مجلة المنظمة - العدد ٢٨

Page 1

‫الصادرة عن منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫العدد ‪28‬‬

‫مواجهة التطرف تتصدر‬

‫جهود مشتركة للمنظمة‬

‫اجتماعات األمم المتحدة‬

‫والبنك اإلسالمي للتنمية‬

‫ومنظمة التعاون اإلسالمي‬

‫لمحاربة اإليبوال في دول أعضاء‬

‫األمني العام ملنظمة التعاون اإلسالمي يزور القدس‬ ‫ويحث املسلمني على الصالة يف المسجد األقصى‬


‫نبذة عن منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫تُ َعد منظمة التعاون اإلسالمي ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد األمم المتحدة‪ ،‬حيث تضم في‬ ‫عضويتها سبع ًا وخمسين دولة موزعة على أربع قارات‪ .‬وتمثل المنظمة الصوت الجماعي للعالم‬ ‫اإلسالمي وتسعى لحماية مصالحه والتعبير عنها دعم ًا للسلم واالنسجام الدوليين وتعزيزاً للعالقات‬ ‫بين مختلِف شعوب العالم‪.‬‬ ‫نشئت المنظمة بقرار صادر عن القمة التاريخية التي ُعقدت في الرباط بالمملكة المغربية يوم ‪12‬‬ ‫وقد أ ُ ِ‬ ‫رجب ‪ 1398‬هجرية (الموافق ‪ 25‬سبتمبر ‪ )1969‬رداً على جريمة إحراق المسجد األقصى في القدس المحتلة‪.‬‬ ‫وعقد في عام ‪ 1970‬أول مؤتمر إسالمي لوزراء الخارجية في جدة‪ ،‬وقرر إنشاء أمانة عامة يكون مقرها‬ ‫ُ‬ ‫في جدة ويترأسها أمين عام للمنظمة‪ .‬ويعتبر السيد‪ .‬إياد أمين مدني عاشر أمين عام‪ ،‬وقد تولى هذا‬ ‫المنصب في يناير ‪.2014‬‬ ‫تم اعتماد ميثاق منظمة التعاون اإلسالمي في الدورة الثالثة للمؤتمر اإلسالمي لوزراء الخارجية في عام‬ ‫‪ .1972‬وقد وضع الميثاق أهداف المنظمة ومبادئها وغاياتها األساسية المتمثلة بتعزيز التضامن والتعاون‬ ‫بين الدول األعضاء‪ .‬وعلى مدى السنوات الخمس واألربعين الماضية‪ ،‬ارتفع عدد األعضاء من خمس‬ ‫وعشرين دولة‪ ،‬وهو عدد األعضاء المؤسسين‪ ،‬ليبلغ سبع ًا وخمسين دولة‪ .‬وتنفرد المنظمة بشرف‬ ‫كونها جامع كلمة األمة وممثل المسلمين الذي يعبر عن القضايا التي تهم ما يزيد على مليار ونصف‬ ‫المليار مسلم في مختلف أنحاء العالم‪ .‬وترتبط المنظمة بعالقات تشاور وتعاون مع األمم المتحدة‬ ‫وغيرها من المنظمات الدولية الحكومية بهدف حماية المصالح الحيوية للمسلمين والعمل على‬ ‫تسوية النـزاعات والصراعات التي تُ َعد الدول األعضاء طرف ًا فيها‪ .‬وقد اتخذت المنظمة خطوات متعددة‬ ‫للدفاع عن القيم الحقيقية لإلسالم والمسلمين وإزالة المفاهيم والتصورات الخاطئة‪ ،‬كما ساهمت‬ ‫بفاعلية في مواجهة ممارسات التمييز ضد المسلمين بجميع صورها‪.‬‬ ‫وتواجه الدول األعضاء في المنظمة تحديات متعددة في القرن الحادي والعشرين‪ .‬ومن أجل معالجة‬ ‫هذه التحديات‪ ،‬وضعت الدورة االستثنائية الثالثة لمؤتمر القمة اإلسالمي التي ُعقدت في مكة المكرمة‬ ‫في ديسمبر ‪ 2005‬خطة على هيئة برنامج عمل عشري يرمي إلى تعزيز العمل المشترك بين الدول‬ ‫األعضاء ودعم التسامح واالعتدال والحداثة وإدخال إصالحات كبرى في جميع مجاالت النشاط‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك العلوم والتكنولوجيا‪ ،‬والتعليم‪ ،‬وتحسين مستوى التجارة‪ .‬كما شدد البرنامج على أهمية الحكم‬ ‫الرشيد وتعزيز حقوق اإلنسان في العالم اإلسالمي‪ ،‬والسيما في ما يتعلق بحقوق الطفل والمرأة وقيم‬ ‫األسرة المستوحاة من الشريعة اإلسالمية‪.‬‬ ‫إحياء مختلف مؤسسات المنظمة وإعادة‬ ‫ومن أهم ما تم من أعمال‪ ،‬منذ اعتماد برنامج العمل العشري‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫هيكلتها‪ .‬ومن أهم أجهزة المنظمة القمة اإلسالمية‪ ،‬ومجلس وزراء الخارجية‪ ،‬واألمانة العامة‪ ،‬وثالث‬ ‫لجان دائمة تُعنى بالعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬واالقتصاد والتجارة‪ ،‬واإلعالم والثقافة‪ .‬وهناك أيض ًا مؤسسات‬ ‫متخصصة تعمل تحت لواء المنظمة‪ ،‬ومنها البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬والمنظمة اإلسالمية للتربية‬ ‫والعلوم والثقافة (اإليسيسكو)‪ .‬وتؤدي األجهزة المتفرعة والمؤسسات المنتمية التابعة لمنظمة‬ ‫التعاون اإلسالمي أيض ًا دوراً حيوي ًا في تحسين التعاون في شتى المجاالت‪.‬‬

‫‪OIC - OCI‬‬


‫رسـالـة المنظمة‬ ‫رؤية حول العمل اإلنساني اإلسالمي المشترك‬

‫إياد أمين مدني‬ ‫األمني العام‬ ‫ملنظمة التعاون اإلسالمي‬

‫يتعين اعتبار إدارة‬ ‫المخاطر المرتبطة‬ ‫بالكوارث والجهود‬ ‫الجماعية لمواجهة‬ ‫األزمات اإلنسانية‬ ‫أحد المجاالت ذات‬ ‫األولوية القصوى‬ ‫للتعاون فيما بين‬ ‫الدول األعضاء في‬ ‫منظمة التعاون‬ ‫اإلسالمي‬

‫تواجه الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي حتديات متفاقمة يف تعاطيها مع الكوارث الطبيعية والنـزاعات‪ .‬كما �أن‬ ‫اجلهود الإمنائية التي ُب ِذلت على مدى �سنوات طوال باتت عر�ضة ملزيد من خماطر الدمار ب�سبب الكوارث �أو جراء النزاعات‬ ‫املحتدمة‪ .‬ويحتم علينا هذا الواقع تدعيم جهودنا امل�شرتكة لف�ض النـزاعات وتعزيز العمل الإن�ساين‪.‬‬ ‫لقد �شهد العامل‪ ،‬على مدى العقود الأربعة املن�صرمة‪ ،‬ارتفاع ًا ملمو�س ًا يف عدد الكوارث الطبيعية الذي انتقل من ‪ 100‬كارثة‬ ‫�سنوي ًا خالل �سبعينيات القرن الع�شرين‪� ،‬إلى ‪ 450‬كارثة بحلول العقد الأول من الألفية اجلديدة‪ .‬كما ارتفع عدد الكوارث يف‬ ‫الدول خالل الفرتة ذاتها من ‪ 20‬كارثة خالل ال�سبعينيات �إلى نحو ‪ 120‬كارثة خالل العقد الأول من القرن احلادي والع�شرين‪.‬‬ ‫ويف الوقت الذي ط ّورت فيه عدد من الدول �أنظم ًة للإنذار املبكر وو�ضعت �سيا�سات و�آليات لال�ستجابة الفعالة يف مواجهة‬ ‫الكوارث الطبيعية‪ ،‬ف�إن �أغلب الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي ظلت مت�أخرة يف هذا ال�ش�أن‪ ،‬ويعزى ذلك يف �أحايني‬ ‫كثرية �إلى النـزاعات املزمنة �أو نتيجة غياب املوارد واخلربات‪.‬‬ ‫وتقدّر التكلفة املالية الناجمة عن الكوارث الطبيعية يف الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي خالل الفرتة املمتدة من‬ ‫عام ‪� 1970‬إلى عام ‪ 2011‬مبا قدره ‪ 140‬مليار دوالر �أمريكي‪ .‬كما �سجلت التداعيات االقت�صادية للكوارث الطبيعية يف الدول‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬كن�سبة مئوية من الناجت الإجمايل الداخلي‪ ،‬ارتفاع ًا مبعدل ‪ 0.11‬يف املئة خالل ال�سبعينيات �إلى ‪1.25‬‬ ‫يف املئة خالل العقد الأول من القرن احلادي والع�شرين‪ .‬وخالل الفرتة املمتدة من عام ‪� 1990‬إلى عام ‪ ،2012‬ت�ضرر �أكرث من‬ ‫‪� 430‬شخ�ص ًا من الكوارث يف الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وانطالق ًا من هذه احلقيقة‪ ،‬يتعني اعتبار �إدارة املخاطر املرتبطة بالكوارث واجلهود اجلماعية ملواجهة الأزمات الإن�سانية‬ ‫�أحد املجاالت ذات الأولوية الق�صوى للتعاون فيما بني الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ولذلك يجب �أن ي�شكل‬ ‫تهب وت�سارع �إلى تقدمي يد العون ب�شتى ال�سبل‬ ‫حدوث �أزمة �إن�سانية يف �أي دولة من دولنا الأع�ضاء ندا ًء لكل الدول الأع�ضاء لكي ّ‬ ‫والو�سائل املمكنة‪ ،‬وهو ما يلزمنا ديننا احلنيف بالقيام به‪ ،‬وحتتمه علينا �إن�سانيتنا و�شعورنا بالواجب‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬ف�إن‬ ‫الأوبئة‪ ،‬مثل احلمى النزيفية (�إيبوال)‪ ،‬و�شلل الأطفال‪ ،‬واملالريا‪ ،‬والتهاب ال�سحايا الدماغية‪ ،‬واحلمى ال�صفراء‪ ،‬والكولريا‬ ‫وغريها‪ ،‬كلها �أوبئة ال تقت�صر على بلد بعينه‪.‬‬ ‫ويف الوقت ذاته‪ ،‬زادت احلروب والنـزاعات من الأعباء امللقاة على كاهل العمل الإن�ساين يف الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ .‬وثمة ماليني من الالجئني والنازحني من فل�سطني‪ ،‬و�سوريا‪ ،‬و�أفغان�ستان‪ ،‬وال�صومال‪ ،‬وال�سودان‪ ،‬وجمهورية �إفريقيا‬ ‫الو�سطى‪ ،‬وبوركينا فا�سو‪ ،‬وغريها من الدول‪ .‬وبالرغم من �أن الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي ت�شكل نحو ‪ 23‬يف‬ ‫ت�ضم ما يقارب ثلثي �إجمايل �أعداد الالجئني والنازحني يف العامل‪.‬‬ ‫املئة من �إجمايل تعداد �سكان العامل ف�إنها ّ‬ ‫�إن الأعباء املتزايدة الناجمة عن الكوارث الطبيعية والنـزاعات يف عدد من الدول الأع�ضاء يف املنظمة ت�ستلزم تعزيز العمل‬ ‫الإن�ساين امل�شرتك‪ .‬ويف الواقع‪ ،‬ف�إن هذا هو حتديد ًا الهدف الذي ت�سعى �إدارة التعاون الدويل وال�ش�ؤون الإن�سانية بالأمانة‬ ‫العامة للمنظمة جاهدة لتحقيقه‪ .‬فقد انخرطت بالفعل ومنذ �إن�شائها عام ‪ ،2008‬وبالرغم من حمدودية مواردها‪ ،‬يف تقدمي‬ ‫املعونة الإغاثية والإن�سانية وتنفيذ م�شاريع �إمنائية لفائدة جمتمعات خمتلفة من غزة �إلى باندا �آت�شيه ومن ال�صومال واليمن‬ ‫�إلى البو�سنة والهر�سك و�أفغان�ستان‪ .‬وت�سعى هذه الإدارة �إلى حتقيق هذا الهدف من خالل ال�شراكة مع منظمات دولية خمتلفة‪،‬‬ ‫مثل مكتب الأمم املتحدة لتن�سيق ال�ش�ؤون الإن�سانية واملفو�ضية ال�سامية ل�ش�ؤون الالجئني التابعة للأمم املتحدة‪ ،‬والبنك الدويل‪،‬‬ ‫وبرنامج الغذاء العاملي‪ ،‬والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية‪ ،‬واالحتاد الأوروبي‪ ،‬والوكالة الأ�سرتالية للتنمية الدولية وغريها‪.‬‬ ‫ويحدث هذا يف وقت ت�ضطلع فيه عدد من الدول الأع�ضاء يف املنظمة بدور �أكرث �أهمية يف جمال امل�ساعدة الإن�سانية‪ ،‬وهي‬ ‫فر�صة نغتنمها للإعراب عن امتناننا‪ ،‬وعلى نحو خا�ص‪ ،‬لكل من اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬ودولة الكويت‪ ،‬ودولة قطر‪ ،‬ودولة‬ ‫الإمارات العربية املتحدة‪ ،‬والتي ت�سهم جميعها �إ�سهام ًا �سخي ًا يف اجلهود الإن�سانية يف فل�سطني‪ ،‬و�سوريا‪ ،‬والعراق‪ ،‬وال�صومال‬ ‫وغريها‪ .‬كما نعرب عن تهانينا اخلال�صة ل�صاحب ال�سمو �أمري دولة الكويت ال�شيخ �صباح الأحمد اجلابر ال�صباح – حفظه‬ ‫اهلل – اختيار الأمم املتحدة له ك�أحد قادة العمل الإن�ساين يف العامل‪.‬‬ ‫�إن الغر�ض من بلورة ر�ؤية م�شرتكة للعمل الإن�ساين الإ�سالمي امل�شرتك هو تعزيز جاهزية الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي ملواجهة الكوارث على نحو فعال‪ .‬ولكي يت�سنى حتقيق هذه الر�ؤية على �أر�ض الواقع‪ ،‬ف�إن الأمر ي�ستلزم ما يلي‪:‬‬ ‫القيادة والتحلي بالإرادة ال�سيا�سية‪ ,‬ح�شد املوارد الالزمة‪� ,‬إعداد خارطة طريق وا�ضحة املعامل‪ ،‬ت�أمني �آلية للتنفيذ الفعلي‬ ‫بالتعاون مع �شركائنا‪ .‬ومن �أجل تلبية احتياجات املعوزين واملت�ضررين بفعل الكوارث الطبيعية والنـزاعات امل�سلحة‪ ،‬ن�أمل �أن‬ ‫يتيح جمل�س وزراء خارجية منظمة التعاون الإ�سالمي خالل دورته الثانية والأربعني التي �ستعقد يف الكويت يف مايو ‪،2015‬‬ ‫الفر�صة التخاذ خطوة مهمة يف هذا االجتاه‪.‬‬ ‫لقد �آن الأوان حق ًا للعمل �سوية حل�شد مواردنا من �أجل تعزيز عملنا الإن�ساين الإ�سالمي امل�شرتك‪.‬‬


‫روابط أجهزة المنظمة‬ ‫تصدر عن منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫رئيسة التحرير ومديرة إدارة اإلعالم‬ ‫مها مصطفى عقيل‬ ‫المراجعة والتحرير‬ ‫أحمد سالم السعد‬ ‫ياسر بدر كريم‬ ‫فادية مغربي‬ ‫تصميم واخـراج‬ ‫محمد عبد القادر قلبة‬ ‫المجلس االستشاري‬ ‫السفير طارق بخيت‬ ‫وجدي سندي‬ ‫العنوان ‪ :‬تقاطع طريق المدينة‬ ‫مع طريق الملك عبد اهلل‬ ‫ص ‪ .‬ب ‪ 178‬جدة ‪21411 :‬‬ ‫هاتف ‪ 6515222 :‬فاكس ‪6512288 :‬‬ ‫تليفاكس ‪Islami SJ. 601366 :‬‬

‫الموقع االلكتروني ‪www.oic-oci.org :‬‬ ‫البريد االلكتروني ‪journal@oic-oci.org :‬‬ ‫بعثة المراقبة الدائمة التابعة للمنظمة‬ ‫في مقر األمم المتحدة بنيويورك‬

‫‪320 East- 51st Street‬‬ ‫‪New York 10022‬‬ ‫‪New York - U.S.A‬‬ ‫‪www.oicun,org‬‬ ‫‪oic@un.int‬‬ ‫‪oic@un.int‬‬

‫بعثة المراقبة الدائمة التابعة للمنظمة‬ ‫في مقر األمم المتحدة بجنيف‬ ‫‪ICC-20 Route pre - Bois - Case Postal 1818‬‬ ‫‪CH 1215 Geneve - SUISSE‬‬ ‫‪www.oic - un.org‬‬ ‫‪oic@oci - un.org‬‬ ‫إن اآلراء الواردة في المقاالت المنشورة في هذه المجلة ال‬ ‫تعبر بالضرورة عن وجهة نظر منظمة التعاون اإلسالمي‪،‬‬ ‫بل هي تمثل آراء ُ‬ ‫الك ّتاب الخاصة بهم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تحتفظ‬ ‫بحق تعديل أي جزد من النص أو مراجعته أو تحريره أو حـذفـه‬ ‫أو إعـادة صياغـته عندما وأينما يبدو ذلك ضروري ًا‪.‬‬

‫األجهزة المتفرعة‬ ‫ـ جممع الفقه الإ�سالمي الدويل ‪www.fiqhacademy.org‬‬ ‫ـ مركز البحوث ا�إحل�صائية واالقت�صادية واالجتماعية والتدريب للدول الإ�سالمية ‪www.sesrtcic.org‬‬ ‫ـ مركز البحوث للتاريخ والفنون والثقافة الإ�سالمية (�إر�سيكا) ‪www.ircica.org‬‬ ‫ـ املركز الإ�سالمية لتنمية التجارة ‪www.icdt-oic.org‬‬ ‫ـ اجلامعة الإ�سالمية للتكنولوجيا ‪www.iutoic-dhaka.edu‬‬ ‫ـ �صندوق الت�ضامن الإ�سالمي ‪www.isf-fsi.org‬‬ ‫المؤسسات واألجهزة المتخصصة‬

‫ـ البنك الإ�سالمي للتنمية ‪www.isdb.org‬‬ ‫ـ وكالة الأنباء الإ�سالمية الدولية (اينا) ‪www.islamicnews.org.sa‬‬ ‫ـ منظمة �إذاعات الدول الإ�سالمية (�إيبو) ‪www.ibu.org‬‬ ‫ـ املنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة (�إي�سي�سكو) ‪www.isesco.org.ma‬‬ ‫المؤسسات المنتمية‬ ‫ـ الغرفة الإ�سالمية للتجارة وال�صناعة ‪www.icci-oic.org‬‬ ‫ـ منظمة العوا�صم واملدن الإ�سالمية ‪www.oicc.org‬‬ ‫ـ االحتاد الإ�سالمي ملالكي ال�سفن ‪www.oisaonline.com‬‬ ‫ـ االحتاد العاملي للمدار�س العربية الإ�سالمية الدولية ‪www.wfais.org‬‬ ‫ـ منتدى �شباب امل�ؤمتر الإ�سالمي للحوار والتعاون ‪www.icyf.com‬‬ ‫الأكادميية الإ�سالمية العاملية للعلوم ‪www.ias-worldwide.org‬‬

‫برنامج عمل منظمة التعاون اإلسالمي‪ :‬يناير ـ إبريل ‪2015‬‬ ‫‪ 20-19‬يناير‪ :‬االجتماع الت�أ�سي�سي مل�شروع �صحة الأم والر�ضع والأطفال‪� ،‬أنقرة ـ اجلمهورية الرتكية‬ ‫‪ 31-29‬يناير‪ :‬امل�ؤمتر الدويل لعلماء ال�شريعة حول �صحة الطفل وتطعيم الأطفال يف ال�صومال واملزمع بال�شراكة‬ ‫بني املنظمة والبنك الإ�سالمي للتنمية ومنظمة ال�صحة العاملية‪ ،‬اخلرطوم ـ جمهورية ال�سودان‬ ‫‪ 31-29‬يناير‪ :‬االجتماع الثالث ملنتدى قطاع ال�سياحة اخلا�ص ملنظمة التعاون الإ�سالمي ‪ /‬الكوم�سيك‪ ،‬ا�سطنبول‬ ‫ـ اجلمهورية الرتكية‬ ‫‪ 23‬فرباير‪ :‬اجتماع املجموعة اال�ست�شارية الإ�سالمية املعنية بالعمل على ا�ستئ�صال �شلل الأطفال‪ ،‬القاهرة ـ‬ ‫جمهورية م�صر العربية‬ ‫‪ 16-15‬مار�س‪ :‬االجتماع التح�ضريي للدول الأع�ضاء يف املنظمة مل�ؤمتر القمة الإ�سالمية للعلوم والتكنولوجيا‬ ‫واملقرر عقده يف العا�صمة الباك�ستانية �إ�سالم �أباد يف الربع الأخري من العام اجلاري‪.‬‬ ‫‪ 26-24‬مار�س‪ :‬الدورة الثامنة والثالثون للجنة الإ�سالمية لل�ش�ؤون االقت�صادية والثقافية واالجتماعية‪ ،‬مقر‬ ‫الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي ـ جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫‪� 9-7‬إبريل‪ :‬ندوة حول التوعية والتدريب يف جمال نظام الأف�ضلية التجارية ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫والربوتوكوالت املتعلقة به لفائدة الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون االقت�صادي‪ ،‬ا�سطنبول ـ اجلمهورية الرتكية‬ ‫‪� 29-28‬إبريل‪ :‬الدورة العا�شرة للجنة الدائمة للإعالم وال�ش�ؤون الثقافية «كومياك»‪ ،‬دكار ـ جمهورية ال�سنغال‬


‫محتويات العدد‬ ‫تحت المجهر‬ ‫‪ .4‬‬

‫فريق االتصال الوزاري المعني بفلسطين يطلق خطة تحرك‬

‫ملف فلسطين‬ ‫‪ . 6‬‬

‫مؤتمر المانحين يتعهد بـ ‪ 5.4‬مليار دوالر لغزة‬

‫‪ .9‬‬

‫الطريق إلى إقامة الدولة‬

‫شؤون عالمية‬ ‫‪ .18‬‬

‫المملكة العربية السعودية تساهم بـ ‪ 10‬ماليين دوالر لمكافحة اإلرهاب في إفريقيا‬

‫‪ .22‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي وخطوة تاريخية على درب تحقيق السالم في جنوب الفلبين‬

‫‪ .27‬‬

‫مدني يزور باكستان لنقل التعازي والتعبير عن التضامن ضد اإلرهاب‬

‫حقوق اإلنسان‬ ‫هيئة المنظمة الدائمة المستقلة لحقوق اإلنسان تبحث التطرف والتعصب‬

‫‪ .42‬‬

‫إسالموفوبيا‬ ‫‪ .44‬‬

‫‪10‬‬

‫‪36‬‬

‫زيارة مهمة إلى القدس‬

‫الوفد اإلنساني لمنظمة‬ ‫التعاون اإلسالمي يزور غزة‬

‫تزايد حوادث اإلسالموفوبيا بسبب ممارسات تنظيم داعش‬

‫ثقافة‬ ‫بيشكيك عاصمة للثقافة اإلسالمية‬

‫‪ .46‬‬

‫شؤون األسرة‬ ‫‪ .47‬‬

‫المؤتمر الوزاري الخامس المعني بالمرأة يسلط الضوء على دورها في التنمية‬

‫المستدامة‬

‫تعليم‬ ‫‪ .52‬‬

‫‪48‬‬

‫دعوة للدول األعضاء لزيادة االستثمار في البحث والتطوير‬

‫مساعدات مالية وكوادر‬ ‫فنية وصحية لمساعدة‬ ‫الدول األعضاء المتضررة‬ ‫من اإليبوال‬

‫اقتصاد‬ ‫‪ 58‬‬

‫المنتدى األول لالستثمار في آسيا الوسطى‬

‫آراء‬ ‫‪ 11‬‬

‫تعام صهيوني‬ ‫ٍ‬

‫‪ 28‬‬

‫تحليل سلوك صانع القرار السياسي‬

‫‪ 35‬‬

‫نحو قراءة جديدة لواقع التطورات في المنطقة‬

‫‪ 45‬‬

‫منتديات حوارية عبر اإلنترنت لمواجهة اإلسالموفوبيا والمشاعر المعادية للغرب‬

‫‪54‬‬

‫‪58‬‬

‫تحديد األطر الرئيسية‬ ‫للعمل اإلعالمي اإلسالمي‬ ‫المشترك‬

‫كومسيك‪ :‬القدس عاصمة‬ ‫للسياحة اإلسالمية‬


‫تـحـت المجهر‬

‫من الي�سار �إىل اليمني‪ :‬الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي �إياد مدين‬ ‫ووزير اخلارجية املغربي‪� ،‬صالح الدين مزوار‪ ،‬ووزير اخلارجية الأردين‪ ،‬نا�صر جودة‪ ،‬يف م�ؤمتر �صحفي عقب االجتماع‬

‫فريق االتصال الوزاري‬ ‫المنبثق عن‬ ‫«التعاون اإلسالمي»‬ ‫يعقد أول اجتماعاته‬

‫تنطلق من الرباط‬ ‫خطة تحرك وإجراءات‬ ‫عملية للضغط على‬ ‫إسرائيل‬ ‫وحماية‬ ‫القدس الشريف‬

‫‪4‬‬

‫مجلة المنظمة ـ سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫الرباط ـ املغرب‪:‬‬ ‫انطلقت من العا�صمة املغربية‪ ،‬الرباط‪ ،‬خطوات جادة‬ ‫تنفذها منظمة التعاون الإ�سالمي ت�ستهدف القيام‬ ‫ب�إجراءات عملية ملواجهة النهج الت�صعيدي الإ�سرائيلي‬ ‫يف مدينة القد�س ال�شريف‪ ،‬ورد ًا على الت�صرفات‬ ‫الإ�سرائيلية الأخرية غري امل�سبوقة‪ ،‬التي ارتكبتها‬ ‫�إ�سرائيل بحق امل�سجد الأق�صى املبارك‪ ،‬والتي متثلت‬ ‫يف جرمية �إغالقه ومنع امل�صلني من �أداء ال�صالة‬ ‫فيه‪ ،‬ثم اقتحام جنود االحتالل وامل�ستوطنني للم�سجد‬ ‫امل�سقوف‪.‬‬ ‫وعقد فريق االت�صال الوزاري املعني بالدفاع عن‬ ‫الق�ضية الفل�سطينية‪ ،‬وحماية مدينة القد�س ال�شريف‪،‬‬ ‫املنبثق عن منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬اجتماعه الأول‬ ‫يف الثاين ع�شر من نوفمرب ‪ 2014‬يف مدينة الرباط‪،‬‬ ‫برئا�سة اململكة املغربية‪ ،‬وع�ضوية كل من دولة‬ ‫فل�سطني‪ ،‬واململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬واململكة الأردنية‬ ‫الها�شمية‪ ،‬وجمهورية م�صر العربية‪ ،‬وجمهورية غينيا‪،‬‬ ‫وماليزيا‪ ،‬واجلمهورية الرتكية‪ ،‬وجمهورية �أذربيجان‪،‬‬ ‫والأمني العام للمنظمة‪.‬‬ ‫و�أكد الوزراء مركزية ق�ضية فل�سطني والقد�س ال�شريف‬ ‫بالن�سبة للأمة الإ�سالمية‪ ،‬وهي الق�ضية التي �أن�شئت‬ ‫لأجلها منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬و�أن امل�سجد‬ ‫الأق�صى املبارك هو �أحد �أقد�س �أماكن العبادة يف‬ ‫عقيدة امل�سلمني (�أولى القبلتني‪ ،‬وثاين امل�سجدين‪،‬‬ ‫وثالث احلرمني‪ ،‬وم�سرى النبي �صلى اهلل عليه و�سلم‪،‬‬ ‫و ُيعترب امل�س به‪ ،‬عرب اقتحامات امل�ستوطنني ل�ساحاته‪،‬‬ ‫وحماوالت تق�سيمه‪� ،‬إهانة بالغة للأمة الإ�سالمية‪،‬‬

‫وا�ستفزاز ًا غري م�سبوق مل�شاعر مئات ماليني امل�سلمني‬ ‫وامل�ؤمنني حول العامل‪ .‬و�أن ذلك يمُ ثل تهديد ًا جدي ًا‬ ‫لل�سالم والأمن الدوليني‪ ،‬وين�سف جهود ال�سالم‬ ‫واال�ستقرار يف املنطقة‪ ،‬و ُينذر بوقوع نزاع ديني ال تحُ َمد‬ ‫عواقبه‪.‬‬ ‫وقام فريق االت�صال الوزاري بدرا�سة و�إقرار خطة‬ ‫حترك عملية لفريق االت�صال الوزاري‪ ،‬يقوم مبوجبها‬ ‫الفريق ب�إي�صال ر�سالة ومطالب الأمة الإ�سالمية‬ ‫�إلى املجتمع الدويل‪ ،‬ب�ش�أن ق�ضية فل�سطني والقد�س‬ ‫ال�شريف‪ ،‬على نحو ف ّعال يحقق النتائج املطلوبة‪.‬‬ ‫كما �أقر الوزراء جمموعة من الإجراءات العملية التي‬ ‫�ستقوم بها دول منظمة التعاون الإ�سالمي لدعم دولة‬ ‫فل�سطني‪ ،‬وتعزيز �صمود املقد�سيني يف مدينتهم‪،‬‬ ‫وال�ضغط على �إ�سرائيل لإنهاء احتاللها لدولة فل�سطني‪،‬‬ ‫وحملها على عدم تكرار امل�س باملقد�سات الإ�سالمية‬ ‫وامل�سيحية‪.‬‬ ‫ودعا الوزراء املجتمع الدويل �إلى حتمل م�س�ؤولياته‬ ‫لإلزام �إ�سرائيل باخل�ضوع ملقت�ضيات القانون الدويل‪،‬‬ ‫وتنفيذ قرارات ال�شرعية الدولية التي تق�ضي ب�إنهاء‬ ‫االحتالل الإ�سرائيلي‪ ،‬الذي ا�ستمر لأكرث من ‪ 47‬عام ًا‪،‬‬ ‫منها ‪� 23‬سنة من مفاو�ضات ال�سالم التي �أف�شلتها‬ ‫�إ�سرائيل‪ ،‬و‪ 12‬عام ًا على طرح مبادرة ال�سالم العربية‬ ‫التي �أظهرت تط ّلع دول منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫�إلى حتقيق ال�سالم والأمن واال�ستقرار يف املنطقة‪،‬‬ ‫ولكن �إ�سرائيل مل ترد عليها �سوى مبزيد من العدوان‪،‬‬ ‫واال�ستيطان‪ ،‬والف�صل العن�صري‪ ،‬وانتهاك حقوق‬ ‫ال�شعب الفل�سطيني‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫تـحـت المجهر‬ ‫كما �أكد الوزراء �أن القد�س ال�شرقية‪ ،‬مبوجب القانون‬ ‫الدويل وقرارات ال�شرعية الدولية‪ ،‬هي جزء ال يتجز�أ‬ ‫من الأر�ض الفل�سطينية املحتلة عام ‪ ،1967‬وعا�صمة‬ ‫دولة فل�سطني‪ .‬وبالتايل‪ ،‬ف�إن كل ما تقوم به �سلطات‬ ‫االحتالل يف القد�س‪ ،‬مبا فيها ال�ضم غري ال�شرعي‪،‬‬ ‫واال�ستيطان‪ ،‬وتهويد املدينة‪ ،‬وتغيري تركيبتها‬ ‫الدميوغرافية‪ ،‬وت�شويه طابعها وهُ ويتها العربية‬ ‫والإ�سالمية‪ُ ،‬يعترب باط ًال والغي ًا‪ ،‬وخمالف ًا للقانون‬ ‫الدويل‪.‬‬ ‫و�شدد الوزراء على �أن االحتالل الإ�سرائيلي للأرا�ضي‬ ‫العربية ب�صفة عامة‪ ،‬وا�ضطهاد ال�شعب الفل�سطيني‪،‬‬ ‫و�سرقة �أر�ضه‪ ،‬وامل�سا�س بالأماكن املقد�سة ب�صفة‬ ‫خا�صة‪ُ ،‬يغذي التطرف والإرهاب يف املنطقة (على‬ ‫قاعدة‪ :‬التطرف يو ّلد التطرف)‪ .‬ولكي تتوا�صل وتنجح‬ ‫جهود مكافحة الإرهاب يف املنطقة وحول العامل‪ ،‬ينبغي‬ ‫�إنهاء ظاهرة االحتالل ال�شاذة‪ ،‬ك�شرط �أ�سا�سي لذلك‪.‬‬ ‫كما دعا الوزراء الدول‪ ،‬التي مل تعرتف بعد بدولة‬ ‫فل�سطني‪� ،‬إلى االقتداء بالقرار العادل وامل�شجع‬ ‫لل�سالم‪ ،‬الذي اتخذته مملكة ال�سويد‪ ،‬عرب اعرتافها‬ ‫بدولة فل�سطني‪ ،‬وطالبوا جمل�س الأمن الدويل مبنح‬ ‫دولة فل�سطني الع�ضوية الكاملة يف الأمم املتحدة‪.‬‬ ‫و�أكد فريق االت�صال دعم توجه دولة فل�سطني‬ ‫ال�ست�صدار قرار ملزم لإ�سرائيل ب�إنهاء االحتالل وفق‬ ‫�إطار زمني حمدد‪ .‬وكذا دعم ان�ضمام دولة فل�سطني‬ ‫�إلى جميع املعاهدات واملنظمات الدولية‪ ،‬مبا فيها‬ ‫املحكمة اجلنائية الدولية‪ ،‬وحمكمة العدل الدولية‪.‬‬ ‫وتوجه �أع�ضاء فريق االت�صال الوزاري بعميق ال�شكر‬ ‫واالمتنان جلاللة امللك حممد ال�ساد�س‪ ،‬رئي�س‬ ‫جلنة القد�س‪ ،‬وللمملكة املغربية حكومة و�شعب ًا‪ ،‬على‬ ‫ا�ست�ضافة ورئا�سة هذا الفريق‪ ،‬كخطوة هامة يف �إطار‬ ‫الدعم املتوا�صل لق�ضية فل�سطني‪ ،‬وحماية القد�س‬ ‫ال�شريف‪.‬‬ ‫ويف كلمته �أمام االجتماع‪� ،‬أكد الأمني العام ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد مدين‪� ،‬أن ا�ست�ضافة املغرب‬ ‫لالجتماع التن�سيقي للفريق الوزاري ي�أتي يف �سياق‬ ‫اجلهود احلثيثة التي يبذلها �صاحب اجلاللة امللك‬ ‫حممد ال�ساد�س‪ ،‬رئي�س جلنة القد�س‪ ،‬يف خدمة ق�ضية‬ ‫فل�سطني والقد�س ال�شريف‪.‬‬ ‫وقال �إن فل�سطني ت�شهد خالل هذه ال�سنة و�ضع ًا غري‬ ‫م�سبوق‪ ،‬وفق برنامج زمني وخطة �سيا�سية ودينية‬ ‫و�إعالمية و�أمنية تنفذها �إ�سرائيل بهدف تكري�س‬ ‫الوجود اليهودي وعزل امل�سجد الأق�صى ومدينة القد�س‬ ‫املحتلة عن حميطهما الفل�سطيني‪ ،‬م�شري ًا �إلى �أن‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫حماوالت �إ�سرائيل ال تفت�أ لفر�ض ال�سيطرة على امل�سجد‬ ‫الأق�صى املبارك وو�ضعه ب�شكل كامل حتت ال�سيادة‬ ‫الإ�سرائيلية والتحكم ّ‬ ‫املذل يف دخول امل�صلني امل�سلمني‬ ‫�إلى امل�سجد الأق�صى وامل�ضي يف �إجراء حفريات يف‬ ‫�أ�سفله وحميطه وم�صادرة الأمالك وبناء وتو�سيع‬ ‫امل�ستوطنات داخل ويف حميط مدينة القد�س املحتلة‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف مدين �أن منظمة التعاون الإ�سالمي تلتزم‬ ‫مبواقفها الثابتة جتاه توفري الدعم املطلق للحقوق‬ ‫الفل�سطينية امل�شروعة وت�ساند يف �إطار ال�شرعية‬ ‫الدولية اجلهود الرامية �إلى �إيجاد حل عادل و�شامل‬ ‫لهذه الق�ضية‪ ،‬معترب ًا �أن ما يحيق حالي ًا بامل�سجد‬ ‫الأق�صى وبالقد�س ال�شريف واملقد�سيني «هو جزء‬ ‫من م�أ�ساة احتالل �إ�سرائيل للأر�ض الفل�سطينية‬ ‫و�سيا�سات التدمري والإرهاب التي متار�سها احلكومة‬ ‫الإ�سرائيلية»‪.‬‬ ‫واعترب الأمني العام �أن ال�س�ؤال الأ�سا�س الذي ينعقد‬ ‫االجتماع لتحديد �إجابته يتمحور حول الر�سائل التي‬ ‫ينبغي على الفريق الوزاري �أن يحملها ويبلغها بطرق‬ ‫فعالة �إلى كل الأطراف التي ميكن لها الت�صدي لهذا‬ ‫الإرهاب الإ�سرائيلي‪ ،‬ال�سيما الدول الأع�ضاء الدائمني‬ ‫يف جمل�س الأمن واملكونات ال�سيا�سية واالجتماعية‬ ‫للمجتمع الأمريكي‪.‬‬ ‫واختتم مدين كلمته بقوله �إن ر�سائل الفريق الوزاري‪،‬‬ ‫�أي ًا كانت‪� ،‬إمنا تكت�سب قيمتها و�صالبتها وت�أثريها من‬ ‫وحدة مواقف دول املنظمة ومن تكامل �أدوارها ومن‬ ‫قدرتها على �أن تخو�ض معركة ال�سالم بكل �أبعادها‬ ‫القانونية والتنظيمية حتى ال نقف عاجزين �أمام هذا‬ ‫اال�ستخفاف الإ�سرائيلي ب�أمتنا الإ�سالمية ومبقد�ساتها‬ ‫وكينونتها‪.‬‬ ‫من جهته‪� ،‬أكد وزير ال�ش�ؤون اخلارجية والتعاون‬ ‫يف اململكة املغربية رئي�س فريق االت�صال الوزاري‪،‬‬ ‫�صالح الدين مزوار �أن رئا�سة املغرب لهذا االجتماع‬ ‫تُع ّد تعبري ًا متجدد ًا عن املكانة التي حتتلها الق�ضية‬ ‫الفل�سطينية ومدينة القد�س ال�شريف يف قلوب املغاربة‬ ‫حتت قيادة �صاحب اجلاللة امللك حممد ال�ساد�س‬ ‫رئي�س جلنة القد�س‪.‬‬ ‫و�أو�ضح �أن جلنة القد�س مل تدخر جهد ًا يف الدفاع‬ ‫عن حقوق الفل�سطينيني ودعم �صمودهم من خالل‬ ‫حتركاتها الدبلوما�سية امل�ؤثرة والأعمال امليدانية‬ ‫امللمو�سة داخل القد�س التي تنجزها وكالة بيت مال‬ ‫القد�س ال�شريف‪ ،‬الذراع امليدانية لهذه اللجنة‪.‬‬ ‫و�أبرز مزوار �أن هذا االجتماع ينعقد على خلفية «الأزمة‬ ‫اخلطرية والت�صعيد غري امل�سبوق الذي تتعر�ض له‬

‫الق�ضية الفل�سطينية والقد�س ال�شريف بفعل ال�سيا�سات‬ ‫العدائية الإ�سرائيلية»‪ ،‬م�سجال �أن امل�شهد الفل�سطيني‬ ‫يتميز مبوا�صلة �سيا�سة اال�ستيطان من خالل الإعالن‬ ‫عن عملية بناء ‪ 2610‬وحدات ا�ستيطانية يف القد�س‬ ‫ال�شرقية و�إغالق قوات االحتالل �أبواب امل�سجد‬ ‫الأق�صى ومنع الفل�سطينيني من دخوله ومنع رفع الآذان‬ ‫واقتحام امل�سجد املبارك من طرف مئات املتطرفني‪،‬‬ ‫ف�ضال عن هدم املنازل ومداهمة واعتقال املقد�سيني‬ ‫ب�شكل تع�سفي‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إلى �أن هذه املمار�سات تهدف بالأ�سا�س �إلى‬ ‫طم�س الـ ُهـوية العربية والإ�سالمية للمدينة املقد�سة‬ ‫وتغيري تركيبتها الدميوغرافية‪ ،‬متهيد ًا لتنفيذ خمطط‬ ‫تق�سيم امل�سجد الأق�صى ال�شريف زمانيا ومكانيا‬ ‫وال�سماح لليهود بال�صالة فيه‪.‬‬ ‫و�شدد مزوار على �أن الهدف الرئي�سي من اجتماع‬ ‫اليوم لي�س هو التفاو�ض با�سم �أ�شقائنا الفل�سطينيني‪،‬‬ ‫لكن املق�صود هو نقل ر�سالة حق �إلى املنتظم الدويل‬ ‫وال�ضمري العاملي‪ ،‬متمثلة يف رفع احليف عن ال�شعب‬ ‫الفل�سطيني‪� ،‬آخر �شعب م�ستعمر يف العامل‪ ،‬ومتكينه من‬ ‫�إقامة دولته على �أر�ضه وعا�صمتها القد�س ال�شريف‪.‬‬ ‫واعترب �أن �سيا�سة الأمر الواقع التي تكر�سها قوات‬ ‫االحتالل الإ�سرائيلي لن ت�ؤدي �إ ّال �إلى املزيد من التوتر‬ ‫والعنف يف املنطقة‪ ،‬م�ؤكد ًا �أنه يف وقت ال�سلم والهدنة‬ ‫تعمل �إ�سرائيل‪ ،‬بهدوء وخفية‪ ،‬على مترير م�شاريعها‬ ‫اال�ستيطانية يف القد�س وباقي الأر�ض الفل�سطينية‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أنه بات من ال�ضروري‪ ،‬واحلال على هذا‬ ‫احلجم من اخلطورة‪ ،‬بلورة ت�صور جديد يجعل جمل�س‬ ‫الأمن‪ ،‬امل�س�ؤول عن الأمن وال�سلم الدوليني‪ ،‬يتحمل‬ ‫م�س�ؤولياته وي�أخذ بزمام الأمور ل�ضمان حقوق ال�شعب‬ ‫الفل�سطيني امل�شروعة وغري القابلة للت�صرف‪ ،‬معترب ًا‬ ‫�أن الظلم الذي متار�سه �سلطات االحتالل الإ�سرائيلية‬ ‫على ال�شعب الفل�سطيني ُي َع ّد �أحد م�سببات الإرهاب‬ ‫والتطرف الذي يعاين منه عامل اليوم‪.‬‬ ‫و�أعرب الوزير املغربي عن الأمل يف �أن تكون الورقة‬ ‫الت�أطريية التي مت اعتمادها خالل االجتماع‪ ،‬وفق‬ ‫مقاربة �سيا�سية وحقوقية و�إن�سانية‪ ،‬مبثابة خارطة‬ ‫طريق لعمل الفريق الوزاري تت�ضمن الر�سائل الوا�ضحة‬ ‫واملحددة التي ترغب منظمة التعاون الإ�سالمي يف‬ ‫�إبالغها للقوى امل�ؤثرة يف العامل‪ ،‬يف اجتاه ال�ضغط‬ ‫الفعلي على �إ�سرائيل‪ ،‬وبخا�صة بالنظر العتداءاتها‬ ‫امل�ستمرة على ال�شعب الفل�سطيني ورف�ضها لقرارات‬ ‫ال�شرعية الدولية‪.‬‬ ‫سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪ 2014‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪5‬‬


‫مـلـف فلسطين‬

‫‪5.4‬‬

‫مليار دوالر‬ ‫للقطاع‬ ‫القاهرة ـ م�صر‪:‬‬ ‫تعهد املانحون يف م�ؤمتر �إعادة �إعمار قطاع غزة‪12 ،‬‬ ‫�أكتوبر ‪ ،2014‬بتقدمي م�ساعدات قيمتها قرابة ‪5.4‬‬ ‫مليار دوالر للفل�سطينيني‪ ،‬ح�سبما قال وزير خارجية‬ ‫الرنويج بورغ بريندي يف ختام امل�ؤمتر الدويل الذي‬ ‫ُعقد يف القاهرة‪.‬‬ ‫وافتتح الرئي�س امل�صري عبد الفتاح ال�سي�سي �أعمال‬ ‫امل�ؤمتر الذي ُعقد بتنظيم م�صري ـ نرويجي م�شرتك‪،‬‬ ‫وبح�ضور الرئي�س الفل�سطيني‪ ،‬حممود عبا�س‪ ،‬والأمني‬ ‫العام للأمم املتحدة‪ ،‬بان كي مون‪ ،‬ووزير اخلارجية‬ ‫الأمريكي جون كريي‪ ،‬وموفدين من نحو ‪ 50‬بلد ًا‪،‬‬ ‫بينهم ‪ 30‬وزير خارجية‪ ،‬وممثلي عدة هيئات �إغاثية‬ ‫ومنظمات دولية و�سيا�سية‪ ،‬مثل �صندوق النقد الدويل‬ ‫ومنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وجامعة الدول العربية‪.‬‬ ‫و�شاركت املنظمة يف امل�ؤمتر‪ ،‬حيث مثل الأم َني العام‬ ‫للمنظمة يف امل�ؤمتر‪ ،‬ال�سف ُري ه�شام يو�سف‪ ،‬الأمني‬ ‫العام امل�ساعد لل�ش�ؤون الإن�سانية‪ ،‬والذي كان قد �ألقى‬ ‫كلمة �أكد فيها �أن على املجتمع الدويل �أ ّال يقبل مببد�أ‬ ‫عقد م�ؤمتر لإعادة بناء قطاع غزة كل ب�ضع �سنوات‪ ،‬يف‬ ‫دائرة ال تنتهي من التدمري و�إعادة البناء‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫ال ميكن �أن يح�صل لوال ا�ستمرار �إ�سرائيل يف عملية‬ ‫التدمري‪ ،‬واقرتافها جرائم حرب على مدى �سنوات‬ ‫االحتالل‪.‬‬ ‫و�أ�شار ال�سفري �إلى �أن املنظمة كانت قد �أر�سلت وفد ًا‬ ‫�إلى غزة‪ ،‬لتقييم الو�ضع هناك‪ ،‬بعد اتفاق وقف �إطالق‬ ‫النار‪ ،‬يف �سبتمرب ‪ ،2014‬وذلك مب�شاركة ممثلني‬ ‫عن البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬و�صندوق الت�ضامن‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬الفت ًا �إلى �أن املنظمة طلبت من احلكومة‬ ‫امل�صرية‪ ،‬التي ت�شرف على تنظيم امل�ؤمتر‪ ،‬اعتبار‬ ‫‪6‬‬

‫مجلة المنظمة ـ سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫الرئي�س امل�صري عبد الفتاح ال�سي�سي (و�سط)‪ ،‬ووزير اخلارجية الرنويجي بورغي بريندي (ميني)‬ ‫والرئي�س الفل�سطيني حممود عبا�س (ي�سار) يف م�ؤمتر املانحني الدويل‬

‫مؤتمر المانحين إلعمار غزة‬ ‫تقرير «التعاون الإ�سالمي» حول الو�ضع يف قطاع غزة‬ ‫كوثيقة �ضمن وثائق م�ؤمتر القاهرة للمانحني‪.‬‬ ‫و�شدد يو�سف على �أن احلرب الأخرية التي �شهدتها‬ ‫غزة‪ ،‬وب�شهادة املنظمات املدنية‪ ،‬واملنظمات الدولية‬ ‫تُعتبرَ الأعنف من بني ثالث حروب �شهدها القطاع‬ ‫على مدى �ست �سنوات خلت‪ .‬كما �أكد يو�سف �أن عملية‬ ‫البناء لن تكون متاحة ما دامت �إ�سرائيل م�ستمرة‬ ‫يف ح�صارها لقطاع غزة‪ ،‬مطالب ًا‪ ،‬يف الوقت نف�سه‪،‬‬ ‫ال�سلطات الإ�سرائيلية ب�سرعة رفع احل�صار عن غزة‪.‬‬ ‫و�أ�شار ال�سفري �إلى �أن وحدة ال�صف الفل�سطيني تظل‬ ‫مفتاح ًا �أ�سا�سي ًا لعملية التنمية يف القطاع‪ ،‬منوه ًا بالدور‬ ‫امل�صري يف عملية امل�صاحلة الفل�سطينية‪ ،‬وم�شدد ًا‪،‬‬ ‫يف الوقت نف�سه‪ ،‬على �أن امل�صاحلة الفل�سطينية تظل‬ ‫م�س�ؤولية فل�سطينية يف املقام الأول‪ .‬و�أعرب ال�سفري عن‬ ‫دعم املنظمة للم�صاحلة الوطنية الفل�سطينية‪ ،‬معرب ًا‬ ‫عن ا�ستعدادها لبذل كل ما يف و�سعها ل�ضمان جناح‬ ‫هذه امل�صاحلة‪.‬‬ ‫وحذر ال�سفري ه�شام يو�سف من �أن الهدوء الذي ت�شهده‬ ‫غزة‪ ،‬وب�شهادة ال�شهود‪ ،‬يظل و�ضع ًا ه�ش ًا ومعر�ض ًا‬ ‫الندالع �أي حرب جديدة‪ ،‬مطالب ًا �أي�ضا ب�ضرورة �إيجاد‬

‫ال�سبل والو�سائل لإقامة �سالم عادل و�شامل ينهي‬ ‫ال�صراع الفل�سطيني ـ الإ�سرائيلي‪ .‬و�أو�ضح �أن احل�ضور‬ ‫الرفيع الذي �شهده م�ؤمتر املانحني يف القاهرة‪ ،‬ير�سل‬ ‫ر�سالة �إيجابية لل�شعب الفل�سطيني‪ ،‬وبالتحديد‪� ،‬أولئك‬ ‫الذين يعانون من تداعيات الأزمة‪.‬‬ ‫و�أكد ال�سفري‪� ،‬أنه ومنذ م�ؤمتر املانحني يف عام ‪،2009‬‬ ‫د�أبت منظمة التعاون الإ�سالمي على و�ضع الدول‬ ‫الأع�ضاء باملنظمة يف �صورة برامج امل�ساعدة التي‬ ‫تقدمها لل�شعب الفل�سطيني‪ ،‬والتي و�صلت �إلى ‪150‬‬ ‫مليون دوالر‪ ،‬الفت ًا �إلى �أن الأمانة العامة للمنظمة‬ ‫قدمت كذلك ما قيمته ‪ 4‬ماليني دوالر �إبان احلرب‬ ‫الإ�سرائيلية على القطاع يف ال�صيف املا�ضي‪.‬‬ ‫وقدم الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون الإن�سانية‪� ،‬شرح ًا‬ ‫عما �ستقوم به املنظمة على مدى الأ�سابيع الالحقة‪،‬‬ ‫عرب العمل على ت�شكيل جمموعة عمل تت�ألف من البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬و�صندوق الت�ضامن الإ�سالمي‬ ‫ومنظمات �أخرى تعمل حتت راية املنظمة‪ ،‬بغية �إعداد‬ ‫برنامج لتقدمي امل�ساعدة‪ ،‬ومتابعة اخلطط واملهام التي‬ ‫مت �إطالقها يف �سبتمرب املا�ضي ل�صالح �أبناء القطاع‪.‬‬

‫ال�سفري ه�شام يو�سف‪:‬‬

‫• «التعاون الإ�سالمي» ت�شكل فريق عمل مع «الإ�سالمي للتنمية» و»الت�ضامن الإ�سالمي»‬ ‫مل�ساعدة �أهايل القطاع‬ ‫• احلرب الأخرية التي �شهدتها غزة‪ ،‬وب�شهادة املنظمات املدنية‪ ،‬واملنظمات الدولية‬ ‫تُعتبرَ الأعنف من بني ثالث حروب �شهدها القطاع على مدى �ست �سنوات خلت‪.‬‬ ‫• منذ م�ؤمتر املانحني يف عام ‪ ،2009‬د�أبت منظمة التعاون الإ�سالمي على و�ضع‬ ‫الدول الأع�ضاء باملنظمة يف �صورة برامج امل�ساعدة التي تقدمها لل�شعب الفل�سطيني‪،‬‬ ‫والتي و�صلت �إلى ‪ 150‬مليون دوالر‪،‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫مـلـف فلسطين‬ ‫‫مخاوف في غزة من تأخر إعادة اإلعمار لسنوات طويلة بسبب القيود األمنية‬‬ ‫غزة (د ب �أ)‪:‬‬ ‫انتظر فل�سطينيون ت�ضررت منازلهم خالل ‫الهجوم الإ�سرائيلي الأخري على قطاع‬ ‫غزة مدة ‪ 15‬يوم ًا لت�سلم كميات �ضئيلة‫من الإ�سمنت منذ توريده خ�صي�ص ًا لإ�صالح‬ ‫منازلهم‪‬.‬‬ ‫ً‬ ‫‬‫‬‫و�سمحت �إ�سرائيل يوم ‪� 14‬أكتوبر ‪ 2014‬بتوريد ‪ 640‬طنا من الإ�سمنت‫�إلى قطاع غزة‬ ‫ك�آلية جتريبية خلطة الأمم املتحدة الهادفة �إلى تنظيم �إعادة‫�إعمار القطاع ومراقبة‬ ‫توريد وتوزيع مواد البناء‪.‬‬ ‫‬‫‬‫‬‫وجرى االحتفاظ بهذه الكمية �أكرث من �أ�سبوعني يف خمازن تابعة للأمم ‫املتحدة‬ ‫قبل �أن يجرى توزيعها على �أكرث من ‪ 70‬عائلة من �أ�صحاب املنازل ‫املت�ضررة جرى‬ ‫التدقيق ب�شكل مكثف على هُ وياتهم وحالة منازلهم‪.‬‬ ‫‫‬‫ويقول �أحد �أ�صحاب املنازل املت�ضررة‪ ،‬و ُيدعى منري حل�س لوكالة الأنباء ‫الأملانية‬ ‫(د‪.‬ب‪�.‬أ)‪� ،‬إنه ح�صل على كمية ثالثة �أطنان من الإ�سمنت على الرغم من حاجته‬ ‫�إلى �أكرث من ‪ 100‬طن لرتميم ما �أ�صاب منـزله املكون من �أربعة طوابق من �أ�ضرار‪‬.‬‬ ‫‫وي�شري حل�س الذي يقطن يف حي ال�شجاعية �شرقي غزة‪� ،‬إن ما ت�سلمه من الأمم‬ ‫‫املتحدة غي�ض من في�ض يحتاج �إليه لرتميم منـزله حتى يعود �صاحل ًا لل�سكن‪.‬‬ ‫‫‬‫وعدا عن قلة كمية الإ�سمنت التي ت�سلمها‪ ،‬ف�إن حل�س يبدي غ�ضبه �أكرث على‬ ‫«التعقيدات» التي رافقت ت�سجيلهم ل�شراء الإ�سمنت ومن ثم احل�صول عليه بعد‬ ‫‫فرتة انتظار طويلة‪.‬‫‬‫وتت�ضاعف هذه احلالة من الغ�ضب لدى �أ�صحاب املنازل املدمرة‬ ‫كلي ًا الذين ‫يواجهون واقع النـزوح دون �أن �أي �أفق زمني حمدد لإمكانية �إعادة بناء‬ ‫‫منازلهم‪ ،‬و�سيتطلبه ذلك من انتظار وتعقيدات‪.‬‬ ‫‫ومل حتدد �إ�سرائيل �أي مواعيد ر�سمية لبدء توريد مواد البناء ب�شكل منتظم‫�إلى غزة‬ ‫حتى الآن‪.‬‬ ‫‬‫و�أدى الهجوم الإ�سرائيلي الأخري �إلى هدم �أالف املنازل ال�سكنية ودمار هائل‫يف البني‬ ‫التحتية للقطاع ال�ساحلي املكتظ ب�أكرث من مليون و‪� 750‬ألف ن�سمة‪.‬‬ ‫و�ضاعفت الآلية التجريبية ب�ش�أن توزيع كميات الإ�سمنت القليلة على ‫املت�ضررين‬ ‫جزئي ًا االنتقادات يف قطاع غزة �إزاء خطة الأمم املتحدة لإعادة‫الإعمار ملا ظهر فيها‬ ‫من تعقيدات و�سقف زمني طويل‪.‬‬ ‫‫‬‫ويقول وزير الأ�شغال العامة والإ�سكان يف حكومة الوفاق الفل�سطينية مفيد‫احل�ساينة‬ ‫لـ(د‪.‬ب‪�.‬أ)‪� ،‬إن ت�أخري توزيع كميات الإ�سمنت يف الآلية التجريبية ‫جاء نظر ًا ملا‬ ‫تفر�ضه خطة الأمم املتحدة من قيود وتن�سيق بني الأطراف‫املعنية‪.‬‬ ‫‫وذكر احل�ساينة �أن �أ�سماء امل�ستفيدين ممن يحق لهم احل�صول على كميات‫الإ�سمنت‬ ‫يجب تدقيقها من وكالة الأمم املتحدة لغوث وت�شغيل الالجئني‫الفل�سطينيني «�أونروا»‬ ‫التي حتولها بدورها �إلى هيئة ال�ش�ؤون املدنية يف ‫ال�سلطة الفل�سطينية ثم �إلى‬ ‫ال�سلطات الإ�سرائيلية‪.‬‬ ‫‫و�أ�ضاف �أنه يتم الت�شاور مع ال�سلطات الإ�سرائيلية ب�ش�أن قائمة �أ�سماء ‫املت�ضررين‬ ‫خالل فرتة �أربعة �إلى خم�سة �أيام ليتم ح�سم قائمة الأ�سماء ‫املوافق على ت�سليم‬ ‫كميات الإ�سمنت لهم‪ ،‬وذلك حتت مراقبة و�إ�شراف مراقبني ‫دوليني‪‬.‬‬ ‫‫ون�ص اتفاق وقف �إطالق النار الذي تو�سطت فيه م�صر بني الف�صائل الفل�سطينية‬ ‫‫و�إ�سرائيل على ال�سماح الفوري ب�إعادة �إعمار قطاع غزة‪ ،‬مبا يف ذلك دخول مواد‬ ‫‫البناء الالزمة لذلك‪.‬‬ ‫‫و�أعلنت الأمم املتحدة منت�صف �سبتمرب املا�ضي التو�صل �إلى اتفاق ثالثي‫فل�سطيني‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫�إ�سرائيلي �أممي لتمكني ال�سلطة الفل�سطينية من بدء �إعادة الإعمار‫يف قطاع غزة‪.‬‬ ‫وقالت الأمم املتحدة‪ ،‬يف حينه‪� ،‬إن �إ�سرائيل �ست�سمح بتوريد مواد البناء ‫الالزمة‬ ‫للإعمار �شرط توفر �ضمانات �أمنية م�شددة من خالل �آلية رقابة دولية ‫وفق نظام‬ ‫ي�شرف على �إدخال وا�ستخدام جميع املواد الالزمة لإعمار غزة ل�ضمان‫عدم حتويلها‬ ‫عن �أهدافها املدنية اخلال�صة‪.‬‬ ‫ويق�صد بذلك منع ا�ستخدام مواد البناء من قبل الف�صائل الفل�سطينية يف غزة‫يف‬ ‫�إقامة �أنفاق �أر�ضية باجتاه �إ�سرائيل‪.‬‬ ‫وقالت م�صادر فل�سطينية �إن خطة الأمم املتحدة لإعادة الإعمار تق�ضى مبراقبة‬ ‫‫�شديدة على �إدخال مواد البناء عرب مراقبني دوليني وحمليني �سي�شرفون على‫عملية‬ ‫الإعمار من بدايتها حتى نهايتها‪‬.‬‬ ‫‫و�إزاء ذلك‪ ،‬يخ�شى خمت�صون ورجال �إعمال يف غزة من �أن حتمل خطة الأمم املتحدة‬ ‫لدواع �أمنية غري مربرة و�إطالة مدتها‫الزمنية‪.‬‬ ‫‫قيود ًا م�شددة على عملية الإعمار ٍ‬ ‫‫وتت�ضاعف هذه املخاوف مع حلول ف�صل ال�شتاء وما يلقيه من م�صاعب على‫املت�ضررة‬ ‫منازلهم والنازحني‪‬.‬‬ ‫ويطالب مدير �شبكة املنظمات الأهلية يف غزة �أجمد ال�شوا‪ ،‬الأمم‫املتحدة بالرتاجع‬ ‫عن م�شاركتها يف �آلية �إدخال مواد البناء �إلى قطاع غزة‫والعمل اجلدي لرفع احل�صار‬ ‫الإ�سرائيلي ب�شكل كامل �أمام حركة الأفراد‫وال�سلع مبا فيها مواد البناء‪‬.‬‬ ‫‬‫ويرى ال�شوا يف ت�صريحات لـ (د‪.‬ب‪�.‬أ)‪� ،‬أن �آلية الرقابة الأممية على �إدخال ‫مواد‬ ‫البناء «تكر�س وت�ضفي �صفة ال�شرعية على احل�صار على غزة وتعمل على �إدامته‪ ،‬مبا‬ ‫ي�شكل جتاوز ًا فا�ضح ًا‫للقانون الدويل الإن�ساين الذي ي�ؤكد �أن احل�صار ي�شكل عقاب ًا‬ ‫جماعي ًا‫على �سكان القطاع»‪ .‬ويعترب ال�شوا �أن �آلية الأمم املتحدة «�ست�ؤدي �إلى �إطالة‬ ‫�أمد الإعمار لفرتة ‫زمنية طويلة مبا يجحف بحقوق العائالت امل�شردة واملت�ضررة‬ ‫ويقل�ص من الفر�ص ‫الرامية �إلى توفري امل�سكن وامل�أوى املالئم لهم والذي ي�ضمن‬ ‫لهم العي�ش الكرمي»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وبح�سب م�ؤ�س�سات خمت�صة يف غزة‪ ،‬ف�إن القطاع يحتاج يوميا �إلى توريد ‪� 20‬ألف طن‬ ‫‫من مواد البناء‪ ،‬مبا ي�ضمن انتهاء �إعادة الإعمار خالل عامني‪ ،‬مع ت�أكيدات ‫على‬ ‫احلاجة �إلى رفع احل�صار الإ�سرائيلي كلي ًا حتى يتحقق ذلك‪‬.‬‬ ‫وقدّر م�س�ؤولون فل�سطينيون تكلفة �إعادة �إعمار غزة املادي ب�أربعة مليارات ‫دوالر‪،‬‬ ‫لكن اجلهات املانحة خ�ص�صت فقط نحو ‪ 2.7‬مليار دوالر لهذا الغر�ض ‫والن�صف‬ ‫الآخر من تعهداتها مليزانية ال�سلطة الفل�سطينية التي تعاين �ضائقة‫مالية‪.‬‬ ‫سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪ 2014‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪7‬‬


‫مـلـف فلسطين‬ ‫اعتداءات على األقصى وعمليات استيطان جديدة‬

‫دان الأمني العام لـمنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬قرار �سلطات‬ ‫االحتالل الإ�سرائيلي امل�صادقة على بناء ‪ 1000‬وحدة ا�ستيطانية يف مدينة القد�س‬ ‫املحتلة‪ ،‬و�أكد �أن ا�ستمرار �سيا�سة التو�سع اال�ستيطاين ي�شكل خرق ًا �صارخ ًا للقانون‬ ‫الدويل وقرارات ال�شرعية الدولية‪.‬‬ ‫كما �أدان الأمني العام ب�أ�شد العبارات االعتداءات امل�ستمرة من قبل قوات االحتالل‬ ‫الإ�سرائيلي وجمموعات امل�ستوطنني على امل�سجد الأق�صى املبارك وامل�صلني‬ ‫املتواجدين يف باحاته‪ ،‬وكذلك حماوالت �سن قوانني باطلة لتق�سيمه زماني ًا ومكاني ًا‪،‬‬ ‫وحذر يف الوقت نف�سه من تداعيات ممار�سات االحتالل اال�ستيطانية والعن�صرية‬ ‫على �أمن وا�ستقرار املنطقة برمتها‪.‬‬ ‫و�أهاب مدين مبجل�س الأمن الدويل �أن يقوم مبهامه التي �أن�شئ من �أجلها؛ وطالب‬ ‫الواليات املتحدة الأمريكية التي تقوم بدور الو�سيط ‪ ‬ب�أن تكون و�سيط ًا بالفعل؛‬ ‫واللجنة الرباعية‪ ،‬ب�أن حترك �ساكنا؛ ودعا كل م�ؤ�س�سات املجتمع الدويل وم�ؤ�س�سات‬ ‫املجتمع املدين �أ ّال تكون �شاهد ًا �صامت ًا �أمام االنتهاكات الإ�سرائيلية و�أن تتحرك‬ ‫لوقف عدوان �إ�سرائيل املتوا�صل على ما تبقى من �أر�ض فل�سطني‪.‬‬ ‫ودان الأمني العام يف نهاية �أكتوبر ‪� ،2014‬إقدام �سلطات االحتالل الإ�سرائيلي على‬ ‫�إغالق امل�سجد الأق�صى املبارك‪ ،‬معترب ًا هذه اخلطوة متثل �سابقة خطرية وا�ستفزا ًز‬ ‫مبا�شر ًا مل�شاعر الأمة الإ�سالمية وجت�سد اعتدا ًء على حقوقها الدينية يف امل�سجد‬ ‫الأق�صى املبارك‪.‬‬ ‫وحمل الأمني العام �إ�سرائيل‪ ،‬قوة االحتالل‪ ،‬امل�س�ؤولية الكاملة عن تداعيات مثل هذه‬ ‫الإجراءات املرفو�ضة واملدانة‪ ،‬حمذر ًا يف الوقت نف�سه من �أن ت�صاعد وترية مثل هذه‬ ‫املمار�سات العن�صرية من �شانه �أن يفجر الأو�ضاع يف املنطقة‪.‬‬ ‫وطالب �إياد مدين جمل�س الأمن الدويل بالتحرك فور ًا لردع االعتداءات الإ�سرائيلية‬ ‫املتكررة �ضد املقد�سات الإ�سالمية وامل�سيحية يف القد�س املحتلة‪ ،‬ووقف انتهاكات‬ ‫�إ�سرائيل العن�صرية وجرائمها بحق ال�شعب الفل�سطيني ومقد�ساته‪.‬‬ ‫كما دان الأمني العام للمنظمة‪ ،‬ب�أ�شد العبارات �إقدام قوات االحتالل الإ�سرائيلي يف‬ ‫بدايات نوفمرب ‪ 2014‬على اقتحام امل�سجد الأق�صى املبارك واالعتداء على امل�صلني‬ ‫يف باحاته ما �أدى وقوع ع�شرات الإ�صابات بينهم‪ ،‬معترب ًا تلك اجلرمية اعتدا ًء �سافر ًا‬ ‫وانتهاك ًا �صارخ ًا التفاقيات جنيف والقانون الدويل‪.‬‬ ‫منظمة التعاون اإلسالمي تدين مصادقة إسرائيل‬ ‫على مشروع قانون «يهودية الدولة»‬

‫�أدان الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪� ،‬إقدام حكومة االحتالل‬ ‫الإ�سرائيلي على امل�صادقة على م�شروع قانون «يهودية الدولة»‪ ،‬معترب ًا ذلك تر�سيخ ًا‬ ‫لنظام التمييز العن�صري «الآبارتايد» القائم على العداء واالحتالل والتطرف الذي‬ ‫متار�سه �إ�سرائيل على �أر�ض الواقع‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف الأمني العام �أن هذه اخلطوة اخلطرية تدلل على مدى متادي حكومة‬ ‫االحتالل الإ�سرائيلي يف �إنكار حقوق الإن�سان الفل�سطيني الطبيعية‪ ،‬وتزييف التاريخ‪،‬‬ ‫وحماولة االلتفاف على قرار اجلمعية العامة للأمم املتحدة ‪ 194‬ب�ش�أن حل ق�ضية‬ ‫الالجئني الفل�سطينيني‪.‬‬

‫األمين العام لمنظمة التعاون اإلسالمي يدين‬ ‫اغتيال الوزير الفلسطيني زياد أبو عين‬

‫�أعرب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬عن �إدانته �إقدام قوات‬ ‫االحتالل الإ�سرائيلي على ارتكاب جرمية اغتيال الوزير زياد �أبو عني‪ ،‬رئي�س الهيئة‬ ‫‪8‬‬

‫مجلة المنظمة ـ سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫الفل�سطينية ملقاومة اجلدار واال�ستيطان‪� ،‬أثناء م�شاركته ال�سلمية يف االحتجاج على‬ ‫�سيا�سة اال�ستيطان وم�صادرة الأرا�ضي التي تقوم بها قوات االحتالل الإ�سرائيلي‪،‬‬ ‫معترب ًا �أن هذه اجلرمية النكراء جت�سد �سيا�سة القمع والعدوان والإرهاب الإ�سرائيلي‬ ‫امل�ستمر بحق �أبناء ال�شعب الفل�سطيني‪.‬‬ ‫وطالب الأمني العام املجتمع الدويل بالعمل على وقف هذه اجلرائم اخلطرية‪،‬‬ ‫م�شدد ًا يف الوقت نف�سه على �ضرورة ف�ضح جرائم وانتهاكات االحتالل الإ�سرائيلي‬ ‫امل�ستمرة ومالحقة مرتكبيها يف املحافل الدولية‪.‬‬ ‫إفشال مشروع قرار يطالب بإنهاء االحتالل‬ ‫اإلسرائيلي لألراضي الفلسطينية في مجلس األمن‬

‫�أخفق جمل�س الأمن الدويل‪ ،‬يوم ‪ 30‬دي�سمرب ‪ ،2014‬يف تبني م�شروع قرار ي�ضع‬ ‫موعد ًا نهائي ًا لإقامة دولة فل�سطينية م�ستقلة ذات �سيادة‪ ،‬وذلك لعدم ح�صوله‬ ‫على الأ�صوات الت�سعة الالزمة العتماده من �أ�صل �أ�صوات الدول الأع�ضاء الـ ‪15‬‬ ‫يف املجل�س‪ .‬وقد �صوتت ثماين دول ل�صالح القرار‪ ،‬يف حني �صوتت �ضده الواليات‬ ‫املتحدة و�أ�سرتاليا‪ .‬وكان من بني الدول الثماين التي �صوتت ل�صالح القرار كل من‬ ‫فرن�سا وال�صني ورو�سيا‪ .‬يف حني امتنعت عن الت�صويت بريطانيا و�أربع دول �أخرى‪،‬‬ ‫من بينها نيجرييا‪.‬‬ ‫ويحدد م�شروع القرار‪ ،‬الذي قدمته اململكة الأردنية نيابة عن الفل�سطينيني‪ ،‬مدة‬ ‫�سنة واحدة للتفاو�ض مع �إ�سرائيل‪ ،‬ويدعو �إلى �إقامة دولة فل�سطينية م�ستقلة ذات‬ ‫�سيادة تكون القد�س ال�شرقية عا�صمتها‪ ،‬كما يطالب بان�سحاب �شامل وتدريجي‬ ‫للقوات الإ�سرائيلية من ال�ضفة الغربية يكتمل بحلول نهاية عام ‪.2017‬‬ ‫وقد �أعرب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬يوم ‪ 31‬دي�سمرب‬ ‫‪ ،2014‬عن �أ�سف املنظمة العميق لف�شل جمل�س الأمن الدويل يف املوافقة على م�شروع‬ ‫قرار يدعو �إلى �إنهاء االحتالل الإ�سرائيلي للأرا�ضي الفل�سطينية يف غ�ضون ثالث‬ ‫�سنوات؛ وملوقف الدول التي رف�ضت القرار �أو تلك التي امتنعت عن الت�صويت‬ ‫ل�صاحله‪.‬‬ ‫كما عرب الأمني العام عن ا�ستغراب املنظمة وبخا�صة من املربرات التي قدمتها‬ ‫الدول الراف�ضة من �أن م�شروع القرار “ال يخدم �أهداف ال�سالم‪ ،‬وقد يقو�ض‬ ‫العملية ال�سلمية” ودعوتها لعملية تفاو�ضية مفتوحة دون �إطار زمني‪ ،‬متنا�سية �أن‬ ‫الفل�سطينيني قد جل�سوا على مائدة املفاو�ضات منذ �أكرث من ع�شرين عام ًا؛ متادت‬ ‫خاللها �إ�سرائيل يف التو�سع يف ن�شر امل�ستوطنات التي باتت تغطي �أجزا ًء كبرية‬ ‫من �أرا�ضي ال�ضفة الغربية‪ ،‬ويف زرع مئات الآالف من امل�ستوطنني يف الأرا�ضي‬ ‫التي ت�صادرها ب�شكل منهجي؛ ويف عمليات تهويد القد�س ال�شريف وتغيري طابعها‬ ‫الدميوغرايف ‪ :‬و�أكملت بناء جدار الف�صل العن�صري الذي يق�ضم م�ساحات وا�سعة‬ ‫وزجت‬ ‫من الأرا�ضي الفل�سطينية؛ ودمرت قطاع غزة املرة تلو املرة يف حروب وح�شية‪ّ ،‬‬ ‫باملزيد من الفل�سطينيني يف �سجون االحتالل‪.‬‬ ‫وذ َّكر مدين ب�أن من يدعو �إلى مفاو�ضات �سالم من دون �إطار حمدد يجمعها‪ ،‬وجدول‬ ‫زمني يحددها‪ ،،‬ويف ظل رف�ض �إ�سرائيل للإيفاء مبتطلبات مبادرة ا�ستئناف عملية‬ ‫ال�سالم يف �إبريل ‪� ،2014‬إمنا يدعو �إلى مفاو�ضات عبثية توفر الغطاء لإ�سرائيل‬ ‫لإكمال م�شروعها اال�ستعماري اال�ستيطاين‪ ،‬ويدخل الق�ضية الفل�سطينية يف نفق‬ ‫معتم‪ ،‬ويج�سد عجز املجتمع الدويل عن توفري البدائل امللزمة لتمكني الفل�سطينيني‬ ‫من �إقامة دولتهم امل�ستقلة وعا�صمتها القد�س ال�شريف‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام دعم املنظمة لل�شعب الفل�سطيني يف �سعيه الد�ؤوب ال�ستعادة حقوقه‬ ‫امل�شروعة من خالل كل الو�سائل امل�شروعة لل�شعوب املحتلة‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫مـلـف فلسطين‬

‫فلسطين‪ ..‬والطريق إلى إقامة الدولة‬ ‫ت�صويت �أع�ضاء الربملان الأوروبي خالل جل�سة عامة يف �سرتا�سبورغ بفرن�سا‪ 17 ،‬دي�سمرب ‪�( 2014‬إي بي ايه)‬

‫بالرغم من �أن �أغلب الدول النامية تعرتف بفل�سطني كدولة‪ ،‬ف�إن عام ‪� 2014‬شهد م�ؤ�شرات على �أن دو ًال‬ ‫غربية بد�أت خطوات للتعبري عن �إحباطها املتزايد �إزاء ال�سيا�سات الإ�سرائيلية‪ ،‬وعربت عن نيتها االعرتاف‬ ‫بفل�سطني كدولة ع�ضو يف هيئة الأمم املتحدة‪.‬‬ ‫وقد كانت ال�سويد �أول دولة غربية �أوروبية ع�ضو يف االحتاد الأوروبي تعرتف بفل�سطني كدولة م�ستقلة‪ ،‬وهو ما‬ ‫يجعل ترتيبها الدولة اخلام�سة والثالثني بعد املئة بني الدول املعرتفة بفل�سطني على م�ستوى العامل‪.‬‬ ‫ورحب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬بقرار مملكة ال�سويد االعرتاف بدولة‬ ‫فل�سطني‪ ،‬معترب ًا ذلك خطوة مهمة نحو متكني ال�شعب الفل�سطيني من ا�سرتجاع حقوقه الوطنية امل�شروعة‬ ‫الثابتة‪ ،‬وبو�صفه ر�سالة قوية تعرب عن دعم احلكومة ال�سويدية حلقوق ال�شعب الفل�سطيني‪ .‬و�أ�ضاف �أن القرار‬ ‫متنا�سق مع القانون الدويل وقرارات ال�شرعية الدولية املرتبطة‪ ،‬وال�سيما قرار اجلمعية العامة للأمم املتحدة‬ ‫يوم ‪ 29‬نوفمرب ‪ 2012‬املعرتف بفل�سطني كدولة‪ .‬ونا�شد الأمني العام الدول الأخرى يف �أوروبا والعامل �أجمع �أن‬ ‫حتذو حذو ال�سويد يف االعرتاف الكامل بدولة فل�سطني على حدود عام ‪ ،1967‬وعا�صمتها القد�س ال�شريف‪.‬‬ ‫ويف يوم ‪ 17‬دي�سمرب ‪ ،2014‬اعتمد الربملان الأوروبي قرار ًا غري ملزم ن�ص على �أن‪« :‬الربملان الأوروبي يدعم‬ ‫من حيث املبد�أ االعرتاف بقيام دولة فل�سطينية وحل الدولتني‪ ،‬ويعتقد �أن ذلك يجب �أن ي�صاحب تطور‬ ‫حمادثات ال�سالم التي يجب �إحيا�ؤها»‪.‬‬ ‫وتقدم �أع�ضاء يف الربملان الأوروبي باقرتاح يطالب دول االحتاد الأوروبي الثماين والع�شرين باعرتاف فوري‬ ‫ومن دون �شروط بدولة فل�سطني‪ ،‬على الرغم من �أن ت�صويت الربملان الأوروبي ال يزال ُي َع ّد ت�صويت ًا رمزي ًا‪.‬‬ ‫كذلك اعرتفت ر�سمي ًا �آي�سلندا‪ ،‬وهي دولة غربية غري ع�ضو يف االحتاد الأوروبي‪ ،‬بدولة فل�سطني‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إلى دول �أع�ضاء يف االحتاد الأوروبي‪ ،‬مثل مالطا وقرب�ص وعدة دول يف �أوروبا الو�سطى كانت اعرتفت بدولة‬ ‫فل�سطني يف �أواخر الثمانينيات قبل ان�ضمامها �إلى االحتاد الأوروبي‪.‬‬ ‫وجاءت هذه املطالبات من داخل الربملان الأوروبي بعد عامني من قرار اجلمعية العامة للأمم املتحدة االرتقاء‬ ‫بو�ضع فل�سطني من كيان مراقب �إلى دولة غري ع�ضو‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫الت�سل�سل الزمني‬ ‫ت�سل�سل زمني بحاالت الت�صويت الرمزي هذا العام ل�صالح �إقامة دولة فل�سطينية‬ ‫والتي رحبت بها منظمة التعاون الإ�سالمي‪:‬‬ ‫بريطانيا‪:‬‬ ‫‪� 14‬أكتوبر ‪� :2014‬صوت جمل�س العموم الربيطاين ب�أغلبية ‪� 274‬صوت ًا ل�صالح املقرتح‬ ‫غري امللزم باالعرتاف بدولة فل�سطني‪ ،‬فيما �أعرب ‪ 12‬عن معار�ضتهم لذلك‪.‬‬ ‫ال�سويد‪:‬‬ ‫‪� 30‬أكتوبر ‪ :2014‬اعرتفت احلكومة ال�سويدية ر�سمي ًا بدولة فل�سطني‪ .‬و ُت َعد ال�سويد‪،‬‬ ‫احلليف الوثيق لوا�شنطن والع�ضو النا�شط يف العمليات الع�سكرية الغربية‪� ،‬أول دولة‬ ‫غربية ع�ضو يف االحتاد الأوروبي تعلن اعرتافها الر�سمي بدولة فل�سطني‪.‬‬ ‫و�أثارت هذه اخلطوة غ�ضب �إ�سرائيل‪ ،‬مما دفعها �إلى �سحب �سفريها من �ستوكهومل‪.‬‬ ‫�إ�سبانيا‪:‬‬ ‫‪ 19‬نوفمرب ‪� :2014‬صادق الربملان الإ�سباين ب�أغلبية �ساحقة من الأ�صوات بلغت ‪319‬‬ ‫ل�صالح اقرتاح يدعو احلكومة ر�سمي ًا �إلى االعرتاف بفل�سطني كدولة‪ ،‬وذلك يف مقابل‬ ‫�صوتني معار�ضني‪ ،‬فيما امتنع واحد عن الت�صويت‪.‬‬ ‫فرن�سا‪:‬‬ ‫‪ 2‬دي�سمرب ‪� :2014‬صوتت اجلمعية الوطنية الفرن�سية ب�أغلبية ‪ 339‬ل�صالح االقرتاح‬ ‫الرمزي لالعرتاف بدولة فل�سطني‪ ،‬وعار�ضه ‪ 151‬من �أع�ضاء اجلمعية‪.‬‬ ‫�أيرلندا‪:‬‬ ‫‪ 11‬دي�سمرب ‪� :2014‬صادق جمل�س ال�شيوخ الإيرلندي على قرار غري ملزم يطالب‬ ‫احلكومة باالعرتاف بدولة فل�سطني‪.‬‬ ‫الربتغال‪:‬‬ ‫‪ 12‬دي�سمرب ‪ :2014‬اعتمد الربملان الربتغايل تو�صيات تطالب احلكومة باالعرتاف‬ ‫بفل�سطني كدولة‪ ،‬مقرتح ًا «التن�سيق مع االحتاد الأوروبي لالعرتاف بدولة فل�سطني‬ ‫ككيان م�ستقل ذي �سيادة»‪.‬‬ ‫لوك�سمبورغ‪:‬‬ ‫‪ 17‬دي�سمرب ‪� :2014‬صوت برملان لوك�سمبورغ على قرار ينا�شد احلكومة االعرتاف‬ ‫بدولة فل�سطني‪.‬‬ ‫سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪ 2014‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪9‬‬


‫مـلـف فلسطين‬

‫مدني‪ :‬المجيء إلى األقصى حق لي كما هو حق لكل مسلم‬ ‫حث الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني‬ ‫مدين‪� ،‬أثناء زيارته للم�سجد الأق�صى‪ ،‬ويف اليوم الثاين‬ ‫من زيارته لفل�سطني‪ ،‬امل�سلمني كافة على زيارة القد�س‬ ‫لتقدمي الدعم للمطالبات الفل�سطينية باملقد�سات‬ ‫الإ�سالمية‪.‬‬ ‫وجاءت زيارة الأمني العام للقد�س‪ ،‬يوم ‪ 5‬يناير‬ ‫‪ ،2015‬بعد �شهور �سادها التوتر والعنف يف بلدة‬ ‫القد�س القدمية‪ ،‬ورف�ض جمل�س الأمن الدويل مل�شروع‬ ‫القرار املطالب ب�إنهاء االحتالل الإ�سرائيلي للأرا�ضي‬ ‫الفل�سطينية وحتديد موعد نهائي لإقامة دولة‬ ‫فل�سطينية م�ستقلة‪.‬‬ ‫و�صرح مدين عقب �صالته يف امل�سجد الأق�صى ب�أن‪:‬‬ ‫«زيارة هذا امل�سجد حق يل كما هو حق لكل م�سلم؛ �إن‬ ‫زيارة امل�سجد وال�صالة فيه حق ال ميكن لأي �سلطة‬ ‫�سلبه من امل�سلمني»‪.‬‬ ‫وجتول مدين مع مرافقيه يف امل�سجد الأق�صى املبارك‪.‬‬ ‫وو�صف له امل�س�ؤولون االعتداءات واالنتهاكات التي‬ ‫يتعر�ض لها الأق�صى‪ .‬وكان يف ا�ستقبال الأمني العام‬ ‫حمافظ مدينة القد�س‪ ،‬عدنان احل�سيني‪ ،‬و�سماحة‬ ‫ال�شيخ‪ ،‬حممد ح�سني‪ ،‬مفتي القد�س‪ ،‬و�سماحة ال�شيخ‬ ‫عبد العظيم �سلهب‪ ،‬رئي�س جمل�س الأوقاف‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫مجلة المنظمة ـ سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫و�أثنى مفتي القد�س‪ ،‬ال�شيخ حممد ح�سني‪ ،‬على دعوة‬ ‫الأمني العام لت�سهيل و�صول امل�سلمني �إلى القد�س بعد‬ ‫�إعالنها عا�صمة لل�سياحة يف العامل الإ�سالمي لعام‬ ‫‪.2015‬‬ ‫و�أعرب مدين بدوره عن دعم املنظمة الثابت للأق�صى‪،‬‬ ‫ولأهل مدينة القد�س‪ ،‬و�صمودهم يف وجه حماوالت‬ ‫االحتالل تهويد املدينة‪ .‬وقدم امل�س�ؤولون عر�ض ًا حول‬ ‫التحديات الأ�سا�سية التي يواجهها الفل�سطينيون‬ ‫املقيمون يف املدينة‪.‬‬ ‫وا�سته ّل الأمني العام زيارته لفل�سطني يف رام اهلل‬ ‫بلقاء الرئي�س حممود عبا�س يف مكتبه يف الرابع من‬ ‫يناير‪ ،‬حيث قاما مع ًا بافتتاح معر�ض �صور «القد�س‬ ‫يف الذاكرة»‪ ،‬الذي قامت بتنظيمه منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي من خالل مركز البحوث للتاريخ والفنون‬ ‫والثقافة الإ�سالمية (�إر�سيكا)‪ ،‬وذلك بالتعاون مع‬ ‫وزارة الثقافة الفل�سطينية‪.‬‬ ‫و�أعلن الأمني العام بهذه املنا�سبة عن اختيار القد�س‬ ‫عا�صمة �إ�سالمية لل�سياحة لعام ‪ ،2015‬و�أكد �أن‬ ‫هذا الهدف ال ميكن �أن يتحقق �إال بزيارة ع�شرات‬ ‫الآالف من امل�سلمني للقد�س‪ .‬وقال مدين �إنه يعتزم‬ ‫دعوة وزيري الثقافة يف الأردن وفل�سطني لالجتماع‬

‫لدرا�سة تعزيز وجهات ال�سياحة للقد�س‪ .‬و�أو�ضح �أن‬ ‫هذه العملية ميكن �أن تتم بربط وكاالت ال�سياحة يف‬ ‫فل�سطني والأردن بوكاالت العمرة‪.‬‬ ‫و�أثنى الرئي�س عبا�س على هذه الدعوة‪ ،‬وك�شف من‬ ‫جهة �أخرى �أن الفل�سطينيني يتعر�ضون ل�ضغوط‬ ‫هائلة ملنعهم من االن�ضمام للم�ؤ�س�سات التابعة للأمم‬ ‫املتحدة‪ .‬و�أو�ضح �أي�ض ًا �أن فل�سطني تدر�س �إعادة تقدمي‬ ‫م�شروع القرار �إنهاء االحتالل ملجل�س الأمن‪.‬‬ ‫جدير بالذكر �أن «معر�ض القد�س يف الذاكرة» عر�ض‬ ‫جمموعة نادرة لـ ‪� 470‬صورة تاريخية للقد�س من‬ ‫�ألبوم «يلدز» لل�سلطان عبد احلميد الثاين‪ ،‬و�أر�شيفات‬ ‫مركز �إر�سيكا‪ .‬وقال وزير الثقافة الفل�سطيني‪ ،‬زياد �أبو‬ ‫عمرو‪� ،‬إن املعر�ض �س ُيقام يف عدة مدن فل�سطينية ويف‬ ‫دول خمتلفة‪.‬‬ ‫ويف ختام الزيارة‪ ،‬التقى الأمني العام بوزير اخلارجية‬ ‫الأردين‪ ،‬نا�صر جودة‪ ،‬يف مكتبه يف ع ّمان‪ ،‬يف ال�ساد�س‬ ‫يناير‪ ،‬حيث �أطلع جودة على نتائج زيارته‪ ،‬و�أثنى‬ ‫على جهود الأردن يف جمال احلفاظ على املقد�سات‬ ‫الإ�سالمية يف القد�س‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫آراء‬ ‫تعام صهيوني‬ ‫ٍ‬

‫د‪ .‬شاهر عواودة‬

‫بالرغم من أن‬ ‫فصول الكتاب‬ ‫تشمل نطاق ًا واسع ًا‬ ‫من الموضوعات‬ ‫المتعلقة بالمشروع‬ ‫الصهيوني في‬ ‫فلسطين‪ ،‬فقد‬ ‫وجدت أن الفصل‬ ‫ُ‬ ‫األول «من النظرة‬ ‫األولى ‪»1897‬‬ ‫يثير قدراً كبيراً من‬ ‫االهتمام‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫عادة ما يقوم النا�س ب�سرد رواياتهم بكل �سهولة وي�سر‪ ،‬لكن ما يثري االهتمام هو �أن جتد جزء ًا كبري ًا من ق�صتك �أنت مت�ضمن ًا يف‬ ‫ق�صة ي�سردها «الآخر»‪ .‬وقد يغمرك �شعور غريب حال �شروعك يف قراءة كتاب ينوي الكاتب من خالله �سرد روايته‪ ،‬فيما ت�شحنك‬ ‫ف�صول الكتاب بعواطف ا�ستثنائية حيث يتبدى لك فهم �أعمق لروايتك �أنت للق�صة نف�سها‪ .‬وهو �شعور ينتابك عندما حتاول فهم‬ ‫م�أ�ساتك من خالل قراءة ق�صة �صعود «الآخر» على ح�سابك‪ .‬وقد كان هذا هو حتديد ًا ال�شعور الذي اجتاحني عندما بد�أت �أق ّلب‬ ‫�صفحات كتاب �آري �شافيت «�أر�ضي املوعودة‪ :‬انت�صار �إ�سرائيل وم�أ�ساتها»‪ ،‬حيث ي�س ّلط كل ف�صل من الكتاب ال�ضوء على جانب‬ ‫خمتلف من م�أ�ساة الفل�سطينيني منذ بداية هجرة اليهود �إلى فل�سطني يف القرن التا�سع ع�شر‪.‬‬ ‫و�آري �شافيت هو كاتب ر�أي يف �صحيفة «ها�آرت�س» الإ�سرائيلية وع�ضو يف حركة «ال�سالم الآن» الإ�سرائيلية‪ ،‬ولقي كتابه املذكور‬ ‫الذي �صدر يف عام ‪ 2013‬اهتمام ًا كبري ًا يف �أو�ساط اجلالية اليهودية‪ ،‬وخ�صو�ص ًا املجموعات الليربالية اليهودية يف الواليات‬ ‫املتحدة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويبد�أ الكاتب بو�صف خماوفه املكتومة التي ا�ستوطنت روحه قائال‪« :‬يبدو �أن مدننا قد ُبنيت على رمال متحركة‪ .‬و�أن منازلنا مل‬ ‫تب ُد قط م�ستقرة»‪ .‬وحتى عندما ان�ضم الكاتب للواء املظليني للخدمة يف ال�ضفة الغربية‪ ،‬ت�ضاعفت خماوفه حيث �أ�صيب ب�صدمة‬ ‫نف�سية ب�سبب «اقتحام منازل الفل�سطينيني واعتقال ال�شباب لي ًال و�أخذهم من فرا�شهم الدافئ �إلى غرف التحقيق»‪ .‬ويق ُّر ب�أنه‬ ‫«بالرغم من معار�ضتي لالحتالل‪ ،‬ف�إين م�س�ؤول عنه‪ .‬ف�أنا ال �أ�ستطيع �أن �أنفي �أو �أتهرب من حقيقة �أن �شعبي هو �شعب احتالل»‪.‬‬ ‫وبالرغم من �أن ف�صول الكتاب ت�شمل نطاق ًا وا�سع ًا من املو�ضوعات املتعلقة بامل�شروع ال�صهيوين يف فل�سطني‪ ،‬فقد وجدتُ �أن‬ ‫الف�صل الأول «من النظرة الأولى ‪ »1897‬يثري قدر ًا كبري ًا من االهتمام‪ ،‬ذلك �أنه ي�ستعر�ض فرتة مل تنل‪ ،‬للأ�سف ال�شديد‪ ،‬اهتمام ًا‬ ‫كافي ًا من املهتمني بالق�ضية الفل�سطينية‪ ،‬وهي الفرتة التي �شهدت الإعداد املبكر للم�شروع ال�صهيوين واخلطط التي و�ضعها‬ ‫القادة ال�صهاينة قبل عدة عقود من طرد الفل�سطينيني من منازلهم يف عام ‪ 1948‬و�إقامة �إ�سرائيل‪.‬‬ ‫ويبد�أ الف�صل الأول بو�صف الرحلة التي �أبحر بها والد جد الكاتب‪ ،‬ال�سيد هريبريت بينتوي�ش‪ ،‬وهو بريطاين ثري‪ ،‬يف �إبريل ‪،1897‬‬ ‫�إلى يافا على ر�أ�س وفد من ‪� 21‬صهيوني ًا للتحقق مما �إذا كانت فل�سطني منا�سبة لإقامة وطن قومي لليهود‪ .‬وقد كان بينتوي�ش‬ ‫مت�أثر ًا ب�شكل كبري ب�إعالن ثيودور هريتزل «الدولة اليهودية» الذي كان قد ُن�شر قبل �سنة واحدة من تلك املهمة‪ .‬وقد �أعرب‬ ‫هريتزل عن �أمله يف �أن يقدم وفد بينتوي�ش تقرير ًا �شام ًال عن مهمته اال�ستطالعية للم�ؤمتر اليهودي الأول الذي كان مقرر ًا �أن‬ ‫ُيع َقد يف �أغ�سط�س من تلك ال�سنة‪.‬‬ ‫وقد و�صف �شافيت بينتوي�ش ب�أنه كان �صهيوني ًا متعجرف ًا‪ ،‬قائ ًال‪� :‬إنه يبدو �أنه مل يلحظ الأغلبية الكبرية من غري اليهود من‬ ‫عمال ال�سفن ا ّلذين تولوا نقله مع ركاب ال�سفينة «�أوك�سو�س» �إلى امليناء مبراكب خ�شبية‪ ،‬والباعة املتجولني العرب يف �سوق يافا‪،‬‬ ‫واملر�شدين واخلدم العرب يف قافلته «ثوما�س كوك»‪ .‬ويبدو �أن بينتويت�ش‪ ،‬مل ي َر‪ ،‬وهو ينظر من قمة برج �أبي�ض يف مدينة الرملة‬ ‫الفل�سطينية مرتدي ًا «بدلته البي�ضاء ومعتمر ًا قبعته امل�صنوعة من الف ّلني»‪ ،‬العدد الكبري من ال�سكان الفل�سطينيني العرب الذين‬ ‫يعي�شون يف بلدات فل�سطني ومدنها واملئات من قراها القريبة‪ .‬ويقول الكاتب «�إن والد جدي مل يكن يب�صر لأنه كان مدفوع ًا‬ ‫باحلاجة �إلى عدم الإب�صار‪ .‬لقد كان ال يب�صر لأنه �إن �أب�صر ف�سيتعني عليه العودة من حيث �أتى‪ ......‬فاختار والد جدي �أ ّال‬ ‫يب�صر»‪ .‬ومل يكن يرى بينتويت�ش �إال «الهدوء والفراغ والوعد»‪ .‬وقد كان هذا هو امل�سرح الذي �سوف تدور يف �أرجائه الدراما‬ ‫القادمة‪.‬‬ ‫لقد دفع عمى الب�صرية بينتويت�ش �إلى �أن يكتب يف تقرير مهمته �أن «فل�سطني مل يكن فيها �شعب �آخر‪ ،‬وذهب �إلى القول �إن فل�سطني‬ ‫يعج بهم �شرق �أوروبا‪ ،‬والذين قد يتعني �إيجاد وطن لهم ب�أقل قدر من ال�صعوبة و�أكرب‬ ‫منا�سبة متام ًا لـ « ماليني الب�ؤ�ساء الذين ّ‬ ‫ً‬ ‫قدر من الأمل»‪ .‬وبعد ع�شرين �سنة من ذلك التقرير‪ ،‬الذي �شابه عمى الب�صرية‪� ،‬أ�صبح هريبريت بينتويت�ش م�ؤهال للم�شاركة يف‬ ‫املفاو�ضات الدرامية مع حكومة التاج الربيطاين‪ ،‬والتي �أف�ضت �إلى الوعد ال�شهري الذي ت�ضمنته الر�سالة ذات الكلمات ال�سبعني‬ ‫التي �سوف ير�سلها وزير اخلارجية‪ ،‬اللورد بيلفور‪� ،‬إلى اللورد روث�شيلد وحتمل االلتزام ب�إقامة وطن قومي لليهود على �أر�ض‬ ‫فل�سطني‪.‬‬ ‫ومل تكن مهمة بينتويت�ش يف فل�سطني التي ا�ستغرقت ‪ 12‬يوما �سوى بداية م�شروع �ضخم غيرّ امل�شهد ال�سيا�سي بالكامل يف منطقة‬ ‫ال�شرق الأو�سط‪ .‬وكما ذكر �شافيت‪ ،‬ف�إن فهم بينتويت�ش للأر�ض كان حمدود ًا جد ًا‪ ،‬لكنه مل يعلم �أن عهد ًا قد �شارف على االنتهاء‬ ‫و�أن عهد ًا جديد ًا على و�شك �أن يبد�أ»‪ .‬لقد وقع �شيء جلل ومريع يف �آن واحد عندما ر�ست ال�سفينة «�أوك�سو�س» يف ميناء يافا‬ ‫و�أفرغت حمولتها على امليناء‪.‬‬ ‫سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪ 2014‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪11‬‬


‫تقريـر خاص‬ ‫مواجهة التطرف تتصدر اجتماعات الجمعية العامة‬ ‫لألمم المتحدة ومنظمة التعاون اإلسالمي بنيويورك‬ ‫نيويورك ـ الواليات املتحدة الأمريكية‪:‬‬ ‫يف خ�ضم امل�شاعر املتزايدة �إزاء تفاقم �أعمال العنف‬ ‫التي يرتكبها الإرهابيون‪� ،‬شكلت ق�ضية مواجهة‬ ‫التطرف العنوان الرئي�سي للدورة التا�سعة وال�ستني‬ ‫للجمعية العامة للأمم املتحدة‪ ،‬التي افتُتحت يوم ‪24‬‬ ‫�سبتمرب ‪ ،2014‬واالجتماع التن�سيقي ال�سنوي لوزراء‬ ‫خارجية منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الذي انعقد على‬ ‫هام�ش اجلمعية العامة للأمم املتحدة‪.‬‬ ‫ورحب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد‬ ‫�أمني مدين‪ ،‬بالبيان الذي �أدلى به رئي�س الواليات‬ ‫املتحدة الأمريكية‪ ،‬باراك �أوباما‪ ،‬والذي دعا فيه �إلى‬ ‫العمل �سوية من �أجل الت�صدي لفكر تنظيم “داع�ش”‬ ‫و”القاعدة” و”بوكو حرام”‪ ،‬وغريها من اجلماعات‬ ‫التي تعمل على ت�شويه �صورة الدين الإ�سالمي احلنيف‪.‬‬ ‫و�شدد مدين على �ضرورة تو�سيع نطاق هذه الدعوة‬ ‫لت�شمل كل اجلماعات املتطرفة التي تعمل على ترويج‬ ‫خطاب التحري�ض على الكراهية والعنف �ضد الأقليات‬ ‫واملجتمعات الدينية يف �شتى �أنحاء العامل‪ ،‬والت�صدي‬ ‫كذلك لإرهاب الدولة ال�شبيه بنظام الف�صل العن�صري‪.‬‬ ‫وقد �أ�شاد الأمني العام مبا ورد يف كلمة الرئي�س �أوباما‬

‫الرئي�س الأمريكي باراك �أوباما‬ ‫يلقي كلمته �أمام اجلمعية العامة للأمم املتحدة‬

‫وت�أكيده جمدد ًا �أن الواليات املتحدة مل ولن تكون �أبد ًا‬ ‫يف حالة حرب مع الإ�سالم‪ ،‬وال هي مقتنعة مبفهوم‬ ‫ال�صدام بني احل�ضارات‪ ،‬وهي وجهة نظر ر ّوجتها بقوة‬ ‫ن�صبوا �أنف�سهم خرباء‪.‬‬ ‫بع�ض الدوائر ال�سيا�سية و�أنا�س ّ‬ ‫كما �شدد �إياد مدين على �أهمية ت�أكيد الرئي�س �أوباما‬ ‫�أن “احلرب الدينية الدائمة م�سلك م�ضلل ي�سلكه‬ ‫املتطرفون الذين يعجزون عن بناء �أو خلق �أي �شيء‪،‬‬ ‫ومن ثم يعمدون فقط �إلى الرتويج للتع�صب والكراهية‪.‬‬

‫ولي�س من قبيل املبالغة القول �إن م�ستقبل الب�شرية‬ ‫يتوقف على مدى توحدنا يف مواجهة �أولئك الذين‬ ‫ي�سعون �إلى بث روح الفرقة وال�شقاق فيما بيننا قبلي ًا‬ ‫وطائفي ًا وعرقي ًا وديني ًا”‪.‬‬ ‫وتغتنم منظمة التعاون الإ�سالمي فر�صة االهتمام‬ ‫الذي توليه الأمم املتحدة وجمل�س الأمن الدويل حالي ًا‬ ‫لق�ضيتي التطرف والإرهاب لت�ؤكد �أن ممار�سات‬ ‫املجموعات الإرهابية‪ ،‬مثل تنظيم داع�ش‪ ،‬والتي تدّعي‬ ‫كذب ًا انتماءها للإ�سالم وت�سعى �إلى تربير �أعمالها‬ ‫الإجرامية التي ترتكبها من �أجل ق�ضية الإ�سالم‪ ،‬ال‬ ‫متت ب�أية �صلة لهذا الدين احلنيف ومبادئه التي تنادي‬ ‫بالعدل وامل�ساواة والرتاحم وحرية املعتقد والتعاي�ش‪.‬‬ ‫لقد درجت منظمة التعاون الإ�سالمي على التنديد‬ ‫بهذه احلركات والدعوة �إلى التفاهم ومواجهة ال�سياق‬ ‫االجتماعي واالقت�صادي والبيئة التي تغذي هذا‬ ‫الطرف و�إلى �أخد احليطة واحلذر من �أولئك الذين‬ ‫ُي�سخرون القتال �ضد الإرهاب �أو اخرتاق احلركات‬ ‫املتطرفة‪ ،‬من �أجل تو�سيع �أجندتهم ال�سيا�سية وخدمة‬ ‫�أغرا�ضها‪.‬‬

‫جلسة تشاورية لمنظمة التعاون اإلسالمي والجامعة العربية‬ ‫ومجلس التعاون الخليجي لوضع خارطة طريق للتعاون‬ ‫يف �إطار تعزيز �سبل التعاون والتن�سيق �إزاء الق�ضايا الأ�سا�سية ذات االهتمام‬ ‫امل�شرتك‪ ،‬وتنفيذ َا التفاق ال�سادة الأمناء العامني لكل من جامعة الدول العربية‪،‬‬ ‫ومنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وجمل�س التعاون لدول اخلليج العربية‪ ،‬واحتاد املغرب‬ ‫العربي على عقد جل�سات ت�شاورية دورية فيما بينهم‪ ،‬ا�ست�ضافت بعثة منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي بنيويورك �أول جل�سة ت�شاورية يوم ‪� 22‬سبتمرب ‪ 2014‬على هام�ش‬ ‫اجتماعات الدورة التا�سعة وال�ستني للجمعية العامة للأمم املتحدة �شارك فيها نبيل‬ ‫العربي �أمني عام جامعة الدول العربية‪ ،‬و�إياد �أمني مدين �أمني عام منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬وعبد اللطيف الزياين �أمني عام جمل�س التعاون لدول اخلليج العربية‪.‬‬ ‫ونظر ًا الرتباطات �سابقة‪ ،‬مل يتمكن احلبيب بن يحيى �أمني عام احتاد املغرب العربي‬ ‫من امل�شاركة يف هذه اجلل�سة‪.‬‬ ‫وخالل اجلل�سة‪ ،‬مت الت�شاور وتبادل وجهات النظر حول عدة مو�ضوعات‪ ،‬منها‬ ‫الق�ضية الفل�سطينية‪ ،‬وتطورات الأو�ضاع يف �سوريا وليبيا والعراق واليمن‪ ،‬ومكافحة‬ ‫الإرهاب‪ ،‬وكيفية تن�سيق املواقف حيال الق�ضايا التي تهم العاملني العربي والإ�سالمي‬ ‫واملدرجة على جدول �أعمال الدورة التا�سعة وال�ستني للجمعية العامة للأمم املتحدة‪،‬‬ ‫وكذلك �آليات التعاون يف جمال ال�ش�ؤون الإن�سانية‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫مجلة المنظمة ـ سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫ويف ختام هذه اجلل�سة الت�شاورية الأولى‪ ،‬اتفق ال�سادة الأمناء العامون على عقد‬ ‫اجلل�سة الثانية على هام�ش اجتماعات الدورة ال�ساد�سة والع�شرين ملجل�س جامعة‬ ‫الدول العربية على م�ستوى القمة املقرر عقدها بجمهورية م�صر العربية خالل �شهر‬ ‫مار�س ‪ ،2015‬بهدف تعميق �سبل التعاون وتو�سيع جماالت الت�شاور حول خمت ِلف‬ ‫الق�ضايا التي تهم هذه املنظمات‪ ،‬وتبادل املعلومات ملواجهة التحديات التي يفر�ضها‬ ‫الواقع العربي والإقليمي والدويل على املنطقة‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫تـقـريـر خـاص‬ ‫االجتماع التنسيقي السنوي‬ ‫األمير سعود‪ :‬السياسات اإلسرائيلية تح ّتم على المجتمع الدولي التدخل‬ ‫افتتح �صاحب ال�سمو امللكي الأمري �سعود الفي�صل‪،‬‬ ‫وزير خارجية اململكة العربية ال�سعودية ورئي�س الدورة‬ ‫احلالية ملجل�س وزراء خارجية الدول الأع�ضاء يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬االجتماع التن�سيقي ال�سنوي‬ ‫لوزراء خارجية املنظمة‪ ،‬يوم ‪� 26‬سبتمرب ‪،2014‬‬ ‫يف نيويورك على هام�ش اجتماعات الدورة التا�سعة‬ ‫وال�ستني للجمعية العامة للأمم املتحدة‪ .‬وتناول الأمري‬ ‫�سعود الفي�صل يف كلمته الأزمة ال�سورية والو�ضع يف‬ ‫العراق واليمن وخطر الإرهاب‪ ،‬كما تطرق ملو�ضوع‬ ‫الإ�سالموفوبيا والأقليات امل�سلمة‪ ،‬ومنها الروهينغيا‪.‬‬ ‫ثم �ألقى الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد‬ ‫�أمني مدين‪ ،‬كلمته التي ا�ستعر�ض فيها جهود املنظمة‬ ‫يف عقد جل�سة خا�صة ملجل�س الأمم املتحدة حلقوق‬ ‫الإن�سان واعتماد القرار القا�ضي ب�إيفاد جلنة دولية‬ ‫للتحقيق يف جميع انتهاكات القانون الدويل الإن�ساين‬ ‫والقانون الدويل حلقوق الإن�سان‪ ،‬مبا يف ذلك جرائم‬ ‫احلرب واجلرائم �ضد الإن�سانية التي قد تكون ارت ُِكبت‬ ‫خالل العدوان الع�سكري الإ�سرائيلي الأخري على قطاع‬ ‫غزة املحا�صر‪ ،‬كما مت خالل الفرتة املا�ضية �إر�سال‬ ‫وفد من املنظمة لزيارة قطاع غزة وتقييم ما ميكن‬ ‫للمنظمة �أن ت�سهم به يف دعم الفل�سطينيني هناك‪.‬‬ ‫وقال مدين �إن املنظمة تدفع ب�أن تكون اجلهود الإن�سانية‬ ‫يف القطاع مالزمة لعملية �سيا�سية حقيقية‪ ،‬تتمثل‬ ‫�أهم عنا�صرها يف التم�سك بحكومة الوحدة الوطنية‪،‬‬ ‫وتر�سيخ حق اتخاذ القرار يف يدها؛ وا�ستئناف عملية‬ ‫ال�سالم انطالق ًا من الثوابت الفل�سطينية والعربية‬ ‫برعاية طرف قادر وحمايد؛ �إذ ال ميكن ملن يرعى‬ ‫املفاو�ضات �أن يكون طرف ًا من �أطرافها �أي�ض ًا‪ .‬كما‬ ‫ت�أمل املنظمة �أن يكون يف م�شاريع �إعادة الإعمار ما‬ ‫يبعث الأمل يف امل�ستقبل‪ ،‬حيث �إن من �ش�أن �إعادة بناء‬ ‫مطار غزة‪ ،‬والبدء يف درا�سات �إن�شاء ميناء بحري بها‬ ‫�أن تعزز الثقة من �أجل ال�سالم واال�ستقرار‪.‬‬ ‫و�أ�شار الأمني العام �إلى �أن اجتماع اجلمعية العامة لهذا‬ ‫العام ‪ ،2014‬يركز على مواجهة الإرهاب والتطرف‪،‬‬ ‫الفت ًا �إلى �أن منظمة التعاون الإ�سالمي كانت �سباقة‪،‬‬ ‫بني نظرياتها من املنظمات الدولية يف هذا املجال‪،‬‬ ‫وذلك من خالل اعتماد مدونة لقواعد ال�سلوك ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي يف عام ‪ 1994‬واتفاقية ملكافحة‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫وزير خارجية اململكة العربية ال�سعودية والرئي�س احلايل ملجل�س وزراء اخلارجية‪� ،‬صاحب ال�سمو‬ ‫امللكي الأمري �سعود الفي�صل (و�سط)‪ ،‬يف االجتماع التن�سيقي ال�سنوي ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬

‫الإرهاب الدويل يف عام ‪ .1999‬وقال‪�“ :‬أعتقد �أن‬ ‫على منظمة التعاون الإ�سالمي �أن تكون يف طليعة‬ ‫ال�صفوف ملكافحة الإرهاب‪� ،‬ضمن هذه املعاهدة‪ ،‬لأن‬ ‫ذلك من �ش�أنه �أن يدح�ض ب�شكل قاطع املزاعم التي‬ ‫تر ّوج لها اجلماعات الإرهابية مثل بوكو حرام وداع�ش‬ ‫لتربير الأن�شطة الإرهابية الب�شعة التي ترتكبها با�سم‬ ‫الإ�سالم”‪ .‬ويف هذا ال�سياق‪� ،‬أ�شاد الأمني العام بالدعم‬ ‫املقدم من قبل خادم احلرمني ال�شريفني‪ ،‬امللك عبد‬ ‫اهلل بن عبد العزيز‪ ،‬ل�صندوق مكافحة الإرهاب بالأمم‬ ‫املتحدة‪ ،‬ولربامج جمل�س الأمن وال�سلم يف االحتاد‬ ‫الإفريقي ملكافحة الإرهاب يف القارة الإفريقية”‪.‬‬ ‫ومن ناحية �أخرى‪� ،‬أ�شار الأمني العام �إلى �أن الدول‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة والواقعة غرب القارة ال�سمراء‪،‬‬ ‫وهي كوت ديفوار وغينيا و�سرياليون تواجه وباء احلمى‬ ‫النـزيفية (�إيبوال) الفتاك‪ ،‬والذي �أنهك �شبكاتها‬ ‫و�إمكاناتها وقدراتها ال�صحية‪ .‬وقد مت التن�سيق مع‬ ‫�إندوني�سيا‪ ،‬بو�صفها رئي�سة جمل�س وزراء ال�صحة يف‬ ‫املنظمة‪ ،‬لعقد اجتماع ا�ستثنائي لوزراء ال�صحة يف‬ ‫الدول الأع�ضاء للو�صول �إلى خطة م�شرتكة للإ�سهام‬ ‫يف مواجهة هذا الوباء‪ ،‬كما �أن الأمانة العامة والبنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية و�صندوق الت�ضامن الإ�سالمي‬ ‫ب�صدد �إعداد جمموعة من الإجراءات والدعم الفوري‬ ‫لهذه الدول املت�ضررة‪ .‬ونا�شد مدين الدول الأع�ضاء �أن‬ ‫تقف �سوي ًا يف �صف املنظمة لتتمكن من تقدمي الدعم‬ ‫الفوري واملبا�شر والفعال للدول الأع�ضاء التي تواجه‬ ‫هذا الوباء‪.‬‬

‫ومن جهة �أخرى‪ ،‬قال الأمني العام �إن علينا �أن ننظر‬ ‫�إلى املر�أة مبنظور �آخر‪ .‬فاملر�أة يف البلدان الأع�ضاء يف‬ ‫املنظمة من بني �أ�شد الفئات حاجة �إلى االعرتاف بها‬ ‫و�إتاحة الفر�صة لها للم�ساهمة يف جميع اجلهود التي‬ ‫ت�شارك فيها املنظمة‪ ،‬وبخا�صة يف جمايل مكافحة‬ ‫الفقر وتعزيز متا�سك الن�سيج االجتماعي‪ .‬وقال‪:‬‬ ‫“لي�س هناك وقت نق�ضيه وال فائدة جننيها من قبول‬ ‫�أي تف�سريات ال متنح للمر�أة مكانتها ال�صحيحة ودورها‬ ‫احلقيقي اللذين حددهما لها الإ�سالم منذ وقت طويل؛‬ ‫ونتطلع �إلى دعمكم لالجتماع القادم حول �أو�ضاع املر�أة‬ ‫يف الدول الأع�ضاء املزمع عقده يف باكو يف �أذربيجان‬ ‫نهاية ال�شهر القادم”‪.‬‬ ‫وقدم املبعوث اخلا�ص للأمني العام �إلى مليامنار‪� ،‬سيد‬ ‫حامد البار‪ ،‬تقريره عن �آخر التطورات يف مو�ضوع‬ ‫الروهينغيا وجهوده يف �إيجاد حل لها‪ ،‬كما قدم املبعوث‬ ‫اخلا�ص للأمني العام �إلى �إفريقيا الو�سطى‪� ،‬شيخ‬ ‫تيجان غاديو‪ ،‬تقرير ًا عن جهوده حلل الأزمة التي‬ ‫يعاين منها امل�سلمون يف هذا البلد‪.‬‬ ‫كما �ألقى وزير خارجية م�صر التي ترت�أ�س الدورة‬ ‫احلالية للقمة الإ�سالمية‪� ،‬سامح �شكري‪ ،‬كلمة يف‬ ‫اجلل�سة االفتتاحية �أكد فيها دعم م�صر للق�ضية‬ ‫الفل�سطينية‪ ،‬م�شري ًا يف هذا ال�صدد �إلى �أن م�صر‬ ‫�ست�ست�ضيف م�ؤمتر املانحني لإعادة �إعمار غزة يف‬ ‫�أكتوبر‪.‬‬ ‫سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪ 2014‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪13‬‬


‫تـقـريـر خـاص‬ ‫اجتماعات مثمرة لفرق اتصال المنظمة‬

‫لالن�ضمام �إلى الع�ضوية الكاملة يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬

‫عقد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي ثالثة اجتماعات فرق ات�صال وزارية‬

‫يف �أول يوم من زيارته لنيويورك‪ ،‬والتي ا�ستغرقت �أ�سبوع ًا‪ ،‬مع وفد مرافق للدورة اجتماع فريق االتصال المعني بمالي يؤكد أهمية‬ ‫ال�ساد�سة والت�سعني للجمعية العامة للأمم املتحدة‪ .‬وا�ستمرت اجتماعات فرق تنفيذ تدابير بناء الثقة‬

‫�أكد اجتماع فريق منظمة التعاون الإ�سالمي املعني مبايل‪ ،‬الذي انعقد يوم ‪24‬‬ ‫االت�صال الأخرى يف الأيام التالية‪.‬‬ ‫�سبتمرب ‪ ،2014‬جمدد ًا �إدانته ال�شديدة للإرهاب والتطرف وجميع �أ�شكال العنف‪،‬‬ ‫مبا فيها اجلرمية املنظمة واالجتار باملخدرات‪ .‬ودعا االجتماع �إلى االحرتام الكامل‬ ‫اجتماع فريق االتصال المعني بسيراليون يتناول‬ ‫لوقف �إطالق النار الذي تو�سط فيه الرئي�س املوريتاين على �إثر املواجهات الدموية‬ ‫وباء اإليبوال‬ ‫حث اجتماع فريق االت�صال املعني ب�سرياليون‪ ،‬الذي ُعقد يوم ‪� 22‬سبتمرب ‪ ،2014‬التي دارت يومي ‪ 17‬و‪ 21‬مايو ‪ 2014‬يف كيدال‪ ،‬و�أكد �أهمية تنفيذ تدابري بناء الثقة‪.‬‬ ‫جميع الدول الأع�ضاء على م�ساعدة �سرياليون يف تنمية مرافقها الطبية و�أنظمة كما �أعرب االجتماع عن تقديره جلهود اجلزائر ورئي�سها لدورها امل�ساعد يف ت�سهيل‬ ‫�إطالق املرحلة الأولى من مفاو�ضات ال�سالم بني احلركات ال�ست يف �شمال مايل من‬ ‫جهة واحلكومة من جهة �أخرى‪ ،‬يف اجلزائر العا�صمة يوم ‪ 16‬يوليو ‪ .2014‬وطلب‬ ‫االجتماع من الدول الأع�ضاء وم�ؤ�س�سات املنظمة املالية تقدمي ما يلزم من م�ساعدات‬ ‫لتحقيق تنمية طويلة الأمد يف مايل كما دعا الدول الأع�ضاء وم�ؤ�س�سات املنظمة‬ ‫واملنظمات الإ�سالمية غري احلكومية‪� ،‬إلى موا�صلة تقدمي ما يلزم من م�ساعدات‬ ‫�إن�سانية �سخية من �أجل تخفيف وط�أة معاناة مئات الآالف من النازحني داخلي ًا‬ ‫والالجئني‪.‬‬ ‫اجتماع فريق االتصال المعني بجامو وكشمير‬ ‫يطالب باستئناف الحوار‬

‫ت�صريف املياه ومرافق ال�صرف ال�صحي فيها وتطويرها من �أجل مكافحة وباء‬ ‫الإيبوال الذي انت�شر يف هذا الدولة و�أ�صبح يهددها هي والبالد املجاورة لها ومنطقة‬ ‫غرب �إفريقيا ب�أ�سرها‪ .‬كما دعا االجتماع الدول الأع�ضاء يف املنظمة �إلى تقدمي دعم‬ ‫مادي ومايل وعلمي عاجل �إلى �سرياليون وهي تكافح ب�شدة وباء الإيبوال الفتاك‪،‬‬ ‫ودعا �إلى املزيد من الأعمال على امل�ستوى العاملي لوقف انت�شار هذا املر�ض وتوفري‬ ‫العالج والدواء للم�صابني به‪.‬‬ ‫فريق االتصال المعني بالصومال يدعم الخطة‬ ‫السداسية‬

‫دعا اجتماع فريق االت�صال املعني بجامو وك�شمري‪ ،‬املنبثق عن منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬الذي عقد يوم ‪� 25‬سبتمرب ‪ 2014‬يف نيويورك‪ ،‬على هام�ش اجتماع‬ ‫التن�سيق ال�سنوي لوزراء خارجية منظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إلى ا�ستئناف احلوار‬ ‫بني الهند وباك�ستان‪ ،‬حلل جميع الق�ضايا العالقة‪ ،‬مبا فيها ق�ضية جامو وك�شمري‪.‬‬ ‫وقد �أدان االجتماع جميع انتهاكات حقوق الإن�سان التي ارتُكبت بحق ك�شمرييني‬ ‫�أبرياء‪ ،‬ودعا الهند �إلى ال�سماح ملجموعات حقوق الإن�سان واملنظمات الإن�سانية‬ ‫الدولية‪ ،‬بزيارة جامو وك�شمري و�إجراء ما يلزم من حتقيقات‪ .‬كما دعا االجتماع‬ ‫جميع الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي �إلى تقدمي م�ساعدات �إن�سانية‬ ‫لل�سكان املت�ضررين يف جامو وك�شمري‪.‬‬

‫�أعرب فريق االت�صال املعني بال�صومال عن دعمه الكامل للخطة ال�سدا�سية للحكومة فريق االتصال المعني بالروهينغيا يعتمد خطة‬ ‫الفيدرالية يف ال�صومال‪ ،‬التي ت�سعى ملواجهة التحديات احلالية يف البالد‪.‬‬ ‫عمل‬

‫كما تعهد االجتماع بدعمه الكامل لل�صفقة اجلديدة‪ ،‬التي حتدد التزامات كل من‬ ‫املجتمع الدويل وال�صومال يف عملية �إعادة الإعمار‪.‬‬

‫فريق االتصال المعني بالبوسنة يرحب بالتطورات‬

‫رحب فريق االت�صال املعني بالبو�سنة بامل�ستجدات يف البالد‪ ،‬ومنها اعتماد التعديالت‬ ‫الفنية التي �ستم ّكن من �إجراء االنتخابات يف �أكتوبر‪ .‬ودعا االجتماع جميع الفئات‬ ‫ال�سيا�سية �إلى الرتكيز على �أولويات التنمية االقت�صادية يف البالد واحلاجة �إلى كف‬ ‫ال�سيا�سيني يف البالد عن الدخول يف مهاترات حتري�ض ت�سبب ال�شقاق والتي قد تهدد‬ ‫ا�ستمرار الدولة وتقو�ض تقدمها نحو التكامل الأوروبي‪ .‬كذلك دعا االجتماع البو�سنة‬

‫‪14‬‬

‫مجلة المنظمة ـ سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫اعتمد اجتماع فريق االت�صال املعني بالروهينغيا املنبثق عن منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬الذي انعقد كذلك يوم ‪� 25‬سبتمرب ‪ ،2014‬خطة العمل التي �أو�صى بها‬ ‫مبعوث املنظمة اخلا�ص مليامنار تان �سري �سيد حامد البار‪ ،‬والتي تدعو حكومة‬ ‫ميامنار �إلى اتخاذ �إجراء �ضد من يدعو �إلى خطاب الكراهية ويحر�ض على العنف‪.‬‬ ‫كما تدعو اخلطة �إلى عقد حوار بني خمت ِلف املجتمعات و�أتباع الأديان وال�سماح‬ ‫للنازحني داخلي ًا بالعودة �إلى ديارهم واال�ستثمار يف التنمية االجتماعية االقت�صادية‬ ‫ملنطقة راخني‪ ،‬وف�سح املجال �أمام امل�ساعدات الإن�سانية الدولية لت�صل للمت�ضررين‬ ‫من العنف العرقي الذي اندلع يف عام ‪ .2012‬وقد اتفق امل�شاركون يف االجتماع‬ ‫على موا�صلة اجلهود للتن�سيق و�إر�سال معونات �إن�سانية لإنقاذ احلياة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫تـقـريـر خـاص‬

‫الإمدادات الطبية والغذائية‪� ،‬إلى املناطق املت�ضررة يف ميامنار‪ .‬كما الحظ االجتماع‬ ‫�أن م�ساعدات تنمية البنى التحية وم�شاركة املجتمع من �ش�أنها �أن ت�شكل حترك ًا يت�سم‬ ‫بقدر �أكرب من الفاعلية واال�سرتاتيجية يف حتقيق ال�سالم يف املناطق املت�ضررة‪.‬‬ ‫ورحب االجتماع بجهود املبعوث اخلا�ص للعمل مع املدير العام الحتاد روهنيغيا‬ ‫�أراكان لو�ضع ا�سرتاتيجية ملجتمع الروهينغيا للم�شاركة يف عملية الت�سجيل يف والية‬ ‫راخني‪� .‬إ�ضافة �إلى حث االجتماع حكومة ميامنار على الوفاء بالتزاماتها مبقت�ضى‬ ‫القانون الدويل ومعاهدات حقوق الإن�سان واتخاذ جميع التدابري الالزمة لوقف‬ ‫العنف والتمييز �ضد م�سلمي الروهينغيا واملحاوالت املتوا�صلة لتجريدهم من ثقافتهم‬ ‫وهُ ويتهم الإ�سالمية‪ .‬ودعا االجتماع �أي�ض ًا حكومة ميامنار �إلى �إعادة املواطنة مل�سلمي‬ ‫الروهينغيا والتي �أُلغيت مبوجب مر�سوم املواطنة ل�سنة ‪ ،1982‬واتباع �سيا�سات‬ ‫�شفافة �شاملة جتاه املجتمعات العرقية والدينية‪ ،‬مبا يف ذلك م�سلمو الروهينغيا‪،‬‬ ‫حيث ي�شكل ذلك جزء ًا ال يتجز�أ من هذه العملية واعتبارهم �أقلية عرقية وفق ًا لقرار‬ ‫اجلمعية العامة للأمم املتحدة رقم ‪.64/238‬‬ ‫منظمة التعاون اإلسالمي تؤكد التزامها بالوقوف‬ ‫مع وحدة اليمن ودعم الصومال‬

‫جددت منظمة التعاون اال�سالمي التزامها بالوقوف مع وحدة اليمن و�سيادته‬ ‫و�سالمة �أرا�ضيه وا�ستقالله ال�سيا�سي‪ ،‬كما �أكدت التزامها بدعم اجلهود الهادفة‬ ‫لتحقيق اال�ستقرار ال�سيا�سي ملواجهة حتديات ال�سلم و�إعادة الإعمار والتنمية مبوجب‬ ‫املبادرة اخلليجية و�آليتها التنفيذية‪.‬‬ ‫جاء ذلك يف الكلمة التي �أدلى بها �سعادة ال�سفري عبد اهلل عامل‪ ،‬الأمني العام‬ ‫امل�ساعد لل�شوون ال�سيا�سية بالأمانة العامة للمنظمة‪� ،‬أمام جمموعة �أ�صدقاء اليمن‪،‬‬

‫الأمني العام �إياد مدين يجري مباحثات مع فخامة رئي�س ال�صومال‪ ،‬ح�سن �شيخ حممود‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫التي ُعقدت يوم الأربعاء ‪� 24‬سبتمرب ‪ 2014‬بنيويورك‪،‬‬ ‫برئا�سة �صاحب ال�سمو امللكي الأمري �سعود الفي�صل‪،‬‬ ‫وزير خارجية اململكة العربية ال�سعودية‪ .‬ونا�شد ال�سفري‬ ‫عامل املجتمع الدويل الوفاء بالتزاماته جتاه اليمن‪،‬‬ ‫م�ؤكد ًا �أن منظمة التعاون اال�سالمي وجميع �أجهزتها‬ ‫على �أمت اال�ستعداد مل�ساعدة اليمن يف جتاوز حتدياته‬ ‫الراهنة بهدف �إعادة الأمن واال�ستقرار وحتقيق‬ ‫التنمية امل�ستدامة‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى‪� ،‬أكدت منظمة التعاون اال�سالمي‬ ‫ال�سفري عبد اهلل عامل‬ ‫التزامها بدعم ال�صومال‪ ،‬ات�ساق ًا مع قرارات جمل�س‬ ‫وزراء اخلارجية اخلا�صة بالت�ضامن مع ال�صومال‪،‬‬ ‫وحتديد ًا القرار ال�صادر عن اجتماع املجل�س يف دورته‬ ‫الأخرية يف جدة يف يونيو ‪ 2014‬والذي قرر حتويل‬ ‫مكتب امل�ساعدات الإن�سانية للمنظمة يف مقدي�شو الى‬ ‫مكتب للإمناء‪.‬‬ ‫جاء ذلك يف البيان الذي قدمه ال�سفري طارق علي‬ ‫بخيت‪ ،‬مدير املنظمات الدولية بالأمانة العامة‬ ‫للمنظمة‪� ،‬أمام االجتماع رفيع امل�ستوي اخلا�ص‬ ‫ال�سفري طارق بخيت‬ ‫بال�صومال الذي ُع ِقد �أي�ض ًا يوم ‪� 24‬سبتمرب ‪ 2014‬يف‬ ‫مقر الأمم املتحدة برئا�سة ال�سيد بان كي مون‪ ،‬الأمني العام للأمم املتحدة‪ ،‬وال�سيدة‬ ‫داالميني زوما‪ ،‬رئي�سة مفو�ضية االحتاد الإفريقي‪ ،‬ومب�شاركة رئي�س جمهورية‬ ‫ال�صومال‪ ،‬ال�سيد ح�سن �شيخ حممود‪ .‬ونا�شد ال�سفري طارق املجتمع الدويل الوفاء‬ ‫بتعهداته التي وعد بها لدعم ال�صومال يف م�ؤمترات ا�سطنبول وبروك�سل ولندن‪،‬‬ ‫م�ؤكد ًا ا�ستعداد املنظمة للم�شاركة يف منتدى ال�شراكة الدويل رفيع امل�ستوى حول‬ ‫ال�صومال الذي �س ُيع َقد يف العا�صمة الدمناركية‪ ،‬كوبنهاغن‪ ،‬يف نوفمرب ‪،2015‬‬ ‫ورحب بر�ؤية احلكومة ال�صومالية لعام ‪ ،2016‬م�ؤكد ًا التزام املنظمة ودولها الأع�ضاء‬ ‫وجميع �أجهزتها مب�ساندة ال�صومال يف تنفيذ هذه الر�ؤية‪.‬‬ ‫لجنة فلسطين تطالب مجلس األمن الدولي‬ ‫بتحمل مسؤولياته‬

‫حذرت جلنة منظمة التعاون الإ�سالمي ال�سدا�سية املعنية بفل�سطني‪ ،‬التي انعقدت‬ ‫يوم ‪� 24‬سبتمرب ‪ 2014‬من خطورة �أعمال احلفريات التي تنفذها �إ�سرائيل حتت‬ ‫امل�سجد الأق�صى املبارك‪ .‬كما طلبت من املجتمع الدويل‪ ،‬وخ�صو�ص ًا جمل�س الأمن‬ ‫الدويل‪ ،‬حتمل م�س�ؤولياته يف �إلزام �إ�سرائيل باحرتام القانون الدويل والكف عن‬ ‫ممار�ساتها غري القانونية وغري ال�شرعية يف القد�س املحتلة‪ .‬كما �أدان االجتماع‬ ‫ب�أ�شد العبارات �سيا�سات �إ�سرائيل وممار�ساتها اال�ستيطانية غري القانونية داخل‬ ‫الأر�ض الفل�سطينية وبناء جدار الف�صل العن�صري الذي �أدى �إلى م�صادرة �أرا�ضي‬ ‫الفل�سطينيني وممتلكاتهم وعزل ع�شرات القرى والبلدات واملدن الفل�سطينية‪ .‬كما‬ ‫�أدان االجتماع ب�شدة �إ�سرائيل‪ ،‬قوة االحتالل‪ ،‬لهجومها الع�سكري الوح�شي على قطاع‬ ‫غزة وحملها امل�س�ؤولية القانونية وال�سيا�سية لكامل عواقب جرائم احلرب التي ال‬ ‫تنطبق عليها قاعدة التقادم‪.‬‬

‫سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪ 2014‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪15‬‬


‫تـقـريـر خـاص‬ ‫اجتماعات ثنائية لألمين العام‬ ‫كان لدى الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد‬ ‫�أمني مدين‪ ،‬جدول حافل من اللقاءات التي عقدها مع‬ ‫م�س�ؤولني كبار يومي ‪ 23‬و‪� 24‬سبتمرب يف نيويورك خالل‬ ‫ح�ضوره �أعمال الدورة التا�سعة وال�ستني للجمعية العامة‬ ‫للأمم املتحدة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كذلك عقد الأمني العام عددا من االجتماعات‬ ‫الثنائية‪ .‬حيث التقى بوزير خارجية اجلمهورية‬ ‫الإ�سالمية الإيرانية‪ ،‬الدكتور جواد ظريف‪ ،‬وركز‬ ‫الطرفان على تعزيز التعاون الثنائي وتبادل الآراء‬ ‫حول الو�ضع يف املنطقة‪ .‬وتركز اجتماع الأمني العام مع‬ ‫وزيرة غويانا كارولني رودركويز‪ -‬بريكيت‪ ،‬حول حتقيق‬ ‫قدر �أكرب من م�شاركة غويانا يف �أن�شطة املنظمة‪.‬‬ ‫كما عقد الأمني العام اجتماع ًا مع وزير خارجية العراق‪،‬‬ ‫�إبراهيم اجلعفري‪ ،‬ناق�ش اجلانبان خالله �سبل وطرق‬ ‫دعم العراق يف مكافحة الإرهاب والتطرف‪ .‬و�أعرب‬

‫فخامة رئي�س جمهورية العراق‪ ،‬مع�صوم‪ ،‬يلتقي الأمني العام‬

‫الأمني عن رغبة منظمة التعاون الإ�سالمي يف �إر�سال‬ ‫وفد �إلى بغداد لتو�سيع دور مكتب املنظمة يف بغداد‪.‬‬ ‫وقد رحب وزير اخلارجية اجلعفري بذلك‪.‬‬ ‫والتقى الأمني العام‪ ،‬مدين‪ ،‬بالرئي�س العراقي‪ ،‬الدكتور‬ ‫حممد ف�ؤاد مع�صوم‪ ،‬حيث ناق�ش معه خطر املجموعات‬ ‫الإرهابية واحلاجة �إلى مواجهة فكرها والبيئة التي‬ ‫تنمو فيها‪.‬‬ ‫والتقى الأمني العام برئي�سة كو�سوفو‪ ،‬ال�سيدة عاطفة‬ ‫يحيى �آغا حيث �أعرب عن التزام املنظمة بك�سب مزيد‬ ‫من االعرتاف من الدول الأع�ضاء بكو�سوفو‪.‬‬ ‫كما اجتمع الأمني العام بوزير خارجية الواليات‬ ‫املتحدة الأمريكية‪ ،‬جون كريي‪ ،‬الذي �أعرب خالل هذا‬ ‫اللقاء عن �شكره لإياد مدين على البيانات الهامة التي‬ ‫�أ�صدرتها منظمة التعاون الإ�سالمي للتنديد بتنظيم‬ ‫داع�ش وبجرائمه‪ ،‬وكذا على البيان الذي رحبت فيه‬ ‫املنظمة باحلكومة العراقية اجلديدة‪ .‬و�شدد كريي على‬ ‫‪16‬‬

‫مجلة المنظمة ـ سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫اجتماع املائدة امل�ستديرة مع‬ ‫فخامة رئي�سة كو�سوفو ال�سيدة عاطفة يحيى �آغا‬

‫�أن قتال هذا التنظيم لي�س حرب ًا �أمريكية‪ ،‬لأنه تنظيم‬ ‫يهدد اجلميع‪ ،‬كما دعا املنظمة �إلى امل�ساعدة يف و�ضع‬ ‫حد للنعرات الطائفية يف العراق‪.‬‬ ‫و�أو�ضح الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬من‬ ‫جهته‪� ،‬أنه ينبغي عدم �إثارة كثري من اللغط حول ال�سنة‬ ‫وال�شيعة‪ ،‬حيث �إن امل�سائل الطائفية والدينية يتم‬ ‫ت�سخريها لتو�سيع نطاق امل�صالح لي�س �إ ّال‪ .‬كما �شدد‬ ‫كاف لدحر‬ ‫مدين على �أن العمل الع�سكري مبفرده غري ٍ‬ ‫تنظيم داع�ش‪ ،‬و�أن الأمر ي�ستلزم الف�صل بينه وبني‬ ‫الإ�سالم ومعاجلة املناخ الذي يرتعرع يف ظله‪ .‬و�أ�شار‬ ‫كذلك �إلى �ضرورة معاجلة النـزاع يف �سوريا وال�صراع‬ ‫الفل�سطيني ـ الإ�سرائيلي‪.‬‬ ‫وناق�ش الأمني العام خالل لقائه بوزير خارجية‬ ‫كازاخ�ستان‪� ،‬إرالن �إدري�سوف‪ ،‬مو�ضوع �إن�شاء مكتب‬ ‫الأمن الغذائي ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف �أ�ستانا‬ ‫عا�صمة كازاخ�ستان‪ ،‬والدور الفاعل الذي ت�ضطلع به‬ ‫كازاخ�ستان يف املنطقة والعامل الإ�سالمي‪ ،‬وكذا زيارته‬ ‫املرتقبة �إلى هذا البلد‪.‬‬ ‫ومن جهة �أخرى‪ ،‬ناق�ش الأمني العام‪ ،‬وعلى نحو‬ ‫منف�صل‪ ،‬مع كل من رئي�س جمهورية �شمال قرب�ص‬ ‫الرتكية‪ ،‬درفي�س �إروغلو‪ ،‬ووزير خارجية قرب�ص‪،‬‬ ‫ليواني�س كا�سوليدز‪ ،‬م�ستجدات ق�ضية �شمال قرب�ص‪.‬‬ ‫و�شدد الأمني العام‪ ،‬خالل لقائه بالرئي�س ال�صومايل‪،‬‬ ‫ح�سن �شيخ حممود‪ ،‬على �ضرورة ربط ال�صلة بال�شباب‬

‫وزير اخلارجية الأمريكي كريي يرحب بالأمني العام‬

‫الذين هم عر�ضة للتجنيد من قبل الإرهابيني‬ ‫واملجرمني‪ .‬و�أو�ضح الأمني العام �أن منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي قد د�أبت على التنديد بحركة ال�شباب‬ ‫باعتبارها تنظيم ًا �إجرامي ًا و�أن ما تقرتفه هذه احلركة‬ ‫من �أعمال يتعار�ض مع قيم الإ�سالم‪ ،‬و�أ�شار �إلى‬ ‫اجلهود التي تبذلها منظمة التعاون الإ�سالمي ملكافحة‬ ‫الإرهاب الدويل‪ ،‬م�ست�شهد ًا‪ ،‬من جملة �أمور �أخرى‪،‬‬ ‫مب�ساهمة اململكة العربية ال�سعودية م�ؤخر ًا مببلغ ع�شرة‬ ‫ماليني دوالر �أمريكي لالحتاد الإفريقي عن طريق‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وذلك دعم ًا جلهوده يف‬ ‫الت�صدي للإرهاب‪.‬‬ ‫كما ا�ستذكر الأمني العام القرار ال�صادر عن الدورة‬ ‫الثامنة والثالثني ملجل�س وزراء اخلارجية القا�ضي‬ ‫ب�إن�شاء ال�صندوق اال�ستئنماين ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي من �أجل ال�صومال‪ ،‬مو�ضح ًا ما يبذله من‬

‫�أمني عام الأمم املتحدة و�أمني عام منظمة التعاون الإ�سالمي‬

‫جهود لتفعيله وكذا لتحويل مكتب ال�ش�ؤون الإن�سانية‬ ‫يف مقدي�شو �إلى مكتب �إمنائي‪ ،‬وذلك مبوجب القرار‬ ‫ال�صادر عن الدورة احلادية والأربعني ملجل�س وزراء‬ ‫اخلارجية التي ُعقدت يف جدة يف يونيو ‪.2014‬‬ ‫كما التقى الأمني العام برئي�سة جمهورية �إفريقيا‬ ‫الو�سطى‪ ،‬ال�سيدة كاثرين �سامبا بانزا‪ ،‬مرفوق ًا‬ ‫باملبعوث اخلا�ص ملنظمة التعاون الإ�سالمي �إلى‬ ‫جمهورية �إفريقيا الو�سطى‪ ،‬الدكتور �شيخ تيديان‬ ‫غاديو‪ ،‬حيث ا�ستعر�ضا �آخر م�ستجدات الأزمة يف‬ ‫�إفريقيا الو�سطى وجهود املنظمة يف التو�صل �إلى حل‬ ‫بالتعاون مع احلكومة‪ ،‬وبخا�صة يف ما يتعلق بق�ضايا‬ ‫الأمن وامل�ساعدة الإن�سانية وعودة الالجئني والنازحني‬ ‫و�إعادة الإعمار‪.‬‬ ‫وخالل لقائه بوزير خارجية ميامنار‪ ،‬يو وونا مونغ‬ ‫لوين‪ ،‬والذي كان خالله مرفوق ًا باملبعوث اخلا�ص‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬تان �سري �سيد حامد البار‪،‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫تـقـريـر خـاص‬ ‫�أثار �إياد مدين مو�ضوع االن�شغاالت حيال عملية التحقق‬ ‫من اجلن�سية اجلارية مع الروهينغيا يف ميامنار‪،‬‬ ‫وا�ستعداد املنظمة لتقدمي امل�ساعدة الإن�سانية الإمنائية‬ ‫لفائدة جمتمع راخني ولتعزيز احلوار بني الديانات‪.‬‬ ‫و�شدد وزير اخلارجية على �أن احلكومة ترغب يف �أن‬ ‫يعي�ش املجتَم َعان يف راخني يف وئام و�أن ينعما بالتنمية‪،‬‬ ‫و�أنها تعمل على بناء الثقة وتوفري فر�ص العمل لكال‬ ‫املجتَم َعنيْ‪ .‬واتفق الطرفان على املزيد من التعاون‬ ‫من �أجل تفاهم �أف�ضل بني املجتمعني يف راخني وعلى‬ ‫ال�سماح بدخول امل�ساعدات الإن�سانية‪.‬‬

‫الأمني العام يف لقاء مع وزير خارجية كازاخ�ستان‬

‫�أما بخ�صو�ص اللقاء مع وزير خارجية موزمبيق‪ ،‬فقد‬ ‫اتفق الطرفان على تعزيز التعاون الثنائي يف �شتى‬ ‫املجاالت‪ ،‬ومن �ضمنها املجاالن الثقايف وال�سياحي‪.‬‬ ‫وتركز اللقاء مع الأمني العام ملنظمة الأمن والتعاون يف‬ ‫�أوروبا‪ ،‬ملبريتو زانيي‪ ،‬على التعاون الثنائي يف املجاالت‬ ‫املرتبطة بالو�ساطة وامل�ساعدة االنتخابية واحلوار بني‬ ‫الأديان‪.‬‬ ‫وخالل اللقاء مع املدير العام ملنظمة الأمم املتحدة‬ ‫للأغذية والزراعة‪ ،‬خو�سي غرا�سيانو دا�سيلفا‪ ،‬اتفق‬ ‫اجلانبان على العمل على نحو �أوثق بينهما بخ�صو�ص‬ ‫ق�ضية الأمن الغذائي‪.‬‬ ‫كما عقد الأمني العام‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬اجتماعات‬ ‫مثمرة مع رئي�س �سريالنكا‪ ،‬ماهندا رجبا�سكا‪ ،‬الذي‬ ‫�أكد للأمني العام �أن الهجمات التي وقعت �ضد امل�سلمني‬ ‫يف �سريالنكا متثل حوادث منعزلة‪ ،‬و�أن احلكومة تتخذ‬ ‫ما يلزم من عمل �ضد مرتكبيها‪ .‬وقد وجه الرئي�س‬ ‫دعوة للأمني العام لزيارة �سريالنكا‪.‬‬ ‫ويف اجتماع عقده الأمني العام مع وزير خارجية‬ ‫جمهورية ال�صني ال�شعبية‪ ،‬وانغ يي‪� ،‬أكد الأمني العام‬ ‫حر�ص منظمة التعاون الإ�سالمي ودولها الأع�ضاء‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫العالقات الثنائية‪ ،‬و�شددا على �ضرورة تعزيزها يف‬ ‫�سائر املجاالت ذات االهتمام امل�شرتك‪ .‬كما �أكدا �أن‬ ‫اجلولة املقبلة من امل�شاورات ال�سيا�سية بني املنظمة‬ ‫ورو�سيا‪ ،‬والتي �ستعقد يف مقر الأمانة العامة بجدة يف‬ ‫منت�صف �شهر �أكتوبر‪� ،‬ست�شكل فر�صة �سانحة لتبادل‬ ‫وجهات النظر حيال عدد من الق�ضايا الإقليمية‬ ‫والدولية وملناق�شة خمت ِلف جماالت التعاون امل�شرتك‪،‬‬ ‫ال�سيا�سية واالقت�صادية والثقافية‪ .‬وناق�ش اجلانبان‪،‬‬ ‫من جهة ثانية‪ ،‬والق�ضايا املدرجة على جدول �أعمال‬ ‫لقاء تفاعلي مع منظمات حقوق الإن�سان‬ ‫الدورة احلالية للجمعية العامة للأمم املتحدة‪ ،‬وعلى‬ ‫على تعزيز العالقات الثنائية مع ال�صني يف جميع ر�أ�سها الق�ضية الفل�سطينية‪ ،‬وكذا الق�ضايا املرتبطة‬ ‫ً‬ ‫جماالت التعاون امل�شرتك نظرا ملكانة ال�صني يف مبكافحة الإرهاب والتطرف والنـزاعات عرب العامل‪.‬‬ ‫ال�ساحة الدولية‪ .‬و�أ�شار وانغ يي من جانبه �إلى الدور‬ ‫إقليمية‬ ‫الهام ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف ال�ش�ؤون ال‬ ‫أحداث جانبية‬ ‫ً‬ ‫والدولية م�ؤكدا دورها الهام يف دعم ال�صداقة من جانب �آخر‪ ،‬عقد الأمني العام خالل �إقامته يف‬ ‫والتعاون بني ال�صني والعامل الإ�سالمي‪ .‬كذلك �أكد نيويورك اجتماعات تفاعلية غري ر�سمية يف مكتب‬ ‫وزير اخلارجية �أهمية زيادة االجتماعات الثنائية بني املنظمة مع ممثلي منظمات حقوق الإن�سان يف الواليات‬ ‫اجلانبني ملناق�شة التعاون الثنائي والق�ضايا الدولية‪.‬‬ ‫املتحدة واجلمعيات واملنظمات امل�سلمة لال�ستماع �إلى‬ ‫كما التقى الأمني العام بوزير خارجية ال�سودان‪ ،‬علي وجهات نظرهم حول الق�ضايا التي تتعلق بامل�سلمني‪.‬‬ ‫�أحمد كرتي‪ ،‬حيث ناق�ش معه الق�ضايا الإقليمية ذات وقد ح�ضر االجتماع مع منظمات حقوق الإن�سان‬ ‫االهتمام امل�شرتك‪.‬‬ ‫التي �شملت هيئة الأمم املتحدة للمر�أة ومنظمة العفو‬ ‫الدولية ومنظمة مراقبة حقوق الإن�سان ومنظمة‬ ‫حقوق الإن�سان �أو ًال والإغاثة الإ�سالمية عرب العامل‬ ‫ومدير الهيئة الأمريكية املعنية باحلريات الدينية‬ ‫الدولية‪ ،‬مدير ونائب رئي�س الهيئة الدائمة امل�ستقلة‬ ‫حلقوق الإن�سان التابعة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ودار النقا�ش حول ق�ضايا تتعلق باملر�أة وحقوق الطفل‬ ‫وفل�سطني وحرية التعبري والأقليات امل�سلمة‪ .‬وقد ات�سم‬ ‫االجتماع مع املنظمات واجلمعيات الإ�سالمية بقدر‬ ‫كبري من امل�شاركة‪ ،‬حيث مت الرتكيز على التمييز‬ ‫الأمني العام مع وزير خارجية ال�صني‬ ‫والإ�سالموفوبيا ودور �أجهزة الإعالم واحلاجة �إلى‬ ‫حوار بني �أتباع الأديان‪.‬‬ ‫واجتمع الأمني العام كذلك مع الأمني العام للأمم‬ ‫املتحدة‪ ،‬بان كي مون‪ ،‬يوم ‪� 27‬سبتمرب ‪ 2014‬يف مقر‬ ‫الأمم املتحدة وعلى هام�ش الدورة احلالية للجمعية‬ ‫العامة للأمم املتحدة يف نيويورك‪ .‬وتبادل اجلانبان‬ ‫وجهات النظر حول الق�ضية الفل�سطينية ومكافحة‬ ‫الإرهاب والأزمة يف �سوريا والو�ضع يف اليمن وق�ضية‬ ‫الروهينغيا‪.‬‬ ‫كما التقى الأمني العام بوزير خارجية رو�سيا‬ ‫لقاء تفاعلي مع املنظمات الإ�سالمية يف الواليات املتحدة‬ ‫االحتادية‪� ،‬سريغي الفروف‪ ،‬حيث ناق�ش اجلانبان‬ ‫سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪ 2014‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪17‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫المملكة العربية السعودية تقدم‬ ‫عشرة ماليين دوالر لمحاربة اإلرهاب في إفريقيا‬

‫�أعلن الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد‬ ‫�إياد �أمني مدين‪� ،‬أن خادم احلرمني ال�شريفني‪،‬‬ ‫امللك عبد اهلل بن عبد العزيز‪ ،‬عاهل اململكة العربية‬ ‫ال�سعودية‪� ،‬سيتربع مببلغ ع�شرة ماليني دوالر جلهود‬ ‫�إفريقيا يف حماربة الإرهاب‪.‬‬ ‫جاء هذا يف الكلمة التي �ألقاها الأمني العام‪ ،‬يوم ‪2‬‬ ‫�سبتمرب ‪� ،2014‬أمام قمة جمل�س ال�سلم والأمن التابع‬ ‫لالحتاد الإفريقي حول الإرهاب يف �إفريقيا‪ ،‬والتي‬ ‫انعقدت يف نريوبي عا�صمة كينيا‪ .‬و�أ�ضاف الأمني‬ ‫العام �أنه‪ ،‬وبح�سب تعليمات خادم احلرمني ال�شريفني‪،‬‬ ‫�سيتوفر مبلغ ع�شرة ماليني دوالر حا ًال من خالل‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫و�سيقوي هذا التربع ال�شراكة القائمة بني منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي واالحتاد الإفريقي يف جمال حماربة‬ ‫الإرهاب‪ .‬وعرب رئي�س جمل�س ال�سلم والأمن التابع‬ ‫لالحتاد الإفريقي‪� ،‬إدري�س ديبي‪ ،‬رئي�س ت�شاد‪ ،‬عن‬ ‫تقديره خلادم احلرمني ال�شريفني وامتنان املجل�س‬ ‫وترحيبه بهذا التربع ال�سخي‪.‬‬ ‫وقد رحب امل�شاركون يف القمة‪ ،‬والتي ي�شارك فيها‬ ‫ر�ؤ�ساء دول االحتاد الإفريقي وممثلون عن منظمات‬

‫دولية مثل الأمم‬ ‫املتحدة واجلامعة‬ ‫العربية واالحتاد‬ ‫الأوروبي‪ ،‬بهذا التربع‪.‬‬ ‫وقال وزير خارجية‬ ‫حممد‬ ‫النيجر‪،‬‬ ‫بو عزوم‪ ،‬ملجلة‬ ‫املنظمة �إنه �سعيد‬ ‫جد ًا بهذا الإعالن‪،‬‬ ‫وهو غري م�ستغرب‬ ‫على ال�سعودية �أن‬ ‫تقدم هذا الدعم‬ ‫لإفريقيا وبخا�صة‬ ‫يف مثل هذا الوقت‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وبالت�أكيد �سي�ساعد املبلغ �إفريقيا كثريا يف جهودها‬ ‫ملحاربة الإرهاب‪.‬‬ ‫وقال مدير مركز الأمم املتحدة ملكافحة الإرهاب‪،‬‬ ‫جهنجري خان‪ ،‬ملجلة املنظمة �إن هذا التربع ال�سخي‬ ‫من خادم احلرمني ال�شريفني ي�أتي‪� ،‬إ�ضافة �إلى تربعه‬ ‫ملركز الأمم املتحدة مببلغ ‪ 100‬مليون دوالر‪ ،‬ليظهر‬

‫االلتزام القوي للقيادة ال�سعودية �إزاء اجلهود الدولية‬ ‫ملحاربة الإرهاب‪ .‬و�أ�ضاف �أن الت�أكيد على تعاون‬ ‫املنظمات الدولية �أي�ض ًا يدل على الدعم القوي للعمل‬ ‫اجلماعي للدول الأع�ضاء‪ ،‬وبخا�صة يف بناء القدرات‪،‬‬ ‫وهو ما حتتاج �إليه �إفريقيا‪.‬‬

‫األمين العام يلقي كلمة أمام اجتماع أبوجا الوزاري حول األمن في نيجيريا‬ ‫�أبرزت كلمة معايل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪� ،‬أمام‬ ‫االجتماع الوزاري حول الأمن الذي ُعقد يف �أبوجا بنيجرييا يف الثالث من �سبتمرب‬ ‫‪ ،2014‬اجلهود الرائدة التي تبذلها منظمة التعاون الإ�سالمي يف مكافحة الإرهاب‬ ‫الدويل‪.‬‬ ‫وقد ح�ضر االجتما َع وزرا ُء من الكامريون وفرن�سا واململكة املتحدة ونيجرييا‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إلى ممثلني عن بنني وت�شاد والنيجر والواليات املتحدة وكندا وال�صني والأمم املتحدة‬ ‫واالحتاد الأوروبي واملجموعة االقت�صادية لدول غرب �إفريقيا (�إيكوا�س) ومنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ .‬وقد �ألقى كلمة الأمني العام للمنظمة نيابة عنه الأمني العام‬ ‫امل�ساعد لل�ش�ؤون االقت�صادية‪ ،‬ال�سفري حميد �أوبيلريو‪.‬‬ ‫وكانت املنظمة �سباقة يف مكافحة الإرهاب‪ ،‬من خالل تبني مدونة �سلوك ملكافحة‬ ‫الإرهاب الدويل‪ ،‬قبل ع�شرين عام ًا‪ ،‬ف�ض ًال عن ميثاق مكافحة الإرهاب الدويل‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى �أنها ما تزال ملتزمة مبكافحته‪.‬‬ ‫و�شدد الأمني العام على تبني منظمة التعاون الإ�سالمي لآلية فعالة حلرمان‬ ‫الإرهابيني من م�صادر متويلهم‪ ،‬حيث �أكد لالجتماع �أن الإجراءات املختلفة التي‬ ‫اتخذتها املنظمة وم�ؤ�س�ساتها للتخفيف من حدة الفقر �ست�ستمر‪ ،‬و�سيتم تكثيفها من‬ ‫�أجل معاجلة اجلذور احلقيقية للإرهاب الدويل والتحديات الأخرى ذات ال�صلة‬ ‫بالتنمية االجتماعية واالقت�صادية يف البلدان املت�ضررة من الدول الأع�ضاء يف‬ ‫املنظمة‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫مجلة المنظمة ـ سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫ويف هذا الإطار‪� ،‬أحاط االجتماع علم ًا ب�صرف الأموال التي متت املوافقة عليها‬ ‫ل�صالح الربنامج اخلا�ص للتنمية يف �إفريقيا‪ ،‬وذلك لإعادة ت�أهيل الهياكل الأ�سا�سية‬ ‫االجتماعية واملادية يف نيجرييا وغريها من الدول الإفريقية الأخرى الأع�ضاء‪ ،‬مبا‬ ‫يف ذلك تعزيز تعليم الفتيات و�إدماج املدار�س الدينية يف مناهج ونظام التعليم‬ ‫الرئي�سي املعا�صر‪.‬ودعا االجتماع‪ ،‬يف الوثيقة التي �صدرت عنه‪ ،‬احلكومات الإقليمية‬ ‫وامل�ؤ�س�سات التنموية متعددة الأطراف �إلى تكثيف تعاونها االجتماعي واالقت�صادي‬ ‫الذي يهدف �إلى التخفيف من حدة الفقر وحتقيق االنتعا�ش االقت�صادي والتنمية‬ ‫ال�شاملة‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫تشكيل حكومة وحدة‬ ‫وطنية في أفغانستان‬

‫املر�شحان للرئا�سة االفغانية غاين (ميني)‪ ،‬وعبد اهلل يت�صافحان‬ ‫خالل حفل الإعالن عن حكومة وحدة وطنية يف كابول (�إي بي ايه)‬

‫�أعرب الأمني العـام ملنظمة التعـاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد‬ ‫�إياد �أمني مدين‪ ،‬عن ترحيبه باالتفاق حول ت�شكيل‬ ‫حكومة وحدة وطنية يف �أفغان�ستان‪ ،‬معرب ًا عن تهانيه‬ ‫للدكتور �أ�شرف غني والدكتور عبد اهلل عبد اهلل على‬ ‫جهودهما وعلى ما حتليا به مـن مرونـة وملا �أبديـاه من‬ ‫تفاهـم ومواقف �شجاعة للحيلولة دون ح�صول م�أزق‬ ‫�سيا�سي وانق�سام يف هذه الفرتة احلرجة من تاريخ‬ ‫�أفغان�ستان‪.‬‬ ‫وقد �أعرب الأمني العام عن �أمله يف �أن حتقق هذه‬ ‫املرحلة اجلديدة املزيد من اال�ستقرار والأمن‬ ‫واالزدهار االقت�صادي لهذا البلد‪ ،‬م�ؤكد ًا يف الوقت‬ ‫ذاته ت�ضامن منظمة التعاون الإ�سالمي الد�ؤوب مع‬ ‫�أفغان�ستان حكومة و�شعب ًا وم�ساندتها لهما‪.‬‬ ‫جدير بالذكر �أن جلنة االنتخابات امل�ستقلة كانت قد‬

‫انتخاب رئيس جديد في موزمبيق‬

‫قامت ب�إق�صاء �ستة ع�شر مر�شح ًا لالنتخابات من �أ�صل‬ ‫�سبعة وع�شرين مر�شح ًا مت ت�أكيد م�شاركتهم يف وقت‬ ‫�سابق‪ .‬وجاء عبد اهلل عبد اهلل متبوع ًا ب�أ�شرف غاين‬ ‫بح�سب نتائج اجلولة الأولى يف الطليعة‪ ،‬لكن من دون‬ ‫�أن يح�صل �أي منهما على الن�سبة املطلوبة للفوز من‬ ‫اجلولة الأولى‪ .‬وبعد �إجراء جولة الإعادة‪� ،‬أعلنت جلنة‬ ‫االنتخابات امل�ستقلة �أ�شرف غاين رئي�س ًا للجمهورية‪.‬‬ ‫وبعد �أكرث من ثالثة �أ�شهر من املناق�شات واملفاو�ضات‪،‬‬ ‫وقع الدكتور �أ�شرف غاين‪ ،‬والدكتور عبد اهلل عبد‬ ‫اهلل �صفقة لتقا�سم ال�سلطة‪ ،‬مع غاين باختياره رئي�س ًا‬ ‫وتعيني عبد اهلل رئي�س ًا تنفيذي ًا‪ ،‬وتبوئه موقع ًا مهم ًا‬ ‫يف احلكومة‪ ،‬وذلك بعد التوجه لت�شكيل حكومة وحدة‬ ‫وطنية‪.‬‬

‫تشكيل حكومة توافق وطني في ليبيا‬

‫نتيجة ال�ستئناف احلوار رحب الأمني العام ملنظمة‬ ‫بني احلكومة واملعار�ضة يف التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد �إياد‬ ‫موزمبيق و�سعيهما �إلى ت�سوية‬ ‫تفاو�ضية حلل اخلالفات �أمني مدين‪ ،‬يوم ‪� 29‬سبتمرب‬ ‫بينهما‪ ،‬تقرر �إجراء انتخابات ‪ ،2014‬بت�شكيل حكومة التوافق‬ ‫عامة‪ ،‬يوم ‪� 15‬أكتوبر ‪ ،2014‬الوطني يف ليبيا‪ ،‬معرب ًا عن‬ ‫ومت انتخاب فيليب انيو�سي‪،‬‬ ‫رئي�س ًا للبالد‪ ،‬حيث من املقرر �أمله يف �أن ي�ؤذن ذلك بانطالق‬ ‫رئي�س الوزراء الليبي زيدان‬ ‫رئي�س موزامبيق اجلديد فيليبي نيو�سي (�إي بي ايه)‬ ‫�أن يبا�شر مهامه مطلع يناير مرحلة جديدة تعزز وحدة‬ ‫‪ .2015‬وقد �أ�شاد الأمني العام ال�شعب الليبي وتدعم توافقه من �أجل ال�سري بالبالد نحو حتقيق الأمن واال�ستقرار‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد �إياد �أمني مدين‪ ،‬بحكومة جمهورية موزمبيق‬ ‫و�شعبها على �إجراء االنتخابات الرئا�سية والت�شريعية وانتخابات الأقاليم يف ظروف والرفاهية لل�شعب الليبي‪.‬‬ ‫طبعتها ال�سلمية‪.‬‬ ‫ودعا الأمني العام املجتمع الدويل‪ ،‬وخ�صو�ص ًا دول اجلوار‪ ،‬لتقدمي الدعم وامل�ساندة‬ ‫و�أ�شار ال�سيد مدين �إلى �أن ارتفاع ن�سبة امل�شاركة يف هذه االنتخابات دليل وا�ضح على للحكومة الليبية اجلديدة لتمكينها من �إجناز ما تعهدت به‪ ،‬والعمل معها ل�ضمان‬ ‫ت�صميم الناخبني على زيادة تعميق املمار�سة الدميقراطية يف بالدهم‪ .‬وعرب عن‬ ‫ارتياحه لكون االنتخابات جرت‪ ،‬على العموم‪ ،‬يف جو من الهدوء واحلرية وال�شفافية ال�سلم والأمن يف املنطقة وحماربة التطرف والإرهاب‪ .‬م�ؤكد ًا ا�ستعداد املنظمة‬ ‫والتناف�س ال�شريف‪ ،‬و�أ�شاد بالأطراف املعنية كافة لإ�سهامها يف �إجناح هذه العملية‪ .‬للتعاون املثمر يف كافة املجاالت مع احلكومة الليبية ملا فيه خري ال�شعب الليبي‪.‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي تشارك في منتدى الشراكة الوزاري األول رفيع المستوى حول الصومال‬ ‫�أكد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد‬ ‫�إياد �أمني مدين‪ ،‬جمدد ًا التزام املنظمة الثابت بدعم‬ ‫ال�صومال و�سيا�سة الدعائم ال�ست للحكومة الفيدرالية‬ ‫ال�صومالية يف م�سريتها ال�شا ّقة من �أجل النهو�ض‬ ‫كدولة تتوفر لديها مقومات احلياة وتنعم بالأمن‬ ‫واال�ستقرار وال�سلم والرقي داخل هذا البلد وخارجه‪.‬‬ ‫وقد ورد هذا الت�أكيد يف معر�ض خطاب للأمني العام‬ ‫�ألقي نيابة عنه يف منتدى ال�شراكة الوزاري الأول رفيع‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫امل�ستوى حول ال�صومال ُعقد يف كوبنهاغن يومي ‪19‬‬ ‫و‪ 20‬نوفمرب ‪.2014‬‬ ‫وقد �ألقى ال�سفري طارق بخيت‪ ،‬املدير بالإدارة‬ ‫ال�سيا�سية‪ ،‬اخلطاب الذي �أبرز �إ�سهامات والتزامات‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي يف ال�صومال‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫العمليات الإن�سانية الرامية �إلى حتقيق اال�ستقرار يف‬ ‫هذا البلد الذي ُيعتبرَ �إحدى الدول الأع�ضاء امل�ؤ�س�سة‬ ‫للمنظمة‪.‬‬

‫وتلبية لدعوة م�شرتكة من حكومة الدمنارك وجمهورية‬ ‫ال�صومال االحتادية والأمم املتحدة‪� ،‬شارك وفد من‬ ‫الأمانة العامة للمنظمة يف �أعمال هذا امل�ؤمتر الذي‬ ‫ركز ب�شكل �أ�سا�سي على الإجنازات التي حتققت بعد‬ ‫�إقرار االتفاق اجلديد من �أجل ال�صومال يف م�ؤمتر‬ ‫بروك�سيل يف �سبتمرب ‪ ،2013‬واخلطوات الالزمة‬ ‫لتحقيق الأهداف التي ر�سمها االتفاق ال�صومايل‬ ‫بحلول عام ‪.2016‬‬ ‫سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪ 2014‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪19‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫منظمة التعاون اإلسالمي ترحب بانتخاب رئيس بوركينا فاسو المؤقت‬ ‫رحب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد‬ ‫�إياد �أمني مدين‪ ،‬بانتخاب ال�سيد مايكل كافاندو‪ ،‬يوم‬ ‫‪ 17‬نوفمرب ‪ ،2014‬رئي�س ًا جديد ًا للمجل�س الوطني‬ ‫االنتقايل يف بوركينا فا�سو‪.‬‬ ‫وهن�أ ال�سيد مدين الرئي�س اجلديد للدولة على الثقة‬ ‫التي و�ضعها فيه جميع �أ�صحاب ال�ش�أن من خالل‬ ‫ي�سخر‬ ‫انتخابه‪ ،‬معرب ًا يف الوقت ذاته عن �أمله يف �أن ِ‬ ‫جتربته الغنية يف احلياة العامة لتوجيه البالد �صوب‬ ‫مرحلة تت�سم بامل�صداقية وحتظى بالقبول‪.‬‬ ‫كما �أ�شاد بالأطراف املعنية وباجلي�ش على ما حتلواّ‬ ‫به من روح الوفاق‪ ،‬وملا �أبانوا عنه من ن�ضوج خالل‬ ‫الأ�سبوعني املا�ضيني‪ ،‬الأمر الذي �أف�ضى �إلى اعتماد‬

‫امليثاق ال�سيا�سي لتوجيه العملية االنتقالية‪.‬‬ ‫وتابعت املنظمة باهتمام الأحداث يف بوركينا فا�سو‪،‬‬ ‫حيث اجتاحت البالد ا�ضطرابات �أعقبت االحتجاجات‬ ‫�ضد حكم الرئي�س ال�سابق‪ ،‬بليز كومباوري‪ ،‬الذي‬ ‫ا�ستمر ‪� 27‬سنة‪ ،‬والتي تطورت �إلى �أعمال عنف يف‬ ‫نهاية �أكتوبر‪ ،‬مما قاد �إلى تنحيه من الرئا�سة وت�سلم‬ ‫اجلي�ش لل�سلطة‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام ت�ضامن منظمة التعاون الإ�سالمي مع‬ ‫�أبناء �شعب بوركينا فا�سو‪ ،‬والتزامها بدعم ال�سلطات‬ ‫االنتقالية يف النهو�ض باملهمة اجل�سيمة امللقاة على‬ ‫عاتقها لإعادة �إر�ساء النظام الدميقراطي يف البالد‪.‬‬

‫مي�شال كافاندو ي�ستعر�ض حر�س ال�شرف بعد �أداء اليمني‬ ‫لي�صبح الرئي�س االنتقايل لبوركينا فا�سو (�إي بي ايه)‬

‫خطوة تاريخية لمنظمة التعاون اإلسالمي على درب تحقيق السالم في جنوب الفلبين‬

‫ال�سفري قا�سم امل�صري‬

‫�أوفد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد‬ ‫�إياد �أمني مدين‪ ،‬يف �إطار م�ساعيه الد�ؤوبة لت�ضييق‬ ‫الهوة بني مواقف زعماء اجلبهتني الوطنية والإ�سالمية‬ ‫لتحرير مورو‪ ،‬كما �أو�صى بذلك جمل�س وزراء خارجية‬ ‫الدول الأع�ضاء‪ ،‬مبعوثه اخلا�ص لل�سالم يف جنوب‬ ‫الفلبني‪ ،‬ال�سفري �سيد قا�سم امل�صري‪.‬‬ ‫ومتثل الهدف الرئي�سي للمهمة يف متابعة نتائج اجتماع‬ ‫�سابق ُع ِقد بني الطرفني يف جدة بتاريخ ‪ 16‬يونيو‬ ‫‪ ،2014‬حيث ق ّررا تفعيل منتدى تن�سيق باجن�سامورو‪.‬‬ ‫وع ِقد اجتماع مانيال برئا�سة املبعوث اخلا�ص لل�سالم‬ ‫ُ‬ ‫يف جنوب الفلبني ومب�شاركة ال�سفري حممود م�صطفى‪،‬‬ ‫�سفري جمهورية م�صر العربية لدى الفلبني‪ ،‬الرئي�س‬ ‫احلايل للجنة ال�سالم يف جنوب الفلبني‪ .‬كما ح�ضره‬ ‫القائم بالأعمال ب�سفارة اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫بو�صفه نائب رئي�س اللجنة‪ .‬وقد تر�أ�س وفدَ اجلبهة‬ ‫الوطنية لتحرير مورو‪ ،‬بح�سب �صيغة االتفاق املربم‬ ‫‪20‬‬

‫مجلة المنظمة ـ سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫بجدة‪ ،‬املحامي رادولف باركا�سيو‪ .‬وتر�أ�س وفدَ اجلبهة‬ ‫الإ�سالمية لتحرير مورو ال�سيد مهاجر �إقبال‪.‬‬ ‫و�أعلن االجتماع ر�سمي ًا عن تفعيل منتدى تن�سيق‬ ‫باجن�سامورو‪ ،‬الذي �سيت�ألف من ‪ 20‬ع�ضو ًا‪� 10 :‬أع�ضاء‬ ‫كل من اجلانبني (اجلبهة الوطنية واجلبهة‬ ‫من ٍ‬ ‫الإ�سالمية)؛ ووفق ًا ل�صيغة جدة‪ ،‬يجتمع املنتدى دورياً‬ ‫كل ‪� 3‬أ�شهر برئا�سة الأمني العام �أو من ينوب عنه �أو‬ ‫رئي�س جلنة ال�سالم يف جنوب الفلبني‪ .‬وميكن �أن يعقد‬ ‫املنتدى دورات ا�ستثنائية بنا ًء على طلب �أحد الطرفني‬ ‫�أو الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وكان من �أهم �إجنازات االجتماع اتفاق اجلبهتني على‬ ‫توظيف املنتدى كمنرب للتن�سيق ومناق�شة ان�شغاالت‬ ‫�شعب باجن�سامورو‪ ،‬مبا يف ذلك �إيجاد القوا�سم‬ ‫امل�شرتكة بني اتفاقات ال�سالم الثالثة املوقعة مع‬ ‫حكومة الفلبني‪ ،‬وهي‪ :‬اتفاق طرابل�س لعام ‪1976‬‬ ‫واتفاق جاكرتا النهائي لل�سالم لعام ‪ 1996‬واتفاق‬ ‫باجن�سامورو ال�شامل‪ .‬كما اتفق اجلانبان على تن�سيق‬ ‫م�ساري ال�سالم من �أجل احلفاظ على مكا�سب تلك‬ ‫االتفاقات التي �أعلنا �أنهما يعرتفان بها ويحرتمانها‬ ‫على نحو متبادل‪.‬‬ ‫و�سيكون للمنتدى �أمانة م�شرتكة تت�ألف من �أع�ضاء من‬ ‫اجلبهتني‪ ،‬واعتمد االجتماع اخت�صا�صات تف�صيلية‬ ‫لتنظيم عمل املنتدى‪.‬‬ ‫ورحبت حكومة الفلبني بهذا التقدم‪ ،‬و�شكرت الأمني‬ ‫العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي على مبادرته‪ .‬وتتوقع‬ ‫املنظمة من حكومة الفلبني �أن تهتم ب�أن تقدم �إلى‬

‫الكونغر�س �أي موقف موحد ت�صل �إليه اجلبهتان يكون‬ ‫متوافق ًا مع الد�ستور و�أن يعك�س القانون الأ�سا�سي‬ ‫لباجن�سامورو مثل هذا املوقف‪.‬‬ ‫وقد قامت منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬من جانبها‪،‬‬ ‫ب�إبالغ الأطراف املعنية �أن هدفها هو م�ساعدة �شعب‬ ‫باجن�سامورو لتحقيق تطلعاته لإيجاد حل عادل مل�شاكله‬ ‫من خالل الو�سائل ال�سلمية‪ .‬ومن بني املبادئ التي‬ ‫حتكم موقف املنظمة يف هذا ال�صدد هو االحرتام‬ ‫القاطع لوحدة �أرا�ضي الدول التي تنتمي �إليها الأقليات‬ ‫امل�سلمة‪ .‬و�أو�ضح وفد املنظمة �إلى الأطراف املعنية �أنها‬ ‫لن تقبل �أبد ًا �أو تت�سامح مع �أي حركة انف�صالية �أو �أي‬ ‫دعوات قد مت�س �سالمة �أرا�ضي جمهورية الفلبني‪.‬‬ ‫وخالل زيارته ملانيال‪� ،‬سلم ال�سفري قا�سم امل�صري‪،‬‬ ‫املبعوث اخلا�ص لل�سالم يف جنوب الفلبني‪ ،‬ر�سالة‬ ‫موجهة �إلى وزير خارجية الفلبني من الأمني العام‬ ‫ب�ش�أن و�ضع الدكتور نور مي�سواري‪ ،‬رئي�س اجلبهة‬ ‫الوطنية لتحرير مورو‪ .‬وطلب الأمني العام‪ ،‬يف ر�سالته‪،‬‬ ‫من رئي�س الفلبني النظر يف �إ�سقاط التهم املوجهة‬ ‫للدكتور مي�سواري‪ ،‬حيث ال توجد عوائق قانونية يف هذا‬ ‫ال�صدد‪.‬‬ ‫و�سوف يعقد منتدى تن�سيق باجن�سامورو اجتماعاً‬ ‫خا�ص ًا قريب ًا يف حماولة ل�صياغة وثيقة تو�ضح موقف‬ ‫اجلبهتني من قانون باجن�سامورو الأ�سا�سي‪ ،‬و�سيتم‬ ‫ت�سليم هذه الوثيقة حلكومة الفلبني‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫انتخاب السبسي رئيس ًا جديد ًا لتونس‬

‫الرئي�س التون�سي املنتخب الباجي قائد ال�سب�سي (�إي بي ايه)‬

‫�أدى الرئي�س التون�سي اجلديد‪ ،‬الباجي قائد ال�سب�سي‪،‬‬ ‫اليمني الد�ستورية رئي�س ًا للبالد يوم ‪ 31‬دي�سمرب ‪،2014‬‬ ‫متعهد ًا بالعمل من �أجل حتقيق امل�صاحلة الوطنية فور ًا‬ ‫بعد االنتخابات احلرة الأولى يف البالد‪.‬‬ ‫وقبل �أ�سبوع من الإعالن الر�سمي للنتائج‪ ،‬بات فوز‬ ‫الرئي�س التون�سي البالغ من العمر ‪ 88‬عام ًا م�ؤكد ًا‪ ،‬بعد‬

‫ح�صوله على ن�سبة �أ�صوات بلغت ‪ 55.6‬يف املئة‪ ،‬مقابل‬ ‫‪ 44.3‬يف املئة للرئي�س املنتهية واليته حممد املرزوقي‪.‬‬ ‫وبعث الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني‬ ‫مدين‪ ،‬ر�سالة �إلى الرئي�س الباجي قائد ال�سب�سي يهنئه‬ ‫فيها مبنا�سبة انتخابه رئي�س ًا جلمهورية تون�س‪ .‬و�أعرب‬ ‫الأمني العام يف ر�سالته عن مت ّنياته بالتوفيق والنجاح‬ ‫لفخامته يف مهامه ال�سامية ملواجهة التحديات التي‬ ‫تواجهها تون�س‪.‬‬ ‫وعرب مدين عن ثقته يف �أن ت�سفر اخلربة الوا�سعة‬ ‫والتجربة الرثية التي يتميز بها فخامته يف قيادة‬ ‫اجلمهورية التون�سية عن مزيد من التقدم والرقي‬ ‫واالزدهار لل�شعب التون�سي‪ ،‬يف �إطار دولة امل�ؤ�س�سات‬ ‫واحلوكمة الر�شيدة والتنمية امل�ستدمية‪ ،‬وم�شاركة‬ ‫جميع القوى ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫وتطلع الأمني العام لأن توا�صل تون�س دعم العمل‬ ‫الإ�سالمي امل�شرتك ملا فيه خري وعزة �شعوب الأمة‬ ‫الإ�سالمية كافة‪ ،‬م�شدد ًا على �أن منظمة التعاون‬

‫الإ�سالمي تقف دائم ًا على �أهبة اال�ستعداد لتكون عون ًا‬ ‫ودعم ًا لتون�س التي �أ�ضحت مثال يحتذى به يف تطور‬ ‫العمل ال�سيا�سي وامل�ؤ�س�ساتي‪.‬‬ ‫و�أعرب الأمني العام عن خال�ص تهانيه لل�شعب التون�سي‬ ‫بنجاح االنتخابات الت�شريعية التي جرت بتاريخ ‪26‬‬ ‫�أكتوبر ‪ ،2014‬يف �أجواء �آمنة ومب�شاركة كل الأطياف‬ ‫ال�سيا�سية التون�سية ويف نطاق التداول ال�سلمي على‬ ‫ال�سلطة‪.‬‬ ‫و�أ�شاد مدين بهذه االنتخابات التي جرت يف �إطار‬ ‫التعددية ال�سيا�سية وال�شفافية وطبق ًا للمعايري الدولية‬ ‫التي ت�ضبط �شروط نزاهة ودميقراطية االنتخابات‪.‬‬ ‫وقد جرت االنتخابات الربملانية يف تون�س يوم ‪26‬‬ ‫�أكتوبر ‪ ،2014‬حيث بد�أت حملتها االنتخابية يوم ‪4‬‬ ‫�أكتوبر ‪ ،2014‬وكانت الأولى من نوعها‪ ،‬وكان الد�ستور‬ ‫التون�سي اجلديد قد اعتُمد يف يناير ‪.2014‬‬

‫استمرار الهجمات اإلرهابية في نيجيريا على المؤسسات التعليمية واألماكن العامة‬ ‫ندد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد �إياد �أمني مدين‪ ،‬ب�أ�ش ّد عبارات‬ ‫التنديد‪ ،‬بالهجوم االنتحاري الذي تعر�ضت له يوم ‪ 10‬نوفمرب ‪ ،2014‬املدر�سة‬ ‫احلكومية التقنية يف يوني�سكوم بوالية يوبي يف نيجرييا‪ ،‬والذي �أ�سفر عن قتل ‪ 47‬من‬ ‫الطلبة الأبرياء وعن �إ�صابة ‪� 79‬آخرين‪.‬‬ ‫كما �أعرب ال�سيد مدين عن ا�ستيائه ال�شديد من ا�ستمرار ا�ستهداف امل�ؤ�س�سات‬ ‫التعليمية يف اجلزء ال�شمايل ال�شرقي من نيجرييا املت�ضرر من عمليات التمرد من‬ ‫خالل �إزهاق �أرواح الأطفال الذين ي�شكلون العماد مل�ستقبل البالد‪ ،‬وا�صف ًا‪ ،‬يف الوقت‬ ‫ذاته‪ ،‬تلك الهجمات بالعمل الهمجي واجلبان‪ .‬كما دعا �إلى و�ضع حدٍّ لتلك الأعمال‬ ‫الوح�شية التي تتعار�ض مع قيمنا الإن�سانية‪.‬‬ ‫وقد �أعرب الأمني العام عن موا�ساته لأ�سر ال�ضحايا وعن �صادق تعاطفه مع نيجرييا‪،‬‬ ‫حكومة و�شعب ًا‪ ،‬على �أثر هذه امل�أ�ساة‪ .‬كما حث ال�سلطات على �ضمان تقدمي مرتكبي‬ ‫تلك اجلرمية �إلى العدالة‪.‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬ندد الأمني العام ب�شدة بالتفجري االنتحاري املزدوج الذي وقع يوم‬ ‫‪ 25‬نوفمرب ‪ 2014‬داخل �سوق �شعبية يف مايدوغوري‪ ،‬عا�صمة والية بورنو يف �شمال‬ ‫�شرق نيجرييا و�أ�سفر عن �سقوط ‪ 78‬قتي ًال وع�شرات اجلرحى‪.‬‬ ‫وقد �أعرب ال�سيد مدين عن عميق حزنه وجزعه �إزاء ا�ستمرار عمليات القتل اجلماعي‬ ‫على يد جماعة بوكو حرام الإرهابية والتي ت�ستهدف الأبرياء‪ ،‬معرب ًا يف الوقت ذاته‬ ‫عن �صادق تعازيه لأ�سر ال�ضحايا وحلكومة والية بورنو وال�شعب النيجريي‪ .‬كما حث‬ ‫ال�سلطات عل تكثيف جهودها من �أجل و�ضع حدٍّ لهذا التمرد الهمجي‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫كما �أكد الأمني العام جمدد ًا موقف منظمة التعاون الإ�سالمي الثابت املناه�ض‬ ‫جلميع �أ�شكال وجتليات الإرهاب والتطرف العنيف‪ ،‬وكذا ت�ضامن املنظمة مع حكومة‬ ‫نيجرييا يف ما تبذله من جهود يف ت�صدّيها خلطر الإرهاب‪.‬‬ ‫وبعد هذه احلادثة ب�أيام‪� ،‬أدان الأمني العام‪ ،‬االعتداء ال�شنيع الذي ا�ستهدف مئات‬ ‫امل�صلني املتجمعني لأداء �صالة اجلمعة‪ ،‬يوم ‪ 28‬نوفمرب ‪ ،2014‬وذلك جراء الهجوم‬ ‫املزدوج بالقنابل والأ�سلحة النارية يف م�سجد كانو املركزي ب�شمال نيجرييا‪ ،،‬والذي‬ ‫قام به عنا�صر ُي�شت َبه يف �أنهم ينتمون �إلى جماعة من امل�سلحني املتطرفني‪.‬‬ ‫سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪ 2014‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪21‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫أطفال اليمن يسبقون طفولتهم‬

‫ويلتحقون بصفوف القتال ‬‬

‫�صنعاء ( د ب ا)‬ ‫�أ�ضحى جتنيد الأطفال يف اليمن ظاهرة بارزة وذلك ‫بالتزامن مع ارتفاع وترية‬ ‫املواجهات امل�سلحة يف البالد‪ ،‬حيث �أ�صبح منظر ‫الأطفال حتت �سن الثامنة ع�شرة‬ ‫وهم يحملون ال�سالح وي�شاركون يف القتال �أمر ًا م�ألوف ًا لدى النا�س‪.‬‬ ‫�إ ّال �أن ما مل يكن م�ألوف ُا هو ر�ؤية الأطفال امل�سلحني يتجولون ب�أ�سلحتهم يف‬ ‫�شوارع‬ ‫العا�صمة �صنعاء‪ ،‬حيث بد�أت هذه الظاهرة يف االنت�شار م�ؤخر ًا‪ ،‬وال�سيما‬‫بعد �سيطرة‬ ‫جماعة �أن�صار اهلل (احلوثيني) على �صنعاء يوم ‪� 21‬سبتمرب‬ ‪‬.2014‬‬ ‫يقف الطفل خ‪.‬ر‪ ،.‬البالغ من العمر ‪ 17‬عام ًا‪ ،‬يف �أحد �شوارع العا�صمة �صنعاء‬‫يومياً‬ ‫حام ًال على كتفه �سالح ًا يكاد يوازي طوله‪‬ .‬‫ما تزال عالمات الطفولة بادية عليه‪،‬‬ ‫ويدل على ذلك �شعريات �شاربه التي بد�أت‬‫يف النمو لت ّوها‪.‬‬ ‫يقف خ‪ .‬ر‪� .‬إلى جانب �أ�صدقائه امل�سلحني التابعني جلماعة �أن�صار اهلل‬‫(احلوثي)‪ ،‬يف‬ ‫ال�شارع وي�ؤدي مهمته يف حماية املربع الأمني الذي يقفون فيه‬‫يف ما ُيع َرف بـ «نقطة‬ ‫التفتي�ش» يف ال�شارع الدائري بالعا�صمة �صنعاء‪.‬‬ ‫يف �صباح كل يوم‪ ،‬ي�أتي خ‪ .‬ر‪� .‬إلى نقطة التفتي�ش تارك ًا �أ�سرته املكونة من ‪� ‬10‬أ�شقاء‬ ‫�إلى جانب والديه‪ ،‬وذلك لتفتي�ش ال�سيارات املا ّرة يف ال�شارع بغر�ض‬ ‫حماية الأمن‬ ‫وتنظيم حركة ال�سري‪ ،‬بح�سب قوله‪.‬‬ ‫ان�ضم خ‪ .‬ر‪� .‬إلى جماعة احلوثي منذ �أن كان يف اخلام�سة ع�شرة من عمره تارك ‬اً‬ ‫‫طفولته ومدر�سته منذ تلك الفرتة‪ .‬ويقول لوكالة الأنباء الأملانية‬ ‫(د‪.‬ب‪.‬ا) «نحن‬ ‫ن�سعى للجهاد وفداء الوطن بدمائنا و�أرواحنا»‪.‬‬ ‫خ‪ .‬ر‪ .‬هو واحد من بني �آالف الأطفال اليمنيني الذين �أجربتهم ظروفهم على‬‬ ‫‪22‬‬

‫مجلة المنظمة ـ سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫ف‬ ‫االلتحاق ب�صفوف القتال‪� ،‬سواء مع اجلماعات امل�سلحة واملتطرفة �أو يف �صفو ‬‬ ‫‫اجلي�ش ‬‫‪ .‬وبد ًال من �أن تكون الألعاب هي ما ميلكه ه�ؤالء الأطفال‪� ،‬أ�صبحت �أ�سلح ‬ة‬ ‫‫الكال�شينكوف والر�صا�ص احلي هي �ألعابهم التي يفاخرون بها‪.‬‬ ‫‬‫‬وال يخفى على �أحد �صور القتلى الذين �سقطوا خالل تلك املعارك‪ ،‬حيث ال تكا ‬د‫تلك‬ ‫ف‬ ‫ال�صور تخلو من منظر �أطفال ملطخني بدمائهم �سقطوا وهم يقاتلون يف �صفو ‬‬ ‫‫هذه اجلماعة �أو تلك‪.‬‬ ‫‫‬‫‫حتاول والدة ع‪ .‬ج‪� .‬أن تكفكف دموعها التي ما تلبث �أن تن�ساب على خديها كلم ‬ا‬ ‫‫تذكرت ولدها ع‪ .‬ج‪ .‬الذي �سقط يف �إحدى املواجهات يف حمافظة �صعدة‪.‬‬ ‫‫‬وحتكي والدة ع‪ .‬ج‪ ،.‬وهي ربة بيت يف العا�صمة �صنعاء‪ ،‬م�أ�ساتها حني فقد ‬ت‫ولدها‬ ‫البكر ع‪ .‬ج‪ .‬البالغ من العمر ‪ 18‬عام ًا وهو يقاتل �إلى جانب ال�سلفيني يف املعارك‬ ‫ني ال�سنة واحلوثيني‬ ‫التي دارت يف حمافظة �صعدة الواقعة �شمال اليمن بني ال�سلفي ‬‬ ‫«ال�شيعة» منذ ما يقارب �أكرث من عام‪.‬‬ ‫وتقول والدة ع‪ .‬ج‪�« .‬ألتحق ولدي ب�إحدى مدار�س علوم الدين التابعة لأهل ال�سنة يف‬ ‫حمافظة �صعده‬‫منذ �أن كان يف ال�ساد�سة ع�شرة‪ ،‬وما �أن ن�شبت املعارك بني ال�سلفيني‬ ‫واحلوثيني حتى‬‫�سمعت �أنه التحق ب�صفوف املقاتلني ال�سنة»‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من �أن والدة ع‪ .‬ج‪ .‬مانعت تلك الفكرة ب�شدة �آنذاك‪ ،‬ف�إن والد ‬ه‫�شجعه‬ ‫وبقوة وكان يقول‪�« :‬سيموت ولدي �شهيد ًا»‪ .‬وتقول والدة ع‪ .‬ج‪ .‬ل‬ـ‫(د‪.‬ب‪.‬ا)‪« :‬متنيت لو‬ ‫عا�ش ولدي حياة الطفولة كغريه من الأطفال يف بلدا ‬ن‫العامل‪ .‬لطاملا متنيت �أن يكون‬ ‫طبيب ًا �أو مهند�س ًا ولوال م�شاركته يف‬‫القتال لكان الآن طالب ًا يف �إحدى اجلامعات ولكن‬ ‫هذه هي الأقدار»‪.‬‬ ‫ويرى عدد من اال�ست�شاريني يف جمال علم النف�س �أن الأطفال هم �أكرث عر�ضة‬ ‫لال�ستقطاب من قبل اجلماعات امل�سلحة واملتطرفة لكونهم ال ميلكون القناع ‬ة‫الكلية‬ ‫مبا يريدونه‪.‬‬ ‫ويرى الدكتور �صالح الدين اجلماعي‪ ،‬ا�ست�شاري علم نف�س‪� ،‬أن تفكك الأ�س ‬ر‬ ‫‫والفقر ُيعتربان من بني الأ�سباب التي �أدت �إلى تف�شي ظاهرة ا�ستخدام الأطفا ‬ل‫يف‬ ‫النـزاعات امل�سلحة يف اليمن‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‬ويقول لـ (د‪.‬ب‪�.‬أ)‪« :‬من �ضمن الأ�سباب �أي�ضا قيام بع�ض الأ�سر التي فقد ‬ت ‫�أحد‬ ‫بالزج ب�أبنائها يف حروب �أخرى يف �شيء هو �أقرب م ‬ا‫يكون �إلى‬ ‫�أفرادها يف احلروب ّ‬ ‫الث�أر»‪.‬‬ ‫وي�شري اجلماعي �إلى �أن اجلماعات املتطرفة ت�ستقطب الأطفال‪ ،‬املراهقني منه ‬م‫على‬ ‫وجه اخل�صو�ص‪ ،‬وتوهمهم ب�أنهم �سيجدون احلور العني يف اجلنة‪ .‬ويقول‬‪« :‬توهم‬ ‫يف ‫املجتمع‬ ‫اجلماعات امل�سلحة واملتطرفة الأطفال ب�أنهم �سي�صبحون �شيئ ًا مهم ًا ‬‬ ‫ويتحكمون بعد ذلك بكل ت�صرفاتهم‪ .‬والأطفال هم كال�صل�صال ميكن ت�شكيلهم‬ ‫بال�شكل الذي تريده تلك اجلماعات»‪.‬‬ ‫و ُيعد الت�أهيل واالهتمام بتنمية الأ�سر والتعليم والتثقيف من بني احللول التي ق ‬د‬ ‫‫ت�ساعد على التخفيف من هذه الظاهرة‪ ،‬التي اعتربها اجلماعي �إحدى «اجلرائم»‬ ‫املوجودة يف اليمن‪‬.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫ويعترب جتنيد الأطفال يف اليمن �أحد االنتهاكات اجل�سيمة التي تطال هذه‬ ‫الفئة‬ ‫العمرية‪ ،‬وت�شكل حتدي ًا للحكومة ملدى التزامها باالتفاقية التي‬‫وقعتها ل�ضمان حماية‬ ‫الطفولة‪‬.‬‬ ‫وكانت احلكومة اليمنية قد وقعت يف مايو ‪ 2014‬خطة مع‬ ‫الأمم املتحدة لإنهاء‬ ‫ظاهرة جتنيد الأطفال من قبل القوات امل�سلحة‬ ‫اليمنية‪ ،‬الأمر الذي و�صفته‬ ‫اليوني�سيف �آنذاك بـ»التاريخي»‪ ،‬وقال رئي�س‬ الوزراء ال�سابق حممد �سامل با�سندوه‬ ‫�إنه يجب االلتزام بتلك اخلطة ل�ضمان‬‫خلو القوات امل�سلحة من الأطفال»‪.‬‬ ‫وتت�ضمن خطة العمل خطوات ملمو�سة لت�سريح جميع الأطفال املرتبطني بالقوات‬‬ ‫‫الأمنية احلكومية‪ ،‬و�إعادة �إدماجهم يف جمتمعاتهم‪ ،‬واحليلولة دون �إعادة‬‬ ‫‫جتنيدهم‪ ،‬حيث ت�شتمل �إجراءات اخلطة على �إ�صدار ون�شر �أوامر ع�سكرية حتظر‬‬ ‫‫جتنيد وا�ستخدام الأطفال حتت �سن الثامنة ع�شرة‪ ،‬مع التحقيق يف دعاوى جتنيد‬‬ ‫وا�ستخدام الأطفال من قبل القوات احلكومية اليمنية‪ ،‬و�ضمان وقوع امل�س�ؤولني‬‫عنها‬ ‫حتت طائلة امل�ساءلة‪ ،‬بح�سب مركز �أنباء الأمم املتحدة‪‬.‬‬ ‫وعلى الرغم من هذه اخلطوة الإيجابية التي قامت بها احلكومة للتخفيف من‬ ‫‫ظاهرة جتنيد الأطفال يف اليمن‪ ،‬يرى �أحمد القر�شي‪ ،‬رئي�س منظمة «�سياج»‬‫حلماية‬ ‫الطفولة‪� ،‬أن الدولة مل تهتم بالتخفيف من هذه الظاهرة �إال على‬ ‫ال�صعيد النظري‬ ‫فقط‪‬.‬‬ ‫ويقول القر�شي لـ (د‪.‬ب‪.‬ا) �إن الأو�ضاع التي ت�شهدها اليمن يف الوقت الراهن‬‬ ‫‫�ساهمت يف زيادة ن�سبة جتنيد الأطفال‪« :‬ارتفاع رقعة النـزاعات يف‬‫اليمن‪ ..‬و�ضعف‬

‫امل�ؤ�س�سات الأمنية وا�ستقواء امللي�شيات امل�سلحة عليه ‬ا ‫و�سيطرتها على البالد‬ ‫وعلى العا�صمة �صنعاء �أدى �إلى رفع ن�سبة جتنيد الأطفا ‬ل ‫خا�صة يف �صفوف تلك‬ ‫اجلماعات»‪.‬‬ ‫و�أو�ضح القر�شي �أن هذه الظاهرة حتتاج �إلى خطوات عملية من خالل حمال ‬ت‬ ‫‫التوعية امل�ستمرة‪ ،‬و�إيجاد البدائل‪ ..‬كاملعاهد التقنية لل�شباب الذي ‬ن ‫ت�سربوا من‬ ‫ب ‫عليه من انتهاكات‬ ‫املدار�س‪� ..‬إ�ضافة �إلى ك�شف ب�شاعة جتنيد الأطفال وما يرتت ‬‬ ‫حلقوقهم‪ ،‬ومن �ضمنها االنتهاكات اجلن�سية‪.‬‬ ‫وي�ضيف القر�شي �أنه يجب معاقبة كل من يقوم بتجنيد الأطفال‪ ،‬وهو ما لي�س‬‫موجوداً‬ ‫للأ�سف يف القانون اليمني القدمي‪« :‬ال يوجد يف التقنني اليمني �شي ‬ء ‫ا�سمه جترمي‬ ‫جتنيد الأطفال»‪‬ .‬و�أ�شار القر�شي �إلى �أنهم ي�سعون لو�ضع مواد خا�صة يف القانون‬ ‫اليمني اجلديد‬‫لتجرمي جتنيد الأطفال‪‬.‬‬ ‫و�أكد القر�شي عدم وجود �إح�صائيات م�ؤكدة حول جتنيد الأطفال �أو عد ‬د‫ال�ضحايا‪،‬‬ ‫لكون اجلهات الأمنية تتحفظ على الإدالء ب�أي معلومات حول هذ ‬ه ‫الق�ضية‪� ،‬إلى‬ ‫جانب التكتم ال�شديد من قبل امللي�شيات امل�سلحة والقبائل‪� ،‬إال‬ ّ‫�أنه �أ�شار �إلى �أن جتنيد‬ ‫ب ‫يف الأعمار‪‬.‬‬ ‫الأطفال تخطى ع�شرات الآالف‪ ،‬وكثري منهم يتالع ‬‬ ‫وتعمل منظمة �سياج حلماية الطفولة على الت�صدي لهذه الظاهرة منذ عا ‬م‫‪،2009‬‬ ‫وذلك بالتعاون مع اليون�سيف‪ ،‬وال�سفارة الأملانية يف العا�صمة �صنعاء ‬‪،‬‫وكثفت املنظمة‬ ‫حمالتها خالل عامي ‪ 2011‬و‪ 2012‬نظر ًا الت�ساع رقعة‬‫املواجهات امل�سلحة يف اليمن‬ ‫حتى يومنا هذا‪‬.‬‬

‫حكومة اليمن الجديدة‬

‫�أعرب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬عن ترحيبه بت�شكيل‬ ‫حكومة كفاءات وطنية يف اجلمهورية اليمنية �ستكون مهمتُها الأ�سا�سية العمل على‬ ‫ا�ستتباب الأمن واال�ستقرار ومواجهة التحديات اجل�سيمة التي يتعر�ض لها هذا البلد‬ ‫الع�ضو يف املنظمة‪.‬‬ ‫وعبرّ مدين عن �أمله يف �أن تت�ضافر جهود الأطراف اليمنية كافة لدعم احلكومة‬ ‫اجلديدة وم�ساندتها من �أجل حتقيق الوفاق الوطني واملحافظة على وحدة اليمن‪،‬‬ ‫�أر�ض ًا و�شعب ًا‪ ،‬والت�صدي لكل املحاوالت الرامية �إلى زعزعة �أمن وا�ستقرار البالد‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫وجدد الأمني العام دعم منظمة التعاون الإ�سالمي التفاق ال�سلم وال�شراكة الوطنية‪،‬‬ ‫مطالب ًا كل الأطراف اليمنية بااللتزام بتنفيذه‪.‬‬ ‫وكان الرئي�س اليمني عبد ربه من�صور هادي‪ ،‬قد كلف ال�سيد خالد بحاح بت�شكيل‬ ‫حكومة التوافق الوطني مبقت�ضى اتفاق تقا�سم ال�سلطة املوقع بني احلوثيني والأحزاب‬ ‫ال�سيا�سية الرئي�سية الأخرى‪ ،‬وذلك بهدف توحيد الأطراف املختلفة يف �إطار حكومة‬ ‫�أو�سع‪.‬‬ ‫سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪ 2014‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪23‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫مثني ًا على مبادرة ملك المملكة السعودية للمصالحة بين دولة قطر ومصر‬ ‫مدني‪ :‬اتفاق الرياض التكميلي في مصلحة األمة اإلسالمية‬ ‫ثـ ّمـن الأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫و�شدد على �أن ر�سالة خادم احلرمني‬ ‫الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬تو�صل‬ ‫ال�شريفني كانت وا�ضحة �صريحة‬ ‫�أ�صحاب اجلاللة وال�سمو يف اململكة‬ ‫لي�سهم اجلميع يف بناء التقارب‬ ‫العربية ال�سعودية ومملكة البحرين‬ ‫والت�صالح والعمل املوحد‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫ودولة الكويت ودولة الإمارات العربية‬ ‫حاملو لواء الر�أي والفكر والإعالم‪.‬‬ ‫املتحدة ودولة قطر �إلى اتفاق الريا�ض‬ ‫و�أ�شاد الأمني العام مببادرة خادم‬ ‫التكميلي يوم ‪ 16‬نوفمرب ‪ ،2014‬والذي‬ ‫احلرمني ال�شريفني‪ ،‬امللك عبد اهلل بن‬ ‫ي�أتي يف �إطار حر�ص قادة جمل�س‬ ‫عبد العزيز �آل �سعود‪ ،‬للم�صاحلة بني‬ ‫التعاون لدول اخلليج العربية على ر�أب‬ ‫جمهورية م�صر العربية ودولة قطر‪،‬‬ ‫ال�صدع الطارئ فيما بني دول املجل�س‪،‬‬ ‫مث ّمن ًا حر�ص خادم احلرمني ال�شريفني‬ ‫مما من �ش�أنه بث احليوية والعافية‬ ‫املتوا�صل على تعزيز الت�ضامن العربي‬ ‫يف ج�سد الأمة العربية‪ ،‬ومتكينها‬ ‫والإ�سالمي وتنقية الأجواء بني الدول‬ ‫�أمري قطر ال�شيخ متيم بن حمد �آل ثاين‬ ‫الرئي�س امل�صري عبد الفتاح ال�سي�سي‬ ‫من الوقوف �صف ًا واحد ًا يف مواجهة‬ ‫العربية والإ�سالمية كافة‪.‬‬ ‫الذي جت�سده منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫التحديات الكبرية التي متر بها املنطقة‪،‬‬ ‫كما رحب مدين مبا �أبداه قائدا البلدين‬ ‫ومن �أبرزها الوقوف يف وجه ما تقوم به �إ�سرائيل من كما �أكد الأمني العام ثقته يف �أن دعوة خادم احلرمني من نية �صادقة وجتاوب ب ّناء مع مبادرة خادم احلرمني‬ ‫ت�صعيد وانتهاكات حلقوق الفل�سطينيني يف الأرا�ضي ال�شريفني امللك عبد اهلل بن عبد العزيز لإنهاء ال�شريفني‪ ،‬وا�ستعدادهما لفتح �صفحة جديدة من‬ ‫املحتلة وتدني�س امل�سجد الأق�صى‪� ،‬أولى القبلتني وثالث اخلالفات وبدء �صفحة جديدة للعمل امل�شرتك‪ ،‬تكون العالقات تطوي �آثار املا�ضي وت�ؤ�س�س ملرحلة واعدة‬ ‫احلرمني ال�شريفني‪.‬‬ ‫اجلامع واملنطلق ونربا�س الطريق‪ ،‬لي�س بني دول من التعاون والت�ضامن بني جمهورية م�صر العربية‬ ‫ي�صب يف م�صلحة �شعوب جمل�س التعاون والعامل العربي فح�سب‪ ،‬بل للأمة ودولة قطر ملا فيه خري وعزة �شعبيهما و�شعوب الأمتني‬ ‫و�أكد مدين �أن هذا االتفاق ّ‬ ‫الأمة الإ�سالمية‪ ،‬ويدعم ت�ضامنها وعملها امل�شرتك الإ�سالمية جمعاء‪.‬‬ ‫العربية والإ�سالمية‪.‬‬

‫هجوم إرهابي على راكبي حافلة في كينيا يودي بحياة ‪ 28‬شخص ًا‬ ‫�أدان الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني‬ ‫مدين‪ ،‬مقتل ‪ 28‬راكب ًا كانوا على منت حافلة �شمايل‬ ‫كينيا‪ ،‬وذلك يف الثاين والع�شرين من نوفمرب ‪.2014‬‬ ‫ووف ًقا لإفادة م�س�ؤويل ال�شرطة‪ ،‬ف�إن املهاجمني هم‬ ‫�أفراد من حركة ال�شباب امل�سلحة يف ال�صومال‪.‬‬ ‫واختطف امل�سلحون حافلة يف �شمال غرب كينيا‪ ،‬على‬ ‫بعد ‪ 50‬كيلومرت (‪ 31‬مي ًال) من بلدة مانديرا بالقرب‬ ‫من حدود كينيا مع ال�صومال‪.‬‬

‫وقد �أعرب ال�سيد مدين عن الفزع �إزاء الهجوم‬ ‫الإرهابي الذي تعر�ض له م�سافرون �أبرياء‪،‬كان من‬ ‫بينهم ن�ساء‪� ،‬أُعدِ موا يف كمني ن�صب لهم‪ ،‬وذكر الأمني‬ ‫العام �أنه ما من مربر ملثل هذا العمل الوح�شي‪ .‬و�أعرب‬ ‫مدين عن بالغ موا�ساته لأ�سر ال�ضحايا وحلكومة و�شعب‬ ‫كينيا على هذه امل�أ�ساة‪ .‬كما حث ال�سلطات على حتديد الإ�سالمي القائم على مبد�أ نبذ الإرهاب بجميع‬ ‫مرتكبي هذا الهجوم وتقدميهم �إلى العدالة‪.‬‬ ‫�أ�شكاله ومظاهره‪� ،‬إلى تعزيز التعاون الدويل ملكافحة‬ ‫ودعا الأمني العام‪ ،‬الذي جدد موقف منظمة التعاون هذا اخلطر‪.‬‬

‫إجراء االنتخابات البلدية في البحرين‬

‫رحب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني‬ ‫مدين‪ ،‬بنجاح االنتخابات الربملانية والبلدية التي جرت‬ ‫يف مملكة البحرين بتاريخ ‪ 22‬نوفمرب ‪ 2014‬يف �أجواء‬ ‫من الأمن واال�ستقرار وامل�شاركة ال�شعبية‪.‬‬ ‫واختتمت البحرين االنتخابات الت�شريعية الأولى‬ ‫الكاملة يف دورتها الثانية املنعقدة يوم ‪ 29‬نوفمرب‪ ،‬فيما‬ ‫‪24‬‬

‫مجلة المنظمة ـ سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫�أعلنت احلكومة ن�سبة �إقبال الناخبني بـ ‪ 52.6‬يف املئة‪.‬‬ ‫وكانت النتائج كالتايل‪ :‬حاز امل�ستقلون على ‪ 37‬من‬ ‫�أ�صل ‪ 40‬مقعد ًا‪ ،‬بخ�سارة املر�شحني ال�سنة خم�سة من‬ ‫مقاعدهم‪ ،‬وانخف�ض عدد �أع�ضاء الربملان ال�شيعة �إلى‬ ‫‪ 14‬ب�سبب مقاطعة املعار�ضة‪.‬‬ ‫و�أعرب مدين عن ثقته يف �أن ت�سهم هذه االنتخابات‬

‫يف دعم امل�سرية الدميقراطية يف البحرين يف �إطار‬ ‫امل�شروع الإ�صالحي ال�شامل جلاللة امللك حمد بن‬ ‫عي�سى �آل خليفة‪ ،‬عاهل البحرين‪ ،‬و�أن تدعم التنمية‬ ‫االقت�صادية واالجتماعية وحتقق االزدهار والرفاهية‬ ‫ل�شعب البحرين‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫منظمة التعاون اإلسالمي ترحب بنتائج اجتماع بروكسل الوزاري لمحاربة داعش‬ ‫�أعرب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد‬ ‫�أمني مدين‪ ،‬عن ترحيبه مب�ضمون البيان امل�شرتك‬ ‫ال�صادر عن االجتماع الوزاري الأول للتحالف الدويل‬ ‫ملحاربة تنظيم داع�ش الذي ُعقد يف العا�صمة البلجيكية‬ ‫بروك�سل‪ ،‬يوم ‪ 3‬دي�سمرب ‪ ،2014‬حيث �شاركت املنظمة‬ ‫يف �أعمال هذا االجتماع‪ ،‬بو�صفها �إحدى املنظمات‬ ‫ال�سباقة يف التنديد �صراح ًة مبا ُيع َرف بتنظيم داع�ش‬ ‫واعتباره العدو الأول للإ�سالم و ِق َيمِ ه‪.‬‬ ‫و�أكد مدين �أن املنظمة تعترب �أن هزمية تنظيم داع�ش‬ ‫تتطلب �صياغة ا�سرتاتيجية �شاملة ال تقت�صر على‬ ‫املقاربة الع�سكرية فح�سب‪ ،‬بل ينبغي لأي ا�سرتاتيجي ٍة‬

‫تنكب على‬ ‫تروم الت�صدي بفاعلية لهذا التنظيم �أن ّ‬ ‫تفكيك وتقوي�ض خطابه الإيديولوجي‪ ،‬م�شري ًا �إلى‬ ‫�ضرورة �أن تبحث مثل هذه اال�سرتاتيجية الظروف‬ ‫التي ن�ش�أ فيها هذا الكيان الإرهابي‪ ،‬و�أبرزها تفكك‬ ‫امل�ؤ�س�سات ال�سيا�سية والإدارية واملدنية واالجتماعية‬ ‫يف العراق منذ التدخل الأمريكي عام ‪� ،2003‬إ�ضافة‬ ‫�إلى حالة اال�صطفاف الطائفي التي كر�سها االحتالل‬ ‫وال�سيا�سات الإق�صائية التي انتهجتها احلكومات‬ ‫ال�سابقة‪ ،‬م�شيد ًا يف الوقت ذاته بالتحول الإيجابي يف‬ ‫�سيا�سة احلكومة احلالية يف بغداد‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام �أن املقاربة ال�سليمة ملواجهة تنظيم‬

‫داع�ش ينبغي �أن تتوخى الدقة يف ت�صنيفها للف�صائل‬ ‫امل�سلحة‪ ،‬والعمل على دعم املعار�ضة ال�سورية املعتدلة‬ ‫التي حتارب تنظيم داع�ش وت�سعى �إلى حتقيق تطلعات‬ ‫ال�شعب ال�سوري يف احلرية والعدالة‪.‬‬ ‫ويف �سياق مت�صل‪ ،‬رحب مدين بامل�ساعي التي يبذلها‬ ‫املبعوث اخلا�ص للأمم املتحدة �إلى �سوريا‪ ،‬معرب ًا عن‬ ‫�أمله يف �أن ت�سهم هذه اجلهود يف �إيجاد ت�سوية �سيا�سية‬ ‫للأزمة ال�سورية ا�ستناد ًا �إلى مبادئ بيان جنيف ‪1‬‬ ‫ال�صادر يف عام ‪.2012‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي تشارك في اجتماع القمة األول لمسار نواكشوط‬ ‫�شاركت منظمة التعاون الإ�سالمي يف اجتماع القمة‬ ‫الأولى مل�سار نواك�شوط الذي عقد يف موريتانيا يوم‬ ‫‪ 18‬دي�سمرب ‪ ،2014‬بح�ضور ر�ؤ�ساء كل من موريتانيا‬ ‫وال�سنغال وت�شاد ومايل وبوركينا فا�سو وممثلني عن‬ ‫ر�ؤ�ساء اجلزائر ونيجرييا وليبيا وكوت ديفوار وغينيا‪،‬‬ ‫وكذا م�شاركة عدة منظمات دولية �إقليمية و�شبه‬ ‫�إقليمية‪.‬‬ ‫وتر�أ�س وفدَ املنظمة الذي �سبق �أن �شارك يف الدورة‬ ‫الوزارية الرابعة مل�سار نواك�شوط املنعقدة يوم ‪17‬‬ ‫دي�سمرب ‪ ،2014‬الوزير جربيل با�سويل‪ ،‬املبعوث‬ ‫اخلا�ص للمنظمة يف مايل وال�ساحل‪ .‬ونيابة عن الأمني‬ ‫العام للمنظمة ال�سيد �إياد �أمني مدين‪� ،‬أعرب ال�سيد‬ ‫با�سويل عن ارتياحه النعقاد هذا االجتماع‪ ،‬اعتبار ًا‬ ‫للتحديات الأمنية املتعددة التي تهدد دول ال�ساحل‬ ‫وال�صحراء و�سكانهم‪.‬‬ ‫واتفق امل�شاركون يف القمة الأولى مل�سار نواك�شوط‬

‫واالجتماع الوزاري الرابع التمهيدي على‬ ‫م�ضاعفة اجلهود لتعزيز التعاون الأمني‬ ‫ملكافحة الإرهاب واجلرمية املنظمة‬ ‫واجلرمية العابرة للحدود بتفعيل البنية‬ ‫الإفريقية لل�سالم والأمن التي ت�شكل‬ ‫حجر الزاوية لكل مقاربة م�شرتكة ومتفق‬ ‫عليها تهدف �إلى الق�ضاء على الإرهاب يف‬ ‫الف�ضاء ال�ساحلي ال�صحراوي بغية ا�ستعادة ال�سالم‬ ‫والطم�أنينة يف هذه املنطقة‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬تطرقت‬ ‫قمة الدول امل�شاركة يف م�سار نواك�شوط �إلى التهديدات‬ ‫املتمثلة يف وباء احلمى النـزيفية «�إيبوال»‪ ،‬معربة عن‬ ‫�سرورها باجلهود املبذولة من قبل الدول �ضحايا الوباء‬ ‫ومن املجتمع الدويل من �أجل مكافحة هذه الآفة املرعبة‬ ‫التي تخلق م�شاكل خطرية ملنطقة غرب �إفريقيا‪.‬‬ ‫كما �أعربت القمة عن ارتياحها للمبادرات املتخذة يف‬ ‫�إطار جلنة دول حو�ض بحرية ت�شاد والهادفة �إلى �ص ّد‬

‫ارتفاع املخاطر الناجمة عن وجود جماعة بوكو حرام‬ ‫يف املنطقة‪.‬‬ ‫جتدر الإ�شارة �إلى �أن م�سار نواك�شوط ت�أ�س�س يوم‬ ‫‪ 17‬مار�س ‪ ،2013‬يف عا�صمة اجلمهورية الإ�سالمية‬ ‫املوريتانية من �أجل الت�صدّي ب�شكل كلي للتحديات‬ ‫الأمنية يف الف�ضاء ال�ساحلي – ال�صحراوي‪ ،‬وذلك‬ ‫بو�ضع �إطار للت�شاور واحلوار واملبادرات جتاه التهديد‬ ‫املت�صاعد للإرهاب و�آثاره‪.‬‬ ‫وي�ضم م�سار نواك�شوط ‪ 11‬دولة ع�ضو ًا‪ ،‬و�ستعقد القمة‬ ‫ال�سنوية القادمة يف جنامينا عا�صمة جمهورية ت�شاد‪.‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي تهنئ شعب أوزبكستان للمشاركة في االنتخابات البرلمانية‬ ‫هن�أ الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد‬ ‫�أمني مدين‪� ،‬شعب جمهورية �أوزبك�ستان على جناح‬ ‫االنتخابات الربملانية وانتخابات املجال�س البلدية التي‬ ‫جرت يوم ‪ 21‬دي�سمرب ‪.2014‬‬ ‫و�أ�شار مدين �إلى �أن منظمة التعاون الإ�سالمي انتدبت‬ ‫وفد ًا ملراقبة عملية االنتخابات يف هذا البلد‪ ،‬حيث‬ ‫قام �أع�ضاء الوفد بزيارات ميدانية مكثفة لأكرث من‬ ‫‪ 100‬مركز اقرتاع‪ ،‬كما قاموا مبراقبة جميع مراحل‬ ‫الت�صويت‪ .‬والحظ �أع�ضاء الوفد الإقبال الكبري‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫اهتمامهم بالإ�سهام يف تعزيز امل�ؤ�س�سات الدميقراطية‬ ‫يف بلدهم‪.‬‬ ‫كما �أعرب الأمني العام �أي�ض ًا عن تقديره لل�سلطات‬ ‫الأوزبكية �إزاء النهج الرائع وامل�س�ؤول الذي اتبعته يف‬ ‫�إجراء االنتخابات‪ ،‬ف�ض ًال عن توفريها لكل الدعم‬ ‫الالزم لفريق منظمة التعاون الإ�سالمي ملراقبة‬ ‫للناخبني الذين �أدلوا ب�أ�صواتهم يف جو من الهدوء االنتخابات حتى يتمكن من �أداء مهمته على النحو‬ ‫واحلرية وال�شفافية واالن�ضباط‪ ،‬وهو ما يعك�س الأمثل‪.‬‬ ‫سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪ 2014‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪25‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫مدني يرحب باالتفاق بين‬ ‫حكومة جيبوتي والمعارضة‬

‫رحب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬يوم الأربعاء ‪31‬‬ ‫دي�سمرب ‪ ،2014‬باالتفاق الذي وقعته حكومة جمهورية جيبوتي‪ ،‬وكتلة املعار�ضة‪،‬‬ ‫والذي �أنهى خالف ًا �سيا�سي ًا جنم عن نتائج االنتخابات الت�شريعية التي �شهدتها‬ ‫البالد عام ‪.2013‬‬ ‫و�أعرب الأمني العام عن مباركته لهذه النقلة النوعية التي �أكدت حر�ص اجلميع‬

‫على �إيالء منهج احلوار وامل�صلحة العامة الأولوية‪ ،‬كما �أكد مدين �أن تالحم‬ ‫ال�شعب اجليبوتي‪ ،‬والتفافه حول قيادته‪� ،‬سيم ّهـدان الطريق للم�ضي ملا فيه خري‬ ‫البالد و�شعبها وازدهاره‪.‬‬ ‫و�شدد مدين على �أن االتفاق ي�ؤكد النية ال�صادقة واجلادّة حلكومة جيبوتي‪،‬‬ ‫وفخامة الرئي�س �إ�سماعيل عمر جيله الذي �أ�سهم بدور �أ�سا�سي يف احلوار‪ ،‬م�شيد ًا‬ ‫يف الوقت نف�سه بكل الأطراف التي �شاركت يف �إجناح االتفاق الذي من �ش�أنه �أن‬ ‫يعزز اال�ستقرار يف البالد‪ ،‬ويفتح الباب مل�سرية جديدة من ال�شراكة‪ ،‬والتعا�ضد‬ ‫بني اجلميع‪.‬‬

‫مؤشر اإلرهاب العالمي لعام ‪2014‬‬ ‫خمس دول شهدت وحدها أكثر من ‪ 80‬في المئة من الوفيات الناجمة عن األعمال اإلرهابية‬ ‫�أ�صبح الإرهاب ظاهرة عاملية بارتفاع عدد �ضحايا الهجمات الإرهابية بن�سبة ‪ 61‬يف‬ ‫املئة خالل العام املا�ضي‪ ،‬وذلك وفق «م�ؤ�شر الإرهاب العاملي لعام ‪ »2014‬واملخرجات‬ ‫الرئي�سية للتقرير‪ ،‬والتي غطت �أحداث عام ‪ ،2013‬ت�ضمنت الآتي‪:‬‬ ‫• قتل ‪� 17.958‬شخ�ص ًا يف هجمات �إرهابية العام املا�ضي‪ ،‬بارتفاع بن�سبة ‪ 61‬يف‬ ‫املئة عن العام الذي ي�سبقه‪.‬‬ ‫• ‪ 82‬يف املئة من الوفيات الناجمة عن الهجمات الإرهابية وقعت يف خم�س دول‬ ‫فقط‪ ،‬هي العراق و�أفغان�ستان وباك�ستان ونيجرييا و�سوريا‪.‬‬ ‫• �سيطرت �أربع جماعات على ن�شاطات الأعمال الإرهابية يف العام املا�ضي‪ ،‬هي‬ ‫طالبان وبوكو حرام وداع�ش والقاعدة‪.‬‬ ‫• كانت �ضحايا جرائم القتل �أكرث ب�أربعني مرة من �ضحايا الهجمات الإرهابية‪.‬‬ ‫وقد �أظهر التقرير �أن العراق كان �أكرث دولة مت�أثرة بالإرهاب‪ ،‬حيث و�صل عدد‬ ‫الهجمات الإرهابية العام املا�ضي �إلى ‪ 2492‬راح �ضحيتها ‪� 6362‬شخ�ص ًا‪ .‬ويف عام‬ ‫‪ ،2013‬تعر�ضت ‪ 24‬دولة لهجمات �إرهابية �أودت بحياة �أكرث من ‪� 50‬شخ�ص ًا �إجما ًال‪،‬‬ ‫يف حني مل تتعر�ض ‪ 75‬دولة لأي هجمات �إرهابية‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬ف�إن ‪ 66‬يف املئة‬ ‫من وفيات الهجمات الإرهابية ت�سببت بها �أربع جمموعات �إرهابية‪ ،‬هي طالبان وبوكو‬ ‫حرام وداع�ش والقاعدة‪.‬‬ ‫و�أ�شار التقرير �إلى وجود ثالثة عوامل رئي�سية مرتبطة بالإرهاب‪ ،‬هي �أعمال العنف‬ ‫املدعومة من الدولة‪ ،‬مثل الإعدام من دون حماكمة واملظامل اجلماعية وم�ستويات‬

‫اجلرائم العالية‪ .‬واختُتم التقرير بالإ�شارة �إلى �أن معدالت الفقر وم�ستويات املواظبة‬ ‫املدر�سية ومعظم العوامل االقت�صادية ال عالقة لها بالإرهاب‪ .‬وتنفذ معظم الهجمات‬ ‫الإرهابية با�ستخدام املتفجرات‪ ،‬ومنذ عام ‪� 2000‬أ�صبحت ن�سبة الهجمات االنتحارية‬ ‫‪ 5‬يف املئة فقط‪.‬‬ ‫ومن املهم مالحظة �أنه منذ �ستينيات القرن املا�ضي‪ ،‬كانت املنظمات الإرهابية‬ ‫توقف ن�شاطها �إما لأ�سباب �أمنية �أو �سيا�سية‪ ،‬يف حني �أن ‪ 7‬يف املئة منها فقط توقفت‬ ‫بفعل التدخل الع�سكري‪ .‬وبالرغم من ذلك ُي َعد الإرهاب ن�سبي ًا ذا �أثر �ضئيل مقارنة‬ ‫بجرائم القتل التي راح �ضحيتها ‪� 437‬ألف �شخ�ص يف عام ‪� .2013‬إن الفرد يف‬ ‫الواليات الأمريكية املتحدة ُمع ّر�ض لأن يقع �ضحية جرمية قتل باحتمال ‪ 64‬مرة �أكرث‬ ‫من �أن يقع �ضحية عملية �إرهابية‪.‬‬ ‫وبح�سب تعريف «امل�ؤ�شر العاملي للإرهاب»‪ ،‬ف�إن الإرهاب هو �أي تهديد �أو ا�ستخدام‬ ‫للقوة غري امل�شروعة‪ ،‬وممار�سة طرف غري حكومي للعنف لأهداف �سيا�سية �أو‬ ‫اقت�صادية �أو دينية �أو اجتماعية بالتخويف �أو الإكراه �أو الرتهيب‪ .‬وي�ص ّنف م�ؤ�شر‬ ‫الإرهاب العاملي‪ ،‬الذي �أ�س�سه معهد االقت�صاد وال�سالم‪ ،‬الدول بح�سب �أثر الن�شاطات‬ ‫الإرهابية فيها وبتحليل ارتباط الأبعاد االقت�صادية واالجتماعية بالإرهاب‪.‬‬ ‫ويدرج امل�ؤ�شر ‪ 162‬دولة‪ ،‬مغطي ًا ‪ 99.6‬يف املئة من �سكان العامل‪ ،‬ويدر�س االجتاهات‬ ‫من عام ‪� 2000‬إلى ‪ .2013‬وت�شمل امل�ؤ�شرات امل�ستخدمة عدد الأحداث الإرهابية‬ ‫والوفيات واجلرحى والأ�ضرار يف املمتلكات‪.‬‬

‫الرئيس اإلندونيسي الجديد يؤدي اليمين الدستورية‬ ‫مت تن�صيب جوكوي ويدودو يف الع�شرين من �أكتوبر ‪ 2014‬رئي�س ًا‬ ‫جديد ًا لإندوني�سيا‪ .‬و ُي َعد �أول رئي�س للبالد ال ينتمي لأي من‬ ‫النخبتني ال�سيا�سية والع�سكرية‪ ،‬وال �إلى طبقة رجال الأعمال‪ .‬وقد‬ ‫�أدى الرئي�س اجلديد اليمني الد�ستورية خالل مرا�سم تن�صيب‬ ‫�أُقيمت يف العا�صمة جاكرتا‪ .‬وينحدر الرئي�س ويدودو‪ ،‬الذي يبلغ‬ ‫من العمر ‪ 53‬عام ًا‪ ،‬من �أ�سرة متوا�ضعة وعمل مندوب ًا ملبيعات‬ ‫الأثاث‪ ،‬وقد متكن من �شغل من�صب حاكم قبل فوزه يف انتخابات‬ ‫يوليو ‪ ،2014‬بح�صوله على ن�سبة ‪ 53‬يف املئة من الأ�صوات‪.‬‬ ‫وقال يف خطاب تن�صيبه‪« :‬الوحدة والعمل يد ًا بيد هما بالن�سبة‬ ‫لنا �شرطان �أ�سا�سيان لنكون �أمة كبرية»‪ .‬و�أ�ضاف‪« :‬لن ن�صبح �أمة‬ ‫كبرية �إذا تخبطنا يف االنق�سامات»‪.‬‬ ‫‪26‬‬

‫مجلة المنظمة ـ سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫الرئي�س الإندوني�سي اجلديد‬ ‫جوكو ويدودو (�إي بي ايه)‬

‫و�أعلن الرئي�س االندوني�سي اجلديد يوم ‪� 27‬أكتوبر ‪2014‬‬ ‫عن حكومته‪ ،‬التي �ضمنت لأول مرة يف تاريخ البالد وزيرة‬ ‫للخارجية‪ ،‬بعد ت�أخري طويل ناجم عن رف�ض �سلطات مكافحة‬ ‫الف�ساد لعدد من املر�شحني‪.‬‬ ‫وت�شمل احلكومة اجلديدة ثماين �سيدات‪ ،‬و ُي َعد هذا الرقم‬ ‫الأعلى مقارنة باحلكومة ال�سابقة‪ .‬وظهرت احلكومة اجلديدة‬ ‫على نطاق وا�سع وك�أنها منا�صفة بني تكنوقراط وزعماء‬ ‫�سيا�سيني‪ ،‬حيث �سي�ضطلع الفريق احلكومي بدور �أ�سا�سي‬ ‫يف م�ساعدة ويدودو على حتقيق الإ�صالحات الالزمة لتعزيز‬ ‫االقت�صاد‪ ،‬وهو يواجه معار�ضة �شديدة من حتالف الأحزاب‬ ‫الذي دعم مناف�سه يف االنتخابات‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫مدني يندد باالعتداء‬ ‫على المدرسة‬ ‫ويزور باكستان إلعالن‬ ‫تضامن المنظمة مع ذوي‬ ‫ضحايا المذبحة المر ّوعة‬ ‫�إ�سالم �أباد ـ باك�ستان‪:‬‬

‫قام الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد‬ ‫�أمني مدين‪ ،‬بزيارة �إلى �إ�سالم �أباد يوم ‪ 19‬دي�سمرب‬ ‫‪ 2014‬لإعالن ت�ضامن وتعاطف املنظمة مع باك�ستان‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص ًا �أ�سر �ضحايا املذبحة املر ّوعة التي وقعت يف‬ ‫مدر�سة يف بي�شاور يوم ‪ 16‬دي�سمرب ‪.2014‬‬ ‫وقد اجتمع مدين مع رئي�س جمهورية باك�ستان‪،‬‬ ‫ممنون ح�سني‪ ،‬و�أعرب عن تعازيه احلا ّرة لباك�ستان‪،‬‬ ‫معلن ًا ت�أييد وت�ضامن منظمة التعاون الإ�سالمي‪ .‬و�أكد‬ ‫الأمني العام �أنه ال ميكن �أن يكون هناك �أي مربر ملثل‬ ‫هذا العمل الوح�شي‪ ،‬و�أن اجلناة قد خانوا دينهم‬ ‫و�إن�سانيتهم وبلدهم املخل�ص‪ ،‬م�شدد ًا على �أن التطرف‬ ‫والإرهاب �سرطان يف جمتمعاتنا علينا ا�ستئ�صاله‪.‬‬ ‫و�أعرب الرئي�س ممنون‪ ،‬من جهته‪ ،‬عن تقديره مل�شاركة‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي باك�ستان يف �أحزانها‪ ،‬ودعا‬

‫�إلى �أن يتوحد علماء امل�سلمني �ضد التطرف والإرهاب‪.‬‬ ‫كما اجتمع الأمني العام مع امل�ست�شار اخلا�ص بالأمن‬ ‫القومي وال�ش�ؤون اخلارجية‪� ،‬سر تاج عزيز‪ ،‬و�أكد‬ ‫جمدد ًا دعم املنظمة لباك�ستان‪ ،‬م�شددا على احلاجة‬ ‫�إلى الذهاب �أبعد من الإعالنات والبيانات و�أن على‬ ‫الزعماء امل�سلمني �إعادة النظر يف اخلطاب الديني‬ ‫وبحث الدوافع والعوامل االجتماعية واالقت�صادية‬ ‫واجلهات التي تعمل خلف الكوالي�س لتوفري و�سائل‬ ‫التمويل وغريها من الدعم‪ .‬واتفق امل�س�ؤول الباك�ستاين‬ ‫مع الأمني العام يف �أن هناك حاجة �إلى حملة جماعية‬ ‫�ضد جماعات مثل القاعدة‪ ،‬وبوكو حرام‪ ،‬وطالبان‪.‬‬ ‫وقد غادر الأمني العام والوفد املرافق له يف اليوم‬ ‫املوايل‪ ،‬متجهني �إلى مدينة بي�شاور‪ ،‬حيث زار بع�ض‬ ‫اجلرحى الذين جنوا من الهجوم الوح�شي الذي خلف‬ ‫‪� 132‬ضحية من الأطفال الذين تراوحت �أعمارهم بني‬

‫‪ 6‬و‪ 15‬عام ًا‪ ،‬ف�ض ًال عن �سقوط ع�شرة معلمني قتلى‪.‬‬ ‫وقد حتدث الأمني العام مع اجلرحى الذين يتلقون يف‬ ‫امل�ست�شفى العالج من جروحهم التي تفاوتت بني ك�سور‬ ‫بالأيدي والر�أ�س والوجه و�إ�صابات ب�أعرية نارية‪.‬‬ ‫وو�صف اجلرحى بنربة خافتة‪ ،‬لكنها كانت مع ذلك‬ ‫مفعمة بالعزمية‪ ،‬هول ال�صدمة والفاجعة التي تعر�ضوا‬ ‫لها‪ ،‬معربين عن رغبتهم يف العودة �إلى املدر�سة‪ .‬وقد‬ ‫قدم لهم مدين عبارات الت�شجيع والدعم‪ .‬ثم التقى‬ ‫مدين حاكم بي�شاور ورئي�س وزراء الإقليم‪ ،‬و�أبدى لهما‬ ‫ا�ستعداد املنظمة للم�ساعدة ب�أي �شكل من الأ�شكال‪.‬‬ ‫وكان الأمني العام قد �أ�صدر‪ ،‬عقب الهجوم‪ ،‬بيان ًا �أدان‬ ‫فيه الهجوم الدموي ب�شدة‪ .‬وجدد مدين ت�أكيد موقف‬ ‫املنظمة الراف�ض جلميع الأعمال الإرهابية مهما‬ ‫كانت مربراتها‪ ،‬م�شري ًا �إلى �أن الذين يتدثرون بعباءة‬ ‫الإ�سالم‪ ،‬ال ميتّون للإ�سالم ب�صلة وال ميثلونه يف �شيء‪.‬‬

‫باكستان تعلن خطة للتحرك ضد اإلرهاب بعد الهجوم على مدرسة في بيشاور‬ ‫�إ�سالم �أباد ـ (وكالة الأنباء الإ�سالمية الدولية)‪:‬‬

‫�أعلنت حكومة باك�ستان يوم ‪ 25‬دي�سمرب ‪ 2014‬عن‬ ‫�إن�شاء حماكم ع�سكرية للق�ضايا املتعلقة بالإرهاب‪،‬‬ ‫كجزء من خطة طموحة ملكافحة الإرهاب‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫هجوم طالبان الدموي على �إحدى املدار�س يف بي�شاور‬ ‫و�أدى �إلى م�صرع �أكرث من ‪� 150‬شخ�ص ًا‪ ،‬كان معظمهم‬ ‫من الأطفال‪ ،‬بح�سب وكاالت الأنباء‪.‬‬ ‫ويف خطاب �إلى الأمة‪ ،‬بعد ‪� 11‬ساعة من املحادثات‬ ‫املاراثونية مع ر�ؤ�ساء الأحزاب ال�سيا�سية‪� ،‬أعلن رئي�س‬ ‫الوزراء نواز �شريف عن احلاجة املا�سة �إلى اتخاذ‬ ‫�إجراءات قوية لنـزع الإرهاب من جذوره‪ ،‬وحذر من‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫�أنه ال جمال للمهادنة �أو �إظهار الرحمة مع من يقفون‬ ‫وراء هذه الهجمات‪.‬‬ ‫و�أ�صدر الإجتماع الذي عقد يف منـزل رئي�س الوزراء‬ ‫قرار ًا يدين الهجوم الأكرث دموية يف تاريخ البالد‪.‬‬ ‫وجرى عقد االجتماع لر�سم خطة ملواجهة الإرهاب بعد‬ ‫الهجوم على املدر�سة الع�سكرية يف بي�شاور‪.‬‬ ‫وقال زعيم املعار�ضة �سيد خور�شيد �شاه لوكالة فران�س‬ ‫بر�س �إن الإرهابيني وحدهم من �س ُيحا َكمون يف هذه‬ ‫املحاكم‪ ،‬ولن ُت�ستخدَ م لأغرا�ض �سيا�سية‪ .‬و�أ�ضاف �شاه‬ ‫�أن الهدف من �إن�شاء حماكم ع�سكرية هو �ضمان �سرعة‬ ‫تنفيذ حماكمات الإرهابيني‪ ،‬و�أن النظام الق�ضائي‬

‫يعاين عدد ًا من الثغرات‪ ،‬وقد عجز عن حتقيق غايته‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �شريف �أن املحاكم املخت�صة‪ ،‬والتي �سيرت�أ�سها‬ ‫�ضباط القوات امل�سلحة‪� ،‬ستن�ش�أ لت�سريع عجلة‬ ‫حماكمات الإرهابيني و�ستكون فاعلة على مدى عامني‪.‬‬ ‫وقال �شريف يف خطاب متلفز‪�« :‬إن اخلطة ت�شمل قطع‬ ‫الدعم املادي عن الإرهابيني ومنع املنظمات املحظورة‬ ‫من العمل حتت م�سميات جديدة‪ .‬لقد غيرّ الهجوم‬ ‫الوح�شي يف بي�شاور‪ ،‬ونحن بحاجة �إلى التخل�ص من‬ ‫العقليات الإرهابية للق�ضاء على الإرهاب والطائفية»‪.‬‬ ‫و�أعلن رئي�س الوزراء كذلك عن ت�شكيل قوة خا�صة‬ ‫ملكافحة الإرهاب ومراقبة املدار�س الدينية‪.‬‬ ‫سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪ 2014‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪27‬‬


‫آراء‬ ‫تحليل سلوك صانع القرار السياسي‬

‫طالل داعوس‬ ‫مستشار األمني العام‬

‫غير هذا االتجاه من‬ ‫النظرية التقليدية‬ ‫لدراسة الدولة‬ ‫القومية‪ ،‬ونقلت‬ ‫البحث من البعد‬ ‫التجريدي ممث ً‬ ‫ال‬ ‫في الدولة أو حتى‬ ‫مؤسسات معينة‬ ‫إلى األشخاص‬ ‫الذين يرسمون‬ ‫سياساتها‬

‫‪28‬‬

‫اهتمت الدرا�سات احلديثة بتحليل النظم ال�سيا�سية اخلا�صة مبنهج �صنع القرار‪ ،‬لأنها متثل القا�سم امل�شرتك بني جميع الأن�شطة‬ ‫ال�سيا�سية املختلفة حديثة �أو تقليدية ب�سيطة �أم مركبة‪ ،‬حيث �إن عملية �صنع القرار تتم دائم ًا داخل جميع �أنواع النظم ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫من جانب �آخر‪ ،‬تقوم �أحد مرتكزات نظرية �صنع القرار على جانب حتليل �سلوك الفرد النف�سي (�صانع القرار)‪� ،‬سواء كان قائد ًا‬ ‫�أو ناخب ًا �أو ع�ضو ًا يف حزب �أو �صاحب ر�أي‪�..‬إلخ‪ ،‬باعتباره الوحدة الرئي�سية يف �أي نظام �سيا�سي‪ .‬فال�سيا�سة يف حد ذاتها �سلوك‬ ‫�إن�ساين‪ ،‬لذا ف�إن احلديث عن ال�سيا�سة دون الرجوع �إلى الإن�سان ُيعتبرَ من �أكرب الأخطاء يف التفكري والفكر ال�سيا�سي ‪ ،‬وبالتايل‬ ‫�أ�صبح علم النف�س بعد احلرب العاملية الثانية من الدرا�سات التي احتلت اهتمام كثري من دار�سي العلوم ال�سيا�سية والعالقات‬ ‫الدولية كمنهج لتحليل ال�سلوك ال�سيا�سي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وفتح هذا املجال �آفاق ًا جديدة يف درا�سة العلوم ال�سيا�سية التي �أ�صبحت تتم درا�ستها للدول والأنظمة ال�سيا�سية املختلفة �أي�ضا على‬ ‫را�سمي ال�سيا�سة و�صانعي القرار باعتبارهم �أحد �أطرافها‪ ،‬حيث غري هذا االجتاه من النظرية التقليدية لدرا�سة الدولة القومية‪،‬‬ ‫ونقلت البحث من البعد التجريدي ممث ًال يف الدولة �أو حتى م�ؤ�س�سات معينة �إلى الأ�شخا�ص الذين ير�سمون �سيا�ساتها‪.‬‬ ‫وقد جرى الرتكيز يف عملية حتليل ال�سلوك ل�صانع القرار �إلى حتليل العامل النف�سي ومدى �إدراكه مل�ؤثرات البيئة وكيفية اال�ستجابة‬ ‫لها‪ ،‬فهناك عوامل ت�ؤثر يف �صانع القرار والظرف �أو املوقف الذي يجد نف�سه فيه واال�ستعداد النف�سي لهذا الو�ضع‪ ،‬وهي �أمور ال‬ ‫ميكن �إغفالها‪ ،‬وميكن تق�سيم العوامل �إلى ثالثة �أنواع‪:‬‬ ‫العامل الإن�ساين‪ ،‬وهو متعلق ب�صانع القرار نف�سه وم�ساعديه وم�ست�شاريه‪.‬‬ ‫عامل التنظيم‪ ،‬ويتعلق بالعوامل الكامنة يف طبيعة نظام امل�ؤ�س�سات ال�سيا�سية والإدارية ودرجة التناف�س بينها‪.‬‬ ‫عوامل بيئية تتعلق بطبيعة النظام ال�سيا�سي واالقت�صادي واالجتماعي داخل نظام الدولة وخارجها �أي (النظام الدويل)‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى‪ ،‬ف�إنه من ال�ضروري التمييز بني الدوافع التي تتمحور يف �شكلني �أ�سا�سيني‪ :‬الأول الدوافع الواعية التي تعني �أن �صانع‬ ‫القرار اختار ما يراه منا�سب ًا لتحقيق �أهداف معينة‪ ،‬مثل التوقيع على اتفاقية احلد من انت�شار الأ�سلحة النووية‪ .‬وال�شكل الثاين‬ ‫هي الدوافع ال�صادرة عن �شكل من �أ�شكال الالوعي �أو �شبه الوعي‪ ،‬وتكون نابعة من اخلربة الذاتية ل�صانع القرار‪ ،‬والتي ت�ؤثر يف‬ ‫اختياراته لأ�سباب نف�سية‪ .‬وهنا البد من درا�سة ال�سرية الذاتية لأهميتها يف �إلقاء ال�ضوء على الدوافع العميقة التي دفعت التخاذ‬ ‫قرارات معينه‪ ،‬وخ�صو�ص ًا تلك التي ات ُِخذت يف �أزمات معينة‪ ،‬مثل قرار الرئي�س الأمريكي جون كيندي يف �أزمة خليج اخلنازير‬ ‫و�أزمة ال�صواريخ الكوبية �أو قرار �صدام ح�سني بغزو الكويت‪.‬‬ ‫وقد �أ�صبحت هناك العديد من الكتب واملحا�ضرات يف العلوم ال�سيا�سية حتتوي على الدرا�سات الذاتية تتناول بالتحليل ال�شخ�صيات‬ ‫القيادية‪ ،‬والتي كان لها ت�أثري يف جمريات الأحداث الداخلية واخلارجية لبلدانهم‪ ،‬مثل كتاب هتلر وماوت�سي تونغ وغريهما‪ ،‬بل‬ ‫تعدت تلك الدرا�سات احلديثة �إلى حماولة البع�ض من الدار�سني واملتخ�ص�صني و�ضع ت�صنيفات للقيادات ال�سيا�سية بح�سب ال�سمات‬ ‫النف�سية وال�سلوكية للقائد‪ ،‬من �أبرزها ت�صنيف الباحث الأمريكي ديفيد باربر الذي �أعد درا�سة يف عام ‪ 1977‬عنونها (�سمات‬ ‫ال�شخ�صية الرئا�سية) لت�صنيف �أمناط ال�شخ�صية للر�ؤ�ساء الثالثة ع�شر الأخريين الذين حكموا الواليات املتحدة الأمريكية‪.‬‬ ‫وقامت الدرا�سة على فر�ضية �أن ال�سلوك الرئا�سي لي�س نتاج احل�ساب الر�شيد‪ ،‬و�إمنا هو خال�صة تفاعل احتياجات عميقة لدى كل‬ ‫من ه�ؤالء الر�ؤ�ساء تكونت يف الأ�صل عرب مراحل الطفولة وجتربة املراهقة ال�شباب‪ .‬وقد بنى نظريته على �أ�سا�س بعدين‪ :‬الأول عما‬ ‫�إذا كان الرئي�س ن�شيط ًا �أو م�سامل ًا‪ ،‬والبعد الثاين عما �إذا كان الرئي�س �إيجابيا �أم �سلبي ًا‪ ،‬حيث اقرتح �أربع فئات رئي�سية لل�شخ�صية‪:‬‬ ‫‪ -1‬ال�شخ�صية الإيجابية الن�شطة ‪ -2‬ال�شخ�صية ال�سلبية الن�شطة ‪ -3‬ال�شخ�صية الإيجابية امل�ساملة ‪ -4‬ال�شخ�صية ال�سلبية امل�ساملة‪.‬‬ ‫ولكل منوذج منها �صفات معينة‪ .‬وهناك ت�صنيف �آخر قام هارولد ال�سويل الذي ُيعترب رائد حتليل ال�سلوك ال�سيا�سي لل�سيا�سيني‬ ‫وقت رئا�ستهم‪ ،‬حيث حدد ثالثة �أنواع لل�شخ�صيات ال�سيا�سية يف كتبه علم النف�س وال�سيا�سة عام ‪ ،1930‬وهي‪ -1 :‬ال�شخ�صية‬ ‫املهيجة �أو املثرية؛ ‪ -2‬ال�شخ�صية الإدارية؛ ‪ -3‬وا�ضع النظريات‪ .‬وقال �إنه ميكن اجلمع بني نوعني �أو ثالثة‪ .‬وهناك درا�سات �أخرى‬ ‫عملت لت�صنيف القيادات ال�سيا�سية بح�سب دور القائد ال�سيا�سي يف العملية ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وعلى الرغم من العقبات التي تكمن يف �صعوبة عملية �إجراء التحليل لل�شخ�صية ب�شكل جمرد‪ ،‬نظرا لطبيعة الظروف املختلفة التي‬ ‫مرت بها ال�شخ�صية التي تتطلب �أفعا ًال وت�صرفات يف منا�سبات تختلف عما تكون عليه بالفعل و�صعوبة التحليل املبا�شر كما هو‬ ‫معمول يف خمتربات التحليل النف�سي (الإكلينيكي) لتف�سري ظواهر ال�سلوك الإن�ساين كافة‪ ،‬وبخا�صة بالن�سبة للقائد ال�سيا�سي �أو‬ ‫ل�صانع القرار‪ ،‬ولكن هذا النهج فتح �آفاق ًا جديدة يف الدرا�سة للعلوم ال�سيا�سية‪ ،‬والتي اتخذت بدورها م�سار ًا مييزها عن املدر�سة‬ ‫التقليدية يف حتليل النظم ال�سيا�سية املختلفة‪ ،‬كما �أثرت املعرفة يف العلوم ال�سيا�سية‪.‬‬

‫مجلة المنظمة ـ سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫المنظمة‬

‫أخبار‬

‫التعاون اإلسالمي واالتحاد األوروبي يتفقان على أرضية مشتركة للشراكة في عدة مجاالت‬ ‫اتفقت منظمة التعاون الإ�سالمي واالحتاد الأوروبي‪،‬‬ ‫خالل �أول اجتماع رفيع امل�ستوى انعقد يومي ‪ 8‬و‪9‬‬ ‫�سبتمرب ‪ 2014‬يف مقر االحتاد الأوروبي يف بروك�سل‬ ‫ببلجيكا‪ ،‬على �أر�ضية م�شرتكة لل�شراكة يف خمت ِلف‬ ‫املجاالت التي تهم املنظمتني‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وت�ضمن جدول �أعمال االجتماع عددا من املو�ضوعات‪،‬‬ ‫من قبيل �إقامة حوار بني العامل الإ�سالمي واالحتاد‬ ‫الأوروبي‪ ،‬وحماية الأقليات امل�سلمة‪ ،‬ومكافحة الإرهاب‬ ‫والأمن‪ ،‬وو�سائل الإعالم‪ ،‬والتطرف‪ ،‬واخلوف من‬ ‫الإ�سالم‪ ،‬والهجرة‪ ،‬وغري ذلك من التحديات التي قد‬ ‫تواجه كلتا املنظمتني يف امل�ستقبل‪.‬‬

‫وقد عقد وفد املنظمة‪ ،‬الذي �ضم ممثلني ملختلف �إدارات‬ ‫املنظمة‪ ،‬عالوة على رئي�س البعثة الدائمة للمنظمة لدى‬ ‫االحتاد الأوروبي‪ ،‬ال�سفري عارف حممدوف‪ ،‬اجتماعات‬ ‫مع كبار امل�س�ؤولني يف �إدارة الدائرة الأوروبية لل�ش�ؤون‬ ‫اخلارجية و�إدارة امل�ساعدة الإن�سانية واحلماية املدنية‬ ‫التابعة للمفو�ضية الأوروبية‪ .‬و�شدد على �أن العالقات‬ ‫بني منظمة التعاون الإ�سالمي واالحتاد الأوروبي يجب‬ ‫�أ ّال تقت�صر على التعاون ال�سيا�سي واالقت�صادي‪ ،‬و�إمنا‬ ‫ينبغي �أن ت�شمل كذلك احلوار بني الثقافات والأديان‪.‬‬ ‫واتفق اجلانبان على �ضرورة �إقامة �شراكة بني الدول‬ ‫ال�سبع واخلم�سني الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‬

‫والدول الثماين والع�شرين الأع�ضاء يف االحتاد الأوروبي‬ ‫بهدف �إدارة الأزمات واملع�ضالت التي تن�ش�أ عقب‬ ‫الأزمات‪.‬‬ ‫و�أكد وفد منظمة التعاون الإ�سالمي �أن �صوت االحتاد‬ ‫الأوروبي يجب �أن ُي�س َمع بقوة �أكرب يف مناطق الأزمات‪،‬‬ ‫كما هو احلال يف قطاع غزة‪ ،‬م�شدد ًا على �أن ال�سيا�سة‬ ‫املتطرفة والعدوانية التي تعتمدها �إ�سرائيل تهدد �أمن‬ ‫املنطقة ب�أكملها‪.‬‬ ‫وقد قرر اجلانبان جدولة اجتماعات دورية‪ ،‬على �أن‬ ‫ُيع َقد االجتماع املقبل يف جدة قبل نهاية العام اجلاري‪.‬‬

‫وزير خارجية الدنمارك يزور المنظمة‬

‫مدني يجتمع مع وزير الخارجية األلماني‬

‫ا�ستقبل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬يوم ‪� 10‬سبتمرب‬ ‫‪ ،2014‬يف مقر الأمانة العامة للمنظمة ال�سيد مارتن لديغارد‪ ،‬وزير خارجية مملكة‬ ‫الدمنارك الذي كان مرفوق ًا بوفد ر�سمي‪.‬‬ ‫وقد تركزت املناق�شات خالل هذا اللقاء على العالقات الثنائية بني املنظمة‬ ‫والدمنارك يف �شتى املجاالت ذات االهتمام امل�شرتك وعلى �ضرورة تعزيز التعاون‬ ‫امل�شرتك بغية دعم جهود التنمية االقت�صادية واالجتماعية يف البلدان الإ�سالمية‪.‬‬ ‫كما تناول االجتماع التطورات الإقليمية والدولية‪ ،‬ومن �ضمنها الو�ضع يف منطقة‬ ‫ال�شرق الأو�سط‪ ،‬والت�صدي لآفتي الإرهاب والتطرف‪ ،‬وكذا ملو�ضوع احلوار بني‬ ‫الثقافات والأديان‪.‬‬

‫ا�ستقبل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬يوم ‪� 13‬أكتوبر‬ ‫‪ ،2014‬ال�سيد وولرت �شتاينماير‪ ،‬وزير خارجية جمهورية �أملانيا االحتادية والوفد‬ ‫املرافق له الذي يقوم بزيارة ر�سمية �إلى اململكة العربية ال�سعودية‪.‬‬ ‫وناق�ش اجلانبان ق�ضايا �إقليمية ودولية حتظى باهتمامهما وان�شغالهما‪ ،‬ومن �ضمنها‬ ‫الو�ضع يف ال�شرق الأو�سط‪ ،‬وخ�صو�ص ًا الو�ضع يف فل�سطني وغزة‪ ،‬و�أو�ضاع اجلماعات‬ ‫واملجتمعات امل�سلمة يف الدول غري الأع�ضاء‪ ،‬ومكافحة الإرهاب والتطرف وكذا‬ ‫امل�س�ألة املتعلقة بظاهرة الإ�سالموفوبيا‪.‬‬ ‫كما تبادل اجلانبان وجهات النظر حول ال�سبل والو�سائل الكفيلة بتعزيز العالقات‬ ‫الثنائية فيما بينهما‪.‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي تشارك في اجتماع آيكان بلوس أنجلوس‬ ‫�شاركت منظمة التعاون الإ�سالمي يف االجتماع الدويل‬ ‫العام احلادي واخلم�سني للم�ؤ�س�سة املعنية بالأ�سماء‬ ‫والأرقام املخ�ص�صة يف جمال الإنرتنت (‪)ICANN‬‬ ‫يف لو�س �أجنلو�س بالواليات املتحدة الأمريكية الذي‬ ‫انعقد يف الفرتة من ‪� 16-12‬أكتوبر ‪.2014‬‬ ‫وكان مدير �إدارة تقنية املعلومات يف املنظمة‪ ،‬ال�سيد‬ ‫وجدي القليطي‪ ،‬قد ت�سلم ر�سالة الدعوة حل�ضور‬ ‫االجتماع كممثل عن املنظمة التي ُت َع ّد ع�ضو ًا مراقب ًا‬

‫يف اجلمعية العامة مل�ؤ�س�سة الآيكان‪ .‬جتدر الإ�شارة �إلى‬ ‫�أن الدورة احلادية والأربعني ملجل�س وزراء خارجية‬ ‫املنظمة‪ ،‬التي ُعقدت يف جدة يف يونيو ‪ ،2014‬حثت‬ ‫الدول الأع�ضاء التي مل تن�ضم بعد �إلى �شركة الإنرتنت‬ ‫املعنية بالأ�سماء والأرقام املخ�ص�صة على �أن تبادر �إلى‬ ‫ذلك متهيد ًا �إلى حتويلها �إلى �شركة دولية‪.‬‬ ‫كما �أكدت الدورة جمدد ًا موقف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي والذي مفاده �أن النطاقني “�إ�سالم”‬

‫“وحالل”‪� ،‬أو �أي نطاق من النطاقات الأخرى والتي‬ ‫تخ�ص الأمة الإ�سالمية جمعاء يجب �أ ّال تُباع من دون‬ ‫اتفاق من�سق فيما بني جميع الدول الأع�ضاء‪ .‬وهدف‬ ‫م�ؤمتر الآيكان �إلى تغطية عدة نطاقات كنظام ا�سم‬ ‫النطاق‪ ،‬و�سبل الرد على اال�ستخدام غري القانوين‬ ‫�أو التع�سفي لأنظمة ت�سمية الإنرتنت‪ ،‬و�إعادة الهيكلة‬ ‫الداخلية‪� ،‬إ�ضافة �إلى املبادرات اجلديدة الهادفة �إلى‬ ‫زيادة املناف�سة على الإنرتنت‪.‬‬

‫اجتماع اللجنة المشتركة رفيعة المستوى بين المنظمة وجامعة الدول العربية‬ ‫عقدت الدورة الرابعة للجنة امل�شرتكة رفيعة امل�ستوى‬ ‫املعنية مبتابعة تنفيذ بنود اتفاقية التعاون بني منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي وجامعة الدول العربية اجتماعاتها‬ ‫يف مقر الأمانة العامة للمنظمة بجدة يف الفرتة‬ ‫من ‪� 7‬إلى ‪ 9‬دي�سمرب ‪ .2014‬وتر�أ�س �سعادة ال�سفري‬ ‫عبد اهلل عبد الرحمن عالمِ ‪ ،‬الأمني العام امل�ساعد‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫لل�ش�ؤون ال�سيا�سية‪ ،‬وفد الأمانة العامة ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬وتر�أ�س �سعادة ال�سفري فا�ضل جواد‪ ،‬الأمني‬ ‫العام امل�ساعد لقطاع ال�ش�ؤون ال�سيا�سية‪ ،‬وفد جامعة‬ ‫الدول العربية‪ .‬حيث تركزت االجتماعات على �أهمية‬ ‫التن�سيق والت�شاور بني اجلانبني يف الق�ضايا ذات‬ ‫االهتمام امل�شرتك‪ ،‬ومتابعة تنفيذ بنود اتفاقية التعاون‬

‫املعدلة بني املنظمتني‪.‬‬ ‫وقد تناول اجلانبان جمموعة من الق�ضايا التي تهم‬ ‫املنظمتني‪ ،‬و�أبرزها ظاهرة الإرهاب يف املنطقتني‬ ‫العربية والإ�سالمية‪ ،‬وال�سبل الكفيلة بامل�ساهمة يف‬ ‫ت�سوية الأزمات التي تواجهها بع�ض الدول يف املنطقة‪.‬‬

‫سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪ 2014‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪29‬‬


‫أخبـار‬

‫المنظمة‬

‫يثمن تبرع خادم الحرمين الشريفين بـ ‪ 35‬مليون دوالر لمكافحة «إيبوال»‬ ‫األمين العام ّ‬ ‫ثمن �أمني عام منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد �إياد �أمني‬ ‫مدين‪ ،‬تربع خادم احلرمني ال�شريفني امللك عبد اهلل بن عبد‬ ‫العزيز مببلغ ‪ 35‬مليون دوالر لدول غرب افريقيا ملكافحة وباء‬ ‫�إيبوال‪ .‬وي�أتي هذا التربع ي�أتي يف �إطار دعم اململكة العربية‬ ‫ال�سعودية للجهود الدولية ملكافحة الوباء والذي ينت�شر يف عدد‬ ‫من الدول الإفريقية‪.‬‬ ‫وقد عرب معايل الأمني العام عن عميق �شكره وجزيل تقديره‬ ‫خلادم احلرمني ال�شريفني وحكومة اململكة العربية ال�سعودية‪،‬‬ ‫ملا يقدمونه من دعم كبري ومتوا�صل لكافة ق�ضايا العامل‬ ‫الإ�سالمي‪.‬‬ ‫جدير بالذكر �أن منظمة التعاون الإ�سالمي والبنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية‪ ،‬وهو �إحدى امل�ؤ�س�سات املتخ�ص�صة للمنظمة‪ ،‬قد عقدا‬

‫خادم احلرمني ال�شريفني‬ ‫امللك عبد اهلل بن عبد العزيز‬

‫م�ؤمتر م�شرتك يف مقر املنظمة بجدة يوم ‪ 5‬نوفمرب ‪2014‬‬ ‫حلث الدول الأع�ضاء على تقدمي م�ساعدات مالية وفنية‬ ‫وتقنية عاجلة لالرتقاء بالأنظمة والهياكل ال�صحية يف الدول‬ ‫املت�ضررة‪ .‬وقد �أبدى عدد من الدول واملنظمات والهيئات‬ ‫والأفراد الذين �شاركوا يف امل�ؤمتر‪ ،‬ا�ستعدادهم لتقدمي‬ ‫امل�ساعدات‪.‬‬ ‫وكان رئي�س البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬الدكتور �أحمد حممد‬ ‫علي‪ ،‬قد �أعلن �أن برنامج مكافحة “�إيبوال” الذي تف�ضل به‬ ‫خادم احلرمني ال�شريفني وينفذه البنك‪ ،‬يت�ضمن تزويد‬ ‫املدار�س مبج�سات حرارية وو�سائل فح�ص و فرز طبي تتيح‬ ‫التعرف على امل�صابني‪ ،‬والت�صدي املبكر ملعاجلتهم واحليلولة‪،‬‬ ‫ب�إذن اهلل‪ ،‬دون انتقال العدوى منهم‪.‬‬

‫مدني يستقبل وزير الخارجية الكندي‬

‫المنظمة تجري مشاورات مع فنلندا‬

‫ا�ستقبل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد �إياد �أمني مدين‪ ،‬يوم ‪16‬‬ ‫�أكتوبر ‪ ،2014‬ال�سيد جون بريد‪ ،‬وزير ال�ش�ؤون اخلارجية الكندي‪.‬‬ ‫وتبادل الأمني العام والوزير الكندي وجهات النظر حول خمت ِلف الق�ضايا الدولية‬ ‫والإقليمية ذات االهتمام امل�شرتك‪ ،‬مبا يف ذلك عملية ال�سالم يف ال�شرق الأو�سط‪،‬‬ ‫ومكافحة التع�صب والتطرف وغريها‪ .‬واتفق اجلانبان على موا�صلة تبادل امل�شاورات‬ ‫يف الق�ضايا ذات االهتمام امل�شرتك‪ ،‬وتعزيز التعاون الثنائي من خالل عقد م�شاورات‬ ‫منتظمة على خمت ِلف امل�ستويات‪.‬‬ ‫ورحب الأمني العام باالهتمام الكندي بربامج و�أن�شطة املنظمة‪ ،‬م�ؤكد ًا من جديد‬ ‫ا�ستعداد املنظمة للتعاون مع كندا حول الق�ضايا ذات االهتمام امل�شرتك‪.‬‬

‫عقدت منظمة التعاون الإ�سالمي جل�سة م�شاورات ثنائية مع وفد من فنلندا يوم ‪1‬‬ ‫دي�سمرب ‪ 2014‬يف مقر الأمانة العامة للمنظمة يف جدة‪ .‬وبحث اجلانبان خالل هذه‬ ‫امل�شاورات خمت ِلف الق�ضايا الإقليمية والدولية ذات االهتمام امل�شرتك‪.‬‬ ‫وقد تر�أ�س ال�سفري يارنو �سريياال‪ ،‬املدير العام لق�سم �إفريقيا وال�شرق الأو�سط يف وزارة‬ ‫ال�ش�ؤون اخلارجية الفنلندية‪ ،‬وال�سفري عبد اهلل عامل‪ ،‬الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون‬ ‫ال�سيا�سية يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وفدي اجلانبني خالل جل�سة امل�شاورات التي‬ ‫جدد خاللها اجلانبان التزامهما باالنخراط يف الق�ضايا امل�شرتكة وموا�صلة التعاون‬ ‫ملا فيه م�صلحتهما امل�شرتكة خالل الأيام القادمة‪.‬‬

‫األمين العام يقوم بزيارة رسمية إلى الكويت‬ ‫قام الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني‬ ‫مدين‪ ،‬بزيارة ر�سمية �إلى الكويت يوم الأحد املوافق‬ ‫‪ ٣٠‬نوفمرب ‪ ٢٠١٤‬التقى خاللها �سمو نائب الأمري وويل‬ ‫العهد ال�شيخ نواف الأحمد‪ .‬وقد �أ�شاد �سمو ال�شيخ نواف‬ ‫الأحمد بجهود منظمة التعاون اال�سالمي يف تعزيز‬ ‫العمل الإ�سالمي امل�شرتك‪ ،‬م�ؤكدا دور املنظمة يف‬ ‫�إبراز النهج الإ�سالمي القائم على الو�سطية واالعتدال‬ ‫والت�سامح ونبذ التطرف والإرهاب‪.‬‬ ‫ومن جانبه نوه مدين بدور دولة الكويت املحوري يف‬ ‫تعزيز الت�ضامن الإ�سالمي وما فتئت تقدمه من دعم‬ ‫م�ستمر ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف جميع املجاالت‪.‬‬ ‫ومن جهة �أخرى‪ ،‬بحث الأمني العام مع �سمو رئي�س‬ ‫جمل�س الوزراء‪ ،‬ال�شيخ جابر املبارك‪ ،‬التحديات‬ ‫‪30‬‬

‫مجلة المنظمة ـ سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫الراهنة التي تواجه العامل الإ�سالمي ودور منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي والدول الأع�ضاء يف الت�صدي لها‪.‬‬ ‫و�أكد اجلانبان �ضرورة بذل املزيد من اجلهود للت�صدي‬ ‫للتطرف وحماوالت ربط الإ�سالم بالإرهاب‪.‬‬ ‫وعلى �صعيد �آخر‪ ،‬بحث الأمني العام مع النائب الأول‬ ‫لرئي�س جمل�س الوزراء ووزير اخلارجية‪� ،‬سمو ال�شيخ‬ ‫�صباح اخلالد‪ ،‬العالقات الثنائية بني املنظمة ودولة‬ ‫الكويت و�سبل تعزيزها يف جميع جماالت التعاون‬ ‫امل�شرتك‪ .‬كما بحث االجتماع الأو�ضاع الراهنة على‬ ‫ال�ساحة الإ�سالمية وخا�صة الو�ضع يف فل�سطني بالإ�ضافة‬ ‫�إلى الرتتيبات املتعلقة بالدورة القادمة ملجل�س وزراء‬ ‫خارجية الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫الذي �ست�ست�ضيفه الكويت العام املقبل‪.‬‬

‫نائب �أمري دولة الكويت وويل العهد ال�شيخ نواف الأحمد‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫المنظمة‬

‫أخبـار‬

‫المنظمة تشارك في مؤتمر فريق االستجابة الحاسوبية الطارئة في بروناي دار السالم‬ ‫عقد فريق اال�ستجابة احلا�سوبية الطارئة ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي م�ؤمتره ال�سنوي وجمعيته العمومية‬ ‫ال�سنوية ال�ساد�سة يف الفرتة من ‪� 20‬إلى ‪� 22‬أكتوبر‬ ‫‪ ،2014‬يف بروناي دار ال�سالم‪ ،‬حتت �شعار‪“ :‬املخاطر‬ ‫الطارئة يف مواجهة الفر�ص”‪ ،‬وذلك با�ست�ضافة‬ ‫من فريق اال�ستجابة احلا�سوبية الطارئة يف بروناي‬ ‫وبتنظيم م�شرتك لكل من (�سايرب �سيكيورتي ماليزيا)‬ ‫وال�سكريتارية الدائمة لفريق اال�ستجابة احلا�سوبية‬

‫الطارئة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ,‬ومتثل الهدف من‬ ‫هذا االجتماع ال�سنوي يف تعزيز الأمن احلا�سوبي من‬ ‫خالل التعاون الدويل بني الأع�ضاء يف التخفيف من‬ ‫حدة املخاطر احلا�سوبية املتنامية‪.‬‬ ‫ووفر امل�ؤمتر جل�سات فريدة مت خاللها الرتكيز على‬ ‫الأمن احلا�سوبي واقرتاح �سيا�سات وا�سرتاتيجيات‬ ‫ومبادرات‪ .‬ومثل مدير �إدارة املعلوماتية‪ ،‬ال�سيد وجدي‬ ‫القليطي‪ ،‬الأمانة العامة للمنظمة يف هذا امل�ؤمتر‪.‬‬

‫ويعترب فريق اال�ستجابة احلا�سوبية الطارئة ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي م�ؤ�س�سة منتمية للمنظمة ومقره يف‬ ‫كواالملبور مباليزيا وي�ضم يف ع�ضويته ع�شرين ع�ضو ًا‬ ‫ويتولى م�س�ؤولية توفري منرب للدول الأع�ضاء ال�ستك�شاف‬ ‫وتطوير مبادرات التعاون وال�شراكات املمكنة حول‬ ‫الق�ضايا ذات ال�صلة بالأمن احلا�سوبي مبا يعزز‬ ‫اعتمادها على الذات يف الف�ضاء احلا�سوبي‪.‬‬

‫الخفاض‬ ‫منظمة التعاون اإلسالمي تشارك في المؤتمر الدولي بشأن ِ‬ ‫كوبنهاغن ـ الدمنارك‪:‬‬ ‫بنا ًء على دعوة من احلكومة الدمناركية‪ ،‬ومكتب‬ ‫�صندوق الأمم املتحدة لل�سكان الإقليمي لل�شمال‬ ‫الأوروبي‪� ،‬شاركت منظمة التعاون الإ�سالمي يف اجتماع‬ ‫رفيع امل�ستوى ب�ش�أن �إنهاء ت�شويه الأع�ضاء التنا�سلية‬ ‫للإناث ‪ /‬اخلفا�ض‪ ،‬الذي ُع ِقد برعاية �صاحبة ال�سمو‬ ‫امللكي ولية عهد الدمنارك يوم ‪ 11‬نوفمرب ‪ 2014‬يف مقر‬ ‫الربملان الدمناركي‪.‬‬ ‫ومثلت املنظم َة ال�سيدة �آي�ساتا كان‪ ،‬نائب املراقب‬ ‫الدائم لوفد جنيف للأمم املتحدة‪ ،‬التي �ألقت كلمة‬ ‫نيابة عن الأمني العام‪ ،‬ال�سيد �إياد �أمني مدين‪ .‬وكانت‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي املنظمة الدولية الوحيدة التي‬ ‫دُعيت لهذا امل�ؤمتر املهم والرفيع امل�ستوى الذي عقد‬ ‫بهدف تن�سيق العمل امل�شرتك لو�ضع نهاية لت�شويه‪/‬‬ ‫قطع الأع�ضاء التنا�سلية الأنثوية يف جميع �أنحاء العامل‪.‬‬ ‫كما �شهد امل�ؤمتر �إلقاء كلمات من �صاحبة ال�سمو‬ ‫امللكي ولية عهد الدمنارك‪ ،‬ووزير التجارة والتعاون‬ ‫الإمنائي الدمناركي‪ ،‬ووزير اخلارجية الرنويجي‪،‬‬

‫ووزير اخلارجية ال�سويدي‪ ،‬و�سفري اململكة املتحدة لدى‬ ‫الدمنارك و�سط م�شاركة نحو ‪ 250‬من ممثلي اجلهات‬ ‫املعنية يف امل�ؤمتر من خمت ِلف املجاالت‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫�أع�ضاء الربملان الدمناركي‪ ،‬واملجتمع املدين‪ ،‬وو�سائل‬ ‫الإعالم‪� ،‬إ�ضافة �إلى العاملني يف املجتمعات املحلية من‬ ‫بلدان ال�شمال الأوروبي الرئي�سية‪.‬‬ ‫وركزت الكلمات التي �أُلقيت خالل اجلل�سة الأولى‬ ‫للم�ؤمتر على احلاجة �إلى موا�صلة تعزيز التعاون‬ ‫لتحقيق الزخم العاملي املطلوب لإنهاء ت�شويه‪ /‬قطع‬ ‫الأع�ضاء التنا�سلية الأنثوية وتعزيز االلتزامات الدولية‬ ‫واال�سرتاتيجيات وال�سيا�سات الوطنية ملكافحة هذه‬ ‫العادة امل�ستمرة يف ‪ 29‬دولة �إفريقية وبلدان �أخرى يف‬ ‫ال�شرق الأو�سط و�آ�سيا‪ ،‬ال تزال متار�س هذا االنتهاك‬ ‫حلقوق الإن�سان والتهديد اجل�سيم ل�صحة الفتيات‬ ‫والن�ساء ورفاههن‪.‬‬ ‫و�أكد املتحدثون احلاجة �إلى اتخاذ �إجراءات �أقوى‬ ‫حل�شد الزعماء ال�سيا�سيني والدينيني واملجتمعيني‪،‬‬ ‫ف�ض ًال عن ال�سكان املحليني واملجتمعات التي متار�س‬

‫هذه العادة لإنهاء هذه املمار�سة ال�ضارة على الن�ساء‬ ‫والفتيات‪ ،‬التي ال يربرها �أي دين‪ ،‬بل متثل خرق ًا خطري ًا‬ ‫للتمتع الكامل بحقوق املر�أة وانتها ًكا ال عالج له لل�سالمة‬ ‫اجل�سدية واملعنوية للعديد من الفتيات والن�ساء‪.‬‬ ‫و�أعقب هذا اجلزء ال�سيا�سي من امل�ؤمتر اجلل�سة الفنية‬ ‫الثانية لإطالع امل�ؤمترين على التقدم الذي �أحرزه‬ ‫الربنامج امل�شرتك بني �صندوق الأمم املتحدة لل�سكان‪،‬‬ ‫ومنظمة الأمم املتحدة للطفولة (اليوني�سيف)‪،‬‬ ‫وم�شاريع �شراكة تو�ستان‪�-‬أوركيد (‪Tostan and‬‬ ‫‪ )Orchid‬التي متولها بلدان ال�شمال الأوروبي‬ ‫ب�شكل رئي�سي يف مكافحة ت�شويه‪ /‬قطع الأع�ضاء‬ ‫التنا�سلية الأنثوية يف غرب �إفريقيا‪ ،‬حيث ُعر�ضت‬ ‫الربامج وامل�شاريع املجتمعية الناجحة ملكافحة هذا‬ ‫االنتهاك حلقوق الن�ساء والفتيات لإظهار �إجنازاتها‬ ‫وكذلك التحديات التي تواجهها خالل تنفيذ برامج‬ ‫�إنهاء ت�شويه الأع�ضاء التنا�سلية للإناث ‪ /‬اخلفا�ض‪.‬‬

‫إياد مدني يشدد في اجتماع المجلس التنفيذي التحاد اإلذاعات اإلسالمية‬ ‫على أهمية تطوير االتحاد في ظل ما يواجهه العالم اإلسالمي من تحديات‬ ‫احت�ضن مقر الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫بجدة االجتماع الثاين للمجل�س التنفيذي الحتاد‬ ‫الإذاعات الإ�سالمية يوم الثالثاء ‪ 25‬نوفمرب ‪،2014‬‬ ‫الذي انعقد متهيد ًا لالجتماع الثالث للجمعية العمومية‬ ‫لالحتاد التي الت�أمت يوم الأربعاء ‪ 26‬نوفمرب ‪.2014‬‬ ‫وقد افتتح � َ‬ ‫أعمال االجتماع وزي ُر احلج وزي ُر الثقافة‬ ‫والإعالم املكلف باململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬رئي�س‬ ‫املجل�س التنفيذي لالحتاد‪ ،‬الدكتور بندر بن حممد‬ ‫حجار‪ ،‬مربز ًا الدور الكبري املنوط بهذا االحتاد يف‬ ‫جمال العمل الإعالمي الإ�سالمي امل�شرتك يف ظل ما‬ ‫يعرفه العامل الإ�سالمي من حتديات‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫وقد �أ‪ ‬و�ضح الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫الأ�ستاذ �إياد �أمني مدين‪ ،‬يف كلمته الرتحيبية مبعايل‬ ‫الوزير �أنه �أ�صبح من امل�ؤكد يف عاملنا املعا�صر �أن‬ ‫الإعالم ميتلك اليد الطولى يف جميع املجاالت‪ ،‬الفت ًا‬ ‫�إلى �أهمية العمل الإعالمي امل�شرتك الذي �أ�صبح �أمر ًا‬ ‫مطلوب ًا ملواجهة ما يتعر�ض له امل�سلمون ودينهم وحتى‬ ‫الدول الإ�سالمية من حمالت ت�شويه مكثفة‪ ،‬وهو ما‬ ‫يتطلب ب�صورة حيوية العمل على تطوير عمل احتاد‬ ‫الإذاعات الإ�سالمية‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬قدم املدير العام الحتاد الإذاعات‬ ‫الإ�سالمية‪ ،‬حممد �سامل ولد بوك‪ ،‬ح�صيلة عمل‬

‫االحتاد خالل ال�سنتني املا�ضيتني وامل�ساعي املبذولة‬ ‫لتطوير �أدائه‪ ،‬حيث جنح يف توقيع اتفاقيات مع عدد‬ ‫من الدول الأع�ضاء‪� ،‬إ�ضافة �إلى �إقامة �شراكات مع‬ ‫الإي�سي�سكو والبنك الإ�سالمي للتنمية وغريهما‪.‬‬ ‫وقد بحث االجتماع تقرير ًا عن ن�شاط االحتاد‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إلى تقريره املايل‪ .‬ويف نهاية االجتماع‪� ،‬أ�صدر املجل�س‬ ‫التنفيذي عدد ًا من التو�صيات التي ناق�شتها اجلمعية‬ ‫العمومية الحتاد الإذاعات الإ�سالمية يف اجتماعها يف‬ ‫اليوم املوايل وقامت بنبنيها‪.‬‬ ‫سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪ 2014‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪31‬‬


‫أخبـار‬

‫المنظمة‬

‫مدني يبحث قضايا إقليمية خالل لقائه مع الرئيس األوغندي‬ ‫ا�ستقبل فخامة رئي�س �أوغندا يويري كاغوا مو�سيفيني‬ ‫الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي ال�سيد �إياد‬ ‫�أمني مدين والوفد املرافق له يف الق�صر الرئا�سي يوم‬ ‫الأربعاء ‪� 3‬سبتمرب ‪ .2014‬و�أعرب الأمني العام للرئي�س‬ ‫مو�سيفيني عن �شكره وتقديره على �إتاحة هذا االجتماع‪،‬‬ ‫وهن�أه على فوز �أوغندا برئا�سة الدورة التا�سعة وال�ستني‬ ‫للجمعية العامة للأمم املتحدة التي بد�أت �أ�شغالها يوم‬ ‫‪� 16‬سبتمرب ‪ .2014‬كما قدم مدين للرئي�س مو�سيفيني‬ ‫عر�ض ًا حول ن�شاطات املنظمة الأخرية والق�ضايا ذات‬ ‫االهتمام امل�شرتك‪ ،‬مبا يف ذلك مكافحة مر�ض �إيبوال‬ ‫الذي انت�شر يف ثالث دول �إفريقية �أع�ضاء يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وحول احلد من الفقر ومواجهة‬ ‫التطرف الذي تتبناه جمموعات �إجرامية كحركتي بوكو‬ ‫حرام وداع�ش‪.‬‬ ‫كما قدم الأمني العام �شرح ًا ملا تبذله املنظمة من‬ ‫جهود حيال الأزمة يف جمهورية �إفريقيا الو�سطى‪ ،‬التي‬ ‫متثلت يف عقد اجتماع وزاري وزيارة وفد رفيع امل�ستوى‬ ‫لهذا البلد وتعيني املمثل اخلا�ص ال�شيخ تيجان غاديو‪،‬‬ ‫وامل�ساعدات التي مت تقدميها للمت�ضررين هناك‪.‬‬ ‫و�أعرب الأمني العام للرئي�س مو�سيفيني عن تقديره له‬ ‫لدعمه اجلامعة الإ�سالمية يف �أوغندا التي �أ�صبحت‬ ‫�صرح ًا مرموق ًا للعلم يف �أوغندا واملنطقة والتي �ستتو�سع‬ ‫مرافقها بدعم من البنك الإ�سالمي للتنمية‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬قال الرئي�س مو�سيفيني �إن على املنظمة �أن‬ ‫تركز على زيادة اال�ستثمارات فيما بني الدول الأع�ضاء‪،‬‬ ‫وتقوم بتطوير البنية التحتية والتعليم‪ ،‬ومكافحة‬ ‫التطرف والأفكار العن�صرية التي متزق املجتمعات‪.‬‬ ‫�إثر ذلك‪� ،‬أجرى الأمني العام اجتماع ًا مع وزير املالية‬ ‫والتخطيط وتطوير االقت�صاد‪ ،‬كيوانوكا ماريا‪ ،‬حيث‬ ‫بحث اجلانبان �أهداف منظمة التعاون الإ�سالمي يف‬

‫الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي يلتقي‬ ‫رئي�س �أوغندا يوري كاغوتا مو�سيفيني‬

‫ترقية التمويالت ال�صغرى‪ ،‬واحلد من الفقر وتطوير‬ ‫ا�سرتاتيجية لدعم �إنتاج وت�سويق املنتجات الرائجة يف‬ ‫الدول الأع�ضاء كالقطن مث ًال‪.‬‬ ‫كما قام الأمني العام بجولة يف حرم اجلامعة الإ�سالمية‬ ‫يف �أوغندا‪ ،‬وكانت له فر�صة لتجاذب �أطراف احلديث‬ ‫مع بع�ض الطلبة والأ�ساتذة‪.‬‬ ‫واختتم الأمني العام زيارته الر�سمية التي ا�ستغرقت‬ ‫يومني لأوغندا بلقاء وزير الدولة ل�ش�ؤون التعليم‬ ‫والريا�ضة‪ ،‬باتانينجايا كاماندا‪ ،‬وبحث معه كيفية‬ ‫موا�صلة دعم اجلامعة الإ�سالمية يف �أوغندا وتطوير‬ ‫الربامج الثقافية بني الدول الأع�ضاء‪ ،‬وبخا�صة من‬ ‫خالل الإي�سي�سكو‪ .‬وكان الأمني العام قد التقى كذلك مع‬ ‫القائم ب�أعمال وزير ال�ش�ؤون اخلارجية‪� ،‬أوكيلو �أورمي‪،‬‬ ‫وتبادال وجهات النظر حول التطورات يف ال�صومال‬ ‫وجمهورية �إفريقيا الو�سطى ومكافحة الإرهاب‪ ،‬حيث‬ ‫�أبلغ الوزير مب�ساهمة خادم احلرمني ال�شريفني مببلغ‬ ‫‪ 10‬ماليني دوالر من خالل منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫جلهود �إفريقيا يف مكافحة الإرهاب‪ ،‬حيث �أعرب‬ ‫الوزير عن تقديره الكبري لذلك‪.‬‬

‫األمين العام لمنظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫ووزير خارجية الصومال يناقشان عالقات التعاون الثنائي‬ ‫ا�ستقبل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد �إياد �أمني‬ ‫مدين‪ ،‬يوم ‪ 10‬نوفمرب ‪ ،2014‬يف مقر الأمانة العامة وزير اخلارجية‬ ‫ال�صومايل‪ ،‬ال�سيد عبد الرحمن بيليه‪.‬‬ ‫وناق�ش اجلانبان العديد من جماالت التعاون وبحثا ال�سبل والو�سائل‬ ‫الكفيلة بتعزيز العالقات الثنائية بني ال�صومال واملنظمة وكذا مو�ضوع‬ ‫العمل الإ�سالمي امل�شرتك‪.‬‬ ‫وقدم الوزير ال�صومايل نبذة للأمني العام حول �آخر م�ستجدات الو�ضع‬ ‫ال�سيا�سي والأمني والإن�ساين يف ال�صومال وكذا عن اجلهود التي تبذلها‬ ‫‪32‬‬

‫مجلة المنظمة ـ سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫حكومة بالده للنهو�ض بالدولة وبعملية بناء ال�سلم‪ ،‬م�ستعر�ض ًا‬ ‫كذلك عملية تنفيذ ر�ؤية عام ‪ 2016‬للأجندة ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫وا�ستعر�ض ال�سيد مدين‪ ،‬من جهته‪ ،‬الإ�سهامات املختلفة ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي وجهودها لإحالل اال�ستقرار يف ال�صومال‪،‬‬ ‫مهيب ًا بهذا البلد تعزيز التزامه مع املنظمة‪ ،‬ومتعهد ًا بت�صميم‬ ‫املنظمة وعزمها على موا�صلة دعمها جلهود �إحالل ال�سلم‬ ‫الدائم واال�ستقرار والتنمية يف هذا البلد‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫المنظمة‬

‫أخبـار‬

‫مدني يبحث في دوشنبه وأستانة سبل دفع التعاون‬ ‫إلى األمام في المجاالت التنموية والعلمية‬ ‫دو�شنبيه ـ �أ�ستانة‬ ‫قام الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني‬ ‫مدين‪ ،‬ب�أول زيارة ر�سمية له �إلى دول �أع�ضاء يف منطقة‬ ‫�آ�سيا الو�سطى‪� ،‬شملت ك ًال من جمهوريتي طاجيك�ستان‬ ‫وكازاخ�ستان‪ ،‬وبد�أت الأحد‪� 25 ،‬أكتوبر ‪ ،2014‬حيث‬ ‫حملت �ضمن �أهدافها‪ ،‬جملة من املوا�ضيع‪ ،‬كان �أبرزها‬ ‫تعزيز العالقات بني املنظمة ودول املنطقة‪.‬‬ ‫وا�ستهل الأمني العام جولته‪ ،‬بزيارة ر�سمية �إلى‬ ‫العا�صمة الطاجيكية دو�شنبيه‪.‬‬ ‫ويف اجتماعه مع ال�سيد �إمام علي رحمون‪� ،‬أطلع الأمني‬ ‫العام الرئي�س الطاجيكي على الأن�شطة التي ت�ضطلع‬ ‫بها منظمة التعاون الإ�سالمي بغية تعزيز التعاون بني‬ ‫بلدان املنظمة‪ ،‬وخا�صة مع دول و�سط و�شرق �آ�سيا‪ .‬و�أكد‬ ‫�ضرورة املزيد من التن�سيق لتعزيز امل�شاريع و�إيجاد‬ ‫جماالت جديدة للتعاون مع الدول الأخرى الأع�ضاء يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪ .‬و�أعرب مدين عن ا�ستعداد‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي لال�ضطالع بدورها يف تعزيز‬ ‫التنمية يف طاجيك�ستان‪ .‬‬ ‫من جانبه‪� ،‬أكد الرئي�س الطاجيكي دعم بالده لتعزيز‬ ‫دور منظمة التعاون الإ�سالمي التي تبذل جهود ًا مو�صولة‬ ‫للتغلب على التحديات التي تواجه العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫كما تطرق اجلانبان �إلى خمتلف جوانب املنتدى الأول‬ ‫لال�ستثمار يف خطة عمل منظمة التعاون الإ�سالمي مع‬ ‫�آ�سيا الو�سطى‪ ،‬والذي انعقد يوم ‪� 27‬أكتوبر ‪ 2014‬يف‬ ‫دو�شانبه‪ .‬‬ ‫وخالل اجتماع الأمني العام مع وزير اخلارجية‪ ،‬ال�سيد‬ ‫�سراج الدين �أ�صلوف‪ ،‬ناق�ش اجلانبان الق�ضايا املت�صلة‬ ‫بالتعاون املثمر بني طاجيك�ستان ومنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي يف خمتلف املجاالت‪ .‬و�أبرز ال�سيد �أ�صلوف‬ ‫الإمكانات االقت�صادية التي تتمتع بها طاجيك�ستان‪،‬‬ ‫معرب ًا عن ا�ستعداده لتعزيز العالقات مع منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‬ ‫والتقى مدين بوزير التعليم الطاجيكي‪ ،‬ال�سيد نور‬ ‫الدين �سيد‪ ،‬يوم ‪� 25‬أكتوبر ‪ ،2014‬وا�ستعر�ض اللقاء‬ ‫�سبل التعاون بني اجلانبني‪ ،‬فيما تطرق الأمني العام‬ ‫�إلى التح�ضريات اجلارية لعقد قمة العلوم والتكنولوجيا‬ ‫القادمة يف �إ�سالم �أباد يف عام ‪ ،2015‬م�ؤكد ًا �أهمية هذه‬ ‫القمة باعتبارها الأولى من نوعها على م�ستوى القادة‬ ‫التي �ستبحث ق�ضايا علمية من �ش�أنها �أن ترتقي بهذه‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫املجاالت يف الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫و�أكد الوزير الطاجيكي بدوره �أهمية القمة العلمية ملا‬ ‫�ست�ضيفه من �إمكانية توفري التقنيات التي يحتاج �إليها‬ ‫العامل الإ�سالمي‪ ،‬وتُـ َعـد التحدي الأبرز يف امل�ستقبل‬ ‫القريب يف ظل تطور وتفوق كثري من الدول يف هذا‬ ‫املجال‪ .‬وا�ستعر�ض مدين مع الوزير �أن�شطة املنظمة يف‬ ‫خمت ِلف املجاالت‪.‬‬ ‫ويف اجتماعه الثاين‪� ،‬أكد الأمني العام للمنظمة‪ ،‬ووزير‬ ‫املالية‪ ،‬ال�سيد عبد ال�سالم قوربانوف‪ ،‬احلاجة �إلى‬ ‫تقدمي املزيد من التعاون للم�شاريع ال�صغرية‪ .‬و�شدد‬ ‫االجتماع على �أهمية عقد املنتدى الأول لال�ستثمار‪،‬‬ ‫ب�ش�أن خطة املنظمة للعمل على تعزيز التعاون بني دول‬ ‫�آ�سيا الو�سطى‪ ،‬والذي ُعقد يف ‪� 27‬أكتوبر ‪.2014‬‬ ‫ويف اجتماعه الثالث‪ ،‬التقى مدين بال�سيد �أهتام عبد‬ ‫اهلل زادة‪ ،‬رئي�س هيئة ال�شباب والريا�ضة وال�سياحة‬ ‫يف طاجيك�ستان‪ ،‬حيث �شدد اجلانبان على �ضرورة‬ ‫تعزيز ال�سياحة يف البالد‪ .‬و�أطلع الأمني العام اجلانب‬ ‫الطاجيكي على التح�ضريات اجلارية لإقامة �ألعاب‬ ‫الت�ضامن الإ�سالمي املرتقبة يف باكو‪� ،‬أذربيجان‪،2016 ،‬‬ ‫و�أهمية م�شاركة طاجيك�ستان فيها‪ .‬كما بحث اجلانبان‬ ‫عدة ق�ضايا تتعلق بال�شباب يف العامل الإ�سالمي‪ ،‬و�سبل‬ ‫التعاون لتعزيز هذا اجلانب �ضمن مركز ال�شباب‪،‬‬ ‫والك�شافة‪ ،‬وغريها من املراكز والأن�شطة التي تتعلق‬ ‫بتعزيز دور ال�شباب يف العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫واختتم الأمني العام للمنظمة جولته يف �آ�سيا الو�سطى‬ ‫بزيارة ر�سمية هي الأولى كذلك �إلى جمهورية‬ ‫كازاخ�ستان‪ ،‬و�شملت ك ًال من مدينة �أملاتي التاريخية‪،‬‬ ‫والعا�صمة الكازاخية �أ�ستانة‪ ،‬يف الفرتة من ‪ 28‬ـ ‪31‬‬ ‫�أكتوبر املا�ضي‪ .‬وت�ضمنت لقاءات مع عدد من امل�س�ؤولني‪،‬‬ ‫كان �أبرزها مع رئي�س الوزراء‪ ،‬كرمي ما�سيموف الذي‬ ‫ناق�ش معه التحديات التي يواجهها العامل الإ�سالمي‬ ‫كمكافحة الإرهاب والتطرف‪� ،‬إ�ضافة �إلى ق�ضايا‬ ‫منطقة ال�شرق الأو�سط‪ ،‬و�شدد الأمني العام على �أهمية‬ ‫دور كازاخ�ستان كع�ضو مهم يف اال�ضطالع بدوره من‬ ‫خالل املنظمة‪ ،‬خدمة لق�ضايا الأمة الإ�سالمية‪.‬‬

‫مدني يقوم بجولة في آسيا‬ ‫الوسطى لتعزيز العالقة بين‬ ‫المنطقة والمنظمة‬

‫والتقى مدين كذلك مع وزراء «اخلارجية» و»اال�ستثمار‬ ‫والتنمية»‪ ،‬و»الثقافة والريا�ضة»‪ ،‬و»الزراعة»‪ ،‬وت�ضمنت‬ ‫اللقاءات تباد ًال لوجهات النظر وم�شاورات مكثفة حول‬ ‫الق�ضايا ذات االهتمام امل�شرتك‪.‬‬ ‫وتطرق الأمني العام والوزراء من �ضمن جملة �أمور‪� ،‬إلى‬ ‫م�ساهمة كازاخ�ستان يف �أن�شطة املنظمة ف�ض ًال عن دعم‬ ‫(التعاون الإ�سالمي) للجوانب ال�سيا�سية واالقت�صادية‬ ‫واالجتماعية والثقافية يف كازاخ�ستان‪.‬‬ ‫وعلى اجلانب االقت�صادي‪ ،‬اتفق اجلانبان على التعاون‬ ‫الثنائي والتن�سيق‪ ،‬قبيل عقد االجتماع الأول للجمعية‬ ‫العامة ملنظمة الأمن الغذائي التابعة للمنظمة يف �أ�ستانة‬ ‫يف الن�صف الأول من عام ‪ .2015‬و�شدد وزير اخلارجية‬ ‫الكازاخي‪� ،‬إر�سالن �إدري�سوف على �أهمية دعم املنظمة‬ ‫لهذه احلدث الكبري‪ ،‬والتن�سيق ب�ش�أنه‪.‬‬ ‫وبحث الأمني العام كذلك خطط وبرامج تتعلق ب�إعالن‬ ‫�أملاتي عا�صمة للثقافة الإ�سالمية لعام ‪ ،2015‬داعي ًا‬ ‫اجلانب الكازاخي �إلى بذل املزيد من اجلهد لإدراج‬ ‫ال�شباب يف �أن�شطة هذه املنا�سبة‪ ،‬ون�شر الوعي بالثقافة‬ ‫الإ�سالمية املعتدلة‪ ،‬م�شدد ًا على موقع كازاخ�ستان‬ ‫الفريد وطبيعتها ملمار�سة هذا الدور‪ ،‬وا�شتهارها بالعامل‬ ‫امل�سلم املعروف الفارابي‪ ،‬والذي �أ�سهم مبجهوداته يف‬ ‫احل�ضارة الإ�سالمية‪ ،‬و�أ�ضاف لها الكثري‪.‬‬ ‫من جهة ثانية‪ ،‬اتفق الأمني العام والوزير �إدري�سوف‪،‬‬ ‫على �أهمية الدور املهم للمنظمة يف امل�ؤمتر اخلام�س‬ ‫حلوار الأديان يف �أ�ستانة‪ .‬ووجه �إدري�سوف الدعوة‬ ‫للأمني العام حل�ضور هذا احلدث‪ ،‬و�إ�سهام هذا‬ ‫احل�ضور يف تعزيز امل�ؤمتر‪.‬‬ ‫ويف م�ستهل زيارته �إلى �أملاتي‪� ،‬ألقى مدين حما�ضرة يف‬ ‫جامعة الفارابي الوطنية‪ ،‬م�سلط ًا من خاللها ال�ضوء على‬ ‫دور املنظمة يف اجلوانب املختلفة‪ ،‬ف�ض ًال عن التحديات‬ ‫التي تواجهها‪ ،‬م�شري ًا �إلى الدعم الكازاخي للمنظمة‪،‬‬ ‫وبخا�صة حني تر�أ�ست جمل�س وزراء اخلارجية يف‬ ‫عام ‪ ،2011‬وا�ستمع �إلى �أ�سئلة الطلبة احل�ضور‪ ،‬وقدم‬ ‫�إجابات وافية تناولت يف جمملها املقرتحات وما ميكن‬ ‫�أن تقدمه كازاخ�ستان للعامل الإ�سالمي من خالل دورها‬ ‫الفريد يف منطقة �آ�سيا الو�سطى‪.‬‬ ‫ويف ختام املحا�ضرة‪ ،‬كرمت �إدارة اجلامعة الأمني‬ ‫العام �إياد �أمني مدين مبنحه الدكتوراه الفخرية لدوره‬ ‫و�إ�سهاماته يف العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪ 2014‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪33‬‬


‫أخبـار‬

‫المنظمة‬

‫الرئيس السوداني ومدني يبحثان‬

‫تعزير العمل اإلسالمي المشترك‬ ‫والتعاون العلمي وتأسيس بنك دارفور‬

‫اخلرطوم ـ ال�سودان‪:‬‬ ‫قام الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني‬ ‫مدين‪ ،‬بزيارة ر�سمية جلمهورية ال�سودان خالل الفرتة‬ ‫من ‪ 27‬ـ ‪ 29‬دي�سمرب ‪ .2014‬وخالل ا�ستقبال الرئي�س‬ ‫عمر ح�سن �أحمد الب�شري‪ ،‬رئي�س جمهورية ال�سودان يف‬ ‫ق�صر ال�ضيافة‪ ،‬الأمني العام‪� ،‬أكد الرئي�س ال�سوداين‬ ‫�أهمية منظمة التعاون الإ�سالمي على ال�ساحتني‬ ‫الإقليمية والدولية‪ ،‬مثمن ًا جهود الأمني العام يف تعزيز‬ ‫الت�ضامن الإ�سالمي‪ ،‬خلدمة دول و�شعوب الأمة التي‬ ‫متر مبرحلة ح�سا�سة يف �ضوء النـزاعات التي يقع‬ ‫معظمها يف العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫و�أعرب الأمني العام‪ ،‬من جهته‪ ،‬عن �أهمية ت�ضافر‬ ‫اجلهود من جميع الدول الأع�ضاء لتعزيز العمل‬ ‫الإ�سالمي امل�شرتك ملواجهة التحديات الكبرية‬ ‫التي يواجهها العامل الإ�سالمي على جميع الأ�صعدة‬ ‫ال�سيا�سية واالقت�صادية واالجتماعية والثقافية‪.‬‬ ‫وعلى �صعيد �آخر‪ ،‬عقد مدين جل�سة مباحثات ر�سمية‬ ‫مع وزير اخلارجية ال�سوداين‪ ،‬علي �أحمد كرتي‪ ،‬يف‬ ‫مقر وزارة اخلارجية‪ ،‬مت خاللها ا�ستعرا�ض جماالت‬ ‫التعاون الثنائي بني املنظمة وال�سودان‪ ،‬وتبادل وجهات‬ ‫النظر حول الأو�ضاع على ال�ساحتني الإقليمية والدولية‪.‬‬ ‫جدير بالذكر �أن الأمني العام التقى الربوفي�سورة �سمية‬ ‫�أبو ك�شوة‪ ،‬وزيرة التعليم العايل والبحث العلمي‪ ،‬حيث‬ ‫بحث االجتماع �أوجه التعاون بني املنظمة وال�سودان‬ ‫يف جمال التعليم و�أهمية بذل اجلهود لرتقية التعليم‬ ‫العايل يف الدول الأع�ضاء وتبادل املنح الدرا�سية‬ ‫وتنفيذ القرارات ال�صادرة عن اجتماعات وزراء‬ ‫التعليم العايل يف دول املنظمة‪.‬‬ ‫كما التقى الأمني العام وزير املالية واالقت�صاد الوطني‪،‬‬ ‫الدكتور بدر الدين حممود‪ ،‬وبحث اللقاء دور م�ؤ�س�سات‬ ‫التمويل الإ�سالمية يف حتقيق التنمية االقت�صادية يف‬ ‫‪34‬‬

‫مجلة المنظمة ـ سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫الدول الأع�ضاء‪� ،‬إلى جانب �سبل تطوير �آليات متويل‬ ‫امل�شاريع ال�صغرية بهدف مكافحة الفقر والبطالة يف‬ ‫البلدان الإ�سالمية‪.‬‬ ‫وبحث مدين مع رئي�س ال�سلطة االنتقالية لإقليم‬ ‫دارفور يف ال�سودان‪ ،‬التجاين �سي�سي‪ ،‬جميع الرتتيبات‬ ‫املتعلقة بت�أ�سي�س بنك تنمية دارفور‪ ،‬يف �ضوء نتائج‬ ‫م�ؤمتر املانحني اخلا�ص بالإقليم الذي ُعقد عام ‪2010‬‬ ‫يف القاهرة‪ .‬ومت خالل اللقاء الرتكيز على �ضرورة‬ ‫الإ�سراع يف عملية ت�أ�سي�س البنك بهدف امل�ساهمة يف‬ ‫جهود البناء و�إعادة التعمري وحتقيق التنمية يف �إقليم‬ ‫دارفور‪.‬‬ ‫واتفق اجلانبان على عقد م�ؤمتر للأطراف امل�ساهمة‬ ‫يف بنك تنمية دارفور يف مقر الأمانة العامة ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي يف مدينة جدة خالل الفرتة املقبلة‪،‬‬ ‫بعد اكتمال �أوراق العمل املطلوبة‪.‬‬

‫بزيارة جلامعة �إفريقيا العاملية يف اخلرطوم التقى‬ ‫خاللها رئي�س اجلامعة‪ ،‬الدكتور كمال عبيد و�أع�ضاء‬ ‫هيئة التدري�س وطالب اجلامعة‪ .‬وا�ستمع مدين �إلى‬ ‫�شرح من رئي�س اجلامعة حول دورها يف تقدمي املنح‬ ‫الدرا�سية للطالب يف الدول الإفريقية والآ�سيوية‪.‬‬

‫وقدم رئي�س اجلامعة نبذة عن الكليات العلمية‬ ‫والنظرية واملراكز الدرا�سات والبحث العلمي التابعة‬ ‫للجامعة‪ ،‬م�شري ًا �إلى وجود كليات تابعة للجامعة يف‬ ‫�إفريقيا و�آ�سيا‪ .‬وقال �إنه يدر�س يف اجلامعة حالي ًا‬ ‫‪� 13‬ألف طالب وطالبة‪ 75 ،‬يف املئة منهم من خارج‬ ‫ال�سودان‪.‬‬ ‫و�أعلن رئي�س اجلامعة عن توفري ‪ 10‬منح درا�سية تو�ضع‬ ‫حتت ت�صرف الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وقد حتدث الأمني العام‪ ،‬من جانبه‪ ،‬عن عالقة املنظمة‬ ‫بعدد من اجلامعات وبرنامج املنح الدرا�سية‪ ،‬وعن‬ ‫�إلى ذلك‪ ،‬قام الأمني العام بزيارة ملنظمة الدعوة �أهمية تعزيز التبادل الأكادميي والبحثي بني جامعات‬ ‫الإ�سالمية التقى خاللها‪ ،‬امل�شري عبد الرحمن �سوار الدول الأع�ضاء‪� ،‬إلى جانب �ضرورة تخ�صي�ص �أق�سام‬ ‫الذهب‪ ،‬رئي�س جمهورية ال�سودان الأ�سبق‪ ،‬ورئي�س لدرا�سات املناطق‪.‬‬ ‫جمل�س الأمناء‪ ،‬وا�ستمع �إلى �شرح عن �أن�شطة املنظمة‬ ‫وبراجمها داخل ال�سودان ويف قارة �إفريقيا‪.‬‬ ‫جدير بالذكر �أن قناة النيل الأزرق الف�ضائية ال�سودانية‬ ‫�أجرت لقا ًء تلفزيوني ًا مع الأمني العام‪ ،‬مت فيه ا�ستعرا�ض‬ ‫�أجندة عمل منظمة التعاون الإ�سالمي وعك�س ر�ؤيتها‬ ‫ب�ش�أن عدد من الق�ضايا الإقليمية والدولية‪.‬‬ ‫كما عقد الأمني العام لقا ًء مع عدد من ر�ؤ�ساء التحرير‬ ‫و ُكتّاب الر�أي يف ال�صحف ال�سودانية‪ ،‬مت خالله تبادل‬ ‫وجهات النظر حول الأو�ضاع يف ال�سودان والإقليم‪� ،‬إلى‬ ‫جانب �أهم التحديات التي تواجهها املنظمة يف هذا‬ ‫الظرف الدقيق الذي مي ّر به العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وقام الأمني العام‪ ،‬يف ختام زيارته جلمهورية ال�سودان‪،‬‬

‫الوزير علي كرتي‬

‫الوزيرة �سمية �أبو ك�شوة‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫آراء‬ ‫نحو قراءة جديدة لواقع التطورات في المنطقة‬

‫د‪ .‬أحمد سالم السعد‬ ‫إدارة اإلعالم‬ ‫منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫الرؤى قد تتغير بين‬ ‫الفينة واألخرى تبع ًا‬ ‫لتطورات األحداث مداً‬ ‫وجزراً‪ .‬لذلك قد تسود‬ ‫لبرهة قراءة ّما‪ ،‬لكن‬ ‫سرعان ما تتطور‬ ‫األحداث في اتجاه‬ ‫مغاير فتفقد بريقها‬ ‫لتسود محلها قراءة‬ ‫جديدة أو «نسخة‬ ‫معدلة» منها‬ ‫ّ‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫ذهب ال ُكتّاب و�أ�صحاب الر�أي مذاهب �شتى وطرائق قدد ًا يف قراءاتهم وحتليالتهم للتطورات الكربى يف بع�ض بلدان العامل‬ ‫العربي‪ .‬وقد ال يخفى‪ ،‬من خالل تتبع هذه القراءات على امتداد هذه التطورات‪� ،‬أن املواقف قد تتبدل و�أن الر�ؤى قد تتغري بني‬ ‫الفينة والأخرى تبع ًا لتطورات الأحداث مد ًا وجزر ًا‪ .‬لذلك قد ت�سود لربهة قراءة ّما‪ ،‬لكن �سرعان ما تتطور الأحداث يف اجتاه‬ ‫مغاير فتفقد بريقها لت�سود حملها قراءة جديدة �أو ن�سخة معدّلة منها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يبدو �أنه ب�إمكاننا �أن ن�ص ّنف هذه القراءات‬ ‫�إجما ًال وفق مرجعيتني رئي�سيتني �أو م�سارين اثنني يتفاوت من�سوب االندفاع والت�أييد واحلما�سة لدى املتب ّنني لأيٍّ منهما‪.‬‬ ‫الحظ �أنه خالل ال�سنتني الأوليني تقريب ًا من بداية الأحداث‪� ،‬سادت قراءة ترى ما يجري هـ ّبـة �شعبية يف طريقها للتحول �إلى‬ ‫ُي َ‬ ‫ثورة عارمة و�أنها جاءت نتاج يقظة ال�شعوب وتطلعها �إلى احلياة الكرمية وحر�صها على �أ ّال تظل خارج �سياق التاريخ‪ ،‬مربرين‬ ‫ما يحدث من عمليات قتل وا�ضطرابات �أمنية ب�أنه �ضريبة نيل احلرية التي ال بد من دفعها‪ ،‬و�أن ذلك يف معظمه من تدبري قوى‬ ‫الثورة امل�ضادة التي ت�سعى �إلى االنق�ضا�ض على �أحالم ال�شعوب و�آمالها‪ .‬وي�شدّد ه�ؤالء النكري على من يدّعي وفاة «الربيع العربي»‪،‬‬ ‫متم�سكني بالقول �إن ما �أ�صاب احلراك ال�شعبي من هزات ال يتعدّى �أن يكون هزائم يف بع�ض اجلوالت‪.‬‬ ‫وي�ست�شهد �أ�صحاب هذه القراءة مبا يعتربونه خربة التاريخ‪ ،‬مذ ّكرين ب�أن �آل البوربون عادوا �إلى عر�ش فرن�سا بعد عقدين ون�صف‬ ‫عقد على اندالع الثورة الفرن�سية‪ ،‬و�أن «ربيع �أوروبا» كان طوي ًال ومعقد ًا وفو�ضوي ًا يف بع�ض الأحيان‪ .‬كما ي�ستدل ه�ؤالء على ما‬ ‫ذهبوا �إليه بقراءة حتليلية لواقع العامل املعا�صر‪ ،‬حيث يرون �أنه على الرغم مما يبدو يف الواقع الراهن من «ركود دميقراطي»‬ ‫ف�إنه يف عام ‪ ،1974‬اقت�صر عدد الدول التي التزمت بالتطبيق الدميقراطي على ‪ 40‬دولة فقط‪ ،‬لكنه و�صل الآن �إلى ‪ 120‬دولة‪.‬‬ ‫(ل�ست �أدري �إن كان ي�ؤخذ يف احل�سبان الزيادة يف عدد الدول التي نالت ا�ستقاللها خالل هذه الفرتة)‪.‬‬ ‫ويخ ُل�ص �أ�صحاب هذه القراءة �إلى �أن احلمالت امل�ضادة للربيع العربي يقوم بها منتفعون من ا�ستمرار الو�ضع القائم بعدما‬ ‫متكنوا من اال�ستيالء على مقدّرات الدول وثرواتها على حني غفلة من �أهلها‪ ،‬و�أن هذه احلمالت التي يقودها ه�ؤالء املنتفعون هي‬ ‫التي �أخط�أت يف قراءة الأحداث‪ ،‬و�أعلنت احلرب على التاريخ‪.‬‬ ‫�أما �أ�صحاب القراءة الثانية فريون �أن ما جرى كان م�ؤامرة هدفت �إلى زعزعة اال�ستقرار خدمة للأعداء‪ ،‬ويف طليعتهم �إ�سرائيل‬ ‫التي ا�ستغلت الواقع �أب�شع ا�ستغالل يف تكري�س احتاللها لفل�سطني و�سعيها لتهويد القد�س ال�شريف وتغيري طابعها ال�سكاين‪،‬‬ ‫وارتكبت �أفظع اجلرائم يف غزة‪.‬‬ ‫ويدافع ه�ؤالء عن ر�ؤيتهم من خالل �سرد الوقائع الناجمة عن تطورات الأحداث‪ ،‬بحيث يظهرونها على �أنها تدهور للو�ضع القائم‬ ‫من التجزئة ال ُقطرية �إلى التجزئة الطائفية‪ .‬فلم ي�ؤ ِّد ما وقع من �أحداث‪ ،‬بح�سب نظرهم‪� ،‬إ ّال �إلى �إثارة النعرات الطائفية وت�أجيج‬ ‫اخلالفات املذهبية‪ ،‬حتى دخلت هذه الدول يف دوامة من ال�صراعات واال�ضطرابات جمهولة العواقب‪ .‬ويربط ه�ؤالء بني الأحداث‬ ‫التي جرت يف العراق �إثر االحتالل الأمريكي يف عام ‪ 2003‬وما ا�ستج ّد من تطورات ت�ضطلع بدور كبري يف الو�صول �إلى ما و�صل‬ ‫�إليه احلال يف بع�ض املناطق من احرتاب �أهلي وقالقل اجتماعية‪ .‬ويخ ُل�ص ه�ؤالء �إلى �أن ما يحدث من توتر وفو�ضى �سيا�سية‬ ‫عمل مد ّمر هدفه خدمة م�شروع حتويل الدول �إلى دويالت واجليو�ش النظامية �إلى ميلي�شيات و�إثارة النعرات العرقية والطائفية‬ ‫واملذهبية والقبلية واملناطقية‪.‬‬ ‫ويف معر�ض التحليل‪ ،‬جند �أ�صحاب القراءتني ي�ست�شهدون مبا يعتربونه دالئل على ما يرت�أونه من �أفكار‪ ،‬فتجد بع�ضهم يركز على‬ ‫بع�ض املعطيات والوقائع لدرجة التهويل‪ ،‬يف وقت قد يه ّونون فيه من معطيات �أخرى قد تبدو ذات �ش�أن مهم‪ ،‬ال ل�شيء �إ ّال لأن ذلك‬ ‫قد ال يخدم طرحهم الذي ي�سعون �إلى �إثباته و�إقناع القـ ّراء به‪.‬‬ ‫لكنني �أرى �أن هناك بع�ض املعطيات التي مل يتم الرتكيز عليها‪ ،‬والتي قد يبدو من �أهمها ذلك القا�سم امل�شرتك بني الدول اخلم�س‬ ‫(تون�س وليبيا وم�صر واليمن و�سوريا) التي �شهدت وقوع الأحداث اجل�سام‪ .‬فف�ض ًال عن امل�صاعب االقت�صادية واالجتماعية التي‬ ‫كان يعانيها معظم �أفراد ال�شعب يف تلك الدول‪ ،‬كان هناك �سعي وا�ضح بطريقة �أو ب�أخرى �إلى توريث احلكم‪ ،‬وذلك يف خمالفة‬ ‫�صريحة ملقت�ضيات النظام اجلمهوري‪ .‬فهل كانت هذه جمرد م�صادفة؟ وهل ي�ؤخذ على القراءتني عدم تركيزهما على دور‬ ‫العاملني اجليو�سيا�سي واالقت�صادي وملف الإرهاب الذي �أ�صبح هاج�س اجلميع بعدما فر�ض نف�سه على امل�شهد؟‬ ‫على كل حال‪ ،‬ف�إنه ب�إزاء هاتني القراءتني‪ ،‬قد يبدو من املنطقي اال�ستنتاج ب�أن هناك ا�ستعجا ًال من البع�ض يف احلكم على ما‬ ‫ميكن �أن ن�صطلح على ت�سميته «حالة» نعي�ش يف بوتقتها‪ ،‬ومل تتبلور حيثياتها‪ ،‬بل �إنها تبدو �أبعد من �أن تكون قد بلغت مداها‪ ،‬وقد‬ ‫ال نتمكن مع انعدام الت�صور الكامل لكل �أبعادها من التو�صل �إلى حكم مو�ضوعي عليها‪ .‬لكن من الوا�ضح �أن ما د ّبجه ال ُكتاب من‬ ‫مقاالت رمبا كان يف معظمه بدافع �إيديولوجي بحت ي�سعى �إلى جتيري الواقع ل�صالح طرحه الفكري‪.‬‬ ‫ويف ظل الغمو�ض الذي يكتنف امل�آالت النهائية للأحداث‪ ،‬يبدو �أنه ينبغي علينا االنتظار حتى تكتمل ال�صورة بكل جتلياتها‪ ،‬وقد‬ ‫يكون امل�ستقبل وامل�ستقبل وحده هو الكفيل بتبيان اخليط الأبي�ض من الأ�سود يف هذا املو�ضوع‪ .‬لكن ينبغي �أ ّال نغفل الإ�شارة �إلى �أن‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي بادرت يف هذا ال�صدد �إلى دعوة دولها الأع�ضاء �إلى اتخاذ جملة من الإ�صالحات و�إلى تفعيل مبادئ‬ ‫احلكم الر�شيد‪ ،‬وطالبت باعتماد احلوار �سبي ًال وحيد ًا لت�سوية اخلالفات‪ ،‬بعيد ًا عن �أجواء العنف وال�صدام‪.‬‬ ‫سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪ 2014‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪35‬‬


‫شؤون إنسانية‬ ‫البعثة المشتركة للمنظمة ومكتب تنسيق المساعدات اإلنسانية‬ ‫إلى العراق تدعو إلى جمع ‪ 2.2‬مليار دوالر إلغاثة ‪ 5.2‬مليون شخص‬ ‫جنيف ـ �سوي�سرا‪:‬‬ ‫عقد الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون الإن�سانية ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سفري ها�شم يو�سف‪ ،‬ومدير مكتب‬ ‫تن�سيق ال�ش�ؤون الإن�سانية يف جنيف‪ ،‬ر�شيد خاليكوف‪،‬‬ ‫م�ؤمتر ًا �صحفي ًا م�شرتك ًا يف جنيف‪ ،‬يوم ‪� 27‬أكتوبر‬ ‫‪ ،2014‬بعد انتهاء بعثتهم يف العراق التي ا�ستمرت‬ ‫خالل الفرتة من ‪� 20‬إلى ‪� 23‬أكتوبر ‪ .2014‬وقد زارت‬ ‫البعثة امل�شرتكة �أربيل وبغداد ودهوك‪ ،‬حيث الحظوا‬ ‫فداحة الأزمة‪ ،‬حيث هناك ما يناهز ‪ 5.2‬مليون‬ ‫عراقي بحاجة �إلى امل�ساعدة‪� ،‬إ�ضافة �إلى زهاء ‪1.8‬‬ ‫مليون �شخ�ص نزحوا منذ يناير ‪ 2014‬ون�صفهم من‬ ‫الأطفال‪ .‬كما �أُجرب مئات الآالف على ال�سكن يف مبانٍ‬ ‫غري مكتملة‪ ،‬ويف الأماكن العامة ويف �أماكن �إقامة غري‬

‫م�ؤهلة ال ت�صلح لل�سكن‪ .‬كما قام �أع�ضاء البعثة بزيارة‬ ‫احلدود الرتكية ـ العراقية التي ت�ستقبل يومي ًا مئات‬ ‫الالجئني القادمني من مدينة عني العرب‪ /‬كوباين‪.‬‬ ‫وقد �أثنى الأمني العام امل�ساعد ه�شام يو�سف‪ :‬على‬ ‫جمهود ال�سلطات املحلية والعاملني يف املجال الإن�ساين‬ ‫واحلكومة العراقية‪.‬‬ ‫�أما بالن�سبة للأولويات‪ ،‬فقد �شدد كل من ال�سفري‬ ‫يو�سف وال�سيد خاليكوف على �ضرورة اال�ستعداد‬ ‫لف�صل ال�شتاء القادم‪ .‬ومن الالزم توفري مواد الإغاثة‬ ‫الأ�سا�سية كالبطانيات والكريو�سني ومواقد التدفئة ‪.‬‬ ‫و�أ�شار ال�سفري يو�سف �إلى �أن تهيئة املالجئ تُـ َعـ ّد من‬ ‫الأولويات‪ ،‬فهناك ‪ 400‬مدر�سة ب�إقليم كرد�ستان يف‬ ‫العراق ت�ست�ضيف نازحني‪ ،‬مما �أدى �إلى ت�أجيل العام‬

‫الدرا�سي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقد حتدث �أي�ضا عن ال�صعوبات التي تواجهها‬ ‫الأقليات‪ ،‬فبع�ضهم وتخ�شى العودة حتى و�إن �شعروا ب�أن‬ ‫الو�ضع بد�أ يتح�سن‪.‬‬ ‫وقال ال�سيد خاليكوف �إن مكتب تن�سيق ال�ش�ؤون‬ ‫الإن�سانية �أطلق خطة اال�ستجابة اال�سرتاتيجية �أثناء‬ ‫الزيارة‪ ،‬والتي حتتاج �إلى ‪ 2.2‬مليار دوالر لتغطية‬ ‫متطلبات الإن�سانية واحلماية لـ ‪ 5.2‬مليون ن�سمة‬ ‫بحلول نهاية �شهر دي�سمرب ‪ ،2015‬وبينما توفرت حتى‬ ‫الآن م�ساهمات ب�أكرث من ‪ 600‬مليون دوالر‪ .‬ويف هذا‬ ‫ال�صدد‪ ،‬وجه كل من ال�سيد خاليكوف وال�سفري يو�سف‬ ‫ال�شكر حلكومة اململكة العربية ال�سعودية مل�ساهمتها‬ ‫العظيمة‪.‬‬

‫بعثة شراكة إنسانية مشتركة إلى‬ ‫تشاد لالطالع على شؤون الالجئين‬

‫ا�ستكملت بعثة ال�شراكة الإن�سانية الرفيعة امل�ستوى‬ ‫امل�شرتكة �إلى ت�شاد‪ ،‬برئا�سة منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫واالحتاد الإفريقي ومكتب الأمم املتحدة لتن�سيق‬ ‫ال�ش�ؤون الإن�سانية‪ ،‬مهمتها �إلى جنامينا يوم ‪ 21‬نوفمرب‬ ‫‪.2014‬‬ ‫وقد ت�ألفت هذه البعثة‪ ،‬التي بد�أت مهمتها يوم ‪17‬‬ ‫نوفمرب ‪ ،2014‬ف�ض ًال عن م�شاركني من املنظمات‬ ‫امل�شار �إليها �أعاله‪ ،‬من ممثلني عن كل من جامعة‬

‫الدول العربية و�أذربيجان و�أملانيا والكويت وال�سعودية‬ ‫وجنوب �إفريقيا وتركيا وقطر والواليات املتحدة‬ ‫الأمريكية‪� ،‬إ�ضافة �إلى �شركاء من منظمات غري‬ ‫حكومية وهيئات خريية من خمتلف دول اخلليج‪.‬‬ ‫وكان الغر�ض الأ�سا�سي من هذه البعثة هو الإعراب‬ ‫عن الت�ضامن مع ت�شاد عقب تدفق �أعداد هائلة من‬ ‫الالجئني والعائدين من جمهورية �إفريقيا الو�سطى‪،‬‬ ‫وكذلك من �أجل االطالع على نحو مبا�شر على‬ ‫احتياجات ال�ضعفاء من النا�س الذين يعي�شون يف‬ ‫غالبيتهم يف املناطق الريفية من ت�شاد‪ .‬وحتقيقا لهذه‬ ‫الغاية‪ ،‬قامت البعثة بزيارة �إلى مدينة ماو يف منطقة‬ ‫كانيم و�إلى خميم العائدين يف مايكاما يف منطقة‬

‫مواين �شاري‪.‬‬ ‫وقد الحظت البعثة مدى ج�سامة التحديات التي تواجه‬ ‫ت�شاد يف جمال احل�صول على املاء واخلدمات ال�صحية‬ ‫والتغذية‪ ،‬وهو ما يزيد من تفاقم ال�صعاب التي يواجهها‬ ‫هذا البلد يف التعامل مع الالجئني والعائدين من بلدان‬ ‫اجلوار يف اجلنوب وال�شرق وال�شمال ال�شرقي‪.‬‬ ‫وقد خ ُل�صت البعثة �إلى ا�ستنتاج مفاده �أنه لن يت�سنى‬ ‫مواجهة تلك ال�صعاب �إال من خالل �إقامة �شراكة قوية‬ ‫داخل املجتمع الدويل مل�ساعدة ت�شاد‪ ،‬داعية يف الوقت‬ ‫ذاته �إلى تقدمي الدعم القوي للن�شاطات الإن�سانية‬ ‫والإغاثية التي تفتقر للتمويل الكايف‪.‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي تبدأ مشاريع‬ ‫لتعزيز “األمن الغذائي” في الصومال‬ ‫جرى متويله من قبل �شركة عبد اهلل ها�شم ـ اململكة‬ ‫العربية ال�سعودية‪ ،‬وب�إ�شراف املنظمة‪.‬‬ ‫و ُيعتبرَ امل�شروع �أحد �أهم امل�شاريع احلالية التي قدمت‬ ‫حلو ًال مل�شاكل املزارعني ال�صوماليني يف �سعيهم لتوفري‬ ‫املياه لأغرا�ض زراعية‪ .‬وتابع مكتب املنظمة خطوات‬ ‫ت�شغيل امل�شروع الذي ت�ضمن �إعادة ت�أهيل ‪ 11‬قناة‬ ‫�أجنزت منظمة التعاون الإ�سالمي املرحلة الأولى من مائية‪ ،‬من بني ‪ 23‬قناة �أخرى‪ ،‬بغية ا�ست�صالح �أكرث‬ ‫الري يف ال�صومال‪ ،‬والذي من ‪ 1500‬فدان يف �إقليم �شبيلي ال�سفلى‪ ،‬فيما يتم‬ ‫م�شروع �إعادة ت�أهيل قنوات ّ‬ ‫‪36‬‬

‫مجلة المنظمة ـ سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫العمل على �إعادة ت�أهيل خم�س قنوات �أخرى قريب ًا‪.‬‬ ‫ويهدف امل�شروع �إلى متكني املزارعني ال�صوماليني‬ ‫من العودة �إلى حياتهم الطبيعية‪� ،‬ضمن ا�سرتاتيجية‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي الرامية �إلى متكني ال�شعب‬ ‫ال�صومايل من حتقيق الأمن الغذائي‪ ،‬والتي بد�أت منذ‬ ‫عام ‪ ،2011‬حني تعر�ض ال�صومال ملوجة جماعة حادة‪،‬‬ ‫�أ�سهمت املنظمة يف الت�صدي لها ب�صورة لقيت تقدير ًا‬ ‫دولياً‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون‬

‫إنسانية‬ ‫تقرير بعثة منظمة التعاون اإلسالمي يؤكد‬ ‫أهمية زيادة االهتمام بالقطاعات المنكوبة في غزة‬

‫غزة ـ فل�سطني‪:‬‬ ‫توجه وفد منظمة التعاون الإ�سالمي برئا�سة ال�سفري‬ ‫ه�شام يو�سف‪ ،‬الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون الإن�سانية‪،‬‬ ‫ومب�شاركة البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬و�صندوق‬ ‫الت�ضامن الإ�سالمي‪ ،‬يف مهمة �إلى قطاع غزة يف الفرتة‬ ‫من ‪ 1‬ـ ‪� 4‬سبتمرب ‪ ،2014‬كما �صاحب الوفد ال�سيد مهند‬ ‫العكلوك‪ ،‬ممثل فل�سطني‪ ،‬ومندوبها لدى املنظمة‪.‬‬ ‫وجاءت هذه الزيارة تنفيذ ًا ملا دعت �إليه اللجنة‬ ‫التنفيذية ملجل�س وزراء اخلارجية للدول الأع�ضاء يف‬ ‫املنظمة‪ ،‬والتي ُعقدت يف مقر الأمانة العامة للمنظمة‬ ‫بجدة‪ ،‬يف العا�شر من يوليو ‪ ،2014‬وجاءت البعثة‬ ‫لالطالع على الأو�ضاع يف قطاع غزة‪ ،‬وبحث �سبل‬ ‫و�آليات التدخل للتخفيف من معاناة ال�شعب الفل�سطيني‬ ‫والإ�سهام يف الإعداد مل�ؤمتر �إعادة �إعمار غزة الذي‬ ‫ُعقد يف القاهرة يف �أكتوبر ‪.2014‬‬ ‫ويف م�ستهل زيارته‪ ،‬وجه رئي�س الوفد‪ ،‬ال�سفري ه�شام‬ ‫يو�سف‪ ،‬التحية لل�شعب الفل�سطيني و�أ�شاد ب�صموده‪،‬‬ ‫وت�شبثه بحقوقه امل�شروعة و�إ�صراره على احل�صول على‬ ‫حريته و�إقامة الدولة الفل�سطينية وعا�صمتها القد�س‬ ‫ال�شرقية‪.‬‬ ‫وجال الوفد �ضمن زيارات ميدانية‪ ،‬مبطار غزة الدويل‬ ‫واملناطق املدمرة يف خانيون�س‪ ،‬مبا فيها‪( :‬القرارة‪،‬‬ ‫وخزاعة‪ ،‬وعب�سان الكبرية‪ ،‬وعب�سان اجلدية‪،‬‬ ‫والفخاري)‪ ،‬حيث قامت القوات الإ�سرائيلية بارتكاب‬ ‫جمازر مروعة‪.‬‬ ‫وزار الوفد كذلك حي ال�شجاعية الذي �شهد ارتكاب‬ ‫االحتالل جمازر ب�شعة �ضد املدنيني‪ ،‬حيث قام‬ ‫با�ستهداف بيوت املدنيني وتدمريها فوق ر�ؤو�س‬ ‫�ساكنيها‪ ،‬و�ألقى �سالح اجلو واملدفعية �أكرث من ‪160‬‬ ‫قنبلة تزن الواحدة منها طن ًا كام ًال‪.‬‬ ‫وزار الوفد كذلك بيت حانون‪ ،‬يف �شمال �شرق قطاع‬ ‫غزة‪ ،‬والتي تعر�ضت لدمار هائل وعدوان �شر�س‬ ‫خلف مئات ال�شهداء واجلرحى‪ ،‬حيث قامت �إ�سرائيل‬ ‫با�ستهداف البنية التحتية ملدار�س وكالة غوث وت�شغيل‬ ‫الالجئني الفل�سطينيني‪ ،‬الأنروا‪.‬‬ ‫وتوجه الوفد يف مهمته �أي�ض ًا �إلى امل�ست�شفيات‪ ،‬حيث‬ ‫زار م�ست�شفى �شهداء الأق�صى يف دير البلح‪ ،‬والتي‬ ‫يعج باجلرحى‬ ‫ا�ستهدفته مدفعية االحتالل يف وقت كان ّ‬ ‫واملر�ضى وعائالتهم‪ ،‬مما �أ�سفر عن وقوع ‪� 5‬شهداء‪،‬‬ ‫وع�شرات اجلرحى‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫وقيمت البعثة الزيارة �ضمن نقاط عديدة‪� ،‬أوجزتها‬ ‫يف تقرير رفعته �إلى الأمانة العامة‪ ،‬حيث �أ�شارت �إلى‬ ‫�أن ثمة توافق ًا غري م�سبوق بني اجلهات املعنية كافة‪،‬‬ ‫ومن خمتلف التوجهات على �أن �أو�ضاع غزة كارثية‬ ‫و�أنها �أ�سو�أ كثري ًا من الأو�ضاع التي �أعقبت احلربني‬ ‫ال�سابقتني‪ ،‬غري �أن التقرير لفت كذلك �إلى �أن ال�شعب‬ ‫الفل�سطيني ال يزال يتحلى بال�صمود‪ ،‬على الرغم‬ ‫من وط�أة الأحزان والأمل على ال�شهداء‪ ،‬وعلى ما‬ ‫حلق بال�شعب الفل�سطيني من دمار وعلى الرغم من‬ ‫ال�صعوبات والتحديات‪.‬‬ ‫و�أو�ضح التقرير �أن العديد ممن التقاهم الوفد مل‬ ‫يخفوا تخوفهم من انفجار الو�ضع مرة �أخرى‪ ،‬مبا‬ ‫يف ذلك احتماالت جتدد املواجهات الع�سكرية‪ ،‬على‬ ‫الرغم من االرتياح امل�شوب باحلذر بالن�سبة لو�ضع‬ ‫امل�صاحلة الفل�سطينية‪ ،‬وما ي�صاحب ذلك من قلق‬ ‫�شديد من عدم �إحراز جهود امل�صاحلة تقدم ًا يف‬ ‫مواجهة التحديات التي تواجه غزة‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫�ستكون له خماطر جمة قد ت�ؤدي �إلى العودة مرة �أخرى‬ ‫�إلى االنق�سام وال�صراعات الداخلية الفل�سطينية‪.‬‬ ‫و�شدد التقرير على �أن �إنهاء احل�صار الإ�سرائيلي على‬ ‫قطاع غزة �سيكون �أحد العوامل الرئي�سية امل�ؤثرة على‬ ‫تطورات الأو�ضاع‪ ،‬م�ؤكد ًا‪ ،‬يف الوقت نف�سه‪� ،‬أنه من دون‬ ‫�ضغط حقيقي وم�ؤثر على �إ�سرائيل لإنهاء احل�صار‪،‬‬ ‫ف�إن الو�ضع �سينفجر بوترية �أ�سرع من �سابقاته‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص ًا �أنه حتى لو مت ا�ستخدام معرب كرم �أبو �سامل‬ ‫بكامل طاقته ف�إنه لن يكون كافي ًا للتعامل مع متطلبات‬

‫�إعادة الإعمار‪.‬‬ ‫و�أو�ضح التقرير �أن ق�ضية حما�سبة امل�س�ؤولني‬ ‫الإ�سرائيليني على ما اقرتفوه من جرائم جتاه ال�شعب‬ ‫الفل�سطيني حتتل �أهمية كربى‪ ،‬حيث يرى كثريون �أن‬ ‫هذا هو ال�سبيل الفعال ملنع تكرار العدوان على ال�شعب‬ ‫الفل�سطيني‪.‬‬ ‫ونوه التقرير مب�شاعر عدم الر�ضا من قبل ال�شعب‬ ‫الفل�سطيني جتاه تق�صري املحيطني العربي والإ�سالمي‬ ‫�إزاء تردي الأو�ضاع يف القطاع‪ ،‬م�شدد ًا على �أن ثمة‬ ‫�أهمية كبرية لدعم وبناء قدرات منظمات املجتمع‬ ‫ملدين الفل�سطينية التي ت�شعر �أنه تتم مزاحمتها من‬ ‫قبل منظمات املجتمع املدين الدولية‪ ،‬التي تناف�سها‬ ‫بد ًال من �أن ت�شاركها يف حتقيق تطلعات ال�شعب‬ ‫الفل�سطيني‪.‬‬ ‫ً‬ ‫من جهة ثانية‪� ،‬أ�شار التقرير �إلى �أن ثمة تن�سيقا ال‬ ‫ب�أ�س به بني منظمات املجتمع املدين يف داخل الدول‬ ‫الأع�ضاء باملنظمة‪ ،‬وتلك التي تن�شط يف القطاع‪،‬‬ ‫موجز ًا متطلبات فل�سطينيي غزة ب�ضرورة توفري‬ ‫الدواء والإ�سراع يف توفري الآليات الالزمة لرفع‬ ‫الركام‪ ،‬و�إزالة القذائف غري املتفجرة‪ ،‬فيما حتتل‬ ‫�أو�ضاع املر�أة والطفل �أولوية هامة‪ ،‬حيث عانت املر�أة‬ ‫وكذلك الأطفال معاناة �ضخمة جراء احلرب‪ ،‬م�ؤكد ًا‬ ‫�أن على الدول الأع�ضاء باملنظمة ا�ستحقاقات جتاه‬ ‫ال�شعب الفل�سطيني‪ ،‬على الرغم من و�صول دعم �سخي‬ ‫بالفعل يف ظل عظم االحتياجات و�ضخامتها‪.‬‬ ‫سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪ 2014‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪37‬‬


‫شؤون‬

‫إنسانية‬

‫‫النازحون والالجئون في الجزائر صداع يؤرّق الحكومة‬ ‫‬اجلزائر العا�صمة (د ب �أ)‪:‬‬ ‫بات م�شهد العدد الكبري من النازحني والالجئني‬ ‫الأفارقة وبدرجة �أقل ال�سوريني داخل الأ�سواق و�أمام‬ ‫امل�ساجد ويف ال�شوارع وحمطات ‫القطارات واحلافالت‬ ‫ي�ؤ ّرق احلكومة وال�شعب اجلزائري يف �آن واحد‪ ،‬فالزائر‬ ‫للمدن اجلزائرية ميكنه ب�سرعة مالحظة وجود �أعداد‬ ‫كبرية من ه�ؤالء‪ ،‬منهم من احرتف الت�سول �أو �أُجرب‬ ‫على ذلك‪ ،‬م�ستعم ًال يف بع�ض الأحيان الأطفال ال�صغار‬ ‫و�أ�ساليب �أخرى ال حتفظ الكرامة الإن�سانية‪‬.‬‬ ‫‫‬‫ظاهرة ُيخ�شى �أن يكون لها ت�أثري مبا�شر �أمني ًا و�صحي ًا‬ ‫على تركيبة املجتمع اجلزائري‪ ،‬الذي يواجه خطر دفع‬ ‫�ضريبة االعتقاد ال�سائد ب�أن وطنه هو البلد الوحيد‬ ‫الآمن يف �شمال �إفريقيا‪ ،‬ف�ض ًال عن اقت�صاده امل�ستقر‬ ‫بع�ض ال�شيء‪‬.‬‬ ‫‫اجلزائر من معقل لثوار و�أحرار العامل �إىل‬ ‫�أر�ض اللجوء للأفارقة‬‬ ‫‫‬‫ك�شف تقرير للجنة اال�ست�شارية حلماية وحقوق‬ ‫الإن�سان‪ ،‬املقربة من الرئا�سة اجلزائرية‪� ،‬أن اجلزائر‬ ‫كانت منذ عام ‪ ،1975‬بلد ا�ستقبال للنازحني من‬ ‫دول ال�ساحل ومتكينهم من اال�ستفادة من امل�ساعدات‬ ‫الغذائية واملتابعة ال�صحية‪‬.‬‬ ‫‫‬‫وي�شكل الالجئون ن�سبة ‪ 23.11‬يف املئة من ال�سكان‬ ‫الأجانب يف اجلزائر‪ ،‬يف حني ميثل الأ�شخا�ص الذين‬ ‫يحوزون على �صفة الجئ طالب جلوء ‪ 35.6‬يف املئة من‬ ‫جمموع الأجانب املقيمني يف اجلزائر‪ 43 ،‬يف املئة من‬ ‫ه�ؤالء يتنقلون �إلى �أوروبا وخ�صو�ص ًا �إيطاليا و�إ�سبانيا‪،‬‬ ‫و‪ 57‬يف املئة يف�ضلون اال�ستقرار يف اجلزائر‪‬.‬‬ ‫‫‬‫و�أ�شار التقرير �إلى �أن االجتار بالب�شر ال يكمن فقط يف‬ ‫تهريب النازحني ‫عرب احلدود‪ ،‬و�إمنا ميتد �أي�ض ًا �إلى‬ ‫ا�ستغاللهم عرب �شبكات التو�سل مثلما مت ت�سجيله يف‬ ‫اجلزائر العا�صمة ومدن �شمالية �أخرى‪.‬‬ ‫وي�ضع �سوء املعاملة وا�ستغالل النازحني والالجئني‬ ‫احلكومة ومعها املنظمات‬ الأهلية املحلية يف و�ضع‬ ‫حمرج وحمل انتقاد املنظمات الدولية‪.‬‬ ‫يقول فاروق ق�سنطيني‪ ،‬رئي�س الهيئة اال�ست�شارية‬ ‫حلماية وحقوق الإن�سان‪ ،‬لوكالة الأنباء الأملانية (د‬ ‫‪.‬ب ‪.‬ا)‪� ،‬إن اجلزائر ملزمة باتفاقية عام ‪1951‬‬ ‫وبربوتوكول عام ‪ 1967‬حول الالجئني‪ ،‬م�شري ًا �إلى‬ ‫�أن القانون ين�ص �صراحة على طرد ‬‫الالجئني الذين‬

‫‪38‬‬

‫مجلة المنظمة ـ سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫دخلوا البالد بطريقة غري �شرعية‪ ،‬غري �أنه �شدد على‬ ‫�أنه يتم درا�سة احلاالت حالة بحالة واحلفاظ على‬ ‫كرامة الإن�سان‪.‬‬ ‫واعرتف ق�سنطيني ب�أن وجود ‪� 250‬ألف الجئ يف‬ ‫اجلزائر يتجاوز طاقة احلكومة التي يتعني عليها توفري‬ ‫الإيواء الالئق واملتابعة ال�صحية والغذاء له�ؤالء و حتى‬ ‫ال�شغل يف بع�ض الأحيان‪.‬‬ ‫و�أكد ق�سنطيني �أن ما يحدث يف ليبيا �أ�صبح ميثل‬ ‫مع�ضلة �إ�ضافية للجزائر‪،‬‫داعي ًا �إلى �إيجاد حلول عاجلة‬ ‫مل�شكلة النازحني الذين يقدم بع�ضهم �صور ًا ال‬ تحُ تمل‬ ‫يف �شوارع و�ساحات املدن اجلزائرية‪‬.‬‬ ‫وتتحدث �أرقام غري ر�سمية عن انت�شار �آالف النازحني‬ ‫والالجئني (ميثلون نحو ‪ 23‬بلد ًا)‪ ،‬من بينهم ‪1523‬‬ ‫الجئ مت الت�أكد من دخولهم �إلى اجلزائر بطريقة‬ ‫قانونية‪‬.‬‬ ‫وبح�سب الأرقام ذاتها‪ ،‬ف�إن املهاجرين القادمني‬ ‫من مايل والنيجر و�سوريا‪ ،‬وبدرجة �أقل من املغرب‬ ‫والكامريون وغينيا و�سرياليون وت�شاد‪ ،‬هم الأكرث‬ ‫عدد ًا‪.‬‬ ‫و�إذا كان الإ�شكال ال ُيط َرح بالن�سبة للعرب‪ ،‬ف�إن عدد ًا‬ ‫كبري ًا من الأفارقة يجدون �صعوبة كبرية يف التوا�صل‬ ‫مع اجلزائريني لكونهم ال يجيدون �إال لغتهم‬ املحلية‪.‬‬ ‫‫‬‫مو�سى ترك زوجته و�أوالده يف النيجر‪ ،‬وعرب احلدود‬ ‫حتى و�صل �إلى العا�صمة اجلزائرية بحث ًا عن وظيفة‬

‫ت�ؤ ّمن له قدر ًا من املال ي�سمح له بتج�سيد م�شروع له يف‬ ‫موطنه الأ�صلي‪.‬‬ ‫مو�سى يوجد يف اجلزائر منذ نحو عام‪ ،‬ا�شتاق كثري ًا‬ ‫لأوالده‪ ،‬معرتف ًا‫ب�أن القليل من املال الذي يجمعه ير�سله‬ ‫�إلى قريته عرب �شبكات تقليدية ت�سمح للقادمني من‬ ‫ال�ساحل الإفريقي ب�إر�سال الأموال �إلى عائالتهم‪.‬‬ ‫كانت بداية النـزوح للجزائر باجتاه املدن اجلنوبية‬ ‫كورقلة وغرداية والأغواط‪ ،‬غري �أن ا�شتداد احلرارة‬ ‫يف ف�صل ال�صيف وغياب فر�ص العمل‪ ،‬دفعت بالغالبية‬ ‫�إلى موا�صلة الهجرة نحو ال�شمال‪ ،‬لكن من دون‬ ‫�أن تتح�سن و�ضعياتهم بالرغم من جهود احلكومة‬ ‫وجمعيات املجتمع املدين وم�ساعدات الأهايل‪‬.‬‬ ‫�ألف طلب جلوء ُيقدَّ م �سنوي ًا ملفو�ضية الأمم‬ ‫املتحدة‬ ‫تعترب املفو�ضية ال�سامية للأمم املتحدة ل�ش�ؤون‬ ‫الالجئني اجلزائر بلد عبور وملج�أ حلركات الهجرة‬ ‫املختلطة‪ ،‬كا�شفة عن �ألف طلب جلوء ُيقدَّم �سنوي ًا �إلى‬ ‫مكتب الوكالة يف هذا البلد ‬‪.‬‫وانتقدت املفو�ضية الأممية‬ ‫غياب قانون وطني حول اللجوء يف اجلزائر �أو هيئة‬ ‫وطنية للف�صل يف طلبات اللجوء‪ ،‬مما �أرغمها على‬ ‫الف�صل يف الطلبات التي تحُ ال على مكتبها‪‬.‬‬ ‫‫‬‫و�أح�صت الهيئة الأممية ‪ 96640‬الجئ ًا وطالب جلوء‬ ‫يف اجلزائر‪ 92640 ،‬يتم التكفل بهم من قبل الوكالة‪،‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون‬

‫إنسانية‬

‫�أغلبيتهم يف غرب البالد‪ .‬ويوجد على �أر�ض اجلزائر‬ ‫‪ 4040‬الجئ ًا فل�سطيني ًا ال تتكفل املفو�ضية ال�سامية‬ ‫للأمم املتحدة �إ ّال بـ ‪ 40‬منهم فقط مقابل ‪1500‬‬ ‫�سوري و‪ 400‬من مايل و‪ 100‬من الكامريون طلبوا‬ ‫اللجوء‪ ،‬ويتم التكفل بهم جميع ًا من قبل الهيئة الأممية‬ ‫و�شركائها من خالل تقدمي امل�ساعدات لهم‪ ،‬وبخا�صة‬ ‫يف جماالت التعليم وال�صحة والغذاء والطاقة والنقل‪.‬‬ ‫وب�سبب ازدياد النفقات واالحتياجات‪ ،‬ارتفعت ميزانية‬ ‫املفو�ضية الأممية ل�ش�ؤون الالجئني يف اجلزائر من‬ ‫‪ 18.7‬مليون دوالر يف عام ‪� 2010‬إلى ‪ 28.2‬مليون‬ ‫دوالر يف عام ‪ ،2013‬لت�صل �إلى ‪ 32.7‬مليون دوالر‬ ‫يف عام ‪ ‬.2014‬وتقول الهيئة الأممية �إن هذه الزيادة‬ ‫�ستم ّكنها من تغطية االحتياجات املتزايدة ب�سبب تدين‬ ‫برامج امل�ساعدة الثنائية‪.‬‬ ‫‫وبدورها‪ ،‬عمدت احلكومة اجلزائرية �إلى رفع هباتها‬ ‫املمنوحة للوكالة‪ ،‬لت�صل �إلى ‪� 100‬ألف دوالر �سنوي ًا منذ‬ ‫عام ‪ ،2009‬بعدما كانت ترتاوح ما بني ‪ 50‬و‪� 60‬ألف‬ ‫دوالر منذ عام �ألفني‪.‬‬ ‫‬‬ ‫‫‬‫م�شاريع �إمنائية لتثبيث النازحني‬‬ ‫‫‬‫تقول ال�سيدة �سعيدة بن حبيل�س‪ ،‬رئي�سة الهالل الأحمر‬ ‫اجلزائري والوزيرة ال�سابقة‪ ،‬لوكالة الأنباء الأملانية‬ ‫(د‪.‬ب‪ .‬ا)‪� ،‬إن اجلزائر مدّت يدها للفا ّرين من الأو�ضاع‬ ‫امل�أ�سوية التي تعي�شها بلدانهم و�إن النازحني هم رعايا‬

‫دول �شقيقة و�صديقة‪ .‬و�أ�ضافت �أن ال�سيا�سة املنتهجة‬ ‫من طرف احلكومة تختلف كثري ًا عن ال�سيا�سات التي‬ ‫تنتهجها الدول الغربية حيال املهاجرين‪ ،‬والتي تبدو‬ ‫قا�سية جد ًا‪.‬‬ ‫و�أ�شارت بن حبيل�س �إلى �أن الرئي�س عبد العزيز‬ ‫بوتفليقة �أمر بعدم طرد �أي الجئ‪ ،‬و�أن اجلزائر حترتم‬ ‫الكرامة الإن�سانية ولذلك جهزت مراكز �إيواء مفتوحة‬ ‫للنازحني والالجئني‪ .‬كما لفتت �إلى �أن الهالل الأحمر‬ ‫اجلزائري قدم م�ساعدات عديدة له�ؤالء‪ ،‬وهو ب�صدد‬ ‫�إطالق مبادرة جديدة مب�ساعدة احلكومة للتخفيف‬ ‫من معاناتهم‪ ،‬وبخا�صة مع قدوم ف�صل ال�شتاء وما‬ ‫يطبعه من برد قار�س‪ .‬و�شددت بن حبيل�س على �ضرورة‬ ‫احرتام الكرامة الإن�سانية يف التعامل مع الالجئني‬ ‫والنازحني‪ ،‬م�ؤكدة �أن �أعوان الهالل يتنقلون �إلى‬ ‫حمطات القطارات وامل�ست�شفيات وخمت ِلف الأماكن‬ ‫وال�ساحات العمومية خلدمتهم وتوفري احلاجات‬ ‫الأ�سا�سية لهم واحلفاظ على �صحتهم‪ .‬وك�شفت �أن‬ ‫بع�ض ه�ؤالء ف�ضلوا خيار العودة ب�إرادتهم على غرار‬ ‫الجئني �سوريني قرروا العودة �إلى دم�شق بف�ضل‬ ‫م�ساعدة الهالل الأحمر اجلزائري الذي تكفل بتذاكر‬ ‫�سفرهم عرب الطائرة‪‬.‬‬ ‫وتوجهت بن حبيل�س بنداء �إلى املفو�ضية ال�سامية للأمم‬ ‫وخمتلف ال�شركاء والهيئات‬ ‫املتحدة ل�ش�ؤون الالجئني‬ ‫ِ‬ ‫التابعة للأمم املتحدة على غرار الهالل وال�صليب‬

‫الأحمر الدوليني‪ ،‬من �أجل امل�ساهمة يف خلق م�شاريع‬ ‫�إمنائية يف بع�ض الدول احلدودية مع اجلزائر مثل‬ ‫مايل والنيجر من �ش�أنها �أن حتث النازحني على العودة‬ ‫�إلى قراهم ومدنهم‪ ،‬م�ؤكدة �أن حكومة النيجر �أبدت‬ ‫ا�ستعدادها للتعاون من �أجل جت�سيد هذه امل�شاريع‪.‬‬ ‫احلكومة يف مواجهة خطر حقيق ‬ي‬ ‫‫‬تعتقد احلكومة اجلزائرية‪ ،‬التي تخ�شى تراجع عائدات‬ ‫مبيعات النفط والغاز‪� ،‬أنها يف مواجهة خطر حقيقي‬ ‫�أمني ًا و�صحي ًا‪ ،‬حيث طلبت وزارة الداخلية من وحدات‬ ‫الأمن والدرك يف كل الواليات توخي �أق�صى درجات‬ ‫احلذر يف التعامل مع املهاجرين ال�سريني القادمني من‬ ‫دول غرب �إفريقيا‪ ،‬و�إخ�ضاعهم وبالتن�سيق مع وزارة‬ ‫ال�صحة للفح�ص الطبي فور �ضبطهم للحد من انت�شار‬ ‫فريو�س �إيبوال‪.‬‬ ‫�أما قيادة �أركان اجلي�ش ف�أعلنت �صراحة �أن نزوح‬ ‫ال�سكان نحو احلدود اجلزائرية «قد ي�ساعد على ت�سلل‬ ‫عنا�صر من جماعات �إرهابية �إلى الوطن‪ ،‬مما ي�شكل‬ ‫خطر ًا على الأمن واال�ستقرار باملنطقة» ‬‪ .‬وتبع ًا لذلك‪،‬‬ ‫قررت ال�سلطات الأمنية بالتن�سيق مع امل�صالح الإدارية‬ ‫للواليات احلدودية‪ ،‬منع �إقامة الأجانب مبخت ِلف‬ ‫جن�سياتهم يف الواليات اجلنوبية القريبة من احلدود‪.‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي ومفوضية شؤون الالجئين تتفقان على خطة عمل للتعاون‬ ‫جنيف ـ �سوي�سرا‪:‬‬ ‫عقدت كل من املفو�ضية ال�سامية للأمم املتحدة ل�ش�ؤون الالجئني ومنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي اجتماع ًا على مدى يومني يف جنيف ملناق�شات جماالت التعاون امل�شرتك‬ ‫بينهما‪.‬‬ ‫وي�أتي هذا االجتماع الذي يعقد على مدى يومني �ضمن متابعة االجتماع الرفيع‬ ‫امل�ستوى الذي جمع بني معايل الأمني العام للمنظمة‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬واملفو�ض‬ ‫ال�سامي للأمم املتحدة ل�ش�ؤون الالجئني‪ ،‬ال�سيد �أنطونيو غوتريا�س‪ ،‬يوم ‪� 9‬سبتمرب‬ ‫‪ 2014‬يف مقر الأمانة العامة للمنظمة بجدة والقا�ضي ب�إن�شاء جلنة م�شرتكة تناط‬ ‫بها مهمة النهو�ض بالتعاون بني املنظمتني‪.‬‬ ‫وقد عقدت اللجنة �أول �سل�سلة من اجتماعاتها يف جنيف يومي ‪ 19‬و‪ 20‬نوفمرب ‪،2014‬‬ ‫وناق�شت مو�ضوع التعاون يف ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا ومنطقتي �آ�سيا و�إفريقيا‪.‬‬ ‫وناق�ش الطرفان كذلك مو�ضوع �إعداد خطة عمل لفرتة �سنتني للتعاون حول الق�ضايا‬ ‫ذات االهتمام امل�شرتك‪.‬‬ ‫وتر�أ�س اللجنة امل�شرتكة كل من ال�سفري ف�ؤاد املزنعي‪ ،‬م�ست�شار الأمني العام للمنظمة‬ ‫لل�ش�ؤون الإن�سانية‪ ،‬وال�سيد حممد �أمني عواد‪ ،‬مدير مكتب املفو�ضية ال�سامية للأمم‬ ‫املتحدة ل�ش�ؤون الالجئني لل�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا‪.‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫ومتحورت املناق�شات حول �سبل تعزيز جماالت التعاون‪ ،‬وال�سيما تنفيذ �إعالن ع�شق‬ ‫�آباد ال�صادر عن امل�ؤمتر الوزاري ملنظمة التعاون الإ�سالمي حول الالجئني يف العامل‬ ‫الإ�سالمي الذي عقد عام ‪.2012‬‬ ‫و�أكد رئي�سا الوفدين يف كلمتيهما االفتتاحيتني �أهمية توطيد �شراكتهما يف املجاالت‬ ‫ذات االهتمام امل�شرتك‪ ،‬علما �أن الالجئني يف بلدان منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫ميثلون ‪ %57‬من جمموع الالجئني يف العامل‪.‬‬ ‫وجدد الطرفان التزام منظمتيهما القوي مبعاجلة م�س�ألة الالجئني يف العامل‬ ‫الإ�سالمي التي طال �أمدها‪.‬‬ ‫ويتمثل الهدف الرئي�سي ملناق�شات اللجنة امل�شرتكة يف حتديد جماالت التعاون‬ ‫الرئي�سية‪ ،‬وو�ضع خطة عمل لتنفيذ �إعالن ع�شق �آباد يف �إطار اتفاقية التعاون املربمة‬ ‫بني املنظمة واملفو�ضية عام ‪.1988‬‬ ‫وترتبط كل من املفو�ضية ال�سامية واملنظمة بعالقات تعاون طويلة الأمد وعلى‬ ‫خمتلف امل�ستويات‪ ،‬وقد عقدت منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬بالتن�سيق مع املفو�ضية‬ ‫ال�سامية وحكومة تركمان�ستان عام ‪ ،2012‬م�ؤمتر ًا وزاري ًا دولي ًا ركز ح�صري ًا على‬ ‫و�ضعية الالجئني يف العامل الإ�سالمي‪ ،‬و�أ�صدر �إعالن ع�شق �أباد حول الالجئني يف‬ ‫العامل الإ�سالمي‪.‬‬

‫سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪ 2014‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪39‬‬


‫شؤون‬

‫إنسانية‬

‫‫لبنان يكافح من أجل التصدي لتدفق الالجئين السوريين‬‬ ‫‫مدريد‪ /‬بريوت (د ب ا)‪:‬‬ ‫قامت احلكومة اللبنانية ب�إدخال تعديالت جوهرية‬ ‫على �سيا�ساتها جتاه الالجئني‪ ،‬حيث قررت يف نوفمرب‬ ‫‪ 2014‬منع دخول الالجئني ال�سوريني‪ ،‬با�ستثناء‬ ‫احلاالت الإن�سانية‪ ،‬كما �أ�صبحت ت�ضع كثري ًا من‬ ‫ال�صعوبات �أمام العائدين لبلدهم الذي تطحنه‬ ‫احلرب الأهلية منذ �أكرث من ثالث �سنوات‪ .‬وت�ؤكد‬ ‫ال�سلطات اللبنانية �أنها ال تعتزم �إغالق احلدود كلي ًا‪،‬‬ ‫بل �إنها حتاول ال�سيطرة على تدفق الأعداد الرهيبة‬ ‫من الالجئني التي �أرهقت البالد وو�ضعتها يف م�أزق‬ ‫حقيقي‪.‬‬ ‫ويف تعليق لـوكالة الأنباء الأملانية (د‪ .‬ب‪ .‬ا)‪ ،‬تقول منى‬ ‫منذر‪ ،‬امل�س�ؤولة باملفو�ضية العليا لالجئني التابعة للأمم‬ ‫املتحدة‪�« ،‬إن هناك تراجع ًا ملحوظ ًا يف �أعداد الالجئني‬ ‫الذين يتم ت�سجيلهم‪ ،‬منذ بدء تطبيق الإجراءات‬ ‫اجلديدة»‪ .‬وتقول و�سائل الإعالم املحلية‪ ،‬من جانبها‪،‬‬ ‫�إنه اعتبار ًا من الآن �أ�صبح دخول لبنان بالن�سبة‬ ‫لالجئني مق�صور ًا على احلاالت الإن�سانية‪ ،‬وتقرير هذا‬ ‫الأمر ‬‫بيد وزارتي الداخلية وال�ش�ؤون االجتماعية‪� ،‬أما‬ ‫كل من يعود �إلى �سوريا مرة �أخرى‪ ،‬فيتم �سحب وثيقة‬ ‫اللجوء التي ُم ِنحت له‪ ،‬كما بات معتاد ًا الت�ضييق على‬ ‫العمال ال�سوريني الذين يعملون يف لبنان وي�سافرون �إلى‬ ‫بالدهم لزيارة �أ�سرهم‪.‬‬ ‫و�أو�ضحت منذر �أنه «لـم تقم ال�سلطات اللبنانية‬ ‫ب�إحاطة الوكالة الأممية بالإجراءات اجلديدة»‪،‬‬ ‫وبالرغم من ذلك تقـ ّر ب�أن احلدود مل يتم �إغالقها‬ ‫نهائي ًا‪ ،‬كما �أن احلكومة اللبنانية مل جترب �أي ًا من‬ ‫الالجئني ال�سوريني على العودة �إلى بالده ق�سر ًا‪.‬‬ ‫لكن لبنان طفح به الكيل‪ ،‬وزاد عدد الالجئني ال�سوريني‬ ‫على قدرته على ا�ستيعابهم‪ُ ،‬ي�ضاف �إلى ذلك الو�ضع‬ ‫غري امل�ستقر الذي يعي�شه البلد العربي‪ ،‬ب�سبب عدم‬ ‫انتخاب رئي�س �إلى الآن‪ ،‬وا�ضطرار الربملان �إزاء الو�ضع‬

‫‪40‬‬

‫مجلة المنظمة ـ سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫الراهن لتجديد واليته الت�شريعية �إلى عام ‪،2017‬‬ ‫تفادي ًا حلدوث فراغ �سيا�سي يف ال�سلطة‪ .‬ويف ظل هذه‬ ‫الأو�ضاع‪ ،‬ميثل تزايد �أعداد الالجئني �ضغط ًا �إ�ضافي ًا‬ ‫على موارد الدولة وبنيتها الأ�سا�سية‪ ،‬كما ي�شكل خطر ًا‬ ‫�إلى حد ما على الأمن القومي للبالد‪.‬‬ ‫جدير بالذكر �أن لبنان ا�ستقبل منذ اندالع الأزمة‬ ‫ال�سورية وحتى اليوم ما يزيد على مليون و‪� 200‬ألف‬ ‫الجئ‪ ،‬وهو رقم يفوق كثري ًا العدد الذي ا�ستقبله �أي‬ ‫من البلدان العربية املجاورة ل�سورية‪ ،‬وبذلك �أ�صبحت‬ ‫العا�صمة اللبنانية بريوت من بني املدن الأعلى كثافة‬ ‫�سكانية يف العامل ب�سبب هذه الظاهرة‪‬.‬‬ ‫ووفق ًا لتقارير وكالة غوث الالجئني‪� ،‬أ�صبح واحد من‬ ‫كل �أربعة مواطنني مقيمني يف لبنان الجئ ًا‪ ،‬وهذا يعني‬ ‫�أن لبنان ا�ستقبل �أكرث من ثلث الالجئني ال�سوريني‬ ‫البالغ تعدادهم ر�سميا ثالثة ماليني و‪� 300‬ألف الجئ‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى ما يربو على �ستة ماليني نازح ب�سبب‬ ‫ال�صراع‪.‬‬ ‫وحتمل لبنان هذه املهمة الثقيلة يف وقت ال ميـ ّر فيه‬ ‫ب�أف�ضل �أحواله‪ .‬تو�ضح امل�س�ؤولة الأممية منى منذر‬ ‫«يعاين لبنان جراء ا�ستمرار الأزمة ال�سورية‪ ،‬من‬ ‫تراجع حا ّد يف الأن�شطة التجارية‪ ،‬ونق�ص اال�ستثمار‬ ‫الأجنبي‪ ،‬ف�ض ًال عن ت�أثر بالغ يف اال�ستهالك املحلي‪،‬‬ ‫وهو ما ت�سبب يف �أ�ضرار كبرية على �صعيد االقت�صاد‬ ‫اللبناين عموم ًا»‪ ،‬م�ؤكدة �أن «وجود �أكرث من مليون وربع‬ ‫املليون الجئ ميثل عبئ ًا �إ�ضافي ًا على كاهل االقت�صاد‬ ‫اللبناين‪ ،‬وهي م�شكلة لي�س من ال�سهل التعامل معها»‪.‬‬ ‫‫ويقيم الالجئون ال�سوريون منذ و�صولهم �إلى لبنان يف‬ ‫جتمعات غري �شرعية‪ ،‬نتيجة لرف�ض ال�سلطات �إقامة‬ ‫خميمات الجئني ر�سمية لهم‪ ،‬رمبا خ�شية �أن ينتهي بهم‬ ‫الأمر �إلى اال�ستقرار ب�صورة م�ستدمية يف بالدهم‪.‬‬ ‫و‫�أخري ًا يف �سبتمرب ‪ ،2014‬قررت احلكومة اللبنانية‬ ‫�إقامة خميمني لالجئني ال�سوريني على ال�شريط‬ ‫احلدودي‪� ،‬أحدهما يف �سهل البقاع‬ ‫(�شرق) والآخر �شمال البالد‪ ،‬على‬ ‫�أمل تقنني �أو�ضاع هذه الأعداد‬ ‫ال�ضخمة من‬ ‫الالجئني وال�سيطرة‬ ‫عليها‪ ،‬بالرغم من ذلك‪ ،‬تو�ضح‬ ‫منى منذر �أن عوامل �سيا�سية‬ ‫تدخلت وعرقلت تنفيذ القرار‪،‬‬ ‫ومت �إرجاع الأمر �إلى خالفات بني‬ ‫الوزارات املعنية حول املو�ضوع‪.‬‬ ‫ومن ثم ال يزال الالجئون‬

‫ال�سوريون يعي�شون يف لبنان يف �أماكن جتمعات غري‬ ‫ر�سمية‪� ،‬أو يف �أف�ضل احلاالت يتعاي�شون مندجمني مع‬ ‫ال�سكان املحليني‪ ،‬يف املناطق الأكرث فقر ًا يف البالد‪.‬‬ ‫والتي تعاين البنية الأ�سا�سية للخدمات واملرافق بها من‬ ‫حالة تر ِّد وا�ضحة‪ ،‬حتى من قبل اندالع الأزمة ال�سورية‪.‬‬ ‫وحذر رئي�س الوزراء اللبناين‪ ،‬متام �سالم‪ ،‬من جانبه‪،‬‬ ‫يف ملتقى حول الالجئني ال�سوريني يف العا�صمة الأملانية‬ ‫برلني‪ ،‬من عواقب هذا الو�ضع على الأمن القومي‬ ‫وا�ستقرار البالد‪ ،‬مو�ضح ًا «�إ�ضافة �إلى م�شكالت‬ ‫الزيادة العددية‪ ،‬وتردّي البنية التحتية من خدمات‬ ‫ومرافق �صحة وتعليم‪ ،‬هناك �شعور عام �أن الالجئ‬ ‫ال�سوري‪ ،‬ينتزع العمل من يد املواطن اللبناين‪ ،‬وهذا‬ ‫ال�شعور يتولد عنه املزيد من العدائية والأحقاد»‪.‬‬ ‫كما يتهم الالجئون ال�سوريون بامل�س�ؤولية عن م�شكالت‬ ‫�أخرى يعاين منها املجتمع اللبناين‪ ،‬من بينها االرتفاع‬ ‫غري امل�سبوق يف �أ�سعار �إيجارات امل�ساكن‪ ،‬وت�ضاعف‬ ‫الطلب على العقارات‪ ،‬وبخا�صة يف مناطق جتمع‬ ‫امل�سلمني‪ ،‬مثل حي احلمراء‪ ،‬يف بريوت حيث يقدر �أن‬ ‫حجم الإ�شغاالت الفندقية وال�شقق املفرو�شة‪ ،‬يناهز‬ ‫حالي ًا ن�سبة املئة باملئة‪ ،‬ف�ض ًال عن تفاقم م�شكالت‬ ‫الوقود واملاء والكهرباء‪‬.‬‬ ‫وبالن�سبة للطاقة‪ ،‬من املعروف �أن لبنان من الدول‬ ‫امل�ستوردة للطاقة‪ ،‬ويتم تزويد املواطنني بها بطرق‬ ‫معقدة‪ ،‬ي�شرتك فيها القطاعان العام واخلا�ص‪،‬‬ ‫وقد ت�سبب زيادة الأحمال على ال�شبكة نتيجة الو�ضع‬ ‫الراهن �إلى انقطاع التيار املتكرر ل�ساعات طويلة‪.‬‬ ‫ويحذر تقرير �صادر عن منظمة هيومان رايت�س ووت�ش‬ ‫من �أن هذه الأو�ضاع قد �أدت �إلى تزايد حالة انعدام‬ ‫اليقني يف املجتمع‪ .‬ويف الوقت نف�سه‪ ،‬يحذر التقرير‬ ‫من �أن العديد من ال�سوريني يتحولون �أي�ض ًا �إلى كب�ش‬ ‫فداء ب�سبب الأعمال اجلنونية التي يرتكبها العديد من‬ ‫الالجئني‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون‬

‫إنسانية‬ ‫شدد على ضرورة االلتزام بالقانون الدولي اإلنساني‬

‫الملتقى الدولي الثاني للعمل اإلنساني يدعو إلى حماية المدنيين في بؤر النـزاعات‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫اختتم امللتقى الدويل الثاين للعمل الإن�ساين الذي‬ ‫انعقد على مدى يومني‪ ،‬حتت عنوان‪( :‬العمل الإن�ساين‬ ‫يف عامل م�ضطرب) �أعماله يف جدة‪ ،‬يوم ‪ 27‬نوفمرب‬ ‫‪ ،2014‬حتت مظلة منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وبتنظيم‬ ‫من قبل جمموعة من املنظمات العاملة يف املجال‬ ‫الإغاثي يف العامل الإ�سالمي‪( :‬هيئة الإغاثة الإ�سالمية‬ ‫العاملية‪ ،‬والهيئة اخلريية الإ�سالمية العاملية بالكويت‪،‬‬ ‫ومنظمة ‪ ،IHH‬الرتكية‪ ،‬وجمعية قطر اخلريية‪،‬‬ ‫والندوة العاملية لل�شباب الإ�سالمي‪ ،‬واملركز الدويل‬ ‫للأبحاث والدرا�سات‪ ،‬مداد‪ ،‬واللجنة الدولية لل�صليب‬ ‫الأحمر)‪ ،‬ومب�شاركة ‪ 48‬منظمة عاملة يف املجال‬ ‫الإن�ساين‪ ،‬حيث بلغ احل�ضور ‪� 129‬شخ�ص ًا‪ ،‬من بينهم‬ ‫عدد من اخلرباء والباحثني يف هذا املجال‪.‬‬ ‫وتبنى امللتقى عدة تو�صيات يف بيانه اخلتامي‪ ،‬دعا‬ ‫فيها الأطراف املعنية بالنـزاعات والكوارث‪� ،‬سواء‬ ‫كانت حملية �أو دولية‪ ،‬حكومية �أو غري حكومية‪� ،‬إلى‬ ‫�ضرورة االلتزام بقواعد القانون الدويل الإن�ساين‪،‬‬ ‫وحماية العاملني يف العمل الإن�ساين‪.‬‬ ‫كما دعا املنظمات الإن�سانية للتوا�صل مع اجلهات‬ ‫الرتبوية والتعليمية يف املجتمعات امل�ستهدفة‪ ،‬لت�ضمني‬ ‫و�سائل حماية املدنيني والعاملني الإن�سانيني‪ ،‬يف �أثناء‬ ‫الأزمات والكوارث يف اخلطط الرتبوية والتعليمية‪.‬‬ ‫ودعا لو�ضع �آلية ت�ضمن ا�ستمرارية انعقاد امللتقى‬ ‫وفاعليته‪ ،‬وعقد لقاءات علمية �إثرائية دورية بني‬ ‫املنظمات وامل�ؤ�س�سات الدولية العاملة يف املجال‬ ‫الإن�ساين‪ ،‬من �أجل تبادل اخلربات والتجارب‪ .‬وبحث‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫امللتقى ‪ 23‬ورقة عمل‪� ،‬ضمن ‪ 7‬جل�سات و‪ 7‬ور�ش عمل‪،‬‬ ‫بغية اخلروج بتو�صيات عملية من �أجل االرتقاء بالعمل‬ ‫امليداين للمنظمات الإغاثية املختلفة‪.‬‬ ‫و�ألقى ال�سفري ه�شام يو�سف‪ ،‬الأمني العام امل�ساعد‬ ‫لل�ش�ؤون الإن�سانية يف املنظمة‪ ،‬كلمة يف اجلل�سة‬ ‫االفتتاحية للملتقى‪� ،‬أعرب فيها عن �أمله يف �أن يتمكن‬ ‫امللتقى من البناء على ما مت حتقيقه يف االجتماع‬ ‫ت�صب بالنفع عل‬ ‫الأول من بناء �شراكات للتعاون‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫�شعوب الأمة الإ�سالمية‪ ،‬وخ�صو�ص ًا �أن �أغلب الكوارث‬ ‫والأزمات ت�ؤثر يف الدول الإ�سالمية و�شعوبها‪.‬‬ ‫و�أو�ضح ال�سفري يو�سف كذلك �أن �أكرث من ن�صف‬ ‫الالجئني يف العامل من امل�سلمني‪ ،‬و�أن �أكرث من ن�صف‬ ‫الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬تواجه �أزمات‪� ،‬سواء كان‬ ‫ذلك يف �شكل كوارث طبيعية �أو �أزمات من �صنع الب�شر‪،‬‬ ‫م�شري ًا �إلى التحدي اجلديد الذي يفر�ضه وباء �أيبوال‪.‬‬ ‫ودعا ال�سفري يو�سف امللتقى �إلى �ضرورة البحث يف مدى‬ ‫االلتزام بـ (القانون الدويل الإن�ساين)‪ ،‬الذي �أكد �أنه‬ ‫لي�س جمرد �صياغات‪ ،‬م�شدد ًا‪ ،‬يف الوقت نف�سه‪ ،‬على‬ ‫�ضرورة العمل على �ضمان تنفيذ �أحكامه على �أر�ض‬ ‫الواقع‪ ،‬وتطويرها مبا يحقق الأمن لل�شعوب الإ�سالمية‪،‬‬ ‫يف ظل انتهاك القانون الدويل الإن�ساين يف العامل‬ ‫الإ�سالمي ب�صورة �أكرب من بقية مناطق العامل‪.‬‬ ‫و�ألقى �إح�سان بن �صالح طيب‪ ،‬الأمني العام لهيئة‬ ‫الإغاثة الإ�سالمية العاملية‪ ،‬كلمة �أمام امللتقى‪� ،‬أ�شار‬ ‫فيها �إلى جملة التحديات التي يواجهها العمل الإغاثي‪،‬‬ ‫والتي ا�ستدعت عقد هذا امللتقى‪ ،‬موجزا هذه التحديات‬ ‫يف انت�شار القالقل والنـزاعات والأزمات ال�سيا�سية‬

‫واالقت�صادية‪� ،‬إ�ضافة �إلى �شح املوارد‪ ،‬وغريها من‬ ‫التعقيدات التي تقف �أمام م�سرية العمل الإن�ساين‪.‬‬ ‫وتناول‪ ،‬رونالد �أوفتريينغر‪ ،‬مدير ال�ش�ؤون العاملية‬ ‫والعالقات مع العامل الإ�سالمي يف اللجنة الدولية‬ ‫بال�صليب الأحمر م�س�ألة ال�شراكة بني ال�صليب الأحمر‪،‬‬ ‫والعامل الإ�سالمي‪ ،‬م�شري ًا �إلى اعتزاز اللجنة بالتعاون‬ ‫مع املنظمة‪ ،‬مبا متثله من ثقل يف العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وركزت جل�سات اليوم الأول على التحديات التي‬ ‫تواجهها املنظمات الإغاثية يف مناطق النـزاعات‬ ‫واحلروب‪ ،‬بحيث �أعطت ف�سحة كبرية للمناق�شة‬ ‫والتن�سيق فيما بني املنظمات العاملة يف هذا املجال‪،‬‬ ‫�ضمن �أوراق عمل ركزت على العقبات التي يواجهها‬ ‫تطبيق القانون الإن�ساين الدويل يف مناطق تعاين من‬ ‫�صراعات غري متماثلة‪.‬‬ ‫ويكت�سي امللتقى �أهمية لتوقيت انعقاده يف ظل تزايد‬ ‫الأزمات التي متر بها دول املنظمة‪ ،‬الأمر الذي يتطلب‬ ‫ا�ستعداد ًا �أكرب لتلبية االحتياجات الإن�سانية يف الب�ؤر‬ ‫املت�ضررة وفق تن�سيق �أكرب‪ ،‬و�إنفاذ للقانون الإن�ساين‬ ‫الدويل ل�ضمان توفري حماية مزدوجة للمت�ضررين‪،‬‬ ‫وكذلك العاملني يف املجاالت الإن�سانية‪ .‬كما �شكل‬ ‫امللتقى منا�سبة هامة لتعزيز ال�شراكة بني منظمات‬ ‫عاملة يف جمال الإغاثة حتت مظلة منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬من ناحية‪ ،‬ودفع التعاون مع اللجنة الدولية‬ ‫لل�صليب الأحمر من ناحية �أخرى‪ ،‬وذلك يف �سياق‬ ‫بناء املنظمة ل�شبكة عمل عاملية �أكرث قدرة على احتواء‬ ‫الأزمات يف املناطق املنكوبة‪.‬‬ ‫سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪ 2014‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪41‬‬


‫حقوق اإلنسان‬ ‫الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق اإلنسان‬ ‫تناقش موضوع التطرف والتعصب‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫عقدت الهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان دورتها‬ ‫العادية ال�ساد�سة يف مدينة جدة‪ ،‬خالل الفرتة من‬ ‫‪ 6-1‬نوفمرب ‪ ،2014‬حتت عنوان «مكافحة التطرف‬ ‫والتع�صب»‪.‬‬ ‫ويف الكلمة االفتتاحية لرئي�س الهيئة‪ ،‬ال�سفري حممد‬ ‫كاوو �إبراهيم‪� ،‬أ�شار �إلى تناول مداوالت الهيئة لبع�ض‬ ‫الق�ضايا ذات الأهمية ال�ستكمال �إجناز مهامها املنوطة‬ ‫بها‪ .‬وعبرّ الرئي�س با�سم الهيئة عن التعاطف مع �أهل‬ ‫غزة ملا تلقوا من عدوان يف قمة الال�إن�سانية خالل‬ ‫االحتالل الإ�سرائيلي الأخري يف يوليو و�أغ�سط�س ‪،2014‬‬ ‫وكذلك مع ال�شعوب يف دول غرب �إفريقيا التي يتهددها‬ ‫وباء الإيبوال‪ ،‬وبالتحديد يف الدولتني الع�ضوين يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي �سرياليون وغينيا‪ .‬وقد لفت‬ ‫االنتباه �أي�ض ًا �إلى الأزمة ال�سيا�سية املتطورة يف بوركينا‬ ‫فا�سو‪ ،‬وحث على التطبيق الفوري للآليات الالزمة ملنع‬ ‫ن�شوب النـزاعات ولإحباط �إمكانيات الوقوع يف كارثة‬ ‫�إن�سانية م�أ�ساوية‪.‬‬ ‫ويف الكلمة االفتتاحية التي �ألقاها الأمني العام ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬عرب عن تقديره‬ ‫لن�شاطات الهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان‪،‬‬ ‫مذ ّكر ًا الهيئة بتعجيل العمل على �أحد تكليفاتها‬ ‫الرئي�سية‪ ،‬وهي و�ضع �أ�س�س لق�ضايا خمتلفة تتعلق‬ ‫بحقوق الإن�سان من وجهة نظر �إ�سالمية‪ ،‬و�أ�شار‬ ‫الأمني العام �إلى �أنه مل يكن للتطرف والتع�صب مكان‬ ‫يف الإ�سالم‪ ،‬دين ال�سالم واملنطق والتنوير‪ .‬كما �أكد‬ ‫‪42‬‬

‫مجلة المنظمة ـ سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫مدين احلاجة �إلى الإدانة املبا�شرة للأعمال التع�صبية‬ ‫والتطرف با�سم الإ�سالم للإنكار على اجلناة‬ ‫ادعاءاتهم اجلائرة‪ ،‬م�شدد ًا على احلاجة �إلى معاجلة‬ ‫الأ�سباب الكامنة وراء هذه الأفعال بحلول اقت�صادية‬ ‫واجتماعية وتنموية و�سيا�سية‪.‬‬ ‫و�ألقى ال�سفري حممد �أحمد طيب‪ ،‬املمثل الدائم‬ ‫للمملكة العربية ال�سعودية لدى املنظمة‪ ،‬كلمة رحب‬ ‫فيها بالقرار الذي ات ُِخذ يف الدورة احلادية والأربعني‬ ‫ملجل�س وزراء اخلارجية جلعل مدينة جدة املقر‬ ‫الرئي�سي للهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫وعقدت اللجنة نقا�ش ًا مفتوح ًا حول مو�ضوع اجلل�سة‬ ‫«مكافحة التطرف والتع�صب»‪ ،‬ويف نهاية النقا�ش‪،‬‬ ‫�أ�صدرت الهيئة ت�صريح ًا �صحفي ًا قوي ًا حول املو�ضوع‬ ‫يدين فيه ب�شدة التوجه املتنامي للتطرف والع�صبية‬ ‫الدينية يف العامل‪ ،‬ويدعو �إلى العمل امل�شرتك ملواجهة‬ ‫خطرهما جماعي ًا‪ .‬وذ ّكرت الهيئة ب�أن الإ�سالم كان‬ ‫دين �سالم واعتدال وت�سامح يرف�ض كل �أنواع الكراهية‬ ‫والفكر املتع�صب واملتطرف‪ .‬وقررت الهيئة كذلك‬ ‫التطرق �إلى مو�ضوع «حماية القيم الأ�سرية» يف جل�ستها‬ ‫ال�سابعة‪.‬‬ ‫و�أكدت الهيئة �إدانتها للعدوان الإ�سرائيلي على‬ ‫ال�شعب الفل�سطيني يف غزة يف �شهري يوليو و�أغ�سط�س‬ ‫املا�ضيني‪ ،‬وعربت عن تعاطفها مع ع�شرات الآالف‬ ‫من الفل�سطينيني الذين �أ�صبحوا بال م�أوى نتيجة‬ ‫هذا الهجوم‪ ،‬ويف ذلك ال�سياق‪� ،‬أعلنت عن ترحيبها‬ ‫بـ»حركة مقاطعة �إ�سرائيل و�سحب اال�ستثمارات منها‬ ‫وفر�ض العقوبات عليها» على نطاق عاملي لتقدمي هذه‬

‫الق�ضية الهامة �إلى ال�صدارة‪ .‬و�أ�صدرت الهيئة كذلك‬ ‫بيان ًا �صحفي ًا مف�ص ًال حول الو�ضع يف فل�سطني‪.‬‬ ‫و�شجعت الهيئة الدول الأع�ضاء على و�ضع ا�سرتاتيجية‬ ‫م�شرتكة ملكافحة ظاهرة الإ�سالموفوبيا املتنامية‪.‬‬ ‫ورحبت باجتماع «م�سار ا�سطنبول» القادم والذي‬ ‫�س ُيقام يف جدة يف عام ‪ ،2015‬وحثت جميع �أ�صحاب‬ ‫اً‬ ‫ال�ش�أن للرتكيز على طرق ت�ضمن تطبي ًقا كاملاً‬ ‫وفعال‬ ‫خلطة العمل الواردة يف القرار رقم ‪.18/16‬‬ ‫وبحثت الهيئة بالتف�صيل يف ق�ضايا احلق يف التنمية‬ ‫وحقوق الإن�سان للمر�أة والطفل‪ .‬ويف متابعة لتقريرها‬ ‫الجتماع وزراء اخلارجية حول «الت�أثري ال�سلبي‬ ‫للعقوبات االقت�صادية واملالية على حقوق الإن�سان‬ ‫لل�شعوب يف الدول امل�ستهدفة»‪ ،‬قررت الهيئة عقد جل�سة‬ ‫دولية حول املو�ضوع تُقام يف طهران يف اخلام�س ع�شر‬ ‫وال�ساد�س ع�شر من دي�سمرب ‪. 2014‬‬ ‫ويف جمال حقوق الإن�سان للمر�أة والطفل‪ ،‬بحثت الهيئة‬ ‫بعمق مو�ضوعات مرتبطة بامل�ساواة بني اجلن�سني‬ ‫والعنف �ضد الن�ساء والأطفال‪ .‬وت�ضمنت بع�ض‬ ‫الق�ضايا اجلدلية التي متت مناق�شتها الـ ُهـوية اجلن�سية‬ ‫والإجها�ض وغريهما‪ .‬و�أكدت الهيئة �أن ك ًال من الرجال‬ ‫والن�ساء يحق لهم التمتع بالكرامة االن�سانية واحلقوق‬ ‫الإن�سانية الأ�سا�سية بالت�ساوي‪� ،‬إ ّال �أن لكل منهما‬ ‫�أدوار ًا وم�س�ؤوليات خمتلفة يف الأ�سرة واملجتمع‪ ،‬ذلك‬ ‫�أن الإ�سالم مل يجعل �أحد اجلن�سني ذا مرتبة �أف�ضل‬ ‫�أو �أدنى من الآخر‪ .‬و�أدانت الهيئة كل �أنواع املمار�سات‬ ‫ال�ضارة‪ ،‬مثل ت�شويه الأع�ضاء التنا�سلية للإناث‬ ‫وغريها من االعتداءات اجل�سدية والنف�سية واجلن�سية‬ ‫�ضد الن�ساء والفتيات‪ ،‬مبا يف ذلك الزواج الق�سري �أو‬ ‫زواج الأطفال والتجارة بالأ�شخا�ص والعنف اجلن�سي‬ ‫�ضد الن�ساء يف �أثناء النـزاعات امل�سلحة �أو يف املناطق‬ ‫الواقعة حتت احتالل �أجنبي‪ .‬وقد مت االتفاق على �أن‬ ‫الفريق العامل على حقوق الإن�سان للمر�أة والطفل‬ ‫�سيجري درا�سات حول هذه املو�ضوعات مب�ساعدة‬ ‫وتعاون وثيق مع الهيئات والآليات املعنية بالأمر مثل‬ ‫جممع الفقه الإ�سالمي الدويل واملنظمة الإ�سالمية‬ ‫للرتبية والعلوم والثقافة والبنك الإ�سالمي للتنمية‬ ‫وهيئة الأمم املتحدة للمر�أة وعملية بكني ‪.20+‬‬ ‫وو�ضعت الهيئة ال�صيغة النهائية لقرار التوا�صل مع‬ ‫امل�ؤ�س�سات الوطنية حلقوق الإن�سان بدعوتها لأن�شطتها‬ ‫امل�ستقبلية وفق ًا لطرائق مذكورة يف قرارها‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫حقوق‬

‫اإلنسان‬ ‫الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق اإلنسان تطالب‬ ‫بإنقاذ مسلمي الفوالنـي في جمهورية إفريقيا الوسطى‬

‫�أعرب الهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي عن بالغ انزعاجها �إزاء الأو�ضاع‬ ‫يف جمهورية �إفريقيا الو�سطى التي ت�ضم �أقلية م�سلمة‬ ‫�أ�صبحت جمدد ًا هدف ًا لهجمات جماعة «�أنتي بالكا»‬ ‫امل�سيحية‪.‬‬ ‫وبالرغم من التوقف الق�صري للهجمات على امل�سلمني‬ ‫يف العا�صمة بانغي‪ ،‬ف�إن الرعاة من �أبناء قبيلة الفوالين‬ ‫امل�سلمني املنت�شرين يف عدد من �أرجاء �إفريقيا‬ ‫الو�سطى‪ ،‬يتعر�ضون وبطريقة منهجية للمطاردة‬ ‫والتقتيل على يد جماعة «�أنتي بالكا»‪ ،‬وذلك منذ ن�شوب‬ ‫الأزمة الطائفية يف مطلع عام ‪ ،2014‬دون �أن يثري‬ ‫ذلك �أي اهتمام ُيذ َكر لدى املجتمع الدويل‪� .‬إ ّال �أن ك ًّال‬ ‫من مكتب املفو�ض ال�سامي ل�ش�ؤون الالجئني ومنظمة‬ ‫مراقبة حقوق الإن�سان (هيومان رايت�س ووت�ش)‪� ،‬أعربا‬ ‫عن قلقهما العميق �إزاء الأو�ضاع امل�أ�ساوية لأبناء �أقلية‬ ‫الفوالين املحا�صرين منذ �إبريل ‪ 2014‬يف يالوكي‪،‬‬ ‫على بعد نحو ‪ 200‬كلم عن العا�صمة بانغي‪ ،‬والذين‬ ‫يعي�شون يف ظروف مزرية‪ .‬ووفق ًا ملا �أوردته «هيومان‬ ‫رايت�س ووت�ش»‪« :‬ف�إن الفوالين العالقني يواجهون خيار ًا‬ ‫�صعب ًا‪ :‬ف�إما �أن يغادروا ويواجهوا هجمات حمتملة من‬ ‫جماعة «�أنتي بالكا»‪� ،‬أو �أن ميكثوا حيث هم فيواجهوا‬ ‫زعم ب�أن ك ًّال من‬ ‫املوت جوع ًا»‪ .‬بل �إن امل�ؤمل �أكرث ما ُي َ‬ ‫احلكومة امل�ؤقتة يف جمهورية �إفريقيا الو�سطى وقوات‬ ‫حفظ ال�سالم التابعة للأمم املتحدة مينعون الفوالين‬ ‫من املغادرة طلب ًا للأمن وال�سالمة يف الكامريون‬

‫نازحو البيهول امل�سلمون يجل�سون يف خميم خم�ص�ص للنازحني امل�سلمني يف بامباري‪ ،‬جمهورية �إفريقيا الو�سطى (�إي بي ايه)‬

‫�أو ت�شاد‪ ،‬وهو ما ُيعتبرَ انتهاك ًا للقانون الدويل‪ .‬وقد‬ ‫�أفادت املفو�ضية ال�سامية ل�ش�ؤون الالجئني �أن العديد‬ ‫من حاالت الوفاة بينهم وقعت جراء اجلوع واملالريا‬ ‫املزمنة وال�سل‪ .‬و ُيخ�شى من دون اتخاذ تدابري عاجلة‪،‬‬ ‫ف�إن الهالك �سيكون م�صري العالقني‪.‬‬ ‫�إن الهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي تنا�شد الأمني العام للأمم املتحدة‬ ‫واملفو�ضية ال�سامية ل�ش�ؤون الالجئني ورئا�سة مفو�ضية‬ ‫االحتاد الإفريقي‪ ،‬واحلكومة امل�ؤقتة يف �إفريقيا‬

‫الو�سطى‪ ،‬اتخاذ جميع التدابري املمكنة لإنقاذ ه�ؤالء‬ ‫العالقني و�إخالئهم �إلى �أقرب خميمات لالجئني يف‬ ‫الكامريون وت�شاد اللذين يعتربان وجهتهما املف�ضلة‪.‬‬ ‫و�أخري ًا‪� ،‬أهابت الهيئة بالأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي �إعادة تدار�س تو�صياتها الواردة يف تقريرها‬ ‫حول �إفريقيا الو�سطى‪ ،‬والذي �أقره جمل�س وزراء‬ ‫اخلارجية يف دورته احلادية والأربعني وو�ضع الآليات‬ ‫الالزمة لو�ضعها مو�ضع التنفيذ‪.‬‬

‫الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق اإلنسان تدعو إلى الوفاء‬ ‫بضمان حقوق اإلنسان للشعوب المتضررة من العقوبات االقتصادية‬ ‫�أعلنت الهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي يف ختام ندوتها الدولية‪ ،‬التي‬ ‫نظمتها على مدى يومني حول مو�ضوع «الآثار ال�سلبية‬ ‫للعقوبات االقت�صادية واملالية على متتع �شعوب البلدان‬ ‫امل�ستهدفة بحقوقها الإن�سانية كاملة»‪� ،‬أن �أي تدابري‬ ‫�أو عقوبات اقت�صادية �أو مالية �أو جتارية‪ ،‬وخ�صو�ص ًا‬ ‫منها التدابري والعقوبات الق�سرية االنفرادية‪ ،‬التي‬ ‫تتنافى مع التزامات الدول الأع�ضاء وتعهداتها مبوجب‬ ‫املادتني (‪ )55‬و(‪ )56‬من ميثاق الأمم املتحدة (التي‬ ‫ت�شري �إلى حقوق الإن�سان)‪ ،‬يجب اعتبارها غري‬ ‫م�شروعة ومرفو�ضة‪.‬‬ ‫وقد ت�ضمنت الوثيقة اخلتامية لهذه الندوة الدولية التي‬ ‫نظمتها الهيئة يف طهران يومي ‪ 15‬و‪ 16‬دي�سمرب ‪،2014‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫عدة ا�ست�شهادات من القانون الإن�ساين الدويل ت�أييد ًا‬ ‫لإعالنها امل�شار �إليه �أعاله‪ .‬وقد ح�ضر �أعمال هذه‬ ‫الندوة‪� ،‬إ�ضافة �إلى �أع�ضاء الهيئة‪ ،‬عدد من اخلرباء‬ ‫الدوليني يف جمال حقوق الإن�سان‪ ،‬ف�ض ًال عن دول‬ ‫�أع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي ودول ذات ع�ضوية‬ ‫مراقب‪ .‬وقد �أ�شاد امل�شاركون باالهتمام املتنامي داخل‬ ‫الأمم املتحدة �إزاء م�س�ألة الآثار ال�سلبية للعقوبات على‬ ‫احلقوق الإن�سانية‪.‬‬ ‫و�شددت الهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان على‬ ‫�أن العقوبات لها عواقب وخيمة على جممل احلقوق‬ ‫االقت�صادية واالجتماعية والثقافية لل�شعوب املت�ضررة‪.‬‬ ‫وانطالق ًا من هذا املنظور‪ ،‬رحبت الهيئة بتو�صية جلنة‬ ‫الأمم املتحدة املعنية باحلقوق االقت�صادية واالجتماعية‬

‫والثقافية التي ت�شدد على �أنه عند و�ضع �أي نظام‬ ‫للعقوبات‪ ،‬ال بد من مراعاة االعتبارات التالية‪:‬‬ ‫ احرتام احلقوق الإن�سانية لل�شعوب املت�ضررة؛‬‫ اعتماد نظام دوري وفعال لر�صد وتقييم مدى ت�أثري‬‫العقوبات املفرو�ضة بالن�سبة حلقوق الإن�سان؛‬ ‫ �ضرورة اتخاذ البلد‪/‬املنظمة‪� /‬أو املجتمع الدويل‬‫الفار�ض للعقوبة اخلطوات الالزمة للح ّد من املعاناة‬ ‫غري املتنا�سبة لل�شعوب‪ ،‬وخ�صو�ص ًا الفئات ال�ضعيفة‬ ‫منها‪.‬‬ ‫وقد �أعربت الوثيقة اخلتامية عن دعمها لإحداث مهمة‬ ‫املقرر اخلا�ص للأمم املتحدة بهذا ال�ش�أن‪.‬‬ ‫سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪ 2014‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪43‬‬


‫إسالموفوبيا‬ ‫تقرير مرصد منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫لإلسالموفوبيـا‬ ‫يشير إلى تنامي الحوادث المعادية للمسلمين بفعل ممارسات داعش‬

‫مظاهرة مناه�ضة للتطرف اليميني وكراهية الأجانب وحركة بيغيدا يف ميونيخ (�إي بي �أيه)‬

‫�شهدت ظاهرة الإ�سالموفوبيا واحلوادث املعادية‬ ‫للم�سلمني انت�شار ًا يف �سائر �أنحاء العامل تقريب ًا‪ .‬وكان‬ ‫العامل الرئي�سي الذي �أ�سهم يف هذا االجتاه ما ُي�سمى‬ ‫تنظيم داع�ش‪ ،‬على الرغم من مواقف الدول الإ�سالمية‬ ‫�ضد هذا التنظيم و�إيديولوجيته املتطرفة‪ ،‬وتف�سرياته‬ ‫امل�ضللة التي بقيت مهيمنة يف بع�ض الأرجاء‪.‬‬ ‫وقد �أو�ضح مر�صد منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫للإ�سالموفوبيا‪� ،‬أنه على م�ستوى بع�ض و�سائل الإعالم‬ ‫الغربية‪ ،‬كان هناك تعمد وا�ضح لربط �إيديولوجية‬ ‫تنظيم داع�ش ب�شكل �صارخ بقيم الإ�سالم‪� .‬إ�ضافة‬ ‫�إلى ذلك‪ ،‬جرى ب�شكل عام توظيف �سل�سلة املمار�سات‬ ‫العنيفة التي قام بها تنظيم داع�ش بحق مدنيني على‬ ‫نحو تع�سفي لت�شويه �سمعة الإ�سالم وامل�سلمني‪ .‬ويف‬ ‫الواليات املتحدة‪ ،‬بد�أ االجتاه ال�سلبي يف اال�شتباه حيال‬ ‫الن�شاطات الدينية للم�ساجد‪ ،‬حيث دُعيت احلكومة‬ ‫الأمريكية �إلى التج�س�س على امل�ساجد لوقف جتنيد‬ ‫عنا�صر لتنظيم داع�ش على الرغم من �إنعدام �أدلة‬ ‫على �إ�ستخدام امل�ساجد كمراكز ال�ستقطاب اجلهاديني‬ ‫ويف �أوروبا‪ ،‬كانت امل�ؤ�شرات العامة �أكرث �سلبية‪،‬‬ ‫حيث عانى امل�سلمون يف القرم من ال�ضغوط الرو�سية‬ ‫املتزايدة‪ ،‬وذلك بعد ما �أُجربوا على �إتالف الكتب‬ ‫الإ�سالمية واملواد املدرجة يف القائمة ال�سوداء‬ ‫‪44‬‬

‫مجلة المنظمة ـ سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫م�ؤيد حلركة «بيغيدا» خالل مظاهرة يف دري�سدن (�إي بي �أيه)‬

‫الرو�سية‪ ،‬بح�سب بع�ض التقارير الإعالمية‪ .‬ويف‬ ‫بريطانيا‪� ،‬صدرت دعوات حلظر �أجزاء من القر�آن‬ ‫الكرمي ُي َ‬ ‫نظر �إليها على �أن فيها دعوة �إلى العنف‪.‬‬ ‫و�سجل يف كل من ال�سويد وبريطانيا وكندا وعلى نحو‬ ‫ُ‬ ‫الفت وقوع هجمات ا�ستهدفت بع�ض امل�ساجد‪ .‬ويف‬ ‫�أملانيا‪ ،‬هوجمت م�ساجد كذلك‪ .‬ونظمت حركة بيغيدا‬ ‫مظاهرات �أ�سبوعية احتجاج ًا على ما و�صفته بـ «�أ�سلمة‬ ‫الغرب»‪ .‬و�شارك الآالف يف مظاهرات م�ضادة لهذه‬ ‫احلركة‪ ،‬كما عربت امل�ست�شارة الأملانية �أجنيال مريكل‬ ‫عن رف�ضها القاطع ملمار�سات حركة بيغيدا‪.‬‬ ‫ويف فرن�سا‪ ،‬حيث يفرت�ض فيها التمييز الوا�ضح بني‬ ‫املعتقدات ال�شخ�صية وال�ش�أن العام‪� ،‬شكل الإ�سالم‬ ‫ا�ستثنا ًء‪ ،‬حيث مت التعر�ض ل�سيدة م�سلمة مت تعيينها‬ ‫وزيرة‪ ،‬ومت ا�ستهدافها بجملة من االفرتاءات‪ .‬ويف‬ ‫الربع الأخري من عام ‪ ،2014‬انت�شرت يف معظم �أنحاء‬ ‫�أوروبا جرائم الكراهية �ضد امل�سلمني‪.‬‬ ‫ويف �أ�سرتاليا‪ ،‬تنامت امل�شاعر املعادية للإ�سالم‬ ‫وانت�شرت يف جميع �أنحاء البالد على نحو مل ي�سبق‬ ‫خف عدد كبري من ال�سيا�سيني‬ ‫له مثيل‪ ،‬حيث مل ُي ِ‬ ‫والأكادمييني‪ ،‬واملواطنني العاديني خماوفهم من‬ ‫الإ�سالم‪ ،‬وذلك مع �إطالق حملة �ضد �أبناء اجلالية‬ ‫امل�سلمة يف البالد‪ .‬ومع ذلك‪� ،‬أظهرت احلكومة‬

‫الأ�سرتالية موقف ًا حازم ًا ملواجهة احلمالت التي‬ ‫ت�ستهدف عزل امل�سلمني يف البالد‪ ،‬حيث ال تزال‬ ‫احلكومة الأ�سرتالية ت�شري �إلى التزامها بحماية الأقلية‬ ‫امل�سلمة يف البالد‪ .‬ويف �أكرث من منا�سبة‪� ،‬أعلن رئي�س‬ ‫الوزراء �أبوت وقوفه بحزم �ضد �إدانة الإ�سالم‪.‬‬ ‫وعلى �صعيد التطورات الإيجابية‪� ،‬سجل املر�صد‬ ‫بارتياح بع�ض امل�ؤ�شرات الإيجابية يف مواجهة حمالت‬ ‫الت�شويه ل�صورة لإ�سالم‪ ،‬وخ ُل�ص التقرير �إلى ا�ستمرار‬ ‫اجلهود الرامية �إلى بناء فهم �أف�ضل بني الأديان‬ ‫واحل�ضارات من خالل الرتكيز على احلوار على‬ ‫الرغم من التحديات اجل�سام‪ .‬ففي الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫اجتمع زعماء دينيون م�سيحيون وم�سلمون وهندو�س‬ ‫وبوذيون ويهود وبهائيون يف والية نيفادا لإر�ساء �أ�س�س‬ ‫�أقوى ملجتمع متعدد الثقافات‪ .‬ويف �أملانيا‪ ،‬جرى حوار‬ ‫جمع قادة من الكني�سة الكاثوليكية مع بع�ض امل�سلمني‬ ‫وممثلي ديانات �أخرى‪ ،‬حيث مت الت�شديد على خطورة‬ ‫التع�صب الديني وتهديده املبا�شر لالن�سجام بني �أتباع‬ ‫الأديان املختلفة‪.‬‬ ‫و�أ�شار املر�صد �إلى �أن ال�شرطة الهولندية �سوف تقا�ضي‬ ‫النائب خريد فيلدر�س‪ ،‬وذلك ب�سب �س�ؤال وجهه �إلى‬ ‫ناخبيه يف مار�س من العام املا�ضي �إن كانوا يريدون‬ ‫تقليل عدد املغاربة يف البالد‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫آراء‬ ‫منتديات حوارية عبر اإلنترنت تجمع بين القا ّرات‬ ‫لمواجهة اإلسالموفوبيا والمشاعر المعادية للغرب‬

‫رفائيل تيسبالت‬ ‫مسؤول رئيسي لتصميم‬ ‫الربامج وعضو يف‬ ‫منظمة سوليا‪.‬‬

‫في فترة الحقة‬ ‫م‬ ‫ه َ‬ ‫من البرنامج‪َ ،‬ف ِ‬ ‫كالهما في حوار‬ ‫حول المعارف‬ ‫اإلعالمية‪ ،‬كيف‬ ‫تنـزع وسائل اإلعالم‬ ‫التقليدية إلى إظهار‬ ‫جزء من الحقيقة‬ ‫فقط‬

‫�شهد العامل �أحداث ًا �إرهابية م�سيئة ل�صورة الدين الإ�سالمي من خالل �أ�شخا�ص يدّعون �أنهم ميثلون الإ�سالم‪ ،‬كتفجري ماراتون‬ ‫بو�سطن مث ًال‪� ،‬أو خطف جماعة بوكو حرام لطالبات مدر�سة‪ ،‬والآن تنظيم داع�ش (املعروف �أي�ض ًا بالدولة الإ�سالمية يف العراق‬ ‫وال�شام) ‪ .‬ومن املتوقع‪ ،‬مع كل هذه العناوين اليومية‪ ،‬مالحظة تفاقم ظاهرة الإ�سالموفوبيا يف الغرب‪ ،‬فقد انت�شر هذا ال�شعور‬ ‫كذلك من خالل �شبكات التوا�صل االجتماعي بني �شباب الدول الغربية‪ ،‬و�شباب الدول ذات الأغلبية امل�سلمة‪ ،‬الذين تنتهي‬ ‫حواراتهم عادة بو�صم بع�ضهم بع�ض ًا بالفا�شيني‪.‬‬ ‫وقد �شهدت ال�سنوات الأخرية ويف ظل تفاقم هذه الظاهرة‪ ،‬بروز �أ�شخا�ص يحاولون القيام ب�شيء خمتلف‪ ،‬مربزين وجود بديل‬ ‫للمواجهات القائمة على �شبكة الإنرتنت‪ .‬و ُيعترب هذا البديل القائم على حوار مبا�شر وب ّناء حول الق�ضايا ال�ساخنة بني �شباب من‬ ‫�أو�ساط متنوعة‪� ،‬أ�سا�سي ًا �إذا �أردنا متكني ال�شباب من التعبري عن ق�ضايا تهمهم دون �إحداث ت�صادم فكري‪.‬‬ ‫ولعل من بني املبادرات التي ت�ستحق الإ�شارة �إليها منظمة �سوليا‪ ،‬وهي منظمة غري حكومية ت�ستخدم التبادالت عرب الإنرتنت‬ ‫لتح�سني الفهم الثقايف بني ال�شباب يف دول الغرب والدول ذات الأغلبية امل�سلمة من خالل برناجمها «ات�صل ‪ »Connect‬الذي‬ ‫يحث على الت�سامح واالحرتام املتبادل بني املجتمعات ملحاربة الإ�سالموفوبيا وامل�شاعر املعادية للغرب‪ .‬من خالل م�شاركة ‪500‬‬ ‫طالب يف كل ف�صل عرب �شبكة الإنرتنت ليتعلموا بع�ضهم من بع�ض‪.‬‬ ‫�صويف م�شاركة من فرن�سا‪ ،‬كانت مقتنعة ب�أن املر�أة التي تلب�س احلجاب مقموعة وغري مت�ساحمة‪ ،‬كما �شعرت مرمي من تون�س‬ ‫بال�سعادة الغتنام فر�صة �إعالم �صويف �أن لب�س احلجاب كان خيار ًا �شخ�صي ًا لها‪ ،‬احرتام ًا للمبادئ الإن�سانية‪ ،‬حتى �ضد رغبة‬ ‫�أ�سرتها‪ ،‬كما �أنها حترتم تقاليد ومعتقدات الديانات الأخرى‪ .‬بعد حوار دار بني الفتاتني‪� ،‬شعرت �صويف ب�أنها تعرف املزيد عن‬ ‫مرمي و�أكرث تفهم ًا لديانتها وما زالت الفتاتان على ات�صال‪ ،‬تبحثان عن جمموعة متنوعة من املو�ضوعات للح�صول على مزيد من‬ ‫التو�ضيحات حول ديانة وتقاليد كل منهن‪ ،‬حتى تتمكنا من وقف التعليقات املتهكمة على �شبكات التوا�صل االجتماعي‪ ،‬وحتى ال‬ ‫يربط اجليل اجلديد الإ�سالم بالإرهاب‪.‬‬ ‫�آية �شابة �أخرى من م�صر‪ ،‬وع�ضو يف برنامج «ات�صل ‪ »Connect‬وهي م�سلمة متدينة‪ ،‬فخورة ب ُهويتها‪ ،‬ال تخاف من انتقاد ما‬ ‫�سمته «الغطر�سة الغربية»‪ .‬وهي �أمور اعتربها جي�سون‪ ،‬م�شارك �أمريكي محُ ِبطة جد ًا‪ ،‬مل يكن يعتقد �أن هناك ما ميكن �أن يفخر‬ ‫املي�سر بينهما‬ ‫به املرء يف الإ�سالم‪ ،‬وهو دين بح�سب ر�أيه‪ ،‬ينادي بالعنف �ضد غري امل�سلمني‪ .‬احتاج الأمر �إلى �أ�سابيع من احلوار ّ‬ ‫الكت�شاف �سبب وجود اختالف وجهات النظر لديهما حول قيم كل منهما‪ .‬فقد �شرح جي�سون تركيز و�سائل الإعالم الرئي�سية التي‬ ‫ي�شاهدها على الإرهاب والأعمال املعادية للم�سيحية يف ال�شرق الأو�سط‪� ،‬إ�ضافة �إلى الت�صريحات املعادية للغرب من قبل بع�ض‬ ‫القادة امل�سلمني‪.‬‬ ‫ويف فرتة الحقة من الربنامج‪َ ،‬فهِ َم كالهما يف حوار حول املعارف الإعالمية‪ ،‬كيف تنـزع و�سائل الإعالم التقليدية �إلى �إظهار جزء‬ ‫من احلقيقة فقط‪ .‬نعم‪ ،‬الإرهاب وعدم الت�سامح موجودان يف بع�ض �أنحاء العامل الإ�سالمي‪ ،‬متام ًا كما هو موجود يف عدد من‬ ‫املجتمعات الأخرى‪ ،‬ولكن هل ميكن �أن مي ّثل ذلك ‪ 1.5‬مليار م�سلم ؟ وقد تغريت �أفكار جي�سون وت�ص ّوراته امل�سبقة عندما �أخبرَ َ ت‬ ‫�آية املجموعة كيف كانت جزء ًا من حركة نا�ضلت من �أجل منع ترهيب الأقلية القبطية يف م�صر‪� .‬سمح ذلك �أي�ض ًا جلي�سون ب�أن‬ ‫يتحدث عن بلده‪ ،‬بعيد ًا عن تركيز �آية على �سيا�سة الواليات املتحدة اخلارجية‪ ،‬والفت ًا انتباهها �إلى تاريخ طويل من حركة ال�سالم‬ ‫الأمريكية‪ .‬ومل يحتج الأمر �سوى التعرف عن �أ�سباب تلك الأفكار‪ ،‬و�سرد جتاربهم ال�شخ�صية ليدرك ه�ؤالء �أنه يف نهاية املطاف‪،‬‬ ‫مل تكن هناك اختالفات كبرية بينهما‪.‬‬ ‫لدى ال�شباب كثري من الأفكار‪ ،‬ولكن هناك قلة من النا�س الذين يفهمونهم‪ .‬فمن ال�سهل االعتقاد �أنه من غري املحتمل �أن يتحاور‬ ‫املرء ب�شكل ب ّناء وباحرتام حول عدة مو�ضوعات‪ ،‬مثل نتائج الهجرة على املجتمعات الغربية‪� ،‬أو �أثر العبارات املعادية للإ�سالم‬ ‫على امل�سلمني‪ .‬وهو ما يجعل تقدمي بديل للمواجهات التي حتدث يف �شبكات التوا�صل االجتماعي �ضروري ًا‪ .‬وال ي�شكل توفري �أ�ساليب‬ ‫�سلمية للنا�س للتفاعل مع ال�شخ�ص الذي يختلفون معه‪� ،‬أ�سلوب ًا لل�شعور فقط بطم�أنينة �أكرث مع �أنف�سهم‪ .‬وهذا �ضروري �إذا �أردنا‬ ‫�أن نتوقف عن ت�ضخيم النـزاعات‪ ،‬ومبا�شرة العمل من �أجل ال�سالم‪.‬‬ ‫‪.................................................................................... .............................................‬‬

‫م�صدر املقال‪ :‬خدمة الأر�ضية امل�شرتكة الإخبارية‪.‬‬ ‫مت احل�صول على حقوق ن�شر هذا املقال‪.‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪ 2014‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪45‬‬


‫شؤون الصحة‬

‫بي�شكـِك �أو بي�شكيك‪ ،‬هي عا�صمة جمهورية قرغيز�ستان‪،‬‬ ‫وت�ضم العديد من الأبنية التاريخية والرتاثية واملتحفية‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى امل�ساحات ال�شا�سعة من الرتاث الطبيعي‪.‬‬ ‫وتُـ َعـدَ بي�شكيك من �أ�شهر املراكز االقت�صادية والثقافية‬ ‫وال�سياحية يف البالد‪ ،‬كما تُـ َعـ ّد �إحدى املدن الأكرث‬ ‫مالءمة للعي�ش يف �آ�سيا الو�سطى‪ ،‬وذلك لقدرتها على‬ ‫حتقيق التوازن بني املوروث التقليدي القدمي والتطلعات‬ ‫الع�صرية احلديثة‪.‬‬ ‫املوقع‬ ‫تقع بي�شكيك على وادي نهر ت�شوي �شمايل قرغيز�ستان‬ ‫نحو احلافة ال�شمالية ل�سل�سلة جبال �أالتو‪ ،‬وال تزال‬ ‫املدينة حتتفظ باملالمح وال�سمات ال�سوفيتية ال�سابقة‪،‬‬ ‫كما ت�شتمل املدينة على العديد من امل�ساحات اخل�ضراء‬ ‫واملتنـزهات العامة واحلدائق املتنوعة‪.‬‬ ‫تُع َرف قرغيز�ستان ب�أنها “جنة جبال” يف �آ�سيا‬ ‫الو�سطى‪ ،‬وهي دولة تقع بني وادي فرغانة يف‬ ‫�أوزبك�ستان و�أرا�ضي كازاخ�ستان ال�سهلية ومرتفعات‬ ‫طاجك�ستان ال�شديدة وال�سهول القاحلة يف غرب ال�صني‬ ‫(�شينجيانغ) ذات الكثافة ال�سكانية املنخف�ضة‪ .‬ومتتد‬ ‫�أكرب �سل�سلتي جبال يف العامل حول كامل �أرا�ضي‬ ‫قرغيز�ستان‪ ،‬وهما تيان �شان وبامري‪ ،‬ذوات قمم عالية‬ ‫من �أعلى القمم يف العامل‪ ،‬مثل قمة بوبيدا (‪ 7439‬م)‪،‬‬ ‫قمة لينني (‪ 7134‬م) وبجوار قمة بوبيدا �أجمل القمم‬ ‫الهرمية خان تنكري (‪ 6995‬م)‪.‬‬ ‫الن�ش�أة والتطور‬ ‫ن�ش�أت مدينة بي�شكيك يف عام ‪1878‬م‪ ،‬على �أنقا�ض‬ ‫القلعة الرو�سية التي ُ�شيدت يف عام ‪ ،1855‬با�سم پ�شك‬ ‫(‪ ، .)Пишпек‬و�أطلق ا�سم ب�شكيك على هذه‬ ‫القلعة واملدينة التي جتاورها‪ .‬ويف عام ‪� ،1926‬أطلق‬ ‫على هذه املدينة ا�سم فرونزه (‪ ،)Фрунзе‬ن�سبة‬

‫‪46‬‬

‫مجلة المنظمة ـ سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫‪CULTURE‬‬ ‫‪HEALTH‬‬

‫بيشكيك‬ ‫العاصمة اإلسالمية للثقافة‬ ‫عن منطقة آسيا ‪2015‬‬ ‫�إلى ا�سم القائد الع�سكري الرو�سي ميخائيل فرونزه‪.‬‬ ‫ثم ا�ستعادت املدينة ا�سمها القدمي “بي�شكيك” بعد �أن‬ ‫نالت جمهورية قرغيز�ستان ا�ستقاللها يف عام ‪.1991‬‬ ‫الثقافة واللغات والأديان‬ ‫للرتاث البدوي �أثر وا�ضح على الثقافة القريغيزية‪،‬‬ ‫ويظهر �أثرها يف الرتبية املنزلية ويف الأزياء والطقو�س‬ ‫واللغة الر�سمية لقرغيز�ستان هي اللغة القريغيزية‪،‬‬ ‫وهي لغة تنتمي �إلى الأ�سرة الرتكية للغات‪ .‬وللغة‬ ‫الرو�سية مكانة م�شابهة ملكانة اللغة الر�سمية‪.‬‬ ‫وميار�س معظم مواطني قرغيز�ستان الإ�سالم بطريقة‬ ‫�سنية على املذهب احلنفي‪ ،‬وباقي الأديان املمار�سة‬ ‫نابعة من امل�سيحية (�أكرثها الأرثوذ�سكية الرو�سية)‪.‬‬ ‫�أهم املعامل احل�ضارية‬ ‫تتميز مدينة بي�شكيك باحتوائها على العديد من الأبنية‬ ‫التاريخية والرتاثية واحل�ضارية التي يعود تاريخها‬ ‫�إلى احلقبة ال�سوفيتية‪ ،‬كما حتتفظ املدينة ببع�ض‬ ‫الأبنية الأثرية التي ترجع �إلى ع�صر ما قبل احلكم‬ ‫ال�سوفييتي‪ .‬وقد مت بناء عدد كبري من املن�ش�آت الثقافية‬ ‫وامليادين وال�ساحات املن�سوبة �إلى الأبطال الذين قاموا‬ ‫بدور كبري يف ا�ستقالل البالد‪ ،‬مثل �ساحة عالء تو �أو‬ ‫ميدان احلرية يف و�سط بي�شكيك‪� ،‬إ�ضافة �إلى العديد‬ ‫من امليادين وال�ساحات والنافورات املنت�شرة يف مدينة‬

‫بي�شكيك‪ .‬ومن بني هذه املعامل ال�سياحية والتاريخية‬ ‫التي توجد يف مدينة بي�شكيك‪ ،‬متحف التاريخ الوطني‪.‬‬ ‫وت�شتمل مدينة بي�شكيك على العديد من امل�سارح‬ ‫ومعار�ض الفن احلديث‪ ،‬وق�صور الثقافة‪ ،‬ودار الأوبرا‬ ‫الوطنية‪ ،‬واملدار�س العليا‪ ،‬ومدار�س الفن واملو�سيقى‪،‬‬ ‫واملن�ش�آت الريا�ضية‪ ،‬وجامعة الدولة الرئي�سية‪ ،‬وغريها‪.‬‬ ‫وت�ضم مدينة ب�شكيك متحف الفنون اجلميلة الذي يعود‬ ‫تاريخه �إلى عام ‪1934‬م‪ ،‬ووجود بع�ض امل�صانع التي‬ ‫يعود تاريخها �إلى احلقبة ال�سوفييتية حيث كانت املدينة‬ ‫مقر ًا لعدد كبري من تلك امل�صانع‪� ،‬إ ّال �أن معظمها �أغلق‬ ‫�أو يعمل بجزء ي�سري من طاقته الإنتاجية‪.‬‬ ‫ميدان “عالء تو”‬ ‫يقع ميدان «عالء تو» يف قلب مدينة بي�شكيك‪ ،‬وتتو�سطه‬ ‫نافورة يعلوها متثال ل�سيدة من الربونز ترمز �إلى حرية‬ ‫ال�شعب القرغيزي‪ ،‬وحتيط بهذا امليدان بع�ض املن�ش�آت‬ ‫احلديثة من �أبنية امل�سارح واملعار�ض املخ�ص�صة‬ ‫للفنون املعا�صرة‪ ،‬كما يزين ميدان «عالء تو» النباتات‬ ‫والأ�شجار‪� ،‬إ�ضافة �إلى بع�ض العنا�صر الزخرفية‬ ‫املتنوعة‪.‬‬ ‫متحف الدولة التاريخي‬ ‫يقع متحف الدولة التاريخي بني ميدان عالء تو‬ ‫ومبنى الربملان‪ .‬وعلى اجلهة اجلنوبية‪ ،‬يوجد متثال‬ ‫�ضخم للرو�سي فالدميري لينني‪ ،‬والذي ُنقل من اجلهة‬ ‫ال�شمالية للمبنى بعد احلقبة ال�سوفيتية‪ .‬يتكون املتحف‬ ‫من ثالث طوابق‪ ،‬حيث يعر�ض الطابق ال�سفلي معار�ض‬ ‫مو�سمية‪ ،‬وخ�ص�ص الطابق الثاين لعر�ض �إجنازات‬ ‫احلقبة ال�سوفييتية خالل احلقبة ال�شيوعية‪ ،‬يف حني‬ ‫بعر�ض الطابق الأعلى تاريخ وثقافة ال�شعب القريغيزي‪.‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون األسرة‬ ‫المؤتمر الوزاري الخامس حول المرأة‬ ‫يركز على دورها في التنمية المستدامة‬

‫باكو ـ �أذربيجان‪:‬‬ ‫انعقد امل�ؤمتر الوزاري اخلام�س حول دور املر�أة يف‬ ‫التنمية يف الدول الأع�ضاء مبنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫برعاية �سامية من ال�سيدة الأولى لأذربيجان‪ ،‬مهربان‬ ‫علييفا‪ ،‬بعنوان «دور املر�أة يف التنمية امل�ستدامة»‪ ،‬يف‬ ‫مدينة باكو‪ ،‬عا�صمة �أذربيجان‪ ،‬يومي ‪ 20‬و‪� 21‬أكتوبر‬ ‫‪ .2014‬و�ألقيت كلمة ترحيبية بالنيابة عن �سعادة رئي�س‬ ‫�أذريبجان‪� ،‬إلهام علييف‪ ،‬يف اجلل�سة االفتتاحية يف‬ ‫الع�شرين من �أكتوبر ‪ ،2014‬ت�ؤكد العالقات الوطيدة‬ ‫والتعاون بني �أذريبجان ومنظمة التعاون الإ�سالمي يف‬ ‫خمت ِلف املجاالت‪.‬‬ ‫و�ألقت هجران ح�سينوفا رئي�سة اللجنة احلكومية‬ ‫املخت�صة ب�ش�ؤون الأ�سرة واملر�أة والطفل كلمة افتتاحية‬ ‫يف امل�ؤمتر ذكرت فيها �أن الأهداف الرئي�سية للم�ؤمتر‬ ‫هي تقوية التعاون بني الدول الأع�ضاء مبنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي ورفع ن�سبة امل�شاركة الفعالة للمر�أة يف تنمية‬ ‫املجتمع‪ .‬وحتدثت �أي�ض ًا عن �إجنازات �أذريبجان يف‬ ‫ن�شر امل�ساواة بني اجلن�سني يف جماالت العمل وال�صحة‬ ‫والتعليم واالقت�صاد وال�سيا�سة االجتماعية‪ ،‬وكذلك يف‬ ‫الت�صدي للعنف بحق املر�أة‪.‬‬ ‫و�ألقى الأمني العام للمنظمة‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬كلمة‬ ‫�أكد فيها �أنه بالرغم من �أن تاريخ املر�أة يف الإ�سالم‬ ‫حافل مب�شاركاتها البارزة يف جماالت �أن�شطة مهنية‬ ‫واجتماعية خمتلفة‪ ،‬مثل جمال الأعمال واخلدمة‬ ‫املدنية و�صناعة القرارات والرعاية االجتماعية‬ ‫يتم االعرتاف به �إ ّال قلي ًال �أو‬ ‫والأ�سرية‪ ،‬ف�إن دورها ال ّ‬ ‫يكون مه ّم�ش ًا يف الغالب‪ ،‬ولذا توجد احلاجة �إلى اتخاذ‬ ‫خطوات لت�صحيح الو�ضع‪.‬‬ ‫ويف كلمة الأمني العام التي �ألقاها نيابة عنه ال�سفري‬ ‫نعيم خان‪ ،‬الأمني العام امل�ساعد للعلوم والتكنولوجيا‪،‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫�أ�شار �إلى �أن‪« :‬االعرتاف بدور املر�أة يف املجتمع على‬ ‫النحو الواجب ومتكينها هما عامالن �أ�سا�سيان للتقدم‬ ‫والتنمية‪ .‬وعلى اجلانب الآخر‪ ،‬ف�إن املر�أة حني تقيد‬ ‫يتم االعرتاف بدورها‬ ‫بالعوامل االجتماعية الثقافية وال ّ‬ ‫ً‬ ‫كما ينبغي‪ ،‬ف�إن ذلك ينعك�س �سلبا على كل ميادين‬ ‫العمل الإن�ساين»‪.‬‬ ‫وتزامن وقت انعقاد امل�ؤمتر مع تخطيط منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي لربنامج جديد َيخْ ُل ُف برنامج العمل الع�شري‬ ‫والذي �ستنتهي مدته العام القادم‪ .‬وحث ال�سيد‬ ‫مدين امل�ؤمتر على الإ�سهام ب�صورة فاعلة يف �صياغة‬ ‫ا�سرتاتيجية واقعية وا�ضحة املعامل من �أجل تقدم‬ ‫املر�أة واالعرتاف بدورها يف التنمية وتقدم املجتمع‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪« :‬لنوجه جمهوداتنا لتحديد ر�ؤية ومهمة‬ ‫وخطة عمل م�ستقبلية حتى ن�ضمن للمر�أة يف الدول‬ ‫الإ�سالمية القدرة التامة على اال�ضطالع بدور ا�ستباقي‬ ‫يف مواجهة التحديات املتعددة الأبعاد يف عاملنا املتغري‬ ‫على الدوام‪.‬‬ ‫و�شدد ال�سيد مدين على احلاجة �إلى مراجعة تطبيق‬ ‫خطة عمل منظمة التعاون الإ�سالمي للنهو�ض باملر�أة‬ ‫املعتمدة يف عام ‪ ،2008‬ومطابقتها مع �سياق �أجندة‬ ‫الأمم املتحدة ملا بعد عام ‪ ،2015‬وب�شكل �أ�سا�سي يف ما‬ ‫يخ�ص الق�ضايا املرتبطة ب�أهداف التنمية امل�ستدامة‪.‬‬ ‫و�أدلت كذلك ال�سيدة الك�شمي بوري‪ ،‬م�ساعدة الأمني‬ ‫العام ونائب املدير التنفيذي للأمم املتحدة للمر�أة‪،‬‬ ‫ببيان يف افتتاح امل�ؤمتر‪ ،‬حثت فيه حكومات الدول‬ ‫الأع�ضاء على �إظهار روح قيادية والتزام قويني‬ ‫للنهو�ض بحقوق املر�أة ومواجهة الأجندة املتطرفة‬ ‫املعادية حلقوق املر�أة‪ ،‬وم ّد يد العون لأكرث الن�ساء‬ ‫والفتيات تهمي�ش ًا بالت�صدي لعدم امل�ساواة والتمييز‪،‬‬ ‫ودعم منظمات املر�أة ومنظمات املجتمع املدين لبذل‬

‫جهد �أكرب للت�أثري على القرارات ال�سيا�سية‪ ،‬وزيادة‬ ‫اال�ستثمار يف م�ساواة اجلن�سني ومتكني املر�أة‪ .‬و�أ�ضافت‬ ‫�أن هيئة الأمم املتحدة للمر�أة تتطلع �إلى مزيد من‬ ‫التعاون بني الدول الأع�ضاء ومنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫للنهو�ض باحلقوق والفر�ص للجميع‪.‬‬ ‫وركز هاميو الكونني‪ ،‬املدير االقليمي ل�صندوق الأمم‬ ‫املتحدة لل�سكان يف �أوروبا ال�شرقية و�آ�سيا الو�سطى‪ ،‬يف‬ ‫كلمته على تعاون منظمة التعاون الإ�سالمي و�صندوق‬ ‫الأمم املتحدة يف جمال �صحة املر�أة‪ .‬و�أ�شاد بالتعاون‬ ‫بني املنظمة وال�صندوق لعقد من الزمن يف التعامل‬ ‫مع وفيات الأمومة ومتكني املر�أة والنهو�ض بال�شباب‪،‬‬ ‫و�شدد على احلاجة �إلى العمل اجلماعي على الأولويات‬ ‫امل�شرتكة ل�ضمان ح�صول املر�أة ب�شكل �آمن على الرعاية‬ ‫ال�صحية والتعليم واحلياة العامة والفر�ص االجتماعية‬ ‫واالقت�صادية‪.‬‬ ‫و�أقر بيان باكو املعتمد يف نهاية امل�ؤمتر ب�أهمية العمل‬ ‫لتمكني املر�أة وريادة الأعمال والتوظيف بو�صفها �سب ًال‬ ‫فعالة ملحاربة الفقر واالعتداء والظلم االقت�صادي‪.‬‬ ‫كذلك حث الدول الأع�ضاء على توفري ودعم و�صول‬ ‫املر�أة للفر�ص ب�سن وتر�سيخ القوانني التي مت ّكن املر�أة‬ ‫من الو�صول �إلى فر�ص �أف�ضل يف جماالت خمتلفة من‬ ‫التنمية‪.‬‬ ‫و�أو�صى البيان بدرا�سة تطبيق “املجل�س الأعلى للعاملات‬ ‫(ن�ساء م�سلمات مفكرات)” كما هو مقرتح يف االجتماع‬ ‫الوزاري حول دور املر�أة‪ ،‬املنعقد يف العا�صمة الإيرانية‬ ‫طهران‪ .‬كما طالبت ب�إن�شاء هيئة �أ�سرية ا�ست�شارية‬ ‫ملراجعة خمت ِلف الأطر امل�ؤ�س�ساتية والقانونية‬ ‫والت�شريعات اخلا�صة برفاهية وتنمية الأ�سرة يف دول‬ ‫�أع�ضاء املنظمة‪.‬‬ ‫وحث البيان كذلك الدول الأع�ضاء باملنظمة لتطبيق‬ ‫بنود خطة عمل منظمة التعاون الإ�سالمي للنهو�ض‬ ‫باملر�أة بالتعاون مع الأمانة العامة باعتماد �آليات‬ ‫وم�ؤ�شرات تقييم التقدم املحرز‪ .‬كما �شدد على احلاجة‬ ‫امللحة �إلى خلق فر�ص للن�ساء لت�شجيع م�شاركتهم‬ ‫الكاملة يف عملية �صنع القرارات يف املجاالت ال�سيا�سية‬ ‫واالجتماعية والتطور الثقافية‪.‬‬ ‫و�ألقى مكتب برنامج الأمم املتحدة الإمنائي يف تركيا‬ ‫عر�ض ًا عن امل�شروع املقرتح حول “متكني املر�أة يف‬ ‫الدول الأع�ضاء مبنظمة التعاون الإ�سالمي”‪ ،‬وقوبل‬ ‫بردود فعل �إيجابية من امل�شاركني وبت�أييد من بيان‬ ‫باكو‪.‬‬ ‫سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪ 2014‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪47‬‬


‫شؤون الصحة‬ ‫حزمة مساعدات مالية وكوادر فنية‬ ‫لدول “التعاون اإلسالمي” المتضررة من وباء إيبوال‬

‫رئي�س البنك الإ�سالمي للتنمية الدكتور �أحمد حممد علي (ميني)‪ ،‬وال�سفري حممد �شريف من غينيا يت�صافحان بعد توقيع االتفاق بح�ضور الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي (و�سط)‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫�أثمرت اجلهود التي قامت بها منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي والبنك الإ�سالمي للتنمية يف �سبيل م ّد يد‬ ‫العون �إلى الدول املت�ضررة من وباء احلمى النـزيفية‬ ‫(�إيبوال)‪ ،‬عن تقدمي حزمة م�ساعدات مالية وكوادر‬ ‫فنية عاجلة �إلى البلدان املت�ضررة من املر�ض يف القارة‬ ‫الإفريقية‪.‬‬ ‫و�أعلن امل�ؤمتر امل�شرتك الذي عقدته منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي والبنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬يف اخلام�س من‬ ‫نوفمرب ‪ ،2014‬يف مقر الأمانة العامة للمنظمة يف‬ ‫جدة‪ ،‬عن تقدمي م�ساعدات مالية عاجلة �إلى البلدان‬ ‫املت�ضررة من وباء �إيبوال‪ .‬وعالوة على هذه التعهدات‬ ‫املالية‪ ،‬ت�شمل امل�ساعدة كذلك موارد مادية ومعدات‬ ‫ولوازم‪� ،‬إ�ضافة �إلى توفري العاملني ال�صحيني املدربني‬ ‫والكوادرذات ال�صلة‪.‬‬ ‫ويبلغ التمويل الذي �أعلن عنه البنك الإ�سالمي للتنمية‬ ‫ل�صالح غينيا‪ 45 ،‬مليون دوالر �أمريكي من خالل‬ ‫اتفاقيتني‪ 10 ،‬ماليني دوالر منها ملحاربة الفقر‪ ،‬و‪34‬‬ ‫مليون دوالر لدعم برامج ال�صحة‪ ،‬ويت�ضمن املبلغ‬ ‫‪ 6‬ماليني دوالر ملحاربة الإيبوال‪ .‬وقد وقع االتفاقيتني‬ ‫‪48‬‬

‫مجلة المنظمة ـ سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫الدكتور �أحمد حممد علي‪ ،‬رئي�س البنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية وال�سفري حممد �شريف‪� ،‬سفري غينيا لدى‬ ‫اململكة العربية ال�سعودية‪.‬‬ ‫وتت�ضمن حزمة امل�ساعدات التي �أعلن عنها البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية يف امل�ؤمتر‪ ،‬منحة بقيمة ‪ 10‬ماليني‬ ‫دوالر �أمريكي حل�شد موارد �إ�ضافية من املنظمات غري‬ ‫احلكومية واجلهات اخلريية‪ ،‬بغية دعم جهود مكافحة‬ ‫فريو�س �إيبوال‪ .‬كما �ساهم ال�صندوق ال�سعودي مببلغ‬ ‫‪ 30‬مليون دوالر �أمريكي‪ ،‬ل�صالح م�ست�شفى دونكا يف‬ ‫غينيا‪.‬‬ ‫و�أبدى عدد من املنظمات والهيئات والأفراد الذين‬ ‫�شاركوا يف امل�ؤمتر‪ ،‬ا�ستعدادهم لتقدمي م�ساعدات‬ ‫مالية وفنية وتقنية لالرتقاء بالأنظمة والهياكل‬ ‫ال�صحية يف الدول املت�ضررة‪.‬‬ ‫واملن�سقةَ‬ ‫و�أكد امل�ؤمتر �ضرورة اال�ستجابة الفعالة‬ ‫َّ‬ ‫وال�سريعة ملكافحة مر�ض فريو�س �إيبوال‪ .‬كما �أ�شار �إلى‬ ‫�ضرورة دعم املجتمعات املحلية و�إذكاء الوعي العام‬ ‫وتثقيف النا�س يف جمال التعامل مع احلاالت الناجتة‬ ‫عن هذا الوباء‪.‬‬ ‫ويندرج هذا امل�ؤمتر يف �إطار اجلهودالتي ما فتئت‬

‫تبذلها منظمة التعاون الإ�سالمي والبنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية مل�ساعدة الدول املت�ضررةمن مر�ض فريو�س‬ ‫�إيبوالودعم اجلهود التي يبذلها املجتمع الدويل‬ ‫لل�سيطرة على هذا املر�ض‪.‬‬ ‫وح�ضر امل�ؤمتر‪ ،‬الذي تر�أ�سه نائب وزير ال�صحة لل�ش�ؤون‬ ‫ال�صحية يف اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬الدكتور من�صور‬ ‫بن نا�صر احلوا�سي‪ ،‬عدد كبري من املنظمات والأفراد‬ ‫العاملني يف املجال اخلريي واملنظمات غري احلكومية‬ ‫وممثلون عن منظمة ال�صحة العامليةومنظمة �أطباء‬ ‫بال حدود‪.‬‬ ‫و�إلى جانب وفدين رفيعي امل�ستوى من�سرياليون وغينيا‬ ‫باعتبارهما الدولتني املت�ضررتني من مر�ض فريو�س‬ ‫�إيبوال‪� ،‬شارك يف امل�ؤمتر كذلك وزير ال�صحة يف تركيا‬ ‫و�أوغندا‪ ،‬ووكيل وزارة ال�صحة يف ماليزيا‪ ،‬وم�ست�شارو‬ ‫وزراء ال�صحة يف م�صر وال�سنغال وكوت ديفوار‪ ،‬ووفود‬ ‫رفيعة امل�ستوى من الدول الأع�ضاء‪ .‬وكان من �ضمن‬ ‫احل�ضور �أي�ض ًا ممثلون عن مكتب مبعوث الرئي�س‬ ‫الأمريكي اخلا�ص �إلى منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫ومركز ال�سيطرة على الأمرا�ض‪.‬‬ ‫و�ألقى كل من الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون‬

‫الصحة‬

‫�إياد �أمني مدين‪ ،‬ورئي�س البنك الإ�سالمي للتنمية‪،‬‬ ‫الدكتور �أحمد حممد علي‪ ،‬كلمتني ترحيبيتني يف‬ ‫بداية امل�ؤمتر‪ ،‬نقال فيهما تعاطفهما ودعمهما ل�شعوب‬ ‫وحكومات الدول املت�ضررة وا�ستعر�ضا اجلهود التي‬ ‫بذلتها املنظمة والبنك منذ بداية ّ‬ ‫تف�شي مر�ض فريو�س‬ ‫�إيبوال يف وقت �سابق من عام ‪.2014‬‬ ‫و�أ�شار الأمني العام �إلى �أن هناك تعاون ًا وثيق ًا بني‬ ‫املنظمة والبنك الإ�سالمي للتنمية وبني الدول ذات‬ ‫العالقة بوباء �إيبوال يف ما يتعلق بتوفري املوارد املالية‬ ‫واخلربات الطبية والكوادر املتخ�ص�صة‪� ،‬إلى جانب‬ ‫امل�ساعدات الفنية ومراقبة احلاالت امل�صابة‪.‬‬ ‫وحث مدين الدول الأع�ضاء واجلمعيات اخلريية‬ ‫والأفراد على تقدمي التعهدات املالية مل�ساعدة الدول‬ ‫املت�ضررة من وباء �إيبوال‪ ،‬م�ؤكد ًا �أن املنظمة ودولها‬ ‫الأع�ضاء لن تكون يف املقعد اخللفي يف مواجهة هذه‬ ‫الكارثة‪ ،‬بل يجب �أن تكون يف املقدمة‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬قال رئي�س البنك الإ�سالمي للتنمية �إن البنك‬ ‫يركز على ما يتعلق بالإنقاذ الفوري حلياة امل�صابني‬ ‫وت�أمني �سالمة املهددين‪ ،‬على م�ساندة الدول لإنقاذ‬ ‫امل�صابني‪ ،‬ووقاية املع ّر�ضني‪ ،‬وفق �إر�شادات منظمة‬ ‫ال�صحة العاملية‪ ،‬م�شري ًا �إلى �أن هذا املجال الإغاثي هو‬ ‫ميدان �إنفاق خ�صب للمح�سنني وفر�صة ن�شاط حممود‬ ‫ملنظمات العمل الطوعي‪.‬‬ ‫ودعا الدكتور �أحمد حممد علي الدول الأع�ضاء يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي والهيئات الطوعية وفاعلي‬ ‫اخلري للمبادرة �إلى �إر�سال كوادر عالية املهارة لنجدة‬ ‫الأهايل يف جنوب ال�صحراء‪ ،‬م�ؤكد ًا �أن البنك �سيعمل‬ ‫مع الدول ذات الكفاءة الن�سبية يف هذا املجال لبناء‬ ‫طواقم دائمة اجلاهزية الحتواء �أي �أوبئة �أخرى قد‬ ‫تن�شب يف املنطقة‪.‬‬

‫و�أ�ضاف �أن البنك الإ�سالمي للتنمية وقع اليوم اتفاقية‬ ‫متويل م�شروع منوذجي‪ ،‬هو م�شروع تو�سعة م�ست�شفى‬ ‫دونكا العمومي يف كوناكري؛ ويت�ضمن ق�سم ًا خا�ص ًا‬ ‫للتعامل مع الإيبوال و�أخواتها‪ ،‬للتقليل من الإ�صابة‬ ‫و�إنقاذ الأرواح وتخفيف معاناة املجتمع الغيني‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن البنك �سي�سعى مع جمموعة التن�سيق بني‬ ‫م�ؤ�س�سات التنمية العربية والإ�سالمية لت�أمني ت�ضمني‬ ‫برامج التمويل ا�ستثمارات يف املن�ش�آت والنظم الرعاية‬ ‫ال�صحية الفعالة جنوب ال�صحراء‪.‬‬ ‫ويف �إطار جهود منظمة التعاون الإ�سالمي الرامية �إلى‬ ‫ح�شد الدعم للدول املت�ضررة من �إيبوال‪ ،‬احت�ضنت‬ ‫جنيف يوم ‪� 29‬سبتمرب ‪ 2014‬اجتماع ًا للدول الأع�ضاء‬ ‫يف املنظمة برئا�سة وزير ال�صحة يف �إندوني�سيا‬ ‫وبح�ضور املديرة العامة ملنظمة ال�صحة العاملية‪،‬‬ ‫الدكتورة مارجريت ت�شان‪ .‬ويندرج م�ؤمتر ح�شد املوارد‬ ‫يف جدة يف �إطار متابعة اجتماع جنيف‪.‬‬ ‫وتتطابق حزمة امل�ساعدات التي �أُعلن عنها خالل‬ ‫امل�ؤمتر مع الأولويات والأهداف الواردة يف خارطة‬ ‫الطريق اخلا�صة بالت�صدي لفريو�س �إيبوال‪ ،‬التي‬ ‫و�ضعتها منظمة ال�صحة العاملية‪ ،‬وت�أخذ يف احل�سبان‬ ‫�أحدث تقييم للحالة قدمه �أثناء امل�ؤمتر ممثلون عن‬ ‫البلدان املت�ضررة ومنظمة ال�صحة العاملية ومنظمة‬

‫�أطباء بال حدود وغريها من الهيئات واملنظمات غري‬ ‫احلكومية التي تنخرط بن�شاط يف اجلهود امليدانية‬ ‫الرامية �إلى مكافحة مر�ض فريو�س �إيبوال‪.‬‬ ‫وعبرّ امل�شاركون يف امل�ؤمتر عن تقديرهم ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي والبنك الإ�سالمي للتنمية ملبادرتهماالتي‬ ‫اعتربوا �أنها جاءت يف الوقت املنا�سب‪ ،‬و�أعربوا عن‬ ‫�أملهم يف �أن ت�سهم حزمة امل�ساعدات امل�شرتكة ب�شكل‬ ‫مجُ دٍ وف ّعال يف اجلهود الدولية الرامية �إلى ال�سيطرة‬ ‫على مر�ض فريو�س �إيبوال‪.‬‬ ‫ويف �سياق مت�صل‪� ،‬شهد امل�ؤمتر تقدمي منظمة ال�صحة‬ ‫العاملية خارطة الطريق اخلا�صة بالت�صدي لإيبوال‪،‬‬ ‫وذلك بهدف توجيه وتن�سيق اجلهود الدولية ملواجهة‬ ‫اندالع مر�ض فريو�س �إيبوال يف غرب �إفريقيا‪ .‬ويتمثل‬ ‫الهدف يف وقف انتقال فريو�س �إيبوال يف البلدان‬ ‫املت�ضررة داخل �أجل ميتد من ‪� 6‬إلى ‪� 9‬أ�شهر ومنع‬ ‫انت�شاره على ال�صعيد الدويل‪.‬‬ ‫و�أو�ضحت منظمة ال�صحة العاملية �إلى �أنه �إلى غاية‬ ‫�أكتوبر ‪� ،2014‬أوردت التقارير ماجمموعه ‪ 9216‬حالة‬ ‫م�ؤكدة �أو حمتملة �أو م�شتبه فيها للإ�صابة مبر�ض‬ ‫فريو�س �إيبوال يف �سبع دول مت�ضررة (غينيا‪ ،‬ليبرييا‪،‬‬ ‫نيجرييا‪ ،‬ال�سنغال‪� ،‬سرياليون‪� ،‬إ�سبانيا‪ ،‬الواليات‬ ‫املتحدة الأمريكية)‪ .‬وهناك ‪ 4555‬حالة وفاة‪.‬‬ ‫و�أ�شارت خارطة منظمة ال�صحة العاملية �إلى �ضرورة‬ ‫تعزيز املوارد الب�شرية وقدرات اال�ستجابة يف املناطق‬ ‫التي ي�شت ّد فيها انتقال املر�ض على نطاق وا�سع‪،‬‬ ‫و�ضمان القيام يف حاالت الطوارئ وفور ًا بالت�صدي يف‬ ‫البلدان التي توجد فيها حالة (حاالت) �أولية �أو يت�سم‬ ‫فيها انتقال املر�ض بطابع حملي‪� ،‬إ�ضافة �إلى تعزيز‬ ‫ت�أهب جميع البلدان للإ�سراع بالك�شف عن التعر�ض‬ ‫لإيبوال والت�صدي له‪.‬‬

‫​انخفاض وفيات األطفال واألمهات في العالم اإلسالمي‬ ‫جدة (�إينا)‪:‬‬ ‫�شهد العديد من الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬على مدى العقدين‬ ‫املا�ضيني‪ ،‬حت�سن ًا كبري ًا يف تغطية الرعاية واخلدمات ال�صحية‪ ،‬حيث انخف�ض معدل‬ ‫وفيات الأمهات من ‪ 574‬وفاة لكل ‪� 100‬ألف والدة حية يف عام ‪� 1990‬إلى ‪ 311‬حالة‬ ‫وفاة يف عام ‪� ،2011‬أي بانخفا�ض ن�سبته ‪ 45.8‬يف املئة‪.‬‬ ‫و�أ�شار تقرير ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬نقلته وكالة الأنباء الإ�سالمية الدولية‬ ‫(�إينا)‪� ،‬إلى انخفا�ض معدل وفيات الر�ضع من ‪ 83‬وفاة لكل �ألف والدة حية يف عام‬ ‫‪� 1990‬إلى ‪ 51‬حالة وفاة يف عام ‪� ،2011‬أي بانخفا�ض ن�سبته ‪ 38.7‬يف املئة‪ ،‬م�ستند ًا‬ ‫يف ذلك �إلى �إح�صائيات منظمة ال�صحة العاملية‪.‬‬ ‫و�أ�شارت املنظمة �إلى �أن التقدم املحرز يف حتقيق التغطية ال�صحية ال�شاملة ظل‬ ‫متفاوت ًا‪� ،‬إلى حد بعيد‪ ،‬يف البلدان الأع�ضاء يف املنظمة‪� ،‬إذ يعاين نظام الرعاية‬ ‫ال�صحية يف كثري منها ب�شكل خطري من امل�شكالت والتحديات املتعلقة بتوفري املوارد‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫املالية الكافية والبنية التحتية املالئمة والقوى العاملة واللوائح ال�صحية الدولية‪.‬‬ ‫وت�شري �أحدث التقديرات �إلى �أن ن�سبة �إجمايل �إنفاق الدول الأع�ضاء على ال�صحة يف‬ ‫عام ‪ 2011‬مل يتع ّد ‪ 4.7‬يف املئة من ناجتها املحلي الإجمايل (مقابل ‪ 6.1‬يف املئة يف‬ ‫البلدان النامية الأخرى و‪ 7.6‬يف املئة على ال�صعيد العاملي)‪.‬‬ ‫وخالل الفرتة املمتدة بني عامي ‪ 2000‬و‪ ،2011‬مل يتجاوز معدل عدد موظفي ال�صحة‬ ‫(من �أطباء وممر�ضني وممر�ضات وقابالت) ‪ 26‬موظف ًا لكل ‪� 10‬آالف ن�سمة‪.‬‬ ‫وعلى �صعيد كل بلد على حدة‪ ،‬ف�إن ‪ 28‬دولة ع�ضو ًا يف املنظمة فقط تبلغ العتبة‬ ‫احلرجة من موظفي ال�صحة املحددة بعدد ‪ 23‬موظف ًا لكل ‪� 10‬آالف ن�سمة‪ ،‬وهي‬ ‫العتبة التي ُت َع ّد �ضرورية عموم ًا لتقدمي اخلدمات ال�صحية الأ�سا�سية‪.‬‬ ‫ومن جهة �أخرى‪ ،‬مل حت�صل ن�سبة ‪ 24‬يف املئة من �سكان دول املنظمة على موارد املياه‬ ‫املح�سنة‪ ،‬يف حني مل حت�صل ن�سبة ‪ 40‬يف املئة منها على مرافق ال�صرف ال�صحي‬ ‫عام ‪.2011‬‬ ‫سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪ 2014‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪49‬‬


‫شؤون‬

‫الصحة‬

‫إيبوال‬

‫«أطباء بال حدود»‪:‬‬ ‫مرض فتاك وتحد إنساني – منظور‬

‫ُ�سمي مر�ض �إيبوال ن�سبة �إلى نهر�إيبوال يف‬ ‫جمهورية الكونغوالدميقراطية‪ ،‬التي كانت‬ ‫تعرف �سابق ًا بـ (زائري)‪.‬‬ ‫انت�شر هذا املر�ض الفتاك على مدى‬ ‫رجح ا�ستمراره‬ ‫الأ�شهر الت�سعة الأخرية‪ ،‬و ُي ّ‬ ‫يف امل�ستقبل القريب‪ ،‬وب�شكل خا�ص يف‬ ‫غرب �أفريقيا‪.‬‬ ‫ومنذ الإعالن الر�سمي يف غينيا عن تف�شي‬ ‫الإيبوال يف غرب �أفريقيا يف ‪ 22‬مار�س‬ ‫‪� ،2014‬أودى املر�ض بحياة ‪� 7000‬شخ�ص‬ ‫يف املنطقة‪ ،‬ويعترب تف�شيه حالي ًا الأكرث‬ ‫انت�شارًا‪ ،‬م�ؤثرًا ب�شكل �أ�سا�س على ثالث دول‬ ‫هي‪ :‬غينيا وليبرييا و�سرياليون‪ ،‬مع عدد‬ ‫قليل من احلاالت امل�سجلة يف مايل‪ .‬وقد‬ ‫�أعلن م�ؤخر ًا يف كل من نيجرييا وال�سنغال‬ ‫عن توقف انت�شار املر�ض‪ ،‬وانتهائه يف‬ ‫جمهورية الكونغو‪.‬‬ ‫جتاوبت منظمة �أطباء بال حدود مع‬ ‫املر�ض منذ �أول �إعالن لإنت�شاره بالتعاون‬ ‫مع وزارات ال�صحة املحلية يف البلدان التي‬ ‫انت�شر فيها‪ .‬ونا�شدت املنظمة الدول والقطاعات‬ ‫الإن�سانية وال�صحية الإ�سراع يف �إر�سال املوارد الب�شرية‬ ‫واملادية لغرب �أفريقيا‪ ،‬وحال ًيا ت�س ّلمت الدول الثالث‬ ‫الأكرث ت�أث ًرا بالوباء معونات من املجتمع الدويل‪.‬‬ ‫ورغم حت�سن التجاوب يف املنطقة ‪� ،‬إال �أن مرافق عزل‬ ‫وت�شخي�ص املر�ضى لي�ست متوفرة �أو ال تعمل يف املناطق‬ ‫التي هي بحاجة لها‪� .‬أما اجلوانب الأخرى الأ�سا�سية‬ ‫للتعامل مع الإيبوال فت�شمل حمالت ن�شر التوعية‬ ‫وقبول املجتمع واملدافن الآمنة واملتابعة مع املخالطني‪،‬‬ ‫وا�ستمرار الت�أهب والرت�صد للمر�ض‪ ،‬مع توفري الرعاية‬ ‫ال�صحية للمر�ضى غري امل�صابني بالإيبوال‪ ،‬وكلها‬ ‫عوامل غري متوفرة كل ًيا يف �أجزاء من غرب �أفريقيا‪.‬‬ ‫وتبقى قلة املوارد الب�شرية مع�ضلة �أ�سا�سية‪ ،‬ففي بع�ض‬ ‫الأحيان يقوم املر�ضى بالإتيان باحللول من تلقاء‬ ‫�أنف�سهم‪ .‬ومثال ذلك ال�سيدة‪� /‬أمينتا �سنكوه‪ ،‬التي‬ ‫تقطن يف �ضواحي فريتاون‪� ،‬سرياليون‪ ،‬حيث �سمعت‬ ‫‪50‬‬

‫مجلة المنظمة ـ سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫على الراديو حتذيرات من الإيبوال‪ ،‬ولكن مل ترتدد يف‬ ‫العناية بوالدتها امل�صابة به‪ ،‬والتي ازدادت حمنتها مع‬ ‫مرور الوقت‪� .‬أ�صيبت �أمينتا باحلمى خالل �أ�سبوع من‬ ‫وفاة والدتها‪ ،‬فقررت �أخذ اطفالها الثالثة �إلى مركز‬ ‫عالج الإيبوال التابع ملنظمة �أطباء بال حدود‪ .‬وي�سرتجع‬ ‫الدكتور جرياردومونتيلمونيوز �أول يوم لأمينتا قائلاً ‪:‬‬ ‫«كانت �أمينتا مري�ضة للغاية عند و�صولها‪ .‬ويف يومها‬ ‫الثاين مل تكن قادرة على النهو�ض من فرا�شها‪ ،‬وكانت‬ ‫تعاين من القيء والإ�سهال‪ .‬حينها �أخربتها �أن عليها �أن‬ ‫حتارب املر�ض‪ ،‬لذا عليها �أن ت�أكل وت�شرب جيد ًا‪ .‬ثم‬ ‫مت الك�شف على �أبنائها وتبينّ �أن �إثنني منهما �سليمان‪،‬‬ ‫ف�أر�سلناهما لأحد �أقاربهم للعناية بهم‪ ،‬يف حني �أ�صيب‬ ‫ابنها ا�سماعيل البالغ من العمر خم�س �سنني باملر�ض»‪.‬‬ ‫مع مرور الوقت حت�سنت حالة �أمينتا و�أ�صبحت قادرة‬ ‫على �إطعام نف�سها وامل�شي جمددًا ولكن ببطء وببع�ض‬ ‫الأمل‪ .‬ولكن ابنها ظل يف حالة حرجة‪ ،‬فبقيت بجانبه‬ ‫لت�شجعه على الأكل وال�شرب‪ ،‬حتى بد�أت حالته تتح�سن‬ ‫تدريج ًيا‪ ،‬وقامت �أمينتا برعاية �أطفال �آخرين يف‬ ‫العنرب‪.‬‬

‫كان هناك طفل �آخر يبلغ من العمر خم�س‬ ‫�سنوات � ً‬ ‫أي�ضا يرقد يف جناح جماور لها‪،‬‬ ‫غري قادر على الأكل وال�شرب � ً‬ ‫أي�ضا‪ .‬الحظت‬ ‫�أمينتا �أنه بحاجة �إلى الدعم مثلما كان‬ ‫ابنها‪ ،‬فراحت تعتني به وحتممه وترغبه يف‬ ‫الأكل وال�شرب‪ .‬وا�ستمرت يف ت�شجيع �أطفال‬ ‫�آخرين وحتى املراهقني على الأكل وال�شرب‬ ‫والكفاح‪ .‬وكانت تتوا�صل مع �أ�سر ه�ؤالء‬ ‫الأطفال عرب هاتف خلية املنظمة لتطمئنهم‬ ‫على حالة �أبنائهم‪ ،‬وخا�صة الأطفال‬ ‫ال�صغار منهم‪ .‬بعد فرتة تعرفت �أمينتا على‬ ‫جميع املر�ضى يف عنرب الإيبوال‪ ،‬مما مكنها‬ ‫من �إعطاء مالحظات للفريق الطبي �أثناء‬ ‫جوالتهم‪ ،‬متحدثة بالنيابة عن الأطفال‬ ‫الذين مل يكونوا قادرين على التعبري عن‬ ‫و�ضعهم ب�أنف�سهم‪ .‬وقالت عنها الطبيبة‬ ‫اك�ساندرا راردن‪« :‬لقد �ساهمت يف حماية‬ ‫جميع من يف العنرب و�إنقاذ حياة الأطفال»‪.‬‬ ‫ورغم �أنها ال تعد ناجية من املر�ض‪ ،‬وكانت‬ ‫ما تزال يف مرحلة النقاهة‪ ،‬لكن رعايتها‬ ‫الآخرين �أعاد لها قوتها‪.‬‬ ‫للناجني من الإيبوال دور مهم يف جمال رعاية املر�ضى‬ ‫امل�صابني به‪ ،‬حيث مل ت�سجل �أي حاالت لتكرار الإ�صابة‬ ‫باملر�ض‪ ،‬مما يعطي الناجني القدرة على تقدمي‬ ‫الرعاية ال�صحية ملر�ضى الإيبوال دون االلتزام بقيود‬ ‫معدات الوقاية ال�شخ�صية‪ ،‬اً‬ ‫فبدل من االلتزام بق�ضاء‬ ‫ما يقارب �ساعة واحدة فقط داخل عدة الوقاية‪،‬‬ ‫ميكن للناجيني من املر�ض �أن يق�ضوا �ساعات �أطول‬ ‫مع املر�ضى مع م�ستلزمات وقاية �أقل‪� .‬أ�ضاف الدكتور‬ ‫جرياردو مونتيلمونيوز‪�« :‬إن مركز عالج الإيبوال مكان‬ ‫موح�ش للنا�س وخا�صة الأطفال‪ ،‬ولكن وجود �شخ�ص‬ ‫مثل �أمينتا يف العنرب �أحدث فر ًقا هائلاً »‪.‬‬ ‫عينت منظمة �أطباء بال حدود يف فريتاون ثالثة‬ ‫ناجيني مثل �أمينتا لتقدمي العناية الطبية للأطفال‬ ‫امل�صابني بالإيبوال‪ ،‬فوجود الناجيني يدعم فريق تعزيز‬ ‫ال�صحة ويكون اً‬ ‫مثال ح ًيا يعطي الأمل لأ�سر الأفراد‬ ‫امل�صابني عند زيارة مر�ضاهم يف مركز عالج الإيبوال‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫علــوم وتكنولوجيا‬ ‫استخدام اإلنترنت‬ ‫في الدول اإلسالمية‬ ‫األقل عالمي ًا‬ ‫جدة (�إينا)‪:‬‬ ‫�أظهر تقرير ملنظمة التعاون الإ�سالمي �أن اال�ستثمار يف‬ ‫البحث العلمي والتكنولوجي يف العامل الإ�سالمي ال يزال‬ ‫دون املعدل العاملي‪.‬‬ ‫و�سجل تقرير حول واقع العلوم والتكنولوجيا يف دول‬ ‫«التعاون الإ�سالمي» �شمل فرتة اخلطة الع�شرية ‪-2005‬‬ ‫‪� ،2015‬إنفاق ًا متدني ًا على البحث والتطوير مل يتجاوز‬ ‫الـ‪ 0.46‬يف املئة من ناجتها املحلي الإجمايل‪.‬‬ ‫وهذا ما دفع مبنظمة التعاون الإ�سالمي �إلى التخطيط‬ ‫لعقد قمة �إ�سالمية علمية هي الأولى من نوعها‪ ،‬ت�ضع‬ ‫حلو ًال جذرية لوقف الأمية التكنولوجية والعلمية يف‬ ‫الدول الإ�سالمية‪.‬‬ ‫ونقلت وكالة الأنباء الإ�سالمية الدولية (�إينا) عن‬ ‫م�صادرها �أن القمة �ست�شهدها العا�صمة الباك�ستانية‬ ‫�إ�سالم �أباد (مقر اللجنة الدائمة للتعاون العلمي‬ ‫والتكنولوجي ‪ -‬كوم�ستيك) خالل الفرتة من ‪� 9-7‬إبريل‬ ‫‪ .2015‬وقال امل�صدر �إن القمة ي�سبقها اجتماع حت�ضريي‬ ‫مل�ؤ�س�سات املنظمة خالل الفرتة من ‪ 26-24‬دي�سمرب‬ ‫‪ .2014‬وكانت القمة حمور مباحثات الأمني العام ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي �إياد مدين مع القادة الباك�ستانيني‬ ‫خالل زيارته �إ�سالم �أباد يف �شهر �أغ�سط�س ‪.2014‬‬ ‫براءات االخرتاع «دون امل�أمول»‬ ‫ما زال ن�صيب دول العامل الإ�سالمي يف جمال براءات‬ ‫االخرتاع دون امل�أمول‪ ،‬وقال التقرير‪ ،‬الذي ن�شرته‬ ‫وكالة الأنباء الإ�سالمية الدولية «�إينا»‪� ،‬إنه من �أ�صل‬ ‫‪ 2.35‬مليار من طلبات براءات االخرتاع يف العامل‪،‬‬ ‫مبا يف ذلك مكاتب الرباءات الإقليمية‪ ،‬بلغ ن�صيب دول‬ ‫«التعاون الإ�سالمي» منها ‪ 1.5‬يف املئة‪� ،‬أي ما جمموعه‬ ‫‪ 34933‬طلب ًا‪ ،‬يف حني بلغ ن�صيب كل من كوريا و�أملانيا‬ ‫وحدهما على التوايل ‪ 8.0‬يف املئة و‪ 2.6‬يف املئة من‬ ‫الطلبات‪.‬‬ ‫مراكز مت�أخرة يف عدد الباحثني‬ ‫�أ�شار التقرير �إلى �أن الدول الأع�ضاء يف املنظمة يف‬ ‫مراكز مت�أخرة عن املتو�سط العاملي من حيث عدد‬ ‫الباحثني‪ ،‬حيث ي�صل العدد �إلى ‪ 615‬باحث ًا لكل مليون‬ ‫�شخ�ص مقابل ‪ 1604‬كمعدل عاملي‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫كما وظفت دول املنظمة يف املتو�سط ‪ 546‬باحث ًا لكل‬ ‫مليون ن�سمة‪ ،‬وهي ن�سبة �أقل من ع�شر املعدل بالن�سبة‬ ‫للدول املتقدمة (‪ )5803‬ونحو ثلث املعدل العاملي‬ ‫(‪.)1536‬‬ ‫ثلث الباحثني ن�ساء‬ ‫على الرغم مما يكتب من �أمور �سلبية عن و�ضع املر�أة‬ ‫يف دول املنظمة‪ ،‬ف�إن ما يناهز ‪ 35.2‬يف املئة من‬ ‫جمموع الباحثني يف دول «التعاون الإ�سالمي» ن�ساء‪ ،‬وهو‬ ‫�أعلى من املعدل العاملي ‪ 30.2‬يف املئة ومعدل الإحتاد‬ ‫الأوروبي ‪ 33.2‬يف املئة‪.‬‬ ‫الإنفاق دون «الدول النامية»‬ ‫ويف جمال الإنفاق على البحث والتطوير العلمي‬ ‫والتكنولوجي‪� ،‬أكد التقرير �أن الدول الأع�ضاء يف‬ ‫«التعاون الإ�سالمي» تنفق حالي ًا ‪ 0.46‬يف املئة من‬ ‫ناجتها املحلي االجمايل‪ ،‬يف حني تبلغ املعدالت يف العامل‬ ‫والدول النامية غري الأع�ضاء يف املنظمة ‪ 1.86‬يف املئة‬ ‫و‪ 1.24‬يف املئة على التوايل‪.‬‬ ‫ارتفاع قيا�سي يف الإنتاج العلمي‬ ‫�أو�ضح تقرير املنظمة �أن ح�صة دول «التعاون الإ�سالمي»‬ ‫من الإنتاج العلمي العاملي يف عام ‪ 2013‬بلغ ‪ 6.1‬يف املئة‬ ‫(‪ 109.000‬مقالة علمية)‪ ،‬يف حني كانت ح�صته عام‬ ‫‪ 2.2 2000‬يف املئة (‪ 20242‬مقالة علمية)‬ ‫وحققت املطبوعات العلمية للعلماء واملهند�سني يف‬ ‫الدول ال�سبع واخلم�سني الأع�ضاء زيادة قيا�سية بخم�سة‬ ‫�أ�ضعاف وارتفعت �إلى ‪ 108821‬مطبوعة يف عام ‪2013‬‬ ‫بعد �أن كانت ‪ 20224‬مطبوعة يف عام ‪.2000‬‬ ‫وبح�سب التقرير‪ ،‬غدت ‪ 18‬جامعة من جامعات الدول‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة م�صنفة �ضمن اجلامعات الـ ‪400‬‬ ‫الأولى يف العامل بح�سب ت�صنيف عام ‪ 2012‬للجامعات‪.‬‬ ‫‪ 76‬مليار دوالر �صادرات التكنولوجيا‬ ‫�صدرت الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي ما‬ ‫قيمته ‪ 76‬مليار دوالر �أمريكي من منتجات التكنولوجيا‬ ‫املتقدمة‪� ،‬أي ما ي�شكل ‪ 3.8‬يف املئة من جمموع �صادرات‬ ‫التكنولوجيا املتقدمة يف العامل‪.‬‬ ‫ا�ستخدام الإنرتنت الأقل عاملي ًا‬ ‫يف جمال الإنرتنت‪� ،‬أ�شار التقرير �إلى �أن ا�ستخدام‬

‫الإنرتنت يف العامل الإ�سالمي ال يزال �أقل من املعدل‬ ‫العاملي‪ ،‬حيث ا�ستخدم ‪� 22‬شخ�ص ًا فقط من �أ�صل‬ ‫‪� 100‬شخ�ص يف دول «التعاون اال�سالمي» الإنرتنت‬ ‫يف عام ‪ ،2012‬وهو �أقل بكثري من املعدالت يف العامل‬ ‫(‪� 36‬شخ�ص ًا لكل مئة �شخ�ص)‪ ،‬والبلدان النامية غري‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة (‪� 31‬شخ�ص ًا)‪.‬‬ ‫ودعا التقرير �إلى املزيد من التعاون بني الدول‬ ‫الأع�ضاء لتوفري �أمن املعلومات‪ ،‬مبا يف ذلك النـزاهة‬ ‫واخل�صو�صية والأمان‪ ،‬وقال �إن «املنظمة تنفذ حملة‬ ‫حلماية �أ�سماء نطاق امل�ستوى الأعلى (‪ )TLD‬ذات‬ ‫الـهُـويات الإ�سالمية يف م�ؤ�س�سات الإنرتنت للأ�سماء‬ ‫املخ�ص�صة (‪.”)ICANN‬‬ ‫حلول جذرية لالرتقاء‬ ‫�أ�شارت وكالة (�إينا) �إلى �أن منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫بد�أت ت�ست�شرف و�ضع العلوم والتكنولوجيا يف خطتها‬ ‫الع�شرية الثانية ‪ 2025-2015‬يف م�سعى منها ملعاجلة‬ ‫الو�ضع القائم‪.‬‬ ‫كما �أعدت ر�ؤية لزيادة الن�سبة املئوية ل�سلع التكنولوجيا‬ ‫املتقدمة واخلدمات ال�صادرة من الدول الأع�ضاء يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وبزيادة ح�صة القطاع‬ ‫اخلا�ص من متويل البحوث بن�سبة ‪ 50‬يف املئة من خالل‬ ‫تدابري �سيا�سية عامة‪ ،‬مبا يف ذلك احلوافز ال�ضريبية‬ ‫واملالية وبرامج بناء القدرات والتوعية ذات ال�صلة‪.‬‬ ‫رفع التعاون البيني ‪ 20‬يف املئة‬ ‫�أكدت �ضرورة زيادة التعاون البيني للدول الأع�ضاء‬ ‫يف «التعاون الإ�سالمي» يف جمال العلوم والتكنولوجيا‬ ‫كي ي�صل �إلى ن�سبة ‪ 20‬يف املئة من اجمايل التعاون يف‬ ‫باقي دول العامل‪ ،‬وزيادة عدد العاملني يف جمال البحث‬ ‫العلمي والتطوير لكل مليون ن�سمة بن�سبة ‪ 100‬يف املئة‪،‬‬ ‫ف�ض ًال عن زيادة ح�صة دول منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫يف الإنتاج العلمي العاملي بن�سبة ‪ 100‬يف املئة‪ ،‬والنهو�ض‬ ‫بالتنمية واال�ستفادة من العلوم والتكنولوجيا لأغرا�ض‬ ‫التنمية امل�ستدامة من خالل ت�شجيع البحث والقدرات‬ ‫التكنولوجية يف جميع القطاعات والإبتكار وتطوير‬ ‫التكنولوجيا املحلية من خالل توفري بيئة تنظيمية‬ ‫مواتية‪.‬‬ ‫سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪ 2014‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪51‬‬


‫تعليم‬ ‫المؤتمر اإلسالمي لوزراء التعليم العالي في دورته السابعة‬

‫يدعو الدول اإلسالمية إلى زيادة اإلنفاق في مجال البحث واالبتكار‬ ‫الرباط ـ اململكة املغربية‪:‬‬ ‫اعتمد امل�ؤمتر الإ�سالمي ال�سابع لوزراء التعليم العايل‬ ‫والبحث العلمي‪� « ،‬إعالن الرباط ب�ش�أن تطوير منظومة‬ ‫التعليم العايل والبحث العلمي يف العامل الإ�سالمي»‪.‬‬ ‫و�أكد امل�ؤمتر‪ ،‬الذي �شارك فيه وزراء التعليم العايل‬ ‫والبحث العلمي بالدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬يف ختام �أعماله التي ا�ستمرت يومني‬ ‫يف مقر املنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة‬ ‫«�إي�سي�سكو» بالعا�صمة املغربية‪ 19-18( ،‬دي�سمرب‬ ‫‪ )2014‬التزامهم بال�سعي لتعزيز قطاع التعليم العايل‬ ‫وت�شجيع التميز العلمي والنهو�ض بجودة البحوث‪.‬‬ ‫واعتمد امل�شاركون يف امل�ؤمتر نتائج املائدة امل�ستديرة‬ ‫التي ُعقدت �ضمن �أعمال امل�ؤمتر حول توطيد دعائم‬ ‫الداخلي للجنة‬ ‫النظام‬ ‫التعليم العايل‪ .‬كما اعتمدوا‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫رفيعة امل�ستوى للجودة واالعتماد ملتابعة تنفيذ م�ضامني‬ ‫وثيقة «م�ؤ�شرات الأداء الرئي�سية يف الدول الأع�ضاء يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي»‪.‬‬ ‫و�أو�صى الإعالن الدول الأع�ضاء باال�ستثمار ب�شكل‬ ‫�أكرب‪ ،‬يف جمال البحث والتطوير‪ ،‬و�إ�شراك القطاع‬ ‫اخلا�ص فيه‪ ،‬وتعزيز بناء القدرات العلمية‪ .‬وحث‬ ‫الإعالن على ت�شجيع �إن�شاء م�ؤ�س�سات وطنية و�إقليمية‬ ‫للبحوث العلمية‪.‬‬ ‫و�أكد الإعالن احلاجة �إلى تو�سيع نطاق اال�ستفادة من‬ ‫وثيقة «م�ؤ�شرات الأداء الرئي�سية»‪ ،‬ودعا �إلى تعزيز‬ ‫التعاون بني املنظمات والهيئات الإقليمية ل�ضمان‬ ‫اجلودة يف منظومة التعليم العايل يف الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫و�أ�شاد الإعالن بالتنفيذ الناجح مل�شروع «�أطل�س العلوم‬ ‫واالبتكار يف العامل الإ�سالمي»‪ ،‬واقرتح موا�صلة �إجناز‬ ‫هذا امل�شروع لإعداد التقارير الوطنية اخلا�صة بالدول‬ ‫الأع�ضاء التي مل ت�شملها املرحلة الأولى من امل�شروع‪.‬‬ ‫كما اقرتح �إحداث «مر�صد العامل الإ�سالمي للعلوم‬ ‫بالتوجهات‬ ‫والتكنولوجيا» وتزويد �صانعي القرار‬ ‫ّ‬ ‫العلمية والتكنولوجية والبيانات الإح�صائية ذات‬ ‫ال�صلة‪.‬‬ ‫و�أو�صى الإعالن الدول الأع�ضاء باال�ستفادة من التقرير‬ ‫عن «االقت�صاديات العربية‪ :‬امل�ضي قدم ًا على طريق‬ ‫املعرفة واالبتكار» وبالعمل على ت�سريع وترية انتقالها‬ ‫نحو اقت�صاديات قائمة على املعرفة واالبتكار‪ .‬و�شدّد‬ ‫على �أهمية تفعيل مناذج النمو القائمة على املعرفة‬ ‫واالبتكار وت�شجيع ريادة الأعمال من �أجل حتفيز‬ ‫‪52‬‬

‫مجلة المنظمة ـ سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫الإنتاجية و�إطالق �شراكات جديدة‪ ،‬وتعزيز التناف�سية‪.‬‬ ‫واعتمد الوزراء امل�شاركون يف امل�ؤمتر م�شروع برنامج‬ ‫«تفاهم» لتبادل الطالب واملدر�سني والباحثني بني‬ ‫اجلامعات يف العامل الإ�سالمي‪ ،‬كما اعتمدوا م�شروع‬ ‫�إقامة تعاون م�شرتك بني الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪.‬‬ ‫كما اعتمد امل�ؤمتر م�شروع تعاون م�شرتك بني الدول‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬يف جمال الت�سويق وتعليم ريادة‬ ‫الأعمال‪ ،‬ووافق على مقرتح حكومة ماليزيا ب�ش�أن‬ ‫�إحداث �أمانة م�ؤقتة حتت �إ�شراف وزارة الرتبية يف‬ ‫ماليزيا‪ .‬ودعا �إلى العمل على و�ضع برنامج تنفيذي‬ ‫من �أجل تعزيز اال�ستثمار وال�شراكة والإجناز‪ .‬و�أكد‬ ‫احلاجة �إلى دعم اجلهود من �أجل تقلي�ص الفجوات‬ ‫ومعاجلة الق�ضايا احليوية املتعلقة بالت�شغيل واحلوكمة‬ ‫اجليدة واجلودة وت�شجيع االبتكار‪.‬‬ ‫و�أعرب وزراء التعليم العايل عن امتنانهم العميق‬ ‫للعاهل املغربي حممد ال�ساد�س‪ ،‬ملا يوليه من اهتمام‬ ‫بالغ ب�أو�ضاع الأمة الإ�سالمية‪ ،‬كما �أ�شادوا بالدعم‬ ‫الذي قدمته اململكة املغربية ممثل ًة يف وزارة التعليم‬ ‫العايل والبحث العلمي وتكوين الأطر‪ ،‬لتي�سري �سبل‬ ‫جناح امل�ؤمتر‪.‬‬ ‫و�أ�شاد امل�شاركون بدور الأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪� ،‬إياد بن �أمني مدين‪ ،‬يف تعزيز العمل‬ ‫الإ�سالمي امل�شرتك‪ ،‬و�إيالء العناية الالزمة للنهو�ض‬ ‫بالعلوم والتكنولوجيا واالبتكار والتعليم العايل‪ .‬كما‬ ‫�أعرب الوزراء عن تقديرهم البالغ جلهود الدكتور عبد‬ ‫العزيز بن عثمان التويجري‪ ،‬املدير العام للمنظمة‬ ‫الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة «�إي�سي�سكو»‪ ،‬التي‬ ‫يبذلها للإ�سهام يف تطوير البحث العلمي وتعزيز‬ ‫القدرات التـقـنية وتر�سيخ اجلودة يف التعليم العايل‪،‬‬ ‫ون�شر قيم احلوار بني الثقافات والتحالف بني‬ ‫احل�ضارات‪.‬‬ ‫وكانت �أعمال الدورة ال�سابعة للم�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫لوزراء التعليم العايل والبحث العلمي‪ ،‬التي نظمتها‬ ‫الإي�سي�سكو‪ ،‬حتت الرعاية ال�سامية للعاهل املغربي امللك‬ ‫حممد ال�ساد�س‪ ،‬وبالتعاون مع وزارة التعليم العايل‬ ‫والبحث العلمي وتكوين الأطر يف اململكة املغربية‪،‬‬ ‫وبالتن�سيق مع الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫قد انطلقت يوم اخلمي�س ‪ 18‬دي�سمرب ‪ ،2014‬يف مقر‬ ‫الإي�سي�سكو بالرباط‪ ،‬حتت عنوان‪( :‬التعليم العايل‪:‬‬ ‫احلوكمة واالبتكار والت�شغيل)‪.‬‬

‫املدير العام للإي�سي�سكو‬ ‫عبد العزيز بن عثمان‬ ‫التويجري‬

‫ويف اجلل�سة االفتتاحية للم�ؤمتر‪ ،‬حتدث كل من‬ ‫الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري‪ ،‬املدير‬ ‫العام للإي�سي�سكو‪ ،‬والدكتورة �سمية حممد �أحمد‬ ‫�أبو ك�شوة‪ ،‬وزيرة التعليم العايل والبحث العلمي يف‬ ‫جمهورية ال�سودان‪ ،‬رئي�سة الدورة ال�ساد�سة للم�ؤمتر‪،‬‬ ‫والدكتور حل�سن الداودي‪ ،‬وزير التعليم العايل والبحث‬ ‫العلمي وتكوين الأطر يف اململكة املغربية‪ ،‬كما �ألقى‬ ‫ال�سفري حممد نعيم خان‪ ،‬الأمني العام امل�ساعد للعلوم‬ ‫والتكنولوجيا يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬كلمة‬ ‫الأمني العام‪ ،‬ال�سيد �إياد �أمني مدين‪.‬‬ ‫وانتخب امل�ؤمتر �أع�ضاء املجل�س اال�ست�شاري اجلديد‬ ‫لتنفيذ ا�سرتاتيجية العلوم والتكنولوجيا واالبتكار‬ ‫يف البلدان الإ�سالمية‪ ،‬ويتكون املجل�س اجلديد من‬ ‫املغرب (بو�صفها رئي�سة الدورة ال�سابعة للم�ؤمتر)‪،‬‬ ‫والأردن وجيبوتي واململكة العربية ال�سعودية و�أذربيجان‬ ‫و�إندوني�سيا وبنغالدي�ش و�أوغندا وكوت ديفوار ومايل‪.‬‬ ‫ودعا امل�ؤمتر الدول الأع�ضاء �إلى تعيني ممثليها‬ ‫يف املجل�س من بني ال�شخ�صيات التي تتبو�أ �أعلى‬ ‫املنا�صب العلمية‪ .‬كما دعا الدول الأع�ضاء التي تتقدم‬ ‫مب�شروعات علمية �إلى املجل�س‪ ،‬حل�ضور اجتماعات‬ ‫املجل�س ب�صفة مراقب‪ .‬وكلف امل�ؤمتر الإي�سي�سكو‬ ‫والأمانة العامة للمجل�س بتحديد تاريخ عقد الدورة‬ ‫الثامنة للمجل�س اال�ست�شاري لتنفيذ ا�سرتاتيجية العلوم‬ ‫والتكنولوجيا واالبتكار يف الدول الإ�سالمية ومكانها‪.‬‬ ‫ُيذ َكر �أنه عقب اختتام اجلل�سة االفتتاحية للم�ؤمتر مت‬ ‫التوقيع على اتفاقية تعاون بني احتاد جامعات العامل‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬التابع للإي�سي�سكو‪ ،‬واجلامعة الدولية‬ ‫للرباط‪ ،‬لإن�شاء كر�سي اقت�صاد املعرفة يف هذه‬ ‫اجلامعة‪ .‬وتن�ص االتفاقية على تنظيم حما�ضرات‪،‬‬ ‫وعقد حلقات درا�سية حول اقت�صاد املعرفة لفائدة‬ ‫اجلامعات الأع�ضاء يف االحتاد والدول الأع�ضاء يف‬ ‫الإي�سي�سكو‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫تعليم‬ ‫نحو ‪ 40‬في المئة من سكان العالم اإلسالمي ال يقرؤون وال يكتبون‬ ‫جدة (�إينا)‪:‬‬ ‫ك�شف تقرير حديث عن ٍ ّ‬ ‫«تف�ش مذهل» للأمية يف العامل‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬حيث ال تق ّل ن�سبتها عن ‪ 40‬يف املئة (مع‬ ‫تفاوت الن�سب يف الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي)‪ ،‬وهو ما يعني وجود مئات املاليني من‬ ‫الأميني يف الدول الإ�سالمية‪ ،‬م�شري ًا �إلى �أن معظمهم‬ ‫�إناث‪.‬‬ ‫وقال التقرير‪ ،‬الذي ن�شرته وكالة الأنباء الإ�سالمية‬ ‫الدولية (�إينا)‪� ،‬إن دول «التعاون الإ�سالمي» ت�أتي‬ ‫يف مراكز مت�أخرة جد ًا عن املعدل العاملي ملحو �أمية‬ ‫البالغني بـ ‪ 73‬يف املئة‪ ،‬وهو �أق ّل من املتو�سط العاملي ‪82‬‬ ‫يف املئة ومعدل الدول النامية غري الأع�ضاء يف املنظمة‬ ‫‪ 85‬يف املئة‪ ،‬وفق ًا لإح�صائيات عام ‪.2013‬‬ ‫و�أو�ضح التقرير �أن معدالت الأمية يف العامل الإ�سالمي‬ ‫ترتاوح بني ‪ 40‬يف املئة بني الذكور و‪ 65‬يف املئة بني‬ ‫الإناث‪ ،‬و�أن ن�سبة الأمية يف البوادي والأرياف تزيد‬ ‫على ن�سبتها يف املدن واحلوا�ضر ب�أكرث من ‪ 10‬يف املئة‪،‬‬ ‫وهو ما ي�شكل مع�ضلة كبرية تعوق التنمية‪ ،‬وت�ؤثر �إلى‬ ‫حد بعيد يف �إ�ضعاف قدرات املجتمع على النهو�ض‪،‬‬ ‫وبناء االقت�صاد القوي املتنامي وحتقيق الأهداف‬ ‫الإمنانية للألفية‪ ،‬وفق ًا للمنظمة الإ�سالمية للرتبية‬ ‫والعلوم والثقافة «�إي�سي�سكو»‪.‬‬ ‫ويف ال�سياق ذاته‪ ،‬توقع تقرير �صادر عن منظمة الأمم‬ ‫املتحدة للرتبية والعلوم والثقافة «اليون�سكو» انخفا�ض ًا‬ ‫طفيف ًا يف عدد الأميني يف العامل من ‪ 774‬مليون ًا يف عام‬ ‫‪� 2011‬إلى ‪ 743‬مليون ًا (ن�سبة كبرية منهم يف العامل‬

‫الإ�سالمي) يف عام‬ ‫‪.2015‬‬ ‫و�أظهر التقرير �أن خم�س‬ ‫دول �أع�ضاء يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي توجد‬ ‫�ضمن قائمة عام ‪2011‬‬ ‫لـ ‪ 10‬دول ت�شكل جمتمعة‬ ‫ما ن�سبته ‪ 72‬يف املئة من‬ ‫العدد الإجمايل للأميني‬ ‫الكبار يف العامل‪ ،‬وتلك‬ ‫الدول اخلم�س يوجد‬ ‫فيها ما يزيد على ‪160‬‬ ‫مليون ًا‪� ،‬إ�ضافة �إلى تف�شي الأمية يف ع�شرات املاليني‬ ‫من امل�سلمني يف دول غري �أع�ضاء يف املنظمة ت�ضمنتها‬ ‫القائمة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و ُي َع ّد معدل حمو �أمية البالغني م�ؤ�شرا على مدى‬ ‫فاعلية النظام التعليمي‪� ،‬إذ يقي�س جودة التعليم‪،‬‬ ‫وال�سيما القدرة على القراءة والكتابة‪ ،‬وفق ًا ملا تت�ضمنه‬ ‫اخلطة الع�شرية الثانية ‪ 2025-2015‬ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪.‬‬ ‫و�أو�ضح التقرير �أنه على الرغم من اجلهود املبذولة‬ ‫على ال�صعيد احلكومي وعلى م�ستوى املجتمع الأهلي‪،‬‬ ‫ف�إن عدد ًا قلي ًال من دول «التعاون الإ�سالمي» ا�ستطاعت‬ ‫�أن متحو الأمية فيها �أو تخف�ضها �إلى ن�سب متدنية‪.‬‬ ‫وبح�سب بيانات اليون�سكو‪ ،‬ف�إن عدد الأميني يف الدول‬ ‫العربية (كلها �أع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي)‬ ‫انخف�ض من ‪� 52‬إلى ‪ 48‬مليون ن�سمة خالل الفرتة بني‬ ‫عامي ‪ 2005‬و‪ ،2011‬وهي �أ�سرع زيادة يف معدالت حمو‬ ‫الأمية بني الكبار منذ عام ‪.1990‬‬ ‫وجاءت منطقة جنوب وغرب �آ�سيا يف املرتبة الثانية‬ ‫من حيث �سرعة ارتفاع معدالت حمو �أمية الكبار فيها‪،‬‬ ‫�إذ ظل عدد الأميني من الكبار ثابت ًا مبا يزيد قلي ًال على‬ ‫‪ 400‬مليون ن�سمة‪� .‬أما يف �إفريقيا جنوب ال�صحراء‬

‫بحسب بيانات اليونسكو‬ ‫فإن عدد األميين في الدول‬ ‫العربية انخفض من ‪ 52‬إلى ‪48‬‬ ‫مليون ًا خالل الفترة بين عامي‬ ‫‪ 2005‬و‪ ،2011‬وهي أسرع‬ ‫زيادة في معدالت محو األمية‬ ‫بين الكبار منذ عام ‪1990‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫الكربى‪ ،‬فقد زاد عدد الأميني من الكبار بن�سبة ‪37‬‬ ‫يف املئة منذ عام ‪ ،1990‬حيث بلغ عددهم ‪ 182‬مليون‬ ‫ن�سمة يف عام ‪.2011‬‬ ‫ويف جمال التكاف�ؤ بني اجلن�سني‪� ،‬أ�شار التقرير �إلى‬ ‫�أنه يتوقع �أن ينجح ‪ 30‬بلد ًا‪ ،‬من بينها دول �أع�ضاء يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬من �أ�صل ‪ 61‬تتوافر عنها‬ ‫بيانات يف هذا املجال‪ ،‬يف حتقيق التكاف�ؤ بني اجلن�سني‬ ‫يف ما يتعلق مبحو �أمية الكبار بحلول عام ‪ ،2015‬على‬ ‫الرغم من عدم �إحراز �أي تقدم باجتاه خف�ض ن�سبة‬ ‫الأمية بني الن�ساء منذ عام ‪ ،1990‬والتي ت�شكل ثلثي‬ ‫العدد الإجمايل للأميني الكبار‪.‬‬ ‫وال تزال م�ؤ�شرات حمو الأمية غري م�شجعة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا‬ ‫�أن هناك ‪ 57‬مليون طفل يف العامل (منهم عدد كبري‬ ‫يف العامل الإ�سالمي) خارج �صفوف الدرا�سة‪ ،‬وهو‬ ‫ما ي�شكل عبئ ًا قادم ًا على معدالت الأمية على املدى‬ ‫البعيد‪.‬‬ ‫وقال مدير الإي�سي�سكو الدكتور عبد العزيز التويجري‪،‬‬ ‫يف ت�صريحات �سابقة‪� ،‬إن «الأمية ال تزال ت�شكل حتدي ًا‬ ‫حقيقي ًا للعامل الإ�سالمي يعرقل النهو�ض باملجتمعات‬ ‫الإ�سالمية من النواحي كافة»‪ ،‬م�شري ًا �إلى �أن «الأمية‬ ‫يف جل الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫تبلغ م�ستويات خطرية تعوق التنمية امل�ستدامة‪,‬‬ ‫وتنعك�س �سلب ًا على اجلهود التي تبذلها احلكومات يف‬ ‫هذه املجاالت»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�أ�ضاف التويجري �أنه وفقا للتعاليم الإ�سالمية « ُيعد‬ ‫حمو الأمية واجب ًا �شرعي ًا والتزام ًا �أخالقي ًا ور�سالة‬ ‫ح�ضارية وم�س�ؤولية اجتماعية‪ ,‬تتطلب م�ساهمة جميع‬ ‫فئات املجتمع‪ ,‬من حكومات‪ ,‬ومنظمات وجمعيات‬ ‫مدنية‪ ,‬ومنظمات دولية ومنظمات مهنية ونقابات‪ ,‬يف‬ ‫الق�ضاء على الآفة»‪ ،‬و�أكد التويجري �ضرورة «اعتبار‬ ‫حمو الأمية �أولوية دائمة يف البلدان الإ�سالمية‪,‬‬ ‫والتزام ًا وطني ًا حت�شد اجلهود وتعب�أ الطاقات للوفاء به‬ ‫يف �آجال حمددة»‪.‬‬ ‫سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪ 2014‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪53‬‬


‫إعالم‬

‫طهران تستضيف الدورة العاشرة للمؤتمر اإلسالمي لوزراء اإلعالم‬

‫علي جنتي‪ ،‬وزير الثقافة‬ ‫والإر�شاد الإ�سالمي يف �إيران‬ ‫ورئي�س الدورة العا�شرة‬ ‫للم�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء‬ ‫الإعالم‬

‫طهران ـ �إيران‪:‬‬ ‫حددت الدورة العا�شرة للم�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء‬ ‫الإعالم يف الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬التي ُعقدت يف العا�صمة الإيرانية طهران‪،‬‬ ‫خالل الفرتة من ‪3‬ـ ‪ 4‬دي�سمرب ‪ ،2014‬حتت عنوان‬ ‫«التقارب الإعالمي لأجل ال�سالم واال�ستقرار يف العامل‬ ‫الإ�سالمي»‪ ،‬الأطر الرئي�سة للعمل الإعالمي امل�شرتك‬ ‫يف العامل الإ�سالمي لتعزيز وحدة امل�سلمني وت�ضامنهم‬ ‫يف �سائر �أرجاء العامل‪.‬‬ ‫وجاء م�ؤمتر طهران لي�ؤكد �أهمية دور منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي وح�ضورها يف ال�ش�ؤون الدولية والإقليمية‪،‬‬ ‫من خالل تعزيز فاعليتها وتن�شيط جماالت عملها‬ ‫وبراجمها يف امليدان الإعالمي لت�أمني املكانة الالئقة‬ ‫للمجتمعات امل�سلمة‪.‬‬ ‫وث ِّـمـن �إعالن طهران الذي �صدر يف نهاية امل�ؤمتر الدور‬ ‫املتميز لو�سائل الإعالم يف الدول الأع�ضاء يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي يف ف�ضح عدوان �إ�سرائيل الغا�شم‬ ‫على �أبناء ال�شعب الفل�سطيني و�سعيها �إلى ا�ستكمال‬ ‫تنفيذ خططها لتهويد مدينة القد�س ال�شريف‪ ،‬كما‬ ‫حيا دور و�سائل الإعالم يف الدول الأع�ضاء يف �إبراز‬ ‫الكفاح امل�شروع لل�شعب الفل�سطيني لإنهاء االحتالل‬ ‫الإ�سرائيلي‪ ،‬و�أ�شاد بجهود جلنة القد�س‪.‬‬ ‫و�شدد الوزراء على �ضرورة التملك الفعلي لإمكانات‬ ‫تكنولوجيا الإعالم واالت�صال يف الدول الأع�ضاء‬ ‫يف املنظمة من خالل ت�ضافر اجلهود لر�أب الفجوة‬ ‫املعلوماتية للإعالم الرقمي‪ ،‬وذلك بال�سعي �إلى‬ ‫‪54‬‬

‫مجلة المنظمة ـ سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫امتالك تكنولوجيا الإعـالم احلديثة واال�ستثمار‬ ‫ال�ضروري يف البنى التحتية واملوارد الب�شرية ذات‬ ‫ال�صلة‪.‬‬ ‫و�أكدوا �أهمية التقارب الإعالمي لأجل ال�سالم‬ ‫واال�ستقرار يف العامل الإ�سالمي‪ ،‬والدور الذي ي�ضطلع‬ ‫به الإعالم يف الت�صدي جلميع �أ�شكال العنف والتطرف‬ ‫والتع�صب والعن�صرية والكراهية‪.‬‬ ‫و�أعرب الوزراء عن القلق العميق �إزاء الأعمال‬ ‫الإرهابية الفظيعة التي تُرتَكب با�سم الإ�سالم ال�سمح‪،‬‬ ‫م�شريين �إلى �أن الوقت قد حان جلميع امل�ؤمنني‬ ‫احلقيقيني ومنظمة التعاون الإ�سالمي ال�ستغالل قوة‬ ‫الإعالم ونفوذه للت�صدي ملثل هذه الأعمال وللعقبات‬ ‫اخلطرية التي تقف من ورائها والتي ال متتّ ب�صلة‬ ‫لتعاليم الإ�سالم التي تت�سم بالرحمة ولطبيعته‬ ‫ال�سماوية‪ .‬و�أدانوا ب�شدة الأعمال الإرهابية الدنيئة‬ ‫التي يرتكبها تنظيم داع�ش و�إ�ساءة ا�ستغالل الو�سائل‬ ‫الإعالمية احلديثة خلدمة �أهدافه ال�شريرة‪.‬‬ ‫و�شدد �إعالن طهران على دعم الأن�شطة وامل�ساهمة‬ ‫التي تقوم بها امل�ؤ�س�سات الإعالمية ملنظمة التعاون‬

‫تحديد األطر الرئيسية‬ ‫للعمل اإلعالمي اإلسالمي‬ ‫المشترك من أجل تعزيز‬ ‫وحدة األمة اإلسالمية‬

‫الإ�سالمي ملواجهة املحاوالت املتطرفة التي ت�سعى‬ ‫�إلى امل�سا�س باملقد�سات والرموز الإ�سالمية و�إ�شاعة‬ ‫الكراهية والتمييز �ضد امل�سلمني واخللط بني الإ�سالم‬ ‫وظاهرة العنف والإرهاب‪.‬‬ ‫وكان رئي�س الدورة التا�سعة للم�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء‬ ‫الإعالم‪ ،‬ممثل جمهورية الغابون‪� ،‬سفري جمهورية‬ ‫الغابون �إ�سماعيل هوليجي‪ ،‬قد �ألقى كلمة يف افتتاح‬ ‫امل�ؤمتر �أبرز فيها اجلهود التي بذلتها بالده يف تنفيذ‬ ‫القرارات ال�صادرة عن الدورة التا�سعة للم�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي لوزراء الإعالم‪ ،‬و�أ�شاد بدور الأمانة العامة‬ ‫للمنظمة بخ�صو�ص عملية التنفيذ‪ ،‬معرب ًا كذلك عن‬ ‫�شكره للأمني العام للمنظمة على �إدارته املقتدرة يف‬ ‫توجيه املنظمة خدمة ملا فيه خري الأمة الإ�سالمية‪.‬‬ ‫كما �أبرز اجلهود التي تبذلها الغابون يف تطوير قطاع‬ ‫الإعالم ويف توفري البنى التحتية يف جمايل الإعالم‬ ‫واالت�صال لفائدة امل�ؤ�س�سات التعليمية‪.‬‬ ‫و�ألقى ال�سيد علي جنتي‪ ،‬رئي�س الدورة العا�شرة‬ ‫للم�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء الإعالم ووزير الثقافة‬ ‫والإر�شاد الإ�سالمي باجلمهورية الإ�سالمية الإيرانية‪،‬‬ ‫كلمة �أ�شار فيها �إلى التحديات الكثرية التي يواجهها‬ ‫العامل الإ�سالمي عموم ًا ومنطقة ال�شرق الأو�سط‬ ‫ب�صورة خا�صة جراء التطرف‪ ،‬والعنف‪ ،‬والإرهاب‪،‬‬ ‫والعدوان الع�سكري‪ ،‬وانتهاك ال�سيادة الوطنية للدول‪،‬‬ ‫واالحتالل؛ وكذا �أعمال القتل والتدمري غري امل�سبوقة‬ ‫يف قطاع غزة والتي ت�شكل جرائم حرب وجرائم يف حق‬ ‫الإن�سانية يقرتفها النظام ال�صهيوين‪.‬‬ ‫و�أكد الوزير �أن التطرف والعنف َع َّمقا جراح الأمة‪،‬‬ ‫م�ستذكر ًا يف ال�سياق ذاته املبادرة التي �أطلقها الرئي�س‬ ‫خال من العنف‬ ‫ح�سن روحاين للدعوة �إلى «عامل ٍ‬ ‫والتطرف»‪ .‬و�أو�ضح جنتي �أن املبادرة القت دعم ًا وا�سع‬ ‫النطاق من املجتمع الدويل‪ ،‬وال �سيما من امل�سلمنی يف‬ ‫‌ربوع العامل‪ .‬و�أكد �أن علی الدول الإ�سالمیة �أن تعزز‬ ‫روابطها الإعالمية البينية حتى يت�سنى لها مواجهة‬ ‫حماوالت تعظيم االنق�سام‪ ،‬معترب ًا العمل امل�شرتك‬ ‫والتعاون احلل الوحيد ل�ضمان م�ستقبل م�شرق للأمة‬ ‫الإ�سالمیة‪ .‬ودعا الوزير �إلى ا�ستكمال عملية �إعادة‬ ‫هيكلة وكالة الأنباء الإ�سالمية الدولية (‪)IINA‬‬ ‫واحتاد الإذاعات الإ�سالمیة (‪ )IBU‬و�إلى �إن�شاء‬ ‫القناة الف�ضائية ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وبني الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني‬ ‫مدين‪ ،‬من جهته‪ ،‬يف كلمته �أن الأمة الإ�سالمية تواجه‬ ‫�أكرث من حتدٍّ يهدد ا�ستقرارها و�أمنها وجهود تنميتها‪،‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫إعالم‬ ‫بل وهُ ويتها و�أ�سلوب حياتها‪ ،‬م�شري ًا �إلى �أن امل�ؤمتر‬ ‫"يتوجه نحو التحدي الذي يواجه خطابنا الإعالمي‬ ‫وم�ؤ�س�ساتنا الإعالمية والأطر التي حتكم حراكنا‬ ‫الإعالمي يف �شتى املجاالت"‪ ،‬م�شدد ًا على �ضرورة‬ ‫مواجهة هذا اخلطاب املتطرف وتفكيكه ومعرفة‬ ‫�أر�ضيته ومناخه وكذا �سياقاته ال�سيا�سية واالقت�صادية‬ ‫واالجتماعية والدينية‪ .‬ودعا يف هذا ال�صدد �إلى �ضرورة‬ ‫�إعادة النظر يف م�س�ألة طرح مدونة لل�سلوك الإعالمي‬ ‫للم�ؤ�س�سات الإعالمية وللخطاب الإعالمي التي ُطرحت‬ ‫على هذا امل�ؤمتر يف دورتيه ال�سابعة والثامنة ومل يكتب‬ ‫لها �أن ترى النور‪.‬‬ ‫كما طالب مدين و�سائل الإعالم بالت�صدي للعن�صرية‬ ‫و�سيا�سات الأبارتايد التي متار�سها �إ�سرائيل �ضد‬ ‫ال�شعب الفل�سطيني وانتهاكاتها للم�سجد الأق�صى والتي‬ ‫تتج�سد فيها �أب�شع �صور خطاب الكراهية‪ .‬و�أعرب‬ ‫الأمني العام‪ ،‬يف معر�ض تناوله مل�شاريع القرارات‬ ‫املقدمة �إلى الدورة العا�شرة للم�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء‬ ‫الإعالم‪ ،‬عن �أمله يف �أن يوفق هذا امل�ؤمتر يف بلورة‬ ‫ر�ؤية وا�ضحة تت�ضمن �آليات التنفيذ الدقيقة واملتابعة‬ ‫املتوا�صلة من �أجل و�ضع قرارات هذه الدورة مو�ضع‬ ‫التنفيذ العملي‪.‬‬ ‫و�ألقى النائب الأول لرئي�س اجلمهورية الإ�سالمية‬ ‫الإيرانية‪ ،‬الدكتور �إ�سحاق جهانكريي‪ ،‬كلمة �أ�شار فيها‬ ‫�إلى �أن منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬التي ت�أ�س�ست �أ�ص ًال‬ ‫ملتابعة ور�صد ر�صد م�سرية الدفاع عن ق�ضية فل�سطني‪،‬‬ ‫فعال وتاريخي يف هذا ال�صدد‪ ،‬و ُيتوقع منها‬ ‫تقوم بدور ٍ‬ ‫�أن تتابع بفاعلية وحيوية �أكرث م�صالح الأمة الإ�سالمية‬ ‫يف الأو�ساط الدولية‪ ،‬م�ؤكد ًا �أن بالده باعتبارها «�أحد‬ ‫الأع�ضاء النا�شطني يف املنظمة �ستقدم العون لتحقيق‬ ‫هذا الهدف املهم‪ ،‬وذلك بالتعاون مع �سائر الدول‬ ‫الأع�ضاء»‪ .‬و�شدد النائب الأول للرئي�س على املحاوالت‬ ‫احلثيثة واملتنامية من قبل بع�ض و�سائل الإعالم الغربية‬ ‫بهدف مترير وا�سع مل�شروع كراهية الإ�سالم‪ ،‬م�شري ًا‬ ‫�إلى الفجوة العميقة القائمة يف �إي�صال املعلومات‬ ‫وحتكم الإعالم الغربي مبخت ِلف املجاالت‪ ،‬وال �سيما ما‬ ‫يتعلق بتو�سيع رقعة الإ�سالموفوبيا‪ ،‬و�أو�ضح �أنه ينبغي‬ ‫على العامل الإ�سالمي �أن يعمل ب�شكل موحد ومتقدم‬ ‫على ا�ستخدام تقنيات االت�صال واملعلوماتية اجلديدة‬ ‫بهدف تقلي�ص هذه الفجوة املعلوماتية‪.‬‬ ‫و�شهد امل�ؤمتر ت�أكيد الوزراء وممثلي الدول الأع�ضاء يف‬ ‫معر�ض كلماتهم على �ضرورة الرتكيز على دور الإعالم‬ ‫يف املرحلة الراهنة واال�ستمرار يف �إظهار الأعمال‬ ‫الوح�شية التي ترتكبها �سلطات االحتالل ال�صهيوين‬ ‫يف عدوانها الغا�شم على قطاع غزة مبا مي ّكن من‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫ح�شد الر�أي العام الإ�سالمي والدويل لن�صرة الق�ضية‬ ‫الفل�سطينية‪ .‬كما تطرقوا �إلى �أهمية التن�سيق بني‬ ‫م�ؤ�س�سات العمل الإ�سالمي امل�شرتك يف جمال الإعالم‬ ‫فيما بينها �إلى جانب �إدارة الإعالم بالأمانة العامة‪،‬‬ ‫ودعوا تلك امل�ؤ�س�سات وامل�ؤ�س�سات الإعالمية يف الدول‬ ‫الأع�ضاء للإ�سهام يف تبيان ال�صورة احلقيقية للإ�سالم‬ ‫والت�صدي للهجمات الإعالمية �ضد الدين الإ�سالمي‬ ‫احلنيف ورموزه ومقد�ساته‪ .‬و�شدد املتحدثون على‬ ‫احلاجة امللحة �إلى اال�ستفادة من الثورة املعلوماتية‬ ‫واالت�صالية املت�سارعة التي ي�شهدها العامل‪ ،‬وال�سيما‬ ‫�شبكات التوا�صل االجتماعي ملا لها من دور فاعل وهام‬ ‫يف �إي�صال الر�سائل الإعالمية‪.‬‬ ‫واعتمد امل�ؤمتر عدة قرارات جاء يف مقدمتها دور‬ ‫الإعالم يف الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫يف م�ساندة ق�ضية مدينة القد�س ال�شريف وامل�سجد‬ ‫الأق�صى املبارك‪ ،‬حيث �أبرز امل�شاركون الظروف‬ ‫اخلا�صة التي تنعقد فيها الدورة العا�شرة للم�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي لوزراء الإعالم يف ظل ما ي�شهده العامل‬ ‫الإ�سالمي من حراك ومتغريات‪ ،‬وما يعانيه ال�شعب‬ ‫الفل�سطيني جراء ا�ستمرار االحتالل الإ�سرائيلي‬ ‫وت�صاعـد عدوانه �ضده‪ ،‬وا�ستمرار االنتهاكات‬ ‫الإ�سرائيلية يف الأرا�ضي الفل�سطينية‪ ،‬مبا يف ذلك يف‬ ‫مدينة القد�س‪ .‬ووجهوا ندا ًء ملح ًا �إلى و�سائل الإعالم‬ ‫يف الدول الأع�ضاء ملوا�صلة التغطية الإعالمية وتكثيفها‬ ‫لإبراز االنتهاكات الإ�سرائيلية املتكررة للأرا�ضي‬ ‫الفل�سطينية وا�ستهداف ال�شعب الفل�سطيني‪ ،‬وت�سليط‬ ‫ال�ضوء على انتهاكات حقوق الإن�سان وجرائم احلرب‬ ‫التي تقرتفها �سلطة االحتالل‪.‬‬ ‫و�أكد امل�ؤمتر �أي�ض ًا �أهمية توفري الإمكانيات املالية‬ ‫ال�ضرورية لإطالق م�شاريع متعلقة بالتفاعل املبا�شر‬ ‫مع و�سائل الإعالم الأجنبية‪ ،‬مبا يف ذلك التفكري يف‬ ‫�إن�شاء �صندوق ت�ساهم فيه الدول الأع�ضاء وامل�ؤ�س�سات‬ ‫والأفراد ب�صفة طوعية‪ .‬ويف هذا ال�سياق‪� ،‬صادق‬

‫االجتماع على م�شروع قرار ب�ش�أن (التحرك الإعالمي‬ ‫داخلي ًا وخارجي ًا بالتعاون مع م�ؤ�س�سات �إعالمية من‬ ‫الدول الأع�ضاء وم�ؤ�س�سات �إعالمية دولية)‪.‬‬ ‫وبحث امل�ؤمتر دعم خمت ِلف امل�ؤ�س�سات الإعالمية‬ ‫العاملة �ضمن منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬والتي‬ ‫تت�ضمن اللجنة الدائمة للإعالم وال�ش�ؤون الثقافية‪،‬‬ ‫ووكالة الأنباء الإ�سالمية الدولية‪ ،‬واحتاد الإذاعات‬ ‫الإ�سالمية‪ ،‬ومنتدى �سلطات تنظيم البث يف الدول‬ ‫الأع�ضاء‪ ،‬ومنتدى الإعالميني ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ .‬و�أو�صى ب�ضرورة �أن يكون هناك مزيد من‬ ‫التن�سيق والت�شاور بني خمت ِلف هذه امل�ؤ�س�سات و�إدارة‬ ‫الإعالم بالأمانة العامة للمنظمة‪ ،‬وذلك بهدف زيادة‬ ‫�إبراز ما تقوم به �إعالمي ًا وتعريف العامل الإ�سالمي‬ ‫بالدور الهام الذي تقوم به‪ ،‬مما ي�سهم يف توطيد العمل‬ ‫الإ�سالمي امل�شرتك يف جمال الإعالم‪.‬‬ ‫وبحث امل�شاركون تنفيذ الربنامج الإعالمي اخلا�ص‬ ‫بالقارة الإفريقية بهدف �إبراز مكانتها ودورها يف‬ ‫العامل الإ�سالمي‪ ،‬ودعوا الدول الأع�ضاء �إلى التكفل‬ ‫بهذا امل�شروع وذلك بتمويله �أو تقدمي الدعم املادي‬ ‫للأمانة العامة لتقوم هي بتنفيذه‪ ،‬ومن ثم تعميم‬ ‫الربنامج على مناطق �أخرى‪ .‬و�أ�شاد احل�ضور ب�أهمية‬ ‫هذا امل�شروع الذي ي�سهم يف التعريف مبكنونات القارة‬ ‫الإفريقية وت�سليط ال�ضوء �إعالمي ًا على �إمكانياتها‬ ‫االقت�صادية والثقافية وال�سياحية والطبيعية‪ ،‬مما‬ ‫يعك�س �صورة م�شرقة عن القارة يف الإعالم املحلي‬ ‫والعاملي‪.‬‬ ‫وثـ ّمـن امل�شاركون الدور الذي تقوم به امل�ؤ�س�سات‬ ‫العاملة يف �إطار منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ودعوا هذه‬ ‫امل�ؤ�س�سات �إلى �ضرورة الإ�سهام يف �إبراز دورها يف‬ ‫و�سائل الإعالم املختلفة‪ .‬كما دعا امل�شاركون الأمانة‬ ‫العامة للمنظمة وامل�ؤ�س�سات التابعة للمنظمة‪ ،‬وال�سيما‬ ‫التي ت�ضطلع بال�ش�أن الإعالمي‪� ،‬إلى تكثيف التن�سيق‬ ‫و�إقامة برامج م�شرتكة والقيام بزيارات ميدانية‬ ‫للتعرف عن قرب على عمل هذه امل�ؤ�س�سات‪.‬‬ ‫وبحث امل�ؤمتر التطور احلا�صل ب�ش�أن م�شروع �إطالق‬ ‫قناة ف�ضائية حتت مظلة منظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫واالجتماعات التي متت يف هذا اخل�صو�ص‪ ،‬وتطرقوا‬ ‫�إلى العقبات التي تعيق تنفيذ هذا امل�شروع الكبري‪.‬‬ ‫وناق�ش امل�ؤمتر دعم تعزيز الظهور الإعالمي للمنظمة‪،‬‬ ‫وال�سيما يف ريادتها لق�ضايا التبادل الثقايف والتنمية‬ ‫وال�سلم‪ ،‬وحثوا الدول الأع�ضاء على توفري التغطيات‬ ‫الإعالمية ملا تقوم به املنظمة من ن�شاطات وال�شروع‬ ‫يف تنفيذ م�شاريع مع الأمانة العامة ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي يف هذه املجاالت‪.‬‬ ‫سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪ 2014‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪55‬‬


‫اقتصاد‬ ‫منتدى االستثمار األول في‬ ‫طاجيكستان‬

‫يفتح باب االستثمار‬ ‫في آسيا الوسطى‬ ‫دو�شنبيه ـ طاجيك�ستان‪:‬‬ ‫عقد منتدى اال�ستثمار الأول حول خطة منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي للتعاون مع �آ�سيا الو�سطى يف دو�شنبيه‬ ‫بجمهورية طاجيك�ستان يومي ‪ 27‬و‪� 28‬أكتوبر ‪،2014‬‬ ‫بح�ضور ‪ 324‬مندوب ًا وم�شارك ًا‪ ،‬منهم وزراء وم�س�ؤولون‬ ‫كبار من ‪ 21‬دولة ع�ضو ًا مبنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى ممثلني عن م�ؤ�س�سات املنظمة ووكاالت‬ ‫التنمية وم�ؤ�س�سات القطاع العام واخلا�ص‪.‬‬ ‫ويف ال�سياق نف�سه‪ ،‬ا�ستقبل �إمام علي رحمون‪ ،‬رئي�س‬ ‫جمهورية طاجيك�ستان‪ ،‬الأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬وذلك بعد اختتام اجلل�سة‬ ‫االفتتاحية للمنتدى‪ ،‬و�أ�شاد الرئي�س الطاجيكي‪ ،‬يف‬ ‫اللقاء‪ ،‬مببادرة “التعاون الإ�سالمي” �إقامة منتدى‬ ‫اال�ستثمار يف دو�شنبيه‪ .‬و�أطلع مدين الرئي�س على‬ ‫الأن�شطة التي تقوم بها املنظمة من �أجل تعزيز التعاون‬ ‫بني دولها الأع�ضاء‪ ،‬وخ�صو�ص ًا دول �آ�سيا الو�سطى‪.‬‬ ‫و�أكد احلاجة �إلى املزيد من التن�سيق من �أجل دعم‬ ‫امل�شاريع‪ ،‬و�إقامة جماالت تعاون جديدة مع بقية الدول‬ ‫الأع�ضاء‪ ،‬معرب ًا عن ا�ستعداد املنظمة لال�ضطالع بدور‬ ‫رئي�سي يف دعم التنمية يف طاجيك�ستان‪.‬‬ ‫وافتتح املنتدى الرئي�س الطاجيكي علي رحمون‪،‬‬ ‫الذي �أكد يف كلمته قدرة الدول الأع�ضاء على تعزيز‬ ‫اال�ستثمار يف البلدان ذات الإمكانات الأقل مع ت�أكيد‬ ‫�أهمية القطاعات ذات الأولوية يف اال�ستثمار البيني‬ ‫يف �إطار املنظمة يف �آ�سيا الو�سطى من قبيل الطاقة‬ ‫املتجددة والزراعة والتنمية الريفية‪ .‬كما �أ�شاد بالدعم‬ ‫الذي تقدمه الدول الأع�ضاء لآ�سيا الو�سطى‪ ،‬داعي ًا �إلى‬ ‫زيادة ر�أ�س مال �صندوق الت�ضامن الإ�سالمي للتنمية‪.‬‬ ‫ودعا مدين‪ ،‬يف كلمته‪ ،‬جميع امل�شاركني يف املنتدى �إلى‬ ‫‪56‬‬

‫مجلة المنظمة ـ سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫اال�ستفادة من الفر�ص والقدرات الكبرية املتاحة يف‬ ‫�إطار املنظمة من �أجل تعزيز عالقات الأعمال التجارية‬ ‫داخل بلدان �آ�سيا الو�سطى‪ ،‬م�ؤكد ًا احلاجة �إلى‬ ‫زيادة دعم التمويالت ال�صغرى للم�شاريع ال�صغرية‬ ‫واملتو�سطة‪ ،‬و�إنعا�ش نوافذ التمويل االجتماعي‬ ‫الإ�سالمي مثل الأوقاف والزكاة‪.‬‬ ‫بدوره‪ ،‬عدد الدكتور �أحمد حممد علي‪ ،‬رئي�س جمموعة‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬ما قدمته جمموعة التن�سيق‬ ‫من دعم لتمويل م�شاريع التنمية يف �آ�سيا الو�سطى‪،‬‬ ‫داعي ًا �إلى عقد منتدى منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫لال�ستثمار من �أجل �آ�سيا الو�سطى مرة كل �سنتني‬ ‫باملوازاة مع ما تنظمه املنظمة من معار�ض جتارية‬ ‫ومنتديات �أعمال‪.‬‬ ‫وعقد املنتدى �أربع جل�سات عمل حول‪( :‬تطوير حمور‬ ‫نقل وبنى حتتية للطاقة يف �آ�سيا الو�سطى؛ وتكثيف‬ ‫التجارة واال�ستثمار البينيني يف �إطار منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي يف �آ�سيا الو�سطى؛ وبناء القدرات وتعزيز‬ ‫الت�صدير يف قطاع جتهيز الأغذية الزراعية؛ وتعزيز‬ ‫دور امل�شاريع ال�صغرية واملتو�سطة يف قطاع ال�سياحة)‪.‬‬ ‫و�أكد املنتدى احلاجة �إلى �إيالء �أولوية مل�شاريع الطاقة‬ ‫والنقل يف �شبه �إقليم �آ�سيا الو�سطى‪ ،‬وذلك نظر ًا‬ ‫لطبيعة هذا الإقليم املح�صورة (غري ال�ساحلية)‪،‬‬ ‫حيث �أكدت بع�ض البنوك الإمنائية متعددة الأطراف‬ ‫امل�شاركة يف املنتدى اهتمامها بامل�شاريع املذكورة‪ .‬ور�أى‬ ‫املنتدى �أنه ميكن تنفيذ املراكز اللوج�ستية من خالل‬ ‫�صيغة البناء والت�شغيل ونقل امللكية‪ ،‬وحث املنتدى على‬ ‫�إقامة ال�شراكات املالئمة يف هذا ال�صدد‪.‬‬ ‫ويف ما يتعلق بالتجارة واال�ستثمار‪ ،‬ا�ستمع امل�شاركون‬ ‫يف املنتدى لعرو�ض حول امل�شاريع التالية ذات الأولوية‪،‬‬

‫من بينها‪ :‬تطوير وا�ستقطاب اال�ستثمار للمناطق‬ ‫االقت�صادية احلرة يف طاجيك�ستان يف كل من �سغد‬ ‫ودنغارة وباندج و�إي�شكو�شيم‪ ،‬كما تلقى املنتدى‬ ‫التزامات بت�سهيل املواءمة بني م�ستثمري “التعاون‬ ‫الإ�سالمي” وبلدان �آ�سيا الو�سطى بغية اال�ستثمار‬ ‫يف قطاعات اقت�صادية ذات �أولوية رئي�سية وتقدمي‬ ‫تدريب مهني وفني لزيادة فر�ص العمل لل�شباب وريادة‬ ‫امل�شاريع‪ .‬كما تلقى املنتدى التزامات بتقدمي متويل‬ ‫للتجارة وت�أمني الت�صدير وم�ساعدات لتنظيم معار�ض‬ ‫جتارية متخ�ص�صة يف �آ�سيا الو�سطى‪.‬‬ ‫ويف ما يتعلق بقطاعي الزراعة والأغذية حدد املنتدى‬ ‫الأهداف وامل�شاريع ذات الأولوية يف طاجيك�ستان‪ ،‬مثل‬ ‫�إن�شاء �صناعة �أغذية ت�ستخدم فيها تكنولوجيا حديثة‪،‬‬ ‫وزيادة الإنتاج املحلي للمنتجات الزراعية والغذائية‬ ‫لتحل حمل الواردات يف هذا املجال‪� ،‬إ�ضافة �إلى زيادة‬ ‫ن�صيب الإنتاج املحلي للغذاء‪ ،‬وبخا�صة على م�ستوى‬ ‫القمح‪ ،‬وكذلك زيادة فر�ص الت�صدير يف �آ�سيا الو�سطى‬ ‫والو�صول �إلى �أ�سواق “التعاون الإ�سالمي”‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫عن �إنتاج (برعاية م�ؤ�س�سات) للزيوت الطبيعية من‬ ‫بذور �أ�شجار الزيوت برعاية م�ؤ�س�سة الإنتاج الزراعي‬ ‫(ديهكان)‪.‬‬ ‫و�أقر املنتدى كذلك ب�أهمية �إن�شاء املنظمة الإ�سالمية‬ ‫للأمن الغذائي يف �سبيل �إن�شاء احتياطي غذائي‬ ‫�إقليمي ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف �آ�سيا الو�سطى‪.‬‬ ‫كما �أقر ب�أهمية خمت ِلف م�شاريع البنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية الرامية �إلى تعزيز قدرات التجهيز الغذائي‬ ‫الزراعي يف �إطار ا�سرتاتيجيته ال�شاملة لزيادة الدعم‬ ‫للدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي من �آ�سيا‬ ‫الو�سطى‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫اقتصاد‬ ‫‫”برج خليفة” يحطم أرقام ًا قياسية جديدة في “غينيس”‬ ‫‪ ..‬ومحيطه يستقطب ‪ 60‬مليون زائر سنوي ًا‬

‫دبـي (د ب �أ)‪:‬‬ ‫قبل �أق ّل من ‪� 10‬أعوام‪ ،‬كان من ميـ ّر بو�سط مدينة دبي‬ ‫‫الإماراتية يرى منطقة �صحراوية وا�سعة‪ ،‬حتيطها تالل‬ ‫الرمال والأرا�ضي ال�صفراء الوا�سعة‪.‬‬ ‫والآن‪ ،‬حتولت هذه املنطقة �إلى �أحد �أهم املعامل‬ ‫ال�سياحية يف العامل‪ ،‬يق�صدها ال�سائحون من القارات‬ ‫كافة‪ ،‬ويق�ضون فيها �ساعات و�أحيان ًا عدة �أيام‬ ‫لال�ستمتاع مبرافقها وم�شاهدها الفريدة‪.‬‬ ‫ففي هذه املنطقة‪� ،‬أقيم برج خليفة‪� ،‬أعلى ناطحة‬ ‫�سحاب على وجه الأر�ض‪ ،‬و�إلى جواره �أ�ضخم نوافري يف‬ ‫ال�شرق الأو�سط‪ ،‬و�أ�ضخم مركز ت�سوق يف العامل‪‬.‬‬ ‫وباتت هذه املنطقة التي حتمل ا�سم «داون تاون دبـي»‬ ‫ت�ستقبل ما يزيد على ‪ 60‬مليون زائر و�سائح �سنوي ًا‪،‬‬ ‫متفوقة على مدن �سياحية كربى‪ ،‬متلك مناطق �أثرية‬ ‫ومعامل �سياحية تعود �أعمارها �إلى مئات الأعوام‪.‬‬ ‫‫‬‫‫‬‫وبرج خليفة‪ ،‬حا�صد الأرقام القيا�سية‪ ،‬كما يقول طالل‬ ‫عمر‪ ،‬املدير الإقليمي لل�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا‬ ‫ملو�سوعة «غيني�س» للأرقام القيا�سية‪.‬‬ ‫‬‫‬‫فهو م�سجل يف «غيني�س» بو�صفه «�أطول مبنى‬ ‫يف العامل»‪ ،‬و»�أطول مبنى �شيده الإن�سان على مر‬ ‫التاريخ»‪ ،‬و»�أعلى مطعم يف العامل»‪ ،‬كما دخل‬ ‫مو�سوعة‬ غيني�س ك�أعلى من�صة م�شاهدة يف العامل‪‬.‬‬ ‫‫وحتمل املن�صة التي مت افتتاحها منت�صف �أكتوبر ‪،2014‬‬ ‫ا�سم «برج خليفة �سكاي»‪ ،‬وتقع يف الطابق ‪ 148‬من‬ ‫الربج على ارتفاع ‪ 555‬مرت ًا (‪ 1821‬قدم ًا) وتتيح �أمام‬ ‫الزوار فر�صة مل�شاهدة معامل دبـي وبحر اخلليج‫وجزره‬ ‫من ارتفاعات �شاهقة‪ ،‬وك�أنهم يف رحلة طريان‪.‬‬ ‫ومن الغرائب �أن هذه املن�صة تتيح لزوارها �أن يروا‬ ‫الطائرات مت ّر �أ�سفل منهم‪ ،‬وهو املبنى الوحيد يف‬ ‫العامل الذي يتيح ر�ؤية �سطح الطائرات‪ ،‬ولي�س النظر‬ ‫�إلى �أعلى لر�ؤيتها‪.‬‬ ‫وت�ضم املن�صة ردهة فاخرة تقدم خدمات �ضيافة من‬ ‫فئة خم�س جنوم‪ ،‬وتتيح �شا�شة تفاعلية للزوار ا�سكت�شاف‬ ‫�أ�شهر معامل دبـي ال�سياحية باحلجم احلقيقي‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إلى متجر يحتوي على الهدايا والتذكارات‪‬.‬‬ ‫‫‬‫و يتوقف الزوار �أثناء �صعودهم �إلى الطابق ‪ ،148‬حيث‬ ‫من�صة الربج‪ ،‬يف الطابق ‪ 125‬الذي يحتفي بالثقافة‬ ‫العربية وفنونها من خالل ت�صميمه الأنيق وديكوراته‬ ‫التي حتاكي فنون «امل�شربية» املعمارية‪ .‬وي�ستطيع الزوار‬ ‫�أي�ض ًا التمتع ب�إطالالت بانورامية بامتداد ‪ 360‬درجة‪،‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫حيث تتيح لهم مناظري حديثة ا�ستك�شاف املدينة ب�أدق‬ ‫تفا�صيلها‪‬.‬‬ ‫ويوفر الطابق ‪� 125‬أي�ض ًا جتربة «دبـي ـ فالكون �آي فيو»‬ ‫التي ت�سمح للزوار بر�ؤية املدينة من منظور خمتلف‬ ‫متام ًا ي�أخذهم يف رحلة افرتا�ضية فوق �أ�شهر معامل‬ ‫دبـي‪.‬‬ ‫ويكمل الزوار رحلتهم عرب ممر خروج مت حتديثه‬ ‫م�ؤخر ًا يف الطابق الأر�ضي‪ ،‬حيث مت بناء مناذج م�صغرة‬ ‫عن «برج خليفة» توثق لل�ضيوف املراحل التي مرت بها‬ ‫عملية البناء و�شرح ًا‬ ‫مف�ص ًال عن �أبزرها‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى التحديات‬ ‫التي رافقت ذلك‪‬.‬‬ ‫وبرج خليفة هو‬ ‫املق�صد الأول لقادة‬ ‫الدول وال�شخ�صيات‬ ‫العامة وامل�شاهري الذين يزورون دبـي‪ ،‬وهو �أحد �أكرث‬ ‫املعامل ال�سياحية ا�ستقطاب ًا للزوار يف ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫وك�شفت �شركة �إعمار العقارية املالكة للربج‪� ،‬أنه‬ ‫ا�ستقبل العام املا�ضي �أكرث من ‪ 1.87‬مليون زائر مبن‬ ‫فيهم م�شاهري الفن والريا�ضة‪.‬‬ ‫ويحيط بربج خليفة عدد كبري من الفنادق الفاخرة‪،‬‬ ‫�إلى جانب �شوارع �سياحية ت�ضم مطاعم ومقاهي من‬ ‫�أ�شهر العالمات التجارية العاملية‪ ،‬وهو ما يجعلها �أ�شبه‬ ‫ب�شارع «ال�شانزلزيه» ال�شهري بباري�س‪.‬‬ ‫وعلى بعد خطوات من الربج‪ ،‬ي�ستمتع زوار «داون تاون‬ ‫دبـي» مب�شاهد نوافري «دبـي فاوننت» وهي �أ�ضخم نوافري‬ ‫يف منطقة ال�شرق الأو�سط‪‬ .‬‫وتقدم النوافري عرو�ض ًا‬ ‫راق�صة تعمل على دمج امل�ؤثرات املائية وال�صوتية‬ ‫وال�ضوئية‪ ،‬ومتت ّد بعر�ض ‪ 900‬قدم (‪ 275‬مرت ًا)‪.‬‬ ‫‬‫وتقذف النوافري املياه لت�صل �إلى ارتفاع ‪ 500‬قدم‪� ،‬أي‬ ‫ما يعادل ارتفاع مبنى م�ؤلف من ‪ 50‬طابق ًا‪‬.‬‫وتبلغ كمية‬ ‫املياه التي ّ‬ ‫ت�ضخها النوافري يف الهواء �أثناء ت�شغيلها نحو‬ ‫‪� 22‬ألف جالون‪ ،‬ومت تزويدها بخراطيم ل�ضخّ املياه �إلى‬ ‫ارتفاعات ترتاوح بني ‪ 3‬و‪ 500‬قدم‪.‬‬ ‫و»دبي فاوننت» جمهزة ب�أكرث من ‪ 6600‬م�صدر لل�ضوء‬ ‫بـ‪ 25‬لون ًا تتماهى لت�شكل طيف ًا �ساحر ًا ب�أكرث من �ألف‬ ‫ت�شكيل مائي مينح الزوار فر�صة متابعة عرو�ض مثرية‪.‬‬ ‫وجتري هذه العرو�ض على �أنغام مو�سيقية تتنوع بني‬ ‫املقطوعات الكال�سيكية واملو�سيقى العربية والعاملية‬

‫املعا�صرة‪.‬‬ ‫وحتى تكتمل متعة ال�سياحة يف دبـي‪� ،‬أقامت دبـي �أكرب‬ ‫مركز ت�سوق يف العامل �إلى جوار برج خليفة يحمل ا�سم‬ ‫«دبـي مول»‪.‬‬ ‫ويقول حممد العبار رئي�س جمل�س �إدارة �شركة «�إعمار‬ ‫العقارية» املنفذة ملركز الت�سوق‪ُ :‬ي َعـ ّد «دبـي مول» �أكرث‬ ‫وجهات الت�سوق والرتفيه ا�ستقطاب ًا للزوار يف العامل‪،‬‬ ‫حيث ا�ستقبل ما يزيد على ‪ 65‬مليون �شخ�ص خالل عام‬ ‫‪ ،2012‬وي�ستقبل حالي ًا ‪ 20‬مليون زائر كل ثالثة �أ�شهر‪.‬‬ ‫‫‬‫وي�ضم املركز ‪ 1200‬منفذ جتاري و‪ 200‬مطعم ومقهى‪،‬‬ ‫وي�ضم �أكرب حو�ض مائي للأ�سماك بال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫و�أ�شار العبار �إلى �أن دبـي قررت تو�سعة هذا املركز‬ ‫ب�إ�ضافة مليون قدم مربعة �إلى م�ساحته‪ ،‬لي�ستوعب‬ ‫‪ 100‬مليون زائر �سنوي ًا‪ ،‬ليكر�س «موقعه ك�أكرب وجهات‬ ‫الت�سوق والرتفيه يف العامل»‪.‬‬ ‫سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪ 2014‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪57‬‬


‫اقتصاد‬ ‫في الدورة الثالثين‬ ‫الجمعية العامة للكومسيك تعلن‬

‫اختيار مدينة القدس الشريف‬ ‫عاصمة للسياحة اإلسالمية‬

‫تدريب الموظفين‪ ،‬وحلقات العمل‪،‬‬ ‫ودعم المؤسسات التعليمية والثقافية‬

‫ا�سطنبول ـ تركيا‪:‬‬ ‫فور �إعالن الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫�إياد �أمني مدين اختيار مدينة القد�س ال�شريف عا�صمة‬ ‫لل�سياحة الإ�سالمية لعام ‪ 2015‬ومدينة قونية برتكيا‬ ‫لعام ‪� ،2016‬شرعت الأمانة العامة يف التن�سيق مع‬ ‫م�ؤ�س�سات املنظمة للم�ساهمة يف اجلائزة‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫املخ�ص�صات املالية‪ ،‬وتدريب املوظفني‪ ،‬وو�ضع ال�شعار‪،‬‬ ‫وحلقات العمل‪ ،‬ودعم امل�ؤ�س�سات التعليمية والثقافية يف‬ ‫املدينتني املختارتني‪.‬‬ ‫وكان الأمني العام قد �أ�شار يف كلمته �أمام اجلمعية‬ ‫العامة للجنة الدائمة للتعاون االقت�صادي والتجاري‬ ‫(كوم�سيك) ـ �أحد �أجهزة املنظمة ـ التي ُع ِقدت يف‬ ‫مدينة ا�سطنبول خالل الفرتة من ‪ 25‬ـ ‪ 28‬نوفمرب‬ ‫‪� ،2014‬إلى القرارات املهمة لالجتماع التن�سيقي برئا�سة‬ ‫رئي�س امل�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء ال�سياحة‪ ،‬والذي ُعقد‬ ‫يف جاكرتا ب�إندوني�سيا يومي ‪ 2‬و‪ 3‬يونيو ‪ ،2014‬حيث‬ ‫اختريت مدينة ال�سياحة الإ�سالمية للعامني املقبلني‬ ‫بعد درا�سة الرت�شيحات املقدمة من الدول الأع�ضاء يف‬ ‫املنظمة‪.‬‬ ‫وركز مدين يف كلمته على الأهمية الق�صوى لتنفيذ‬ ‫�إ�صالحات م�ؤ�س�سية وحت�سني الت�آزر والتن�سيق بني‬ ‫خمت ِلف امل�ؤ�س�سات التابعة للمنظمة‪ .‬وقال �إنه يجري‬

‫‪58‬‬

‫مجلة المنظمة ـ سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫العمل حالي ًا على بلورة برنامج عمل املنظمة اجلديد‬ ‫(‪ 2016‬ـ ‪ ،)2025‬بالتن�سيق مع م�ؤ�س�سات املنظمة‪،‬‬ ‫معرب ًا عن �أمله يف �أن يعزز تخ�صي�ص املوارد الكافية‪،‬‬ ‫والتوجه نحو النتائج‪ ،‬والقدرات امل�ؤ�س�سية القوية‬ ‫اجلهود املتجددة نحو تعزيز ديناميكية املنظمة وقدرتها‬ ‫على مواجهة التحديات التنموية املعا�صرة‪.‬‬ ‫وكان رئي�س اجلمهورية الرتكية‪ ،‬رجب طيب �أودوغان‬ ‫رئي�س اللجنة الدائمة للتعاون االقت�صادي والتجاري‬ ‫(الكوم�سيك)‪ ،‬قد افتتح �أعمال اجلمعية العامة يف‬ ‫دورتها الثالثني‪ ،‬بح�ضور الأمني العام للمنظمة‪،‬‬ ‫والوزراء املعنيني يف الدول الأع�ضاء‪ ،‬ور�ؤ�ساء امل�ؤ�س�سات‬ ‫التابعة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫و�أو�ضح الرئي�س الرتكي يف كلمته �أن الدول الإ�سالمية‬ ‫اتخذت خطوات كبرية خالل الأعوام الأخرية على‬ ‫م�ستوى امل�ؤ�شرات التجارية والتنموية‪� ،‬إذ زاد ن�صيبها‬ ‫يف التجارة العاملية بنحو ‪ 50‬يف املئة خالل العقد‬ ‫املا�ضي‪ ،‬م�ضيف ًا �أن التجارة الداخلية �أحرزت تقدم ًا‬ ‫خالل الفرتة نف�سها‪ ،‬وارتفع معدل التجارة البينية فيما‬ ‫بني الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي ب�أكرث‬ ‫من ‪ 50‬يف املئة‪ ،‬وبلغ متو�سط معدل النمو احلقيقي‬ ‫العاملي ‪ 7,2‬يف املائة بني عامي ‪ 2000‬و‪ ،2012‬يف حني‬ ‫ارتفع املعدل يف الدول الإ�سالمية بن�سبة ‪ 5,4‬يف املئة يف‬

‫الفرتة نف�سها‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أنه على الرغم من هذا الأداء اجليد يف‬ ‫االقت�صاد‪ ،‬ف�إن تعزيز تنمية التجارة بني الدول‬ ‫الأع�ضاء يحتاج �إلى ب�ضع خطوات تقوم بها البلدان‬ ‫الأع�ضاء املعنية بغية تفعيل نظام الأف�ضليات التجارية‬ ‫الذي اختتم �إجراءاته القانونية عام ‪.2011‬‬ ‫ويف كلمته‪� ،‬أكد رئي�س جمموعة البنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية‪ ،‬الدكتور �أحمد حممد علي على �أهمية �أن تدعم‬ ‫امل�ؤ�س�سات التابعة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ومن بينها‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬وجلنة الكوم�سيك برنامج‬ ‫عمل املنظمة اجلديد‪.‬‬ ‫و�أعرب رئي�س الغرفة الإ�سالمية للتجارة وال�صناعة‬ ‫والزراعة ـ �أحد �أجهزة منظمة التعاون الإ�سالمي ـ‬ ‫�صالح بن عبد اهلل كامل‪ ،‬عن تفا�ؤله يف �أن تتحول‬ ‫الكوم�سيك �إلى �سوق �إ�سالمية م�شرتكة‪ ،‬منبه ًا �إلى‬ ‫�أهمية “�أ ّال ُيعقد اجتماع اقت�صادي للمنظمة �إال وي�ؤ َّرخ‬ ‫له مب�شروع فعلي على الأر�ض‪ ،‬و�أن تتطور الكوم�سيك‬ ‫لت�صبح جهاز ًا فاع ًال ولي�س وظيفي ًا”‪.‬‬ ‫كما �شهد االجتماع �إلقاء كلمات ملمثلي املجموعات‬ ‫اجلغرافية الثالث للدول الأع�ضاء‪ ،‬وتقدمي الهدايا‬ ‫والدروع التقديرية من قبل الرئي�س الرتكي لر�ؤ�ساء‬ ‫الوفود‪.‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫اقتصاد‬ ‫وتعقد اجلمعية‬ ‫العامة للكوم�سيك‬ ‫�سنوي ًا ملراجعة‬ ‫الدول الأع�ضاء‬ ‫ن�شطة‬ ‫للأ‬ ‫اال قت�صا د ية‬ ‫والتنموية خالل‬ ‫العام املا�ضي‪.‬‬ ‫وتركزت �أعمال‬ ‫اجلمعية العامة‬ ‫ال�سفري �أوبيليريو‬ ‫يف دورتها احلالية‬ ‫التي انطلقت يوم‬ ‫‪ 25‬نوفمرب ‪ ،2014‬دور ال�شراكات بني القطاعني العام‬ ‫واخلا�ص يف تنمية قطاع ال�سياحة يف الدول الأع�ضاء يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وبحثت اجلمعية �أي�ض ًا امل�ستجدات االقت�صادية العاملية‪،‬‬ ‫مع �إ�شارة خا�صة �إلى الدول الأع�ضاء يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وتو�سيع نطاق التجارة البينية‬ ‫للدول الأع�ضاء‪ ،‬وتعزيز دور القطاع اخلا�ص يف التعاون‬ ‫االقت�صادي‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى‪ ،‬قدمت الأمانة العامة للمنظمة تقريرها‬ ‫ال�سنوي للجمعية العامة للكوم�سيك الذي ي�ؤكد �أهمية‬ ‫تنفيذ خمت ِلف قرارات املنظمة‪ ،‬واالتفاقات متعددة‬ ‫الأطراف ب�شكل خا�ص برنامج العمل الع�شري (‪2005‬‬ ‫ـ ‪ .)2015‬و�أ�شار التقرير �إلى احلاجة �إلى �إعطاء‬ ‫�أولوية لتوحيد العمل والتن�سيق بني هيئات املنظمة‬ ‫وم�ؤ�س�ساتها‪ .‬كما �سلط ال�ضوء على امل�ساعي التي بذلتها‬ ‫م�ؤ�س�سات املنظمة من �أجل الإ�سراع يف تنفيذ قرارات‬ ‫املنظمة ومقرراتها يف املجال االقت�صادي وفق ًا لربنامج‬ ‫العمل الع�شري‪.‬‬ ‫وا�ستعر�ض التقرير �أي�ض ًا التطورات يف التعاون يف‬ ‫جمال التجارة‪ ،‬وتطوير النقل‪ ،‬وتطوير قطاع ال�سياحة‪،‬‬ ‫والزراعة والتنمية الريفية والأمن الغذائي‪ ،‬وبرامج‬ ‫تخفيف وط�أة الفقر‪ ،‬والتعاون يف املجالني املايل‬ ‫والإح�صائي‪ ،‬والتعاون مع املنظمات الإقليمية والدولية‪،‬‬ ‫والأن�شطة املتعلقة بتقدمي امل�ساعدة االقت�صادية‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫للدول الأع�ضاء يف املنظمة‬ ‫واملجتمعات امل�سلمة يف الدول‬ ‫غري الأع�ضاء‪ ،‬وتعزيز دور‬ ‫القطاع اخلا�ص‪.‬‬ ‫وتعليق ًا على بع�ض ما جاء‬ ‫يف التقرير‪ ،‬قال الأمني‬ ‫العام امل�ساعد لل�ش�ؤون‬ ‫االقت�صادية يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سفري‬ ‫حميد �أوبيلريو‪� ،‬إن اجلهود‬ ‫التي بذلتها املنظمة يف �سبيل‬ ‫تعزيز التبادل التجاري بني الدول الأع�ضاء �أ�سفرت عن‬ ‫منو قيمة التجارة البينية يف �إطار املنظمة �إلى ‪778.75‬‬ ‫مليار دوالر �أمريكي �سنة ‪ 2013‬مقابل ‪ 751.68‬مليار‬ ‫دوالر �أمريكي يف عام ‪� ،2012‬أي بزيادة ‪ 3.60‬يف املئة‪.‬‬ ‫ويف الوقت نف�سه‪ ،‬ارتفعت ن�سبة التجارة البينية يف �إطار‬ ‫املنظمة من اجمايل جتارة الدول الأع�ضاء من ‪18.45‬‬ ‫يف املئة عام ‪� 2012‬إلى ‪ 18.70‬يف املئة عام ‪.2013‬‬ ‫و�أ�شار �إلى �أنه خالل العام املا�ضي ا�ستمر الرتكيز‬ ‫الالزم لتفعيل نظام الأف�ضلية التجارية ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي وتنفيذ االتفاقية العامة ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي للتعاون االقت�صادي والفني والتجاري‬ ‫واتفاقية منظمة التعاون الإ�سالمي لتعزيز وحماية‬ ‫و�ضمان اال�ستثمار بني الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫و�أو�ضح ال�سفري �أوبيلريو �أنه �إ�ضافة �إلى اجلهود املبذولة‬ ‫ال�ستكمال التدابري الإدارية الالزمة لتد�شني هذا‬ ‫النظام‪ ،‬متت درا�سة املكونات الأخرى غري اجلمركية‬ ‫لنظام الأف�ضلية التجارية للمنظمة على النحو الالزم‬ ‫خالل ال�سنة قيد اال�ستعرا�ض‪ ،‬الأمر الذي �أدى‬ ‫�إلى حجم التجارة البينية يف �إطار منظمة التعاون‬ ‫الإٍ�سالمي‪.‬‬ ‫وبني التقرير �أنه يف جمال ت�سهيل التجارة بني الدول‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة �شهد العام املا�ضي تنظيم العديد‬ ‫من الفعاليات‪ ،‬حيث نظم مركز الدار البي�ضاء‪،‬‬ ‫بالتعاون مع ال�سلطات املعنية يف الدول الأع�ضاء‪ ،‬العديد‬ ‫من املعار�ض التجارية املتخ�ص�صة التي �شملت املعر�ض‬ ‫الأول للم�صنوعات اليدوية يف الدول الأع�ضاء يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي (‪� 11‬إلى ‪� 14‬إبريل ‪ )2013‬يف‬ ‫الدار البي�ضاء؛ املعر�ض ال�ساد�س لل�صناعات الزراعية‬ ‫يف الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪-13( ،‬‬ ‫‪ 16‬مايو ‪ )2013‬يف م�سقط؛ املعر�ض واملنتدى التجاري‬ ‫االقت�صادي الأو ملنظمة التعاون الإ�سالمي (‪16-13‬‬ ‫مايو ‪ )2013‬ين�شوان‪ ،‬منطقة نينغ�شيا ذاتية احلكم‪،‬‬ ‫جمهورية ال�صني ال�شعبية؛ واملعر�ض التجاري الرابع‬ ‫ع�شر لدول منظمة التعاون الإ�سالمي يف طهران (‪-22‬‬

‫‪� 23‬سبتمرب ‪ ،)2013‬واملعر�ض الثاين للأغذية احلالل‬ ‫يف الدول الأع�ضاء يف املنظمة (‪ 18-16‬دي�سمرب‬ ‫‪.)2013‬‬ ‫ويف جمال متويل التجارة وت�أمني ائتمان ال�صادرات‪،‬‬ ‫وا�صلت امل�ؤ�س�سة الإ�سالمية الدولية لتمويل التجارة‬ ‫تو�سيع نطاق عملياتها املوجهة لتطوير التجارة البينية‬ ‫الإ�سالمية‪ ،‬حيث بلغت اعتمادات التجارة للم�ؤ�س�سة‬ ‫الإ�سالمية الدولية لتمويل التجارة خالل العام املا�ضي‪،‬‬ ‫نحو ‪ 4.938‬مليون دوالر �أمريكي‪ ،‬مقابل ‪ 4.466‬مليون‬ ‫دوالر �أمريكي عام ‪.2012‬‬ ‫و�أ�شار ال�سفري �أوبيلريو �إلى �أنه خالل ال�سنة قيد‬ ‫اال�ستعرا�ض ا�ستمر منو التبادالت التجارية بني الدول‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬حيث ارتفعت جتارة الدول‬ ‫الأع�ضاء من ‪ 4.126.01‬تريليون دوالر �أمريكي يف‬ ‫عام ‪� 2012‬إلى ‪ 4.184.0408‬تريليون دوالر �أمريكي‬ ‫يف عام ‪� ،2013‬أي بزيادة ‪ 1.41‬يف املئة‪ .‬وقد �شكلت‬ ‫التجارة بني الدول الأع�ضاء يف املنظمة ن�سبة ‪11.34‬‬ ‫يف املئة من التجارة العاملية يف عام ‪ 2012‬مقارنة بـ‬ ‫‪ 10.8‬يف املئة يف عام ‪.2011‬‬ ‫وكانت الدول الأع�ضاء الرئي�سية الفاعلة يف جمال‬ ‫التجارة الإ�سالمية البينية خالل عام ‪ 2012‬هي‪:‬‬ ‫الإمارات العربية املتحدة بن�سبة ‪ 13.40‬يف املئة من‬ ‫حجم التجارة الإ�سالمية البينية (‪ 91.3‬مليار دوالر‬ ‫�أمريكي)‪ ،‬وتركيا بن�سبة ‪ 10.08‬يف املئة (‪ 68.7‬مليار‬ ‫دوالر �أمريكي)‪ ،‬واململكة العربية ال�سعودية بن�سبة ‪9.36‬‬ ‫يف املئة (‪ 63.8‬مليار دوالر)‪ ،‬و�إيران بن�سبة ‪ 8.32‬يف‬ ‫املئة (‪ 56.7‬مليار دوالر)‪ ،‬و�إندوني�سيا بن�سبة ‪ 7.30‬يف‬ ‫املئة (‪ 49.7‬مليار دوالر)‪ ،‬وماليزيا بن�سبة ‪ 6.99‬يف‬ ‫املئة (‪ 47.6‬مليار دوالر)‪ ،‬وباك�ستان بن�سبة ‪ 4.44‬يف‬ ‫املئة (‪ 30.2‬مليار دوالر)‪ ،‬والعراق بن�سبة ‪ 4.23‬يف‬ ‫املئة (‪ 28.8‬مليار دوالر)‪ ،‬وم�صر بن�سبة ‪ 3.59‬يف املئة‬ ‫(‪ 24.5‬دوالر)‪ ،‬و�سوريا بن�سبة ‪ 3.50‬يف املئة (‪23.9‬‬ ‫مليار دوالر)‪ .‬ومثلت هذه البلدان ن�سبة ‪ 71.19‬يف املئة‬ ‫من حجم التجارة الإ�سالمية البينية خالل عام ‪،2012‬‬ ‫حيث بلغت ما قدره ‪ 485.3‬مليار دوالر �أمريكي‪.‬‬ ‫سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪ 2014‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪59‬‬


‫اقتصاد‬ ‫االتحاد األوروبي والبنك اإلسالمي للتنمية ينسقان‬ ‫جهود اإلغاثة في فلسطين والصومال وسوريا‬

‫جدة ‪ -‬اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫يف زيارة لنائب املدير العام يف املديرية العامة يف املفو�ضية الأوروبية للتعاون‬ ‫والتنمية‪ ،‬ماركو�س كورنارو‪ ،‬يوم ‪ 18‬دي�سمرب ‪ ،2014‬للمقر الرئي�سي ملجموعة البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية يف جدة‪� ،‬أعرب رئي�س املجموعة‪ ،‬الدكتور �أحمد حممد علي‪ ،‬عن‬ ‫حت�سن الأو�ضاع املعي�شية يف غزة وال�صومال‪ ،‬و�أن تقدمي الإغاثة لالجئني ال�سوريني‬ ‫هو من �أولويات التعاون بني البنك الإ�سالمي واالحتاد الأوروبي‪ .‬وقد رحب الدكتور‬ ‫علي بالتعاون بني الطرفني لتقدمي مزيد من امل�ساعدة للدول الأقل منو ًا الأع�ضاء يف‬ ‫البنك‪ ،‬والتي تعاين ب�شكل �أ�سا�سي من عدم اال�ستقرار‪.‬‬ ‫واتفق الطرفان على احلاجة �إلى عمل م�شرتك لتقدمي امل�ساعدة ملا يقارب مليوين‬ ‫�ساكن يف قطاع غزة‪ ،‬لتمكينهم من ت�أمني احلقوق الأ�سا�سية حلياة كرمية وعلى وجه‬ ‫اخل�صو�ص احل�صول على املاء والكهرباء‪.‬‬ ‫وعرب كورنارو عن تقديره الدعم املقدم من البنك الإ�سالمي للتنمية لإغاثة و�إيواء‬ ‫الالجئيني ال�صوماليني والنازحني ال�سوريني‪ .‬و�أكد على �أن هدف الزيارة هو للت�شاور‬ ‫مع م�س�ؤويل البنك الإ�سالمي على �أولويات التعاون الإمنائي مع الإحتاد الأوروبي‪،‬‬ ‫و� ً‬ ‫أخذا يف االعتبار �أهمية دور البنك الإ�سالمي يف دعم التنمية للدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫مفوضية االتحاد اإلفريقي توقع مذكرة تفاهم مع‬ ‫مجموعة البنك اإلسالمي للتنمية‬

‫نريوبـي ـ كينيا‬ ‫وقعت مفو�ضية االحتاد الإفريقي يوم ‪ 3‬دي�سمرب ‪ 2014‬مذكرة تفاهم مع امل�ؤ�س�سة‬ ‫الإ�سالمية لتنمية القطاع اخلا�ص وذراع القطاع اخلا�ص التابع ملجموعة البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬وقد وقع املذكرة الرئي�س التنفيذي للم�ؤ�س�سة الإ�سالمية‪ ،‬خالد‬ ‫العبودي‪ ،‬ونائب رئي�س اللجنة �إيرا�ستو�س موينت�شا‪.‬‬ ‫ولت�شجيع التعاون بني امل�ؤ�س�سة واللجنة‪ ،‬مهدت املذكرة الطريق لو�ضع من�صة تعزز‬ ‫من خاللها الروابط بني العامل الإ�سالمي والقارة الأفريقية وبالتايل امل�ساهمة يف‬ ‫حت�سني التنمية يف الدول الأع�ضاء لكال الطرفني يف �إفريقيا‪ .‬و�ستعمل امل�ؤ�س�ستان‬ ‫نحو تنمية القطاع اخلا�ص وحت�ضري خطة عمل موحدة حل�شد موارد و�شراكات‬ ‫القطاع اخلا�ص لتطبيقها يف جماالت التمويل امل�شرتك مل�شاريع القطاع اخلا�ص‬ ‫يف مفو�ضية االحتاد الإفريقي‪ ،‬وتقدمي خدمات ا�ست�شارية لعدد من احلكومات‬ ‫الإفريقية وغريها‪.‬‬ ‫وقد وقعت املذكرة يف املنتدى ال�سابع للقطاع اخلا�ص يف �إفريقيا‪ ،‬الذي ُي َعد التجمع‬ ‫ال�سنوي مل�ؤ�س�سات القطاع اخلا�ص الإفريقي التي ت�ؤدي دور ًا بـ ّنـا ًء يف حت�سني النمو‬ ‫ال�شامل وتوفري فر�ص العمل‪� ،‬ضامنة بذلك تنمية �إفريقيا امل�ستدامة والتحول‬ ‫‪60‬‬

‫مجلة المنظمة ـ سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫االقت�صادي‪.‬‬

‫المعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب يوقع مذكرة‬ ‫تفاهم مع بنك سي‪.‬آي‪ .‬إم‪ .‬بي الماليزي لوضع التقارير‬ ‫القطرية بشأن المالية اإلسالمية‬

‫الريا�ض ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫يف �إطار جهد م�شرتك لدعم تنمية جمال اخلدمات املالية الإ�سالمية‪ ،‬وقع املعهد‬ ‫اال�سالمي للبحوث والتدريب التابع ملجموعة البنك الإ�سالمي للتنمية وبنك �سي‪.‬‬ ‫�آي‪� .‬إم‪ .‬بـي الإ�سالمي بريهاد املاليزي مذكرة تفاهم يوم ‪ 17‬نوفمرب ‪ 2014‬لو�ضع‬ ‫تقارير املالية الإ�سالمية القطرية لكل من ماليزيا واندوني�سيا‪ .‬ومن املتوقع �أن‬ ‫التقرير �سيقدم بتعمق املعلومات والتق�صيات امل�ستقلة الالزمة لت�سهيل تنمية وتطوير‬ ‫جمال املالية الإ�سالمية يف دول �أع�ضاء جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬وت�شجيع‬ ‫اال�ستثمار عرب تعزيز ال�شفافية‪.‬‬ ‫ووفق ًا ملا ذكر ال�سيد بادي�سياه عبد الغني‪ ،‬املدير والرئي�س التنفيذي لبنك �سي‬ ‫�آي ام بي الإ�سالمي‪� ،‬أنه‪« :‬من ال�ضروري �أن يكون لأ�صحاب ال�ش�أن يف هذا املجال‬ ‫العلم املطلوب والفهم الأف�ضل لقيادة الأعمال نحو اجتاهات جديدة يف �إطار املالية‬ ‫الإ�سالمية»‪ .‬و�أ�ضاف �أن التقارير �ستكون مبثابة م�صادر معلومات قيمة تعزز جمال‬ ‫املالية الإ�سالمية وتلبي احتياجات الأعداد املتزايدة من العمالء يف االقت�صاد‬ ‫احلقيقي عرب تقدمي منتجات وخدمات جيدة الهيكلة وم�ستدامة ومبتكرة‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف الربوفي�سور حممد عزمي عمر‪ ،‬املدير العام للمعهد الإ�سالمي للبحوث‬ ‫والتدريب‪� ،‬أن التقارير �ستعطي حتلي ًال لق�صة جناح �صناعة املالية الإ�سالمية يف‬ ‫ماليزيا والدرو�س امل�ستفادة لدول �أع�ضاء البنك الإ�سالمي للتنمية الآخرى‪ .‬ويهدف‬ ‫هذا اجلهد امل�شرتك بني امل�ؤ�س�ستني لت�سهيل الو�صول �إلى املعلومات الغري متوفرة‬ ‫حالي ًا لأ�صحاب ال�ش�أن‪ ،‬والإ�سهام بذلك يف منو وتطوير جمال املالية الإ�سالمية‪.‬‬ ‫وف�ض ًال عن امل�ساعدة يف زيادة ثقة امل�ستثمر‪� ،‬ست�سهل التقارير ال�سبيل لفهم �أف�ضل‬ ‫عند املنظمني والقوى الدافعة يف ال�سوق الأكادمييني والطالب وكل �أ�صحاب ال�ش�أن‪.‬‬ ‫و�ستخ�ص�ص التقارير القادمة يف عام ‪ 2014‬ملاليزيا‪ ،‬املركز الدويل والإقليمي‬ ‫الرئي�سي للمالية الإ�سالمية يف منطقة �آ�سيا‪ .‬وبح�صة ‪ 13‬يف املئة من �إجمايل الأ�صول‬ ‫امل�صرفية الإ�سالمية العاملية‪ ،‬تفوق قطاع امل�صرفية الإ�سالمي املاليزي با�ستمرار‬ ‫على قطاع امل�صرفية التقليدي‪ ،‬وذلك مبتو�سط معدل النمو ال�سنوي للأ�صول ‪18.6‬‬ ‫يف املئة بني عامي ‪ 2008‬و‪ ،2012‬بينما كان منو القطاع التقليدي ‪ 9.3‬يف املئة يف‬ ‫الفرتة نف�سها‪ .‬وتُقدّر �أ�صول امل�صرفية الإ�سالمية يف ماليزيا مبا يفوق ‪ 132‬مليار‬ ‫دوالر �أمريكي‪ .‬وعلى ال�صعيد الإقليمي‪ ،‬متثل �أ�صول امل�صرفية الإ�سالمية املاليزية‬ ‫ما يفوق ‪ 85‬يف املئة من �إجمايل امل�صرفية الإ�سالمية يف جنوب �شرق �آ�سيا‪ .‬وعلى‬ ‫ال�صعيد العاملي‪ ،‬ف�إن خمت ِلف املنتجات واخلدمات املالية الإ�سالمية والتنمية املت�سقة‬ ‫يف �إطار تنظيمي والروابط الدولية املح�سنة تدفع بت�سريع منو املجال‪ .‬وتقدّر الأ�صول‬ ‫املتوافقة مع ال�شريعة على م�ستوى العامل مبا يفي�ض عن ‪ 1.7‬تريليون دوالر �أمريكي‪،‬‬ ‫وبـ ‪ 20-15‬يف املئة معدل منو �سنوي‪.‬‬ ‫ويف الوقت نف�سه‪ ،‬ف�إن الأ�صول امل�صرفية الإ�سالمية يف اندوني�سيا منت مبعدل ‪24.2‬‬ ‫يف املئة و�صو ًال �إلى ‪ 242.3‬تريليون روبية (ما يعادل ‪ 21.4‬مليار دوالر �أمريكي) يف‬ ‫عام ‪ .2013‬وب�أغلبية م�سلمة من ال�سكان (‪ 240‬مليون)‪ ،‬ف�إن �إمكاناتها مل ت�ستغل‬ ‫ب�شكل كامل بعد‪ .‬وعلى الرغم من ذلك فما زالت ن�شاطات املالية الإ�سالمية حتقق‬ ‫تقدم ًا ب�شكل تدريجي‪ ،‬مما قد ي�ساعدها على تغطية القاعدة اال�ستهالكية العري�ضة‬ ‫للبالد‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫اقتصاد‬ ‫الدويل جيم كيم‪� ،‬أكد التزام البنك الإ�سالمي للتنمية لتحقيق ال�سالم والأمن‬ ‫مبادرة لعالج ‪ 20‬ألف حالة من األطفال والبالغين‬ ‫والتنمية يف املنطقة‪ .‬وطم�أن دول القرن الإفريقي ب�أن البنك �سيعمل على اال�ستفادة‬ ‫المصابين بأمراض العيون في إفريقيا جنوب الصحراء‬ ‫من برنامج تبادل املعارف واخلربات الذي ان�شئه لنقل تقنية وخربات �أخرى من‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫قام كل من �صاحب ال�سمو امللكي الأمري عبد العزيز بني �أحمد بن عبد العزيز �آل بع�ض الدول الأع�ضاء ملعاجلة حتديات التنمية يف املنطقة‪.‬‬ ‫مبادرة تعليم مشتركة بين البنك الدولي والبنك‬ ‫اإلسالمي التنمية بالتركيز على منطقة الشرق األوسط‬ ‫وإفريقيا‬

‫�سعود‪ ،‬رئي�س جمل�س �إدارة احتاد مكافحة العمى‪ ،‬والدكتور �أحمد حممد علي‪ ،‬رئي�س‬ ‫جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬بتوقيع مذكرة تفاهم متعلقة بالعناية بالعينني‬ ‫ومكافحة العمى‪ ،‬يوم ‪ 17‬نوفمرب ‪ ،2014‬يف املقر الرئي�سي للبنك الإ�سالمي للتنمية‬ ‫وتعد هذه املذكرة جزء ًا من اجلهود التي يبذلها البنك �سعي ًا �إلى تكوين حتالف‬ ‫متعدد الأطراف ملكافحة الإعاقة الب�صرية يف الدول الأع�ضاء‪ .‬وقد �صممت املذكرة‬ ‫لتوفري الرعاية ال�صحية للعنني لأكرث من ‪� 20‬ألف طفل وبالغ على فرتة ‪� 3‬سنوات‬ ‫يف دول �إفريقيا جنوب ال�صحراء الكربى‪ .‬و�سيتم كذلك بذل اجلهود لبناء قدرات‬ ‫الفنيني واملمر�ضات والأطباء املخت�صني برعاية العيون يف دول �أع�ضاء بالبنك‪.‬‬ ‫و�ستزود املراكز املخت�صة برعاية العيون يف الدول الأع�ضاء يف �إفريقيا جنوب‬ ‫ال�صحراء الكربى باملعدات وامل�ساعدة الالزمة‪.‬‬ ‫البنك اإلسالمي للتنمية يعلن عن مليار دوالر أمريكي‬ ‫حزمة مساعدات للقرن اإلفريقي‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫�أعلن رئي�س جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬الدكتور �أحمد حممد علي‪ ،‬عن حزمة‬ ‫م�ساعدات تُقدَّر مبليار دوالر �أمريكي يف ال�سنوات الثالث القادمة �سعي ًا لتنمية دول‬ ‫يف القرن الإفريقي �أع�ضاء يف البنك‪ .‬وقد مت الإعالن يف زيارة الدكتور للمنطقة‬ ‫التي �شملت جيبوتي وال�صومال وكينيا‪ ،‬مبرافقة الأمني العام للأمم املتحدة‪ ،‬بان‬ ‫كي مون‪ ،‬ورئي�س البنك الدويل‪ ،‬جيم كيم‪ .‬وقد هدفت الزيارة �إلى تقوية التعاون‬ ‫الإقليمي لل�سالم والأمن والتنمية‪ .‬و�أفاد الدكتور �أحمد حممد علي‪« :‬يهدف البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية للم�ساهمة يف الأن�شطة التنموية يف القرن الإفريقي‪ ،‬لتح�سني‬ ‫الأو�ضاع احلالية وت�أمني امل�ستقبل‪ .‬ومن غري املمكن لنا اجللو�س بال حراك بينما‬ ‫يحتاج ماليني الأ�شخا�ص �إلى دعمنا»‪ .‬و�أ�ضاف قائ ًال‪« :‬بزيارتي للمنطقة‪� ،‬أرى بعني‬ ‫متفائلة �أن امل�ستقبل �سيكون �أف�ضل‪ .‬و�أدعو جميع وكاالت التنمية �إلى تعزيز جهودهم‬ ‫للعمل على حتقيق �أن تكون �أفريقيا ق�صة من ق�ص�ص النجاح»‪.‬‬ ‫ويف مقدي�شو‪� ،‬أكد رئي�س البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬الدكتور �أحمد حممد علي‪ ،‬خالل‬ ‫م�ؤمتر �صحفي م�شرتك مع الأمني العام للأمم املتحدة بان كي مون ورئي�س البنك‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫وا�شنطن العا�صمة ـ الواليات املتحدة الأمريكية‪:‬‬ ‫�أعلنت جمموعة البنك الدويل وجمموعة البنك الإ�سالمي التنمية‪ ،‬يوم ‪� 12‬أكتوبر‬ ‫‪ ،2014‬مبادرة التعليم لتعزيز القدرات التناف�سية لتن�سيق اجلهود املبذولة على‬ ‫التعليم لكونه الأداة الأكرث قدرة على احلد من الفقر وعدم امل�ساواة ولو�ضع الأ�سا�س‬ ‫للنمو االقت�صادي امل�ستدام‪ .‬وتهدف املبادرة �إلى تطوير اال�سرتاتيجيات امل�شرتكة‬ ‫لتح�سني �أنظمة التعليم والتدريب يف الدول الأع�ضاء لكلتا املنظمتني‪ ،‬برتكيز �أ�سا�سي‬ ‫على منطقة ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا‪.‬‬ ‫ارتفاعا هائالً‬ ‫وقال جيم كيم‪ ،‬رئي�س جمموعة البنك الدويل‪« :‬حقق العامل العربي‬ ‫ً‬ ‫يف �ضمان فر�ص احل�صول على التعليم‪ ،‬ولكن الأرقام العالية لبطالة ال�شباب ت�ستلزم‬ ‫احلراك العاجل لتح�سني جودة التعليم»‪ ،‬م�ضيف ًا‪« :‬ن�سعى لال�ستفادة من نقاط القوة‬ ‫التكميلية لكلتا املنظمتني لو�ضع ا�سرتاتيجيات لكامل الطريق ابتدا ًء من املدر�سة‬ ‫حتى الوظيفة‪ ،‬لي�س لتعليم ال�شباب القدرات املتطلبة ل�سوق العمل فح�سب‪ ،‬بل لكي‬ ‫يكونوا حمركات للنمو»‪.‬‬ ‫وقد وقع على املبادرة رئي�س جمموعة البنك الدويل جيم يونغ كيم‪ ،‬ورئي�س جمموعة‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬الدكتور �أحمد حممد علي املدين‪ .‬و�ستقوم املبادرة بدمج‬ ‫وتطوير عالقات التعاون اجلارية للبحث يف تعزيز فر�ص التوظيف لل�شباب العرب‬ ‫ودعم ًا للجهود الإقليمية لتح�سني جودة التعليم‪ .‬و�سرتكز على كامل م�صادر وخربات‬ ‫كلتا املنظمتني للعمل على النظام التعليمي ب�أكمله‪ ،‬بدء ًا من تنمية الطفولة املبكرة‬ ‫مرور ًا بالتعليم العايل وانتها ًء بالتدريب الوظيفي‪ .‬وت�ؤمن املبادرة ب�أن التنمية‬ ‫الب�شرية �أ�سا�س النمو امل�ستدام‪ ،‬و�أنه يتطلب مزيج ًا مت�سل�س ًال من التعليم والتدريب‬ ‫ون�شاطات �سوق العمل‪.‬‬ ‫وحددت كل من املنظمتني فريق ًا متخ�ص�ص ًا �سي�شكل جزء ًا من جمموعة عمل‬ ‫م�شرتكة‪ .‬و�ستنظم املبادرة جميع فعالياتها حول �أحد الأركان الثالثة الأ�سا�سية‪.‬‬ ‫ويتمثل الركن الأول يف التعليم امل�ستمر‪ ،‬والذي �سريكز على جودة التعلم من املرحلة‬ ‫التمهيدية وحتى ال�صف الثاين ع�شر‪ ،‬وخ�صو�ص ًا بالرتكيز على مهارات التفكري‬ ‫�سي�صب هذا الركن يف دعم الإ�صالحات ال�سيا�سية‬ ‫النقدي وحل امل�شكالت‪ .‬وهكذا‬ ‫ّ‬ ‫و�إدارة �أف�ضل للم�ؤ�س�سات وتدريب املعلمني‪ .‬والركن الثاين هو التعليم من �أجل‬ ‫الت�شغيل‪ ،‬والذي �سيطور العمل اجلاري على �أهمية التعليم لطلب �سوق العمل‪ ،‬ودعم ًا‬ ‫لتنمية املهارات عند ال�شباب وال�سيدات‪ ،‬والتدريب لت�شجيع روح املبادرة واالبتكار‪،‬‬ ‫و�أنظمة مطابقة التعليم واملهن‪ .‬والركن الثالث‪ ،‬التعليم من �أجل تعزيز القدرة‬ ‫التناف�سية لالقت�صاد‪ ،‬يهدف �إلى بناء قدرات ب�شرية‪ ،‬حيث وجدت املزايا الن�سبية‬ ‫ولتعزيز قدرة االقت�صادات الوطنية للتكييف مع ظروف ال�سوق العاملية املتغرية‪.‬‬ ‫ومن املتوقع من املبادرة �أن جتذب منظمات دولية �أخرى ومتربعني �أ�صحاب �أهداف‬ ‫م�شابهة‪ ،‬لزيادة �أثر امل�شاريع التطويرية املرتكزة على التطوير والتعليم بتو�سيع‬ ‫التعاون وجتميع املوارد وجتنب االزدواجية يف اجلهود‪.‬‬ ‫سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪ 2014‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪61‬‬


‫مناسبات‬ ‫عشاء وداعي‪ :‬نظمت الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫يف مقر �سكن الأمانة العامة للمنظمة بجدة يوم ‪ 30‬دي�سمرب ‪ 2014‬حفل‬ ‫ع�شاء تكرمي ًا لبع�ض موظفيها مبنا�سبة انتهاء عملهم باملنظمة‪ .‬وقد‬ ‫قام الأمني العام للمنظمة بهذه املنا�سبة بتقليد �أو�سمة �شرف تقدير ًا‬ ‫خلدماتهم املتميزة التي قدموها‪.‬‬ ‫لأمني العام يتو�سط املكرمني (من الي�سار �إلى اليمني)‪ :‬د‪ .‬ع�صام ال�شنطي‪ ،‬وال�سفري مهدي فتح‬ ‫اهلل‪ ،‬وال�سيد طالل داعو�س‪ ،‬وال�سفري �أحمد احلداد‪ ،‬وال�سيد �أحمد العجيمي‪ ،‬وال�سيد مو�سى كوناتي‬

‫تدريب‪ :‬نظمت �إدارة الإعالم دورة تدريبية حول كتابة البيانات‬ ‫ال�صحفية بالتن�سيق مع �أكادميية الأمري �أحمد بن �سلمان للإعالن‬ ‫التطبيقي ملوظفي منظمة التعاون الإ�سالمي يف الفرتة من ‪� 30-27‬أكتوبر‬ ‫‪ ،2014‬قدم الدورة ال�سيد خالد الدراج‪.‬‬ ‫�صورة جماعية للم�شاركني مع مقدم الدورة‬

‫كشمير‪ :‬ا�ست�ضافت منظمة التعاون الإ�سالمي بالتن�سيق مع‬ ‫القن�صلية الباك�ستانية يف جدة يف ال�ساد�س من نوفمرب ‪ 2014‬ندوة‬ ‫ومعر�ض �صور يف ذكرى اليوم الأ�سود لك�شمري بعنوان «انتهاك حقوق‬ ‫الإن�سان املرتكبة يف ك�شمري الهندية املحتلة»‪.‬‬ ‫الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف جولة داخل املعر�ض مع ممثلي جامو وك�شمري‬

‫معرض إكسبو الدولي ‪ :2017‬نظمت املمثلية الدائمة‬ ‫جلمهورية كازاخ�ستان لدى منظمة التعاون الإ�سالمي م�ؤمتر ًا �صحفي ًا‬ ‫يف مقر الأمانة العامة للمنظمة بجدة‪ ،‬يوم ‪ 28‬دي�سمرب ‪ ،2014‬يف �إطار‬ ‫حملتها للتعريف بجهودها لتنظيم معر�ض دويل يف �صيف عام ‪ 2017‬يف‬ ‫العا�صمة �أ�ستانا‪.‬‬

‫الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون االقت�صادية‪ ،‬ال�سفري حميد �أوبيلويرو‪ ،‬يتو�سط ك ًال من رجل‬ ‫الأعمال والرحالة املعروف يف كازاخ�ستان‪ ،‬ال�سيد �سفر �إ�سحاقوف (�إلى اليمني)‪ ،‬والقن�صل‬ ‫العام جلمهورية كازاخ�ستان يف جدة‬

‫‪62‬‬

‫مجلة المنظمة ـ سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫معالم‬

‫مو ز مبيق‬

‫الجغرافيا والمناخ‬

‫حتتل جمهورية موزمبيق املرتبة اخلام�سة والثالثني من‬ ‫حيث امل�ساحة‪ ،‬وتُقا َرن م�ساحتها مب�ساحة تركيا‪ .‬وتقع‬ ‫موزمبيق على ال�ساحل اجلنوبي ال�شرقي من �إفريقيا‪،‬‬ ‫ويحدّها من اجلنوب �سوازيالند‪ ،‬وجنوب �إفريقيا من‬ ‫اجلنوب الغربي‪ ،‬وزميبابوي من الغرب‪ ،‬وزامبيا ومالوي‬ ‫من ال�شمال الغربي‪ ،‬وتنـزانيا من ال�شمال‪ ،‬واملحيط الهندي‬ ‫من ال�شرق‪ .‬ويق�سم نهر زامبيزي موزمبيق طبوغرافي ًا �إلى‬ ‫منطقتني‪� ،‬إلى �شمال النهر حيث يتجه اخلط ال�ساحلي‬ ‫ال�ضيق داخلي ًا نحو التالل واله�ضاب املنخف�ضة‪ ،‬ومتجه ًا‬ ‫غرب ًا نحو املرتفعات الوعرة التي ت�شمل مرتفعات نيا�سا‬ ‫ومرتفعات نامويل (�أو�شاير) و�سهل �أنغونيا ومرتفعات تيتي‬ ‫وه�ضبة ماكوندي املغطاة بغابات ميومبو‪.‬‬ ‫ومناخ موزمبيق ا�ستوائي على مدى ف�صلينْ ‪ ،‬الأول ف�صل‬ ‫رطب وي�ستمر من �أكتوبر �إلى مار�س‪ ،‬والآخر جاف ويبد�أ‬ ‫من �إبريل �إلى �سبتمرب‪ .‬ويرتاوح معدل هطول الأمطار‬ ‫ال�سنوي بني ‪ 900-500‬ملم اعتماد ًا على املنطقة‪ ،‬مبتو�سط‬ ‫‪ 590‬ملم‪� .‬أما متو�سط درجة احلرارة فيرتاوح يف مابوتو‬ ‫من ‪� 13‬إلى ‪ 24‬درجة مئوية يف يوليو وي�صل �إلى ‪ 31‬درجة‬ ‫مئوية يف فرباير‪.‬‬

‫الفنون والثقافة‬

‫ي�شتهر �شعب املاكوندي بالنحت على اخل�شب‪ .‬وهناك نوعان‬ ‫من احلفر على اخل�شب‪� ،‬أحدهما للأرواح ال�شريرة‪ .‬والآخر‬ ‫هو الأوجاما‪ ،‬وهو نوع من منحوتات الطوطم التي حتاكي‬ ‫وجوه �شخ�صيات واقعية‪.‬‬ ‫وخالل ال�سنوات الأخرية من فرتة االحتالل‪ ،‬عك�س الفن‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫الإ�سم الر�سمي‪ :‬جمهوريةموزمبيق‬ ‫العا�صمة‪ :‬مابوتو‬ ‫ال�سكان‪ 25,83 :‬مليون ن�سمة (�إح�صاءات ‪)2013‬‬ ‫امل�ساحة‪ 801,590 :‬كيلومرت مربع‬ ‫اللغة الر�سمية‪ :‬الربتغالية‬ ‫العملة‪ :‬متكاملوزمبيقي‬

‫املوزمبيقي قمع قوى االحتالل‪ ،‬و�أ�صبح رمز ًا للمقاومة‪.‬‬ ‫وبعد اال�ستقالل يف عام ‪ ،1975‬اتخذ الفن احلديث منحى‬ ‫جديد ًا‪ .‬ومن �أ�شهر الفنانني املعا�صرين املوزمبيقني الر�سام‬ ‫ماالنغاتا نانغوينيا والنحات الربتو �شي�سانو‪.‬‬

‫أنواع المأكوالت‬

‫منذ ما يقرب من ‪ 500‬عام‪ ،‬كان للربتغال �أثر وا�ضح يف‬ ‫املطبخ املوزمبيقي؛ فبع�ض املواد الغذائية واملحا�صيل‬ ‫�أدخلها الربتغال‪ ،‬مثل املنيهوت �أو ال َبفرة (جذر نباتي ن�شوي‬ ‫من �أ�صل برازيلي) والكاجو (�أي�ض ًا من �أ�صل برازيلي‪،‬‬ ‫على الرغم من �أن موزمبيق كانت �سابق ًا �أكرب منتج لها)‬ ‫و�صنف من الكعك الفرن�سي املخبوز ب�أ�سلوب برتغايل‪.‬‬ ‫و�أدخل �إلى الربتغال كذلك ا�ستخدام البهارات والتوابل‪،‬‬ ‫مثل الب�صل و�أوراق الغار والثوم والكزبرة الطازجة والفلفل‬ ‫احللو والفلفل احلار والفلفل احللو الأحمر‪� ،‬إ�ضافة �إلى‬ ‫ق�صب ال�سكر والذرة والدخن والأرز وال�سورغم (ت�سمى‬ ‫الذرة الرفيعة �أو الذرة البي�ضاء) والبطاطا‪ .‬ومن الأطباق‬ ‫الربتغالية املعروفة يف موزمبيق يف الوقت احلا�ضر‪ :‬بريجو‬ ‫(�شرائح اللحم امللفوفة) وفطائر خليط اجلمربي‪ ،‬وكباب‬ ‫الإي�سبيتادا‪ ،‬وحلوى البودينغ وطبق الدجاج مع الفلفل‬ ‫احلار‪.‬‬

‫(ومعظمهم من �إنداو) يقطنون غالبية وادي زامبيزي‪،‬‬ ‫و�شاجنان (ت�سوجنا) يف جنوب موزمبيق‪ .‬وهناك قبائل‬ ‫�أخرى ت�شمل ماكونديويا ووال�سواحيلية وتونغا وت�شوبي‬ ‫ونغوين (مبا فيذلك الزولو)‪ .‬ت�شكل قبيلة البانتو ‪97.8‬‬ ‫يف املئة من ال�سكان‪ ،‬والبقية من الأفارقة البي�ض (�أغلبهم‬ ‫من �أ�صل برتغايل) والأفارقة الأوروبيون (الأ�شخا�ص ذوو‬ ‫الأ�صل املختلط من البانتو والربتغايل)‪ ،‬والهنود‪ ،‬وما يقرب‬ ‫من ‪� 45.000‬شخ�ص من �أ�صل هندي يقيمون يف موزمبيق‪.‬‬

‫المهاجرون من البانتو‬

‫بني القرنني الأول واخلام�س امليالدي‪ ،‬هاجرت جماعات‬ ‫من متحدثي البانتو من الغرب وال�شمال عرب وادي نهر‬ ‫زامبيزي حتى اله�ضاب واملناطق ال�ساحلية‪ ،‬م�ؤ�س�سني‬ ‫جمتمعات تعي�ش على الزراعة �أو رعي املا�شية‪ .‬و�أح�ضرو‬ ‫معهم تقنيات ل�صنع احلديد‪ ،‬وهو املعدن الذي ا�ستخدموه‬ ‫ل�صناعة الأ�سلحة لال�ستيالء على القبائل املجاورة‪ .‬ومل تكن‬ ‫مدن موزمبيق يف الع�صور الو�سطي (من القرن اخلام�س‬ ‫لل�ساد�س ع�شر) مبنية مبتانة‪ ،‬لذا مل يتبقَّ من �آثارها كثري‪،‬‬ ‫ومن تلك املدن امليناء التجاري ُ�سفالة‪.‬‬

‫السواحلية والعرب والفرس‬

‫كان العرب والفر�س �أول من هيمن على التجارة ال�ساحلية‬ ‫التركيبة السكانية‬ ‫تعد حمافظات �شمال و�سط زامبيزيا ونامبوال الأكرث يف موزمبيق‪ ،‬مقيمني م�ستوطنات متتد حتى �أق�صى جنوب‬ ‫اكتظاظ ًا بن�سبة ‪ 45‬يف املئة من �إجمايل ال�سكان‪ .‬والعدد جزيرة موزمبيق‪ .‬وقد انت�شرت امل�ستوطنات التجارية‬ ‫املقدر ب�أربعة ماليني من املاكوا هم الأغلبية العظمى الذين ال�سواحلية والعربية والفار�سية على امتداد �سواحل اجلزر‬ ‫يقطنون اجلزء ال�شمايل من البالد‪ ،‬يف حني �أن�سينا و�شونا النائية لعدة قرون‪.‬‬

‫سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪ 2014‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪63‬‬


‫وجهة نظر‬ ‫التطرف والتعصب ‪ ....‬الفعل والخطاب‬

‫مها عقيل‬ ‫رئيسة التحرير‬

‫إننا بحاجة إلى قدر‬ ‫أكبر من الفاعلية‬ ‫لبلورة خطابنا‬ ‫وعرض آرائنا‬ ‫وأهدافنا والتواصل‬ ‫مع كل فرد‬ ‫باستخدام وسائل‬ ‫التواصل األكثر‬ ‫فاعلية وشيوع ًا‬

‫‪64‬‬

‫فر�ض التع�صب والتطرف نف�سيهما باعتبارهما ق�ضيتني حتتالن �أولوية ق�صوى بالن�سبة للمجتمع الدويل‪ ،‬وقد ناال ن�صيب ًا‬ ‫نواح خمتلفة‪ .‬فبدء ًا من الدورة التا�سعة وال�ستني للجمعية العامة للأمم‬ ‫وافر ًا من التغطية يف هذا العدد من جملة املنظمة من ٍ‬ ‫املتحدة يف �سبتمرب‪ ،‬كان مو�ضوع مواجهة التطرف مما ُي�سمى املجموعات «الإ�سالمية»‪ ،‬املو�ضوع امل�شرتك يف الكلمات التي‬ ‫�ألقاها ر�ؤ�ساء الدول‪ ،‬مما عك�س �شعور ًا جماعي ًا بالقلق والتخوف‪� .‬إ ّال �أن‪ ،‬االجتماع التن�سيقي ال�سنوي ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫الذي ُعقد على هام�ش اجلمعية العامة للأمم املتحدة‪� ،‬أكد وجود جمموعات متطرفة �أخرى‪ ،‬منها تلك التي ت�ستهدف �أقليات‬ ‫م�سلمة يف �آ�سيا �أو �أوروبا �أو �إفريقيا على حد �سواء‪ ،‬و�أن �أ�شد �أنواع التطرف والعنف هو الذي متار�سه �إ�سرائيل متج�سد ًا يف‬ ‫�إرهاب الدولة العن�صري املتوا�صل‪ ،‬ويبدو �أن املجتمع الدويل يغ�ض الطرف عن هذه املمار�سات الإ�سرائيلية‪.‬‬ ‫كذلك‪ ،‬ناق�شت الهيئة امل�ستقلة الدائمة ملنظمة التعاون الإ�سالمي املعنية بحقوق الإن�سان مو�ضوع التطرف والتع�صب واختارته‬ ‫عنوان ًا لدورتها ال�ساد�سة التي ُعقدت يف نوفمرب‪ ،‬حيث �أ�صدرت يف نهاية مناق�شتها املفتوحة بيان ًا �صحفي ًا حول هذا املو�ضوع‬ ‫�أدانت فيه ب�شدة تنامي تيار التطرف والتع�صب الديني يف العامل‪ ،‬ودعت �إلى عمل م�شرتك ملعاجلة هذا التهديد يف �إطار‬ ‫جماعي‪.‬‬ ‫وكانت الدورة العا�شرة للم�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء الإعالم التي ُعقدت يف دي�سمرب قد نظرت يف مو�ضوع التطرف والتع�صب من‬ ‫منظور �إعالمي‪ ،‬حيث �أكد امل�ؤمتر الذي ُعقد حتت �شعار «التقارب الإعالمي من �أجل ال�سلم واال�ستقرار يف العامل الإ�سالمي»‬ ‫�أهمية دور الإعالم يف مواجهة جميع �أنواع العنف والتطرف والتع�صب والعن�صرية والكراهية‪ .‬كما �أكد الأمني العام يف كلمته‬ ‫�ضرورة مواجهة خطاب التطرف وتفكيكه وفهم خلفيته والبيئة التي ين�ش�أ يف كنفها‪� ،‬إ�ضافة الى ال�سياق ال�سيا�سي واالقت�صادي‬ ‫واالجتماعي والديني‪ .‬كما لفت �إلى �ضرورة القيام جمدد ًا بدرا�سة م�سودة لأخالقيات ال�سلوك الإعالمي يف �أجهزة الإعالم‬ ‫واخلطاب الإعالمي‪.‬‬ ‫ا�ستخدمت بفاعلية‪ ،‬ف�إنها �سوف‬ ‫ويف كلمتي �أمام اجلل�سة االفتتاحية الجتماع كبار امل�س�ؤولني‪� ،‬أ�شرت �إلى �أن و�سائل الإعالم‪ِ � ،‬إن ُ‬ ‫لب احلمالت‪� ،‬سواء كانت من جانب اجلماعات‬ ‫ت�شكل �أف�ضل �أداة لنا يف معركة ك�سب القلوب والعقول‪ ،‬ذلك �أننا جند يف ّ‬ ‫املتطرفة والإرهابية التي تعمل با�سم الإ�سالم وت�ستقطب �أتباعا لها من �شتى بقاع العامل‪� ،‬أو من جانب املجموعات املتطرفة‬ ‫والإرهابية التي ت�ستغل جهل النا�س لبث الرعب والتحري�ض على العنف �ضد الإ�سالم وامل�سلمني‪� ،‬إنها الأفكار والفتاوى‬ ‫والنظريات واملعلومات امللفقة واالقتبا�سات غري الدقيقة وامل�ضللة التي ت�ستخدمها هذه املجموعات للتالعب بالعقول وتقليب‬ ‫القلوب لإقناعهم باالن�ضمام لها يف حربها‪.‬‬ ‫�إننا بحاجة �إلى قدر �أكرب من الفاعلية لبلورة خطابنا وعر�ض �آرائنا و�أهدافنا والتوا�صل مع كل فرد با�ستخدام و�سائل التوا�صل‬ ‫الأكرث فاعلية و�شيوع ًا‪ .‬ومن خالل ثورة تكنولوجيا املعلومات التي نعي�شها اليوم‪ ،‬ف�إن خيارات بث املعلومات وت�سلمها وا�سعة‬ ‫النطاق وال ميكن التحكم فيها‪ .‬كما تدعو ال�سرعة التي تنتقل بها هذه املعلومات للده�شة‪ ،‬مما ي�سهل مهمتنا‪ ،‬لكنه ُي�ص ّعبها‬ ‫يف الآن ذاته‪ .‬فنحن ال ي�سعنا �أن نوا�صل ت�سيري الأعمال كما جرت العادة يف ظل معوقات البريوقراطية والن�أي عن اجلماهري‪.‬‬ ‫فبينما نتدبر كيف ميكن �أن يكون رد فعلنا على �أزمة ما �أو كيف نت�صرف للتعاطي معها‪ ،‬يكون عامة النا�س قد تلقوا املعلومات‬ ‫التي ميكن �أن تكون مغلوطة �أو م�ؤدية �إلى نتائج عك�سية‪ ،‬وقد تقنعهم بالقيام بعمل يلحق ال�ضرر بهم �أو مبجتمعاتهم‪.‬‬ ‫على �صعيد �آخر‪ ،‬ويف �أنحاء �أخرى من العامل‪ ،‬ا�ست�أثرت موا�ضيع �أخرى باهتمام املجتمع الدويل‪ ،‬مبا فيه‪ ،‬بطبيعة احلال‪،‬‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي ودولها الأع�ضاء‪ .‬ولعل �أكرث تلك الق�ضايا �إحلاح ًا فريو�س احلمى النـزيفية «�إيبوال» الذي ه ّز العامل‬ ‫ب�شرا�سته يف اجتياح البالد التي انت�شر فيها و�أذاقها الأم ّرين وجذب انتباه العامل لها‪ ،‬مما يتطلب ا�ستجابة جماعية فورية‪.‬‬ ‫و ُيذكر �أن منظمة التعاون الإ�سالمي والبنك الإ�سالمي للتنمية عقدا م�ؤمتر ًا م�شرتك ًا يوم ‪ 5‬نوفمرب ‪ 2014‬يف مقر منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي يف جدة‪ ،‬حيث �أعلنا عن م�ساعدات مالية عاجلة للدول الإفريقية الأع�ضاء املت�ضررة من داء الإيبوال‪.‬‬ ‫و�إ�ضافة �إلى التعهدات املالية‪� ،‬شملت امل�ساعدات موارد مادية ومعدات و�إمدادات وموظفي �صحة مدربني وما يقرتن بذلك من‬ ‫قوة عاملة‪ .‬كما جدد امل�ؤمتر ت�أكيد احلاجة �إلى ا�ستجابة فعالة ومن�سقة و�سريعة لوباء فريو�س الإيبوال‪ .‬والحظ امل�ؤمتر �ضرورة‬ ‫ح�شد املجتمع والتوعية العامة وتثقيف النا�س يف التعامل مع الو�ضع الناجم عن هذا الوباء‪.‬‬ ‫وقد جاءت هذه املبادرة املهمة يف وقت منا�سب‪ ،‬و ُيرجى �أن ت�سهم بفاعلية يف اجلهود الدولية لل�سيطرة على هذا الداء‪.‬‬

‫مجلة المنظمة ـ سبتمبر ‪ -‬ديسمبر ‪2014‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬



‫تستضيف الدورة الثانية واألربعين‬ ‫لمجلس وزراء الخارجية‬

‫ﺩ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﻟ‬ ‫ﺔﺍ‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫الكويت ‪ 28 - 27‬مايو ‪2015‬‬

‫ﻟ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺖ‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.