مجلة المنظمة

Page 1

3


‫نبذة عن منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫ُت َعد منظمة التعاون الإ�سالمي ثاين �أكرب منظمة حكومية دولية بعد الأمم املتحدة‪ ،‬حيث ت�ضم يف ع�ضويتها �سبع ًا وخم�سني دولة‬ ‫موزعة على �أربع قارات‪ .‬ومتثل املنظمة ال�صوت اجلماعي للعامل الإ�سالمي وت�سعى حلماية م�صاحله والتعبري عنها دعم ًا لل�سلم‬ ‫واالن�سجام الدوليني وتعزيز ًا للعالقات بني خمت ِلف �شعوب العامل‪.‬‬ ‫ن�شئت املنظمة بقرار �صادر عن القمة التاريخية التي ُعقدت يف الرباط باململكة املغربية يوم ‪ 12‬رجب ‪ 1398‬هجرية‬ ‫وقد �أُ ِ‬ ‫(املوافق ‪� 25‬سبتمرب ‪ )1969‬رد ًا على جرمية �إحراق امل�سجد الأق�صى يف القد�س املحتلة‪.‬‬ ‫وعقد يف عام ‪� 1970‬أول م�ؤمتر �إ�سالمي لوزراء اخلارجية يف جدة وقرر �إن�شاء �أمانة عامة يكون مقرها يف جدة ويرت�أ�سها �أمني‬ ‫ُ‬ ‫عام املنظمة‪ .‬و ُي َعد الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلي تا�سع �أمني عام‪ ،‬وقد توىل هذا املن�صب يف يناير ‪ 2005‬بعد �أن انتخبه‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء اخلارجية يف دورته احلادية والثالثني‪.‬‬ ‫مت اعتماد ميثاق منظمة التعاون الإ�سالمي يف الدورة الثالثة للم�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء اخلارجية يف عام ‪ .1972‬وقد و�ضع امليثاق‬ ‫�أهداف املنظمة ومبادئها وغاياتها الأ�سا�سية املتمثلة بتعزيز الت�ضامن والتعاون بني الدول الأع�ضاء‪ .‬وعلى مدى ال�سنوات االثنتني‬ ‫والأربعني املا�ضية‪ ،‬ارتفع عدد الأع�ضاء من خم�س وع�شرين دولة‪ ،‬وهو عدد الأع�ضاء امل�ؤ�س�سني‪ ،‬ليبلغ �سبع ًا وخم�سني دولة‪ .‬وتنفرد‬ ‫املنظمة ب�شرف كونها جامع كلمة الأمة وممثل امل�سلمني الذي يعرب عن الق�ضايا التي تهم ما يزيد على مليار ون�صف املليار م�سلم‬ ‫يف خمتلف �أنحاء العامل‪ .‬وترتبط املنظمة بعالقات ت�شاور وتعاون مع الأمم املتحدة وغريها من املنظمات الدولية احلكومية بهدف‬ ‫حماية امل�صالح احليوية للم�سلمني والعمل على ت�سوية النـزاعات وال�صراعات التي ُت َعد الدول الأع�ضاء طرف ًا فيها‪ .‬وقد اتخذت‬ ‫املنظمة خطوات متعددة للدفاع عن القيم احلقيقية للإ�سالم وامل�سلمني و�إزالة املفاهيم والت�صورات اخلاطئة‪ ،‬كما �ساهمت‬ ‫بفاعلية يف مواجهة ممار�سات التمييز �ضد امل�سلمني بجميع �صورها‪.‬‬ ‫تواجه الدول الأع�ضاء يف املنظمة حتديات متعددة يف القرن احلادي والع�شرين‪ .‬ومن �أجل معاجلة هذه التحديات‪ ،‬و�ضعت‬ ‫الدورة اال�ستثنائية الثالثة مل�ؤمتر القمة الإ�سالمي التي ُعقدت يف مكة املكرمة يف دي�سمرب ‪ 2005‬خطة على هيئة برنامج عمل‬ ‫ع�شري يرمي �إىل تعزيز العمل امل�شرتك بني الدول الأع�ضاء ودعم الت�سامح واالعتدال واحلداثة و�إدخال �إ�صالحات كربى يف‬ ‫جميع جماالت الن�شاط‪ ،‬مبا يف ذلك العلوم والتكنولوجيا‪ ،‬والتعليم‪ ،‬وحت�سني م�ستوى التجارة‪ .‬كما �شدد الربنامج على �أهمية‬ ‫احلكم الر�شيد وتعزيز حقوق الإن�سان يف العامل الإ�سالمي‪ ،‬وال�سيما يف ما يتعلق بحقوق الطفل واملر�أة وقيم الأ�سرة امل�ستوحاة من‬ ‫ال�شريعة الإ�سالمية‪.‬‬ ‫ومن �أهم ما مت من �أعمال‪ ،‬منذ اعتماد برنامج العمل الع�شري‪� ،‬إحيا ُء خمتلف م�ؤ�س�سات املنظمة و�إعادة هيكلتها بقيادة الأمني‬ ‫العام احلايل‪ .‬ومن �أهم �أجهزة املنظمة القمة الإ�سالمية‪ ،‬وامل�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء اخلارجية‪ ،‬والأمانة العامة‪ ،‬وثالث جلان‬ ‫دائمة ُتعنى بالعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬واالقت�صاد والتجارة‪ ،‬والإعالم والثقافة‪ .‬وهناك �أي�ض ًا م�ؤ�س�سات متخ�ص�صة تعمل حتت لواء‬ ‫املنظمة‪ ،‬ومنها البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬واملنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة (الإي�سي�سكو)‪ .‬وت�ؤدي الأجهزة املتفرعة‬ ‫وامل�ؤ�س�سات املنتمية التابعة ملنظمة التعاون الإ�سالمي �أي�ض ًا دور ًا حيوي ًا يف حت�سني التعاون يف �شتى املجاالت‪.‬‬ ‫‪3‬‬


‫ر�سالة املنظمة‬

‫�أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‬

‫الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬

‫حان وقت الإ�صالح‬ ‫ال غرو �أن كثري ًا من الأحداث التي تتواىل منذ فرتة �ضمن امل�شهد ال�سيا�سي لبع�ض الدول‬ ‫الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي تنبع من �ضعف وه�شا�شة عملية التنمية االقت�صادية‪ .‬وهناك �أ�سباب جوهرية �أخرى �أ�سهمت‬ ‫يف ت�أجيج �أوار االنتفا�ضات ال�شعبية‪ ،‬وترتبط �أ�سا�س ًا بانح�سار ممار�سات احلكم الر�شيد‪ ،‬وعمق م�شاعر ال�سخط والإحباط‪،‬‬ ‫وانت�شار املح�سوبية‪ ،‬والف�ساد‪ ،‬والظلم‪ .‬ولكن هذه الأ�سباب‪ ،‬ومع ت�أثريها يف اندالع تلك الأحداث‪ ،‬ف�إنها مرتبطة بطريقة �أو ب�أخرى‬ ‫بندرة فر�ص العمل وتف�شي الفقر‪.‬‬ ‫ما هو مطلوب اليوم هو االلتزام القوي بتنفيذ الإ�صالحات االقت�صادية واالجتماعية وال�سيا�سية مع احرتام حقوق الإن�سان‬ ‫و�سيادة القانون‪ ،‬مبا من �ش�أنه �أن يعيد �إىل ال�شعوب ثقتها بقياداتها ويعزز �آمالها يف م�ستقبل �أف�ضل‪.‬‬ ‫�إنه ملن امل�ؤ�سف حق ًا �أن نرى ا�ست�شراء ظاهرة الفقر وما انحدرت �إليه من م�ستويات مقلقة يف بع�ض الدول الأع�ضاء مع وفرة‬ ‫املوارد الطبيعية ور�ؤو�س الأموال ب�شكل عام‪ .‬وت�ضم قائمة الأمم املتحدة للبلدان الأقل منو ًا يف العامل ‪ 48‬دولة‪ ،‬ن�صفها تقريب ًا‬ ‫من الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬حيث �إن ن�سبة عالية من �شعوب هذه البلدان ال يزيد دخل الفرد فيها على دوالر‬ ‫واحد يومي ًا‪ .‬وقد �أ�صدرت الأمم املتحدة م�ؤخر ًا تقرير ًا يحذر من خطر ن�شوب موجات من �أعمال ال�شغب يف خمت ِلف �أنحاء العامل‬ ‫نتيجة ت�صاعد �أ�سعار الغذاء‪.‬‬ ‫ولعلنا جميعنا ندرك ج�سامة التحديات التنموية التي تواجهها �شعوب الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬نتيجة الفقر واجلوع‬ ‫وقلة فر�ص احل�صول على الرعاية ال�صحية الأ�سا�سية‪ ،‬وانت�شار البطالة يف �أو�ساط ال�شباب‪ ،‬و�إق�صاء املر�أة‪ ،‬وتف�شي الأمية‪،‬‬ ‫وال�صراعات االجتماعية وال�سيا�سية‪ .‬وال ميكن جتاهل هذه احلقائق �أو التقاع�س عن اتخاذ الإجراءات الفورية ملعاجلتها قبل �أن‬ ‫ت�صم �آذاننا‪.‬‬ ‫تخرج الأمور عن نطاق ال�سيطرة‪ .‬ف�أ�صوات ال�شعوب امل�شحونة بالإحباط والي�أ�س ّ‬ ‫وعلينا �أن نتذ ّكر �أن منظمة التعاون الإ�سالمي اعتمدت يف عام ‪ 2005‬برنامج العمل الع�شري الذي يت�ضمن كثري ًا من‬ ‫الربامج اخلا�صة ببناء القدرات‪ ،‬واحلد من وط�أة الفقر ورفع دخل الفرد‪ ،‬ومعاجلة التوزيع غري املتكافئ للرثوة‪ ،‬وغياب االندماج‬ ‫االجتماعي‪ .‬و�أكد برنامج العمل الع�شري كذلك �ضرورة رفع م�ستوى التجارة البينية للدول الأع�ضاء يف املنظمة وتعزيز الأنظمة‬ ‫والت�شريعات امل�شجعة على اال�ستثمار بني الدول الأع�ضاء وتكري�س مبد�أ ال�شفافية‪� ،‬إ�ضافة �إىل تعزيز ا�ستقالل الق�ضاء بحيث‬ ‫ي�ضمن وي�صون حقوق وم�صالح ال�شعب‪.‬‬ ‫وقد قامت منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬خالل �شهر مايو ‪ ،2011‬بتنظيم منتدى يف تركيا ب�ش�أن بناء القدرات من �أجل الق�ضاء‬ ‫على الفقر والتخفيف من وط�أته‪ ،‬و�ضمان الأمن الغذائي‪ ،‬ومتويل امل�شاريع واملقاوالت ال�صغرية‪ ،‬والت�أهيل والتدريب املهني‪،‬‬ ‫وت�شييد البنى التحتية يف املناطق الريفية‪ ،‬وت�سهيل التجارة‪ ،‬وتن�شيط دور القطاع اخلا�ص واملجتمع املدين‪ ،‬وغريها من الق�ضايا‬ ‫الرئي�سية املتعلقة بالتنمية االقت�صادية‪ .‬ويحدوين �أمل �صادق يف �أن تقوم الدول الأع�ضاء باتخاذ التدابري الالزمة لتنفيذ هذه‬ ‫التو�صيات‪ ،‬لأن الوقت يداهم جمتمعاتنا‪ ،‬واال�ستحقاقات التي تواجهنا ال تقبل �أي ت�سويف �أو مماطلة‪.‬‬


‫حتتا ملجهر‬

‫�إح�سان �أوغلى يدعو �إىل �شراكة بـ ّنـاءة‬ ‫بني الواليات املتحدة الأمريكية والعامل‬ ‫الإ�سالمي‬ ‫خارطة طريق حول تنفيذ القرار املتعلق‬ ‫مبكافحة التع�صب الديني‬

‫‪4‬‬ ‫‪38‬‬

‫الدورة الثامنة والثالثون‬ ‫ملجل�س وزراء اخلارجية‬ ‫‪9‬‬

‫�ش�ؤون عاملية‬

‫قراءة يف الدعم الإ�سالمي لإعالن‬ ‫الدولة الفل�سطينية يف الأمم املتحدة‬

‫‪28‬‬

‫منظمة التعاون الإ�سالمي والواليات‬ ‫املتحدة تتعهدان بتعزيز انخراط‬ ‫الن�ساء والفتيات يف جمال العلوم‬

‫‪59‬‬

‫علوم وتكنولوجيا‬

‫�إعالم‬

‫اعتماد نظام �أ�سا�سي وهيكل تنظيمي‬ ‫جديدين الحتاد الإذاعات الإ�سالمية‬ ‫«�إيبو»‬

‫‪66‬‬

‫املنتدى االقت�صادي الإ�سالمي العاملي‬ ‫ال�سابع‬

‫‪73‬‬

‫البنك الإ�سالمي للتنمية يحث على‬ ‫املزيد من التعاون بني دوله الأع�ضاء‬

‫‪76‬‬

‫اقت�صاد‬

‫برنامج عمل املنظمة خالل �سبتمرب‪ -‬دي�سمرب ‪2011‬‬

‫الدول الأع�ضاء يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫تتعهد مببلغ ‪ 350‬مليون‬ ‫دوالر لل�صومال‬ ‫‪46‬‬

‫منتدى منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي وتركيا لبناء‬ ‫القدرة الإنتاجية‬ ‫وا�ستئ�صال الفقر‬ ‫‪68‬‬

‫‪� 17‬سبتمرب‪ :‬االجتماع الأول لهيئات تنظيم الأ�سواق املالية يف الدول الأع�ضاء‪ ،‬ا�سطنبول ـ اجلمهورية‬ ‫الرتكية‬ ‫‪� 25-21‬سبتمرب‪ :‬املعر�ض الأول للقطن واملن�سوجات يف الدول الأع�ضاء مبنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫واغادوغو ـ بوركينا فا�سو‬ ‫‪� 29‬سبتمرب – ‪� 1‬أكتوبر‪ :‬امل�ؤمتر الثالث لوزراء ال�صحة‪� ،‬أ�ستانا ـ كازاخ�ستان‪.‬‬ ‫‪� 6-3‬أكتوبر‪ :‬امل�ؤمتر الوزاري ال�ساد�س حول الأمن الغذائي والتنمية الزراعية‪ ،‬ا�سطنبول ـ اجلمهورية‬ ‫الرتكية‬ ‫‪� 12-11‬أكتوبر‪ :‬منتدى تنمية ال�صناعات الغذائية الزراعية يف بلدان املنظمة‪ ،‬كمباال ـ جمهورية‬ ‫�أوغندا‬ ‫‪� 20-17‬أكتوبر‪ :‬الدورة ال�سابعة والع�شرون للكوم�سيك ‪ -‬اجتماعات على الهام�ش‪ :‬االجتماع الأول للجنة‬ ‫التنفيذية املكلفة بخطة العمل اخلا�صة بالتعاون مع �آ�سيا الو�سطى‪ ،‬ا�سطنبول ـ اجلمهورية الرتكية‬ ‫‪� 27-26‬أكتوبر‪ :‬الدورة الثامنة والع�شرون ملجل�س �إدارة املركز الإ�سالمي لتنمية التجارة‪،‬الدار البي�ضاء‬ ‫ اململكة املغربية‬‫‪ 17-16‬نوفمرب‪ :‬االجتماع احلادي ع�شر ملحافظي البنوك املركزية يف الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬كواالملبور ‪ -‬ماليزيا‬ ‫‪ 30‬نوفمرب‪ :‬االجتماع الثالث ع�شر ملجل�س �إدارة الغرفة الإ�سالمية للتجارة وال�صناعة‪ ،‬اخلرطوم ـ‬ ‫ال�سودان‬ ‫‪ 5-4‬دي�سمرب‪ :‬امل�ؤمتر ال�سنوي الثاين الحتاد �أرباب الأعمال واحتاد �أ�صحاب الأعمال ال�شباب‪ ،‬الدوحة‬ ‫ـ دولة قطر‬ ‫‪ 8-7‬دي�سمرب‪ :‬االجتماع التوجيهي خلرباء الهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان‪ ،‬مقر الأمانة العامة‬ ‫للمنظمة يف جدة – اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫‪ 19-18‬دي�سمرب‪ :‬امل�ؤمتر الإ�سالمي ال�سابع لوزراء الثقافة‪ ،‬اجلزائر ـ اجلمهورية اجلزائرية‬

‫روابط �أجهزة املنظمة‬ ‫الأجهزة املتفرعة‬

‫جممع الفقه الإ�سالمي الدويل ‪www.fiqhacademy.org‬‬

‫مركز البحوث ا�إحل�صائية واالقت�صادية واالجتماعية والتدريب للدول الإ�سالمية‬ ‫‪www.sesrtcic.org‬‬

‫مركز البحوث للتاريخ والفنون والثقافة الإ�سالمية (�إر�سيكا)‬ ‫‪www.ircica.org‬‬ ‫املركز الإ�سالمية لتنمية التجارة ‪www.icdt-oic.org‬‬ ‫اجلامعة الإ�سالمية للتكنولوجيا ‪www.iutoic-dhaka.edu‬‬

‫امل�ؤ�س�سات والأجهزة املتخ�ص�صة‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية ‪www.isdb.org‬‬ ‫وكالة الأنباء الإ�سالمية الدولية (اينا) ‪www.islamicnews.org.sa‬‬ ‫منظمة �إذاعات الدول الإ�سالمية (�إيبو) ‪www.ibu.org‬‬ ‫املنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة (�إي�سي�سكو) ‪www.isesco.org.ma‬‬

‫امل�ؤ�س�سات املنتمية‬ ‫الغرفة الإ�سالمية للتجارة وال�صناعة ‪www.icci-oic.org‬‬ ‫منظمة العوا�صم واملدن الإ�سالمية ‪www.oicc.org‬‬ ‫االحتاد الإ�سالمي ملالكي ال�سفن ‪www.oisaonline.com‬‬ ‫االحتاد العاملي للمدار�س العربية الإ�سالمية الدولية ‪www.wfais.org‬‬ ‫منتدى �شباب امل�ؤمتر الإ�سالمي للحوار والتعاون ‪www.icyf.com‬‬ ‫الأكادميية الإ�سالمية العاملية للعلوم ‪www.ias-worldwide.org‬‬


‫جملة املنظمة‬

‫كلمة‬

‫ت�صدر عن منظمة التعاون الإ�سالمي‬

‫رئي�س التحرير‬

‫ع�صام �سليم ال�شنطي‬

‫التغري املناخي…خطر حقيقي؟‬ ‫ت�شري بع�ض الأبحاث والدرا�سات املتخ�ص�صة يف جمال البيئة �إىل �أن ظاهرة التغري املناخي قد‬ ‫ت�ؤدي �إىل ارتفاع م�ستوى �سطح البحر‪ ،‬مما قد ُيفاقم من ه�شا�شة بع�ض الدول الأع�ضاء يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬مثل باك�ستان وبنغالدي�ش‪� ،‬أمام مد الفي�ضانات التي �سبق و�أن اجتاحت مدن‬ ‫وقرى هذه الدول وحتملت وزر �آثارها املدمرة خالل ال�سنوات القليلة املا�ضية‪.‬‬ ‫وبامل�ستوى نف�سه من اخلطورة‪ ،‬يهدد ارتفاع م�ستويات البحر ب�إحلاق �أ�ضرار ج�سيمة بالقطاع‬ ‫الزراعي من خالل زيادة درجة ملوحة الرتبة وتلوث موارد املياه العذبة‪ .‬وتعترب دلتا النيل يف‬ ‫م�صر‪ ،‬ودلتا نهر الغاجن وبراهمابوترا يف بنغالدي�ش‪ ،‬وكذا املالديف‪ ،‬والبحرين من املناطق الأكرث‬ ‫تعر�ض ًا لهذا اخلطر‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ُ ،‬يتو َّقـع �أن تُ�صاب املحا�صيل الزراعية ب�أ�ضرار بالغة‪ ،‬مما �سيثري ب�شدة �أكرب‬ ‫�شبح �أزمة الغذاء التي �سبق �أن تنب�أت بحتمية وقوعها جمموعة من املنظمات الدولية مثل منظمة‬ ‫�أوك�سفام وهيئة الأمم املتحدة‪ ،‬وذلك نتيجة معدالت ت�ضخم �أ�سعار الغذاء وارتفاع الطلب على‬ ‫الأغذية يف املرحلة الراهنة‪ ،‬مما ي�سهم يف تف�شي الفقر واجلوع يف العديد من بقاع العامل‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ال يبدو �أن االنفجار الدميوغرايف العاملي �أو �أمناط اال�ستهالك املفرط للموارد‬ ‫الغذائية واملياه تقف وراء هذا ال�سيناريو املثري للقلق‪ .‬ويف الواقع‪ ،‬ف�إن اخلطر احلقيقي يكمن يف‬ ‫اال�ستخدام املفرط للوقود الأحفوري الذي ُيحدث انبعاثات الكربون‪� ،‬إىل جانب اال�ستغالل غري‬ ‫امل�س�ؤول للموارد الطبيعية‪ ،‬وال�سيما من جانب الدول ال�صناعية الغنية واملتقدمة‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬يتعني على دول العامل الأقل منو ًا والأقل ت�صنيع ًا �أن تتحمل م�س�ؤولياتها �إزاء الآثار‬ ‫البيئية الناجمة عن �سيا�ساتها‪ .‬وينبغي على الدول الأع�ضاء مبنظمة التعاون الإ�سالمي تعزيز‬ ‫تعاونها من �أجل بلورة ال�سيا�سات والربامج التي من �ش�أنها �أن حت ّد من التداعيات ال�سلبية النابعة‬ ‫عن ظاهرة التغري املناخي‪� ،‬إ�ضافة �إىل �ضرورة تن�سيق �سيا�ساتها البيئية ومواقفها يف املنتديات‬ ‫البيئية العاملية من �أجل حماية م�سارها التنموي االقت�صادي من هذه العواقب‪.‬‬

‫بقلم مها عقيل‬

‫مدير التحرير‬

‫مها م�صطفى عقيل‬

‫املراجعة والتحرير‬

‫�أحمد �سامل ال�سعد‬ ‫عبد احلميد �صاحلي‬

‫ت�صميم واخراج‬

‫حممد عبد القادر قلبة‬

‫املجل�س اال�ست�شاري‬

‫ال�سفري علي �أبو احل�سني‬ ‫ح�سن �أوكر غرلر‬

‫العنوان‪ :‬طريق املدينة تقاطع طريق امللك‬ ‫عبد اهلل‬ ‫�ص‪.‬ب ‪ 178‬جدة‪21411 :‬‬ ‫هاتف‪ 6515222 :‬فاك�س‪6512288 :‬‬ ‫تليفاك�س‪Islami SJ. 601366 :‬‬ ‫املوقع االلكرتوين‪www.oic.oci.org :‬‬ ‫الربيد االلكرتوين‪journal@oic.oci.org:‬‬ ‫بعثة املراقبة الدائمة التابعة للمنظمة‬ ‫يف مقر الأمم املتحدة بنيويورك‬

‫‪320East- 51st Street‬‬ ‫‪New York 10022‬‬ ‫‪New York - U.S.A‬‬ ‫‪www.oicun,org‬‬ ‫‪oic@un.int‬‬

‫بعثة املراقبة الدائمة التابعة للمنظمة‬ ‫يف مقر الأمم املتحدة بجنيف‬

‫‪ICC-20 Route pre-Bois-Case Postal‬‬ ‫‪1818‬‬ ‫‪CH 1215 Geneve - SUISSE‬‬ ‫‪www.oic-un.org‬‬ ‫‪oic@oci-un.org‬‬

‫�إن الآراء الواردة يف املقاالت املن�شورة يف هذه‬ ‫املجلة ال تعرب بال�ضرورة عن وجهة نظر منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬بل هي متثل �آراء ال ُكتّاب‬ ‫اخلا�صة بهم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬حتتفظ بحق تعديل‬ ‫�أي جزد من الن�ص �أو مراجعته �أو حتريره �أو‬ ‫حذفه �أو �إعادة �صياغته عندما و�أينما يبدو‬ ‫ذلك �ضروري ًا‪.‬‬


‫حتت املجهر‬

‫�إح�سان �أوغلى يدعو �إىل �شراكة بـ ّنـاءة بني‬ ‫الواليات املتحدة الأمريكية والعامل الإ�سالمي‬

‫وا�شنطن العا�صمة ـ الواليات املتحدة الأمريكية‪:‬‬ ‫حل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى‪ ،‬بالعا�صمة الأمريكية وا�شنطن يف زيارة مهمة‪� ،‬إذ تُـ َعـد هذه املرة الأوىل‬ ‫التي يوجه فيها رئي�س الواليات املتحدة الأمريكية دعوة �إىل �أمني عام منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي حل�ضور اجتماع ر�سمي يف البيت الأبي�ض‪ .‬وقد التقى الأمني‬ ‫العام خالل هذه الزيارة‪ ،‬التي ا�ستمرت من ‪� 14 - 10‬إبريل ‪ ،2011‬مع زعماء‬ ‫الكونغر�س يف جمل�س النواب الأمريكي‪ ،‬وكان املتحدث الرئي�سي يف منتدى �أمريكا‬ ‫والعامل الإ�سالمي‪ ،‬الذي نظمته وزارة ال�ش�ؤون اخلارجية يف قطر ب�صورة م�شرتكة‬ ‫مع م�ؤ�س�سة بروكينغز يف وا�شنطن‪ .‬و ُيـ َعـد منتدى �أمريكا والعامل الإ�سالمي حدث ًا‬ ‫دولي ًا مرموق ًا ي�سعى �إىل اجلمع بني القادة يف جماالت ال�سيا�سة والأعمال والإعالم‬ ‫والأو�ساط الأكادميية‪ ،‬واملجتمع املدين من جميع �أنحاء العامل الإ�سالمي (مبا يف‬ ‫ذلك جمتمعات امل�سلمني يف �إفريقيا و�آ�سيا و�أوروبا وال�شرق الأو�سط) والواليات‬ ‫املتحدة‪ ،‬ليكون مبثابة هيئة جامعة وم�صدر للتحفيز على العمل الإيجابي‪.‬‬ ‫وقدم ال�سفري مارتن �إنديك‪ ،‬نائب الرئي�س لل�سيا�سة اخلارجية يف معهد‬ ‫بروكينغز الأمريكي وامل�ساعد ال�سابق لوزيرة اخلارجية‪ ،‬قدم الأمني العام �إح�سان‬ ‫�أوغلى بو�صفه املتحدث الأول يف منتدى �أمريكا والعامل الإ�سالمي ‪.2011‬‬ ‫وناق�ش الأمني العام يف كلمته احلاجة �إىل تعزيز العالقات املتبادلة بني العامل‬ ‫الإ�سالمي والواليات املتحدة الأمريكية تقوم على �أ�سا�س تفاهم واحرتام متبادل‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إح�سان �أوغلى �إىل التحول العميق الذي يجري يف بع�ض �أنحاء العامل‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬و�أكد �ضرورة �أن تُتاح الفر�صة للنا�س لرتجمة تطلعاتهم �إىل �إرادة‬ ‫�سيا�سية �ضرورية لإيجاد حلول ي�ضعونها ب�أنف�سهم مل�شاكلهم‪ .‬كما تطرق �إىل امل�شاكل‬ ‫التي يواجهها امل�سلمون يف الغرب‪ ،‬الفت ًا �إىل تنامي امل�شاعر املناه�ضة للم�سلمني يف‬ ‫الغرب‪ ،‬حيث ت�شكل مظهر ًا من مظاهر العن�صرية التي يجب معاجلتها يف هذا‬ ‫ال�سياق‪.‬‬ ‫ودعا الأمني العام �إىل �ضرورة احلوار وامل�شاركة‪ ،‬و�إىل �إقامة تعاون منظم‬ ‫وم�ستمر ملعاجلة خمت ِلف الق�ضايا املماثلة‪ .‬ويف هذا ال�سياق‪ ،‬نوه بدور منظمة‬ ‫‪4‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫التعاون الإ�سالمي الذي ينطلق من ر�ؤيتها التي تقوم على الو�سطية والتحديث‪،‬‬ ‫م�شيد ًا مبا تقوم به املنظمة من �أجل تنفيذ �أجندة متنوعة تت�ضمن حقوق الإن�سان‬ ‫واحلكم الر�شيد والدبلوما�سية الثقافية التي هي كلها �ضمن برنامج العمل الع�شري‬ ‫للمنظمة‪.‬‬ ‫وقدم الأمني العام بع�ض املقرتحات للنظر فيها واعتمادها من قبل املنتدى‬ ‫ت�ضمنت الدعوة �إىل �إقامة �شراكة بـ ّنـاءة بني الواليات املتحدة والعامل الإ�سالمي؛‬ ‫و�إعطاء �أولوية و�أهمية لعملية ال�سالم يف ال�شرق الأو�سط يف العالقات بني الواليات‬ ‫املتحدة والعامل الإ�سالمي؛ �ضرورة قبل الواليات املتحدة بدور رائد يف املبادرات‬ ‫التي تطرحها الدول الأع�ضاء يف منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬مبا يف ذلك تعزيز‬ ‫احلوار املثمر من �أجل ال�سالم والت�سامح؛ والعمل من �أجل التخلي عن ازدواجية‬ ‫املعايري واملمار�سات التمييزية مثل التنميط العن�صري‪.‬‬ ‫الرئي�س الأمريكي ي�شيد بالتعاون بني املنظمة و�أمريكا‬ ‫بعد �إلقائه كلمته يف املنتدى‪ ،‬توجه الأمني العام �إىل البيت الأبي�ض يف زيارة‬ ‫ر�سمية‪ ،‬حيث عقد اجتماع ًا مع الرئي�س باراك �أوباما وكبار امل�س�ؤولني‪ ،‬منهم ديني�س‬ ‫مكدوناف‪ ،‬نائب م�ست�شار الأمن القومي‪ .‬وقد �أ�شاد الرئي�س �أوباما خالل هذا اللقاء‬ ‫بالتعاون واالرتباط القائمني بني الواليات املتحدة الأمريكية ومنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي يف عدة جماالت‪ ،‬من �ضمنها الق�ضايا ال�سيا�سية ويف جمال الق�ضاء على‬ ‫�شلل الأطفال وتوفري الرعاية ال�صحية للأم والطفل ومناه�ضة التع�صب‪ .‬كما نوه‬ ‫بالأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي على النهج املتوازن والبـ ّنـاء الذي ي�سلكه‬ ‫يف معاجلة عدة ق�ضايا �سيا�سية مدرجة على �أجندة املجتمع الدويل‪ .‬و�أو�ضح �أن‬ ‫الواليات املتحدة ت�ست�شعر‪ ،‬و�ستظل كذلك‪ ،‬ان�شغاالت امل�سلمني عرب العامل يف �إطار‬ ‫التفاهم واالحرتام املتبادلني‪ ،‬م�شري ًا �إىل ا�ستعداد الإدارة الأمريكية لإقامة حوار‬ ‫م�ستمر و�صالت توا�صل قوية مع منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫و�أعرب الأمني العام للمنظمة‪ ،‬من جهته‪ ،‬عن �شكره للرئي�س �أوباما على كلمته‬ ‫الطيبة ب�ش�أن �أهمية منظمة التعاون الإ�سالمي وا�ستعداد الإدارة الأمريكية للمزيد‬ ‫من االرتباط والتعاون مع منظمة التعاون الإ�سالمي والعامل الإ�سالمي عموم ًا �ضمن‬


‫نطاق وا�سع من الق�ضايا‪ ،‬على نحو متوافق مع الر�ؤية التي وردت يف خطاب الرئي�س‬ ‫�أوباما الذي �ألقاه يف القاهرة‪ .‬كما �أ�شار الأمني العام �إىل �ضرورة �إيجاد حل عادل‬ ‫ودائم للنـزاع الفل�سطيني ـ الإ�سرائيلي من �أجل حتقيق تقدم متني وم�ستدام يف‬ ‫العالقات بني الواليات املتحدة والعامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫كما تبادل كل من الأمني العام للمنظمة والرئي�س الأمريكي وجهات النظر‬ ‫حول التطورات احلا�صلة على ال�ساحة الدولية‪ ،‬واتفقا على اال�ستمرار يف احلوار‬ ‫البـ ّنـاء واملنتظم بني املنظمة والإدارة الأمريكية‪.‬‬ ‫االجتماع مع �أع�ضاء الكونغر�س يثمر نتائج �إيجابية‬ ‫عقب االجتماع الذي ُعقد يف البيت الأبي�ض‪ ،‬دُعي الأمني العام لالجتماع مع‬ ‫ع�ضوي الكونغر�س الأمريكي‪� ،‬أندريه كار�سون وكيث �إلي�سون‪ ،‬يف مبنى مكتب كانون‬ ‫هاو�س مبجل�س النواب الأمريكي‪ ،‬و ُقدم �أي�ض ًا الأمني العام جلمع كبري من املوظفني‬ ‫وامل�ست�شارين العاملني يف الكونغر�س‪ ،‬حيث حتدث �إليهم عن عمل منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي وتاريخها و�إجنازاتها‪ .‬وقد كانت هذه هي املرة الأوىل التي يتوجه فيها‬ ‫�أمني عام ملنظمة التعاون الإ�سالمي باحلديث �إىل مثل هذا اجلمع يف الكونغر�س‬ ‫الأمريكي‪.‬‬ ‫وكان جتاوب احل�ضور من موظفني وم�ست�شارين على قدر كبري من الإيجابية‪،‬‬ ‫�إذ عرب كل من النائبني كار�سون و�إلي�سون عن تقديرهما العميق للأمني العام‬ ‫على كلمته‪ ،‬ودع َوا ب�شدة �إىل الإكثار من اللقاءات املنتظمة بني منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي والكونغر�س الأمريكي‪ .‬واقرتحا على املنظمة م�ضاعفة جهودها التي‬ ‫تبذلها يف وا�شنطن و�إطالع �أع�ضاء الكونغر�س على وجهات نظر منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي و�أن�شطتها‪ ،‬ملا يكت�سيه ذلك من �أهمية ق�صوى بالن�سبة لوا�ضعي‬ ‫ال�سيا�سات الأمريكية‪ .‬كما وافق ع�ضو الكونغر�س �إلي�سون على بذل امل�ساعدة يف‬ ‫تقدمي ت�شريعات �إىل الكونغر�س من �ش�أنها رفع املركز الدبلوما�سي ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي يف الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫م�ؤمتر منتدى �أمريكا والعامل الإ�سالمي‬ ‫قال وزير الدولة القطري لل�ش�ؤون اخلارجية‪� ،‬أحمد عبد اهلل �آل حممود‪� ،‬إن‬ ‫منتدى �أمريكا والعامل الإ�سالمي ينعقد يف العا�صمة وا�شنطن بعد �سبع جل�سات‬ ‫عقدت يف الدوحة‪ .‬و�أ�ضاف‪“ :‬اليوم نحن فخورون بامل�شاركة يف �أعمال املنتدى‪،‬‬ ‫ُيلهمنا الأمل والإميان ب�أهمية النجاح يف حتقيق �أهداف املنتدى وم�شاريعه خدمة‬ ‫مل�صالح كل من البلدان الإ�سالمية والواليات املتحدة”‪ .‬و�أردف الوزير قائ ًال‪:‬‬ ‫“�إن حتقيق التنمية وحماربة التطرف و�ضمان دور و�سائل الإعالم وم�س�ؤولياتها‬ ‫ت�شكل بع�ض ال�سبل التي ينبغي اتباعها لتحقيق جمتمعات �أكرث قوة و�إن�سانية”‪.‬‬ ‫من جانبها‪ ،‬قالت وزيرة اخلارجية الأمريكية هيالري كلينتون �إن منتدى �أمريكا‬ ‫والعامل الإ�سالمي وفر على مر ال�سنني فر�صة لالحتفال بالإجنازات املتنوعة التي‬ ‫حققها امل�سلمون يف �شتى �أنحاء العامل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقالت الوزيرة ‪�“ :‬إن هذا املنتدى يوفر �أي�ضا فر�صة ملناق�شة طائفة من‬ ‫التحديات التي ال تقل تنوع ًا والتي نواجهها مع ًا يف خمتلف �أنحاء العامل‪ ،‬وتتمثل‬ ‫يف احلاجة �إىل مواجهة التطرف العنيف‪ ،‬وال�ضرورة امللحة لتحقيق حل الدولتني‬ ‫بني �إ�سرائيل والفل�سطينيني‪ ،‬و�أهمية التحلي بقيم الت�سامح واحرتام حقوق الإن�سان‬ ‫العامة يف جمتمعاتنا كافة”‪.‬‬ ‫وبحثت اجلل�سة العامة الأوىل للمنتدى “الق�ضايا اجليو ا�سرتاتيجية يف ال�شرق‬ ‫الأو�سط وجنوب �آ�سيا”‪ ،‬وكان من بني امل�شاركني زبيغنيو بريجن�سكي‪ ،‬م�ست�شار‬ ‫الأمن القومي الأمريكي ال�سابق‪ ،‬ونا�صر جودة‪ ،‬وزير ال�ش�ؤون اخلارجية يف اململكة‬ ‫الأردنية الها�شمية‪ ،‬و�إبراهيم كالني‪ ،‬كبري م�ست�شاري ال�سيا�سة اخلارجية لرئي�س‬ ‫وزراء تركيا‪ ،‬وجون كريي‪ ،‬ع�ضو جمل�س ال�شيوخ ورئي�س جلنة العالقات اخلارجية‬ ‫يف جمل�س ال�شيوخ الأمريكي‪ .‬وتطرقت جل�سات النقا�ش الأخرى للأزمة الليبية‬ ‫ومل�س�ألة الدميقراطية يف العامل الإ�سالمي‪.‬‬

‫وقد ح�ضر �أع�ضاء الوفد املرافق للأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫�إىل منتدى �أمريكا والعامل الإ�سالمي‪ ،‬ح�ضروا جمموعات العمل واجلل�سات‬ ‫العامة وجل�سات املائدة امل�ستديرة‪ .‬و�شملت مو�ضوعات دورات املائدة امل�ستديرة‬ ‫حالة عملية ال�سالم يف ال�شرق الأو�سط؛ والتزام �إدارة الرئي�س �أوباما جتاه العامل‬ ‫الإ�سالمي؛ وتطور وجهات نظر الواليات املتحدة الأمريكية والعامل الإ�سالمي‬ ‫خالل العقد املا�ضي‪ ،‬ودور ال�شباب يف ا�ضطراب الأو�ضاع العربية؛ واحلوار ب�ش�أن‬ ‫�أفغان�ستان وباك�ستان‪ ،‬و�أهمية القطاع اخلا�ص يف ا�شرتاك الواليات املتحدة والعامل‬ ‫الإ�سالمي؛ والدمقرطة والإ�صالح ال�سيا�سي‪ ،‬والتحديات والفر�ص يف جمتمعات‬ ‫امل�سلمني يف �أمريكا‪.‬‬ ‫وبحثت دورة ا�ستثنائية عقدها فريق عمل مو�ضوع ًا حول “الأقليات امل�سلمة يف‬ ‫الغرب‪ :‬ق�ضاياها و�أدوارها يف املجتمع العاملي”‪ .‬وقد نوق�ش املو�ضوع يف �سياق خم�س‬ ‫ق�ضايا رئي�سية‪ ،‬هي االندماج والهوية‪ ،‬وت�أثري و�سائل الإعالم وال�سيا�سة‪ ،‬والأمن‬ ‫ومكافحة الإرهاب‪ ،‬ومعاملة الأقليات‪ ،‬والعالقات بني الأديان‪.‬‬ ‫فيما عقد فريق عمل �آخر دورة ا�ستثنائية ناق�شت مو�ضوع “�أمريكا والعامل‬ ‫الإ�سالمي‪ :‬ق�صة و�سيلتني من و�سائل الإعالم”‪ .‬در�ست جمموعة العمل هذه‬ ‫مبادرات جديدة ترمي �إىل تعزيز برجمة و�سائل الإعالم املرئية بغر�ض ت�صحيح‬ ‫�سوء الفهم الثقايف‪ ،‬وا�ستك�شاف و�سيلة متكن و�سائل الإعالم املرئية من �أن تدعم‬ ‫حوار الأديان وتفاهم الثقافات‪ ،‬كما دُر�ست مناذج �أعمال حالية ملنابر �إعالمية‬ ‫جديدة‪ .‬و�أخري ًا‪� ،‬أو�صى امل�شاركون يف الدورة بالأخذ مبجموعة من املبادئ‬ ‫التوجيهية لأف�ضل املمار�سات لت�صميم منوذج �إعالم مرئي للتغيري‪.‬‬ ‫وركزت دورة ا�ستثنائية �أخرى عقدها فريق عمل ثالث على “دور �إن�شاء‬ ‫امل�شاريع وخلق فر�ص العمل يف العالقات بني الواليات املتحدة والعامل الإ�سالمي”‪.‬‬ ‫كما در�س طريقة معاجلة بع�ض العقليات والتحديات الهيكلية للتغلب على البطالة‬ ‫يف املنطقة‪ ،‬وتقومي النهج الذي تتبعه حالي ًا احلكومات واملنظمات غري احلكومية‪،‬‬ ‫والقطاع اخلا�ص‪ ،‬كما خرجت الدورة بتو�صيات حتفيز االقت�صادات امل�ستدامة‬ ‫الداعمة لإن�شاء امل�شاريع و�إيجاد فر�ص عمل‪.‬‬ ‫املنظمات الإقليمية يف و�ضع �أف�ضل ي�ؤهلها لتقييم الأ�سباب‬ ‫اجلذرية لل�صراعات‬ ‫�ألقى الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى‪ ،‬على هام�ش زيارته للواليات املتحدة‪ ،‬خطاب ًا يف جامعة جورج مي�سون يف‬ ‫وا�شنطن عن دور منظمة التعاون الإ�سالمي يف حل النـزاعات‪ ،‬معرج ًا على بناء‬ ‫ال�سالم ومكافحة ظاهرة الإ�سالموفوبيا‪.‬‬ ‫وذكر �إح�سان �أوغلى �أن املنظمات الإقليمية و�شبه الإقليمية عندما تواجه‬ ‫ال�صراعات والتحديات الأمنية تكون يف و�ضع �أف�ضل يخول لها تقييم �أ�سبابها‬ ‫اجلذرية‪ ،‬وا�ستنباط طرق وو�سائل بعينها للت�صدي لها‪ ،‬وذلك لتمتع هذه املنظمات‬ ‫بفهم دقيق للأ�س�س ال�سيا�سية واالجتماعية والثقافية واالقت�صادية الكامنة وراء‬ ‫هذه ال�صراعات‪ ،‬وكذا القدرة على حتديد وتعبئة �آليات حملية ملعاجلة ال�صراعات‬ ‫بفاعلية وجناعة‪.‬‬ ‫و�أكد �إح�سان �أوغلى �أن منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬التي ت�ؤمن �إميان ًا را�سخاً‬ ‫ب�أن منع ن�شوب ال�صراعات وحلها يتطلبان نهج ًا متعدد الأبعاد ولي�س االقت�صار على‬ ‫ا�ستخدام الو�سائل الع�سكرية ل�ضمان ا�ستدامة ال�سالم‪ ،‬تويل �أهمية كبرية لتحديد‬ ‫الأ�سباب اجلذرية لل�صراعات والنـزاعات ومعاجلتها‪ .‬كما �أ�شار �إىل �أن من املزايا‬ ‫الرئي�سية ملنظمة التعاون الإ�سالمي قوتها الن�سبية‪ ،‬وال�صدق وامل�صداقية واحلياد‬ ‫والنـزاهة ومتتعها بقبول عام واحرتام كبري يف العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫و�أكد �أن منظمة التعاون الإ�سالمي انتهجت على الدوام �سيا�سة الدخول يف‬ ‫حوار عملي مع الغرب لإزالة �أي �شوائب بني امل�سلمني والغرب‪ ،‬ومدت يدها للتعاون‬ ‫ب�ش�أن الق�ضايا ذات االهتمام امل�شرتك‪.‬‬ ‫‪5‬‬


‫ر�سالة خا�صة‬

‫منظمة التعاون الإ�سالمي والتحديات اجلديدة الآنية‬ ‫والأرز وال�سكر والطحني‪ ،‬وغريها من ال�سلع الغذائية‪ .‬وهناك ما يربو على ‪1.5‬‬

‫بقلم‪ :‬نور �سلطان نزار باييف‪ ،‬رئي�س جمهورية كازاخ�ستان‬ ‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫يف �شهر يونيو ‪ ،2011‬تكون دولة كازاخ�ستان العريقة‪ ،‬قد حظيت للمرة‬ ‫الأوىل ب�شرف ا�ست�ضافة جمل�س وزراء خارجية منظمة التعاون الإ�سالمي يف‬ ‫العا�صمة �أ�ستانا؛ حيث �ستبد�أ رئا�سة كازاخ�ستان لهذه الهيئة ال�سيا�سية ملدة �سنة‪.‬‬ ‫�إننا نبد�أ مهمتنا يف حلظة �صعبة؛ حيث ت�شكلت يف بداية هذا العقد اجلديد من‬ ‫القرن احلادي والع�شرين‪ ،‬حتديات ج�سام يواجهها العامل الإ�سالمي‪ .‬فالأزمة‬ ‫املالية‪ ،‬واالعتماد على الواردات الغذائية‪ ،‬وافتقار ال�شباب �إىل الآفاق امل�ستقبلية‪،‬‬ ‫وغريها من امل�شكالت‪� ،‬أدت جميعها �إىل ا�شتعال فتيل ا�ضطرابات مل ي�سبق لها‬ ‫مثيل يف بع�ض دول �شمال �إفريقيا وال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫وقد �أدى تغيري النظام يف كل من تون�س وم�صر‪ ،‬ف�ض ًال عن الكارثة الإن�سانية‬ ‫القائمة يف ليبيا‪� ،‬إىل موجة نزوح ملئات الآالف من الالجئني‪ .‬كما نتج عن تلكم‬ ‫الأحداث‪ ،‬حدوث تطرف م�أ�ساوي للر�أي العام يف الدول الأخرى الأع�ضاء يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وهو ما �أدى بدوره �إىل تفاقم م�ستوى التوترات‬ ‫الداخلية‪ ،‬وكذلك التوترات بني اجلماعات الدينية والعرقية‪.‬‬ ‫وكجزء من التهديد املت�صاعد لل�صراعات يف ال�شرق الأو�سط و�شمال‬ ‫�إفريقيا‪� ،‬صار �أي�ض ًا خطر الإرهاب الدويل حقيقة �أكرث جت�سد ًا‪ ،‬ف�ض ًال عن �أن عدم‬ ‫اال�ستقرار يهدد العديد من دول جنوب وو�سط �آ�سيا‪.‬‬ ‫�إن العامل الإ�سالمي ب�أ�سره يعاين من �أ�ضرار ج ّراء حالة عدم اال�ستقرار‬ ‫ال�سائدة يف عدد من الدول‪ .‬ومل ت�ؤ ِّد الأ�ضرار الناجمة عن ذلك �إىل �إ�صابة‬ ‫االقت�صادات الوطنية لهذه الدول بال�شلل وح�سب‪ ،‬بل ت�سببت �أي�ض ًا يف ت ّوقف‬ ‫العالقات التجارية واالقت�صادية بني الدول‪ .‬وجميعنا يعلم �أن �أي �أزمة يف بلد ما ‪-‬‬ ‫يف ع�صر العوملة‪ ،-‬حتمل �آثار ًا �سلبية بالن�سبة الزدهار الدول الأخرى‪.‬‬ ‫و�ست�ؤدي الأزمة املتنامية للغذاء‪� ،‬إىل تفاقم الو�ضع االقت�صادي الإ�شكايل‬ ‫للمجتمع امل�سلم‪ ،‬وكذلك العامل ب�أ�سره‪ ،‬وهو ما ينعك�س يف ارتفاع �أ�سعار القمح‬ ‫‪6‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫مليار �شخ�ص حول العامل – مبا يف ذلك العامل الإ�سالمي ‪ -‬يت�ضورون جوع ًا‪.‬‬ ‫ويف ظل هذه الظروف‪ ،‬ف�إنه من ال�ضروري �أكرث من �أي وقت م�ضى‪ ،‬حتقيق‬ ‫اال�ستفادة من الإمكانيات الهائلة املتاحة للتعاون داخل منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫و�أنا على قناعة ب�أنه يف هذه اللحظة املعقدة واحلا�سمة من التاريخ‪ ،‬ال يوجد بديل‬ ‫عن التوحد والتكامل‪.‬‬ ‫و�إنني كزعيم لهذه الدولة ال َفت ّية‪ ،‬التي �ستحتفل هذا العام مبرور ع�شرين عام ًا‬ ‫على ا�ستقاللها‪� ،‬أدعو قادة العامل �إىل امل�شاركة يف حوار مفتوح وبحث م�شرتك عن‬ ‫�سبل تعزيز ال�سلم والأمن العامليني‪ .‬وقد �أطلقنا هذه الدعوة مرار ًا‪ ،‬منذ اليوم‬ ‫الأول ال�ستقالل كازاخ�ستان‪.‬‬ ‫فمنذ ع�شرين عام ًا‪ ،‬تخ ّلينا طواعية عن رابع �أكرب تر�سانة على م�ستوى العامل‬ ‫من الأ�سلحة النووية وال�صواريخ‪ ،‬وقمنا ب�إغالق منطقة اختبار الأ�سلحة النووية يف‬ ‫“�سيميباالتين�سك”‪ ،‬و�شرعنا بنجاح يف �إيجاد منطقة خالية من الأ�سلحة النووية‬ ‫يف �آ�سيا الو�سطى‪.‬‬ ‫املعني بال�سالمة النووية‪ ،‬الذي ا�ست�ضافته وا�شنطن يف‬ ‫وخالل م�ؤمتر القمة ّ‬ ‫�إبريل ‪ ،2010‬اقرتحتُ ا�ستغالل هذه اخلربة من �أجل زيادة عدد املناطق اخلالية‬ ‫من الأ�سلحة النووية يف جميع �أنحاء العامل‪ ،‬مبا يف ذلك منطقة ال�شرق الأو�سط‬ ‫املعقدة‪.‬‬ ‫�إن جمهورية كازاخ�ستان تُع ّد واحدة من �أحدث الدول الأع�ضاء يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إننا نرى �إمكانية هائلة للتعاون مع هذه املنظمة‪.‬‬ ‫فالإمكانات االقت�صادية امل�شرتكة للأمة ال تن�ضب‪ .‬ويتعينّ علينا‪ ،‬مل�صلحة جميع‬ ‫الدول الأع�ضاء‪� ،‬أن نعمل على ت�ضافر اجلهود‪ ،‬من �أجل خلق �آليات فعالة للتعاون‬ ‫االقت�صادي‪ ،‬وللدعم املتبادل وتعزيز التنمية‪.‬‬ ‫وباعتقادي‪� ،‬أنه علينا التعبري فعلي ًا عن الت�ضامن الإ�سالمي ‪ -‬وهو املبد�أ‬ ‫الرئي�سي ملنظمتنا ‪ -‬من خالل تطبيق التجارة الفعالة‪ ،‬واال�ستثمارات والربامج‬ ‫الفنية واالجتماعية‪ ،‬وغريها‪ .‬وينبغي �أن يكون حجر الزاوية يف �أن�شطة منظمتنا‬ ‫متمث ًال يف اجلهود امل�شرتكة للدول الأع�ضاء‪ ،‬من �أجل تو�سيع رقعة العالقات‬ ‫التجارية واالقت�صادية‪ ،‬وتعزيز �إمكانيات العبور والنقل‪ ،‬وخلق �أ�سواق عاملية‪،‬‬ ‫والتوا�صل مع عامل الأعمال بغية دمج االقت�صادات الإ�سالمية‪.‬‬ ‫وا�ستناد ًا �إىل هذه اخللفية‪ ،‬يمُ ثل املنتدى االقت�صادي الإ�سالمي العاملي‬ ‫ال�سابع‪ ،‬الذي �أُقيم يف �أ�ستانا خالل الفرتة من ‪ 9 - 7‬يونيو ‪ ،2011‬يف قلب منطقة‬ ‫�أورا�سيا‪ ،‬فر�صة فريدة لتو�سيع ال�شراكات بني عاملي الأعمال الإ�سالمي والغربي‪.‬‬ ‫فاحلقيقة املاثلة �أن االهتمام بالنظام املايل الإ�سالمي‪ ،‬الذي حقق خالل العقد‬ ‫املا�ضي معدالت منو ونتائج الفتة‪ ،‬يتزايد ب�صورة مطردة‪ ،‬يف �أوقات عدم ا�ستقرار‬ ‫الأ�سواق املالية العاملية‪.‬‬ ‫ونحن نعتقد �أنه من ال�ضروري اتخاذ التدابري الالزمة من �أجل تعزيز املبادئ‬ ‫الأ�سا�سية للعمل امل�صريف الإ�سالمي‪ ،‬وهو ما من �ش�أنه �أن ُيع ّرف به بني امل�ستثمرين‬ ‫العامليني‪ .‬ويف هذا الإطار‪ ،‬تعتزم كازاخ�ستان عقد امل�ؤمتر الدويل حول ال�صريفة‬ ‫الإ�سالمية‪ .‬كما �أننا ُن ّرحب �أي�ضا ب�إن�شاء بور�صة �إ�سالمية‪.‬‬ ‫لقد كانت كازاخ�ستان يف طليعة دول االحتاد ال�سوفيتي ال�سابق‪ ،‬التي �أقرت‬ ‫قانون ًا ين�ص على قائمة من التدابري املتعلقة باخلدمات االئتمانية الإ�سالمية‪ .‬كما‬ ‫افتتحنا م�صرف ًا يعمل وفق مبادئ ال�شريعة الإ�سالمية‪.‬‬ ‫وتعتزم كازاخ�ستان كذلك �إ�صدار �صكوك‪ ،‬و�سندات �إ�سالمية �أخرى‪ .‬ومن‬ ‫املرتقب اعتماد قانون ي�سمح لل�شركات احلكومية الكازاخية ب�إ�صدار �سندات‬


‫�إ�سالمية‪.‬‬ ‫وقد جنحنا يف بناء اقت�صاد فاعل‪ ،‬ت�ضاعف حجمه اثنتي ع�شرة مرة خالل‬ ‫ال�سنوات الع�شرين التي مرت على ا�ستقاللنا‪ .‬واليوم تُع ّد كازاخ�ستان واحدة‬ ‫من �أكرب ال�شركاء التجاريني داخل منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وقد بلغ �إجمايل‬ ‫عائداتها الآن ما يزيد على خم�سة مليارات دوالر �أمريكي‪.‬‬ ‫عالوة على االقت�صاد ال َبيني امل�ستقر‪ّ ،‬متكنت كازاخ�ستان من �إيجاد �إمكانيات‬ ‫ت�صدير كبرية‪ .‬وت�صنيفنا يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬من �ضمن الدول الع�شر‬ ‫الأُ َول امل�صدرة للوقود والغذاء‪ ،‬وغريهما من املواد اخلام‪ .‬وكلنا عزم على �أن‬ ‫ُنوا�صل يف امل�ستقبل �أي�ض ًا تو�سيع عالقاتنا التجارية مع الدول املعنية‪.‬‬ ‫�إن كازاخ�ستان تدرك كذلك م�س�ؤوليتها �إزاء حتقيق تنمية م�ستدامة ومتقدمة‬ ‫يف منطقة �آ�سيا الو�سطى‪ ،‬وهي املنطقة التي تُع ّد جزء ًا �أ�صي ًال من العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫فمنطقتنا حتظى بو�ضع جيوا�سرتاتيجي هام‪ ،‬ومتتلك احتياطيات كبرية من‬ ‫الغاز والنفط واملعادن‪ .‬وهناك احتماالت هائلة للمرور‪ .‬و�أخري ًا ولي�س �آخر ًا‪ ،‬ف�إن‬ ‫ا�ستقرار منطقة �أورا�سيا‪ ،‬بل وا�ستقرار العامل كله‪ ،‬مرتبط با�ستقرار هذه املنطقة‪.‬‬ ‫ولذلك ف�إن كازاخ�ستان حتر�ص دوم ًا على الأمن الإقليمي‪ .‬وقد جت ّلى ذلك بو�ضوح‬ ‫يف و�ساطتنا خالل الأزمة ال�سيا�سية يف قرغيز�ستان املجاورة يف العام املا�ضي‪.‬‬ ‫وقد عملنا من خالل رئا�ستنا ملنظمة الأمن والتعاون الأوروبية (‪،)OSCE‬‬ ‫على تن�سيق اجلهود الدولية الرامية �إىل حل ال�صراع الداخلي يف هذه الدولة‪ ،‬وهو‬ ‫ما منع ن�شوب حرب �أهلية‪ ،‬كان من �ش�أنها �أن جتلب كارثة على دولة قرغيز�ستان‪.‬‬ ‫وتوا�صل كازاخ�ستان‪ ،‬كما هو احلال يف ال�سابق‪ ،‬دعم وت�أييد دولة قريغيز�ستان‬ ‫ال�شقيقة‪ ،‬وقد خ�ص�صنا لها بالفعل ما يزيد على ‪ 20.5‬مليون دوالر �أمريكي‪.‬‬ ‫كما �أن لنا �إ�سهام ًا كبري ًا يف �إعادة البناء االجتماعي واالقت�صادي يف‬ ‫�أفغان�ستان‪ .‬فقد �أمكن لألف طالب �أفغاين االنخراط يف برامج درا�سية مدتها ثماين‬ ‫�سنوات يف جامعاتنا‪ ،‬من خالل برنامج للمنح الدرا�سية بقيمة ‪ 50‬مليون دوالر‬ ‫�أمريكي‪ .‬وقد بد�أت املجموعة الأوىل املكونة من نحو ‪ 200‬من ال�شباب الأفغان‪،‬‬ ‫درا�ستها بالفعل يف كازاخ�ستان يف �شهر �سبتمرب ‪ .2010‬عالوة على ذلك‪ ،‬ف�إننا‬ ‫نقدّم الدعم للحكومة الأفغانية لبناء وتعمري املدار�س التي حلقها الدمار‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إىل امل�ست�شفيات وغريها من املن�ش�آت‪.‬‬ ‫هناك �إذ ًا ما يكفي من الأمثلة امللمو�سة للتعاون الن�شط من جانب كازاخ�ستان‬ ‫مع جاراتها امل�سلمة‪ .‬و�سوف نعمل‪ ،‬دون �شك‪ ،‬على تكثيف هذه اجلهود‪ ،‬من خالل‬ ‫ا�ستخدام موارد و�آليات منظمة التعاون الإ�سالمي �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫ويف ظل رئا�ستنا اجلديدة للمنظمة‪ ،‬ف�إننا ن�شاطر �أي�ض ًا الدول الأع�ضاء‬ ‫ال�شواغل حول تنامي امل�شاعر املعادية للإ�سالم يف العامل‪ .‬ونحن نعترب �أن تزايد‬ ‫التع�صب والتمييز جتاه امل�سلمني يف �أ�سواق العمل والإ�سكان يف بع�ض الدول خارج‬ ‫نطاق منظمة التعاون الإ�سالمي‪ُ ،‬يع ّد تطور ًا خطري ًا‪.‬‬ ‫كما �أننا ندين جميع �صور تخريب �أو تدني�س الأماكن الإ�سالمية املقد�سة‪،‬‬ ‫وكذلك حاالت العنف والإهانة للم�سلمني يف هذه الأماكن‪ .‬و�إنني على قناعة‪ ،‬ب�أن‬ ‫�أي �صورة من �صور التع�صب‪ ،‬متثل تهديد ًا لل�سالم والأمن العامليني‪.‬‬ ‫�إن دين الإ�سالم ُيع ّلم قيم ال�صالح والت�سامح والعدل‪ ،‬وهي القيم امل�شرتكة‬ ‫للب�شرية جمعاء‪ .‬وهنا تك ُمن الطبيعة الإن�سانية احلقّة للإ�سالم‪ ،‬التي ال تقل و�ضوح ًا‬ ‫فيه عن مثيلتها يف �أي دين عاملي �آخر‪ .‬فتعاليم العقيدة الإ�سالمية ال�صحيحة ال‬ ‫ُمتتّ ب�صلة للأعمال التي تنفذها جماعات من املتطرفني والإرهابيني‪ ،‬تلك‬ ‫املجموعات التي تختبئ وراء �شعارات دينية زائفة‪.‬‬ ‫�إنني �أرف�ض �أي�ض ًا‪ ،‬وب�شكل قاطع‪ ،‬جميع املحاوالت التي تُ�ص ّور الإ�سالم يف‬ ‫عداء مع الأديان الأخرى‪ ،‬كما �أرف�ض تلك املحاوالت‪ ،‬التي تريد ت�صوير الإ�سالم‬ ‫على �أنه فرع جامد من الثقافة الدينية واالجتماعية‪.‬‬

‫ويجب على جميع الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي العمل مع ًا‬ ‫من �أجل ن�شر ال�صورة ال�صحيح النبيلة لديننا املبارك‪ .‬ويقيني �أن عامل اليوم ال‬ ‫يوجد به �أي �أ�سا�س لأي ان�شقاق اجتماعي‪ .‬وميكن �إدراك ذلك بو�ضوح يف مثال‬ ‫كازاخ�ستان‪ ،‬حيث تتجاور وتتعاي�ش جنب ًا �إىل جنب ‪ 140‬جمموعة عرقية و‪46‬‬ ‫طائفة دينية‪.‬‬ ‫فقد و�ضعنا‪ ،‬على مدى الأعوام الع�شرين‪ ،‬التي هي عمر ا�ستقاللنا‪ ،‬منوذجنا‬ ‫الفريد من الت�سامح‪ .‬وا�ستناد ًا �إىل املبادرة التي �أطل ْقتُها‪ ،‬تُقام ب�صورة منتظمة يف‬ ‫كازاخ�ستان اجتماعات ل�شخ�صيات بارزة من خمت ِلف الأديان يف العامل‪ ،‬ي�شارك‬ ‫فيها زعماء روحيون من �أتباع ديانات الإ�سالم وامل�سيحية والبوذية واليهودية‪ .‬وقد‬ ‫مت االعرتاف بهذه املحافل باعتبارها منابر للحوار الفعال‪ ،‬التي من �ش�أنها �أن‬ ‫تعزز ال�سالم والوئام يف عاملنا‪.‬‬ ‫وقد ا�ست�ضفنا ب�أ�ستانا يف �أكتوبر ‪ ،2008‬امل�ؤمتر الوزاري حول مو�ضوع “عامل‬ ‫م�شرتك‪ :‬التقدم من خالل التعددية”‪ ،‬والذي �شارك فيه ممثلون رفيعو امل�ستوى‬ ‫من الغرب ومن العامل الإ�سالمي‪ .‬وت�ض ّمن �إعالن �أ�ستانا‪ ،‬الذي تو�صل �إليه امل�ؤمتر‪،‬‬ ‫وتو�صيات ق ّيمة‪ ،‬تهدف �إىل تعزيز احلوار متعدد الثقافات‪.‬‬ ‫�أفكار ًُا‬ ‫ٍ‬ ‫ويف عام ‪ ،2010‬مت اختيار كازاخ�ستان ك�أول بلد م�سلم‪ ،‬لرئا�سة منظمة‬ ‫الأمن والتعاون الأوروبية‪ .‬وقد عملنا على ر�أ�س هذه املنظمة‪ ،‬على الدفع نحو‬ ‫مناق�شة احلوار بني الأديان‪ .‬ومتكـ ّنـا‪ ،‬على �سبيل املثال‪ ،‬من تن�صيب كازاخي‬ ‫كممثل �شخ�صي لرئي�س منظمة الأمن والتعاون‪ ،‬ل�ش�ؤون مكافحة التع�صب والتمييز‬ ‫�ضد امل�سلمني‪ .‬وا�ست�ضافت �أ�ستانا م�ؤمتر منظمة الأمن والتعاون الأوروبية‪ ،‬رفيع‬ ‫امل�ستوى‪ ،‬حول الت�سامح وعدم التمييز‪ ،‬وكان من بني امل�شاركني فيه‪ ،‬الأمني العام‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪.‬‬ ‫ومن واقع م�س�ؤوليتنا اجلديدة‪ ،‬يف رئا�سة منظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬سوف‬ ‫ن�شجع تعزيز احلوار بني احل�ضارات‪ .‬ونعتزم كذلك‪ ،‬عقد م�ؤمتر للمنظمة يف‬ ‫�أ�ستانا‪ ،‬يناق�ش �إقرار خطة للتعاون مع الغرب يف جمال مكافحة ظاهرة اخلوف‬ ‫املر�ضي من الإ�سالم (�إ�سالموفوبيا)‪ .‬ونحن ُنع ّول يف هذا املقام �أي�ض ًا‪ ،‬على دعم‬ ‫الأمم املتحدة‪.‬‬ ‫�إن الأمة الكبرية بحاجة ما�سة يف الع�صر احلايل �إىل ال�سالم والنظام‬ ‫والتعليم والتنمية العلمية التكنولوجية‪ .‬وتُويل كازاخ�ستان اهتمام ًا بالغ ًا بتو�سيع‬ ‫رقعة التعليم والبحث العلمي‪ .‬وقد ّمت يف العام املا�ضي افتتاح جامعة نزارباييف‪.‬‬ ‫وتقدم هذه امل�ؤ�س�سة التعليمية رفيعة امل�ستوى درا�سات يف جماالت الهند�سة والعلوم‬ ‫والطب‪.‬‬ ‫و�إنني على يقني ب�أن تو�سيع نطاق برامج التبادل واملنح الدرا�سية للموهوبني‬ ‫من ال�شباب امل�سلم‪� ،‬سيعزز من التعاون الثقايف والإن�ساين بني الدول الأع�ضاء يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫لقد �أظهرت منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬على مدى ما يقرب من �أربعة عقود‬ ‫على ت�أ�سي�سها‪� ،‬أنها عامل مهم لال�ستقرار يف البناء العاملي اليوم‪ .‬و�ستبذل‬ ‫كازاخ�ستان ق�صارى جهدها من �أجل موا�صلة تعزيز دور ومكانة و�سلطة املنظمة‪،‬‬ ‫و�ست�سعى �إىل تعزيز �أكرب للوحدة والتعاون يف املجتمع امل�سلم‪ ،‬قائم على مبد�أ‬ ‫الت�ضامن الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وندين بال�شكر جلميع �شركائنا يف منظمة التعاون الإ�سالمي على ثقتهم‪،‬‬ ‫وعلى �شرف رئا�سة جمل�س وزراء خارجية املنظمة‪ .‬و�سنلتزم ب�شعار رئا�ستنا‪:‬‬ ‫“ال�سالم والتعاون والتنمية”‪.‬‬ ‫‪7‬‬


‫�آراء‬

‫اجتماع جمل�س وزراء اخلارجية يف �أ�ستانا‪:‬‬ ‫الأهمية والدالالت‬ ‫الدكتور ع�صام �سليم ال�شنطي‬ ‫رئي�س التحرير‬

‫ال ريب يف �أن الدورة الثامنة والثالثني ملجل�س وزراء خارجية الدول‬ ‫الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي املرتقب عقدها يف العا�صمة الكازاخية‬ ‫�أ�ستانا تنطوي على �أهمية خا�صة‪ .‬فمن بني العديد من الق�ضايا املحورية‬ ‫التي ت�سرتعي اهتمام وزراء خارجية البلدان الإ�سالمية امل�شاركني يف هذا‬ ‫االجتماع ملف اال�ضطرابات ال�شعبية التي ت�شهدها العديد من الدول الأع�ضاء‬ ‫يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ويثري اندالع وات�ساع رقعة اال�ضطرابات منذ بداية عام ‪ ،2011‬ناهيك‬ ‫عن احتمال ا�شتعال فتيل موجات احتجاجية يف بلدان عديدة �أخرى تنبع من‬ ‫م�سببات �سيا�سية وحمدودية التنمية االقت�صادية واالجتماعية والتعليمية‬ ‫والإعالمية‪ ،‬يثري ت�سا�ؤالت حمورية وحرجة �سوف تطرح على طاولة النقا�ش‬ ‫خالل الدورة الثامنة والثالثني ملجل�س وزراء خارجية الدول الأع�ضاء يف‬ ‫املنظمة يف �أ�ستانا‪ .‬ومن اجللي �أن هذه الأ�سئلة ترتبط ب�شكل مبا�شر وطبيعي‬ ‫ب�ضرورة تنفيذ �إ�صالحات �شاملة وعاجلة يف دول �إ�سالمية كثرية‪.‬‬ ‫ويف �سياق هذه امل�ستجدات يف ال�ساحة الإ�سالمية‪ ،‬ال بد من التذكري ب�أن‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي �أقرت منذ عام ‪ 2005‬برنامج العمل الع�شري الذي‬ ‫يدعو الدول الأع�ضاء �إىل ال�شروع يف تبني خطط �إ�صالحية �شاملة ت�ساعدها‬ ‫على مواجهة التطورات املف�صلية والتغريات اجلوهرية التي تتبلور يف امل�شهد‬ ‫العاملي‪ .‬كما �أن امليثاق اجلديد الذي تبنته املنظمة عام ‪ 2008‬يدعو �إىل‬ ‫�ضرورة �إجراء �إ�صالحات يف الدول الأع�ضاء‪ ،‬حيث �إن خطط الإ�صالح‬ ‫تروم امل�ساهمة يف تفكيك املنظومات املهرتئة املعمول بها يف جماالت التنمية‬ ‫االقت�صادية والنظم ال�سيا�سية والتعليمية واال�ستعا�ضة عنها مبنظومات ونظم‬ ‫�أخرى حديثة تت�سم بفاعليتها وقدرتها على اللحاق بركب الأنظمة املتقدمة‬ ‫املتبعة يف دول �أخرى من العامل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لكن موجة اال�ضطرابات التي اجتاحت بلدانا عديدة من العامل‬ ‫الإ�سالمي منذ �ستة �أ�شهر �أثارت اهتمام املحللني اال�سرتاتيجيني وال�سيا�سيني‬ ‫والأكادمييني يف الدول الإ�سالمية بالدور املتوقع من منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫بو�صفها املظلة ال�شرعية وال�صوت امل�ؤ�س�سي للأمة الإ�سالمية ومدى قدرتها‬ ‫على التعاطي مع املتغريات وامل�ستجدات التي تتبلور يف دولها الأع�ضاء‪ .‬الواقع‬ ‫�أن العديد من الأ�صوات امل�سلمة وغريها من الأ�صوات ارتفعت لتطالب منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي بالتعامل ب�شكل ملمو�س مع الق�ضايا املت�صلة بتنفيذ برنامج‬ ‫العمل الع�شري‪ ،‬ودعوتها �إىل قيادة اجلهود الدولية التي ينبغي �أن تف�ضي ال‬ ‫حمالة �إىل احلفاظ على �سيادة و�أمن و ازدهار البلدان الإ�سالمية‪.‬‬ ‫�إن منظمة التعاون الإ�سالمي باعتبارها �أكرب منظمة حكومية دولية يف‬ ‫‪8‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫العامل بعد الأمم املتحدة ينبغي �أن حتظى بالقبول و�أن تبادر الدول الأع�ضاء‬ ‫�إىل دعم عملها وحتركاتها بجميع الطرق والو�سائل حتى يت�سنى لها اال�ضطالع‬ ‫بدورها واال�ستجابة لتطلعات و�آمال �أكرث من مليار ون�صف من امل�سلمني يف‬ ‫جميع �أنحاء العامل‪ ،‬ناهيك عن املجتمع الدويل‪ .‬ولي�س م�ستغرب ًا �أن ُيتوقع من‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي �أن تنخرط يف الأحداث والتطورات التي ي�شهدها‬ ‫العامل الإ�سالمي �أو ت�ؤثر فيه على نحو �أقوى من �أي منظمة دولية �أخرى انطالق ًا‬ ‫من العديد من االعتبارات امل�شروعة‪.‬‬ ‫ولقد �أثبتت منظمة التعاون الإ�سالمي على مدى ال�سنوات ال�ست الفائتة‬ ‫�أن لديها القدرة على االرتقاء ب�أدائها ب�شكل ملحوظ و�شامل وتنفيذ العديد من‬ ‫امل�شاريع متعددة الأوجه‪ ،‬مبا يف ذلك امل�شاريع والربامج الإن�سانية‪ ،‬حيث جنحت‬ ‫يف ك�سب احرتام العديد من البلدان املحورية يف العامل الإ�سالمي وخارجه‪،‬‬ ‫ف�ض ًال عن اكت�سابها الحرتام خمت ِلف املنظمات الدولية‪ .‬ويف �إطار �إجنازات‬ ‫املنظمة‪� ،‬أقدمت كل من الواليات املتحدة الأمريكية‪ ،‬واململكة املتحدة‪ ،‬ورو�سيا‬ ‫االحتادية‪ ،‬والعديد من البلدان الرئي�سية الأخرى‪ ،‬على �سبيل املثال‪ ،‬على تعيني‬ ‫مبعوثني خا�صني لدى املنظمة‪ ،‬يف الوقت الذي ت�سعى فيه العديد من البلدان‬ ‫الرئي�سية الأخرى �إىل نيل الع�ضوية الدائمة �أو‪/‬و �صفة املراقب لدى املنظمة‪.‬‬ ‫لقد بات وا�ضح ًا �أن �صوت و�صورة املنظمة يتمتعان بدرجة عالية من امل�صداقية‬ ‫واالحرتام يف �أو�ساط امل�س�ؤولني واجلماهري يف جميع �أنحاء العامل‪.‬‬ ‫لعله من امل�شروع واحلالة هذه �أن تدعو �شعوب العامل الإ�سالمي وزراء‬ ‫الدول الإ�سالمية امل�شاركني يف الدورة الثامنة والثالثني ملجل�س وزراء خارجية‬ ‫املنظمة �إىل التفكري بجدية يف الدور امل�ستقبلي للمنظمة‪ ،‬مبا يف ذلك دورها‬ ‫يف جمال ال�سالم والأمن يف العامل الإ�سالمي‪ ،‬وتدار�س �إمكانية ت�شكيل قوات‬ ‫�إ�سالمية حلفظ ال�سالم‪ ،‬وت�أ�سي�س جمل�س �أمن �إ�سالمي‪ ،‬وبناء م�ؤ�س�سات‬ ‫و�أجهزة �إعالمية فعالة وم�ؤثرة‪� ،‬إ�ضافة �إىل �ضرورة متكني امل�ؤ�س�سات ال�سيا�سية‬ ‫واالقت�صادية واملالية القائمة من �أجل حتقيق الأهداف املحددة �ضمن جدول‬ ‫�أعمال املنظمة‪.‬‬ ‫�إن ممار�سة امل�ؤ�س�سات واملنظمات الدولية غري الإ�سالمية ن�شاطاتها‬ ‫يف العامل الإ�سالمي تلقى الرتحيب وحتظى بالتقدير‪ ،‬و�إن كان الكثري من‬ ‫امل�سلمني ينظرون �إليه بعني الريبة يف كثري من بقاع العامل الإ�سالمي‪ .‬فعلى‬ ‫مدى عقود عديدة‪ ،‬ظل امل�سلمون يطرحون �س�ؤا ًال م�شروع ًا‪� ،‬أال وهو‪“ :‬ملاذا‬ ‫تبقى ال�شعوب امل�سلمة يف حالة انتظار وتعتمد على املجتمع الدويل ملعاجلة‬ ‫م�شاكلها‪ ،‬يف حني تزخر فيه العديد من البلدان الإ�سالمية مبخت ِلف �صنوف‬ ‫املوارد اال�سرتاتيجية؟”‪ ،‬وهذا الت�سا�ؤل بالطبع ال يعني �أن امل�سلمني ميتنعون‬ ‫عن التعاون �أو ي�ستنكفون التعامل مع العامل اخلارجي على امل�ستويات كافة‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص ًا �أن العامل يف ع�صرنا الراهن تهيمن عليه �سمة الرتابط الوثيق‬ ‫وطابع الت�شابك �أكرث من �أي وقت م�ضى‪ ،‬كما �أن امل�سلمني يدركون �ضرورة‬ ‫االنفتاح على العامل و�أهمية التبادل يف خمت ِلف امليادين‪.‬‬ ‫ما بات على املحك اليوم هو ا�ستيعاب احلاجة املا�سة وال�ضرورة امللحة‬ ‫لتقدمي جميع �أنواع الدعم للم�ؤ�س�سات واملنظمات الإ�سالمية من �أجل متكينها‬ ‫من تقدمي �أف�ضل اخلدمات ملجتمعاتها املحلية و�شعوبها يف املجاالت والقطاعات‬ ‫كافة‪.‬‬


‫تقرير خا�ص‬

‫الدورة الثامنة والثالثون ملجل�س وزراء اخلارجية‪:‬‬ ‫اجتماع تاريخي يف منعطف حا�سم‬

‫لعل الدورة الثامنة والثالثني ملجل�س وزراء اخلارجية التي ُعـ ِقـدت يف �أ�ستانا‪،‬‬ ‫جمهورية كازاخ�ستان التي انعقدت يف الفرتة من ‪ 30-28‬يونيو ‪ 2011‬حتت �شعار‬ ‫ال�سالم والتعاون والتنمية‪ ،‬تذكر ل�سبب خا�ص‪ ،‬وهو تغيري ا�سم املنظمة و�شعارها‪،‬‬ ‫حيث �أ�صدر املجل�س قرار ًا تاريخي ًا بتغيري ا�سم املنظمة من منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫�إىل منظمة التعاون الإ�سالمي‪ .‬واعتمد قرار ًا �آخر ب�ش�أن تغيري �شعار املنظمة‪.‬‬ ‫وناق�ش املجل�س عدد ًا كبري ًا من الق�ضايا ذات االهتمام لدى الدول الأع�ضاء‪،‬‬ ‫مما �أدى �إىل اعتماد قرارات حول موا�ضيع خمتلفة‪� .‬إ ّال �أن �أبرز هذه القرارات كان‬ ‫هو القرار اخلا�ص ب�إن�شاء الهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان التي �سوف يكون‬ ‫مقرها امل�ؤقت يف الأمانة العامة يف جدة‪ .‬كما انتخب املجل�س ‪ 18‬ع�ضو ًا للهيئة‬ ‫لفرتة ثالث �سنوات‪.‬‬ ‫واعتمد املجل�س الالئحة املنظمة لو�ضع املراقب لدى منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬والتي �سوف تتيح للدول غري الأع�ضاء يف املنظمة امل�ؤهلة تقدمي طلب‬ ‫لنيل �صفة املراقب‪� .‬إ�ضافة �إىل ذلك‪ ،‬اعتمد املجل�س اتفاقية التعاون بني منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي واالحتاد الإفريقي‪ ،‬والتي من �ش�أنها �أن تتيح تعزيز التعاون بني‬ ‫املنظمتني‪.‬‬ ‫كما ُعقدت جل�سة ل�شحذ الأفكار على هام�ش الدورة الثامنة والثالثني حول‬ ‫«تعزيز الت�ضامن ال�سيا�سي والتنمية االقت�صادية يف العامل الإ�سالمي»‪ ،‬حيث �سلط‬

‫امل�شاركون ال�ضوء على الرابطة احليوية بني حاجة الدول الأع�ضاء �إىل حتقيق‬ ‫ا�ستقرار �سيا�سي وتنمية اجتماعية اقت�صادية‪ .‬ويف هذا ال�صدد‪� ،‬أقر امل�شاركون‬ ‫ب�أهمية التعجيل بتنفيذ الدول الأع�ضاء لأحكام ميثاق املنظمة وبرنامج العمل‬ ‫الع�شري املت�صلة بالتحديات العديدة التي تواجهها الأمة‪ ،‬وبخا�صة يف جماالت‬ ‫الإ�صالح ال�سيا�سي واحلكم الر�شيد وحقوق الإن�سان و�سيادة القانون والدميقراطية‬ ‫وامل�شاركة ال�سيا�سية ال�شاملة والإ�صالحات التعليمية ومتكني املر�أة وال�شباب‬ ‫والتوظيف وتوفري فر�ص العمل والق�ضاء على الفقر والإ�صالح االقت�صادي‪ .‬كما‬ ‫الحظوا �أن ات�ساع دائرة ال�صراعات واالحتالل الأجنبي والظلم والإرهاب ما فتئ‬ ‫يق ّو�ض اال�ستقرار يف بع�ض �أنحاء العامل الإ�سالمي‪ .‬و�أكد امل�شاركون احلاجة �إىل‬ ‫�إظهار الدول الأع�ضاء يف املنظمة العزمية ال�سيا�سية الالزمة للقيام بعمل جماعي‬ ‫من�سق والتعاون وتعزيز دور املنظمة يف جماالت الو�ساطة ومنع ن�شوب ال�صراعات‬ ‫وف�ض ال�صراعات وبناء ال�سلم يف مرحلة ما بعد ال�صراعات‪ .‬كما �أكدوا �أهمية‬ ‫توقيع الدول الأع�ضاء وت�صديقها وتنفيذها ملخت ِلف ال�صكوك القانونية اخلا�صة‬ ‫باملنظمة التي تن�شد تعزيز العمل الإ�سالمي امل�شرتك والنهو�ض بحجم التجارة‬ ‫البينية يف �إطار املنظمة والتكامل الإقليمي والتعاون االقت�صادي وتعزيز ن�شاطات‬ ‫املنظمة‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫تقرير خا�ص‬

‫رئي�س كازاخ�ستان نور �سلطان نزارباييف‬ ‫تتوىل كازاخ�ستان رئا�سة جمل�س وزراء اخلارجية يف العام الذي‬ ‫حتتفل فيه بالذكرى الع�شرين ال�ستقاللها‪ ،‬م�ضفية بذلك �أهمية‬ ‫تاريخية على املنا�سبة‪.‬‬

‫على غرار منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)‪ ،‬ي�شمل تخ�صي�ص كميات من املوارد‬ ‫الغذائية يف الدول الراغبة‪ ،‬وعر�ض ا�ستعداد كازاخ�ستان �أن حتت�ضن مقر هذا‬ ‫ال�صندوق‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كما �أ�شار �إىل �أهمية اال�ستثمارات الكبرية يف الطاقة‪ .‬فوفقا لوكالة الطاقة‬ ‫الدولية‪� ،‬سوف تكون هناك حاجة حتى عام ‪� ،2030‬إىل ‪ 17‬تريليون دوالر ل�ضمان‬ ‫الإنتاج ال�ضروري ملوارد الطاقة ونقلها‪.‬‬ ‫وقال �إن كازاخ�ستان عر�ضت تر�شيحها ال�ست�ضافة املعر�ض الدويل “‪EXPO-‬‬ ‫‪ ”2017‬حول مو�ضوع “طاقة امل�ستقبل”‪ ،‬مبدي ًا �أمله يف م�ساندة الدول الأع�ضاء‬ ‫مبنظمة التعاون الإ�سالمي لهذه املبادرة وامل�شاركة الفعالة يف طرح املو�ضوع املقرتح‬ ‫للبحث‪.‬‬

‫ويف كلمة افتتاح الدورة الثامنة والثالثني ملجل�س وزراء‬ ‫اخلارجية‪ ،‬قال رئي�س جمهورية كازاخ�ستان نور�سلطان نزارباييف �إنه‬ ‫يف هذا اليوم تزداد �أهمية منظمة التعاون الإ�سالمي يف جمال ال�سالم‬ ‫والتعاون والتنمية‪ .‬و�أ�ضاف‪� :‬إن هذه املنظمة تعترب �صرح ًا فريد ًا‬ ‫ي�ضطلع بدور الأمم املتحدة بالن�سبة للعامل الإ�سالمي‪ ،‬الذي يوحد‬ ‫‪ 57‬دولة من �أربع قارات‪ ،‬م�ؤكد ًا �أن الأمة تواجه حتديات خطرية‬ ‫يف عامل ميوج بتغريات مثرية‪ .‬وقال‪�« :‬إن املجتمع الإ�سالمي يف �أم�س‬ ‫وعرب الرئي�س عن ثقته الكاملة ب�أن حل م�شاكل البلدان الإ�سالمية ينبغي �أن‬ ‫احلاجة �إىل ال�سالم واال�ستقرار والتحديث‪� ،‬إىل جانب التطور العلمي‬ ‫والتكنولوجي والتعليمي‪ .‬فالأمة تزخر ب�إمكانات اقت�صادية هائلة ي�أتي من داخلها‪ ،‬وقال‪“ :‬يحتاج العامل الإ�سالمي �إىل التحرر من نظام التنمية‬ ‫وغري قابلة للن�ضوب‪ ،‬ونحن نحتاج �إىل توحيد اجلهود لو�ضع �آليات ال�سيئ ال�ضارب بجذوره منذ الع�صر اال�ستعماري املا�ضي و�أن يتحرك قدم ًا نحو‬ ‫حتقيق التنمية ال�صناعية والإبداع بد ًال من اعتماده على املواد اخلام فقط”‪.‬‬ ‫فعالة للتعاون وامل�ساعدة املتبادلة وتعزيز التنمية»‪.‬‬ ‫واقرتح الرئي�س و�ضع اعتماد خطة عمل م�شرتكة‪ ،‬يف �إطار املنظمة‪ ،‬لال�ستثمار‬ ‫و�أ�ضاف‪� :‬إنه بتنفيذ التبادل التجاري الفعال واال�ستثمار والربامج التكنولوجية والتعاون التكنولوجي يف قطاع الطاقة‪ ،‬ف�ض ًال عن �إن�شاء مركز دويل لالبتكار‪،‬‬ ‫واالجتماعية والتعليمية يتجلى الت�ضامن الإ�سالمي باعتباره املبد�أ الرئي�سي واعترب �إن�شاء نظام دعم للم�شروعات ال�صغرية واملتو�سطة يف �إطار منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي اجتاه ًا واعد ًا ومب�شر ًا‪ .‬كما اقرتح �إن�شاء �صندوق خا�ص للأعمال‬ ‫للمنظمة‪.‬‬ ‫ال�صغرية واملتو�سطة حتت �إ�شراف البنك الإ�سالمي للتنمية‪.‬‬ ‫قوة اقت�صادية‬ ‫وقال‪“ :‬لقد �أثبتت الأزمة االقت�صادية العاملية �أن النموذج املايل واالقت�صادي‬ ‫�أو�ضح الرئي�س تخلف الدول الأع�ضاء االقت�صادي مقارنة ب�إمكانياتها‪ ،‬حيث‬ ‫�أ�شار �إىل �أن معدل الناجت املحلي الإجمايل للفرد مبقيا�س القوة ال�شرائية يف بلدان الإ�سالمي منوذج م�ستقر وقابل لال�ستمرار”‪ ،‬و�إن ثمة �أحد املنتجات املفيدة‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي ي�ساوي ‪� 9.5‬ألف دوالر‪ ،‬يف حني �أن الرقم املماثل يف والفعالة التي ميكن �أن تقدمها الأمة للعامل هو نظام التمويل الإ�سالمي‪ ،‬م�شري ًا �إىل‬ ‫�أن كازاخ�ستان قد افتتحت م�صرف ًا �إ�سالمي ًا‪ .‬و�أ�ضاف قائ ًال‪“ :‬نحن من جانبنا‬ ‫البلدان الأوروبية يفوق ‪� 24‬ألف دوالر‪.‬‬ ‫وحذر قائ ًال‪� :‬إن هناك خل ًال خطري ًا يف معدالت التنمية فيما بني بلدان منظمة ما�ضون يف تعزيز التمويل الإ�سالمي و�إن�شاء قاعدة يف املنطقة لأدوات التمويل‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ .‬فعلى �سبيل املثال‪ ،‬يختلف الناجت املحلي الإجمايل للفرد بني الإ�سالمي”‪.‬‬ ‫معظم الدول املتقدمة و�أقل البلدان منو ًا مبعدل يفوق ‪� 100‬ضعف‪ .‬وتتحكم بلدان‬ ‫واقرتح عقد م�ؤمتر دويل للنظام امل�صريف الإ�سالمي يف كازاخ�ستان‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف ‪ 70‬يف املئة من موارد الطاقة العاملية‪ ،‬بيد �أنها متثل‬ ‫فقط ‪ 7.5‬يف املئة من الناجت املحلي الإجمايل العاملي و‪ 11.2‬يف املئة من حجم عن تطوير وتنمية املا�آتي لكي ت�صبح مركز ًا مالي ًا �إقليمي ًا ي�شارك بفاعلية يف‬ ‫التمويل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫التجارة العاملية‪.‬‬

‫و�أ�ضاف الرئي�س نزارباييف‪ :‬يتعني �أن ي�ستفيد العامل الإ�سالمي من ميزته‬ ‫الرئي�سية‪ ،‬التي تتمثل يف النمو الدميوغرايف‪ ،‬و�أن جنعل من هذه امليزة جزء ًا ال‬ ‫يتجز�أ من التنمية االقت�صادية امل�ستقرة‪.‬‬ ‫وقد قدّر اخلرباء الدوليون �أنه بحلول عام ‪� 2030‬سوف ي�صل عدد �سكان‬ ‫الأمة الإ�سالمية �إىل ‪ 2.2‬مليار ن�سمة‪ ،‬وهذا الرقم يعترب �أكرث من ربع �سكان العامل‬ ‫(‪ 26.4‬يف املئة)‪.‬‬

‫وحث الرئي�س‪� :‬إننا نحتاج �إىل زيادة القدرة التناف�سية لكل دولة وحدها من‬ ‫الدول الأع�ضاء يف منظمتنا وعلى م�ستوى الأمة قاطبة‪ ،‬مقرتح ًا و�ضع ا�سرتاتيجية‬ ‫متكاملة للتنمية االقت�صادية يف البلدان الأع�ضاء مبنظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وقدم رئي�س كازاخ�ستان �سل�سلة من املقرتحات امللمو�سة يف املنتدى االقت�صادي‬ ‫الإ�سالمي العاملي الذي عقد يف �أ�ستانا قبل ثالثة �أ�سابيع من انعقاد املجل�س‬ ‫الوزاري‪ .‬وقد عر�ض ب�صفة خا�صة ا�ستحداث منرب للحوار يتناول االقت�صاديات‬ ‫الإ�سالمية الع�شرة الأوىل‪ .‬هناك ‪ 10‬فقط من بني ‪ 57‬دولة من البلدان الأع�ضاء‬ ‫وقال‪ :‬من الوا�ضح �أن املال واملوارد الطبيعية الغنية لن ت�ضطلع بالدور الفارق‬ ‫باملنظمة تنتج ‪ 80‬يف املائة من الإنتاج الإجمايل ملجموع الدول الإ�سالمية‪.‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل ذلك‪ ،‬ن�صح الرئي�س بو�ضع نظام للم�ساعدة الغذائية املتبادلة يف منو احل�ضارة الإ�سالمية‪� ،‬إال �أن البيئة الثقافية واملناخ االجتماعي – ال�سيا�سي‬ ‫يف �إطار منظمة التعاون الإ�سالمي على �أن يكون ذلك يف �شكل �صندوق �إقليمي‪� ،‬سوف يقومان بذلك الدور‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬


‫ي�شدد على التنمية وال�سالم والتعاون‬ ‫دور املنظمة‬ ‫وقال نزارباييف‪�« :‬أعتقد �أن منظمة التعاون الإ�سالمي يجب �أن تقوم بدور ن�شط‬ ‫يف و�ضع �أفكار جديدة واتخاذ القرار على امل�ستوى العاملي»‪ ،‬مقرتح ًا درا�سة �إمكانية‬ ‫�إر�سال ممثل للمنظمة للم�شاركة يف �أعمال م�ؤمترات قمة جمموعة الع�شرين‪.‬‬ ‫و�سوف يعزز ذلك من طبيعة متثيل جمموعة الع�شرين‪ ،‬ومي ّكن الدول الأع�ضاء يف‬ ‫املنظمة من اتخاذ مواقف داعمة للق�ضايا الرئي�سية يف الأجندة العاملية‪.‬‬ ‫و�أكد الرئي�س دعم التعاون البيني الإقليمي‪ ،‬مو�ضح ًا �أن هناك مثا ًال جيد ًا‬ ‫على ذلك‪� ،‬أال وهو خطة عمل املنظمة للتعاون مع �آ�سيا الو�سطى الذي يتم تطويره‬ ‫حالي ًا كخطوة نوعية للنهو�ض بالتكامل امل�شرتك بني الدول الإ�سالمية والتفاعل‬ ‫فيما بينها‪.‬‬

‫وبخا�صة مع الغرب‪ .‬وقال‪�« :‬إن العامل الإ�سالمي يف نظر املجتمعات الغربية يرتبط‬ ‫�أ�سا�س ًا باجلزء املت�شدد منه‪ ،‬وهذا ما ي�سبب خوف ًا ال مربر له على الرغم من �أن‬ ‫الإ�سالم يدعو �إىل قيم عاملية من الرحمة والت�سامح والعدل»‪.‬‬ ‫و�أو�ضح �أن هناك حتديني كبريين‪� ،‬أو ًال‪ :‬نحن نحتاج �إىل �أن نتعلم مواجهة‬ ‫الأ�صولية الدينية ك�إيديولوجية �سيا�سية‪ .‬وقال‪« :‬يجب �أن نعلن دون مواربة �أن‬ ‫الإ�سالم ال عالقة له بالعنف ال�سيا�سي والتطرف والإرهاب»‪.‬‬ ‫واقرتح �إن�شاء م�شروع �إعالمي �إ�سالمي موحد‪ .‬فاليوم هناك هجوم قوي ت�شنه‬ ‫«و�سائل الإعالم اجلديدة» على الإنرتنت‪ .‬وقال‪« :‬يف هذا ال�سياق‪� ،‬أقرتح �إيجاد‬ ‫خدمة �إنرتنت �إ�سالمية (‪ )E-Islam‬تغطي ن�شاط املنظمة وحتفز اهتمام ال�شباب‬ ‫بالدين والثقافة الإ�سالمية ون�شر القيم الإ�سالمية”‪.‬‬

‫وقال الرئي�س نزارباييف �إن ميثاق املنظمة اجلديد الذي مت اعتماده يف دكار‬ ‫عام ‪ 2008‬يدلنا على ذلك‪ ،‬حيث �إن هذا امليثاق يحث مبا�شرة على حتديث‬ ‫املنظمة يف �إطار التحديث والإ�صالح ال�شامل وزيادة فاعلية �أجهزتها‪.‬‬ ‫وقال‪« :‬حتتاج املنظمة ب�صفة خا�صة �إىل جهاز فاعل – �سواء كان م�ؤ�س�سة‬ ‫�أو مركز ًا – يقوم بعمليات التنب�ؤ والتحليل‪ ،‬ويقدم لر�ؤ�ساء الدول �سيناريوهات‬ ‫و�أ�ساليب ممكنة ملا يقع من �أحداث داخل املنظمة ويف العامل كذلك»‪.‬‬

‫التحدي الثاين هو �إجراء حوار مفتوح ونزيه بني العامل الإ�سالمي والغرب‪.‬‬ ‫�إن رئا�سة كازاخ�ستان ملنظمة التعاون الإ�سالمي ت�سعى �إىل حتقيق هذه الأهداف‬ ‫النبيلة‪.‬‬ ‫ويف ختام كلمته‪ ،‬قال الرئي�س �إن تغيري ا�سم املنظمة �إىل “منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي” �أثناء وجودكم على �أر�ض كازاخ�ستان‬ ‫�سيكون رمز ًا لتجددنا ووحدتنا والقدرة‬ ‫التناف�سية للأمة‪ .‬و�أ�ضاف‪�“ :‬آمل‬ ‫�أن ت�شارك املنظمة على نحو �أكرث‬ ‫فاعلية يف ت�شكيل “الأجندة‬ ‫الدولية”‪ ،‬متعهد ًا ب�أن بالده‬ ‫�ستبذل ما يف و�سعها لتعزيز‬ ‫مكانة منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪.‬‬

‫�أفغان�ستان‬ ‫قال الرئي�س �إن عدم اال�ستقرار يف �أفغان�ستان مدعاة للقلق‪ ،‬فعلى مدى‬ ‫ال�سنوات الع�شر املا�ضية‪ ،‬ازداد �إنتاج الهريوين الأفغاين واالجتار باملخدرات ع�شر‬ ‫مرات‪ ،‬لأن �أ�صول و�أ�سباب هذا ال�شر يقع خارج نطاق قدرة �أفغان�ستان‪.‬‬ ‫وقال‪« :‬ال بد �أن نعرتف ب�أن املنظمة نف�سها ال ت�ستخدم �إمكانياتها بالكامل يف‬ ‫م�ساعدة ال�شعب الأفغاين الذي طالت معاناته»‪ .‬و�إىل جانب دعم ن�شاط املبعوث‬ ‫اخلا�ص للمنظمة لدى �أفغان�ستان‪ ،‬اقرتح �إن�شاء فريق عمل خا�ص يف �إطار املنظمة‬ ‫يتناول ق�ضايا تقدمي امل�ساعدة لهذا البلد‪.‬‬ ‫الأحداث يف ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا‬ ‫قال الرئي�س نزارباييف �إن الأحداث التي تقع يف ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا‬ ‫تظهر �أن ال�سبب الرئي�سي لهذه التقلبات يعود �إىل عدم حل امل�شكالت االجتماعية‬ ‫واالقت�صادية لهذه الدول‪ .‬و�أ�ضاف �أن �إعطاء الأولوية للتنمية االقت�صادية قد حقق‬ ‫الأمن الفاعل واال�ستقرار ال�سيا�سي واالن�سجام الروحي‪ ،‬كما �أن حتديث‬ ‫املجتمع مع املحافظة يف الوقت ذاته على املبادئ الإ�سالمية ومراجعتها‬ ‫هو طريقنا �إىل امل�ستقبل‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪�« :‬إننا نقف مع وحدة جميع امل�سلمني على �أ�سا�س التنوير‬ ‫والو�سطية والت�سامح بع�ضنا جتاه بع�ض وجتاه ممثلي الأديان الأخرى»‪.‬‬ ‫فالبلدان الإ�سالمية الأكرث جناح ًا هي تلك التي تقدم �إىل العامل �صورة‬ ‫�أكرث جاذبية للإ�سالم‪.‬‬ ‫العالقات مع الغرب‬ ‫�أ�شار الرئي�س �إىل �أن �إحدى الق�ضايا الرئي�سية يف ال�سيا�سة العاملية‬ ‫هي التحدي املتمثل يف عالقات العامل الإ�سالمي مع العامل اخلارجي‬

‫‪11‬‬


‫تقرير خا�ص‬

‫�إح�سان �أوغلى يف تقريره للمجل�س‪ :‬املنظمة الآن‬ ‫قدم الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى‪ ،‬يف كلمته �أمام الدورة الثامنة والثالثني ملجل�س وزراء اخلارجية تقرير ًا‬ ‫�شام ًال حول �إجنازات املنظمة خالل الأعوام املا�ضية‪ ،‬معلن ًا امل�ضي قدم ًا على هذا‬ ‫الدرب‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام �أن املنظمة قطعت �شوط ًا معترب ًا جعل �أثرها ملمو�س ًا‪ ،‬لي�س‬ ‫على م�ستوى الدول الأع�ضاء فح�سب‪ ،‬بل كذلك على امل�ستوى الدويل‪ .‬فقد �أبدت‬ ‫العديد من الدوائر على امل�ستويني الإقليمي والدويل رغبتها امل�ستمرة يف �إقامة حوار‬ ‫م�ستدام وروابط توا�صل مع املنظمة‪.‬‬ ‫وقال الربوفي�سور �إح�سان �أوغلى‪« :‬ميكنني �أن �أقول الآن بثقة �إن املنظمة الآن‬ ‫تتمتع مبكانة بارزة يف املحافل الدولية‪ ،‬وقد �أ�صبحت من بني امل�ؤ�س�سات الدولية‬ ‫الأكرث فاعلية والتي ال ميكن اال�ستغناء عنها»‪.‬‬ ‫ثم ا�سرت�سل الأمني العام حول الو�ضع يف العامل الإ�سالمي يف �سياق املناخ‬ ‫العاملي ال�سائد‪ .‬فقال �إن «العامل الإ�سالمي يواجه اليوم ا�ضطرابات خطرية ت�ؤثر‬ ‫ت�أثري ًا مبا�شر ًا يف ا�ستقراره ووحدته وازدهاره وتنميته‪ .‬وللأ�سف‪ ،‬ما زالت الأمة‬ ‫تفتقر �إىل التما�سك الداخلي والقوة والت�ضامن والقدرات ال�ضرورية واملطلوبة‬ ‫للتغلب على هذه التحديات»‪.‬‬ ‫وحث الأمني العام على ت�سريع عملية حتقيق تطلعات ال�شعوب للحكم الر�شيد‬ ‫و�سيادة القانون وتعزيز حقوق الإن�سان وم�شاركة �سيا�سية �أو�سع وتكري�س احلوار‬ ‫الوطني ‪.‬‬ ‫يف امللف الفل�سطيني‪ ،‬قال �إنه من واجبنا وموقفنا الثابت �أن ندعم القرار‬ ‫الفل�سطيني باللجوء �إىل الأمم املتحدة لتقول كلمتها يف حل هذا النـزاع الطويل‪.‬‬ ‫وبالإ�شارة �إىل الأحداث الأخرية يف �شمال �إفريقيا رحب الأمني العام‬ ‫بالتغيريات الدميقراطية يف كل من تون�س وم�صر‪ .‬وحول الو�ضع يف ليبيا‪ ،‬حتدث‬ ‫عن جهوده لإيجاد حل �سيا�سي للأزمة الليبية و�إي�صال امل�ساعدات الإن�سانية و�أعاد‬ ‫الت�أكيد على التزام منظمة التعاون الإ�سالمي القوي ب�سيادة ليبيا وا�ستقاللها‬ ‫ووحدة �أرا�ضيها‪.‬‬ ‫ويف �أفغان�ستان‪ ،‬قال �إن ت�أ�سي�س املكتب الدائم ملمثل منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫يف �أفغان�ستان مبدينة كابول �سيقوم على تعزيز دور املنظمة �إىل جانب ال�شركاء‬ ‫الآخرين يف امل�ساهمة يف العملية امل�ستمرة لبناء ال�سالم يف �أفغان�ستان‪ .‬وات�ساق ًا مع‬ ‫التزام املنظمة القوي نحو �أفغان�ستان‪ ،‬فقد ا�ست�ضافت الأمانة العامة‪ ،‬يوم ‪ 3‬مار�س‬ ‫‪ ،2011‬يف مقرها مبدينة جدة اجتماع فريق االت�صال الدويل حول �أفغان�ستان‪.‬‬ ‫وتتطلع كذلك لعقد م�ؤمتر �إقليمي حول �أفغان�ستان تقوم بتنظيمه دولة تركيا يف‬ ‫وقت الحق من هذا العام‪.‬‬ ‫وبخ�صو�ص العراق‪ ،‬فقد قام الأمني العام بزيارة ر�سمية �إىل العراق �أجرى‬ ‫فيها حمادثات هامة مع م�س�ؤولني عراقيني رفيعي امل�ستوى حول طرق تعزيز التعاون‬ ‫بني العراق ومنظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫و�أبدى الأمني العام �أ�سفه على الو�ضع الأمني والإن�ساين املتدهور يف ال�صومال‬ ‫بالرغم من التزام املنظمة املتجدد والقوي ودعم املجتمع الدويل الوا�سع الذي نتج‬ ‫عنه اتفاق جيبوتي لل�سالم املطبق حالي ًا‪.‬‬ ‫�أما يف ما يتعلق ب�إفريقيا جنوب ال�صحراء‪ ،‬ف�أبلغ الوزراء بجولته الناجحة التي‬ ‫ا�ستغرقت �أ�سبوع ًا يف بداية �شهر يونيو ‪� ،2011‬أخذته �إىل �سبعة بلدان‪ ،‬هي بنني‬ ‫والتوغو و�سرياليون وغينيا بي�ساو وغامبيا وال�سنغال والنيجر‪ .‬وقد �أُتيح له والوفد‬ ‫‪12‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫املرافق خالل هذه ال�سفرة املثمرة �أن يقفوا على مدى االهتمام املتزايد الذي يوليه‬ ‫القادة و�صناع القرار الأفارقة من �أجل �أن يكونوا �أكرث انخراط ًا يف �أن�شطة املنظمة‬ ‫والتعاون البيني داخل املنظمة‪.‬‬ ‫و�سعي ًا خلدمة م�صالح امل�سلمني والأمة الإ�سالمية خدمة �أف�ضل‪� ،‬أكد الأمني‬ ‫العام حر�صه على تطوير قنوات التوا�صل مع قادة العامل ومنتدياته التي يجري فيها‬ ‫تناول الق�ضايا العاملية املهمة‪.‬فذكر زيارته الر�سمية �إىل وا�شنطن ولندن وبروك�سل‬ ‫«االحتاد الأوروبي»‪ ،‬حيث قابل امل�س�ؤولني الكبار وتناق�شوا حول �سبل تقوية العالقات‬ ‫الثنائية‪.‬‬ ‫كما تطرق الأمني العام �إىل جهود املنظمة لتح�سني �أو�ضاع الأقليات امل�سلمة يف‬ ‫الفلبني وميامنار وجنوب تايلندا‪.‬‬ ‫�أما مو�ضوع الإرهاب فقد �أكد �إح�سان �أوغلى موقف املنظمة على �أن حماربة‬ ‫الإرهاب يجب التعامل معها من خالل تقدمي تعليم مالئم و�أن ظروف ًا اجتماعية‬ ‫�أف�ضل من �ش�أنها �أن تعطي نتائج �أف�ضل من خالل ا�ستئ�صال �أ�سبابه اجلوهرية‪.‬‬ ‫االقت�صاد‬ ‫يف جمال التعاون االقت�صادي‪� ،‬أو�ضح التقدم املتحقق يف ميدان متويل التجارة‬ ‫وتنفيذ ا�سرتاتيجياتها املختلفة للحد من الفقر‪ .‬وعما قريب‪� ،‬سينظر وزراء‬ ‫الزراعة يف �أطار تنفيذي �شامل للزراعة والتنمية القروية والأمن الغذائي يف الدول‬ ‫الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الذي �سوف ميثل بداية «خلطة عمل موجهة‬ ‫لتعزيز النمو االقت�صادي وحتقيق احلد من الفقر والتمكن االجتماعي االقت�صادي‬ ‫لل�شرائح الفقرية ال�ضعيفة يف جمتمعنا‪ .‬وطلب من الدول الأع�ضاء الوفاء مبختلف‬ ‫التعهدات التي متت ب�ش�أن �صندوق الت�ضامن الإ�سالمي للتنمية والربنامج اخلا�ص‬ ‫لتنمية �إفريقيا‪ ،‬وطلب تعهدات جديدة لتحقيق الآثار املرجوة يف هذا االجتاه‪.‬‬ ‫وحذر �إح�سان �أوغلى �أنه ونظر ًا ل�ضمان ا�ستمرارها يف حتقيق الأهداف‬ ‫املرجوة ب�ش�أن التخفيف من الفقر‪ ،‬ف�إن م�شكلة التغذية وانعدام الأمن الغذائي ال‬ ‫تزال ت�سبب يف عوائق كثرية‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أنه من �أجل معاجلة ظاهرة انعدام الأمن الغذائي التي تتفاقم يوماً‬ ‫بعد يوم‪ ،‬ف�إن جمموعة من م�ؤ�س�سات منظمة التعاون الإ�سالمي قد �شرعت يف‬ ‫تطبيق حلول وطنية من �أجل عمل م�شرتك بني الدول الأع�ضاء مبنظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي يف هذا ال�ش�أن‪.‬‬ ‫الإ�سالموفوبيا‬ ‫تكت�سي حماربة كراهية الإ�سالم �أولوية ق�صوى بالن�سبة ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬لذلك �أكد الأمني العام �أن كراهية الإ�سالم ت�شكل مظهر ًا معا�صر ًا من‬ ‫مظاهر العن�صرية‪ ،‬وينبغي معاجلة هذه الظاهرة يف هذا ال�سياق‪ .‬وقال‪« :‬هناك‬ ‫حاجة ملحة �إىل ال�شروع وتعزيز ما �أود �أن �أ�سميه «دبلوما�سية ثقافية وقائية‪:‬‬ ‫تتمحور حول التعاي�ش ال�سلمي يف عامل يت�سم بالتعددية واالختالف»‪.‬‬ ‫و�أو�ضح �أن ا�سرتاتيجية املنظمة بخ�صو�ص حماربة كراهية الإ�سالم تتمحور‬ ‫�أ�سا�س ًا حول اجلوانب اخلا�صة بر�صد الظاهرة والعمل الدبلوما�سي وتوخي القيام‬ ‫مبا يلزم عملي ًا ملواجهتها‪ ،‬مقرتح ًا العمل على بلورة دبلوما�سية متعددة الأطراف‬ ‫حتى ن�ضمن �إدراج ظاهرة العداء للإ�سالم �ضمن جدول الأعمال خالل املحادثات‬ ‫الثنائية للدول الأع�ضاء‪ ،‬وبخا�صة مع �شركائهم وحماوريهم الغربيني‪ .‬واعترب‬


‫تتمتع مبكانة بارزة و�أ�صبحت �أكرث فاعلية‬ ‫�أن قرار منظمة التعاون الإ�سالمي وخطابها املتعلق بـ «ازدراء الأديان» يو�ضحان اخلم�س املتبقية‪ .‬وقد مت جتميع التو�صيات‪ ،‬املتعلقة بزيادة �شعور الدول الأع�ضاء‬ ‫اجلانب العملي لال�سرتاتيجية الرامية �إىل حماربة العداء للإ�سالم‪ .‬و�أخذ الأمني مبلكية هذه الربامج وا�ستفادتها منها و�آليات التمويل والتنفيذ‪ ،‬يف تقرير توليفي‬ ‫العام مبادرة عقد جل�سة لتطارح الأفكار مع جمموعة من �أبرز رجال القانون �سيقدمه �إىل الدورة الثانية ع�شرة مل�ؤمتر القمة الإ�سالمي للنظر والتوجيه‪.‬‬ ‫بالعامل الإ�سالمي‪ .‬وقد تقدمتُ خالل الدورة اخلام�سة ع�شرة ملجل�س الأمن حلقوق‬ ‫الإن�سان بخطة عمل مكونة من ثماين نقاط‪ ،‬على امل�ستويني الوطني والدويل‪ .‬وقد‬ ‫الدعوة‬ ‫وجدت هذه اخلطة البديلة �صدى طيب ًا لدى �شركائنا كافة‪ ،‬و�شكلت �أ�سا�س قرار‬ ‫يف جمال الدعوة‪ ،‬ا�ستطاعت املنظمة ح�صر جميع امل�ؤ�س�سات واملنظمات‬ ‫جديد ملنظمة التعاون الإ�سالمي ‪ 18/16‬حول حماربة التع�صب‪ ،‬وهو القرار الذي‬ ‫الإ�سالمية وتوحيدها حتت راية املنظمة يف �إطار العمل الإ�سالمي امل�شرتك يف‬ ‫مت اعتماده بالإجماع خالل الدورة ال�ساد�سة ع�شرة ملجل�س حقوق الإن�سان بجنيف‪.‬‬ ‫جمال الدعوة وبذلك تعزيز التن�سيق والتعاون يف املجاالت املت�صلة بالدعوة‪ .‬وبد�أت‬ ‫املنظمة تطوير برامج تنفيذية للعديد من امل�شاريع‪ ،‬مبا يف ذلك �إن�شاء حمطات‬ ‫هيئة دائمة م�ستقلة حلقوق الإن�سان‬ ‫�أعلن الأمني العام ب�سعادة عن قرب ا�ستحداث هيئة دائمة م�ستقلة حلقوق �إذاعية تبث براجمها على تردد اف ام يف القارة الإفريقية‪ ،‬واالعتناء بال�ش�ؤون‬ ‫الإن�سان‪ ،‬حيث �ست�صادق هذه الدورة ملجل�س وزراء اخلارجية على النظام الإفريقية يف جماالت التعليم وال�صحة والق�ضايا االجتماعية والبيئة والدعوة‪،‬‬ ‫وذلك باللغات الدولية والإفريقية املحلية‪ ،‬ف�ض ًال عن �إن�شاء مراكز لتدري�س اللغة‬ ‫الأ�سا�سي‪ ،‬و�ستنظم عملية انتخاب خرباء اللجنة‪.‬‬ ‫�إن م�ساعي منظمة التعاون الإ�سالمي يف جمال حقوق الإن�سان‪ ،‬باعتبارها العربية‪.‬‬ ‫نابعة من منظور يت�سم باالعتدال واحلداثة‪ ،‬ال تقت�صر على �إن�شاء الهيئة‪� ،‬إذ �إنها‬ ‫تعمل حالي ًا على مقاربة �شمولية تروم تعميم منظور مت�صل بحقوق الإن�سان من‬ ‫العمل الإن�ساين‬ ‫خالل �أن�شطة املنظمة‪� .‬إن الن�ساء والأطفال وال�شباب ي�شكلون ال�شريحة الأ�ضعف‬ ‫يف جمال العمل الإن�ساين‪ ،‬بذلت الأمانة العامة جهود ًا كبرية لإغاثة �ضحايا‬ ‫يف املجتمع‪ ،‬ولذلك‪ ،‬ف�إن جهود املنظمة ترمي �إىل الق�ضاء على التمييز والعنف وكل الكوارث الطبيعية التي �ضربت عدد ًا من البلدان الأع�ضاء وذات الع�ضوية ب�صفة‬ ‫مظاهر الظلم الأخرى‪ ،‬و�إىل حماية حقوق هذه الفئات‪.‬‬ ‫مراقب‪ ،‬و�شملت فل�سطني و�أفغان�ستان واليمن و�إندوني�سيا وال�سودان وال�صومال‬ ‫والنيجر وبوركينا فا�سو وجزر القمر وغينيا و�سرياليون والبو�سنة والهر�سك‬ ‫العلوم والتكنولوجيا‬ ‫وباك�ستان‪.‬‬ ‫و�سعت الأمانة العامة ب�شكل مطرد جمال ن�شاطاتها يف جماالت العلوم‬ ‫والتكنولوجيا والتعليم العايل وال�صحة والبيئة‪ .‬ويت�ضمن �أهم برنامج يف طور‬ ‫ال�ش�ؤون القانونية‬ ‫الإجناز ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف هذا الباب «�أطل�س العلوم والتجديد بالعامل‬ ‫�أبلغ الأمني العام املجل�س �أنه مت التو�صل �إىل �إجماع ب�ش�أن م�سودة القواعد‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬وامل�شروع ال�ضخم حول الأقمار اال�صنطاعية لالت�صاالت‪ ،‬و�إعداد وثيقة‬ ‫حول «مفتاح م�ؤ�شرات الإجناز للجامعات بالعامل الإ�سالمي»‪ ،‬وعلمية تعاون مع التي حتكم و�ضع الع�ضو املراقب يف املنظمة‪� .‬إن تطبيق هذه القواعد �سيو�سع الأفق‬ ‫�شركاء دوليني مثل منظمة ال�صحة العاملية ‪ ،WHO‬ومبادرة الق�ضاء على داء ال�سيا�سي للمنظمة ويح�سن من ثقلها على م�ستوى العالقات الدولية‪ .‬وقال الأمني‬ ‫«البوليو»‪ ،‬وال�صندوق العاملي ملحاربة الأمرا�ض والأوبئة‪ ،‬وم�شاريع منظمة التعاون العام �إن من املجاالت املهمة الأخرى‪ ،‬التو�صل �إىل �إطار مالئم يتيح التفاعل بني‬ ‫الإ�سالمي املتعلقة ب�صحة الأم والطفل مبايل وبنغالدي�ش‪ ،‬و�إعداد ر�ؤية منظمة املنظمة ومنظمات غري حكومية معينة‪.‬‬ ‫التعاون الإ�سالمي يف جمال املياه‪.‬‬ ‫كما �أخرب الأمني العام املجل�س �أن االجتماع التح�ضريي لكبار امل�س�ؤولني‬ ‫وركز الأمني العام على ق�ضيتني‪:‬‬ ‫�أو�صى جمل�س وزراء اخلارجية باملوافقة على ال�شعار اجلديد واال�سم املقرتح‪ ،‬وهو‬ ‫التعليم‬ ‫جمال‬ ‫يف‬ ‫التبادل‬ ‫برنامج‬ ‫بدء‬ ‫يف‬ ‫النظر‬ ‫�أو ًال‪ :‬دعا الدول الأع�ضاء �إىل‬ ‫«منظمة التعاون الإ�سالمي»‪.‬‬ ‫للطالب والباحثني والأ�ساتذة بني بلدان املنظمة‪.‬‬ ‫ويف ختام كلمته‪ ،‬جدد الأمني العام الأمل يف �أ ّال ُيح�سب على مداوالت هذه‬ ‫ثاني ًا‪ :‬حث الدول الأع�ضاء على الرتكيز �أكرث على التحدي الذي ي�شكله تغري‬ ‫الدورة التاريخية ملجل�س وزراء اخلارجية �أن مل تتجاوز حتقيق ما هو �أكرث من احلد‬ ‫املناخ‪.‬‬ ‫الأدنى امل�أمول‪ ،‬و�أنها كانت جمرد عبارات تنم عن ح�سن النية‪ .‬وحث على ترجمة‬ ‫الكلمات �إىل �أفعال‪ ،‬والنوايا �إىل �أعمال هادفة‪ ،‬والوعود �إىل حقائق ي�سطرها‬ ‫برنامج العمل الع�شري‬ ‫قدم الأمني العام تقرير ًا عن التقدم يف تنفيذ برنامج العمل الع�شري الذي التاريخ‪.‬‬ ‫وقال‪« :‬لقد ا�ستمدت منظمتنا قوتها مما تبذله الدول الأع�ضاء من جهود‬ ‫اعتمدته الدورة الثالثة اال�ستثنائية مل�ؤمتر القمة الإ�سالمي الذي انعقد يف مكة‬ ‫املكرمة يف الفرتة من ‪� 5‬إىل ‪ 7‬دي�سمرب ‪ ،2005‬ملواجهة التحديات املعا�صرة وما تقدمه من دعم‪ ،‬وميكن لها �أن تكون �أداة فاعلة لتحقيق ال�سالم واال�ستقرار‬ ‫التي تواجهها الأمة‪ .‬وبينما �أُحرز تقدم ملحوظ يف تنفيذ الربنامج‪ ،‬ال تزال ثمة والتنمية االقت�صادية �إىل احلد الذي ير�ضي بلدانها الأع�ضاء‪ .‬ولذلك‪ ،‬دعونا‬ ‫حاجة �إىل بذل املزيد من اجلهد لتحقيق جميع �أهداف الربنامج يف فرتة ال�سنوات ن�ساندها بكل ما لدينا من قوة وب�إميان ال يهتـ ّز و�إخال�ص ال يتزعزع»‪.‬‬ ‫‪13‬‬


‫تقرير خا�ص‬

‫املنظمة تغري ا�سمها �إىل «منظمة التعاون الإ�سالمي»‬

‫(من الي�سار)الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي ورئي�س كازاخ�ستان نزار باييف ووزير خارجية كازاخ�ستان كازيخانوف خالل االجتماع اخلا�ص بالإعالن عن اال�سم وال�شعار اجلديدين للمنظمة‬

‫من الآن ف�صاعد ًا‪� ،‬س ُتعـ َرف املنظمة با�سم منظمة التعاون الإ�سالمي بد ًال من‬ ‫اال�سم الذي �أُطلق عليها عندما مت �إن�شا�ؤها منذ �أكرث من ‪ 40‬عام ًا‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫ي�شكل نقطة فا�صلة يف تاريخ املنظمة‪ ،‬وذلك بهدف �إظهار الإ�صالحات والتطورات‬ ‫التي حققتها املنظمة منذ بداياتها‪.‬‬ ‫وقد اجتمع زعماء العامل الإ�سالمي يف عام ‪ 1969‬يف م�ؤمتر قمة تاريخي‬ ‫وقرروا �إن�شاء منظمة توحد جهودهم لتحقيق �أهدافهم امل�شرتكة‪ .‬ويف العام التايل‪،‬‬ ‫‪ ،1970‬اجتمع وزراء خارجية الدول الإ�سالمية وقرروا �إن�شاء �أمانة عامة ملنظمة‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي لتكون ال�صوت الذي يعرب عن العامل الإ�سالمي ويخدم م�صاحله‬ ‫ويدافع عن ق�ضاياه‪ .‬وكان اال�سم املختار للمنظمة �آنذاك معرب ًا عن ظروف‬ ‫ن�ش�أتها‪.‬‬ ‫ويف الوقت الذي ظل فيه امل�سجد الأق�صى وفل�سطني حمور اهتمام املنظمة‪،‬‬ ‫تو�سعت �أن�شطتها وعظم دورها يف ال�سنوات الأربعني املا�ضية لتواكب حاجات العامل‬ ‫الإ�سالمي وطموحاته‪ .‬وقد ازداد عدد الدول الأع�ضاء‪ ،‬منذ عام ‪ ،1969‬وح�صلت‬ ‫دول �أخرى على �صفة مراقب‪ ،‬ومت �إن�شاء كثري من الأجهزة املتفرعة وامل�ؤ�س�سات‬ ‫املتخ�ص�صة واملنتمية خلدمة العامل الإ�سالمي‪ ،‬كما بات دور املنظمة على ال�ساحة‬

‫‪14‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫الدولية �أكرث بروز ًا ون�شاط ًا‪.‬‬ ‫وقد خاطب الأمني العام للمنظمة‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪،‬‬ ‫وفود الدورة الثامنة والثالثني ملجل�س وزراء اخلارجية قائ ًال �إن الكلمة الأ�سا�سية‬ ‫هي «التعاون»‪ ،‬و�إنه يتوجب علينا الرتكيز على �سبل التعاون فيما بني دول املنظمة‬ ‫والعامل �أجمع‪.‬‬ ‫واتخذت الدورة الثامنة والثالثني ملجل�س وزراء اخلارجية القرار بنا ًء على‬ ‫ما ورد يف املادة احلادية ع�شرة من برنامج العمل الع�شري ال�صادر عن القمة‬ ‫الإ�سالمية اال�ستثنائية الثالثة املنعقدة يف مكة املكرمة التي انعقدت يف الفرتة من‬ ‫‪ 8-6‬ذو القعدة ‪1426‬هـ املوافق لـ ‪ 7-5‬دي�سمرب ‪2005‬م‪ ،‬ب�ش�أن «�إ�صالح املنظمة‬ ‫عرب �إعادة هيكلتها والنظر يف تغيري ا�سمها ومراجعة ميثاقها ون�شاطاتها‪”...‬‬ ‫ووعي ًا ب�أهمية تغيري ا�سم املنظمة واختيار ا�سم جديد لها يكون �أكرث تعبري ًا‬ ‫عن مهام املنظمة و�أهدافها‪ ،‬و�إدراك ًا ب�أهمية احلفاظ على اال�سم املخت�صر الذي‬ ‫ع ُرفت به املنظمة عرب تاريخها الطويل (‪ ،)OCI) (OIC‬قرر املجل�س تغيري‬ ‫ا�سم املنظمة من (منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي) �إىل (منظمة التعاون الإ�سالمي)‪.‬‬


‫�شعار املنظمة اجلديد‬

‫متا�شي ًا مع تغيري ا�سم املنظمة‪ ،‬تقرر �أي�ض ًا تغيري �شعارها‪ ،‬وذلك لزيادة �إبراز‬ ‫املرحلة اجلديدة من تاريخ منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وقد مت اعتماد قرار تغيري ال�شعار يف الدورة ال�ساد�سة والثالثني ملجل�س وزراء‬ ‫اخلارجية عام ‪� 2009‬ضمن فقرات االحتفال بالذكرى الأربعني لت�أ�سي�س منظمة‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ .‬ومن ثم مت تنظيم م�سابقة دولية مبنا�سبة الذكرى الأربعني‬ ‫لت�أ�سي�س املنظمة ق�صد اختيار ال�شعار اجلديد‪.‬‬ ‫ويت�ألف ال�شعار اجلديد من ثالثة عنا�صر رئي�سية تعك�س الر�ؤية واملهمة‬ ‫اجلديدتني للمنظمة اللتني ت�ضمنهما امليثاق اجلديد‪ .‬وهذه العنا�صر هي‪ :‬الكعبة‬

‫امل�شرفة والكرة الأر�ضية والهالل‪.‬‬ ‫ويف و�سط ال�شعار الكعبة امل�شرفة‪ ،‬وهي نقطة ارتكاز العامل الإ�سالمي وهي‬ ‫ترمز بذلك �إىل وحدته‪.‬‬ ‫وحول الكعبة امل�شرفة الكرة الأر�ضية لرتمز خطوط الطول �إىل تنوع الب�شرية‬ ‫مبخت ِلف �شعوبها وقبائلها يف ال�سياق العاملي الذي ميثله ال�شعار‪.‬‬ ‫�أما الهالل فريمز �إىل دين الإ�سالم وهو يحت�ضن العامل الإ�سالمي يف ال�شعار‪،‬‬ ‫ويف ذلك �إ�شارة �إىل �أن الإ�سالم ي�شكل القوة املوجهة واحلامية واملوحدة للعامل‬ ‫الإ�سالمي وملنظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫تقرير خا�ص‬

‫املنظمة تن�شئ هيئة دائمة م�ستقلة حلقوق الإن�سان‬ ‫�صدر عن الدورة الثامنة والثالثني ملجل�س وزراء اخلارجية قرار تاريخي باعتماد م�شروع‬ ‫النظام الأ�سا�سي للهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫و�أ�شار القرار يف حيثياته �إىل �أن املجل�س يعي �ضرورة متكني منظمة التعاون الإ�سالمي من �آلية‬ ‫لتعزيز وحماية حقوق الإن�سان يف الدول الأع�ضاء‪ ،‬وي�ستذكر مقت�ضيات برنامج العمل الع�شري‬ ‫ال�صادر عن م�ؤمتر القمة الإ�سالمي يف دورته اال�ستثنائية الثالثة يف مكة املكرمة يف دي�سمرب‬ ‫‪ ،2005‬الداعية �إىل درا�سة �إمكانية �إن�شاء هيئة م�ستقلة دائمة لتعزيز حقوق الإن�سان يف الدول‬ ‫الأع�ضاء‪ ،‬ويعمل على تنفيذ ما ورد يف املادتني اخلام�سة واخلام�سة ع�شرة من ميثاق منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬املعتمد بالإجماع يف القمة الإ�سالمية احلادية ع�شرة يف دكار‪ ،‬بال�سنغال‪ ،‬يف مار�س ‪،2008‬‬ ‫اللتني تعتربان الهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان من بني الأجهزة الأ�سا�سية ملنظمة التعاون‬ ‫وبناء عليه‪ ،‬اعتُمد م�شروع النظام الأ�سا�سي للهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقرر �أن ت�شرع الهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان يف مزاولة عملها داخل‬ ‫الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي �إىل حني البت يف �أمر مقرها خالل الدورة‬ ‫التا�سعة والثالثني ملجل�س وزراء اخلارجية‪ ،‬ويطلب من الأمني العام توفري خدمات‬ ‫ال�سكرتارية الالزمة لها يف حدود امليزانية املعتمدة للأمانة العامة‪.‬‬ ‫ووافقت الدورة على نتائج انتخابات خرباء الهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق‬ ‫الإن�سان التي ُعقدت خالل الدورة احلالية ملجل�س وزراء اخلارجية وعني �أول ‪18‬‬ ‫ع�ضو ًا للهيئة ملدة ثالث �سنوات‪� ،‬أربع من ه�ؤالء الثمانية ع�شر ن�ساء (من �أفغان�ستان‬ ‫و�إندوني�سيا وماليزيا وال�سودان)‪ .‬وانتخب �أع�ضاء الهيئة املمثلني للمجموعة العربية‬ ‫من الدول الأع�ضاء من م�صر واملغرب وفل�سطني وال�سعودية وال�سودان والإمارات‪،‬‬ ‫�أما �أع�ضاء الهيئة من املجموعة الإفريقية فكانوا من الكامريون وت�شاد وغينيا‬ ‫ونيجرييا و�سريا ليون و�أوغندا‪ ،‬وكان �أع�ضاء املجموعة الآ�سيوية من �أفغان�ستان‬ ‫و�إندوني�سيا و�إيران وماليزيا و باك�ستان وتركيا‪ .‬و�سيرت�أ�س الهيئة ع�ضو باك�ستان‪.‬‬ ‫النظام الأ�سا�سي للهيئة‬ ‫�أهداف الهيئة‪:‬‬ ‫ت�سعى الهيئة �إىل االرتقاء بحقوق الإن�سان وخدمة م�صالح الأمة الإ�سالمية‬ ‫يف هذا املجال‪ ،‬و�إىل تعزيز احرتام الثقافات والقيم الإ�سالمية ال�سمحة وحوار‬ ‫احل�ضارات‪ ،‬وذلك وفق مبادئ و�أهداف ميثاق منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وتدعم الهيئة جهود الدول الأع�ضاء لتعزيز احلقوق املدنية وال�سيا�سية‬ ‫واالقت�صادية واالجتماعية والثقافية يف الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫وتتعاون الهيئة مع الدول الأع�ضاء من �أجل �ضمان تعزيز احلقوق املدنية‬ ‫وال�سيا�سية واالقت�صادية واالجتماعية والثقافية يف الدول الأع�ضاء وفق ًا مليثاق‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وكذلك لر�صد احرتام احلقوق الإن�سانية للجماعات‬ ‫واملجتمعات امل�سلمة‪.‬‬ ‫وتدعم الهيئة جهود الدول الأع�ضاء يف جمال ال�سيا�سات الرامية �إىل تعزيز‬ ‫القوانني وال�سيا�سات للنهو�ض بحقوق املر�أة وال�شباب وذوي االحتياجات اخلا�صة‬ ‫يف امليادين االقت�صادية واالجتماعية وال�سيا�سية والثقافية‪ ،‬والق�ضاء على جميع‬ ‫�أ�شكال العنف والتمييز‪.‬‬ ‫اخت�صا�صات الهيئة ومهامها‪:‬‬ ‫تقوم الهيئة مبهام ا�ست�شارية وتقدم تو�صيات للمجل�س‪ ،‬كما تتوىل مبا�شرة‬ ‫املهام الأخرى التي تكلفها بها القمة �أو املجل�س‪.‬‬ ‫وتقوم الهيئة بدعم موقف املنظمة فيما يتعلق بحقوق الإن�سان على امل�ستوى‬ ‫‪16‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫الدويل‪ ،‬وتعزيز التعاون بني الدول الأع�ضاء يف جمال حقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫وتتوىل الهيئة توفري التعاون الفني يف ميدان حقوق الإن�سان والتوعية بهذه‬ ‫احلقوق يف الدول الأع�ضاء‪ ،‬وتقدمي امل�شورة لها يف ق�ضايا حقوق الإن�سان بعد‬ ‫موافقتها‪.‬‬ ‫وتعمل الهيئة على تعزيز ودعم دور امل�ؤ�س�سات الوطنية ومنظمات املجتمع‬ ‫املدين املعتمدة يف الدول الأع�ضاء يف جمال حقوق الإن�سان وفقا لآليات عمل‬ ‫املنظمة وميثاقها‪� ،‬إ�ضافة �إىل تعزيز التعاون بني املنظمة ومنظمات حقوق الإن�سان‬ ‫الدولية والإقليمية الأخرى‪.‬‬ ‫وجتري الهيئة الدرا�سات والبحوث حول ق�ضايا حقوق الإن�سان ذات الأولوية‬ ‫مبا يف ذلك الق�ضايا املحالة �إليها من املجل�س‪ ،‬كما تقوم مبهمة تن�سيق اجلهود‬ ‫وتبادل املعلومات مع فرق العمل التابعة للدول الأع�ضاء حول ق�ضايا حقوق الإن�سان‬ ‫يف املحافل الدولية‪.‬‬ ‫وميكن للهيئة �أن تتعاون مع الدول الأع�ضاء يف �إعداد �صكوك حقوق الإن�سان‬ ‫بناء على طلب الدول الأع�ضاء‪ ،‬كما ميكن لها �أن تقدم تو�صياتها بتح�سني �إعالنات‬ ‫املنظمة وعهودها املتعلقة بحقوق الإن�سان واقرتاح الت�صديق على معاهدات‬ ‫و�صكوك حقوق الإن�سان يف �إطار املنظمة‪ ،‬ومبا يتفق مع القيم الإ�سالمية‪ ،‬وان�سجاما‬ ‫مع املعايري الدولية املتفق عليها‪.‬‬ ‫الأحكام الإجرائية‪:‬‬ ‫يكون مقر الهيئة يف �إحدى الدول الأع�ضاء باملنظمة‪ .‬وتعقد الهيئة اجتماعاتها‬ ‫العادية مرة كل �ستة �أ�شهر‪ ،‬ويجوز لها عقد اجتماعات ا�ستثنائية بطلب من �أي دولة‬ ‫ع�ضو �أو من الأمني العام مبوافقة الأغلبية الب�سيطة للدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫وي�شكل ثلثا �أع�ضاء الهيئة الن�صاب القانوين الجتماعاتها‪.‬‬ ‫وتتخذ الهيئة تو�صياتها بالتوافق و�إذا تعذر ذلك‪ ،‬فب�أغلبية ثلثي اخلرباء‬ ‫�أع�ضاء الهيئة احلا�ضرين املقرتعني‪.‬‬ ‫وبعد قبول الدولة امل�ست�ضيفة وموافقة جميع �أع�ضاء الهيئة‪ ،‬ميكن للهيئة �أن‬ ‫توجه الدعوة حل�ضور اجتماعاتها �إىل الأجهزة املتفرعة وامل�ؤ�س�سات املتخ�ص�صة‬ ‫واملنتمية للمنظمة‪ ،‬واملنظمات احلكومية واملنظمات غري احلكومية ذات ال�صلة‬ ‫املعتمدة لدى املنظمة وم�ؤ�س�سات حقوق الإن�سان الوطنية بو�صفهم �ضيوف ًا‪ ،‬كما‬ ‫يحق للدول الأع�ضاء والدول ذات ع�ضوية املراقب لدى املنظمة امل�شاركة يف‬ ‫اجتماعات الهيئة ب�صفة مراقب دون �أن يكون لها حق الت�صويت وفق ًا للمعايري‬ ‫املتبعة يف املنظمة‪.‬‬


‫الدورة الثامنة والثالثون تتبنى قرار ًا حول‬ ‫متابعة وتن�سيق العمل يف جمال حقوق الإن�سان‬ ‫�أولت الدورة الثامنة والثالثون ملجل�س وزراء اخلارجية‬ ‫اهتمام ًا خا�ص ًا ملو�ضوع حقوق الإن�سان كما هو وا�ضح من القرار‬ ‫الذي تبنته بهذا اخل�صو�ص‪.‬‬ ‫وقد �أكد القرار �أن حلقوق الإن�سان �صبغة عاملية من حيث‬ ‫طبيعتها‪ ،‬ويجب النظر �إليها يف �سياق عملية ن�شطة ومتحركة‬ ‫لو�ضع املعايري الدولية مع مراعاة �أهمية اخل�صو�صيات الوطنية‬ ‫والإقليمية وخمتلف اخللفيات التاريخية والثقافية والدينية‪.‬‬ ‫و�شدد على �ضرورة تناول املجتمع الدويل م�س�ألة حقوق الإن�سان‬ ‫على �أ�سا�س املو�ضوعية وعدم قابلية هذه احلقائق للتجزئة‬ ‫وي�شمل جميع الدول دون انتقائية وال متييز‪.‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل ذلك‪ ،‬دعا القرار �إىل �ضرورة الأخذ بحقوق الإن�سان مبفهومها‬ ‫ال�شامل ومن كل جوانبها املدنية وال�سيا�سية واالجتماعية واالقت�صادية والثقافية يف‬ ‫�إطار التعاون والت�ضامن الدوليني‪.‬‬ ‫و�أكد املجل�س جمدد ًا حق الدول يف التم�سك باخل�صو�صيات الدينية‬ ‫واالجتماعية والثقافية التي ت�شكل موروثات وروافد فكرية ت�سهم بدورها يف‬ ‫�إثراء املفاهيم العاملية امل�شرتكة حلقوق الإن�سان‪ .‬ودعا �إىل عدم ا�ستخدام عاملية‬ ‫حقوق الإن�سان ذريعة للتدخل يف ال�ش�ؤون الداخلية للدول واالنتقا�ص من �سيادتها‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫وذ ّكر املجل�س بحق الدول‪ ،‬عند االقت�ضاء‪ ،‬يف �إبداء حتفظاتها على العهود‬ ‫واملواثيق واالتفاقيات الدولية التي تن�ضم �إليها باعتبار ذلك حق ًا من حقوقها‬ ‫ال�سيادية‪.‬‬ ‫و�أعرب عن بالغ قلقه �إزاء الربط املتكرر واخلاطئ بني الإ�سالم وانتهاكات‬ ‫حقوق الإن�سان وا�ستغالل و�سائل الإعالم املطبوعة وامل�سموعة واملرئية للرتويج لهذه‬ ‫املفاهيم اخلاطئة التي تكر�س الإ�ساءة �إىل امل�سلمني والتمييز �ضدهم‪ ،‬ودعا الدول‬ ‫الأع�ضاء �إىل تنفيذ �أن�شطة �إعالمية ملواجهة تلك الأن�شطة‪.‬‬ ‫تنم عن كراهية الإ�سالم‬ ‫والحظ املجل�س بقلق بالغ املد املتنامي للتدابري التي ّ‬ ‫يف البلدان الغربية‪ ،‬و�شدد على م�س�ؤولية تلك الدول يف �ضمان االحرتام التام‬ ‫للإ�سالم وجميع الديانات ال�سماوية الأخرى‪ ،‬وعلى عدم جواز ا�ستخدام حرية‬ ‫التعبري وال�صحافة ذريعة لت�شويه �صورة الأديان‪ ،‬ودعا �إىل االمتناع عن فر�ض �أي‬ ‫�شكل من �أ�شكال القيود على احلقوق واحلريات الثقافية والدينية‪.‬‬ ‫كما ا�ستنكر احلمالت الإعالمية واالفرتاءات التي تدّعيها بع�ض الأو�ساط يف‬ ‫دول غري �أع�ضاء ب�ش�أن �سوء معاملة اجلماعات واملجتمعات غري امل�سلمة يف الدول‬ ‫الأع�ضاء مبنظمة التعاون الإ�سالمي حتت م�سميات احلريات الدينية وغريها‪.‬‬ ‫و�أعرب القرار عن احلاجة �إىل نهج �سيا�سة م�شرتكة ذات �أولوية ترمي �إىل‬ ‫منع ت�شويه �صورة الإ�سالم بدعوى حرية التعبري‪ ،‬وال�سيما من خالل و�سائل الإعالم‬ ‫واالنرتنت‪.‬‬ ‫كما �أعرب عن قلقه العميق �إزاء �أي �أن�شطة ميكن �أن تقوم بها بع�ض املنظمات‬ ‫احلكومية وغري احلكومية التي تدعمها حكومات ت�ستخدمها ملهاجمة الدول‬ ‫الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي لأغرا�ض �سيا�سية ولتحقيق �أهداف �سيا�ستها‬

‫اخلارجية يف املحافل الدولية‪.‬‬ ‫وحث جميع الدول على �أن تتخذ طبق ًا لقوانينها الوطنية ومبا يتما�شى مع‬ ‫�صكوك حقوق الإن�سان الدولية‪ ،‬جميع التدابري املنا�سبة لت�شجيع التفاهم والت�سامح‬ ‫واالحرتام يف امل�سائل املت�صلة بحرية الدين �أو املعتقد‪.‬‬ ‫كما دعا الدول الأع�ضاء �إىل موا�صلة التن�سيق والتعاون الفاعلني فيما بينهما‬ ‫يف جمال حقوق الإن�سان‪ ،‬وبخا�صة يف املحافل الدولية املعنية باملو�ضوع بغية تعزيز‬ ‫الت�ضامن الإ�سالمي ملواجهة �أي مبادرة قد ت�ؤدي �إىل ا�ستغالل حقوق الإن�سان‬ ‫كو�سيلة ملمار�سة �ضغط �سيا�سي على �أي دولة من الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫وقرر املجل�س �أن تقوم الأمانة العامة والدول الأع�ضاء مبتابعة عمل بعثاتها مع‬ ‫املنظمات الدولية ذات ال�صلة‪ ،‬وبخا�صة يف مقر الأمم املتحدة يف كل من نيويورك‬ ‫وجنيف وعقد اجتماعات يف الأوقات املنا�سبة للنظر يف ق�ضايا حقوق الإن�سان‬ ‫ومناق�شتها بهدف تبني موقف موحد بني الدول الأع�ضاء يف مواجهة احلمالت‬ ‫وم�شاريع والقرارات التي ت�ستهدف الدول الأع�ضاء مبنظمة التعاون الإ�سالمي يف‬ ‫املحافل الدولية ذات ال�صلة‪.‬‬ ‫كما طلب من الدول الأع�ضاء توقيع عهد حقوق الطفل يف الإ�سالم وامل�صادقة‬ ‫عليه يف �أقرب وقت ممكن‪.‬‬

‫تخ�صي�ص يوم اخلام�س من �أغ�سط�س من كل عام‬ ‫«يوم ًا حلقوق الإن�سان وكرامته الإن�سانية»‬

‫قرر جمل�س وزراء اخلارجية يف دورته الثامنة والثالثني تخ�صي�ص اليوم‬ ‫اخلام�س من �أغ�سط�س من كل عام «يوم ًا حلقوق الإن�سان والكرامة الإن�سانية يف‬ ‫الإ�سالم»‪ .‬وطلب من الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي والأمانة العامة‬ ‫�إحياء هذا اليوم الذي ينبغي اغتنامه فر�صة التخاذ تدابري ملمو�سة لتعزيز حقوق‬ ‫الإن�سان‪ ،‬واالنتقال بها �إىل مكانة �أرقى من احلوار والتعاون والتعليم والتوعية‪،‬‬ ‫عم ًال بتعاليم الدين الإ�سالمي وقيمه‪ .‬و�سي�سعى العامل الإ�سالمي جاهد ًا لتحقيق‬ ‫هذه الر�ؤية من خالل العمل الفعال وال�شمويل‪ ،‬طبق ًا لقيمه ومبادئه ال�سماوية‬ ‫اخلا�صة‪.‬‬ ‫‪17‬‬


‫تقرير خا�ص‬

‫�إقرار القواعد‬ ‫اجلديدة التي حتكم‬ ‫�صفة الع�ضو املراقب‬

‫كان �أحد �أهم القرارات التي ا ُتخذت يف الدورة الثامنة والثالثني ملجل�س وزراء اخلارجية يف‬ ‫�أ�ستانا هو �إقرار القواعد التي حتكم �صفة املراقب يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ .‬و�سيفتح تبني‬ ‫القواعد اجلديدة الباب للنظر يف الطلبات املقدمة للح�صول على �صفة مراقب من قبل عدة‬ ‫دول‪ ،‬منها الربازيل وجنوب �إفريقيا والفلبني و�سريالنكا‪.‬‬

‫ويف معر�ض اتخاذه القرار‪ ،‬ذ ّكر املجل�س باملادة الرابعة من ميثاق املنظمة‬ ‫املعدل والتي تت�ضمن ال�شروط الواجب توافرها ملنح �صفة املراقب‪ ،‬وا�ستذكر‬ ‫القرارات ال�سابقة ال�صادرة يف هذا ال�ش�أن‪ ،‬و�أحيط علم ًا بتزايد طلبات االن�ضمام‬ ‫ب�صفة مراقب لدى املنظمة‪ .‬كما ت�أكد املجل�س من �أن تعزيز الق�ضايا الإ�سالمية‬ ‫وحتقيق املزيد من الوفاق والتفاهم بني املنظمة والدول غري الأع�ضاء واملنظمات‬ ‫الدولية والإقليمية يعترب هدف ًا من�شود ًا‪.‬‬ ‫القواعد‬ ‫يجوز منح �صفة مراقب لدى منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي طبق ًا ملا هو من�صو�ص‬ ‫عليه يف املادة الرابعة من ميثاق املنظمة وطبق ًا لهذه القواعد ملن يطلبها من الفئات‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫�أ) الدول الأع�ضاء يف الأمم املتحدة امل�ؤهلة لنيل �صفة مراقب وفق ًا لأحكام‬ ‫امليثاق والتي ترغب يف متابعة �أن�شطة املنظمة كمراقب‪.‬‬ ‫ب) املنظمات احلكومية الدولية والإقليمية امل�ؤهلة لنيل �صفة املراقب والتي‬ ‫ترغب يف متابعة �أن�شطة املنظمة بهذه ال�صفة‪.‬‬ ‫تقدم الدولة ال�ساعية لنيل �صفة مراقب طلبها للأمني العام يف �أجل ال يقل عن‬ ‫�أربعة �أ�شهر قبل انعقاد اجتماع جمل�س وزراء اخلارجية‪ ،‬وترفق مع طلبها تو�ضيح ًا‬ ‫مكتوب ًا يت�ضمن التايل‪:‬‬ ‫‪� -1‬إح�صاءات حول ن�سبة امل�سلمني يف �أرا�ضيها‪ ،‬مقارنة مع العدد الإجمايل‬ ‫لل�سكان ومع �أتباع الديانات الأخرى يف هذه الدولة‪.‬‬ ‫‪ -2‬معلومات حول �أو�ضاع امل�سلمني يف هذه الدولة وحول مدى مالءمة‬ ‫الت�شريعات املعمول بها يف ما يخ�ص اجلماعات امل�سلمة ل�ضمان متتعها بحقوقها‬ ‫على قدم امل�ساواة مع �أتباع الديانات الأخرى يف هذه الدولة‪.‬‬ ‫ويتعني على الدولة التي تتقدم بطلب احل�صول على �صفة املراقب‬ ‫�أن تلتزم بحماية وت�شجيع احلقوق املدنية وال�سيا�سية واالقت�صادية‬ ‫واالجتماعية والثقافية‪ ،‬واحلريات الأ�سا�سية للجماعات واملجتمعات‬ ‫امل�سلمة التي حتمل جن�سيتها �أ�سوة بباقي مواطنيها كما هو من�صو�ص‬ ‫عليه يف االتفاقيات الدولية ذات ال�صلة‪.‬‬ ‫ويجب �أن يت�ضمن طلب احل�صول على �صفة مراقب التزام مقدم‬ ‫الطلب مببادئ و�أهداف ميثاق منظمة التعاون الإ�سالمي واحرتامه‬ ‫لها وعلى �أ ّال تتعار�ض ممار�ساته مع قرارات املنظمة و�أحكامها ولوائح‬ ‫�أنظمتها‪.‬‬ ‫وي�شرتط يف الدولة التي تتقدم بطلب احل�صول على �صفة املراقب‬ ‫العمل على ت�سوية �أي نزاع مع �أي من الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪ .‬وبعد‬

‫‪18‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫ا�ستيفاء ال�شروط الواردة �أعاله‪ ،‬تقوم الأمانة العامة بتعميم طلبات احل�صول على‬ ‫�صفة املراقب على الدول الأع�ضاء قبل ‪ 90‬يوم ًا على الأقل من انعقاد املجل�س‪.‬‬ ‫ويقوم املجل�س بدرا�سة طلبات احل�صول على �صفة املراقب املقدمة عن طريق‬ ‫الأمانة العامة‪ ،‬ويتخذ املجل�س قراراته مبنح �صفة املراقب بالتوافق فقط‪ .‬ويحق‬ ‫للمجل�س �إ�سقاط �أو تعليق �صفة املراقب‪ ،‬بتوافق الآراء فقط �إذا فقد ذلك املراقب‬ ‫كل �أو بع�ض �شروط احل�صول على هذه ال�صفة‪ ،‬ويجوز ا�ستعادة هذه ال�صفة بقرار‬ ‫من املجل�س عندما تنتفي الأ�سباب التي �أدت �إىل �إلغاء �صفة املراقب �أو تعليقها‪.‬‬ ‫ويجوز للأمني العام بعد التن�سيق مع الدولة امل�ض ّيفة دعوة ممثلي اجلماعات‬ ‫الإ�سالمية وامل�ؤ�س�سات �أو ال�شخ�صيات من الدول غري الأع�ضاء التي قد ت�ساعد‬ ‫�أعمالها �أو م�صداقيتها �أو م�شاركتها على تعزيز �أهداف ميثاق املنظمة �أو املجل�س‬ ‫�أو االجتماعات حل�ضور اجتماعات املنظمة ب�صفة �ضيوف ولغر�ض معني‪.‬‬ ‫ويقوم الأمني العام يف �أجل �ستني يوم ًا قبل االجتماع بتعميم قائمة املمثلني‬ ‫املذكورين �أعاله الذين قد تتم دعوتهم حل�ضور اجتماعات املنظمة على الدول‬ ‫الأع�ضاء ق�صد درا�ستها ويف حال عدم وجود �أي اعرتا�ض من �أي من الدول‬ ‫الأع�ضاء‪ ،‬وهو االعرتا�ض الذي يجب �إبالغه للأمانة العامة يف �أجل ال يقل عن ‪30‬‬ ‫يوم ًا قبل عقد االجتماع‪ ،‬يجوز للأمني العام �أن يو�صي الدولة امل�ض ّيفة لالجتماع‬ ‫بدعوة ه�ؤالء املمثلني ك�ضيوف ولغر�ض معني‪.‬‬ ‫و ُي ِعد الأمني العام تقارير مرحلية دورية حول و�ضعية اجلماعات واملجتمعات‬ ‫امل�سلمة التي تعي�ش يف البلد الذي ح�صل على �صفة املراقب‪.‬‬ ‫وال تخ ّل هذه القواعد ب�صفة املراقبني احلاليني عند �إقرارها‪ ،‬ويخ�ضع ه�ؤالء‬ ‫املراقبون لهذه القواعد اجلديدة عند اعتمادها من طرف املجل�س‪.‬‬


‫جل�سة �شحذ الأفكار تناق�ش تعزيز اال�ستقرار ال�سيا�سي‬ ‫وتدعو �إىل التنمية واحرتام حقوق الإن�سان‬

‫�شهدت جل�سة �شحذ الأفكار اخلا�صة بـ (تعزيز اال�ستقرار ال�سيا�سي والتنمية‬ ‫االقت�صادية يف العامل الإ�سالمي) التي عقدت يف العا�صمة الكازاخية‪� ،‬آراء متباينة‬ ‫بني م�ؤيد لت�سريع الإ�صالحات‪ ،‬ودعم م�سعى ال�شباب‪ ،‬وحمذر من تنامي التدخل‬ ‫اخلارجي يف ال�ش�ؤون الداخلية للدول الأع�ضاء يف ظل ما يجري من تطورات يف‬ ‫منطقتي ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا‪.‬‬ ‫و�أكد امل�شاركون يف اجلل�سة التي ُعقدت على هام�ش الدورة الثامنة والثالثني‬ ‫ملجل�س وزراء اخلارجية بالدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬يف �أ�ستانا‬ ‫يوم ‪ 29‬يونيو ‪� ،2011‬أن اجلل�سة �سيكون لها �أكرب الأثر يف عملهم امل�ستقبلي يف‬ ‫�سياق تعزيز اال�ستقرار ال�سيا�سي والتنمية االقت�صادية‪ ،‬وهما القطبان اللذان‬ ‫اعتربهما الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪،‬‬ ‫جناحي االزدهار يف �أي دولة تبحث عن املزيد من التقدم‪.‬‬ ‫وقال الأمني العام للمنظمة يف كلمته يف بداية اجلل�سة �إن هناك حاجة ما�سة‬ ‫�إىل دعم اال�ستقرار ال�سيا�سي‪ ،‬و�ضمان التنمية االقت�صادية‪ ،‬الفت ًا �إىل �أهمية برنامج‬ ‫العمل الع�شري الذي �أُقر يف قمة مكة اال�ستثنائية يف عام ‪ ،2005‬والذي اعتربه‬ ‫موجه ًا روحي ًا للدول الأع�ضاء يف املنظمة ملا ت�ضمنه من مبادئ ونقاط �أ�سا�سية‬ ‫�شملت جميع املجاالت ال�سيا�سية واالقت�صادية والثقافية واالجتماعية‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �إح�سان �أوغلى �أن ‪ 21‬دولة من بني ‪ 57‬الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي تعترب �أقل البلدان منو ًا على م�ستوى العامل‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أن العبء �أ�صبح‬ ‫بذلك كبري ًا‪ ،‬داعي ًا �إىل تفعيل العمل يف جمايل التنمية االقت�صادية واال�ستقرار‬ ‫ال�سيا�سي‪.‬‬ ‫و�شهدت اجلل�سة �آراء متنوعة تناولت �ضرورة مراعاة م�سببات النمو‬ ‫االقت�صادي بالنظر �إىل التنمية الب�شرية‪ ،‬والق�ضاء على الفقر والبطالة‪ ،‬يف الوقت‬ ‫الذي لفت فيه امل�شاركون �إىل �ضرورة تعزيز التعليم وتوفري فر�ص العمل وبخا�صة‬ ‫لل�شباب الذين �أدوا دور ًا كبري ًا يف التغيريات التي �شهدتها بع�ض الدول يف منطقتي‬

‫ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا‪.‬‬ ‫وقال �إح�سان �أوغلى �إن العامل الإ�سالمي ُمطا َلب ب�أن يتمتع بالقدرة على نقد‬ ‫الذات‪ ،‬واختبار القدرات‪ ،‬وب�ؤر ال�ضعف ومكامن القوة‪ ،‬حتى يت�سنى تقييم الإمكانات‬ ‫اخلا�صة بالعامل الإ�سالمي ب�صورة �صحيحة‪ .‬و�أعاد الأمني العام للمنظمة ت�شديده‬ ‫على �أن برنامج العمل الع�شري ي�صب يف خانة دعم ن�شر الدميقراطية وحقوق‬ ‫الإن�سان و�إنفاذ القانون‪ ،‬ف�ض ًال عن الت�ضامن الإ�سالمي‪ ،‬ودفع العمل الإ�سالمي‬ ‫امل�شرتك �إىل الأمام‪ .‬و�شدد على �ضرورة تعزيز التعاون والتبادل التجاري الداخلي‬ ‫بني الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪.‬‬ ‫بدوره �أ�شار وزير اخلارجية الكازاخي‪ ،‬يرزان كازيخانوف يف كلمته �إىل‬ ‫الأو�ضاع يف املنطقة‪ ،‬الفت ًا �إىل وجود فجوات كبرية بني نقاط متا�س هامة مثل‬ ‫التعاون وال�سالم والتنمية‪ .‬و�شدد الوزير على انعكا�س ال�صراعات التي تعي�شها‬ ‫املنطقة على م�ستقبلها‪ ،‬من دون �أن يغفل م�سائل التطرف الديني والإرهاب وما‬ ‫ينعك�س جراء ذلك على عجلة التنمية يف دول املنطقة‪ ،‬م�ؤكد ًا يف الوقت نف�سه‬ ‫ال�ضرورة امللحة لوجود دور �أكرب ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ .‬ونوه الوزير كذلك‬ ‫ب�أهمية التعليم وحقوق الإن�سان والدميقراطية كعوامل �أ�سا�سية يف رفد الدول‬ ‫ب�أ�سباب النجاح‪.‬‬ ‫و�شاركت العديد من الوفود يف املداخالت التي بد�أت بعد �إلقاء الكلمات‪ ،‬حيث‬ ‫�سلط بع�ض امل�شاركني على �ضرورة �إيجاد اال�ستقرار ال�سيا�سي واحلكم الر�شيد‪،‬‬ ‫بالإ�ضافة �إىل الق�ضاء على البطالة و�إجراء الإ�صالحات االقت�صادية‪.‬‬ ‫ونوه املجتمعون ب�أن الفقر يقود بال�ضرورة �إىل انعدام الأمن والعك�س‪ ،‬م�ؤكدين‬ ‫�أنه لن يوجد ا�ستقرار من غري تنمية‪ .‬و�أكدوا يف الوقت نف�سه احلاجة �إىل �ضرورة‬ ‫احرتام النف�س الإن�سانية‪ ،‬عرب الت�شديد على احرتام حقوق الإن�سان‪ ،‬و�إنفاذ‬ ‫القانون‪ ،‬وتو�سيع امل�شاركة ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫‪19‬‬


‫تقرير خا�ص‬

‫عقد القمة الإ�سالمية كل �سنتني‬ ‫�أو�صت الدورة الثامنة والثالثون ملجل�س وزراء اخلارجية بعقد القمة الإ�سالمية‬ ‫القادمة دوراتها مرة كل �سنتني بد ًال من ثالث �سنوات‪ ،‬وال�شروع يف عملية تعديل‬ ‫املادة الثامنة من امليثاق وفق ًا لأحكام املادة ال�ساد�سة والثالثني منه‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫القيام بعمل حكومي م�شرتك ميكن �أن ينجزه االجتماع التح�ضريي لكبار امل�س�ؤولني‬ ‫متهيد ًا للقمة‪ .‬و�أو�صت �أ ّال يدخل هذا التعديل حيز التنفيذ قبل الدورة الثالثة ع�شرة‬ ‫مل�ؤمتر القمة الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وتن�ص املادة ال�ساد�سة من ميثاق املنظمة على �أن «تت�ألف القمة الإ�سالمية من‬ ‫ملوك ور�ؤ�ساء وقادة الدول الأع�ضاء وحكوماتها وتعترب ال�سلطة العليا للمنظمة»‪.‬‬ ‫وجاء يف املادة ال�سابعة‪« :‬تتداول القمة الإ�سالمية وتتخذ قرارات مرتبطة‬

‫بال�سيا�سات وتوج ّه ب�ش�أن جميع الق�ضايا املتعلقة بتحقيق الأهداف طبق ًا ملا هو‬ ‫من�صو�ص عليه يف امليثاق‪ ،‬وتبحث غريها من الق�ضايا التي حتظى باهتمام الدول‬ ‫الأع�ضاء والأمة الإ�سالمية»‪� .‬أما املادة الثامنة فتن�ص على �أن‪“ :‬جتتمع القمة‬ ‫الإ�سالمية مرة كل ثالث �سنوات يف �إحدى الدول الأع�ضاء”‪.‬‬ ‫و�إدراك ًا لأهمية ت�سريع وترية عقد اجتماعات القمة الإ�سالمية كل �سنتني بد ًال‬ ‫من ثالث �سنوات لرفع كفاءة املنظمة يف اال�ستجابة للتحديات التي تواجهها الأمة‬ ‫ب�ش�أن الق�ضايا والتحديات التي تربز ب�صورة منتظمة‪ ،‬فقد �أو�صى املجل�س القمة‬ ‫الإ�سالمية القادمة بعقد دوراتها مرة كل �سنتني بد ًال من ثالث �سنوات‪.‬‬

‫اتفاقية تعاون بني منظمة التعاون الإ�سالمي واالحتاد الإفريقي‬ ‫�أقرت الدورة الثامنة والثالثون ملجل�س وزراء‬ ‫اخلارجية م�شروع اتفاقية التعاون بني منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي واالحتاد الإفريقي‪.‬‬ ‫و�أقر املجل�س االتفاق بنا ًء على الأهداف واملبادئ‬ ‫الواردة يف ميثاق منظمة التعاون الإ�سالمي وبرنامج‬ ‫العمل الع�شري والقرارات ذات ال�صلة ال�صادرة عن‬

‫دورات م�ؤمتر القمة الإ�سالمي وامل�ؤمتر الإ�سالمي واملنظمات والتجمعات الدولية والإقليمية يف �سعيها‬ ‫لوزراء اخلارجية‪ ،‬عالوة على اتفاقيات التعاون القائم امل�شرتك �إىل حل امل�شاكل الدولية وخدمة م�صاحلها‬ ‫والعالقات الودية والتعاون البـ ّنـاء بني منظمة التعاون‬ ‫امل�شرتكة‪.‬‬ ‫الإ�سالمي واملنظمات والتجمعات الدولية والإقليمية‪،‬‬ ‫وكلف املجل�س الأمني العام باتخاذ الإجراءات‬ ‫واعتبار ًا كذلك لأهمية �إقامة و�صون وتعزيز العالقات‬ ‫الوثيقة والتعاون املثمر بني منظمة التعاون الإ�سالمي الالزمة مع االحتاد الإفريقي لتوقيع االتفاق‪.‬‬

‫�أربع دول �أع�ضاء توقع على ميثاق املنظمة‬ ‫رحب املجل�س بتوقيع كل من غويانا وبنني وجمهورية قرغيزيا و�سورينام على‬ ‫ميثاق منظمة التعاون الإ�سالمي وتوقيع دولة الإمارات العربية املتحدة على نظام‬ ‫منظمة تنمية املر�أة خالل الدورة‪.‬‬ ‫وبعد االطالع على املوقف يف ما يتعلق بالتوقيع على االتفاقيات املربمة يف‬ ‫نطاق منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬والت�صديق عليها واالن�ضمام �إليها‪ ،‬ومالحظة‬

‫عدم اكتمال الن�صاب القانوين لت�صديقات الدول الأع�ضاء املطلوب ل�سريان بع�ض‬ ‫هذه االتفاقيات طبق ًا لأحكامها‪ ،‬و�أهمية الإ�سراع بذلك لتعزيز دور املنظمة وتو�سيع‬ ‫جماالت التعاون بني الدول الأع�ضاء‪ ،‬اعتمد املجل�س قرار ًا حث فيه الدول الأع�ضاء‬ ‫جمدد ًا على املبادرة �إىل التوقيع والت�صديق �أو االن�ضمام يف �أقرب وقت ممكن‪� ،‬إىل‬ ‫امليثاق وخمت ِلف االتفاقات املعقودة يف نطاق منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬

‫ت�أ�سي�س �صندوق ا�ستئماين من �أجل ال�صومال‬ ‫قرر جمل�س وزراء اخلارجية يف دورته الثامنة والثالثني �إن�شاء �صندوق‬ ‫ا�ستئماين من �أجل ال�صومال للإ�سهام يف التخفيف من معاناة �أبناء ال�شعب‬ ‫ال�صومايل ويف جهود بناء ال�سالم و�إعادة الت�أهيل والتنمية يف هذا البلد‪.‬‬ ‫بالإ�شارة �إىل الفقرة التا�سعة ع�شرة من املادة الأوىل يف الف�صل الأول من‬ ‫ميثاق املنظمة والتي تن�ص على التعاون والتن�سيق يف حاالت الطوارئ الإن�سانية‬ ‫واحلروب الأهلية‪ ،‬و�إىل املادة الثانية من الف�صل اخلام�س ع�شر والتي تن�ص‬ ‫على �أنه يتعني �أن تن�شئ املنظمة‪ ،‬مبوافقة م�ؤمتر القمة الإ�سالمية �أو جمل�س‬ ‫وزراء اخلارجية‪� ،‬صناديق خا�صة و�أوقاف ًا على �أ�سا�س طوعي وت�ساهم فيها الدول‬ ‫الأع�ضاء والأفراد واملنظمات‪ ،‬وبالنظر �إىل احلاجة �إىل دعم متوا�صل من الأمة‬ ‫الإ�سالمية لل�صومال لتمكينه من جتاوز املحنة وامل�صاعب الإن�سانية العاجلة‪ ،‬قرر‬

‫‪20‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫املجل�س �إن�شاء ال�صندوق‪.‬‬ ‫ودعا املجل�س الدول الأع�ضاء وامل�ؤ�س�سات املالية واملجتمع املدين واملح�سنني‬ ‫امل�ساهمة ب�سخاء يف هذا ال�صندوق اال�ستئماين من �أجل ال�صومال‪ .‬وطلب من‬ ‫الأمني العام �أن يتم‪ ،‬بالتن�سيق مع رئي�س �صناديق منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬اتخاذ‬ ‫جميع التدابري الالزمة طلب ًا لدعم ال�صندوق اال�ستئماين من �أجل ال�صومال‪ ،‬ومن‬ ‫�ضمنها الدعوة �إىل عقد م�ؤمتر خا�ص للمانحني من �أجل ال�صومال‪.‬‬ ‫وكانت املنظمة قد قامت بدور �إيجابي من خالل �صناديق منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي اخلا�صة بكل من البو�سنة والهر�سك و�سرياليون و�أفغان�ستان يف م�ساعدة‬ ‫هذه البلدان على تذليل ال�صعوبات التي تواجهها يف �أعقاب اال�ضطرابات املدنية‪.‬‬


‫م�ؤ�س�ستان حت�صالن على �صفة امل�ؤ�س�سة املنتمية ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫ان�ضمت م�ؤ�س�ستان �إىل �أ�سرة امل�ؤ�س�سات املنتمية ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وقد وافقت الدورة الثامنة والثالثني ملجل�س وزراء اخلارجية على طلب اجلامعة‬ ‫الإ�سالمية العاملية يف ماليزيا واحتاد ال�سلطات ال�ضريبية للدول الإ�سالمية‬ ‫احل�صول على �صفة م�ؤ�س�سة منتمية ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وعند اتخاذ القرار بخ�صو�ص اجلامعة‪ ،‬ا�ستذكر املجل�س القرار رقم‬ ‫‪14-/9‬ث ال�صادر عن الدورة الرابعة ع�شرة مل�ؤمتر وزراء اخلارجية الذي �أ�شاد‬ ‫ب�إن�شاء اجلامعة الإ�سالمية العاملية يف ماليزيا‪ ،‬ودعا الدول الأع�ضاء �إىل توقيع‬ ‫وثيقة ت�أ�سي�سها‪ .‬وا�ستذكر �أي�ض ًا القرارين رقم‪4-/10‬ث (ق �إ) و‪5-/2‬ث (ق �إ)‬ ‫ال�صادرين عن القمة الإ�سالمي يف دورتيه الرابعة واخلام�سة على التوايل‪ ،‬واللذين‬ ‫�أ�شادا بالتوقيع على اتفاقية ت�أ�سي�س اجلامعة الإ�سالمية العاملية يف ماليزيا مع‬ ‫منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬ووجها الدعوة ل�صندوق الت�ضامن الإ�سالمي و�سائر‬ ‫الأجهزة وامل�ؤ�س�سات املتخ�ص�صة التابعة ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي ملد اجلامعة‬

‫بكامل امل�ساعدة املعنوية والفنية واملالية‪ .‬كما �أقر ب�إ�سهام اجلامعة منذ �إن�شائها يف‬ ‫بناء القدرات وتقدم املعرفة يف الدول الأع�ضاء يف منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪.‬‬ ‫�أما بالن�سبة لالحتاد‪ ،‬فقد ن�ص القرار �أن املجل�س يدرك الدور الهام الذي‬ ‫ت�ضطلع به �إدارة ال�ضرائب والزكاة يف ت�شجيع التنمية االقت�صادية‪ ،‬وي�ستذكر‬ ‫�أهداف ومبادئ ميثاق منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي وبرنامج العمل الع�شري والتي‬ ‫تدعو �إىل تعزيز التعاون االقت�صادي والتجاري بني البلدان الإ�سالمية واىل حتقيق‬ ‫التكامل االقت�صادي بني هذه البلدان‪ ،‬كما �أن املجل�س يعي �أهمية ت�شجيع التعاون‬ ‫وامل�ساعدة املتبادلة بني ال�سلطات ال�ضريبية وتوفري منرب لتبادل التجارب و�أف�ضل‬ ‫املمار�سات بني الدول الأع�ضاء‪ .‬وبنا ًء عليه‪ ،‬مت قبول طلب احتاد ال�سلطات ال�ضريبية‬ ‫للدول الإ�سالمية‪ ،‬ويوجد مقره يف ال�سودان‪ ،‬احل�صول على �صفة امل�ؤ�س�سة املنتمية‬ ‫�إىل منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬

‫اجتماع فريق االت�صال املعني بجامو وك�شمري‬ ‫ويف �أثناء االجتماع‪� ،‬أكد الوزراء الأع�ضاء‬ ‫انعقد اجتماع فريق االت�صال املعني بجامو‬ ‫يف فريق االت�صال دعمهم املتوا�صل ل�شعب جامو‬ ‫وك�شمري يوم ‪ 28‬يونيو ‪ 2011‬على امل�ستوى‬ ‫وك�شمري‪ ،‬ودعوا �إىل حل �سلمي للنـزاع‪ .‬و�أدىل‬ ‫الوزاري على هام�ش الدورة الثامنة والثالثني‬ ‫ممثلو �شعب ك�شمري الفعليون بت�صريحات يف‬ ‫ملجل�س وزراء اخلارجية التي انعقدت يف مدينة‬ ‫االجتماع‪.‬‬ ‫�أ�ستانا بكازاخ�ستان‪.‬‬ ‫واختتم االجتماع بالإحاطة علم ًا باملذكرة‬ ‫وافتتح االجتما َع الأمني العام ملنظمة‬ ‫التي تقدم بها املمثلون الفعليون ل�شعب ك�شمري‪،‬‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫والتي رحبت بجملة �أمور‪ ،‬من بينها تدابري بناء‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ .‬و�أحاط الأمني العام‪ ،‬يف كلمته‪،‬‬ ‫الثقة املختلفة التي اتخذتها باك�ستان ب�ش�أن‬ ‫االجتماع بالزيارات التي قام بها م�ؤخرا ممثله‬ ‫ق�ضية جامو وك�شمري‪ ،‬و�شددت على �ضرورة‬ ‫اخلا�ص �إىل �أزاد جامو وك�شمري‪ ،‬و�إ�سالم �أباد‬ ‫وبروك�سل‪ .‬و�أكد الأمني العام جمدد ًا دعم املنظمة ل�شعب جامو وك�شمري يف ن�ضاله دخول الهند مع باك�ستان يف حوار يهدف �إىل حتقيق نتائج‪ .‬و�أ�شارت املذكرة �إىل‬ ‫من �أجل حقه امل�شروع يف تقرير امل�صري‪ .‬و�أعرب عن �أمله يف �أن تقدم الدول �أن حل النـزاع يف جامو وك�شمري‪ ،‬وفق ًا لرغبات ال�شعب الك�شمريي‪� ،‬سيفتح �آفاق ًا‬ ‫الأع�ضاء املزيد من الدعم يف جميع املجاالت �إىل ال�شعب الك�شمريي مل�ساعدته على جديدة للتجارة والتعاون االقت�صادي والت�آزر من �أجل حتقيق التنمية االجتماعية‬ ‫واالقت�صادية ل�شعوب املنطقة‪.‬‬ ‫حتقيق تطلعاته‪.‬‬

‫جمل�س الوزراء يعتمد قرار ًا لتعزيز و�ضع املر�أة‬ ‫اعتمد جمل�س وزراء اخلارجية يف دورته الثامنة والثالثني قرار ًا يحث فيه‬ ‫الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي على توفري فر�ص �أف�ضل للمر�أة من‬ ‫خالل �سـنّ وتعزيز القوانني الكفيلة بتمكني املر�أة ومنحها دور ًا �أكرب يف تنمية‬ ‫املجتمعات الإ�سالمية يف �شتى املجاالت‪.‬‬ ‫ون�ص القرار على �ضرورة التخفيف من وط�أة الفقر يف �أو�ساط الن�ساء‬ ‫للنهو�ض بهن �إىل م�ستوى الت�ساوي يف الإنتاج وال�شراكة الفعالة يف العامل الإ�سالمي‬ ‫مع اعتماد خارطة طريق لت�صويب الأفكار امل�سبقة اخلاطئة ذات ال�صلة باملر�أة‪.‬‬ ‫ودعا برملانات الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي �إىل النظر يف‬ ‫�إمكانية �سن القوانني الالزمة ملكافحة االجتار باملر�أة‪ ،‬و�إ�ساءة ا�ستغالل املر�أة‬ ‫واملتاجرة بها وجميع �أ�شكال العنف الأخرى‪ ،‬وحماية ال�ضحايا يف مثل هذه‬ ‫احلاالت‪.‬‬

‫كما حث حكومات الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي على اعتماد‬ ‫ال�سيا�سات والربامج الالزمة للنهو�ض مب�ستوى تعليم الن�ساء وكذلك توفري �سهولة‬ ‫االرتقاء‪ ،‬بتكلفة غري مرتفعة‪ ،‬ومن خالل فر�ص مت�ساوية‪� ،‬إىل التعليم العايل‪ ،‬ومن‬ ‫خالل القوانني‪ ،‬كفالة فر�ص ح�صول املر�أة على التكنولوجيات املتقدمة‪ ،‬مبا يف‬ ‫ذلك تكنولوجيا املعلومات واالت�صاالت بغية تعزيز دورها يف عملية �صنع قرارات‬ ‫و حتقيق التنمية‪.‬‬ ‫و�أو�صى القرار الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي ب�أهمية تنظيم‬ ‫اجتماعات �إقليمية للخرباء من �أجل �إعداد توجيهات رامية �إىل دعم املر�أة والأ�سرة‬ ‫يف حالة ال�صراعات الع�سكرية‪ ،‬و�أن يتم رفع نتائج هذه االجتماعات �إىل املنظمات‬ ‫الدولية املتخ�ص�صة‪.‬‬ ‫‪21‬‬


‫تقرير خا�ص‬

‫الوزراء يعتمدون خطة عمل منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫من �أجل التعاون مع �آ�سيا الو�سطى‬ ‫اعتمد الوزراء خالل الدورة الثامنة والثالثني ملجل�س وزراء اخلارجية التي ُعقدت‬ ‫يف �أ�ستانا‪ ،‬خطة عمل منظمة التعاون الإ�سالمي من �أجل التعاون مع �آ�سيا الو�سطى‪.‬‬ ‫فخالل اجتماع رفيع امل�ستوى عقد يف اليوم الأول من الدورة املذكورة‪ ،‬اعتمد الوزراء‬ ‫اخلطة التي تن�شد زيادة التعاون والتن�سيق بني بلدان �آ�سيا الو�سطى من جانب وبقية‬ ‫الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي خا�صة يف جماالت االقت�صاد والبحث‬ ‫العلمي وال�صحة والثقافة‪.‬‬ ‫و ُيتو َّقـع �أن يعزز تنفيذ اخلطة االبتكار العلمي من خالل �إن�شاء مراكز للتفوق؛‬ ‫والتدريب وال�شراكة بني القطاعني العام واخلا�ص؛ واحلد من �أمرا�ض مثل فقدان‬ ‫املناعة املكت�سبة‪ ،‬الإيدز‪ ،‬و�شلل الأطفال‪ ،‬واملالريا وال�سل؛ وبناء ج�سور للتفاهم الثقايف‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل مكافحة االجتار بالب�شر وجتارة العقاقري غري القانونية‪.‬‬ ‫وقال رئي�س االجتماع‪ ،‬وزير خارجية كازاخ�ستان‪ ،‬بيريزان كازيخانوف‪� ،‬إن اخلطة‬ ‫ميكن �أن تنع�ش «طريق احلرير» الذي يربط �آ�سيا الو�سطى بال�شرق‪ .‬وقال �إن منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي �أ�ضافت قيمة لع�ضويتها وا�سعة النطاق والتي من �ش�أنها �أن تو�سع �إطار‬ ‫فوائد اخلطة‪.‬‬ ‫كما قال الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬يف‬ ‫كلمته االفتتاحية يف االجتماع �إن اخلطة ت�ضيف قدر ًا �أكرب من الرتكيز على املجاالت‬ ‫ذات الأولوية التي �سوف حتقق تعاون ًا مثمر ًا بني منظمة التعاون الإ�سالمي ب�أ�سرها‬ ‫ودولها الأع�ضاء يف �آ�سيا الو�سطى‪ .‬وت�شمل هذه املجاالت ذات الأولوية ال�صناعات‬ ‫الزراعية وتطوير قطاع النقل وتوفري فر�ص �أكرب للو�صول �إىل الأ�سواق وال�شراكات‬ ‫�إحياء طريق احلرير‬

‫‪22‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫االقت�صادية بني القطاعني العام واخلا�ص‪.‬‬ ‫وقال �إن اتفاقية نظام الأف�ضلية التجارية بني الدول الأع�ضاء يف املنظمة قد دخلت‬ ‫حيز التنفيذ الآن‪ ،‬مما �سي�سهل التجارة البينية واال�ستثمار يف �إطار املنظمة‪ ،‬ويف�ضي‬ ‫بذلك �إىل حتقيق �أحد الأهداف االقت�صادية لربنامج العمل الع�شري الذي اعتُمد يف‬ ‫القمة الإ�سالمية اال�ستثنائية التي ُعقدت يف مكة �سنة ‪2005‬م‪ ،‬وهو زيادة التجارة‬ ‫البينية يف �إطار املنظمة �إىل ن�سبة ‪ 20‬يف املئة‪.‬‬ ‫وحث �إح�سان �أوغلى امل�شاركني على زيادة حجم امللكية الوطنية للم�شاريع املقرتحة‬ ‫من خالل الأخذ بها يف الربامج الوطنية ذات الأولوية‪.‬‬ ‫و�أعرب امل�شاركون عن دعمهم للخطة‪ ،‬كما �أعربت �أجهزة عديدة تابعة للمنظمة‪،‬‬ ‫وهي مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإ�سالمية �إر�سيكا والغرفة الإ�سالمية‬ ‫للتجارة وال�صناعة والبنك الإ�سالمي للتنمية و�أكادميية العامل الإ�سالمي للعلوم ومنتدى‬ ‫�شباب امل�ؤمتر الإ�سالمي للحوار والتعاون واالحتاد الريا�ضي لألعاب الت�ضامن الإ�سالمي‪،‬‬ ‫عن حر�صها على امل�شاركة يف اخلطة‪.‬‬ ‫كما اتفق الوزراء على �أنه من �أجل تنفيذ اخلطة‪ ،‬ال بد من اتخاذ بع�ض اخلطوات‪،‬‬ ‫وهي �إجراء تقومي لالحتياجات امل�شرتكة وو�ضع معايري للقيا�س وت�شكيل جلنة تنفيذية‬ ‫وتوفري التمويل الالزم‪ .‬كما مت االتفاق على عقد اجتماع اللجنة التنفيذية لبداية العمل‬ ‫ب�ش�أن اخلطة يف الربع الأخري من هذه ال�سنة بينما يعقد االجتماع رفيع امل�ستوى الثاين‬ ‫على هام�ش الدورة ال�سابعة والع�شرين للكوم�سيك يف الفرتة من ‪� 27‬إىل ‪� 30‬أكتوبر‬ ‫‪ 2011‬يف ا�سطنبول‪.‬‬


‫التقرير ال�سنوي الرابع ملنظمة التعاون الإ�سالمي حول ظاهرة‬ ‫الإ�سالموفوبيا يظهر تفاقم الظاهرة يف �أوروبا و�أمريكا‬ ‫مت خالل الدورة الثامنة والثالثني ملجل�س وزراء اخلارجية توزيع التقرير ال�سنوي‬ ‫الرابع ملنظمة التعاون الإ�سالمي حول ظاهرة الإ�سالموفوبيا‪ .‬ويتناول هذا التقرير‬ ‫ال�سنوي الرابع للمنظمة حول ظاهرة الإ�سالموفوبيا الفرتة املمتدة من مايو ‪2010‬‬ ‫�إىل غاية �إبريل ‪ .2011‬وقد �سجل املر�صد‪ ،‬من خالل حتليالته امل�ستفي�ضة‪ ،‬تنامي ًا يف‬ ‫حدة اخلطاب املعادي للإ�سالم وامل�سلمني على ال�صعيدين ال�سيا�سي والعام‪ .‬وا�ستناد ًا‬ ‫�إىل عملية الر�صد اليومية للمر�صد‪ ،‬خالل مرحلة �إعداد التقرير‪ ،‬لوحظ �أن �أفراد ًا‬ ‫وجماعات مندفعة يف الغرب‪ ،‬مبا فيها حركات و�أحزاب �سيا�سية ميينية ا�ستغلت جهل‬ ‫النا�س وعدم معرفتهم بال�صورة احلقيقية للقيم الإ�سالمية وا�ستندت �إىل ال�صورة‬ ‫امل�شوهة للإ�سالم التي تر�سمها و�سائل الإعالم منذ �أحداث احلادي ع�شر من �سبتمرب‬ ‫لت�أجيج ظاهرة الإ�سالموفوبيا‪.‬‬ ‫ولقد لوحظ يف �أوروبا‪ ،‬ويف الآونة الأخرية يف الواليات املتحدة‪ ،‬تفاقم هذه الظاهرة‪،‬‬ ‫�إما بدوافع اجتماعية �أو بتحري�ض من �شخ�صيات عامة �أو وفق �سيا�سات م�ؤ�س�سية‪ ،‬وهو‬ ‫توجه جتلى من خالل �صيغ خمتلفة �شملت التهجم املبا�شر وتدني�س �أماكن العبادة‬ ‫اخلا�صة بامل�سلمني ومقابرهم واملراكز الإ�سالمية‪� ،‬إ�ضافة �إىل تنامي الت�صورات العامة‬ ‫التي تعترب امل�سلمني خطر ًا على ثقافة «املجتمع الغربي» ورفاهيته‪ ،‬و�أن الرموز الدينية‬ ‫احلجاب يجب تقييده ب�شكل �صارم‪ ،‬بل وحتى منعه منع ًا بات ًا‪.‬‬ ‫الإ�سالمية‪ ،‬وال �سيما منها ِ‬ ‫وقد ر�صدت العديد من الدرا�سات اال�ستق�صائية تكرار ح�صول حوادث من هذا القبيل‪،‬‬ ‫الأمر الذي حمل‪ ،‬بالن�سبة للحالة الأوروبية‪ ،‬ك ًال من الأمني العام للأمم املتحدة‪ ،‬بان‬ ‫كي مون‪ ،‬ووزيرة خارجية الواليات املتحدة الأمريكية‪ ،‬ال�سيدة هيالري كلينتون‪ ،‬على‬ ‫احلديث ب�صراحة عن خماطر التع�صب واحلالة الباعثة على القلق املتعلقة باحلرية‬ ‫الدينية يف هذه القارة‪.‬‬ ‫ويتناول الف�صل الثاين من هذا التقرير‪ ،‬التجليات املختلفة لظاهرة الإ�سالموفوبيا‬ ‫يف الغرب‪ .‬ففيما يتعلق بالواليات املتحدة الأمريكية‪� ،‬سجل مر�صد املنظمة حوادث‬ ‫وحدة �سل�سلة الأحداث امل�شينة املرتبطة ب�إحراق امل�صحف‬ ‫عديدة كان �أ�شدها وقع ًا ِ‬ ‫ال�شريف والتي تواترت على مدى ت�سعة �أ�شهر ابتدا ًء من �شهر �سبتمرب ‪ 2010‬و�إىل غاية‬ ‫�إبريل ‪ .2011‬ففي ِخ�ضم اجلدل الذي �أُثري حول «م�سجد موقع احلادث» برزت معار�ضة‬ ‫�شر�سة‪ ،‬بقيادة �أحزاب ميينية و�سيا�سيني ذوي �أجندات �سيا�سية خا�صة‪.‬‬ ‫وثمة �أمثلة �أخرى حول حوادث مرتبطة بظاهرة الإ�سالموفوبيا وردت يف التقرير‬ ‫وت�شمل �أجندة حركة «تي بارتي» التي حتر�ض نهار ًا جهار ًا على الكراهية �ضد امل�سلمني‪،‬‬ ‫واالقرتاح املتعلق بفر�ض «احلظر على ال�شريعة» والذي حظي باملوافقة يف والية‬ ‫�أوكالهوما‪ ،‬وجل�سات اال�ستماع اجلماعية حول مو�ضوع «�إ�ضفاء الطابع الأ�صويل على‬ ‫م�سلمي �أمريكا» والتي �أطلقها بيرت كينغ‪ ،‬رئي�س جلنة الأمن القومي يف جمل�س النواب‬ ‫الأمريكي‪ .‬وقد طرحت جل�سات اال�ستماع تلك نقا�ش ًا ارتكز على فر�ضيات متع�صبة‬ ‫ومتحيزة‪ ،‬مفادها �أن امل�سلمني �إرهابيون حمتملون ويرف�ضون‪ ،‬بح�سب زعمه‪ ،‬التعاون مع‬ ‫الأمة يف «حربها على الإرهاب»‪.‬‬ ‫�أما يف ما يتعلق بظاهرة الإ�سالموفوبيا يف �أوروبا‪ ،‬فقد �أبانت العديد من الدرا�سات‬ ‫والدرا�سات اال�ستق�صائية التي �أجرتها م�ؤ�س�سات معرتف بها عن خرافة مفادها �أن‬ ‫الإ�سالم يعزز روح التع�صب و�أن املهاجرين امل�سلمني ي�شكلون خطر ًا على الـهُـوية الوطنية‬ ‫الأوروبية وعبئ ًا اقت�صادي ًا واجتماعي ًا‪ .‬وجدير بالذكر �أن هذه اخلرافة قد انت�شرت على‬ ‫نطاق وا�سع يف بلدان عديدة �أطلق فيها �سيا�سيون رواد مناق�شة �سقيمة‪� ،‬أكدت‪ ،‬فيما‬ ‫ميكن �أن يغدو نبوءة تتحقق من تلقاء نف�سها‪ ،‬الف�شل الذريع للتعددية الثقافية‪� ،‬أي عجز‬ ‫�أوروبا عن �أن ت�ستوعب وتتعاي�ش‪ ،‬بكيفية متجان�سة‪ ،‬مع امل�سلمني‪.‬‬ ‫كما �سجل املر�صد ا�ضطالع و�سائل الإعالم الغربية بدور �أ�سا�سي يف تعزيز‬ ‫و�إ�شاعة ثقافة معادية للم�سلمني‪ .‬فعلى �سبيل املثال‪� ،‬أو�ضحت درا�سات عديدة كيفية‬

‫ربط عبارات‪ ،‬من قبيل «الإرهاب» و»الإرهابي» و»املتطرف» و»املتع�صب» و»الراديكايل»‬ ‫و»الأ�صويل»‪ ،‬بالإ�سالم وامل�سلمني عموم ًا‪ .‬وهو نهج يتما�شى مع حملة ت�ضليل حمكمة‬ ‫ِّ‬ ‫ت�سخر تقنية التكرار الفعالة حتى تغر�س يف �أذهان النا�س‪ ،‬عن وعي �أو عدم وعي‪ ،‬فكرة‬ ‫مفادها �أن الإ�سالم خطر يجب على اجلميع الت�صدي له وا�ستئ�صاله يف نهاية املطاف‪.‬‬ ‫وثمة معاناة �أخرى خطرية يكابدها امل�سلمون على نطاق وا�سع‪� ،‬أال وهي التمييز يف‬ ‫التوظيف‪ .‬فالدرا�سات وال�شكاوى التي ترد �إىل الهيئات املخت�صة ال تدع جما ًال للت�شكيك‬ ‫بهذا اخل�صو�ص‪ ،‬حيث ي�ستدل من الإح�صائيات الواردة يف هذا ال�ش�أن �أن امل�سلمني‬ ‫يعانون‪ ،‬على حد �سواء‪ ،‬من التمييز بخ�صو�ص تكاف�ؤ فر�ص احل�صول على الوظائف‪،‬‬ ‫ومن �سوء املعاملة داخل �أماكن عملهم‪.‬‬ ‫ويتناول الف�صل الثالث من هذا التقرير التطورات الإيجابية املرتبطة مبكافحة‬ ‫ظاهرة الإ�سالموفوبيا‪ ،‬ومن �ضمنها القرار ال�صادر عن املجل�س الأوروبي ب�ش�أن‬ ‫«الإ�سالم والإ�سالموية وظاهرة الإ�سالموفوبيا يف �أوروبا» ومواقف بع�ض امل�س�ؤولني يف‬ ‫�أملانيا وبريطانيا والواليات املتحدة الأمريكية �ضد الإ�سالموفوبيا والأفعال املعادية‬ ‫للإ�سالم‪.‬‬ ‫�أما الف�صل املتعلق بالإطار اخلا�ص بحقوق الإن�سان في�ستعر�ض الت�سل�سل الزمني‬ ‫للفرتة التي يتناولها هذا التقرير بخ�صو�ص اجلانب العملي اللتزام منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي بق�ضية الإ�سالموفوبيا والذي يركز ب�شدة على القانون الدويل ويويل �أهمية‬ ‫خا�صة للح�صول على توافق عام يف الآراء مع �إعطاء الأولوية يف الوقت ذاته للدبلوما�سية‬ ‫متعددة الأطراف‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويقدم الف�صل اخلام�س من هذا التقرير تو�صيفا ملختلف اخلطوات والتدابري التي‬ ‫اتخذتها منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬بالتن�سيق والتعاون مع اجلهات املعنية ذات ال�صلة‬ ‫من �أجل الت�صدي لظاهرة الإ�سالموفوبيا‪ ،‬وهي تدابري تتوخى التعريف وامل�شاركة يف‬ ‫اجلهود الدبلوما�سية احلثيثة لتح�سي�س املجتمع الدويل ومعاجلة احلاالت احلرجة‬ ‫املرتبطة بالتع�صب الديني‪ ،‬مع احلر�ص‪ ،‬يف الوقت ذاته‪ ،‬على الت�صدي للأعمال‬ ‫والإ�صدارات التي تنم عن معاداة الإ�سالم وامل�سلمني‪.‬‬ ‫ويف الكلمة الت�صديرية للتقرير‪ ،‬قال الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪:‬‬ ‫«من منظور م�ستقبلي‪ ،‬ف�إن الأحداث املر�صودة خالل الفرتة التي �شملها التقرير ت�ؤكد‬ ‫بو�ضوح �أن مكافحة التحري�ض على الكراهية والعنف لأ�سباب دينية يجب �أن تُد َرج �ضمن‬ ‫احل�سابات اال�سرتاتيجية للمجتمع الدويل»‪.‬‬ ‫التو�صيات‪:‬‬ ‫يت�ضمن هذا التقرير‪ ،‬يف ختامه‪ ،‬جمموعة من التو�صيات‪:‬‬ ‫تعزيز وتو�سيع نطاق املعرفة والفهم للإ�سالم يف املجتمعات غري امل�سلمة‪.‬‬ ‫حت�سني ن�شر املعلومات عن البلدان الإ�سالمية‪.‬‬ ‫التعامل مع التزييف الإعالمي‪.‬‬ ‫�ضمان التنفيذ ال�سريع والفعال للنهج اجلديد املتمثل يف القرار التوافقي ال�صادر‬ ‫عن جمل�س حقوق الإن�سان ‪.18/16‬‬ ‫امل�شاركة البـ ّنـاءة لتقريب وجهات النظر املتباينة حول حدود احلق يف حرية الر�أي‬ ‫والتعبري‪.‬‬ ‫التحرك بفاعلية لعك�س اجتاه امل�شاعر املعادية للم�سلمني بعد �أحداث احلادي ع�شر‬ ‫من �سبتمرب‪.‬‬ ‫امل�شاركة مع الغرب من �أجل بناء الإرادة ال�سيا�سية وااللتزام‪.‬‬ ‫التوا�صل مع املنظمات الدولية الأخرى‪.‬‬ ‫ت�شجيع �أع�ضاء اجلاليات امل�سلمة الذين يعي�شون يف املجتمعات الغربية على مراقبة‬ ‫ومكافحة حوادث معاداة الإ�سالم وامل�سلمني‪.‬‬ ‫‪23‬‬


‫تقرير خا�ص‬

‫قرارات العلوم والتكنولوجيا ت�سلط ال�ضوء على االبتكار والتعاون‬ ‫اعتمد جمل�س وزراء اخلارجية يف دورته الثامنة والثالثني عدة قرارات �ستحفز عمل منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي نحو حتقيق الأهداف التي و�ضعها برنامج العمل الع�شري‪.‬‬ ‫فقد اعتمد تو�سيع ع�ضوية فريق العمل املعني بتنفيذ ر�ؤية منظمة التعاون الإ�سالمي لعام‬ ‫‪1441‬هـ لي�شمل ثالث دول �أع�ضاء من مناطق املنظمة الثالث‪ .‬وكلف فريق العمل بر�صد تنفيذ‬ ‫الر�ؤية املذكورة وبرنامج العمل الع�شري‪ ،‬ووافق على نقل �أمانة فريق العمل للكوم�ستيك‪.‬‬ ‫وتطلع �إىل �إطالق التقرير القُـطْ ـري ب�ش�أن �أطل�س االبتكار يف العامل الإ�سالمي اخلا�ص مباليزيا‪،‬‬ ‫وطلب من مديري امل�شروع التعجيل با�ستكمال بقية التقارير القُـطْ ـرية‪.‬‬ ‫ودعا القرار حول العلوم والتكنولوجيا الدول الأع�ضاء وم�ؤ�س�سات املنظمة �إىل‬ ‫تقدمي دعم مايل �سخي لربنامج �أطل�س االبتكار يف العامل الإ�سالمي‪ ،‬وطلب من فريق‬ ‫الإدارة امل�شرتك اتخاذ الإجراءات الالزمة للتبكري ب�إكماله‪.‬‬ ‫و�أ�شاد القرار باململكة العربية ال�سعودية واجلمهورية العربية ال�سورية وجمهورية‬ ‫باك�ستان الإ�سالمية واجلمهورية الإ�سالمية الإيرانية لتعهد كل منها بتقدمي ‪ 5‬ماليني‬ ‫دوالر �أمريكي للمنظمة الإ�سالمية للعلوم والتكنولوجيا واالبتكار ل�سنة ‪ .2011‬ورحب‬ ‫ببدء منظمة العلوم والتكنولوجيا واالبتكار م�شروع �إن�شاء وحدة �أبحاث العالجات‬ ‫اخللوية واجلزيئية يف �سوريا‪.‬‬ ‫كما نوه القرار باختيار كل من‪ )1 :‬املركز الدويل لأبحاث �أمرا�ض الإ�سهال يف‬ ‫دكا ببنغالدي�ش‪ )2 ،‬املركز الدويل للعلوم الكيميائية واحليوية لأبحاث الكيمياء يف‬ ‫كرات�شي بباك�ستان‪� )3 ،‬شعبة الفيزياء يف جامعة ال�شرق الأو�سط التقنية يف �أنقرة‬ ‫برتكيا‪ )4 ،‬معهد الدرا�سات املتقدمة يف العلوم الأ�سا�سية يف زاجنان ب�إيران‪)5 ،‬‬ ‫املعهد الوطني للبحث الزراعي يف الرباط باملغرب لتكون مراكز تفوق يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وحول �ش�ؤون التعليم العايل‪ ،‬حث جمل�س الوزراء الأمانة العامة واملنظمة‬ ‫الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة «�إي�سي�سكو» على ا�ستيفاء «م�ؤ�شرات الأداء‬ ‫الأ�سا�سية للجامعات يف العامل الإ�سالمي» وتقدميها للدورة اال�ستثنائية للم�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي لوزراء التعليم العايل والبحث العلمي التي ت�ست�ضيفه اململكة العربية‬ ‫ال�سعودية يف عام ‪.2011‬‬ ‫وحول �ش�ؤون ال�صحة‪ ،‬طلب املجل�س من اللجنة التوجيهية املعنية بال�صحة‬ ‫�إعداد «برنامج عمل ا�سرتاتيجي لقطاع ال�صحة يف الدول الأع�ضاء للفرتة ‪-2012‬‬ ‫‪« 2022‬لتقدميه للم�ؤمتر الإ�سالمي الثالث لوزراء ال�صحة يف املنظمة يف �سبتمرب‬ ‫‪ .2011‬وحث القرار منظمة التعاون الإ�سالمي والبنك الإ�سالمي للتنمية على‬ ‫امل�شاركة يف اجتماع التن�سيق الثالث الذي تنظمه الوكالة الدولية للطاقة الذرية يف‬ ‫نوفمرب‪ /‬دي�سمرب ‪ 2011‬يف م�صر يف �إطار امل�شروع الإقليمي “دعم تطوير الربامج‬ ‫الوطنية ال�شاملة ملكافحة ال�سرطان” وامل�شاركة يف تنظيم ندوة حول التوعية بربنامج‬ ‫مكافحة ال�سرطان لكبار وا�ضعي ال�سيا�سات‪.‬‬ ‫وبالن�سبة ل�ش�ؤون البيئة‪ ،‬حث املجل�س الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي على تن�سيق مواقفها من �أجل مناق�شة فعالة للتحديات الناجمة عن‬ ‫التغريات املناخية وتدهور الأحوال البيئية وو�ضع �سيا�سات بيئية وتخ�صي�ص املوارد‬ ‫الب�شرية واملوارد التقنية واالقت�صادية الالزمة لهذا الغر�ض‪ .‬ودعا الكوم�ستيك‬ ‫بالتعاون مع الدول الأع�ضاء وم�ؤ�س�سات املنظمة لإعداد خمطط تف�صيلي ب�ش�أن‬ ‫التكنولوجيا اخل�ضراء‪.‬‬ ‫كما حث الدول الأع�ضاء واملجتمع الدويل على تركيز االنتباه على ا�ستدامة‬ ‫‪24‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫موارد املياه يف �آ�سيا الو�سطى ودعا حكومات بلدان �آ�سيا الو�سطى ال�ستئناف‬ ‫املفاو�ضات لإقامة احتاد �إقليمي للمياه والطاقة‪.‬‬ ‫ودعا الدول الأع�ضاء �إىل زيادة اال�ستثمار والتعاون يف جمال التكنولوجيا‬ ‫املتقدمة والنا�شئة ملواجهة حتديات التغريات املناخية وتدهور البيئة‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫برامج التكنولوجيا اخل�ضراء‪ ،‬و�إيالء �أولوية للنانو تكنولوجي (التكنولوجيا بالغة‬ ‫الدقة) وتكنولوجيا املعلومات واالت�صاالت والأمن الغذائي والتكنولوجيا احليوية‪.‬‬ ‫وقد حظي مو�ضوع التغري املناخي باهتمام كبري‪ ،‬حيث �أحاط املجل�س علماً‬ ‫بالورقة الت�صورية حول مو�ضوع «التعاون بني الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي يف جمال التغريات املناخية»‪ ،‬التي تقدمت بها بنغالدي�ش واملالحظات‬ ‫الواردة من غريها من الدول الأع�ضاء وامل�ؤ�س�سات التابعة للمنظمة ب�ش�أنها‪ .‬و�أكد‬ ‫�ضرورة العمل العاجل والتعاون الدويل للت�صدي للتغري املناخي وفق ًا ملبادئ و�أحكام‬ ‫اتفاقية الأمم املتحدة الإطارية ب�ش�أن التغري املناخي‪ ،‬وخ�صو�ص ًا مبادئ امل�س�ؤوليات‬ ‫امل�شرتكة واملتباينة والقدرات اخلا�صة‪.‬‬ ‫و�أقر املجل�س �أنه بالن�سبة لكثري من دول املنظمة‪ ،‬ف�إن الفقر وعبء املديونية‬ ‫والأمية تظل �أوىل �أولويات هذه الدول‪ ،‬و�أنها تواجه �صعوبات يف مكافحة التغري‬ ‫املناخي بينما تعمل على حتقيق �أهدافها الإمنائية‪ ،‬وت�أخذ يف احل�سبان �أي�ضا جوانب‬ ‫ال�ضعف اخلا�صة بالبلدان الأقل منو ًا ودول اجلزر ال�صغرية النامية‪ .‬كما �شدد على‬ ‫�أهمية الو�صول �إىل نتيجة متفق عليها يف املفاو�ضات اخلا�صة بخطة اتفاقية الأمم‬ ‫املتحدة الإطارية ب�ش�أن تغري املناخ‪ .‬و�أكد بذلك �ضرورة الت�شغيل املبكر ل�صندوق‬ ‫املناخ الأخ�ضر و�إطالق مفاو�ضات مبكرة يف هذا ال�صدد حول حجم املخ�ص�صات‬ ‫وم�صادر متويل ال�صندوق‪ ،‬و�ضرورة �إيالء اهتمام خا�ص بالتكيف مع تغري املناخ‬ ‫والتكيف مع تدابري اال�ستجابة وكذا نقل التكنولوجيا وبناء القدرات‪.‬‬ ‫و�شدد املجل�س على احلاجة �إىل قيام الدول الأع�ضاء بالتفكري يف الق�ضايا ذات‬ ‫ال�صلة ودرا�ستها على نحو �أعمق‪ ،‬وذلك لت�سهيل حتديد العنا�صر امل�شرتكة وتن�سيق‬ ‫مواقف املنظمة يف ما يتعلق باملفاو�ضات املتعددة الأطراف حول تغري املناخ‪ .‬ولهذا‬ ‫الغر�ض‪ ،‬قرر �إن�شاء �آلية للتن�سيق املنتظم بني ممثلي وخرباء الدول الأع�ضاء يف‬ ‫املنظمة على هام�ش املفاو�ضات ب�ش�أن تغري املناخ و يف مثل هذه املنتديات متعددة‬ ‫الأطراف‪ ،‬وطلب من الأمانة العامة للمنظمة توزيع جمموعة كل الوثائق ذات ال�صلة‬ ‫ال�صادرة عن هذه االجتماعات‪.‬‬ ‫وطلب جمل�س وزراء اخلارجية من الأمانة العامة للمنظمة ت�سهيل التن�سيق بني‬ ‫دول املنظمة يف امل�سائل املتعلقة بالتغري املناخي‪ .‬وحث الأمانة العامة على اقرتاح‬ ‫�إطار للتعاون مع �سكريتارية اتفاقية الأمم املتحدة الإطارية ب�ش�أن التغري املناخي‪.‬‬


‫قرغيز�ستان تعرب عن تقديرها ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫�أعرب وزير خارجية قرغيز�ستان‪ ،‬ر�سالن‬ ‫كازكباييف‪ ،‬عن تقدير بالده لدعم منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي خالل «الفرتة االنتقالية» احلرجة‪ .‬وكانت‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي قد تابعت مبزيد من االهتمام‬ ‫والقلق الو�ضع الإن�ساين يف جمهورية قرغيز�ستان الناجم‬ ‫عن نزوح �آالف النا�س بعد اندالع العنف العرقي ال�سنة‬ ‫املا�ضية‪ .‬كما وجه الأمني العام للمنظمة يف يونيو ‪2010‬‬ ‫ندا ًء للدول الأع�ضاء واملنظمات الإن�سانية واملجتمع‬ ‫الدويل لتقدمي م�ساعدات لهذا البلد‪.‬‬ ‫وقال كازكباييف �إن قرغيز�ستان تلقت دعم ًا �سيا�سياً‬ ‫و�إن�ساني ًا من الدول الأع�ضاء يف املنظمة خالل الأحداث‬ ‫ال�سيا�سية الهامة جد ًا التي وقعت ال�سنة املا�ضية‪ .‬وقال‬ ‫ملجلة منظمة التعاون الإ�سالمي «�إننا نعرب عن تقديرنا‬ ‫الكبري لذلك الدعم»‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف قائ ًال‪« :‬كما تلقينا خالل تلك الفرتة‬ ‫االنتقالية دعم ًا مالي ًا من الدول الأع�ضاء وم�ؤ�س�سات املنظمة‪ .‬و�أ�شار كازكباييف �إىل‬ ‫االجتماع الذي عقدته يف ا�سطنبول املنظمات الإن�سانية يف الدول الأع�ضاء يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي وم�ؤ�س�ساتها والذي جمع �أكرث من ‪ 3‬ماليني دوالر لقرغيز�ستان‪.‬‬ ‫وقال‪�« :‬إننا نعرب عن تقديرنا الكبري لذلك‪ ،‬و�أود �أن �أغتنم هذه الفر�صة لأمتنى‬ ‫اال�ستقرار واالزدهار وال�سالم جلميع الدول الأع�ضاء»‪.‬‬

‫ُيذ َكر �أن منظمة التعاون الإ�سالمي عقدت يف ا�سطنبول‪ ،‬يوم ‪ 29‬يونيو ‪،2010‬‬ ‫اجتماع ًا �شاركت فيه ‪ 15‬منظمة غري حكومية من الدول الأع�ضاء وم�ؤ�س�سات ذات‬ ‫�صلة‪� ،‬إ�ضافة �إىل ممثلني عن مكتب تن�سيق امل�ساعدات الإن�سانية يف الأمم املتحدة‬ ‫وال�صندوق الدويل للتنمية الزراعية من �أجل تخفيف وط�أة الو�ضع الإن�ساين يف‬ ‫قرغيز�ستان‪ ،‬حيث مت الإعالن عن تعهدات بنحو ‪ 3.3‬مليون دوالر يف �شكل منح‬ ‫وم�ساعدات عينية‪.‬‬

‫قرار حول الأن�شطة الإن�سانية ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫�إعداد درا�سة �شاملة حول �إن�شاء �صندوق خا�ص للطوارئ‬

‫اعتمدت الدورة الثامنة والثالثني ملجل�س وزراء اخلارجية قرار ًا ي�شيد فيه‬ ‫باجلهود التي قامت بها �إدارة ال�ش�ؤون الإن�سانية (‪ )ICHAD‬للتخفيف من معاناة‬ ‫املحتاجني يف خمت ِلف الدول الأع�ضاء مبنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬التي تعر�ضت‬ ‫للكوارث والنكبات‪ ،‬وبخا�صة يف غزة وليبيا وال�صومال والنيجر واليمن‪ .‬كما �أ�شادت‬ ‫بالعمل الذي قامت به �صناديق منظمة التعاون الإ�سالمي يف �أفغان�ستان والبو�سنة‬ ‫والهر�سك و�سرياليون ورحبت بعقد االجتماع الأول ملجل�س �صناديق منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي يوم ‪ 17‬ابريل ‪ 2011‬يف العا�صمة القطرية الدوحة‪ ،‬وما تاله من نتائج‪،‬‬ ‫ودعا الدول الأع�ضاء كافة �إىل تقدمي مزيد من الدعم لل�صناديق املذكورة لتحقيق‬ ‫�أهدافها‪.‬‬ ‫وجدد دعمه للربنامج الذي نفذه مكتب منظمة التعاون الإ�سالمي يف باندا �آت�شيه‬ ‫ب�إندوني�سيا ل�صالح الأيتام �ضحايا ت�سونامي‪ ،‬برعاية خادم احلرمني ال�شريفني‪،‬‬ ‫امللك عبد اهلل بن عبد العزيز‪ ،‬ورحب بقرار جمعية الهالل الأحمر الإماراتي كفالة‬ ‫‪� 5‬آالف يتيم يف �إطار هذا الربنامج‪ ،‬ودعا جميع الدول الأع�ضاء وم�ؤ�س�ساتها املالية‬ ‫واجلهات اخلريية فيها �إىل الإ�سهام ب�سخاء يف هذا الربنامج‪.‬‬ ‫و�أعرب املجل�س عن بالغ قلقه �إزاء الو�ضع الإن�ساين اخلطري يف جمهورية كوت‬ ‫ديفوار‪ ،‬وحث جميع الدول الأع�ضاء على اال�ستجابة لنداء الأمني العام للمنظمة‬ ‫لتقدمي امل�ساعدات الإن�سانية التي تدعو �إليها احلاجة املا�سة يف هذا البلد‪ .‬ودعا �إىل‬ ‫دعم املبادرات التي اتخذتها الأمانة العامة للمنظمة ل�صالح جمهورية النيجر يف‬ ‫جهودها من �أجل حتقيق االكتفاء الذاتي من الغذاء وطلب من الدول الأع�ضاء زيادة‬ ‫دعمها لهذا امل�شروع احليوي‪ ،‬و�أعرب عن ان�شغاله �إزاء العودة املكثفة اجلماعية‬ ‫للمهاجرين النيجريني من ليبيا يف �أعقاب الأحداث التي اندلعت يف هذا البلد‬

‫املجاور‪ ،‬وحث الدول الأع�ضاء على تقدمي دعمها للنيجر يف تنفيذ برناجمه اخلا�ص‬ ‫با�ستقبال و�إعادة �إدماج ه�ؤالء الأ�شخا�ص املحتاجني‪.‬‬ ‫كما �أعرب عن ان�شغاله �إزاء تدهور الو�ضع الإن�ساين يف ال�صومال �إثر جفاف‬ ‫وحرب �أهلية طال �أمدهما‪ ،‬وحث الأمانة العامة للمنظمة على موا�صلة م�ساعيها‬ ‫الإن�سانية‪ .‬ورحب كذلك بافتتاح وحدة تن�سيق العمل الإن�ساين التابعة ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي يف مقدي�شو من �أجل تن�سيق العمل الإن�ساين الإ�سالمي والدويل‪ ،‬وطلب من‬ ‫جميع الدول الأع�ضاء ومنظمات املجتمع املدين فيها امل�ساعدة ب�سخاء يف تخفيف‬ ‫معاناة ال�شعب‪.‬‬ ‫و�أعرب عن عميق ان�شغاله �إزاء الكوارث الكبرية التي �شهدها العامل الإ�سالمي‪،‬‬ ‫مما �أدى �إىل خ�سائر ب�شرية ومادية‪ ،‬وحث جميع الدول الأع�ضاء �إىل امل�ساهمة‬ ‫ب�شكل طوعي يف اجلهود التي تقوم بها منظمة التعاون الإ�سالمي يف حاالت الكوارث‬ ‫كبرية احلجم‪ .‬كما طلب من الأمني العام �إعداد درا�سة �شاملة حول �إن�شاء �صندوق‬ ‫خا�ص للطوارئ يف منظمة التعاون الإ�سالمي وتقدميها �إىل الدورة التا�سعة والثالثني‬ ‫ملجل�س وزراء اخلارجية‪.‬‬ ‫ورحب باجلهود الكبرية التي بذلتها جلنة متابعة م�ؤمتر املانحني لدارفور‬ ‫لإن�شاء بنك تنمية دارفور‪ ،‬و�أعرب جمدد ًا عن عرفانه حلكومة دولة قطر لإ�سهامها‬ ‫يف ر�أ�س مال البنك مببلغ ‪ 200‬مليون دوالر �أمريكي‪ ،‬وحث جميع الدول الأع�ضاء‬ ‫وامل�ؤ�س�سات املالية على الإ�سهام يف ر�أ�س املال املحدد مبليار دوالر �أمريكي‪.‬‬ ‫كما قرر اعتماد الئحة اخت�صا�صات �إدارة ال�ش�ؤون الإن�سانية و�أهدافها‬ ‫اال�سرتاتيجية ال�صادر عن الدورة عن الدورة اخلام�سة والثالثني ملجل�س وزراء‬ ‫اخلارجية‪.‬‬ ‫‪25‬‬


‫تقرير خا�ص‬

‫زيباري‪ :‬منظمة التعاون الإ�سالمي تبذل جهد ًا كبري ًا لتوحيد العراقيني‬ ‫�أ�شار وزير اخلارجية‬ ‫العراقي‪ ،‬هو�شيار زيباري‪،‬‬ ‫�إىل �أن منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي ظلت تقوم‬ ‫بدور �إيجابي وبـنّـاء يف‬ ‫دعم العراق‪ ،‬وبخا�صة‬ ‫يف توحيد الطوائف‬ ‫العراقية الدينية‪ ،‬وذلك‬ ‫باعتماد وثيقة مكة‪.‬‬

‫ح�سب للمنظمة �أنها‬ ‫ويف ت�صريح ملجلة منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬قال زيباري‪ُ « :‬ي َ‬ ‫قامت بجهد كبري جلمع الطوائف العراقية الدينية لتبني وثيقة مكة»‪ .‬وقال �إن هذه‬ ‫الوثيقة تدخل تاريخ العراق لأهميتها وما ت�ضمنته من ر�ؤية دعت �إىل الت�سامح واالتفاق‬ ‫الإ�سالمي وامل�صاحلة العراقية الوطنية‪ .‬و�أ�ضاف قائ ًال �إن املنظمة ظلت دوم ًا تقف �إىل‬ ‫جانب العراق يف جميع التجمعات الدولية دعم ًا لأمنه وا�ستقراره وازدهاره‪ُ .‬ي�شار �إىل‬ ‫�أن �آخر زيارة قام بها الأمني العام �إىل العراق كانت يف مار�س ‪ .2011‬كما زار الأمني‬ ‫العام امل�ساعد لل�ش�ؤون الإن�سانية بغداد يف �إبريل ‪ ،2011‬و�أكدت هاتان الزيارتان متانة‬ ‫العالقة بني العراق واملنظمة‪.‬‬ ‫وقال زيباري‪« :‬نتطلع ال�ست�ضافة املجل�س الوزاري القادم يف بغداد لت�أكيد دور‬ ‫العراق يف املنظمة لأنها �أحد الأع�ضاء امل�ؤ�س�سني»‪ُ .‬يذ َكر �أن العراق قدم طلب ًا ال�ست�ضافة‬ ‫الدورة التا�سعة والثالثني ملجل�س وزراء اخلارجية �إ ّال �أن الدول الأع�ضاء �صوتت ل�صالح‬ ‫جيبوتي التي طلبت هي الأخرى ا�ست�ضافة هذه الدورة‪ .‬وكانت تلك هي املرة الأوىل يف‬ ‫ح�سم بها هذا الأمر عن طريق االقرتاع ال�سري‪ ،‬حيث نالت جيبوتي‬ ‫تاريخ املنظمة التي ُي َ‬ ‫عدد ًا �أكرب من الأ�صوات بفارق كبري‪.‬‬ ‫قرار بخ�صو�ص الو�ضع يف العراق‬ ‫اعتمد جمل�س وزراء اخلارجية يف دورته الثامنة والثالثني قرار ًا حول الو�ضع يف‬ ‫العراق جدّد فيه احرتامه ل�سيادة العراق ووحدة �أرا�ضيه وا�ستقالله ال�سيا�سي ووحدته‬ ‫الوطنية‪ ،‬ورحب بالتطور احلا�صل يف العملية ال�سيا�سية‪ .‬وثـ ّمـن جهود حكومة العراق يف‬ ‫حت�سني الو�ضع الأمني وكذلك تطوير امل�ستوى املعي�شي داخل العراق‪ ،‬ورحب باعتماد‬ ‫جمل�س الأمن للقررين رقم ‪ 1956‬و‪ 1957‬بتاريخ ‪ 15‬دي�سمرب ‪ 2010‬اللذين �أديا �إىل‬ ‫�إنهاء القيود املفرو�ضة على العراق يف جمال نزع ال�سالح و�إغالق العقود املتبقية من‬ ‫برنامج «النفط مقابل الغذاء» و�إنهاء العمل ب�صندوق تنمية العراق‪ ،‬باعتبارها منعطف ًا‬ ‫مهم ًا على طريق ا�ستعادة العراق لدوره يف املجتمع الدويل كع�ضو فعال يف الأ�سرة‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫كما جدد م�ساندته لإعادة الإعمار‪ ،‬ورحب بجهود حكومة العراق بهذا ال�صدد‪،‬‬ ‫‪26‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫و�شدّد على حق ال�شعب العراقي يف ال�سيطرة والت�صرف مبوارده الطبيعية‪ .‬ورحب كذلك‬ ‫بالقرارات ال�صادرة عن عدد من الدول ب�إعادة فتح بعثاتها الدبلوما�سية يف العراق‪،‬‬ ‫ودعا جميع الدول التي لي�س لها متثيل يف بغداد �إىل احلذو حذوها‪ .‬وا�ستذكر اعتماد‬ ‫املنظمة وثيقة مكة حول الو�ضع يف العراق بتاريخ ‪� 20‬أكتوبر ‪ ،2006‬و�أكد متابعة تنفيذ‬ ‫هذه الوثيقة الهامة‪.‬‬ ‫ودعا القرار الدول الأع�ضاء كافة �إىل �ضبط الفتوى و�إعمال �آلية فاعلة للحيلولة‬ ‫دون �صدور ما من �ش�أنه �إذكاء نار الفتنة الطائفية والدعوات التكفريية التي ت�ستهدف‬ ‫وحدة امل�سلمني ومبا يعزز الأمة ورفعة �ش�أنها‪ .‬و�أ�شاد املجل�س مبوقف دولة الإمارات‬ ‫العربية املتحدة و�إجراءات نادي باري�س يف ت�سوية ديون العراق‪ ،‬ودعا الدول الأع�ضاء‬ ‫�إىل مراجعة ديونها على العراق لغر�ض �إلغائها �أو تخفي�ضها كلما دعت ال�ضرورة �إىل‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل ذلك‪ ،‬دعا الدول الأع�ضاء كافة �إىل التعاون فيما بينها وتن�سيق جهودها‬ ‫من �أجل حماربة االجتار غري امل�شروع بالآثار العراقية وتهريبها وامل�ساعدة ب�إعادتها �إىل‬ ‫املتاحف العراقية‪.‬‬ ‫قرار حول الو�ضع الإن�ساين‬ ‫�أعرب جمل�س وزراء اخلارجية عن ارتياحه لنتائج �أعمال البعثة الإن�سانية ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي �إىل العراق‪ ،‬و�أعرب عن بالغ قلقه من الو�ضع الإن�ساين احلرج يف‬ ‫البالد‪ ،‬وال�سيما و�ضع الأطفال الأيتام والأرامل وذوي االحتياجات اخلا�صة‪ ،‬وطلب من‬ ‫الأمانة العامة �إعداد برامج للأيتام يف العراق على غرار الربنامج الذي ُنـ ِّفـذ ل�صالح‬ ‫الأطفال الذين ت�ضرروا من الت�سونامي يف �إندوني�سيا‪ ،‬ودعا الدول الأع�ضاء وامل�ؤ�س�سات‬ ‫املالية ومنظمات املجتمع املدين للإ�سهام ب�سخاء يف هذا الربنامج‪.‬‬


‫�سرياليون تنا�شد منظمة التعاون الإ�سالمي عقد اجتماع �آخر جلمع التربعات‬ ‫�أعربت نائبة وزير‬ ‫والتعاون‬ ‫اخلارجية‬ ‫الدويل يف �سرياليون‪،‬‬ ‫�إيبونا جو�سو‪ ،‬عن عرفان‬ ‫بالدها جلهود منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي التي‬ ‫تبذلها مل�ساعدة �سرياليون‬ ‫من خالل �صندوقها‬ ‫املخ�ص�ص لهذا الغر�ض‪.‬‬

‫ويف ت�صريح ملجلة منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬قالت جو�سو‪« :‬بعد احلرب‪ ،‬احتجنا‬ ‫�إىل كثري من الأموال لإعادة البناء وكانت منظمة التعاون الإ�سالمي �إحدى املنظمات‬ ‫التي مدت لنا يد العون»‪.‬‬ ‫ُيذ َكر �أن �صندوق املنظمة قد �أن�ش�أ بعد احلرب الأهلية التي انتهت يف عام ‪،2002‬‬ ‫ومتكن من حتقيق بع�ض التقدم بالرغم من �شح موارده‪ ،‬حيث مت تنفيذ م�شاريع ملمو�سة‬ ‫يف القرى التي مزقتها احلرب‪ ،‬وذلك من خالل برنامج منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫للتخفيف من حدة الفقر‪ .‬كما فتحت املنظمة مكتب ًا لها يف العا�صمة فريتاون يف عام‬ ‫‪ 2004‬ملتابعة تنفيذ هذه امل�شاريع‪.‬‬ ‫وذكرت جو�سو �أن معظم امل�شاريع ما زالت قيد التنفيذ و�أن بع�ضها ينتظر‬ ‫الإكمال‪ ،‬وقال‪« :‬لقد �أقنعنا املنظمة لكي مت�ضي قدم ًا يف هذا ال�صدد‪ .‬ونحن نتطلع‬ ‫�إىل موا�صلة املنظمة اال�ستثمار يف �سرياليون حتى يت�سنى لنا �أن نتجاوز جميع امل�شاكل‬ ‫التي نواجهها»‪.‬‬ ‫و�أكرب عقبة تواجهها �سرياليون يف طريق االزدهار هي التمويل‪« ،‬فالتمويل هو‬ ‫العقبة الأ�سا�سية التي حتول دون حتقيق تقدم يف هذه امل�شاريع‪ ،‬وقد نا�شدنا املنظمة �أن‬ ‫تعقد اجتماع ًا �آخر جلمع التربعات»‪� ،‬إال �أنه مل يتم حتديد تاريخ لهذا االجتماع‪ ،‬لكنها‬ ‫ت�أمل �أن يتم ذلك قريب ًا حتى يت�سنى تنفيذ امل�شاريع وت�ستفيد البالد منها‪.‬‬ ‫وتتطلع �سرياليون �إىل حت�سني العالقات الثنائية‪ ،‬حيث قالت‪�« :‬إن �سرياليون‬ ‫منفتحة جتاه العمالة‪ ‬التجارية»‪ .‬كما قالت �إن احلكومة اكت�شفت مناطق جديدة لتعدين‬ ‫خام احلديد‪ ،‬وت�أمل البالد احل�صول على �شركاء داخل بلدان منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫لي�ستثمروا يف هذا املجال‪ ،‬وهنالك �آفاق ال�ستخراج النفط‪ .‬و�أ�ضافت قائلة �إن ثمة تقارير‬ ‫تفيد بوجود نفط يف �سرياليون‪ ،‬ولكن مل ُي َحدد بعد �إن كان يوجد بكميات جتارية‪ ،‬قائ ًال‪:‬‬

‫«نرجو �أن ذلك �سوف يخرجنا من الفقر»‪.‬‬ ‫ُيذ َكر �أن م�ؤمتر ًا دولي ًا للمانحني ل�سرياليون كان قد ُعـ ِقـد يف لندن باململكة املتحدة‪،‬‬ ‫يف نوفمرب ‪ ،2009‬بالتعاون مع �إدارة التنمية الدولية يف اململكة املتحدة‪ .‬وخالل هذا‬ ‫امل�ؤمتر‪� ،‬أ�شاد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى‪ ،‬بالرئي�س �إيرن�ست باي كوروما‪ ،‬لعزمه و�ضع �سرياليون على امل�سار ال�صحيح‬ ‫من خالل تقدمي �سند كبري ل�سيادة القانون والبحث عن كل فر�صة للنهو�ض برفاهية‬ ‫�شعبه‪ .‬ونا�شد جميع الأطراف املهتمة بذل جهودها مرة �أخرى من خالل ال�شراكة‬ ‫بني القطاعني العام واخلا�ص ملنح �سرياليون فر�صة حقيقة لال�ستفادة من قدراتها‬ ‫االقت�صادية الهائلة‪.‬‬ ‫وكان الهدف من امل�ؤمتر هو توفري مانحني ملتزمني وتوفري مزيد من املانحني‪،‬‬ ‫وبخا�صة من �أع�ضاء منظمة التعاون الإ�سالمي‪ .‬و�أكد �شركاء التنمية يف كلماتهم‬ ‫ا�ستمرار امل�ستوى القوي لدعم �سرياليون يف براجمها التنموية‪ ،‬مو�ضحني �أنهم يتوقعون‬ ‫املحافظة على م�ستويات العون احلالية‪ ،‬وهي ‪ 300‬مليون دوالر �سنوي ًا‪ ،‬على �أقل تقدير‬ ‫وزيادتها ما �أمكن ذلك‪.‬‬ ‫ويف يونيو ‪ ،2011‬زار الأمني العام �سرياليون خالل جولة يف عدد من الدول‬ ‫الإفريقية الأع�ضاء‪ ،‬حيث ناق�ش �إح�سان �أوغلى مع الرئي�س كوروما �أف�ضل الطرق وال�سبل‬ ‫لزيادة تطوير وحت�سني العالقات احلالية بني املنظمة و�أجهزتها املتفرعة واملتخ�ص�صة‬ ‫من جهة و�سرياليون من جهة �أخرى‪ .‬و�أعرب الرئي�س عن اهتمامه بربامج التنمية يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وبخا�صة يف جماالت الزراعة وال�صحة وال�سياحة والتعليم‬ ‫والإ�سكان وتطوير البنى التحتية‪.‬‬

‫�إح�سان �أوغلى يعقد لقاءات ثنائية مع ر�ؤ�ساء الوفود‬ ‫عقد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى‪ ،‬عدة لقاءات ثنائية يف اليوم الثاين الجتماع الدورة الثامنة والثالثني‬ ‫ملجل�س وزراء اخلارجية‪ .‬وكانت اللقاءات مع ر�ؤ�ساء الوفود من الدول الأع�ضاء‬ ‫وغري الأع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬مبا يف ذلك م�صر وقرغيز�ستان واملغرب و�سرياليون‬ ‫وال�صومال و�سورينام‪ .‬وعقد الأمني العام كذلك لقاءات ثنائية مع وزير خارجية‬ ‫�أ�سرتاليا‪ ،‬كيفن رود‪ ،‬الذي يرافقه مبعوث �أ�سرتاليا اخلا�ص اجلديد �إىل املنظمة‪،‬‬ ‫ال�سفري �أحمد فاهور‪ ،‬والتقى الوزيرة الربيطانية من دون وزارة البارونة �سيدة‬

‫وار�سي‪ ،‬واملبعوث الأمريكي اخلا�ص �إىل املنظمة ر�شاد ح�سني‪.‬‬ ‫و�أ�شادت هذه ال�شخ�صيات البارزة بالتقدم املحرز يف املنظمة‪ ،‬والبنود الهامة‬ ‫على جدول �أعمال الدورة الثامنة والثالثني ملجل�س وزراء اخلارجية‪ .‬وهن�ؤوا الأمني‬ ‫العام باال�سم وال�شعار اجلديدين للمنظمة‪.‬‬ ‫وركزت املحادثات على دعم برامج وم�شاريع املنظمة‪ ،‬وح�شد الدعم لالعرتاف‬ ‫بالدولة الفل�سطينية يف اجتماع اجلمعية العامة للأمم املتحدة يف �سبتمرب ‪،2011‬‬ ‫وتعزيز التعاون الثنائي بني املنظمة والبلدان املعنية‪.‬‬ ‫‪27‬‬


‫تقرير خا�ص‬

‫قراءة يف الدعم الإ�سالمي لإعالن الدولة الفل�سطينية يف الأمم املتحدة‬ ‫«حرب الفيتو» لن تخمد عند �أعتاب �سبتمرب‬

‫الأمني العام للمنظمة خالل زيارته لقطاع غزة‬

‫كتب �أمين عبو�شي‬ ‫يدرك الفل�سطينيون جيد ًا �أن �سبتمرب ‪ 2011‬هو �شهر احل�سم‪ ،‬على الأقل مرحلي ًا‪ ،‬يف عمر الق�ضية التي‬ ‫يع�صف بها تعنت احلكومة الإ�سرائيلية احلالية و�صلفها‪ ،‬والظروف الدولية والإقليمية اال�ستثنائية التي غمرت‬ ‫ق�ضية ال�شرق الأو�سط بكثري من ال�ضبابية‪� ،‬إ�ضافة �إىل تن�صل الرعاة الأ�سا�سيني من م�س�ؤولياتهم التقليدية‪.‬‬ ‫لكن خطوة �إعالن الدولة الفل�سطينية الفتية ُتـ َعـدّ نقلة نوعية بحد ذاتها يف �صراع ما بعد �إثبات الـ ُهـوية‪،‬‬ ‫وهو خما�ض يتمثل يف خطة ماراثونية طويلة الأمد‪ ،‬ال تقف عند الإجنازات �أو الإحباطات التي قد تنجم‬ ‫عن رفع طلب ر�سمي باالعرتاف بع�ضوية دولة فل�سطني يف هيئة الأمم املتحدة‪ .‬فالفل�سطينيون يعون جيد ًا‬ ‫�أن الر�صا�صة التي �سيطلقونها يف الهواء يف �أروقة الأمم املتحدة لن تكون طائ�شة‪ ،‬بل �أ�شبه ب�إعالن البدء عن‬ ‫خارطة طريق ت�ضع النقاط على احلروف‪ ،‬وتطرح �س�ؤا ًال ا�ستع�صى على الفهم مدة زمنية طويلة‪ ،‬يتلخ�ص يف (�إن‬ ‫كان الفل�سطينيون الذي ي�شهد املجتمع الدويل ب�أقطابه الأربعة الكبار لهم‪� ،‬شفاهة‪ ،‬بحقهم يف دولة يعي�شون يف‬ ‫كنفها‪ ،‬قد �آن لهم الأوان لإعالنها حتى ولو كان ذلك على الورق‪..‬؟!)‪.‬‬ ‫مرحلة جديدة‬ ‫تُـ َعـد منظمة التعاون الإ�سالمي يف هذا ال�سياق ثق ًال دولي ًا ي�ضم ‪ 56‬دولة‬ ‫ع�ضو ًا يف الأمم املتحدة‪ ،‬ور�صيد ًا معنوي ًا لل�سلطة الوطنية الفل�سطينية التي‬ ‫قطعت �شوط ًا طوي ًال يف ح�شد املجتمع الدويل وراء مطالبها امل�شروعة‪ ،‬واملدفوعة‬ ‫مبواجهة عقيمة مع جدار �إ�سرائيلي �أ�صم‪ ،‬هو �أ�شد �ضراوة من اجلدار العازل‬ ‫‪28‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫الذي يقتطع من �أرا�ضي ال�ضفة الغربية الكثري‪ ،‬ويعزلها يف �آن مع ًا‪.‬‬ ‫وبالنظر �إىل الأهمية القانونية العرتاف العامل الر�سمي بدولة فل�سطينية‬ ‫مفرت�ضة قد ال توفر لها �إ�سرائيل �أ�سباب احلياة‪ ،‬ف�إن الإقرار القانوين بحد ذاته‬ ‫ُيـ َعـ ّد �شهيق ًا عميق ًا بعد انقطاع الأنفا�س الطويل يف جوالت تفاو�ضية من دون‬ ‫جدوى مل تثمر عن احل�سم املن�شود‪ ،‬و�سط تغ ّول �إ�سرائيلي متعاظم‪ ،‬وجتاهل من‬


‫قبل القوى الدولية املعنية ب�إيجاد احلل ال�سلمي يف ق�ضية ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫ويف حال ف�شلت ال�سلطة الوطنية الفل�سطينية يف م�سعاها لنيل الع�ضوية‬ ‫الكاملة لدولة فل�سطينية يجب �أن مت ّر من بوابة جمل�س الأمن الدويل �إىل‬ ‫اجلمعية العامة‪ ،‬ف�إن الفل�سطينيني �سوف ُي َ‬ ‫رغمون على اللجوء �إىل احل�صول على‬ ‫«مكانة دولة غري ع�ضو»‪ ..‬و�إذا ما �أخذنا يف االعتبار �أن اخليار الأول يف �أح�سن‬ ‫الأحوال‪� ،‬أو الثاين ك�أقل املتاح‪ ،‬لن يعيدا احلقوق الفل�سطينية امل�شروعة‪� ،‬أو يلزما‬ ‫�إ�سرائيل باالن�سحاب من الأرا�ضي املحتلة‪� ،‬إ ّال �أن االعرتاف بوجهيه‪ ،‬عندما يلقي‬ ‫الفل�سطينيون قطعتهم النقدية يف الهواء يف قرعة الت�صويت املرتقبة‪� ،‬سوف‬ ‫يبقي على اليقظة الدولية �إزاء ما ميكن اعتباره احتال ًال موثق ًا ب�صكوك قانونية‬ ‫تكر�س الأمم املتحدة �شهادتها عليه بو�صفه و�ضع ًا م�ؤقت ًا يجب �أن يجد طريقه �إىل‬ ‫احلل‪ ،‬ولي�س امتياز ًا �إ�سرائيلي ًا خال�ص ًا‪ ،‬مهما و�ضعت حكومة بنيامني نتنياهو‬ ‫الأعذار لتمرير م�شروعها اال�ستعماري‪� ،‬أو التحايل على املجتمع الدويل ال�ستدامة‬ ‫وجودها يف الأرا�ضي الفل�سطينية‪..‬ولن تكون الق�ضية الفل�سطينية بذلك جمرد‬ ‫أرا�ض حدودية‪ ،‬كما‬ ‫أرا�ض متنازع عليها‪� ،‬أو �صراع بني طرفني يخت�صمان حول � ٍ‬ ‫� ٍ‬ ‫حتاول �إ�سرائيل �أن تر ّوج‪.‬‬ ‫ومن الناحية ال�سيا�سية‪ ،‬يجهد الفل�سطينيون لإبقاء ق�ضيتهم املف�صلية‬ ‫طافية على ال�سطح‪ ،‬واحليلولة دون �إخماد جذوتها حتت طائلة �صراع طويل‬ ‫الأمد‪ ،‬ت�صادر خالله احلكومة الإ�سرائيلية مزيد ًا من �أرا�ضي ال�ضفة‪ ،‬وتقل�ص‬ ‫الفر�ص يف �أي عملية �سالم ميكن ا�ستئنافها يف امل�ستقبل‪.‬‬

‫لقد انربت منظمة التعاون الإ�سالمي لدعم املطلب الفل�سطيني منذ بداياته‬ ‫م�ستفيدة من هام�ش وا�سع حل�شد الدعم‪ ،‬لي�س على �صعيد الدول الأع�ضاء يف‬ ‫املنظمة فح�سب‪ ،‬بل من خالل ال�شبكة الدبلوما�سية التي �أن�ش�أتها من خالل‬ ‫الدول التي تتمتع بع�ضوية مراقب يف املنظمة‪ ،‬وغريها من الدول التي تت�صل‬ ‫معها بعالقات خا�صة مثل ال�صني واململكة املتحدة والربازيل وغريها‪ ..‬و�ستكون‬ ‫«التعاون الإ�سالمي» من دون �شك ر�صيد ًا دولي ًا هام ًا للفل�سطينيني الذين �سوف‬ ‫يعتمدون من اليوم والحق ًا على دائرة وا�سعة من احللفاء يف «حرب الفيتو»‬ ‫القادمة‪ ،‬وما يليها من تداعيات‪.‬‬ ‫وو�ضعت «التعاون الإ�سالمي» م�س�ألة االعرتاف بدولة فل�سطينية على ر�أ�س‬ ‫�أجندتها يف �أن�شطتها كافة‪ ،‬فقد طرح الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪،‬‬ ‫الأمني العام للمنظمة‪ ،‬م�س�ألة ح�شد الدعم للفل�سطينيني يف جوالته الإفريقية‬ ‫والأوروبية التي �سبقت اجتماع وزراء اخلارجية يف �أ�ستانا نهاية يونيو ‪،2011‬‬ ‫وخ�صو�ص ًا (جولته الأوروبية) التي �شملت لندن وبروك�سيل‪ .‬و�شدد الأمني العام‬ ‫للمنظمة يف لقاءاته الثنائية مع امل�س�ؤولني يف بريطانيا واالحتاد الأوروبي على‬ ‫�أهمية دعم املطلب الفل�سطيني‪ ،‬الفت ًا �إىل اجلمود الذي يعرتي العملية ال�سلمية‪،‬‬ ‫واحلق ال�شرعي والثابت للفل�سطينيني يف احل�صول على دولتهم امل�ستقلة‬ ‫وعا�صمتها القد�س ال�شريف‪ ،‬وفق ما تكفله القرارات الدولية؛ ف�ض ًال عن‬ ‫التعهدات التي التزم بها الرئي�س الأمريكي باراك �أوباما جتاه �ضرورة والدة دولة‬ ‫فل�سطينية بحلول �سبتمرب ‪ ،2011‬كل ذلك يفر�ض التزام ًا �أخالقي ًا جتاه حق‬ ‫الفل�سطينيني بالتمتع بدولة م�ستقلة ذات �سيادة‪ ،‬كنتيجة حتمية لأي عملية �سالم‬ ‫عادلة و�شاملة‪.‬‬

‫ر�صيد دويل‬ ‫مبعنى �آخر‪� ،‬إن املعركة التي �ستخو�ضها ال�سلطة الوطنية الفل�سطينية‪ ،‬يف‬ ‫بداية‬ ‫وقت �ضائع من عملية �سلمية حمت�ضرة يف �أروقة جمل�س الأمن‪ ،‬ت�شكل‬ ‫املحافل الدولية‬ ‫مرحلة �صراع جديد‪ ،‬قد يكون �أكرث وط�أة على �إ�سرائيل من حلقات املراوغة التي‬ ‫مل يقف دعم املنظمة حلق الفل�سطينيني يف دولتهم �ضمن �إعالن �أ�ستانة‬ ‫ً‬ ‫اعتادت على ممار�ستها يف م�سل�سل ال�سالم الذي بهت و�صار لزاما �إعادة النظر ال�صادر عن اجتماع وزراء اخلارجية الإ�سالمية يف كازاخ�ستان‪ ،‬والذي‬ ‫يف �أبجدياته‪.‬‬ ‫حثّ املجتمع الدويل على االعرتاف بها يف �سبتمرب ‪ ،2011‬بل �إن املجموعة‬ ‫الإ�سالمية بقطبيها يف اجلمعية العامة التابعة للأمم املتحدة‪ ،‬وجمل�س حقوق‬ ‫الإن�سان الدويل قد مثلت على مدى ال�سنوات املا�ضية‪ ،‬القوة ال�ضاربة يف جممل‬ ‫عمليات الت�صويت‪ ،‬وقد جتلى ذلك يف القرارات املتتالية الذي �أ�صدرها جمل�س‬ ‫حقوق الإن�سان الدويل الذي يت�شكل من ‪ 47‬دولة ع�ضو ًا‪ ،‬منها ‪ 16‬دولة ع�ضو ًا‬ ‫يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وهو ما يعني قوة ت�صويتية كبرية قادرة على ح�سم‬ ‫كثري من امللفات والتي تراوحت بني الت�صويت الإيجابي على تقرير غولد�ستون‬ ‫الذي ندد باالنتهاكات الإ�سرائيلية يف حربها على قطاع غزة عام ‪،2008‬‬ ‫ودعوتها لت�شكيل جلنة حتقيق يف االعتداء على �أ�سطول احلرية الذي تعر�ض‬ ‫لعملية �إنزال �إ�سرائيلية على �سفن مدنية يف املياه الإقليمية قبالة ال�سواحل‬ ‫الفل�سطينية‪ ،‬و�أ�سفرت عن مقتل وجرح العديد من �أطقم تلك ال�سفن‪ ،‬و�أفراد‬ ‫الفرق الإن�سانية التي كانت تعتزم التوجه �إىل غزة لك�سر احل�صار املفرو�ض‬ ‫عليه‪ ،‬وتقدمي امل�ساعدات ل�سكانه‪.‬‬ ‫و�إذا ما �أخذنا هذه القوة الكامنة يف االعتبار‪ ،‬وم�ضينا نحو تفعيلها �أكرث‪،‬‬ ‫ف�إن ال�سا�سة الفل�سطينيني الذين يواجهون �إحجام حكومة نتنياهو عن تقدمي‬ ‫�أي تنازالت يف املفاو�ضات التي تراوح مكانها‪� ،‬سوف يدخلون يف عباب بحر مل‬ ‫يخو�ضوه من قبل‪ ،‬وا�ضعني الكرة يف امللعب الدويل‪ ،‬وحميلني امل�س�ألة الفل�سطينية‬ ‫برمتها من خانة االحتكار الغربي‪� ،‬إىل امل�س�ؤولية الدولية والإن�سانية جتاه م�أ�ساة‬ ‫وزير اخلارجية الفل�سطيني ريا�ض املالكي‬ ‫�شعب طالت وتعاظمت على مدى �أكرث من �ستة عقود‪.‬‬ ‫‪29‬‬


‫تقرير خا�ص‬

‫وزير خارجية كازاخ�ستان بيريزان كازيخانوف رئي�س الدورة الثامنة والثالثني ملجل�س وزراء اخلارجية‪:‬‬

‫هذه الدورة معلم تاريخي يف تطور منظمتنا‬ ‫�أجرى اللقاء مها عقيل‬ ‫بعد النجاح الذي تكللت به �أعمال جمل�س وزراء اخلارجية‪،‬‬ ‫توجهت جملة منظمة التعاون الإ�سالمي لوزير خارجية جمهورية‬ ‫كازاخ�ستان‪ ،‬بيريزان كازيخانوف‪ ،‬رئي�س الدورة الثامنة والثالثني‬ ‫ملجل�س وزراء اخلارجية ببع�ض الأ�سئلة املتعلقة بالقرارات الهامة‬ ‫التي �صدرت عن امل�ؤمتر‪.‬‬ ‫• ما هو تقوميكم لنتيجة الدورة الثامنة والثالثني ملجل�س وزراء‬ ‫اخلارجية و�أي القرارات تعتربونه الأهم من بني القرارات التي �صدرت؟‬ ‫ وفق ًا للتقومي العام للم�شاركني‪ ،‬يعترب اجتماع �أ�ستانا معلم ًا تاريخي ًا‬‫يف تطور منظمتنا‪ .‬وكما هو معلوم‪ ،‬فقد مت تغيري ا�سم املنظمة �إىل منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬مما يعني حتولها �إىل جتمع دويل يت�سم بقدر �أكرب من املتانة‬ ‫والفاعلية‪ .‬ويف هذا ال�صدد‪ ،‬كان من املنطقي �أن نعتمد �شعار ًا جديد ًا للمنظمة‬ ‫كذلك‪ .‬وكان من �أبرز �إجنازات هذه الدورة اعتماد تو�صية بعقد قمة املنظمة مرة‬ ‫كل �سنتني عو�ض ًا عن مرة كل ثالث �سنوات‪.‬‬ ‫�أما املو�ضوع الذي طال نقا�شه فكان �إن�شاء الهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق‬ ‫الإن�سان التابعة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وقد مت ح�سمه �أخري ًا يف �أ�ستانا‪ ،‬ثم مت‬ ‫اعتماد ميثاق الهيئة والئحة ن�شاطاتها‪.‬‬ ‫ويعترب اعتماد خطة عمل منظمة التعاون الإ�سالمي للتعاون مع �آ�سيا‬ ‫الو�سطى‪ ،‬مبا يف ذلك عدد من التدابري لتعزيز تطوير املنطقة حتى عام ‪2015‬‬ ‫ذا قيمة عملية كبرية‪ .‬وب�شكل عام‪ ،‬اعتمد املجل�س ‪ 110‬قرارات يف املجاالت‬ ‫ال�سيا�سية واالجتماعية واالقت�صادية والعلمية التقنية والإن�سانية‪ .‬ونحن نعرب‬ ‫عن عرفاننا باجلميل جلميع �شركائنا العتماد القرارات املقدمة من كازاخ�ستان‪،‬‬ ‫مبا يف ذلك القرار اخلا�ص بالذكرى الع�شرين لإغالق موقع االختبارات النووية‬ ‫يف �سيمباالتين�سك واليوم العاملي ملكافحة االختبارات النووية و�إعادة ت�أهيل بحر‬ ‫الأورال ومكافحة تهريب املخدرات من �أفغان�ستان والتعاون بني منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي ومنظمات دولية �أخرى‪.‬‬ ‫وللمرة الأوىل يف �إطار املنظمة‪ ،‬انتخبت الدول الأع�ضاء الرئي�س التايل‬ ‫ملجل�س وزراء اخلارجية بطريقة دميقراطية‪ ،‬وهو من�صب طلبته كل من العراق‬ ‫وجيبوتي‪ .‬وعلى �إثر نتائج االقرتاع مت انتخاب جيبوتي لتويل رئا�سة الدورة‬ ‫القادمة ملجل�س وزراء خارجية منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫و�أكرث من ذلك �أهمية‪ ،‬كان اعتماد �إعالن �أ�ستانا‪ ،‬الذي عك�س املوا�ضيع‬ ‫الرئي�سة التي وردت يف جدول �أعمال منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وهي العملية‬ ‫ال�سلمية يف ال�شرق الأو�سط وتطوير التعاون الإقليمي والدويل‪ ،‬وامل�شكلة الأفغانية‪،‬‬ ‫و�إن�شاء مناطق خالية من الأ�سلحة النووية‪ ،‬وم�شكلة منع االنت�شار النووي‪،‬‬ ‫ومكافحة الإرهاب والتطرف وتهريب املخدرات‪ ،‬وح�سم الأزمة يف ليبيا وبلدان‬ ‫ومناطق �أخرى يف العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫‪30‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫واتفق ر�ؤ�ساء الوفود والأمني العام للمنظمة بالإجماع على �أن اجتماع �أ�ستانا‬ ‫كان الأوفر من حيث املعلومات بالن�سبة لعدد املوا�ضيع التي متت مناق�شتها وكان‬ ‫فعا ًال يف الو�صول �إىل حلول جمدية وكان جيد التنظيم وكان ذا �أهمية كبرية‬ ‫بالنظر للو�ضع الدويل احلايل وكان دميقراطي ًا من حيث اتخاذ القرار‪.‬‬ ‫وقد رمز �شعار رئا�سة كازاخ�ستان للمنظمة «ال�سالم والتعاون والتنمية» �إىل‬ ‫�إجنازات بالدنا التي حققناها بعد �أكرث من ع�شرين �سنة من ا�ستقاللنا ور�أى فيه‬ ‫�أع�ضاء املنظمة جوهر طريق التنمية الذي �سلكته كازاخ�ستان ومنوذج ًا منا�سب ًا‬ ‫للدول الإ�سالمية لالحتذاء به‪.‬‬ ‫• مت تنظيم جل�سة تفاعلية حول الأمن وفرت فر�صة للنظر �إىل‬ ‫الأو�ضاع ال�سائدة يف خمت ِلف �أنحاء العامل الإ�سالمي‪ .‬ما هو ر�أيكم يف هذه‬ ‫اجلل�سة وما هو اقرتاحكم ملنظمة التعاون الإ�سالمي ب�ش�أن هذا الأمر من �أجل‬ ‫حتقيق الأمن وال�سلم؟‬ ‫ يف الواقع‪ ،‬نظمنا‪ ،‬يف �إطار جمل�س وزراء خارجية منظمة التعاون‬‫الإ�سالمي‪ ،‬جل�سة تفاعلية بعنوان «تعزيز اال�ستقرار ال�سيا�سي والتنمية‬ ‫االقت�صادية يف العامل الإ�سالمي»‪ .‬ومل يكن اختيارنا لهذه اجلل�سة وليد �صدفة‪.‬‬ ‫حيث ناق�ش امل�شاركون ق�ضايا تعزيز الأمن الدويل والإقليمي‪ ،‬مبا يف ذلك الثورات‬ ‫االجتماعية يف �شمال �إفريقيا وال�شرق الأو�سط يف الإطار الأو�سع‪.‬‬ ‫وقد �أكد �أع�ضاء منظمة التعاون الإ�سالمي ب�شكل عام احلاجة �إىل �إجراء‬ ‫�إ�صالحات اجتماعية واقت�صادية فورية وتعزيز م�ؤ�س�سات املجتمع املدين يف‬ ‫البلدان الإ�سالمية من �أجل �سلوك طريق التنمية امل�ستدامة‪.‬‬ ‫• ملاذا حتر�ص كازاخ�ستان على تطوير امل�صرفية الإ�سالمية وكيف‬ ‫ترون م�ستقبل امل�صرفية الإ�سالمية والتجارة واال�ستثمار البينيني يف �إطار‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي؟‬ ‫ التمويل الإ�سالمي هو �أداة هامة وفعالة يف تطوير كل من االقت�صادات‬‫الوطنية والعاملية‪ .‬وكما �أ�شار �إىل ذلك الرئي�س نور �سلطان نزارباييف‪ ،‬رئي�س‬ ‫كازاخ�ستان‪ ،‬يف كلمته‪ ،‬ف�إن الأزمة االقت�صادية العاملية الأخرية �أو�ضحت بجالء‬ ‫�أهمية منوذج التمويل االقت�صادي الإ�سالمي وجدواه‪.‬‬ ‫�إننا نويل �أهمية كبرية لتطوير امل�صرفية الإ�سالمية يف كازاخ�ستان‪ .‬فبدعم‬ ‫فعال من البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬و�ضعنا واعتمدنا قانون ًا للتمويل وامل�صرفية‬ ‫الإ�سالمية‪ .‬كما افتتحنا كذلك �أول م�صرف �إ�سالمي يف البالد‪ ،‬ولدينا خطط‬ ‫لإ�صدار �صكوك م�ؤ�س�سية �سيادية‪.‬‬ ‫وبالنظر �إىل طبيعة اال�ستثمار يف التمويل الإ�سالمي‪ ،‬فقد ي�صبح �أحد‬ ‫�أهم موارد التمويل مل�شاريع اال�ستثمار ذات الأولوية‪ ،‬مبا يف ذلك امل�شاريع التي‬ ‫تُـ َنـ َفّـذ يف �إطار برنامج التعجيل بالتنمية االقت�صادية واالبتكارية يف كازاخ�ستان‬


‫‪ ،PAIID‬وهذا امل�شروع ال�ضخم مفتوح لر�أ�س املال الدويل‪ ،‬مبا يف ذلك ر�أ�س‬ ‫املال من البلدان الإ�سالمية ال�شقيقة‪ ،‬كما نتوقع تو�سيع نطاق التمويل الإ�سالمي‬ ‫يف منطقتنا‪ .‬ويف هذا ال�صدد نخطط ال�ست�ضافة م�ؤمتر دويل رئي�سي حول‬ ‫امل�صرفية الإ�سالمية يف ال�سنة القادمة‪.‬‬ ‫• ما هي جماالت الأولوية يف كازاخ�ستان خالل رئا�ستها ملجل�س‬ ‫وزراء اخلارجية؟‬ ‫ ت�سعى كازاخ�ستان‪ ،‬خالل رئا�ستها ملجل�س وزراء خارجية منظمة‬‫التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إىل مزيد من الإ�سهامات يف جتديد وحتديث هذا الهيكل‬ ‫الدويل الأهم يف العامل الإ�سالمي وفق ًا للروح اجلديدة لع�صرنا وانطالق ًا من‬ ‫ديننا وقيمنا امل�شرتكة‪ .‬وتنطلق تنميتنا من ال�سعي �إىل حتديث املجتمع مع‬ ‫املحافظة على املبادئ الإ�سالمية‪.‬‬ ‫وت�سعى رئا�سة كازاخ�ستان �إىل تعزيز تنويع التعاون يف �إطار املنظمة والتفاعل‬ ‫يف جمال العلوم والتكنولوجيا والبيئة والتعاون الثقايف والإن�ساين‪ .‬و�سوف نركز‬ ‫جهودنا على تعزيز الأمن‬ ‫الدويل والإقليمي وتعزيز‬ ‫التنمية ومعاجلة امل�شاكل‬ ‫والنهو�ض‬ ‫االجتماعية‬ ‫باحلوار بني احل�ضارات‬ ‫و�ضمان تفاعل بناء بني‬ ‫العامل الإ�سالمي والغرب‬ ‫ومكافحة الإ�سالموفوبيا‬ ‫وتعزيز نظام عدم انت�شار‬ ‫�أ�سلحة الدمار ال�شامل‪.‬‬ ‫• بعد اعتماد‬ ‫خطة عمل التعاون مع �آ�سيا‬ ‫الو�سطى‪ ،‬ما هي اخلطوة‬ ‫التالية واملجاالت ذات‬ ‫الأولوية التي يجب تفعيلها؟‬ ‫ نظر ًا لظروف‬‫خمتلفة‪ ،‬مت عزل منطقة‬ ‫�آ�سيا الو�سطى التي هي‬ ‫جزء ال يتجز�أ من العامل‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬من منظمة‬ ‫امل�ؤمتر الإ�سالمي (منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي حالي ًا)‬ ‫ودولها الأع�ضاء‪ .‬و�سوف‬ ‫تعمل كازاخ�ستان مع‬ ‫جاراتها يف املنطقة من �أجل‬ ‫حتقيق م�شاركة تت�سم بقدر‬ ‫�أكرب من الفاعلية لبلداننا‬ ‫يف التعاون الذي يعود بالنفع‬

‫املتبادل على البلدان الإ�سالمية‪.‬‬ ‫وكما هو معلوم‪ ،‬ف�إن االجتماع رفيع امل�ستوى حول تعاون منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي مع �آ�سيا الو�سطى انعقد يف �إطار الدورة الثامنة والثالثني ملجل�س‬ ‫وزراء خارجية منظمة التعاون الإ�سالمي‪ .‬وقد مت تنظيم هذه الفعالية برئا�سة‬ ‫كازاخ�ستان ومب�شاركة وزراء ور�ؤ�ساء وفود قمة منظمة التعاون الإ�سالمي وترويكا‬ ‫جمل�س وزراء اخلارجية‪� ،‬إ�ضافة �إىل بلدان �آ�سيا الو�سطى وم�ؤ�س�سات منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ويف �أعقاب االجتماع‪ ،‬مت اعتماد خطة عمل منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫للتعاون مع �آ�سيا الو�سطى يف الفرتة بني عامي ‪ 2011‬و‪ 2015‬للمرة الأوىل‬ ‫يف تاريخ املنظمة‪ .‬وجتدر الإ�شارة �إىل �أن �أولويات هذه اخلطة ت�شمل موا�ضيع‬ ‫�أ�سا�سية للمنطقة‪ ،‬مثل حت�سني �شروط التجارة وزيادة القدرة على ا�ستقطاب‬ ‫اال�ستثمار وتعزيز الأمن الغذائي وتطوير ممرات نقل �إقليمية والتعاون الإقليمي‬ ‫يف مكافحة الأمرا�ض اخلطرية والعمل املناه�ض للجرمية املنظمة وتهريب‬ ‫املخدرات والهجرة غري القانونية‪.‬‬ ‫و�سوف ت�ستعر�ض االجتماعات ال�سنوية على م�ستوى الوزراء وكبار املوظفني‬ ‫التقدم املنجز يف تنفيذ‬ ‫هذه اخلطة با�ستمرار‪،‬‬ ‫و�سوف ت�شكل اللجنة‬ ‫التنفيذية‪ .‬و�سيتيح ذلك‬ ‫فر�صة للت�صدي ب�سرعة‬ ‫للتحديات اجلديدة و�إدخال‬ ‫التعديالت اجلديدة على‬ ‫اخلطة ووثائق �أخرى ذات‬ ‫�صلة‪.‬‬ ‫ويف االجتماع رفيع‬ ‫امل�ستوى القادم املقرر‬ ‫عقده يف الفرتة من ‪17‬‬ ‫�إىل ‪� 20‬أكتوبر ‪ ،2011‬يف‬ ‫ا�سطنبول يف �إطار الدورة‬ ‫ال�سابعة والع�شرين للجنة‬ ‫الدائمة للتعاون االقت�صادي‬ ‫والتجاري (الكوم�سيك)‪،‬‬ ‫�سوف نتخذ قرار ًا ب�ش�أن‬ ‫اخلطوات الأوىل جتاه‬ ‫التنفيذ العملي للن�شاطات‬ ‫املحددة يف هذه اخلطة‪.‬‬ ‫• �شكر ًا لكم على‬ ‫هذه املقابلة‪.‬‬ ‫ و�أنا �أو ّد �أن �أ�شكر‬‫جملة املنظمة على �إتاحتها‬ ‫هذه الفر�صة لتو�ضيح‬ ‫موقفنا ل�شركائنا ولقراء‬ ‫جملتكم‪.‬‬ ‫‪31‬‬


‫تقرير خا�ص‬

‫�إعالن �أ�ستانا ي�سلط ال�ضوء على ق�ضــايا‬ ‫�أقر وزراء خارجية ور�ؤ�ساء وفود الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي �أن الدورة الثامنة والثالثني ملجل�س وزراء اخلارجية انعقدت يف وقت‬ ‫ي�شهد تغريات ديناميكية حتمل يف ثناياها حتديات وفر�صا ً�أمام الأمة الإ�سالمية‬ ‫والب�شرية جمعاء‪ .‬ووعي ًا منهم بالأهمية البالغة التي يكت�سيها امل�ؤمتر‪� ،‬أكد الوزراء‬ ‫جمدد ًا ت�شبثهم باملبادئ ال�سامية لدينهم احلنيف التي ترتكز على قيم ال�سالم‬ ‫والرتاحم والت�سامح وامل�ساواة والعدل والكرامة الإن�سانية للأمة وللب�شرية كافة‪،‬‬ ‫و�أعرب امل�شاركون عن عزمهم على تعزيز ال�سلم والتعاون والتطور مع �سائر‬ ‫بلدان العامل‪.‬‬ ‫كما �أعربوا عن ت�صميمهم على �إعطاء زخم جديد ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫ولتقوية دورها‪ ،‬وذلك كو�سيلة من و�سائل تعزيز التعاون بني بلداننا وتنفيذ‬ ‫الر�ؤية اجلديدة والأهداف التي ين�شدها العامل الإ�سالمي الذي يتطلب الإ�صالح‬ ‫واحلكم الر�شيد وحقوق الإن�سان على نحو يلبي �آمال وتطلعات الأمة يف القرن‬ ‫احلادي والع�شرين‪ .‬ويف هذا ال�صدد‪� ،‬أعلن عن ترحيبهم احلار بالتحول الذي‬ ‫ت�شهده املنظمة حتى تغدو هيئة �أكرث متا�سك ًا وفاعلية يف ظل ا�سمها و�شعارها‬ ‫اجلديدين‪ :‬منظمة التعاون الإ�سالمي‪ .‬كما �شددوا على �أهمية جناح عملية تنفيذ‬ ‫برنامج العمل الع�شري ملنظمة التعاون الإ�سالمي خدمة مل�صلحة الأمة الإ�سالمية‬ ‫و�إ�سهامها يف حتقيق الأهداف الإمنائية للألفية على حد �سواء‪.‬‬ ‫و�أقر امل�س�ؤولون بالتحديات النا�شئة التي تواجهها جمتمعاتنا والناجمة عن‬ ‫التطورات الهامة التي ت�شهدها منطقة ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا‪ .‬ونا�شدوا‬ ‫كل الأطراف املعنية بالدخول يف حوار بن ّاء والعمل �صوب حتقيق حلول �سلمية‬ ‫و�ضمان حماية املدنيني‪ .‬ون�ص �إعالن �أ�ستانا على �أنه انطالق ًا من روح ميثاق‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬ستعمل الدول الأع�ضاء من خالل قنوات عديدة‪ ،‬من‬ ‫بينها منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬من �أجل حتويل هذه التحديات �إىل فر�صة ت�سمح‬ ‫بتطوير م�ستوى حياة �شعوبنا من خالل تعزيز ال�سلم والتعاون وتر�سيخ �سيادة‬ ‫القانون وحقوق الإن�سان واحلريات الأ�سا�سية واحلكم الر�شيد والدميقراطية‬ ‫وامل�ساءلة‪.‬‬

‫اجلاللة امللك حممد ال�ساد�س عاهل اململكة املغربية رئي�س جلنة القد�س‪ ،‬وكذا‬ ‫بجهود جاللة امللك عبد اهلل الثاين بن احل�سني‪ ،‬عاهل اململكة الأردنية الها�شمية‬ ‫يف هذا ال�صدد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�أدانوا �أي�ضا ا�ستمرار �إ�سرائيل يف احتاللها اجلوالن ال�سوري املحتل‬ ‫والأرا�ضي اللبنانية املحتلة‪ ،‬و�أكدوا دعمهم لهذين البلدين يف ا�سرتجاع جميع‬ ‫�أرا�ضيهما التي حتتلها �إ�سرائيل‪.‬‬ ‫احلل ال�سلمي للنـزاعات‬ ‫�أكد الوزراء �أهمية احلفاظ على �أمن جميع الدول الأع�ضاء يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي و�سيادتها وا�ستقاللها و�سالمة �أرا�ضيها وحقوقها القانونية‬ ‫و�ضرورة احلل ال�سلمي للنـزاعات‪ ،‬طبق ًا ملبادئ ميثاقي كل من الأمم املتحدة‬ ‫ومنظمة التعاون الإ�سالمي ووفق ًا للقانون الدويل‪ .‬و�أعربوا عن ت�ضامنهم مع‬ ‫العراق و�أفغان�ستان و�أذربيجان وال�صومال وال�سودان وكوت ديفوار واحتاد جزر‬ ‫القمر والبو�سنة والهر�سك وكذلك �شعوب دولة قرب�ص الرتكية وكو�سوفو وجامو‬ ‫وك�شمري يف طموحاتها الرامية �إىل حتقيق حياة �سلمية و�آمنة ومتقدمة‪ .‬كما‬ ‫دعموا اجلهود الرامية �إىل تعزيز وتقوية الدور الذي تنه�ض به منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي يف درء النـزاعات وف�ضها‪.‬‬ ‫ليبيا‬ ‫عرب امل�شاركون عن قلقهم العميق �إزاء الو�ضع يف ليبيا وتداعياته الإن�سانية‪،‬‬ ‫ودعوا الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي وم�ؤ�س�ساتها �إىل امل�شاركة‬ ‫يف اجلهود الراهنة التي ت�ستهدف تقدمي امل�ساعدات الإن�سانية �إىل �شعب ليبيا‪.‬‬ ‫ورحبوا كذلك بكل اجلهود املبذولة من �أجل التو�صل �إىل حل �سلمي لهذه الأزمة‪.‬‬ ‫�أفغان�ستان‬ ‫�أكد الوزراء جمدد ًا التزامهم امل�شرتك بانخراط طويل الأمد يف �أفغان�ستان‬ ‫وذلك من �أجل �إحالل ال�سالم واال�ستقرار وحتقيق التنمية االجتماعية‬ ‫واالقت�صادية يف هذا البلد وملواجهة حتديات جديدة نا�شئة عن ذلك‪ .‬ورحبوا‬ ‫يف هذا ال�صدد باملبادرات الرامية �إىل الإ�سهام يف تعزيز التعاون مع �أفغان�ستان‬ ‫و�أ�شادوا بالربامج الرتبوية وامل�ساعدات الفنية وم�شاريع البنية التحتية ذات‬ ‫ال�صلة‪ .‬و�أعربوا عن عزمهم على تكثيف جهودهم من �أجل منع ومكافحة‬ ‫املخدرات واجلرمية‪ .‬و�أ�شادوا يف هذا ال�صدد بالن�شاطات التي يقوم بها املركز‬ ‫الإقليمي للإعالم والتن�سيق لآ�سيا الو�سطى ملكافحة االجتار غري امل�شروع يف‬ ‫العقاقري املخدرة وامل�ؤثرات العقلية‪ ،‬والذي يوجد مقره يف �أمل�آتي بكازخ�ستان‪.‬‬

‫الق�ضية الفل�سطينية‬ ‫�شدد ر�ؤ�ساء الوفود على �ضرورة التو�صل �إىل ت�سوية مبكرة للق�ضية‬ ‫الفل�سطينية‪ ،‬و�أعربوا عن كامل دعمهم ملبادرة ال�سالم العربية التي تروم التو�صل‬ ‫�إىل حل دائم و�شامل وعادل لل�صراع العربي ـ الإ�سرائيلي‪ .‬و�أ�شادوا باجلهود‬ ‫التي بذلتها ال�سلطة الوطنية الفل�سطينية يف جمال بناء امل�ؤ�س�سات‪ ،‬ودعوا‬ ‫املجتمع الدويل �إىل الإقرار بالتقدم الذي مت �إحرازه و�إىل االعرتاف بالدولة‬ ‫الفل�سطينية امل�ستقلة ذات ال�سيادة على �أ�سا�س حدود ‪ 4‬يونيو ‪ .1967‬و�أدانوا‬ ‫ب�شدة بناء امل�ستوطنات والتو�سع من جانب �إ�سرائيل‪ .‬ودعا الوزراء �إىل تنفيذ‬ ‫قرارات جمل�س الأمن الدويل ذات ال�صلة املتعلقة بال�صراع العربي الإ�سرائيلي‪،‬‬ ‫الإرهاب‬ ‫وخ�صو�ص ًا القرارات رقم ‪ 242‬و‪ 338‬و‪ 425‬و‪ 1515‬و‪ ،1860‬كما �أدانوا‬ ‫�أدان وزراء اخلارجية ور�ؤ�ساء الوفود ب�شدة الإرهاب بجميع �أ�شكاله‬ ‫ال�سيا�سات والأعمال الإ�سرائيلية غري القانونية التي ت�ستهدف تغيري الطابع ومظاهره‪ ،‬و�أكدوا جمدد ًا �ضرورة عدم الربط بني هذه الآفة وبني �أي دين �أو‬ ‫العربي والإ�سالمي للقد�س ال�شرقية املحتلة وتغيري تركيبتها ال�سكانية وعزلها عرق �أو عقيدة �أو قيم �أو ثقافة �أو جمتمع‪.‬‬ ‫و�سجلوا �أنه لن يت�سنى معاجلة الإرهاب معاجلة فعالة باال�ستناد ح�صرياً‬ ‫من حميطها الفل�سطيني‪ .‬و�أكدوا جمدد ًا دعمهم للجهود التي يبذلها �صاحب‬ ‫‪32‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬


‫ال�ســـــالم والتعــــــاون والتنميــــة‬ ‫�إىل املنظور الأمني �أو الو�سائل الع�سكرية‪� .‬إذ يجب االعتماد يف مكافحة الإرهاب‬ ‫على توفري التعليم املالئم والظروف االجتماعية الأف�ضل للمعوزين وتوفري فر�ص‬ ‫العمل لل�شباب‪ ،‬و�سي�سفر ذلك عن نتائج �أف�ضل بالق�ضاء على �أ�سبابه احلقيقية‪.‬‬ ‫و�أكدوا التزامهم بتعزيز التعاون يف جمال مكافحة الإرهاب والق�ضاء عليه‪،‬‬ ‫و�أكدوا جمددا على مقرتح خادم احلرمني ال�شريفني امللك عبد اهلل بن عبد‬ ‫العزيز‪ ،‬القا�ضي ب�إن�شاء مركز دويل ملكافحة الإرهاب حتت مظلة الأمم املتحدة‪.‬‬ ‫ورحبوا مببادرة �إيران لتنظيم م�ؤمتر دويل يف طهران يف يونيو ‪ 2011‬حول‬ ‫املكافحة العاملية للإرهاب‪.‬‬ ‫عدم االنت�شار النووي ونزع ال�سالح‬ ‫�شدد الإعالن على �أنه يتعني بذل املزيد من اجلهود لتعزيز عدم االنت�شار‬ ‫النووي ونزع ال�سالح‪ .‬و�أ�شادوا بالدعوة التي وجهها م�ؤمتر مراجعة معاهدة عدم‬ ‫االنت�شار النووي لعام ‪ 2010‬لعقد م�ؤمتر يف عام ‪ 2012‬حول �إن�شاء منطقة‬ ‫خالية من الأ�سلحة النووية و�أ�سلحة الدمار ال�شامل يف منطقة ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫و�أ�شادوا بعملية التنفيذ اجلارية للمعاهدة اخلا�صة باملنطقة اخلالية من الأ�سلحة‬ ‫النووية يف �آ�سيا الو�سطى‪ .‬وهن�ؤوا جمهورية كازاخ�ستان على �إجنازها ب�إغالق‬ ‫موقع �سميباالتن�سك ال�سابق للتجارب النووية واالحتفال بالذكرى الع�شرين لهذا‬ ‫احلدث املهم‪ .‬ورحبوا بقرار الأمم املتحدة ب�ش�أن مبادرة كازاخ�ستان لإعالن اليوم‬ ‫التا�سع والع�شرين من �شهر �أغ�سط�س يوم ًا دولي ًا ملناه�ضة التجارب النووية‪.‬‬

‫ال�ضعف و�إطالق قدرات �شعوبنا واقت�صاداتنا‪ .‬و�أكدوا ت�صميمهم على امل�ضي‬ ‫قدم ًا بالتجارة وامل�ساعدات فيما بني البلدان الإ�سالمية‪ ،‬واالرتقاء بالتعليم‬ ‫واالبتكار بغية حتديث جمتمعاتنا‪ ،‬ومعاجلة التغريات الدميوغرافية‪ ،‬وخلق فر�ص‬ ‫جديدة‪ ،‬وبخا�صة لل�شباب والن�ساء‪.‬‬ ‫ودعوا �إىل تقوية التعاون متعدد الأطراف داخل منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫ب�أبعاده التجارية واالقت�صادية والعلمية والفنية والبيئية‪ ،‬ولإن�شاء �صندوق‬ ‫للأعمال التجارية ال�صغرية واملتو�سطة برعاية البنك الإ�سالمي للتنمية‪.‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل ذلك‪ ،‬دعوا �إىل زيادة دعم �أن�شطة م�ؤ�س�سات القطاع اخلا�ص‬ ‫يف الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬مبا يف ذلك ت�شجيع م�شاركتها يف ترقية التجارة‬ ‫و�أن�شطة امل�شاريع امل�شرتكة‪.‬‬

‫ال�صحة والأمن الغذائي واملياه‬ ‫�أكد امل�س�ؤولون �أهمية توفري الرعاية ال�صحية الالزمة من �أجل حتقيق‬ ‫التنمية الواعدة ملجتمعاتنا‪ .‬و�أ�شادوا باخلطط الرامية العتماد «خطة العمل‬ ‫اال�سرتاتيجية ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف جمال الرعاية ال�صحية حتى عام‬ ‫‪ »2012‬من جانب امل�ؤمتر الثالث لوزراء ال�صحة يف املنظمة الذي ت�ست�ضيفه‬ ‫جمهورية كازاخ�ستان يف موعد الحق من هذا العام‪.‬‬ ‫وعربوا عن قلقهم من �أن قلة فر�ص احل�صول على الغذاء واملاء ميكن �أن‬ ‫ت�ؤثر يف رفاهية �شعوبنا وا�ستقرار دولنا‪ .‬ودعوا �إىل زيادة التعاون يف جمال الأمن‬ ‫الغذائي فيما بني الدول الأع�ضاء مبنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وبني املنظمة‬ ‫وال�شركاء الراغبني يف ذلك‪ .‬ولذا رحبوا ب�إن�شاء �آلية الأمن الغذائي ذات ال�صلة‪.‬‬ ‫احلوار‬ ‫�أكد امل�شاركون جمدد ًا �أهمية م�ضاعفة اجلهود لتعزيز احلوار بني الأديان وبالن�سبة للمياه‪ ،‬دعوا �إىل تعاون �أكرب من �أجل تقوية �إدارة املياه‪ ،‬وي�شمل ذلك‬ ‫والأعراق والثقافات داخل الدول وفيما بينها بهدف حماية حقوق جميع الأفراد حتقيق ر�ؤية منظمة التعاون الإ�سالمي للمياه‪.‬‬ ‫واحليلولة دون تفجر ال�صراع‪ ،‬ولتقوية الوئام االجتماعي و�صون الهوية واحرتام‬ ‫الثقافة‬ ‫التنوع‪ .‬ورحبوا مببادرة فخامة رئي�س كازاخ�ستان نور �سلطان نازرباييف لعقد‬ ‫م�ؤمتر لزعماء الديانات العاملية والتقليدية ب�صفة منتظمة‪ ،‬ودعموا املبادرات‬ ‫�أكد الوزراء جمدد ًا �أهمية �صون �إرثنا الثقايف و�إعادة ت�أهيله‪ ،‬وتبادل �أف�ضل‬ ‫واملنتديات الأخرى املهمة التي تقوم بها البلدان الإ�سالمية والتي توفر منرب ًا املمار�سات يف تعليم وتدري�س لغات البلدان الإ�سالمية وتاريخها وثقافتها‪ .‬ورحبوا‬ ‫فعا ًال للحوار بغية تعزيز ال�سالم والوئام بني العقائد‪ ،‬مبا يف ذلك مركز امللك ب�إعالن �أملا�آتي عا�صمة للثقافة الإ�سالمية يف �آ�سيا لعام ‪ 2015‬من جانب املنظمة‬ ‫عبد اهلل للحوار بني الثقافات واحل�ضارات‪ ،‬وحتالف احل�ضارات الذي ت�شرتك الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة‪.‬‬ ‫تركيا يف رعايته‪.‬‬ ‫التعاون الدويل‬ ‫�آ�سيا الو�سطى‬ ‫دعم الوزراء ور�ؤ�ساء الوفود ح�شد موارد �إ�ضافية‪ ،‬ودعوا الدول الأع�ضاء‬ ‫دعم ر�ؤ�ساء الوفود اجلهود الرامية لتعزيز التعاون الإقليمي يف �آ�سيا يف منظمة التعاون الإ�سالمي لزيادة حجم م�ساهماتها ذات ال�صلة‪ .‬ويف هذا‬ ‫الو�سطى‪ ،‬و�أ�شادوا مبخت ِلف الربامج التي ت�ستهدف ربط املجموعات الإقليمية ال�صدد‪ ،‬دعوا جميع �شركاء التنمية الوطنيني والدوليني للتعاون مع املنظمة يف‬ ‫بالأن�شطة االجتماعية واالقت�صادية اجلارية‪ ،‬مبا يف ذلك اعتماد خطة العمل جهودها الرامية لتو�سيع تعاون جنوب ـ جنوب‪.‬‬ ‫للتعاون مع �آ�سيا الو�سطى‪.‬‬ ‫كما دعوا �إىل تعاون م�ؤ�س�سي بيني �أكرب بني منظمة التعاون الإ�سالمي والأمم‬ ‫املتحدة واالحتاد الإفريقي وجامعة الدول العربية واالحتاد الأوروبي‪� ،‬إ�ضافة �إىل‬ ‫االقت�صاد‬ ‫م�ؤمتر التفاعل وتدابري بناء الثقة يف �آ�سيا‪ ،‬ومنظمة �شنغهاي للتعاون‪ ،‬ومنظمة‬ ‫�أقر امل�شاركون بالدور الرئي�سي الذي ت�ضطلع به التنمية االجتماعية الأمن والتعاون يف �أوروبا‪ ،‬وجمل�س التعاون اخلليجي‪ ،‬وجمل�س التعاون للدول‬ ‫واالقت�صادية يف ا�ستقرار جمتمعاتنا‪ .‬وتعهدوا بتعزيز التنمية واحلد من جوانب الناطقة بالرتكية‪ ،‬واملنظمات الأخرى ذات العالقة‪.‬‬ ‫‪33‬‬


‫ق�ضايا فل�سطينية‬

‫الفل�سطينيون يوقعون على امل�صاحلة الوطنية يف القاهرة‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ :‬م�ستمرون يف دعم الفل�سطينيني يف كل املحافل‬

‫حلركة حما�س‪ .‬و�أكد الربوفي�سور �إح�سان �أوغلى �أن‬ ‫املنظمة تعتزم تقدمي دعم مزدوج للفل�سطينيني‪ ،‬الأول‬ ‫يتعلق باملحافل الدولية‪ ،‬ويتوا�صل الثاين فيما تقوم به‬ ‫ال�ص ُعد الإن�سانية والتنموية يف قطاع غزة‪.‬‬ ‫على ُ‬ ‫و�أ�ضاف الأمني العام �أن املنظمة “الحظت‬ ‫باهتمام ت�صريحات الرئي�س الأمريكي باراك �أوباما‪،‬‬ ‫يف اجتماع اجلمعية العامة خالل العام املا�ضي‪ ،‬والذي‬ ‫�أبدى فيه رغبته يف ر�ؤية دولة فل�سطينية ع�ضو يف‬ ‫الأمم املتحدة بحلول �سبتمرب املقبل”‪ ،‬و�أ�ضاف �أنه‬ ‫يف �صورة االعرتاف اجلماعي لدول التينية عديدة‪،‬‬ ‫والوعود التي �أطلقتها الدول الأوروبية باالعرتاف‬ ‫بالدولة الفل�سطينية‪ ،‬ف�ض ًال عن �شهادات �صندوق‬ ‫النقد الدويل‪ ،‬والبنك الدويل‪� ،‬إزاء جاهزية م�ؤ�س�سات‬ ‫ال�سلطة الوطنية الفل�سطينية لإقامة الدولة‪ ،‬ف�إن‬ ‫املنظمة “ترى يف تلك امل�ؤ�شرات بوادر طيبة جلهودها‬ ‫الرئي�س حممود عبا�س (ي�سار) متحدث ًا مع رئي�س حركة حما�س خالد م�شعل يف القاهرة‪ ،‬م�صر‪ 4 ،‬مايو ‪)epa( 2011‬‬ ‫من خالل املجموعة الإ�سالمية يف اجلمعية العامة‬ ‫لدعم �إقامة الدولة الفل�سطينية متى �أراد الفل�سطينيون‬ ‫القاهرة ـ م�صر‪:‬‬ ‫تعهد الرئي�س الفل�سطيني حممود عبا�س ورئي�س املكتب ال�سيا�سي حلما�س ذلك‪ .‬وكان الأمني العام قد قام بالفعل بجهود حثيثة يف �أكرث من عا�صمة لدعم‬ ‫خالد م�شعل ب�إنهاء االنق�سام يف حفل عقد يف القاهرة يوم ‪ 4‬مايو ‪ .2011‬وتهدف القرارات الفل�سطينية يف اجلمعية العامة‪� ،‬إ�ضافة �إىل دعم القرارات التي نددت‬ ‫االتفاقية التي وقعت من قبل الطرفني من �ضمن ‪ 13‬من الف�صائل الفل�سطينية باالنتهاكات الإ�سرائيلية يف جمل�س حقوق الإن�سان الدويل يف جنيف‪.‬‬ ‫وقد �أجرت الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي عدد ًا من امل�شاورات‬ ‫�إىل وقف العداوة التي ق�سمت الأرا�ضي الفل�سطينية – ال�ضفة الغربية وقطاع‬ ‫مع ال�سلطة الوطنية الفل�سطينية على مدى الأ�شهر الفائتة‪ ،‬تتوجت بلقاء �إح�سان‬ ‫غزة – �إىل جزءين منذ دي�سمرب ‪.2006‬‬ ‫و�شارك الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �أوغلى وعبا�س يف القاهرة الأ�سبوع املا�ضي‪� ،‬إ�ضافة �إىل زيارات �أخرى قام بها‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬يف حفل توقيع اتفاقية امل�صاحلة الوطنية الفل�سطينية‪ .‬وت�أتي هذه م�س�ؤولون فل�سطينيون �إىل مقر املنظمة بجدة على مدى الأ�شهر املا�ضية‪.‬‬ ‫من ناحية ثانية‪ ،‬تتلم�س منظمة التعاون الإ�سالمي مناخ ًا �أكرث �إيجابية يف‬ ‫امل�شاركة ا�ستمرار ًا لدعم املنظمة للفل�سطينيني‪ ،‬والذي بد�أ مع الزيارات املكوكية‬ ‫التي قام بها الأمني العام �إىل كل من رام اهلل وغزة ودم�شق‪ ،‬من �أجل ر�أب ال�صدع جهودها الإن�سانية يف غزة الذي تعاين احل�صار‪� ،‬إذ قال الأمني العام للمنظمة �إن‬ ‫بني حركتي فتح وحما�س الفل�سطينيتني يف الن�صف الثاين من دي�سمرب ‪“ .2006‬املنظمة �سوف جتد يف اتفاق امل�صاحلة‪� ،‬إ�ضافة �إىل قرار القاهرة بفتح معرب‬ ‫وعلى هام�ش التوقيع‪� ،‬أدىل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي رفح‪ ،‬دفعة قوية جلهودها الإن�سانية” التي بد�أت منذ زيارة الأمني العام لغزة يف‬ ‫بت�صريحات رحب فيها باتفاق امل�صاحلة‪ ،‬معترب ًا �إياه �إجناز ًا تاريخي ًا‪ ،‬من مار�س ‪ ،2009‬وتوا�صلت بافتتاح مكتبني لها يف العري�ش وغزة‪ ،‬بغية ت�سهيل دخول‬ ‫�ش�أنه �أن ُيعيد للق�ضية الفل�سطينية زخمها وح�ضورها على ال�ساحة الدولية‪ ،‬بعد امل�ساعدات الإغاثية من خمت ِلف املنظمات الأهلية العاملة يف العامل الإ�سالمي‬ ‫الرتاجع الذي �شابها جراء االنق�سام‪ .‬وقال �إن على الفل�سطينيني �أن يتجاوزوا وخارجه‪.‬‬ ‫ُيذ َكر �أن املنظمة �ساهمت ب�شكل فعال على مدى �سنوات احل�صار وحتى الآن‬ ‫�صفحة اخلالفات ال�سابقة‪ ،‬داعي ًا �أطراف االتفاق �إىل تنفيذ بنوده‪.‬‬ ‫و�أ�شاد الأمني العام برعاية جمهورية م�صر العربية التفاق امل�صاحلة‪ ،‬وما يف ت�سهيل دخول العديد من امل�ساعدات الإغاثية‪ ،‬وتقدمي برامج تنموية يف �شكل‬ ‫بذلته يف �سبيل تذليل العقبات �أمام االتفاق‪ ،‬مثمن ًا يف الوقت نف�سه‪ ،‬اجلهود التي م�شاريع �صغرية لأهايل القطاع‪ ،‬ف�ض ًال عن افتتاح م�ست�شفى للعيون‪ ،‬كما عملت‬ ‫قامت بها اململكة العربية ال�سعودية يف عام ‪ ،2007‬والتي �أثمرت عن اتفاق مكة مع منظمات �إغاثية �أوروبية على �إي�صال امل�ساعدات الطبية‪ ،‬وت�سهيل دخول‬ ‫‪� ،2007‬إ�ضافة �إىل اجلهود احلميدة التي قامت بها �أكرث من دولة ع�ضو يف عدد من الأطباء للقيام بعمليات جراحية داخل غزة لأولئك غري القادرين على‬ ‫املنظمة‪ .‬و�شدد �إح�سان �أوغلى على �أن املنظمة �سوف توا�صل دعمها للفل�سطينيني مغادرة القطاع‪.‬‬ ‫وقد حث �إح�سان �أوغلى خالل لقاءاته مع قادة فتح وحما�س‪ ،‬يف العا�صمة‬ ‫يف املحافل الدولية كافة‪ ،‬م�ؤكد ًا �أن ال�شهور القليلة املقبلة ت�ستلزم عم ًال فل�سطيني ًا‬ ‫امل�صرية‪ ،‬الفل�سطينيني على �ضرورة تنفيذ بنود اتفاق امل�صاحلة‪ ،‬وا�ستثمار هذه‬ ‫د�ؤوب ًا وجاد ًا لإعادة ترتيب البيت الفل�سطيني الداخلي‪.‬‬ ‫وكان �إح�سان �أوغلى قد �أجرى م�شاورات مع اجلانب الفل�سطيني عقب الفر�صة التاريخية‪ ،‬على �صعيديها الدويل والداخلي من �أجل توحيد �صفوف‬ ‫التوقيع‪ ،‬تتعلق بدعم تنفيذ اتفاق امل�صاحلة‪ ،‬حيث التقى على هام�ش االحتفال ال�شعب الفل�سطيني‪ ،‬و�إعادة ترتيب بيتهم الداخلي بغية �إقامة الدولة التي �صار‬ ‫بالرئي�س الفل�سطيني‪ ،‬حممود عبا�س‪ ،‬وخالد م�شعل رئي�س املكتب ال�سيا�سي حتقيق حلمها على مرمى حجر‪.‬‬ ‫‪34‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬


‫متطوعون �أجانب يكر�سون �أوقاتهم لدعم الفل�سطينيني‬ ‫يف تظاهراتهم �ضد االحتالل الإ�سرائيلي‬ ‫غزة ‪( ‬د ب �أ)‪:‬‬ ‫تكر�س بيان�سا زميت‪ ،‬وهي �شابة يف الع�شرينيات‬ ‫من عمرها من مالطا‪ ،‬كل وقتها من �أجل الت�ضامن مع‬ ‫الفل�سطينيني يف م�سرياتهم الأ�سبوعية �ضد الإجراءات‬ ‫الإ�سرائيلية‪.‬‬ ‫وتتنقل زميت بني قطاع غزة وال�ضفة الغربية‪ ،‬وتقيم‬ ‫عند الفل�سطينيني وت�شاركهم مطالباتهم ب�إنهاء االحتالل‬ ‫الإ�سرائيلي ووقف اال�ستيطان وم�صادرة الأرا�ضي من دون‬ ‫�أن تفكر يف العودة �إىل حياتها الطبيعية يف بالدها‪.‬‬ ‫وتقول زميت «هنا �أ�شعر بقمة ال�سعادة والفخر‪،‬‬ ‫فوجودي يف فل�سطني جزء ‪ ‬مهم يف حياتي الإن�سانية‪ ،‬و�أنا‬ ‫�سعيدة لذلك وم�صرة على اال�ستمرار»‪.‬‬ ‫ويتوافد ع�شرات املت�ضامنني الأجانب من خمت ِلف‬ ‫اجلن�سيات الأوروبية ون�شطاء �سالم �إ�سرائيليني �إىل‬ ‫الأرا�ضي الفل�سطينية للم�شاركة يف التظاهرات الأ�سبوعية‬ ‫املنددة بجدار الف�صل واال�ستيطان يف ال�ضفة الغربية ‪.‬‬ ‫ويحر�ص ه�ؤالء على حماكاة �أ�ساليب املت�ضامنني يف تظاهراتهم بلب�س‬ ‫الكوفية الفل�سطينية ورفع العلم الفل�سطيني‪� ،‬إىل جانب الفتات تطالب ب�إزالة‬ ‫جدار الف�صل وتفكيك الب�ؤر اال�ستيطانية الإ�سرائيلية‪.‬‬ ‫كما �أن عدد ًا منهم يتوافدون �إىل قطاع غزة‪ ،‬حيث انطلقت منذ عام‬ ‫تظاهرات �أ�سبوعية مماثلة للتنديد ب�إقامة �إ�سرائيل منطقة �أمنية عازلة على‬ ‫طول حدود القطاع بعمق ‪ 300‬مرت‪.‬‬ ‫وتقول زميت «قررت وجمموعة �أ�صدقاء يل �أن ن�أتي �إىل فل�سطني من‬ ‫�أجل امل�شاركة ودعم الفل�سطينيني يف �إنهاء االحتالل الإ�سرائيلي عن �أر�ضهم‬ ‫و�إقامة دولتهم امل�ستقلة»‪ .‬وت�شري �إىل �أنها قدمت وجمموعة �أ�صدقائها على‬ ‫نفقتهم اخلا�صة لفل�سطني من �أجل الدفاع عن ق�ضية عادلة‪ ،‬وهي ق�ضية‬ ‫ال�شعب الفل�سطيني‪ ،‬ولفت �أنظار العامل �إىل معاناتهم اليومية ب�سبب الإجراءات‬ ‫الإ�سرائيلية التع�سفية بحقهم‪.‬‬ ‫وغالب ًا ما يقرر ن�شطاء الت�ضامن الأجانب املكوث يف ال�ضفة الغربية خالل‬ ‫توافدهم مع منظمات حقوقية يف زيارات تفقدية‪ ،‬فيما يتوافد بع�ضهم ب�شكل‬ ‫فردي‪.‬‬ ‫وتواجه امل�ؤ�س�سات الأهلية الفل�سطينية واملت�ضامنون الأجانب يف الأرا�ضي‬ ‫الفل�سطينية م�شكالت كبرية �أثناء ن�شاطهم‪� ،‬إذ كثري ًا ما تقوم ال�سلطات‬ ‫الإ�سرائيلية ب�سحب الرتاخي�ص وت�أ�شريات الدخول للمتطوعني الأجانب‪ .‬كما‬ ‫�أن كثري ًا منهم يتعر�ض للإ�صابة واالعتقال‪.‬‬ ‫وتو�ضح زميت �أنها �أ�صيبت بعدة حاالت �إغماء �أثناء م�شاركتها يف‬ ‫التظاهرات الأ�سبوعية نتيجة �إطالق اجلي�ش الإ�سرائيلي الغاز امل�سيل للدموع‬ ‫على امل�شاركني بالتظاهرات‪ ،‬لكنها مل تخف ومل تي�أ�س وزاد ت�صميمها على‬ ‫التظاهر‪.‬‬ ‫وتقول �إنها تقوم بت�سجيل وتدوين كل الإجراءات الإ�سرائيلية يف الأرا�ضي‬ ‫الفل�سطينية‪ .‬وت�ضيف �أنها �إىل جانب م�شاركتها يف التظاهرات الأ�سبوعية تقوم‬

‫بتفقد �أحوال الفل�سطينيني الذين يعانون من هدم املنازل ويعانون من اجلدار‬ ‫الفا�صل ومن جتريف �أرا�ضيهم مب�شاطرتهم وم�ساعدتهم معنوي ًا‪.‬‬ ‫كما حتر�ص مع ع�شرات املت�ضامنني الأجانب على م�شاركة املزارعني‬ ‫الفل�سطينيني غر�س �أ�شجار الزيتون يف الأرا�ضي الفل�سطينية املهددة باال�ستيالء‬ ‫والواقعة على متا�س مع امل�ستوطنات‪.‬‬ ‫وت�شهد التظاهرات م�صادمات عنيفة بني الفل�سطينيني ومت�ضامنني‬ ‫�أجانب ون�شطاء �سالم �إ�سرائيليني من جهة واجلي�ش الإ�سرائيلي من جهة �أخرى‬ ‫وتنتهي ب�إ�صابات بجروح وحاالت اختناق‪ ،‬و�أحيان ًا ي�سقط قتلى يف �صفوف‬ ‫املتظاهرين‪.‬‬ ‫وتر�صد �إح�صائيات للجان ال�شعبية الفل�سطينية مقتل ‪ 32‬متظاهر ًا خالل‬ ‫عمليات قمع اجلي�ش الإ�سرائيلي للم�سريات ال�سلمية منذ انطالقها قبل خم�سة‬ ‫�أعوام‪� ،‬إىل جانب �إ�صابة �أكرث من ‪� 700‬آخرين‪ .‬كما تر�صد تلك الإح�صائيات‬ ‫اعتقال اجلي�ش الإ�سرائيلي ‪ 250‬نا�شط ًا �ضمن اللجان ال�شعبية التي تقوم‬ ‫بتنظيم امل�سريات الأ�سبوعية‪.‬‬ ‫وكانت نا�شطة ال�سالم الأمريكية را�شيل كوري ُقـتلت قبل ثماين �سنوات يف‬ ‫رفح جنوب قطاع غزة بعد �أن هاجمتها جرافة ع�سكرية �أثناء حماولتها منع‬ ‫هدم منازل �سكنية قرب ال�شريط احلدودي للقطاع‪.‬‬ ‫ويقول النائب الفل�سطيني م�صطفي الربغوثي‪� ،‬أمني عام املبادرة الوطنية‪،‬‬ ‫�إن املقاومة ال�شعبية وال�سلمية هي من �أهم �أ�شكال املقاومة الفل�سطينية‪ ،‬وهذا‬ ‫الن�شاط �سيت�سع وينت�شر يف �ضوء ما يجري من ثورات يف الوطن العربي‪.‬‬ ‫ويقول غ�سان اخلطيب‪ ،‬مدير مركز الإعالم احلكومي التابع لل�سلطة‬ ‫الفل�سطينية‪� ،‬إن ال�سلطة حتث املت�ضامنني الأجانب على م�شاركة �أكرب و�أو�سع لـ‬ ‫«ف�ضح املمار�سات الإ�سرائيلية بحق ال�شعب الفل�سطيني»‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن ال�سلطة الفل�سطينية تعترب هذه التظاهرات ال�سلمية «�أ�سلوباً‬ ‫ح�ضاري ًا للتعبري عن تطلعات ال�شعب الفل�سطيني يف �إنهاء االحتالل الإ�سرائيلي‬ ‫عن �أر�ضه‪ ،‬كما �أنها تن�سجم مع القانون الدويل وتعرب عن رف�ض االحتالل غري‬ ‫ال�شرعي»‪.‬‬ ‫‪35‬‬


‫ق�ضايا فل�سطينية‬

‫حتى ال ندفن ر�ؤو�سنا يف الرمال‬ ‫الدكتور �شاهر عواودة‬ ‫�إدارة فل�سطني والقد�س ال�شريف‬

‫حتاول �إ�سرائيل �أن ت�ستثمر ان�شغال العامل واهتمامه برياح التغيري التي‬ ‫تهب على منطقة ال�شرق الأو�سط لتقوم بتمرير خمططات تهدف �إىل تكري�س‬ ‫ّ‬ ‫احتاللها ملدينة القد�س‪ ،‬وذلك عرب �سعي حمموم خللق وقائع على الأر�ض تخدم‬ ‫م�ساعيها لتهويد املدينة املقد�سة وتزوير تاريخها وحا�ضرها‪ .‬ويالحظ املتابع‬ ‫لل�ش�أن املقد�سي اتخاذ �إ�سرائيل واجلمعيات اال�ستيطانية خلطوات تهويدية مل‬ ‫تكن م�ألوفة من قبل من حيث اخلطورة احلجم والتوقيت‪ .‬وللتدليل على خطورة‬ ‫هذه اخلطوات‪ ،‬ميكن �إيراد النماذج الثالثة التالية‪.‬‬ ‫�أقدمت امل�ؤ�س�سة الإ�سرائيلية م�ؤخر ًا على تد�شني م�ستوطنة جديدة �أطلقت‬ ‫عليها ا�سم “معاليه زيتيم” �أي تلة الزيتون يف قلب حي ر�أ�س العامود الفل�سطيني‬ ‫املطل على احلرم القد�سي ال�شريف من اجلهة ال�شرقية‪ .‬وي�شار �إىل �أن هذه‬ ‫امل�ستوطنة ت�ستوطن فيها ‪ 14‬عائلة حالي ًا لريتفع هذا العدد �إىل ما يزيد على‬ ‫‪ 110‬عائالت خالل الفرتة القادمة‪ .‬وبينما كانت اجلمعيات اال�ستيطانية‬ ‫حتاول يف املا�ضي �أن تقوم ب�أن�شطتها اال�ستيطانية دومنا �صخب‪� ،‬إ ّال �أن تد�شني‬ ‫هذه امل�ستوطنة اقرتن هذه املرة بعملية ا�ستعرا�ضية �شارك فيها �أركان احلكومة‬ ‫الإ�سرائيلية وقادة امل�ستوطنني‪ .‬كما تزامن ذلك مع �إعالن امل�ؤ�س�سة اال�ستيطانية‬ ‫عن �إ�صرارها على �أن يتم تد�شني امل�ستوطنة خالل زيارة رئي�س احلكومة‬ ‫الإ�سرائيلية �إىل وا�شنطن‪.‬‬ ‫�أما النموذج الثاين يف هذه اخلطوات اال�ستيطانية فيمتثل يف قرار احلكومة‬ ‫الإ�سرائيلية بتخ�صي�ص ميزانية �إ�ضافية لتهويد مدينة القد�س‪ .‬فقد ك�شفت‬ ‫“م�ؤ�س�سة الأق�صى للوقف والرتاث” �أن امل�ؤ�س�سة الإ�سرائيلية باتت ت�ص ّعد ب�شكل‬ ‫الفت �أكرث من ذي قبل م�ساعيها الرامية �إىل تهويد القد�س ب�شكل كامل‪ ،‬وباتت‬ ‫تقوم بتخ�صي�ص �أموال طائلة ب�شكل م�ستمر وم�ضاعفة امليزانيات املر�صودة لتنفيذ‬ ‫خمططات تهويد املدينة املقد�سة‪ ،‬وذلك حتت م�س ّميات خمتلفة‪ .‬فقد �أقدمت‬ ‫احلكومة الإ�سرائيلية على عقد جل�سة حكومية احتفالية يف م�سجد القلعة‪ ،‬والذي‬ ‫ح ّوله االحتالل �إىل متحف �أُط ِلق عليه ا�سم متحف قلعة داوود‪ ،‬وذلك يف الذكرى‬ ‫الرابعة والأربعني الحتالل القد�س وامل�سجد الأق�صى‪� ،‬أو ما تطلق عليه �سلطات‬ ‫االحتالل “يوم حترير القد�س”‪ .‬وجرى خالل تلك اجلل�سة احلكومية اخلا�صة‬ ‫امل�صادقة على خمطط و�ضعته احلكومة الإ�سرائيلية لتهويد القد�س‪ .‬ومت يف تلك‬ ‫اجلل�سة �أي�ض ًا تخ�صي�ص ميزانية �إ�ضافية تعادل ‪ 100‬مليون دوالر �أمريكي خالل‬ ‫ال�سنوات اخلم�س القادمة ‪ ،2016-2011‬لدعم “اقت�صاد مدينة القد�س”‪ ،‬يف‬ ‫عدة جماالت‪ ،‬من بينها القطاع ال�سياحي ودعم املحور البحثي يف مدينة القد�س‪،‬‬ ‫وكذلك دعم خمططات اال�ستيطان يف منطقة احلائط الغربي للم�سجد الأق�صى‬ ‫املبارك‪ .‬وك�شف النقاب �أي�ض ًا عن �أن هذا املخطط �سيتم تنفيذه مب�شاركة كل‬ ‫من احلكومة الإ�سرائيلية‪ ،‬بلدية االحتالل يف القد�س‪ ،‬وما ُي�سمى “�سلطة تطوير‬ ‫‪36‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫القد�س”‪ .‬وجتدر الإ�شارة �إىل �أن “م�ؤ�س�سة الأق�صى للوقف والرتاث” قد �أكدت‬ ‫�أنّ تخ�صي�ص مثل هذه امليزانية تُ�ضاف �إىل ميزانيات اعتيادية �ضخمة و�أخرى‬ ‫ا�ستثنائية مت تبنيها وامل�صادقة عليها من قبل امل�ؤ�س�سة الإ�سرائيلية و�أذرعها‬ ‫املختلفة ومتربعني من �أثرياء اليهود يف خمت ِلف �أنحاء املعمورة وغريهم‪� ،‬ضمن‬ ‫ميزانيات كربى �أخرى‪ّ ،‬‬ ‫يدل على �أن امل�ؤ�س�سة الإ�سرائيلية ت�سعى �إىل تهويد �شامل‬ ‫ملدينة القد�س‪ ،‬يف كل جنباتها‪ ،‬حتت م�سميات خمتلفة‪ ،‬من بينها �شعارات الدعم‬ ‫االقت�صادي والبحث العلمي‪ .‬ومن الوا�ضح �أي�ض ًا �أن هذه اخلطوة تندرج يف �سعي‬ ‫�سلطات االحتالل الإ�سرائيلي �إىل تهويد املعامل العربية والإ�سالمية يف مدينة‬ ‫القد�س املحتلة‪ ،‬وطم�س معاملها وتغييب الكثري منها‪ ،‬وتهجري الفل�سطينيني من‬ ‫�أر�ضهم وبيوتهم‪ ،‬وخنق االقت�صاد الفل�سطيني‪ .‬كما تكمن خطورتها يف �أنها تر ّكز‬ ‫على تكثيف اال�ستيطان يف القد�س‪ ،‬وتهويد املحيط املال�صق للم�سجد الأق�صى‪،‬‬ ‫وبخا�صة يف منطقة حائط الرباق‪ .‬ولعل عقد اجلل�سة احلكومة الإ�سرائيلية‬ ‫اخلا�صة يف م�سجد القلعة‪ ،‬وهو معلم �إ�سالمي تاريخي يف قلب القد�س القدمية‪،‬‬ ‫يحمل دالالت هامة ت�شري بو�ضوح �إىل ما تخبئه قادمات الأيام ملدينة القد�س‬ ‫ومقد�ساتها ومعاملها الإ�سالمية وامل�سيحية‪ ،‬عدا عن كون عقد هذه اجلل�سة يف‬ ‫ذلك امل�سجد يعترب انتهاك ًا �صارخ ًا حلرمة امل�سجد والأر�ض الوقفية الإ�سالمية‪.‬‬ ‫�أما النموذج الثالث فيتمثل مب�شروع قانون تقدمت به نائبة عن حزب الليكود‬ ‫احلاكم بتغيري الأ�سماء يف �أحياء القد�س العربية �إىل �أ�سماء عربية‪ .‬وي�سعى‬ ‫م�شروع القانون هذا �إىل وقف التعامل يف الأ�سماء العربية للأحياء وال�شوارع‬ ‫والأزقة و�أن يتم �إطالق �أ�سماء يهودية تعك�س ما تطلق عليه �إ�سرائيل “الرتاث‬ ‫اليهودي يف القد�س”‪ ،‬و�أن يتم تعميم ذلك يف التعامالت الر�سمية وو�سائل‬ ‫الإعالم‪.‬‬ ‫�إن اخلطوات الثالث الآنفة الذكر تقدّم �أمثلة �صارخة على م�ستوى ونوعية‬ ‫الهجمة اال�ستيطانية الهادفة �إىل �إحكام ال�سيطرة الإ�سرائيلية على مدينة‬ ‫القد�س‪ .‬كما �أن توقيت هذه اخلطوات ي�شري �إىل كثافة غري م�سبوقة يف حماوالت‬ ‫عال‬ ‫التهويد الإ�سرائيلية للمدينة املقد�سة‪� .‬إن هذه اخلطوات التي تُعتبرَ على قدر ٍ‬ ‫من اخلطورة قد متت خالل �شهر واحد فقط‪ ،‬الأمر الذي ي�ؤكد عزم امل�ؤ�س�سة‬ ‫الإ�سرائيلية على امل�ضي بوترية �سريعة يف خمططات تهويد القد�س‪.‬‬ ‫�أما الأمر الثاين الذي يجب االلتفات �إليه فهو �أن تنفيذ هذه اخلطوات قد‬ ‫مت �أثناء وبعد زيارة رئي�س احلكومة الإ�سرائيلية �إىل وا�شنطن وحملة الت�ضليل‬ ‫وا�سعة النطاق التي رافقت زيارته‪ ،‬والتي حاول من خاللها ح�شد الت�أييد ملا تقوم‬ ‫م�ساع لتكري�س احتاللها وحماوالته �إحباط �سعي الفل�سطينيني �إىل‬ ‫به حكومته من ٍ‬ ‫تثبيت االعرتاف الدويل بحدود دولتهم التي ت�شمل كل الأرا�ضي الفل�سطينية التي‬ ‫احتلتها �إ�سرائيل عام ‪ 1967‬مبا فيها مدينة القد�س‪ ،‬الأمر الذي يعني ا�ستهتار‬ ‫�إ�سرائيل بالقانون الدويل الذي يحرم عليها �إتيان ما تقوم به من انتهاكات‪.‬‬ ‫و�أخري ًا‪ ،‬ف�إن ما تقوم �إ�سرائيل بتنفيذه يف القد�س ي�شكل خطوات متقدمة‬ ‫لتهويد كل ما هو عربي و�إ�سالمي يف املدينة املقد�سة و�صبغه زور ًا وبهتان ًا ب�صبغة‬ ‫يهودية لتعك�س تاريخ ًا مزيف ًا وتراث ًا توراتي ًا وهمي ًا‪ .‬وال بد �أن ت�شكل امل�ساعي‬ ‫الإ�سرائيلية حافز ًا جديد ًا للأمة للتحرك ب�سرعة لإنقاذ مقد�ساتها وتاريخها من‬ ‫براثن التهويد والتزوير‪ ،‬وال �سيما �أن تهويد القد�س يتم بوترية مل تعهدها املدينة‬ ‫من قبل‪.‬‬ ‫يجب �أ ّال ندفن ر�ؤو�سنا يف الرمال‪ ،‬فالقد�س وم�سرى نبينا الكرمي �صلى‬ ‫اهلل عليه و�سلم يف خطر حقيقي داهم ي�ستوجب �سرعة التحرك‪ ،‬والأمر مل َي ُع ْـد‬ ‫يتح ّمل االنتظار‪.‬‬


‫القد�س ال�شرقية يف عام ‪ : 2011‬الرقعة التي ميكن �أن ت�صبح عا�صمة‬ ‫رافعني �شعار مرحب ًا بالقد�س ال�شرقية عام ‪.2011‬‬ ‫ويف �شهر �سبتمرب ‪ ،2011‬ي�أمل الفل�سطينيون يف‬ ‫احل�صول على اعرتاف الأمم املتحدة بدولتهم امل�ستقلة‬ ‫التي تقوم على حدود عام ‪ 1967‬وتكون عا�صمتها القد�س‬ ‫ال�شرقية ما مل يرتاجعوا يف اللحظات الأخرية �أمام ال�ضغوط‬ ‫�أو �إذا ا�ست�ؤنفت مفاو�ضات ال�سالم املتعرثة منذ فرتة طويلة‬ ‫فج�أة‪.‬‬ ‫غري �أن �إلقاء نظرة على القد�س ال�شرقية على الأر�ض‬ ‫تظهر مدى تعقد هذه امل�ساحة من الأر�ض التي حتولت �إىل‬ ‫رقعة ممزقة معقدة‪ ،‬و�صارت منطقة واعدة بدرجة �أقل‬ ‫بالن�سبة للفل�سطينيني كلما مر عام على عملية ال�سالم‬ ‫املتباطئة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫را ٍع قرب م�ستوطنة حار حوما يف املنطقة اجلنوبية من القد�س ‪ -‬بلدة بيت �ساحور يف ال�ضفة الغربية بفل�سطني (‪)epa‬‬ ‫ويقول �إليداد برين‪ ،‬البالغ من العمر ‪ 37‬عاما‪ ،‬من‬ ‫منظمة «�إير �أميم» �أي مدينة النا�س‪ ،‬وهي منظمة �إ�سرائيلية‬ ‫القد�س (د ب �أ)‪:‬‬ ‫ال تهدف �إىل الربح تقوم بحمالت دعائية �ضد �سيا�سة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫طوبا‪،‬‬ ‫أم‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫حوما‬ ‫حار‬ ‫�ضاحيتي‬ ‫بني‬ ‫للم�شاعر‬ ‫ا‬ ‫ومثري‬ ‫ا‬ ‫وا�ضح‬ ‫يبدو التناق�ض‬ ‫احلكومة الإ�سرائيلية يف القد�س‪� ،‬إن ما يحدث الآن لن ي�سفر عن نتائج �إيجابية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ف�ضاحية حار حوما اليهودية �أنيقة ومنظمة‪ ،‬حيث �أوىل املخططون اهتماما كبريا وت�سعى منظمته �إىل رفع الوعي حول احلقيقة املفجعة للقد�س ال�شرقية والت�أثري يف‬ ‫مل�ساحات انتظار ال�سيارات ونقاط جمع القمامة واملالعب اخل�ضراء و�أر�صفة امل�شاة الناخبني عن طريق تنظيم رحالت للإ�سرائيليني اليهود الذين لوال هذه الرحالت‬ ‫الف�سيحة يف ال�شوارع‪.‬‬ ‫ما كانت قد �أتيحت لهم على الإطالق فر�صة �أن يخطوا داخل ال�ضواحي العربية‪.‬‬ ‫غري �أنه بعد مغادرة هذا التجمع ال�سكاين اليهودي الذي يقع يف �أق�صى اجلنوب‬ ‫ويتنهد برين‪ ،‬وهو ي�شري �إىل الإهمال الذي تعاين منه ال�ضواحي العربية‪،‬‬ ‫جتمع‬ ‫من القد�س ال�شرقية تختفي الأر�صفة ومظاهر التخطيط‪ .‬وعند دخول �أقرب‬ ‫ويقول �إن هذا نتيجة ت�شكيل ال�سكان ما ن�سبته �أكرث من ثلث عدد املقيمني دون �أن‬ ‫�سكني عربي‪ ،‬نرى جمموعة من الأطفال تلعب �إىل ميني الطريق امل�سدود الذي ال يكون لديهم ممثل واحد يف املجل�س املحلي للتحدث با�سمهم‪.‬‬ ‫يوجد به ر�صيف وهو مير عرب مبان �آخذة يف االمتداد‪.‬‬ ‫وقد رف�ض الفل�سطينيون الذين يعي�شون يف القد�س ال�شرقية عر�ض �إ�سرائيل‬ ‫قادمة‬ ‫وهي‬ ‫ال�شرقية‬ ‫القد�س‬ ‫وت�ستمر حالة التناق�ض �أثناء قيادة ال�سيارة عرب‬ ‫ً‬ ‫للح�صول على حق املواطنة الكاملة عام ‪ .1967‬وبدال من ذلك‪ ،‬ح�صلوا على‬ ‫من اجلنوب باجتاه ال�شمال‪ ،‬حيث تنمو ب�سرعة مناطق �سكنية يهودية مثل جيلو بطاقات هُ ـوية زرقاء تعـ ّرف و�ضعهم على �أنهم «مقيمون دائمون» ولي�سوا كمواطنني‪.‬‬ ‫وحار حوما و�شرق تاليبوت وبي�سجات زئيف بني الأحياء العربية بدء ًا من �صور باهر لذلك ف�إنهم يدفعون �ضرائب املدينة ويح�صلون على �إعانات البطالة ودعم للأطفال‬ ‫يف اجلنوب وجبل املكرب ور�أ�س العمود يف الو�سط �إىل �شعفاط يف ال�شمال‪.‬‬ ‫ولديهم احلق يف االقرتاع يف االنتخابات البلدية‪ ،‬غري �أنهم يقاطعون االنتخابات‬ ‫�ضواح �سكنية وجزء ال يتجز�أ من املحلية‪ ،‬لأنها من وجهة نظرهم تعني االعرتاف ب�ضم �إ�سرائيل للقد�س ال�شرقية‪.‬‬ ‫ويرى الإ�سرائيليون �أن املناطق اليهودية هي ٍ‬ ‫ال�سكنية‬ ‫التجمعات‬ ‫عن‬ ‫يختلف‬ ‫عا�صمتهم غري املعرتف بها‪ ،‬كما �أنها ُت َعد �شيئ ًا ال‬ ‫ونتيجة لذلك‪ ،‬ال يتمتع الفل�سطينيون ب�أي متثيل يف جمل�س املدينة وال ي�شاركون‬ ‫يف القد�س الغربية‪.‬‬ ‫يف جلان التخطيط والتعمري التي ح�صل فيها ال�سيا�سيون املت�شددون على اليد‬ ‫�أما املجتمع الدويل ف�إنه يرى �أن هذه التجمعات ال�سكنية اليهودية م�ستوطنات العليا‪ ،‬بينما ح�صل ال�سكان الفل�سطينيون على �شريحة �ضئيلة فقط من املوازنة‬ ‫ال تختلف عن تلك التي تقع يف ال�ضفة الغربية لأنها بنيت داخل حدود املدينة التي لإنفاقها على املناطق العربية بالقد�س ال�شرقية‪.‬‬ ‫ر�سمتها �إ�سرائيل ولكن خلف «اخلط الأخ�ضر» الذي يف�صل �إ�سرائيل عن الأرا�ضي‬ ‫و�أدت العراقيل الإدارية ال�صعبة �إىل �إجبار الفل�سطينيني على بناء منازل لهم‬ ‫املحتلة‪.‬‬ ‫من دون احل�صول على تراخي�ص‪ ،‬وكانت النتيجة هي �أن �أ�صبح ما ي�صل �إىل ن�صف‬ ‫من‬ ‫‪17‬‬ ‫بني‬ ‫إ�سفني‬ ‫�‬ ‫أنها‬ ‫�‬ ‫وك‬ ‫امل�ستوطنات‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫‪11‬‬ ‫إىل‬ ‫�‬ ‫ي�صل‬ ‫ما‬ ‫إقامة‬ ‫�‬ ‫ومتت‬ ‫�أو على الأقل ربع جميع املنازل يف املناطق العربية من القد�س ال�شرقية التي تت�سم‬ ‫ال�ضواحي العربية �أو القرى املتح�ضرة يف خمت ِلف �أنحاء القد�س ال�شرقية‪ ،‬ويقيم بالفو�ضى وعدم التخطيط غري �شرعية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يف هذه امل�ستوطنات نحو ‪� 200‬ألف �إ�سرائيلي يهودي �أي ما ن�سبته ‪ 40‬يف املئة من‬ ‫ويقول نا�شط ال�سالم برين �إن ال�سلطات الإ�سرائيلية �أزالت حاليا ما ن�سبته‬ ‫�إجمايل ال�سكان اليهود بالقد�س الذين يعي�شون بني ‪� 288‬ألف فل�سطيني مقد�سي‪ .‬خم�سة يف املئة فقط من املنازل غري ال�شرعية‪ ،‬وت�سعى هذه ال�سلطات �إىل �إعطاء‬ ‫وميكن ر�ؤية اجلدار الرمادي العازل الذي �شيدته �إ�سرائيل بال�ضفة الغربية هذه املنازل الرتاخي�ص الالزمة ب�أثر رجعي‪ ،‬غري �أنه بتويل حكومة بنيامني نتنياهو‬ ‫ظاهر ًا �إىل ال�شرق من الطريق املتجه من ال�شمال �إىل اجلنوب الذي ي�شطر القد�س اليمينية ال�سلطة فقد مت �إزالة مزيد من املنازل العربية‪.‬‬ ‫ال�شرقية‪ ،‬وميكن عند املرور عرب �ضاحية جبل املكرب العربية ر�ؤية جممع �سكني‬ ‫وعند النظر من نقطة حاكمة يف م�ستوطنة حار حوما ت�شرف على ال�ضفة‬ ‫يهودي جديد �شيده القطاع اخلا�ص‪.‬‬ ‫الغربية جنوب ًا يت�ضح �أن هذه امل�ستوطنة �آخذة يف التو�سع باجتاه �سفح التل‪ ،‬معرقلة‬ ‫زيون‬ ‫نوف‬ ‫ا�سم‬ ‫عليه‬ ‫أطلق‬ ‫�‬ ‫الذي‬ ‫ال�سكني‬ ‫املجمع‬ ‫ومت ا�ستكمال مباين هذا‬ ‫النمو الطبيعي باجتاه ال�شمال ملدينتي بيت حلم وبيت �ساحور الفل�سطينيتني‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ب�إقامة �أر�صفة لل�شوارع ال متتد كثريا عن حدود املباين‪ ،‬و ُي َعد �إحدى امل�ستوطنات‬ ‫ويحذر برين من �أن كل منـزل �إ�ضايف يقيمه امل�ستوطنون تت�ضاءل معه فر�ص‬ ‫العديدة التي بناها اليهود الذين ينتمون �إىل �أق�صى اليمني يف قلب املنطقة العربية الفل�سطينيني يف احل�صول على عا�صمة قابلة للحياة‪.‬‬ ‫‪37‬‬


‫حتت املجهر‬

‫خارطة طريق حول تنفيذ القرار املتعلق مبكافحة التع�صب الديني‬ ‫ال�صادر عن جمل�س حقوق الإن�سان التابع للأمم املتحدة‬

‫(من الي�سار لليمني) وزيرة خارجية الواليات املتحدة ال�سيدة كلينتون والأمني العام �إح�سان �أوغلى ووزير اخلارجية الرتكي �أحمد داوود �أوغلى خالل االجتماع الوزاري يف ا�سطنبول يف يوليو ‪2011‬‬

‫ا�سطنبولـ تركيا‪:‬‬ ‫ا�ست�ضافت منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬يوم ‪ 15‬يوليو ‪ ،2011‬اجتماع ًا‬ ‫وزاري ًا يف مقر مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإ�سالمية (�إر�سيكا)‬ ‫بق�صر يلدز التاريخي مت خالله تدار�س مو�ضوع تنفيذ القرار رقم ‪18/16‬‬ ‫ال�صادر عن جمل�س حقوق الإن�سان التابع للأمم املتحدة ب�ش�أن «مكافحة التع�صب‬ ‫والقولبة النمطية ال�سلبية والو�صم والتمييز والتحري�ض على العنف وممار�سته‬ ‫�ضد النا�س ب�سبب دينهم ومعتقدهم»‪ .‬و�أكد االجتماع جمدد ًا التزام امل�شاركني‬ ‫بالتنفيذ الفعلي للتدابري املن�صو�ص عليها يف القرار املذكور‪.‬‬ ‫وتر�أ�س االجتماع كل من الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور‬ ‫�أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬ووزيرة خارجية الواليات املتحدة الأمريكية‪ ،‬هيالري‬ ‫كلينتون‪ .‬كما �شارك يف االجتماع وزراء خارجية وم�س�ؤولون كبار من ‪ 28‬بلد ًا‪،‬‬ ‫من �ضمنها دول �أع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي وبلدان غربية ومنظمات‬ ‫دولية واملمثلة ال�سامية لل�ش�ؤون اخلارجية لالحتاد الأوروبي‪ ،‬كاثرين �أ�شتون‪.‬‬ ‫و�شدد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬يف معر�ض كلمته �أمام االجتماع‪ ،‬على �أهمية هذا اللقاء واملتمثلة‬ ‫يف رمزيته و�صبغته اجلوهرية‪ ،‬مو�ضح ًا �أنه �إ�ضافة �إىل كونه يعك�س الإرادة‬ ‫ال�سيا�سية الالزمة لتنفيذ القرار املذكور يتعني كذلك �أن ير�سي الأ�س�س لعملية‬ ‫التزام حمكمة ومنظمة‪ .‬وقد اقرتح الأمني العام ا�سرتاتيجية ذات ثالثة حماور‬ ‫حتقيق ًا لهذا الغر�ض‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫ال�شروع يف عملية منظمة للقيام ب�سل�سلة من الفعاليات يف �أماكن خمتلفة‬ ‫من �أجل حتقيق توافق عام يف الآراء وفق ًا ملا ورد يف القرار رقم ‪18/16‬؛‬ ‫�ستتمخ�ض عملية امل�شاركة الفنية عن بدائل وعن خيارات �سيا�سية تخ�ضع‬ ‫لعملية حكومية دولية‪ ،‬وي�ستح�سن �أن تتم داخل جمل�س حقوق الإن�سان التابع‬ ‫للأمم املتحدة‪ ،‬يف �سبيل تعزيز التوافق العام يف الآراء بطريقة ت�ستهدف حتقيق‬ ‫النتائج؛‬ ‫�سيتوىل جمل�س حقوق الإن�سان التابع للأمم املتحدة مهمة التنفيذ والر�صد‬ ‫والإبالغ‪.‬‬ ‫و�أو�ضحت كلينتون‪ ،‬يف معر�ض كلمتها‪� ،‬أن هذا االجتماع وااللتزام امل�شرتك‬ ‫‪38‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫الذي ي�شكله يكت�سيان �أهمية حيوية‪ ،‬قائلة‪�“ :‬إن �إحدى هذه الفعاليات لها‬ ‫تداعيات كربى تتعدى هذه القاعة”‪ .‬و�أ�شادت مبنظمة التعاون الإ�سالمي ملا‬ ‫قدمته من دعم يف مترير القرار رقم ‪ 18/16‬داخل جمل�س حقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫و�أ�ضافت قائلة‪“ :‬لقد بد�أنا �سوية نتخطى ال�شرخ املزيف الذي يثري احل�سا�سيات‬ ‫الدينية �ضد حرية التعبري‪ ،‬و�أ�صبحنا ن�سلك نهج ًا جديد ًا مبني ًا على خطوات‬ ‫عملية ملناه�ضة التع�صب �أينما وجد‪ .‬كما �أن املجتمع الدويل يقف‪ ،‬مبقت�ضى هذا‬ ‫القرار‪ ،‬موقف ًا قوي ًا من �أجل حرية التعبري والعبادة و�ضد التمييز والعنف ب�سبب‬ ‫الدين �أو املعتقد”‪ .‬و�أو�ضحت‪�“ :‬إن الأمر ي�ستلزم الآن التنفيذ‪ ،‬والواليات املتحدة‬ ‫تعتزم دعوة خرباء معنيني من �شتى �أرجاء العامل للم�شاركة‪ ،‬فيما ت�أمل �أن تكون‬ ‫�أوىل حلقات �سل�سلة اجتماعات ملناق�شة املمار�سات الف�ضلى ولتبادل الأفكار‬ ‫وال�سري قدم ًا لتخطي املداوالت اال�ستقطابية التي �سادت يف املا�ضي ولبناء ركائز‬ ‫االحرتام والتعاطف والت�سامح والتي �أ�شار �إليها الأمني العام”‪.‬‬

‫البيان امل�شرتك بني منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫والواليات املتحدة الأمريكية حول االجتماع‪:‬‬

‫�أ�صدر رئي�سا االجتماع بيان ًا م�شرتك ًا يف نهاية االجتماع وجها من خالله‬ ‫الدعوة �إىل جميع اجلهات املعنية وذات ال�صلة يف �شتى �أرجاء العامل �إىل �أن‬ ‫ت�أخذ على حممل اجلد النداء الوارد يف ن�ص القرار رقم‪ ،18/16 :‬والذي‬ ‫�سي�سهم يف تعزيز �أ�س�س الت�سامح واحرتام التنوع الديني وتر�سيخ عملية تنمية‬ ‫وحماية حقوق الإن�سان واحلريات الأ�سا�سية عرب العامل‪.‬‬ ‫و�أعرب امل�شاركون عن عزمهم على عدم االكتفاء بالأقوال‪ ،‬وحثوا الدول‬ ‫على اتخاذ تدابري فعلية‪ ،‬وذلك وفق ًا اللتزاماتها يف �إطار القوانني الدولية‬ ‫حلقوق الإن�سان‪ ،‬من �أجل معاجلة ومناه�ضة التع�صب والتمييز والعنف ب�سبب‬ ‫الدين �أو املعتقد‪.‬‬ ‫وقد �أعرب رئي�سا االجتماع عن التزامهما بالعمل �سوية �إىل جانب بلدان‬ ‫وفاعلني �آخرين معنيني لتتبع عملية تنفيذ القرار رقم ‪ 18/16‬وتنظيم فعاليات‬ ‫ون�شاطات �أخرى ملناق�شة وتقييم عملية تنفيذ القرار املذكور‪ .‬ومت حث امل�شاركني‬ ‫على تقدمي معلومات وبيانات م�ستكملة‪ ،‬يف �إطار العملية اجلارية للإبالغ‬


‫والر�صد لدى مكتب املفو�ض ال�سامي حلقوق الإن�سان‪ ،‬حول التدابري املتخذة على‬ ‫ال�صعيد الدويل بخ�صو�ص تنفيذ القرار رقم‪ 18/16 :‬واال�ستناد كذلك �إىل‬ ‫التدابري ذات ال�صلة بغريه من القرارات الأخرى ال�صادرة بتوافق عام يف الآراء‬ ‫ب�ش�أن حرية الدين �أو املعتقد ومناه�ضة التع�صب الديني والتمييز‪.‬‬ ‫املتابعة امللمو�سة‬ ‫قالت ال�سفرية �إيلني �شامبريالن دونا هوي‪ ،‬مندوبة الواليات املتحدة لدى‬ ‫جمل�س حقوق الإن�سان‪ ،‬يف معر�ض الت�صريح الذي �أدلت به ملجلة منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪� ،‬إن هذا اللقاء ي�شكل م�ؤ�شر ًا هام ًا يدل على �أن بو�سع املجتمع الدويل‬ ‫�إيجاد �أر�ضيات م�شرتكة من �أجل معاجلة م�س�ألة ظلت على ما يبدو ع�صية على‬ ‫احلل ملا يزيد عن عقد من الزمن‪ ،‬ولإيجاد طريقة لدعم حرية الدين وحرية‬ ‫التعبري يف الوقت ذاته الذي نقف فيه �سوية يف مكافحة التع�صب الديني‪.‬‬ ‫و�شددت ال�سفرية دوناهوي على �أن «القرار ال ي�شكل عالمة بارزة فح�سب‪،‬‬ ‫بل يعد متابعة فعلية و�أن هذا االجتماع يكت�سي �صبغة ر�سمية وجتلي ًا جوهري ًا‬ ‫لذلك»‪ .‬وقالت ال�سفرية «�إن ثمة جانب ًا �إيجابي ًا لهذا القرار‪ ،‬ويتمثل يف كونه‬ ‫ال يثري مبد�أ حرية الدين �ضد حرية التعبري‪ ،‬بل يجمع فيما بينهما»‪ .‬و�أ�ضافت‬ ‫قائلة‪�« :‬إننا نعتقد �أنه من خالل حرية التعبري �سيكون مبقدورنا وب�شكل �أف�ضل‬ ‫�أن نناه�ض التع�صب»‪.‬‬ ‫و�أو�ضحت يف معر�ض ردها على ا�ستف�سار ملجلة املنظمة عما �سي�شكله‬ ‫التحري�ض على الكراهية‪� ،‬أن ثمة حالة وحيدة يف الواليات املتحدة يجوز فيها‬ ‫تقييد حرية التعبري �أو منعها‪� ،‬أال وهي «التحري�ض على العنف الو�شيك»‪.‬‬ ‫و�أ�شارت‪ ،‬يف هذا ال�صدد‪� ،‬إىل �أن الرئي�س ووزيرة اخلارجية والعديد من‬ ‫امل�س�ؤولني احلكوميني قد نددوا عالنية بتنظيم «يوم �إحراق امل�صحف»‪ ،‬وذلك‬ ‫للإعراب عن رف�ضهم لتلك الأعمال ال�شنيعة‪ .‬و�أ�ضافت قائلة‪« :‬عندما يدين كل‬ ‫من الرئي�س ووزيرة اخلارجية وال�شخ�صيات العامة جمتمعني ذلك الفعل‪ ،‬ف�إن‬ ‫ذلك يعترب �أكرث فاعلية وجناعة من الإلقاء بذلك الق�س يف ال�سجن‪ .‬و�أعتقد �أن‬ ‫ال�شيء ذاته ينطبق على الر�سوم الكاريكاتورية امل�سيئة (للنبي حممد)‪ .‬ويتعني‬ ‫علينا �أن نقف �صف ًا واحد ًا للإعراب عن ا�ستيائنا حيال تلك الأفعال التي تنم‬ ‫عن التع�صب»‪.‬‬ ‫و�أو�ضح ال�سفري �سمري �أكرم‪ ،‬املندوب الدائم لباك�ستان‪ ،‬نيابة عن منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي لدى جمل�س حقوق الإن�سان‪ ،‬يف معر�ض الت�صريح الذي �أدىل‬ ‫به ملجلة املنظمة‪� ،‬أن الدول الأع�ضاء يف املنظمة والبلدان الغربية قد قدمت‬ ‫على حد �سواء تنازالت مهمة بع�ضها لبع�ض يف �سبيل التو�صل �إىل توافق ب�ش�أن‬ ‫القرار‪ .‬واجلانب املهم بالن�سبة لوجهة نظر منظمة التعاون الإ�سالمي هو �أنها لن‬ ‫تقبل امل�ساومة على ثالث نقاط‪ :‬كل ما من �ش�أنه امل�س بالقر�آن الكرمي �أو بالنبي‬ ‫حممد‪� ،‬صلى اهلل عليه و�سلم‪� ،‬أو التمييز �ضد املجتمع امل�سلم‪.‬‬ ‫�أما يف ما يتعلق باالنتقاد املوجه للبلدان الإ�سالمية‪ ،‬التي تكون فيها الأقليات‬ ‫�أحيانا عر�ضة للتمييز‪� ،‬أقر ال�سفري �أكرم �أن هذا االنتقاد مربر يف جزء منه‪،‬‬ ‫قائ ًال‪�« :‬إننا كبلدان متم�سكة بالقيم الإ�سالمية‪ ،‬يجب علينا �أن نت�صرف وفق ما‬ ‫متليه علينا واجباتنا الدينية التي تلزمنا بتوفري احلماية جلميع الأقليات»‪ .‬لكنه‬ ‫�أعرب عن اعتقاده ب�أنه ال يوجد �أي بلد من بلدان العامل الإ�سالمي ميار�س عن‬ ‫ق�صد التمييز �ضد �أقلياته‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف قائ ًال �إن لدى العديد من البلدان الإ�سالمية قوانني �صارمة‬ ‫حتظر التمييز الديني‪ ،‬و�أن القر�آن الكرمي نف�سه يت�ضمن توجيهات قوية بهذا‬ ‫اخل�صو�ص‪ ،‬و�أن مفتاح احلل يكمن يف التنفيذ‪ .‬و�أو�ضح ال�سفري �أكرم «�إننا يف‬ ‫الوقت الذي نطالب فيه بتوفري احلماية للم�سلمني الذين يعي�شون يف البلدان‬

‫الغربية يجب علينا كذلك �أن نكون م�ستعدين لت�أمني املعاملة ذاتها للأقليات التي‬ ‫تعي�ش يف البلدان الإ�سالمية»‪.‬‬ ‫اخلطوة املقبلة هي تنفيذ القرار‬ ‫ً‬ ‫قالت ال�سفرية دوناهوي �إن ثمة ثالث م�سائل متفق عليها حاليا‪ .‬و�أ�شارت‬ ‫�إىل �أن «الواليات املتحدة م�ستعدة ال�ست�ضافة االجتماع الت�أهبي الأول خالل‬ ‫خريف هذا العام‪ ،‬وذلك من �أجل مناق�شة التدابري التي بو�سع ومن واجب الدول‬ ‫اتخاذها من �أجل مناه�ضة التع�صب داخل جمتمعاتها»‪ .‬ومن امل�أمول �أن تعقد‬ ‫اجتماعات متابعة �أخرى عرب العامل‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪� ،‬سيتوىل مكتب املفو�ض ال�سامي حلقوق الإن�سان مهمة‬ ‫تلقي التقارير املتعلقة بالر�صد واملراقبة من �شتى �أرجاء العامل حول اخلطوات‬ ‫التي تتخذها الدول من �أجل مناه�ضة التع�صب الديني‪ ،‬والتي تتما�شى مع حرية‬ ‫التعبري واحلرية الدينية‪.‬‬ ‫و�أخري ًا‪� ،‬سيتم تنظيم ملتقى على مدى يوم كامل يف مقر جمل�س حقوق‬ ‫الإن�سان‪ ،‬وذلك من �أجل ت�سليط الأ�ضواء على ما مت �إجنازه من عمل من قبل‬ ‫القادة عرب العامل ملناه�ضة التع�صب والتمييز‪.‬‬ ‫و�أو�ضح ممثل املفو�ض ال�سامي للأمم املتحدة حلقوق الإن�سان‪ ،‬ال�سفري‬ ‫�إبراهيم �سالمة‪ ،‬خالل االجتماع‪� ،‬أن التحدي احلقيقي يتمثل حالي ًا يف و�ضع‬ ‫هذا القرار مو�ضع التنفيذ‪ .‬وحذر من �أن «تنفيذ هذا القرار بن�صه وروحه لن‬ ‫يكون بالأمر الهني‪ ،‬حيث �إن بع�ض التدابري الالزمة قد تواجه معار�ضة من‬ ‫بع�ض الف�صائل ال�سيا�سية‪� ،‬أو بالأحرى من بع�ض اجليوب داخل املجتمع‪ ،‬كما‬ ‫�أن اتخاذ بع�ض التدابري �سي�ستلزم كذلك بالت�أكيد موارد مالية وب�شرية يف وقت‬ ‫تتعار�ض فيه با�ستمرار �أولويات املوازنات يف �سائر البلدان‪ .‬لكن يجب �أ ّال يغيب‬ ‫عن �أذهاننا �أن تكلفة عدم اتخاذ �إجراء ما �ستكون دائم ًا �أكرب»‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إىل �أن مكتب املفو�ض ال�سامي منكب على القيام بالعديد من‬ ‫الن�شاطات تعزز بع�ضا من الق�ضايا التي ن�ص عليها القرار رقم‪ ،18/16 :‬مبا‬ ‫يف ذلك التو�صية ب�إعداد م�شاريع ت�شريعات‪� ،‬إ�ضافة �إىل الن�شاطات التدريبية‬ ‫لفائدة م�س�ؤويل �إنفاذ القوانني و�أع�ضاء ال�سلك الق�ضائي‪ .‬وثمة ن�شاط خا�ص من‬ ‫الن�شاطات اجلاري تنفيذها يركز على و�ضع احلدود الفا�صلة بني مفهوم حرية‬ ‫التعبري وبني اخلطاب املحر�ض على الكراهية‪ ،‬وبخا�صة يف ارتباطها بالق�ضايا‬ ‫متنام‪ ،‬و�أثارت نزاعات بني‬ ‫الدينية‪ ،‬وهي م�س�ألة �أ�ضحت للأ�سف حمط اهتمام ٍ‬ ‫خمت ِلف املجتمعات‪.‬‬ ‫و�أ�شار ال�سفري �سالمة �إىل اخلطوة الكربى يف جمال حقوق الإن�سان التي‬ ‫اتخذتها منظمة التعاون الإ�سالمي واملتمثلة يف �إن�شاء الهيئة الدائمة امل�ستقلة‬ ‫حلقوق الإن�سان كجهاز رئي�سي من �أجهزة املنظمة‪.‬‬ ‫و�أكد ال�سفري �سالمة قائ ًال‪« :‬ال بد يل من الت�أكيد ب�صراحة يف هذا املقام‬ ‫على �أن القيم الإ�سالمية‪ ،‬كما وردت يف النظام الأ�سا�سي للهيئة‪ ،‬ال تتعار�ض وال‬ ‫ميكن �أن تتعار�ض مع معايري ومقايي�س حقوق الإن�سان املعرتف بها دولي ًا‪ .‬والواقع‬ ‫�أنه منذ �أقدم الع�صور والأديان ت�سعى �إىل الإعراب لي�س عن �صلة اخللق باخلالق‬ ‫�سبحانه فقط‪ ،‬بل جاءت لتكر�س كذلك قيم الت�سامح والتعاطف والت�ضامن‬ ‫ولت�شكل الأ�سا�س للتفاعل بني �أبناء الب�شرية فيما بينهم»‪ .‬و�شدد ال�سفري �سالمة‬ ‫على �أن �إ�صالحات جوهرية يف العديد من البلدان الإ�سالمية وبعيد ًا عن تعار�ضها‬ ‫مع القيم الإ�سالمية‪ ،‬هي نابعة من ذلك‪.‬‬ ‫وقال �إن مكتب املفو�ض ال�سامي على �أت ّـم اال�ستعداد لتقدمي كل ما يلزم من‬ ‫دعم ملنظمة التعاون الإ�سالمي وللهيئة امل�ستقلة الدائمة حلقوق الإن�سان من �أجل‬ ‫حتقيق هذا امل�سعى اجلديد‪.‬‬ ‫‪39‬‬


‫�ش�ؤون عاملية‬

‫منظمة التعاون الإ�سالمي ترحب مببادرة عاهل املنظمة تعرب عن قلقها �إزاء منع ال�شباب يف‬ ‫البحرين ب�إن�شاء جلنة دولية م�ستقلة للتحقيق يف‬ ‫طاجك�ستان من ال�صالة يف امل�ساجد‬ ‫�أعرب املتحدث با�سم الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف‬ ‫�أحداث البحرين‬ ‫رحبت منظمة التعاون الإ�سالمي باملبادرة التي �أطلقها جاللة امللك‬ ‫حمد بن عي�سى �آل خليفة‪ ،‬ب�إن�شاء جلنة م�ستقلة ت�ضم خرباء قانونيني دوليني‬ ‫للتحقيق يف الأحداث التي عرفتها البحرين م�ؤخر ًا‪ .‬كما �أعربت عن ارتياحها‬ ‫لبدء احلوار الوطني‪ ،‬يوم ‪ 2‬يوليو ‪ ،2011‬مع املعار�ضة بدعوة من العاهل‬ ‫البحريني‪ ،‬متمنية �أن تكون جولة احلوار هذه فر�صة لتوافق اجلميع على تعزيز‬ ‫م�سرية الإ�صالح يف البحرين‪.‬‬

‫�إحياء ذكرى �ضحايا‬ ‫جمزرة �سربرينيت�شا يوم ‪ 11‬يوليو‬

‫مبنا�سبة حلول الذكرى ال�ساد�سة ع�شرة ملجزرة �سربرينيت�شا‪ ،‬ذ ّكر الأمني‬ ‫العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪،‬‬ ‫الدول الأع�ضاء ب�إحياء ذكرى �ضحايا الإبادة اجلماعية‪ ،‬وذلك يوم ‪ 11‬يوليو‬ ‫‪.2011‬‬ ‫و�أ�شار الأمني العام �إىل القرار ال�صادر عن جمل�س وزراء اخلارجية يف‬ ‫دورته الثامنة والثالثني التي ُعقدت يف �أ�ستانا بجمهورية كازاخ�ستان‪ ،‬خالل‬ ‫الفرتة من ‪ 30-28‬يونيو ‪ ،2011‬داعي ًا العامل الإ�سالمي �إىل جعل يوم ‪11‬‬ ‫يوليو يوم حداد للتذكري ب�أفظع اجلرائم الوح�شية التي عرفتها �أوربا منذ‬ ‫احلرب العاملية الثانية‪.‬‬ ‫وا�ستح�ضر الأمني العام الأحداث امل�أ�ساوية للحادي ع�شر من يوليو‬ ‫‪ 1995‬يف �سربرينيت�شا‪ ،‬معرب ًا عن تعازيه اخلال�صة وتعاطفه العميق مع �أفراد‬ ‫�شعب البو�سنة والهر�سك ال�شقيق الذين فقدوا ذويهم‪ .‬وجدد الأمني العام‬ ‫�إدانته ال�شديدة للعدوان �ضد املدنيني الأبرياء يف البو�سنة والهر�سك والذي‬ ‫�شكل خرق ًا للقانون والقيم الأخالقية العاملية‪ .‬ورحب يف هذا ال�صدد بتوقيف‬ ‫املحكمة اجلنائية الدولية ملجرم احلرب اجلرنال راتكو مالدي�ش و�إدانته‬ ‫م�ؤخر ًا‪ ،‬وحث على موا�صلة مالحقة جمرمي احلرب الآخرين حتى ال يطمئن‬ ‫�أي جمرم حرب يف امل�ستقبل للإفالت من العقاب‪ .‬كما جدد الأمني العام دعم‬ ‫املنظمة التام للمبادرات الرامية �إىل الدفع بتطبيع العالقات وتعزيز ثقافة‬ ‫التعاي�ش ال�سلمي يف املنطقة‪.‬‬

‫املنظمة وغامبيا تبحثان �سبل تعزيز العالقات‬

‫ا�ستقبل الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون ال�سيا�سية ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫�سعادة ال�سفري عبد اهلل عبد الرحمن عالمِ ‪ ،‬يوم االثنني ‪ 18‬يوليو ‪ ،2011‬يف‬ ‫مقر الأمانة العامة للمنظمة بجدة‪ ،‬وزير خارجية جمهورية غامبيا‪ ،‬معايل‬ ‫الدكتور مومودو تاجنارا والوفد املرافق له‪.‬‬ ‫وا�ستعر�ض اجلانبان ال�سبل والو�سائل الكفيلة بتعزيز العالقات بني‬ ‫املنظمة وجمهورية غامبيا وتطوير العمل الإ�سالمي امل�شرتك‪.‬‬

‫‪40‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫جدة عن قلق املنظمة �إزاء التقارير التي �أفادت مبنع احلكومة الطاجيكية‬ ‫ال�شباب من ال�صالة يف امل�ساجد‪ .‬و�أ�ضاف املتحدث �أن املنظمة قد ات�صلت‬ ‫بال�سلطات يف طاجك�ستان طالبة تو�ضيح ًا لهذه التطورات‪.‬‬ ‫ووفق ًا لتقارير �إعالمية حملية‪ ،‬وقع الرئي�س �إمام علي رحمن على القرار‬ ‫مبنع الأطفال واملراهقني من ممار�سة العبادة يف امل�ساجد‪ ،‬يوم ‪� 3‬أغ�سط�س‬ ‫‪ ،2011‬بعد �أن مت تبنيه بالإجماع يف الربملان‪ .‬ومينع القانون من هم �أقل من‬ ‫‪� 18‬سنة من ممار�سة العبادة يف امل�ساجد والكنائ�س ويطلب منهم الدرا�سة‬ ‫يف مدار�س علمانية‪.‬‬

‫منظمة التعاون الإ�سالمي م�ستعدة‬ ‫للقيام بدور يف حل الأزمة يف �سوريا‬

‫عب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫ِرّ‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬عن بالغ قلقه ال�ستمرار �سقوط �ضحايا من املدنيني وفقد‬ ‫العديد من الأرواح الب�شرية من �أبناء ال�شعب ال�سوري‪ ،‬والناجت عن ت�صاعد‬ ‫حالة املواجهات ال�سائدة يف �سوريا منذ عدة �شهور‪.‬‬ ‫و�شدد الأمني العام على �أن هذا الأ�سلوب‪ ،‬امل�ستمر منذ عدة �شهور‪ ،‬يف‬ ‫التعامل مع املطالب ال�شعبية قد �أثبت عجزه عن احتواء الأزمة‪ ،‬بل �إنه ي�ؤدي‬ ‫�إىل املزيد من �سقوط ال�ضحايا وتعقيد املوقف الداخلي مبا يف�ضي �إليه ذلك‬ ‫من انعكا�سات �سلبية على املوقف الإقليمي والدويل الذي يت�صاعد عدم‬ ‫قبوله لهذا الأ�سلوب‪ .‬ودعا الأمني العام الأطراف كافة �إىل احلفاظ على‬ ‫وحدة البالد ومتا�سكها وجتنيبها خماطر االقتتال والتدخالت الأجنبية‪.‬‬ ‫ونا�شد الأمني العام القيادة ال�سورية ممار�سة �أق�صى درجات �ضبط‬ ‫النف�س من خالل الوقف الفوري ال�ستخدام القوة لإخماد املظاهرات‬ ‫ال�شعبية‪ ،‬والدخول يف حوار مع جميع القوى يف �سوريا من �أجل التفاهم على‬ ‫�إجراءات الإ�صالح املر�ضية والإ�سراع يف تنفيذها‪.‬‬ ‫و�أبدى الأمني العام ا�ستعداد منظمة التعاون الإ�سالمي للقيام بدور يف‬ ‫هذا الإطار‪ ،‬حيث ي�ؤمن �أن احلوار هو اخليار الأمن الوحيد الذي ميكن من‬ ‫خالله احتواء هذه الأزمة العا�صفة وجتنيب �سوريا االنزالق نحو خماطر‬ ‫داخلية‪ ،‬وكذلك لوقف ت�صاعد مواقف الرف�ض والغ�ضب الإقليمي والدويل‬ ‫جتاه هذا الأ�سلوب‪.‬‬ ‫و�أ�شار الأمني العام �إىل �أن الدين الإ�سالمي احلنيف �شدد على حرمة‬ ‫النف�س الب�شرية يف جميع الأحوال‪ .‬و�أعرب عن �أمله جمدد ًا يف �أن تكون هذه‬ ‫الأيام املباركة التي تعي�شها الأمة الإ�سالمية ملهم ًا ودافع ًا للقيادة ال�سورية‬ ‫للإ�سراع بوقف نزيف الدماء وترويع املدنيني الأبرياء والتجاوب مع املطالب‬ ‫امل�شروعة لل�شعب‪.‬‬


‫تعزيز التعاون مع حركة عدم االنحياز لتحقيق الأهداف امل�شرتكة‬ ‫�أكدت منظمة التعاون الإ�سالمي حر�صها‬ ‫عدم �إيجاد حل عادل للق�ضية الفل�سطينية‬ ‫على تعزيز التعاون مع حركة عدم االنحياز‬ ‫باعتبارها لب النـزاع يف ال�شرق الأو�سط‬ ‫ً‬ ‫لتحقيق الأهداف امل�شرتكة يف ال�سالم‬ ‫ي�شكل تهديدا لل�سلم والأمن الدوليني‪.‬‬ ‫والأمن والتنمية االقت�صادية‪ .‬جاء ذلك يف‬ ‫على �صعيد �آخر‪� ،‬شاركت املنظمة يف‬ ‫اخلطاب الذي �ألقاه �سعادة ال�سفري عبد‬ ‫االجتماع اخلا�ص بق�ضية الأ�سرى وال�سجناء‬ ‫اهلل عامل‪ ،‬الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون‬ ‫الفل�سطينيني والذي انعقد على هام�ش‬ ‫ال�سيا�سية‪� ،‬أمام الدورة ال�ساد�سة ع�شرة‬ ‫االجتماع الوزاري حلركة عدم االنحياز يف‬ ‫للم�ؤمتر الوزاري حلركة عدم االنحياز الذي‬ ‫مدينة بايل‪ ،‬حيث �أكد ال�سفري عبد اهلل عامل‬ ‫ُعقد يف مدينة بايل يف �إندوني�سيا يف الفرتة‬ ‫يف بيانه �أمام االجتماع �أن ق�ضية الأ�سرى‬ ‫ال�سفري عامل يف م�ؤمتر حركة عدم االنحياز‬ ‫ما بني ‪ 23‬و‪ 27‬مايو ‪ ،2011‬والذي ي�صادف‬ ‫الفل�سطينيني جت�سد حقيقة الظلم الواقع‬ ‫على �شعب فل�سطني منذ �أكرث من �ستة عقود‪ ،‬م�شريا �إىل �أن اعتقال �إ�سرائيل‬ ‫الذكرى اخلم�سني لإن�شاء احلركة‪.‬‬ ‫و�أكد ال�سفري عامل �أن الع�ضوية امل�شرتكة يف منظمة التعاون الإ�سالمي لأكرث من ع�شرة �آالف فل�سطيني وتعري�ضهم ل�شتى �صنوف التعذيب والقهر‬ ‫وعدم االنحياز حتتم التعاون امل�شرتك ملواجهة حتديات العامل املعا�صر‪ ،‬ي�شكل انتهاكا ج�سيما للقانون الدويل والتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص ًا العوملة والبيئة واملناخ و�أزمة الغذاء ومكافحة الفقر واال�ضطرابات الأمر الذي ي�ستوجب �إدانتها من املجتمع الدويل‪ .‬ودعا البيان �إىل فتح ملف‬ ‫يف بع�ض الدول الأع�ضاء وق�ضايا احلكم الر�شيد وحقوق الإن�سان والإرهاب الأ�سرى الفل�سطينيني على امل�ستوى الدويل للبت يف االنتهاكات التي يتعر�ض‬ ‫والكوارث الطبيعية و�إ�صالح الأمم املتحدة‪ .‬و�أ�شار ال�سفري عامل �إىل �أن لها املعتقلون الفل�سطينيون يف �سجون االحتالل‪.‬‬

‫منظمة التعاون الإ�سالمي تطرح درا�سة حول دورها يف حفظ ال�سلم والأمن‬ ‫قال الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪� ،‬إن املنظمة �أعدت درا�سة �شاملة توفر ملحة عامة عن اجلوانب‬ ‫املتعلقة بالدور امل�ستقبلي للمنظمة يف �صون الأمن وحفظ ال�سالم وف�ض‬ ‫النـزاعات‪ .‬و�أ�ضاف يف كلمة �ألقاها نيابة عنه‪ ،‬الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون‬ ‫ال�سيا�سية‪ ،‬ال�سفري عبد اهلل بن عبد الرحمن عامل‪� ،‬أن الدرا�سة ت�شمل الأ�سا�س‬ ‫املنطقي‪ ،‬والق�ضايا الداخلية واخلارجية وال�سياق‪ ،‬والأهداف اال�سرتاتيجية يف‬ ‫ما يتعلق ب�إن�شاء �إدارة ال�سلم والأمن يف �إطار الهيكل واملوارد احلالية للأمانة‬ ‫العامة للمنظمة‪ .‬يف �سياق ذلك‪ ،‬طرح ال�سفري عبد اهلل عامل‪ ،‬الدرا�سة �أمام‬ ‫االجتماع الثالث لفريق اخلرباء احلكومي الدويل‪ ،‬ب�ش�أن الدور امل�ستقبلي‬ ‫ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي يف �صون وحفظ ال�سالم وف�ض النـزاعات‪ ،‬وذلك‬

‫يف مقر املنظمة بجدة يوم ‪ 18‬مايو ‪ .2011‬و�أ�شار الأمني العام للمنظمة‬ ‫يف كلمته �إىل �أنه يف ظل اال�ضطرابات ال�سيا�سية امل�ستمرة التي جتتاح بع�ض‬ ‫حتديات جديد ًة تواجهها هذه الدول‪ ،‬وتتطلب‬ ‫الدول الأع�ضاء باملنظمة‪ ،‬ف�إن‬ ‫ٍ‬ ‫نهج ًا ا�ستباقي ًا يف �إيجاد حلول لهذه النـزاعات‪ ،‬الفت ًا �إىل �أن الوقت احلايل‬ ‫ُيـ َعـ ّد الأن�سب ملعاجلة هذه امل�س�ألة‪ ،‬وم�شري ًا يف الوقت نف�سه �إىل املبادرات التي‬ ‫اتخذتها املنظمة يف عدد من الدول الأع�ضاء باملنظمة خالل الفرتة احلالية‪.‬‬ ‫ُيذ َكـر �أن درا�سة �صون وحفظ ال�سالم وف�ض النـزاعات تقت�ضي كذلك �إن�شاء‬ ‫�إدارة خمت�صة‪ ،‬يف الوقت الذي يبحث فيه االجتماع الدرا�سة التي �أعدت لهذا‬ ‫الغر�ض‪.‬‬

‫ال�شعب املغربي يوافق على د�ستور جديد‬

‫الربازيل تبدي رغبتها يف احل�صول على �صفة‬ ‫املراقب لدى منظمة التعاون الإ�سالمي‬

‫رحب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬مبوافقة الناخبني املغاربة ب�أغلبية كبرية على الد�ستور اجلديد‬ ‫للمملكة املغربية الذي يت�ضمن �إ�صالحات تك ّر�س ف�صل ال�سلطة واحلكم‬ ‫الر�شيد يف هذا البلد الع�ضو امل�ؤ�س�س للمنظمة‪ .‬كما �أ�شاد الأمني العام بالأجواء‬ ‫الدميقراطية التي جرت فيها عملية اال�ستفتاء‪ .‬ويف يوم الأول من يوليو ‪،2011‬‬ ‫�صوت �أكرث من ‪ 98‬يف املئة من الناخبني املغاربة ل�صالح الد�ستور اجلديد‪.‬‬ ‫وكان العاهل املغربي امللك حممد ال�ساد�س قد �أعلن يف يونيو عن اال�ستفتاء‬ ‫للتنازل عن بع�ض �صالحياته لرئي�س الوزراء والربملان‪ .‬ومينح الد�ستور‬ ‫اجلديد احلكومة �صالحيات تنفيذية‪ ،‬لكن امللك ما زال يحتفظ مبوقعه على‬ ‫ر�أ�س اجلي�ش وال�سلطة الدينية والق�ضاء‪ ،‬كما مينحه القدرة على حل الربملان‪،‬‬ ‫ولكن لي�س على نحو منفرد كما كان الأمر يف ال�سابق‪.‬‬

‫ا�ستقبل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬يف مكتبه يوم ‪ 17‬مايو ‪ ،2011‬معايل ال�سيد �سريجيو لويز‬ ‫كاناي�س‪� ،‬سفري الربازيل لدى اململكة العربية ال�سعودية واجلمهورية اليمنية‬ ‫الذي �سلم الأمني العام طلب ًا ر�سمي ًا من وزير خارجية الربازيل �أعرب من‬ ‫خالله عن رغبة الربازيل يف احل�صول على �صفة املراقب لدى منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ .‬و�أكد وزير اخلارجية يف معر�ض ر�سالته ا�ستعداد بالده لإقامة‬ ‫عالقات وثيقة مع املنظمة‪ .‬وقد رحب الأمني العام برغبة الربازيل‪ ،‬و�أبلغ‬ ‫ال�سفري الربازيلي �أن املنظمة �ست�ستكمل قريب ًا وثيقة املعايري اخلا�صة مبنح‬ ‫�صفة املراقب و�سيتم �إبالغ احلكومة الربازيلية بها التخاذ ما يلزم للح�صول‬ ‫على ع�ضوية املراقب لدى املنظمة‪.‬‬ ‫‪41‬‬


‫�ش�ؤون عاملية‬

‫نهاية نظام القذافـي‬ ‫املنظمة تعرتف باملجل�س الوطني االنتقايل �سلطة �شرعية يف ليبيا‬ ‫ليبيا»‪ .‬و�أردف قائ ًال‪� :‬إن بقاء القذافـي يف ليبيا �أو مغادرتها �أمر مرتوك لليبيني‪،‬‬ ‫«املهم بالن�سبة لليبيني هو االتفاق على احلل»‪.‬‬

‫الأمني العام يهنئ ال�شعب الليبي بنجاح ثورته‬ ‫ويجدد دعم املنظمة للمجل�س الوطني االنتقايل‬

‫طرابل�س ـ ليبيا‪:‬‬ ‫متكن الثوار يف ليبيا بعد �ستة �أ�شهر من االقتتال الدموي من و�ضع حد‬ ‫لنظام معمر القذايف الدكتاتوري الذي دام ‪� 42‬سنة‪ .‬ففي يوم ‪� 21‬أغ�سط�س‬ ‫‪ ،2011‬دخل الثوار امل�سلحون على الأر�ض‪ ،‬مب�ساعدة ال�ضربات اجلوية حللف‬ ‫�شمال الأطل�سي (الناتو)‪ ،‬العا�صمة الليبية طرابل�س‪ ،‬و�أجربوا القذافـي و�أبناءه‬ ‫ومنا�صريه على االختباء‪ ،‬بينما فـ ّر �أفراد �آخرون من �أ�سرته ووزرائه خارج‬ ‫البالد‪ .‬وما �إن �سقطت طرابل�س حتى اعرتفت معظم البلدان العربية وكثري‬ ‫من البلدان الإ�سالمية وبلدان العامل باملجل�س الوطني االنتقايل ممث ًال لل�شعب‬ ‫الليبي‪ .‬وبالرغم من ا�ستمرار التبادل املتفرق لإطالق النار املكثف لبع�ض الوقت‬ ‫بني الثوار وفلول قوات القذايف يف طرابل�س وم�سقط ر�أ�سه �سرت‪ ،‬تدخل املجتمع‬ ‫الدويل للقيام بعمل لتحقيق اال�ستقرار يف ليبيا والإفراج عن الأر�صدة الليبية‬ ‫اخلارجية وتقدمي م�ساعدات �إن�سانية‪.‬‬ ‫ُيذ َكر �أن الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬قد ظل طوال الأزمة الليبية حري�ص ًا على امل�شاركة يف معظم‬ ‫االجتماعات التي ُعقدت على امل�ستوى الدويل ملعاجلة الأزمة الليبية‪ .‬و�أبرز‬ ‫�إح�سان �أوغلى جهود املنظمة املبذولة من �أجل و�ضع حد للأزمة‪ ،‬التي بد�أت يوم‬ ‫‪ 17‬فرباير ‪ ،2011‬من خالل حلول دبلوما�سية �شاملة‪ُ .‬ي�شار �إىل �أن هذه اجلهود‬ ‫�شملت �إر�سال وفد رفيع امل�ستوى من املنظمة �إىل طرابل�س وبنغازي يف يونيو‬ ‫لتقومي الو�ضع والإ�سراع �إىل تقدمي معونات �إن�سانية فور اندالع الأزمة من خالل‬ ‫فتح مكتب لتن�سيق امل�ساعدات الإن�سانية يف بنغازي‪.‬‬ ‫وكان اجتماع فريق االت�صال الدويل املعني بليبيا والذي ُعقد يف ا�سطنبول‬ ‫يوم ‪ 15‬يوليو ‪� ،2011‬أي قبل �سقوط طرابل�س‪ ،‬قد �أعلن قرار االعرتاف باملجل�س‬ ‫الوطني االنتقايل املعار�ض �سلطة �شرعية وحيدة لل�شعب‪.‬‬ ‫وقال وزير اخلارجية الإيطايل فرانكو فراتيني ملجلة املنظمة بعد االجتماع‪:‬‬ ‫«�إننا نحقق تقدم ًا؛ تقدم ًا �سيا�سي ًا‪ ،‬ولي�س تقدم ًا ع�سكري ًا فقط»‪ .‬وعلى ال�صعيد‬ ‫الع�سكري‪ ،‬قال �إن املجل�س الوطني االنتقايل يتقدم نحو طرابل�س مب�ساعدة‬ ‫الناتو‪ ،‬كما حث فراتيني على العمل ملا بعد الأزمة من �أجل م�ستقبل ليبيا‪� .‬أما‬ ‫يف ما يتعلق باحلل ال�سيا�سي‪ ،‬فهو يعترب �أنه يتمثل يف حكومة وحدة وطنية ت�شمل‬ ‫جميع املناطق وممثلي املجتمع املدين‪ ،‬وال ت�سعى لالنتقام‪ .‬و�أ�ضاف قائ ًال‪�« :‬إن‬ ‫اخلط الأحمر هو القذافـي و�أ�سرته‪ ،‬الذين ال ميكن �أن يكونوا جزء ًا من م�ستقبل‬ ‫‪42‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫هن�أ الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي ال�شعب الليبي على جناح ثورته‬ ‫وانت�صار �إرادته احلرة وخياراته الوطنية‪ ،‬متمني ًا له حتقيق كل ما ي�صبو �إليه من‬ ‫تقدم وازدهار‪.‬‬ ‫وحث الأمني العام ال�شعب الليبي يف هذه املرحلة الدقيقة من تاريخه على‬ ‫احلفاظ على الوحدة الوطنية والرتابية لليبيا وااللتفاف حول املجل�س الوطني‬ ‫االنتقايل بو�صفه املمثل ال�شرعي والوحيد لل�شعب الليبي‪ ،‬و�أكد �ضرورة املحافظة‬ ‫على ممتلكات ومكت�سبات ال�شعب الليبي العامة واخلا�صة‪ .‬و�شدد الأمني العام‬ ‫على جميع الأطراف يف ليبيا عدم اللجوء للو�سائل االنتقامية وااللتزام بالقوانني‬ ‫الوطنية والدولية‪.‬‬ ‫وجدد �إح�سان �أوغلى دعم املنظمة التام وم�ساندتها للمجل�س الوطني‬ ‫االنتقايل يف املرحلة املقبلة والتي تتطلب م�ضاعفة اجلهود لإعادة البناء والتعمري‬ ‫و�إر�ساء قواعد احلكم الر�شيد وتعزيز حقوق الإن�سان وتو�سيع امل�شاركة ال�سيا�سية‬ ‫والتنمية ال�شاملة ملواجهة التحديات املتنامية يف املجاالت ال�سيا�سية واالجتماعية‬ ‫واالقت�صادية‪.‬‬ ‫ودعا الأمني العام الدول الأع�ضاء يف املنظمة �إىل تقدمي الدعم ال�سيا�سي‬ ‫والإن�ساين لل�شعب الليبي لتحقيق ال�سالم واال�ستقرار على املدى الطويل‪.‬‬ ‫جدير بالذكر �أن الأمني العام‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪،‬‬ ‫�شارك يف م�ؤمتر بالفيديو (‪ )videoconference‬نظمه الأمني العام للأمم‬ ‫املتحدة بان كي مون‪ ،‬يوم ‪� 26‬أغ�سط�س ‪ ،2011‬ملناق�شة الو�ضع يف ليبيا وتن�سيق‬ ‫دور املنظمات الإقليمية والدولية يف التخطيط ملرحلة ما بعد ال�صراع يف هذا‬ ‫البلد‪ .‬و�أو�ضح قادة هذه املنظمات الدولية والإقليمية (منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫واالحتاد الإفريقي وجامعة الدول العربية واالحتاد الأوروبي) ب�شكل جلي �أن‬ ‫حتديد م�ستقبل ليبيا يعود يف املقام الأول لل�شعب الليبي‪ ،‬واتفقوا على تن�سيق‬ ‫جهودهم مل�ساعدة ال�شعب الليبي يف هذا االجتاه وعلى موا�صلة بحث هذه الق�ضية‬ ‫يف الأيام القادمة‪.‬‬ ‫كما �شارك وفد من منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬يوم ‪� 25‬أغ�سط�س ‪ ،2011‬يف‬ ‫اجتماع فريق االت�صال حول ليبيا على م�ستوى مديري ال�ش�ؤون ال�سيا�سية‪ ،‬الذي‬ ‫ُعقد يف ا�سطنبول حتت الرئا�سة امل�شرتكة لكل من تركيا والرنويج‪.‬‬ ‫وقد وافق امل�شاركون يف االجتماع على التعامل مع املجل�س الوطني االنتقايل‬ ‫باعتباره �سلطة احلكم ال�شرعية يف ليبيا‪ ،‬م�شددين على احلاجة �إىل متكني هذا‬ ‫املجل�س بالو�سائل القانونية وال�سيا�سية واملالية الالزمة لت�شكيل حكومة م�ؤقتة‬ ‫يف ليبيا‪ .‬كما بحث امل�شاركون بعناية ق�صوى مو�ضوع حتقيق امل�صاحلة الوطنية‬ ‫يف ليبيا‪ ،‬واتفقوا على �أن هذه العملية ينبغي �أن تكون �شاملة و�أن تتجنب اللجوء‬ ‫لالنتقام والث�أر‪.‬‬ ‫و�شارك وفد من املنظمة يف م�ؤمتر �أ�صدقاء ليبيا الذي انعقد يف باري�س يوم‬ ‫‪� 1‬سبتمرب‪.‬‬


‫الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي يقوم بجولة يف غرب �إفريقيا‬ ‫اختتم الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬يوم ‪ 7‬يونيو ‪ ،2011‬جولة ا�ستمرت �أ�سبوع ًا زار خاللها بع�ض‬ ‫دول غرب �إفريقيا الأع�ضاء يف املنظمة‪ .‬وخالل هذه اجلولة‪ ،‬التي تُـ َعـد الثالثة‬ ‫ملعاليه �إىل �إفريقيا منذ توليه من�صبه يف عام ‪ ،2005‬زار الأمني العام ك ًال من‬ ‫كوتونو (بنني) ولومي (توغو) وفريتاون (�سرياليون) وبي�ساو (غينيا بي�ساو)‬ ‫وباجنول (غامبيا) ودكار (ال�سنغال) ونيامي (النيجر)‪.‬‬ ‫وخالل الزيارة‪� ،‬أجرى الأمني العام �سل�سلة من املحادثات الر�سمية مع‬ ‫ر�ؤ�ساء هذه البلدان‪ ،‬مت يف معر�ضها التطرق ملوا�ضيع تتعلق بتنفيذ برنامج‬ ‫العمل الع�شري ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬كما جرى الرتكيز ب�شكل خا�ص على‬ ‫الأن�شطة ال�سيا�سية واالجتماعية واالقت�صادية والإن�سانية للمنظمة‪.‬‬ ‫وقد اغتنم الأمني العام فر�صة لقاءاته بقادة دول غرب �إفريقيا‬ ‫ال�ستعرا�ض الأو�ضاع ال�سيا�سية يف بع�ض الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫عن التقدم املحرز يف تنفيذ خمت ِلف م�شاريع املنظمة يف جمال التنمية يف‬ ‫بلدانهم‪.‬‬ ‫و�أعرب الر�ؤ�ساء‪ ،‬من جانبهم‪ ،‬كل على حدة‪ ،‬عن تقديرهم للأهمية‬ ‫التاريخية لزيارة الأمني العام باعتبارها الأوىل من نوعها التي يقوم بها �أمني‬ ‫عام للمنظمة �إىل بلدانهم‪ .‬كما �أكدوا جمدد ًا دعمهم ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫بخ�صو�ص مبادراتها حل�شد الإجماع لدعم الق�ضية الفل�سطينية‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫مبادرات املنظمة اجلريئة ب�ش�أن ق�ضايا احلكم الر�شيد والدميقراطية و�سيادة‬

‫القانون وحقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫كما �أعرب القادة عن ارتياحهم ملحتوى ونطاق الربامج اﻻقت�صادية‬ ‫للمنظمة‪ ،‬كما هو ال�ش�أن بالن�سبة لنظام املنظمة للأف�ضلية التجارية‪ ،‬وبرامج‬ ‫التمويل املختلفة يف �إطار امل�ؤ�س�سة الدولية الإ�سالمية لتمويل التجارة‪ ،‬وامل�ؤ�س�سة‬ ‫الإ�سالمية لتنمية القطاع اخلا�ص‪ ،‬وامل�ؤ�س�سة الإ�سالمية لت�أمني ال�صادرات‬ ‫واال�ستثمارات‪ ،‬و�إطار منظمة التعاون الإ�سالمي التنفيذي للتنمية الزراعية‪،‬‬ ‫وبرنامج املنظمة لإعادة ت�أهيل القطن‪ ،‬و�صندوق الت�ضامن الإ�سالمي للتنمية‪،‬‬ ‫والربنامج اخلا�ص للتنمية يف �إفريقيا‪ ،‬وم�شروع املنظمة اخلا�ص بخط ال�سكة‬ ‫احلديدية الرابط بني دكار وبورت�سودان‪ .‬كما هن�أ القادة الأمني العام على‬ ‫مبادراته و�إ�صالحاته اجلريئة‪ ،‬م�شيدين بفاعلية الربامج الأخرى يف جمال‬ ‫تنمية ر�أ�س املال الب�شري وحتقيق االندماج االقت�صادي واالجتماعي‪ ،‬وال �سيما‬ ‫�صندوق املنظمة اخلا�ص ب�سرياليون و�أن�شطة مكتب املنظمة للتنمية الإن�سانية‬ ‫يف النيجر‪.‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل اللقاءات مع قادة دول غرب �إفريقيا‪ ،‬عقد الربوفي�سور �إح�سان‬ ‫�أوغلى حمادثات ر�سمية مع وزراء خارجية البلدان التي �شملتها الزيارة‪ ،‬كما‬ ‫اجتمع بعدد من نواب الربملان ورجاالت الق�ضاء وممثلني من القطاعني العام‬ ‫واخلا�ص ومن هيئات املجتمع املدين‪ .‬و�ألقى الأمني العام‪ ،‬يوم ‪ 6‬يونيو ‪،2011‬‬ ‫خطاب ًا يف اجلل�سة االفتتاحية للم�ؤمتر الدويل لعلماء العامل الإ�سالمي يف‬ ‫العا�صمة ال�سنغالية دكار‪.‬‬

‫�إح�سان �أوغلى يزور تون�س بعد الثورة ويلتقي املبزع والقائد ال�سب�سي‬

‫العامل الإ�سالمي‪ ،‬والت�صدي ملحاوالت ت�شويه الدين‬ ‫قرطاج ـ تون�س‬ ‫الإ�سالمي احلنيف‪.‬‬ ‫قام الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫والتقى �إح�سان �أوغلى كذلك بال�سيد الباجي‬ ‫الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬بزيارة �إىل‬ ‫قايد ال�سب�سي‪ ،‬الوزير الأول‪ ،‬وبحث معه الربامج‬ ‫تون�س‪ ،‬يوم ‪ 6‬مايو ‪ ،2011‬هي الأوىل منذ قيام ثورة‬ ‫الإن�سانية التي تعتزم املنظمة القيام بها يف تون�س‪،‬‬ ‫الكرامة يف هذا البلد‪ .‬وت�أتي الزيارة ت�أكيد ًا لدعم‬ ‫يف جماالت التنمية والإ�صالح‪ .‬كما �أعرب الأمني‬ ‫املنظمة للقيادة ال�سيا�سية اجلديدة‪ ،‬وتفعيل التعاون‬ ‫العام عن �شكر املنظمة ملا قدمته تون�س من دعم‬ ‫والت�ضامن مع تون�س‪ .‬ويف اليوم الثاين من الزيارة‪،‬‬ ‫ورعاية لالجئني القادمني من ليبيا من مواطنني‬ ‫ا�ستقبل رئي�س اجلمهورية التون�سية‪ ،‬ال�سيد ف�ؤاد‬ ‫ليبيني وعمال �أجانب‪ ،‬با�ست�ضافتهم وتقدمي العون‬ ‫املبزع‪ ،‬الأمني العام للمنظمة يف ق�صر اجلمهورية‬ ‫ً‬ ‫والإغاثة لهم‪ ،‬مذكرا مبا قدمته املنظمة من �إعانة‬ ‫بقرطاج‪ .‬حيث هن�أ الأمني العام القيادة ال�سيا�سية‬ ‫لتمكني �أكرث من ع�شرة �آالف عامل �أجنبي من العودة‬ ‫التون�سية على جناح ثورة الكرامة‪ ،‬التي فتحت‬ ‫�إىل بلدانهم‪.‬‬ ‫الباب للتغيري والإ�صالح يف املنطقة‪ ،‬يف نطاق ما‬ ‫ويف لقاء الأمني العام مع املولدي الكايف‪ ،‬وزير‬ ‫جاء يف برنامج العمل الع�شري‪ ،‬الذي اعتمدته قمة‬ ‫ال�ش�ؤون اخلارجية يف احلكومة امل�ؤقتة‪ ،‬تناولت‬ ‫مكة املكرمة يف عام ‪.2005‬‬ ‫وقال الأمني العام للمنظمة �إن ثورة تون�س الأمني العام والرئي�س املبزع خالل اللقاء يف قرطاج بتون�س املباحثات التعاون القائم بني املنظمة واحلكومة‬ ‫التون�سية‪ ،‬وكيفية تعزيزها‪ ،‬م�ؤكد ًا �ضرورة �أن يقوم‬ ‫جاءت �سلمية وملهمة ورائدة‪ ،‬م�شيد ًا بال�شعب‬ ‫التون�سي‪ ،‬ومعرب ًا عن �أمانيه ب�أن حتقق الثورة ما يرنو له ال�شعب التون�سي‪ ،‬من اجلانب التون�سي بامل�صادقة على ميثاق املنظمة واالتفاقات الإ�سالمية يف‬ ‫تداول لل�سلطة ودميقراطية وحكم ر�شيد‪ .‬و�أكد دعم املنظمة مل�سار الإ�صالح جماالت التعاون التجاري‪ ،‬كما تطرق اللقاء �إىل الأو�ضاع يف املنطقة‪.‬‬ ‫ويف �سياق الزيارة التي ا�ستمرت ثالثة �أيام‪ ،‬قام الأمني العام ب�إعطاء‬ ‫والتنمية يف تون�س‪ ،‬وا�ستعدادها للم�شاركة يف مراقبة االنتخابات الربملانية‬ ‫والتي �ستجري يف تون�س خالل الفرتة املقبلة‪ .‬و�أ�شاد املبزع‪ ،‬بدوره‪ ،‬باجلهود �شيك مببلغ مائة �ألف دوالر من �صندوق الت�ضامن الإ�سالمي جلمعية الهالل‬ ‫املتوا�صلة التي يقوم بها الأمني العام يف تعزيز نهج احلداثة واالعتدال يف الأحمر التون�سية‪.‬‬ ‫‪43‬‬


‫�ش�ؤون عاملية‬

‫عبد اهلل عامل ي�ؤكد �أهمية تعاون‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي واالحتاد الأوروبي حول ك�شمري‬

‫ال�سفري عبد اهلل عامل املمثل اخلا�ص للأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي �إىل جامو وك�شمري (و�سط)‪ ،‬وال�سفري علي �أبو احل�سني �شهريزا (ي�سار)‬ ‫خالل لقائهما برئي�س الوزراء الباك�ستاين �سيد يو�سف جيالين يف مقر رئا�سة الوزراء ب�إ�سالم �أباد‪ ،‬يوم ‪� 22‬إبريل ‪2011‬‬

‫بروك�سل ـ بلجيكا‪:‬‬ ‫�شاركت منظمة التعاون الإ�سالمي للمرة الأوىل يف احلوار ال�شامل حول‬ ‫ك�شمري يف مدينة بروك�سل‪ ،‬الأمر الذي ي�شكل اعرتاف ًا بالدور الرئي�سي الذي‬ ‫تقوم به املنظمة يف �سبيل �إيجاد حل للنـزاع بني الهند وباك�ستان حول �إقليم‬ ‫ك�شمري‪.‬‬ ‫وقد �شارك املمثل اخلا�ص للأمني العام للمنظمة املعني بجامو وك�شمري‪،‬‬ ‫�سعادة ال�سفري عبد اهلل عبد الرحمن عامل‪ ،‬الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون‬ ‫ال�سيا�سية باملنظمة‪ ،‬يف الدورة اخلام�سة للحوار ال�شامل حول ك�شمري‪ ،‬التي‬ ‫ا�ست�ضافها الربملان الأوروبي ونظمها املجل�س الدويل حلقوق الإن�سان‪ -‬مركز‬ ‫ك�شمري يف بروك�سل‪ ،‬وجمموعة عموم الأحزاب حول ك�شمري‪ ،‬وذلك يومي ‪3‬‬ ‫و‪ 4‬مايو ‪.2011‬‬ ‫و�أبرز ال�سفري عبد اهلل عامل يف كلمته التي �ألقاها خالل االجتماع جوانب‬ ‫التعاون والتن�سيق القائمني بني منظمة التعاون الإ�سالمي واالحتاد الأوروبي‬ ‫حول ك�شمري‪ ،‬م�شدد ًا على �ضرورة موا�صلة هذا التعاون والت�أ�سي�س له يف‬ ‫�إطار تعزيز اجلهود امل�شرتكة للو�صول �إىل حل �سلمي لنـزاع ك�شمري الذي ظل‬ ‫م�شتع ًال منذ �أكرث من �ستة عقود من الزمن‪.‬‬ ‫كما عاود ال�سفري عبد اهلل عامل الت�أكيد على موقف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي الثابت وامل�ساند حلق ال�شعب الك�شمريي يف تقرير م�صريه‪ .‬ودعا‬ ‫املجتمع الدويل �إىل امل�ساهمة الفاعلة يف خلق الظروف املواتية لتحفيز‬ ‫الأطراف املعنية بالنـزاع يف ك�شمري على ا�ستئناف م�سل�سل احلوار املركب‪،‬‬ ‫واالجتهاد يف �سبيل �إيجاد حل دائم لهذا النـزاع خدمة مل�صلحة منطقة جنوب‬ ‫�شرق �آ�سيا‪.‬‬ ‫وقد كان احلوار ال�شامل حول ك�شمري قد انطلق يف عام ‪ ،2004‬و�شارك‬ ‫يف دوراته الأربع الأوىل ممثلون عن باك�ستان والهند‪ ،‬وزعماء ك�شمرييون‬ ‫من اجلانبني الباك�ستاين والهندي‪� ،‬إ�ضافة �إىل بع�ض الأع�ضاء من الربملان‬ ‫‪44‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫الأوروبي‪ ،‬بغر�ض و�ضع �إجراءات لبناء الثقة وت�سهيل احلوار بني الأطراف‬ ‫املعنية بالنـزاع يف ك�شمري‪.‬‬ ‫وكان مما خ ُل�صت �إليه الدورة اخلام�سة للحوار ال�شامل حول ك�شمري‬ ‫«�ضرورة حتاور املتنازعني الرئي�سيني‪ ،‬وي�شمل ذلك الك�شمرييني والهند‬ ‫وباك�ستان‪ ،‬و�ضرورة نزع ال�سالح من ه�ضبة ك�شمري بهدف �إحراز تقدم‬ ‫حقيقي‪ ،‬و�أهمية دور املنظمات الدولية‪ ،‬مثل االحتاد الأوروبي ومنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي يف �إيجاد حل لل�صراع‪ ،‬و�ضرورة حت�سي�س املجتمع الدويل ب�أهمية‬ ‫هذه الق�ضية»‪.‬‬ ‫احلوار مع الهند‬ ‫وقد كان ال�سفري عبد اهلل عامل قد زار باك�ستان و�أزاد جامو وك�شمري يوم‬ ‫‪� 22‬إبريل ‪ ،2011‬والتقى م�س�ؤولني كبار ًا من كل من باك�ستان وك�شمري‪ ،‬من‬ ‫بينهم رئي�س وزراء باك�ستان يو�سف ر�ضا جيالين والرئي�س الك�شمريي رجا‬ ‫ذو القرنني خان‪ .‬وعرب رئي�س الوزراء يف كلمة ر�سمية عن “�أمله يف �أ ّال ينقطع‬ ‫احلوار الذي ا�س ُت�ؤنف من جديد‪ ،‬و�أن يكون حوار ًا بـ ّنـا ًء يرمي �إىل حل الق�ضايا‬ ‫اخلالفية مثل النـزاع حول جامو وك�شمري‪ ،‬وهو �أمر ال بد منه لتحقيق ال�سالم‬ ‫واال�ستقرار يف منطقة جنوب �آ�سيا يف الأمد البعيد”‪ .‬وقال رئي�س الوزراء‬ ‫يو�سف ر�ضا جيالين �إن على املجتمع الدويل �أن يحث الهند على احرتام حقوق‬ ‫الك�شمرييني الأ�سا�سية‪ ،‬وطالب �أن يو�ضع فور ًا حد ملا يقال �إنها �أعمال وح�شية‬ ‫تُرتكب �ضد الك�شمرييني‪ .‬وعرب ال�سفري عبد اهلل عامل عن �أمله يف �أن يتمكن‬ ‫يف امل�ستقبل من زيارة جامو وك�شمري‪ ،‬بف�ضل ا�ستئناف احلوار بني باك�ستان‬ ‫والهند وعودة الدفء �إىل العالقات الثنائية بني البلدين‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬زار ال�سفري عبد اهلل عامل �أحد �أكرب خميمات الالجئني‬ ‫يف مظفر �أباد (�أزاد جامو وك�شمري)‪ ،‬وخط املراقبة الذي كان يعرف يف‬ ‫املا�ضي “بخط وقف النار” بني باك�ستان والهند‪.‬‬


‫زعماء الروهينغيا يتفقون على ت�شكيل احتاد الروهينغيا �أراكان‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫ُعقد يف مقر منظمة التعاون الإ�سالمي بجدة اجتماع ح�ضره كبار زعماء‬ ‫الروهينغيا‪ ،‬و�أ�صدروا بيان ًا م�شرتك ًا �أعلنوا فيه ت�شكيل احتاد الروهينغيا‬ ‫�أراكان من �أجل العمل على �إيجاد حل �سيا�سي للم�شكالت التي يواجهها‬ ‫�شعب الروهينغيا‪ .‬وجدد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور‬ ‫�أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬يف كلمته التي �ألقاها بالنيابة عنه طالل داعو�س‬ ‫مدير �إدارة الأقليات امل�سلمة بالأمانة العامة للمنظمة‪ ،‬الت�شديد على ت�ضامن‬ ‫املنظمة مع �شعب الروهينغيا‪ ،‬وطم�أنهم على ا�ستمرار دعم املنظمة لهم‪.‬‬ ‫و�سلط الأمني العام ال�ضوء على �أهمية اجتماع كبار زعماء احتاد‬ ‫الروهينغيا ومكتب �أوروبا وبورما‪ ،‬والذي ُعقد يف مقر منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي يومي ‪ 30‬و‪ 31‬مايو ‪.2011‬‬ ‫‪ ‬و�أ�شار �إىل �أن هذا االجتماع ي�أتي تنفيذ ًا لقرار اعتمده جمل�س وزراء‬ ‫اخلارجية يف دورته ال�سابعة والثالثني التي انعقدت يف دو�شنبي بتاجيك�ستان‬ ‫يف مايو ‪ ،2010‬وهو الثاين من نوعه الذي ُيعقد يف جدة‪ ،‬وهو يرمي �إىل‬ ‫توحيد جهود �شعب الروهينغيا‪.‬‬ ‫و�أكد �إح�سان �أوغلى �أن االجتماع ي�شدد على �أعمال املنظمات الإ�سالمية‬ ‫ل�شعب الروهينغيا‪ ،‬وتوحيد �صفوفها حتت لواء واحد‪ ،‬وعلى موا�صلة منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي جهودها ال�ستعادة حقوق �شعب الروهينغيا امل�سلم‪ .‬و�أو�ضح‬ ‫الأمني العام �أنه‪ ‬كان قد �أُبرم اتفاق خالل االجتماع الأول الذي انعقد يوم‬ ‫‪ 9‬يونيو ‪ 2010‬وت�أ�س�س مبوجبه هيكل تنظيمي وتن�سيقي ُعرف با�سم احتاد‬ ‫روهينغيا �أراكان بهدف توحيد �شعوب الروهينغيا‪ ،‬و�صرح ب�أن االجتماع الذي‬ ‫نحن ب�صدده يهدف �إىل حتقيق الغاية ذاتها‪.‬‬ ‫و�أكد �إح�سان �أوغلى من جديد دعم منظمة التعاون الإ�سالمي حلق‬ ‫الالجئني يف العودة وا�ستعادة حقوقهم وامتيازاتهم التي �سلبتها �إياهم‬ ‫ال�سلطات البورمية‪ .‬وح�ضر امل�ؤمتر كبار زعماء الروهينغيا ممثلني عن كثري‬ ‫من جمعيات الروهينغيا من خمت ِلف دول العامل‪ .‬و�شارك يف االجتماع �أي�ض ًا‬ ‫مكتب �أوروبا وبورما يف بروك�سل من �أجل مناق�شة امل�شكالت التي يواجهها‬ ‫�شعب الروهينغيا وا�ستك�شاف �سبل م�ساعدته على حلها‪.‬‬ ‫و�أ�صدر امل�ؤمتر بيان ًا م�شرتك ًا ن�ص على ت�شكيل احتاد الروهينغيا �أراكان‬ ‫امل�ؤلف من خم�س وع�شرين منظمة لل�سعي يف �سبيل �إيجاد حل �سيا�سي‬ ‫للم�شكالت التي يواجهها �شعب الروهينغيا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقد ت�أ�س�س احتاد الروهينغيا �أراكان ا�ستنادا �إىل املبادئ املتفق عليها‪،‬‬ ‫وهي والية �أراكان غري القابلة للتجزئة �ضمن الوحدة الرتابية الحتاد بورما‬ ‫�سعي ًا لتحقيق التعاي�ش ال�سلمي؛ والدميقراطية واحرتام حقوق الإن�سان‬

‫والفيدرالية‪ .‬و�سوف ي�سعى احتاد الروهينغيا �أراكان �إىل �ضم ممثلني عن‬ ‫منظمات �شعب الروهينغيا كافة‪ .‬كما اتفق امل�ؤمتر على �إن�شاء جمل�س الحتاد‬ ‫الروهينغيا �أراكان ي�ضم ع�شرة �أع�ضاء من خمت ِلف دول العامل للإ�شراف على‬ ‫�أعمال االحتاد‪.‬‬ ‫وقد �شكل احتاد الروهينغيا �أراكان‪ ،‬الذي �سي�سعى لت�سجيل االحتاد يف‬ ‫الواليات املتحدة كمنظمة غري ربحية‪� ،‬أمانة �س ُيع َهد ب�إدارتها للدكتور وقار‬ ‫الدين الذي انت ُِخب مدير ًا عام ًا لها لفرتة �أولية مدتها ثمانية ع�شر �شهر ًا‪.‬‬ ‫وعرب امل�شاركون يف امل�ؤمتر والذين اتفقوا على ت�أ�سي�س ميثاق لهم عن‬ ‫�شكرهم وامتنانهم جلهود الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور‬ ‫�أكمل الدين �إح�سان �أوغلى وجهود �إدارة الأقليات واملجتمعات امل�سلمة التابعة‬ ‫للأمانة العامة للمنظمة على تنظيم هذا امل�ؤمتر التاريخي الذي جمع كبار‬ ‫زعماء �شعب الروهينغيا من �أجل �إحالل ال�سالم وحتقيق الرفاهية وبعث الأمل‬ ‫يف م�ستقبل �شعب الروهينغيا‪.‬‬ ‫و�صرح هان يونغوي املدير التنفيذي ملكتب �أوروبا وبورما ملجلة منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي ب�أن «هذا االجتماع هام‪� ،‬إذ تنبع �أهميته من اجلهد العظيم‬ ‫الذي ُبذل يف �سبيل هذه الق�ضية امل�شرتكة‪ .‬ففي املا�ضي كنا جند م�شقة عظيمة‬ ‫يف جمع كل الأطراف‪ .‬وقد ظل مكتب �أوروبا وبورما يعمل على هذا منذ عام‬ ‫‪ ،2000‬ويف عام ‪ ،2008‬زادت م�شاركة منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬مما �أثمر‬ ‫نتائج طيبة بعد م�ضي ثالث �سنوات‪ ».‬و�أ�ضاف يونغوي قائ ًال «�إن ال�صعوبة‬ ‫تكمن اليوم يف تنفيذ اخلطة التي وافق عليها اجلميع‪ ،‬وعلى االحتاد �أن يعمل‬ ‫جاهد ًا �إىل جانب منظمة التعاون الإ�سالمي ومنظمات دولية �أخرى يف �سبيل‬ ‫حتقيق �أهدافه»‪ .‬و�أدىل املدير العام املنتخب الحتاد الروهينغيا �أراكان الدكتور‬ ‫وقار الدين ملجلة املنظمة بت�صريح قال فيه‪�« :‬سنعمل على مطالبة حكومة‬ ‫بورما ب�إعادة حقوق املواطنة ل�شعب الروهينغيا التي انتُزعت منهم خالل عقد‬ ‫ال�ستينيات (من القرن املا�ضي) وحت�سني ظروف عي�ش �شعبنا داخل بورما‬ ‫وخارجها ممن يعي�شون الجئني»‪.‬‬ ‫و�سوف يتوىل الدكتور وقار الدين م�س�ؤولية تن�سيق �أن�شطة احتاد الروهينغيا‬ ‫�أراكان مب�ساعدة �أربعة معاونني‪ .‬ويكمن التحدي يف تن�سيق �أن�شطة �أطراف‬ ‫يقيمون يف دول خمتلفة‪ ،‬لكن الدكتور وقار الدين ي�أمل �أن يتمكن من تن�سيق‬ ‫الأن�شطة با�ستعمال و�سائل االت�صال الإلكرتونية‪� .‬أما التحدي الأكرب فهو ك�سب‬ ‫دعم املجتمعات واملنظمات الدولية واجتذاب اهتمام و�سائل الإعالم اجتاه‬ ‫معاناة �شعب الروهينغيا‪.‬‬ ‫‪45‬‬


‫�ش�ؤون عاملية‬

‫الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‬

‫ا�سطنبول ـ تركيا‪:‬‬ ‫تعهدت الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬يف االجتماع‬ ‫الطارئ الذي ُعقد يف ا�سطنبول يوم ‪� 17‬أغ�سط�س ‪ ،2011‬مببلغ ‪ 350‬مليون‬ ‫دوالر للم�ساعدة يف مكافحة املجاعة يف ال�صومال‪.‬‬ ‫وقال الأمني العام للمنظمة‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪� ،‬إنه‬ ‫ي�أمل يف �أن ت�صل قيمة امل�ساعدات �إىل مبلغ ‪ 500‬مليون دوالر‪ ،‬وحث املانحني‬ ‫على حت�سني و�ضع الأمن الغذائي يف املناطق التي �ضربها اجلفاف وامل�ساعدة‬ ‫على �إعادة بناء الهياكل الأ�سا�سية والزراعة يف ال�صومال‪ ،‬حيث يتعر�ض نحو‬ ‫‪ 3.7‬مليون ن�سمة خلطر املجاعة يف هذا البلد الواقع يف القرن الإفريقي‪.‬‬ ‫وقال الأمني العام يف م�ؤمتر �صحفي عقب االجتماع‪« :‬بلغت جملة‬ ‫التعهدات ‪ 350‬مليون دوالر‪ ،‬ون�أمل �أن ترتفع �إىل ‪ 500‬مليون دوالر قريب ًا»‪.‬‬ ‫وذكر �أن املبلغ املذكور يت�ضمن مبلغ ‪ 150‬مليون دوالر جمعتها تركيا من حملة‬ ‫وطنية مل�ساعدة ال�صومال‪ .‬وجاءت التربعات الأخرى‪ ،‬وفق ًا للإعالن اخلتامي‬ ‫لالجتماع‪ ،‬من اجلزائر والبحرين وم�صر والغابون و�إيران وكازاخ�ستان‬ ‫وماليزيا وقطر واململكة العربية ال�سعودية وال�سنغال وال�سودان‪.‬‬ ‫وحث وزير اخلارجية الرتكي‪� ،‬أحمد داوود �أوغلى‪ ،‬الدول الأع�ضاء‬ ‫وامل�ؤ�س�سات املالية واملنظمات الإن�سانية و�أهل الإح�سان على امل�ساهمة ب�سخاء‬ ‫يف ال�صندوق اال�ستئماين لل�صومال‪ ،‬الذي �أن�ش�أه جمل�س وزراء اخلارجية يف‬ ‫دورته الثامنة والثالثني حتت �إ�شراف الأمانة العامة للمنظمة‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن كازاخ�ستان وتركيا واململكة العربية ال�سعودية وال�سنغال‬ ‫واملنظمة �شكلت فرقة عمل ملتابعة الو�ضع يف ال�صومال وتن�سيق حمالت‬ ‫امل�ساعدة‪.‬‬ ‫وقال داوود �أوغلى‪« :‬قررنا �إطالق حمالت يف جميع البلدان الإ�سالمية‬ ‫مل�ساعدة ال�صومال»‪ .‬و�أ�ضاف �أن العامل الإ�سالمي �سي�شارك م�شاركة فعالة يف‬ ‫�إيجاد حل للم�شكلة املحلية يف ال�صومال‪ .‬وحث االجتماع اجلماعات املتمردة‬ ‫على وقف القتال‪ ،‬ونا�شد جميع الدول الأع�ضاء واملجتمع الدويل امل�ساعدة يف‬ ‫حل الأزمة يف ال�صومال بالق�ضاء على الأ�سباب اجلوهرية للحرب الأهلية‪.‬‬ ‫وقال وزير خارجية كازاخ�ستان‪ ،‬يرزان كازيخانوف‪� ،‬إن بالده‪ ،‬الرئي�س‬ ‫‪46‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫احلايل ملجل�س وزراء اخلارجية‪ ،‬اقرتحت �إن�شاء �آلية للأمن الغذائي ملنع‬ ‫حدوث املزيد من املجاعات يف القرن الإفريقي يف امل�ستقبل‪.‬‬ ‫ونا�شد االجتماع املنظمة الإ�سراع ب�إن�شاء �صندوق اال�ستجابة حلاالت‬ ‫الطوارئ‪ ،‬م�شري ًا �إىل تكرار الأزمات والكوارث يف الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف كازيخانوف �أن الأمانة العامة للمنظمة «�ستفتح ح�سابات بنكية‬ ‫يف بلدان خمتلفة لتلقي تربعات الأفراد لل�صومال»‪.‬‬ ‫ح�شد الدعم‬ ‫وقال رئي�س وزراء تركيا‪ ،‬رجب طيب �أردوغان‪ ،‬يف كلمته االفتتاحية �أمام‬ ‫االجتماع الطارئ الذي دعت �إليه تركيا �إن الأمم املتحدة �أعلنت �أن هناك‬ ‫حاجة �إىل مبلغ مليار دوالر لل�صومال‪ ،‬ولكن املجتمع الدويل تعهد بن�صف هذا‬ ‫املبلغ فقط‪.‬‬ ‫وقال �أردوغان‪� ،‬أمام وزراء اخلارجية وممثلي ‪ 40‬من الدول الأع�ضاء‬ ‫يف املنظمة البالغ عددها ‪ 57‬دولة‪ ،‬الذين اجتمعوا من �أجل ح�شد الدعم‬ ‫لل�صومال واملناطق املجاورة التي �ضربها اجلفاف‪�« :‬إن هناك حريق ًا يف‬ ‫ال�صومال‪ ،‬وامل�س�ألة العاجلة هي �إطفاء هذا احلريق»‪ .‬ودعا البلدان الإ�سالمية‬ ‫واالقت�صادات القوية يف العامل �إىل مد يد العون ل�شعب ال�صومال‪.‬‬ ‫وقال �أردوغان‪� :‬إن املجاعة يف ال�صومال اختبار حقيقي لي�س للم�سلمني‬ ‫فح�سب‪ ،‬بل للإن�سانية جمعاء‪.‬‬ ‫وقال الرئي�س ال�صومايل‪� ،‬شيخ �شريف �أحمد‪� ،‬إن بالده غري قادرة على‬ ‫جمع ما يكفي من الغذاء‪ ،‬و�إنها تواجه هجمات املتمردين‪ ،‬وت�سيطر حركة‬ ‫ال�شباب املتمردة على �أكرث املناطق ت�ضرر ًا ومتنع و�صول امل�ساعدات �إىل‬ ‫املواطنني‪.‬‬ ‫وقد ان�سحب املتمردون‪ ،‬الذين �شنوا حرب ًا على احلكومة ال�صومالية‬ ‫خالل ال�سنوات الأربع املا�ضية‪ ،‬من العا�صمة مقدي�شو يف �شهر �أغ�سط�س‬ ‫‪ ،2011‬الذي وافق �شهر رم�ضان‪ ،‬وهو ما �أتاح �إمكانية و�صول الغذاء و�إنقاذ‬ ‫الأرواح‪ ،‬ولكنه زاد من �إمكانية وقوع هجمات يقوم بها املتمردون‪.‬‬ ‫و ُيعتـ َبـر ال�صومال �أكرث البلدان ت�أثر ًا مبوجة اجلفاف التي �ضربت �شعوب‬ ‫منطقة القرن الإفريقي‪ .‬وقد ذكرت الأمم املتحدة �أن نحو ‪ 12‬مليون ن�سمة‬ ‫معر�ضون خلطر املجاعة يف القرن الإفريقي‪.‬‬

‫�إح�سان �أوغلى يعلن املجاعة يف‬ ‫ال�صومال ويطلق حملة «�أيام العطاء»‬

‫�أعلن الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬يوم ‪ 20‬يوليو ‪� ،2011‬أن ال�صومال يعاين جماعة ال�سيما‬ ‫مناطق باي وبكول و�شابيل الدنيا وجوبا‪ .‬وحث على م�ساعدة ال�ضحايا يف هذا‬ ‫البلد الذي ي�شهد حرب ًا �أهلية م�ستعرة منذ �أكرث من عقدين‪ .‬ووجه الأمني‬ ‫العام ندا ًء عاج ًال �إىل جميع الأطراف ال�صومالية لوقف القتال وال�سماح‬ ‫للمنظمات الإن�سانية بالو�صول �إىل جميع املناطق دون قيد �أو حظر‪.‬‬ ‫وعقدت املنظمة اجتماع ًا لتحالف املنظمة للإغاثة يف ال�صومال‪ ،‬يوم ‪28‬‬


‫تتعهد مببلغ ‪ 350‬مليون دوالر لل�صومال‬ ‫يوليو ‪ ،2011‬يف ا�سطنبول‪ .‬وقد �شارك يف هذا احلدث نحو ‪ 17‬من املنظمات‬ ‫الإن�سانية من البلدان الإ�سالمية‪ .‬ونا�شد الأمني العام الدول الأع�ضاء‬ ‫واملنظمات اخلريية وامل�ؤ�س�سات املالية واملنظمات الدولية ومنظمات املجتمع‬ ‫املدين و�أهل الإح�سان تقدمي امل�ساعدات ال�سخية والدعم ال�ضروري مل�ساعدة‬ ‫ال�صومال يف جتاوز هذه الأزمة‪.‬‬ ‫و�أعلن الأمني العام كذلك �إن�شاء حتالف املنظمة لإغاثة ال�صومال بو�صفه‬ ‫مظلة طوعية جلميع املنظمات الإن�سانية وامل�ؤ�س�سات املالية لتن�سيق العمل‬ ‫الإن�ساين‪ .‬ويتمثل دور التحالف يف و�ضع اخلطط والربامج وح�شد املوارد‬ ‫وتقييم االحتياجات وتوفري البيانات وحتديد قطاعات العمل وفق ًا للتخ�ص�ص‬ ‫وتنفيذ الربامج وتوثيقها وتغطيتها �إعالمي ًا‪ .‬وجرى توزيع العمل داخل‬ ‫التحالف �إىل خم�س قطاعات اختريت لها خم�س منظمات ل�ضمان التن�سيق كل‬ ‫يف جمال تخ�ص�صها وفق ًا للآتي‪:‬‬ ‫�إدارة املخيمات‪ -‬جمعية الهالل الأحمر الرتكية‬ ‫ال�صحة‪ -‬احتاد الأطباء العرب الغذاء واالحتياجات الطارئة‪ -‬الهالل‬ ‫الأحمر القطري الإعالم والتوثيق‪ -‬الإغاثة الإ�سالمية‪ ،‬بريطانيا ح�شد‬ ‫املوارد‪� -‬إدارة ال�ش�ؤون الإن�سانية مبنظمة التعاون الإ�سالمي و�أطلق الأمني‬ ‫العام كذلك حملة �إن�سانية بعنوان “�أيام العطاء” بد�أت خالل �شهر رم�ضان‬ ‫املبارك‪.‬‬ ‫و�ست�صحب احلملة حملة �أخرى �إعالمية للتوعية تتناول الو�ضع امل�أ�ساوي‬ ‫احلايل يف ال�صومال‪ .‬وت�شمل احلملة كذلك تقدمي امل�ساعدات الإن�سانية �إىل‬ ‫ال�ضحايا يف اليمن وكوت ديفوار وليبيا وقطاع غزة‪ .‬و�سلط �إح�سان �أوغلى‬ ‫ال�ضوء‪ ،‬يف كلمته �أمام الدورة الأوىل الجتماع التحالف‪ ،‬على الكارثة يف‬ ‫ال�صومال‪ .‬وذكر �أن املنظمة �ست�شرع يف توزيع امل�ساعدات على ‪� 40‬ألف �شخ�ص‬ ‫يف ممر �أفغوي بالقرب من مقدي�شو مبوجب اتفاق مع برنامج الغذاء العاملي‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن ‪� 60‬ألف �شخ�ص يح�صلون على الغذاء حتت مظلة املنظمة‪.‬‬ ‫ويف ال�سياق ذاته‪� ،‬أعرب الأمني العام عن عميق تقديره للتربع ال�سخي‬ ‫الذي �أعلنه خادم احلرمني ال�شريفني‪ ،‬امللك عبد اهلل‪ ،‬الذي خ�ص�ص مبلغ ‪60‬‬ ‫مليون دوالر لتقدمي امل�ساعدة العاجلة �إىل ال�صومال‪ .‬و�أ�شاد كذلك بالتربعات‬ ‫الكويتية التي بلغت ‪ 10‬ماليني دوالر ُخ�ص�صت للغر�ض نف�سه‪.‬‬ ‫وقد حذر �إح�سان �أوغلى من �أن الو�ضع املعقد يف ال�صومال يتطلب تعاوناً‬ ‫دولي ًا‪ ،‬لأنه يتجاوز قدرات �أي بلد مبفرده �أو منظمة مبفردها‪ .‬و�أ�ضاف �أن‬ ‫حتالف املنظمة مفتوح جلميع ال�شركاء الدوليني‪ ،‬ورحب بتن�سيق امل�ساعدة يف‬ ‫املناطق املت�ضررة يف ال�صومال ويف البلدان الأخرى‪.‬‬ ‫و�أر�سلت املنظمة م�ساعدات عن طريق مكتبها لتن�سيق العمل الإن�ساين‬ ‫يف مقدي�شو‪ ،‬الذي ي�ؤدي دور ًا رئي�سي ًا يف التعاون مع املنظمات املختلفة‬ ‫وتقدمي امل�ساعدات �إىل الالجئني‪ .‬و�ساعد مكتب املنظمة كذلك يف ربط عدد‬ ‫من املنظمات الإن�سانية العاملة يف ال�صومال بامل�شردين واملت�ضررين داخل‬ ‫ال�صومال‪ .‬ويف غ�ضون ذلك‪ ،‬خ�ص�ص البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬وهو الذراع‬ ‫املالية للمنظمة‪ ،‬مبلغ ‪ 2.2‬مليون دوالر لتوزيع الغذاء والدواء ومواد الإغاثة‬

‫الأخرى على �ضحايا املجاعة يف ال�صومال‪ .‬و�أر�سل البنك وفد ًا‬ ‫للإ�شراف على عملية توزيع الإغاثة‪ .‬وقدم كذلك معدات طبية �إىل‬ ‫امل�ست�شفيات يف مقدي�شو‪.‬‬ ‫و�أعربت املنظمة عن عميق قلقها �إزاء تف�شي الكولريا وغريها من‬ ‫الأمرا�ض املعدية يف ال�صومال نتيجة لتلوث املياه وانعدام املياه النقية‬ ‫واخلدمات ال�صحية‪.‬‬ ‫وقد مات من جراء اجلفاف واملجاعة �أكرث من ‪ 29000‬طفل دون �سن‬ ‫اخلام�سة‪ ،‬مبعدل ‪ 60‬طف ًال ميوتون يومي ًا وفقا للتقديرات‪.‬‬ ‫وكانت الأمم املتحدة قد ذكرت �سابق ًا �أن ع�شرات الآالف من الأ�شخا�ص‬ ‫ماتوا ب�سبب اجلفاف‪ ،‬وهو الأ�سو�أ الذي ي�شهده ال�صومال منذ ‪ 60‬عام ًا‪.‬‬ ‫وقالت املنظمة �إن ‪� 640‬ألف طفل يف ال�صومال يعانون �سوء التغذية احلاد‪،‬‬ ‫وهذه �إح�صائية ت�ؤكد �أن وفيات الأطفال يف ازدياد‪.‬‬ ‫والتعريف الر�سمي للمجاعة هو احلالة التي ميوت فيها اثنان من البالغني‬ ‫�أو �أربعة �أطفال يومي ًا من بني كل ‪� 10‬آالف ن�سمة ب�سبب اجلوع‪ ،‬ويعاين فيها‬ ‫ثلث الأطفال �سوء التغذية احلاد‪ .‬ويف بع�ض مناطق ال�صومال ميوت ‪� 6‬أ�شخا�ص‬ ‫يوميا ويعاين �أكرث من ن�صف الأطفال �سوء التغذية احلاد وقد ارتفعت �أ�سعار‬ ‫املواد الغذائية الرئي�سية بن�سبة ‪ 270‬باملائة خالل العام املن�صرم‪ .‬وا�ضطرت‬ ‫ع�شرات الآالف من الأ�سر ال�صومالية يف املناطق التي �ضربها اجلفاف �إىل‬ ‫الهروب يف رحالت �شاقة وم�ضنية نحو مقدي�شو وكينيا و�إثيوبيا املجاورتني‪،‬‬ ‫على �أمل احل�صول على م�ساعدات يف خميمات الالجئني‪ ،‬وقد فقد الكثري من‬ ‫هذه الأ�سر بع�ض �أفرادها الذين ماتوا ودفنوا على الطريق‪.‬‬ ‫وت�أثر باملجاعة نحو ‪ 80‬يف املئة من ال�سكان يف �أقاليم �شابيل الدنيا‬ ‫وبنادير وباي‪.‬‬ ‫كما �أدى انخفا�ض معدل‬ ‫هطول الأمطار �إىل معدلها‬ ‫ما دون املتو�سط �إىل ف�شل‬ ‫املحا�صيل وندرة املراعي خالل‬ ‫املوا�سم الثالثة املا�ضية‪.‬‬ ‫ثم �إن الن�ساء والأطفال‬ ‫وكبار ال�سن واملر�ضي الذين ال‬ ‫ي�ستطيعون ال�سفر هم الأكرث‬ ‫عر�ضة للموت‪ ،‬وثمة �أعداد‬ ‫كبرية من الأطفال الذين‬ ‫يعانون �سوء التغذية‪.‬‬ ‫اال�ستجابة الإن�سانية يف‬ ‫هذه املناطق غري موجودة‪.‬‬ ‫التدخالت املطلوبة على‬ ‫نحو عاجل هي‪ :‬الغذاء واملاء‬ ‫والتغذية والدواء‪.‬‬ ‫‪47‬‬


‫�ش�ؤون عاملية‬

‫الأمني العام للمنظمة يرحب مبيالد دولة جنوب ال�سودان‬ ‫ودعم التطور االقت�صادي واالجتماعي‬ ‫�أعرب الأمني العام ملنظمة‬ ‫يف البلدين‪ ،‬كما دعا الدولتني �إىل‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور‬ ‫التو�صل يف �أقرب الآجال �إىل ت�سوية‬ ‫�أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬عن‬ ‫تفاو�ضية للق�ضايا العالقة يف اتفاقية‬ ‫ترحيبه مبيالد دولة جنوب ال�سودان‪،‬‬ ‫ال�سالم ال�شامل‪.‬‬ ‫يوم ‪ 9‬يوليو ‪ ،2011‬وذلك يف �إطار‬ ‫وكانت ال�سودان �أول دولة تعرتف‬ ‫تطبيق نتائج اال�ستفتاء على تقرير‬ ‫با�ستقالل اجلنوب‪ ،‬يوم ‪ 8‬يوليو‬ ‫م�صري جنوب ‪ ‬ال�سودان الذي جرى‬ ‫‪ ،2011‬متهيد ًا للطريق من �أجل تق�سيم‬ ‫يف التا�سع من يناير ‪.2011‬‬ ‫�أكرب دولة �إفريقيا �إىل دولتني‪ .‬و�صوت‬ ‫وثـ ّمـن الأمني العام اعرتاف‬ ‫رئي�س جمهورية جنوب ال�سودان �سلفا كري ميارديت (ي�سار) �إىل جانب الرئي�س ال�سوداين عمر ح�سن‬ ‫جمل�س الأمن بالإجماع لإن�شاء قوة‬ ‫حكومة ال�سودان بالدولة اجلديدة‬ ‫الب�شري �أثناء االحتفاالت اخلا�صة با�ستقالل جنوب ال�سودان يف جوبا‪ ،‬يوم ‪ 9‬يوليو ‪)epa( 2011‬‬ ‫يف جنوب ال�سودان‪ ،‬و�أكد �ضرورة‬ ‫حفظ �سالم جديدة يف جنوب ال�سودان‪،‬‬ ‫يوم ‪ 8‬يوليو ‪ ،2011‬بواقع نحو ‪7000‬‬ ‫احلفاظ على عالقات �سلمية بني‬ ‫الدولتني وتعزيز الروابط القوية بني اخلرطوم وجوبا بهدف تر�سيخ ال�سالم جندي‪� ،‬إ�ضافة �إىل ‪� 900‬شرطي مدين يف جنوب ال�سودان‪.‬‬

‫توقيع اتفاق �سالم بني احلكومة ال�سودانية وحركة التحرير والعدالة‬ ‫ح�ضر معايل الأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫بن خليفة �آل ثاين يف تقريب وجهات النظر ومواقف‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪،‬‬ ‫الأطراف املعنية بالنـزاع يف دارفور و�صو ًال �إىل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اتفاق �سالم �شامل ودائم ُي ّ‬ ‫حفل توقيع اتفاق ال�سالم بني احلكومة ال�سودانية‬ ‫د�شن عهدا جديدا من‬ ‫وحركة التحرير والعدالة الذي انعقد برعاية �سمو‬ ‫ال�سلم والأمن والوئام يف �إقليم دارفور‪.‬‬ ‫�أمري دولة قطر وفخامة الرئي�س ال�سوداين عمر‬ ‫كما ثـ ّمـن اجلهود الد�ؤوبة وامل�ساعي احلميدة‬ ‫ح�سن �أحمد الب�شري يف العا�صمة القطرية الدوحة‬ ‫التي بذلها كل من معايل ال�شيخ حمد بن جا�سم بن‬ ‫يوم ‪ 14‬يوليو ‪ 2011‬ا�ستنادا �إىل وثيقة الدوحة‬ ‫جرب �آل ثاين‪ ،‬رئي�س جمل�س الوزراء وزير اخلارجية‬ ‫القطري‪ ،‬و�سعادة �أحمد بن عبد اهلل �آل حممود‪،‬‬ ‫ل�سالم دارفور‪ ،‬وذلك و�سط ح�ضور ر�سمي عربي‬ ‫وزير الدولة لل�ش�ؤون اخلارجية لدولة قطر‪ ،‬و�سعادة‬ ‫و�إفريقي ودويل وا�سع‪.‬‬ ‫ال�سيد جربيل با�سويل‪ ،‬الو�سيط امل�شرتك لالحتاد‬ ‫وقد �ألقى معايل الأمني العام كلمة خالل حفل‬ ‫الإفريقي والأمم املتحدة ب�ش�أن دارفور‪ ،‬لإدارة‬ ‫التوقيع عبرّ يف معر�ضها عن ترحيبه وارتياحه‬ ‫و�إجناح م�سار الدوحة التفاو�ضي‪.‬‬ ‫لتوقيع اتفاق ال�سالم‪ ،‬وا�صف ًا �إياه بالإجناز‬ ‫وجدد الربوفي�سور �إح�سان �أوغلى دعوته‬ ‫التاريخي الذي ي�أتي تتويج ًا مل�سرية طويلة من‬ ‫املفاو�ضات امل�ضنية وامل�شاورات ال�شاقة التي امتدت على مدى �أزيد من ثالثني وت�أكيده على �ضرورة تكثيف اجلهود من �أجل ان�ضمام كل احلركات والأطراف‬ ‫�شهر ًا‪ .‬و�أ�شاد بامل�ساهمة املحورية لدولة قطر برعاية �سمو الأمري ال�شيخ حمد الدارفورية �إىل عملية ال�سالم‪.‬‬

‫منظمة التعاون الإ�سالمي جتدد ت�ضامنها مع جمهورية ال�سودان‬

‫�أعرب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬عن قلقه البالغ �إزاء التطورات الأخرية يف والية النيل الأزرق‬ ‫بجمهورية ال�سودان بعد االعتداءات امل�سلحة على مواقع حكومية يف الوالية‪.‬‬ ‫و�أو�ضح الأمني العام �أن منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬التي ظلت تتابع عن كثب‬ ‫هذه التطورات امل�ؤ�سفة التي �أدت �إىل مقتل وجرح وت�شريد عدد كبري من‬ ‫املواطنني الأبرياء يف املنطقة‪ ،‬ترف�ض �أي حماوالت للنيل من ا�ستقرار و�أمن‬ ‫ال�سودان ووحدة �أرا�ضيه‪.‬‬ ‫‪48‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫وجدد الأمني العام‪ ،‬يف بيان �صادر بتاريخ ‪� 6‬سبتمرب ‪ ،2011‬دعم‬ ‫وت�ضامن املنظمة الكامل مع جمهورية ال�سودان‪ ،‬منا�شد ًا حكومتي جمهورية‬ ‫ال�سودان وجمهورية جنوب ال�سودان‪ ،‬حل جميع امل�شاكل املرتبطة بتنفيذ ما‬ ‫تبقى من بنود اتفاقية ال�سالم ال�شامل يف �إطار الآليات التي �سبق حتديدها يف‬ ‫هذا ال�ش�أن‪ .‬كما دعا الطرفني �إىل التحلي ب�أق�صى درجات �ضبط النف�س و�إىل‬ ‫موا�صلة احلوار الب ّناء يف �سبيل ت�سوية جميع الق�ضايا العالقة من �أجل م�صلحة‬ ‫ال�شعبني يف جنوب ال�سودان و�شماله‪.‬‬


‫�إح�سان �أوغلى‬ ‫يناق�ش تعزيز‬ ‫تعاون املنظمة‬ ‫مع احلكومة‬ ‫الربيطانية‬ ‫واالحتاد الأوروبي‬ ‫رئي�س املفو�ضية الأوروبية بارو�سو مع الأمني العام �إح�سان �أوغلى‬

‫قام الأمني العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬بزيارة ر�سمية �إىل لندن يف الفرتة من ‪� 12‬إىل ‪ 16‬يونيو‬ ‫‪ 2011‬ملناق�شة الطرق وال�سبل املمكنة لتعزيز وتو�سيع ا�سرتاتيجية احلوار‬ ‫والعالقات امل�شرتكة يف جماالت خمتلفة بني املنظمة واململكة املتحدة وتبادل‬ ‫وجهات النظر �إزاء التطورات احلالية يف ال�شرق الأو�سط والعامل ب�أ�سره‪.‬‬ ‫وا�ستُقبل الأمني العام الذي رافقه وفد رفيع امل�ستوى من قبل رئي�س الوزراء‬ ‫ديفيد كامريون‪ ،‬كما قابل ع�ضو الربملان ووزير اخلارجية وليم هيج‪ .‬والتقى‬ ‫�إح�سان �أوغلى كذلك الدكتور روان وليم‪ ،‬رئي�س الأ�ساقفة يف كانرتبري‪،‬‬ ‫وال�سيدة بارونة وار�سي‪ ،‬الوزيرة الربيطانية من دون وزارة‪� ،‬إ�ضافة �إىل نايجل‬ ‫�إيفانز‪ ،‬نائب رئي�س جمل�س العموم‪ ،‬و�ألي�ستري بريت‪ ،‬ع�ضو الربملان مبن�صب‬ ‫وكيل الوزارة الربملاين يف وزارة اخلارجية‪ ،‬و�ألن دانكن‪ ،‬وزير الدولة للتنمية‬ ‫الدولية‪ ،‬وال�سفري مارك �سيدويل‪ ،‬ممثل اململكة املتحدة اخلا�ص ب�أفغان�ستان‬ ‫وباك�ستان‪ ،‬وحممد �شوكت‪ ،‬املبعوث الربيطاين اخلا�ص لدى منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ويف بيان م�شرتك �صدر يف ختام الزيارة‪ ،‬مت االتفاق على تطوير �إطار‬ ‫عمل م�شرتك من احلوار والتعاون بني املنظمة واململكة املتحدة يف جماالت‬ ‫حمددة مثل امل�ساعدة يف جمال التنمية ودعم العمل الإن�ساين ويف جمال‬ ‫العلوم والتكنولوجيا واحلوار بني الأديان ومكافحة التع�صب‪.‬‬ ‫و�شكلت الزيارة فر�صة لتبادل الآراء ووجهات النظر مع كل من رئي�س‬ ‫الوزراء كامريون ووزير ال�ش�ؤون اخلارجية هيغ حول عملية ال�سالم يف ال�شرق‬ ‫الأو�سط والتنمية يف بع�ض الدول الإفريقية جنوب ال�صحراء والو�ضع يف‬ ‫ال�شرق الأو�سط‪ ،‬كما هو ال�ش�أن بالن�سبة لليبيا و�سوريا واليمن ويف �أفغان�ستان‬ ‫كذلك‪ .‬ويف هذا ال�سياق‪ ،‬رحب �إح�سان �أوغلى بتعني حممد �شوكت كمبعوث‬ ‫جديد خا�ص من اململكة املتحدة لدى املنظمة‪ ،‬معرب ًا عن ا�ستعداد املنظمة‬ ‫لدعم وتعزيز عالقات املنظمة باململكة املتحدة‪.‬‬

‫والتقى �إح�سان �أوغلى خالل زيارته ب�شخ�صيات م�سلمة بريطانية‪ ،‬حيث‬ ‫تبادل معهم وجهات النظر والأفكار حيال دورهم ون�شاطاتهم يف املجتمع‪.‬‬ ‫و�أثنى على عمل املجتمع امل�سلم الربيطاين الق ّيم والناجح‪ ،‬و�أعرب عن �إميانه‬ ‫القوي ب�أن امل�سلمني يف بريطانيا قد �أ�صبحوا مثا ًال جيد ًا مل�سلمني �آخرين‬ ‫يعي�شون يف دول �أوروبية �أخرى‪ .‬ويف حدث �آخر‪ ،‬اجتمع الأمني العام للمنظمة‬ ‫مع �سفراء الدول الأع�ضاء يف املنظمة املعتمدين لدى اململكة املتحدة‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إىل لقاء ممثلي للمعهد امللكي لل�ش�ؤون الدولية‪� ،‬شاثم هاو�س‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى‪� ،‬أدى الأمني العام للمنظمة زيارة �إىل بروك�سل يومي ‪16‬‬ ‫و‪ 17‬يونيو ‪ 2011‬لدعم التعاون امل�ؤ�س�سي بني املنظمة واالحتاد الأوروبي‪،‬‬ ‫حيث التقى رئي�س املجل�س الأوروبي هريمان فون رومبوي ورئي�س املفو�ضية‬ ‫الأوروبية جو�سي مانويل بارو�سو‪ .‬وخالل هذه اللقاءات‪ ،‬بحث الأمني العام‬ ‫طرق و�سبل تعزيز ومتتني العالقات الثنائية بني املنظمة واالحتاد الأوروبي‬ ‫يف خمت ِلف املجاالت ذات االهتمام امل�شرتك‪ ،‬مبا يف ذلك التعاون امل�شرتك‬ ‫يف جماالت التنمية يف دول املنظمة‪ .‬كما مت تبادل الآراء حول ق�ضية فل�سطني‬ ‫وعملية ال�سالم يف ال�شرق الأو�سط والتنمية يف بع�ض الدول الإفريقية جنوب‬ ‫ال�صحراء والو�ضع يف ال�شرق الأو�سط وبخا�صة يف ليبيا‪ .‬واتفق الطرفان على‬ ‫توطيد عملية الت�شاور الدائمة بني اجلانبني على خمت ِلف امل�ستويات‪.‬‬ ‫وت�أتي زيارة الأمني العام للمملكة املتحدة وبلجيكا يف �أعقاب جولته يف‬ ‫�إفريقيا التي ا�ستمرت ب�ضعة �أيام و�شملت �سبع دول �إفريقية‪ ،‬تباحث خاللها‬ ‫الأمني العام مع ر�ؤ�ساء الدول حول الو�سائل الكفيلة بزيادة التعاون مع املنظمة‬ ‫يف جماالت خمتلفة‪ ،‬مبا يف ذلك تعزيز الزراعة و�صناعة القطن وتنمية البنى‬ ‫التحتية‪.‬‬ ‫وقد حث �إح�سان �أوغلى خالل زيارته �إىل �إفريقيا و�أوروبا على دعم مطلب‬ ‫الفل�سطينيني باالعرتاف الدويل بدولتهم ونيلها الع�ضوية الكاملة خالل �أعمال‬ ‫اجلمعية العامة للأمم املتحدة يف �سبتمرب ‪.2011‬‬ ‫‪49‬‬


‫�ش�ؤون عاملية‬

‫منظمة التعاون الإ�سالمي ت�شارك يف اجتماع ا�ستثنائي ملكافحة الإرهاب يف �سرتا�سبورغ‬ ‫كتب عبد العظيم دفع اهلل‬ ‫عقدت جلنة مكافحة الإرهاب التابعة‬ ‫ملجل�س الأمن‪ ،‬بدعم من جمل�س �أوروبا‪،‬‬ ‫اجتماع ًا ا�ستثنائي ًا حول “الوقاية من‬ ‫الإرهاب” خالل الفرتة من ‪� 19‬إىل ‪21‬‬ ‫�إبريل ‪ 2011‬يف �سرتا�سبورغ‪ ‬بفرن�سا‪ .‬وقد‬ ‫كان الأمني العام‪ ‬ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪،‬‬ ‫متحدث ًا رئي�سي ًا يف اجلل�سة االفتتاحية‪،‬‬ ‫حيث دعا �إىل �إقامة حوار‪ ‬و�شراكة هادفني‬ ‫بني منظمة التعاون الإ�سالمي ومنظمة‬ ‫الأمم املتحدة واملجل�س الأوروبي بخ�صو�ص‬ ‫مكافحة الإرهاب‪.‬‬ ‫وقد كان هذا االجتماع اال�ستثنائي‬ ‫ال�ساد�س من نوعه يف عمر اللجنة الذي‬ ‫بلغ ع�شر �سنوات‪ .‬وتعقد معظم هذه‬ ‫االجتماعات اال�ستثنائية خارج نيويورك‪،‬‬ ‫ومتنح اللجنة فر�صة‪ ‬ملناق�شة خمت ِلف‬ ‫جوانب برنامج‪ ‬الأمم املتحدة ملكافحة‬ ‫الإرهاب مع منظمات دولية و�إقليمية و�شبه‬ ‫�إقليمية‪ ،‬و�شارك يف اجتماع �سرتا�سبورغ‪ ‬ممثلون عن �أكرث من ‪ 50‬دولة و‪40‬‬ ‫منظمة وهيئة‪ .‬كما �شملت ‪ ‬قائمة امل�شاركني �أي�ض ًا �سبعة خرباء ينتمون �إىل‬ ‫املجتمع املدين‪ .‬وتدعو قرارات جمل�س الأمن رقم ‪ ،)2001( 1373‬و‪1624‬‬ ‫(‪ )2005‬و‪ )2010( 1963‬الدول الأع�ضاء �إىل اتخاذ عدد من اخلطوات‬ ‫ملكافحة الإرهاب‪ ،‬وزيادة االهتمام تدريجي ًا باتخاذ التدابري الوقائية ومراعاة‬ ‫العوامل امل�ؤدية �إىل ارتكاب �أعمال �إرهابية‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ ،2006‬و�سعت اجلمعية العامة الإطار القانوين باعتمادها‬ ‫ا�سرتاتيجية الأمم املتحدة العاملية ملكافحة الإرهاب‪ ،‬والتي تدعو الدول‬ ‫الأع�ضاء‪ ،‬من بني �أمور �أخرى‪� ،‬إىل الت�صدي للعوامل امل�سببة للإرهاب‪ ،‬والتي‬ ‫قد ت�شمل ال�صراعات القائمة والتمييز وانتهاكات حقوق الإن�سان وغياب‬ ‫احلكم الر�شيد‪.‬‬ ‫وقد خاطب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوف�سور �أكمل‬ ‫الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬االجتماع اخلا�ص للجنة الأمم املتحدة ملكافحة الإرهاب‪،‬‬ ‫الذي ُعقد يف ‪� 19‬إبريل ‪ ،2011‬يف مقر جمل�س �أوروبا يف �سرتا�سبورغ‪ ،‬حيث‬ ‫�أ�شار يف كلمته �إىل �أن الإرهاب ي�سعى �إىل تدمري الروح الأ�سا�سية للمجتمع‬ ‫الإن�ساين‪ ،‬و�أن دعاة الإرهاب ال يكـ ّنـون �أي احرتام حلياة الإن�سان �أو كرامته‪.‬‬ ‫و�شدد على �أن املنظمة ظلت دائم ًا على موقفها املبدئي القائم على تعاليم‬ ‫الإ�سالم‪ ،‬دين ال�سالم والت�سامح‪ ،‬والتي تعترب الإرهاب بجميع �أ�شكاله‬ ‫ومظاهره جرمية �ضد الإن�سانية‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن الإ�سالم يحرم مثل هذه اجلرائم الب�شعة ويدعو �إىل تطبيق‬ ‫عقوبات �صارمة ب�شكل ا�ستثنائي على مرتكبيها‪ ،‬وذلك حفاظ ًا على حرمة‬ ‫النف�س الب�شرية وحماية الأبرياء من االعتداء عليهم و�إرهابهم‪ .‬و�أ�شار‬ ‫‪50‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫الأمني العام �إىل �أن املنظمة �أ�صدرت يف‬ ‫عام ‪ 1994‬مدونة لقواعد ال�سلوك تلتزم‬ ‫مبوجبها جميع الدول الأع�ضاء مبكافحة‬ ‫الإرهاب‪ ،‬وتعززت جهود املنظمة ب�إقرار‬ ‫اتفاقية مكافحة الإرهاب يف يوليو ‪.1999‬‬ ‫و�أ�ضاف الأمني العام �أن املنظمة والدول‬ ‫الأع�ضاء فيها قد و�سعت‪ ،‬خالل ال�سنوات‬ ‫ال�سبع املا�ضية‪ ،‬نطاق التعاون والتن�سيق مع‬ ‫الأمم املتحدة وغريها من املنظمات الدولية‬ ‫والإقليمية ب�ش�أن م�س�ألة مكافحة الإرهاب‪.‬‬ ‫و�أكد �أي�ض ًا �أن املتطرفني يف كل من العامل‬ ‫الإ�سالمي والغرب �أن�ش�أوا حلقة مفرغة من‬ ‫العمل بع�ضهم �ضد بع�ض‪ ،‬وهو �أمر ي�صب يف‬ ‫م�صلحة دعاة الإرهاب‪ ،‬و�أ�شار الأمني العام‬ ‫�أي�ض ًا �إىل �أنه ال ميكن الت�صدي بفاعلية‬ ‫للإرهاب من منظور �أمني �أو و�سائل ع�سكرية‬ ‫�صرفة‪ .‬ويف حني �شدد الأمني العام على �أن‬ ‫ا�ستخدام القوة يهيئ الو�ضع لإجناب مزيد‬ ‫من الإرهابيني‪ ،‬فقد �أكد �أنه لو مت التعامل‬ ‫مع م�س�ألة مكافحة الإرهاب من خالل توفري‬ ‫التعليم املنا�سب وحت�سني الظروف االجتماعية للمجتمعات املتخلفة ن�سبي ًا‪،‬‬ ‫ف�إن النتائج كانت �ستكون �أف�ضل بكثري‪ ،‬وذلك عن طريق الق�ضاء على �أ�سبابه‬ ‫اجلذرية‪.‬‬ ‫و�أخري ًا‪ ،‬دعا الأمني العام �إىل حوار هادف و�شراكة بني منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي والأمم املتحدة وجمل�س �أوروبا ب�ش�أن مكافحة الإرهاب‪ .‬وبعد �أن‬ ‫ذ ّكر الأمني العام باتفاقية املنظمة حول الإرهاب لعام ‪ ،1999‬التي ت�ضمنت‬ ‫تعريف ًا للإرهاب‪ ،‬اقرتح الأمني العام عقد م�ؤمتر دويل �شامل من �أجل و�ضع‬ ‫تعريف توافقي وال لب�س فيه للإرهاب‪ ،‬وذلك للم�ساعدة على توحيد الر�ؤى‬ ‫والأن�شطة يف مواجهة هذه الآفة‪.‬‬ ‫وعقد الأمني العام‪ ،‬مبنا�سبة زيارته �إىل �سرتا�سبورغ‪ ،‬اجتماعني ثنائيني‬ ‫مع كل من الأمني العام ملجل�س �أوروبا‪ ،‬ال�سيد ثورنبيورن جاغالند‪ ،‬ورئي�س جلنة‬ ‫الأمم املتحدة ملكافحة الإرهاب‪ ،‬ال�سيد هارديب �سينغ بوري‪ .‬و�أ�شار الأمني‬ ‫العام‪ ،‬يف لقائه مع الأمني العام ملجل�س �أوروبا‪� ،‬إىل القيم املج�سدة يف برنامج‬ ‫العمل الع�شري للمنظمة‪ ،‬وميثاق املنظمة اجلديد يف ما يتعلق باحرتام حقوق‬ ‫الإن�سان‪ ،‬وتعزيز احلكم الر�شيد وامل�ساءلة وال�شفافية‪ ،‬و�أعرب عن ا�ستعداد‬ ‫املنظمة لإ�ضفاء الطابع امل�ؤ�س�سي على عالقاتها مع جمل�س �أوروبا‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫التعاون العملي يف جماالت مثل مكافحة التع�صب والعداء للإ�سالم يف �أوروبا‪،‬‬ ‫ف�ض ًال عن مراقبة االنتخابات‪ .‬وتبادل الأمني العام للمنظمة ورئي�س جلنة‬ ‫الأمم املتحدة ملكافحة الإرهاب يف لقائهما وجهات النظر حول التطورات‬ ‫الراهنة يف ال�ساحة الدولية‪ ،‬وناق�شا �سبل موا�صلة تعزيز التعاون بني الأمم‬ ‫املتحدة ومنظمة التعاون الإ�سالمي‪ .‬واتفق اجلانبان على ا�ستمرار احلوار‬ ‫ب�شكل منتظم ب�ش�أن مكافحة الإرهاب‪.‬‬


‫�ش�ؤ�ؤن �إن�سانية‬

‫�إح�سان �أوغلى يطالب بح�شد املوارد ورفع موازنة �صندوق الت�ضامن الإ�سالمي‬

‫(من الي�سار لليمني) الأمني العام للمنظمة �إح�سان �أوغلى ورئي�س املجل�س الدائم ل�صندوق الت�ضامن الإ�سالمي ال�شيخ نا�صر الزعابى واملدير التنفيذي لل�صندوق �إبراهيم اخلزمي‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫انطلقت يف مقر الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف جدة‪ ،‬يوم‬ ‫‪� 2‬إبريل ‪� ،2011‬أعمال اجتماع الدورة اخلام�سة واخلم�سني للمجل�س الدائم‬ ‫ل�صندوق الت�ضامن الإ�سالمي والتي ا�ستمرت يومني‪.‬‬ ‫وطالب الأمني العام للمنظمة‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪،‬‬ ‫يف كلمته االفتتاحية‪ ،‬بتعزيز دور �صندوق الت�ضامن الإ�سالمي وح�شد املوارد‬ ‫املالية املنا�سبة وال�سعي �إىل رفع موازنة م�شاريعه بتقدمي التربعات الطوعية‪،‬‬ ‫ف�ض ًال عن دعم موازنته الت�شغيلية الإلزامية‪ .‬و�أ�شار �إىل �أن ذلك من �ش�أنه‬ ‫متكني ال�صندوق وجهازه التنفيذي من متويل م�شاريع تنموية كبرية‪ ،‬تلبي‬ ‫احتياجات ال�شعوب الإ�سالمية يف النواحي االجتماعية والتعليمية وال�صحية‬ ‫واالقت�صادية‪ ،‬مبا يحقق التكافل االجتماعي ويقلل من حدة الفقر‪ ،‬وين�شر روح‬ ‫الت�سامح وف�ضيلة الدين الإ�سالمي احلنيف‪.‬‬ ‫ودعا الأمني العام الدول الأع�ضاء يف املنظمة �إىل �أن تكثف من جهودها‬ ‫لدعم ر�أ�س مال وقفية ال�صندوق وفق ًا لقرار م�ؤمتر القمة الإ�سالمي الثاين‬ ‫وجه ب�إن�شاء وقفية ل�صندوق الت�ضامن‬ ‫(الهور بباك�ستان‪ )1974 ،‬والذي ّ‬ ‫الإ�سالمي مبائة مليون (‪ 100‬مليون) دوالر �أمريكي‪ ،‬مبين ًا �أنه «مل يتم التمكن‬ ‫حتى الآن من حتقيق �سوى ‪ 75‬يف املئة فقط‪ ،‬وهنا �أنا�شد الدول الأع�ضاء‬ ‫�أن تكثف من جهودها وتزيد من تربعاتها لكي ت�صل وقفية ال�صندوق �إىل‬ ‫امل�ستوى املر�سوم والذي �أ�صبح ‪ 200‬مليون دوالر �أمريكي بح�سب القرار‬ ‫ال�صادر عن جمل�س وزراء اخلارجية خالل دورته ال�سابعة والثالثني يف‬ ‫دو�شنبيه بطاجيك�ستان‪ ،‬يف عام ‪.»2010‬‬ ‫من جهة �أخرى‪ ،‬نا�شد �إح�سان �أوغلى املجل�س الدائم لل�صندوق طرح‬ ‫مو�ضوع التدخل العاجل يف املجال الإن�ساين يف ال�صومال‪ ،‬وتخ�صي�ص‬ ‫مبلغ ‪� 500‬ألف دوالر �أمريكي من خم�ص�صات الطوارئ يف ال�صندوق‬ ‫لل�شعب ال�صومايل‪ ،‬حيث ال توجد منظمات دولية هناك �إ ّال املكتب الإن�ساين‬

‫للمنظمة‪.‬‬ ‫ويف اخلتام‪ ،‬تقدم الأمني العام ببالغ ال�شكر واالمتنان لكل من حكومة‬ ‫اململكة العربية ال�سعودية ودولة الإمارات العربية املتحدة وليبيا على تربعها‬ ‫ال�سخي بدعم موارد �صندوق الت�ضامن الإ�سالمي ووقفيته خالل هذا العام‪،‬‬ ‫و�أ�ضاف‪« :‬ال�شكر مو�صول �أي�ض ًا للدول التي تربعت لل�صندوق خالل الفرتات‬ ‫املا�ضية و�أنا�شدها �أن ي�ستمر دعمها لل�صندوق مبا مي ّكـنـه من تنويع م�صادر‬ ‫دخله‪ ،‬واال�ضطالع مب�س�ؤولياته»‪.‬‬ ‫ويف نهاية االجتماع وافق احلا�ضرون على التجديد للمجل�س الدائم‬ ‫لل�صندوق بت�شكيلته احلالية حتى يونيو ‪ .2014‬ونا�شد احلا�ضرون يف القرار‬ ‫الذي اعتمد الدول الأع�ضاء االلتزام بتقدمي تربعات �سنوية مليزانية �صندوق‬ ‫الت�ضامن الإ�سالمي وكذلك م�ساهمتها يف ر�أ�س مال وقفه‪ .‬كما نا�شدوا الدول‬ ‫الأع�ضاء التي �سبق و�أن �أعلنت عن م�ساهماتها لل�صندوق �أن تبادر بتقدمي‬ ‫تلك امل�ساهمات‪.‬‬ ‫ووافق االجتماع على اعتماد املجل�س الدائم امليزانية التقديرية للم�شاريع‬ ‫اخلا�صة بال�صندوق لل�سنة املالية ‪ 2011‬و‪ 2012‬مببلغ ‪ 20‬مليون دوالر‬ ‫�أمريكي‪.‬‬ ‫ونا�شد االجتماع الدول الأع�ضاء تقدمي م�ساهماتها الإلزامية يف امليزانية‬ ‫الت�شغيلية لل�صندوق للعام املايل ‪ 2011‬والتي �أقرتها اللجنة املالية الدائمة‬ ‫يف دورتها التا�سعة والثالثني املنعقدة يف دي�سمرب ‪ ،2010‬ومقدارها مليون‬ ‫ومائتا �ألف دوالر �أمريكي‪.‬‬ ‫وتوجه احل�ضور بال�شكر والتقدير �إىل جلنة الطوارئ لتجاوبها ال�سريع‬ ‫ب�إمكانياتها املالية املتوفرة لها مع الكوارث واملحن التي ت�صيب الدول‬ ‫الإ�سالمية‪ ،‬منا�شدين الدول الأع�ضاء العمل على التربع لتوفري موارد‬ ‫لل�صندوق متكنه من تعزيز هذا اجلانب‪.‬‬ ‫‪51‬‬


‫�ش�ؤون �إن�سانية‬

‫اجتماع فريق اخلرباء املعني بال�ش�ؤون الإن�سانية يبحث عن حلول‬ ‫العامل الإ�سالمي �شهد ‪ 97‬كارثة خالل عام ‪2010‬‬

‫ال�سفري بخيت (ي�سار) وم�ست�شار الأمني العام للمنظمة ال�سفري بكاري درامي‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫متثل الكوارث يف العامل الإ�سالمي عناوين عري�ضة لن�شرات الأخبار‪،‬‬ ‫فال مي�ضي عام من دون �أن ت�شهد �إحدى الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي كارثة بيئية تخلف �آالف القتلى واجلرحى وامل�شردين‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫عن الدمار الذي حتدثه يف البنية التحتية لتلك البلدان‪ ،‬الأمر الذي جعل‬ ‫من الكوارث الطبيعية ق�ضية ذات �أولوية على �أجندة �أعمال امل�ؤمترات التي‬ ‫تعقدها املنظمة‪.‬‬ ‫ورمبا كانت كارثة الفي�ضانات املتتابعة التي �شهدتها جمهورية باك�ستان‬ ‫الإ�سالمية يف يوليو و�أغ�سط�س من عام ‪ 2010‬الأكرب حجم ًا من حيث الدمار‬ ‫الذي �أحدثته على مدى الفرتة القريبة‪ ،‬جنب ًا �إىل جنب مع كارثة ت�سونامي‬ ‫التي �ضربت �إندوني�سيا‪ ،‬وخلفت حجم ًا هائ ًال من اخل�سائر‪.‬‬ ‫لهذا‪ ،‬وجدت منظمة التعاون الإ�سالمي يف العمل الإ�سالمي امل�شرتك‪،‬‬ ‫ومن خالل املنظمات الأهلية طريقة للحل‪ ،‬وخ�صو�ص ًا �إذا ما مت جمع اجلهد‬ ‫الإ�سالمي املتفرق‪ ،‬وطرحه يف �صورة جماعية بتن�سيق ومبظلة املنظمة بغية‬ ‫حتقيق الغر�ض املن�شود‪.‬‬ ‫ويف جدة‪ ،‬حيث يوجد مقر املنظمة‪ ،‬الت�أمت يف الثالثني من �إبريل‬ ‫‪� ،2011‬أعمال االجتماع الثالث لفريق اخلرباء املعنيني بال�ش�أن الإن�ساين‪،‬‬ ‫وقد �ألقى ال�سفري عطاء املنان بخيت‪ ،‬الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون الإن�سانية‪،‬‬ ‫كلمة الأمني العام للمنظمة‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬والذي‬ ‫قال �إن عدد الكوارث التي �شهدها العامل الإ�سالمي على مدى عام ‪،2010‬‬ ‫قد بلغ ‪� 97‬أزمة �إن�سانية‪� ،‬شملت ‪ 32‬دولة‪� ،‬أي بن�سبة ‪ 60‬يف املئة من الدول‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة‪ .‬و�أ�ضاف �أن الدرا�سات الدولية ت�شري �إىل �أن عدد وحجم‬ ‫الكوارث الإن�سانية مر�شح لأن يت�ضاعف ثالث مرات يف غ�ضون ال�سنوات‬ ‫الع�شر القادمة‪.‬‬ ‫يف غ�ضون ذلك‪� ،‬أكد �إح�سان �أوغلى �أن املجتمع املدين قد �أ�صبح فاع ًال‬ ‫�أ�سا�سي ًا يف التطورات التي ي�شهدها العامل الإ�سالمي‪ ،‬منادي ًا ب�ضرورة �إن�شاء‬ ‫�آلية عملية ت�ضع املنظمات املدنية �ضمن منظومة منظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫على غرار ما هو معمول به يف الأمم املتحدة‪ ،‬بغية ح�شد جهودها يف املجتمع‪،‬‬ ‫وتن�سيق عملها لإجناز عمل �إن�ساين جماعي وملتزم‪ ،‬و�إحداث ت�أثري �أكرب يف‬ ‫جمال تقدمي امل�ساعدات الإن�سانية يف حاالت الكوارث الكربى‪.‬‬ ‫و�أ�شار الأمني العام للمنظمة �إىل �أهمية قرار م�ؤمتر وزراء اخلارجية‬ ‫‪52‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫يف باكو ‪ ،2006‬والذي مينح مبوجبه �صفة الع�ضو املراقب ملنظمات املجتمع‬ ‫املدين يف الدول الأع�ضاء‪ ،‬الفت ًا �إىل �أن القرار يعد خطوة جبارة يف �سبيل‬ ‫تعزيز عالقات التعاون مع منظمات املجتمع املدين‪ ،‬واعرتاف ًا بالدور الهام‬ ‫الذي تقوم به يف املجالني الإن�ساين والتنموي‪.‬‬ ‫وكان االجتماع الثالث لفريق اخلرباء املخت�ص بال�ش�ؤون الإن�سانية قد بد�أ‬ ‫�أعماله يف مقر املنظمة يف جدة‪ ،‬بح�ضور اخلرباء واملندوبني الدائمني للدول‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬ويبحث خالل يومي انعقاده م�شروع ورقة اخت�صا�صات‬ ‫�إدارة ال�ش�ؤون الإن�سانية‪ .‬وبحث االجتماع اخت�صا�صات �إدارة ال�ش�ؤون الإن�سانية‬ ‫من خالل و�ضع ا�سرتاتيجية وا�ضحة و�صياغة مبادئ وموجهات لأعمال‬ ‫الإغاثة الإ�سالمية من خالل اال�سرت�شاد باملمار�سات اجليدة للدول الأع�ضاء‬ ‫واملنظمات يف جمال جهود الإغاثة‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل العمل على تعزيز القدرة‬ ‫الت�شغيلية على معاجلة امل�ساعدات الإن�سانية والتن�سيق مع الدول الأع�ضاء يف‬ ‫�ش�أن اجلهود الإغاثية للبلدان التي تعاين �أو تتهددها الكوارث الطبيعية �أو‬ ‫غريها من حاالت الطوارئ‪.‬‬ ‫كما بحث املجتمعون تعزيز �آليات الدول الأع�ضاء يف جمال تقدمي‬ ‫امل�ساعدات الإن�سانية‪ ،‬وحماية املدنيني والعاملني يف هذا املجال‪ ،‬وتعزيز‬ ‫الت�ضامن االجتماعي بني الدول الأع�ضاء ملواجهة الأزمات الإن�سانية‪ ،‬والتوعية‬ ‫بتلك الأزمات وا�سرتاتيجيات التعامل معها‪.‬‬ ‫وتناول االجتماع كيفية العمل على تعزيز القدرات امل�ؤ�س�سية والفنية للدول‬ ‫الأع�ضاء لال�ستجابة حلاالت الطوارئ والتخفيف من �آثار الكوارث الطبيعية‪،‬‬ ‫ف�ض ًال عن مبا�شرة جميع الإجراءات الت�شغيلية مع الدول الأع�ضاء واملنظمات‬ ‫الدولية واملنظمات غري احلكومية املعرتف بها قانوني ًا و�صناديق وبرامج‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي من �أجل تقدمي امل�ساعدات الإن�سانية وحفزها‬ ‫وتنظيم جهود الإغاثة التي تبذلها‪.‬‬ ‫ومن بني االخت�صا�صات التي بحثها االجتماع بند العمل على تقييم‬ ‫االحتياجات الإغاثية وحتديدها و�إ�صدارها نداءات موحدة وفق عملية تخطيط‬ ‫موحدة ومتابعة تطور الأزمات بالتن�سيق مع اجلهات ذات العالقة واحلكومات‬ ‫املعنية‪ ،‬و�إعداد قاعدة بيانات للعاملني يف املجال الإن�ساين يف الدول الأع�ضاء‬ ‫يف املنظمة‪ ،‬مبا يف ذلك قائمة للمنظمات غري احلكومية املعتمدة‪ ،‬ومقدمي‬ ‫اخلدمات‪ ،‬واخلرباء املتطوعني‪.‬‬


‫منظمة التعاون الإ�سالمي وبغداد تتفقان على برنامج رعاية للأيتام والأرامل‬ ‫بغداد ـ العراق‪:‬‬ ‫قام وفد تابع ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬برئا�سة ال�سفري عطاء املنان بخيت‪،‬‬ ‫الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون الإن�سانية بزيارة �إىل العراق‪ ،‬يوم ‪� 25‬إبريل‬ ‫‪ ،2011‬ا�ستهدفت تقييم الأو�ضاع الإن�سانية هناك‪ ،‬وحتديد ما ميكن تقدميه‬ ‫من م�ساعدات‪ .‬ويف هذا ال�سياق‪ ،‬اتفقت منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬واحلكومة‬ ‫العراقية‪ ،‬خالل لقاءات متنوعة يف بغداد على اخلطوط العري�ضة لربنامج عمل‬ ‫ت�أهيلي ي�ستهدف مرحلي ًا فئات الأيتام والأرامل‪ ،‬على �أن يكون الربنامج‪ ،‬بوابة‬ ‫للمزيد من التعاون والتن�سيق يف احلقل الإن�ساين والتنموي يف العراق‪.‬‬ ‫وكان وفد املنظمة‪ ،‬قد �أجرى جولة مباحثات مثمرة مع عدد من الوزراء‬ ‫يف احلكومة العراقية‪ ،‬بعد �أ�سابيع فقط من زيارة ر�سمية‪ ،‬قام بها الأمني العام‬ ‫للمنظمة‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬وكانت تهدف �إىل تو�سيع‬ ‫نطاق التعاون بني اجلانبني‪ .‬واتفق بخيت ون�صار الربيعي‪ ،‬وزير العمل وال�ش�ؤون‬ ‫االجتماعية‪ ،‬على بدء امل�شاورات من �أجل امل�ضي يف برنامج رعاية ي�شمل فئة‬ ‫الأيتام‪� ،‬إ�ضافة �إىل برنامج ت�أهيلي للأرامل واملطلقات‪.‬‬

‫و�أثمر اللقاء‪ ،‬الذي ُعقد يف مقر وزارة العمل وال�ش�ؤون االجتماعية العراقية‪،‬‬ ‫عن اتفاق مبدئي تقوم مبوجبه املنظمة بتقدمي امل�شورة وامل�ساعدة يف و�ضع‬ ‫القوانني اجلديدة التي تعتزم الوزارة �إطالقها‪ ،‬ف�ض ًال عن م�ساعدتها على و�ضع‬ ‫املناهج الدرا�سية لفئة ذوي االحتياجات اخلا�صة‪ ،‬وطلبة التخ�ص�صات املهنية‪.‬‬ ‫ويف الوقت الذي �أبدى فيه الربيعي حر�صه ال�شديد على التعاون مع املنظمة‪،‬‬ ‫�أو�ضح �أن بالده تعاين م�شاكل عديدة‪ ،‬يف ظل وجود مليونني و�ستمائة �ألف‬ ‫�أرملة ومطلقة يف حاجة ما�سة �إىل الرعاية‪ ،‬التي من املمكن �أن تت�أتى من خالل‬ ‫امل�شاريع ال�صغرية‪ ،‬ف�ض ًال عن قرابة املليون عاطل عن العمل‪.‬‬ ‫و�أكد بخيت‪ ،‬من جانبه‪ ،‬حر�ص املنظمة على امل�ساهمة ب�شكل فعال يف‬ ‫مواجهة هذه التحديات والعقبات االجتماعية التي حتول دون ا�ستتباب اال�ستقرار‬ ‫وال�سالم يف العراق‪ ،‬الفت ًا �إىل �أن الربنامج الذي �سوف تبد�أ من خالله املنظمة‬ ‫عملها الإن�ساين يف عدد من املحافظات العراقية‪� ،‬سوف يتم �إعداده بالتن�سيق‬ ‫مع بغداد خالل الأ�سابيع القليلة املقبلة‪ ،‬متهيد ًا لإقراره من قبل م�ؤمتر وزراء‬ ‫خارجية منظمة التعاون الإ�سالمي يف كازاخ�ستان يف يونيو ‪.2011‬‬

‫االجتماع الأول ملجال�س �صناديق منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫يختار قطر رئي�س ًا ملجل�س �أمناء ال�صناديق‬ ‫الدوحة – قطر‪:‬‬ ‫اختار االجتماع الأول ملجال�س �صناديق منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الذي‬ ‫انعقد بالدوحة يوم ‪� 17‬إبريل ‪ ،2011‬قطر رئي�س ًا ملجل�س الأمناء‪ ،‬و�شهد‬ ‫االجتماع توقيع اتفاق بني الهالل الأحمر القطري و�صندوق م�ساعدة �أفغان�ستان‬ ‫لتنفيذ عدد من امل�شاريع اخلريية يف �أفغان�ستان يف جماالت ال�صحة واملياه‬ ‫وال�صرف ال�صحي بالتعاون مع ال�صندوق التابع ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪..‬‬ ‫وقال ال�سفري عطا املنان بخيت‪ ،‬الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون الإن�سانية‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إن االتفاق من �ش�أنه �أن يدعم م�شاريع الدعم املقدمة‬ ‫من املنظمة وامل�ؤ�س�سات امل�ساندة من �أجل �إجناح جهود الإغاثة والتنمية‪ .‬و�أ�ضاف‬ ‫�أن االجتماع خ ُل�ص �إىل �إجراء �إ�صالحات هيكلية يف ال�صناديق وجمل�س الأمناء‪،‬‬ ‫وتطوير العالقة بني ال�صناديق والدول امل�ستفيدة‪ ،‬واختيار قطر رئي�س ًا ملجل�س‬ ‫�أمناء �صناديق منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬بنيابة من الإمارات‪.‬‬ ‫و�أ�شار بخيت �إىل �أن الغاية من هذا االجتماع والتطوير يف منظومة العمل‬ ‫هو االحتياط للكوارث التي تهدد عدد ًا من الدول خالل ال�سنوات الع�شر املقبلة‪،‬‬ ‫ولهذا فاالحتياجات ما�سة �إىل املزيد من الآليات التي تف�ضي �إىل ترجمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي من خطاب �إىل عمل على الأر�ض‪ .‬وخالل �أعمال االجتماع الأول ملجل�س‬ ‫�صناديق منظمة التعاون الإ�سالمي الذي مت تخ�صي�صه لدعم الأعمال الإن�سانية‬ ‫يف كل من �أفغان�ستان والبو�سنة والهر�سك و�سرياليون والنيجر‪ ،‬ناق�ش االجتماع‬ ‫جملة الأن�شطة الإن�سانية التي متت يف البلدان امل�شار �إليها وامل�شكالت التي‬ ‫واجهتها هذه ال�صناديق‪ ،‬كما مت بحث منهج جديد من �ش�أنه �أن مي ّكن ال�صناديق‬ ‫من �أداء الدور الهام املرجو منها‪ .‬وقال ال�شيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن‬ ‫�آل ثاين‪ ،‬رئي�س جمل�س �أمناء ال�صناديق‪ ،‬يف كلمة مبنا�سبة افتتاح االجتماع‪� ،‬إن‬ ‫دولة قطر ممثلة يف اجلانب احلكومي �أو اجلمعيات اخلريية �سيكون لها دور‬ ‫كبري يف دعم هذه ال�صناديق‪ .‬وثـ ّمـن ال�سفري بخيت دور قطر باعتبارها �أكرب‬ ‫املانحني لل�صناديق وتليها دولة الإمارات العربية املتحدة‪ ،‬وقال �إن جميع الدول‬

‫قدمت امل�ساهمات‪ ،‬لكن عطا املنان قال �إن ال�صناديق املالية واجهت العديد من‬ ‫امل�شكالت‪ ،‬معرب ًا عن �أمله يف �أن يتيح االجتماع الفر�صة لتبادل الآراء للخروج‬ ‫بر�ؤية جديدة لدعم ال�صناديق مالي ًا و�إعطائها دور ًا على الأر�ض‪.‬‬ ‫وبعد مداوالت مطولة‪� ،‬أجمع االجتماع على �أن النظام القدمي القا�ضي‬ ‫بتكوين جمل�س �أمناء منف�صل لكل �صندوق نظام غري عملي‪ ،‬و�أو�صى بتكوين‬ ‫جمل�س �أمناء واحد ي�شمل كل املانحني‪ ،‬ويقوم مبهام املجال�س الثالثة احلالية‪،‬‬ ‫وينعقد مرة كل عام لإجازة برامج عمل ال�صناديق وتقييم �أعمالها‪ ،‬وله احلق‬ ‫يف االنعقاد �أكرث من مرة يف العام �إذا دعت احلاجة �إىل ذلك‪ ،‬كما يختار جمل�س‬ ‫الأمناء من بني �أع�ضائه رئي�س ًا ونائب رئي�س‪ ،‬على �أن تتوىل الأمانة العامة تنفيذ‬ ‫املهام املقررة‪ .‬و�أقر االجتماع �أن يكون للرئي�س �سكريتاريا مقرها الدوحة‪ ،‬وتقوم‬ ‫بجميع �أعمال ال�سكريتاريا‪ ،‬والتوا�صل مع ال�صناديق والأمانة العامة‪ ،‬وتتوىل‬ ‫مهام الإعالم والعالقات العامة لل�صناديق والإعداد اجليد الجتماعات جمل�س‬ ‫الأمناء‪ ،‬على �أن يخ�ص�ص ن�سبة من مداخيل ال�صناديق ال تتجاوز ‪ 8‬يف املئة‬ ‫لتغطية نفقات ال�سكريتاريا‪ .‬كما يقوم كل من رئي�س املجل�س ونائبه بت�سيري جميع‬ ‫االعتمادات املالية التي تخ�ص ال�صناديق‪ ،‬على �أن تخ�ضع ميزانية ال�صناديق‬ ‫جميعها �إىل �إ�شراف هيئة الرقابة املالية مبنظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ويقوم رئي�س املجل�س ونائبه و�أي ع�ضو �آخر من املجل�س يقرتحونهم‪،‬‬ ‫بالرتويج لعمل ال�صناديق والبحث عن ممولني و�شركاء جدد من �أجل �ضمان‬ ‫توفري مزيد من املوارد لل�صناديق للقيام بدورها الإن�ساين والتنموي يف الدول‬ ‫امل�ستفيدة‪ ،‬على �أن ت�شرك الدول امل�ستفيدة يف الربامج التي تخ�صها متى ما‬ ‫دعت احلاجة �إىل ذلك‪ .‬كما �أو�صى االجتماع ب�أن توا�صل ال�صناديق التن�سيق‬ ‫مع الدول امل�ستفيدة قبل و�ضع الربامج التي ترغب يف تنفيذها يف الدولة املعنية‬ ‫حتى يكون ن�شاط ال�صناديق م�ساعد ًا يف حتقيق اخلطط التنموية التي ت�ضعها‬ ‫الدول‪.‬‬ ‫‪53‬‬


‫ثقافة وفنون‬

‫منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫ما الذي ينبغي القيام به من �أجل‬ ‫�أوروبا‬ ‫د‪� .‬أن�س كاريت�ش‬ ‫�أ�ستاذ بجامعة �سراييفو‬ ‫البو�سنة والهر�سك‬ ‫نحن يف البو�سنة والهر�سك نتذكر جيد ًا دور منظمة التعاون الإ�سالمي �أثناء‬ ‫احلرب العدوانية على البو�سنة والهر�سك‪ ،‬حيث خ�ص�صت املنظمة عدة م�ؤمترات‬ ‫قمة للبو�سنة والهر�سك‪ ،‬كانت حم�صلتها ح�صول البو�سنة والهر�سك على معونات‬ ‫�ضخمة‪ .‬وقد بذل الأمني العام للمنظمة‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪،‬‬ ‫الذي كان �إبان هذه احلرب ‪ ،1995 – 1992‬ي�شغل من�صب املدير العام ملركز‬ ‫الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإ�سالمية‪ ،‬بذل الكثري يف �سبيل املحافظة على‬ ‫الرتاث الثقايف واملخطوطات يف البو�سنة والهر�سك‪ ،‬حيث قام يف تلك الفرتة بتنبيه‬ ‫الأو�ساط العلمية يف العامل �إىل �ضخامة حجم امل�أ�ساة يف البو�سنة والهر�سك‪ ،‬و�أ�شرف‬ ‫بنف�سه على تنظيم عدد من حلقات النقا�ش‪.‬‬ ‫وما �إن و�ضعت احلرب �أوزارها‪ ،‬حتى �سارع الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى �إىل بذل كل ما �آتاه اهلل من �إمكانات يف �سبيل �إعادة بناء البو�سنة والهر�سك‪.‬‬ ‫فكان له الف�ضل يف �إعادة بناء الكثري من م�ساجد البو�سنة والهر�سك ذات القيمة‬ ‫التاريخية والنمط املعماري املتميز‪ ،‬وال�سيما يف مدينة مو�ستار يف الهر�سك‪ .‬كما‬ ‫�أن �إعادة بناء اجل�سر ال�شهري يف مدينة مو�ستار جاءت ثمرة ملبادرات الربوفي�سور‬ ‫�إح�سان �أوغلى ال�سلمية‪.‬‬ ‫وي�سعدين هنا‪ ،‬وبكل فخر واعتزاز‪� ،‬أن �أنوه ب�أن الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى‪ ،‬بو�صفه ع�ضو ًا بارز ًا يف م�ؤ�س�سة الفرقان للرتاث الإ�سالمي التي �أ�س�سها‬ ‫ويرت�أ�سها معايل ال�شيخ �أحمد زكي مياين‪ ،‬قد عمل على حفظ املخطوطات الفائقة‬ ‫الأهمية التي حتتفظ بها مكتبة الغازي خ�سروبك يف �سراييفو‪ ،‬وعلى ترميمها‬ ‫وت�صويرها رقمي ًا‪.‬‬ ‫لقد قدم الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى م�ساعدات كبرية جلامعة‬ ‫�سراييفو ولكلية الدرا�سات الإ�سالمية ومعهد اال�ست�شراق‪ ،‬ومت بف�ضل دعمه �إ�صدار‬ ‫عدد من �أمهات امل�ؤلفات عن تاريخ البلقان والإمرباطورية العثمانية‪.‬‬ ‫�إن ما ذكرناه يدل على �أن منظمة التعاون الإ�سالمي متتلك جتربة �ضخمة يف‬ ‫هذه املجاالت‪ ،‬تكفي لتكون نقطة انطالق لتحقيق ما يتوقع منها‪ ،‬لي�س يف منطقة‬ ‫البلقان فح�سب‪ ،‬بل يف �أوروبا ب�أ�سرها‪.‬‬ ‫�إنه من املنطقي‪ ،‬بو�صفي م�سلم ًا �أوروبي ًا ومواطن ًا يف البو�سنة والهر�سك‪� ،‬أنني‬ ‫�أود يف هذه املنا�سبة �أن �أنوه بالإمكانات والربامج التي ميكن للمنظمة �أن تطبقها يف‬ ‫�أوروبا‪ ،‬ويف ال�سياق الأوروبي خالل الفرتة القادمة‪.‬‬ ‫�إنه ال يخفى على �أحد ما تقوم به املنظمة من ن�شاطات يف �أوروبا‪ .‬و�إنني عندما‬ ‫�أقول ذلك‪� ،‬أق�صد حلقات النقا�ش املختلفة‪ ،‬ثم تعاون املنظمة يف املجاالت ال�سيا�سية‬ ‫واالقت�صادية والثقافية‪ ،‬ويف متابعة ومراقبة انت�شار الإ�سالموفوبيا يف �أوروبا والغرب‬ ‫عموم ًا‪ ،‬الخ‪� .‬إن املنظمة بهذه الربامج وغريها‪ ،‬موجودة يف البو�سنة والهر�سك‬ ‫والبلقان منذ عقدين من الزمن‪ ،‬وبخا�صة من خالل امل�ساعدة التي تقدمها املنظمة‬ ‫للم�ؤ�س�سات التعليمية (من البنك الإ�سالمي للتنمية)‪ ،‬ثم من خالل معاجلة �آثار‬ ‫احلروب الأخرية التي �شهدتها منطقة غرب البلقان من عام ‪ 1991‬حتى عام‬ ‫‪54‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫‪ ،1999‬الخ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بيد �أين‪ ،‬وبو�صفي م�سلما و�أ�ستاذا جامعيا‪ ،‬جيد االطالع على ال�سياق الأوروبي‬ ‫(لأنني �ألقيت حما�ضرات يف ع�شرات اجلامعات الأوروبية)‪� ،‬أرى �أنه على املنظمة �أن‬ ‫تزيد من ن�شاطها يف �أوروبا‪ ،‬وال�سيما يف املجاالت التعليمية والثقافية والدينية‪.‬‬ ‫جمال التعليم‬ ‫وال حاجة �إىل �أن ن�شرح حجم التبادل الثقايف والفكري الذي حدث عرب �آالف‬ ‫ال�سنني من التاريخ الب�شري‪ ،‬على جانبي البحر الأبي�ض املتو�سط ويف حو�ضه‪� .‬إن‬ ‫مناذج كثرية من التبادل املتو�سطي يف‬ ‫احلقبة الإ�سالمية حلو�ض املتو�سط قدمت‬ ‫َ‬ ‫جمال التعليم‪.‬‬ ‫ولدى املنظمة فر�صة كبرية لكي ت�ساعد �أق�سام الدرا�سات الإ�سالمية وال�شرقية‬ ‫يف اجلامعات الأوروبية ب�أن تقدم لها ما يوجد لديها من برامج تعليمية‪ .‬وهناك‬ ‫عدد كبري من اجلامعات الأوروبية التي حتتاج �إىل امل�ساعدة املنهجية لأق�سامها التي‬ ‫تدر�س فيها اللغات ال�شرقية الثالث‪ ،‬العربية والرتكية والفار�سية‪ ،‬وميكن للمنظمة‬ ‫من خالل براجمها التعليمية‪� ،‬أن تدعم وبطريقة منهجية‪ ،‬امل�شاريع امل�شرتكة التي‬ ‫تطلقها اجلامعات الأوروبية من جهة‪ ،‬واجلامعات العربية والرتكية والإيرانية من‬ ‫جهة ثانية‪ ،‬وال �أ�ستثني هنا اجلامعات يف �شبه القارة الهندية الباك�ستانية‪ ،‬ويف‬ ‫ماليزيا و�إندوني�سيا‪� .‬إن درا�سة اللغات و�آدابها تفتح املجال �أمام درا�سة الأ�شكال‬ ‫املتنوعة لرتاث ال�شعوب امل�سلمة‪ .‬وبذلك‪ ،‬ميكن تقدمي الدعم اجلا ّد لتحديث الأبحاث‬ ‫اجلامعية احلقيقية وتعزيزها وتقويتها يف �أوروبا التي تُعتبرَ بحد ذاتها وطن ًا لكثري‬ ‫من امل�سلمني (وهي �أي�ضا جار مهم جد ًا للإ�سالم وامل�سلمني)‪ ،‬وخ�صو�ص ًا الأبحاث‬ ‫التي تهتم بالإ�سالم باعتباره دين ًا وثقافة وح�ضارة وتراث ًا حي ًا يف زماننا هذا‪.‬‬ ‫دور الثقافة‬ ‫�إننا نرى �أن جمال الثقافة يف برامج منظمة التعاون الإ�سالمي ُيعت َبـر �أحد �أهم‬ ‫املجاالت‪ ،‬وال�سيما عندما يتعلق الأمر بال�سياق الأوروبي والغربي‪ .‬و�أ�ضرب لذلك‬ ‫مثا ًال واحد ًا فقط‪ .‬ففي هذا العام‪ ،‬حتل ذكرى مرور ت�سعة قرون على وفاة �أبي‬ ‫حامد حممد الغزايل (‪ ،)2011 – 1111‬وهو معروف يف الغرب منذ عدة قرون‬ ‫با�سم الغازل ‪ ،Algazel‬وقد متت درا�سة �أفكاره وترجمة م�ؤلفاته �إىل العديد من‬ ‫اللغات الأوروبية‪ ،‬والفر�صة قائمة للحديث عن الغزايل يف �أوروبا‪ ،‬باعتباره �شخ�صية‬ ‫تاريخية عظيمة ال ُيغ َفل �أثرها يف يومنا احلا�ضر‪ .‬وينبغي �أن تُقام “�أيام الغزايل” يف‬ ‫كثري من اجلامعات الأوروبية‪ ،‬مع االنتباه �إىل الطريقة التي �سيتم بها عر�ض الغزايل‬ ‫والتعريف به‪ ،‬بحيث تكون متالئمة مع الأو�ساط اجلامعية والأكادميية الأوروبية‬ ‫والئقة بها‪ .‬وميكن التخطيط لإحياء املنا�سبات ال�سنوية املختلفة ل�شخ�صيات �أو‬ ‫�أحداث �أو حقب تاريخية بارزة �أخرى‪ ،‬لكن �إحياء الذكرى ال�سنوية لل�شخ�صيات‬ ‫والأحداث ينبغي �أ ّال يكون عفوي ًا‪ ،‬بل يجب �أن يكون منهجي ًا‪ ،‬و�أن ُينفَّذ وفق خطط‬ ‫وا�ضحة‪ ،‬و�أنا �أرى �أن املنظمة ميكن �أن يكون لها دور متم ّيز يف تنظيم الفعاليات‬ ‫الثقافية يف �شتى �أرجاء �أوروبا والعامل الغربي‪� ،‬شريطة �أن تتعاىل منظمة امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي وت�سمو برباجمها فوق امل�صالح اجلزئية للم�سلمني‪ .‬و�إنه من امل�ؤ�سف �أن‬ ‫نرى القارة الأوروبية اليوم قد حتولت �إىل ميدان لل�صراع غري املجدي بني املذاهب‬ ‫والفرق الإ�سالمية‪ .‬وما نزال نرى �أن ت�صدير هذه ال�صراعات �إىل �أوروبا من بالد‬ ‫ال�شرق الأدنى والأو�سط يقدم �صورة �سيئة جد ًا عن الإ�سالم وامل�سلمني‪ .‬كما �أننا نرى‬ ‫�أنه يف غياب العمل املربمج واملنهجي للمنظمة لي�س من املمكن التغلب على الأ�شكال‬ ‫ال َق َبلية والع�شائرية يف التعريف بالإ�سالم وبالثقافة الإ�سالمية يف �أوروبا‪.‬‬ ‫جماالت متنوعة للدين‬ ‫كانت الأديان يف املا�ضي مقت�صرة على القلوب الب�شرية واملعابد التقليدية‪.‬‬ ‫�أما اليوم‪ ،‬ونحن نعي�ش يف عامل و�سائل الإعالم‪ ،‬فقد خرجت جميع الأديان �إىل‬ ‫العلن‪ ،‬و�أ�صبحت حقيقة �إعالمية بف�ضل و�سائل الإعالم تلك‪� .‬أما ما يتعلق باملعاجلة‬ ‫الإعالمية للإ�سالم يف �أوروبا (ويف الغرب) فت�شري بع�ض الدرا�سات والأبحاث �إىل‬


‫�أن الإ�سالم هو الدين الأكرث ح�ضور ًا يف ما ُيدعى بالف�ضاء الإلكرتوين‪ .‬وهنا يجدر‬ ‫بنا االعرتاف بالنتائج الإيجابية التي حققتها منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي على �صعيد‬ ‫مراقبة املعاجلة الإعالمية للإ�سالم يف �أوروبا والغرب‪.‬‬ ‫لكن منظمة التعاون الإ�سالمي ميكنها يف براجمها امل�ستقبلية �أن تقدم �أكرث من‬ ‫ذلك بكثري يف الف�ضاءات الإعالمية‪ ،‬يف جميع �أرجاء �أوروبا والعامل الغربي‪ ،‬ونعني‬ ‫هنا الإبداع الإعالمي ل�صورة عاملية عن دين الإ�سالم‪.‬‬ ‫ما الذي نريد قوله؟ �إن نقل اختالفات و�صراعات وتناف�س امل�سلمني (من‬ ‫ال�شرق الأدنى والأو�سط) �إىل الف�ضاء الإعالمي الإ�سالمي يف �أوروبا �أمر �ضار جد ًا‬ ‫ومهلك‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وال يتيح لنا �ضيق املجال هنا �أن نذكر كثريا من الأمثلة على ما يقدمه امل�سلمون‬ ‫�أنف�سهم من �أ�شكال العر�ض الإعالمي ال�ضار للإ�سالم �إىل الر�أي العام الأوروبي‪� .‬إن‬ ‫�شغل امل�ساجد واجلوامع الأوروبية اليوم مبناق�شات حول م�سائل اخلليفة وال�سلطان‪،‬‬ ‫ودار الإ�سالم ودار احلرب‪ ،‬الخ‪� ،‬أمر يلحق �ضرر ًا كبري ًا بامل�سلمني‪ .‬ويوجد اليوم يف‬ ‫�أوروبا �إنتاج �إعالمي غزير جد ًا عن �إ�سالم ما عاد موجود ًا يف الأر�ض‪ ،‬عن �إ�سالم‬ ‫م�ستحاثي من “ما�ضي امل�سلمني املجيد”‪.‬‬ ‫�إن املنظمة قادرة برباجمها على م�ساعدة امل�سلمني الأوروبيني ليجعلوا‬

‫تف�سريهم للإ�سالم من�سجم ًا مع احتياجاتهم الأوروبية‪ ،‬ومع واقعهم الأوروبي‪.‬‬ ‫وعندما قلنا قبل قليل �إنه يجب على املنظمة �أن تدعم التعريف اجلامعي‬ ‫والأكادميي بالإ�سالم من حيث كونه تعليم ًا وثقافة وح�ضارة فقد كنا نعني بذلك‬ ‫و�ضع م�سائل اخلليفة وال�سلطان واجلهاد ودار احلرب ودار الإ�سالم داخل الف�ضاء‬ ‫الأكادميي‪.‬‬ ‫�إنه من املهم �أن ن�أخذ يف احل�سبان كثري ًا من الأمور يف خطابنا الأوروبي عن‬ ‫الدين الإ�سالمي‪ ،‬على �سبيل املثال‪ ،‬ف�صل �أفكار الإ�سالم عن تطبيقاتها التاريخية‪،‬‬ ‫وهذا ينطبق �أي�ض ًا على م�ؤ�س�سات الإ�سالم‪ .‬فمث ًال‪ ،‬ينبغي ف�صل التطبيقات التاريخية‬ ‫املتنوعة مل�ؤ�س�سة اخلليفة عن فكرة اخلليفة‪ ،‬وعن م�ؤ�س�سة اخلليفة ذاتها‪� .‬إنني يف‬ ‫وامللحة �إىل مراعاة احتياجاتنا‬ ‫ال�سياق الأوروبي‪� ،‬أود بهذا �أن �أبرز احلاجة العاجلة ّ‬ ‫الإ�سالمية الأوربية يف خطابنا عن الدين الإ�سالمي‪ ،‬و�أن تتم مراعاة واقعنا الأوروبي‬ ‫الذي يحدث ويتحرك �ضمن �أ�شكال كثرية للتعددية‪.‬‬ ‫�إنه من امل�ؤكد �أن املنظمة ميكنها امل�ساعدة مبا متلكه من قدرات ذهنية وبنية‬ ‫هيكلية و�إمكانات مالية‪.‬‬ ‫ويف اخلتام‪� ،‬أود �أن �أقول �إن وجود املنظمة يف �أوروبا ميثل عون ًا كبرياً‬ ‫للم�سلمني‪.‬‬

‫م�ؤمتر دكار لعلماء امل�سلمني يعتمد وثيقة العهد الإ�سالمي للعمل امل�شرتك بني علماء امل�سلمني‬ ‫دكار – ال�سنغال‪:‬‬ ‫اعتمد امل�ؤمتر الدويل الإ�سالمي للعلماء يف دكار يف ختام �أعماله يوم ‪8‬‬ ‫يونيو ‪ ،2011‬وثيقة (العهد الإ�سالمي للعمل امل�شرتك بني علماء امل�سلمني)‪.‬‬ ‫وكان الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى‪ ،‬قد �ألقى كلمة يف االفتتاح‪ ،‬يوم ‪ 6‬يونيو‪ ،‬قال فيها ‪ :‬يلتئم جمعنا يف‬ ‫هذا اللقاء املبارك الأول من نوعه لتدار�س الظروف التي مير بها عاملنا‬ ‫الإ�سالمي بهدف قراءة �أو�ضاع الإ�سالم وامل�سلمني يف بداية الألفية اجلديدة‪،‬‬ ‫ويف �ضوء ت�صوراتنا ملا �سيكون عليه احلال يف امل�ستقبل‪ ،‬وا�ستعدادنا للتعامل‬ ‫مع التحديات القادمة‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف قائ ًال‪ :‬ويف زخم التطورات العديدة التي طر�أت على الفكر‬ ‫الإن�ساين وات�ساع �آفاقه‪ ،‬برزت احلاجة املا�سة �إىل فكر �إ�سالمي‬ ‫ّ‬ ‫ع�صري‪ُ ،‬يعبرّ‬ ‫عنه بخطاب يراعي املتغريات التي عرفتها الإن�سانية بروح علمية اجتهادية‬ ‫ت�ستند �إىل ثوابت ال�شرع‪ ،‬ومقت�ضيات العقل‪ ،‬ومراعاة مقا�صد ال�شريعة‪.‬‬ ‫وانعقد امل�ؤمتر برئا�سة فخامة الأ�ستاذ عبد اهلل واد‪ ،‬رئي�س جمهورية‬ ‫ال�سنغال ورئي�س م�ؤمتر القمة الإ�سالمية احلادية ع�شرة‪ ،‬وحتت الرعاية‬ ‫ال�سامية خلادم احلرمني ال�شريفني امللك عبد اهلل بن عبد العزيز �آل �سعود‪،‬‬ ‫ملك اململكة العربية ال�سعودية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قيادات و�شعوبا �إىل العمل اجلاد من �أجل توثيق‬ ‫ودعا امل�ؤمتر امل�سلمني‬ ‫ٍ‬ ‫عرى الوحدة بني ال�شعوب الإ�سالمية و�صد العدوان عنها وحت�صينها من الفنت‬ ‫التي تحُ دق بها‪ .‬كما دعا امل�ؤمتر �إىل �إبراز الق�ضية الفل�سطينية باعتبارها‬ ‫ق�ضية مركزية‪ ،‬والعمل على التعريف بها واالنخراط يف الدفاع عنها بجميع‬ ‫�أ�شكال الدعم املادي واملعنوي‪ ،‬وت�شجيع وحدة ال�صف الفل�سطيني‪ ،‬ودعا‬ ‫امل�ؤمتر �إىل االعرتاف بالدولة الفل�سطينية وعا�صمتها القد�س‪.‬‬ ‫و�أكد امل�ؤمتر �ضرورة العمل حلقن دماء امل�سلمني ومعاجلة امل�شكالت التي‬ ‫ت�شهدها بع�ض البلدان الإ�سالمية بتفعيل �آليات الإ�صالح الإ�سالمي امل�ؤ�س�سة‬

‫يف القر�آن وال�سنة املطهرة‪.‬‬ ‫ونا�شد امل�ؤمتر الرئي�س ال�سنغايل عبد اهلل واد‪ ،‬باعتباره رئي�س ًا دوري ًا‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وخادم احلرمني ال�شريفني امللك عبد اهلل بن‬ ‫عبد العزيز‪ ،‬باعتباره راعي ًا مل�ؤمتر علماء الأمة‪ ،‬ت�شكيل جلنة حكماء من بني‬ ‫القيادات العلمية الإ�سالمية‪ ،‬ومتكينها من و�سائل التحرك املنا�سبة‪ ،‬لتنه�ض‬ ‫مب�س�ؤولية العلماء يف ال�سعي ملعاجلة �أ�سباب الفتنة والق�ضاء عليها و�إ�صالح‬ ‫ذات البني بني امل�سلمني‪.‬‬ ‫و�شدد امل�ؤمتر على احلوار الهادف مع الآخرين واال�ستفادة يف هذا‬ ‫ال�ش�أن من الأقليات امل�سلمة وامل�سلمني اجلدد‪ ،‬وتوطيد العالقة بهم وت�أهيلهم‬ ‫علمي ًا‪ ،‬للتعامل الر�شيد مع حميطهم وواقعهم‪ ،‬وتطوير التعاون والتبادل مع‬ ‫املراكز املتخ�ص�صة والنخب املثقفة يف املجتمعات الغربية‪ ،‬وخ�صو�ص ًا الدوائر‬ ‫الأكادميية‪.‬‬ ‫ودعا امل�ؤمتر �إىل تكوين جلنة متابعة وتن�سيق من اجلهات الراعية‬ ‫والهيئات الدولية للعمل الإ�سالمي‪ ،‬مبا فيها منظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫واملنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة‪ ،‬والبنك الإ�سالمي للتنمية‪،‬‬ ‫لإ�سراع ب�إن�شاء رابطة لعلماء القارة الإفريقية على‬ ‫ورابطة العامل الإ�سالمي‪ ،‬ل ٍ‬ ‫غرار ما هو موجود يف قارات �أخرى‪ ،‬على �أن تت�شكل تلك الرابطة من روابط‬ ‫�إقليمية تن�سق بني العلماء يف كل �إقليم من �أقاليم �إفريقيا‪.‬‬ ‫و�أو�صى امل�ؤمتر بت�شجيع التعليم القر�آين ب�أدوات الع�صر و�أ�ساليبه‪ ،‬حتى‬ ‫ترتبى الأجيال ال�صاعدة على �أ�سا�س �سليم‪ ،‬و�إىل �إحياء �سنة الوقف وتكثيفها‬ ‫وتنميتها وتخ�صي�صها لأعمال الرب عامة وللعلم والتعليم خا�صة‪ .‬كما �أو�صى‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي وهيئاتها املخت�صة‪ ،‬ب�إجناز م�شاريع وقفية كبرية‪،‬‬ ‫وبخا�صة يف البلدان الإ�سالمية النامية‪ ،‬والتمهيد لذلك بعقد م�ؤمتر دويل‬ ‫حول �آليات االقت�صاد الإ�سالمي والوقف‪.‬‬ ‫‪55‬‬


‫ثقافة وفنون‬

‫جاكرتا عا�صمة للثقافة الإ�سالمية‬ ‫عن املنطقة الآ�سيوية لعام ‪2011‬‬ ‫اختارت املنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة «�إي�سي�سكو» مدينة تلم�سان يف اجلزائر‪،‬‬ ‫ومدينة كوناكري يف غينيا‪ ،‬ومدينة جاكرتا يف �إندوني�سيا‬ ‫عوا�صم للثقافة الإ�سالمية لعام ‪ 2011‬عن‬ ‫َ‬ ‫املناطق العربية والإفريقية والآ�سيوية على التوايل‪.‬‬ ‫تقع مدينة جاكرتا عا�صمة �إندوني�سيا وكربى مدنها على ال�ساحل �شمال غرب جزيرة جاوة‪ ،‬وظلت‬ ‫دائم ًا بوابة �إندوني�سيا الرئي�سية‪ ،‬وقد كانت يف املا�ضي مينا ًء متوا�ضع ًا‪ ،‬لكن جتارة التوابل وامل�صنوعات‬ ‫اليدوية الرائعة �أك�سبتها �شهرة عاملية‪ ،‬وجعلت منها اليوم مدينة متقدمة تزخر باملجمعات واملراكز‬ ‫التجارية والأ�سواق التقليدية وامل�ساجد العتيقة رائعة اجلمال التي ت�شد �إليها الزائرين‪.‬‬ ‫وتتمتع املدينة بوجود معامل تاريخية جمة؛ فم�سجد اال�ستقالل على �سبيل املثال الذي يقع �شمال‬ ‫غربي ميدان مارديكا يف جاكرتا‪ ،‬يعد من �أكرب م�ساجد جنوب �شرقي �آ�سيا‪ ،‬وهو حتفة معمارية رائعة‬ ‫ي�ؤ ّمه الزائرون من �شتى �أنحاء البالد لل�صالة‪� .‬أما الن�صب الوطني (مونا�س)‪ ،‬فهو م�سلة من الرخام‬ ‫متتد ‪ 137‬مرت ًا يف ال�سماء تعلوها �شعلة مك�سوة بخم�سة وثالثني كيلوغرام ًا من الذهب‪ .‬وقد ُ�شـ ّيد‬ ‫هذا ال ُن�صب التذكاري يف عهد الرئي�س �سوكارنو تكرمي ًا لذكرى ن�ضال ال�شعب الإندوني�سي بني عامي‬ ‫‪ 1945‬و‪ 1949‬يف �سبيل نيل اال�ستقالل‪.‬‬ ‫كما �أن �سوق جاالن �سورابايا �أحد املزارات ال�سياحية الهامة التي يق�صدها ال�سياح الأجانب‬ ‫والإندوني�سيون على حد �سواء‪ ،‬وهو �سوق �شعبي قدمي ُي َّ‬ ‫نظم يف العراء‪ ،‬حيث ت�صطف الأك�شاك التجارية‬ ‫لبيع �شتى �أنواع التذكارات والتحف الأ�صلية منها واملُقلدة‪ ،‬والتماثيل اخل�شبية واحلجرية‪ ،‬والكثري من‬ ‫التحف ال�ضاربة يف القدم التي متثل املوروث ال�شعبي لل�شعب الإندوني�سي‪ .‬وت�ضاهي هذه ال�سوق يف‬ ‫�شهرتها بازارات حي خان اخلليلي يف القاهرة‪� .‬أما �سونداكيالبا فهو �أحد �أهم و�أقدم املرافئ البحرية‬ ‫يف مدينة جاكرتا‪ ،‬وي�ستعمل لنقل ال�سلع �إىل خمت ِلف جزر �إندوني�سيا‪ .‬و ُيـ َعـ ّد هذا املرف�أ من �أ�شهر‬ ‫املزارات التاريخية على امل�ستوى العاملي‪ ،‬حيث تر�سو به كثري من ال�سفن اخل�شبية القدمية كذكرى‬ ‫تربط املا�ضي باحلا�ضر‪ .‬كما ت�ضم املنطقة القدمية من املرف�أ متحف ًا بحري ًا يحكي التاريخ البحري‬ ‫لإندوني�سيا‪.‬‬ ‫وتعني كلمة باالو �ساريبو منطقة الألف جزيرة‪� ،‬أحد املعامل ال�سياحية الأخرى يف �إندوني�سيا‪ ،‬وهو‬ ‫�سل�سلة طويلة من اجلزر ال�صغرية املتناثرة قبالة �سواحل مدينة جاكرتا‪ ،‬حيث يوفر الهواء النقي‬ ‫ومياه البحر وال�شط�آن الذهبية ف�ضا ًء رائع ًا للرتفيه هرب ًا من �ضغط حياة املدينة يف جاكرتا‪ .‬وت�شتهر‬ ‫هذه اجلزر مبطاعمها الكثرية التي تقدم وجبات الأطعمة البحرية الأ�صيلة التي يقبل عليها ب�شغف‬ ‫املواطنون الإندوني�سيون وال�سياح الأجانب‪.‬‬ ‫‪ ‬جدير بالذكر �أن من الأهداف الرئي�سية لربنامج الإي�سي�سكو لعوا�صم الثقافة الإ�سالمية‪ ،‬الذي‬ ‫اعتمدته الدورة الرابعة للم�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء الثقافة املنعقد يف اجلزائر يومي ‪ 15‬و‪ 16‬دي�سمرب‬ ‫‪ ،2004‬هو تعميقُ الت�ضامن الإ�سالمي كقاعدة للعمل امل�شرتك‪ ،‬وتقوية عالقات التعاون بني الدول‬ ‫الأع�ضاء‪ ،‬على امل�ستوى الثقايف خا�صة‪ ،‬تعزيز ًا للتبادل الثقايف بني عوا�صم الثقافة الإ�سالمية‪.‬‬

‫‪56‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬


‫هجرة العقول من الدول الإ�سالمية ‪ ..‬النـزيف الذي ال يتوقف‬ ‫كتب �أحمد �سامل‪:‬‬ ‫يف احلادي ع�شر من مار�س ‪ ،2011‬رحل عن عاملنا يحيى ولد حامدن‪ ،‬الباحث‬ ‫املوريتاين البارز يف املركز الفرن�سي للبحث العلمي بباري�س‪ ،‬وانتهت بوفاته رحلة علمية‬ ‫زاخرة ا�ستمرت �أكرث من ثالثني عام ًا �أنتج خاللها زهاء ‪ 100‬بحث ونظرية ريا�ضية‪،‬‬ ‫‪ 95‬بحث ًا منها من�شورة على موقعه الر�سمي التابع جلامعة باري�س ال�ساد�سة‪ .‬وقد و�صل‬ ‫�إتقان الرجل لعلوم الريا�ضيات درجة جعلت طالبه الذين در�سوا عليه يقولون‪« :‬لقد كنا‬ ‫نظن يف بع�ض الأحيان �أنه ينظر �إىل �أكرث امل�سائل الريا�ضية تعقيد ًا باعتبارها بديهيات‬ ‫يتقنها كل الب�شر»‪.‬‬ ‫وليحيى ولد حامدن كما لغريه من علماء الأمة الإ�سالمية‪ ،‬الذين ا�ستفاد من علمهم‬ ‫الغرب وبقيت للأ�سف بلدانهم قفر ًا من عطائهم‪ ،‬حماوالت �أوىل عند التخرج لاللتحاق‬ ‫ب�سلك التدري�س يف بالده وحماولة لالرتقاء بالواقع ولو قلي ًال‪ ،‬لكن هذا الواقع �أجربه كما‬ ‫�أجرب غريه على تغيري م�سار حياتهم �إىل بالد الغرب يف ظل الظروف املزرية التي يجد‬ ‫الباحث نف�سه فيها داخل بالده‪ ،‬وهي ظروف بالت�أكيد ال ت�ساعده على الرقي مبعلوماته‪،‬‬ ‫ناهيك عن الإكراهات االجتماعية وال�ضغوط االقت�صادية التي يكون عر�ضة لها‪.‬‬ ‫ويبدو جلي ًا من خالل الدعوات التي تبثها بع�ض الدول الغربية عرب خمت ِلف و�سائل‬ ‫الإعالم �سعيها احلثيث ال�ستقطاب �أ�صحاب اخلربة واملهارات من دول العامل الثالث‬ ‫وت�شجيعهم على الهجرة �إليها‪ ،‬هذا طبع ًا �إىل جانب �أ�صحاب ر�ؤو�س الأموال‪ .‬و�إن كان‬ ‫هناك بع�ض االختالف احلا�صل بني الدار�سني يف البلدان الغربية الذين قد ال يجدون‬ ‫�صعوبة كبرية يف الت�أقلم مع واقع تلك البلدان‪ ،‬وذلك مقارنة بالوافدين �إىل الغرب بعد‬ ‫�إكمال درا�ستهم والذين يقا�سون من �أجل اللحاق بركب العمل يف البلدان اجلديدة‪.‬‬ ‫الأرقام تتحدث‬ ‫ت�شري الإح�صائيات �إىل �أن معدل هجرة العقول من دول العامل الثالث عموم ًا‪،‬‬ ‫ومن بينها دول �أع�ضاء مبنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪� ،‬شهد ت�صاعد ًا كبري ًا خالل العقود‬ ‫الأخرية‪ ،‬مما يوحي ب�أن هذه الظاهرة التي بد�أ العامل يعرفها مع نهاية احلرب العاملية‬ ‫الثانية �ستزيد الفجوة العلمية ات�ساع ًا بني الدول املتقدمة ونظرياتها من بلدان العامل‬ ‫الثالث‪.‬‬ ‫وت�شري تقارير �أ�صدرتها كل من اجلامعة العربية وم�ؤ�س�سة العمل العربية والأمم‬ ‫املتحدة (عرب تقارير التنمية الإن�سانية العربية)‪� ،‬إىل وقائع و�أرقام هجرة العقول‬ ‫العربية �إىل اخلارج‪ ،‬حيث ت�شدد هذه التقارير على �أن املجتمعات العربية باتت بيئة‬ ‫طاردة للكفاءات العلمية‪ .‬وت�شكل هجرة الكفاءات العربية ‪ 31‬يف املئة مما ي�صيب الدول‬ ‫النامية‪ ،‬كما �أن هناك �أكرث من مليون خبري واخت�صا�صي عربي من حملة ال�شهادات‬ ‫العليا �أو الفنيني املهرة مهاجرون ويعملون يف الدول املتقدمة‪ ،‬بحيث ت�ضم �أمريكا‬ ‫و�أوروبا ‪� 450‬ألف عربي من حملة ال�شهادات العليا وفق تقرير م�ؤ�س�سة العمل العربية‪.‬‬ ‫وت�ؤكد هذه التقارير �أن ‪ 5.4‬يف املئة فقط من الطالب العرب الذين يدر�سون يف اخلارج‬ ‫يعودون �إىل بلدانهم‪ ،‬فيما ي�ستقر الآخرون يف اخلارج‪.‬‬ ‫وعلى م�ستوى القارة الإفريقية‪ ،‬ت�شري الإح�صائيات وامل�ؤ�شرات املختلفة �إىل �أن هناك‬ ‫هدر ًا ال يتوقف لكفاءات القارة نحو البالد املتقدمة‪ .‬وتقدر اللجنة االقت�صادية للأمم‬ ‫املتحدة لإفريقيا �أن هناك ما بني ‪� 10‬آالف و‪� 20‬ألف ًا من ذوي امل�ؤهالت العالية يغادرون‬ ‫القارة �سنوي ًا مبهاراتهم �إىل �أماكن �أخرى‪ .‬ويعتقد البنك الدويل �أن عدد الأ�شخا�ص‬ ‫ذوي امل�ؤهالت العالية الذين يغادرون القارة �أعلى بكثري من الأرقام املتداولة‪.‬‬ ‫الدعوات �إىل وقف هذا النـزيف‬ ‫دعت الفقرة اخلام�سة من البند اخلا�ص بالتنمية والق�ضايا االقت�صادية‬ ‫واالجتماعية والعلمية من برنامج العمل الع�شري‪ ،‬ال�صادر عن القمة الإ�سالمية‬ ‫اال�ستثنائية مبكة املكرمة عام ‪� ،2005‬إىل ا�ستيعاب امل�سلمني ذوي امل�ؤهالت العالية‬ ‫داخل العامل الإ�سالمي وو�ضع ا�سرتاتيجية �شاملة لال�ستفادة من كفاءاتهم‪ ،‬واحلد من‬ ‫ظاهرة هجرة العقول‪.‬‬

‫ودعا الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى‪ ،‬يف �أكرث من منا�سبة �إىل �ضرورة الت�صدي لظاهرة هجرة العقول‪ .‬ففي كلمة‬ ‫توجه بها الأمني العام �إىل اجلل�سة االفتتاحية للندوة الدولية حول ال�شباب وامل�ستقبل‪،‬‬ ‫املنعقدة يف تون�س بتاريخ ‪ 14‬يناير ‪� ،2010‬أكد �ضرورة الت�صدي لظاهرة هجرة ال�شباب‬ ‫�إىل اخلارج و�إىل الغرب على وجه اخل�صو�ص‪ ،‬ملا ينج ّر عن ذلك من هجرة العقول‬ ‫ال�شابة و�إفقار املجتمعات الإ�سالمية من الكفاءات ال�شابة املت�ألقة‪.‬‬ ‫و�سبق للربوفي�سور �إح�سان �أوغلى �أن طالب يف كلمته �أمام “م�ؤمتر املعرفة الأول”‬ ‫الذي نظمته م�ؤ�س�سة حممد بن را�شد �آل مكتوم‪ ،‬يوم الأحد ‪� 28‬أكتوبر ‪ 2007‬يف دبي‬ ‫بدولة الإمارات العربية املتحدة‪ ،‬بالعمل على جذب العقول العلمية ورعايتها وتوفري بيئة‬ ‫منا�سبة للت�ألق والإبداع والتنمية احلقيقية واالزدهار‪.‬‬ ‫هل من املمكن ا�ستعادة العقول املهاجرة؟‬ ‫يبدو �أنه �إذا ما اتُخذت التدابري املنا�سبة وجرى توفري املناخ املالئم‪ ،‬ف�إنه ميكن‬ ‫القيام بعك�س هجرة الأدمغة‪ .‬وقد جنحت تايوان وكوريا اجلنوبية يف حتقيق ذلك يف‬ ‫�سبعينيات القرن الع�شرين‪ .‬كما جنحت ال�صني والهند والربازيل‪ ،‬و�أ�صبحت هذه‬ ‫البلدان قوى اقت�صادية �صاعدة‪ ،‬بل �إنها باتت ت�شكل حتدي ًا اقت�صادي ًا للواليات املتحدة‬ ‫و�أوروبا‪.‬‬ ‫�أما على �صعيد العامل الإ�سالمي‪ ،‬فقد ا�ستطاعت ماليزيا حتقيق جناح ال ب�أ�س به‬ ‫ال�ستقطاب عقولها املهاجرة يف ثمانينيات وت�سعينيات القرن الع�شرين‪ ،‬وذلك بعدما‬ ‫بذلت جهود ًا كبرية‪ ،‬و�أعدت برامج خا�صة لتحقيق هذا الهدف‪ .‬لكنها واجهت بع�ض‬ ‫امل�شكالت يف الفرتة الأخرية‪ ،‬وال�سيما يف �ضوء املغريات الكثرية التي جتذب املاليزيني‬ ‫نحو �سنغافورة ودول �أخرى‪ .‬كما ا�ستطاعت كل من تركيا و�إيران حتقيق بع�ض النجاح‬ ‫يف هذا امل�ضمار‪.‬‬ ‫و�إذا مل يتم عك�س ظاهرة هجرة العقول‪ ،‬ف�إن بلدان العامل الثالث‪ ،‬ومن بينها بلدان‬ ‫العامل الإ�سالمي‪� ،‬ستظل تعاين الأم ّرين على جبهتني‪ ،‬فمن جهة تتفاقم البطالة بني‬ ‫�صفوف �شبابها حيث ال تنا�سب بني خمرجات التعليم ومتطلبات �سوق العمل‪ ،‬ومن جهة‬ ‫أم�س احلاجة �إليها والتي ت�ستقطبها بيئات‬ ‫�أخرى تعاين هدر ًا يف الكفاءات التي هي يف � ّ‬ ‫العمل يف بلدان �أخرى‪.‬‬ ‫ويبدو �أن من الأولويات التي ينبغي القيام بها لعك�س اجتاه هذا الواقع اخلطري‪� ،‬أن‬ ‫يعي �أ�صحاب ال�ش�أن وكل الأطراف املعنية ويدركوا متام الإدراك خطورة الواقع وم�آالته‬ ‫الكارثية بالن�سبة مل�ستقبل الأمة‪ ،‬حيث �إنه مل يعد التفوق يف جمال العلوم والتكنولوجيا‬ ‫ترف ًا �أو خيار ًا‪ ،‬بل �إنه �أ�صبح يف خ�ضم املتغريات ال�ضاغطة‪ ،‬الناجمة عن الثورة العلمية‬ ‫اجلارفة‪ ،‬حتمية ال منا�ص منها لكل �أمة تريد �أن يكون لها م�ستقبل بني �أمم الأر�ض‪.‬‬ ‫كما �أن من ال�ضروري واحليوي العمل على ا�ستعادة العقول املهاجرة من خالل‬ ‫م�سارعة اخلطى لتوفري بيئة جاذبة ت�ستقطب الكفاءات‪ ،‬والعمل على �إعداد برامج‬ ‫وطنية خا�صة لتحقيق ذلك‪ ،‬و�إعطاء ذلك الأولوية اال�ستعجالية الالزمة باعتباره �أمر ًا‬ ‫يتوقف عليه م�ستقبل الأمة وم�صريها‪ .‬ومن العوامل الأ�سا�سية لتحقيق ذلك �إ�شاعة‬ ‫�أجواء احلرية وت�شجيع الإبداع والق�ضاء على املمار�سات البريوقراطية املحبطة لعنفوان‬ ‫ال�شباب والقاتلة لروح الإبداع واالخرتاع‪.‬‬ ‫و�أخرياً‪..‬‬ ‫دلت الأحداث الأخرية التي ما زالت تع�صف ببع�ض بلدان املنطقة �أن للتنمية‬ ‫الب�شرية وحتقيق النه�ضة العلمية بعد ًا �أمني ًا مل يتم �إيال�ؤه االهتمام الكايف للحفاظ‬ ‫على ا�ستقرار املجتمعات وال�شعوب‪ .‬ويبدو من الأكيد يف هذا ال�سياق �ضرورة �إجراء‬ ‫�إ�صالحات ت�شمل تعزيز مبادئ احلكم الر�شيد وحقوق الإن�سان والت�صدي للتحديات‬ ‫املتنامية يف املجاالت ال�سيا�سية واالجتماعية واالقت�صادية والعمل على �إ�صالح املنظومة‬ ‫الرتبوية و�إعادة هيكلتها ب�شكل كامل‪.‬‬ ‫‪57‬‬


‫ثقافة وفنون‬

‫القي�شاين والزجاج امللون �صناعتان يدويتان �سوريتان يُخ�شى من اندثارهما‬

‫دم�شق (د ب �أ)‪:‬‬

‫يخ�شى عمر رم�ضان �أن ترتاجع �صناعة‬ ‫“القي�شاين” ال�سوري‪ ،‬لأنها مهنة نادرة‪ ،‬ومت توارثها‬ ‫منذ مئات ال�سنني بني �أبناء العائالت العاملة بهذا‬ ‫الفن الذي يقوم بتجميل الأواين اخلزفية وال�سرياميك‬ ‫والبور�سالن ليحولها �إىل حتف جذابة يقتنيها النا�س‬ ‫يف كل مكان ال �سيما ال�سياح الأجانب‪.‬‬ ‫وي�ضيف عمر “�إن املواد الأولية اجليدة التي‬ ‫تدخل يف �صناعة هذه املادة من رمل و�أحجار خا�صة‪ ‬‬ ‫متوفرة يف �سوريا نقوم ب�شيها يف فرن خا�ص ثم يتم‬ ‫الر�سم على تلك الأواين حتى تخرج بحلة �أنيقة وك�أنها‬ ‫لوحة ت�شكيلية �ضمن خطوط �شرقية”‪.‬‬ ‫ويفرق عمر بني �صناعة الزجاج امللون وبني‬ ‫القي�شاين‪ ،‬لأن املواد الأولية الداخلة يف �صناعة كل‬ ‫منهما تختلف‪ ،‬ف�ض ًال عن طرق التح�ضري و�إن كان‬ ‫هناك ت�شابه يف بع�ض النقاط كالألوان مث ًال‪.‬‬ ‫وي�ضيف هذا النوع من الفن اجلميل الذي انت�شر‬ ‫يف عدد من البلدان �إال �أن انطالقته كانت من �سوريا‬ ‫على �أيادي الأتراك والتجار ال�سوريني الذين جابوا‬ ‫العامل مروجني له‪.‬‬

‫‪58‬‬

‫ويقول �أحمد‪ ،‬وهو‬ ‫�أحد �صانعي الزجاج‬ ‫امللون‪“ ،‬مهنتنا تعلمنا‬ ‫الإبداع وال�صرب‪ ،‬لأنها‬ ‫حتتاج �إىل وقت للتفكري‬ ‫يف حاجة الزبائن‪ ،‬فهي‬ ‫دائم ًا متجددة ومتنوعة‪،‬‬ ‫و�أعتقد �أن الفرن الذي‬ ‫منلكه يف حي باب‬ ‫ال�شرقي يف منطقة باب‬ ‫توما بدم�شق القدمية هو‬ ‫�أحد الأفران القليلة جد ًا‬ ‫املتبقية نارها موقدة‬ ‫وتعمل لتغذية الأ�سواق املحلية ب�أ�شكال الزجاج امللون‬ ‫اجلميل ذي الأ�شكال والأحجام املتنوعة التي تنا�سب‬ ‫كل الأذواق”‪.‬‬ ‫ويحتاج فرن الزجاج امللون �إىل النفخ يف الزجاج‬ ‫ال�ساخن الذي يخرج من فرن ال�شواء‪ ،‬لكن القي�شاين‬ ‫يختلف عن ذلك‪ ،‬فالأدوات هي التي ت�صقل املادة‬ ‫اخلارجة من الفرن بعك�س الزجاج‪ .‬كما �أن القي�شاين‬ ‫يحتاج �إىل موا�صفات للتربيد خمتلفة عن الزجاج‬ ‫امللون ودرجة حرارة الفرن �أي�ض ًا خمتلفة‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫تداخل الألوان يف الزجاج بعك�س القي�شاين‪.‬‬ ‫وت�شري الآثار التاريخية يف كتب الرتاث ال�سوري‬ ‫�إىل مئات ال�سنني التي مرت من عمر �صناعة الزجاج‬ ‫امللون وكذلك �صناعة القي�شاين التي انت�شرت �أي�ض ًا يف‬ ‫كل من م�صر وتركيا و�إيران وبلدان �أخرى يف العقود‬ ‫الأخرية‪.‬‬ ‫ويقول �أبو حممد‪� ،‬أحد العاملني يف هذه املهنة‪� ،‬إن‬ ‫“�صناعة الزجاج امللون تعلمنا القدرة على التحمل‪،‬‬ ‫و�إن درجة حرارة الفرن ترتاوح بني ‪ 1000‬و‪1200‬‬ ‫درجة‪،‬مع �أدوات ب�سيطة ن�سبي ًا‪ ،‬قطعتني من احلديد‬ ‫ال�صلب وطريقة حمددة من النفخ‪ ،‬ول�صناعة �أ�شكال‬ ‫ونقو�ش فنية من الك�ؤو�س‬ ‫والرثيات امللونة‪ ،‬وكل‬ ‫�أدوات الزينة من‬ ‫الزجاج امللون”‪.‬‬ ‫وي�ضيف �أبو حممد‬ ‫�أن “مراحل �صناعتنا‬ ‫اليدوية تعتمد على‬ ‫الزجاج املك�سر امل�صنوع‬ ‫�أ�سا�س ًا من حبيبات‬ ‫الرمل‪ ،‬حيث نقوم‬ ‫ب�صهره يف الفرن بحرارة‬ ‫‪ 1200‬درجة‪ ،‬ونقوم‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫بو�ضع بع�ض الأكا�سيد‬ ‫لتلوينه بح�سب‬ ‫الطلب‪ ،‬ثم ن�أخذ‬ ‫قطعة من هذا‬ ‫الزجاج ن�سميها‬ ‫( ا لكر خة ) ‪،‬‬ ‫بوا�سطة حديدة‬ ‫ت�سمى‬ ‫للنفخ‬ ‫ب�إجناز‬ ‫(املا�شة)‪ ،‬ونقوم بوا�سطتها‬ ‫القطعة املطلوبة‪� ،‬سواء �أكانت ك�أ�س ًا �أم مزهرية �أم‬ ‫ُثريا‪ ،‬علم ًا ب�أن القطعة لكي تكون جاهزة لال�ستعمال‬ ‫حتتاج �إىل يوم واحد تقريب ًا”‪.‬‬ ‫وي�شكو �صانعو املهن اليدوية يف �أحيان كثرية‬ ‫من ارتفاع �أ�سعار املواد الأولية و�ضعف دعم اجلهات‬ ‫امل�س�ؤولة لهذه املهن النادرة وت�شجيعها‪.‬‬ ‫وتنت�شر الع�شرات من حمال بيع القي�شاين وحتف‬ ‫الزجاج امللون يف �أ�سواق املهن اليدوية و�سوق احلميدية‬ ‫و�أ�سواق باب توما وحي الأمني يف دم�شق القدمية‪ ،‬وهي‬ ‫جتذب �آالف ال�سياح‪� ،‬إ ّال �أنه يف هذه الأيام تبدو هذه‬ ‫الأ�سواق �شبه فارغة نتيجة الأو�ضاع اجلارية يف �سوريا‪،‬‬ ‫حيث بد�أت انتفا�ضة �شعبية يف وجه ال�سلطات منذ عدة‬ ‫�أ�شهر وال تزال‪ ،‬وهو ما �أثر �سلب ًا يف تدفق ال�سياح �إىل‬ ‫هذا البلد‪.‬‬ ‫ويجمع حرفيو �أ�سواق دم�شق القدمية على �أن‬ ‫املهن اليدوية التي ت�ضفي مل�سات من اجلمال على‬ ‫بع�ض ال�صناعات‪� ،‬إمنا هناك خ�شية من اندثارها ما‬ ‫مل تتم حمايتها ودعمها ب�شتى ال�سبل حتى تبقى من‬ ‫معامل ال�سياحة يف �سوريا التي �أ�صبحت بح�سب منظمة‬ ‫ال�سياحة العاملية من �أبرز املقا�صد ال�سياحية‪ ،‬وبخا�صة‬ ‫يف جمال ال�سياحة الرتاثية والدينية‪.‬‬

‫لوحة من املعر�ض الذي �أقيم يف مقر املنظمة‬ ‫للفنان املغربي زين العابدين العلوي‬


‫علوم وتكنولوجيا‬

‫منظمة التعاون الإ�سالمي والواليات املتحدة تتعهدان‬ ‫بتعزيز انخراط الن�ساء والفتيات يف جمال العلوم‬

‫وا�شنطن ـ الواليات الأمريكية املتحدة‪:‬‬ ‫تعهدت منظمة التعاون الإ�سالمي ووزارة‬ ‫اخلارجية الأمريكية بدعم �إ�شراك الن�ساء والفتيات‬ ‫يف ميادين العلوم والتكنولوجيا والهند�سة والطب‬ ‫والريا�ضيات‪.‬‬ ‫وقد ن�سقت املنظمة جهودها عن طريق مكتبها‬ ‫يف الأمم املتحدة يف نيويورك مع وزارة اخلارجية‬ ‫الأمريكية وم�ؤ�س�سة العلوم الوطنية لرعاية حلقة‬ ‫درا�سية رائدة‪ ،‬يوم ‪ 13‬يونيو ‪ ،2011‬بعنوان «تغري‬ ‫املفاهيم املرت�سخة لتعزيز ح�ضور الن�ساء والفتيات‬ ‫يف جمال العلوم»‪ .‬ودعت احللقة الدرا�سية‪ ،‬يف �إطار‬ ‫التزام جلنة الأمم املتحدة املعنية بو�ضع املر�أة‪ ،‬خم�س‬ ‫ع�شرة عاملة من بنني والأردن وبوركينا فا�سو ومنغوليا‬ ‫والربازيل والهند وتنـزانيا وغامبيا ونيجرييا وباك�ستان‬ ‫والعراق وفل�سطني مع �أكرث من ‪ 100‬عامل ومعلم‬ ‫وممثل من القطاع اخلا�ص‪� ،‬إ�ضافة �إىل ممثلني من‬ ‫احلكومات الأجنبية‪.‬‬ ‫وا�ستعر�ض امل�شاركون برامج و�سيا�سات ت�ؤثر‬

‫�إيجابي ًا على جذب الفتيات �إىل ميادين العلوم‬ ‫والتكنولوجيا والهند�سة والريا�ضيات وجعلهن يولني‬ ‫االهتمام بهذه امليادين طيلة فرتة درا�ستهن اجلامعية‬ ‫وتوفري الأدوات امللمو�سة الكفيلة با�ستقطاب العاملات‬ ‫يف كل م�ستوى من م�ستويات احلياة املهنية العلمية‪.‬‬ ‫و�أعلنت منظمة التعاون الإ�سالمي يف احللقة‬ ‫الدرا�سية عن ا�ست�ضافتها يف ال�شهور القادمة زيارة‬ ‫لقادة م�شروع االعرتاف ب�إجنازات الن�ساء‪ ‬يف العلوم‬ ‫(املعروف اخت�صار ًا مب�شروع رايز) يف الدول الأع�ضاء‬ ‫املنظمة‪ .‬و�ستوفر هذه الزيارة فر�صة تبني برنامج‬ ‫رايز يف دول املنظمة‪ .‬و ُيـ َعـد م�شروع رايز‪ ،‬الذي‬ ‫ترعاه جمعية الأبحاث اخلا�صة ب�صحة املر�أة‪ ،‬عبارة‬ ‫عن حملة هدفها االرتقاء مبكانة الن�ساء املهنيات‬ ‫املحرتفات من خالل تعزيز االعرتاف ب�إجنازاتهن‬ ‫يف ميادين العلوم والتكنولوجيا والهند�سة والطب‬ ‫والريا�ضيات‪.‬كما �أنه من املمكن البحث يف قاعدة‬ ‫معلومات اجلوائز املهنية (عرب الإنرتنت) التي تعترب‬ ‫م�صدر ًا ذا قيمة لدى العلماء الراغبني يف تر�شيح‬

‫الن�ساء لنيل االعرتاف املهني‪ .‬و�ستعمل رايز واملنظمة‬ ‫مع ًا لت�أ�سي�س قاعدة معلومات للعاملات يف دول املنظمة‬ ‫بتبني �أو تكرار برامج رايز احلالية و�إ�شراك عاملات من‬ ‫الدول الأع�ضاء يف امل�ساهمة يف قاعدة املعلومات‪.‬‬ ‫ويف نهاية احللقة الدرا�سية‪ ،‬اتفقت وزارة‬ ‫اخلارجية ومنظمة التعاون الإ�سالمي على عقد حلقات‬ ‫م�شابهة يف منطقة ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا‬ ‫خالل هذه ال�سنة‪.‬‬ ‫جدير بالذكر �أن مكتب‪ ‬املحيطات وال�ش�ؤون‬ ‫الدولية‪ ‬البيئية والعلمية التابع لوزارة اخلارجية‬ ‫الأمريكية منخرط ب�شراكة وطيدة مع مكتب‪ ‬الوزيرة‬ ‫يف ن�صرة ق�ضايا املر�أة‪ ‬العاملية ويحظى بدعم منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي وم�ؤ�س�سة العلوم الوطنية ك�شركاء‬ ‫�أ�سا�سني‪ .‬و�شارك يف دعم امل�ؤمتر الدرا�سي �شركاء‬ ‫�آخرون بينهم الوكالة القومية للطريان والف�ضاء‬ ‫(نا�سا) واملعاهد القومية لل�صحة والوكالة للتنمية‬ ‫الدولية وامل�ؤ�س�سة العراقية للزماالت الن�سائية‬ ‫والأكادميية القومية للعلوم و�شركة نوفو�س الدولية‪.‬‬

‫اتفاق حول م�شروع ر�ؤية منظمة التعاون الإ�سالمي للمياه‬

‫�أ�ستانا ـ كازاخ�ستان‪:‬‬ ‫اجتمع فريق اخلرباء اال�ست�شاري املعني بر�ؤية‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي للمياه‪ ،‬يوم ‪ 14‬يوليو ‪،2011‬‬ ‫يف �أ�ستانا‪ ،‬حيث اتفق امل�شاركون على م�شروع ر�ؤية‬ ‫املنظمة للمياه‪ ،‬التي ت�شمل تعريفات خا�صة باملفاهيم‬ ‫وفق ًا ملا �أ�سفر عنه االجتماع الأول للفريق الذي ُعقد يف‬ ‫دبي يف مايو ‪.2010‬‬ ‫ُي�شار �إىل �أن امل�شروع حدد الأهداف والآليات‬ ‫العامة للإفادة الفعلية من موارد املياه‪ ،‬ودعا الدول‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة �إىل تو�سيع نطاق الربامج‬

‫وامل�شاريع العملية امل�شرتكة يف هذا املجال‪ .‬ومن حيث‬ ‫الإطار العام‪� ،‬صمم م�شروع الر�ؤية من �أجل تو�سيع‬ ‫وتكميل الآليات الثنائية ومتعددة الأطراف القائمة يف‬ ‫�إدارة موارد املياه‪ ،‬ب�شكل كبري‪.‬‬ ‫وتعترب ق�ضايا �إدارة موارد املياه من بني �أهم بنود‬ ‫جداول �أعمال منظمة التعاون الإ�سالمي‪ .‬والهدف من‬ ‫و�ضع ر�ؤية خا�صة باملياه للدول الأع�ضاء يف املنظمة هو‬ ‫تبادل التجارب واملعرفة من �أجل �إجراء �أبحاث حول‬ ‫املياه ومن �أجل حتديد �أهداف و�آليات �إدارة املياه‪.‬‬ ‫يذكر �أن االجتماع بحث �أبعاد ًا من قبيل م�شكلة تر�شيد‬

‫ا�ستخدام موارد املياه واحل�صول على املياه وا�ستخدام‬ ‫مياه ال�صرف ال�صحي وحتقيق التوازن بني ا�ستخدام‬ ‫املياه و�إنتاج الغذاء والتمويل‪ ،‬و�أثر تغري املناخ على‬ ‫موارد املياه وم�شاكل �أمن املياه‪.‬‬ ‫و�سوف تتمثل اخلطوة التالية يف عر�ض م�شروع‬ ‫ر�ؤية املياه على اجتماع كبار املوظفني يف الهيئات‬ ‫احلكومية املعنية يف الدول الأع�ضاء‪ ،‬لبحثه‪.‬‬ ‫ووفق ًا لفريق اخلرباء اال�ست�شاري‪ُ ،‬يتـو َّقـع �أن‬ ‫تُعت َمد ر�ؤية منظمة التعاون الإ�سالمي للمياه خالل‬ ‫م�ؤمتر وزراء موارد املياه يف يناير ‪ 2012‬يف تركيا‪.‬‬ ‫‪59‬‬


‫علوم وتكنولوجيا‬

‫احلو�سبة ال�سحابية‪ :‬هل تكون تقنية‬ ‫امل�ستقبل؟‬ ‫وجدي القليطي‬

‫مدير �إدارة تقنية املعلومات‬

‫احلو�سبة ال�سحابية بب�ساطة هي جمموعة اخلدمات التي ميكن توفريها عرب‬ ‫�شبكة الإنرتنت‪ .‬معظم امل�ستفيدين من هذه التقنية هم من ال�شركات الكربى‬ ‫واملنظمات وامل�ؤ�س�سات التعليمية وعدد قليل من الأفراد م�ستعملي الإنرتنت‪.‬‬ ‫يع ّرف املعهد الوطني للمقايي�س والتقنية‪« ‬احلو�سبة ال�سحابية» ب�أنها منوذج‬ ‫يتيح عرب الإنرتنت الو�صول ب�سهولة وبح�سب الطلب �إىل جمموعة م�شرتكة من‬ ‫موارد احلا�سوب (مثل ال�شبكات واخلوادم والتخزين والتطبيقات واخلدمات)‬ ‫التي ميكن تخزينها و�إتاحتها ب�أدنى قدر من اجلهد �أو التفاعل مع مزود‬ ‫اخلدمة‪.‬‬ ‫وال �شك يف �أن ثورة هذه التقنية اجلديدة �ستغري م�سار التعامل مع الأجهزة‬ ‫مثل احلوا�سيب والهواتف املحمولة واحلوا�سيب املكتبية و�أجهزة الكمبيوتر‬ ‫اليدوية وغريها) و�ست�صبح تلك الأجهزة جمرد و�سيلة للو�صول �إىل خادم‬ ‫احلو�سبة ال�سحابية‪ ،‬حيث توجد م�ساحة التخزين والوثائق والتطبيقات التي‬ ‫تعالج املعلومات عرب الإنرتنت‪.‬‬ ‫وتعتمد البنية التحتية للحو�سبة ال�سحابية على توفري‪ ‬م�ساحة تخزين‬ ‫كبرية ومراكز بيانات و�شبكات‪ .‬ويكمن دورها يف تقدمي الربامج والتطبيقات‬ ‫للم�ستعملني يف �شكل خدمات‪ ،‬معتمدة يف ذلك اعتماد ًا كبري ًا على تقنية اجليل‬ ‫الثاين من ال�شبكة‪� ،‬أي‪web2.0 :‬‬ ‫‪ - 1‬حما�سن وم�ساوئ احلو�سبة ال�سحابية‬ ‫لنظام احلو�سبة ال�سحابية كغريه من الأنظمة‪ ‬حما�سن وم�ساوئ‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫�أ‪ -‬حما�سن احلو�سبة ال�سحابية‬ ‫·‪ ‬االقت�صاد‪� ،‬إذ توفر هذه التقنية م�صاريف �شراء الأجهزة‬ ‫·‪ ‬قدرة ال متناهية على احل�ساب والتخزين ومعاجلة املعلومات‪ ،‬على‬ ‫الرغم من بع�ض املعوقات التطبيقية التي تعرت�ضها‪.‬‬ ‫·‪� ‬إمكانية الرتكيز على �صلب ن�شاط امل�ؤ�س�سة بدل االن�شغال مبتابعة‬ ‫و�إدارة تفا�صيل تقنية املعلومات‪.‬‬ ‫·‪ ‬توفري املوارد بديناميكية �أكرث‪ :‬متكن هذه التقنية امل�ستعمل من توفري‬ ‫املوارد املحا�سبية التي يحتاج �إليها وقتما �شاء وبطريقة ديناميكية‪.‬‬ ‫·‪ ‬فاعلية �أكرب‪ ،‬ف�أهم �شيء هو ت�شغيل الآلة ت�شغي ًال جيد ًا بغ�ض النظر‬ ‫عن مكان وجودها‪ ،‬وتوفري اخلدمة دون انقطاع‪.‬‬ ‫·‪ ‬تقنية معلومات �صديقة للبيئة‪ :‬ت�ؤدي احلو�سبة ال�سحابية والف�ضاء‬ ‫االفرتا�ضي عموم ًا دور ًا مهم ًا وفعا ًال يف تطوير «املعلوماتية اخل�ضراء»‪ .‬و�ستعمل‬ ‫هذه التقنية اجلديدة للحو�سبة ال�سحابية على خف�ض كمية احلرارة املنبعثة من‬ ‫�أجهزة اخلوادم‪ ،‬لأن التطبيقات �سيكون حملها الآلة االفرتا�ضية التي �سيكون‬ ‫‪60‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫مبقدورها �إجناز نف�س مهام اخلوادم‪ .‬عالوة على ذلك‪� ،‬سينخف�ض مقدار الطاقة‬ ‫امل�ستهلكة لت�شغيل م�ضمون مراكز البيانات الكائنة يف اخلوادم وتربيد الآالت‪.‬‬ ‫ب‪ -‬امل�ساوئ‬ ‫·‪ ‬الأمن كلمة مزعجة عند احلديث عن احلو�سبة ال�سحابية‪ ،‬فت�سريب‬ ‫املعلومات �أو البيانات ال�سرية عن طريق نظام احلو�سبة ال�سحابية قد يت�سبب يف‬ ‫خ�سائر كبرية وخماطر جمة بالن�سبة لل�شركات‪ .‬لذلك يعترب اجلانب الأمني من‬ ‫�أهم م�ساوئ هذه التقنية‪ .‬‬ ‫·‪ ‬احلاجة �إىل االت�صال بالإنرتنت؛ يف حال انقطاع االت�صال بالإنرتنت‬ ‫يتعطل العمل كلي ًا‪.‬‬ ‫·‪ ‬فقدان ال�سيطرة؛ �إذا تعطل نظام ت�شغيل احلو�سبة ال�سحابية‬ ‫يعجز مديرو تقنية املعلومات عن حل امل�شكل‪ ،‬وذلك لعدم وجود �أي بنية حتتية‬ ‫حم�سو�سة ميكن �إ�صالحها‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ - 2‬املعوقات التي تواجهها احلو�سبة ال�سحابية‬ ‫‪ ‬يواجه ا�ستخدام نظام احلو�سبة ال�سحابية عقبات‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫‪ ‬هل احلو�سبة ال�سحابية نظام �آمن لتخزين البيانات؟‬‫‪ ‬ماذا �سيكون م�آل ال�شركات التي تعتمد على نظام احلو�سبة ال�سحابية‬‫�إذا ما �شن �إرهابيون من قرا�صنة الإنرتنت هجوما ؟‬ ‫‪ ‬ال يزال مفهوم اخل�صو�صية غام�ض ًا عند احلديث عن احلو�سبة‬‫ال�سحابية‪.‬‬ ‫‪ ‬ملن ت�ؤول ملكية البيانات املخزنة يف نظام احلو�سبة ال�سحابية؟‬‫‪ ‬كيف ميكن �ضمان م�ستوى اخلدمة لتلبية الطلبات احلقيقية‬‫لل�شركات؟‬ ‫‪ ‬هل ميكن توفري هذه اخلدمة دون انقطاع؟ وماذا عن اتفاقيات‬‫م�ستوى اخلدمة؟‬ ‫‪ ‬ماذا عن االت�صال بال�شبكة؟‬‫‪ ‬ماذا عن خدمة الإنرتنت واالت�صال باخلوادم عرب ال�شبكة وباقي‬‫اخلدمات املتوفرة عرب نظام احلو�سبة ال�سحابية؟‬ ‫‪ ‬العمل امل�شرتك و�إدماج اخلدمات بني �أنظمة احلو�سبة ال�سحابية‪.‬‬‫‪ ‬هل من �سبيل �إىل االنتقال من مزود خدمة �إىل �آخر دون احلاجة �إىل‬‫تغيري الن�ص �أو الف�ضاء الذي يجري فيه العمل‪ ،‬ثم ماذا عن م�س�ألة االمتثال؟‬ ‫‪ 3‬املهارات الالزمة لالنتقال �إىل نظام احلو�سبة ال�سحابية‬‫ي�ستحيل اليوم العمل مبعزل عن تقنية احلو�سبة ال�سحابية‪ .‬و�سوف حتتاج‬ ‫ال�شركات �إىل مهنيني يف تقنية املعلومات لتوفري مهام العمل الأ�سا�سية‪ .‬و�ستواجه‬ ‫معظم ال�شركات م�شاكل تقنية تتعلق بتقنية احلو�سبة ال�سحابية‪ ،‬و�أخرى خارجة‬ ‫عنها‪ ،‬مما يتطلب التعاون والإبداع املثمر لإدارة االختالفات بني اجلانبني‬ ‫الداخلي واخلارجي للعمل‪ .‬فبع�ض امل�ؤ�س�سات �سوف تكون بحاجة على �سبيل‬ ‫املثال �إىل و�ضع جملة من القوانني لتنظيم الإنرتنت‪ ،‬و�إدماج بع�ض اخلدمات‪،‬‬ ‫و�سيحتاج مهند�سو ال�شبكة �إىل �إيجاد حل لبع�ض هذه امل�شاكل للتغلب على خمت ِلف‬ ‫ال�صعوبات‪ .‬كل هذه العنا�صر من عمل تقنية املعلومات �سيتداخل بع�ضها ببع�ض‬ ‫داخل ف�ضاء احلو�سبة ال�سحابية‪.‬‬ ‫لذلك ثمة حاجة �إىل وجود مهنيني يف تقنية املعلومات مدربني تدريب ًا جيد ًا‬ ‫يتمكنون بف�ضله من التعامل مع هذه التغريات‪ ،‬وتعلم تقنيات جديدة ل�ضبط‬ ‫البنية التحتية‪ ،‬ومراقبة الآالت االفرتا�ضية‪ ،‬وتطوير املن�صات وطريقة ن�شر‬ ‫التطبيقات و�إتاحتها لأي مزود خدمة عرب نظام احلو�سبة ال�سحابية‪.‬‬


‫احلرب الإلكرتونية ‪ ..‬احلرب امل�ستقبلية‬ ‫د‪.‬خالد بن �سليمان الغثرب‬ ‫مدير مركز التميز لأمن املعلومات‬ ‫جامعة امللك �سعود‬

‫تت�سابق الدول يف حماية �أرا�ضيها‬ ‫ومقدراتها بالت�سلح الع�سكري املنا�سب‪ ،‬وعادة‬ ‫ما يكون ذلك بالطائرات والدبابات‪ .‬ولكن مع التو�سع يف ا�ستخدام التقنية‬ ‫واالعتماد عليها يوم ًا بعد يوم اختلفت و�سائل احلماية وكذلك الهجوم‪ ،‬بل‬ ‫تعدى الأمر �إىل تغري القواعد املنطقية للحروب‪ ،‬حيث ال يتطلب الهجوم‬ ‫على دولة ما و�ش ّل حركتها بل وحتى دفاعاتها �سوى �أجهزة حا�سوبية وعقول‬ ‫متميزة‪.‬‬ ‫وقد التفتت كثري من الدول املتقدمة لهذا اخلطر‪ ،‬وقامت باتخاذ‬ ‫مبادرات لال�ستعداد لهذا اخلطر القادم‪ .‬فها هي القوات اجلوية الأمريكية‬ ‫يف عام ‪ 2008‬قد �أ�س�ست لواء الف�ضاء الإلكرتوين‪ ،‬وهي تقوم بعقد م�سابقات‬ ‫يف االخرتاقات احلا�سوبية وال�شبكية ال�ستقطاب املخرتقني وجتنيدهم يف هذا‬

‫اللواء اجلديد‪ .‬وقد تبعتها عدة دول‪ ،‬مثل كندا وبريطانيا وفرن�سا ورو�سيا‬ ‫و�أ�سرتاليا وكوريا ال�شمالية وغريها من الدول التي تنبهت لهذا اخلطر‪.‬‬ ‫وقد �أ�صيبت دول بال�شلل �إلكرتوني ًا وعلى نحو �شامل‪ ،‬مثل �إ�ستونيا‬ ‫وجورجيا‪ ،‬وذلك بهجوم حا�سوبي من حوا�سيب من خمت ِلف العامل �أدارته‬ ‫جمموعة من الأ�شخا�ص‪ ،‬بل �شنت كوريا ال�شمالية‪ ،‬التي لي�س فيها �إنرتنت‬ ‫هجوم ًا �إلكرتوني ًا يف عام ‪ 2009‬على الواليات املتحدة الأمريكية وكوريا‬ ‫اجلنوبية‪ .‬كذلك ا�ستطاع فريو�س �ستك�سنت الو�صول �إىل �أجهزة املفاعل‬ ‫النووي الإيراين والت�أثري يف عمله‪� .‬إ�ضافة �إىل ذلك‪ ،‬مل تتمكن الطائرات‬ ‫احلربية الفرن�سية من الإقالع عند انت�شار فريو�س كونفكر العتماد الطائرات‬ ‫على احلوا�سيب الأر�ضية امل�صابة بالفريو�س‪.‬‬ ‫وها نحن ن�سمع بني احلني والآخر حوادث اخرتاق ملنظمات حكومية و�أهلية‬ ‫حيوية نتج عنها ت�سريب معلومات �أو حوادث مل يذكر مدى ال�ضرر احلا�صل‬ ‫للجهات امل�ستهدفة‪ .‬وملواجهة هذه املخاطر اجلديدة‪ ،‬فقد توجب على الدول‬ ‫االنتباه لهذا النوع اجلديد من التهديد والذي ي�ستلزم ت�ضافر اجلهود الب�شرية‬ ‫والتقنية والتنظيمية الالزمة ملواجهته‪ ،‬حيث يتطلب اال�ستعداد ملثل هذه‬ ‫احلروب الت�أهيل املتقدم ومن مراحل مبكرة ملهند�سي �أمن املعلومات‪ ،‬لي�س‬ ‫يف وزارات الدفاع فح�سب‪ ،‬و�إمنا يف كل املرافق احلكومية والتجارية احليوية‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل التوعية ال�شاملة جلميع �أفراد املجتمع باملخاطر احلا�سوبية التي‬ ‫ميكن �أن يتعر�ضوا لها بطريقة مبا�شرة �أو غري مبا�شرة‪.‬‬ ‫كذلك ف�إنه لدرء هذا اخلطر يجب التن�سيق بني الدول لو�ضع الت�شريعات‬ ‫املنا�سبة من �أجل الت�صدي لتلك احلروب واملخاطر واحل ّد من �آثارها‪.‬‬

‫انعقاد االجتماع الأول مل�شروع قمر االت�صاالت ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫الريا�ض ـ اململكة العربية‬ ‫ال�سعودية‪:‬‬ ‫انعقد االجتماع الأول لأ�صحاب امل�صلحة‬ ‫اخلا�ص مب�شروع منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫الكبري لقمر االت�صاالت يف مدينة امللك عبد‬ ‫العزيز للعلوم والتقنية يف الريا�ض باململكة‬ ‫العربية ال�سعودية‪ ،‬يوم ‪ 30‬مايو ‪.2011‬‬ ‫ح�ضر االجتماعَ‪ ،‬الذي تر�أ�سه �صاحب ال�سمو‬ ‫امللكي الأمري الدكتور تركي بن �سعود �آل �سعود‪،‬‬ ‫ممثلون عن ماليزيا وكازاخ�ستان وتركيا واململكة‬ ‫العربية ال�سعودية‪� ،‬إىل جانب الأمانة العامة‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬واللجنة الدائمة‬ ‫للتعاون العلمي والتكنولوجي (كوم�ستيك)‪،‬‬ ‫والغرفة الإ�سالمية للتجارة وال�صناعة‪.‬‬ ‫و�صرح ال�سفري عبد املعز بخاري‪ ،‬الأمني العام امل�ساعد‪ ،‬يف الكلمة‬ ‫التي �ألقاها يف االجتماع نيابة عن الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫ب�أن ر�ؤية عام ‪1441‬هـ للعلوم والتقنية وبرنامج العمل الع�شري ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي املعتمدين عامي ‪ 2003‬و‪ 2005‬على التوايل‪ ،‬يوليان‬ ‫اهتمام ًا كبري ًا للتفوق يف العلوم وت�سخري التقنية اجلديدة والنا�شئة‪ .‬ونظر ًا‬

‫لأهمية تقنيات الف�ضاء وتطبيقاتها يف االرتقاء مب�ستوى التنمية االجتماعية‬ ‫واالقت�صادية‪ ،‬ف�إن م�شروع قمر االت�صاالت �سي�سهم يف تطوير �صناعة الأقمار‬ ‫وقطاع اخلدمات يف الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ويف �ضوء ما انتهت �إليه درا�سة اجلدوى من نتائج �إيجابية‪ ،‬وافق االجتماع‬ ‫وعهِ د �إىل مدينة امللك عبد العزيز‬ ‫على امل�ضي قدم ًا يف تطوير امل�شروع‪ُ ،‬‬ ‫للعلوم والتقنية ب�إجراء جرد ي�شمل خدمات االت�صاالت بالأقمار ال�صناعية‪،‬‬ ‫ومتطلبات القدرات الف�ضائية والقدرات الفنية املتاحة يف الدول الأع�ضاء يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫‪61‬‬


‫بيئة‬

‫�سكان قطاع غزة يكابدون للح�صول على مياه نظيفة وجتنب خماطر املياه امللوثة‬

‫غزة (د ب ا)‪:‬‬ ‫يكابد الفل�سطيني جمال الغفري م�صاعب يومية ب�سبب املياه امللوثة التي‬ ‫حتيط مبنـزله حتى باتت جزء ًا ال يتجز�أ من حياته وعائلته‪ .‬وي�سكن الغفري‪،‬‬ ‫البالغ من العمر ‪ 45‬عام ًا‪ ،‬بجوار جمرى وادي غزة و�سط قطاع غزة ال�ساحلي‬ ‫الفقري‪ ،‬ولديه خم�سة �أطفال جميعهم يعانون من �آثار العي�ش بالقرب من‬ ‫املجرى املليء باملياه امللوثة‪.‬‬ ‫‪ ‬وبينما يطرق ف�صل الربيع الأبواب يبدي الرجل قلقه ال�شديد مما‬ ‫ينتظره وعائلته كل عام من الرائحة الكريهة التي ت�سببها املياه القذرة‬ ‫والطق�س احلار‪ ،‬بل وغزو احل�شرات على نحو مل يعودوا يتحملونه‪ .‬ويقول‬ ‫الغفري‪�“ :‬أ�سكن على بعد ‪ 70‬مرت ًا من جمرى الوادي‪ ،‬ويت�أثر �أطفايل ب�شكل‬ ‫مبا�شر من املياه القذرة‪ ،‬فهم يعانون من الفطريات والطفيليات واحلكة‬ ‫ب�سبب البعو�ض والذباب‪ ،‬ولديهم �أمرا�ض �أخرى �أي�ض ًا”‪.‬‬ ‫ويف قطاع غزة ال�ساحلي‪ ،‬يتم التخل�ص من �آالف الليرتات يومي ًا من مياه‬ ‫ال�صرف ال�صحي غري املعاجلة ب�إلقائها يف وادي غزة‪ ،‬فتت�سلل املياه امللوثة‬ ‫عرب املناطق احل�ضرية يف اجتاه البحر‪ ،‬مما يهدد الو�ضع ال�صحي للعديد من‬ ‫العائالت التي تقطن بجوار الوادي ويعمل على تلوث ال�ساحل ويهدد التنوع‬ ‫البيولوجي‪ .‬وت�صل املياه العادمة مبا�شرة �إىل �شاطئ البحر من خالل �ستة‬ ‫ع�شر م�صبا على طول القطاع‪ .‬وتعد الظروف املعي�شية غري ال�صحية م�صدر ًا‬ ‫�آخر للقلق لدى �سكان قطاع غزة‪ ،‬باعتبار �أن كثري ًا من املنازل يف الأحياء‬ ‫الفقرية غري مو�صولة ب�شبكة ال�صرف ال�صحي‪ ،‬وهو ما يكبد مئات العائالت‬ ‫معاناة يومية ال تنتهي‪ .‬وعائلة مي�ساء خلة التي تعي�ش يف قرية املغراقة و�سط‬ ‫قطاع غزة مثال على هذه املعاناة التي يقا�سيها جميع عائالت القرية‪.‬‬ ‫ويعي�ش يف القرية نحو مائتي عائلة يف ظروف �صعبة‪ ،‬فال �أحد من منازل‬ ‫هذه العائالت مو�صول ب�شبكة ال�صرف ال�صحي؛ يف الوقت ذاته يتعني عليهم‬ ‫�شراء مياه ال�شرب نظر ًا مللوحة مياه ال�صنبور‪ .‬وتبلغ مي�ساء من العمر ‪37‬‬ ‫عام ًا وتعي�ش مع زوجها و�أوالدها ال�سبعة يف املنـزل ذاته �أكرث من ‪ 20‬عام ًا‪.‬‬ ‫ويقول زوجها العاطل عن العمل �إنه كلما وجد وظيفة م�ؤقتة ك�صائد �سمك ف�إنه‬ ‫يتقا�ضى دخ ًال �ضئي ًال ال يعينه على احلياة‪.‬‬ ‫‪ ‬وتقول مي�ساء‪�“ :‬أبذل جهدي للمحافظة على نظافة البيت‪ ،‬ولكن نظر ًا‬ ‫لأننا غري مو�صولني ب�شبكة ال�صرف ال�صحي ف�إن املاء الذي �أ�ستعمله لتنظيف‬ ‫‪62‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫البيت وغ�سيل املالب�س يت�سرب �إىل ال�شارع مبا�شرة”‪.‬‬ ‫‪ ‬وت�ضيف‪“ :‬يوجد الذباب داخل وخارج املنـزل ‪� 24‬ساعة يف اليوم‪ ،‬بينما‬ ‫تتجمع مياه املراحي�ض يف حفرة بجوار منـزلنا حيث تنكب مياه املجاري‪ ،‬ويقوم‬ ‫زوجي بالتخل�ص من مياه ال�صرف ال�صحي من املراحي�ض مرة كل �شهرين”‪.‬‬ ‫وتبقى ال�صحة العامة والبيئة يف مواجهة خماطر جمة لدى �سكان قطاع غزة‬ ‫يف ظل عدم وجود �ضمانات لتنمية طويلة الأمد لقطاعي املياه وال�صرف‬ ‫ال�صحي املتدهورين‪ .‬وت�شكل مراكز �سكانية �ضخمة يف القطاع كمدينة غزة‬ ‫ورفح وخان يون�س ب�ؤر ًا ملخاطر �صحية حمتملة يف حال انهيار �شبكات ال�صرف‬ ‫ال�صحي �أو �صيانتها بطريقة غري مالئمة‪ ،‬وبالتايل تزداد الأمرا�ض التي‬ ‫تنقلها املياه‪ .‬ويو�ضح الطبيب جمال الطيب من م�ست�شفى الن�صر للأطفال �أن‬ ‫ملياه ال�صرف ال�صحي �أثر ًا كبري ًا على �صحة الأطفال‪ ،‬ف�إن كانوا يعي�شون �أو‬ ‫يلعبون بالقرب من املياه القذرة‪ ،‬ف�إنهم معر�ضون للخطر ومعر�ضون للإ�صابة‬ ‫بالأمييبا واجليارديا‪ ،‬وهما من �أكرث الطفيليات وجود ًا يف املياه امللوثة‪.‬‬ ‫وتقول منظمة ال�صليب الأحمر الدويل �إن القيود الإ�سرائيلية املفرو�ضة‬ ‫على الواردات من مواد البناء منذ بداية احل�صار على غزة يف يونيو ‪2007‬‬ ‫تعرقل اجلهود املحلية لتوفري اخلدمات الأ�سا�سية لل�سكان‪.‬‬ ‫وذكرت املنظمة الدولية �أنه بالرغم من تخفيف �إ�سرائيل هذه القيود يف‬ ‫العام املا�ضي‪ ،‬ف�إن عدد ًا قلي ًال جد ًا من قطع الغيار واملواد ال�ضرورية لأعمال‬ ‫البناء وال�صيانة جتد طريقها �إىل قطاع غزة‪.‬‬ ‫ويقول م�س�ؤولون حمليون �إن قطاع غزة يواجه عجز ًا خطري ًا يف املياه‬ ‫العذبة‪ .‬ويحذر ه�ؤالء من تدهور نوعية املياه ب�سرعة يف غزة باعتبار �أن كثري ًا‬ ‫من املياه القادمة من طبقة املياه اجلوفية ال�ساحلية يف غزة غري �صاحلة‬ ‫لل�شرب‪ ،‬مع ن�سب مرتفعة من النرتات والكلوريد ت�صل �إىل ‪ 7‬مرات �أعلى من‬ ‫امل�ستوى الذي حددته منظمة ال�صحة العاملية‪.‬‬ ‫وي�ستخدم �سكان قطاع غزة املياه التي ت�صل �إىل منازلهم يف الأعمال‬ ‫املنـزلية‪ ،‬فيما ي�ضطرون �إىل �شراء املياه املخ�ص�صة لل�شرب من موزعني‬ ‫يعملون على تنقية وحتلية املياه يف حمطات جتارية �صغرية خا�صة‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫يثقل كاهلهم يف ظل الو�ضع االقت�صادي املرتدي يف القطاع‪.‬‬ ‫وحتذر وزارة ال�صحة يف احلكومة الفل�سطينية املقالة يف غزة من‬ ‫“خماطر حقيقية” تهدد و�ضع املياه يف القطاع ال�ساحلي ب�سبب “الو�ضع‬ ‫الكيميائي غري املطمئن”‪ .‬وتقول الوزارة �إن الو�ضع املائي يف القطاع “ي�شهد‬ ‫تدهور ًا خطريا ب�سبب �سرقة االحتالل الإ�سرائيلي للمياه اجلوفية وتدمري‬ ‫البنية التحتية و�إن�شاء حمطات املعاجلة فوق اخلزانات العذبة لقطاع غزة”‪.‬‬ ‫كما �أن ن�سبة العينات املطابقة للموا�صفات من الناحية البكرتيولوجية نحو‬ ‫‪ 90‬يف املئة‪“ ،‬وهي ن�سبة غري مر�ضية بح�سب موا�صفات منظمة ال�صحة‬ ‫العاملية التي حتددها بـ ‪ 95‬يف املئة” بح�سب الوزارة‪.‬‬ ‫ويقول حممود �ضاهر‪ ،‬رئي�س مكتب منظمة ال�صحة العاملية‪ ،‬يف غزة‪،‬‬ ‫بدوره‪� ،‬إن ‪� 80‬إىل ‪ 90‬يف املئة من مياه ال�شرب يف قطاع غزة لي�ست جيدة‪.‬‬ ‫وي�ضيف �أن الأمم املتحدة �أكدت ب�أن م�صادر املياه يف غزة لن تكون كافية‬ ‫لل�سكان خالل ‪� 10‬أو ‪� 15‬سنة‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أن معدل النمو ال�سكاين يف غزة‬ ‫ُيـ َعـد من �أعلى معدالت النمو يف املنطقة‪.‬‬


‫حوار‬

‫يف الدورة الأوىل مل�ؤمتر «الإميان باحلوار» يف ال�شرق الأو�سط‬ ‫�إح�سان �أوغلى يدعو �إىل �إ�صالح التعليم العايل وي�ؤكد �أولوية العلوم والتكنولوجيا‬ ‫ال�شارقة ـ الإمارات العربية املتحدة‪:‬‬ ‫�أكد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪� ،‬أن املنظمة‬ ‫ت�شجع تطوير العلوم والتكنولوجيا انطالق ًا من التزام‬ ‫الدول الأع�ضاء يف املنظمة بالعمل على ت�أ�سي�س‬ ‫جمتمعات تقدّر املعرفة وتتمتع بالكفاءة يف ا�ستخدام‬ ‫العلوم والتكنولوجيا والنهو�ض بها لتعزيز الرفاهية‬ ‫االجتماعية واالقت�صادية يف العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫و�أعلن الأمني العام �أن الأمانة العامة وم�ؤ�س�سات‬ ‫املنظمة حققت تقدم ًا يف جماالت العلوم والتكنولوجيا‬ ‫والتعليم العايل على مدى ال�سنوات اخلم�س الأخرية‪،‬‬ ‫وتو�شك على حتقيق الأهداف التي حددتها املنظمة يف‬ ‫�إطار ر�ؤية عام ‪ 1441‬اخلا�صة بالعلوم والتكنولوجيا‪،‬‬ ‫م�شري ًا �إىل �أن عدد املن�شورات العلمية يف الدول‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة ت�ضاعف �أكرث من ثالث مرات‪� ،‬إذ ارتفع من ‪18391‬‬ ‫�سنة ‪� 2000‬إىل ‪� 63342‬سنة ‪ ،2009‬حيث كان لرتكيا لوحدها يف هذه‬ ‫ال�سنة �أكرث من ‪ 25000‬من�شور علمي‪ .‬و�أبرز الأمني العام �أنه ينبغي للدول‬ ‫الإ�سالمية الرائدة يف جمال العلوم والتكنولوجيا �أن تخ�ص�ص ‪ 1‬يف املئة من‬ ‫نفقاتها من الناجت املحلي الإجمايل للبحث والتطوير‪ .‬وقد ت�ضاعف معدل‬ ‫�إنفاق الدول الأع�ضاء على البحث والتطوير من ‪ 0.2‬يف املئة �سنة ‪� 2005‬إىل‬ ‫‪ 0.41‬يف املئة من الناجت املحلي الإجمايل‪.‬‬ ‫جاء ذلك يف اخلطاب الذي �ألقاه �إح�سان �أوغلى يف اجلل�سة االفتتاحية‬ ‫للم�ؤمتر الذي انعقد على مدى ثالثة �أيام حول مو�ضوع‪“ :‬الإميان باحلوار‪:‬‬ ‫العلوم والثقافة واحلداثة” يف اجلامعة الأمريكية يف ال�شارقة‪ ،‬يوم ‪ 21‬يونيو‬ ‫‪ .2011‬و�أعرب الأمني العام عن �ضرورة �إ�صالح قطاع التعليم العايل‪ ،‬م�شدد ًا‬ ‫على �إعطاء الأولوية للعلوم والتكنولوجيا مع الت�شديد على الفهم املت�سامح‬ ‫واملعتدل للدين الإ�سالمي‪ .‬وجدد الأمني العام دعوته الدول الأع�ضاء لل�سعي‬ ‫من �أجل �ضمان تعليم جيد ي�شجع الإبداع واالبتكار و�إىل زيادة حجم �إنفاقها‬ ‫على البحث والتطوير‪ ،‬باعتبار �أن الإ�سالم والعلم عا�شا قرون ًا من التناغم‬ ‫املتميز‪.‬‬ ‫وا�ستعر�ض �إح�سان �أوغلى الإ�سهامات الق ّيمة للم�سلمني يف الإجنازات‬ ‫العلمية و�سعيهم نحو التقدم‪ ،‬م�شري ًا ب�صفة خا�صة �إىل م�ساهمات العثمانيني‬ ‫من القرن الرابع ع�شر �إىل القرن الع�شرين‪ ،‬دون �إغفال عالقتهم مبا حققه‬ ‫الأوروبيون من تطورات‪ .‬و�أ�شار �إىل �أن املفكرين امل�سلمني طوروا ميادين‬ ‫جديدة و�أث ْـ َروا �أوروبا و�آ�سيا و�إفريقيا و�أ�سهموا يف تنويرها يف كثري من امليادين‬ ‫العلمية والفكرية‪ ،‬مبا فيها الريا�ضيات والفلك والب�صريات والطب والكيمياء‬ ‫والفل�سفة وعلم الأديان والقانون والدبلوما�سية‪ ،‬بحيث �أ�ضافوا على املعرفة‬ ‫القدمية و�صححوا عدد ًا من املفاهيم وقدموا العديد من امل�ساهمات املبتكرة‪،‬‬ ‫مطورين بذلك نهج ًا علمي ًا �أ�صي ًال ومقدمني للعامل منهجية جتريبية من خالل‬

‫العلوم والتكنولوجيات اجلديدة‪ .‬و�أكد الأمني العام‬ ‫�أهمية الن�شاط العلمي التي برزت �أكرث بحلول القرن‬ ‫احلادي والع�شرين‪ ،‬كما �أن احلاجة �إىل التميز يف‬ ‫البحث تظهر يف البلدان الإ�سالمية الأكرث تقدم ًا‪.‬‬ ‫ونظم املجل�س الربيطاين بالتعاون مع اجلامعة‬ ‫الأمريكية يف ال�شارقة م�ؤمتر “العلوم والثقافة‬ ‫واحل�ضارة” حتت رعاية �صاحب ال�سمو ال�شيخ‬ ‫الدكتور �سلطان بن حممد القا�سمي‪ ،‬ع�ضو املجل�س‬ ‫الأعلى وحاكم �إمارة ال�شارقة‪ ،‬ورئي�س وم�ؤ�س�س‬ ‫جامعة ال�شارقة‪.‬‬ ‫وقال الدكتور بيرت هيث‪ ،‬مدير اجلامعة‬ ‫الأمريكية يف ال�شارقة‪ ،‬يف حفل االفتتاح‪« :‬جزء‬ ‫�أ�سا�سي من مهمة اجلامعة‪ ،‬كما هو احلال يف �أي‬ ‫جامعة عظيمة‪ ،‬هو منح فر�ص ملجتمعها ولأع�ضاء‬ ‫من العامة لأخذ الق�ضايا اليومية العظيمة يف احل�سبان ومناق�شتها والتحقق‬ ‫منها»‪ .‬كما وجه باتريك برازير‪ ،‬املدير الإقليمي للمجل�س الربيطاين‪ ،‬يف هذا‬ ‫احلفل خطاب ًا بالنيابة عن ال�سفارة الربيطانية‪�« :‬إنه من ال�ضروري �أ ّال يتوقف‬ ‫النقا�ش الذي يدور هنا يف ال�شارقة عند هذا احلد‪ .‬ولهذا نحن ملتزمون‬ ‫يف ال�سفارة الربيطانية بتعاون مع ال�شبكة الدولية بالت�أكد من ا�ستمرارية‬ ‫احلوار»‪.‬‬ ‫وقال‪�« :‬سوف ننظم �أحداث ًا �أخرى يف مناطق خمتلفة حول العامل‪ .‬و�سوف‬ ‫نت�أكد من �أن املحادثات �ستتوا�صل على الهواء وعرب �شبكة الإنرتنت بالتعاون‬ ‫مع �شركائنا يف الق�سم العاملي من قناة بي بي �سي»‪.‬‬ ‫كما �أ�ضاف‪« :‬تناولت كل املوا�ضيع والق�ضايا التي نوق�شت خالل ثالثة‬ ‫�أيام التداخل بني العلوم والدين والأخالق وال�سيا�سة العامة ومدى منو وتراكم‬ ‫معلومات �أكرث عن هذه املوا�ضيع‪ ،‬مما �سيعزز الأهداف امل�شرتكة و�سط‬ ‫االختالفات �أو بب�ساطة انت�شار لهب اخلالفات واالنق�سامات»‪ .‬هذا وقد التقى‬ ‫�أكرث من ‪ 40‬مفكر ًا من ‪ 10‬دول يف م�ؤمتر اجلامعة الأمريكية يف ال�شارقة‪،‬‬ ‫وهو جزء من برنامج «الإميان باحلوار» العاملي التابع للمجل�س الثقايف‬ ‫الربيطاين‪.‬‬ ‫و ُيـ َعـد «الإميان باحلوار» برناجم ًا جديد ًا للمجل�س الثقايف الربيطاين‪،‬‬ ‫و�سيك�شف عن كيفية تعاي�ش النا�س يف اململكة املتحدة والعامل ب�شكل �سلمي‬ ‫على الرغم من التنوع واالختالف وات�ساع نطاق التعددية يف العامل‪.‬‬ ‫وحالي ًا‪� ،‬سيت�ضمن الربنامج يف حالة تطويره عدد ًا من الن�شاطات على‬ ‫�أ�سا�س احلوار وتو�سعة امل�شاركة واالندماج مع �صناع ال�سيا�سة واخلرباء وقادة‬ ‫الفكر وجمهور �أو�سع يف �أنحاء العامل‪ .‬كما �أن هدفه ت�أ�سي�س الوعي العاملي‬ ‫ومفهومه بني جمتمعات خمتلفة ت�سمح بتقدير �أكرث لقيم التعاي�ش يف ظل‬ ‫االختالف‪.‬‬ ‫‪63‬‬


‫تعليم‬

‫�أول حماكاة دولية ملنظمة التعاون الإ�سالمي مب�شاركة ال�شباب‬ ‫كتبت مها عقيل‬ ‫ا�سطنبول ـ تركيا‪:‬‬ ‫�ألقى الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬اخلطاب الرئي�سي‬ ‫يف امل�ؤمتر الدويل الأول ملحاكاة منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫املنعقد يف ‪ 12‬يوليو ‪ 2011‬يف حرم جامعة �سابان�شي‬ ‫اجلميل يف �ضواحي ا�سطنبول‪ .‬ونظم هذا امل�ؤمتر منتدى‬ ‫ال�شباب للم�ؤمتر الإ�سالمي للحوار والتعاون‪� ،‬إحدى‬ ‫امل�ؤ�س�سات املنتمية �إىل منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وذلك‬ ‫بالتعاون مع وزارة اخلارجية الرتكية ومركز درا�سات‬ ‫احل�ضارة وحوار الثقافات يف جامعة القاهرة‪.‬‬ ‫ويهدف امل�ؤمتر الدويل الأول ملحاكاة املنظمة �إىل ن�شر‬ ‫الوعي حيال عمل منظمة التعاون الإ�سالمي يف �أو�ساط‬ ‫الطالب امل�سلمني الذين �أتوا من ‪ 30‬دولة للم�شاركة يف‬ ‫هذا امل�ؤمتر الأول‪ .‬ويف هذا ال�صدد‪ ،‬كانت هناك مبادرات‬ ‫�سابقة منذ عام ‪� ،2006‬أوالها احت�ضنتها جامعة القاهرة‬ ‫تلتها مبادرة �أذربيجان‪ .‬لكن م�ؤمتر ا�سطنبول ُيـ َعـد �أول حماكاة دولية ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬و ُيرجى �أن يكون حدث ًا �سنوي ًا‪.‬‬ ‫وقد قدم الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي ملحة عامة عن تاريخ‬ ‫و�أهداف ووظائف املنظمة يف خطابه‪ .‬وركز على برنامج العمل الع�شري املتفق‬ ‫عليه يف عام ‪ 2005‬وما �أجنزه هذا الربنامج نتيجة تنفيذه يف جماالت‬ ‫خمتلفة‪ ،‬ومنها مراجعة امليثاق امل�صادق عليه يف عام ‪ 2008‬وتغري ا�سم و�شعار‬ ‫املنظمة الذي اعتُمد يف الدورة الثامنة والثالثني من جمل�س وزراء اخلارجية‬ ‫يف �أ�ستانا بكازاخ�ستان يف الفرتة من ‪� 28‬إىل ‪ 30‬يونيو ‪ .2011‬يف تلك الدورة‪،‬‬ ‫�شهد والدة جلنة حقوق الإن�سان امل�ستقلة الدائمة التابعة للمنظمة‪ .‬و�أكد‬ ‫�إح�سان �أوغلى �أمام الطالب �أن املنظمة الآن م�ؤ�س�سة فعالة يف ر�سم خارطة‬ ‫العامل اجلديدة‪ ،‬و�أن هدفها التايل هو ر�ؤية مكان دائم للمنظمة يف جمل�س‬ ‫الأمن الدويل‪ .‬و�أ�ضاف‪�« :‬أمتنى خالل ع�شر �سنوات يف حماولة �إعادة ت�شكيل‬ ‫الأمم املتحدة‪� ،‬أن يكون للمنظمة مقعد دائم يف جمل�س الأمن كممثل ل ـ ‪1.5‬‬ ‫مليار �شخ�ص‪».‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وكان امل�ؤمتر حدثا قـ ّيـما‪ ،‬لأنه جمع �شباب العامل امل�سلم ملناق�شة وخماطبة‬ ‫ق�ضايا عاملهم من وجهة نظرهم‪ .‬وقال ال�سفري ال�شاد �إ�سكندروف‪� ،‬أمني عام‬ ‫م�ؤمتر منتدى ال�شباب للم�ؤمتر الإ�سالمي للحوار والتعاون‪� ،‬إن ال�شباب يقفون‬ ‫اليوم يف معمعة التغري الذي ي�شهده العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫و�أدلت الدكتورة باكينام ال�شرقاوي‪ ،‬مدير مركز درا�سات احل�ضارة‬ ‫وحوار الثقافات يف جامعة القاهرة‪« :‬لدى منظمة التعاون الإ�سالمي دور مميز‬ ‫كو�سيط خالل اال�ضطراب احلايل يف النمو اجلغرايف الإ�سالمي وزيادته مبا‬ ‫�أن املنظمة �شرعية ومقبولة لدى الدول وجمتمعاته‪».‬‬ ‫و�أعرب كرمي متويل‪� ،‬أحد امل�ؤ�س�سني امل�صريني للم�ؤمتر الدويل للمحاكاة‪،‬‬ ‫عن ر�أيه ب�أن النجاح طويل املدى ملنظمة التعاون الإ�سالمي يعتمد على الأجيال‬ ‫القادمة‪ .‬كما �أ�ضاف‪« :‬كل �شاب م�سلم �سفري للعقيدة وم�س�ؤول عن حتقيق‬ ‫‪64‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫ال�سالم وازدهار بلده �أو بلدها‪».‬‬ ‫وعلى مدى خم�سة �أيام‪� ،‬شارك الطالب يف التدريب على ثالثة جماالت‪،‬‬ ‫وهي درا�سة املنظمة من الناحية التاريخية ومهماتها ور�سالتها وبنود جدول‬ ‫�أعمال املنظمة التي تلتم�س الق�ضايا ال�ساخنة احلالية للعامل الإ�سالمي‪،‬‬ ‫و�أخري ًا تدريب منوذجي على جمل�س وزراء خارجية املنظمة‪.‬‬ ‫وقدم امل�ؤمتر الدويل ملحاكاة املنظمة فر�صة للطالب لتقا�سم اخلربات‬ ‫واملعرفة واالندماج يف حوار عرب الثقافات حول م�شاكل اقت�صادية اجتماعية‬ ‫و�سيا�سية متعلقة بالعامل الإ�سالمي‪ .‬وقد �شجع هذا الأمر ال�شباب على خلق‬ ‫و�إن�شاء حوار ب�شكل فعال بني الثقافات وبني الديانات‪ .‬كما هدف امل�ؤمتر �إىل‬ ‫نواد ُ�أ�س�ست‬ ‫ت�أ�سي�س �شبكة تربط بني اجلامعات الإ�سالمية مب�ساعدة من ٍ‬ ‫للم�ؤمتر الدويل للمحاكاة يف جميع الدول ال�سبع واخلم�سني الأع�ضاء املنظمة‪،‬‬ ‫هذه ال�شبكة �ستخدم فكرة تقوية احلوار بني الثقافات‪ ،‬و�ستمنح تدريب ًا يف‬ ‫جماالت دبلوما�سية دولية‪.‬‬ ‫وا�ستمع الطالب �إىل حما�ضرات من �أ�ساتذة جامعة وخرباء عن ق�ضايا‬ ‫خمتلفة تتناولها املنظمة‪ ،‬مبا يف ذلك القد�س والبلدان املنبثقة عن االحتاد‬ ‫ال�سوفييتي ال�سابق وظاهرة الإ�سالموفوبيا والعالقات الدولية والروح‬ ‫الدميقراطية‪� .‬شهدت الدورات مناظرات ومناق�شات حية يف تلك الق�ضايا‪.‬‬ ‫وتولت رقابة امل�ؤمتر جلنة ت�سمى «برنامج تدريب امل�ؤمتر الدويل الأول‬ ‫للمحاكاة»‪ ،‬وهو م�شروع تعريف مناذج طالب املنظمة ب�شكل دويل من خالل‬ ‫جامعات املنظمة حتت �إ�شراف م�ؤمتر منتدى ال�شباب للم�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫للحوار والتعاون و�أي�ض ًا حتت �إ�شراف �شركاء مركز درا�سات احل�ضارة وحوار‬ ‫الثقافات يف جامعة القاهرة‪.‬‬ ‫وتلقى الطالب تدريب ًا بكيفية بدء امل�ؤمتر الدويل للنموذج الأول الدويل‬ ‫ناد للمحاكاة وكخطوة �أخرية كيفية اال�ستعداد للم�ؤمتر واختتام‬ ‫وعملية تنظيم ٍ‬ ‫تدريب ملحاكاة جمل�س وزراء اخلارجية بتعليمهم كيف يكتب م�شروع قرار‪.‬‬ ‫فقد تدربوا على كتابة م�شروع قرار م�أ�ساة �أ�سطول احلرية �إىل قطاع غزة‬ ‫و�صراع ناغورنو كاراباخ وعن احلالة الليبية‪.‬‬


‫�إ�سالموفوبيا‬

‫املحكمة الهولندية تربئ غريت فيلدرز‬ ‫�أم�سرتدام ‪ -‬هولندا‪:‬‬ ‫بر�أت حمكمة هولندية‪ ،‬يوم ‪ 23‬يونيو ‪ ،2011‬غريت فيلدرز من تهمة‬ ‫التحري�ض لكراهية امل�سلمني عندما �شبه الإ�سالم بالنازية ودعا �إىل حظر‬ ‫القر�آن الكرمي‪.‬‬ ‫ووجدت املحكمة �أن فيلدرز كان على حافة ما هو م�سموح قانوني ًا عندما‬ ‫و�صف تهديد الإ�سالم للثقافة الهولندية ب�أنه ميثل حرب ًا م�ستمرة ويجب ت�سليح‬ ‫�أنف�سنا‪ .‬وقال القا�ضي �إن هذا فيه �سمات التحري�ض‪ ،‬ولكن مبا �أن فيلدرز‬ ‫�أ�ضاف فيما بعد �أنه ال يعرت�ض على امل�سلمني الذين يندجمون ويتقبلون القيم‬ ‫الهولندية فقد حكم ب�أنه مل يتع َّد احلدود‪ .‬وقد حدد احلكم ال�صادر حدود ًا‬ ‫وا�ضحة‪ ،‬حيث �أ�شار �إىل �أن الدعوات �إىل العنف تتجاوز احلدود‪.‬‬ ‫وقال القا�ضي �إن بع�ض ما قاله فيلدرز قد تعترب م�سيئة ومهينة‪ ،‬ولكنها‬ ‫لي�ست حتري�ض ًا للكراهية‪ ،‬ويجب النظر �إليها �ضمن ال�سياق الأو�سع للنقا�ش‬ ‫احلاد حول �سيا�سات الهجرة وتعدد الثقافات‪.‬‬

‫وكان الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي قد �أ�صدر بيان ًا‪ ،‬يوم ‪ 30‬يونيو‬ ‫‪� ،2011‬أدان فيه ‪ ‬ب�شدة ا�ستمرار الهجمات على الإ�سالم والإ�ساءة �إىل‪ ‬النبي‬ ‫حممد �صلى اهلل عليه و�سلم ‪ ‬وزوجاته‪ ،‬التي ي�شنها ‪ ‬غريت فيلدرز‪ ،‬ال�سيا�سي‬ ‫اليميني املتطرف الهولندي‪ .‬وقال �إن ‪ ‬فيلدرز �سلك ‪ ‬م�سلك ًا خطر ًا لتحويل‬ ‫م�سار ‪ ‬الوئام ‪ ‬بني احل�ضارات وال�سالم من خالل‪ ‬ن�شر الكراهية وت�أجيجها‬ ‫�ضد الإ�سالم وامل�سلمني يف بلده وبلدان �أوروبية �أخرى‪.‬‬ ‫وقال الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى �إن حماوالت ‪ ‬فيلدرز‬ ‫ت�شويه �صورة ‪ ‬الإ�سالم وال�صورة املقد�سة للنبي حممد �صلى اهلل عليه و�سلم‬ ‫قد و�صلت �إىل مرحلة ال ميكن التغا�ضي عنها ‪ ‬حتت �أي ذريعة‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫احلق يف حرية التعبري والر�أي‪ .‬وحث الأمني العام حكومة‪ ‬هولندا على اتخاذ‬ ‫الإجراءات املنا�سبة الالزمة الحتواء حملة الكراهية والتحري�ض من جانب‬ ‫فيلدرز‪ ،‬وهو �شريك يف ‪ ‬ائتالف ‪ ‬احلكومة الهولندية‪ .‬و�أعرب عن القلق‬ ‫ال�شديد ‪� ‬أن ي�ؤدي ‪� ‬صمت احلكومة الهولندية يف هذا ال�صدد �إىل ‪ ‬تقوي�ض‬ ‫العالقات الثنائية اجليدة القائمة بني الدول الأع�ضاء يف املنظمة ‪ ‬وهولندا‪.‬‬

‫�إح�سان �أوغلى يعرب عن �شعوره بال�صدمة والذهول‬ ‫حول الهجمات الإرهابية يف الرنويج‬

‫�أو�سلو‪ -‬الرنويج‪:‬‬ ‫�أعرب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬عن �شعوره بال�صدمة والذهول من جراء الهجمات الإرهابية‬ ‫التي وقعت يف الرنويج يوم ‪ 22‬يوليو ‪ ،2011‬مبدي ًا �إدانته ال�شديدة للأحداث‬ ‫امل�ؤ�سفة‪ .‬و�أعرب الأمني العام عن قلقه حول الأ�سباب الكامنة وراء املجزرة‬ ‫الوح�شية التي راح �ضحيتها ‪� 76‬شاب ًا‪ ،‬وهو ما يوحي ب�أن هذا العمل الإرهابي‬ ‫ال�شنيع قام به �شخ�ص امتلأ قلبه باحلقد وعدم الت�سامح مع التنوع الديني‬ ‫والتعدد الثقايف‪ ،‬و�أعرب عن تعازيه لأ�سر ال�ضحايا وحلكومة الرنويج‬ ‫و�شعبها‪.‬‬ ‫وينتمي الرنويجي‪ ،‬املتهم بالتفجريات يف‬ ‫العا�صمة واملجزرة يف منتجع لل�شباب تابع‬ ‫حلزب العمال‪� ،‬إىل حزب معاد للهجرة‪،‬‬ ‫وقد كتب مدونات هاجم فيها تعدد الثقافات‬ ‫والدين الإ�سالمي‪ .‬واعرتف �آندرز بهرينج‬ ‫بريفيك بارتكابه املجزرة‪ ،‬ولكنه �أجاب ب�أنه‬ ‫غري مذنب رد ًا على تهمة الإرهاب‪ ،‬مدعي ًا‬ ‫ب�أنه فعل ذلك لينقذ �أوروبا مما �سماه‬ ‫اال�ستعمار الإ�سالمي‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إح�سان �أوغلى �إىل �أن منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي ظلت حتذر دائم ًا من الآثار‬ ‫اخلطرية للتحري�ض والتع�صب والكراهية‬ ‫على �أ�س�س دينية‪ ،‬ومن احلملة التي ت�شنها‬ ‫بع�ض الدوائر �ضد التنوع الثقايف‪ ،‬والتي‬ ‫يدعمها بع�ض ال�سا�سة اليمينيني يف �أوروبا‪.‬‬

‫رئي�س وزراء الرنويج جين�س �ستولتنبريغ (و�سط) خالل جنازة منى عبد النور‬ ‫يف العا�صمة الرنويجية �أو�سلو �إحدى �ضحايا الهجوم الذي وقع يوم ‪ 22‬يوليو ‪2011‬‬

‫و�شدد على �أن املذبحة التي ارتُكبت يف الرنويج بررت قلق منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي ب�ش�أن �ضرورة التوعية بدور مرتكبي جرائم الكراهية والتع�صب يف‬ ‫حتفيز ال�شباب و�إف�سادهم‪ ،‬وكذلك �آثار تلك اجلرائم املروعة على املجتمع‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي كانت مت�سقة يف جهودها الرامية‬ ‫�إىل التو�صل �إىل توافق دويل يف الآراء يهدف �إىل مكافحة التع�صب والتحري�ض‬ ‫على العنف �أو الكراهية والتمييز القائمني على �أ�سا�س الدين �أو املعتقد‪ .‬وقد‬ ‫جت�سدت هذه اجلهود على نحو �أف�ضل يف النهج ذي النقاط الثماين الوارد يف‬ ‫قرار جمل�س حقوق الإن�سان رقم ‪ .18 / 16‬وبت�سليط ال�ضوء على �أهمية الزخم‬ ‫ال�سيا�سي الذي توفر لتنفيذ القرار رقم ‪ ،18/16‬يف االجتماع الوزاري الذي‬ ‫ُعقد يف ا�سطنبول يوم ‪ 15‬يوليو ‪ ،2011‬دعا الأمني العام املجتمع الدويل �إىل‬ ‫�أن يظل يقظ ًا �ضد املتع�صبني �أعداء الت�سامح والتنوع الديني والثقايف‪ ،‬و�أن‬ ‫يجدد عزمه على تنفيذ القرار ن�ص ًا وروح ًا‪ .‬وحتقيق ًا لهذه الغاية‪ ،‬جدد الأمني‬ ‫العام دعوة منظمة التعاون الإ�سالمي لو�ضع �أ�سا�س توافقي ونهج معياري‬ ‫للتعامل مع هذه امل�س�ألة ذات الأهمية احليوية‪.‬‬ ‫‪65‬‬


‫�إعالم‬

‫اعتماد نظام �أ�سا�سي‬ ‫وهيكل تنظيمي جديدين‬ ‫الحتاد الإذاعات الإ�سالمية «�إيبو»‬

‫الأمني العام للمنظمة �إح�سان �أوغلى (ي�سار الو�سط) ووزير الثقافة والإعالم ال�سعودي خوجة (ميني الو�سط) يف اجتماع املجل�س التنفيذي لإيبو يف جدة يوم ‪ 19‬يونيو ‪2011‬‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫عقد املجل�س التنفيذي الحتاد الإذاعات الإ�سالمية «�إيبو» دورة ا�ستثنائية يف‬ ‫مقر الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف جدة يوم ‪ 19‬يونيو ‪ ،2011‬حيث‬ ‫اعتمد نظام ًا �أ�سا�سي ًا وهيك ًال تنظيمي ًا جديدين لالحتاد‪ .‬كما ناق�ش االجتماع‪ ،‬الذي‬ ‫تر�أ�سه الدكتور عبد العزيز حميي الدين خوجة‪ ،‬وزير الثقافة والإعالم يف اململكة‬ ‫العربية ال�سعودية ورئي�س املجل�س التنفيذي لإيبو‪� ،‬إجراءات تعيني مدير عام جديد‬ ‫لالحتاد‪.‬‬ ‫و�أ�شار الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى‪ ،‬يف كلمته االفتتاحية �أمام االجتماع‪� ،‬إىل �أن �أجهزة الإعالم لها �أهمية‬ ‫ودور �أ�سا�سي يف املجتمع املعا�صر‪ .‬كما �أكد �أن �أجهزة الإعالم ترتك �آثار ًا �إيجابية‬ ‫و�سلبية يف �إحداث توترات يف املناخ العاملي وال�صراعات املتزايدة‪ ،‬وبخا�صة يف ما‬ ‫يتعلق بت�شويه �صورة الأديان والرموز الدينية والإ�ساءة �إليها‪ .‬وقد بينت التغيريات‬ ‫التي وقعت يف املنطقة �أن �أجهزة الإعالم تعترب جزء ًا هام ًا يف منظومة احلريات‬ ‫الأ�سا�سية ويف مقاومة الف�ساد‪ .‬و�أ�ضاف قائ ًال‪� :‬إن متطلبات الإ�صالحات يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي تقت�ضي توفري القدرات والطاقات الأ�سا�سية لإيبو ليبد�أ العمل دون‬ ‫عوائق من �أجل تطوير التعاون بني حمطات الإذاعة والتلفزيون يف العامل الإ�سالمي‬ ‫وتبادل برامج الإذاعة والتلفزيون التي تخدم �أهداف ًا م�شرتكة للمنظمة‪ ،‬حيث �إن‬ ‫�إيبو‪ ،‬الذي يهتم بتطوير العمل الإعالمي الإ�سالمي امل�شرتك‪ ،‬هو م�ؤ�س�سة تعمل‬ ‫ل�صالح الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫ورحب رئي�س املجل�س التنفيذي لإيبو الدكتور عبد العزيز حميي الدين خوجة‬ ‫بوفود البلدان الأع�ضاء يف املنظمة التي �شاركت يف االجتماع‪ ،‬ونقل �إليها حتيات‬ ‫خادم احلرمني ال�شريفني امللك عبد اهلل بن عبد العزيز‪ ،‬وويل العهد‪ ،‬والنائب‬ ‫الثاين‪ .‬و�أكد الأهمية الفريدة لهذا االجتماع والدور الهام لأجهزة الإعالم‬ ‫‪66‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫واملعلومات يف الع�صر اجلديد‪ ،‬وبخا�صة يف ظل التطورات التكنولوجية التي حتدث‬ ‫ب�سرعة كبرية والتي �سوف ت�ؤثر من دون �شك يف الأحداث ال�سيا�سية واالقت�صادية‬ ‫يف ال�شرق الأو�سط والعامل الإ�سالمي ب�شكل عام‪ .‬كما �أكد احلاجة املا�سة �إىل قيام‬ ‫�إيبو ووكالة الأنباء الإ�سالمية الدولية (�إينا) باعتماد تكنولوجيات جديدة متقدمة‬ ‫يف جمال الإعالم‪ ،‬وبخا�صة يف �ضوء الر�ؤية اجلديدة لالحتاد‪ .‬و�أ�شار الرئي�س �إىل �أن‬ ‫امل�ؤ�س�سات الإ�سالمية يجب �أن ت�ستغني عن الأدوار القدمية والبريوقراطية والأعمال‬ ‫الروتينية‪ .‬كما �أكد �أن �إيبو و�إينا‪ ،‬وهما ي�شكالن الذراع الإعالمية ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬تقع على عاتقهما م�س�ؤوليات ج�سيمة‪ .‬وعليه‪ ،‬ف�إنه لي�س �أمام امل�ؤ�س�ستني‬ ‫�سوى النجاح �أو الإخفاق‪ ،‬ف�أجهزة الإعالم يف الع�صر احلديث لها دور مركزي يف‬ ‫املجاالت ال�سيا�سية واالجتماعية واالقت�صادية‪ .‬و�أبرز �أهمية االجتماع م�شري ًا �إىل �أن‬ ‫الأمر مرتوك للدول الأع�ضاء �إما �أن تنجح �أو تخفق يف �صياغة ر�ؤية وا�ضحة للذراع‬ ‫الإعالمية ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ .‬كما �شكر الرئي�س املدير العام لإيبو املنتهية‬ ‫م�ضن وملا �أبداه من تفانٍ خالل‬ ‫واليته زين العابدين �إبراهيم ملا قام به من عمل ٍ‬ ‫واليته والذي ا�ستقال من من�صبه لأ�سباب �شخ�صية‪.‬‬ ‫�إىل جانب اعتماد النظام الأ�سا�سي والهيكل التنظيمي اجلديدين لإيبو‪ ،‬ناق�ش‬ ‫االجتماع �إجراءات تعيني مدير جديد لالحتاد‪ .‬حيث ا�ستعر�ض املندوبون ال�سري‬ ‫الذاتية لثمانية مر�شحني‪ ،‬واتفقوا على مبد�أ اختيار مر�شح ملن�صب املدير العام من‬ ‫بني ثالثة مر�شحني من ال�سنغال وباك�ستان وموريتانيا‪ ،‬وف ّو�ض امل�شاركون رئي�س �إيبو‬ ‫لإجراء مقابالت �شخ�صية مع املر�شحني الثالثة من �أجل اختيار �أحدهم للمن�صب‬ ‫املذكور‪.‬‬ ‫ويف وقت الحق من �شهر �أغ�سط�س‪ ،‬مت اختيار املر�شح املوريتاين حممد �سامل ولد‬ ‫بوكه‪ ،‬مدير ًا عام ًا جديد ًا لإيبو‪ُ .‬يذ َكر �أن بوكه هو املدير العام لإذاعة موريتانيا‪.‬‬


‫”الفي�سبوك” ي�ؤدي دور ًا �إيجابي ًا يف تغيري العامل العربي ‪ ...‬ورمبا �سلبي ًا �أي�ض ًا‬ ‫بريوت (د ب �أ)‪:‬‬ ‫ا�ستفاد ال�شباب العربي من التطور الذي طال تكنولوجيا االت�صاالت‪ ،‬وا�ستخدموا‬ ‫العامل االفرتا�ضي لهز بع�ض الأنظمة العربية وتهديد غريها‪ ،‬عرب حتركات �شعبية‬ ‫ا�ستخدمت ب�شكل �أ�سا�سي مواقع التوا�صل االجتماعي و�أهمها الفي�سبوك‪ ،‬وفر�ضت‬ ‫واقع ًا جديد ًا غري وا�ضح املعامل بعد‪.‬‬ ‫ويرى البع�ض �أن مواقع التوا�صل االجتماعي‪ ،‬و�أهمها الفي�سبوك‪� ،‬أ�سهمت ب�شكل‪ ‬‬ ‫حا�سم‪ ‬يف �إجناح هذه التحركات‪ ،‬دون �أن ينكروا الدور ال�سلبي �أو الوهمي الذي‬ ‫ا�ضطلع به الفي�سبوك يف هذه التحركات‪ ،‬والذي ميكن �أن ي�ؤديه‪ ،‬من خالل وجود‬ ‫�إدارات �سيا�سية‪ ‬ت�ستخدمه كو�سيط م�ؤثر ب�شكل خا�ص يف ال�شباب الذين يقودون‬ ‫عمليات التغيري‪ ،‬من �أجل حرف‪ ‬م�سار التحول ال�سيا�سي واالجتماعي‪.‬‬ ‫وي�شهد العامل العربي منذ بداية العام اجلاري (‪ )2011‬حتركات �شعبية‪،‬‬ ‫بقيادة جمموعات �شبابية �أو ما ُيط َلق عليه ا�سم جمموعات الفي�سبوك‪ ،‬مدفوعني‬ ‫بقناعة ورغبة قوية يف التغيري‪ ،‬مت�أثرين بثقافة الع�صر‪ ،‬وقيم الدميقراطية واحلرية‬ ‫التي �أ�سهم االنفتاح على الثقافات العاملية يف ت�شكيلها لديهم‪.‬‬ ‫وقال الدكتور ندمي من�صوري‪� ،‬أ�ستاذ مادة علم االجتماع ال�سيا�سي يف اجلامعة‬ ‫اللبنانية لوكالة الأنباء الأملانية (د‪.‬ب‪�.‬أ)‪�“ ،‬إن الفي�سبوك هو حمرك للثورة‬ ‫والتحركات ال�شعبية‪ ،‬ولي�س م�سبب ًا لها‪ ،‬وقد �أ�سهم يف توا�صل النا�شطني يف هذه‬ ‫التحركات ال�شعبية بع�ضهم مع بع�ض ب�سبب العديد من امليزات التي ميتلكها”‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف من�صوري قائ ًال‪“ :‬جنح الفي�سبوك يف حتريك هذه التحركات ال�شعبية‬ ‫التي ي�شهدها العامل العربي لعدة �أ�سباب‪� ،‬أهمها القدرة على ت�أمني االت�صال ال�سريع‬ ‫ب�أقل كلفة ممكنة ونقل الأفكار والأخبار ب�سرعة تخت�صر الزمان‪ ،‬و�سهولة ا�ستخدامه‬ ‫من قبل الفئة العمرية ال�شابة على الأخ�ص حيث ُ�سجل ا�ستخدامه يف م�صر مث ًال من‬ ‫قبل ‪ 90‬يف املئة ممن ترتاوح �أعمارهم بني ‪ 13‬و‪� 34‬سنة”‪.‬‬ ‫وت�شري بع�ض الدرا�سات �إىل تنامي العدد الإجمايل مل�ستخدمي الفي�سبوك يف‬ ‫العامل العربي بن�سبة ‪ 78‬يف املئة من ‪ 11.9‬مليون م�ستخدم يف يناير ‪� 2010‬إىل‬ ‫‪ 21.3‬مليون م�ستخدم يف دي�سمرب من العام نف�سه‪ ،‬علم ًا ب�أن ال�شباب ي�ش ّكلون ‪ 75‬يف‬ ‫املئة من م�ستخدمي هذا املوقع يف العامل العربي‪.‬‬ ‫وتابع من�صوري قائ ًال‪“ :‬كان للفي�سبوك دور هام ب�سبب ح�ضوره الدائم‪ ،‬حيث‬ ‫مت ا�ستخدامه من خالل �أجهزة اخلليوي ولي�س فقط من خالل احلوا�سيب‪ ،‬وهذا ما‬ ‫جعله حا�ضر ًا لنقل وقائع ما يح�صل خالل هذه التحركات ال�شعبية‪ ،‬حيث اعتمدت‬ ‫عليه بع�ض ‪ ‬و�سائل الإعالم التقليدية (التلفزيون‪ ،‬وغريه) وهذا �أمر مل يكن م�ألوف ًا‬ ‫من قبل”‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪“ :‬تكمن �أهمية الفي�سبوك لكونه عاملي ًا‪ ،‬ت�ستخدمه ‪ 213‬دولة‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إىل ‪ 600‬مليون م�شرتك‪ ،‬وهذا ما يوفر التعبئة ب�سرعة فائقة‪ ،‬لأن التوا�صل يتم مع‬ ‫�أعداد هائلة من الب�شر يف العامل‪ ،‬كما �أن الفي�سبوك يوفر مركزية للعمل‪ ،‬لتحريك‬ ‫الن�شطاء الإلكرتونيني”‪.‬‬ ‫ويتميز الفي�سبوك بالقدرة على حتقيق التفاعل بني خمت ِلف الن�شطاء‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إىل التوقع امل�سبق للحركة‪ ،‬ب�سبب ما يوفره من �إمكانية التعليق على الأحداث‪ ،‬دون‬ ‫�أن تتمكن ال�سلطات ال�سيا�سية يف البلد من ال�سيطرة عليه‪ ،‬كما �أنه يوفر التوا�صل‬ ‫بني عامة ال�شعب ور�ؤ�ساء دولهم وحكوماتهم وجميع امل�ؤ�س�سات والإدارات الر�سمية‬ ‫واخلا�صة‪ ،‬ف�ض ًال عن الأحزاب وامل�ؤ�س�سات ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫وتابع من�صوري قائ ًال‪“ :‬ميكن ا�ستخدام الفي�سبوك ب�أ�ساليب خمتلفة‪ ،‬عن‬ ‫طريق ت�صوير �أحداث فعلية حدثت على �أر�ض الواقع �أو من خالل فربكة �أحداث‬ ‫وهمية مل تقع �أ�ص ًال‪� ،‬أو من خالل تزوير الوقائع‪ ،‬وال توجد اليوم �أي �إمكانية ل�ضبط‬

‫هذه الو�سيلة الإعالمية اجلديدة �أو “النيو ميديا”‬ ‫التي ت�سمى ال�سلطة اخلام�سة والتي غريت كثري ًا‬ ‫من املفاهيم الإعالمية”‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إىل �أن خطورة الفي�سبوك تكمن‬ ‫“يف وجود �إدارات �سيا�سية وم�صالح �سيا�سية‬ ‫ت�ستخدمه كو�سيط م�ؤثر ب�شكل خا�ص يف ال�شباب‬ ‫الذين يقودون عمليات التغيري‪ ،‬حيث �إنه بالإمكان‬ ‫حرف م�سارات التغيري ب�شكل كبري”‪ ،‬متوقع ًا‬ ‫“�أن يتمكن من ميتلك القدرة على التحكم يف‬ ‫العامل االفرتا�ضي‪� ،‬أن يتمكن من التحكم يف العامل‬ ‫الواقعي”‪.‬‬ ‫ويرى البع�ض �أن خطورة الفي�سبوك ‪ ‬تكمن‬ ‫يف �إمكانية التج�س�س عربه وقراءة وحتليل كل‬ ‫املعطيات املتوفرة من خالله‪ ،‬ملعرفة طبائع‬ ‫الأ�شخا�ص واجلماعات ومواطن �ضعفهم‪ ،‬ور�سم‬ ‫اخلطط الكفيلة بتحكيم ال�سيطرة عليهم وعلى‬ ‫مقدرات بلدانهم وجـ ّرهم للتبعية‪ ،‬وا�ستعمارهم‬ ‫بطرق حديثة‪.‬‬ ‫وت�شري بع�ض التقارير �إىل ازدياد عدد‬ ‫م�ستخدمي مواقع التوا�صل االجتماعي يف العامل‬ ‫العربي الذي بلغ حدّه الأق�صى لدى ال�شباب بني‬ ‫�أعمار ‪ 15‬و‪� 29‬سنة‪ ،‬الذين ي�شكلون نحو ثلث‬ ‫التعداد ال�سكاين يف العامل العربي‪.‬‬ ‫وتقول الكاتبة نادين حما�سب‪ ،‬وهي �إحدى‬ ‫م�ؤ�س�سات جمعية لبنان احل�ضاري‪ ،‬لوكالة الأنباء‬ ‫الأملانية “�إن �شبكات التوا�صل االجتماعي‪ ،‬و�أهمها‬ ‫الفي�سبوك لي�س لها نظام �أو �أدبيات‪� ،‬أو هيكلية‪،‬‬ ‫وكل �شيء فيها م�سموح با�سم الدميقراطية‪ ،‬وهي‬ ‫بعيدة كل البعد عن معيار املو�ضوعية‪ ،‬ولذلك ميكن‬ ‫و�صفها بالفو�ضوية‪ ،‬وهنا تكمن اخلطورة”‪.‬‬ ‫و�أ�شارت حما�سب �إىل �أن الفي�سبوك‪ ،‬ي�شكل‬ ‫“�أول و�سيلة �إعالمية اعتمدت يف معلوماتها على‬ ‫مواطن جمهول (�شاهد عيان) و�ش ّرعت �أقواله‪،،‬‬ ‫دون التمكن من الت�أكد من �صحة املعلومات التي‬ ‫يطرحها‪ ،‬ورمبا كان للفي�سبوك بهذا املعنى دور‬ ‫وهمي ومفربك �أحيان ًا”‪.‬‬ ‫ويتوقع املراقبون �أن توا�صل مواقع التوا�صل‬ ‫االجتماعي مثل الفي�سبوك وتويرت وغريهما‪� ،‬أداء‬ ‫دور �أ�سا�سي يف تنظيم احلراك االجتماعي واملدين‬ ‫وال�سيا�سي يف العامل العربي يف املدى املنظور‪،‬‬ ‫على �أمل �أن يكون �أثرها �إيجابي ًا على �شعوب هذه‬ ‫املنطقة‪.‬‬ ‫‪67‬‬


‫اقت�صاد‬

‫منتدى منظمة التعاون الإ�سالمي وتركيا لبناء القدرة الإنتاجية وا�ستئ�صال الفقر‬ ‫االتفاق على تطبيق الربنامج التنفيذي ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫حول الزراعة والتنمية الريفية والأمن الغذائي‬

‫الرئي�س الرتكي عبد اهلل غُ ـل (و�سط) والأمني العام للأمم املتحدة بان كي مون (ي�سار) �أثناء‬ ‫م�ؤمتر الأمم املتحدة الرابع للبلدان الأقل منو ًا يف ا�سطنبول برتكيا يوم ‪ 9‬مايو ‪2011‬‬

‫ا�سطنبول ـ تركيا‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ا�ست�ضافت تركيا م�ؤمتر الأمم املتحدة الرابع للدول الأقل منوا خالل الفرتة‬ ‫ما بني ‪ 9‬و‪ 13‬مايو ‪ ،2011‬مب�شاركة نحو ع�شرة �آالف مندوب‪ .‬ومتثل الهدف‬ ‫من عقد هذا االجتماع يف تعزيز �سبل احلد من الفقر واجلوع يف الدول الفقرية‬ ‫بتن�سيق مع ال�شركاء الدوليني‪ .‬وتطرق االجتماع �إىل م�س�ألة التعاون بني دول اجلنوب‬ ‫و�إىل ق�ضايا اجتماعية �أخرى مثل امل�ساواة بني اجلن�سني‪ .‬وقد ح�ضر هذا االجتماع‬ ‫املئات من امل�س�ؤولني التنفيذيني من قطاع الأعمال‪ ،‬على اعتبار �أن الدول الأقل منوا‬ ‫تزخر ب�إمكانات ا�ستثمارية هائلة‪ ،‬على الرغم من قلة حيلة هذه الدول يف مواجهة‬ ‫اال�ضطرابات املدنية والأوبئة وم�شاكل م�ستع�صية �أخرى‪.‬‬ ‫وقد ُعقد منتدى منظمة التعاون الإ�سالمي وتركيا لبناء القدرة الإنتاجية‬ ‫وا�ستئ�صال الفقر‪ ،‬يوم ‪ 11‬مايو ‪ ،2011‬باعتباره حدث ًا مميز ًا مل�ؤمتر الأمم املتحدة‬ ‫الرابع للدول الأقل منو ًا الذي ُعقد هو الآخر يف الفرتة ما بني ‪ 9‬و‪ 13‬مايو ‪.2011‬‬ ‫وتر�أ�س املنتدى ماديكي نيانغ‪ ،‬وزير خارجية ال�سنغال‪ ،‬وتابع احل�ضور خطاب ًا �ألقاه‬ ‫الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬و�آخر‬ ‫�ألقاه �أحمد داوود �أوغلى‪ ،‬وزير خارجية تركيا‪� ،‬إ�ضافة �إىل عر�ضني قدمهما كل من‬ ‫ممثل البنك الإ�سالمي للتنمية وممثل جلنة الأمم املتحدة االقت�صادية لإفريقيا‪.‬‬ ‫و�أ�شار الأمني العام للمنظمة‪ ،‬الربوفي�سور �إح�سان �أوغلى‪� ،‬إىل �أن الإح�صاءات‬ ‫تبني �أن ‪ 21‬من بني ‪ 48‬بلد ًا مدرج ًا يف قائمة الأمم املتحدة لأقل البلدان منو ًا‪،‬‬ ‫هي من الدول الأع�ضاء يف منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬ويعي�ش معظم النا�س يف �أقل‬ ‫البلدان منو ًا مب�ستوى متدنٍ ي�صل �إىل دوالر واحد يف اليوم‪.‬‬ ‫و�أبرز الأمني العام يف خطابه الذي �ألقاه �أمام منتدى بناء القدرات الإنتاجية‬ ‫من �أجل الق�ضاء على الفقر‪ ،‬الذي ا�شرتكت يف تنظيمه منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫وحكومة جمهورية تركيا‪ ،‬حالة الفقر يف �أقل البلدان منو ًا من بني الدول الأع�ضاء يف‬ ‫املنظمة‪ ،‬حيث تنخف�ض املدخرات املحلية انخفا�ض ًا �شديد ًا‪ ،‬حيث متثل نحو ‪ 10‬يف‬ ‫املئة من الناجت املحلي الإجمايل‪.‬‬ ‫وا�ستعر�ض الأمني العام خمت ِلف التحديات الإمنائية التي تواجهها �شعوب الدول‬ ‫الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وال �سيما الفقر‪ ،‬واجلوع‪ ،‬ونق�ص فر�ص‬ ‫احل�صول على الرعاية ال�صحية الأ�سا�سية والتعليم والبطالة يف �صفوف ال�شباب‪،‬‬ ‫والإق�صاء ب�سبب اختالف اجلن�س وال�صراعات االجتماعية وال�سيا�سية‪.‬‬ ‫‪68‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫وتطرق �إح�سان �أوغلى �إىل خمت ِلف التدابري التي اعتمدها قادة منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي يف ما يتعلق بتعزيز الت�ضامن االقت�صادي البيني يف �إطار املنظمة‪ .‬وذكر‬ ‫�أن خمت ِلف برامج التخفيف من حدة الفقر‪ ،‬مبا يف ذلك �صندوق الت�ضامن الإ�سالمي‬ ‫للتنمية والربنامج اخلا�ص للتنمية يف �إفريقيا‪ ،‬وا�صلت دعم الإجراءات االقت�صادية‬ ‫الوطنية الرامية �إىل متويل امل�شاريع ال�صغرية واملتو�سطة وحت�سني م�ستوى الدخل‬ ‫لأغلبية ال�سكان منظمة التعاون الإ�سالمي من خالل بناء القدرات الإنتاجية‪.‬‬ ‫ويف ال�سياق نف�سه‪ ،‬بني الأمني العام ثراء منطقة منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫من حيث املوارد الطبيعية‪ ،‬وال �سيما موارد الطاقة التقليدية‪ ،‬وهي النفط والغاز‬ ‫الطبيعي‪ ،‬وغريها من ال�سلع الرئي�سة واملواد اخلام‪ .‬و�أكد �أن التنمية الب�شرية يجب‬ ‫�أن ت�صل �إىل كل فرد وكل منـزل‪.‬‬ ‫وناق�ش �إح�سان �أوغلى التجارة البينية بني الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬م�شرياً‬ ‫�إىل �أن «امل�ساعي احلثيثة حل�شد املوارد البينية ت�ضمنت زيادة التجارة البينية‬ ‫واال�ستثمارات التي �سوف ت�ضطلع بدور كبري للتخفيف من حدة الفقر‪ .‬وخ ُل�ص �إىل‬ ‫�أن هدف منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي من زيادة التجارة البينية بن�سبة ‪ 20‬يف املئة‬ ‫يف عام ‪ 2015‬ما زال قاب ًال للتحقيق‪ ،‬ودعا �إىل املزيد من التدابري العاجلة لإزالة‬ ‫خمت ِلف العقبات التي تعرت�ض حركة ال�سلع واخلدمات على طول احلدود امل�شرتكة‬ ‫بني الدول الأع�ضاء يف منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬مبا يف ذلك التنفيذ الكامل لنظام‬ ‫الأف�ضليات التجارية ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‪ ،‬الذي ين�ص على �أن الدول امل�شاركة‬ ‫متنح امتيازات خا�صة لأقل البلدان الأع�ضاء يف املنظمة البلدان منو ًا‪.‬‬ ‫وحث داوود �أوغلى من خالل كلمته الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫على امل�ساهمة يف التطور االقت�صادي للدول الأقل منو ًا‪ ،‬مذكر ًا ب�أن �أكرث من ن�صف‬ ‫الدول الأع�ضاء يف املنظمة هي ممن ينطبق عليها و�صف الدولة الأقل منو ًا‪ ،‬قائ ًال‪:‬‬ ‫«�إنه ال ميكننا �أن نقف غري �آبهني بهم»‪ .‬وطالب داوود �أوغلى وزير خارجية تركيا‬ ‫الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي مبمار�سة انتقاد ذاتي ب�ش�أن هذه‬ ‫امل�س�ألة‪ ،‬قائ ًال‪�« :‬إن علينا �أن منثل �صوت العدالة االقت�صادية‪ ،‬فمنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي جتمع �أغنى دول العامل و�أفقرها‪ .‬وثمة �شيء مفقود ههنا‪ .‬علينا �أن نعمل‬ ‫على تغيري هذا الو�ضع و�إحقاق العدالة االقت�صادية»‪.‬‬ ‫ودعا الوزير الرتكي �إىل «ا�ستبدال م�صطلح الدول الأقل منو ًا مب�صطلح �آخر ال‬ ‫يهون من قدرات هذه الدول على حتقيق النمو»‪ ،‬و�أ�ضاف �أنه قد �أو�صل هذه الفكرة‬ ‫�إىل بان كي مون الأمني العام للأمم املتحدة‪.‬‬ ‫التو�صيات‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫�أقر املنتدى يف ختام �أ�شغاله كل ما ورد يف التدخالت التي قدمت حول مو�ضوع‬ ‫�صندوق منظمة التعاون الإ�سالمي للتخفيف من حدة الفقر‪ ،‬وحث الدول الأع�ضاء‬ ‫على ت�سخري موارد �أكرث من �أجل التنفيذ الفعال ملخت ِلف امل�شاريع املعنية بالتخفيف‬ ‫من حدة الفقر واملمولة من هذه ال�صناديق‪ .‬كما عرب املنتدى عن م�ساندته للنهج‬ ‫ال�شمويل املتبع حالي ًا يف ا�ستئ�صال الفقر من خالل اعتماد �إجراءات تهدف �إىل‬ ‫حتقيق الأمن الغذائي‪ ،‬وتعزيز القدرات الإنتاجية واخلدمات االجتماعية‪ ،‬واتخاذ‬ ‫تدابري بناء ال�سالم‪ .‬و�شدد املنتدى على �ضرورة موا�صلة تنفيذ برامج التمويل الدقيق‪،‬‬ ‫والتعليم املهني‪ ،‬واتخاذ خطوات �إ�ضافية من قبيل تعزيز البنية الأ�سا�سية للزراعة‪،‬‬ ‫وت�سهيل التجارة‪ ،‬وتكثري ا�ستثمارات القطاع العام يف جمال التخفيف من حدة‬ ‫الفقر‪ ،‬و�إيجاد الإرادة ال�سيا�سية املالئمة لتنفيذ �إ�صالحات اجتماعية واقت�صادية‬


‫�شاملة‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬عرب املنتدى عن م�ساندته خللق بيئة منا�سبة ت�ساعد على‬ ‫م�شاركة �شعبية �شاملة يدخل فيها القطاع اخلا�ص ومنظمات املجتمع املدين يف �سبيل‬ ‫النهو�ض باالقت�صاد عرب تنفيذ الإ�صالحات االجتماعية واالقت�صادية واخل�صخ�صة‪،‬‬ ‫و�إحداث امل�شاريع امل�شرتكة‪ ،‬والعمل مبا تقت�ضيه قواعد احلوكمة‪ .‬و�أو�صى املنتدى يف‬ ‫هذا ال�صدد مبوا�صلة تنفيذ برامج منظمة التعاون الإ�سالمي املعنية بتمكني املر�أة‪،‬‬ ‫ودعا الدول الأع�ضاء واملجتمع الدويل �إىل توفري الدعم ملثل هذه الربامج‪.‬‬ ‫�أما من جهة التعاون الدويل‪ ،‬فقد عرب املنتدى عن ترحيبه بالوترية املتنامية‬ ‫حل�ضور العديد من منظمات الأمم املتحدة وغريها من املنظمات الدولية وم�شاركتها‬ ‫يف برامج منظمة التعاون الإ�سالمي للتخفيف من حدة الفقر‪ .‬كما دعا املنتدى جميع‬ ‫اجلهات املهتمة �إىل ت�شجيع اال�ستثمار الأجنبي املبا�شر يف الدول الأع�ضاء يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي وزيادة تدفق الر�ساميل نحو ال�شركات ال�صغرية واملتو�سطة‪.‬‬

‫واتفق امل�شاركون يف املنتدى على �أن يولوا اهتمام ًا خا�ص ًا بالتنفيذ الفوري‬ ‫للربنامج التنفيذي ملنظمة التعاون الإ�سالمي حول الزراعة والتنمية الريفية والأمن‬ ‫الغذائي‪ ،‬كما �أقر املنتدى اجلهود التي تبذلها حالي ًا منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫والرامية �إىل ت�شجيع اال�ستثمار يف القطاع الزراعي لدول املنظمة الغنية ب�أرا�ضيها‪.‬‬ ‫ودعا �أي�ض ًا امل�ؤ�س�سات متعددة الأطراف املعنية �إىل التعاون مع منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي يف هذا املجال‪ ،‬مبا يف ذلك �صياغة مدونة �سلوك لتعزيز امل�س�ؤولية‬ ‫االجتماعية لل�شركات املقبلة على اال�ستثمار‪� .‬إ�ضافة �إىل ذلك‪� ،‬شدد املنتدى على‬ ‫احلاجة �إىل تو�سيع نطاق التجارة العاملية عرب ت�سهيل قواعد املن�ش�أ مل�صلحة الدول‬ ‫الأقل منو ًا‪ ،‬واالرتقاء بالتجارة الإقليمية‪ ،‬وتي�سري الدخول �إىل �أ�سواق الدول املتقدمة‪.‬‬ ‫واتفق املنتدى كذلك على �ضرورة التغلب على “ثقافة الفقر” بت�شجيع ثقافة االجتهاد‬ ‫يف العمل‪ ،‬وال�صناعة والكفاءة‪ ،‬ومتكني الأ�شخا�ص اقت�صادي ًا واجتماعي ًا‪.‬‬

‫انطالق الربنامج امل�شرتك بني منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫والوحدة اخلا�صة للتعاون بني دول اجلنوب الأقل منو ًا بدء ًا من ال�صومال‬ ‫‪ ‬ا�سطنبول ـ تركيا‪:‬‬ ‫�شارك ال�سفري �أفق كوت�شني‪ ،‬املراقب الدائم ملنظمة التعاون الإ�سالمي لدى‬ ‫الأمم املتحدة بنيويورك يف مناق�شات املائدة امل�ستديرة حول التنمية بني دول‬ ‫اجلنوب يوم ‪ 11‬مايو ‪ 2011‬يف مدينة ا�سطنبول‪ ،‬والتي نظمتها الوحدة اخلا�صة‬ ‫للتعاون بني دول اجلنوب التابعة لربنامج الأمم املتحدة للتنمية‪ ،‬حتت �شعار «بناء‬ ‫القدرات الإنتاجية للدول الأقل منو ًا من خالل عقد �شراكات بني دول اجلنوب‬ ‫وال�شراكات الثالثية و�شراكات القطاعني العام واخلا�ص»‪ .‬وقد ُعقدت هذه املائدة‬ ‫امل�ستديرة يف �إطار منتدى �شراكة الأعمال العاملية مبنا�سبة الدورة الرابعة مل�ؤمتر‬ ‫الأمم املتحدة حول الدول الأقل منو ًا‪ .‬وقد كان ال�سفري كوت�شني �أحد املتحدثني �ضمن‬ ‫اجلزء الأول من الربنامج والذي �أداره ال�سيد بيينغ ت�سو‪ ،‬مدير الوحدة اخلا�صة‬ ‫للتعاون بني دول اجلنوب الأقل منو ًا‪ ،‬حيث �أ�شار �إىل ‪� ‬أن مو�ضوع املائدة امل�ستديرة‬ ‫ي�شكل �أولوية بالن�سبة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬لأن كل دولها الأع�ضاء تنتمي �إما‬ ‫لدول اجلنوب �أو ملجموعة االقت�صادات النا�شئة‪ ،‬وبالتايل فاملنظمة على وعي تام‬ ‫مبا يعنيه مفهوم التعاون بني دول اجلنوب والتعاون الثالثي بالن�سبة لالعتماد على‬ ‫الذات والتنمية على امل�ستويني الوطني واجلماعي‪ ‬للدول الأع�ضاء‪ .‬ومن �أجل ذلك‪،‬‬ ‫اتخذت منظمة التعاون الإ�سالمي وم�ؤ�س�ساتها املعنية ‪ ،‬ومنها البنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية والغرفة الإ�سالمية للتجارة وال�صناعة تدابري جادة وحا�سمة لتحقيق هذا‬ ‫الغر�ض‪ .‬وقد متكنت املنظمة من خالل م�ساعيها هذه من �ضمان تعاون و�شراكة‬ ‫برنامج الأمم املتحدة للتنمية عرب وحدة التعاون بني دول اجلنوب‪ .‬واغتنم ال�سفري‬ ‫كوت�شني الفر�صة ليعلن عن انطالق برنامج م�شرتك للتعاون بني منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي ووحدة التعاون بني دول اجلنوب من �أجل م�ساعدة الدول الأع�ضاء يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬والأقل منو ًا منها خا�صة‪ ،‬على تخطي �آثار ال�صراعات‬ ‫الكربى والكوارث الطبيعية والأزمات الإن�سانية احلرجة‪ ،‬وذلك با�ستعمال �آليات‬ ‫التعاون بني دول اجلنوب يف هذا امل�سعى‪.‬‬

‫وقال ال�سفري كوت�شني «�إنه من املتوقع مبوجب هذا الربنامج �أن ت�شرتك منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي ووحدة التعاون بني دول اجلنوب يف جمع امل�ساهمات من �أجل متويل‬ ‫م�شاريع بعينها وتوجيه الأموال �إىل امل�شاريع املعنية التي هي بحاجة �إىل هذا التمويل‬ ‫عرب �صندوق الأمم املتحدة للتعاون بني دول اجلنوب الذي �أ�س�سته اجلمعية العامة‬ ‫للأمم املتحدة بدعم من الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي و�أطراف‬ ‫�أخرى»‪ .‬وت�ستهدف �أول حملة م�شرتكة يف �إطار هذا الربنامج دولة ال�صومال‪،‬‬ ‫وهي من الدول الأقل منو ًا التي مزقتها ال�صراعات والتي �أثرت على نحو خطري يف‬ ‫املنظومة التعليمية وال�صحية للبالد و�أحوجت النا�س �أ�شد احلاجة �إىل ا�ستعادة �سبل‬ ‫العي�ش و�إعادة الت�أهيل‪ .‬و�سيعمل الربنامج امل�شرتك بني منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫ووحدة التعاون بني دول اجلنوب على تلبية بع�ض من هذه احلاجيات من خالل‬ ‫ترتيبات تقوم على �آلية التعاون بني دول اجلنوب جتمع م�ؤ�س�سات �صومالية و�أخرى‬ ‫تابعة لدول �أع�ضاء يف املنظمة قادرة على بذل امل�ساعدة‪ .‬ويف هذا الإطار‪ُ ،‬ي�ستهدف‬ ‫جمع مبلغ ‪ 20‬مليون دوالر �أمريكي من امل�ساعدات الطوعية‪.‬‬ ‫ووجه ال�سفري كوت�شني دعوة مفتوحة �إىل احلكومات واملنظمات التابعة للأمم‬ ‫املتحدة والقطاع اخلا�ص للم�ساهمة يف هذه الق�ضية اجلديرة بالعناية‪ .‬ويعترب‬ ‫القطاع اخلا�ص على وجه التحديد قادر ًا على القيام بدور كبري يف م�ساعي ا�ستعادة‬ ‫�سبل العي�ش و�إعادة الت�أهيل يف ال�صومال‪� ،‬إذ ي�ستطيع �أن يحدث تغيري ًا جذري ًا يف‬ ‫حتقيق رفاهية �شعب هذا البلد الذي مزقته ال�صراعات‪� ،‬إذا ما هو �أجنز م�شاريع‬ ‫�صغرية لتوظيف ال�شباب والفتيات العاطلني عن العمل من خالل التدريب وبرامج‬ ‫القرو�ض ال�صغرى‪ .‬وينوي الربنامج‪ ،‬بح�سب ال�سفري كوت�شني‪ ،‬بعد االنتهاء من‬ ‫ال�صومال �أن يركز على دول �أخرى يف حاجة ما�سة �إىل امل�ساعدة مثل باك�ستان التي‬ ‫تعاين من �آثار الفي�ضانات‪ ،‬و�أفغان�ستان التي حتتاج �إىل التعايف من مرحلة ما بعد‬ ‫احلرب‪ ،‬ودارفور بال�سودان‪ ،‬ورمبا العراق �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫‪69‬‬


‫�إقت�صاد‬

‫امللتقـى الـرابــع ع�شــر للقطــاع اخلــا�ص لتنميــة‬ ‫ي�سلط ال�ضوء على الفــر�ص والتحديــات �أمـام‬ ‫تعمل الغرفة الإ�سالمية على �إن�شاء �صندوق الوقف والرتويج لثقافة الأوقاف‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫عن توظيف �أموال الزكاة يف تخفيف حدة الفقر‪.‬‬ ‫ثم �ألقى �سعادة الدكتور وليد الوهيب‪ ،‬الرئي�س التنفيذي للم�ؤ�س�سة الإ�سالمية‬ ‫الدولية لتنمية التجارة‪ ،‬كلمة معايل الدكتور �أحمد حممد علي‪ ،‬رئي�س جمموعة‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬التي نوه فيها ب�أهمية تنمية التجارة البينية الإ�سالمية ملا‬ ‫لها من دور كبري يف التنمية وحت�سني تخ�صي�ص املوارد وامل�ساعدة على التخفيف من‬ ‫وط�أة الفقر‪ .‬كما �أكد �أهمية امل�شروعات ال�صغرية واملتو�سطة وت�أثريها يف التجارة‬ ‫واال�ستثمار والتنمية‪.‬‬ ‫كما �ألقى ال�سفري �أحمد احلداد‪ ،‬مدير �إدارة ال�ش�ؤون االقت�صادية يف الأمانة‬ ‫العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ر�سالة معايل الأمني العام للمنظمة‪ ،‬الربوفي�سور‬ ‫�أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ .‬وقد ذكر �أن ر�أ�س مال القطاع اخلا�ص يف الدول الإ�سالمية‬ ‫يتجاوز ما قيمته مائتا مليار دوالر �أمريكي‪ ،‬الأمر الذي مي ّكنه من اال�ضطالع بدور‬ ‫ال�شيخ �سلطان بن حممد بن �سلطان القا�سمي (ي�سار) �أثناء جل�سة االفتتاح‬ ‫املحرك الرئي�سي لال�ستثمار‪ .‬وقال �إن امل�ؤ�س�سات ال�صغرية واملتو�سطة احلجم ت�سهم‬ ‫بقدر هام يف تو�سعة التجارة البينية الإ�سالمية‪� .‬إن حجم التبادالت التجارية جتاوز‬ ‫ال�شارقة ـ الإمارات العربية املتحدة‪:‬‬ ‫قامت الغرفة الإ�سالمية بتنظيم امللتقى الرابع ع�شر للقطاع اخلا�ص لتنمية ما قيمته ‪ 426.75‬مليار دوالر �أمريكي يف عام ‪ 2009‬بزيادة قدرها ‪ 16.65‬يف‬ ‫التجارة البينية واال�ستثمار يف امل�شاريع امل�شرتكة خالل الفرتة من ‪� 24‬إىل ‪� 26‬إبريل املئة من �إجمايل جتارتها اخلارجية مقارنة بعام ‪ ،2004‬حيث �سجلت زيادة بن�سبة‬ ‫‪ 14.44‬يف املئة ‪ .‬كما �أ�شار �إىل اجلهود التي يتم تكثيفها حالي ًا بغية حتقيق الهدف‬ ‫‪ 2011‬يف �إمارة ال�شارقة بدولة الإمارات العربية‪.‬‬ ‫الرئي�سي املحدد يف برنامج العمل الع�شري للمنظمة‪ ،‬وهو بلوغ ن�سبة ‪ 20‬يف املئة من‬ ‫ومت عقد امللتقى حتت الرعاية الكرمية ل�صاحب ال�سمو ال�شيخ الدكتور �سلطان �إجمايل التجارة البينية الإ�سالمية بحلول عام ‪.2015‬‬ ‫بن حممد القا�سمي‪ ،‬ع�ضو املجل�س الأعلى لدولة الإمارات العربية املتحدة حاكم‬ ‫الرتكيز على امل�شاريع ال�صغرية واملتو�سطة‬ ‫ال�شارقة‪ ،‬وبالتعاون مع كل من احتاد غرف التجارة وال�صناعة يف دولة الإمارات‬ ‫تركز اهتمام امللتقى على امل�شاريع ال�صغرية واملتو�سطة وما يتوفر لها من‬ ‫العربية املتحدة‪ ،‬وامل�ؤ�س�سة الإ�سالمية الدولية لتمويل التجارة التابعة ملجموعة البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬وحتت �شعار”امل�شاريع ال�صغرية واملتو�سطة‪ :‬الفر�ص والتحديات فر�ص وما تواجهه من حتديات يف اقت�صاديات الدول الإ�سالمية‪ .‬وت�ألف امللتقى‬ ‫من جل�ستي عمل متخ�ص�صتني‪ ،‬الأوىل حول الفر�ص والتحديات يف قطاع الأعمال‬ ‫يف اقت�صاديات الدول الإ�سالمية”‪.‬‬ ‫بالدول الإ�سالمية‪ ،‬والثانية دور امل�ؤ�س�سات ال�صغرية واملتو�سطة يف تطوير االقت�صاد‬ ‫وح�ضر امللتقى ‪ 450‬موفد ًا ميثلون ‪ 30‬دولة ع�ضو ًا يف منظمة التعاون الإ�سالمي الإ�سالمي‪ :‬جتارب وخربات القطاعني العام واخلا�ص‪.‬‬ ‫وبع�ض الدول غري الأع�ضاء‪� ،‬إ�ضافة �إىل ممثلني للأمانة العامة للمنظمة والبنك‬ ‫وناق�شت اجلل�سة الأوىل التحديات واملعوقات التي يواجهها اال�ستثمار يف الدول‬ ‫الإ�سالمي للتنمية وم�ؤ�س�سات تنموية من تركيا وباك�ستان وال�صني‪.‬‬ ‫ويف الكلمة الرتحيبية التي �ألقاها الأ�ستاذ �أحمد املدفع‪ ،‬ع�ضو جمل�س �إدارة الإ�سالمية‪ ،‬ومت حتليل م�س�ألة ندرة املوارد واملقدرات �أو نق�ص اال�ستثمارات وما �إذا‬ ‫احتاد الغرف الإماراتية‪ ،‬رئي�س غرفة ال�شارقة‪ ،‬رحب بال�سادة احل�ضور يف ال�شارقة‪ ،‬كانت ت�شكل العقبة الرئي�سية التي تعيق النمو االقت�صادي للدول الإ�سالمية‪ ،‬كما‬ ‫وذكر �أن تعزيز الروابط االقت�صادية فيما بني دول منظمة التعاون الإ�سالمي يعتمد �سلطت اجلل�سة ال�ضوء على دور التكنولوجيا والبحث العلمي واقت�صاد املعرفة يف‬ ‫على جناح الغرف التجارية يف م�ساندة القطاع اخلا�ص على اال�ضطالع بدوره يف تطوير اقت�صاديات الدول الإ�سالمية‪ ،‬وا�ستعر�ضت �آفاق التنمية واال�ستثمار والتجارة‬ ‫هذه العملية الهامة‪ .‬كما �أكد �أهمية اللقاءات الثنائية املبا�شرة والرتابط ال�شبكي يف البينية بدول املنظمة‪ ،‬كما خاطبت م�شكلة الأمن الغذائي‪ ،‬وتناولت دور النظام‬ ‫امل�صريف واملايل الإ�سالمي وما حققها من جناحات ميكن تطبيقها يف �أماكن �أخرى‬ ‫زيادة التجارة البينية واال�ستثمارات امل�شرتكة‪.‬‬ ‫من العامل‪ ،‬كذلك ناق�شت اجلل�سة قطاع الأعمال يف الدول الإ�سالمية وما يواجهه‬ ‫وقد �أ�شار الدكتور با�سم عو�ض اهلل‪ ،‬الأمني العام للغرفة الإ�سالمية‪ ،‬يف كلمته من حتديات عديدة تتطلب درا�سات م�ستفي�ضة وو�ضع احللول اال�سرتاتيجية التي من‬ ‫�إىل ما ت�سعى الغرفة الإ�سالمية �إىل حتقيقه‪ ،‬مثل الرتكيز على �إحياء القيم والأخالق �ش�أنها �أن تفتح �آفاق ًا جديدة لال�ستثمار وتعزز االقت�صادات يف امل�ستقبل‪ .‬لقد اتخذت‬ ‫الإ�سالمية يف الأعمال التجارية‪ ،‬واالمتثال بتحري احلالل يف املعامالت كافة‪ ،‬وبوجه بع�ض الدول خطوات رئي�سية يف هذا املجال ب�إطالق مبادرات لتنمية اقت�صاد املعرفة‬ ‫الذي ي�ستند �إىل التكنولوجيا احلديثة والطاقة البديلة واملتجددة‪ .‬و�سوف مينح بع�ض‬ ‫خا�ص يف جمال الأطعمة واملنتجات الغذائية‪.‬‬ ‫ولتحقيق هذه الغاية‪ ،‬ت�سهم الغرفة الإ�سالمية بفاعلية يف �صياغة معايري الدول الإ�سالمية الفر�صة لتحقيق النمو االقت�صادي املن�شود الذي يقود بدوره �إىل‬ ‫احلالل وجميع اخلطوات اخلا�صة مبنح ال�شهادات واالعتماد للأغذية احلالل‪ ،‬كما التنمية ال�شاملة‪ .‬كما تطرقت اجلل�سة �إىل مو�ضوع �آخر‪ ،‬وهو الأمن الغذائي للدول‬ ‫‪70‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬


‫التجــــارة البينيــة واال�ستثـمــار يف امل�شاريـــع امل�شتـــركة‬ ‫امل�شاريع ال�صغرية واملتو�سطة يف الدول الإ�سالمية‬ ‫الأع�ضاء وما هي اخلطوات التي يجب اتخاذها من قبل القطاع اخلا�ص ملعاجلة هذه‬ ‫امل�س�ألة جذري ًا من ا�ست�صالح الأرا�ضي الزراعية واال�ستثمار فيها‪.‬‬ ‫وتناولت اجلل�سة الثانية الدور التنموي للم�ؤ�س�سات ال�صغرية واملتو�سطة‪،‬‬ ‫وا�ستعر�ضت �أهميتها يف دعم االقت�صاد الوطني والتنمية االجتماعية يف دول املنظمة‪،‬‬ ‫كما تطرقت �إىل املبادرات الهادفة �إىل م�ساندة قطاع امل�ؤ�س�سات ال�صغرية واملتو�سطة‬ ‫على م�ستوى القطاعني العام واخلا�ص‪ ،‬وناق�شت بعمق التحديات واملعوقات التي‬ ‫يواجهها هذا القطاع يف دول املنظمة‪ ،‬وم�ساهماته يف تقلي�ص البطالة ومكافحة‬ ‫الفقر ودورها يف دعم امل�ؤ�س�سات الكبرية‪ .‬وقدم ممثلو كل من باك�ستان وبنغالدي�ش‬ ‫والعراق وكازاخ�ستان و�أذربيجان والكويت وال�سودان ودولة الإمارات العربية املتحدة‬ ‫عرو�ض ًا حول جتارب دولهم يف تنمية امل�ؤ�س�سات ال�صغرية واملتو�سطة‪.‬‬ ‫و�إدراك ًا لأهمية اللقاءات املبا�شرة لتعزيز العالقات بني �أ�صحاب الأعمال‪ ،‬مت‬ ‫تخ�صي�ص جل�سة كاملة للقاءات املبا�شرة غطت قطاعات خمتلفة‪.‬‬ ‫التو�صيات‬ ‫• بالنظر �إىل �أهمية دور امل�ؤ�س�سات ال�صغرية واملتو�سطة يف دفع عجلة‬ ‫التنمية االقت�صادية‪ ،‬مت ت�أكيد احلاجة �إىل تهيئة بيئة مالئمة لهذا القطاع‪ ،‬مثل‬ ‫توفري الت�شريعات ال�ضرورية التي ت�سهم يف تطوير وم�ساندة امل�ؤ�س�سات ال�صغرية‬ ‫واملتو�سطة‪.‬‬ ‫• ت�أكيد احلاجة �إىل ال�شراكة بني القطاعني العام واخلا�ص حتى يت�سنى‬ ‫للقطاع اخلا�ص حت�سني الدور املنوط به يف تنفيذ اخلطة التنموية‪.‬‬ ‫• دعا امللتقى �إىل امل�شاركة يف م�شاريع وبرامج الغرفة الإ�سالمية‪ ،‬مثل‬ ‫الهيئة العاملية للزكاة‪ ،‬واحتاد �أ�صحاب الأعمال‪ ،‬بغية تطوير امل�ؤ�س�سات ال�صغرية‬ ‫واملتو�سطة‪.‬‬ ‫• احلاجة �إىل �إن�شاء م�ؤ�س�سات م�ساندة تُعنى مب�صالح امل�ؤ�س�سات ال�صغرية‬ ‫واملتو�سطة‪ ،‬يف تلك الدول التي ال يوجد فيها مثل هذا النوع من امل�ؤ�س�سات‪ ،‬على �أن‬ ‫تزود بالكوادر ذات الكفاءة واملوارد الالزمة لكي تخدم �أ�صحاب الأعمال يف امل�سائل‬ ‫التنظيمية‪ ،‬والأمور الإدارية‪ ،‬ونقل التكنولوجيا‪ ،‬وتطوير املنتجات والت�سويق والتمويل‬ ‫والتدريب الفني والإداري‪ ،‬ف�ض ًال عن الأمن الغذائي وما �إىل ذلك من امل�سائل ذات‬ ‫ال�صلة بتنمية وتطوير امل�ؤ�س�سات ال�صغرية واملتو�سطة‪.‬‬ ‫• بالنظر �إىل فوائد �أ�سلوب احللقات يف تطوير امل�ؤ�س�سات ال�صغرية‬ ‫واملتو�سطة‪ ،‬دعا امللتقى احلكومات �إىل تبنى برامج تُ�شجع امل�ؤ�س�سات ال�صغرية‬ ‫واملتو�سطة على تبني �أ�سلوب ت�شكيل احللقات‪ .‬وبذلك ميكن �إدخال مفهوم «قرية‬ ‫واحدة منتج واحد»‪ ،‬لتطوير التخ�ص�ص وحفظ التميز للمن�ش�آت يف قرية معينة‪ ،‬هذا‬ ‫من �ش�أنه �أن ي�ساعد على ا�ستغالل املهارات التقليدية لأ�صحاب الأعمال‪ ،‬وي�سهم يف‬ ‫�إنعا�ش املنتجات املحلية‪ ،‬ف�ض ًال عن تطوير االقت�صادات الوطنية‪.‬‬ ‫• �أخذ ًا يف احل�سبان لل�صعوبات املالية التي تواجهها امل�ؤ�س�سات ال�صغرية‬ ‫واملتو�سطة ب�سبب النق�ص يف وجود امل�ؤ�س�سات املالية يف العديد من دول منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ينبغي التوعية بوجه عام حول اال�ستغالل الأمثل خلدمات‬ ‫جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية املخ�ص�صة ل�صالح تنمية امل�ؤ�س�سات ال�صغرية‬ ‫واملتو�سطة‪ .‬ويف هذا ال�سياق‪ ،‬نا�شد امللتقى البنك الإ�سالمي للتنمية بزيادة التوعية‬ ‫بخدماته لدى الدول الأع�ضاء لكي يت�سنى حتقيق اال�ستفادة الق�صوى منها‪.‬‬

‫• �شدد امللتقى على �ضرورة �إن�شاء حا�ضنات تكنولوجية لتقنني الإبداعات فيما‬ ‫بني دول منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬والرتويج حلا�ضنات الأعمال لت�سهم يف تعزيز‬ ‫التبادل التجاري بني الدول الأع�ضاء‪ ،‬وذلك من خالل توفري خدمات احل�ضانة‬ ‫مل�شاريع �صغرية ومتو�سطة‪ ،‬مع تزويدها باملعلومات وامل�ساندة الالزمة لت�سهم يف‬ ‫زيادة عمليات ال�صادرات والواردات فيما بني الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫• منا�شدة القطاع اخلا�ص على تطوير ال�صناعات الزراعية من خالل دعم‬ ‫�صغار املزارعني الذين ميكنهم امل�ساهمة بالإنتاج املكثف للفدان الواحد وامل�ساهمة‬ ‫بذلك يف النمو االقت�صادي والأمن الغذائي للدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫• منا�شدة البنك الإ�سالمي للتنمية با�ستك�شاف فر�ص توفري خطوط متويل‬ ‫جتاري من خالل البنوك املحلية ل�صالح القطاع اخلا�ص يف دول املنظمة‪ ،‬مع تركيز‬ ‫خا�ص على الدول الأع�ضاء يف �آ�سيا الو�سطى و�إفريقيا‪.‬‬ ‫• دعا امللتقى دول املنظمة �إىل ت�شجيع القطاع اخلا�ص لديها على اال�ستفادة‬ ‫من نظام الأف�ضليات التجارية الذي ي�شمل الأف�ضليات التعرفية وغري التعرفية‪،‬‬ ‫والذي من �ش�أنه �أن يي�سر احل�صول على مدى وا�سع من املنتجات ويو�سع �إطار �سوق‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫• نا�شد امللتقى القطاع اخلا�ص على تطوير ا�ستثماراته يف دول املنظمة‪،‬‬ ‫وبخا�صة يف قطاع الزراعة و�صناعة الأغذية واملنتجات الزراعية‪.‬‬ ‫• �إدراك ًا لأهمية دور الإعالم وتكنولوجيا املعلومات دعا امللتقى �إىل حتقيق‬ ‫اال�ستفادة الق�صوى من هذه الو�سائل يف ترويج وتنمية �أو�ضاع امل�ؤ�س�سات ال�صغرية‬ ‫واملتو�سطة‪ ،‬وتوفري احتياجاتها وتقدمي احللول املنا�سبة لها‪.‬‬ ‫• ثـ ّمـن امل�شاركون عالي ًا النداء الذي قدمه �سمو ال�شيخ �سلطان بن حممد بن‬ ‫�سلطان القا�سمي‪ ،‬ويل العهد ونائب حاكم ال�شارقة‪ ،‬على تبني ر�ؤية �شاملة لتو�سيع‬ ‫�آفاق التعاون االقت�صادي والثقايف واالجتماعي فيما بني دول املنظمة‪ ،‬حيث �أكد‬ ‫�سموه �أهمية اال�ستفادة من الفر�ص والإمكانات الكامنة والتي �سوف تعزز و�ضع هذه‬ ‫الدول على امل�ستويني الإقليمي والدويل‪ ،‬و�أكد امل�شاركون على �ضرورة �إجراء املتابعة‬ ‫الالزمة بوجه عام مع منظمة التعاون الإ�سالمي لتلبية هذا النداء‪.‬‬ ‫• �أكد امل�شاركون �ضرورة حتديد الو�سائل والآليات املطلوبة لال�ستفادة من‬ ‫ا�سرتاتيجيات منظمة التعاون الإ�سالمي مبا فيها االتفاقيات متعددة الأطراف‪ ،‬التي‬ ‫تهدف �إىل تعزيز التعاون الإ�سالمي يف املجاالت املعينة‪،‬كما نا�شدوا الغرف الوطنية‬ ‫واحتادات الغرف التجارية وال�صناعية على التعاون مع الغرفة الإ�سالمية يف ت�شجيع‬ ‫�أع�ضائها ومنت�سبيها على العمل لتحقيق هذه الر�ؤية‪.‬‬ ‫• �أكد امل�شاركون �أهمية االلتزام مبعايري اجلودة يف قطاعات الت�صنيع‬ ‫واخلدمات يف الدول الإ�سالمية كي يت�سنى لهم تو�سيع فر�ص الولوج �إىل �أ�سواق‬ ‫جديدة وحت�سني حجم التجارة البينية الإ�سالمية‪.‬‬ ‫• �أعرب امل�شاركون عن عميق تقديرهم وجزيل �شكرهم للمبادرة التي‬ ‫�أطلقتها �إمارة ال�شارقة عن طريق غرفة ال�شارقة ب�ش�أن �إن�شاء مركز �إ�سالمي دائم‬ ‫للمعار�ض والتجارة يف �إمارة ال�شارقة لرتويج منتجات وخدمات الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫• �أكد امل�شاركون �أهمية ائتمان ال�صادرات ك�آلية �أ�سا�سية لتعزيز التبادالت‬ ‫التجارية فيما بني دول املنظمة‪ ،‬ونا�شدوا الدول الأع�ضاء على ت�أ�سي�س وكاالت �ضمان‬ ‫وطنية لتح�سني تعاونها مع امل�ؤ�س�سة الإ�سالمية لت�أمني اال�ستثمار وائتمان ال�صادرات‬ ‫لال�ستفادة من خدماتها ل�صالح امل�صدرين وامل�ستثمرين وامل�ؤ�س�سات املالية‪.‬‬ ‫‪71‬‬


‫�إقت�صاد‬

‫ثورة ليبيا تع ّمق من جراح االقت�صاد التون�سي‬ ‫تون�س (د ب �أ)‪:‬‬

‫ع ّمقت الثورة الليبية من جراح‬ ‫االقت�صاد التون�سي الذي مير ب�صعوبات‬ ‫كبرية ج ّراء اال�ضطرابات التي �شهدتها‬ ‫البالد قبل و�أثناء وبعد الثورة‪ ،‬التي‬ ‫�أطاحت يوم ‪ 14‬يناير ‪ ،2011‬بالرئي�س‬ ‫التون�سي زين العابدين بن علي‪.‬‬ ‫وتُعتبرَ ليبيا �أول �شريك اقت�صادي‬ ‫عربي و�إفريقي لتون�س واخلام�س عاملي ًا‬ ‫بعد فرن�سا و�إيطاليا و�أملانيا و�إ�سبانيا‪.‬‬ ‫ويبلغ حجم التبادل التجاري ال�سنوي بني‬ ‫البلدين نحو ملياري دوالر‪.‬‬ ‫ويخ�شى خرباء اقت�صاديون من تفاقم ال ّت�أثريات ال�سلبية للأو�ضاع املتدهورة‬ ‫يف ليبيا على االقت�صاد التون�سي‪ .‬وتقع ليبيا جنوب �شرق تون�س‪ ،‬ويرتبط البـ َلـدان‬ ‫بحدود برية م�شرتكة طولها‪ 459 ‬كيلومرت ًا‪ .‬ويوجد على طول هذه احلدود معربان‬ ‫م�شرتكان‪ ،‬هما معرب را�س جدير الرئي�سي (‪ 580‬كلم جنوب �شرق العا�صمة تون�س)‬ ‫ومعرب الذهيبة الفرعي (‪ 530‬كلم جنوب �شرق العا�صمة تون�س)‪.‬‬ ‫وت�صل �أغلب ال�صادرات التون�سية �إىل ليبيا عرب منفذ را�س جدير‪ .‬وقبل اندالع‬ ‫الثورة يف تون�س وليبيا‪ ،‬كان يعرب منفذ را�س جدير يومي ًا وخالل �أوقات الذروة نحو‬ ‫‪� 18‬ألف �شخ�ص و‪� 7‬آالف �سيارة و‪� 400‬شاحنة (يف االجتاهني) بح�سب �إح�صائيات‬ ‫ر�سمية تون�سية‪.‬‬ ‫وتقول تون�س �إن نحو ‪� 60‬ألف تون�سي يقيمون يف ليبيا‪ ،‬لكن م�صادر غري حكومية‬ ‫تقدّر عدد ه�ؤالء ب�أكرث من مئة �ألف باعتبار �أن ع�شرات الآالف من التون�سيني يعي�شون‬ ‫يف ليبيا دون ت�سجيل �أ�سمائهم لدى قن�صليات بالدهم‪.‬‬ ‫وي�ستفيد نحو مليون تون�سي ب�شكل مبا�شر وغري مبا�شر من التجارة املوازية‬ ‫(غري ّ‬ ‫املنظمة قانوني ًا) مع ليبيا‪� ،‬إذ ي�شرتي جتار احلقائب التون�سيون من نظرائهم‬ ‫الليبيني ب�ضائع ا�ستوردتها ليبيا من ال�صني ودول �شرق �آ�سيا وتركيا (املالب�س‬ ‫و�إطارات ال�سيارات وال�سجائر واملنتجات الإلكرتونية‪ )...‬لبيعها يف �أ�سواق منت�شرة‬ ‫بعدة مدن تون�سية ُيطلق عليها ا�سم �أ�سواق ليبيا‪.‬‬ ‫وتعترب مدينة بن قردان (‪ 500‬كلم جنوب �شرق العا�صمة تون�س) �أكرب �سوق‬ ‫تون�سية لل�سلع الليبية‪.‬‬ ‫تُـ َعـ ّد ليبيا الرئة االقت�صادية الوحيدة ملدينة بن قردان التون�سية التي يقطنها‬ ‫‪� 60‬ألف �ساكن يعي�ش �أغلبهم على التجارة املوازية مع ليبيا‪ .‬وقد وجدت مدينة بن‬ ‫قردان نف�سها اليوم مالذ ًا لع�شرات �آالف الالجئني الأجانب الفارين من ليبيا‪.‬‬ ‫وو�صف النقابي ح�سني بالطيب املقيم يف بن قردان الو�ضع االقت�صادي يف‬ ‫املدينة بالكارثي بعد توقف حركة التجارة مع ليبيا‪.‬‬ ‫تراجع �صادرات تون�س نحو ليبيا‬ ‫�أعلن نا�صر الو�سالتي‪ ،‬مدير عام التجارة اخلارجية بوزارة التجارة التون�سية‪،‬‬ ‫�أن �صادرات تون�س �إىل ليبيا انخف�ضت خالل ال�شهرين الأولني من ‪ 2011‬بن�سبة‬ ‫‪ 22.5‬يف املئة بعد �أن تراجعت �إىل ‪ 115‬مليون دينار تون�سي (نحو ‪ 58‬مليون يورو)‬ ‫مقابل ‪ 149‬مليون دينار تون�سي (نحو ‪ 75‬مليون يورو) مقارنة بالفرتة نف�سها من‬ ‫عام ‪.2010‬‬ ‫وقال علي الذوادي‪ ،‬رئي�س الغرفة التجارية التون�سية الليبية‪ ،‬لوكالة الأنباء‬ ‫‪72‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫الأملانية (د‪.‬ب‪.‬ا) �إن ‪ 1200‬م�ؤ�س�سة‬ ‫اقت�صادية تون�سية تتعامل مع ال�سوق‬ ‫الليبية‪� ،‬أغلبها م�ؤ�س�سات �صغرية‬ ‫ومتو�سطة‪.‬‬ ‫ولفت الذ ّوادي �إىل �أن ن�شاط العديد‬ ‫من هذه امل�ؤ�س�سات �أ�صيب «ب�شلل تام»‬ ‫ب�سبب الظروف الأمنية املتدهورة يف‬ ‫ليبيا‪ ،‬الفت ًا �إىل �أنّ امل�ؤ�س�سات التي‬ ‫تتعامل مع ال�سوق الليبية ب�شكل ح�صري‪،‬‬ ‫و�شركات املقاوالت التي تنجز م�شاريع‬ ‫يف ليبيا هي الأكرث ت�ضر ّر ًا من الو�ضع‬

‫الأمني املتدهور يف اجلارة النفطية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وعطل انفالت الو�ضع الأمني يف ليبيا حركة الت�صدير والتوريد‪ ،‬و�أربك ن�شاط‬ ‫امل�صارف وامل�ؤ�س�سات االقت�صادية الليبية التي مل ت�صرف امل�ستحقات املالية‬ ‫لل�شركات التون�سية‪ ،‬وهو ما �أ�صاب الأخرية ب�أزمة �سيولة مالية جعلتها عاجزة عن‬ ‫دفع رواتب املوظفني و�سداد ديونها البنكية ‪.‬‬ ‫ت�ضرر �سوق ال�سياحة واال�ست�شفاء‬ ‫يف الأعوام الأخرية‪� ،‬أ�سهم تدفق �أعداد عالية من ال�سياح الليبيني‪� ،‬إىل جانب‬ ‫اجلزائريني‪ ،‬يف �إنقاذ قطاع ال�سياحة التون�سي من �سنوات عجاف نتيجة تراجع‬ ‫توافد ال�سياح الأوروبيني على تون�س‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وتقول احلكومة �إن تون�س ت�ستقبل �سنويا نحو مليون ون�صف مليون �سائح ليبي‪،‬‬ ‫و�إن الليبيني �أكرث �إنفاق ًا من نظرائهم الأوروبيني‪ .‬و�أ ّثر الرتاجع احلاد يف توافد‬ ‫ال�سياح الليبيني والأجانب على تون�س يف مداخيل ال�سياحة التون�سية التي انخف�ضت‬ ‫بن�سبة ‪ 40‬يف املئة خالل ال�شهرين الأولني من العام احلايل (‪ .)2011‬‬ ‫وال يزور الليبيون تون�س من �أجل ال�سياحة فقط‪ ،‬بل لال�ست�شفاء �أي�ض ًا‪ ،‬حيث‬ ‫يق�صد ع�شرات الآالف منهم امل�صحات التون�سية اخلا�صة من �أجل اال�ستفادة من‬ ‫اخلدمات ال�صحية املتطورة يف تون�س‪.‬‬ ‫للم�صحات اخلا�صة‪� ،‬أن ا�ست�شفاء‬ ‫و�أعلن �أبو بكر زخامة‪ ،‬رئي�س الغرفة التون�سية‬ ‫ّ‬ ‫الليبيني يف م�صحات تون�س يو ّفر للبالد مداخيل مالية �سنوية بقيمة ‪ 350‬مليون‬ ‫دينار (نحو ‪ 150‬مليون يورو)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقال �إن هذه امل�صحات تواجه �صعوبات كبرية جدا‪ ،‬و�إنها باتت «مهددة‬ ‫بالإفال�س»‪.‬‬ ‫احلكومة تبحث عن حلول‬ ‫�أعلن احلبيب الهمامي‪ ،‬مدير املمثلية التجارية التون�سية يف طرابل�س‪� ،‬أن مركز‬ ‫النهو�ض بال�صادرات التون�سي �أحدث‪ ،‬بداية مار�س ‪« ،2011‬خلية م�ساندة» لتقدمي‬ ‫العون للم�ؤ�س�سات التون�سية التي ترغب يف ّ‬ ‫«االطالع على ظروف الت�صدير باجتاه‬ ‫ال�سوق الليبية»‪.‬‬ ‫و�أو�ضح نا�صر الو�سالتي‪ ،‬مدير عام التجارة اخلارجية بوزارة التجارة‬ ‫التون�سية‪� ،‬أن احلكومة �ستتدخل مل�ساعدة ‪ 80‬م�ؤ�س�سة ت�ؤ ّمـن جمتمعة ‪ 50‬يف املئة من‬ ‫�صادرات تون�س نحو ليبيا‪.‬‬ ‫واقرتح علي الذوادي‪ ،‬رئي�س الغرفة التجارية التون�سية الليبية‪� ،‬إعادة جدولة‬ ‫الديون البنكية للم�ؤ�س�سات التون�سية املت�ضررة من تعطل �صادراتها نحو ليبيا وت�أخري‬ ‫دفع ما هو م�ستوجب عليها من نفقات ال�ضمان االجتماعي‪.‬‬


‫املنتدى االقت�صادي الإ�سالمي العاملي ال�سابع ي�ؤكد‬ ‫�أهمية بناء التوافق ملعاجلة االحتياجات االجتماعية واالقت�صادية امللحة‬ ‫�أ�ستانا ـ كازاخ�ستان‪:‬‬

‫ُعقد املنتدى االقت�صادي الإ�سالمي العاملي ال�سابع يف الفرتة ما بني ‪9-7‬‬ ‫يونيو ‪ 2011‬يف �أ�ستانا بكازاخ�ستان يف ظل ظروف عاملية �صعبة‪ ،‬وركز املنتدى على‬ ‫بناء توافق يف الآراء حول مناهج عملية ومبتكرة ملعاجلة االحتياجات االجتماعية‬ ‫واالقت�صادية امللحة التي ت�ؤثر يف العامل الإ�سالمي‪ ،‬م�سلط ًا ال�ضوء على مو�ضوع‬ ‫«عوملة النمو‪ :‬ات�صال ومناف�سة وتعاون»‪.‬‬ ‫وافتتح املنتدى نور �سلطان نزار باييف‪ ،‬رئي�س جمهورية كازاخ�ستان‪ ،‬وح�ضره‬ ‫�أي�ض ًا �سعادة الرئي�س �إ�سماعيل عمر جيلة رئي�س جيبوتي‪ ،‬ورئي�س وزراء كازاخ�ستان‬ ‫كرمي ما�سيموف‪ ،‬ورئي�س وزراء ماليزيا داتو �سري جنيب تون عبد الرزاق‪ ،‬ورئي�س‬ ‫وزراء طاجيك�ستان عقيل عقيلوف‪ ،‬ونائب الرئي�س الإندوني�سي الأ�ستاذ الدكتور‬ ‫بويديونو‪ ،‬ونائب رئي�س الوزراء العراقي روز نوري �شاوي�س‪ ،‬والنائب الأول لرئي�س‬ ‫الوزراء القرغيزي �أموربيك بابانوف‪ ،‬وقادة �سابقون‪ ،‬ورئي�س البنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية‪ ،‬ووزراء‪ ،‬وم�س�ؤولون تنفيذيون كبار ل�شركات رائدة‪ ،‬ومفكرون كبار من‬ ‫القطاعني اخلا�ص والعام‪� ،‬إ�ضافة �إىل ممثلني عن �أهل الفن والإبداع‪.‬‬ ‫واجتذب املنتدى �أكرث من ‪ 2500‬مندوب من ‪ 42‬بلد ًا‪ ،‬و ناق�ش مو�ضوعات‬ ‫بـ ّنـاءة حول تطوير القيادة‪ ،‬ودعم امل�شاريع وال�شركات ال�صغرية واملتو�سطة‪ ،‬ومتكني‬ ‫�سيدات الأعمال‪ ،‬وعوملة ال�صريفة والتمويل الإ�سالميني‪ ،‬وتعزيز الأمن الغذائي و�أمن‬ ‫الطاقة‪ ،‬وا�ستغالل قطاع املنتوجات احلالل‪ ،‬واال�ستثمار يف تطوير البنية التحتية‪،‬‬ ‫وا�ستغالل م�صادر الطاقة البديلة وحتديث امل�ؤ�س�سات ال�صغرية واملتو�سطة‪.‬‬ ‫وقال رئي�س كازاخ�ستان نور �سلطان نزارباييف يف كلمته االفتتاحية «�إننا نقرتح‬ ‫�إن�شاء منرب للحوار بني االقت�صادات الإ�سالمية الع�شرة الأوىل يف �إطاراملنتدى‬ ‫االقت�صادي اال�سالمي العاملي‪� .‬إن موارد بلدنا ت�سمح لنا ب�إن�شاء جتمع مايل قوي‬ ‫للتعاون من �أجل اال�ستثمار‪ .‬وملا كانت بع�ض الدول الإ�سالمية متخلفة عن ريادة‬ ‫الركب العلمي والتقني‪ ،‬ف�أنا �أقرتح �إن�شاء مركز دويل لالبتكارات ي�شارك فيه من‬ ‫يرغب من البلدان الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي»‪.‬‬ ‫و�أ�شار الرئي�س �إىل �أن دعم ال�شركات ال�صغرية واملتو�سطة يتطلب �إن�شاء‬ ‫جمموعة عمل خا�صة يف �إطار املنتدى االقت�صادي الإ�سالمي العاملي‪ ،‬ومناق�شة �إن�شاء‬ ‫�صندوق خا�ص بال�شركات ال�صغرية واملتو�سطة تابع للبنك الإ�سالمي للتنمية‪.‬‬ ‫وقال نور �سلطان نزارباييف «�إننا مهتمون بالتعاون مع الدول اال�سالمية‬ ‫وبا�ستقطاب التمويل الإ�سالمي‪ .‬ووفق ًا للخرباء من املحتمل �أن تبلغ تدفقات‬ ‫اال�ستثمارات الإ�سالمية �إىل كازاخ�ستان ‪ 10‬مليارات دوالر يف غ�ضون ال�سنوات‬ ‫املقبلة‪ .‬فتوافر نظم االت�صاالت والنقل واخلدمات اللوج�ستية �شرط �ضروري لتو�سيع‬ ‫التعاون التجاري واالقت�صادي بني بلداننا‪ .‬وكازاخ�ستان ت�ستغل بن�شاط موقعها‬ ‫اجلغرايف واالقت�صادي لتطوير معرب دويل بني غرب كازاخ�ستان و�أوروبا الغربية»‪.‬‬ ‫وعر�ض رئي�س البنك الإ�سالمي للتنمية م�شاركة البنك يف متويل م�شروع لبناء‬ ‫خط �سكة حديد يبلغ طوله ‪ 963‬كلم يربط بني كازاخ�ستان وتركمان�ستان و�إيران‪،‬‬ ‫وتقدر تكلفته الإجمالية بنحو ‪ 1.5‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫واقرتح الرئي�س نور �سلطان نزارباييف �إن�شاء «�صندوق �إقليمي للمعونة الغذائية»‬

‫داخل منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬و�أ�ضاف قائ ًال‪�« :‬أقرتح لتعزيز الأمن الغذائي و�ضع‬ ‫نظام للمعونة الغذائية يف �إطار منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬يكون مدعوم ًا ب�إن�شاء‬ ‫�صندوق �إقليمي يف �إطار منظومة البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬على غرار منظمة‬ ‫الأغذية والزراعة (الفاو)‪ ،‬و�إحداث �آلية لتجميع الغذاء فيما بني الدول الأع�ضاء يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي»‪.‬‬ ‫وعر�ض الرئي�س �أن يكون مقر هذا ال�صندوق يف كازاخ�ستان‪ ،‬البلد الذي يجتهد‬ ‫يف جمال تطوير �إمكانيات ت�صدير املواد الغذائية‪.‬‬ ‫كما عر�ضت كازاخ�ستان �إن�شاء جمل�س علمي يف �إطار منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫يقدم امل�شورة �إىل جلان املنتجات الغذائية احلالل يف جميع �أنحاء العامل‪ ،‬على �أن‬ ‫ي�ضم املجل�س يف ع�ضويته‪� ،‬إ�ضافة �إىل علماء ال�شريعة‪ ،‬خرباء متخ�ص�صني يف جمال‬ ‫الطب وعلم الوراثة‪ ،‬وتوحيد املقايي�س‪ ،‬و�إ�صدار ال�شهادات وغريها من املجاالت‪.‬‬ ‫وخدمة لهدف املنتدى الذي هو «عوملة النمو» وحتقيق منو من�صف وم�ستدام يف‬ ‫الآن ذاته‪� ،‬أو�صى املنتدى باعتماد الأولويات الأ�سا�سية التالية‪:‬‬ ‫‪� .1‬ضرورة الت�أ�سي�س حلكامة جيدة متار�سها احلكومات والقطاع اخلا�ص‬ ‫على حد �سواء؛‬ ‫‪ .2‬زيادة حترير التجارة واال�ستثمار والثقافة واملعرفة وتدفق العمالة داخل‬ ‫البلدان الإ�سالمية على ال�صعيد الإقليمي و�شبه الإقليميي ومع بقية العامل؛‬ ‫‪ .3‬الرتويج لإن�شاء امل�شاريع االجتماعية باعتبارها مبادرة للتنمية‬ ‫االجتماعية تقوم على مبد�إ الإيثار‪ ،‬وتطويرها يف املجتمعات الإ�سالمية‪ ،‬ور�صد‬ ‫املوارد لتعزيز مثل هذه املبادرة وال �سيما لفائدة ال�شباب والن�ساء؛‬ ‫‪� .4‬ضرورة تعاون البلدان الإ�سالمية والتجمعات �شبه الإقليمية لتطوير‬ ‫خرائط طريق «للنمو الأخ�ضر» ت�شمل جماالت الطاقة والأمن الغذائي والبيئة؛‬ ‫‪ .5‬دعم تنمية اقت�صاد املنتجات احلالل من خالل التعاون على تطوير‬ ‫معايري النزاهة يف جمال �صناعة املنتجات احلالل وحتقيق التقارب مع �صلب‬ ‫االقت�صاد ال�سائد؛‬ ‫‪� .6‬صياغة �إطار تنظيمي موحد لت�سريع منو ال�صريفة والتمويل الإ�سالميني‬ ‫على م�ستوى العامل‪ ،‬مبا يف ذلك �أن�شطة التمويل الأ�صغر املطابقة لأحكام ال�شريعة‬ ‫الإ�سالمية؛‬ ‫‪ .7‬تعزيز �شراكات القطاعني العام واخلا�ص لتطوير البنية التحتية‬ ‫والتعليم وال�سياحة‪ ،‬والرعاية ال�صحية‪ ،‬وتنمية املهارات يف اقت�صادات البلدان‬ ‫النامية حت�سينا لكفاءة التنفيذ والإجناز؛‬ ‫‪ .8‬ت�أكيد �أهمية االبتكار واملناف�سة والتعاون ونقل املعرفة ك�أهداف حمورية‬ ‫لتطوير م�ؤ�س�سات �صغرية ومتو�سطة ناجحة و�أرباب م�شاريع رائدين‪.‬‬ ‫وقد رحب املنتدى بعر�ض الرئي�س الكازاخ�ستاين نور �سلطان نزارباييف للنظر‬ ‫يف �إمكانية �إن�شاء «حمور االبتكار يف العلوم والتكنولوجيا»‪ ،‬وما عر�ضه رئي�س البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية من اقرتاح للعمل بني الدول الأع�ضاء واملنتدى االقت�صادي‬ ‫الإ�سالمي العاملي لتحديد م�شاريع معينة �إ�ضافية‪ ،‬و�إعداد تقرير �سنوي ُيقدم �إىل‬ ‫املنتدى حول التقدم الذي �أحرزوه يف هذا ال�صدد‪.‬‬ ‫‪73‬‬


‫�إقت�صاد‬

‫تطوير النظام الأ�سا�سي للغرفة الإ�سالمية لزيادة التجارة البينية‬ ‫عـ ّمـان ـ الأردن‪:‬‬ ‫قرر جمل�س �إدارة الغرفة الإ�سالمية للتجارة‬ ‫وال�صناعة برئا�سة ال�شيخ �صالح كامل‪ ،‬يف اجتماعه‬ ‫الذي اختتم �أعماله بالعا�صمة الأردنية عـ ّمـان‬ ‫مب�شاركة ‪ 30‬دولة �إ�سالمية‪ ،‬ت�شكيل جلنة برئا�سة‬ ‫�أحمد الوكيل نائب رئي�س احتاد الغرف الإ�سالمية‬ ‫ورئي�س احتاد الغرف امل�صرية لتطوير النظام‬ ‫الأ�سا�سي للغرفة من �أجل حتقيق �آمال الأمة‬ ‫الإ�سالمية بتحقيق التكامل االقت�صادي بني دول‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وزيادة حجم التجارة‬ ‫البينية بني الدول الإ�سالمية من نحو ‪ 12‬يف املئة‬ ‫من حجم جتارتها العاملية �إىل �أكرث من ‪ 25‬يف املئة‬ ‫خالل ‪� 3‬سنوات‪ ،‬وذلك من خالل و�ضع �آليات جديدة‬ ‫ت�سمح بن�شر فر�ص التجارة واال�ستثمار املتاحة يف‬ ‫الدول الإ�سالمية‪ ،‬وتوفري التمويل املنا�سب لهذه‬ ‫الفر�ص‪.‬‬ ‫وقرر جمل�س الإدارة الإبقاء على مقر الغرفة‬ ‫الإ�سالمية يف كرات�شي على �أن يتم افتتاح مقر‬

‫للعمليات بالعا�صمة القطرية الدوحة‪ ،‬وتتحمل‬ ‫دولة قطر جميع تكاليف �إقامة املقر وم�صروفاته‪.‬‬ ‫وخ�ص�ص ال�شيخ �صالح كامل رئي�س الغرفة‬ ‫الإ�سالمية‪ ،‬من جانبه‪ ،‬مبلغ ‪ 7‬ماليني ريال �سعودي‬ ‫كوقف للإنفاق على الغرفة الإ�سالمية‪ ،‬على �أن يتم‬ ‫ا�ستثماره وفق النظم الإ�سالمية‪ ،‬م�ؤكد ًا قدرته على‬ ‫ا�ستثمار هذا املبلغ بعائد ا�ستثماري ال يقل عن ‪10‬‬ ‫يف املئة �سنوي ًا‪.‬‬ ‫وطالب جمل�س �إدارة الغرفة من الدول‬ ‫الإ�سالمية �أع�ضاء منظمة التعاون الإ�سالمي �ضرورة‬ ‫تفعيل نظام الأف�ضليات التجارية بني دول املنظمة‪،‬‬ ‫و�سرعة ت�صديقه من برملانات هذه الدول من �أجل‬ ‫دفع التعاون االقت�صادي بني الدول الإ�سالمية‪.‬‬ ‫و�أكد احتاد الغرف الإ�سالمية يف ختام �أعماله‬ ‫�أن البطالة بني ال�شباب العربي والإ�سالمي هي‬ ‫املحرك الأ�سا�سي لكل الثورات واالنتفا�ضات التي‬ ‫متر بها املنطقة‪ ،‬حمم ًال جمتمع الأعمال م�س�ؤولية‬ ‫توفري فر�ص العمل من خالل زيادة اال�ستثمار‬ ‫و�إعمار الأر�ض‪.‬‬

‫ال�شيخ �صالح كامل‬

‫م�ؤمتر اال�ستثمار يف الدول الإ�سالمية يو�صي ب�إن�شاء �صندوق مل�ساعدة نازحي ليبيا‬ ‫عـ ّمـان ـ الأردن‪:‬‬

‫�أو�صى امل�شاركون يف م�ؤمتر اال�ستثمار يف الدول الإ�سالمية الذي ُعقد يف‬ ‫العا�صمة الأردنية عـ ّمـان ب�إن�شاء �صندوق مل�ساعدة النازحني من ليبيا وتقدمي‬ ‫امل�ساعدات الإن�سانية الالزمة لهم‪.‬‬ ‫كما �أو�صى امل�شاركون بامل�ؤمتر الذي نظمته غرفة جتارة الأردن بالتعاون مع‬ ‫الغرفة الإ�سالمية للتجارة وال�صناعة ببذل املزيد من اجلهود بني الدول الإ�سالمية‬ ‫لتحقيق التكامل االقت�صادي وو�ضع احللول العملية للتحديات التي فر�ضتها‬ ‫امل�ستجدات االقت�صادية على ال�ساحة العاملية‪.‬‬ ‫وطالب امل�شاركون الدول الإ�سالمية بتبني ا�سرتاتيجيات اقت�صادية م�شرتكة‬ ‫تعمل على حتقيق املزيد من التعاون امل�شرتك وتنفيذ �سائر اتفاقيات منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي املتعلقة بال�ش�أن االقت�صادي والتجاري والتي ت�شكل الإطار الأ�سا�سي لتفعيل‬ ‫التعاون االقت�صادي والتجاري بني الدول الأع�ضاء‪ .‬كما �أو�صوا كذلك ب�ضرورة �إيجاد‬ ‫الآليات ورفع حجم اال�ستثمارات امل�شرتكة يف املجاالت ال�صناعية اخلدمية من خالل‬ ‫و�ضع امل�شاريع وال�شراكات الإ�سرتاتيجية والربامج التنموية التي تهدف �إىل حت�سني‬ ‫م�ستوى احلياة‪ ،‬واال�ستغالل الأمثل للفر�ص‪.‬‬ ‫و�أ�شاروا �إىل �أهمية فتح �آفاق جديدة للتعاون االقت�صادي والتجاري‬ ‫واال�ستثماري بني الدول الإ�سالمية وبناء �شراكات بني رجال الأعمال وامل�ؤ�س�سات‬ ‫املالية يف القطاعات التنموية واخلدمية يف �إطار ر�ؤية وا�ضحة تتجه نحو اال�ستثمار‬ ‫اال�سرتاتيجي للطاقات واملوارد‪ .‬وطالبوا بدرا�سة التحديات التي يواجهها اال�ستثمار‬

‫‪74‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫وامل�ستثمرون يف هذه الدول و�إعادة توطني اال�ستثمارات الإ�سالمية ملا لذلك من �آثار‬ ‫ايجابية بالن�سبة القت�صاديات الدول الإ�سالمية من ناحية رفع م�ستوى اال�ستثمار‬ ‫والناجت املحلي وتقلي�ص البطالة فيها‪.‬‬ ‫و�أكد امل�شاركون كذلك �أهمية �أن يقوم جمتمع الأعمال بتحمل امل�س�ؤولية الكبرية‬ ‫التي تقع على عاتقه من خالل توفري فر�ص العمل عن طريق زيادة اال�ستثمار و�أعمار‬ ‫الأر�ض‪ ،‬ومكافحة الف�ساد بكل �أ�شكاله و�إزالة احلواجز والقيود التي حتكم عمل‬ ‫التجارة واال�ستثمار بني الدول الإ�سالمية‪ .‬كما �شددوا على �أهمية ال�صكوك الإ�سالمية‬ ‫يف �إنعا�ش االقت�صاد من خالل �إتاحة الفر�صة للحكومات وال�شركات العاملة يف‬ ‫القطاع اخلا�ص وامل�شرتك للح�صول على متويالت م�شروعة ت�ساعدها يف التو�سع‬ ‫يف ن�شاطاتها وحتقيق عوائد جمزية للم�ستثمرين وبديل �شرعي ل�شهادات اال�ستثمار‬ ‫وال�سندات‪ .‬و�أو�صوا ب�ضرورة بذل جهود حثيثة من جانب املهتمني وامل�شرفني لتقريب‬ ‫وجهات النظر ال�شرعية يف �أمر «الت�صكيك» الإ�سالمي وا�ستمرار احلكومات يف‬ ‫ت�شجيع االعتماد على ال�صكوك الإ�سالمية يف جمال ا�ستقطاب وتوظيف املوارد‪.‬‬ ‫و�أ�شار امل�شاركون �إىل �أهمية ال�سعي لت�صنيف ال�صكوك الإ�سالمية امل�صدرة‬ ‫من قبل م�ؤ�س�سات ت�صنيف دولية معرتف بها بهدف تقليل املخاطر ومراعاة‬ ‫املخاطر املختلفة لل�صكوك الإ�سالمية عند �إ�صدارها مبا ي�سهم يف توفري منتج مايل‬ ‫�إ�سالمي منخف�ض املخاطر‪ .‬و�شددوا على �ضرورة تفعيل م�شاركة الن�ساء يف الأعمال‬ ‫واال�ستثمار‪ ،‬وهو ما من �ش�أنه �أن ي�سهم يف تخفيف ن�سب الفقر يف الدول الإ�سالمية‪.‬‬


‫البنك الإ�سالمي للتنمية ميول م�شروع ًا كبري ًا للطاقة الكهربائية يف م�صر‬ ‫وافق جمل�س املديرين التنفيذيني للبنك الإ�سالمي للتنمية علي تقدمي مبلغ االقت�صادي وحت�سني امل�ستوي املعي�شي لل�سكان وتلبية الطلب املتزايد على الكهرباء‪.‬‬ ‫‪ 200‬مليون دوالر ل�صالح م�صر للم�ساهمة يف متويل م�شروع حمطة طاقة جنوب‬ ‫كما �أ�شار رئي�س البنك �إىل �أن البنك وافق م�ؤخر ًا على تقدمي جمموعة قرو�ض‬ ‫حلوان �إيل جانب اعتماد منحة بقيمة ‪� 300‬ألف دوالر ل�صالح مركز الأزهر لتعليم‬ ‫من التمويالت اجلديدة ب�إجمايل ‪ 494.7‬مليون دوالر للم�ساهمة يف متويل م�شروعات‬ ‫اللغة العربية لغري الناطقني بها بجامعة الأزهر‪.‬‬ ‫وقال الدكتور حممد �أحمد علي‪ ،‬رئي�س البنك الإ�سالمي للتنمية‪� ،‬إن متويل �إمنائية يف عدد من الدول الإ�سالمية‪ ،‬مثل الكامريون ولبنان وال�سنغال وال�صومال‬ ‫م�شروع حمطة التوليد البخارية يف حلوان مب�صر يهدف �إيل النهو�ض بالنمو �إىل جانب م�صر‪.‬‬

‫م�ؤمتر املانحني ينعقد بدكار حل�شد التمويل مل�شاريع ال�سياحة‬ ‫يف ع�شرة بلدان �أع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي بغرب �إفريقيا‬

‫ح�ضر �أكرث من ‪ 250‬م�شارك ًا ميثلون منظمات‬ ‫دولية و�إقليمية‪ ،‬و�شركات من القطاعني ‪ ‬العام‬ ‫واخلا�ص‪ ،‬حفل افتتاح وجل�سات عمل م�ؤمتر‪ ‬املانحني‬ ‫حول امل�شاريع الإقليمية للتنمية ال�سياحية امل�ستدامة يف‬ ‫�شبكة املنتزهات واملحميات الطبيعية العابرة للحدود‬ ‫يف غرب �إفريقيا‪ ،‬الذي ُعقد يف دكار بال�سنغال‪ ،‬يومي‬ ‫‪ 27‬و‪ 28‬مايو ‪.2011‬‬ ‫وقد ُن ّظم امل�ؤمتر حتت الرعاية ال�سامية لفخامة‬ ‫الأ�ستاذ عبد اهلل واد‪ ،‬رئي�س جمهورية ال�سنغال‬ ‫والرئي�س احلايل ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وهدف امل�ؤمتر‪ ،‬الذي ا�ستمر يومني‪� ،‬إىل عر�ض‬ ‫فر�ص ا�ستثمارات التمويل يف ال�شبكة املذكورة على‬

‫املانحني وامل�ستثمرين املهتمني من �أجل �ضمان ‪ ‬احل�صول‬ ‫على التزامات متويل لأن�شطة امل�شاريع املقرتحة‪.‬‬ ‫وقد عر�ضت منظمات دولية وم�ؤ�س�سات مالية عديدة‬ ‫فر�ص ًا للتمويل يف �إطار نوافذها املختلفة‪ ،‬وطلبت من‬ ‫�أ�صحاب امل�شاريع تقدمي مقرتحات عن طريق قنواتها‬ ‫التقليدية‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬يف الر�سالة‬ ‫التي وجهها �إىل املنتدى‪� ،‬أن امل�شروع �سوف يعزز‬ ‫امل�شاريع العابرة للحدود‪ ،‬فهو �سوف ي�سهم �إ�سهام ًا‬ ‫كبري ًا يف تعزيز التفاهم بني‪ ‬خمت ِلف املجتمعات املحلية‬ ‫يف البلدان امل�شاركة‪ .‬كما �أكد ‪ ‬الربوفي�سور �إح�سان‬

‫�أوغلى ‪ ‬جمدد ًا �أنه ميكن ح�شد الإمكانات الهائلة يف‬ ‫الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي من �أجل‬ ‫تعزيز اال�ستثمارات يف القطاعات ذات ال�صلة من‬ ‫اقت�صادات البلدان امل�شاركة يف امل�شروع‪.‬‬ ‫ُيذ َكر �أن جل�سات التوا�صل ركزت على قطاعات‬ ‫هامة‪ ،‬مثل الطاقة وال�سياحة والنقل والزراعة‬ ‫والإن�شاءات‪ ،‬و�شهدت م�شاركة فعالة مل�س�ؤولني من‬ ‫�شركاء متويل عديدين‪ ،‬مبا يف ذلك املنظمات الدولية‬ ‫وال�شركات العامة واخلا�صة وكذلك امل�ؤ�س�سات املعنية‬ ‫يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬

‫البنك الإ�سالمي للتنمية يدر�س امل�ساهمة يف متويل‬ ‫م�شروع �إن�شاء �شبكة جديدة لل�سكك احلديدية الأردنية‬

‫يعكف البنك الإ�سالمي للتنمية حالي ًا على درا�سة امل�ساهمة يف م�شروع �إن�شاء‬ ‫�شبكة جديدة لل�سكك احلديدية باململكة الأردنية الها�شمية‪ .‬ويهدف امل�شروع �إىل‬ ‫تلبية الزيادة املطردة يف ا�ستخدام النقل الربي بني املدن واملناطق الأردنية وكذلك‬ ‫تعزيز ربط الأردن بالدول املجاورة وزيادة املبادالت التجارية القائمة بني الأردن‬ ‫ودول املنطقة‪ ،‬وهي تركيا و�سوريا ولبنان �شما ًال‪ ،‬والعراق و�إيران �شرق ًا‪ ،‬واململكة‬ ‫العربية ال�سعودية ودول منطقة اخلليج واليمن جنوب ًا‪ ،‬وجميعها من الدول الأع�ضاء‬ ‫يف البنك‪ .‬كما �سرتبط �شبكة ال�سكك احلديدية الأردنية حال اكتمالها الدول‬ ‫املذكورة بالقارة الأوروبية عرب تركيا‪ ،‬وي�صل طول �شبكة ال�سكك احلديدية الأردنية‬ ‫�إىل نحو ‪ 1080‬كيلومرت ًا‪ ،‬وتقدر التكلفة الإجمالية للم�شروع بنحو خم�سة مليارات‬ ‫دوالر �أمريكي‪.‬‬ ‫ونظر ًا �إىل الأهمية الكبرية لهذا امل�شروع العمالق وجدواه االقت�صادية‬

‫لي�س للأردن فح�سب‪ ،‬بل جلميع الدول الأع�ضاء يف املنطقة‪ ،‬ف�إن جمموعة البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية تقوم حالي ًا ب�إجراء ات�صاالت مكثفة مع عدد من م�ؤ�س�سات التمويل‬ ‫الدولية والإقليمية الكربى‪ ،‬مثل البنك الدويل وبنك اال�ستثمار الأوروبي و�صناديق‬ ‫وم�ؤ�س�سات التمويل العربية واليابانية والأوروبية حل�شد التمويل الالزم لهذا امل�شروع‬ ‫الكبري‪.‬‬ ‫وت�شري الدرا�سات اخلا�صة بامل�شروع �إىل �أنه �سي�ساهم ب�شكل كبري يف حال‬ ‫�إجنازه يف تعزيز النمو االقت�صادي وتوفري فر�ص العمل يف الأردن والدول الأع�ضاء‬ ‫املحيطة‪� ،‬إ�ضافة �إىل تي�سري تدفق التجارة الإقليمية عرب احلدود وبالتايل تعزيز‬ ‫التكامل الإقليمي والتعاون االقت�صادي بني الدول الأع�ضاء املذكورة وتعزيز ربط‬ ‫هذه الدول مع قارتي �أوروبا و�آ�سيا‪.‬‬

‫البنك الإ�سالمي للتنمية يوافق على ح�شد ‪ 30‬مليون دوالر �أمريكي لدعم م�شاريع مدينة القد�س‬

‫وافق جمل�س املديرين التنفيذيني للبنك الإ�سالمي للتنمية على ح�شد مبلغ‬ ‫‪ 30‬مليون دوالر �أمريكي خلم�س �سنوات للم�ساهمة يف متويل حزمة من امل�شاريع يف‬ ‫قطاعات التعليم وال�شباب وال�صحة والإ�سكان يف القد�س‪ .‬ويهدف امل�شروع �إىل دعم‬ ‫جهود ال�سلطة الوطنية الفل�سطينية للمحافظة على هُ وية القد�س وحت�سني الظروف‬ ‫املعي�شية وامل�ساهمة يف التنمية االقت�صادية واالجتماعية للفل�سطينيني يف القد�س‪.‬‬ ‫وتت�ضمن حزمة التمويل منحة مببلغ ‪ 10‬ماليني دوالر �أمريكي من �صندوق وقف‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬وقر�ض مي�سر مببلغ ‪ 10‬ماليني دوالر �أمريكي من �صندوق‬

‫الت�ضامن الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬ف�ض ًال عن ذلك �سيقوم البنك بح�شد مبلغ ‪ 10‬ماليني‬ ‫دوالر �أمريكي يف �شكل منح غري م�سرتدة‪ ،‬وذلك من �شركائه يف التنمية للغر�ض‬ ‫نف�سه‪.‬‬ ‫وقد �أجاز البنك الإ�سالمي للتنمية حتى تاريخه ‪ 143‬مليون دوالر �أمريكي‬ ‫لتمويل ‪ 76‬م�شروع ًا يف فل�سطني‪� .‬إ�ضافة �إىل ذلك‪ ،‬يدير البنك عمليات �صندوقي‬ ‫الأق�صى والقد�س وبرنامج دول جمل�س التعاون اخلليجي لإعادة �إعمار غزة‪� ،‬إىل‬ ‫جانب املنح املقدمة من ال�صناديق العربية ل�صالح ال�شعب الفل�سطيني‪.‬‬ ‫‪75‬‬


‫�إقت�صاد‬

‫البنك الإ�سالمي للتنمية يحث على املزيد‬ ‫من التعاون بني دوله الأع�ضاء‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫يف كلمته �أمام االجتماع ال�سنوي ال�ساد�س والثالثني ملجل�س حمافظي البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية يف ‪ 29‬يونيو ‪� ،2011‬أو�ضح رئي�س البنك الدكتور �أحمد حممد علي‬ ‫خطط ومبادرات البنك لل�سنوات الأربع القادمة‪ .‬وقال الدكتور علي �إن ال�س�ؤال الذي‬ ‫يطرحه ال�شباب هو عمن �سيكون بيده زمام العامل يف القرن احلادي والع�شرين؟‬ ‫وحث الدول الإ�سالمية على اال�ضطالع بدور قيادي يف امل�سرح العاملي‪ .‬وقال �إن‬ ‫الأزمة املالية العاملية �أثبتت جدوى ال�صريفة الإ�سالمية و�أن العامل احلائر بحاجة‬ ‫�إىل �إ�سهام قيم الأمة وقدراتها و�إمكاناتها يف بناء نظام مايل واقت�صادي واجتماعي‬ ‫�أكرث توازن ًا‪ ،‬و�أف�ضل ا�ستجابة حلاجات الإن�سان املادية واملعنوية والروحية‪.‬‬ ‫و�أكد الدكتور علي دعم البنك الإ�سالمي للتنمية مل�صر يف �إعادة بناء البلد‪.‬‬ ‫وقال‪ :‬يف العمل التنموي‪ ...‬ال خيار لنا غري النجاح‪ .‬و�أ�ضاف‪ :‬علينا العمل �سوي ًا‬ ‫ملواجهة احلاجة املا�سة �إىل تلبية املطالب االجتماعية بفر�ص العمل الكرمي‪،‬‬ ‫وا�ستحثاث النمو باال�ستثمار الأجنبي املبا�شر‪ .‬و�أ�شار �إىل احلما�س الذي �أبدته‬ ‫احلكومة امل�صرية احلالية لبلورة منوذج اقت�صادي واجتماعي جديد‪.‬‬ ‫و�أ�شاد بدور ال�شباب يف الثورة‪ ،‬وقال �إن ال�شباب يرى امل�شهد الدويل على‬ ‫�شفا تبدّالت جذرية‪ ،‬وي�ستعجل اقتنا�ص الأمة فر�ص هذا التحول‪ ،‬ويدرك خطورة‬ ‫اال�ستكانة من موقع املجرور �أو املفعول به‪ .‬وقال‪ :‬ال�شباب يدرك حتول قبلة االقت�صاد‬ ‫العاملي من الغرب �إىل ال�شرق و�أمته يف �أقرب ال�شرق‪ ،‬وهو ذو طموح ت�شرئب به‬ ‫الأعناق لالنعتاق؛ ال �سقف لتطلعاته دون ا�ستعادة املكانة الالئقة بهذه الأمة‪ .‬وهو‬ ‫يرى �أن املناف�سة ـ يف القرن احلادي والع�شرين ـ لن تقت�صر على نادي البلدان‬ ‫امل�صنعة‪ ،‬بل �ست�شمل بلدان ًا �أخرى باتت الآن قادرة على الأداء مع الكبار‪ ،‬بقوة‬ ‫ناعمة‪� ،‬إذا هي �أح�سنت ا�ستخدام �أدوات العامل اجلديد‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪ :‬وما نه�ضة الأمة التي يتطلع �إليها ال�شباب ببعيد من تلك الر�ؤية‬ ‫التي اتخذها البنك الإ�سالمي للتنمية لنف�سه لآفاق عام ‪1441‬هـ ‪2020 /‬م‪� ،‬إذ‬ ‫هي «ر�ؤية من �أجل كرامة الإن�سان»‪ ،‬وت�ستقي من منابع قرارات قمة مكة املكرمة‬ ‫اال�ستثنائية ومن مبادرات ا�سرتاتيجية يف مواجهة حتدي مكافحة الفقر والبطالة‪،‬‬ ‫‪76‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫من قبيل �إن�شاء �صندوق الت�ضامن الإ�سالمي للتنمية‪.‬‬ ‫وقال �إن الأزمة املالية �أف�ضل �إجابة عن �شبه امل�شككني يف ال�صريفة الإ�سالمية‪.‬‬ ‫و�أماطت الأزمة املالية ال�ستار عن �سر من �أ�سرار �إعجاز الت�شريع‪ ،‬حان وقت �إبرازه‪.‬‬ ‫وقد ك�شفت عن عواقب اتخاذ القيم ظهري ًا‪ ،‬و�ضرر امتطاء املعامالت الوهمية و�سيلة‬ ‫للربح املادي والك�سب ال�سريع‪ ،‬و�سوء عقبى املقامرة يف الت�أمني على ِحزم الدين‬ ‫بعد الت�ساهل يف منحه‪ ،‬وجريرة التعدي والتق�صري يف حفظ �أموال النا�س‪ ،‬ومغبة‬ ‫الإ�سراف والتبذير‪.‬‬ ‫و�أو�ضع رئي�س البنك الإ�سالمي بع�ض مواطن اخللل منادي ًا ب�سرعة عالجها‪� .‬إن‬ ‫مناذجنا التنموية اقتب�ست من نظم �سادت ثم بادت‪ ،‬تلتقي جميعها‪ ،‬ولو بدرجات‬ ‫متفاوتة‪ ،‬يف مواطن خلل ال بد من الوعي بها ومن العمل على تالفيها‪� .‬إنها تعاين من‬ ‫�ضعف القيم ال�سامية يف بنيان املنهج ويف توجيه احلياة االقت�صادية واالجتماعية‪،‬‬ ‫وتعطل �شبكات الأمان االجتماعي عن الفقراء‪ ،‬وعدم تفعيل الر�سالة االقت�صادية‬ ‫واالجتماعية للزكاة والأوقاف ودورهما يف امت�صا�ص الهزات االقت�صادية‪ ،‬و�ضعف‬ ‫التعاون البيني و�ضياع فر�ص التكامل‪ ،‬مقارنة بعوامل النـزغ والنـزاع؛ و�ض�آلة دور‬ ‫العلم يف موارد التنمية‪ ،‬وقلة التوجه اال�سرتاتيجي نحو اقت�صاد املعرفة؛ وغلبة‬ ‫املنتجات القائمة على الديون على �أدوات التم ّول واال�ستثمار لالقت�صاد احلقيقي‪.‬‬ ‫وقال �إن عالج اخللل يف مناذج التنمية ومناهج التمويل يقت�ضي العمل احلقيقي‬ ‫على م�سارات ثالثة‪ :‬م�سار العناية مبن ن�أى منهاج العمل التنموي ال�سائد عن تلبية‬ ‫حاجاتهم‪ ،‬وم�سار الت�آزر ال�ستحثاث النمو اجلماعي‪ ،‬وم�سار الت�صدي للإ�صالح‬ ‫ب�إرادة حازمة و�إدارة حا�سمة‪.‬‬ ‫و�شكر رئي�س البنك اململكة العربية ال�سعودية وجميع الدول الأع�ضاء للم�ؤازرة‬ ‫التي حظي بها البنك‪ ،‬وكان من نتائجها اطراد ت�صنيف امل�ؤ�س�سة املميز ‪،AAA‬‬ ‫من جميع هيئات الت�صنيف العاملية‪ ،‬وا�ستمرار منو عملياته لي�صل م�ستوى متويل‬ ‫امل�شاريع �إىل ‪ 7,3‬مليارات دوالر �أمريكي خالل عام ‪1431‬هـ ‪2010/‬م‪ .‬وقد و�صل‬ ‫املجموع الرتاكمي للعمليات منذ �إن�شاء البنك �إىل ‪ 70‬مليار دوالر �أمريكي‪ .‬وقد مت‬ ‫توقيع مذكرة تفاهم بني البنك وال�سيد جيفري �سات�ش رئي�س معهد الأر�ض التابع‬


‫جلامعة كولومبيا‪ ،‬وذلك بهدف اال�ستفادة من خربات قريته الألفية‪.‬‬ ‫البنك ي�ضع ال�صريفة الإ�سالمية وزيادة التمويل الإمنائي �ضمن‬ ‫�أولوياته التنموية‬ ‫�أعلن الدكتور �أحمد حممد علي عن ا�ستمرار املجموعة يف تبني مبادرة «التعليم‬ ‫من �أجل الت�شغيل»‪ ،‬بهدف الت�صدي للبطالة يف الدول الأع�ضاء من خالل تطوير‬ ‫�أ�ساليب التعليم التقليدي‪ ،‬والتعليم املهني لدى الدول الأع�ضاء‪ ،‬وتطوير �أ�سواق‬ ‫العمل وحت�سني قدرة القطاع اخلا�ص على خلق فر�ص العمل وتوظيف ال�شباب‪ ،‬الأمر‬ ‫الذي ي�صب �أي�ض ًا يف جهود مكافحة الفقر والتنمية امل�ستدامة التي تعد من الأهداف‬ ‫الرئي�سة التي تتطلع جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية �إىل حتقيقها‪ ،‬وخ�صو�ص ًا �أن‬ ‫ال�شباب ي�شكل �أغلبية �سكان الدول الأع�ضاء‪ ،‬مما ي�ؤدي �إىل طلب كبري على فر�ص‬ ‫العمل �سواء من قبل اخلريجني‪� ،‬أو من قبل املتطلعني للعمل يف املهن واحلرف‪.‬‬ ‫وكان البنك قد خ�ص�ص مبلغ ‪ 250‬مليون دوالر �أمريكي لتمكني الدول الأع�ضاء‬ ‫من دعم اال�ستثمارات الرامية خللق فر�ص العمل‪ ،‬وبناء القدرات امل�ؤ�س�سية‪ ،‬وتقدمي‬ ‫املعونات ال�صغرية‪ ،‬ودعم املن�ش�آت ال�صغرية واملتو�سطة‪� ،‬إ�ضافة �إىل دعم �أ�سواق‬ ‫الدول الأع�ضاء خالل الأزمات‪ ،‬وم�ساندة جهودها ملكافحة الفقر وتوفري التنمية‬ ‫املتوازنة‪.‬‬ ‫ويف م�ؤمتر �صحفي‪ُ ،‬عـ ِقـد مبنا�سبة اختتام �أعمال االجتماع ال�سنوي‪� ،‬أكد رئي�س‬ ‫املجموعة �أن البنك الإ�سالمي للتنمية �سي�ستمر يف بذل كل اجلهود املمكنة لدعم‬ ‫ا�ستقرار �أ�سعار املواد الغذائية‪ ،‬ت�صديق ًا لإعالن جدة الذي �أطلق يف عام ‪2008‬م‬ ‫بتخ�صي�ص ‪ 5,1‬مليار دوالر �أمريكي لرفع الكفاءة الإنتاجية للدول الأع�ضاء‪،‬‬ ‫وم�ساندة ا�ستثماراتها الزراعية‪.‬‬ ‫و�أ�شار رئي�س جمموعة البنك �أن البنك يواجه عدد ًا من التحديات يف عدد من‬ ‫املجاالت لعل من �أهمها ا�ستقطاب التمويل من ال�سوق‪ ،‬مو�ضح ًا �أن البنك ملتزم‬ ‫ب�إدارة الأموال امل�ستقطبة وا�ستثمارها بحكمة طبق ًا لأحكام ال�شريعة ال�سمحة‪،‬‬ ‫كما �أ�شار �إىل �أن البنك متم�سك بزيادة متويالته يف البلدان التي تعر�ضت لهزات‬ ‫�سيا�سية‪.‬‬ ‫ويف ال�سياق ذاته‪� ،‬أعرب عن �سعادته بنجاح �إ�صدار البنك الإ�سالمي للتنمية‬ ‫لل�صكوك الذي مت م�ؤخر ًا مببلغ ‪ 750‬مليون دوالر �أمريكي‪ ،‬و�أكد �أن �سعر الإ�صدار‬ ‫الأخري من ال�صكوك كان �أف�ضل كثري ًا من املرات ال�سابقة‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى‪� ،‬أو�ضح معايل الدكتور �أحمد حممد علي‪� ،‬أن ال�صريفة‬ ‫الإ�سالمية �ستكون �ضمن �أولويات البنك الإ�سالمي للتنمية �سعي ًا لزيادة التمويل‬ ‫الإمنائي املقدم للدول الأع�ضاء‪ ،‬كما �شدد على �أن البنك �سيعمل على دعم امل�صارف‬ ‫الإ�سالمية وحتفيزها لتدعم بدورها امل�شاريع الإمنائية‪ ،‬والتي ت�سهم بفعالية يف خلق‬ ‫فر�ص العمل‪ ،‬وبخا�صة يف مرحلة ما بعد الأزمة املالية العاملية‪.‬‬ ‫قرارات وفعاليات م�صاحبة‬ ‫�صدر عن االجتماع عدد من القرارات الهامة‪ ،‬من �ضمنها‪ :‬القرار بتخ�صي�ص‬ ‫ما يعادل ‪ 5‬يف املئة من �صـايف دخـل البنك املتوقع يف ال�سنة املالية احلالية ‪1432‬هـ‬ ‫(‪2011‬م)‪ ،‬لتمويل منح امل�ساعدات الفنية لعام ‪1433‬هـ (‪2012‬م)‪ ،‬على �أ ّال يقل‬ ‫املبلغ املخ�ص�ص لهذا الغر�ض عن خم�سة ماليني دوالر �أمريكي‪ ،‬كما متت املوافقة‬ ‫على تخ�صي�ص ما يعادل ‪ 2‬يف املئة من �صايف دخل البنك املتوقع يف ال�سنة املالية‬ ‫احلالية ‪1432‬هـ (‪2011‬م)‪ ،‬على �أ ّال يقل ذلك عن مليوين دوالر �أمريكي‪ ،‬ل�صالح‬ ‫برنامج البنك للمنح الدرا�سية للنابغني على �شكل منح تقدم خالل العام القادم‬ ‫‪1433‬هـ (‪2012‬م)‪.‬‬ ‫ومت كذلك انتخاب ممثلني عن املجموعات الت�سع املكونة للدول الأع�ضاء‬ ‫التي يحق لها انتخاب �أع�ضاء جمل�س املديرين التنفيذيني (مدير تنفيذي عن كل‬ ‫جمموعة)‪ ،‬والأع�ضاء املنتخبون اجلدد لتمثيل املجموعات الت�سع يف جمل�س املديرين‬ ‫التنفيذيني من‪ :‬بنغالدي�ش‪ ،‬وبوركينافا�سو‪ ،‬وتون�س‪ ،‬و�سلطنة ُعمان‪ ،‬وفل�سطني‪،‬‬

‫وكازاخ�ستان‪ ،‬وكوت ديفوار‪ ،‬وماليزيا‪ ،‬وموزمبيق‪ .‬ومدة الدورة اجلديدة للمجل�س‬ ‫ثالث �سنوات تبد�أ من ‪ 19‬نوفمرب ‪2011‬م‪ .‬علما ًب�أن عدد �أع�ضاء جمل�س املديرين‬ ‫التنفيذيني ‪ 18‬ع�ضو ًا‪ ،‬ن�صفهم معينون من طرف دولهم باملجل�س‪ ،‬وه�ؤالء ميثلون‬ ‫الدول الأكرث م�ساهمة يف ر�أ�سمال البنك وهي‪ :‬اململكة العربية ال�سعودية وليبيا‬ ‫و�إيران ونيجرييا ودولة قطر وم�صر وتركيا ودولة الإمارات ودولة الكويت‪.‬‬ ‫كما متت املوافقة على عقد االجتماع ال�سنوي الثامن والثالثني ملجل�س حمافظي‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية يف اجلمهورية اليمنية‪ ،‬علم ًا ب�أن االجتماع ال�سنوي ال�سابع‬ ‫والثالثني ملجل�س حمافظي البنك �سيتم عقده العام القادم بجمهورية ال�سودان‪.‬‬ ‫و�ضمن الفعاليات امل�صاحبة لالجتماع ال�سنوي ملجل�س حمافظي البنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية‪ ،‬عقد االجتماع الرابع ملجل�س حمافظي �صندوق الت�ضامن الإ�سالمي للتنمية‪،‬‬ ‫وهو عبارة عن �صندوق وقفي بهدف امل�ساهمة يف معاجلة م�شكالت الفقر والتخفيف‬ ‫من حدته‪ ،‬وتوفري فر�ص العمل‪ ،‬ومكافحة الأمرا�ض‪ ،‬وزيادة فر�ص التعليم يف الدول‬ ‫الأع�ضاء مبنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫وعقد يف الإطار نف�سه‪ ،‬االجتماع ال�سنوي ال�ساد�س للجمعية العمومية للم�ؤ�س�سة‬ ‫ُ‬ ‫الدولية الإ�سالمية لتمويل التجارة‪ ،‬واالجتماع ال�سنوي الثامن ع�شر ملجل�س حمافظي‬ ‫امل�ؤ�س�سة الإ�سالمية لت�أمني اال�ستثمار وائتمان ال�صادرات (ع�ضو جمموعة البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية)‪ ،‬حيث تقرر قبول ع�ضوية جمهورية القمر االحتادية لي�صبح‬ ‫عدد الدول الأع�ضاء يف امل�ؤ�س�سة ‪ 40‬دولة‪ .‬كما وافق جمل�س حمافظي امل�ؤ�س�سة على‬ ‫رفع ر�أ�س مالها امل�صرح به مبقدار ‪ 250‬مليون دينار �إ�سالمي لي�صبح ر�أ�س مال‬ ‫وعقد كذلك االجتماع احلادي ع�شر‬ ‫امل�ؤ�س�سة امل�صرح به ‪ 400‬مليون دينار �إ�سالمي‪ُ .‬‬ ‫للجمعية العمومية للم�ؤ�س�سة الإ�سالمية لتنمية القطاع اخلا�ص‪.‬‬ ‫كما ُعقد بالتزامن مع االجتماع ال�سنوي ملجل�س املحافظني هذا العام‪ ،‬العديد‬ ‫من االجتماعات والندوات الهامة‪ ،‬والتي كان من �ضمنها عقد الندوة ال�سنوية‬ ‫الثانية والع�شرين للبنك بعنوان “الت�صدي للبطالة يف الدول الأع�ضاء يف �أعقاب‬ ‫الأزمة املالية العاملية”‪ ،‬وقد �أكدت الندوة على �ضرورة و�أهمية اتخاذ الإجراءات‬ ‫الكفيلة برفع كفاءة النظم التعليمية يف الدول الأع�ضاء وربطها باحتياجات �سوق‬ ‫العمل‪ ،‬و�أ�شاد امل�شاركون مببادرة التعليم من �أجل الت�شغيل (‪)E4E‬التي مت الإعالن‬ ‫عنها يف �شهر �إبريل املا�ضي بني جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية وامل�ؤ�س�سة املالية‬ ‫الدولية التابعة للبنك الدويل‪ ،‬التي من �ش�أنها حال تطبيقها �سد اخللل القائم حالي ًا‬ ‫يف العديد من الدول الأع�ضاء‪ ،‬واملتمثل يف عدم توافق النظم التعليمية القائمة مع‬ ‫احلاجة الفعلية ل�سوق العمل بتلك الدول‪ ،‬و�أن اخللل يف منظومتي التعليم والت�شغيل‬ ‫�أوجد حتديات اقت�صادية واجتماعية كبرية تهدد مكت�سبات التنمية يف املنطقة‪.‬‬ ‫و�أو�صت الندوة بزيادة اال�ستثمارات يف البنى التحتية ودعم املن�ش�آت ال�صغرية‬ ‫واملتو�سطة احلجم يف الدول الأع�ضاء كما �أو�صت بتكثيف برامج التدريب املهني‪.‬‬ ‫كما عقد املجل�س الأعلى ل�صندوقي الأق�صى والقد�س اجتماع ًا‪ .‬وقد حث‬ ‫املجل�س الدول الأع�ضاء امل�ساهمة يف ال�صندوقني على زيادة م�ساهماتها يف موارد‬ ‫ال�صندوقني‪ ،‬ونا�شد الدول العربية �سرعة ت�سديد املبالغ التي التزمت بتقدميها لدعم‬ ‫موارد ال�صندوقني‪ .‬و�أو�ضح رئي�س املجل�س الأعلى لل�صندوقني �أنه قد مت يف �إطار‬ ‫امل�ساعدات املقدمة من خالل ال�صندوقني حتى تاريخه‪� ،‬صرف نحو ‪ 780‬مليون‬ ‫دوالر �أمريكي‪� ،‬أ�سهمت يف بناء ع�شرات الآالف من امل�ساكن‪ ،‬و�شق الطرق‪ ،‬وبناء‬ ‫وترميم املدار�س‪ ،‬ومد خطوط املياه والكهرباء‪ ،‬وقدمت الرعاية ال�صحية والتعليمية‬ ‫لأ�شد الفئات ت�أثر ًا بالعدوان‪ ،‬وقام ال�صندوقان ب�إ�صالح وترميم امل�ست�شفيات‪،‬‬ ‫وا�ست�صالح الأرا�ضي الزراعية‪ ،‬وتوفري مياه الري عن طريق الآبار‪ ،‬وطباعة ماليني‬ ‫الكتب املدر�سية‪� ،‬إىل جانب تقدمي املنح الدرا�سية لتمكني الطلبة والطالبات من‬ ‫موا�صلة تعليمهم اجلامعي‪ .‬هذا بالإ�ضافة �إىل توفري القرو�ض احل�سنة الالزمة‬ ‫لإقامة امل�شروعات ال�صغرية‪ ،‬ودعم موازنة ال�سلطة الوطنية الفل�سطينية‪.‬‬ ‫‪77‬‬


‫م‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫م‬

‫كازاخ�ستان‬ ‫اال�سم الكامل‪ :‬جمهورية كازاخ�ستان‬ ‫العا�صمة‪� :‬أ�ستانا‬ ‫ال�سكان (تعداد عام ‪16,004,800 : )2009‬‬ ‫امل�ساحة‪ 2,724,900 :‬كيلومرت مربع‬ ‫اللغات الر�سمية‪ :‬الكازاخية (اللغة الر�سمية للدولة) والرو�سية‬ ‫( ُي�س َمح با�ستخدامها يف الإدارة)‬ ‫العملة‪ :‬تينغ‬ ‫نظرة عامة‬ ‫تنتمي كازاخ�ستان �إىل �أكرث من قارة‪ ،‬حيث تقع معظم �أرا�ضيها يف �آ�سيا‬ ‫الو�سطى‪ ،‬ويوجد جزء �صغري ن�سبي ًا منها يف �أوروبا ال�شرقية‪ .‬وحتتل كازاخ�ستان‬ ‫املرتبة التا�سعة يف العامل من حيث امل�ساحة‪ ،‬وهي �أكرب حجم ًا من �أوروبا الغربية‪ ،‬كما‬ ‫�أنها �أكرب دولة غري �ساحلية يف العامل‪ .‬وتنتمي كازاخ�ستان �إحدى الدول ال�ست امل�ستقلة‬ ‫�إىل عائلة اللغات الرتكية‪ ،‬ومن �أن�شط الأع�ضاء يف جمل�س الدول الناطقة بالرتكية‪،‬‬ ‫وجمتمع التورك�سوي‪ ،‬الذي يديره حالي ًا وزير الثقافة الكازاخ�ستاين ال�سابق‪ .‬ويح ّد‬ ‫كازاخ�ستان كل من رو�سيا وال�صني وقرغيز�ستان و�أوزبك�ستان وتركمان�ستان‪ ،‬ولها‬ ‫حدود طويلة مع بحر قزوين‪ .‬و ُنقلت العا�صمة �سنة ‪ 1997‬من �أملا�آتي كربى مدن‬ ‫البالد �إىل �أ�ستانا‪ .‬وتنق�سم كازاخ�ستان �إىل ‪� 14‬إقليم ًا (�أوبال�ست)‪ ،‬وكل �إقليم‬ ‫مق�سم بدوره �إىل مقاطعات (�أودان)‪.‬‬ ‫و�أعلنت كازاخ�ستان ا�ستقاللها‪ ،‬يوم ‪ 16‬دي�سمرب ‪ ،1991‬واتبعت منذئذ �سيا�سة‬ ‫خارجية متوازنة‪ ،‬وعملت على تطوير اقت�صادها‪ ،‬يف جمال �صناعة النفط والغاز‬ ‫خا�صة‪ .‬وهي ع�ضو يف كثري من املنظمات الدولية كالأمم املتحدة‪ ،‬وجمل�س ال�شراكة‬ ‫الأورو�أطل�سية‪ ،‬ورابطة الدول امل�ستقلة‪ ،‬ومنظمة �شانغهاي للتعاون‪ .‬و ُت َعد كازاخ�ستان‬ ‫�إحدى الدول ال�ست التي ن�ش�أت بعد انهيار االحتاد ال�سوفياتي التي تقوم بتطبيق خطة‬ ‫ال�شراكة الفردية مع الناتو‪ .‬وقد تولت كازاخ�ستان رئا�سة منظمة الأمن والتعاون يف‬ ‫�أوروبا عام ‪.2010‬‬ ‫وكازاخ�ستان بلد متعدد الأعراق والثقافات‪� ،‬إذ ي�ضم ‪ 131‬من الأعراق‪ ،‬هم‬ ‫الكازاك‪ ،‬وهم �أكرب جمموعة عرقية يف البالد‪ ،‬والرو�س والأوزبك‪ ،‬والأوكرانيون‪،‬‬ ‫والأملان‪ ،‬والتتار‪ ،‬والكوريون‪ ،‬والأذربيجان‪ ،‬والأويغور‪ ،‬و�أعراق �أخرى كثرية‪.‬‬ ‫االقت�صاد‬ ‫ُيـ َعـد اقت�صاد كازاخ�ستان �أكرب اقت�صاد يف منطقة �آ�سيا الو�سطى‪ ،‬حيث ي�شكل‬ ‫النفط والغاز القطاع االقت�صادي الرائد يف البالد‪ .‬كما متتلك كازاخ�ستان احتياطات‬ ‫هائلة من الوقود الأحفوري‪ ،‬عالوة على املعادن و�إمكانات زراعية عظيمة‪ ،‬بف�ضل‬ ‫�أرا�ضي ال�سهوب ال�شا�سعة ال�صاحلة لرتبية املا�شية وزراعة احلبوب‪ .‬ويعتمد القطاع‬ ‫ال�صناعي يف كازاخ�ستان على ا�ستخراج وت�صنيع هذه املوارد الطبيعية وعلى قطاع‬ ‫بناء الآالت الكبري ن�سبي ًا‪ ،‬واملتخ�ص�ص يف �صناعة معدات البناء واجلرارات والآالت‬ ‫الزراعية‪ ،‬وبع�ض املعدات الع�سكرية‪ .‬وطورت كازاخ�سان البنية التحتية الف�ضائية‪،‬‬ ‫‪78‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬

‫التي تولت �إطالق املكوك الف�ضائي �إىل املحطة الف�ضائية الدولية‪ .‬وقد منا اقت�صاد‬ ‫كازاخ�ستان منو ًا كبري ًا منذ عام ‪� 2000‬ساعده على ذلك ارتفاع �أ�سعار �صادرات‬ ‫البالد الرائدة يف الأ�سواق العاملية‪ ،‬وهي النفط واملعادن واحلبوب‪ .‬كما منا الناجت‬ ‫املحلي الإجمايل بنحو ‪ 9,6‬يف املئة عام ‪ ،2000‬مقارنة مع ن�سبة منو قدرها ‪1,7‬‬ ‫يف املئة عام ‪ .1999‬ومنذ عام ‪ ،2001‬ظل الناجت املحلي الإجمايل يحقق ن�سب ًا تُـ َعـد‬ ‫من بني الأعلى يف العامل‪ ،‬حيث ارتفع يف عام ‪ 2006‬ارتفاع ًا كبري ًا و�صل �إىل ن�سبة‬ ‫‪ 10.6‬يف املئة‪.‬‬ ‫وينمو النظام امل�صريف من جهته منو ًا �سريع ًا‪ ،‬حيث �أدخل البنك الوطني نظام‬ ‫الت�أمني على الودائع تعزيز ًا للقطاع امل�صريف‪.‬‬ ‫التعليم‬ ‫التعليم يف كازاخ�ستان عمومي و�إلزامي �إىل حدود املرحلة الثانوية‪ ،‬ويبلغ معدل‬ ‫القراءة والكتابة بني البالغني ‪ 99,5‬يف املئة‪ .‬عالوة على م�ؤ�س�سات مراحل التعليم‬ ‫الرئي�سية الثالث‪ ،‬القائمة حالي ًا (�أي االبتدائي والأ�سا�سي والثانوي)‪ ،‬توجد جامعات‬ ‫و�أكادمييات ومعاهد ومعاهد مو�سيقية‪ ،‬ومدار�س وكليات‪ .‬وبف�ضل اعتماد قوانني‬ ‫التعليم والتعليم العايل‪ ،‬ظهر �إىل الوجود قطاع تعليمي خا�ص‪ ،‬و ُمنحت الكثري من‬ ‫الرتاخي�ص لإن�شاء م�ؤ�س�سات تعليمية خا�صة‪� .‬إ�ضافة �إىل ذلك‪ ،‬تدير وزارة الرتبية‬ ‫والتعليم يف كازاخ�ستان برنامج منح درا�سية ناجح ًا جد ًا ُيعرف بربنامج بوال�شاك‬ ‫للمنح الدرا�سية‪ ،‬والذي مي ّكـن �سنوي ًا نحو ‪ 3000‬طالب متفوق من ال�سفر �إىل‬ ‫اخلارج ملتابعة الدرا�سة‪.‬‬ ‫الثقافة‬ ‫ملا كانت الرثوة احليوانية �أ�سا�سية يف منط احلياة التقليدية ل�شعب الكازاخ‪،‬‬ ‫ف�إن معظم عاداتهم البدوية القائمة على الرتحال ترتبط ب�شكل �أو ب�آخر بهذه الرثوة‬ ‫احليوانية‪ .‬و�شعب الكازاخ �شعب مولع بركوب اخليل منذ القدم‪.‬‬ ‫ويعتمد فن الطبخ التقليدي يف كازاخ�ستان على حلم اخلروف وغريه من �أنواع‬ ‫اللحوم‪ ،‬وعلى منتجات الألبان املختلفة‪ .‬ويوجد يف كازاخ�ستان العديد من الأطباق‬ ‫التقليدية‪� ،‬أكرثها �شعبية طبق “�إت”‪ ،‬واملعروف �أي�ض ًا با�سم “ب�سمارماك” �أو‬ ‫الأ�صابع اخلم�سة‪ ،‬كناية عن ا�ستعمال الأ�صابع اخلم�سة عند �أكل هذا الطبق الذي‬ ‫ُي�صنع من حلم اخلروف امل�سلوق (�أو من غريه من اللحوم)‪ ،‬وي�ؤكل عادة مع ورقة‬ ‫املعكرونة امل�سلوقة ومرق اللحم املدعو (�صوربا)‪ ،‬ومن العادة �أن يقدم يف �أوعية‬ ‫مقعرة ت�سمى (كي�سة)‪� .‬إ�ضافة �إىل العادات التقليدية املرتبطة بنمط حياة الرتحال‪،‬‬ ‫وتطور فنون �إعداد الأطعمة الكازاخ�ستانية‪ ،‬فقد كان لدول وقوميات �أخرى الأثر‬ ‫العظيم يف ت�شكيل الأطعمة والثقافة يف كازاخ�ستان‪ .‬وت�شمل هذه القوميات الرو�س‬ ‫والأوزبك‪ ،‬والأوكرانيني‪ ،‬والأملان‪ ،‬والتتار‪ ،‬والكوريني‪ ،‬والأذربيجان‪ ،‬والأويغور‪،‬‬ ‫وغريهم كثري‪ .‬كما تتمتع كازاخ�ستان بثقافة مو�سيقية حية‪ ،‬وتُـ َعـد �أملا�آتي مركز ًا من‬ ‫مراكز ال�صناعة املو�سيقية يف منطقة و�سط �آ�سيا‪.‬‬


‫وجهة نظر‬

‫العامل الإ�سالمي‪ ...‬انبعاث نه�ضوي‬ ‫�أم انكفاء على الذات!‬ ‫ال�سفري �سعد الدين الطيب‬ ‫م�ست�شار الأمني العام‬

‫�ألـ ّمـت بالعامل الإ�سالمي خالل العقود القليلة املن�صرمة نوازل ج�سيمة جنمت عن جملة‬ ‫من املعوقات االجتماعية وال�سيا�سية واالقت�صادية ق ّلما �شهد لها تاريخ امل�سلمني مثي ًال‪ .‬وقد بات‬ ‫جلي ًا �أن العديد من اجلهات اخلارجية تتلهف ال�ستغالل املوارد التي يزخر بها العامل الإ�سالمي‪،‬‬ ‫علم ًا ب�أن هذه املوارد ت�سري على درب الن�ضوب‪ .‬ويف الوقت ذاته‪ ،‬تعكف اجلهات ذاتها على �شن‬ ‫حملة �شر�سة تروم ت�شويه �صورة الثقافة الإ�سالمية وقيمها ال�سمحة‪ ،‬يف حني تُـ ْقـدِ م قوى التطرف‬ ‫والأ�صولية املتكل�سة يف اجلبهة الداخلية على خد�ش �صورة الإ�سالم وامل�سلمني نتيجة ممار�ساتها‪،‬‬ ‫و�إل�صاق تهم التكفري واالرتداد باملعتدلني من �أقرانها من امل�سلمني‪.‬‬ ‫زجت ب�شرائح وا�سعة من امل�سلمني يف �أتون ع�صر ميكن‬ ‫ويبدو �أن هذه العوامل‪ ،‬مت�ضافرةً‪ّ ،‬‬ ‫إح�سا�س ب�أنهم قابعون يف غياهب “عقلية‬ ‫�‬ ‫امل�سلمني‬ ‫يعرتي‬ ‫و�صفه بـ “ع�صر وهَ ن الإرادة”‪ ،‬حيث‬ ‫ٌ‬ ‫احل�صار”‪ ،‬وغرز فيهم ذلك �شعور ًا بال�سلبية دفعهم �إىل التقوقع يف دور ال�ضحية والظهور‬ ‫مبظهر امل�ستهدَ ف الدائم بكل �إيذاء داهم‪.‬‬ ‫وما �إن ا�ستحكمت هذه الذهنية يف وجدان م�سلمني ُكرث حتى و ُّلوا ب�صائرهم وخميالتهم‬ ‫�إىل املا�ضي التليد َي ُهزّهم احلنني والتوق �إىل ع�صر الإ�سالم الذهبي انطالق ًا من �إميانهم ب�أن‬ ‫تلك احلقبة من تاريخهم جت�سد “الفردو�س املفقود” الذي ينبغي انت�شاله و�إنعا�شه من حالة‬ ‫الغيبوبة التاريخية التي ّ‬ ‫َ‬ ‫مواقف و�آرا ًء‬ ‫يغط يف �أح�ضانها منذ زمن بعيد‪ ،‬بينما يتبنى �آخرون‬ ‫مهرتئة ومت�صلبة تقاوم كل جدل وتدح�ض كل حماججة‪ ،‬حيث �إنهم ي�ستنكفون عن اعتناق القيم‬ ‫ال�سائدة يف الع�صر احلديث‪ ،‬زاعمني �أنهم هم من ميتلك احلقيقة الكافية ال�شافية العابرة‬ ‫حلدود املكان والزمان‪ ،‬والتي ال ي�أتيها الباطل من بني يديها وال من خلفها‪ ،‬يف حني يكيلون التهم‬ ‫جزاف ًا �ضد كل من يخالفهم الر�أي ويح�سبونه زنديق ًا ومرت ّد ًا عن امللة والدين‪.‬‬ ‫يعج‬ ‫وقد درج بع�ض املفكرين وقادة الر�أي يف العامل الغربي على ن�شر خطاب مغر�ض ّ‬ ‫باملغالطات حول الإ�سالم من خالل ترويجهم لفكرة حتمية ال�صدام بني احل�ضارات‪ ،‬وبث‬ ‫اخلوف والفزع يف �أو�ساط �شعوبهم ا�ستناد ًا �إىل �أ�ساليب التهويل والرتويع والدفع بها �إىل اعتقاد‬ ‫�أن موجة عاتية مزعومة من املد الإ�سالمي ت�سعى جاهدة �إىل �إغراق �أوروبا كلية يف بحر الأ�سلمة‬ ‫وتنكب هذه الزمرة من املفكرين يف الوقت‬ ‫وطم�س هُ ـويتها العقائدية والإيديولوجية الأ�صلية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ذاته على �إ�شاعة �أفكار ترى يف الإ�سالم منظومة عقيدية تت�أ�صل يف جوهرها عيوب �شتى تُق ّو�ض‬ ‫قدرة الإ�سالم على التفاعل الإيجابي مع احل�ضارة الغربية املت�سمة مبفاهيم جتديدية وحداثية‪.‬‬ ‫وقد �أطلقت هذه الأفكار والت�صورات العنان لظاهرة “الإ�سالموفوبيا” �أو التخويف من الإ�سالم‬ ‫يف الغرب لتُف ّرخ عقلية متييزية عدوانية تكت�سي �أحيان ًا طابع ًا �أكرث عدائية وتب�سط هيمنتها على‬ ‫�أو�ساط عري�ضة ت�ستهدف الإ�سالم وتعتربه �إيديولوجية فا�ش�ستية ودموية‪.‬‬ ‫ما ال ميكن �أن يكون مو�ضع ال�شك �أو الإنكار حقيقة �أن م�سار التنمية يف العامل الإ�سالمي‬ ‫مل َ‬ ‫يرق بعد �إىل امل�ستوى املن�شود‪ ،‬وهو الأمر الذي �أثر ب�شكل ملمو�س‪ ،‬وال يزال‪ ،‬يف قدرة الأمة‬ ‫الإ�سالمية على مواكبة عملية التطوير املتوا�صل التي ي�شهدها العامل املتقدم‪ ،‬حيث �إن بع�ض‬ ‫الدول الإ�سالمية تعاين من نق�ص �صارخ يف املوارد املر�صودة للبحث العلمي وغياب البيئة املواتية‬ ‫والظروف امل�شجعة للبحث العلمي احلر‪ .‬كما �أن م�ستوى التعليم وخمرجاته ما زلت دون امل�ستوى‬ ‫امل�أمول‪ ،‬بينما تنخر ظاهرة الأمية يف ج�سد املجتمعات الإ�سالمية وت�سهم يف تخلفها عن اللحاق‬ ‫بركب التطورات الثقافية والعلمية والتكنولوجية العاملية‪.‬‬ ‫بهذا املعنى‪ ،‬ن�شهد بفعل هذه العوامل املتداخلة تقييد ًا وتقوي�ض ًا حلجم وعمق الدور‬

‫الذي ي�ضطلع به امل�سلمون يف بناء احل�ضارة احلديثة‪ .‬و�إذا ما حتالفت هذه املعوقات مع غياب‬ ‫املمار�سات الدميقراطية واحلكم الر�شيد واالفتقار �إىل التفكري العلمي وتهمي�ش دور املر�أة‬ ‫والنزيف املتدفق للأدمغة امل�سلمة املهاجرة �إىل الغرب‪ ،‬يدرك املرء حينذاك‪ ،‬وب�سهولة بالغة‪،‬‬ ‫مدى ق�صور وحمدودية م�ساهمة امل�سلمني يف املجالني ال�سيا�سي واالقت�صادي يف عامل اليوم‪.‬‬ ‫وقد حظيت حالة الوهن هذه ب�إ�شارة خا�صة يف ثنايا اخلطاب الذي �ألقاه الرئي�س الأمريكي‬ ‫باراك �أوباما يوم ‪ 19‬مايو ‪ 2011‬حتت عنوان “ فر�صة تاريخية ‪ -‬خطاب الرئي�س �أوباما حول‬ ‫ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا” باعتبارها حاجز ًا لطاملا وقف عقبة ك�ؤود ًا �أمام حتقيق التقدم‬ ‫والتنمية يف العامل الإ�سالمي‪ ،‬حيث �أ�شار الرئي�س الأمريكي �إىل �أنه “�إذا مت ا�ستثناء �صادرات‬ ‫النفط‪ ،‬ف�إن هذه املنطقة (�أي منطقة ال�شرق الأو�سط) التي يربو عدد �سكانها على ‪ 400‬مليون‬ ‫ن�سمة ت�صدِّ ر تقريب ًا ما ي�ضاهي حجم �صادرات �سوي�سرا”‪.‬‬ ‫ويف ظل هذه ال�صورة القامتة لواقع الأمة الإ�سالمية‪ ،‬يبدو من الطبيعي �أن ينتف�ض ال�شباب‬ ‫الذين يـئـ ّنـون حتت وط�أة م�شاعر الإحباط واخلذالن يف العديد من البلدان العربية امل�سلمة‪ ،‬مبا‬ ‫لديهم من �أهداف م�شرتكة ورغبة يف التحرر من �أغالل التخلف والتخل�ص من م�ؤ�س�سات و ُنظم‬ ‫يعوزها النهج الدميقراطي يف ممار�ساتها‪ ،‬وينخرطوا يف حراك احتجاجي على حكام م�ستبدين‬ ‫ويف �إطار ثورة قومية تقودها ر�ؤية م�ستقبلية وتقدمية تهدف �إىل و�ضع حد للغنب واحلرمان‬ ‫واملعاناة التي تراكم ثقلها وتفاقم �أثرها عرب العقود املتالحقة‪.‬‬ ‫وباملوازاة مع امل�ستجدات التي ت�شهدها ال�ساحة الإ�سالمية منذ �أ�شهر‪ ،‬متر بقية دول العامل‬ ‫بتغيريات جذرية حتمل يف طياتها �أبعاد ًا تاريخية قد نكتوي بنارها قبل �أن ن�ست�ضيء بنورها‪،‬‬ ‫حيث من املتوقع �أن تف�ضي هذه املتغريات �إىل �إعادة �صياغة ميزان القوى القائم حالي ًا يف‬ ‫العامل‪ .‬ويف حني برزت قوى اقت�صادية نا�شئة وواعدة يف كل من ال�صني والهند والربازيل وبلدان‬ ‫�أخرى‪ ،‬تواجه الواليات املتحدة �صعوبات مالية خانقة �أفرزت �أزمة ديون غري م�سبوقة يف تاريخها‪.‬‬ ‫�أما بالن�سبة لأوروبا فقد �صدرت يف ال�سنوات الأخرية تقارير تفيد ب�أنها �أ�ضحت قار ًة “عجوز ًا”‬ ‫من حيث تركيبتها الدميوغرافية وتراجع حجم القوى العاملة ال�شابة فيها‪ ،‬الأمر الذي من‬ ‫�ش�أنه �أن يح ّول �أوروبا �إىل نتوء جغرايف �صغري ميت ّد من �آ�سيا املتقدمة‪ .‬وعلى �إثر هذه املوجة من‬ ‫التحوالت‪� ،‬سوف تطال موجة التغيري الواقع االقت�صادي العاملي لتعيد ر�سم مالحمه وتوجهاته‬ ‫امل�ستقبلية حتى خارج حدود القارة الآ�سيوية‪ .‬فمن املعروف �أن اليابان‪ ،‬مث ًال‪ ،‬ظلت حتتل املركز‬ ‫الثاين على م�ستوى االقت�صاد العاملي‪ ،‬لكن رغب ًة منها يف اال�ستجابة لتذمر االقت�صادات الغربية‬ ‫ب�سبب �إغراق �أ�سواقها باملنتجات اليابانية‪ ،‬و�سعي ًا منها �إىل �إيجاد �أ�سواق بديلة ملنتجاتها‪،‬‬ ‫عمدت كربيات ال�شركات اليابانية �إىل �ضخّ ا�ستثمارات هائلة خالل ال�سنوات الع�شرين املا�ضية‬ ‫يف بع�ض الأ�سواق الآ�سيوية‪ ،‬كان �أبرزها كوريا اجلنوبية وال�صني وماليزيا و�سنغافورة وتايلندا‬ ‫و�إندوني�سيا‪ ،‬وذلك بهدف خلق ما ُي�سمى “منطقة االزدهار الآ�سيوي” التي تتمتع بدرجة من‬ ‫التناف�سية تباري‪� ،‬إن مل تتجاوز‪ ،‬القدرة التناف�سية لأ�سواق �أوروبا و�أمريكا ال�شمالية‪.‬‬ ‫ومن خالل قراءة مت�أنية لهذه الأجواء وامل�ستجدات‪ ،‬يبدو �أن العامل الإ�سالمي لديه اليوم‬ ‫فر�صة تاريخية ال�ستثمار الظروف العاملية اجلديدة التي ُيتوقـَّـع �أن تتبلور يف امل�ستقبل املنظور �إذا‬ ‫ما حتلى امل�سلمون باحل�صافة واحلكمة واجلراءة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫�إن امل�سلمني ُمطالـَـبون اليوم ب�أن ي ّتقِد تفكريهم وتدبريهم جمددا بروح الإ�سالم الذي‬ ‫يحث على طلب العلم واكت�ساب املعرفة من املهد �إىل اللحد‪ .‬فمن ال�ضروري �إيالء ما يلزم من‬ ‫اهتمام للبحث والتطوير والت�صدي للغلو والتطرف والتخلف‪ ،‬واال�ستعا�ضة عن ذلك بتبني الفكر‬ ‫احلديث والتنويري والنهج النقدي‪.‬‬ ‫لنت�صور كيف ميكن �أن ي�صبح الو�ضع يف العامل الإ�سالمي ومدى االزدهار والرفاهية‬ ‫والتقدم التنموي الذي ميكن حتقيقه لو �أن م�ؤ�س�ساته االقت�صادية التي تكتظ خزائنها بالأ�صول‬ ‫املالية‪ ،‬وتزخر جمتمعاته بالطاقات الب�شرية ال�شابة‪ ،‬وتختزن �أرا�ضيه احتياطيات طبيعية‬ ‫�ضخمة‪� ،‬أن حتذو حذو اليابان يف ثمانينيات القرن الع�شرين‪ ،‬وتقوم بتوظيف ا�ستثمارات معتربة‬ ‫يف اقت�صاديات البلدان امل�سلمة حتى يت�سنى لها ا�ستحداث “منطقة ازدهار �إ�سالمي” من‬ ‫ّ‬ ‫م�صاف الريادة‬ ‫�ش�أنها �أن تعيد للعامل الإ�سالمي �شيئ ًا من بريقه ورونقه وت�صعد به جمدد ًا �إىل‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫حري بالأمة الإ�سالمية اليوم �أن ت�ستفيد وحت�سن ا�ستثمار ما حباها اهلل تعاىل به من ثروات‬ ‫ومقدرات يف �سبيل تعزيز وتوحيد جهودها االقت�صادية والثقافية والعلمية والتقنية من خالل‬ ‫تطبيق وتفعيل بنود برنامج العمل الع�شري ملنظمة التعاون الإ�سالمي ب�شكل جدّي وم�س�ؤول‪،‬‬ ‫واحلر�ص على عدم التفريط يف هذه الفر�صة الفريدة يف تاريخ الأمم التي قد ال تُـتاح مرة‬ ‫�أخرى‪ ،‬وذلك متهيد ًا لنيل موقع بارز يف عداد القوى العاملية ال�صاعدة‪.‬‬ ‫‪79‬‬


‫ر�سالة املنظمة‬

‫�أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‬

‫الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬

‫ال�صومال حتت�ضر‪...‬وتقرع ناقو�س اخلطر‬ ‫يئنّ املاليني من �سكان منطقة القرن الإفريقي‪ ،‬وخ�صو�ص ًا يف ال�صومال‪ ،‬حتت وط�أة‬ ‫املجاعة‪ ،‬حيث يت�ساقط الآالف موتى جراء ا�ست�شراء الأوبئة وتف�شي اجلوع وا�ستمرار احلرب‪ .‬وال مير يوم واحد �إال ومئات‪� ،‬إن‬ ‫مل يكن �آالف‪ ،‬الآباء والأمهات يدفنون فلذات �أكبادهم بعد �أن يلقوا حتفهم خالل رحلة النزوح امل�ضنية بحث ًا عن مالذ يوفر لهم‬ ‫القليل من امل�أكل وامل�شرب‪.‬‬ ‫من البديهي وال�ضروري �أن يت�ساءل املرء كيف ميكن لهذه امل�أ�ساة �أن حتدث يف القرن احلادي والع�شرين! �إنه فع ًال لواقع يثري‬ ‫احلزن واخلزي يف �آن‪ ،‬علم ًا ب�أن هذا الواقع‪ ،‬للأ�سف ال�شديد‪ ،‬يوجد داخل عاملنا الإ�سالمي‪.‬‬ ‫لعل �سماع �أعداد املوتى ومن ميرون بلحظات االحت�ضار الأخرية لن ُير�سخ �أثر ًا عميق ًا يف �أذهاننا‪ ،‬لكن من املتوقع �أن تهز‬ ‫أطفال باتوا جمرد هياكل عظمية مك�سوة حلم ًا ال يكادون ي�ستطيعون التنف�س بينما‬ ‫ال�صور‪ ،‬التي تُبث على �شا�شات التلفزيون ل ٍ‬ ‫حتاول �أمهاتهم اليائ�سات طم�أنتهم‪� ،‬ضمائرنا و�أن تدفعنا �إىل التحرك بغية �إغاثة ه�ؤالء اجلوعى‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لقد �آن الأوان فع ًال لتج�سيد روح الأخوة الإ�سالمية من خالل اتخاذ خطوات عملية وملمو�سة انطالقا من �شعورنا ب�آالم‬ ‫وم�آ�سي �إخواننا يف منطقة القرن الإفريقي ومد يد العون لهم يف حمنتهم هذه امتثا ًال لتعاليم ديننا احلنيف وا�ستلهام ًا لروح‬ ‫الروابط الإن�سانية التي جتمعنا‪.‬‬ ‫�إن جوهر امل�شكلة يف ال�صومال ال يتعلق بندرة الأمطار وحمدودية املحا�صيل الزراعية والرثوة احليوانية فح�سب‪ .‬الواقع �أن‬ ‫ال�صومال تعر�ض ملوجات متعاقبة من اجلفاف كان بالإمكان توقع حدوثها‪ ،‬حيث �صدرت حتذيرات متكررة ومبكرة حول احتمال‬ ‫وقوع كارثة �إن�سانية‪ ،‬غري �أن تلك التحذيرات مل جتد �آذان ًا �صاغية‪ .‬واجلميع يدرك اليوم �ضرورة الإقدام ب�شكل د�ؤوب على‬ ‫تفعيل التدابري الالزمة من �أجل درء حدوث نق�ص يف الإمدادات الغذائية واملائية و�ضرورة اال�ستعداد قبل وقوع كوارث �إن�سانية‬ ‫مماثلة‪� .‬صحي ٌح �أن موجات اجلفاف ميكن ربطها بظاهرة التغري املناخي‪ ،‬وهي الظاهرة التي ال يزال املجتمع الدويل غري قادر‬ ‫على ا�ستيعاب �آثارها املحتملة على م�ستقبل الب�شرية‪ .‬لكن العامل يعاين �أي�ض ًا من م�شكلة التخلف والفقر‪� ،‬إذ �إن املجتمعات التي‬ ‫تفتقر �إىل البنى الأ�سا�سية ال�ضرورية وال تتوفر على منظومة للرعاية ال�صحية وتعوزها الفر�ص االقت�صادية تبقى �أكرث عر�ض ًة‬ ‫من غريها للمعاناة وامل�آ�سي الإن�سانية‪.‬‬ ‫وبالن�سبة لل�صومال‪ ،‬ف�إن امل�شاكل اجل�سمية التي تواجهها تتفاقم حدتها بفعل احلرب الأهلية العبثية التي تتحدى با�ستمراريتها‬ ‫املنطق يف �أبعاده ال�سيا�سية واالقت�صادية والدينية والإن�سانية‪ .‬فب�سبب االقتتال الداخلي واملمار�سات الإجرامية التي تقودها‬ ‫جماعات خارجة عن القانون‪ ،‬ت�ستع�صي عملية �إي�صال امل�ساعدات الإن�سانية �إىل مئات الآالف من الالجئني واملهجرين يف‬ ‫خميمات النازحني‪ .‬واليوم �أ�ضحى من ال�ضروري جد ًا �أن تتخلى الف�صائل امل�سلحة عن �أ�سلحتها وتعمل على ت�سوية اخلالفات‬ ‫القائمة من �أجل �أطفال ال�صومال وم�ستقبل بلدهم‪ .‬ففي ظل غياب الأمن وال�سالم‪ ،‬ال ميكن ب�أي حال من الأحوال �أن تعرف‬ ‫ال�صومال �أي نوع من االزدهار �أو حترز �أي قدر من التقدم‪.‬‬ ‫�أبناء ال�صومال ي�ستحقون حياة �أف�ضل‪.‬‬ ‫�إنني �أنا�شد ب�شكل عاجل الدول الأع�ضاء يف منظمتنا وامل�ؤ�س�سات املالية‪ ،‬واملنظمات الإن�سانية‪ ،‬والأ�سرة الدولية برمتها‪،‬‬ ‫و�أهل اخلري التربع ب�سخاء لفائدة ال�شعب ال�صومايل حتى يت�سنى له مواجهة التحديات الإن�سانية التي حتدق به‪ ،‬كما �أدعو‬ ‫الفرقاء ال�صوماليني �إىل العمل من �أجل حتقيق م�ستقبل �أف�ضل‪.‬‬ ‫‪80‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ‪ -‬اغ�سط�س ‪2011‬‬


81


‫ال�صــومــال‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ ‬‫ ‬‫ ‬‫‪ -‬‬

‫�شهد البلد �أ�سو�أ موجة جفاف منذ ‪ 60‬عام ًا‬ ‫يتعر�ض نحو ‪ 3.7‬مليون ن�سمة خلطر املجاعة معظمهم من الن�ساء والأطفال‬ ‫مت �إعالن املجاعة يف عدة مناطق وع�شرات الآالف من الأ�شخا�ص فقدوا حياتهم‬ ‫هناك ‪ 3‬ماليني هجروا بيوتهم ويعي�شون يف خميمات‬ ‫تتمثل التدخالت املطلوبة على نحو عاجل يف‪ :‬الغذاء واملاء والتغذية والدواء‬

‫للم�شاركة يف حملة منظمة التعاون الإ�سالمي لإغاثة ال�صومال‪،‬‬ ‫ميكن الإيداع �أو التحويل على الأرقام التالية‪:‬‬ ‫الدولة اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫البنك جمموعة �سامبا امل�صرفية ‪ -‬الفرع الرئي�سي �شارع الأندل�س ‪ -‬جدة‬ ‫‪5600758‬‬ ‫رقم احل�ساب ‬ ‫‪SA 29 4000 0000 0000 05600758 IBAN‬‬ ‫‪SAMBSARI‬‬ ‫‪ SWIFT‬‬

‫ح�ساب مكتب تن�سيق العمل الإن�ساين يف ال�صومال‬ ‫اال�سم ‪OIC-Humanitarian Coordination Office-‬‬

‫‪Somalia‬‬ ‫البنك ‪DAHABSHIL BANK INTERNATIONAL‬‬ ‫‪PLACE DU 27 J UIN, DJIBOUTI‬‬ ‫عنوان البنك ‬ ‫‪P.O.BOX 2022 DJIBOUTI‬‬ ‫‪311900/TEL +253 311919‬‬ ‫‪101593‬‬ ‫رقم احل�ساب ‬ ‫‪DBISDJJ2‬‬ ‫‪ SWIFT‬‬ ‫‪Noor Islamic Bank, Dubai-UAE‬‬ ‫البنك املرادف ‬ ‫‪NISLAEAD‬‬ ‫‪ SWIFT‬‬

‫للتوا�صل مع الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي ‪� -‬إدارة‬ ‫ال�ش�ؤون الإن�سانية ‪ -‬جدة‬ ‫االت�صال على رقم املنظمة ‪0096626515222‬‬ ‫حتويلة رقم‪1406 / 1403 :‬‬

‫مكتب مقدي�شو‪:‬‬ ‫الأ�ستاذ �أحمد حممد �آدم ‪ -‬مدير املكتب‬ ‫جوال رقم ‪00252699898559‬‬ ‫بريد الكرتوين‪ahmed@oic-Somalia.org : :‬‬ ‫‪ahmadgasim1@yahoo.com‬‬

‫‪2‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬

‫دكتور حممد نور جعل ‪ -‬نائب املدير‬ ‫جوال رقم ‪00252615962030‬‬ ‫بريد �إلكرتوين‪m.nur@oic-somalia.org : :‬‬ ‫هدى على دار ‪� -‬سكرترية املكتب‬ ‫تليفون ‪00252615556053‬‬ ‫بريد الكرتوين‪info@oic-somalia.org :‬‬


‫‪2‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬يناير ‪ -‬مار�س ‪2011‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.