مجلة المنظمة - العدد ٢٤

Page 1



‫ر�سالة املنظمة‬

‫�أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‬

‫الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬

‫الفتنة الطائفية �أو الطريق �إىل الهاوية‬ ‫نالحظ هذه الأيام تواتر ًا غري م�سبوق لعدد من التقارير ت�ستعر�ض �أحداث ًا �صادمة وم�ؤملة لإراقة الدماء ولعمليات �إرهابية دموية يف �أنحاء خمتلفة‬ ‫من العامل الإ�سالمي‪ ،‬وهي ناجمة عن فتنة طائفية بغي�ضة‪ .‬ومن الوا�ضح �أن �أطراف ًا حتركها م�صالح ودوافع �سيا�سية تعمل على توظيف الدين لتحقيق‬ ‫الزج باملجتمعات الإ�سالمية باجتاه هاوية التقاتل‬ ‫�أجنداتها‪ ،‬وتعمد �إىل ا�ستغالل االنتماء الديني خلدمة ح�ساباتها ال�ضيقة هي من يقف وراء خماطر ّ‬ ‫الطائفي‪ .‬وينبغي لنا �أ ّال نقف موقف املتفرج يف الوقت الذي تت�سع فيه دائرة اخلوف والريبة وال�شقاق والتفكك االجتماعي والإرهاب والتناحر الأهلي‬ ‫يف كثري من املناطق التي مل تكن �إىل حدود الأم�س القريب ت�شهد مثل هذه النـزاعات الطائفية‪ .‬كما �أن قادة الأمة الإ�سالمية ُمطا َلـبون باتخاذ موقف‬ ‫حازم وموحد �ضد كل من ي� ّؤجج م�شاعر الكراهية ويحر�ض على العنف‪.‬‬ ‫�إن تعدد املذاهب الفكرية يف الإ�سالم حقيقة تاريخية ال ميكن دح�ضها �أو جتاهلها‪ ،‬وهو واقع يدلل على ثراء وتنوع املخزون الفكري الإ�سالمي‪.‬‬ ‫فعلى مدى القرون املتالحقة‪ ،‬مل ي�شهد العامل الإ�سالمي يف �أي مرحلة من املراحل �صراعات طائفية بني �أتباع املذاهب الإ�سالمية كما هو احلال اليوم‪.‬‬ ‫وانطالق ًا من هذا الواقع‪ ،‬ينبغي �أن ندرك �أن ميزة التنوع والتعددية نعمة ورحمة حباها اهلل تعاىل للأمة‪ ،‬وينبغي �أ ّال تتحول البتة �إىل م�صدر نزاع �أو‬ ‫ُم�س ّوغ لالحرتاب‪ .‬فمن امل�ؤمل حق ًا �أن نرى ونتابع ما يطال العراق من قتل متوا�صل وتدمري وا�سع النطاق‪ ،‬وبخا�صة بعد النجاح الذي حققته منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي من خالل تفعيل امل�صاحلة بني الطوائف املتنازعة عام ‪ 2006‬عقب التوقيع على �إعالن مكة املكرمة‪ .‬لقد �آن الأوان لإحياء املبادئ‬ ‫املتفق عليها يف �إطار هذا الإعالن والعمل على ا�ستعادة ال�سلم الأهلي يف العراق‪.‬‬ ‫ومن املتوقع �أن ي�ؤدي االحرتاب الطائفي �إىل وقوع بع�ض التداعيات اخلطرية التي يطول مداها ل�سنوات عديدة قادمة يف خمت ِلف البلدان امل�سلمة‪،‬‬ ‫و�ستحمل بني طياتها �آثار ًا �سلبية على نف�سية وذهنيات ال�شعوب وعلى الن�سيج االجتماعي للمجتمعات وعلى التما�سك ال�سيا�سي للدول‪� .‬إننا اليوم نرى‬ ‫للأ�سف �أن كثري ًا من الدول تـئـنّ حتت وط�أة العنف الطائفي الذي يقرتن بعدم اال�ستقرار ال�سيا�سي والركود االقت�صادي‪ .‬بل من الوارد يف بع�ض‬ ‫احلاالت �أن تف�ضي حالة العداء الطائفي �إىل تفكك كيان الدولة على �أ�سا�س طائفي‪ ،‬وهو �أمر يثري بكل ت�أكيد هواج�سنا ّ‬ ‫ويق�ض م�ضاجعنا �إىل �أبعد‬ ‫احلدود‪.‬‬ ‫�إنني �أدعو‪ ،‬وقبل فوات الأوان‪ ،‬القيادات ال�سيا�سية وعلماء الدين وقادة الفكر والر�أي ورجال ون�ساء الإعالم‪ ،‬وجميع امل�سلمني �إىل الوقوف �صف ًا‬ ‫واحد ًا يف وجه هذه املوجة الطائفية الكا�سحة‪ ،‬لأن االجنرار وراءها �سيوقعنا جميع ًا يف �أتون حروب لن يخرج منها �أي طرف من الأطراف املعنية‬ ‫رابح ًا‪� .‬إننا بحاجة ملحة �إىل توجيه و�إ�شاعة ر�سالة وا�ضحة وب�صوت عال ملواجهة اخلطاب الطائفي املدمر‪ .‬ويف هذا ال�سياق‪ ،‬ال بد من �إطالق‬ ‫مبادرات ملمو�سة لدعم وتفعيل احلوار البـ ّنـاء بني املذاهب الإ�سالمية على جميع م�ستويات املجتمع‪ .‬وينبغي �أي�ض ًا تبني تدابري �أمنية قوية للت�صدي‬ ‫بال هوادة ملر ّوجي امل�شاريع الطائفية واملحر�ضني على العنف ومرتكبيه‪ .‬ولعل الأهم من ذلك كله �أن نعكف على التعاطي الفعال مع م�شكلة توظيف‬ ‫التنوع العقائدي لتربير الطموح ال�سيا�سي على ح�ساب دم الأبرياء و�سيادة الدول و�سالمة �أرا�ضيها‪ .‬وعلينا �أن ندرك جميع ًا �أنه بات من الواجب اليوم‬ ‫احرتام اخلط الفا�صل بني الدين وال�سيا�سة‪ ،‬و�أن ندرك ب�شكل وا�ضح ال لب�س فيه �أن هذه املعركة مر�شحة لأن تكون طويلة الأمد‪ ،‬لأنها يف جوهرها‬ ‫معركة �إرادات و�أفكار وو�سائل‪.‬‬


‫�ش�ؤون عاملية‬

‫�إح�سان �أوغلى يدعو اجلهات الدولية‬ ‫املانحة �إىل امل�ساهمة يف بنك تنمية دارفور‬

‫‪12‬‬

‫الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫ي�ؤكد دعمه الدائم لكو�سوفو‬

‫‪18‬‬

‫افتتاح بعثة املنظمة لدى االحتاد الأوروبي‬ ‫يف بروك�سل‬

‫‪21‬‬

‫املنظمة تعقد يف مقرها ور�شة عمل حول‬ ‫مكافحة الإرهاب بالتعاون مع الأمم‬ ‫املتحدة‬

‫‪28‬‬

‫‪4‬‬

‫ثقافة‬

‫مدينة طرابل�س‪ :‬عا�صمة الثقافة الإ�سالمية‬ ‫لعام ‪ 2013‬عن املنطقة العربية‬

‫‪41‬‬

‫اقت�صاد‬

‫البنك الإ�سالمي للتنمية ي�ضاعف ر�أ�س‬ ‫ماله ثالث مرات �إىل ‪ 150‬مليار دوالر‬ ‫�أمريكي‬ ‫فريق اخلرباء ي�ضع اللم�سات الأخرية على‬ ‫م�شروع النظام الأ�سا�سي ملكتب املنظمة‬ ‫للأمن الغذائي‬

‫منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫تدعو �إىل التحقيق يف‬ ‫انتهاكات حقوق الإن�سان يف‬ ‫ميامنار‬ ‫‪22‬‬

‫‪35‬‬

‫�صحة‬

‫انعقاد االجتماع ال�ساد�س للجنة التوجيهية‬ ‫املعنية بال�صحة‬

‫اجتماعان وزاريان لدعم‬ ‫القد�س ودولة فل�سطني‬

‫وزراء العمل باملنظمة‬ ‫يعتمدون �إطار ًا للتعاون يف‬ ‫جمال العمل والتوظيف‬ ‫واحلماية االجتماعية‬ ‫‪45‬‬

‫‪48‬‬ ‫‪44‬‬

‫روابط �أجهزة املنظمة‬ ‫الأجهزة املتفرعة‬

‫ـ جممع الفقه الإ�سالمي الدويل ‪www.fiqhacademy.org‬‬

‫برنامج عمل املنظمة خالل الفرتة من �أغ�سط�س �إىل �أكتوبر ‪:2013‬‬

‫‪� 30-28‬أغ�سط�س‪ :‬االجتماع الثامن ع�شر للجنة تن�سيق العمل الإ�سالمي امل�شرتك ‪ -‬طهران‪� ،‬إيران‪.‬‬

‫ـ مركز البحوث ا�إحل�صائية واالقت�صادية واالجتماعية والتدريب للدول الإ�سالمية‬

‫‪� 6-4‬سبتمرب‪ :‬االجتماع الثالث مل�ؤمتر ر�ؤ�ساء وكاالت �إنفاذ القانون ‪ -‬ا�سطنبول‪ ،‬تركيا‪.‬‬

‫ـ مركز البحوث للتاريخ والفنون والثقافة الإ�سالمية (�إر�سيكا)‬

‫‪� 6-5‬سبتمرب‪ :‬برنامج لتدريب موظفي امل�س�ؤول عن قطاع املعلومات يف امل�ؤ�س�سات الأع�ضاء يف جلنة‬

‫‪www.sesrtcic.org‬‬

‫‪www.ircica.org‬‬ ‫ـ املركز الإ�سالمية لتنمية التجارة ‪www.icdt-oic.org‬‬ ‫ـ اجلامعة الإ�سالمية للتكنولوجيا ‪www.iutoic-dhaka.edu‬‬ ‫ـ �صندوق الت�ضامن الإ�سالمي ‪www.isf-fsi.org‬‬

‫امل�ؤ�س�سات والأجهزة املتخ�ص�صة‬

‫ـ البنك الإ�سالمي للتنمية ‪www.isdb.org‬‬ ‫ـ وكالة الأنباء الإ�سالمية الدولية (اينا) ‪www.islamicnews.org.sa‬‬ ‫ـ منظمة �إذاعات الدول الإ�سالمية (�إيبو) ‪www.ibu.org‬‬ ‫ـ املنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة (�إي�سي�سكو) ‪www.isesco.org.ma‬‬

‫امل�ؤ�س�سات املنتمية‬

‫ـ الغرفة الإ�سالمية للتجارة وال�صناعة ‪www.icci-oic.org‬‬ ‫ـ منظمة العوا�صم واملدن الإ�سالمية ‪www.oicc.org‬‬ ‫ـ االحتاد الإ�سالمي ملالكي ال�سفن ‪www.oisaonline.com‬‬ ‫ـ االحتاد العاملي للمدار�س العربية الإ�سالمية الدولية ‪www.wfais.org‬‬ ‫ـ منتدى �شباب امل�ؤمتر الإ�سالمي للحوار والتعاون ‪www.icyf.com‬‬ ‫الأكادميية الإ�سالمية العاملية للعلوم ‪www.ias-worldwide.org‬‬

‫تن�سيق العمل الإ�سالمي امل�شرتك يف جمال الدعوة ‪​​-‬القاهرة‪ ،‬م�صر‪.‬‬ ‫‪� 11-10‬أكتوبر‪ :‬امل�ؤمتر الإ�سالمي الرابع للوزراء املكلفني بالطفولة ‪ -‬باكو‪� ،‬أذربيجان‪.‬‬ ‫‪� 21‬أكتوبر‪ :‬االجتماع ال�سابع (اجلزء الأول) للجنة التوجيهية املعنية بال�صحة ‪ -‬جاكرتا‪� ،‬إندوني�سيا‪.‬‬ ‫‪� 24-22‬أكتوبر‪ :‬امل�ؤمتر الإ�سالمي الرابع لوزراء ال�صحة ‪ -‬جاكرتا‪� ،‬إندوني�سيا‪.‬‬ ‫‪� 24‬أكتوبر‪ :‬االجتماع ال�سابع (اجلزء الثاين) للجنة التوجيهية املعنية بال�صحة ‪ -‬جاكرتا‪.‬‬ ‫‪� 30-28‬أكتوبر‪ :‬االجتماع اخلام�س ع�شر للقطاع اخلا�ص ‪ -‬طهران‪� ،‬إيران‪.‬‬ ‫‪� 28‬أكتوبر ‪ 1 -‬نوفمرب‪ :‬املعر�ض التجاري الإ�سالمي الرابع ع�شر ‪ -‬طهران‪� ،‬إيران‪.‬‬


‫كلمة‬

‫جملة املنظمة‬ ‫ت�صدر عن منظمة التعاون الإ�سالمي‬

‫رئي�س التحرير‬

‫ع�صام �سليم ال�شنطي‬

‫مدير التحرير وامل�رشف العام‬ ‫مها م�صطفى عقيل‬

‫املراجعة والتحرير‬

‫�أحمد �سامل ال�سعد‬ ‫عبد احلميد �صاحلي‬

‫ت�صميم واخراج‬

‫حممد عبد القادر قلبة‬

‫املجل�س اال�ست�شاري‬

‫ال�سفري علي �أبو احل�سني‬ ‫ح�سن �أوكر غرلر‬ ‫العنوان‪ :‬تقاطع طريق املدينة‬ ‫مع طريق امللك عبد اهلل‬ ‫�ص‪.‬ب ‪ 178‬جدة‪21411 :‬‬ ‫هاتف‪ 6515222 :‬فاك�س‪6512288 :‬‬ ‫تليفاك�س‪Islami SJ. 601366 :‬‬ ‫املوقع االلكرتوين‪www.oic.oci.org :‬‬ ‫الربيد االلكرتوين‪journal@oic.oci.org:‬‬ ‫بعثة املراقبة الدائمة التابعة للمنظمة‬ ‫يف مقر الأمم املتحدة بنيويورك‬

‫‪320East- 51st Street‬‬ ‫‪New York 10022‬‬ ‫‪New York - U.S.A‬‬ ‫‪www.oicun,org‬‬ ‫‪oic@un.int‬‬

‫بعثة املراقبة الدائمة التابعة للمنظمة‬ ‫يف مقر الأمم املتحدة بجنيف‬

‫‪ICC-20 Route pre-Bois-Case Postal‬‬ ‫‪1818‬‬ ‫‪CH 1215 Geneve - SUISSE‬‬ ‫‪www.oic-un.org‬‬ ‫‪oic@oci-un.org‬‬

‫�إن الآراء الواردة يف املقاالت املن�شورة يف هذه‬ ‫املجلة ال تعرب بال�ضرورة عن وجهة نظر منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬بل هي متثل �آراء ال ُكتّاب‬ ‫اخلا�صة بهم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬حتتفظ بحق تعديل‬ ‫�أي جزد من الن�ص �أو مراجعته �أو حتريره �أو‬ ‫حذفه �أو �إعادة �صياغته عندما و�أينما يبدو‬ ‫ذلك �ضروري ًا‪.‬‬

‫بقلم ‪ :‬مها عقيل‬

‫التحري�ض على العنف و�سبل تقوي�ضه‬ ‫من الوا�ضح �أن اخلط الفا�صل بني ممار�سة التحري�ض على الإرهاب وممار�سة حرية التعبري رفي ٌع جد ًا‪ ،‬وهذا يف‬ ‫الواقع ما �أكدته عملي ًا املناق�شات التي دارت خالل حلقة العمل التي نظمتها الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫مبقرها يف جدة‪ ،‬وذلك بالتن�سيق والتعاون مع املديرية التنفيذية ملكافحة الإرهاب التابعة للأمم املتحدة‪.‬‬ ‫ويف هذا ال�صدد ال بد من ت�أكيد �أن حرية التعبري لي�ست حري ًة مطلقة كما ُي�ست�شف من االتفاقية الأوروبية‬ ‫حلقوق الإن�سان‪ ،‬لأن هذه احلرية تخ�ضع ملجموعة من ال�ضوابط والقيود والتدخالت من قبل م�ؤ�س�سات الدولة‪ ،‬وذلك‬ ‫�شريطة �أن تتم مثل هذه التدخالت يف حاالت بعينها عندما حتدث جتاوزات ملمو�سة‪ ،‬مثل ا�ستغالل حرية التعبري‬ ‫يف ارتكاب اجلرائم �أو التحري�ض على اقرتافها‪.‬‬ ‫ولعله من املفيد ا�ستذكار �أن املحكمة الأوروبية حلقوق الإن�سان حتمي جميع �أ�شكال التعبري حتى و�إن كانت‬ ‫�صادم ًة �أو مقلق ًة �أو م�سيئ ًة ما دامت مل َّ‬ ‫تتخط العتبة املحددة للتعبري عن تلك احلرية‪ .‬ويف هذه احلالة‪ ،‬يجوز لكل‬ ‫من ي�شعر بال�صدمة �أو االنزعاج �أو الإ�ساءة ا�ستخدام احلقوق واحلريات نف�سها للتعبري عن ر�أيه �شريطة �أن يبقى‬ ‫متم�سكا بالعتبة املحدد ملمار�سة حقه يف التعبري‪.‬‬ ‫لكن‪ ،‬يف حال ات�ضح �أن الفعل التعبريي يحمل جزئي ًة �إجرامية‪ ،‬ينبغي حينها �أن يتحمل �صاحبه التبعات‬ ‫القانونية‪ ،‬مبا يف ذلك و�ضعه حتت املراقبة و�إخ�ضاعه للتحقيق‪.‬‬ ‫ويف ما يخ�ص عملية الر�صد املتوا�صل ملحتويات املد ّونات والتغريدات الإلكرتونية و�صفحات الفي�سبوك ور�سائل‬ ‫تعج بالتعابري املفعمة بالكراهية والعن�صرية‪ ،‬ال بد من التعاطي مع م�س�ألة‬ ‫اجلماعات التي تعمل وراء الكوالي�س والتي ّ‬ ‫دقيقة ترتبط بالقدرة على تقدمي القرائن والإثباتات �أمام املحاكم املعنية‪ ،‬والتي تربهن على نية ارتكاب العنف �أو‬ ‫التحري�ض على ارتكابه‪.‬‬ ‫ومن ناحية �أخرى‪ ،‬ميكن اعتبار ت�صريحات الكراهية البغي�ضة مبثابة ناقو�س خطر يلفت �إىل �أوجه املعاناة‬ ‫التي ّ‬ ‫تق�ض م�ضاجع املجتمع‪ ،‬وقد متنح بذلك لل�سلطات وو�سائل الإعالم �أو املجتمع املدين فر�صة تقدمي وجهة نظر‬ ‫ومقاربة خمتلفة عن تلك التي تر ّوجها جماعات احلقد والكراهية وت�شجع على احلوار بني �شرائح املجتمع كافة‪.‬‬ ‫ولعل التحدي احلقيقي يتج�سد يف ا�ستباق ودرء �أعمال العنف التي تقوم بها بع�ض اجلماعات الراديكالية‪ ،‬وهو‬ ‫توج ٌه بات اليوم منت�شر ًا يف العديد من �أنحاء العامل‪.‬‬


‫القد�س ال�شريف بكلفة ‪ 500‬مليون دوالر‬

‫وطالب الوزراء املجتمع الدويل باتخاذ التدابري كافة لإجبار �إ�سرائيل‪ ،‬ال�سلطة‬ ‫القائمة باالحتالل‪ ،‬لوقف �إجراءاتها املتكررة يف حجز �أموال ال�ضرائب وعائدات‬ ‫اجلمارك امل�ستحقة لل�شعب الفل�سطيني‪ ،‬وفر�ضها احل�صار على املدن الفل�سطينية والقيود‬ ‫على التبادل التجاري بينها وبني دول العامل التي تعترب انتهاك ًا �صارخ ًا للقانون الدويل‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل كونها �أحد �أ�شكال العقاب اجلماعي لل�شعب الفل�سطيني‪.‬‬ ‫ويف خطابه �أمام م�ؤمتر املانحني من �أجل دعم مدينة القد�س ال�شريف‪ ،‬دعا الأمني‬ ‫العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬الدول الأع�ضاء‬ ‫يف املنظمة وال�صناديق وامل�ؤ�س�سات املالية املانحة يف العامل الإ�سالمي �إىل ح�شد املوارد‬ ‫املالية الالزمة لتنفيذ اخلطة اال�سرتاتيجية لتطوير وتنمية مدينة القد�س ال�شريف‪ ،‬والتي‬ ‫ت�شمل ‪ 12‬قطاع ًا حيوي ًا‪ ،‬بتكلفة �إجمالية تقدر بنحو ‪ 499.16‬مليون دوالر‪ ،‬تنفيذ ًا‬ ‫لقرارات م�ؤمتر القمة الإ�سالمي الذي ُعقِد يف القاهرة يف �شهر فرباير ‪.2013‬‬ ‫ونبه الأمني العام �إىل �ضرورة دعم و�صون الطابع الأ�صلي ملدينة القد�س ال�شريف‬ ‫وم�ساعدة �سكانها الفل�سطينيني على التمتع باحلياة الكرمية ومتكني امل�ؤ�س�سات املقد�سية‬ ‫من تقدمي خدماتها الالئقة‪ ،‬وال �سيما يف هذه املرحلة احلرجة التي ت�شهد ت�صعيد ًا يف‬ ‫الإجراءات غري القانونية التي تتخذها �إ�سرائيل �ضد مدينة القد�س‪ ،‬منتهكة بذلك القانون‬ ‫الدويل واتفاقية جنيف الرابعة‪.‬‬ ‫و�أعاد �إح�سان �أوغلى �إىل الأذهان �أن ق�ضية القد�س ال�شريف كانت حافزاً‬ ‫ ‬

‫رئي�سي ًا وراء �إن�شاء املنظمة منذ �أكرث من �أربعة عقود من الزمن‪ ،‬م�شدد ًا على �أن مدينة‬ ‫القد�س هي الق�ضية الأوىل والرئي�سية ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫و�أ�ضاف الأمني العام �أن ال�سنوات القليلة املا�ضية �شهدت جناح العمل الإ�سالمي‬ ‫امل�شرتك يف املحافل الدولية‪ ،‬مثل ان�ضمام فل�سطني كع�ضو كامل الع�ضوية �إىل منظمة‬ ‫الأمم املتحدة للرتبية والعلم والثقافة (اليون�سكو)‪ ،‬واالرتقاء مبكانتها داخل الأمم‬ ‫املتحدة �إىل ع�ضوية دولة مراقبة‪ .‬لكنه حذر‪ ،‬يف الوقت نف�سه‪ ،‬من �أنه على الرغم من‬ ‫الدور الرئي�سي الذي ت�ضطلع به املنظمة يف ال�ساحة ال�سيا�سية الدولية‪ ،‬ف�إن �صون مدينة‬ ‫القد�س مهمة تقت�ضي بذل جهود من نوع خا�ص‪ ،‬جهود مرتبطة بطبيعة العمل يف القد�س‬ ‫نف�سها‪ ،‬حيث �أثبتت الوقائع هناك �أن اخلطر الأكرب املحدق بالـهُـوية الإ�سالمية للقد�س‬ ‫يتمثل يف �سيا�سة «الأمر الواقع» التي تنتهجها �إ�سرائيل من خالل خمططاتها لتهويد هذه‬ ‫املدينة املقد�سة‪.‬‬ ‫وركز الأمني العام على �أهمية دعم قطاع التعليم يف القد�س‪ ،‬والذي يعاين �شح ًا‬ ‫يف املوارد املالية‪ ،‬حيث �إن �أكرث من ع�شرة �آالف تلميذ فل�سطيني يف القد�س ال�شرقية‬ ‫املحتلة عاجزون عن الذهاب �إىل مدار�سهم‪ ،‬كما حلق به قطاع الرعاية ال�صحية‪� ،‬إذ‬ ‫ت�شهد امل�ست�شفيات وامل�ستو�صفات املجتمعية �صعوبات جمة من حيث نق�ص التجهيزات‬ ‫والإمكانات‪ ،‬ولذلك فهي ال ت�ستطيع توفري اخلدمات ال�صحية للمواطنني الفل�سطينيني‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �إح�سان �أوغلى �أن قطاع الإ�سكان بات هدف ًا للعديد من القيود الإ�سرائيلية‬ ‫التي ترمي �إىل خلق تفوق دميوغرايف يهودي يف القد�س‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أنه يف الوقت الذي‬ ‫يحتاج فيه ال�سكان الفل�سطينيون �إىل ما ال يقل عن ‪ 1400‬وحدة �سكنية �سنوي ًا‪ ،‬ف�إن‬ ‫القيود الإ�سرائيلية ال جتيز احل�صول على �أكرث من ‪ 400‬وحدة �سكنية �سنوي ًا لل�سكان‬ ‫الفل�سطينيني‪ ،‬بينما يتم ت�شييد �آالف الوحدات اال�ستيطانية يف حميط مدينة القد�س‪.‬‬ ‫ويف ما يخ�ص �شبكة الأمان املالية الإ�سالمية لدعم دولة فل�سطني‪� ،‬شدد �إح�سان‬ ‫�أوغلى على �أن �سيا�سات االحتالل الإ�سرائيلي تبقى التحدي الأ�سا�سي الذي يجعل حتقيق‬ ‫النمو االقت�صادي يف فل�سطني هدف ًا بعيد املنال‪ ،‬ويهدد بتقوي�ض جميع الإجنازات التي‬ ‫حتققت يف جمال بناء امل�ؤ�س�سات وبناء القدرات وتوفري اخلدمات العامة‪ ،‬مع ما يرتتب‬ ‫على ذلك من تبعات على ال�سلم واال�ستقرار والتنمية يف فل�سطني‪.‬‬ ‫وقال الأمني العام‪ ،‬خماطب ًا امل�شاركني يف امل�ؤمتر‪� ،‬إن �سلطات االحتالل حتجز‬ ‫عائدات اجلمارك وال�ضرائب‪ ،‬الأمر الذي زاد من حدة ال�صعوبات املالية التي تواجهها‬ ‫احلكومة الفل�سطينية‪ ،‬وت�سبب يف انقطاع حاد يف اخلدمات على نحو �أ�ضر باحلياة اليومية‬ ‫للفل�سطينيني يف جميع الأرا�ضي الفل�سطينية املحتلة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وبالنظر �إىل العجز املايل الذي تواجهه احلكومة الفل�سطينية حاليا‪� ،‬أكد الأمني‬ ‫العام �أن �إن�شاء �شبكة الأمان املالية الإ�سالمية من قبل الدول الأع�ضاء لدعم فل�سطني‬ ‫بات �أمر ًا بالغ الأهمية‪ ،‬وهو دليل على روح الت�ضامن اجلماعي يف �إطار العمل الإ�سالمي‬ ‫امل�شرتك‪.‬‬ ‫و�أ�شار الأمني العام �إىل �أهمية �أن يواكب دعم دول منظمة التعاون الإ�سالمي لدولة‬ ‫فل�سطني‪ ،‬امل�ساعدة االقت�صادية واملالية الإقليمية والدولية املقدمة لل�شعب الفل�سطيني‬ ‫لتوفري التمويل املالئم للنفقات اجلارية واحلفاظ على وترية التقدم واال�ستقرار ال�سيا�سي‪،‬‬ ‫ف�ض ًال عن حت�سني الظروف املعي�شية لل�شعب الفل�سطيني يف غزة وال�ضفة الغربية‪ ،‬مبا يف‬ ‫ذلك القد�س ال�شريف‪.‬من جهته‪� ،‬أ�شار وزير خارجية جمهورية �أذربيجان‪ ،‬ال�سيد �إملار‬ ‫ممادياروف‪ ،‬يف م�ؤمتر املانحني لدعم مدينة القد�س ال�شريف‪ ،‬فيها �إىل �أهمية الق�ضية‬ ‫الفل�سطينية لالمة الإ�سالمية جمعاء‪ ،‬م�ؤكد ًا دعم بالده للحقوق امل�ستمرة لدولة فل�سطني‪،‬‬ ‫والتي �ستحظى بالع�ضوية الكاملة يف االمم املتحدة يف ال�سنوات القادمة‪ .‬من جهته‪ ،‬قدم‬ ‫الدكتور ريا�ض املالكي‪ ،‬وزير خارجية دولة فل�سطني‪ ،‬كلمة اىل م�ؤمتر املانحني لدعم‬ ‫مدينة القد�س‪ ،‬ودعا من خاللها دول منظمة التعاون اال�سالمي وامل�ؤ�س�سات املالية �إىل‬ ‫ح�شد املوارد املالية الالزمة لتنفيذ اخلطة اال�سرتاتيجية لتطوير وتنمية مدينة القد�س‬ ‫ال�شريف‪ ،‬والتي ت�شمل ‪ 12‬قطاع ًا حيوي ًا‪ ،‬وهو ما �سي�ساهم يف �صون الطابع اال�صلي ملدينة‬ ‫القد�س ال�شريف‪ ،‬وللحفاظ على هُ ويتها العربية‪ ،‬الفل�سطينية اال�سالمية وامل�سيحية‪،‬‬ ‫و�سي�ساعد ومي ّكن �أهل القد�س وم�ؤ�س�ساتها يف مواجهة حملة التهويد واال�ستيطان‪.‬‬ ‫‪5‬‬


‫حتت املجهر‬

‫تطويــر ‪ 12‬قطاعــ ًا حيويــ ًا يف مـدينـة‬

‫وجدي �سندي ـ باكو (�أذربيجان)‬ ‫ً‬ ‫ال �شيء يعدل كرامة الإن�سان واحرتام تاريخه وحماية مقد�ساته‪ .‬وانطالقا من هذه‬ ‫املبادئ يبحث قادة وزعماء الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي باهتمام بالغ �سبل‬ ‫حماية قبلة امل�سلمني الأوىل ـ مدينة القد�س ال�شريف ـ وتعزيز وجود الإن�سان الفل�سطيني‬ ‫فيها‪ ،‬مناه�ضني بذلك املمار�سات غري ال�شرعية لالحتالل الإ�سرائيلي بحق الأر�ض والإن�سان‬ ‫واملقد�سات الإ�سالمية وامل�سيحية والأماكن التاريخية يف مدينة القد�س‪.‬‬ ‫وخالل يوم عمل طويل يف العا�صمة الأذرية‪ ،‬باكو‪ ،‬يف احلادي ع�شر من يونيو ‪،2013‬‬ ‫علق وزراء خارجية الدول الأع�ضاء يف املنظمة ومن ينوبون عنهم اجلر�س �إيذان ًا بالتحرك‬ ‫العملي جتاه دعم احلقوق الفل�سطينية امل�شروعة يف مدينة القد�س ال�شريف‪ ،‬وحماية تراثها‬ ‫ومقد�ساتها‪ ،‬وتعزيز �صمود وثبات �أهلها والدفاع عن هُ ويتها العربية والإ�سالمية‪ .‬ومتثل‬ ‫ذلك التحرك بعقد م�ؤمتر املانحني لتمويل اخلطة اال�سرتاتيجية لتنمية مدينة القد�س‬ ‫ال�شريف‪ ،‬التي اعتمدتها قمة مكة اال�ستثنائية يف �أغ�سط�س ‪ ،2012‬وتنفيذ ًا للقرار ال�صادر‬ ‫عن الدورة الثانية ع�شرة مل�ؤمتر القمة الإ�سالمي التي ُعقِدت يف العا�صمة امل�صرية القاهرة‬ ‫يف فرباير ‪.2013‬‬ ‫ويعترب عقد م�ؤمتر املانحني لتنمية مدينة القد�س ال�شريف وم�ؤمتر �إن�شاء �شبكة �أمان‬ ‫مالية �إ�سالمية لدعم دولة فل�سطني‪ ،‬واللذين ا�ست�ضافتهما جمهورية �أذربيجان‪ ،‬مبثابة‬ ‫اخلطوة الأوىل نحو الطريق ال�سليم‪ ،‬مل�ساندة ال�شعب الفل�سطيني املرابط‪ ،‬وبخا�صة يف‬ ‫‪4‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ـ يوليو ‪2013‬‬

‫مدينة القد�س ال�شريف وت�شجيعه على موا�صلة الثبات على �أر�ضه وال�صمود يف مواجهة‬ ‫االحتالل الإ�سرائيلي العدواين الذي ي�ستهدف مدينة القد�س ب�أهلها ومقد�ساتها وتاريخها‬ ‫وهُ ويتها احل�ضارية وتركيبتها الدميوغرافية‪.‬‬ ‫وقد �أكد وزراء خارجية الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي يف �إعالن باكو‬ ‫�أن اخلطة اال�سرتاتيجية لتنمية القطاعات احليوية يف مدينة القد�س ال�شريف‪ ،‬والتي حتدد‬ ‫الأولويات واالحتياجات الطارئة‪ ،‬متثل مرجعية حل�شد املوارد وتنفيذ امل�شاريع التنموية فيها‪.‬‬ ‫كما تعهدوا بتمويل اخلطة والإ�سهام يف بناء امل�شاريع االجتماعية والبنى التحتية املالئمة‪،‬‬ ‫معلنني التزامهم بال�شروع يف �صرف هذه التعهدات يف �أ�سرع وقت ممكن بالتن�سيق مع‬ ‫الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وكذلك التن�سيق الوثيق مع دولة فل�سطني‪.‬‬ ‫ويفتح م�ؤمتر باكو املجال �أمام منظمة التعاون الإ�سالمي التخاذ خطوات �أخرى لتوفري‬ ‫الدعم املايل الالزم لتنفيذ م�شاريع لتنمية مدينة القد�س ودعم دولة فل�سطني‪ ،‬حيث �شدد‬ ‫الوزراء على االلتزام بالعمل مع امل�ؤ�س�سات الدولية ذات العالقة بهدف دعم مدينة القد�س‬ ‫ال�شريف‪ ،‬داعني املجتمع الدويل �إىل القيام بواجباته لتحقيق التنمية فيها وتعزيز �صمود‬ ‫املقد�سيني‪ .‬كما �أكد وزراء اخلارجية يف �إعالن باكو‪ ،‬اخلا�ص بدعم دولة فل�سطني‪ ،‬ال�ضرورة‬ ‫امللحة ال�ستمرار الدول وال�شعوب واملنظمات الدولية يف تقدمي امل�ساعدات الدولية وا�سعة‬ ‫النطاق وب�أ�شكالها كافة �إىل ال�شعب الفل�سطيني‪ ،‬بهدف دعم عملية بناء م�ؤ�س�سات الدولة‬ ‫الف�سطينية‪ ،‬متعهدين بتقدمي م�ساعدات مالية مبا�شرة خلزينة حكومة دولة فل�سطني‪.‬‬


‫ملف فل�سطني‬

‫ال�صراع يف �سوريا ي�شرد ثلثي الالجئني الفل�سطينيني‬ ‫وقال غراندي �إن الفل�سطينيني كانوا على احلياد يف ال�صراع‪ ،‬وحث ك ًال من‬ ‫حم�ص ـ �سوريا‪:‬‬ ‫�أدى ال�صراع يف �سوريا �إىل نزوح �أكرث من ثلثي الالجئني الفل�سطينيني الذين القوات احلكومية واملتمردين على احرتام حيادية الالجئني وخميماتهم‪ ،‬كما نا�شد‬ ‫يعي�شون يف البالد كما �أ�شارت وكالة غوث وت�شغيل الالجئني الفل�سطينيني (الأونروا) الفل�سطينيني �أنف�سهم البقاء على احلياد‪ ،‬و�إ ّال �سي�صبح و�ضعهم الذي هو بالفعل‬ ‫يوم ‪ 22‬مايو ‪ 2013‬حيث �صرح فيليبو غراندي‪ ،‬املفو�ض العام للوكالة‪ ،‬لل�صحفيني �صعب جد ًا �أكرث �صعوبة‪.‬‬ ‫خالل زيارة ل�سوريا قائ ًال‪“ :‬لقد �سجلنا نحو ‪� 530‬ألف الجئ فل�سطيني‪ ،‬ونحن‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ :‬املجتمع الدويل يتحمل م�س�ؤولية‬ ‫نعتقد �أن ما يقرب من ‪ 80-70‬يف املئة منهم ُ�ش ِّردوا من م�ساكنهم الطبيعية‪ ،‬يف‬ ‫رفع الظلم الذي ما زال واقع ًا على ال�شعب الفل�سطيني‬ ‫حني فر ما بني ‪ 12‬و‪ 15‬يف املئة من الالجئني الفل�سطينيني من البالد متام ًا”‪.‬‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫و�أ�ضاف غراندي بعد اجتماع مع الالجئني الفل�سطينيني يف خميم يف و�سط‬ ‫�شد ّد الأمني ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪،‬‬ ‫حمافظة حم�ص‪“ :‬ميكنكم القول �إن ‪ 15-12‬يف املئة من الالجئني يف �سوريا‬ ‫مبنا�سبة الذكرى اخلام�سة وال�ستني للنكبة‪ ،‬على م�س�ؤولية املجتمع الدويل جتاه �إلزام‬ ‫قد �أ�صبحوا الجئني مرة �أخرى يف بلد‬ ‫�إ�سرائيل باالمتثال لقواعد ال�شرعية الدولية ورفع الظلم الذي ما زال واقع ًا على‬ ‫�آخر”‪ .‬جدير بالذكر �أن للأونروا ت�سعة‬ ‫ال�شعب الفل�سطيني‪ ،‬م�ضيف ُا �أن هذه املنا�سبة تتزامن مع ت�صعيد خطري يف �سيا�سات‬ ‫خميمات م�سجلة لالجئني الفل�سطينيني‬ ‫�إ�سرائيل‪ ،‬قوة االحتالل‪ ،‬القائمة على اال�ستيطان واحل�صار وتهويد القد�س ال�شريف‬ ‫يف �سوريا ت�ؤوي الذين فروا‪� ،‬أو �أجربوا‬ ‫بهدف طم�س معامل املدينة وتغيري طابعها العربي الإ�سالمي و�إفراغها من مواطنيها‬ ‫ن�شئت دولة‬ ‫على ترك منازلهم عندما �أُ ِ‬ ‫الأ�صليني وعزلها عن حميطها الفل�سطيني‪.‬‬ ‫�إ�سرائيل يف عام ‪ 1948‬ون�سلهم‪.‬‬ ‫و�شدد الأمني العام على م�س�ؤولية املجتمع الدويل جتاه �إيجاد حل �سيا�سي‬ ‫مبا‬ ‫املخيمات‪،‬‬ ‫وقد كانت بع�ض‬ ‫للق�ضية الفل�سطينية وفق ًا للقانون الدويل وقرار ال�شرعية الدولية‪ ،‬و�إنهاء االحتالل‬ ‫فيها خميم الريموك يف دم�شق‪ ،‬م�سرح ًا‬ ‫الإ�سرائيلي للأر�ض الفل�سطينية‪ ،‬ومتكني ال�شعب الفل�سطيني من ا�ستعادة حقوقه‬ ‫لقتال عنيف يف ال�صراع الذي بد�أ مع‬ ‫الوطنية غري القابلة للت�صرف‪ ،‬ويف مقدمتها حقه يف جت�سيد �سيادة دولته امل�ستقلة‬ ‫املظاهرات ال�سلمية املناه�ضة للحكومة‬ ‫وعا�صمتها القد�س ال�شريف‪ ،‬وحق الالجئني الفل�سطينيني يف العودة وفق ًا لقرار‬ ‫ال�سورية يف مار�س ‪.2011‬‬ ‫الأمم املتحدة رقم ‪.194‬‬ ‫فيليبو غراندي‬

‫‪7‬‬


‫�آراء‬

‫املنتدى الإعالمي ملنظمة التعاون الإ�سالمي �أ�صبح‬ ‫واقعاً الآن‪:‬‬

‫جمع و�سائل الإعالم‬

‫الإ�سالمية يف منظومة واحدة‬

‫بقلم د‪ .‬ع�صام �سليم ال�شنطي‬ ‫رئي�س التحرير‬

‫عقد املنتدى الإعالمي ملنظمة التعاون الإ�سالمي اجتماعه التح�ضريي يف‬ ‫العا�صمة الرتكية �أنقرة‪ ،‬يومي ‪ 24‬و‪ 25‬يونيو ‪ ،2013‬العتماد م�شروع نظامه‬ ‫الأ�سا�سي‪ .‬كما �أو�صى االجتماع بال�سعي للح�صول على املوافقة النهائية على‬ ‫اكت�ساب املنتدى و�ضع امل�ؤ�س�سة املنتمية يف الدورة الأربعني ملجل�س وزراء اخلارجية‬ ‫التي �ستنعقد يف غينيا‪ .‬و�سوف تتكون �أجهزة املنتدى من اجلمعية العامة‪ ،‬واملجل�س‬ ‫التنفيذي‪ ،‬والأمانة‪.‬‬ ‫واتفق اجتماع �أنقرة على �أن يكون للمنتدى كيان قانوين كامل الع�ضوية‬ ‫كمنظمة دولية‪ ،‬وذلك با�ستخدام �صفته القانونية ملمار�سة مهامه وحتقيق �أهدافه‪.‬‬ ‫ومن اجلدير بالذكر �أن �أول موافقة ر�سمية على هذه امل�ؤ�س�سة الإعالمية‬ ‫حديثة الن�ش�أة �صدرت خالل الدورة التا�سعة للم�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء الإعالم‬ ‫الذي عقد يف العا�صمة الغابونية‪ ،‬يومي ‪ 19‬و‪� 20‬إبريل ‪ ،2012‬وذلك بهدف‬ ‫متكني العامل الإ�سالمي من تقدمي وجهات نظره ب�ش�أن التطورات العاملية‪ ،‬ولت�أكيد‬ ‫�أهمية التن�سيق الإعالمي بني امل�ؤ�س�سات الإعالمية يف الدول الأع�ضاء‪ ،‬ولتوحيد‬ ‫ال�صحفيني وغريهم من الإعالميني حتت مظلة واحدة وتعزيز االت�صاالت فيما‬ ‫بينهم‪ ،‬وتعزيز التعاون وال�شراكة مع احتادات ال�صحفيني الدولية‪.‬‬ ‫و�سيكون املقر الرئي�سي للمنتدى يف مدينة ا�سطنبول الرتكية التي �س ُت َقدّم‬ ‫جميع الت�سهيالت الالزمة ل�سري عمله‪ ،‬مبا يف ذلك املباين واملعدات الالزمة‬ ‫واملزايا واحل�صانات واالمتيازات الدبلوما�سية املماثلة لتلك املمنوحة للأجهزة‬ ‫الفرعية واملتخ�ص�صة املن�صو�ص عليها يف املادة الرابعة والثالثني من ميثاق‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي التي ينبغي �أن تحُ َ دَّد مبوجب اتفاقية ثنائية بني املنتدى‬ ‫والدولة امل�ضـ ّيـفة‪.‬‬ ‫ويدعو م�شروع النظام الأ�سا�سي للمنتدى �إىل �أن تعزيز القيم احل�ضارية‬ ‫امل�شرتكة‪ ،‬واالنتماء �إىل الـ ُهـوية العرقية والثقافية امل�شرتكة‪ ،‬واالنتماء �إىل املنطقة‬ ‫امل�شرتكة التي تت�ألف من الدول الأع�ضاء يف املنظمة ي�شكل فر�ص ًا كبرية لتطور‬ ‫و�سائل الإعالم وخربات االت�صاالت يف العامل الإ�سالمي داخل الإطار الأرحب‬ ‫للتنمية االقت�صادية واالجتماعية والثقافية ال�سيا�سية‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ـ يوليو ‪2013‬‬

‫ويعيد املنتدى ت�أكيد االلتزام مببادئ ميثاق املنظمة وحقوق الإن�سان العاملية‬ ‫و�ضرورة احلوار بني احل�ضارات‪ ،‬التي توفر الأ�س�س الأ�سا�سية للتعاون بني �أع�ضاء‬ ‫و�سائل الإعالم وامل�ؤ�س�سات الإعالمية التابعة لدول املنظمة ونظرياتها يف جميع �أنحاء‬ ‫العامل‪.‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل ذلك‪ ،‬يقر املنتدى بالدور الهام حلركة و�سائل الإعالم التقليدية‬ ‫واالجتماعية يف تنمية دول املنظمة مع العزم على تعزيز التعاون بني امل�ؤ�س�سات‬ ‫الإعالمية يف دول املنظمة لتنمية املجتمعات النامية يف دول املنظمة والنهو�ض بالقيم‬ ‫ال�سامية للح�ضارة الإ�سالمية مرتكزة على �أ�سا�س مبادئ العدالة والت�سامح وعدم‬ ‫التمييز على امل�ستوى الدويل‪.‬‬ ‫وقد حدد النظام الأ�سا�سي للمنتدى جمموعة وا�ضحة من الأهداف‪� .‬أو ًال‪� ،‬سوف‬ ‫ي�سهم املنتدى يف الدور اال�سرتاتيجي ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف ال�ش�ؤون العاملية‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪� ،‬سوف يعزز من التفاهم الدويل العام والوعي العاملي بالقيم الإ�سالمية‬ ‫النبيلة‪ ،‬وال�صورة احلقيقية للإ�سالم وامل�سلمني مت�شي ًا مع الفقرة الثانية ع�شرة من‬ ‫املادة الأوىل من ميثاق املنظمة‪.‬‬ ‫ثالث ًا‪� ،‬سوف يعزز املنتدى من امل�ساواة يف الو�صول �إىل املعلومات العامة املوثوق‬ ‫بها يف جميع �أنحاء العامل وي�شجع �أعلى معايري ال�صحافة التي ت�ؤكد الدقة والتوازن‬ ‫والإن�صاف وامل�ساءلة‪.‬‬ ‫رابع ًا‪� ،‬سوف ي�صبح املنتدى نقطة حمورية قادرة على �ضمان تبادل �أكرب للأخبار‬ ‫واملعلومات بني �أع�ضاء و�سائل الإعالم يف جميع �أنحاء العامل وتقا�سم �أوجه الت�شابه‬ ‫واالختالف يف اخلربات االجتماعية والثقافية وال�سيا�سية والإعالمية‪.‬‬ ‫خام�س ًا‪� ،‬سوف يحلل املنتدى احلالة الراهنة لو�سائل الإعالم يف الدول الأع�ضاء‬ ‫وكيفية تنميتها وي�سهل التطوير املهني‪� .‬ساد�س ًا‪ ،‬مع وجود هدف حت�سني قدرات و�سائل‬ ‫الإعالم الإ�سالمية‪� ،‬سيناق�ش املنتدى الق�ضايا الراهنة التي ت�ؤثر يف تطور ال�سوق‬ ‫الإعالمية يف الدول الأع�ضاء من خالل توفري منرب للنقا�ش حول دور وموقف املنظمة‬ ‫يف التنمية العاملية وعمليات بناء ال�سالم وخلق فر�ص لبناء �شراكات جديدة وتطوير‬ ‫مناذج مبتكرة للتعاون‪.‬‬ ‫�سابع ًا‪� ،‬سوف يعزز املنتدى و�سائل الإعالم الإ�سالمية بغر�ض الو�صول �إىل‬ ‫الأهداف املتمثلة يف احلق يف املعرفة واحلق يف الو�صول �إىل املعلومات وحرية التعبري‬ ‫التي حترتم كرامة الإن�سان وحقوق الإن�سان وف ًقا للفقرة الثانية ع�شرة من املادة‬ ‫الأوىل من ميثاق املنظمة‪ .‬و�أخري ًا‪� ،‬سوف ي�ضطلع املنتدى بدور ن�شط يف مكافحة‬ ‫الإ�سالموفوبيا والعن�صرية والتمييز �ضد املجتمعات والأقليات امل�سلمة مت�شي ًا مع‬ ‫الفقرة ال�ساد�سة ع�شرة من املادة الأوىل من ميثاق املنظمة‪.‬‬ ‫وتتمنى منظمة التعاون الإ�سالمي كل النجاح لهذه امل�ؤ�س�سة الهامة والرئي�سية‪،‬‬ ‫التي �سوف تزيد من تعزيز وحت�سني نوعية العمل الإعالمي الإ�سالمي وت�ساعد على‬ ‫حتقيق �أهداف ميثاق املنظمة وبرنامج عملها الع�شري ال�صادر يف عام ‪.2005‬‬


‫�صندوق الأمل يفتح الأبواب �أمام الطالب الفل�سطينيني‬ ‫يوفر �صندوق الأمل‪ ،‬الذي �أ�س�سه الدكتور فهيم قبني كمنظمة غري ربحية يف‬ ‫الواليات املتحدة يف عام ‪ ،2000‬املنح الدرا�سية لل�شباب الفل�سطيني املوهوب‬ ‫والطموح‪ ،‬ويقوم بالتن�سيق ب�ش�أنها مع الكليات الأمريكية‪.‬‬ ‫وتقول هيلني قبني‪ ،‬املدير التنفيذي لل�صندوق وابنة م�ؤ�س�سه‪“ :‬نركز على‬ ‫ال�شباب من الأ�سر الفقرية الذين ال ي�ستطيعون حتمل الر�سوم الدرا�سية للجامعات‬ ‫املحلية‪ ،‬مثل ال�شباب من خميمات الالجئني‪ ،‬لأنه من دون م�ساعدتهم �سيكون التعليم‬ ‫العايل لهم حلم ًا بعيد املنال‪ .‬كما ن�سعى لإثراء حياة ال�شباب وخلق �أمل للخروج من‬ ‫الي�أ�س‪ ،‬ويف الوقت نف�سه تعزيز الألفة والتفاهم بني ثقافتني خمتلفتني»‪.‬‬ ‫وتعترب ق�صة �صندوق الأمل مثا ًال على الكيفية التي ميكن بها ملقال �صحفي‬ ‫م�ؤثر �أن يحفز ق�ضية ويزرع الأمل مع القليل من املال‪ .‬ففي دي�سمرب ‪ ،1987‬كتبت‬ ‫جريالدين بروك�س مقا ًال ل�صحيفة وول �سرتيت جورنال خالل االنتفا�ضة يف غزة عن‬ ‫رائد‪� ،‬صبي فل�سطيني مقاوم عمره ‪ 15‬عام ًا يعي�ش مع والديه و�إخوته االثني ع�شر‬ ‫متداع ويحلم ب�أن ي�صبح طبيب ًا‪ ،‬ولكن لي�س لديه �أمل يف م�ستقبل‬ ‫ال�صغار يف كوخ ٍ‬ ‫الئق‪ .‬وقد دفع املقال طبيب عيون يف والية تك�سا�س �إىل �إر�سال حوالة بقيمة ‪100‬‬ ‫دوالر �إىل جريالدين يف القاهرة لت�سليمها �إىل رائد مع وعد مب�ساعدته على حتقيق‬ ‫حلمه‪ .‬غري �أنها عندما عادت �إىل ال�ضفة الغربية وجدت �أن رائد اعتقله الإ�سرائيليون‬ ‫لإلقائه قنبلة مولوتوف على دورية للجي�ش كما اعتقلوا والده الذي كان يعمل يف مواقع‬ ‫البناء الإ�سرائيلية يف دورية �أمنية روتينية‪ ،‬وهكذا حرمت العائلة من عائلها الوحيد‪،‬‬ ‫و�أعطت جريالدين الدوالرات املئة �إىل الأم التي كانت بحاجة ما�سة �إليها‪.‬‬ ‫وبعد �أربع �سنوات يف عام ‪� ،1993‬أطلق �سراح رائد‪ ،‬ولكن للأ�سف كان‬ ‫الدكتور ريك�س ريبا�س قد مات‪ ،‬ومبا �أن جريالدين مل تود �أن حتطم �آمال رائد يف‬ ‫حتقيق حلمه قررت هي وزوجها �أن تدفع تكاليف تعليمه‪ .‬و�أكمل رائد املرحلة الثانوية‬ ‫والتحق بجامعة بيت حلم‪ ،‬ولكن يف احلادية والع�شرين من عمره �شعر �أنه قد كرب‬ ‫جد ًا ليدخل كلية الطب‪ ،‬وبد ًال من ذلك قرر درا�سة الرتبية ويف عام ‪ 1998‬تخرج‬ ‫مع مرتبة ال�شرف‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويف فرباير ‪ ،1999‬كتبت جريالدين مقاال �آخر يف �صحيفة وا�شنطن بو�ست‬ ‫عن رحلة رائد الطويلة لإكمال درا�سته اجلامعية‪ .‬ويف هذه املرة مل�س املقال وتر ًا‬ ‫ح�سا�س ًا لدى طبيب فل�سطيني �أمريكي يف والية فرجينيا ا�سمه فهيم قبني فبد�أ هو‬ ‫وزوجته يف �إن�شاء �صندوق الأمل لتكون مهمته العثور على الالجئني الفل�سطينيني‬ ‫ال�شباب‪ ،‬مثل رائد املوهوبني �أكادميي ًا الذين يحول الفقر والظروف دون حتقيقهم‬ ‫�أحالمهم التعليمية ويجعلها من قبيل‬ ‫امل�ستحيل‪ .‬فكل طالب له ق�صته من‬ ‫امل�صاعب التي يتغلب عليها‪ ،‬وكل‬ ‫طالب هو ق�صة جناح‪ :‬حنان داح�شي‬ ‫من خميم عني احللوة يف لبنان‬ ‫�أنهت الدرا�سات العليا يف الكيمياء‬ ‫احليوية؛ خالد النمر من بريوت �أكمل‬ ‫الدرا�سات العليا يف هند�سة علوم‬ ‫املواد؛ هبة عا�صي من وادي البقاع‬ ‫خاطرت بحياتها حتت ق�صف عنيف‬ ‫طالبة فل�سطينية �أخرى ا�سمها منال‪ ،‬خالل �إجرائها‬ ‫خالل حرب عام ‪ 2006‬للفرار‬ ‫جتربة علمية يف �أحد املختربات‪.‬‬ ‫عرب �سوريا �إىل الواليات املتحدة‬

‫مالك‪� ،‬أحد الطالب من قطاع غزة‪ ،‬خالل تخرجه‬

‫ويف طريقها الآن للح�صول على درجة الدكتوراه يف الفيزياء؛ يحيى �أبو ها�شم عرب‬ ‫احلدود من غزة �إىل م�صر ب�صعوبة بالغة عندما مت �إغالق املعرب يف عام ‪2007‬‬ ‫للو�صول والت�سجيل يف علوم احلا�سب و�إدارة الأعمال‪ ،‬وهو الآن ملتحق بكلية جامعية‬ ‫يف االقت�صاد‪ ،‬وهذا كله غي�ض من في�ض الق�ص�ص الأخرى‪.‬‬ ‫معظم املنح الدرا�سية التي يقدمها ال�صندوق هي منح درا�سية كاملة من كليات‬ ‫الواليات املتحدة‪ ،‬يف حني يجمع التربعات لنحو ‪ 10‬يف املئة من التكلفة الإجمالية‬ ‫لتعليم الطالب الواحد لتغطية نفقات �أخرى مثل م�صاريف ال�سفر والت�أمني ال�صحي‬ ‫والكتب‪ .‬وقد جمع ال�صندوق يف عام ‪ 2013‬مبلغ ًا وقدره ‪ 1.7‬مليون دوالر للمنح‬ ‫الدرا�سية اجلديدة‪ ،‬و�سوف يتوجب عليه جمع ‪ 170.000‬دوالر فقط لإر�سال‬ ‫‪ 41‬طالب ًا �إىل الكليات هذا العام‪ .‬وقد �ساعد �صندوق الأمل بالفعل ‪ 25‬طالب ًا يف‬ ‫ا�ستكمال درا�ستهم اجلامعية وكلهم جنحوا بامتياز‪.‬‬ ‫وت�ضيف قبني‪�« :‬إننا ننمو ب�شكل كبري كل عام‪ ،‬ون�سعى للح�صول على جهات‬ ‫مانحة مل�ساعدتنا يف هذا النمو وال �سيما مل�ساعدتنا على تعزيز م�ؤ�س�سة ميكن �أن‬ ‫تدعم قاعدة �أكرب من الطلبة واملتقدمني»‪.‬‬ ‫لقد تو�سعت مهمة �صندوق الأمل الآن لي�شمل توفري نوعية عالية من التعليم‬ ‫اجلامعي �إىل الطالب الفل�سطينيني الفقراء اقت�صادي ًا الأثرياء موهب ًة ودافع ًا الذين‬ ‫لوال هذا الدعم �سيمثل لهم التعليم العايل يف اخلارج �ضرب ًا من امل�ستحيل من الناحية‬ ‫املالية‪ .‬كما ي�سعى �إىل تعزيز ثقافة «امل�شاركة املدنية» لت�شجيع ال�شباب الفل�سطيني‬ ‫لي�صبحوا قادة متعلمني وغر�س ال�شعور بامل�س�ؤولية املجتمعية وتعزيز ثقافة امل�شاركة‬ ‫الفعالة للم�ساعدة يف حت�سني نوعية احلياة لل�شعب الفل�سطيني وت�شجيع �أفراده‬ ‫ليكونوا مبعوثني م�ؤهلني لفل�سطني يف الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫ملزيد من املعلومات‪ ،‬يرجى االت�صال بال�سيد �ضياء دريزنر‪ ،‬مدير التطوير‪ ،‬على‬ ‫الرقم ‪� 0016097303946‬أو الربيد الإلكرتوين‪Deya@TheHopeFund. :‬‬ ‫‪ - org‬املوقع الإلكرتوين‪www.TheHopeFund.org :‬‬

‫‪9‬‬


‫ملف فل�سطني‬

‫�إح�سان �أوغلى يدين ب�شدة قرار �إ�سرائيل بناء ‪ 296‬وحدة ا�ستيطانية‬ ‫يف ال�ضفة الغربية و‪ 1100‬وحدة ا�ستيطانية يف القد�س‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫�أدان الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى‪ ،‬قرار �إ�سرائيل بامل�صادقة على بناء ‪ 296‬وحدة ا�ستيطانية جديدة يف‬ ‫ال�ضفة الغربية‪ ،‬وا�صف َا هذا القرار باخلطوة اخلطرية التي تعك�س متادي �إ�سرائيل‪،‬‬ ‫قوة االحتالل‪ ،‬يف انتهاكاتها ال�صارخة للقانون الدويل وقرارات ال�شرعية الدولية‪،‬‬ ‫و�إمعانها يف حتدي �إرادة املجتمع الدويل‪ .‬وقال �إح�سان �أوغلى �إن �سيا�سة اال�ستيطان‬ ‫الإ�سرائيلي تهدف �إىل تكري�س االحتالل وفر�ض �سيا�سة الأمر الواقع على الأر�ض‪،‬‬ ‫داعي ًا جمل�س الأمن الدويل‪ ،‬واللجنة الرباعية على وجه اخل�صو�ص‪� ،‬إىل حتمل‬ ‫م�س�ؤولياتهما و�إلزام �إ�سرائيل بوقف اال�ستيطان الذي من �ش�أنه �أن يقو�ض فر�ص‬ ‫�إحالل ال�سالم واال�ستقرار يف املنطقة‪.‬‬ ‫كما �أعرب الأمني العام عن �إدانته ال�شديدة لقرار �إ�سرائيل امل�صادقة على بناء‬ ‫‪ 1100‬وحدة ا�ستيطانية جديدة يف مدينة القد�س املحتلة‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أن ت�سارع‬ ‫وترية بناء امل�ستوطنات ي�أتي يف �سياق �سعي االحتالل الإ�سرائيلي لفر�ض وقائع‬ ‫جديدة على الأر�ض بهدف عزل مدينة القد�س عن حميطها الفل�سطيني‪ ،‬وم�ضيف ًا‬ ‫�أن من �ش�أن ا�ستمرر الن�شاط اال�ستيطاين اال�سرائيلي �أن يق�ضي على احلل القائم‬

‫على دولتني‪.‬‬ ‫و�أ ّكد �إح�سان �أوغلى‪� ،‬أن ق�ضية القد�س ت�أتي على ر�أ�س �أولويات منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬م�شريا �إىل �أن كل الأن�شطة اال�ستيطانية غري �شرعية وتع ّد انتهاك ًا �صارخ ًا‬ ‫للقانون الدويل وقرارات ال�شرعية الدولية‪ ،‬داعي ًا املجتمع الدويل �إىل النهو�ض‬ ‫مب�س�ؤولياته املبا�شرة بو�ضع حد ل�سيا�سة اال�ستيطان الإ�سرائيلية يف الأرا�ضي‬ ‫الفل�سطينية املحتلة كافة‪ ،‬مبا فيها مدينة القد�س ال�شريف‪.‬‬ ‫هذا وعبرّ الأمني العام عن �أ�سفه ال�شديد لقرار املحكمة الفرن�سية ل�صالح‬ ‫ال�شركات الفرن�سية املن�ضوية حتت جتمع �سيتي با�س الإ�سرائيلي‪ ،‬امل�س�ؤول عن‬ ‫تنفيذ م�شروع الرتامواي الإ�سرائيلي يف مدينة القد�س ال�شرقية املحتلة‪ ،‬دون الأخذ‬ ‫يف احل�سبان العديد من الق�ضايا اجلوهرية املرتبطة بالقانون الدويل وتطبيقات‬ ‫معاهدة جنيف وغريها من املرجعيات القانونية الدولية‪ ،‬م�شدد ًا على �إدانته‬ ‫الإجراءات التي تتخذها �أي هيئة حكومية �أو غري حكومية يف انتهاك للقانون الدويل‬ ‫من �ش�أنه �أن ير�سخ االحتالل الإ�سرائيلي للقد�س ال�شرقية‪ ،‬مبا يف ذلك قيام �شركات‬ ‫ب�أعمال ل�صالح االحتالل الإ�سرائيلي‪ ،‬وم�ؤكد ًا على حق املنظمة يف اتخاذ التدابري‬ ‫القانونية الالزمة �ضد اجلهات التي تقوم بذلك‪.‬‬

‫الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي يدين ب�شدة‬ ‫اقتحام امل�سجد الأق�صى ويندد ب�إيقاف مفتي القد�س‬

‫�إ�سرائيل متنع جلنة اليون�سكو لتق�صي احلقائق من‬ ‫الو�صول �إىل القد�س‬

‫القد�س‬ ‫�أدان الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى‪ ،‬ب�شدة �إقدام ع�شرات امل�ستوطنني املتطرفني على اقتحام باحات امل�سجد‬ ‫الأق�صى املبارك‪ ،‬معترب ًا �أن هذه االعتداءات ت�أتي يف �إطار �سيا�سة تنتهجها‬ ‫�إ�سرائيل‪ ،‬قوة االحتالل‪� ،‬ضد الأماكن املقد�سة يف مدينة القد�س ال�شريف‪.‬‬ ‫وح ّمل الأمني العام �إ�سرائيل امل�س�ؤولية الكاملة عن التبعات املحتملة ال�ستمرار‬ ‫مثل هذه االعتداءات اخلطرية واملنتظمة‪ ،‬والتي يقوم بها امل�ستوطنون يف انتهاك‬ ‫�صارخ للقرارات واملواثيق الدولية ذات ال�صلة‪ .‬كما دعا الأمني العام املجتمع‬ ‫الدويل‪ ،‬وخا�صة جمل�س الأمن الدويل واليون�سكو‪� ،‬إىل التحرك من �أجل و�ضع حد‬ ‫لهذه االنتهاكات املتكررة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫من جهة �أخرى‪� ،‬أ�صدر الأمني العام تنديدا �شديدا لإ�سرائيل لقيامها ب�إيقاف‬ ‫ال�شيخ حممد ح�سني‪ ،‬مفتي مدينة القد�س يف فل�سطني‪ ،‬وطالب بالإفراج الفوري‬ ‫عنه‪ .‬واعترب الأمني العام عملية الإيقاف هذه عم ًال غري �شرعي ميثل خرق ًا حلرية‬ ‫العبادة وبتزامن مع ما يقوم به املتطرفون من ت�صعيد العتداءاتهم على الأماكن‬ ‫املقد�سة مبدينة القد�س‪ .‬كما َح ّمل الأمني العام امل�س�ؤولية كاملة على �إ�سرائيل ملا قد‬ ‫يرتتب عن هذه اخلروقات امل�ستمرة من عواقب ‪،‬وطالب املجموعة الدولية بالتحرك‬ ‫العاجل لو�ضع حد لهذه الأعمال الال�شرعية‪.‬‬ ‫و�أجرى الأمني العام �إح�سان �أوغلى‪ ،‬يوم ‪ 8‬مايو ‪ ،2013‬ات�صا ًال‬ ‫هاتفي ًا مع بان كي مون‪� ،‬أمني عام منظمة الأمم املتحدة‪ ،‬حول ما‬ ‫�أقدمت عليه ال�سلطات الإ�سرائيلية من �إيقاف ملفتي مدينة القد�س‪.‬‬ ‫وتبادل الطرفان خالل املحادثة‪ ،‬وجهات النظر حول التطورات الأخرية يف‬ ‫�سوريا‪،‬كما اتفقا على موا�صلة الت�شاور والتن�سيق بخ�صو�ص ما يحدث من تطورات‬ ‫على ال�صعيدين الإقليمي والعاملي‪.‬‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫رحب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫ّ‬ ‫�أوغلى‪ ،‬بقرار اليون�سكو ت�شكيل جلنة من اخلرباء لدرا�سة حالة مدينة القد�س‬ ‫القدمية و�أ�سوارها والأماكن التاريخية فيها‪ ،‬م�ؤكد ًا على �أهمية �إنفاذ مهمة هذه‬ ‫البعثة يف الوقت املحدد‪ ،‬مبا ميكن املجتمع الدويل من الإطالع على واقع مدينة‬ ‫القد�س ال�شريف‪.‬‬ ‫وثـ ّمـن الأمني العام دور املدير العام لليون�سكو يف حتقيق هذا الإجناز‪ ،‬م�ؤكد ًا‬ ‫�أن مهمة هذه البعثة من �ش�أنها �أن ت�سهم يف و�ضع حد لالنتهاكات التي تقوم بها‬ ‫قوة االحتالل “�إ�سرائيل”‪ ،‬والتي تطال الأماكن التاريخية واملقد�سات يف القد�س‬ ‫ال�شريف‪ ،‬مبدي ًا ا�ستعداد منظمة التعاون الإ�سالمي للم�ساهمة والتعاون يف �إجناح‬ ‫مهمة البعثة‪.‬‬ ‫ولكن بعد �أن �أعطت �إ�سرائيل موافقتها ال�سماح لوفد اليون�سكو درا�سة وتقييم‬ ‫حال مدينة القد�س ولأول مرة منذ ‪ 2004‬عادت وغريت ر�أيها‪.‬‬ ‫و�أعرب الأمني العام عن �إدانته ال�شديدة لقرار �إ�سرائيل‪ ،‬قوة االحتالل‪،‬‬ ‫منع زيارة جلنة اخلرباء التابعة لليون�سكو �إىل مدينة القد�س املحتلة‪ ،‬والذي كان‬ ‫مقررا �أن يبد�أ يف ‪ 15‬مايو‪ ،‬م�ؤكد ًا �أن هذا القرار يك�شف مدى ا�ستخفاف �إ�سرائيل‬ ‫ب�إرادة املجتمع الدويل‪ ،‬و�إ�صرارها على طم�س اجلرائم التي ترتكبها بحق الأماكن‬ ‫التاريخية والدينية يف القد�س ال�شريف‪.‬‬ ‫وح ّمل الأمني العام �إ�سرائيل امل�س�ؤولية الكاملة عن تداعيات قرارها مبنع زيارة‬ ‫جلنة اليون�سكو ملدينة القد�س‪ ،‬م�شدد ًا على �أن �إ�سرائيل ت�سعى من خالل ذلك �إىل‬ ‫الن�أي باملجتمع الدويل عن متابعة الأو�ضاع اخلطرية الناجتة عن ا�ستمرار �سيا�سات‬ ‫التهويد التي تنتهجها يف مدينة القد�س ال�شريف‪.‬‬ ‫و�أ ّكد الأمني العام من جديد �ضرورة العمل على �إنفاذ مهمة هذه البعثة‬ ‫الأممية‪ ،‬والتي من �ش�أنها �أن ت�سهم يف و�ضع حد لالنتهاكات التي تقوم بها �إ�سرائيل‬ ‫�ضد الأماكن والتاريخية واملقد�سات يف القد�س ال�شريف‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ـ يوليو ‪2013‬‬


‫العنف يف �سوريا يقل�ص �آمال الالجئني يف العودة �إىل ديارهم قريب ًا‬ ‫املفرق ـ الأردن (د ب ا)‪:‬‬ ‫مي�سك حممد حماد بيديه برتدد ربطة من �أوراق النقد الأمريكية وال�سورية وقد‬ ‫اغرورقت عيناه بالدموع‪ .‬وعلى الرغم من مرور عدة �أ�سابيع من التفكري يف تنفيذ‬ ‫هذه ال�صفقة ال�صعبة ف�إن حماد الذي يبلغ من العمر ‪ 40‬عام ًا يقول �إنه ال يزال عليه‬ ‫حتى الآن �أن يتقبل �أكرب �صفقة يف حياته تختلط فيها م�شاعر الفرح واحلزن‪ ،‬وهي‬ ‫بيع املنـزل الذي �أم�ضى فيه طفولته يف العا�صمة ال�سورية دم�شق‪.‬‬ ‫وي�ضيف بعد مرور فرتة ق�صرية على توقيعه يف مدينة املفرق الأردنية الواقعة‬ ‫على احلدود مع �سورية عقد بيع العقار لأحد �أقارب جاره �إنه كان يحلم دائما ب�أن‬ ‫ين�ش�أ �أوالده و�أحفاده يف هذا املنـزل‪.‬‬ ‫وي�ستطرد قائ ًال‪�“ :‬إنه مل يعد يوجد يف �سوريا الآن �سوى الكوابي�س”‪ .‬وحماد هو‬ ‫واحد من �آالف ال�سوريني الذين يندفعون لبيع منازلهم وممتلكاتهم و�سياراتهم من‬ ‫�أجل اال�ستعداد للبقاء لفرتات زمنية طويلة يف دول م�ض ّيفة‪ ،‬وبذلك يقطعون الروابط‬ ‫ب�شكل نهائي مع وطنهم‪.‬‬ ‫وبعد االنتظار لعدة �أ�شهر لعودتهم “الو�شيكة”‪ ،‬يقول الالجئون ال�سوريون �إنهم‬ ‫يعملون الآن بكل قوة للرتتيب من �أجل ان�ضمام �أفراد عائالتهم الباقني على قيد‬ ‫احلياة يف �سوريا �إليهم يف الدول امل�ضيفة‪ ،‬حيث �إن هذا النمط اجلديد من احلياة‬ ‫كالجئني �أ�صبح �أكرث “ا�ستدامة” خالل الأ�سابيع الأخرية‪.‬‬ ‫وت�شري �أم خالد‪ ،‬وهي �أم ل�سبعة �أبناء تبلغ من العمر ‪ 52‬عام ًا‪� ،‬إىل �أنها‬ ‫وزمالءها الالجئني انتظروا ملدة �ستة �أ�شهر حتى يتوقف التوتر يف �سوريا كي يتمكنوا‬ ‫من العودة ويلتئم �شمل العائالت‪.‬‬ ‫وقد باع زوج �أم خالد مزرعتهما يف مدينة درعا باجلنوب ال�سوري مقابل ‪15‬‬ ‫�ألف دوالر وهو مبلغ ميثل ع�شرة يف املئة من قيمتها ال�سوقية‪.‬‬ ‫وتقول �أم خالد‪�“ :‬أ�صبحنا على ثقة الآن ب�أن يوم العودة لن ي�أتي �أبد ًا”‪.‬‫‬ ‫ويرجع ال�سبب �إىل ظهور ظاهرة “حرق �أ�سعار” املنازل واملمتلكات �إىل تزايد �أعداد‬ ‫الالجئني الذي يرتبون �أو�ضاعهم من �أجل ت�سهيل هروب �أقاربهم وجريانهم الذين‬ ‫تركوهم يف �سوريا‪.‬‬ ‫و�أدت هذه الرتتيبات �إىل اخلروج اجلماعي لل�سوريني �إىل دول جماورة‪ ،‬مبا‬ ‫يف ذلك تدفق قرابة ‪� 55‬ألف الجئ �إىل الأردن يف يناير املا�ضي وحده‪ .‬وثمة الجئ‬ ‫�آخر‪ ،‬هو حممد الدم�شقي (‪ 40‬عام ًا)‪ ،‬الذي يقول �إنه رتب لبيع ور�شة النجارة التي‬ ‫ميتلكها يف و�سط دم�شق حتى يح�صل على مبلغ ي�ساعده على دفع تكاليف انتقال‬ ‫ع�شرين من �أفراد عائلته �إىل الأردن‪ ،‬وهي رحلة كلفته ع�شرة �آالف دوالر‪.‬‬ ‫وي�ضيف وهو جال�س يف �شقته التي ا�ست�أجرها مبدينة الرمثا الأردنية الواقع على‬ ‫احلدود مع �سوريا �إن الالجئني ال�سوريني انتظروا ملدة عامني �أن يتوقف نزيف الدم‬ ‫ولأن يتدخل املجتمع الدويل لإنقاذ ال�شعب ال�سوري‪ .‬ومي�ضي الدم�شقي قائ ًال‪�“ :‬إنه‬ ‫من الوا�ضح الآن �أننا ت ُِركنا مبفردنا”‪.‬‬ ‫ومع ت�ضا�ؤل توقعات العودة �إىل �سوريا وو�سط تزايد ال�ضغوط على خميمات‬ ‫الالجئني التي تكد�ست‪ ،‬يقول النازحون ال�سوريون �إنهم و�ضعوا لأنف�سهم هدف‬ ‫اال�ستقرار يف دول �أخرى‪ ،‬ويتم�سكون ب�أمل احل�صول على حق اللجوء ال�سيا�سي يف‬ ‫�أوروبا �أو الواليات املتحدة �أو يف �أي دولة �أخرى‪.‬‬ ‫وي�شري م�س�ؤولو الأمم املتحدة يف الأردن �إىل ت�سجيل نحو ‪� 120‬ألف الجئ‬ ‫جديد يف يناير املا�ضي وحده‪ ،‬وهو رقم ي�شمل الالجئني الذين و�صلوا خالل الأ�شهر‬ ‫ال�سابقة‪ ،‬ولكنهم مل ي�سجلوا �أنف�سهم‪ ،‬وذلك و�سط جتمع كان دائم ًا يرف�ض امل�ساعدة‬

‫من وكاالت املعونة على �أمل العودة الو�شيكة �إىل الوطن‪.‬‬ ‫ويقول �أحمد العماري وهو يتزاحم مع ‪ 400‬من زمالئه الالجئني يف عملية‬ ‫الت�سجيل مبدينة املفرق الأردنية احلدودية‪�“ :‬إننا نقيم يف الأردن منذ �ستة �أ�شهر‪،‬‬ ‫ولكننا مل ن�سجل �أ�سماءنا لدى الأمم املتحدة‪ ،‬وملاذا نفعل ذلك �إذا كنا �سنعود �إل‬ ‫بلدنا قريب ًا؟”‪.‬‬ ‫وي�ضيف‪�“ :‬أما الآن ف�إنني �أريد الت�أكد من �أن �أ�سماء �أ�سرتي ت�أتي يف مقدمة‬ ‫قائمة ال�سوريني الراغبني يف اال�ستقرار بالأردن”‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من عدم وجود مناق�شات على امل�ستوى الر�سمي ب�ش�أن �إعادة توطني‬ ‫الالجئني ال�سوريني ف�إن ال�سوريني يقولون �إنهم يجرون اال�ستعدادات ملا يعتقدون �أنه‬ ‫حياة “�إجبارية” يف املنفى‪ .‬فهم يدخرون الأموال ويجرون ات�صاالت مع الأقارب‬ ‫يف اخلارج‪ ،‬بل حتى ي�صقلون معلوماتهم حول اللغتني الإجنليزية والفرن�سية ليعطوا‬ ‫�أنف�سهم “ميزة تناف�سية” يف �أي مقابلة �شخ�صية للح�صول على عمل‪.‬‬ ‫ويقول حممد ال�شيخ خالل در�س يف اللغة الإجنليزية يتلقاه ب�شكل مرجتل‬ ‫داخل خيمته يف خميم الزعرتي لالجئني ب�شمايل الأردن‪“ :‬لقد تعلمنا الدرو�س من‬ ‫اخلطوات التي قام بها قبلنا اللبنانيون والفل�سطينيون والعراقيون لبدء حياة جديدة‬ ‫يف الواليات املتحدة وال�سويد وكندا”‪.‬‬ ‫وي�ضيف ال�شيخ قائ ًال‪�“ :‬إذا كان املجتمع الدويل ال يرغب يف م�ساعدتنا فعليه �أن‬ ‫يكون م�ستعد ًا ال�ست�ضافتنا”‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫�ش�ؤون عاملية‬ ‫�إح�سان �أوغلى يلتقي مر�سي والإبراهيمي والعربي والفروف‬

‫الأمني العام ي�ستمر يف جهوده لإيجاد حل �سلمي للأزمة ال�سورية‬ ‫القاهرة ـ جمهورية م�صر العربية‪:‬‬ ‫ا�ستقبل الدكتور حممد مر�سي‪ ،‬رئي�س جمهورية م�صر العربية‪ ،‬الأمني العام‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬يف مكتبه بق�صر‬ ‫االحتادية يوم ‪� 4‬إبريل ‪ ،2013‬وذلك خالل زيارة الأمني العام للمنظمة �إىل‬ ‫القاهرة‪ .‬وبحث الرئي�س مر�سي الذي ير�أ�س الدورة الثانية ع�شرة للقمة الإ�سالمية‪،‬‬ ‫والأمني العام‪ ،‬جممل الق�ضايا يف العامل الإ�سالمي‪ ،‬والعالقات الثنائية بني اجلانبني‪،‬‬ ‫والأو�ضاع الراهنة يف منطقة ال�شرق الأو�سط‪ ،‬وبخا�صة الق�ضية الفل�سطينية‪.‬‬ ‫وتطرق االجتماع �إىل تطورات الو�ضع يف ملف الأزمة ال�سورية‪ ،‬حيث �شرح‬ ‫الرئي�س مر�سي مبادرته ب�ش�أن �سوريا‪ ،‬والتي كان قد اقرتحها على القمة الإ�سالمية‬ ‫اال�ستثنائية الرابعة يف مكة املكرمة يف �أغ�سط�س املا�ضي‪ ،‬وتبنتها القمة الإ�سالمية‬ ‫يف القاهرة‪ ،‬يف فرباير ‪.2013‬‬ ‫وتبادل اجلانبان الآراء يف ما يتعلق ب�آخر امل�ستجدات املتعلقة بهذا ال�ش�أن‪،‬‬ ‫و�سبل العمل من �أجل �إيجاد خمرج للأزمة ال�سورية بالطرق ال�سلمية‪ ،‬ووقف �سفك‬ ‫دماء ال�شعب ال�سوري‪ ،‬مبا يحقق تطلعاته يف احلرية والدميقراطية و�سيادة القانون‪،‬‬ ‫واحرتام حقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫كما التقى الأمني العام املبعوث الأممي للأزمة ال�سورية‪ ،‬الأخ�ضر الإبراهيمي‬ ‫يف مقر �إقامة الأمني العام يف القاهرة‪ ،‬يوم ‪� 4‬إبريل ‪ .2013‬وبحث �إح�سان �أوغلى‬ ‫والإبراهيمي ملف الأزمة ال�سورية‪ ،‬والتطورات اجلارية يف هذا ال�ش�أن‪ ،‬كما ا�ستمع‬ ‫الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي �إىل �شرح حول االت�صاالت الأخرية التي‬ ‫�أجراها الإبراهيمي ب�ش�أن م�ساعيه لإيجاد حل �سيا�سي للأزمة يف �سوريا‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام خالل اللقاء دعمه للم�ساعي التي يقوم بها الإبراهيمي من‬ ‫�أجل الو�صول �إىل ت�سوية ت�ضع حدا للو�ضع املت�أزم يف �سوريا‪.‬‬ ‫�إح�سان �أوغلى والعربي ي�ؤكدان �ضرورة عقد م�ؤمتر جنيف ‪2‬‬ ‫ويف زيارة �أخرى للقاهرة التقى الأمني العام بنبيل العربي‪ ،‬الأمني العام جلامعة‬ ‫الدول العربية‪ ،‬يوم ‪ 27‬يونيو ‪ .2013‬وتناول اللقاء تطورات الو�ضع يف �سوريا و�سبل‬ ‫التعاون بني الطرفني يف اجلوانب الإن�سانية‪ ،‬وحماولة التن�سيق مع الأطراف املعنية‬ ‫يف املجتمع الدويل لعقد م�ؤمتر جنيف ‪.2‬‬ ‫و�أكد اجلانبان �ضرورة �أن يعقد م�ؤمتر جنيف ‪ 2‬اخلا�ص بامل�س�ألة ال�سورية‪ ،‬على‬ ‫م�ستوى مو�سع �إقليمي ًا ودولي ًا مع م�شاركة امل�ؤ�س�سات واجلهات الفاعلة‪ ،‬مع الإ�شارة‬ ‫�إىل �أهمية م�شاركة منظمة التعاون الإ�سالمي واجلامعة العربية يف امل�ؤمتر‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إح�سان �أوغلى ونبيل العربي يف لقائهما �أي�ض ًا �إىل �أهمية تكثيف التعاون‬ ‫بينهما يف ما يتعلق بالأو�ضاع الإن�سانية املرتدية يف �سوريا‪� ،‬إ�ضافة �إىل العمل على بذل‬ ‫جهد لوقف نزيف الدم على وجهة ال�سرعة‪.‬‬ ‫على �صعيد �آخر‪ ،‬ناق�ش اجلانبان تطورات الأو�ضاع يف العراق‪ ،‬وعربا عن‬ ‫قلقهما من تزايد العنف‪ ،‬م�ؤكدين جمدد ًا على حماولة بذل جهود �إ�ضافية‪.‬‬ ‫كما ا�ستعر�ض الطرفان ت�صاعد حدة ال�صراع الطائفي واملذهبي يف بع�ض‬ ‫املجتمعات الإ�سالمية و�أكدا �أهمية �أن تقوم امل�ؤ�س�سات املعنية بالعمل على ت�صحيح‬ ‫تلك الأو�ضاع‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ـ يوليو ‪2013‬‬

‫�إح�سان �أوغلى والفروف ي�ؤكدان يف مو�سكو �أهمية احلل ال�سيا�سي‬ ‫للأزمة ال�سورية‬ ‫مو�سكو ـ رو�سيا االحتادية‪:‬‬ ‫اتفق الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى‪ ،‬ووزير اخلارجية الرو�سي‪� ،‬سريغي الفروف‪ ،‬يف لقاء جمعهما على �أن احلل‬ ‫ال�سيا�سي هو املخرج الوحيد للأزمة ال�سورية‪ ،‬التي احتلت احليز الأكرب من املباحثات‬ ‫بني الطرفني‪ ،‬يف مو�سكو‪ ،‬يوم ‪ 7‬يونيو ‪.2013‬‬ ‫و�أكد الأمني العام للمنظمة من جانبه‪� ،‬أهمية احلل ال�سيا�سي للأزمة‪ ،‬م�شدداً‬ ‫على موقفه الثابت‪ ،‬الذي دعا �إليه منذ بداية الأزمة‪ ،‬والذي يق�ضي ب�ضرورة اللجوء‬ ‫�إىل احلوار‪ ،‬و�إنهائها بالطرق ال�سلمية‪ .‬كما �شدد على �أهمية م�شاركة املنظمة يف‬ ‫م�ؤمتر جنيف ـ ‪ ،2‬وذلك لدورها الهام‪ ،‬وعالقاتها مع الدول الفاعلة يف الأزمة‪،‬‬ ‫والتي تعترب غالبيتها �أع�ضاء باملنظمة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫واتفق الفروف بدوره‪ ،‬مع الأمني العام يف هذا الطرح‪ ،‬م�ستعر�ضا اجلهود التي‬ ‫تبذلها بالده �إزاء الأزمة ال�سورية‪ ،‬ف�ض ًال عن ت�أييدها التام للحل ال�سيا�سي‪ ،‬و�شرح‬ ‫الوزير الرو�سي يف اللقاء جهود مو�سكو لعقد م�ؤمتر جنيف ـ ‪ ،2‬الفت ًا �إىل حر�صها‬ ‫على �إجناز امل�ؤمتر‪ ،‬وب�شكل توافقي ي�ضمن م�شاركة جميع الأطراف ال�سورية‪.‬‬ ‫وتناول االجتماع كذلك‪ ،‬امل�س�ألة الفل�سطينية‪ ،‬والتطورات اجلارية يف مدينة‬ ‫القد�س ال�شريف‪ ،‬واجلهود املبذولة ال�ستئناف عملية ال�سالم‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل �أهمية‬ ‫�إمتام امل�صاحلة الفل�سطينية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�أكد �إح�سان �أوغلى جمددا �أن الق�ضية الفل�سطينية تعترب م�س�ألة حمورية لدى‬ ‫املنظمة‪ ،‬م�شدد ًا على �ضرورة ا�ستئناف عملية ال�سالم‪ ،‬وم�شيد ًا باملوقف الرو�سي‪،‬‬ ‫ودعمه لع�ضوية فل�سطني يف الأمم املتحدة‪.‬‬ ‫وتطرق اجلانبان �إىل الأو�ضاع اجلارية يف العراق‪ ،‬حيث �أعربا عن قلقهما البالغ‬ ‫جتاه تطور الأو�ضاع هناك‪ ،‬وناق�شا ق�ضية كو�سوفو‪ ،‬وق�ضايا �إقليمية ودولية �أخرى‪.‬‬ ‫وتناول اللقاء �أي�ض ًا ق�ضايا التعاون امل�شرتك بني اجلانبني‪ ،‬يف املجاالت‬ ‫االقت�صادية‪ ،‬والعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬وال�سيما جماالت التعليم العايل‪ .‬و�أبدى الفروف‬ ‫رغبة بالده‪ ،‬وحر�صها على تطوير العالقات مع منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬


‫�إثيوبيا حت ّول جمرى النيل الأزرق لبناء �سد مثري للجدل‬

‫�أدي�س �أبابا‪:‬‬ ‫بد�أت �إثيوبيا حتويل فرع من فروع النيل الأزرق لبناء �سد طاقة كهرومائية‬ ‫بتكلفة قدرها ‪ 4.7‬مليار دوالر ت�سبب يف نزاع مع دول امل�صب‪ ،‬كما �أعلنت و�سائل‬ ‫الإعالم الر�سمية يوم ‪ 28‬مايو ‪.2013‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫و ُيعترب �سد النه�ضة الإثيوبي الكبري‪ ،‬الذي هو قيد البناء حاليا‪ ،‬جزءا من‬ ‫م�شروع ا�ستثماري �ضخم بقيمة ‪ 12‬مليار دوالر لزيادة �صادرات الطاقة‪ .‬و ُيعتبرَ‬ ‫النيل الأزرق �أحد رافدين رئي�سيني لنهر النيل ‪� -‬أحد �أطول �أنهار العامل‪.‬‬ ‫وتعرت�ض كل من م�صر وال�سودان على بناء هذا ال�سد‪ ،‬لأنه‪ ،‬كما تقوالن‪ ،‬ينتهك‬ ‫اتفاقية ُو ِّقعت �إبان احلقبة اال�ستعمارية متنحهما احلق يف احل�صول على ‪ 90‬يف‬ ‫املئة من مياه النيل‪.‬‬ ‫و�سوف تكون �سعة �سد النه�ضة الكبري‪ ،‬الذي يجري بنا�ؤه يف منطقة بني �شنقول‬ ‫ قماز على احلدود مع ال�سودان‪ 6.000 ،‬ميجاوات وف ًقا للحكومة الإثيوبية‪� ،‬أي ما‬‫يعادل �سعة �ست حمطات طاقة نووية على الأقل‪.‬‬

‫وقد �صرح نائب رئي�س الوزراء الإثيوبي‪ ،‬دمييكي ميكونني‪ ،‬ب�أن حتويل املجرى يف‬ ‫موقع �سد النه�ضة الإثيوبي الكبري من �ش�أنه �أن يوفر الطاقة الكهرومائية لي�س لإثيوبيا‬ ‫فقط‪ ،‬ولكن للدول املجاورة �أي�ض ًا‪ ،‬يف حني نفى وزير الطاقة الإثيوبي‪� ،‬أليمايهو تيغنو‪،‬‬ ‫�أن يكون بناء ال�سد �سي�ضر ب�أي بلد‪.‬‬ ‫وتدّعي �إثيوبيا �أنها م�صدر نحو ‪ 85‬يف املئة من �إجمايل املياه يف نهر النيل‪،‬‬ ‫حيث ينبع النيل الأزرق من بحرية تانا يف �إثيوبيا‪ ،‬ويتدفق ملئات الأميال �شما ًال �إىل‬ ‫ال�سودان ثم م�صر‪ ،‬قبل �أن ي�صب يف نهاية املطاف يف البحر الأبي�ض املتو�سط‪.‬‬ ‫وتعتمد م�صر ب�شكل خا�ص على �إمدادات املياه مع ما ميثله التزايد ال�سكاين‬ ‫فيها من �ضغط متزايد على الرغم من �أن ال�سودان تعتمد �أي�ض ًا على امل�صدر ذاته‪.‬‬ ‫ومن املقرر �أن يعلن خرباء من �إثيوبيا وم�صر وال�سودان قريب ًا عن نتائج درا�سة‬ ‫حول ت�أثري ال�سد الإثيوبي يف تدفق نهر النيل‪.‬‬

‫الإطاحة بالرئي�س امل�صري حممد مر�سي بعد �سنة واحدة يف احلكم‬

‫القاهرة ـ جمهورية م�صر العربية‪:‬‬ ‫خرج ماليني امل�صريني �إىل ال�شوارع يف جميع �أنحاء م�صر‪ ،‬يوم ‪ 30‬يونيو‬ ‫‪ ،2013‬للمطالبة بتنحي الرئي�س حممد مر�سي‪ .‬ويف الثالث من يوليو ‪،2013‬‬ ‫�أطاح اجلي�ش بالرئي�س بعد �أن منحه مهلة ‪� 48‬ساعة حلل الأزمة‪ ،‬و�أعلن رئي�س‬ ‫املحكمة الد�ستورية رئي�س ًا م�ؤقت ًا‪.‬‬ ‫وقد �أعلن الفريق عبد الفتاح ال�سي�سي‪ ،‬وزير الدفاع امل�صري‪ ،‬يف بث تلفزيوين‪،‬‬ ‫حماط ًا بالقادة الع�سكريني ور�أ�سي ال�سلطة الدينية الإ�سالمية وامل�سيحية و�شخ�صيات‬ ‫�سيا�سية‪ ،‬عزل الرئي�س مر�سي‪ ،‬داعي ًا �إىل �إجراء انتخابات رئا�سية وبرملانية وت�شكيل‬ ‫جلنة ملراجعة الد�ستور وجلنة للم�صاحلة الوطنية تت�ضمن حركات ال�شباب‪ .‬و�أ�شار‬ ‫ال�سي�سي �إىل �أن جمموعة من اجلماعات ال�سيا�سية قد وافقت على خارطة الطريق‬ ‫للخروج من الأزمة الراهنة يف م�صر‪.‬‬ ‫وقد ا�ستنكر مر�سي و�أن�صاره من جماعة الإخوان امل�سلمني وجناحها ال�سيا�سي‪،‬‬ ‫حزب احلرية والعدالة‪ ،‬ت�صرف اجلي�ش‪ ،‬وا�صفني �إياه ب�أنه “غري م�شروع”‪ ،‬وحثوا‬ ‫امل�صريني على “مقاومة االنقالب”‪ .‬وتبع هذا تظاهر ح�شود من �أن�صاره يف مدن‬ ‫خمتلفة‪ ،‬وهو ما جعل �شوارع م�صر منق�سمة بني معار�ضني وم�ؤيدين ملر�سي‪ .‬وانق�سم‬ ‫الر�أي العام العاملي وردود الفعل الر�سمية يف جميع �أنحاء العامل ب�ش�أن ما �إذا كان ما‬ ‫حدث ثورة �شعبية �أم انقالب ًا ع�سكري ًا‪.‬‬ ‫وقد دعت منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬من جانبها‪ ،‬جميع الأطراف ال�سيا�سية‬ ‫امل�صرية �إىل توحيد جهودها وحتقيق التوافق يف هذه املرحلة احلرجة وو�ضع‬ ‫م�صلحة م�صر العليا و�أمنها وا�ستقرارها فوق كل اعتبار‪.‬‬ ‫كما دعت املنظمة ال�شعب امل�صري العظيم �إىل توحيد ال�صفوف ونبذ العنف‬ ‫والعمل يف �إطار عملية دميقراطية �سلمية لإقامة امل�ؤ�س�سات الد�ستورية وتعزيز الأمن‬ ‫واال�ستقرار من �أجل حتقيق تطلعاته يف امل�شاركة ال�سيا�سية من خالل انتخابات‬ ‫�شفافة وذات م�صداقية يف جو ت�سوده احلرية الكاملة والدميقراطية دون �إق�صاء‬ ‫ل�ضمان االنتقال ال�سلمي لل�سلطة وتوفري متطلبات التنمية والعي�ش الكرمي جلميع‬ ‫امل�صريني‪.‬‬ ‫و�أعربت املنظمة‪ ،‬يف �إطار ت�أكيدها على �ضرورة �إنهاء الفرتة االنتقالية يف‬ ‫م�صر يف �أقرب وقت ممكن واحرتام حقوق الإن�سان‪ ،‬عن ا�ستعدادها لتقدمي الدعم‬ ‫وامل�ساعدة �إىل جمهورية م�صر العربية‪ ،‬الرئي�س احلايل للقمة الإ�سالمية‪ ،‬يف هذه‬ ‫املرحلة احلا�سمة من تاريخها‪.‬‬

‫وقد متيز حكم مر�سي ب�أزمة اقت�صادية متفاقمة ونق�ص الوقود واحتجاجات‬ ‫املعار�ضة امل�ستمرة وم�شاكل �أخرى‪ .‬هذا وقد انت ُِخب مر�سي دميقراطي ًا يف عام‬ ‫‪ 2012‬بعد ثورة �شعبية يف عام ‪� 2011‬أطاحت بالرئي�س الأ�سبق ح�سني مبارك‪،‬‬ ‫الذي حكم البالد ما يزيد على ‪ 30‬عام ًا‪ ،‬وكان من املقرر �أن ي�ستمر مر�سي يف‬ ‫احلكم حتى عام ‪.2016‬‬ ‫هذا‪ ،‬وقد �أدى امل�ست�شار عديل من�صور‪ ،‬رئي�س املحكمة الد�ستورية العليا‪ ،‬اليمني‬ ‫رئي�س ًا م�ؤقت ًا‪ ،‬يف الرابع من يوليو‪ ،‬وعني رئي�س وزراء م�ؤقت ًا بعد ب�ضعة �أيام‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫�ش�ؤون عاملية‬

‫�إح�سان �أوغلى يدعو املانحني الدوليني �إىل امل�ساهمة يف بنك تنمية دارفور‬ ‫دارفور‪ ،‬و�أ�سفر م�ؤمتر القاهرة الذي ُنظم برعاية م�صرية وتركية م�شرتكة عن‬ ‫الدوحة ـ دولة قطر‪:‬‬ ‫دعا الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان تعهدات بلغت ‪ 850‬مليون دوالر �أ�ستويف منها حتى الآن ما ن�سبته ‪ 78‬يف املئة من‬ ‫�أوغلى املجتمع الدويل �إىل تقدمي دعم حا�سم بهدف تعزيز التنمية و�إعادة البناء التعهدات‪.‬‬ ‫يف �إقليم دارفور‪ .‬وقال الأمني العام يف كلمته يف اجلل�سة االفتتاحية مل�ؤمتر املانحني‬ ‫الدويل لدارفور املنعقد يف العا�صمة القطرية‪ ،‬الدوحة‪ ،‬يومي ‪ 7‬و‪ 8‬ابريل ‪،2013‬‬ ‫و�أو�ضح �أن املنظمة تعكف حالي ًا على ا�ستكمال �إن�شاء بنك تنمية دارفور‪ ،‬والذي‬ ‫�إن هذا امل�ؤمتر يف حد ذاته بداية ف�صل جديد من م�سرية دارفور‪ ،‬ويعطى �أم ًال كان �إحدى تو�صيات م�ؤمتر املانحني يف القاهرة‪ ،‬و�أ�ضاف‪“ :‬متك ّنا‪ ،‬وبدعم كبري‬ ‫جديد ًا ل�سكان الإقليم الذين عانوا �سنوات عجاف من اجلوع واخلوف‪ ،‬وجناحه ومتوا�صل من دولة قطر‪ ،‬من �إجناز كل الرتتيبات الإدارية والفنية لإن�شاء البنك‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ي�شكل حتديا حقيقيا لإرادة املجتمع الدويل يف قدرته على تثبيت �أركان ال�سالم يف ونتطلع �إىل �أن يتوافق اجتماع جلنة املتابعة الذي �س ُيع َقد عقب هذا امل�ؤمتر مبا�شرة‬ ‫دارفور‪.‬‬ ‫�إىل �إنهاء �إجراءات افتتاح مكتب املتابعة يف اخلرطوم‪ ،‬وحتديد موعد الجتماع‬

‫امل�ساهمني‪ ،‬والإعالن ر�سمي ًا عن افتتاح البنك”‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �إح�سان �أوغلى �أن انعقاد هذا امل�ؤمتر ال يعنى �أن ال�سالم والأمن قد‬ ‫وجدد الأمني العام ال�شكر لدولة قطر على تربعها مببلغ ‪ 200‬مليون دوالر‬ ‫ا�ستتبا متام ًا يف كل ربوع دارفور‪ ،‬فما زال ينتظر احلكومة ال�سودانية‪ ،‬وال�سلطة‬ ‫لر�أ�س مال البنك‪ ،‬ودعا كل املانحني املجتمعني �إىل امل�ساهمة يف ر�أ�س مال بنك‬ ‫الإقليمية جمهود كبري من �أجل ب�سط الأمن ومد ج�سور التوا�صل واحلوار مع ما تبقى‬ ‫تنمية دارفور‪ ،‬مبا يجعل منه الآلية الفاعلة يف قيادة م�سرية الإعمار والتنمية املادية‬ ‫من حركات ال تزال ‪ ،‬للأ�سف ‪ ،‬تراهن على خيار ال�سالح واحلرب‪.‬‬ ‫والب�شرية يف كل واليات دارفور‪.‬‬ ‫وقال �إح�سان �أوغلى �إن منظمة التعاون الإ�سالمي دعمت طوال ال�سنوات الع�شر‬ ‫املا�ضية كل امل�ساعي الدولية والإقليمية من �أجل ال�سالم والأمن واال�ستقرار يف‬ ‫دارفور منذ حمادثات �أبوجا وحتى �سالم الدوحة الأخري‪ ،‬وعبرّ ت املنظمة عن ذلك‬ ‫ب�شكل قوى يف زيارات وفودها املتكررة لل�سودان‪ ،‬ولقاءاتها مع كل الأطراف‪ ،‬كما‬ ‫�أ�صدرت عدة قرارات على م�ستوى القمة ووزراء اخلارجية لدعم �سالم دارفور ‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام �أنه مبا�شرة بعد توقيع وثيقة �سالم الدوحة‪ ،‬بادرت املنظمة‬ ‫لعقد �أول م�ؤمتر للمانحني لتمويل امل�شروعات الإن�سانية العاجلة لفائدة جمتمع‬

‫ويف ختام امل�ؤمتر‪ ،‬تعهدت قطر بـ ‪ 500‬مليون دوالر من امل�ساعدات اىل دارفور‬ ‫ال�سودان كمنح وتربعات لإعادة بناء دارفور‪ .‬وتعهدت �أملانيا بـ ‪ 16‬مليون يورو‪،‬‬ ‫بينما �أعرب مندوبون �آخرون عن ت�أييدهم للتنمية يف دارفور دون الإعالن عن‬ ‫م�ساهماتهم‪ .‬وعر�ضت بريطانيا ‪ 11‬مليون جنيه على الأقل (‪ 16.5‬مليون دوالر‪،‬‬ ‫و‪ 13‬مليون يورو) من �أجل دارفور �سنوي ًا على مدى ال�سنوات الثالث املقبلة مل�ساعدة‬ ‫املجتمعات املحلية على زراعة املحا�صيل الغذائية وتعزيز املهارات للعمل‪.‬‬

‫حث جميع الأطراف يف دارفور على االن�ضمام‬ ‫�إىل العملية ال�سلمية يف �إطار وثيقة الدوحة‬ ‫تطوير احلوار الداخلي وامل�شاورات يف دارفور هامة جد ًا و�شاملة‪ .‬و�أعرب عن �أمله‬ ‫الدوحة ـ دولة قطر‪:‬‬ ‫حث الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان يف �أن ت�سهم هذه اال�سرتاتيجية ب�شكل كبري يف عملية بناء ال�سلم‪ .‬و�أكد �أن �أع�ضاء‬ ‫�أوغلى‪ ،‬جمدد ًا جميع الأطراف واحلركات الدارفورية على االن�ضمام �إىل العملية جلنة تنفيذ وثيقة الدوحة لل�سالم يف دارفور قادرين على النهو�ض مب�س�ؤولياتهم‪،‬‬ ‫ال�سلمية يف �إطار وثيقة الدوحة لل�سالم يف دارفور‪ ،‬حيث دعا يف كلمته يف االجتماع م�ؤكد ًا �ضرورة االلتزام بالإطار الزمني املحدد‪.‬‬ ‫ال�ساد�س للجنة ر�صد تنفيذ اتفاق الدوحة لل�سالم‪ ،‬الذي ُع ِقد يف العا�صمة القطرية‬ ‫ومن جانب �آخر‪� ،‬أدان �إح�سان �أوغلى ب�شدة قتل حممد ب�شار �أحمد عبد الرحمن‪،‬‬ ‫الدوحة‪ ،‬يوم ‪ 4‬يناير ‪� ،2013‬إىل �ضم ال�سواعد وتكاتف اجلهود يف م�سعى‬ ‫لتنفيذ عملية ال�سالم باعتبارها الطريق لتحقيق ال�سلم والأمن والتنمية يف دارفور زعيم حركة العدل وامل�ساواة‪ ،‬ونائبه و�آخرين م�ؤخر ًا‪ ،‬ولكنه �أ�ضاف قائ ًال �إن مثل‬ ‫هذا العمل البغي�ض يجب �أ ّال يعيق اجلهود اجلماعية �أو يعرت�ض العملية ال�سلمية‪.‬‬ ‫يف �إطار ا�ستقرار ال�سودان ووحدته و�سيادته‪.‬‬ ‫والحظت جلنة متابعة التنفيذ (‪� )IFC‬أن قتل ب�شار ورفاقه لي�س عم ًال انتقامي ًا‬ ‫وقال الأمني العام‪ ،‬يف كلمته‪ ،‬التي تالها نيابة عنه ال�سفري احلبيب كعبا�شي‪ ،‬فح�سب‪ ،‬ولكنها خطوة حم�سوبة ومدرو�سة لثني الآخرين الذين قد يكونون على‬ ‫املدير ب�إدارة ال�ش�ؤون ال�سيا�سية يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إن املنظمة رحبت ا�ستعداد لالن�ضمام �إىل عملية ال�سالم‪ .‬و�أدانوا موا�صلة انتهاك �أرا�ضي جمهورية‬ ‫بتوقيع اتفاقية الدوحة لل�سالم يف دارفور‪ ،‬يف الدوحة‪ ،‬يوم ‪ 14‬يوليو ‪ ،2011‬برعاية ت�شاد وقتل املواطنني الت�شاديني‪ .‬و�أعرب �أع�ضاء م�ؤ�س�سة التمويل الدولية عن قلقها‬ ‫دولة قطر‪ .‬ويف هذا ال�صدد‪ ،‬اغتنم الأمني العام الفر�صة للإ�شادة مببادرات و�إ�سهام ال�شديد �إزاء الو�ضع الأمني ​​املتدهور يف دارفور وحجم امل�شردين حديث ًا ب�سبب‬ ‫دولة قطر‪ ،‬الدولة الع�ضو يف املنظمة‪ ،‬من �أجل حتقيق الهدف اجلماعي املتمثل يف العنف هذا العام‪ .‬وحثوا على �إخ�ضاع جميع مرتكبي العنف للم�ساءلة وتقدميهم �إىل‬ ‫�إر�ساء دعائم ال�سالم يف دارفور‪ .‬و�أ�ضاف قائ ًال‪� :‬إن املنظمة تعترب ا�سرتاتيجية العدالة‪ .‬كما �أكدوا �أي�ض ًا �أنه ال يوجد حل ع�سكري لل�صراع‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ـ يوليو ‪2013‬‬


‫منظمة التعاون الإ�سالمي تعقد اجتماعها الأول ملجموعة االت�صال ب�ش�أن مايل‬

‫املنظمة تدعو �إىل نبذ ال�صور امل�سيئة للإ�سالم على �أيدي املتطرفني هناك‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫عقدت جمموعة االت�صال ب�ش�أن مايل‪ ،‬والتابعة ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬اجتماعها الأول يف مقر املنظمة بجدة يف‬ ‫‪ 13‬مايو ‪ ،2013‬وذلك تنفيذ ًا للقرار ال�صادر عن م�ؤمتر‬ ‫القمة الإ�سالمي يف دورته الثانية ع�شرة التي عقدت يف القاهرة‬ ‫يومي ‪ 6‬و‪ 7‬فرباير ‪.2013‬‬ ‫وتر�أ�س وزير ال�ش�ؤون اخلارجية والتعاون الدويل بجيبوتي‪،‬‬ ‫حممود علي يو�سف‪ .‬وا�ستعر�ض االجتماع الو�ضع يف مايل‬ ‫وا�ستك�شف ال�سبل والو�سائل الكفيلة ب�إعادة ال�سلم واال�ستقرار‬ ‫الدائمني �إىل هذا البلد‪.‬‬ ‫وا�ستمع االجتماع �إىل كل من الأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬الربوف�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى؛ ووزير خارجية بوركينا فا�سو‪،‬‬ ‫ال�سيد جربيل ب�سويل الذي هو �أي�ض ًا املبعوث اخلا�ص للأمني العام للمنظمة �إىل‬ ‫مايل وال�ساحل‪ .‬و�أطلع وزير اخلارجية والتعاون الدويل مبايل‪ ،‬ال�سيد تيمان هوبري‬ ‫كوليبايل‪ ،‬االجتماع على �آخر تطورات الو�ضع يف بلده‪.‬‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬خاطب االجتما َع وزي ُر خارجية م�صر‪ ،‬حممد كامل عمرو؛ ووزير‬ ‫خارجية تركيا‪� ،‬أحمد داود �أوغلى؛ ووزير خارجية �إيران‪ ،‬معايل الدكتور علي �أكرب‬ ‫�صاحلي‪ .‬كما ا�ستمع االجتماع �إىل مداخالت كل من وزير الدولة يف الإمارات العربية‬ ‫املتحدة‪ ،‬الدكتور �أنور حممد قرقا�ش‪ ،‬ووزير الدولة يف البحرين‪ ،‬معايل ال�سيد‬ ‫غامن ف�ضل �أبو العينني‪ ،‬و�إىل �أع�ضاء �آخرين من �أع�ضاء فريق االت�صال االثنني‬ ‫والع�شرين‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫املبعوث اخلا�ص للأمني العام للأمم املتحدة‪ ،‬ال�سيد‬ ‫كما خاطب االجتما َع‬ ‫رومانو برودي‪ ،‬الذي يزور املنطقة‪ .‬وقد �شدد امل�شاركون على �أن ح�ضور ال�سيد‬ ‫برودي يف هذا االجتماع �سيكون له دور كبري يف تعزيز التعاون بني الأمم املتحدة‬ ‫ومنظمة التعاون الإ�سالمي بخ�صو�ص م�س�ألة مايل‪.‬‬ ‫واتفق االجتماع يف بيانه اخلتامي على جملة من التو�صيات جاء �أبرزها �إعادة‬ ‫ت�أكيد موقف الدول الأع�ضاء من وحدة و�سالمة �أرا�ضي جمهورية مايل‪ ،‬و�سيادتها‪،‬‬ ‫منددا بالإرهاب واجلرمية املنظمة وتهريب املخدرات الذي ي�شهده هذا البلد‪،‬‬ ‫و�أعرب البيان كذلك عن قلقه لآثار ذلك على ا�ستقرار مايل ومنطقة ال�ساحل ب�شكل‬ ‫عام‪.‬‬ ‫وطالب البيان ب�ضرورة �سرعة بث الأمن يف مايل وتعزيز ب�سط ال�سلطة ل�سيادتها‬ ‫على كافة الأرا�ضي املالية‪ .‬وحث البيان جميع الدول الأع�ضاء على مد يد العون �إىل‬ ‫ال�سلطة االنتقالية يف مايل من �أجل ب�سط �سيادتها على كامل الأرا�ضي املالية‪ .‬كما‬ ‫حثّ الدول الأع�ضاء على تقدمي امل�ساعدات الإن�سانية ال�ضرورية من �أجل تخفيف‬ ‫معاناة مئات الآالف من املاليني الالجئني والنازحني‪.‬‬ ‫وطالب البيان اخلتامي الدول الأع�ضاء كذلك بتقدمي امل�ساعدات املالية للبالد‬ ‫من �أجل تعزيز عملية التنمية لديها مطالبا باتخاذ الإجراءات الكفيلة ب�إن�شاء‬ ‫�صندوق ل�صالح مايل وفقا ملقررات قمة القاهرة‪.‬‬ ‫وندد االجتماع بكل الأعمال التي تتناق�ض مع القيم الإ�سالمية وال�سالم‬ ‫والت�سامح واالعتدال يف مايل‪ .‬ودعا امل�ؤ�س�سات املن�ضوية حتت مظلة منظمة التعاون‬

‫�إح�سان �أوغلى ي�ؤكد اال�ستعداد للم�ساهمة يف اخلطة ال�شاملة لال�ستقرار يف ال�ساحل‬

‫الإ�سالمي �إىل البدء بحملة تنويرية يف مايل بالتن�سيق مع ال�سلطات املالية بغية ن�شر‬ ‫القيم الإ�سالمية ال�صحيحة ودح�ض ال�صورة ال�سلبية التي تروجها هذه الأعمال عن‬ ‫الإ�سالم والتي تتم من خالل املتطرفني يف هذا البلد‪.‬‬ ‫يف غ�ضون ذلك‪ ،‬قال �إح�سان �أوغلى يف كلمة �ألقاها يف افتتاح االجتماع �إن‬ ‫املنظمة م�ستعدة للم�ساهمة يف اخلطة ال�شاملة التي انبثقت عن االجتماع رفيع‬ ‫امل�ستوى الذي عقد يف الأمم املتحدة يف �سبتمرب املا�ضي ب�ش�أن مايل‪ .‬و�شدد الأمني‬ ‫العام على �أن �أهداف املرحلة االنتقالية يف مايل ميكن �أن تتحقق من خالل حوار‬ ‫وم�صاحلة داخلية �شاملة‪.‬‬ ‫بدوره قال وزير اخلارجية امل�صري‪ ،‬حممد كامل عمرو‪� ،‬إن بالده �أكدت �ضرورة‬ ‫التعامل مع الأزمة يف مايل من منظور �شامل يتناول عدة م�سارات‪� ،‬أبرزها امل�سار‬ ‫الفكري املرتبط بن�شر مبادئ الإ�سالم ال�صحيح‪ ،‬مو�ضح ًا �أن م�صر �سوف توا�صل‬ ‫هذا الإ�سهام يف هذا امل�سار من خالل دور الأزهر ال�شريف يف ن�شر تعاليم الدين‬ ‫ال�صحيح وت�أهيل و�إعداد الأئمة املاليني‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن م�صر �سوف ت�ساهم كذلك يف تعزيز امل�سار الأمني من خالل تعزيز‬ ‫التعاون بني دول املنطقة وبناء قدراتها يف جماالت �ضبط احلدود ومكافحة اجلرمية‬ ‫املنظمة‪ ،‬ف�ضال عن العمل يف امل�سار التنموي‪.‬‬ ‫توقيع االتفاق امل�ؤقت بني احلكومة املالية واجلماعات الطوارقية امل�سلحة‬ ‫رحب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى‪ ،‬بنجاح املفاو�ضات التي متت بو�ساطة اجلماعة االقت�صادية لدول غرب‬ ‫�إفريقيا (�إيكوا�س) بقيادة كل من فخامة الرئي�س بليز كامباوري‪ ،‬رئي�س بوركينا‬ ‫فا�سو‪ ،‬وفخامة ال�سيد كودالك �إبيل جوناتان‪ ،‬رئي�س جمهورية نيجرييا االحتادية‪،‬‬ ‫ما �أف�سح يوم ‪ 18‬يونيو ‪ 2013‬املجال لتوقيع �أطراف النـزاع يف مايل على اتفاق‬ ‫م�ؤقت يف واغادوغو‪.‬‬ ‫و�أ�شاد �إح�سان �أوغلى بجهود الو�ساطة الد�ؤوبة التي قامت بها املجموعة‬ ‫االقت�صادية لدول غرب �إفريقيا واملجتمع الدويل مل�ساعدة مايل على ا�ستعادة وحدة‬ ‫�أرا�ضيها و�سيادتها‪.‬‬ ‫ويف الأخري‪ ،‬نا�شد الأمني العام للمنظمة الأطراف املالية االلتزام بالتنفيذ‬ ‫الكامل لالتفاق امل�ؤقت‪ ،‬م�ؤكد ًا لهم �أن املنظمة �ست�ضطلع بالدور املناط بها على نحو‬ ‫فعال يف �إطار االتفاق على �إعادة �إحالل ال�سلم يف مايل‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫�ش�ؤون عاملية‬

‫ليبيا ت�شق طريقها ب�صعوبة لتحقيق الإ�صالح والدميقراطية‬ ‫طرابل�س ـ ليبيا (د ب ا)‪:‬‬ ‫من بعيد تبدو �أكيا�س القمامة املنتفخة واملكد�سة �أمام اجلدران اخلر�سانية‬ ‫املهدمة ملجمع العزيزية الذي كان مقر ًا لإقامة الزعيم الليبي ال�سابق العقيد معمر‬ ‫القذافـي حتى �صيف عام ‪ 2011‬مثل �شكائر الرمل التي تتخللها فتحات �ضيقة‬ ‫ت�صوب منها فوهات البنادق‪ .‬‬ ‫غري �أن العمليات القتالية انتهت يف العا�صمة الليبية طرابل�س بغ�ض النظر عن‬ ‫الهجمات الإرهابية املتقطعة والنـزاعات املحلية التي تتم ت�سويتها �أحيان ًا با�ستخدام‬ ‫الأ�سلحة النارية‪ .‬ويرتدد �أنه �ستتم �إزالة املجمع الذي كان يقيم فيه ديكتاتور ليبيا‬ ‫الراحل لإف�ساح املكان لإقامة حديقة ترفيهية‪.‬‬ ‫ومن ناحية �أخرى‪ ،‬ي�شعر ال�سكان املحليون بعدم الر�ضا �إزاء الق�صور يف �أداء‬ ‫جامعي القمامة الذين يرتاخون يف �إزالة �أكيا�س املخلفات‪.‬‬ ‫كما �أن �شرطة املرور ال حت�صل على درجات جيدة يف التقييم ال�شعبي للأداء‪،‬‬ ‫ففي منت�صف النهار من كل يوم تتدفق طوابري ال نهاية لها من ال�سيارات عرب الطرق‬ ‫املرتبة‪ .‬وعجزت احلكومة املركزية واملجال�س املحلية التي خلفتها الثورة الليبية عن‬ ‫حفظ النظام‪.‬‬ ‫وي�شغل كثري من �شباب الثوار الفراغ الناجت عن عودتهم للحياة املدنية بتعاطي‬ ‫املخدرات‪ .‬ومن احلوادث الالفتة للنظر التي وقعت م�ؤخر ًا قيام �أحد بارونات‬ ‫املخدرات باقتحام مفرتق طرق مركزية بدبابة خالل م�شاجرة مع ال�شرطة‪.‬‬ ‫‪ ‬ومل يتم الق�ضاء على الف�ساد املزمن الذي �شاع حتت حكم القذايف على الرغم‬ ‫من وفاته التي متت بطريقة عنيفة على �أيدي الثوار يف �أكتوبر ‪.2011‬‬ ‫ويف دي�سمرب ‪� ،2012‬أر�سلت احلكومة امل�ؤقتة يف طرابل�س ملجل�س مدينة‬ ‫بنغازي اعتمادات مالية طارئة تبلغ مئة مليون دينار ليبي (ما يوازي ‪ 79‬مليون‬ ‫دوالر) وهو مبلغ ال يتنا�سب مع هذه املدينة التي يبلغ عدد �سكانها ‪� 800‬ألف ن�سمة‪،‬‬ ‫والتي �أهملت �سلطات احلكومة املركزية البنية التحتية لها لعدة عقود‪.‬‬ ‫وما زالت امليل�شيات التي ت�شكلت �إبان الثورة ت�سيطر على خمت ِلف �أحياء بنغازي‪،‬‬ ‫وهي ال تتلقى الأوامر من �أي جهة مبا يف ذلك جمل�س املدينة واحلكومة امل�ؤقتة يف‬ ‫طرابل�س‪.‬‬ ‫وبدت هذه امليلي�شيات ظاهرة للعيان بدرجة �أكرث من املعتاد يف �شوارع بنغازي‬ ‫ثاين �أكرب مدينة يف ليبيا‪ ،‬ويركب رجالها رت ًال من ال�سيارات الريا�ضية ذات الدفع‬ ‫الرباعي تعلوها مدافع ر�شا�شة وهي متر يف الطريق امل�ؤدي �إىل املطار‪.‬‬ ‫وبعد حادث تفجري ال�سيارة امللغومة �أمام ال�سفارة الفرن�سية بطرابل�س يف‬ ‫‪� 23‬إبريل ‪ ،2013‬مما �أ�سفر عن �إ�صابة عدة �أ�شخا�ص مت و�ضع جميع الوحدات‬ ‫امل�سلحة يف ليبيا يف �أهبة اال�ستعداد �سواء اجلنود النظاميني �أو املقاتلني امل�ستقلني‪ .‬‬ ‫ومو�ضوع الأمن دائم ًا يف مقدمة قائمة الق�ضايا املدرجة على جدول الأعمال‬ ‫جمل�س الوزراء‪ .‬وقد تعر�ض مقر احلكومة نف�سه لهجوم من جانب جمموعات غا�ضبة‬ ‫وم�سلحة من الليبيني‪ .‬ولكن الوجه البا�سم ملدير مكتب على زيدان‪ ،‬رئي�س الوزراء‪ ،‬ال‬ ‫يبدو �أنه لرجل مت اختطافه لب�ضعة �أيام منذ فرتة ق�صرية‪.‬‬ ‫وتو�ضح �أمل جرياري رئي�سة املكتب الإعالمي لرئي�س الوزراء الليبي والتي تظهر‬ ‫بت�صفيفة �شعر ق�صرية وع�صرية �أن احلكومة احلالية هي “حكومة �أزمة”‪.‬‬ ‫وتوجهت جرياري �إىل بنغازي مرة واحدة ولب�ضع �ساعات فقط‪ ،‬وتقول عن هذه‬ ‫الزيارة‪“ :‬هبطت طائرتنا‪ ،‬وكنت �أوجه نظري يف كل مكان بحث ًا عن املطار”‪.‬‬ ‫وال يكاد يكون هناك مبنى للركاب يف مطار بنينا الدويل‪ ،‬الذي يقع خارج‬

‫‪14‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ـ يوليو ‪2013‬‬

‫مدينة بنغازي‪ ،‬وي�شبه املبنى غرفة انتظار يف حمطة قدمية للحافالت العامة ب�إحدى‬ ‫الدول الإفريقية‪ ،‬وهذه العبارة ال�صريحة التي ذكرتها جرياري ال تنم عن تقليل من‬ ‫�ش�أن املكان‪.‬‬ ‫و�شوهدت �أكوام من القمامة و�سط مدينة بنغازي‪ ،‬بل �إنها تزيد يف االرتفاع عن‬ ‫نظريتها يف طرابل�س‪ ،‬ودخل جامعو القمامة يف �إ�ضراب ملدة ثالثة �أيام يف م�سعى‬ ‫لل�ضغط لال�ستجابة ملطالبهم بح�صولهم على �أجورهم التي مل تُ�ص َرف لهم منذ‬ ‫�أ�سابيع‪.‬‬ ‫وميكن �أحيان ًا �سماع طلقات الر�صا�ص يف و�سط بنغازي‪ ،‬كما ميكن �أحيان ًا �سماع‬ ‫�أ�صوات �صرخات و�سيارات الإ�سعاف‪ ،‬وال يبدو �أن هذه الأ�صوات تزعج �أحد ًا‪.‬‬ ‫ويحذر جالل اجلالل املتحدث با�سم املجل�س الوطني االنتقايل التابع للثوار‬ ‫�أثناء الثورة من �أنه “�إذا مل تهد�أ بنغازي فلن تهد�أ ليبيا”‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من �أن املرحلة االنتقالية للتحول �إىل دولة دميقراطية تقوم على‬ ‫التعددية ت�سري بخطوات بطيئة �إال �أنه مت حتقيق قدر من التقدم على الأقل‪.‬‬ ‫ففي يوليو ‪ ،2012‬وبعد ت�أخري عدة �أ�سابيع‪ ،‬انتخب الليبيون برملان ًا م�ؤقتا‪ً،‬‬ ‫وهو “امل�ؤمتر الوطني العام”‪ ،‬وي�ضم �أعداد ًا مت�ساوية تقريب ًا من النواب الليرباليني‬ ‫واملحافظني الإ�سالميني الذين ينتمون للطبقة الو�سطى‪.‬‬ ‫ومل تنجح الأعداد القليلة من املر�شحني ال�سلفيني املت�شددين يف الفوز مبقاعد‬ ‫يف الربملان امل�ؤقت‪ .‬و�أوكل الربملان امل�ؤقت لعلي زيدان يف �أكتوبر ‪ 2012‬مهمة ت�شكيل‬ ‫احلكومة‪ .‬وبعد نحو �شهر‪ ،‬مار�ست �أول حكومة م�ؤقتة منتخبة مهامها‪ ،‬واخلطوة‬ ‫التالية كانت انتخاب جمعية د�ستورية‪ ‬من املحتمل �أن ت�ضم ‪ 90‬ع�ضو ًا موزعني على‬ ‫مناطق اجلنوب وال�شرق والغرب بليبيا‪ ،‬بحيث ميثل كل منطقة ‪ 30‬ع�ضو ًا‪.‬‬ ‫ومبجرد و�ضع الد�ستور و�إقراره عن طريق ا�ستفتاء عام يتم انتخاب برملان‬ ‫جديد‪ ،‬ويف ذلك احلني على �أق�صى تقدير يكون قد مت حل امل�شكلة املثرية للجدل‬ ‫التي تتمثل يف حتديد م�س�ؤويل احلكومة يف عهد القذافـي ( ‪)2011 1969-‬‬ ‫الذين �سيتم حرمانهم من العمل ال�سيا�سي م�ستقب ًال‪.‬‬ ‫ويتعني على احلكومة اجلديدة �أي�ض ًا �أن تقرر ما �إذا كان يف و�سع ليبيا �أن توا�صل‬ ‫�إنفاق �أكرث من ثلث موازنتها العامة التي ت�أتي �أ�سا�س ًا من �إيرادات النفط والغاز على‬ ‫الأجور واملعا�شات‪.‬‬


‫الأمني العام يبحث مع امل�س�ؤولني البو�سنيني‬ ‫ع�ضوية البو�سنة الكاملة يف منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫�سراييفو ـ البو�سنة والهر�سك‪:‬‬ ‫عقد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪،‬‬ ‫اجتماعات مثمرة يف �سراييفو مع �أع�ضاء جمل�س الرئا�سة ورئي�س وزراء ووزير‬ ‫خارجية البو�سنة والهر�سك‪ ،‬بحث خاللها التعاون الثنائي وم�س�ألة متتع البو�سنة‬ ‫والهر�سك ب�صفة الدولة كاملة الع�ضوية يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وخالل الزيارة الر�سمية للأمني العام والوفد املرافق له‪ ،‬التي ا�ستغرقت يومني‬ ‫واختتمت يوم ‪� 16‬إبريل ‪� ،2013‬أبدى كل من رئي�س جمل�س رئا�سة البو�سنة‬ ‫والهر�سك‪ ،‬ال�سيد‪ /‬نيبوي�سا رادمانوفيت�ش‪ ،‬وع�ضو جمل�س الرئا�سة البو�سنية‪،‬‬ ‫ال�سيد‪ /‬بكري عزت بيغوفيت�ش‪ ،‬ورئي�س جمل�س الوزراء‪ ،‬ال�سيد‪/‬فيكو�سالف‪ ،‬ووزير‬ ‫اخلارجية‪ ،‬ال�سيد‪ /‬زالتكو الجومدزيجا‪ ،‬رغبة كبرية يف تعزيز التعاون مع منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي و�إمكانية منح البو�سنة والهر�سك �صفة الدولة كاملة الع�ضوية‬ ‫يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ .‬كما �أعرب م�س�ؤولو البو�سنة عن تقديرهم للمنظمة‬ ‫و�أمينها العام على وجه اخل�صو�ص‪ ،‬لدعمهم املتوا�صل للبو�سنة والهر�سك خالل‬ ‫احلرب وبعدها‪ ،‬وعن �أملهم يف �إقامة عالقات �أكرث متانة مع املنظمة ودولها‬ ‫الأع�ضاء‪.‬‬ ‫و�أ�شار الأمني العام من جانبه �إىل مزايا التمتع بالع�ضوية الكاملة يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬علم ًا ب�أن البو�سنة والهر�سك ع�ضو مراقب يف املنظمة منذ عام‬ ‫‪ .1994‬و�أكد الأمني العام دعم املنظمة الكامل ل�سيادة البو�سنة و�سالمة �أرا�ضيها‪،‬‬ ‫و�أ�شاد باجلهود التي تبذلها احلكومة للحفاظ على الوحدة الوطنية‪ .‬و�أ�شار �إىل‬ ‫رغبته يف تعزيز �أن�شطة �صندوق املنظمة اخلا�ص بالبو�سنة والهر�سك الذي ي�ساعد‬ ‫الالجئني العائدين‪.‬‬ ‫كما التقى الأمني العام خالل زيارته �إىل �سراييفو برئي�س علماء (مفتي)‬ ‫املجتمع امل�سلم يف البو�سنة والهر�سك ال�سيد‪/‬ح�سني كافازوفيت�ش‪ ،‬لبحث التعاون مع‬ ‫املنظمة و�أجهزتها املعنية‪.‬‬ ‫كما �ألقى �إح�سان �أوغلى حما�ضرة يف جامعة �سراييفو تطرقت �إىل العالقة بني‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي والبو�سنة‪ ،‬وو�ضع الإ�سالم يف �أوروبا‪ ،‬وا�ست�شهد بالبو�سنة‬ ‫والهر�سك باعتبارها مثا ًال للتعاي�ش ال�سلمي بني الأديان‪ .‬كما جدد دعوته لعقد‬ ‫م�صاحلة تاريخية بني الإ�سالم وامل�سيحية‪ ،‬معرب ًا عن �أمله يف اتخاذ بع�ض املبادرات‬

‫�إح�سان �أوغلى مع رئي�س جمل�س الرئا�سة يف البو�سنة والهر�سك‪ ،‬رادمانوفيت�ش (�إىل الي�سار) وع�ضو جمل�س‬ ‫الرئا�سة البو�سني عزت بيغوفيت�ش (�إىل اليمني)‬

‫لتحقيق هذا الهدف مع تويل البابا اجلديد يف روما‪.‬‬ ‫ويف ختام زيارته‪ ،‬قام الأمني العام بجولة يف مكتبة غازي حريف باي‪ ،‬والتي‬ ‫ُت َع ّد موقع ًا تاريخي ًا منذ العهد العثماين مت هدمه �أثناء حرب البو�سنة ولكن �أعيد‬ ‫بنا�ؤه مبنحة من قطر‪ ،‬وا�سرتجعت كل حمتوياته‪ .‬واملكتبة جزء من جممع وقفي‬ ‫يتكون من م�سجد ومدر�سة بناه وايل �سراييفو غازي حريف باي عام ‪.1521‬‬ ‫والبو�سنة والهر�سك ع�ضو مراقب يف منظمة التعاون الإ�سالمي منذ عام‬ ‫‪ .1994‬و�أن�ش�أت املنظمة جمموعة ات�صال للبو�سنة والهر�سك جتتمع �سنوي ًا ملتابعة‬ ‫تنفيذ اتفاقية دايتون لل�سالم التي وقعت عام ‪ 1995‬والتي �أنهت حرب البو�سنة‪،‬‬ ‫ومتثل تركيا منظمة التعاون الإ�سالمي يف جمل�س تنفيذ ال�سالم‪ .‬كما �أن�ش�أت املنظمة‬ ‫�صندوق ًا خا�ص ًا مل�ساعدة الالجئني البو�سنة والهر�سك‪.‬‬ ‫و ُت َع ّد هذه رابع زيارة لإح�سان �أوغلى للبو�سنة والهر�سك منذ ت�سلمه مهامه‬ ‫ك�أمني عام يف ‪ ،2005‬وكان له دور م�شهود يف تقوية العالقات بني البو�سنة‬ ‫والهر�سك والعامل الإ�سالمي وتعزيز دعمه لها عندما كان مدير عام �إر�سيكا‪ .‬كما‬ ‫�أنه كان يدافع دائم ًا عن املبادرات القانونية وال�سيا�سية الرامية �إىل ت�صحيح ت�أثري‬ ‫�إبادة �سربرني�شا والتي يتم �إحياء ذكراها �سنوي ًا يف املنظمة بنا ًء على قرار جمل�س‬ ‫وزراء اخلارجية‪.‬‬

‫الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي يرحب‬ ‫بتعيني املبعوث اخلا�ص لكندا لدى املنظمة‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫�أعرب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬عن‬ ‫ترحيبه بتعيني ال�سفري عارف الالين ك�أول مبعوث خا�ص لكندا لدى منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬والذي �أعلن عنه م�ؤخر ًا وزير اخلارجية الكندي جون بريد‪.‬‬ ‫و�أ�شار الأمني العام �إىل �أن تعيني مبعوث خا�ص لكندا لدى املنظمة ُيـ َعـد دلي ًال‬ ‫�آخر على االهتمام املتزايد من جانب املجتمع الدويل بتوثيق احلوار والتعاون مع‬

‫املنظمة‪ ،‬كما �أعرب عن ا�ستعداد الأمانة العامة للمنظمة للعمل ب�شكل وثيق مع‬ ‫ال�سفري الالين يف �إطار مهمته اجلديدة‪.‬‬ ‫وبهذا التعيني‪� ،‬أ�صبحت كندا الدولة اخلام�سة غري الع�ضو يف املنظمة التي‬ ‫تقوم بتعيني مبعوث خا�ص لها �إىل املنظمة‪ .‬وكانت الواليات املتحدة �أول دولة غري‬ ‫ع�ضو باملنظمة تعني مبعوث ًا خا�ص ًا لها �إىل املنظمة تلتها اململكة املتحدة و�أ�سرتاليا‬ ‫وفرن�سا‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫�ش�ؤون عاملية‬

‫الأمم املتحدة‪� :‬أكرث من ‪ 1000‬قتيل يف العراق يف مايو ‪2013‬‬

‫منظمة التعاون الإ�سالمي حتث احلكومة العراقية والزعماء الدينيني على موا�صلة احلوار‬ ‫بغداد ـ العراق‪:‬‬ ‫�أعلنت الأمم املتحدة �أن �أكرث من �ألف عراقي ُق ِتلوا‪ ،‬يف حني �أُ�صيب �أكرث من‬ ‫�ألفني �آخرين يف اندالع �أعمال العنف يف �أنحاء العراق يف �شهر مايو‪ ،‬وهو �أكرب عدد‬ ‫من القتلى يف �شهر واحد يف العراق منذ عام ‪.2008‬‬ ‫وكانت بعثة الأمم املتحدة مل�ساعدة العراق قد �أعلنت يف الأول من يونيو ‪2013‬‬ ‫مقتل �ألف وخم�سة و�أربعني عراقي ًا يف مايو وفق ًا لتقديراتها‪ ،‬من بينهم اثنان‬ ‫وثمانون من قوات الأمن العراقية‪ ،‬يف حني كان اجلزء الأكرب من الإ�صابات امل�سجلة‬ ‫يف �صفوف املدنيني‪.‬‬ ‫وكانت العا�صمة بغداد هي الأكرث ت�ضرر ًا من �أعمال العنف‪ ،‬حيث ا�س ُتخدِ مت يف‬ ‫العمليات املتفجرات حملية ال�صنع وال�سيارات املفخخة والتفجريات االنتحارية التي‬ ‫�أودت بحياة الغالبية العظمى من الوفيات‪ ،‬وال �سيما �أن الهجمات الإرهابية مل تفرق‬ ‫بني الأحياء ال�شيعية وال�سنية‪.‬‬ ‫و ُيعـتـ َبـر عدد الوفيات الذي �أعلنت عنه بعثة الأمم املتحدة مل�ساعدة العراق‬ ‫ل�شهر مايو �أعلى بكثري من عدد �ضحايا �شهر �إبريل املا�ضي البالغ ‪ ،712‬وو�صف‬ ‫حينها بالقيا�سي منذ اندالع العنف الطائفي يف البالد يف عامي ‪ 2006‬و‪.2007‬‬ ‫ويعزز ت�صاعد عدد القتلى من خماوف �أن تتحول اال�ضطرابات الطائفية يف البالد‬ ‫�إىل حرب �أهلية‪.‬‬ ‫ويقول بع�ض املحللني �إن الت�صعيد الأخري يف �أعمال العنف نتج عن حملة القمع‬ ‫التي جرت يف ‪� 23‬إبريل ‪ 2013‬للمحتجني ال�سنة يف بلدة احلويجة يف ال�شمال على‬ ‫�أيدي قوات الأمن يف احلكومة التي يهيمن عليها ال�شيعة‪.‬‬ ‫ووقع �أكرث من ن�صف القتلى يف منطقة بغداد الكربى‪ ،‬وكانت ال�سيارات املفخخة‬ ‫واملتفجرات الأخرى م�س�ؤولة عن اجلزء الأكرب من اخل�سائر يف جميع �أنحاء البالد‪.‬‬ ‫وتعتقد ال�سلطات العراقية �أن الفرع املحلي لتنظيم القاعدة واجلماعات‬ ‫امل�سلحة الأخرى املدعومة من ال�سنة هي امل�س�ؤولة عن �أغلب �أعمال العنف‪ ،‬غري �أن‬

‫جتمع ملواطنني عراقيني �إثر هجوم بقنبلة خارج م�سجد �سني يف مدينة بعقوبة‪،‬‬ ‫�شمال �شرقي بغداد‪ 17 ،‬مايو ‪( 2013‬وكالة �إي بي ايه)‬

‫�سل�سلة الهجمات على م�ساجد ال�سنة التي خلفت �أكرث من ‪ 100‬قتيل يف مايو زادت‬ ‫من املخاوف من �أن امليلي�شيات ال�شيعية تقف هي الأخرى وراء بع�ض �أعمال العنف‪.‬‬ ‫و�شهد العراق �أكرث �أعمال العنف الدموية يف عامي ‪ 2006‬و‪ 2007‬عندما‬ ‫كانت البالد على �شفا حرب �أهلية‪ ،‬وكان امل�سلحون يجوبون �شوارع بغداد‪ ،‬وبلغ عدد‬ ‫القتلى يف ذروة العنف الطائفي بني ال�شيعة وال�سنة �أكرث من ‪ 3.000‬كل �شهر‪.‬‬ ‫وكانت الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي قد �أعربت مرار ًا عن �إدانتها‬ ‫ال�شديدة لال�ستخدام املفرط للقوة من قبل �أفراد اجلي�ش وال�شرطة �ضد املدنيني‬ ‫العراقيني العزل خالل املظاهرات ال�سلمية و�إدانتها للهجمات الإرهابية امل�ستمرة‪.‬‬ ‫وجددت الأمانة العامة دعوتها امللحة للحكومة العراقية وبقية الأحزاب‬ ‫ال�سيا�سية يف العراق ملتابعة �سبل احلوار والو�سائل ال�سلمية واال�ستجابة ملطالب‬ ‫املتظاهرين من �أجل �ضمان ال�سالم والأمن واحلفاظ على وحدة ال�شعب العراقي‪.‬‬ ‫كما دعت الأمانة العامة للمنظمة جميع ال�شخ�صيات الدينية وال�سلطات‬ ‫العراقية ملوا�صلة �أداء دورها البـ ّنـاء يف نطاق تطبيق وثيقة مكة لتعزيز امل�صاحلة‬ ‫بني جميع �أطياف ال�شعب العراقي‪.‬‬

‫‪ 55‬يف املئة من الالجئني من الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‬

‫عدد النازحني الأعلى على مدى عقدين‬

‫جنيف ـ �سوي�سرا‪:‬‬ ‫�أُجرب �شخ�ص كل ‪ 4.1‬ثانية على مغادرة منـزله يف عام ‪ ،2012‬وهو ما رفع‬ ‫عدد النازحني ق�سر ًا �إىل ‪ 45.2‬مليون‪ ،‬وهو الأعلى على مدى عقدين‪ .‬و�أظهرت‬ ‫الأرقام التي �أعلن عنها مفو�ض الأمم املتحدة ال�سامي ل�ش�ؤون الالجئني �أن ‪1.1‬‬ ‫مليون �شخ�ص فروا عرب احلدود الدولية يف عام ‪ ،2012‬بينما بلغ عدد النازحني‬ ‫داخلي ًا ‪ 6.5‬مليون �شخ�ص‪.‬‬ ‫وقد �أ�صدر مكتب املفو�ضية العليا لالجئني يف ‪ 20‬يونيو ‪ ،2013‬مبنا�سبة‬ ‫اليوم العاملي لالجئني‪ ،‬تقرير االجتاهات العاملية‪ ،‬الذي �أظهر �أنه يف نهاية عام‬ ‫‪ 2011‬بلغ عدد النازحني ‪ 42.5‬مليون‪ .‬و�أ�شار التقرير �إىل ال�صراع يف �سوريا‬ ‫باعتباره عام ًال رئي�سي ًا الرتفاع عمليات النـزوح‪ ،‬و�أن ما يقرب من ن�صف الالجئني‬ ‫دون �سن ‪ 18‬عام ًا‪.‬‬ ‫و�شدد الأمني العام للأمم املتحدة‪ ،‬بان كي مون‪� ،‬أن هذه الأرقام تعطينا “جمرد‬ ‫ملحة عن هذه امل�أ�ساة الإن�سانية الهائلة”‪ ،‬م�ستطرد ًا القول �إن “�إيجاد حلول دائمة‬ ‫‪16‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ـ يوليو ‪2013‬‬

‫للنازحني يتطلب املزيد من الت�ضامن وتقا�سم الأعباء من جانب املجتمع الدويل”‪.‬‬ ‫جدير بالذكر �أن الدول النامية ت�ست�ضيف حالي ًا ‪ 81‬يف املئة من الالجئني يف‬ ‫العامل الذين ي�أتي �أكرث من ن�صفهم (‪ 55‬يف املئة) من خم�سة فقط من البلدان‬ ‫املت�ضررة من احلرب‪� :‬أفغان�ستان وال�صومال والعراق و�سوريا وال�سودان؛ وال يزال‬ ‫�أكرب عدد من الالجئني من �أفغان�ستان‪ ،‬وال تزال باك�ستان �أكرث الدولة ا�ست�ضافة‬ ‫لالجئني يف العامل يف عام ‪.2012‬‬ ‫كما لفت املفو�ض ال�سامي ل�ش�ؤون الالجئني‪� ،‬أنطونيو غوتريي�س‪ ،‬االنتباه �إىل‬ ‫و�ضع الأ�سر يف �سوريا‪ ،‬حيث نزح نحو ‪ 1.6‬مليون �شخ�ص منذ بد�أت الأزمة منذ‬ ‫�أكرث من عامني‪.‬‬ ‫وقال غوتريي�س �إنه يخ�شى “�أن يكون م�صري �سوريا التدمري الذاتي‪ ،‬لأنها تفرغ‬ ‫نف�سها من �شعبها” معرب ًا عن قلقه “�أنه يف غياب قرار �سيا�سي وا�ضح فقد تتطور‬ ‫هذه احلرب الأهلية �إىل �صراع �إقليمي”‪.‬‬


‫الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫وزيارته التاريخية لكو�سوفا‬

‫حممود عبد القادر الأرونا�ؤوط‬ ‫(مدير مركز ال�شيخ عبد القادر الأرونا�ؤوط للثقافة‪ ،‬حما�ضر يف‬ ‫كلية الدرا�سات الإ�سالمية‪ ،‬بر�شتينا‪ -‬كو�سوفا)‬ ‫و�صل معايل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪� ،‬إىل بر�شتينا عا�صمة كو�سوفا �صباح يوم اخلمي�س الثاين من‬ ‫مايو ‪ 2013‬على ر�أ�س وفد من املنظمة �ضم يف ع�ضويته �سعادة الدكتور خالد‬ ‫�إرن املدير العام ملركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإ�سالمية (�إر�سيكا)‬ ‫با�سطنبول الذي يتبع املنظمة وبع�ض الإداريني والفنيني العاملني فيها‪ ،‬وذلك يف‬ ‫زيارة ر�سمية ملدة يومني‪ .‬وقد ا�ستُق ِبل ال�ضيف الكبري �أح�سن ا�ستقبال منذ حلظة‬ ‫و�صوله �إىل مطار �آدم ي�شاري‪ ،‬وهو اال�سم الر�سمي ملطار بر�شتينا‪ ،‬و�إىل حلظة‬ ‫مغادرته‪.‬‬ ‫وعم الفرح بقدومه �أو�ساط‬ ‫وقد �أحدثت هذه الزيارة بهجة �شعبية ور�سمية‪ّ ،‬‬ ‫النخبة الر�سمية والعلمية والثقافية والدينية‪ ،‬تقدير ًا منهم ملواقفه املعلنة بدعم‬ ‫ا�ستقالل كو�سوفا من حلظة �إعالنه يف يوم ‪ 17‬فرباير ‪ 2008‬وحتى الآن‪ .‬و ُو�ضع‬ ‫للزيارة برنامج حافل مل ي�سبق �أن جرى لغريه من ال�شخ�صيات الر�سمية والدولية‬ ‫التي زارت كو�سوفا منذ �إعالن ا�ستقاللها �إ ّال يف ما ندر‪ ،‬وكان برنامج زيارته‬ ‫حاف ًال فا�ستـُقبل يف اليوم الأول لزيارته من قبل رئي�سة اجلمهورية بحفاوة‪ ،‬والتي‬ ‫منحته �أعلى و�سام يف كو�سوفا �أثناء ا�ستقبالها �إياه‪.‬‬ ‫ورحب به رئي�س الوزراء �أح�سن الرتحيب ورافقه يف زيارته ملبنى الربملان‬ ‫ّ‬ ‫الذي عقد جل�سة خا�صة للرتحيب به ا�ستُهلت بكلمة معـ ّبـرة من رئي�سه‪ ،‬ثم مت‬ ‫اال�ستماع من قبل من ح�ضر اجلل�سة من �أع�ضاء الربملان ومن ال�ضيوف املدعوين‬ ‫لكلمة مهمة لل�ضيف الكبري‪ .‬وقد �شدد الربوفي�سور �إح�سان �أوغلى يف كلمته على‬ ‫�سعيه ال�شخ�صي العرتاف جميع الدول الإ�سالمية التي متثل الهيئة العامة ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي با�ستقالل كو�سوفا كي ي�سهم ذلك �أح�سن الإ�سهام يف اكت�ساب‬ ‫كو�سوفا ع�ضوية هيئة الأُمم املتحدة واالحتاد الأُوروبي ومنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫تباع ًا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وا�ستُقبل ال�ضيف الكبري ا�ستقباال حافال من قبل ف�ضيلة املفتي العام لكو�سوفا‬ ‫ورئي�س امل�شيخة الإ�سالمية فيها‪ ،‬وح�ضر اللقا َء جم ٌع غفري من ال�شيوخ والإداريني‬ ‫يف امل�شيخة الإ�سالمية ورئي�س الهيئة التدري�سية يف كلية الدرا�سات الإ�سالمية‬ ‫وبع�ض �أع�ضائها‪ ،‬وبع�ض ال�صحفيني العاملني يف جمالة (ديتوريا �إ�سالمه ‪/‬‬ ‫املعرفة الإ�سالمية) التي ت�صدر عن امل�شيخة الإ�سالمية بكو�سوفا‪ ،‬وكانت زيارة‬ ‫ال�ضيف الكبري لف�ضيلة املفتي العام لكو�سوفا فر�صة ق ّيـمة الطالعه على بع�ض‬ ‫املج�سمات التي قدمتها بع�ض املكاتب الهند�سية يف كو�سوفا وخارجها لبناء امل�سجد‬ ‫ّ‬ ‫الكبري فيها‪ ،‬الذي و�ضع احلجر الأ�سا�سي لبنائه يف نهاية العام املا�ضي (‪)2012‬‬ ‫و�إ�سهامه باختيار النموذج الأ�صلح منها‪ ،‬وقد رافق معايل �إح�سان �أوغلى يف زيارته‬ ‫لبناء امل�شيخة الإ�سالمية بكو�سوفا �سعادة الدكتور خالد �إرن‪ ،‬وح�ضر معه �أي�ض ًا‬ ‫�سعادة الدكتور رجب بويا �سفري كو�سوفا يف اململكة العربية ال�سعودية‪ .‬وقدم‬ ‫ف�ضيلة املفتي العام لكو�سوفا �شهادة تقدير لل�ضيف الكبري‪ ،‬ون�سخة من “فهر�ست‬ ‫املخطوطات العربية يف مكتبة امل�شيخة الإ�سالمية بكو�سوفا”‪ .‬وقد عبرّ الربوفي�سور‬ ‫�إح�سان �أوغلى عن �شكره وامتنانه لف�ضيلة املفتي العام و�صحبه‪ ،‬ثم ال ُت ِقطت بع�ض‬ ‫ال�صور التذكارية مع ال�ضيف الكبري قبل مغادرته مبنى امل�شيخة الإ�سالمية‪.‬‬ ‫ويف اليوم الثاين لزيارة معايل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫ ‬

‫لكو�سوفا‪ ،‬زار مدينة بريزرين‪ ،‬التي تُـ َعـ ّد حتفة معمارية عثمانية ب�شوارعها‬ ‫وم�ساجدها وحماماتها وج�سورها وقلعتها ال�شهرية‪ ،‬وا�ستُق ِبل فيها �أح�سن‬ ‫اال�ستقبال من قبل حمافظ املدينة الذي قدَّم له �شهادة املواطن ال�شريف‬ ‫للمدينة‪ ،‬يف ما ُي َعد �أرفع ما ميكن �أن ُي َقدَّم لزائر هذه املدينة التاريخية على‬ ‫ال�صعيد الر�سمي‪ .‬كما التقى الربوفي�سور �إح�سان �أوغلى بجمهرة من الوجهاء‬ ‫وال�شيوخ‪ ،‬و�أدى والوفد املرافق له �صالة اجلمعة يف امل�سجد الواقع يف منطقة‬ ‫ال�شادروان من املدينة‪ ،‬وهي ت�ضم �أهم الأ�سواق فيها‪ .‬ومن اجلدير ذكره �أن‬ ‫ن�سبة كبرية من �سكان مدينة بريزرين يتحدثون اللغة الرتكية ويقيمون �أوثق‬ ‫ال�صالت العلمية والثقافية والتجارية مع تركيا‪ ،‬حتى �إن بع�ض النا�س يف كو�سوفا‬ ‫يطلقون على مدينة بريزرين ا�سم “ا�سطنبول ال�صغرى”‪.‬‬ ‫وهكذا انتهت الزيارة التاريخية للأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫لكو�سوفا ك�أح�سن ما تتم به عادة زيارات ال�شخ�صيات الر�سمية الكبرية لهذه‬ ‫الدولة البلقانية حديثة اال�ستقالل‪ ،‬والأمل كبري لدى الأو�ساط الر�سمية وال�شعبية‬ ‫ُ�سجل ملعايل الربوفي�سور‬ ‫بكو�سوفا يف �أن ت�سفر هذه الزيارة عن نتائج مهمة ت َّ‬ ‫�إح�سان �أوغلى وتقرتن بذكر �شخ�صه الكرمي على م ّر الأيام‪.‬‬

‫�إح�سان �أوغلى يلقي خطابه �أمام برملان كو�سوفو‬

‫منظر ملدينة بريزرين‬

‫الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي يتلقى �شهادة املواطنة الفخرية ومفتاح مدينة بريزرين‬ ‫‪19‬‬


‫�ش�ؤون عاملية‬

‫الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي ي�ؤكد دعمه الثابت لكو�سوفو‬ ‫بر�شتينا ـ كو�سوفو‪:‬‬ ‫و�صل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪� ،‬إىل بر�شتينا عا�صمة كو�سوفو يوم ‪ 1‬مايو ‪2013‬‬ ‫يف زيارة ر�سمية ملدة ثالثة �أيام‪ .‬وقد التقى �أثناء زيارته برئي�س‬ ‫الوزراء‪ ،‬ها�شم تات�شي‪ ،‬ووزير اخلارجية‪� ،‬إنفر هوك�سهاج‪ ،‬وناق�ش‬ ‫معهما ال�سبل الكفيلة بتعزيز العالقات الثنائية بني املنظمة‬ ‫وكو�سوفو وح�شد الدعم العرتاف املجتمع الدويل بكو�سوفو‪،‬‬ ‫وال�سيما الدول الأع�ضاء يف املنظمة التي اعرتفت ‪ 32‬دولة منها‬ ‫حتى الآن بكو�سوفو‪ ،‬كانت �أخراها باك�ستان وغويانا‪.‬‬ ‫كما هن�أ �إح�سان �أوغلى ك ًال من رئي�س الوزراء ووزير‬ ‫اخلارجية على االتفاق التاريخي الذي ُو ِّقع مع �صربيا بتي�سري من‬ ‫االحتاد الأوروبي باعتباره خطوة هامة يف اجتاه �إحالل ال�سلم يف‬ ‫املنطقة‪ ،‬و�أعرب عن تطلعه �إىل تنفيذ هذا االتفاق‪ .‬وقد مت توقيع‬ ‫االتفاقية يوم ‪ 19‬ابريل ‪ 2013‬بربوك�سل من قبل رئي�س وزراء‬ ‫�صربيا ايفي�شا دا�شيك ورئي�س وزراء كو�سوفو ها�شم تات�شي‪ ،‬والتي‬ ‫متنح بع�ض احلكم الذاتي داخل الإطار القانوين لكو�سوفو لنحو ‪� 40‬ألف �صربي يف‬ ‫�شمال كو�سوفو‪ ،‬والذين ي�صرون على عدم االعرتاف ب�إعالن ا�ستقالل كو�سوفو من‬ ‫�صربيا عام ‪.2008‬‬ ‫وقد �أ�شار وزير اخلارجية هوك�سهاج �إىل �أنه منذ ا�ستقالل كو�سوفو متتعت‬ ‫البالد باال�ستقرار ال�سيا�سي وبن�سبة منو اقت�صادي ناهزت ‪ 5‬يف املئة‪� ،‬إ�ضافة �إىل‬ ‫بناء م�ؤ�س�سات الدولة وجمتمع متعدد االثنيات متجان�س‪ ،‬كما بد�أت عملية حوار مع‬ ‫�صربيا والتي تُوجت بتوقيع �أول اتفاقية يف التاريخ بني الألبان وال�صرب‪.‬‬ ‫ويف م�ؤمتر �صحفي م�شرتك للأمني العام ورئي�س الوزراء‪� ،‬أكد �إح�سان �أوغلى‬ ‫دعم املنظمة لكو�سوفو‪ ،‬حيث �إن املنظمة ت�شكل �أكرب جمموعة ت�صويت يف الأمم‬ ‫املتحدة‪ ،‬بينما قال رئي�س الوزراء �إنه �سيتم احرتام تنفيذ االتفاقية بالكامل‪ ،‬و�إنه‬ ‫�سيتم اتخاذ خطوات فعلية‪.‬‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬قلدت رئي�سة كو�سوفو‪ ،‬فخامة ال�سيدة عاطفة يحيى �آغا‪ ،‬الأمني‬ ‫العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬يوم ‪ 1‬مايو‬ ‫‪ 2013‬بو�سام الدولة “�إبراهيم روغوفا”‪ ،‬اعرتاف ًا مبا يقدمه من دعم لكو�سوفو‪.‬‬ ‫وخالل احلفل الذي �أقيم بالق�صر اجلمهوري‪ ،‬قدمت رئي�سة كو�سوفو‪ ،‬ال�سيدة يحيى‬ ‫�آغا‪ ،‬الو�سام لل�سيد �إح�سان �أوغلى و�أعربت عن تقدير بلدها للدعم امل�ستمر الذي‬ ‫يقدمه الأمني العام لك�سب االعرتاف بكو�سوفو‪.‬‬ ‫و�أعرب الأمني العام من جانبه عن امتنانه البالغ ملا حظي به من �شرف بهذا‬ ‫الأمني العام ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي مع‬ ‫رئي�س وزراء كو�سوفو‬ ‫تات�شي‬

‫‪18‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ـ يوليو ‪2013‬‬

‫تو�شيح �إح�سان �أوغلى بو�سام "�إبراهيم روغوفا " من قبل الرئي�سة عطيفة‬

‫الو�سام‪ ،‬و�أكد جمدد ًا التزامه بالق�ضية العادلة ل�شعب كو�سوفو‪.‬‬ ‫وقبل �أن يلقي كلمة �أمام اجلمعية العمومية لكو�سوفو‪ ،‬التقى الأمني العام‬ ‫برئي�س اجلمعية الوطنية‪ ،‬ال�سيد يعقوب كران�سيكي‪ ،‬وعرب له جمدد ًا عن رغبته �أن‬ ‫يرى كو�سوفو جزء ًا من املنظمة ومندجمة يف العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وقال �إح�سان �أوغلى يف معر�ض خطابه الذي �ألقاه �أمام اجلمعية العمومية‬ ‫لكو�سوفو يف العا�صمة بري�شتينا يوم ‪ 2‬مايو ‪� ،2013‬إن زيارته هذه تعك�س مدى‬ ‫التزام املنظمة والتزامه ال�شخ�صي بدعم وتعزيز العالقات الثنائية بني كو�سوفو‬ ‫ومنظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وا�ستذكر الأمني العام اللحظة التي �أعقبت الإعالن التاريخي عن ا�ستقالل‬ ‫كو�سوفو يوم ‪ 17‬فرباير ‪� ،2008‬إبان انعقاد الدورة احلادية ع�شرة مل�ؤمتر القمة‬ ‫الإ�سالمي يف دكار بال�سنغال‪ ،‬وكذا جهوده ال�شخ�صية لك�سب اعرتاف الدول الأع�ضاء‬ ‫بكو�سوفو خالل القمة ويف املرحلة التي تلتها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومنذ �إعالن ا�ستقالل كو�سوفو‪� ،‬أقامت املنظمة حوارا �سيا�سيا وثيقا مع حكومة‬ ‫هذا البلد على الأ�صعدة كافة‪ .‬وقد دعت العديد من القرارات ال�صادرة عن املنظمة‬ ‫على م�ستوى قادة الدول واحلكومات ووزراء اخلارجية‪ ،‬مبا يف ذلك الدورة الأخرية‬ ‫مل�ؤمتر القمة الإ�سالمي يف القاهرة‪ ،‬الدول الأع�ضاء يف املنظمة �إىل النظر يف‬ ‫االعرتاف بكو�سوفو‪ ،‬وذلك ا�ستناد ًا �إىل حقها احلر وال�سيادي وممار�ساتها الوطنية‪.‬‬ ‫وتعهد الأمني العام مبوا�صلة جهوده يف حث الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬والتي مل‬ ‫تعرتف بعد بكو�سوفو‪ ،‬على �أن تبادر �إىل ذلك‪ .‬وتعترب اثنتان وثالثون دولة (‪)32‬‬ ‫من جمموع نحو ‪ 100‬دولة من الدول الأع�ضاء يف الأمم املتحدة التي اعرتفت‬ ‫بكو�سوفو حتى الآن دو ًال �أع�ضاء يف املنظمة‪.‬‬ ‫كما دعا �إح�سان �أوغلى كو�سوفو �إىل االن�ضمام �إىل املنظمة كع�ضو كامل‬ ‫الع�ضوية حال تبوئها مكانتها الالئقة بها يف الأمم املتحدة‪ .‬و�أخري ًا‪ ،‬عرب الأمني‬ ‫العام عن دعمه لعملية احلوار بني كو�سوفو و�صربيا حتت �إ�شراف االحتاد الأوروبي‪،‬‬ ‫وهن�أ الطرفني على هذه االتفاقية التاريخية‪.‬‬ ‫وت�ضمن برنامج الأمني العام زيارات �إىل مركز اجلالية امل�سلمة يف كو�سوفو‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل كل من بريكاز ومرتوفي�شا وديكان وبريزرين‪ ،‬حيث منح “جائزة املواطن‬ ‫ال�شريف” من قبل بلدية بريزرين‪.‬‬


‫�إح�سان �أوغلى يف منتدى �أمريكا والعامل الإ�سالمي العا�شر‪ :‬حان الوقت ليمار�س �أوباما‬ ‫القيادة امل�صممة لتح�سني العالقات مع العامل الإ�سالمي‬ ‫الدوحة ـ قطر‪:‬‬ ‫�شدد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى‪ ،‬على �أن الواليات املتحدة ال تزال �شريك ًا حيوي ًا للمنظمة‪،‬‬ ‫ويجب �أن توا�صل القيام بدور ن�شط باعتبارها القوة الرائدة يف‬ ‫العامل‪ ،‬داعي ًا الرئي�س باراك �أوباما �إىل ممار�سة "القيادة امل�صممة"‬ ‫لتحقيق دعوته لتح�سني العالقات مع العامل الإ�سالمي‪ .‬و�أ�شار �إح�سان‬ ‫�أوغلى �إىل �أن التاريخ احلديث يذ ّكرنا ب�أن ترك امل�شاكل دون حل ال‬ ‫ي�ساعد على احلفاظ على ال�سالم والأمن يف العامل‪ ،‬وفل�سطني مثال‬ ‫حي على ذلك‪.‬‬ ‫جاء هذا يف كلمة الأمني العام يف افتتاح منتدى �أمريكا والعامل‬ ‫الإ�سالمي العا�شر يف العا�صمة القطرية الدوحة يوم ‪ 9‬يونيو‬ ‫‪ 2013‬حتت �شعار "عقد من احلوار"‪ .‬وقال �إن الق�ضية الفل�سطينية تظل يف‬ ‫ُ�صلب االهتمامات الأكرث �إحلاح ًا ملنظمة التعاون الإ�سالمي واملجتمع الدويل‪ .‬ويف‬ ‫�إ�شارة �إىل كلمة �أوباما ال�شهرية يف القاهرة يف يونيو ‪ 2009‬وكلمته �أمام اجلمعية‬ ‫العامة للأمم املتحدة يف عام ‪ 2010‬قال �أن الرئي�س �أوباما رفع م�ستوى توقعات‬ ‫العامل الإ�سالمي كله لإقامة الدولة الفل�سطينية التي طال انتظارها‪ .‬و�أكد �إح�سان‬ ‫�أوغلى �أن اعرتاف اجلمعية العامة م�ؤخر ًا بفل�سطني كدولة مراقب غري ع�ضو ي�شكل‬ ‫فر�صة منا�سبة وحا�سمة لإعطاء زخم جديد لعملية ال�سالم التي و�صلت �إىل طريق‬ ‫م�سدود‪.‬‬ ‫واختُتم امل�ؤمتر الذي ا�ستمر ملدة ثالثة �أيام‪ ،‬ونظمه م�شروع بروكينغز لعالقات‬ ‫الواليات املتحدة مع العامل الإ�سالمي وقطر يوم ‪ 11‬يونيو ‪ ،2013‬وا�ست�ضاف‬ ‫�إىل جانب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الرئي�س الأفغاين حامد كرزاي‬ ‫‪ ،‬نائب رئي�س جمل�س الوزراء ووزير الدولة ل�ش�ؤون جمل�س الوزراء �أحمد بن عبد‬ ‫اهلل املحمود‪� ،‬سفري الواليات املتحدة ال�سابق لدى الأمم املتحدة توما�س بيكرينج‪،‬‬ ‫ووزير التعاون الدويل والتنمية امل�صري عمرو دراج‪ ،‬ونائب وزير الدبلوما�سية العامة‬ ‫وال�ش�ؤون العامة �سون�شاين تارا و�آخرين‪.‬‬ ‫وقد مثلت فكرة املنتدى هذا العام بعنوان "عقد من احلوار" التزامه امل�ستمر‬ ‫بالعمل على حت�سني العالقات بني الواليات املتحدة واملجتمعات امل�سلمة يف جميع‬ ‫�أنحاء العامل‪ ،‬حيث ركز على ال�صراعات يف �أفغان�ستان و�سوريا والتغيري ال�سيا�سي يف‬ ‫باك�ستان وعدد من الدول العربية‪ ،‬ف�ض ًال عن احلاجة �إىل فر�صة اقت�صادية �أكرب يف‬ ‫الدميقراطيات النا�شئة يف العامل‪.‬‬ ‫و�صرح مارتن �إنديك‪ ،‬نائب الرئي�س ومدير ال�سيا�سة اخلارجية يف بروكينغز‪،‬‬ ‫قائ ًال‪" :‬ي�أتي املنتدى ال�سنوي العا�شر يف وقت متر فيه عدة دول مبرحلة انتقالية‬ ‫و�صراع‪ .‬ون�أمل �أن ن�سهم من خالل حوار �صريح و�صادق يف تعزيز الأمن واال�ستقرار‬ ‫لهذه البلدان وال�شعوب التي تواجه خطر ًا كبري ًا يف الوقت الراهن"‪.‬‬ ‫كما قال الأمني العام يف كلمته �إن املنظمة باعتبارها ثاين �أكرب منظمة حكومية‬ ‫دولية يف العامل تلتزم بالتعاون مع الواليات املتحدة واملجتمع الدويل لتعزيز وتوطيد‬ ‫ال�سالم العاملي واال�ستقرار والوئام والأمن والتنمية م�شري ًا �إىل �أنه منذ ا�ضطالعه‬ ‫مبهام من�صبه يف عام ‪ 2005‬عمل بجد لتطوير �شراكات قوية مع الواليات املتحدة‬

‫�أ�سفرت عن تعيني �أول مبعوث �أمريكي خا�ص �إىل املنظمة يف عام ‪ 2008‬وزيارة‬ ‫وزيرة اخلارجية الأمريكية ال�سابقة هيالري كلينتون �إىل مقر املنظمة يف عام‬ ‫‪ 2010‬ولقائه مع الرئي�س الأمريكي يف العام التايل ك�أول �أمني عام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي ُيدعى �إىل البيت الأبي�ض‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إح�سان �أوغلى �إىل �أن هناك العديد من الأمثلة الناجحة للتعاون بني‬ ‫املنظمة والواليات املتحدة ترمز لها اجلهود امل�شرتكة للق�ضاء على �شلل الأطفال‪،‬‬ ‫وتعزيز �صحة الأمومة‪ ،‬وت�شجيع ريادة الأعمال لدى ال�شباب‪ ،‬وتطوير فر�ص �أكرب‬ ‫للمر�أة يف التعليم والعلوم‪ ،‬ف�ض ًال عن اجلهود املبذولة ملواجهة التطرف الراديكايل‬ ‫والق�ضايا الأمنية الدولية الأخرى‪ .‬غري �أن �أهم مثال للتعاون بني الطرفني يتمثل‬ ‫يف االعتماد التوافقي ملجل�س حقوق الإن�سان التابع للأمم املتحدة للقرار ‪18/16‬‬ ‫ب�ش�أن مكافحة التع�صب الديني و�إطالق الأمني العام بامل�شاركة مع وزيرة اخلارجية‬ ‫كلينتون م�سار ا�سطنبول لتنفيذ هذا القرار التوافقي يف يوليو ‪.2011‬‬ ‫واختتم املنتدى العا�شر للواليات املتحدة والعامل الإ�سالمي �أعماله ب�إعالن‬ ‫جمموعة من التو�صيات تدعو �إىل تعزيز حرية التعبري وحرية الدين والتغري‬ ‫االجتماعي والوقاية من االنهيار االقت�صادي‪.‬‬ ‫كما دعا املنتدى �إىل الت�سامح الديني‪ ،‬و�شجع احلكومات على �إجراء �إ�صالحات‬ ‫على نحو يت�سم بال�شفافية و�إ�شراك اجلمهور يف اتخاذ القرارات بهدف حتقيق‬ ‫التنمية والعدالة و�إقامة اقت�صاد قوي وحماربة الف�ساد و�إ�شراك املر�أة يف الأن�شطة‬ ‫االقت�صادية على املدى املتو�سط‪.‬‬ ‫كما �شملت التو�صيات احلاجة �إىل تقدمي املزيد من امل�ساعدة �إىل البلدان التي‬ ‫متر بفرتة انتقالية من خالل زيادة التن�سيق وال�شراكات وتبادل املعرفة واخلربات‪.‬‬ ‫كما �أو�صى املنتدى ب�سن القوانني والأعراف الثقافية واعتماد املناهج التي‬ ‫ت�شجع م�شاركة املر�أة يف ال�ش�ؤون ال�سيا�سية والأن�شطة االقت�صادية لإحداث التغري‬ ‫االقت�صادي املن�شود وفق ًا ملا ينا�سب كل بلد‪.‬‬ ‫و�شدد املنتدى على �أهمية العمل على �إيجاد م�صالح م�شرتكة يف هذا العامل‬ ‫املتغري با�ستمرار وتعزيز التن�سيق الديني والدبلوما�سي لدعم ال�سالم واال�ستقرار‬ ‫وقيم حقوق الإن�سان داعي ًا �إىل دعم عملية ال�سالم يف ال�شرق الأو�سط لتحقيق مبد�أ‬ ‫الدولتني‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫�ش�ؤون عاملية‬

‫امل�ؤمتر الوزاري الثالث لعملية ا�سطنبول حول �أفغان�ستان‬ ‫اعتماد خطط تنفيذ لتدابري بناء الثقة ال�ستة‬

‫�أملا�آتا ـ كازاخ�ستان‪:‬‬ ‫ا�ست�ضافت �أملا�آتا‪ ،‬عا�صمة كازاخ�ستان‪ ،‬امل�ؤمتر الوزاري الثالث لعملية ا�سطنبول‬ ‫حول �أفغان�ستان بح�ضور �أكرث من ‪ 50‬وفد ًا برئا�سة وزراء خارجية الدول امل�شاركة‬ ‫والأطراف املعنية الأخرى‪ .‬وقد افتتح الرئي�س الكازاخ�ستاين نور �سلطان نزارباييف‬ ‫امل�ؤمتر الذي تر�أ�سه وزير خارجية كازاخ�ستان �إرالن �إدري�سوف ووزير اخلارجية‬ ‫الأفغاين زملاي ر�سول‪ .‬وقد اعتمد امل�ؤمتر خطط تنفيذ لتدابري بناء الثقة ال�ست‬ ‫لتعزيز جهود دول املنطقة يف �إطار تقوية الثقة والأمن والتعاون املرتكز على النتائج‬ ‫يف �أفغان�ستان‪ ،‬و�أعاد ت�أكيد التزامه بتو�سيع التعاون القائم على مبادئ ال�صداقة‬ ‫واالحرتام واملنفعة املتبادلة‪.‬‬ ‫و�أكد الرئي�س نزارباييف يف كلمته االفتتاحية �أهمية التعاون الإقليمي‪ ،‬و�أ�شار‬ ‫�إىل م�ساهمة كازاخ�ستان ودورها امل�ستمر يف خطط املجتمع الدويل ب�ش�أن �أفغان�ستان‪،‬‬ ‫م�شري ًا �إىل �أن كازاخ�ستان تقدم امل�ساعدة ال�سيا�سية واالقت�صادية والإن�سانية‬ ‫لأفغان�ستان منذ ت�سعينيات القرن املا�ضي‪.‬‬ ‫وقد ح�ضر امل�ؤمت َر الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل‬ ‫الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬وعقد على هام�ش امل�ؤمتر لقاءات ثنائية مع وزيري خارجية‬ ‫�إيران و�أفغان�ستان‪ ،‬وكذلك مع املمثل الأمريكي اخلا�ص لأفغان�ستان وباك�ستان‪،‬‬ ‫ملناق�شة الق�ضايا ذات االهتمام امل�شرتك‪.‬‬ ‫وقد �شدد �إح�سان �أوغلى مرة �أخرى يف كلمته �أمام امل�ؤمتر على احلاجة �إىل‬ ‫التعاون الإقليمي باعتباره و�سيلة يف غاية الأهمية من �أجل حتقيق ال�سالم والأمن‬ ‫والتنمية يف �أفغان�ستان‪ ،‬م�ضيف ًا �أن ا�ستقرار �أفغان�ستان ي�صب يف م�صلحة املنطقة‬ ‫ب�أكملها‪ ،‬و»لذلك ينبغي اتباع نهج �إقليمي يركز على ا�ستك�شاف الفر�ص وامل�صالح‬ ‫امل�شرتكة لبناء م�ستقبل م�شرتك يف املنطقة»‪.‬‬ ‫وذكر �إح�سان �أوغلى �أن منظمة التعاون الإ�سالمي ت�ؤيد اعتماد خطة التنفيذ‬ ‫ب�ش�أن التدابري ال�ستة لبناء الثقة‪ ،‬معرب ًا عن ا�ستعدادها للم�شاركة يف جميع تدابري‬ ‫‪20‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ـ يوليو ‪2013‬‬

‫بناء الثقة‪ ،‬وال �سيما ما يتعلق منها بالبنية التحتية والتجارة وفر�ص اال�ستثمار‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إىل خطة عمل املنظمة للتعاون مع �آ�سيا الو�سطى‪ ،‬التي تت�ضمن �أي�ضاً‬ ‫م�شاركة �أفغان�ستان‪ ،‬التي اعتمدها م�ؤمتر وزراء اخلارجية يف يونيو ‪ 2011‬يف‬ ‫�أ�ستانا بكازاخ�ستان حددت طرائق التعاون يف املجاالت ال�سيا�سية واالقت�صادية‬ ‫واالجتماعية والثقافية والعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬مبا يف ذلك‪ ،‬من بني �أمور �أخرى‪،‬‬ ‫تعزيز ال�سالم والأمن والبنية التحتية وتنمية ر�أ�س املال الب�شري والتجارة واال�ستثمار‬ ‫والبيئة وتنمية امل�شاريع ال�صغرية واملتو�سطة‪ .‬ويف ظل املوافقة على م�شاريع خمتلفة‪،‬‬ ‫بد�أ تنفيذ اخلطة فع ًال‪ ،‬وهناك جهود ت َ‬ ‫ُبذل لت�سريع عملية التنفيذ‪ .‬وبذلك ميكن‬ ‫ا�ستخدام خطة املنظمة كو�سيلة هامة للتعاون الإقليمي لت�سهيل تنفيذ تدابري بناء‬ ‫الثقة كذلك‪ ،‬وال �سيما يف �ضوء ا�ستعداد املنظمة للعمل يف �إطار ت�ضافر اجلهود يف‬ ‫هذا ال�صدد‪.‬‬ ‫واختتم الأمني العام كلمته ب�إعادة ت�أكيد املنظمة التزامها مبوا�صلة م�شاركتها‬ ‫يف عملية ا�سطنبول وتقدمي الدعم املتوا�صل يف تنفيذ عملية تدابري بناء الثقة‪ .‬و�أكد‬ ‫�إح�سان �أوغلى �أن املنظمة ملتزمة بال�سالم وامل�صاحلة و�إعادة الإعمار والتنمية يف‬ ‫�أفغان�ستان التي تُعتبرَ بلد ًا ثري ًا يف املوارد الب�شرية والطبيعية‪� ،‬إ�ضافة �إىل موقعها‬ ‫اال�سرتاتيجي ومكانتها التاريخية يف «قلب �آ�سيا»‪ ،‬عالوة على تعزيز الأمن والتعاون‬ ‫يف املنطقة‪.‬‬ ‫واعتمد امل�شاركون يف امل�ؤمتر �إعالن ًا �شدد على الدعم امل�ستمر لأفغان�ستان‪ ،‬و�أكد‬ ‫جمدد ًا عزمهم على بناء مزيد من الثقة والتعاون داخل املنطقة‪ .‬كما اعتمدوا خطط‬ ‫عمل حمددة لكل من احلزم ال�ست لتدابري بناء الثقة اخلا�صة بعملية ا�سطنبول‪ .‬وقد‬ ‫�أتاح هذا احلدث الفر�صة لدول املنطقة لتن�سيق توجهاتها جتاه �أفغان�ستان‪ ،‬وحتديد‬ ‫تدابري ملمو�سة للتعاون يف جماالت التعليم والتنمية االقت�صادية‪ ،‬ومكافحة الإرهاب‬ ‫ومكافحة تهريب املخدرات والإغاثة من الكوارث الطبيعية‪.‬‬


‫الثامنة وال�ستني‪.‬‬ ‫ودعا االجتماع الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي �إىل تكثيف م�ساعيها‬ ‫مع حكومة ميامنار لفتح مكتب املنظمة لل�ش�ؤون الإن�سانية يف يانغون تفعي ًال ملذكرة‬ ‫التفاهم التي وقعتها احلكومة مع املنظمة يف �سبتمرب ‪ ،2012‬مع ت�أكيد اال�ستعداد‬ ‫لتقدمي الدعم املادي والإن�ساين الالزم لتح�سني الأو�ضاع املعي�شية لأبناء قومية‬ ‫الروهينغيا‪� ،‬سواء داخل الإقليم �أو يف مع�سكرات النازحني‪.‬‬ ‫كما دعا االجتماع حكومة ميامنار �إىل اال�ستجابة ال�سريعة لطلب املنظمة ترتيب‬ ‫زيارة لوفد فريق االت�صال املعني بالروهينغيا على امل�ستوى الوزاري لوالية راخني‬ ‫وغريها من املناطق الأخرى التي يقطنها امل�سلمون يف ميامنار‪ ،‬والتعجيل بزيارة‬ ‫الأمني العام �إىل ميامنار‪ .‬كذلك دعا االجتماع حكومة ميامنار والقادة ال�سيا�سيني‬

‫وكبار رجال الدين لتعزيز احلوار بني املجتمعات وامل�صاحلة يف �إقليم راخني من �أجل‬ ‫و�ضع حد لال�ضطهاد املمنهج والتمييز والعدوان �ضد م�سلمي الروهينغيا و�إدراك‬ ‫�ضرورة تعزيز م�شاركة جميع اجلماعات يف التنمية االجتماعية واالقت�صادية يف‬ ‫�إقليم راخني من �أجل تعاي�شهم ال�سلمي‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى‪ ،‬طالب االجتماع بتنفيذ مقرتح اجلمهورية الرتكية‪ ،‬بو�صفها‬ ‫�أحد رعاة حتالف احل�ضارات‪ ،‬والقا�ضي با�ست�ضافة اجتماع بني الأطراف املعنية‬ ‫حلل الق�ضايا العالقة بني املجتمعات البوذية واملجتمعات امل�سلمة من خالل احلوار‪،‬‬ ‫مقرتح ًا �أن تقوم املنظمة برتتيب لقاء حوار بني املثقفني البوذيني وامل�سلمني وكبار‬ ‫رجال الدين وقادة الر�أي بغية تعزيز احلوار بني الأديان‪.‬‬

‫احتاد �أراكان روهينغيا يعتمد ميثاقه‬ ‫ملعاناته‪.‬‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫وكان احتاد �أراكان روهينغيا قد ت�أ�س�س مب�ساعدة منظمة التعاون الإ�سالمي يف‬ ‫ا�ست�ضافت منظمة التعاون الإ�سالمي االجتماع الثاين الحتاد �أراكان روهينغيا‬ ‫(‪ )ARU‬يومي ‪ 7‬و‪ 8‬يوليو ‪ 2013‬يف جدة‪ ،‬الذي اعتمد فيه �أع�ضاء االحتاد مايو ‪ 2011‬لتوحيد �شعب الروهينغيا يف ال�شتات‪ .‬وقدم املدير العام للدورة الأوىل‬ ‫لهذا االحتاد‪ ،‬الدكتور وقار الدين‪ ،‬تقرير ًا عن �إجنازاته خالل الفرتة املا�ضية‪.‬‬ ‫ميثاقه وانتخبوا رئي�س ًا لهم‪.‬‬ ‫ودعا الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬يف و�أُعيد انتخاب الدكتور وقار الدين كمدير عام ملدة �ست �سنوات‪ .‬كما ناق�ش االجتماع‬ ‫كلمته �إىل االجتماع‪ ،‬حكومة ميامنار �إىل وقف جميع �أ�شكال التمييز �ضد امل�سلمني ا�سرتاتيجية االحتاد وخطة عمله يف الدورة املقبلة‪ ،‬وانتخب احلا�ضرون جمل�س‬ ‫من خالل منع املتطرفني من التحري�ض �ضد �أي فئة من فئات املجتمع‪ .‬وقال �إن تن�سيق �إقليمي ًا لفرتة عامني‪� ،‬إ�ضافة �إىل جمل�س ا�ست�شاري ملدة خم�سة �أعوام‪.‬‬ ‫ويف �سياق مت�صل‪� ،‬أفاد ال�سيد �آدم كوغل‪ ،‬ممثل م�ؤ�س�سة هيومان رايت�س ووت�ش‪،‬‬ ‫ذلك ي�شمل �أي�ض ًا قانون عام ‪ 2005‬التمييزي الذي يفر�ض �سيا�سة �إجناب “طفلني‬ ‫ً‬ ‫فقط” على جميع الأ�سر الروهينغية امل�سلمة يف بوثيدونغ وموانغداو يف والية �أراكان‪ ،‬يف ت�صريح ملجلة املنظمة على هام�ش االجتماع‪ ،‬ب�أن هناك �شحا يف املعلومات يف كثري‬ ‫من �أنحاء العامل حول و�ضع الروهينغيا واجلرائم التي تُر َت َكب بحقهم والتي ت�شمل‪،‬‬ ‫وهو انتهاك لكل املعايري الدولية حلقوق الإن�سان ‪.‬‬ ‫و�أ�شار الأمني العام يف كلمته‪ ،‬التي �ألقاها نيابة عنه مدير �إدارة الأقليات ال�سيد‪ /‬وفق ًا ملا ذكرته امل�ؤ�س�سة ذاتها‪ ،‬التطهري العرقي واجلرائم �ضد الإن�سانية‪ .‬لذلك‪،‬‬ ‫طالل داعو�س‪� ،‬إىل �أن العنف الذي ارت ُِكب بحق م�سلمي الروهينغا يف يونيو ‪ 2012‬يعتقد كوغل �أن االحتاد الوليد ميكن �أن ي�ساهم يف زيادة الوعي الدويل بالق�ضية‬ ‫وبحق امل�سلمني يف مناطق �أخرى بعد ذلك نتج عنه �أعمال قتل وتدمري للممتلكات وت�سليط ال�ضوء عليها‪ .‬و�أ�ضاف �أن “من �ش�أن ذلك �أن يفيد يف ممار�سة ال�ضغط على‬ ‫ونزوح ع�شرات الآالف من الالجئني وامل�شردين داخلي ًا‪ .‬و�شدد الأمني العام على احلكومة البورمية لو�ضع حد للم�شكلة”‪.‬‬ ‫و�أ�شار كوغل �إىل الدور الكبري الذي ميكن ملنظمة التعاون الإ�سالمي �أن ت�ؤديه‬ ‫“�ضرورة وقف هذا العنف‪ ،‬و�أن م�س�ؤولية معاجلة الأ�سباب اجلذرية لهذه الق�ضية‪،‬‬ ‫من خالل و�ضع هذه الق�ضية على �أجندة املحافل الدولية‪ ،‬مثل جمل�س حقوق الإن�سان‬ ‫وحماية �أرواح كل �شعب ميامنار وممتلكاته تقع على عاتق ال�سلطات هناك”‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�أ�شار �إح�سان �أوغلى �إىل �أن احتاد �أراكان روهينغيا حقق يف العامني املا�ضيني التابع للأمم املتحدة واجلمعية العامة للأمم املتحدة‪ ،‬و�أ�ضاف قائال‪“ :‬ن�أمل �أن‬ ‫تقدم ًا ال ب�أ�س به بالنظر �إىل كرثة التحديات و�شح موارده‪ .‬و�أ�ضاف �أن االحتاد تطرح منظمة التعاون الإ�سالمي قرار ًا حول الروهينغيا يف االجتماع املقبل للجمعية‬ ‫ي�ضطلع بدور حيوي كممثل �شرعي ل�شعب الروهينغيا يف جميع �أنحاء العامل‪ ،‬يدافع العامة للأمم املتحدة‪ ،‬و�سوف تدعمه هيومان رايت�س ووت�ش”‪.‬‬ ‫و�شدد كوغل على �أن االن�شغال امللح الآن يتمثل يف ال�سماح بو�صول امل�ساعدات‬ ‫عن ق�ضيته‪ ،‬وي�سعى لتح�سني �أو�ضاعه يف ميامنار وخارجها‪ ،‬و�إيجاد حل دائم‬ ‫الإن�سانية‪ ،‬لأن و�ضع‬ ‫بقايا ممتلكات للم�سلمني �أتلفها متطرفون بوذيون‬ ‫الروهينغيا هناك حرج‪.‬‬ ‫(�صورة التقطها ماتيو رين�س من منظمة هيومان رايت�س ووت�ش)‬ ‫كما دعا الدول التي‬ ‫تقيم عالقات ودية مع‬ ‫احلكومة البورمية‪ ،‬وكذلك‬ ‫املنظمات الدولية‪� ،‬إىل �أن‬ ‫تبني للحكومة البورمية‬ ‫�أن االنتهاكات تُرت َكب على‬ ‫مر�أى منها‪ ،‬و�أنها ملزمة‬ ‫بوقفها‪ ،‬و�إ ّال فهي متواطئة‬ ‫فيها‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫�ش�ؤون عاملية‬

‫دعوات لإر�سال جلنة حتقيق م�ستقلة �إىل ميامنار للتحقيق يف انتهاكات حقوق الإن�سان‬ ‫اجتماع فريق ات�صال منظمة التعاون الإ�سالمي املعني مب�سلمي الروهينغيا يدين انت�شار‬ ‫العنف يف ميامنار وا�ستمرار جتاهل القانون الدويل‬ ‫جدة ـ اململكة العربية‬ ‫ال�سعودية‪:‬‬ ‫بناء على دعوة من‬ ‫الأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪� ،‬أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬عقد فريق‬ ‫ات�صال املنظمة املعني ب�أقلية‬ ‫الروهينغيا امل�سلمة اجتماعه‬ ‫على امل�ستوى الوزاري‪ ،‬يوم‬ ‫الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي لدى افتتاحه‬ ‫‪� 14‬إبريل ‪ ،2013‬يف‬ ‫اجتماع فريق االت�صال املعني ب�أقلية م�سلمي الروهينغيا‬ ‫مقر املنظمة بجدة ملناق�شة‬ ‫الو�ضع احلرج للم�سلمني يف‬ ‫�أكرث من ‪ 29000‬الجئ من الروهينغيا يف خميمني وما يقرب من ‪� 500‬ألف غري‬ ‫ميامنار‪ .‬وبعد جولة من املناق�شات‪� ،‬شدد فريق االت�صال على �ضرورة احرتام حقوق م�سجلني داخل �أرا�ضي بنغالدي�ش‪ ،‬وهو ما يخلق م�شكلة اقت�صادية وبيئية وقانونية‬ ‫الإن�سان واملعايري العاملية املعرتف بها وف ًقا للمبادئ املن�صو�ص عليها يف الإعالن كبرية‪ .‬وبالرغم من �أن هناك بع�ض املنظمات غري احلكومية الأجنبية العاملة‬ ‫العاملي حلقوق الإن�سان‪ .‬ويف �إطار مبادئ و�أهداف ميثاق املنظمة وقراراتها ب�ش�أن هناك‪ ،‬ف�إن بنغالدي�ش تتحمل معظم العبء يف جمال تقدمي امل�ساعدة‪ ،‬م�شرية �إىل‬ ‫الأقليات واملجتمعات الإ�سالمية‪� ،‬أدان االجتماع انت�شار العنف يف ميامنار وا�ستمرار �أن بنغالدي�ش هي البلد ذات الكثافة ال�سكانية الأكرث يف العامل‪ ،‬وال ميكنها �أن ت�ستمر‬ ‫جتاهل القانون الدويل وما يرتتب على هذا من �آثار �ضارة على ال�صعيد الإقليمي يف حتمل هذا العبء مبفردها‪.‬‬ ‫وعلى ال�سالم واال�ستقرار والأمن العاملي‪.‬‬ ‫وبعد املناق�شات واملداوالت‪� ،‬أ�صدر فريق االت�صال بيانه اخلتامي الذي جدد فيه‬ ‫و�أ�شار الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف كلمته التي �ألقاها يف افتتاح مطالبته احلازمة والثابتة بالوقف الفوري للأعمال املنافية للقانون التي ترتكب يف‬ ‫االجتماع �إىل احلاجة امللحة للعمل رغم عدم وجود ا�ستجابة ملبادرات املنظمة حق الروهنجيا وغريهم من امل�سلمني يف ميامنار‪ .‬كما دعا البيان �سلطات ميامنار‬ ‫من قبل حكومة ميامنار حتى الآن‪ .‬وحث �إح�سان �أوغلى على تفعيل االت�صاالت مع �إىل �ضمان كف املتطرفني عن ا�ستخدام القوة والعنف‪ ،‬ودعا القادة ال�سيا�سيني وكبار‬ ‫املجتمع الدويل لتنفيذ تو�صيات قمة مكة املكرمة‪ ،‬واقرتح الطلب من الدول الأع�ضاء رجال الدين يف البالد �إىل تغليب احللول ال�سلمية من خالل احلوار الذي يحقق‬ ‫يف فريق االت�صال التي لديها بعثات دبلوما�سية يف ميامنار با�ستخدام م�ساعيها الوحدة الوطنية‪ .‬ودعا كذلك حكومة ميامنار �إىل ف�سح املجال �أمام امل�ساعدات‬ ‫احلميدة لتحقيق تقدم يف هذا ال�صدد‪ .‬كما �شدد على �أن املنظمة م�ستعدة لتن�سيق الإن�سانية ل�ضحايا العنف يف والية راخني ويف غريها من املناطق يف ميامنار‪.‬‬ ‫املواقف من �أجل توفري الدعم الالزم لتح�سني �أو�ضاع امل�سلمني يف ميامنار من �أجل‬ ‫و�أ�شاد فريق االت�صال يف بيانه اخلتامي بامل�ساعدات الإن�سانية واملالية التي‬ ‫ا�ستعادة جميع حقوقهم امل�شروعة والعودة �إىل �أرا�ضيهم‪.‬‬ ‫قدمتها العديد من الدول الأع�ضاء �إىل جمتمع الروهنيجا امل�سلم‪ ،‬مثل جمهورية‬ ‫وقال وزير خارجية م�صر‪ ،‬حممد كامل عمرو‪ ،‬يف مداخلته �إن على الدول �إندوني�سيا وماليزيا واململكة العربية ال�سعودية واجلمهورية الرتكية والإمارات‬ ‫الأع�ضاء �أن تر�سل ر�سالة وا�ضحة �إىل حكومة ميامنار ب�أن املجتمع الدويل يراقب ما العربية املتحدة وغريها‪ ،‬كما �أ�شاد باملبادرة التي �أعلنتها اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫يحدث يف هذا البلد‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أن البلدان امل�ست�ضيفة لالجئي الروهينغيا يجب �أن خالل القمة الإ�سالمية اال�ستثنائية الرابعة التي ُعقدت يف مكة املكرمة‪ ،‬بتربع خادم‬ ‫تنفذ حملة �إعالمية لرفع م�ستوى الوعي مبحنتهم وحتديات ا�ست�ضافتهم‪.‬‬ ‫احلرمني ال�شريفني‪ ،‬امللك عبد اهلل بن عبد العزيز �آل �سعود مببلغ ‪ 50‬مليون دوالر‬ ‫وقد حثت ديبو موين‪ ،‬وزيرة خارجية بنغالدي�ش‪� ،‬أحد �أكرث البلدان املجاورة �أمريكي ل�صالح �أقلية الروهينغيا يف ميامنار‪ .‬كما ي�شيد االجتماع بتربع اململكة‬ ‫ت�ضرر ًا من جراء فرار الروهينغيا من اال�ضطهاد يف ميامنار‪ ،‬على �ضرورة �إن�شاء العربية ال�سعودية مببلغ مليون و‪� 900‬ألف دوالر �أمريكي لبناء وحدات �سكنية‬ ‫بيئة مواتية للحوار بني البوذيني وامل�سلمني يف ميامنار‪ ،‬واحلاجة �إىل �إعداد ال�ستيعاب ما يقرب من ‪� 75‬ألف ًا من النازحني الروهينغيا‪ ،‬وذلك عرب ال�صندوق‬ ‫امل�ساعدات الإن�سانية ملو�سم الرياح املو�سمية‪ .‬وقالت يف ت�صريح ملجلة املنظمة �إن ال�سعودي للتنمية واملفو�ضية ال�سامية للأمم املتحدة ل�ش�ؤون الالجئني‪.‬‬ ‫بنغالدي�ش تقدّر املبادرات التي اتخذتها املنظمة مل�ساعدة الروهينغيا‪ ،‬لأنها م�شكلة‬ ‫و�أو�صى الفريق الدول الأع�ضاء يف املنظمة ب�أن تتخذ التدابري الالزمة لتبني‬ ‫رئي�سية يف املنطقة‪ ،‬لكنها �شددت على �أن احلل يكمن يف ميامنار‪ ،‬حيث قالت‪�« :‬إذا جمل�س حقوق الإن�سان التابع للأمم املتحدة قرار ًا لإدانة الفظائع امل�ستمرة وحمل‬ ‫�أعطي الروهينغيا حقوقهم يف املواطنة والفر�ص االقت�صادية والأمن يف حياة كرمية حكومة ميامنار على اال�ضطالع مب�س�ؤولياتها جتاه مواطنيها امل�سلمني‪ ،‬والتعجيل‬ ‫يف وطنهم �ست َُح ّل م�شكلتهم دون ت�أخري»‪.‬‬ ‫ب�إيفاد جلنة م�ستقلة لتق�صي احلقائق �إىل ميامنار للتحقيق يف جميع انتهاكات‬ ‫�أما يف ما يتعلق باالنتقادات التي ُو ِّج َهت �إىل بنغالدي�ش ب�أنها ال تقوم مبا يكفي حقوق الإن�سان والتحقق من الوقائع التي تثبت حدوث هذه االنتهاكات بغية م�ساءلة‬ ‫للروهينغيا‪ ،‬فقالت موين �إن من ينتقدون ال يعرفون احلقائق على �أر�ض الواقع‪ ،‬مرتكبيها و�ضمان عدم �إفالتهم من العقاب‪ .‬كما �أو�صى الفريق الدول الأع�ضاء يف‬ ‫و�أ�شارت �إىل �أن هناك هجرة جماعية من ميامنار �إىل بنغالدي�ش التي تتحمل هذا املنظمة با�ستك�شاف جميع ال�سبل املمكنة من خالل العمل مع الأمم املتحدة‪ ،‬مبا يف‬ ‫العبء لأكرث من ‪� 30‬سنة دون تقا�سم الأعباء من جانب املجتمع الدويل‪ .‬وهناك ذلك تقدمي قرار خا�ص ب�ش�أن ميامنار �إىل اجلمعية العامة للأمم املتحدة يف دورتها‬ ‫‪22‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ـ يوليو ‪2013‬‬


‫�أول زيارة لأمني عام املنظمة �إىل الدول الأع�ضاء يف �أمريكا اجلنوبية‬ ‫الأمني العام يناق�ش العالقات الثنائية يف �سورينام‬ ‫باراماريبو ـ �سورينام‬ ‫و�شحت �سورينام الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى‪ ،‬بو�سام "ال�شريط‬ ‫الأعظم يف النظام الفخري‬ ‫للنجمة ال�صفراء"‪ ،‬وهو‬ ‫�أرفع و�سام �شرف مدين يف‬ ‫�سورينام‪.‬‬ ‫وكان �إح�سان �أوغلى‬ ‫يقوم بزيارة ر�سمية �إىل‬ ‫�سورينام ملدة يومني‪ ،‬وتُـ َعـد‬ ‫�أول زيارة من نوعها يقوم‬ ‫بها �أمني عام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي �إىل هذا البلد‪.‬‬ ‫وو�صل الأمني العام‬ ‫يوم ‪ 27‬مايو ‪،2013‬‬ ‫�إىل باراماريبو‪ ،‬عا�صمة‬ ‫�سورينام‪ ،‬حيث كان يف‬ ‫ا�ستقباله يف املطار وزير‬ ‫تو�شيح �إح�سان �أوغلى بو�سام "النجمة ال�صفراء"‬ ‫اخلارجية‪ ،‬ال�سيد ون�ستون‬ ‫جي الكني‪.‬‬ ‫و�أجرى الأمني العام لقاءات‪ ،‬وتبادل وجهات النظر مع كل من وزير اخلارجية‬ ‫ووزير املالية وحمافظ البنك املركزي و�أع�ضاء الربملان وممثلي القطاع اخلا�ص‬ ‫و�أع�ضاء املجل�س امل�شرتك بني الديانات يف �سورينام‪ .‬وخالل تلك اللقاءات‪ ،‬متت‪،‬‬ ‫وعلى نحو م�ستفي�ض‪ ،‬مناق�شة موا�ضيع تتعلق بالعالقات الثنائية بني املنظمة‬ ‫و�سورينام وكذا الق�ضايا املرتبطة بالتعاون املتبادل‪ ،‬وال �سيما منها الق�ضايا‬ ‫االقت�صادية واملالية لدعم التنمية االقت�صادية واالجتماعية يف �سورينام‪.‬‬ ‫وقد و�شح رئي�س �سورينام بالإنابة‪ ،‬معايل ال�سيد روبرت‪ .‬ل‪� .‬أمريايل‪ ،‬الأمني‬ ‫العام بهذا الو�سام يوم ‪ 27‬مايو ‪ ،2013‬خالل اليوم الأول من الزيارة‪ ،‬وذلك نيابة‬ ‫عن فخامة الرئي�س‪ ،‬ديزير ديالنو بوتري�سي‪ ،‬الذي كان يوجد خارج البالد‪ ،‬وذلك‬ ‫عرفان ًا ب�إ�سهاماته الفائقة وغري امل�سبوقة يف عملية الإ�صالح املكثفة التي طر�أت على‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي والتي طال انتظارها‪ .‬وقد عدد الرئي�س بالإنابة‪ ،‬خالل‬ ‫مرا�سم التو�شيح‪ ،‬جميع الإ�صالحات امل�ستنرية والهيكلية التي مت �إجنازها بقيادة‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ .‬ويعترب هذا التو�شيح كذلك عرفان ًا بجهوده يف تفعيل وتعزيز العالقة‬ ‫بني املنظمة و�سورينام‪ .‬و�أعرب الأمني العام‪ ،‬من جهته‪ ،‬عن امتنانه لهذا الت�شريف‬ ‫الذي حظي به‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أنه قد �أخذ على عاتقه م�س�ألة �إحياء وتن�شيط العالقات‬ ‫اخلاملة بني املنظمة وبني عدد من دولها الأع�ضاء والتي كانت �سورينام واحدة منها‪،‬‬ ‫كهدف من الأهداف الرئي�سية التي ي�سعى �إىل حتقيقها‪ ،‬و�أن هذا الت�شريف الذي‬ ‫حظي به اليوم �إمنا يربهن على مدى جناح م�سعاه‪.‬‬ ‫كما التقى الأمني العام بزعماء خمت ِلف املجتمعات الدينية املحلية يف �سورينام‪،‬‬ ‫ومن بينهم امل�سلمون‪ ،‬وذلك يف �إطار املجل�س امل�شرتك بني الديانات يف �سورينام‪،‬‬ ‫ونوق�شت خمت ِلف اجلوانب املرتبطة بالتعاي�ش ال�سلمي من خالل التحلي بروح‬ ‫الت�سامح واحرتام الآخر‪ .‬وقد و�صف الأمني العام �إح�سان �أوغلى‪ ،‬التجربة املتعددة‬ ‫الثقافات ل�سورينام باعتبارها مك�سب ًا للمنظمة وللب�شرية جمعاء‪.‬‬

‫�إح�سان �أوغلي يحث غويانا على زيادة ن�شاطها يف املنظمة‬ ‫جورجتاون ـ غويانا‪:‬‬ ‫و�صل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪� ،‬إىل‬ ‫غويانا يوم ‪ 29‬مايو ‪ 2013‬يف زيارة ر�سمية ا�ستغرقت يومني‪ .‬وهي الزيارة الأوىل‬ ‫التي يقوم بها �أمني عام ملنظمة التعاون الإ�سالمي لهذا البلد منذ �أن ان�ضم �إىل‬ ‫ع�ضوية املنظمة �سنة ‪.1998‬‬ ‫ورئي�س الوزراء ووزي ُر اخلارجية‬ ‫الرئي�س‬ ‫العام‬ ‫ني‬ ‫أم‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫وخالل الزيارة‪ ،‬ا�ستقبل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يف حمادثات ثنائية‪ .‬والتقى الأمني العام‪ ،‬وتبادل الآراء‪ ،‬مع عدد من الوزراء الآخرين‬ ‫وقادة املنظمة الإ�سالمية املركزية يف غويانا وقادة من منظمات دينية خمتلفة‪ .‬كما‬ ‫زار مقر �أمانة اجلماعة الكاريبية وعقد اجتماع مع �أمينها العام بالإنابة‪.‬‬ ‫وكان الهدف الأ�سا�سي من زيارته لكل من غويانا و�سورينام هو ت�شجيع هذين‬ ‫الع�ضوين يف منظمة التعاون الإ�سالمي من �أمريكا اجلنوبية على زيادة ن�شاطاتهما‬ ‫والتمتع بامتيازاتهما لكونهما ع�ضوين كاملني من خالل الإفادة من برامج التنمية‬ ‫االجتماعية واالقت�صادية للمنظمة‪ .‬كما نوق�شت خالل اجتماعاته مع ال�سلطات العليا‬ ‫يف غويانا موا�ضيع تتعلق بالتعاون بني بلدان اجلنوب والق�ضايا الدولية والإقليمية‬ ‫ذات االهتمام امل�شرتك‪.‬‬ ‫وجدد دونالد راموتار‪ ،‬رئي�س غويانا التزام حكومته باملنظمة‪ ،‬واطلع الأمني‬ ‫العام على قرار حكومته ت�صديق ميثاق املنظمة وبدء الإجراء املطلوبة لتوقيع‬ ‫اتفاقات املنظمة اخلا�صة بالتنمية‪.‬‬ ‫وقد ُكرم �إح�سان �أوغلى من خالل كلمة تكرمي تالها الرئي�س �أقر فيها باجلهود‬ ‫امل�ضنية التي بذلها لإدخال الإ�صالحات املطلوبة يف �أن�شطة املنظمة وجعل املنظمة‬ ‫فعالة ودوره امل�ستمر يف ت�شجيع الدول الأع�ضاء على اال�ستفادة الق�صوى من‬ ‫�إمكاناتها‪.‬‬ ‫وقد ركز االجتماع مع وزير اخلارجية ب�شكل �أكرب على طرق و�سبل تعزيز‬ ‫التعاون الثنائي‪.‬‬ ‫ُيذ َكر �أن �إح�سان �أوغلى زار مقر املنظمة الإ�سالمية املركزية يف غويانا التي‬ ‫كرمته لدوره البارز يف تعزيز الو�سطية والتحديث يف العامل الإ�سالمي‪ .‬كما وقف على‬ ‫�أعمال ت�شييد م�سجد كوينـز تاون‪ ،‬وهو �أكرب م�سجد يبنى يف العا�صمة جورج تاون‪.‬‬ ‫وكانت غويانا قد ُمنحت يف البداية ع�ضوية مراقب لدى املنظمة يوم ‪27‬‬ ‫�سبتمرب ‪ ،1995‬ثم �أ�صبحت ع�ضو ًا كامل الع�ضوية يوم ‪� 1‬أكتوبر ‪ .1998‬وتعترب‬ ‫كل من غويانا و�سورينام الدولتني الوحيدتني من املجموعة الكاريبية الع�ضوين يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬

‫الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي مع رئي�س غويانا‬ ‫‪25‬‬


‫�أخبار املنظمة‬

‫تو�شيح �إح�سان �أوغلى بو�سام ال�صداقة مع بنغالدي�ش‬ ‫دكا ـ بنغالدي�ش‪:‬‬ ‫قلدت رئي�سة وزراء بنغالدي�ش‪� ،‬شيخة ح�سينة‪ ،‬يوم ‪ 6‬مايو ‪ ،2013‬الأمني‬ ‫العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬و�سام‬ ‫“ال�صداقة مع بنغالدي�ش”‪ ،‬والذي ُيـ َعـ ّد �أرفع و�سام يف البالد‪ ،‬وذلك نظري اجلهود‬ ‫التي قام بها �إح�سان �أوغلى من �أجل تعزيز عالقات بنغالدي�ش‪ ،‬الدولة الع�ضو‬ ‫باملنظمة‪ ،‬مع حميطها الإ�سالمي‪ ،‬وتع�ضيد التعاون القائم بني اجلانبني‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫الإ�صالحات التي قام بها يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقد �أعرب الأمني العام عن امتنانه لهذا التكرمي‪ ،‬م�ؤكد ًا �أنه كان دائما و�سيبقى‬

‫�صديق ًا خمل�ص ًا لبنغالدي�ش‪ ،‬ومبدي ًا عزمه على موا�صلة العمل لتعزيز العالقات‬ ‫الثنائية مع دكا‪.‬‬ ‫وكان الأمني العام قد �شارك �أثناء زيارته لبنغالدي�ش‪ ،‬بو�صفه �ضيف �شرف‪ ،‬يف‬ ‫اجلل�سة االفتتاحية للم�ؤمتر التا�سع ع�شر لأكادميية العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫كما عقد الأمني العام �أي�ض ًا اجتماعات ثنائية مع رئي�سة الوزراء ووزيرة‬ ‫اخلارجية‪ .‬وخالل االجتماعني‪ ،‬جرى بحث الأو�ضاع يف املنطقة‪ ،‬وق�ضايا �إقليمية‬ ‫عديدة تتعلق ب�أن�شطة منظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إ�ضافة �إىل العالقات الثنائية‪،‬‬ ‫والتعاون القائم بني اجلانبني‪.‬‬

‫الوزير الرتكي املكلف ب�ش�ؤون االحتاد الأوروبي يزور مقر منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫تلبية لدعوة من الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل‬ ‫الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬قام الوزير الرتكي املكلف ب�ش�ؤون االحتاد الأوروبي‪ ،‬رئي�س‬ ‫املفاو�ضني‪ ،‬ال�سيد �إيجمني باجي�س‪ ،‬بزيارة ر�سمية �إىل مقر الأمانة العامة للمنظمة‬ ‫يومي ‪ 24‬و‪ 25‬مايو ‪ .2013‬ومبنا�سبة هذه الزيارة‪ ،‬ا�ستقبل الأمني العام الوزير‬ ‫باجي�س والوفد املرافق له‪ ،‬ثم �أعقبت ذلك م�شاورات مكثفة بح�ضور كبار موظفي‬ ‫الأمانة العامة للمنظمة‪.‬‬ ‫وخالل تلك اللقاءات‪ ،‬قدم كبار امل�س�ؤولني يف الأمانة العامة نبذة للوزير‬ ‫باجي�س حول برامج املنظمة و�أن�شطتها يف املجاالت ال�سيا�سية واالقت�صادية والعلمية‬ ‫والتكنولوجية‪ ،‬وعن الو�ضعية الراهنة للق�ضية الفل�سطينية باعتبارها بند ًا �أ�سا�سي ًا‬ ‫من البنود املدرجة على جدول �أعمال منظمة التعاون الإ�سالمي‪ .‬كما تبادل الطرفان‬ ‫وجهات النظر حول �سبل تطوير العالقات بني املنظمة وتركيا وكذا بني املنظمة‬ ‫واالحتاد الأوروبي‪ ،‬وناق�شا �سبل تعزيز التعاون لتحقيق هذه الغاية‪.‬‬ ‫و�ألقى الوزير باجي�س‪ ،‬خالل اليوم الثاين من زيارته‪ ،‬حما�ضرة ح�ضرها رجال‬

‫�أعمال وهيئات دبلوما�سية وقن�صلية بجدة‪ ،‬حيث �أطلع احل�ضور على و�ضعية العالقة‬ ‫بني تركيا واالحتاد الأوروبي وت�أثري ذلك يف عالقة تركيا مع العامل الإ�سالمي‪ .‬و�أكد‬ ‫باجي�س يف حما�ضرته �أن تركيا دائم ًا ما كانت ج�سر ًا بني ال�شرق والغرب �سيا�سي ًا‬ ‫واقت�صادي ًا وثقافي ًا‪ ،‬و�أنه بينما هي تتوا�صل مع الغرب ال تتجاهل جذورها ال�شرقية‪.‬‬ ‫كما �أ�شار �إىل �أن تركيا هي البلد الوحيد ذات الأغلبية امل�سلمة التي هي ع�ضو يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي وحلف �شمايل الأطل�سي واملنظمة من �أجل الأمن والتعاون‬ ‫يف �أوروبا ومنظمة التعاون االقت�صادي وت�سعى لنيل الع�ضوية يف االحتاد الأوروبي‪.‬‬ ‫و�أكد �أن تركيا حتر�ص على تنمية العالقات يف كل االجتاهات‪ ،‬و�أنها ال متيل �إىل‬ ‫الغرب �أو �إىل ال�شرق و�إمنا ت�صعد‪ ،‬كما �أنه ميكنها �أن ت�ضطلع بدور مميز يف �أوروبا‪،‬‬ ‫م�شري ًا �إىل �أن يف املا�ضي كانت العالقات ال�سيا�سية هي التي حتدد الواقع االقت�صادي‬ ‫بينما الآن العك�س‪ ،‬الواقع االقت�صادي هو الذي يحدد العالقات ال�سيا�سية‪ ،‬وتركيا‬ ‫اليوم هي �أ�سرع اقت�صاد منو ًا يف �أوروبا‪.‬‬ ‫ُيذ َكر �أن تركيا قدمت طلب االن�ضمام �إىل االحتاد الأوروبي يوم ‪ 14‬ابريل‬ ‫‪ ،1987‬وبد�أت املفاو�ضات يوم ‪� 3‬أكتوبر ‪.2005‬‬

‫الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي يجدد دعم املنظمة لأمن وا�ستقرار مملكة البحرين‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫�أكد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى‪ ،‬جمدد ًا موقف املنظمة الثابت الداعم لوحدة مملكة البحرين وا�ستقرارها‬ ‫ورف�ض �أي م�سا�س ب�أمنها و�سالمتها‪ .‬كما جدد رف�ض املنظمة لأي تدخل يف �ش�ؤون‬ ‫مملكة البحرين الداخلية ات�ساق ًا مع ميثاق املنظمة الذي ي�ؤكد مبد�أ عدم التدخل يف‬

‫‪24‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ـ يوليو ‪2013‬‬

‫ال�ش�أن الداخلي للدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫ورحب الأمني العام بجهود مملكة البحرين يف الت�صدي للعنا�صر الإرهابية التي‬ ‫ت�ستهدف �أمن وا�ستقرار البالد‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أهمية اال�ستفادة من منرب احلوار الذي‬ ‫�أتاحته القيادة البحرينية من �أجل حتقيق الإ�صالح املن�شود ودعم التوافق الوطني ملا‬ ‫فيه خري وم�صلحة ال�شعب البحريني‪.‬‬


‫مرحلة جديدة يف العالقات بني االحتاد الأوروبي واملنظمة‬

‫�إح�سان �أوغلى يفتتح بعثة منظمة التعاون الإ�سالمي لدى االحتاد الأوروبي يف بروك�سل‬

‫الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي يلتقي رئي�س املفو�ضية الأوروبية بارو�سو‬

‫بروك�سل ـ بلجيكا‪:‬‬ ‫افتتح الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬بعثة‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي لدى االحتاد الأوروبي يوم ‪ 25‬يونيو ‪ 2013‬بح�ضور‬ ‫م�س�ؤولني من مفو�ضية االحتاد الأوروبي والربملان الأوروبي وجمل�س �أوروبا‪ ،‬وممثلي‬ ‫وزارة اخلارجية البلجيكية‪ ،‬و�سفراء الدول الأع�ضاء يف املنظمة ودول �أخرى يف‬ ‫بروك�سل‪.‬‬ ‫واعترب الأمني العام افتتاح بعثة املنظمة لدى االحتاد الأوروبي مرحلة جديدة يف‬ ‫العالقات بني االحتاد الأوروبي واملنظمة‪ .‬ودعا يف كلمته الرتحيبية يف حفل االفتتاح‬ ‫ال�سفراء واالحتاد الأوروبي ووزارة اخلارجية البلجيكية للتعاون مع البعثة يف �سبيل‬ ‫حت�سني العالقة بني العامل الإ�سالمي و�أوروبا‪.‬‬ ‫وقال هيو منغاريلي‪ ،‬املدير الإداري لل�شرق الأو�سط ودول اجلوار اجلنوبي‬ ‫لالحتاد الأوروبي‪ ،‬يف كلمته التي �ألقاها نيابة عن البارونة كاثرين �أ�شتون‪ ،‬املمثل‬ ‫الأعلى لالحتاد الأوروبي لل�سيا�سة اخلارجية والأمن‪� ،‬إن ثمة باخل�صو�ص م�س�ألتني‬ ‫ميكن �أن يركز عليها كل من االحتاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وهما‬ ‫تعزيز القيم امل�شرتكة لالحرتام والت�سامح و�ضرورة متتني التعاون وزيادة فاعليته‪.‬‬ ‫�أما رئي�س ديوان وزير اخلارجية البلجيكي‪ ،‬فران�سوا دي كريكوف‪ ،‬فقد �أعرب‬ ‫عن ارتياحه الفتتاح مكتب املنظمة يف بروك�سل‪ ،‬م�ؤكد ًا تعاون الوزارة التام‪.‬‬ ‫وقال الأمني العام للمنظمة‪� ،‬أثناء لقائه مع رئي�س مفو�ضية االحتاد الأوروبي‪،‬‬ ‫خو�سيه مانويل بارو�سو‪� ،‬إنه ي�أمل �أن تتعزز ال�صبغة امل�ؤ�س�سية للعالقة بني االحتاد‬ ‫الأوروبي واملنظمة و�أن يعمال مع ًا على نحو بناء‪ .‬وكان �إح�سان �أوغلى التقى بارو�سو‬ ‫يف مكتب الأخري مبفو�ضية االحتاد الأوروبي يوم ‪ 25‬يونيو‪ ،‬وان�صب نقا�شهما على‬

‫التطورات يف �سوريا‪ .‬وقد �أعرب اجلانبان عن قلقهما ودعوتهما لإيجاد حل �سيا�سي‬ ‫للم�س�ألة ووقف �إراقة الدماء‪ ،‬كما دعما عقد م�ؤمتر جنيف ‪ 2‬باعتباره الفر�صة‬ ‫الف�ضلى للو�صول �إىل اتفاق‪.‬‬ ‫�أما بخ�صو�ص احلالة يف �إفريقيا‪ ،‬ويف مايل ب�صورة خا�صة‪ ،‬فقد حذر الأمني‬ ‫العام من �إمكانية تنامي الأ�صولية والعنف وال�صراع فيها‪ ،‬و�أكد �ضرورة اتخاذ �إجراء‬ ‫بهذا اخل�صو�ص‪ .‬وكذلك �أثار �إح�سان �أوغلى م�س�ألة م�سلمي الروهينغيا يف ميامنار‪،‬‬ ‫وحث االحتاد الأوروبي على اتخاذ �إجراءات ملمو�سة لدعم حقوقهم‪.‬‬ ‫كما كان للأمني العام غداء عمل مع املمثلني الدائمني ال�سبعة والع�شرين للجنة‬ ‫ال�سيا�سية والأمنية التابعة لالحتاد الأوروبي مت خالله تبادل وجهات النظر ب�ش�أن‬ ‫�أن�شطة املنظمة يف جمال منع ال�صراعات وت�سويتها وجماالت التعاون املمكنة مع‬ ‫االحتاد الأوروبي‪.‬‬ ‫وكان الأمني العام قد التقى‪ ،‬يوم ‪ 24‬يونيو ‪ ،2013‬مفو�ضة االحتاد الأوروبي‬ ‫للتعاون الدويل واملعونة الإن�سانية واال�ستجابة للأزمات‪ ،‬كري�ستالينا جورجيفا‪،‬‬ ‫وتباحثا باخل�صو�ص ب�ش�أن الو�ضع املتدهور يف �سوريا‪ ،‬وحثا على �ضرورة تقدمي‬ ‫امل�ساعدة الإن�سانية العاجلة‪ ،‬لأن �أعداد الالجئني يف تزايد م�ستمر‪ .‬كما ناق�شا‬ ‫الو�ضع يف منطقة ال�ساحل وال�صومال واليمن وميامنار‪ ،‬و�شدد �إح�سان �أوغلى على‬ ‫�ضرورة ال�ضغط على حكومة ميامنار لل�سماح للهيئات الإن�سانية الدولية ب�إي�صال‬ ‫امل�ساعدات �إىل الروهينغيا‪.‬‬ ‫‪27‬‬


‫�أخبار املنظمة‬

‫�إح�سان �أوغلى يُع ّرف خالل زيارته �إىل‬ ‫الواليات املتحدة الأمريكية بعمل‬ ‫املنظمة يف جمال حقوق الإن�سان والت�سامح‬ ‫الديني والعمل الإن�ساين‬

‫منظمة التعاون الإ�سالمي ت�شدد على‬ ‫حمورية تعزيز التعاون الإقليمي والدويل‬ ‫للت�صدي خلطر الإرهاب‬

‫وا�شنطن ـ الواليات املتحدة الأمريكية‪:‬‬ ‫اختتم الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬زيارته لوا�شنطن العا�صمة التي ا�ستغرقت �أربعة �أيام‪ ،‬يوم ‪4‬‬ ‫يونيو ‪ .2013‬وكان الهدف الأ�سا�سي من الزيارة خماطبة م�ؤ�س�سات الواليات‬ ‫املتحدة والر�أي العام فيها من �أجل التوعية مب�شاركة منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫مع الواليات املتحدة والأن�شطة التي تنفذها‪ ،‬وبخا�صة يف جمال حقوق الإن�سان‬ ‫وتعزيز الت�سامح الديني وجهود الإغاثة الإن�سانية‪ .‬وحتقيق ًا لذلك‪ ،‬تركزت زيارة‬ ‫الأمني العام على التفاعل مع �أع�ضاء الكوجنر�س وم�ؤ�س�ستني هامتني �أن�ش�أهما‬ ‫الكوجنر�س الأمريكي‪ ،‬وهما جلنة الواليات املتحدة املعنية باحلرية الدينية‬ ‫الدولية ومعهد الواليات املتحدة لل�سالم‪.‬‬ ‫و�أجرى الأمني العام مباحثات طاولة م�ستديرة مع �أع�ضاء جلنة الواليات‬ ‫املتحدة املعنية باحلرية الدينية الدولية‪ ،‬وهي هيئة م�ستقلة ت�ضم احلزبني تُعنى‬ ‫بحرية الدين واملعتقد‪ ،‬وتبادل الآراء مع م�س�ؤولني رفيعني يف هيومن رايت�س ووت�ش‪،‬‬ ‫وتوا�صل مع بع�ض الزعماء الدينيني‪ ،‬و�ألقى حما�ضرة يف معهد الواليات املتحدة‬ ‫لل�سالم‪ .‬كما �أجرى مباحثات مع ع�ضو الكوجنر�س الدميقراطي جني ماكجفرن‪،‬‬ ‫وع�ضو الكوجنر�س اجلمهورية كريي بينتيافوليو‪.‬‬ ‫و�شملت موا�ضيع املناق�شة العالقات بني املنظمة والواليات املتحدة و�سبل‬ ‫وطرق تعزيز التعاون بينهما مع تركيز خا�ص على تنفيذ القرار رقم ‪18/16‬‬ ‫وحقوق الإن�سان واملوا�ضيع الإن�سانية‪ ،‬وبخا�صة يف ميامنار وطرق التقدم يف‬ ‫حتقيق حل �سيا�سي يف �سوريا قبل م�ؤمتر جنيف الثاين‪.‬‬

‫اجلزائر ـ اجلمهورية اجلزائرية‪:‬‬ ‫�شارك الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون ال�سيا�سية مبنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫�سعادة ال�سفري عبد اهلل بن عبد الرحمن عالمِ ‪ ،‬يف �أ�شغال حلقة العمل الرابعة‬ ‫اخلا�صة مبنطقة املغرب العربي وال�ساحل حول تطبيق �أحكام القرار رقم ‪1624‬‬ ‫ال�صادر عام ‪ 2005‬عن جمل�س الأمن ب�ش�أن مكافحة التحري�ض على ارتكاب‬ ‫الأعمال الإرهابية التي نظمتها املديرية التنفيذية ملكافحة الإرهاب التابعة للأمم‬ ‫املتحدة يف العا�صمة اجلزائرية‪ ،‬وذلك على مدى الفرتة املمتدة من ‪� 16‬إىل ‪18‬‬ ‫يونيو ‪.2013‬‬ ‫وجدد �سعادة ال�سفري عالمِ يف كلمته �أمام حلقة العمل املوقف املبدئي والثابت‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي الذي يدين الإرهاب بكل �أ�شكاله و�صوره ويرف�ض �أي‬ ‫حماولة لربطه بالدين الإ�سالمي احلنيف‪ ،‬دين الت�سامح والو�سطية ونبذ العنف‪.‬‬ ‫و�أعرب عن قناعته ب�أن مكافحة خطر الإرهاب واملمار�سات التحري�ضية‪� ،‬سواء‬ ‫بالفعل �أو بالكلمة‪ ،‬على اقرتافه لن ُيكـتَـب لها النجاح �إ ّال من خالل توطيد التعاون‬ ‫الثنائي والإقليمي والدويل وتكري�س ثقافة احلوار واحرتام احلق يف االختالف‬ ‫ودعم التنمية االقت�صادية واالجتماعية يف دول املنطقة‪.‬‬ ‫ُيذ َكر �أن حلقة العمل �ضمت ممثلني عن حكومات دول املغرب العربي وال�ساحل‬ ‫�إىل جانب خرباء وممثلني عن عدد من املنظمات الدولية والإقليمية واملنظمات غري‬ ‫احلكومية وم�ؤ�س�سات املجتمع املدين‪ .‬وقد مت ت�سليط ال�ضوء خالل املناق�شات على‬ ‫التحديات املتعلقة بدرء ومكافحة ظاهرة الإرهاب والت�صدي الفعال للممار�سات‬ ‫التحري�ضية على ارتكاب الأعمال الإرهابية‪ ،‬ودرا�سة �سبل النهو�ض بالتعاون على‬ ‫املديني الق�صري والبعيد بني دول منطقة املغرب العربي وال�ساحل من �أجل بناء‬ ‫ودعم القدرات يف جمال مكافحة الإرهاب‪.‬‬

‫الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫يهنئ ال�شعب الإيراين ورئي�سه املنتخب‬

‫�إح�سان �أوغلى يهنئ ال�شيخ متيم بن حمد‬ ‫�آل ثاين بتويل مقاليد احلكم يف قطر‬

‫�أعرب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪،‬‬ ‫عن �صادق تهانيه لل�شعب الإيراين على الإقبال الكبري للناخبني وعلى ال�سلوك‬ ‫املن�ضبط الذي حتلوا به خالل االنتخابات الرئا�سية الناجحة التي جرت يوم ‪14‬‬ ‫يونيو ‪.2013‬‬ ‫كما �أعرب الأمني العام عن تهانيه للرئي�س اجلديد املنتخب‪ ،‬ح�سن روحاين‪،‬‬ ‫متمني ًا للجمهورية الإ�سالمية الإيرانية‪ ،‬التي تُعتبرَ من البلدان امل�ؤ�س�سة للمنظمة‬ ‫وع�ضو ًا فاع ًال فيها‪ ،‬املزيد من االزدهار والنمو وال�سداد يف �سائر املجاالت خالل‬ ‫فرتة تويل الرئي�س روحاين ملهامه‪.‬‬

‫هن�أ الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى‪ ،‬يوم ‪ 25‬يونيو ‪ ،2013‬ال�شيخ متيم بن حمد بن خليفة �آل ثاين مبنا�سبة‬ ‫�إعالن توليه مقاليد احلكم يف دولة قطر‪.‬‬ ‫و�أ�شاد الأمني العام ب�إعالن ال�شيخ حمد بن خليفة �آل ثاين‪� ،‬صباح اليوم‬ ‫نف�سه‪ ،‬ت�سليم احلكم �إىل ويل عهده ال�شيخ متيم بن حمد �آل ثاين‪ ،‬يف خطوة جريئة‬ ‫تفتح �صفحة جديدة يف م�سرية دولة قطر يتوىل فيها جيل جديد مقاليد ال�سلطة‪.‬‬ ‫وقال �إح�سان �أوغلى‪� :‬أمتنى كل التوفيق والنجاح لل�شيخ متيم بن حمد بن خليفة‬ ‫�آل ثاين‪� ،‬أمري قطر يف �أن يوا�صل م�سرية النه�ضة والتنمية و�أن يقود بالده نحو �أفق‬ ‫�أو�سع يف ظل ما ميتلكه من خربات على ال�ساحة املحلية والإقليمية والدولية‪.‬‬

‫‪26‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ـ يوليو ‪2013‬‬


‫اجلانب العربي‪� ،‬أ�شري �إىل �أن خطر الإرهاب كان نتيجة التطرف والتف�سريات‬ ‫اخلاطئة للدين‪ .‬و�شدد املتحدثون على احلاجة �إىل وجود �صك قانوين يجرم‬ ‫التحري�ض بو�ضوح‪.‬‬ ‫ويف اجلل�سة الثالثة‪ ،‬ناق�ش املتحدثون حتديات التحري�ض مع الرتكيز على‬ ‫تعريفها والبعد القانوين ودور الإنرتنت‪ .‬وت�ضمنت املجاالت املهمة التي نوق�شت‬ ‫يف اجلل�سة احلاجة حلماية حقوق الإن�سان حيث �أ�شري �إىل وجود خط رفيع بني‬ ‫التحري�ض على الإرهاب وحرية التعبري التي ال ميكن �أن تكون حرية مطلقة‪.‬‬ ‫وتركز النقا�ش يف اجلل�سة الرابعة على العمل يف �شراكة ملواجهة حتديات‬ ‫نوعا‬ ‫التحري�ض والتطرف العنيف‪ .‬و�أ�شار املتحدثون �إىل �أن الدول ينبغي �أن تطور ً‬ ‫من تنظيم املكافحة وا�سرتاتيجية للتن�سيق لتتمكن من �أن يكون لديها تدابري مكافحة‬ ‫فعالة �سياقية وحمددة �ضد الإرهاب‪ .‬واعتربت الإنرتنت و�سيلة قيمة ميكن اال�ستفادة‬ ‫منها‪ .‬ود ُِعيت الدول الأع�ضاء �إىل �سن ت�شريعات لتجرمي التحري�ض والتطرف‪.‬‬ ‫وركزت اجلل�سة اخلام�سة على مزيد من التفكري حول تهديدات التي تواجهها الدول‬ ‫و�أ�شار بارثالون �إىل �أن هذه الت�صريحات غري ال�سارة وامل�ستفزة واملقلقة‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة‪.‬‬ ‫وامل�سيئة للغاية لي�ست ناجتة عن �سلطة الدولة بل هي جمرد �آراء خا�صة‪ ،‬ومن هنا‬ ‫ف�إن الدولة ال متلك احلق يف التدخل‪.‬‬ ‫وركزت اجلل�سة ال�ساد�سة على ا�ستجابة ال�سيا�سات واحلوافز والفعالية‪ ،‬و�أ�شار‬ ‫وعندما ُ�س ِئل عن �أمثال �أندر�س بهرنغ بريفيك يف الرنويج الذين اطلع على‬ ‫املتحدثون �إىل �أهمية الو�صول �إىل موقف م�شرتك ب�ش�أن مكافحة الإرهاب على مواد حر�ضته على ارتكاب جمزرة يف عام ‪ 2011‬على الرغم من �أن تلك املواد‬ ‫امل�ستوى الدويل من خالل �إن�شاء مظلة ذات �صلة على م�ستوى الأمم املتحدة‪.‬‬ ‫رمبا ال تكون يف حد ذاتها قد وجهته للت�صرف على هذا النحو‪� ،‬أ�شار بارثالون �إىل‬ ‫�أما الدورة ال�سابعة فكانت عبارة عن مناق�شة تفاعلية‪ ،‬وت�ضمنت وت�شمل �أبرز �أن الق�ضية يف الرنويج حمزنة جد ًا‪ ،‬حيث تتمثل يف �أحد اجتاهات الإرهاب‪ ،‬وهو‬ ‫النقاط التي نوق�شت التحدي القانوين ب�ش�أن عدم وجود تعريف مل�صطلح الإرهاب‪ ،‬التطرف لذاتي‪ ،‬وهي حالة ت�شبه تفجري ماراثون بو�سطن و�إطالق النار يف لندن‪.‬‬ ‫وا�ستخدام الإنرتنت ملكافحة التحري�ض؛ ووجود تعريف للإرهاب على ال�صعيد ومبوجب معظم الد�ساتري الأوروبية‪ ،‬كان يحق لربيفيك �أن يعر�ض وجهات نظره على‬ ‫الوطني؛ و�إ�صدار �إعالن من منظمة التعاون الإ�سالمي ب�ش�أن النهج الوطني؛ وعمل اجلمهور‪ ،‬ولكن مبجرد ذلك كان ال بد له �أن يتحمل التبعات �إذا كان يف تلك الكتابات‬ ‫املديرية التنفيذية ملكافحة الإرهاب بالأمم املتحدة مع منظمة التعاون الإ�سالمي؛ �شيء �إجرامي‪ ،‬كما �أو�ضح بارثالون الذي �أ�شار �إىل �أنه من ال�صعب �أن نثبت يف‬ ‫ـ�ص بو�ضوح عليه‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬يلفت‬ ‫ودور و�سائل الإعالم يف تثقيف املجتمع؛ وحتديد الأ�سباب اجلذرية للإرهاب؛ ووجود املحكمة نية القيام بعمل �إرهابي ما مل ُيـ َن ّ‬ ‫نهج �سردي م�ضاد؛ ودور اجلمعيات ال�سيا�سية واملدنية‪.‬‬ ‫من لديهم تلك الآراء انتباه �ضباط الأمن‪ ،‬وميكن و�ضعهم حتت املراقبة �أو التحقيق‬ ‫ً‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬اتفق امل�شاركون على احلاجة لتبني نهج �شمويل من �ش�أنه �أن معهم‪ ،‬وهو الأمر القانوين ما دام ه�ؤالء النا�س ي�شكلون تهديدا‪ .‬وقال بارثالون‪�“ :‬إن‬ ‫يعزز امللكية املحلية والقيادة الوطنية وي�ضع ا�سرتاتيجيات تدريجية قابلة للتطبيق عر�ض وجهات نظرك للجمهور ال يعني �أنك تتمتع باحلماية �ضد �أي �إجراء قد تتخذه‬ ‫بعيد ًا عن �أي �سيا�سات مثالية �أو غري عملية‪ .‬كما �شددوا على �أن �أي �سيا�سة ملكافحة الدولة على �أ�سا�س تلك الآراء‪ ،‬بل يعني �أنه ميكنك التعبري عنها دون رقابة م�سبقة‬ ‫الإرهاب ينبغي �أن تعالج الأ�سباب اجلذرية للإرهاب‪� ،‬سواء كانت �سيا�سية �أو فقط”‪ .‬غري �أن الدعوة للإبادة اجلماعية والكراهية العن�صرية �أو ا�ستهداف �أنا�س‬ ‫اجتماعية واقت�صادية‪ ،‬لكي تكون فعالة وكف�ؤة‪ .‬كما يتعني على املجتمع الدويل �أن حمددين بالقتل هي �أمور جت ّرمها القوانني الدولية والت�شريعات املحلية‪.‬‬ ‫يبذل املزيد من اجلهد حلل بع�ض �أعقد ال�صراعات يف جميع �أنحاء العامل التي تزيد‬ ‫عادة ال�شعور باالغرتاب والظلم‪.‬‬ ‫ويف الوقت نف�سه‪ ،‬قال �سيف الدولة ملجلة املنظمة يف �إطار تعليقه على التحديات‬ ‫منظمة‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫للم�شاركني‬ ‫عامل‬ ‫ال�سفري‬ ‫امل�ساعد‬ ‫العام‬ ‫أمني‬ ‫ويف ختام الور�شة‪� ،‬أكد ال‬ ‫التي تواجه مكافحة التحري�ض على الإرهاب التي حددتها حلقة العمل‪� ،‬إن هناك‬ ‫التعاون الإ�سالمي �سوف توا�صل تعاونها يف جمال مكافحة الإرهاب ب�شكل كامل‪.‬‬ ‫العديد من التحديات تت�ضمن التعريف القانوين واملكونات املختلفة‪ ،‬وال �سيما‬ ‫التعريف العاملي للإرهاب‪ .‬وقال �سيف الدولة �إن لدى الأمم املتحدة تعريفات جلرائم‬ ‫نتائج هامة والر�ؤية امل�ستقبلية‬ ‫معينة‪ ،‬ولكن الق�ضية التي مل يبتّ فيها بعد هي التو�صل �إىل تعريف عاملي �شامل يعزز‬ ‫يف نهاية حلقة العمل‪� ،‬صرحت نيكول اخلوري‪ ،‬امل�س�ؤول القانوين يف املديرية بالت�أكيد الإجماع الإ�ضايف الذي ي�شمل جميع �أ�صحاب امل�صلحة‪.‬‬ ‫التنفيذية ملكافحة الإرهاب بالأمم املتحدة‪ ،‬ملجلة املنظمة �أن �أهمية حلقة العمل هو‬ ‫حتد �آخر مع التعريف يتمثل يف حقوق الإن�سان‪ ،‬لأن الدول قد ت�صدر حكماً‬ ‫�أنها �شملت اخلرباء الوطنيني الذين لديهم اخلربة الفنية يف هذا ال�صدد‪ ،‬لأنه ال‬ ‫وثمة ٍ ّ‬ ‫يكفي تقدمي املعايري واملتطلبات الدولية‪ ،‬بل يجب الت�أكد من كيفية تطبيقها الفعلي جامع ًا يج ّرم �سلوك ًا معين ًا‪ ،‬ولكن يجب �أن يكون هذا حمدد بو�ضوح للت�أكد من �أنه‬ ‫على امل�ستوى الوطني‪ .‬وب�ش�أن االختالفات يف الر�أي التي �أعرب عنها حول كيفية يتناول ما ينبغي تناوله‪ ،‬ويتجنب �أي احتمال لإ�ساءة اال�ستخدام من قبل �أي �شخ�ص‬ ‫التعامل مع التحري�ض‪ ،‬قالت �إن الأمر الهام الذي ناق�شه االجتماع هو التعامل مع عمد ًا �أو عن غري ق�صد ملنع �أي انتهاكات حمتملة حلقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫مو�ضوع التحري�ض من وجهات نظر خمتلفة‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �سيف الدولة �إىل املوارد باعتبارها حتدي ًا �آخر‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أن كل‬ ‫التدابري حتتاج �إىل تخ�صي�ص املوارد ـ الب�شرية واملالية ـ للحفاظ عليها‪ .‬كما توجد‬ ‫ورد ًا على �س�ؤال حول قلق بع�ض البلدان من القولبة النمطية واحلاجة �إىل حاجة �إىل منع الإرهابيني من ا�ستغالل الثغرات‪ ،‬لأنه �سيكون هناك دائم ًا ثغرات‪.‬‬ ‫االعرتاف باحل�سا�سيات الثقافية‪� ،‬أكدت اخلوري �أن مكافحة التحري�ض على ال�صعيد وقال‪“ :‬نحن جميع ًا هنا نفتقر �إىل ميزة ميتلكها الإرهابيون‪ .‬علينا �أن ننجح كل يوم‪،‬‬ ‫العاملي ال ي�ؤخذ من منظور �إقليمي �أو ي�ستهدف دين ًا معين ًا‪.‬‬ ‫ويكفيهم �أن ينجحوا مرة واحدة”‪.‬‬

‫وخالل اجلل�سة اخلا�صة بتحديات التحري�ض‪� ،‬ألقى ال�سفري كري�ستيان بارثالون‬ ‫من جمل�س �أوروبا‪ ،‬كلمة هامة حول املنظور الأوروبي ب�ش�أن حرية التعبري‪ .‬ويف حديثه‬ ‫ملجلة املنظمة �أو�ضح �أنه عندما يتعلق الأمر يف حرية التعبري ف�إنها من�صو�ص عليها‬ ‫يف �أوروبا يف املادة العا�شرة من االتفاقية الأوروبية حلقوق الإن�سان‪ ،‬وتتمثل الفكرة‬ ‫الأ�سمى يف �أن حرية التعبري لي�ست حرية مطلقة‪ ،‬بل تخ�ضع لبع�ض القيود والتدخل‬ ‫من قبل الدول �شريطة �أن يتم ذلك يف حاالت حمددة بدقة وعندما يتم جتاوز‬ ‫عتبة ا�ستخدام حرية التعبري فقط الرتكاب جرمية �أو التحري�ض عليها‪ .‬و�أ�ضاف‬ ‫�أن املحكمة الأوروبية حلقوق الإن�سان �أ�صدرت يف عام ‪ 1986‬قرار ًا ب�ش�أن حرية‬ ‫التعبري �أ�شار �إىل �أن املادة العا�شرة ال تتعلق بحماية تلك الت�صريحات التي نتفق‬ ‫معها يف املجتمع فقط‪ ،‬بل �أي�ض ًا تلك التي ت�صدم وتعكر وت�سيء‪ ،‬حيث يجب قبولها‬ ‫طاملا �أنها ال تتخطى العتبة‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫�أخبار املنظمة‬

‫منظمة التعاون الإ�سالمي تنظم حلقة عمل حول مكافحة الإرهاب بالتعاون مع الأمم املتحدة‬

‫مكافحة التحري�ض على الإرهاب‪ :‬التحديات والتهديدات وتنفيذ التدابري‬

‫ال�سفري عامل يفتتح يف مقر املنظمة ور�شة العمل حول مكافحة الإرهاب‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫نظمت منظمة التعاون الإ�سالمي حلقة عمل م�شرتكة مع املديرية التنفيذية‬ ‫ملكافحة الإرهاب بالأمم املتحدة ب�ش�أن تنفيذ قرار جمل�س الأمن التابع للأمم‬ ‫املتحدة رقم ‪ 1624‬املتعلق مبكافحة التحري�ض على الإرهاب‪ ،‬وذلك يف مقر‬ ‫املنظمة يف جدة يوم ‪ 28‬مايو ‪.2013‬‬ ‫وقد �شاركت يف حلقة العمل �أربع وع�شرون دولة ع�ضو يف املنظمة‪ ،‬وخم�س دول‬ ‫ب�صفة مراقب‪ ،‬والأمم املتحدة‪ ،‬واالحتاد الأفريقي‪ ،‬وجامعة الدول العربية وعدد من‬ ‫املنظمات غري احلكومية‪.‬‬ ‫و�ألقى الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى‪ ،‬كلمة يف اجلل�سة االفتتاحية حللقة العمل التي امتدت على مدار ثالثة �أيام‪،‬‬ ‫قر�أها نيابة عنه �سعادة ال�سفري عبد اهلل بن عبد الرحمن عامل‪ ،‬الأمني العام امل�ساعد‬ ‫لل�ش�ؤون ال�سيا�سية الذي تر�أ�س اجلل�سة‪ .‬و�أكدت الكلمة موقف املنظمة املبدئي الذي‬ ‫ينبثق من تعاليم الإ�سالم‪ ،‬دين ال�سالم والت�سامح‪ ،‬الذي يجرم الإرهاب بجميع‬ ‫�أ�شكاله ومظاهره‪.‬‬ ‫وذكر الأمني العام �أن �أهداف منظمة التعاون الإ�سالمي من عقد حلقة العمل‬ ‫هو ا�ستك�شاف �سبل وو�سائل مكافحة التحري�ض على الإرهاب من جذورها مهما‬ ‫كانت ت�ضميناته املحتملة‪ .‬ويتجلى موقف املنظمة هذا يف م�ساعيها حل�شد اجلهود‬ ‫ملكافحة التحري�ض على الإرهاب التي نتج عنها �إ�صدار مدونة لقواعد ال�سلوك يف‬ ‫عام ‪ 1994‬وتوقيع اتفاقية مكافحة الإرهاب يف عام ‪ ،1999‬التي رمبا تكون‬ ‫االتفاقية الوحيدة التي تت�ضمن تعري ًفا للإرهاب‪.‬‬ ‫و�أ�شارت الكلمة �أي�ض ًا �إىل النقاط الثماين التي قدمها الأمني العام يف �سبتمرب‬ ‫‪ 2010‬يف جنيف للتو�صل �إىل �إجماع وا�سع ملكافحة القوالب النمطية والتمييز‬ ‫والتع�صب القائم على �أ�سا�س الدين والتي اعتمد جمل�س حقوق الإن�سان يف الأمم‬ ‫املتحدة ا�ستناد ًا �إليها القرار ‪ 18/16‬ب�ش�أن مكافحة التع�صب والنمطية ال�سلبية‬ ‫والو�صم والتمييز والتحري�ض على العنف وممار�سة العنف �ضد الأ�شخا�ص على‬ ‫�أ�سا�س الدين �أو املعتقد‪.‬‬ ‫قرار جمل�س الأمن رقم ‪1624‬‬ ‫يف عام ‪� ،2005‬أ�شار جمل�س الأمن يف الأمم املتحدة يف قراره رقم ‪1624‬‬ ‫(‪� )2005‬إىل �أنه �أ�صبح من ال�ضرورة الق�صوى مكافحة التحري�ض على الإرهاب‬ ‫‪28‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ـ يوليو ‪2013‬‬

‫بجميع �أ�شكاله ومظاهره‪ ،‬وحدد انطالق ًا من القلق �إزاء التهديد املتزايد للإرهاب‬ ‫مفهوم التحري�ض باعتباره العن�صر الرئي�سي الذي ي�ؤدي �إىل ارتكاب �أعمال �إرهابية‪،‬‬ ‫وهو بذلك ي�شكل خطر ًا كبري ًا على ال�سالم والأمن العامليني‪ُ .‬‬ ‫وط ِرحت عدد من‬ ‫التدابري التي من �ش�أنها �أن ت�سهل مكافحة �أعمال الإرهاب‪ ،‬ودُعيت الدول الأع�ضاء‬ ‫يف الأمم املتحدة �إىل التنفيذ الكامل لتلك التدابري‪ ،‬و ُك ّلفت املديرية التنفيذية‬ ‫ملكافحة الإرهاب بالأمم املتحدة مبراقبة تنفيذ القرار من قبل الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫وقال �أحمد �سيف الدولة‪ ،‬رئي�س ق�سم يف املديرية التنفيذية ملكافحة الإرهاب‬ ‫يف الأمم املتحدة‪ ،‬يف كلمته �إن الإرهاب ال يزال ي�شكل خطر ًا على املجتمع الدويل‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن بع�ض العنا�صر الأنانية طورت و�سائل لت�شويه املعنى احلقيقي للإ�سالم‬ ‫وت�صويره على �أنه دين ي�سمح بقتل الأبرياء‪.‬‬ ‫و�أكد �سيف الدولة ب�ش�أن التدابري الرامية �إىل مكافحة الإرهاب �ضرورة معاجلة‬ ‫البيئة التي تنبت العمل ال�شرير‪ ،‬و�أنه ينبغي للدول �أي�ض ًا �أن يكون لها نظرة ناقدة‬ ‫مل�صدر التمويل‪ ،‬و�أنه ينبغي بذل اجلهود خلف�ض التدفقات املالية‪.‬‬ ‫وقدم �سيف الدولة نظرة عامة على النهج املتبع يف قراري جمل�س الأمن رقم‬ ‫‪ )2005( 1624‬و‪.)2010( 1963‬‬ ‫جل�سات حلقة العمل ناق�شت التحديات والتهديدات و�آليات‬ ‫التنفيذ‬ ‫نظرت اجلل�سة الأوىل يف حتديات التحري�ض على ارتكاب عمل �إرهابي يف �إطار‬ ‫دويل‪ ،‬وناق�شت بع�ض العنا�صر الرئي�سية مثل احلاجة لن�شر االعتدال‪ ،‬والق�ضاء على‬ ‫التمييز‪ ،‬وحماية حقوق الإن�سان والت�صدي للبيئة التي تف�ضي �إىل الإرهاب‪ .‬ويتمثل‬ ‫التحدي الرئي�سي الذي يواجه املجتمع الدويل يف تعريف مفهوم الإرهاب حيث ال‬ ‫يزال النقا�ش جاري ًا يف الأمم املتحدة ُ‬ ‫و�شجعت الدول على �سرعة التو�صل �إىل اتفاق‬ ‫يف هذا ال�صدد‪.‬‬ ‫وكانت اجلل�سة الثانية مناق�شة حول تقييم التهديدات يف الدول من منظور‬ ‫�إقليمي‪ .‬وقدم املتحدثون تقيي ًما لتهديدات التحري�ض والتطرف العنيف‪ .‬كما ُقدم‬ ‫عر�ض عام على �أ�سا�س اخلربات دون الإقليمية لإفريقيا وجامعة الدول العربية‪.‬‬ ‫ففي �إفريقيا‪ ،‬اكت�شف �أن ال ُق�صر وال�سذج والعاطلني قد �أ�صبحوا �أهداف ًا للإرهابيني‬ ‫الذين جنحوا يف هذا االجتاه ب�سبب الفقر يف املنطقة واحلدود غري امل�ضمونة‪ .‬فقد‬ ‫حددت املنطقة باعتبارها ثاين �أكرث املناطق ت�ضرر ًا من �أعمال الإرهاب‪ .‬وعلى‬


‫ال�سعودية ت�سبق املجتمع الدويل يف م�شاريع �إعادة بناء وتنمية املجتمع ال�صومايل‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫ا�ستكملت احلملة الوطنية ال�سعودية لإغاثة ال�شعب ال�صومايل وبالتعاون‬ ‫مع منظمة التعاون الإ�سالمي جميع الإجراءات التنفيذية متهيد ًا للبدء يف تنفيذ‬ ‫احلزمة الأوىل من برنامج �إعادة بناء وتنمية املجتمع ال�صومايل‪ ،‬والتي تبلغ قيمتها‬ ‫‪ 24‬مليون دوالر �أمريكي تقريب ًا‪ ،‬وت�شمل جماالت التعليم وال�صحة والزراعة و�إعادة‬ ‫توطني النازحني‪ ،‬وجماالت الرعاية االجتماعية مبختلف مناحيها‪ ،‬وتغطي هذه‬ ‫احلزمة مناطق ال�صومال كافة‪.‬‬ ‫وقد دعا الأمني العام للمنظمة‪� ،‬أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬الدول الأع�ضاء‪،‬‬ ‫واملنظمات الإن�سانية العاملة لديها‪ ،‬ومنظمات املجتمع املدين‪� ،‬إىل امل�ساهمة يف‬ ‫برنامج امل�ساعدات الذي تقدمه املنظمة �إىل ال�صومال‪ .‬وثمن عالي ًا ما قدمته‬ ‫وتقدمه اململكة العربية ال�سعودية حتت قيادة حكومة خادم احلرمني ال�شريفني‪،‬‬ ‫امللك عبد اهلل بن عبد العزيز‪ ،‬يف م�ضمار العمل الإن�ساين وتعزيز وتر�سيخ معاين‬ ‫الت�ضامن الإ�سالمي بني الدول الأع�ضاء باملنظمة‪.‬‬ ‫ويعترب برنامج احلملة ال�سعودية‪ ،‬الأول من نوعه على م�ستوى �إ�سهامات‬ ‫املجتمع الدويل يف جماالت �إعادة البناء والتنمية يف ال�صومال‪ ،‬وي�أتي بالتعاون مع‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ويف �إطار اجلهود الإن�سانية املتوا�صلة لل�سعودية‪ ،‬لدعم‬ ‫وم�ؤازرة ال�شعب ال�صومايل‪� ،‬ضمن برنامج �إعادة بناء وتنمية املجتمع ال�صومايل‪،‬‬ ‫ب�إ�شراف ومتابعة مبا�شرة من �صاحب ال�سمو امللكي الأمري حممد بن نايف بن عبد‬ ‫العزيز‪ ،‬وزير الداخلية امل�شرف العام على اللجان واحلمالت الإغاثية ال�سعودية‪.‬‬ ‫ُيذ َكر �أن احلملة الوطنية ال�سعودية كانت قد قدمت م�ساعدات �إغاثية ل�صالح‬ ‫ال�صومال جتاوزت ع�شرة الآف طن �إبان فرتة املجاعة‪ ،‬وتقوم حالي ًا بحفر ‪150‬‬ ‫بئر ًا ارتوازية حلل م�شكلة املياه كان قد اعتمدها �صاحب ال�سمو امللكي الأمري الراحل‬ ‫نايف بن عبد العزيز‪ ‬ـ رحمه اهلل ـ �إ�ضافة �إىل م�ساعدات �إغاثية و�إمنائية �أخرى‪.‬‬ ‫يف غ�ضون ذلك‪ ،‬تُعتبرَ هذه املرحلة امتداد ًا للتعاون الوثيق بني املنظمة‬ ‫واحلملة ال�سعودية واللتني كانتا قد وقعتا اتفاق ًا ثنائي ًا يعزز التن�سيق والتعاون يف‬

‫جمال تقدمي امل�ساعدات �إىل ال�صومال‪.‬‬ ‫وعلى ال�صعيد نف�سه‪� ،‬أكدت �إدارة ال�ش�ؤون الإن�سانية يف املنظمة جهوزية مكتبها‬ ‫لتن�سيق امل�ساعدات الإن�سانية يف ال�صومال يف �سبيل تنفيذ هذه احلزمة الإن�سانية‬ ‫على الوجه الأكمل لت�صل مل�ستحقيها‪.‬‬ ‫وبعث �إح�سان �أوغلى ر�سالة �شكر وتقدير خلادم احلرمني ال�شريفن‪ ،‬امللك عبد‬ ‫اهلل بن عبد العزيز �آل �سعود‪ ،‬و�أخرى مماثلة لوزير الداخلية امل�شرف العام على‬ ‫اللجان واحلمالت ال�سعودية للإغاثة‪� ،‬صاحب ال�سمو امللكي الأمري حممد بن نايف‬ ‫بن عبد العزيز �آل �سعود‪ ،‬وذلك جلهود اململكة العربية ال�سعودية يف جمال �إعادة بناء‬ ‫وتنمية ال�صومال‪ .‬‬ ‫وت�أتي ر�سالتا الأمني العام ب�ش�أن تد�شني احلزمة الأوىل من م�شاريع احلملة‬ ‫الوطنية ال�سعودية لإغاثة ال�شعب ال�صومايل والتي ت�شمل �أكرث من ‪ 20‬م�شروع ًا‬ ‫نوعي ًا يف جماالت ال�صحة والتعليم والرعاية والتنمية الإجتماعية والزراعة‪� ,‬إ�ضافة‬ ‫�إىل حفر �آبار ملياه ال�شرب والبالغة (‪ )50‬بئر ًا يف مرحلتها الأوىل‪ ,‬مولتها احلملة‬ ‫الوطنية ال�سعودية لإغاثة ال�شعب ال�صومايل �ضمن جهودها املتوا�صلة لإعادة بناء‬ ‫وتنمية ال�صومال ب�إ�شراف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ .‬ومت حفل التد�شني يف احتفالية‬ ‫كبرية ح�ضرها رئي�س الوزراء ال�صومايل الأ�ستاذ عبدي فارح �شريدون وعدد من‬ ‫الوزراء‪ ،‬و�أع�ضاء جمل�س النواب ال�صومايل‪ ،‬وجمع غفري من �أعيان املدينة وقادة‬ ‫منظمات املجتمع املدين والإعالم‪ ،‬وذلك يف التا�سع من يونيو ‪ ،2013‬املوافق ‪30‬‬ ‫رجب ‪1434‬هـ يف مقدي�شو حتت �شعار “ال�سعودية دوم ًا �س ّباقة يف م�ؤازرة‬ ‫الإخوة الأ�شقاء”‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف الأمني العام �أن هذا الربنامج ُيعتبرَ امتداد ًا للتعاون الوثيق بني اململكة‬ ‫العربية ال�سعودية ومنظمة التعاون الإ�سالمي الذي ي�شهد تطور ًا كل يوم‪ ،‬لي�س يف‬ ‫ال�صومال فح�سب‪ ،‬بل يف مناطق �أخرى من العامل‪ .‬وال �شك يف �أن هذا التعاون ميثل‬ ‫�أمنوذج ًا للتعاون بني الدول الإ�سالمية املانحة واملنظمة مبا ينعك�س �إيجاب ًا على‬ ‫تخفيف الكوارث الإن�سانية يف دول العامل الإ�سالمي‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫�ش�ؤون �إن�سانية‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي تعقد ور�شة عن حتديات العمل الإن�ساين‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫احت�ضن مقر الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي بجدة‪ ،‬يومي ‪ 10‬و‪11‬‬ ‫يونيو ‪ ،2013‬ور�شة عمل بعنوان‪“ :‬العمل الإن�ساين يف ع�صرنا احلايل ـ الواقع‬ ‫والتحديات يف �إطار الفقه الإ�سالمي والقانون الدويل الإن�ساين”‪.‬‬ ‫وتولت �إدارة ال�ش�ؤون الإن�سانية باملنظمة واللجنة الدولية لل�صليب الأحمر وهيئة‬ ‫الإغاثة الإ�سالمية العاملية تنظيم هذه الور�شة التي �شارك فيها علماء وخرباء يف‬ ‫جمايل الفقه الإ�سالمي والقانون الدويل الإن�ساين‪ ،‬كال�شيخ الدكتور علي حميي‬ ‫الدين القرة داغي‪ ،‬واخلبري الدويل الدكتور عامر ال�شرمايل‪ ،‬وغريهما من العلماء‬ ‫واخلرباء‪.‬‬

‫وتناولت الور�شة مو�ضوعات متنوعة يف جمال حقوق �ضحايا النـزاعات امل�سلحة‬ ‫وحماية العاملني يف املجال الإن�ساين‪� ،‬إ�ضافة �إىل عرو�ض خا�صة بتجارب وممار�سات‬ ‫يف جمال احلماية‪.‬‬ ‫وهدفت الور�شة �إىل تقدمي م�ساعدة معرفية للعاملني يف املجال الإن�ساين‪،‬‬ ‫وتنمية قدراتهم‪ ،‬وتعزيز التوعية واملعرفة لديهم مببادئ العمل الإن�ساين يف �ضوء‬ ‫الفقه الإ�سالمي والقانون الإن�ساين الدويل‪ ،‬وبناء املزيد من اجل�سور للتوا�صل‬ ‫والتعاون بني اجلهات الثالث املنظمة للور�شة و�شركائهم‪.‬‬ ‫جدير بالذكر �أن الور�شة �شارك فيها �أكرث من ‪ 20‬منظمة و‪ 80‬م�شارك ًا‪.‬‬

‫البعثة امل�شرتكة للمنظمة ومكتب تن�سيق ال�ش�ؤون الإن�سانية‬ ‫�إىل الفلبني تقـ ّيـم امل�شكالت الإن�سانية يف مينداناو‬ ‫مينداناو ـ الفلبني‬ ‫قامت بعثة ال�شراكة الإن�سانية امل�شرتكة ملنظمة التعاون الإ�سالمي ومكتب‬ ‫تن�سيق امل�ساعدات الإن�سانية بزيارة �إىل الفلبني خالل الفرتة من ‪ 20-16‬يونيو‬ ‫‪ .2013‬وقد زارت البعثة‪ ،‬التي تر�أ�سها كل من ال�سفري عطا املنان بخيت‪ ،‬الأمني‬ ‫العام امل�ساعد للمنظمة لل�ش�ؤون الإن�سانية‪ ،‬ور�شيد خاليكوف مدير مكتب تن�سيق‬ ‫امل�ساعدات الإن�سانية يف جنيف‪ ،‬كوتوباتو ودافاو‪ ،‬حيث التقى �أع�ضا�ؤها مع امل�س�ؤولني‬ ‫املحليني وم�س�ؤويل املنظمات الإن�سانية املعنية‪.‬‬ ‫وحتقيق ًا لأهداف الزيارة‪ ،‬فقد �أتاح وجود البعثة امل�شرتكة فر�صة لتقييم حجم‬ ‫امل�شكالت الإن�سانية ال�سائدة يف منطقة مينداناو‪� ،‬إ�ضافة �إىل تقدمي اخلربة ملعاجلة‬

‫ق�ضايا الكوارث الطبيعية التي تواجهها الفلبني على نحو مبا�شر‪.‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل ذلك‪ ،‬تبادل �أع�ضاء البعثة امل�شرتكة وجهات النظر مع بع�ض الوزراء‬ ‫وكبار امل�س�ؤولني الفلبينيني حول دور املنظومة الإن�سانية يف دعم اجلهود الوطنية‬ ‫واملحلية لتطوير اال�ستعداد والقدرة على التكيف يف مواجهة الكوارث الطبيعية‬ ‫املتكررة مثل �إع�صار الزوار بوبا (بابلو)‪ ،‬الذي ت�سبب يف دمار وا�سع النطاق‪.‬‬ ‫و�أعربت البعثة يف ختام زيارتها عن �شكرها حلكومة جمهورية الفلبني وملمثل‬ ‫الأمم املتحدة املقيم ومن�سق امل�ساعدات الإن�سانية لدعمهم الن�شط من �أجل جناح‬ ‫ال�شراكة املفيدة والقائمة بني املنظمة ومكتب تن�سيق امل�ساعدات الإن�سانية‪.‬‬

‫تقرير منظمة التعاون الإ�سالمي الإن�ساين حول غزة‬ ‫يحذر من �أزمة مائية تواجه القطاع خالل عامني‬ ‫غزة ـ فل�سطني‪:‬‬ ‫حذرت منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬يف تقريرها الإن�ساين ال�شهري من �أزمة‬ ‫مائية قد تواجه قطاع غزة‪ ،‬يف �ضوء نق�ص حاد ي�صل �إىل ‪ 80‬مليون مرت مكعب‪.‬‬ ‫و�أوردت �إدارة ال�ش�ؤون الإن�سانية باملنظمة‪ ،‬يف تقريرها “عن الو�ضع الإن�ساين يف‬ ‫قطاع غزة”‪� ،‬أن تلوث اخلزان اجلويف‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل تزايد �أعداد ال�سكان هناك‬ ‫بن�سبة ‪ 3.5‬يف املئة‪ ،‬و�سحب اجلانب الإ�سرائيلي للمياه اجلوفية؛ ف�ض ًال عن ندرة‬ ‫مياه الأمطار يف املنطقة‪� ،‬سوف ت�ؤدي �إىل �أزمة مائية خالل ال�سنتني القادمتني‪.‬‬ ‫و�أ�شار التقرير الذي ي�شمل فرتة مار�س من عام ‪� ،2013‬إىل �أن القطاع �سوف‬ ‫يواجه كذلك �أزمة كهرباء خالل مو�سم ال�صيف‪ ،‬ب�سبب ازدياد ا�ستخدام الأجهزة‬ ‫الكهربائية يف مقابل النق�ص يف �إمدادات الطاقة‪.‬‬ ‫يف �سياق ذلك‪ ،‬دعت �إدارة ال�ش�ؤون الإن�سانية يف تقريرها �إىل �ضرورة دعم‬

‫‪30‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ـ يوليو ‪2013‬‬

‫م�شاريع �إغاثية تنموية ت�ستهدف االحتياجات احلقيقية يف القطاع‪� ،‬إ�ضافة �إىل‬ ‫دعم م�شروع �إن�شاء بنك املعلومات الذي يهدف �إىل تقدمي �صورة عن االحتياجات‬ ‫الإن�سانية والتنموية التي يحتاج �إليها القطاع‪ ،‬ف�ض ًال عن �إن�شاء ج�سم تن�سيقي من‬ ‫امل�ؤ�س�سات الأهلية والدولية بغية توحيد جهود الوفود الزائرة‪.‬‬ ‫من جهة ثانية‪ ،‬ذكر التقرير‪ ،‬الذي ي�صدر �شهري ًا منذ عام ‪� ،2011‬أن القطاع‬ ‫ا�ستقبل خالل مار�س ‪ 25 ،2013‬وفد ًا �إن�ساني ًا‪ ،‬من بينها ‪ 18‬وفد ًا قدموا من‬ ‫الدول الأع�ضاء مبنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬و�سبعة وفود من دول �أجنبية متفرقة‪.‬‬ ‫و�أرفقت �إدارة ال�ش�ؤون الإن�سانية بالتقرير ال�شهري ملحق ًا مب�شاريع امل�ساعدات‬ ‫املقدمة خالل �شهر مار�س ‪ ،2013‬التي تنوعت بني قطاعات التعليم وال�صحة‬ ‫والزراعة وال�صيد والبنية التحتية وال�شباب واملر�أة والطفل‪� ،‬إ�ضافة �إىل الإغاثات‬ ‫املو�سمية والطارئة‪.‬‬


‫«الإجماع» �أ�سا�س الدول‬ ‫و»الأغلبية» ت�أتي الحقاً‬ ‫�أمين عبو�شي‬ ‫�إدارة الإعالم مبنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‬

‫من حيث ال ندري‪ ،‬ارتبكت ال�ساحة العربية مبا ُي�سمى (الإ�صالحات‬ ‫الدميقراطية) �إزاء مفهوم املواطنة‪ ،‬والعقد االجتماعي اجلديد‪.‬‬ ‫وما كان بالأم�س حم�سوم ًا ل�صالح الدولة املركزية مطلقة ال�صالحيات‪،‬‬ ‫ت�شرذم اليوم يف والءات متعددة ومتغرية االجتاهات‪ ،‬وم�صالح و�أهواء يجري‬ ‫ا�ستغاللها من قبل الطاحمني يف ح�صة من �صناديق االقرتاع‪ ،‬عرب التفريق‬ ‫والتجزئة والت�شويه والتخوين وغريها من و�سائل التنميط‪ ،‬يف �سبيل اال�ستحواذ‬ ‫على جزء من فراغ ال�سلطة املباغت‪.‬‬ ‫والإجماع ال�شعبي املطلق والق�سري حتت طائلة “ديكتاتورية” حميدة �أو منبوذة‬ ‫�أدى خالل العقدين الأخريين‪ ،‬وبعد ترهل دول احلزب الواحد‪� ،‬أو التوتاليتارية‪،‬‬ ‫�إىل تف�شي الف�ساد واملح�سوبية وح�صر الرثوة يف �شريحة �ضيقة منتفعة‪ ،‬لكن هذه‬ ‫الدولة املتما�سكة وحمددة الأهداف‪ ،‬متكنت‪ ،‬بعد �أن قمعت الأ�صوات املعار�ضة‬ ‫لها‪ ،‬من الإبقاء على وحدة ال�صف امللزمة‪ ،‬ووالءات الأجهزة الأمنية‪ ،‬وامل�ؤ�س�سة‬ ‫الع�سكرية‪ ،‬وفر�ضت لنف�سها ا�ستقرار ًا �شكلي ًا‪ ،‬ور�ؤية وا�ضحة ال جمال ملناق�شتها‪،‬‬ ‫على الرغم مما واجهته من انتقادات واتهامات‪ ،‬وما وقعت فيه من زالت‪.‬‬ ‫وال يعني جناح مناذج ت�سلطية على ح�ساب التجربة الدميقراطية تر�سيخاً‬ ‫لنقي�ضني يجمع العامل على ت�صنيفهما‪� ،‬سلب ًا و�إيجاب ًا‪ ،‬و�إمنا ي�شي بحقل الألغام‬ ‫�أمام ما ُيع َرف بـ (الربيع العربي)‪ ،‬الأمر الذي ك�شف حجم التباينات الكبرية‬ ‫بني مكونات ال�شعب يف �صورها الطائفية والعرقية والطبقية واملناطقية‪ ،‬وهي‬ ‫مت�أ�صلة لكنها كامنة‪ ،‬ت� ّأججت مع ا�ستغالل حمالت الدعاية الإعالمية وحماوالت‬ ‫اال�ستقطاب‪ ،‬وموجات الت�شويه‪ ،‬ونبذ الآخر‪ ،‬و�إغفال مبد�أ ال�شراكة يف بناء الوطن‪،‬‬ ‫وقبل ذلك كله‪ ،‬غياب الإجماع على تعريف جديد للمواطنة والعالقات املجتمعية‪،‬‬ ‫وهو ما بدا يف اخلالف اجلذري على و�ضع د�ساتري جديدة لتلك الدميقراطيات‬ ‫النا�شئة‪.‬‬ ‫ويت�صل غياب املفهوم اجلديد للمواطنة‪ ،‬الذي ينذر بانف�صال �أجزاء من‬ ‫تلك الدول �أو ه�شا�شتها ودخولها يف م�شاريع فيدرالية‪ ،‬باملفهوم الأو�سع للم�شروع‬ ‫القومي العربي‪ ،‬و�سقوطه نهائي ًا‪ ،‬وب�شكل تدريجي منذ ‪� 23‬سنة‪.‬‬ ‫فقد خلق فراغ االنتماء العربي الثقايف والإيديولوجي منطلقا لنهو�ض نزعات‬ ‫انف�صالية‪ ،‬ا�شر�أبت �أخري ًا بعد ظهور الفراغ ال�سلطوي و�ضعف الدولة‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫الت�شكيك الإعالمي املتوا�صل يف العالقات بني مكونات املجتمع الذي و�صل �إىل حد‬ ‫القطيعة واحلروب الأهلية‪ ،‬من �أجل ح�سم جدل �سلطوي يف فرتة انتقالية ما‪ُ ،‬ت َعد‬

‫الأ�ضعف يف تاريخ املنطقة منذ الإجماع املبدئي على بناء دول واعدة قامت ما بعد‬ ‫فرتة اال�ستعمار‪.‬‬ ‫باخت�صار‪� ،‬أ�صبحت القومية العربية جمرد تاريخ ي�صعب ابتعاثه من جديد‪ ،‬على‬ ‫الأقل‪ ،‬يف غ�ضون العقود املقبلة‪ ،‬مقابل واقع مرير من التناحر املبا�شر �أو املتواري‬ ‫حتت رماد اخل�شية من االنفجار ال�شامل‪� ،‬أو ما ي�سميه املراقبون اليوم‪ ،‬حرب ًا �إقليمية‬ ‫وا�سعة قوامها اخل�صومة الطائفية‪.‬‬ ‫واملفارقة �أن الدميقراطية التي ُيراد بتطبيقها �إبرام �صفقة عادلة تعطي احلقوق‬ ‫امل�شروعة للأقليات‪ ،‬كانت ال�سبب يف ت�أليب ال�شرائح املختلفة �إىل حد القطيعة‪،‬‬ ‫حتت مظلة (حرية التعبري‪ ،‬وجدلية الدوائر االنتخابية‪ ،‬وحق االحتجاج والتظاهر‬ ‫واالعت�صام والإ�ضراب) وغريها من �أدوات الدميقراطية التي قد تنقلب الحق ًا‬ ‫لت�صبح عوامل للفو�ضى ومقدمات للحروب الداخلية على خلفية تناق�ض امل�صالح بني‬ ‫�أبناء ال�شعب نف�سه‪ ،‬ولي�س كما كان يف انح�سارها بني النظام وال�شارع‪.‬‬ ‫والدميقراطية ب�صورتها احلالية �أخذت على عاتقها مهمة الإطالق الوا�سع‬ ‫للحريات يف حيز �ضيق وب�إمكانات �شحيحة‪ ،‬ويف حلظة ترتيب البيت الداخلي‪ ،‬فكان‬ ‫�أن حتول احلق امل�شروع لل�شعوب يف حكم نف�سها‪� ،‬سبب ًا يف تقوي�ض اال�ستقرار‪ ،‬وتهديد‬ ‫�أ�سا�س الدولة‪ ،‬لأن املراد به احلكم‪ ،‬فاقد للبو�صلة‪ ،‬وغري قادر على حتديد �أهدافه‪،‬‬ ‫وحتقيق الإجماع املطلق على قرارات م�صريية وتاريخية وم�ؤ�س�سة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا �أن‬ ‫القرارات املف�صلية للدول ال تُبنى على مبد�أ (الأغلبية) الذي تكفله الدميقراطية‪،‬‬ ‫مبا يكتنفه من حتالفات وائتالفات وحما�ص�صة وا�ستقطاب‪.‬‬ ‫وبناء الدولة ال يحتمل اجلدل‪� ،‬أو الريبة وال�شك‪ ،‬بل ي�ستلزم بنية حتتية قوية‪،‬‬ ‫ت�ضمن لها القدرة على البقاء يف مراحل جدلية الحقة‪ ،‬ويف ق�ضايا غري حم�سومة‪.‬‬ ‫وتبقى الدميقراطية يف هذا ال�سياق‪ ،‬مثالية يف حتقيق �أهدافها املن�صو�ص عليها‪ ،‬من‬ ‫دون القدرة على معاجلة اخلارج على الن�ص‪ ،‬واال�ستثنائي‪ ..‬فهي ف�شلت‪ ،‬بال�ضرورة‪،‬‬ ‫يف احلفاظ على الإطار اجلامع للدولة التقليدية‪ ..‬وهي و�إن لبت رغبات �صناديق‬ ‫االقرتاع‪� ،‬إ ّال �أنها مل تعك�س بال�ضرورة ال�صورة اجلامعة واملن�شودة لدولة م�ستقرة‬ ‫ونظيفة تتمتع ب�إدارة براغماتية مت�صلة ب�شكل مبا�شر مع مطالب ال�شعوب‪ ،‬وقادرة‪،‬‬ ‫وبحنكة‪ ،‬على التعامل مع املتغريات‪ ،‬والتباينات ب�سرعة و�سال�سة وعلى �أ�سا�س �صلب‪.‬‬ ‫لكن من امل�ؤكد �أن جترمي ال�شعوب‪ُ ،‬يـ َعـد فكرة دينكو�شوتية‪ ،‬خارجة عن‬ ‫امل�ألوف‪ ،‬ال �سيما و�أن املنطقة مل ت�ستيقظ بعد من �صدمة الثورات‪ ،‬بكل ما فيها من‬ ‫�إرها�صات‪ ،‬وت�ضحيات ون�شوة �إ�سقاط الأنظمة امل�ستبدة‪ ..‬متام ًا كما هو الت�شدق بف�شل‬ ‫الدميقراطية التي يجب �أن تكون وفق املتعارف عليه؛ �أداة لتوزيع الرثوة‪ ،‬وحماربة‬ ‫الف�ساد‪ ،‬و�إنهاء الت�سلط‪ ،‬و�إحقاق العدالة املجتمعية‪ ،‬و�إنفاذ القانون‪ ،‬والبدء مب�شاريع‬ ‫التنمية امل�ستدامة‪ ،‬والنهو�ض بال�شعوب ب�صورة علمية وم�ؤ�س�ساتية‪.‬‬ ‫ال يبدو �أن �أي ًا من هذه الأهداف النبيلة قد حتقق‪ ،‬وقد ال يتحقق يف املدى املنظور‪،‬‬ ‫يف ظل طغيان الأنانية اجلماهريية‪ ،‬وغياب عقد اجتماعي يجمع عليه املواطنون‪،‬‬ ‫ي�ضمن لإطار الدول النا�شئة متا�سكه‪ ،‬وقبل ذلك حتديد هُ وية وا�ضحة املعامل ل�شكل‬ ‫الدولة اجلديد‪ ،‬بحيث ال تخ�ضع للت�أويالت‪� ،‬أو اال�ستقطابات اخلارجية‪ ،‬وي�صوغ لها‬ ‫كذلك �شكل عالقاتها مع حميطها الإقليمي‪ ..‬وهي جدلية �شائكة‪ ،‬وبيئة خ�صبة لبذور‬ ‫الفو�ضى والفنت‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫�ش�ؤون �إن�سانية‬

‫�أن�شطة منظمة �أطباء بال حدود للفل�سطينيني‪ :‬معاجلة الآثار طويلة املدى للنـزاع امل�سلح‬ ‫يخلف التعر�ض املتوا�صل للعنف يف قطاع غزة وال�ضفة الغربية‪ ،‬بل‬ ‫�أي�ض ًا يف �سوريا‪ ،‬تداعيات طبية ونف�سية واجتماعية على ال�سكان‪ .‬ويف‬ ‫هذا ال�صدد‪ ،‬تدير منظمة �أطباء بال حدود برامج خمتلفة يف الأرا�ضي‬ ‫الفل�سطينية املحتلة بهدف تلبية االحتياجات التي ال يغطيها النظام‬ ‫ال�صحي الفل�سطيني‪ .‬ففي غزة‪ ،‬تقدم املنظمة خدمات الرعاية الالحقة‬ ‫للعمليات اجلراحية املتخ�ص�صة‪ ،‬ف�ض ًال عن �أن�شطة العناية املركزة‪ .‬ويف‬ ‫نابل�س واخلليل والقد�س ال�شرقية‪ ،‬تدير املنظمة كذلك عدد ًا من الربامج‬ ‫الطبية والنف�سية ـ االجتماعية‪� .‬أما يف لبنان‪ ،‬تدير املنظمة م�شاريع طبية‬ ‫ونف�سية لالجئني الفل�سطينيني وال�سوريني ـ الفل�سطينيني‪.‬‬ ‫وغالب ًا ما يت�سبب النـزاع الفل�سطيني ـ الإ�سرائيلي والنـزاع فيما بني خمت ِلف‬ ‫الف�صائل الفل�سطينية يف ت�أثري مزدوج على املدنيني‪ ،‬بحيث يزيد من حجم‬ ‫احتياجاتهم يف ما يخ�ص الرعاية الطبية والنف�سية‪ ،‬ويف الوقت نف�سه‪ ،‬يقل�ص من‬ ‫توافر الأدوية واملعدات الطبية ال�ضرورية لعالجهم‪ .‬كما �ساهم احل�صار القائم على‬ ‫قطاع غزة والقيود املفرو�ضة على احلركة يف تقييد فر�ص ح�صول الطاقم الطبي‬ ‫واجلراحي الفل�سطيني على مزيد من التدريب املتخ�ص�ص الذي ي�ساعدهم على‬ ‫البقاء ّ‬ ‫مطلعني على �أحدث التطورات يف جمال عملهم‪.‬‬ ‫دعم ال�صحة النف�سية يف ال�ضفة الغربية‬ ‫وحالي ًا‪ ،‬تركز منظمة �أطباء بال حدود‪ ،‬التي تعمل يف الأرا�ضي الفل�سطينية‬ ‫يف نابل�س وقلقيلية واخلليل يف ال�ضفة الغربية‪ ،‬يوا�صل الفل�سطينيون وامل�ستوطنون‬ ‫املحتلة منذ عام ‪ ،1989‬على معاجلة الآثار طويلة املدى لهذا النـزاع الذي‬ ‫ا�ستنـزف النظام ال�صحي املحلي ومل يعد قادر ًا على جماراته‪ ،‬حيث توفر لل�سكان الإ�سرائيليون العي�ش يف جتمعات �سكنية متقاربة‪ ،‬وهو ما ي� ّؤجج �أعمال العنف و ُي�سبب‬ ‫�ضغط ًا نف�سيا كبري ًا على �سكان الأحياء املتجاورة‪ .‬و ُيعترب جميع مر�ضى برنامج‬ ‫خدمات رعاية متخ�ص�صة جمانية‪ ،‬ما كانوا ليح�صلوا عليها بطريقة �أخرى‪.‬‬ ‫املنظمة اخلا�ص بالرعاية النف�سية �ضحايا مبا�شرين �أو غري مبا�شرين للنـزاع‬ ‫الفل�سطيني ـ الإ�سرائيلي والنـزاع فيما بني الفل�سطينيني‪.‬‬ ‫يف غزة‪ ،‬خدمات اجلراحة املتخ�ص�صة ل�ضحايا احلروق‬ ‫ويف مدينتي نابل�س واخلليل‪ ،‬تقدم املنظمة الدعم الطبي والنف�سي واالجتماعي‬ ‫يف غزة‪ ،‬تركز املنظمة على اجلراحة الرتميمية والتقوميية وجراحة اليد‪،‬‬ ‫بالن�سبة للمر�ضى الذين عانوا من جروح �أو �صدمات عنيفة وغريها من الإ�صابات �إىل ال�سكان املت�ضررين جراء النزاع‪ .‬ففي عام ‪ ،2012‬ارتفعت ن�سبة اال�ست�شارات‬ ‫و�سعت املنظمة نطاق خدماتها يف‬ ‫امل�سببة لل�ضعف‪.‬‬ ‫النف�سية يف اخلليل بن�سبة ‪ 50‬يف املئة‪ ،‬بينما ّ‬ ‫ويف عام ‪� ،2010‬أطلقت املنظمة برناجم ًا جراحي ًا خا�ص ًا يف م�ست�شفى نا�صر القد�س ال�شرقية من �أجل ا�ستيعاب الطلب املتزايد على خدماتها بعد �أن ت�ضاعف‬ ‫يف خان يون�س‪ ،‬جنوب غزة‪ .‬وتُعتبرَ غالبية مر�ضى املنظمة يف م�ست�شفى نا�صر من عدد املر�ضى ثالث مرات‪ .‬كما �أن ن�صف املر�ضى تقريب ًا هم دون �سن الثامنة ع�شرة‪،‬‬ ‫الأطفال امل�صابني بحروق �سببتها حوادث منـزلية‪ ،‬وهي حوادث بد�أت ن�سبة تواترها يعاين معظمهم من حاالت القلق‪ .‬كما ُيعترب االكتئاب وم�شاكل ال�سلوك والإجهاد‬ ‫رغم ال�سكان على الالحق لل�صدمة‪ ،‬من احلاالت ال�شائعة بني املر�ضى‪.‬‬ ‫ترتفع منذ بداية احل�صار ب�سبب انقطاع التيار الكهربائي الذي ُي ِ‬ ‫وتطمح املنظمة �إىل الو�صول �إىل م�ستوى مقبول من خدمات الرعاية الطبية‬ ‫البحث عن طرق بديلة للطبخ والتدفئة‪.‬‬ ‫ويف عام ‪� ،2012‬شرع فريق املنظمة يف خان يون�س يف تقدمي خدمات النف�سية للمر�ضى الذين �أ�صبحوا يعانون يف حياتهم اليومية من الإجهاد والقلق‬ ‫متخ�ص�صة لإعادة ت�أهيل اليد‪ .‬وعلى مدى ذلك العام‪ ،‬خ�ضع ما جمموعه ‪ 282‬والإحباط‪.‬‬ ‫مري�ض ًا للجراحة‪ 56 ،‬يف املئة منهم كانوا يعانون من حروق و ‪ 19‬يف املئة من‬ ‫الإغاثة الإن�سانية لالجئني الفل�سطينيني وال�سوريني ـ الفل�سطينيني‬ ‫�إ�صابات بليغة‪ ،‬بينما يعاين ‪ 18‬يف املئة من ت�شوهات خلقية منذ والدتهم‪ .‬كما تلقى‬ ‫يف لبنان‬ ‫‪ 136‬مري�ض ًا �آخرين جراحة متخ�ص�صة خالل هذا العام‪.‬‬ ‫تدير منظمة �أطباء بال حدود �أي�ض ًا �أن�شطة طبية ونف�سية يف لبنان‪ ،‬توفر من‬ ‫وتوفر منظمة �أطباء بال حدود‪ ،‬من خالل عيادة تديرها يف مدينة غزة‪،‬‬ ‫الرعاية الالحقة للعمليات اجلراحية‪ ،‬مبا يف ذلك العالج الفيزيائي والت�ضميد‪ .‬خاللها الإغاثة الإن�سانية لالجئني الفل�سطينيني وال�سوريني ـ الفل�سطينيني الذين‬ ‫فتقوم بخدمات لإعادة ت�أهيل املر�ضى الذين خ�ضعوا لعمليات جراحية ومتكينهم من يعي�شون يف لبنان �أو الفارين من اال�ضطرابات يف �سوريا‪ .‬وتوفر املنظمة الدعم يف‬ ‫موا�صلة حياتهم بطريقة طبيعية‪ .‬كما تقدم املنظمة معدات م�ساعدة ومواد لإعادة خميمي عني احللوة و�شاتيال‪� .‬أما يف �صيدا‪ ،‬فتدير املنظمة برناجم ًا نف�سي ًا جمتمعي ًا‬ ‫ت�أهيل احلروق‪ ،‬مثل املالب�س ال�ضاغطة و�أقنعة الوجه ال�سليكونية‪ .‬وخالل �شهري منذ �إبريل ‪ ،2011‬حيث تعمل يف خم�سة مرافق �صحية تعالج فيها ال�سكان‬ ‫يناير وفرباير ‪� ،2013‬أجرى طاقم املنظمة ‪ 648‬ح�صة ت�ضميد و‪ 723‬ح�صة الفل�سطينيني يف عني احللوة وجمموعات �ضعيفة �أخرى‪ .‬ومنذ عام ‪ ،2012‬توزع‬ ‫فرق املنظمة البطانيات ومعدات النظافة و�أواين الطبخ والأفر�شة واحلفاظات على‬ ‫عالج فيزيائي للمر�ضى الذين خ�ضعوا للجراحة‪.‬‬ ‫وتعمل الفرق الطبية التابعة للمنظمة ب�صلة وثيقة مع الطاقم الطبي مل�ست�شفى الالجئني يف ثالثة خميمات‪.‬‬

‫نا�صر‪� .‬إ�ضافة �إىل معاجلة املر�ضى مبا�شرة‪ ،‬تقدم الفرق التدريب املتخ�ص�ص �إىل‬ ‫زمالئها الفل�سطينيني‪ ،‬وتعزز مهارات �إحالة احلاالت الطبية وتُط ِلعهم على �آخر‬ ‫امل�ستجدات العلمية‪ ،‬كما قدمت م�ؤخر ًا تدريب ًا ب�ش�أن العالج الفيزيائي للقلب‪ .‬ومنذ‬ ‫بداية عام ‪ ،2013‬قامت املنظمة بدعم وحدة العناية املركزة يف م�ست�شفى نا�صر‪،‬‬ ‫من خالل توفري �إدارة �سريرية منا�سبة للمر�ضى الذين يعانون �أمرا�ض ًا حادة قابلة‬ ‫للعك�س‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ـ يوليو ‪2013‬‬


‫ثقافة‬

‫طرابل�س‪ :‬عا�صمة الثقافة الإ�سالمية لعام ‪ 2013‬عن املنطقة العربية‬ ‫تُع ُّد طرابل�س ثاين �أكرب مدن اجلمهورية اللبنانية بعد مدينة بريوت‪ ،‬وتقع‬ ‫على ال�ساحل ال�شرقي للبحر الأبي�ض املتو�سط‪ ،‬وهي تربط املدن ال�ساحلية مبدن‬ ‫�سوريا الداخلية‪ ،‬وبالتايل مبدن العراق واخلليج عن طريق ممر "طرابل�س ـ حم�ص"‬ ‫الطبيعي الذي قام بدور مهم عرب الع�صور‪ .‬وت�شرف طرابل�س على �سل�سلة جبلية‬ ‫ترتفع قممها �إىل ما فوق ‪ 3000‬م تك�سوها �أ�شجار الأرز‪ ،‬ويخرتق طرابل�س نهر‬ ‫ُيع َرف حملي ًا بنهر �أبو علي خمرتق ًا املدينة ويتدفق من مغارة قادي�ش يف �أعايل جبل‬ ‫املكمل‪.‬‬

‫وزواياها‪ ،‬وح ّماماتها‪ ،‬وخاناتها‪.‬‬ ‫و ُيعترب العهد العثماين يف طرابل�س �أطول العهود الإ�سالمية التي خ�ضعت‬ ‫ل�سيادتها‪ ،‬حيث امت ّد نحو ن ّي ٍف و�أربعة قرون‪ ،‬با�ستثناء ثماين �سنوات (‪-1832‬‬ ‫‪ )1840‬خ�ضعت فيها للحكم امل�صري حني دخلها "�إبراهيم با�شا" بن حممد علي‬ ‫الكبري �سنة ‪1832‬م‪ ،‬واتخذها قاعدة ع�سكرية �أثناء حملته على بالد ال�شام و�أقام‬ ‫فيها‪ ،‬ثم عادت �إىل الأتراك العثمانيني يف �سنة ‪1840‬م‪ ،‬حتى خ�ضوعها لالنتداب‬ ‫الفرن�سي �سنة ‪1918‬م‪ ،‬وظلت طرابل�س رائدة املدن ال�ساحلية حتى ا�ستقاللها‬ ‫يف عام ‪1943‬م‪ ،‬حيث �أ�صبحت طرابل�س العا�صمة الثانية بعد مدينة بريوت‪،‬‬ ‫و�أ�صبحت عا�صمة حمافظة لبنان ال�شمايل‪.‬‬

‫الت�سمية ‪:‬‬ ‫طرابل�س تعريب لكلمة (‪ )Tripolis‬اليونانية والتي تعني املدن الثالث‪.‬‬ ‫ويعود اال�سم �إىل ت�أ�سي�س �أول احتاد لثالث من مدن فينيقيا القدمية‪� :‬صور‪ ،‬و�صيدا‪،‬‬ ‫�أهم معامل احل�ضارة الإ�سالمية يف طرابل�س‬ ‫و�أرواد‪ ،‬حيث ن�ش�أت عنه مدينة فينيقية بثالثة �أحياء عمرانية وهي "حمالتا"‪،‬‬ ‫تُعترب طرابل�س املدينة الأغنى ثروة برتاثها على ال�ساحل ال�شرقي للبحر الأبي�ض‬ ‫"مايزا" و"كايزا"‪ ،‬و�شكلت تلك املدينة فيما بعد ب�أحيائها العمرانية الثالثة النواة املتو�سط‪ ،‬وهي الثانية ب�آثارها اململوكية بعد مدينة القاهرة‪ ،‬ومتثل متحف ًا حي ًا يجمع‬ ‫الأ�سا�سية التي قامت عليها طرابل�س اليوم‪.‬‬ ‫بني الآثار الرومانية والبيزنطية‪ ،‬والآثار الفاطمية وال�صليبية‪ ،‬والعمارة اململوكية‬ ‫والعثمانية‪.‬‬ ‫التاريخ‪:‬‬ ‫وت�ضم مدينة طرابل�س �أكرث من ‪َ 160‬م ْعلم ًا‪ ،‬بني م�سجد‪ ،‬ومدر�سة‪ ،‬وخان‪،‬‬ ‫يتميز �ساحل طرابل�س مبجموعة من التكوينات اجلغرافية التي ا�ستعملت‬ ‫وح ّمام‪ ،‬و�سوق‪ .‬ويوجد يف طرابل�س العديد من اجلوامع العريقة‪ ،‬ومعظمها ذات‬ ‫كموانئ لل�سفن واملراكب‪ ،‬وكانت طرابل�س القاعدة البحرية الكبرية يف ظ ّل حكم‬ ‫طراز مملوكي منها اجلامع املن�صوري وجامع تاينال‪ ،‬و جامع العطار‪ ،‬وجامع‬ ‫خلفاء الإ�سكندر الأكرب‪ ،‬وبلغت املدينة �أوج تطورها يف الع�صر الروماين‪ ،‬واحتوت‬ ‫الربطا�سي‪.‬‬ ‫على العديد من املعامل الهامة‪ ،‬ومت تدمري مدينة طرابل�س بفعل زلزال عام ‪551‬م‬ ‫وت�ضم مدينة طرابل�س �أي�ض ًا العديد من الأبراج والقالع احلربية التي �أقيمت‬ ‫خالل العهد البيزنطي‪.‬‬ ‫وقامت طرابل�س بدور مهم كقاعدة ع�سكرية يف عهد الأمويني‪ ،‬ثم متيزت على امتداد �ساحلها‪ ،‬ومن �أهمها ‪ :‬قلعة طرابل�س ‪ ،‬وبرج الأمري �أيتم�ش‪ ،‬وبرج الأمري‬ ‫ّ‬ ‫طرابل�س بحكم ذاتي م�ستقل يف الع�صر الفاطمي‪ ،‬و�أ�صبحت مركز ًا للعلم ال مثيل له ُج ُل ّبان‪ ،‬وطرباي (ال�شيخ عفّان)‪ ،‬والأمري الأحمدي (الفاخورة)‪ ،‬والأمري بر�سباي‬ ‫يف املنطقة‪ .‬و�سقطت طرابل�س بيد الإفرجن ال�صليبيني يف عام ‪1109‬م‪ ،‬وت�ضررت (املعروف بال�سباع)‪ ،‬وبرج ال�سلطان قايتباي (املعروف بربج ر�أ�س النهر)‪.‬‬ ‫وتقع القلعة فوق تلة �صخرية‪ ،‬ويوجد فيها حمام قدمي وثالثة م�ساجد‪ ،‬و�سجن‪،‬‬ ‫معظم معامل املدينة ب�شكل كبري‪ ،‬وخ�صو�ص ًا مكتبتها املعروفة با�سم "دار العلم" والتي‬ ‫و�إ�سطبل للخيول‪ ،‬وقاعات للقادة‪ ،‬وقاعات �ضخمة للجند والذخرية واملدفعية و�آبار‬ ‫كانت ت�ضم نحو ثالثة ماليني خمطوط‪ ،‬وكانت تناف�س يف غناها مكتبة بغداد‪.‬‬ ‫و ُفتحت طرابل�س يف عام ‪1289‬هـ على يد ال�سلطان املن�صور قالوون �سلطان وخزانات للمياه‪ ،‬و�أحوا�ض لل�شرب‪ ،‬ومقابر‪ ،‬وباحات وا�سعة للتدريبات الع�سكرية‬ ‫م�صر وال�شام الذي �أعطى �أوامره بهدم املدينة القدمية‪ ،‬وبنائها من جديد يف ال�سهل واال�ستعرا�ض‪ ،‬وحجرات خمتلفة االت�ساع‪ ،‬و�أبواب �أ�سفل �أ�سوارها‪ ،‬بع�ضها ي�ؤدي �إىل‬ ‫املنب�سط حتت قلعة طرابل�س‪ ،‬واتخذها �سالطني املماليك لأكرث من قرنني من الزمان النهر‪ ،‬وبع�ضها ي�ؤدي �إىل الأ�سواق الداخلية �إ�ضافة �إىل نوافذ للمدفعية‪.‬‬ ‫وت�ضم مدينة طرابل�س العديد من الق�صور والبيوت العتيقة‪ ،‬واحلمامات‬ ‫عا�صمة لنيابة ال�سلطنة‪ ،‬و�أقيمت لها عدة بوابات يف خمتلف االجتاهات‪.‬‬ ‫ودخلت طرابل�س حتت ال�سيادة العثمانية بعد موقعة "مرج دابق" �سنة ‪ 922‬واخلانات والأ�سواق التي تعترب من �أهم مقا�صد الزيارة وال�سياحة يف لبنان‪ ،‬كما‬ ‫هـ‪1516 /‬م‪ ،‬حيث بنى العثمانيون عدّة مناطق �سكنية جديدة حول مدينة يوجد يف ال�ساحة املركزية املعروفة بـ‪" :‬التل"‪ ،‬ال�ساعة العثمانية ذات الأدوار‬ ‫املماليك‪ ،‬فازدادت عمران ًا وات�ساع ًا‪ ،‬وت�ضاعف عدد م�ساجدها‪ ،‬ومدار�سها‪ ،‬اخلم�سة‪ ،‬التي �أهداها ال�سلطان عبد احلميد الثاين ملدينة طرابل�س‪.‬‬ ‫‪35‬‬


‫�إ�سالموفوبيا‬

‫منظمة التعاون الإ�سالمي ت�ست�ضيف اجتماع اخلرباء الدوليني‬ ‫الثالث ب�ش�أن تنفيذ قرار جمل�س حقوق الإن�سان رقم ‪18/16‬‬ ‫جنيف ـ �سوي�سرا‪:‬‬ ‫وت�ضمنت ال�شخ�صيات البارزة الأخرى التي خاطبت االجتماع قا�سم‪-‬جومارت‬ ‫�شدد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان توكاييف‪ ،‬املدير العام ملكتب الأمم املتحدة يف جنيف؛ بكري ندياي‪ ،‬مدير جمل�س‬ ‫�أوغلى‪ ،‬على �أنه ال ميكن وال ينبغي جتاهل خطر الإرهاب والتحري�ض على الكراهية حقوق الإن�سان و�شعبة الإجراءات اخلا�صة ‪ -‬مفو�ضية حقوق الإن�سان‪ ،‬ال�سفري مايكل‬ ‫والتمييز والعنف‪ ،‬وحذر من خماطر �أن ي�ضع املتطرفون واجلهات الفاعلة من غري كوزاك‪ ،‬القائم ب�أعمال النائب الأول امل�ساعد لوزير اخلارجية‪ ،‬مكتب الدميقراطية‬ ‫الدول جدول الأعمال ذي ال�صلة‪ ،‬ودعا بد ًال من ذلك �إىل �ضرورة التحرك النتزاع وحقوق الإن�سان والعمل بوزارة اخلارجية الأمريكية؛ ال�سفرية مارياجنيال زابيا‪،‬‬ ‫زمام املبادرة من ال�شارع �إىل طاولة اخلطاب الهادف املتعدد الأطراف املوجه نحو رئي�س وفد االحتاد الأوروبي لدى الأمم املتحدة واملنظمات الدولية الأخرى يف جنيف؛‬ ‫النتائج‪.‬‬ ‫ال�سفري جان ماري �إيهوزو‪ ،‬املراقب الدائم لالحتاد الإفريقي �إىل الأمم املتحدة يف‬ ‫ويف كلمته يف اجلل�سة االفتتاحية الجتماع عملية ا�سطنبول ملتابعة تنفيذ قرار جنيف؛ وال�سفري زامري �أكرم‪ ،‬املمثل الدائم لباك�ستان لدى الأمم املتحدة ومن�سق‬ ‫جمل�س حقوق الإن�سان رقم ‪ 18/16‬ب�ش�أن “مكافحة التع�صب والقولبة النمطية جمموعة منظمة التعاون الإ�سالمي حلقوق الإن�سان والق�ضايا الإن�سانية يف جنيف‪.‬‬ ‫وال�سلبية والو�صم والتمييز والتحري�ض على العنف وممار�سته �ضد النا�س ب�سبب‬ ‫وتبادل االجتماع عدد ًا من الآراء والأفكار حول �أف�ضل ال�سبل ملكافحة التع�صب‬ ‫دينهم �أو معتقدهم” الذي ُع ِقد يف جنيف على مدى ثالثة �أيام‪ ،‬وانتهى يوم ‪ 21‬يونيو الديني وموا�صلة البناء على توافق الآراء الوارد يف القرار رقم ‪ .18/16‬وكان‬ ‫‪ ،2013‬قال الأمني العام �إن مثل هذه االجتماعات تكت�سب �أهمية متزايدة‪ .‬وحث هناك اتفاق على فائدة نهج القرار رقم ‪ 18/16‬و�إجماع ب�ش�أن �أهمية وفعالية‬ ‫�إح�سان �أوغلى احل�ضور قائ ًال‪“ :‬يجب �أن تهدف مناق�شاتنا هنا �إىل معاجلة الق�ضايا عملية ا�سطنبول‪ ،‬و�أن ا�ستمرار العملية �سيكون �أمر ًا هام ًا نحو الإبقاء على مثل هذا‬ ‫املرتابطة ب�شكل مبا�شر مع الإ�شارة بوجه خا�ص �إىل املناطق الرمادية‪ .‬ونحن بحاجة النقا�ش‪.‬‬ ‫�إىل �أن نطور الأ�ساليب التي ميكنها �إزالة الفجوات يف التف�سري �أو التنفيذ �أو املعلومات‬ ‫وبطبيعة احلال‪ ،‬كانت هناك مناطق ق ّل فيها تقارب وجهات النظر‪ ،‬ولكنها كانت‬ ‫ً‬ ‫على �أ�سا�س توافقي”‪.‬‬ ‫�أقل عددا مقارنة باالتفاقات‪.‬‬ ‫واقرتح �إح�سان �أوغلى النظر �إح�سان �أوغلى يقرتح و�ضع «قانون غري ملزم» يعك�س الفهم فال يزال هناك اختالف يف‬ ‫يف �إمكانية و�ضع قانون غري‬ ‫الر�أي ب�ش�أن حدود التجرمي‬ ‫العنف‬ ‫على‬ ‫التحري�ض‬ ‫ملكافحة‬ ‫امل�شرتك‬ ‫ملزم ميكن �أن يعك�س فهم ًا‬ ‫املن�صو�ص عليها يف املادة‬ ‫م�شرتك ًا للمجتمع الدويل‬ ‫رقم ‪ 20‬من العهد الدويل‬ ‫ب�ش�أن هذه امل�س�ألة الهامة‪.‬‬ ‫اخلا�ص باحلقوق املدنية‬ ‫وميكن �أن يكون هذا القانون يف �شكل مبادئ �أو توجيهات �أو �إعالن‪.‬‬ ‫وال�سيا�سية‪ .‬غري �أنه كان هناك اتفاق على التجرمي كمبد�أ‪ .‬ويتعلق االختالف بالو�ضع‬ ‫و ُيعتـ َبـر اجتماع اخلرباء الدوليني يف جنيف هو الثالث �ضمن �إطار م�سار الذي يدخل فيه مثل هذا التجرمي حيز التالعب ومل يتبقَّ غري م�س�ألة حد التجرمي‬ ‫ا�سطنبول الذي بد�أه الأمني العام مع وزيرة اخلارجية الأمريكية ال�سابقة‪ ،‬ال�سيدة لالتفاق عليها‪ .‬ومل يكن من املتوقع التو�صل �إىل نتيجة ب�ش�أن هذه امل�س�ألة القانونية‬ ‫هيالري كلينتون‪ ،‬واملمثلة ال�سامية لالحتاد الأوروبي املعنية بال�ش�ؤون اخلارجية املعقدة ل�ضيق الوقت املخ�ص�ص لهذا االجتماع‪.‬‬ ‫وال�سيا�سة الأمنية‪ ،‬كاثرين �أ�شتون‪ ،‬للبناء �أكرث على التوافق ب�ش�أن القرار رقم‬ ‫وقد �أ�شار الأمني العام للمنظمة يف مالحظاته اخلتامية �إىل اعتقاده �أنه‬ ‫‪ 18/16‬ال�صادر يف مار�س ‪ُ .2011‬عقد االجتماع الأول يف وا�شنطن العا�صمة يف “�سيكون من الهام لالجتماعات املقبلة �أن ت�ستهدف حتليالت �أعمق لنقاط حمددة‪.‬‬ ‫دي�سمرب ‪ 2011‬والثاين يف لندن يف دي�سمرب ‪.2012‬‬ ‫و�أود �أن �أكرر مقرتحي ال�ستك�شاف اخليارات فيما يتعلق بالقانون غري امللزم‪ .‬وميكن‬ ‫ً‬ ‫ويف اجلل�سة الأوىل الجتماع جنيف‪ ،‬عر�ض مديري اجلل�سة وجهات نظرهم �أن ت�شكل الأمثلة التي ذكرت يف هذا االجتماع يف ال�سياق الأوروبي �أ�سا�سا ملزيد من‬ ‫ور�أيهم اخلبري ب�ش�أن �أهمية و�إحلاح ​​مواجهة التع�صب‪ ،‬مبا يف ذلك الدعوة �إىل املناق�شة والعمل لتحقيق هذه الغاية‪ .‬و�سيكون و�ضع مبادئ وتوجيهات و‪� /‬أو تو�صيات‬ ‫الكراهية الدينية التي ت�شكل حتري�ض ًا على التمييز �أو العداوة �أو العنف‪ .‬وتعاملت �سيا�سة مفيد ًا يف هذا ال�صدد‪ .‬و�أعتقد �أن جمل�س حقوق الإن�سان ومكتب املفو�ض‬ ‫اجلل�سة الثانية لالجتماع مع �أهم عن�صر من القرار رقم ‪ 18/16‬نظر ًا الختالف ال�سامي حلقوق الإن�سان �سيكون لديهما م�ساهمات يف مراحل خمتلفة من هذه‬ ‫وجهات النظر ب�ش�أن اعتماد تدابري لتجرمي التحري�ض على العنف القائم على �أ�سا�س العملية‪ .‬كما حتتاج هيئة منظمة التعاون الإ�سالمي الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان‬ ‫الدين �أو املعتقد‪ .‬وركزت اجلل�سة الثالثة على �ضرورة الإقرار ب�أن املناق�شة املفتوحة �إىل القيام بدور ن�شط يف هذه امل�س�ألة ‪ ...‬وقد نبحث �إمكانية اال�ستفادة من فاعلية‬ ‫والبـ ّنـاءة واملحرتمة للأفكار‪ ،‬وكذلك احلوار بني الأديان والثقافات على امل�ستويات مقبلة رفيعة امل�ستوى متعددة الأطراف لعقد اجتماع �آخر لعملية ا�سطنبول على‬ ‫املحلية والوطنية والدولية ميكن �أن ت�ضطلع بدور �إيجابي يف مكافحة الكراهية م�ستوى �أعلى فقد يحيي هذا يف اعتقادي الزخم ال�سيا�سي الالزم ويجعل العملية‬ ‫الدينية والتحري�ض والعنف‪.‬‬ ‫مت�ضي قدم ًَا على �أ�سا�س قوي”‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ـ يوليو ‪2013‬‬


‫عني �شم�س بالكيمياء والفيزياء يعادل ما كان يُدَ َّر�س يف �أرقى جامعات العامل‪.‬‬ ‫ومن جهته‪ ،‬قال م�صطفى م�سعد‪ ،‬يف كلمته خالل حفل التكرمي‪� ،‬إن الأمني‬ ‫العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي �شخ�صية يفخر ويعتز بها كل م�سلم وكل �إن�سان يف‬ ‫العامل‪ ،‬و�إن منحه درجة الدكتوراه الفخرية من عني �شم�س ي�أتي تقدير ًا ملجهوداته يف‬ ‫تعزيز العمل الإ�سالمي‪ .‬و�أ�ضاف م�سعد �إن �إح�سان �أوغلى هو مواطن م�صري باملولد‬ ‫والن�ش�أة ويحمل و�سام االمتياز‪ ،‬ثم و�شاح النيل الذي منحه �إياه الرئي�س حممد‬ ‫مر�سي خالل القمة الإ�سالمية الثانية ع�شرة بالقاهرة يوم ‪ 7‬فرباير ‪ ،2013‬فهو‬ ‫مواطن �شرف بالدرجة الأوىل وبامتياز من كل الدول العربية والإ�سالمية‪.‬‬ ‫وبدوره‪ ،‬قال رئي�س جامعة عني �شم�س‪ ،‬الدكتور ح�سني عي�سى‪� ،‬إن �إح�سان‬ ‫�أوغلى �شخ�صية دولية مرموقة �أ�سهم يف املد بني الثقافات و ُي َعد ابن ًا غالي ًا للجامعة‪،‬‬ ‫وت�أتي هذه االحتفالية وهذا التكرمي اعرتاف ًا من اجلميع بدوره يف رفع �ش�أن ال�شعوب‬ ‫الإ�سالمية وخدمة العامل الإ�سالمي‪ ،‬حيث �أحدث نقلة نوعية مهمة مبنظمة التعاون‬ ‫منذ توليه من�صبه يف عام ‪ 2005‬وحتى الآن‪.‬‬

‫معر�ض منظمة التعاون الإ�سالمي للرتكي �أورهان دورغوت‬ ‫الأق�صى يف عيون جداوية‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫افتتح الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪،‬‬ ‫معر�ض ال�صور الفوتوغرافية للم�سجد الأق�صى املبارك‪ ،‬يف جممع البحر الأحمر‬ ‫التجاري يف جدة‪ ،‬م�ساء ‪ 12‬مايو ‪ .2013‬وح�ضر حفل االفتتاح ال�سفري‬ ‫الفل�سطيني لدى اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬ومندوب فل�سطني الدائم لدى املنظمة‪،‬‬ ‫جمال ال�شوبكي‪ ،‬والقن�صل العام الفل�سطيني بجدة‪ ،‬عماد �شعث و�أع�ضاء ال�سلك‬ ‫الدبلوما�سي والقن�صلي يف جدة‪.‬‬ ‫وقال الأمني العام‪ ،‬يف بدء حفل االفتتاح‪� ،‬إن املعر�ض ميثل �أهمية خا�صة لتوفريه‬ ‫فر�صة �سانحة لإحياء �صورة الأق�صى املبارك وقيمته الرمزية والدينية املعربة يف‬ ‫قلوب الأمة الإ�سالمية‪ ،‬ف�ض ًال عن �إ�سهامه يف �إزالة الغمو�ض لدى بع�ض امل�سلمني‬ ‫يف عدم التمييز بني م�سجدي قبة ال�صخرة امل�شرفة والأق�صى املبارك‪ ،‬الفت ًا �إىل‬ ‫�أن املعر�ض ُيـ َعـ ّد ت�أكيد ًا ب�أن ق�ضية القد�س ال�شريف‪ ،‬عا�صمة دولة فل�سطني‪� ،‬ستبقى‬ ‫حتتل �سلم الأولوية لدى املنظمة يف كل ميادين العمل ال�سيا�سي والثقايف واالقت�صادي‬

‫و غريها‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �إح�سان �أوغلى �أن االعتداءات الإ�سرائيلية بحق القد�س والأق�صى‬ ‫املبارك �إمنا ت�ستهدف ركن ًا مهم ًا من عقيدة امل�سلمني‪ ،‬وهي اعتداءات على‬ ‫مقد�ساتهم وعلى قبلتهم الأوىل‪ ،‬وت�شكل حتدي ًا �إ�سرائيلي َا فظ َا لأعمق ما يف وجدان‬ ‫الأمة كلها من قيم وم�شاعر مقد�سة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقال �إح�سان �أوغلى‪ ،‬يف كلمته‪� ،‬إن املنظمة تعكف حاليا على ا�ستكمال الرتتيبات‬ ‫لعقد م�ؤمتر للمانحني‪ ،‬يف يونيو ‪ ،2013‬لتمويل اخلطة القطاعية الإ�سرتاتيجية‬ ‫لتنمية مدينة القد�س ال�شريف‪ ،‬والذي �ست�ست�ضيفه جمهورية �أذربيجان‪ ،‬معرب ًا عن‬ ‫�أمله يف �أن ي�ساهم هذا اجلهد يف توفري املوارد الالزمة لتنمية مدينة القد�س‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إىل �أن م�ؤمتر املانحني يتزامن مع اجتماع �آخر يهدف �إىل ت�شكيل �شبكة‬ ‫�أمان مالية �إ�سالمية‪ ،‬لتج�سد ا�ستجابة عملية من قبل الدول الإ�سالمية املقتدرة‬ ‫لتقدمي الدعم املايل للموازنة العامة لدولة فل�سطني‪ ،‬للتخفيف من الأزمة املالية‬ ‫التي تعاين منها‪.‬‬ ‫وفتح املعر�ض �أبوابه للعامة �إىل ال�سابع ع�شر من مايو ‪ .2013‬ويت�ضمن‬ ‫معر�ض ال�صور للم�صور الرتكي‪� ،‬أورهان دورغوت‪� ،‬صور ًا للم�سجد الأق�صى‪،‬‬ ‫وباحاته‪ ،‬ت�سلط ال�ضوء من خالل ‪� 54‬صورة على الأق�صى‪ ،‬وال �سيما �أن امل�سجد‬ ‫املبارك‪ ،‬مير حالي ًا بظروف �صعبة‪ ،‬يتعر�ض خاللها لالقتحامات املتوا�صلة من قبل‬ ‫امل�ستوطنني واملتطرفني‪� ،‬ضمن �سيا�سية �إ�سرائيلية منهجية تنتهك حرمات امل�سجد‬ ‫الأق�صى ب�شكل متوا�صل‪.‬‬ ‫ُيذ َكر �أن احلدث ُيـ َعـ ّد من بني جهود عديدة تقوم بها املنظمة‪ ،‬جزء ًا من‬ ‫الإ�سهامات التي تقوم بها منظمة التعاون الإ�سالمي من �أجل رفع الوعي لدى الأمة‬ ‫الإ�سالمية ب�أهمية حماية �أوىل القبلتني وثالث احلرمني ال�شريفني‪ ،‬امل�سجد الأق�صى‬ ‫املبارك‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫ثقافة‬

‫�ألقى حما�ضرة ب�ش�أن م�ستقبل املنظمة خالل ال�سنوات الثالث املقبلة‬ ‫القاهرة تكـ ّرم �إح�سان �أوغلى وعني �شم�س متنحه الدكتوراه الفخرية‬ ‫القاهرة ـ جمهورية م�صر العربية‪:‬‬ ‫كرمت القاهرة‪ ،‬الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل‬ ‫الدين �إح�سان �أوغلى يف منا�سبات تعددت يف �إبريل ‪ ،2013‬بدء ًا بحفل تكرمي‬ ‫ا�ستهلته جامعة الدول العربية يف الثاين من �إبريل‪ ،‬جرى خالل حفل توقيع كتاب‬ ‫�إح�سان �أوغلى (العامل الإ�سالمي‪ ..‬حتديات القرن اجلديد) ال�صادر عن دار‬ ‫ال�شروق للن�شر‪.‬‬ ‫و�أ�شاد الأمني العام جلامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي بالإجنازات‬ ‫التي حققها الربوفي�سور �إح�سان �أوغلى على مدار ال�سنوات املا�ضية وحتى الآن‪ ،‬والتي‬ ‫جت�سدت يف العمل على تعزيز العمل الإ�سالمي امل�شرتك‪ ،‬والدفاع عن ق�ضايا الأمة‬ ‫الإ�سالمية على الأ�صعدة كافة‪.‬‬ ‫وقال العربي‪ ،‬يف كلمة �ألقاها خالل االحتفالية‪�“ :‬إننا مدينون بالكثري لإح�سان‬ ‫�أوغلى‪ ،‬وذلك للجهود التي بذلها وامل�ساعي التي قادها خلدمة العامل الإ�سالمي”‪ ،‬بني الدول الإ�سالمية يف ال�سنوات الثالث املقبلة)‪.‬‬ ‫وقال �إح�سان �أوغلى يف املحا�ضرة �إن “�أحد الأهداف املهمة والرئي�سية للمنظمة‬ ‫منوه ًا باحلملة العاملية التي قادها ملواجهة ظاهرة الإ�سالموفوبيا ومكافحة ازدراء‬ ‫خالل الفرتة القادمة هو ح�صولها على مقعد مبجل�س الأمن الدويل‪ ،‬لأنها تعترب‬ ‫الأديان يف الغرب‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إىل �أن �إح�سان �أوغلى ا�ستطاع �أن يرتب �أولويات منظمة التعاون املمثل الوحيد ملا يزيد على مليار ون�صف املليار م�سلم يف العامل‪ ،‬عالوة على �أنها تُـ َعـ ّد‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬وا�صف ًا �إياه ب�أنه رجل �سيا�سة حمنك ومن الطراز الأول‪ ،‬ف�ض ًال عن كونه ثاين منظمة دولية �سيا�سية بعد الأمم املتحدة”‪ .‬واقتب�ست �أي�ض ًا “�أن املنظمة باتت‬ ‫�أديب ًا وم�ؤرخ ًا وعامل ًا كبري ًا‪ ،‬وم�شهود ًا له بالتفكري اجليد و�إ�ضافة اجلديد‪ .‬وقال �إنه �أكرث جناح ًا وتطور ًا وعاملية”‪.‬‬ ‫وحتدث الأمني العام عن املنظمة‪ ،‬وما �أ�سهمت به على ال�صعيد الدويل‪ ،‬حيث‬ ‫اقرتح على �إح�سان �أوغلى �أن ير�شح نف�سه ملن�صب �أمني عام الأمم املتحدة قبل �سبع‬ ‫متكنت من تطوير عالقاتها مع رو�سيا االحتادية والواليات املتحدة الأمريكية‬ ‫�سنوات‪� ،‬إال �أنه رف�ض‪ ،‬مف�ض ًال خدمة العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ولفت العربي �إىل الطريقة التي �صاغ بها �إح�سان �أوغلى ميثاق املنظمة اجلديد‪ ،‬وبريطانيا وفرن�سا و�أ�سرتاليا وغريها‪ ،‬وفق عالقات منهجية‪ ،‬بدء ًا بتعيني مبعوثني‬ ‫دائمني من قبل بع�ض هذه الدول �إىل املنظمة‪ ،‬وانتها ًء ب�إقامة قنوات دبلوما�سية‬ ‫حيث �شكل جلنة خا�صة بذلك‪ ،‬كان هو ـ العربي ـ ع�ضو ًا فيها‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬و�صف رئي�س جمل�س �إدارة جمموعة ال�شروق ونائب رئي�س احتاد ثابتة‪� ،‬إ�ضافة �إىل ال�شراكة اال�سرتاتيجية التي جنحت يف �إن�شائها مع الأمم املتحدة‪.‬‬ ‫النا�شرين الدويل‪� ،‬إبراهيم املعلم‪ ،‬كتابات الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي و�سعيها لت�ضمني القيم اجلوهرية الدولية املعا�صرة يف منظومة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫ب�أنها �أي�سر و�أ�سهل ما يكون‪ ،‬كما �أنها ُت َع ّد جت�سيد ًا للإ�سالم الراقي والع�صري مثل “الت�سامح وحقوق الإن�سان واحلريات الأ�سا�سية واحلرية الدينية والعدالة‬ ‫والكرام وامل�ساواة وحقوق املر�أة ومفهوم الدميقراطية القائم على �سيادة القانون‬ ‫امل�ستنري‪.‬‬ ‫ومن ناحيته‪ ،‬قال الفقيه الد�ستوري �أحمد كمال �أبو املجد �إن �إح�سان �أوغلى واحلكم الر�شيد وحترير النظام ال�سيا�سي وامل�ساءلة وال�شفافية”‪.‬‬ ‫الدكتوراه الفخرية من عني �شم�س‬ ‫“رجل مو�سوعة”‪ ،‬و�إ�سالمي نادر‪ ،‬فهو ال يغ�ضب وال يفرح �إال لق�ضية عامة‪.‬‬ ‫على �صعيد �آخر‪� ،‬أكد �إح�سان �أوغلى �أن م�صر �صاحبة �أف�ضال كثرية عليه‪ ،‬و�أن‬ ‫وبدوره‪ ،‬قال �إح�سان �أوغلى �إن املنظمة تعتز بالتعاون مع اجلامعة العربية على‬ ‫جامعة عني �شم�س‪ ،‬الذي تخرج فيها عام ‪ ،1966‬مبثابة الأم الر�ؤوم‪ .‬جاء ذلك‬ ‫الأ�صعدة كافة‪ ،‬معرب ًا عن �شكره لها ولدار ال�شروق لإقامة االحتفالية‪.‬‬ ‫وذكر �إح�سان �أوغلى �أن كتابه يت�ضمن وثائق مهمة �إىل جانب ما �شاهده وعاي�شه خالل حفل التكرمي الذي �أقامته جامعة عني �شم�س ‪� 4‬إبريل ‪ 2013‬ملنح �إح�سان‬ ‫يف املنظمة منذ عام ‪ 1980‬حني كان مدير ًا عام ًا ملركز الأبحاث لتاريخ والفنون �أوغلى درجة الدكتوراه الفخرية تقدير ًا خلدماته و�إ�سهاماته التي قدمها طوال عمله‬ ‫�أمين ًا عام ًا ملنظمة لتعاون الإ�سالمي‪ ،‬وذلك حتت رعاية وزير التعليم العايل الدكتور‬ ‫والثقافة الإ�سالمية (�إر�سيكا) يف �إ�سطنبول وحتى اللحظة‪.‬‬ ‫ويت�صدر الكتاب تقدمي للرئي�س حممد مر�سي‪ ،‬يقول فيه �إن “قيمة هذا الكتاب م�صطفى م�سعد‪ ،‬ورئي�س اجلامعة الدكتور ح�سني عي�سى‪.‬‬ ‫وقال الأمني العام يف كلمته‪ ،‬التي �ألقاها �أمام االحتفالية‪“ ،‬لئن �سبق و�أن عربت‬ ‫تزداد مب�ؤلفه الدكتور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬والذي ميثل طاقة فكرية �إ�سالمية‬ ‫عن امتناين مل�صر �أم الدنيا لأف�ضالها علي ف�إنني �أجدد ذلك اليوم‪ ،‬و�أتوجه �إىل‬ ‫قديرة على مدار العقود املا�ضية‪ ،‬والتي ق�ضاها كعامل يف حمراب العلم”‪.‬‬ ‫ويتطرق الكتاب �إىل التحديات التي يواجهها العامل الإ�سالمي‪ ،‬كما ي�شرح جامعتي الأثرية‪ ،‬جامعة عني �شم�س ب�أرفع عبارات ال�شكر واالمتنان”‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪“ :‬ق�ضيت ع�شر �سنوات يف حرم عني �شم�س ما بني كليتي العلوم‬ ‫م�سرية املنظمة‪ ،‬ويقدم عر�ض ًا لعملية الإ�صالح ال�شامل يف م�سرية املنظمة‪ ،‬وكيف‬ ‫والآداب‪ ،‬وكانت لها �أبلغ الأثر يف نف�سه‪ ،‬كما كانت ذات ت�أثري متنوع اجلوانب على‬ ‫نفذت هذه امل�سرية‪.‬‬ ‫تكويني العلمي والثقايف وتدريبي الأكادميي”‪.‬‬ ‫�آفاق التعاون بني الدول الإ�سالمية يف ال�سنوات الثالث املقبلة‬ ‫و�أفاد الأمني العام ب�أن �سنوات الدرا�سة يف كلية العلوم مل تكن جمرد �سنوات‬ ‫ويف الزيارة نف�سها‪ ،‬يوم ‪� 3‬إبريل ‪� ،2013‬أقام املعهد الدبلوما�سي‪ ،‬التابع‬ ‫لوزارة اخلارجية امل�صرية‪ ،‬حما�ضرة للأمني العام للمنظمة جرى خاللها حفل درا�سة وتخ�ص�ص يف العلوم الريا�ضية والطبيعية على �أيادي �أ�ساتذة �أفذاذ على‬ ‫تكرمي �أقامه ال�سفري الدكتور حممد البدري‪ ،‬رئي�س املعهد‪ ،‬لإح�سان �أوغلى لدوره �أعلى مرتبة من التخ�ص�ص الدقيق ومواكبة التطورات احلديثة‪ ،‬بل كانت �إ�ضافة �إىل‬ ‫ك�أمني عام للمنظمة‪ ،‬و�ألقى بعد ذلك �إح�سان �أوغلى حما�ضرة بعنوان (�آفاق التعاون ذلك التعليم الراقي �سنوات تهذيب للخلق و�صقل للمواهب‪ ،‬منوه ًا ب�أن ما در�سه يف‬ ‫‪36‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ـ يوليو ‪2013‬‬


‫و�ضع حجر الأ�سا�س ملركز �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‬ ‫لأبحاث التاريخ والثقافة يف مدينة يوزغات‬

‫يوزغات ـ تركيا‪:‬‬ ‫�أقيم حفل و�ضع حجر �أ�سا�س “مركز �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى لأبحاث التاريخ‬ ‫والثقافة” يف مدينة يوزغات و�سط الأنا�ضول برتكيا‪ ،‬وذلك يوم ‪� 19‬إبريل‬ ‫‪ 2013‬بح�ضور الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬ورئي�س الربملان الرتكي ال�سيد جميل جيجك‪ ،‬ونائب رئي�س الوزراء‬ ‫الرتكي ال�سيد بكري بوزداغ‪ ،‬ومدير جامعة بوزوك يف يوزغات ثامر �أوجار‪ ،‬والعديد‬ ‫من الأكادمييني و�ضيوف من املحافظة والعا�صمة و�ضيوف �آخرين‪.‬‬ ‫ويقع املركز يف حرم جامعة بوزوك‪ ،‬و ُيـ َعـ ّد هذا املبنى الذي �سيتم ت�شييده ن�سخة‬ ‫طبقة الأ�صل للمبنى التاريخي لإقامة جد �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى املدعو �أغفانلي‬ ‫�أوغلى احلاج عزيز باي‪ .‬وقد اعتمد املعماريون يف �إعادة ت�شييد املبنى على �صور‬ ‫قدمية وخمططات ملبانٍ م�شابهة يف ذلك الع�صر وو�صف لأنا�س كبار يف ال�سن من‬ ‫املحافظة ذاتها‪ .‬و�سيتكون املبنى من مكتبة وقاعة �أر�شيف وقاعة م�ؤمترات وبهو‬ ‫للمعار�ض‪ ،‬كما �سيوفر خدمات للباحثني‪.‬‬ ‫ويهدف مركز �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى لأبحاث التاريخ والثقافة �إىل‬ ‫اال�ضطالع بدور حموري يف تطوير البحوث العلمية يف الثقافة الإ�سالمية واحل�ضارة‪.‬‬ ‫و�سيعمل املركز لكي يكون حمطة توا�صل وملتقى للعلماء والباحثني الذين يقومون‬ ‫بدرا�سات وبحوث يف خمت ِلف جوانب احل�ضارة الإ�سالمية‪.‬‬ ‫و�سي�ضم املركز مكتبة مرجعية متخ�ص�صة يف التاريخ الإ�سالمي والثقافة‬ ‫والفنون واحل�ضارة‪ .‬وقد تربع �إح�سان �أوغلى بكتب من املكتبة ال�شخ�صية لوالده‬ ‫الذي كان عامل ًا مرموق ًا‪ ،‬وكذلك تربع من مقتنياته ال�شخ�صية بكتب لهذا املركز‬ ‫الذي ي�ضم الآن �أكرث من ‪� 10‬آالف كتاب مبخت ِلف اللغات‪ ،‬من �ضمنها كتب مراجع‪.‬‬ ‫و�ست�ضم املكتبة‪ ،‬التي حتتوي على �أعداد هائلة من الكتب النادرة واملخطوطات‪ ،‬على‬ ‫العديد من التحف الفريدة يف اخلط الإ�سالمي و�آالف املواد الأر�شيفية‪.‬‬ ‫وقد �شكر رئي�س الربملان الرتكي ال�سيد جميل جيجك يف كلمته الأمني العام‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي الرتباطه الوثيق وتفانيه مل�سقط ر�أ�سه‪ -‬مدينة يوزغات ‪-‬‬ ‫من خالل �إن�شاء املركز الثقايف با�سمه‪ .‬كما �أعرب عن �أمله يف �أن ي�سهم املركز يف‬

‫تطوير العمل الأكادميي يف يوزغات‪.‬‬ ‫وو�صف نائب رئي�س الوزراء الرتكي ال�سيد بكري بوزداغ‪ ،‬الذي تناول الكلمة بعد‬ ‫رئي�س الربملان الرتكي‪ ،‬الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي ب�أنه “ابن يوزغات”‬ ‫والعامل الكبري واملعروف على امل�ستوى العاملي ب�إ�سهاماته اجلليلة للح�ضارة الرتكية‬ ‫والثقافة الإ�سالمية‪ .‬و�أعرب عن قناعته ب�أن هذا املركز الثقايف �سوف يكون منبع ًا‬ ‫هام ًا للعمل العلمي لكثري من الأكادمييني والعلماء‪.‬‬ ‫يف الوقت نف�سه‪� ،‬أقامت بلدية يوزغات يوم ‪� 20‬إبريل ‪ 2013‬حف ًال لت�سمية �أحد‬ ‫�شوارعها الرئي�سية التي يقع عليها مبنى �إقامة جد الأمني العام با�سم الربوفي�سور‬ ‫�أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪.‬‬ ‫وخالل زيارته ليوزغات‪� ،‬ألقى الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي حما�ضرة‬ ‫يف جامعة بوزوك بعنوان “ميالد مفهوم اجلامعة كم�ؤ�س�سة يف العامل الإ�سالمي”‬ ‫ح�ضرها عدد كبري من �أ�ساتذة وطلبة اجلامعة‪.‬‬

‫تنظيم امل�سابقة الدولية التا�سعة للخط العربي التي حتمل ا�سم �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‬ ‫ا�سطنبول ـ تركيا‪:‬‬ ‫�أعلن مركز البحوث للتاريخ والفنون والثقافة الإ�سالمية نتائج امل�سابقة الدولية‬ ‫التا�سعة للخط العربي الذي نظمها والتي حتمل ا�سم الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى‪ ،‬م�ؤ�س�س املركز والأمني العام احلايل ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وينظم مركز البحوث للتاريخ والفنون والثقافة الإ�سالمية م�سابقة اخلط العربي‬ ‫ب�صفة دورية يف �إطار �أن�شطته الرامية �إىل احلفاظ على الرتاث الفني الإ�سالمي‬ ‫ون�شره‪ ،‬حيث يكمن هدف امل�سابقة يف احلفاظ على فن اخلط الإ�سالمي الكال�سيكي‬ ‫و�إحيائه وتعزيزه وت�شجيع الفنانني ال�شباب على �ضمان ا�ستمراره‬ ‫وفق ًا للقواعد واملبادئ التقليدية من خالل حمايته من‬ ‫االجتاهات النا�شئة خارج الفن الكال�سيكي الأ�صلي‬ ‫حتت ت�أثريات من خارج الثقافة الإ�سالمية‪.‬‬ ‫وتنظم هذه امل�سابقة الدولية مرة واحدة كل ثالث‬ ‫�سنوات‪ .‬وقد اجتمعت جلنة التحكيم للم�سابقة‬ ‫الدولية التا�سعة للخط العربي يف الفرتة من ‪-15‬‬

‫‪� 25‬إبريل ‪ 2013‬يف مقر مركز البحوث للتاريخ والفنون والثقافة الإ�سالمية يف‬ ‫ق�صر يلدز يف ا�سطنبول لتقييم الأعمال املتناف�سة‪.‬‬ ‫وخل�ص الدكتور خالد �إرين‪ ،‬مدير عام مركز البحوث للتاريخ والفنون والثقافة‬ ‫الإ�سالمية ورئي�س اللجنة املنظمة للم�سابقة‪ ،‬يف كلمته االفتتاحية �أمام اجتماع جلنة‬ ‫التحكيم‪ ،‬الأن�شطة التح�ضريية التي ا�ضطلع بها املركز طوال ال�سنوات الثالث‬ ‫املا�ضية لتنظيم هذه امل�سابقة على نطاق دويل وا�سع‪.‬‬ ‫وقد �أُجريت امل�سابقة يف ع�شرة �أنواع خطوط‪ ،‬هي الثلث اجللي والثلث والن�سخ‬ ‫والتعليق اجللي والتعليق والديواين اجللي والديواين والكويف والرقعة واملغربي‪ .‬وقد‬ ‫در�ست جلنة التحكيم ‪ 900‬عمل قدمها ‪ 672‬م�شارك ًا من ‪ 39‬دولة‪.‬‬ ‫وقد وزعت امل�سابقة ‪ 77‬جائزة وتقدير ًا بقيمة �إجمالية قدرها ‪129.750‬‬ ‫دوالر �أمريكي على ‪ 73‬م�شارك ًا من ‪ 23‬دولة‪ ،‬مبا يف ذلك دولتان غري ع�ضوين يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬هما ال�صني و�إ�سبانيا‪.‬‬

‫‪39‬‬


‫ثقافة‬

‫املر�أة يف الإ�سالم بني الواقع والفتاوى‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫ُنظمت يف مقر الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي بجدة‪ ،‬يوم ‪ 21‬مايو‬ ‫‪ ،2013‬املحا�ضرة احلادية ع�شرة �ضمن �سل�سلة حما�ضرات املكتبة التي بد�أت‬ ‫منذ نحو �سنتني‪ ،‬وا�ست�ضافت الدكتورة فوزية �سامل با�شطح من جامعة امللك عبد‬ ‫العزيز التي قدمت حما�ضرة مميزة بعنوان "ق�ضايا املر�أة بني حترر الدين وتقييد‬ ‫التقاليد"‪ .‬وقد ناق�شت الدكتورة فوزية يف حما�ضرتها دور املر�أة يف املجتمع من‬ ‫خالل حتليل ‪ 115‬فتوى‪� .‬أو�ضحت الدكتورة فوزية يف بداية حديثها �أن هدف‬ ‫درا�ستها لي�س احلكم على الفتاوى يف ما يتعلق ب�صحتها �أو خطئها‪ ،‬بل حتليلها بعناية‬ ‫للإ�سهام يف ت�شكيل املجتمع وفهم خلفيتها‪.‬‬ ‫و�أ�شارت الدكتور فوزية �إىل �أن هناك فجوة كبرية بني الفتاوى والقيم يف‬ ‫املجتمع‪ ،‬حيث ال تتوافق الفتاوى مع الواقع‪ .‬و�أكدت الدكتورة فوزية �أن الإ�سالم ُيـ َعـ ّد‬ ‫�أكرث الديانات ال�سماوية م�ساواة يف معاملة الرجل واملر�أة من حيث الثواب والعقاب‪.‬‬ ‫عاملوا بالطريقة ذاتها‪ .‬ومع‬ ‫فالإ�سالم يعترب �أن �أ�صل الب�شر واحد‪ ،‬وينبغي �أن ُي َ‬ ‫ذلك‪� ،‬أ�شارت با�شطح �إىل �أن الفتاوى ال تطابق واقع احلياة يف منح املر�أة حقوقها‬ ‫يف التعليم الأ�سا�سي والعالج والعالقات االجتماعية وما �إىل ذلك من حقوق‪ .‬ولفتت‬ ‫الدكتورة فوزية من منطلق كونها عاملة اجتماع النظر �إىل �أن الفتاوى قد تختلف‬ ‫متام ًا عن واقعنا يف امل�ستقبل‪ ،‬وهو ما من �ش�أنه �أن يخلق جمتمع ًا غري م�ستقر ويلزمنا‬ ‫ب�أن نعيد قراءة الفتاوى وحتليلها لو�ضعها يف �إطار وجهات النظر ال�صحيحة وجعلها‬ ‫�أكرث عملية‪.‬‬

‫املحا�ضرة ا�ستمرار الو�صاية‪ ،‬وعمل املر�أة يف‬ ‫وت�ضمنت الأمثلة التي ذكرتها‬ ‫ِ‬ ‫جميع املجاالت‪ ،‬و�سفر املر�أة مبفردها للذهاب �إىل جامعة لتو�ضيح �أن الفتاوى ال‬ ‫تتطابق مع الن�ص الأ�صلي (القر�آن الكرمي)‪ ،‬و�أن هناك فرق ًا بني الن�ص وفهم الن�ص‬ ‫يخلق تناق�ض ًا ي�س ّبب بدوره م�شكلة حقيقية قد جتعل �أجيال امل�ستقبل حتيد عن الدين‬ ‫�أو ت�شعر بالذنب العتقادهم ارتكاب �أمر خمالف للدين‪.‬‬ ‫و�أثناء املناق�شة‪� ،‬أثار احل�ضور �أ�سئلة حول م�شكلة التمييز �ضد املر�أة با�سم‬ ‫الدين‪ ،‬وو�ضع املر�أة يف الدول الإ�سالمية وظاهرة الإ�سالموفوبيا‪ ،‬وكذلك القرارات‬ ‫ال�سيا�سية حول دور املر�أة يف املجتمع‪.‬‬ ‫واختتمت با�شطح املحا�ضرة بالقول �إن الإ�سالم هو �أ�سلوب حياة‪ ،‬وينبغي �أن‬ ‫يكون مرتبط ًا بحياتنا‪ ،‬ودعت الرجل واملر�أة �إىل حتمل امل�س�ؤولية ورفع وعي املجتمع‬ ‫ب�ش�أن الدين‪.‬‬

‫ر�سالة الأمني العام مبنا�سبة اليوم العاملي للأ�سرة‪:‬‬ ‫تعزيز االندماج االجتماعي ي�ضمن ال�سلم والأمن‬

‫�أعرب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى‪ ،‬عن دعمه القوي مبنا�سبة تخليد العامل برمته لليوم العاملي للأ�سرة لهذا‬ ‫العام حتت �شعار “النهو�ض باالندماج االجتماعي والت�ضامن بني الأجيال”‪ .‬ويكت�سي‬ ‫�شعار هذه ال�سنة �أهمية خا�صة لكونه ي�ستهدف ق�ضايا اجتماعية و�أ�سرية ذات‬ ‫دالالت عاملية‪ ،‬مثل االندماج االجتماعي والت�ضامن بني الأجيال‪� .‬إن تعزيز االندماج‬ ‫االجتماعي يف عاملنا املت�سم بالعوملة الذي تعي�ش يف كنفه �شعوب ذات خلفيات ثقافية‬ ‫واجتماعية ودينية متباينة‪ ،‬من �ش�أنه �أن ي�ضمن ال�سلم والأمن‪ ،‬بل و�أن ي�ضطلع بدور‬ ‫حيوي يف التنمية ال�شاملة للمجتمعات‪ .‬كما �أن الت�ضامن بني الأجيال يخلق الوئام‬ ‫والتجان�س بني خمتلف الفئات العمرية‪ ،‬ويجعل بالتايل وترية التقدم �أكرث ا�ستقرار ًا‬ ‫وا�ستدامة‪.‬‬ ‫كما يحافظ االندماج االجتماعي والت�ضامن بني الأجيال على التوا�صل بني‬ ‫خمتلف الأفراد واجلماعات من خمتلف اخللفيات وكذلك بني جميع الأجيال‪،‬‬ ‫وي�ساعد على رفع �إنتاجية املجتمعات يف جميع مناحي احلياة‪ .‬ويف هذا ال�صدد‪،‬‬ ‫ي�ؤدي تعزيز الروابط والقيم الأ�سرية القوية‪ ،‬باعتبارهما مكونات ال غنى عنها‬ ‫ملجتمع ناب�ض باحلياة‪� ،‬إىل التما�سك والتكامل االجتماعيني وت�ضييق الفجوة بني‬ ‫الأجيال‪.‬‬ ‫ويتعني‪ ،‬يف جمتمعات اليوم متعددة الثقافات والأديان‪� ،‬أن تكون حماية التنوع‬

‫‪38‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ـ يوليو ‪2013‬‬

‫وتعزيزه‪ ،‬كر�صيد يقوي �أ�س�س �أي جمتمع‪ ،‬من بني املجاالت ذات الأولوية للحكومات‬ ‫وم�ؤ�س�سات املجتمع املدين ذات ال�صلة‪ .‬وحتقيقا لهذه الغاية‪ ،‬يتعني معاجلة حتديات‬ ‫مثل التمييز والقولبة وبغ�ض الأجانب وت�شويه �صورة الأديان‪ .‬كما ينبغي معاجلة‬ ‫ظاهرة الإ�سالموفوبيا ك�شكل من �أ�شكال العن�صرية املعا�صرة التي تهدد ال�سالم‬ ‫والأمن واالندماج االجتماعي يف العامل‪ ،‬وال �سيما يف البلدان التي يعاين فيها‬ ‫امل�سلمون من هذه الظاهرة البغي�ضة‪.‬‬ ‫وتويل منظمة التعاون الإ�سالمي �أهمية كبرية لالندماج والوئام االجتماعيني‬ ‫كجزء ال يتجز�أ من بناء املجتمع ال�صحيح‪ .‬حيث �أكد برنامج العمل الع�شري ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي وقراراتها ووثائقها املختلفة على �أهمية االندماج االجتماعي‬ ‫والت�ضامن واالحرتام من �أجل التنوع‪ ،‬وكذلك مكافحة التمييز‪ ،‬والت�شهري‪،‬‬ ‫والإ�سالموفوبيا‪ .‬وعلى نف�س املنوال‪ ،‬تركز منظمة التعاون الإ�سالمي على بع�ض‬ ‫املجاالت الرئي�سية للتنمية من قبيل متكني املر�أة والأطفال وال�شباب‪ ،‬وح�ضت‬ ‫دولها الأع�ضاء على االلتزام بهدف الق�ضاء على الفقر وحتقيق التنمية امل�ستدامة‬ ‫وتوفري املوارد الكافية والدعم من خالل تقدمي مزيد من الدعم للأ�سر ذات الدخل‬ ‫املنخف�ض‪ ،‬وتبني مبادرات مليزانيات تراعي للمنظور اجلن�ساين‪ ،‬وا�سرتاتيجيات‬ ‫�أكرث فاعلية للق�ضاء على الفقر‪.‬‬


‫�صحة‬

‫االجتماع ال�ساد�س للجنة التوجيهية املعنية بال�صحة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫ي�صدر قرارات ب�ش�أن الربنامج الإ�سرتاتيجي ومعايري اللقاحات‬ ‫جاكرتا ـ �إندوني�سيا‪:‬‬ ‫ا�ست�ضافت �إندوني�سيا االجتماع ال�ساد�س‬ ‫للجنة التوجيهية ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫املعنية ال�صحة يف جاكرتا يومي ‪ 23‬و‪24‬‬ ‫�إبريل ‪ .2013‬وقد �ألقى الدكتور رازيل نور‬ ‫الدين‪ ،‬املدير العام لإدارة العلوم والتكنولوجيا‬ ‫بالأمانة العامة للمنظمة كلمة االفتتاح بالنيابة‬ ‫عن الأمني العام للمنظمة‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل‬ ‫الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬الذي تطرق فيها ب�إيجاز‬ ‫�إىل �أهم الأن�شطة التي ت�ضطلع بها املنظمة يف‬ ‫جمال ال�صحة‪ ،‬ودعا �أع�ضاء اللجنة التوجيهية‬ ‫�إىل امل�شاركة اال�ستباقية فيها‪.‬‬ ‫و�شدد نائب وزير ال�صحة يف جمهورية‬ ‫كازاخ�ستان‪ ،‬بوالت توكزانوف‪ ،‬يف كلمته‪،‬‬ ‫على �أهمية و�ضرورة العمل الذي تقوم بها‬ ‫الدول الأع�ضاء يف املنظمة وم�ؤ�س�ساتها‬ ‫واملنظمات الدولية لو�ضع برنامج عمل‬ ‫ال�صحة اال�سرتاتيجي للمنظمة ‪-2013‬‬ ‫‪ 2022‬ملواجهة التحديات التي تواجهها‬ ‫الأمة يف القطاع ال�صحي‪ ،‬و�سلط ال�ضوء على‬ ‫�أهمية التنفيذ الفعال لقرارات امل�ؤمترات الإ�سالمية لوزراء ال�صحة من قبل جميع‬ ‫الأطراف املعنية‪ ،‬و�أكد للجنة عزم الرئا�سة على تعزيز التعاون امللمو�س والفعال يف‬ ‫هذا ال�صدد‪.‬‬ ‫و�ألقى نائب وزير ال�صحة يف جمهورية �إندوني�سيا‪ ،‬الربوفي�سور علي غفرون‬ ‫موكتي‪ ،‬كلمة الرتحيب نيابة عن الدكتورة نفي�سة مبوي‪ ،‬وزيرة ال�صحة يف‬ ‫�إندوني�سيا‪ ،‬و�شدد على �أهمية �إ�شراك �أو�سع نطاق ممكن من الأطراف واجلهات‬ ‫املعنية‪ :‬احلكومة واملجتمع املدين والقطاع اخلا�ص والأفراد والأ�سر واملجتمعات‬ ‫املحلية يف تعزيز وتطوير الثقافة واخلدمات والنظم مل�ساعدة النا�س على اال�ستمتاع‬ ‫ب�صحة جيدة‪.‬‬ ‫وركز املتحدثون على ق�ضية ال�صحة يف �إطار تطوير ورفاه �شعوب الدول‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬و�شددوا على التحديات الرئي�سية التي تواجهها دول املنظمة‬ ‫يف جمال ال�صحة‪ ،‬منوهني ب�أهمية تعزيز التعاون فيما بينها يف جماالت الوقاية‬ ‫وال�سيطرة على الأمرا�ض املعدية وغري املعدية و�إنتاج الأدوية واللقاحات و�صحة الأم‬ ‫والطفل‪ .‬و�أبرز البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬من جانبه‪� ،‬أهمية مفهوم احلالل يف �ضوء‬ ‫قيمته املركزية حلياة ورفاه امل�سلمني‪ ،‬وحث على تطبيقه يف جمال ال�صحة والتغذية‪،‬‬ ‫م�شري ًا �إىل �أنه ينبغي �أن يعك�س برنامج عمل ال�صحة اال�سرتاتيجي ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي هذا املفهوم يف �أق�سامه ذات ال�صلة‪.‬‬ ‫و�أخذ االجتماع علم ًا بالتقدم املحرز يف �إعداد برنامج عمل ال�صحة اال�سرتاتيجي‬ ‫للمنظمة ‪ ،2022-2013‬ووافق على اقرتاح فريق اجتماع اخلرباء اال�ست�شاري‬

‫الذي ُع ِقد يومي ‪ 17‬و‪ 18‬فرباير ‪ 2013‬يف مقر مركز الأبحاث الإح�صائية‬ ‫واالقت�صادية واالجتماعية والتدريب للدول الإ�سالمية ب�ش�أن �إعداد خطة تنفيذ‬ ‫لربنامج عمل ال�صحة اال�سرتاتيجي للمنظمة‪.‬‬ ‫كما رحبت اللجنة التوجيهية مبقرتح لإن�شاء فرق عمل ملتابعة تنفيذ برنامج‬ ‫عمل ال�صحة اال�سرتاتيجي للمنظمة ‪ 2022-2013‬بعد �إقراره من قبل امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي الرابع لوزراء ال�صحة‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬اعتمدت اللجنة التوجيهية اخت�صا�صات اللجنة الفنية املعنية‬ ‫بتطوير ومواءمة معايري الأدوية واللقاحات‪ ،‬و�أقرت خطة عمل اللجنة ملدة عامني‬ ‫التي عقدت �أول اجتماع لها يف ماليزيا يف �أكتوبر ‪.2012‬‬ ‫من ناحية �أخرى‪� ،‬أطلعت اللجنة التوجيهية على نتائج االجتماع الأول مل�صنعي‬ ‫الأدوية واللقاحات يف دول املنظمة الذي ُع ِقد يف دبي يومي ‪ 27‬و‪ 28‬فرباير‬ ‫‪ .2013‬ودعا مركز الأبحاث الإح�صائية واالقت�صادية واالجتماعية والتدريب‬ ‫للدول الإ�سالمية �إىل تعاون الدول الأع�ضاء واملنظمات الدولية لتقدمي معلومات‬ ‫وافية عن احتياجات اللقاحات يف الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬وعر�ض البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية م�ساعدته يف هذا ال�صدد لتوفري املعلومات املطلوبة من خالل‬ ‫التحالف العاملي للقاحات والتح�صني‪.‬‬ ‫كما �شددت اللجنة التوجيهية على �أهمية تغذية الأم والطفل باعتبارها �إحدى‬ ‫الق�ضايا ال�صحية الأ�سا�سية يف منطقة منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وطلبت منح‬ ‫هذه الق�ضية ما ت�ستحقه من تغطية خالل اجتماعات املنظمة القادمة يف جمال‬ ‫ال�صحة‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫علوم وتكنولوجيا‬

‫�إح�سان �أوغلى يحلل االجتاهات الراهنة يف‬ ‫جمال العلوم والتكنولوجيا واالبتكار يف العامل الإ�سالمي‬ ‫�أبوظبي ـ الإمارات العربية املتحدة‪:‬‬ ‫�أكد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوف�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى‪� ،‬أن م�ستقبل العلوم يف الدول الأع�ضاء يف املنظمة �سيتوقف على قدرتها على‬ ‫الت�صدي للتحديات العملية التي تعرت�ض التطور العلمي واتخاذ القرارات ال�صائبة‬ ‫املتعلقة بال�سيا�سات ال�ستك�شاف القدرات الكامنة للتطور التكنولوجي‪.‬‬ ‫و�شدد �إح�سان �أوغلى‪ ،‬يف املحا�ضرة التي نظمها معهد �أبو ظبي التابع جلامعة‬ ‫نيويورك يوم ‪ 19‬مايو ‪ ،2013‬على �أن ا�ستخدام العلوم والتكنولوجيا لتحقيق‬ ‫الرفاهية وتغيري الظروف املعي�شية اليومية للنا�س يقت�ضي اعرتاف ًا �أكرب بقيمة‬ ‫العلوم‪.‬‬ ‫وقدم �إح�سان �أوغلى يف حما�ضرته ملحة موجزة ودرا�سة نقدية لالجتاهات‬ ‫الراهنة يف جمال العلوم والتكنولوجيا والبحوث يف خمتلف �أرجاء العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫كما �سلط ال�ضوء على الكيفية التي ي�ستطيع بها الفهم التاريخي للعالقة املتغرية‬ ‫بني الإ�سالم والعلم �أن يفيد وي�ساعد يف حت�سني ال�سيا�سات العلمية والتكنولوجية‬ ‫وم�ؤ�س�سات العلوم والتكنولوجيا يف دول املنظمة اليوم‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �إح�سان �أوغلى �أن املنظمة وم�ؤ�س�ساتها عززت ب�شكل كبري �أن�شطتها‬ ‫يف جمال العلوم والتكنولوجيا منذ عام ‪ 2005‬من خالل برامج النهو�ض بالبحث‬ ‫والتطوير و�إجراء الدرا�سات اال�ست�شرافية يف جمال العلوم والتكنولوجيا واالبتكار‪،‬‬ ‫وت�شجيع التكنولوجيات النا�شئة كالتكنولوجيا الفائقة الدقة (النانو) والتكنولوجيا‬ ‫الأحيائية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقدم الأمني العام �أرقاما تبني �أن متو�سط �إنفاق الدول الأع�ضاء على البحث‬ ‫والتطوير قد ت�ضاعف �أربع مرات يف الفرتة من ‪� 2005‬إىل ‪ 2011‬فارتفع من‬ ‫‪ 0.2‬يف املئة من الناجت املحلي الإجمايل عام ‪� 2005‬إىل ‪ 0.81‬يف املئة عام‬ ‫‪ .2011‬ويف عام ‪ ،2000‬بلغ عدد املطبوعات العلمية للعلماء واملهند�سني من دول‬

‫املنظمة ال�سبع واخلم�سني يف املجالت الدولية ‪ .20,224‬يف حني ت�ضاعف هذا‬ ‫الرقم �أكرث من �أربع مرات ليبلغ ‪ 92,503‬يف عام ‪ .2011‬ويف عام ‪ ،2003‬كان‬ ‫عدد الباحثني والعلماء واملهند�سني يف دول املنظمة العاملني يف البحث والتطوير ما‬ ‫يناهز ‪ 250‬لكل مليون ن�سمة‪� ،‬أي ع�شر املعدل العاملي البالغ ‪ 2532‬لكل مليون‬ ‫ن�سمة‪ .‬وقد ت�ضاعف هذا الرقم تقريب ًا ليبلغ ‪� ،457‬أي خم�س املعدل العاملي‪.‬‬ ‫يكتف �إح�سان �أوغلى با�ستعرا�ض العالقة بني الإ�سالم والعلم واالجتاهات‬ ‫ومل ِ‬ ‫الراهنة يف جمال العلوم والتكنولوجيا واالبتكار‪ ،‬بل قدم تقييمه ال�شخ�صي‬ ‫للأولويات‪ ،‬وهي الإرادة ال�سيا�سية ال�ضرورية‪ ،‬وو�ضع اخلطط وال�سيا�سات الطويلة‬ ‫الأمد يف جمال العلوم والتكنولوجيا واالبتكار‪ ،‬واال�ستثمار يف الرتبية والتعليم‪،‬‬ ‫وتخ�صي�ص املوارد املالية الالزمة‪ ،‬واال�ست�شراف التكنولوجي‪ ،‬ودور تكنولوجيا‬ ‫الإعالم واالت�صال‪ ،‬وم�شاركة القطاع اخلا�ص‪ ،‬والروابط بني الدوائر الأكادميية‬ ‫وال�صناعية‪ ،‬وال�شراكات الدولية والتعاون الدويل لتعزيز هذه الروابط‪.‬‬

‫تد�شني تقرير «العلوم والتكنولوجيا واالبتكار يف كازاخ�ستان»‬ ‫�أ�ستانا ـ كازاخ�ستان‪:‬‬ ‫نظمت الوكالة الوطنية للتطوير التكنولوجي يف جمهورية كازاخ�ستان بالتعاون‬ ‫مع مركز الأبحاث الإح�صائية واالقت�صادية واالجتماعية والتدريب للدول الإ�سالمية‬ ‫(مركز �أنقرة)‪ ،‬يوم ‪ 25‬مايو ‪ ،2013‬حف ًال يف �أ�ستانا‪ ،‬جمهورية كازاخ�ستان‬ ‫لتد�شني تقرير «العلوم والتكنولوجيا واالبتكار يف كازاخ�ستان» يف �إطار م�شروع �أطل�س‬ ‫العلوم واالبتكار يف العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫َ‬ ‫احلفل ال�شركاء الدوليون مل�شروع �أطل�س العلوم واالبتكار يف العامل‬ ‫وح�ضر‬ ‫الإ�سالمي و�أكادمييون وم�س�ؤولون حكوميون رفيعو امل�ستوى وكبار رجال الأعمال‪ ،‬حيث‬ ‫مـ ّثـل احلفل منرب ًا لتقييم ومناق�شة التو�صيات والنتائج التي تو�صل �إليها التقرير‪.‬‬ ‫وقد �أعد التقري َر مرك ُز �أنقرة بالتعاون مع الوكالة الوطنية للتطوير التكنولوجي‬ ‫واملركز الوطني لال�ستب�صار التكنولوجي يف جمهورية كازاخ�ستان‪.‬‬ ‫وتوىل �إلقاء كلمات الرتحيب كاني�ش تولو�شني‪ ،‬نائب وزير ال�صناعة والتقنيات‬

‫‪40‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ـ يوليو ‪2013‬‬

‫اجلديدة يف كازاخ�ستان‪ ،‬والدكتور كورالبي بوخارباييف‪ ،‬م�ست�شار وزير ال�صناعة‬ ‫والتقنيات اجلديدة يف كازاخ�ستان واملن�سق الوطني للم�شروع‪ ،‬والدكتور انواربيك‬ ‫�سلطان جارزين‪ ،‬نائب رئي�س جمل�س �إدارة الوكالة الوطنية للتطوير التكنولوجي يف‬ ‫جمهورية كازاخ�ستان وال�شريك الوطني لبحوث امل�شروع‪.‬‬ ‫وقد قال الربوفي�سور �سافا�ش �ألباي‪ ،‬املدير العام ملركز �أنقرة‪ ،‬يف كلمته‬ ‫االفتتاحية‪� ،‬إن �إنهاء مثل هذه الدرا�سات لي�س هو نهاية املطاف‪ ،‬حيث �إن الأهم من‬ ‫هذا هو تنفيذ نتائج وتو�صيات هذه التقارير‪ ،‬وال �سيما من خالل التعاون والتن�سيق‬ ‫الدويل مع الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ .‬و�أ�شار الربوفي�سور �ألباي‬ ‫�إىل �أن مركز �أنقرة‪ ،‬يف �ضوء خربته الوا�سعة يف بدء التعاون والتن�سيق يف الدول‬ ‫الأع�ضاء‪ ،‬م�ستعد دائم ًا للتحرك واتخاذ التدابري الالزمة لدعم تنفيذ نتائج‬ ‫التقرير‪.‬‬


‫‪ 1.3‬مليار طن من الغذاء ي َ‬ ‫ُهدر �سنوي ًا اعتماد �أمناط م�ستدامة للإنتاج واال�ستهالك‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫ان�ضمت منظمة التعاون الإ�سالمي �إىل املجتمع الدويل لالحتفال بيوم اخلام�س‬ ‫من يونيو يوم ًا عاملي ًا للبيئة‪ .‬وي�أتي �شعار هذه ال�سنة “فكر وكل ووفر” تذكرة يف‬ ‫وقتها ب�ضرورة اعتماد �أمناط م�ستدامة للإنتاج واال�ستهالك يف مواجهة املتطلبات‬ ‫متنام من �سكان العامل وال�ضغط على موارده‬ ‫املتزايدة با�ستمرار من الغذاء لعدد ٍ‬ ‫الب�شرية‪.‬‬ ‫�إن هدر الغذاء‪ ،‬والذي يبلغ بح�سب تقديرات منظمة الأمم املتحدة للأغذية‪،‬‬ ‫‪ 1.3‬مليار طن �سنوي ًا‪ ،‬ي�ؤدي يف �إىل فقدان جميع املوارد واملدخالت امل�ستخدمة يف‬ ‫�إنتاجه‪ .‬و�إذ ي�ستهلك �إنتاج الغذاء يف العامل ‪ 70‬يف املئة من مياه العذبة‪ ،‬ف�إن زيادة‬ ‫ا�ستخدام الأر�ض وما يرافقها من �إزالة للغابات و�إطالق غازات الدفيئة بكميات‬ ‫كبرية‪ ،‬يالحظ الأثر املدمر لهدر الغذاء على البيئة‪� .‬إ�ضافة �إىل ذلك‪ ،‬ف�إن هذا‬ ‫الهدر ال ميكن �أن يربر �أخالقي ًا وال اجتماعي ًا وال اقت�صادي ًا بالنظر �إىل �أن واحد ًا من‬ ‫كل �سبعني �شخ�ص ًا يبيت جائع ًا كل يوم وميوت �آالف الأطفال دون اخلام�سة ب�سبب‬ ‫اجلوع‪.‬‬ ‫�إن االختيارات الذكية للغذاء‪ ،‬مثل تف�ضيل الأغذية الع�ضوية التي يرتتب عليها‬ ‫تقليل ا�ستخدام املواد الكيميائية وال�سبل غري امل�ستدامة الأخرى للإنتاج واملدخالت‪،‬‬ ‫لي�ست �ضرورية على �صعيد �أثرها بالن�سبة للبيئة فح�سب‪� ،‬إمنا كذلك تت�سم ب�أهمية‬ ‫بالغة العتبارات تتعلق ب�صحة الب�شر‪.‬‬ ‫�إن احلاجة �إىل �أمناط م�ستدامة من �إنتاج الغذاء وا�ستهالكه تكت�سي �أهمية‬ ‫�أكرب للدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي نظر ًا لتحدياتها اخلا�صة بها‬ ‫التي يت�سبب فيها منو ال�سكان ون�ضوب املوارد وتدهور البيئة وتغري املناخ‪ .‬وعليه‪،‬‬ ‫ف�إن الأمن الغذائي واملائي وحماية البيئة واملحافظة عليها وتغري املناخ والبيئة‬

‫امل�ستدامة‪ ،‬ت�شكل جماالت ذات �أولوية يف خطط املنظمة‪ .‬ويرتتب على تنفيذ ر�ؤية‬ ‫املنظمة اخلا�صة باملياه التي اع ُتمِ دت يف عام ‪ ،2012‬تعزيز التعاون على امل�ستويات‬ ‫�شبه الإقليمية والإقليمية والعاملية ملعاجلة كامل نطاق الق�ضايا املتعلقة باملياه ومنها‬ ‫حتدي التوازن بني ا�ستخدام املياه و�إنتاج الغذاء‪.‬‬ ‫م�شروع �إن�شاء �أكادميية �إ�سالمية للبيئة والتنمية‪:‬‬ ‫تر�أ�س املدير العام للمنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم الثقافة “�إي�سي�سكو”‪،‬‬ ‫الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري‪ ،‬ووزير الطاقة واملعادن واملاء والبيئة‬ ‫يف احلكومة املغربية‪ ،‬ف�ؤاد الدويري‪ ،‬ور�شة عمل نظمتها الوزارة‪ ،‬يوم ‪ 10‬يونيو‬ ‫‪ ،2013‬يف مدينة مراك�ش حول م�شروع �إن�شاء �أكادميية �إ�سالمية للبيئة والتنمية‪.‬‬ ‫ويف اجلل�سة االفتتاحية للور�شة‪� ،‬ألقى املدير العام للإي�سي�سكو كلمة �أبرز فيها �أن هذا‬ ‫امل�شروع من امل�شاريع احليوية على �صعيد العامل الإ�سالمي‪ ،‬ويعك�س مبلغ العناية التي‬ ‫ُيـوليها امللك حممد ال�ساد�س لق�ضايا البيئة‪ ،‬و�أكد �أن امل�شروع �أ�صبح ملزمـ ًا وعلى‬ ‫الدول الأع�ضاء النظ ُر جديـ ًا يف �إجراءات تنفيذه‪.‬‬ ‫وجتدر الإ�شارة �إىل �أن العاهل املغربي امللك حممد ال�ساد�س قدم �إىل امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي الثالث لوزراء البيئة‪ ،‬املنعقد يف الرباط يف �شهر �أكتوبر �سنة ‪،2008‬‬ ‫مقرتح ًا ب�ش�أن �إن�شاء هيئة علمية �أكادميية متخ�ص�صة عالية امل�ستوى‪ ،‬تعمل‬ ‫على �صعيد العامل الإ�سالمي‪ ،‬حتمل ا�سم‪( :‬الأكادميية الإ�سالمية للبيئة والتنمية‬ ‫امل�ستدامة)‪ ،‬ويكون من �أهدافها �إغناء البحوث وتبادل التجارب وتعزيز القدرات‬ ‫من خالل برامج التكوين‪ .‬وقد تدار�س امل�ؤمتر امل�شار �إليه‪ ،‬هذا املقرتح امللكي‪ ،‬واتخذ‬ ‫قرار ًا يف �ش�أنه يق�ضي بتكليف الإي�سي�سكو بدرا�سة اخلطوط العري�ضة للم�شروع‬ ‫املقرتح‪ ،‬مع وزارة الطاقة واملعادن واملاء والبيئة يف احلكومة املغربية‪ ،‬والتن�سيق معها‬ ‫يف �إعداد درا�سة مف�صلة حول هذا املو�ضوع‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫بيئة‬

‫‪SCIENCE & TECHNOLOGY‬‬

‫�أول م�صنع يف غزة لتدوير للنفايات بهدف احلد من خماطرها ال�صحية والبيئية‬ ‫غزة ‪ -‬فل�سطني (د ب ا)‪:‬‬ ‫يفتح �أول م�صنع لإعادة تدوير النفايات يف قطاع غزة �أبوابه �أمام كميات هائلة‬ ‫من النفايات التي يجرى جمعها يومي ًا على �أمل �أن ي�ساهم يف احلد من املخاطر‬ ‫ال�صحية والبيئية التي تزايدت على مدار �سنوات بفعل انت�شارها يف القطاع ال�ساحلي‪.‬‬ ‫و ُيـ َعـ ّد انت�شار النفايات من �أخطر امل�شكالت البيئية التي يواجهها قطاع غزة‪.‬‬ ‫غري �أن هذه الظاهرة وجدت �أخري ًا �آفاق ًا للحل الذي ميكن �أن يح ّد منها �سعياً‬ ‫للق�ضاء عليها نهائي ًا من خالل افتتاح م�صنع لإعادة تدوير النفايات ووقف ظاهرة‬ ‫تراكمها يف املكبات الع�شوائية �أو طمرها يف باطن الأر�ض‪.‬‬ ‫وقال �سمري عفيفي مدير م�شروع تدوير النفايات يف قطاع غزة‪ ،‬اجلهة امل�س�ؤولة‬ ‫عن �إدارة امل�صنع‪� ،‬إنه ي�ستهدف �إنهاء ظاهرة االعتماد على الطريقة التقليدية‬ ‫يف الطمر العادي للنفايات ووقف ن�شرها يف مكبات ع�شوائية �أو جلوء ال�سكان �إىل‬ ‫حرقها للتخل�ص منها ب�سبب تكد�سها يف الطرقات والأزقة و�ضعف قدرة البلديات‬ ‫على التخل�ص منها‪.‬‬ ‫وذكر عفيفي �أن فكرة �إقامة امل�صنع التي وجدت طريقها �إىل النور �أخريا‪ً،‬‬ ‫تقوم على اال�ستفادة من الكثري من امل�صادر التي حتملها النفايات‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫عملية الف�صل و�إعادة التدوير بغر�ض ا�ستخدام �أكوام النفايات يف بناء كثري من‬ ‫ال�صناعات املحلية‪.‬‬ ‫وجتري يف امل�صنع الذي فتح �أبوابه حديث ًا يف مدينة رفح �أق�صى جنوب قطاع‬ ‫غزة‪ ،‬عمليات فرز و�إعادة تدوير مئات الأطنان من النفايات التي ترتاكم على حدود‬ ‫القطاع‪ ،‬وطلب من جامعي النفايات �إح�ضارها �إىل امل�صنع بد ًال من �إلقائها يف‬ ‫مناطق ع�شوائية‪ .‬وي�ستطيع امل�صنع املقام على م�ساحة ع�شرة دومنات‪ ،‬يف مرحلته‬ ‫الأوىل التعامل مع ‪ 200‬طن من النفايات ال�صلبة يومي ًا‪ .‬وي�شرف على �إدارة امل�صنع‬ ‫جمعية �أ�صدقاء حماية البيئة الفل�سطينية كمنظمة غري حكومية تن�شط يف املجال‬ ‫البيئي‪.‬‬ ‫ويقوم امل�صنع بتحويل النفايات التي ت�صل �إليه �إىل مواد �صاحلة لال�ستخدام‬ ‫من جديد‪ ،‬كاحلديد‪ ،‬والورق مل�صنع الورق يف غزة‪ ،‬والبال�ستيك والزجاج‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إىل �شيء نوعي‪ ،‬وهو “ا�ستخراج ال�سماد الع�ضوي ال�صالح للزراعة‪ ،‬وتوفري فر�ص‬ ‫عمل لع�شرات الأ�سر املحتاجة‪� ،‬ضمن نظام توفري فر�ص عمل م�ؤقتة للمحتاجني‪.‬‬ ‫‪42‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ـ يوليو ‪2013‬‬

‫وتقول �إح�صائيات �إن قطاع غزة الذي يقطنه زهاء مليون و‪� 700‬ألف ن�سمة‬ ‫ينتج يومي ًا نحو ‪ 1600‬طن يومي ًا من النفايات‪ ،‬يتم ترحيل �أقل من ثلث كمياتها‬ ‫فقط �إىل مكبات النفايات الرئي�سية‪.‬‬ ‫ويتم ترحيل ما يتم جمعه من كميات النفايات �إىل ثالثة مكبات رئي�سية‪،‬‬ ‫�أحدها يف مدينة رفح �أق�صى جنوب القطاع‪ ،‬واالثنان الآخران يف منطقتي دير البلح‬ ‫وجحر الديك و�سط القطاع‪.‬‬ ‫ً‬ ‫غري �أن املكبات الثالثة متثل مزيدا من اخلطر على امل�ستويني البيئي وال�صحي‬ ‫يف وقت ي�ستمر فيه ت�صاعد الروائح الكريهة والغازات الناجتة عن حتلل النفايات‪،‬‬ ‫عدا عن �سموم الدخان الناجتة عن ا�شتعال النريان فيها بني احلني والآخر‪ .‬ويقول‬ ‫خمت�صون �إن العمر الزمني االفرتا�ضي لهذه املكبات انتهى بعد امتالئها ب�أكرث من‬ ‫احلد الأق�صى امل�سموح به‪ ،‬وباتت تنذر بن�شر �أمرا�ض معدية خمتلفة بني �سكان‬ ‫املناطق القريبة منها‪ ،‬عدا عما حتمله من خماطر جتاه املخزون املائي اجلويف من‬ ‫خالل املياه العادمة املت�سربة منها‪ .‬ومن هنا ف�إن م�شروع م�صنع تدوير النفايات‬ ‫ي�شكل ال�سبيل الأمثل ورمبا الأخري للتخل�ص من مكبات النفايات املقامة ع�شوائي ًا‬ ‫على �أطراف خمتلفة من قطاع غزة لت�شكل ما ي�شبه الكارثة البيئية ذات املخاطر‬ ‫الهائلة‪.‬‬ ‫غري �أن امل�شكلة تتمثل يف �أن ما يقوم بفرزه م�صنع تدوير النفايات يف غزة من‬ ‫مواد مثل الأملنيوم �أو البال�ستيك والكرتون هي كميات كبرية يتم كب�سها وتخزينها‪،‬‬ ‫وهو ما ي�ضع القائمني على امل�شروع �أمام م�شكلة ت�سويق هذه الكميات ودفعهم للبحث‬ ‫له عن خمارج‪� ،‬سواء يف �إ�سرائيل �أو يف م�صر‪.‬‬ ‫وجنح م�شروع امل�صنع الذي مولته اليابان عرب وكالة الأمم املتحدة للتنمية‪ ‬‬ ‫بتكلفة مل تزد على مليون دوالر‪ ،‬يف تخطي �أزمة احل�صار الإ�سرائيلي ومنع �إدخال‬ ‫املعدات والآالت الالزمة لت�شغيله‪ ،‬وذلك من خالل ت�صنيعها حملي ًا‪ .‬وقال القائمون‬ ‫على م�شروع امل�صنع �إنهم ي�سعون �إىل �إيجاد التمويل الالزم لتو�سيعه وتعميمه يف‬ ‫خمتلف مناطق القطاع‪ ،‬وذلك لو�ضع حد مل�شكلة النفايات وخماطرها البيئية‬ ‫الكبرية‪.‬‬


‫وزراء العمل يعتمدون �إطار عمل للتعاون يف جمال العمل والعمالة واحلماية االجتماعية‬ ‫�أذربيجان تقرتح �إن�شاء مركز العمل التابع ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف باكو‬ ‫باكو ـ �أذربيجان‪:‬‬ ‫اعتمد امل�ؤمتر الإ�سالمي الثاين‬ ‫لوزراء العمل الذي عقد يف مدينة باكو‪،‬‬ ‫عا�صمة �أذربيجان‪ ،‬يومي ‪ 25‬و‪� 26‬إبريل‬ ‫‪� ،2013‬إطار وقرار التعاون يف جمال‬ ‫العمل والعمالة واحلماية االجتماعية‪.‬‬ ‫ومتثل وثيقة الإطار اخلطة‬ ‫اال�سرتاتيجية ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫يف جمال العمل‪ ،‬وتُـعـتـبرَ خطوة هامة يف‬ ‫تعزيز التعاون فيما بني دول املنظمة نحو‬ ‫معاجلة البطالة املتزايدة ودفع عجلة‬ ‫التنمية االجتماعية واالقت�صادية يف الدول‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة‪ .‬وقد حدد الإطار �ستة‬ ‫جماالت تعاون ذات �أولوية‪ ،‬هي‪ :‬ال�سالمة‬ ‫وال�صحة املهنية‪ ،‬واحلد من البطالة‪،‬‬ ‫وحتديد م�شاريع تنمية قدرات القوى العاملة‪،‬‬ ‫و�سوق العمل اخلارجية‪ ،‬وا�سرتاتيجية معلومات �سوق العمل اخلارجية‪ ،‬واحلماية‬ ‫االجتماعية‪.‬‬ ‫وتت�ضمن النتائج الهامة للم�ؤمتر اعتماد �آلية لتن�سيق ور�صد تنفيذ �إطار العمل‬ ‫والوثائق اخلتامية الأخرى‪ .‬وحتقي ًقا لهذه الغاية‪ ،‬انتخبت جلنة توجيهية ت�ضم ع�شر‬ ‫دول �أع�ضاء لتن�سيق �أن�شطة خمتلف املن�سقني الوطنيني وم�ؤ�س�سات املنظمة ذات‬ ‫ال�صلة وف ًقا لنتائج امل�ؤمتر‪.‬‬ ‫كما �سلط قرار امل�ؤمتر و�إعالن باكو ال�ضوء على �أهمية �إيجاد �آلية م�ؤ�س�سية‬ ‫قوية لتنفيذ �أحكام االتفاقية العامة للتعاون االقت�صادي والفني والتجاري تهدف‬ ‫�إىل تعزيز التعاون من �أجل تبادل اخلربات والأيدي العاملة‪ ،‬ف�ض ًال عن تعزيز نقل‬ ‫املعرفة واخلربات و�أف�ضل املمار�سات‪.‬‬ ‫ويف ال�سياق نف�سه‪� ،‬أقر امل�ؤمتر مقرتح رئي�س �أذربيجان لإن�شاء مركز العمل‬ ‫التابع ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف باكو ومقرتح تركيا ب�إن�شاء منتدى مل�ؤ�س�سات‬ ‫التوظيف العامة بني الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫وحث الأمني العام للمنظمة‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬من‬ ‫جانبه‪ ،‬الدورة الثانية للم�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء العمل على �إن�شاء �آلية فعالة لتنفيذ‬ ‫قرارات املنظمة يف جماالت العمل والعمالة واحلماية االجتماعية‪.‬‬ ‫و�أبرز �إح�سان �أوغلى يف كلمته التي �ألقاها يف امل�ؤمتر مقرتح �إن�شاء جلنة توجيهية‬ ‫ملتابعة تنفيذ املجاالت املذكورة �أعاله‪ ،‬و�أعرب عن �أمله يف �أن تقوم اللجنة املقرتحة‬ ‫بو�ضع �إطار زمني لأعمالها وت�شرع يف الوقت نف�سه يف البدء يف م�شاريع الأثر ال�سريع‬ ‫التي من �ش�أنها رفع م�ستوى التدخالت الوطنية واملتعددة الأطراف‪.‬‬ ‫وذكر الأمني العام �أن العديد من الدول الأع�ضاء يف املنظمة ت�ضررت ب�شدة‬ ‫من الآثار ال�سلبية للأزمات العاملية‪ ،‬مثل انخفا�ض عائدات الت�صدير‪ ،‬وفقدان‬ ‫فر�ص العمل‪ ،‬وت�ضا�ؤل ​​تدفقات اال�ستثمار الأجنبي املبا�شر وغريها م�ش ًريا �إىل �أن‬ ‫الإح�صاءات تظهر �أنه نظ ًرا لهذه الأزمات ارتفع عدد العاطلني عن العمل من ‪150‬‬ ‫مليون يف ‪� 2007‬إىل ‪ 202‬مليون يف ‪ 2012‬يف جميع �أنحاء العامل‪ ،‬ويتوقع �أن‬ ‫يزيد العدد مبقدار ‪ 3‬ماليني يف عام ‪.2014‬‬

‫ويف �سياق العامل الإ�سالمي‪ ،‬قال الأمني العام �إن هناك �أي�ضا خ�سائر هامة‬ ‫م�سجلة يف الوظائف‪ ،‬وخ�صو�ص ًا يف االقت�صاديات التي تعتمد اعتماد ًا كبري ًا على‬ ‫الت�صدير‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �إح�سان �أوغلى �أن الإح�صاءات املتوفرة تظهر �أنه خالل فرتة ‪-2006‬‬ ‫‪ ،2010‬ظل متو�سط ​​معدالت البطالة يف بلدان املنظمة �أعلى بكثري من املتو�سط ​​‬ ‫العاملي‪ ،‬حيث زاد على ‪ 9‬يف املئة مقابل املتو�سط​​العاملي البالغ ‪ 6,8‬يف املئة ومتو�سط​​‬ ‫البلدان النامية الأخرى بن�سبة ‪ 6,4‬يف املئة‪.‬‬ ‫وك�شف الأمني العام للمنظمة �أن العامل املتو�سط يف دول املنظمة ينتج �أقل من‬ ‫ثلث ناجت العامل العادي يف العامل وع�شر �إنتاج العامل العادي يف البلدان املتقدمة‪.‬‬ ‫و�أو�ضح �أن الإنتاج العاملي للعامل الواحد قد ارتفع من ‪� 23‬ألف دوالر �أمريكي يف‬ ‫عام ‪� 2006‬إىل ‪ 27000‬دوالر �أمريكي يف عام ‪ 2010‬غري �أن �إنتاجية العامل‬ ‫يف دول املنظمة بلغت ‪� 9‬آالف دوالر فقط يف عام ‪ .2010‬و�أكد الأمني العام �أن هذا‬ ‫امل�ستوى ال يزال منخف�ض ًا جد ًا مقارنة مع م�ستوى دول العامل والبلدان املتقدمة البالغ‬ ‫‪� 27‬ألف دوالر �أمريكي و‪� 89‬ألف دوالر �أمريكي على التوايل‪.‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل ذلك‪ ،‬ا�ستعر�ض �إح�سان �أوغلى اجلهود التي تبذلها املنظمة يف هذا‬ ‫ال�ش�أن‪ ،‬وبخا�صة بالن�سبة لل�شباب وغريهم من الفئات املحرومة يف �سياق تعزيز‬ ‫التنمية االجتماعية واالقت�صادية‪ ،‬م�سلط ًا ال�ضوء على برامج املنظمة‪ ،‬مثل برنامج‬ ‫التدريب املهني والتعليمي الذي ي�ضطلع به مركز �أنقرة وبرنامج التدريب املهني‬ ‫وحمو الأمية يف �إطار �صندوق الت�ضامن الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬و�أكد �أن تلك الربامج قد‬ ‫اكت�سبت مكانة بارزة على جدول يف الأعمال االجتماعية واالقت�صادية للمنظمة‪.‬‬ ‫ويف خطابه كرئي�س للدورة‪ ،‬عدد فيزويل الأكربوف‪ ،‬وزير العمل واحلماية‬ ‫االجتماعية وال�سكان يف جمهورية �أذربيجان‪ ،‬التحديات الرئي�سية التي يواجهها‬ ‫العامل الإ�سالمي‪ ،‬وهو يتعامل مع عواقب الأزمات االجتماعية وال�سيا�سية‬ ‫واالقت�صادية العاملية‪ .‬و�شدد على �ضرورة �إيجاد حل عاجل ومن�سق مل�شاكل ال�شباب‬ ‫والن�ساء والبطالة‪ ،‬وانخفا�ض الإنتاجية وتنمية املوارد الب�شرية‪ ،‬حمدد ًا املجاالت‬ ‫املحتملة للتعاون بني الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬والتي ت�شمل احلد من الفقر‪،‬‬ ‫وحت�سني ا�ستخدام االبتكار يف �سوق العمل‪ ،‬وتبادل �أف�ضل املمار�سات ب�ش�أن �آليات‬ ‫حماية العمال وغريها‪.‬‬ ‫‪45‬‬


‫اقت�صاد‬

‫اللجنة الإح�صائية ملنظمة التعاون الإ�سالمي تناق�ش‬ ‫و�ضع نظام �شامل لإح�صائيات العمال وم�ؤ�شر لإنتاجيتهم‬ ‫�أنقرة ـ تركيا‪:‬‬ ‫نظم مركز الأبحاث الإح�صائية واالقت�صادية واالجتماعية والتدريب للدول‬ ‫الإ�سالمية (مركز �أنقرة) والبنك الإ�سالمي للتنمية الدورة الثالثة للجنة الإح�صائية‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف الفرتة من ‪� 12-10‬إبريل ‪ 2013‬يف العا�صمة‬ ‫الرتكية �أنقرة‪ ،‬وذلك بح�ضور مندوبني من مكاتب الإح�صاء الوطنية من ‪ 26‬دولة‬ ‫ع�ضو ًا يف املنظمة‪ ،‬ف�ض ًال عن ممثلي ‪ 9‬من املنظمات الدولية �أو التي تتجاوز حدود‬ ‫الوالية الوطنية‪.‬‬ ‫وحث الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى‪ ،‬يف ر�سالته �إىل اجلل�سة االفتتاحية االجتماع على التو�صل �إىل �إجراءات قابلة‬ ‫للتنفيذ لتطوير القدرات الوطنية للدول الأع�ضاء يف املنظمة متهيد ًا لتحقيق مواءمة‬ ‫�شاملة جلميع �أن�شطة املنظمة يف جمال الإح�صاءات‪ .‬و�أ�شاد �إح�سان �أوغلى كذلك‬ ‫باللجنة نظر ًا جلهودها يف التو�صل �إىل طرائق ذات �صلة لتعزيز كفاءة التخطيط‬ ‫يف الدول الأع�ضاء يف املنظمة وجت�سيد الر�ؤية اال�سرتاتيجية للجنة الإح�صائية‬ ‫للمنظمة‪ ،‬م�شدد ًا على �ضرورة ترجمة جميع قراراتها �إىل �إجراءات فعالة مل�صلحة‬ ‫الدول الأع�ضاء يف املنظمة و�شعوبها‪.‬‬ ‫وا�ستعر�ضت اللجنة الإح�صائية للمنظمة �أن�شطة فرق عملها الثالثة ب�ش�أن قائمة‬ ‫امل�ؤ�شرات املحددة للدول الأع�ضاء يف املنظمة ووثيقة الر�ؤية اال�سرتاتيجية للجنة‬ ‫الإح�صائية واخت�صا�صات اعتماد الإح�صائيني يف دول املنظمة‪� .‬إ�ضافة �إىل ذلك‪،‬‬ ‫�أُطلع االجتماع على الأن�شطة التي ا�ضطلعت بها اللجان اخلم�س الفنية للخرباء حول‬ ‫اخلدمات امل�صرفية الإ�سالمية والإح�صاءات املالية وتنفيذ الر�ؤية اال�سرتاتيجية‬ ‫للجنة الإح�صائية للمنظمة وبرنامج اعتماد الإح�صائيني يف الدول الأع�ضاء يف‬ ‫املنظمة والق�ضايا ذات ال�صلة بالنوع وجتارب تعدادات ال�سكان وممار�سات الدول‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة‪.‬‬ ‫كما ناق�ش االجتماع الق�ضايا املتعلقة بو�ضع نظام �شامل لإح�صائيات العمال و‬ ‫م�ؤ�شر �إنتاجيتهم وبناء قدرات امل�ؤ�س�سات املعنية يف الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪.‬‬ ‫وقد جنحت اللجنة الإح�صائية للمنظمة حتى الآن يف خلق الوعي بني الدول‬

‫الأع�ضاء يف املنظمة ب�ش�أن خمت ِلف الأن�شطة املتعلقة ب�إنتاج الإح�صاءات ذات اجلودة‬ ‫العالية وا�ستخدام تكنولوجيا املعلومات يف جمال جمع البيانات ون�شرها وتو�صيل‬ ‫البيانات للم�ستخدمني النهائيني ونظم امل�ؤ�شرات واملبادرات واال�سرتاتيجيات‬ ‫الدولية يف جمال الإح�صاء وغريها من الأمور‪ .‬كما زادت اللجنة التعاون فيما بني‬ ‫بلدان املنظمة يف هذا القطاع احليوي‪.‬‬ ‫و�أ�شار املتحدثون يف كلماتهم �إىل �أن امل�ساهمة الكبرية للجنة الإح�صائية‬ ‫للمنظمة من �ش�أنها �أن ت�ساعد دول املنظمة على �إنتاج �إح�صاءات موثوق بها ويف‬ ‫الوقت املنا�سب ا�ستناد ًا �إىل املعايري والأ�ساليب املعتمدة على ال�صعيد الدويل ومتكني‬ ‫اتخاذ القرارات القائمة على الأدلة وت�صميم وتقييم الربامج والوقاية من الأزمات‪.‬‬ ‫ومن ناحية �أخرى‪� ،‬سلط املتحدثون ال�ضوء على التحديات التي يواجهها العامل‪ ،‬مبا‬ ‫يف ذلك الفقر وتغري املناخ والبطالة‪ ،‬حيث توجد حاجة حقيقية للم�ؤ�شرات املالئمة‬ ‫لر�صد هذه الظواهر‪ ،‬م�ؤكدين �أهمية التعاون بني املكاتب الإح�صائية الوطنية على‬ ‫النحو املو�صى يف �إعالن ا�سطنبول (بعد اجتماع املنظمات الإح�صائية الوطنية يف‬ ‫الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي يف عام ‪.)2010‬‬ ‫كما �أبرز املتحدثون احلاجة امللحة للإح�صائيات لتطوير التجارة والإمكانات‬ ‫االقت�صادية للدول الأع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬ال �سيما لتنفيذ اال�سرتاتيجية املعتمدة على‬ ‫�صعيد الكوم�سيك‪ ،‬حيث �إن فرق العمل املختلفة التي ُ�شكلت لتنفيذها (ال�سياحة‬ ‫والتجارة واحلد من الفقر واملالية وغريها) يف حاجة ما�سة �إىل توفري �إح�صاءات‬ ‫ميكن االعتماد عليها‪ .‬كما ركزوا على الإح�صاءات التي يجب �إعدادها �ضمن جدول‬ ‫�أعمال التنمية ما بعد عام ‪ .2015‬كما متت الإ�شارة يف الكلمات التي �أُلقيت‬ ‫�إىل الت�ضامن يف جمال التنمية بني الدول الأع�ضاء ذات اخلربة وتبادل �أف�ضل‬ ‫املمار�سات وكذلك املوارد املتاحة يف الدول الأع�ضاء من �أجل بناء القدرات (بناء‬ ‫القدرة الإح�صائية وم�شاريع البنك الإ�سالمي للتنمية وغريها)‪.‬‬ ‫وقد ُوجه �شكر خا�ص للدول التي �أ�سهمت يف بناء املقر اجلديد ملركز �أنقرة‬ ‫والذي اف ُت ِتح يف ‪ ،2012‬وهي جمهورية تركيا واململكة العربية ال�سعودية ودولة قطر‬ ‫ودولة الكويت ودولة الإمارات العربية املتحدة‪.‬‬

‫منظمة التعاون الإ�سالمي ت�ستكمل م�شروع نظام م�ؤ�س�سة متخ�ص�صة للأمن الغذائي‬

‫�أ�ستانا – كازاخ�ستان‬ ‫�أن�ش�أت املنظمة م�ؤخرا �آلية جديدة ملواءمة �سيا�ساتها املتعلقة بق�ضايا الأمن‬ ‫الغذائي‪ ،‬مبا يف ذلك تقدمي اخلربة والدراية الفنية لدولها الأع�ضاء يف خمتلف‬ ‫جوانب الزراعة والتنمية الريفية‪ .‬واجتمع لهذا الغر�ض يف �أ�ستانا بجمهورية‬ ‫كازاخ�ستان �أكرث من �ستني خبري ًا من الدول الأع�ضاء يف املنظمة وم�ؤ�س�ساتها‬ ‫ومن املنظمات ال�شريكة خالل الفرتة من ‪� 11‬إىل ‪ 13‬يونيو ‪ 2013‬ملناق�شة‬ ‫م�شروع النظام الأ�سا�سي لهذه امل�ؤ�س�سة املتخ�ص�صة من م�ؤ�س�سات منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ .‬وجاء عقد اجتماع اخلرباء هذا تنفيذا للقرارات ال�صادرة عن كل من‬ ‫جمل�س وزراء اخلارجية يف دورته التا�سعة والثالثني التي عقدت يف جيبوتي من ‪15‬‬ ‫�إىل ‪ 17‬نوفمرب ‪ 2012‬والقمة الإ�سالمية الثانية ع�شرة التي عقدت يف القاهرة‬ ‫من ‪� 2‬إىل ‪ 7‬فرباير ‪ .2013‬و�شدد معايل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬يف ر�سالته �إىل اجتماع اخلرباء على �ضرورة‬ ‫التعجيل مبعاجلة الثغرتني امل�ؤ�س�سية والعملية اللتني تعرتيان �إطار التعاون بني بلدان‬ ‫املنظمة يف جماالت الزراعة والتنمية الريفية والأمن الغذائي‪ .‬ويف هذا الإطار‪� ،‬أ�شار‬ ‫الأمني العام �إىل �أن هذه امل�ؤ�س�سة اجلديدة املعنية بالأمن الغذائي والتابعة للمنظمة‬ ‫‪44‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ـ يوليو ‪2013‬‬

‫ينبغي �أن ُت َكمل من حيث الكم ما يتحقق يف �إطار منظومة الأمن الغذائي العاملية‪،‬‬ ‫وحث االجتما َع على تطوير اجلوانب التي تتمتع فيها البلدان الإ�سالمية مبيزات‬ ‫ن�سبية وو�ضع �أولويات لهذه اجلوانب‪.‬‬ ‫و�ستعمل هذه امل�ؤ�س�سة اجلديدة املقرتح �إن�شا�ؤها من بني �أمور �أخرى على تن�سيق‬ ‫ال�سيا�سات الزراعية امل�شرتكة و�صياغتها وتنفيذها وت�شجيع تبادل التكنولوجيات‬ ‫املنا�سبة ونقلها وح�شد املوارد وتدبريها من �أجل تطوير الزراعة وتعزيز الأمن‬ ‫الغذائي يف الدول الأع�ضاء‪ .‬ومن بني وظائفها كذلك تقييم حالة الأمن الغذائي‬ ‫ور�صدها يف الدول الأع�ضاء حتى تتمكن من حتديد وتقدمي امل�ساعدة الإن�سانية‬ ‫والطارئة ال�ضرورية‪ ،‬مبا يف ذلك �إن�شاء احتياطات للأمن الغذائي‪.‬‬ ‫جتدر الإ�شارة �إىل �أن قطاع الزراعة ي�سهم بنحو ‪ 27‬يف املئة يف الناجت‬ ‫الإجمايل الداخلي للدول الأع�ضاء يف املنظمة وي�شغل ‪ 37.4‬يف املئة من �إجمايل‬ ‫اليد العاملة يف منطقة منظمة التعاون الإ�سالمي‪ .‬ف�ض ًال عن ذلك‪ ،‬حتتل �أكرث من‬ ‫‪ 20‬دولة �إ�سالمية ترتيب ًا بني �أكرب املنتجني العامليني الع�شرين لأبرز ال�سلع الزراعية‬ ‫مثل القطن والكاكاو والقمح والأرز والذرة‪ ،‬والتي تعد �سلعا �أ�سا�سية للأمن الغذائي‬ ‫وخللق الرثوة‪.‬‬


‫يف الب�صرة ‪ ..‬ملوحة املياه تهدد الب�شر وال�شجر‬ ‫الب�صرة ـ العراق (د ب ا)‪:‬‬ ‫�أ�صبحت �أ�شجار النخيل يف مدينة الب�صرة‬ ‫العراقية مهددة مبلوحة املياه‪ ،‬وثمة �أمل معقود على‬ ‫اخلرباء الأجانب حلل هذه امل�شكلة‪.‬‬ ‫ين�ساب من ال�صنبور ماء مالح‪ .‬مت�سح الأديبة‬ ‫العراقية القادمة من بغداد �إىل الب�صرة �سمرقند‬ ‫اجلابري ب�إبهامها على ذراعها املبللة ثم ت�ضعه يف‬ ‫فمها وت�صيح م�صدومة “املياه هنا ماحلة متاما”‪.‬‬ ‫وكانت �سمرقند علمت الحقا من زمالئها الذين‬ ‫تلتقيهم يف املركز الثقايف بالب�صرة �أن ملوحة املياه‬ ‫يف الب�صرة "�أمر طبيعي"‪ ،‬فكل املياه التي جتري‬ ‫يف مرافق املدينة ماحلة‪ .‬وب�سبب ذلك‪ ،‬قامت بع�ض‬ ‫الفنادق واملنازل يف املدينة برتكيب فالتر للمياه‪،‬‬ ‫لكنها مل تفلح بالرغم من ذلك يف التخل�ص من‬ ‫الطعم املالح للمياه‪ .‬ويتعني على من يريد �شرب املياه‬ ‫�أن ي�شرتي زجاجات املياه املعدنية وهذا ترف باهظ‬ ‫التكلفة بالن�سبة ل�سكان املدينة‪.‬‬ ‫غري �أن ال�شكوى من املياه املاحلة مل تتوقف عند‬ ‫�سكان الب�صرة وح�سب‪ ،‬بل تعدتها �إىل �أ�شجار النخيل‬ ‫التي مل يعد ب�إمكانها النمو ب�سبب ملوحة املياه‪ ،‬وجتدر‬ ‫الإ�شارة �إىل �أن زراعة الثمار احللوة يف الب�صرة تعود‬ ‫�إىل �أربعة �آالف عام‪.‬‬ ‫وخالل العقود املا�ضية‪ ،‬كانت النريان واملياه‬ ‫�سبب ًا يف امل�صري ال�سيئ للتمور يف الب�صرة‪� ،‬إذ مل َّ‬ ‫يتبق‬ ‫�سوى ‪ 12‬مليون �شجرة نخيل فقط‪ ،‬وذلك بعد �أن‬ ‫كان عدد �أ�شجار النخيل يف مدينة وحمافظة الب�صرة‬ ‫يبلغ ‪ 30‬مليون �شجرة نخيل بطول �ساحل نهر �شط‬ ‫العرب‪ .‬ويرجع ذلك بداية �إىل احلرب‪ ،‬حيث �شهد‬ ‫ع�صر الرئي�س العراقي الراحل �صدام ح�سني العديد‬ ‫من احلروب‪ ،‬ويف مقدمتها احلرب العراقية الإيرانية‬ ‫التي دامت ثماين �سنوات تعر�ضت خالله العديد من‬ ‫�أ�شجار النخيل للتقطيع �أو احلرق‪ ،‬وذلك حلاجة‬ ‫اجلي�ش �إىل مناطق مفتوحة‪ ،‬فكل مرت من �ساحل نهر‬ ‫�شط العرب الذي يعترب ملتقى نهري دجلة والفرات‬ ‫ميكن �أن يحكي ق�صة عن احلرب‪ .‬كان �صدام ح�سني �أمر ب�إبادة النخيل حتى يتمكن‬ ‫اجلي�ش العراقي من ر�ؤية عدوه الإيراين ب�شكل �أف�ضل‪ ،‬وال تزال ر�ؤية اجلار الإيراين‬ ‫الذي متر حدوده يف منت�صف نهر �شط العرب وا�ضحة‪ ،‬ومل تتوقف اخل�سارة الناجمة‬ ‫عن احلرب العراقية الإيرانية عند حد �أ�شجار النخيل وحدها بل �إن هذه احلرب‬ ‫�أودت بحياة نحو مليون �شخ�ص‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واليوم‪ ،‬ت�أتي املياه لتكون �سببا جديدا مل�أ�ساة النخيل يف الب�صرة‪ .‬ف�إىل جانب‬ ‫ندرة املياه التي تتدفق‪ ،‬ف�إن املياه التي تتدفق يف �شط العرب وروافده ماحلة‪ ،‬وملوحة‬ ‫املياه ُت َعد م�شكلة كربى بالن�سبة للزراعة ب�شكل عام يف جنوب العراق‪ .‬كما �أن مياه‬

‫الأنهار �آخذة يف الرتاجع‪ ،‬وذلك ب�سبب وجود‬ ‫حمطات الطاقة يف �إيران‪ .‬وعند منابع النهرين يف‬ ‫�سوريا وتركيا حيث حتول هذه املحطات م�سار املياه‪.‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل ذلك‪� ،‬أ�سهمت ندرة الأمطار يف قلة‬ ‫املياه‪ ،‬الأمر الذي �أودى بحياة الكثري من الأ�شجار‪.‬‬ ‫كما ازداد ت�ضا�ؤل كميات املياه احللوة القادمة من‬ ‫نهر �شط العرب‪ .‬وترتب على ذلك اجتياح موجات‬ ‫مد قوية من البحر املالح لقاع النهر وحتويل املياه‬ ‫احللوة �إىل مياه ماحلة‪ ،‬وحتولت مياه الب�صرة‬ ‫القادمة من نهر �شط العرب �إىل مياه ماحلة‪.‬‬ ‫ومن جانبه‪ ،‬يقول عبد الر�ضا املو�سوي حزينا‪ً:‬‬ ‫"قلبي ينفطر عندما �أفكر يف ما �آل �إليه حال التمر‬ ‫يف الب�صرة"‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أن �أ�شجار النخيل وثمارها‬ ‫ميثالن احلياة بالن�سبة له‪ .‬ومتتلك �أ�سرة املو�سوي‬ ‫حالي ًا مئتي دومن من الب�ساتني (الدومن العراقي‬ ‫يبلغ ‪ 2500‬مرت مربع)‪ .‬وترتكز �أرا�ضي العائلة‬ ‫يف �شبه جزيرة الفاو‪ ،‬غري �أنه ال توجد اليوم حتى‬ ‫نخلة واحدة يف �شبه جزيرة الفاو‪ ،‬كما �أن �أعداد‬ ‫�أ�شجار نخيل املو�سوي انكم�شت يف الوقت الراهن‬ ‫�إىل ربع ما كانت عليه يف الأ�صل‪.‬‬ ‫ويقول املو�سوي �إنه "خالل فرتة احلرب‬ ‫واحل�صار‪ ،‬متكن مناف�سو العراق من موا�صلة‬ ‫تطوير نوعية منتجاتهم وكمياتها‪ ،‬حيث �أمكن لهم‬ ‫اال�ستفادة من حرمان العراق من الت�صدير على‬ ‫مدار ع�شر �سنوات" حتى �أ�صبحت اليوم دول مثل‬ ‫ال�سعودية وم�صر و�إيران والأردن م�شهورة بتمورها‬ ‫كما تعد �إ�سرائيل يف طليعة هذه الدول امل�شهورة‬ ‫بالتمور‪ ،‬ومل يعد �أحد يتحدث عن العراق‪ .‬لقد‬ ‫طوانا الن�سيان"‪ .‬و�أ�ضاف مو�سوي �أنه على‬ ‫الرغم من قناعته ب�أن نوعية متور العراق ال تزال‬ ‫هي الأف�ضل يف العامل‪ ،‬لكننا من ناحية التقنية‬ ‫والت�سويق ن�أتي يف �آخر الرتتيب"‪ .‬و�أكد املو�سوي‬ ‫�أنه يرغب يف تو�سيع نطاق �أعماله يف جمال التمور‬ ‫ورفع �إنتاج التمور من ‪ 500‬طن �سنوي ًا يف الوقت‬ ‫الراهن �إىل ‪ 3000‬طن‪.‬‬ ‫لكن جناح خطط املو�سوي مرهونة بح�صول �أ�شجار النخيل على كمية كافية‬ ‫من املياه احللوة‪ .‬من جانبه يقول زميل لل�شاعرة �سمرقند خالل �أم�سية يف املركز‬ ‫الثقايف باملدينة القدمية �إن �أحدث التكنولوجيات يتم ا�ستخدامها ال�ستخراج النفط‬ ‫يف املنطقة املحيطة بالب�صرة و�أ�ضاف �أن "من امل�ضحك �أن ال�شركات الأجنبية التي‬ ‫تنقب عن النفط هنا لي�ست قادرة على التخل�ص من ملوحة مياهنا"‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أن‬ ‫الف�ساد وتردي الو�ضع الأمني يف الوقت الراهن �أعاقا كل تقدم يف هذا املجال‪ .‬واليوم‬ ‫يحكم الب�صرة حمافظ جديد قادم من املنفى يف هولندا‪ ،‬وتقول �سمرقند متفائلة‪:‬‬ ‫"والهولنديون لديهم خربة يف املياه"‪.‬‬ ‫‪47‬‬


‫اقت�صاد‬

‫امل�ؤمتر الدويل حول حتويل االقت�صادات العربية ي�ؤكد‬ ‫�ضرورة حتفيز التطوير يف جمال املعرفة واالبتكار‬ ‫الرباط ـ اململكة املغربية‪:‬‬ ‫اعتمد امل�ؤمتر الدويل حول حتويل‬ ‫االقت�صادات العربية (�إعالن الرباط‪ :‬نحو‬ ‫ا�سرتاتيجيات جديدة للتنمية يف العامل العربي)‪،‬‬ ‫وذلك خالل جل�سته اخلتامية التي ُعقدت‬ ‫يف مقر املنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم‬ ‫والثقافة‪ ،‬يوم اخلام�س من يونيو ‪ ،2013‬حتت‬ ‫الرئا�سة امل�شرتكة لكل من الدكتور عبد العزيز‬ ‫بن عثمان التويجري‪ ،‬املدير العام للإي�سي�سكو‪،‬‬ ‫وال�سيد مات�س كارل�سون‪ ،‬مدير مركز مار�سيليا‬ ‫للتكامل املتو�سطي‪.‬‬ ‫و�أكد الإعالن �أهمية حتفيز تنمية‬ ‫املعرفة واالبتكار‪ ،‬من خالل تعزيز التكامل‬ ‫وتوطيد التعاون الإقليمي‪ ،‬ال �سيما يف الف�ضاء‬ ‫الأورومتو�سطي‪ ،‬و�أو�صى الدول العربية بااللتزام بتنفيذ م�شاريع ملمو�سة يف جماالت‬ ‫التعليم والبحث واالبتكار وجمتمع املعلومات‪ ،‬ودعا �إىل عقد قمة لقادة بلدان العامل‬ ‫العربي يف غ�ضون ال�سنتني املقبلتني‪ ،‬والتي من �ش�أنها �أن تتيح و�ضع برنامج عمل‬ ‫م�شرتك لبناء اقت�صاد املعرفة واالبتكار يف املنطقة‪.‬‬ ‫ويف ال�سياق ذاته‪� ،‬أو�صى امل�شاركون يف امل�ؤمتر منظمة الإي�سي�سكو ومركز‬ ‫مر�سيليا للتكامل املتو�سطي والبنك الدويل واملنظمات املعنية بالعمل امل�شرتك من‬ ‫�أجل جت�سيد هذه املبادرة على �أر�ض الواقع وجعلها يف خدمة بلدان العامل العربي‪،‬‬ ‫من خالل �إجناز درا�سات ت�شخي�صية ت�ساعد على ر�صد الإمكانات التي مل تُ�ستَث َمر‬ ‫على الوجه الأكمل ودرا�سة �سبل التغلب على العقبات‪ ،‬وحتديد �أف�ضل املمار�سات‬ ‫لتحقيق تكامل �أف�ضل‪.‬‬ ‫ُي�شار �إىل �أن امل�ؤمتر الدويل حول (حتويل االقت�صادات العربية‪ :‬امل�ضي قدم ًا‬ ‫على طريق املعرفة واالبتكار)‪ ،‬عقدته الإي�سي�سكو ومركز مر�سيليا للتكامل املتو�سطي‬ ‫والبنك الدول يومي ‪ 4‬و‪ 5‬يونيو ‪ 2013‬يف املقر الدائم للإي�سي�سكو يف الرباط‪،‬‬ ‫و�شارك فيه وزراء وممثلو القطاعات احلكومية واخلا�صة والدوائر العلمية وخرباء‬ ‫من منطقتي �شمال �إفريقيا وال�شرق الأو�سط‪ ،‬وممثلو املنظمات الدولية‪� ،‬إ�ضافة �إىل‬ ‫ممثلي اجلهات املنظمة للم�ؤمتر‪.‬‬ ‫وكان الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري‪ ،‬املدير العام للإي�سي�سكو‪-‬‬ ‫وال�سيد مات�س كارل�سون‪ ،‬مدير مركز مر�سيليا للتكامل املتو�سطي‪ ،‬قد تر�أ�سا �أعمال‬ ‫امل�ؤمتر الدويل حول (حتويل االقت�صادات العربية‪ :‬امل�ضي قدم ًا على طريق املعرفة‬ ‫واالبتكار)‪ ،‬وذلك بح�ضور ال�سيد نزار بركة‪ ،‬وزير املالية واالقت�صاد يف احلكومة‬ ‫املغربية‪ .‬كما ح�ضر اجلل�سة االفتتاحية وزراء الرتبية والتعليم يف جمهورية جيبوتي‪،‬‬ ‫وجمهورية العراق‪ ،‬واجلمهورية الإ�سالمية املوريتانية‪ ،‬والوزير املكلف بالعالقات مع‬ ‫الربملان واملجتمع املدين يف احلكومة املغربية‪ ،‬وعدد من ال�سفراء‪ ،‬وممثلو املنظمات‬ ‫احلكومية وغري احلكومية الدولية وامل�ؤ�س�سات الوطنية يف الدول العربية‪ ،‬وممثلو‬ ‫وكاالت الأنباء وو�سائل الإعالم املكتوبة وال�سمعية الب�صرية املغربية والعربية‬ ‫والدولية‪.‬‬ ‫وقال املدير العام للإي�سي�سكو يف كلمة باملنا�سبة‪� ،‬إن االنتقال �إىل اقت�صاد‬ ‫ملحة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا �أن االقت�صاد العاملي مير اليوم بفرتة‬ ‫املعرفة واالبتكار �ضرورة ّ‬ ‫حرجة تتميز بتعاقب الأزمات و�ضعف احلكامة وتفاوت م�ستويات القدرة االقت�صادية‬ ‫‪46‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ـ يوليو ‪2013‬‬

‫املدير العام للإي�سي�سكو‪ ،‬الدكتور عبد العزيز التويجري‪� ،‬أثناء افتتاح �أعمال امل�ؤمتر‬

‫لدى الدول ب�شكل كبيـر‪ .‬و�أكد �أنه من الواجب العمل بكل جـد و�إخال�ص لتهيئ عامل‬ ‫�أكثـر ازدهـار ًا و�أوفـر عـدال ً و�أ�شمل �سالمـًا و�أع َّـم �أمنـًا للأجيال القادمة‪.‬‬ ‫وقد مت خالل اجلل�سة االفتتاحية للم�ؤمتر‪ ،‬الإعالن ر�سمي ًا عن �صدور تقرير‬ ‫بعنوان “حتويل االقت�صادات العربية‪ :‬امل�ضي قدم ًا على طريق املعرفة واالبتكار”‪،‬‬ ‫والذي مت �إعداده من قبل البنك الدويل‪ ،‬ومركز التكامل املتو�سطي (‪،)CMI‬‬ ‫والبنك الأوروبي لال�ستثمار (‪ )EIB‬ومنظمة الإي�سي�سكو‪.‬‬ ‫و�إ�ضافة �إىل ما يوفره هذا التقرير ال�صادر باللغات العربية والفرن�سية‬ ‫والإجنليزية‪ ،‬لتطوير القدرة التناف�سية لالقت�صادات العربية وال�شرق الأو�سط‪،‬‬ ‫من �أدوات رئي�سية عمادها املعرفة واالبتكار لتحقيق النمو امل�ستدام‪ ،‬ف�إنه يركز‬ ‫على احلاجة �إىل ت�شجيع اال�ستثمار يف النماذج االقت�صادية القائمة على املعرفة‬ ‫لتحقيق املواجهة املثلى للتحدي املتمثل يف تو�سيع فر�ص العمل ملوا�صلة عملية التنمية‬ ‫يف املنطقة‪ .‬ويقرتح التقرير �أي�ض ًا منوذج ًا لزيادة تنويع االقت�صادات يف املنطقة‬ ‫و�إقامة امل�شاريع مبا يتما�شى مع ا�سرتاتيجيات جديدة للتنمية تعتمد على املعرفة‬ ‫واالبتكار‪..‬‬ ‫وا�ستعر�ض ال�سيد مات�س كارل�سون‪ ،‬مدير مركز مار�سيليا للتكامل املتو�سطي‬ ‫العنا�صر الرئي�سة للتقرير‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أن التحول االقت�صادي يف املنطقة العربية‬ ‫رهني بتفعيل مبادئ االقت�صاد القائم على املعرفة واالبتكار‪.‬‬ ‫وعرب ر�سالة فيديو‪� ،‬أبرزت نائبة رئي�س البنك الدويل ملنطقة ال�شرق الأو�سط‬ ‫و�شمال �إفريقيا‪ ،‬ال�سيدة �إنـغـر �أندر�سون‪� ،‬أهمية التقرير ودوره يف امل�ساعدة على‬ ‫مواجهة التحديات االقت�صادية من خالل و�ضع ا�سرتاتيجية قائمة على املعرفة‬ ‫واالبتكار‪.‬‬ ‫وبعد الإعالن الر�سمي عن �صدور التقرير‪� ،‬ألقى الدكتور نا�صر ال�سعيدي‪ ،‬رئي�س‬ ‫�شركة نا�صر ال�سعيدي و�شركا�ؤه لال�ست�شارات‪ ،‬وزير االقت�صاد والتجارة وال�صناعة‬ ‫ال�سابق يف لبنان‪ ،‬املحا�ضرة الرئي�سة‪ ،‬بعنوان‪( :‬االبتكار وتنظيم امل�شاريع والتجديد‬ ‫يف العامل العربي)‪.‬‬ ‫و�أكد التويجري �أن‪ ‬امل�ؤمتر و�ضع الأ�س�س املنهجية والقواعد العملية لل�شراكة‬ ‫يف عمل �إن�ساين عاملي وا�سع املدى‪ ،‬يخدم �أحد الأهداف الإمنائية للألفية يف هذا‬ ‫املجال احليوي‪ ،‬ويعزّز اجلهود التي تقوم بها الدول الأع�ضاء ل�ضمان ازدهار‬ ‫املعرفة‪ ،‬وتطوير االبتكار‪ ،‬وحتقيق النمو ال�شامل املتوازن والإ�سهام يف تعزيز ال�سلم‬ ‫والأمن الدوليني‪.‬‬


‫جمهورية كو�سوفو‪ ،‬مبا جمموعه ‪ 231‬مليون دوالر �أمريكي‪.‬‬ ‫الفعاليات امل�صاحبة لالجتماع ال�سنوي الثامن والثالثني للبنك‪.‬‬ ‫و�أكد رئي�س جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬الدكتور �أحمد حممد علي‪،‬‬ ‫وقال رحيم زادة �إن البنك الإ�سالمي للتنمية يقوم بتدريب قادة امل�ستقبل‪،‬‬ ‫�أهمية القرارات ال�صادرة عن هذا االجتماع‪ ،‬وال�سيما القرار القا�ضي بزيادة ر�أ�س وي�ساعد على بناء املجتمعات احلديثة‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أن البنك ي�ساعد بالده على بناء‬ ‫مال البنك امل�صرح به واملكتتب فيه‪ ،‬م�ؤكد ًا �أنه ب�صدور هذا القرار التاريخي والهام‪ ،‬جمتمع حديث من خالل تدريب الكوادر يف ظل اجتاه ر�سمي من قبل ال�سلطات‬ ‫يدخل البنك مرحلة جديدة من مراحل تطوره لتمكينه من امل�ساهمة بفاعلية �أكرب يف لتدريب وتعليم النا�س يف خمتف املجاالت‪.‬‬ ‫حتقيق �أهداف التنمية بالدول الأع�ضاء‪ .‬و�أ�شاد رئي�س جمموعة البنك بالأفكار التي‬ ‫وقال نائب رئي�س البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬برياما �سيدبيه‪� ،‬إن البنك نفذ‬ ‫ً‬ ‫ُطرحت للنقا�ش �ضمن الندوات والفعاليات التي �صاحبت انعقاد جمل�س املحافظني نحو ‪ 340‬م�شروعا يف رابطة الدول امل�ستقلة ال�ست الأع�ضاء يف البنك مببلغ ‪4.6‬‬ ‫هذا العام‪ ،‬و�أنها �سوف ت�سهم مب�شيئة اهلل يف تعزيز جهود التنمية والتعاون القائم مليار دوالر �أمريكي‪ ،‬و�إن ‪ 59‬يف املئة من هذه العمليات متت يف طاجيك�ستان مببلغ‬ ‫(‪ )290‬مليون دوالر �أمريكي‪ ،‬و�إن هناك نحو ‪ 18‬م�شروع ًا من تلك امل�شروعات‬ ‫بني الدول الأع�ضاء يف البنك مبا يخدم م�صالح و�آمال �أمتنا الإ�سالمية‪.‬‬ ‫و�أعرب جمل�س حمافظي البنك الإٍ�سالمي للتنمية‪ ،‬يف برقية رفعها �إىل رئي�س يجري تنفيذها يف البالد حالي ًا للم�ساهمة يف تنميتها اقت�صادي ًا واجتماعيا‪ً.‬‬ ‫جمهورية طاجيك�ستان‪ ،‬عن �أ�سمى �آيات ال�شكر والتقدير لفخامة الرئي�س �إمام علي‬ ‫ُي�شار �إىل �أن الدول ال�ست هي (طاجيك�ستان وتركمان�ستان وقريغيزيا‬ ‫رحمان‪ ،‬وحلكومة و�شعب طاجيك�ستان‪ ،‬لكرم ال�ضيافة وح�سن اال�ستقبال والرتتيبات و�أذربيجان وكازاخ�ستان و�أوزبك�ستان)‪.‬‬ ‫التي حظي بها االجتماع ال�سنوي ملجل�س حمافظي البنك الإ�سالمي للتنمية وجميع‬ ‫وهدفت الندوة �إىل امل�ساهمة يف تعزيز الوعي و�سط جمتمعات الأعمال املحلية‬ ‫الفعاليات الأخرى امل�صاحبة له‪ ،‬والتي توا�صلت على مدى خم�سة �أيام يف مدينة والدولية حول منتجات البنك الإ�سالمي للتنمية وخدماته وفر�ص الأعمال التي‬ ‫دو�شنبيه العريقة خالل الفرتة من ال�سبت ‪ 18‬مايو‪ ،‬حتى الأربعاء ‪ 22‬مايو يتيحها‪ .‬وقدمت يف الندوة مناذج لق�ص�ص جناح حول م�شروعات للبنك منها‬ ‫امل�شاريع ال�صغرية يف غينيا‪ ،‬والتعليم العايل يف �إندوني�سيا‪ ،‬وامل�شاريع ال�صغرية‬ ‫‪.2013‬‬ ‫من جهة �أخرى‪ ،‬قال رئي�س البنك يف م�ؤمتر �صحفي عقده‪ ،‬يوم ‪ 21‬مايو للمياه وم�شروع للتعليم الثانوي يف طاجيك�ستان‪ ،‬وم�شروع حمطة احلاويات يف‬ ‫‪ ،2013‬عقب اختتام االجتماع ال�سنوي الثامن والثالثني ملجل�س حمافظي البنك جيبوتي والكهرباء الريفية يف املغرب‪.‬‬ ‫الإ�سالمي يف دو�شنبيه عا�صمة طاجيك�ستان‪� ،‬إن جمل�س املحافظني اتخذ قرار ًا‬ ‫وو�صل املجموع الرتاكمي للتمويل الذي قدمه البنك الإ�سالمي للتنمية منذ‬ ‫ً‬ ‫بتعليق ع�ضوية �سوريا م�ؤقت ًا يف املجموعة بنا ًء على قرار القمة الإ�سالمية اال�ستثنائية �إن�شائه وحتى تاريخه نحو ‪ 90‬مليار دوالر ل�صالح ‪ 56‬دولة ع�ضوا و�أكرث من ‪70‬‬ ‫الرابعة التي عقدت يف مكة املكرمة عام ‪.2012‬‬ ‫جمتمع ًا �إ�سالمي ًا يف الدول غري الإ�سالمية‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إىل �أن جمل�س املحافظني وجه جمل�س املديرين التنفيذيني يف البنك‬ ‫من جهة �أخرى‪ ،‬دعا ال�سيد �شاهد مالك‪ ،‬وزير التنمية الدولية ال�سابق باململكة‬ ‫بالنظر يف تقدمي م�ساعدات �إن�سانية لالجئني ال�سوريني املت�أثرين من النـزاع‪ ،‬املتحدة‪ ،‬البنك الإ�سالمي للتنمية �إىل �إقامة م�ؤمتر عاملي من �أجل تنمية طاقات‬ ‫الفت ًا �إىل �أن البنك �سي�شارك يف �إعادة ت�أهيل و�إعمار �سوريا بعد انتهاء الأحداث ال�شباب وتي�سري فر�ص العمل لهم يف العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫الراهنة‪.‬‬ ‫وكان ال�سيد مالك يتحدث خالل املنتدى ال�سنوي الثاين لل�شباب الذي نظمه‬ ‫وت�شمل القرارات التي خرج بها االجتماع ال�سنوي زيادة ر�أ�س مال البنك املكتتب البنك‪ ،‬يوم ‪ 19‬مايو ‪ ،2013‬يف �إطار الفعاليات امل�صاحبة لالجتماع ال�سنوي‬ ‫فيه لي�صبح ‪ 50‬مليار دينار �إ�سالمي بعد �أن كان ‪ 18‬مليار دينار �إ�سالمي‪.‬‬ ‫الثامن والثالثني للبنك الإ�سالمي للتنمية بعا�صمة طاجيك�ستان دو�شنبيه‪.‬‬ ‫وخالل ندوة "التمويل وفر�ص الأعمال يف م�شاريع البنك الإ�سالمي للتنمية‬ ‫و�أ�ضاف �شاهد �أن امل�ؤمتر العاملي لتنمية ال�شباب املقرتح �سيقدم فر�صة كبرية‬ ‫وق�ص�ص جناح"‪ ،‬مت الك�شف عن �أن حجم التمويالت التي نفذها البنك الإ�سالمي لل�شباب من اجلن�سني من الدول الأع�ضاء مبجموعة البنك للدخول يف حوارات مركزة‬ ‫للتنمية يف رابطة الدول امل�ستقلة ال�ست الأع�ضاء يف البنك بلغ ‪ 4.6‬مليار دوالر حول خمتلف املو�ضوعات املتعلقة بتنمية ال�شباب‪ ،‬وب�صفة خا�صة ت�شغيل ال�شباب‪.‬‬ ‫�أمريكي‪.‬‬ ‫و�أكد نائب رئي�س البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬الدكتور �أحمد تكتك‪ ،‬يف كلمته‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وقد �أ�شرف وزير التجارة والتنمية االقت�صادية يف طاجيك�ستان‪� ،‬شريف رحيم للمنتدى‪� ،‬أن البنك ي�أخذ مو�ضوع ت�شغيل ال�شباب م�أخذا جديا‪ .‬ولهذا‪ ،‬فقد قام‬ ‫زادة‪ ،‬على افتتاح الندوة‪ ،‬يوم ‪ 19‬مايو ‪ ،2013‬يف العا�صمة دو�شنبيه يف �إطار البنك ب�إطالق مبادرته لدعم ت�شغيل ال�شباب بربنامج تبلغ تكلفته ‪ 250‬مليون‬ ‫دوالر �أمريكي موجه‬ ‫للدول العربية الأع�ضاء‬ ‫التي �شهدت يف العامني‬ ‫حتوالت‬ ‫الأخريين‬ ‫�سيا�سية واجتماعية‬ ‫هامة‪.‬‬ ‫وقد �شارك يف‬ ‫املنتدى عدد كبري من‬ ‫احل�ضور‪ ،‬ومت خالله‬ ‫تقدمي عرو�ض من‬ ‫البنك الدويل‪ ،‬ومنظمة‬ ‫العمل الدولية‪ ،‬وح�ضره‬ ‫ممثلون عن ال�شباب‬ ‫بطاجيك�ستان‪.‬‬ ‫رئي�س طاجيك�ستان‪ ،‬رحمون‪ ،‬يفتتح �أعمال اجتماع البنك الإ�سالمي للتنمية و�إىل جواره الدكتور �أحمد حممد علي‬ ‫‪49‬‬


‫اقت�صاد‬ ‫رئي�س طاجيك�ستان يفتتح االجتماع ال�سنوي الثامن والثالثني للبنك الإ�سالمي للتنمية‬

‫البنك يقرر يف االجتماع زيادة ر�أ�س ماله ثالثة �أ�ضعاف ويعلق ع�ضوية �سوريا‬ ‫دو�شنبيه ـ طاجيك�ستان‪:‬‬ ‫دعا رئي�س طاجيك�ستان �إمام علي رحمان الدول الإ�سالمية �إىل تعزيز تعاونها‬ ‫مع بالده لتحقيق �أهداف الألفية وتقوية �أوا�صر التبادل التجاري مبا يخدم تنميتها‬ ‫وتقدمها‪ ،‬مو�ضح ًا �أن بالده ا�ستطاعت تخفي�ض ن�سبة الفقر من ‪ 38‬يف املئة �إىل‬ ‫‪ 7.8‬يف املئة وحتقيق ن�سبة منو تبلغ ‪ 4.8‬يف املئة حتى العام املا�ضي‪.‬‬ ‫جاء ذلك خالل افتتاحه االجتماع ال�سنوي الثامن والثالثني ملجموعة البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية بح�ضور كبار الوزراء وامل�س�ؤولني يف حكومة طاجيك�ستان وم�شاركة‬ ‫وزراء املالية واالقت�صاد والتخطيط من الدول ال�ست واخلم�سني الأع�ضاء يف‬ ‫البنك وممثلي م�ؤ�س�سات التمويل الدولية والإقليمية والبنوك الإ�سالمية والتنموية‬ ‫وامل�ؤ�س�سات الوطنية للتمويل التنموي واحتادات املقاولني واال�ست�شاريني‪.‬‬ ‫وطالب رئي�س طاجيك�ستان الدول الإ�سالمية وعرب منظومة جمموعة البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية بزيادة التعاون فيما بينها لتحقيق الأهداف املر�سومة وتطوير‬ ‫امل�شاريع حتى حتقق النمو االقت�صادي لل�شعوب الإ�سالمية‪.‬‬ ‫وقال رئي�س جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬الدكتور �أحمد حممد علي‪،‬‬ ‫بدوره‪� ،‬إن جمموعة البنك ت�ضع �إمكانياتها لتعزيز التعاون بني طاجيك�ستان وبني‬ ‫الدول الأع�ضاء يف البنك‪ ،‬مو�ضح ًا �أن البنك الإ�سالمي �ساهم يف متويل م�شاريع‬ ‫تنموية يف طاجيك�ستان مببلغ ‪ 320‬مليون دوالر �شملت �إن�شاء طرق حيوية وم�شاريع‬ ‫كهرباء الريف النظيفة وحتلية املياه يف العا�صمة دو�شنبيه‪.‬‬ ‫و�أو�ضح �أن عمليات البنك ال�سنوية ت�صل �إىل ‪ 10‬مليارات دوالر ليزيد املجموع‬ ‫الرتاكمي لعمليات البنك منذ �إن�شائه عن ‪ 90‬مليار دوالر‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أن البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية ا�ستطاع ولع�شر �سنوات م�ضت احلفاظ على ت�صنيف ائتماين‬ ‫عاملي‪ ،‬وهو ‪.AAA‬‬ ‫و�أ�ضاف رئي�س املجموعة �أنه يف الذكرى الأربعني على �إن�شاء البنك �شكلت جلنة‬ ‫لتقييم �أداء املجموعة خالل الفرتة املا�ضية من خالل اال�ستفادة من �أراء جمل�س‬ ‫املحافظني وجميع امل�ستفيدين وامل�شاركني بكل �شفافية لالرتقاء مب�ستوى العمل يف‬ ‫املجموعة‪.‬‬ ‫ومن �ضمن �أبرز الفعاليات امل�صاحبة الجتماع جمل�س املحافظني‪ ،‬االجتماع‬ ‫ال�سنوي الع�شرين ملجل�س حمافظي امل�ؤ�س�سة الإ�سالمية لت�أمني اال�ستثمار وائتمان‬ ‫ال�صادرات‪ ،‬واالجتماع ال�سنوي ال�ساد�س ملجل�س حمافظي �صندوق الت�ضامن‬ ‫الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬واالجتماع الثالث للجمعية العمومية للم�ؤ�س�سة الإ�سالمية لتنمية‬ ‫القطاع اخلا�ص‪ ،‬واالجتماع الثامن للجمعية العامة للم�ؤ�س�سة الدولية الإ�سالمية‬ ‫لتمويل التجارة‪ ،‬واجتماع اجلمعية العامة الحتاد امل�ؤ�س�سات الوطنية للتمويل‬ ‫التنموي‪ ،‬واجتماع اجلمعية العمومية الحتاد املقاولني من الدول الإ�سالمية‪ ،‬واجتماع‬ ‫اجلمعية العمومية الحتاد اال�ست�شاريني من الدول الإ�سالمية‪ .‬كما يعقد البنك‬ ‫ندوته ال�سنوية الرابعة والع�شرين بعنوان "االبتكار يف التنمية االقت�صادية يف الدول‬ ‫الأع�ضاء بالبنك"‪.‬‬ ‫ويف ختام االجتماعات ال�سنوية ملجموعة البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬قرر جمل�س‬ ‫حمافظي البنك زيادة ر�أ�س مال البنك امل�صرح به لي�صبح ‪ 100‬مليار دينار �إ�سالمي‬ ‫بعد �أن كان ‪ 30‬مليار دينار �إ�سالمي‪ .‬وعليه �سي�صل ر�أ�س مال البنك امل�صرح به‬ ‫�إىل نحو ‪ 150‬مليار دوالر �أمريكي‪ ،‬وزيادة ر�أ�س مال البنك املكتتب فيه لي�صبح‬ ‫‪ 50‬مليار دينار �إ�سالمي بعد �أن كان ‪ 18‬مليار دينار �إ�سالمي (والدينار الإ�سالمي‬ ‫يعادل وحدة من وحدات حقوق ال�سحب اخلا�صة يف �صندوق النقد الدويل)‪.‬‬ ‫‪48‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ـ يوليو ‪2013‬‬

‫و�صرح رئي�س جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬الدكتور �أحمد حممد علي‪،‬‬ ‫لوكالة الأنباء الإ�سالمية الدولية (�إينا) ب�أن جمل�س املحافظني �أقر زيادة ر�أ�س مال‬ ‫البنك امل�صرح به �إىل ‪ 100‬مليار دينار �إ�سالمي (�أي ما يعادل تقريب ًا ‪ 150‬مليار‬ ‫دوالر �أمريكي)‪ ،‬وهذا ما يتيح للبنك �أن يقوم بدور �أكرب يف متويل م�شروعات التنمية‬ ‫يف الدول الأع�ضاء‪( .‬والدينار الإ�سالمي يعادل وحدة من وحدات حقوق ال�سحب‬ ‫اخلا�صة يف �صندوق النقد الدويل)‪.‬‬ ‫وي�أتي هذا القرار ا�ستناد ًا للتوجيه ال�صادر عن القمة الإ�سالمية اال�ستثنائية‬ ‫الثالثة التي عقدت مبكة املكرمة يف دي�سمرب ‪ ،2005‬وا�ستجابة للتوجيه ال�صادر‬ ‫عن القمة الإ�سالمية اال�ستثنائية الرابعة التي عقدت مبكة املكرمة يف �شهر رم�ضان‬ ‫املا�ضي ( �أغ�سط�س ‪ ،)2012‬التي دعت �إىل زيادة كبرية يف ر�أ�س مال البنك‬ ‫لتمكينه من تلبية متطلبات التنمية املتزايدة يف الدول الأع�ضاء‪،‬والقيام بدوره‬ ‫التنموي املنوط به‪ ،‬مع ت�أكيد الدور احليوي الهام الذي ي�ضطلع به القطاع اخلا�ص‬ ‫يف دعم جهود التنمية‪.‬‬ ‫و�صدر عن االجتماع عدد من القرارات الأخرى الهامة‪ ،‬من �ضمنها تخ�صي�ص‬ ‫مـا يعادل ‪ 5‬يف املئة من �صـايف دخـل البنك املتوقع يف ال�سنة املالية احلالية ‪1434‬هـ‬ ‫(‪ ،)2013‬لتمويل منح امل�ساعدات الفنية لعام ‪1435‬هـ (‪ ،)2014‬كما متت‬ ‫املوافقة على تخ�صي�ص ما يعادل ‪ 2‬يف املئة من �صايف دخل البنك املتوقع يف‬ ‫ال�سنة املالية احلالية ‪1434‬هـ (‪ ،)2013‬ل�صالح برنامج البنك للمنح الدرا�سية‬ ‫للنابغني على �شكل منح ُت َق َـدّم خالل العام القادم ‪1435‬هـ (‪ ،)2014‬وذلك‬ ‫عالو ًة على املخ�ص�ص للربنامج من �صندوق الوقف التابع للبنك‪ .‬كما متت املوافقة‬ ‫على تخ�صي�ص ‪ 2‬يف املئة من �صايف دخل البنك املتوقع لل�سنة املالية احلالية وال�سنة‬ ‫املالية القادمة ‪1435‬هـ والتي تليها ‪1436‬هـ‪ ،‬بحيث ال يقل عن �أربعة ماليني‬ ‫دوالر �أمريكي �سنوي ًا لعمليات امل�ساعدة الفنية يف جمال اخلدمات املالية الإ�سالمية‬ ‫يف �صورة منح ال ترد‪ .‬وامل�صادقة على ح�سابات البنك املراجعة‪ ،‬وح�سابات كل من‬ ‫�صندوق الوقف‪ ،‬و�صندوق اال�ستثمار يف ممتلكات الأوقاف‪ ،‬والهيئة العاملية للوقف‬ ‫لل�سنة املالية املن�صرمة ‪1433‬هـ‪ .)2012( ،‬كما وافق جمل�س حمافظي البنك‬ ‫على الدعوة املقدمة من جمهورية موزمبيق ال�ست�ضافة االجتماع ال�سنوي الأربعني‬ ‫ملجل�س حمافظي البنك يف الزمان واملكان الذي يتم االتفاق عليه الحق ًا مع ال�سلطات‬ ‫املخت�صة يف موزمبيق‪.‬‬ ‫وت�ضمنت الفعاليات امل�صاحبة لالجتماع ال�سنوي الثامن والثالثني ملجل�س‬ ‫حمافظي البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬عقد االجتماع ال�ساد�س ملجل�س حمافظي �صندوق‬ ‫الت�ضامن الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬واالجتماع ال�سنوي الثامن للجمعية العمومية للم�ؤ�س�سة‬ ‫الدولية الإ�سالمية لتمويل التجارة (ع�ضو جمموعة البنك)‪ ،‬واالجتماع ال�سنوي‬ ‫العا�شر ملجل�س حمافظي امل�ؤ�س�سة الإ�سالمية لت�أمني اال�ستثمار وائتمان ال�صادرات‬ ‫(ع�ضو جمموعة البنك) واالجتماع الثاين ع�شر للجمعية العمومية للم�ؤ�س�سة‬ ‫الإ�سالمية لتنمية القطاع اخلا�ص (ع�ضو جمموعة البنك)‪ ،‬واجتماع املجل�س الأعلى‬ ‫ل�صندوق الأق�صى والقد�س الذي مت �إن�شا�ؤه تنفيذ ًا لقرار القمة العربية الطارئة التي‬ ‫عقدت يف القاهرة يف �أكتوبر ‪ ،2000‬و�أوكلت يف حينه �إىل البنك الإ�سالمي للتنمية‬ ‫�إدارة ال�صندوق‪.‬‬ ‫كما مت على هام�ش االجتماع ال�سنوي ملجل�س املحافظني وكذلك عقب اجلل�سة‬ ‫اخلتامية للمجل�س توقيع ‪ 20‬اتفاقية متويل‪ ،‬يقوم مبوجبها البنك الإ�سالمي للتنمية‬ ‫بامل�ساهمة يف متويل م�شاريع �إمنائية يف طاجيك�ستان و�أفغان�ستان وبوركينافا�سو‬ ‫وغامبيا وغينيا وموزمبيق وال�سنغال و�سرياليون وال�سودان و�أوغندا‪� ،‬إ�ضافة �إىل‬


‫م‬

‫�أوزبك�ستان‬ ‫اال�سم الكامل‪ :‬جمهورية �أوزبك�ستان‬ ‫العا�صمة‪ :‬ط�شقند‬ ‫عدد ال�سكان‪( 29.559.100 :‬تقديرات عام ‪)2012‬‬ ‫امل�ساحة‪ 447400 :‬كم مربع‬ ‫اللغات الر�سمية‪ :‬الأوزبكية‬ ‫وحدة النقد‪ :‬ال�سوم الأوزبكي‬ ‫الإقليم واملناخ‬ ‫تقع جمهورية �أوزبك�ستان بني نهري �أموداريا و�سريداريا على م�ساحة‬ ‫‪ 447.400‬مرت مربع ومتتد من الغرب �إىل ال�شرق مل�سافة ‪ 1.425‬كيلومرت ًا‪،‬‬ ‫ومن ال�شمال �إىل اجلنوب مل�سافة ‪ 930‬كيلومرت ًا‪.‬‬ ‫يبلغ جمموع �سكان �أوزبك�ستان (بح�سب تقديرات عام ‪)2012‬‬ ‫‪ ،29.559.100‬ويوجد بها جمتمع متعدد الأعراق‪ ،‬حيث تعي�ش بها �أكرث من‬ ‫‪ 100‬جمموعة عرقية‪ ،‬وي�شكل ال�سكان الأ�صليون من الأوزبك نحو ‪ 80‬يف املئة من‬ ‫ال�سكان‪.‬‬ ‫ويح ّد �أوزبك�ستان من ال�شمال كازاخ�ستان وقرغيز�ستان وطاجيك�ستان من‬ ‫ال�شرق واجلنوب ال�شرقي‪ ،‬وتركمان�ستان من الغرب‪ ،‬و�أفغان�ستان من اجلنوب‪.‬‬ ‫وتتميز �أوزبك�ستان بالظروف الطبيعية واجلغرافية الأكرث مالءمة يف منطقة‬ ‫�آ�سيا الو�سطى‪ ،‬حيث �إن �أرا�ضيها مزيج من الأرا�ضي ال�سهلية واجلبلية وتغطي‬ ‫ال�سهول اجلزء الأكرب من �أرا�ضيها (نحو �أربعة �أخما�س)‪ .‬وتقع يف اجلزء ال�شمال‬ ‫والأو�سط من �أرا�ضي �أوزبك�ستان �إحدى �أكرب ال�صحاري يف العامل‪ ،‬وهي �صحراء‬ ‫كيزلكوم‪.‬‬ ‫ومناخ �أوزبك�ستان قاري ب�شكل حاد ويتميز بطول �ساعات الليل والنهار ودرجات‬ ‫احلرارة �صيف ًا و�شتا ًء التي تختلف كثري ًا وفق ًا للمو�سم‪ ،‬حيث يقل متو�سط ​​درجة‬ ‫احلرارة يف يناير عن ‪ 6‬درجات مئوية حتت ال�صفر ويرتفع يف يوليو فوق ‪32‬‬ ‫درجة‪ ،‬بينما تعاين من انخفا�ض كميات الأمطار‪ ،‬ولهذا تعتمد الزراعة على الري‪.‬‬ ‫و ُي َعد نهرا �أموداريا و�سريداريا �أكرب الأنهار يف �أوزبك�ستان‪ ،‬وت�صب غالبية �أنهار‬ ‫�أوزبك�ستان يف جداولها‪ ،‬يف حني ي�صب �أموداريا و�سريداريا يف بحر �آرال‪ .‬كما توجد‬ ‫العديد من البحريات ال�صناعية الكبرية‪ ،‬مثل خزان مياه �شارداريا‪ .‬تنت�شر النباتات‬ ‫ال�صحراوية يف ال�سهول‪ ،‬يف حني تغطي املناطق اجلبلية ال�سهوب والغابات واملروج‬ ‫اجلبلية‪.‬‬

‫املوارد الطبيعية‬ ‫تزخر �أوزبك�ستان ب�إمكانيات �إنتاجية ومعدنية كبرية وموارد زراعية فريدة‬ ‫وكميات كبرية من املنتجات ن�صف امل�صنعة التي حت�صل عليها من خالل مواردها‬ ‫الطبيعية الغنية ولبنيتها التحتية املتطورة‪ .‬وتك�شف عمليات التنقيب عن طبقات‬ ‫غنية من املعادن الثمينة غري احلديدية والنادرة‪ ،‬وجميع �أنواع الوقود الع�ضوي‬ ‫ النفط والغاز الطبيعي واملكثف والفحم البني وغريه من �أنواع الفحم وال�صخر‬‫الزيتي واليورانيوم و�أنواع كثرية من موارد البناء‪.‬‬ ‫وقد اكتُ�شفت جمموعة كبرية ومتنوعة من املعادن يف �أرا�ضي جمهورية‬ ‫�أوزبك�ستان تناهز ‪ 100‬نوع من املعادن ي�ستخدم منها االقت�صاد الوطني ‪60‬‬ ‫نوع ًا‪ .‬كما حتتل �أوزبك�ستان مرتبة متقدمة يف العامل يف املخزونات امل�ؤكدة للمعادن‪،‬‬ ‫مثل الذهب واليورانيوم والنحا�س والغاز الطبيعي والتنغ�سنت و�أمالح البوتا�سيوم‬ ‫والفو�سفوريت والكاولني‪ ،‬حيث حتتل املرتبة الرابعة يف خمزونات الذهب وال�سابعة‬ ‫يف تعدين الذهب والعا�شرة ‪ /‬احلادية ع�شرة يف خمزونات النحا�س والثامنة يف‬ ‫خمزونات اليورانيوم واحلادية ع�شرة ‪ /‬الثانية ع�شرة يف تعدين اليورانيوم‪.‬‬ ‫ال�سياحة‬ ‫متتلك �أوزبك�ستان �إمكانات �سياحية هائلة‪ ،‬وتُعتبرَ من مراكز ال�سياحة لي�س يف‬ ‫�آ�سيا الو�سطى فح�سب‪ ،‬بل يف العامل �أجمع‪ ،‬حيث يوجد بها مدن �سمرقند وبخارى‬ ‫وخوارزم و�شاكر�شباز وكوكاند وترمذ الأكرث جذب ًا لل�سياح‪ ،‬حيث مر خاللها يف‬ ‫الع�صور القدمية طريق احلرير لي�صل بني ال�صني ودول �أوروبا ويوجد بها كثري من‬ ‫املعامل املعمارية من احلقب التاريخية املختلفة‪ .‬ويف املدن القدمية يف �أوزبك�ستان‬ ‫تتجاور العمارة احلديثة مع الآثار املعمارية الوطنية من القرون املا�ضية‪ ،‬وهو ما‬ ‫ي�شكل �سمة مميزة لأوزبك�ستان‪.‬‬ ‫كما متتلك �أوزبك�ستان موارد �أخرى جلذب �أعداد كبرية من الزوار الأجانب‬ ‫من �صحارى وحمميات طبيعية غنية ب�أنواع خمتلفة من احليوانات والنباتات وقمم‬ ‫اجلبال والأنهار ذات القيمة ال�ضخمة للتنمية ال�سياحية وامل�صادر املعدنية باملياه‬ ‫العالجية وتقاليد الفن التطبيقي والثقافة الأ�صلية‪.‬‬

‫‪51‬‬

‫ع‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫م‬


‫اقت�صاد‬

‫ك�سر الق�صب يف �صعيد م�صر مو�سم للخري‬

‫الأق�صر ‪ -‬م�صر (د ب ا)‪:‬‬ ‫و�سط �أجوا من البهجة بني ال�صغار‪ ،‬وال�سعادة التي تغمر الكبار مع حلول موعد‬ ‫قطف ثمار عام م�ضى من الكد والتعب يف رعاية حم�صول الق�صب الذي يظل الزراع‬ ‫يف خدمته طوال عام تعي�ش الأق�صر �أجواء الفرح امل�صاحب ملو�سم ك�سر الق�صب‪،‬‬ ‫والذي يعد مو�سما للخري يف كل قرى �صعيد م�صر التي متتد زراعات الق�صب فيها‬ ‫من املنيا �شما ًال وحتى �أ�سوان جنوب ًا‪.‬‬ ‫فخري الق�صب يف �صعيد م�صر للجميع ملن ميلك �أر�ضا ويزرع ق�صبا‪ ،‬وملن ال‬ ‫ميلكون �أي�ضا‪ .‬فالفقراء الذين ال ميلكون �أر�ضا ينتظرون مو�سم ك�سر الق�صب لإطعام‬ ‫موا�شيهم من "قلوحه" – والأجراء من العمال ينتظرونه للعمل يف حتميله وفى ك�سره‬ ‫�أحيان ًا‪� .‬أما خملفات الق�صب التي متتلئ بها ال�شوارع طوال مو�سم الك�سر في�سعد‬ ‫بها فقراء كرث يقومون بجمعها وا�ستخدامها يف التدفئة يف �شهور ال�شتاء‪ .‬كما يعد‬ ‫مو�سما رائجا لعمل عربات النقل واجلرارات الزراعية التي تقوم بنقل املح�صول �إىل‬ ‫م�صانع ال�سكر املنت�شرة فى �أرمنت وقو�ص وجنع حمادى وادفو وكوم امبو وغريها‬ ‫من مدن �صعيد م�صر‪ ،‬بجانب عمال �شحن عربات الديكوفيل التى جترها القطارات‬ ‫على �سكك حديدة تخرتق القرى والزراعات لنقل املح�صول من املناطق القريبة‬ ‫من امل�صانع‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫و ُي َعد مو�سم ك�سر الق�صب �أي�ضا مو�سما للخطبة والزواج‪ ،‬فكثري من الأ�سر‬ ‫ال�صعيدية تنتظر مو�سم ك�سر الق�صب للح�صول على قيمة ت�سليمه مل�صانع الق�صب‬ ‫من الأموال من �أجل اخلطبة ل�شبابها بجانب �إمتام زواج من �سبق له اخلطبة‬ ‫منهم‪.‬‬ ‫وق�صب ال�سكر جن�س نباتي من الف�صيلة النجيلية‪ ،‬ي�ضم �ستة �إىل ‪ 37‬نوع ًا‬ ‫"يختلف العدد ح�سب النظام الت�صنيفي امل�ستخدم"‪ .‬وهو من نباتات املناطق‬ ‫احلارة‪ ،‬وهو امل�صدر الأ�سا�سي ال�ستخراج ال�سكر‪� ،‬أما امل�صدر الآخر فهو ال�شمندر‬ ‫ال�سكري وتتطلب زراعته �أر�ض ًا خ�صبة وماء كثري ًا‪ ،‬ويظل يف الأر�ض ملدة عام كامل‪،‬‬ ‫وتكون م�صانع ال�سكر يف و�سط مزارع الق�صب‪ .‬وت�ستخدم بقايا الق�صب بعد ع�صره‬ ‫يف ت�صنيع الكحول‪ .‬و ُيعترب جنوب وجنوب �شرق �آ�سيا املوئل الأ�سا�سي لق�صب ال�سكر‬ ‫الذي نقله امل�سلمون خالل ع�صر الفتوحات �إىل الوطن العربي وحو�ض البحر‬

‫‪50‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ـ يوليو ‪2013‬‬

‫الأبي�ض املتو�سط‪ ،‬مبا يف ذلك �صقلية والأندل�س‪ ،‬ثم نقله امل�ستعمرون الأوروبيون �إىل‬ ‫العامل اجلديد‪ .‬وتعترب حقول زراعة ق�صب ال�سكر مكان ًا لكثري من املخلوقات منها‬ ‫�ضفدع ق�صب ال�سكر ال�سام الذي تعاين منه �أ�سرتاليا الأمرين منذ �أن جلب يف عام‬ ‫‪ 1935‬من جزر هاواي للق�ضاء على العناكب التي تغزو حقول ق�صب ال�سكر يف‬ ‫�شمال �أ�سرتاليا وت�ؤثر يف حما�صيل احلقول م�سببة خ�سائر كبرية‪.‬‬ ‫ومن العادات ال�شعبية يف بع�ض البلدان التي تزرع ق�صب ال�سكر‪ ،‬ومنها املغرب‬ ‫وم�صر‪ ،‬عادة م�ص ق�صب ال�سكر والذي له فوائد غذائية و�صحية للحلق يف معاجلة‬ ‫االلتهابات‪ .‬فكثري ًا ما مير الفالحون وهم بطريقهم ي�سعون وهم مي�صون عيدان‬ ‫ق�صب ال�سكر‪� .‬أما يف مدن م�صر ف�إن حمال ع�صر الق�صب منت�شرة ب�صورة الفتة‬ ‫للنظر‪ .‬وي�ستخرج من الق�صب كثري من املنتجات منها (الكحول ‪ -‬ال�سكر – الورق)‪.‬‬ ‫�أما بالن�سبة لل�سكر املنتج من الق�صب فهو من �أجود الأنواع ويحتاج ق�صب ال�سكر �إىل‬ ‫�أر�ض طينية �سوداء وثقيلة وغنية بالطمي‪ ،‬وهي عاد ًة تكون يف ال�صعيد امل�صري‪ ،‬وقد‬ ‫متت �إقامة م�صانع تقوم على ق�صب ال�سكر بنجع حمادي يف �أقرب املدن لل�صعيد‬ ‫و�أي�ض ًا من �أكرب املدن ال�صناعية‪.‬‬ ‫ومتثل الربازيل والهند وال�صني وتايلندا وباك�ستان واملك�سيك وكولومبيا‬ ‫و�أ�سرتاليا والواليات املتحدة والفلبني الدول الأكرث �إنتاج ًا للق�صب يف العامل بح�سب‬ ‫الرتتيب‪.‬‬ ‫وتنت�شر زراعات الق�صب يف حمافظات �صعيد م�صر نظر ًا لأنه يحتاج �إىل مناخ‬ ‫حار يف زراعته‪ .‬و�إذا كانت زراعات الق�صب ت�ستمر عام ًا وهى تلقى العناية والرعاية‬ ‫من الزراع‪ ،‬ف�إن مو�سم ك�سر الق�صب ي�ستمر �أكرث من ن�صف العام‪ ،‬خالف ًا ملو�سم‬ ‫ح�صاد حما�صيل �أخرى‪ ،‬مثل القمح الذي ال يتجاوز مو�سم ح�صاده �شهر ًا واحد ًا‪.‬‬ ‫وعلى الرغم مما ُي�سمى احلزام الأمني الذي التهم م�ساحات كبرية من زراعات‬ ‫الق�صب الواقعة على الطرق ال�سياحية وال�سريعة فى �إطار االحتياطات ال�شرطية‬ ‫ملكافحة اجلرمية وحوادث الإرهاب وحماية ال�سياح‪ ،‬وعلى الرغم من زراعات املوز‬ ‫التي بد�أت حتل حمل كثري من امل�ساحات التي كانت تزرع بالق�صب يف ال�سابق‪� .‬إ ّال‬ ‫�أن الق�صب ما زال هو املح�صول الأول والأكرث �شعبية واحتفا ًء به يف حمافظات‬ ‫�صعيد م�صر‪.‬‬


‫وجهة نظر‬ ‫رابطة الأمن الإن�ساين‪ :‬مقاربة جديدة‬

‫ملواجهة التطرف‬ ‫بقلم جني عبد اهلل •‬

‫مديرة برنامج رابطة الأمن الإن�ساين‬ ‫�إذا ما ابتغينا ت�شخي�ص طبيعة التهديدات التي حتدق بالعامل اليوم‪ ،‬ف�إنه من‬ ‫ال�ضروري ا�ستك�شاف وبلورة مقاربات خمتلفة للت�صدي للتطرف يف جتلياته ال ُعنفية‪.‬‬ ‫ولهذه الغاية‪� ،‬أود �أن �أعرب عن امتناين لإتاحة الفر�صة يل لأطلعكم على �سبل تعزيز‬ ‫اال�سرتاتيجيات الفعالة يف مكافحة التحري�ض وتعزيز احلوار الثقايف من منظور‬ ‫املجتمع املدين‪.‬‬ ‫ويف هذا ال�صدد‪ ،‬ينبغي �أن �أفيدكم ب�أنني �شغلت من�صب مدير الربامج‬ ‫يف م�ؤ�س�سة كورديد‪ ، Cordaid‬وهي منظمة تنموية هولندية متتد ن�شاطاتها‬ ‫�إىل العديد من مناطق العامل يف جمال حتويل ال�صراعات �إىل م�سارات �إيجابية‬ ‫لفائدة الأطراف املتنازعة واال�ستجابة لالحتياجات الإن�سانية والتنموية‪ .‬وقد توليت‬ ‫خالل ما يناهز خم�س ع�شرة �سنة مهمة �إدارة وتي�سري عمل جمموعة من منظمات‬ ‫املجتمع املدين يف فل�سطني‪ .‬وقد حظيت ب�شرف العمل يف بيئة منحتني فر�صة‬ ‫تعزيز الت�ضامن والكرامة الإن�سانية والعدالة لفئات تعاين �أكرب قدر من التهمي�ش‪،‬‬ ‫مما �ساعدين على �إدراك قيمة جمتمع مدين ناب�ض باحلياة يدعم مفهوم الأمن‬ ‫الإن�ساين بطرائق متعددة‪.‬‬ ‫وعند م�شاهدتي �صور احلريق الذي التهم الربجني التو�أمني يف احلادي‬ ‫ع�شر من �سبتمرب ‪ ،2001‬ت�ضرعت �إىل اهلل �أ ّال يكون الفل�سطينيون طرفا يف تلك‬ ‫الهجمات الإرهابية‪ .‬وانطالق ًا من �إدراكي للتداعيات التي من املحتمل �أن ت�ؤثر يف‬ ‫�شبكة �شركائنا يف الأرا�ضي الفل�سطينية املحتلة‪ ،‬اعتقدت بكل �سذاجة �أنه ما دام‬ ‫الفل�سطينيون ال يد لهم يف هذه الهجمات‪ ،‬ف�إنهم لن يواجهون �أي عواقب‪ .‬ومل �أتخيل‬ ‫وقتها مطلق ًا حجم الت�أثري العاملي لتدابري مكافحة الإرهاب التي �سيتم اتخاذها‪.‬‬ ‫وخالل ال�سنوات الالحقة‪ ،‬عانت �شبكة �شركائنا من منظمات املجتمع املدين‬ ‫�ضربة قا�صمة‪ ،‬حيث تعر�ض قادة املجتمع املحلي يف ال�شبكة التي كنت �أديرها‬ ‫ديرهاللتعذيب واالعتقال على اعتبار ما ُر ّوج له من �ضرورة تبني حزمة من التدابري‬ ‫حتت ذريعة مكافحة الإرهاب مع كل ما متخ�ضت عنه تلك التدابري من �آثار وخيمة‪،‬‬ ‫بل ومدمرة‪ ،‬بالن�سبة للفئات امل�ستهدفة واملجتمع املدين الناب�ض باحلياة‪.‬‬ ‫ُي�شار يف هذا ال�صدد �إىل �أن قادة املجتمع ممن يعملون معنا‪� ،‬سواء كانوا زعماء‬ ‫دينيني �أو علمانيني �أو م�سيحيني �أو م�سلمني �أون�شطاء يف جمال حقوق الإن�سان �أو‬ ‫منخرطني يف منظمات تن�شط يف جمال حماية الأطفال �أو ال�شباب �أو املزارعني �أو‬ ‫الن�ساء‪ ،‬يدعمون فئات املجتمع املحرومة من حقوقها‪ ،‬وي�سعون جاهدين �إىل �إقامة‬ ‫جمتمع قادر على �صون الكرامة الإن�سانية جلميع املواطنني‪ .‬فلطاما �شعرت بذلك‬ ‫ال�شغف وتلك احلما�سة التي تدفعهم للدفاع عن كرامة الإن�سان يف جمتمعهم‪ .‬ومن‬ ‫اجللي �أن مثل هذه املبادرات ت�سهم يف تقوي�ض نزعات التطرف العنيف وحتد من‬ ‫الإرهاب‪ ،‬علم ًا ب�أنها ال تندرج �ضمن �إطار ما ُي�سمى مكافحة التطرف العنيف‪.‬‬ ‫وقد �أ�صبحت مهمة ه�ؤالء القادة والزعماء �صعبة على نحو متفاقم بعد �أن‬ ‫تبنت الأطراف املانحة بنود ًا ملكافحة الإرهاب �أجربت هذه املنظمات على رف�ض‬ ‫العديد من املنح املالية‪ .‬وكانت احلجة دائم ًا مرتطبة مبنظومة املبادئ والقيم‬ ‫التي ي�ؤمنونا بها‪ .‬فالعديد من منظمات املجتمع املدين تعمل وفقا ملقاربات ومناذج‬ ‫ت�شاركية و�شاملة‪ ،‬يف حني �أن التدابري الأمنية املتخذة تقوم على �أ�سا�س الإق�صاء‪،‬‬ ‫مما ي�ؤدي �إىل تهمي�ش اجلماعات التي تعمل مع املجتمع ول�صالح �أفراده من خالل‬ ‫‪52‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬ابريل ـ يوليو ‪2013‬‬

‫بناء اجل�سور وتفعيل �آليات الو�ساطة وحماربة مظاهر الظلم والف�ساد‪ .‬ومن مبادئ‬ ‫العمل املجتمعي يف �إطار تقدمي اخلدمات للمعوزين الن�أي عن ممار�سة �أي متييز بني‬ ‫رتجم على �أر�ض الواقع ب�ضرورة موا�صلة عمل منظمات املجتمع‬ ‫فرد و�آخر‪ ،‬مما ُي َ‬ ‫املدين مع الفئات الفل�سطينية املندرجة �ضمن القوائم املعتمدة‪� ،‬إ ّال �أنها باتت تتو�صل‬ ‫بتمويالت حمدودة مقارنة مع املنظمات التي تبنت بنود مكافحة الإرهاب‪.‬‬ ‫ولدى مالم�ستنا للآثار العك�سية الناجمة عن تدابري مكافحة الإرهاب بالن�سبة‬ ‫لعمل العديد من منظمات املجتمع املدين‪ ،‬انتابنا ال�شعور ب�ضرورة بلورة ف�ضاءٍ‬ ‫�سيا�سي وعملياتي يحت�ضن مبادرات املجتمع املدين‪ .‬ومن مت ن�ش�أت فكرة �إقامة‬ ‫رابطة الأمن الإن�ساين يف �إطار برنامج خا�ص مل�ؤ�س�سة كورديد‪.‬‬ ‫�إن رابطة الأمن الإن�ساين ت�سعى �إىل دعم املقاربات الرامية �إىل تعزيز الأمن‬ ‫الإن�ساين يف �سياق مكافحة التطرف العنيف‪ ،‬وذلك انطالق ًا من قناعتنا ب�أن الأمن‬ ‫أهم من �أن ُي�س َند ب�شكل ح�صري للدول وامل�ؤ�س�سات الع�سكرية‪ ،‬وينبغي �أن تكون‬ ‫� ّ‬ ‫للمواطن كلمته باعتبار �أن الأمن ي�ؤثر يف حياته اليومية ب�شكل مبا�شر‪ ،‬غري �أن مثل‬ ‫هذه الربامج التي تتم �صياغتها على ال�صعيدين الوطني والدويل غالب ًا ما ت�ستبعد‬ ‫الأطراف التي تعمل خارج �إطار اجلماعات الرئي�سية‪ .‬ويف ظل هذا الواقع‪ ،‬كنا‬ ‫ملتزمني باملبادئ واخلربات املرتاكمة عاملي ًا يف جمال التنمية وبناء ال�سالم‪ ،‬مبا‬ ‫يف ذلك جمموعة من املفاهيم‪� ،‬أبرزها ال�شراكة‪ ،‬واملبادرات املحلية‪ ،‬والأجندات‬ ‫املحلية‪ ،‬ومعاجلة الأ�سباب اجلذرية للتهمي�ش‪ ،‬واحلوار بني الأديان‪ ،‬واحرتام حقوق‬ ‫الإن�سان‪ ،‬والعدالة االجتماعية‪ .‬كما �أننا نركز يف عملنا ب�شكل خا�ص على ال�شباب‬ ‫واملر�أة باعتبار �أن �آراء هاتني الفئتني غائبة يف املناق�شات الأمنية‪� ،‬سواء العاملية‬ ‫منها �أو الوطنية‪.‬‬ ‫�إن مبادرتنا ت�شمل �أكرث من �ستني منظمة من منظمات و�شبكات املجتمع املدين‬ ‫يف جميع �أنحاء العامل حتت مظلة �شبكة املجتمع املدين للأمن الإن�ساين‪ ،‬وهي �شبكة‬ ‫متنامية تت�ألف �أ�سا�س ًا من جهات فاعلة يف املجتمع املدين تعمل من �أجل حتقيق‬ ‫التنمية‪ ،‬وبناء ال�سالم‪ ،‬و�صون حقوق الإن�سان‪ ،‬والتعاطي مع الق�ضايا الإن�سانية‬ ‫ب�شكل عام‪ .‬وما فتئنا ندعو �إىل �ضرورة تبني مقاربة الأمن الإن�ساين يف �سياق‬ ‫ا�سرتاتيجيات مكافحة الإرهاب من خالل الرتكيز على ما يحتاج �إليه الفرد �ضمن‬ ‫عملية الت�صدي مل�صادر التهديد املختلفة‪ .‬كما �أن �شبكتنا توفر منرب ًا لإ�سماع �صوت‬ ‫�صانعي التغيري الإيجابي‪.‬‬ ‫ختام ًا‪� ،‬أود �أن �أطرح بع�ض التو�صيات النابعة من �صلب عملنا بو�صفنا نن�شط‬ ‫ميداني ًا يف جمال حتويل النـزاعات �إىل فر�ص للتقارب واحلوار والعمل التنموي‬ ‫والإن�ساين‪.‬‬ ‫و�أول تو�صية هي دعوة موجهة �إىل احلكومات التي ميكن �أن تعزز من فاعليتها‬ ‫يف توطيد وتنفيذ ا�سرتاتيجياتها الوطنية ملكافحة الإرهاب �إذا ما فتحت قنوات‬ ‫التوا�صل مع م�ؤ�س�سات املجتمع املدين التي ال حتمل �شعار “تدابري مكافحة الإرهاب”‬ ‫(‪ )CTM‬لكنها ذات �صلة وثيقة مبواجهة التطرف العنيف‪.‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل ذلك‪ ،‬نحن بحاجة �إىل تبني الأفكار املبتكرة للن�ساء وال�شباب وقادة‬ ‫املجتمعات املحلية و�إدماجها �ضمن ا�سرتاتيجي ٍة �شاملة ملكافحة التحري�ض والتطرف‬ ‫العنيف‪ .‬كما ينبغي لنا �أن مننحهم فر�صة �إ�سماع �صوتهم وحماربة التحري�ض بالقول‬ ‫والفعل املجتمعي ال�شعبي‪ ،‬وهو توج ٌه م�ضاد ملا ي�سعى الإرهابيون �إىل حتققيه‪.‬‬ ‫�إن الدول الأع�ضاء مبقدروها اال�ستفادة من عمل رابطة الأمن الإن�ساين‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص ًا �أن لديها اال�ستعداد لقبول �أي دعوة ملناق�شة الق�ضايا املت�صلة مبلف‬ ‫مكافحة التطرف العنيف على ال�صعيد القطري‪.‬‬ ‫‪.......................................................................‬‬ ‫• كانت جني عبد اهلل من بني املتحدثني يف حلقة العمل اخلا�صة بالدول‬ ‫الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي ب�ش�أن تنفيذ قرار جمل�س الأمن رقم ‪1624‬‬ ‫(‪ )2005‬حول مكافحة التحري�ض على الإرهاب‪.‬‬




Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.