حق ا�ستخدام حق النق�ض «الفيتو»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كما طالب القرار الذي رعاه �أكرث من ‪ 120‬دولة ع�ضوا من بني ‪ 192‬دولة‬ ‫ع�ضو ًا يف الأمم املتحدة من الطرفني االلتزام بخارطة الطريق‪.‬‬

‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي حتذر من وقوع م�أ�ساة �إن�سانية يف غزة‬

‫قطاع غزة ـ فل�سطني‪:‬‬ ‫حذرت منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي من وقوع م�أ�ساة �إن�سانية يف قطاع غزة‬ ‫ب�سبب نق�ص ج�سيم يف معدل املياه واملواد الغذائية والكهرباء ومواد الرتميم‬ ‫يف املناطق املحا�صرة‪.‬‬ ‫وباال�ستناد �إىل تقرير �أ�صدرته �إدارة ال�ش�ؤون الإن�سانية التابعة للمنظمة‪،‬‬ ‫يح�صل ‪ 10‬يف املئة من مواطني غزة على املياه كل خم�سة �أيام‪� ،‬أما ‪ 80‬يف‬ ‫املئة الآخرون ي�ستخدمون املياه مرتني �أ�سبوعي ًا‪ .‬كما �أن معدل ا�ستهالك املياه‬ ‫جلميع املواطنني بالكاد ي�صل �إىل ‪ 86‬لرت ًا يومي ًا‪ ،‬وهو ما يعادل تقريب ًا ن�صف‬ ‫الن�صف ملعدل ا�ستهالك املياه يف العامل‪ .‬كما �أ�ضاف التقرير مولدات الديزل‬ ‫‪8‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫املوردة من م�صر �إىل غزة ال تولد الطاقة الكافية الحتياجات ال�شعب‪ .‬هذا‬ ‫وقد ينقطع الكهرباء ملدة ترتاوح مابني ‪ 4‬و‪� 6‬ساعات يومي ًا‪.‬‬ ‫و�أعرب التقرير ب�أ�سف عن ت�أجيل ترميم املدار�س يف قطاع غزة ب�سبب ت�شديد‬ ‫ح�صار �إ�سرائيل عليها وتنفيذ حظر على نظام ا�سترياد مواد البناء‪.‬‬ ‫وقد بد�أت �إ�سرائيل ح�صارها الأر�ضي والبحري على قطاع غزة منذ �شهر يونيو‬ ‫‪ .2007‬وهوجم هذا احل�صار بنقد من كثري من منظمات حقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫ووجدت بعثة الأمم املتحدة لتق�صي احلقائق يف عام ‪� 2009‬أن احل�صار على‬ ‫غزة «بلغ عقوبات جماعية» وجرائم �ضد الإن�سانية وحثت على �إحالة املو�ضوع‬ ‫�إىل املحكمة الدولية اجلنائية‪.‬‬


‫مزارعو غزة يخاطرون بحياتهم لقطف حما�صيل الزيتون مبواجهة اال�ستهداف الإ�سرائيلي‬ ‫غزة (د ب �أ)‪:‬‬ ‫يكابد املزارع الفل�سطيني �أبو كامل جندية‬ ‫قدر ًا هائ ًال من املخاطرة عند كل زيارة يقوم‬ ‫بها �إىل �أر�ضه التي تقع على �أطراف مدينة غزة‬ ‫القريبة من ال�سياج الفا�صل مع �إ�سرائيل‪ .‬وعادة ما‬ ‫يحر�ص �أبو كامل على �سماع �آخر �أخبار التطورات‬ ‫امليدانية يف م�سعى لتجنب الوجود يف �أر�ضه يف حال‬ ‫الت�صعيد‪� ،‬إ ّال �أن زيارته لأر�ضه لغر�ض فالحتها �أو‬ ‫جني حم�صوله من الزيتون تبقي على الدوام من‬ ‫دون �ضمانات‪ .‬وكثري ًا ما تعر�ض �أبو كامل لإطالق‬ ‫نار من القوات الإ�سرائيلية املتمركزة قرب ال�سياج‬ ‫الفا�صل‪ ،‬و�أُ�صيب �أفراد من عائلته حتى بات ي�شعر‬ ‫�أنه يحمل كفنه على كتفيه خالل عمله‪.‬‬ ‫ويواجه مزارعو غزة من �أ�صحاب الأرا�ضي‬ ‫القريبة من ال�سياج الفا�صل مع �إ�سرائيل �صعوبات‬ ‫كبرية يف مو�سم قطف الزيتون الذي يبد�أ مع‬ ‫منت�صف �شهر �أكتوبر ‪ ‬من كل عام‪ .‬ويعزو ه�ؤالء‬ ‫ذلك �إىل �أن القوات الإ�سرائيلية املتمركزة يف‬ ‫الأبراج الع�سكرية املحيطة بقطاع غزة تتعمد‬ ‫�إطالق الر�صا�ص على كل من يقرتب من ال�سياج‬ ‫الفا�صل‪ ،‬وهو ما يعر�ضهم للخطر ال�شديد‪.‬‬ ‫وتفر�ض �إ�سرائيل منطقة �أمنية عازلة على‬ ‫طول حدود قطاع غزة بعمق ‪ 300‬مرت ومتنع‬ ‫الفل�سطينيني من االقرتاب منها بدعوى منع‬ ‫الف�صائل امل�سلحة يف القطاع من �شن هجمات‬ ‫عدائية‪.‬‬ ‫ويقول �أبو كامل �إنه يلج�أ للذهاب �إىل �أر�ضه مع‬ ‫ال�ساعات الأوىل لكل �صباح والعمل بجد ل�ساعات‬ ‫قليلة لتجنب الت�أخر فيها مع قرب �ساعات امل�ساء‬

‫خ�شية �إثارة حفيظة القوات الإ�سرائيلية‪ .‬وتقع‬ ‫�أر�ض هذا املزارع على بعد ‪ 350‬مرت ًا من ال�سياج‬ ‫الفا�صل بني �إ�سرائيل وقطاع غزة على �أطراف‬ ‫مدينة غزة‪.‬‬ ‫و ُي َعد مو�سم الزيتون فر�صة زراعية واقت�صادية‬ ‫نادرة ل�سكان قطاع غزة الذي ي�شتهر تاريخي ًا بهذا‬ ‫النوع من الزراعة‪� ،‬إال �أن زخمها تراجع ب�شدة‬ ‫منذ �سنوات مع تكرار العمليات الع�سكرية وفر�ض‬ ‫احل�صار الإ�سرائيلي امل�شدد على القطاع‪.‬‬ ‫ويلج�أ �أبو كامل �إىل حيل لإجناح مو�سم‬ ‫الزيتون يف �أر�ضه من خالل تهذيب �أ�شجارها‬ ‫وق�ص غ�صونها من الأعلى بحيث ال ترتفع الأ�شجار‬ ‫عن م�ستوى طوله كي ال يتذرع اجلنود الإ�سرائيليون‬ ‫بعدم ر�ؤيته من بني الأ�شجار‪ .‬ولذلك‪ ،‬ف�إن �أبو‬ ‫كامل و�أقرانه من املزارعني ال يتوقعون �أن تكون‬ ‫الثمار وفرية‪ ،‬وخ�صو�ص ًا �أن الأ�شجار تعر�ضت‬ ‫�أكرث من مرة للتخريب وغبار اجلرافات والآليات‬ ‫الإ�سرائيلية‪.‬‬ ‫وتقول وزارة الزراعة الفل�سطينية �إن قطاع‬ ‫غزة فقد خالل احلرب الإ�سرائيلية على قطاع غزة‬ ‫قبل ع�شرين �شهر ًا �أربعة �آالف دومن مزروعة ب�أكرث‬ ‫من ‪� 13‬ألف �شجرة‪ ،‬بينما التهم جدار الف�صل يف‬ ‫ال�ضفة الغربية مليون ًا �أخرى‪.‬‬ ‫وما يعني مزارعي غزة على مهمتهم لقطف‬ ‫الزيتون م�شاركة وفود من املت�ضامنني الأجانب‬ ‫يف عملهم ملنع ا�ستهدافهم من قبل اجلي�ش‬ ‫الإ�سرائيلي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ومع بدء مو�سم قطف الزيتون‪� ،‬أطلقت‬ ‫«املبادرة املحلية‪ :‬متطوعون من �أجل اخلدمة‬

‫الإن�سانية واملجتمعية»‪ ،‬وهي ائتالف مت�ضامنني‬ ‫فل�سطينيني ون�شطاء �سالم �أجانب حملة لتمكني‬ ‫املزارعني املحليني من قطف الزيتون يف �أرا�ضيهم‬ ‫املتاخمة حلدود قطاع غزة‪ ،‬وحتمل احلملة ا�سم‬ ‫«�شجرة الزيتون العدل وال�سالم»‪.‬‬ ‫ويقول �صابر الزعانني‪ ،‬من�سق املبادرة املحلية‪،‬‬ ‫�إن الهدف الرئي�سي من وراء حمالت التطوع‬ ‫يكمن يف تثبيت املزارعني يف �أرا�ضيهم‪ ،‬وحماولة‬ ‫لتحدي �سيا�سة التهجري الإ�سرائيلية للقاطنني يف‬ ‫املناطق احلدودية‪ .‬ولفت �إىل �أن �أن�شطة املتطوعني‬ ‫«تعك�س قدرة الفل�سطينيني على مواجهة االحتالل‬ ‫الإ�سرائيلي ب�أب�سط الطرق ال�سلمية»‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن وجود املتطوعني ب�أعداد كبرية‬ ‫و�أمام عد�سات الكامريات يقل�ص من �إمكانية‬ ‫االعتداء على املزارعني‪ ،‬وتتحول عملية �إطالق‬ ‫الر�صا�ص الإ�سرائيلي �إىل طلقات حتذيرية يف‬ ‫كثري من الأحيان‪ ،‬يف الوقت الذي كانت تودي‬ ‫بحياة الأبرياء يف وقت �سابق‪.‬‬ ‫وتر�صد �إح�صائيات حقوقية �إ�صابة �أكرث من‬ ‫‪ 160‬عام ًال ومزارع ًا فل�سطيني ًا بر�صا�ص القوات‬ ‫الإ�سرائيلية منذ فر�ض املنطقة الأمنية العازلة‬ ‫عقب احلرب الإ�سرائيلية على قطاع غزة خالل‬ ‫الفرتة من ‪ 27‬دي�سمرب ‪ 2008‬حتى ‪ 18‬يناير‬ ‫‪.2009‬‬ ‫ويعترب ع�صام يون�س‪ ،‬مدير مركز امليزان‬ ‫حلقوق الإن�سان‪� ،‬أن اال�ستهداف الإ�سرائيلي‬ ‫املتكرر للعمال واملزارعني الفل�سطينيني يف نطاق‬ ‫املنطقة الأمنية العازلة «جرمية حرب متعمدة»‪.‬‬ ‫‪9‬‬


‫ق�ضايا فل�سطينية‬

‫الأ�سرى الفل�سطينيون يف ال�سجون الإ�سرائيلية‪:‬‬ ‫حقائق م�ؤملة‪ ...‬وحكاية‬ ‫تتبخر يف غياهب الن�سيان‬ ‫الدكتور �شاهر عواودة‬

‫مع بزوغ فجر القرن احلادي والع�شرين‪ ،‬ويف الوقت الذي ت�سعى فيه �شعوب منطقة‬ ‫ال�شرق الأو�سط جاهدة �إىل تبني مبادئ العدالة والدميقراطية واحلرية وحقوق الإن�سان‪،‬‬ ‫يظل ما يربو على ‪ 7000‬من الفل�سطينيني قابعني خلف الق�ضبان يف ال�سجون الإ�سرائيلية‬ ‫حتت وط�أة ظروف احتجازٍ �أقل ما ُيقال عنها �إنها بائ�سة وم�ؤملة‪ .‬بل الأدهى والأم ّر من ذلك‬ ‫�أن حكاية املعتقلني الفل�سطينيني‪ ،‬مبا حتفل به من انتهاكات ج�سيمة للقانون الدويل‪ ،‬تلفها‬ ‫يف غالب الأحيان �صفحات الن�سيان‪ ،‬وال حتظى بالأ�ضواء الإعالمية وال باالهتمام ال�سيا�سي‬ ‫�إال نادر ًا‪ .‬فكلما �أُثري ملف الأ�سرى يف ال�شرق الأو�سط‪ ،‬تُ�صاب ب�صرية العامل بالعمى �أو‬ ‫التعامي‪ ،‬حيث ال يظهر �أمام ب�صر العامل �سوى ملف واحد عنوانه «جلعاد �شاليط»‪ ،‬اجلندي‬ ‫الإ�سرائيلي الذي �أُ�سر‪ ،‬وهو على منت دبابته ي�شن هجوم ًا ع�سكري ًا �ضد املدنيني الفل�سطينيني‬ ‫يف قطاع غزة‪ .‬فمعظم الدعوات التي يطلقها املجتمع الدويل لإطالق �سراح ال�سجناء ال‬ ‫«ت�ستلطف» عاد ًة �صيغة اجلمع‪ ،‬لكنها ت�ستح�سن ارتداء عباءة املفرد‪ ،‬ولي�س حلال ل�سانها‬ ‫قول �سوى «�أطلقوا �سراح جلعاد �شاليط»‪ .‬و�إذ ن�سمع ون�شهد هذا كله ال ميكن �أن تفوتنا‬ ‫من ٍ‬ ‫حزمة من احلقائق والأرقام التي توثق و�ضع الأ�سرى الفل�سطينيني‪ .‬وما القائمة التالية من‬ ‫الوقائع املريعة وال�صادمة �إ ّال غي�ض من في�ض‪.‬‬ ‫ت�شري بع�ض الإح�صاءات التقديرية �إىل �أن �أكرث من ‪ 800.000‬فل�سطيني مت اعتقالهم‬ ‫من قبل ال�سلطات الإ�سرائيلية منذ بداية االحتالل عام ‪ .1967‬بعبارة �أخرى‪ ،‬لي�س هناك‬ ‫من �أ�سرة فل�سطينية تقريب ًا �إ ّال وتعر�ض �أحد �أفرادها لالعتقال‪ .‬ويقبع يف الوقت الراهن‬ ‫‪ 350‬من الأطفال الفل�سطينيني خلف ق�ضبان ال�سجون الإ�سرائيلية‪ ،‬من بينهم ‪� 187‬سجين ًا‬ ‫ترتاوح �أعمارهم بني ‪ 16‬و‪� 18‬سنة‪ ،‬يف حني �أن ما تبقى من هذا العدد هم �أطفا ٌل يف مقتبل‬ ‫العمر ال تتجاوز �أعمارهم ‪� 16‬سنة‪.‬‬ ‫وهناك عدد من ال�سجناء �أم�ضوا �أكرث من ‪ 30‬عام ًا من عمرهم يف ال�سجون‬ ‫الإ�سرائيلية‪ .‬وبح�سب الإح�صاءات املتاحة‪ ،‬ق�ضى �أكرث من ‪ 130‬معتق ًال فل�سطيني ًا ما يزيد‬ ‫على ‪ 20‬عام ًا يف �سجون �إ�سرائيل‪ .‬و ُيعتبرَ �سامي يون�س‪ ،‬الذي يبلغ من العمر ‪ 84‬عام ًا‪� ،‬أكرب‬ ‫ال�سجناء الفل�سطينيني �سن ًا وقد �أم�ضى ‪� 29‬سنة يف الزنازين الإ�سرائيلية‪ ،‬يف حني ُيعتبرَ‬ ‫كرمي التميمي �أ�صغر �سجني فل�سطيني وعمره ال يتجاوز ‪� 11‬سنة‪.‬‬ ‫حريّ بالذكر يف ال�سياق ذاته �أن �أكرث من ‪� 1000‬سجني فل�سطيني يعانون الإعاقة‬ ‫�أو الأمرا�ض املزمنة التي ت�ستدعي رعاية ومتابعة طبية متوا�صلة‪ ،‬مثل �أمرا�ض القلب‬ ‫وال�سرطان والف�شل الكلوي‪ ،‬بيد �أن هذه احلاالت تتعر�ض ل�سيا�سة �إ�سرائيلية مق�صودة‬ ‫ومربجمة للإهمال والتق�صري الطبي‪.‬‬ ‫ويبلغ عدد ال�سجناء الفل�سطينيني منذ عام ‪ 1967‬ممن لقوا حتفهم ‪� 201‬أ�سري جراء‬ ‫�سيا�سة التعذيب و�إطالق النار املتعمد �أو الإهمال الطبي‪ ،‬علم ًا ب�أن �إ�سرائيل تُـ َعـد الدولة‬ ‫الوحيدة يف العامل التي �ش ّرعت ممار�سات التعذيب يف �سجونها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كما �أن �إ�سرائيل تنتهك ب�شكل منهجي حقوق الإن�سان الدولية‪ ،‬وخ�صو�صا اتفاقية‬ ‫حقوق الطفل‪ .‬فبينما تُـ ْقـدِ م �إ�سرائيل على حماكمة الأطفال الفل�سطينيني باعتبارهم بالغني‬ ‫يف �سن ‪ 12‬عام ًا‪ ،‬ال تتم حماكمة الأطفال امل�ستوطنني اليهود كبالغني حتى يبلغوا �سن ‪18‬‬ ‫حت�سب وقت مثوله �أمام املحكمة‪ ،‬ولي�س وقت اعتقاله‪.‬‬ ‫�سنة‪ .‬والأكرث �إيالم ًا �أن �سن املعتقل ُي َ‬ ‫ُي�شار �أي�ض ًا �إىل �أن �سجل �إ�سرائيل يف جمال االعتقال ي�ضم �أ�سماء �أطفال ال يتجاوز عمرهم‬ ‫�سبع �سنوات‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫ويف انتهاك �صارخ لبنود اتفاقيات جنيف‪ ،‬تقوم �إ�سرائيل بنقل الأ�سرى الفل�سطينيني‬ ‫�إىل مرافق االحتجاز داخل �إ�سرائيل‪ ،‬منتهكة بذلك املادة ‪ 76‬من اتفاقية جنيف الرابعة‬ ‫التي تن�ص على �أنه من واجب �سلطة االحتالل الإبقاء على الأ�سرى حمتجزين يف ال�سجون‬ ‫داخل الأرا�ضي املحتلة‪.‬‬ ‫ويج�سد االعتقال الإداري �ضرب ًا �آخر من �ضروب انتهاك القانون الدويل‪ ،‬حيث ال تتو ّرع‬ ‫�إ�سرائيل عن انتهاج هذا النوع من االعتقال على نطاق وا�سع‪ .‬فمنذ عام ‪ ،2000‬مت �إ�صدار‬ ‫�أكرث من ‪� 20‬ألف �أمر اعتقال �إداري بحق املعتقلني الفل�سطينيني الذين يتم التحفظ عليهم‬ ‫يف ال�سجون الإ�سرائيلية دون توجيه �أي تهم �ضدهم‪ ،‬وذلك ا�ستناد ًا �إىل قرارات �صادرة عن‬ ‫حماكم �إ�سرائلية تقوم على ما ي�سمونه «الأدلة ال�سرية» دون ك�شفها للمعتقل �أو ملحاميه‪.‬‬ ‫وقد �سلطت درا�س ٌة من �إعداد مركز بحوث العلوم الإن�سانية‪ ،‬ومقره بجنوب �إفريقيا‪،‬‬ ‫ال�ضوء على حقائق فظيعة مت ن�شرها يف مار�س ‪ 2010‬على املوقع الإلكرتوين التابع للجنة‬ ‫الإ�سرائيلية ملناه�ضة هدم البيوت (‪ ،)ICAHD‬وهي منظمة حقوقية �إ�سرائيلية‪ .‬فعلى‬ ‫�سبيل املثال‪ ،‬ال يبدو �أن �إ�سرائيل تراعي القاعدة النا�شئة عن قرينة افرتا�ض براءة املتهم‪،‬‬ ‫ولذلك ف�إن مهمة الإثبات �أو دح�ض االتهام تقع على كاهل الدفاع‪� .‬أ�ضف �إىل ذلك �أن �أي‬ ‫مواطن فل�سطيني ُم َد ًّعى عليه ف�إنه هو وحماميه ال يحق لهما التعرف على الئحة االتهامات‬ ‫�إ ّال خالل اجلل�سة الأوىل للمحاكمة (�أي بعد �أن يتم فعلي ًا �إ�صدار الئحة االتهام باللغة‬ ‫العربية ولي�س بلغة املعتقل)‪ .‬وا�ستتباع ًا لذلك‪ُ ،‬يتو َّقع من املدعى عليه الرد مبا�شرة على‬ ‫الئحة االتهامات دون �إتاحة الوقت الالزم لدرا�ستها‪ .‬ها هنا ي�صل احل�صان بحمولته من‬ ‫التجاوزات والقيود املُجحفة �إىل مربطه‪� ،‬إذ تفيد الدرا�سة املذكورة �أعاله ب�أن جل�سات‬ ‫اال�ستماع �أمام املحاكم الإ�سرائيلية ت�ستغرق يف متو�سطها ثالث دقائق و�أربع ثوانٍ ‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬ت�صادر ال�سلطات الإ�سرائيلية حق �آالف املعتقلني الفل�سطينيني‬ ‫انتهاك فا�ضح و�صريح للمادة ‪ 116‬من اتفاقية جنيف الرابعة‬ ‫يف تلقي زيارة �أهاليهم يف‬ ‫ٍ‬ ‫التي تكفل حق كل �أ�سري يف الزيارة ب�صورة منتظمة‪ .‬بل �إن امل�ؤ�س�سة الت�شريعية الإ�سرائيلية‬ ‫ب�صدد مناق�شة م�شروع قانونٍ �أكرث فظاعة وق�سوة ين�ص على حرمان الأ�سرى الفل�سطينيني‬ ‫حمام ملدة �ستة �أ�شهر‪.‬‬ ‫من احل�صول على ٍ‬ ‫الزج بعدد من ال�سجناء الفل�سطينيني يف‬ ‫وباملعنى نف�سه‪ ،‬ال تتوانى �إ�سرائيل عن ّ‬ ‫احلب�س االنفرادي لفرتات قد ت�صل �إىل ثماين �سنوات وحترمهم من حقوقهم واحتياجاتهم‬ ‫الأ�سا�سية‪.‬‬ ‫ولعل �أب�شع و�أ�شنع املمار�سات التي تتفرد بها امل�ؤ�س�سة ال�سجنية يف �إ�سرائيل تتج�سد‬ ‫يف احتجاز جثث الفل�سطينيني‪ ،‬حيث ت�ستمر ال�سلطات الإ�سرائيلية يف «اعتقال» جثث مئات‬ ‫الفل�سطينيني الذين ُقتلوا على يدها‪ ،‬مبن فيهم الأ�سرى الذين توفوا داخل �أ�سوار ال�سجن‪،‬‬ ‫كما حترم �أ�سرهم من حق دفنهم وفق ًا ملعتقداتهم وطقو�سهم الدينية‪.‬‬ ‫�أخري ًا‪ ،‬ولي�س بالت�أكيد �آخر ًا‪ ،‬ك�شفت العديد من التقارير عن اعرتاف �إ�سرائيل‬ ‫جتارب للأدوية التي مل تتم املوافقة عليها‬ ‫كحقل‬ ‫نف�سها با�ستخدام الأ�سرى الفل�سطينيني ِ‬ ‫َ‬ ‫لال�ستخدام الب�شري‪.‬‬ ‫ال ريب يف �أن املمار�سات التي ت�شهدها ال�سجون الإ�سرائيلية �ضد املعتقلني الفل�سطينيني‬ ‫تندرج مبقت�ضى املادة ‪ 147‬من اتفاقية جنيف الرابعة ب�شكل وا�ضح �ضمن االنتهاكات‬ ‫اخلطرية للقانون الدويل الإن�ساين‪ .‬بل �إنها ترقى يف العديد من احلاالت �إىل جرائم‬ ‫احلرب‪ ،‬والتي تخ�ضع عم ًال ب�أحكام املادة ‪ 146‬من االتفاقية ذاتها للمحاكمة اجلنائية‬ ‫الدولية‪ .‬ولئن كان املجتمع الدويل ب�أ�سره يتحمل م�س�ؤولية التحرك لو�ضع حد لهذا ال�سيل‬ ‫من االنتهاكات‪ ،‬ف�إن الأطراف املتعاقدة ال�سامية على اتفاقية جنيف الرابعة تتحمل واجب ًا‬ ‫خا�ص ًا للتعاطي بجدية معها و�إيقافها ب�شكل نهائي‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من �أن تبادل الأ�سرى ميثل �أحد ال�سبل العملية الكفيلة ب�إطالق �سراح‬ ‫عدد معترب من الأ�سرى الفل�سطينيني‪ ،‬ف�إن القيادة الفل�سطينية �شرعت يف تنفيذ حملة تروم‬ ‫تدويل ق�ضية املعتقلني‪ ،‬حيث �ستعمد هذه احلملة‪ ،‬باملوازاة مع زيادة وعي املجتمع الدويل‬ ‫ب�ش�أن هذه امل�أ�ساة الإن�سانية‪� ،‬إىل طرحها �أمام الأمم املتحدة على م�ستوى اجلمعية العامة‬ ‫وكذا حمكمة العدل الدولية‪ .‬و�ستتيح هذه املقاربة فر�صة ت�سليط ال�ضوء على ملف الأ�سرى‬ ‫الفل�سطينيني ومن ثم ممار�سة ال�ضغط على �إ�سرائيل حلملها على االلتزام مبقت�ضيات‬ ‫القانون الدويل‪ ،‬على �أمل �أن ت�ساند جميع الدول املحبة لل�سالم هذه احلملة وت�ضم �صوتها‬ ‫وجهدها �إىل امل�ساعي الرامية �إىل �إنهاء حمنة الأ�سري الفل�سطيني‪.‬‬ ‫امل�صدر‪ :‬نادي الأ�سري الفل�سطيني‬


‫�ش�ؤون عاملية‬

‫ال�شعب يطالب بالإ�صالح‬ ‫من امل�ؤكد �أن التاريخ �سي�سجل �سنة ‪ 2011‬على �أنها �سنة الثورات يف بع�ض الدول الإ�سالمية‪ ،‬فقد �شهدت �سل�سلة من االنتفا�ضات‬ ‫ال�شعبية والتي ال تزال قائمة يف العديد من الدول العربية‪ ،‬وقد نتج عنها تطورات وحتوالت عميقة يف املنطقة‪.‬‬ ‫عال ووا�ضح وعن رغبته يف الإ�صالح يف جميع املجاالت‪ ،‬وبدا م�صمم ًا على التحدي حتى‬ ‫ولقد عرب ال�شارع العربي عن مطالبه ب�صوت ٍ‬ ‫تتحقق �أهدافه‪ .‬كانت البداية يف تون�س وم�صر‪ ،‬ثم انتقل الأمر �إىل بلدان �أخرى‪ ،‬وهو ما عك�س احلاجة �إىل معاجلة الق�ضايا احليوية‬ ‫للحكم الر�شيد والدميقراطية وحقوق الإن�سان‪ .‬لقد �أ�صبحت �صالة اجلمعة منا�سبة للتجمهر‪ ،‬كما ا�ستخدمت املواقع اجلديدة لل�شبكات‬ ‫االجتماعية لتعبئة وتنظيم املتظاهرين الذين كان معظمهم من ال�شباب‪.‬‬ ‫باهتمام‪ ،‬فهي ع�ضو م�ؤ�س�س يف املنظمة‪ .‬و�أكدت ت�ضامنها مع ال�شعب التون�سي‪،‬‬ ‫تون�س‬ ‫بعد �شهر من اال�ضطرابات‪ ،‬ا�ضطر الرئي�س التون�سي زين العابدين بن علي كما حثت �أفراد هذا ال�شعب على احلفاظ على الأمن واال�ستقرار وحماية‬ ‫�إىل مغادرة البالد يوم ‪ 14‬يناير ‪ .2011‬وكان بن علي‪ ،‬الذي ظل يف ال�سلطة املمتلكات العامة واخلا�صة واملحافظة عليها‪.‬‬ ‫وا�ستمرت االحتجاجات مطالبة بالإطاحة ب�شخ�صيات تنتمي للنظام‬ ‫منذ عام ‪ ،1987‬قد �أعلن يف وقت �سابق حالة الطوارئ‪ ،‬وتوعد املحتجني‬ ‫بالرد ال�صارم والعنيف‪ .‬و�أقال احلكومة‪ ،‬ودعا �إىل انتخابات برملانية يف وقت املخلوع‪ .‬و�أعلن رئي�س احلكومة‪ ،‬حممد الغنو�شي ا�ستقالته بعد مرور �ستة‬ ‫مبكر من العام‪ .‬ومع ت�صاعد �أعمال العنف التي كان املتظاهرون يطالبون �أ�سابيع فقط على توليه لرئا�سة الوزراء‪ ،‬ليحل حمله الباجي قائد ال�سب�سي‬ ‫فيها بالإ�صالح‪� ،‬أطلقت ال�شرطة الغاز امل�سيل للدموع لتفريق مظاهرات يف البالغ من العمر ‪ 84‬عام ًا‪ .‬و�أعلن املحتجون �أنهم �سيوا�صلون ال�ضغط من �أجل‬ ‫و�سط مدينة تون�س تطالب با�ستقالة الرئي�س فور ًا‪ ،‬وتعرب عن رف�ضها لبقائه التغيري‪.‬‬ ‫ويوم ‪ 9‬مار�س ‪� ،2011‬أ�صدرت حمكمة تون�سية حكم ًا يق�ضي بحل احلزب‬ ‫حتى نهاية فرتة واليته‪� ،‬أي نهاية عام ‪.2014‬‬ ‫وقد اندلعت االحتجاجات الوا�سعة التي كان املتظاهرون يطالبون خاللها احلاكم‪ ،‬حزب التجمع الد�ستوري الدميقراطي‪ ،‬لتنهار بذلك ركيزة �أ�سا�سية‬ ‫الإ�صالح‪ ،‬والتي حتولت �إىل مواجهات دامية مع ال�شرطة عندما منعت من ركائز النظام املخلوع‪ .‬وقد �سبق ذلك �إق�صاء التجمع من املنا�صب الر�سمية‬ ‫ال�شرطة �أحد اخلريجني العاطلني عن العمل من بيع الفاكهة دون ترخي�ص‪ ،‬يف �شهر فرباير ‪ .2011‬وكان احلزب متهم ًا بانتهاك الد�ستور الحتكاره‬ ‫ليقوم بعد ذلك ب�إ�ضرام النار يف نف�سه‪ ،‬يوم ‪ 17‬دي�سمرب ‪ ،2010‬ويلقى حتفه لل�سلطة و�إر�سائه «لنظام �شمويل» بزعامة زين العابدين بن علي‪ .‬وقد كان‬ ‫املقر املهيب للحزب يف قلب العا�صمة من الأهداف الأوىل للمظاهرات التي‬ ‫بعد ذلك بقليل مت�أثر ًا بحروقه‪.‬‬ ‫وبعد فرار الرئي�س من البالد‪� ،‬شكل رئي�س الوزراء حممد الغنو�شي انطلقت من الواليات املحرومة‪ ،‬وامتدت �إىل العا�صمة تون�س‪.‬‬ ‫وحددت احلكومة امل�ؤقتة التي تعمل جاهدة من �أجل و�ضع تون�س على‬ ‫حكومة انتقالية من �أجل التح�ضري لالنتخابات‪.‬‬ ‫وقد تابعت الأمانة العامة ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي الأحداث يف تون�س امل�سار ال�صحيح يوم ‪ 24‬يوليو ‪ ،2011‬كموعد لإجراء انتخابات الختيار‬ ‫‪11‬‬


‫جمعية عمومية ل�صياغة د�ستور ملا بعد الثورة‪ .‬و�أعلن ال�سب�سي عن ت�شكيل‬ ‫حكومة ال ت�ضم �أي ًا من �أوجه النظام القدمي‪.‬‬ ‫م�صر‬ ‫تابعت اجلماهري يف جميع �أنحاء العامل‪ ،‬وال�سيما يف العامل العربي‪،‬‬ ‫الأحداث يف م�صر‪ ،‬كربى الدول العربية من حيث عدد ال�سكان‪� ،‬ساعة ب�ساعة‬ ‫على �شا�شات التلفزيون منذ بدايتها يوم ‪ 25‬يناير ‪ .2011‬ويف البدء‪ ،‬ات�سمت‬ ‫املظاهرات بال�سلمية‪ ،‬لكنها حتولت �إىل مواجهات دامية بعد تدخل ال�شرطة‬ ‫وبلطجية احلكومة من �أجل مواجهة املظاهرات وقمعها‪ .‬وقدم الرئي�س‬ ‫بع�ض التنازالت التي كانت تتم املطالبة بها‪ ،‬مثل تعيني نائب الرئي�س للمرة‬ ‫الأوىل منذ نحو ثالثة عقود‪ ،‬وااللتزام ب�إجراء انتخابات رئا�سية وبرملانية‬ ‫حرة وتنقيح بع�ض املواد يف الد�ستور‪ .‬لكن املتظاهرين اعتربوا ذلك من باب‬ ‫املناورة وك�سب الوقت‪ ،‬وعربوا عن �إ�صرارهم على �إ�سقاط الرئي�س ح�سني‬ ‫مبارك ونظامه‪.‬‬ ‫و�أخري ًا‪ ،‬ويوم ‪ 11‬فرباير ‪ ،2011‬مت الإعالن عن ا�ستقالة الرئي�س مبارك‬ ‫بعد ‪ 30‬عام ًا تقريب ًا من تويل ال�سلطة و�سلم ال�سلطة �إىل اجلي�ش‪.‬‬ ‫وقد انت�شرت الألعاب النارية فوق ميدان التحرير الذي بات رمز ًا للثورة‪،‬‬ ‫وعم الفرح �أرجاء م�صر‬ ‫حيث ع�سكر ماليني املحتجني ملدة ثالثة �أ�سابيع‪ّ ،‬‬ ‫كلها بعد �إ�سقاط النظام‪ .‬واندفعت احل�شود يف القاهرة والإ�سكندرية واملدن‬ ‫الأخرى �إىل ال�شوارع يرددون الهتافات ويلوحون بالأعالم‪ .‬وتراق�صت اجلموع‬ ‫وتعانقت‪ ،‬ورفع املتظاهرون �أيديهم �شكر ًا هلل بعد �إعالن نائب الرئي�س عمر‬ ‫�سليمان لال�ستقالة عرب التلفزيون الوطني‪.‬‬ ‫وانتقل مبارك وعائلته �إىل ق�صره يف �شرم ال�شيخ يف منتجع على البحر‬ ‫الأحمر‪.‬‬ ‫وتوىل احلكم يف م�صر املجل�س الأعلى للقوات امل�سلحة‪ ،‬وهو هيئة ع�سكرية‬ ‫‪12‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫تت�ألف من كبار اجلرناالت ويرت�أ�سه وزير الدفاع امل�شري ح�سني طنطاوي‪.‬‬ ‫والتزم املجل�س بت�سليم ال�سلطة �إىل حكومة مدنية منتخبة من قبل‬ ‫احلكومة‪ ،‬وطالب من احلكومة املعينة من قبل مبارك م�ؤخر ًا موا�صلة ت�صريف‬ ‫الأعمال �إىل �أن ت�شكل حكومة �أخرى‪ ،‬لكن هذه احلكومة �أُجـ ِبـرت يف نهاية‬ ‫املطاف على اال�ستقالة حتت �ضغط املعار�ضة واملتظاهرين الذين يرف�ضون‬ ‫بقاء �أي جزء ميت ب�صلة للنظام املخلوع‪ ،‬ومنع املجل�س �أع�ضاء احلكومة‬ ‫احلالية وامل�س�ؤولني ال�سابقني من ال�سفر �إىل اخلارج من دون �إذن‪ ،‬و�أحال‬ ‫بع�ضهم �إىل الق�ضاء‪ ،‬ومن بينهم وزير الداخلية ال�سابق‪ ،‬حبيب العاديل‪،‬‬ ‫بتهمة الف�ساد و�إ�ساءة ا�ستعمال ال�سلطة‪.‬‬ ‫و�أعلن املجل�س كذلك حل الربملان‪ ،‬وعلق العمل بالد�ستور‪ ،‬يف ا�ستجابة‬ ‫وا�ضحة ملطلبني من املطالب الرئي�سية للمتظاهرين الذين وا�صلوا �ضغطهم‬ ‫من �أجل اتخاذ خطوات فورية لالنتقال �إىل حكم دميقراطي مدين‪ .‬ويعني‬ ‫تعليق الد�ستور ب�سط الأحكام العرفية على م�صر ليتويل اجلي�ش تطبيق‬ ‫القوانني من خالل املحاكم الع�سكرية‪.‬‬ ‫وقال املجل�س �إنه �سيتوىل حكم البالد ملدة �ستة �أ�شهر �أو �إىل �أن يت�سنى‬ ‫تنظيم االنتخابات الرئا�سية والربملانية‪ ،‬كما �أعلن عن ت�شكيل جلنة لتعديل‬ ‫الد�ستور وتنظيم ا�ستفتاء �شعبي للم�صادقة على التعديالت املقرتحة‪ .‬وقد مت‬ ‫اال�ستفتاء على التعديالت يوم ‪ 19‬مار�س ‪ ،2011‬حيث �صودق على التعديالت‬ ‫الد�ستورية ب�أغلبية �ساحقة‪ ،‬وهو ما يزيل القيود املفرو�ضة على ممار�سة‬ ‫احلقوق ال�سيا�سية واحلريات املدنية‪.‬‬ ‫و�أعلن م�س�ؤولون �أن م�صر �ستوا�صل الإ�صالحات‪ ،‬فحالة الطوارئ �سوف‬ ‫تُر َفع يف غ�ضون �ستة �أ�شهر‪ ،‬كما �أنه �سيتم الإفراج عن ال�سجناء ال�سيا�سيني‪.‬‬ ‫ومت حل جهاز �أمن الدولة ال�سيئ ال�صيت واملكروه على نطاق وا�سع يف البالد‪،‬‬ ‫ومثل ذلك ا�ستجابة ملطلب رئي�سي من مطالب حركة االحتجاج‪ ،‬ذلك �أن‬


‫مباحث �أمن الدولة تُـ َتّـهم بالتعذيب وبانتهاكات حقوق الإن�سان الأخرى‬ ‫وبال�ضلوع يف قمع التظاهرات �ضد نظام مبارك املخلوع‪.‬‬ ‫و�أعلن املجل�س الع�سكري احلاكم يوم ‪ 30‬مار�س ‪ 2011‬عن د�ستوري‬ ‫انتقايل م�ؤلف من ‪ 62‬مادة بد ًال من الد�ستور املعلق‪ ،‬و�أن االنتخابات الرئا�سية‬ ‫�ستجرى �شهر ًا �أو �شهرين بعد االنتخابات الربملانية يف �سبتمرب ‪.2011‬‬ ‫ت�أجيل القمة الإ�سالمية املقرر انعقادها يف م�صر‬ ‫عرب املندوبون يف االجتماع التح�ضريي للدورة الثانية ع�شرة للقمة‬ ‫الإ�سالمية عن تفهمهم لقرار ت�أجيل القمة الإ�سالمية‪ ،‬والتي كان من املقرر‬ ‫عقدها يوم ‪ 15‬مار�س ‪ 2011‬يف �شرم ال�شيخ مب�صر‪ ،‬وذلك ب�سبب الظروف‬ ‫ال�سائدة‪ .‬و�ستحدد احلكومة امل�صرية موعد ًا جديد ًا بعد حت�سن الأو�ضاع فيها‪،‬‬ ‫وذلك بالتن�سيق مع الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ويف اجتماع ُعقد يف مقر الأمانة العامة للمنظمة يوم ‪ 12‬فرباير ‪،2011‬‬ ‫�أعرب امل�ؤمترون عن ثقتهم القوية واملطلقة يف جناح امل�ؤمتر يف ال�صيف‬ ‫القادم‪ ،‬وهو ما �سيعك�س الإمكانيات التي تتمتع بها دولة م�صر وم�ؤ�س�ساتها‪.‬‬ ‫ويف هذا ال�سياق‪� ،‬أعرب م�شاركون عن تقديرهم واعتزازهم بال�شعب‬ ‫امل�صري‪ ،‬وعن �أملهم يف �أن تقود هذه التطورات البالد �إىل التقدم املن�شود‬ ‫و�إىل حتقيق م�صلحة ال�شعب امل�صري‪.‬‬ ‫ويف كلمة الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪� ،‬أمام االجتماع‪� ،‬أكد �أن العامل الإ�سالمي ي�شهد تطورات تاريخية‬ ‫يف بلدان كثرية‪ ،‬مما يقت�ضي التعامل معها بكثري من احلكمة والرتوي‪.‬‬ ‫و�أعرب �إح�سان �أوغلى عن تهانيه لل�شعب امل�صري يف هذه اللحظات‬ ‫التاريخية املميزة ملا حققته �إرادته من انت�صار‪ ،‬منوه ًا بخياراته الوطنية‬ ‫ومتمني ًا له التقدم واالزدهار‪.‬‬ ‫و�شدد الأمني العام على احلاجة امللحة �إىل املبادرة لتحقيق تطلعات‬ ‫ال�شعب نحو احلكم الر�شيد و�سيادة القانون وتعزيز حقوق الإن�سان‪ ،‬وتو�سيع‬ ‫جمال امل�شاركة ال�سيا�سية والتنمية ال�شاملة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�أ�شار �إىل �أن منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي لن تدخر جهدا يف م�ساعدة‬ ‫الأ�شقاء يف م�صر ويف تون�س ملواجهة حتديات املرحلة املقبلة‪ .‬و�أو�ضح �أن‬ ‫املبادئ الأ�سا�سية مليثاق منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي تكر�س هذه القيم‪ ،‬و�أن‬ ‫برنامج العمل الع�شري كان رائد ًا يف توجيه انتباه الدول الأع�ضاء ملواجهة‬ ‫التحديات ال�سيا�سية الراهنة‪.‬‬ ‫البحرين‬ ‫بد�أت احلياة يف مملكة البحرين تعود تدريجي ًا �إىل طبيعتها بحلول نهاية‬ ‫�شهر مار�س ‪ 2011‬بعد �أكرث من �شهر من االحتجاجات‪.‬‬ ‫فقد نق�صت ال�سلطات البحرينية من �أوقات حظر التجول‪ ،‬و�أعلنت �أن‬ ‫الوزارات واملدار�س �ستعود �إىل �ساعات العمل العادية‪ .‬واعتقلت ما ال يقل عن‬ ‫�سبعة من زعماء املعار�ضة و�أخلت ال�شوارع من املتظاهرين بعد �أ�سابيع من‬ ‫االحتجاجات التي دفعت امللك �إىل �إعالن الأحكام العرفية واال�ستعانة بقوات‬ ‫من البلدان املجاورة يف جمل�س التعاون اخلليجي‪.‬‬ ‫و�أدت اال�ضطرابات �إىل �شل االقت�صاد البحريني‪ ،‬فقد �أغلق املحتجون‬ ‫ال�شوارع الرئي�سية‪ ،‬وتوقفت الدرا�سة يف املدار�س واجلامعات ملنع وقوع‬ ‫ا�شتباكات بعد �أن بد�أت تندلع ب�شكل يومي‪.‬‬ ‫وقد قامت ال�سلطات مبحا�صرة �ساحة دوار الل�ؤل�ؤة التي �أ�صبحت مركز ًا‬

‫ورمز ًا لالحتجاجات‪ ،‬حيث ا�ستوىل املحتجون على الدوار الواقع بالقرب‬ ‫من احلي املايل يف املنامة‪ ،‬ون�صبوا فيه اخليام‪ ،‬حيث كانت تُلقى اخلطب‬ ‫ال�سيا�سية وت َّ‬ ‫ُنظم امل�سريات الليلية‪.‬‬ ‫و�أطلقت �شرطة مكافحة ال�شغب البحرينية حملة على خميمات �ساحة‬ ‫دوار الل�ؤل�ؤة‪ ،‬وطردت املتظاهرين الذين كانوا يطالبون بالإ�صالح ال�سيا�سي‬ ‫والد�ستوري‪ ،‬ولكن احلكومة تتهم املعار�ضة با�ستغالل تلك املطالب وب�إن�شاء‬ ‫ع�صابات تخل بالأمن العام‪ .‬وقالت احلكومة �إن قادة احلرب الأهلية قد مت‬ ‫اعتقالهم على خلفية االت�صال بدول �أجنبية والتحري�ض على القتل وتدمري‬ ‫املمتلكات‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬قال وزير اخلارجية البحريني �إن احلكومة ال تزال ملتزمة‬ ‫باحلوار مع املعار�ضة‪ ،‬ولكن ا�ستعادة الأمن حتظى بالأولوية‪ ،‬و�إن املزيد من‬ ‫قوات دول جمل�س التعاون اخلليجي �سي�صل �إىل اجلزيرة لدعم قواتها‪ .‬وقال‬ ‫�إن دورهم يقت�صر على حرا�سة املواقع اال�سرتاتيجية‪ ،‬مثل من�ش�آت النفط‪،‬‬ ‫ونفى م�شاركتهم يف قمع االحتجاجات‪.‬‬ ‫و�أعربت الأمانة العامة ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي عن دعمها الكامل ملبادرة‬ ‫القيادة البحرينية الرامية �إىل تر�سيخ دولة امل�ؤ�س�سات والقانون واالنخراط يف‬ ‫حوار وطني �شامل على �أ�سا�س �سيادة القانون وحرية التعبري والر�أي‪ ،‬وتعزيز‬ ‫ممار�سة املواطنني البحرينيني جميع حقوقهم امل�شروعة‪.‬‬ ‫ونا�شدت منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي جميع الأطراف املعنية يف البحرين‬ ‫اال�ستجابة لهذه املبادرة وجعل امل�صلحة العليا للبحرين ول�شعبها فوق كل‬ ‫اعتبار‪.‬‬ ‫و�شددت املنظمة �أي�ض ًا على �ضرورة االلتزام بعدم التدخل يف ال�ش�ؤون‬ ‫الداخلية ململكة البحرين وفق ًا ملبادئ ميثاق منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬التي‬ ‫تدعو �إىل احرتام �سيادة الدول الأع�ضاء وا�ستقاللها و�سالمة �أرا�ضيها وعدم‬ ‫التدخل يف �ش�ؤونها الداخلية‪.‬‬ ‫اليمن‬ ‫�أعلن جمل�س الأمن القومي يف اليمن‪ ،‬يوم ‪ 18‬مار�س ‪ ،2011‬حالة‬ ‫الطوارئ يف البالد ملدة ‪ 30‬يوم ًا بعد مقتل الع�شرات من املتظاهرين يف �ساحة‬ ‫التغيري يف �صنعاء‪.‬‬ ‫وقد �أطلق قنا�صة حم�سوبون على احلكومة اليمنية النار من فوق �أ�سطح‬ ‫املنازل والبيوت على ح�شد من ع�شرات �آالف املتظاهرين املناه�ضني للحكومة‬ ‫‪13‬‬


‫يوم اجلمعة تطالب ب�إطاحة الرئي�س علي عبد اهلل �صالح‪ ،‬مما �أ�سفر عن مقتل‬ ‫ما ال يقل عن ‪� 40‬شخ�ص ًا كان من بينهم �أطفال‪ ،‬بينما مت جرح املئات‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ف�إن وزارة الدفاع قد �أعلنت يف موقعها على االنرتنت نق ًال عن‬ ‫م�صدر �أمني �أن قوات الأمن لي�ست لها عالقة ب�إطالق النار‪ ،‬و�أن الإ�صابات‬ ‫وقعت ب�سبب اال�شتباكات بني �سكان املنطقة واملتظاهرين‪ ،‬ونفى الرئي�س‬ ‫�صالح �أي�ض ًا �أي م�س�ؤولية لل�شرطة عما وقع‪.‬‬ ‫وظهرت �سل�سلة من االن�شقاقات بني املوالني للرئي�س �صالح يف �أو�ساط‬ ‫احلزب احلاكم و�أبناء ع�شريته ومن اجلي�ش‪ ،‬مما �ضاعف ال�ضغوط عليه من‬ ‫�أجل التنحي عن �سدة احلكم‪.‬‬ ‫وقد قتل خالل االحتجاجات خالل �شهري فرباير ومار�س التي وقعت يف‬ ‫عدة مدن يف ال�شمال واجلنوب نحو ‪� 100‬شخ�ص‪ .‬وبقي �صالح مت�شبث ًا بحكمه‬ ‫امل�ستمر منذ ‪ 32‬عام ًا‪ ،‬ورف�ض املطالبة بالتنحي على الفور‪ ،‬لكنه وعد ب�أن‬ ‫يرتك من�صبه عندما تنتهي واليته يف عام ‪ .2013‬كما �أنه وعد بو�ضع د�ستور‬ ‫جديد يعطي مزيد ًا من ال�صالحيات للربملان‪ .‬ولكن االحتجاجات ا�ستمرت‬ ‫تطالب الرئي�س اليمني بالتنحي‪.‬‬ ‫بقية البلدان‬ ‫يف املغرب‪ ،‬جتمع �آالف املتظاهرين‪ ،‬يوم ‪ 20‬فرباير ‪ ،2011‬يف الرباط‬ ‫ملطالبة امللك حممد ال�ساد�س بالتخلي عن بع�ض �صالحياته وحماربة الف�ساد‬ ‫احلكومي‪ .‬وقد ا�ستجاب امللك من خالل الإعالن عن جملة من الإ�صالحات‬ ‫الواعدة‪ ،‬والتي كانت مو�ضع ترحيب من قبل املغاربة‪ .‬فقد ك�شف يف خطاب‬ ‫له بثه التلفزيون الوطني‪ ،‬يوم ‪ 9‬مار�س ‪ ،2011‬عن �إ�صالحات د�ستورية‬ ‫تت�ضمن انتخاب رئي�س وزراء من قبل ال�شعب ومنحه �صالحيات �أكرب‪،‬‬ ‫و�إ�صالح الق�ضاء‪ ،‬ومنح الربملان والأحزاب ال�سيا�سية دور ًا �أقوى وتعزيز‬ ‫�سلطة امل�س�ؤولني املحليني‪ ،‬عني جلنة للعمل مع الأحزاب ال�سيا�سية والنقابات‬ ‫ومنظمات املجتمع املدين لو�ضع مقرتحات بحلول يونيو ‪.2011‬‬ ‫ويف �سوريا‪ ،‬طالبت االحتجاجات يف �أواخر �شهر مار�س ‪ 2011‬ب�إنهاء‬ ‫حالة الطوارئ التي دامت ‪ 48‬عام ًا وبالإفراج عن ال�سجناء ال�سيا�سيني‪ .‬وقد‬ ‫�أعلن الرئي�س ب�شار الأ�سد يوم ‪ 24‬مار�س تعهده ب�شكل غري م�سبوق ب�إتاحة‬ ‫املزيد من احلريات ومن االزدهار مع تزايد حاالت التذمر واالحتجاج والتي‬ ‫�أدت �إىل ا�ستقالة احلكومة والوعد باملزيد من الإ�صالحات‪.‬‬ ‫ويف فل�سطني‪ ،‬احت�شد �آالف يف مدن رئي�سية يف ال�ضفة الغربية وقطاع غزة‬ ‫يوم ‪ 15‬مار�س ‪ ،2011‬مطالبني بالوحدة بني ال�ضفة الغربية التي ت�سيطر‬ ‫عليها فتح وقطاع غزة الذي ت�سيطر عليه حما�س‪.‬‬ ‫ويف الكويت‪ ،‬ا�ستخدمت �شرطة مكافحة ال�شغب الغاز امل�سيل للدموع‬ ‫لتفريق مئات من البدون العرب (عدميي اجلن�سية) الذين تظاهروا خالل‬ ‫‪14‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫�شهر فرباير ‪ 2011‬للمطالبة بتمكينهم من احلقوق الأ�سا�سية واملواطنة‪.‬‬ ‫ويف ُعمان‪ ،‬منح احلاكم �صالحيات ت�شريعية يف ‪ 13‬مار�س مل�س�ؤولني‬ ‫من خارج العائلة املالكة يف خطوة ُو ِ�صفت باجلريئة‪ ،‬ومن �ش�أنها تفادي‬ ‫االحتجاجات املطالبة بتو�سيع امل�شاركة ال�سيا�سية والعمل‪.‬‬ ‫ويعك�س املر�سوم الذي �أ�صدره ال�سلطان قابو�س بن �سعيد الرغبة يف تهدئة‬ ‫املتظاهرين وجتنب ا�ضطرابات حمتملة يف دولة ذات موقع ا�سرتاتيجي‪� ،‬إذ‬ ‫مير يف خليجها ما ميثل ن�سبة ‪ 40‬يف املئة من نفط العامل‪ .‬ووعد ال�سلطان‬ ‫ب�آالف الوظائف اجلديدة يف اخلدمة املدنية بداية من �شهر فرباير ‪.2011‬‬ ‫وقد ا�ستفادت كل من ُعمان والبحرين بع�شرة مليارات دوالر على �شكل‬ ‫م�ساعدات من دول جمل�س التعاون اخلليجي‪.‬‬ ‫وطالت احتجاجات كذلك اجلزائر‪ ،‬حيث وعد الرئي�س عبد العزيز‬ ‫بوتفليقة ب�إنهاء قانون الطوارئ الذي مت �إلغا�ؤه بالفعل‪ ،‬وكذلك بتح�سني‬ ‫الظروف االقت�صادية يف هذا البلد الغني بالنفط‪.‬‬ ‫كما اجتاحت امل�سريات الأردن‪ ،‬حيث دعا املتظاهرون �إىل الإ�صالح‬ ‫الد�ستوري و�إىل حرية و�سائل الإعالم مما �أدى �إىل �إقالة احلكومة‪.‬‬ ‫و�شهد العراق امل�ضطرب مظاهرات ت�سعى �إىل �إ�سقاط احلكومة‪.‬‬ ‫ويف لبنان‪ ،‬احت�شد ع�شرات الآالف من �أن�صار املعار�ضة و�سط بريوت‪،‬‬ ‫يوم ‪ 13‬مار�س ‪ ،2011‬يطالبون حزب اهلل بالتخلي عن �سالحه‪.‬‬ ‫وقد نالت دول غري عربية مثل �إيران ح�صتها من االحتجاجات‪ ،‬يف حني‬ ‫مت جتاهل دعوة للتظاهر يف اململكة العربية ال�سعودية‪.‬‬ ‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي تدعو �إىل اتباع الو�سائل ال�سلمية‬ ‫وانتهاج احلكمة يف معاجلة التطورات الراهنة‬ ‫قال الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪� ،‬أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪،‬‬ ‫يف بيان �صدر يوم ‪ 20‬فرباير ‪� ،2011‬إن «بلدان ًا يف العامل الإ�سالمي ت�شهد‬ ‫تطورات هامة يف الوقت احلا�ضر‪ .‬وتتابع منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي بقلق بالغ‬ ‫الأحداث اجلارية فيها‪ .‬وقد بات من الوا�ضح �أن هذه البلدان متر ب�أوقات‬ ‫�صعبة يتطلب التعامل معها قدر ًا كبري ًا من احلكمة وال�صرب وو�ضوح الر�ؤية»‪.‬‬ ‫وندد الأمني العام ب�إزهاق الأرواح وتدمري املمتلكات‪ ،‬داعي ًا جميع‬ ‫الأطراف املعنية �إىل اللجوء �إىل الو�سائل ال�سلمية من �أجل جتنب العنف‬ ‫و�إراقة الدماء‪.‬‬ ‫وقال �إح�سان �أوغلى �إن ميثاق منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يعرتف بتطلعات‬ ‫العامل الإ�سالمي للحكم الر�شيد و�سيادة القانون وتعزيز حقوق الإن�سان‬ ‫وحماربة الف�ساد وتو�سيع امل�شاركة ال�سيا�سية والتنمية ال�شاملة �ضمن مبادئه‬ ‫الأ�سا�سية‪ ،‬كما �أن برنامج العمل الع�شري للمنظمة قد �شدد �أي�ض ًا على‬ ‫التحديات ال�سيا�سية واالجتماعية واالقت�صادية املتنامية والتي ال ميكن‬ ‫التغلب عليه �إال من خالل �إحداث جملة من الإ�صالحات وتنفيذها يف خمتلف‬ ‫القطاعات»‪ .‬ومن امل�ؤكد �أن �شعوب الأمة الإ�سالمية العظيمة قادرة على‬ ‫مواجهة هذه التحديات من �أجل حتقيق م�ستقبل مزدهر وتقدمية من دون �أي‬ ‫تدخالت خارجية»‪.‬‬ ‫ليبيا‬ ‫حدثت املواجهات الأكرث وح�شية يف ليبيا‪ ،‬وا�ستمرت يف الت�صاعد حتى‬ ‫كتابة هذا التقرير ملجلة منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وبد�أت اال�ضطرابات �ضد معمر القذايف الذي ظل يحكم البالد منذ فرتة‬ ‫طويلة تزيد على ‪ 41‬عام ًا‪ ،‬يوم ‪ 15‬فرباير ‪ ،2011‬حني ا�شتبكت �شرطة‬


‫مكافحة ال�شغب مع املتظاهرين يف بنغازي ثانية كربى مدن البالد‪ ،‬وكان‬ ‫املتظاهرون قد �أ�شعلوا النار يف مقر جهاز الأمن الداخلي ومركز لل�شرطة‬ ‫يف مدينة الزنتان‪ .‬ومنذ ذلك احلني‪ ،‬ت�صاعدت �أعمال العنف والقتل �ضد‬ ‫املتظاهرين‪ ،‬وا�ستمرت يف االنت�شار يف جميع �أنحاء البالد‪ ،‬مما �أ�سفر عن‬ ‫نزوح جماعي لليبيني والأجانب �إىل البلدان املجاورة مثل تون�س وم�صر‪ .‬ووقف‬ ‫بتحد �ضد دعوات تنحيه‪ ،‬وتوعد بالق�ضاء على املتظاهرين‬ ‫القذايف و�أوالده ٍ ّ‬ ‫واحد ًا بعد الآخر‪ ،‬و�أطلق العنان لقوات الأمن التي قامت بهجمات با�ستخدام‬ ‫املدفعية الثقيلة‪ ،‬و�أدى ذلك �إىل �سقوط �آالف ال�ضحايا والعديد من الإ�صابات‪،‬‬ ‫ولكن ذلك مل يردع املحتجني من موا�صلة املظاهرات‪ ،‬وقد ا�ستفادوا من دعم‬ ‫عدد من امل�س�ؤولني احلكوميني والع�سكريني الذين ان�شقوا عن القذايف‪.‬‬ ‫ودعا املجتمع الدويل‪ ،‬مبا يف ذلك منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الأمم‬ ‫املتحدة �إىل فر�ض منطقة حظر جوي على ليبيا من �أجل وقف العدوان �ضد‬ ‫املتظاهرين وحماية املدنيني‪ ،‬وتبنى جمل�س الأمن الدويل يوم ‪ 18‬مار�س‬ ‫القرار رقم ‪ 1973‬القا�ضي بفر�ض منطقة حظر الطريان وال�سماح بالغارات‬ ‫اجلوية على قوات القذايف الالزمة لتطبيق ذلك‪ .‬وبد�أت قوات التحالف‪ ،‬التي‬ ‫�شملت دو ًال عربية‪ ،‬عملياتها يف اليوم التايل‪.‬‬ ‫ودعا الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪� ،‬أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪،‬‬ ‫جميع الأطراف املعنية بالعمليات الع�سكرية اجلارية يف ليبيا �إىل ممار�سة‬ ‫�أق�صى درجات �ضبط النف�س وجتنب ا�ستهداف املدنيني واملناطق ال�سكنية‪،‬‬ ‫واحلفاظ على البنية التحتية ومكت�سبات ال�شعب الليبي‪ .‬كما حث يف اجلل�سة‬ ‫االفتتاحية لالجتماع الوزاري اللجنة التنفيذية ب�ش�أن الأحداث يف ليبيا الذي‬ ‫ُعقد يف مقر الأمانة العامة ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف جدة يوم ‪ 19‬مار�س‬ ‫املجتمع الدويل على احلفاظ على وحدة �أرا�ضي ليبيا الإقليمية وا�ستقاللها‬ ‫ال�سيا�سي وعلى الوحدة الوطنية لل�شعب الليبي و�سيادته‪ ،‬و�ضمان �سالمة‬ ‫املواطنني‪ .‬كما دعا �إىل فتح قنوات لالت�صال مع املجل�س الوطني االنتقايل‬ ‫يف ليبيا‪.‬‬ ‫ورحب الأمني العام يف كلمته بقرار جمل�س الأمن رقم ‪ 1973‬والتدابري‬ ‫العملية املرافقة له‪ ،‬لأن من �ش�أنه وقف �أعمال القتل �ضد ال�شعب الليبي‪ ،‬داعي ًا‬ ‫الدول الأع�ضاء يف منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي �إىل امل�ساهمة يف تنفيذ هذا‬ ‫القرار‪ .‬كما �أكد ت�أييده لأحد بنود القرار والقا�ضي با�ستبعاد �إر�سال �أي قوات‬ ‫برية ب�أي �شكل من الأ�شكال �إىل �أي جزء من �أجزاء ليبيا‪.‬‬ ‫و�شارك الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف م�ؤمتر لندن حول‬ ‫ليبيا‪ ،‬يوم ‪ 29‬مار�س ‪ ،2011‬يف اململكة املتحدة‪ ،‬حيث �أعرب عن اعتقاده‬ ‫الرا�سخ �أن الأ�سرة الدولية بحاجة �إىل احلديث ب�صوت واحد واحلفاظ على‬ ‫وحدتها يف مواجهة الو�ضع احلرج يف ليبيا‪ .‬و�أ�ضاف �إح�سان �أوغلى قائ ًال �إن‬ ‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي كانت �أوىل املنظمات احلكومية الدولية التي دعت‬ ‫�إىل حتقيق حل �سيا�سي‪ ،‬ي�شمل عملية �سيا�سية انتقالية‪ .‬واختتم الأمني العام‬ ‫كلمته بالرتحيب باملقرتحات التي ُقدمت ب�ش�أن ت�شكيل فريق ات�صال لدعم‬ ‫ال�شعب الليبي و�إجراء م�شاورات منتظمة بني �أع�ضاء الأ�سرة الدولية‪ ،‬كما‬ ‫�أبدى ا�ستعداد املنظمة لالن�ضمام لع�ضوية هذا الفريق‪.‬‬ ‫وعلى هام�ش م�ؤمتر لندن‪ ،‬بحث الأمني العام مع وزيرة اخلارجية‬ ‫الأمريكية‪ ،‬ال�سيدة هيالري كلينتون‪ ،‬اجلهود التي يبذلها املجتمع الدويل يف‬ ‫ليبيا وتطورات الو�ضع الع�سكري هناك‪ .‬وقد �أكد �إح�سان �أوغلى �ضرورة العمل‬ ‫على ت�سوية عادلة و�سلمية لل�صراع امل�سلح مبا يلبي ويحقق طموحات وتطلعات‬

‫ال�شعب الليبي نحو الدميقراطية واال�ستقرار والعي�ش الكرمي‪.‬‬ ‫ويف هذا ال�سياق‪ ،‬عقد الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي �سل�سلة‬ ‫من االجتماعات اجلانبية �شملت لقا ًء مع الأمني العام للأمم املتحدة بان‬ ‫كي ـ مون‪ ،‬ورئي�س الوزراء وزير اخلارجية القطري ال�شيخ حمد بن جا�سم‬ ‫بن جرب �آل ثاين‪ ،‬ووزير خارجية دولة الإمارات العربية املتحدة‪ ،‬ال�شيخ عبد‬ ‫اهلل بن زايد �آل نهيان‪ ،‬واملفو�ضة ال�سامية لالحتاد الأوروبي لل�ش�ؤون اخلارجية‬ ‫والأمنية وال�سيا�سية‪ ،‬البارونة كاترين �أ�شتون‪.‬‬ ‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي تفتح وحدة تن�سيق لل�ش�ؤون الإن�سانية‬ ‫يف ليبيا‬ ‫افتتحت منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي وحدة لتن�سيق العمل الإن�ساين يف‬ ‫بنغازي بليبيا‪ ،‬بعد الأحداث التي �شهدتها ليبيا‪ ،‬والأزمة الإن�سانية التي تنذر‬ ‫بها وتداعياتها الكارثية‪ .‬وي�أتي افتتاح وحدة بالتن�سيق مع الهالل الأحمر‬ ‫الدويل الإ�سالمي من �أجل توفري جميع املعلومات عن تطورات الو�ضع‬ ‫الإن�ساين يف ليبيا‪ ،‬وتقدمي تقارير لتو�ضيح الو�ضع هناك‪ ،‬وذلك لتلبية‬ ‫االحتياجات املحتملة يف املناطق املت�ضررة‪ .‬و�ستقوم الوحدة �أي�ض ًا مب�ساعدة‬ ‫الدول الأع�ضاء‪ ،‬واملنظمات الإن�سانية الإ�سالمية وال�شركاء الدوليني يف كل‬ ‫ما يتعلق با�ستقبال امل�ساعدات وتخزينها وتوزيعها يف املناطق املت�ضررة داخل‬ ‫ليبيا وعلى حدود م�صر وتون�س حيث يوجد مئات الآالف من النازحني الذين‬ ‫يريدون العودة �إىل بلدانهم‪.‬‬ ‫وجدد الأمني العام دعوته للدول الأع�ضاء يف منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫وملنظمات الإغاثة املعنية �إىل العمل الفوري على تقدمي املزيد من امل�ساعدات‬ ‫والإغاثة والإمدادات الطبية والغذائية‪ ،‬وذلك الحتواء الأزمة ومنع تفاقمها‪،‬‬ ‫و�إىل التعاون يف هذا ال�صدد مع وحدة التن�سيق يف بنغازي‪.‬‬ ‫هذا وقد �أعلن رئي�س البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬الدكتور �أحمد حممد‬ ‫علي‪� ،‬أن جمل�س املديرين التنفيذيني للبنك �أجاز منحة مببلغ ‪� 500‬ألف دوالر‬ ‫�أمريكي تُـ َق َـدّم كم�ساعدة طارئة على �شكل �أدوية ومعدات طبية للمت�ضررين‬ ‫من الأحداث التي ت�شهدها ليبيا يف الوقت الراهن‪.‬‬ ‫وقال البنك يف بيان �صادر‪ ،‬يوم ‪ 29‬مار�س ‪� ،2011‬إن بعثة من البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية �ستتوجه �إىل م�صر للتن�سيق مع الهالل الأحمر امل�صري‬ ‫لإي�صال تلك امل�ساعدات للمت�ضررين يف ليبيا‪ .‬وكان املجل�س قد �أجاز منحة‬ ‫م�شابهة يف فرباير مببلغ ‪� 200‬ألف دوالر �أمريكي‪.‬‬ ‫النازحون الفارون من اال�ضطرابات يف ليبيا ينتظرون عند معرب‬ ‫احلدود الليبية ـ التون�سية را�س جدير (�إي بي ايه)‬

‫‪15‬‬


‫جنوب ال�سودان ي�صوت ل�صالح االنف�صال‬

‫مواطنون من جنوب ال�سودان يحتفلون يف جوبا يوم ‪ 30‬يناير ‪�( 2011‬إي بي ايه)‬

‫جوبا ـ ال�سودان‪� :‬صوت جنوب ال�سودان ب�أغلبية �ساحقة لإعالن‬ ‫اال�ستقالل‪ ،‬وذلك وفق ًا للنتائج النهائية لال�ستفتاء التي �أُعلنت يوم ‪ 7‬فرباير‬ ‫‪ .2011‬وقال رئي�س مفو�ضية اال�ستفتاء‪ ،‬حممد �إبراهيم خليل‪� ،‬إن ن�سبة‬ ‫‪ 98.83‬يف املئة من الناخبني يف جنوب ال�سودان املنتج للنفط اختاروا‬ ‫االنف�صال عن ال�شمال‪ .‬و ُيـ َعـد اال�ستفتاء املرحلة الأخرية يف تطبيق اتفاق‬ ‫ال�سالم املوقع بني ال�شمال واجلنوب يف عام ‪ ،2005‬والذي و�ضع ح ّد ًا لأطول‬ ‫حرب �أهلية �شهدتها �إفريقيا‪.‬‬ ‫وكان الرئي�س ال�سوداين عمر ح�سن الب�شري قد �أعلن يف وقت �سابق قبوله‬ ‫لنتيجة اال�ستفتاء‪ ،‬مبدد ًا املخاوف من �أن ي�ؤجج االنف�صال ال�صراع من �أجل‬ ‫ال�سيطرة على احتياطي النفط يف اجلنوب‪ .‬و�أ�ضاف يف خطاب عرب التلفزيون‬ ‫ال�سوداين‪« :‬اليوم ت�سلمنا هذه النتائج ونحن نقبلها ونرحب بها لأنها متثل‬ ‫�إرادة ال�شعب يف جنوب ال�سودان»‪.‬‬ ‫و�أكد رئي�س حكومة جنوب ال�سودان‪� ،‬سلفا كري‪ ،‬من جانبه‪ ،‬هذه اللهجة‬ ‫الت�صاحلية واعد ًا ب�أنه �سي�ساعد اخلرطوم‪ ،‬يف الأ�شهر املقبلة‪ ،‬يف حملتها‬ ‫املطالبة ب�إلغاء ديون البالد وتخفيف العقوبات االقت�صادية الدولية‪.‬‬ ‫و�أعرب الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬عن ارتياحه يف �أعقاب الإعالن عن النتائج النهائية لال�ستفتاء‬ ‫ب�ش�أن تقرير امل�صري يف جنوب ال�سودان‪ ،‬والتي �أكدت النتائج الأولية املعلنة‬ ‫يوم ‪ 30‬يناير ‪ .2011‬و�أ�شاد �إح�سان �أوغلى بالرئي�س الب�شري وحكومة ال�سودان‬ ‫لقبول نتائج اال�ستفتاء‪ .‬ورحب بتنفيذ الطرفني يف ال�سودان التفاق ال�سالم‬ ‫ال�شامل تنفيذ ًا كام ًال ويف الوقت املنا�سب‪ ،‬وحث الطرفني على �سرعة التو�صل‬ ‫�إىل اتفاق من خالل ت�سوية تفاو�ضية للق�ضايا اخلالفية الهامة يف مرحلة ما‬ ‫بعد اال�ستفتاء‪.‬‬ ‫و ُيعتـ َبـر اال�ستفتاء‪ ،‬الذي ا�ستمر �أ�سبوع ًا‪ ،‬ابتدا ًء من يوم ‪ 9‬يناير ‪،2011‬‬ ‫والذي لقي الإ�شادة على نطاق وا�سع لكونه �سلمي ًا وم�ستوفي ًا املعايري الدولية‪،‬‬ ‫�أحد �شروط اتفاق ال�سالم ال�شامل لعام ‪ 2005‬الذي �أنهى حرب ًا �أهلية بني‬ ‫‪16‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫ال�شمال واجلنوب ا�ستمرت عقدين من الزمن‪ .‬وكانت ن�سبة امل�شاركة يف‬ ‫الواليات الع�شر يف اجلنوب ‪ 99‬يف املئة‪ .‬ويف �شمال ال�سودان‪ ،‬اختار ‪ 58‬يف‬ ‫املئة من الناخبني االنف�صال بن�سبة �إقبال بلغت ‪ 60‬يف املئة‪.‬‬ ‫وقال رئي�س حكومة جنوب ال�سودان �سلفا كري‪ ،‬يف حفل �إعالن النتائج‬ ‫يوم ‪ 30‬يناير ‪« :2011‬ما زلنا ن�سري نحو الأمام»‪ .‬و�شكر �سلفاكري الرئي�س‬ ‫ال�سوداين عمر الب�شري لقيادته و«جعل ال�سالم ممكن ًا»‪ .‬و�أ�ضاف �أن اجلنوب‬ ‫�سوف يعلن ا�ستقالله يوم ‪ 9‬يوليو ‪ ،2011‬ولكن لي�س قبل ذلك التاريخ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقد عقد املكتب ال�سيا�سي للحركة ال�شعبية لتحرير ال�سودان اجتماعا يف‬ ‫جوبا‪ ،‬خالل الفرتة من ‪� 12‬إىل ‪ 16‬فرباير ‪ ،2011‬اعتمد فيه تو�صيات ب�ش�أن‬ ‫ت�سمية الدولة اجلديدة «جمهورية جنوب ال�سودان»‪ ،‬وت�سمية العملة «جنيه‬ ‫جنوب ال�سودان»‪ ،‬واعتماد علم احلركة ال�شعبية علم ًا للدولة اجلديدة‪.‬‬ ‫جنوب ال�سودان‬ ‫يتكون جنوب ال�سودان من ع�شر واليات كانت تت�ألف منها يف املا�ضي‬ ‫حمافظات اال�ستوائية (و�سط اال�ستوائية و�شرق اال�ستوائية وغرب اال�ستوائية)؛‬ ‫وبحر الغزال (�شمال بحر الغزال وغرب بحر الغزال والبحريات وواراب) ‪،‬‬ ‫و�أعايل النيل (والية جونقلي والوحدة و�أعايل النيل)‪.‬‬ ‫ومن �أبرز املالمح الطبيعية الرئي�سية يف جنوب ال�سودان نهر النيل الذي‬ ‫يوجد العديد من روافده وم�صادره يف البالد‪ .‬وقد �أنعم اهلل على جنوب‬ ‫ال�سودان بكثري من املوارد الطبيعية‪ ،‬مثل النفط وخام احلديد والنحا�س وخام‬ ‫الكروم والزنك والتنغ�سنت واملايكا والف�ضة والذهب والطاقة الكهرومائية‪.‬‬ ‫و ُيـ َعـد ال�سودان ثالث �أكرب بلد منتج للنفط يف �إفريقيا الواقعة جنوبي‬ ‫ال�صحراء الكربى‪ ،‬وتقع ‪ 80‬يف املئة من حقول النفط يف اجلنوب‪ .‬ولكن‬ ‫�سيكون تنظيم هذه ال�صناعة من بني �أكرب التحديات التي �ستواجهها احلكومة‬ ‫اجلديدة‪ ،‬كما يقول اخلرباء‪ ،‬وهو ما يثري ت�سا�ؤالت حول ما �إذا كانت حقول‬ ‫النفط يف واحدة من املناطق الأكرث فقر ًا يف العامل �سوف تعود بالنفع على‬ ‫�سكان تلك املنطقة‪.‬‬


‫نداء عاج ًال جلمع مبلغ ‪ 2.7‬مليون دوالر لإغاثة املت�ضررين من املجاعة يف ال�صومال‬ ‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي توجه ً‬

‫مقدي�شو ـ ال�صومال‪ :‬وجهت منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي ندا ًء عاج ًال‬ ‫للدول الأع�ضاء باملنظمة واملنظمات الإن�سانية اخلريية يف العامل الإ�سالمي‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل املنظمات الدولية‪ ،‬وذلك من �أجل احتواء الو�ضع اخلطري الذي‬ ‫يعاين منه ال�صومال‪ ،‬ومد يد العون وامل�ساعدة �إىل �أهله‪ ،‬يف ظل الظروف‬ ‫التي تعي�شها البالد‪ ،‬والتي تتمثل يف �أ�سو�أ حالة جفاف متر بها منذ �أعوام‪ ،‬يف‬ ‫الوقت الذي يواجه فيه مليونا �شخ�ص �أزمة �إن�سانية‪ ،‬ويتعر�ض املاليني منهم‬ ‫خلطر املجاعة والعط�ش‪.‬‬ ‫و�أ�شارت املنظمة �إىل زيادة عدد النازحني جراء الظروف ال�صعبة‬ ‫والأحداث التي يكابدها ال�صومال‪ ،‬ف�ض ًال عن ارتفاع �أ�سعار املواد الغذائية‪،‬‬ ‫وزيادة ن�سبة الأطفال امل�صابني ب�سوء التغذية‪ ،‬والأمرا�ض الناجمة عن تلوث‬ ‫املياه‪ ،‬وندرة اخلدمات ال�صحية ال�ضرورية للحياة‪.‬‬ ‫ويف هذا ال�سياق‪� ،‬أعلنت منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي �أنها �أعدت برناجماً‬ ‫�إن�ساني ًا عاج ًال ل�صالح املت�ضررين من املجاعة يف ال�صومال‪ ،‬على �أن تبلغ‬ ‫كلفته ‪ 2.780.405‬دوالر‪� ،‬سوف ي�ستفيد منه يف اجلانب الغذائي نحو ‪700‬‬ ‫�ألف �شخ�ص‪ ،‬وذلك يف �سبع حمافظات �صومالية‪ ،‬حيث �سيخ�ص�ص ال�شق‬ ‫الطبي منه لنحو ‪� 100‬ألف �شخ�ص‪ ،‬ف�ض ًال عن ‪� 800‬ألف �شخ�ص �سوف‬ ‫ي�ستفيدون من برامج توزيع املياه ال�صاحلة لل�شرب‪ ،‬ورعاية املوا�شي‪.‬‬ ‫و�أهابت املنظمة باجلهات املانحة‪ ،‬واملنظمات الإغاثية �سرعة تقدمي‬ ‫م�ساعداتها ودعمها بغية �إجناح الربنامج املذكور‪.‬‬ ‫ظل ال�صومال يعاين‪ ‬منذ ما يقرب من عقدين من احلروب الأهلية‪،‬‬ ‫وتناحر امليلي�شيات و�أزمة �إن�سانية طاحنة‪ ،‬و�سوء احلالة ال�صحية و�سوء‬ ‫التغذية نتيجة لنق�ص يف الغذاء‪.‬‬ ‫ويف هذا ال�سياق‪ ،‬نا�شد الأمني العام جميع الف�صائل ال�صومالية وقف‬ ‫القتال وال�سماح بحرية �إي�صال امل�ساعدات الإن�سانية �إىل ال�سكان املت�ضررين يف‬ ‫جميع �أنحاء ال�صومال‪ .‬ومن �أجل‪ ‬تخفيف معاناة ال�شعب ال�صومايل‪� ،‬أطلقت‪ ‬‬

‫الأمانة العامة للمنظمة برناجمها الإن�ساين يف ال�صومال‪ ،‬بدء ًا بافتتاح وحدة‬ ‫�إن�سانية يف مقدي�شو و تن�سيق توزيع الأغذية يف ممر �أفغوي باال�شرتاك‪ ‬مع‬ ‫�شركاء وطنيني ودوليني‪ ،‬داخل العامل الإ�سالمي وخارجه‪.‬‬ ‫اجلفاف ال�شديد يهدد املاليني‬ ‫يواجه ماليني ال�صوماليني �أزمة ب�سبب اجلفاف ال�شديد الناجم عن‬ ‫عدم هطول الأمطار لعدة موا�سم متتالية يف هذا البلد الذي يقع يف القرن‬ ‫الإفريقي‪ .‬وحذرت الأمم املتحدة وجماعات املعونة الأخرى من كارثة تلوح‬ ‫يف الأفق‪ .‬ووفق ًا للمعلومات التي �أوردتها الأمم املتحدة‪ ،‬فقد قفز معدل �سوء‬ ‫التغذية و�سط الأطفال �إىل ‪ 30‬يف املئة يف منطقة جوبا جنوب ال�صومال‪،‬‬ ‫وميثل هذا الرقم �ضعف عتبة حالة الطوارئ‪ .‬وارتفعت �أ�سعار املواد الغذائية‬ ‫بن�سبة ‪ 80‬يف املئة يف بع�ض املناطق‪.‬‬ ‫وفر العديد من الأ�سر املت�ضررة من اجلفاف من منازلهم بحث ًا عن‬ ‫الطعام‪ .‬وقال م�س�ؤولون‪ ،‬يف منطقة جالمودوج يف و�سط ال�صومال‪� ،‬إنهم مل‬ ‫ي�شهدوا مثل هذا اجلفاف منذ عام ‪.1974‬‬ ‫وقال مارك بودين‪ ،‬من�سق الأمم املتحدة لل�ش�ؤون الإن�سانية يف ال�صومال‪،‬‬ ‫�إن الأمم املتحدة �أفرجت عن مبلغ ‪ 4.5‬مليون دوالر من �صندوق الطوارئ‬ ‫ملواجهة اجلفاف‪ ،‬ومن املرجح �أن تفرج عن مبالغ �أكرب‪ .‬وهذا املبلغ منف�صل‬ ‫عن مبلغ الـ ‪ 530‬مليون دوالر الذي وجهت الأمم املتحدة ندا ًء جلمعه هذا‬ ‫العام لتمويل م�شاريع امل�ساعدات التي تقدمها يف ال�صومال‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وما يفاقم �آثار اجلفاف �أن عمل وكاالت املعونة ال ي�شمل كثريا من املناطق‬ ‫التي ي�سيطر عليها املتمردون‪ .‬ومن بني �سكان ال�صومال الذين يقدر عددهم‬ ‫بنحو ‪ 8‬ماليني ن�سمة‪ ،‬يحتاج نحو ‪ 2.4‬مليون �إىل املعونة الغذائية‪ ،‬ونحو ‪1.5‬‬ ‫مليون م�شردون داخلي ًا‪ .‬وقد حذر كيكي غبيهو‪ ،‬مدير مكتب الأمم املتحدة‬ ‫لتن�سيق ال�ش�ؤون الإن�سانية يف ال�صومال‪ ،‬من �أنه �إذا مل تهطل �أمطار مو�سم‬ ‫الربيع املتوقعة يف �إبريل‪ ،‬ف�إن البلد «�سيواجه م�شكلة كبرية»‪.‬‬ ‫‪17‬‬


‫�ش�ؤون عاملية‬

‫بعد جناح وثيقة مكة يف �إبعاد �شبح احلرب الأهلية عن البالد‬

‫ترحيب عراقي مببادرة املنظمة �إطالق حوار �شامل للمذاهب يف العامل الإ�سالمي‬

‫�إح�سان �أوغلى �أثناء لقائه مع نوري املالكي يف بغداد‬

‫بغداد ـ العراق‪:‬‬ ‫تعمل منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي على التح�ضري حلوار �شامل للمذاهب يف‬ ‫العامل الإ�سالمي‪ ،‬م�ستعينة يف ذلك بنجاحاتها التي حققتها يف العراق �إثر‬ ‫توقيع وثيقة مكة التي رعتها لإنهاء االحتقان الطائفي بني ال�سنة وال�شيعة يف‬ ‫العراق‪ .‬وفيما اختتم الأمني العام للمنظمة‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى‪ ،‬اجلمعة ‪ 18‬مار�س ‪ ،2011‬زيارة ا�ستغرقت �أربعة �أيام �إىل العراق‪،‬‬ ‫اعتُربت ناجحة‪ ،‬وبخا�صة بعد احلما�س الذي �أبدته احلكومة العراقية �إزاء‬ ‫مبادرة تر�سم املنظمة مالحمها بروية ال�ستكمال حماورها التي تنطلق من‬ ‫روح وثيقة مكة‪ ،‬وتتعداها �إىل جمال توحيد خطاب �إ�سالمي معتدل ي�ضع ح ّد ًا‬ ‫للغلو والتطرف‪ ،‬وا�ستغالل الدين الإ�سالمي يف املطامع ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫وكان الأمني العام للم�ؤمتر الإ�سالمي قد ا�ستهل زيارته �إىل العراق‪ ،‬يوم‬ ‫الثالثاء ‪ 15‬مار�س ‪ ،2011‬بلقاء مع رئي�سي ديواين الوقف ال�سني وال�شيعي‪،‬‬ ‫حيث �أبدى اجلانبان تقدير ًا عالي ًا لوثيقة مكة التي اعترباها عام ًال رئي�سي ًا‬ ‫يف و�أد الفتنة يف العراق ونزع فتيل �أزمة كانت �ست�ؤدي مب�ستقبل البالد �إىل‬ ‫املجهول‪ .‬كما �أظهر كل من الدكتور �أحمد عبد الغفور ال�سامرائي‪ ،‬رئي�س‬ ‫الوقف ال�سني‪ ،‬وال�سيد �صالح احليدري‪ ،‬رئي�س الوقف ال�شيعي‪ ،‬قبو ًال ملبد�أ‬ ‫احلوار الأ�شمل الذي يتعدى حدود العراق �إىل مبادرة �إقليمية على امتداد‬ ‫العامل الإ�سالمي‪ ،‬تكون على غرار وثيقة مكة التي وقعها ثالثون عامل دين‬ ‫ن�صفهم من ال�سنة‪ ،‬والن�صف الآخر من ال�شيعة‪.‬‬ ‫و�شددت احلكومة العراقية‪ ،‬بدورها‪ ،‬على ل�سان رئي�س وزرائها نوري‬ ‫املالكي على الدور الكبري الذي ا�ضطلعت به وثيقة مكة يف تعزيز اللحمة‬ ‫العراقية والتقريب بني الطوائف‪ ،‬معترب ًا اجلهود التي بذلها �إح�سان �أوغلى‬ ‫يف عام ‪ 2006‬قد �أنهت اخلطر الذي هدد مكت�سبات العراق و�شعبه‪ .‬ولفت‬ ‫املالكي �إىل �أن وثيقة مكة ومبادرة امل�صاحلة الوطنية قد انتقلتا بالعراق �إىل‬ ‫بر الأمان‪ ،‬وو�ضعتاه على �أول الطريق نحو بناء دولة دميقراطية م�ستقرة‬ ‫وموحدة‪ .‬ويف لقاء مع الأمني العام للم�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬رحب املالكي مببادرة‬ ‫�إقليمية ت�ضع حد ًا لالحتقان الطائفي الذي تزداد وتريته‪ ،‬معترب ًا �أن تداعيات‬ ‫هذا االحتقان �سوف تنعك�س على العراق ب�سبب تكوينه الدميوغرايف املتنوع‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫ُيذ َكر �أن وثيقة مكة‪ ،‬التي �أبعدت �شبح احلرب الأهلية عن العراق‪ ،‬جاءت‬ ‫مببادرة من منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪َ ،‬و ُوقعت ليلة ال�سابع والع�شرين من‬ ‫رم�ضان يف عام ‪ .2006‬وتقول م�صادر املنظمة �إن الأمانة العامة بجدة ت�سعى‬ ‫�إىل �إيجاد مقاربة تعيد اللحمة بني ثمانية مذاهب �إ�سالمية تلقى اعرتاف ًا يف‬ ‫برنامج العمل الع�شري للمنظمة‪ ،‬وتوجد �صيغة خلطاب ديني معتدل قادر على‬ ‫نبذ اخلالفات‪ ،‬وت�أكيد مبد�أ قبول الآخر‪.‬‬ ‫و�أثناء زيارة الأمني العام للمنظمة �إىل بغداد‪ ،‬قام بزيارة كني�سة النجاة‬ ‫يف منطقة الكرادة بالعا�صمة العراقية‪ ،‬والتي تعر�ضت لهجوم �إرهابي‪ ،‬يوم‬ ‫‪� 31‬أكتوبر ‪ ،2010‬والتقى بالبطريرك عمانوئيل ديل‪ ،‬كاردينال الكني�سة‬ ‫الكلدانية الكاثوليكية‪ ،‬وجدد له تعازيه احلارة ل�سقوط �ضحايا �أبرياء يف‬ ‫الهجوم الآثم‪ ،‬م�ؤكد ًا �أن هذا العمل الإجرامي بعيد كل البعد عن قيم الت�سامح‬ ‫والإخاء والعي�ش امل�شرتك التي يدعو لها الدين الإ�سالمي‪ .‬وقد اطلع الأمني‬ ‫العام على �آثار الدمار الذي خلفه الهجوم داخل مبنى الكني�سة‪.‬‬ ‫كما التقى الأمني العام للمنظمة ب�سماحة ال�سيد عمار عبد العزيز‬ ‫احلكيم‪ ،‬رئي�س املجل�س الأعلى الإ�سالمي العراقي‪ ،‬وبحث معه تطورات‬ ‫الأو�ضاع يف منطقة ال�شرق الأو�سط‪� ،‬إ�ضافة �إىل ال�سبل الكفيلة لإطالق حوار‬ ‫مذهبي �إ�سالمي �شامل‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى‪� ،‬صدر يف دي�سمرب ‪ 2010‬قرار ملجل�س الأمن الدويل‬ ‫يق�ضي برفع العقوبات املفرو�ضة على جمهورية العراق منذ عام ‪،1990‬‬ ‫و�أعرب الأمني العام عن ترحيبه‪ ،‬معرب ًا عن تقديره ب�أن �صدور هذا القرار‬ ‫ميثل خطوة هامة يف �إطار عودة العراق لأخذ مكانته الطبيعية يف املجتمع‬ ‫الدويل والعربي والإ�سالمي‪ ،‬ولإنهاء معاناة �شعبه‪.‬‬ ‫كما �أعرب الأمني العام عن ترحيبه بت�شكيل احلكومة العراقية اجلديدة‪،‬‬ ‫وباملوافقة الالحقة عليها من قبل الربملان‪ ،‬يوم ‪ 21‬دي�سمرب ‪ ،2010‬متقدم ًا‬ ‫بالتهنئة �إىل رئي�س الوزراء نوري املالكي و�أع�ضاء حكومته‪ .‬و�أعرب عن �أمله يف‬ ‫�أن ترتكز احلكومة اجلديدة‪ ،‬التي تعرب عن توافق وا�سع يف الآراء‪ ،‬على �أ�سا�س‬ ‫م�شاركة كل املكونات ال�سيا�سية العراقية‪ ،‬و�أن ت�ساعد على تعزيز الوحدة‬ ‫الوطنية وا�ستقرارها‪ ،‬وتنمية وازدهار البالد‪.‬‬ ‫ُيذ َكر �أن رئي�س بعثة منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف العراق ال�سفري حامد‬ ‫التنـي قابل م�سعود بارزاين رئي�س �إقليم كرد�ستان يوم ‪ 26‬يناير ‪ ،2011‬وعرب‬ ‫له عن رغبة املنظمة وا�ستعدادها لدعم وم�ساندة ال�شعب العراقي والعمل مع‬ ‫جميع املكونات والقوى العراقية من �أجل ا�ستتباب الأمن واال�ستقرار والتوافق‬ ‫الوطني‪ ،‬و�أكد املكانة التي يتمتع بها �إقليم كرد�ستان يف العامل الإ�سالمي‪،‬‬ ‫مثمن ًا دور بارزاين عالي ًا يف العملية ال�سيا�سية وجناح مبادرته يف ت�شكيل‬ ‫حكومة �شراكة وطنية‪ .‬و�أكد بارازاين‪ ،‬من جانبه‪� ،‬أهمية التعاون والتن�سيق‬ ‫بني �إقليم كرد�ستان والعراق مع منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪.‬‬ ‫كما �شارك ال�سفري التنـي يف امل�ؤمتر الدويل حول دور املر�أة العراقية يف‬ ‫العملية ال�سيا�سية والذي ُعقد يف �إربيل‪ ،‬يوم ‪ 27‬يناير ‪.2011‬‬


‫دور منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫يف الو�ساطة والتي�سري‬ ‫الإجنازات والتحديات‬ ‫ال�سفري طارق علي بخيت �صالح‬

‫مدير يف �إدارة ال�ش�ؤون ال�سيا�سية‬ ‫مبنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬

‫توطئة‬ ‫ت�سم ال�صراعات الراهنة وما يكتنفها من‬ ‫التي‬ ‫املتغرية‬ ‫الطبيعة‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫يف‬ ‫ال ريب‬ ‫ِ‬ ‫حتديات �أمنية تتجاوز احلدود الوطنية‪ ،‬بل والإقليمية‪ .‬ويف �سياق هذا الواقع‪ ،‬ت�ؤمن‬ ‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي ب�أن املنظمات الإقليمية واملنظمات احلكومية الدولية‬ ‫تتمتع مبكانة متم ّيزة ت�ؤهلها لتقييم الأ�سباب اجلذرية التي تقف وراء ن�شوب‬ ‫النـزاعات‪ ،‬ومن هنا‪ ،‬ف�إن مبقدورها �صياغة وحتديد الطرق والو�سائل الكفيلة‬ ‫بالتعاطي مع تلك ال�صراعات‪ .‬كما �أن هذه املنظمات لديها م�صلحة جوهرية يف‬ ‫ا�ستك�شاف حلول ناجعة للتحديات النا�شئة يف حديقتها اخللفية‪ .‬كما �أنها عادة ما‬ ‫ت�سرب �أغوار الأ�س�س ال�سيا�سية واالجتماعية والثقافية واالقت�صادية التي تقف وراء‬ ‫ال�صراعات‪ ،‬ف�ض ًال عن قدرتها على حتديد وتعبئة �آليات حملية تتميز بفاعلية‬ ‫�أدواتها وكفاءة �أدائها‪ .‬ولعل هذا ما دعا وا�ضعي ميثاق الأمم املتحدة �إىل تكري�س‬ ‫الف�صل الثامن لدور املنظمات الإقليمية و�شبه الإقليمية يف �صون ال�سلم والأمن‬ ‫أ�سا�س للأمن الدويل اجلماعي‪.‬‬ ‫الدوليني ك� ٍ‬ ‫ً‬ ‫ح�س امل�شاركة‬ ‫وباملعنى نف�سه‪ ،‬ف�إن املنظور الإقليمي ي�سهم �أي�ضا يف تعميق ّ‬ ‫وتعزيز التوافق يف الر�أي ودعم املمار�سات الدميقراطية يف �إطار الدور الذي‬ ‫ت�ضطلع به املنظمات الدولية‪.‬‬ ‫علينا �أن ن�ستذكر �أن منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي منظمة حكومية دولية �سيا�سية‬ ‫مت ت�أ�سي�سها عام ‪ 1969‬يف ظل موجة من اال�ستياء العارم كانت قد اجتاحت العامل‬ ‫الإ�سالمي عقب جرمية �إحراق امل�سجد الأق�صى املبارك يف عام ‪ .1969‬وال بد‬ ‫من الت�شديد هنا على �أن منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي لي�ست منظمة دينية‪ ،‬حيث �إن‬ ‫ميثاقها يكلفها مبهمة تن�سيق وتي�سري العمل امل�شرتك لدولها الأع�ضاء‪ ،‬التي يبلغ‬ ‫عددها ‪ 57‬دولة‪ ،‬وذلك يف خمت ِلف املجاالت‪ .‬وباعتبار املنظمة ثاين �أكرب منظمة‬ ‫حكومية دولية بعد الأمم املتحدة‪ ،‬ف�إنها ت�ضطلع مبهمة �صون م�صالح الدول‬ ‫الأع�ضاء والذود عن ق�ضاياها العادلة‪ ،‬كما �أنها تُعتبرَ ال�صوت اجلماعي لأكرث‬ ‫من مليار ون�صف املليار من �سكان العامل‪ .‬وقد برزت منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف‬ ‫القرن احلادي والع�شرين كطرف حموري يف جمال �صون ال�سلم والأمن الدوليني‪.‬‬ ‫وانطالق ًا من ر�ؤية املنظمة اجلديدة ور�سالتها الأ�سا�سية‪ ،‬وا�صلت اال�ضطالع‬ ‫بدورها الهام يف درء و�إدارة وت�سوية النـزاعات‪ ،‬وتعزيز عمليات �إعادة الإعمار‬ ‫يف مرحلة ما بعد ال�صراعات ونزع فتيل الأزمات الإن�سانية يف الدول الأع�ضاء‪،‬‬ ‫باعتبار هذه التحركات جت�سد م�ساهمة ملمو�سة يف �إطار اجلهود العاملية الرامية‬ ‫�إىل تعزيز ال�سلم والأمن الدوليني‪.‬‬ ‫ويف الواقع‪ ،‬باتت املنظمة‪ ،‬وبعد �أن اكت�سبت خربة وا�سعة يف جمال منع ن�شوب‬ ‫ال�صراعات و�إدارتها على مدى ال�سنوات الأربعني املا�ضية‪ ،‬جاهزة وم�ستعدة‬ ‫للتعاون مع خمت ِلف املنظمات الإقليمية والدولية لت�سوية النـزاعات �أو منع ن�شوب‬ ‫ال�صراعات يف �أجزاء من دولها الأع�ضاء‪ ،‬وخ�صو�ص ًا ال�صراعات طويلة الأمد التي‬ ‫ي�ستمر ت�أثريها ال�سلبي يف الأمن وال�سالم واال�ستقرار يف العديد من بقاع العامل‪،‬‬

‫علم ًا ب�أن هذه املهمة لي�ست �ضرورية فح�سب‪ ،‬بل �إنها ت�صب يف �صميم امل�صلحة‬ ‫اجلماعية للدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫تكليف منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي بامل�شاركة يف م�ساعي الو�ساطة‬ ‫�إن �أي قراءة مت�أنية وفاح�صة خلارطة النـزاعات يف خمت ِلف �أنحاء العامل‬ ‫تك�شف �أن معظم هذه النـزاعات تقع داخل العامل الإ�سالمي‪ .‬ولهذا ال�سبب‪،‬‬ ‫مت تكليف منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي ب�شكل حمدد منذ ن�ش�أتها من �أجل معاجلة‬ ‫النـزاعات التي تن�شب بني الدول الأع�ضاء �أو النـزاعات مع بلدان �أخرى تكون‬ ‫الدول الأع�ضاء طرف ًا فيها‪� ،‬إذ يحث ميثاق املنظمة الدول الأع�ضاء التي تكون‬ ‫طرف ًا يف �أي نزاع على التو�صل �إىل حلول �سلمية عن طريق الو�ساطة‪ ،‬وبذل‬ ‫امل�ساعي احلميدة‪� ،‬أو اللجوء �إىل التحكيم �أو التوفيق �أو الت�سوية الق�ضائية‪ .‬كما �أن‬ ‫امليثاق ين�ص على �ضرورة تفعيل التعاون مع �سائر املنظمات الدولية �أو الإقليمية‬ ‫بهدف �صون ال�سالم والأمن بهدف ت�سوية النـزاعات بالطرق ال�سلمية‪ .‬وانطالق ًا‬ ‫من هذه املرجعية‪� ،‬أدت منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي دور ًا هام ًا يف منع و�إدارة وت�سوية‬ ‫النـزاعات‪ ،‬وتعزيز عمليات �إعادة الإعمار يف مرحلة ما بعد ال�صراعات‪ ،‬والت�صدي‬ ‫للأزمات الإن�سانية يف الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫ُي�شار �إىل �أن برنامج العمل الع�شري ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الذي اعتمدته‬ ‫القمة اال�ستثنائية الثالثة املنعقدة يف مكة املكرمة عام ‪ ،2005‬يت�ضمن تكليف‬ ‫املنظمة بتعزيز دورها يف منع ال�صراعات وتفعيل �إجراءات بناء الثقة وت�سوية‬ ‫النـزاعات وبناء ال�سالم يف مرحلة ما بعد ال�صراعات‪ ،‬وذلك من خالل توطيد‬ ‫التعاون مع منظمات دولية و�إقليمية �أخرى‪ .‬كما ت�ستدعي هذه الوالية تعزيز دور‬ ‫املنظمة يف بذل م�ساعي الو�ساطة وحل النـزاعات داخل الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫وا�ستناد ًا �إىل التكليف املن�صو�ص عليه يف ميثاق املنظمة وبرناجمها للعمل‬ ‫الع�شري‪ ،‬مل ي�أْ ُل الأمني العام للمنظمة‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪،‬‬ ‫جهد ًا ومل يدخر و�سع ًا يف بذل م�ساعيه احلميدة للو�ساطة يف النـزاعات املختلفة‪،‬‬ ‫�إذ �أقدم على تعيني عدد من املمثلني اخلا�صني �ساهموا‪ ،‬وما زالوا ي�ساهمون‪ ،‬ب�شكل‬ ‫متوا�صل يف �إيجاد حلول �سلمية لل�صراعات يف بلدان ومناطق خمتلفة‪ ،‬مثل ال�سودان‪،‬‬ ‫وال�صومال‪ ،‬وجامو وك�شمري‪ ،‬والعراق‪ ،‬وجنوب الفلبني‪ ،‬وتايلندا‪ .‬ويف �إطار هذه‬ ‫امل�ساعي‪� ،‬أدى الأمني العام �سل�سلة من الزيارات �إىل عدد من الدول الفاعلة غري‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة وكذا مقار جمموعة من املنظمات الدولية والإقليمية‪ ،‬وذلك‬ ‫بهدف تطوير عالقات التعاون يف جمال �صون ال�سلم والأمن الدوليني‪ .‬وا�ست�ضافت‬ ‫الأمانة العامة للمنظمة‪ ،‬من جهتها‪ ،‬عدد ًا من املمثلني رفيعي امل�ستوى ملجموعة من‬ ‫الدول واملنظمات الدولية والإقليمية‪ ،‬حيث جرى تدار�س مقاربات ت�سوية النـزاعات‬ ‫والق�ضايا املت�صلة بتعزيز ال�سلم والأمن الدوليني‪.‬‬ ‫حري بالذكر �أن منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي لديها اقتناع را�سخ ب�أن �سيا�سة‬ ‫التعامل مع النـزاعات من منظور �أمني بحت لن تف�ضي �إىل حلول دائمة و�شاملة‪.‬‬ ‫فاحللول التي تندرج �ضمن منظور املدى الق�صري ينبغي �أن تعبد الطريق باجتاه‬ ‫التو�صل �إىل فهم �سليم للأ�سباب املو�ضوعية واجلذرية لل�صراعات‪ ،‬والتي غالب ًا ما‬ ‫تكمن يف املظامل ال�سيا�سية والظلم واال�ستالب والتخلف وغياب التنمية‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫احلاجة �إىل احلكم الر�شيد‪ .‬ولتج�سيد االلتزام بالت�صدي للم�شاكل االجتماعية‬ ‫واالقت�صادية التي تغذي يف كثري من الأحيان الأ�سباب اجلذرية للنـزاعات‪،‬‬ ‫�أطلقت منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي �صندوق ًا خا�ص ًا لتخفيف وط�أة الفقر يف الدول‬ ‫الأع�ضاء‪ .‬كما �أن املنظمة تويل �أهمية خا�صة لعالقات التعاون التي تربطها‬ ‫بلجنة الأمم املتحدة لبناء ال�سالم من �أجل مواجهة حتديات �إعادة الت�أهيل يف‬ ‫مرحلة ما بعد النـزاعات يف الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪ .‬ويف هذا ال�سياق‪� ،‬أ�س�ست‬ ‫املنظمة و�أدارت جمموعة من ال�صناديق اال�ستئمانية‪ ،‬كما هو احلال يف �سرياليون‬ ‫و�أفغان�ستان والبو�سنة‪ ،‬وذلك ق�صد امل�ساهمة يف بناء ركائز ال�سالم يف مرحلة ما‬ ‫بعد ال�صراعات‪.‬‬ ‫‪19‬‬


‫�ش�ؤون عاملية‬

‫جناحات منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف جمال الو�ساطة يف العراق‬ ‫حتركت منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف ذروة العنف الطائفي بني ال�سنة وال�شيعة‬ ‫يف العراق‪ ،‬وانخرطت ب�شكل فاعل يف �أحد املالمح واجلوانب اجلوهرية للعملية‬ ‫الت�صاحلية الوطنية يف العراق‪ ،‬واملتمثلة يف العنف الطائفي‪ ،‬وذلك من خالل ل ّـم‬ ‫�شمل ثالثني ممث ًال رفيعي امل�ستوى من رجال الدين من ال�سنة وال�شيعة يف مكة‬ ‫املكرمة عام ‪ ،2006‬حيث وقعوا على وثيقة �إعالن مكة‪ ،‬وهي الوثيقة التي متت‬ ‫�صياغتها حتت �إ�شراف جممع الفقه الإ�سالمي الدويل‪ ،‬وهو جهاز متفرع تابع‬ ‫للمنظمة يخت�ص بامل�سائل الفقهية‪ .‬وقد جنحت املنظمة يف التو�سط بني الطائفتني‬ ‫ال�سنية وال�شيعية يف العراق‪ ،‬وا�ضعة بذلك حد ًا للفتنة الطائفية من خالل الو�ساطة‬ ‫بني رجال وعلماء الدين املنتمني للطائفتني‪ .‬وت�سلط وثيقة مكة ال�ضوء على التعاليم‬ ‫الإ�سالمية ال�سمحة وعلى موقف الفقه الإ�سالمي �إزاء عمليات القتل يف العراق بنا ًء‬ ‫على االنتماءات الطائفية‪ ،‬حيث �أكدت الوثيقة �إدانة الإ�سالم الوا�ضحة والقوية لقتل‬ ‫امل�سلمني خارج نطاق القانون‪ .‬وقد �ساهمت الوثيقة التي مت تداولها على نطاق وا�سع‬ ‫يف جميع امل�ساجد يف مدن وقرى العراق ب�شكل كبري يف احلد من وترية ال�صراع‬ ‫الطائفي يف العراق‪ .‬وعلى الرغم من توا�صل �أعمال العنف يف العراق‪ ،‬ف�إننا نعترب �أن‬ ‫هذه الأعمال ال متتّ ب�صلة لالنق�سامات الدينية بني ال�سنة وال�شيعة‪.‬‬ ‫وت�ستمر املنظمة يف �إجراء م�شاورات مع خمت ِلف الأطراف املعنية يف العراق‪،‬‬ ‫مبا يف ذلك احلكومة العراقية‪ ،‬حول كيفية تنفيذ بنود وثيقة مكة ب�شكل �أكرث فاعلية‪.‬‬ ‫ويف هذا ال�صدد‪� ،‬أعدت املنظمة خطط ًا ترمي �إىل عقد اجتماع �آخر �إما يف مكة‬ ‫املكرمة‪� ،‬أو يف العراق �أو �أي مكان �آخر‪ ،‬للم�ساعدة على تعزيز امل�صاحلة الوطنية‬ ‫ال�شاملة يف العراق‪.‬‬ ‫ومن املمكن ا�ستن�ساخ هذه التجربة‪ ،‬على �سبيل املثال‪ ،‬بالن�سبة للو�ضع‬ ‫يف ال�صومال‪ ،‬باعتبار �أن ال�صراع يف هذا البلد يبدو �أنه يحمل ُبعد ًا ديني ًا يت�سم‬ ‫مبواجهة �ضارية بني ف�صيل مت�شدد و�آخر معتدل‪ .‬ومن املهم �إبراز الدور الأ�سا�سي‬ ‫الذي ا�ضطلعت به منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف �إ�شراك الرئي�س ال�صومايل احلايل‬ ‫�شريف �شيخ �أحمد‪ ،‬الذي كان وقتذاك يتزعم حتالف املعار�ضة لإعادة حترير‬ ‫ال�صومال‪ ،‬يف عملية جيبوتي لل�سالم عام ‪ .2008‬وقد كان املجتمع الدويل يف تلك‬ ‫املرحلة يعترب الرئي�س �شريف �شيخ �أحمد مت�شدد ًا‪ ،‬غري �أن و�ساطة منظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي جنحت يف �إقناع �شيخ �شريف وجماعته باالن�ضمام �إىل عملية ال�سالم التي‬ ‫�أف�ضت �إىل �إبرام اتفاق جيبوتي الذي ُي َعد العملية ال�سيا�سية الوحيدة املعرتف بها‬ ‫دولي ًا يف الوقت الراهن يف ال�صومال‪.‬‬ ‫و�ساطة منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف جنوب الفلبني‬ ‫يتجلى جناح منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف جنوب الفلبني يف م�ساعي الو�ساطة‬ ‫التي ا�ضطلعت بها لإبرام اتفاق ال�سالم يف جنوب الفلبني عام ‪ .1976‬كما مت التوقيع‬ ‫على اتفاق �سالم ثانٍ تو�سطت فيه املنظمة عام ‪ 1996‬يف مانيال‪ .‬ووجهت الدورة‬ ‫اخلام�سة ملجل�س وزراء خارجية الدول الأع�ضاء يف املنظمة املنعقدة يف العا�صمة‬ ‫‪20‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫املاليزية كواالملبور ندا ًء �إىل حكومة الفلبني واجلبهة الوطنية لتحرير مورو لل�شروع‬ ‫يف املفاو�ضات ال�سلمية يف �إطار ال�سيادة و�سالمة الوحدة الرتابية للفلبني بهدف‬ ‫التو�صل �إىل ت�سوية �سيا�سية عادلة للأزمة‪ .‬وانطالق ًا من ذلك‪ ،‬بو�شرت املفاو�ضات‬ ‫بني اجلانبني‪ .‬وبالفعل تو�صل طرفا الأزمة �إىل اتفاق‪ ،‬يوم ‪� 23‬سبتمرب ‪ ،1976‬يف‬ ‫العا�صمة الليبية طرابل�س �أطلق عليه « اتفاق طرابل�س»‪ ،‬ين�ص على �إقامة حكم ذاتي‬ ‫لفائدة م�سلمي الفلبني يف ثالث ع�شرة مقاطعة وت�سع مدن‪ .‬وقد مت �إبرام االتفاق‬ ‫مب�شاركة منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ .‬كما مت التوقيع على اتفاق �سالم ثانٍ عام ‪1996‬‬ ‫يف مانيال بني حكومة الفلبني واجلبهة الوطنية لتحرير مورو بو�ساطة من املنظمة‪،‬‬ ‫وذلك من �أجل �إحالل ال�سالم واال�ستقرار يف منطقة مينداناو التي تتمتع باحلكم‬ ‫الذاتي يف جنوب الفلبني‪.‬‬ ‫وبحكم �أن جمموعة من امل�سائل ال تزال عالقة بخ�صو�ص عملية تنفيذ اتفاق‬ ‫ال�سالم‪ ،‬ت�ستمر منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف التباحث دون انقطاع مع الطرفني يف‬ ‫هذه امل�س�ألة للتغلب على امل�شاكل التي تُعيق تنفيذ اتفاق ال�سالم‪ ،‬حيث �أوفد الأمني‬ ‫العام للمنظمة بعثة لتق�صي احلقائق يف مايو ‪ 2006‬من خالل جتميع معلومات‬ ‫ميدانية وتقييم الو�ضع ب�شكل دقيق وملمو�س‪ .‬كما قام الأمني العام ب�إر�سال بعثة يف‬ ‫مار�س ‪ 2007‬لإعداد �أر�ضية م�شرتكة لعقد اجتماع ثالثي الأطراف من �أجل �إيجاد‬ ‫الو�سائل الكفيلة لتجاوز املعوقات التي حتول دون التنفيذ الكامل التفاق ال�سالم‪.‬‬ ‫وقد انعقد االجتماع ثالثي الأطراف على م�ستوى كبار امل�س�ؤولني‪ ،‬وذلك مب�شاركة‬ ‫الأع�ضاء االثنى ع�شر يف جلنة ال�سالم يف جنوب الفلبني التابعة ملنظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي‪ .‬ويعود الف�ضل يف ذلك �إىل مبادرة حثيثة �أطلقها الأمني العام‪ .‬و�ضمن‬ ‫�إطار تنفيذ االتفاقات التي مت التو�صل �إليها خالل الدورة الأوىل من االجتماع ثالثي‬ ‫الأطراف بني حكومة جمهورية الفلبني‪ ،‬واجلبهة الوطنية لتحرير مورو‪ ،‬ومنظمة‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬املنعقدة يف جدة‪ ،‬اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬يف الفرتة ما بني‬ ‫‪ 10‬و‪ 12‬نوفمرب ‪ ،2007‬مت عقد الدورة الثانية من االجتماع ثالثي الأطراف يف‬ ‫ا�سطنبول‪ ،‬جمهورية تركيا‪ ،‬يف الفرتة ما بني ‪ 14‬و‪ 16‬فرباير ‪ ،2008‬حيث خرج‬ ‫االجتماع بتكليف فرق العمل امل�شرتكة ملوا�صلة تدار�س مواقف اجلانبني من �أجل‬ ‫التو�صل �إىل حتديد �أر�ضية توافقية من خالل درا�سة �أحكام وبنود اتفاق ال�سالم‬ ‫النهائي لعام ‪ 1996‬التي مل تُـ َنـ َفّـذ ب�شكل كامل‪ ،‬ومن مت التو�صل �إىل حلول مقبولة‬ ‫لدى الطرفني‪ .‬ويف هذا الإطار‪ ،‬تعمل الأمانة العامة للمنظمة مع الطرفني لإيجاد‬ ‫حل نهائي لهذه امل�شكلة‪ .‬فبعد انعقاد االجتماع ثالثي الأطراف الثالث يف العا�صمة‬ ‫الفلبينية مانيال خالل الدورة ال�سابعة والثالثني ملجل�س وزارء خارجية الدول‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة املنعقد يف دو�شنبي‪ ،‬جنحت املنظمة يف ل ّـم �شمل الف�صيلني‪،‬‬ ‫اجلبهة الوطنية لتحرير مورو وجبهة حترير مورو الإ�سالمية‪ ،‬وحثهما على ر�ص‬ ‫�صفوفهما وتوحيد جهودهما من �أجل حت�سني �أو�ضاع �شعب باجن�سامورو بنا ًء على‬ ‫طلب من احلكومة الفلبينية‪.‬‬ ‫و�ساطة منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف تايلندا‬ ‫بعث الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى‪ ،‬وفد ًا رفيع امل�ستوى ميثل املنظمة �إىل تايلندا قبل قيامه بزيارة ر�سمية �إىل‬ ‫مملكة تايلندا خالل الفرتة من ‪� 30‬إبريل �إىل ‪ 1‬مايو ‪ .2007‬وكانت الزيارة تهدف‬ ‫�إىل امل�ساعدة على �إيجاد ال�سبل والو�سائل التي من �ش�أنها امل�ساهمة يف حلحلة‬ ‫م�شاكل امل�سلمني يف جنوب حمافظات تايلندا‪� ،‬إذ مت التوقيع على بيان م�شرتك خالل‬ ‫الزيارة ت�ضمن جملة من اخلطوات القادرة على امل�ساهمة يف حتقيق ال�سالم الدائم‬ ‫يف املنطقة‪ .‬وجرى يف وقت الحق تبادل زيارات ر�سمية بني اجلانبني يف �ضوء بنود‬ ‫البيان امل�شرتك‪ .‬ووفق ًا ملعلومات تو�صلت بها املنظمة من ال�سلطات التايلندية‪ ،‬ف�إن‬ ‫احلكومة التايلندية اتخذت بع�ض الإجراءات الإدارية‪ ،‬مثل ت�سهيل ا�ستخدام لغة‬ ‫املاليو املحلية يف الف�ضاءات العامة وامل�ؤ�س�سات التعليمية‪ ،‬كما و�ضعت خطة تنموية‬ ‫متتد على �أربع �سنوات يتم تنفيذها يف خم�س حمافظات حدودية يف اجلنوب‪ .‬وطبق ًا‬


‫ملا �أوردته احلكومة التايلندية‪� ،‬أقدمت �سلطات بانكوك على �صياغة قانون ين�ص على‬ ‫�إن�شاء مركز للمحافظات اجلنوبية احلدودية‪ ،‬وذلك بهدف مراقبة وتن�سيق جميع‬ ‫ال�سيا�سات التنموية ودرا�سة �إمكانيات تو�سيع نطاق تطبيق ال�شريعة الإ�سالمية يف‬ ‫الق�ضايا املدنية املتعلقة ب�ش�ؤون الأ�سرة واملرياث‪.‬‬ ‫وتوا�صل �إدارة �ش�ؤون الأقليات واجلماعات امل�سلمة باملنظمة‪ ،‬من جانبها‪ ،‬العمل‬ ‫ب�شكل وثيق مع ال�سلطات التايلندية لتحقيق العدالة وا�ستعادة الهدوء يف �أقاليم‬ ‫تايلندا احلدودية اجلنوبية‪.‬‬ ‫و�ساطة منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف النـزاع بني ت�شاد وال�سودان‬ ‫منذ اندالع ال�شرارة الأوىل للتوتر بني الدولتني الع�ضوين يف منظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬قام الأمني العام للمنظمة ب�إيفاد بعثات �إىل كال البلدين للتعبري عن‬ ‫قلقه العميق �إزاء اال�شتباكات الدامية بني قوات البلدين‪ ،‬مت�سببة يف �إزهاق الأرواح‪،‬‬ ‫الأمر الذي قد يقو�ض فعلي ًا حالة ال�سلم التي تعاين �أ�ص ًال من اله�شا�شة‪ .‬كما حث‬ ‫الأمني العام الدولتني اجلارتني على اتخاذ حزمة من اخلطوات الكفيلة مبنع تكرار‬ ‫مثل هذه احلوادث لتفادي املزيد من التعقيدات على امل�ستوى الإن�ساين على طريف‬ ‫احلدود بني البلدين‪.‬‬ ‫وقد تو�سطت املنظمة‪ ،‬يف �إطار رئا�ستها احلالية التي يتوالها رئي�س ال�سنغال‪،‬‬ ‫فخامة عبد اهلل واد‪ ،‬يف دكار‪ ،‬من �أجل �إبرام اتفاق �سالم بني الرئي�س ال�سوداين عمر‬ ‫ح�سن الب�شري‪ ،‬والرئي�س الت�شادي �إدري�س ديبي‪ ،‬وذلك على هام�ش القمة الإ�سالمية‬ ‫احلادية ع�شرة التي انعقدت يف ‪ 13‬مار�س ‪.2008‬‬ ‫وعلى الرغم من اجلهود التي بذلها‪ ،‬وال يزال يبذلها‪ ،‬فريق االت�صال ملتابعة‬ ‫تنفيذ بنود اتفاق دكار‪ ،‬ظلت �إجنازاته حمدودة ن�سبي ًا‪ ،‬ف�إن الإرادة ال�سيا�سية‬ ‫للبلدين املتنازعني ورغبتهما يف التو�صل �إىل توافق بينهما �أف�ضى ب�شكل فعال �إىل‬ ‫ا�ستعادة ال�سالم الدائم على طول حدودهما امل�شرتكة‪.‬‬ ‫العرب امل�ستخل�صة من جتربة الو�ساطة ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫انطالق ًا من الو�ساطة يف عدد من النـزاعات وال�صراعات‪ ،‬ميكن للمنظمة‬ ‫ا�ستخال�ص الدرو�س والعرب التالية‪:‬‬ ‫ ُيفرز تعدد املنظمات الدولية والإقليمية العاملة يف جمال ف�ض النـزاعات حالة‬‫من التداخل والت�شابك‪� ،‬إذ ُي�سهم يف كثري من الأحيان يف تعقيد عملية الو�ساطة‪،‬‬ ‫حيث �أ�ضحت الأطراف املعنية تدرك اليوم �أن عملية تعبئة وجتميع املوارد وح�شد‬ ‫اجلهود من خالل تبني نهج يقوم على ركيزة التن�سيق‪ ،‬من قبيل ت�شكيل جمموعات‬ ‫االت�صال الدولية‪ ،‬كما هو احلال بالن�سبة لغينيا وموريتانيا وال�صومال‪� ،‬أثبتت‬ ‫جدواها وجناعتها يف الت�صدي حلاالت النـزاع‪ .‬كما �أن الو�ساطة امل�شرتكة برهنت‬ ‫هي الأخرى على �أنها تكت�سب مزيد ًا من الفاعلية كلما اتخذت طابع ًا م�شرتك ًا‪ ،‬كما‬ ‫هو احلال بالن�سبة للو�ساطة امل�شرتكة للأمم املتحدة واالحتاد الإفريقي يف دارفور‪.‬‬ ‫ ينطوي التدخل يف الوقت املنا�سب �أهمية بالغة ملنع التوترات واال�ضطرابات من‬‫الت�صاعد والتو�سع‪ ،‬غري �أنه تبني �أن م�س�ألة �سيادة الدول تعيق مثل هذا التحرك‪.‬‬ ‫ ت�شكل حالة الت�شرذم �أو االنق�سام يف �صفوف �أطراف النـزاعات عقبة ك�ؤود ًا‬‫�أمام جهود الو�ساطة‪.‬‬ ‫ لكي تت�سم الو�ساطة ب�سمة الفاعلية ينبغي توفر والية �أو تكليف وا�ضح وحمدد‬‫للمنظمة التي تتوىل زمام عملية الو�ساطة‪ .‬وهناك حاجة حيوية وملحة �إىل التن�سيق‬ ‫الفعال بني جميع الأطراف املعنية‪ ،‬وبخا�صة مع املنظمة التي تتوىل م�س�ؤولية قيادة‬ ‫عملية الو�ساطة‪.‬‬ ‫ متتع كل منظمة مبيزة تفا�ضلية خا�صة بها‪ .‬وبهذا املعنى‪ ،‬ركزت منظمة‬‫امل�ؤمتر الإ�سالمي جهودها يف جمال الو�ساطة على النـزاعات التي تَعترب �أن ب�إمكانها‬ ‫امل�ساهمة يف حلحلتها �أو ف�ضها‪ ،‬كما هو احلال بالن�سبة للنـزاع يف الفلبني‪.‬‬

‫مكامن القوة ومواطن ال�ضعف الن�سبية يف جتربة املنظمة يف جمال‬ ‫الو�ساطة‬ ‫ حتتل منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬بو�صفها منظمة �إقليمية‪ ،‬موقع ًا فريداً‬‫للتعاطي مع ال�صراعات يف العامل الإ�سالمي باعتباره منطقة جغرافية تقع مبا�شرة‬ ‫يف دائرة وحميط املنظمة‪ .‬وبف�ضل هذه امليزة التفا�ضلية‪ ،‬مت تكليف املنظمة بالتعاطي‬ ‫مع ال�صراعات من قبل خمت ِلف القمم الإ�سالمية واجتماعات جمل�س وزراء خارجية‬ ‫الدول الأع�ضاء وكذا برنامج العمل الع�شري ال�صادر عن القمة اال�ستثنائية الثالثة‬ ‫املنعقدة يف مكة املكرمة عام ‪.2005‬‬ ‫ تتج�سد املزايا الرئي�سية التي تتمتع بها املنظمة يف نهجها النـزيه وم�صداقيتها‬‫وحيادها وقبولها لدى العامل الإ�سالمي‪ .‬كما �أنها مو�ضع احرتام وا�سع عرب العامل‪،‬‬ ‫حيث دعمت من خالل دورها كو�سيط جمموعة من املنظمات الرائدة يف جهود‬ ‫الو�ساطة من خالل تن�شيط الدبلوما�سية الهادئة يف التباحث مع الأطراف املعنية‪.‬‬ ‫ بالن�سبة ملواطن ال�ضعف الرئي�سية يف جمال الو�ساطة‪ ،‬تعاين املنظمة من‬‫حمدودية قدراتها امل�ؤ�س�سية على �صعيد املوارد الب�شرية واملادية‪ .‬فالرتكيز على‬ ‫َوج ٌه جديد ن�سبي ًا بالن�سبة ملنظمة امل�ؤمتر‬ ‫�إجراءات الو�ساطة وت�سوية النـزاعات ت ُّ‬ ‫الإ�سالمي مقارنة مع غريها من املنظمات النظرية‪.‬‬ ‫التحديات التي تواجهها منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف جمال‬ ‫الو�ساطة‬ ‫حتد تواجهه منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف تفعيلها جلهود الو�ساطة‬ ‫ لعل �أبرز ٍ ّ‬‫يتمثل يف تعدد املنظمات الدولية والإقليمية الن�شطة يف ف�ض النـزاعات يف الدول‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬مما يعقّد مبادرات الو�ساطة ويح ّد من حجم �إجنازاتها‪.‬‬ ‫وحتتاج املنظمة �إىل بناء قدراتها من �أجل تعزيز فاعليتها وح�ضورها يف جمال‬ ‫الو�ساطة مبا يتما�شى مع ر�ؤيتها ور�سالتها اجلديدة‪ .‬ويف هذا الإطار‪ ،‬ميكن للأمم‬ ‫املتحدة تقدمي الدعم للمنظمة من �أجل تعزيز قدراتها يف جمال الو�ساطة‪.‬‬ ‫ وتكت�سي الإجراءات الوقائية‪ /‬الدبلوما�سية الوقائية �أهمية مماثلة‪� ،‬إن مل‬‫تكن فائقة‪ ،‬بالن�سبة ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ .‬فمن ال�ضروري النظر يف �إمكانية‬ ‫�إقامة �أنظمة للإنذار املبكر بهدف منع ن�شوب النـزاعات قبل التهابها واتخاذها‬ ‫�أبعاد ًا �أكرث تعقيد ًا‪.‬‬ ‫كيفية تعزيز ال�شراكة مع الأمم املتحدة‬ ‫ ميكن ال�سعي �إىل تعزيز �شراكة املنظمة مع الأمم املتحدة من خالل توطيد‬‫التن�سيق و�آلية املتابعة عن طريق بناء روابط م�ؤ�س�سية بني �أمانتي املنظمتني‪ .‬فكال‬ ‫اجلانبني بحاجة �إىل تنفيذ ما مت االتفاق ب�ش�أنه يف اجتماعاتهما التن�سيقية‪ ،‬و�آخرها‬ ‫االجتماع الذي انعقد يف ا�سطنبول يف يوليو ‪ .2010‬ومن املمكن تفعيل التعاون بني‬ ‫الأمم املتحدة ومنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف جماالت التدريب‪ ،‬وبناء امل�ؤ�س�سات‪،‬‬ ‫وتبادل املعلومات واخلربات‪ ،‬والدعم اللوج�ستي‪.‬‬ ‫ ينبغي تن�سيق عملية تق�سيم امل�س�ؤوليات وتوزيع املهام بني الأمم املتحدة‬‫واملنظمات الإقليمية التي تتمتع مبزايا ينبغي للأمم املتحدة اال�ستفادة منها‪.‬‬ ‫كيفية تعزيز امل�ساعي احلميدة وجهود الو�ساطة للأمم املتحدة‬ ‫ ما من �شك يف �أن �إن�شاء وحدة دعم الو�ساطة ي�شكل �إجناز ًا كبري ًا‪ .‬وينبغي‬‫يف هذا ال�سياق تعزيز عمل هذه الوحدة وت�شجيعها على تعميق تعاونها مع املنظمات‬ ‫الإقليمية‪.‬‬ ‫ ينبغي �أن ت�سرت�شد عملية الو�ساطة كما ت�ضطلع بها الأمم املتحدة مببادئ‬‫ومقا�صد ميثاق الأمم املتحدة‪.‬‬ ‫ من ال�ضروري تفعيل التعاون مع املنظمات الإقليمية يف �إطار جهود الو�ساطة‪،‬‬‫وتعيني و�سطاء م�شرتكني مع تلك املنظمات ملعاجلة الأزمات التي تواجهها بلدانها‪.‬‬ ‫‪ -‬ينبغي توطيد التفاعل والتعاون بني جمل�س الأمن واملنظمات الإقليمية‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫�ش�ؤون عاملية‬

‫�إدانة االعتداء الآثم على كني�سة بالإ�سكندرية‬ ‫�إرهابي بالقنابل على ح�شد من امل�صلني الأقباط‪ ،‬الذين كانوا‬ ‫يغادرون بعد ت�أديتهم القدا�س مبنا�سبة العام اجلديد يف كني�سة‬ ‫القدي�سني بالإ�سكندرية‪ .‬وقالت احلكومة امل�صرية �إن عنا�صر‬ ‫�أجنبية �ضالعة يف الهجوم الذي جاء يف �أعقاب تهديدات‬ ‫من مقاتلي القاعدة يف العراق بتو�سيع نطاق هجماتها �ضد‬ ‫امل�سيحيني يف م�صر‪ ،‬وقد �أدانت منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي هذا‬ ‫الهجوم ب�شدة‪ ،‬كما ووجه ب�إدانة عاملية عارمة‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام �أن هذا العمل الإرهابي امل�شني يتناق�ض‬ ‫متام التناق�ض مع مبادئ الإ�سالم ال�سمحة التي تدين ب�شدة‬ ‫مثل هذا العمل الإجرامي‪ ،‬كما �أنه يتناق�ض مع تقاليد ال�شعب‬ ‫امل�صري الذي عرف بالتعاي�ش ال�سلمي بني كل طوائفه عرب‬ ‫قرون طويلة‪ ،‬حيث �سادت قيم الت�سامح والوئام واحرتام‬ ‫الآخر‪ .‬و�أكد الأمني العام �أن متا�سك ال�شعب امل�صري �سيم ّكنه‬ ‫(يف ي�سار ال�صورة) جمموعة من الأقباط امل�صريني يحتجون بعد انفجار �سيارة مفخخة‬ ‫خارج كني�سة يف مدينة الإ�سكندرية �شمال م�صر‪ ،‬يوم ‪ 1‬يناير ‪�( 2011‬إي بي ايه)‬ ‫من دون �أدنى �شك من جتاوز هذه املحنة الأليمة‪.‬‬ ‫كما �أعرب الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬عن‬ ‫الإ�سكندرية ـ جمهورية م�صر العربية‬ ‫ً‬ ‫�أعرب الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين تعازيه احلارة جلمهورية م�صر العربية قيادة وحكومة و�شعبا ولأهايل ال�ضحايا‪،‬‬ ‫�إح�سان �أوغلي‪ ،‬وب�أ�شد العبارات‪ ،‬عن �إدانته ال�شديدة للعمل الإجرامي والإرهابي متمني ًا ال�شفاء العاجل للجرحى‪ .‬و�أكد �أ�سفه ال�شديد ب�أن يتزامن هذا االعتداء الأثيم‬ ‫الذي ا�ستهدف مواطنني عز ًال كانوا ي�ؤدون طقو�سهم الدينية يف كني�سة القدي�سني مع احتفاالت ال�سنة امليالدية اجلديدة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وكان الأمني العام قد �أ�صدر بيان ًا مبنا�سبة عيد امليالد‪ ،‬معتربا �إياه عيد حمبة‬ ‫يف الإ�سكندرية بجمهورية م�صر العربية فجر يوم ال�سبت‪ ،‬الأول من يناير ‪،2011‬‬ ‫و�سالم و�أمن وم�ساواة‪ ،‬ودعا اجلميع �إىل بذل كل اجلهود لتعميق احلوار بني الأديان‬ ‫و�أ�سفر عن �سقوط عدد كبري من املواطنني الأبرياء بني قتلى وجرحى‪.‬‬ ‫وقد لقي �أكرث من ‪� 20‬شخ�ص ًا م�صرعهم‪ ،‬كما �أ�صيب نحو ‪ 50‬يف انفجار والثقافات واحل�ضارات كافة‪.‬‬

‫دعوة الأطراف ال�سيا�سية اللبنانية �إىل و�ضع م�صلحة لبنان فوق كل اعتبار‬ ‫بريوت ـ لبنان‪:‬‬ ‫دعت الأمانة العامة ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي كل الأطراف والأحزاب ال�سيا�سية‬ ‫اللبنانية �إىل و�ضع امل�صلحة العليا للبنان فوق كل االعتبارات الأخرى والعمل �سوي ًا‬ ‫لتجاوز هذه املرحلة ال�سيا�سية احلرجة‪.‬‬ ‫وجددت الأمانة العامة ت�شديدها على �ضرورة �صيانة وحدة لبنان و�أمنه‬ ‫وا�ستقراره ورخاء �شعبه‪.‬‬ ‫جدير بالذكر �أنه بتاريخ ‪ 25‬يناير ‪ ،2011‬مت تعيني مر�شح لت�شكيل احلكومة‬ ‫املقبلة يف لبنان‪ ،‬حيث �أعلن الرئي�س اللبناين �سليمان ا�سم رئي�س الوزراء ال�سابق‬

‫جنيب ميقاتي بو�صفه رئي�س الوزراء‬ ‫املعني‪ ،‬وذلك بعد ح�صوله على �أغلبية‬ ‫�أع�ضاء الربملان الذين �صوتوا ل�صاحله‪.‬‬ ‫وقد تغلب ميقاتي بذلك على �سعد‬ ‫احلريري الذي احتفظ مبن�صب رئي�س‬ ‫الوزراء منذ عام ‪ 2009‬حتى �إ�سقاط‬ ‫حكومة الوحدة يف لبنان‪.‬‬

‫رئي�س الوزراء اللبناين املكلف‬ ‫جنيب ميقاتي (�إي بي ايه)‬

‫�إح�سان �أوغلى‪� :‬إ�سهامات بارزة للكويت يف خدمة ق�ضايا الأمة الإ�سالمية‬ ‫�شارك الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪،‬‬ ‫الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬يف االحتفاالت‬ ‫الكويتية بالذكرى اخلم�سني ال�ستقالل البالد ومرور‬ ‫ع�شرين عام ًا على حترير الكويت من الغزو العراقي‬ ‫ومرور خم�سة �أعوام على تويل ال�شيخ �صباح الأحمد‬ ‫اجلابر ال�صباح مقاليد احلكم‪ .‬وح�ضر الأمني العام‬ ‫العر�ض الع�سكري (عر�ض الوفاء) والأوبريت الوطني‬ ‫‪22‬‬

‫الذي �أُقيم خالل االحتفاالت الكويتية‪.‬‬ ‫وقال �إح�سان �أوغلى �إن الكويت بلد اخلري وال�سالم‬ ‫ا�ستطاعت �أن حتقق الأمن وال�سالم بعد الفرتة‬ ‫الع�صيبة لالحتالل الذي �أ�شاع اخلوف بني العباد‬ ‫وداخل البالد‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أن الكويت من �أبرز الأع�ضاء‬ ‫الفاعلني يف منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬ولها �إ�سهامات‬ ‫بارزة يف خدمة ق�ضايا الأمة الإ�سالمية‪.‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫من جهة �أخرى‪ ،‬التقى �إح�سان �أوغلى ملوك‬ ‫ور�ؤ�ساء الدول امل�شاركني يف االحتفاالت‪ ،‬وناق�ش معهم‬ ‫الأو�ضاع التي متر بها املنطقة والعالقات الثنائية بني‬ ‫املنظمة وتلك الدول‪.‬‬ ‫ُي�شار �إىل �أن االحتفاالت الكويتية �شهدت ح�ضور‬ ‫ملوك ور�ؤ�ساء و�أمناء عامني ملنظمات دولية وم�س�ؤولني‬ ‫من دول �شاركت يف حترير الكويت‪.‬‬


‫نهاية الأزمة يف كوت ديفوار‬ ‫بعد ت�صاعد �أعمال العنف‬ ‫�سيدة �إيفوارية تبكي وهي ترفع �صور �ضحايا العنف‬ ‫الذي اندلع عقب االنتخابات (�إي بي ايه)‬

‫�أبيدجان ـ كوت ديفوار‪:‬‬ ‫عندما خرجت �آالف الن�سوة �إىل ال�شارع‪ ،‬يوم ‪ 3‬مار�س ‪ ،2011‬يف تظاهرات‬ ‫احتجاج على رف�ض الرئي�س املنتهية واليته‪ ،‬لوران غباغبو‪ ،‬التنحي عن ال�سلطة‪،‬‬ ‫قامت دبابات وجنود م�سلحون ب�إطالق النار‪ ،‬حيث قتلوا �ست ًا من املحتجات‪ ،‬مما‬ ‫كان له وقع ال�صدمة على املواطنني يف كوت ديفوار ولدى املجتمع الدويل‪ .‬وبعد‬ ‫ذلك ب�أ�سبوع‪ ،‬قامت القوات املوالية للوران غباغبو بقتل �أكرث من خم�سة وع�شرين‬ ‫من �أن�صار الرئي�س احل�سن وترا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وقالت الأمم املتحدة �إن نحو ‪� 400‬شخ�ص قتلوا خالل املواجهات الطويلة‬ ‫التي ا�ستمرت ثالثة �أ�شهر‪ ،‬بينما ذهبت بع�ض التقديرات �إىل �أن العدد يناهز‬ ‫�ألف قتيل‪.‬‬ ‫وتفيد تقارير بعثة الأمم املتحدة حلفظ ال�سالم �أن قوات الأمن املوالية‬ ‫لغباغبو ا�ستخدمت قذائف الهاون يف ق�صف الأحياء‪ ،‬حيث ا�ضطر مئات �آالف‬ ‫الأ�شخا�ص ب�سبب ذلك �إىل الفرار‪ .‬وي�شري الت�صعيد �إىل �أن اجلي�ش على ا�ستعداد‬ ‫ال�ستخدام �أ�سلحة احلرب الثقيلة لق�صف املواطنني املدنيني‪.‬‬ ‫وعلى اجلانب الآخر‪ ،‬كـ ّثـف املع�سكر املناف�س واملوايل للرئي�س احل�سن وترا‬ ‫من �أعمال املقاومة التي يقودها متمردون من ال�شمال‪� ،‬إ�ضافة �إىل جنود متمردين‬ ‫من اجلي�ش املوايل لغباغبو‪.‬‬ ‫وقد �أعرب الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬عن قلقه البالغ �إزاء ت�صاعد امل�صادمات العنيفة يف الآونة الأخرية‬ ‫يف هذا البلد بني اجلماعات املت�صارعة‪ ،‬الأمر الذي �أ�سفر عن تدهور الأو�ضاع يف‬ ‫هذا البلد وعن تقوي�ض مبادرات املجتمع الدويل الرامية �إىل �إيجاد ت�سوية �سلمية‬ ‫للأزمة الراهنة‪.‬‬ ‫وحث الربوفي�سور �إح�سان �أوغلى الطرفني على التحلي ب�أق�صى درجات‬ ‫�ضبط النف�س وعلى التعاون مع مبادرات املجتمع الدويل برئا�سة االحتاد الإفريقي‬ ‫والتي ترمي �إىل �إيجاد ت�سوية �سلمية للأزمة ال�سيا�سية يف هذا البلد‪.‬‬ ‫ورحب الأمني العام للمنظمة بالقرار ال�صادر عن قادة املجموعة االقت�صادية‬ ‫لدول غرب �إفريقيا (�إيكوا�س) يف قمتهم الأخرية التي انعقدت يوم الرابع‬ ‫والع�شرين من مار�س ‪ 2011‬يف �أبوجا‪.‬‬ ‫وقد حث ر�ؤ�ساء دول وحكومات املجموعة االقت�صادية‪ ،‬يف بيان قمتهم‬ ‫التا�سعة والثالثني اال�ستثنائية‪ ،‬جمل�س الأمن الدويل لت�سهيل نقل فوري لل�سلطة‬ ‫�إىل الفائز امل�شهود له يف االنتخابات التي جرت يوم ‪ 28‬نوفمرب ‪ 2010‬الرئا�سية‬ ‫املتنازع عليها احل�سن وترا‪ .‬وكلف البيان كذلك جمل�س الأمن لتعزيز والية عملية‬ ‫الأمم املتحدة يف كوت ديفوار حلماية الأرواح واملمتلكات‪ ،‬ف�ض ًال عن تطبيق‬ ‫عقوبات دولية م�ستهدفة �أكرث �صرامة‪ ،‬مبا يف ذلك القوة �ضد غباغبو و�أتباعه‪.‬‬ ‫و�ألقي القب�ض �أخري ًا على غباغبو‪ ،‬يوم ‪� 11‬إبريل ‪ ،2011‬على يد قوات‬ ‫الرئي�س املنتخب وترا التي هاجمت مقر غباغبو يف �أبيدجان‪.‬‬

‫انتخاب رئي�س جديد يف النيجر‬

‫نيامي ـ النيجر‪:‬‬ ‫فاز زعيم املعار�ضة املخ�ضرم‪� ،‬إي�سوفو حممدو‪ ،‬بانتخابات الإعادة الرئا�سية يف‬ ‫النيجر‪ ،‬وذلك وفق ًا للنتائج امل�ؤقتة النهائية التي �أعلنتها اللجنة االنتخابية‪ ،‬يوم ‪14‬‬ ‫مار�س ‪.2011‬‬ ‫وقد �أ�شاد الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوف�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى‪ ،‬ب�شعب جمهورية النيجر لإ�سهامه اجلماعي يف تهيئة املناخ ال�سلمي والهادئ‬ ‫الذي ميز انتخابات الإعادة الرئا�سية يوم ‪ 12‬مار�س ‪.2011‬‬ ‫وقد �شاركت بعثة منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي ملراقبة انتخابات الإعادة الرئا�سية‬ ‫يف النيجر يف مراقبة عملية االقرتاع بدعوة من حكومة النيجر‪.‬‬ ‫وتهدف االنتخابات �إىل عودة البالد �إىل احلكم املدين بعد �أكرث من عام على‬ ‫�إطاحة اجلي�ش بالرئي�س ممادو تانديا يف فرباير ‪.2010‬‬ ‫وقد ح�صل �إي�سوفو على نحو ‪ 58‬يف املائة من الأ�صوات مقابل ‪ 42‬يف املائة ح�صل‬ ‫عليها املر�شح املناف�س‪� ،‬سيني ُعمارو‪ ،‬الذي ُي َعد حليف ًا للرئي�س املخلوع‪.‬‬ ‫وقد مت يف �أكتوبر ‪� 2010‬إقرار د�ستور جديد يف ا�ستفتاء حدّد ال�ساد�س من �إبريل‬ ‫موعد ًا لت�سليم اجلي�ش ال�سلطة للمدنيني والعودة �إىل ثكناته‪.‬‬ ‫وقال رئي�س املجل�س الع�سكري والقائم ب�أعمال رئي�س الدولة‪ ،‬اجلرنال جيبو‬ ‫�ساليبو‪« :‬تعود النيجر �إىل النهج الدميقراطي‪ .‬و�إذا ما جنحنا يف تنظيم هذه‬ ‫االنتخابات‪ ،‬ف�سنكون بذلك قد حققنا دميقراطية نعطي من خاللها مثا ًال لإفريقيا‬ ‫والعامل‪ ،‬وال�سيما ل�شعبنا يف النيجر»‪.‬‬

‫بعثة ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي تراقب‬ ‫االنتخابات يف �أوغندا‬

‫كمباال ـ �أوغندا‪:‬‬ ‫مت �إيفاد بعثة من منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي تتكون من خم�سة �أفراد �إىل جمهورية‬ ‫�أوغندا ملراقبة االنتخابات الرئا�سية والت�شريعية‪ ،‬والتي �أجريت يوم ‪ 18‬فرباير‬ ‫‪ .2011‬وقد التقت بعثة مراقبي منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي مب�س�ؤولني من اللجنة‬ ‫الوطنية لالنتخابات وزارت خالل يوم االنتخابات العديد من مراكز االقرتاع يف‬ ‫كمباال و�ضواحيها‪ .‬وقد جرت عملية االقرتاع يف �أجواء �آمنة عرب خمتلف �أرجاء البالد‬ ‫مع ت�سجيل بع�ض احلوادث املتفرقة‪ .‬والحظ �أع�ضاء بعثة مراقبي املنظمة م�شاركة‬ ‫�أعداد غفرية من املقرتعني الأوغنديني وتنظيم ًا جيد ًا لعملية االقرتاع‪.‬‬ ‫وقد �أعلن عن فوز الرئي�س احلايل يوري مو�سيفيني باالنتخابات الرئا�سية‪ ،‬بعد‬ ‫‪ 25‬عام ًا يف ال�سلطة‪ ،‬حيث �أعلنت اللجنة االنتخابية عن ح�صوله على ن�سبة ‪ 68‬يف‬ ‫املئة‪ ،‬وذلك على ح�ساب مناف�سه كيزا بي�سيجى الذي ح�صل على ن�سبة ‪ 26‬يف املئة‪.‬‬ ‫‪23‬‬


‫�ش�ؤون عاملية‬

‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي تدين مقتل م�س�ؤولني باك�ستانيني‬

‫�إ�سالم �أباد ـ باك�ستان‪� :‬أطلق الر�صا�ص على حاكم �أغنى و�أكرث‬ ‫املقاطعات الباك�ستانية �سكان ًا‪ ،‬يوم ‪ 4‬يناير ‪ ،2011‬يف �إ�سالم �أباد من قبل‬ ‫�أحد حرا�سه‪ .‬وقد قال القاتل للمحققني �إنه كان غا�ضب ًا من مواقف احلاكم‬ ‫�ضد قانون التجديف يف باك�ستان‪.‬‬ ‫و�أدان الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬اغتيال ال�سيد �سلمان نا�سري‪ ،‬حاكم مقاطعة البنجاب يف‬ ‫باك�ستان‪ .‬وتقدم الأمني العام بالتعازي �إىل �أ�سرة الفقيد‪ ،‬ف�ض ًال عن حكومة‬

‫و�شعب باك�ستان‪ ،‬وذكر �أن هذا النوع من الأفعال غري مقبول �أبد ًا ويتنافى‬ ‫متام ًا مع روح الإ�سالم وتعاليمه‪ .‬و�أكد جمدد ًا املوقف املبدئي ملنظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي �ضد عدم الت�سامح والتحري�ض على الكراهية والعنف با�سم الدين‪.‬‬ ‫وقد اتهمت املحكمة اخلا�صة بالإرهاب‪ ،‬يوم ‪ 14‬فرباير ‪ ،2011‬القاتل‬ ‫بجرمية القتل‪.‬‬ ‫كما ندد �إح�سان �أوغلى باغتيال ال�سيد �شهباز بهاتي‪ ،‬وزير الأقليات‬ ‫الدينية الباك�ستاين‪ ،‬يوم ‪ 2‬مار�س ‪ 2011‬يف �إ�سالم �أباد‪ .‬و�شدد على �ضرورة‬ ‫معرفة هُ وية مقرتيف هذا العمل ال�شنيع وتقدميهم �إىل العدالة‪.‬‬

‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي ترحب بافتتاح الربملان الأفغاين‬

‫يف العملية االنتخابية‪ ،‬معرب ًا عن �أمله يف �أن ي�سهم هذا التطور اجلديد يف‬ ‫كابول ـ �أفغان�ستان‪:‬‬ ‫رحب الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين تعزيز الدميقراطية وال�سالم واال�ستقرار على نطاق �أو�سع‪ ،‬وكذا يف تعزيز‬ ‫الرخاء االقت�صادي يف �أفغان�ستان‪ .‬كما رحب �إح�سان �أوغلى ببيان الرئي�س‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬بافتتاح الربملان الأفغاين‪ ،‬يوم ‪ 26‬يناير ‪.2011‬‬ ‫و�أ�شاد الأمني العام باحلكومة الأفغانية‪ ،‬واملجتمع املدين‪ ،‬وكل من �شارك كرزاي الذي �ألقاه خالل اجلل�سة االفتتاحية للربملان‪.‬‬

‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي تعرب عن ت�ضامنها مع ال�شعب الك�شمريي‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫ا�ستقبل الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬يف مكتبه‪ ،‬يوم الأربعاء ‪ 9‬فرباير ‪ ،2011‬فخامة ال�سيد ذو‬ ‫القرنني خان‪ ،‬رئي�س �أزاد جامو وك�شمري‪.‬‬ ‫و�شدد الأمني العام خالل هذا اللقاء على املوقف املبدئي ملنظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي الذي قوامه الت�ضامن التام مع �أبناء �شعب جامو وك�شمري يف حقهم‬ ‫ال�شرعي يف تقرير امل�صري‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أن املنظمة �ستوا�صل دعمها لكل‬ ‫امل�ساعي التي ت�سخر ال�سبل ال�سلمية من �أجل �إيجاد حل تفاو�ضي م�ستدمي لهذا‬ ‫النزاع الذي طال �أمده‪.‬‬ ‫و�أعرب فخامة رئي�س �أزاد جامو وك�شمري‪ ،‬من جهته‪ ،‬عن امتنانه للأمني‬ ‫العام للمنظمة على الدعم الد�ؤوب الذي ما انفكت تعرب عنه املنظمة يف‬ ‫قراراتها املتالحقة لق�ضية جامو وك�شمري وال�صادرة عن خمت ِلف اجتماعات كل‬ ‫من م�ؤمتر القمة الإ�سالمي وجمل�س وزراء اخلارجية‪ ،‬منوهـ ًا فـي الوقت ذاته‬ ‫بدعم املنظمة يف خمت ِلف املحافل الدولية‪ .‬من جهة �أخرى �شارك الأمني العام‬ ‫امل�ساعد لل�ش�ؤون ال�سيا�سية مبنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪� ،‬سعادة ال�سفري عبد‬ ‫اهلل عامل‪ ،‬املمثل اخلا�ص للأمني العام للمنظمة �إىل جامو وك�شمري‪ ،‬يف احلفل‬ ‫ال�سنوي الذي �أقامته القن�صلية العامة جلمهورية باك�ستان الإ�سالمية بجدة‬

‫يوم ال�سبت ‪ 5‬فرباير ‪ 2011‬احتفا ًء بيوم الت�ضامن مع ال�شعب الك�شمريي‪،‬‬ ‫وذلك بح�ضور القن�صل العام لباك�ستان يف جدة‪� ،‬سعادة ال�سيد عبد ال�سالك‬ ‫خان وممثلني عن اجلالية الك�شمريية والباك�ستانية‪ .‬وعرب يف كلمته التي‬ ‫�ألقاها يف احلفل عن ت�ضامن املنظمة الكامل مع ال�شعب الك�شمريي‪ ،‬ودعمها‬ ‫املتوا�صل لن�ضاله من �أجل احل�صول على حقوقه امل�شروعة والكاملة‪ .‬و�شدد‬ ‫ال�سفري عامل على موقف املنظمة الوا�ضح والثابت الذي يرى ب�أن ا�ستخدام‬ ‫العنف لن يف�ضي �إىل حل دائم للنـزاع يف ك�شمري‪ ،‬م�ؤكد ًا �أن احلل يكمن يف‬ ‫تبني احلوار والتفاو�ض ال�سلمي بني الأطراف املعنية‪ ،‬مبا يف ذلك ال�شعب‬ ‫الك�شمريي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�أ�شاد ال�سفري عامل بالتزام باك�ستان بالعملية ال�سلمية‪ ،‬معربا عن �أمله يف‬ ‫�أن تبدي احلكومة الهندية الإرادة ال�سيا�سية لتبني النهج ذاتــه يف �سبيل �إيجاد‬ ‫حل نهائي ودائم لهذا النـزاع الذي طال �أمدُه‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫و�أعلن ال�سفري عامل �أنه يعتزم القيام بزيارة لإقليم جامو وك�شمري يف‬ ‫القريب العاجل‪ ،‬وذلك بهدف التعبري لل�شعب الك�شمريي مبا�شرة عن دعم‬ ‫املنظمة وت�ضامنها معه‪ ،‬وللوقوف عن كثب على �آخر امل�ستجدات امليدانية يف‬ ‫الإقليم‪ .‬و�أ�ضاف م�ؤكد ًا قناعة املنظمة التامة يف �أن احلل الدائم للنـزاع حول‬ ‫هذا الإقليم يعزز دعائم ال�سلم والأمن الإقليمي والعاملي‪.‬‬

‫الذكرى التا�سعة ع�شرة للإبادة اجلماعية يف مدينة خوجايل‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫مبنا�سبة الذكرى التا�سعة ع�شرة للإبادة‬ ‫اجلماعية �ضد املدنيني الأبرياء يف مدينة خوجايل‬ ‫يف �إقليم ناغورين قاراباخ املحتل‪ ،‬جدد الأمني‬ ‫العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل‬ ‫‪24‬‬

‫الدين �إح�سان �أوغلى‪� ،‬إدانته ال�شديدة لهذا العمل الأرا�ضي الأذربيجانية املحتلة‪ ،‬والدعوة �إىل‬ ‫الإجرامي‪.‬‬ ‫�إجراء مفاو�ضات يف �إطار قرارات منظمة امل�ؤمتر‬ ‫و�أكد الأمني العام موقف منظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي حيال النـزاع يف �إقليم ناغورين قاراباخ الإ�سالمي وقرارات جمل�س الأمن الدويل ومنظمة‬ ‫املطالب بان�سحاب القوات الأرمينية الفوري من الأمن والتعاون يف �أوروبا‪.‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬


‫التعاون بني املجل�س الأوروبي ومنظمة‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫مولود �شاوو�ش اوغلو‬ ‫رئي�س اجلمعية الربملانية ‪ -‬املجل�س الأوروبي‬

‫الغرو �أن يكون هنالك تعاون بني منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي واملجل�س‬ ‫الأوروبي‪ ،‬فالأوىل هي ثاين �أكرب منظمة حكومية دولية بعد الأمم املتحدة‪،‬‬ ‫وت�ضم يف ع�ضويتها ‪ 57‬دولة‪� .‬أما املجل�س الأوروبي فهو �أقدم منظمة و�أهمها‪،‬‬ ‫�إذ ي�ضم ‪ 47‬بلد ًا‪ ،‬ت�شمل جميع القارة الأوروبية ما عدا بيالرو�سيا‪.‬‬ ‫وال يتوقف الأمر عند انتماء نف�س الأع�ضاء �إىل املنظمتني‪ ،‬فهنالك �أي�ض ًا‬ ‫عالقة جوار جغرايف واتفاق يف املراجع الثقافية والروحية والتاريخية‪.‬‬ ‫كما �أن هنالك اتفاق ًا يف التحديات التي تواجهنا يف العامل املعا�صر‪ ،‬ونحن‬ ‫بحاجة �إىل التعاون يف مواجهتها على �أ�سا�س القيم واملبادئ امل�شرتكة‪ .‬وقد‬ ‫التزمت الدول الأع�ضاء مبوجب ميثاق منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي بدعم وتعزيز‬ ‫احلكم الر�شيد والدميقراطية وحقوق الإن�سان واحلريات الأ�سا�سية و�سيادة‬ ‫القانون‪ ،‬كما اعتمد املجل�س الأوروبي على ثالث ركائز‪ :‬وهي الدميقراطية‬ ‫وحقوق الإن�سان و�سيادة القانون‪ .‬فهذه الدعائم متثل �صلب االتفاقية الأوروبية‬ ‫حلقوق الإن�سان‪ .‬الأمر الذي يك�شف عن االتفاق يف الأ�س�س القانونية واملعايري‬ ‫و�آليات املراقبة والتعاون الدويل التي ُطبقت وم َّكـنت البلدان الأوروبية‬ ‫من التعاون من �أجل مواجهة التحديات عن طريق احلوار والتفاو�ض بدل‬ ‫ال�صراع‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من ال�صعوبات والنك�سات وما عرفته �أوروبا بعد احلرب‬ ‫العاملية الثانية من حلظات م�أ�ساوية وم�ؤ�سفة‪ ،‬فقد �أثبت املجل�س الأوروبي‬ ‫خالل �سنواته الإحدى وال�ستني �أنه ال ميكن �ضمان ال�سالم الدائم واال�ستقرار‬ ‫�إ ّال من خالل هذه املبادئ‪ .‬وقد برز ذلك جلي ًا من خالل الثورات التي حدثت‬ ‫م�ؤخر ًا يف تون�س وم�صر‪� ،‬إذ ك�شفت عن مدى قوة املبادئ التي تدافع عن حقوق‬ ‫الإن�سان الأ�سا�سية وقدرتها على �إحداث التغيري‪.‬‬ ‫ولعل هذا ما يف�سر حر�ص اجلمعية الربملانية على م�ساعدة الدول غري‬ ‫الأع�ضاء يف املجل�س الأوروبي‪ ،‬وبوجه خا�ص‪ ،‬الدول الأقرب يف اجلرية‬ ‫واملعايري من خالل �إقامة �شراكة جديدة من �أجل الدميقراطية‪ .‬ونحن نعتقد‬ ‫�أنه ميكننا‪ ،‬من خالل احلوار والتعاون‪� ،‬أن نعزز الدميقراطية و�سيادة القانون‬ ‫وحقوق الإن�سان خارج حدودنا اجلغرافية احلالية‪ ،‬وال �سيما يف منطقة جنوب‬ ‫البحر الأبي�ض املتو�سط‪ ،‬وذلك على نحو م�شرتك‪.‬‬ ‫ويبدو �أن التعاون �ضرورة حتمية يف ع�صرنا‪ ،‬فنحن يف حلظة تاريخية‬ ‫خا�صة‪ ،‬فالعامل يرزح حتت الأزمة االقت�صادية‪ ،‬و�آليات احلماية االجتماعية‬ ‫تتال�شى‪� ،‬إ�ضافة �إىل حتديات احلروب والنـزاعات والإرهاب الدويل واجلرمية‬ ‫املنظمة وتغري املناخ‪ ،‬على �سبيل املثال ال احل�صر‪ .‬وحتى على �صعيد احلياة‬ ‫اليومية العادية‪ ،‬فقد بد�أت �أ�شكال التع�صب جتاه «الآخر املختلف» يف التفاقم‬

‫مرة �أخرى كمعاداة ال�سامية وكراهية الإ�سالم �أو العن�صرية وكره الأجانب‬ ‫ب�صفة عامة‪ .‬و�أ�صبحت االختالفات العرقية والدينية والثقافية بني النا�س‬ ‫تُـثـار ب�شكل م�صطنع وتُ�سـتَـ َغـ ّل يف اخلطاب ال�سيا�سي من �أجل �صرف االنتباه‬ ‫عن امل�شاكل احلقيقية و�ضرورة تقدمي حلول حقيقية لها‪.‬‬ ‫وقد �أولت اجلمعية الربملانية التي ت�شرفتُ برئا�ستها يف الآونة الأخرية‬ ‫اهتمام ًا كبري ًا بظاهرة كراهية الإ�سالم‪ ،‬وظاهرة التطرف‪ .‬وبالن�سبة لنا‪،‬‬ ‫ف�إن مكافحة ظاهرة كراهية الإ�سالم‪� ،‬أو �أي �شكل �آخر من �أ�شكال التع�صب‬ ‫القائم على �أ�سا�س ديني‪ ،‬ي�ستلزم التعاون الن�شط والبـ ّنـاء بني املجتمعات‪.‬‬ ‫ويتعني على احلكومات �أن تعالج الأ�سباب التي توفر تربة خ�صبة للتطرف‪،‬‬ ‫مثل الفقر والتمييز واحلرمان االجتماعي‪ .‬لذلك يلزمها �أن ت�شجع املهاجرين‬ ‫واملواطنني من �أ�صول �أجنبية على امل�شاركة يف احلياة العامة‪ .‬وال يزال هناك‬ ‫عمل �ضخم يتعني القيام به من �أجل ا�ستبعاد الأحكام النمطية من املناهج‬ ‫املدر�سية وو�سائل الإعالم واخلطاب العام‪.‬‬ ‫من ناحية �أخرى‪ ،‬يجب على امل�سلمني واملجتمعات امل�سلمة املبادرة �إىل‬ ‫�إدانة ومكافحة كل �أ�شكال التطرف ال�سيا�سي التي تتم ممار�ستها با�سم‬ ‫الإ�سالم‪ .‬كما �أ�شارت اجلمعية الربملانية يف التو�صية رقم ‪ 1957‬التي‬ ‫اعتمدتها م�ؤخر ًا خالل عام (‪ )2011‬حول «العنف �ضد امل�سيحيني يف‬ ‫ال�شرق الأو�سط»‪� ،‬إىل �أن «ت�ضا�ؤل الطوائف امل�سيحية يف ال�شرق الأو�سط من‬ ‫�ش�أنه �أن يع ّر�ض الإ�سالم للخطر �أي�ض ًا‪ ،‬كما �أنه �سيكون عالمة على انت�صار‬ ‫التطرف»‪.‬‬ ‫وي�شكل احلوار بني الثقافات يف بعده الديني �أحد املجاالت الرئي�سية‬ ‫للتعاون بني منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي واملجل�س الأوروبي‪ .‬وخالل دورة �إبريل‬ ‫‪ ،2011‬اجتمعت اجلمعية الربملانية ملناق�شة هذه امل�س�ألة‪ .‬وقد دعونا عدة‬ ‫�شخ�صيات دينية �إىل امل�شاركة يف هذا النقا�ش من �أجل �إ�ضفاء نوع من‬ ‫ال�شمولية لوجهات النظر‪ .‬ومن �ش�أن هذه املناق�شة �أن متثل فر�صة لإلقاء‬ ‫نظرة جديدة على امل�شاكل التي نواجهها واخلروج مببادرات ملمو�سة ت�ساعد‬ ‫على جعل جمتمعاتنا �أكرث ت�ساحم ًا‪ ،‬ومراعاة لالختالفات‪ ،‬وتكون بذلك �أكرث‬ ‫دميقراطية‪.‬‬ ‫وقد �أكد الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل‬ ‫الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬يف كلمته �أمام اجلمعية الربملانية للمجل�س الأوروبي‪،‬‬ ‫يف عام ‪ 2005‬على �أنه‪« :‬يف وجود كل هذه العوامل امل�ؤدية للتقارب‪ ،‬يتوجب‬ ‫التعاي�ش امل�شرتك بني العامل الإ�سالمي والغرب‪ .‬وهذا هو الأ�سا�س القوي‬ ‫الذي مي ّكـنـنـا من بناء م�ستقبل �أف�ضل‪ .‬لذلك‪ ،‬فنحن بحاجة �إىل �إجراء حوار‬ ‫�صريح وحا�سم بيننا‪ ،‬وينبغي �أن ي�شمل املثقفني وممثلي املجتمع املدين مع ًا‪،‬‬ ‫كما �أننا بحاجة �إىل معاجلة الأ�سباب اجلذرية ل�سوء التفاهم واالختالف‬ ‫وحتديدها‪ ،‬ثم نتجه بعد ذلك �إىل تبني نهج واقعي ميكن �أن ي�ؤدي �إىل وجود‬ ‫تقارب يف وجهات النظر‪ ،‬ومن ثم �إن�شاء ميثاق مل�صاحلة تاريخية‪ .‬و�سيكون‬ ‫هذا �إجناز ًا هام ًا ت�ستفيد منه الإن�سانية جمعاء»‪.‬‬ ‫وال ي�سعني �إال �أن �أعرب عن اتفاقي التام مع ما ورد يف هذا اخلطاب‪،‬‬ ‫ويجب علينا �أن ن�ضاعف جهودنا من �أجل منحه داللته اخلا�صة‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫�ش�ؤون عاملية‬

‫فريق اخلرباء ي ُِـعـد م�سودة قواعد منح �صفة الع�ضو املراقب مبنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪ :‬احت�ضن مقر الأمانة العامة‬ ‫ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي بجدة يوم ‪ 18‬يناير ‪ ،2011‬اجتماع ًا لفريق اخلرباء‬ ‫حيث متت املوافقة على م�سودة قواعد منح �صفة الع�ضو املراقب مبنظمة‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي والتي �ستقدم العتمادها يف م�ؤمتر جمل�س وزراء اخلارجية‬ ‫القادم‪.‬‬ ‫وقد طالب الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل‬ ‫الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬يف كلمته �أمام االجتماع‪ ،‬بالو�صول �إىل حل �سريع لإقرار‬ ‫م�شروع نظام املراقبني لدى املنظمة‪ .‬وقال الأمني العام �إن فريق اخلرباء‬ ‫�شرعوا يف درا�سة النظام منذ خم�س �سنوات‪ ،‬وهذا هو االجتماع الرابع يف‬ ‫هذا ال�ش�أن‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أن االجتماعات الثالثة املا�ضية �شهدت درا�سات‬ ‫م�ستفي�ضة للنظام الذي يهدف �إىل �ضبط �شروط احل�صول على �صفة الع�ضو‬ ‫املراقب‪.‬‬ ‫و�أكد �إح�سان �أوغلى �أن هناك دو ًال عديدة تنتظر ح�سم ح�صولها على‬

‫�صفة املراقب منذ �سنوات‪ ،‬مو�ضح ًا �أن مو�ضوع �إقرار �صفة املراقب للدول‬ ‫واملنظمات الدولية مهم جد ًا لعمل املنظمة‪.‬‬ ‫والدول التي طلبت ع�ضوية مراقب لدى منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي هي‬ ‫كالتايل‪ :‬جمهورية جنوب �إفريقيا‪ ،‬منذ عام ‪ ،2002‬وجمهورية �سريالنكا‪ ،‬منذ‬ ‫عام ‪ ،2008‬وجمهورية الفلبني‪ ،‬منذ عام ‪ ،2008‬وجمهورية �صربيا‪ ،‬منذ عام‬ ‫‪ ،2008‬وجمهورية نيبال‪ ،‬منذ عام ‪ ،2008‬وجمهورية الكونـغو الدميقراطية‪،‬‬ ‫منـذ عـام ‪ 2010‬وجمهورية بيالرو�سيا منذ عام ‪� .2010‬أما الدول التي طلبت‬ ‫ع�ضوية كاملة فهي جمهورية موري�شيو�س منذ عام ‪ 2002‬وجمهورية �إفريقيا‬ ‫الو�سطى منذ عام ‪ .2002‬ولفت الأمني العام انتباه فريق اخلرباء �إىل �أن‬ ‫املوجه الأ�سا�سي لعمل املنظمة هو امليثاق اجلديد الذي جاء بتنظيم متوافق‬ ‫ّ‬ ‫عليه من طرف قادة الأمة ب�ش�أن منح �صفة الع�ضوية املراقبة‪ .‬وذكر الأمني‬ ‫يتم �إقراره �إال عن طريق‬ ‫العام مبا جاء يف امليثاق من �أن منح �صفة املراقب ال ّ‬ ‫واحد‪ ،‬هو التوافق فقط‪ ،‬وهذا ما يعطي ال�ضمانات الكافية‪.‬‬

‫الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي ورئي�سة امل�ست�شار ال�سابق جلمهورية �أملانيا االحتادية‪ ،‬الدكتور‬ ‫قرغيز�ستان يبحثان تطوير العالقات الثنائية‬ ‫غريهارد �شرويدر‪ ،‬يزور منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬

‫�أدى الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬زيارة ر�سمية �إىل عا�صمة جمهورية قرغيز�ستان بي�شكيك‪،‬‬ ‫يوم ‪ 25‬مار�س ‪ ،2011‬حيث عقد �سل�سلة لقاءات مع ال�سلطات العليا يف‬ ‫قرغيز�ستان‪ .‬كما بحث الأمني العام مع رئي�سة جمهورية قرغيز�ستان‪ ،‬روزا‬ ‫�أونتاباييفا‪ ،‬عدد ًا من الق�ضايا ذات االهتمام امل�شرتك‪ ،‬مبا يف ذلك �سبل‬ ‫النهو�ض بالعالقات الثنائية‪ ،‬وخطة عمل منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي لآ�سيا‬ ‫الو�سطى‪ ،‬و�آخر التطورات يف قرغيز�ستان على وجه التحديد بعد اال�ضطرابات‬ ‫التي وقعت خالل عام ‪ 2010‬يف البلد‪� ،‬إ�ضافة �إىل برامج منظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي مل�ساعدة قرغيز�ستان والو�ضع يف �أفغان�ستان‪.‬‬ ‫ويف االجتماعات املنف�صلة التي عقدها الربوفي�سور �إح�سان �أوغلى مع‬ ‫رئي�س الربملان ووزير اخلارجية‪ ،‬جرى ا�ستعرا�ض العالقات بني قرغيز�ستان‬ ‫ومنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪� ،‬إ�ضافة �إىل الق�ضايا الإقليمية والدولية الأخرى‪.‬‬ ‫وخالل هذه الزيارة‪ ،‬التقى الأمني العام مع الأو�ساط الأكادميية يف عا�صمة‬ ‫قرغيز�ستان‪ ،‬حيث منحت جامعة العلوم الإن�سانية يف ب�شكيك الربوفي�سور‬ ‫�إح�سان �أوغلى درجة الدكتوراه الفخرية‪.‬‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪ :‬ا�ستقبل معايل الأمني العام‬ ‫ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬مبكتبه‬ ‫يوم ‪ 19‬يناير ‪ ،2011‬فخامة الدكتور غريهارد �شرويدر‪ ،‬امل�ست�شار ال�سابق‬ ‫جلمهورية �أملانيا االحتادية والوفد املرافق له‪.‬‬ ‫وخالل االجتماع‪� ،‬أحاط معايل الربوف�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‬ ‫فخامة الدكتور غريهارد �شرويدر بالأن�شطة التي ت�ضطلع بها املنظمة حالي ًا‬ ‫يف املجاالت ال�سيا�سية واالقت�صادية والثقافية‪ .‬وعقب هذه الإحاطة‪ ،‬تبادل‬ ‫اجلانبان الآراء املفيدة حول الق�ضايا الدولية والإقليمية ذات االهتمام‬ ‫امل�شرتك‪ .‬وتطرق اجلانبان‪ ،‬على وجه اخل�صو�ص‪ ،‬لتنامي ظاهر الإ�سالموفوبيا‬ ‫يف �أوربا‪ ،‬واحلوار بني الأديان‪ ،‬والو�ضع يف �أفغان�ستان والعراق‪ ،‬والعالقات بني‬ ‫املنظمة و�أملانيا‪ ،‬ف�ض ًال عن �آخر امل�ستجدات يف بع�ض بلدان املنظمة‪ .‬و�أكد‬ ‫اجلانبان كذلك �أن الزيارة �ستكون لها نتائج �إيجابية‪ ،‬و�ستدفع بالعالقات‬ ‫بني املنظمة و�أملانيا �إىل الأمام‪ .‬ويف ختام اللقاء وجه فخامة الدكتور غريهارد‬ ‫�شرويدر الدعوة �إىل معايل الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى لزيارة‬ ‫برلني لإجراء مزيد من النقا�ش حول الق�ضايا ذات االهتمام امل�شرتك‪.‬‬

‫رئي�س جمهورية ب�شكورت�ستان ي�شيد بالتعاون املتنامي بني رو�سيا االحتادية ومنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫�أجرى فخامة ال�سيد ر�ستم حميدوف‪ ،‬رئي�س‬ ‫جمهورية ب�شكورت�ستان التابعة جلمهورية رو�سيا‬ ‫االحتادية‪ ،‬يوم ‪ 20‬مار�س ‪ ،2011‬زيارة جماملة‬ ‫ملعايل الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪،‬‬ ‫الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وقد حتدث امل�س�ؤوالن خالل لقائهما عن‬ ‫التطور امللحوظ الذي �شهدته العالقات الثنائية بني‬ ‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي ورو�سيا االحتادية منذ‬ ‫ح�صول الأخرية على �صفة مراقب لدى املنظمة‪.‬‬ ‫‪26‬‬

‫وتبادل اجلانبان وجهات النظر ب�ش�أن امل�سائل‬ ‫التي حتظى باالهتمام امل�شرتك‪ ،‬و�أكدا التزامهما‬ ‫بتعزيز التعاون بني املنظمة ورو�سيا االحتادية يف‬ ‫�شتى املجاالت‪ ،‬مثل التكنولوجيا واالبتكار والثقافة‬ ‫والتجارة‪.‬‬ ‫و�إذ �أكد الرئي�س حميدوف رغبة منطقته‬ ‫يف تطوير �شراكة جمدية للجانبني مع الدول‬ ‫الأع�ضاء يف منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف �شتى‬ ‫املجاالت‪� ،‬أثنى على التعاون املتنامي بني املنظمة‬ ‫ورو�سيا االحتادية‪ ،‬مبا يف ذلك املناطق التابعة‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫له والتي تتمتع باحلكم الذاتي‪ ،‬مثل ب�شكورت�ستان‬ ‫وتتار�ستان‪ .‬كما �أثنى الرئي�س حميدوف على‬ ‫جهود الأمني العام للمنظمة الرامية �إىل تي�سري‬ ‫عملية تطوير العالقات يف خمتلف املجاالت بني‬ ‫ب�شكورت�ستان والدول الأع�ضاء يف املنظمة‪.‬‬ ‫و�شدد الأمني العام‪ ،‬من جهته‪ ،‬على �أن منظمة‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي حري�صة على تعزيز العالقات‬ ‫مع رو�سيا االحتادية ومناطق احلكم الذاتي فيها‬ ‫يف �شتى املجاالت‪.‬‬


‫«امل�ؤمتر الإ�سالمي» تطرح م�شروع قرار حول الإ�سالموفوبيا يف اجلمعية العامة للأمم املتحدة يف �سبتمرب القادم‬ ‫جنيف ـ �سوي�سرا‪:‬‬ ‫�شرعت منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف �إجراء حتركات وا�سعة بهدف‬ ‫تقدمي م�شروع قرار جديد حول م�س�ألة معاداة الإ�سالم �أو ما ُيعـ َرف بظاهرة‬ ‫الإ�سالموفوبيا �إىل اجلمعية العامة للأمم املتحدة يف حملة ت�ستمر حتى‬ ‫�سبتمرب املقبل‪ .‬وت�أتي هذه اخلطوة يف �أعقاب القرار الدويل الذي �أ�صدره‬ ‫جمل�س حقوق الإن�سان الدويل‪ ،‬يوم ‪ 24‬مار�س ‪ ،2011‬بالإجماع واخلا�ص‬ ‫بالق�ضاء على �أوجه التمييز والعنف بنا ًء على الدين واملعتقد‪ .‬والقرار اجلديد‬ ‫لي�س بديال للقرار ال�سابق الذي قدمته املنظمة حول ازدراء الأديان والذي مت‬ ‫تبنيه ب�أغلبية وا�ضحة خالل الأعوام املا�ضية‪.‬‬ ‫وكانت وزيرة اخلارجية الأمريكية هيالري كلينتون قد قامت بدعوة‬ ‫املنظمة لقيادة اجلهود مع كل من وا�شنطن واالحتاد الأوروبي ل�صياغة قرار‬ ‫جديد يكفل الأ�س�س التي تبناها القرار ال�سابق مع �إعطاء مدى �أو�سع حلرية‬ ‫التعبري‪.‬‬

‫وثـ ّمـنـت كلينتون ما �سـ ّمـته «الدور القيادي» ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫ودولها الأع�ضاء والذي م ّكن اجلميع من الو�صول �إىل القرار‪ ،‬معربة عن ثقتها‬ ‫ب�أن اجلهود التي ُبذلت خالل الأيام املا�ضية ت�ؤكد ا�ستعداد جميع الأطراف‬ ‫للم�ضي يف نقا�ش ب ّناء �إزاء التحديات‪ ،‬وج�سر الفجوات من خالل طرح جميع‬ ‫الآراء‪ ،‬والو�صول �إىل �أر�ضية م�شرتكة‪.‬‬ ‫و�شددت كلينتون على �أن تبني جمل�س حقوق الإن�سان للقرار ميثل موقف ًا‬ ‫وا�ضح ًا من قبله ب�ضرورة االلتزام مبحتواه‪ ،‬يف الوقت الذي ي�شيع فيه العنف‬ ‫والتمييز �ضد الأقليات الدينية‪.‬‬ ‫وتن�سق املنظمة حالي ًا مع مكتب املنظمات الدميقراطية وحقوق الإن�سان‬ ‫يف �أوروبا‪ ،‬واملجل�س الأوروبي من �أجل العمل على مناه�ضة ظاهرة معادة‬ ‫الإ�سالم‪ ،‬مو�ضحة �أن جهود ًا قد ت َ‬ ‫ُبذل يف امل�ستقبل للتعاون مع االحتاد‬ ‫الأوروبي يف هذا ال�سياق‪.‬‬

‫وزير التعاون الدويل الغيني ي�شيد بالتعاون الوثيق بني منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي وغينيا‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫�أعرب معايل الربوفي�سور قطب م�صطفى‬ ‫�سانو‪ ،‬وزير التعاون الدويل يف جمهورية غينيا‪،‬‬ ‫عن رغبة بلده يف تعميق وتوطيد العالقات‬ ‫القائمة بني بلده ومنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف‬ ‫جميع القطاعات‪ ،‬وال�سيما يف املجال االقت�صادي‬ ‫واالجتماعي‪.‬‬ ‫وكان الوزير الغيني قد ا�ستُقبل مبقر الأمانة‬

‫العامة للمنظمة يوم ‪ 16‬مار�س ‪ ،2011‬بالنيابة‬ ‫عن الأمني العام‪ ،‬من قبل كل من ال�سفري عبد‬ ‫املعز البخاري‪ ،‬الأمني العام امل�ساعد للعلوم‬ ‫والتكنولوجيا‪ ،‬وال�سفري حميد �أبلويريو‪ ،‬الأمني‬ ‫العام امل�ساعد لل�ش�ؤون االقت�صادية‪.‬‬ ‫و�إذ �أكد ال�سيد الوزير ان�شغال بلده ب�إعادة‬ ‫ت�أهيل احلقل االقت�صادي واالجتماعي يف‬ ‫غينيا حتى يجني ال�شعب الغيني ثمار التجربة‬

‫الدميقراطية اجلديدة‪� ،‬أعلن �أن الربامج املختلفة‬ ‫اجلاري تنفيذها داخل منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫تنطوي على �إمكانات هائلة يف تعزيز التجارة‬ ‫اخلارجية و�إيجاد فر�ص العمل والتعليم والعلوم‬ ‫والتكنولوجيا وكذا الأمن الغذائي بني الدول‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة التي تعد جمهورية غينيا من‬ ‫�أع�ضائها امل�ؤ�س�سني‪.‬‬

‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يرحب ب�إعادة انتخاب املفتي العام لبلغاريا‬

‫و�أكد الأمني العام جمدد ًا يف ر�سالته �إىل امل�ؤمتر التزام املنظمة بتقدمي‬

‫هن�أ الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬املفتي العام لبلغاريا‪� ،‬سماحة ال�شيخ م�صطفى علي�ش حاجي‪ ،‬امل�ساعدة وامل�ساهمة يف حل امل�شاكل التي تواجهها املجتمعات والأقليات امل�سلمة‬ ‫وذلك مبنا�سبة انعقاد امل�ؤمتر الوطني اال�ستثنائي للم�سلمني يوم ‪ 12‬فرباير‬ ‫‪ 2011‬يف �صوفيا‪ ،‬وكذلك مبنا�سبة �إعادة انتخابه املفتي العام بح�صوله على يف البلدان غري الأع�ضاء يف املنظمة مع االحرتام الكامل ل�سيادة البلدان التي‬ ‫�أغلبية فاقت الألف �صوت من �أ�صوات املندوبني‪.‬‬ ‫ينتمون �إليها و�سالمة �أرا�ضيها‪ ،‬وذلك بالتعاون مع حكومات هذه البلدان‪.‬‬

‫وزير خارجية �أ�سرتاليا رود يقابل الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫ا�ستقبل الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أغلى‪،‬‬ ‫يف مكتبه‪ ،‬يوم ‪ 7‬مار�س ‪ ،2011‬ال�سيد كفني رود‪،‬‬ ‫وزير خارجية �أ�سرتاليا والوفد املرافق له‪.‬‬ ‫وتبادل اجلانبان وجهات نظر قيمة ومكثفة‬ ‫حول الق�ضايا الدولية والإقليمية ذات االهتمام‬ ‫امل�شرتك‪ ،‬وناق�شا‪ ،‬على وجه اخل�صو�ص‪ ،‬العالقات‬

‫بني منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي و�أ�سرتاليا وعملية‬ ‫ال�سالم يف ال�شرق الأو�سط و�آخر التطورات يف‬ ‫ليبيا وتنامي ظاهرة الإ�سالموفوبيا واحلوار بني‬ ‫الأديان‪.‬‬ ‫وفـي نهاية اللقاء‪ ،‬وجـه معايل ال�سيد كفني‬ ‫رود الدعـوة �إىل الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى لزيارة �أ�سرتاليا خالل موعد يتم االتفاق‬ ‫ب�ش�أنه بني اجلانبني من �أجل املزيد من املناق�شة‬ ‫للق�ضايا ذات االهتمام امل�شرتك‪.‬‬ ‫‪27‬‬


‫�ش�ؤون عاملية‬

‫فريق االت�صال الدويل املعني ب�أفغان�ستان ي�ؤكد‬

‫دفعة من اجلي�ش الوطني الأفغاين �أثناء حفل التخرج يف مدينة هريات ب�أفغان�ستان‪ ،‬يوم ‪ 9‬مار�س ‪�( 2011‬إي بي ايه)‬

‫مها عقيل‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫عقد فريق االت�صال الدويل املعني ب�أفغان�ستان اجتماع ًا يف مقر منظمة‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي يف جدة‪ ،‬يوم ‪ 3‬مار�س ‪ ،2011‬حيث متت املوافقة بالإجماع‬ ‫على �ضرورة متكني الأفغان �أنف�سهم من �إجراء عملية م�صاحلة �سيا�سية‪.‬‬ ‫و�شارك يف االجتماع نحو ‪ 120‬م�شارك ًا ميثلون خم�سني بلد ًا ومنظمة دولية‪،‬‬ ‫مبا فيها الأمم املتحدة واالحتاد الأوروبي‪ .‬ورحب امل�شاركون بالدور املتنامي‬ ‫ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف �أفغان�ستان‪ ،‬ونوهوا بالتعاون املطرد بني املجتمع‬ ‫الدويل والعامل الإ�سالمي من �أجل �إيجاد حل �سلمي للأزمة يف �أفغان�ستان‪.‬‬ ‫وقال مايكل �شتايرن‪ ،‬رئي�س فريق االت�صال الدويل‪ ،‬يف م�ؤمتر �صحايف‬ ‫عقده مبا�شرة بعد اختتام االجتماع‪� ،‬إن املجموعة ت�سعى لو�ضع ا�سرتاتيجية‬ ‫دولية توافقية حول �أفغان�ستان تهدف �إىل حتقيق التوازن بني العمل الع�سكري‬ ‫واجلهود ال�سيا�سية‪ ،‬على �أ�سا�س �أن احلل الع�سكري يف �أفغان�ستان لي�س كافي ًا‪،‬‬ ‫م�ؤكد ًا �ضرورة الرتكيز على اجلوانب الإدارية واملدنية‪ .‬و�أكد �شتايرن �أن فريق‬ ‫االت�صال اتفق على �أن تتوىل القوى الوطنية الأفغانية قيادة جهود املجتمع‬ ‫الدويل ب�ش�أن امل�صاحلة ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫�أما الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬فقد �أو�ضح �أن منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي م�ستعدة للعمل مع‬ ‫جميع الأطراف املعنية يف �أفغان�ستان للم�ساهمة يف عملية امل�صاحلة الوطنية‬ ‫يف البالد‪ .‬و�أ�شار �إىل �أن منظمته قد بد�أت بالفعل تن�سق مع بعثة الأمم املتحدة‬ ‫من �أجل م�ساعدة �أفغان�ستان يف خمت ِلف املجاالت‪ ،‬مبا يف ذلك م�ساعدة‬ ‫املجل�س الأعلى لل�سلم يف �أفغان�ستان‪.‬‬ ‫وقال وزير اخلارجية الأفغاين‪ ،‬زملاي ر�سول‪� ،‬إن عام ‪� 2011‬سيكون عام ًا‬ ‫‪28‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫حا�سم ًا‪ ،‬لكنه �أعرب عن ثقته ب�أن الأمور �سوف تتقدم على نحو �أ�سرع‪.‬‬ ‫من ناحية �أخرى‪� ،‬شدد مايكل �شتايرن على �ضرورة ترك م�س�ألة احلوار مع‬ ‫حركة طالبان الأفغانية من �أجل امل�صاحلة لتقديرات املجل�س الأعلى لل�سلم‪،‬‬ ‫لكنه �أكد �أن هذا ال ينفي وجود خطوط حمراء‪.‬‬ ‫وقال مارك غرو�سمان‪ ،‬واملبعوث الأمريكي اخلا�ص �إىل �أفغان�ستان‪،‬‬ ‫�إن هناك ثالثة �شروط للراغبني يف �إجراء حوار واالن�ضمام �إىل احلكومة‬ ‫الأفغانية‪ ،‬وهي‪� :‬إنهاء العنف وقطع العالقات مع تنظيم القاعدة وقبول‬ ‫التعاي�ش يف ظل الد�ستور الأفغاين‬ ‫وقال �شتايرن �إن االجتماع ناق�ش فرتة انتقالية لنقل ال�صالحيات �إىل‬ ‫ال�سلطات الأمنية يف �أفغان�ستان‪ ،‬والتي ُيتو َّقع �أن يعلن الرئي�س الأفغاين حامد‬ ‫كرزاي عنها قبل ‪ 21‬مار�س ‪ .2011‬ورحب �أي�ض ًا ب�إ�شراك خم�س ع�شرة‬ ‫دولة من �أع�ضاء منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف فريق االت�صال الدويل‪ ،‬معترب ًا‬ ‫�أن ذلك �سيكون دفعة قوية لعمل الفريق ملا تبذله هذه من جهود للتنمية يف‬ ‫�أفغان�ستان‪.‬‬ ‫و�شدد غرو�سمان كذلك على �ضرورة تركيز املجموعة ب�شكل �أكرث على‬ ‫الدبلوما�سية‪ ،‬وعلى �أنها من املنا�سب يف اجتماع فريق االت�صال الدويل يف‬ ‫جدة يف منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي �أن �أنقل ر�سالة مفادها �أن كل هذه اجلهود‬ ‫تهدف �إىل مكافحة التطرف ولي�ست �صدام ًا بني احل�ضارات‪.‬‬ ‫من ناحية �أخرى‪� ،‬أفادت م�صادر مطلعة �أن غرو�سمان �أ�شار خالل اللقاء‬ ‫�إىل �أنه ميكن النظر يف عقد اجتماع فريق االت�صال الدويل يف مقر منظمة‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي �إثر خطاب الرئي�س باراك �أوباما يف القاهرة‪ ،‬و�إىل �أن �سلفه‬ ‫الراحل ريت�شارد هولربوك كان قال يف وقت �سابق �إن قرار عقد االجتماع يف‬ ‫مقر منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي هو حتول نوعي بحد ذاته‪� .‬إ�ضافة �إىل ذلك‪،‬‬


‫احلاجة �إىل م�صاحلة وطنية بقيادة �أفغانية‬ ‫قال غرو�سمان �إن عالقة الواليات املتحدة ب�أفغان�ستان لن تنتهي مع التحول �أو‬ ‫امل�صاحلة‪ ،‬بل �ستكون بينهما �شراكة ا�سرتاتيجية يف امل�ستقبل‪.‬‬ ‫و�أفادت امل�صادر ب�أن الربوفي�سور برهان الدين رباين‪ ،‬رئي�س املجل�س‬ ‫الأعلى للم�صاحلة الوطنية لأفغان�ستان‪� ،‬أكد يف االجتماع �أن املجل�س اتخذ‬ ‫خطوات على ال�صعيد الوطني لك�سب الت�أييد لعملية امل�صاحلة من جمموعات‬ ‫خمتلفة يف �أفغان�ستان‪ .‬وقد قامت �أكرث من ‪ 28‬مقاطعة يف �أفغان�ستان ب�إن�شاء‬ ‫جمال�س حملية لل�سالم لدعم عملية الت�سوية‪ ،‬يف حني قبلت العديد من‬ ‫جماعات املعار�ضة باجلهود ال�سيا�سية‪ .‬و�أ�ضافت امل�صادر �أي�ض ًا �أن رباين دعا‬ ‫�إىل �إن�شاء فريق لالت�صال الداخلي يف كابول ملتابعة اجلهود الدبلوما�سية‪.‬‬ ‫وقال رباين يف حديث خا�ص ملجلة منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي �إن ك�سب‬ ‫ثقة ال�شعب الأفغاين يتعزز يوم ًا بعد يوم من خالل خطوات عملية‪ .‬فقبل �ستة‬ ‫�أ�شهر‪ ،‬كانت هناك م�شاكل كثرية يف معظم املقاطعات حتى يف ال�شمال‪ ،‬وكان‬ ‫الو�ضع �سيئ ًا جد ًا‪ ،‬ولكن املجل�س ا�ستطاع �أن ي�ضع الأمور يف ن�صابها‪ ،‬وهكذا‬ ‫حت�سنت الأمور‪ ،‬وان�ضم �إىل جهود الت�سوية الآالف من طالبان‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن‬ ‫م�س�ألة الأمن ال تزال �صعبة جد ًا‪ .‬ويف الوقت نف�سه‪ ،‬دعا القوات الأجنبية �إىل‬ ‫�أن تكون دقيقة جد ًا يف �أهدافها‪ ،‬فقتل املدنيني ي�ؤثر يف جهود امل�صاحلة‪.‬‬

‫حر�ص منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي على حتقيق امل�صاحلة‬ ‫الوطنية‬

‫�أعلن الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬يف خطابه يف اجلل�سة االفتتاحية الجتماع فريق االت�صال‬ ‫الدويل يف جدة‪� ،‬أن منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي حري�صة على حتقيق امل�صاحلة‬ ‫الوطنية يف �أفغان�ستان‪ .‬و�أو�ضح �أن هناك حاجة �إىل النظر فيما وراء اخليار‬ ‫الع�سكري من �أجل ا�ستعادة ال�سالم الدائم يف �أفغان�ستان‪ ،‬و�أن هذا احلل لي�س‬ ‫خمرج ًا‪ ،‬ومن هنا تبدو «�أهمية عملية امل�صاحلة التي تقودها �أفغان�ستان من‬ ‫�أجل التو�صل �إىل حل �شامل»‪.‬‬ ‫وقال الربوفي�سور �إح�سان �أوغلى �إن «عقد هذا االجتماع يف مقر منظمة‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي ي�شهد على املكانة التي توليها املنظمة لل�ش�أن الأفغاين‬ ‫باعتبار �أفغان�ستان ع�ضو ًا م�ؤ�س�س ًا ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي»‪ .‬و�أ�شار �إىل �أن‬ ‫املنظمة م�ستعدة للحفاظ على دورها يف م�ساعدة البالد على ا�ستعادة ال�سالم‬ ‫والأمن والتنمية‪ ،‬و�أ�ضاف �أنه ي�أمل �أن «�أن تكون املنظمة �أكرث اندماج ًا و�أن‬ ‫ت�شارك ب�صورة �أوثق مع ال�شعب واحلكومة الأفغانيني والتعاون مع غريهما من‬ ‫الأطراف الإقليمية والدولية‪ ،‬وبخا�صة مع وجود ممثل دائم ملنظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي يف كابول»‪.‬‬ ‫و�شدد الأمني العام على �ضرورة تطوير التعاون الإقليمي ب�ش�أن بع�ض‬ ‫الق�ضايا‪ ،‬مثل املخدرات واحلرب واجلرائم العابرة للحدود‪ ،‬والإرهاب‪،‬‬ ‫ومعاجلة م�شكلة الالجئني‪ ،‬وتطوير البنية التحتية والتجارة‪ ،‬والتي �ستعزز‬ ‫الأمن الإقليمي والتنمية‪ .‬وبني �أن �صندوق منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي املخ�ص�ص‬ ‫للم�ساعدة �أفغان�ستان قد اتخذ حتى الآن خطوات هامة يف تقدمي امل�ساعدة‬ ‫الإن�سانية‪ ،‬وال �سيما يف قطاعي ال�صحة والتعليم‪� ،‬إ�ضافة �إىل امل�ساعدات التي‬

‫�صورة عن اجتماع فريق االت�صال الدويل املعني ب�أفغان�ستان الذي انعقد‬ ‫يف مقر منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي (من اليمني)‪� :‬شتايرن و�إح�سان �أوغلى ورباين ور�سول‬

‫قدمتها املنظمة �إىل الالجئني الأفغان وامل�شردين داخلي ًا‪ ،‬ويف جمال ت�أمني‬ ‫مياه ال�شرب لبع�ض الأفغان القرى‪ ،‬وامل�ساهمة يف اجلهود الدولية املبذولة يف‬ ‫جمال �إعادة الإعمار‪ .‬و�أكد �أن بلدان املنطقة �أظهرت ب�شكل وا�ضح �إرادتها‬ ‫ال�سيا�سية لإحالل ال�سالم والأمن واال�ستقرار الدائم يف �أفغان�ستان واملنطقة‬ ‫من خالل ا�سرتاتيجية جماعية وعمل م�شرتك‪.‬‬ ‫و�أو�ضح الربوفي�سور �إح�سان �أوغلى �أن منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي تعتزم‬ ‫امل�شاركة يف تنظيم م�ؤمتر للعلماء والباحثني امل�سلمني لت�سليط ال�ضوء على‬ ‫التحديات التي تواجه ال�سلم والأمن يف �أفغان�ستان والتي ت�ستند �إىل تف�سريات‬ ‫و�آراء دينية وقيم غري �صحيحة‪ .‬كما �أعرب عن �أمله يف �أن يزيد املجتمع‬ ‫الدويل والدول الأع�ضاء يف املنظمة من ح�صتها يف امل�ساعدة االجتماعية‬ ‫واالقت�صادية �إىل �أفغان�ستان‪ ،‬وخ�صو�ص ًا �أن عملية امل�صاحلة الوطنية بد�أت‬ ‫تكت�سب املزيد من الزخم‪.‬‬ ‫و�أكد وزير خارجية �أفغان�ستان‪ ،‬زملاي ر�سول‪ ،‬الذي تر�أ�س وفد بالده‬ ‫�إىل امل�ؤمتر‪ ،‬يف حديث ملجلة منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪� ،‬أن دور دول املنطقة‬ ‫ومنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف غاية الأهمية حتى ال تتحول مكافحة التطرف‬ ‫والإرهاب �إىل حرب من غري امل�سلمني �ضد امل�سلمني‪« .‬فما يفعله الإرهابيون‬ ‫يتم با�سم ديننا‪ ،‬وواجبنا الأول حماية �صورة الإ�سالم»‪ ،‬و�أ�ضاف �أن «الإرهاب‬ ‫مثل املر�ض‪ ،‬فهو فريو�س �إذا مل حتا�صره‪ ،‬ف�إنه �سينت�شر‪ .‬وهذا االعرتاف مهم‬ ‫جد ًا»‪ ،‬ولذلك‪« ،‬ف�إن االجتماع ب�ش�أن الأمن يف �أفغان�ستان وم�ستقبلها الذي ُعقد‬ ‫يف مقر منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف جدة ُي َعد خطوة من �أهم اخلطوات نحو‬ ‫ال�سالم يف �أفغان�ستان واملنطقة»‪.‬‬ ‫ويف ما يتعلق مب�س�ألة ا�ستهداف قوات حلف �شمايل الأطل�سي للمدنيني‪،‬‬ ‫قال ر�سول �إن ذلك ي�أتي بنتائج عك�سية متام ًا‪ ،‬ويجب تقليل الإ�صابات بني‬ ‫املدنيني و�إنها�ؤها متام ًا‪ ،‬لي�س من جانب حلف �شمايل الأطل�سي وحده‪ ،‬ولكن‬ ‫من اجلانب الآخر �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫�أما بالن�سبة مل�س�ألة الف�ساد‪ ،‬فقد قال �إن �أفغان�ستان ظلت ملدة ثالثني عام ًا‬ ‫يف حرب‪ ،‬ومل يكن هناك د�ستور‪ ،‬وال حكومة وال قانون‪ ،‬ولكن احلكومة احلالية‬ ‫ملتزمة متام ًا مبكافحة الف�ساد‪ .‬وقد �أن�ش�أت جلنة لذلك‪ ،‬و�أ�صدرت القوانني‪،‬‬ ‫ولكن تنفيذ القانون يحتاج �إىل لوائح‪ ،‬وهي مل ت�صدر بعد‪ .‬وكما �أن الق�ضاء‬ ‫بد�أ ي�ستعيد ن�شاطه وقوته‪ ،‬وكذلك ال�شرطة وغريها من امل�ؤ�س�سات‪« .‬ونحن‬ ‫‪29‬‬


‫�ش�ؤون عاملية‬ ‫بحاجة �إىل تكوين الكفاءات‪ ،‬وبخا�صة يف جمال الق�ضاء وال�شرطة‪ ،‬وذلك ما‬ ‫نعمل عليه لكن ببطء»‪.‬‬ ‫وقال ر�سول ملجلة املنظمة �إن االجتار غري امل�شروع باملخدرات ي�شكل‬ ‫حتدي ًا خطري ًا جد ًا‪ ،‬ولكن احلكومة حتقق تقدم ًا يف حماربته‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن‬ ‫الأمر يحتاج �إىل وجود م�ؤ�س�سات قوية و�شرطة قادرة على تطبيق القانون‪.‬‬ ‫وذكر �أن هنالك ‪ 24‬مقاطعة خالية من املخدرات‪ ،‬بينما مل يكن العدد يتجاوز‬ ‫اثنتني فقط يف عام ‪ .2002‬كما �أن �إنتاج اخل�شخا�ش انخف�ض يف املناطق التي‬ ‫ُيز َرع فيها عادة‪ .‬وقال �إن هناك عالقة مبا�شرة بني الأمن و�إنتاج اخل�شخا�ش‪.‬‬ ‫فاملافيا ت�ستغل املناطق التي ال يتوفر فيها الأمن‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال يوجد �أي ارتباط‬ ‫بني الفقر و�إنتاج املخدرات حيث �أن �أفقر املناطق يف �أفغان�ستان خالية من‬ ‫املخدرات‪ ،‬يف حني تكرث يف املناطق الغنية والأرا�ضي اخل�صبة‪ .‬وقال ر�سول �إن‬ ‫هناك �أي�ض ًا عالقة مبا�شرة بني م�ستوى التعليم وتعاطي املخدرات‪ .‬ومعرفة كل‬ ‫هذه العوامل ت�ساعد احلكومة على �إحراز تقدم يف مكافحة هذه الآفة‪.‬‬

‫طالبان بعملية امل�صاحلة‪ ،‬مما ي�شري �إىل �أنهم يبحثون عن خمرج‪ .‬و�أكدت‬ ‫«�إننا الآن بحاجة �إىل حوافز �سيا�سية لال�ستفادة من ذلك‪ ،‬ونحن لدينا‬ ‫املجل�س الأعلى لل�سالم‪ ،‬وهو مدعوم من جمموعة االت�صال الدولية»‪.‬‬ ‫و�شددت بري�س على �أهمية التنمية االقت�صادية واالجتماعية‪ .‬ولعل‬ ‫ال�شرط الأهم للإ�صالح االقت�صادي هو وجود �سيادة القانون‪ ،‬وذلك من �أجل‬ ‫حماية اال�ستثمارات‪ .‬وميكن للمجتمع الدويل �أن ي�ساعد احلكومة الأفغانية من‬ ‫خالل �صندوق النقد الدويل من �أجل توفري الظروف املنا�سبة للإ�صالحات‪،‬‬ ‫وتقدمي التوجيه والتمويل للم�س�ؤولني الأفغان والتدريب على املهارات‪ ،‬وتنظيم‬ ‫مناق�شة عامة يف �أفغان�ستان من �أجل خلق فر�ص عمل‪ ،‬والتمكني من �إن�شاء‬ ‫م�شروعات اقت�صادية‪.‬‬

‫ارتفاع عدد القتلى من بني املدنيني من جديد‬

‫التقدم على طريق احلل‬

‫حتدث رئي�س فريق االت�صال الدويل واملمثل اخلا�ص لأملانيا يف �أفغان�ستان‬ ‫وباك�ستان‪ ،‬ال�سفري مايكل �شتايرن‪� ،‬أي�ض ًا �إىل جملة منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪.‬‬ ‫و�أبدى �إعجابه باقرتاح املنظمة لعقد اجتماع يف كابول حول امل�س�ألة الثقافية‪،‬‬ ‫لأنها م�س�ألة ظلت حمل �إهمال‪ .‬كما �أثنى �أي�ض ًا على دورها يف تعبئة طاقات‬ ‫املنطقة والتحدث مع الأفغان من خالل ممثلها اخلا�ص الذي قال �إنه ُيعتبرَ‬ ‫�إ�ضافة مهمة ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وحول ق�ضية احلوار وامل�صاحلة‪ ،‬قال �شتايرن �إن من ال�ضروري �إيجاد حل‬ ‫�شامل لأزمة ال�سلطة‪ ،‬و�أن تقطع كل اجلماعات �صلتها بالإرهاب الدويل‪ ،‬و�أن‬ ‫توقف القتال وتقبل بالد�ستور ‪ .‬وقال �إن احلل يجب �أن يحظى بالقبول من‬ ‫قبل دول اجلوار‪ ،‬م�ضيف ًا �أن املجتمع الدويل يحتاج �إىل امل�شاركة امل�ستمرة يف‬ ‫�أفغان�ستان بعد مغادرة القوات يف عام ‪.2014‬‬ ‫و�شارك املمثل اخلا�ص للأمني العام للأمم املتحدة يف �أفغان�ستان‪،‬‬ ‫ال�سفري �ستافان دي مي�ستورا‪ ،‬يف هذه اجلولة املهمة التي قدمها فريق االت�صال‬ ‫الدويل‪ ،‬وقال ملجلة منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي �إن االجتماع كان �إيجابي ًا جد ًا‪،‬‬ ‫و�أعرب عن تقديره للمنظمة‪ .‬و�شدد على �أن ما هو �أبعد من هذا االجتماع هو‬ ‫تطور امل�ساعي ال�سيا�سية‪ ،‬الذي يعني انتهاء احلل الع�سكري وت�سريع املبادرات‬ ‫على ال�صعيد ال�سيا�سي‪.‬‬ ‫�أما بالن�سبة للمخاوف من عودة الفو�ضى والعنف عند االن�سحاب‬ ‫الع�سكري‪ ،‬فقال �إنه يتفهم ذلك‪ ،‬و�شدد على �ضرورة موازاة الن�شاط الع�سكري‬ ‫جنب ًا �إىل جنب مع الن�شاط الدبلوما�سي ال�سيا�سي‪ ،‬و�أكد �أن الأمن �سيتحقق‬ ‫عندما يبد�أ احلوار ال�سيا�سي‪.‬‬ ‫و�أثنت كارين بري�س‪ ،‬رئي�سة وفد اململكة املتحدة‪ ،‬على م�شاركة منظمة‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي ودول اجلوار‪ ،‬وال �سيما باك�ستان وتركيا وعلى دعمها‪ .‬وقالت‬ ‫ملجلة منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي �إن ما نحتاج �إليه الآن هو دفع عملية ال�سالم‬ ‫من خالل دعوة حركة طالبان للم�صاحلة مع احلكومة ودعم جهود املجل�س‬ ‫الأعلى يف عملية ال�سالم‪.‬‬ ‫وقالت بري�س �إن اجلميع يدرك احلاجة �إىل وجود حوافز �سيا�سية مع‬ ‫موا�صلة ال�ضغط الع�سكري‪ .‬كما �أن �إ�صابات املدنيني من جراء هجمات حلف‬ ‫وجه �إىل حركات التمرد التي‬ ‫�شمايل الأطل�سي �أمر حمزن‪ ،‬لكن الأمر كذلك ُم َّ‬ ‫ت�ستهدف املدنيني عمد ًا‪ .‬و�أ�شارت �إىل �أنه منذ بداية العملية ازداد اهتمام‬ ‫‪30‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫كابول ـ �أفغان�ستان‪:‬‬ ‫ت�ضاعفت خالل العام املا�ضي عمليات القتل التي ت�ستهدف املدنيني يف‬ ‫�أفغان�ستان‪ ،‬وفق ًا للتقرير لل�سنوي للأمم املتحدة الذي جاء فيها �أن عام‬ ‫‪� 2010‬شهد زيادة بن�سبة ‪ 15‬يف املائة يف عدد القتلى من املدنيني ليبلغ‬ ‫‪ ،2777‬وهي زيادة غري م�سبوقة يف ال�سنوات الأربع املا�ضية‪ .‬وقد ت�سبب‬ ‫املتمردون عن ن�سبة ‪ 75‬يف املئة من تلك الوفيات‪.‬‬ ‫وقال التقرير �إن عمليات االختطاف ارتفعت بن�سبة ‪ 83‬يف املائة‪،‬‬ ‫وانت�شر العنف من اجلنوب �إىل ال�شمال ومن ال�شرق والغرب‪ .‬و�سقط القتلى‬ ‫بني املدنيني يف ال�شمال على وجه اخل�صو�ص‪ ،‬حيث و�صلت الن�سبة ‪ 76‬يف‬ ‫املئة‪.‬‬ ‫وذكر التقرير �أن ما يدعو للقلق �أكرث هو ارتفاع ن�سبة ا�ستهداف‬ ‫امل�س�ؤولني احلكوميني وعمال الإغاثة واملدنيني بن�سبة و�صلت �إىل ‪105‬‬ ‫يف املئة‪ ،‬والذين ُي َ‬ ‫نظر �إليهم على �أنهم من م�ساندي احلكومة الأفغانية �أو‬ ‫القوات الأجنبية بقيادة حلف �شمايل الأطل�سي‪.‬‬ ‫وقد وقعت ‪ 462‬عملية اغتيال يف عام ‪ ،2010‬وكان ن�صفها يف معاقل‬ ‫طالبان يف اجلنوب‪ ،‬حيث تقول الواليات املتحدة �إنها حققت معظم املكا�سب‬ ‫من خالل زيادة عدد القوات �إىل ‪� 30‬ألف جندي بهدف حتويل جمرى‬ ‫احلرب‪.‬‬ ‫و�أ�شار التقرير �إىل انخفا�ض عدد الوفيات بني املدنيني الناجمة عن‬ ‫قوات التحالف والقوات الأفغانية بن�سبة ‪ 26‬يف املئة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد عاد‬ ‫قتل املدنيني يف عمليات حلف �شمايل الأطل�سي �إىل الظهور باعتباره م�صدر ًا‬ ‫رئي�سي ًا لالحتكاك بني كابول وداعميها الغربيني‪.‬‬


‫دمار يف اليابان ب�سبب زلزال عنيف و�أمواج ت�سونامي‬ ‫قلق ب�ش�أن �سالمة الطاقة النووية‬

‫طوكيو ـ اليابان (وكاالت)‪ :‬يوم ‪ 11‬مار�س ‪� ،2011‬ضرب اليابانَ‬ ‫زلزا ٌل بلغت درجته ‪ 9.0‬على مقيا�س ريخرت‪ ،‬و�أعقبته �أمواج الت�سونامي‬ ‫التي قلبت ال�سفن‪ ،‬وحطمت ال�سيارات ودمرت املنازل و�شوارع املدن ال�ساحلية‬ ‫اليابانية املنكوبة‪ ،‬وحولتها �إىل �أنهار �سوداء‪ .‬وتدفقت موجة هائلة من مياه‬ ‫البحر املوحلة واملليئة بالأنقا�ض واحلطام والدخان عرب الأحياء وحقول الأرز‪.‬‬ ‫وقد ر�أى العامل‪ ،‬وهو ال يكاد ي�صدق من �شدة ال�صدمة‪ ،‬حجم الرعب الهائل‬ ‫على �شا�شات التلفزيون‪ ،‬وقد �أحدث الزلزال الذي �أعقبته �أمواج ت�سونامي‬ ‫�شقوق ًا يف الطرق‪ ،‬كما �أدى �إىل �إزالة الأنابيب املدفونة حتت الأر�ض وانهيار‬ ‫ال�سقوف‪ ،‬و�ألقى مبحتويات املتاجر الكبرية على الأر�ض‪ .‬ومما زاد امل�شهد‬ ‫رعب ًا انقطاع الغاز والكهرباء ب�سبب احلرائق‪ .‬وا�ستمرت الهزات االرتدادية‬ ‫يف اليابان‪ ،‬و�أر�سل اجلي�ش �آالف اجلنود ومئات ال�سفن والطائرات مل�ساعدة‬ ‫املت�ضررين‪ .‬وقد هُ ِرعت فرق البحث والإنقاذ من جميع �أنحاء العامل مل�ساعدة‬ ‫اليابان ا�ستجابة لنداء الأمم املتحدة‪ .‬وقدم الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬تعازيه القلبية لل�شعب‬ ‫الياباين وحلكومته‪ .‬وقال �إن العامل الإ�سالمي �أُ�صيب بال�صدمة واحلزن ب�سبب‬ ‫الدمار الذي خلفته الكارثة‪ ،‬و�إنه �سيقف �إىل جانب اليابان و�شعبها ال�شقيق‬ ‫يف هذه الأوقات ال�صعبة‪ .‬وقد �أدى الزلزال يف طوكيو �إىل �سد الطرقات‪،‬‬ ‫و�شل حركة القطارات‪ ،‬مما �أدى �إىل تقطع ال�سبل مباليني امل�سافرين‪ .‬وقد‬ ‫هز الزلزال املباين يف العا�صمة‪ ،‬وانقطعت الكهرباء عن ماليني املنازل يف‬ ‫اليابان‪ ،‬كما توقفت �شبكة الهاتف املحمول‪ ،‬وتعطلت خدمة الهاتف الثابت‪.‬‬ ‫وانتقلت �أمواج ت�سونامي �إىل البلدان املجاورة يف منطقة املحيط الهادئ‪،‬‬ ‫وو�صلت �إىل والية كاليفورنيا الأمريكية واملك�سيك‪.‬‬ ‫ويف اليوم التايل‪� ،‬أعلنت احلكومة اليابانية �أن الإ�شعاعات ت�سربت من‬

‫�إحدى حمطاتها النووية‪ ،‬لكنها هد�أت املخاوف بالقول �إن االنفجار ال�ضخم مل‬ ‫ي�ؤ ِّد �إىل متزق احلاوية املحيطة باملفاعل‪ .‬و�أمرت ال�سلطات ب�إجالء ع�شرات‬ ‫الآالف من ال�سكان الواقعني يف دائرة قطرها ‪ 20‬كم مربع ًا من حمطة‬ ‫فوكو�شيما‪ ،‬وال تزال جهود كبرية ت َ‬ ‫ُبذل لل�سيطرة على ارتفاع درجات احلرارة‬ ‫وال�ضغط داخل املفاعالت‪ .‬وتوا�صل اليابان الكفاح من �أجل تفادي وقوع كارثة‬ ‫نووية وتقدمي الرعاية ملاليني النا�س املحرومني من الكهرباء واملاء‪ ،‬و ُي َقدَّر‬ ‫عدد القتلى بـ ‪� 20‬ألف �شخ�ص‪ .‬وقد و�صف رئي�س الوزراء الياباين‪ ،‬ناوتو كان‪،‬‬ ‫الأزمة يف اليابان ب�أنها �أ�سو�أ منذ عام ‪ ،1945‬كما �أكد م�س�ؤولون يابانيون‬ ‫�أن ثالثة مفاعالت نووية معر�ضة للخطر ب�سبب ارتفاع درجة احلرارة‪ ،‬مما‬ ‫�أثار خماوف من ت�سرب �إ�شعاعي خارج ال�سيطرة‪ .‬وبعد تفاقم الأزمة النووية‪،‬‬ ‫بادرت ال�سلطات �إىل مكافحة خطر انفجار املفاعالت‪ ،‬ومت �إجالء ‪170‬‬ ‫�ألف �شخ�ص‪ ،‬وقد اجتاح الزلزال وت�سونامي �شمال �شرق البالد‪ ،‬حيث تنت�شر‬ ‫خماوف من تلوث �إ�شعاعي حمتمل‪ .‬و�ساهم انفجار املحطة ون�شوب حريق فيها‪،‬‬ ‫يوم ‪ 15‬مار�س ‪ ،2011‬يف تفاقم الأزمة ب�شكل كبري‪ .‬وال يزال اخلطر قائم ًا‬ ‫حتى طباعة هذا املقال يف جملة منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ .‬ودفعت الأزمة‬ ‫النووية بع�ض الدول الأوروبية لإعادة النظر يف �سيا�ستها يف جمال الطاقة‬ ‫النووية‪ ،‬ف�أعلنت �أملانيا �إغالق �سبعة مفاعالت نووية قدمية‪ ،‬وبا�شر التحقيق‬ ‫يف مدى �سالمة مفاعالتها النووية كافة‪ .‬واعرتفت فرن�سا‪ ،‬وهي من �أكرث‬ ‫الدول اعتماد ًا على الطاقة النووية‪ ،‬ب�أنه ينبغي ا�ستخال�ص الدرو�س من الأزمة‬ ‫�سيدة يابانية تخ�ضع‬ ‫يف اليابان‪ ،‬واقرتحت‬ ‫للفح�ص اخلا�ص بالتعر�ض‬ ‫للإ�شعاع (�إي بي ايه)‬ ‫فتح نقا�ش وطني حول‬ ‫م�صادر الطاقة التي‬ ‫ينبغي االعتماد عليها‪.‬‬ ‫‪31‬‬


‫�ش�ؤون عاملية‬

‫يف �أول زيارة �إىل الأمانة العامة ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫الوفد ال�صيني رفيع امل�ستوى يناق�ش �آلية ات�صال للت�شاور ال�سيا�سي‬

‫الأمني العام �إح�سان �أوغلى وامل�س�ؤول ال�صيني يون والأمني العام امل�ساعد عامل‬ ‫خالل م�ؤمتر �صحفي بعد االجتماع‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫�أعرب �أول وفد �صيني رفيع امل�ستوى يزور منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي عن‬ ‫ا�ستعداده لتطوير العالقات بني جمهورية ال�صني والعامل الإ�سالمي ممث ًال‬ ‫يف منظمته‪ .‬وخالل الزيارة‪ ،‬ناق�ش الطرفان �إن�شاء �آلية ات�صال للت�شاور‬ ‫ال�سيا�سي‪.‬‬ ‫وقد ا�ستقبل الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل‬ ‫الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬يف مقر الأمانة العامة يف جدة يوم ‪ 18‬دي�سمرب ‪،2010‬‬ ‫نائب وزير اخلارجية ال�صيني ال�سيد زاي جون‪ ،‬الذي تر�أ�س الوفد ال�صيني‪.‬‬ ‫وت�أتي زيارة الوفد ال�صيني رد ًا على الزيارة التي قام بها الأمني‬ ‫العام جلمهورية ال�صني ال�شعبية يف يونيو ‪ ،2010‬والتي و�صفها املراقبون‬ ‫بـ»التاريخية»‪ ،‬حيث كانت الزيارة الأوىل التي يقوم بها �أمني عام للمنظمة‬ ‫لل�صني على الرغم من مرور ‪ 40‬عام ًا على �إن�شاء املنظمة‪� ،‬إ�ضافة �إىل �أن‬

‫معظم الدول ال�سبع واخلم�سني الأع�ضاء يف املنظمة تقيم عالقات جيدة مع‬ ‫جمهورية ال�صني ال�شعبية‪ .‬وتهدف الزيارة �أي�ض ًا �إىل تن�شيط العالقات بني‬ ‫املنظمة التي يزيد تعداد �سكان دولها الإ�سالمية على ‪ 1.5‬مليار ن�سمة‪ ،‬وبني‬ ‫ال�صني التي ي�صل تعداد �سكانها �إىل ‪ 1.3‬مليار ن�سمة‪ ،‬فهما ميثالن مع ًا نحو‬ ‫ن�صف الب�شرية‪ ،‬وتعتمد العالقات بينهما على تاريخ مت�صل بني احل�ضارتني‬ ‫وتعاون مل ينقطع على مر الع�صور‪.‬‬ ‫ورحب الطرفان ب�إن�شاء �آلية ات�صال للت�شاور ال�سيا�سي حول جميع امل�شاكل‬ ‫التي تهم اجلانبني‪ ،‬وتعميق التعاون تو�ص ًال �إىل فهم م�شرتك‪.‬‬ ‫و�أتاحت الزيارة فر�صة احل�صول على مزيد من املعلومات حول �أو�ضاع‬ ‫امل�سلمني يف ال�صني‪ ،‬و�أ�شار الأمني العام �إىل زيارته ال�سابقة لإقليمي �شنجيانغ‬ ‫ونين�شيا‪ ،‬و�أ�شاد بالربامج التنموية التي تهدف �إىل النهو�ض بامل�ستويات‬ ‫املعي�شية لل�سكان امل�سلمني يف الإقليمني‪ .‬واتفق اجلانبان على �أنه ال يزال هناك‬ ‫الكثري مما ميكن عمله يف خمت ِلف املجاالت‪.‬‬ ‫من جانب �آخر‪ ،‬تطرق اجلانبان �إىل املو�ضوعات ال�سيا�سية ذات الأهمية‬ ‫اخلا�صة‪ ،‬ويف مقدمتها ق�ضية ال�شرق الأو�سط التي تُعتبرَ الق�ضية الفل�سطينية‬ ‫حمورها الأ�سا�سي‪ ،‬والو�ضع يف �أفغان�ستان وال�سودان و�ساحل العاج‪.‬‬ ‫وبحث اجلانبان التعاون االقت�صادي بني الدول الإ�سالمية يف �آ�سيا‬ ‫الو�سطى وبني ال�صني‪ ،‬وبع�ض امل�شروعات االقت�صادية يف القارة الإفريقية‪.‬‬ ‫كما مت ا�ستعرا�ض اخلطوات التي ات ُِخذت متهيد ًا لعقد الندوة الأكادميية‬ ‫حول احل�ضارتني الإ�سالمية وال�صينية والروابط التاريخية بينهما‪ .‬واتفق‬ ‫اجلانبان على عقد الندوة يف ا�سطنبول على �أن تعقبها ندوات تالية تتطرق‬ ‫�إىل �أبعاد �أخرى من العالقات الإ�سالمية ـ ال�صينية‪.‬‬

‫وفد تايلندي للمنظمة يناق�ش و�ضع امل�سلمني يف جنوب تايلندا‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫اجتمع وفد من وزارة ال�ش�ؤون اخلارجية‬ ‫ململكة تايلندا برئا�سة ال�سفري �سورابوجن‪ ،‬امل�ست�شار‬ ‫اخلا�ص لوزير اخلارجية التايلندي‪ ،‬مع �أع�ضاء‬ ‫من �إدارة الأقليات مبنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يوم‬ ‫‪ 16‬فرباير ‪ ،2011‬يف مقر املنظمة بجدة ملناق�شة‬ ‫�أو�ضاع امل�سلمني يف جنوب تايلندا وخطط احلكومة‬

‫التايلندية لتطبيق الإ�صالحات التي وعدت بها‬ ‫�سابق ًا‪.‬‬ ‫كما ناق�ش الطرفان �إمكانية عقد ور�شة عمل‬ ‫ت�ضم خرباء و�أكادمييني تايلنديني ودوليني وكذلك‬ ‫ممثلني عن املنظمة و�صناع �سيا�سة وقادة حمليني‬ ‫وقادة �أديان ومنا�صرين حلقوق الإن�سان ومنظمات‬ ‫جمتمع مدين‪ .‬ويكون الهدف من ور�شة العمل هو‬ ‫احل�صول على �صورة دقيقة عما يجري على الأر�ض‬

‫يف جنوب تايلندا والو�صول �إىل «ا�سرتاتيجية‬ ‫م�شرتكة» حلل الأزمة املمتدة يف اجلنوب من‬ ‫خالل متكني ال�سكان من احل�صول على دور يف‬ ‫�إدارة �ش�ؤونهم حتكم �أكرث على مواردهم الطبيعية‬ ‫والتمكن من الدفاع عن مميزاتهم الثقافية‬ ‫والدينية‪ ،‬مما �سيخلق بيئة �أمن و�سالم م�ستدامة‬ ‫يف املنطقة‪.‬‬

‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي تبحث �أو�ضاع الأقلية امل�سلمة يف فيتنام‬ ‫بني منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي وفيتنام ب�شكل عام‪ ،‬والق�ضايا التي تهم امل�سلمني‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫التقى‪ ،‬يوم ‪ 6‬مار�س ‪ ،2011‬الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون ال�سيا�سية‪ ،‬املوجودين يف فيتنام ب�شكل خا�ص‪ ،‬حيث تبلغ ن�سبة امل�سلمني الفيتناميني ‪2.5‬‬ ‫مبنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬ال�سفري عبد اهلل عامل‪ ،‬برئي�س �شعبة التعاون يف املئة من جمموع ال�سكان البالغ ‪ 82‬مليون ن�سمة‪.‬‬ ‫واتفق اجلانبان على تبادل املعلومات والزيارات من �أجل العمل على‬ ‫الدويل من اللجنة احلكومية للأديان يف فيتنام‪.‬‬ ‫وبحث الوفد الفيتنامي مع ال�سفري عامل �سبل تعزيز العالقات الثنائية حت�سني �أو�ضاع الأقلية امل�سلمة يف فيتنام‪.‬‬ ‫‪32‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬


‫حكومة الفلبني تقبل �إجراء ا�ستفتاء بجنوب البالد لتحديد م�ساحة احلكم الذاتي‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫اختتمت الدورة الرابعة لالجتماع الثالثي بني كل من منظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬وحكومة جمهورية الفلبني‪ ،‬واجلبهة الوطنية لتحرير مورو‪،‬‬ ‫اجتماعاتها يف ‪ 23‬فرباير ‪ ،2011‬والتي ُعقدت يف مقر الأمانة العامة ملنظمة‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي وحتت رعاية الأمني العام للمنظمة‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل‬ ‫الدين �إح�سان �أوغلى ب�إ�صدار بيان م�شرتك حول الق�ضايا الرئي�سية التي متت‬ ‫مناق�شتها‪.‬‬ ‫وتر�أ�س وفد حكومة الفلبني‪� ،‬سكرتري الدولة وم�ست�شارة رئي�س الفلبني‬ ‫اخلا�صة بال�سالم يف جنوب الفلبني ال�سيدة تريي�سيتا كيو‪ .‬ديليز ‪Teresita‬‬ ‫‪ . Q. Deles‬كما تر�أ�س وفد جبهة حترير مورو الوطنية الربوفي�سور نور‬ ‫مي�سواري‪ .‬وقد تر�أ�س االجتماع ال�سفري ريزالن جيني‪Rezlan Genie ،‬‬ ‫رئي�س وفد �إندوني�سيا ورئي�س جلنة منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي لل�سالم يف جنوب‬ ‫الفلبني‪ .‬و�شارك يف االجتماع ال�سفري �سيد قا�سم امل�صري ممثل الأمني العام‪،‬‬ ‫اخلا�ص لل�سالم يف جنوب الفلبني‪.‬‬ ‫وقال الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬يف حديثه االفتتاحي �إنه لكي‬ ‫ي�صبح ال�سالم واقع ًا ملمو�س ًا يف املجتمعات املحلية يف جنوب الفلبني يجب �أن‬ ‫تتبعه التنمية االقت�صادية وتطوير الهياكل الأ�سا�سية عن طريق �إعادة الإعمار‬ ‫ورد املظامل وتوطني امل�شردين والتوزيع العادل للموارد‪ .‬و�شدد على �أن �إجناز‬ ‫االتفاق يجب �أن تتبعه عملية �إمنائية �شاملة حتى يكون �أمام املجتمع املحلي يف‬ ‫جنوب الفلبني دليل ملمو�س على التغيري الإيجابي الذي يحدثه ما حتقق من‬ ‫�سالم‪ ،‬وهو ما �سيعزز ‪ ‬ال�سالم نف�سه‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إح�سان �أوغلى �إىل �أن اتفاق ال�سالم يف جنوب الفلبني قد فتح �آفاق ًا‬ ‫جديدة مليئة بالأمل والتطلعات الكبرية‪ .‬و�أ�ضاف �أن املنظمة‪ ،‬التي رعت هذا‬ ‫االتفاق وعقدت عدد ًا من االجتماعات يف جدة وا�سطنبول ومانيال‪ ،‬بذلت‬ ‫جهود ًا جبارة لك�سر اجلمود ب�ش�أن التنفيذ الكامل التفاق ال�سالم‪ ،‬م�ؤكدة‬ ‫�أنها �ستبذل ما يف و�سعها لتقريب وجهات نظر الطرفني‪ .‬وحث الأمني العام‬ ‫الطرفني على �إيجاد �سبل للتغلب على ال�صعوبات واملعوقات التي تعرت�ض‬

‫�سبيل التنفيذ الكامل التفاق ال�سالم‪.‬‬ ‫ودعا �إح�سان �أوغلى الطرفني �إىل التو�صل �إىل �أر�ضية م�شرتكة والدخول يف‬ ‫مناق�شات عميقة و�شفافة و�صادقة حول م�س�ألة تعيني الإقليم امل�ستقل املفرت�ض‬ ‫حتديده عن طريق ا�ستفتاء �شفاف ونزيه‪ ،‬ف�ض ًال عن الرتتيبات االنتقالية‪ ،‬مبا‬ ‫يف ذلك ت�شكيل احلكومة االنتقالية واالتفاق ب�ش�أن ‪ ‬تقا�سم املوارد الطبيعية‬ ‫والرثوة املعدنية‪.‬‬ ‫ويف نهاية املداوالت‪ ،‬مت �إ�صدار بيان م�شرتك حول الق�ضايا الرئي�سية التي‬ ‫متت مناق�شتها‪ ،‬وهي �إجراء اال�ستفتاء وتق�سيم الرثوات الطبيعية‪ ،‬واحلدود‬ ‫الإدارية ملنطقة احلكم الذاتي يف منطقة ميندناو بجنوب الفلبني‪ .‬ومت االتفاق‬ ‫على ت�شكيل جلنة عليا وا�سعة ال�صالحيات للبت يف مو�ضوع تقا�سم الرثوات‬ ‫و�إعادة تعريف ماهية املعادن اال�سرتاتيجية ون�سب توزيع عائداتها بني‬ ‫احلكومة املركزية وحكومة الإقليم‪ ،‬وجرى حتديد مواعيد لها بانتهاء عملها‬ ‫بحيث تقدم تقريرها قبل انعقاد الدورة الثامنة والثالثني للم�ؤمتر الوزاري‬ ‫الذي �سينعقد يف �أ�ستانا جمهورية كازاخ�ستان يف نهاية �شهر يونيو ‪.2011‬‬ ‫ون�ص البيان امل�شرتك على �أن تقوم اللجنة باالنتهاء من عملها قبل ‪30‬‬ ‫مايو ‪ .2011‬ووافقت حكومة الفلبني‪ ،‬من حيث املبد�أ على �إجراء ا�ستفتاء‬ ‫ال�ستطالع �آراء ال�سكان حول رغبتهم �أو عدمها باالن�ضمام �إىل منطقة احلكم‬ ‫الذاتي‪ ،‬وذلك لتحديد م�ساحة وحدود �إقليم احلكم الذاتي‪.‬‬ ‫وبالن�سبة لباقي املو�ضوعات التي �سبق االتفاق والتو�صل �إىل حلول لها‬ ‫بوا�سطة اللجان الفنية‪ ،‬فقد اتفق على امل�ضي فـي القيام بتعديـل القانـون‬ ‫اجلمهوري اخلا�ص باحلكم الذاتـي لكي يت�ضمن ما مت التو�صل به �إىل اتفاقات‬ ‫بني اجلانبني‪.‬‬ ‫و�أ�شاد البيان اخلتامي باجلهود املبذولة من قبل الأمني العام يف التو�صل‬ ‫�إىل حتقيق الأمن وال�سالم واال�ستقرار يف جنوب الفلبني‪ ،‬و�شكر البيان كذلك‬ ‫اجلانبني على ما بذاله من جهد و�صرب وتب�صر للتو�صل �إىل هذا االتفاق‪،‬‬ ‫وحثهم على تكثيف اجلهود لإنهاء امل�سائل العالقة كافة‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫ق�ضايا �إن�سانية‬

‫ور�شة عمل ت�ؤكد املواءمة بني ال�شريعة الإ�سالمية والقانون الدويل للعمل الإن�ساين‬

‫ال�سفري عطاء املنان بخيت يف افتتاح ور�شة العمل‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫بالتن�سيق مع اللجنة الدولية لل�صليب الأحمر وعدد من �شركائها يف‬ ‫العمل الإن�ساين‪ ،‬اختتمت منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف التا�سع ع�شر من يناير‬ ‫‪ ،2011‬ندوة ا�ستغرقت ثالثة �أيام يف مقر الأمانة العامة باملنظمة يف جدة‬ ‫حول قانون العمل الإن�ساين الدويل وكيفية مقاربته من ال�شريعة الإ�سالمية‪.‬‬ ‫وا�ستعر�ضت الندوة مو�ضوع القانون الدويل و�أ�صوله وتطويره عرب التاريخ‬ ‫وت�أثريه االيجابي يف حقوق الإن�سان‪ ،‬وبخا�صة يف �أوقات احلروب والأزمات‪.‬‬ ‫وا�ستعر�ض الدكتور حممد زاملي‪ ،‬كبري امل�ست�شارين ل�ش�ؤون العامل‬ ‫الإ�سالمي يف اللجنة الدولية لل�صليب الأحمر واملتحدث الرئي�سي‪ ،‬دور اللجنة‬ ‫يف ن�شر القانون الدويل للعمل الإن�ساين‪.‬‬ ‫�أما اجلزء الثاين للندوة فقد خ�ص�ص لبحث درا�سة مقارنة بني ال�شريعة‬ ‫الإ�سالمية وقانون العمل الإن�ساين الدويل باعتبار �أن الإ�سالم قد �أر�سى قواعد‬ ‫القانون الدويل للعمل الإن�ساين منذ قرون طويلة‪ ،‬وذلك قبل دخول القرن‬ ‫التا�سع ع�شر‪ ،‬وهو قرن العلم واملعرفة يف �أوروبا‪.‬‬ ‫وقدم الأمني العام امل�ساعد ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي لل�ش�ؤون الإن�سانية‪،‬‬ ‫ال�سفري عطا املنان بخيت‪ ،‬من جانبه‪ ،‬عر�ض ًا عن �أن�شطة �إدارة ال�ش�ؤون‬ ‫الإن�سانية باملنظمة تناول فيه دور املنظمة يف هذا املجال‪ .‬وتبادل امل�شاركون‬ ‫يف اجلل�سة اخلتامية وجهات النظر حول العمليات الإن�سانية يف حاالت بعينها‪،‬‬ ‫مثل �أفغان�ستان وباك�ستان وال�صومال والعراق وفل�سطني واليمن‪� ،‬إىل جانب‬ ‫مناق�شة الق�ضايا الأخرى ذات االهتمامات امل�شرتكة‪ ،‬وم�ستقبل التعاون بني‬ ‫�إدارة ال�ش�ؤون الإن�سانية يف املنظمة واللجنة الدولية لل�صليب الأحمر‪.‬‬ ‫ويف ختام الندوة‪ ،‬ا�ستقبل الأمني العام للمنظمة‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬وفد اللجنة الدولية لل�صليب الأحمر‪ ،‬والذي تكون من الدكتور‬ ‫زاملي واملدير الإقليمي للجنة ومدير عملياتها‪ .‬وخالل اللقاء‪� ،‬أعرب الأمني‬ ‫العام عن تقديره للوفد على ح�ضوره �أعمال الندوة‪ ،‬والتي �ستكون تو�صياتها‬ ‫نتائج عملية لت�أ�صيل التعاون بني املنظمتني يف جمال العمل الإن�ساين‪ .‬كما‬ ‫�شكر الأمني العام �أي�ض ًا مكتب الأمم املتحدة لتن�سيق العمل الإن�ساين يف‬ ‫‪34‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫تنظيم امل�ؤمترات الإن�سانية الثالثة التي عقدتها منظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ويف جمال تطوير عالقات التعاون والتن�سيق بني املنظمات‬ ‫الإن�سانية الدولية‪� ،‬أكد الأمني العام �أن �إدارة ال�ش�ؤون الإن�سانية يف‬ ‫املنظمة قد ا�ستطاعت على الرغم من ق�صر جتربتها �أن ت�ؤ�س�س‬ ‫�صالت وثيقة مع منظمات العمل الإن�ساين الأخرى‪.‬‬ ‫ويف ختام الندوة‪ ،‬حتدث الدكتور زاملي لـ»جملة املنظمة»‪،‬‬ ‫مو�ضح ًا �أن الندوة التي جاءت يف �إطار التعاون والتن�سيق والت�شاور‬ ‫بني اللجنة الدولية لل�صليب الأحمر‪ ،‬ومقرها يف مدينة جنيف‬ ‫وبني منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي قد بنت اقرتاحات عملية لتطوير‬ ‫التعاون بني املنظمتني‪.‬‬ ‫واتفق اجلانبان على عقد اجتماعات �سنوية بينهما بالتناوب‬ ‫مرة يف جنيف ومرة يف جدة‪ ،‬و�أي�ض ًا على عقد ندوات م�شرتكة‬ ‫تتناول �إحدى املجموعات الإقليمية الإفريقية والآ�سيوية والعربية‬ ‫يف املنظمة ملناق�شة الأو�ضاع الإن�سانية يف هذه املناطق‪ .‬و�ستكون هذه الندوات‬ ‫علمية وعملية تركز على قانون العمل الإن�ساين الدويل‪ ،‬العمل الإن�ساين‪،‬‬ ‫واخليارات املطروحة �أمام الأن�شطة الإن�سانية‪� ،‬إىل جانب تبادل اخلربات‪،‬‬ ‫وبناء القرارات اخلا�صة‪� ،‬إذ ميكن لإدارة ال�ش�ؤون الإن�سانية يف منظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي اال�ستفادة من اخلربة الرتاكمية للجنة الدولية لل�صليب الأحمر‬ ‫التي بلغت ‪ 150‬عام ًا‪.‬‬ ‫ويف ما يتعلق باملفاهيم اخلاطئة يف الغرب عن ال�شريعة الإ�سالمية ومدى‬ ‫مواءمتها مع القانون الدويل‪� ،‬أكد الدكتور زاملي �أنه ال يوجد تناق�ض بني‬ ‫ال�ش�أنني‪ ،‬فم�صالح الإن�سان والقيم الإن�سانية هي �أ�سا�س ال�شريعة‪ .‬و�أ�ضاف‬ ‫�أنه يف حالة الكوارث الطبيعية �أو تلك التي من �صنع الإن�سان مثل احلروب‬ ‫وال�صراعات الطائفية وغريها ف�إن ال�شريعة الإ�سالمية قد و�ضعت الأ�س�س‬ ‫والإجراءات لل�سلوك واملعامالت التي يجب اتباعها‪ ،‬والقانون الدويل يتفق‬ ‫معها يف هذا‪.‬‬ ‫املو�ضوع الثاين الذي �أثارته و�سائل الإعالم الغربية هو ا�ستجابة العامل‬ ‫الإ�سالمي البطيئة وغري الكافية للكوارث حتى تلك التي حتل به‪ .‬ويف هذا‬ ‫ال�صدد‪ ،‬قال الدكتور زاملي �إن ال�سبب يف ذلك قد يعود �إىل طبيعة املجتمعات‬ ‫يف العامل الإ�سالمي نف�سه التي قد ال ت�سمح بالتحرك املنظم و املدرو�س يف‬ ‫حالة وقوع الكوارث‪ ،‬و�أ�ضاف �إن جمتمعاتنا تعاين العديد من امل�شاكل‪ ،‬كما �أن‬ ‫دولنا نف�سها حديثة �إذا ما قورنت بالدول الأخرى يف العامل‪.‬‬ ‫و�شدد الدكتور زاملي على �ضرورة تطوير وتن�سيق العمل الإن�ساين يف‬ ‫الدول الإ�سالمية‪ ،‬فغريزة العمل الإن�ساين وحب اخلري بح�سب تعبريه مت�أ�صلة‬ ‫يف جمتمعاتنا‪ ،‬ومتثل جزء ًا من تقاليدنا وعاداتنا املوروثة‪ ،‬غري �أنها حتتاج‬ ‫�إىل التطوير والعناية والتن�سيق وو�ضع الت�شريعات الالزمة فقط‪.‬‬ ‫واختتم يقول‪� :‬إن العمل الإن�ساين ب�أكمله يحتاج �إىل ثقافة �شاملة‬ ‫وم�ؤ�س�سات ت�شريعية وتنفيذ عملي‪ ،‬ففي بع�ض الأحيان‪ ،‬تكون لدينا الت�شريعات‬ ‫الالزمة‪ ،‬غري �أننا قد نفتقر �إىل �آلية التنفيذ‪.‬‬


‫تد�شني وحدات �سكنية ل�ضحايا الفي�ضانات يف باك�ستان‬

‫�إح�سان �أوغلى ورئي�س الوزراء الباك�ستاين جيالين يعينان �أبرار احلق‬ ‫�سفري ًا للمهمات الإن�سانية ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬

‫�إ�سالم �أباد ـ باك�ستان قامت منظمة‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي بتنظيم حفل خا�ص يف �إ�سالم‬ ‫�أباد ح�ضره رئي�س وزراء باك�ستان‪ ،‬يو�سف ر�ضا‬ ‫جيالين‪ ،‬والأمني العام للمنظمة‪ ،‬الربوفي�سور‬ ‫�أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬لتد�شني م�شروع بناء‬ ‫‪ 100‬وحدة �سكنية يف قرية د‪ .‬ج‪ .‬خان ب�إقليم‬

‫البنجاب تُـ َعـد املرحلة الأوىل من م�شروع بناء‬ ‫‪ 600‬وحدة �سكنية يف �ستة �أقاليم يف البالد‬ ‫بتمويل من منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ .‬وكان احلفل‬ ‫على هام�ش الدورة الرابعة ع�شرة للجمعية العامة‬ ‫للجنة الدائمة للتعاون العلمي والتكنولوجي ملنظمة‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي (كوم�ستيك)‪ ،‬التي انعقدت يف‬ ‫الفرتة من ‪� 11‬إىل ‪ 13‬يناير ‪ 2011‬يف �إ�سالم‬ ‫�أباد‪ .‬وقد ر�صد املال املخ�ص�ص لبناء هذه‬ ‫الوحدات ال�سكنية من تربعات العاملني بالأمانة‬ ‫العامة ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي وامل�ؤ�س�سات‬ ‫التابعة لها‪� ،‬إ�ضافة �إىل مبالغ مالية تربعت بها كل‬ ‫من الكامريون وغويانا‪ .‬وي�أتي هذا امل�شروع لدعم‬ ‫جهود الأمني العام حل�شد امل�ساعدة من الدول‬ ‫الأع�ضاء وم�ؤ�س�سات املجتمع املدين لدعم �شعب‬ ‫باك�ستان املت�ضرر من الفي�ضانات املدمرة التي‬

‫اجتاحت البالد‪ .‬وقد بلغت امل�ساعدات والتعهدات‬ ‫التي ُخ�ص�صت لهذا الغر�ض مبلغ قدره مليار دوالر‬ ‫�أمريكي‪ ،‬منها ‪ 680‬مليون دوالر من بع�ض الدول‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة‪.‬‬ ‫وخالل هذا احلدث‪ ،‬قام الأمني العام‬ ‫للمنظمة بتكرمي الفنان ال�شهري الباك�ستاين‬ ‫ال�سيد �أبرار احلق‪ ،‬وذلك بتعيينه �أول �سفري �شريف‬ ‫ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف ال�ش�ؤون الإن�سانية‪.‬‬ ‫وجاء هذا التعيني تقدير ًا جلهوده اخلريية‬ ‫والإن�سانية واالجتماعية لدعم املحتاجني يف بلده‬ ‫ويف عدد من الدول الأخرى‪ ،‬حيث �إن من �ش�أن‬ ‫هذا اللقب اجلديد �أن مي ّكـنه من تعزيز الدور‬ ‫الريادي الإن�ساين ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪� ،‬سواء‬ ‫يف باك�ستان �أو يف غريها من الدول الأع�ضاء يف‬ ‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪.‬‬

‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي توقع اتفاقية مع منظمة بريطانية لتنفيذ برامج �إن�سانية وتنموية‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫وقعت منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف مقر الأمانة‬ ‫العامة يف جدة‪ ،‬يوم ‪ 21‬فرباير ‪ ،2011‬مذكرة‬ ‫تفاهم مع منظمة العون الإ�سالمي الربيطانية‪،‬‬ ‫بهدف تعزيز التعاون يف جمال امل�ساعدة الإن�سانية‬ ‫والتنمية امل�ستدامة‪ .‬وت�سعى االتفاقية التي وقعها‬ ‫عن «امل�ؤمتر الإ�سالمي» الأمني العام للمنظمة‬ ‫الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬وعن‬ ‫منظمة العون الإ�سالمي الربيطانية‪ ،‬الرئي�س‬ ‫ال�سيد �إقبال �ساكراين‪� ،‬إىل حتقيق الهدف‬ ‫امل�شرتك املتمثل يف التخفيف من معاناة �شعوب‬ ‫الأمة الإ�سالمية يف الكوارث الطبيعية واحلاالت‬ ‫الطارئة‪.‬‬ ‫واتفق الطرفان على تنفيذ برامج تنمية‬

‫�إح�سان �أوغلى و�سكارين يت�صافحان بعد توقيع مذكرة التفاهم‬

‫م�ستدامة طويلة الأجل بهدف ت�سريع النمو‬ ‫االقت�صادي والتقدم االجتماعي انطالق ًا من‬ ‫مبد�أ ال�شراكة وامل�ساواة بني النا�س‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫تبادل املعلومات اخلا�صة بالق�ضايا امل�شرتكة من‬ ‫حيث التطورات والتقدم يف الأن�شطة والربامج‬

‫املنفذة‪ ،‬وا�ستفادة كل طرف من اخلربات املتاحة‬ ‫يف جماالت الإغاثة وامل�ساعدات الإن�سانية ذات‬ ‫العالقة‪ .‬وتعهد الطرفان بالتعاون يف تقدمي‬ ‫امل�ساعدة الإن�سانية واخلدمات اال�ست�شارية للحد‬ ‫من �أ�ضرار الكوارث واال�ستجابة للطلبات الواردة‬ ‫من الدول الأع�ضاء يف منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪،‬‬ ‫وذلك بعد الدرا�سة يف �إطار الإمكانات املتاحة‬ ‫والربامج املعتمدة‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى‪� ،‬أو�ضح �إح�سان �أوغلى �أن‬ ‫منظمة العون الإ�سالمي الربيطانية �ستبد�أ تعاونها‬ ‫مع �إدارة ال�ش�ؤون الإن�سانية يف «امل�ؤمتر الإ�سالمي»‬ ‫يف تنفيذ برنامج املنظمة الإن�ساين مل�ساعدة ال�شعب‬ ‫ال�صومايل‪.‬‬

‫بدء التح�ضريات لعقد م�ؤمتر م�ؤ�س�سي بنك دارفور للتنمية‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪ :‬قررت جلنة متابعة ت�أ�سي�س بنك‬ ‫دارفور للتنمية‪ ،‬اعتماد درا�سة اجلدوى املقدمة من قبل بنك قطر الوطني‬ ‫حول ت�أ�سي�س بنك دارفور‪.‬‬ ‫وكان اجتماع اللجنة قد الت�أم يوم ‪ 26‬مار�س ‪ ،2011‬يف مقر الأمانة‬ ‫العامة ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف جدة‪ ،‬من �أجل ا�ستعرا�ض ثالثة عرو�ض‬ ‫�أولية لدرا�سة اجلدوى من بيوت خربة متخ�ص�صة يف هذا ال�ش�أن‪ ،‬وقررت‬ ‫اللجنة خماطبة حكومة دولة قطر للقيام باعتماد العر�ض املقدم من قبل بنك‬ ‫قطر الوطني‪ ،‬وتوقيع االتفاق معه بغية ا�ستكمال الدرا�سة‪.‬‬ ‫يف غ�ضون ذلك‪ ،‬طلبت اللجنة من جمهورية ال�سودان ومنظمة امل�ؤمتر‬

‫الإ�سالمي البدء يف التح�ضريات الالزمة لعقد م�ؤمتر مل�ؤ�س�سي بنك دارفور‬ ‫للتنمية يف العا�صمة ال�سودانية‪ ،‬اخلرطوم بغية الإعالن ر�سمي ًا عن �إن�شائه‪،‬‬ ‫و�أ�سماء امل�ساهمني فيه‪ ،‬ومن املرتقب �أن يبد�أ فيه البنك عمله يف نهاية‬ ‫الن�صف الأول من عام ‪.2011‬‬ ‫ُيذ َكر �أن بنك دارفور للتنمية قد جاء مببادرة من قبل ال�شيخ حمد بن‬ ‫خليفة �آل ثاين‪� ،‬أمري دولة قطر‪ ،‬خالل انعقاد م�ؤمتر املانحني الدويل لتنمية‬ ‫و�إعمار دارفور‪ ،‬والذي عقدته منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف القاهرة يف مار�س‬ ‫‪ .2010‬وكانت دولة قطر قد تقدمت مببلغ مائتي مليون دوالر كم�ساهمة يف‬ ‫ر�أ�س مال البنك الذي من املفرت�ض �أن ي�صل �إىل ملياري دوالر‪.‬‬ ‫‪35‬‬


‫�إعالم‬

‫الأمني العام ي�ؤكد احلاجة �إىل وجود و�سائل �إعالم �إ�سالمية قوية‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫�أكد الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪� ،‬ضرورة وجود و�سائل �إعالمية قوية ملواجهة حملة الت�شويه التي‬ ‫ت�ستهدف الإ�سالم وامل�سلمني‪.‬‬ ‫وخاطب الأمني العام اجلمعية العامة لالحتاد الإذاعات الإ�سالمية‪،‬‬ ‫وهي هيئة متخ�ص�صة تابعة ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي ‪ ،‬خالل اجتماعها‬ ‫يوم ‪ 22‬دي�سمرب ‪ ،2010‬يف مقر منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف جدة قائ ًال‪:‬‬ ‫�إن “امل�ؤ�س�سات الإعالمية الإ�سالمية ال تواكب التطورات التي يعرفها هذا‬ ‫املجال”‪ .‬و�أكد �أن القمة اال�ستثنائية ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي املنعقدة مبكة‬ ‫املكرمة عام ‪ 2005‬بنا ًء على مبادرة من خادم احلرمني ال�شريفني امللك‬ ‫عبد اهلل قد دعت �إىل تعزيز و�سائل الإعالم الإ�سالمية مثل احتاد الإذاعات‬ ‫الإ�سالمية “�إيبو” وكالة الأنباء الإ�سالمية الدولية (�إينا)‪.‬‬ ‫و�أكد وزير الثقافة والإعالم ال�سعودي عبد العزيز خوجة‪ ،‬الذي تر�أ�س‬ ‫االجتماع‪� ،‬ضرورة تطوير احتاد الإذاعات الإ�سالمية من �أجل حتقيق �آمال‬ ‫الأمة وتطلعاتها‪.‬‬

‫ودعا الوزير ال�سعودي �إىل املزيد من التعاون بني دول منظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي يف �إنتاج برامج �إذاعية وتلفزيونية ت�سلط ال�ضوء على التطورات‬ ‫التي حتدث يف بلداننا بطريقة مهنية‪.‬‬ ‫وحتدث خوجة عن مبادرة امللك عبد اهلل حول حوار الأديان احلوار التي‬ ‫حظيت بدعم العديد من زعماء العامل‪ ،‬وذكر �أنه ومن واجب احتاد الإذاعات‬ ‫الإ�سالمية ت�سليط ال�ضوء على مثل هذه املبادرة الهامة حتى يتبني العامل �أن‬ ‫الأمة الإ�سالمية تعمل من �أجل ال�سالم واال�ستقرار العامليني‪.‬‬ ‫ووافق االجتماع على تعيني املاليزي زين العابدين �إبراهيم مدير ًا عاماً‬ ‫لالحتاد‪ .‬واعتمد تقارير ال�سنتني ‪ 2009‬و ‪ 2010‬وجدد الثقة يف املجل�س‬ ‫التنفيذي لالحتاد‪.‬‬ ‫وكان الأمني العام للمنظمة قد التقى يف وقت �سابق يف مكتبه يف جدة‬ ‫املدير العام اجلديد الحتاد الإذاعات الإ�سالمية‪ ،‬زين العابدين �إبراهيم‪،‬‬ ‫الذي توىل من�صبه يف فرباير ‪ ، 2010‬و�شدد على �ضرورة تطوير �أداء احتاد‬ ‫الإذاعات الإ�سالمية وحتديثه يف �أقرب وقت ممكن حتى يحقق الأهداف التي‬ ‫�أُن�شئ من �أجلها‪.‬‬

‫الإعالم االجتماعي يربط ال�شباب وال�سيا�سيني يف العامل العربي‬

‫بقلـم هاين نعيم‬ ‫بريوت ـ لبنان‪ّ :‬‬ ‫نظم نادي �أونالين كوالبوراتيف يف اجلامعة الأمريكية‬ ‫يف بريوت يف �شهر دي�سمرب ‪ ،2010‬منتدى حتت عنوان «التدوين اللبناين»‬ ‫�شارك فيه �أكرث من ‪� 150‬شخ�ص ًا‪ ،‬من مد ّونني لبنانيني وعرب‪ ،‬ونا�شطني‬ ‫�إلكرتونيني و�صحافيني وطالب و�أ�ساتذة جامعيني‪ ،‬وغريهم من املهتمني‬ ‫ب�أدوات الإعالم االجتماعي‪ .‬فربهن املنتدى على �أهمية الإعالم االجتماعي‬ ‫يف العامل العربي اليوم و�ضرورته لإحداث التغري الإيجابي‪.‬‬ ‫وقد بد�أ العديد من الدبلوما�سيني وال�سيا�سيني يف العامل العربي‬ ‫با�ستخدام �أدوات الإعالم االجتماعي من �أجل حت�سني عالقاتهم مع �شعوبهم‪.‬‬ ‫ومن الأمثلة على ه�ؤالء حاكم دبي حممد بن را�شد �آل مكتوم‪ ،‬وملكة الأردن‬ ‫رانيا العبد اهلل‪� ،‬إ�ضافة �إىل زوجة �أمري قطر موزة بنت نا�صر امل�سند‪ ،‬الذين‬ ‫ميلكون ح�سابات �شخ�صية على �شبكة الفي�سبوك والتويرت‪ ،‬الأمر الذي ي�ؤكد‬ ‫مدى تطور الإعالم االجتماعي‪ .‬وال يف ّوت الدبلوما�سيون وال�سيا�سيون اليوم‬ ‫فر�صة ا�ستخدام هذه الأدوات لإجراء حوارات ونقا�شات مبا�شرة حول ق�ضايا‬ ‫وم�شاكل املجتمع‪� ،‬إال �أن بع�ض الأ�شخا�ص يواجهون �صعوبات يف ذلك‪.‬‬ ‫و�أ ّكدت �سفرية بريطانيا يف بريوت‪ ،‬فرن�سي�س غاي‪ ،‬يف مداخلتها خالل‬ ‫املنتدى على �صعوبات التدوين التي يواجهها الدبلوما�سيون‪ .‬وكانت ال�سفرية‬ ‫قد واجهت يف ال�سابق �إحدى هذه ال�صعوبات حني د ّونت عن رحيل املرجع‬ ‫الديني ال�سيد ح�سني ف�ضل اهلل‪ ،‬م�شيدة به‪ ،‬وعادت واعتذرت يف تدوين �آخر‬ ‫عن “الإ�شادة” �إن كانت قد �أ�ساءت لأي �أحد‪ ،‬وخ�صو�ص ًا بعد �أن �أثارت مدونتها‬ ‫جد ًال وا�سع ًا‪ .‬وقد يكون �سبب ظهور الإعالم االجتماعي وا�ستخدامه من قبل‬ ‫ال�سيا�سيني هو حقيقة �أن الإعالم الر�سمي يف العامل العربي فقد م�صداقيته‪،‬‬ ‫لأن الأحزاب ال�سيا�سية هي التي تدير ال�صناعة الإعالمية يف العادة‪ .‬ففي‬ ‫هذه الو�سائل الإعالمية‪ ،‬يتم تقدمي اخلرب وتف�سريه ب�أ�سلوب يخدم م�صالح‬ ‫احلزب‪ ،‬وبخا�صة يف لبنان‪.‬‬ ‫‪36‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫ولعل هذا هو ال�سبب الذي �أدى بال�شباب �إىل ا�ستخدام الإنرتنت والأدوات‬ ‫الإلكرتونية كم�صدر �أ�سا�سي للأخبار واملعلومات‪ .‬وبذلك‪ ،‬بد�أ ال�سيا�سيون‬ ‫ي�ستخدمون هذه الو�سائل للتوا�صل مع ال�شباب وبناء عالقة مبا�شرة معهم‪.‬‬ ‫وهكذا �أخذ الإعالم االجتماعي ب�إعادة ت�شكيل الأ�سلوب الذي يتعامل فيه‬ ‫ال�سيا�سيون مع �شعوبهم‪.‬‬ ‫و�أ�صبح التدوين نوع ًا من لقاء بني امل�س�ؤولني وال�شعب‪ ،‬و�أ�صبح �أي�ض ًا مكاناً‬ ‫للإبداع‪ .‬وي�شكل م�سل�سل “ال�شنكبوت” دلي ًال على ذلك‪ .‬فهو م�سل�سل درامي‬ ‫عربي ُيـ َبـث ب�شكل �أ�سا�سي على الإنرتنت ويعالج م�سائل اجتماعية يف ال�شرق‬ ‫الأو�سط‪ ،‬وير ّكز ب�شكل �أ�سا�سي على مدينة بريوت والأوجه التي ال تتطرق �إليها‬ ‫الدراما التقليدية‪.‬و ُي َعد هذا امل�سل�سل هو الأول من نوعه يف العامل العربي‪.‬‬ ‫ويغو�ص امل�سل�سل يف قاع املدينة‪ ،‬وي�س ّلط ال�ضوء على ق�ضايا ال تتناولها‬ ‫عادة الدراما اللبنانية التي نادر ًا ما تظهر فيها الفئات امله ّم�شة والفقرية‪.‬‬ ‫ويذهب “ال�شنكبوت” بعيد ًا �إىل ال�شباب يف ال�شارع ليتناول حياتهم وما يعانونه‬ ‫من م�شاكل يومية‪ ،‬مثل املخدرات والعنف املنـزيل والبطالة‪ .‬ويُظهِ ر امل�سل�سل‬ ‫احلياة اليومية يف بريوت وكذلك مغامرات ال�شاب �سليمان‪ ،‬ال�شخ�صية‬ ‫الرئي�سية الذي يطوف يف �أنحاء املدينة على دراجته النارية‪.‬‬ ‫�أما �أبرز ما ميكن ا�ستخال�صه من هذا املنتدى‪ ،‬فهو �أنه مل يعد �أحد‬ ‫مبن�أى عن �أدوات الإعالم االجتماعي‪ ،‬التي ُت�ستخدَ م يف جميع االجتاهات‪،‬‬ ‫�إذ ي�ستخدمها النا�شطون يف لبنان والبالد العربية يف حمالتهم االحتجاجية‬ ‫وملنا�صرة ق�ضاياهم‪ .‬وي�ستخدمها امل�س�ؤولون احلكوميون للتوا�صل مع �شعوبهم‬ ‫واحل�صول على �آرائهم‪ .‬وي�ستخدمها نا�شطو الإعالم الإلكرتوين للدفاع عن‬ ‫املد ِّونني وال�صحافيني والنا�شطني الذين مت اعتقالهم ب�سبب حرية الر�أي‪.‬‬ ‫_____________‬ ‫هاين نعيم‪� :‬صحايف ومد ّون ونا�شط مدين‪ُ .‬كتب هذا املقال خلدمة‬ ‫الأر�ضية امل�شرتكة الإخبارية‪ .‬مت احل�صول على حقوق ن�شر هذا املقال‪.‬‬


‫امل�ست�شار كالني يحث على احلوار ال�شامل بني العامل الإ�سالمي والغرب‬ ‫مها عقيل‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫�صرح الأ�ستاذ �إبراهيم كالني‪ ،‬م�ست�شار رئي�س الوزراء الرتكي‪ ،‬ب�أن منظمة‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي ت�ضطلع مبهمة ج�سيمة بو�صفها �أكرب منظمة حكومية دولية‬ ‫يف العامل الإ�سالمي‪ ،‬فهي تتحمل على عاتقها م�س�ؤولية كبرية يف خمت ِلف‬ ‫ال�سيا�سات الدولية التي جتري يف العامل الإ�سالمي �أو يف البلدان املرتبطة‬ ‫بها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وحتدث الربوفي�سور كالني خالل زيارة قام بها م�ؤخرا ملنظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي �إىل جملة املنظمة عن ر�ؤيته للعالقات بني الإ�سالم والغرب ودور‬ ‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪.‬‬ ‫و�شدد على �أن برنامج العمل الع�شري‪ ،‬الذي اع ُتمِ د من قبل الدول‬ ‫الأع�ضاء يف منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف عام ‪ ،2005‬كان اال�ستجابة التي‬ ‫جاءت يف الوقت املنا�سب ملواجهة التحديات التي يواجهها العامل الإ�سالمي‪،‬‬ ‫كما �أن �أهدافه واقعية �إىل حد كبري وقابلة للتنفيذ‪ ،‬ولكن ذلك يعتمد على مدى‬ ‫التزام الدول الأع�ضاء‪ ،‬لأن منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي والأمني العام وحدهما‬ ‫ال ي�ستطيعان القيام بذلك‪ ،‬بل يجب �أن يكون هناك جهد جماعي‪.‬‬ ‫و�أقر الربوفي�سور كالني بوجود خالفات وت�ضارب يف امل�صالح بني الدول‬ ‫الأع�ضاء يف منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي كما هو احلال يف جميع املنظمات‬ ‫الإقليمية والدولية‪ ،‬لكنه ن�صح الدول الأع�ضاء ب�ضرورة جتاوز تلك اخلالفات‬ ‫بحلول حتقق م�صلحة اجلميع‪« .‬فالظروف جتربنا على التفكري عاملي ًا‬ ‫والت�صرف حملي ًا يف الوقت نف�سه‪ ،‬فنحن يف ع�صر يطلق عليه البع�ض «ع�صر‬ ‫العوملة املحلية ‪ ،”glocal age‬فال ميكن لأي بلد يف العامل �أن يعي�ش يف عزلة‬ ‫عن بقية الدول‪ ،‬لذلك ال بد من ت�ضافر اجلهود”‪.‬‬ ‫ومن الق�ضايا التي ميكن تنفيذها باجلهود امل�شرتكة الطاقة‪ ،‬والبيئة‪،‬‬ ‫والأمن والعلم والتكنولوجيا والبنى التحتية‪ ،‬وحماربة الفقر‪� ،‬إذ ميكن و�ضع‬ ‫ا�سرتاتيجيات م�شرتكة يف كل هذه الق�ضايا‪ .‬وعند م�ساندة �أي دولة لغريها من‬ ‫الدول يف تلك املجاالت‪ ،‬فهي �إمنا ت�ساعد نف�سها يف حقيقة الأمر‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف كولني �أنه من املهم للحفاظ على خطوط االت�صال مفتوحة بني‬ ‫الدول الأع�ضاء والدول الأخرى‪.‬‬ ‫و ِب�ش�أن ق�ضية احلوار بني الإ�سالم والغرب‪ ،‬قال كالني‪ ،‬وهو �أحد العلماء‬ ‫واخلرباء املعروفني يف العامل‪� ،‬إن هناك �أ�شياء يف طور التحقق‪ ،‬فهناك توا�صل‬ ‫�أكرب وارتباطات �أوثق وانفتاح متبادل لإجراء حوار حقيقي و�صادق‪ .‬ومن‬ ‫ناحية �أخرى‪ ،‬هناك الكثري من اجلهل و�سوء الفهم والتحامل وانعدام الثقة‬

‫والعداوة يف بع�ض الأحيان يف كال اجلانبني‪ .‬و�أكد �أنه يعتقد �أن جميع الق�ضايا‬ ‫تتطلب ات�صا ًال دائم ًا وحوار ًا �صريح ًا و�صادق ًا وعلى جميع امل�ستويات»‪.‬‬ ‫�أما على امل�ستوى ال�سيا�سي‪ ،‬فيجب �أن ينعقد احلوار على �أعلى م�ستوى‪،‬‬ ‫و�أن ي�شارك فيه قادة الر�أي والعلماء والأكادمييون وال�صحافيون حتى ي�ستطيع‬ ‫عامة النا�س فهم ال�سياق اخلا�ص بعالقات الإ�سالم والغرب‪ ،‬لأنهم يف معظم‬ ‫الأوقات ال ميكنهم تف�سري الأحداث يف �سياقها‪ .‬كما �أن �إ�شراك الزعامات‬ ‫الدينية ُي َعد �أي�ض ًا �أمر ًا مهم ًا جد ًا‪.‬‬ ‫و�أكد الربوفي�سور كالني �أنه «يجب دعوة رجال الأعمال وال�شركات �إىل‬ ‫امل�شاركة يف احلوار‪ ،‬لأن التجارة والأعمال لهما دور مهم جد ًا يف القرن‬ ‫احلادي والع�شرين؛ فهما ي�ضمنان ت�أ�سي�س عالقات �أكرث ا�ستقرار ًا على املدى‬ ‫الطويل”‪ .‬و�أ�ضاف “�إن رجال الأعمال يتحملون م�س�ؤولية �أخالقية وي�ضطلعون‬ ‫بدور رائد‪ ،‬فامل�ستثمرون يف كال اجلانبني �سوف يقومون ب�أعمال جتارية‪ ،‬مما‬ ‫ي�ضفي الثقة وال�شعور بالأمان يف العالقات بينهما”‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وبني يف الأخري �أن على و�سائل الإعالم �أن ت�ؤدي دورا �أكرث �إيجابية‪ ،‬و�أن‬ ‫تراعي يف تقاريرها احل�سا�سيات املحلية‪ ،‬لأنها ميكن �أن ت�ؤثر يف الآراء على‬ ‫نحو ما‪ ،‬وهذا ما يربز خطورتها‪ .‬و�أو�ضح �أن من املمكن �أن يكون لديك يف‬ ‫بع�ض الأحيان نق�ص يف املعرفة‪ ،‬ولكن الأهم �أ ّال يكون لديك ح�سا�سية‪ .‬ويجب‬ ‫�أن تكون و�سائل الإعالم حرة‪ ،‬ولكن هذا ال يعني عدم احرتام احل�سا�سيات»‪.‬‬ ‫وبني �أنه يعتقد �أن و�سائل الإعالم يف العامل الإ�سالمي تعاين م�شاكل‬ ‫متعددة‪ ،‬مثل حرية ال�صحافة‪ ،‬و�أ�سا�سيات �إعداد التقارير‪ ،‬وانعدام البنية‬ ‫التحتية الالزمة لنقل الر�سالة‪ ،‬وبخا�صة عند املقارنة بال�شبكات العاملية‬ ‫الأخرى‪.‬‬ ‫ويف العامل الإ�سالمي‪ ،‬حت�صل و�سائل الإعالم على الأخبار من و�سائل‬ ‫الإعالم الغربية‪ ،‬وال تقف امل�شكلة عند هذا احلد‪ ،‬بل �إنها تتمثل يف تلقى‬ ‫تقارير عما يحدث مت�ضمنة وجهة نظر الغرب‪ ،‬وامل�صطلحات اخلا�صة به‪،‬‬ ‫وعبارات تلك الوكاالت‪ ،‬والواقع �أن علينا �أن ن�ضع الأمور يف �سياقها ووفق ًا‬ ‫لوجهة نظرنا اخلا�صة بنا‪.‬‬ ‫وهناك �أي�ض ًا �ضعف يف التن�سيق بني و�سائل الإعالم الإ�سالمية‪ ،‬مما‬ ‫ترتب عليه العديد من امل�شاكل‪ .‬ومن املمكن �إقامة خطوط مبا�شرة بني تلك‬ ‫الو�سائل بد ًال من االعتماد على و�سائل الإعالم الغربية‪.‬‬ ‫وهناك م�شكلة �أخرى يعانيها هذا الإعالم‪ ،‬وتتمثل يف عدم التدريب‬ ‫و�ضعف تكوين الكوادر وحمدودية التجهيز على الرغم من وجود الأ�شخا�ص‬ ‫امل�ؤهلني‪ ،‬وهناك �أمثلة قليلة من ال�شبكات الإعالمية الناجحة‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫�أديان‬

‫م�ؤمتر «الإخاء الإ�سالمي ـ امل�سيحي» خطوة �إيجابية نحو تر�سيخ ثقافة التعاي�ش امل�شرتك‬ ‫دم�شق ـ �سوريا‪:‬‬ ‫اعترب الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬م�ؤمتر «الإخاء الإ�سالمي ـ امل�سيحي» الذي انعقد يف العا�صمة‬ ‫ال�سورية دم�شق‪ ،‬يوم ‪ 15‬دي�سمرب ‪ ،2010‬خطوة �إيجابية نحو تر�سيخ ثقافة‬ ‫التعاي�ش امل�شرتك بني �أتباع الديانتني من �أجل خلق عامل ت�سوده قيم احلق‬ ‫والعدل والتعاون واالحرتام املتبادل‪.‬‬ ‫ولفت الأمني العام يف كلمة �ألقاها نيابة عنه‪ ،‬ال�سفري �سامل الهوين‪،‬‬ ‫املفو�ض العام وامل�شرف على �ش�ؤون الدعوة �إىل �أن منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫كانت قد تبنت بالفعل فكرة تقوم على حوار احل�ضارات‪ ،‬كر ّد ح�ضاري على‬ ‫مر ّوجي نبوءات �صراع احل�ضارات‪ .‬و�أ�شار يف الوقت نف�سه �إىل �إطالق املنظمة‬ ‫منذ �سبع �سنوات مبادرة تق�ضي مب�صاحلة تاريخية بني الإ�سالم وامل�سيحية‬ ‫توطئة خللق ج ٍو عاملي �أكرث �سلم ًا ورفاهية‪ ،‬منوه ًا ب�أن املنظمة حملت هذه‬ ‫الأفكار �إىل عدد من امل�س�ؤولني يف الغرب و�إىل املنابر الدولية‪ ،‬وما زالت ت�سعى‬

‫لنجاح جهودها يف هذا ال�صدد‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي �أهمية ت�ضافر جهود �أتباع‬ ‫الديانتني يف العامل للوقوف �صف ًا واحد ًا للت�صدي مع ًا حلاالت عدم الت�سامح‬ ‫والتمييز‪ ،‬والإ�ساءة �إىل الأديان والرموز الدينية‪ ،‬باعتماد برامج مدرو�سة‪،‬‬ ‫ومتفق عليها بني الطرفني تتناول البحث يف الق�ضايا التي تثري التع�صب‬ ‫والعن�صرية والتهمي�ش‪ ،‬والعنف‪ ،‬ومعاجلتها قبل �أن تت�سع وتتطور �إىل �أزمات‬ ‫دولية‪ .‬ومن جهة ثانية‪ ،‬دعا �إح�سان �أوغلى �إىل �ضرورة �إجراء مراجعة عامة‬ ‫للمناهج التعليمية لتكون عام ًال لتوطيد التعاي�ش والتفاهم بني الديانتني‬ ‫الإ�سالمية وامل�سيحية‪ ،‬وت�أكيد �أهمية تعزيز دور و�سائل الإعالم واالت�صاالت‬ ‫للقيام بالدور الإيجابي امل�أمول منها‪ ،‬ودعوة املنظمات احلكومية وغري‬ ‫احلكومية‪ ،‬وم�ؤ�س�سات املجتمع املدين لال�ضطالع بدورها يف �إر�ساء الت�سامح‪،‬‬ ‫ومنع الإ�ساءة �إىل الأديان‪ ،‬والعمل �سوي ًا على اعتماد وثيقة دولية ملزمة لهذا‬ ‫الغر�ض‪.‬‬

‫م�ستقبل النمو ال�سكاين للم�سلمني يف العامل التوقعات للفرتة ‪2030-2010‬‬

‫من املتوقع �أن يزيد عدد امل�سلمني يف العامل بنحو ‪ %35‬يف ال�سنوات‬ ‫الع�شرين املقبلة‪� ،‬إذ �سريتفع عددهم من ‪ 1.6‬مليار ن�سمة يف عام ‪2010‬‬ ‫�إىل ‪ 2.2‬مليار ن�سمة بحلول عام ‪ ،2030‬وفق ًا لتوقعات جديدة لل�سكان من‬ ‫ِقبل منتدى مركز بيو لأبحاث الدين واحلياة العامة‪ .‬ومن املتوقع زيادة عدد‬ ‫ال�سكان امل�سلمني‪ ،‬على ال�صعيد العاملي‪ ،‬مبعدل ال�ضعف تقريب ًا مقارنة بغري‬ ‫امل�سلمني على مدى العقدين القادمني ـ متو�سط معدل النمو ال�سنوي من‬ ‫‪ %1.5‬بالن�سبة للم�سلمني مقارنة مع ‪ %0.7‬لغري امل�سلمني‪ .‬و�إذا ا�ستمرت‬ ‫االجتاهات احلالية‪ ،‬ف�إن امل�سلمني �سي�شكلون ‪ %26.4‬من جمموع ال�سكان يف‬ ‫العامل واملتوقع �أن ي�صل �إىل ‪ 8.3‬مليار ن�سمة يف عام ‪ 2030‬مقارنة بن�سبة‬ ‫‪ %23.4‬من جمموع �سكان العامل املقدر يف عام ‪ 2010‬بـ ‪ 6.9‬مليار ن�سمة‪.‬‬ ‫ويف حني ُيتوقع �أن ينمو عدد امل�سلمني يف العامل مبعدل �أ�سرع من ال�سكان‬ ‫غري امل�سلمني‪ ،‬فمن املتوقع‪ ،‬مع ذلك‪� ،‬أن يكون هذا النمو مبعدل �أبط�أ مما‬ ‫كان عليه احلال يف العقدين ال�سابقني من عام ‪� 1990‬إىل عام ‪� ،2010‬إذ بلغ‬ ‫متو�سط معدل الزيادة ال�سنوية ‪ ،%2.2‬مقارنة باملعدل املتوقع للفرتة من عام‬ ‫‪� 2010‬إىل عام ‪ 2030‬وهو ‪.%1.5‬‬ ‫و�ست�ستمر غالبية امل�سلمني يف العامل (نحو ‪ )%60‬يف العي�ش يف منطقة‬ ‫�آ�سيا واملحيط الهادئ‪ ،‬يف حني �سيكون نحو ‪ %20‬منهم يف منطقة ال�شرق‬ ‫الأو�سط و�شمال �إفريقيا‪ ،‬كما هو احلال اليوم‪ .‬ولكن من املتوقع �أن تتجاوز‬ ‫باك�ستان �إندوني�سيا بو�صفها �أكرب البلدان الإ�سالمية من حيث عدد ال�سكان‪.‬‬ ‫ومن املتوقع �أن يزيد عدد امل�سلمني الذين يعي�شون يف �إفريقيا جنوب ال�صحراء‬ ‫الكربى؛ فخالل ال�سنوات الع�شرين القادمة‪ ،‬على �سبيل املثال‪ ،‬من املرجح �أن‬ ‫يكون عدد امل�سلمني الذين يعي�شون يف نيجرييا �أكرب من �أولئك الذين يعي�شون‬ ‫يف م�صر‪ .‬و�سيظل امل�سلمون �أقليات �صغرية ن�سبي ًا يف �أوروبا والأمريكتني‪،‬‬ ‫ولكن من املتوقع �أن ي�شكلوا ن�سبة متزايدة من �إجمايل عدد ال�سكان يف هذه‬ ‫املناطق‪ .‬ففي الواليات املتحدة‪ ،‬على �سبيل املثال‪ ،‬تظهر التوقعات ال�سكانية‬ ‫�أن عدد امل�سلمني �سيزيد �إىل �أكرث من ال�ضعف خالل العقدين القادمني من‬ ‫‪38‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫‪ 2.6‬مليون يف عام ‪� 2010‬إىل ‪ 6.2‬مليون يف عام ‪ .2030‬ويعود ال�سبب‬ ‫يف ذلك بدرجة كبرية �إىل الهجرة وارتفاع معدل اخل�صوبة �إىل �أعلى من‬ ‫املتو�سط و�سط امل�سلمني‪ .‬ومن املتوقع �أن ترتفع ن�سبة امل�سلمني من �إجمايل‬ ‫�سكان الواليات املتحدة (للبالغني والأطفال) من ‪ %0.8‬يف عام ‪� 2010‬إىل‬ ‫‪ %1.7‬يف عام ‪ ،2030‬وهو ما �سيجعل عدد امل�سلمني تقريب ًا م�ساوي ًا لعدد‬ ‫اليهود �أو �أتباع الكني�سة الأ�سقفية يف الواليات املتحدة اليوم‪ .‬ومع �أن العديد‬ ‫من الدول الأوروبية �سيكون لها ن�سب �أعلى من امل�سلمني‪ ،‬من املتوقع �أن يكون‬ ‫بالواليات املتحدة عدد �أكرب من امل�سلمني بحلول عام ‪ 2030‬من �أي دولة‬ ‫�أوروبية �أخرى عدا رو�سيا وفرن�سا‪ .‬ومن املتوقع �أن تزيد ن�سبة امل�سلمني من‬ ‫�إجمايل عدد ال�سكان‪ ،‬يف �أوروبا عموم ًا‪ ،‬زيادة تبلغ الثلث تقريب ًا يف ال�سنوات‬ ‫الع�شرين املقبلة‪ :‬من ‪ %6‬من �إجمايل عدد �سكان املنطقة يف عام ‪� 2010‬إىل‬ ‫‪ %8‬يف عام ‪ .2030‬ومن حيث الأرقام املطلقة‪ ،‬من املتوقع �أن يرتفع عدد‬ ‫امل�سلمني يف �أوروبا من ‪ 44.1‬مليون يف عام ‪� 2010‬إىل ‪ 58.2‬مليون يف عام‬ ‫‪ .2030‬ومن الأرجح �أن حتدث �أكرب الزيادات ـ التي ي�سببها يف املقام الأول‬ ‫ا�ستمرار الهجرة ـ يف �أوروبا الغربية وال�شمالية ‪ ،‬حيث �ستقرتب ن�سبة امل�سلمني‬ ‫من �إجمايل ال�سكان من ‪ %10‬يف العديد من البلدان‪.‬‬ ‫وتُعزى �سرعة النمو املتوقع و�سط امل�سلمني يف جميع �أنحاء العامل مقارنة‬ ‫بغري امل�سلمني �إىل عدة عوامل‪ .‬فهناك نزعة و�سط امل�سلمني عموم ًا �إىل ارتفاع‬ ‫معدالت اخل�صوبة (قدرة املر�أة على �إجناب عدد �أكرب من الأطفال) مقارنة‬ ‫بغري امل�سلمني‪� .‬إ�ضافة �إىل ذلك‪ ،‬ف�إن ن�سبة �أكرب من امل�سلمني داخلة‪� ،‬أو‬ ‫�ستدخل قريب ًا‪� ،‬سن الإجناب الرئي�سية (الفئة العمرية من ‪ .)29-15‬وكذلك‬ ‫�أدى حت�سن ال�صحة والظروف االقت�صادية يف البلدان ذات الأغلبية امل�سلمة‬ ‫�إىل انخفا�ض �أكرب من املتو�سط يف معدالت وفيات الر�ضع والأطفال‪ ،‬ويرتفع‬ ‫متو�سط العمر املتوقع على نحو �أ�سرع يف البلدان ذات الأغلبية امل�سلمة مقارنة‬ ‫بغريها من البلدان الأقل منو ًا‪.‬‬


‫دور املنظمات القائمة على الإميان ومبادرات احلوار‬ ‫بني الأديان يف التنمية وعمليات امل�صاحلة وبناء ال�سالم‬ ‫املتحدثون يف الفعالية‬

‫نيويورك ـ الواليات املتحدة الأمريكية‪:‬‬ ‫ا�ست�ضافت بعثة املراقبة الدائمة ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي لدى الأمم‬ ‫املتحدة يف نيويورك لقا ًء خا�ص ًا بعنوان‪“ :‬دور املنظمات القائمة على الإميان‬ ‫ومبادرات حوار الأديان يف التنمية وعمليات امل�صاحلة وبناء ال�سالم”‪ ،‬وذلك‬ ‫مبنا�سبة الأ�سبوع الدويل للوئام الديني‪.‬‬ ‫وعقدت هذه املنا�سبة اخلا�صة يف الثالث من فرباير ‪ 2011‬يف غرفة‬ ‫ُ‬ ‫الكالم عد ٌد من‬ ‫املجل�س االقت�صادي واالجتماعي‪ .‬وخالل اللقاء‪ ،‬تناول‬ ‫َ‬ ‫املتحدثني املرموقني‪ ،‬الذين ركزوا ب�شكل خا�ص على الأمثلة واحلاالت‬ ‫الواقعية‪.‬‬ ‫ويف ر�سالة الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل‬ ‫الدين �إح�سان �أوغلى‪� ،‬إىل امل�شاركني‪ ،‬قال �إنه ي�شعر باعتزاز خا�ص‪ ،‬لأن‬ ‫املبادرة قد جاءت من زعيم �إحدى الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬وهو جاللة‬ ‫امللك عبد اهلل الثاين بن احل�سني‪ ،‬عاهل اململكة الأردنية الها�شمية‪ ،‬وذلك‬ ‫خالل االجتماع اخلام�س وال�ستني للجمعية العامة للأمم املتحدة‪.‬‬ ‫وقال الأمني العام‪�“ :‬إن منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي ملتزمة بت�أ�صيل ثقافة‬ ‫االن�سجام والتناغم بني �شعوب خمتلفة العقائد الدينية واخللفيات احل�ضارية‬ ‫والثقافية”‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف الربوفي�سور �إح�سان �أوغلى �أن الدعوة �إىل االن�سجام الديني‬ ‫العاملي تكت�سب زخم ًا خا�ص ًا عندما جند �أنف�سنا يف مواجهة العنا�صر املتطرفة‬ ‫النا�شطة يف متابعة �أجندة من الكراهية وعدم الت�سامح الديني‪ .‬وقال �إن‬ ‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬ويف منا�سبات خمتلفة ومن خالل منتديات عاملية‪،‬‬ ‫قد دعت املجتمع الدويل �إىل تطوير ا�سرتاتيجية م�شرتكة و�آلية موحدة ملواجهة‬ ‫هذه التحديات‪.‬‬ ‫وتر�أ�س اللقا َء ال�سفري �أفق جوك�شني‪ ،‬املراقب الدائم ملنظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي لدى الأمم املتحدة‪ ،‬الذي قال‪ ،‬يف كلمته االفتتاحية‪� ،‬إن هذا اللقاء‬ ‫�سيحاول ت�سليط ال�ضوء على �أف�ضل ممار�سات و�إمكانات مبادرات حوار‬ ‫الأديان وعالقاتها ودور الزعماء الدينيني واملنظمات القائمة على الإميان‬ ‫يف التنمية االقت�صادية واالجتماعية‪ ،‬ويف العمل الوقائي‪ ،‬وامل�صاحلة‪ ،‬وحل‬ ‫النـزاعات‪ ،‬وبناء ال�سالم خلدمة ال�سالم العاملي ومبادئ الأمم املتحدة‪.‬‬ ‫و�أ�شار ال�سفري جوك�شني �إىل �أنه‪ ،‬من وجهة نظر الأمانة العامة ملنظمة‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬ف�إنه بينما توجد مناذج واعدة ت�ستحق الإ�شادة من‬

‫مبادرات احلوار بني الأديان من طرف الزعماء الدينيني وم�ؤ�س�سات احلوار‬ ‫بني الأديان من �أجل دعم امل�صاحلات ومكافحة �أعمال العنف يف مناطق‬ ‫ال�صراعات‪ ،‬ف�إن قناعة منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي ترتكز على �ضرورة وجود‬ ‫�إطار للتعاون والفهم امل�شرتك واحلوار بني امل�ؤ�س�سات الإ�سالمية وامل�سيحية‬ ‫على م�ستوى العامل‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف ال�سفري قائ ًال �إن الأمني العام للمنظمة قد ظل يدعو منذ عام‬ ‫‪� 2006‬إىل قيام م�صاحلة تاريخية بني الإ�سالم وامل�سيحية واليهودية‪.‬‬ ‫وقد �ضم اللقاء ك ًال من وارين هوج من املعهد الدويل لل�سالم‪ ،‬وجاي‬ ‫روزنبلوم كومار من فريق �إطار وكالة الأمم املتحدة للعمل الوقائي‪ ،‬والدكتورة‬ ‫عزة كرم من �صندوق الأمم املتحدة لل�سكان‪ ،‬والق�سة كلوي براير من مركز‬ ‫حوار الأديان يف نيويورك‪ ،‬والدكتور قمر الهدى من املعهد الأمريكي لل�سالم‪،‬‬ ‫وديزي خان من اجلمعية الأمريكية لتقدم امل�سلمني‪.‬‬ ‫وقال وارين هوج‪ ،‬نائب الرئي�س للعالقات اخلارجية يف املعهد العاملي‬ ‫لل�سالم‪� ،‬إن الدين ميكن �أن يكون �أداة قوية لل�سالم �إذا �أُح�سن ا�ستخدامه‪ .‬ويف‬ ‫كلمة بعنوان “الإميان‪ :‬حافز حلل النـزاعات”‪� ،‬أ�شار هوج �إىل عدد من الدول‬ ‫التي تدخل فيها الزعماء الدينيون واملنظمات القائمة على الإميان يف حاالت‬ ‫النـزاع بغر�ض حتقيق امل�صاحلة‪.‬‬ ‫وت�شمل الدول املناطق التي �أ�شار �إليها هوج يف كلمته كال من كولومبيا‬ ‫وموزمبيق و�سرياليون وجنوب �إفريقيا ودول و�سط وجنوب �أمريكا‪ ،‬والتي كانت‬ ‫�ضحية للأنظمة الديكتاتورية وحروب الع�صابات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقبل �أن يعدد هوج هذه النماذج الإيجابية‪ ،‬قال‪� :‬س�أكون مق�صرا �إن مل‬ ‫�أقل �إن الدين ميكن �أن يكون �سبب ًا للفرقة والتناحر‪ ،‬و�إنه ميكن �أن يتحول‬ ‫�إىل ملي�شيات م�سلحة خا�صة عندما يتقاطع الدين مع االنتماء الوطني‪ ،‬حيث‬ ‫تتحول القيادات التاريخية والرموز الثقافية �إىل عنا�صر لت�أجيج نار الفتنة‬ ‫عو�ض ًا عن �إطفائها‪ .‬لكنه ا�ستدرك م�ضيف ًا‪� :‬إن الإميان قوة عظيمة‪ ،‬وعندما‬ ‫تلتقي الأديان املختلفة من �أجل ق�ضية ال�سالم ف�إن ت�أثريها �سيت�ضاعف‪.‬‬ ‫وناق�ش جاي روزنبلوم كومار‪ ،‬كبري �أمناء �إطار وكاالت الأمم املتحدة‬ ‫للعمل الوقائي بقيادة برنامج الأمم املتحدة الإمنائي‪� ،‬أهمية مبادرة حوار‬ ‫الأديان يف منع ال�صراعات‪.‬‬ ‫�أما الدكتورة عزة كرم‪ ،‬التي تعمل كبرية للم�ست�شارين للثقافة يف �صندوق‬ ‫الأمم املتحدة لل�سكان‪ ،‬حيث تقوم بتن�سيق الأن�شطة العاملية املتعلقة بالثقافة‬ ‫والدين‪ ،‬فقد حتدثت عن كيفية ت�أثري حوار الأديان لدى ال�صندوق وفريق عمل‬ ‫وكاالت الأمم املتحدة يف املنظمات القائمة على الإميان‪ ،‬وكذلك يف الأهداف‬ ‫التنموية للألفية الثالثة‪.‬‬ ‫وقدمت الق�سة كلوي براير ر�ؤيتها حول دور ال�شراكة الكاثوليكية الإ�سالمية‬ ‫يف نيويورك يف منع ال�صراعات وحتقيق امل�ساواة بني اجلن�سني‪ .‬وتبعها الدكتور‬ ‫قمر الهدى الذي تناول دور الزعامات الدينية يف حل النـزاعات وبناء ال�سالم‪،‬‬ ‫وبخا�صة من خالل القيم والتقاليد الإ�سالمية‪.‬‬ ‫فيما حتدث ديزي خان‪ ،‬مديرة اجلمعية الأمريكية لتقدم امل�سلمني‪ ،‬عن‬ ‫ا�سرتاتيجية املر�أة امل�سلمة لل�سالم‪.‬‬ ‫‪39‬‬


‫�أديان‬

‫االجتماع الثالث لفريق العمل ي�ضع برناجم ًا تنفيذي ًا‬ ‫حول دور املنظمات وامل�ؤ�س�سات الإ�سالمية يف جمال الدعوة‬ ‫القاهرة ـ م�صر‪:‬‬ ‫عقد فريق العمل الذي �أن�ش�أته جلنة تن�سيق العمل الإ�سالمي امل�شرتك‬ ‫يف جمال الدعوة اجتماعه الثالث يف القاهرة يومي ‪ 25‬و‪ 26‬يناير ‪،2011‬‬ ‫حيث ناق�ش الفريق دور املنظمات وامل�ؤ�س�سات الإ�سالمية العاملة يف جمال‬ ‫الدعوة والإغاثة يف تنفيذ برنامج العمل الع�شري‪ .‬كما ناق�ش الفريق تنظيم‬ ‫م�شاريع م�شرتكة حتت مظلة جلنة التن�سيق بغية حتقيق �شعار «الت�ضامن‬ ‫يف العمل» بني امل�ؤ�س�سات واملنظمات الأع�ضاء يتم تطبيقها على املديني‬ ‫الق�صري والبعيد بهدف تنمية املجتمعات امل�سلمة‪ ،‬وبخا�صة يف جماالت‬ ‫الرتبية والعلوم والثقافة‪� ،‬إ�ضافة �إىل تقييم �آليات التن�سيق يف جمال العمل‬ ‫الإ�سالمي وتطويرها والتن�سيق فيما بني امل�ؤ�س�سات الإ�سالمية لتنظيم‬ ‫العمل الدعوي والإن�ساين والإغاثي‪.‬‬ ‫يتكون فريق العمل‪� ،‬إ�ضافة �إىل �إدارة �ش�ؤون الدعوة مبنظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬من وزارة الأوقاف وال�ش�ؤون واملقد�سات الإ�سالمية الأردنية‬ ‫واملجل�س الإ�سالمي العاملي للدعوة والإغاثة والندوة العاملية لل�شباب‬ ‫الإ�سالمي ومنظمة الدعوة الإ�سالمية ال�سودانية وهيئة التن�سيق العليا‬ ‫للمنظمات الإ�سالمية يف رابطة العامل الإ�سالمي وجمعية الدعوة‬ ‫الإ�سالمية العاملية وامل�ؤمتر الإ�سالمي الأوروبي وجلنة تن�سيق العمل‬ ‫الإ�سالمي يف جمال الدعوة‪.‬‬ ‫وبنا ًء على النقا�شات‪ ،‬جرت �صياغة بع�ض التو�صيات‪ ،‬حيث حث‬ ‫االجتماع املنظمات غري احلكومية‪ ،‬وعلى وجه �أخ�ص �أع�ضاء جلنة تن�سيق‬ ‫العمل الإ�سالمي امل�شرتك‪ ،‬على تقدمي تقاريرها حول �إ�سهاماتها يف‬ ‫تنفيذ مقررات برنامج العمل الع�شري‪ ،‬وذلك توطئة لتقدميها �إىل جمل�س‬ ‫وزراء خارجية الدول الإ�سالمية املزمع عقده يف يونيو ‪ .2011‬كما حث‬ ‫املنظمات الأع�ضاء على تقدمي تقارير �إىل منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي حول‬ ‫ر�ؤيتها للتعامل مع معوقات التن�سيق ومقرتحات بخ�صو�ص تفعيل التن�سيق‬ ‫متهيدا لتنظيم ور�شة عمل لدرا�سة تلك التقارير واال�ستفادة منها يف‬ ‫تطوير عمل اللجنة‪.‬‬ ‫و�أكد امل�شاركون �أهمية تنظيم برامج م�شرتكة بني �أع�ضاء جلنة تن�سيق‬ ‫العمل الإ�سالمي امل�شرتك ويف �إطار برنامج العمل الع�شري وحتت �إ�شراف‬ ‫املنظمة‪ ،‬وذلك وفق �أولويات حتددها طبيعة التحديات التي تواجهها‬ ‫الأمة الإ�سالمية‪ .‬ولعل ظاهرة الإ�سالموفوبيا وتطوير الأداء الإعالمي من‬ ‫املو�ضوعات التي حتتل تلك الأولوية يف الوقت الراهن‪.‬‬ ‫و�أ�شار امل�شاركون �إىل ا�ستثمار الإمكانيات العلمية وال�سيا�سية يف‬ ‫الغرب للإ�سهام يف تلك الربامج مبا ُيعـ ّرف بالإ�سالم يف انفتاحه وي�سره‬ ‫وو�سطيته‪ ،‬و�أكدوا �أهمية امل�شاركة الفاعلة يف الأن�شطة الدولية التي تنظم‬

‫‪40‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫يف ذلك االجتاه‪ ،‬ومنها �أ�سبوع الوئام بني الأديان الذي ترعاه الأمم‬ ‫املتحدة‪.‬‬ ‫كما �أكد امل�شاركون �أهمية �إن�شاء موقع على �شبكة الإنرتنت للجنة‬ ‫تن�سيق العمل الإ�سالمي يعـ ّرف بها وباخت�صا�صاتها وي�سهل التوا�صل بني‬ ‫�أع�ضائها ويوثق �إ�سهاماتها يف جمال عملها‪.‬‬ ‫كما حث االجتماع على ا�ستمرار بذل اجلهود ر�سمي ًا و�شعبي ًا من �أجل‬ ‫مواجهة فكر التطرف واالنغالق واالنكفاء على الذات‪ .‬وقدّر املجتمعون‬ ‫الربامج التي ُنـ ّفـذت يف هذا االجتاه‪ ،‬ودعوا �إىل الإ�سهام بفاعلية فيها‬ ‫واال�ستفادة من املراجعات الفقهية التي �ساهمت يف احلد من تلك‬ ‫الظاهرة وكذلك من الدرا�سات ذات العالقة ال�صادرة عن جممع الفقه‬ ‫الإ�سالمي الدويل‪.‬‬ ‫ودعا املجتمعون كذلك �إىل اتخاذ اخلطوات ال�ضرورية من �أجل‬ ‫تفعيل جلنة تن�سيق العمل الإ�سالمي ومراجعة ت�أ�سي�سها مبا يجعلها قادرة‬ ‫على القيام بدورها‪.‬‬ ‫كما �أو�صى االجتماع بالعمل من �أجل مرجعيات �إ�سالمية‪ ،‬وب�صورة‬ ‫خا�صة يف جمال احلوار الديني والتوا�صل الثقايف و�صياغة مواقف ثابتة‬ ‫حيال بع�ض ما ُيثار حول الإ�سالم من مواقف �سلبية على �أن ت�ستند تلك‬ ‫املواقف �إىل ثوابت الدين و�أ�صول العقيدة‪ ،‬ومن ذلك �ضرورة دعوة‬ ‫اجلهات الإ�سالمية العاملة يف جمال احلوار للتن�سيق بينها وت�شكيل جلنة‬ ‫عاملية لذلك‪.‬‬ ‫و�أو�صى االجتماع كذلك بدرا�سة ما توفر لدى مر�صد املنظمة‬ ‫بخ�صو�ص ظاهرة الإ�سالموفوبيا وما توافر ملرا�صد م�شابهة يف �صياغة‬ ‫برنامج عمل علمي ملواجهة تلك الظاهرة وتوزيع ذلك على اجلامعات‬ ‫ومراكز البحث املعنية لإعداد الدرا�سات والبحوث الالزمة ملواجهتها‬ ‫والرد عليها والعمل على ت�شجيع الذين ت�صدوا لها‪ ،‬وبخا�صة من غري‬ ‫امل�سلمني وتكرمي املتميزين منهم‪� ،‬سواء من خالل املواقف ال�سيا�سية �أو‬ ‫الدرا�سات العلمية‪.‬‬ ‫وكان هناك �أي�ض ًا ت�أكيد لأهمية مواجهة تيارات االنحالل الأخالقي‪،‬‬ ‫وب�صورة خا�صة يف �أو�ساط ال�شباب والتن�سيق يف تنفيذ برامج تربوية‬ ‫واجتماعية ودينية تعزز مكارم الأخالق وتغر�س قيم الف�ضيلة وتنمي �شعور‬ ‫املواطنة عند الأجيال‪.‬‬ ‫و�أ�شار االجتماع �إىل �ضرورة العمل على ترتيب البيت الإ�سالمي‬ ‫واحليلولة دون ت�صدعه مذهبي ًا‪ ،‬وذلك بتفعيل �أن�شطة وبرامج التقريب‬ ‫بني املذاهب وقطع الطريق على الذين ي�ستغلون بع�ض االختالفات‬ ‫املذهبية يف �شق ال�صف الإ�سالمي واال�ستفادة من اخلطة التي و�ضعها‬ ‫جممع الفقه الإ�سالمي الدويل وتوزيعها على املعنيني‪.‬‬


‫ثقافة وفنون‬

‫تلم�سان‪ ..‬عا�صمة الثقافة الإ�سالمية لعام ‪2011‬‬

‫مت اختيار مدينة تلم�سان عا�صمة للثقافة الإ�سالمية لعام ‪ 2011‬عن املنطقة‬ ‫العربية‪ ،‬وذلك يف الدورة ال�ساد�سة للم�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء الثقافة التي انعقدت‬ ‫يف العا�صمة الأذربيجانية باكو يومي ‪ 13‬و‪� 14‬أكتوبر ‪ .2009‬و�ستحت�ضن تلم�سان‬ ‫الدورة ال�سابعة للم�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء الثقافة املقرر عقده يف عام ‪.2011‬‬ ‫ومتثل والية تلم�سان‪ ،‬التي تقع �شمال غرب اجلزائر‪ ،‬منطقة ت�شتهر مبزارع الزيتون‬ ‫والفواكه‪ .‬وتعود ت�سمية مدينة تلم�سان �إىل الكلمة الرببرية «تاال �إمي�سان» التي تعني‬ ‫باللغة الرببرية « النبع اجلاف»‪ ،‬مربزة بذلك الأ�صول الرببرية لهذه املدينة التي‬ ‫اختلط �سكانها الحق ًا بامل�سلمني العرب ومبجموعات عرقية �أخرى من الأندل�س‬ ‫وجزر البحر الأبي�ض املتو�سط ومناطق �أخرى من �أوروبا �شكلت كلها �سكان مدينة‬ ‫تلم�سان‪� .‬إن تاريخ املدينة الرثي وثقافتها املتنوعة جعلت منها قطب ًا فريد ًا للفن‬ ‫واملو�سيقى‪ .‬كما �أن املن�سوجات ومنتجات احلرف اليدوية‪ ،‬وما تزخر به من مزيج‬ ‫من الثقافات العربية والرببرية والأندل�سية‪ ،‬ومناخها البارد يف املرتفعات كل ذلك‬ ‫جعل منها مركز ًا �سياحي ًا هام ًا يف اجلزائر‪ .‬وقد طورت املدينة �صناعة اجللود‬ ‫وال�سجاد واملن�سوجات التي يتم ت�صديرها‪ .‬وتُربط والية تلم�سان بباقي واليات‬ ‫الوطن بالعديد من الطرق‪ ،‬مبا فيها طريق �سريع جديد‪� ،‬إ�ضافة �إىل مطار م�صايل‬ ‫احلاج الدويل الذي يوفر رحالت �إىل عدد من املدن داخل اجلزائر وخارجها‪.‬‬ ‫كما حتت�ضن املدينة �ضريح ال�شيخ �سيدي بومدين الذي كان معلم ًا �صوفي ًا وعامل ًا‬ ‫وكاتب ًا و�شاعر ًا يف �آن واحد‪ ،‬ويعد �أحد �أبرز م�ؤ�س�سي الطرق ال�صوفية يف منطقة‬ ‫املغرب العربي والأندل�س‪ .‬ويقع �ضريحه بجوار امل�سجد العتيق ملدينة تلم�سان الذي‬ ‫اكتمل بنا�ؤه يف عام ‪1136‬م‪ ،‬وهو ميثل �شاهد ًا هام ًا لهند�سة املرابطني املعمارية‪.‬‬

‫وا�ستعداد ًا لهذه التظاهرة الثقافية التي متتد عام ًا كام ًال‪ ،‬خ�ص�صت احلكومة‬ ‫اجلزائرية ميزانية �ضخمة لرتميم وبناء م�شاريع عديدة ال�ستيعاب هذه التظاهرة‪.‬‬ ‫وقد �أعدت ال�سلطات املخت�صة برناجم ًا مف�ص ًال وثري ًا يت�ضمن االحتفاالت‬ ‫والربامج التي �سيتم �إقامتها احتفا ًال بهذه التظاهرة‪ .‬وقد �شيدت مدينة تلم�سان‬ ‫العديد من امل�شاريع ورممت عدد ًا من املعامل الأثرية واملرافق الثقافية ال�ست�ضافة‬ ‫هذه التظاهرة‪ .‬و�ستنظم املدينة �سل�سلة من امل�ؤمترات والندوات واملعار�ض‬ ‫يف جماالت املو�سيقى والفن ومو�سيقى احلوزي والرق�ص وفنون �أخرى يف‬ ‫�إطار االحتفال بهذه التظاهرة التي تعرفها املدينة للمرة الأوىل يف تاريخها‪.‬‬ ‫و�أعلنت وزيرة الثقافة اجلزائرية‪ ،‬ال�سيدة خالدة تومي‪ ،‬يوم االثنني‪ 17 ،‬يناير‬ ‫‪� ،2011‬أنه �سيتم �إجناز ‪ 60‬م�شروع ًا �سينمائي ًا خالل ال�سنة اجلارية يف �إطار‬ ‫االحتفال بهذا احلدث‪ .‬عالوة على ذلك‪� ،‬صرح مدير الثقافة بوالية تلم�سان �أنه �سيتم‬ ‫ن�شر نحو ‪ 365‬كتاب ًا خالل ال�سنة نف�سها‪ ،‬وذلك حول تاريخ وثقافة مدينة تلم�سان‬ ‫وح�ضارتها ودور املدينة يف املجاالت الثقافية وال�سيا�سية والدينية عرب القرون‬ ‫املا�ضية‪ .‬كما �سيتم تنظيم العديد من الأن�شطة الثقافية والفنية الأخرى‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫ت�سعة مهرجانات وطنية ودولية‪ .‬وت�شمل هذه الأن�شطة �إقامة مهرجان ثقايف دويل‬ ‫عن فن اخلط العربي �سيعقد يف �إبريل من العام ‪ .2011‬و�سوف يحظى اجلمهور‬ ‫بفر�صة لتذوق فنون اخلط العربي اجلميلة التي هي من كنوز الفن الإ�سالمي‪.‬‬ ‫كما �صرح املدير ب�أنه �سيتم �إقامة معر�ض دويل للمج�سمات والفنون الزخرفية يف‬ ‫مايو من ال�سنة نف�سها‪ .‬ويف �شهر يوليو ‪� ،2011‬س ُيقام مهرجان للرق�ص و�آخر حول‬ ‫مو�سيقى «الديوان» التي حتظى ب�شعبية كبرية يف منطقة املغرب العربي‪ .‬و�أ�ضاف‬ ‫مدير الثقافة �أي�ض ًا �أنه �ستعقد ع�شر ندوات ي�شارك فيها خرباء وباحثون من اجلزائر‬ ‫ومن البلدان امل�شاركة يف هذا احلدث‪ .‬و�ستناق�ش هذه الندوات موا�ضيع تاريخية‬ ‫وفنية و�أدبية ذات عالقة مبا�شرة مبدينة تلم�سان‪ .‬و�أ�ضاف املدير �أن الندوة الأوىل‬ ‫�ستبحث مو�ضوع تاريخ مدينة تلم�سان واملنطقة‪ ،‬وذلك يف الفرتة املمتدة من ‪� 20‬إىل‬ ‫"‪ 22‬فرباير ‪ ،2011‬وتربز ما �شهدته تلم�سان من �ألق وجمد خالل القرون اخلالية‪.‬‬ ‫�إن مدينة تلم�سان اليوم ُت َعد من �أهم و�أكرب املدن يف املغرب العربي‪ ،‬وقد‬ ‫زارها العديد من املكت�شفني وامل�ؤرخني الذين �أ ّلفوا فيها ويف عمارتها العديد‬ ‫من الكتب‪ .‬كما �أن احت�ضان تلم�سان ملختلف ن�شاطات وبرامج هذه التظاهرة‬ ‫�سوف ي�سهم من دون �شك يف تطوير البنية التحتية لهذه الوالية ال�سياحية‪،‬‬ ‫مما يثمر الحق ًا يف جذب �أعداد هائلة من ال�سياح املحليني والأجانب‪.‬‬ ‫‪41‬‬


‫ثقافة وفنون‬

‫مهرجان الدوحة الدويل للحرف اليدوية‬

‫الأ�ستاذ نا�صر �آل خليفة والدكتور خالد �إيرين �أثناء افتتاح مهرجان الدوحة‬

‫الدوحة ـ قطر‪:‬‬ ‫يف �إطار احتفال بالدوحة عا�صمة للثقافة العربية لعام ‪ ، 2010‬نظمت‬ ‫وزارة الثقافة والفنون والرتاث يف دولة قطر ومركز البحوث للتاريخ والفنون‬ ‫والثقافة الإ�سالمية «�إر�سيكا» يف ا�سطنبول مهرجان الدوحة الدويل للحرف‬ ‫اليدوية‪ .‬حتت �شعار «الإبداع واالبتكار يف احلرف»‪ ،‬وندوة دولية حول «جائزة‬ ‫الدوحة الدولية للإبداع واالبتكار يف احلرف اليدوية»‪� ،‬إ�ضافة �إىل معر�ض‬ ‫دويل للحرفيني‪.‬‬ ‫وقد افتتح � َ‬ ‫أعمال الندوة واملهرجان الأ�ستاذ مبارك بن نا�صر �آل خليفة‪،‬‬ ‫الأمني العام لوزارة الثقافة والفنون والرتاث يف قطر‪ ،‬والدكتور خالد �إرين‬ ‫املدير العام لإر�سيكا وبح�ضور عدد من �سفراء دول منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫يف الدوحة‪.‬‬ ‫وذكر الأ�ستاذ �آل خليفة يف كلمته �أن احلرف حتتل مكانة خا�صة يف‬ ‫اال�سرتاتيجية الثقافية للدولة قطر‪ .‬فهي متثل الـ ُهـوية الوطنية وت�ساهم يف‬ ‫�إدماج ثقافات ال�شعوب الأخرى‪ ،‬وهو ما يبدو وا�ضح ًا يف هذا املهرجان الدويل‬ ‫الذي يجمع بني احلرفيني واخلرباء من �أماكن خمتلفة من العامل ليتبادلوا‬ ‫اخلربات والتجارب يف جو من العطاء والإبداع‪ .‬و�أ�شار �أي�ض ًا �إىل �أن احلرف‬ ‫اليدوية تُـ َعـ ّد و�سيلة ملواجهة البطالة‪ ،‬ودعا �إىل االعرتاف بالدور الهام‬ ‫للحرفيني يف املجتمع‪.‬‬ ‫�أما الدكتور �إرين فقد ركز على �أهمية تنظيم هذا املهرجان يف الدوحة‪،‬‬ ‫لأنه يجمع كبار احلرفيني من �شتى املناطق لعر�ض �أعمالهم الإبداعية‬ ‫والتوا�صل مع املخت�صني يف هذا املجال‪ .‬كما �أ�شار �إىل �أن املهرجان يهدف‬ ‫�إىل التح�سي�س بالدور احلقيقي الذي ت�ضطلع به احلرف يف امل�ساهمة يف‬ ‫التطوير االقت�صادي والثقايف ملجتمعاتنا‪ .‬وبني ب�شكل موجز الأن�شطة املختلفة‬ ‫التي ينظمها املركز واملندرجة يف الإطار نف�سه‪ ،‬م�شري ًا يف هذا ال�صدد �إىل‬ ‫الكتب التي ن�شرها املركز حول موا�ضيع متخ�ص�صة خمتلفة‪.‬‬ ‫وافتتح َ‬ ‫حفل اخلتام الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري‪ ،‬وزير الثقافة‬ ‫والفنون والرتاث‪ ،‬والذي �أ�شرف على تكرمي احلرفيني‪ ،‬وقام بجولة يف �أجنحة‬ ‫املعر�ض‪ ،‬و�أجرى حمادثات مع الباحثني امل�شاركني يف الندوة‪.‬‬ ‫ُيذ َكر �أن املهرجان يهدف �إىل جمع املبدعني واحلرفيني يف هذا املجال‬ ‫داخل �أجنحة ت�شكل قرية حرفية‪ ،‬يعر�ضون فيها �أعمالهم‪ ،‬والأدوات والتقنيات‬ ‫التي ي�ستخدمونها يف ور�شهم‪ .‬وقد دُعي ‪ 12‬حرفي ًا من دول خمتلفة لهذا‬ ‫‪42‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫املعر�ض جنب ًا �إىل جنب مع بع�ض احلرفيني القطريني‪.‬‬ ‫ندوة دولية حول الإبداع واالبتكار يف احلرف اليدوية‬ ‫ي�أتي تنظيم الندوة‪ ،‬التي ُع ِقدت خالل الفرتة من ‪ 9-7‬دي�سمرب ‪2010‬‬ ‫من �أجل التح�سي�س ب�أهمية احلرف‪ ،‬وا�ستك�شاف الدور االقت�صادي الذي‬ ‫ميكن �أن ت�ضطلع به هذه املنتجات‪ ،‬والنظر يف �سبل زيادة فر�ص العمل يف‬ ‫هذا القطاع‪ .‬كما حاولت الندوة تن�شيط روح االبتكار والإبداع يف هذا املجال‪،‬‬ ‫والبحث يف مردودية هذا القطاع‪ ،‬وما ميكن �أن يد ّره من عائدات عند ربطه‬ ‫بالقطاع ال�سياحي واالقت�صادي‪ ،‬ودرا�سة الو�ضع احلايل ال�صناعات احلرفية‬ ‫و�آفاق تنميتها‪ ،‬واملحافظة على �أ�صالة احلرف اليدوية التقليدية‪ ،‬والتعريف‬ ‫بهذا القطاع والرتويج له من خالل القنوات املتاحة‪.‬‬ ‫وقد خ ُل�صت الورقات االثنتا ع�شرة املقدمة يف الندوة من قبل متخ�ص�صني‬ ‫يف جمال احلرف من خمت ِلف �أنحاء العامل‪ ،‬ومن بينهم باحثان قطريان‪� ،‬إىل‬ ‫عدة تو�صيات‪ ،‬وكان من �أهمها �ضرورة االعتماد على املواد الأولية املحلية‪،‬‬ ‫وتوعية امل�ستهلكني‪ ،‬ون�شر برامج التعليم والتدريب وتبادل التقنيات واخلربات‬ ‫واالبتكارات والوثائق والدرا�سات‪ ،‬وعلى �أهمية التمويل ودور احلكومات‪ ،‬وعلى‬ ‫�ضرورة تو�سيع نطاق رعاية قطاع احلرف اليدوية‪ ،‬وامل�شاركة يف املعار�ض‬ ‫الدولية‪ ،‬وخلق فر�ص ت�سويقية جديدة خا�صة يف جمال ال�سياحة‪ ،‬و�إن�شاء قرى‬ ‫حرفية‪ ،‬وتوفري احلماية القانونية‪ ،‬وعلى مراعاة ت�أثري العوملة يف هذا ال�صدد‬ ‫ودور الإعالم ور�صد اجلوائز يف التوعية ب�أهمية هذا القطاع‪.‬‬ ‫برنامج الأن�شطة‬ ‫ت�ضمن الربنامج عرو�ض ًا حية للحرفيني عن الأدوات واملهارات والتقنيات‬ ‫امل�ستخدمة يف جماالت احلرف اليدوية‪ ،‬وكان ذلك �ضمن �أجنحة خا�صة‪.‬‬ ‫وقد انده�ش امل�شاركون وزوار املعر�ض �أثناء العر�ض بالطابع الغني والزاخر‬ ‫للرتاث‪ ،‬والتقوا باحلرفيني وحاوروهم حول �أعمالهم‪ ،‬وتلقوا منهم بع�ض‬ ‫التحف‪ ،‬وقد �ساهم ذلك يف التعريف بهذا القطاع املهم‪.‬‬ ‫وكانت �آخر فقرة من الربنامج تتمثل يف جائزة الدوحة الدولية لالبتكار‬ ‫والإبداع يف احلرف‪ ،‬وكان ذلك يوم ‪ 9-5‬دي�سمرب ‪ .2010‬ومتنح هذه‬ ‫اجلائزة للحرفيني مكاف�آت نقدية‪ ،‬ودعم ًا‪ ،‬وهي تهدف �إىل حتفيز روح‬ ‫املناف�سة‪ ،‬و�ضمان االبتكارات املتجددة التي من �ش�أنها �أن ت�ؤدي �إىل ظهور‬ ‫منتجات جديدة يف جمال احلرف اليدوية‪.‬‬


‫مهرجان م�سقط الدويل للرتاث والفنون والإبداع‬

‫ُي َعد مهرجان م�سقط الدويل من املهرجانات ال�شعبية يف �سلطنة ُعمان‪،‬‬ ‫فهو احتفال عائلي رائع متتزج فيه الثقافة واملتعة‪ ،‬لذلك فقد ا�ستقطب‬ ‫املهرجان يف الفرتة الفا�صلة ما بني ‪ 27‬يناير و‪ 24‬فرباير ‪� ،2011‬أعداد ًا‬ ‫غفرية من املقيمني والزوار ملا يوفره لهم من الأن�شطة الثقافية فيها الكثري‬ ‫من مظاهر البهجة‪.‬‬ ‫وميثل مهرجان م�سقط منا�سبة فريدة من نوعها‪ ،‬وهو ما جعله من‬ ‫�أكرث الوجهات جذب ًا للزوار يف �سلطنة ُعمان من جميع �أنحاء العامل‪ ،‬فتنوع‬ ‫الفعاليات فيه واختالفها �شكل م�صدر �إبهار ملخيلة الزائرين‪ ،‬وخ�صو�ص ًا �أنه‬ ‫يعك�س اجلوهر احلقيقي للثقافة والرتاث ال ُعماين‪.‬‬ ‫وقد �شهدت قرية الرتاث ال ُعماين يف حديقة القرم الطبيعية احتفاالت‬ ‫عك�ست خمت ِلف جوانب احلياة االجتماعية يف ُعمان‪ ،‬مثل احلرف اليدوية‬ ‫التقليدية والفولكلور‪ ،‬وكان ذلك م�صدر غبطة و�إبهاج للمواطنني واملقيمني‬ ‫على حد �سواء‪ .‬وهذه القرية مثرية لالنتباه من خالل ما تت�ضمنه من عرو�ض‬ ‫ت�سلط ال�ضوء على ثقافات خمتلفة من العامل‪.‬‬ ‫وقد عاين الزوار يف قرية الرتاث ال ُعماين ممار�سة الفنون واحلرف‬ ‫التقليدية‪ ،‬والتي ال يزال بع�ضها يمُ ا َر�س‪ .‬كما �شاهد الزوار‬ ‫الفنانني واحلرفيني رجا ًال ون�ساء وهم يبا�شرون الن�سيج و�صناعة‬ ‫الفخار متام ًا كما يفعلون يف الطبيعة‪.‬‬ ‫وي�شكل مهرجان م�سقط يف الواقع وجهة �سياحية هامة‪ ،‬كما‬ ‫�أنه ي�ضطلع بدور هام يف تعزيز ال�سياحة يف �سلطنة ُعمان‪.‬‬ ‫وقد اف ُت ِتح مهرجان م�سقط يوم ‪ 27‬يناير ‪ ،2011‬وهو‬ ‫منظم باال�شرتاك مع مركز البحوث للتاريخ والفنون والثقافة‬ ‫الإ�سالمية (�إر�سيكا) وبلدية م�سقط‪ ،‬و�شمل هذا احلدث الرائع‬ ‫ندوة حول “االبتكار والإبداع يف الفنون واحلرف”‪ ،‬وجائزة‬ ‫م�سقط الدولية للإبداع واالبتكار يف احلرف اليدوية” (وهي‬ ‫بقيمة ‪� 100‬ألف دوالر) واملعر�ض الدويل للحرفيني‪.‬‬ ‫واجتذب مهرجان م�سقط الدويل للفنون والرتاث والإبداع‬ ‫احلرفيني وع�شاق الفن من جميع �أنحاء العامل‪ .‬وكانت القرية‬

‫الدولية نقطة حمورية لعر�ض النماذج الرائعة من حتف احلرفيني من‬ ‫جميع �أنحاء العامل‪ ،‬ف�ض ًال عن توفري فر�صة لعر�ض الأعمال التقليدية‬ ‫للحرفيني ال ُعمانيني على ال�ساحة الدولية لأول مرة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�شارك يف املعر�ض �أكرث من ‪ 150‬حرفي ًا‪ ،‬ميثلون ‪ 25‬بلدا‪ ،‬مبا‬ ‫فيها البلد امل�ست�ضيف ُعمان‪ ،‬وهي قرغيز�ستان وطاجيك�ستان وجنوب‬ ‫�إفريقيا وتركيا وموريتانيا ولبنان وتون�س واجلزائر وم�صر وباك�ستان‬ ‫وبوركينا فا�سو و�إيران والهند وفل�سطني واملغرب و�سوريا و�أوزبك�ستان‬ ‫ومقدونيا واليابان ورو�سيا وال�سنغال واملك�سيك‪� ،‬إ�ضافة �إىل م�شاركني‬ ‫من قطر و�أع�ضاء جلنة التحكيم من فرن�سا‪.‬‬ ‫وقد افتُتح مهرجان م�سقط الدويل للفنون والرتاث والإبداع من‬ ‫قبل خالد بن هالل بن �سعود البو�سعيدي الأمني العام ملجل�س الوزراء‪،‬‬ ‫وبح�ضور علي بن م�سعود ال�سنيدي وزير �ش�ؤون الريا�ضة‪ ،‬واملهند�س‬ ‫�سلطان بن حمدون احلارثي رئي�س بلدية م�سقط‪ ،‬وعدد من ال�سفراء‬ ‫الأجانب وامل�س�ؤولني يف بلدية م�سقط‪ .‬ومع تقدمي عر�ض من الفولكلور‬ ‫ال ُعماين‪ ،‬قام البو�سعيدي بقطع ال�شريط الرمزي معلن ًا االفتتاح الر�سمي‬ ‫للمهرجان‪ ،‬ليقوم بعد ذلك رفقة اجلمهور احلا�ضر بجولة يف خمت ِلف �أجنحة‬ ‫الدول امل�شاركة‪.‬‬ ‫وقد عر�ض احلرفيون من خمت ِلف البلدان مهاراتهم ومنتجاتهم‪ ،‬والتي‬ ‫�شملت احلرف اليدوية والن�سيج والأعمال الفنية والفخار وال�سجاد والكليم‬ ‫والف�سيف�ساء والأزياء التقليدية والأ�شغال اجللدية وال�سرياميك واللوحات‬ ‫والأ�شغال الف�ضية واحلرف اخل�شبية واملن�سوجات والورق والإ�ضاءة والزخرفة‬ ‫وحتف ًا وفنون ًا �أخرى ال تقل روعة‪ .‬وقال �أحمد البدري‪ ،‬وهو �أحد الزوار‪� ،‬إن‬ ‫املهرجان ميثل فر�صة فريدة للتفاعل واالطالع على خمت ِلف الثقافات من‬ ‫�شتى البلدان ويف مكان واحد‪.‬‬ ‫وقد �سعى املهرجان �إىل جمع املبدعني واحلرفيني يف هذا املجال يف‬ ‫�أجنحة ت�شكيل قرية للحرف يعر�ضون فيها �أعمالهم والأدوات والتقنيات‬ ‫امل�ستخدمة يف ور�شهم يف هذه املنا�سبة‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫ثقافة وفنون‬

‫معر�ض ت�صوير فوتوغرايف يف �صنعاء‬

‫الرئي�س غـُـل (من الي�سار) والدكتور �إيرين يتجوالن يف املعر�ض‬

‫اليمن ـ �صنعاء‪:‬‬ ‫مبنا�سبة زيارة الرئي�س الرتكي عبد اهلل ُغـل لليمن‪ ،‬نظم مركز البحوث‬ ‫للتاريخ والفنون والثقافة الإ�سالمية «�إر�سيكا» معر�ض ًا للت�صوير الفوتوغرايف مت‬ ‫خالله عر�ض �صور تاريخية خمتارة من �أر�شيف املركز حتت عنوان «ال�صداقة‬ ‫بني تركيا واليمن من خالل التاريخ»‪ .‬وقد افتتح الرئي�س ُغـل املعر�ض خالل‬ ‫برنامج زيارته لليمن يف العا�شر من يناير ‪.2011‬‬ ‫وقد ت�ضمن املعر�ض ن�سخ ًا طبق الأ�صل خلم�س و�أربعني �صورة فوتوغرافية‬ ‫خمتارة من «�ألبوم �صور ال�سلطان عبد احلميد الثاين»‪ ،‬والتي ت�شكل نواة‬ ‫�أر�شيف املركز‪.‬‬

‫وبهذه املنا�سبة‪ ،‬مت ن�شر ‪� 122‬صورة يف فهر�س ل�صور تو�ضح الذكريات‬ ‫امل�شرتكة بني �شعبي تركيا واليمن‪.‬‬ ‫وقام الرئي�س الرتكي ُغـل‪ ،‬برفقة د‪ .‬خالد �إرين‪ ،‬مدير املركز‪ ،‬والذي كان‬ ‫�ضمن وفد ال�سيد الرئي�س‪ ،‬بتقدمي ن�سخة من احلجم الكبري للفهر�س امل�صور‬ ‫للرئي�س اليمني علي عبد اهلل �صالح‪ .‬كما قام رئي�س الوزارء اليمني علي‬ ‫حممد جما ِور بزيارة املعر�ض بعد ح�ضوره امللتقى الرتكي ـ اليمني التجاري‪،‬‬ ‫وقام الدكتور �إرين بتقدمي ن�سخة من الفهر�س امل�صور ملعايل الوزير‪.‬‬ ‫جدير بالذكر �أن مركز البحوث قد قام يف دي�سمرب ‪ 2009‬بالتعاون مع‬ ‫الأر�شيف الوطني اليمني بتنظيم م�ؤمتر «اليمن خالل العهد العثماين» برعاية‬ ‫الرئي�س اليمني‪.‬‬ ‫و ُيـ َعـد الفهر�س امل�صور الذي ن�شره مركز الأبحاث بال �شك �إ�ضافة مهمة‬ ‫ملجموعة من الألبومات امل�صورة التي ين�شرها املركز ليجعل هذه الكنوز‬ ‫الوثائقية يف متناول اجلميع‪ ،‬مثل �ألبومات ا�سطنبول و�إيرزوروم وبور�صة من‬ ‫تركيا وغريها مما مت ن�شره �سابق ًا عن م�صر واليابان‪ .‬كما يقوم املركز ب�إقامة‬ ‫العديد من املعار�ض يف منا�سبات خمتلفة؛ فخالل الفرتة ما بني عامي ‪1981‬‬ ‫و‪ ،2011‬مت تنظيم ‪ 231‬معر�ض ًا للوثائق التاريخية واملخطوطات والكتب‬ ‫النادرة وامل�شاريع املعمارية والتخطيطية والأعمال الفنية وامل�شغوالت اليدوية‬ ‫وال�صور الفوتوغرافية‪ .‬وقد مت عر�ض بع�ض هذه املعرو�ضات يف �صاالت بهو‬ ‫ق�صر يلديز يف ا�سطنبول ويف دول خمتلفة �أخرى‪ ،‬منها اجلزائر وم�صر‬ ‫وفرن�سا و�أملانيا وغينيا و�إندوني�سيا واليابان والأردن والكويت وماليزيا واملغرب‬ ‫وعمان وباك�ستان وقطر وال�سنغال وال�سودان و�سوريا وتون�س واململكة املتحدة‬ ‫ُ‬ ‫والواليات املتحدة الأمريكية والإمارات العربية املتحدة واليمن‪.‬‬

‫�إر�سيكا ينظم امل�ؤمتر الدويل الثاين لعلم الآثار الإ�سالمية يف باك�ستان‬ ‫�إ�سالم �أباد – باك�ستان‪:‬‬ ‫انعقد امل�ؤمتر الدويل الثاين للآثار الإ�سالمية يف العا�صمة الباك�ستانية‬ ‫�إ�سالم �آباد يف الفرتة من ‪ 23-21‬يناير ‪ ،2011‬حتت رعاية رئي�س وزراء‬ ‫باك�ستان �سيد يو�سف ر�ضا جيالين‪ .‬وكان �أول م�ؤمتر من هذا النوع قد انتظم‬ ‫يف عام ‪ 2005‬يف ا�سطنبول حتت رعاية رئي�س وزراء تركيا‪ ،‬رجب طيب‬ ‫�أردوغان‪.‬‬ ‫وقد قام املعهد الوطني للبحوث التاريخية والثقافية (‪)NIHCR‬‬ ‫بتنظيم امل�ؤمتر الثاين يف باك�ستان باال�شرتاك مع مركز البحوث للتاريخ‬ ‫والفنون والثقافة الإ�سالمية “�إر�سيكا”‪ .‬و�شارك يف امل�ؤمتر خرباء وعلماء‬ ‫الآثار و�أ�سماء المعة من املراكز الثقافية والفنية‪ ،‬ونوق�شت فيه موا�ضيع من‬ ‫قبيل الرتاث الأثري الغني للح�ضارة الإ�سالمية‪ ،‬والبحوث الأثرية واحلفريات‬ ‫يف اجلغرافيا الإ�سالمية‪ ،‬واحلفاظ على الرتاث الأثري‪ .‬وكان ذلك مب�شاركة‬ ‫العديد من علماء التاريخ والفن والعمارة كما ت�أ�س�س يف امل�ؤمتر منرب للتوا�صل‬ ‫بني خمت ِلف التخ�ص�صات‪.‬‬ ‫وقال املدير العام للمركز الدكتور خالد �إرين يف كلمته �أنه �إذا كان العامل‬ ‫الإ�سالمي ي�ضم العديد من الدول والثقافات واملجتمعات‪ ،‬وكان تاريخه ميتد‬ ‫عرب ‪ 1400‬عام �شهد العديد من التفاعالت مع خمت ِلف الثقافات‪ ،‬ف�إن‬ ‫‪44‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫الدرا�سات والبحوث املتعلقة به ال تزال قا�صرة با�ستثناء ما تقوم به بع�ض‬ ‫امل�ؤ�س�سات يف نطاق حمدود‪ ،‬ومن خالل بع�ض امل�شروعات اخلا�صة‪ .‬ولذلك‪،‬‬ ‫تقرر فتح اخت�صا�ص الآثار الإ�سالمية كمجال للبحث‪ .‬وكان امل�ؤمتر الأول‬ ‫حول هذا املو�ضوع قد ُنظم بنجاح يف ا�سطنبول يف عام ‪ ،2005‬حيث اتفق‬ ‫امل�ؤمترون على عقد امل�ؤمتر الثاين يف باك�ستان التي تزخر بالرتاث الأثري‬ ‫وتتميز بارتفاع م�ستوى التعليم فيها‪.‬‬ ‫ويف كلمة جوابية‪ ،‬قال وزير الثقافة الباك�ستانية �إن ثقافة بلده ت�ؤ�شر‬ ‫على الوحدة‪ ،‬لكنها تت�سم بالتنوع‪ .‬ف�أهل باك�ستان يتكلمون لغات خمتلفة‪،‬‬ ‫ويرتدون �أزيا ًء متنوعة ويحتفلون ب�أعياد ومنا�سبات متعددة‪ ،‬وكل ذلك يف‬ ‫روحانية �إ�سالمية تقوم على احرتام الكرامة الب�شرية‪ .‬و�أكد الوزير �أن هذا‬ ‫امل�ؤمتر يت�سم ب�أهمية خا�صة بالن�سبة لباك�ستان التي احتلت مكانا متميزة يف‬ ‫تاريخ الإ�سالم‪ ،‬وخ ُل�ص �إىل القول �إنه على ا�ستعداد لدعم كل خطوة الكت�شاف‬ ‫الرتاث الأثري الإ�سالمي وحمايته ونقله للأجيال املقبلة‪.‬‬ ‫وبعد االفتتاح الر�سمي‪ ،‬متحورت اجلل�سات حول املو�ضوعات التالية‪:‬‬ ‫احلفريات والتنقيب‪ ،‬والتاريخ‪ ،‬وحماية الرتاث الأثري‪ ،‬والتمدن‪ ،‬والأ�سواق‪،‬‬ ‫واخلانات واملدار�س و�أماكن العبادة واملقابر والآثار والدرا�سات الإقليمية‬ ‫التاريخية والزخرفة والنقود واملخطوطات واخلط والفولكلور واملو�سيقى‪.‬‬


‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي تنظم تظاهرة ثقافية للفن الإ�سالمي‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫حتت رعاية �صاحبة ال�سمو امللكي الأمرية عادلة بنت عبد اهلل بن عبد‬ ‫العزيز �آل �سعود‪ ،‬ا�ست�ضافت حرم الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪،‬‬ ‫ال�سيدة فو�سون �إح�سان �أوغلى‪ ،‬تظاهرة ثقافية يف مقر �إقامة �أمني عام منظمة‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي مبدينة جدة يوم ‪ 27‬فرباير ‪ .2011‬وح�ضر التظاهر َة عد ٌد‬ ‫من الأمريات وزوجات �أع�ضاء ال�سلك الدبلوما�سي وفنانون‪� ،‬إىل جانب بع�ض‬ ‫املدعوين‪.‬‬ ‫وت�ضمنت هذه التظاهرة معر�ض ًا للخط والتذهيب وزخرفة الرخام �أقامه‬ ‫مركز البحوث للتاريخ الإ�سالمي والفنون والثقافة (�إر�سيكا)‪ .‬وتُـ َعـ ّد زخرفة‬ ‫الرخام (�إبرو) فن ًا تركي ًا قدمي ًا ن�ش�أ يف �آ�سيا الو�سطى؛ فبا�ستخدام �صبغات‬ ‫خا�صة ومكثفات وو�ضعها على املاء بنوع من الري�ش وتكوين �أ�شكال وخطوط‬ ‫مبهارة تنتج عن ذلك ر�سوم وهيئات على �صفح املاء والتي يتم طبعها بعد‬ ‫ذلك على ورق يو�ضع بعناية على املاء‪.‬‬ ‫كما ت�ضمنت الفعالية عر�ض ًا للأزياء التقليدية من الدول الأع�ضاء يف‬ ‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ .‬ومت عر�ض �أزياء من القفطان تركية ال�صنع‪ ،‬وبدالت‬ ‫�صوفية وت�صاميم تركية معا�صرة‪ .‬كما �أُقيم �أي�ض ًا معر�ض للمجوهرات من‬ ‫قبل جيالن من ا�سطنبول‪ .‬واختُتم املهرجان ب�إقامة مزاد علني لبيع جمموعة‬ ‫خمتارة من روائع اخلط‪ ،‬حيث �سيتم التربع بعوائد هذه اللوحات الفنية �إىل‬ ‫الأطفال ذوي االحتياجات اخلا�صة يف اململكة العربية ال�سعودية‪.‬‬ ‫ويف كلمة الأمرية عادلة خالل حفل افتتاح هذه التظاهرة‪ ،‬قالت‪�« :‬إن‬ ‫التعريف بالنتاج الثقايف هو جزء من م�س�ؤوليتنا جتاه احلفاظ على املوروث‬ ‫الأ�صيل‪ ،‬وال�سعي لعر�ضه يف حماولة لتمازج احل�ضارات واال�ستفادة من تبادل‬ ‫املعرفة الثقافية التي تركها ال�سلف وط ّورها املعا�صرون»‪ .‬و�أ�ضافت الأمرية‬ ‫قائلة «�إن هذا احلفل الثقايف للدول الإ�سالمية هو ا�ستثمار لقدرة الثقافات يف‬ ‫توطيد الأوا�صر بينها و�إحياء ملا مي ّيزها‪� ،‬إ�ضافة �إىل دعم الأن�شطة التطوعية‬ ‫اخلريية التي ت�صب يف م�صلحة ذوي االحتياجات اخلا�صة لتعك�س الأبعاد‬

‫الأمني العام �إح�سان �أوغلى والدكتور �إيرين ي�ستعر�ضان بع�ض �أعمال اخلط على �إحدى اللوحات‬

‫الإن�سانية للأن�شطة الثقافية»‪.‬‬ ‫وقد �شكرت ال�سيدة فو�سون �إح�سان �أوغلى‪ ،‬من جانبها‪ ،‬الأمرية عادلة‬ ‫على دعمها لهذا احلدث الثقايف الهام‪ ،‬و�أعربت عن تقديرها جلميع الذين‬ ‫�أ�سهموا يف �إجناحه‪ .‬كما �أبرزت الدور الهام الذي ت�ؤديه املر�أة يف الأن�شطة‬ ‫اخلريية وتعزيز الثقافة‪.‬‬ ‫�إىل جانب ذلك‪� ،‬أقيمت م�أدبة ع�شاء احتوت �أطباق ًا تقليدية متنوعة من‬ ‫خمت ِلف ثقافات الدول الأع�ضاء يف منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ولإعطاء الفر�صة ملزيد من املهتمني لال�ستمتاع باملعر�ض‪ ،‬افتتح الأمني‬ ‫العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪،‬‬ ‫املعر�ض‪ ،‬يوم ‪ 28‬فرباير ‪ ،2011‬يف حمل �إقامته بجدة‪ ،‬والذي ا�ستمر ملدة‬ ‫�أ�سبوع‪.‬‬ ‫و ُيـ َعـ ّد املعر�ض جزء ًا من الن�شاط الثقايف والإعالمي والذي تقوم به‬ ‫املنظمة لرفع م�ستوى الوعي باحل�ضارة العربية والإ�سالمية‪.‬‬

‫�إر�سيكا يفوز بجائزة «م�ؤ�س�سة العام»‬

‫الكويت‪:‬‬ ‫قررت املجلة الثقافية ال�شهرية «العربي» التي ت�صدر عن وزارة الإعالم‬ ‫الكويتية منح جائزة �أح�سن م�ؤ�س�سة لهذا العام ملركز البحوث للتاريخ والفنون‬ ‫والثقافة الإ�سالمية «�إر�سيكا»‪ .‬وت�سلم اجلائز َة املدير العام للمركز الدكتور‬ ‫خالد �إرين من وزير البرتول الكويتي والإعالم ال�شيخ احمد العبد اهلل الأحمد‬ ‫ال�صباح الذي ح�ضر حفل توزيع اجلوائز‪ ،‬حيث افتتح م�ؤمتر «العرب يتجهون‬ ‫�شرق ًا»‪ ،‬و�أثنى على جهود �إر�سيكا التي يقوم ب�إجراء درا�سات ق ّيمة‪ .‬وقد مت‬ ‫تنظيم امل�ؤمتر حتت رعاية رئي�س الوزراء الكويتي ال�شيخ نا�صر حممد الأحمد‬ ‫اجلابر ال�صباح‪.‬‬ ‫وقال الوزير ال�صباح �إن هذا امل�ؤمتر ي�أتي يف �إطار االحتفاالت املخلدة‬ ‫للذكرى اخلم�سني ال�ستقالل دولة الكويت‪ ،‬وذكر �أن العالقات بني الكويت‬ ‫و�آ�سيا را�سخة يف التاريخ ومتجددة عرب الزمن‪ ،‬م�ؤكد ًا �أن العامل العربي يقع‬

‫�ضمن �آ�سيا‪ ،‬وبذلك فمن ال�ضروري �إقامة عالقات قوية بني ال�شرق الأو�سط‬ ‫و�آ�سيا‪.‬‬ ‫وتلقى مركز البحوث للتاريخ والفنون والثقافة الإ�سالمية خالل حفل‬ ‫توزيع اجلوائز جائزة م�ؤ�س�سة ال�سنة مل�ساهمته يف تطوير العالقات بني‬ ‫�آ�سيا والعامل العربي ويف الدرا�سات والن�شر يف جمال الثقافة واحل�ضارة‬ ‫الإ�سالمية‪ .‬وقد �أ�شاد املدير العام الدكتور خالد �إرين مبجلة العربي ملا قدمته‬ ‫من م�ساهمات كبرية للعامل العربي والإ�سالمي لأكرث من خم�سني عام ًا‪ ،‬وقال‬ ‫�إن املركز يتابع ما تبذله املجلة من جهود يف توحيد العامل الإ�سالمي وتعزيز‬ ‫ال�صداقة بني امل�سلمني ب�إعجاب‪ .‬كما �شكر مدير مركز �إر�سيكا املجلة ورئي�س‬ ‫حتريرها �سليمان �إبراهيم الع�سكري على ال�سعي من �أجل ن�شر الت�سامح وروح‬ ‫احلوار بني الأديان واحل�ضارات‪ ،‬معرب ًا عن اعتزاز املركز وفخره باختياره‬ ‫لهذه اجلائزة من قبل جملة العربي‪ .‬وقد �أعدت املجلة يف عددها الأخري ملحة‬ ‫عن �أهم �أن�شطة املركز وم�شاريعه وما قدمه للعامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫‪45‬‬


‫ثقافة وفنون‬

‫عبد اهلل بدوي يح�صل على جائزة امللك في�صل خلدمة الإ�سالم‬ ‫الريا�ض ـ اململكة العربية ال�سعودية‪� :‬أ�شرف �صاحب ال�سمو‬ ‫امللكي الأمري نايف بن عبد العزيز‪ ،‬النائب الثاين لرئي�س جمل�س الوزراء وزير‬ ‫الداخلية يف اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬يوم ‪ 13‬مار�س ‪ ،2011‬على تقدمي‬ ‫اجلوائز للفائزين بجائزة امللك في�صل العاملية لهذا العام‪ ،‬والتي ُق�سمت �إىل‬ ‫�أربعة فروع‪ .‬وقد قدم الأمري نايف جائزة امللك في�صل خلدمة الإ�سالم �إىل‬ ‫عبد اهلل �أحمد بدوي‪ ،‬رئي�س وزراء ماليزيا ال�سابق‪.‬‬ ‫وقد قامت منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي برت�شيح ال�سيد بدوي‪ ،‬الراعي‬ ‫امل�ؤ�س�س ملنتدى االقت�صاد الإ�سالمي العاملي‪ ،‬للجائزة لدوره البارز يف خدمة‬ ‫الإ�سالم داخل ماليزيا وخارجها‪ .‬كما �أنه ا�ضطلع بدور رئي�سي يف تعزيز‬ ‫التنمية االقت�صادية ملاليزيا‪ ،‬وعمل على ت�شجيع الدرا�سات الإ�سالمية‪ ،‬كما‬ ‫قام بدعم �إدارة القوانني الإ�سالمية و�شعرية الوقف وم�ؤ�س�سات احلج‪.‬‬ ‫الأمري نايف (من اليمني) والأمري خالد �أثناء‬ ‫حفل جائزة امللك في�صل العاملية لعام ‪2011‬‬

‫‪46‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫وقال بدوي يف خطابه الذي �ألقاه لدى‬ ‫ت�سلمه اجلائزة‪�« :‬أهدي هذه اجلائزة �إىل‬ ‫ال�سالم واال�ستقرار»‪ ،‬وتوجه بال�شكر �إىل الأمري‬ ‫نايف على اجلائزة‪.‬‬ ‫ولدى رئا�سة ال�سيد بدوي ملنظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬مل يدخر و�سع ًا يف مكافحة الفقر يف‬ ‫العامل الإ�سالمي‪ ،‬و�سعى �إىل �أن يتبو�أ مو�ضوع‬ ‫االقت�صاد مكانة متقدمة يف عمل منظمة‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي �سعي ًا لتعزيز التجارة والعمل‬ ‫بني �أع�ضاء البلدان‪.‬‬ ‫ويتوىل ال�سيد بدوي حالي ًا رئا�سة منظمة‬ ‫ماليزيا للفهم الإ�سالمي‪ ،‬كما �أنه يرعى منظمة‬ ‫الدرا�سات الإ�سالمية املتطورة يف كواالملبور‪.‬‬ ‫و�صرح الأمري خالد الفي�صل‪� ،‬أمري منطقة‬ ‫رئي�س الوزراء املاليزي ال�سابق بدوي‬ ‫مكة املكرمة‪ ،‬ومدير عام م�ؤ�س�سة امللك في�صل‬ ‫اخلريية‪ ،‬ورئي�س جلنة جائزة امللك في�صل العاملية‪ ،‬ب�أن جائزة امللك في�صل‬ ‫العاملية هي �أحد امل�شاريع الرئي�سية مل�ؤ�س�سة امللك في�صل اخلريية امللهمة من‬ ‫احلما�سة الإن�سانية وال�سالم والقيم الإ�سالمية النبيلة التي عمل عليها املغفور‬ ‫له ب�إذن اهلل امللك في�صل طوال حياته‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أمري منطقة مكة‪« :‬تعرتف اجلائزة ببع�ض من طموحاته لتحقيق‬ ‫التقدم للب�شرية وخ�صو�ص ًا رغبته يف ت�أكيد دور العرب وامل�سلمني نحو هذا‬ ‫التقدم»‪ .‬وقد تال عبد اهلل العثيمني‪� ،‬أمني عام جائزة امللك في�صل العاملية‪،‬‬ ‫ا�ست�شهادات �شخ�صية عن الفائزين الذين ت�سلموا بعدها جوائزهم من‬ ‫الأمري نايف‪ .‬وت�سلم كل فائز جائزة نقدية قيمتها ‪ 750.000‬ريال �سعودي‬ ‫(‪ 200.000‬دوالر �أمريكي) و�شهادة تقدير وميدالية ذهب تذكارية قرياط‬ ‫‪ .22‬وتنا�صف جائزة فرع الدرا�سات الإ�سالمية الرتكي الدكتور خليل‬ ‫�إبراهيم �إيناجلك والأردين الدكتور‪ ‬حممد عدنان بخيت ال�شياب‪.‬‬ ‫ويف فرع الطب‪ ،‬ان�ضم الربوفي�سور جامي�س �ألكزاندر ثوما�س‪ ،‬بروفي�سور‬ ‫يف جامعة وي�سكون�سن‪� ،‬إىل نخبة من ‪� 20‬أمريكي ًا فازوا بجائزة امللك في�صل‬ ‫العاملية‪ ،‬و�شاركهم الربوفي�سور �شين�سا ياماناكا‪ ،‬بروفي�سور يف جامعة كويوتو‬ ‫يف اليابان‪ ،‬بجائزة هذه ال�سنة لأعماله البارزة التي و�ضع �ضمنها عالج ًا‬ ‫للخاليا اجلذرية‪ .‬كما ح�صل منا�صفة على جائزة فرع العلوم الأمريكيان‬ ‫الربوفي�سور من جامعة هارفرد جورج وايت�سايد�س والربوفي�سور من جامعة‬ ‫�ستانفورد رت�شريد زار‪ .‬وقال اال�ست�شهاد‪« :‬قام الربوفي�سور وايت�سايد�س‬ ‫بثورة يف جمال التجميع الذاتي با�ستخدامه جلدول‪ ‬تركيب‪ ‬جزيئي لل�سيطرة‬ ‫على خ�صائ�ص املهجرية للأ�سطح»‪ .‬وعرف الفائز الثاين زار‪ ،‬لفرع العلوم‪،‬‬ ‫مب�ساهمته الرئي�سية يف فهم ديناميات اجلزئية والتفاعالت الكيميائية‪.‬‬ ‫وبعد حفل ت�سليم اجلوائز‪� ،‬أعلن �أي�ض ًا عن مو�ضوعات جائزة امللك في�صل‬ ‫العاملية لعام ‪.2012‬‬ ‫وقد ت�أ�س�ست جائزة امللك في�صل العاملية يف عام ‪ .1979‬كما تعترب‬ ‫اجلائزة جائزة نوبل العرب‪ .‬وقد ح�صل العديد من الفائزين بجائزة امللك‬ ‫في�صل على جائزة نوبل كذلك‪.‬‬


‫يف الدورة الثالثة لوزاري املر�أة بطهران‪:‬‬ ‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي تدعو �إىل �سن ت�شريعات متنع‬ ‫العنف �ضد املر�أة وتطالب بحركة عاملية لإحياء حقوقها‬

‫الرئي�س �أحمدي جناد يلقي كلمته يف امل�ؤمتر‬

‫طهران ـ �إيران‪:‬‬ ‫دعت منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي �إىل �ضرورة تنظيم حركة عاملية ترمي‬ ‫�إىل �إحياء حقوق املر�أة‪ ،‬معلنة رف�ضها املبدئي للعنف �ضد املر�أة باعتبارها‬ ‫مكون ًا �أ�سا�سي ًا من املجتمع‪ ،‬ودعت يف الوقت نف�سه �إىل �إ�صدار ت�شريع يف الدول‬ ‫الأع�ضاء ملنع العنف �ضد املر�أة‪ ،‬كما �شددت املنظمة على �ضرورة �إ�شراك‬ ‫املر�أة يف عملية �صنع القرار ال�سيا�سي واالجتماعي‪.‬‬ ‫و�سلطت الدورة الثالثة للم�ؤمتر الوزاري حول دور املر�أة يف تنمية الدول‬ ‫الأع�ضاء يف منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬والتي انعقدت حتت �شعار‪« :‬املر�أة‬ ‫واالقت�صاد والأ�سرة»‪ ،‬ال�ضوء على التح�سينات التي طر�أت على الإطار القانوين‬ ‫املتعلق بحقوق املر�أة يف الدول الأع�ضاء باملنظمة‪ ،‬لكنها �أقرت يف الوقت نف�سه‬ ‫ب�أنه ال تزال هناك حاجة �إىل �إحراز املزيد من التقدم يف ما يتعلق بالت�شريع‬ ‫والتنفيذ‪.‬‬ ‫ويف الكلمة التي توجه بها الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪� ،‬إىل امل�ؤمتر‪ ،‬وتالها نيابة عنه الأمني‬ ‫العام امل�ساعد ال�سفري �سمري بكر ذياب‪� ،‬أكد �أن‪“ :‬املر�أة �ضحية للإ�ساءة‬ ‫والت�صورات املغلوطة والعادات والتقاليد والأفكار ال�سلبية ال�سائدة داخل‬ ‫املجتمعات امل�سلمة‪ ،‬بينما يدعم الإ�سالم حقوق املر�أة ومكانتها يف املجتمع‬ ‫وي�ساند بقوة م�شاركتها وانخراطها يف �شتى مناحي احلياة”‪.‬‬ ‫و�أبرز الأمني العام �أن القر�آن وال�سنة يدعمان ق�ضية املر�أة ويقران‬ ‫بكرامتها و�ضرورة احرتامها ويقدران الدور الهام الذي تنه�ض به باعتبارها‬ ‫�شريك ًا للرجل‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف الربوفي�سور �إح�سان �أوغلى �أنه “لن يت�أتى للمجتمع �أن ي�شق‬ ‫طريقه نحو التقدم والتنمية �إ ّال بتعزيز م�شاركة املر�أة يف املجاالت ال�سيا�سية‬ ‫واالجتماعية وغريها”‪.‬‬ ‫واعتمدت الدورة‪ ،‬التي عقدت اجتماعاتها يف العا�صمة الإيرانية طهران‪،‬‬ ‫خالل الفرتة من ‪ 21 - 19‬دي�سمرب ‪ 2010‬حتت رعاية فخامة الرئي�س‬ ‫الإيراين د‪ .‬حممود �أحمدي جناد‪� ،‬آلية تنفيذ خطة عمل منظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي للنهو�ض باملر�أة‪ .‬و�أو�صى الإعالن ب�أن تعمل الدول الأع�ضاء يف‬ ‫املنظمة جنب ًا �إىل جنب من �أجل و�ضع خارطة طريق تعمل على امل�ساعدة يف‬

‫تنظيم حركة عاملية ترمي �إىل �إحياء حقوق الب�شر وخ�صو�ص ًا املر�أة‪ ،‬و�أ�شار‬ ‫الإعالن �إىل �أن �إقرار �أن هذا التدبري الهام ي�ستلزم تعاون ًا وت�شاور ًا بني النخب‬ ‫واملفكرين من الدول كافة‪.‬‬ ‫وحقق االجتماع جناح ًا ملحوظ ًا‪ ،‬حيث تقدمت �أربع دول من الدول‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة بطلب ا�ست�ضافة الدورة الرابعة للم�ؤمتر الوزاري حول‬ ‫املر�أة والذي ُيتو َّقع عقده يف عام ‪ ،2012‬الأمر الذي يعك�س تزايد ثقة الدول‬ ‫الأع�ضاء بجدوى هذه االجتماعات‪ ،‬وفائدتها التي �أ�صبح بالإمكان تلم�سها‪.‬‬ ‫وجاء يف �إعالن طهران الت�شديد على احلاجة امللحة لتوفري الفر�ص‬ ‫للمر�أة من �أجل ت�شجيعها على امل�شاركة يف عملية �صنع القرار يف املجاالت‬ ‫املرتبطة بالتقدم ال�سيا�سي والرقي االجتماعي‪.‬‬ ‫و�أ�شاد الإعالن مب�ساعي الغرفة الإ�سالمية للتجارة وال�صناعة لعقد‬ ‫دورات خا�صة لها‪ ،‬داعي ًا يف الوقت نف�سه �إىل اعتماد �سيا�سات تنفيذية‬ ‫للنهو�ض مبكانة �سيدات الأعمال امل�سلمات‪ ،‬باعتبار ذلك �إجرا ًء �ضروري ًا‬ ‫لتعزيز العالقات التجارية بني الدول الإ�سالمية‪.‬‬ ‫من ناحية ثانية‪ ،‬رف�ض �إعالن طهران جميع �أ�شكال العنف �ضد املر�أة‪،‬‬ ‫معترب ًا �إياها مناق�ضة للحقوق التي يقرها الإعالن الإ�سالمي حلقوق الإن�سان‪،‬‬ ‫�سواء يف املنـزل �أو مكان العمل �أو يف املجتمع‪ ،‬و�شدد على �ضرورة احرتام‬ ‫الكرامة الإن�سانية للمر�أة ومنع العنف �ضدها بجميع �أبعاده اجل�سدية والعقلية‪،‬‬ ‫وذلك من خالل و�ضع ت�شريع خا�ص بذلك‪.‬‬ ‫وعلى �صعيد مت�صل‪� ،‬أ�صدرت الدورة تقرير وتو�صيات امل�ؤمتر الوزاري‬ ‫الثالث حول دور املر�أة يف تنمية الدول الأع�ضاء‪ ،‬حيث ناق�ش التقرير و�ضعية‬ ‫تنفيذ خطة عمل القاهرة للنهو�ض باملر�أة‪ ،‬وا�ستعر�ض ممثلو الدول الأع�ضاء‬ ‫�إ�سهاماتها يف تنفيذ هذه اخلطة ب�ش�أن زيادة الوعي بق�ضية متكني املر�أة‬ ‫وتنميتها‪ ،‬الفت ًا �إىل بروز احلاجة �إىل و�ضع خطط وا�سرتاتيجيات وطنية لهذا‬ ‫الغر�ض‪.‬‬ ‫وحث التقرير الدول الأع�ضاء على امل�سارعة �إىل التوقيع والت�صديق على‬ ‫النظام الأ�سا�سي لإن�شاء منظمة تنمية املر�أة يف الدول الأع�ضاء باملنظمة بنا ًء‬ ‫على املقرتح املقدم من جمهورية م�صر العربية‪.‬‬ ‫‪47‬‬


‫ثقافة وفنون‬

‫قراءة يف خطة منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫من �أجل النهو�ض باملر�أة‬

‫هذه اخلطة ببع�ض التو�صيات الهامة مت تنفيذ بع�ضها‪ ،‬كما هو احلال‬ ‫بالن�سبة لعقد م�ؤمتر وزاري مرة كل �سنتني‪ .‬لكن املتتبع لهذه اخلطة يجد �أنه‬ ‫من ال�ضروري �أن يكون لها �سند قانوين لتنفيذها ينبغي تفعيله‪.‬‬

‫الدكتورة ليلى رامي‬ ‫باحثة جزائرية يف �ش�ؤون املر�أة والأ�سرة‪ .‬دكتوراه يف الدرا�سات‬ ‫الإ�سالمية والأديان املقارنة من اجلامعة الإ�سالمية العاملية مباليزيا‬

‫تعليم املر�أة‬ ‫من بني الق�ضايا امل�شرتكة بني كل دول العامل الإ�سالمي م�س�ألة تعليم‬ ‫الن�ساء �سواء باملدن �أو الأرياف باعتبارها من الأولويات‪ ،‬ومتثل اخلطوة‬ ‫الأوىل للنهو�ض باملر�أة‪ .‬وحتتاج الإجراءات التي دعت املنظمة �إىل تنفيذها‬ ‫�إىل �إرادة �سيا�سية جادة و�إىل ت�شكيل جلنة م�شرتكة تتابع تطبيق هذا العمل‪.‬‬ ‫فت�شجيع التعليم الإلزامي املجاين من املرحلة االبتدائية �إىل املرحلة الثانوية‬ ‫�إجراء جدير باالهتمام‪ ،‬لأن تعليم املر�أة �سريجع بالفائدة عليها هي وعلى‬ ‫�أ�سرتها واملجتمع وبالتايل على الدولة نف�سها‪ ،‬حيث �إن التعليم يك�سب‬ ‫املر�أة قابلية لتمييز �أهمية الوعي الذي ت�سعى الدولة لن�شره حول حقوقها‬ ‫وواجباتها‪.‬‬

‫�شهدت ق�ضية املر�أة يف البلدان الإ�سالمية اهتمام ًا متزايد ًا‪ ،‬يف‬ ‫ظل التوظيف اخلارجي لهذا املو�ضوع �ضمن حمالت الت�شويه والت�شهري‬ ‫املت�صاعدة بحق الإ�سالم وامل�سلمني‪ .‬ووعي ًا مبا لهذا املو�ضوع من �أهمية بالغة‪،‬‬ ‫ركز برنامج العمل الع�شري‪ ،‬الذي انبثق عن القمة الإ�سالمية اال�ستثنائية‬ ‫الثالثة يف مكة املكرمة عام ‪ ،2005‬والذي ميثل خارطة طريق الأمة ملواجهة‬ ‫خمت ِلف التحديات‪ ،‬على مو�ضوع تعزيز القوانني الرامية �إىل النهو�ض باملر�أة‬ ‫يف خمت ِلف املجاالت وحمايتها من جميع �أ�شكال العنف والتمييز‪ ،‬واحرتام‬ ‫اتفاقية الق�ضاء على جميع �أ�شكال التمييز �ضد املر�أة وفق ًا للقيم الإ�سالمية‬ ‫للعدالة وامل�ساواة‪.‬‬ ‫ويف عهد الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل‬ ‫الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬مت �إيالء مو�ضوع املر�أة وترقيتها يف جمتمعات الدول‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة اهتمام ًا خا�ص ًا يعك�س حر�ص القيادة اجلديدة للمنظمة‬ ‫على معاجلة هذا املو�ضوع مبا ي�ستحق من اجلدية والعناية‪ .‬ولذلك‪� ،‬أن�ش�أت‬ ‫املنظمة �إدارة تُعنى ب�ش�ؤون الأ�سرة‪ ،‬وذلك ملتابعة ق�ضية املر�أة وتطوير‬ ‫موقعها يف الدول الأع�ضاء‪ .‬كما مت تنظيم ثالثة م�ؤمترات عن املر�أة‪ ،‬انعقد‬ ‫�أولها يف ا�سطنبول يف عام ‪ ،2006‬واحت�ضنت العا�صمة امل�صرية القاهرة‬ ‫امل�ؤمتر الثاين يف عام ‪ ،2008‬وكان �آخرها يف العا�صمة الإيرانية طهران‬ ‫يف دي�سمرب ‪ .2010‬والأهم من ذلك كله �أنه مت �إقرار �إن�شاء م�ؤ�س�سة لتنمية‬ ‫املر�أة يكون مقرها القاهرة تهتم بق�ضية املر�أة والطفولة و�ستبا�شر عملها يف‬ ‫القريب العاجل‪.‬‬ ‫خطة املنظمة للنهو�ض باملر�أة‬ ‫تتوخى اخلطة التي طرحتها املنظمة للنهو�ض باملر�أة حتقيق العدالة بني‬ ‫اجلن�سني‪ ،‬والرفع من �ش�أن املر�أة‪ ،‬و�إ�شراكها يف التنمية ال�شاملة‪ .‬وحددت‬ ‫اخلطة �أهداف ًا لتحقيق النهو�ض باملر�أة ومتكينها من امل�شاركة يف �صناعة‬ ‫القرار على كل الأ�صعدة‪ ،‬وتوفري الفر�ص املتكافئة لها يف كل املجاالت‪،‬‬ ‫وحماربة العنف �ضد املر�أة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ومن بنود هذه اخلطة �أي�ضا �أن تلتزم حكومات الدول الأع�ضاء يف‬ ‫املنظمة باتخاذ �إجراءات لتح�سني �أحوال املر�أة يف جماالت التعليم وال�صحة‬ ‫وامل�شاركة ال�سيا�سية واال�ستدامة االقت�صادية والعدالة االجتماعية والرفاهية‬ ‫والتوازن بني احلياة الأ�سرية والعمل‪.‬‬ ‫ولتنفيذ خطة العمل هذه وتقييمها‪ ،‬و�ضعت املنظمة �آليات خا�صة تتم‬ ‫بني الدول الأع�ضاء و�إدارة ال�ش�ؤون الثقافية واالجتماعية بالأمانة العامة‬ ‫للمنظمة و�أجهزتها املتفرعة وم�ؤ�س�ساتها املتخ�ص�صة واملنتمية‪ .‬وخرجت‬ ‫‪48‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫املحافظة على كيان الأ�سرة‬ ‫من بني الإجراءات التي دعا �إليها م�ؤمتر طهران �ضرورة «تعزيز م�ؤ�س�سة‬ ‫الأ�سرة حتى تتم تن�شئة الأطفال وفقا للقيم الأخالقية والتعاليم الإ�سالمية‬ ‫ال�سامية»‪ ،‬وذلك من خالل �إعطاء �أهمية كربى مل�س�ألة تن�شئة الطفل‪.‬‬ ‫ويبدو من احليوي العمل على اال�ستفادة من الأبحاث االجتماعية يف‬ ‫الدول املتقدمة والتي ر�صدت الظواهر االجتماعية اخلطرية التي ترتبت على‬ ‫تهمي�ش دور الأ�سرة يف جمتمعاتها وتعزيز دور املر�أة باخل�صو�ص يف ذلك‪.‬‬ ‫العنف �ضد املر�أة‬ ‫من بني هذه الق�ضايا حماربة العنف �ضد املر�أة‪ ،‬وميكن تقييم حجم‬ ‫وخطورة هذه الظاهرة من خالل �إجراء درا�سات اجتماعية و�إح�صائية‪.‬‬ ‫ومن �أبرز مظاهر العنف �ضد املر�أة �إزهاق روحها بحجة الدفاع عن ال�شرف‪،‬‬ ‫وهذا ي�ستلزم و�ضع قوانني �صارمة للق�ضاء على هذا العرف الفا�سد الذي ال‬ ‫يتفق مع مقا�صد ال�شريعة الإ�سالمية ب�أي حال من الأحوال‪ .‬فالزنا حمرم‬ ‫ويعاقب مرتكبه �سواء كان رجال �أو امر�أة بنف�س الدرجة والطريقة‪.‬‬ ‫التع�سف يف ا�ستعمال حق الطالق‬ ‫من مظاهر الإجحاف بحق املر�أة تع�سف الرجل يف ا�ستخدام حق‬ ‫الطالق �ضد املر�أة‪� .‬إذ �أم�سى الطالق ظاهرة مر�ضية لها �أ�سباب كثرية‪،‬‬ ‫من بينها �سوء الفهم لهذا احلق‪ .‬وهنا نحتاج �إىل عدة جهات ملعاجلة هذه‬ ‫الظاهرة على ال�صعيد الفكري والقانوين‪ ،‬وذلك بن�شر ثقافة �صحيحة‬ ‫عن �صورة املر�أة يف الإ�سالم و�إعداد مراكز لت�أهيل ال�شباب للزواج‪ .‬كما‬ ‫�أن للإعالم دور ًا كبري ًا يف ن�شر الثقافة ال�صحيحة وحماربة الفهم ال�سيئ‬ ‫للعالقات الزوجية‪ .‬ومما ال �شك فيه �أن للعلماء واملفكرين رجا ًال ون�سا ًء دور ًا‬ ‫كبري ًا كذلك يف غر�س ثقافة جديدة حول منط عالقة املر�أة ب�أخيها الرجل‬ ‫يف املجتمع‪ .‬و�أما يف حالة التع�سف املتعمد هذا في�ستلزم و�ضع قوانني ملعاقبة‬ ‫املتع�سفني يف ا�ستخدام حق الطالق‪ ،‬وو�ضع قوانني ت�شريعية حتفظ حقوق‬ ‫املطلقة‪.‬‬


‫امل�ؤمتر الإ�سالمي الثالث للوزراء املكلفني بالطفولة يدر�س‬ ‫�سبل مواجهة حتديات النهو�ض بالطفولة املبكرة يف العامل الإ�سالمي‬ ‫طرابل�س ـ ليبيا‪:‬انعقد امل�ؤمتر الإ�سالمي الثالث للوزراء املكفولني‬ ‫بالطفولة يف العا�صمة الليبية طرابل�س يف الفرتة من ‪ 7‬حتى ‪ 11‬فرباير‬ ‫‪ ،2011‬حتت عنوان «دعم التنمية‪ :‬مواجهة حتديات النهو�ض بالطفولة‬ ‫املبكرة يف العامل الإ�سالمي»‪ .‬وقامت املنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم‬ ‫والثقافة‪ ،‬وهي منظمة متخ�ص�صة تابعة ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬بتنظيم‬ ‫امل�ؤمتر بالتن�سيق مع الأمانة العامة ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي واللجنة ال�شعبية‬ ‫العامة الليبية لل�ش�ؤون االجتماعية‪ .‬وقد �شهد امل�ؤمتر ح�ضور عدد كبري من‬ ‫الوفود‪ ،‬حيث �شارك فيه ‪ 22‬وزير ًا من �أ�صل ‪ 43‬من ممثلي الدول الأع�ضاء‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل ممثلني من ‪ 21‬منظمة دولية‪ .‬وقد در�س امل�ؤمتر امل�شروع القانوين‬ ‫اخلا�ص بو�ضع الطفل يف العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وافتُتحت الدورة االفتتاحية بكلمة من رئي�س اللجنة التح�ضريية للم�ؤمتر‪،‬‬ ‫�إبراهيم عبد ال�سالم �إبراهيم‪ ،‬ووزيرة الرعاية وال�ضمان االجتماعي‬ ‫ال�سودانية‪� ،‬أمرية الفا�ضل حممد‪ ،‬رئي�سة امل�ؤمتر الإ�سالمي الثاين للوزراء‬ ‫املكفولني بالطفولة‪ ،‬والأمني العام امل�ساعد ل�ش�ؤون فل�سطني والقد�س‪ ،‬ال�سفري‬ ‫�سمري بكر‪ ،‬ممثل الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬واملدير العام‬ ‫للمنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة «�إي�سي�سكو»‪ ،‬الدكتور عبد العزيز‬ ‫عثمان التويجري‪ .‬و�أكد الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور‬ ‫�أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬يف كلمته للم�ؤمتر‪� ،‬أن املنظمة ت�ؤكد �أن رعاية‬ ‫الطفولة �أ�ضحت ت�ست�أثر باهتمام املجتمعات امل�سلمة ب�شكل ملحوظ‪ ،‬الفت ًا‬ ‫�إىل معاناة معظم الدول الأع�ضاء يف املنظمة من م�شاكل مزمنة على م�ستوى‬ ‫التنمية الب�شرية‪ ،‬ويعي�ش فيها ماليني الأطفال يف فقر وفاقة‪.‬‬ ‫وك�شف �إح�سان �أوغلى يف الكلمة‪ ،‬التي �ألقاها نيابة عنه ال�سفري �سمري‬ ‫بكر‪ ،‬عن �إطالق م�شروع م�شرتك مع الإدارة الأمريكية‪ ،‬ب�ش�أن «الو�صول �إىل كل‬ ‫�أم وطفل يف بلدان املنظمة لتقدمي الرعاية يف حاالت الطوارئ» يف بنغالدي�ش‬ ‫نهاية فرباير ‪ .2011‬وي�أتي امل�شروع يف مرحلته الثانية بعد تطبيقه يف مايل‬ ‫يف نوفمرب ‪.2010‬‬

‫و�شدد �إح�سان �أوغلى يف كلمته على �أن املنظمة انطلقت يف توجهاتها‬ ‫اجلديدة تنفيذ ًا ملقت�ضيات برنامج العمل الع�شري الذي �صدر عن قمة مكة‬ ‫اال�ستثنائية يف عام ‪ ،2005‬حيث �أوىل الربنامج اهتمام ًا خا�ص ًا مبو�ضوع‬ ‫الطفولة‪ ،‬و�أو�صى بتوفري تعليم �أ�سا�سي جيد وجماين جلميع �أطفال العامل‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬كما طالب بتعزيز القوانني الرامية �إىل احلفاظ على رعاية‬ ‫الأطفال و�صحتهم‪ ،‬ونا�شد الدول الأع�ضاء بالتوقيع وامل�صادقة على عهد‬ ‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي اخلا�ص بحقوق الطفل يف الإ�سالم‪.‬‬ ‫وقد �أ�صدر امل�ؤمتر الذي اختتم �أعماله يوم ‪ 11‬فرباير ‪�« ،2011‬إعالن‬ ‫طرابل�س ب�ش�أن ت�سريع وترية النهو�ض بالطفولة املبكرة يف العامل الإ�سالمي»‪،‬‬ ‫حيث �أعرب الإعالن عن حر�ص دول الأع�ضاء على ت�سريع خطوات تنمية‬ ‫الطفولة املبكرة يف العامل الإ�سالمي على م�ستوى ال�سيا�سات الوطنية والرعاية‬ ‫ال�صحية والتغذية والتعليم مبرحلة ما قبل الدرا�سة ودعم املجتمع الوطني‬ ‫وحت�سني برامج الرتبية وحماية الطفولة املبكرة يف احلاالت الطارئة‪ .‬كما‬ ‫دعا �إىل تعزيز الت�ضامن الإ�سالمي والتعاون الدويل لتمويل تنمية الطفولة‬ ‫املبكرة وتعزيز دور املجتمع املدين والإعالم‪ .‬وتطرق الإعالن �إىل �ضرورة‬ ‫�سن الت�شريعات وو�ضع اال�سرتاتيجيات امللمو�سة واخلطط الوطنية لال�ستفادة‬ ‫من الرعاية االجتماعية وخدمات الرعاية ال�صحية‪ .‬كما دعا �إىل ت�شجيع‬ ‫املبادرات اخلا�صة بتنمية الطفولة املبكرة كجزء ال يتجز�أ من �سيا�سات وطنية‬ ‫للدول الأع�ضاء ونظام تعليمها‪.‬‬ ‫واعتمد امل�ؤمتر �أي�ض ًا الوثيقة الأولية «للقانون ب�ش�أن حماية حقوق الطفل‬ ‫و�آليات تطبيقها يف العامل الإ�سالمي» وو�ضع �إطار عمل قانوين لت�أ�سي�س‬ ‫منتدى املنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة لأطفال العامل الإ�سالمي‪،‬‬ ‫الذي يهدف �إىل زيادة وعي الأطفال يف الدول الأع�ضاء ب�ش�أن قيم احلوار‬ ‫والت�ضامن والدميقراطية واملواطنة‪ ،‬و�ضرورة امل�شاركة يف ق�ضاياهم وتعزيز‬ ‫حقوقهم وو�ضعهم‪.‬‬ ‫‪49‬‬


‫تعليم‬

‫دعوة �إىل ت�شبيك املكتبات �إلكرتوني ًا يف جامعات العامل الإ�سالمي‬

‫القاهرة ـ م�صر‪:‬‬ ‫دعا مديرو املكتبات املركزية يف اجلامعات‪،‬‬ ‫يف ختام اجتماعهم يف جامعة القاهرة‪ ،‬يوم ‪20‬‬ ‫دي�سمرب ‪� ،2010‬إىل ت�شبيك املكتبات �إلكرتوني ًا‬ ‫يف اجلامعات الأع�ضاء يف احتاد جامعات العامل‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬التابع للمنظمة الإ�سالمية للرتبية‬ ‫والعلوم والثقافة «�إي�سي�سكو»‪.‬‬ ‫و�أو�صوا ب�أن تقوم املكتبات اجلامعية بدور‬ ‫فعال يف تعزيز �أخالقيات البحث العلمي ومهنة‬ ‫التدري�س‪ ،‬ويف تقوية الوعي املعلوماتي لدى الطالب‬ ‫و�أع�ضاء هيئة التدري�س‪.‬‬ ‫كما �أو�صوا بو�ضع �أولويات ملجاالت التعاون‪،‬‬ ‫يف مقدمتها قواعد البيانات البيبليوغرافية‬ ‫املوحدة والفهار�س املوحدة‪ ،‬والتحميل الإلكرتوين‬ ‫للمخطوطات والكتب النادرة‪ ،‬واخلدمات الفنية‬

‫(الإعارة البينية والتبادل واالطالع الداخلي‬ ‫والت�صوير والن�سخ)‪.‬‬ ‫وعقد امل�ؤمتر الإقليمي الأول ملديري املكتبات‬ ‫املركزية للجامعات يف دول العامل الإ�سالمي‪ ،‬حول‬ ‫مو�ضوع ‪« :‬نحو حتالف ا�سرتاتيجي لبناء جمتمعات‬ ‫املعرفة»‪ ،‬بالتعاون مع املكتبة املركزية جلامعة‬ ‫القاهرة‪ ،‬والإي�سي�سكو‪ ،‬واحتاد جامعات العامل‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬ويف �إطار كر�سي الإي�سي�سكو يف جامعة‬ ‫القاهرة‪.‬‬ ‫وقد �شارك يف �أعمال امل�ؤمتر �أكرث من ‪125‬‬ ‫مدير ًا للمكتبات �أو من ينوب عنهم‪ ،‬من الأردن‬ ‫والبحرين واململكة العربية ال�سعودية وال�سودان‬ ‫و�سوريا والعراق وليبيا وم�صر واملغرب والنيجر‬ ‫واليمن‪� ،‬إ�ضافة �إىل ممثل الإي�سي�سكو واحتاد‬ ‫جامعات العامل الإ�سالمي‪.‬‬

‫وقد وزعت �أعمال امل�ؤمتر على �أربع جل�سات‬ ‫عمل علمية‪ ،‬قدم فيها �ستة ع�شر بحث ًا‪ ،‬تناولت‬ ‫املحاور التالية‪ :‬العالقات بني املكتبات اجلامعية‬ ‫و�أ�س�س �إدارتها ومناذجها‪ ،‬واملكتبات اجلامعية‬ ‫وتعزيز �أخالقيات البحث العلمي ومهنة التدري�س‬ ‫والتعليم‪ ،‬ودور املكتبات اجلامعية يف رفع درجات‬ ‫الوعي املعلوماتي وحقوق الإن�سان‪ ،‬واملكتبات‬ ‫اجلامعية وتوفري املناخ حلرية التعبري والإبداع‪.‬‬ ‫وعقدت مائدة م�ستديرة حول الوثيقة املقرتحة‬ ‫ُ‬ ‫للتحالف بني املكتبات املركزية جلامعات العامل‬ ‫الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وقد �أقيم على هام�ش امل�ؤمتر معر�ض‬ ‫�شارك فيه عدد من النا�شرين ومتعهدي النظم‬ ‫والربجميات والتطبيقات التقنية يف جمال‬ ‫تكنولوجيا املعلومات‪.‬‬

‫البنك الإ�سالمي للتنمية ميول مركز تدريب معلمني يف كيب تاون‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫مت يف مقر البنك الإ�سالمي للتنمية بجدة‪ ،‬يوم ‪ 25‬دي�سمرب ‪ ،2010‬توقيع‬ ‫اتفاق بني البنك الإ�سالمي للتنمية وكلية �إ�سالمية لتدريب املعلمني مبدينة‬ ‫كيب تاون يف جنوب �إفريقيا‪ .‬وتهدف االتفاقية �إىل بناء من�ش�أة جديدة لتغطية‬ ‫النق�ص احلاد يف عدد املعلمني امل�ؤهلني يف تخ�ص�صات العلوم ال�شرعية للتعليم‬ ‫يف املدار�س الإ�سالمية يف جنوب �إفريقيا والدول املجاورة‪ .‬و�سيقوم البنك‬ ‫مبوجب االتفاقية بتقدمي منحة قدرها ‪� 350‬ألف دوالر �أمريكي‪ .‬و�سيعزز هذا‬

‫امل�شروع فر�ص العمل لل�شباب امل�سلم يف منطقة جنوب القارة الإفريقية‪ .‬وتبلغ‬ ‫الطاقة اال�ستيعابية للكلية نحو (‪ )360‬طالب ًا �سنوي ًا‪.‬‬ ‫وت�أتي م�ساهمة البنك الإ�سالمي للتنمية يف هذا امل�شروع لتغطية النق�ص‬ ‫احلاد يف عدد املعلمني امل�ؤهلني يف تخ�ص�صات العلوم ال�شرعية للتعليم يف‬ ‫املدار�س الإ�سالمية يف جنوب �إفريقيا والدول املجاورة‪ ،‬و�سيعزز هذا امل�شروع‬ ‫فر�ص العمل لل�شباب امل�سلم يف منطقة جنوب القارة الإفريقية‪.‬‬

‫و�ضع خطة لتطبيق التعليم املرتبط بحاجة �سوق العمل لل�شباب العربي‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫مت يوم ‪ 16‬يناير ‪ 2011‬توقيع اتفاقية بني‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية وم�ؤ�س�سة التمويل الدولية‪،‬‬ ‫ع�ضو جمموعة البنك الدويل‪ ،‬لتد�شني مبادرة‬ ‫ترمي �إىل �إ�شراك القطاع اخلا�ص يف �إيجاد فر�ص‬ ‫جديدة للتعليم املرتبط بالتوظيف وتعزيز مهارات‬ ‫�سوق العمل لل�شباب العربي‪.‬‬ ‫ويرجع �سبب �أزمة توفر الوظائف جزئي ًا �إىل‬ ‫عدم التوازن بني معدالت النمو ال�سكاين املرتفع يف‬ ‫املنطقة العربية والأداء االقت�صادي غري املتكافئ‪.‬‬ ‫وطبق ًا ملا ورد يف تقرير منظمة العمل الدولية‬ ‫لعام ‪ ،2010‬ف�إن البلدان العربية يجب عليها �أن‬ ‫توفر ما يزيد على ‪ 50‬مليون فر�صة عمل خالل‬ ‫العقد القادم لتلبية االحتياجات املتزايدة لوظائف‬ ‫جديدة‪.‬‬ ‫‪50‬‬

‫و�صرح ال�سيد برياما �سيدي بي‪ ،‬نائب رئي�س‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية‪�« ،‬إن التعليم من �أجل‬ ‫التوظيف �سوف يوفر خارطة طريق للحكومات‬ ‫واملنظمات الدولية وغري ذلك من اجلهات ذات‬ ‫ال�صلة‪ .‬كما �سي�ساعد على حت�سني قدرة القطاع‬ ‫اخلا�ص على متويل وتوفري تعليم عايل اجلودة‪،‬‬ ‫بتكلفة معقولة‪ ،‬قادر على تلبية احتياجات �سوق‬ ‫العمل‪ ،‬ويحول دون هجرة اخلريجني من حملة‬ ‫ال�شهادات العليا �إىل اخلارج‪ ،‬م�ؤكد ًا �أن ذلك ي�أتي‬ ‫يف نطاق اهتمام البنك الإ�سالمي للتنمية وحر�صه‬ ‫الدائم على تلم�س احتياجات التنمية يف الدول‬ ‫الأع�ضاء»‪.‬‬ ‫و�صرح ال�سيد جريكي كو�سكيلو‪ ،‬نائب رئي�س‬ ‫م�ؤ�س�سة التمويل الدولية‪ ،‬بدوره‪ ،‬قائ ًال «�إن مبادرة‬ ‫م�ؤ�س�سة التمويل الدولية والبنك الإ�سالمي للتنمية‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫من �ش�أنها �أن تظهر �أن التعليم اخلا�ص ب�إمكانه‬ ‫امل�ساهمة يف معاجلة الفجوات بني ما حتتاج �إليه‬ ‫�سوق العمل واخلريجني من التعليم‪ .‬كما �ستقف‬ ‫على الق�ضايا التنظيمية و�سبل الإ�صالح يف هذا‬ ‫املجال‪ ،‬مما �سي�ساهم يف زيادة فر�ص العمل‬ ‫وحتفيز النمو االقت�صادي»‪.‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل التحليل الإقليمي‪� ،‬سيتم �أي�ض ًا‬ ‫�إعداد درا�سات حالة خا�صة لعدد من البلدان‬ ‫العربية‪ ،‬تتناول جمموعة من الق�ضايا من بينها‬ ‫احتياجات �سوق العمل وتوفري خدمة التعليم‬ ‫واحلواجز التي تعوق �إ�شراك القطاع اخلا�ص يف‬ ‫هذا املجال‪ .‬ومن املتوقع �صدور تقرير عن املبادرة‬ ‫ي�شتمل على معلومات و�أبحاث متوفرة‪� ،‬إ�ضافة �إىل‬ ‫درا�سات �أخرى جديدة‪ ،‬وذلك خالل �شهر �إبريل‬ ‫‪.2011‬‬


‫�صحة‬

‫اللجنة التوجيهية املعنية بال�صحة ت�ستكمل ال�صالحيات‬ ‫من �أجل �إعداد برنامج عمل �صحي ا�سرتاتيجي‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫ا�ستكملت اللجنة التوجيهية املعنية بال�صحة ال�صالحيات من �أجل �إعداد‬ ‫برنامج عمل �صحي ا�سرتاتيجي للدول الأع�ضاء يف منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫للفرتة من عام ‪� 2012‬إىل عام ‪� ،2022‬سيعر�ض على الدورة الثالثة للم�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي لوزراء ال�صحة التي �ستُع َقد يف الأ�ستانة يف �سبتمرب ‪ ،2011‬وذلك‬ ‫بغر�ض اعتماده‪.‬‬ ‫وقد عقدت اللجنة التوجيهية املعنية بال�صحة �أعمال دورتها الثالثة يف مقر‬ ‫الأمانة العامة ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي بجدة‪ ،‬يوم ‪ 23‬يناير ‪ ،2011‬والتي‬ ‫ا�ستغرقت يومني‪ ،‬وا�ستعر�ضت خاللهما و�ضعية تنفيذ القرارات ال�صادرة‬ ‫عن امل�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء ال�صحة‪ .‬وقدم �أع�ضاء اللجنة تقارير حول ما‬ ‫قاموا به من �أعمال يف جمال الق�ضاء على �شلل الأطفال ومكافحة املالريا‬ ‫والأمرا�ض املتنقلة يف الدول الأع�ضاء يف منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي ومكافحة‬ ‫التدخني‪� ،‬إ�ضافة �إىل املو�ضوعات املرتبطة باللقاحات و�إنتاج العقاقري و�صحة‬ ‫والأم والطفل وال�صندوق العاملي ملكافحة الإيدز وال�سل واملالريا‪� ،‬إىل جانب‬ ‫ال�شركاء الدوليني الآخرين‪.‬‬ ‫ونا�شد الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬يف افتتاح �أعمال االجتماع قادة الدول الأع�ضاء يف املنظمة‬ ‫الدعم والتدخل بهدف �ضمان جناح الربامج الوطنية ملكافحة �شلل الأطفال‪.‬‬ ‫وقال �إن التقدم يف جمال مكافحة الأمرا�ض والأوبئة يف الدول الأع�ضاء ال‬ ‫يزال �ضعيف ًا متفاوت ًا‪ ،‬وبخا�صة يف جمال �شلل الأطفال الذي ُيعتبرَ من �ضمن‬ ‫الق�ضايا احلرجة التي يجب على الدول الأع�ضاء معاجلتها بكل جدية‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أنه يف الوقت الذي متكنت فيه ‪ 54‬دولة من الدول الأع�ضاء‬ ‫ال�سبع واخلم�سني يف املنظمة من �إيقاف تف�شي هذا الداء‪ ،‬ف�إنه مل يت�سنَّ‬ ‫بعد �إيقاف انتقاله يف بع�ض مناطق من ثالثة بلدان �أع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬هي‬ ‫�أفغان�ستان وباك�ستان ونيجرييا‪ .‬وتُـ َعـ ّد هذه البلدان الثالثة من �ضمن البلدان‬ ‫الأربعة يف العامل التي مل تتمكن بعد من الق�ضاء على �شلل الأطفال‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫�أن ع�شر دول �أع�ضاء يف املنظمة قـد �أفـادت بعودة ظهور هـذا الـداء فيها‪ ،‬من‬ ‫جمموع ‪ 15‬دولة يف العامل‪.‬‬ ‫وتتعاون الأمانة العامة للمنظمة مع �سكريتارية املبادرة العاملية للق�ضاء‬ ‫على مر�ض �شلل الأطفال التي يوجد مقرها يف جنيف‪ ،‬وذلك من �أجل الق�ضاء‬ ‫على هذا الداء‪ .‬كما �أن املنظمة ت�سارع اخلطى يف عملية الدعوة وح�شد الدعم‬ ‫عال لفائدة برامج الق�ضاء على �شلل الأطفال‪.‬‬ ‫ال�سيا�سي على م�ستوى ٍ‬ ‫ولفت الأمني العام �إىل �أنه كان للفتوى التي �أ�صدرها جممع الفقه‬ ‫بطلب من منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي ت�أثري كبري يف ح�شد دعم‬ ‫الإ�سالمي الدويل ٍ‬ ‫علماء الدين والأئمة و�شيوخ القرى لت�شجيع املجتمعات املحلية على اال�ستفادة‬ ‫من التطعيم �ضد �شلل الأطفال‪ .‬ولتحقيق الهدف املن�شود يف الق�ضاء كلية على‬ ‫طفل يف الثالثة من عمره داخل �إحدى النامو�سيات امل�ضادة‬ ‫للبعو�ض‪ .‬وهناك ما يزيد على ‪ 3000‬طفل ميوتون كل يوم‬ ‫يف �إفريقيا جنوب ال�صحراء ب�سبب مر�ض املالريا الناجت عن‬ ‫لدغات البعو�ض (�إي بي ايه)‬

‫هذا الداء‪ ،‬ف�إن‬ ‫املنظمة �ستعمل‬ ‫على تعزيز‬ ‫التعاون مع‬ ‫املبادرة العاملية‬ ‫للق�ضاء على‬ ‫�شلل الأطفال‬ ‫غريها‬ ‫مع‬ ‫من ال�شركاء‬ ‫ا لآ خر ين‬ ‫تطعيم �أحد الأطفال الأفغان �ضد �شلل الأطفال (�إي بي ايه)‬ ‫املعنيني‪.‬‬ ‫من جهة‬ ‫�أخرى‪ ،‬طالب الأمني العام برتكيز االهتمام كذلك على الأوبئة والأمرا�ض‬ ‫الأخرى‪ ،‬كاملالريا وال�سل وداء فقدان املناعة املكت�سبة (الإيدز)‪ ،‬م�ؤكد ًا �أن‬ ‫املنظمة ال تزال تتابع‪ ،‬يف هذا ال�صدد‪ ،‬التعاون مع ال�صندوق العاملي ملكافحة‬ ‫الإيدز وال�سل واملالريا‪ ،‬وذلك عم ًال مبذكرة التفاهم املربمة بني الأمانة‬ ‫العامة ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي وبني ال�صندوق العاملي ملكافحة الإيدز‬ ‫واملالريا وال�سل‪ ،‬بيد �أن م�ساهمات الدول الأع�ضاء يف هذا ال�صندوق ال حتقق‬ ‫الهدف املن�شود‪.‬‬ ‫وبالن�سبة ملجال رعاية الأم والطفل‪� ،‬أ�شار �إح�سان �أوغلى �إىل حقيقة‬ ‫مفادها �أن الدول الأع�ضاء يف منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي ما زالت تعرف ن�سبة‬ ‫تناهز ‪ 50‬يف املائة من وفيات الأمهات يف العامل‪ .‬وثمة خم�س دول من الدول‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة ُ�س ّجل فيها معدل وفيات يف �أو�ساط الأمهات قارب �أو‬ ‫تعدى �ألف حالة وفاة لكل مائة �ألف حالة والدة‪ ،‬وهي ن�سبة تبلغ نحو ‪ 70‬مرة‬ ‫من معدل ‪ 14‬حالة وفاة لكل مائة �ألف حالة والدة يف �أكرث البلدان تقدم ًا‪.‬‬ ‫وعلى غرار ذلك‪� ،‬سجلت الدول الأع�ضاء يف منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬وعلى‬ ‫نحو غري متنا�سب‪ ،‬ن�سبة وفيات عالية حلديثي الوالدة بلغت �أربع ع�شرة دولة‬ ‫من جمموع �إحدى وع�شرين دولة من الدول التي ُ�س ّجل فيها �أعلى معدل وفيات‬ ‫يف �أو�ساط حديثي الوالدة يف عام ‪ ،2008‬ومن �ضمنها �أربع دول �أع�ضاء من‬ ‫جمموع خم�س دول مدرجة على ر�أ�س القائمة‪ .‬وهـذا و�ضع ي�ستلزم منا القيام‬ ‫بعمل فـوري يف هذا ال�ش�أن لتدارك هذا الو�ضع‪.‬‬ ‫و�أو�صى االجتماع امل�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء ال�صحة ب�إجراء املزيد من‬ ‫الدرا�سة لإن�شاء �سكريتارية مبهام كاملة خا�صة بامل�ؤمتر املذكور وت�سهيل‬ ‫عملية تن�سيق مواقف بلدان منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف خمت ِلف املحافل‬ ‫الدولية ذات ال�صلة والتابعة للأمم املتحدة‪ ،‬وذلك عرب مكتبي منظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي يف جنيف ونيويورك‪.‬‬ ‫كما �أو�صى االجتماع ب�إقامة عالقات تعاون يف جمال التعليم ال�صحي‬ ‫وتبادل هيئات التدري�س واملنح الدرا�سية وربط ال�صلة فيما بني مراكز التميز‬ ‫ال�صحية ومكافحة الإدمان على املخدرات والتعاون يف جمال �إنتاج اللقاحات‬ ‫والعقاقري ومع املنظمات الإقليمية‪.‬‬ ‫‪51‬‬


‫بيئة‬

‫القمة العاملية لطاقة امل�ستقبل ‪ :2011‬احلاجة �إىل ثورة عاملية يف جمال الطاقة النظيفة‬

‫�أبو ظبي ـ الإمارات العربية املتحدة‪:‬‬ ‫اختتمت القمة العاملية لطاقة امل�ستقبل‬ ‫“‪ ”WFES 2011‬دورتها الرابعة يف �أبو ظبي‬ ‫يوم ‪ 20‬يناير ‪ ،2011‬بعد �أربعة �أيام من النقا�ش‬ ‫املعمق والبحث امل�ستفي�ض بني القادة واخلرباء‪.‬‬ ‫وقد ُنظم معر�ضان حول �أحدث التقنيات‬ ‫واالبتكارات يف جمال الطاقة املتجددة والبيئة‪.‬‬ ‫ولوحظ هذا العام وجود ن�سبة م�شاركة قيا�سية‪،‬‬ ‫فقد جتاوز عدد امل�شاركني ‪ 26000‬من ‪ 137‬بلد ًا‬ ‫طيلة مدة القمة‪.‬‬ ‫و�شمل احل�ضور ‪ 3150‬من كبار ال�شخ�صيات‬ ‫الدولية واملندوبني وممثلي و�سائل الإعالم‬ ‫وامل�شاركني الذين ح�ضروا حفل االفتتاح الذي‬ ‫ا�ستُهل بخطاب من الأمني العام للأمم املتحدة‪،‬‬ ‫بان كي مون‪ .‬ودعا فيه �إىل قيام ثورة يف جمال‬ ‫الطاقة النظيفة من �ش�أنها �أن تقلل املخاطر‬ ‫املناخية وحت ّد من الفقر وحت�سن امل�ستوى‬ ‫ال�صحي عاملي ًا‪ .‬و�أكد �أن “التحدي الذي يواجهنا‬ ‫هو التغري‪ .‬ونحن بحاجة �إىل ثورة عاملية يف جمال‬ ‫‪52‬‬

‫الطاقة النظيفة جتعل هذه الطاقة متاحة وب�أ�سعار‬ ‫معقولة للجميع”‪ .‬و�أ�ضاف �أن “هذا �أمر �ضروري‬ ‫لتقليل املخاطر املناخية‪ ،‬للحد من الفقر وحت�سني‬ ‫ال�صحة العاملية‪ ،‬و�إدماج املر�أة وحتقيق الأهداف‬ ‫الإمنائية للألفية‪ ،‬كما �أنه �أ�سا�سي من �أجل ازدهار‬ ‫االقت�صاد العاملي وحتقيق التنمية والأمن‪ ،‬ولإنقاذ‬ ‫هذا الكوكب”‪ .‬ومن ناحية �أخرى‪� ،‬أ�شاد بان كي‬ ‫مون بالتقدم املحرز يف االجتماع الدويل حول‬ ‫التغري املناخي الذي ُعقد يف كانكون يف دي�سمرب‬ ‫‪ 2010‬حول متويل مكافحة االحتبا�س احلراري‬ ‫للكرة الأر�ضية والت�صحر‪ ،‬قائ ًال �إن “من �ش�أن كل‬ ‫هذه النتائج �أن متنحنا �أدوات هامة‪ ،‬لكن بالطبع‬ ‫ال يزال �أمامنا الكثري”‪ .‬وحث على تعزيز اجلهود‬ ‫على جبهات وطنية ‪ ،‬م�شري ًا �إىل مبادرة �أبوظبي‬ ‫لإن�شاء مدينة تعمل بالطاقة الطاقة املتجددة‬ ‫فقط‪ ،‬وو�صفها ب�أنها “�إحدى املبادرات التي بد�أت‬ ‫تتزايد يف العديد من البلدان املتقدمة والنامية‬ ‫والتي تعيد احلياة �إىل ر�ؤيتنا اخل�ضراء من �أجل‬ ‫جمتمع م�ستدمي”‪.‬‬ ‫وكانت دولة الإمارات العربية املتحدة قد‬ ‫حظيت �سنة ‪ 2009‬باحلق يف �أن تكون مقر ًا‬ ‫للوكالة الدولية للطاقة املتجددة (�إيرينا)‪.‬‬ ‫و�شدد �سلطان اجلابر‪ ،‬الرئي�س التنفيذي‬ ‫ل�شركة م�صدر‪ ،‬وهي هيئة �أن�ش�أتها �أبو ظبي لتعزيز‬ ‫الطاقة النظيفة‪ ،‬على احلاجة �إىل ا�ستخدام مزيج‬ ‫من موارد الطاقة‪ ،‬وبني �أنه “يجب �أن ت�أتي الطاقة‬ ‫من مزيج من امل�صادر‪ .‬فالطاقة ال�شم�سية نظيفة‬ ‫ورخي�صة‪ ،‬وي�شمل املزيج �أي�ض ًا الطاقة النووية‬ ‫ال�سلمية والطاقة املتجددة”‪ .‬ودعا �أي�ض ًا �إىل زيادة‬ ‫املناف�سة يف �إنتاج الطاقة املتجددة‪ ،‬مما �سي�ؤدي‬ ‫�إىل ظهور اكت�شافات تقنية جديدة و�إىل تن�شيط‬ ‫روح االبتكار‪.‬‬ ‫وقد ُعقدت القمة العاملية لطاقة امل�ستقبل‬ ‫يف العا�صمة الإماراتية خالل ال�سنوات الأربع‬ ‫املا�ضية‪ ،‬وجمعت بني عامل �صناع ال�سيا�سة الدولية‬ ‫وقادة الفكر واخلرباء يف جمال الطاقة املتجددة‬ ‫ملناق�شة حتديات ت�أمني طاقة �آمنة وم�ستدامة‪.‬‬ ‫وقد متيزت قمة هذا العام مبيزات خا�صة‪ ،‬فقد‬ ‫�أطلق على هام�شها برنامج “القادة ال�شباب طاقة‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫وعقدت مائدة م�ستديرة‪ ،‬ومعر�ض‬ ‫امل�ستقبل”‪ُ ،‬‬ ‫للتكنولوجيا وم�شروع القرية‪.‬‬ ‫وحتدث خالل منتدى اال�ستثمار والتمويل يف‬ ‫اليوم الأخري من القمة اللورد نيكوال�س �سترين‪،‬‬ ‫رئي�س معهد بحوث غرانثام‪ ،‬ب�ش�أن تغري املناخ‬ ‫والبيئة بكلية لندن لالقت�صاد باململكة املتحدة‪،‬‬ ‫وهو �صاحب التقرير ال�شهري ال�صادر عام ‪2006‬‬ ‫�أي تقرير �سترين‪ ،‬ب�ش�أن اقت�صاديات تغري املناخ‬ ‫والذي يرى �أن الو�صول �إىل طاقة متجددة �أمر‬ ‫متاح‪ .‬و�صرح ب�أنه‪“ :‬لكي نتمكن من حتقيق‬ ‫الأهداف املبتغاة يف جمال تغري املناخ �سنحتاج‬ ‫�إىل ثورة �صناعية جديدة‪ .‬وال �سبيل �إىل ذلك دون‬ ‫تغيري جذري يف ال�سيا�سات‪ ،‬ي�ستند �إىل خيارات‬ ‫�صارمة من �ش�أنها �إحداث التغيري يف املناخ وبوترية‬ ‫متزايدة”‪.‬‬ ‫وقد اعرتف العار�ضون �أي�ض ًا بالدور الذي‬ ‫ي�ضطلع به تنظيم هذه القمة يف امل�ساعدة يف‬ ‫ت�سهيل التوا�صل وت�شجيع فر�ص اال�ستثمار‪ .‬وكانت‬ ‫القطاعات الأكرث متثي ًال هي الطاقة ال�شم�سية‬ ‫والرياح والبيئة واملباين اخل�ضراء واحتجاز‬ ‫الكربون‪ .‬وقد احت�ضنت �أجنحة املعر�ض م�شاركات‬ ‫دول‪ ،‬من بينها كندا والدمنارك و�أملانيا وهونغ كونغ‬ ‫والهند و�إيطاليا واليابان ولوك�سمبورغ والربتغال‬ ‫وال�صني وفرن�سا والرنويج و�سنغافورة و�إ�سبانيا‬ ‫وال�سويد و�سوي�سرا والواليات املتحدة الأمريكية‬ ‫واململكة املتحدة‪ .‬وقد �سلط املعر�ض ال�ضوء‬ ‫هذا العام على م�شروع قرية كان فر�صة حقيقية‬ ‫لأ�صحاب امل�شروع لتقدمي ابتكاراتهم التقنية لرواد‬ ‫التكنولوجيا يف العامل واملمولني‪.‬‬ ‫وقد �أن�ش�أت �أبو ظبي �شركة مبادلة التي تعمل‬ ‫حتت رعاية �سمو ال�شيخ حممد بن زايد �آل نهيان‪،‬‬ ‫ويل عهد �أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات‬ ‫امل�سلحة‪ ،‬وحتت�ضنها �شركة م�صدر‪ ،‬وذلك من �أجل‬ ‫تطوير الطاقات املتجددة وت�سويقها‪ .‬وبذلك‪ ،‬يبدو‬ ‫م�ؤمتر القمة من�صة جتارية فريدة تدعم التنمية‬ ‫ال�شاملة وت�ساعد على ت�سويق الطاقة املتجددة‪.‬‬ ‫امل�صدر‪:‬‬ ‫‪www.worldfutureenergysummit.com‬‬


‫ندوة املنظمة يف نيويورك ملناق�شة املخاطر الطبيعية‬ ‫ت�أ�سي�س ثقافة منع وقوع املخاطر لتخفيف �آثارها ال�سلبية يف العامل الإ�سالمي‬

‫ال�سفري جوك�شني يتحدث يف احللقة الدرا�سية‬

‫نيويورك ـ الواليات املتحدة الأمريكية‪:‬‬ ‫عقدت منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي بالتعاون مع كل من ا�سرتاتيجية الأمم‬ ‫املتحدة للتقليل من الكوارث والبنك الدويل ندوة حتت عنوان‪« :‬املخاطر‬ ‫الطبيعية والكوارث غري الطبيعية‪ :‬بناء الوقاية عرب العامل الإ�سالمي»‪ ،‬وذلك‬ ‫يف الثامن من فرباير ‪ 2011‬يف مدينة نيويورك‪ .‬وقد افتتح � َ‬ ‫أعمال الندوة‬ ‫�صاحب ال�سمو امللكي الأمري تركي بن نا�صر بن عبد العزيز �آل �سعود‪ ،‬رئي�س‬ ‫ُ‬ ‫الرئا�سة العامة للأر�صاد وحماية البيئة‪ ،‬ورئي�س املجل�س التنفيذي مل�ؤمتر‬ ‫الوزراء امل�س�ؤولني عن البيئة يف الدول الأع�ضاء مبنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪.‬‬ ‫فيما �أدارت الندوة‪ ،‬مارغاريتا وهل�سرتوم‪ ،‬املمثل اخلا�ص للأمني العام للأمم‬ ‫املتحدة لتخفيف خماطر الكوارث‪.‬‬ ‫وقدم الأمري تركي يف الندوة عر�ض ًا مف�ص ًال دقيق ًا حول ر�ؤية و�أعمال‬ ‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف ما يتعلق مبو�ضوع التقليل من خماطر الكوارث‪.‬‬ ‫وذكر �سموه �أن الكوارث الطبيعية يف تزايد م�ستمر من حيث عددها و�أوقات‬ ‫وقوعها و�ضحاياها الذين يزيدون �سنوي ًا بن�سبة ‪ .% 6‬وطالب الدول بت�أ�صيل‬ ‫ثقافة الوقاية‪ ،‬بحيث يتم التقليل من الآثار ال�سلبية للكوارث الطبيعية‪ ،‬مذكر ًا‬ ‫ب�أهمية حت�سني القدرات املحلية والوطنية‪ ،‬م�ضيف ًا �أن على الدول الأع�ضاء يف‬ ‫املنظمة تطوير �آلية تعمل من خاللها الدول الأع�ضاء ب�صفة م�شرتكة للحد من‬ ‫خماطر الكوارث‪.‬‬ ‫وقدمت‪� ،‬آنا بغردي‪ ،‬مديرة قطاع ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا يف‬ ‫البنك الدويل‪ ،‬عر�ض ًا متكام ًال يتناول الو�سائل التي يتبعها البنك الدويل‬ ‫مع دول العامل لتطوير قدراتها الذاتية لإدارة خماطر الكوارث‪ .‬وقدم �أي�ض ًا‬ ‫ممثلو �إندوني�سيا وباك�ستان وطاجك�ستان عرو�ض ًا عن اال�سرتاتيجيات القائمة‬ ‫واجلهود املبذولة يف بلدانهم للتخفيف من خماطر و�آثار الكوارث‪ .‬فيما تبادل‬ ‫امل�شاركون وجهات النظر املختلفة حول املو�ضوع‪.‬‬ ‫و�أ�شار �سفري طاجك�ستان ورئي�س جمموعة منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي �إىل‬

‫�أنه يف يناير ‪ 2005‬تبنت ‪ 168‬دولة‪ ،‬منها ‪ 40‬دولة ع�ضو ًا يف منظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي خطة ملدة ع�شر �سنوات جلعل العامل �أكرث �أمان ًا من الكوارث‬ ‫الطبيعية‪ ،‬وذلك يف امل�ؤمتر الدويل لتخفيف الكوارث والذي انعقد يف كوبي‬ ‫هيوغو باليابان‪ .‬ومتثل تلك اخلطة‪ ،‬التي �أ�صبحت ُتعـ َرف ب�إطار عمل هيوغو‬ ‫للتحرك‪ ،‬برنامج عمل دولي ًا لتخفيف خطر الكوارث خالل العقد القادم‪.‬‬ ‫وهدفها تقلي�ص خ�سائر الكوارث جوهري ًا بحلول عام ‪ 2015‬يف الأرواح ويف‬ ‫مقدرات املجتمعات والدول االجتماعية واالقت�صادية والبيئية‪ .‬ويوفر �إطار‬ ‫عمل هيوغو مبادئ �إر�شادية و�أولويات العمل و�سبل عملية لتحقيق التكيف مع‬ ‫الكوارث بالن�سبة للمجتمعات والدول التي هي عر�ضة لها‪.‬‬ ‫وتُـ َعـ ّد ا�سرتاتيجية الأمم املتحدة للتقليل من الكوارث �أمانة الأمم املتحدة‬ ‫امل�س�ؤولة عن تن�سيق وتعزيز تخفيف �أخطار الكوارث على م�ستوى العاملي‬ ‫والإقليمي والدويل واملحلي‪ .‬ويركز عمل اال�سرتاتيجية على تعزيز الروابط‬ ‫وتن�سيق ن�شاطات تخفيف الكوارث يف املجاالت االجتماعية واالقت�صادية‬ ‫والإن�سانية والتنموية وكذلك دعم توحيد ال�سيا�سات‪ .‬وباعتبار منظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي منظمة كبرية متثل ‪ 57‬دولة �إ�سالمية‪ ،‬ف�إنها ت�ضطلع بدور �أ�سا�سي‬ ‫بتوحيد ا�سرتاتيجية تقليل الكوارث املكونة من نطاق وا�سع من ال�شركاء‪ ،‬ولكل‬ ‫منهم دور رئي�سي ي�ضطلع به يف دعم الدول واملجتمعات لتخفيف �أخطار‬ ‫الكوارث‪ .‬ومن هذا املنطلق‪ ،‬قام مكتب منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي بجنيف‬ ‫ومكتب ا�سرتاتيجية الأمم املتحدة للتقليل من الكوارث بجنيف ب�صفة م�شرتكة‬ ‫ب�إعداد م�سودة مذكرة تفاهم لزيادة رفع الوعي حول تخفيف �أخطار الكوارث‬ ‫يف الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫�أما ال�سفري �أفق جوك�شني‪ ،‬املمثل الدائم للمنظمة لدى الأمم املتحدة‪،‬‬ ‫فقدم �شرح ًا لر�ؤية املنظمة ور�سالتها اجلديدة املرتكزة على امليثاق اجلديد‬ ‫وبرنامج العمل الع�شري والتي تويل �أولوية كربى للجهود يف جمال البيئة‬ ‫وكوارث الطبيعية‪ .‬ونا�شد غوك�شن البعثات الدبلوما�سية للدول الأع�ضاء‬ ‫م�ساندة جهود الأمري تركي‪ ،‬رئي�س املجل�س التنفيذي مل�ؤمتر الوزراء امل�س�ؤولني‬ ‫عن البيئة يف منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬ودعا لدعم اجلهود الرامية �إىل‬ ‫تعزيز قدرات �إدارة ال�ش�ؤون الإن�سانية بالأمانة العامة للمنظمة‪ ،‬وهي الإدارة‬ ‫اجلديدة والفاعلة يف �أ�سرة املنظمة‪ ،‬وذلك من خالل بذل امل�ساعي احلميدة‬ ‫مع حكوماتهم يف هذا املجال‪.‬‬ ‫و�أعرب جوك�شني عن قناعته ب�أنه من خالل تنفيذ ر�ؤية املنظمة اجلديدة‪،‬‬ ‫ف�إن امل�ساعدات الإن�سانية وتقليل خماطر الكوارث يجب �أن تك ّون املحاور‬ ‫الرئي�سية التي تلتقي يف �إطارها جميع اجلهود التي تبذلها الدول الأع�ضاء‬ ‫باملنظمة البالغ عددها ‪ 57‬دولة‪ ،‬وذلك جت�سيد ًا ملفهوم الت�ضامن الإ�سالمي‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف ال�سفري �أنه يتوقع �أن تناق�ش القمة الإ�سالمية املقبلة واالجتماع‬ ‫الوزاري الذي ي�سبقها مو�ضوع �إن�شاء �صندوق خا�ص للطوارئ‪ .‬و�ستُقدَّم‬ ‫تو�صيات الندوة �إىل الأمانة العامة ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي ولهيئة الأمم‬ ‫املتحدة لتوزيعها على الدول الأع�ضاء ب�أمل تقدمي ر�ؤيتها مل�ؤ�س�سات منظمة‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي املتخ�ص�صة‪ ،‬واملنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة‬ ‫«�إي�سي�سكو» والبنك الإ�سالمي للتنمية‪.‬‬ ‫‪53‬‬


‫علوم وتكنولوجيا‬

‫�إحراز مزيد من الدعم املايل‬ ‫لتعزيز العلوم والتكنولوجيا‬ ‫يف منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫�إ�سالم �أباد – باك�ستان‪:‬‬ ‫اعتمدت الدورة الرابعة ع�شرة للجمعية‬ ‫العامة للجنة الدائمة للتعاون العلمي والتكنولوجي‬ ‫ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي (كوم�ستيك)‪ ،‬التي‬ ‫انعقدت يف الفرتة من ‪� 11‬إىل ‪ 13‬يناير ‪ 2011‬يف‬ ‫�إ�سالم �أباد بجمهورية باك�ستان الإ�سالمية‪ ،‬بع�ض‬ ‫القرارات امل�شجعة لتعزيز العلم والتكنولوجيا‬ ‫يف الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪ .‬وح�ضر االجتما َع‬ ‫كل من رئي�س وزراء باك�ستان‪ ،‬يو�سف ر�ضا‬ ‫جيالين‪ ،‬والأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪،‬‬ ‫الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪� ،‬إ�ضافة �إىل‬ ‫وزراء وممثلني رفيعي امل�ستوى من الدول الأع�ضاء‬ ‫يف املنظمة وامل�ؤ�س�سات التابعة لها واملنظمات‬ ‫الدولية ومدعوين خا�صني‪.‬‬ ‫وقد حث �إح�سان �أوغلى يف اجلل�سة االفتتاحية‬ ‫لالجتماع الدول الأع�ضاء يف املنظمة على ال�سعي‬ ‫لإحراز التفوق يف جمال العلوم والتكنولوجيا‬ ‫واالبتكار الالزمة لتحقيق التنمية االجتماعية‬ ‫واالقت�صادية والتمكني ال�سيا�سي‪ .‬و�أ�شار �إىل‬ ‫�أنه نتيجة للجهود التي تبذلها الدول الأع�ضاء‬ ‫مت�ضافرة‪� ،‬سواء من خالل الأمانة العامة ملنظمة‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي �أو م�ؤ�س�ساتها على امتداد‬ ‫ال�سنوات اخلم�س املا�ضية‪ ،‬اقرتبت املنظمة من‬ ‫حتقيق الأهداف التي حددتها ر�ؤية املنظمة لعام‬ ‫‪1441‬هـ للعلوم والتكنولوجيا وبرنامج املنظمة‬ ‫للعمل الع�شري‪ .‬ويف هذا ال�سياق‪� ،‬أعلن �إح�سان‬ ‫�أوغلى �أن ت�ضاعف متو�سط الإنفاق من الدول‬ ‫الأع�ضاء على البحث والتطوير بلغ ‪ 0.41‬يف املئة‬ ‫من الناجت املحلي الإجمايل بعد �أن كان متو�سط‬ ‫الإنفاق هو ‪ 0.2‬يف املئة يف عام ‪ ،2005‬يف حني �أن‬ ‫الهدف الذي حدده برنامج العمل الع�شري هو �أن‬ ‫ي�صل �إىل ن�سبة ‪ 1‬يف املئة‪ .‬كما �أن عدد املن�شورات‬ ‫‪54‬‬

‫العلمية يف الدول الأع�ضاء ارتفع �إىل ‪ 63342‬يف‬ ‫عام ‪ ،2009‬بينما مل يكن يتجاوز عدد املن�شورات‬ ‫يف عام ‪ 2000‬رقم ‪� ،18391‬إ�ضافة �إىل الزيادة‬ ‫يف عدد الباحثني والعلماء واملهند�سني العاملني‬ ‫يف البحث والتطوير التي ارتفعت �إىل ‪ 649‬لكل‬ ‫مليون‪� ،‬أي نحو ربع املعدل العاملي مقارنة مع ‪250‬‬ ‫لكل مليون يف عام ‪.2003‬‬ ‫وقال �إح�سان �أوغلى �إن هذه الأرقام تبعث على‬ ‫الأمل‪ ،‬وت�ؤكد يف الوقت نف�سه احلاجة �إىل مزيد‬ ‫اجلهود للو�صول �إىل الأهداف التي حددتها ر�ؤية‬ ‫املنظمة لعام ‪1441‬هـ وبرنامج العمل الع�شري‪.‬‬ ‫واعتمد االجتماع برنامج وميزانية الكوم�ستيك‬ ‫للفرتة ‪ 2011-2010‬و�شدد على احلاجة �إىل‬ ‫تعبئة الإرادة ال�سيا�سية الالزمة‪ ،‬وتخ�صي�ص‬ ‫املوارد املالية وغري املالية ال�ضرورية لذلك‪.‬‬ ‫و�أعلنت اململكة العربية ال�سعودية خالل االجتماع‬ ‫تربع ًا مببلغ ‪ 0.5‬مليون دوالر للكوم�ستيك‪ .‬وطالب‬ ‫االجتماع من رئي�س وزراء باك�ستان النظر يف‬ ‫الطلب الذي تقدم به الوزير االحتادي الباك�ستاين‬ ‫للعلوم والتكنولوجيا لتعزيز الكوم�ستيك‪ ،‬وذلك‬ ‫برفع املنحة ال�سنوية املخ�ص�صة لهذه اللجنة من‬ ‫مليون دوالر �إىل ‪ 4‬ماليني دوالر‪� .‬إ�ضافة �إىل ذلك‪،‬‬ ‫رحب االجتماع ب�إن�شاء منظمة العلوم والتكنولوجيا‬ ‫واالبتكارات كجهاز متخ�ص�ص ملنظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي وفق ًا للمادة ‪ 24‬من الف�صل الثالث‬ ‫ع�شر من ميثاق منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ .‬وقد‬ ‫�أحاط الأمني العام املندوبني علم ًا بالتعهدات التي‬ ‫قدمتها �إيران وباك�ستان وال�سعودية و�سوريا لر�صد‬ ‫مبلغ قدره ‪ 5‬ماليني دوالر من كل دولة لربامج‬ ‫منظمة العلوم والتكنولوجيا واالبتكارات لعام‬ ‫‪.2011‬‬ ‫كما �أقر االجتماع التو�صيات الواردة يف تقرير‬ ‫منت�صف املدة لربنامج العمل الع�شري ملنظمة‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫امل�ؤمتر الإ�سالمي وكذلك تقرير منت�صف املدة‬ ‫لر�ؤية املنظمة لعام ‪1441‬هـ للعلوم والتكنولوجيا‬ ‫الذي مت �إعداده يف اجتماع خا�ص مبدينة دبي يف‬ ‫دي�سمرب ‪ .2010‬و�أعرب امل�شاركون عن تقديرهم‬ ‫ملا �أعلنه رئي�س وزراء باك�ستان للدعوة لعقد اجتماع‬ ‫ملنظمات العلوم والتكنولوجيا يف الدول الأع�ضاء‬ ‫باملنظمة‪ ،‬وذلك يف �أغ�سط�س ‪ 2011‬ب�إ�سالم �أباد‬ ‫لبحث تن�سيق ال�سيا�سات والربامج �ضمن �إطار‬ ‫�سيا�سة موحدة للكوم�ستيك‪.‬‬ ‫ويف هذا ال�سياق‪� ،‬أقرت اجلمعية العامة �أن�شطة‬ ‫وبرامج الدول الأع�ضاء وامل�ؤ�س�سات ذات ال�صلة‬ ‫لتعزيز العلوم والتكنولوجيا واالبتكارات‪ ،‬و�شددت‬ ‫على الدور املركزي التي ت�ضطلع به الكوم�ستيك‬ ‫لو�ضع ا�سرتاتيجية من�سقة بالتعاون مع الأمانة‬ ‫العامة ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي وامل�ؤ�س�سات ذات‬ ‫ال�صلة التابعة للمنظمة‪ .‬ورحبت اجلمعية العامة‬ ‫كذلك باهتمام الدول الأع�ضاء من �أجل تعزيز‬ ‫برامج التكنولوجيا اخل�ضراء ملكافحة تغري املناخ‪،‬‬ ‫ودعت �إىل �إعداد مقرتحات للنظر فيها من قبل‬ ‫الكوم�ستيك‪.‬‬ ‫وعلى هام�ش اجتماع اجلمعية العامة‪ ،‬عقد‬ ‫الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي اجتماع ًا‬ ‫ثنائي ًا مع وزير التعليم والعلوم لرو�سيا االحتادية‪،‬‬ ‫�أندريه فور�سينكو الذي تتمتع بالده ب�صفة ع�ضو‬ ‫مراقب يف املنظمة‪ .‬واتفق اجلانبان على تو�سيع‬ ‫وتعزيز العالقات بني رو�سيا ومنظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬وا�ستعر�ضا �إمكانية تعميق التعاون‬ ‫امل�ؤ�س�سي يف جماالت العلوم والتكنولوجيا والتعليم‪.‬‬ ‫كما اتفقا على �أن تقوم رو�سيا والأمانة العامة‬ ‫ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي بعقد اجتماعات فنية‬ ‫للعمل على �إقامة بع�ض امل�شاريع الرائدة‪.‬‬


‫تكنولوجيا املعلومات ال�سليمة بيئي ًا‬ ‫وجدي القليطي‬

‫مدير �إدارة تقنية املعلومات‬

‫ت�شري احلو�سبة اخل�ضراء �أو تكنولوجيا املعلومات اخل�ضراء �إىل احلو�سبة‬ ‫�أو تكنولوجيا املعلومات امل�ستدامة بيئي ًا‪ .‬ويف مقال بعنوان «ت�سخري تكنولوجيا‬ ‫املعلومات اخل�ضراء‪ :‬املبادئ واملمار�سات»‪ ،‬يع ّرف �سان موروغي�سان جمال‬ ‫احلو�سبة اخل�ضراء على النحو التايل‪« :‬درا�سة وممار�سة ت�صميم وت�صنيع‬ ‫وا�ستخدام �أجهزة الكمبيوتر واخلوادم والنظم الفرعية املرتبطة بها‪ ،‬مثل‬ ‫�شا�شات العر�ض والطابعات ووحدات التخزين‪ ،‬ونظم ال�شبكات واالت�صاالت‬ ‫بكفاءة وفاعلية والتخل�ص منها مع �إحداث �أدنى ت�أثري �أو عدم الت�أثري على‬ ‫الإطالق يف البيئة»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وبرز مفهوم التكنولوجيا اخل�ضراء تطبيقا ملبد�أ توفري احلماية التقنية‬ ‫للبيئة‪ ،‬و�إ�سهام ًا من احللول التقنية يف احلد من انبعاثات الكربون واالحتبا�س‬ ‫احلراري العاملي‪ .‬وتُع َقد العديد من امل�ؤمترات واملعار�ض وحلقات العمل حول‬ ‫هذه امل�س�ألة‪ ،‬كما حتاول جمموعة كبرية من ال�شركات العاملية يف جمال‬ ‫تكنولوجيا املعلومات تقدمي حلول ومنتجات تكنولوجيا املعلومات التي تراعي‬ ‫البعد البيئي خلف�ض التكاليف واحلد من موارد الطاقة‪ ،‬بو�صف ذلك خطوة‬ ‫نحو تفعيل مفهوم التكنولوجيا اخل�ضراء‪.‬‬ ‫ومع الزيادة يف انبعاثات غازات الدفيئة‪ ،‬التي تُـ َعـ ّد �أحد العوامل الرئي�سية‬ ‫التي ت�سهم يف االحرتار العاملي‪ ،‬ف�إن من واجب امل�ؤ�س�سات واحلكومات واملجتمع‬ ‫عموم ًا و�ضع جدول �أعمال جديد يركز على معاجلة الق�ضايا البيئية‪ ،‬واعتماد‬ ‫ممار�سات �سليمة بيئي ًا‪ .‬وت�شمل هذه املمار�سات اعتماد منتجات وتطبيقات‬ ‫وخدمات �سليمة بيئي ًا يف جمال تكنولوجيا املعلومات‪.‬‬ ‫ولذلك‪ ،‬ف�إن عدد ًا متزايد ًا من ال�شركات وامل�ستخدمني والبائعني يف‬ ‫جمال تكنولوجيا املعلومات تتجه نحو تكنولوجيا املعلومات اخل�ضراء التي‬ ‫ت�ساعد على بناء اقت�صاد وجمتمع �سليمني بيئي ًا‪ .‬ويعني االقت�صاد ال�سليم بيئي ًا‬ ‫جميع الأن�شطة االقت�صادية التي ترتبط باحلد من ا�ستخدام الوقود والتلوث‬ ‫وانبعاثات غازات الدفيئة وزيادة كفاءة الطاقة‪ ،‬و�إعادة تدوير املواد وتطوير‬ ‫م�صادر جديدة للطاقة‪.‬‬ ‫وت�شمل �أهداف التكنولوجيا اخل�ضراء احلد من ا�ستخدام املواد اخلطرة‪،‬‬ ‫وزيادة كفاءة ا�ستخدام الطاقة من خالل �إطالة عمر املنتَج‪ ،‬وت�شجيع �إعادة‬ ‫تدوير خملفات امل�صانع‪ .‬ويبحث العلماء والباحثون يف جمال تكنولوجيا‬ ‫املعلومات ال�سليمة بيئي ًا عن الق�ضايا واملو�ضوعات الهامة ذات ال�صلة بكفاءة‬ ‫ا�ستخدام الطاقة يف جمال احلو�سبة وتطوير تقنيات و�أنظمة كمبيوتر �سليمة‬ ‫بيئي ًا‪ ،‬مبا يف ذلك كفاءة ا�ستخدام الطاقة يف احلو�سبة‪ ،‬وت�صميم النظم‬ ‫احل�سابية واحلا�سوبية ال�سليمة بيئي ًا‪ ،‬وجمموعة وا�سعة من املو�ضوعات ذات‬ ‫ال�صلة‪.‬‬

‫النهج الواجب اتباعه يف جمال ا�ستخدام تكنولوجيا املعلومات‬ ‫ال�سليمة بيئي ًا‬ ‫من �أجل املعاجلة الفعالة وال�شاملة للآثار البيئية للحا�سبات وتكنولوجيا‬ ‫املعلومات‪ ،‬يجب �أن نعتمد �سيا�سة ال�ستخدام احلوا�سيب يف املجتمع‪ ،‬وجعل‬ ‫دورة حياة املعلومات والتكنولوجيا �صديقة للبيئة بتحقيق اال�ستقرار البيئي‬ ‫عن طريق �أربعة م�سارات متكاملة على النحو التايل‪:‬‬ ‫‪ .1‬ا�ستخدام الأجهزة ال�سليمة بيئي ًا‬ ‫الرتكيز على خف�ض ا�ستهالك الطاقة يف �أجهزة الكمبيوتر وغريها من‬ ‫نظم املعلومات‪ ،‬ف�ض ًال عن ا�ستخدام الطاقة بطريقة �سليمة بيئي ًا‪.‬‬ ‫‪ .2‬التخل�ص من الأجهزة بطريقة ال ت�ؤذي البيئة‬ ‫يت�ضمن ذلك جتديد معدات الكمبيوتر القدمية و�إعادة ا�ستخدامها‬ ‫و�إعادة تدويرها ب�شكل �سليم‪ ،‬مثل �أي معدات �إلكرتونية �أخرى‪.‬‬ ‫‪ .3‬ت�صميم �أجهزة �صديقة للبيئة‬ ‫الرتكيز على ت�صميم مكونات �أجهزة الكمبيوتر واخلوادم ومعدات‬ ‫التربيد ومراكز البيانات ذات الكفاءة يف ا�ستخدام الطاقة ال�سليمة بيئي ًا‪.‬‬ ‫‪ .4‬ت�صنيع املعدات ال�سليمة بيئي ًا‬ ‫الرتكيز على �صناعة املكونات الإلكرتونية و�أجهزة الكمبيوتر والأنظمة‬ ‫الفرعية الأخرى ذات ال�صلة التي لي�س لها �أي ت�أثري يف البيئة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬ف�إن تطبيق تكنولوجيا املعلومات ال�سليمة بيئيا �أمر‬ ‫اختياري يف الوقت احلا�ضر‪ ،‬و ُيعتبرَ امتياز ًا لل�شركات التي تطبقه‪ ،‬ولكن يف‬ ‫بع�ض البلدان‪ ،‬وال �سيما يف �أوروبا والدول ال�صناعية‪� ،‬أ�صبح من ال�ضرورة‬ ‫مبكان �أن تراعي الأعمال التجارية �سالمة البيئة‪.‬‬ ‫ويف الآونة الأخرية‪� ،‬أعلنت احلكومة الأ�سرتالية عن خطة لفر�ض �ضريبة‬ ‫الكربون‪ .‬وال�ضريبة اقرتحتها اللجنة املتعددة الأطراف املعنية بتغري املناخ‬ ‫واعتمدتها احلكومة و�أع�ضاء حزب اخل�ضر (�أ�سرتاليا لديها حكومة ائتالفية‬ ‫ي�شارك فيها حزب العمل بدعم من حزب اخل�ضر وامل�ستقلني الذين ي�ؤيدون‬ ‫الت�شريعات املت�صلة بتغري املناخ ت�أييد ًا وا�سع النطاق)‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬ن�شرت منظمة التعاون والتنمية يف امليدان االقت�صادي‬ ‫درا�سة ا�ستق�صائية للمبادرات التي قدمها �أكرث من ‪ 90‬من احلكومات‬ ‫وال�شركات حول «تكنولوجيا املعلومات واالت�صاالت ال�سليمة بيئي ًا»‪ ،‬على �سبيل‬ ‫املثال «تكنولوجيا املعلومات واالت�صاالت والبيئة وتغري املناخ»‪ .‬ويخ ُل�ص تقرير‬ ‫املنظمة �إىل �أن املبادرات متيل �إىل الرتكيز على �ضرورة جعل تكنولوجيا‬ ‫املعلومات واالت�صاالت نف�سها �سليمة بيئي ًا بد ًال من الرتكيز على التطبيق‬ ‫واال�ستخدام الفعلي لهذه التكنولوجيا للت�صدي لظاهرة االحتبا�س احلراري‬ ‫وتدهور البيئة‪ .‬وب�صورة عامة‪ ،‬ف�إن ‪ 20‬يف املائة فقط من املبادرات لها‬ ‫�أهداف قابلة للقيا�س‪ ،‬والربامج احلكومية التي لديها �أهداف �أكرث مقارنة‬ ‫بال�شركات التجارية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�أخري ًا‪ ،‬ف�إن املنظمات �ستجد قريبا �أن ال خيار �أمامها �سوى االمتثال‬ ‫ملبادئ تكنولوجيا املعلومات ال�سليمة بيئي ًا‪ ،‬وذلك ب�سبب قوى ال�سوق‪ .‬ولذلك‪،‬‬ ‫ف�إن فحوى الر�سالة الوا�ضحة املوجهة ل�صانعي القرار‪ ،‬واملديرين التنفيذيني‬ ‫ورجال الأعمال‪ ،‬هو �أن تكنولوجيا املعلومات ال�سليمة بيئي ًا ينبغي �أن ت�ؤخذ‬ ‫يف احل�سبان على املدى الق�صري‪ ،‬و�أن تراعي امل�ؤ�س�سات ذلك يف هيكلتها‬ ‫وتخطيطها اال�سرتاتيجي وت�صميمها حتى تكون م�ستوفية ل�شروط ال�سالمة‬ ‫البيئية‪.‬‬ ‫‪55‬‬


‫علوم وتكنولوجيا‬

‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي تقتفي �أثر‬ ‫�سعيد نوري ومالك بن نبي‬ ‫عبد احلميد بليجي‬

‫املدير العام للوكالة �أنباء جيهان‬ ‫(‪www.cihan.com.‬‬ ‫‪ )tr‬وكاتب يف �صحيفتي زمان‬ ‫(‪)www.zaman.com.tr‬‬ ‫وتودايززمان اليوميتني (‪www.‬‬ ‫‪.)todayszaman.com‬‬

‫ميثل العامل الإ�سالمي مهد ًا حل�ضارة تُـ َعـ ّد من �أروع احل�ضارات على‬ ‫الإطالق‪ .‬ومنذ �أكرث من قرن من الزمان‪ ،‬ظل ال�س�ؤال املحري هو ملاذا‬ ‫تقهقرت هذه احل�ضارة؟‬ ‫تعددت �إجابات الكـتّـاب والأكادمييني وال�صحافيني وال�سيا�سيني من‬ ‫�إندوني�سيا واملغرب وقازان واليمن ومناطق �أخرى من العامل الإ�سالمي عن‬ ‫هذا ال�س�ؤال‪ ،‬وهو ما �أ�سفر عن مكتبة �ضخمة يف هذا املجال‪.‬‬ ‫غري �أن هنالك �إجابتني رائدتني متميزتني عن غريهما‪ ،‬تعود الأوىل‬ ‫منها �إىل املفكر الإ�سالمي �سعيد نوري (‪ )1960-1878‬الذي �شخ�ص‬ ‫بكل و�ضوح امل�شاكل التي يواجهها العامل الإ�سالمي وبني �سبل حلها يف‬ ‫خطبة �ألقاها يف امل�سجد الأموي بدم�شق قبل ‪� 100‬سنة حتديد ًا‪� .‬أما‬ ‫الثانية ف�صاحبها هو مالك بن نبي املفكر الإ�سالمي اجلزائري (‪-1905‬‬ ‫‪ ،)1973‬الذي �شعر بالقهر والظلم الذي عانت منه يف مطلع القرن املا�ضي‬ ‫عدة �أجزاء من العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من تعدد الأبعاد الفكرية لهذين املفكرين‪ ،‬ولكن‪ ،‬يف‬ ‫ر�أيي‪ ،‬ما مييزهما �أنهما حاوال معرفة �سبب انحطاط امل�سلمني من خالل‬ ‫الرتكيز على امل�شاكل الداخلية للم�سلمني بد ًال من �إلقاء اللوم على الأعداء‬ ‫اخلارجيني �أو على ال�سيا�سات اال�ستعمارية للدول الغربية‪ ،‬مع �أنه ال ميكن‬ ‫�أن نغ�ض الطرف عن الت�أثريات اخلارجية يف العامل الإ�سالمي‪ ،‬وال عن‬ ‫وح�شية �أعداء الأمة وال عن �سيا�سات الغرب الت�آمرية‪ ،‬لذلك ف�إن كال‬ ‫املف ّكـ َريـْـن �أدانها وحاربها‪.‬‬ ‫ومل يرتدد �أيٌ من هذين املثقفني يف اخلروج �إىل اجلبهة للدفاع عن‬ ‫بالدهم‪ .‬فعندما احـتُـ َّلـت الأرا�ضي العثمانية من قبل رو�سيا القي�صرية‬ ‫كان ال�شيخ �سعيد نوري وطالبه يقاتلون �ضد العدو‪ .‬وكذلك كان ال�ش�أن عند‬ ‫ا�ستيالء القوات البحرية للدول الغربية على ا�سطنبول يف نهاية احلرب‬ ‫العاملية الأوىل‪ ،‬كما �أنه حر�ض بلغة �شديدة اللهجة يف �صحف ذلك الوقت‬ ‫على اخلروج على االجنليز وعدم الر�ضوخ لهم‪ ،‬و�أعلن ت�أييده م�صطفى‬ ‫كمال يف كفاحه من �أجل اال�ستقالل‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من م�ضايقات امل�ستعمر الفرن�سي‪ ،‬فقد بذل مالك بن‬ ‫نبي ق�صارى جهده من �أجل رفع م�ستوى الوعي يف �أو�ساط ال�شباب‪ ،‬وغادر‬ ‫‪56‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫فرن�سا وان�ضم �إىل جبهة التحرير الوطني من �أجل ا�ستقالل اجلزائر‪.‬‬ ‫ولعل خ�صو�صية هذين املفكرين اللذين قاوما امل�ستعمر تكمن يف‬ ‫�أ�صالة منهجهما املتمثل يف الرتكيز على الداخل بد ًال من البحث عن كب�ش‬ ‫فداء من خارج العامل الإ�سالمي‪ .‬فقد بني �سعيد نوري بامل�سجد الأموي منذ‬ ‫‪� 100‬سنة �أن انحطاط امل�سلمني يعود �إىل نوعني من الأ�سباب‪ ،‬و�أنه من‬ ‫غري املجدي و�ضع اللوم على الآخرين‪ .‬وكان ي�ؤكد با�ستمرار �أهمية التمدن‬ ‫والإميان‪ .‬وبني �أن «�أعداءنا ثالثة‪ :‬اجلهل والفاقة والفرقة‪ ،‬و�سنواجه هذه‬ ‫الأعداء الثالثة باملعرفة والفن واالتفاق»‪.‬‬ ‫وكذلك ال�ش�أن بالن�سبة ملالك بن نبي الذي عا�صر االحتالل‪ ،‬فهو يرى‬ ‫�أن امل�شكلة داخلية‪� ،‬إذ يرى �أن انحطاط امل�سلمني قد بد�أ قبل قدوم الغرب‪،‬‬ ‫فقد كنا يف وهن يجعلنا عر�ضة لال�ستغالل من قبل الآخر عند ات�صالنا‬ ‫بالغرب‪ ،‬هذا هو ال�سبب الداخلي لتخلفنا‪ُ .‬ي�ضاف �إىل ذلك عوامل خارجية‪،‬‬ ‫�أي اال�ستعمار وعواقبه الوخيمة‪ ،‬وهكذا وجد العامل الإ�سالمي نف�سه يدور‬ ‫يف حلقة مفرغة ال تنتهي‪ .‬فاال�ستعمار جاء نتيجة لوجود �أمرا�ض داخلية‪.‬‬ ‫ولذلك‪ ،‬ف�إن ما يجب القيام به هو التم�سك بالعلم واملعرفة‪ ،‬بحيث ال نبقى‬ ‫عر�ضة لال�ستغالل من قبل الآخر‪.‬‬ ‫ومما يدل على مت�سك منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي بر�أي هذين املفكرين‬ ‫ما ورد يف كلمة الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل‬ ‫الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬التي �ألقاها يف الدورة الرابعة ع�شرة للجمعية العامة‬ ‫للجنة الدائمة للتعاون العلمي والتكنولوجي (كوم�ستيك) التي انعقدت يف‬ ‫�إ�سالم �أباد يف يناير ‪ ،2011‬ذلك �أنها تدل على �أن �أع�ضاء امل�ؤمتر �أ�صبحوا‬ ‫�أقرب من �أي وقت م�ضى من ت�شخي�ص ال�سبب الداخلي النحطاطهم‪ ،‬كما‬ ‫الحظ املفكران من قبل‪ .‬وكانت هذه املنظمة قد ت�أ�س�ست مبقت�ضى قرار‬ ‫�صادر عن القمة التاريخية التي ُعقدت يف الرباط‪ ،‬املغرب‪ ،‬يوم ‪ 12‬رجب‬ ‫‪1389‬هـ (‪� 25‬سبتمرب ‪� )1969‬إثر جرمية �إحراق امل�سجد الأق�صى يف‬ ‫القد�س املحتلة‪ .‬و ُيعتبرَ ذلك القرار ردة فعل منا�سبة متام ًا للحدث‪ .‬عالوة‬ ‫على ذلك‪ ،‬ف�إن �أجزا ًء كثرية من العامل ال تزال حتت االحتالل واال�ضطهاد‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص ًا فل�سطني‪ .‬وقد بد�أت كراهية الإ�سالم تنت�شر ب�شكل وا�سع يف‬ ‫الغرب‪ ،‬ولي�س من املتوقع �أن تبقى منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي مكتوفة الأيدي‪،‬‬ ‫وال ينبغي لها ذلك‪.‬‬ ‫وميثل اعتماد املنظمة يف عام ‪ 2005‬خلطة عمل ع�شرية يف �ضوء‬ ‫املبادئ املن�صو�ص عليها من قبل حكماء العامل الإ�سالمي املجتمعني يف مكة‬ ‫فاحتة عهد جديد ال تكتفي فيه املنظمة بردود الأفعال‪ ،‬بل تقوم باملبادرات‬ ‫وت�ضع خطط ًا للو�صول �إىل �أهداف ملمو�سة يف العديد من املجاالت احليوية‬ ‫كاالقت�صاد والثقافة والبحوث والتعليم وم�شاريع التنمية وحقوق الإن�سان‬ ‫والأمن الغذائي‪ .‬وبعبارة �أخرى‪ ،‬فهي ت�سعى �إىل مكافحة اجلهل بح�سب‬ ‫عبارة ال�شيخ �سعيد نوري‪ ،‬كما �أنها حتاول �إخراج العامل الإ�سالمي من حالة‬ ‫الهوان حتى ال يبقى عر�ضة لال�ستغالل وفق ًا لر�أي مالك بن نبي‪.‬‬ ‫وقد �أبرزت مناق�شات اجتماع الكوم�ستيك يف �إ�سالم �أباد �أن امل�شاكل‬ ‫الأ�سا�سية يف العامل الإ�سالمي مل تتغري كثري ًا خالل القرن املا�ضي‪ ،‬ولكن مع‬ ‫ذلك ك�شفت عن تبني �أهداف جديدة‪ ،‬ف�إذا كان املتو�سط العاملي �أن هناك‬ ‫‪ 2500‬عامل لكل مليون �شخ�ص‪ .‬ف�إنه يرتاجع يف العامل الإ�سالمي �إىل‬ ‫‪ 650‬عامل ًا فقط‪� ،‬أي بن�سبة ال تتجاوز ربع املتو�سط العاملي‪.‬‬ ‫ومن �أهم الأهداف الرئي�سية يف خطة عمل منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬


‫هو تخ�صي�ص كل دولة يف امل�ؤمتر لن�سبة ‪ 1‬يف املئة من ناجتها القومي‬ ‫الإجمايل لأن�شطة البحث العلمي والتطوير‪ .‬وكان متو�سط دول منظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي يف عام ‪ ،2005‬عندما مت تبني هذا الهدف‪ ،‬ال يتجاوز ‪ 0.2‬يف املئة‪.‬‬ ‫وتك�شف نتائج ال�سنوات اخلم�س املا�ضية عن �إجنازات معتربة‪ ،‬فقد ت�ضاعف‬ ‫هذا الرقم لي�صبح ‪ 0.42‬يف املئة‪ .‬ويف تركيا تغري املعدل من ‪ 0.48‬يف املائة‬ ‫يف عام ‪ 2003‬لي�صل �إىل ‪ 0.73‬يف املئة يف عام ‪ .2008‬ومن املتوقع �أن يبلغ ‪2‬‬ ‫يف املئة بحلول عام ‪ .2013‬وكان معدل باك�ستان لعام ‪ 2008‬يف حدود ‪0.68‬‬ ‫يف املئة‪� .‬أما تون�س التي تعي�ش الآن حتت وقع ثورة اليا�سمني فهي من البلدان‬ ‫القليلة التي و�صلت �إىل هدف ‪ 1‬يف املئة‪.‬‬ ‫ومن امل�ؤ�شرات التي تر�صدها منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف ال�سياق ذاته‬ ‫عدد املقاالت العلمية والأكادميية التي ُن�شرت يف البلدان الإ�سالمي‪ .‬فعلى‬ ‫الرغم من �أن هذه البلدان ما زالت دون املتو�سط العاملي‪ ،‬فهناك اجتاه‬ ‫متزايد يف هذا املجال‪ .‬ووفق ًا لإح�صاءات منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬فقد ُن�شر‬ ‫يف العامل الإ�سالمي ‪ 18391‬مقا ًال عام ‪ ،2000‬وارتفع هذا الرقم �إىل ثالثة‬ ‫�أ�ضعافه‪� ،‬أي ‪ 63342‬يف عام ‪ .2009‬ومن املالحظ ب�شكل جلي هيمنة كل‬

‫من تركيا و�إيران يف هذا املجال‪ .‬فقد ُن�شر يف تركيا ما جمموعه ‪ 20000‬من‬ ‫املقاالت العلمية‪� ،‬أما يف الأخرية في�صل العدد �إىل ‪ ،13400‬ومن هنا ف�إن‬ ‫املن�شور فيهما ميثل �أكرث من ن�صف عدد املقاالت املن�شورة يف بقية البلدان‬ ‫الإ�سالمية‪.‬‬ ‫وال ميكنني هنا �أن �أحلل �سوى جمال واحد فقط‪ ،‬وكان بودي �أن �أتطرق‬ ‫�إىل تطوير التجارة يف املنتجات �أو التعاون اال�سرتاتيجي بني �أع�ضاء منظمة‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ .‬ولو ا�ستطعنا فقط درا�سة التقارير ال�شهرية والدورية‬ ‫ال�صادرة عن مر�صد الإ�سالموفوبيا بد ًال من الت�صريحات الرنانة واجلوفاء‬ ‫�ضد هذه احلركة اخلطرة واملت�صاعدة يف الغرب‪ ،‬ف�سنفهم التوجهات‬ ‫اجلديدة للمنظمة‪ .‬ولكن ال ب�أ�س‪ ،‬فحتى ولو مل ن�ستطع ذلك‪ ،‬ف�إن منظمة‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي قد قررت �إجراء تقييم ذاتي لأدائها ون�سبة حتقيقها‬ ‫لأهدافها املر�سومة يف خطة العمل‪ ،‬و�سوف تر�سل نتيجة ذلك التقييم �إىل‬ ‫وزراء اخلارجية وقادة الدول الأع�ضاء‪ .‬ع�سى �أن تكون هذه النتائج �إيجابية‬ ‫و�أن حتظى الر�ؤية اجلديدة للمنظمة املركزة على م�صادر الوهن احلقيقية‬ ‫ب�إرادة وعزم �صادقني لتج�سيدها على �أر�ض الواقع‪.‬‬

‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي ت�شارك يف ملتقى دور الإنرتنت يف حماربة الإرهاب والتطرف‬ ‫الريا�ض ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫�شاركت منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف �أعمال امللتقى العلمي «دور الإنرتنت‬ ‫يف حماربة الإرهاب والتطرف» الذي �أُقيم يف الريا�ض خالل الفرتة من ‪24‬‬ ‫ ‪ 26‬يناير ‪ ،2011‬وذلك حتت رعاية �صاحب ال�سمو امللكي الأمري حممد بن‬‫نايف بن عبد العزيز‪ ،‬م�ساعد وزير الداخلية لل�ش�ؤون الأمنية‪.‬‬ ‫وقدم وجدي القليطي‪ ،‬مدير �إدارة تقنية املعلومات يف الأمانة العامة‬ ‫ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬ورقة عمل‪� ،‬أ�شار فيها �إىل �أن املنظمة لديها موقف‬ ‫ثابت جتاه مواجهة ظاهرة الإرهاب ي�ستند �إىل تعاليم الدين الإ�سالمي‬ ‫احلنيف الذي يحث على ال�سالم والت�سامح ويعترب الإرهاب بجميع �أ�شكاله‬

‫ومظاهره �إحدى �أخطر اجلرائم الب�شرية‪ .‬وقال �إن املنظمة ت�سعى ملكافحة‬ ‫الإرهاب من جذوره بكل ال�سبل‪� ،‬سواء كانت �سيا�سية �أو اقت�صادية �أو اجتماعية‬ ‫�أو تكنولوجية‪ .‬و�أو�ضح �أن املنظمة ح�شدت جهودها خالل العقود املا�ضية‬ ‫ومتكنت يف يوليو ‪ 1999‬من �إعداد اتفاقية مكافحة الإرهاب التي وقعت عليها‬ ‫جميع الدول الإ�سالمية‪.‬‬ ‫وقد قامت جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بتنظيم امل�ؤمتر بالتعاون‬ ‫مع وزارة الداخلية باململكة العربية ال�سعودية‪ ‬وفريق مكافحة الإرهاب بالأمم‬ ‫املتحدة واملركز العاملي ملكافحة الإرهاب بالواليات املتحدة الأمريكية ووزارة‬ ‫اخلارجية الأملانية‪.‬‬

‫وفد معهد العلوم والتكنولوجيا يبحث املقرتحات اخلا�صة بالتكنولوجيات النا�شئة‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫التقى وفد من معهد هيئة العلوم والتكنولوجيا للتنمية امل�ستدامة يف‬ ‫اجلنوب لتكنولوجيا املعلومات‪ ،‬بالأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪،‬‬ ‫الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬يوم ‪ 5‬مار�س ‪ ،2011‬يف مقر املنظمة‬ ‫يف جدة‪ .‬و�ضم وفد املعهد الوزير االحتادي للعلوم والتكنولوجيا يف باك�ستان‪،‬‬ ‫ال�سيد عرفان ندمي‪ ،‬ومدير املعهد دكتور جنيد زيدي وم�سجل املعهد دكتور‬ ‫�أر�شاد مالك‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وقدم الوفد الزائر عر�ضا موجزا عن الهيئة للأمني العام للمنظمة‪،‬‬ ‫وعمل املعهد للنهو�ض بالعلوم والتكنولوجيا بني الدول الأع�ضاء يف الهيئة‪ ،‬كما‬ ‫�أطلع الأمني العام على مقرتحات ملمو�سة لإقامة تعاون بني املعهد منظمة‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي يف جماالت التعليم العايل والعلوم والتكنولوجيا مع الرتكيز‬ ‫بوجه خا�ص على التكنولوجيات النا�شئة‪ ،‬مثل تكنولوجيا املعلومات وتكنولوجيا‬ ‫النانو والتكنولوجيا احليوية والعلوم البيئية‪.‬‬ ‫ُيذ َكر �أن املعهد قدم ‪ 50‬منحة درا�سية لطالب من الدول الأع�ضاء يف‬ ‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف برامج ملنح درجة املاج�ستري ينفذها املعهد يف‬

‫خمت ِلف التخ�ص�صات‪ .‬و�سوف تتم �إجراءات التقدمي لربنامج املنح الدرا�سية‬ ‫من خالل الأمانة العامة للمنظمة‪ .‬عالوة على ذلك‪� ،‬سوف يقدم املعهد ‪5‬‬ ‫منح �أبحاث الزمالة ت�ستمر ملدة ‪� 8‬أ�سابيع يف �أبحاث ما بعد الدكتوراه من‬ ‫الدول الأع�ضاء يف منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف تخ�ص�صات مثل الفيزياء‬ ‫والريا�ضيات وتكنولوجيا النانو والعلوم البيئية‪ ،‬الخ‪ .‬وطلب املعهد من الأمني‬ ‫العام للمنظمة رعاية �إن�شاء جملة من الكرا�سي الأ�ستاذية يف املجاالت التي‬ ‫يحددها املعهد‪ .‬و�سوف يقدم املعهد �أي�ض ًا امليدالية الذهبية ملنظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي ‪ ‬للطلبة املتفوقني‪.‬‬ ‫وقد �شكر الأمني العام الوفد على عرو�ضه ال�سخية‪ ،‬و�أكد �أهمية العلوم‬ ‫والتكنولوجيا للتقدم االجتماعي ـ االقت�صادي يف العامل الإ�سالمي‪ .‬كما وافق‬ ‫على الدخول يف �شراكة لإن�شاء مركز عاملي متخ�ص�ص يف هند�سة االت�صاالت‬ ‫ال�سلكية والال�سلكية‪.‬‬ ‫و�سوف تعمل الأمانة العامة للمنظمة واملعهد عن كثب للتنفيذ املبكر‬ ‫لربامج الزمالة واملنح الدرا�سية التي يقدمها املعهد و�إن�شاء مركز التميز‬ ‫لهند�سة االت�صاالت ال�سلكية والال�سلكية‪.‬‬ ‫‪57‬‬


‫اقت�صاد‬

‫عمدة لندن يبحث �سبل التعاون مع رئي�س البنك الإ�سالمي للتنمية‬

‫الدكتور �أحمد علي مع عمدة لندن مايكل بري‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫ا�ستقبل الدكتور �أحمد حممد علي رئي�س‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية يف مقر البنك بجدة يوم‬ ‫‪ 12‬فرباير ‪ ،2011‬عمدة مدينة لندن والوفد‬ ‫املرافق له‪ .‬وقد �أ�شاد رئي�س البنك خالل االجتماع‬ ‫الذي عقده اجلانبان بالتطور امللمو�س يف عالقات‬

‫البنك مع جمتمع الأعمال مبدينة لندن باعتبارها‬ ‫مركز ًا رئي�سي ًا لل�صناعة املالية الإ�سالمية‪ ،‬كما‬ ‫�أ�شاد باالجتماعات ال�سنوية التي يعقدها اجلانبان‬ ‫ملتابعة هذه العالقات ورعايتها‪.‬‬ ‫كما �أعرب عمدة لندن‪ ،‬من جانبه‪ ،‬عن حر�صه‬ ‫على تنمية وتطوير العالقات مع البنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية يف جميع جماالت العمل امل�شرتك‪،‬‬ ‫وبخا�صة يف جمال التمويل الإ�سالمي‪ ،‬كما قدم‬ ‫�شرح ًا للربامج وامل�شاريع التي يقومون بها ل�صالح‬ ‫املجتمع امل�سلم بلندن‪ ،‬وبخا�صة يف جمال التعليم‪.‬‬ ‫وخالل االجتماع‪ ،‬قدم الدكتور عبد العزيز‬ ‫الهنائي ا�ستعرا�ض ًا لربامج ال�صكوك التي ي�صدرها‬

‫البنك الإ�سالمي للتنمية والتي مثلت مدينة لندن‬ ‫�أحد �أهم املراكز الرتويجية لها باعتبارها مركز ًا‬ ‫لل�صناعة املالية الإ�سالمية‪ ،‬كما ناق�ش اجلانبان‬ ‫خطة البنك لإ�صدار �صكوك باجلنيه الإ�سرتليني‪.‬‬ ‫و�أكد اجلانبان �ضرورة التن�سيق يف جماالت‬ ‫�أن�شطتهما للم�ساعدات اخلا�صة مبجاالت التعليم‬ ‫وحماربة الفقر‪ ،‬كما تطرقا لعالقة البنك مع �إدارة‬ ‫التنمية الدولية الربيطانية والربامج الإمنائية‬ ‫امل�شرتكة التي ينفذانها يف الدول الأع�ضاء‪� ،‬إىل‬ ‫جانب ا�ستعرا�ض برامج البنك للمنح الدرا�سية‬ ‫و�سبل التعاون مع جامعات لندن لدعم تلك‬ ‫الربامج‪.‬‬

‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي ت�شيد بالتعاون املتنامي مع منظمة التعاون االقت�صادي‬ ‫ا�سطنبول ـ تركيا‪:‬‬ ‫�شكل مو�ضوع التعاون املتنامي بني كل من‬ ‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي ومنظمة التعاون‬ ‫االقت�صادي نقطة ارتكاز يف معر�ض الر�سالة التي‬ ‫وجهها الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪،‬‬ ‫الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪� ،‬إىل القمة‬ ‫احلادية ع�شرة ملنظمة التعاون االقت�صادي التي‬ ‫اختتمت �أعمالها يف ا�سطنبول برتكيا يوم ‪23‬‬ ‫دي�سمرب ‪.2010‬‬ ‫و�أو�ضح الأمني العام يف ر�سالته �أن الناجت‬ ‫الإجمايل الداخلي ملنظمة التعاون االقت�صادي‬ ‫ي�شكل ‪ 30‬يف املئة من �إجمايل الناجت الداخلي‬

‫ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬م�ستعر�ض ًا �آخر برامج‬ ‫املنظمة التي تروم حتقيق التنمية االجتماعية‬ ‫واالقت�صادية للدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫االقت�صادي‪ .‬و�أ�شار‪ ،‬على وجه التحديد‪� ،‬إىل‬ ‫الربنامج اخلا�ص لتنمية �آ�سيا الو�سطى‪ ،‬وتنفيذ‬ ‫امل�شروع امل�شرتك ل�سكة احلديد بني تركمان�ستان‬ ‫وكازاخ�ستان و�إيران وكذا �إىل امل�شروع املقرتح‬ ‫لبناء �سكة احلديد بني دو�شنبيه ومزار ال�شريف‬ ‫وهرات‪ ،‬كمثال على �آخر جماالت التعاون بني‬ ‫الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون االقت�صادي‪.‬‬ ‫ويف ما يتعلق بال�شراكة العاملية من �أجل‬ ‫�إعادة �إعمار �أفغان�ستان‪� ،‬أكد الأمني العام التزام‬ ‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬بو�صفها ع�ضو ًا يف‬

‫فريق االت�صال الدويل املعني ب�أفغان�ستان‪ ،‬بتعزيز‬ ‫م�شاركتها يف امل�ؤمتر الإقليمي حول التعاون‬ ‫االقت�صادي حول �أفغان�ستان‪.‬‬ ‫وح�ضر � َ‬ ‫أعمال هذه القمة قاد ُة دول وحكومات‬ ‫ثماين دول �أع�ضاء يف منظمة التعاون االقت�صادي‪،‬‬ ‫يف حني م ّثلت كل من تركمان�ستان و�أوزبك�ستان على‬ ‫التوايل‪ ،‬على م�ستوى نائب وزير و�سفري‪ .‬وح�ضر ك ٌل‬ ‫من الرئي�س العراقي جالل طلباين وممثالن لكل‬ ‫من الرئي�س ال�سوري و�أمري قطر ك�ضيفني خا�صني‪.‬‬ ‫ومثل الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف‬ ‫�أعمال القمة ال�سفري حميد ‪�.‬أ‪� .‬أوبيلويريو‪ ،‬الأمني‬ ‫العام امل�ساعد لل�ش�ؤون االقت�صادية‪.‬‬

‫البنك الإ�سالمي للتنمية وجمموعة البنك الإفريقي للتنمية يوقعان اتفاقية �شراكة‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫وقع كل من الدكتور بوبكر �سيديبيه نائب رئي�س البنك الإ�سالمي للتنمية‬ ‫والدكتور كمال اخل�شن‪ ،‬نائب رئي�س جمموعة البنك الإفريقي للتنمية‪ ،‬يف مقر‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية بجدة‪ ،‬يوم ‪ 21‬دي�سمرب ‪ ،2010‬مذكرة تفاهم تقوم‬ ‫مبوجبها كلتا امل�ؤ�س�ستني بتخ�صي�ص مبلغ ‪ 500‬مليون دوالر �أمريكي لفرتة‬ ‫ثالث �سنوات تبد�أ من عام ‪ 2011‬لتمويل م�شروعات �سيادية يف الدول التي‬ ‫ت�شرتك مع ًا يف ع�ضوية امل�ؤ�س�ستني‪.‬‬ ‫وتقع القطاعات التي �سيتم متويلها �ضمن اال�سرتاتيجية متو�سطة املدى‬ ‫للبنك الإفريقي للتنمية والربنامج اخلا�ص لتنمية �إفريقيا التابع للبنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬وذلك من خالل الرتكيز على القطاعات ذات الأولوية‬ ‫واملتمثلة يف البنى التحتية واملياه وال�صرف ال�صحي والتكامل الإقليمي‬ ‫والتعليم والبنيات االجتماعية والزراعة والأمن الغذائي وبناء القدرات‬ ‫امل�ؤ�س�سية والتدريب والإح�صاء‪.‬‬ ‫‪58‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫و�صرح الدكتور كمال اخل�شن ب�أن اتفاقية التمويل امل�شرتك بني امل�ؤ�س�ستني‬ ‫تهدف �إىل تعزيز التنمية االقت�صادية والتقدم االجتماعي من خالل تن�سيق‬ ‫التمويل امل�شرتك للم�شروعات‪ ،‬وكذلك تعزيز التعاون االقت�صادي بني الدول‬ ‫ذات الع�ضوية امل�شرتكة يف امل�ؤ�س�ستني‪ .‬و�أ�ضاف �أن هذا التحرك يرمي خلف�ض‬ ‫الفقر يف القارة الإفريقية وزيادة م�ستويات الدخل وت�أمني تنفيذ الأهداف‬ ‫الإمنائية للألفية على م�ستوى القارة الإفريقية‪.‬‬ ‫وتعزز االتفاقية املوقعة يف جدة بني امل�ؤ�س�ستني التعاون القائم بينهما‬ ‫وتفتح املجال لزيادة فاعلية ال�سيا�سات التنموية للم�ؤ�س�ستني من خالل �شراكة‬ ‫حقيقية بينهما‪ ،‬حيث �ستوظف امل�ؤ�س�ستان �إمكاناتهما وما متتلكان من معرفة‬ ‫وموارد لتعزيز التنمية االقت�صادية ب�إفريقيا‪.‬‬ ‫وقد قام البنك الإ�سالمي للتنمية باال�شرتاك مع البنك الإفريقي للتنمية‬ ‫بتمويل م�شروعات م�شرتكة عديدة خا�صة يف جمال البنيات الأ�سا�سية والزراعة‬ ‫والتنمية الريفية وال�صحة والتعليم واملياه وم�شروعات تنموية �أخرى‪.‬‬


‫الدعوة لتوفري بيانات لقيا�س �أثر الأزمة االقت�صادية على الدول الأع�ضاء باملنظمة‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫نبه االجتماع الثالث ملجموعة العمل الإح�صائي ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪،‬‬ ‫الذي انعقد م�ؤخر ًا يف مقر البنك الإ�سالمي للتنمية بجدة يف يناير ‪،2011‬‬ ‫على التحديات غرب امل�سبوقة الناجتة عن الأزمة االقت�صادية واملالية العاملية‪،‬‬ ‫والتي تقت�ضي وجود بيانات عالية اجلودة ميكن من خاللها قيا�س �أثر الأزمة‬ ‫على الدول الأع�ضاء مبنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬مع احلاجة �إىل م�ؤ�شرات‬ ‫�إح�صائية جديدة ملواجهة حتديات التنمية بتلك الدول‪.‬‬ ‫وتهدف جمموعة العمل الإح�صائي ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫لتعزيز التن�سيق ومواءمة املعايري للأن�شطة الإح�صائية مب�ؤ�س�سات الدول‬ ‫الأع�ضاء باملنظمة من �أجل تفادي تكرار اجلهود ون�شر �أرقام مت�ضاربة يف‬ ‫مطبوعاتهم‪.‬‬ ‫وقد عرب االجتماع عن ت�صميمه للعمل �سوية لتعزيز ال�شراكة بني الدول‬ ‫الأع�ضاء من خالل التن�سيق والتعاون يف جميع املجاالت ذات الطبيعة‬ ‫الإح�صائية‪ ،‬وذلك بهدف م�ساندة املبادرات التي تطلقها منظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي و�أجهزتها امل�ساعدة ودولها الأع�ضاء‪ ،‬مبا يف ذلك خطة عمل‬

‫الربنامج الع�شري للمنظمة‪.‬‬ ‫كما �أكد االجتماع �أهمية التنمية االقت�صادية واالجتماعية بالدول‬ ‫الأع�ضاء‪ ،‬ودعا دول املنظمة �إىل تقدمي املزيد من املوارد لهذا القطاع وخلق‬ ‫بيئة مالئمة للم�ؤ�س�سات الوطنية للإح�صاء للقيام مبهامها وم�س�ؤوليتها‬ ‫بفاعلية وكفاءة‪.‬‬ ‫وفيما �أ�شاد االجتماع بالتقدم املحرز يف جمال تطبيق املهام الإح�صائية‬ ‫التي مت تكليف جمموعة العمل بها‪� ،‬أكد �أنه ال يزال هناك املزيد مما يجب‬ ‫القيام به‪ ،‬ومت تكليف البنك الإ�سالمي للتنمية ملتابعة ذلك مع الأع�ضاء وفق ًا‬ ‫جلداول التنفيذ املحددة‪.‬‬ ‫وقد ح�ضر االجتما َع ممثلون عن الأمانة العامة ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪،‬‬ ‫ومركز الأبحاث الإح�صائية واالقت�صادية واالجتماعية والتدريب‪ ،‬واملركز‬ ‫الإ�سالمي للتنمية والتجارة‪ ،‬والغرفة الإ�سالمية للتجارة وال�صناعة‪ ،‬والبنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية والإدارة املركزية للإح�صاء واملعلومات باململكة العربية‬ ‫ال�سعودية‪.‬‬

‫التحديات التي يواجهها �صندوق الت�ضامن الإ�سالمي للتنمية و�آفاقه امل�ستقبلية‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫عقد البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬يومي ‪ 28‬و‪29‬‬ ‫دي�سمرب ‪ ،2010‬يف مقره بجدة اجتماع ًا ملجموعة‬ ‫من اخلرباء من ع�شرين دولة من الدول الأع�ضاء‬ ‫بالبنك حول �صندوق الت�ضامن الإ�سالمي للتنمية‬ ‫التحديات و�آفاق امل�ستقبل‪.‬‬ ‫وا�شتمل برنامج االجتماع على كلمة من رئي�س‬ ‫البنك الدكتور �أحمد حممد علي‪ ،‬فيما قدم مدير‬ ‫ال�صندوق‪ ،‬الدكتور ب�شري عمر ف�ضل اهلل‪ ،‬عر�ض ًا‬ ‫م�صور ًا حول ن�ش�أة �صندوق الت�ضامن الإ�سالمي‬ ‫للتنمية وو�ضعه القانوين والعمليات التي ينفذها‬ ‫ال�صندوق والتحديات التي تواجهه‪.‬‬ ‫وناق�ش املجتمعون جممل الق�ضايا املتعلقة‬ ‫بال�صندوق وو�سائل تنمية وتطوير موارده‬ ‫ن�شئ من �أجلها‪،‬‬ ‫مل�ساعدته يف �أداء الر�سالة التي �أُ ِ‬ ‫حيث �إنه من املنتظر �أن ت�سفر جل�سات العمل عن‬ ‫تبني العديد من التو�صيات التي من �ش�أنها تعزيز‬

‫م�سرية ال�صندوق‪.‬‬ ‫ن�شـئ �صندوق الت�ضامن الإ�سالمي‬ ‫وقد �أُ ِ‬ ‫للتنمية يف �إطار البنك الإ�سالمي للتنمية يف‬ ‫�شهر مايو ‪ ،2007‬تنفيذ ًا ملقررات قمة مكة‬ ‫املكرمة الإ�سالمية عام ‪ ،2005‬والتي دعت �إىل‬ ‫�إن�شاء ال�صندوق كذراع ملحاربة الفقر يف الدول‬ ‫الأع�ضاء بالبنك بر�أ�س مال م�ستهدف قدره ‪10‬‬ ‫مليارات دوالر �أمريكي‪ .‬و�أعلنت ‪ 28‬دولة حتى‬ ‫الآن م�ساهمتها يف ال�صندوق لي�صل �إجمايل تلك‬ ‫االلتزامات �إىل ‪ 2.63‬مليار دوالر �أمريكي‪.‬‬ ‫و�أطلق ال�صندوق برناجمني رئي�سيني مببلغ‬ ‫‪ 500‬مليون دوالر �أمريكي ويغطي كالهما فرتة‬ ‫خم�س �سنوات‪ ،‬وهما برنامج التعليم احلريف‬ ‫وبرنامج دعم التمويالت ال�صغرية‪ ،‬فيما بلغ‬ ‫�إجمايل العمليات امل�صدقة من ال�صندوق حتى‬ ‫تاريخه ‪ 515‬مليون دوالر �أمريكي �شملت العديد‬ ‫من القطاعات‪ ،‬كان من �أبرزها البنى التحتية‬ ‫والزراعة والتمويالت ال�صغرية والتعليم والتدريب‬

‫احلريف‪.‬‬ ‫ونا�شد اجتماع جلنة اخلرباء رئي�س الدورة‬ ‫احلالية ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي ملوا�صلة م�ساعيه‬ ‫املقدرة والرامية لتفعيل دور �صندوق الت�ضامن‬ ‫الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬ودعا �إىل خماطبة الدول‬ ‫الأع�ضاء التي مل تعلن بعد م�ساهماتها يف ر�أ�س‬ ‫مال �صندوق الت�ضامن الإ�سالمي للتنمية للإ�سراع‬ ‫يف �إعالن امل�ساهمات وكذلك حث الدول التي‬ ‫تعهدت بامل�ساهمة للإيفاء بالتزاماتها وزيادة‬ ‫م�ساهمات الدول التي قامت بدفع م�ساهماتها‬ ‫بالفعل‪ .‬و�أعرب االجتماع عن �شكره وتقديره‬ ‫للدول التي �ساهمت يف ر�أ�س مال ال�صندوق‪ ،‬داعي ًا‬ ‫�إىل الإ�سراع يف �إطالق حملة �شاملة ال�ستقطاب‬ ‫املوارد وو�ضع ا�سرتاتيجية ا�ستثمارية تتيح موارد‬ ‫�إ�ضافية لل�صندوق‪� ،‬إىل جانب و�ضع خارطة طريق‬ ‫تتيح للدول الأع�ضاء تن�سيق م�ساعداتها التنموية‬ ‫الثنائية يف ذلك الإطار‪.‬‬

‫ممثلون لأكرث من ‪ 80‬بلد ًا يوقعون على امليثاق اجلديد ملنتدى الطاقة الدويل‬ ‫الريا�ض ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫وقع وزراء النفط والوفود املمثلون لـ ‪ 87‬بلد ًا‪،‬‬ ‫يوم ‪ 22‬فرباير ‪ ،2011‬على امليثاق اجلديد ملنتدى‬ ‫الطاقة الدويل الذي يهدف �إىل ا�ستقرار جديد‬ ‫ل�سوق النفط العاملي مبا يعود بالنفع على كل من‬

‫امل�ستهلكني واملنتجني‪.‬‬ ‫ويف�سح االتفاق املوقع يف الريا�ض‪ ،‬خالل‬ ‫االجتماع الوزاري اال�ستثنائي ملنتدى الطاقة‬ ‫الدويل‪ ،‬املجال لعقد مزيد من احلوار بني املنتجني‬ ‫وامل�ستهلكني‪ ،‬وتو�سيع تبادل املعلومات اخلا�صة‬

‫بق�ضايا العر�ض والطلب للحد من ارتفاع الأ�سعار‪.‬‬ ‫كما ي�سلط االجتماع ال�ضوء على م�ستويات جديدة‬ ‫للتعاون مت ّكن امل�ؤ�س�سات الدولية املخت�صة من‬ ‫رفع م�ستوى �شفافية املعلومات اخلا�صة بالعر�ض‬ ‫والطلب و�سهولة الو�صول �إليها‪.‬‬ ‫‪59‬‬


‫اقت�صاد‬

‫ا�ستك�شاف �سبل تعزيز التعاون بني منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫واالحتاد االقت�صادي والنقدي لدول غرب �إفريقيا‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫ا�ستقبل الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى‪ ،‬يف مقر الأمانة العامة للمنظمة بجدة‪،‬‬ ‫يوم ‪ 12‬مار�س ‪ ،2011‬رئي�س مفو�ضية االحتاد‬ ‫االقت�صادي والنقدي لدول غرب �إفريقيا‪ ،‬ال�سيد‬ ‫�سومايال �سي�سي‪.‬‬ ‫وقد �أعرب اجلانبان عن ارتياحهما للم�ستوى‬ ‫احلايل للعالقات الثنائية القائمة بني منظمتيهما‪،‬‬ ‫وا�ستعر�ضا التقدم املحرز يف تنفيذ �شتى امل�شاريع‬ ‫امل�شرتكة الرامية �إىل حتقيق حتول اقت�صادي‬ ‫واجتماعي �سريع القت�صادات الدول الأع�ضاء يف‬ ‫املنظمتني‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كما اتفقا على العمل �سريعا من �أجل ان�ضمام‬

‫الدول الأع�ضاء يف االحتاد االقت�صادي والنقدي‬ ‫لدول غرب �إفريقيا �إىل نظام الأف�ضلية التجارية‬ ‫ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي وامل�شاركة الفاعلة‬ ‫يف �شتى الربامج االقت�صادية ملنظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي يف املجاالت املختلفة‪ ،‬ومنها الق�ضاء‬ ‫على الفقر و�إعادة ت�أهيل قطاع القطن والبنية‬ ‫الأ�سا�سية والزراعة والتنمية الريفية‪.‬‬ ‫ووجه اجلانبان الفريق الفني امل�شرتك بني‬ ‫املنظمتني لل�شروع يف و�ضع جدول زمني لبحث‬ ‫وتنفيذ الأولويات املتفق عليها بني الأمانة العامة‬ ‫ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي ومفو�ضية االحتاد‬ ‫االقت�صادي والنقدي لدول غرب �إفريقيا‪.‬‬ ‫وكان الأمني العام حث قادة دول وحكومات‬ ‫االحتاد االقت�صادي والنقدي لغرب �إفريقيا على‬

‫تعزيز م�شاركة الدول الأع�ضاء يف هذا االحتاد يف‬ ‫نظام الأف�ضلية التجارية ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وكان ذلك يف معر�ض كلمته �أمام القمة اخلام�سة‬ ‫ع�شرة لالحتاد االقت�صادي والنقدي لغرب �إفريقيا‪،‬‬ ‫والتي اختتمت �أعمالها يف باماكو بجمهورية مايل‪،‬‬ ‫يوم ‪ 22‬يناير ‪ ،2011‬حيث �أعرب �إح�سان �أوغلى‬ ‫عن تفا�ؤله ب�أن تنمية ومالءمة ال�سيا�سات التجارية‬ ‫�سيحفزان عملية منو اقت�صادات الدول الأع�ضاء‬ ‫يف االحتاد االقت�صادي والنقدي لغرب �إفريقيا‪،‬‬ ‫مبدي ًا يف الوقت ذاته ارتياحه �إزاء ن�شاطات‬ ‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف جمال متويل التجارة‬ ‫يف ثماين دول �أع�ضاء يف االحتاد والتي متكنت من‬ ‫حتقيق مبلغ ‪ 1,135‬مليار دوالر �أمريكي خالل‬ ‫عام ‪.2010‬‬

‫البنك الإ�سالمي للتنمية يدعم جهود توظيف ال�شباب يف الدول الأع�ضاء‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫�أكد جمل�س املديرين التنفيذيني للبنك الإ�سالمي للتنمية خالل اجتماعه‬ ‫يف مقر البنك دعمه جلهود برامج البنك الرامية �إىل مكافحة البطالة وتوفري‬ ‫فر�ص العمل لل�شباب عن طريق امل�شاريع ال�صغرية واملتو�سطة يف الدول‬ ‫الأع�ضاء‪.‬‬ ‫ويف هذا الإطار‪ ،‬قرر املجل�س تخ�صي�ص مبلغ ‪ 250‬مليون دوالر �أمريكي‬ ‫لتمكني الدول الأع�ضاء املعنية من دعم اال�ستثمارات الرامية �إىل �إيجاد فر�ص‬ ‫عمل جديدة لل�شباب واحلد من الفقر والبطالة‪ .‬كما ت�ستهدف تلك امل�ساعدة‬

‫بناء القدرات امل�ؤ�س�سية للدول الأع�ضاء املعنية عن طريق دعم برامج التدريب‬ ‫التي تلبي حاجات �سوق العمل وتقدمي العون الالزم مل�ؤ�س�سات متويل امل�شاريع‬ ‫ال�صغرية ودعم خطوط التمويل ل�صالح امل�ؤ�س�سات ال�صغرية واملتو�سطة‪ .‬و�أكد‬ ‫املجل�س متابعة التطورات اجلارية بالدول املعنية لتقرير ما ميكن تقدميه‬ ‫لتعزيز دور تلك امل�ؤ�س�سات‪.‬‬ ‫تُ�ضاف هذه امل�ساعدة �إىل ميزانيات العمليات العادية املربجمة ل�صالح‬ ‫هذه الدول للعام احلايل ‪1432‬هـ (‪2011‬م)‪.‬‬

‫حث القطاع اخلا�ص على �أداء دور �أكرب يف التنمية االقت�صادية للدول الأع�ضاء‬

‫ال�شارقة ـ الإمارات العربية املتحدة‪:‬‬ ‫�أكد الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪،‬‬ ‫الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪� ،‬أن املنظمة‬ ‫تويل �أهمية كبرية لتعزيز ال�شراكة االقت�صادية‬ ‫مع جميع املعنيني بهدف حت�سني رفاهية �شعوب‬ ‫البلدان الأع�ضاء يف املنظمة‪ .‬و�أبرز الأمني العام‬ ‫يف كلمته التي �ألقاها خالل حفل افتتاح ملتقى‬ ‫ال�شارقة الأول للأعمال الذي ُعقد يف ال�شارقة‬ ‫بالإمارات العربية املتحدة‪ ،‬يوم ‪ 27‬فرباير ‪،2011‬‬ ‫�أن املنظمة �سرتبط ات�صاالت مع خمت ِلف جمعيات‬ ‫الأعمال الوطنية والإقليمية لت�شجيع م�شاركتها‬ ‫الكبرية يف برامج املنظمة وم�شاريعها‪.‬‬ ‫وافتتح �سمو ال�شيخ عبد اهلل بن �سامل بن‬ ‫�سلطان القا�سمي نائب حاكم ال�شارقة فعاليات‬ ‫‪60‬‬

‫ملتقى ال�شارقة الأول للأعمال والذي نظمته غرفة‬ ‫جتارة و�صناعة ال�شارقة حتت �شعار «التكاملية بني‬ ‫ال�سوق اخلليجية وقطاع الأعمال»‪.‬‬ ‫ويف معر�ض احلديث عن فر�ص الأعمال‬ ‫املتزايدة يف الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪� ،‬أ�شار‬ ‫الأمني العام �إىل �أن ن�شاطات التجارة يف بلدان‬ ‫املنظمة �شكلت نحو ‪ 10‬يف املئة من جمموع التجارة‬ ‫العاملية‪ ،‬حيث بلغت القيمة الإجمالية ملبادالت‬ ‫ال�سلع بني هذه الدول وبلدان العامل الأخرى ‪2.56‬‬ ‫تريليون دوالر �سنة ‪.2009‬‬ ‫وحول ال�شراكة بني ال�شعوب لتحقيق التنمية‬ ‫االقت�صادية للدول الأع�ضاء‪ ،‬دعا الربوفي�سور‬ ‫�إح�سان �أوغلى القطاع اخلا�ص يف بلدان املنظمة‬ ‫�إىل العمل من �أجل حترير قدرات مواطني هذه‬ ‫البلدان‪ ،‬وت�شجيع امل�شاريع التي من �ش�أنها تعزيز‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫خلق فر�ص العمل وتطوير اخلربة التكنولوجية‬ ‫للعاملني يف املقاوالت ال�صغرى واملتو�سطة‪.‬‬ ‫و�شارك يف ملتقى ال�شارقة الأول للأعمال‬ ‫ل�سنة ‪ 2011‬نحو ‪� 25‬شركة من ‪ 10‬دول و‪250‬‬ ‫من رجال الأعمال املحليني‪ .‬و�سلط امللتقى ال�ضوء‬ ‫على الآفاق اجلديدة للتعاون االقت�صادي والتبادل‬ ‫التجاري بني دول جمل�س التعاون‪ ،‬وتفعيل دور ال�سوق‬ ‫اخلليجية امل�شرتكة يف تن�شيط احلركة االقت�صادية‬ ‫ودفع عجلة التنمية يف املنطقة‪ ،‬وكذلك الرتويج‬ ‫لل�شارقة ومقدراتها والفر�ص اال�ستثمارية فيها‬ ‫ومميزاتها‪ ،‬وامل�ساهمة يف ا�ستقطاب ا�ستثمارات‬ ‫جديدة للمنطقة عموم ًا ولإمارة ال�شارقة على وجه‬ ‫اخل�صو�ص‪� ،‬إ�ضافة �إىل احلوار والنقا�ش حول‬ ‫التحديات التي يواجهها اال�ستثمار وامل�ستثمرون يف‬ ‫دول جمل�س التعاون اخلليجي‪.‬‬


‫البنك الإ�سالمي للتنمية ي�ست�ضيف امل�ؤمتر اخلام�س مل�ؤ�س�سات التمويل التنموي حول احلوكمة‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫ا�ست�ضاف البنك الإ�سالمي للتنمية يف مقره‬ ‫بجدة امل�ؤمتر ال�سنوي اخلام�س مل�ؤ�س�سات التمويل‬ ‫التنموي‪ ،‬وبح�ضور وم�شاركة ممثلني عن ‪30‬‬ ‫م�ؤ�س�سة متويل تنموي دولية و�إقليمية ووطنية ناق�ش‬ ‫عدد ًا من الق�ضايا املتعلقة بحوكمة ال�شركات‪ ،‬والتي‬ ‫متثل الهياكل والإجراءات لتوجيه و�إدارة �ش�ؤون‬ ‫ال�شركات وتنظيم عالقاتها الإدارية والتنظيمية‪،‬‬ ‫وذلك يف الفرتة من ‪ 26-24‬يناير ‪.2011‬‬ ‫و�ألقى الدكتور �أحمد حممد علي‪ ،‬رئي�س‬ ‫جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬كلمة يف‬ ‫جل�سة االفتتاح �أكد خاللها �أهمية اجلهود التي‬ ‫تبذلها امل�ؤ�س�سات املالية الإمنائية امل�شاركة يف‬ ‫هذا امل�ؤمتر لت�شجيع احلوكمة امل�ؤ�س�سية‪ ،‬و�أن‬ ‫النق�ص احلا�صل يف نظم احلوكمة امل�ؤ�س�سية‬ ‫على م�ستوى العامل‪ ،‬كان له �أكرب الأثر يف اندالع‬ ‫الأزمة املالية العاملية التي �أ�صابت االقت�صاد‬ ‫العاملي يف عام ‪ ،2007‬وتفاقمت �آثارها يف عامي‬ ‫‪ 2008‬و‪ ،2009‬وما زال االقت�صاد العاملي يعاين‬

‫تداعياتها وعواقبها الوخيمة حتى اليوم‪ .‬و�أ�شار‬ ‫رئي�س جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية �إىل توقيع‬ ‫معظم امل�ؤ�س�سات امل�شاركة يف امل�ؤمتر منذ عام‬ ‫‪ 2007‬على «بيان نهج امل�ؤ�س�سات املالية الإمنائية‬ ‫ب�ش�أن احلوكمة امل�ؤ�س�سية»‪ ،‬الذي �أكد احلاجة‬ ‫املتزايدة لدى الوكاالت الإمنائية الدولية مل�ساعدة‬ ‫�شركات اال�ستثمار من �أجل حت�سني هياكلها‬ ‫وممار�ساتها املتعلقة باحلوكمة امل�ؤ�س�سية بهدف‬ ‫حت�سني �أداء هذه ال�شركات وتي�سري ح�صولها على‬ ‫ر�ؤو�س الأموال‪� ،‬سواء من الأ�سواق املحلية �أو من‬ ‫الأ�سواق الدولية وتعزيز ال�شفافية والإف�صاح عن‬ ‫املعلومات وحت�سني عمليات �صنع القرار يف هذه‬ ‫ال�شركات وح�صولها على قيمة �أعلى يف ال�سوق‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف رئي�س جمموعة البنك قائ ًال‪ :‬من �ش�أن‬ ‫احلوكمة امل�ؤ�س�سية الر�شيدة �أن تطور �أ�سواق ر�أ�س‬ ‫املال وتو�سع نطاقها و�أن تعزز �سالمة ال�سندات‬ ‫املتداولة‪.‬‬ ‫و�شارك يف امل�ؤمتر وفود من امل�ؤ�س�سات‬ ‫املالية الإمنائية التي كانت قد وقعت على الدليل‬

‫الإر�شادي حلوكمة ال�شركات يف عام ‪ ،2007‬ومت‬ ‫منذ ذلك احلني عقد �أربعة م�ؤمترات �سنوية لتلك‬ ‫امل�ؤ�س�سات يف كل من باري�س و�أم�سرتدام وتون�س‬ ‫وريودي جانريو‪.‬‬ ‫وي�شارك البنك الإ�سالمي للتنمية يف اللجنة‬ ‫متعددة الأطراف املكونة من عدد من م�ؤ�س�سات‬ ‫املجموعة املوقعة على الدليل الإر�شادي‪ ،‬والتي‬ ‫تعمل على تقييم التزام م�ؤ�س�سات التمويل التنموي‬ ‫امل�شاركة مببادئ احلوكمة‪ ،‬وتعزيز التعاون بني تلك‬ ‫امل�ؤ�س�سات وتنظيم م�ؤمترات �سنوية للوقوف على‬ ‫التطور الذي ا�ستطاعت تلك امل�ؤ�س�سات �إحرازه يف‬ ‫�ضوء ما ورد يف الوثيقة املوقعة عام ‪.2007‬‬ ‫وتويل م�ؤ�س�سات التمويل التنموي متعدد‬ ‫الأطراف اهتمام ًا خا�ص ًا مبو�ضوع احلوكمة‬ ‫لتحقيق العديد من الأهداف‪ ،‬من بينها احلد‬ ‫من املخاطر الت�شغيلية التي ميكن �أن تتعر�ض لها‬ ‫م�ؤ�س�سات التمويل التنموي‪ ،‬وتطوير الأداء‪ ،‬وتنمية‬ ‫�أ�سواق ر�أ�س املال‪.‬‬

‫توزيع مئات الآالف من ذبائح الهدي والأ�ضاحي على الفقراء‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫يف �إطار م�شروع اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫للإفادة من الهدي والأ�ضاحي الذي يديره البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬مت توزيع كميات كبرية من هذه‬ ‫اللحوم على الفقراء يف �أنحاء العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وتتوا�صل عمليات توزيع حلوم الهدي والأ�ضاحي‬ ‫على فقراء احلرم وعرب اجلمعيات اخلريية على‬ ‫م�ستحقيها يف كل من مكة املكرمة واملدينة املنورة‬

‫وباقي مدن ومناطق اململكة‪ ،‬وذلك وفق ًا خلطة‬ ‫التوزيع املعتمدة ملو�سم حج عام ‪1431‬هـ‪ ،‬والتي‬ ‫تت�ضمن توزيع الهدي والأ�ضاحي على م�ستحقيها‬ ‫من فقراء احلرم ونحو ‪ 270‬جمعية خريية يف‬ ‫خمت ِلف مناطق اململكة‪.‬‬ ‫و�صرح الدكتور �أحمد حممد علي‪ ،‬رئي�س‬ ‫جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬ب�أنه �سيتم وفق ًا‬ ‫خلطة التوزيع املذكورة نف�سها‪ ،‬مب�شيئة اهلل‪ ،‬توزيع‬ ‫كميات من حلوم الهدي والأ�ضاحي املجمدة على‬

‫م�ستحقيها يف ‪ 24‬دولة يف قارتي �آ�سيا و�إفريقيا‪.‬‬ ‫ويف هذا الإطار‪� ،‬أبحرت بواخر من ميناء‬ ‫جدة الإ�سالمي‪ ،‬خالل �شهري يناير وفرباير‬ ‫‪ 2011‬حاملة على متنها �آالف الذبائح املجمدة‬ ‫�إىل دول �إ�سالمية يف �إفريقيا و�آ�سيا لتوزيعها‬ ‫على م�ستحقيها‪ .‬وكان هناك بعثات من البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية للإ�شراف على عملية التوزيع يف‬ ‫تلك الدول‪.‬‬

‫البنك الإ�سالمي للتنمية يقدم ‪ 90‬مليون دوالر لتطوير م�شروع للطاقة يف باك�ستان‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫وقع نائب رئي�س البنك الإ�سالمي للتنمية‬ ‫للعمليات‪ ،‬الدكتور بو بكر �سيديبيه‪ ،‬اتفاق ًا لتقدمي‬ ‫ت�سهيالت لتمديد فرتة �إيجار مايل طويل الأجل‬ ‫ي�صل �إىل ‪ 90‬مليون دوالر �أمريكي‪ ،‬وذلك لتطوير‬ ‫م�شروع للطاقة يف �إقليم بلو�ش�ستان بجمهورية‬ ‫باك�ستان الإ�سالمية‪.‬‬

‫و�سيتم متويل امل�شروع من قبل هيئة الطاقة‬ ‫الدولية التي يوجد مقرها يف بريطانيا‪.‬‬ ‫و�سي�ضيف امل�شروع قدرات توليد تبلغ ‪375‬‬ ‫ميغاوات �إىل ال�شبكة الوطنية مبوجب عقد مدته‬ ‫‪� 25‬سنة مع �شبكة النقل الوطنية و�شركة التوزيع‬ ‫الباك�ستانية‪ ،‬و�سي�سهم �إ�سهام ًا كبري ًا يف حت�سني‬ ‫حالة �إمدادات الطاقة يف البالد‪ .‬و�سي�ستخدم‬ ‫امل�شروع غاز ًا طبيعي ًا ذا وحدة حرارية منخف�ضة‬

‫من حقل غاز �أوت�ش‪ ،‬و�سيحد من االعتماد على‬ ‫الوقود امل�ستورد املكلف‪ .‬ومن املتوقع �أن يوفر‬ ‫م�شروع �أوت�ش الطاقة ب�سعر تناف�سي جد ًا‪.‬‬ ‫و�إىل جانب البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬من‬ ‫املتوقع �أي�ض ًا �أن يح�صل امل�شروع على متويل طويل‬ ‫الأجل من البنك الآ�سيوي للتنمية وم�ؤ�س�سة التمويل‬ ‫الدولية وبنك الت�صدير واال�سترياد من كوريا‪.‬‬ ‫‪61‬‬


‫اقت�صاد‬

‫�إقرار م�شروع اتفاقية خطة عمل منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي للتعاون مع �آ�سيا الو�سطى‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫انعقد االجتماع الثاين للمجموعة العاملة‬ ‫من منظمة امل�ؤمتر ِالإ�سالمي على تعزيز التعاون‬ ‫مع �آ�سيا الو�سطى يف مقر املنظمة يف جدة‪ ،‬يوم‬ ‫‪ 2‬فرباير ‪ ،2011‬وذلك بهدف زيادة التعاون‬ ‫والتن�سيق بني دول �آ�سيا الو�سطى وباقي �أع�ضاء‬ ‫املنظمة‪ .‬وقد ُعقد االجتماع الأول يف مدينة‬ ‫ا�سطنبول الرتكية‪ ،‬يوم ‪ 28‬يونيو ‪.2010‬‬ ‫واتفق االجتماع على م�شروع االتفاقية‬ ‫اخلا�صة بـ «خطة عمل منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬

‫للتعاون مع �آ�سيا الو�سطى»‪ .‬وتت�ضمن هذه اخلطة‬ ‫عر�ض ًا مل�ؤمتر �إقليمي للمنظمة ب�ش�أن �آ�سيا‬ ‫الو�سطى‪ ،‬ويتكون من ثمانية عنا�صر‪ )1 :‬تنمية‬ ‫زراعية �صناعية‪ )2 ،‬وتطوير قطاع النقل‪)3 ،‬‬ ‫وتعزيز التجارة‪ )4 ،‬والتخفيف من حدة الفقر‬ ‫والتدريب املهني وقدرات البناء‪ )5 ،‬والبحوث‬ ‫والتعليم والعلوم والتكنولوجيا ‪ )6‬وال�سياحة‬ ‫الثقافية‪ )7 ،‬وم�ؤ�س�سات قطاع ال�صحة‪)8 ،‬‬ ‫واملبد�أ العام‪ .‬كما �أن االجتماع اتفق على ق�ضايا‬ ‫يجب �أن ينظر فيها لتنفيذ خطة العمل‪ ،‬ت�ستغرق‬ ‫مدة ثالث �سنوات‪� ،‬إ�ضافة �إىل منتدى اقت�صادي‬

‫للمنظمة للرتويج وخلق الوعي وح�شد املواد ملخت ِلف‬ ‫�أن�شطة هذه اخلطة‪ .‬و�سي�سلم تقرير املجموعة‬ ‫العاملة من منظمة امل�ؤمتر ِالإ�سالمي على التعاون‬ ‫مع �آ�سيا الو�سطى الجتماع كبار امل�س�ؤولني للم�ؤمتر‬ ‫الإقليمي رفيع امل�ستوى ب�ش�أن �آ�سيا الو�سطى‪،‬‬ ‫الذي �سيعقد جل�سته الأوىل �أثناء الدورة القادمة‬ ‫للجنة الإ�سالمية لل�ش�ؤون االقت�صادية والثقافية‬ ‫واالجتماعية يف جدة يف �شهر �إبريل ‪ .2011‬كما‬ ‫�س ُيعقد على هام�ش الدورة الثامنة والثالثني‬ ‫ملجل�س وزراء اخلارجية يف �أ�ستانا بكازاخ�ستان‬ ‫اجلزء الوزاري للم�ؤمتر‪.‬‬

‫توقيع اتفاقية لتمويل حما�صيل زراعية مببلغ ‪ 12‬مليون دوالر مع غامبيا‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫وقعت امل�ؤ�س�سة الدولية الإ�سالمية لتمويل التجارة‪ ،‬يوم ‪ 7‬مار�س ‪2011‬‬ ‫اتفاقية مرابحة مببلغ ‪ 12‬مليون دوالر �أمريكي مع غامبيا ل�شراء كميات‬ ‫من حم�صول الفول ال�سوداين ل�صالح م�ؤ�س�سة غامبيا للفول ال�سوداين‪ .‬وقع‬ ‫االتفاقي َة مامبوري �أجناي وزير املالية وال�ش�ؤون االقت�صادية‪ ،‬حمافظ البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية عن جمهورية غامبيا‪ .‬ووقع االتفاقي َة ممث ًال عن امل�ؤ�س�سة‬ ‫الأ�ستاذ هاين �سنبل‪ ،‬نائب الرئي�س التنفيذي للم�ؤ�س�سة الإ�سالمية الدولية‬ ‫لتمويل التجارة‪.‬‬

‫وقابل �أجناي الدكتور �أحمد حممد علي‪ ،‬رئي�س جمموعة البنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية‪ ،‬و�أعرب له عن �شكره وتقديره لإ�سهامات جمموعة البنك يف خمت ِلف‬ ‫جماالت التنمية االقت�صادية واالجتماعية يف غامبيا‪ ،‬وبخا�صة يف جماالت‬ ‫التنمية الريفية والتعليم والزراعة واالت�صاالت والرثوة احليوانية والبنى‬ ‫التحتية‪ ،‬م�ضيف ًا �أن جهود البنك متتد لتعزز التعاون الإقليمي لدول املنطقة‪.‬‬ ‫وو�صف رئي�س البنك عالقة البنك بجمهورية غامبيا ب�أنها متثل �شراكة‬ ‫حقيقية‪ ،‬مبين ًا يف هذا ال�صدد �أن البنك الإ�سالمي للتنمية �ساهم يف بناء‬ ‫�أكرث من ‪ 70‬يف املائة من �شبكة الطرق يف غامبيا �ضمن جهوده ملحاربة الفقر‬ ‫والبطالة وتعزيز التنمية االقت�صادية واالجتماعية يف الدول الأع�ضاء‪.‬‬

‫اتفاق املجموعة الع�شرين على كيفية قيا�س امل�ؤ�شرات االقت�صادية‬ ‫باري�س ـ فرن�سا‪:‬‬ ‫تو�صل وزراء املالية من جمموعة الع�شرين �إىل‬ ‫اتفاقية على كيفية قيا�س اال�ضطرابات يف اقت�صاد‬ ‫العامل بعدما حالت ال�صني دون ا�ستخدام �أ�سعار‬ ‫ال�صرف والعملة االحتياطية كم�ؤ�شرات‪.‬‬ ‫واتفق الوزراء وحمافظو البنوك املركزية على‬

‫قائمة امل�ؤ�شرات‪ ،‬والتي تت�ضمن الديون العامة‬ ‫وح�ساب العجز املايل واملدخرات اخلا�صة والديون‬ ‫اخلا�صة والتوازن التجاري‪� ،‬إ�ضافة �إىل موازنة‬ ‫املدفوعات الأخرى مثل �صايف تدفق اال�ستثمار‪.‬‬ ‫وقالت وزيرة املالية الفرن�سة كري�ستني الجارد‪،‬‬ ‫التي تر�أ�ست حمادثات جمموعة الع�شرين‪� ،‬إن‬ ‫امل�ؤ�شرات ال متثل �أهداف ًا ملزمة‪ ،‬لكنها قد ت�ؤدي‬

‫�إىل ر�سم خطوط توجيهية عامة لتن�سيق ال�سيا�سات‬ ‫االقت�صادية للحد من تدهورها‪ ،‬وهو ما قد ي�ؤدي‬ ‫�إىل اعتماد عملية تقييمية م�شرتكة‪.‬‬ ‫وقال البيان اخلتامي ملجموعة الع�شرين �إن‬ ‫وزراء العمل اتفقوا على دعم نظام النقد الدويل‬ ‫للم�ساعدة على االبتعاد عن اال�ضطرابات يف‬ ‫تدفقات ر�ؤو�س الأموال ويف �أ�سعار ال�صرف‪.‬‬

‫منظمة الأغذية والزراعة حتذر من كارثة غذائية عاملية �أخرى‬ ‫ميالنو ـ �إيطاليا‪:‬‬ ‫قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم املتحدة‪� ،‬إن الأ�سعار‬ ‫العاملية للأغذية بلغت يف �شهر فرباير ‪ 2011‬م�ستوى قيا�سي ًا‪ ،‬حمذرة من �أن‬ ‫ارتفاع �أ�سعار الزيت الطازج وتكدي�سه قد يلحق ال�ضرر ب�أ�سواق احلبوب ب�سبب‬ ‫املوردين احلري�صني على جتنب اال�ضطرابات ال�شعبية‪.‬‬ ‫وبلغ م�ؤ�شر �أ�سعار الأغذية ملنظمة الأغذية والزراعة م�ستواه القيا�سي‬ ‫الثاين على التوايل يف �شهر فرباير ‪ ،2011‬وا�ستمر ت�صاعده حتى و�صل �إىل‬ ‫قمته التي و�صل �إليها يف عام ‪ 2008‬يف عدة بلدان‪ ،‬وذلك ب�سبب ارتفاع تكلفة‬ ‫احلبوب وقلة التمويالت‪ .‬كما �أن �أ�سعار الزيت حالي ًا بلغت �أعلى م�ستوياتها‬ ‫‪62‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫منذ �سنتني ون�صف‪ ،‬وهو ما يقارب م�ستوى عام ‪ ،2008‬مما يجعل ال�سوق‬ ‫تواجه قلق ًا ب�سبب اال�ضطرابات يف �شمال �إفريقيا وال�شرق الأو�سط والتي قد‬ ‫ت�ؤدي �إىل �إيقاف الإمدادات الرئي�سية‪ .‬ويعتمد املزارعون على �إمدادات النفط‬ ‫لت�شغيل �آالتهم الزراعية‪ ،‬ويف الوقت ذاته‪ ،‬ي�ستخدم عمال �شحن الب�ضائع‬ ‫الزيت بكرثة‪ ،‬والنتيجة ارتفاع الأ�سعار‪.‬‬ ‫وقالت املنظمة‪ ،‬يف بيانها ال�صادر يوم ‪ 3‬مار�س ‪� ،2011‬إنها تتوقع قلة‬ ‫يف توازن عملية العر�ض والطلب للحبوب العاملية يف عامي ‪ 2010‬و‪.2011‬‬ ‫و�أ�ضافت �أنه «يف مواجهة زيادة الطلب واالنخفا�ض يف عامل �إنتاج احلبوب يف‬ ‫عام ‪ ،2010‬فمن املتوقع يف هذه ال�سنة �أن يكون هناك هبوط حاد يف ب�ضائع‬ ‫احلبوب العاملية ب�سبب انخفا�ض حما�صيل القمح واحلبوب»‪.‬‬


‫درا�سة حتليلية مليزانية منظمة‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي لل�سنة املالية ‪2011‬‬ ‫وللإدارة املالية‬ ‫الدكتور م�صطفى دنيز‬

‫املدير العام لل�ش�ؤون الإدارية واملالية‬

‫اعتمدت اللجنة املالية الدائمة يف دورتها التا�سعة والثالثني التي ُع ِقدت‬ ‫يف جدة من ‪� 27‬إىل ‪ 29‬دي�سمرب ‪ 2010‬ميزانية منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫بر�سم ال�سنة املالية ‪ 2011‬بزيادة بن�سبة ‪ % 28.4‬من م�ساهمات الدول‬ ‫الأع�ضاء ال�سبع واخلم�سني من ميزانياتها الوطنية‪ ،‬و‪ % 8‬من ميزانية‬ ‫الأمانة العامة لل�سنة ال�سابقة‪ .‬وتربهن هذه الزيادة على مدى ثقة الدول‬ ‫الأع�ضاء يف الإدارة احلالية وكذا على مدى التحم�س ال�شديد من �أجل املزيد‬ ‫من امل�ساهمات وااللتزامات لتعزيز عملية انخراط الأمانة العامة ملنظمة‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي و�أجهزتها املتفرعة يف معاجلة الق�ضايا العاملية لكي تغدو‬ ‫منظمة دولية حكومية فعالة ون�شطة وذات م�صداقية‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬اعتمدت اللجنة املالية الدائمة جميع الزيادات املقدمة‬ ‫مليزانيات الأجهزة املتفرعة للمنظمة‪ ،‬وهي‪ :‬جممع الفقه الإ�سالمي الدويل‬ ‫و�صندوق الت�ضامن الإ�سالمي ومركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة‬ ‫الإ�سالمية (�إر�سيكا) با�سطنبول ومركز البحوث الإح�صائية واالقت�صادية‬ ‫واالجتماعية والتدريب للبلدان الإ�سالمية ب�أنقرة واجلامعة الإ�سالمية يف‬ ‫دكا واملركز الإ�سالمي لتنمية التجارة يف الدار البي�ضاء‪ .‬وقد بينت تلك‬ ‫االعتمادات زيادات يف امليزانية �سجلت على التوايل‪ :‬ن�سبة ‪ % 23.5‬ملركز‬ ‫�أنقرة‪ % 21.9 ،‬لإر�سيكا‪ % 17 ،‬ملركز الدار البي�ضاء‪ % 12.8 ،‬للجامعة‬ ‫الإ�سالمية يف دكا‪ % 10 ،‬ملجمع الفقه الإ�سالمي الدويل‪ .‬بينما كان �صندوق‬ ‫الت�ضامن الإ�سالمي يتوق �إىل الإبقاء على امل�ستوى نف�سه لعام ‪.2010‬‬ ‫وقد �أو�ضح الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل‬ ‫الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬يف معر�ض كلمته االفتتاحية �أمام اجتماع اللجنة املالية‬ ‫الدائمة‪� ،‬أن الواقع اجلديد الذي تعي�شه املنظمة قد جتلى يف تعاظم ثقة الدول‬ ‫الأع�ضاء بجدواها و�أهميتها‪ ،‬وقد انعك�س ذلك على االلتزام مب�ساهمات الدول‬ ‫الأع�ضاء الإلزامية‪ ،‬حيث انخف�ض عدد الدول التي مل تكن تقوم بالتزاماتها‬ ‫املالية من ‪ 21‬دولة عام ‪� ،2005‬إىل ‪ 5‬دول يف عام ‪ ،2010‬ويف جناح الإدارة‬ ‫املالية حتت �إ�شراف معاليه‪ .‬ومت حت�صيل ن�سبة ‪ % 80‬من التزامات امليزانية‬ ‫املعتمدة‪ ،‬وهي ن�سبة كبرية عند مقارنتها مبنظمات دولية مماثلة‪.‬‬ ‫و�أو�ضح �إح�سان �أوغلى �أن منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي قد برزت كم�ؤ�س�سة‬

‫فاعلة حتظى باالحرتام وامل�صداقية والندية مع كربيات املنظمات الدولية‬ ‫العريقة ويف تزايد �أعداد الدول التي ترغب يف االن�ضمام �إليها �أو ربط عالقات‬ ‫معها‪.‬‬ ‫وتدخل املنظمة الآن �إىل جماالت تتعدى ما �سبق‪ ،‬يتمثل يف ولوجها �إىل‬ ‫الآفاق الكربى الرحبة التي فتحتها قمة مكة اال�ستثنائية الثالثة وما �صدر عنها‬ ‫من برنامج العمل الع�شري الذي عهدت تلك القمة �إىل املنظمة بواجب القيام‬ ‫بتنفيذه بالتعاون مع الدول الأع�ضاء‪ .‬وتعترب هذه القمة نه�ضة لأمة بحجم‬ ‫الأمة الإ�سالمية التي يقارب تعداد �أبنائها ربع �أبناء الب�شرية‪ .‬ويت�ضح من هذا‬ ‫عظم امل�س�ؤولية التي تتطلب جهود ًا ا�ستثنائية غري م�سبوقة وتوافر متطلبات‬ ‫عملية البناء لهذا الكيان الإ�سالمي‪ .‬و�ستدخل املنظمة مبيزانية عام ‪2011‬‬ ‫املرحلة الثانية من برنامج العمل الع�شري والتي يتعني خاللها تنفيذ العديد‬ ‫من الربامج‪ .‬ولتحقيق تلك الأهداف التي ر�سمها برنامج العمل الع�شري ومن‬ ‫�أجل خلق جمتمع مهني م�ستدمي ومركب ومرتكز على املعرفة على امل�ستوى‬ ‫التنظيمي‪� ،‬سعت �إدارة �إح�سان �أوغلى �إىل توظيف خرباء متميزين من ذوي‬ ‫امل�ؤهالت العليا‪ ،‬ولن يقت�صر الهدف الذي مت �إحرازه فقط على زيادة �أعداد‬ ‫املوظفني يف الأمانة العامة ومكاتبها يف اخلارج من ‪ 156‬موظف ًا عام ‪2005‬م‬ ‫�إىل ‪ 196‬موظف ًا بحلول عام ‪ ،2010‬بل جتلى كذلك يف املوظفني الأكفاء‬ ‫بني املوظفني اجلدد‪ ،‬الذين يحمل ‪ 17‬منهم درجة الدكتوراه و‪ 55‬درجة‬ ‫املاج�ستري و‪ 50‬درجة الباكالوريو�س‪ ،‬ويتولون منا�صب متميزة‪ .‬وبذلك‪ ،‬ي�صل‬ ‫عدد موظفي منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي احلاملني لدرجات جامعية عليا �إىل‬ ‫‪ 123‬موظف ًا‪� ،‬أي ن�سبة ‪ % 63‬من العدد الإجمايل ملوظفي املنظمة‪.‬‬ ‫وخالل عام ‪ ،2010‬نفذت الإدارة العامة لل�ش�ؤون الإدارية واملالية مهمتني‬ ‫على جانب من الأهمية‪ ،‬وتتمثل �أوالهما يف نقل مكتب املنظمة يف نيويورك‬ ‫يف بنايته اجلديدة التي متتلكها املنظمة‪ ،‬وقد حتقق ذلك با�ستخدام املوارد‬ ‫املالية الطارئة ومدخراتها من خم�ص�صات امليزانية بف�ضل التدبري الفعال‬ ‫للتدفقات النقدية‪ ،‬وثانيهما يتمثل يف نقل مقر الأمانة العامة للمنظمة �إىل‬ ‫مبناها اجلديد يف جدة والذي يعترب �أكرب ثالث مرات من املبنى القدمي‪ ،‬ولقد‬ ‫مت �إجناز كلتا املهمتني بجهود فردية من الأمني العام وفريق موظفني متفانني‬ ‫يف عملهم‪ .‬وتبذل جهود مماثلة من �أجل افتتاح مكتب بروك�سل كبعثة دائمة‬ ‫لدى االحتاد الأوروبي عام ‪ ،2011‬مبا من �ش�أنه �أن يعزز املكانة وال�صورة‬ ‫امل�ؤ�س�سية للمنظمة‪.‬‬ ‫و�ست�سعى املنظمة‪ ،‬من خالل تطويرها لن�شاطاتها املالية الإجمالية‪� ،‬إىل‬ ‫حت�سني نظامها الإداري واعتماد التقنيات الرقمية يف تنظيم �ش�ؤونها و�إىل‬ ‫تطوير معايريها املالية والإدارية حتى ترقى �إىل م�ستوى املنظمات الدولية‬ ‫احلكومية املماثلة‪ ،‬كالأمم املتحدة‪ .‬وقد �أدرجت الإدارة املالية باملنظمة هذه‬ ‫امل�س�ألة على �أجندتها‪ ،‬وت�سعى �إىل ا�ستئناف هذه العملية املهمة حتى يت�سنى‬ ‫�إجنازها �ضمن جدول زمني معقول‪ .‬عالوة على الهدف املتمثل يف اعتماد‬ ‫التقنيات الرقمية‪ ،‬ثمة هدف رئي�سي �آخر ويتمثل يف حتقيق حتول تدريجي يف‬ ‫نظام الإدارة املالية لي�صبح �إدارة مالية لو�ضع امليزانية على �أ�سا�س الربامج‪،‬‬ ‫وهو ما من �ش�أنه �أن يوفر �إدارة م�س�ؤولة و�شفافة وقابلة للقيا�س وذات م�ؤ�شرات‬ ‫للأداء‪ .‬ولتحقيق ذلك‪ ،‬تنكب الإدارة على تنفيذ نظام خا�ص بذلك وتخطيطه‬ ‫وبرجمته وو�ضع ميزانيته‪ ،‬و�سيكون مبثابة عهد جديد للمنظمة‪.‬‬ ‫‪63‬‬


‫تقارير‬

‫ا�ستعرا�ض منت�صف مدة برنامج‬ ‫العمل الع�شري ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫�أحيت منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف دي�سمرب ‪ 2010‬الذكرى اخلام�سة‬ ‫على انعقاد القمة الإ�سالمية اال�ستثنائية الثالثة التي ُعقدت يف مكة املكرمة‬ ‫يومي ‪ 7‬و‪ 8‬دي�سمرب ‪.2005‬‬ ‫وقد �سلط �إعالن مكة ال�صادر عن القمة ال�ضوء على التحديات‬ ‫التي تواجه الأمة الإ�سالمية‪ ،‬ودعا �إىل مواجهتها من خالل اعتماد ر�ؤية‬ ‫ا�سرتاتيجية تخطط للم�ستقبل وت�ستجيب بالقدر نف�سه للتطورات الدولية‪،‬‬ ‫وذلك حتى تتبلور يف ر�ؤية ا�ست�شرافية متكن العامل الإ�سالمي من مواجهة‬ ‫هذه التحديات بتعزيز الإرادة اجلماعية وروح العمل الإ�سالمي امل�شرتك لدى‬ ‫الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫واعتمدت القمة كذلك خطة تُ�سمى برنامج العمل الع�شري للت�صدي‬ ‫للتحديات التي تواجه الأمة الإ�سالمية يف القرن احلادي والع�شرين‪ ،‬وذلك عن‬ ‫الفرتة ‪ .2015-2005‬وتدعو هذه الوثيقة املرجعية �إىل �إحياء الدور الريادي‬ ‫للأمة الإ�سالمية بو�صفها منوذجا رائعا للت�سامح والو�سطية امل�ستنرية وقوة‬ ‫لل�سالم والوئام الدوليني‪.‬‬ ‫و ُيعترب دور املنظمة يف غاية الأهمية لتنفيذ الر�ؤية وحتقيق �أهدافها‬ ‫لفائدة العامل الإ�سالمي‪ .‬ومنذ بداية تنفيذ برنامج العمل الع�شري‪ ،‬متكنت‬ ‫املنظمة من حتقيق العديد من االجنازات امللمو�سة‪ ،‬من بينها اعتماد امليثاق‬ ‫اجلديد للمنظمة يف الدورة احلادية ع�شرة مل�ؤمتر القمة الإ�سالمي التي عقدت‬ ‫يف داكار بجمهورية ال�سنغال يومي ‪ 13‬و‪ 14‬مار�س ‪.2008‬‬ ‫و�أجرى الأمني العام‪ ،‬بتكليف من القمة الإ�سالمية‪� ،‬إ�صالحات على‬ ‫الأمانة العامة وامل�ؤ�س�سات التابعة للمنظمة مبتدئ ًا مبجمع الفقه الإ�سالمي‬ ‫الدويل لتمكينه من تن�سيق هيئات الإفتاء الدينية يف العامل الإ�سالمي‪ ،‬وهو‬ ‫هدف حتقق بنجاح‪ .‬وباملثل‪ ،‬فقد بذل جهود ًا حممودة لإ�صالح وكالة الأنباء‬ ‫الإ�سالمية الدولية واحتاد الإذاعات الإ�سالمية‪ ،‬وقد اكتملت �إعادة هيكلتهما‪.‬‬ ‫و�أُعلن كذلك‪ ،‬يف الدورة الثامنة للجنة الدائمة للإعالم وال�ش�ؤون الثقافية‬ ‫(كومياك) عن �إن�شاء �سكريتارية دائمة للجنة يف داكار‪ .‬ومن املنتظر �أن‬ ‫تتوىل الأمانة العامة تن�سيق الربامج والأن�شطة يف املجالني الإعالمي والثقايف‬ ‫وعمل م�ؤ�س�سات املنظمة يف هذين املجالني‪.‬‬ ‫وحققت املنظمة تقدم ًا كبري ًا فيما يخ�ص الق�ضايا احليوية الأخرى‪ ،‬مثل‬ ‫مكافحة الإرهاب وتعزيز حقوق الإن�سان‪ .‬وقد اعتمد عدد من الدول الأع�ضاء‬ ‫اتفاقية املنظمة ملكافحة الإرهاب؛ و�أُن�شئ مر�صد للإ�سالموفوبيا بالأمانة‬ ‫العامة للمنظمة‪ .‬و�أقرت املنظمة كذلك �إن�شاء هيئة دائمة م�ستقلة حلقوق‬ ‫الإن�سان‪ ،‬و�سيتم �إن�شا�ؤها يف الوقت املنا�سب‪.‬‬ ‫ويف املجال ال�سيا�سي‪� ،‬أن�ش�أت املنظمة مكتب ًا يف بغداد �إ�ضافة �إىل املكتبني‬ ‫املوجودين يف جنيف ونيويورك‪ .‬و�سيتم �إن�شاء مزيد من املكاتب يف عوا�صم‬

‫‪64‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫بع�ض الدول الأع�ضاء‪ .‬وقد اكت�سبت املنظمة ح�ضور ًا على ال�صعيد الدويل‬ ‫بف�ضل جهود الأمني العام وم�شاركاته الفعالة يف الفعاليات التي تنظمها‬ ‫املنظمات الإقليمية والدولية مثل الأمم املتحدة‪ ،‬واالحتاد الأوروبي‪ ،‬وجامعة‬ ‫الدول العربية‪ ،‬واالحتاد الإفريقي‪ ،‬وغريها من املنظمات‪ .‬و�أ�صبحت املنظمة‬ ‫�شريك ًا ا�سرتاتيجي ًا للأمم املتحدة‪ ،‬وقامت بالو�ساطة يف اتفاقات ال�سالم التي‬ ‫تخ�ص كثريا من املناطق امل�ضطربة يف ال�شرق الأو�سط‪ ،‬مثلما حدث يف حالة‬ ‫ت�شاد وال�سودان وجنوب الفلبني‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بالق�ضية الفل�سطينية‪ ،‬وا�صلت املنظمة بذل جهودها التي‬ ‫كان من بع�ض ثمارها دعوة جمموعة املنظمة يف جنيف جمل�س حقوق الإن�سان‬ ‫يوم ‪ 2‬يونيو ‪ 2010‬ملناق�شة العدوان الإ�سرائيلي على قافلة احلرية وت�شكيل‬ ‫جلنة حتقيق م�ستقلة‪ .‬و�إىل جانب دعم امل�ؤ�س�سات التعليمية وال�صحية يف‬ ‫مدينة القد�س‪ ،‬حث الأمني العام كثري ًا من الأطراف الدولية‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫الواليات املتحدة واالحتاد الأوروبي والأمم املتحدة ومنظمة اليون�سكو‪ ،‬على‬ ‫اتخاذ الإجراءات ال�ضرورية حتى متتثل �إ�سرائيل للقانون الدويل وتوقف‬ ‫عدوانها على مدينة القد�س‪.‬‬ ‫ومنذ اعتماد برنامج العمل الع�شري‪ ،‬الذي دعا �أي�ضا �إىل زيادة التجارة‬ ‫الإ�سالمية البينية لت�صل �إىل ن�سبة ‪ % 20‬بحلول عام ‪� ،2015‬أ�سفر العديد‬ ‫من ا�سرتاتيجيات تعزيز التجارة وتي�سريها ومتويل التجارة عن زيادة يف‬ ‫التجارة البينية من ‪ % 14.5‬يف ‪� 2004‬إىل ‪ % 16.6‬يف عام ‪ .2009‬ويف‬ ‫جمال ذي �صلة‪� ،‬أثبت «�إطار عمل املنظمة للتنمية والتعاون يف جمال ال�سياحة‬ ‫فيما بني الدول الأع�ضاء» �أن املنظمة قادرة على ح�شد املوارد والقدرات‬ ‫وتو�سع كذلك نطاق التعاون فيما بني‬ ‫ال�سياحية من �أجل التنمية اجلماعية‪ّ .‬‬ ‫الدول الأع�ضاء يف جمال القطن والن�سيج‪.‬‬ ‫و�شرعت املنظمة كذلك يف تنفيذ عدد من الربامج وامل�شاريع امل�شرتكة يف‬ ‫قطاع ال�صحة‪ ،‬و�أحرزت تقدم ًا ملحوظ ًا‪ .‬ومن مناذج هذه امل�شاريع امل�شرتكة‬ ‫التعاون بني املنظمة والواليات املتحدة يف جمال �صحة الأم والطفل ومكافحة‬ ‫�شلل الأطفال واملالريا و�إنتاج اللقاحات والعقاقري‪ .‬ويف هذا ال�صدد‪ ،‬وقعت‬ ‫املنظمة مذكرة تفاهم مع ال�صندوق العاملي ملكافحة الإيدز وال�سل واملالريا‪.‬‬ ‫وعلى ال�صعيد الإن�ساين‪� ،‬أن�ش�أت املنظمة �إدارة ال�ش�ؤون الإن�سانية‬ ‫للإ�شراف على براجمها و�أن�شطتها املت�صلة بال�ش�ؤون الإن�سانية‪ ،‬وذلك‬ ‫لتح�سني �أحوال ال�شعوب يف املناطق والبلدان املت�ضررة من الكوارث الطبيعية‬ ‫�أو التي من �صنع الب�شر‪ .‬وقدمت الإدارة امل�ساعدات �إىل املت�ضررين يف كل من‬ ‫باك�ستان وفل�سطني و�أفغان�ستان و�إندوني�سيا والبو�سنة والهر�سك و�سرياليون‬ ‫والنيجر وال�سودان وال�صومال‪ .‬و�أن�ش�أت املنظمة كذلك مكاتب ميدانية يف‬ ‫كثري من هذه البلدان لتن�سيق امل�ساعدات الإن�سانية للمت�ضررين‪.‬‬


‫�آفاق وحتديات ال�سياحة الدولية يف الدول الأع�ضاء مبنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫�أنقرة ـ تركيا‪:‬‬ ‫قال تقرير �أعده مركز البحوث الإح�صائية واالقت�صادية واالجتماعية‬ ‫والتدريب للدول الإ�سالمية‪� ،‬إن الدول الأع�ضاء مبنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف‬ ‫جمملها لديها �إمكانات هائلة لتنمية قطاع ال�سياحة العاملية امل�ستدامة بالنظر‬ ‫�إىل ثراء وتنوع مواردها الطبيعية واجلغرافية والتاريخية وتراثها الثقايف‪.‬‬ ‫ولهذا‪ ،‬ف�إن ال�سياحة العاملية تُعتبرَ قطاع ًا حيوي ًا من �ش�أنه‪� ،‬إذا مت تخطيطه‬ ‫و�إدارته ب�صورة مالئمة �أن ي�ؤدي دور ًا �أ�سا�سي ًا يف التنمية االقت�صادية للدول‬ ‫الأع�ضاء باملنظمة‪.‬‬ ‫وقد مت حتديد ال�سياحة يف عام ‪ 1994‬كواحدة من ع�شر �أولويات للتعاون‬ ‫يف خطة العمل لتعزيز التعاون االقت�صادي والتجاري بني الدول الأع�ضاء يف‬ ‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ .‬وم�ؤخر ًا‪ ،‬اكت�سبت ال�سياحة �أهمية كربى يف جدول‬ ‫�أعمال املنظمة بالنظر �إىل امل�ؤمترات ال�سبعة التي عقدها الوزراء امل�س�ؤولون‬ ‫عن ال�سياحة يف الدول الأع�ضاء باملنظمة منذ م�ؤمترهم الأول يف طهران‬ ‫عام ‪� ،2000‬إ�ضافة �إىل االجتماعات الأخرى الكثرية والندوات على م�ستوى‬ ‫اخلرباء واملتخ�ص�صني‪.‬‬ ‫ومن خالل هذه امل�ؤمترات واللقاءات‪ ،‬تبنت الدول الأع�ضاء عدد ًا من‬ ‫الإعالنات والربامج‪ ،‬واخلطط بهدف تنمية وتطوير ال�سياحة‪ ،‬حيث قرروا‪،‬‬ ‫�ضمن �أمور �أخرى‪ ،‬تعزيز التعاون ال�سياحي من خالل ترقية الوعي لدى‬ ‫اجلمهور والتعليم والتدريب وخلق الفر�ص اال�ستثمارية و�إ�شراك القطاع‬ ‫اخلا�ص يف هذه اجلهود‪.‬‬ ‫ووفق ًا لتقرير مركز البحوث الإح�صائية واالقت�صادية واالجتماعية �سالف‬ ‫الذكر‪ ،‬ف�إن من الوا�ضح �أن امل�ستوى املطلوب من التنمية ال�سياحية والتعاون‬ ‫بني الدول الأع�ضاء مل يتحقق حتى الآن‪ .‬وبالرغم من �أهمية املوارد ال�سياحية‬ ‫الداخلية لأي دولة ف�إنها ال ميكن �أن تكون كافية مبفردها‪ ،‬ولن حتقق النجاح‬ ‫املطلوب يف غياب التخطيط ال�سليم والإدارة اجليدة‪.‬‬ ‫والتحديات التي تواجه ال�سياحة وتطوير قطاع ال�سياحة العاملية‬ ‫امل�ستدامة يف الدول الأع�ضاء كثرية ومتنوعة‪ ،‬حيث �إن لكل دولة من الدول‬ ‫الأع�ضاء �سماتها ال�سياحية اخلا�صة بها وم�ستوى تطورها و�أولوياتها التنموية‬ ‫وال�سيا�سية‪ .‬وبالن�سبة للتقرير امل�شار �إليه‪ ،‬ف�إن هذه التحديات ال�سياحية التي‬ ‫يواجهها الدول الأع�ضاء ت�شمل‪:‬‬ ‫انعدام املعرفة و�ضعف الن�شاط الرتويجي؛‬ ‫نق�ص ًا يف البنية الأ�سا�سية الكافية لتطوير مرفق ال�سياحة؛‬ ‫نق�ص اال�ستثمارات ال�سياحية؛‬ ‫ت�أخر تطوير اال�سرتاتيجيات وال�سيا�سات ال�سياحية املن�سقة؛‬ ‫غياب الإدارة الفاعلة والأنظمة والأطر امل�ؤ�س�سية للن�شاط ال�سياحي؛‬ ‫انعدام التنوع ال�سياحي؛‬ ‫انعدام الأمن ال�سياحي يف بع�ض الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫لكن‪ ،‬ومع كل هذه التحديات‪ ،‬وعلى الرغم من �ض�آلة ح�صة الدول‬ ‫الأع�ضاء يف �سوق ال�سياحة‪ ،‬ف�إن هناك جما ًال وا�سع ًا لتطوير �صناعة �سياحية‬ ‫عاملية م�ستدامة يف دول منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬غري �أن هذا الأمر يحتم‬ ‫بال�ضرورة تبني ا�سرتاتيجيات طويلة الأمد‪� ،‬إىل جانب خطط ق�صرية‬

‫ومتو�سطة تتواءم مع اخلطط والربامج الوطنية الأخرى للتنمية ترافقها بيئة‬ ‫داعمة من منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي على امل�ستوى الإقليمي‪ .‬وقد �أورد التقرير‬ ‫عدد ًا من التو�صيات املتعلقة بالتعاون على النطاقني املحلي والإقليمي مبا‬ ‫ميكن �أن يهتدي به �صناع القرار‪.‬‬ ‫وعلى امل�ستوى املحلي‪ ،‬ف�إن التو�صيات تت�ضمن‪:‬‬ ‫جعل تعزيز التنمية امل�ستدامة جزء ًا �أ�سا�سي ًا من خطط وا�سرتاتيجيات‬ ‫التنمية الوطنية ال�شاملة؛‬ ‫حت�سني جودة وكفاءة البنية الأ�سا�سية واخلدمات املتعلقة بالقطاع‬ ‫ال�سياحي‪ ،‬مثل الفنادق والطرق واملرافق والنقل واالت�صاالت واملعلومات‬ ‫ال�سياحية و�إجراءات احل�صول على �سمة الدخول‪ ،‬بحيث تكون على امل�ستوى‬ ‫العاملي‪ ،‬وت�ضمني تقدمي اخلدمات ال�سياحية الراقية لل�سياح والزوار‪.‬‬ ‫بذل اجلهود املتوا�صلة ل�ضمان م�شاركة القطاع اخلا�ص يف التنمية‬ ‫ال�سياحية؛‬ ‫تعزيز وتنمية التعليم املتعلق بال�سياحة‬ ‫�أما على م�ستوى تعاون منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬ف�إنه ال بد من‪:‬‬ ‫تطوير الربامج ال�سياحية امل�شرتكة واملوارد الرتويجية ال�سياحية يف الدول‬ ‫الأع�ضاء وتوفريها لهذه الدول وغريها من دول العامل؛‬ ‫ت�شجيع التحالفات بني املعنيني بالقطاع ال�سياحي يف الدول الأع�ضاء؛‬ ‫ربط هذه الدول عن طريق النقل اجلوي والبحري والربي وعرب �سكة‬ ‫احلديد؛‬ ‫تب�سيط الإجراءات القانونية والإدارية املتعلقة باحل�صول على ت�أ�شريات‬ ‫الدخول؛‬ ‫بذل اجلهود لدعم وتعزيز امل�شروعات اال�ستثمارية امل�شرتكة‪� ،‬سواء على‬ ‫م�ستوى القطاع العام �أو اخلا�ص‪ ،‬وذلك من خالل توفري الت�سهيالت واملعلومات‬ ‫التف�ضيلية للم�ستثمرين من الدول الأع�ضاء مبنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي؛‬ ‫تنظيم وتطوير برامج التدريب الفني واملهني يف مرافق القطاع‪.‬‬

‫‪65‬‬


‫�سياحة‬

‫اال�سرتخاء وذكريات التاريخ يتجليان يف �شف�شاون املغربية‬ ‫�شف�شاون ـ املغرب‪( ‬د ب �أ)‪:‬‬

‫يتعر�ض زوار ال�شوارع املرتبة‬ ‫يف املدن املغربية الكربى �إىل موجة‬ ‫من احلر وال�ضجيج واندفاع حمموم‬ ‫حلركة التجارة يف الدروب املزدحمة‬ ‫مثل �أي مدينة كبرية يف العامل‪.‬‬ ‫وتنبعث الروائح التي تهب‬ ‫قادمة من من�صات بيع الأطعمة‬ ‫يف ال�شوارع ومن باعة التوابل‬ ‫لتهاجم احلوا�س‪ ،‬بينما ت�شق و�سائل‬ ‫املوا�صالت املختلفة طريقها مندفعة‬ ‫على الطرق‪.‬‬ ‫وميكن �أن ت�صبح الطبيعة‬ ‫امل�شحونة بالن�شاط واحلركة‬ ‫وال�ضو�ضاء يف كثري من �أنحاء‬ ‫املغرب عام ًال م�سبب ًا لل�ضغط‬ ‫والتوتر بعد فرتة قليلة‪ ،‬غري �أن‬ ‫مدينة �شف�شاون التي تقع يف املنطقة‬ ‫ال�شمالية الغربية تتيح لل�سياح‬ ‫الفر�صة لتجربة �شيء خمتلف‪� ،‬إىل‬ ‫جانب �إعادة �شحن الطاقة لديهم‬ ‫لب�ضعة �أيام‪.‬‬ ‫وتقع مدينة �شف�شاون �أو ال�شاون‬ ‫كما ينطقها غالب ًا �أهل البالد يف‬ ‫قلب جبال الريف‪ ،‬وهي تتيح بدي ًال‬ ‫يتميز بجو من اال�سرتخاء مع ما‬ ‫تتمتع به من خليط بني الرتاث العربي والطابع الأندل�سي‪.‬‬ ‫وميكن هنا التمتع بالهواء اجلبلي النقي‪ ،‬كما ميكن م�شاهدة ال�شوارع‬ ‫ومعظم مباين املدينة القدمية ذات الأ�سوار املطلية بطالء �أزرق المع بلون‬ ‫ال�سماء‪ ،‬وتقع يف خلفية املدينة حافات جبلية خ�ضراء ت�سودها �أ�شجار الأرز‬ ‫وال�صنوبر والبلوط‪.‬‬ ‫ويغلف �سحر التاريخ قلب مدينة �شف�شاون‪ ،‬حيث تقع �ساحة وطاء احلمام‬ ‫الظليلة املر�صوفة بالأحجار حيث يلقي الرجال كبار ال�سن الذين يرتدون‬ ‫الأزياء التقليدية النظرات على املقاهي واملطاعم املزدحمة بالرواد‪ ،‬بينما‬ ‫يقدم العمال فيها �أطباق ًا من اللحوم املطهوة بالتوابل وطبق ًا من اخل�ضروات‬ ‫ُيع َرف با�سم الطاجن ن�سبة �إىل وعاء الفخار اخلا�ص الذي تُطهى الوجبة‬ ‫بداخله‪.‬‬ ‫ويتدفق ال�ضوء ال�صايف من اجلبال ليجعل الأ�سوار احلمراء ملبنى‬ ‫الق�صبة التاريخي وامل�سجد الأعظم تبدو �أكرث روعة وجال ًال‪ ،‬و�شيد امل�سجدَ‬ ‫ؤ�س�س املدينة علي بن مو�سى بن را�شد العلمي عام ‪ 1471‬لدى و�صوله �إىل‬ ‫م� ُ‬ ‫‪66‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫املغرب قادم ًا من الأندل�س‪.‬‬ ‫وتبدو للعيان عن بعد منارة‬ ‫امل�سجد ذات الزوايا والأ�ضالع‬ ‫الثمانية‪ ،‬بينما يبدو جناحا‬ ‫اجلبل الذي يعلو فوق املدينة‬ ‫كقرين ماعز‪ ،‬وا�شتق ا�سم املدينة‬ ‫�شف�شاون من كلمة �أمازيغية (لغة‬ ‫الرببر)‪ ،‬وتعني القرون‪.‬‬ ‫وو�صل �إىل �شف�شاون كثري‬ ‫من امل�سلمني الذين خرجوا من‬ ‫الأندل�س يف نهاية القرن اخلام�س‬ ‫ع�شر وتركوا عليها ب�صماتهم‪،‬‬ ‫حيث �أبدعوا معمارها الفريد‪،‬‬ ‫وظلت �شف�شاون لعدة قرون مدينة‬ ‫مقد�سة‪ ،‬حيث كان ُي َ‬ ‫حظر على غري‬ ‫امل�سلمني دخولها‪ ،‬ولكن هذا احلال‬ ‫تغري اعتبار ًا من عام ‪.1920‬‬ ‫ويتجلى جمال املدينة ب�شكل‬ ‫خا�ص عند الأم�سيات عندما يرفع‬ ‫امل�ؤذن �أذان ال�صالة‪ ،‬ولي�ست‬ ‫ثمة �أية م�شكالت �أمام الزوار‬ ‫الذين يريدون البقاء يف املدينة‬ ‫يف �أن يعرثوا على غرفة بالفنادق‬ ‫الكثرية‪.‬‬ ‫ويبلغ �سعر الإقامة لليلة‬ ‫واحدة يف غرفة مزدوجة نظيفة‬ ‫تك�سو الف�سيف�ساء �سقفها ‪ 150‬درهم ًا فقط‪� ،‬أي نحو ‪ 18‬دوالر ًا‪ ،‬وتتمتع جميع‬ ‫الفنادق تقريب ًا بوجود �شرفة على ال�سطح تتيح مناظر بانورامية للمنطقة‬ ‫قدّر بثمن‪ ،‬وميكن‬ ‫�إىل جانب منظر ال�سماء املزدانة بالنجوم‪ ،‬وهو منظر ال ُي َ‬ ‫للم�سافرين من ذوي امليزانيات املحدودة �أن يجدوا مكان ًا يق�ضون فيه الليل‬ ‫باملدينة على الأقل خالل ف�صل ال�صيف‪.‬‬ ‫وميكن �شراء �إفطار يتكون من �شاي طازج بالنعناع ورغيف خبز فرن�سي‬ ‫ومربى احلم�ضيات من �أحد املقاهي التي تزدان بها �ساحة وطاء احلمام‬ ‫ال�سياحية باملدينة القدمية‪ ،‬بينما ميكن يف وقت الحق القيام بجولة م�ستحقة‬ ‫خالل �شوارع املدينة ال�ضيقة واملنحدرة‪.‬‬ ‫وبال�سفر من مدينة �شف�شاون باجتاه ال�شمال يجد الزوار �أنف�سهم ب�سرعة‬ ‫و�سط منطقة اجلبال‪ ،‬وبعد ال�سري على الأقدام ملدة ن�صف ال�ساعة ينفتح‬ ‫املنظر مبدي ًا الأ�سوار الزرقاء والبي�ضاء ملدينة �شف�شاون حتيط بها اخل�ضرة‬ ‫والتي ُت َعد عالج ًا م�ؤكد ًا لراغبي ق�ضاء العطالت الذين يعانون من التوتر‬ ‫و�ضغوط احلياة اليومية‪.‬‬


‫م‬

‫الكويت‬ ‫اال�سم‪ :‬دولة الكويت‬ ‫العا�صمة‪ :‬مدينة الكويت‬ ‫عدد ال�سكان (تقديرات عام ‪ 3.566.437 :)2010‬ن�سمة‬ ‫امل�ساحة‪ 17.818 :‬كيلومرت ًا مربع ًا‬ ‫اللغة الر�سمية‪ :‬العربية‬ ‫العملة الوطنية‪ :‬الدينار الكويتي‬ ‫اجلغرافيا‬ ‫تقع دولة الكويت يف ال�شمال ال�شرقي من �شبه اجلزيرة العربية يف غرب‬ ‫�آ�سيا‪ .‬وتنق�سم �إىل �ست حمافظات‪ ،‬وتنق�سم كل منها �إىل دوائر‪ .‬وحتدّها‬ ‫اململكة العربية ال�سعودية من اجلنوب والعراق من ال�شمال‪ ،‬وتكت�سح رمال‬ ‫ال�صحراء معظم البلد الذي يت�سم عموم ًا باالنخفا�ض‪ ،‬ف�أعلى نقطة فيه ي�صل‬ ‫ارتفاعها �إىل ‪� 306‬أمتار فوق م�ستوى �سطح البحر‪ .‬وتتبع للكويت ت�سع جزر‬ ‫غري م�أهولة با�ستثناء جزيرة فيلكة‪� .‬أما بوبيان‪ ،‬التي تبلغ م�ساحتها ‪860‬‬ ‫كلم‪ ،2‬فهي �أكرب جزيرة يف الكويت ويربطها ببقية البالد ج�سر طوله ‪2380‬‬ ‫مرت ًا‪ ،‬وفيها منطقة �صاحلة للزراعة على طول �ساحلها مب�ساحة ‪ 499‬كلم‪.‬‬ ‫مدينة الكويت‬ ‫مدينة الكويت هي عا�صمة البالد‪ ،‬وفيها العديد من املباين املكتبية‬ ‫ال�شاهقة والفنادق الفاخرة‪� ،‬إ�ضافة �إىل اجلادات الوا�سعة واحلدائق‬ ‫اخل�ضراء املورقة‪ .‬وتتميز املدينة‪ ،‬التي متثل واحة يف ال�صحراء‪ ،‬بجاذبيتها‬ ‫التي تغري الزوار واملقيمني على حد �سواء بق�ضاء �ساعات يف ا�ستك�شاف‬ ‫مراكزها التاريخية والثقافية‪ ،‬التي ال تف�صل بينها �سوى م�سافات ق�صرية‪،‬‬ ‫كما �أنها توفر مزيج ًا �ساحر ًا من احلداثة والعراقة‪ .‬ففي بداية ثالثينيات‬ ‫القرن الع�شرين‪ ،‬بد�أت املدينة تتطور ببطء من ميناء للبدو الرحل �إىل مدينة‬ ‫من �أكرث املدن تطور ًا يف ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫االقت�صاد‬ ‫ً‬ ‫باعتبار الكويت منطقة حرة ال �ضرائب فيها‪ ،‬ف�إنها تعتمد �أ�سا�سا على‬ ‫عائداتها من �صناعة النفط التي ت�شكل نحو ‪ ٪ 80‬من موارد احلكومة‪ .‬وميثل‬ ‫البرتول والبرتوكيماويات ما يقرب من ن�صف الناجت املحلي الإجمايل و‬ ‫‪ %95‬من عائدات الت�صدير‪ .‬وقد �أدى ارتفاع �أ�سعار النفط منذ عام ‪2003‬‬ ‫�إىل منو مطرد يف االقت�صاد الكويتي‪ .‬ومن املتوقع �أن ي�صل �إنتاج الكويت من‬ ‫النفط �إىل ‪ 4‬ماليني برميل يومي ًا بحلول عام ‪ .2020‬ولتحقيق هذا الهدف‪،‬‬ ‫تعتزم م�ؤ�س�سة البرتول الكويتية �إنفاق ‪ 51‬مليار دوالر بني عامي ‪2007‬‬ ‫و‪ 2012‬لتطوير وتو�سيع امل�صايف احلالية يف البالد‪ .‬وتُـ َعـد الكويت �أحد �أ�سرع‬

‫االقت�صادات منو ًا يف املنطقة‪ .‬وت�شمل ال�صناعات الرئي�سية الأخرى يف هذا‬ ‫البلد ال�شحن والبناء والإ�سمنت وحتلية املياه ومواد البناء واخلدمات املالية‪.‬‬ ‫وتتمتع الكويت بنظام م�صريف متطور‪ ،‬ويعود وجود العديد من امل�صارف يف‬ ‫البالد �إىل مرحلة ما قبل اكت�شاف النفط‪ .‬وحتر�ص احلكومة على خف�ض‬ ‫االعتماد على النفط يف الكويت وحتويلها �إىل مركز �إقليمي للتجارة ولل�سياحة‪.‬‬ ‫و ُيـ َعـ ّد امل�شروع الأمريكي‪ ،‬الذي ت�صل قيمته �إىل ‪ 77‬مليار دوالر واملعروف‬ ‫مب�شروع مدينة احلرير‪� ،‬أكرب م�شروع عقاري يف ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫الثقافة‬ ‫يبدو ت�أثري الثقافة العربية والإ�سالمية يف العمارة واملو�سيقى واملطبخ‬ ‫واملالب�س و�أ�سلوب احلياة وا�ضح ًا‪ .‬وال�سمة الأكرث متيز ًا يف الثقافة الكويتية‬ ‫املحلية هي الديوانيات التي تتكون من غرف ا�ستقبال كبرية ي�ستخدمها‬ ‫الرجال لعقد لقاءاتهم االجتماعية‪ ،‬والتي يح�ضرها معظم �أفراد العائلة‬ ‫والأ�صدقاء املقربني‪ .‬ويف�ضل كثري من الرجال الأكرب �سن ًا ارتداء الد�شدا�شة‬ ‫الكويتية‪ ،‬وهي قمي�ص طويل �أبي�ض اللون من�سوج من ال�صوف �أو القطن‪� .‬أما‬ ‫الن�ساء فريتدين عباءة �سوداء تغطي معظم �أجزاء اجل�سم‪ .‬ويتنا�سب هذا‬ ‫الزي ب�شكل خا�ص مع مناخ الكويت احلار واجلاف‪ .‬وحتظى املالب�س الغربية‬ ‫ب�شعبية كبرية يف �أو�ساط ال�شباب الكويتي‪ .‬وتُعتبرَ امل�أكوالت البحرية الدعامة‬ ‫الأ�سا�سية للمطبخ الكويتي على مدى عدة قرون‪ .‬ومن الوجبات التقليدية‬ ‫الكويتية املعروفة مكبو�س الدجاج‪ ،‬ومكبو�س اللحم ومرقة الدجاج وغريها‪،‬‬ ‫وهي مت�أثرة كثري ًا بالعادات الغذائية يف منطقة جنوب �آ�سيا‪ ،‬كما �أنها ت�أثرت‬ ‫باملطبخ الفار�سي‪.‬‬ ‫ال�سياحة‬ ‫عرفت الكويت حتوالت هامة‪ ،‬فمن جمموعة من غوا�صي الل�ؤل�ؤ وجتار‬ ‫التوابل �إىل دولة تُـ َعـ ّد من �أكرب م�صدري النفط يف العامل‪ .‬ويت�سم املجتمع‬ ‫الكويتي باحلداثة واالنفتاح‪ ،‬مع الوفاء ال�شديد لرتاثه وتقاليده‪.‬‬ ‫ومتثل الكويت‪ ،‬التي تعرف ن�سبة مرتفعة من التح�ضر‪ ،‬مركز ًا للخدمات‬ ‫يجذب ال�سياح والزائرين‪ ،‬ولها خربة عاملية يف جمال ال�ضيافة من خالل‬ ‫�صناعتها الفندقية املعتربة على الرغم من �صغر م�ساحة البلد‪ ،‬كما �أن لديها‬ ‫تقاليد ثقافية عريقة وتراث ًا غني ًا‪ .‬ومتثل جتربة الت�سوق يف الكويت م�صدر ًا‬ ‫مهم ًا للعائدات‪ ،‬فقد انتقلت الكويت من الأ�سواق القدمية �إىل مراكز كبرية‬ ‫للت�سوق وبيع ال�سلع اال�ستهالكية املتنوعة‪� .‬أما نظام النقل فيت�سم بالع�صرية‪،‬‬ ‫وهو جمهز ب�أحدث التجهيزات والت�سهيالت‪ .‬كما يتميز الكويتيون بحرارة‬ ‫اال�ستقبال وح�سن ال�ضيافة وروح املودة‪.‬‬ ‫‪67‬‬

‫ع‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫م‬


‫وجهة نظر‬

‫غطر�سة �إ�سرائيل وح�صانتها من‬ ‫العقاب‬ ‫ال�سفري �سعد الدين طيب‬ ‫م�ست�شار الأمني العام‬

‫ي�صم الآذان‪ ،‬وال�ضجة امل�صاحبة للمناق�شات املطولة‬ ‫و�سط ال�صخب الذي ّ‬ ‫ب�ش�أن ال�صراع العربي ـ الإ�سرائيلي‪ ،‬حدث تطور بالغ الأهمية يف الآونة الأخرية‪،‬‬ ‫مـ ّر دون �أن يالحظه �أحد تقريب ًا‪ .‬فقد �ألقت مفو�ضة الأمم املتحدة ال�سامية حلقوق‬ ‫الإن�سان‪ ،‬نافانثني بيالي‪ ،‬خطاب ًا تاريخي ًا‪ ،‬يوم ‪ 11‬فرباير ‪ ،2011‬يف مدينة القد�س‪،‬‬ ‫�أف�صحت فيه عن �آرائها كمفو�ضة �سامية حلقوق الإن�سان‪ ،‬موجزة نتائج �أول زيارة‬ ‫لها �إىل �إ�سرائيل والأرا�ضي الفل�سطينية املحتلة‪ .‬وميكن اعتبار خطابها معلم ًا‬ ‫ي�ؤ�صل معاناة ال�شعب الفل�سطيني وحقوقه املغت�صبة وهو يرزح حتت نري االحتالل‬ ‫الإ�سرائيلي منذ عام ‪.1967‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫وقد ت�ض ّمن اخلطاب حججا دامغة على االنتهاكات ال�صارخة التي تُرتكب‬ ‫يومي ًا على نطاق وا�سع �ضد ال�شعب الفل�سطيني‪ .‬و ُيعترب هذا اخلطاب كذلك �سج ًال‬ ‫هام ًا يوثق الأباطيل والأكاذيب التي ظل يت�سترّ وراءها املحتلون الإ�سرائيليون يف‬ ‫حماولتهم لإخفاء جرائم احلرب واجلرائم �ضد الإن�سانية التي يقرتفونها �ضد‬ ‫ال�شعب الفل�سطيني منذ عام ‪.1967‬‬ ‫كانت بيالي وا�ضحة كل الو�ضوح �أمام اجلمهور الذي ا�ستمع �إليها يف القد�س‬ ‫عندما قالت‪�« :‬إن واليتي م�ستقلة وحمايدة متام ًا‪ .‬وكل تعليقاتي لها �أ�صول را�سخة‬ ‫يف القانون الدويل حلقوق الإن�سان‪ .‬ال �أتكلم يف ال�سيا�سة‪ ،‬بل يف القانون»‪ .‬و�أ�ضافت‬ ‫م�ؤكدة‪« :‬القانون الدويل حلقوق الإن�سان والقانون الإن�ساين الدويل ال يقبالن‬ ‫التفاو�ض عليهما‪ ،‬وعندما ُينـتَهك القانون‪ ،‬ف�إنه ال ميكن ا�ستثناء �أي فرد �أو دولة»‪.‬‬ ‫ا�ستهلت بيالي خطابها باحلديث عن امل�ستوطنات الإ�سرائيلية يف الأرا�ضي‬ ‫الفل�سطينية املحتلة‪ ،‬و�أو�ضحت ر�أي القانون الدويل والقانون الإن�ساين الدويل‬ ‫ب�ش�أنها‪ .‬وقالت بنربة قاطعة‪« :‬كل ما يتعلق بامل�ستوطنات يدخل يف نطاق املحظور‬ ‫املمنوع‪ .‬ويندرج حتت هذا الباب احلوافز التي تُعطى لت�شجيع امل�ستوطنني لل�سكنى‬ ‫يف امل�ستوطنات �أو هياكلها»‪.‬‬ ‫و�سخرت بيالي من حماوالت �إ�سرائيل ا�ستخدام عبارات‪ ،‬مثل «وقف جزئي �أو‬ ‫م�ؤقت لبناء امل�ستوطنات»‪ ،‬قائلة‪�« :‬إن القول �إن فكرة الوقف اجلزئي �أو امل�ؤقت لبناء‬ ‫امل�ستوطنات التي تُعت َبـر عند ال�سا�سة الإ�سرائيليني تناز ًال ت�ستخدمه يف م�سار عملية‬ ‫ال�سالم هو يف حقيقة الأمر قلب للقانون ر�أ�س ًا على عقب»‪.‬‬ ‫وعددت املفو�ضة ال�سامية بع�ض املمار�سات الإ�سرائيلية املحظورة‪ ،‬وابتد�أت ب�أن‬ ‫ذكرت �أن كل ما تفعله �إ�سرائيل يف القد�س ال�شرقية ُيـ َعـد غري م�شروع طبق ًا للقانون‬ ‫الدويل العريف وحمكمة العدل الدولية‪ ،‬وعلى ر�أ�س ذلك قرار �ضم مدينة القد�س‬ ‫ال�شرقية لإ�سرائيل الذي ُيعتبـَر عم ًال باط ًال ال �شرعية له‪� ،‬إذ تظل القد�س ال�شرقية‬ ‫جزء ًا من ال�ضفة الغربية‪ ،‬وتعترب �أر�ض ًا حمتلة‪ ،‬ولذلك مل تعرتف بهذا ال�ضم �أية‬ ‫دولة‪.‬‬ ‫‪68‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫ومل يكن ب�إمكان املفو�ضة �أن تكون �أكرث و�ضوح ًا عندما �أعلنت �أنه ينبغي وقف‬ ‫جميع الأن�شطة ذات ال�صلة بامل�ستوطنات‪ ،‬مبا يف ذلك القرارات القانونية �أو الإدارية‬ ‫�أو املمار�سات املبا�شرة �أو غري املبا�شرة التي تجُ رب الفل�سطينيني على مغادرة القد�س‬ ‫ال�شرقية ق�سر ًا‪ ،‬مبا يف ذلك الطرد والهدم والت�شريد و�إلغاء ت�صاريح الإقامة على‬ ‫�أ�سا�س متييزي‪ .‬كما نادت ب�ضرورة رفع القيود املفرو�ضة على دخول �سكان ال�ضفة‬ ‫الغربية الآخرين �إىل القد�س ال�شرقية‪.‬‬ ‫ومن املعروف �أن حمكمة العدل الدولية قد �أعلنت‪ ،‬يف معر�ض ر�أيها اال�ست�شاري‬ ‫ال�صادر عام ‪� ،2004‬أن بناء اجلدار الفا�صل داخل الأرا�ضي املحتلة حمظور‬ ‫مبوجب القانون الدويل‪ .‬و�أكدت �أي�ض ًا �أن كل الأعمال املرتبطة بامل�ستوطنات غري‬ ‫�شرعية‪ ،‬و�أنها تلحق �إجحاف ًا مدمر ًا للحقوق االجتماعية واالقت�صادية والثقافية‬ ‫للفل�سطينيني‪ .‬فقد ف�صلت العائالت بع�ضها عن بع�ض‪ ،‬وحرمت الفل�سطينيني من‬ ‫�أرا�ضيهم الزراعية وغريها من م�صادر الدخل‪� ،‬إ�ضافة �إىل حرمانهم من م�صادر‬ ‫املياه والهياكل الأ�سا�سية واخلدمات الأخرى الهامة‪ .‬و�أما ممار�سات االحتقار‬ ‫والعداء والعنف البدين‪ ،‬التي كثري ًا ما يلج�أ �إليها الإ�سرائيليون وامل�ستوطنون يف‬ ‫ال�ضفة الغربية �ضد الفل�سطينيني‪ ،‬ف�إنها خروقات دائمة وموثقة‪.‬‬ ‫وم�ضت املفو�ضة ال�سامية يف كلمتها �إىل و�صف �أملها ملعرفة الو�ضع القا�سي‬ ‫املفرو�ض على ال�شعب الفل�سطيني‪ ،‬نتيجة لالعتداء املبا�شر على كرامته من جراء‬ ‫ال�سيا�سات التي تخنق تطلعاته االجتماعية والثقافية االقت�صادية وحتبط معنوياته‪.‬‬ ‫و�أعربت املفو�ضة عن �أ�سفها �أي�ض ًا النت�شار ثقافة �إفالت �إ�سرائيل من العقاب ب�ش�أن‬ ‫ما ترتكبه يف الأرا�ضي الفل�سطينية املحتلة‪ ،‬وهو ما ي�ؤدي �إىل تدمري ممتلكات‬ ‫الفل�سطينيني‪ ،‬مثل �أ�شجار الزيتون وامل�ساجد وغريها‪.‬‬ ‫و�أعربت عن ا�ستيائها لر�ؤية الآثار املدمرة للجدار الذي يتعرج حول امل�ستوطنات‬ ‫ليف�صل الأرا�ضي والقرى‪ ،‬وي�شوه املناظر الطبيعية ويخلف جرح ًا يف حياة الآالف‪،‬‬ ‫�أو لر�ؤية تق�سيم ال�ضفة الغربية عن طريق اجلدران وامل�ستوطنات‪� ،‬أو مل�شاهدتها ما‬ ‫يتعر�ض له الفل�سطينيون من �إهانات يومية وهم يعربون نقاط التفتي�ش الإ�سرائيلية‬ ‫العديدة‪ .‬عالوة على ذلك‪� ،‬أقرت املفو�ضة ال�سامية ب�أنها قد ُ�صدِ مت بال مباالة‬ ‫ال�سلطات الإ�سرائيلية يف تعاملها مع م�آ�سي الفل�سطينيني التي ميكن جتنبها واملتمثلة‬ ‫يف �أو�ضاع الفل�سطينيني املت�ضررين من بناء اجلدار وامل�ستوطنات‪ ،‬والتي تتجاهلها‬ ‫�إ�سرائيل‪ ،‬معتربة �إياها �أمور ًا ثانوية‪ .‬وا�ستطردت قائلة‪�« :‬إن هذه الإجراءات ت�شكل‬ ‫انتهاك ًا �صارخ ًا حلقوق الإن�سان على نطاق وا�سع»‪.‬‬ ‫وحول الو�ضع يف غزة‪ ،‬ذكرت املفو�ضة بو�ضوح �أن احل�صار املفرو�ض على‬ ‫غزة غري قانوين‪ ،‬ولي�س له ما يربره من خماوف �إ�سرائيلية م�شروعة‪ ،‬ويجب �أن‬ ‫ُير َفع‪ .‬و�أكدت �أن �سكان غزة ما زالوا يعي�شون النتائج امل�أ�ساوية لعملية «الر�صا�ص‬ ‫امل�صبوب» يف حياتهم اليومية‪ ،‬و�أ�شارت �إىل �أنه �ستجري م�ساءلة جميع الأطراف عن‬ ‫تن�س‬ ‫جرائم احلرب واجلرائم �ضد الإن�سانية التي ارت ُِكبت خالل تلك العملية‪ .‬ومل َ‬ ‫املفو�ضة معاناة املعتقلني وال�سجناء الفل�سطينيني يف �إ�سرائيل الذين مل يتمكنوا من‬ ‫ر�ؤية ذويهم ل�سنوات طويلة‪ .‬و�أعربت عن قلقها من املمار�سات التمييزية‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫املعاملة ال�سيئة للمواطنني الإ�سرائيليني من �أ�صل فل�سطيني‪� ،‬أو الهدم امل�ستمر لقرى‬ ‫البدو يف �صحراء النقب‪ ،‬التي هُ دِ م بع�ضها خم�س ع�شرة مرة‪� .‬أما عن ا�ست�شرافها‬ ‫للم�ستقبل‪ ،‬فقد �أعربت املفو�ضة عن قلقها �إزاء «الت�صاعد الوا�ضح يف حدة اخلطاب‬ ‫التحري�ضي الهادف �إىل ت�شويه �سمعة املدافعني عن حقوق الإن�سان يف �إ�سرائيل‪،‬‬ ‫وتقوي�ض �أعمالهم»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وال بد هنا مرة �أخرى من ت�أكيد �أن كل ما ذكر ال �ش�أن له بال�سيا�سة‪ ،‬مثلما‬ ‫�أو�ضحت املفو�ضة ال�سامية يف بداية مداخلتها‪ .‬فامل�س�ؤولون الإ�سرائيليون ينتهكون‬ ‫القانون يومي ًا يف �سياق ثقافة الإفالت من العقاب الذي اعتادت عليه �إ�سرائيل‬ ‫و�أدمنته‪.‬‬


‫نبذة عن منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬

‫نداء عاجل من الأمني العام ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫لتقدمي امل�ساعدة العاجلة ل�ضحايا الفي�ضانات يف باك�ستان‬ ‫نظر ًا �إىل حلاجة املا�سة للقيام بعمل عاجل لتخفيف املحنة التي يواجهها ال�شعب الباك�ستاين‪� ،‬أطلق الأمني العام للمنظمة‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬مبادرة لت�شجيع وتوحيد وتن�سيق جهود تقدمي العون لل�ضحايا يف �أ�سو�أ في�ضانات ت�شهدها باك�ستان منذ ‪� 80‬سنة‪ .‬ويوجه الأمني العام‪،‬‬ ‫يف �إطار هذه املبادرة‪ ،‬ندا ًء عاج ًال �إىل الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬ومواطني هذه الدول واملح�سنني‪ ،‬ومنظمات املجتمع املدين‪ ،‬وجميع اخل ّيـرين يف‬ ‫املجتمع املدين كافة للم�شاركة يف جهود الإغاثة والإ�سهام يف تخفيف معاناة �ضحايا الفي�ضانات يف باك�ستان‪.‬‬

‫ويرحب من �أجل ذلك بالتربعات النقدية والعينية‬

‫من حيث الأدوية‪ ،‬هنالك حاجة عاجلة �إىل �أدوية التايفويد والكولريا واملالريا والكزاز والإ�سهال وم�ضادات �سموم الأفاعي‪.‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل ذلك‪ ،‬هنالك حاجة ما�سة كذلك �إىل املواد الغذائية وغري الغذائية‪ ،‬مثل احلليب املجفف للأطفال والأ�سر والتمر والب�سكويت ذي املحتويات‬ ‫الغذائية العالية‪ ،‬والطرود التي حتتوي على �شاي و�سكر وحليب والزيت النباتي؛ ومربدات املياه والنامو�سيات والبطاطني وال ُف ُر�ش الأر�ضية‪.‬‬ ‫وقد كلفت احلكومة الباك�ستانية الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث بتن�سيق جهود الإغاثة يف جميع �أنحاء البلد‪ ،‬ويف ما يلي �أرقام االت�صال بالهيئة‪:‬‬ ‫�أرقام الفاك�س‪0092519206140 0092519224205 0092519202518 :‬‬ ‫املوقع على �شبكة الإنرتنت‪www.ndma.gov.pk :‬‬ ‫وفتحت الأمانة العامة كذلك احل�ساب اخلا�ص التايل لتلقي امل�ساعدات النقدية‪:‬‬ ‫ا�سم احل�ساب‪ :‬الأمانة العامة ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫رقم احل�ساب بالدوالر‪5600758 :‬‬ ‫الرمز الربقي‪SAMBSARI :‬‬ ‫ايبان‪SA 294000 0000 000005600758 :‬‬ ‫الفرع ‪� -‬شارع الأندل�س‪ ،‬جدة‪ ،‬اململكة العربية ال�سعودية‬

‫ُت َعد منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي ثاين �أكرب منظمة حكومية دولية بعد الأمم املتحدة‪ ،‬حيث ت�ضم يف ع�ضويتها �سبع ًا وخم�سني دولة‬ ‫موزعة على �أربع قارات‪ .‬ومتثل املنظمة ال�صوت اجلماعي للعامل الإ�سالمي وت�سعى حلماية م�صاحله والتعبري عنها دعم ًا لل�سلم‬ ‫واالن�سجام الدوليني وتعزيز ًا للعالقات بني خمت ِلف �شعوب العامل‪.‬‬ ‫ن�شئت املنظمة بقرار �صادر عن القمة التاريخية التي ُعقدت يف الرباط باململكة املغربية يوم ‪ 12‬رجب ‪ 1398‬هجرية‬ ‫وقد �أُ ِ‬ ‫(املوافق ‪� 25‬سبتمرب ‪ )1969‬رد ًا على جرمية �إحراق امل�سجد الأق�صى يف القد�س املحتلة‪.‬‬ ‫وعقد يف عام ‪� 1970‬أول م�ؤمتر �إ�سالمي لوزراء اخلارجية يف جدة وقرر �إن�شاء �أمانة عامة يكون مقرها يف جدة ويرت�أ�سها �أمني‬ ‫ُ‬ ‫عام املنظمة‪ .‬و ُي َعد الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلي تا�سع �أمني عام‪ ،‬وقد توىل هذا املن�صب يف يناير ‪ 2005‬بعد �أن انتخبه‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء اخلارجية يف دورته احلادية والثالثني‪.‬‬ ‫مت اعتماد ميثاق منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف الدورة الثالثة للم�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء اخلارجية يف عام ‪ .1972‬وقد و�ضع امليثاق‬ ‫�أهداف املنظمة ومبادئها وغاياتها الأ�سا�سية املتمثلة بتعزيز الت�ضامن والتعاون بني الدول الأع�ضاء‪ .‬وعلى مدى ال�سنوات الثماين‬ ‫والثالثني املا�ضية‪ ،‬ارتفع عدد الأع�ضاء من ثالثني‪ ،‬وهو عدد الأع�ضاء امل�ؤ�س�سني‪ ،‬ليبلغ �سبع ًا وخم�سني دولة ع�ضو ًا‪ .‬وتنفرد‬ ‫املنظمة ب�شرف كونها جامع كلمة الأمة وممثل امل�سلمني الذي يعرب عن الق�ضايا التي تهم ما يزيد على مليار ون�صف املليار م�سلم‬ ‫يف خمتلف �أنحاء العامل‪ .‬وترتبط املنظمة بعالقات ت�شاور وتعاون مع الأمم املتحدة وغريها من املنظمات الدولية احلكومية بهدف‬ ‫حماية امل�صالح احليوية للم�سلمني والعمل على ت�سوية النـزاعات وال�صراعات التي ُت َعد الدول الأع�ضاء طرف ًا فيها‪ .‬وقد اتخذت‬ ‫املنظمة خطوات متعددة للدفاع عن القيم احلقيقية للإ�سالم وامل�سلمني و�إزالة املفاهيم والت�صورات اخلاطئة‪ ،‬كما �ساهمت‬ ‫بفاعلية يف مواجهة ممار�سات التمييز �ضد امل�سلمني بجميع �صورها‪.‬‬ ‫تواجه الدول الأع�ضاء يف املنظمة حتديات متعددة يف القرن احلادي والع�شرين‪ .‬ومن �أجل معاجلة هذه التحديات‪ ،‬و�ضعت‬ ‫الدورة اال�ستثنائية الثالثة مل�ؤمتر القمة الإ�سالمي التي ُعقدت يف مكة املكرمة يف دي�سمرب ‪ 2005‬خطة على هيئة برنامج عمل‬ ‫ع�شري يرمي �إىل تعزيز العمل امل�شرتك بني الدول الأع�ضاء ودعم الت�سامح واالعتدال واحلداثة و�إدخال �إ�صالحات كربى يف‬ ‫جميع جماالت الن�شاط‪ ،‬مبا يف ذلك العلوم والتكنولوجيا‪ ،‬والتعليم‪ ،‬وحت�سني م�ستوى التجارة‪ .‬كما �شدد الربنامج على �أهمية‬ ‫احلكم الر�شيد وتعزيز حقوق الإن�سان يف العامل الإ�سالمي‪ ،‬وال�سيما يف ما يتعلق بحقوق الطفل واملر�أة وقيم الأ�سرة امل�ستوحاة من‬ ‫ال�شريعة الإ�سالمية‪.‬‬ ‫ومن �أهم ما مت من �أعمال‪ ،‬منذ اعتماد برنامج العمل الع�شري‪� ،‬إحيا ُء خمتلف م�ؤ�س�سات املنظمة و�إعادة هيكلتها بقيادة الأمني‬ ‫العام احلايل‪ .‬ومن �أهم �أجهزة املنظمة القمة الإ�سالمية‪ ،‬وامل�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء اخلارجية‪ ،‬والأمانة العامة‪ ،‬وثالث جلان‬ ‫دائمة ُتعنى بالعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬واالقت�صاد والتجارة‪ ،‬والإعالم والثقافة‪ .‬وهناك �أي�ض ًا م�ؤ�س�سات متخ�ص�صة تعمل حتت لواء‬ ‫املنظمة‪ ،‬ومنها البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬واملنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة (الإي�سي�سكو)‪ .‬وت�ؤدي الأجهزة املتفرعة‬ ‫وامل�ؤ�س�سات املنتمية التابعة ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي �أي�ض ًا دور ًا حيوي ًا يف حت�سني التعاون يف �شتى املجاالت‪.‬‬


‫‪70‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.