مجلة المنظمة - العدد ٢٩

Page 1

‫الصادرة عن منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫العدد ‪29‬‬

‫مجمع الفقه اإلسالمي الدولي يؤكد‬

‫زيارة القدس الشريف‬ ‫ّ‬ ‫ومرغب فيها‬ ‫مندوبة‬

‫العالم يدير ظهره لالجئين‬

‫والنازحين السوريين‬

‫دول «التعاون اإلسالمي»‪..‬‬

‫خطوات عملية‬ ‫ونهج جديد‬

‫لمواجهة اإلرهاب‬ ‫والتطرف العنيف‬


‫نبذة عن منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫تُ َعد منظمة التعاون اإلسالمي ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد األمم المتحدة‪ ،‬حيث تضم في‬ ‫عضويتها سبع ًا وخمسين دولة موزعة على أربع قارات‪ .‬وتمثل المنظمة الصوت الجماعي للعالم‬ ‫اإلسالمي وتسعى لحماية مصالحه والتعبير عنها دعم ًا للسلم واالنسجام الدوليين وتعزيزاً للعالقات‬ ‫بين مختلِف شعوب العالم‪.‬‬ ‫نشئت المنظمة بقرار صادر عن القمة التاريخية التي ُعقدت في الرباط بالمملكة المغربية يوم ‪12‬‬ ‫وقد أ ُ ِ‬ ‫رجب ‪ 1398‬هجرية (الموافق ‪ 25‬سبتمبر ‪ )1969‬رداً على جريمة إحراق المسجد األقصى في القدس المحتلة‪.‬‬ ‫ُعقد في عام ‪ 1970‬أول مؤتمر إسالمي لوزراء الخارجية في جدة‪ ،‬وقرر إنشاء أمانة عامة يكون مقرها في‬ ‫جدة ويرأسها أمين عام للمنظمة‪ .‬ويعتبر السيد‪ .‬إياد أمين مدني عاشر أمين عام‪ ،‬وقد تولى هذا المنصب‬ ‫في يناير ‪.2014‬‬ ‫تم اعتماد ميثاق منظمة التعاون اإلسالمي في الدورة الثالثة للمؤتمر اإلسالمي لوزراء الخارجية في عام‬ ‫‪ .1972‬وقد وضع الميثاق أهداف المنظمة ومبادئها وغاياتها األساسية المتمثلة بتعزيز التضامن والتعاون‬ ‫بين الدول األعضاء‪ .‬وعلى مدى السنوات األربع واألربعين الماضية‪ ،‬ارتفع عدد األعضاء من خمس‬ ‫وعشرين دولة‪ ،‬وهو عدد األعضاء المؤسسين‪ ،‬ليبلغ سبع ًا وخمسين دولة‪ .‬وتنفرد المنظمة بشرف‬ ‫كونها جامع كلمة األمة وممثل المسلمين الذي يعبر عن القضايا التي تهم ما يزيد على مليار ونصف‬ ‫المليار مسلم في مختلف أنحاء العالم‪ .‬وترتبط المنظمة بعالقات تشاور وتعاون مع األمم المتحدة‬ ‫وغيرها من المنظمات الدولية الحكومية بهدف حماية المصالح الحيوية للمسلمين والعمل على‬ ‫تسوية النـزاعات والصراعات التي تُ َعد الدول األعضاء طرف ًا فيها‪ .‬وقد اتخذت المنظمة خطوات متعددة‬ ‫للدفاع عن القيم الحقيقية لإلسالم والمسلمين وإزالة المفاهيم والتصورات الخاطئة‪ ،‬كما ساهمت‬ ‫بفاعلية في مواجهة ممارسات التمييز ضد المسلمين بجميع صورها‪.‬‬ ‫تواجه الدول األعضاء في المنظمة تحديات متعددة في القرن الحادي والعشرين‪ .‬ومن أجل معالجة‬ ‫هذه التحديات‪ ،‬وضعت الدورة االستثنائية الثالثة لمؤتمر القمة اإلسالمي التي ُعقدت في مكة المكرمة‬ ‫في ديسمبر ‪ 2005‬خطة على هيئة برنامج عمل عشري يرمي إلى تعزيز العمل المشترك بين الدول‬ ‫األعضاء ودعم التسامح واالعتدال والحداثة وإدخال إصالحات كبرى في جميع مجاالت النشاط‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك العلوم والتكنولوجيا‪ ،‬والتعليم‪ ،‬وتحسين مستوى التجارة‪ .‬كما شدد البرنامج على أهمية الحكم‬ ‫الرشيد وتعزيز حقوق اإلنسان في العالم اإلسالمي‪ ،‬والسيما في ما يتعلق بحقوق الطفل والمرأة وقيم‬ ‫األسرة المستوحاة من الشريعة اإلسالمية‪.‬‬ ‫إحياء مختلف مؤسسات المنظمة وإعادة‬ ‫ومن أهم ما تم من أعمال‪ ،‬منذ اعتماد برنامج العمل العشري‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫هيكلتها‪ .‬ومن أهم أجهزة المنظمة القمة اإلسالمية‪ ،‬والمؤتمر اإلسالمي لوزراء الخارجية‪ ،‬واألمانة‬ ‫العامة‪ ،‬وثالث لجان دائمة تُعنى بالعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬واالقتصاد والتجارة‪ ،‬واإلعالم والثقافة‪ .‬وهناك‬ ‫أيض ًا مؤسسات متخصصة تعمل تحت لواء المنظمة‪ ،‬ومنها البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬والمنظمة‬ ‫اإلسالمية للتربية والعلوم والثقافة (اإليسيسكو)‪ .‬وتؤدي األجهزة المتفرعة والمؤسسات المنتمية‬ ‫التابعة لمنظمة التعاون اإلسالمي أيض ًا دوراً حيوي ًا في تحسين التعاون في شتى المجاالت‪.‬‬

‫‪OIC - OCI‬‬


‫رسـالـة المنظمة‬ ‫التعاون في مجالي العلوم والتكنولوجيا ضرورة استراتيجية‬

‫إياد أمين مدني‬ ‫األمني العام‬ ‫ملنظمة التعاون اإلسالمي‬

‫ثمة أساس‬ ‫منطقي متين‬ ‫للتعاون العلمي‬ ‫والتكنولوجي‬ ‫بين بلدان منظمة‬ ‫التعاون اإلسالمي‪،‬‬ ‫وذلك بالنظر‬ ‫إلى المنافع التي‬ ‫سيجلبها بخصوص‬ ‫الخبرات والتسهيالت‬ ‫والموارد‪ ،‬وكذا في ما‬ ‫يتعلق بتعزيز التعاون‬ ‫والتآزر‬

‫�أ�صبح من امل�سلم به �أن العلم والتكنولوجيا واالبتكار من املحركات الرئي�سية لعجلة التنمية االجتماعية واالقت�صادية يف القرن احلادي‬ ‫والع�شرين‪ .‬كما ت�شكل التنمية وتطبيق التكنولوجيات احلديثة عام ًال حا�سم ًا يف مواجهة التحديات املعا�صرة املرتبطة بالفقر واملر�ض‬ ‫واملاء والطاقة والأمن الغذائي والتغري املناخي والبيئة‪ .‬و�سيتطلب الأمر امتالك تقنيات �أف�ضل و�أرخ�ص و�أذكى يف �سائر القطاعات �إن‬ ‫نحن �أردنا النهو�ض مب�ستوى معي�شة �شعوبنا بكيفية م�ستدمية‪ ،‬وتوفري الغذاء للأعداد املتزايدة من ال�سكان يف بلداننا‪ ،‬واحلفاظ على‬ ‫�صحة �أطفالنا‪ ،‬وحماية بيئتنا‪.‬‬ ‫وحتظى تنمية وتطوير قطاعات العلوم والتكنولوجيا والتعليم العايل والق�ضايا ال�صحية وحماية البيئة ب�أهمية ق�صوى يف �إطار الر�ؤية‬ ‫‪2020‬م ‪1441‬هـ حول العلوم والتكنولوجيا‪ ،‬والتي �أقرتها الدورة العا�شرة مل�ؤمتر القمة الإ�سالمي التي ُعقدت يف بوتراجايا مباليزيا‪،‬‬ ‫وبرنامج العمل الع�شري ملنظمة التعاون الإ�سالمي الذي �أقرته القمة الإ�سالمية اال�ستثنائية الثالثة التي ُعقدت يف مكة املكرمة عام ‪.2005‬‬ ‫ويتمثل فحوى الأجندة العلمية ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف توفري منرب للتعاون العلمي والتكنولوجي بني الدول الأع�ضاء وال�شركاء‬ ‫الدوليني‪ .‬ومن املعلوم �أن ال�شراكة اال�سرتاتيجية يف جمايل العلوم والتكنولوجيا لن تكون م�ستدامة من دون نظام �إيكولوجي داعم مرتبط‬ ‫بالعلوم والتكنولوجيا واالبتكار‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومن ثم‪ ،‬تركز برامج منظمة التعاون الإ�سالمي ون�شاطاتها يف جمايل العلوم والتكنولوجيا تركيزا خا�صا على �إحداث وتعزيز الإطار‬ ‫امل�ؤ�س�سي للعلوم والتكنولوجيا واالبتكار يف الدول الأع�ضاء وبناء قدرات العلماء ووا�ضعي ال�سيا�سات العلمية‪ ،‬ودعم جهود تطوير القوى‬ ‫العاملة املتعلمة وتعزيز الروابط بني الفاعلني االبتكاريني من القطاعني العام واخلا�ص وامل�ؤ�س�سات املعنية بالبحوث والتطوير‪.‬‬ ‫�إن م�ؤ�س�سات منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ومن �ضمنها اللجنة الدائمة للتعاون العلمي والتكنولوجي (كوم�ستيك)‪ ،‬ومركز البحوث‬ ‫الإح�صائية واالقت�صادية واالجتماعية والتدريب للبلدان الإ�سالمية (مركز �أنقرة)‪ ،‬واملنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة‬ ‫(الإي�سي�سكو)‪ ،‬والأكادميية الإ�سالمية للعلوم‪ ،‬والبنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬منكبة على تنفيذ عدد من امل�شاريع يف جمال بناء القدرات‪،‬‬ ‫وتركز على بناء القدرات يف جماالت متخ�ص�صة ت�شمل ال�سيا�سات العلمية والإدارة وا�ستيعاب التكنولوجيا وتدري�س العلوم والتكنولوجيا‬ ‫الفائقة التطور‪ ،‬مثل النانو والتكنولوجيات الأحيائية وتكنولوجيا الإعالم واالت�صال‪ .‬كما �أن م�ؤ�س�سات منظمة التعاون الإ�سالمي ما انفكت‬ ‫تقدم م�ساعدتها للدول الأع�ضاء يف �إن�شاء هيئات للعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬مثل اللجان الوطنية للعلوم‪ ،‬و�أكادمييات العلوم‪ ،‬واللجان الربملانية‬ ‫للعلوم والتكنولوجيا التي ميكن �أن ت�سهم يف تطوير هذا القطاع احليوي يف �إطار ال�سيا�سات احلكومية‪.‬‬ ‫وثمة �ضرورة �أخرى الزمة وحا�سمة لإقامة تعاون فعال ومجُ ْ ـدٍ يف جمال العلوم والتكنولوجيا‪ ،‬تتمثل يف حتديد مكامن القوة وربط‬ ‫التكنولوجيا باملعرفة وباملهارات الالزمة‪ .‬وبذلك تغدو عملية ر�سم خريطة العلوم والتكنولوجيا واالبتكار والتب�صر يف هذا املجال �أمر ًا‬ ‫حا�سم ًا يف حتديد فر�ص التعاون واختيار ال�شركاء الأن�سب‪ .‬وت�سهي ًال لعملية �إحراز هذا الهدف‪ ،‬نفذت منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬بالتعاون‬ ‫مع اجلمعية العلمية امللكية بربيطانيا ومع غريها من ال�شركاء الدوليني الآخرين‪ ،‬م�شروع ًا حول �أطل�س العامل الإ�سالمي للعلوم واالبتكار‪.‬‬ ‫ومت يف �إطار هذا امل�شروع ر�سم اجتاهات رئي�سية وم�سارات االبتكار العلمي والتكنولوجي يف دول منتقاة �أع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ .‬و�صدرت تقارير ُق ْطرية حول م�صر و�إندوني�سيا والأردن وكازاخ�ستان وماليزيا‪ ،‬ويجري الإعداد لإ�صدار تقرير يغطي كل الدول‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة‪.‬‬ ‫وتتابع الأمانة العامة للمنظمة‪ ،‬بالتعاون مع البنك الإ�سالمي للتنمية والوكالة الدولية للطاقة الذرية‪ ،‬م�شاريع ترمي �إلى تعزيز و�إن�شاء‬ ‫مرافق للعالج الإ�شعاعي لل�سرطان يف الدول الإفريقية الأع�ضاء يف املنظمة‪ .‬وعلى غرار ذلك‪ ،‬جتري متابعة دقيقة مل�شاريع تتعلق‬ ‫بالهيدرولوجيا النظريية وتعقيم البعو�ض‪ ،‬وذلك بالتعاون مع البنك الإ�سالمي للتنمية والوكالة الدولية للطاقة الذرية‪ ،‬وهي م�شاريع‬ ‫تربز مدى �إمكانات التعاون الإقليمي يف مواجهة حتديات الأمرا�ض واحل�صول على مياه ال�شرب وغريها من الق�ضايا الإمنائية الأخرى‪.‬‬ ‫وثمة �أ�سا�س منطقي متني للتعاون العلمي والتكنولوجي بني بلدان منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وذلك بالنظر �إلى املنافع التي �سيجلبها‬ ‫بخ�صو�ص اخلربات والت�سهيالت واملوارد‪ ،‬وكذا يف ما يتعلق بتعزيز التعاون والت�آزر‪.‬‬ ‫�إن قمة منظمة التعاون الإ�سالمي للعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬والتي �ستكون الأولى من نوعها لر�ؤ�ساء دول وحكومات‪ ،‬والتي �ستتدار�س ق�ضايا‬ ‫العلوم والتكنولوجيا‪ ،‬ت�شكل فر�صة �سانحة للدول الأع�ضاء للقيام على نحو جماعي ب�صياغة �أولوياتنا واالتفاق على خارطة طريق لتن�شيط‬ ‫�أجندة منظمة التعاون الإ�سالمي املتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا‪ .‬ومن امل�ؤمل �أن ت�صبح هذه الفعالية‪ ،‬واملزمع عقدها يف نهاية هذا العام‪،‬‬ ‫ركن ًا �أ�سا�سي ًا لهدفنا املتمثل يف �إحياء الع�صر الذهبي للعلوم يف العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫�إننا نرمي من خالل م�سعانا �إلى ت�سخري العلوم والتكنولوجيا لإيجاد حلول مل�شاكل احلياة اليومية ل�شعوب بلداننا‪ ،‬لأن من �ش�أن ذلك �أن‬ ‫يجعل من منظمة التعاون الإ�سالمي هيئة �أكرث مالءمة وات�ساق ًا مع طموحات �شعوب دولها الأع�ضاء‪ ،‬بل �ست�سهم بذلك �إ�سهام ًا مبا�شر ًا يف‬ ‫تعزيز الوعي ون�شر الثقافة التي تث ّمن العلوم‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬ف�إن �إحياء نه�ضتنا العلمية والتكنولوجية وتراث العامل الإ�سالمي املفقود‪ ،‬الذي ا�شتهر ب�سعيه وراء املعرفة وغزارة‬ ‫ابتكاراته‪� ،‬سي�ساعد على تبديد الت�صور النمطي ال�سلبي للم�سلمني‪ .‬كما يحقق التعاون التكنولوجي مكا�سب �سيا�سية يف ما يتعلق بفتح‬ ‫قنوات توا�صل جديدة وتقريب املجتمعات بع�ضها من بع�ض وتعزيز �أوا�صر الت�ضامن‪ .‬وي�ؤكد كل ذلك �أن التعاون امل�شرتك يف �إطار منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي يف جمال العلوم والتكنولوجيا مل يعد جمرد خيار‪ ،‬بل �أ�صبح �ضرورة ا�سرتاتيجية‪.‬‬


‫روابط أجهزة المنظمة‬ ‫تصدر عن منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫رئيسة التحرير ومديرة إدارة اإلعالم‬ ‫مها مصطفى عقيل‬ ‫المراجعة والتحرير‬ ‫أحمد سالم السعد‬ ‫فادية مغربي‬ ‫تصميم واخـراج‬ ‫محمد عبد القادر قلبة‬ ‫المجلس االستشاري‬ ‫السفير طارق بخيت‬ ‫وجدي سندي‬ ‫الترجمة‬ ‫هشام خوجلي‬ ‫أسامة سرحان‬ ‫أمجد حسن علي‬ ‫المملكة العربية السعودية‬ ‫ص ‪ .‬ب ‪ 178‬جدة ‪21411 :‬‬ ‫هاتف ‪ 6515222 :‬فاكس ‪6512288 :‬‬ ‫تليفاكس ‪Islami SJ. 601366 :‬‬

‫الموقع االلكتروني ‪www.oic-oci.org :‬‬ ‫البريد االلكتروني ‪journal@oic-oci.org :‬‬ ‫بعثة المراقبة الدائمة التابعة للمنظمة‬ ‫في مقر األمم المتحدة بنيويورك‬

‫‪320 East- 51st Street‬‬ ‫‪New York 10022‬‬ ‫‪New York - U.S.A‬‬ ‫‪www.oicun,org‬‬ ‫‪oic@un.int‬‬

‫‪oic@un.int‬‬ ‫بعثة المراقبة الدائمة التابعة للمنظمة‬ ‫في مقر األمم المتحدة بجنيف‬ ‫‪ICC-20 Route pre - Bois - Case Postal 1818‬‬ ‫‪CH 1215 Geneve - SUISSE‬‬ ‫‪www.oic - un.org‬‬ ‫‪oic@oci - un.org‬‬ ‫إن اآلراء الواردة في المقاالت المنشورة في هذه المجلة ال‬ ‫تعبر بالضرورة عن وجهة نظر منظمة التعاون اإلسالمي‪،‬‬ ‫بل هي تمثل آراء ُ‬ ‫الك ّتاب الخاصة بهم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تحتفظ‬ ‫بحق تعديل أي جزد من النص أو مراجعته أو تحريره أو حـذفـه‬ ‫أو إعـادة صياغـته عندما وأينما يبدو ذلك ضروري ًا‪.‬‬

‫األجهزة المتفرعة‬

‫ـ جممع الفقه الإ�سالمي الدويل ‪www.fiqhacademy.org‬‬ ‫ـ مركز البحوث ا�إحل�صائية واالقت�صادية واالجتماعية والتدريب للدول الإ�سالمية ‪www.sesrtcic.org‬‬ ‫ـ مركز البحوث للتاريخ والفنون والثقافة الإ�سالمية (�إر�سيكا) ‪www.ircica.org‬‬ ‫ـ املركز الإ�سالمية لتنمية التجارة ‪www.icdt-oic.org‬‬ ‫ـ اجلامعة الإ�سالمية للتكنولوجيا ‪www.iutoic-dhaka.edu‬‬ ‫ـ �صندوق الت�ضامن الإ�سالمي ‪www.isf-fsi.org‬‬ ‫المؤسسات واألجهزة المتخصصة‬

‫ـ البنك الإ�سالمي للتنمية ‪www.isdb.org‬‬ ‫ـ وكالة الأنباء الإ�سالمية الدولية (اينا) ‪www.islamicnews.org.sa‬‬ ‫ـ منظمة �إذاعات الدول الإ�سالمية (�إيبو) ‪www.ibu.org‬‬ ‫ـ املنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة (�إي�سي�سكو) ‪www.isesco.org.ma‬‬ ‫ـ الهيئة الإ�سالمية للهالل الدويل ‪www.icic-oic.org‬‬ ‫المؤسسات المنتمية‬ ‫ـ الغرفة الإ�سالمية للتجارة وال�صناعة ‪www.icci-oic.org‬‬ ‫ـ منظمة العوا�صم واملدن الإ�سالمية ‪www.oicc.org‬‬ ‫ـ االحتاد الإ�سالمي ملالكي ال�سفن ‪www.oisaonline.com‬‬ ‫ـ االحتاد العاملي للمدار�س العربية الإ�سالمية الدولية ‪www.wfais.org‬‬ ‫ـ منتدى �شباب امل�ؤمتر الإ�سالمي للحوار والتعاون ‪www.icyf.com‬‬ ‫الأكادميية الإ�سالمية العاملية للعلوم ‪www.ias-worldwide.org‬‬

‫برنامج عمل منظمة التعاون اإلسالمي‪ :‬إبريل ـ يونيو ‪2015‬‬ ‫‪ 7-5‬مايو‪ :‬اجتماع الفريق اال�ست�شاري الإ�سالمي املعني ب�شلل الأطفال‪ ،‬القاهرة ـ جمهورية م�صر العربية‬ ‫‪ 7-6‬مايو‪ :‬اجتماع فريق اخلرباء احلكوميني الدويل ملنظمة التعاون الإ�سالمي املعني بربنامج عمل املنظمة حتى‬ ‫عام ‪ ،2025‬مقر الأمانة العامة للمنظمة بجدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫‪ 28-27‬مايو‪ :‬الدورة الثانية والأربعون ملجل�س وزراء اخلارجية‪ ،‬الكويت العا�صمة ـ دولة الكويت‬ ‫‪ 5-3‬يونيو‪ :‬اجتماع مراكز تن�سيق ر�ؤية منظمة التعاون الإ�سالمي ب�ش�أن املياه‪ ،‬ا�سطنبول ـ اجلمهورية الرتكية‬ ‫‪ 11-10‬يونيو‪ :‬الدورة الأربعون ملجل�س حمافظي البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬مابوتو ـ جمهورية موزمبيق‬ ‫الربع الأخري من عام ‪ :2015‬القمة الإ�سالمية حول العلوم والتكنولوجيا‪� ،‬إ�سالم �أباد ـ جمهورية باك�ستان‬ ‫الإ�سالمية‬ ‫‪� 10-9‬أكتوبر‪ :‬الدورة ال�ساد�سة للم�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء البيئة‪ ،‬الرباط ـ اململكة املغربية‬ ‫‪ 4-2‬نوفمرب‪ :‬الدورة الثالثة للم�ؤمتر الإ�سالمي للوزراء امل�س�ؤولني عن املياه‪ ،‬ا�سطنبول ـ اجلمهورية الرتكية‬


‫محتويات العدد‬ ‫تحت المجهر‬ ‫‪ .4‬‬

‫اجتماع طارىء للجنة التتنفيذية بشأن مواجهة اإلرهاب والتطرف‬

‫ملف فلسطين‬ ‫‪ . 6‬‬

‫وفد «التعاون اإلسالمي» يزور أوسلو وموسكو وبكين لحشد الدعم لفلسطين‬

‫‪ .8‬‬

‫صراع محتدم بين الفلسطينيين وجماعات استيطانية على عقارات القدس الشرقية‬

‫شؤون عالمية‬ ‫‪ .13‬‬

‫انقالب الحوثيين على الشرعية في اليمن‬

‫‪ .16‬‬ ‫‪ .18‬‬ ‫‪ .20‬‬

‫األمين العام يشارك في القمة العالمية حول مكافحة التطرف العنيف‬ ‫ورحل الملك عبد اهلل‬

‫‪.22‬‬

‫ شارلي إيبدو‪ :‬حرية التعبير أم حرية اإلهانة؟‬

‫‪12‬‬

‫األزمة السورية‪ :‬عام ‪2014‬‬ ‫األكثر قسوة على الالجئين‬ ‫السوريين‬

‫أقلية الروهينغيا على أعتاب أزمة جديدة مع فقدان حق التصويت‬

‫شؤون إنسانية‬ ‫‪ .30‬‬

‫مؤتمر المانحين لصالح السوريين يتعهد بتقديم مساعدات بنحو ‪ 4‬مليارات دوالر‬

‫‪ .32‬‬

‫منظمة التعاون تشارك المجتمع الدولي في التحضير للقمة اإلنسانية في اسطنبول‬

‫‪23‬‬

‫مدني يزور‬ ‫بغداد والنجف وأربيل‬ ‫ويعرض مقترح مكة ‪2 -‬‬

‫إسالموفوبيا‬ ‫‪ .36‬‬

‫تصاعد المشاعر المعادية لإلسالم في أمريكا وانحسارها في أوروبا‬

‫ثقافة‬ ‫‪ .38‬‬

‫نزوى عاصمة للثقافة اإلسالمية‬

‫بيئة‬ ‫‪ .49‬‬ ‫ ‬

‫المنظمة تشارك في مؤتمر األمم المتحدة العالمي الثالث المعني بالحد من أخطار‬ ‫الكوارث‬

‫‪45‬‬

‫اقتصاد‬ ‫‪ .55‬‬

‫مؤشر السياحة اإلسالمية يسهم في تطوير السياحة في دول منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫‪ .56‬‬

‫المؤتمر الدولي العاشر لالقتصاد والتمويل اإلسالمي يناقش في الدوحة سبل تعزيز‬

‫ ‬

‫مجمع الفقه اإلسالمي‬ ‫الدولي يؤكد‬ ‫أن زيارة القدس الشريف‬ ‫ّ‬ ‫ومرغب فيها‬ ‫مندوبة‬

‫الصناعة المالية اإلسالمية‬

‫آراء‬ ‫‪ .11‬‬

‫القديس جورج‬ ‫انتقام التـ ّنـين من مدينة‬ ‫ّ‬

‫‪ .64‬‬

‫القدس األسير ينادينا‬

‫‪48‬‬

‫‪ 40‬في المئة عجز مياه‬ ‫متوقع خالل ‪ 15‬عام ًا فقط‬

‫‪51‬‬

‫القدس‬ ‫عاصمة السياحة اإلسالمية‬


‫تـحـت المجهر‬

‫في اجتماع طارئ للجنة‬ ‫التنفيذية بشأن مواجهة‬ ‫اإلرهاب والتطرف‬ ‫العنيف دعا له األمين‬ ‫العام‪:‬‬

‫بحث التصدي‬ ‫للتوجهات الجديدة‬ ‫لإلرهاب واألخطار‬ ‫المحدقة باألمن‬ ‫اإللكتروني‬ ‫إدانة الهجمات‬ ‫وأعمال القتل‬ ‫المتكررة التي‬ ‫ترتكبها داعش‬ ‫وبوكو حرام وحركة‬ ‫الشباب والقاعدة‬

‫‪4‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫الأمري تركي بن حممد بن �سعود الكبري يدخل قاعة االجتماع ومعه �أمني عام منظمة التعاون الإ�سالمي �إياد �أمني مدين‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫�أ�سفر االجتماع الطارئ للجنة التنفيذية ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي مفتوح الع�ضوية على امل�ستوى الوزاري الذي‬ ‫ُع ِقد يف مقر الأمانة العامة يف مدينة جدة ‪ 15‬فرباير‬ ‫‪ 2015‬ب�ش�أن مواجهة الإرهاب والتطرف العنيف‪ ،‬عن‬ ‫االتفاق على تنفيذ �إجراءات عاجلة ملواجهة االنت�شار‬ ‫املت�سارع لآفة الإرهاب التي تلحق ال�ضرر بعدد من‬ ‫الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬ودرء خطر التطرف‬ ‫العنيف يف العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وطالبت اللجنة التنفيذية بعقد اجتماع للخرباء‬

‫القانونيني يف جمال الإرهاب ملراجعة معاهدة املنظمة‬ ‫لعام ‪ ،1999‬بغية و�ضع الآليات املنا�سبة للت�صدي‬ ‫للتوجهات اجلديدة للإرهاب يف الدول الأع�ضاء يف‬ ‫املنظمة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وطلب االجتماع �أي�ضا تكثيف النقا�ش حول الإرهاب‬ ‫واجلرمية العابرة للحدود‪ ،‬عرب عقد م�ؤمترات وندوات‬ ‫وور�ش عمل مب�شاركة قادة �سيا�سيني ورجال دين‬ ‫وزعماء تقليديني وعلماء‪� ،‬إلى جانب عقد اجتماع‬ ‫للخرباء لبحث �سبل مواجهة الأخطار املحدقة بالأمن‬ ‫الإلكرتوين على نحو عاجل‪ ،‬والعمل مع الدول الأع�ضاء‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫تـحـت المجهر‬ ‫لبلورة نهج جديد للت�صدي لأ�سباب العنف الطائفي‬ ‫ومعاجلتها‪.‬‬ ‫ودعا االجتماع املنظمة لربط �شراكات مع املنظمات‬ ‫الدولية والإقليمية حول مكافحة الإرهاب‪ ،‬م�شري ًا �إلى‬ ‫�أهمية تفعيل املركز الدويل ملكافحة الإرهاب التابع‬ ‫للأمم املتحدة لتن�سيق اجلهود العاملية ملكافحة هذه‬ ‫الآفة‪ ،‬ومث ّمن ًا �إ�سهام اململكة العربية ال�سعودية مببلغ‬ ‫‪ 110‬ماليني دوالر �أمريكي لدعم �أن�شطة املركز‪.‬‬ ‫وحث االجتماع املنظمة على العمل مع الدول الأع�ضاء‬ ‫لإيجاد �سبل متكني ال�شباب وغريهم من الفئات لتجنب‬ ‫ا�ستغاللهم من اجلماعات الإرهابية‪ ،‬وحت�صينهم‬ ‫�ضد خطر التجنيد والتطرف‪ ،‬مطالب ًا بعقد �سل�سلة‬ ‫من االجتماعات والندوات واحللقات الدرا�سية وور�ش‬ ‫عمل جتمع بني علماء الدين واملثقفني وعلماء االجتماع‬ ‫لتدار�س خطاب التطرف والطائفية لتفكيكه وتقوي�ضه‪.‬‬ ‫وجدد االجتماع �إدانته لالنتهاكات امل�ستمرة للحقوق‬ ‫الأ�سا�سية لأبناء ال�شعب الفل�سطيني ولإرهاب الدولة‬ ‫الذي متار�سه �إ�سرائيل يف الأرا�ضي املحتلة‪ ،‬وال�سيما‬ ‫االعتداءات على الإن�سان والأر�ض واملقد�سات يف‬ ‫القد�س ال�شريف‪ ،‬واحل�صار الذي تفر�ضه على قطاع‬ ‫غزة يف جتاهل تا ّم للقانون الدويل وللقانون الدويل‬ ‫الإن�ساين‪.‬‬ ‫و�أدان االجتماع اجلرائم النكراء التي ارتكبها تنظيم‬ ‫داع�ش على �أر�ض العراق و�ضد �شعبه‪ ،‬و�أدان ب�صورة‬ ‫خا�صة وب�أ�ش ّد العبارات اجلرمية الب�شعة التي ارتكبها‬ ‫ذلك التنظيم بحرقه الطيار الأردين الأ�سري معاذ‬ ‫الك�سا�سبة حي ًا؛ و�شدّد على ت�ضامن الدول الأع�ضاء‬ ‫الكامل مع الأردن‪ ،‬ملك ًا وحكومة و�شعب ًا‪ ،‬يف جهوده‬ ‫ملواجهة الإرهاب والتطرف‪ ،‬وعرب عن تقديره‬ ‫للت�ضحيات التي قدمتها القوات امل�سلحة الأردنية‪ ،‬وحث‬ ‫املجتمع الدويل على العمل ب�شكل وثيق مع ال�سلطات‬ ‫الأردنية لتقدمي امل�س�ؤولني عن هذه الأعمال الإرهابية‬ ‫�إلى العدالة‪.‬‬ ‫و�أدانت اللجنة التنفيذية كذلك الأعمال الإرهابية يف‬ ‫�أفغان�ستان‪ ،‬وخ�صو�ص ًا الهجوم الذي ا�ستهدف ملعب ًا‬ ‫للكرة الطائرة يف يحيى خيل مبقاطعة باكتيكا يوم‬ ‫‪ 24‬نوفمرب ‪ ،2014‬وتلك التي ا�ستهدفت مدر�سة يف‬ ‫بي�شاور يوم ‪ 16‬دي�سمرب ‪ ،2014‬وفندق كورانثيا يف‬ ‫طرابل�س بليبيا يوم ‪ 28‬يناير ‪2015‬؛ والت�صعيد الأخري‬ ‫يف العمليات الإرهابية يف املدن امل�صرية خالل �شهر‬ ‫يناير‪ ،‬مبا يف ذلك االعتداء الإرهابي يف �شبه جزيرة‬ ‫�سيناء يوم ‪ 29‬يناير ‪2015‬؛ و�أعمال القتل اجلماعي‬ ‫التي ارتكبتها بوكو حرام يف باغا يف يناير ‪،2015‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫واختطافها مئات التلميذات يف �شيبوك؛ وكذا الهجمات‬ ‫و�أعمال القتل املتكررة التي ترتكبها تنظيمات «داع�ش»‬ ‫و «بوكو حرام” و”حركة ال�شباب” والقاعدة” وغريها‬ ‫من اجلماعات الإرهابية املماثلة‪.‬‬ ‫و�أكد االجتماع �أن هذه اجلرائم تتناق�ض تناق�ض ًا‬ ‫�صارخ ًا مع القيم الإن�سانية‪ ،‬الإ�سالمية منها والعاملية‪،‬‬ ‫حيث تتبنى كل التنظيمات الإرهابية التي ارتكبت هذه‬ ‫اجلرائم �إيديولوجية راديكالية متطرفة وترتبط بتدفق‬ ‫الأ�سلحة واملقاتلني الإرهابيني واخلربات امليدانية‪ .‬ويف‬ ‫هذا ال�صدد‪� ،‬أ�شاد االجتماع بكل التدابري واجلهود‬ ‫التي تبذلها الدول الأع�ضاء للت�صدي للإرهاب الدويل‪،‬‬ ‫وفق ًا مليثاق املنظمة ومعاهدتها ذات ال�صلة‪ ،‬وغريها‬ ‫من االتفاقات والآليات الدولية ذات ال�صلة‪.‬‬ ‫و�أعرب االجتماع عن بالغ قلقه �إزاء تفاقم الأو�ضاع‬ ‫ال�سيا�سية والأمنية يف اجلمهورية اليمنية‪ ،‬والتي‬ ‫باتت تهدد �أمن اليمن وا�ستقراره ووحدة �أرا�ضيه؛‬ ‫ودعا‪ ،‬يف هذا اخل�صو�ص‪ ،‬جميع الأطراف �إلى ال�سعي‬ ‫بطرق �سلمية دون ا�ستخدام العنف ال�ستئناف العملية‬ ‫ال�سيا�سية وفق ًا ملرجعية املبادرة اخلليجية و�آلياتها‬ ‫التنفيذية وخمرجات احلوار الوطني‪ ،‬وتطبيق قرار‬ ‫جمل�س الأمن رقم ‪ )2014( 2140‬ورف�ض االجتماع‬ ‫كل الإجراءات الأحادية اجلانب من قبل امليلي�شيات‬ ‫احلوثية لفر�ض الأمر الواقع بالقوة‪ ،‬وحماولة تغيري‬ ‫مكونات وطبيعة املجتمع اليمني؛ ودعم ال�سلطة‬ ‫ال�شرعية وم�ؤ�س�ساتها القائمة‪.‬‬ ‫و�أعرب االجتماع عن ت�ضامنه الكامل مع نيجرييا ودول‬ ‫حو�ض بحرية ت�شاد يف مواجهة الهجمات املت�صاعدة‬ ‫التي ي�شنها التنظيم الإرهابي “بوكو حرام»‪ ،‬ورحب‬ ‫باجلهود املبذولة يف املنطقة لت�شكيل فريق عمل‬ ‫م�شرتك ليكون مبثابة �إطار لتن�سيق جهود بلدان‬ ‫املنطقة يف حماربة التنظيم الذي ال يزال ي�شكل تهديد ًا‬ ‫للأمن واال�ستقرار يف املنطقة‪.‬‬ ‫وكان االجتماع قد افتتح بكلمة �صاحب ال�سمو وكيل‬ ‫وزارة خارجية اململكة العربية ال�سعودية للعالقات‬ ‫املتعددة الأطراف‪ ،‬الأمري الدكتور تركي بن حممد بن‬ ‫�سعود الكبري‪ ،‬رئي�س االجتماع‪� ،‬أ�شار فيها �إلى �أهمية‬ ‫االجتماع‪ ،‬لأنه ي�أتي �ضمن �سل�سلة من االجتماعات‬ ‫الدولية والإقليمية لبحث ظاهرة الإرهاب من خمت ِلف‬ ‫جوانبها‪ ،‬والغو�ص يف جذورها وم�سبباتها‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫�ضرورة اخلروج بر�ؤية موحدة ملكافحتها والت�صدي‬ ‫لها �سيا�سي ًا وع�سكري ًا و�أمني ًا وا�ستخباراتي ًا واقت�صادي ًا‬ ‫وفكري ًا و�إعالمي ًا واجتماعي ًا‪.‬‬ ‫وا�ستعر�ض الأمري تركي �سل�سلة اجلهود التي اتخذتها‬

‫اململكة العربية ال�سعودية والإجراءات الداخلية‬ ‫والإقليمية والدولية يف �سبيل الت�صدي الف ّعال ملواجهة‬ ‫هذه الظاهرة‪ ،‬ومن بينها الدعوة لعقد امل�ؤمتر الدويل‬ ‫الأول ملكافحة الإرهاب الذي ا�ست�ضافته اململكة يف‬ ‫فرباير ‪ ،2005‬وطرحت من خالله فكرة �إن�شاء مركز‬ ‫الأمم املتحدة ملكافحة الإرهاب‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني‬ ‫مدين‪ ،‬من جهته‪� ،‬أن الت�صدي للإرهاب ال ميكن �أن‬ ‫يتحقق بالو�سائل الأمنية والع�سكرية وحدها‪ ،‬بل ال بد‬ ‫من توفري اخلطط العلمية ملعاجلة اجلوانب والأبعاد‬ ‫وال�سياقات التي توفر الظروف املواتية النت�شار الإرهاب‬ ‫والتطرف والعنف‪ ،‬ومن �ضمنها احلرمان االقت�صادي‪،‬‬ ‫والإق�صاء‪ ،‬واال�ستالب والف�صل بني النا�س وتهمي�شهم‪،‬‬ ‫والتفكيك الق�سري للم�ؤ�س�سات ال�سيا�سية والقانونية‬ ‫والأمنية واالجتماعية والثقافية‪.‬‬ ‫ودعا مدين �إلى تقوي�ض خطاب اجلماعات الإرهابية‬ ‫واملتطرفة التي حتاول �أن ت�ضفي ال�شرعية على‬ ‫�أعمال العنف والت�ضليل التي تقرتفها با�سم الدين‪،‬‬ ‫�أو الإيديولوجيا �أو مزاعم التفوق الثقايف‪ ،‬والت�صدي‬ ‫للأ�سباب الكامنة وراء العنف الطائفي وحماوالت‬ ‫ت�سيي�س العالقات املذهبية‪.‬‬ ‫جدير بالذكر �أن اجتماع اللجنة التنفيذية ي�أتي‬ ‫ا�ستجابة لدعوة الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫يف �ضوء التطورات الأخرية املتمثلة يف تزايد �أعمال‬ ‫الإرهاب والعنف يف بع�ض الدول الأع�ضاء‪ ،‬والتي‬ ‫من بينها العمليات الإرهابية التي متت يف مدر�سة‬ ‫يف مدينة بي�شاور‪ ،‬وحادثة �سيناء‪ ،‬وفندق كورنثيا يف‬ ‫مدينة طرابل�س‪ ،‬و�آخرها حرق الطيار الأردين‪ ،‬معاذ‬ ‫الك�سا�سبة على يد تنظيم داع�ش الإرهابي‪.‬‬ ‫ُي�شار �إلى �أن اللجنة التنفيذية ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي تت�ألف من ترويكا القمة الإ�سالمية‪ ،‬وهي‬ ‫م�صر وال�سنغال وتركيا‪ ،‬وترويكا وزراء اخلارجية‪،‬‬ ‫وهي ال�سعودية وغينيا والكويت‪� ،‬إ�ضافة �إلى الأمني‬ ‫العام للمنظمة‪.‬‬

‫الطيار الأردين الأ�سري معاذ الك�سا�سبة‬

‫يناير ‪ -‬إبريل ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪5‬‬


‫مـلـف فلسطين‬ ‫المنظمة تحذر من المساس باألقصى وتدعو إلى تفعيل «الرباعية»‬

‫وفد «التعاون اإلسالمي» يزور أوسلو وموسكو وبكين لحشد الدعم لفلسطين‬

‫تنفيذ ًا خلطة حترك جلنة القد�س با�شر الوفد الوزاري‪،‬‬ ‫حتركاته املكوكية بني عدة عوا�صم عاملية نافذة خالل‬ ‫فرباير ‪ ،2015‬وذلك لتفعيل وت�أكيد ح�ضور الق�ضية‬ ‫الفل�سطينية يف املجتمع الدويل‪� ،‬إ�ضافة �إلى �إي�صال‬ ‫ر�سالة العامل الإ�سالمي �إلى املجتمع الدويل‪ ،‬بخ�صو�ص‬ ‫العدوان الإ�سرائيلي على ال�شعب الفل�سطيني و�أر�ضه‬ ‫ومقد�ساته وعدم التزامها باملواثيق وقرارات ال�شرعية‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫وبد�أ الوفد‪ ،‬الذي تر�أ�سه وزير اخلارجية امل�صري‪،‬‬ ‫�سامح �شكري‪ ،‬زيارة �إلى الرنويج‪ ،‬يوم ‪ 5‬فرباير ‪،2015‬‬ ‫والتقى الوفد بوزير خارجية الرنويج‪ ،‬بورغ برينده‪ ،‬يف‬ ‫اجتماع �شارك فيه‪ ،‬وزير اخلارجية الفل�سطيني‪ ،‬ريا�ض‬ ‫املالكي‪ ،‬ووزير خارجية غينيا‪ ،‬لون �سوين فال‪ ،‬والأمني‬ ‫العام للمنظمة‪� ،‬إياد �أمني مدين‪� ،‬إ�ضافة �إلى مبعوث‬ ‫خا�ص عن وزارة خارجية �أذربيجان‪.‬‬ ‫ونقل الوفد الوزاري ر�سالة املنظمة للحكومة الرنويجية‪،‬‬ ‫ب�ش�أن املمار�سات الإ�سرائيلية التي �أدت لف�شل نحو‬ ‫ربع قرن من عمر العملية ال�سلمية‪ ،‬يف ظل ا�ستغالل‬ ‫احلكومات الإ�سرائيلية املتعاقبة لتلك الفرتة الزمنية‬ ‫لتغيري احلقائق على الأر�ض‪ ،‬وتكثيف حمالت التهويد‪،‬‬ ‫وبناء امل�ستوطنات‪ ،‬وم�ضاعفة عدد امل�ستوطنني �إلى ‪600‬‬ ‫�ألف يف ال�ضفة الغربية‪ ،‬ف�ض ًال عن بناء جدار الف�صل‬ ‫العن�صري‪ ،‬واالعتداء على ال�شعب الفل�سطيني بكل‬ ‫الطرق والأ�شكال‪.‬‬ ‫و�أكد الوفد �أن �سري الأو�ضاع على هذا النحو مل يعد‬ ‫جمدي ًا‪ ،‬م�شدد ًا على �أن �أي مفاو�ضات �أو عملية �سالم‬ ‫م�ستقبلية يجب �أن ترتكز على مرجعية �سيا�سية‬ ‫وا�ضحة‪ ،‬و�إطار زمني حمدد‪ ،‬و�ضمانات دولية‪.‬‬ ‫وعرب فريق االت�صال‪ ،‬عن تقديره ملواقف الرنويج‪،‬‬ ‫والروابط الوثيقة التي تربطها بالدول الأع�ضاء‬ ‫باملنظمة‪� ،‬آم ًال �أن ت�ستخدم دورها يف دعم ال�شعب‬ ‫الفل�سطيني لإنهاء االحتالل‪ ،‬وحتقيق ا�ستقالله‪.‬‬ ‫وركز الوفد على ق�ضية تهويد القد�س‪ ،‬وانتهاك حرمة‬ ‫املقد�سات الإ�سالمية وامل�سيحية‪ ،‬مو�ضح ًا �أن امل�سجد‬ ‫الأق�صى املبارك‪ُ ،‬ي َع ّد من �أقد�س �أماكن العبادة لدى‬ ‫امل�سلمني‪ ،‬حم ّذر ًا من �أن امل�سا�س به ي�شكل امتهان ًا‬ ‫مل�شاعر الأمة الإ�سالمية جمعاء‪ ،‬و�أن من �ش�أن ا�ستمرار‬ ‫�إ�سرائيل يف هذا النهج �إحالة املنطقة �إلى نزاع ديني ال‬ ‫حتمد عقباه‪.‬‬ ‫و�أعرب وزير خارجية الرنويج عن تفهمه لر�سالة‬ ‫‪6‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫الوفد‪ ،‬وتقديره لفحواها‪ ،‬ومتعهد ًا با�ستمرار بالده يف‬ ‫دورها التاريخي يف املنطقة‪ ،‬م�ؤكد ًا دعم الرنويج حلل‬ ‫الدولتني‪ ،‬ومبادرة ال�سالم العربية‪ ،‬كما �شدّد على �أن‬ ‫اال�ستيطان غري �شرعي‪ ،‬وي�شكل عائق ًا �أمام حتقيق‬ ‫ال�سالم‪.‬‬ ‫و�أكد املالكي‪� ،‬أن �صرب ال�شعب الفل�سطيني جتاه‬ ‫املمار�سات الإ�سرائيلية نفد‪ ،‬و�أن خطابات الإدانة مل‬ ‫تعد كافية‪ .‬وقال �إن هذه الزيارة‪ ،‬تُعتبرَ قرع ًا للجر�س‪،‬‬ ‫ودعوة للتحرك قبل فوات الأوان‪ ،‬مطالب ًا املجتمع‬ ‫الدويل بتحمل م�س�ؤولياته لوقف تلك املمار�سات‪ ،‬و�إنهاء‬ ‫االحتالل‪.‬‬ ‫ويف التحرك الثاين‪ ،‬توجه الوفد نف�سه �إلى مو�سكو‪ ،‬يوم‬ ‫‪ 25‬فرباير ‪ ،2015‬حيث �أجرى مباحثات‪ ،‬على مدار‬ ‫يومني‪ ،‬مع وزير اخلارجية الرو�سي‪� ،‬سريغي الفروف‪.‬‬ ‫وعرب الفريق عن تقديره ملواقف رو�سيا وجهودها يف‬ ‫دعم حقوق ال�شعب الفل�سطيني لإنهاء االحتالل‪ ،‬ودورها‬ ‫الن�شط يف ت�سوية النـزاع الفل�سطيني ـ الإ�سرائيلي‪،‬‬ ‫و�أ�شاد بدعمها لإقامة دولة فل�سطينية‪ .‬و�شدد الوفد‬ ‫على الدور الفاعل الذي ميكن �أن ت�ضطلع به رو�سيا‬ ‫جتاه حتقيق اال�ستقرار يف ال�شرق الأو�سط‪ ،‬ودعا‪� ،‬إلى‬ ‫�ضرورة تفعيل دور اللجنة الرباعية وكذلك جمل�س‬ ‫الأمن الدويل‪ ،‬لو�ضع حد لالنتهاكات الإ�سرائيلية‪،‬‬ ‫والعمل على حتقيق حل عادل و�شامل‪.‬‬ ‫و�أكد الفروف �أن مو�سكو �ستعمل ما بو�سعها ال�ستئناف‬ ‫عمل الرباعية‪ ،‬متعهد ًا كذلك‪ ،‬با�ستمرار بالده يف‬ ‫دورها التاريخي يف بناء ال�سالم واال�ستقرار يف املنطقة‪.‬‬ ‫ويف غ�ضون ذلك‪� ،‬أجرى الفريق �أي�ض ًا يف بكني‪،‬‬

‫مباحثات مع القادة ال�صينيني‪ ،‬حيث التقى مع نائب‬ ‫الرئي�س ال�صيني‪ ،‬يل يوان�شاو‪ ،‬والذي �أ�شاد بالعالقة‬ ‫الوطيدة واملواقف والأهداف امل�شرتكة التي تربط‬ ‫ال�صني مع الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬م�ؤكد ًا موقف‬ ‫بالده الداعم للحقوق الفل�سطينية امل�شروعة‪ ،‬وم�شري ًا‬ ‫�إلى ا�ستعداد ال�صني لتعزيز التعاون مع املنظمة‪.‬‬ ‫كما �أكد �أن ال�صني تقدمت مببادرة لت�سوية الق�ضية‬ ‫الفل�سطينية تقوم على دعم احلق الفل�سطيني يف قيام‬ ‫دولة فل�سطينية م�ستقلة‪ ،‬كاملة ال�سيادة‪ ،‬على حدود‬ ‫عام ‪ ،1967‬وعا�صمتها القد�س ال�شرقية؛ مع �ضرورة‬ ‫وقف �أن�شطة اال�ستيطان‪.‬‬ ‫وتباحث الوفد مطو ًال مع وزير اخلارجية ال�صيني‪،‬‬ ‫والذي ن ّوه بالتعاون الوثيق والطويل الأمد بني ال�صني‬ ‫ودول الأع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬معرب ًا عن دعم ال�صني‬ ‫الدائم للموقف الفل�سطيني‪ ،‬م�شري ًا �إلى ت�صويتها‬ ‫�إلى جانب م�شروع القرار العربي الأخري يف جمل�س‬ ‫الأمن الدويل ب�ش�أن و�ضع �سقف زمني لإنهاء االحتالل‬ ‫الإ�سرائيلي‪ ،‬وم�ؤكد ًا �أن ال�صني لن ت�ألو جهد ًا يف دعم‬ ‫احلقوق الفل�سطينية امل�شروعة‪.‬‬ ‫و�أكد الوزير ال�صيني رف�ض ال�صني للإجراءات‬ ‫الإ�سرائيلية‪ ،‬وخ�صو�ص ًا الأن�شطة اال�ستيطانية ورف�ض‬ ‫قانون يهودية الدولة يف �إ�سرائيل‪ ،‬مطالب ًا �إ�سرائيل‬ ‫بالتوقف عن هذه الأعمال ورفع احل�صار عن قطاع‬ ‫غزة‪ ،‬م�ضيف ًا �أن ال�صني م�ستعدة لالن�ضمام �إلى اللجنة‬ ‫الرباعية‪ ،‬و�ستدعم التوجه �إلى جمل�س الأمن لتحمل‬ ‫م�س�ؤولياته‪ ،‬و�ستوا�صل دعم حقوق ال�شعب الفل�سطيني‬ ‫يف املحافل الدولية كافة‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫مـلـف فلسطين‬ ‫ت�صب يف م�صلحة مدينة القد�س ال�شريف‬ ‫منظمة التعاون اإلسالمي تدين المصادقة على بناء املنظمة وم�ساندتها جلميع املبادرات التي ّ‬ ‫‪ 450‬وحدة استيطانية جديدة وتدعو المجتمع الدولي إلى ودعم �صمود املقد�سيني‪.‬‬ ‫تحمل مسؤولياته‬

‫�أدانت منظمة التعاون الإ�سالمي ب�شدة قرار �سلطات االحتالل الإ�سرائيلي بامل�صادقة األمين العام لمنظمة التعاون اإلسالمي يدين جريمتي‬

‫على بناء ‪ 450‬وحدة ا�ستيطانية جديدة يف الأر�ض الفل�سطينية املحتلة‪.‬‬ ‫واعتربت املنظمة �أن اال�ستمرار يف �سيا�سة تو�سيع وبناء امل�ستوطنات الإ�سرائيلية‪ ،‬يف‬ ‫�أر�ض دولة فل�سطني املحتلة منذ عام ‪ ،1967‬مبا فيها القد�س ال�شرقية‪ ،‬ي�ش ّكل جرمية‬ ‫حرب وانتهاك �صارخ للقانون الدويل وقرارات ال�شرعية الدولية‪ ،‬ودعت يف الوقت‬ ‫ذاته املجتمع الدويل‪ ،‬وخ�صو�ص ًا جمل�س الأمن الدويل‪� ،‬إلى ال�ضغط على �إ�سرائيل‪،‬‬ ‫قوة االحتالل‪ ،‬من �أجل �إلزامها بوقف جميع �أن�شطتها اال�ستيطانية يف الأر�ض‬ ‫الفل�سطينية املحتلة‪ ،‬مبا يف ذلك مدينة القد�س املحتلة‪.‬‬ ‫األمين العام يرحب بتبني البرلمان البلجيكي قرار ًا‬ ‫لصالح االعتراف بدولة فلسطين‬

‫رحب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬بتبني الربملان‬ ‫البلجيكي‪ ،‬يوم ‪ 5‬فرباير ‪ ،2015‬قرار ًا ل�صالح االعرتاف بدولة فل�سطني‪ ،‬معترب ًا �أن‬ ‫هذه اخلطوة املهمة ت�سهم يف حتقيق ال�سالم واال�ستقرار يف املنطقة‪ ،‬وت�ش ّكل دعم ًا‬ ‫للحقوق الوطنية امل�شروعة لل�شعب الفل�سطيني‪ ،‬مبا فيها جت�سيد �سيادة دولته امل�ستقلة‬ ‫على حدود الرابع من يونيو ‪ ،1967‬وعا�صمتها القد�س ال�شريف‪.‬‬ ‫و�أعرب الأمني العام عن �أمله يف �أن تقوم احلكومة البلجيكية باملبادرة لالعرتاف‬ ‫بدولة فل�سطني ان�سجام ًا مع قرار اجلمعية العامة للأمم املتحدة يوم ‪ 29‬نوفمرب‬ ‫‪.2012‬‬

‫االعتداء على مسجد وكنيسة في فلسطين‬

‫�أدان الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬ب�شدة جرمية �إحراق‬ ‫م�سجد الهدى غرب بيت حلم‪ ،‬ومبنى تابع للكني�سة اليونانية الأرثوذوك�سية بالقد�س‬ ‫املحتلة‪ ،‬من قبل جمموعة من امل�ستوطنني املتطرفني‪ ،‬معترب ًا هذه االعتداءات‬ ‫على الأماكن املقد�سة الإ�سالمية وامل�سيحية على حد �سواء �إرهاب ًا منظم ًا ميار�سه‬ ‫امل�ستوطنون الإ�سرائيليون �ضد ال�شعب الفل�سطينى وممتلكاته ومقد�ساته‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �إياد مدين �أن هذه اجلرمية الآثمة ت�أتي يف �سياق االنتهاكات واالعتداءات‬ ‫املتوا�صلة التي يتعر�ض لها ال�شعب الفل�سطيني ومقد�ساته‪ ،‬حمم ًال االحتالل‬ ‫الإ�سرائيلى امل�س�ؤولية الكاملة عن تبعات ا�ستمرار مثل هذه االعتداءات اخلطرية‬ ‫التى ُت َعـ ّد انتهاك ًا ج�سيم ًا للأعراف واملواثيق الدولية‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام �أن منظمة التعاون اال�سالمي �ستوا�صل العمل على ف�ضح �سيا�سات‬ ‫االحتالل الإجرامية والعن�صرية بحق ال�شعب الفل�سطيني و�أر�ضه ومقد�ساته‬ ‫والت�صدّي لها‪ ،‬داعي ًا يف الوقت نف�سه املجتمع الدويل‪ ،‬وخ�صو�ص ًا جمل�س الأمن‬ ‫الدويل‪� ،‬إلى التحرك من �أجل و�ضع حد لهذه االنتهاكات وتوفري احلماية لل�شعب‬ ‫الفل�سطيني‪ ،‬ومنع تكرار هذه اجلرائم الإ�سرائيلية التي تغ ّذي العنف والتوتر يف‬ ‫املنطقة‪ ،‬وحما�سبة مرتكبيها‪.‬‬

‫األمين العام يبحث مع الدكتور محمود الهباش تطورات مدنـي يرحب بانضمام فلسطين لمحكمة الجنايات‬ ‫الدولية‬ ‫األوضاع في القدس الشريف‬

‫التقى الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬يف مكتبه‪ ،‬يوم‬ ‫‪ 24‬فرباير ‪ ،2015‬مع الدكتور حممود الهبا�ش‪ ،‬قا�ضي الق�ضاة وم�ست�شار الرئي�س‬ ‫لل�ش�ؤون الدينية والعالقات الإ�سالمية‪ ،‬حيث جرى بحث التطورات املتعلقة بالق�ضية‬ ‫الفل�سطينية‪ ،‬وخ�صو�ص ًا ما ميار�سه االحتالل الإ�سرائيلي من انتهاكات واعتداءات‬ ‫يف مدينة القد�س ال�شريف‪ ،‬وكيفية دعم وتعزيز �صمود املواطنني الفل�سطينيني فيها‪.‬‬ ‫مدنـي يبحث مع وزير األوقاف األردنـي‬ ‫سبل دعم القدس الشريف‬

‫ا�ستقبل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬يف مكتبه‪ ،‬يوم‬ ‫‪ 24‬فرباير ‪ ،2015‬وزير الأوقاف وال�ش�ؤون واملقد�سات الإ�سالمية الأردين‪ ،‬الدكتور‬ ‫هايل عبد احلفيظ داود‪ .‬ومت خالل املقابلة ا�ستعرا�ض العالقات املتميزة القائمة‬ ‫بني املنظمة واململكة الأردنية الها�شمية‪ ،‬كما تطرق اجلانبان �إلى اجلهود التي تبذلها‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي من �أجل دعم �صمود مدينة القد�س ال�شريف‪.‬‬ ‫وعرب معايل الأمني العام عن �شكر املنظمة العميق جلهود اململكة الأردنية الها�شمية‬ ‫يف احلفاظ على املقد�سات الإ�سالمية يف القد�س ال�شريف وامل�سجد الأق�صى‪.‬‬ ‫و�أبدى وزير الأوقاف وال�ش�ؤون واملقد�سات الإ�سالمية الأردين ت�أييد الأردن جلهود‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫رحب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬بقرار ان�ضمام دولة‬ ‫فل�سطني ر�سمي ًا �إلى حمكمة اجلنايات الدولية‪ ،‬يف الأول من �إبريل ‪ ،2015‬م�ؤكد ًا‬ ‫�أن ان�ضمامها هو حق طبيعي لها‪ ،‬وجت�سيد لل�شخ�صية القانونية لدولة فل�سطني على‬ ‫ال�صعيد الدويل‪.‬‬ ‫و�أعرب الأمني العام عن �أمله ب�أن تكون هذه اخلطوة املهمة متهيد ًا قانوني ًا ملحا�سبة‬ ‫االحتالل الإ�سرائيلي وامل�س�ؤولني الإ�سرائيليني‪ ،‬عن جرائمهم يف العدوان الإ�سرائيلي‬ ‫على قطاع غزة‪ ،‬ويف الأر�ض الفل�سطينية كافة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا ا�ستمرار �سيا�سة‬ ‫اال�ستيطان واالحتالل‪ ،‬وحجز �أموال ال�ضرائب الفل�سطينية لغايات تع�سفية‪ ،‬ومن‬ ‫دون �أي م�س ّوغ قانوين‪.‬‬ ‫وجدّد مدين دعمه الن�ضمام دولة فل�سطني �إلى املحكمة‪ ،‬يف ظل املواقف املتعنتة‬ ‫لإ�سرائيل‪ ،‬ورف�ضها االلتزام بتعهداتها وخرقها الفا�ضح للقانون الدويل‪ ،‬ويف ات�ساق‬ ‫مع مواقف منظمة التعاون الإ�سالمي ال�سابقة‪ ،‬والتي �أعلنتها يف اجتماع وزراء‬ ‫اخلارجية للدول الأع�ضاء باملنظمة يف يونيو ‪ ،2014‬وما تالها من اجتماعات كانت‬ ‫قد �شددت على حق دولة فل�سطني يف االن�ضمام �إلى حمكمة اجلنايات الدولية‪،‬‬ ‫وا�ستكمال ان�ضمامها للم�ؤ�س�سات الدولية الأخرى‪.‬‬ ‫يناير ‪ -‬إبريل ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪7‬‬


‫صراع محتدم بين الفلسطينيين وجماعات‬ ‫استيطانية إسرائيلية على عقارات القدس الشرقية‬ ‫القد�س (د ب ا)‪:‬‬ ‫يجد الفل�سطينيون من �سكان اجلزء ال�شرقي من‬ ‫مدينة القد�س �أنف�سهم يف مواجهة �صراع حمتدم‬ ‫على ما ميتلكونه من عقارات مع جماعات ا�ستيطانية‬ ‫�إ�سرائيلية‪.‬‬ ‫ويتهم الفل�سطينيون تلك اجلماعات بت�صعيد عمليات‬ ‫ال�ضغط عليهم بغر�ض اال�ستيالء على عقاراتهم لتفريغ‬ ‫املدينة من �سكانها‪ ،‬وبخا�صة يف الأجزاء املحيطة‬ ‫بامل�سجد الأق�صى‪.‬‬ ‫ويقول ع�ضو اللجنة الفل�سطينية للدفاع عن �أرا�ضي‬ ‫�سلوان يف القد�س ال�شرقية‪ ،‬فخري �أبو دياب‪� ،‬إن‬ ‫اجلماعات اال�ستيطانية التي تتولى اال�ستيالء على‬ ‫العقارات‪ ،‬و�أمالك الفل�سطينيني هي واجهة للحكومة‬ ‫الإ�سرائيلية التي تتولى بدورها عمليات التخطيط‬ ‫والتمويل لعمليات اال�ستيالء‪.‬‬ ‫واعترب �أبو دياب لوكالة الأنباء الأملانية (د ب ا)‪� ،‬أن‬ ‫�إ�سرائيل «ت�ستهدف �إيجاد خلل ل�صالح اجلماعات‬ ‫اال�ستيطانية يف بلدة �سلوان بهدف نهائي‪ ،‬هو‬ ‫اال�ستيالء على املنطقة املحيطة بامل�سجد الأق�صى‬ ‫والبلدة القدمية وجميع �أرجاء القد�س ال�شرقية»‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن �إ�سرائيل «تقوم بفر�ض واقع يف القد�س‬ ‫أرا�ض ب�شتى‬ ‫ال�شرقية من خالل امتالك منازل و� ٍ‬ ‫الو�سائل القانونية وغري القانونية‪ ،‬مبا ي�ص ّعب يف �أي‬ ‫اتفاقيات مقبلة التنازل عن تلك العقارات الواقعة يف‬ ‫ما ت�سميه �إ�سرائيل يف �إطار احلو�ض املقد�س»‪.‬‬ ‫ويتم ذلك بح�سب �أبو دياب من خالل فر�ض واقع‬ ‫معي�شي غاية يف ال�صعوبة على ال�سكان الفل�سطينيني يف‬ ‫ظل معدالت قيا�سية من الفقر والبطالة بغر�ض تهيئة‬ ‫الظروف التي تدفعهم للتنازل عن عقاراتهم‪.‬‬ ‫ويدفع �أبو دياب ب�أن اجلماعات اال�ستيطانية مل تتمكن‬ ‫‪8‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫حتى الآن �سوى من ت�سريب ع�شرات املنازل مللكيتها من‬ ‫�أ�صل �أكرث من ‪� 22‬ألف منـزل وعقار‪ ،‬هي �إجمايل ما‬ ‫يوجد يف بلدة �سلوان‪.‬‬ ‫وبح�سب «مركز معلومات وادي حلوة» النا�شط يف‬ ‫القد�س‪ ،‬ف�إن عدد الب�ؤر اال�ستيطانية يف بلدة �سلوان‬ ‫ارتفع باال�ستيالء على تلك البنايات لي�صبح ‪29‬‬ ‫ب�ؤرة ا�ستيطانية‪ 26 ،‬منها يف حي وادي حلوة املحيط‬ ‫بامل�سجد الأق�صى‪.‬‬ ‫ويقول الفل�سطينيون �إن �إ�سرائيل ت�ص ّعد منذ �سنوات‬ ‫يف �إقامة م�ستوطنات وم�صادرة الأرا�ضي يف القد�س‬ ‫لأ�سباب متنوعة بني الدوافع الأمنية وحتت دواعي‬ ‫حماية الآثار حتى و�صل �إجمايل ما �صادرته �إلى �أكرث‬ ‫من ‪ 60‬يف املئة من املدينة املقد�سة‪.‬‬ ‫وبح�سب م�س�ؤولني فل�سطينيني‪ ،‬ف�إن �أكرث من ‪ 70‬يف املئة‬ ‫من العقارات الفل�سطينية جرى ت�سريبها عرب قانون‬ ‫�أمالك الغائبني الذي تفر�ضه �إ�سرائيل منذ عدة عقود‪،‬‬ ‫وعادة ما تتم بعمليات تزوير وحتايل‪.‬‬ ‫ويقول م�ست�شار ديوان الرئا�سة الفل�سطينية ل�ش�ؤون‬ ‫القد�س‪� ،‬أحمد الروي�ضي‪ ،‬لـ (د ب ا)‪� ،‬إن م�صادرة‬ ‫العقارات الفل�سطينية «متثل عملية قر�صنة من قبل‬ ‫جماعات ا�ستيطانية بحماية الأمن الإ�سرائيلي مبا‬ ‫ي�شكل عدوان ًا خطري ًا على مدينة القد�س والأمالك‬ ‫الفل�سطينية فيها»‪.‬‬ ‫و�أو�ضح الروي�ضي �أن �إ�سرائيل تركز على م�صادرة‬ ‫�أمالك فل�سطينية تبعد ‪� 200‬إلى ‪ 300‬مرت عن امل�سجد‬ ‫الأق�صى‪ ،‬وهو «ما يندرج �ضمن خمطط تهويد امل�سجد‬ ‫بتعاون بني عدة منظمات ا�ستيطانية»‪.‬‬ ‫واعترب الروي�ضي �أن ما يجرى هو خمطط لطرد‬ ‫ال�سكان الفل�سطينيني وت�سهيل خطوات �إقامة الهيكل‬ ‫اليهودي املزعوم بقرار �سيا�سي ر�سمي من احلكومة‬ ‫الإ�سرائيلية‪.‬‬

‫و�شدّد على �أن ذلك «ميثل طرد ًا غري مربر لل�سكان‬ ‫الفل�سطينيني حتى يف حال االدعاء ب�أن بع�ض املنازل مت‬ ‫�شرا�ؤها ب�شكل ر�سمي‪ ،‬لأن ما يتعر�ض له الفل�سطينيون‬ ‫يف القد�س مل�صادرة ممتلكاتهم ميثل �ضغوط ًا �شر�سة‬ ‫ومكثفة ب�أ�شكال خمتلفة»‪.‬‬ ‫وا�ستولى م�ستوطنون �إ�سرائيليون منت�صف �أكتوبر على‬ ‫بناية مكونة من عدة �شقق وت�ضم �أر�ض ًا ومنـز ًال �سكني ًا‬ ‫جماور ًا‪ ،‬وذلك يف بلدة �سلوان جنوب امل�سجد الأق�صى‬ ‫املبارك‪.‬‬ ‫وكان م�ستوطنون ا�ستولوا يوم ‪� 30‬سبتمرب ‪ 2014‬بالقوة‬ ‫على ع�شر بنايات فل�سطينية ت�ضم ‪� 23‬شقة �سكنية يف‬ ‫حي وادي حلوة يف بلدة �سلوان‪.‬‬ ‫و ُيعت َقد يف احلالتني �أنه جرى ت�سريب ملكية تلك‬ ‫البنايات �إلى جماعات ا�ستيطانية عرب بيعها دون �أن‬ ‫ُيع َرف �إن كان ذلك مت ب�شكل مبا�شر �أو عرب و�سطاء‬ ‫وبطرق احتيالية‪.‬‬ ‫و�أثار هذا الت�سريب جد ًال فل�سطيني ًا‪ ،‬مما دفع الرئي�س‬ ‫الفل�سطيني‪ ،‬حممود عبا�س‪� ،‬إلى �إ�صدار قرار بقانون‬ ‫يفر�ض عقوبة الأ�شغال ال�شا ّقة امل�ؤبدة على املتهمني‬ ‫بت�سريب الأرا�ضي لدولة معادية‪.‬‬ ‫وق�ضى القرار بتعديل قانون العقوبات الأردين رقم‬ ‫‪ 16‬ل�سنة ‪ 1960‬وتعديالته النافذة يف ال�ضفة الغربية‬ ‫ليطال ن�ص املادة ‪ 114‬من القانون‪ ،‬بحيث فر�ض يف‬ ‫التعديل اجلديد عقوبة الأ�شغال ال�شا ّقة امل�ؤبدة على كل‬ ‫من قام بت�سريب �أو ت�أجري �أو بيع الأرا�ضي لدولة معادية‬ ‫�أو �أحد رعاياها‪.‬‬ ‫وكانت العقوبة ال�سابقة هي الأ�شغال ال�شا ّقة امل�ؤقتة ملن‬ ‫يقوم بت�سريب الأرا�ضي لدولة معادية‪.‬‬ ‫و�إلى جانب ت�شديد العقوبات‪ ،‬ت�سعى ال�سلطة‬ ‫الفل�سطينية �إلى الرتويج لتنظيم زيارات وفود عربية‬ ‫و�إ�سالمية �إلى اجلزء ال�شرقي من القد�س بغر�ض‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫مـلـف فلسطين‬ ‫ال�سياحة الدينية ودعم ما ت�صفه �صمود �سكانها‪.‬‬ ‫ويقول وزير �ش�ؤون القد�س يف ال�سلطة الفل�سطينية‪،‬‬ ‫عدنان احل�سيني‪ ،‬لـ (د ب ا)‪� ،‬إن ال�سيا�سة الفل�سطينية‬ ‫الر�سمية تقوم على ت�شجيع فتح الطرق لزيارات العرب‬ ‫وامل�سلمني من كل مكان �إلى القد�س‪.‬‬ ‫و�أ�شار احل�سيني �إلى �أن املدينة ا�ستقبلت خالل الأ�شهر‬ ‫الأخرية عدد ًا كبري ًا من الوفود العربية والإ�سالمية‬ ‫الزائرة‪ ،‬م�ؤكد ًا �أن منحنى هذه الزيارات يف ت�صاعد‬ ‫ملمو�س وب�شكل و�صفه ّ‬ ‫باملب�شر‪.‬‬ ‫وعمان واملغرب‬ ‫و�أو�ضح �أن عدة وفود من البحرين ُ‬ ‫وتون�س وم�صر �إلى جانب الأردن‪ ،‬ومنها وفود �شعبية‬ ‫و�أخرى من م�ؤ�س�سات املجتمع املدين زارت املدينة‬ ‫املقد�سة خالل الأ�شهر الأخرية‪.‬‬ ‫و�شدد على �أن هذه الزيارات ال متثل �أي نوع من التطبيع‬ ‫مع �إ�سرائيل‪ ،‬قائ ًال‪�« :‬إن بوابات القد�س بيد االحتالل‪،‬‬ ‫وهذا ميثل قر�صنة‪ ،‬وهو ما يتطلب عدم االعرتاف بهذه‬ ‫الإجراءات الإ�سرائيلية‪ ،‬لكن ال يعني ذلك ترك املدينة‬ ‫و�سكانها دون دعم عربي و�إ�سالمي‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪�« :‬أن �أجهزة معينة يف ال�سلطة الفل�سطينية هي‬

‫التي تتولى �إجراءات التن�سيق لزيارات الوفود العربية‬ ‫والإ�سالمية من دون �أن تكون �أي من تلك الوفود طرف ًا‬ ‫يف هذه الرتتيبات‪ ،‬وهو ما ينفي �أي �صفة للتطبيع»‪.‬‬ ‫و�أطلقت ال�سلطة الفل�سطينية منذ عام ‪ 2011‬حملة‬ ‫حلثّ العرب وامل�سلمني على زيارة القد�س انطالق ًا من‬ ‫بال�سجان �أو تطبيع ًا‬ ‫�أن «زيارة ال�سجني لي�ست اعرتاف ًا‬ ‫ّ‬

‫معه‪ ،‬بل ن�صرة وت�أييد ًا لل�سجني»‪.‬‬ ‫وجاء �إطالق هذه احلملة وبدء ترجمتها بت�صاعد‬ ‫الزيارات ال�شعبية على الرغم مما تثريه من جدل‬ ‫ب�ش�أن اعتبارها من جهات معار�ضة تطبيع ًا مع �إ�سرائيل‬ ‫التي حتت ّل اجلزء ال�شرقي من القد�س منذ عام ‪.1967‬‬

‫وكالة بيت مال القدس م ّولت بين عامي ‪ 2010‬و‪2014‬‬ ‫مشاريع في القدس بقيمة ‪ 24‬مليون دوالر‬ ‫�أنقرة ـ اجلمهورية الرتكية‪:‬‬ ‫�أكد مدير ال�ش�ؤون العامة والإعالم يف وكالة بيت مال‬ ‫القد�س ال�شريف ال�سيد حممد �سامل ال�شرقاوي‪� ،‬أن‬ ‫الوكالة م ّولت ما بني عامي ‪ 2010‬و‪ ،2014‬م�شاريع يف‬ ‫القد�س ال�شريف بلغت قيمتها ‪ 24‬مليون دوالر‪ ،‬بلغت‬ ‫ح�صة اململكة املغربية منها ‪ 84‬يف املئة‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف ال�شرقاوي يف الكلمة‪ ،‬التي �ألقاها خالل‬ ‫م�ؤمتر حول «القد�س مدينة ال�سالم»‪ ،‬نظمته جمعية‬ ‫رجال و�سيدات الأعمال ال�صناعيني الرتكية يوم ‪21‬‬ ‫مار�س ‪ 2015‬يف العا�صمة الرتكية �أنقرة‪ ،‬بالتعاون مع‬ ‫ممثلية اجلامعية العربية‪� ،‬أن هذه امل�شاريع توزعت‬ ‫على قطاعات التعليم وال�صحة والإ�سكان وال�شباب‬ ‫والريا�ضة واملر�أة والطفولة وال�ش�ؤون االجتماعية‪،‬‬ ‫ف�ض ًال عن حماية الرتاث وحفظ الذاكرة‪.‬‬ ‫ويف هذا ال�صدد‪� ،‬شدّد ال�شرقاوي على �أهمية تن�سيق‬ ‫جهود دعم القد�س واملقد�سيني‪ ،‬مربز ًا �أنه يتعني‪،‬‬ ‫«�أمام التحديات التي تواجهها القد�س دعم م�سار‬ ‫العمل االجتماعي امليداين يف هذه املدينة من خالل‬ ‫توفري التمويل الالزم للم�شاريع االجتماعية ذات الأثر‬ ‫املبا�شر وامللمو�س يف حياة املقد�سيني»‪ .‬و�أ�شار �إلى‬ ‫�أن وكالة بيت مال القد�س ال�شريف‪ ،‬التي تقوم بدور‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫حموري‪ ،‬باعتبارها الذراع امليدانية للجنة القد�س‬ ‫والأداة امل�ؤ�س�ساتية املثلى لذلك يف �إطار منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬اعتمدت خطة خما�سية للم�شاريع‬ ‫بتمويل بلغت قيمته ‪ 30‬مليون دوالر يف الفرتة بني عامي‬ ‫‪ 2014‬و‪ 2018‬موزعة على قطاعات اال�سكان وال�صحة‬ ‫والتعليم ومتكني املر�أة وال�شباب ورعاية الطفولة‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى‪� ،‬أ�شاد مدير ال�ش�ؤون العامة والإعالم يف‬ ‫وكالة بيت مال القد�س ال�شريف مب�ضامني خطاب امللك‬ ‫حممد ال�ساد�س‪ ،‬رئي�س جلنة القد�س‪ ،‬يف افتتاح �أ�شغال‬ ‫الدورة الع�شرين للجنة القد�س املنعقدة يف يناير ‪2014‬‬ ‫يف مراك�ش‪ ،‬القا�ضية على اخل�صو�ص ب�ضرورة «توطيد‬ ‫العمل العربي والإ�سالمي امل�شرتك‪ ،‬وتوحيد ال�صفوف‪،‬‬ ‫وانتهاج �أ�ساليب مبتكرة‪ ،‬للإ�سهام الب ّناء يف جت�سيد‬

‫�إرادة ال�سالم‪ ،‬ونهج ا�سرتاتيجية عملية وناجعة‪ ،‬تقوم‬ ‫فيها جلنة القد�س بدور حا�سم‪ ،‬ك�آلية دائمة ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي»‪ .‬و�أ�ضاف �أنه «�إذا كانت الوكالة‬ ‫قد كر�ست ب�إرادية توجهها للعمل االجتماعي‪ ،‬وفق‬ ‫تعليمات �صريحة من امللك حممد ال�ساد�س‪ ،‬رئي�س‬ ‫جلنة القد�س‪ ،‬الذي ي�شرف‪� ،‬شخ�صي ًا‪ ،‬على عملها‪،‬‬ ‫ف�إن ذلك ينبع من قناعة را�سخة ب�أهمية العمل امليداين‬ ‫الذي ينفذ �إلى الأعماق ليح ّد من امل�شاكل التي تعرفها‬ ‫بع�ض القطاعات يف القد�س‪ ،‬ويف طليعتها التعليم‬ ‫وال�صحة والإ�سكان»‪.‬‬ ‫ويف هذا ال�صدد‪� ،‬أبرز ال�شرقاوي �أهمية ما تقوم به‬ ‫الوكالة من م�شاريع اجتماعية ملمو�سة يف القد�س‪،‬‬ ‫ت�ساعد �سكانها على حتمل �إجراءات االحتالل الظاملة‪،‬‬ ‫التي حتاول تقوي�ض احل�ضور العربي والإ�سالمي يف‬ ‫املدينة والإخالل بالتوازن الدميوغرايف فيها وتغيري‬ ‫و�ضعها القانوين‪ ،‬داعي ًا الهيئات اخلريية وامل�ؤ�س�سات‬ ‫االقت�صادية وجمعيات رجال الأعمال �إلى التعاون‬ ‫مع الوكالة لتحقيق �أهدافها يف احلفاظ على املدينة‬ ‫املقد�سة وحماية موروثها الديني واحل�ضاري ودعم‬ ‫�صمود �سكانها‪.‬‬ ‫يناير ‪ -‬إبريل ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪9‬‬


‫مـلـف فلسطين‬

‫تدهور أوضاع سكان غزة بعد ‪ 6‬أشهر‬ ‫على انتهاء الهجوم اإلسرائيلي وتأخر اإلعمار‬‬ ‫غزة (د ب ا)‪:‬‬ ‫تتفق منظمات فل�سطينية ودولية على التحذير م ‬ن‬ ‫خماطر ت�صاعد معدالت الفقر والبطالة يف قطاع غزة‬ ‫ب�شكل قيا�سي وتفاقم تدهور‬ �أو�ضاع �سكانه بعد �ستة‬ ‫�أ�شهر من انتهاء هجوم �إ�سرائيلي مد ّمر على القطاع‪.‬‬ ‫‬وتال�شت تطلعات �إحداث انفراج يف الظروف املعي�شية‬ ‫واالقت�صادية ل�سكان قطا ‬ع غزة بعد موجة العنف‬ ‫الأخرية يف ظل حالة ال�شلل القائمة فيه وتعثـر جهود‬‬ ‫�إعادة �إعماره على الرغم من التعهدات الدولية بتوفري‬ ‫الدعم املايل الالزم‪.‬‬ ‫‬غري �أن م�س�ؤولني فل�سطينيني يقولون �إن قيود �إ�سرائيل‬ ‫م�ستمرة‪ ،‬واملعربي ‬ن اللذين يربطانها مع قطاع غزة مل‬ ‫ي�شهدا �سوى ت�سهيالت مقل�صة‪.‬‬ ‫‬ويقول النائب الفل�سطيني امل�ستقل‪ ،‬جمال اخل�ضري‪،‬‬ ‫الذي يرت�أ�س «اللجنة ال�شعبي ‬ة ملواجهة احل�صار» على‬ ‫غزة لوكالة الأنباء الأملانية «د‪.‬ب‪.‬ا»‪� ،‬إن الأو�ضاع‬ يف‬ ‫القطاع «�أ�سو�أ حا ًال بكثري» مما كانت عليه قبيل الهجوم‬ ‫الإ�سرائيلي‬ الأخري‪.‬‬ ‫وو�صف اخل�ضري الو�ضع يف غزة ب�أنه «مرعب وكارثي‪،‬‬ ‫�سواء على �صعيد الو�ضع‬ الإن�ساين �أو االقت�صادي �أو‬ ‫ال�صحي �أو البيئي �أو التعليمي �أو االجتماعي‬‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إلى �أن �أكرث من ثلثي �سكان قطاع غزة البالغ‬ ‫عددهم زهاء مليون و‪� ‬800‬ألف ن�سمة يعي�شون حالي ًا‬ ‫على امل�ساعدات‪.‬‬ ‫ونبه اخل�ضري �إلى �أن ‪ 70‬يف املئة من �سكان قطاع غزة‬ ‫‪10‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫يعي�شون حتت خط الفقر‪ ،‬فيما‬ ن�سبة البطالة ت�صل �إلى‬ ‫�أكرث من ‪ 60‬يف املئة‪� ،‬إ�ضافة �إلى �أن ‪ 95‬يف املئة من‬ ‫ري �صاحلة لل�شرب‪ ،‬و�آالف النازحني ما زالوا‬ ‫املياه غ ‬‬ ‫يقيمون يف مراكز �إيواء جماعية‪.‬‬ ‫وت�ضررت �أكرث من خم�سة �آالف من�ش�أة اقت�صادية‬ ‫ودمرت ‪ ،500‬منها ب�شكل كلي يف‬ هجوم ع�سكري �شنته‬ ‫�إ�سرائيل ملدة ‪ 50‬يوم ًا متوا�صلة على قطاع غزة يف‬يوليو‬ ‫و�أغ�سط�س ‪.2014‬‬ ‫وتعهدت الدول املانحة بجمع مبلغ ‪ 5.4‬مليار دوالر‬ ‫للفل�سطينيني خالل م�ؤمتر دويل ُعقد يف القاهرة‬ يوم‬ ‫‪� 12‬أكتوبر ‪.2014‬‬ ‫لكنه مل يتم من الناحية العملية حتى الآن املبا�شرة‬ ‫مب�شاريع �إعادة الإعمار با�ستثنا ‬ء ترميم منازل‬ ‫مت�ضررة جزئي ًا‪ ،‬فيما يقول م�س�ؤولون فل�سطينيون‬ ‫ومنظمات دولية‬ �إن ما و�صل من ‬متويل دويل للإعمار‬ ‫يف القطاع ال يتجاوز ‪ 2‬يف املئة‪.‬‬ ‫ويقول امل�س�ؤول يف الغرفة التجارية يف غزة‪ ،‬ماهر‬ ‫الطباع‪ ،‬لـ (د‪.‬ب‪.‬ا)‪� ،‬إن قطاع غزة يواجه «ك�ساد ًا‬ ‫جتاري ًا غري م�سبوق‪ ،‬وتوقف ًا �شبه‬ كلي ملخت ِلف الأن�شطة‬ ‫التجارية‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إلى ا�ستمرار فر�ض �إ�سرائيل قيود ًا م�شددة على‬ ‫عمل معابر قطاع غزة‪.‬‬ ‫ونبه الطباع �إلى �أن انعدام القدرة ال�شرائية و�أزمات‬ ‫نق�ص اخلدمات‬ الأ�سا�سية يهددان بن�سبة انكما�ش‬ ‫اقت�صادي وتراجع يف النمو يف قطاع غزة قد‬ ت�صل �إلى‬

‫‪ 15‬يف املئة بح�سب معطيات �صندوق النقد الدويل‪.‬‬ ‫‬وفاقمت الأزمة املالية لل�سلطة الفل�سطينية من تدهور‬ ‫الأو�ضاع االقت�صادية‬ يف قطاع غزة‪ ،‬وبخا�صة لنحو‬ ‫‪� 70‬ألف موظف يتلقون رواتبهم منها بعد �أن �أجرب ‬ت‬ ‫على �صرف ‪ 60‬يف املئة فقط من رواتبهم ل�شهري يناير‬ ‫وفرباير ‪ 2015‬ب�سبب حجز �إ�سرائيل �أموال‬ ال�ضرائب‬ ‫امل�ستحقة لها منذ مطلع العام اجلاري‪.‬‬ ‫ودفع التدهور احلا�صل يف �أو�ضاع غزة بثالثني‬ ‫منظمة دولية تن�شط يف قطاع غز ‬ة �إلى التحذير من‬ ‫�أن ا�ستئناف العنف �سيكون حتمي ًا يف القطاع يف حال‬ ‫ا�ستمرار عدم‬ التقدم ب�إعادة الإعمار‪.‬‬ ‫و�أعربت تلك املنظمات‪ ،‬وبينها وكاالت الأمم املتحدة‬ ‫املتخ�ص�صة يف بيان �صحفي‬ م�شرتك لها‪ ،‬عن قلقها‬ ‫�إزاء «التقدم املحدود» يف �إعادة �إعمار القطاع بعد‬ �ستة‬ ‫�أ�شهر من انتهاء الهجوم الإ�سرائيلي الأخري عليه‪.‬‬ ‫وبح�سب املنظمات الدولية‪ ،‬ف�إنه يتوجب تعزيز وقف‬ ‫�إطالق النار اله�ش يف غزة‬ وا�ستئناف املفاو�ضات‬ ‫للتو�صل �إلى ت�سوية �شاملة للنـزاع الإ�سرائيلي ـ‬ ‫الفل�سطيني‬ واحرتام القانون الدويل وتقدمي امل�س�ؤولني‬ ‫عن االنتهاكات للعدالة‪.‬‬ ‫ويقول مدير املنظمات الأهلية الفل�سطينية‪� ،‬أجمد‬ ‫ال�شوا‪ ،‬لـ(د‪.‬ب‪.‬ا)‪� ،‬إنه «مطلوب من املنظمات الدولية‬ ‫القيام بدورها بتحمل‬ م�س�ؤولياتها‪ ،‬وخ�صو�ص ًا ال�ضغط‬ ‫لرفع احل�صار‬ الإ�سرائيلي ودفع عجلة �إعادة الإعمار‬ ‫لإنهاء معاناة النازحني‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫آراء‬ ‫القديس جورج‬ ‫انتقام التـ ّنـين من مدينة‬ ‫ّ‬

‫د‪ .‬شاهر عواودة‬ ‫نائب املراقب الدائم‬ ‫للمنظمة يف األمم‬ ‫املتحدة ‪ -‬نيويورك‬

‫اختارت القوات‬ ‫اإلسرائيلية‪ ،‬وهي‬ ‫تتقدم باتجاه‬ ‫اللد انطالق ًا من‬ ‫مستوطنة بن‬ ‫شيمن القريبة‪،‬‬ ‫إطالق النار على‬ ‫جميع الفلسطينيين‬ ‫في طريقها‪« .‬وخالل‬ ‫‪ 47‬دقيقة‪ُ ،‬قتل أكثر‬ ‫من ‪ 100‬من المدنيين‬ ‫العرب ومن ضمنهم‬ ‫نساء وأطفال‬ ‫ومس ّنون»‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫�أفردت ِ�سري القدّي�سني مكانة خا�صة ملدينة اللد‪ ،‬حيث قرنتها على الدوام بالقدّي�س جورج الذي تقول الأ�سطورة �إنه ا�ستخدم رحمه‬ ‫يف الإجهاز على تـ ّنـني �ضخم‪ .‬ويعترب التف�سري الأكرث تداو ًال ل�صورة القدّي�س جورج وهو ي�سدِّ د �ضربة برحمه �إلى فم التنني هو �أن‬ ‫املعركة كانت بني اخلري وال�شر‪ .‬و ُيع َرف القدي�س جورج يف اللغة العربية بـ»اخل�ضر»‪ ،‬حيث عا�ش ودُفن يف مدينة اللد الفل�سطينية يف‬ ‫القرن الرابع امليالدي‪ .‬كما �أنه يحظى مبكانة رفيعة على نطاق وا�سع يف جميع �أرجاء ال�شرق الأو�سط‪ ،‬ولدى العديد من الكنائ�س‬ ‫والأمم يف �أرجاء املعمورة‪ .‬لذا يتم عر�ض جم�سمات معركته مع التـ ّنـني يف �أجزاء خمتلفة من العامل‪ ،‬مبا يف ذلك فناء مبنى احلديقة‬ ‫ال�شمالية يف الأمم املتحدة بنيويورك‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وبالرغم من �صورة االنت�صار على ال�شر التي جت�سدها معركة القدّي�س جورج مع التنني‪ ،‬ف�إن هذه الق�صة �شهدت ف�صال جديدا عام‬ ‫‪ ،1948‬ودارت �أحداثها ب�شكل عك�سي لي�ستطيع الوح�ش‪ ،‬مدفوع ًا بالرغبة يف االنتقام‪ ،‬من �أن يث�أر من اللد‪.‬‬ ‫خ�ص�ص الكاتب الإ�سرائيلي الي�ساري �آري �شافيت ف�ص ًال يف كتابه «�أر�ضي املوعودة» �سماه‬ ‫وللوقوف على �أحداث هذا االنتقام‪ ،‬فقد ّ‬ ‫«اللد»‪ ،‬حيث �ألقى فيه كثري ًا من ال�ضوء على الكيفية التي �سقطت بها مدينة اللد الوادعة يف براثن امل�شروع ال�صهيوين يف �صيف عام‬ ‫‪ .1948‬وي�صف امل�ؤلف اللد يف فرتة ما قبل عام ‪ 1948‬ب�أنها مركز ح�ضري ناب�ض باحلياة يف و�سط فل�سطني‪ ،‬مركز ت�ش ّع احلداثة يف‬ ‫كل زاوية من زواياه وينمو اقت�صاده منو ًا حثيث ًا‪ .‬وكانت اللد �آنذاك مركز ًا رئي�سي ًا لل�سكك احلديدية و�أُقيم على �أر�ضها مطار دويل‪.‬‬ ‫وقد كانت الكهرباء متوفرة يف �شوارع اللد ويجري املاء يف �صنابري بيوتها احلجرية اجلميلة‪ .‬وكانت باللد ثالثة مدار�س توفر التعليم‬ ‫لأطفال املدينة‪ ،‬وكان بها �أي�ض ًا عيادتان طبيتان و�صيدليتان‪ .‬كما كان معدل الوفيات فيها منخف�ض ًا‪ ،‬ومل يكن يتعدى ‪� 12‬شخ�ص ًا‬ ‫من بني كل �ألف �شخ�ص‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وبرغم هذه احلياة الوادعة‪ ،‬فقد واجهت اللد م�صريا رهيبا بحلول عام ‪ .1948‬ويقول �شافيت يف هذا ال�صدد‪« :‬مل تكن اللد تتخيل‬ ‫ما كان �سيحدث لها‪ .‬فقد كانت اللد على مدى �أربعني عام ًا‪� ،‬شاهد ًا على دخول ال�صهيونية �إلى الوادي‪ ،‬ابتدا ًء من م�صنع «‪،»Atid‬‬ ‫ثم مدر�سة كريات �سيفر‪ ،‬ثم غابة الزيتون‪ ،‬وم�ستوطنة احلرفيني‪ ،‬وقرية العمال ال�صغرية‪ ،‬واملزرعة التجريبية‪ ،‬والطبيب الأملاين‬ ‫الغريب الأطوار (دكتور الحمان)‪ .‬ومل يدر يف خلد �سكان اللد �أن ال�صهيونية �ستتحول �إلى تـ ّنـني الع�صر احلديث»‪.‬‬ ‫وي�صف �شافيت اللد ب�أنها «�صندوقنا الأ�سود الذي يحمل يف �أح�شائه �سر ال�صهيونية املظلم‪ .‬واحلقيقة هي �أن ال�صهيونية ال ميكنها‬ ‫�أن تتحمل اللد‪ .‬فمنذ البداية‪ ،‬كان هناك تناق�ض كبري بني ال�صهيونية واللد»‪ .‬وب�سبب التناق�ض الوجودي بني ال�صهيونية واللد‪،‬‬ ‫فقد مت �إطالق عملية «داين» لغزو اللد‪ ،‬حيث �سيطر اجلي�ش الإ�سرائيلي على القرى املحيطة بها يوم ‪ 10‬يوليو ‪ ،1948‬وذلك مبوافقة‬ ‫ديفيد بن غوريون �أول رئي�س وزراء �إ�سرائيلي‪ .‬ويف ظرف يوم واحد‪ ،‬متكن تـ ّنـني الع�صر احلديث من افرتا�س اللد بكاملها‪.‬‬ ‫وخالل ثالثة �أيام‪ ،‬من ‪ 13-10‬يوليو ‪ ،1948‬تعر�ض �سكان اللد �إما للذبح بوح�شية �أو للطرد بالقوة على يد وحو�ش �إ�سرائيلية ال تعرف‬ ‫الرحمة‪ .‬وقد اختارت القوات الإ�سرائيلية‪ ،‬وهي تتقدم باجتاه اللد انطالق ًا من م�ستوطنة بن �شيمن القريبة‪� ،‬إطالق النار على جميع‬ ‫الفل�سطينيني يف طريقها‪« .‬وخالل ‪ 47‬دقيقة‪ُ ،‬قتل �أكرث من ‪ 100‬من املدنيني العرب‪ ،‬ومن �ضمنهم ن�ساء و�أطفال وم�س ّنون»‪ .‬ويف‬ ‫غ�ضون �ساعات‪ ،‬التج�أ �آالف الفل�سطينيني املذعورين �إلى امل�سجد الكبري‪ ،‬وامل�سجد ال�صغري‪ ،‬وكاتدرائية القدي�س جورج‪ .‬ومل يدر يف‬ ‫خلدهم �أن الت ّنني ال يعرتف بح�صانة �أي مبنى‪� ،‬سواء كان م�سجد ًا �أو كني�سة‪.‬‬ ‫هنا �أ�صدر القائد �أمره ب�إطالق النار؛ «لقد �أطلق اجلنود النار يف جميع االجتاهات‪ ،‬و�ألقى بع�ضهم قنابل يدوية داخل املنازل‪ ،‬يف‬ ‫حني �أطلق �أحدهم قذيفة ‪ PIAT‬امل�ضادة للدبابات داخل امل�سجد ال�صغري‪ .‬وخالل ثالثني دقيقة‪ ،‬ويف منت�صف النهار‪ُ ،‬قتل �أكرث‬ ‫من مئتني من املدنيني‪ .‬وبهذا ترتكب ال�صهيونية جمزرة يف مدينة اللد‪ ...‬ويقوم اجلنود من الفوج الثالث بالإجهاز على اجلرحى‬ ‫بر�شهم بالأعرية النارية»‪.‬‬ ‫وك�أن املجزرة يف حد ذاتها ال تكفي‪ ،‬فقد �صدر �أمر �صريح �إلى ع�صابة الباملاخ (قوة النخبة يف منظمة الهاغاناه ال�صهيونية) بطرد‬ ‫كل الفل�سطينيني من اللد‪ .‬و�صدر الأمر من ديفيد بن غوريون‪ ،‬وكتبه �إ�سحق رابني‪« :‬يجب طرد �سكان اللد ب�سرعة‪ ،‬بغ�ض النظر‬ ‫عن ال�سن»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وهكذا‪ ،‬وقبل ظهر يوم ‪ 13‬يوليو ‪ ،1948‬كان يجري طرد ع�شرات الآالف من الفل�سطينيني طردا جماعيا‪� .‬أما «تـنـني الع�صر‬ ‫احلديث»‪ ،‬الذي اقتحم اللد وح ّول حياة �سكانها �إلى جحيم‪ ،‬فقد اعتلى مئذنة امل�سجد الكبري املرتفعة للت�أكد من تنفيذ �أمر الطرد‬ ‫بالكامل‪ ،‬ولي�شاهد من ذلك االرتفاع موكب ًا ب�شري ًا �ضخم ًا على �شكل «عمود طويل – وك�أنه من ق�ص�ص العهد القدمي‪ -‬من �آالف‬ ‫الأ�شخا�ص ي�سريون حتت لهيب ال�شم�س احلارقة‪ ،‬يقا�سون عط�ش ًا رهيب ًا وينهار امل�سنون ومن بينهم رجال ون�ساء»‪ ،‬وهم يح ّثون‬ ‫اخلطى �شرق ًا نحو املنفى‪ .‬ومل يكن «�إرميا» حا�ضر ًا بينهم ليبكي على م�صيبتهم وعلى الكارثة التي ح ّلت بهم‪ .‬وبد ًال من «�إرميا»‪،‬‬ ‫فقد كان «نريون»‪ ،‬الذي �أحرق روما قبل �ألفي �سنة‪ ،‬يراقبهم من فوق مئذنة امل�سجد‪.‬‬ ‫وهنا يقول �شافيت‪« :‬وبعد ذلك‪ ،‬ويف ثالثة �أيام من �صيف عام ‪ 1948‬امل�ش�ؤوم‪ ،‬اختفت اللد»‪ .‬لقد كان انتقام التـ ّنـني مرعب ًا وفظيعا‪ً،‬‬ ‫وبذلك فقد القدّي�س جورج مدينته املحبوبة‪.‬‬ ‫يناير ‪ -‬إبريل ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪11‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫عام ‪ 2015‬ينذر بالمزيد من الخسائر وسط تقصير المجتمع الدولي‬

‫األزمة السورية‪ :‬عام ‪ 2014‬األكثر قسوة على الالجئين السوريين‬ ‫دخلت الأزمة ال�سورية عامها اخلام�س بحلول اخلام�س‬ ‫ع�شر من مار�س ‪ ،2015‬حيث حتولت من جمرد ثورة‬ ‫�شعبية م�ساملة انطلقت يف اخلام�س ع�شر من مار�س‬ ‫‪� ،2011‬إلى حرب �أهلية حقيقية متفرعة على عدة‬ ‫جبهات‪ ،‬تخلق الدمار‪ ،‬وتنجب �أزمة �إن�سانية متعاظمة‪.‬‬ ‫وتظهر م�ؤ�شرات الأمم املتحدة ومنظمات دولية �أن‬ ‫�سوريا عادت حوايل ‪� 40‬سنة �إلى الوراء خالل ال�سنوات‬ ‫الأربع املا�ضية‪ ،‬بينما فاقت �أعداد املقتولني يف �سوريا‬ ‫‪� 230‬ألف ًا‪ .‬وينذر دخول الأزمة ال�سورية عامها اخلام�س‬ ‫باملزيد من اخل�سائر‪.‬‬ ‫و ُت َعد الإح�صاءات �صادمة يف �سوريا‪ ،‬حيث يوجد ‪7.6‬‬ ‫مليون نازح و‪ 3.3‬مليون الجئ‪ ،‬و‪ 12‬مليون ًا بحاجة �إلى‬ ‫م�ساعدة �إن�سانية‪� ،‬إ�ضافة �إلى انت�شار �أمرا�ض التيفوئيد‬ ‫والكولريا و�شلل الأطفال الذي عاد �إلى البالد‪ ،‬و‪3‬‬ ‫ماليني من �أطفال �سوريا خارج املدار�س‪.‬‬ ‫وتتزايد احلاجات‪ ،‬وخ�صو�ص ًا �أن التمويل ال يتنا�سب مع‬ ‫الزيادة يف حجم امل�أ�ساة‪� ،‬إذ �إن ‪ 57‬يف املئة فقط من‬ ‫الأموال الالزمة لدعم املدنيني والالجئني ال�سوريني‬ ‫مت توفريها يف عام ‪ ،2014‬مقابل ‪ 71‬يف املئة يف عام‬ ‫‪ .2013‬و�سوف حتتاج الأمم املتحدة �إلى ‪ 8.4‬مليار‬ ‫دوالر مل�ساعدة املدنيني ال�سوريني العام املقبل‪.‬‬ ‫وكان الأمني العام للأمم املتحدة‪ ،‬بان كي مون‪ ،‬قد دعا‬ ‫يف �إبريل ‪� 2015‬أمام جمل�س الأمن الدويل �إلى اتخاذ‬ ‫«�إجراءات حا�سمة» ت�ضع حد ًا للنـزاع‪ ،‬داعي ًا كذلك‬ ‫�أع�ضاء جمل�س الأمن �إلى معاجلة م�س�ألة الق�صف‬ ‫بالرباميل املتفجرة‪ ،‬الذي ي�ستهدف املدنيني‪ ،‬ووقف‬ ‫ا�ستخدام احل�صار ومنع اخلدمات عن ال�سكان‪.‬‬ ‫ُيذ َكر �أن ‪ 3‬قرارات للأمم املتحدة يف عام ‪ 2014‬كانت‬ ‫قد دعت �أطراف النـزاع يف �سوريا �إلى حماية املدنيني‬ ‫ومتكني ماليني ال�سوريني من احل�صول على امل�ساعدة‬ ‫الإن�سانية‪ .‬فيما اعتربت �سنة ‪ 2014‬الأ�شد دموية يف‬ ‫النـزاع‪ ،‬حيث ُقتل خاللها ‪� 76‬ألف �شخ�ص على الأقل‬ ‫من �أ�صل ‪� 210‬آالف قتلوا منذ ‪ 15‬مار�س ‪.2011‬‬ ‫و�أطلقت منظمات تابعة للأمم املتحدة‪ ،‬عرب مواقع‬ ‫التوا�صل االجتماعي‪ ،‬حملة بعنوان «ما املطلوب؟»‪،‬‬ ‫�شارك فيها عدد من امل�س�ؤولني الأمميني‪ ،‬وقالت‬ ‫منظمات غري حكومية �إن املجتمع الدويل يتحمل‬ ‫م�س�ؤولية جزئية عن «�أحلك �أعوام» النـزاع ال�سوري‬ ‫بالن�سبة للمدنيني‪ ،‬لأنه مل يعرف كيف يدير الكارثة‬ ‫الب�شرية التي تتفاقم كلفتها‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫ويف تقرير بعنوان «ذنب الف�شل يف �سوريا»‪ ،‬انتقدت ‪21‬‬ ‫منظمة للدفاع عن حقوق الإن�سان عدم قدرة الدول‬ ‫على تطبيق قرارات جمل�س الأمن الهادفة �إلى حماية‬ ‫املدنيني الذين دمرت احلرب حياتهم‪.‬‬ ‫وعلى �صعيد الداخل ال�سوري‪ُ ،‬ت َعد حمافظات حم�ص‬ ‫ودرعا وحلب و�إدلب والرقة واحل�سكة ودير الزور‪،‬‬ ‫الأكرث ت�ضرر ًا من احلرب الأهلية احلالية‪ ،‬وتعادل هذه‬ ‫املحافظات ثلثي م�ساحة البالد تقريب ًا‪ ،‬حيث تعر�ضت‬ ‫�أغلب مناطقها‪� ،‬أحياء وبلدات‪ ،‬لتدمري كامل‪.‬‬ ‫وت�شري تقارير منظمات دولية �إلى �أن حمافظة ريف‬ ‫دم�شق و�أحياء �أطراف العا�صمة‪ ،‬ت�صدرت قائمة‬ ‫النـزوح‪ ،‬فقد جتاوز عدد النازحني ‪ 3‬ماليني ن�سمة‪،‬‬ ‫معظمهم من �أحياء دم�شق اجلنوبية وخميم الريموك‬ ‫وحي الع�سايل واحلجر الأ�سود‪ ،‬املعروفة بـ»حزام‬ ‫الفقر» ذات الكثافة ال�سكانية العالية‪ ،‬و�أحياء القابون‬ ‫وبرزة‪ ،‬التي حتولت �إلى مناطق �شبه خالية من ال�سكان‬ ‫نتيجة حما�صرتها من قبل قوات النظام وتعر�ضها‬ ‫لتدمري منهجي وا�سع‪.‬‬ ‫واجته معظم �سكان الأحياء الثائرة يف مدينة حم�ص‬ ‫ويف بلدة الق�صري باجتاه القلمون بريف دم�شق‬ ‫وحمافظتي طرطو�س وحماه‪ ،‬لتبقى �أكرث من ‪� 10‬أحياء‬ ‫يف مدينة حم�ص �شبه خالية من ال�سكان‪ ،‬مثل �أحياء‬ ‫حم�ص القدمية والق�صور وبابا عمرو واخلالدية وجورة‬ ‫ال�شياح‪ ،‬والإن�شاءات التي دُمرت ب�شكل �شبه كامل‪.‬‬ ‫�أما �سكان حمافظتي �إدلب وحلب‪ ،‬فكان توجههم نحو‬

‫الالذقية على ال�ساحل ال�سوري‪ ،‬كما توجه النازحون‬ ‫من غوطة دم�شق ودرعا �إلى حمافظة ال�سويداء‪.‬‬ ‫وقدرت منظمات حقوقية ن�سبة الأطفال بني نازحي‬ ‫الداخل بـ ‪ 45‬يف املئة يعي�ش عدد كبري منهم يف‬ ‫احلدائق ومراكز الإيواء احلكومية‪ ،‬وهي عبارة عن‬ ‫مدار�س خرجت من اخلدمة ومبانٍ ر�سمية مهجورة‪،‬‬ ‫ال تتوفر فيها �شروط ال�سكن والأمان واحلماية‪� ،‬أو �أي‬ ‫من امل�ستلزمات ال�ضرورية‪ .‬كما يعاين النازحون ممن‬ ‫ا�ست�أجروا منازل يف مناطق �أكرث �أمن ًا‪ ،‬من الفقر ب�سبب‬ ‫غالء املعي�شة ونفاد املدخرات‪ ،‬وفقدان مورد الرزق‬ ‫ب�سبب مقتل �أو تغييب املعيل‪ ،‬ومعظم النازحني حتى‬ ‫الذين ُ‬ ‫ا�ضطروا للعمل ب�أ�شغال ومهن �صغرية‪ ،‬يتلقون‬ ‫م�ساعدات ب�شكل �أو ب�آخر من جهات حملية �أو من‬ ‫�أقارب يف اخلارج‪.‬‬ ‫وال تزال حالة �أكرث من ‪ 5.6‬مليون طفل داخل البالد‬ ‫بائ�سة‪� ،‬إذ �إن نحو مليوين طفل يعي�شون يف مناطق‬ ‫معزولة �إلى حد كبري عن امل�ساعدات الإن�سانية‪� ،‬إثر‬ ‫القتال الدائر يف البالد �أو غريها من العوامل الأخرى‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى تغيب نحو ‪ 2.6‬مليون طفل �سوري عن‬ ‫املدر�سة‪.‬وتك�شف «يوني�سيف» النقاب عن �سل�سلة من‬ ‫ال�صور اجلديدة املن�شورة على موقع الإنرتنت‪ ،‬التي‬ ‫تروي ق�ص�ص ًا كق�صة عالء ابن الأعوام ال�ستة ع�شر‬ ‫الذي فـ ّر من منـزله القاطن يف مدينة حم�ص التي‬ ‫دمرتها احلرب‪ ،‬وجنده اليوم ي�ستكمل درا�سته‪ ،‬ويقدم‬ ‫يف الوقت نف�سه دورات تدريبية لغريه من الأطفال‪.‬‬ ‫وق�صة كري�ستينا ابنة الأعوام الع�شرة التي تعي�ش يف‬ ‫م�أوى �شمال العراق‪ ،‬والتي جندها �إلى جانب متابعة‬ ‫درو�سها ت�ساعد الأطفال الذين ي�صغرونها �سن ًا يف‬ ‫درو�سهم‪ .‬ويقول املدير التنفيذي لـ «يوني�سيف»‪:‬‬ ‫«على الرغم من الأذى الذي حلق بهم واملظامل التي‬ ‫حتملوها‪ ،‬وعلى الرغم من عدم قدرة الكبار على و�ضع‬ ‫حد لهذا النـزاع الرهيب‪ ،‬ال يزال ه�ؤالء الأطفال ميلكون‬ ‫ال�شجاعة الكافية والت�صميم على بناء حياة �أف�ضل»‪،‬‬ ‫وي�ضيف‪« :‬وفيما ن�شهد مثل هذه العزمية عند الأطفال‪،‬‬ ‫كيف لنا �أن نكون �أقل عزم ًا على م�ساعدتهم؟!”‪.‬‬ ‫وطالبت املنظمة الدولية املعنية بالطفولة ب�ضرورة‬ ‫�إيجاد فر�ص كافية من التعليم النظامي وغري النظامي‬ ‫للأطفال املت�أثرين بالنـزاع‪ ،‬وتعزيز نظم �إ�صدار‬ ‫ال�شهادات التي ت�ساعد على احلفاظ على الو�ضع‬ ‫الدرا�سي للتالميذ‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون عالمية‬

‫انقالب الحوثيين‬

‫على الشرعية في اليمن‬ ‫�صنعاء ـ عدن ـ اجلمهورية اليمنية‪:‬‬ ‫يف احلادي والع�شرين من �سبتمرب ‪ ،2014‬ا�ستولى احلوثيون على مقر احلكومة يف‬ ‫�صنعاء بعد م�صادمات مع القوات احلكومية ا�ستمرت لأيام و�أ�سفرت عن �سقوط‬ ‫‪� 270‬شخ�ص ًا‪.‬‬ ‫ويف اليوم التايل‪ ،‬و ّقع الفرقاء ال�سيا�سيون يف اليمن‪ ،‬مبن فيهم احلوثيون‪ ،‬على ما‬ ‫ُع ِرف باتفاق ال�سلم وال�شراكة‪ ،‬وهو اتفاق مت برعاية الأمم املتحدة يف دار الرئا�سة‬ ‫اليمنية يوم ‪� 22‬سبتمرب ‪ .2014‬ون�ص االتفاق على �أن يقوم الرئي�س اليمني‪ ،‬عبد ربه‬ ‫من�صور هادي‪ ،‬ب�إجراء حمادثات �سعي ًا وراء ت�شكيل حكومة كفاءات تت�ضمن جميع‬ ‫�ألوان الطيف ال�سيا�سي اليمني‪.‬‬ ‫وبعد موافقة جميع الأطراف على االتفاق‪ ،‬عمل احلوثيون على تعزيز ال�سيطرة على‬ ‫مناطق �شمايل اليمن‪ ،‬و�أخذوا يعملون على �إحكام قب�ضتهم على م�ؤ�س�سات الدولة‪،‬‬ ‫وا�ستكملوا امل�سل�سل باالنقالب على ال�سلطة ال�شرعية يف يناير ‪ ،2015‬وفر�ض �إقامة‬ ‫جربية على عدد من رموز ال�سلطة‪ ،‬مبا يف ذلك الرئي�س اليمني‪ ،‬عبد ربه من�صور‬ ‫هادي‪ ،‬الذي مت ّكن من الإفالت من قب�ضة احلوثيني وو�صل عدن‪ ،‬وبد�أ من هناك‬ ‫ممار�سة �صالحياته كرئي�س بعد �أن �سحب اال�ستقالة التي كان قد تقدم على �أثر‬ ‫انقالب احلوثيني‪ .‬وقد متت ال�سيطرة احلوثية على ال�سلطة يف اليمن بدعم مبا�شر‬ ‫وغري مبا�شر من قبل الرئي�س اليمني ال�سابق‪ ،‬علي عبد اهلل �صالح‪ ،‬والقوات املوالية‬ ‫له‪ .‬وعلى خلفية هذه التحوالت الدراماتيكية‪ ،‬بات اليمن مهدد ًا باالنزالق �إلى حرب‬ ‫�أو حروب �أهلية قد تف�ضي �إلى متزّق الدولة اليمنية‪ ،‬وبخا�صة يف ظ ّل وقوع كثري من‬ ‫�أجهزة الدولة وم�ؤ�س�ساتها يف قب�ضة احلوثيني‪ ،‬ومتدّد دور تنظيم القاعدة‪ ،‬وتعثرّ‬ ‫م�ساعي املبعوث الأممي‪ ،‬جمال بن عمر‪ .‬ويف ال�ساد�س من فرباير ‪� ،2015‬أ�صدر‬ ‫احلوثيون �إعالن ًا د�ستوري ًا ن�ص على عزل الرئي�س هادي‪ ،‬وتعطيل الد�ستور‪ ،‬وت�شكيل‬ ‫املجل�س الثوري‪� ،‬أو الرئا�سي‪.‬‬ ‫وقد �شكل اقتحام احلوثيني لدار الرئا�سة اليمنية وفر�ض �سيا�ساتهم بقوة ال�سالح‬ ‫ا�ستهداف ًا للعملية ال�سيا�سية يف اليمن‪ ،‬وحماولة لإف�شال خمرجات احلوار الوطني‬ ‫والتفاق ال�سلم وال�شراكة الوطنية‪ ،‬وتعطي ًال للعملية االنتقالية ال�سلمية التي يرعاها‬ ‫جمل�س التعاون لدول اخلليج العربية وتدعمها منظمة التعاون الإ�سالمي والأمم‬ ‫املتحدة واملجتمع الدويل‪.‬‬ ‫ومن املعروف �أن دول جمل�س التعاون اخلليجي �أعربت عن رف�ضها و�إدانتها لالنقالب‬ ‫احلوثي على ال�سلطة‪ ،‬و�أكدت دعمها لل�شرعية ممثلة يف الرئي�س هادي‪ ،‬بل �إن ج ّلها‬ ‫قام بنقل ال�سفارات للعمل من عدن التي �أ�صبحت مق ّر ًا م�ؤ ّقت ًا للرئي�س‪ .‬وقد جاءت‬ ‫الأحداث املت�سارعة منذ تاريخ ‪ 19‬مار�س ‪ 2015‬يف اليمن لتم ّثل مقدمات خطرية ملا‬ ‫ميكن �أن تنـزلق �إليه الأو�ضاع يف هذا البلد‪ ،‬حيث تع َّر�ض ق�صر الرئا�سة يف عدن‬ ‫للق�صف اجلوي من الطريان الع�سكري الذي ي�سيطر عليه احلوثيون‪ .‬وقد توالت‬ ‫الأحداث ب�شكل مت�سارع بعد ذلك‪ ،‬حيث �أعلن احلوثيون التعبئة العامة‪ ،‬و�سيطروا‬ ‫بدعم من قوات موالية للرئي�س ال�سابق‪ ،‬علي عبد اهلل �صالح‪ ،‬على حمافظة تعز‪،‬‬ ‫التي ُت َع ّد املدخل امل�ؤدّي �إلى حمافظات اجلنوب‪ ،‬وبد�أوا الزحف نحو عدن لل�سيطرة‬ ‫عليها‪ .‬وهنا‪ ،‬نا�شد الرئي�س اليمني‪ ،‬عبد ربه من�صور هادي‪ ،‬قادة دول جمل�س‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫التعاون اخلليجي تقدمي امل�ساعدة الفورية بك ّل الو�سائل الالزمة‪ ،‬مبا يف ذلك التدخل‬ ‫الع�سكري‪ .‬ويف �ضوء ذلك‪� ،‬أ�صدرت دول املجل�س‪ ،‬يوم ‪ 26‬مار�س ‪ ،2015‬بيان ًا م�شرتك ًا‬ ‫�أعلنت فيه اال�ستجابة لطلب الرئي�س اليمني؛ وبعد �صدور البيان مبا�شرة‪ ،‬انطلقت‬ ‫عملية «عا�صفة احلزم» بقيادة اململكة العربية ال�سعودية وم�شاركة حتالف �ضم عدة‬ ‫دول عربية و�إ�سالمية‪ ،‬هي‪ :‬قطر والبحرين والإمارات العربية املتحدة والكويت‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى م�صر وال�سودان والأردن واملغرب وباك�ستان‪ .‬وقد حظيت العملية بت�أييد‬ ‫عربي و�إ�سالمي ودويل وا�سع النطاق‪ .‬وا�ستهدفت قوات التحالف ب�شكل مر ّكز كثري ًا‬ ‫من الأهداف الع�سكرية التابعة للحوثيني والرئي�س اليمني ال�سابق‪ ،‬علي عبد اهلل‬ ‫�صالح‪ .‬‬ ‫وقد �أكد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪� ،‬أن املنظمة تتابع‬ ‫عن كثب وباهتمام بالغ امل�ستجدات الأخرية التي ي�شهدها اليمن‪ ،‬جمدد ًا دعوته‬ ‫للأطراف اليمنية كافة �إلى حتكيم العقل وو�ضع م�صلحة اليمن فوق كل احل�سابات‬ ‫ال�سيا�سية والقبلية واملذهبية‪ .‬ودعا الأمني العام �إلى دعم قرار جمل�س التعاون‬ ‫اخلليجي الراف�ض لالنقالب‪ ،‬والذي اعترب ما ُي�سمى «الإعالن الد�ستوري» انقالب ًا‬ ‫على ال�شرعية لتعار�ضه مع القرارات الدولية ومع ما ن�صت عليه املبادرة اخلليجية‬ ‫التي ترعاها الأمم املتحدة‪ ،‬وتدعمها منظمة التعاون الإ�سالمي وجميع املنظمات‬ ‫الدولية والإقليمية‪ ،‬ونا�شد املجتمع الدويل حتمل م�س�ؤولياته لإدانة هذا االنقالب‬ ‫وعدم االعرتاف بتبعاته‪ ،‬م�شدد ًا على �ضرورة �أن يلتزم احلوثيون باالن�سحاب من‬ ‫املناطق التي احتلوها ووقف �أعمال العنف �ضد املواطنني اليمنيني‪ .‬و�أ�شار مدين �إلى‬ ‫ترحيب املنظمة مب�ساعي الرئي�س هادي ال�ستئناف احلوار الوطني بني الأطراف‬ ‫اليمنية‪ ،‬م�شيد ًا يف هذا ال�صدد باجلهود املخل�صة التي تبذلها دول جمل�س التعاون‬ ‫اخلليجي يف دعم عملية احلوار‪ .‬كما �أعرب الأمني العام عن دعمه للخطوة التي‬ ‫اتخذتها الدول الداعمة لل�شرعية الد�ستورية يف اليمن‪ ،‬والتي ا�ستجابت لطلب‬ ‫القيادة اليمنية النت�شال اليمن من حالة الفو�ضى التي تفر�ضها جماعة احلوثيني‪.‬‬ ‫يناير ‪ -‬إبريل ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪13‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫تنظيم داعش يقوم بتدمير آثار الموصل ونمرود‬ ‫املو�صل ـ جمهورية العراق‬ ‫ً‬ ‫بث تنظيم داع�ش ت�سجي ًال م�صورا‪ ،‬يوم ‪ 26‬فرباير ‪ ،2015‬يظهر فيه عنا�صر التنظيم‬ ‫امللتحون �أثناء تدمريهم لآثار متحف مدينة املو�صل التاريخي‪.‬‬ ‫وقد وقعت مدينة املو�صل‪ ،‬ثاين �أكرب مدن العراق‪ ،‬حتت �سيطرة تنظيم داع�ش يف‬ ‫يونيو ‪ ،2014‬وحتتوي املنطقة على ما يقارب ‪ 1800‬موقع من �أ�صل ‪� 12‬ألف من املواقع‬ ‫امل�سجلة يف العراق‪.‬‬ ‫الأثرية ّ‬ ‫و�أو�ضح الفيديو ا�ستخدام العنا�صر للمطارق و�أدوات احلفر لتدمري التماثيل‪ ،‬والتي‬ ‫من بينها ما يعود �إلى ح�ضارات بالد الرافدين‪ ،‬ومتثال للثور الآ�شوري املج ّنح الذي‬ ‫يعود تاريخه �إلى القرن التا�سع قبل امليالد‪ ،‬والذي يزن �أكرث من ‪ 30‬طن ًا‪ ،‬ويبلغ طوله‬ ‫‪ 4.42‬مرت بج�سم ثور وجناحي ن�سر ور�أ�س �إن�سان‪.‬‬ ‫و ُت َعد الثريان املج ّنحة من �أبرز ما ا�شتهرت به احل�ضارة الآ�شورية‪ ،‬والتي ازدهرت‬ ‫وامتدت حتى مدينة نينوى �شما ًال ووادي النيل‪ ،‬وهي �أول مملكة قامت يف مدينة �آ�شور‬ ‫يف �شمال بالد ما بني النهرين‪ .‬و�أقدم التنظيم كذلك على هدم جزء كبري من بوابة‬ ‫نركال التاريخية �شرق املو�صل‪.‬‬ ‫وقد �أعرب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬عن �إدانته‬ ‫لتدمري الآثار املوجودة يف متحف مدينة املو�صل التاريخي من قبل تنظيم داع�ش‬ ‫الإرهابي‪.‬‬ ‫و�أيد الأمني العام الدعوة التي وجهتها املديرة العامة ملنظمة الأمم املتحدة للرتبية‬ ‫والعلوم والثقافة (اليون�سكو) �إلى عقد جل�سة طارئة ملجل�س الأمن التخاذ �إجراءات‬ ‫رادعة لوقف هذه امل�أ�ساة الثقافية �ضد التاريخ الإن�ساين‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام �أن ارتكاب هذه اجلرمية من طرف تنظيم داع�ش الإرهابي ال يعني‬ ‫خ�سارة لتاريخ العراق وحده‪ ،‬و�إمنا للب�شرية جمعاء‪.‬‬ ‫ومنذ �أن ا�ستولى التنظيم على ثلث العراق و�سوريا املجاورة لها‪� ،‬سعى �إلى تطهري‬ ‫املناطق من كل ما ال يتوافق مع تف�سريه املتطرف لتعاليم الإ�سالم‪� ،‬إ�ضافة �إلى‬ ‫الكنائ�س واملواقع امل�سيحية‪.‬‬ ‫وظهر يف الت�سجيل �أحد عنا�صر التنظيم يقف �أمام جم�سم �أثري كبري‪ ،‬وهو يقول‬ ‫م�شري ًا �إليه‪�« :‬إن هذه �أ�صنام و�أوثان لأقوام يف القرون ال�سابقة كانت تُع َبد من دون‬ ‫اهلل‪ ،‬وكانوا ي�شركون باهلل عز وجل‪ ،‬ويتقربون لتلك القرابني والأ�صنام‪ ،‬و�إزالتها‬ ‫واجب �شرعي علينا تنفيذه‪ ،‬وال نبايل ولو كانت مبليار الدوالرات»‪.‬‬ ‫ُيذ َكر �أن املتحف التاريخي �أُ�س�س يف عام ‪ ،1951‬وي�ضم �آثار ًا تعود �إلى الع�صور‬ ‫الإ�سالمية والآ�شورية والقدمية‪ ،‬ومت �إغالقه يف عام ‪ 2003‬بعد الغزو الأمريكي‬ ‫للعراق لتعر�ض عدد من معرو�ضاته النادرة لل�سرقة‪ ،‬و�أُعيد افتتاحه يف عام ‪2012‬‬ ‫لي�ستقبل الزوار‪ ،‬وخ�صو�ص ًا طلبة املدار�س والكليات‪.‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬وردت تقارير �أخرية عن �إحراق تنظيم داع�ش ملكتبة املو�صل يف‬ ‫�شهر يناير‪ ،‬حيث قام عنا�صر التنظيم بتحطيم �أقفال املكتبة‪ ،‬والتي كانت حتتوي‬ ‫ما يزيد على ‪� 8‬آالف كتاب وخمطوطة �أثرية نادرة‪ ،‬و�أبقوا منها على الن�صو�ص‬ ‫الإ�سالمية فقط و�أحرقوا ما �صادروه‪.‬‬ ‫مدينة منرود التاريخية‬ ‫كما قام تنظيم داع�ش بتدمري مدينة منرود الآ�شورية الأثرية‪ ،‬با�ستعمال اجلرافات‬ ‫يوم ‪ 5‬مار�س‪� ،‬أي بعد نحو �أ�سبوع من ن�شر ت�سجيل تدمريه للقطع الأثرية والتماثيل يف‬ ‫متحف املو�صل‪ ،‬بح�سب عدة م�صادر نق ًال عن بيان وزارة ال�سياحة والآثار العراقية‪.‬‬ ‫و�أ�شار م�س�ؤول يف الوزارة �إلى وجود �شاحنات يف املنطقة الأثرية‪ ،‬مما يرجح احتمال‬ ‫‪14‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫ا�ستيالء التنظيم على قطع �أثرية‪ ،‬حيث يعتقد �أن التنظيم يقوم ببيع الآثار لتمويل‬ ‫عملياته الع�سكرية‪ .‬ويف هذا ال�سياق‪ ،‬قال بيان الوزارة �إن «ع�صابات تنظيم داع�ش‬ ‫الإرهابية ت�ستمر بتحدي �إرادة العامل وم�شاعر الإن�سانية بعد �إقدامها هذا اليوم على‬ ‫جرمية جديدة من حلقات جرائمها الرعناء‪� ،‬إذ قامت باالعتداء على مدينة منرود‬ ‫الأثرية وجتريفها بالآليات الثقيلة‪ ،‬م�ستبيحة بذلك املعامل الأثرية التي تعود �إلى‬ ‫القرن الثالث ع�شر قبل امليالد وما بعده»‪.‬‬ ‫و ُت َع ّد مدينة منرود مدينة تاريخية‪ ،‬ومن �أهم املواقع الأثرية يف العراق وال�شرق‬ ‫الأو�سط‪� ،‬أ�س�ست يف القرن الثالث ع�شر قبل امليالد‪ ،‬و ُبنيت على يد امللك الأ�شوري‬ ‫�شلمن�صر الأول الذي جعلها عا�صمة حلكمه خالل الإمرباطورية الآ�شورية الو�سيطة‪.‬‬ ‫وتقع على �ضفاف نهر دجلة على بعد ‪ 30‬كيلومرت ًا �إلى اجلنوب ال�شرقي من مدينة‬ ‫املو�صل‪ ،‬التي ُت َعد �أكرب مدينة �شمال العراق‪.‬‬ ‫وبالرغم من وجود عدد من �آثار املوقع حمفوظة يف املتحف الربيطاين ومتحف‬ ‫مرتوبوليتان يف نيويورك‪ ،‬و�أخرى ت�شمل لوحات جدارية و�ألواح ًا طينية و�أثاث ًا من‬ ‫العاج يف املتحف الوطني العراقي يف بغداد‪� ،‬إ ّال �أن موقع منرود بح ّد ذاته يحتوى‬ ‫على عدد كبري من النقو�ش ومتاثيل الثريان املج ّنحة التي ت ُِركت يف مواقعها الأ�صلية‪.‬‬ ‫وتبع ًا ملوجة الغ�ضب الدولية التي �أثارتها عمليات التدمري‪� ،‬أدانت اليون�سكو ما قام‬ ‫به التنظيم من تدمري �آثار منرود الآ�شورية‪ ،‬وقالت املديرة العامة لليون�سكو‪� ،‬إيرينا‬ ‫بوكوفا‪« :‬ال ميكننا البقاء �صامتني»‪ ،‬م�ؤكدة �أن «التدمري املتعمد للرتاث الثقايف‬ ‫ي�شكل جرمية حرب»‪ ،‬و�أن امل�س�ألة �سترُ َفع �إلى الأمم املتحدة‪ ،‬ودعت «كل امل�س�ؤولني‬ ‫ال�سيا�سيني والدينيني يف املنطقة �إلى الوقوف يف وجه هذه الهمجية اجلديدة»‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫المنظمة تدعم الحوار السياسي بين األطراف الليبية المنعقد بالمغرب‬ ‫�أعرب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي �إياد �أمني مدين عن دعمه للحوار‬ ‫ال�سيا�سي بني الأطراف الليبية الذي انطلق باملغرب‪ ،‬والذي يرمي �إلى �إيجاد ح ّل‬ ‫�سيا�سي توافقي لإنهاء الأزمة الليبية‪ ،‬بداية بت�شكيل حكومة وحدة وطنية كمرحلة‬ ‫�أ�سا�سية لإعادة الأمن واال�ستقرار يف ليبيا‪.‬‬ ‫وقد ت�سببت الأزمة ال�سيا�سية يف ليبيا امل�ستمرة لأ�شهر معارك بني اجلي�ش الليبي‬ ‫واملجموعات م�سلحة املتمردة على احلكومة ال�شرعية املنتخبة‪.‬‬ ‫ومن �أهم �أهداف اتفاق احلوار ال�سيا�سي يف ليبيا و�ضع �سلطة ت�شريعية واحدة‪ ،‬هي‬ ‫جمل�س النواب‪ ،‬وف�صل من�صب رئا�سة الدولة عن رئا�سة الربملان جتن ًَبا لتناق�ض‬ ‫ال�سلطتني الت�شريعية والتنفيذية‪.‬‬ ‫وبينما اختتمت اجلولة الثالثة من احلوار ال�سيا�سي الليبي‪ ،‬يوم ‪ 28‬مار�س ‪،2015‬‬ ‫والذي �سي�ست�أنف فيما بعد‪ ،‬رحب الأمني العام �سابق ًا باجلولة الأولى من احلوار‬ ‫الليبي التي ُع ِقدت يف جنيف يومي ‪ 14‬و‪ 15‬يناير ‪ ،2015‬برعاية بعثة الأمم املتحدة‬ ‫للدعم يف ليبيا‪ ،‬م�ؤكد ًا دعم منظمة التعاون الإ�سالمي جلهود ال�سيد برناردينو ليون‪،‬‬ ‫املمثل اخلا�ص للأمني العام للأمم املتحدة يف ليبيا والرامية �إلى �إيجاد حل �سلمي‬ ‫للأزمة الليبية‪.‬‬ ‫و�شدّد ال�سيد مدين على �أهمية امل�صاحلة الوطنية والتو�صل �إلى ح ّل �سيا�سي يف‬ ‫ليبيا لو�ضع ح ّد لأعمال العنف وحالة عدم اال�ستقرار‪ ،‬وحث كل الأطراف الليبية‬

‫برناردينو ليون‪ :‬املبعوث اخلا�ص للأمني العام للأمم املتحدة �إىل ليبيا متحدث ًا مع �أحد ممثلي الف�صائل املتحاربة‪،‬‬ ‫با�شاغا (الثاين �إىل اليمني) يف املقر الأوروبي للأمـم املتحـدة بجنيف ب�سوي�سرا يوم ‪ 14‬يناير ‪�( 2015‬إي بي ايه)‬

‫على التحلي بااللتزام ال�سيا�سي احلقيقي لإحالل ال�سلم وحتقيق اال�ستقرار وت�أمني‬ ‫�سالمة �أرا�ضي هذا البلد‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام جمدد ًا التزام منظمة التعاون الإ�سالمي بالإ�سهام بكل ال�سبل‬ ‫املمكنة يف جهود الليبيني واملجتمع الدويل قاطبة من خالل احلوار ال�شامل لإيجاد‬ ‫حل دائم للأزمة الليبية بغية متكني �أبناء ال�شعب الليبي من العي�ش يف �أمن و�سالم‪.‬‬

‫المنظمة ترحب باتفاقية إنهاء العنف في مالي‬ ‫رحب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد‬ ‫�أمني مدين‪ ،‬بتوقيع اتفاق ال�سالم يف مايل‪ ،‬يوم ‪15‬‬ ‫فرباير ‪ ،2015‬يف اجلزائر العا�صمة بني حكومة مايل‬ ‫واحلركات املوقعة على �إطار اجلزائر يف ‪ 14‬يونيو‬ ‫‪ ،2014‬والذي يق�ضي بالإنهاء الفوري جلميع �أ�شكال‬ ‫العنف والأعمال اال�ستفزازية يف �شمال مايل‪.‬‬ ‫و�أ�شاد ال�سيد مدين بجهود الو�ساطة الدولية التي‬ ‫تقودها اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية ال�شعبية‬ ‫برعايتها لهذا االتفاق امل�ؤقت‪ ،‬ودعا الأطراف كافة‬ ‫�إلى الوفاء التام بتعهداتها‪ .‬كما وعد بتقدمي منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي كامل دعمها لعملية و�ضع هذا‬ ‫االتفاق مو�ضع التنفيذ والذي ي�شكل عن�صر ًا حيوي ًا‬ ‫للعملية ال�سلمية واال�ستقرار يف املنطقة‪.‬‬ ‫كما �أ�شاد بالو�ساطة الدولية بقيادة اجلزائر‪ ،‬التي‬ ‫�ضمت اجلماعة االقت�صادية لغرب �إفريقيا واالحتاد‬ ‫الإفريقي واالحتاد الأوروبي ومنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي والأمم املتحدة‪� ،‬إلى جانب بوركينا فا�سو‬ ‫وت�شاد وموريتانيا والنيجر ونيجرييا‪ ،‬لتفانيها‬ ‫ومثابرتها خالل م�سار اجلزائر لل�سالم الذي ا�ستمر‬ ‫ثمانية �أ�شهر‪ ،‬والذي �أف�ضى �إلى اتفاق �أ�سا�سي‪ .‬وتعهد‬ ‫الأمني العام بالتزام املنظمة بتنفيذه كام ًال‪ .‬ويف‬ ‫اخلتام دعا الأمني العام املجتمع الدويل لال�ستعداد‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫لتكثيف م�شاركته يف بناء ال�سالم يف مايل يف الفرتة‬ ‫التالية‪ .‬وفيما وقعت احلكومة املالية مع ثالث‬ ‫جمموعات م�سلحة اتفاقية «ال�سلم وامل�صاحلة»‪،‬‬ ‫بعد ثمانية �أ�شهر من املفاو�ضات باجلزائر‪ ،‬طالبت‬ ‫املجموعات الثالث الأخرى مبهلة �أطول قبل التوقيع‬ ‫اللتزامها باملفاو�ضات‪.‬‬ ‫وتقود اجلزائر والأمم املتحدة‪ ،‬منذ يوليو ‪،2014‬‬ ‫حمادثات اتفاقية «ال�سلم وامل�صاحلة» بني احلكومة‬ ‫واجلماعات امل�سلحة املتمردة‪ ،‬والذي يدعو �إلى بناء‬ ‫الوحدة الوحدة الوطنية يف البالد ويقرتح ت�شكيل‬ ‫جمال�س �إقليمية منتخبة‪.‬‬ ‫وعر�ضت الو�ساطة اجلزائرية للطرفني م�شروع اتفاق‬ ‫جديد يهدف �إلى توزان مطلبي ال�سيادة واحلكم‬ ‫الذاتي الذي يطالب به �سكان �إقليم �أزواد �شمايل‬ ‫مايل‪ .‬ويف حني ت�شن بع�ض اجلماعات امل�سلحة بع�ض‬ ‫الهجمات يف �شمال مايل بني احلني والآخر‪ ،‬والتي‬ ‫تعرقل م�سرية ال�سلم‪� ،‬أعرب الأمني العام للمنظمة‬ ‫عن �إدانته ال�شديدة للهجمات التي �شهدتها م�ؤخر ًا‬ ‫مدن باماكو‪ ،‬وكيدال‪ ،‬وكاو يف جمهورية مايل‪ ،‬والتي‬ ‫�أ�سفرت عن مقتل عدد من املدنيني وجنود من بعثة‬ ‫الأمم املتحدة املتكاملة املتعددة الأبعاد لتحقيق‬ ‫اال�ستقرار يف مايل (مينو�سما)‪.‬‬

‫وزير اخلارجية اجلزائري‪ ،‬لعمامرة (�إىل الي�سار) ي�صافح امل�شاركني خالل‬ ‫اجلولة اخلام�سة للحوار بني حكومة مايل وممثلي اجلماعات ال�سيا�سية‬ ‫والع�سكرية يف �شمال مايل (�إي بي ايه)‬

‫وندّد مدين مبقرتيف هذه الأعمال‪ ،‬وا�صف ًا �إياهم‬ ‫ب�أعداء ال�سلم وامل�صاحلة يف مايل‪ ،‬داعي ًا �إياهم‬ ‫�إلى التحلي بامل�س�ؤولية الوطنية والإحجام عن � ّأي‬ ‫ممار�سات تُع ّر�ض �سالمة �أبناء ال�شعب املايل للخطر‪.‬‬ ‫و�أعرب عن �إدانة املنظمة لهذه الأفعال التي ت�سعى �إلى‬ ‫تقوي�ض العملية ال�سلمية الرامية �إلى �إحالل ال�سلم‬ ‫وحتقيق اال�ستقرار يف مايل‪ ،‬معرب ًا يف الوقت ذاته عن‬ ‫�صادق تعازيه ملايل‪ ،‬حكومة و�شعب ًا‪ ،‬ولأ�سر ال�ضحايا‪.‬‬ ‫ودعا الأمني العام �إلى �ضرورة موا�صلة احلوار بني‬ ‫الأطراف يف مايل بغية التو�صل �إلى حل �سلمي وحتقيق‬ ‫امل�صاحلة واال�ستقرار يف هذا البلد الإ�سالمي‪.‬‬ ‫يناير ‪ -‬إبريل ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪15‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫مدنـي يشدد أمام القمة العالمية حول مكافحة التطرف العنيف‬ ‫على أهمية البحث عن الجذور وفهم لحظة تحول الفرد إلى «إرهابي»‬ ‫وا�شنطن العا�صمة ـ الواليات املتحدة‬ ‫الأمريكية‪:‬‬ ‫�شدّد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد‬ ‫�أمني مدين‪ ،‬على �أن اخلطوة الأ�سا�سية والأكرث �أهمية‬ ‫يف مو�ضوع الإرهاب تتمثل يف الو�صول �إلى فهم وا�ضح‬ ‫جلذوره‪ ،‬وفهم تلك اللحظة التي يتحول فيها الفرد �إلى‬ ‫«�إرهابي»‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام يف كلمته �أمام القمة العاملية الأولى‬ ‫حول مكافحة التطرف العنيف يف وا�شنطن‪ ،‬يوم ‪19‬‬ ‫فرباير ‪� ،2015‬أن منظمة التعاون الإ�سالمي ملتزمة‬ ‫مبكافحة الإرهاب و»التطرف العنيف»‪ ،‬وتتم�سك‬ ‫مبوقفها املبدئي �ضد الإرهاب بجميع �أ�شكاله وجتلياته‪،‬‬ ‫مهما كان من اقرتفه وحيثما وقع‪ ،‬وجتدد ت�أكيد رف�ضها‬ ‫القاطع جلميع حماوالت ربط الإرهاب ب�أي بلد �أو جن�س‬ ‫�أو دين �أو ثقافة �أو جن�سية‪.‬‬ ‫ودعا مدين امل�شاركني �إلى التوقف لربهة لي�س�ألوا‬ ‫�أنف�سهم ما امل�سبب لكل هذا العنف والف�ساد‪ ،‬و»ما هو‬ ‫ذاك الذي فعلناه بالعوملة ليتخللها العنف والتطرف‬ ‫على هذا النحو؛ وماذا حل بـ «قريتنا الواحدة» لت�صبح‬ ‫حقوق الإن�سان فيها‪ ،‬حتى الأ�سا�سية منها‪ ،‬مرهونة‬ ‫باالزدواجية واملزاجية»؟‬ ‫و�أ�ضاف‪« :‬املجال لي�س جمال مناظرة ال تنتهي‪،‬‬ ‫نن�شغل فيها بالبحث عن «�آخر» نح ّمله م�س�ؤولية تف�شي‬ ‫«التطرف العنيف»؛ �إذ ال منا�ص من حما�سبة الذات‬ ‫الوطنية‪ ،‬والأيدلوجية‪ ،‬والدينية لن�ضع ا�صبعنا على‬ ‫ذلك «الثقب الأ�سود» الذي بداخل كل منا‪ ،‬جميع ًا وبال‬ ‫ا�ستثناء؛ ومن تفكيك خطابات الهيمنة‪ ،‬واالحتالل‪،‬‬ ‫والتطرف التي توظف الدين‪ ،‬والإيديولوجيا‪ ،‬ومزاعم‬ ‫التفوق احل�ضاري لإ�ضفاء ال�شرعية على �أعمال العنف‬ ‫والت�ضليل التي تقرتفها‪� ،‬إن �أردنا طريق ًا للخال�ص»‪.‬‬ ‫و�سلط الأمني العام مزيد ًا من ال�ضوء على التزام‬ ‫املنظمة بالت�صدي للتطرف العنيف و�أن لها �سج ًّال تعتز‬ ‫به يف هذا املجال‪ ،‬م�شري ًا كذلك �إلى �أن مدونة قواعد‬ ‫ال�سلوك حول مكافحة الإرهاب الدويل مت �إقرارها يف‬ ‫عام ‪1994‬؛ و�أن معاهدة منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫ملكافحة الإرهاب الدويل �أقرت عام ‪.1999‬‬ ‫و�أ�ضاف مدين �أن التطرف العنيف ال ميكن مكافحته‬ ‫بالأ�ساليب الع�سكرية‪ ،‬و�أنه‪« :‬ال بد من فهم وحتليل‬ ‫وتق�صي ومواجهة الأبعاد املتعددة لهذه الظاهرة‪،‬‬ ‫ويف مقدمتها ال�سياقات ال�سيا�سية واالجتماعية‬ ‫‪16‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫الرئي�س الأمريكي‪ ،‬باراك �أوباما‪ ،‬متحدث ًا يف قمة البيت الأبي�ض حول الت�صدي للتطرف العنيف‬ ‫يف مقر وزارة اخلارجية يف وا�شنطن العا�صمة يوم ‪ 19‬فرباير ‪�( 2015‬إي بي ايه)‬

‫واالقت�صادية التي توفر الظروف املواتية لتف�شي‬ ‫الإرهاب والتطرف العنيف‪ ،‬مثل احلرمان االقت�صادي‪،‬‬ ‫والإق�صاء‪ ،‬واال�ستالب‪ ،‬والتهمي�ش‪ ،‬والتفكيك الق�سري‬ ‫للم�ؤ�س�سات ال�سيا�سية والقانونية والأمنية واالجتماعية‬ ‫والثقافية»‪ .‬كما ذكر �أن موقف املنظمة يحتم على الدول‬ ‫الإعتذار عن املظامل التاريخية امللحقة باال�ستعمار و�أن‬ ‫�إنكار حقوق ال�شعوب حلقها يف تقرير م�صريها حتت‬ ‫ظل االحتالل الأجنبي يجب �أن ينتهي‪.‬‬ ‫ولفت الأمني العام انتباه احل�ضور �إلى جهود املنظمة‬ ‫الأخرية ملكافحة العنف ال�شديد‪ ،‬و�أفاد �أن اللجنة‬ ‫التنفيذية للمنظمة عقدت اجتماع ًا طارئ ًا يف فرباير‬ ‫وقررت العمل على تفعيل «املركز الدويل ملكافحة‬ ‫الإرهاب التابع للأمم املتحدة»‪ ،‬وعقد اجتماعات مع‬ ‫اخلرباء لت�شديد الإجراءات الأمنية‪ ،‬والت�صدي لأ�سباب‬ ‫العنف الطائفي‪ ،‬ومتكني ال�شباب لتجنب ا�ستغاللهم‬ ‫من طرف اجلماعات الإرهابية‪ ،‬واال�ستفادة من جممع‬ ‫الفقه الإ�سالمي الدويل‪� ،‬أحد �أجهزة املنظمة‪ ،‬يف‬ ‫م�شاورة العلماء والأكادمييني لتفكيك خطاب العنف‬ ‫والتطرف‪ ،‬ومد اجل�سور مع املجتمعات امل�سلمة خارج‬ ‫الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫كذلك �أكد الأمني العام �أن املنظمة بد�أت بالفعل‬ ‫امل�ساهمة يف مكافحة التطرف العنيف من خالل بع�ض‬ ‫امل�شاريع‪ ،‬من �ضمنها ت�أ�سي�س “�صندوق الثقافة” يف‬ ‫بنك التنمية الإ�سالمي كخطاب �ضد العنف ال�شديد‪.‬‬ ‫وخ ُل�ص مدين �إلى �أن امل�سلمني واقعون على نطاق وا�سع‬

‫حتت ت�أثري �أعمال العنف ال�شديد‪ ،‬م�ضيف ًا‪“ :‬يعاين‬ ‫امل�سلمون من ويالت تلك اجلماعات التي رهنت‬ ‫الإ�سالم بقراءاتها املجتز�أة والغرائبية وال�ضحلة‬ ‫للن�صو�ص الدينية”‪ ،‬م�شري ًا �إلى �أن امل�سلمني �أي�ض ًا‬ ‫يتعر�ضون ال�ستهداف الإ�سالموفوبيا‪ ،‬ويف الأغلب‬ ‫ُيالمون على ما يجري من امل�صائب‪ .‬و�أكد �أن التغطية‬ ‫الإعالمية الرعناء ت�سهم يف ات�ساع الفجوة بني خمتلف‬ ‫الأديان والثقافات واملجموعات العرقية‪.‬‬ ‫وختم الأمني العام كلمته بالقول‪“ :‬كان امل�سلمون هد ًفا‬ ‫تاريخي ًا و�آني ًا لال�ستعمار التقليدي‪ ،‬واال�ستعمار اجلديد‬ ‫واخلطاب ال�سيا�سي لليربالية اجلديدة”‪.‬‬ ‫جدير بالذكر �أن امل�ؤمتر‪ ،‬الذي انعقد يف العا�صمة‬ ‫الأمريكية وا�شنطن يف الفرتة من ‪ 19-17‬فرباير‬ ‫‪ 2015‬و�ضم ممثلني عن ‪ 60‬دولة‪� ،‬إ�ضافة �إلى منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬يندرج يف نطاق اجلهود العاملية‬ ‫ملكافحة التطرف العنيف‪ ،‬كما �أنه ي�أتي كجزء من‬ ‫ا�سرتاتيجية الرئي�س الأمريكي باراك �أوباما حلماية‬ ‫النا�س من التعر�ض للتطرف من خالل التدخل املبكر‬ ‫يف املجتمع‪.‬‬ ‫وجاءت القمة �إثر هجمات متطرفني يف كل من �أوتاوا‬ ‫وباري�س وكوبنهاغن وبلجيكا وليبيا‪ ،‬ويف ظل احل�ضور‬ ‫البارز للدولة الإ�سالمية‪ .‬وقد تناولت القمة يف �أول‬ ‫يومني حماية القاعدة ال�شعبية يف املجتمعات‪ ،‬فيما‬ ‫ركزت يف اليوم الأخري على الإجراءات احلكومية‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫إعادة انتخاب الرئيس األوزبكي إسالم كريموف‬ ‫هن�أ الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني‬ ‫مدين‪ ،‬فخامة الرئي�س �إ�سالم كرميوف‪ ،‬على �إعادة‬ ‫انتخابه رئي�سا جلمهورية �أوزبك�ستان خالل االنتخابات‬ ‫الرئا�سية التي �شهدتها البالد يوم ‪ 29‬مار�س ‪.2015‬‬ ‫و�أ�شار مدين �إلى �أن الفوز ال�ساحق لفخامة الرئي�س‬ ‫�إ�سالم كرميوف يعك�س ثقة �شعب �أوزبك�ستان يف قيادته‪،‬‬ ‫جمدد ًا دعم املنظمة وتعاونها مع جمهورية �أوزبك�ستان‬ ‫يف مواجهة التحديات امل�ستقبلية‪.‬‬ ‫وكانت املنظمة قد �أوفدت فريق ًا من مراقبي‬

‫رئي�س �أوزبك�ستان‪� ،‬إ�سالم كارميوف‪ ،‬يديل ب�صوته خالل االنتخابات‬ ‫الرئا�سية يف ط�شقند يوم ‪ 23‬دي�سمرب ‪�( 2014‬إي بي ايه)‬

‫االنتخابات �إلى �أوزبك�ستان‪ ،‬بنا ًء على دعوة من اللجنة‬ ‫املركزية الأوزبكية لالنتخابات‪ ،‬وذلك بغر�ض مراقبة‬ ‫االنتخابات الرئا�سية‪ .‬ومتكن �أع�ضاء الوفد من مراقبة‬ ‫جميع مراحل عملية الت�صويت بدء ًا بفتح مكاتب‬ ‫االقرتاع �إلى مرحلة جتميع النتائج الأولية و�إعالنها‬ ‫من طرف اللجنة املركزية لالنتخابات‪ .‬و�سجل وفد‬ ‫املنظمة بارتياح الإقبال الكبري للناخبني على �صناديق‬ ‫االقرتاع والأجواء ال�سلمية التي مرت فيها عملية‬ ‫الت�صويت ب�سال�سة‪.‬‬

‫نيجيريا تنتخب محمد بوخاري رئيسًا لها‬ ‫�أعرب الأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد �إياد �أمني مدين‪،‬‬ ‫عن خال�ص تهانيه ل�شعب نيجرييا‬ ‫مبنا�سبة ا�ستكمال االنتخابات الرئا�سية‬ ‫التي مت تنظيمها بنجاح يوم ‪ 28‬مار�س‬ ‫‪ ،2015‬م�شيد ًا بح�سن �سري العملية‬ ‫االنتخابية و�سال�ستها‪ .‬و�أ�شار �إلى �أن‬ ‫هذه االنتخابات الرئا�سية �ست�سهم يف‬ ‫تعزيز دعائم التجربة الفتية والواعدة‬ ‫يف نيجرييا‪.‬‬ ‫ومن جهة �أخرى‪� ،‬أثنى مدين على‬ ‫امل�شاركة الوا�سعة للناخبني النيجرييني‪،‬‬

‫مما يعك�س قناعتهم الرا�سخة ورغبتهم‬ ‫يف العي�ش يف �إطار احلكم الدميقراطي‪.‬‬ ‫و�أ�شاد يف هذا ال�صدد باجلهود املتميزة‬ ‫التي بذلتها اللجنة امل�ستقلة لالنتخابات‬ ‫من �أجل �إجناح العملية االنتخابية بكل‬ ‫احرتافية وم�صداقية‪.‬‬ ‫كما رحب الأمني العام بالنتائج التي‬ ‫�أعلنتها اللجنة امل�ستقلة لالنتخابات‪.‬‬ ‫وهن�أ الرئي�س املنتخب‪ ،‬ال�سيد حممد‬ ‫بوخاري‪ ،‬على نيله ثقة ال�شعب‬ ‫النيجريي‪ ،‬منا�شد ًا جميع املر�شحني‬ ‫احرتام �إرادة الناخبني النيجرييني‬

‫الذين مار�سوا حقهم االنتخابي بكل‬ ‫حرية و�شفافية‪ ،‬واملنظمة على ثقة �أنه‬ ‫�سيحر�ص على تنفيذ وعوده االنتخابية‪.‬‬ ‫على �صعيد �آخر‪ ،‬نوه الأمني العام‬ ‫مبوقف الرئي�س جودالك جوناثان‬ ‫والتزامه ب�إجراء انتخابات حرة ونزيهة‪،‬‬ ‫وبقبوله بنتائجها‪ ،‬و�أن هذا املوقف‬ ‫�سيك�سبه االحرتام والتقدير داخل‬ ‫نيجرييا وخارجها‪ ،‬و�سيدعم امل�سرية‬ ‫الدميقراطية يف نيجرييا والقارة‬ ‫الإفريقية‪.‬‬

‫حممد بوخاري‪ ،‬حام ًال �شهادته يف �أبوجا بنيجرييا‬ ‫يوم ‪� 1‬إبريل ‪�( 2015‬إي بي ايه)‬

‫مدني يرحب باالتفاق اإلطاري حول الملف النووي اإليراني‬

‫ويؤكد أهمية نزع السالح النووي من منطقة الشرق األوسط‬

‫املفو�ضة ال�سامية لالحتاد الأوروبي‪ ،‬موغرييني‪ ،‬ووزراء خارجية �إيران‪ ،‬ظريف‪،‬‬ ‫وبريطانيا هاموند‪ ،‬والواليات املتحدة‪ ،‬كريي‪ ،‬يف م�ؤمتر �صحفي بعد جولة مباحثات‬ ‫مع �إيران يف لوزان ب�سوي�سرا يوم ‪� 2‬إبريل ‪�( 2015‬إي بي ايه)‬

‫�أعرب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬يوم ‪� 4‬إبريل ‪،2015‬‬ ‫عن ترحيبه باالتفاق الإطاري الذي مت التو�صل �إليه يف مدينة لوزان ال�سوي�سرية بني‬ ‫القوى ال�ست الكربى (‪ )1+5‬واجلمهورية الإ�سالمية الإيرانية حول امللف النووي‬ ‫االيراين‪ ،‬وعرب عن �أمله يف �أن يتم التو�صل �إلى اتفاق نهائي بنا ًء على النقاط‬ ‫املرجعية واجلدول الزمني املعلن‪.‬‬ ‫و�أ�شاد الأمني العام باالتفاق‪ ،‬الذي مت التو�صل �إليه‪ ،‬باعتباره اخرتاق ًا دبلوما�سياً‬ ‫يف ملف برنامج �إيران النووي‪ ،‬م�ؤكد ًا يف الوقت نف�سه موقف منظمة التعاون‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫الإ�سالمي حول �ضرورة احرتام احلق غري القابل للت�صرف للبلدان النامية يف‬ ‫�إجراء الأبحاث حول الطاقة النووية و�إنتاجها وا�ستخدامها للأغرا�ض ال�سلمية‬ ‫دون متييز‪ ،‬ووفق ًا ملعاهدة حظر االنت�شار النووي‪.‬‬ ‫كما �أكد الأمني العام دعم منظمة التعاون الإ�سالمي �إن�شاء منطقة خالية من‬ ‫ال�سالح النووي يف ال�شرق الأو�سط ل�صون ال�سلم والأمن واال�ستقرار فيها‪ .‬وقال‬ ‫�إن �إن�شاء منطقة خالية من ال�سالح النووي يف ال�شرق الأو�سط‪� ،‬إ�ضافة �إلى مبادرة‬ ‫ال�سالم العربية‪ ،‬ي�شكالن نهج ًا متكام ًال و�شام ًال نحو جعل ال�شرق الأو�سط منطقة‬ ‫ي�سود فيها ال�سالم‪ ،‬وتنح�سر النـزاعات‪ ،‬ويتال�شى التطرف‪ .‬و�أ�ضاف الأمني العام‬ ‫�أن حتقيق ذلك يعتمد على قدرة املجتمع الدويل على �أن يح�شد �إرادة �سيا�سية‬ ‫مماثلة وقادرة على التعامل مع الرت�سانة النووية الإ�سرائيلية؛ و�إلزام �إ�سرائيل‬ ‫بال�شرعية الدولية‪.‬‬ ‫ومن جهة اخرى‪� ،‬أكد مدين موقف منظمة التعاون الإ�سالمي الداعم لنـزع ال�سالح‬ ‫النووي و�إزالة جميع �أ�سلحة الدمار ال�شامل‪ ،‬وجدد دعوته ل�ضرورة ت�سوية م�س�ألة‬ ‫االنت�شار النووي عرب الو�سائل ال�سيا�سية والدبلوما�سية‪ ،‬ويف �إطار القانون الدويل‬ ‫واملعاهدات متعددة الأطراف ذات ال�صلة‪ ،‬وميثاق الأمم املتحدة‪ ،‬باعتباره �ضرورة‬ ‫لتعزيز ال�سلم والأمن الدوليني‪.‬‬ ‫يناير ‪ -‬إبريل ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪17‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫قلق من تكرار سيناريو صيف عام ‪ 2012‬في عام ‪2015‬‬ ‫أقلية الروهينغيا على أعتاب أزمة جديدة مع فقدان حق التصويت‬ ‫يبدو �أن و�ضع �أقلية الروهينغيا امل�سلمة يف ميامنار ـ‬ ‫بورما �سابق ًا ـ‪ ،‬قد ُح�سم من باب «الأمر الواقع»‪ ،‬بينما‬ ‫دخلت نقطة حتول جديدة يوم ‪ 31‬مار�س ‪ ،2015‬قبل �أن‬ ‫يدخل �أبنا�ؤها يف ف�صول جديدة من النكران‪ .‬وتزداد‬ ‫وط�أة الأو�ضاع املرتدية لهذه الأقلية الأكرث عر�ضة‬ ‫لال�ضطهاد يف العامل �سوء ًا‪ ،‬مع حالة الفرار اجلماعي‬ ‫واملتوا�صل من خميمات النازحني يف مقاطعة �سيتوي‪،‬‬ ‫�إلى ماليزيا مرور ًا بتايلندا وبنغالدي�ش‪.‬‬ ‫حذرت عدة تقارير من احتمال ن�شوب توتر جديد‪،‬‬ ‫وبدا �أن و�ضع �أقلية الروهينغيا امل�سلمة يف جمود‪� ،‬ضمن‬ ‫ما ميكن اخلروج به من ت�صريحات املقررة اخلا�صة‬ ‫بالأمم املتحدة‪ ،‬املعنية بحالة حقوق الإن�سان يف‬ ‫ميامنار‪ ،‬يانغي يل‪ ،‬والتي �أعربت عن قلقها �إزاء الو�ضع‬ ‫يف والية راخني يف ميامنار‪ ،‬م�شرية �إلى �أن التمييز �ضد‬ ‫الأقليات العرقية والدينية عامل �آخر لت�أجيج ال�صراع‪.‬‬ ‫ويف كلمة املقررة الأممية �أمام جل�سة جمل�س حقوق‬ ‫الإن�سان املنعقدة بجنيف‪ ،‬قالت يل �إن الو�ضع يف‬ ‫والية راخني ال يزال ُي ِنذر بكارثة‪ ،‬حيث تت�سم الأجواء‬ ‫بالعداء بني املجتمعات‪ ،‬كما �أنه ال توجد حتقيقات ذات‬ ‫م�صداقية يف االنتهاكات اخلطرية حلقوق الإن�سان‬ ‫التي وقعت يف عامي ‪ 2012‬و‪ .2014‬و�أ�ضافت‪�« :‬إن‬ ‫التربير الذي قدمته احلكومة ب�ش�أن حجز امل�سلمني‬ ‫يف خميمات حلمايتهم �أمر مقلق»‪ ،‬و�أ�ضافت �أنه‬ ‫خالل زيارتها للمنطقة‪ ،‬التقت ال�سلطات املحلية‪،‬‬ ‫وقادة املجتمع املحلي وخميمات للبوذيني‪ ،‬وكذلك‬ ‫للروهينغيا‪ ،‬فيما �شاهدت القيود التمييزية امل�ستمرة‬ ‫على حرية حركة النازحني امل�سلمني‪ ،‬والتي �أثرت �أي�ض ًا‬ ‫يف التمتع باحلقوق الأ�سا�سية الأخرى»‪.‬‬ ‫و�أ�شارت يانغي يل‪� ،‬إلى �أن الأو�ضاع يف خميمات‬ ‫النازحني امل�سلمني غاية يف ال�سوء‪ ،‬كما �أن الأ�شخا�ص‬ ‫الذين التقتهم قالوا لها �إن لديهم خيارين‪� ،‬إما «البقاء‬ ‫واملوت» �أو «الرحيل بالقوارب»‪.‬‬ ‫ودعت يل املجتمع الدويل �إلى العمل اجلماعي لتح�سني‬ ‫حقوق الإن�سان يف والية راخني‪.‬‬ ‫ويف العدد ال�صادر‪ ،‬يوم ‪ 4‬مار�س ‪ 2015‬من جملة ‪The‬‬ ‫‪ ،Diplomat‬حذرت املجلة من �أن �أقلية الروهينغيا‬ ‫على �أعتاب مع�ضلة جديدة �سوف تندلع يف عام‬ ‫‪ ،2015‬مع قرار الرئي�س امليامناري‪ ،‬ثني �شني‪ ،‬يوم ‪11‬‬ ‫فرباير ‪ ،2015‬الذي ق�ضى بتحديد تاريخ ‪ 31‬مار�س‬ ‫‪18‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫جتمع لإعداد قوائم للروهينغيا للح�صول على “البطاقة البي�ضاء” يف‬ ‫خميم تكلبني لالجئني امل�سلمني يف �سيتوي ‪� 3‬إبريل ‪�( 2015‬إي بي ايه)‬

‫‪ ،2015‬النتهاء �صالحية بطاقة الـ ُهـويـة البي�ضاء‪� ،‬أو‬ ‫البطاقة امل�ؤقتة‪ ،‬التي ُو ِّزعت على �أبنائها كت�سوية م�ؤقتة‬ ‫لأو�ضاعهم املبهمة‪ .‬وا�ستعر�ضت املجلة جذور امل�شكلة‬ ‫ال�سيا�سية التي بد�أت يوم ‪ 2‬فرباير ‪ ،2015‬حني �ص ّوت‬ ‫الربملان يف بورما ـ ميامنار �سابقا ـ ل�صالح قرار يتعلق‬ ‫با�ستفتاء حول تعديالت د�ستورية‪ ،‬ت�سبب يف غ�ضب‬ ‫اليمني البوذي‪ ،‬لأن القرار يتيح حلملة البطاقات‬ ‫البي�ضاء امل�شاركة يف اال�ستفتاء املذكور‪.‬‬ ‫ُيذ َكر �أن َح َملة البطاقات البي�ضاء كانوا قد �شاركوا‬ ‫يف اال�ستفتاء الد�ستوري‪ ،‬عام ‪ ،2008‬ويف االنتخابات‬ ‫الربملانية يف عام ‪� .2010‬إ ّال �أن �أعمال العنف يف �صيف‬ ‫عام ‪ ،2012‬فتحت باب ًا للجدل حول �أحقية حاملي‬ ‫البطاقات البي�ضاء ـ التي �صدرت يف ت�سعينيات القرن‬ ‫املا�ضي‪ .‬وت�صدّر «حزب راخني الوطني»‪ ،‬اليميني حملة‬ ‫م�ساع داخلية ملنح �أقلية‬ ‫يف فرباير ‪ 2015‬لتقوي�ض‬ ‫ٍ‬ ‫الروهينغيا امتيازات حمدودة‪.‬‬ ‫و�أو�ضحت املجلة �أن دعاة الدميقراطية املخ�ضرمني يف‬ ‫ميامنار انق�سموا بني م�ؤيد ومعار�ض مل�ساعي «راخني‬ ‫الوطني»‪ ،‬وانحازت فيه الرابطة الوطنية للدميقراطية‬ ‫بزعامة �أونغ �سان �سو ت�شي‪ ،‬النا�شطة املعروفة‬ ‫مبناه�ضتها النظام الع�سكري ال�سابق‪ ،‬جلبهة اليمني‬ ‫املتطرف‪ ،‬و�أيدت طعنه �ضد قرار الربملان يوم ‪11‬‬ ‫فرباير ‪ ،2015‬وطالبت بحذف البند الذي يعيد �سريان‬ ‫البطاقات البي�ضاء يف نوفمرب املقبل‪.‬‬ ‫ور�أت املجلة �أن هذه التطورات تدفع باجتاه ترتيبات‬ ‫�سيا�سية جديدة‪ ،‬يف ظل تخبط الرئي�س �شني‪ ،‬وعجزه‬ ‫عن �إر�ضاء الأ�صوات اليمينية الداخلية الراف�ضة ملنح‬ ‫الروهينغيا املواطنة ب�شكل عام‪ ،‬والدعوات اخلارجية‬ ‫له ب�ضرورة الق�ضاء على الكراهية املتنامية �ضد الأقلية‬

‫امل�سلمة يف البالد‪ .‬و�أ�شارت املجلة �إلى �أن �سان �سو ت�شي‬ ‫كذلك جتد �صعوبة يف ت�أييد حقوق الروهينغيا‪ ،‬حيث‬ ‫ُي َعد ت�أييد امل�سلمني يف هذا البلد مبثابة انتحار �سيا�سي‪.‬‬ ‫وال تتوقف االنتهاكات عند هذا احلدّ‪ ،‬فقد دعت‬ ‫منظمة حت�صني احلقوق ‪ Fortify Rights‬النا�شطة‬ ‫يف جمال حقوق الإن�سان‪ ،‬يف والية راخني‪ ،‬ال�سلطات‬ ‫امليامنارية‪� ،‬إلى �ضرورة الإ�سراع ب�إطالق �سراح ‪5‬‬ ‫�أ�شخا�ص‪ ،‬من بينهم ثالث قيادات من �أقلية الروهينغيا‬ ‫امل�سلمة‪ ،‬كان قد جرى اعتقالهم يف وقت �سابق و�أودعوا‬ ‫�سجن يف مقاطعة �سيتوي‪ .‬وكانت حمكمة اال�ستئناف‬ ‫قد حكمت‪ ،‬يوم ‪ 27‬فرباير ‪ ،2015‬يف �سيتوي على‬ ‫القيادات الثالث بال�سجن مدة ‪� 8‬سنوات‪ ،‬بالإ�ضافة‬ ‫�إلى �أحكام تراوحت بني ‪ 7‬و‪� 5‬سنوات على البقية‪.‬‬ ‫وجاءت التهم �ضد املعتقلني على خلفية التوترات‬ ‫التي اندلعت يف عام ‪ ،2013‬حني حاولت ال�سلطات‬ ‫�إجبار �أبناء الأقلية على تعريف �أنف�سهم باعتبارهم‬ ‫بنغالدي�شيني‪ ،‬ولي�سوا من �أبناء �أقلية الروهينيغيا‪.‬‬ ‫وع ّلق املدير التنفيذي ملنظمة حت�صني احلقوق‬ ‫‪� ،Fortify Rights‬سيميث‪ ،‬على ذلك‪ ،‬ب�أن هذا‬ ‫الإجراء �أو�صل ر�سالة وا�ضحة ب�أن �أي حماولة‬ ‫للمقاومة �أو التظاهر �سوف تُقا َبل بت�صعيد انتقامي»‪.‬‬ ‫وقال �سميث �إن اخلطوة ُت َع ّد حماولة مبطنة لتقوي�ض‬ ‫الأنظمة ال�سيا�سية واالجتماعية لدى الأقلية‪ ،‬ومنوذج ًا‬ ‫لال�ضطهاد املمار�س �ضدها»‪.‬‬ ‫وا�ستعر�ضت وكالة رويرتز‪ ،‬يف تقريرها ال�صادر يوم ‪25‬‬ ‫فرباير ‪ ،2015‬معاناة الروهينغيا التي باتت منق�سمة‬ ‫بني املوجودين يف �أكواخ متهالكة يف راخني‪ ،‬والهاربني‬ ‫�إلى دول �أخرى‪ ،‬مثل تايلندا وماليزيا‪.‬‬ ‫وفتحت الوكالة ملف تهريب الب�شر احلا�صل على �ضفتي‬ ‫ميامنار وتايلندا‪ ،‬حيث يتم ا�ستغالل الذين يفرون من‬ ‫قبل املهربني‪ ،‬بينما يتم حجز الذين ي�صلون �إلى ال�ضفة‬ ‫الأخرى يف خميمات نائية مقابل فدية‪ ،‬حيث ي�صل‬ ‫ثمن احلرية الى حد ‪ 1800‬دوالر �أمريكي ‪ -‬وهي ثروة‬ ‫بالن�سبة ملعظم الروهينغيا‪.‬‬ ‫ويبدو مما �سبق �أن م�شكلة م�سلمي �أقلية الروهينغيا ال‬ ‫تزال بعيدة عن احل ّل‪ ،‬بل تدلل القراءة ال�سابقة‪ ،‬على‬ ‫احتمال تردّي ظروفها مع تعليق �أو�ضاعها �ضمن �صراع‬ ‫الأ�صوات‪ ،‬وحماولة كل منهما اال�ستفادة من حرب‬ ‫ال�سلطة‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫رابطة اآلسيان بحاجة إلى معالجة تزايد التعصب في ميانمار‬ ‫�أعرب امل�شاركون يف اجتماع الطاولة امل�ستديرة املنعقد‬ ‫يف كواالملبور مباليزيا عن قلقهم العارم جتاه التع�صب‬ ‫املتزايد يف ميامنار‪ ،‬مبا يف ذلك الت�شريعات املقرتحة‬ ‫املتعلقة بـ”حماية” العرق والدين املتعار�ضة مع‬ ‫املعايري الدولية حلقوق الإن�سان املت�ضمنة يف اتفاقيات‬ ‫الأمم املتحدة والتي تُعتبرَ ميامنار طرف ًا فيها‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إلى ا�ستمرار توجهات العنف والتمييز بحق الأقليات‬ ‫العرقية والدينية‪ ،‬مثل الروهينغيا يف �أنحاء خمتلفة‬ ‫من الدولة‪.‬‬ ‫ونظمت هيئة “هيومانتي ماليزيا” غري احلكومية‪،‬‬ ‫والتي �أ�س�سها تان �سري �سيد حامد البار‪ ،‬اجتماعات‬ ‫الطاولة امل�ستديرة‪ ،‬بالتعاون مع مركز امللك عبد اهلل‬ ‫بن عبد العزيز الدويل للحوار بني الأديان والثقافات‬ ‫و�شبكة رابطة �أمم جنوب �شرق �آ�سيا (�آ�سيان)‬ ‫البديلة ب�ش�أن بورما‪ ،‬يومي ‪ 6‬و‪� 7‬إبريل ‪ ،2015‬حتت‬ ‫مو�ضوع «الت�سامح يف دول رابطة الآ�سيان املرتكزة‬ ‫على الأفراد»‪ .‬وجمع امل�ؤمتر خمت ِلف الأطراف املعنية‬ ‫املهتمة من منطقة الآ�سيان‪ ،‬مبن فيهم �أكرث من ‪20‬‬ ‫ممث ًال ملنظمات وطنية و�إقليمية ودولية غري حكومية‪،‬‬ ‫وذلك ملناق�شة االجتاهات الرئي�سية والق�ضايا املتعلقة‬ ‫بتبادل التجارب لتعزيز ثقافة الت�سامح‪.‬‬ ‫و�أ�شار امل�شاركون �إلى �أن اجتاهات التع�صب املتزايدة‬

‫يف ميامنار �أ�سهمت يف وقوع �أزمة يف حقوق الإن�سان‬ ‫وت�سببت بعواقب �إن�سانية وخيمة‪ ،‬ف�ض ًال عن التمييز‬ ‫القائم على �أ�سا�س اجلن�س وحاالت انعدام اجلن�سية‬ ‫والتفرقة وتزايد تدفقات الالجئني وتهديدات �أخرى‬ ‫للأمن الب�شري‪ ،‬مما من �ش�أنه �أن ي�شكل حتديات‬ ‫�أمام ميامنار لالنتقال �إلى الدميقراطية و�إجراء‬ ‫االنتخابات املقبلة‪ .‬و�أو�ضح امل�شاركون يف بيان �أُلقي‬ ‫يف �آخر نقا�شات الطاولة امل�ستديرة �أن هذه االجتاهات‬ ‫تهدد اال�ستقرار الإقليمي‪ ،‬وميكن �أن ت�ؤدي �إلى تفاقم‬ ‫العنف واال�ستقطاب على طول خطوط ال�صدع الدينية‬ ‫والعرقية‪ .‬وميكن �أن تق ّو�ض هذه االجتاهات ب�شكل‬ ‫خطري عملية �إن�شاء وا�ستدامة وم�صداقية جمتمع‬ ‫الآ�سيان‪ ،‬مبا يف ذلك التكامل االقت�صادي والتنمية‬ ‫االقت�صادية الإقليمية‪.‬‬ ‫ولتحديد �سبل امل�ضي قدم ًا‪ ،‬تطرق امل�شاركون �إلى‬ ‫جمموعة من اال�سرتاتيجيات على امل�ستويات املحلية‬ ‫والإقليمية والوطنية والدولية‪ ،‬حيث مت الت�شديد على‬ ‫امل�س�ؤولية الكبرية للجهات الإقليمية الفاعلة‪ ،‬وب�صورة‬ ‫خا�صة رابطة �آ�سيان واملنظمات احلكومية الدولية‬ ‫الأخرى واملنظمات الإقليمية النا�شطة يف جمال العمل‬ ‫الإن�ساين وهيئات حقوق الإن�سان‪ ،‬وجمتمع رجال‬ ‫الأعمال والفاعلني الإقليميني يف جمال املال والأعمال‬

‫المنظمة تشارك في اجتماع‬ ‫أبيدجان اإلقليمي حول انعدام الجنسية‬ ‫�أبيدجان ـ كوت ديفوار‪:‬‬ ‫�شاركت منظمة التعاون الإ�سالمي يوم ‪ 25‬فرباير‬ ‫‪ 2015‬يف �أعمال االجتماع الوزاري يف �أبيدجان بكوت‬ ‫ديفوار حول مو�ضوع انعدام اجلن�سية‪ .‬وقد �شاركت‬ ‫يف تنظيم هذا االجتماع كل من حكومة كوت ديفوار‬ ‫واملفو�ضية ال�سامية ل�ش�ؤون الالجئني واجلماعة‬ ‫االقت�صادية لدول غرب �إفريقيا (�إيكوا�س)‪ ،‬وح�ضره‬ ‫العديد من الوزراء من بلدان اجلماعة االقت�صادية‬ ‫املذكورة‪ .‬كما �ألقى الرئي�س احل�سن واتارا كلمة يف‬ ‫اجلل�سة االفتتاحية‪.‬‬ ‫وناق�ش اجتماع �أبيدجان م�س�ألة انعدام اجلن�سية يف‬ ‫غرب �إفريقيا‪ ،‬وذلك يف �إطار اال�سرتاتيجية العاملية‬ ‫التي و�ضعتها املفو�ضية ال�سامة ل�ش�ؤون الالجئني من‬ ‫�أجل و�ضع حد لهذه امل�شكلة بحلول عام ‪.2024‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫وقد خ ُل�ص االجتماع �إلى توقيع وزراء بلدان اجلماعة‬ ‫االقت�صادية لدول غرب �إفريقيا على وثيقة �أُطلق‬ ‫عليها ا�سم «�إعالن �أبيدجان» حتدد طرق التعاون يف‬ ‫امل�ستقبل على ال�صعيدين الإقليمي و�شبه والإقليمي‬ ‫من �أجل الق�ضاء على انعدام اجلن�سية يف غرب‬ ‫�إفريقيا ويف القارة الإفريقية عموم ًا‪ ،‬وذلك وفق ًا‬ ‫للأجندة العاملية للمفو�ضية ال�سامية ل�ش�ؤون الالجئني‬ ‫بخ�صو�ص هذه امل�س�ألة‪ .‬واحتوى الإعالن على ‪25‬‬ ‫التزام ًا‪� ،‬أهمها ح�صول دول �إيكوا�س على معلومات‬ ‫واقعية حول �أ�سباب الق�ضية‪ ،‬حيث ُيقدَّر عدد عدميي‬ ‫اجلن�سية �أو الواقعني حتت تهديد الو�ضع يف املنطقة‬ ‫بنحو ‪� 750‬شخ�ص ًا يعي�شون ظرو ًفا قا�سية‪ ،‬م�ؤكد ًا‬ ‫�أهمية حماية عدميي اجلن�سية و�صيانة كرامتهم عرب‬ ‫منحهم هُ وية قانونية‪.‬‬

‫والزعماء الدينيني يف املنطقة‪ .‬و�أ�شار امل�شاركون �أي�ض ًا‬ ‫�إلى �أن بيان �آ�سيان حلقوق الإن�سان يت�ضمن حماية احلق‬ ‫يف حرية الدين‪ ،‬ومن ثم ف�إن هناك حاجة م�ستمرة �إلى‬ ‫ت�سهيل الت�شارك بني �أتباع الأديان و�إلى �إقامة احلوار‬ ‫بينهم داخل ميامنار ويف املنطقة على نطاق �أو�سع‪.‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬دعا امل�شاركون رابطة الآ�سيان �إلى‬ ‫تعزيز امل�شاركة يف حماية الأقليات العرقية والدينية‬ ‫خالل عملية االنتقال �إلى الدميقراطية يف ميامنار‪.‬‬ ‫ويف هذه الفرتة احلا�سمة يف تاريخ رابطة الآ�سيان‪،‬‬ ‫والتي يجري فيها مراجعة ميثاق الرابطة وعمليتها‪،‬‬ ‫حث امل�شاركون الرابطة على �إعادة النظر يف مبد�أ‬ ‫عدم التدخل يف �أزمات حقوق الإن�سان ذات الت�أثري يف‬ ‫ال�سالم واال�ستقرار يف املنطقة‪.‬‬ ‫و�أكد امل�شاركون التزامهم بتن�سيق اجلهود الرامية �إلى‬ ‫معاجلة جذور الأزمة املعقدة يف ميامنار‪ .‬و�شددوا على‬ ‫�أن حل �أزمة التع�صب يف ميامنار و�أجزاء �أخرى من‬ ‫منطقة الآ�سيان ُي َعـ ّد حا�سم ًا يف حتقيق وتعزيز الت�سامح‬ ‫بني �أبناء منطقة الآ�سيان املرتكز على الأفراد‪ .‬و�أعلن‬ ‫امل�شاركون التزامهم مبوا�صلة جهودهم للتو�صل �إلى‬ ‫طريقة للم�ضي قدم ًا من �أجل تكري�س ثقافة الت�سامح‬ ‫يف منطقة الآ�سيان‪.‬‬

‫ذكرى مجزرة خوجالي‬ ‫مبنا�سبة حلول الذكرى الثالثة والع�شرين للمجزرة‬ ‫التي �شهدتها بلدة خوجايل ليلة ‪ 26‬فرباير ‪،1992‬‬ ‫�أ�شاد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫ال�سيد �إياد �أمني مدين‪ ،‬بكل الذين ق�ضوا جراء تلك‬ ‫اجلرمية الب�شعة‪.‬‬ ‫و�شدد الأمني العام على �أن حادثة خوجايل كانت‬ ‫نتيجة لإقدام �أرمينيا على احتالل غري �شرعي‬ ‫لأرا�ضي �أذربيجان‪ ،‬م�شري ًا �إلى القرار ال�صادر عن‬ ‫الدورة احلادية والأربعني ملجل�س وزراء اخلارجية‬ ‫التي ُع ِقدت يف جدة باململكة العربية ال�سعودية‬ ‫عام ‪ ،2014‬والذي اعترب الأعمال املرتكبة يف حق‬ ‫ال�سكان املدنيني الأذربيجانيني داخل الأرا�ضي‬ ‫الأذربيجانية املحتلة مبثابة جرائم �ضد الإن�سانية‪.‬‬ ‫كما �أكد الأمني العام جمدد ًا دعم املنظمة‬ ‫الكامل للمبادرات واجلهود التي تبذلها جمهورية‬ ‫�أذربيجان من �أجل �إنهاء احتالل �أرا�ضيها‬ ‫وا�سرتجاع �سالمتها الإقليمية‪.‬‬ ‫يناير ‪ -‬إبريل ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪19‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫ورحل الملك عبد اهلل‬

‫شريك منظمة التعاون اإلسالمي في تحقيق التضامن اإلسالمي‬ ‫يف الثالث والع�شرين من يناير ‪ ،2015‬خ ّيم احلزن‬ ‫على العامل �أجمع برحيل القائد الف ّذ ون�صري ال�ضعفاء‬ ‫وراعي ال�سالم‪ ،‬خادم احلرمني ال�شريفني‪ ،‬امللك عبد‬ ‫اهلل بن عبد العزيز �آل �سعود ـ رحمه اهلل‪ .‬ولكن �إن‬ ‫غاب ج�سده الطاهر عنا بانتقاله �إلى الرفيق الأعلى‪،‬‬ ‫�إ ّال �أن ف�ضائل الأعمال التي بذلها �ستبقيه حي ًا ناب�ض ًا‬ ‫يف القلوب‪.‬‬ ‫ويذكر العامل الإ�سالمي وامل�سلمون يف �شتى بقاع‬ ‫الأر�ض �أبد الدهر ما قام به من تو�سعات وم�شاريع‬ ‫وجه به من �أعمال‬ ‫تاريخية للحرمني ال�شريفني وما ّ‬ ‫�إ�سالمية جليلة يف مكة املكرمة واملدينة املنورة‬ ‫وامل�شاعر املقد�سة �أ�سهمت ب�صورة جلية يف تي�سري �أداء‬ ‫منا�سك احلج والعمرة‪.‬‬ ‫وللملك الراحل مواقف جليلة مع منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪� ،‬إذ تتذكر املنظمة بامتنان كبري الدور الذي‬ ‫قام به يف خدمة الإ�سالم وامل�سلمني‪ ،‬واملتمثل ب�شكل‬ ‫�أ�سا�س يف االلتزام الدائم بدعم الق�ضايا الإ�سالمية‬ ‫يف املحافل الدولية‪ ،‬وتقدمي كل و�سائل العون املادي‪،‬‬ ‫وامل�ساعدات الإن�سانية لل�شعوب والأقليات امل�سلمة يف‬ ‫�أنحاء خمتلفة من �أرجاء املعمورة‪ .‬‬ ‫و�ش ّكل ما قدمه امللك عبد اهلل ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي حتوالت مف�صلية يف تاريخ هذه املنظمة‬ ‫العريقة اجلامعة للعامل الإ�سالمي‪ .‬وكان انعقاد القمة‬ ‫الإ�سالمية اال�ستثنائية الثالثة مبكة املكرمة يف عام‬ ‫‪ ،2005‬تلبية لدعوته ـ رحمه اهلل ـ حمطة بارزة يف‬ ‫تاريخ املنظمة‪� ،‬إذ �أ�صدرت هذه القمة لأول مرة خطة‬ ‫‪20‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫عمل متكاملة‪ُ ،‬عرفت بربنامج العمل الع�شري الذي‬ ‫�ش ّكل منطلق ًا لتج�سيد ر�ؤية جديدة تتوخى معاجلة‬ ‫امل�شاكل ال�سيا�سية واالقت�صادية واالجتماعية متعددة‬ ‫الأبعاد يف الأمة‪.‬‬ ‫وجاءت دعوة امللك الراحل �إلى عقد الدورة‬ ‫اال�ستثنائية الرابعة للقمة الإ�سالمية يف رم�ضان‬ ‫‪1433‬هـ (منت�صف �أغ�سط�س ‪2012‬م) حتت �شعار‬ ‫«قمة الت�ضامن الإ�سالمي» بجوار البيت احلرام‪،‬‬ ‫وذلك ملناق�شة �أو�ضاع الأمة الإ�سالمية املت�أزمة‪ ،‬لت�ؤكد‬ ‫حر�صه على تعزيز الت�ضامن الإ�سالمي بكل �أبعاده‪.‬‬ ‫ومن �أبرز ما متخ�ص عن تلك القمة قرار �إن�شا مركز‬ ‫للحوار بني املذاهب الإ�سالمية يكون مقره باملدينة‬ ‫املنورة‪ ،‬للو�صول �إلى كلمة �سواء ولقطع دابر الفتنة‬ ‫التي بد�أت تط ّل بر�أ�سها لتفتيت �أو�صال الأمة‪ ،‬كما‬ ‫اعتمد امل�ؤمتر ميثاق مكة املكرمة لتعزيز الت�ضامن‬ ‫الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وللملك عبد اهلل ـ رحمه اهلل ـ وقفات �إن�سانية عظيمة‬ ‫يف �شتى مناطق العامل‪ ،‬ومن بينها على �سبيل املثال‪،‬‬ ‫الدور الريادي الذي قام به �إثر كارثة ت�سونامي التي‬ ‫�ضربت �إقليم باندا �آت�شيه يف �إندوني�سيا‪ ،‬والتي تعترب‬ ‫من �أ�سو�أ الكوارث الطبيعية التي عرفتها الب�شرية‬ ‫يف الع�صر احلديث‪ ،‬حيث خ ّلفت �أكرث من ‪� 20‬ألف‬ ‫طفل يتيم فقدوا عائالتهم‪ .‬وبف�ضل دعمه ويف �إطار‬ ‫�سعي منظمة التعاون الإ�سالمي بالتعاون مع البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬مت تبني برنامج حتالف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي حلماية و�إنقاذ الأطفال �ضحايا‬

‫ت�سونامي‪ ،‬حيث جرى بوا�سطة الربنامج كفالة ع�شرة‬ ‫�آالف يتيم ملدة ‪� 15‬سنة‪ ،‬مبقدار ‪ 5400‬دوالر �أمريكي‬ ‫لكل طفل‪.‬‬ ‫كما �شهد قطاع غزة‪ ،‬الذي يعاين ح�صار ًا جائر ًا من‬ ‫قوة االحتالل‪ ،‬وقفات �إن�سانية من امللك عبد اهلل‪،‬‬ ‫منها تقدمي م�ساعدات للهالل الأحمر الفل�سطيني‬ ‫بقيمة ‪ 200‬مليون ريال مل�ساعدة ال�شعب الفل�سطيني يف‬ ‫قطاع غزة‪� ،‬إلى جانب دعم م�شاريع �إن�سانية متعددة‬ ‫هناك‪.‬‬ ‫و�شملت املواقف الإن�سانية للملك عبد اهلل عدة دول‬ ‫�إ�سالمية‪ ،‬من بينها ال�صومال ودول غرب �إفريقيا التي‬ ‫تعاين من وباء احلمى النـزيفية (�إيبوال)‪.‬‬ ‫ويف جمال مكافحة �آفة الإرهاب التي يعاين منها‬ ‫العامل �أجمع‪ ،‬كان للمك عبد اهلل مبادرات دولية‪،‬‬ ‫جاء يف مقدمتها التربع ال�سخي ملركز الأمم املتحدة‬ ‫مببلغ ‪ 100‬مليون دوالر‪ ،‬ليظهر االلتزام القوي للقيادة‬ ‫ال�سعودية �إزاء اجلهود الدولية ملحاربة الإرهاب‪ .‬كما‬ ‫تربع امللك عبد اهلل مببلغ ع�شرة ماليني دوالر جلهود‬ ‫�إفريقيا يف حماربة الإرهاب‪.‬‬ ‫ومل يغفل امللك عبد اهلل �أهمية احلوار مع الآخر‪،‬‬ ‫حيث �شهد �شهر نوفمرب ‪ ،2012‬حدث ًا مهم ًا يف هذا‬ ‫الإطار متثل يف افتتاح مركز امللك عبد اهلل بن عبد‬ ‫العزيز العاملي للحوار بني �أتباع الأديان والثقافات يف‬ ‫العا�صمة النم�ساوية فيينا‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫مدني يؤكد أمام القمة أن وحدة العالم العربي وتماسكه قوة لألمة اإلسالمية‬

‫إعالن شرم الشيخ‪ :‬القادة العرب يش ّددون على‬ ‫أهمية صيانة األمن القومي وإنشاء قوة مشتركة‬

‫الرئي�س امل�صري‪ ،‬عبد الفتاح ال�سي�سي‪ ،‬مرتئ�س ًا �أعمال القمة العربية يف �شرم ال�شيخ يوم ‪ 28‬مار�س ‪�( 2015‬إي بي ايه)‬

‫�شرم ال�شيخ ـ جمهورية م�صر العربية‪:‬‬ ‫ت�ضمن الإعالن ال�صادر عن الدورة ال�ساد�سة والع�شرين للقمة العربية التي‬ ‫ا�ست�ضافتها مدينة �شرم ال�شيخ بجمهورية م�صر العربية يومي ‪ 28‬و‪ 29‬مار�س‬ ‫‪ ،2015‬ت�أكيد القادة العرب مفهوم الأمن القومي العربي الذي ين�صرف �إلى معناه‬ ‫ال�شامل‪ ،‬وب�أبعاده ال�سيا�سية والع�سكرية واالقت�صادية واالجتماعية من حيث قدرة‬ ‫الدول العربية على الدفاع عن نف�سها وحقوقها و�صيانة ا�ستقاللها و�سيادتها و�سالمة‬ ‫�أرا�ضيها‪.‬‬ ‫كما �أكد �إعالن القمة التي انعقدت حتت �شعار “�صيانة الأمن القومي العربي يف‬ ‫مواجهة التحديات الراهنة” �أن ما يجمع الدول العربية عند البحث عن �إجابات‬ ‫عن الأ�سئلة الرئي�سية املتعلقة بالق�ضايا امل�صريية هو �أكرب كثري ًا مما يف ّرقها‪ ،‬وثـ ّمـن‬ ‫اجلهود العربية نحو توطيد العالقات البينية وتنقية الأجواء‪.‬‬ ‫وتعهد القادة العرب بالعمل على حتقيق �إرادة ال�شعوب العربية يف العي�ش الكرمي‪،‬‬ ‫وامل�ضي قدم ًا يف م�سرية التطوير والتنوير وتر�سيخ حقوق املواطنة و�صون احلريات‬ ‫والكرامة الإن�سانية وحقوق املر�أة العربية وحتقيق العدالة االجتماعية وجودة التعليم‪.‬‬ ‫ودعا الإعالن املجتمع الدويل �إلى دعم اجلهود العربية يف مكافحة الإرهاب واتخاذ‬ ‫كل الإجراءات الالزمة لتجفيف منابع متويله للحيلولة دون توفري املالذ الآمن‬ ‫للعنا�صر الإرهابية‪ ،‬كما دعا جميع امل�ؤ�س�سات الدينية الر�سمية يف العامل العربي �إلى‬ ‫تكثيف اجلهود والتعاون فيما بينها نحو الت�صدي للأفكار الظالمية‪.‬‬ ‫كما تعهد القادة العرب ببذل كل جهد ممكن‪ ،‬والوقوف �صف ًا واحد ًا حائ ًال دون بلوغ‬ ‫بع�ض الأطراف اخلارجية م�آربها يف ت�أجيج نار الفتنة والفرقة واالنق�سام يف بع�ض‬ ‫الدول العربية والنظر يف اتخاذ التدابري الوقائية والدفاعية ل�صيانة الأمن القومي‬ ‫العربي يف مواجهة التحديات الراهنة مع االحتفاظ بكل اخليارات املتاحة‪ ،‬مبا يف‬ ‫ذلك اتخاذ الالزم نحو تن�سيق اجلهود واخلطط لإن�شاء قوة عربية م�شرتكة‪.‬‬ ‫وقد �أكد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬يف كلمته التي‬ ‫�ألقاها يف افتتاح القمة‪� ،‬أن منظمة التعاون الإ�سالمي تنظر للقمم العربية بكثري‬ ‫من الرتقب‪ ،‬وتع ّلق عليها كبار الآمال‪ ،‬م�ضيف ًا �أن املنظمة ترى يف وحدة العامل‬ ‫العربي‪ ،‬ومتا�سكه قوة للأمة الإ�سالمية على امتداد �أرجائها‪ ،‬كما �أكد �أن املنظمة‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫بدولها الأع�ضاء ال�سبع واخلم�سني ت�شكل العمق اال�سرتاتيجي للعامل العربي �أي ًا كانت‬ ‫�أقطاره‪ .‬واعترب �أن هذا الن�سيج والتكامل والتداخل يتجلى يف التحديات امل�شرتكة؛‬ ‫كما يظهر �أي�ض ًا يف �آفاق التعاون الرحبة‪ ،‬الفت ًا �إلى �أن التفتّت املذهبي وخطاب‬ ‫التطرف رمبا يكونان من �أهم تلك التحديات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫و�أو�ضح مدين �أنه �إن �أردنا �أن نبحث عن جذور لالقتتال املذهبي‪ ،‬فلن جندها �إال عند‬ ‫من يرى يف املذهب �أداة لفر�ض النفوذ‪ ،‬وو�سيلة لب�سط ال�سيطرة‪ ،‬وطريق ًا للتو�سع‬ ‫والهيمنة؛ و�آن لنا �أن نف�صح عن ه�ؤالء ونت�صدى لهم‪.‬‬ ‫و�شدّد الأمني العام على �أن خطاب التطرف هو نتاج �سياقه ال�سيا�سي‪ ،‬وتربته‬ ‫املجتمعية‪ ،‬وبيئته االقت�صادية‪ ،‬ونكو�صه التا ّم عن الإ�سالم عقيدة و�شريعة ومقا�صد‪،‬‬ ‫واخرتاقه من خارجه خلدمة �أجندات �سيا�سية تف ّرق لت�سود‪ ،‬وت�ضعف لتبقى‪ .‬وفهم‬ ‫ذلك كله هو املدخل لتفكيك خطاب التطرف ومواجهته ودحره‪.‬‬ ‫ويف مو�ضوع القد�س وفل�سطني‪ ،‬قال مدين‪�“ :‬إن منظمة التعاون الإ�سالمي حا�ضرة‪،‬‬ ‫بجانب �إخواننا يف فل�سطني املحتلة وهم يواجهون احتالل نظام عن�صري “�آبرتايد”‪.‬‬ ‫والعمل يجري لعقد قمة �إ�سالمية ا�ستثنائية حول فل�سطني وما يحيق ب�أهلنا هناك‪،‬‬ ‫وما يتعر�ض له امل�سجد الأق�صى من امتهان؛ والطريق امل�سدود الذي و�صلت �إليه‬ ‫م�سرية �أكرث من ع�شرين �سنة من املفاو�ضات؛ وحول العودة للتفاو�ض على �أ�سا�س‬ ‫مبادرة ال�سالم العربية‪ ،‬واملطلب الفل�سطيني ب�أجندة حمدّدة يف �إطار زمني حمدد؛‬ ‫و�أي�ض ًا للخروج من ربقة الو�سيط الوحيد‪ ،‬الذي يكاد يكون طرف ًا ال و�سيط ًا‪� ،‬إلى‬ ‫و�ساطة �أو�سع‪ ،‬مت ّثلها اللجنة الرباعية بقيادة جديدة”‪.‬‬ ‫وا�ستعر�ض الأمني العام يف كلمته �أمام القمة العربية �أبرز الن�شاطات التي تقوم بها‬ ‫املنظمة ملعاجلة بع�ض الق�ضايا والأزمات التي يعانيها العامل الإ�سالمي‪ ،‬حيث �أكد‬ ‫�أن املنظمة تتحرك ب�صورة جادّة وم�ؤثرة يف مواجهة الق�ضايا املاثلة يف ال�صومال‪،‬‬ ‫وال�ساحل الإفريقي‪ ،‬و�شمال مايل‪ ،‬وجمهورية �إفريقيا الو�سطى‪ ،‬كما تعمل بد�أب من‬ ‫�أجل حقوق �أقلية الروهينغيا يف ميامنار‪ ،‬وك�شمري‪ ،‬وناغورنو كاراباخ ب�أذربيجان‪،‬‬ ‫مربز ًا دعم املنظمة لدور اجلامعة العربية يف �سوريا وليبيا؛ كما �أنها تدفع نحو وحدة‬ ‫ّ‬ ‫ال�صف يف العراق و�أفغان�ستان‪ ،‬وتعلن بو�ضوح ت�أييدها ودعمها للخطوة التي اتخذتها‬ ‫الدول الداعمة لل�شرعية الد�ستورية يف اليمن‪.‬‬ ‫ويف هذا ال�صدد‪� ،‬أكد الأمني العام �أن املنظمة تن�شط يف مواجهة الأزمات‪ ،‬بتحليلها‬ ‫وفهمها وتفكيكها والت�صدي لها‪ ،‬الفت ًا �إلى ما تقوم به املنظمة يف جماالت الن�شاط‬ ‫االقت�صادي‪ ،‬والتعليم‪ ،‬واحلراك الثقايف‪ ،‬والتكامل العلمي والتقني‪ ،‬ومتكني املر�أة‪،‬‬ ‫وااللتفات لل�شباب‪ ،‬والوقوف بجوار الفئات امله ّم�شة‪ ،‬واالنفتاح على املجتمع املدين‪،‬‬ ‫على �أ�س�س ا�سرتاتيجية متينة تبث روح الأمل‪ ،‬وتر�سي الثقة يف م�ستقبل واعد مب�شيئة‬ ‫اهلل‪ .‬و�أو�ضح �أن املنظمة ت�شارك بقية الأمم يف ذلك بندّية وقدرة وثقة‪ ،‬يف �صنع‬ ‫م�ستقبل العامل‪ ،‬باقت�صاده وتقنياته و�إنتاجيته‪ ،‬وحتقيق احتماالت التقدم واالبتكار‬ ‫يف علومه ونظرياته‪.‬‬ ‫جدير بالذكر �أنه مت خالل اجلل�سة اخلتامية تالوة الر�سائل املوجهة للقمة‪ ،‬كما‬ ‫�أعلنت اململكة املغربية ا�ست�ضافتها للقمة العربية املقبلة ال�سابعة والع�شرين‪.‬‬ ‫يناير ‪ -‬إبريل ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪21‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫شارلي إيبدو‪:‬‬ ‫حرية التعبير‬ ‫أم حرية اإلهانة؟‬ ‫فيما بدا كمطلع عادي لل�سنة امليالدية اجلديدة‪ ،‬قادت املجريات يف مكاتب ال�صحيفة‬ ‫الفرن�سية ال�ساخرة يف باري�س �إلى اندالع �سل�سلة من الأحداث التي �أثارت ت�صاعد ًا يف‬ ‫موجة من الإ�سالموفوبيا يف �أنحاء الغرب �أدانتها منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ولل�صحيفة الفرن�سية ال�ساخرة �شاريل �إيبدو تاريخ طويل مليء ب�إهانة امل�سلمني‬ ‫و�إثارة غ�ضبهم‪ ،‬وال�سيما بر�سوم الكاريكاتري ّ‬ ‫الفظة وال�صريحة عن النبي الكرمي‬ ‫حممد �صلى اهلل عليه و�سلم‪ .‬ففي عام ‪ ،2012‬ن�شرت هذه ال�صحيفة كاريكاتري ًا‬ ‫ج�سدت فيه النبي فيه عاري ًا م�ستلقي ًا‪ .‬وكان طاقم املجلة حتت التهديد لعدة �سنوات‪،‬‬ ‫لكن الأمور بلغت ذروتها يف ال�سابع من يناير عندما اقتحم رجالن م�سلحان‪ ،‬هما‬ ‫�شريف و�سعيد كوا�شي‪ ،‬مكتب ال�صحيفة يف باري�س مطلقني الر�صا�ص‪ ،‬مما �أودى‬ ‫بحياة ‪� 11‬شخ�ص ًا‪ ،‬من بينهم �ضابط �شرطة م�سلم‪� ،‬إ�ضافة �إلى �إ�صابة ‪� 12‬آخرين‪.‬‬ ‫و�أ�شعلت عمليات �إطالق النار فتيل �سل�سة من حوادث الإ�سالموفوبيا يف القارة‬ ‫الأوروبية والواليات املتحدة‪ ،‬تاركة الأقليات امل�سلمة يف حالة من الوهن‪.‬‬ ‫وبالرغم من �أن امل�س ّل َحينْ متكنا من الفرار ‪ ،‬وهما �أخوان من �أ�صل جزائري ومن‬ ‫�أتباع القاعدة يف اليمن‪ ،‬ف�إنهما ُقتال خالل تبادل لإطالق النار مع عنا�صر ال�شرطة‬ ‫يف التا�سع من يناير يف مقر املطبعة‪ ،‬حيث كانا يحتجزان رهينة‪ .‬وكان رجل م�سلح‬ ‫ثالث‪ُ ،‬يدعى �آمادي كوليبايل‪ ،‬لي�س له عالقة بالهجمات على �شاريل �إيبدو‪ ،‬ولكنه‬ ‫كان داعم ًا للأخوين كوا�شي‪ ،‬قد قتل �شرطية يف مكان �آخر يف باري�س‪ ،‬واحتجز‬ ‫رهائن يف جممع جتاري يهودي يف املدينة‪ ،‬ولكن عنا�صر ال�شرطة متكنت من قتله‬ ‫بعد ذلك‪.‬‬

‫تاريخ �شاريل �إيبدو حافل بالإ�ساءة للم�سلمني و�إثارة غ�ضبهم‬

‫متنع التعاليم الإ�سالمية جت�سيد الر�سول عليه ال�صالة وال�سالم بالر�سومات‪،‬‬ ‫وحاولت جمموعات فرن�سية دون جدوى مقا�ضاة ال�صحيفة يف عام ‪ 2007‬لن�شرها‬ ‫عدد ًا من الر�سوم الدمناركية الكرتونية عن الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم‪ .‬كذلك‬ ‫ظهرت ال�صحيفة م�ؤقت ًا على �أك�شاك اجلرائد با�سم خمتلف‪ ،‬وهو «�شريعة �إيبدو» يف‬ ‫و�ص ّور فيها الر�سول الكرمي ب�أنف حمم ّر‪ ،‬معل ًقا «لك ‪ 100‬جلدة‬ ‫تالعب بكلمة �شريعة‪ُ ،‬‬ ‫�إن مل ت�ضحك»‪ ،‬وقد هوجم مكتب ال�صحيفة بقنابل حارقة يف اليوم التايل‪.‬‬ ‫وا�ستنكرت منظمة التعاون الإ�سالمي الهجمات فور حدوثها‪ .‬ويف ر�سالة �إلى وزير‬ ‫اخلارجية الفرن�سي‪� ،‬أدان الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪،‬‬ ‫عمليات القتل‪ ،‬و�أعرب عن الت�ضامن مع فرن�سا و�شعبها‪ .‬و�أ�ضاف كذلك �إدانته‬ ‫لأ�شكال الإرهاب كافة‪ ،‬و�أكد احلاجة �إلى مزيد من العمل ملكافحة الإرهاب‪ ،‬وعرب‬ ‫عن ذلك متحدث با�سم مر�صد الإ�سالموفوبيا يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وبعدما قتل الرجالن امل�سلحان‪ ،‬خرجت تظاهرات يف �أنحاء فرن�سا ويف مدن رئي�سية‬ ‫يف الغرب‪ ،‬و�ساد ال�شعار «�أنا �شاريل» كرمز متعارف للت�ضامن يف وجه الهجمات التي‬ ‫اعتُربت ا�ستهداف ًا حلرية التعبري‪.‬‬ ‫وبالرغم من �إدانة منظمة التعاون الإ�سالمي والدول الإ�سالمية لعمليات القتل ومن‬ ‫�إ�شارة احلكومة الفرن�سية �إلى �أن امل�سلحني ال ميثلون الإ�سالم وامل�سلمني‪ ،‬ف�إن الطاقم‬ ‫‪22‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫�ضابط �شرطة يحر�س مدخل م�سجد باري�س الكبري بفرن�سا يوم ‪ 13‬يناير ‪2015‬‬ ‫ب�سبب زيادة الأعمال املعادية للم�سلمني يف �أعقاب الهجوم على مقر �صحيفة �شاريل �إيبدو (�إي بي ايه)‬

‫املبتقي يف �شاريل �إيبدو ن�شر ر�سوم ًا كاريكاتريية عن الر�سول حممد �صلى اهلل عليه‬ ‫و�سلم بعد �أ�سبوع‪ُ .‬‬ ‫وطبع من ذلك العدد ما يقارب ‪ 7.95‬مليون ن�سخة و ُن�شر ب�ست‬ ‫لغات خمتلفة‪ ،‬وهو تباين ملحوظ لعدد الن�سخ املطبوعة يف الو�ضع الطبيعي‪ ،‬وهو ‪60‬‬ ‫�ألف ن�سخة‪ .‬وظهر يف الغالف جت�سيد للر�سول الكرمي �صلى اهلل عليه و�سلم حام ًال‬ ‫الفتة «�أنا �شاريل»‪ ،‬بتعليق م�صاحب �أ�سفلها «كل ما جرى مغفور»‪.‬‬ ‫وو�صفت الهيئة امل�ستقلة الدائمة حلقوق الإن�سان التابعة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫العدد ب�أنه يحمل الع�صبية واالمتهان وعدم مراعاة م�شاعر امل�سلمني يف �أرجاء‬ ‫املعمورة‪ .‬و�أو�ضحت كذلك �أن الر�سوم (فاقمت بزيادة اجلدل القائم حول حدود‬ ‫حرية التعبري‪ ،‬بتحويل ما ُي�سمى «احلق يف الإهانة» �إلى «وجوب الإهانة»)‪ .‬وزاد الطني‬ ‫ب ّلة تناق�ض ال�صحيفة‪ ،‬ففي حني انخرطت جملة �شاريل �إيبدو ب�شدة يف حمالت‬ ‫الإ�سالموفوبيا؛ �أقالت يف عام ‪ 2008‬ر�سام كاريكاتري ب�سبب معاداة ال�سامية‪.‬‬ ‫كذلك �أدان الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد مدين‪ ،‬الر�سم الكرتوين‬ ‫الأخري للر�سول �صبى اهلل عليه و�سلم‪ ،‬وو�صفه بـ»الوقاحة واجلهل واحلماقة»‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪« :‬يجب �أ ّال تتحول حرية التعبري �إلى خطاب كراهية و�أال ت�سيء للأخرين‪� .‬أي‬ ‫�إن�سان عاقل‪ّ ،‬‬ ‫بغ�ض النظر عن مذهبه �أو دينه �أو عقيدته‪ ،‬ال يقبل �أن تتعر�ض مبادئه‬ ‫لل�سخرية»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�أ�ضاف �أن املنظمة تعتزم اتخاذ �إجراء قانوين بحق ال�صحيفة‪ ،‬و�أردف قائال‪�« :‬إن‬ ‫�سمح القانون الفرن�سي لنا باتخاذ �إجراءات قانونية بحق �شاريل �إيبدو‪ ،‬ف�إن منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي لن ترتدّد يف �إقامة دعوى على املجلة الفرن�سية»‪.‬‬ ‫ونا�شدت الهيئة امل�ستقلة الدائمة حلقوق الإن�سان التابعة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫امل�سلمني يف �أنحاء العامل موا�صلة التحلي ب�ضبط النف�س‪ ،‬و�أعربت عن الأمل‪ ،‬ب�أنه‬ ‫مت�شي ًا مع القرار رقم ‪ 18/16‬ملجل�س حقوق الإن�سان التابع للأمم املتحدة �أن يطرح‬ ‫املجل�س الدويل خطاب ًا يف مواجهة الر�سوم الكاريكاتورية‪.‬‬ ‫ويف الأ�سابيع التي تلت الهجمات‪ ،‬واجه امل�سلمون يف فرن�سا ارتفاع ًا غري م�سبوق‬ ‫للإ�سالموفوبيا‪ ،‬حيث مت الهجوم على عدد من امل�ساجد‪ ،‬وانفجرت قنبلة يف حمل‬ ‫لبيع الكباب يف فرن�سا‪.‬‬ ‫وقال رئي�س مر�صد مكافحة الإ�سالموفوبيا يف فرن�سا‪ ،‬عبد اهلل زكري‪« :‬و�صلت �أعمال‬ ‫الإ�سالموفوبيا �إلى ذروتها وعلى نحو غري م�سبوق �ضد الفرن�سيني والدين الإ�سالمي»‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪« :‬هذه �أول مرة تُلقى فيها القنابل اليدوية‪� ،‬أو يتم فيها ت�سجيل طلقات‬ ‫نارية»‪ ،‬و�أ�ضاف �أن «الطبقة ال�سيا�سية يف فرن�سا مل تنتقد هذه الأفعال ال�شنيعة»‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫المنظمة‬

‫أخبار‬

‫القيادة العراقية ترحب بدور منظمة التعاون اإلسالمي في إبراز رسالة االعتدال‬

‫مدني يزور بغداد والنجف وأربيل ويعرض مقترح مكة ـ ‪2‬‬

‫بغداد ـ جمهورية العراق‪:‬‬ ‫جنحت جولة الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫يف مدن العراق‪ ،‬بح�صد ت�أييد ر�سمي و�شعبي ملبادرة‬ ‫املنظمة الهادفة �إلى ا�ستكمال وثيقة مكة ـ ‪ ،1‬عرب‬ ‫العمل على بدء مبادرة جديدة؛ مكة ـ ‪ .2‬و�أجمعت‬ ‫القيادة العراقية على ثقتها بالدور الذي ت�ضطلع به‬ ‫املنظمة لإيجاد خمرج من �أزمة البالد احلالية‪ ،‬ورحبت‬ ‫مب�ساعيها للبناء على وثيقة مكة لعام ‪ ،0062‬لدعم‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫عملية امل�صاحلة بني العراقيني التي تنتهجها احلكومة‬ ‫العراقية‪.‬‬ ‫و�أكدت قيادات عراقية خمتلفة �أهمية زيارة الأمني‬ ‫العام للمنظمة‪� ،‬إياد �أمني مدين‪� ،‬إلى العراق‪ ،‬الذي‬ ‫عر�ض ت�صوره ملقرتح املنظمة خالل ا�ستقبال ال�سيد‬ ‫ف�ؤاد مع�صوم‪ ،‬رئي�س اجلمهورية العراقية له يف‬ ‫ق�صر ال�سالم يف بغداد يف زيارة بد�أت يوم ‪ 13‬يناير‪،‬‬ ‫وا�ستمرت حتى ‪ 15‬يناير ‪.2015‬‬ ‫و�أكد مع�صوم �أن زيارة مدين جاءت يف وقتها‪� ،‬إذ‬ ‫يواجه العراق هجمات �إرهابية‪ ،‬داعي ًا املنظمة حل�شد‬ ‫جهود دولها الأع�ضاء‪ ،‬وم�ؤ�س�ساتها بغية الت�صدي لهذه‬ ‫الظاهرة‪.‬‬ ‫و�أعرب مدين‪ ،‬بدوره‪ ،‬عن ت�أييده لر�ؤية الرئي�س‬ ‫العراقي‪ ،‬م�ؤكد ًا �أنها من �أولويات املنظمة‪ ،‬وم�شدد ًا على‬ ‫�أن الزيارة تهدف لالطالع على ر�ؤية القيادة العراقية‪،‬‬ ‫وت�صورها للحلول املمكنة من �أجل الت�صدي للتحديات‬ ‫التي يواجهها العامل الإ�سالمي‪ ،‬مثل التطرف والغلو‪،‬‬ ‫واالقتتال املذهبي‪� ،‬إ�ضافة �إلى ظاهرة كراهية الإ�سالم‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن املنظمة تعمل فعلي ًا على تفعيل حوار الأديان‬ ‫والثقافات‪ ،‬عرب عدة منابر بادرت بها الدول الأع�ضاء‪،‬‬ ‫مثل مركز التقريب بني املذاهب الذي �أقرته قمة مكة‬ ‫اال�ستثنائية يف عام ‪ ،2012‬والذي من املقرر �أن تكون‬ ‫املدينة املن ّورة مقر ًا له‪.‬‬ ‫من جهة ثانية‪ ،‬التقى الأمني العام للمنظمة‪ ،‬بال�سيد‬ ‫�أ�سامة النجيفي‪ ،‬نائب الرئي�س العراقي‪ ،‬ود‪� .‬سليم‬ ‫اجلبوري‪ ،‬رئي�س جمل�س النواب العراقي‪ ،‬ورئي�س‬ ‫جمل�س الوزراء‪ ،‬ال�سيد حيدر العبادي‪.‬‬ ‫كما �شملت الزيارة لقا ًء مع نائب رئي�س اجلمهورية‪،‬‬ ‫ال�سيد �إياد عالوي‪ .‬ويف اجتماع مع وزير اخلارجية‬ ‫العراقي‪ ،‬الدكتور �إبراهيم اجلعفري‪� ،‬شدّد الأمني العام‬ ‫على تطلع املنظمة �إلى عراق قوي وموحد ومنفتح‪ ،‬بحيث‬ ‫ي�شكل ركيزة من ركائز العمل الإ�سالمي امل�شرتك‪.‬‬ ‫وكان مدين قد توجه �إلى �أربيل‪ ،‬حيث التقى رئي�س �إقليم‬ ‫كرد�ستان العراق‪ ،‬م�سعود البارزاين‪ .‬وبحث اجلانبان‬ ‫التعاون الثنائي‪ ،‬والو�ضع الراهن يف العراق‪ ،‬يف ظل‬ ‫الأحداث الإرهابية التي ت�شهدها عدة مناطق من هذا‬ ‫البلد‪.‬‬ ‫و�أو�ضح الأمني العام‪ ،‬بدوره‪ ،‬للرئي�س البارزاين‬ ‫ا�ستعداد املنظمة لتقدمي املزيد من الإعانة للإقليم‪،‬‬ ‫يف ظل الأزمة الإن�سانية التي يعي�شها �أكرث من مليون‬

‫ون�صف املليون الجئ ونازح من داخل وخارج العراق‪.‬‬ ‫من جهة ثانية‪ ،‬التقى الأمني العام للمنظمة‪ ،‬بدولة‬ ‫ال�سيد ناجريفان بارزاين‪ ،‬رئي�س الوزراء يف حكومة‬ ‫�إقليم كرد�ستان العراق‪ ،‬وبحث معه �أوجه التعاون‬ ‫والتن�سيق‪ ،‬وبخا�صة يف ما يتعلق بالو�ضع الراهن‪ ،‬و�سبل‬ ‫تخفيف حدّة الأزمة الإن�سانية التي يعي�شها الإقليم‪.‬‬ ‫وعلى هام�ش زيارة الأمني العام �إلى �أربيل‪ ،‬التقى مدين‬ ‫مع النائب عن الطائفة الإيزيدية يف برملان كرد�ستان‬ ‫العراق‪� ،‬شيخ �شامو نامو‪ ،‬الذي قدم للأمني العام �شرح ًا‬ ‫عن الأو�ضاع امل�ؤ�سفة التي تعي�شها الطائفة الإيزيدية‬ ‫يف العراق جراء التطورات التي متر بها البالد‪ .‬وجدد‬ ‫مدين يف اللقاء تعاطف املنظمة مع الطائفة الإيزيدية‪.‬‬ ‫كما التقى الأمني العام �أثناء زيارته ب�سماحة علي‬ ‫ال�سي�ستاين‪ ،‬يف النجف‪ ،‬حيث ا�ستمع لإي�ضاحاته حول‬ ‫الأو�ضاع يف العراق الذي �أكد �أهمية التفاهم والتعاي�ش‬ ‫وعدم التفرقة باعتبار امل�سلمني �أمة واحدة‪ ،‬و�أن عليهم‬ ‫�أن يتوحدوا‪ ،‬ويكونوا �صف ًا واحد ًا‪ ،‬ف�ض ًال عن �ضرورة‬ ‫العمل على ل ّـم �شمل امل�سلمني هناك‪ ،‬وت�أكيد دور‬ ‫املنظمة للدفع باجتاه تقريب املواقف بني املكونات‬ ‫العراقية املختلفة‪.‬‬ ‫و�أجرى مدين حلظة و�صوله �إلى بغداد جملة من‬ ‫اللقاءات �شملت عدد ًا من الرموز الدينية العراقية‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى املمثل اخلا�ص للأمني العام للأمم املتحدة‬ ‫يف العراق‪ ،‬حيث التقى غبطة بطريرك بابل والكلدان‪،‬‬ ‫لوي�س روفائيل �ساكو‪ ،‬يف مقر البطرياركية يف بغداد‪.‬‬ ‫وجدد مدين يف اللقاء رف�ض املنظمة لأي اعتداء �أو‬ ‫ا�ضطهاد يطال امل�سيحيني‪ ،‬م�شدد ًا على �أنهم ُي َعدّون‬ ‫مكون ًا �أ�سا�سي ًا يف العراق‪ ،‬ويجب عدم امل�سا�س به‪.‬‬ ‫والتقى الأمني العام يف خ�ضم زيارته التي ا�ستغرقت‬ ‫ثالثة �أيام بال�سيد نيكوالي مالدينوف‪ ،‬املمثل اخلا�ص‬ ‫للأمني العام للأمم املتحدة‪ ،‬بان كي مون‪ ،‬يف العراق‬ ‫يف ذلك الوقت‪ ،‬حيث �أجمع اجلانبان على �أهمية عمل‬ ‫املنظمة يف املجاالت الإن�سانية يف العراق‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إلى دورها الذي ت�ضطلع به يف �إبراز ودعم الو�سطية‬ ‫واالعتدال يف وجه الغلو والتطرف‪.‬‬ ‫وا�ستمع الأمني العام يف لقائه مع �سماحة ال�شيخ‪،‬‬ ‫حممود ال�صميدعي‪ ،‬رئي�س الوقف ال�سني بالعراق‪،‬‬ ‫و�سماحة ال�شيخ �صالح احليدري‪ ،‬رئي�س الوقف ال�شيعي‪،‬‬ ‫ل�شرح مف�صل للأو�ضاع احلالية يف البالد‪.‬‬ ‫يناير ‪ -‬إبريل ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪23‬‬


‫أخبار‬

‫المنظمة‬ ‫السفير عالم يؤكد في محاضرة له بمسقط‬

‫أن منظمة التعاون اإلسالمي هي البيت الجامع لألمة‬

‫ال�سفري عبد اهلل عامل‬

‫م�سقط ـ �سلطنة ُعمان‪:‬‬ ‫�أكد الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون ال�سيا�سية يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سفري عبد اهلل عبد الرحمن‬ ‫عامل‪� ،‬أن العامل الإ�سالمي يعي�ش يف غمار خما�ض‬ ‫�سيا�سي واجتماعي واقت�صادي بالغ ال�صعوبة َندَ ر �أن‬ ‫م ّر به من قبل‪ ،‬حيث تكالبت عليه قوى خارجية عديدة‪،‬‬ ‫و�أو�ضاع داخلية �أنهكت قواه‪ ،‬وا�ستنفدت قدراته على‬ ‫مواجهة حتديات الع�صر‪ ،‬واحلفاظ على �أمن العامل‬ ‫الإ�سالمي و�سالمة �أرا�ضيه ووحدته يف جماالت كثرية‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف ال�سفري عامل‪ ،‬يف حما�ضرته التي �ألقاها يوم‬ ‫‪ 25‬فرباير ‪ ،2015‬يف مقر كلية الدفاع الوطني يف‬ ‫العا�صمة العمانية‪ ،‬م�سقط‪ ،‬وكانت بعنوان «منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي بني �سمو الأدوار وحتديات الواقع»‪،‬‬

‫�أنه يكفي املرء �أن ي�ستعر�ض ما ينتابنا من �أمل وح�سرة‬ ‫و�شعور بالعجز‪ ،‬ونحن ننظر �إلى الق�ضية الفل�سطينية‪،‬‬ ‫ق�ضية العامل الإ�سالمي املركزية‪ ،‬وتداعياتها املتوا�صلة‬ ‫دون �أن نحقق طموحات ال�شعب الفل�سطيني يف �إقامة‬ ‫دولته امل�ستقلة وعا�صمتها القد�س‪ ،‬بالرغم مما تقوم‬ ‫به منظمتنا من جهد كبري على كل الأ�صعدة العاملية‬ ‫والدولية وغريها‪ ،‬حيث �أثمرت هذه اجلهود يف اعرتاف‬ ‫العديد من الدول الأوروبية بدولة فل�سطني‪ .‬كما يقوم‬ ‫الأمني العام هذه الأيام بجولة على ر�أ�س وفد وزاري‬ ‫�إلى عدة عوا�صم عاملية حل�شد الدعم لقيام الدولة‬ ‫الفل�سطينية‪ ،‬كما �سبق له �أن زار القد�س‪ ،‬وذلك لدعم‬ ‫املقد�سيني يف ظل االعتداءات الإ�سرائيلية املتكررة على‬ ‫امل�سجد الأق�صى و�سيا�ستها الرامية �إلى تهويد مدينة‬ ‫القد�س‪.‬‬ ‫وقال ال�سفري عامل يف معر�ض حديث عن منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪“ :‬البد لنا �أن ن�ست�صحب مع ًا تاريخ‬ ‫ن�ش�أة هذه املنظمة التي �أ�صبحت بدولها الأع�ضاء ال�سبع‬ ‫واخلم�سني من �إفريقيا‪ ،‬و�آ�سيا‪ ،‬والعامل العربي‪ ،‬و�أوروبا‬ ‫ودولتني من منطقة الكاريبي‪ ،‬مبثابة البيت الإ�سالمي‬ ‫اجلامع لل�شعوب الإ�سالمية‪� ،‬إلى جانب خم�س دول‬ ‫مراقبة‪ ،‬هي‪ :‬رو�سيا وتايلندا‪ ،‬و�إفريقيا الو�سطى‪،‬‬ ‫والبو�سنة والهر�سك‪ ،‬ودولة قرب�ص الرتكية”‪.‬‬

‫و�أو�ضح الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون ال�سيا�سية‬ ‫ن�شئت ا�ستجابة للظروف والأو�ضاع‬ ‫�أن املنظمة �أُ ِ‬ ‫االجتماعية وال�سيا�سية للأمة الإ�سالمية‪ ،‬حيث ُعقِدَ ت‬ ‫اجتماعات ولقاءات منذ ع�شرينيات القرن املا�ضي‪،‬‬ ‫وتطورت تلك االجتماعات واللقاءات حتى �أثمرت‬ ‫يف النهاية قيام منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي (منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي حالي ًا) يف عام ‪ ،1969‬بعد �إقدام‬ ‫�إرهابي �صهيوين يف احلادي والع�شرين من �أغ�سط�س‬ ‫‪ُ ،1969‬يدعى مايكل ديني�س روحان‪ ،‬على �إ�شعال النار‬ ‫يف امل�سجد الأق�صى بالقد�س‪.‬‬ ‫و�أ�شار ال�سفري عامل �إلى �أن منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫ُت َعـ ّد منظمة حكومية �سيا�سية‪ ،‬ولي�ست منظمة دينية‪،‬‬ ‫ولكن مربر وجودها هو الإ�سالم ثقافة وح�ضارة وهُ وية‬ ‫ومرجعية‪ ،‬وهي ثاين �أكرب منظمة �سيا�سية بعد الأمم‬ ‫املتحدة‪.‬‬ ‫وقال �إننا يف املنظمة نتطلع �إلى امل�ستقبل بروح يحدوها‬ ‫التفا�ؤل والأمل‪ ،‬وا�ضعني ن�صب �أعيننا تر�سيخ الدور‬ ‫الفاعل للمنظمة خارجي ًا عرب ت�ضامن �إ�سالمي جماعي‬ ‫حقيقي‪ ،‬تفر�ضه علينا املتغريات الدولية الراهنة يف‬ ‫ظل العوملة التي ال تدع جما ًال �أو جدوى لأي عمل فردي‪.‬‬

‫األمين العام يوقع اتفاقية لفتح مكتب للمنظمة في بانغي‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫ا�ستقبل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫ال�سيد �إياد �أمني مدين‪ ،‬يف مكتبه مبقر الأمانة العامة‬ ‫للمنظمة‪ ،‬يوم ‪ 12‬يناير ‪ ،2015‬ال�سيد حممد كامون‪،‬‬ ‫رئي�س وزراء جمهورية �إفريقيا الو�سطى والوفد املرافق‬ ‫له‪.‬‬ ‫وا�ستعر�ض ال�سيد مدين و�ضيفه �آخر م�ستجدات‬ ‫الو�ضع يف جمهورية �إفريقيا الو�سطى‪ ،‬وناق�شا �سبل‬ ‫وو�سائل تنفيذ مرحلة االنتقال ال�سيا�سي و�إحالل ال�سلم‬ ‫واال�ستقرار يف هذا البلد‪ .‬وقد �أ�شاد ال�سيد كامون‬ ‫بقيادة الأمني العام للمنظمة‪ ،‬معرب ًا عن �شكره ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي على �إ�سهاماتها التي ت�سعى من‬ ‫خاللها �إلى و�ضع حد لأعمال العنف‪ ،‬وكذا لالهتمام‬ ‫الذي توليه للأو�ضاع يف جمهورية �إفريقيا الو�سطى‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫كما نوه‪ ،‬وبكيفية خا�صة‪ ،‬بالإ�سهامات العامة للمبعوث‬ ‫اخلا�ص للمنظمة �إلى جمهورية �إفريقيا الو�سطى‪،‬‬ ‫الدكتور �شيخ تيجان غاديو‪ ،‬الذي ح�ضر بدوره هذا‬ ‫اللقاء‪ ،‬معرب ًا عن �شكره للمنظمة ملا تقدمه من‬ ‫م�ساعدة �سيا�سية و�إن�سانية لبالده‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام لرئي�س الوزراء التزام منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي الثابت بتعزيز ال�سلم والأمن واال�ستقرار من‬ ‫خالل عملية �سيا�سية وعن طريق احلوار وامل�صاحلة‬ ‫الوطنية ال�شاملة‪ ،‬م�ؤكد ًا عزم املنظمة وم�ؤ�س�ساتها‬ ‫على تكثيف امل�ساعدة الإن�سانية والإ�سهام يف الإنعا�ش‬ ‫االقت�صادي لهذا البلد‪ .‬ويف اخلتام‪ ،‬وقعت كل من‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي وجمهورية �إفريقيا الو�سطى‬ ‫اتفاقية الفتتاح مكتب تابع للمنظمة ُيعنى بال�ش�ؤون‬ ‫الإن�سانية والتنمية يف بانغي‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫المنظمة‬

‫أخبار‬

‫مدني يزور أفغانستان ويلتقي رئيس الجمهورية والرئيس التنفيذي‬

‫نتائج إيجابية لمشاورات األمين العام مع الحكومة األفغانية الجديدة‬

‫الأمني العام يلتقي رئي�س �أفغان�ستان يف كابول‬

‫كابول ـ �أفغان�ستان‪:‬‬ ‫�أجرى الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين خالل الفرتة من ‪27‬‬ ‫ـ ‪ 29‬يناير ‪ ،2015‬زيارة ر�سمية جلمهورية �أفغان�ستان الإ�سالمية‪ .‬و�أثمرت اللقاءات‬ ‫التي �أجراها الأمني العام مع امل�س�ؤولني الأفغان عن نتائج �إيجابية من �ش�أنها زيادة‬ ‫م�ستوى التعاون وتقوية العالقات الثنائية بني املنظمة وجمهورية �أفغان�ستان‪.‬‬ ‫وخالل اجتماعات الأمني العام يف العا�صمة كابول‪ ،‬مع فخامة الرئي�س‪� ،‬أ�شرف غني‪،‬‬ ‫والرئي�س التنفيذي للحكومة‪ ،‬الدكتور عبد اهلل عبد اهلل‪ ،‬مت االتفاق على �أن تعمل‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي وحكومة جمهورية �أفغان�ستان الإ�سالمية اجلديدة على‬ ‫العمل �سوي ًا لتنفيذ مبادرات حكومة الوحدة الوطنية يف جميع املجاالت ال�سيا�سية‬

‫واالقت�صادية‪.‬‬ ‫وناق�ش الأمني العام مع القيادة الأفغانية خالل زيارته لأفغان�ستان‪ ،‬والتي ت�أتي تلبية‬ ‫لدعوة احلكومة الأفغانية اجلديدة وا�ستمرت ثالثة �أيام‪ ،‬عدة موا�ضيع �سيا�سية‬ ‫واقت�صادية يف �أفغان�ستان والإقليم‪ ،‬م�ؤكد ًا ا�ستعداد منظمة التعاون الإ�سالمي للعمل‬ ‫مع حكومة الوحدة الوطنية يف جميع املجاالت‪ ،‬م�ستعر�ض ًا يف الوقت ذاته املزايا التي‬ ‫تتمتع بها املنظمة‪ ،‬والتي جتعلها �شريك ًا ا�سرتاتيجي ًا مهم ًا يف املرحلة املقبلة‪.‬‬ ‫و�أكد الرئي�س الأفغاين‪ ،‬من جهته‪� ،‬أهمية الدور الذي ت�ضطلع به منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي يف جمهورية �أفغان�ستان الإ�سالمية‪ ،‬م�شدّد ًا على �ضرورة تفعيل ال�شراكات‬ ‫بني اجلانبني يف املرحلة املقبلة‪ .‬ويف ال�سياق نف�سه‪ ،‬رحب الرئي�س التنفيذي للحكومة‬ ‫الأفغانية ب�أي مبادرة تطرحها منظمة التعاون الإ�سالمي يف �سبيل دعم �أفغان�ستان‪.‬‬ ‫وكان مدين قد قدّم يف م�سته ّل زيارته تهانيه للقيادة الأفغانية‪ ،‬كما ا�ستمع �إلى ر�ؤية‬ ‫و�أولويات �أفغان�ستان خالل هذه املرحلة املهمة‪ ،‬وذلك بقيادة احلكومة الأفغانية‪،‬‬ ‫م�ؤكد ًا دعم املنظمة ملبادرة احلكومة الوطنية اخلا�صة بالت�ضامن الوطني‪.‬‬ ‫واتفق الطرفان على العمل �سوي ًا لطرح مو�ضوع الو�ضع والتطورات اجلديدة يف‬ ‫جمهورية �أفغان�ستان‪ ،‬يف جمل�س وزراء خارجية منظمة التعاون الإ�سالمي املقرر‬ ‫عقده يف مايو ‪ 2015‬يف العا�صمة الكويت‪.‬‬ ‫كما اتفق الطرفان �أي�ض ًا على تعزيز التعاون بينهما وتطوير العالقات الثنائية بني‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي وجمهورية �أفغان�ستان الإ�سالمية‪.‬‬ ‫والتقى الأمني العام خالل الزيارة نخبة من الإعالميني وكتّاب الر�أي يف �أفغان�ستان‪،‬‬ ‫وناق�ش معهم طموحات منظمة التعاون الإ�سالمي يف الفرتة املقبلة‪.‬‬

‫الرئيس موسيفيني يستقبل األمين العام لمنظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫كمباال ـ جمهورية �أوغندا‬ ‫ا�ستقبل رئي�س جمهورية �أوغندا فخامة ال�سيد يويري‬ ‫مو�سيفيني‪ ،‬يف مكتبه بكامباال يوم ‪ 10‬مار�س ‪،2015‬‬ ‫معايل ال�سيد �إياد �أمني مدين‪ ،‬الأمني العام ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي الذي كان يف زيارة ر�سمية �إلى‬ ‫�أوغندا‪ .‬و�أطلع ال�سيد مدين الرئي�س الأوغندي على‬ ‫خمتلف الربامج والأن�شطة واملبادرات التي تقوم بها‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي يف �شتى املجاالت ودعاه‬ ‫�إلى ح�ضور القمة الطارئة املقبلة املزمع عقدها خالل‬ ‫الأ�سابيع القليلة القادمة ال�ستعرا�ض الو�ضع اخلطري يف‬ ‫فل�سطني‪ .‬كما دعاه �إلى امل�شاركة يف �أعمال اجتماع اللجنة‬

‫الدائمة للتعاون العلمي والتكنولوجي (كوم�ستيك)‬ ‫حول العلوم والتكنولوجيا على م�ستوى القمة واملقرر‬ ‫عقدها يف باك�ستان يف �أكتوبر من هذا العام‪ .‬وحدد‬ ‫مو�سيفيني من جهته �أولويات منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫خالل املرحلة املقبلة‪ ،‬وا�ستعر�ض بالتف�صيل ر�ؤيته حول‬ ‫ال�سلم والتنمية امل�ستدامة والتقدم يف الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫وتطرق كل من الرئي�س الأوغندي والأمني العام‬ ‫للمنظمة لق�ضايا �إقليمية ودولية مهمة حتظى باالهتمام‬ ‫امل�شرتك‪ .‬وقام الأمني العام‪ ،‬يف �إطار هذه الزيارة‪،‬‬ ‫بجولة داخل مرافق كلية الطب التابعة للجامعة‬ ‫الإ�سالمية يف كامباال التابعة للمنظمة‪ ،‬حيث كانت له‬

‫لقاءات وحوارات مع موظفي الكلية‪ .‬وا�ستقبل فخامة‬ ‫الرئي�س يوري كاغوتا مو�سيفيني‪ ،‬مرة �أخرى‪ ،‬الأمني‬ ‫العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف الق�صر الرئا�سي‬ ‫يف عنتيبي يوم ‪� 11‬أبريل ‪2015‬م‪ .‬وا�ستعر�ض كل من‬ ‫الرئي�س الأوغندي والأمني العام للمنظمة العالقات‬ ‫الثنائية بني �أوغندا واملنظمة و�ضرورة تعزيزها �أكرث‪.‬‬ ‫كما تباحثا حول الأو�ضاع يف املنطقة و�شددا على‬ ‫�أهمية �إقامة املزيد من عالقات التعاون وح�سن اجلوار‬ ‫بغية تعزيز ال�سلم والأمن وحتقيق التنمية‪ .‬وتطرقت‬ ‫املناق�شات كذلك لق�ضايا دولية موا�ضيعية حتظى‬ ‫باالهتمام امل�شرتك وت�شغل بال العامل الإ�سالمي‪.‬‬

‫«التعاون اإلسالمي» تجدد دعمها المستمر للحل السلمي للقضية القبرصية‬ ‫و�أجرى ال�سيد مدين ووزير خارجية دولة قرب�ص‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫ا�ستقبل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد الرتكية مباحثات تناولت ق�ضايا خمتلفة ذات �صلة‬ ‫�إياد �أمني مدين‪ ،‬يوم ‪ 23‬فرباير ‪ ،2015‬يف مكتبه ال�سيد بالعالقات بني املنظمة ودولة قرب�ص الرتكية‪ .‬كما‬ ‫تطرق اجلانبان خالل هذا اللقاء لل�سبل والو�سائل‬ ‫�أوزدي نامي‪ ،‬وزير خارجية دولة قرب�ص الرتكية‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫الكفيلة بتطوير العالقات الثنائية يف خمت ِلف املجاالت‬ ‫والأن�شطة‪.‬‬ ‫كما �أكد الأمني العام جمدد ًا دعم منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي امل�ستمر للحل ال�سلمي للق�ضية القرب�صية‪.‬‬ ‫يناير ‪ -‬إبريل ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪25‬‬


‫أخبار‬

‫المنظمة‬ ‫رئيس السنغال واألمين العام يتباحثان سبل مكافحة التطرف‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫ا�ستقبل رئي�س جمهورية ال�سنغال‪ ،‬فخامة ال�سيد ماكي �صال‪،‬‬ ‫الذي يقوم حالي ًا بزيارة للمملكة العربية ال�سعودية‪ ،‬الأمني‬ ‫العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد �إياد �أمني مدين‪ ،‬يوم‬ ‫‪ 31‬مار�س ‪ 2015‬يف جدة‪.‬‬ ‫وقد عقد الأمني العام‪ ،‬ووفد مرافق من كبار موظفي املنظمة‪،‬‬ ‫جل�سة مباحثات مثمرة مع الرئي�س ال�سنغايل ب�ش�أن الق�ضايا‬ ‫ذات االهتمام املتبادل وق�ضايا العمل الإ�سالمي امل�شرتك‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص ًا الأو�ضاع يف فل�سطني واليمن ومنطقة غرب‬ ‫�إفريقيا‪ .‬و�شملت املباحثات كذلك ق�ضية مكافحة التطرف‬ ‫العنيف والإرهاب الذي متثله جماعة بوكو حرام وغريها من‬ ‫اجلماعات املماثلة التي ال تزال تعمل على زعزعة اال�ستقرار‬

‫يف منطقة ال�ساحل وال�صحراء‪.‬‬ ‫كما‪ ،‬قدم ال�سيد مدين �إحاطة للرئي�س ال�سنغايل عن‬ ‫ن�شاطات منظمة التعاون الإ�سالمي ومبادراتها يف عدة‬ ‫جماالت‪ ،‬مبا يف ذلك القمة الإ�سالمية اال�ستثنائية املرتقبة‬ ‫ب�ش�أن فل�سطني‪ ،‬والدورة القادمة ملجل�س وزراء اخلارجية‬ ‫املرتقب انعقادها يف نهاية �شهر مايو ‪ 2015‬يف الكويت‪ .‬كما‬ ‫تطرق اجلانبان للتح�ضريات املتعلقة بعقد اجتماع اللجنة‬ ‫الدائمة للإعالم وال�ش�ؤون الثقافية (كومياك) يف العا�صمة‬ ‫ال�سنغالية دكار يف نهاية �شهر �إبريل ‪ .2015‬وقد �أعرب‬ ‫الرئي�س ال�سنغايل عن ارتياحه مل�ستوى التح�ضريات لعقد‬ ‫االجتماع املذكور‪ ،‬و�أكد جمدد ًا عزمه على �إعادة تن�شيط‬ ‫هذه اللجنة حتت رئا�سة ال�سنغال‪.‬‬

‫االتحاد الروسي يعرب عن اهتمامه‬ ‫بمواصلة تعزيز العالقات الثنائية مع منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫ا�ستقبل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد �إياد �أمني مدين‪ ،‬يوم ‪16‬‬ ‫مار�س ‪ ،2015‬يف مقر الأمانة العامة بجدة‪ ،‬ال�سيد �إليا�س �أوماخانوف‪ ،‬نائب رئي�س‬ ‫جمل�س االحتاد الرو�سي (اجلمعية االحتادية الرو�سية) و�أع�ضاء الوفد املرافق له‪.‬‬ ‫وقدم ال�سيد �أوماخانوف للأمني العام �إحاطة ب�ش�أن بع�ض الق�ضايا الإقليمية‬ ‫والدولية ذات االهتمام امل�شرتك‪ ،‬و�أكد اهتمام بالده مبوا�صلة تعزيز العالقات‬ ‫الثنائية التقليدية مع منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫و�شكر الأمني العام‪ ،‬من جانبه‪ ،‬ال�سيد �أوماخانوف على زيارته ملقر منظمة التعاون حماية الأقليات امل�سلمة يف خمت ِلف �أنحاء العامل‪.‬‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬و�أطلعه على موقف املنظمة ب�ش�أن بع�ض الق�ضايا الرئي�سية احلا�ضرة يف واتفق اجلانبان على موا�صلة االنخراط يف الق�ضايا املتبادلة وتعزيز العالقات‬ ‫جدول �أعمالها‪ .‬و�أعرب عن �أمله يف �أن ي�ضطلع االحتاد الرو�سي بدور �أقوى و�أكرب يف الثنائية عرب �إجراء م�شاورات منتظمة على خمت ِلف امل�ستويات‪.‬‬

‫االتحاد العقاري يدعو دول «التعاون اإلسالمي» إلى االستثمار في مجال اإلعمار‬ ‫جدة ‪ -‬اململكة العربية ال�سعودية‪�( -‬إينا)‪:‬‬ ‫قال رئي�س جمل�س امل�ؤ�س�سني لالحتاد العقاري يف دول‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الدكتور حممد بن يحيى �آل‬ ‫مفرح‪�« ،‬إن البيئة العقارية اخل�صبة التي متتلكها الدول‬ ‫الإ�سالمية متثل ربحية عالية»‪ ،‬داعي َا الدول الأع�ضاء‬ ‫�إلى «اقتنا�ص الفر�ص وتوثيق التعاون اال�ستثماري‬ ‫امل�شرتك يف جمال العقار»‪.‬‬ ‫و�أكد �آل مفرح‪ ،‬يف كلمته �أمام «ملتقى �آفاق التعاون‬ ‫ال�سعودية ‪ »2015‬الذي نظمه االحتاد م�ؤخر ًا‪� ،‬أن‬ ‫االحتاد جنح يف عقد عدد من االتفاقيات الدولية‬ ‫بني دول «التعاون الإ�سالمي» تعك�س اجلدوى من ن�ش�أة‬ ‫‪26‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫االحتاد ور�ؤيته ور�سالته التي يحملها يف �سبيل الرقي‬ ‫بالنه�ضة العمرانية يف دول املنظمة‪.‬‬ ‫من ناحيته‪ ،‬قال عميد ال�سلك الدبلوما�سي و�سفري‬ ‫جيبوتي لدى ال�سعودية �ضياء الدين باخمرمة «�إن‬ ‫احت�ضان بالده املقر الرئي�سي لالحتاد ي�أتي �ضمن‬ ‫حر�صها على دعم اال�ستثمار العقاري يف الدول‬ ‫الإ�سالمية»‪ ،‬م�ضيف ًا‪�« :‬إن ال�صومال يعقد �آما ًال كبرية‬ ‫على االحتاد لدعم امل�شاريع العقارية يف البالد‬ ‫وا�ستثمارها ب�شكل �أف�ضل»‪.‬‬ ‫بدوره‪ ،‬قال ال�سفري ال�صومايل لدى ال�سعودية عبد‬ ‫الرزاق �سيادة‪�« ،‬إن اتفاقية تطوير اال�ستثمارات‬ ‫العقارية يف بالده مع االحتاد‪ ،‬ت�شكل �أحد جوانب‬

‫احل�صاد التي ال بد �أن جتنيها الدول الأع�ضاء يف وجود‬ ‫هذه املنظمة احلديثة التي تهتم بتطوير اال�ستثمارات‬ ‫العقارية‪ .‬وا�ستمع امل�شاركون �إلى عر�ض عن االحتاد‬ ‫العقاري يف الدول الإ�سالمية‪ ،‬ا�شتمل على تعريف‬ ‫االحتاد ور�ؤيته و�أهدافه ونظامه الأ�سا�سي وموقعه‬ ‫على ال�شبكة العنكبوتية وما يحتويه من �أدوات تفاعلية‬ ‫لال�ستف�سارات ومناذج االن�ضمام لع�ضوية االحتاد‪.‬‬ ‫وقد �شارك يف امللتقى‪ ،‬الذي ُعقد يف فندق رادي�سون‬ ‫�سا�س بلو يف مدينة جدة‪ ،‬عدد من �سفراء الدول‬ ‫الأع�ضاء يف اململكة العربية ال�سعودية وممثليها‬ ‫لدى منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وم�ست�شار الرئي�س‬ ‫ال�صومايل للأمن الفكري‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫أخبـار‬

‫المنظمة‬ ‫خادم الحرمين الشريفين يستقبل األمين العام‬ ‫وكبار مسؤولي منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫الريا�ض ـ اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫ا�ستقبل خادم احلرمني ال�شريفني امللك �سلمان بن عبد العزيز �آل �سعود‪ ،‬يف مكتبه‬ ‫بق�صر اليمامة يف العا�صمة الريا�ض‪ ،‬يوم ‪ 22‬مار�س ‪ ،2015‬الأمني العام ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد �إياد �أمني مدين وكبار م�س�ؤويل املنظمة‪.‬‬ ‫وا�ستمع خادم احلرمني ال�شريفني خالل اال�ستقبال �إلى �إيجاز عن �أبرز اجلهود التي‬ ‫تبذلها املنظمة �ضمن �أعمالها املناطة بها خلدمة ق�ضايا الأمة الإ�سالمية‪.‬‬ ‫و�أكد خادم احلرمني ال�شريفني �أهمية موا�صلة املنظمة جهودها لتعزيز وحدة ال�صف‬

‫وجمع كلمة امل�سلمني على احلق ونبذ الفرقة والتطرف‪ ،‬وكذلك التعامل الأن�سب مع‬ ‫التحديات والق�ضايا التي تواجهها البلدان الإ�سالمية ملا فيه �صالح �شعوبهم و�أمتهم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫�صاحب ال�سمو امللكي الأمري مقرن بن عبد العزيز �آل �سعود‪ ،‬ويل‬ ‫اال�ستقبال‬ ‫وح�ضر‬ ‫ُ‬ ‫العهد نائب رئي�س جمل�س الوزراء‪ ،‬و�صاحب ال�سمو امللكي الأمري حممد بن نايف بن‬ ‫عبد العزيز‪ ،‬ويل ويل العهد النائب الثاين لرئي�س جمل�س الوزراء وزير الداخلية‪،‬‬ ‫و�صاحب ال�سمو امللكي الأمري عبد العزيز بن عبد اهلل بن عبد العزيز‪ ،‬نائب وزير‬ ‫اخلارجية‪.‬‬

‫مدني يبحث مع وزير الخارجية الكويتي‬ ‫استعدادات اجتماع وزراء خارجية التعاون اإلسالمي‬ ‫الكويت ‪:‬‬ ‫التقى الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد‬ ‫�أمني مدين‪ ،‬يف الكويت يوم ‪ 24‬مار�س ‪ ،2015‬النائب‬ ‫الأول لرئي�س جمل�س الوزراء ووزير اخلارجية‪ ،‬ال�شيخ‬ ‫�صباح خالد احلمد ال�صباح‪ .‬وا�ستعر�ض اجلانبان‬ ‫عدد ًا من الق�ضايا واملوا�ضيع و�سبل التن�سيق امل�شرتك‬ ‫وا�ست�شراف جماالت التعاون اال�سالمي مبا ي�صب يف‬ ‫م�صلحة الدول الإ�سالمية والعامل �أجمع‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫كما متت مناق�شة اال�ستعدادات اجلارية لعقد اجتماع‬ ‫جمل�س وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫املزمع عقده بالكويت يف مايو املقبل‪ ،‬وو�ضع الرتتيبات‬ ‫لتكرمي �صاحب ال�سمو �أمري دولة الكويت‪ ،‬ال�شيخ‬ ‫�صباح الأحمد اجلابر ال�صباح تقديرا الختيار الأمم‬ ‫املتحدة له كرمز للعمل الإن�ساين ومنحه لقب «قائد‬ ‫�إن�ساين» للعام ‪ 2014‬جلهود �سموه يف املجال الإن�ساين‬ ‫والتنموي‪.‬‬ ‫يناير ‪ -‬إبريل ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪27‬‬


‫أخبـار‬

‫المنظمة‬ ‫مدني يستقبل فخامة رئيس أذربيجان‬ ‫ا�ستقبل �أمني عام منظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد‬ ‫�أمني مدين‪ ،‬يوم ‪ 6‬ابريل ‪ 2015‬يف دار املنظمة بجدة‪،‬‬ ‫فخامة رئي�س جمهورية �أذربيجان‪� ،‬إلهام علييف والوفد‬ ‫املرافق له‪ .‬و�أقام الأمني العام م�أدبة غداء لفخامة‬ ‫الرئي�س بح�ضور كبار امل�س�ؤولني باملنظمة و�شخ�صيات‬ ‫مرموقة ورجال �أعمال‪.‬‬ ‫ورحب مدين بالرئي�س علييف وعرب عن �شكره‬

‫لأذربيجان ال�ست�ضافتها عدة م�ؤمترات للمنظمة‪ ،‬منها‬ ‫م�ؤمتر وزراء العمل وم�ؤمتر وزراء ال�سياحة وم�ؤمتر‬ ‫دعم فل�سطني و�آخرها م�ؤمتر الوزراء املعنيني ب�ش�ؤون‬ ‫املر�أة‪ .‬وعرب الرئي�س علييف بدوره عن دعمه ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وحث على مزيد من التفاعل يف حل‬ ‫الأزمات يف املنطقة‪ ،‬ودعا �إلى تعزيز وحدة وت�ضامن‬ ‫الأمة الإ�سالمية‪.‬‬

‫«التعاون اإلسالمي» وسويسرا يعتزمان‬ ‫إجراء مشاورات منتظمة في القضايا ذات االهتمام المشترك‬ ‫ا�ستقبل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد‬ ‫�إياد �أمني مدين‪ ،‬يوم ‪ 10‬فرباير ‪ 2015‬يف مقر �إقامته‬ ‫الر�سمي يف جدة‪� ،‬سعادة ال�سيد �إيف رو�شيه‪ ،‬وزير‬ ‫الدولة لل�ش�ؤون اخلارجية يف �سوي�سرا‪.‬‬ ‫وتبادل ال�سيد مدين و�ضيفه على نحو وا�سع ومفيد‬

‫وجهات نظرهما ب�ش�أن خمت ِلف الق�ضايا الدولية‬ ‫والإقليمية ذات االهتمام امل�شرتك‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫عملية ال�سالم يف ال�شرق الأو�سط‪ ،‬والأقليات امل�سلمة‪،‬‬ ‫ومكافحة التع�صب والتطرف‪ .‬واتفق اجلانبان على‬ ‫موا�صلة االنخراط يف الق�ضايا املتبادلة وتعزيز‬

‫تعاونهما الثنائي عن طريق �إجراء م�شاورات منتظمة‬ ‫على خمت ِلف امل�ستويات‪ .‬ورحب الأمني العام باالهتمام‬ ‫الذي تبديه �سوي�سرا بربامج منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫و�أن�شطتها‪ ،‬و�أكد جمدد ًا ا�ستعداد املنظمة للعمل مع‬ ‫�سوي�سرا يف الق�ضايا واملجاالت ذات االهتمام امل�شرتك‪.‬‬

‫فريق خبراء منظمة التعاون اإلسالمي يبحثون مشروع برنامج العمل للعقد القادم‬ ‫عقد فريق اخلرباء احلكوميني املنبثق عن منظمة التعاون الإ�سالمي يوم ‪ 18‬مار�س‬ ‫‪ 2015‬اجتماع ًا يف مقر الأمانة العامة للمنظمة لبحث «م�شروع برنامج عمل منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي حتى عام ‪ ،»2025‬وهو برنامج عمل جديد �سيخ ُلف برنامج العمل‬ ‫الع�شري الذي اعتمدته القمة الإ�سالمية اال�ستثنائية الثالثة التي انعقدت يف مكة‬ ‫املكرمة يف دي�سمرب ‪.2005‬‬ ‫وقد �أو�ضح الأمني العام‪ ،‬ال�سيد �إياد �أمني مدين‪ ،‬يف بيانه الذي �ألقاه نيابة عنه‬ ‫م�ست�شاره‪ ،‬ال�سفري عبد املعز بخاري‪� ،‬أن م�شروع برنامج العمل اجلديد املعرو�ض‬ ‫على �أنظار اخلرباء هو ثمرة اجلهود اجلماعية للإدارات املعنية يف الأمانة العامة الطيب‪ ،‬دور اململكة العربية ال�سعودية يف �صياغة برنامج العمل الع�شري املنتهي‪،‬‬ ‫للمنظمة وامل�ؤ�س�سات التابعة لها وللعمل اجلا ّد الذي قامت به‪ ،‬كما �أنه ي�ؤ�س�س على م�ؤكد ًا �أن برنامج عمل منظمة التعاون الإ�سالمي حتى عام ‪ 2025‬هو وثيقة ت�ست�شرف‬ ‫الدرو�س امل�ستفادة من تنفيذ برنامج العمل الع�شري املنتهي‪ .‬و�شدّد على �أهمية �أن امل�ستقبل وتر�سم خارطة الطريق التي �ستتبعها املنظمة خالل العقد املقبل‪.‬‬ ‫تتبنى احلكومات الوطنية وتدعم الأهداف والإجراءات املن�صو�ص عليها يف الوثيقة ومن املقرر �أن يجتمع فريق اخلرباء احلكوميني جمدّد ًا يومي ‪ 6‬و‪ 7‬مايو ‪ 2015‬لو�ضع‬ ‫والتي ت�ؤهل منظمة التعاون الإ�سالمي لال�ضطالع بدور ف ّعال يف جمال ال�سالم اللم�سات الأخرية على م�شروع برنامج عمل املنظمة اجلديد قبل عر�ضه على �أنظار‬ ‫الدورة الثانية والأربعني ملجل�س وزراء اخلارجية‪ ،‬املقرر عقدها يف الكويت يومي ‪27‬‬ ‫والتنمية داخل العامل الإ�سالمي وخارجه‪.‬‬ ‫و�أبرز رئي�س االجتماع ورئي�س وفد اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬ال�سفري حممد �أحمد و ‪ 28‬مايو ‪.2015‬‬

‫«التعاون اإلسالمي» وجنوب إفريقيا يتباحثان حول مجاالت التعاون المحتملة‬ ‫ا�ستقبل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد‬ ‫�إياد �أمني مدين‪ ،‬ال�سيد حممد �صادق جعفر‪ ،‬ال�سفري‬ ‫فوق العادة واملفو�ض جلمهورية جنوب �إفريقيا لدى‬ ‫اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬وذلك يف مكتبه مبقر الأمانة‬ ‫العامة يوم االثنني ‪ 16‬مار�س ‪.2015‬‬ ‫‪28‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫وناق�ش ال�سيد مدين و�ضيفه �سبل وو�سائل بناء عالقات‬ ‫تعود بالنفع على منظمة التعاون الإ�سالمي وجنوب‬ ‫�إفريقيا‪ ،‬مبا يف ذلك �إقامة عالقة ر�سمية حمتملة مع‬ ‫املنظمة‪ .‬كما بحث اجلانبان جماالت التعاون املحتملة‬ ‫يف القارة الإفريقية نظر ًا للو�ضع الريادي جلنوب‬

‫�إفريقيا يف القارة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وا�ستعر�ض اجلانبان �أي�ضا الق�ضايا الإقليمية والدولية‬ ‫الرئي�سية ذات االهتمام امل�شرتك وامل�صلحة املتبادلة‪،‬‬ ‫وعلى ر�أ�سها الو�ضع اخلطري ال�سائد يف فل�سطني‪،‬‬ ‫و�أو�ضاع الأقليات امل�سلمة يف �أجزاء من العامل‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون إنسانية‬ ‫المنظمة واألمم المتحدة تتفقان على خطة عمل لعامي ‪ 2015‬و ‪2016‬‬ ‫اجتماع تنسيقي يضم «التعاون اإلسالمي» وشركاءها الدوليين لحشد العمل اإلنساني‬ ‫عقدت منظمة التعاون الإ�سالمي اجتماع الدائرة‬ ‫امل�ستديرة‪ ،‬الأول من نوعه‪ ،‬يف مقرها بجدة‪ ،‬يوم ‪27‬‬ ‫يناير ‪ ،2015‬للتباحث حول (تن�سيق العمل الإن�ساين‬ ‫والتمويل) مع جهات دولية خمتلفة‪ ،‬ت�شكل ع�صب‬ ‫العمل الإغاثي العاملي‪.‬‬ ‫و�ضم اللقاء ممثلني عن مكتب تن�سيق العمل الإن�ساين‬ ‫التابع للأمم املتحدة‪ ،OCHA ،‬ودائرة امل�ساعدات‬ ‫الإن�سانية واحلماية املدنية (‪ )ECHO‬التابعة‬ ‫لالحتاد الأوروبي‪ ،‬والوكالة الأمريكية للتنمية‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إلى م�شاركني من �أملانيا وال�سويد‪ ،‬ودول غربية �أخرى‪.‬‬ ‫وهدف االجتماع �إلى تن�سيق اجلهود الإن�سانية وتكثيفها‪،‬‬ ‫وتبادل املعلومات واخلربات‪ ،‬ف�ض ًال عن متويل الربامج‬ ‫الإن�سانية امل�شرتكة الحتواء وخدمة املناطق املت�ضررة‬ ‫يف بقاع خمتلفة من العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وي�أتي االجتماع‪ ،‬الذي تر�أ�سه الأمني العام امل�ساعد‬ ‫لل�ش�ؤون الإن�سانية مبنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سفري‬ ‫ه�شام يو�سف‪ ،‬كمبادرة من املنظمة‪ ،‬ونقطة انطالق‬ ‫ملنتدى دوري ي�ضم الأطراف املذكورة‪ ،‬ويبني على‬ ‫التعاون امل�شرتك والت�شاور امل�ستمر بني املنظمة‪،‬‬

‫واملنظمات الدولية الأخرى بغية االرتقاء بالأداء‪،‬‬ ‫واال�ستفادة من خربات تلك املنظمات‪ ،‬وتعزيز قدرات‬ ‫العمل الإن�ساين يف الدول الأع�ضاء مبنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وبحث االجتماع‪ ،‬الذي ا�ستمر يوما واحدا‪ ،‬جملة من‬ ‫الق�ضايا الإن�سانية‪ ،‬مبا فيها خطة عمل املنظمة لعام‬ ‫‪ ،2015‬وكيفية تعزيز العمل الإغاثي امل�شرتك‪ ،‬ورفده‬ ‫بطاقات وجهود املنظمات الإن�سانية العاملة يف العامل‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬و�سبل ربطها باملنظمات الدولية العاملة يف‬ ‫املجال نف�سه‪.‬‬ ‫ُيذ َكر �أن هذه املبادرات ت�أتي عم ًال مبقت�ضيات مذكرة‬ ‫التفاهم املوقعة بني املنظمة التعاون ومكتب الأمم‬ ‫املتحدة لتن�سيق ال�ش�ؤون الإن�سانية‪ ،‬يوم ‪ 4‬نوفمرب‬ ‫‪.2014‬‬ ‫ويف نهاية خطة عمل الفرتة ‪ ،2014–2012‬جرت‬ ‫م�شاورات بني املنظمتني من �أجل تقييم عملية تنفيذها‬ ‫ولو�ضع خطة عمل جديدة لعامي ‪ 2015‬و‪ .2016‬وت�سعى‬ ‫خطة العمل اجلديدة �إلى الإفادة من التقدم الذي مت‬ ‫�إحرازه يف �إطار اخلطة الأولى وحتديد الن�شاطات ذات‬

‫الأولوية‪ ،‬وذلك مت�شي ًا مع االحتياجات وال�صفة احلالية‬ ‫لكلتا املنظمتني‪.‬‬ ‫وبح�سب االتفاق بني اجلانبني‪ ،‬وبغية و�ضع �إطار متني‬ ‫لر�صد هذه اخلطة‪ ،‬وتقييمها �سيتم ت�شكيل فريق عمل‬ ‫م�ؤلف من جهة متثيلية وظيفية من كل من «التعاون‬ ‫الإ�سالمي» ومكتب الأمم املتحدة لتن�سيق ال�ش�ؤون‬ ‫الإن�سانية‪ ،‬بحيث يجتمع �أع�ضا�ؤه بكيفية دورية‪ ،‬وذلك‬ ‫من �أجل تقييم عملية التنفيذ وتعزيزها‪.‬‬ ‫كما �ستبذل كل من املنظمة ومكتب الأمم املتحدة‪،‬‬ ‫بكيفية فردية وجماعية‪ ،‬جهود ًا مت�ضافرة حل�شد‬ ‫املوارد الالزمة لو�ضع خطة العمل مو�ضع التنفيذ‪.‬‬ ‫م�ساع و�إجراء ات�صاالت مع‬ ‫و�سي�شمل ذلك بذل‬ ‫ٍ‬ ‫الدول الأع�ضاء واجلهات املانحة املعنية‪ ،‬من �أجل‬ ‫توفري التمويل الالزم‪ .‬ومت االتفاق على العمل لتوفري‬ ‫امل�ساعدة الكاملة وعلى جميع الأ�صعدة‪ ،‬من �أجل ح�شد‬ ‫املوارد ال�ضرورية‪ ،‬مع الإ�شارة �إلى �أن عملية التنفيذ‬ ‫تظل رهينة مبدى توفر الأموال‪.‬‬

‫وفد إنساني لمنظمة التعاون اإلسالمي يلتقي الهيئة الوطنية الباكستانية إلدارة الكوارث‬ ‫�إ�سالم �آباد ـ باك�ستان‬ ‫التقى وفد �إن�ساين ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬برئا�سة‬ ‫ال�سفري ف�ؤاد املزنعي‪ ،‬م�ست�شار الأمني العام‪ ،‬مب�س�ؤويل‬ ‫الهيئة الوطنية الباك�ستانية لإدارة الكوارث يف �إ�سالم‬ ‫�أباد ملناق�شة الأعمال الإغاثية يف البلد‪ ،‬مت بعد ذلك‬ ‫تنظيم حفل م�شرتك لتقدمي اجلوائز يف كرات�شي مع‬ ‫«م�ؤ�س�سة اخلري» التي يوجد مقرها يف اململكة املتحدة‪.‬‬ ‫وخالل هذه الزيارة‪ ،‬التقى الوفد‪ ،‬يوم ‪ 27‬مار�س‬ ‫‪ ،2015‬مع ت�سنيم �إ�سالم‪ ،‬الناطقة الر�سمية با�سم‬ ‫وزارة ال�ش�ؤون اخلارجية التي �أعربت عن امتنان‬ ‫بالدها للمنظمة ملا حتظى به من دعم وم�ساعدة‪،‬‬ ‫مو�ضحة �أن ال�شعب الباك�ستاين �سيظل ي�ستذكر ذلك‬ ‫على الدوام‪ .‬كما طم�أنها وفد املنظمة ب�أن مكتب منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي يف باك�ستان �سي�ستمر يف مزاولة‬ ‫ن�شاطه من خالل تن�سيق الأعمال الإغاثية‪ ،‬و�أكد الوفد‬ ‫�ضرورة �إقامة تعاون وثيق بني املنظمة والهيئة الوطنية‬ ‫الباك�ستانية لإدارة الكوارث‪.‬‬ ‫والتقى وفد املنظمة برئي�س الهيئة الوطنية الباك�ستانية‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫لإدارة الكوارث‪ ،‬الفريق �أ�شقر نواز‪ ،‬وح�ضر عر�ض ًا‬ ‫حول ن�شاطات الهيئة وظروف �إن�شائها عام ‪،2005‬‬ ‫للإ�شراف على �إدارة الكوارث يف �أعقاب الزلزال‬ ‫القوي‪ .‬وتُعتبرَ هذه الهيئة اجلهاز احلكومي الوحيد‬ ‫يف باك�ستان الذي يتولى مهمة تن�سيق الأعمال الإغاثية‬ ‫على ال�صعيد الوطني‪.‬‬ ‫و�أقرت الهيئة بالدور الإيجابي الذي ت�ضطلع به منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي يف باك�ستان يف �أعقاب الفي�ضانات‬ ‫الكارثية التي �ضربت البالد عام ‪ ،2010‬و�أعربت عن‬ ‫رغبتها يف موا�صلة العمل على نحو وثيق مع املنظمة يف‬ ‫تن�سيق الأعمال الإغاثية‪.‬‬ ‫وتطرق وفد املنظمة على نحو م�ستفي�ض لأهداف البعثة‬ ‫الإن�سانية للمنظمة قيد الإجناز يف باك�ستان‪ ،‬و�أعرب‬ ‫عن �شكره للحكومة الباك�ستانية وللهيئة الوطنية‬ ‫الباك�ستانية لإدارة الكوارث ملا تقدمانه من دعم من‬ ‫�أجل ا�ستكمال م�شروعني �سكنيني لفائدة الأ�شخا�ص‬ ‫املت�ضررين من الفي�ضانات‪ .‬وقد مت حتى الآن االنتهاء‬ ‫من �إجناز نحو ‪ 227‬منـز ًال‪� ،‬إ�ضافة �إلى مدر�سة وم�سجد‬ ‫ومركز �صحي‪ ،‬وذلك يف �إطار م�شروعني يف كل من‬

‫ديرا غاري خان ودادو‪.‬‬ ‫كما نظم وفد منظمة التعاون الإ�سالمي حف ًال م�شرتك ًا‬ ‫لت�سليم اجلوائز يف فندق «رامادا» يف كارات�شي �إلى‬ ‫جانب م�ؤ�س�سة اخلري‪ ،‬وهي منظمة غري حكومية‬ ‫ومقرها اململكة املتحدة التي قدمت م�شاريع بال�شراكة‬ ‫مع املنظمة‪ .‬وح�ضر كذلك املفتي فارو عز الدين‪،‬‬ ‫م�ست�شار كبري وزراء ال�سند‪ ،‬ك�ضيف �شرف‪� ،‬إ�ضافة �إلى‬ ‫بع�ض الوجهاء و�ضحايا الفي�ضانات‪.‬‬ ‫وقد �أ�شاد املفتي فارو عز الدين يف معر�ض كلمته بالدور‬ ‫الفاعل الذي ت�ضطلع به منظمة التعاون الإ�سالمي يف‬ ‫الدفاع عن الأمة الإ�سالمية يف املحافل الدولية‪ ،‬و�أعرب‬ ‫نيابة عن كبري وزراء ال�سند‪ ،‬عن �شكره للمنظمة‬ ‫لتنفيذها م�شاريع �إغاثية‪.‬‬ ‫و�أعرب املزنعي‪ ،‬من جهته‪ ،‬عن �شكره حلكومة باك�ستان‬ ‫وللهيئة الوطنية الباك�ستانية لإدارة الكوارث على‬ ‫دعمهما للمنظمة يف ما تقوم به من عمل �إغاثي يف هذا‬ ‫البلد‪ ،‬ول�شركاء املنظمة على ما يقدمونه من م�ساعدة؛‬ ‫ويف نهاية اللقاء‪�ُ ،‬سلمت املفاتيح للم�ستفيدين‪.‬‬ ‫يناير ‪ -‬إبريل ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪29‬‬


‫شؤون إنسانية‬ ‫مؤتمر المانحين لصالح السوريين‬ ‫يتعهد بتقديم مساعدات بنحو ‪ 4‬مليارات دوالر‬

‫الأمني العام للأمم املتحدة‪ ،‬بان كي مون (�إىل الي�سار) و�أمري دولة الكويت‪ ،‬ال�شيخ �صباح الأحمد ال�صباح (يف اليمني) خالل اجلل�سة‬ ‫االفتتاحية للم�ؤمتر الدويل الثاين للتعهدات الإن�سانية من �أجل �سوريا‪ ،‬الكويت العا�صمة‪ ،‬دولة الكويت‪ 15 ،‬يناير ‪�( 2014‬إي بي ايه)‬

‫الكويت‪:‬‬ ‫خرج م�ؤمتر املانحني لدعم الو�ضع الإن�ساين يف �سوريا‪،‬‬ ‫والذي ُعقد يف الكويت نهاية مار�س ‪ ،2015‬بنحو ‪4‬‬ ‫مليارات دوالر �أمريكي كتعهدات مل�ساعدات �إن�سانية‬ ‫لل�شعب ال�سوري‪ .‬وقال �أمري الكويت‪ ،‬ال�شيخ �صباح‬ ‫الأحمد ال�صباح‪� ،‬إن امل�ؤمتر بحث يف «�أكرب كارثة‬ ‫�إن�سانية يف التاريخ املعا�صر»‪ ،‬م�شري ًا �إلى �أن «قرارات‬ ‫م�ؤمتر جنيف هي �أ�سا�س احلل للأزمة ال�سورية»‪.‬‬ ‫ُيذ َكر �أن منظمة التعاون الإ�سالمي قد �شاركت يف‬ ‫امل�ؤمتر بوفد تر�أ�سه الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون‬ ‫الإن�سانية‪ ،‬ال�سفري ه�شام يو�سف‪ ،‬حيث �ألقى كلمة‬ ‫نا�شد فيها الدول الأع�ضاء يف املنظمة بالقيام بتقدمي‬ ‫جزء ولو ي�سري من امل�ساعدات التي تقدم من جانبها‬ ‫�إلى �سوريا من خالل املنظمة حتى تتمكن من القيام‬ ‫بدورها جتاه ال�شعب ال�سوري ال�شقيق‪ .‬كما �أكد �أن‬ ‫املنظمة �ستعمل خالل الفرتة القادمة على حماولة‬ ‫دعم ال�شعب ال�سوري وخا�صة املر�أة وال�شباب والأطفال‬ ‫وذوي الإحتياجات اخلا�صة يف مواجهة الآثار النف�سية‬ ‫لهذه الكارثة بالتعاون مع بع�ض منظمات املجتمع‬ ‫املدين‪.‬‬ ‫وكانت املنظمات املانحة غري احلكومية �أعلنت يف‬ ‫م�ؤمترها تعهدها بتقدمي ‪ 506‬ماليني دوالر لدعم‬ ‫‪30‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫ال�شعب ال�سوري‪ ،‬وهو ما فاق تعهدات م�ؤمتر املانحني‬ ‫الثاين بـ ‪ 158,06‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫و�أعلن الأمني العام للأمم املتحدة‪ ،‬باين كي مون‪� ،‬أن‬ ‫قيمة امل�ساعدات يف م�ؤمتر املانحني الثالث بلغت ‪3,8‬‬ ‫مليار دوالر تعهدات مل�ساعدات �إن�سانية لل�سوريني‪.‬‬ ‫وتبو�أت الواليات املتحدة قائمة املتربعني ب�سخاء لدعم‬ ‫الالجئني ال�سوريني‪ ،‬حيث تعهدت وا�شنطن بتقدمي‬ ‫‪ 507‬ماليني دوالر لدعم الو�ضع الإن�ساين يف �سوريا‪.‬‬ ‫و�سبق للكويت �أن ا�ست�ضافت امل�ؤمترين الأول والثاين‬ ‫للمانحني مب�شاركة عدد من الدول العربية والأجنبية‬ ‫واملنظمات غري احلكومية الإقليمية والدولية‪ ،‬علم ًا ب�أن‬ ‫�أكرث من ‪ 78‬دولة �شاركت يف الن�سخة الثالثة للم�ؤمتر‪،‬‬ ‫�إلى جانب ‪ 40‬هيئة ومنظمة دولية‪� .‬أما الإمارات فقد‬ ‫�أعلنت تعهدها بتقدمي ‪ 100‬مليون دوالر بح�سب ما �أكدت‬ ‫وزيرة التنمية والتعاون الدويل الإماراتية‪ ،‬ال�شيخة‬ ‫لبنى بنت خالد القا�سمي‪ ،‬التي قالت يف امل�ؤمتر �إن‬ ‫الإمارات دعمت الق�ضية الإن�سانية عرب �إن�شائها املخيم‬ ‫(الأردين – الإماراتي) امل�شرتك وخميم (الهالل‬ ‫الأحمر الإماراتي) يف العراق و�إن�شائها امل�ست�شفى‬ ‫الأردين امليداين‪ ،‬عالوة على م�شاركتها يف دعم العمل‬ ‫االن�ساين يف قطاعات ال�صحة واملياه والتعليم وغريها‪.‬‬ ‫كما �أكدت �أن جممل تعهداتها بلغت ‪ 365‬مليون دوالر‬ ‫على مدار ال�سنوات الثالث الأخرية‪.‬‬

‫وتعهدت اململكة العربية ال�سعودية بتقدمي ‪ 60‬مليون‬ ‫دوالر‪ ،‬تُ�ضاف �إلى تعهدات �سابقة بقيمة ‪ 150‬مليون‬ ‫دوالر‪ .‬وقال وزير املالية ال�سعودية‪� ،‬إبراهيم الع�ساف‪،‬‬ ‫�إن �إجمايل امل�ساعدات ال�سعودية لالجئني ال�سوريني بلغ‬ ‫منذ عام ‪� 2011‬أكرث من ‪ 600‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫و�أعلنت فرن�سا تعهدها بتقدمي ‪ 21,5‬مليون دوالر دعماً‬ ‫للو�ضع الإن�ساين يف �سوريا‪ .‬كما �أعلنت بريطانيا عرب‬ ‫وزير التنمية الدولية‪ ،‬ديزموند �سواين‪ ،‬عن تعهدها‬ ‫بتقدمي ‪ 150‬مليون دوالر‪ .‬بينما �أعلنت ال�سويد عن‬ ‫تقدمي ‪ 40‬مليون دوالر ‪ ،‬لي�صل جممل الدعم الذي‬ ‫قدمته كم�ساعدات �إن�سانية ل�سوريا منذ بداية الأزمة‬ ‫�إلى ‪ 150‬مليون دوالر‪ ،‬كما �أعلن رئي�س الوزراء ال�سابق‬ ‫كارل بيلدت‪.‬‬ ‫وكذلك تعهدت الدول الآ�سيوية بتقدمي الدعم لالجئني‬ ‫ال�سوريني‪ ،‬حيث �أعلنت كوريا اجلنوبية تعهدها بتقدمي‬ ‫‪ 10‬ماليني دوالر لدعم الو�ضع الإن�ساين والالجئني‬ ‫ال�سوريني‪ .‬وكذلك تعهدت اليابان مبوا�صلة تقدمي‬ ‫الدعم لل�شعب ال�سوري‪ ،‬حيث �أعلن وزير اخلارجية‬ ‫الياباين يا�سوهايد ناكاياما �أن �إجمايل امل�ساعدات‬ ‫التي قدمتها بالده دعم ًا لل�شعب ال�سوري والدول‬ ‫امل�ست�ضيفة لالجئني ال�سوريني ي�صل �إلى ما يقارب‬ ‫‪ 509‬ماليني دوالر ‪ .‬يف حني تعهدت �أ�سرتاليا بتقدمي‬ ‫‪ 20‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون إنسانية‬ ‫الفقر والحاجة جراء الحرب يدفعان األطفال‬ ‫في سوريا إلى العمل بأجور زهيدة أو التسول‬‬ ‫دم�شق ( د ب ا)‪:‬‬ ‫حرمت احلرب امل�ستمرة يف �سوريا‪ ،‬التي تدخل عامه ‬ا اخلام�س منت�صف مار�س‬ ‫‪ ،2015‬حرمت مئات �آالف الأطفال من العي�ش الطبيعي‬ و�أجربتهم الظروف ال�سيئة‬ ‫�أو فقدانهم ملعيلهم‪ ،‬على العمل ب�أجور زهيدة‬ نتيجة الفقر واحلاجة‪.‬‬ ‫ويف �أثناء التجوال يف العا�صمة دم�شق �أو بع�ض املدن الأخرى والأرياف‪ ،‬من الطبيعي‬ ‫�أن نرى �أطفا ًال دون ‪ 15‬عام ًا يقفون عند �إ�شارات املرور �أو عند‬ �أرتال ال�سيارات‬ ‫املنتظرة على �أحد احلواجز الع�سكرية املنت�شرة بكرثة يف‬ �أنحاء العا�صمة ال�سورية‬ ‫دم�شق‪ ،‬مي�سحون زجاج ال�سيارات �أو يعر�ضون �أوراق‬ النـزوح ووثائق طبية �أو �شهادات‬ ‫وفاة لأحد الوالدين‪� ،‬أو يت�سكعون يف الأرياف يف �أماكن اخلراب ومن ه�ؤالء عبد‬ ‫الكرمي حممد الطفل البالغ ‪ 12‬عام ًا يحاول الهروب بوجهه منا ‬‪ ،‬لكنه ميد يده طالب ًا‬ ‫املال �أو الثياب �أو الطعام �أو جوا ًال م�ستعم ًال»‪ ،‬وهذا‬ ما يثري اال�ستغراب‪‬.‬‬ ‫ويقول الطفل‪ ،‬الذي بدت عليه كل عالمات التعب‪« ،‬لقد �أ�صبحت وحيد ًا‪ ،‬والدتي يف‬‬ ‫ريف حلب مع �أخواتي البنات‪ ،‬وهن ‪ 3‬وال �أعرف عنهن �شيئ ًا منذ �أ�شهر‪ ،‬االت�صاالت‬‬ ‫�صعبة �أو مقطوعة‪ ،‬بعد �أن ُقتل والدي يف‬ انفجار‪ ،‬جئت �إلى دم�شق بحث ًا عن عمل‬ ‫وهرباً من احلرب هناك‪».‬‬ ‫يقول عبدو كما كان يناديه رفاقه يف ال�شارع اخت�صار ًا ال�سمه «كنت �أريد �أن �أكون‬ ‫ولدي �أهل ومنـزل وطعام وثياب نظيفة‪� ،‬أنا الآن‬ ‫حالي ًا يف املدر�سة مع �أبناء جيلي‪ّ ،‬‬ ‫فقط �أت�سول و�أبكي و�أنام يف ال�شارع واحلديقة �أويف مداخل الأبنية‬ �إن توفر يل ذلك‪‬.‬‬ ‫�أما �أحمد الذي ترافقه �أخته ‪ 14/‬عام ًا ‪ /‬فيقول �أنا عمري ‪� 13‬سنة ودر�ست لل�صف‬‬ ‫الرابع قبل احلرب‪ ،‬ولكن �أنا الآن بال م�أوى تقريب ًا‪ ،‬بع�ض العائالت تعطف‬ علي لفرتة‬ ‫قبل �أن ي�أتي من ي�أخذ مكاين عندهم‪� ،‬أختي ت�شطف �أدراج بع�ض‬ الأبنية مقابل مبلغ‬ ‫ب�سيط وطعام لنا نحن االثنني‪ ،‬و�أنا �أحمل �أحيان ًا ب�ضائع ب�أجرة ب�سيطة �أي�ض ًا‪ ،‬ومقابل‬ ‫بع�ض الثياب امل�ستعملة �أو الطعام وال�شراب يل‬ ولأختي‪� ،‬أهلي يف الغوطة وال ميكنني‬ ‫الو�صول �إليهم‪ ...‬نادر ًا ما �أحتدث �إليهم‪ ‬،‬لأنهم يغريون �أماكنهم كثري ًا نتيجة الهرب‬ ‫من ق�صف الطريان»‪‬.‬‬ ‫وعلى �أبوب دور العبادة الإ�سالمية وامل�سيحية‪ ،‬يزداد ح�ضور املحتاجني من‬ ه�ؤالء‬ ‫الأطفال‪ ،‬لكن القدرة على ا�ستيعاب اجلميع غاية يف ال�صعوبة‪ ،‬وتكاد تكون‬ م�ستحيلة‬ ‫�أحيان ًا‪‬.‬‬ ‫�أما حنان فهي طفلة عمرها ‪� 10‬سنوات تقوم بتجميع القوارير البال�ستيكية الفارغة‬‬ ‫كي تبيعها‪ ،‬لكن عادة ما ي�شرتيها منها �أرباب هذه امل�صلحة ب�أقل الأ�سعار‪.‬‬ ‫وتقول املنظمات الإن�سانية الدولية �إن ماليني الأطفال ال�سوريني بحاجة �إلى‬‬ ‫امل�ساعدات النف�سية واجل�سدية طبي ًا‪ ،‬و�أنهم بال مدار�س‪ ،‬وبقي ق�سم منهم بال‬ معيل‬ ‫بعد ت�شتت الأ�سرة �أو مقتل �أحد الأبوين و�ضياع كل �شيء يف ظل احلرب‬ والفو�ضى‪.‬‬ ‫ومتنع القوانني ال�سورية ت�شغيل الأطفال قبل �إمتامهم ‪� 15‬سنة‪ ،‬مع ظروف‬ و�ساعات‬ ‫عمل حمددة‪� ،‬إ ّال �أن الظاهرة الراهنة يف انت�شار م�ستمر نتيجة زيادة‬ الأعباء‬ ‫املعي�شية‪ ،‬ومعظم الأعمال التي يتوجه لها الأطفال تكون �صناعية �أو‬ مهنية‪ ،‬ال تكون‬ ‫موا�صفاتها منا�سبة لطاقتهم و�أج�سادهم‪� ،‬أو خدمية مع �ساعات‬ طويلة‪ ،‬ال تعطي‬ ‫مردود ًا كبري ًا‪.‬‬ ‫ففي ور�شة ت�صليح �سيارات مبنطقة �صناعية ب�ضواحي العا�صمة‪ ،‬ي�ساعد عارف‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫العلي‪ ‬،‬الذي مل يبلغ عامه ‪ 13‬بعد‪� ،‬صاحب الور�شة بالعمل‪ ،‬بنقل معدات خمتلفة‪� ،‬أ ‬و‬ ‫ب‬ ‫قطع ثقيلة‪ .‬ويف �آخر الدوام‪ ،‬يبدو الإجهاد وا�ضح ًا على عارف‪ ،‬وخ�صو�ص ًا �أن احلر ‬‬ ‫�سببت له عاهة م�ستدمية يف يده اليمنى وركبته الي�سرى نتيجة �شظايا انفجار‬ وقع‬ ‫بالقرب من مكان وجوده بال�صدفة‪.‬‬ ‫وكانت احلاجة �إلى الإ�سهام يف دخل الأ�سرة والتقاليد ونظام التعليم‪ ،‬هي‬ ‫م ‬ن العوامل امل�ؤدية لعمالة الأطفال‪ ،‬ولكن هذا ما كان قبل الأزمة‪� .‬أم ‬ا‬ ‫ف‬ ‫حالي ًا‪ ،‬ففقدان املعيل �أو النـزوح من امل�سكن‪� ،‬أو الهرب من املعارك‪� ،‬أو كل ‬‬ ‫املعي�شة العالية‪� ،‬إ�ضافة �إلى �إيجارات امل�ساكن املرتفعة‪ ،‬قد �أ�صبحت �أ�سبابا‬ ً‬ ‫�أ�سا�سية لعمالة الأطفال‪� ،‬إ�ضافة لوجود مافيات احلرب الذين ي�ستغلون كل �شيء‬‪ ،‬مبا‬ ‫يف ذلك الأطفال الأبرياء‪.‬‬ ‫وقد حتولت �أحالم الأطفال يف �سوريا �إلى جمرد ت�أمني الأ�سا�سيات من م�أك ‬ل وم�شرب‬ ‫وم�سكن‪ ،‬فاحلرب التي تدخل عامها اخلام�س‪ ،‬ال تزال م�ستمرة‪ ،‬وتطي ‬ح ب�أحالمهم‬ ‫الكبرية‪ ،‬فحتى التعليم �أ�صبح رفاهية بالن�سبة لبع�ضهم‪.‬‬ ‫ويقول تي�سري اخلالدي‪ 14 / ،‬عام ًا‪ /‬فل�سطيني �سوري‪ ،‬ويعمل بور�شة جنارة‪� ،‬إنه‬ ال‬ ‫وقت للتعليم حالي ًا‪ ،‬فالدرا�سة من دون �أكل و�شرب ال ت�ساوي �شيئ ًا‪.‬‬ ‫وحتدثت منظمات �أممية يف مقدمتها اليوني�سيف مطو ًال عن الت�سرب من التعلي ‬م‬ ‫جراء احلرب التي متر بها البالد‪ ،‬وحذرت يف وقت �سابق من �أن جي ًال كام ًال‬ من‬ ‫الأطفال ال�سوريني‪ ،‬قد يعاين من الأمية حالي ًا‪ ،‬فهناك �أطفال ال يذهبو ‬ن �إلى املدار�س‬ ‫منذ ثالث �سنوات‪ ،‬م�شرية �إلى �أن معدل االلتحاق باملدار�س‬ انخف�ض من ‪ 97‬يف املئة‬ ‫�إلى ‪ 15‬يف املئة فقط‪ ،‬وبلغ عدد الأطفال الذين هم خارج العملي ‬ة التعليمية ثالثة‬ ‫ماليني طفل‪.‬‬ ‫بيد �أن وزير الرتبية ال�سوري‪ ،‬هزوان الوز‪� ،‬أعلن يف وقت �سابق �أن عد ‬د الأطفال‬ ‫الذين يذهبون �إلى املدار�س هو �أربعة ماليني طفل حالي ًا‪ ،‬على الرغم من �أ ‬ن عدد ًا‬ ‫ري �آالف املدار�س‬ ‫من املدار�س حتولت �إلى مراكز �إيواء للنازحني‪ ،‬ف�ض ًال عن تدم ‬‬ ‫جراء املعارك‪‬.‬‬ ‫يناير ‪ -‬إبريل ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪31‬‬


‫شؤون إنسانية‬ ‫منظمة التعاون تشارك المجتمع الدولي في التحضير للقمة اإلنسانية في اسطنبول‬ ‫ع ّمان ـ اململكة الأردنية الها�شمية‬ ‫يف �سياق امل�شاركة يف التح�ضري للقمة الإن�سانية الدولية‬ ‫يف �إ�سطنبول ـ مايو ‪� ،2016‬شاركت منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي يف «الور�شة التح�ضريية للم�شاورة الإقليمية‬ ‫ملنطقة ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا»‪ ،‬التي ُع ِقدت‬ ‫يف العا�صمة الأردنية‪ ،‬ع ّمان‪ ،‬يوم ‪ 16‬فرباير ‪.2015‬‬ ‫وجرى تنظيم الور�شة بالت�شارك بني منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬والأمم املتحدة‪ ،‬وجامعة الدول العربية‪.‬‬ ‫وقام بتمثيل املنظمة يف الور�شة الأمني العام امل�ساعد‬ ‫لل�ش�ؤون الإن�سانية‪ ،‬ال�سفري ه�شام يو�سف‪ ،‬وهدفت‬ ‫الور�شة �إلى بحث التح�ضريات لعقد القمة العاملية للعمل‬ ‫الإن�ساين‪ .‬كما بحثت عدة �أوراق‪ ،‬من �أبرزها ق�ضايا‬ ‫«حماية املدنيني»‪ ،‬و»الو�صول الإن�ساين �إلى الأماكن‬ ‫املت�ضررة»‪� ،‬إ�ضافة �إلى «معاجلة مكامن ال�ضعف من‬ ‫خالل اال�ستعداد للطوارئ‪ ،‬واحل ّد من خماطر الكوارث‬ ‫وبناء القدرات على التكيف» و»اال�ستجابة للأزمات‬ ‫طويلة الأمد‪ ،‬والتمويل الإن�ساين»‪ ،‬ف�ض ًال عن «التن�سيق‬ ‫وال�شراكة يف العمل الإن�ساين»‪.‬‬ ‫و�شكلت الور�شة جزء ًا من �سل�سلة اجتماعات �ستنعقد‬ ‫تباع ًا والحق ًا‪ ،‬من �أجل ا�ستكمال الرتتيبات الالزمة من‬ ‫�أجل عقد القمة الإن�سانية العاملية‪.‬‬ ‫ُيذ َكر �أنه‪ ،‬يف �إطار الرغبة يف التعامل بفاعلية مع‬ ‫التحديات التي يواجهها العمل الإن�ساين‪� ،‬أعلن الأمني‬ ‫العام للأمم املتحدة‪ ،‬بان كي مون‪ ،‬يوم ‪� 26‬سبتمرب‬ ‫‪� ،2013‬أمام اجلمعية العامة للأمم املتحدة عن �إقامة‬

‫القمة العاملية الإن�سانية‪ ،‬وهي �أول قمة تُع َقد ملناق�شة‬ ‫هذا املو�ضوع‪ ،‬وقد طلب بان كي مون من الدول الأع�ضاء‬ ‫يف الأمم املتحدة دعم هذه املبادرة حتى ت�ضع القمة‬ ‫برناجم ًا ي�سمح للعمل الإن�ساين مبواجهة التحديات‬ ‫امل�ستقبلية‪ ،‬وذلك من خالل تو�سيع ال�شراكات وتعميقها‬ ‫مل�ساعدة املجتمعات املحتاجة‪.‬‬ ‫وقد جرى االتفاق على قيام القمة بالرتكيز على �أربعة‬ ‫حماور تتمثل يف (فاعلية العمل الإن�ساين)‪ ،‬و(احل ّد‬ ‫من مكامن ال�ضعف و�إدارة املخاطر)‪ ،‬و(التحول من‬ ‫خالل االبتكار)‪ ،‬و(تلبية احتياجات املجتمعات خالل‬ ‫النـزاعات)‪ .‬كما مت االتفاق على �أن يكون الإعداد من‬ ‫خالل عقد اجتماعات �إقليمية‪ ،‬الت�أم منها‪ :‬اجتماع‬ ‫غرب وو�سط �إفريقيا يف كوت ديفوار يومي ‪ 19‬و‪20‬‬ ‫يونيو ‪ ،2014‬واجتماع �شمال وجنوب �شرق �آ�سيا يف‬ ‫اليابان يومي ‪ 23‬و‪ 24‬يوليو ‪ ،2014‬واجتماع جنوب‬ ‫و�شرق �إفريقيا يف جنوب �إفريقيا يف الفرتة من ‪-27‬‬ ‫‪� 29‬أكتوبر ‪ ،2014‬واجتماع �شرق وغرب �أوروبا يف‬ ‫املجر يف فرباير ‪� ،2015‬إ�ضافة �إلى اجتماع ال�شرق‬ ‫املتو�سط و�شمال �إفريقيا بالأردن يف مار�س ‪ .2015‬كما‬ ‫تعتزم اجلهات امل�شاركة �إلى عقد اجتماعات �أخرى‬ ‫م�ستقبلية‪� ،‬أبرزها‪ :‬اجتماع �أمريكا الالتينية منطقة‬ ‫البحر الكاريبي يف غواتيماال يف الفرتة من ‪ 7-5‬مايو‬ ‫‪ ،2015‬واجتماع املحيط الهادئ يف نيوزيلندا يوم ‪30‬‬ ‫يوليو ‪ ،2015‬واجتماع جنوب وو�سط �آ�سيا يف الربع‬ ‫الأخري من عام ‪ ،2015‬واجتماع الت�شاور املو�ضوعي‬

‫يف �أملانيا يف الربع الأخري من عام ‪ ،2015‬واجتماع‬ ‫امل�شاورة العاملية يف �سوي�سرا يف �أكتوبر ‪2015‬‬ ‫�إلى ذلك‪ ،‬متت مناق�شة عدد من الق�ضايا املهمة يف �أول‬ ‫اجتماع للمجموعة التح�ضريية‪ ،‬والذي ُع ِقد بالقاهرة‬ ‫يوم ‪ 4‬دي�سمرب ‪ ،2014‬من �ضمنها حماية العاملني يف‬ ‫املجال الإن�ساين امليداين واملت�ضررين جراء الكوارث‬ ‫والأزمات وعن �إيجاد �آلية من خالل القانون الإن�ساين‬ ‫لتحمل اجلهات احلكومية م�س�ؤولية توفري احلماية‬ ‫للمت�ضررين والعاملني يف جمال العمل الإن�ساين‪،‬‬ ‫و�شملت املناق�شات العوائق التي تواجه عدد ًا من‬ ‫املنظمات غري احلكومية‪ ،‬مثل حتويل الأموال نتيجة‬ ‫اللوائح والقواعد املتعلقة مبكافحة الإرهاب‪ ،‬وقد مت‬ ‫االتفاق على �أن هذه الق�ضية �إ�ضافة �إلى التحديات‬ ‫التي تواجهها املنظمات غري احلكومية التي تعمل يف‬ ‫مناطق الأزمات وكذلك يف مناطق تقع حتت �سيطرة‬ ‫جمموعات متطرفة �أو منظمات �إرهابية يجب �أن‬ ‫حتظى باهتمام القمة‪ .‬وجرت �أي�ض ًا مناق�شات حول‬ ‫عملية ابتكار طرق جديدة للتمويل‪ ،‬حيث �إن النق�ص‬ ‫ال�شديد للموارد املالية ُيعترب عائق ًا �إ�ضافي ًا للعمل‬ ‫الإن�ساين‪ ،‬كما متت مناق�شة مو�ضوع ذي �أهمية كربى‪،‬‬ ‫املهجرين ق�سر ًا جراء ال�صراعات و�ضعف‬ ‫وهو مو�ضوع ّ‬ ‫الكم الهائل‬ ‫احلكومات امل�ست�ضيفة �إزاء ا�ستيعاب هذا ّ‬ ‫املهجرين‪.‬‬ ‫من ّ‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي توقع‬ ‫مذكرة تفاهم مع اللجنة اإلسالمية للهالل الدولي‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫قامت الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي (�إدارة‬ ‫ال�ش�ؤون الإن�سانية) بتوقيع مذكرة تفاهم مع اللجنة‬ ‫الإ�سالمية للهالل الدويل‪ ،‬يوم ‪� 2‬إبريل ‪ ،2015‬يف‬ ‫مقر الأمانة العامة للمنظمة بجدة‪ ،‬وذلك بهدف‬ ‫تعزيز التعاون وال�شراكة والتن�سيق بني اجلانبني ب�ش�أن‬ ‫عمليات اال�ستجابة يف جماالت تقدمي امل�ساعدات‬ ‫الإن�سانية وكذلك التعاون يف جمال القانون الدويل‬ ‫الإن�ساين‪ .‬كما تهدف مذكرة التفاهم �إلى �إقامة‬ ‫م�شاورات دورية بني اجلانبني وت�شكيل فريق عمل من‬ ‫الطرفني يقوم بو�ضع الإجراءات التنفيذية خلطط‬ ‫‪32‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫التعاون والت�شاور يف جمال ال�سيا�سات الإن�سانية‬ ‫وتبادل املعلومات وتنمية القدرات وح�شد املوارد‬ ‫حلاالت الكوارث والأزمات الإن�سانية واملو�ضوعات‬ ‫الأخرى ذات االهتمام امل�شرتك‪.‬‬ ‫وقد وقع على مذكرة التفاهم ال�سفري ه�شام يو�سف‪،‬‬ ‫الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون الإن�سانية‪ ،‬وال�سفري علي‬ ‫بوهدمة‪ ،‬رئي�س اللجنة الإ�سالمية للهالل الدويل‪.‬‬ ‫هذا وجتدر الإ�شارة �إلى �أن اللجنة الإ�سالمية للهالل‬ ‫الدويل هي �إحدى امل�ؤ�س�سات املتخ�ص�صة ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ومقرها مدينة بنغازي يف ليبيا‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون إنسانية‬ ‫المنظمة تشارك في معرض ومؤتمر دبي الدولي لإلغاثة والتطوير ‪2015‬‬

‫وتؤكد الحاجة إلى نقلة نوعية في بنية المساعدات اإلنسانية‬ ‫دبي ـ دولة الإمارات العربية املتحدة‬ ‫قال الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون الإن�سانية يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سفري‬ ‫ه�شام يو�سف‪� ،‬إن على املجتمع الدويل االعرتاف ب�أنه ف�شل ف�ش ًال ذريع ًا ب�ش�أن ق�ضايا‬ ‫�أ�سا�سية متعلقة بت�سوية املنازعات‪ ،‬بدء ًا من الإنذار املبكر وحتى �إدارة ال�صراع‬ ‫وت�سوية النـزاعات‪.‬‬ ‫و�أكد ال�سفري ه�شام يو�سف يف كلمته التي �ألقاها يف معر�ض وم�ؤمتر دبي الدويل‬ ‫للإغاثة والتطوير «ديهاد»‪ ،‬يوم ‪ 25‬مار�س ‪� ،2015‬أن تطورات عدد من ال�صراعات‪،‬‬ ‫كما هو احلال يف �سوريا وليبيا واليمن والعراق وجمهورية �إفريقيا الو�سطى وجنوب‬ ‫ال�سودان‪ ،‬دليل وا�ضح على �أدائنا ال�ضعيف يف �إدارة ال�صراعات‪ .‬و�أ�ضاف‪�« :‬إن العدد‬ ‫الهائل لهذه النـزاعات املندلعة با�ستمرار‪ ،‬ومع وجود �أزمات قدمية ومزمنة‪ ،‬مثل‬ ‫فل�سطني وال�صومال ودارفور وغريها مل حت�سم بعد �أي�ض ًا داللة وا�ضحة على ف�شلنا‬ ‫�صاحبة ال�سمو امللكي الأمرية هيا بنت احل�سني‪ ،‬حرم رئي�س جمل�س الوزراء بدولة الإمارات العربية املتحدة‬ ‫يف ت�سوية النـزاعات»‪.‬‬ ‫حاكم دبي‪ ،‬يف افتتاح فعالية معر�ض وم�ؤمتر دبي الدويل للإغاثة والتطوير لعام ‪2015‬‬ ‫وبذلك‪ ،‬ف�إن النظام الإن�ساين احلايل غري قادر على حتمل االحتياجات املتزايدة‬ ‫تكون لها م�ساهمة يف عملية �صنع القرارات‪ ،‬بل رمبا يكون لها دور �أكرث ن�شاط ًا‬ ‫مبعدل هائل‪ .‬وذكر ال�سفري يو�سف �أن‪« :‬عدد وحجم الأزمات الإن�سانية مل ي�سبق‬ ‫للمنظمات الإقليمية �أي�ض ًا‪.‬‬ ‫له مثيل‪� .‬إننا نواجه ثالث �أزمات كربى متزامنة لأول مرة يف التاريخ املعا�صر‪ ،‬يف‬ ‫رابع ًا‪ ،‬جرت على مدى �أعوام نقا�شات متعلقة بالروابط بني التنمية وامل�ساعدات‬ ‫�سوريا وجهورية �إفريقيا الو�سطى وجنوب ال�سودان‪ .‬فيما حتدث مفو�ض وكالة الأمم‬ ‫الإن�سانية‪ ،‬وقد تطورت النقا�شات يف �سياق التقدم يف �سياق اجلهود املرنة‪ .‬ومع‬ ‫املتحدة لإغاثة وت�شغيل الالجئني الفل�سطينيني (الأونروا) وروبرت ترنر من الوكالة‬ ‫ذلك‪ ،‬ف�إننا مل ن�صل �إلى مرحلة مقبولة من الرتابط ب�شكل ي�ضمن �أ ّال يكون لهذه‬ ‫عن �إح�صائيات العار يف غزة”‪.‬‬ ‫الرابطة ت�أثري �سلبي يف امل�ساعدات الإن�سانية واملبادئ التي حتكمها والتي من �ضمنها‬ ‫وبالن�سبة لالحتياجات املالية للم�ساعدات الإن�سانية‪� ،‬أو�ضح ال�سفري يو�سف �أن‬ ‫احلفاظ على كرامة الأ�شخا�ص املتلقني للم�ساعدات‪.‬‬ ‫الفجوة يف االحتياجات املالية يف ازدياد على مدى ال�سنوات الع�شر املا�ضية‪ .‬وقد‬ ‫خام�س ًا‪� ،‬إننا بحاجة �إلى حت�سني �أدائنا يف م�ساعدة الن�ساء والأطفال وكبار ال�سن وذوي‬ ‫بلغت احتياجات التمويل للم�ساعدات الإن�سانية رقم ًا قيا�سي ًا و�صل �إلى نحو ‪ 17‬مليار‬ ‫االحتياجات اخلا�صة وغريهم من الفئات ال�ضعيفة‪ ،‬والرتكيز على ال�صحة النف�سية‬ ‫دوالر يف عام ‪ ،2014‬ولكنها مل ِّ‬ ‫تغط �إال ما يزيد قلي ًال على ‪ 50‬يف املئة‪.‬‬ ‫يف �ضوء حجم الأزمات التي نواجهها‪ ،‬وحجم ال�صراعات الهائل وا�ضطرابات ما بعد‬ ‫ودعا �إلى نقلة نوعية يف بنية امل�ساعدات الإن�سانية‪ ،‬م�شري ًا يف هذا ال�صدد �إلى �ست‬ ‫ال�صدمة‪ ،‬ملا لذلك من �أثر بالغ بالن�سبة لن�سيج املجتمعات ومتا�سكها‪.‬‬ ‫نقاط‪:‬‬ ‫�ساد�س ًا‪ ،‬يجب التعلم من القطاع اخلا�ص‪ ،‬حيث �إننا بحاجة �إلى تر�سيخ ثقافة التطور‬ ‫�أو ًال‪ ،‬البدء بالق�ضايا املتعلقة ب�ضمان احرتام القانون الدويل الإن�ساين والو�صول‬ ‫امل�ستمر‪ .‬ويجب علينا كذلك �أن ن�ستخدم ون�ستفيد ب�شكل �أف�ضل من �أوجه التطورات‬ ‫�إلى املحتاجني بطريقة فعالة‪ ،‬ولي�س عن طريق قرار ملجل�س الأمن ي�سمح مبرور‬ ‫التقنية ب�شكل �أكرث فاعلية‪.‬‬ ‫امل�ساعدات الإن�سانية عرب احلدود دون �آليات مالئمة ل�ضمان تنفيذها بفاعلية‪.‬‬ ‫وقد انعقدت الدورة احلادية ع�شرة ملعر�ض وم�ؤمتر دبي الدويل للإغاثة والتطوير‬ ‫ثاني ًا‪ ،‬يف ما يتعلق باملوارد املالية‪ ،‬ف�إن املزيد واملزيد من النا�س مقتنعون ب�أنه لرمبا‬ ‫«ديهاد» حتت رعاية �صاحب ال�سمو ال�شيخ حممد بن را�شد �آل مكتوم‪ ،‬نائب رئي�س‬ ‫كان من الأف�ضل �أن تقدم امل�ساعدات الإن�سانية كم�ساهمات مقررة ولي�س كالتزامات‬ ‫دولة الإمارات العربية املتحدة ورئي�س جمل�س الوزراء وحاكم دبي‪ ،‬وبدعم من‬ ‫تطوعية‪ .‬واقرتح كذلك وجود نظام �أكرث تطور ًا لتحقيق تقا�سم �أعباء عادل‪ ،‬لأنه‬ ‫م�ؤ�س�سة حممد بن را�شد �آل مكتوم للأعمال اخلريية والإن�سانية والأمم املتحدة‬ ‫وكما يبدو ف�إن بع�ض املناطق ت�شهد عبئ ًا متزايد ًا ال تعرفه مناطق �أخرى‪.‬‬ ‫وهيئة الهالل الأحمر الإماراتي واملدينة العاملية للخدمات الإن�سانية وم�ؤ�س�سة دبي‬ ‫ثالث ًا‪ ،‬البنية الإن�سانية تتطلب �إ�صالح ًا جذري ًا‬ ‫العطاء ومنظمة التعاون الإ�سالمي‪ .‬وانعقدت‬ ‫من حيث زيادة الكفاءة والفاعلية‪ ،‬وقال ال�سفري‬ ‫الدورة حتت �شعار «الفر�صة والتنقل واال�ستدامة»‪،‬‬ ‫يو�سف يف ذلك‪�« :‬سمعنا من عدد من املتحدثني‬ ‫بلغت احتياجات التمويل للمساعدات على مدى �ست جل�سات‪ُ ،‬خ�ص�صت لبحث عدد من‬ ‫عن كيفية جعل دورة امل�ساعدات الإن�سانية �أكرث‬ ‫اإلنسانية رقم ًا قياسي ًا وصل إلى نحو املو�ضوعات‪ ،‬مثل اال�ستعداد للكوارث‪ ،‬واخلدمات‬ ‫فاعلية من ال�شراء �إلى اخلدمات اللوج�ستية ومن‬ ‫اللوج�ستية ملواد الإغاثة‪ ،‬والتنمية امل�ستدامة‪ ،‬فيما‬ ‫‪ 17‬مليار دوالر في عام ‪ ،2014‬ولكنها لم‬ ‫نقل امل�ساعدات حتى تو�صيلها»‪.‬‬ ‫ركزت جل�ستان �إ�ضافيتان على بحث دور املنظمات‬ ‫ؤدي‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫إمكانية‬ ‫�‬ ‫وحث كذلك على النظر يف‬ ‫تغط إال ما يزيد قلي ً‬ ‫ِّ‬ ‫ال على ‪ 50‬في المئة غري احلكومية يف بيئة الكوارث احلالية‪.‬‬ ‫املنظمات غري احلكومية املحلية دور ًا �أكرب‪ ،‬و�أن‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫يناير ‪ -‬إبريل ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪33‬‬


‫حقوق اإلنسان‬ ‫األمين العام لمنظمة التعاون اإلسالمي‬

‫يشارك في دورة مجلس حقوق اإلنسان في جنيف‬

‫جنيف ـ �سوي�سرا‪:‬‬ ‫�أكد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني‬ ‫مدين‪� ،‬أن لل�شعبني الفل�سطيني والك�شمريي احلق‬ ‫الأ�سا�سي يف تقرير امل�صري‪ ،‬لكن الإنكار الذي طال‬ ‫�أمده لهذا احلق هو و�صمة عار على املجتمع الدويل‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف الأمني العام‪ ،‬يف كلمته التي �ألقاها يف الدورة‬ ‫الثامنة والع�شرين ملجل�س حقوق الإن�سان يف اليوم‬ ‫الثاين من الدورة التي ُع ِقدت على مدى �أربعة �أيام يف‬ ‫جنيف‪ ،‬يف الثاين من مار�س ‪« :2015‬ال تزال حاالت‬ ‫احلرمان التي طال �أمدها ل�شعبي فل�سطني وك�شمري‬ ‫و�صمة عار على ال�ضمري اجلماعي للمجتمع الدويل‪،‬‬ ‫فمجرد احلديث عن ال�سالم لي�س كافي ًا‪ ،‬بل يجب �أن‬ ‫نعمل على حتقيقه»‪ .‬و�أ�ضاف �أن امل�س�ؤولية الأخالقية‬ ‫حلل هذه املظامل تقع على الأمم املتحدة‪.‬‬ ‫و�أكد مدين �أن املنظمة تُعنى بالو�ضع القائم يف‬ ‫فل�سطني‪ ،‬وتطرقت �إلى �أعمال �إ�سرائيل الوح�شية يف‬ ‫غزة خالل ال�صيف املا�ضي‪ ،‬والتي «�أعلنت العديد من‬ ‫امل�صادر امل�ستقلة �أنها جرائم حرب و�إبادة جماعية»‪،‬‬ ‫حاث ًا املجل�س على متابعة ت�سليط ال�ضوء و�إدانة معاناة‬ ‫ال�شعب الفل�سطيني واحل�صار امل�ستمر على قطاع غزة‬ ‫وبناء م�ستوطنات غري �شرعية وتهويد القد�س ال�شرقية‬ ‫وبناء جدار الف�صل العن�صري‪ .‬ولفت االنتباه �أي�ض ًا‬ ‫�إلى دعوات املنظمة املتكررة للتو�صل �إلى ت�سوية �سلمية‬ ‫للنـزاع يف ك�شمري و�إلى احلاجة �إلى احلوار للو�صول �إلى‬ ‫‪34‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫حل مالئم لتطلعات الك�شمرييني‪.‬‬ ‫و�أعرب الأمني العام‪ ،‬يف كلمته التي �ألقاها خالل‬ ‫القطاع رفيع امل�ستوى للدورة‪ ،‬والذي جمع ر�ؤ�ساء دول‬ ‫ووزراء وم�س�ؤولني حكوميني كبار ًا ملناق�شة �أبرز ق�ضايا‬ ‫حقوق الإن�سان العاملية‪ ،‬عن ترحيبه بالأمري الأردين‪،‬‬ ‫زيد بن رعد‪ ،‬املفو�ض ال�سامي اجلديد حلقوق الإن�سان‪،‬‬ ‫وحتدث كذلك بتف�صيل عن العنف ال�شديد الذي ُي َع ّد‬ ‫«ظاهرة ترمي �إلى متزيق الن�سيج الثقايف املتنوع‬ ‫لنظامنا العاملي‪ ،‬وتر ّوج خلطاب متطرف غايته ت�أجيج‬ ‫التوترات والكراهية العرقية والدينية»‪.‬‬ ‫و�شدد كذلك على احلاجة �إلى فهم �أ�صل م�سببات‬ ‫الق�ضية‪ ،‬و�أن «ندرك �أن ربط هذه الظاهرة ب�شكل‬ ‫فوري وتلقائي بدين من الأديان �أو منطقة دون غريها‬ ‫�سيكون خط�أً ج�سيم ًا»‪ ،‬م�ضيف ًا‪« :‬كل ذلك لي�س جمرد‬ ‫تاريخ ن�سجله‪ ،‬بل تركة وتربة يتعني علينا �أن نعيها حتى‬ ‫ن�ضع �سياق ًا لظهور فكر التطرف العنيف الذي �أخذ‬ ‫�شكل داع�ش و بوكو حرام‪ ،‬وجرمية كارولينا ال�شمالية»‪.‬‬ ‫و�أو�ضح الأمني العام �أن الإ�سالم بعد �أحداث احلادي‬ ‫ع�شر من �سبتمرب �أ�صبح مو�ضع نقا�ش يف ق�ضايا العنف‬ ‫ال�شديد‪ ،‬و�أن املنظمة كانت يف الطليعة لإدانة الإرهاب‪،‬‬ ‫قحم‬ ‫وللت�شديد على �أن الإرهاب �أداة �سيا�سية يجب �أ ّال ُي َ‬ ‫الدين فيها كم�صدر ي�ؤدّي للعنف ال�شديد‪.‬‬ ‫وقال‪�« :‬إلقاء التهمة على الدين ب�أنه م�صدر العنف‬ ‫ال�شديد والإرهاب قد ي�ؤدي بنا جميع ًا �إلى هوة �سحيقة‬ ‫جترفنا جميع ًا»‪ .‬و�أو�ضح كذلك �سعي املنظمة على مدى‬

‫�أكرث من عقد من الزمن �إلى تقدمي قرار خا�ص للأمم‬ ‫املتحدة حول الإ�ساءة للأديان‪ ،‬والذي اعتُمد يف البداية‬ ‫بتوافق الآراء‪� ،‬إ ّال �أنه فقد الدعم تدريجي ًا‪ .‬ولكن‬ ‫جمل�س حقوق الإن�سان متكن من خالل جهود املنظمة‬ ‫من تقدمي القرار رقم ‪ 18/16‬حول التع�صب الديني‪،‬‬ ‫والذي اع ُتمِ د يف عام ‪.2011‬‬ ‫و�أ�ضاف �أنه على خلفية ذلك عقد الأمني العام ووزيرة‬ ‫اخلارجية الأمريكية حينها‪ ،‬هيالري كلينتون‪ ،‬اجتماع ًا‬ ‫يف ا�سطنبول �أثمر عن بيان م�شرتك يف نهاية االجتماع‪،‬‬ ‫يدعو �أ�صحاب ال�ش�أن �إلى العمل بح�سب قرار ‪.18/16‬‬ ‫و�أفاد �أن �أربعة اجتماعات للخرباء ُعقدت يف هذا‬ ‫الإطار يف وا�شنطن العا�صمة ثم يف لندن وجنيف‬ ‫والدوحة‪ ،‬ومن املخطط عقد اخلام�س يف جدة يف‬ ‫يونيو‪.‬‬ ‫ودعا مدين كذلك �إلى �أن ت�صبح مكافحة التحري�ض‬ ‫على الكراهية والعنف والتمييز على �أ�سا�س الدين‬ ‫�أولوية غري مقت�صرة على املجل�س فقط‪ ،‬و�إمنا للمجتمع‬ ‫الدويل قاطبة‪ .‬و�أ�ضاف �أنه‪« :‬وفق ما هو موجود بالفعل‬ ‫من قوانني خمتلفة ملكافحة خطاب الكراهية يف كثري‬ ‫من املجتمعات‪ ،‬مبا فيها الدول الغربية‪ ،‬وال�سعي نحو‬ ‫تطبيق هذه القوانني لتوفري احلماية جلميع فئات‬ ‫املجتمع على اختالف انتماءاتها»‪.‬‬ ‫و�أدان الأمني العام ما يالقيه الأذربيجانيون من‬ ‫�أرمينيا يف الأرا�ضي الأذربيجانية املحتلة من �إقليم‬ ‫ناغورين كاراباخ‪ .‬وكذلك نا�شد ميامنار ت�أمني احلماية‬ ‫واحلق يف احلياة ل�شعب الروهينغيا‪.‬‬ ‫و�أنهى مدين حديثه بت�أكيد احلقوق املدنية وال�سيا�سية‪،‬‬ ‫و�أنه «ال بد من الرتكيز على احلقوق االجتماعية‬ ‫والثقافية‪ ،‬مبا يف ذلك احلق يف التنمية»‪.‬‬ ‫وعلى هام�ش الدورة‪ ،‬التقى الأمني العام بوزيرة خارجية‬ ‫املالديف‪ ،‬دنيا م�أمون‪ ،‬ورئي�س الإدارة الفيدرالية‬ ‫لل�ش�ؤون اخلارجية يف �سوي�سرا‪ ،‬ديديري بورخالرت‪،‬‬ ‫واملفو�ض ال�سامي حلقوق الإن�سان‪ ،‬زيد رعد احل�سني‪،‬‬ ‫واملمثلة الأوروبية ال�سامية لل�ش�ؤون اخلارجية وال�سيا�سة‬ ‫الأمنية ونائبة رئي�س املفو�ضية الأوروبية فدريكا‬ ‫موغريني‪ ،‬ووزيرة العدل وحقوق الإن�سان يف بوركينا‬ ‫فا�سو‪ ،‬جوزفني �أويدراوجو‪ ،‬والوزيرة املغربية املنتدبة‬ ‫لدى وزير اخلارجية والتعاون‪ ،‬امباركة بوعيدة‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫إسالموفوبيا‬

‫مكافحة‬

‫اإلسالموفوبيـا‬ ‫تتطلب مزيدًا من العمل عقب حادثة «تشابل هيل»‬ ‫إحياء لذكرى مقتل كل من �شادي بركات وي�سر حممد �أبو �صاحلة ورزان حممد �أبو �صاحلة‬ ‫حفل ت�أبني داخل حرم جامعة نورث كاروالينا � ً‬ ‫الذين اغتيلوا رمي ًا بالر�صا�ص بالقرب من جممع كوندومينيوم يف �شابل هيل بكاروالينا ال�شمالية بالواليات املتحدة الأمريكية يوم ‪ 17‬فرباير ‪�( 2015‬إي بي ايه)‬

‫�أ�صاب القتل الوح�شي لثالثة طالب م�سلمني يافعني‬ ‫يف الواليات املتحدة يف مطلع فرباير ‪ ،2015‬اثنان‬ ‫منهما تزوجا حديث ًا‪� ،‬أنحاء العامل بال�صعق‪ ،‬وا�ستقطب‬ ‫خماوف منظمة التعاون الإ�سالمي من ارتفاع امل�شاعر‬ ‫املعادية للم�سلمني والإ�سالموفوبيا يف الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫وكان كل من �ضياء بركات (‪ 23‬عام ًا) وزوجته ي�سر �أبو‬ ‫�صاحلة (‪ 21‬عام ًا) و�شقيقتها رزان �أبو �صاحلة (‪19‬‬ ‫عام ًا) قد لقوا حتفهم رمي ًا بالر�صا�ص يف الر�أ�س بفعل‬ ‫جارهم كريغ هيك�س‪ ،‬يف ت�شابل هيل بوالية كاروالينا‬ ‫ال�شمالية‪ ،‬يوم ‪ 10‬فرباير ‪.2015‬‬ ‫و�أفادت ال�شرطة املحلية ب�أن دافع �إطالق النار هو‬ ‫نزاع حول مواقف ال�سيارات‪ ،‬يف حني �أبدت �أ�سر‬ ‫ال�ضحايا �شكوكها حول ذلك‪ ،‬وا�صفني عملية القتل‬ ‫بجرمية كراهية �أثارتها الإ�سالموفوبيا‪ .‬وقال حممد‬ ‫�أبو �صاحلة‪ ،‬والد الفتاتني‪ ،‬يف حديثه ل�صحفيني‪« :‬لي�س‬ ‫عندنا �أدنى �شك �أن هيئتهم ومعتقدهم الديني له‬ ‫عالقة باحلادثة”‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أنه حني كان زوج ابنته يقطن وحيد ًا يف املنـزل‬ ‫مل يكن الو�ضع مقلق ًا‪ ،‬و�أن امل�شكالت بد�أت حني انتقلت‬ ‫ابنته املحجبة معه‪ .‬وذكر‪“ :‬ابنتي ي�سر �أخربتنا �أكرث‬ ‫من مرتني ب�أن هذا الرجل قرع بابهم وت�شاجر معهم‬ ‫حام ًال م�سد�س ًا على حزامه‪ .‬وقالت يل “�أعتقد يا �أبي‬ ‫�أنه يبغ�ضنا لـ ُهـويتنا ومنظرنا”‪.‬‬ ‫و�أردف قائ ًال‪“ :‬الآن‪ ،‬وقد علمنا من ال�شرطة �أن‬ ‫ثالثتهم قتلوا ب�إطالق النار على ر�ؤو�سهم ب�سرعة‬ ‫كبرية‪ ،‬بر�صا�صة م�صوبة لكل واحد منهم‪ ،‬ويف مكان‬ ‫�ضيق داخل ال�شقة‪ ،‬وك�أنها عملية �إعدام‪ ،‬ف�إن مل يكن‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫ذلك كراهية فماذا يكون”؟‬ ‫فيما تدل من�شوارت هيك�س على و�سائل الإعالم‬ ‫االجتماعي على �أنه رجل ذو اهتمام وا�ضح بامل�سد�سات‪،‬‬ ‫وا�صف ًا نف�سه �أنه ملحد ومعار�ض للألوهية‪ ،‬ويع ّرف‬ ‫عن منتمي هذا الن�شاط عدوانيتهم يف التعبري عن‬ ‫معتقداهم الإحلادية‪.‬‬ ‫وكانت و�سائل الإعالم الر�سمية عقب الكارثة بطيئة‬ ‫يف نقل احلادثة‪ ،‬ونقلت عمليات القتل ب�صورة قامتة‪.‬‬ ‫ولكن العامل اتخذ و�سائل الإعالم االجتماعية و�سيلة‬ ‫تنم‬ ‫للتعبري عن غ�ضبهم من التغطية الإعالمية التي ّ‬ ‫عن الإ�سالموفوبيا من حوادث �إطالق النار وعدم‬ ‫عنونتها بجرائم الكراهية‪ .‬ويف غ�ضون �ساعات‪،‬‬ ‫انت�شر و�سم ‪�( ChapelHillShooting#‬إطالق‬ ‫النار يف ت�شابل هيل) على تويرت‪ ،‬و�أ�صبح الأكرث‬ ‫تداو ًال يف جميع �أنحاء العامل‪ ،‬ومثله انت�شر و�سم‬ ‫‪(MuslimLivesMatter#‬حياة امل�سلم ق ّيمة)‪.‬‬ ‫وجاءت احلادثة و�سط زيادة يف حاالت العداء‬ ‫والكراهية للم�سلمني يف �أنحاء الواليات املتحدة و�أوروبا‬ ‫على �أثر هجمات �شاريل �إيبدو يف يناير ‪ .2015‬كذلك‬ ‫لفت جمل�س العالقات الأمريكية الإ�سالمية‪ ،‬وهو‬ ‫م�ؤ�س�سة متخ�ص�صة يف احلقوق املدنية للم�سلمني‪،‬‬ ‫االنتباه �إلى �آراء هيك�س املعادية للدين والإفادات التي‬ ‫�أدلت بها ال�ضحيتان اللتان كانتا ترتديان احلجاب‪.‬‬ ‫ونا�شدت �أكرث من ‪ 100‬من اجلماعات الدينية واملحلية‪،‬‬ ‫مبا يف ذلك تلك امل�ؤلفة من امل�سلمني وال�شيوخ والعرب‪،‬‬ ‫�إدارة �أوباما لفتح حتقيق يف جرائم الكراهية‪.‬‬ ‫وبعد ب�ضعة �أيام من احلادثة‪� ،‬أدان الرئي�س الأمريكي‪،‬‬

‫باراك �أوباما‪ ،‬اجلرائم علن ًا‪ ،‬وا�صف ًا �إياها بـ «الوح�شية‬ ‫وامل�شينة»‪ ،‬و�أنه يجب �أ ّال يكون �أي �أحد يف الواليات‬ ‫املتحدة «مو�ضع ا�ستهداف ب�سبب هُ ويته �أو منظره �أو‬ ‫عقيدته»‪ .‬وتزامنت هذه الإدانة مع �أخبار تفيد ب�أن‬ ‫مكتب التحقيقات الفيدرايل قد بد�أ التحقيق من جانبه‬ ‫للعمل بالتوزاي مع ال�شرطة املحلية‪.‬‬ ‫وقد و�صف الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫�إياد �أمني مدين‪ ،‬اجلرمية بالوح�شية‪ ،‬و�أنها �صدمت‬ ‫امل�سلمني يف �أنحاء العامل‪ ،‬و�أثارت املخاوف من ارتفاع‬ ‫امل�شاعر املعادية للم�سلمني والإ�سالموفوبيا يف الواليات‬ ‫املتحدة‪ .‬و�أعرب كذلك عن تعازيه القلبية لأ�سر‬ ‫ال�ضحايا‪.‬‬ ‫و�أ�شاد مدين ببيان الرئي�س الأمريكي‪ ،‬وحث الواليات‬ ‫املتحدة على الت�صدي للقولبة النمطية والتمييز‬ ‫والت�شخي�ص‪ ،‬والتي ذكر �أنها تتعار�ض مع قيم املجتمع‬ ‫الأمريكي‪ .‬كما رحب بالتحقيقات التي يجريها مكتب‬ ‫التحقيقات الفيدرايل يف هذه الق�ضية‪ ،‬واعتربها‬ ‫خطوة �إيجابية‪ .‬وقال �إن الكراهية لي�س لها مكان يف‬ ‫العامل املتعدد الثقافات‪ ،‬و�أكد �أهمية احلوارات بني‬ ‫الأديان والثقافات على امل�ستوى املجتمعي‪ ،‬م�شيد ًا‬ ‫بوحدة املجتمع الأمريكي امل�سلم وبروح الت�ضامن التي‬ ‫يتحلى بها ال�شعب الأمريكي مع �أ�سر ال�ضحايا‪.‬‬ ‫ودعا الأمني العام للمنظمة �إلى التعاون على امل�ستوى‬ ‫الدويل من �أجل الت�صدي للتطرف والعنف والتع�صب‬ ‫الديني والتحري�ض على الكراهية واجلرائم املرتبطة‬ ‫بها‪.‬‬ ‫يناير ‪ -‬إبريل ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪35‬‬


‫إسالموفوبيا‬ ‫تصاعد المشاعر المعادية لإلسالم في أمريكا وانحسارها في أوروبا‬ ‫الحظ مر�صد الإ�سالموفوبيا التابع ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي �أن ال�شهور الأولى من عام ‪� 2015‬شهدت‬ ‫ت�صاعد ًا لتيار الإ�سالموفوبيا يف الواليات املتحدة‬ ‫الأمريكية‪ ،‬يف حني بدا �أن هناك انح�سار ًا لهذا التيار‬ ‫ب�شكل عام يف �أوروبا‪.‬‬ ‫وقد انعك�س ا�ستمرار ت�صاعد تيار الإ�سالموفوبيا يف‬ ‫الواليات املتحدة يف احلمالت الإعالمية املكثفة التي‬ ‫تنم عن «اخلوف» من الإ�سالم‪ ،‬وكذلك من خالل عدد‬ ‫ّ‬ ‫كبري من احلوادث التي ا�ستهدفت م�سلمني وم�ساجد‬ ‫ومراكز �إ�سالمية‪ .‬وبدا من الوا�ضح �أن هذا «اخلوف»‬ ‫قد ت�سلل �إلى �أذهان الأمريكيني خالل هذا ال�شهر‪ ،‬حيث‬ ‫�أظهر ا�ستطالع للر�أي �أن ثلث الأمريكيني قلقون من‬ ‫�أن ال�شريعة �سوف «تغزو» بالدهم‪ ،‬و�أن تنظيم داع�ش‬ ‫يعك�س الطبيعة احلقيقية للإ�سالم‪ ،‬وهو االن�شغال الذي‬ ‫�أعرب عنه غالبية امل�سيحيني الأمريكيني‪.‬‬ ‫وتوقع املر�صد ا�ستمرار ت�صاعد ظاهرة الإ�سالموفوبيا‬ ‫يف الواليات املتحدة خالل الأ�شهر املقبلة‪.‬‬ ‫ويف ال�سياق نف�سه‪ ،‬ن�شطت ب�شدة �شبكات الإ�سالموفوبيا‬ ‫الأمريكية‪ ،‬التي ت�ضم ممولني ومنظمات وو�سائل �إعالم‬ ‫ومر ّوجي دعايات ونا�شطني وجهات �سيا�سية فاعلة‪،‬‬ ‫يف خلق مناخ من اخلوف والكراهية وال�شك جتاه‬ ‫امل�سلمني‪ .‬وكان من بني ه�ؤالء باميال غيلر التي �صنفها‬ ‫املر�صد ب�أنها غريتز فيلدرز الأمريكية‪ .‬وهي تخطط مع‬ ‫�شركائها من اليمني املتطرف لتنظيم معر�ض وم�سابقة‬ ‫فنية لت�صوير النبي حممد (�صلى اهلل عليه و�سلم) يف‬ ‫والية تك�سا�س يف مايو ‪.2015‬‬ ‫وخارج الواليات املتحدة‪ ،‬كان هناك ت�صاعد لظاهرة‬ ‫الإ�سالموفوبيا يف كندا‪ ،‬حيث لقي قرار مدينة‬ ‫�شاوينيغان مبقاطعة كيبيك حظر بناء امل�ساجد دعم‬ ‫�أغلبية ثلثي �سكان كيبيك‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬على ذلك‪،‬‬ ‫بدا جلي ًا دعم احلكومة الكندية لتعليقات وزير الهجرة‬ ‫جا�سون كيني املناه�ضة للنقاب يف �شهر فرباير‪ ،‬الأمر‬ ‫الذي اعتربه املر�صد نوع ًا من ممار�سة القمع الديني‬ ‫ومناق�ض ًا ملبد�أ حرية التدين‪.‬‬ ‫ومنذ ن�ش�أتها يف �أملانيا يف �أكتوبر ‪ ،2014‬تقوم املجموعة‬ ‫اليمينية املعادية للإ�سالم بيغيدا (احتاد الوطنيني‬ ‫الأوروبيني �ضد �أ�سلمة الغرب) بتنظيم م�سريات يف‬ ‫�أملانيا‪ ،‬ويبدو �أن عدوى حركة «بيغيدا» �إلى النم�سا‬ ‫التي �أ�صبحت �ضحية �أخرى لعدوى الإ�سالموفوبيا‪،‬‬ ‫‪36‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫حمتجون م�ؤيدون جلماعة “ا�سرتجاع �أ�سرتاليا” املناه�ضة للم�سلمني خالل‬ ‫احتجاج يف �سيدين ب�أ�سرتاليا يوم ‪� 14‬إبريل ‪�( 2015‬إي بي ايه)‬

‫�إ�ضافة �إلى �أملانيا وهولندا والدمنارك واململكة املتحدة‬ ‫والرنويج‪ .‬وجتري النم�سا �أي�ض ًا تغيريات يف قانونها‬ ‫الذي ينظم �ش�ؤون امل�سلمني مبا قد يع ّمق االنق�سام‬ ‫بينهم وبني الأغلبية‪.‬‬ ‫ويف دليل �آخر على تنامي ظاهرة اخلوف من الإ�سالم‬ ‫يف النم�سا‪ ،‬مرر الربملان م�شروع قانون ي�ؤكد �أن القانون‬ ‫الوطني يحتل مرتبة تفوق ال�شريعة‪ .‬وقد حظر م�شروع‬ ‫القانون �أي�ض ًا دفع جهات خارجية دفع لرواتب الأئمة‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى احل�صول على متويالت �أجنبية للم�ساجد‪.‬‬ ‫ويف تطور �إيجابي‪ ،‬الحظ املر�صد انح�سار تيار‬ ‫الإ�سالموفوبيا ب�شكل عام يف �أوروبا خالل �شهر فرباير‬ ‫‪ .2015‬فقد ُمنيت حركة بيغيدا بالهزمية يف مهدها‪ ‬‬ ‫�أملانيا‪ .‬كما �أن حركة مماثلة لها يف الرنويج �أُ�صيبت‬ ‫بف�شل ذريع‪ ،‬بعدما مل ت�شارك يف مظاهرتها التي‬ ‫نظمتها يف �أو�سلو يوم ‪ 9‬فرباير �إ ّال �أعداد �ضئيلة‪ .‬فيما‬ ‫كان يف املقابل تنام متزايد يف �أعداد امل�سريات امل�ساندة‬ ‫للم�سلمني يف جميع �أنحاء �أوروبا ملكافحة ن�شاطات‬ ‫بع�ض احلركات على غرار حركة بيغيدا‪ ،‬وكذلك‬ ‫الرف�ض الذي جوبهت به رئي�سة اجلبهة الوطنية ماري‬ ‫لوبان من احتاد �أوك�سفورد بربيطانيا مطلع فرباير‪.‬‬ ‫�أما يف فرن�سا‪ ،‬فقد �أعقب حادثة �إطالق النار على‬ ‫جملة «�شاريل �إيبدو» وقوع �سل�سلة هجمات ا�ستهدفت‬ ‫م�سلمني وممتلكاتهم يف خمت ِلف مناطق البالد‪ ،‬لكن‬ ‫احلكومة برهنت على قدرتها على احتواء التوتر‬ ‫والت�صعيد الناجمني عن الهجوم على جملة �شاريل‬ ‫�إيبدو يف يناير‪ .‬كما �أن فرن�سا تعتزم كذلك امل�ضي قدم ًا‬

‫بخطة لفر�ض عقوبات �صارمة خلطاب الكراهية �سعي ًا‬ ‫لت�شجيع حوار �أف�ضل مع امل�سلمني‪.‬‬ ‫وقد �شدد الرئي�س الفرن�سي على �سيا�سة بالده املت�سقة‬ ‫يف مكافحة كل من الإ�سالموفوبيا ومعاداة ال�سامية‪.‬‬ ‫وعلى نحو خا�ص‪ ،‬كان ت�أكيد هوالند �أن امل�سلمني الذين‬ ‫يعي�شون يف‪ ‬فرن�سا‪ ‬لهم احلقوق والواجبات نف�سها‬ ‫كباقي املواطنني الفرن�سيني �أمر ًا يف غاية الأهمية‪،‬‬ ‫وذلك يف �ضوء �إ�صرار عدد من الأحزاب اليمينية على‬ ‫اعتبار امل�سلمني الأوروبيني غرباء يف �أوطانهم‪.‬‬ ‫كما الحظ مر�صد الإ�سالموفوبيا الدور املهم الذي‬ ‫ت�ضطلع به الفاتيكان يف تخفيف حدة التوتر‪ ،‬حيث‬ ‫كان لها ن�شاط يف �سبيل �سلوك منهج �أكرث �سلمية يف‬ ‫ا�ستخدام حرية التعبري‪ ،‬مبا يف ذلك ن�شر الر�سوم‬ ‫الكاريكاتورية التي ت�سخر من النبي حممد عليه‬ ‫ال�صالة وال�سالم‪ .‬وعلى �سبيل املثال‪ ،‬نقلت بع�ض‬ ‫ال�صحف عن البابا قوله‪“ :‬ال يحق للمرء �أن ي�ستفزّ‪ ،‬وال‬ ‫�أن ي�سخر من دين �آخر”‪.‬‬ ‫ويف �أوروبا‪ ،‬احتدم النقا�ش حول حرية التعبري‪ ،‬حيث‬ ‫طغت على الر�أي العام فكرة �أن حرية التعبري قيمة‬ ‫ثابتة بالن�سبة للمجتمعات الأوروبية‪ ،‬ويجب �أ ّال تكون‬ ‫هناك �أي م�ساحة للتفاو�ض مع “الأيديولوجيات”‬ ‫الأخرى ب�ش�أنها‪ ،‬مبا فيها الإ�سالم‪ .‬ويف بع�ض البلدان‪،‬‬ ‫اعتُرب الربقع والنقاب واحلجاب كطراز مميز للبا�س‬ ‫الن�ساء امل�سلمات م�صدر ًا للتهديد يف عدد من البلدان‬ ‫وانتهاك ًا لقوانينها الوطنية‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫إسالموفوبيا‬

‫قر طبة‬

‫أحد آخر آثار الماضي اإلسالمي المجيد في إسبانيا‬

‫جتري يف قلب �أوروبا منازعة حول �أحد �آخر �آثار‬ ‫املا�ضي املجيد للإ�سالم‪ ،‬وهو م�سجد قرطبة‪� ،‬أهم‬ ‫املواقع الأثرية الإ�سالمية يف القارة ورمز التاريخ‬ ‫الإ�سالمي يف �إ�سبانيا‪.‬‬ ‫ويف �أواخر نوفمرب ‪ ،2014‬وقع ‪� 55‬ألف �شخ�ص خالل‬ ‫ثالثة �أيام على عري�ضة على الإنرتنت تطالب خرائط‬ ‫غوغل (‪ )Google Maps‬ب�إعادة م�سمى م�سجد‬ ‫�إلى هذا املعلم‪ ،‬بعد �أن مت تغيري ا�سمه �إلى “كاتدرائية‬ ‫قرطبة” يف داللة لوجود بيت العبادة الكاثوليكي داخل‬ ‫جدران امل�سجد العتيقة‪.‬‬ ‫وبالرغم من �إنكار الكني�سة امل�سيحية لأي تدخل من‬ ‫طرفها‪ ،‬فقد اتهمت العري�ضة �أ�سقف مدينة قرطبة‬ ‫باال�ستيالء على املعلم وحمو تاريخ املبنى‪ .‬وبنا ًء على‬ ‫ذلك‪� ،‬أعادت م�ؤ�س�سة غوغل اال�سم القدمي‪ ،‬وهو‬ ‫كاتدرائية ‪ -‬جامع قرطبة‪ ،‬والذي ا�س ُتخدِ م ا�سم ًا‬ ‫ر�سمي ًا منذ �أوائل ثمانينيات القرن املا�ضي‪ ،‬بح�سب‬ ‫تقرير �أوردته جملة فورين بولي�سي‪.‬‬ ‫وقد ُعرفت قرطبة يف القرن العا�شر بو�صفها منارة‬ ‫للعلم وال�سماحة ومنوذج ًا للرخاء والرثاء واملعايري‬ ‫املعي�شية العالية‪ ،‬وكان امل�سجد قلب حياة املدينة ورمز ًا‬ ‫لل�سلطة الأموية ومركز ًا للعلم‪ .‬ولكن بعد �سقوط املدينة‬ ‫حتولت �إلى كاتدرائية يف عام ‪ .1236‬وبالرغم من �أنه‬ ‫يف خط مواجهة ال�صراع بني الإ�سالم وامل�سيحية يف‬ ‫املهجن يف‬ ‫�أوروبا يف القرون الو�سطى‪ ،‬يفي�ض امل�سجد ّ‬ ‫حدود الكاتدرائية مبعانٍ ودالالت خمتلفة‪ ،‬توحي �ضمن‬ ‫�أمور �أخرى بذلك املا�ضي املت�سامح حني كان يعي�ش‬ ‫�أتباع الديانات الإبراهيمية الثالث يف �سالم ووئام‪.‬‬ ‫ووفق ًا ملجلة فورين بولي�سي‪ ،‬ف�إن �إ�سبانيا تُعد مركز ًا‬ ‫لأحد �أعلى م�ستويات م�شاعر الكراهية للإ�سالم يف‬ ‫الغرب‪ ،‬وعلى نحو يفوق ما هو موجود يف كل من فرن�سا‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫وبريطانيا‪ ،‬ولكن يف الوقت نف�سه ف�إن هذه البلدة تطمح‬ ‫�إلى �أن تكون رائدة يف احلديث عن الإ�سالم يف �أوروبا‬ ‫ورمز ًا للوئام بني الأديان ووجهة لل�سياحة الإ�سالمية‪،‬‬ ‫حيث يقع احلديث حول م�سجد قرطبة يف �صميم هذه‬ ‫املناق�شات‪.‬‬ ‫ومنذ عام ‪ ،2006‬بد�أت الكني�سة الكاثوليكية‪ ،‬والتي‬ ‫تدير املوقع‪ ،‬تدريجي ًا يف �إزالة م�سمى امل�سجد من عنوان‬ ‫املعلم ومن املن�شورات على الإنرتنت واملطبوعات‪،‬‬ ‫وبالرغم من �أن كتيب ًا للكني�سة منذ الثمانينيات احتفل‬ ‫بالـ ُهـوية الإ�سالمية‪ ،‬ولكن املطبوعات من منت�صف‬ ‫�أوائل الألفية احلالية جتنبت الت�سمية و�أكدت �أن املوقع‬ ‫كان م�سيحي ًا قبل �أن ُيبنى امل�سجد‪ ،‬مع انعدم �أدلة تثبت‬ ‫هذه املزاعم‪.‬‬ ‫ومنذ ذلك احلني‪ ،‬ت�صدرت جمموعات حملية حتدي‬ ‫الكني�سة الكاثوليكية‪ ،‬وطالبت ب�أن تدير املبنى ال�سلطات‬ ‫العامة‪ .‬ويف دي�سمرب ‪ ،2014‬ن�شرت املنظمة الإ�سالمية‬ ‫للرتبية والعلوم والثقافة «�إي�سي�سكو»‪ ،‬التابعة ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬بيان ًا تدين فيه تغيري اال�سم‪ ،‬وا�صف ًة‬ ‫الأمر ب�أنه «حماولة لطم�س معامل التاريخ الإ�سالمي يف‬ ‫الأندل�س‪ ،‬وا�ستفزاز م�شاعر امل�سلمني يف �أنحاء العامل‪،‬‬ ‫وبخا�صة يف �إ�سبانيا»‪.‬‬ ‫لكن �أ�صحاب الأعمال والنخبة املثقفة يف قرطبة وكذلك‬ ‫يف غرناطة ي�سعون جلعل املدينة وجهة �أ�سا�سية لل�سياح‬ ‫امل�سلمني‪ ،‬وامل�ص ّنع الرائد للأغذية واخلدمات احلالل‬ ‫لال�ستفادة من ال�سوق اال�ستهالكية املزدهرة‪ .‬وتعاونت‬ ‫البلدية املحلية �أي�ض ًا مع منظمة �إ�سالمية �إ�سبانية على‬ ‫�إن�شاء جمموعات احلالل يف قرطبة لإيواء ‪� 1300‬شركة‬ ‫متخ�ص�صة يف الأغذية واخلدمات احلالل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بيد �أن تفاقم ظاهرة الإ�سالموفوبيا ي�شكل حتديا �أمام‬ ‫حتقيق هذه الأهداف‪ ،‬مبا يف ذلك حماوالت امل�سلمني‬

‫الإ�سبان اعتبار �أنف�سهم جزء ًا من �إ�سبانيا‪ .‬فيما كان‬ ‫املوقف املتخذ من �سيا�سيي اليمني �إثارة الذعر حول‬ ‫�إعادة امل�سلمني لفتح البالد‪ ،‬وعلى هذه اخللفية يتبني‬ ‫اجلدل الدائر حول اجلامع والكاتدرائية‪.‬‬ ‫ومما يعيق الأمر �إح�سا�س الزوار امل�سلمني بامل�ضايقة‬ ‫من طريقة تعامل احلرا�س معهم‪ ،‬لفر�ضهم ب�صورة‬ ‫�صارمة بع�ض الإجراءات التي متنع امل�سلمني من‬ ‫التعبد داخل حدود امل�سجد‪ .‬و�إجما ًال‪ ،‬يقول امل�سلمون‬ ‫املحليون �إن الإ�سبان ال يودّون االعرتاف بالتاريخ‬ ‫الإ�سالمي لقرطبة كجزء من تاريخ بالدهم‪ ،‬و�إمنا‬ ‫باعتباره احتال ًال �أجنبي ًا ال عالقة لإ�سبانيا به‪ .‬ومع‬ ‫ذلك ف�إن كاتدرائية‪ -‬جامع قرطبة ت�ستقبل ‪ 1.5‬مليون‬ ‫زائر �سنوي ًا‪ ،‬معظهم من امل�سلمني الذين ال يعب�أون‬ ‫مب�ضايقات حرا�س الأمن‪.‬‬

‫يناير ‪ -‬إبريل ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪37‬‬


‫ثقافة‬

‫العاصمة اإلسالمية للثقافة‬ ‫عن المنطقة العربية ‪2015‬‬ ‫تُعزى �أهمية مدينة نـزوى لإ�سهامها الكبري يف ن�شر‬ ‫�إ�شعاع احل�ضارة الإ�سالمية على مدى ع�صورها يف‬ ‫خمت ِلف امليادين‪ ،‬فقد اتخذها ال ُعمانيون عا�صمة لهم‬ ‫يف عام ‪177‬هـ‪793 /‬م‪ ،‬كما ازدانت بالعلم والن�شاط‬ ‫الفكري‪ ،‬حيث ا�ستوطنها عدد من الأئمة والعلماء‬ ‫امل�سلمني‪ّ .‬‬ ‫وتدل الوثائق املوجودة على �أن ال ُعمانيني‬ ‫كتبوا يف ميادين الفقه واحلديث منذ القرن الأول‬ ‫الهجري‪ .‬وقد �أُطلق عليها م�سمى «بي�ضة الإ�سالم»‪،‬‬ ‫�أي معقل �أو ح�صن الإ�سالم‪ ،‬لأن قلعتها التاريخية ما‬ ‫تزال قائمة‪� ،‬إ�ضافة �إلى كثري من احل�صون والأبراج‬ ‫وامل�ساجد العتيقة‪ ،‬ولأن جوامعها وم�ساجدها خ ّرجت‬ ‫�أفواج ًا من العلماء واملفكرين والأدباء‪ ،‬حيث كانت‬ ‫موطن ًا �آمن ًا للعلم والعلماء‪.‬‬ ‫وتلوح ملن يزور املدينة اليوم اجلنائن واخلمائل‪ ،‬يف‬ ‫م�ساحات من اجلمال الأخ�ضر‪ ،‬تغطيها �أ�صناف كثرية‬ ‫من النخيل واحلم�ضيات وق�صب ال�سكر وخمت ِلف �أنواع‬ ‫البقوليات‪ ،‬ترويها �أفالج خ�صيبة (قنوات مياه حتت‬ ‫الأر�ض) �أ�شهرها فلجا «دار�س» و»اخلطمني»‪ .‬ومت �إدراج‬ ‫الفلجني �ضمن الئحة الرتاث الإن�ساين‪ ،‬حيث �أقرتهما‬ ‫جلنة الرتاث العاملي يف يوليو ‪ ،2006‬تعبري ًا عن املكانة‬ ‫الدولية لهذا النظام املائي الفريد من نوعه‪ ،‬الذي‬ ‫ي�شكل موروث ًا ح�ضاري ًا �أبدعه ال ُعمانيون منذ ما يزيد‬ ‫ري يف ُعمان‪.‬‬ ‫على �ألفي عام‪ ،‬ك�أقدم هند�سة ّ‬ ‫املوقع‬ ‫تتميز مدينة نزوى مبوقعها اال�سرتاتيجي‪ ،‬حيث تقع‬ ‫على �سفح اجلبل الأخ�ضر من جهته اجلنوبية‪ ،‬وحتدّها‬ ‫والية �أزكي من اجلهة ال�شرقية‪ ،‬واجلبل الأخ�ضر من‬ ‫اجلهة ال�شمالية‪ ،‬ووالية بهال من اجلهة الغربية‪،‬‬ ‫ووالية م َنح من اجلهة اجلنوبية‪ ،‬وتتعدد طبوغرافية‬ ‫‪38‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫نزوى‪ ،‬فمنها ال�سهول املنب�سطة‪ ،‬والواحات اخل�ضراء‪،‬‬ ‫واحلدائق التي ترويها الأفالج والآبار التي تن�ساب من‬ ‫الأودية وال�شعاب‪.‬‬ ‫املعامل‬ ‫بالرغم من النه�ضة احلديثة التي حتظى بها املدينة‪،‬‬ ‫ف�إنها ا�ستطاعت احلفاظ على �إرثها التاريخي‪ ،‬والذي‬ ‫ي�شهده الزائر يف احلارات واملباين القدمية التي متثل‬ ‫ً‬ ‫منطا عمراني ًا فريد ًا‪ ،‬تربز فيه الهند�سة املعمارية‬ ‫والنقو�ش املحلية وحتى املت�أثرة من احل�ضارات‬ ‫الأخرى‪ ،‬حيث ا�ستوطن الفر�س نزوى يف مرحلة من‬ ‫التاريخ ووجدت بع�ض املواقع حتمل �أ�سماء فار�سية‪.‬‬ ‫امل�ساجد‬ ‫تتميز مدينة نزوى بوجود عدد من امل�ساجد ذات‬ ‫املحاريب املزخرفة التي يعود �أقدمها �إلى ثمانية قرون‪.‬‬ ‫ومن املعروف �أن امل�ساجد ال ُعمانية الأولى ُ�شيدت على‬ ‫منط م�سجد النبي �صلى اهلل عليه و�سلم‪ ،‬الذي ات�سم‬ ‫بب�ساطة البناء والتكوين‪ .‬ومع تعاقب ال�سنوات‪ ،‬انت�شرت‬ ‫امل�ساجد يف ُعمان‪ .‬وكانت امل�ساجد ال ُعمانية الأولى‬ ‫تتميز بعدم وجود منارات عالية‪ ،‬بل كان فيها امتداد‬ ‫يف ال�سقف لل�صعود منه �إلى �سطح امل�سجد مت�صلة‬ ‫بالداخل ب�سلم يو�صل �إليه‪.‬‬ ‫جامع �سعال‬ ‫من �أهم امل�ساجد ال ُعمانية التي �أ�سهمت يف احلركة‬ ‫العلمية يف القرون الأولى للهجرة‪ .‬وقد ُبني يف ال�سنة‬ ‫الثامنة من الهجرة ويعترب ثاين م�سجد يف نزوى‪،‬‬ ‫يقع يف و�سط احلارة امل�سماة حارة اجلامع‪ ،‬و ُي َعد من‬ ‫�أ�شهر امل�ساجد واجلوامع العديدة التي تتوزع يف �أرجاء‬ ‫الوالية بني قراها وحاراتها‪ ،‬وللجامع برج دائري يربز‬ ‫كمعلم �أثري‪ ،‬و ُيعتبرَ مبثابة القبة للم�سجد‪ ،‬لأنه لي�س له‬

‫منارة �أو قبة‪ .‬وحمرابه مربع ال�شكل‪ ،‬يبلغ طول �ضلعه ‪3‬‬ ‫�أمتار‪ ،‬اكتمل تنقي�ش زخرفته يف ‪650‬هـ‪1252 /‬م‪ ،‬وما‬ ‫تزال باقية وحمافظة على جمال كتابة اخلط الكويف‬ ‫للنقا�شني ال ُعمانيني يف ذاك الزمن �إلى اليوم‪ .‬وقد‬ ‫ُجدِّ د بناء امل�سجد عدة مرات‪� ،‬آخرها يف عهد جاللة‬ ‫ال�سلطان قابو�س بن �سعيد‪ .‬وقد ع َّمر م�سجدَ �سعال‬ ‫عد ٌد من العلماء‪ ،‬و�أقيمت فيه حلقات الذكر والتدري�س‪،‬‬ ‫وتخرج منه عدد كبري من العلماء‪ .‬ولهذا امل�سجد دور‬ ‫كبري يف ن�شر التعليم الديني‪.‬‬ ‫وهناك م�ساجد �أخرى حتوي حماريب مزخرفة‬ ‫ج�صية‪ ،‬مت نق�شها يف فرتة الحقة‪ ،‬مثل م�سجد‬ ‫بنقو�ش ّ‬ ‫«ال�شواذنة» يف حارة العقر‪ ،‬الذي ُي َعد من �أقدم امل�ساجد‬ ‫بنا ًء؛ �أما زخرفته فتعود �إلى عام ‪936‬هـ‪ ،‬فيما تعود‬ ‫زخرفة حمراب م�سجد « اجلناة « داخل حارة �سعال‬ ‫�إلى �سنة ‪924‬هـ‪.‬‬ ‫قلعة نزوى‬ ‫بناها الإمام �سلطان بن �سيف بن مالك اليعربي عام‬ ‫‪1668‬م‪ ،‬وتعترب قلعة نزوى ال�شهباء من �أروع و�أ�ضخم‬ ‫امل�آثر احل�ضارية والتاريخية يف ُعمان‪ ،‬مبوقعها املمتاز‬ ‫يف و�سط مدينة نزوى وبجوار مركزها ال�سيا�سي قدمي ًا‪،‬‬ ‫وهو مقر الإمامة الذي يقع يف ح�صن نزوى املال�صق‬ ‫لها‪ ،‬وبعل ّوها ال�شاهق و�شكلها الدائري ال�ضخم‪ ،‬حيث‬ ‫ترتامى للناظر من بعيد‪ .‬وي�صل ارتفاع القلعة �إلى ‪24‬‬ ‫مرت ًا‪ ،‬وقطرها اخلارجي �إلى ‪ 43‬مرت ًا وقطرها الداخلي‬ ‫�إلى ‪ 39‬مرت ًا‪ ،‬وبها �سبع �آبار وفتحات متعددة ملرابطة‬ ‫املقاتلني املدافعني عن القلعة واملدينة خالل الع�صور‬ ‫القدمية‪ ،‬وبداخلها مواقع خمتلفة لل�سجون‪ ،‬حيث كانت‬ ‫مقر ًا للحكم وتنفيذ العقوبات �ضد مرتكبي اجلرائم‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫ثقافة‬ ‫انعقاد المؤتمر الدولي الثاني حول‬ ‫العالقات بين الصين والعالم اإلسالمي في اسطنبول‬ ‫ا�سطنبول ـ تركيا‪:‬‬ ‫انعقد امل�ؤمتر الدويل الثاين حول «ال�صني والعامل الإ�سالمي‪ :‬ملتقيات ثقافية» يف‬ ‫مدينة ا�سطنبول الرتكية‪ ،‬يومي ‪ 3‬و‪ 4‬فرباير ‪ ،2015‬وذلك مب�شاركة وح�ضور ممثلني‬ ‫عن عدد من اجلامعات واملتاحف ومراكز الأبحاث يف كل من تركيا وال�صني ومنطقة‬ ‫ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫تنظيم هذا امل�ؤمتر الثاين من نوعه مرك ُز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة‬ ‫وقد تولى‬ ‫َ‬ ‫الإ�سالمية (�إر�سيكا) بالتعاون مع الأكادميية ال�صينية للعلوم االجتماعية‪.‬‬ ‫و�سبق �أن انعقد م�ؤمتر مماثل يف بكني يف عام ‪ُ 2012‬ك ِّر�س جلمع الباحثني لدرا�سة‬ ‫العالقات بني ال�صني والعامل الإ�سالمي يف جماالت التاريخ والآداب والثقافة والدين‪،‬‬ ‫يف حني ات�سع نطاق م�ؤمتر هذا العام لي�شمل االقت�صاد والعالقات الدولية‪.‬‬ ‫و�أ�شار املنظمون �إلى �أن امل�ؤمتر كان منرب ًا قـ ّيـم ًا للعلماء ال�صينيني‪ ،‬ونظرائهم يف‬ ‫العامل العربي والإ�سالمي‪ ،‬لتبادل الأفكار وبناء ج�سور التوا�صل والتقارب‪ .‬وقد ُقدمت‬ ‫يف هذا امل�ؤمتر‪ ،‬الذي جمع خرباء يف خمت ِلف املجاالت‪ ،‬درا�سات من املرتقب �أن ت َ‬ ‫ُن�شر‬ ‫باعتبارها مرجع ًا حول العالقات بني ال�صني والعامل الإ�سالمي‪ ،‬كما ميكن لهذه‬ ‫الدرا�سات �أن ت�شكل �أ�سا�س ًا م�شرتك ًا لبناء التفاهم وتعزيز عالقات التعاون بني ال�صني‬ ‫والعامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وقد ناق�ش احلا�ضرون خالل امل�ؤمتر و�ضمن حمور «اللقاءات التاريخية بني ال�صني‬ ‫والعامل الإ�سالمي»‪ ،‬النظام ال�ضريبي الذي كان مفرو�ض ًا �إبان حكم �ساللة تانغ‪ ،‬والآثار‬ ‫املرتتبة على حرب طاال�س خالل الع�صر العبا�سي‪ ،‬وجذور العالقات بني ال�صني‬ ‫والعامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫فيما تركزت اجلل�سات اخلا�صة مبو�ضوع «ملتقيات يف الثقافة والدين» حول طريقة‬ ‫تعامل الإ�سالم وامل�سيحية مع الثقافة ال�صينية‪ ،‬وكيف متت الرتجمة بني اللغتني‬ ‫ال�صينية والعربية‪ .‬كما عر�ضت درا�سة مقارنة بني حركات اجلهاد يف غرب �إفريقيا‬ ‫وحركات التمرد يف �شمال غرب ال�صني خالل القرنني الثامن ع�شر والتا�سع ع�شر‪ ،‬كما‬ ‫نوق�شت املالحظات التي �سجلها العامل يو�سف مادي�شني حول رحلته �إلى �أرا�ضي الدولة‬ ‫العثمانية‪.‬‬ ‫وتركزت احلوارات التي دارت خالل اجلل�سة اخلا�صة مبو�ضوع «ملتقيات يف الثقافة‬ ‫والفنون» على عدة حماور‪ ،‬مثل ت�صميم عمارة امل�ساجد وفن اخلط باللغة ال�صينية‬ ‫والزخارف ال�صينية واملواقع الإ�سالمية القدمية وامل�صليات اخلا�صة بالن�ساء يف‬ ‫امل�ساجد بال�صني‪ .‬فيما تناول حمور «ملتقيات يف االقت�صاد» العالقات االقت�صادية بني‬ ‫ال�صني و�أفغان�ستان ما بعد عام ‪ 2014‬ودرا�سة نتائج املبادرة اخلا�صة بـ»حزام طريق‬ ‫احلرير االقت�صادي»؛ التي اقرتحها الرئي�س ال�صيني‪� ،‬شي جني بينغ‪ ،‬حول �شبكات‬ ‫التجارة والبنى التحتية التي �ستُقام على طول طريق جتارة احلرير القدمي‪ ،‬امتداد ًا من‬ ‫ال�شمال الغربي للمنطقة ال�ساحلية من ال�صني مرور ًا ب�آ�سيا الو�سطى وال�شرق الأو�سط‬ ‫وحتى �أوروبا‪ .‬وتطرق النقا�ش بني الأكادمييني يف هذا املحور �إلى تاريخ طريق احلرير‪.‬‬ ‫ومت الرتكيز على مو�ضوع العالقة بني ال�صني وتركيا وال�شرق الأو�سط والتنمية‬ ‫االقت�صادية وال�سيا�سية لدول العامل الإ�سالمي ب�شكل عام �ضمن حمور «ملتقيات يف‬ ‫العالقات الدولية»‪ .‬بينما مت نقا�ش الدور امل�شرتك لل�صني والعامل الإ�سالمي يف �صياغة‬ ‫نظام عاملي‪ ،‬والأدوار املهمة التي ا�ضطلعت بها �شخ�صيات وم�ؤ�س�سات �صينية بارزة يف‬ ‫ن�شر الثقافات الإ�سالمية والتعليم املعا�صر يف ال�صني‪ ،‬وذلك �ضمن حمور «ملتقيات يف‬ ‫الثقافة والتعليم»‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫يناير ‪ -‬إبريل ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪39‬‬


‫ثقافة‬ ‫‬عندما ساد السالم السودان‪ :‬معابد عتيقة وأهرامات لحضارات ولّـت‬ ‫�شندي (ال�سودان) (د ب ا)‪:‬‬ ‫ً‬ ‫عندما انعطف �أحمد خريف ب�سيارته خارجا من‬ ‫الطريق املمهد �إلى طريق ترابي ترتنح ال�سيارة فوقه‬ ‫لوعورته‪� ،‬صاح قائ ًال‪�« :‬إن كل الطرق �أ�صبحت الآن‬ ‫متاثل هذا الطريق»‪ ،‬وحيثما ميت ّد الب�صر يف كل‬ ‫االجتاهات ال تقع العني �إ ّال على ب�ضع �شجريات متناثرة‪،‬‬ ‫وجدار ترابي بـ ّنـي اللون‪.‬‬ ‫وتبدو ال�سيارة متهالكة لدرجة �أنه ال يوجد مقب�ض‬ ‫لبابها‪ ،‬وي�ستخدم �أحمد مف ّك ًا لفتح الباب‪ ،‬بينما اختفى‬ ‫زجاج نوافذها اجلانبية‪.‬‬ ‫وقد يت�ساءل الزائر عما �إذا كان �س ُي َقدّر له العودة من‬ ‫هذه الرحلة التي يقطع خاللها ال�صحراء ال�سودانية‬ ‫داخل مركبة متهالكة‪ ،‬ليتوجه �إلى �أحد �أهم الكنوز‬ ‫الثقافية يف ال�سودان‪ ،‬يف مدينة النقعة القدمية التي‬ ‫تقع على م�سافة ‪ 37‬كيلومرتا من نهر النيل‪ ،‬وهي بعيدة‬ ‫عن �أي بلدة �أخرى‪.‬‬ ‫ويعتمد الزوار الذين يجوبون ال�سودان ويريدون‬ ‫م�شاهدة بع�ض املعامل على ال�سكان املحليني يف حالة‬ ‫عدم �سفرهم مع جمموعة‪.‬‬ ‫ويقيم �أحمد خريف يف �شندي‪ ،‬وهي مدينة �صغرية تط ّل‬ ‫على النيل وتبعد م�سافة ‪ 130‬كيلومرت ًا �شمايل العا�صمة‬ ‫اخلرطوم‪ ،‬ويوافق نظري ب�ضعة جنيهات �سودانية على‬ ‫ا�صطحاب ال�سياح �إلى مدينة النقعة‪ ،‬التي �ش ّيدها‬ ‫حوايل عام ‪ 250‬قبل امليالد احلكام النوبيون ململكة‬ ‫كو�ش الغابرة‪‬.‬‬ ‫وكانت النقعة ُت َع ّد بوابة املرور �إلى اجلنوب يف العامل‬ ‫القدمي‪ ،‬وفق ًا ملا يقوله ديرتيت�ش فيلدونغ الذي ي�شرف‬ ‫على امل�شروع البحثي حول النقعة مبتحف الفن امل�صري‬ ‫مبدينة ميونيخ الأملانية‪‬.‬‬ ‫ويقول فيلدونغ �إنه «عندما كان التجار والقوافل‬ ‫ي�سافرون من �شرقي �إفريقيا �إلى �شمالها ويدخلون‬ ‫مدينة النقعة‪ ،‬كانوا يرون لأول مرة مدينة متثل‬ ‫بالن�سبة لهم عامل ًا من الثقافة الرفيعة»‪.‬‬ ‫وال يزال الزائر اليوم ي�ستطيع م�شاهدة معبد �آمون‪،‬‬ ‫ومعبد الأ�سد‪ ،‬و�أي�ض ًا معبد حاحتور‪ ،‬وهو مبنى ي�ضم‬ ‫عنا�صر معمارية من الع�صر الهيليني الذي ميزج بني‬ ‫احل�ضارة الإغريقية وح�ضارة جنوب البحر املتو�سط‪،‬‬ ‫بينما يقع يف اجلوار ما ُيعرف با�سم املعبد الروماين‬ ‫الذي ُ�ش ِّيد بطراز التيني‪‬.‬‬ ‫و�أ�ضاف فيلدونغ �إنه بالن�سبة لل�سكان الذين كانوا‬ ‫يعي�شون يف ذلك الع�صر القدمي كانت �صورة املكان‬ ‫عبارة عن خليط كوزموبوليتاين يجمع بني خمت ِلف‬ ‫‪40‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫الأمناط املعمارية الرائعة للعامل الغربي‬ ‫وقتذاك‪‬.‬‬ ‫وحتى بداية عمليات احلفريات الأثرية التي �أُجريت‬ ‫م�ؤخر ًا ظلت النقعة مدينة بكر ًا منذ الع�صور القدمية‪،‬‬ ‫على الرغم من �أن امل�ستك�شفني الأوروبيني زاروها يف‬ ‫القرن التا�سع ع�شر‪ ،‬وو�ضعوا خطط ًا للتنقيب عن‬ ‫�آثارها‪.‬‬ ‫وبف�ضل حفاظ املدينة على حالتها التاريخية‪ ،‬حيث‬ ‫ميكن حتديد تاريخ كل �أثر فيها‪ُ ،‬ت َع ّد النقعة منجم ًا‬ ‫�أثري ًا ذهبي ًا‪ ،‬وهو ما �أدركته دول اخلليج الرثية‪ ،‬ويقوم‬ ‫حالي ًا امل�شروع القطري ال�سوداين للتنقيب عن الآثار‬ ‫و ُيدار من الدوحة بتمويل ‪ 38‬عملية للحفريات الأثرية‪.‬‬ ‫كما خ�ص�صت قطر مبلغ ‪ 3.1‬مليون دوالر (‪ 2.8‬مليون‬ ‫يورو) لبناء متحف‪.‬‬ ‫وبعد �أن ي�صطحب �أحمد �ضيوفه يف الرحلة �إلى النقعة‬ ‫يعود بهم مرة �أخرى �إلى �شندي �ساملني‪.‬‬ ‫وت�ستمر الرحلة بحافلة حملية تتجه �صوب ال�شمال‬ ‫على طريق موازٍ للنيل‪ ،‬وتبدو وم�ضات يف الأفق من‬ ‫�شدّة احلر‪ ،‬وال ميكن ر�ؤية �أي معلم على الطريق �سوى‬ ‫الرمال وال�شجريات اجلا ّفة وب�ضعة �إطارات قدمية‬ ‫لل�سيارات ملقاة هنا وهناك‪ ،‬ويقع املكان التايل الذي‬ ‫ي�ستحق امل�شاهدة على م�سافة ‪ 50‬كيلومرت ًا‪.‬‬ ‫وهناك تقع �أهرامات َمـ َروي‪ ،‬حيث مت دفن حكام‬ ‫مملكة كو�ش خالل الفرتة بني ‪ 300‬عام قبل امليالد‬ ‫و‪300‬عام ميالدية‪‬.‬‬ ‫وت�أثر بناة هذه الأهرامات ب�شدة بعقيدة املوت عند‬ ‫قدماء امل�صريني‪ ،‬وتك�سو املقابر ال�صغرية امل�شيدة على‬

‫هيئة �أهرامات �أطالل مدينة َمـ َروي امللكية بج ّو من‬ ‫الروحانية‪‬.‬‬ ‫وتقع املقابر على م�سافة ق�صرية تُقطع �سري ًا على‬ ‫الأقدام من الطريق‪ ،‬ويقع بالقرب من الأهرامات‬ ‫منـزل �صغري ي�شرتي الزوار منه التذاكر‪‬.‬‬ ‫ويعر�ض رجل ُيدعى عبده على الزوار نزهة على ظهر‬ ‫جمل �إلى خميم �ش ّيدته �شركة �سفر �إيطالية عام ‪2000‬‬ ‫وجعلته دائم ًا‪.‬‬ ‫ويحب الدبلوما�سيون ورجال الأعمال باخلرطوم ق�ضاء‬ ‫ليلة يف هذا املخيم الفاخر‪ ،‬ومعهم جمموعة من ال�سياح‬ ‫الأغنياء معظمهم من �أوروبا والواليات املتحدة‪‬.‬‬ ‫وي�ستمر الطريق �إلى الهدف النهائي لأي رحلة داخل‬ ‫ال�سودان �شما ًال عرب بلدة كرمية و�صو ًال �إلى جبل الربكل‬ ‫املقدّ�س الذي تقع حتت �سفحه مدينة نبتة‪‬.‬‬ ‫هذه هي رحلة يف العمق �إلى ما�ضي بالد النوبة‪ ،‬ومنذ‬ ‫عام ‪ 750‬قبل امليالد كانت مدينة نبتة عا�صمة مملكة‬ ‫كو�ش‪ ،‬ولكن هذه املدينة ت�أ�س�ست قبل ذلك بوقت طويل‪،‬‬ ‫حيث �ش ّيدها الفرعون امل�صري حتتم�س الثالث حوايل‬ ‫عام ‪ 1450‬قبل امليالد‪ ،‬واليوم �أدرجت منظمة اليون�سكو‬ ‫املدينة واجلبل يف قائمتها للرتاث العاملي‪.‬‬ ‫و ُي ّ‬ ‫ف�ضل ال�سري �إلى جبل الربكل يف وقت الع�صر حينما‬ ‫ّ‬ ‫تخف درجة احلرارة‪ ،‬ولأن املنطقة �أ�سفل اجلبل‬ ‫ّ‬ ‫م�سطحة مثل وادي النيل‪ ،‬ف�إن املنظر من فوق اله�ضبة‬ ‫ال�صخرية للجبل �أكرث من رائع‪ ،‬حيث ي�شمل �ضفاف‬ ‫النيل ومنارات بلدة كرمية وال�صحراء ال�شا�سعة‬ ‫املحيطة باملكان‪‬.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون األسرة‬ ‫مقترح النشاء لجنة استشارية مشتركة للمرأة واألسرة والطفل‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫عقدت ادارة �ش�ؤون الأ�سرة مبنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫اجتماع ًا مع جممع الفقه الإ�سالمي‪ ،‬مبقر الأمانة‬ ‫العامة يوم ‪ 26‬فرباير ‪ 2015‬من �أجل مناق�شة املوا�ضيع‬ ‫امل�شرتكة وكيفية تعزيز �أطر التعاون الفعال يف الق�ضايا‬ ‫املتعلقة باملر�أة والأ�سرة‪ .‬وتناول االجتماع مو�ضوع‬ ‫�إن�شاء اللجنة اال�ست�شارية امل�شرتكة للمر�أة والأ�سرة‬ ‫والطفل‪ ،‬والدور الذي تود الإدارة �أن ي�ضطلع به املجمع‬

‫يف هذه اللجنة التي ت�ضم يف ع�ضويتها �إ�ضافة �إلى‬ ‫الإدارة العامة الثقافية واالجتماعية و�ش�ؤون الأ�سرة‪،‬‬ ‫�إدارة ال�ش�ؤون القانونية‪ ،‬والهيئة الإ�سالمية الدائمة‬ ‫امل�ستقلة حلقوق الإن�سان‪ ،‬وجممع الفقه الإ�سالمي‬ ‫الدويل‪� ،‬إ�ضافة �إلى خرباء وخمت�صني يف جمال علوم‬ ‫االجتماع‪ ،‬وال�ش�ؤون االجتماعية‪ ،‬و�ش�ؤون الأ�سرة‪ ،‬ويف‬ ‫جمال ال�شريعة الإ�سالمية‪ ،‬والقانون الدويل والطب‪.‬‬ ‫وتتمثل مهام تلك اللجنة يف تقدمي امل�شورة للأمانة‬

‫العامة و�أجهزتها الفرعية يف االجتماعات التي ت�شارك‬ ‫فيها املنظمة يف املحافل الدولية ب�ش�أن الق�ضايا املتعلقة‬ ‫بالأ�سرة واملر�أة والطفل‪ .‬و�سيكون من مهامها اي�ض ًا‬ ‫اعداد دليل للم�صطلحات واملفاهيم املرتبطة باملجاالت‬ ‫املتعلقة بالأ�سرة واملر�أة والطفل ليكون مرجعية موحدة‬ ‫للمنظمة و�أجهزتها‪ ،‬وكذلك اقرتاح املوا�ضيع الهامة‬ ‫املتعلقة بق�ضايا الأ�سرة واملر�أة والطفل ملناق�شتها يف‬ ‫املحافل الدولية واالجتماعات الإقليمية‪.‬‬

‫تفعيل التعاون بين المنظمة واالتحاد العالمي للكشاف المسلم‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫اجتمع م�س�ؤولون يف �إدارة ال�ش�ؤون االجتماعية والأ�سرة‬ ‫بالأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي مع الأمني‬ ‫العام لالحتاد العاملي للك�شاف امل�سلم‪ ،‬الدكتور زهري‬ ‫ح�سني غنيم‪ ،‬وذلك مبقر الأمانة العامة يوم ‪ 24‬فرباير‬ ‫‪.2015‬‬ ‫ومت خالل االجتماع مناق�شة طرق وو�سائل تفعيل‬

‫العالقات امل�شرتكة بني الإدارة واالحتاد من �أجل‬ ‫حتقيق �أهداف الإدارة بالنهو�ض بال�شباب وبناء‬ ‫قدراتهم يف الدول الأع�ضاء‪ ،‬وذلك من خالل �إ�ضافة‬ ‫ن�شاطات تربوية وتثقيفية ومن خالل عدة رحالت‬ ‫ينظمها االحتاد �إلى عدد من الدول الأع�ضاء وغري‬ ‫الأع�ضاء تهدف �إلى تعريف ال�شباب الإ�سالمي‬ ‫باحل�ضارات املختلفة وحتفيز الو�سطية والت�سامح‬

‫والتعاي�ش مع الثقافات املختلفة‪ ،‬وتدعيم الن�شاطات‬ ‫باخلدمة االجتماعية والتطوع وحماية البيئة‪.‬‬ ‫وقد و�ضع االحتاد خطة بربنامج الن�شاطات التي‬ ‫�ستُقام خالل عام ‪ 2015‬مت�ضمنة �إ�شراف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي على ن�شاطات االحتاد‪ ،‬واعتمد‬ ‫تلك اخلطة الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫واخلطة الآن يف حيز التنفيذ‪.‬‬

‫اجتماع اللجنة المعنية بوضعية المرأة باألمم المتحدة في دورتها التاسعة والخمسين‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي تقدم عرض ًا عن دورها في النهوض بالمرأة‬ ‫نيويورك ـ الواليات املتحدة الأمريكية‪:‬‬ ‫�شاركت مديرة �إدارة ال�ش�ؤون االجتماعية والأ�سرة‪ ،‬الدكتورة ف�ضيلة قرين‪ ،‬يف‬ ‫اجتماع اللجنة املعنية بو�ضعية املر�أة بالأمم املتحدة يف دورتها التا�سعة واخلم�سني‬ ‫(بكني ‪ )20 +‬يف نيويورك بالواليات املتحدة الأمريكية‪-‬يف الفرتة من ‪ 20 – 9‬مار�س‬ ‫‪ ،2015‬وقدمت مديرة الإدارة عر�ض ًا عن دور منظمة التعاون الإ�سالمي يف النهو�ض‬ ‫باملر�أة ومتكينها يف الدول الأع�ضاء من خالل التعريف بخطة املنظمة للنهو�ض‬ ‫باملر�أة (‪ )OPAAW‬وعر�ض مقارن بني خطة منظمة التعاون الإ�سالمي من �أجل‬ ‫النهو�ض باملر�أة واالتفاقية الدولية من �أجل مكافحة جميع �أ�شكال العنف �ضد املر�أة‬ ‫(‪ )CEDAW‬ومن �أهم التو�صيات التي قدمتها مديرة �ش�ؤون الأ�سرة �ضرورة‬ ‫تكثيف اجلهود لالرتقاء باملر�أة يف �صنع القرار وعملية تعزيز ال�سلم‪ ،‬ودور منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي يف حتقيق العدالة وال�سلم االجتماعي للمر�أة داخل م�ؤ�س�سة الأ�سرة‬ ‫حماية حلقوق املر�أة يف املجتمعات الإ�سالمية وفق ًا ملنظومة قيم متكاملة وم�ستدمية‪.‬‬ ‫وقد �أثار املو�ضوع اهتمام ًا وا�سع ًا لدى املنظمات الدولية والإقليمية‪ ،‬مما �أو�ضح‬ ‫احلاجة �إلى حمالت توعوية بحقوق املر�أة امل�سلمة يف �أوروبا و�شمال �أمريكا نظرا‬ ‫للغمو�ض الذي يلف هذا امللف يف املحافل الدولية‪ .‬كما عقدت املديرة جمموعة من‬ ‫االجتماعات على هام�ش احلدث منها‪ :‬اللقاء مع معايل الوزيرة مريفت التالوي‬ ‫للتباحث حول التعاون لت�سريع وترية امل�صادقة على وثيقة منظمة املر�أة والتي �سيكون‬ ‫مقرها القاهرة‪ ،‬و�أي�ضا كان لها لقاء مع وزيرة الت�ضامن وال�ش�ؤون االجتماعية‬ ‫اجلزائرية ال�سيدة مونية م�سلم للتباحث حول جماالت التعاون وامل�صادقة على‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫معاهدة املر�أة والطفل‪ ،‬و لقاء مع نائبة الرئي�س الإيراين املكلفة ب�ش�ؤون املر�أة ال�سيدة‬ ‫�شاهيندوت مولواتي ومت التباحث حول التعاون مع منظمات دولية لعقد م�ؤمتر عاملي‬ ‫عن قيم الأ�سرة بالتعاون مع الفاتيكان وامل�ؤ�س�سات الإميانية املهتمة بال�ش�أن الأ�سري‪.‬‬ ‫واجلدير بالذكر �أن �إدارة الأ�سرة وال�ش�ؤون االجتماعية تعمل ملتابعة تو�صيات امل�ؤمتر‬ ‫الوزاري اخلام�س حول دول املر�أة يف تنمية الدول الأع�ضاء املنعقد يف باكو عا�صمة‬ ‫�أذربيجان الذي �أو�صى بعقد اجتماع جلنة اخلرباء يف الن�صف الثاين من العام‬ ‫اجلاري‪ ،‬لدرا�سة وتقييم نتائج امل�ؤمترات ال�سابقة والتقييم املرحلي خلطة املنظمة‬ ‫من �أجل النهو�ض باملر�أة متا�شي ًا مع ر�ؤية اخلطة الع�شرية الثانية ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي (‪.)2025-2016‬‬ ‫يناير ‪ -‬إبريل ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪41‬‬


‫شؤون‬

‫األسرة‬ ‫حقوق المرأة‪ ..‬معركة ال تنتهي في تونس‬‬‬

‫تون�س (د ب ا)‪:‬‬ ‫ال تزال �صورة الطاهر احلدّاد‬ ‫تت�صدر‬ �أبرز الكتب املعرو�ضة يف‬ ‫املكتبة العريقة ب�شارع احلبيب‬ ‫بورقيبة‪ .‬فعلى‬ الرغم من �أن‬ ‫كتابه ال�شهري «امر�أتنا يف ال�شريعة‬ ‫واملجتمع» قد ظهر يف‬ ثالثينيات‬ ‫القرن املا�ضي ف�إن كثري ًا من‬ ‫التون�سيني ال يزالون يحفظون‬ ‫عن‬ ظهر قلب ما د ّونه احلدّاد‬ ‫بني �صفحاته من �أفكار ثورية عن‬ ‫حترير املر�أة‪.‬‬ ‫و ُي َع ّد الكتاب‪ ،‬الذي �صدر عام‬ ‫‪ ،1930‬اليوم �إحدى �أيقونات‬ ‫املكتبات يف تون�س‪ ،‬لأنه م ّثل البذرة الأولى نحو �إ�صدار‬ ‫جملة الأحوال ال�شخ�صية عام ‪ ،1956‬وهو‬ القانون‬ ‫الذي منح املر�أة حقوقها املدنية على نحو غري م�سبوق‬ ‫يف تون�س‬ واملنطقة العربية �آنذاك‪‬.‬‬ ‫وتقول ليلى ال�شابي‪ ،‬وهي مد ّر�سة للغة الإ�سبانية‪ ،‬بينما‬ ‫كانت تت�صفح الكتاب‬ بني يديها يف �شارع احلبيب‬ ‫بورقيبة و�سط العا�صمة‪�« :‬أغلب الن�ساء يعتربن‬‬ ‫�أنف�سهن حتى اليوم مدينات للزعيم الراحل احلبيب‬ ‫بورقيبة الذي منحهنّ حقوق ًا وا�سعة يف جملة الأحوال‬ ‫ال�شخ�صية»‪.‬‬ ‫وت�ضيف ال�شابي لوكالة الأنباء الأملانية (د ب ا)‪ :‬مل‬ ‫يكن ليحدث ذلك لو مل‬ يكن بورقيبة م�ؤمن ًا ب�أفكار‬ ‫احلدّاد‪ ،‬فعمل على �أن يح ّولها �إلى واقع ملمو�س على‬ ‫الرغم م ‬ن الو�سط املجتمعي املحافظ �آنذاك»‪.‬‬ ‫وم ْثل ال�شابي‪ ،‬حتتل �آالف ال�شابات التون�سيات مكانة‬ ‫متميزة يف املجتمع‬ التون�سي ويف مراكز التعليم‬ ‫وامل�ؤ�س�سات العمومية وال�شركات‪ ،‬وهو واقع تر�سخ‬ منذ‬ ‫عقود يف تون�س‪‬.‬‬ ‫ويف احلقيقة‪ ،‬ف�إن الطريق نحو حترير املر�أة مل يكن‬ ‫مفرو�ش ًا بالورود‪ ،‬حيث‬ �أحدث مث ًال كتاب «امر�أتنا يف‬ ‫�ضجة لدى النخبة املحافظة‬ �آنذاك‬ ‫ال�شريعة واملجتمع» ّ‬ ‫يف ثالثينيات القرن املا�ضي‪ ،‬والتي بد�أت ب�شنّ حملة‬ ‫وا�سعة للرد على‬ الكتاب وكيل االتهامات ل�صاحبه‬ ‫بزعزعة القوانني املحافظة يف املجتمع‪‬.‬‬ ‫كما ُو ِّجهت انتقادات للزعيم الراحل احلبيب بورقيبة‪،‬‬ ‫باين دولة اال�ستقالل ‬‪ ،‬الذي بد�أ بتحديث املجتمع‬ ‫التون�سي يف خم�سينيات و�ستينيات القرن الع�شرين‬‬ ‫‪42‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫اعتماد ًا على �أفكار احلدّاد وغريه من ر ّواد الفكر‬ ‫الإ�صالحي يف تون�س‪‬.‬‬ ‫واحلبيب بورقيبة هو الرئي�س الأول لتون�س ما بعد‬ ‫اال�ستقالل‪ ،‬وقد حكم‬ البالد من عام ‪ 1957‬حتى‬ ‫عام ‪ .1987‬و ُي َ‬ ‫نظر �إليه كم�ؤ�س�س الدولة احلديثة‬ ‫ملا بعد‬ اال�ستقالل ومهند�س �سيا�سية ن�شر التعليم‬ ‫وتعميم برامج ال�صحة وبرام ‬ج حتديد الن�سل‪ ،‬كما‬ ‫�أنه عمل على منح املر�أة حقوق ًا مدنية وقانونية تعترب‬‬ ‫ا�ستثنائية يف املنطقة العربية‪.‬‬ ‫ومن بني تلك احلقوق تكري�س ملبد�أ امل�ساواة بني‬ ‫اجلن�سني يف العمل ومنع‬ تعدد الزوجات ومنح املر�أة‬ ‫حق طلب الطالق ومنح اجلن�سية لأبنائها وغريها‬ من‬ ‫احلقوق‪.‬‬ ‫ومع �أن و�ضع املر�أة يف تون�س ُح ِ�سم منذ عقود �إ ّال �أن‬ ‫النتائج ال�سيا�سي ‬ة واالجتماعية التي �أفرزتها ثورة عام‬ ‫‪ 2011‬دفعت بالنقا�ش القدمي �إلى ال�سطح من‬ جديد مع‬ ‫�صعود جنم الإ�سالميني وو�صولهم الى ال�سلطة عقب‬ ‫انتخابات املجل�س‬ الوطني الت�أ�سي�سي يف �أكتوبر ‪.2011‬‬ ‫ومل تت�أخر املنظمات احلقوقية كثري ًا يف النـزول �إلى‬ ‫ال�شوارع للدفاع ع ‬ن حقوق املر�أة بعد �أ�شهر قليلة فقط‬ ‫من تن�صيب احلكومة الإ�سالمية‪ ،‬وحتديد ًا خالل‬ ‫االحتفال بذكرى �صدور جملة الأحوال ال�شخ�صية يف‬ ‫‪� 13‬أغ�سط�س عا ‬م ‪.2012‬‬ ‫وتقول النا�شطة امل�ستقلة زكية �ضيفاوي لوكالة الأنباء‬ ‫الأملانية (د ب ا)‪« ‬:‬قبل �سنوات وعندما كنا نحتفل‬ ‫بالذكرى اخلم�سني ل�صدور قانون الأحوال‬ ال�شخ�صية‪،‬‬ ‫كنا �آنذاك نطالب بتطوير ومراجعة بع�ض بنود املجلة‪،‬‬ ‫وبخا�صة يف م ‬ا يتعلق بقوانني املرياث‪ .‬ويف الذكرى‬ ‫ب بالإبقاء على ما‬ ‫اخلام�سة واخلم�سني �أ�صبحنا نطال ‬‬

‫هو موجود حتى ال نفقد املكا�سب القدمية»‪.‬‬ ‫وال يتعلق الأمر فقط باملخاوف من اجتياح التيارات‬ ‫الفكرية املت�شدد ‬ة البالد وما رافق ذلك من تغري طارئ‬ ‫يف ال�شوارع ومالحقة النا�شطات من التيارات احلداثية‬ ‫والعلمانية‪ ،‬ولكن ما كان ُيط َبخ يف املجل�س الت�أ�سي�سي‬ ‫من حماوالت لتعديل عدد من الف�صول بقانو ‬ن الأحوال‬ ‫ال�شخ�صية‪.‬‬ ‫وبد�أ اجلدل مع ت�صاعد النداءات من الإ�سالميني‬ ‫املت�شددين بتطبيق �صري ‬ح لل�شريعة‪� ،‬إلى جانب‬ ‫حماوالت من ال�سيا�سيني الأق ّل تزمت ًا بتثبيت‬ ‫م�صطلح‬ «التكامل» بني اجلن�سني يف م�سودة الد�ستور‬ ‫اجلديد لتون�س بدل الإقرا ‬ر بامل�ساواة ب�شكل �صريح‪،‬‬ ‫وهو ما اع ُتبرِ يف نظر احلقوقيني ت�ضييق ًا حلقوق‬‬ ‫املر�أة ولدورها يف املجتمع‪.‬‬ ‫لكن معركة الد�ستور مت ح�سمها يف نهاية املطاف عرب‬ ‫االحتجاجات يف ال�شوارع‬ و�ضغوط املعار�ضة يف املجل�س‬ ‫الت�أ�سي�سي‪.‬‬ ‫وقال القيادي البارز واملعتدل يف حركة النه�ضة‬ ‫الإ�سالمية‪ ،‬عبد الفتاح مورو‪« :‬الد�ستور التون�سي‬ ‫اجلديد حظي بتوافق جميع القوى ال�سيا�سية داخل‬ ‫املجل�س‬ الوطني الت�أ�سي�سي‪ ،‬وهو يعرب عن النموذج‬ ‫املجتمعي الذي يتبناه التون�سيون ‬‪ .‬وبذلك ف�إن �أي تهديد‬ ‫لهذا النموذج هو خرق للد�ستور»‪.‬‬ ‫وين�ص الف�صل ‪ 46‬من الد�ستور امل�صادق عليه بعد‬ ‫الثورة يف عام ‪� 2014‬إن الدول ‬ة تلتزم بحماية احلقوق‬ ‫املكت�سبة للمر�أة وتعمل على دعمها وتطويرها وت�ضمن‬ ‫تكاف�ؤ الفر�ص بني املر�أة والرجل يف حتمل خمت ِلف‬ ‫امل�س�ؤوليات ويف جمي ‬ع احلاالت‪.‬‬ ‫كما ين�ص الف�صل على �أن الدولة ت�سعى �إلى حتقيق‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون‬

‫األسرة‬

‫التنا�صف بني املر�أة والرجل يف املجال�س املنتخبة وتتخذ‬ ‫التدابري الكفيلة بالق�ضاء على العنف �ضد‬ املر�أة‪.‬‬ ‫وعزّز القانون االنتخابي بعد الثورة من و�ضع املر�أة ب�أن‬ ‫�أقر مبد�أ التنا�صف‬ يف القائمات االنتخابية‪ ،‬وهو ما‬ ‫�ساعد املر�أة يف نهاية املطاف من احتالل‬ ثلث مقاعد‬ ‫الربملان بن�سبة ‪ 31.33‬يف املئة �أي ‪ 68‬من جمموع ‪217‬‬ ‫مقعد ًا‪ .‬وهي ن�سبة تفوق املعدل العاملي البالغ ‪ 20‬املئة‪،‬‬ ‫كما �أنها تتجاوز ن�سبة‬ ح�ضور املر�أة يف عدة برملانات‬ ‫�أوروبية‪.‬‬ ‫وتدين النخبة ال�سيا�سية يف تون�س بنجاح االنتخابات‬ ‫التاريخية التي ت ّوجت‬ مرحلة االنتقال الدميقراطي‬ ‫للناخبني من الن�ساء �أ�سا�س ًا‪ ،‬حيث غلب ح�ضورهن‬‬ ‫الكثيف على الطوابري التي ا�صط ّفت �أمام مكاتب‬

‫االقرتاع يف انتخابات عام ‪.2014‬‬ ‫وتقول �أنوار املن�صري‪ ،‬الع�ضو بجمعية رابطة الناخبات‬ ‫التون�سيات لـ (د ب ا) «�إقبال الن�ساء بكثافة على‬ ‫الت�صويت والن�سبة العالية للناخبات‬ امل�سجالت �إداري ًا‪،‬‬ ‫والتي فاقت ن�سبة الرجال ببلوغها ‪ 50.2‬باملئة‪ ،‬ي�ؤكد‬‬ ‫اهتمام املر�أة بال�ش�أن العام وباملجال ال�سيا�سي و�أهليتها‬ ‫بالوجود يف‬ مراكز القرار»‪.‬‬ ‫ومل تكن املر�أة مبن�أى عن املعركة االنتخابية احلامية‬ ‫يف ال�سباق الرئا�سي‬ بني الباجي قايد ال�سب�سي الذي‬ ‫يقدم نف�سه كوريث للفكر البورقيبي واملر�شح‬ امل�ستقل‬ ‫املن�صف املرزوقي الذي ُي َ‬ ‫نظر له كواجهة حلركة‬ ‫النه�ضة الإ�سالمية‬ وامل�شروع املجتمعي املحافظ‪.‬‬ ‫ورجحت �أ�صوات الن�ساء يف نهاية املطاف ك ّفة الباجي‬

‫قايد ال�سب�سي يف ال�سبا ‬ق الرئا�سي‪ ،‬حيث جنح الأخري‬ ‫يف جمع نحو مليون �صوت من �أ�صوات الن�ساء من بني‬ ‫ما‬ يفوق ثالثة ماليني من الأ�صوات امل�ص ّرح بها يف‬ ‫االنتخابات‪.‬‬ ‫و�أول ما بادر به ال�سب�سي بعد فوزه باملن�صب الرئا�سي‬ ‫هو �إعالنه عن امتنانه‬ لن�ساء تون�س اللواتي �ص ّوتن‬ ‫ل�صاحله بن�سبة ‪ 61‬يف املئة‪ ،‬مقابل ‪ 39‬يف املئة فقط ‬‪،‬‬ ‫ح�صل عليها مناف�سه‪ ،‬رئي�س تون�س ال�سابق من�صف‬ ‫املرزوقي‪‬.‬‬ ‫لكن بالن�سبة لكثري من رموز امل�شروع احلداثي ف�إن‬ ‫معركة املر�أة مل تنتـ ِه‬ عند هذا احلدّ‪ .‬فالهدف الآن‬ ‫�أمام املنظمات الن�سائية هو العمل على تو�سي ‬ع م�شاركة‬ ‫املر�أة يف دوائر القرار الرئي�سية‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬

‫رسالة األمين العام للمنظمة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة – ‪ 8‬مارس‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫وجه الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي ر�سالة‬ ‫مبنا�سبة يوم املر�أة العاملي (‪ 8‬مار�س)‪� ،‬أكد فيها‬ ‫�أهمية هذا اليوم الذي يحتفل به املجتمع الدويل من‬ ‫منطلق �إميانه بدور املر�أة الرئي�سي يف تقدم الدول‬ ‫ومنوها وازدهارها‪ .‬ووجه الأمني العام با�سم املنظمة‬ ‫التهنئة بهذه املنا�سبة للمر�أة امل�سلمة يف جميع �أنحاء‬ ‫العامل‪ ،‬م�شيد ًا ب�أدوارها اال�ستثنائية التي تقوم بها‬ ‫لتنمية �أ�سرتها وجمتمعها وبالدها والعامل كله‪ ،‬معترب ًا‬ ‫�أن تهنئة املنظمة للمر�أة امل�سلمة بهذه املنا�سبة تنبع‬ ‫من منطلق احرتامها لدورها وعرفان ًا ملا قدمته وما‬ ‫زالت تقدمه للمجتمعات من رعاية وعناية وم�شاركة‬ ‫فاعلة للنهو�ض باملجتمعات وبالأمة الإ�سالمية جمعاء‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام �أن الدين الإ�سالمي احلنيف‬ ‫ك ّرم املر�أة و�أقر حقها يف احلياة وو�ضع حد ًا لعادة‬ ‫و�أد البنات التي كان العرب ميار�سونها يف ع�صور‬ ‫اجلاهلية وقبل الإ�سالم الذي جعل للمر�أة مكانة‬ ‫عالية‪ ،‬حيث اعرتف ب�أهليتها وحقها يف مزاولة ك ّل‬ ‫الأن�شطة التي من �ش�أنها �أن تعزّز مكانتها وكرامتها‬ ‫وت�صلح من �ش�أنها و�ش�أن �أ�سرتها وجمتمعها وبالدها‪،‬‬ ‫كما �أن الإ�سالم جعل ميزان التفا�ضل بني الرجل‬ ‫واملر�أة و�أ�سا�س امل�ساواة هو العمل ال�صالح والتقوى‪،‬‬ ‫وكان من مظاهر تكرمي الإ�سالم للمر�أة �أن اعرتف لها‬ ‫باملزايا وال�صفات العملية جنب ًا �إلى جنب مع الرجل‪.‬‬ ‫و�أ�شار مدين �إلى �أن التاريخ الإ�سالمي حافل بنماذج‬ ‫م�ش ّرفة للمر�أة امل�سلمة التي مل متنعها ظروف‬ ‫جمتمعها من �أن تكون فقيهة كحال زينب بنت �أبي‬ ‫�سلمى املخزومية التي ُت َع ّد �أقدم الفقيهات‪� ،‬أو �أن تعمل‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫ب�أعظم الأعمال كالوعظ والإفتاء والتعليم ال�شرعي‪،‬‬ ‫فقد كانت الفتوى بعد وفاة الر�سول �صلى اهلل عليه‬ ‫و�سلم مبا�شرة مرتبطة باحلفاظ على ال�سنة النبوية‬ ‫ال�شريفة‪ ،‬فا�ضطلعت ال�سيدة عائ�شة ر�ضي اهلل عنها‬ ‫بدور مهم يف هذا املجال‪� ،‬إذ كان امل�سلمون يلج�ؤون‬ ‫�إليها ملعرفة ما كان يقوم به الر�سول �صلى اهلل عليه‬ ‫و�سلم يف حياته ومعي�شته اليومية‪.‬‬ ‫و�أو�ضح مدين �أن منظمة التعاون الإ�سالمي تبنت‬ ‫ق�ضية املر�أة امل�سلمة والنهو�ض بها ومواجهة التحديات‬ ‫التي تقف عرثة يف وجهها‪ ،‬بل �إنها جعلتها من �أولى‬ ‫�أولوياتها‪ ،‬لذلك جاءت خطة عمل املنظمة من‬ ‫�أجل النهو�ض باملر�أة ‪ OPAAW‬نتاج ًا للجهود‬ ‫املبذولة‪ ،‬و�شكلت بذلك منعطف ًا تاريخي ًا لإ�ضفاء ر�ؤية‬ ‫ا�سرتاتيجية لدور املر�أة وحافز ًا للعمل على برامج‬ ‫املنظمة و�أن�شطتها الرامية �إلى حت�سني و�ضعية املر�أة‬ ‫وتعزيز م�شاركتها ودورها يف املجاالت ال�سيا�سية‬ ‫واالقت�صادية والثقافية واالجتماعية‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إلى �أن املنظمة قامت من خالل برنامج العمل‬ ‫الع�شري (‪ )2015-2005‬ب�إن�شاء �إدارة خا�صة لدى‬ ‫الأمانة العامة تُعنى ب�ش�ؤون الأ�سرة واملر�أة ومتابعة‬ ‫تنفيذ خطة املنظمة للنهو�ض باملر�أة وتنفيذ كل‬ ‫القرارات ذات ال�صلة من �أجل حتقيق �أهداف املنظمة‬ ‫يف النهو�ض باملر�أة‪ .‬ولفت �إلى �أنه �إ�ضافة �إلى ذلك‪،‬‬ ‫و�ضعت املنظمة ق�ضايا املر�أة ورفاه الأ�سرة والطفولة‬ ‫�ضمن �أولوياتها و�أهدافها يف اخلطة الع�شرية الثانية‬ ‫‪( .2025-2016‬و�ضمن اهتمامات امل�ؤمترات الوزارية‬ ‫ذات ال�صلة)‪.‬‬ ‫و�أعرب الأمني العام عن حر�ص املنظمة على توجيه‬

‫تهنئة خا�صة وحتية تقدير واحرتام �إلى املر�أة يف‬ ‫مناطق النـزاع واحلرب يف الدول الأع�ضاء‪ ،‬وخ�صو�ص ًا‬ ‫املر�أة الفل�سطينية املنا�ضلة يف الأرا�ضي الفل�سطينية‬ ‫املحتلة واملر�أة ال�سورية يف خميمات الالجئني‪ ،‬واملر�أة‬ ‫العراقية والك�شمريية وغريهن من الن�ساء ال�صامدات‬ ‫يف مناطق النـزاع‪.‬‬ ‫كما �أعرب مدين عن رغبة املنظمة يف توجيه التحية‬ ‫والتهنئة �إلى ال�سيدات البارزات يف ع�صرنا احلايل‬ ‫من خالل م�شاركتهن يف مناحي العمل املختلفة‪،‬‬ ‫مثل معايل الوزيرة– نوال املتوكل – وزيرة ال�شباب‬ ‫والريا�ضة باململكة املغربية‪ ،‬وال�شيخة ح�سينة واجد‬ ‫– رئي�سة وزراء بنغالدي�ش حالي ًا‪ ،‬وال�سيدة الدكتورة‪/‬‬ ‫مع�صومة ابتكار ‪� -‬أول �إيرانية تتقلد من�صب نائبة‬ ‫الرئي�س الإيراين يف عهد الرئي�س الإ�صالحي الأ�سبق‬ ‫حممد خامتي حتى الآن يف عهد الرئي�س احلايل‬ ‫ح�سن روحاين‪� ،‬إلى جانب رئا�ستها ملنظمة حماية‬ ‫البيئة الإيرانية‪ ،‬وال�سيدة‪ /‬كاترين بانزا – رئي�سة‬ ‫جمهورية �إفريقيا الو�سطى (وهي ع�ضو مراقب يف‬ ‫املنظمة)‪ ،‬وال�سيدة‪ /‬حواء ماري كول �سيك – وزيرة‬ ‫ال�صحة والعمل االجتماعي يف دولة ال�سنغال‪ ،‬وال�سيدة‬ ‫الدكتورة‪ /‬مريفت التالوي – الوكيل ال�سابق ملن�صب‬ ‫�أمني عام الأمم املتحدة – الأمينة التنفيذية للأ�سكوا‬ ‫�سابق ًا ووزيرة الت�أمينات وال�ش�ؤون االجتماعية‬ ‫امل�صرية �سابق ًا – وهي حالي ًا ع�ضو يف احلزب‬ ‫امل�صري الدميقراطي‪ ،‬هذا مع توجيه املنظمة حتية‬ ‫احرتام لروح ال�سيدة املنا�ضلة بنظري بوتو – رحمها‬ ‫اهلل – رئي�سة وزراء دولة الباك�ستان لفرتتني متتاليتني‬ ‫– �سابق ًا‪.‬‬ ‫يناير ‪ -‬إبريل ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪43‬‬


‫دين‬ ‫انعقاد ندوة االستحالة واالستهالك ومستجداتهما في الغذاء والدواء‬ ‫​المنظمة تعقد منتدى دولي ًا لتوحيد معايير “الحالل” في العالم الصيف المقبل‬

‫جدة (�إينا)‪:‬‬ ‫ك�شف الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي �إياد‬ ‫�أمني مدين‪ ،‬يوم ‪ 9‬فرباير ‪ ،2015‬عن منتدى دويل‬ ‫تعقده املنظمة يف مدينة جدة ال�سعودية يف الن�صف‬ ‫الثاين من عام ‪ 2015‬لتوحيد معايري و�إ�صدار �شهادات‬ ‫واعتماد �صناعة احلالل‪ ،‬ت�شارك فيه امل�ؤ�س�سات‬ ‫املعنية العاملة يف جمال تنمية هذه ال�صناعة‪.‬‬ ‫ونقلت وكالة الأنباء الإ�سالمية الدولية (�إينا) عن‬ ‫مدين قوله يف اجلل�سة الإفتتاحية لـ”ندوة الإ�ستحالة‬ ‫والإ�ستهالك وم�ستجداتهما يف الغذاء والدواء”‪،‬‬ ‫املنعقدة يف جدة‪� ،‬إن امل�سلمني يف م�شارق الأر�ض‬ ‫ومغاربها بحاجة �إلى معرفة الأحكام ال�شرعية‬ ‫يف “املواد املكونة للغذاء والدواء وامل�ضافة �إليهما‬ ‫وامل�ستهلكة فيهما (‪ )..‬والتحول والتغيري يف �أو�صاف‬ ‫الأ�شياء وخ�صائ�صها”‪.‬‬ ‫وحث مدين يف كلمته‪ ،‬التي �ألقاها نيابة عنه الأمني‬ ‫العام امل�ساعد لل�ش�ؤون الإقت�صادية يف املنظمة ال�سفري‬ ‫حميد �أ‪ .‬اوبيلو يارو‪ ،‬الفقهاء والباحثني امل�شاركني يف‬ ‫الندوة على �سرعة الو�صول �إلى ر�أي فقهي متفق عليه‬ ‫“تقت�ضيه حاجة الأمة ويتطلع �إليه الكثري من الأفراد‬ ‫وامل�ؤ�س�سات”‪ ،‬م�شريا �إلى �أن هذه الندوة “توفر زخما‬ ‫كبريا للجهود التي تبذلها منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫لتوحيد معايري احلالل يف دولها الأع�ضاء”‪.‬‬ ‫وت�سعى املنظمة �إلى و�ضع اتفاق مو�سع ب�شان عنا�صر‬ ‫“م�شروع منظمة التعاون الإ�سالمي ملعايري احلالل”‬ ‫يف ظل تزايد الإقبال العاملي على هذه ال�صناعة‪.‬‬ ‫وقال الأمني العام للمنظمة‪� :‬إن “جممع الفقه الإ�سالمي‬ ‫الدويل يف الوقت الراهن يقوم بدرا�سة �أجنع ال�سبل‬ ‫‪44‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫ملعاجلة ق�ضية الذبح الآيل و�صعق الدواجن‪ ،‬وحينما‬ ‫يتم الإنتهاء منها �سيمكننا �آنئذ توجيه جهودنا لو�ضع‬ ‫معايري م�شرتكة يف جماالت الأدوية وامل�ستح�ضرات‬ ‫الطبية ومواد التجميل”‪.‬‬ ‫وقال �أمني جممع الفقه الإ�سالمي الدويل �أحمد خالد‬ ‫با بكر‪�“ :‬إن الندوة تبحث الأحكام ال�شرعية يف م�صادر‬ ‫وحتوالت وت�أثري اجلالتني والكحول‪ ،‬وا�ستخال�ص‬ ‫الفيتامينات من مياه ال�صرف املحالة وا�ستخداماتها‬ ‫لري املزروعات وال�ضرر املرتتب عليها”‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫و�أ�ضاف‪ ،‬وفقا ملا نقلته عنه وكالة الأنباء الإ�سالمية‬ ‫الدولية “�إينا”‪� ،‬أن الندوة تناق�ش على مدى يومني‬ ‫الآراء العلمية والفقهية يف “الأنفحة والرتيب�سن‬ ‫واجليالتني امل�ستخل�صة من اخلنـزير وكيفية‬ ‫ا�ستخال�صها وما �إذا كان هناك حتول �أثناء عملية‬ ‫اال�ستخال�ص ون�سبة ا�ستخدامها يف الأغذية والأدوية‬ ‫والتفاعالت الكيميائية”‪.‬‬

‫وتابع �أن الندوة �ستبحث �أي�ض ًا احلكم ال�شرعي‬ ‫يف “ا�ستخراج الربوتينات من الدم امل�سفوح‬ ‫وا�ستخداماتها يف الأغذية والأدوية‪ ،‬وا�ستخدام‬ ‫الأعالف ذات الأ�صول املحرمة و�أثرها يف الإن�سان‬ ‫واحليوان‪ ،‬وماهية امل�ستح�ضرات البيولوجية با�ستخدام‬ ‫التقنية احليوية”‪ .‬و�أو�ضح �أن املجمع “�سوف يبني‬ ‫قراراته يف هذه الق�ضايا لتكون مرجع ًا للباحثني‬ ‫واملخت�صني يف هذا ال�ش�أن”‪.‬‬ ‫وقال رئي�س اللجنة اال�ست�شارية العليا للعمل على‬ ‫ا�ستكمال تطبيق �أحكام ال�شريعة الإ�سالمية ممثل‬ ‫املنظمة الإ�سالمية للعلوم الطبية يف الكويت‪ ،‬الدكتور‬ ‫خالد املذكور‪�“ :‬إن الإ�سالم اخت�ص بحر�صه على �أن‬ ‫يكون م�أكل وملب�س ودواء امل�سلم حال ًال‪ ،‬وقد و�ضع العلماء‬ ‫على م ّر التاريخ القواعد الكلية والفروع لذلك”‪ .‬و�أ�شار‬ ‫�إلى “�أن التقدم الرهيب يف التكنولوجيا قدم دالئل‬ ‫جديدة قد ت�ؤيد �أو تخالف فتاوى �سابقة حول الأحكام‬ ‫ال�شرعية للموا�ضيع التي تناق�شها الندوة”‪ .‬و�أكد �أن‬ ‫“هذا يدل على �أن ال�شريعة الإ�سالمية لي�ست جامدة‬ ‫�أو متحجرة وت�ستطيع �أن ت�ستوعب كل امل�ستحدثات‪ ،‬و�أن‬ ‫علماءها قادرون على ا�ستنباط و�إ�صدار الفتاوى يف‬ ‫احلل �أو احلرمة”‪.‬‬ ‫وت�شهد �صناعة احلالل (الغذاء وامل�صارف وت�صنيع‬ ‫الأدوية ومواد التجميل واللوج�ستيك وال�سياحة) منو ًا‬ ‫قوي ًا مبقدار ‪ 500‬مليار دوالر يف العام‪ ،‬و ُيتوقع �أن تنمو‬ ‫من تريليوين دوالر �أمريكي �إلى ‪ 10‬تريليونات دوالر يف‬ ‫عام ‪.2030‬‬ ‫ُيذ َكر �أن الندوة نظمها جممع الفقه الإ�سالمي الدويل‬ ‫التابع ملنظمة التعاون الإ�سالمي بالتعاون مع املنظمة‬ ‫الإ�سالمية للعلوم الطبية بالكويت‪.‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫دين‬ ‫مجمع الفقه اإلسالمي الدولي يؤكد‬

‫أن زيارة القدس الشريف مندوبة ومر ّغب فيها‬ ‫الكويت‪:‬‬ ‫�أ�صدر جمل�س جممع الفقه الإ�سالمي الدويل التابع‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي خالل دورته الثانية والع�شرين‬ ‫التي انعقدت بالكويت يف الفرتة من ‪ 25-22‬مار�س‬ ‫‪ 2015‬عدد ًا من القرارات حول ق�ضايا ومو�ضوعات مت�س‬ ‫م�شاغل امل�سلمني واهتماماتهم املرتبطة بواقع حياتهم‬ ‫املعا�صر‪.‬‬ ‫وكان من �أبرز الق�ضايا التي ناق�شها جمل�س املجمع يف‬ ‫الكويت مو�ضوع زيارة القد�س ال�شريف‪ ،‬حيث تو�صل‬ ‫فقهاء املجمع �إلى قرار ي�ؤكد �أن «احلكم ال�شرعي للزيارة‬ ‫مندوب ّ‬ ‫ومرغب فيه»‪ .‬وجاء القرار رقم ‪)22/12( 216‬‬ ‫حتت عنوان «زيارة القد�س‪ :‬الأهداف والأحكام‬ ‫ال�شرعية»‪ ،‬حيث �أو�ضح املجل�س �أن هناك نقا�ش ًا دار حول‬ ‫حتقق امل�صالح واملفا�سد يف مو�ضوع الزيارة‪ ،‬م�شدد ًا‬ ‫على �أن «تقدير هذه امل�صالح يعود �إلى املخت�صني من‬ ‫�أويل الأمر وال�سيا�سة يف بالد امل�سلمني»‪ .‬ونبه جمل�س‬ ‫املجمع �إلى �ضرورة تذكري جميع امل�سلمني ب�أن ق�ضية‬ ‫القد�س ال�شريف ق�ضية الأمة الإ�سالمية ب�أكملها‪ ،‬ومن‬ ‫الواجب ن�صرتها وت�أييد �أهلها و�أهل فل�سطني ودعمهم‪،‬‬ ‫م�شري ًا �إلى �أن القد�س ال�شريف لي�ست لأهل فل�سطني‬ ‫وحدهم‪ ،‬و�إمنا هي للم�سلمني جميع ًا‪.‬‬ ‫ُي�شار يف هذا ال�صدد �إلى �أن الأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬كان قد �ألقى كلمة يف افتتاح‬ ‫الدورة الثانية والع�شرين ملجل�س جممع الفقه الإ�سالمي‬ ‫الدويل �أكد فيها �أن مدينة القد�س ال�شريف تتعر�ض‬ ‫لهجمة �شر�سة من الكيان ال�صهيوين تهدف �إلى طم�س‬ ‫معامل املدينة و�إفقادها هُ ويتها العربية الإ�سالمية‪،‬‬ ‫م�شري ًا �إلى �أن زيارة القد�س وم�سجدها املبارك للتعرف‬ ‫على املدينة املقد�سة والتوا�صل مع �أهلها؛ �سي�ؤكد لقوات‬ ‫االحتالل والعامل �أحقية امل�سلمني الدائمة بهذا املكان‬ ‫املقد�س‪ .‬ويف �سياق مت�صل‪ ،‬ا�ستعر�ض جمل�س جممع‬ ‫الفقه الدويل خالل هذه الدورة الثانية والع�شرين‬ ‫جملة من الق�ضايا واملو�ضوعات الأخرى‪ ،‬كان من بينها‬ ‫مو�ضوع ال�شورى والدميقراطية‪ ،‬حيث �أو�ضح �أن ال�شورى‬ ‫�أ�سا�س من �أ�س�س نظام احلكم يف الإ�سالم‪ ،‬و�أنه ال مانع‬ ‫�شرع ًا من اال�ستفادة من �آليات الدميقراطية يف ما‬ ‫يحقق م�صلحة الفرد واملجتمع بعد ف�صلها عن �أ�صلها‬ ‫الفل�سفي‪ ،‬الذي يقوم على حكم ال�شعب‪ ،‬مع مراعاة‬ ‫ال�ضوابط ال�شرعية‪ ،‬وخ�صو�صيات كل دولة من الدول‬ ‫الإ�سالمية‪.‬‬ ‫�أما بالن�سبة ملو�ضوع جهاد الطلب وجهاد الدفع‪ ،‬ف�أكد‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫جمل�س املجمع �أنه انطالق ًا من �أن الأ�صل يف عالقة‬ ‫الأمة امل�سلمة بغريها من الأمم هو ال�سلم‪ ،‬و�أن �سبب‬ ‫القتال يف الإ�سالم العدوان ال املخالفة يف الدين‪،‬‬ ‫ومراعاة ملا ا�ستج ّد من تغريات‪ ،‬فقد قرر �أن اجلهاد‬ ‫يف معناه العام يعني بذل كل جهد م�شروع لإعالء كلمة‬ ‫اهلل وتبليغ ر�سالة الإ�سالم‪ ،‬وهو نوعان‪ :‬جهاد الطلب‬ ‫الذي يهدف �إلى حماية حرية ن�شر الدعوة والدفاع‬ ‫عن امل�ست�ضعفني‪ ،‬ومق�صده تبليغ ر�سالة الإ�سالم‪ ،‬دون‬ ‫�إكراه للنا�س على الدخول فيه‪ ،‬لقوله تعالى‪َ ( :‬ال �إِ ْك َرا َه‬ ‫فيِ الدِّ ِين) وقوله �سبحانه ‪َ ( :‬و َما َع َلى ال َّر ُ�س ِول ِ�إ َّال ا ْل َب َال ُغ‬ ‫المْ ُ ِبنيُ)‪ ،‬داعي ًا �إلى الإفادة من االتفاقيات التي ت�سمح‬ ‫بحرية تبليغ الدعوة وا�ستخدام خمت ِلف الو�سائل‪ ،‬لتبليغ‬ ‫ر�سالة الإ�سالم مبخت ِلف اللغات ويف خمت ِلف املجتمعات‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف املجل�س �أن جهاد الدفع هو ما يفر�ضه واجب‬ ‫الدفاع ال�شرعي املقرر �إذا حدث اعتداء على الأمة �أو‬ ‫املجتمع �أو الدين �أو الوطن �أو الأفراد‪ .‬وهذا اجلهاد‬ ‫يزول حكمه بزوال االعتداء وخروج العدو من بالد‬ ‫امل�سلمني‪ .‬يقول اهلل تعالى‪َ ( :‬و َقا ِت ُلو ْا فيِ َ�س ِب ِيل اللهّ ِ ا َّل ِذينَ‬ ‫ُي َقا ِت ُلو َن ُك ْم َو َال َت ْع َتدُو ْا �إِنَّ اللهّ َ َال ُي ِح ِّب المْ ُ ْعت َِدينَ )‪ .‬و�أو�صى‬ ‫املجمع يف هذا ال�صدد بتفعيل �إن�شاء حمكمة العدل‬ ‫الإ�سالمية لف�ض النـزاعات بني الدول واملجتمعات‬ ‫امل�سلمة وتعزيزها بقوة م�شرتكة ُت�ش َّكل من خمت ِلف‬ ‫بلدان العامل الإ�سالمي‪ .‬وناق�ش املجل�س كذلك مو�ضوع‬ ‫تكفري امل�سلم و�أ�سبابه و�آثاره وعالجه‪ ،‬بالنظر �إلى تفاقم‬ ‫ظاهرة اجلر�أة على تكفري امل�سلمني والت�سرع يف �إطالق‬ ‫حكم الردة على الأفراد واملجتمعات والدول واحلكومات‬ ‫دون مراعاة لأ�صول ال�شريعة ومقا�صدها وقواعدها‪،‬‬ ‫وقرر �أنه نظر ًا خلطورة الآثار املرتتبة على هذه اجلر�أة‬ ‫من القتل والتدمري والت�شريد‪ ،‬ف�إن املجمع ي�ؤكد على‬ ‫قراره ب�ش�أن الإ�سالم والأمة الواحدة‪ ،‬واملت�ضمن عدم‬ ‫جواز تكفري �أي فئة من امل�سلمني ت�ؤمن باهلل �سبحانه‬ ‫وتعالى وبر�سوله �صلى اهلل عليه و�سلم‪ ،‬و�أركان الأميان‬ ‫و�أركان الإ�سالم‪ ،‬وال تنكر معلوم ًا من الدين بال�ضرورة‪،‬‬ ‫حمذر ًا ال�شباب من ادعاءات �أ�صحاب الفكر املنحرف‪.‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬ناق�ش املجل�س مو�ضوعات �أخرى كان‬ ‫من بينها حقوق وواجبات املواطنني غري امل�سلمني يف‬ ‫الدول الإ�سالمية‪ ،‬حيث قرر �أن ال�شريعة الإ�سالمية‬ ‫تكفل لغري امل�سلمني املقيمني يف الدولة الإ�سالمية‬ ‫حقوقهم العامة واخلا�صة‪ ،‬التي تكفلها للم�سلمني‪ ،‬فلهم‬ ‫ما للم�سلمني املواطنني وعليهم ما عليهم‪ ،‬ولهم حق‬ ‫حتكيم �شريعتهم يف عباداتهم و�أحوالهم ال�شخ�صية‪،‬‬

‫ويجوز تعيني قا�ض منهم للحكم فيما بينهم‪.‬‬ ‫ويف مو�ضوع مياه ال�صرف ال�صحي املعاجلة‪ ،‬قرر جمل�س‬ ‫املجمع جواز ا�ستخدام مياه ال�صرف ال�صحي املعاجلة‬ ‫يف العادات‪ ،‬مثل غ�سل املنازل واملالب�س والزراعات غري‬ ‫امل�أكولة ما مل تكن �ضارة‪ ،‬ف�إذا كانت �ضارة فال يجوز‬ ‫ا�ستخدامها درء ًا ل�ضررها‪ ،‬وال يجوز ا�ستخدامها يف‬ ‫الأكل وال�شرب ما مل تكن �ضارة وال يجوز ا�ستخدامها يف‬ ‫العبادات �إال بعد التحقق من طهارتها‪.‬‬

‫يناير ‪ -‬إبريل ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪45‬‬


‫تعليم‬ ‫رؤساء الجامعات في العالم اإلسالمي يناقشون مخططات مستقبلية‬ ‫املعلومات اخلا�صة ببع�ض املبادرات التي من �ش�أنها تعزيز التعليم‬ ‫�إ�سالم �أباد ـ جمهورية باك�ستان الإ�سالمية‪:‬‬ ‫العايل يف الدول الإ�سالمية‪.‬‬ ‫ُعقد املنتدى الثالث لنواب ر�ؤ�ساء اجلامعات يف الدول الإ�سالمية‬ ‫وقد �شارك وزير التخطيط والتنمية الباك�ستاين‪� ،‬إح�سان �إقبال‪،‬‬ ‫يف العا�صمة الباك�ستانية �إ�سالم �أباد‪ ،‬يومي ‪ 23‬و‪ 24‬فرباير ‪،2015‬‬ ‫بو�صفه �ضيف ًا رئي�سي ًا يف حفل افتتاح املنتدى‪ ،‬حيث �أ�شار يف خطابه‬ ‫حيث �شكل املنتدى من�صة للأكادمييني والباحثني وامل�ؤ�س�سات‬ ‫�إلى �أنه ي�أمل �أن يتمكن احلا�ضرون من التو�صل �إلى حلول ملمو�سة‬ ‫التعليمية يف الدول الأع�ضاء مبنظمة التعاون الإ�سالمي لتطوير‬ ‫ملا تواجهه اجلامعات يف العامل الإ�سالمي‪ ،‬م�ؤكد ًا �أهمية املعرفة‬ ‫الروابط وح�شد املوارد وتعزيز التعاون وتقدمي املنح وت�شجيع‬ ‫املتعددة التخ�ص�صات‪.‬‬ ‫احلوار‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �إقبال قائ ًال‪�« :‬إن املعارك امل�ستقبلية لن تكون يف �ساحات‬ ‫وقد ح�ضر املنتدى‪ ،‬الذي �أُقيم بعنوان «منتدى نواب ر�ؤ�ساء‬ ‫قتال‪ ،‬بل �ستح ّل القوة العقلية مكان القوة الع�ضلية – �إننا نعي�ش‬ ‫اجلامعات حول العامل الإ�سالمي‪ :‬مواجهة التحديات العاملية»‪ ،‬ما‬ ‫زمن نقلة نوعية»‪ ،‬و�أنه «يف ف�صولنا يبقي املدر�سون على الطالب‬ ‫يزيد على ‪ 200‬من نواب ر�ؤ�ساء اجلامعات وامل�ؤ�س�سات التعليمية‬ ‫ال�سفري حممد نعيم خان‬ ‫�صامتني‪ ،‬ويف �أماكن العمل يبقي الر�ؤ�ساء على موظفيهم �صامتني»‪،‬‬ ‫وعمدائها ور�ؤ�سائها من خمت ِلف �أنحاء العامل الإ�سالمي‪ ،‬وكان من‬ ‫تنظيم املنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة (�إي�سي�سكو)‪ ،‬بالتعاون مع احتاد الفت ًا �إلى �أن هناك حاجة �إلى ت�شجيع طرح الت�سا�ؤالت لتوليد الإبداع‪.‬‬ ‫و�أو�ضح الوزير الباك�ستاين �أن االبتكار والإبداع يع ّرفان حدود النجاح‪ ،‬و�أن اجلامعات‬ ‫جامعات العامل الإ�سالمي وعدة منظمات حكومية باك�ستانية‪.‬‬ ‫و�ألقت املديرة العامة امل�ساعدة يف الإي�سي�سكو‪� ،‬أمينة احلجري‪ ،‬خطاب ًا يف هذه تُعترب املكان الأن�سب لتنمية هذه الروح‪ ،‬م�شدد ًا كذلك على احلاجة �إلى �أن تن�شئ‬ ‫الفعالية‪� ،‬أ�شارت فيه �إلى �أن املنتدى ي�شكل فر�صة فريدة لر�ؤ�ساء اجلامعات ملناق�شة اجلامعات روابط مع �أ�صحاب ال�صناعات‪ ،‬و�إلى �إلى �أن توفر م�ؤ�س�سات التعليم‬ ‫العايل جتهيزات تتمتع ب�أحدث التطورات يف ظل الثورة الرقمية التي اجتاحت كل‬ ‫مبادرات البحوث امل�شرتكة وتوطيد ال�صالت‪.‬‬ ‫و�أ�ضافت �أمينة احلجري �أن تنمية املوارد الب�شرية تعترب ذات �أهمية كربى يف العامل امليادين‪.‬‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬و»نحن بحاجة �إلى قادة �أ�صحاب ر�ؤية وفكر عميق ميكنهم �إحداث التغيري �أما رئي�س هيئة التعليم العايل يف باك�ستان‪ ،‬الدكتور خمتار �أحمد‪ ،‬فقال �إن حل‬ ‫وميلكون اجلر�أة على املجازفة‪ ،‬فقد �أ�صبح من املهم �أن تكون جامعاتنا �أكرث ت�أثري ًا»‪ .‬امل�شاكل التي تواجهها الدول الإ�سالمية يكمن يف التعليم وحده‪ ،‬م�ؤكد ًا احلاجة �إلى‬ ‫وكان من بني احلا�ضرين ر�ؤ�ساء جامعات من �أفغان�ستان وبنغالد�ش وبروناي التعاون بد ًال من العمل املنفرد‪.‬‬ ‫واجلزائر والكامريون وم�صر و�إندوني�سيا و�إيران والعراق والأردن وجمهورية و�أ�ضاف �أن املنتدى ي�شكل فر�صة لت�شارك ق�ص�ص النجاح ولإيجاد طرق لتطوير‬ ‫قريغيز�ستان وليبيا وماليزيا والنيجر ونيجرييا وباك�ستان وال�سودان وتون�س وتركيا جامعاتنا‪ ،‬م�شري ًا �إلى �أنه ال يوجد نق�ص يف الطاقات الكامنة يف الدول الإ�سالمية‪،‬‬ ‫و�إمنا هناك حاجة �إلى بيئة مالئمة وفر�ص للأكادمييني والباحثني‪.‬‬ ‫و�أوغندا واليمن وغامبيا والأردن واململكة العربية ال�سعودية و�ساحل العاج‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام امل�ساعد للعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬حممد نعيم خان‪� ،‬أن التعليم العايل ُي�شار �إلى �أنه كان من �ضمن املنظمات الباك�ستانية التي �ساعدت على تنظيم املنتدى‬ ‫حمرك �أ�سا�سي للتغيري االجتماعي االقت�صادي يف �أي دولة‪ ،‬وحث نواب الر�ؤ�ساء على هيئة التعليم العايل ومعهد كوم�سات�س لتقنية املعلومات ووزارة العلوم والتقنية ووزارة‬ ‫ت�شكيل الروابط وح�شد املوارد لتطوير اجلامعات يف الدول الإ�سالمية‪ ،.‬والت�شارك يف التعليم والتدريب املهني‪.‬‬

‫وفد من االتحاد العالمي للمدارس العربية واإلسالمية يزور مكتبة اإلسكندرية‬ ‫قام وفد من الأمانة العامة لالحتاد االحتاد العاملي‬ ‫للمدار�س العربية الإ�سالمية الدولية ي�ضم امل�ست�شار‬ ‫عبد الفتاح �سليمان �أحمد عبد اهلل‪ ،‬الأمني العام‬ ‫لالحتاد‪ ،‬والأ�ستاذ �إبراهيم حممد العجريي‪ ،‬املدير‬ ‫العام‪ ،‬بزيارة �إلى مكتبة الإ�سكندرية‪ ،‬يوم ‪ 30‬مار�س‬ ‫‪ ،2015‬حيث التقى بعدد من امل�س�ؤولني‪ ،‬وعلى ر�أ�سهم‬ ‫الدكتور �شريف ريا�ض‪ ،‬رئي�س قطاع العالقات‬ ‫اخلارجية‪.‬‬ ‫وخالل الزيارة‪ ،‬ا�ستعر�ض الوفد جهود االحتاد يف‬ ‫عدد من املجاالت كتطوير املناهج‪ ،‬و تعليم الكبار‬ ‫وحمو �أمية املت�سربني من التعليم يف القرى واملناطق‬ ‫النائية �شديدة الفقر‪ ،‬واخلطط امل�ستقبلية التي ي�سعى‬ ‫االحتاد �إيل تنفيذها خلدمة املجتمع امل�صري يف تلك‬ ‫‪46‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫املناطق البعيدة عن احل�ضارة واخلدمات التعليمية‪،‬‬ ‫ودعم التعليم بالأزهر ال�شريف‪ ،‬وبخا�صة يف قطاع‬ ‫الطالب الوافدين من خالل ت�أهيلهم وتقوية اللغة‬ ‫العربية‪ ،‬وتدريب املعلمني وت�أهيلهم من خالل‬ ‫الدورات التدريبية التي يقيمها االحتاد لتزويدهم‬ ‫وتدريبهم على �أحدث طرق التدري�س و�إعداد‬ ‫املناهج و�إدارة العملية التعليمية داخل الف�صول‬ ‫وخارجها‪ ،‬والأن�شطة غري ال�ص ّفية وتطبيقاتها‬ ‫و�أهميتها للطالب‪.‬‬ ‫وجرى خالل الزيارة تنظيم جولة تف�صيلية‬ ‫لفروع املكتبة مع �شرح للتطور التاريخي لها منذ‬ ‫�إن�شائها وحتى اليوم‪ .‬كما زار الوفد معر�ض مكتبة‬ ‫الإ�سكندرية الدويل للكتاب املقام باملكتبة حالي ًا‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون الصحة‬ ‫توقيع مذكرة تفاهم بين منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫والبنك اإلسالمي للتنمية إلدارة برنامج مكافحة وباء إيبوال في غرب إفريقيا‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫وقعت منظمة التعاون الإ�سالمي والبنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية يف مقر الأمانة العامة للمنظمة بجدة‪ ،‬يوم‬ ‫الأحد ‪ 1‬فرباير ‪ ،2015‬مذكرة تفاهم ب�ش�أن �إدارة‬ ‫وتنفيذ برنامج م�شرتك ملكافحة وباء احلمى النـزيفية‬ ‫(�إيبوال) يف غرب قارة �إفريقيا‪.‬‬ ‫ومبوجب هذه املذكرة‪ ،‬تت�ضمن �أوجه التعاون وال�شراكة‬ ‫بني الطرفني تبادل املعلومات واملقرتحات حول‬ ‫احتياجات مكافحة وباء �إيبوال يف غرب �إفريقيا‪،‬‬ ‫والتعرف على الإمكانات املتوافرة وكل ما من �ش�أنه‬ ‫تعزيز فاعلية الربنامج‪ ،‬واال�ستفادة من اخلربات‬ ‫الفنية والإدارية والقانونية املتوافرة لدى البنك يف‬ ‫جمال تنفيذ الربنامج املذكور‪ .‬وتن�ص املذكرة �أي�ض ًا‬ ‫على موا�صلة الت�شاور والتعاون وتن�سيق اجلهود مبا‬

‫يكفل ح�سن التخطيط والتنفيذ لهذا الربنامج‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إلى ال�سعي لبناء �شراكات جديدة مع اجلهات املحلية‬ ‫والدولية ذات ال�صلة مبكافحة هذا الوباء يف منطقة‬ ‫غرب �إفريقيا‪ ،‬و�أن تكون كل عمليات املكافحة مراعية‬ ‫ومتكاملة مع جهود اجلهات الر�سمية وخمت ِلف املانحني‬ ‫الدوليني واملحليني‪ ،‬مع مراعاة اختيار امل�شاريع الأكرث‬ ‫ا�ستجابة لتلبية االحتياجات ذات الأولوية يف الدولة‬ ‫املعنية‪.‬‬ ‫وتتكون جلنة التوجيه امل�شرفة على الربنامج من كل‬ ‫من معايل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫(رئي�س ًا للجنة) ومعايل رئي�س البنك الإ�سالمي للتنمية‬ ‫(رئي�س ًا مناوب ًا للجنة)‪ ،‬وخم�سة �أع�ضاء‪ ،‬حيث تقوم كل‬ ‫من املنظمة والبنك بتعيني ع�ضوين من كبار املوظفني‬ ‫املخت�صني لديهما‪ ،‬ويتفق الطرفان على �شخ�صية طبية‬

‫مرموقة لع�ضوية اللجنة‪.‬‬ ‫و�أ�شارت املذكرة �إلى �أن البنك الإ�سالمي للتنمية‬ ‫�سيكون مبثابة اجلهاز التنفيذي لربنامج مكافحة‬ ‫وباء �إيبوال يف غرب �إفريقيا‪ ،‬و�أنه �سيتولى توفري جميع‬ ‫اخلدمات التي تكفل التنفيذ ال�سليم وفق ًا لتوجيهات‬ ‫اللجنة امل�شرفة على الربنامج‪ ،‬ومبا ي�ضمن الفاعلية‬ ‫الكاملة يف ا�ستخدام املوارد ولتحقيق �أهداف الربنامج‬ ‫املحددة‪.‬‬ ‫ووقع املذكرة عن منظمة التعاون الإ�سالمي معايل‬ ‫الأمني العام‪ ،‬ال�سيد �إياد �أمني مدين‪ ،‬ووقعها عن البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬معايل رئي�س البنك‪ ،‬الدكتور �أحمد‬ ‫حممد علي‪.‬‬ ‫جدير بالذكر �أن مذكرة التفاهم هذه ت�أتي ا�ستمرار ًا‬ ‫للجهود التي تبذلها منظمة التعاون الإ�سالمي والبنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية حل�شد الدعم للدول املت�ضررة منذ‬ ‫انت�شار املر�ض‪ ،‬حيث نظم الطرفان يف اخلام�س من‬ ‫نوفمرب ‪ 2014‬يف مقر الأمانة العامة للمنظمة م�ؤمتر ًا‬ ‫م�شرتك ًا حل�شد املوارد الالزمة لدعم جهود مكافحة‬ ‫املر�ض‪ .‬وكانت املنظمة قد عقدت يف جنيف يوم ‪29‬‬ ‫�سبتمرب ‪ ،2014‬اجتماع ًا للدول الأع�ضاء برئا�سة معايل‬ ‫وزير ال�صحة يف �إندوني�سيا وبح�ضور املديرة العامة‬ ‫ملنظمة ال�صحة العاملية‪ ،‬وذلك ملناق�شة �أو�ضاع وباء‬ ‫�إيبوال يف غرب قارة �إفريقيا‪.‬‬ ‫ُي�شار �أي�ض ًا �إلى �أن مبادرة خادم احلرمني ال�شريفني‪،‬‬ ‫امللك عبد اهلل بن عبد العزيز ـ يرحمه اهلل ـ يف ‪11‬‬ ‫دي�سمرب ‪ ،2014‬والتي ت�شمل التربع مببلغ ‪ 35‬مليون‬ ‫دوالر لدول غرب �إفريقيا ل�صالح برنامج مكافحة‬ ‫وباء �إيبوال‪ ،‬قد �أوكلت مهام تنفيذها للبنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية‪.‬‬

‫افتتاح كلية حبيب الطبية في الجامعة اإلسالمية في أوغندا‬ ‫كمباال ـ جمهورية �أوغندا‪:‬‬ ‫حققت اجلامعة الإ�سالمية يف �أوغندا‪ ،‬وهي م�ؤ�س�سة‬ ‫تابعة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إجناز ًا مهم ًا بافتتاح‬ ‫كلية حبيب الطبية يف اجلامعة‪ ،‬يوم ‪ 10‬فرباير ‪.2015‬‬ ‫وقد افتُتحت كلية حبيب الطبية من قبل وزير الدولة‬ ‫لل�ش�ؤون اخلارجية‪ ،‬ال�سيد �أ�سومان كيينيجي‪ ،‬نيابة عن‬ ‫رئي�س �أوغندا‪ ،‬والأمني العام امل�ساعد ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬ال�سفري حممد نعيم خان نيابة عن الأمني‬ ‫العام للمنظمة‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫وبهذه املنا�سبة‪� ،‬ألقى وزير الدولة لل�ش�ؤون اخلارجية يف‬ ‫�أوغندا كلمة با�سم الرئي�س الأوغندي �شكر فيها منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي وجامعة الهور يف باك�ستان وعائلة‬ ‫حبيب من جدة‪ ،‬يف اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬على‬ ‫تعاونها مع اجلامعة الإ�سالمية يف �أوغندا يف �إن�شاء كلية‬ ‫حبيب الطبية‪ .‬و ُت َعـ ّد الكلية جزء ًا من كلية اخلدمات‬ ‫ال�صحية املن�ش�أة حديث ًا يف اجلامعة‪ .‬ويرتبط م�ست�شفى‬ ‫كيبويل الإ�سالمي مع الكلية الطبية بو�صفه امل�ست�شفى‬ ‫التعليمي للمدر�سة‪.‬‬

‫و ُي َعـ ّد افتتاح كلية حبيب الطبية خطو ًة مهمة بالن�سبة‬ ‫للجامعة الإ�سالمية يف �أوغندا يف م�سارها نحو حتقيق‬ ‫هدفها املتمثل يف �أن ت�صبح مركز ًا للتم ّيز يف التعلم‬ ‫الذي يلبي االحتياجات التعليمية احلديثة للطالب‬ ‫يف املنطقة‪ .‬وتلتزم منظمة التعاون الإ�سالمي والبنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية و�صندوق الت�ضامن الإ�سالمي بدعم‬ ‫اجلهود التي تبذلها اجلامعة الإ�سالمية يف �أوغندا‬ ‫لتح�سني براجمها الأكادميية وتعزيز �أع�ضاء هيئة‬ ‫التدري�س فيها وتطوير مرافقها التعليمية‪.‬‬ ‫يناير ‪ -‬إبريل ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪47‬‬


‫بيئة‬ ‫‪ 40‬في المئة عجز مياه متوقع خالل ‪ 15‬عام ًا فقط‬

‫تفيد تقارير خمت�صة ب�أنه �إذا مل تغري الدول طريقة‬ ‫ا�ستهالكها للماء ب�شكل جذري‪ ،‬ف�إن العامل ميكن �أن‬ ‫يعاين عجز مياه بن�سبة ‪ 40‬يف املئة خالل ‪ 15‬عام ًا فقط‪.‬‬ ‫ووفق ًا لتقرير �صادر عن الأمم املتحدة يوم ‪ 20‬مار�س‪،‬‬ ‫�أي قبل يومني من تخليد اليوم العاملي للمياه‪ ،‬ف�إن‬ ‫هناك �أزمة مياه عاملية تلوح يف الأفق‪ ،‬لوجود عدد‬ ‫من احتياطات املياه اجلوفية تختفي تدريجي ًا‪ ،‬ومن‬ ‫املتوقع �أن ينخف�ض منط هطول الأمطار و�أن ي�صبح �أقل‬ ‫انتظام ًا مع تغري املناخ‪.‬‬ ‫و�إذا ما و�صل عدد ال�سكان �إلى ‪ 9‬مليارات يف عام ‪2050‬‬ ‫بح�سب املتوقع‪ ،‬ف�ستزيد احلاجة �إلى املياه اجلوفية‬ ‫لأغرا�ض الزراعة وال�صناعة واال�ستخدام ال�شخ�صي‪.‬‬ ‫و�أ�شار التقرير ال�سنوي ب�ش�أن تنمية املياه يف العامل �إلى‬ ‫�أنه «ما مل تتم ا�ستعادة املوزانة بني الطلب والإمدادات‬ ‫املحدودة‪ ،‬ف�إن العامل �سيجد نف�سه يف مواجهة عجز مياه‬ ‫عاملي حاد وعلى نحو متزايد»‪ ،‬مو�ضح ًا �أن ا�ستخدام ًا‬ ‫�أكرث كفاءة قد ي�ضمن �إمدادات كافية يف امل�ستقبل‪.‬‬ ‫ووفق ًا للتقرير‪ ،‬ف�إن الطلب العاملي للمياه �سيزداد‬ ‫بن�سبة ‪ 55‬يف املئة بحلول عام ‪ ،2050‬بينما �ستت�ضاءل‬ ‫االحتياطات‪ ،‬و�إذا ما ف�شلت �أمناط اال�ستخدام احلالية‬ ‫يف التغيري ف�إنه لن يبقى للعامل �إال ‪ 60‬يف املئة من‬

‫‪48‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫احتياجاته من املاء بحلول‬ ‫عام ‪.2030‬‬ ‫ويعني ازدياد عدد ال�سكان‬ ‫�أن الزراعة‪ ،‬التي ت�ستهلك‬ ‫حالي ًا ‪ 70‬يف املئة من م�صادر‬ ‫املياه العاملية‪ ،‬يجب �أن تزيد‬ ‫�إنتاجها بن�سبة ‪ 60‬يف املئة‪.‬‬ ‫ومن املتوقع �أن يفاقم التغري‬ ‫يف املناخ وتزايد �أعداد‬ ‫ال�سكان يف املناطق احل�ضرية‬ ‫�أي�ض ًا من حالة العجز يف‬ ‫جمال املياه‪.‬‬ ‫و�سي�ؤدي نق�ص املياه �إلى‬ ‫عدة �أ�صناف من الكوارث‪،‬‬ ‫من �ضمنها تلف املحا�صيل‬ ‫وانهيار النظم البيئية وتوقف‬ ‫ال�صناعات وتفاقم الأمرا�ض‬ ‫والفقر ون�شوب �صراعات عنيفة للح�صول على املياه‪.‬‬ ‫ودعا التقرير �صناع القرار واملجتمعات �إلى �إعادة‬ ‫التفكري يف القرارات املتعلقة باملياه‪ ،‬مطالب ًا مبزيد‬ ‫من احلفظ وب�إعادة تدوير مياه ال�صرف ال�صحي كما‬ ‫تفعل دولة �سنغافورة‪ .‬وقد ترغب الدول �أي�ض ًا يف النظر‬ ‫يف رفع �أ�سعار املياه‪ ،‬وكذلك البحث عن طرق جلعل‬ ‫القطاعات الكثرية اال�ستخدام للمياه �أكرث فاعلية و�أقل‬ ‫ت�سبب ًا يف التلوث‪.‬‬ ‫ويف دول كالهند‪ ،‬يُ�ستخدَ م املاء ب�شكل غري نّ‬ ‫مقن وغالب ًا‬ ‫ما يتم هدر كميات منه‪ ،‬يف ُيعتبرَ تلوث املاء ق�ضية‬ ‫متجاهلة‪ .‬ويعتمد ‪ 80‬يف املئة من �سكان الهند على‬ ‫تعج‬ ‫املياه اجلوفية لل�شرب جتنب ًا للمياه ال�سطحية التي ّ‬ ‫بالبكترييا‪.‬‬ ‫ويعاين ‪ 748‬مليون �شخ�ص حول العامل من �صعوبات‬ ‫يف احل�صول على مياه �شرب نظيفة‪ ،‬كما �أفاد‬ ‫التقرير‪ ،‬حمذر ًا من �أن النمو االقت�صادي وحده لي�س‬ ‫احلل‪ ،‬وميكنه �أن يزيد من �سوء الو�ضع ما مل ت�ضمن‬ ‫الإ�صالحات مزيدً ا من الكفاءة وقدر ًا �أقل من التلوث‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف التقرير �أن «م�سارات التنمية غري امل�ستدامة‬ ‫و�إخفاق الإدارة تركا �أثر ًا بالن�سبة جلودة ووفرة موارد‬ ‫املياه‪ ،‬وكان ذلك على ح�ساب ما كان ميكن �أن توفره‬ ‫من منافع اجتماعية واقت�صادية‪ ،‬حيث ال ُي َعد النمو‬ ‫االقت�صادي بحد ذاته �ضمان ًا لتحقيق تقدم اجتماعي‬ ‫�أو�سع»‪.‬‬ ‫وقد �أ�صدر مركز الأبحاث الإح�صائية واالقت�صادية‬

‫واالجتماعية والتدريب للدول الإ�سالمية التابع ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي يف �أنقرة يف عام ‪ 2012‬تقرير ًا حول‬ ‫م�صادر املياه يف دول املنظمة‪ .‬ووفق ًا للتقرير‪ ،‬ف�إن عدة‬ ‫دول �أع�ضاء باملنظمة تعاين من ندرة م�صادر املياه‬ ‫فيها‪.‬‬ ‫و�أو�ضح التقرير �أنه يف بع�ض دول املنظمة‪ ،‬مثل دول‬ ‫�إقليم ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا‪ ،‬توجد «ندرة‬ ‫مطلقة يف املياه حتكم نظم الإنتاج واالقت�صادات»‪،‬‬ ‫يف حني �أنه يف دول �أخرى مثل دول �آ�سيا ف�إن «نظم‬ ‫الرياح املو�سمية التي ال ميكن التنب�ؤ بها ميكن �أن تكون‬ ‫مثمرة جد ًا �أو �أن ت�سبب يف فيا�ضات مدمرة �أو‪ ،‬يف حال‬ ‫غيابها‪ ،‬حاالت جفاف �شديدة»‪ .‬ويف دول �أخرى من‬ ‫املنظمة من �إفريقيا جنوب ال�صحراء الكربى‪ ،‬ف�إن‬ ‫«التباين الإقليمي والداخلي ال�سنوي املرتفع من هطول‬ ‫الأمطار وجريان املياه يخلق خماطر كبرية على جميع‬ ‫امل�ستويات»‪.‬‬ ‫و�أ�شار التقرير كذلك �إلى �أن «�إدارة م�صادر املياه �أكرث‬ ‫تعقيد ًا يف بع�ض �أجزاء �آ�سيا الو�سطى و�إفريقيا و�آ�سيا‪،‬‬ ‫حيث الأنهار والطبقات ال�صخرية املائية تعرب احلدود‬ ‫الدولية»‪ ،‬وخ ُل�ص �إلى �أن «عدم توفر كميات كافية من‬ ‫املياه واملخاطر الكبرية لل�صدمات املرتبطة باملياه ُي َعد‬ ‫�سبب ًا مهم ًا من �أ�سباب الفقر‪ ،‬و�سمة بارزة حلياة ن�سبة‬ ‫مرتفعة من الفقراء و�سبل معي�شتهم”‪.‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫بيئة‬ ‫منظمة التعاون اإلسالمي تشارك‬ ‫في مؤتمر األمم المتحدة العالمي الثالث المعني بالحد من أخطار الكوارث‬ ‫�سينداي ـ اليابان‬ ‫�شارك وفد منظمة التعاون الإ�سالمي كمراقب يف‬ ‫م�ؤمتر الأمم املتحدة العاملي الثالث املعني باحلد من‬ ‫�أخطار الكوارث‪ ،‬والذي ُعقد يف اليابان‪ ،‬و�ألقى رئي�س‬ ‫الوفد خطاب ًا تطرق فيه لأن�شطة املنظمة يف احلد من‬ ‫املخاطر املتعلقة بالكوارث‪.‬‬ ‫وقد انعقد م�ؤمتر الأمم املتحدة العاملي الثالث املعني‬ ‫باحلد من �أخطار الكوارث يف مدينة �سينداي باليابان‪،‬‬ ‫يف الفرتة من ‪ 18-14‬مار�س ‪ .2015‬والذي �أ�سفرت‬ ‫نتائج اجتماعاته عن اعتماد بيان و�إطار عمل �سينداي‬ ‫للحد من خماطر الكوارث للفرتة ‪ .2030-2015‬ومت‬ ‫�إقرار البيان والإطار بعد ب�ضعة �أيام من املداوالت بني‬ ‫الدول الأع�ضاء بالأمم املتحدة البالغ عددها ‪ 187‬دولة‬ ‫�شارك ممثلوها يف �أعمال امل�ؤمتر‪ .‬و ُي َعد هذا امل�ؤمتر‬ ‫الذي عقدته الأمم املتحدة الثالث من نوعه ملناق�شة‬ ‫اال�سرتاتيجيات الدولية للحد من خماطر الكوارث‪.‬‬ ‫و�ألقت ال�سيدة �آي�ساتا كان‪ ،‬نائبة املراقب الدائم ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي لدى الأمم املتحدة يف جنيف‪ ،‬خطاب ًا‬ ‫با�سم املنظمة يف جل�سة امل�ؤمتر التي انعقدت يوم ‪16‬‬ ‫مار�س‪� ،‬أكدت فيه التزام املنظمة على العمل بن�شاط‬ ‫لتقليل خواطر الكوارث وامل�ضي يف تطبيق �إطار عمل‬ ‫هيوغو من خالل الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫و�أو�ضحت كان �أن “منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬والتي‬ ‫ت�ضم ‪ 57‬دولة ع�ضو ًا موزعة يف عدة قارات‪ ،‬معنية‬ ‫باحلد من خماطر الكوارث‪ ،‬وتواجه دولها الأع�ضاء‬ ‫جميع �أنواع الكوارث والتي ت�ؤثر يف �أغلب الأحيان ب�شكل‬ ‫كبري يف �سكانها ويف البيئات االجتماعية واالقت�صادية»‪.‬‬ ‫وا�ستطردت ال�سيدة كان يف حديثها بالإ�شارة �إلى‬ ‫�أن الدول الأع�ضاء باملنظمة لها خربة مبا�شرة يف‬ ‫كل من الكوارث الطبيعية والب�شرية‪ .‬و�أ�ضافت‪�“ :‬إن‬ ‫التعر�ض للحوادث يف بع�ض الدول الأع�ضاء باملنظمة‪،‬‬ ‫مثل باك�ستان و�أفغان�ستان وال�صومال ودول ال�ساحل‬ ‫وفل�سطني و�إندوني�سيا‪ ،‬على �سبيل املثال ال احل�صر‪،‬‬ ‫قادت املنظمة �إلى اتخاذ قرارات على �أعلى امل�ستويات‬ ‫ل�صياغة تدابري حلماية �شعوب واقت�صادات البلدان‬ ‫املت�أثرة”‪.‬‬ ‫وذكرت كني �أن املنظمة �أجرت درا�ستني رئي�سيتني‬ ‫يف عامي ‪ 2012‬و‪ ،2014‬لتقييم املخاطر املرتبطة‬ ‫بالكوارث الطبيعية و�إدارة الكوارث والنـزاعات وو�ضع‬ ‫�أطر ا�سرتاتيجية وطنية للحد من املخاطر‪.‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫وتطرقت �إلى الدرا�سات بالقول‪�« :‬إن هذه الدرا�سات‪،‬‬ ‫التي جرى �إعدادها مب�ساعدة �شركائنا الدوليني‪،‬‬ ‫تهدف �إلى و�ضع م�شروع ا�سرتاتيجية منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي للحد من خماطر الكوارث‪ ،‬والتي مت بحثها‬ ‫يف امل�ؤمتر الإ�سالمي اخلام�س لوزراء البيئة املنعقد يف‬ ‫عام ‪.»2012‬‬ ‫ودعا وفد املنظمة لزيادة التعاون على امل�ستويات‬ ‫الوطنية والإقليمية والدولية‪ ،‬ولبناء قدرة الدول املت�أثرة‬ ‫عرب و�ضع ا�سرتاتيجيات قوية للوقاية من خماطر‬ ‫الكوارث و�إدارتها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقد وافقت ‪ 187‬دولة ع�ضوا يف الأمم املتحدة �شاركت‬ ‫يف امل�ؤمتر على �سبعة �أهداف و�أربع �أولويات‪� ،‬إ�ضافة �إلى‬ ‫جمموعة من املبادئ التوجيهية‪ ،‬مع الت�شديد على �أن‬ ‫خف�ض خماطر الكوارث ب�شكل ملحوظ يتطلب «املثابرة‬ ‫والثبات»‪ ،‬وكذلك مع الرتكيز ب�صفة �أكرث و�ضوح ًا على‬ ‫الب�شر و�صحتهم و�سبل عي�شهم‪ ،‬واملتابعة املنتظمة»‪.‬‬ ‫وعلى مدى العقد املن�صرم‪� ،‬أدت الكوارث‪ ،‬وفق ًا ملا �أقره‬ ‫امل�ؤمتر‪� ،‬إلى م�صرع ما يزيد على ‪� 700‬ألف �شخ�ص‪،‬‬ ‫و�إ�صابة ‪ 1.4‬مليون �آخرين‪ ،‬تاركة ‪ 23‬مليون �شخ�ص ًا‬ ‫م�شرد ًا‪ .‬وت�ضرر �أكرث من ‪ 1.5‬مليار ن�سمة بطرق‬ ‫خمتلفة من الكوارث واخل�سائر االقت�صادية العاملية‬ ‫التي تقدر بـ ‪ 1.3‬تريليون دوالر‪.‬‬ ‫وت�سعى االتفاقية اجلديدة على مدى ال�سنوات اخلم�س‬ ‫ع�شرة القادمة لتحقيق “انخفا�ض ملحوظ ملخاطر‬ ‫الكوارث واخل�سائر يف الأرواح و�سبل العي�ش وال�صحة‪،‬‬ ‫وكذلك الأ�صول االقت�صادية واملادية واالجتماعية‬ ‫والثقافية والبيئية للأ�شخا�ص وال�شركات واملجتمعات‬ ‫والبلدان”‪.‬‬ ‫و�أعربت كان خالل خطابها عن تفا�ؤلها بالإطار اجلديد‬ ‫الذي �سيم ّكن الدول من “توفري م�ستقبل �أف�ضل يف ما‬ ‫يخ�ص احلد من خواطر الكوارث والعواقب الكارثية‬ ‫وحتديد اال�ستجابات واال�سرتاتيجيات املنا�سبة‬ ‫وامل�ص�صمة لتالئم االحتياجات املحلية والوطنية”‪.‬‬ ‫وقد ُعقد امل�ؤمتران ال�سابقان حول احلد من خماطر‬ ‫الكوارث يف يوكوهاما يف عام ‪ ،1994‬ويف كوبي يف‬ ‫عام ‪ ،2005‬يف حني ُعقد هذا امل�ؤمتر لتقييم �إطار‬ ‫عمل هيوغو لعام ‪ ،1995‬وحتديد �أولويات لإطار احلد‬ ‫من خماطر الكوارث ملا بعد عام ‪ ،2015‬وفهم �أف�ضل‬ ‫ملخاطر الكوارث‪ ،‬وتقوية الإدارة واال�ستثمار يف احلد‬ ‫من خماطر الكوارث وتعزيز اال�ستجابات الفعالة يف‬

‫الأمني العام للأمم املتحدة‪ ،‬بان كي مون‪ ،‬يلقي كلمة يف حفل افتتاح‬ ‫امل�ؤمتر الثالث للأمم املتحدة حول تقلي�ص �أخطار الكوارث يف �سينداي‬ ‫مبقاطعة مياجي باليابان يوم ‪ 14‬مار�س ‪�( 2015‬إي بي ايه)‬

‫جمال الإنعا�ش و�إعادة الت�أهيل و�إعادة الإعمار‪.‬‬ ‫وكانت اليابان رائدة بن�شاط يف نقا�شات ت�شكيل �إطار‬ ‫دويل جديد للحد من خماطر كوارث‪ .‬وت�ضمن امل�ؤمتر‬ ‫الذي امتد على مدى خم�سة �أيام عدة نقا�شات طاولة‬ ‫م�ستديرة وزارية‪ ،‬وحوارات مو�ضوعية رفيعة امل�ستوى‪،‬‬ ‫وجل�سات عمل وجل�سات متخ�ص�صة‪.‬‬ ‫و�شارك ما يزيد على ‪� 6500‬شخ�ص يف امل�ؤمتر‪ ،‬من‬ ‫بينهم ‪ 2800‬ممثل حكومي عن ‪ 187‬دولة‪ ،‬وزار املنتدى‬ ‫العام ‪ 143000‬زائر على مدار خم�سة �أيام‪ ،‬مما جعله‬ ‫�أحد �أكرب جتمعات الأمم املتحدة التي ُعقدت يف‬ ‫اليابان‪.‬‬ ‫يناير ‪ -‬إبريل ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪49‬‬


‫جرى اختيار مدينة القد�س ال�شريف عا�صمة لل�سياحة‬ ‫الإ�سالمية تنفيذ ًا لقرار الدورة الثامنة للم�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي لوزراء ال�سياحة‪ ،‬مبنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫الذي انعقد يف مدينة باجنول بجمهورية غامبيا خالل‬ ‫الفرتة من ‪ 4‬ـ ‪ 6‬دي�سمرب ‪ .2013‬و�أ�صدرت الأمانة العامة‬ ‫للمنظمة �شهادة اجلائزة ال�سنوية ملدينة ال�سياحة يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي ل�صالح القد�س‪ ،‬باختيارها‬ ‫عا�صمة ال�سياحة لعام ‪.2015‬‬ ‫و�ش ّكل ذلك منا�سبة مهمة للفت االنتباه �إلى لو�ضع‬ ‫اخلا�ص الذي متر به املدينة املحتلة‪ ،‬والتي ت�شكل‬ ‫ع�صب العمل الإ�سالمي امل�شرتك يف املنظمة‪ ،‬وقد قام‬ ‫الأمني العام للمنظمة‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬بزيارة املدينة‬ ‫يف يناير ‪ ،2015‬حيث افتتح الرئي�س الفل�سطيني حممود‬ ‫عبا�س‪ ،‬بح�ضور الأمني العام معر�ض «القد�س يف‬ ‫الذاكرة»‪ ،‬والذي �أقامه مركز الأبحاث للتاريخ والفنون‬ ‫والثقافة الإ�سالمية «�إر�سيكا» بالتعاون مع وزارة الثقافة‬ ‫الفل�سطينية‪.‬‬ ‫وتقع القد�س يف املنطقة اجلبلية الو�سطى يف فل�سطني‪،‬‬ ‫وتعترب �أكرب مدينة يف فل�سطني التاريخية من حيث‬ ‫امل�ساحة وعدد ال�سكان‪ ،‬و�أكرثها �أهمية من الناحية‬ ‫الدينية واالقت�صادية‪ .‬كما تعترب القد�س عا�صمة‬ ‫ال�شعب الفل�سطيني كما ورد يف وثيقة �إعالن اال�ستقالل‬ ‫الفل�سطينية التي متت يف اجلزائر بتاريخ ‪ 15‬نوفمرب‬ ‫‪. 1988‬‬ ‫وت�أتي القد�س يف مقدمة مناطق اجلذب ال�سياحي‬ ‫والتاريخي والديني‪ ،‬وتعترب مدينة مقد�سة عند �أتباع‬ ‫الديانات ال�سماوية الثالث‪ :‬الإ�سالمية‪ ،‬وامل�سيحية‪،‬‬ ‫املوحدين‪ ،‬وهي‬ ‫واليهودية‪ ،‬فهي مهوى �أفئدة امل�ؤمنني ّ‬ ‫مثوى الأنبياء‪ ،‬والر�سل‪ .‬ونتيجة لهذه الأهمية الدينية‬

‫‪50‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫ا لقد س‬ ‫عاصمة السياحة اإلسالمية‬ ‫األقصى وقبة الصخرة أبرز‬ ‫معالمها السياحية‬ ‫العظمى‪ ،‬ت�ؤوي املدينة القدمية عدد ًا من املعامل الدينية‬ ‫ذات الأهمية الكربى‪ ،‬مثل‪ :‬امل�سجد الأق�صى املكون‬ ‫من عدة معامل مقد�سة‪� ،‬أهمها م�سجد قبة ال�صخرة‬ ‫وامل�سجد القبلي‪ ،‬وحائط الرباق‪.‬‬ ‫والقد�س هي ثالث �أقد�س املدن بعد مكة واملدينة املنورة‪،‬‬ ‫وهي �أولى القبلتني‪ ،‬حيث كان امل�سلمون يتوجهون �إليها‬ ‫يف �صالتهم بعد �أن فر�ضت عليهم حوايل �سنة ‪610‬‬ ‫للميالد‪ ،‬وهي متثل كذلك املوقع الذي عرج منه الر�سول‬ ‫�صلى اهلل عليه و�سلم �إلى ال�سماوات ال ٌعلى‪.‬‬ ‫ومتتاز القد�س بغنى تراثها الثقايف وتنوعه‪ ،‬والذي‬ ‫ُيعترب م�صدر ًا مهم ًا للتنمية امل�ستدمية‪ .‬وتتمتع القد�س‬ ‫بعوامل جذب تاريخية ودينية كبرية وم�ستوى جيد من‬ ‫اخلدمات واالحرتاف‪ ،‬وذلك على الرغم من التحديات‬ ‫التي يواجهها قطاع ال�سياحة نتيجة ممار�سات االحتالل‬ ‫وظروف احل�صار والإغالق ثم عمليات التدمري املتعمد‬ ‫ملواقع الرتاث الثقايف والأ�ضرار التي حلقت باملن�ش�آت‬ ‫ال�سياحية الفل�سطينية منذ احتالل املدينة‪.‬‬ ‫ويت�شكل تراث القد�س من املواقع الأثرية والتاريخية‬ ‫والدينية وامل�شهد الثقايف للمدينة‪ .‬وت�شري قاعدة‬ ‫البيانات الفل�سطينية �إلى وجود نحو ‪ 742‬موقع ًا‪ ،‬مبا‬ ‫يف ذلك ‪ 60‬موقع ًا �أثري ًا رئي�سي ًا ونحو ‪ 682‬معلم ًا تراثي ًا‬

‫كالقبور والكهوف والقنوات وبرك املياه واملن�ش�آت‬ ‫ال�صناعية‪� ،‬إ�ضافة الى ما يربو على ‪ 3700‬مبنى‬ ‫تاريخي ًا (قاعدة البيانات‪ ،‬دائرة الآثار الفل�سطينية)‪.‬‬ ‫كما يعترب الرتاث الثقايف غري املادي للقد�س �أحد‬ ‫املكونات الرئي�سية للرتاث الثقايف يف القد�س‪ ،‬ومورد ًا‬ ‫مهم ًا لتطوير اجلذب ال�سياحي‪ ،‬وت�شمل الثقافة احلية‬ ‫والتقاليد والأعياد واالحتفاالت املو�سمية ومظاهر‬ ‫الرتاث احلي‪ .‬وت�ضم �أي�ض ًا املرويات والثقافة ال�شفوية‪.‬‬ ‫و ُت َعد مدينة القد�س حافلة باملباين الأثرية الإ�سالمية‪،‬‬ ‫حيث يوجد بها نحو ‪ 100‬بناء �أثري‪ ،‬منها امل�ساجد‬ ‫واملدار�س والزوايا والتكايا والرتب والربط‬ ‫والتح�صينات‪ ،‬وال�سواق‪ ،‬واخلانات وامل�آذن‪ ،‬و�سور‬ ‫املدينة‪ ،‬والأبواب وعدد من املباين التي ذكرت يف كتب‬ ‫التاريخ وزالت معاملها‪ .‬و�أظهر الإ�سالم تعلقه واهتمامه‬ ‫بهذه املدينة منذ بزوغه‪ .‬ونظر ًا لأهميتها وقيمتها‬ ‫اهتم امللوك والوالة‬ ‫الدينيتني يف العقيدة الإ�سالمية؛ ّ‬ ‫امل�سلمون على م ّر الع�صور‪ ،‬بت�شييد املباين الفخمة‬ ‫املزينة بالنقو�ش والزخارف اجلميلة يف املدينة‪ .‬و�إن�شاء‬ ‫املباين العامة خلدمة احلجيج واملتعبدين واملقيمني‬ ‫بجوار امل�سجد؛ بهدف نيل اخلري واجلزاء من اهلل‬ ‫�سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫ويقع مبنى الأق�صى �أو ما ُيع َرف بامل�سجد القبلي يف‬ ‫اجلهة اجلنوبية من �ساحات امل�سجد الأق�صى‪ ،‬الذي‬ ‫تبلغ م�ساحته ‪ 142‬دومن ًا‪� ،‬أما م�ساحة مبنى امل�سجد‬ ‫القبلي فتبلغ ‪ 4500‬مرت مربع‪� ،‬شرع يف بنائه اخلليفة‬ ‫عبد امللك بن مروان الأموي‪ ،‬و�أمته الوليد بن عبد امللك‬ ‫�سنة ‪ 705‬للميالد‪ ،‬ويبلغ طوله ‪ 80‬مرت ًا‪ ،‬وعر�ضه ‪55‬‬ ‫مرت ًا‪ ،‬ويقوم الآن على ‪ 53‬عمود ًا من الرخام و‪� 49‬سارية‬ ‫مربعة ال�شكل‪ .‬وكانت �أبوابه زمن الأمويني م�ص ّفحة‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫اقتصاد‬ ‫بالذهب والف�ضة‪ ،‬ولكن �أبا جعفر املن�صور �أمر‬ ‫بخلعها و�صرفها دنانري تنفق على امل�سجد‪ ،‬ويف �أوائل‬ ‫القرن احلادي ع�شر‪� ،‬أ�صلحت بع�ض �أجزائه و�صنعت‬ ‫قبته و�أبوابه ال�شمالية‪ .‬وعندما احت ّل ال�صليبيون‬ ‫بيت املقد�س �سنة ‪ 1099‬للميالد‪ ،‬جعلوا ق�سم ًا منه‬ ‫كني�سة‪ ،‬واتخذوا الق�سم الآخر م�سكن ًا لفر�سان الهيكل‪،‬‬ ‫وم�ستودع ًا لذخائرهم‪ ،‬ولكن �صالح الدين الأيوبي‬ ‫عندما ا�سرت ّد القد�س ال�شريف منهم‪� ،‬أمر ب�إ�صالح‬ ‫امل�سجد وجدّد حمرابه‪ ،‬وك�سا قـ ّبـتـه بالف�سيف�ساء‪،‬‬ ‫مر�صع ًا بالعاج م�صنوع من خ�شب الأرز‬ ‫وو�ضع منرب ًا ّ‬ ‫والأبنو�س على ميني املحراب‪ ،‬وبقى حتى تاريخ ‪21‬‬ ‫�أغ�سط�س ‪ ،1969‬وهو التاريخ الذي مت فيه �إحراق‬ ‫امل�سجد الأق�صى من قبل يهودي ُيدعى «روهان»‪ ،‬وبلغ‬

‫اجلزء املحرتق من امل�سجد ‪ 1500‬مرت‪� ،‬أي ثلث م�ساحة‬ ‫امل�سجد الإجمالية‪ .‬ومت و�ضع منرب حديدي متوا�ضع‬ ‫بد ًال من املنرب املحرتق‪� ،‬إلى �أن مت �إن�شاء منرب �آخر‬ ‫مطابق للمنرب الأ�صلي التاريخي‪ ،‬با�ستخدام املواد‪ ،‬يف‬ ‫الأردن‪ ،‬ومت �إح�ضاره �إلى القد�س‪ ،‬ون�صبه يف امل�سجد‬ ‫الأق�صى‪ ،‬ب�أمر من جاللة امللك عبد اهلل الثاين بن‬ ‫احل�سني عام ‪ 1428‬للهجرة‪ 2007 /‬للميالد‪.‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى ذلك‪ُ ،‬بنيت قبة ال�صخرة يف قلب احلرم‬ ‫القد�سي ال�شريف‪ ،‬يف اجلهة ال�شمالية‪ ،‬قبالة الأق�صى‬ ‫املبارك‪ ،‬فوق ال�صخرة التي عرج منها الر�سول حممد‬ ‫�صلى اهلل عليه و�سلم �إلى ال�سماوات ال ُعلى‪ .‬وجاءت‬ ‫فكرة البناء‪� ،‬إثر زيارة اخلليفة الأموي عبد امللك‬ ‫بن مروان ملدينة القد�س‪ ،‬فر�أى �أن يبني قبة فوق‬

‫ال�صخرة؛ لتخليد ذكرى اال�سراء واملعراج‪ ،‬ولإظهار‬ ‫احل�ضارة اال�سالمية وعمارتها‪.‬‬ ‫و�إ�ضافة �إلى الآثار واملقد�سات الإ�سالمية‪ ،‬حتوي‬ ‫املدينة‪ ،‬كني�سة القيامة على ما يعتقد به امل�سيحون �أنه‬ ‫قرب ال�سيد امل�سيح‪ ،‬كما حتتوي على قرب يو�سف الراعي‬ ‫و�أ�سرته‪� ،‬إ�ضافة �إلى قبور �أخرى‪ .‬و�أول من بنى الكني�سة‬ ‫كانت امللكة “هيالنة” عام ‪ 335‬للميالد‪� .‬إ�ضافة �إلى‬ ‫طريق الآالم‪ ،‬ومن الآثار امل�سيحية؛ �ضريح يقع يف وادي‬ ‫اجلوز عند �سفح جبل الزيتون بالقرب من كني�سة كل‬ ‫الأمم وب�ستان اجلثمانية خارج القد�س‪ .‬وت�ؤمن معظم‬ ‫الكنائ�س ال�شرقية �أن هذا ال�ضريح هو الذي دُفنت فيه‬ ‫مرمي العذراء والدة ي�سوع امل�سيح‪ .‬ومن الآثار امل�سيحية‬ ‫كنائ�س‪ :‬اجلثمانية‪ ،‬والعلية‪ ،‬وال�صعود‪.‬‬

‫«اليونسكو» تتبنى قرار ًا باعتبار المسجد األقصى هو كامل الحرم القدسي‬ ‫القد�س املحتلة (�إينا)‪:‬‬ ‫تبنت منظمة الأمم املتحدة للرتبية والعلم والثقافة (اليون�سكو)‪ ،‬م�شروع قرار الأردن‬ ‫وفل�سطني املدعوم من املجموعة العربية والإ�سالمية حول فل�سطني‪ ،‬والذي ي�ؤكد‬ ‫التعريف الأردين والإ�سالمي التاريخي الثابت ب�أن امل�سجد الأق�صى املبارك هو كامل‬ ‫احلرم القد�سي ال�شريف‪� ،‬إ�ضافة �إلى اعتبار منطقة باب املغاربة جزء ًا ال يتجز�أ منه‪.‬‬ ‫ويطالب القرار �إ�سرائيل بااللتزام بقرارات ال�شرعية الدولية وقرارات اليون�سكو‬ ‫املتعلقة برتاث القد�س القدمية و�أ�سوارها‪ ،‬التي �أُدرجت على الئحة الرتاث العاملي‬ ‫من قبل الأردن منذ عام ‪ ،1981‬والرتاث املهدد باخلطر منذ عام ‪.1982‬‬ ‫كما يدعو القرار �إ�سرائيل �إلى وقف جميع �أعمال احلفريات والأنفاق والهدم داخل‬ ‫ويف حميط القد�س القدمية‪ ،‬ووقف جميع االنتهاكات والتجاوزات التي ت�ؤجج التوتر‬ ‫على الأر�ض وال�صراع بني �أتباع الديانات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويطالب �أي�ض ًا بالتوقف الفوري عن تعطيل ‪ 19‬م�شروعا من م�شاريع الإعمار الها�شمي‬ ‫يف امل�سجد الأق�صى‪ ،‬و�إنهاء �إغالق باب الرحمة يف امل�سجد‪ ،‬والتوقف عن تعطيل‬ ‫�أعمال الرتميم يف املكان‪ ،‬واتخاذ التدابري الالزمة لتنفيذ الت�صميم الأردين لإعادة‬ ‫�إعمار طريق باب املغاربة‪.‬‬ ‫كما يحث القرار �إ�سرائيل على الإيقاف الفوري لالقتحامات �شبه اليومية من قبل‬ ‫املتطرفني اليهود واجلنود امل�سلحني ل�ساحات امل�سجد الأق�صى واالعتداء على‬ ‫موظفي الأوقاف الأردنية والقيادات الإ�سالمية داخل احلرم القد�سي ال�شريف‪.‬‬ ‫ويحث كذلك على �إيقاف حتويل عدد من املباين واملواقع الإ�سالمية لك ُن�س يهودية‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى تغيري عدد من الأ�سماء التاريخية لع�شرات من ال�شوارع واملواقع الأثرية‬ ‫�إلى �أ�سماء يهودية‪.‬‬ ‫ورحب وزير الأوقاف وال�ش�ؤون الدينية الفل�سطيني ال�شيخ يو�سف ادعي�س‪ ،‬بتبني‬ ‫اليون�سكو مل�شروع القرار‪ ،‬واعترب �أنه �سيعمل على حماية امل�سجد الأق�صى و�إيقاظ‬ ‫ال�شعور الديني لدى امل�سلمني جتاه القد�س ملمار�سة احلقوق الدينية ولدعم �صمود‬ ‫ون�ضال القد�س يف ظل املخططات الإ�سرائيلية الرامية �إلى تغيري الواقع اجلغرايف‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫والدميوغرايف يف املدينة املقد�سة‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪ ‬ادعي�س‪� :‬إن ت�صاعد اعتداءات االحتالل يف الآونة الأخرية يف القد�س تنذر‬ ‫بعواقب وخيمة لكونها ت�أتي �ضمن م�سل�سل عن�صري متوا�صل يظهر فيه مدى ا�ستهتار‬ ‫االحتالل ال�صهيوين باملقد�سات وبحياة �أبناء ال�شعب الفل�سطيني‪ ،‬مبين ًا‪� :‬أن ال�صمت‬ ‫على هذه اجلرائم ي�شجع على اال�ستمرار يف تكرارها‪.‬‬ ‫و�شدد على �ضرورة ت�ضافر اجلهود العربية والإ�سالمية والعاملية من �أجل احلفاظ‬ ‫على مدينة القد�س‪ ،‬وعلى �ضرورة التحرك ال�سريع من �أجل الدفاع عن �سكانها‬ ‫ومقد�ساتها من �إرهاب االحتالل املتوا�صل على احلقوق واملقد�سات الفل�سطينية‪.‬‬

‫يناير ‪ -‬إبريل ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪51‬‬


‫اقتصاد‬ ‫مؤتمر دعم وتنمية االقتصاد المصري في شرم الشيخ‪:‬‬

‫مجموعة البنك اإلسالمي للتنمية توقع‬ ‫ست اتفاقيات مع مصر لإلسهام في‬ ‫تطوير البنى التحتية وتعزيز التبادل التجاري‬ ‫�شرم ال�شيخ ـ جمهورية م�صر العربية‬ ‫�أعلنت احلكومة امل�صرية �إبرام اتفاقات ا�ستثمار بقيمة ‪ 36.2‬مليار دوالر خالل‬ ‫امل�ؤمتر االقت�صادي الدويل الذي انعقد يف الفرتة من ‪ 15-13‬مار�س ‪ 2015‬مبنتج‬ ‫�شرم ال�شيخ املطل على البحر الأحمر‪.‬‬ ‫وبح�سب الت�صريح الذي �أدلى به رئي�س الوزراء امل�صري‪� ،‬إبراهيم حملب‪ ،‬فقد اتفقت‬ ‫م�صر على م�شروعات ممولة بقيمة ‪ 18.6‬مليار دوالر‪ .‬و�أ�ضاف حملب �أن بالده‬ ‫متكنت من �إبرام اتفاقات قرو�ض بقيمة ‪ 5.2‬مليار دوالر مع �صناديق وم�ؤ�س�سات‬ ‫دولية‪ .‬وبهذا يبلغ �إجمايل ما متكنت احلكومة امل�صرية من ت�أمينه خالل امل�ؤمتر نحو‬ ‫‪ 60‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وكانت ال�سعودية والإمارات والكويت تعهدت يف بداية امل�ؤمتر بتقدمي دعم مايل مل�صر‬ ‫بقيمة ‪ 12‬مليار دوالر‪ .‬وقال الرئي�س امل�صري عبد الفتاح ال�سي�سي يف كلمة بختام‬ ‫امل�ؤمتر �إن م�صر ما زالت بحاجة �إلى ما بني ‪ 200‬و‪ 300‬مليار دوالر حتى حتقق‬ ‫التنمية املرجوة‪.‬من جهة �أخرى‪ ،‬جرى على هام�ش م�شاركة رئي�س جمموعة البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬الدكتور �أحمد حممد علي‪ ،‬يف امل�ؤمتر التوقيع على �ست اتفاقيات‬ ‫بني جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية وجمهورية م�صر العربية مببلغ �إجمايل قدره‬ ‫‪ 3.875‬مليار دوالر �أمريكي‪ .‬وقد وقع االتفاقيات من اجلانب امل�صري‪ ،‬الدكتورة‬ ‫جنال الأهواين‪ ،‬وزيرة التعاون الدويل‪ ،‬وال�سيد حممد هاين �سيف الن�صر‪ ،‬رئي�س‬ ‫جمل�س �إدارة بنك اال�ستثمار العربي‪ ،‬ووقع االتفاقيات من جانب املجموعة‪ ،‬الدكتور‬ ‫�أحمد حممد علي‪ ،‬رئي�س املجموعة‪.‬‬ ‫وقد جاءت م�شاركة رئي�س البنك لت�ؤكد عمق العالقات املتميزة التي تربط جمموعة‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية بجمهورية م�صر العربية‪ ،‬منذ �إن�شاء البنك كدولة م�ؤ�س�سة‬ ‫له‪ .‬ويهدف هذا امل�ؤمتر �إلى تقدمي ر�ؤية وا�ضحة وطموحة مل�ستقبل مزدهر يليق‬ ‫مب�صر و�شعبها وير�سخ و�ضع م�صر بو�صفها مق�صد ًا ا�ستثماري ًا جذاب ًا على خريطة‬ ‫اال�ستثمار العاملي‪.‬‬ ‫وت�شمل االتفاقيات امل�شاريع احليوية التالية‪:‬‬ ‫‪ .1‬م�شروع تطوير مطار �شرم ال�شيخ الدويل مبرحلتيه الأولى والثانية‪ ،‬حيث ي�سهم‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية مببلغ ‪ 457‬مليون دوالر �أمريكي لإن�شاء �صالة ركاب جديدة‬ ‫يف املطار احلايل‪.‬‬ ‫‪ .2‬م�شروع الربط الكهربائي بني جمهورية م�صر العربية واململكة العربية ال�سعودية‪،‬‬ ‫وي�ساهم البنك مببلغ ‪ 220‬مليون دوالر �أمريكي لال�ستفادة من تباين الأحمال وقت‬ ‫الذروة للبلدين‪ .‬ويت�ضمن امل�شروع �إن�شاء وتوريد وتركيب حمطة حتويل بدر للتيار‬ ‫املرتدد‪/‬امل�ستمر �سعة ‪ 3000‬ميغاوات مبنطقة بدر على طريق القاهرة‪-‬ال�سوي�س‬ ‫ال�صحراوي على �أنها نقطة انطالق مل�شروع الربط الكهربائي امل�صري ال�سعودي‪.‬‬ ‫‪ .3‬م�شروع تطوير معمل تكرير البرتول ب�أ�سيوط‪ ،‬وي�ساهم البنك مببلغ ‪ 198‬مليون‬ ‫دوالر �أمريكي‪ .‬ويهدف امل�شروع �إلى تلبية الطلب املتزايد على الوقود يف منطقة‬ ‫جنوب الوادي بجمهورية م�صر العربية عن طريق تطوير معمل التكرير يف �أ�سيوط‪،‬‬ ‫وذلك من خالل �إن�شاء جممع لإنتاج البنزين عايل الأوكتان‪.‬‬ ‫‪ .4‬م�شروع �إطاري موقع بني امل�ؤ�س�سة الإ�سالمية الدولية لتمويل التجارة (ع�ضو‬ ‫جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية) وجمهورية م�صر العربية‪ ،‬مببلغ ‪ 3‬مليارات‬ ‫‪52‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫دوالر �أمريكي‪ ،‬يف �إطار التعاون بني الطرفني لتمويل ا�سترياد �سلع �أ�سا�سية كالبرتول‬ ‫ومنتجاته‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى ال�سلع الغذائية‪ ،‬خالل ‪� 3‬أعوام‪.‬‬ ‫‪ .5‬م�شروع �إن�شاء �شركة �إمناء للت�أجري التمويلي بر�أ�س مال م�صرح به قدره ‪ 21‬مليون‬ ‫دوالر �أمريكي‪ ،‬موقع بني امل�ؤ�س�سة الإ�سالمية لتنمية القطاع اخلا�ص (ع�ضو جمموعة‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية) وبنك اال�ستثمار العربي‪ ،‬حيث تهدف ال�شركة الى تطوير‬ ‫قطاع التمويل وكذلك قطاع الأعمال ال�صغرية واملتو�سطة يف الدول الأع�ضاء‪ .‬وقد‬ ‫قام رئي�س جمموعة البنك ورئي�س جمل�س �إدارة بنك اال�ستثمار العربي‪ ،‬بالتوقيع على‬ ‫اتفاقية امل�ساهمني خالل امل�ؤمتر‪ .‬ومن املتوقع �أن تبد�أ ال�شركة �أعمالها خالل الربع‬ ‫الثالث من العام احلايل‪ .‬وجتدر الإ�شارة �إلى �أن جمهورية م�صر العربية تُعد من �أهم‬ ‫الدول امل�ستفيدة من متويالت جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬حيث حتتل م�صر‬ ‫مرتبة متقدمة بالنظر �إلى حجم التمويالت من طرف املجموعة والتي بلغ �إجمايل‬ ‫مداخالتها يف م�صر حتى تاريخه حوايل ‪ 12.2‬مليار دوالر �أمريكي‪.‬‬ ‫كما جتدر الإ�شارة �إلى �أن جمموعة البنك وجمهورية م�صر العربية ب�صدد التوقيع‬ ‫قريب ًا على اتفاقية ت�أ�سي�س مكتب متثيل ملجموعة البنك يف القاهرة‪ ،‬حيث يعتزم‬ ‫الطرفان افتتاح هذا املكتب خالل الربع الثالث من عام ‪ .2015‬كما مت البدء يف‬ ‫�إعداد ا�سرتاتيجية �شراكة بني جمهورية م�صر العربية وجمموعة البنك للمواءمة‬ ‫بني �أولويات احلكومة امل�صرية وا�سرتاتيجيات جمموعة البنك‪ ،‬وتعزيز مداخالت‬ ‫املجموعة يف القطاعات الرئي�سة لالقت�صاد امل�صري لدعم اجلهود املبذولة يف م�سار‬ ‫التنمية امل�ستدامة وال�شاملة‪ .‬وتتمحور املجاالت ذات الأولوية مل�صر خالل الأعوام‬ ‫القادمة حول (‪ )1‬البنية التحتية (الطاقة والنقل)‪ )2( ،‬توظيف ال�شباب وخلق‬ ‫فر�ص العمل‪ )3( ،‬اال�ستفادة من خربات م�صر ل�صالح الدول الأع�ضاء يف جمموعة‬ ‫البنك وتنمية القدرات‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫اقتصاد‬

‫المركز اإلسالمي‬ ‫لتنمية التجارة‬ ‫يقترح إنشاء‬ ‫أكاديمية بالمغرب‬ ‫تُعنى بالتكوين‬ ‫في المهن المرتبطة‬ ‫بتنظيم المعارض‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫مراك�ش ـ اململكة املغربية‪:‬‬ ‫اقرتح املدير العام للمركز الإ�سالمي لتنمية التجارة‬ ‫ال�سيد احل�سن حزين‪� ،‬إن�شاء �أكادميية باملغرب تُعنى‬ ‫بالتكوين يف املهن املرتبطة بتنظيم املعار�ض‪ ،‬وذلك‬ ‫بهدف توفري كفاءات مهنية وفق املعايري الدولية‬ ‫لفائدة الفاعلني يف هذا القطاع‪.‬‬ ‫و�أكد ال�سيد حزين‪ ،‬يف كلمة �ألقاها‪ ،‬يوم ‪ 24‬مار�س‬ ‫‪ ،2015‬يف مدينة مراك�ش املغربية‪ ،‬خالل افتتاح لقاء‬ ‫دويل حول �صناعة املعار�ض ب�إفريقيا‪� ،‬ضم عدد ًا من‬ ‫مهنيي هذا القطاع من بلدان املغرب العربي و�إفريقيا‬ ‫وجهات خمتلفة من العامل‪� ،‬أن هذه امل�ؤ�س�سة التكوينية‬ ‫تُـ َعـ ّد �ضرورية للرفع من امل�ستوى املهني لقطاع املعار�ض‬ ‫الذي يزخر مب�ؤهالت واعدة للتنمية بالبلدان العربية‬ ‫و�إفريقيا‪.‬‬ ‫ولفت مدير املركز الإ�سالمي لتنمية التجارة �إلى‬ ‫�أن هذا القطاع الذي ُي َع ّد مفتاح ًا لتنمية املبادالت‬ ‫التجارية بني بلدان منظمة التعاون اال�سالمي‪ ،‬يعرب‬ ‫عن حاجة متنامية يف جمال التكوين والكفاءات‬ ‫والتميز‪ ،‬مما يعك�س الأهمية الكربى التي يكت�سيها‬ ‫�إحداث مثل هذه امل�ؤ�س�سة التكوينية‪.‬‬ ‫وبعد �إ�شارة ال�سيد حزين �إلى امل�ؤهالت التنموية‬ ‫الكبرية ل�صناعة الأروقة واملعار�ض ببلدان منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي و�إفريقيا‪� ،‬أو�ضح �أنه با�ستثناء ريادة‬ ‫تركيا والإمارات العربية املتحدة يف هذا امليدان‪،‬‬ ‫ف�إن القطاع ال يزال يفتقد التطور بال�شكل املطلوب‪،‬‬ ‫وي�ستلزم ذلك اتخاذ عدد من الإجراءات ل�ضمان‬ ‫تو�سعه ومتكينه من �أداء دوره ب�شكل كامل‪.‬‬ ‫ودعا مدير املركز الإ�سالمي لتنمية التجارة‪ ،‬يف هذا‬ ‫ال�سياق‪� ،‬إلى جتاوز و�ضعيات االحتكار التي ال تتالءم‬ ‫مع روح املناف�سة‪ ،‬وكذا االنفتاح على املحيط الدويل‬ ‫لتطوير هذه ال�صناعة من خالل جذب اال�ستثمار‬

‫الأجنبي‪.‬‬ ‫و�سجل ال�سيد حزين‪ ،‬من جانب �آخر‪� ،‬أن حتقيق �إقالع‬ ‫حقيقي ل�صناعة املعار�ض ببلدان املنظمة و�إفريقيا‬ ‫يقت�ضي رفع كل احلواجز التي تعيق املناف�سة يف هذا‬ ‫املجال‪ ،‬داعي ًا �إلى تنمية وتطوير هذا القطاع يف �إطار‬ ‫م�شاريع م�شرتكة بني الفاعلني املحليني والأجانب‪،‬‬ ‫وتوفري الكفاءات املطلوبة واخلربة لتطوير البنية‬ ‫التحتية واللوج�ستية املرتبطة بهذه ال�صناعة‪.‬‬ ‫وتفيد معطيات مت تقدميها خالل هذا اللقاء ب�أنه من‬ ‫�أ�صل ‪� 30‬ألف تظاهرة منظمة على امل�ستوى الدويل‪،‬‬ ‫هناك ‪ 600‬فقط ُمقامة ب�إفريقيا‪ .‬وت�شمل �صناعة‬ ‫املعار�ض م�ساحة تُقدَّر بـ ‪ 100‬مليون مرت مربع عرب‬ ‫العامل �ضمنها ‪ 1.5‬مليون بالن�سبة للقارة ال�سمراء‪،‬‬ ‫كما تعرف ح�ضور ‪ 260‬مليون زائر من بينهم ‪3.5‬‬ ‫مليون فقط ب�إفريقيا‪.‬‬ ‫ويعرف هذا اللقاء‪ ،‬املقام من قبل املركز اال�سالمي‬ ‫لتنمية التجارة واجلمعية الدولية ل�صناعة املعار�ض‬ ‫حتت �شعار “املعار�ض ب�إفريقيا‪ ،‬اليوم وغد ًا”‪ ،‬م�شاركة‬ ‫عدد من مهنيي �صناعة املعار�ض ببلدان املغرب العربي‬ ‫و�إفريقيا وجهات خمتلفة من العامل‪ ،‬وهو ي�شكل‬ ‫منا�سبة للفاعلني يف �صناعة املعار�ض الأفارقة للتبادل‬ ‫وا�ستعرا�ض الواقع احلايل لهذا القطاع باملغرب‬ ‫وتون�س‪� ،‬إلى جانب بلدان مغاربية �أخرى ومن �إفريقيا‬ ‫جنوب ال�صحراء‪.‬‬ ‫ويت�ضمن برنامج هذه التظاهرة‪ ،‬التي انتظمت‬ ‫على مدى ثالثة �أيام‪ ،‬تقدمي درا�سات حاالت مهمة‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص ًا تلك املتعلقة باملغرب من قبل مكتب معار�ض‬ ‫الدار البي�ضاء‪ ،‬مما �سيتيح فر�صة فتح نقا�ش بني‬ ‫املهنيني حول بحث ال�سبل والآليات الكفيلة مب�ساعدة‬ ‫املقاوالت املتخ�ص�صة يف جمال تنظيم املعار�ض على‬ ‫الت�أقلم مع املناخ العاملي والإقليمي الذي ي�شهد حتو ًال‬ ‫متنامي ًا‪.‬‬ ‫كما ي�شمل برنامج هذا امللتقى ور�شات ي�ؤطرها‬ ‫خرباء دوليون تتناول خمت ِلف املوا�ضيع الراهنة ذات‬ ‫ال�صلة ب�صناعة املعار�ض‪ ،‬من بينها على اخل�صو�ص‪،‬‬ ‫النجاحات الباهرة املحققة يف هذا املجال‪ ،‬وو�ضعية‬ ‫قطاع �صناعة املعار�ض يف ظل مناخ عاملي يت�سم‬ ‫بالتناف�سية‪ ،‬وكذا التحدي املتعلق باملوارد الب�شرية يف‬ ‫ظل الثورة الرقمية‪.‬‬ ‫ُي�شار �إلى �أن اجلمعية الدولية ل�صناعة املعار�ض‪،‬‬ ‫التي ت�أ�س�ست عام ‪ 1925‬مبيالنو ب�إيطاليا‪ ،‬وت�ضم‬ ‫منذ عام ‪ 621 2013‬ع�ضو ًا من ‪ 85‬بلد ًا‪ ،‬تعترب رابطة‬ ‫ملنظمي املعار�ض التجارية الرائدة يف العامل و�أ�صحاب‬ ‫املعار�ض‪ ،‬وتهدف �إلى متثيل وت�شجيع ودعم �أع�ضائها‬ ‫و�صناعة املعار�ض يف جميع �أنحاء العامل‪.‬‬ ‫يناير ‪ -‬إبريل ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪53‬‬


‫اقتصاد‬ ‫تأكيد أهمية إدراج مصائد األسماك والثروة الحيوانية‬ ‫في خطة المنظمة اإلسالمية لألمن الغذائي‬ ‫ا�ست�ضافت الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫يف مقرها يف مدينة جدة‪ ،‬الثالثاء ‪ 13‬يناير ‪،2015‬‬ ‫االجتماع الت�شاوري ب�ش�أن الق�ضايا املتعلقة بعمل‬ ‫املنظمة الإ�سالمية للأمن الغذائي التابعة ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وناق�ش االجتماع عر�ضا حول املنظمة الإ�سالمية للأمن‬ ‫الغذائي‪ ،‬التي تتخذ من العا�صمة الكازاخية �أ�ستانا‬ ‫مقر ًا لها‪ ،‬وم�شروع خطة عمل املنظمة خالل ال�سنوات‬ ‫اخلم�س املقبلة بعد �إنهاء �إجراءات الت�أ�سي�س وبدء‬ ‫الت�شغيل‪.‬‬ ‫واتفق املجتمعون على �ضرورة �إدراج م�شاريع تخت�ص‬ ‫مب�صائد الأ�سماك والرثوة احليوانية‪ ،‬والتجارة‬ ‫وولوج الأ�سواق‪ ،‬والتقليل من اخل�سائر بعد احل�صاد‪،‬‬ ‫وتعزيز املرونة الغذائية والأمن الغذائي‪ ،‬واخلريطة‬ ‫اال�ستثمارية للدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وثـ ّمـن االجتماع جهود بناء الت�آزر وتبادل املعارف‬ ‫وال�شراكة‪ ،‬من خالل مالءمة العمليات مع امل�ؤ�س�سات‬ ‫ذات ال�صلة التابعة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫والتعاون مع املنظمات الدولية والإقليمية واملواءمة مع‬ ‫اال�سرتاتيجيات واملبادرات الوطنية‪ .‬و�أعرب االجتماع‬ ‫عن تثمينه ملا تبذله حكومة جمهورية كازاخ�ستان‬

‫لتعزيز هيكل املنظمة الإ�سالمية للأمن الغذائي‪.‬‬ ‫ُي�شار �إلى �أن االجتماع ُعقد برئا�سة املندوب الدائم‬ ‫للمملكة العربية ال�سعودية لدى منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬ال�سفري حممد �أحمد الطيب‪ ،‬و�ألقى‬ ‫نائب وزير الزراعة يف جمهورية كازاخ�ستان‪ ،‬يرمك‬ ‫كو�شريباييف‪ ،‬كلمة يف اجلل�سة االفتتاحية ممث ًال لبلد‬ ‫مقر املنظمة الإ�سالمية للأمن الغذائي‪.‬‬ ‫جدير بالذكر �أن النظام الأ�سا�سي للمنظمة الإ�سالمية‬ ‫للأمن الغذائي قد اعتمده جمل�س وزراء اخلارجية‬

‫يف دورته الأربعني التي ُعقدت يف كوناكري بغينيا‬ ‫يف الفرتة من ‪� 9‬إلى ‪ 11‬دي�سمرب ‪ .2013‬وتهدف‬ ‫هذه املنظمة �إلى تقدمي اخلربة واملعارف التقنية‬ ‫حول خمت ِلف اجلوانب املرتبطة بالزراعة امل�ستدامة‬ ‫والتنمية الريفية والأمن الغذائي‪� ،‬إ�ضافة �إلى تعبئة‬ ‫املوارد املالية لتطوير الزراعة وتعزيز الأمن الغذائي‬ ‫يف الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬

‫وزير خارجية بنين يوقع على النظام األساسي للمنظمة اإلسالمية لألمن الغذائي‬ ‫ا�ستقبل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد‬ ‫�إياد �أمني مدين‪ ،‬يوم ‪ 11‬فرباير ‪ ،2015‬يف مكتبه مبقر‬ ‫الأمانة العامة الربوفي�سور ن�صريو باكو �أريفاري‪ ،‬وزير‬ ‫خارجية جمهورية بنني والوفد املرافق له‪.‬‬ ‫وقد ناق�ش ال�سيد مدين و�ضيفه عدة موا�ضيع ترتبط‬ ‫مبجاالت التعاون الكثرية بني بنني واملنظمة‪ ،‬وتطرقا‬ ‫لل�سبل والو�سائل الالزمة لتعزيز هذا التعاون و�سبل‬

‫تطوير العمل الإ�سالمي امل�شرتك‪ .‬كما ا�ستعر�ض‬ ‫اجلانبان‪ ،‬وعلى نحو م�ستفي�ض‪ ،‬التطورات يف غرب‬ ‫�إفريقيا ومنطقة بحرية ت�شاد‪ ،‬مع الإ�شارة ب�شكل خا�ص‬ ‫�إلى �أعمال العنف املتنامية التي ترتكبها جماعة بوكو‬ ‫حرام الإرهابية ومدى اخلطر الذي باتت ت�شكله على‬ ‫ال�سلم واال�ستقرار الإقليمني‪.‬‬ ‫و�أ�شاد الوزير بقيادة الأمني العام ومب�ساعيه‪ ،‬م�ؤكد ًا‬

‫دعم بالده له‪ ،‬و�أطلعه على اعتزام بنني عقد منتدى‬ ‫دويل بني الأديان يف وقت الحق من هذا العام يف‬ ‫كوتونو‪ ،‬م�شدد ًا على �أهمية ال�شراكة مع منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي بخ�صو�ص هذا امل�شروع‪ ،‬كما وقع على‬ ‫النظام الأ�سا�سي للمنظمة الإ�سالمية للأمن الغذائي‬ ‫ومقرها �أ�ستانا يف كازاخ�ستان‪.‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي تؤكد عزمها زيادة التعاون الثنائي مع النيجر‬ ‫ا�ستقبل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد‬ ‫�إياد �أمني مدين‪ ،‬يوم ‪ 24‬فرباير ‪ 2015‬يف مقر الأمانة‬ ‫العامة يف جدة‪ ،‬وزير التخطيط والتنمية االقت�صادية‬ ‫يف جمهورية النيجر‪ ،‬ال�سيد �أمادو بوبكر �سي�سي‪ ،‬الذي‬ ‫يقوم بزيارة ر�سمية للمملكة العربية ال�سعودية‪.‬‬ ‫وتباحث اجلانبان ب�ش�أن الق�ضايا ذات االهتمام‬ ‫‪54‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫امل�شرتك يف جماالت التنمية االقت�صادية واالجتماعية‬ ‫والتعليم وبناء القدرات‪ ،‬و�شملت املباحثات كذلك‬ ‫الو�ضع يف املنطقة‪.‬‬ ‫و�أكد ال�سيد مدين ل�ضيفه التزام منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي مبوا�صلة العمل ب�شكل وثيق مع النيجر‬ ‫وعزمها على رفع م�ستوى مكتب املنظمة يف نيامي‬

‫بهدف زيادة تعزيز التعاون الثنائي‪ .‬و�أعرب الوزير‪،‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬عن امتنان بالده ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫ملا تبذله من جهود �صادقة مل�ساعدة النيجر على‬ ‫مواجهة التحديات املتعددة يف جمال التنمية وبناء‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫اقتصاد‬ ‫مؤشر السياحة اإلسالمية‬

‫يسهم في تطوير السياحة في دول منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫�ص ّنف م�ؤ�شر ال�سياحة الإ�سالمية الذي جرى �إطالقه‬ ‫حديث ًا ‪ 18‬دولة من دول �أع�ضاء منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي �ضمن �أعلى ‪ 20‬وجهة لل�شريحة املتزايدة من‬ ‫ال�سياح امل�سلمني على ال�صعيد العاملي‪.‬‬ ‫ووف ًقا مل�ؤ�شر «ما�سرت كارد» و»كر�سنت ريتنج» لل�سياحة‬ ‫الإ�سالمية العاملي ‪ ،2015‬تبو�أت ماليزيا �أولى الوجهات‬ ‫بالن�سبة لل�سياح امل�سلمني‪ ،‬تليها دول �أخرى �أع�ضاء‬ ‫باملنظمة‪ ،‬هي تركيا والإمارات وال�سعودية وقطر‬ ‫وعمان والأردن واملغرب وبروناي‪.‬‬ ‫و�إندوني�سيا ُ‬ ‫وت�صدرت �سنغافورة قائمة الدول الع�شر غري الأع�ضاء‬ ‫املوفرة للأكل احلالل‪ ،‬وتلتها كل من تايلندا وبريطانيا‬ ‫وجنوب �إفريقيا وفرن�سا وبلجيكا وهونغ كونغ والواليات‬ ‫املتحدة و�إ�سبانيا وتايوان‪.‬‬ ‫وا�ستعر�ضت الدرا�سة بيانات غطت ‪ 110‬وجهات‬ ‫�سياحية‪� ،‬شملت ‪ 29‬دولة من دول املنظمة‪ ،‬و‪ 81‬من‬ ‫الدول غري الأع�ضاء‪ ،‬وتُعد الدرا�سة م�ؤ�شر ًا عام ًا‬ ‫مبني ًا على عدد من املعايري‪ ،‬حيث متثل الوجهات ما‬ ‫يزيد على ‪ 95‬يف املئة من الوجهات التي ق�صدها �سياح‬ ‫م�سلمون يف عام ‪.2014‬‬ ‫ويظهر امل�ؤ�شر �أن امل�سلمني يف حتول �سريع �إلى �سوق‬ ‫ا�ستهالكية عاملية مهمة‪ ،‬و�أن انتماءهم الديني ي�ؤثر‬ ‫يف قراراتهم اال�ستهالكية‪ .‬وي�شكل امل�ؤ�شر‪ ،‬الذي ُ�صمم‬ ‫للمرة الأولى‪� ،‬أداة مهمة لأ�صحاب ال�ش�أن املعنيني‬ ‫با�ستغالل هذا القطاع‪.‬‬ ‫وقد و�صلت قيمة ال�سوق اال�ستهالكية الإ�سالمية يف عام‬ ‫‪� 2014‬إلى ‪ 145‬مليار دوالر‪ ،‬بوجود ‪ 108‬ماليني �سائح‬ ‫م�سلم‪ ،‬وهو ما ميثل ‪ 10‬يف املئة من اقت�صاد ال�سياحة‬ ‫ب�أ�سره‪ ،‬ومن املتوقع �أن ي�صل �إلى ‪ 150‬مليون ًا‪� ،‬أي ما‬ ‫ميثل ‪ 11‬يف املئة من اقت�صاد ال�سياحة بحلول عام‬ ‫‪ ،2020‬مع قيمة �سوقية ُيتو َّقع �أن ت�صل �إلى ‪ 200‬مليار‬ ‫دوالر �أمريكي‪.‬‬ ‫ولأن �أعداد امل�سلمني يف العامل يف تزايد م�ستمر‪ ،‬ف�إنه‬ ‫ُيتوقع �أن ي�شكل امل�سلمون ن�سبة ‪ 26.5‬يف املئة من عدد‬ ‫�سكان العامل بحلول عام ‪ ،2023‬ب�أغلبية موجودة يف‬ ‫�أ�سرع االقت�صاديات منو َا‪ ،‬مثل �إندوني�سيا وماليزيا‬ ‫وتركيا ودول اخلليج‪.‬‬ ‫و�أ�شار التقرير �إلى �أنه «بالرغم من �أن الوجهات داخل‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي لها مزايا فارقة لوجود‬ ‫املرفقات ال�سياحة الإ�سالمية مبدئي ًا‪ ،‬ف�إن احلاجة ما‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫تزال موجودة لو�ضع ا�سرتاتيجات وا�ضحة ومتنا�سقة‬ ‫على خمت ِلف الأ�صعدة لرفع م�ستوى جذب ال�سياح‬ ‫امل�سلمني لأق�صى ما ميكن‪ .‬وقد عملت ماليزيا على‬ ‫تكري�س هذا االلتزام بقوة على مدى العقد املن�صرم‪،‬‬ ‫وكذلك تركيا �إلى حد ما‪ .‬ففي عام ‪ ،2014‬ا�ستقطبت‬ ‫كل من ماليزيا وتركيا ‪ 13‬يف املئة من �إجمايل ال�سياح‬ ‫امل�سلمني‪ .‬ولدى الدول امل�ص ّنفة �ضمن الوجهات الع�شر‬ ‫الأولى الأخرى القدرة على ا�ستهداف هذه ال�شريحة‬ ‫لزيادة عدد ال�سياح الوافدين لها»‪.‬‬ ‫و�أو�ضح التقرير �أن الدول غري الأع�ضاء تبذل جهود ًا‬ ‫�أكرب يف تعاملها مع هذه ال�شريحة لزيادة اال�ستقطاب‬ ‫ال�سياحي نحوها‪ ،‬وتعمل على تطوير خدمات جتذب‬ ‫ال�سياح امل�سلمني‪ ،‬و ُت َعد اليابان وتايوان من الوجهات‬ ‫الآ�سيوية الرائدة يف هذا املجال‪.‬‬ ‫وال ت�شمل �أعلى ع�شرين وجهة �إال دولتني من خارج‬ ‫املنظمة‪ ،‬هما �سنغافورة وتايلندا‪ .‬وتفخر �سنغافورة‬ ‫حالي ًا بتوفريها بع�ض �أف�ضل بيئات الأطعمة احلالل‬ ‫يف الدول غري الأع�ضاء‪ ،‬حتى عند مقارنتها مع دول‬ ‫املنظمة‪ ،‬حيث ا�ستثمرت يف عدد من الهيئات املخت�صة‪،‬‬ ‫مثل هيئة اعتماد خم�ص�صة للحالل‪.‬‬ ‫و�شهدت كل من اململكة العربية ال�سعودية وتركيا �أعلى‬ ‫الأرقام من الزوار امل�سلمني يف عام ‪ ،2014‬بـ ‪10.2‬‬ ‫مليون و‪ 8.1‬مليون على التوايل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وحتددت الوجهات املئة الأعلى وفقا لعدة معايري‬ ‫ت�ضمنت مالءمة الوجهة لإجازة عائلية ومدى توفر‬ ‫اخلدمات واملرافق وخيارات ال�سكن واملبادرات‬ ‫الت�سويقية‪� ،‬إ�ضافة �إلى عدد الزوار‪.‬‬ ‫وقال ف�ض بحر الدين‪ ،‬الرئي�س التنفيذي لكر�سنت‬ ‫ريتنج والرحالت احلالل‪�« :‬إن م�ؤ�شر «ما�سرت كارد»‬ ‫و»كر�سنت ريتنج» لل�سياحة الإ�سالمية العاملي �أحدث‬ ‫اليوم �سبق ًا فعلي ًا يف جمال ال�سياحة»‪ ،‬م�ضي ًفا �أنه‪« :‬ال‬ ‫ُي َعـ ّد �أعمق بحث قمنا به حتى الآن حول �سوق ال�سفريات‬ ‫عند امل�سلمني والتي ت�شهد منو ًا �سريع ًا‪ ،‬ولكنه يزود كل‬ ‫�أ�صحاب ال�ش�أن املعنيني بر�ؤية قيمة حول كيفية منو‬ ‫وتطور قطاع ال�سياحة املوفر للحالل على ال�صعيد‬ ‫العاملي‪ .‬وقد �شهدت كر�سنت ريتنج نقلة نحو وجهات‬ ‫�أكرث ت�ستقطب هذا القطاع‪ ،‬مثل اليابان وتايوان‪ ،‬وهو‬ ‫توجه نتوقع �أن ي�ستمر»‪.‬‬ ‫يناير ‪ -‬إبريل ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪55‬‬


‫اقتصاد‬ ‫المؤتمر الدولي العاشر لالقتصاد والتمويل اإلسالمي يناقش في الدوحة سبل تعزيز الصناعة المالية اإلسالمية‬ ‫الدوحة ـ دولة قطر‪:‬‬ ‫�أكد رئي�س جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬الدكتور‬ ‫�أحمد حممد علي‪ ،‬االهتمام املتزايد عاملي ًا بال�صناعة‬ ‫املالية الإ�سالمية‪ ،‬والطلب املتنامي عليها‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫ي�ضع على كل امل�ؤ�س�سات املعنية بال�صناعة املالية‬ ‫الإ�سالمية م�س�ؤولية تطوير هذه ال�صناعة لرتقى‬ ‫�إلى م�ستوى التطلعات‪ ،‬ومن �ضمن تلك اجلهات‪:‬‬ ‫اجلامعات‪ ،‬ومراكز الدرا�سات والبحوث‪ ،‬واجلمعيات‬ ‫املتخ�ص�صة‪ ،‬واجلهات الإ�شرافية والرقابية‪،‬‬ ‫وامل�ؤ�س�سات املالية الدولية‪ ،‬وم�ؤ�س�سات البنية التحتية‬ ‫لل�صناعة املالية الإ�سالمية‪ ،‬وهيئات الفتوى والرقابة‬ ‫ال�شرعية‪ ،‬م�شريا يف هذا ال�صدد �إلى �أن معدالت النمو‬ ‫يف الأ�صول املالية الإ�سالمية حافظت على امل�ستويات‬ ‫املرتفعة التي تبلغ نحو ‪ 17‬يف املئة على م�ستوى العامل‪،‬‬ ‫مقدرا حجم الأ�صول املالية الإ�سالمية على م�ستوى‬ ‫العامل حاليا بنحو ‪ 1.6‬تريليون دوالر �أمريكي‪ ،‬ويتوقع‬ ‫�أن ت�صل �إلى ‪ 4.2‬تريليون دوالر عام ‪ 2020‬بح�سب‬ ‫الدرا�سات املتخ�ص�صة‪.‬‬ ‫وتطرق الدكتور �أحمد حممد علي يف الكلمة التي �ألقاها‬ ‫يوم ‪ 23‬مار�س ‪ ،2015‬يف افتتاح امل�ؤمتر الدويل العا�شر‬ ‫لالقت�صاد والتمويل الإ�سالمي‪ ،‬الذي انعقد بالعا�صمة‬

‫القطرية الدوحة على مدى يومني‪� ،‬إلى دور جمموعة‬ ‫البنك يف دعم ال�صناعية املالية الإ�سالمية عرب العديد‬ ‫من املحاور‪� ،‬أبرزها دعم البنية التحتية و�إيجاد البيئة‬ ‫املالئمة لل�صناعة املالية الإ�سالمية‪ ،‬وت�شجيع الإدماج‬ ‫املايل من خالل تطوير قطاعات الزكاة والأوقاف‬ ‫والتمويل الأ�صغر‪ ،‬ودعم البحوث والدرا�سات ون�شر‬ ‫املعرفة وبناء ر�أ�س املال الب�شري �إلى جانب تطوير‬ ‫املنتجات‪.‬‬ ‫واقرتح رئي�س جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية على‬ ‫امل�ؤمتر عدد ًا من الق�ضايا اجلوهرية للنقا�ش‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫تطوير �آليات لبناء معايري مرجعية لل�صناعة املالية‬ ‫الإ�سالمية تلبي احتياجات كل الأطراف املعنية وحتظى‬ ‫بقبولها‪ ،‬وتطوير �أدوات البحث واملعرفة‪ ،‬وبناء ر�أ�س‬ ‫املال الب�شري‪ ،‬وبخا�صة يف جمال املالية الإ�سالمية‪ ،‬من‬ ‫�أجل دعم عجلة التنمية واالزدهار االقت�صادي‪ ،‬وتطوير‬ ‫�أدوات ومنتجات مالية للإدماج املايل لفئات املجتمع‬ ‫كافة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا ال�شريحة الكربى من املجتمع التي‬ ‫لي�س لها نفاذ �إلى اخلدمات امل�صرفية‪ ،‬ومن �أهم تلك‬ ‫املنتجات‪ ،‬التمويالت الإ�سالمية ال�صغرى الذي ي�سهم‬ ‫يف احل ّد من الفقر والبطالة‪ .‬كما تناول الدكتور علي‬ ‫مو�ضوع دعم تنوع ال�صناعة املالية الإ�سالمية و�إيجاد‬ ‫منظومة متكاملة من امل�ؤ�س�سات والأ�سواق املالية تلبي‬

‫كل متطلبات التنمية على امل�ستويات كافة‪� ،‬إلى جانب‬ ‫تطوير �آليات مبتكرة لإدارة ال�سيولة يف امل�ؤ�س�سات‬ ‫املالية الإ�سالمية ملا ميثله هذا املو�ضوع من �أهمية وحتدٍّ‬ ‫الزدهار العمل امل�صريف الإ�سالمي‪.‬‬ ‫و�شارك يف تنظيم امل�ؤمتر‪ :‬كلية الدرا�سات الإ�سالمية‪،‬‬ ‫ع�ضو جامعة حمد بن خليفة‪ ،‬وم�صرف قطر املركزي‪،‬‬ ‫واملعهد الإ�سالمي للبحوث والتدريب‪ ،‬ع�ضو جمموعة‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬واجلمعية الدولية لالقت�صاد‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬كما �شارك يف جل�سات امل�ؤمتر �أكرث من‬ ‫‪� 700‬شخ�صية من الر�سميني وامل�صرفيني واخلرباء‬ ‫االقت�صاديني‪ ،‬من نحو ‪ 50‬دولة‪.‬‬ ‫وقد ناق�ش امل�ؤمتر‪ ،‬الذي انعقد حتت عنوان «اجلوانب‬ ‫امل�ؤ�س�سية للإ�صالحات االقت�صادية والنقدية واملالية»‬ ‫من خالل ‪ 39‬جل�سة عمل ‪ 158‬بحث ًا علمي ًا وورقة عمل‪،‬‬ ‫ومن املو�ضوعات الرئي�سة جلل�سات العمل التمويل‬ ‫االجتماعي الإ�سالمي وريادة الأعمال‪ ،‬والإ�صالحات يف‬ ‫جمال ال�صريفة الإ�سالمية وال�سلوك والأخالق والقيم‬ ‫يف االقت�صاد الإ�سالمي‪ ،‬وتطوير املنتجات امل�صرفية‬ ‫وهيئات الرقابة ال�شرعية‪ ،‬والتعليم ور�أ�س املال الب�شري‬ ‫يف جمال االقت�صاد الإ�سالمي‪� ،‬إلى جانب عدد من‬ ‫املو�ضوعات الأخرى املهمة‪.‬‬

‫توقيع مذكرة تفاهم بين الحكومة المغربية والبنك اإلسالمي للتنمية‬ ‫لتعزيز نقل الخبرات المغربية للدول اإلفريقية األعضاء جنوب الصحراء‬ ‫الرباط ـ اململكة املغربية‪:‬‬ ‫مت يوم ‪ 14‬يناير ‪ ،2015‬يف مقر وزارة االقت�صاد واملالية‬ ‫بالعا�صمة املغربية الرباط‪ ،‬توقيع مذكرة تفاهم بني‬ ‫حكومة اململكة املغربية والبنك الإ�سالمي للتنمية‪،‬‬ ‫تهدف �إلى تقوية التعاون القائم بني الطرفني لنقل‬ ‫اخلربات والتجارب املغربية الناجحة للدول الإفريقية‬ ‫الأع�ضاء جنوب ال�صحراء الكربى‪ ،‬دعم ًا للقدرات‬ ‫وتعزيز ًا ل�سبل النمو والتقدم االجتماعي‪ ،‬وذلك لتمكني‬ ‫هذه الدول من حتقيق تنمية م�ستدامة‪ ،‬عن طريق‬ ‫�إ�شراك القطاعني العام واخلا�ص املغربي يف تنفيذ‬ ‫الربامج الإمنائية املمولة بوا�سطة البنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية فيها‪ .‬وقد وقع املذكر َة عن اململكة املغربية‬ ‫ال�سيد حممد بو�سعيد‪ ،‬وزير االقت�صاد واملالية‪ ،‬حمافظ‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية عن املغرب‪ ،‬ووقعها عن البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬الدكتور �أحمد حممد علي‪ ،‬رئي�س‬ ‫جمموعة البنك‪.‬‬ ‫‪56‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫وتبع ذلك توقيع مذكرة تفاهم ثالثية بني الوكالة‬ ‫املغربية للتعاون الدويل وحكومة بوركينا فا�سو والبنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬وذلك يف نطاق مبادرة البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية اخلا�صة بتبادل املعارف واخلربات‬ ‫بني دوله الأع�ضاء‪ ،‬حيث تقوم الوكالة املغربية للتعاون‬ ‫الدويل مبوجب هذه املذكرة بتقدمي اخلربات الالزمة‬ ‫مل�شروع بناء القدرات الفنية لتطوير �أداء املكتب‬ ‫الوطني ملياه ال�شرب يف بوركينا فا�سو‪ ،‬وذلك يف جمال‬ ‫الإدارة وتنقية مياه ال�شرب‪ ،‬وحماية موارد مياه �سد‬ ‫(زيقا) وحتقيق اال�ستخدام الأمثل لقدرات معاجلة‬ ‫مياه ال�سد‪� ،‬إلى جانب تعزيز قدرة املخترب الوطني‬ ‫املركزي يف واغادوغو العا�صمة يف جمال مراقبة نوعية‬ ‫املياه‪ .‬وقد وقع املذكرة عن اجلانب املغربي ال�سيد‬ ‫عبد الرحيم القدمريي‪ ،‬املدير العام للوكالة املغربية‬ ‫للتعاون الدويل‪ ،‬وعن حكومة بوركينا فا�سو ال�سيد‬ ‫جان غو�ستاف �سانون‪ ،‬وزير االقت�صاد واملالية حمافظ‬

‫البنك الإ�سالمي للتنمية عن بوركينا فا�سو‪ ،‬ووقعها عن‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬الدكتور �أحمد حممد علي‪،‬‬ ‫رئي�س جمموعة البنك‪.‬‬ ‫ومن املتوقع �أن ت�سهم هذه املذكرات املوقعة يف‬ ‫تعزيز دور البنك الإ�سالمي للتنمية كداعم للتنمية‬ ‫االقت�صادية واالجتماعية‪ ،‬وتعزيز التعاون والت�ضامن‬ ‫يف خمت ِلف قطاعات التنمية يف الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫وجتدر الإ�شارة �إلى �أن اململكة املغربية من �أوائل الدول‬ ‫الأع�ضاء امل�ؤ�س�سة للبنك الإ�سالمي للتنمية وترتبط مع‬ ‫جمموعة البنك بعالقات تعاون وثيقة‪ ،‬وقد بلغ �إجمايل‬ ‫التمويالت املعتمدة من جمموعة البنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية ل�صالح اململكة املغربية حتى تاريخه‪� ،‬أكرث من‬ ‫�ستة مليارات دوالر �أمريكي‪� ،‬شملت معظم قطاعات‬ ‫التنمية‪ ،‬كما �شملت متويل عمليات جتارة خارجية‬ ‫من �صادرات وواردات‪� ،‬ضمن جهود جمموعة البنك‬ ‫الرامية لتعزيز التبادل التجاري بني الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫اقتصاد‬ ‫رئيس البنك اإلسالمي ووزير التنمية الدولية البريطاني يتفقان على إنشاء صندوق مشروعات المرأة العربية‬ ‫لندن ـ بريطانيا ‪:‬‬ ‫مت يوم ‪ 30‬يناير ‪ ،2015‬يف مقر وزارة التنمية الدولية‬ ‫الربيطانية توقيع مذكرة تفاهم بني البنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية والوزارة لإن�شاء �صندوق لدعم امل�شروعات‬ ‫الن�سوية يف عدد من الدول العربية‪ ،‬وي�ستهدف‬ ‫ال�صندوق دعم الن�ساء اللواتي بحاجة �إلى حت�سني‬ ‫�أو�ضاعهن االقت�صادية يف الدول العربية من خالل‬ ‫حت�سني �إمكاناتهن االقت�صادية وزيادة م�شاركتهن يف‬ ‫االقت�صاد‪.‬‬ ‫وقد وقع املذكرة كل من ال�سيد ديزموند �سواين‪،‬‬ ‫وزير الدولة الربيطاين للتنمية الدولية والدكتور‬ ‫�أحمد حممد علي‪ ،‬رئي�س جمموعة البنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية‪ .‬و�أكد رئي�س جمموعة البنك �أن توقيع هذه‬ ‫املذكرة يوفر فر�صة كبرية للم�ساهمة يف دعم الن�ساء‬ ‫يف الدول العربية التي متر مبراحل انتقالية‪ ،‬و�إتاحة‬ ‫فر�صة امل�شاركة الكاملة لهن يف الأن�شطة االقت�صادية‬ ‫لبلدانهن‪.‬‬ ‫وي�شمل االتفاق بني اجلانبني م�ساهمة البنك الإ�سالمي‬

‫للتنمية‪ ،‬ووزارة التنمية الدولية الربيطانية مببلغ‬ ‫ع�شرة ماليني جنيه ا�سرتليني لكل منهما (ما يقارب‬ ‫نحو ‪ 20‬مليون دوالر �أمريكي) من �أجل �إن�شاء �صندوق‬ ‫م�شروعات املر�أة العربية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وتت�ضمن االتفاقية �أي�ضا �إجراء الرتتيبات الإدارية‬ ‫الالزمة املتعلقة بامل�شروع و�شراء االحتياجات ذات‬ ‫ال�صلة‪ ،‬وكذلك الرتتيبات اخلا�صة بامل�شروعات‬ ‫الفردية وامل�ساعدات التي �سيتم توجيهها للن�ساء‬ ‫الفقريات يف البلدان امل�ستفيدة‪ .‬كما تت�ضمن ا�ستك�شاف‬ ‫فر�ص التمويل امل�شرتك للم�شروعات الفردية‪ ،‬ودعم‬

‫احل�صول على املعرفة‪ ،‬ون�شر املعلومات‪ ،‬واال�ستفادة‬ ‫من �أف�ضل املمار�سات وق�ص�ص النجاح يف الربامج‬ ‫الرائدة ون�شرها يف جمتمع التنمية الأو�سع نطاق ًا‪.‬‬ ‫وت�ضمن االتفاق دعم برامج القطاع اخلا�ص عرب‬ ‫�آليات ت�ساعد على حتقيق ذلك‪ ،‬والعمل على زيادة‬ ‫الوعي العام وح�شد الدعم املطلوب للمبادرات التي يتم‬ ‫االتفاق عليها بني اجلانبني‪.‬‬ ‫و�أكد الدكتور �أحمد حممد علي للوزير الربيطاين �أن‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية يرحب بالدخول يف �شراكة مع‬ ‫وزارة التنمية الدولية الربيطانية يف م�شروعات تنموية‬ ‫�أخرى‪ .‬وبحث اجلانبان �إمكانيات التعاون‪ ،‬وال�سيما يف‬ ‫جمال الق�ضاء على �شلل الأطفال‪ ،‬م�شري ًا �إلى �أن البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية لديه بالفعل �شراكة مع م�ؤ�س�سة بيل‬ ‫وميليندا غيت�س للق�ضاء على �شلل الأطفال‪ ،‬وكذلك يف‬ ‫جمال دعم الدول املت�أثرة من وباء الإيبوال‪ ،‬وخ�صو�ص ًا‬ ‫�سرياليون وغينيا‪ ،‬يف �إطار تنفيذ مبادرة امللك عبد اهلل‬ ‫بن عبد العزيز رحمه اهلل‪ ،‬حيث تربع مببلغ ‪ 35‬مليون‬ ‫دوالر �أمريكي ملكافحة وباء �إيبوال‪.‬‬

‫البنك اإلسالمي للتنمية يسعى إلدراج المصرفية اإلسالمية‬ ‫ضمن جدول أعمال القمة القادمة لمجموعة العشرين‬ ‫ا�سطنبول ـ تركيا‪:‬‬ ‫�أكد رئي�س جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬الدكتور‬ ‫�أحمد حممد علي‪ ،‬ترحيب املجموعة بتعزيز تعاون‬ ‫اجلمهورية الرتكية مع جمموعة الدول العربية‪ ،‬يف‬ ‫�إطار برامج التعاون املختلفة التي تنفذها املجموعة‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص ًا برنامج البنك لنقل وتبادل اخلربات‬ ‫واملعارف بني الدول الأع�ضاء‪ ،‬حيث تربز يف الوقت‬ ‫احلا�ضر احلاجة امللحة للرتكيز على جماالت بناء‬ ‫قدرات ال�شباب وتوفري فر�ص العمل املنا�سب لهم‬ ‫وحماربة الفقر‪ ،‬و�إدماج حمدودي الدخل يف احلياة‬ ‫االقت�صادية عن طريق ت�أمني �سبل احلياة الكرمية لهم‬ ‫من خالل �آليات متويل �سهلة وعملية‪.‬‬ ‫جاء ذلك يف الكلمة التي �ألقاها رئي�س جمموعة البنك‬ ‫لدى افتتاح �أعمال الدورة ال�سنوية اخلام�سة للحوار‬ ‫االقت�صادي العربي ـ الرتكي‪ ،‬التي بد�أت �أعمالها يوم‬ ‫‪ 5‬مار�س ‪ 2015‬يف مدينة ا�سطنبول الرتكية‪ ،‬برعاية‬ ‫الدكتور علي باباجان‪ ،‬نائب رئي�س الوزراء‪ ،‬وزير‬ ‫املالية‪ ،‬حمافظ البنك الإ�سالمي للتنمية عن اجلمهورية‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫الرتكية‪ .‬وانعقدت اجتماعات هذه الدورة التي ت�ستمر‬ ‫يومني مببادرة م�شرتكة من احتاد امل�صارف العربية‬ ‫وجمعية امل�صارف الرتكية‪.‬‬ ‫و�أ�شاد رئي�س جمموعة البنك يف كلمته بالدور الرتكي‬ ‫يف رعاية هذه االجتماعات ودور تركيا كرئي�س لقمة‬ ‫الع�شرين وقمة جمموعة الأعمال يف �إدراج امل�صرفية‬ ‫الإ�سالمية �ضمن جدول �أعمال القمة القادم ملجموعة‬ ‫الأعمال املقرر عقدها يف تركيا يف �شهر نوفمرب ‪2015‬‬ ‫بالتزامن مع قمة جمموعة الع�شرين‪ ،‬و�إي�صال �صوت‬ ‫امل�ستثمرين العرب والأتراك ليكون لهم دور بـ ّنـاء يف‬ ‫حتقيق ما ت�صبو �إليه جمموعة الع�شرين من منو قوي‬ ‫ومتوازن يخلق فر�ص العمل ويعزز التنمية امل�ستدامة‪.‬‬ ‫وتقدم رئي�س جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية بعد ذلك‬ ‫باقرتاحات حمددة للم�ؤمتر �شملت �ضرورة اال�ستفادة‬ ‫من �أهمية موقع تركيا كركن ا�سرتاتيجي و�شريك را�سخ‬ ‫للمجموعة العربية‪ ،‬و�ضرورة اغتنام الفر�ص ال�سانحة‬ ‫لالرتقاء بال�شراكة اال�سرتاتيجية العربية الرتكية‪،‬‬ ‫و�ضرورة تقدمي اقرتاحات عملية لل�شراكة العربية‬ ‫الرتكية‪ ،‬يف �سياق رئا�ستها لقمة الع�شرين وجمموعة‬

‫الأعمال‪ .‬ويف هذا الإطار‪ ،‬اقرتح رئي�س جمموعة البنك‬ ‫ت�شكيل فريق عمل م�شرتك يعكف ب�صورة متوا�صلة‬ ‫على و�ضع ر�ؤية ا�سرتاتيجية طموحة للتعاون العربي‬ ‫ـ الرتكي حتى عام ‪ 2030‬على �أن ت�شمل هذه الر�ؤية‬ ‫جميع القطاعات االقت�صادية املفيدة للجانبني‪ .‬كما‬ ‫�أ�شار رئي�س جمموعة البنك �إلى �ضرورة تقييم الفر�ص‬ ‫املتاحة للخروج مببادرات �سريعة على �أن تقابلها‬ ‫تبعات والتزامات لي�ستفيد كل طرف من خربة ومعرفة‬ ‫الطرف الآخر‪ ،‬لبناء تكامل اقت�صادي ي�ضاعف ا�ستثمار‬ ‫امل�صالح امل�شرتكة لدعم النمو واال�ستقرار يف املنطقة‪.‬‬ ‫و�أكد رئي�س جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية ا�ستعداد‬ ‫املجموعة لتقدمي كل الدعم لفريق العمل القائم عليه يف‬ ‫وزارة التنمية الرتكية واحتاد امل�صارف العربية وجمعية‬ ‫امل�صارف الرتكية‪ ،‬حل�سن الإعداد والتح�ضري اجليد‬ ‫لإجناح الفريق يف عمله‪.‬‬ ‫ومت خالل امل�ؤمتر تكرمي رئي�س جمموعة البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية من قبل احتاد امل�صارف العربية‪،‬‬ ‫تقدير ًا لدوره ولدور جمموعة البنك يف خدمة العمل‬ ‫امل�صريف الإ�سالمي خالل العقود الأربعة املا�ضية‪.‬‬ ‫يناير ‪ -‬إبريل ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪57‬‬


‫اقتصاد‬ ‫‪ 63‬مليار دوالر أمريكي مساهمات مجموعة البنك اإلسالمي لتعزيز التجارة واالستثمارات بين الدول األعضاء‬ ‫املنامة ـ مملكة البحرين‪:‬‬ ‫�أكد الدكتور �أحمد حممد علي‪ ،‬رئي�س جمموعة‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية‪� ،‬أهمية تنفيذ الدول‬ ‫الأع�ضاء وان�ضمامها التفاقية ت�شجيع وحماية و�ضمان‬ ‫اال�ستثمارات التي �أقرتها منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫واخلا�صة باال�ستثمار والتجارة البينية‪ ،‬منوه ًا بالدور‬ ‫الهام الذي ت�ضطلع به امل�ؤ�س�سات الأع�ضاء يف جمموعة‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية يف هذا املجال‪ ،‬حيث قامت‬ ‫امل�ؤ�س�سة الدولية الإ�سالمية لتمويل التجارة (ع�ضو‬ ‫جمموعة البنك) منذ بدء ن�شاطها يف عام ‪ 2008‬بتقدمي‬ ‫متويالت لعمليات جتارة خارجية (�صادرات وواردات)‬ ‫بني الدول الأع�ضاء بلغت ‪ 27‬مليار دوالر �أمريكي‪،‬‬ ‫وذلك عالوة على ما قدمه البنك نف�سه من متويالت‬ ‫قبل �إن�شاء امل�ؤ�س�سة‪ ،‬بلغت ‪ 29.5‬مليار دوالر �أمريكي‪،‬‬ ‫لتعزيز التجارة بني الدول الأع�ضاء‪ .‬وقامت امل�ؤ�س�سة‬ ‫الإ�سالمية لتنمية القطاع اخلا�ص (ع�ضو جمموعة‬ ‫البنك) منذ بدء ن�شاطها يف عام ‪ ،2000‬بامل�ساهمة‬ ‫ب�أكرث من ثالثة مليارات دوالر �أمريكي‪ ،‬يف نحو ‪300‬‬ ‫م�شروع تنموي ًا يف الدول الأع�ضاء‪ ،‬كما بلغ �إجمايل‬ ‫م�ساهمات دعم القطاع اخلا�ص يف الدول الأع�ضاء من‬ ‫موارد البنك العادية حتى تاريخه نحو ‪ 3.5‬مليار دوالر‬ ‫�أمريكي‪� ،‬شملت ‪ 45‬م�شروع ًا �إمنائي ًا‪.‬‬

‫و�أ�ضاف رئي�س جمموعة البنك الكلمة التي �ألقاها‬ ‫يوم ‪ 2‬مار�س ‪ ،2015‬يف افتتاح منتدى بوابة اال�ستثمار‬ ‫الإ�سالمي العاملي الأول‪� ،‬أن امل�ؤ�س�سة الإ�سالمية لت�أمني‬ ‫اال�ستثمار وائتمان ال�صادرات (ع�ضو جمموعة البنك)‬ ‫قامت منذ بدء ن�شاطها يف عام ‪ ،1995‬بتقدمي �ضمانات‬ ‫للم�ستثمرين وامل�صدرين وامل�صارف يف الدول الأع�ضاء‬ ‫ب�أكرث من ‪ 23‬مليار دوالر �أمريكي‪ ،‬حيث �أ�سهمت هذه‬ ‫ال�ضمانات بتدفق امل�شاريع اال�ستثمارية �إلى الدول‬ ‫الأع�ضاء وزيادة حجم ال�صادرات البينية‪ ،‬بل �ساعدت‬ ‫امل�صدّرين على دخول الأ�سواق العاملية والتناف�س مع‬ ‫كربى ال�شركات يف العامل‪.‬‬ ‫و�أ�شاد رئي�س جمموعة البنك يف كلمته بامل�شاركة‬ ‫الوا�سعة التي حظي بها هذا املنتدى الهام‪ ،‬معدد ًا‬ ‫اجلوانب الإيجابية لهذه امل�شاركة الفاعلة وم�ؤكد ًا‬ ‫�أنها �سوف ت�شكل نقلة نوعية يف زيادة التدفقات‬ ‫اال�ستثمارية اخلارجية �إلى الدول الأع�ضاء يف جمموعة‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬و�أن تعزيز هذه التدفقات‬ ‫اال�ستثمارية اخلارجية املبا�شرة هي �إحدى الطرق‬ ‫الفعالة لزيادة اال�ستثمار يف اقت�صادات الدول الأع�ضاء‪،‬‬ ‫م�شري ًا �إلى �أن هذه الزيادة تُ�سهم �أي�ض ًا وبدرجة �أعلى‬ ‫يف التكامل وتعميق الروابط بني دولنا الأع�ضاء‪.‬‬ ‫وقد ُعقد املنتدى على مدى يومني برعاية �صاحب ال�سمو‬

‫امللكي الأمري �سلمان بن حمد �آل خليفة ويل العهد‪،‬‬ ‫النائب الأول لرئي�س جمل�س الوزراء‪ ،‬رئي�س جمل�س‬ ‫التنمية االقت�صادية مبملكة البحرين‪ ،‬وبح�ضور معايل‬ ‫ال�شيخ �أحمد بن حممد �آل خليفة‪ ،‬وزير املالية‪ ،‬والذي‬ ‫نظمه جمل�س التنمية االقت�صادية مبملكة البحرين‪،‬‬ ‫بالتعاون مع جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية و�شركة‬ ‫توم�سون رويرتز العاملية‪ ،‬بالعا�صمة البحرينية املنامة‪.‬‬ ‫كما �شارك فيه �أكرث من �ألف م�شارك من رجال املال‬ ‫والأعمال وكبار ال�شخ�صيات وامل�ستثمرين‪ ،‬ميثلون‬ ‫�أكرث من ‪� 700‬شركة وم�ؤ�س�سة م�صرفية عاملية‪،‬‬ ‫لبحث ومناق�شة التحديات التي يواجهها اال�ستثمار‬ ‫البيني والتعرف على �أف�ضل الطرق لزيادة التدفقات‬ ‫اال�ستثمارية بني الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وترافق انعقاد هذا امل�ؤمتر مع تنظيم معر�ض ت�شارك‬ ‫فيه عدد من وكاالت وهيئات ت�شجيع اال�ستثمار يف‬ ‫الدول الأع�ضاء مبجموعة البنك الإ�سالمي للتنمية‪،‬‬ ‫يتم من خالله ا�ستعرا�ض امل�شاريع وفر�ص اال�ستثمار‬ ‫يف القطاعات الواعدة‪ ،‬ويت�ضمن امل�ؤمتر كذلك عدد ًا‬ ‫من الندوات وحلقات النقا�ش ذات ال�صلة‪ ،‬التي ت�شمل‬ ‫القطاعات املختلفة وتعريف امل�ستثمرين بالفر�ص‬ ‫اال�ستثمارية اجلديدة يف الدول الأع�ضاء‪.‬‬

‫التوقيع على مذكرة تفاهم بين مجموعة البنك اإلسالمي للتنمية‬ ‫واتحاد غرف مجلس التعاون الخليجي لتعزيز التعاون بينهما‬ ‫مت يوم ‪ 26‬مار�س ‪ ،2015‬التوقيع على مذكرة تفاهم بني‬ ‫احتاد غرف دول جمل�س التعاون اخلليجي وجمموعة‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬وذلك من �أجل تعزيز التعاون‬ ‫القائم بني االحتاد والبنك يف املجاالت ذات االهتمام‬ ‫امل�شرتك‪ ،‬ومبا ي�ساعد على تر�سيخ جهود التكامل بني‬ ‫اقت�صادات دول املجل�س والدول الإ�سالمية‪.‬‬ ‫وت�ضمنت املذكرة‪ ،‬التي وقعها كل من الأمني العام‬ ‫الحتاد غرف دول جمل�س التعاون اخلليجي‪ ،‬ال�سيد‬ ‫عبد الرحيم النقي‪ ،‬ورئي�س جمموعة البنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية‪ ،‬الدكتور �أحمد حممد علي‪ ،‬عدد ًا من البنود‬ ‫املهمة التي ت�ؤطر للتعاون بني امل�ؤ�س�ستني‪ ،‬و�أبرزها‬ ‫تبادل الر�أي واال�ست�شارة يف جماالت العمل امل�شرتك‪،‬‬ ‫وتن�سيق الأن�شطة والفعاليات ذات العالقة‪ ،‬مثل‬ ‫الندوات وامل�ؤمترات واملعار�ض والبحوث والدوريات‬ ‫واملطبوعات‪ ،‬وتبادل املعلومات حول الفر�ص‬ ‫‪58‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫اال�ستثمارية التي ميكن تنفيذها بالتعاون امل�شرتك بني‬ ‫�أ�صحاب الأعمال بدول املجل�س‪ .‬كما ت�ضمنت مذكرة‬ ‫التفاهم التعاون يف الدورات التدريبية وفق برامج‬ ‫يتم التن�سيق ب�ش�أنها مبا يخدم القطاعات التجارية‬ ‫وال�صناعية واخلدماتية بدول املجل�س وبقية الدول‬ ‫الأع�ضاء مبنظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ومت االتفاق على �أن ت�سهم جمموعة البنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية يف تدريب موظفي االحتاد لرفع كفاءتهم‪،‬‬ ‫والتعاون يف ما يتعلق بتحديد فر�ص اال�ستثمار‬ ‫واملعلومات اخلا�صة بدليل رجال الأعمال واملعار�ض‪،‬‬ ‫وتبادل الإح�صاءات وامل�ؤ�شرات االقت�صادية‪ ،‬وغريها‬ ‫من املعلومات التي تقع يف نطاق دائرة اهتمام‬ ‫الطرفني‪ ،‬وتبادل الزيارات بني العاملني باملجموعة‬ ‫والأمانة العامة لالحتاد‪ ،‬وتنظيم فعالية م�شرتكة حتت‬ ‫ا�سم املنتدى االقت�صادي اخلليجي‪.‬‬

‫وكان رئي�س جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية قد‬ ‫ا�ستقبل يف مكتبه يف مقر البنك بجدة �أمني عام‬ ‫احتاد غرف دول جمل�س التعاون اخلليجي‪ ،‬حيث �أكدا‬ ‫�أهمية التعاون بني جمموعة البنك واالحتاد‪ ،‬وتعزيز‬ ‫�إ�سهامات رجال الأعمال يف حتقيق التنمية االقت�صادية‬ ‫واالجتماعية بالدول الأع�ضاء مبجموعة البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية‪.‬‬ ‫جدير بالذكر �أن احتاد غرف دول جمل�س التعاون‬ ‫اخلليجي‪ ،‬الذي يتخذ من املنطقة ال�شرقية باململكة‬ ‫العربية ال�سعودية مقر ًا له‪ ،‬ي�سعى �إلى حتقيق التكامل‬ ‫االقت�صادي بني دول جمل�س التعاون‪ ،‬كما يعمل على‬ ‫معاجلة معوقات التبادل التجاري بني دول املجل�س‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى ت�أ�سي�س بيئة ا�ستثمار واعدة من خالل خلق‬ ‫�شراكات ا�سرتاتيجية مع م�ؤ�س�سات ومنظمات خليجية‬ ‫وعربية و�إ�سالمية ودولية‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫اقتصاد‬ ‫مجموعة البنك اإلسالمي للتنمية تؤكد التزامها دعم جهود‬ ‫تعزيز التعاون والتكامل االقتصادي بين دول منطقة آسيا الوسطى‬ ‫حتت رعاية رئي�س اجلمهورية الرتكية‪ ،‬رجب طيب‬ ‫�أردوغان‪ ،‬ورئي�س تركمان�ستان‪ ،‬قربانقلي بردي‬ ‫حممدوف‪ُ ،‬عقدت يف ا�سطنبول‪ ،‬يوم ‪ 5‬مار�س ‪،2015‬‬ ‫فعاليات منتدى تركمان�ستان الدويل لال�ستثمار‪.‬‬ ‫وقد �ألقى الدكتور �أحمد حممد علي‪ ،‬رئي�س جمموعة‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬كلمة جمموعة البنك يف‬ ‫هذا املنتدى الذي ا�ستمر يومي ‪ 5‬و‪ 6‬مار�س ‪،2015‬‬ ‫والذي ا�ست�ضافه كل من جمل�س العالقات االقت�صادية‬ ‫اخلارجية يف تركيا‪ ،‬وجمل�س �أعمال تركمان�ستان‪،‬‬ ‫بالتعاون والتن�سيق مع غرفة التجارة وال�صناعة يف‬ ‫تركمان�ستان‪ .‬وقد �شارك يف املنتدى عدد كبري من‬ ‫وزراء البلدين‪� ،‬إ�ضافة �إلى ممثلني رفيعي امل�ستوى من‬ ‫املنظمات الدولية‪ ،‬وامل�ستثمرين الدوليني‪.‬‬ ‫و�أ�شاد الدكتور �أحمد حممد علي‪ ،‬يف كلمته بالدعم‬ ‫الذي تقدمه حكومة تركمان�ستان لتنفيذ امل�شروعات‬ ‫التي ت�سهم جمموعة البنك يف متويلها هناك‪ .‬كما تقدّم‬ ‫بالتهنئة لرتكمان�ستان مبنا�سبة اكتمال �إن�شاء م�شروع‬ ‫خط ال�سكة احلديدية (‪،)Bereket-Etrek‬‬ ‫والذي تكمن �أهميته يف كونه يربط تركمان�ستان بدول‬ ‫اجلوار وي�سهم يف ّ‬ ‫فك عزلتها التجارية بو�صلها باملياه‬ ‫الدولية‪ .‬و�أعرب عن �أمله يف �أن ي�سهم هذا املنتدى يف‬ ‫اجتذاب املزيد من اال�ستثمارات الأجنبية‪ ،‬لقطاعات‬ ‫التنمية ذات الأولوية لرتكمان�ستان‪ ،‬مع اال�ستفادة‬ ‫يف الوقت نف�سه من و�ضع االقت�صاد الرتكي الذي‬ ‫يحتل مركز ًا ا�سرتاتيجي ًا فريد ًا بني ال�شرق والغرب‪.‬‬ ‫و�أكد رئي�س جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية يف‬ ‫كلمته “�أن �إر�ساء دعائم تعاون اقت�صادي �أقوى على‬

‫ال�صعيد الإقليمي بني جمهوريات �آ�سيا الو�سطى من‬ ‫�ش�أنه �أن ُيعزز فر�ص امل�شاريع التنموية‪ ،‬ويعزز التقدم‬ ‫االجتماعي ل�سكان املنطقة‪ ،‬علم ًا ب�أن جمموعة البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية تلتزم ب�شكل عام مبد يد العون‬ ‫وامل�ساعدة لتي�سري وتعزيز تدفقات اال�ستثمار الأجنبي‬ ‫البيني واملبا�شر بني الدول الأع�ضاء “‪.‬‬ ‫كما �أعلن رئي�س جمموعة البنك �أن املجموعة ت�سعى‬ ‫يف الوقت الراهن لتقوية �أُطر التعاون الإقليمي يف‬ ‫منطقة �آ�سيا الو�سطى‪ ،‬وذلك من خالل “الربنامج‬ ‫اخلا�ص لآ�سيا الو�سطى”‪ ،‬يف �إطار خطة عمل منظمة‬ ‫إ�سالمي للتعاون مع دول �آ�سيا الو�سطى‪.‬‬ ‫التعاون ال‬ ‫ّ‬ ‫والهدف الرئي�س من مبادرة “الربنامج اخلا�ص لآ�سيا‬ ‫الو�سطى” يتمثل يف املزيد من تعزيز التعاون والتكامل‬ ‫االقت�صاديني بني دول �آ�سيا الو�سطى وغريها من الدول‬ ‫الأع�ضاء يف جمموعة البنك‪.‬‬ ‫و�أعلن الدكتور �أحمد حممد علي �أن �إجمايل التمويالت‬ ‫املعتمدة من جمموعة البنك ل�صالح تركمان�ستان‪،‬‬ ‫قد بلغت يف جمملها حتى تاريخه ‪ 638‬مليون دوالر‬ ‫�أمريكي‪� ،‬شملت معظم قطاعات التنمية‪ ،‬م�ؤكد ًا اعتزاز‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية العتماده عدة متويالت بلغت‬ ‫يف جمملها ‪ 371‬مليون دوالر �أمريكي‪ ،‬للم�ساهمة يف‬ ‫م�شروع خط ال�سكة احلديدية الكبري (‪Bereket-‬‬ ‫‪ ،)Etrek‬الذي يربط تركمان�ستان بالدول املجاورة‪،‬‬ ‫حيث ُت َعد هذه امل�ساهمة �أكرب عملية متويل منفردة‬ ‫قدمها البنك الإ�سالمي للتنمية لدولة ع�ضو واحدة‪.‬‬ ‫كما نوه رئي�س جمموعة البنك يف كلمته بالدعم‬ ‫الكبري الذي تُقدمه ب�شكل خا�ص جمموعة التن�سيق‬

‫القت�صادات دول �آ�سيا الو�سطى‪ ،‬مبا فيها ال�صندوق‬ ‫الكويتي للتنمية االقت�صادية‪ ،‬وال�صندوق ال�سعودي‬ ‫للتنمية‪ ،‬و�صندوق �أبو ظبي للتنمية‪ ،‬و�صندوق الأوبك‪،‬‬ ‫وبرنامج اخلليج العربي الإمنائي لدعم منظمات‬ ‫الأمم املتحدة ‪ ،AGFUND‬و�صندوق قطر‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية‪ .‬ومنذ‬ ‫�أن ح�صلت دول �آ�سيا الو�سطى على ا�ستقاللها‪ ،‬فقد‬ ‫نظمت جمموعة التن�سيق ‪ 13‬اجتماع مائدة م�ستديرة‬ ‫تُوجت يف نهاية املطاف بتمويل م�شروعات ذات �أولوية‬ ‫يف هذه املنطقة بلغت قيمتها الإجمالية (‪ )1.1‬مليار‬ ‫دوالر �أمريكي‪.‬‬ ‫كما �أعرب رئي�س جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية عن‬ ‫�إعجابه بالإجراءات التي اتخذتها تركيا م�ؤخر ًا لتعزيز‬ ‫�صناعة ال�صريفة امل�شاركة‪ ،‬م�ؤكد ًا �إميانه القوى �أن‬ ‫هناك فر�ص ًا هائلة يف منطقة �آ�سيا الو�سطى‪ ،‬وال�سيما‬ ‫يف تركمان�ستان لال�ستفادة من التجربة الرتكية يف‬ ‫هذا املجال»‪ .‬وتناول الدكتور �أحمد حممد علي دور‬ ‫اجلمهورية الرتكية الذي ت�ؤديه �أثناء رئا�ستها ملجموعة‬ ‫الع�شرين عام ‪ 2015‬يف تعزيز م�صالح الدول النامية‪،‬‬ ‫كما �أكد �أن جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية تقدر‬ ‫ب�شكل كبري‪ ،‬الدعم القوي الذي تقدمه تركيا من‬ ‫�أجل و�ضع التمويل الإ�سالمي على جدول �أعمال القمة‬ ‫القادمة ملجموعة الع�شرين‪ .‬واختتم قائ ًال‪�« :‬إن �أولويات‬ ‫الرئا�سة الرتكية �أبرزت بو�ضوح ال�سمات الإيجابية‬ ‫ملبادئ التمويل الإ�سالمي واحلاجة �إلى اال�ستفادة منها‬ ‫يف خمت ِلف جمموعات العمل املعنية للتنمية واال�ستثمار‬ ‫والبنية التحتية»‪.‬‬

‫توقيع إعالن مشترك لتعزيز التعاون بين البنك ومنظمة التنمية الصناعية التابعة لألمم المتحدة «يونيدو»‬ ‫مت يوم ‪� 12‬إبريل ‪ 2015‬يف مقر البنك الإ�سالمي للتنمية‬ ‫توقيع �إعالن م�شرتك لتعزيز التعاون القائم بني‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية ومنظمة التنمية ال�صناعية‬ ‫التابعة للأمم املتحدة «يونيدو» باعتبارها وكالة دولية‬ ‫متخ�ص�صة تهتم بتعزيز التنمية ال�صناعية ال�شاملة‬ ‫وامل�ستدامة يف الدول النامية‪.‬‬ ‫وي�أتي هذا الإعالن تعزيز ًا لالتفاقية املوقعة بني البنك‬ ‫واملنظمة يف يوليو ‪ ،1981‬ومذكرة التفاهم املوقعة بني‬ ‫املنظمة وامل�ؤ�س�سة الإ�سالمية لت�أمني اال�ستثمار وائتمان‬ ‫ال�صادرات (ع�ضو جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية)‬ ‫يف يوليو ‪ ،2006‬وامل�شاورات التي متت بني مدير عام‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫منظمة التنمية ال�صناعية «يونيدو» ورئي�س جمموعة‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية‪.‬‬ ‫وت�ضمن الإعالن امل�شرتك الت�أكيد على رغبة الطرفني‬ ‫يف تكثيف التن�سيق والتعاون القائم بينهما بطريقة‬ ‫فعالة‪ ،‬وا�ستمرار الت�شاور بني امل�ؤ�س�ستني من �أجل تعزيز‬ ‫م�ساهماتهما يف التنمية االقت�صادية واالجتماعية يف‬ ‫الدول ذات الع�ضوية امل�شرتكة‪ ،‬والعمل امل�شرتك من‬ ‫�أجل حتقيق تنمية �صناعية م�ستدامة‪.‬‬ ‫ون�ص الإعالن كذلك على �ضرورة تبادل املعلومات‬ ‫والوثائق ذات ال�صلة‪ ،‬مع الرتكيز على املجاالت التالية‪:‬‬ ‫تعزيز التجارة واال�ستثمار بني الدول ذات الع�ضوية‬

‫امل�شرتكة يف البنك واملنظمة‪ ،‬ودعم جهود وبرامج احلد‬ ‫من الفقر من خالل دعم الأن�شطة الإنتاجية‪ ،‬وتنمية‬ ‫القطاع اخلا�ص من خالل تطوير الأعمال‪ ،‬وت�شجيع‬ ‫اال�ستثمار والتمكني االقت�صادي لل�شباب‪ ،‬وكذلك العمل‬ ‫لزيادة �إمدادات الطاقة الكهربائية‪ ،‬ودعم الزراعة‬ ‫وال�صناعة الزراعية امل�ستدامة وتعزيز الأمن الغذائي‪.‬‬ ‫وقام بتوقيع الإعالن امل�شرتك عن منظمة التنمية‬ ‫ال�صناعية التابعة للأمم املتحدة «يونيدو» مديرها‬ ‫العام‪ ،‬يل يونغ‪ ،‬ووقعه عن البنك الإ�سالمي للتنمية‪،‬‬ ‫الدكتور �أحمد حممد علي‪ ،‬رئي�س جمموعة البنك‪.‬‬ ‫يناير ‪ -‬إبريل ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪59‬‬


‫اقتصاد‬ ‫رئيس مجموعة البنك اإلسالمي للتنمية يفتتح االجتماع األول‬ ‫للهيئة االستشارية للبنك المكونة من نخبة من الخبراء الدوليين‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫�أكد رئي�س جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬الدكتور‬ ‫�أحمد حممد علي‪ ،‬تطلع جمموعة البنك لن�صائح‬ ‫و�إر�شادات واقرتاحات �أع�ضاء الهيئة اال�ست�شارية التي‬ ‫تت�ألف من ‪ 13‬خبري ًا دولي ًا‪ ،‬حيث يتمحور دور هذه‬ ‫الهيئة اال�ست�شارية على �إبداء الر�أي و�إ�سداء الن�صح‬ ‫ب�ش�أن التحديات االقت�صادية العاملية‪ ،‬وق�ضايا التنمية‬ ‫الأكرث �إحلاح ًا يف الدول الأع�ضاء واملجتمعات امل�سلمة‬ ‫يف الدول غري الأع�ضاء‪ ،‬والق�ضايا املتعلقة مبواجهة‬ ‫حتديات القرن احلادي والع�شرين‪.‬‬ ‫جاء ذلك خالل امل�ؤمتر ال�صحفي الذي عقده رئي�س‬ ‫جمموعة البنك‪ ،‬يوم ‪ 19‬مار�س ‪ ،2015‬يف مقر البنك‬ ‫بجدة‪ .‬و�أو�ضح رئي�س جمموعة البنك �أن الهيئة‬ ‫اال�ست�شارية ت�ضم عدد ًا من كبار امل�س�ؤولني ال�سابقني‬ ‫من ذوي اخلربة الكبرية يف خمت ِلف القطاعات‬ ‫االقت�صادية ويف جماالت التنمية الدولية‪ ،‬ومن خمت ِلف‬ ‫الأقطار‪ ،‬بهدف امل�ساعدة يف زيادة الأثر الإيجابي‬ ‫جلهود جمموعة البنك يف دعم التنمية يف الدول‬ ‫الأع�ضاء‪ ،‬واملجتمعات امل�سلمة يف الدول غري الأع�ضاء‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف الدكتور �أحمد علي خماطب ًا �أع�ضاء الهيئة‬ ‫اال�ست�شارية «يف �أول لقاء لنا اليوم‪ ،‬يف مدينة جدة‪،‬‬ ‫�أ�ؤكد لكم ثقة البنك الإ�سالمي للتنمية التامة يف‬ ‫قدرتكم على اال�ضطالع بهذه امل�س�ؤولية واملهمة املُ ِل َّحة‪،‬‬ ‫فقد كنتم خري القادة لأمم وم�ؤ�س�سات كبرية‪ ،‬وتفوقتم‬ ‫يف القطاعني العام واخلا�ص كليهما‪ ،‬كما كنتم �أه ًال‬ ‫لأرفع اجلوائز العاملية واملراتب ال�شرفية على امل�ستوى‬ ‫الدويل‪ .‬وي�ؤكد �أن هذا القدر من اخلربات العالية‬ ‫والتجارب الكبرية‪� ،‬سيثمر �آرا ًء و�أفكار ًا تعيننا مب�شيئة‬ ‫اهلل على الت�صدي لتحديات القرن احلادي والع�شرين‬ ‫والتغلب عليها»‪ .‬و�أ�شار رئي�س جمموعة البنك �إلى قيام‬

‫عبد اهلل غُ ل‬

‫‪60‬‬

‫جبارة ال�صري�صري‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫املجموعة حالي ًا ب�إعداد خطة ا�سرتاتيجية ع�شرية التكنولوجيا احلديثة وتطبيقاتها املتعددة‪ ،‬وموا�صلة‬ ‫متكاملة‪ ،‬بهدف تعزيز دور جمموعة البنك يف مواجهة تطوير املوارد الب�شرية‪ ،‬باعتبار �أن هذين العاملني ال‬ ‫التحديات االقت�صادية العاملية‪ ،‬وتلبية متطلبات ميكن من دونهما حتقيق �أي تنمية‪.‬‬ ‫التنمية املتزايدة يف الدول الأع�ضاء‪ ،‬وذلك لتطبيقها جدير بالذكر �أن الهيئة اال�ست�شارية ت�ضم يف ع�ضويتها‬ ‫خالل ال�سنوات الع�شر القادمة‪.‬‬ ‫الرئي�س الأ�سبق جلمهورية �إندوني�سيا‪ ،‬بحر الدين‬ ‫وحتدث بعد ذلك عبد اهلل ُغـل‪ ،‬الرئي�س ال�سابق يو�سف حبيبي‪ ،‬والرئي�س ال�سابق للجمهورية الرتكية‪،‬‬ ‫للجمهورية الرتكية م�ؤكد ًا اعتزاز اجلميع وفخرهم عبد اهلل ُغـل‪ ،‬ووزير املوا�صالت ال�سابق باململكة‬ ‫بالت�صنيف االئتماين املرموق للبنك الإ�سالمي للتنمية العربية ال�سعودية‪ ،‬الدكتور جبارة ال�صري�صري‪،‬‬ ‫(‪ ،)AAA‬وهو الت�صنيف الذي حافظ عليه البنك ووزيرة التعليم ال�سابقة يف جمهورية غينيا كوناكري‪،‬‬ ‫على مدى ال�سنوات االثنتي ع�شرة املا�ضية‪ ،‬موجه ًا ال�سيدة عائ�شة دياللو‪ ،‬ووزيرة املالية ال�سابقة يف‬ ‫بهذه املنا�سبة التحية والتهنئة لرئي�س البنك وجميع بوركينا فا�سو‪ ،‬ال�سيدة بينتو �سانوغوه‪ ،‬واملدير العام‬ ‫العاملني فيه‪ .‬و�أكد �أن النجاحات التي حققها البنك ال�سابق ملنظمة الأغذية والزراعة الدولية‪ ،‬الدكتور‬ ‫الإ�سالمي للتنمية خالل الأعوام الأربعني املا�ضية‪ ،‬جاك �ضيوف‪ ،‬ورئي�س جمل�س �إدارة الغرفة التجارية‬ ‫�سرتفع بالت�أكيد من �سقف التوقعات امل�ستقبلية لأداء ال�صناعية بجدة‪ ،‬رئي�س بنك الربكة الإ�سالمي‪،‬‬ ‫البنك‪ .‬وكرر ثقته بقدرة البنك الإ�سالمي للتنمية على ال�شيخ �صالح كامل‪ ،‬وع�ضو املجل�س الوطني االحتادي‬ ‫الوفاء مبا هو َ‬ ‫منتظ ٌر منه جتاه الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫بدولة الإمارات العربية املتحدة‪ ،‬الأ�ستاذ عبد العزيز‬ ‫وبدوره حتدث الربوفي�سور بحر الدين يو�سف حبيبي‪ ،‬الزعابي‪ ،‬ووزير اخلارجية التايلندي ال�سابق‪ ،‬الدكتور‬ ‫الرئي�س الإندوني�سي الأ�سبق م�ؤكد ًا �أهمية مواكبة �سورين عبد احلليم بيت�سوان‪ ،‬وحمافظ البنك املركزي‬ ‫الباك�ستاين �سابق ًا الدكتور ع�شرت ح�سني‪،‬‬ ‫والرئي�س الأ�سبق للمركز الدويل لتعليم‬ ‫املالية الإ�سالمية (‪ ،)INCIEF‬الدكتور‬ ‫عبا�س مرياخور‪ ،‬والفائز بجائزة نوبل‬ ‫وم�ؤ�س�س بنك جرامني (بنك الفقراء)‬ ‫يف بنغالدي�ش‪ ،‬الربوفي�سور حممد يون�س‪،‬‬ ‫وحمافظ البنك املركزي باملغرب �سابق ًا‪،‬‬ ‫الأ�ستاذ عبد اللطيف اجلواهري‪.‬‬ ‫�صالح كامل‬ ‫بحر الدين يو�سف حبيبي‬ ‫�أحمد حممد علي‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫اقتصاد‬ ‫انعقاد االجتماع العشرين إلدارة مجلس الغرفة اإلسالمية في اسطنبول‬ ‫ا�سطنبول ـ تركيا‪:‬‬ ‫عقدت الغرفة الإ�سالمية للتجارة وال�صناعة والزراعة‬ ‫االجتماع الع�شرين ملجل�س �إدارتها يف مدينة ا�سطنبول‬ ‫الرتكية يوم ‪ 27‬نوفمرب ‪.2014‬‬ ‫وافتتح االجتما َع رئي�س احتاد الأ�سواق املالية والغرف‬ ‫التجارية الرتكية‪ ،‬م�صطفى هي�سارجيكلي �أوغلو‪،‬‬ ‫وتر�أ�سه رئي�س جمل�س �إدارة الغرفة الإ�سالمية للتجارة‬ ‫وال�صناعة والزراعة‪ ،‬ال�شيخ �صالح عبد اهلل كامل‪.‬‬ ‫و�أعرب ال�شيخ كامل عن �شكره لهي�سارجيكلي �أوغلو‬ ‫واحتاد الأ�سواق املالية والغرف التجارية الرتكية‬ ‫على تنظيم االجتماع‪ ،‬ورحب ب�أع�ضاء جمل�س الغرفة‬ ‫التجارية وبالأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون االقت�صادية‪،‬‬ ‫ال�سفري حميد �أوبليريو الذي ح�ضر االجتماع بالنيابة‬ ‫عن الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وقد انتخب جمل�س �إدارة الغرفة الإ�سالمية ثالثة‬ ‫�أع�ضاء ملكتب اجتماع الدورة الع�شرين‪ ،‬وهم م�صطفى‬ ‫رفعت هي�سارجيكلي �أوغلو يف من�صب نائب رئي�س‬ ‫(تركيا)‪ ،‬و�أحمد الوكيل نائب رئي�س �أي�ض ًا (م�صر)‪،‬‬ ‫والدكتور عبد ال�ستار ع�شرة مقرر ًا (م�صر)‪.‬‬

‫وناق�ش املجل�س الو�ضع االقت�صادي العاملي ودور الغرفة‬ ‫الإ�سالمية يف الدول الأع�ضاء‪ ،‬وو�ضع خارطة طريق‬ ‫لتعزيز �إيرادات الغرفة الإ�سالمية‪ ،‬واطلع امل�شاركون‬ ‫يف االجتماع على التفا�صيل املتعلقة مبلتقى التبادل‬ ‫التجاري الغذائي بني ال�سعودية والدول الإ�سالمية الذي‬ ‫انعقد يف جدة يومي ‪ 5‬و‪ 6‬نوفمرب‪ .‬وقد عقد امللتقى‬ ‫لزيادة التجارة بني الدول الإ�سالمية ولتعزيز �أن�شطة‬ ‫الغرفة الإ�سالمية‪ ،‬كما مت التو�صل لقد عدة اتفاقيات‬ ‫جتارية‪ .‬و�أخذ املجل�س علم ًا بور�شة العمل حول بناء‬ ‫القدرات ب�ش�أن حتليل �سل�سلة القيمة لأعمال الزراعة‬ ‫لدول املنظمة ‪ ،‬والذي ُع ِقد يف العا�صمة الرتكية �أنقرة‪،‬‬ ‫يف الفرتة ما بني ‪ 1‬و‪ 3‬دي�سمرب‪.‬‬ ‫وقد نظم املركز هذه الفعالية بالتعاون مع الغرفة‬ ‫الإ�سالمية للتجارة وال�صناعة والزراعة‪ ،‬وال�صندوق‬ ‫اال�ستئماين برييز غرييرو‪ ،‬ومركز الأبحاث الإح�صائية‬ ‫واالقت�صادية واالجتماعية والتدريب للدول الإ�سالمية‪،‬‬ ‫ومنظمة الغذاء العاملية‪ .‬وقد هدفت الور�شة �إلى تبادل‬ ‫اخلربات ومناق�شة �أف�ضل املمار�سات بني املنتجني‬ ‫الأوليني و�أ�صحاب امل�شاريع ال�صغرية واملتو�سطة‪،‬‬

‫ومت �إطالع املديرين على املوقع الإلكرتوين للغرفة‬ ‫الإ�سالمية التايل (‪.)www.icciaonline.com‬‬ ‫و�شكر �أع�ضاء جمل�س الإدارة جهود الغرفة الإ�سالمية‬ ‫حتت �إ�شراف ال�شيخ �صالح كامل‪ ،‬ودعت منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي لال�ستمرار يف تنظيم �أن�شطة مماثلة‪ .‬و�أكد‬ ‫احل�ضور احلاجة �إلى �أن ي�ضطلع الأع�ضاء بدور �أكرث‬ ‫فاعلية و�إلى الوفاء بااللتزامات املالية‪.‬‬ ‫وعقد اجتماع طاولة م�ستديرة على هام�ش االجتماع‬ ‫ُ‬ ‫ال�ستعرا�ض دور اقت�صادات منظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫ومناق�شة الأهداف البعيدة املدى لتطوير التجارة‬ ‫البينية للمنظمة واال�ستثمارات امل�شرتكة والعالقات‬ ‫االقت�صادية‪ .‬كما مت تنظيم املعر�ض الفل�سطيني‬ ‫للتجارة والأعمال بالتعاون بني البنك الإ�سالمي للتنمية‬ ‫واحتاد الأ�سواق املالية والغرف التجارية الرتكية‪.‬‬ ‫جدير بالذكر �أن جمل�س �إدارة الغرفة الإ�سالمية يت�ألف‬ ‫من ‪ 17‬دولة ع�ضو ًا‪ ،‬هي جيبوتي وم�صر و�إيران والعراق‬ ‫وعمان وباك�ستان وفل�سطني‬ ‫والأردن والكويت والنيجر ُ‬ ‫وقطر واململكة العربية ال�سعودية وال�سودان وتون�س‬ ‫وتركيا و�أوغندا والإمارات العربية املتحدة‪.‬‬

‫ورشة عمل حول بناء القدرة الزراعية في دول منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫�أنقرة ـ تركيا‪:‬‬ ‫عقدت الغرفة الإ�سالمية للتجارة وال�صناعة والزراعة‬ ‫املنتمية ملنظمة التعاون الإ�سالمي ور�شة عمل حول «بناء‬ ‫القدرة على حتليل �سل�سلة القيمة للأعمال الزراعية» يف‬ ‫دول منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ومت تن�سيق ور�شة العمل التي انعقدت يف العا�صمة‬ ‫الرتكية �أنقرة‪ ،‬يف الفرتة ما بني ‪ 3-1‬دي�سمرب ‪،2014‬‬ ‫بالتعاون بني �صندوق «برييز غرييرو» اال�ستئماين‪،‬‬ ‫ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم املتحدة ومركز‬ ‫الأبحاث الإح�صائية واالقت�صادية واالجتماعية‬ ‫والتدريب للدول الإ�سالمية «�سي�سريك»‪ .‬وقد ح�ضر‬ ‫ور�شة العمل ‪ 42‬م�شارك ًا من ‪ 16‬دولة خمتلفة‪ ،‬ميثلون‬ ‫جميع �أقاليم املنظمة‪� ،‬إلى جانب ممثلني من منظمة‬ ‫الأغذية والزراعة ومركز الأبحاث واللجنة الدائمة‬ ‫للتعاون الإقت�صادي والتجاري ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫(كوم�سيك)‪ .‬وكان بني امل�شاركني مديرون ورجال‬ ‫�أعمال وخرباء كبار‪.‬‬ ‫ومن بني الدول امل�شاركة بنغالدي�ش و�إندوني�سيا و�إيران‬ ‫والأردن وكازاخ�ستان ولبنان وليبيا وباك�ستان وفل�سطني‬ ‫ونيجرييا واململكة العربية ال�سعودية وال�سودان‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫وطاجيك�ستان وتون�س و�أوغندا وتركيا‪.‬‬ ‫وهدفت ور�شة العمل �إلى تبادل �أف�ضل اخلربات بني‬ ‫املنتجني الأ�سا�سيني و�أ�صحاب الأعمال ال�صغرية‬ ‫واملتو�سطة امل�شاركني يف �أن�شطة الت�صنيع الزراعي‬ ‫على امل�ستوى الأول والثاين والثالث‪ .‬وقد زار امل�شاركون‬ ‫كذلك من�ش�أة احتاد احلليب يف �أنقرة لالطالع عن كثب‬ ‫على جتميع ومعاجلة وتوزيع منتجات احلليب‪.‬‬ ‫و�أ�شار املدير العام ملركز الأبحاث‪ ،‬الدكتور �سافا�ش‬ ‫�ألباي‪� ،‬إلى �أن الزراعة ذات �أهمية اقت�صادية‪ ،‬ولها‬ ‫القدرة على اال�ضطالع بدور بارز يف التنمية االقت�صادية‬ ‫للعديد من دول منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وعلى وجه‬ ‫اخل�صو�ص دول املنظمة التي تعتمد على الزراعة‪ ،‬والتي‬ ‫ُت َع ّد ‪ 19‬منها من الدول الأقل منو ًا‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن ‪ 31‬دولة ع�ضو ًا باملنظمة تنتمي �إلى مناطق‬ ‫مناخية خمتلفة‪ ،‬وتت�صدر ‪ 20‬من بينها كمنتج لل�سلع‬ ‫الزراعية الأ�سا�سية على م�ستوى العامل‪ .‬و�أن التنمية‬ ‫الزراعية يف هذه الدول �ست�ساعد على احلد من الفقر‬ ‫وت�أمني االكتفاء الغذائي وتوفري فر�ص عمل �إ�ضافية‬ ‫وتعزيز القطاعات الأخرى املرتبطة بالإنتاج الزراعي‪.‬‬ ‫و�شهدت ور�شة العمل �إبرام عدد من االتفاقيات‪ ،‬من‬

‫�ضمنها االتفاقية بني بنغالدي�ش والعديد من الدول‬ ‫الإفريقية لتبادل املعرفة والتقنية لت�صدير ع�صائر‬ ‫الفواكه امل�صنعة للخارج‪ .‬و�أعربت بنغالدي�ش عن‬ ‫اهتمامها باال�ستزادة من خربة م�صنعي منتجات‬ ‫الألبان الأتراك حول جتميع وتوزيع احلليب‪.‬‬ ‫ومت تبني العديد من التو�صيات خالل الور�شة‪،‬‬ ‫من �ضمنها �إيجاد الوعي حول احلاجة �إلى تقليل‬ ‫اخل�سائر الغذائية واملخلفات‪ ،‬و�ضمان �سالمة الأغذية‬ ‫والنظافة ومعرفة اخليارات املف�ضلة لدى امل�ستهلك‬ ‫وت�أكيد �أهمية ال�سيا�سات ال�صحية و�ضمان اجلودة‬ ‫وت�شجيع املنتجات الغذائية احلالل و�إيجاد �أ�ساليب‬ ‫لتقلي�ص دور الو�سطاء التجاريني الذين تعتمد عليهم‬ ‫املزارع ال�صغرية واال�ستثمار يف تقنية �سل�سلة التربيد‬ ‫وت�أ�سي�س جمعية للأعمال الزراعية بني دول املنظمة‬ ‫لت�سهيل فر�ص الت�سويق والتجارة وتنمية �سل�سلة القيم‬ ‫الزراعية احلالية واملقرتحة و�إدخال بيانات ودرا�سات‬ ‫موثوقة حول منطقة املنظمة يف �أعمال مركز الأبحاث‬ ‫ودعوة اجلهات املعنية للتخفيف و�إزالة بع�ض العوائق‬ ‫غري اجلمركية لزيادة حركة التجارة البينية وت�شجيع‬ ‫حت�سني �إدارة املياه يف ظل �شح املياه يف مناطق املنظمة‪.‬‬ ‫يناير ‪ -‬إبريل ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪61‬‬


‫مناسبات‬ ‫المؤرخ المقدسي محمد غوشة في محاضرة بمقر «التعاون اإلسالمي»‪:‬‬ ‫ال توجد أنفاق عبرانية تاريخية تحت األقصى والمكتشفة «أموية وطبيعية»‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫�ألقى امل�ؤرخ الفل�سطيني‪ ،‬الدكتور حممد غو�شة‪،‬‬ ‫حما�ضرة يف مقر الأمانة العامة‪ ،‬ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي يوم ‪ 12‬فرباير ‪ ،2015‬تناول فيها احلقوق‬ ‫الفل�سطينية والعربية والإ�سالمية التي ت�ؤكد امللكية‬ ‫التاريخية للعرب وامل�سلمني للم�سجد الأق�صى املبارك‪،‬‬ ‫دح�ض ًا للمزاعم والأكاذيب الإ�سرائيلية‪ ،‬حيث بد�أها‬ ‫بـ ُهـوية امل�سجد‪ ،‬الذي �أكد �أنه ي�ضم املبنيني؛ قبة‬ ‫ال�صخرة‪ ،‬وامل�سجد امل�سقوف‪� ،‬إ�ضافة �إلى ال�ساحة‬ ‫املحيطة به‪ ،‬والتي ت�صل م�ساحتها �إلى ‪� 144‬ألف مرت‪.‬‬ ‫وقدم د‪ .‬غو�شة املتخ�ص�ص يف فنون العمارة الإ�سالمية‪،‬‬ ‫�سرد ًا تاريخي ًا دقيق ًا وم�ص ّور ًا بال�صور الفوتوغرافية‪،‬‬ ‫والر�سوم الهند�سية‪ ،‬ملبنى امل�سجد الأق�صى املبارك‪،‬‬ ‫وم�سجد قبة ال�صخرة‪ ،‬الذي �أ�شار �إلى �أنه �أقدم �أثر‬ ‫�إ�سالمي يحافظ على بنائه‪� ،‬إ�ضافة �إلى املباين املحيطة‬ ‫بامل�سجدين‪.‬‬ ‫وقبل ذلك‪ ،‬قدم غو�شة تعداد ًا تاريخي ًا للوفود العربية‬ ‫التي قامت بزيارة القد�س ال�شريف‪ ،‬وامل�سجد الأق�صى‬ ‫املبارك‪ ،‬على مدى ال�سنوات التي �سبقت االحتالل‬ ‫الإ�سرائيلي‪ ،‬عقب حرب اخلام�س من يونيو ‪،1967‬‬ ‫والتي �سقطت القد�س ال�شريف على �إثرها يف براثن‬ ‫االحتالل الإ�سرائيلي‪.‬‬ ‫وبينّ غو�شة‪ ،‬عدد الوفود بال�صور‪ ،‬لأمراء و�شيوخ دول‬

‫اخلليج العربية‪ ،‬من دولة الإمارات العربية املتحدة‪،‬‬ ‫وقطر وال�سعودية‪ ،‬والكويت‪� ،‬إ�ضافة �إلى وفد امللك‬ ‫حممد اخلام�س‪ ،‬ملك اململكة املغربية يف خم�سينيات‬ ‫القرن الع�شرين‪ ،‬وغريها من الوفود‪ ،‬وهو ما ي�ؤكد �أن‬ ‫القد�س كانت ت�شكل حمطة مهمة للدول واحلكومات‬ ‫العربية يف ذلك الوقت‪ ،‬وقبيل االحتالل الإ�سرائيلي‬ ‫لها‪ .‬وا�ستعر�ض امل�ؤرخ الفل�سطيني‪� ،‬سل�سلة االنتهاكات‬ ‫الإ�سرائيلية‪ ،‬منذ اليوم الأول الذي ا�ستولت فيه على‬ ‫امل�سجد الأق�صى املبارك‪ ،‬حيث �سارعت �إلى هدم‬ ‫حارة املغاربة‪ ،‬و�أزالت من خالل ذلك ‪� 135‬أثر ًا‬ ‫�إ�سالمي ًا بعد الأ�سبوع الأول من االحتالل‪ ،‬و�أقامت‬ ‫عو�ض ًا عنها‪� ،‬ساحة ُخ�ص�صت للتباكي‪ ،‬يف ما �أطلق‬ ‫عليه الإ�سرائيليون الحق ًا حائط املبكى‪ ،‬بد ًال من حائط‬ ‫الرباق‪ ،‬و�ساحة الرباق‪.‬‬ ‫و�أ�شار املحا�ضر �إلى منا�سبة حرق امل�سجد الأق�صى‬

‫يف عام ‪ ،1967‬والتي �أكلت خاللها النريان منرب‬ ‫�صالح الدين الأيوبي‪ ،‬الذي �ش ّكل حتفة معمارية‪.‬‬ ‫ولفت د‪ .‬غو�شة �إلى �أن تلك املنا�سبة التاريخية كانت‬ ‫الفر�صة ال�سانحة لإن�شاء منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي ـ‬ ‫حينذاك ـ والتي �أُط ِلق عليها الحق ًا ا�سم منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وف ّند د‪ .‬غو�شة الأكاذيب الإ�سرائيلية حول وجود‬ ‫ما ُيع َرف ب�أنفاق احل�شموئيني‪ ،‬حتت مبنى امل�سجد‬ ‫الأق�صى‪ ،‬والتي �أ�سهمت احلفريات الإ�سرائيلية يف‬ ‫�ضع�ضعة �أ�سا�ساته‪ ،‬م�ؤكد ًا �أن ما مت اكت�شافه ال يعدو‬ ‫كونه �أنفاق ًا حفرها الأمويون يف �سابق عهدهم‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫عن بع�ض الأنفاق الطبيعية‪.‬‬ ‫وا�سرت�سل د‪ .‬غو�شة يف �شرح للأبنية والقباب وامل�آذن‪،‬‬ ‫والزخارف والقناطر‪ ،‬والقا�شانات والتيجان‪ ،‬وغريها‬ ‫من النقو�ش اخلزفية التي ال تك�شف عن روعة الفن‬ ‫الإ�سالمي فح�سب‪ ،‬بل تو�ضح بجالء الدالئل التي‬ ‫تثبت �أحقية امل�سلمني يف �أولى القبلتني وثالث احلرمني‬ ‫ال�شريفني‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�أو�ضح امل�ؤرخ �أن ثمة عددا من املباين التي �أن�ش�أتها‬ ‫عائالت فل�سطينية يف حرم امل�سجد‪ ،‬مثل مباين عائلة‬ ‫«ر�ضوان» الغزّية‪ ،‬التي تو�ضح �أثر ًا فل�سطيني ًا خال�ص ًا‬ ‫يف ال�صرح الإ�سالمي‪ ،‬الغني ب�إ�سهامات احل�ضارات‬ ‫الإ�سالمية املتعاقبة بدء ًا بالأمويني‪ ،‬ومرور ًا بالأيوبيني‪،‬‬ ‫والفاطميني‪ ،‬والعثمانيني‪ ،‬والعرب يف فرتات الحقة‪.‬‬

‫األمين العام لالتحاد العالمي للمدارس العربية اإلسالمية يزور منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫زار الأمني العام لالحتاد العاملي للمدار�س العربية الإ�سالمية الدولية‪ ،‬امل�ست�شار‬ ‫عبد الفتاح �سليمان �أحمد عبد اهلل‪ ،‬مقر الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫بجدة‪ ،‬يوم ‪ 5‬فرباير ‪ ،2015‬حيث التقى مع كبري م�ست�شاري الأمني العام ومدير‬ ‫عام الديوان‪ ،‬الدكتور عبد العزيز ال�سب ّيل‪ .‬وخالل اللقاء‪ ،‬قدم الأمني العام الحتاد‬ ‫املدار�س الإ�سالمية عر�ض ًا عن ن�شاطات االحتاد ومنجزاته وم�شاريعه امل�ستقبلية‪،‬‬ ‫كما مت بحث مو�ضوعات ثقافية متنوعة‪.‬‬ ‫ويوم ‪ 8‬فرباير‪ ،‬زار الأمني العام الحتاد املدار�س الإ�سالمية مقر البنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية‪ ،‬حيث قدم لرئي�سه‪ ،‬الدكتور �أحمد حممد علي‪ ،‬درع االحتاد تقدير ًا جلهود‬ ‫البنك يف دعم امل�شروعات التنموية يف الدول الإ�سالمية‪.‬‬ ‫وقد اختتم الأمني العام الحتاد املدار�س الإ�سالمية ن�شاطاته‪ ،‬يوم ‪ 10‬فرباير‪ ،‬بزيارة‬ ‫�صندوق الت�ضامن الإ�سالمي‪ ،‬حيث التقى مع املدير التنفيذي لل�صندوق‪ ،‬الدكتور‬ ‫�إبراهيم اخلزمي‪.‬‬ ‫‪62‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫كبري م�ست�شاري الأمني العام ومدير عام الديوان د‪ .‬عبد العزيز ال�سبيل‬ ‫يت�سلم درع الأمني العام الحتاد املدار�س الإ�سالمية امل�ست�شار عبد الفتاح �سليمان �أحمد عبد اهلل‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫معالم‬

‫أذربيجان‬

‫الموقع والجغرافيا‬

‫اال�سم الر�سمي‪ :‬جمهورية �أذربيجان‬ ‫العا�صمة‪ :‬باكو‬ ‫ال�سكان‪ 9.494.600 :‬ن�سمة (‪)2014‬‬ ‫امل�ساحة‪ 86.600 :‬كم‪2‬‬ ‫اللغة الر�سمية‪ :‬الأذرية‬ ‫العملة‪ :‬مانات �أذربيجاين ‪AZN‬‬

‫وال�سلجوق لغات منف�صلة يف جمموعة اللغات الأذربيجانية‪.‬‬ ‫وخدمت الأذربيجانية بو�صفها لغة م�شرتكة يف معظم‬ ‫ميتلك الأذريون ثقافة غنية متميزة‪ ،‬وينتمي جزء كبري‬ ‫�أنحاء جنوب القوقاز (با�ستثناء �سواحل البحر الأ�سود)‬ ‫منها للفنون الزخرفية والتطبيقية‪ ،‬حيث يتج�سد هذا‬ ‫ويف جنوب داغ�ستان و�شرق تركيا و�أذربيجان الإيرانية من‬ ‫النوع من الفن من خالل جمموعة وا�سعة من ال�صناعات‬ ‫القرن ال�ساد�س ع�شر �إلى �أوائل القرن الع�شرين‪.‬‬ ‫اليدوية‪ ،‬مثل املجوهرات والنق�ش على املعادن ونحت احلجر‬ ‫العمارة‬ ‫جتمع العمارة الأذربيجانية عادة بني عنا�صر من ال�شرق واخل�شب والعظام و�صنع ال�سجاد ومنط الن�سيج والطباعة‬ ‫والغرب‪ ،‬فعدد من التحف املعمارية القدمية‪ ،‬مثل برج واحلياكة والتطريز‪ ،‬وجميع هذه الأنواع من الفنون‬ ‫العذراء وق�صر ال�شريوان�شاهات يف املدينة امل�سورة يف باكو‪ ،‬الزخرفية انعكا�س لثقافة الأمة الأذربيجانية‪.‬‬ ‫و ُت َعد ال�سجادة الأذربيجانية من املن�سوجات اليدوية‬ ‫ما تزال حية حتى الآن‪.‬‬ ‫ومن بني الكنوز املعمارية الأخرى من الع�صور الو�سطى التقليدية من خمت ِلف الأحجام والتي تختلف �أمناطها وفق ًا‬ ‫ق�صر �شاهات �شريوان يف باكو وق�صر خانات �شكي يف بلدة ملناطق �أذربيجان‪ .‬وتعود �صناعة ال�سجاد �إلى الألف الثالث‬ ‫�شكي‪ ،‬يف �شمال و�سط �أذربيجان‪ ،‬ومعبد �سوراخاين يف �شبه �أو الثاين قبل امليالد‪ ،‬وميكن ت�صنيف عدد من املجموعات‬ ‫جزيرة �أب�شريون وعدد من اجل�سور املمتدة على نهر �أرا�س الفرعية �ضمن فئة ال�سجاد الأذربيجاين‪.‬‬ ‫وعدد من الأ�ضرحة‪.‬‬ ‫وبالن�سبة للمو�سيقى الأذربيجانية‪ ،‬فقد ُبنيت على التقاليد‬

‫تقع �أذربيجان يف اجلزء ال�شرقي ملنطقة ما وراء جبال‬ ‫القوقاز‪ ،‬وحتدّها من ال�شمال جمهورية داغ�ستان ومن‬ ‫ال�شمال الغربي جمهورية جورجيا‪ ،‬ومن اجلنوب الغربي‬ ‫جمهورية �أرمينيا‪ ،‬ومن اجلنوب اجلمهورية الإ�سالمية‬ ‫الإيرانية‪ ،‬وحدودها معها ‪ 611‬كيلو مرت‪ ،‬وكذلك اجلمهورية‬ ‫الرتكية بحدود ‪ 11‬كيلو مرت ًا‪.‬‬ ‫و�أذربيجان هي موطن ملجموعة وا�سعة من املناظر‬ ‫الطبيعية‪ .‬ويت�ألف �أكرث من ن�صف كتلة الياب�سة يف‬ ‫�أذربيجان من اجلبال واله�ضاب التي ترتفع �إلى م�ستويات‬ ‫بني ‪ 1000‬و‪400‬م (مبا يف ذلك الأرا�ضي الو�سطى وال�سهول‬ ‫ال�سفلى)‪ .‬وت�شكل الأنهار والبحريات اجلزء الرئي�سي من‬ ‫�شبكة املياه يف �أذربيجان‪ ،‬حيث ت�شكلت يف �إطار زمني‬ ‫جيولوجي طويل وتغريت ب�شكل ملحوظ طوال تلك الفرتة‪.‬‬ ‫ويت�ضح ذلك ب�شكل خا�ص من خالل �آثار الأنهار القدمية‬ ‫التي يعرث عليها يف جميع �أنحاء البالد‪ .‬ومتتلك البالد وفرة المطبخ األذربيجاني‬ ‫وا�سعة من مناطق اجلذب الطبيعية والثقافية جتعل منها ت�أثر املطبخ الأذربيجاين على مر القرون بالأطعمة من‬ ‫خمت ِلف الثقافات ب�سبب احلراك ال�سيا�سي واالقت�صادي يف‬ ‫وجهة جذابة للزوار‪.‬‬ ‫�أذربيجان‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ميتلك هذا املطبخ اليوم خ�صائ�ص‬ ‫اللغات‬ ‫اللغة الر�سمية هي الأذربيجانية‪ ،‬التي تنتمي �إلى عائلة مميزة وفريدة من نوعها‪ .‬وتنت�شر كثري من الأطعمة‬ ‫اللغات الرتكية‪ ،‬ويتحدث بها يف جنوب غرب �آ�سيا‪ ،‬يف الأ�صلية من �أذربيجان يف البلدان املجاورة حالي ًا‪ .‬ومع‬ ‫املقام الأول يف �أذربيجان‪ ،‬وبني الإيرانيني الأذربيجانيني‪ .‬ذلك‪ ،‬يبقى جزء مهم من ثقافة البالد ي�ضرب جذوره‬ ‫والأذربيجانية ع�ضو يف فرع �أوغوز من اللغات الرتكية عميق ًا يف تقاليد وتاريخ وقيم الأمة‪ .‬وينعك�س تنوع الظروف‬ ‫املناخية وخ�صوبة الأر�ض يف الأطباق الوطنية‪ ،‬والتي تقوم‬ ‫وترتبط ارتباط ًا وثيق ًا بالكا�شكاي والرتكية والرتكمانية‪.‬‬ ‫وتنق�سم اللغة الأذربيجانية �إلى نوعني‪ ،‬الأذربيجانية على الأ�سماك من بحر قزوين واللحوم املحلية ووفرة‬ ‫ال�شمالية والأذربيجانية اجلنوبية و�إلى عدد كبري من اخل�ضار املو�سمية‪ .‬و ُي َعد �أرز الزعفران هو الغذاء الرئي�سي‬ ‫اللهجات‪ .‬ويعترب البع�ض اخللج الرتكية والكا�شكاي يف �أذربيجان‪ ،‬وال�شاي الأ�سود هو امل�شروب الوطني‪.‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫الفنون‬

‫ال�شعبية التي تعود �إلى ما يقرب من ‪� 1000‬سنة‪ ،‬وتطورت‬ ‫من خالل خلق �أحلان متنوعة متوازنة‪ .‬ومتتلك املو�سيقى يف‬ ‫�أذربيجان نظام ًا متعدد ًا‪ ،‬حيث للجداول الكربى وال�صغرى‬ ‫واختالفاتها �أهمية رئي�سية‪.‬‬ ‫و ُي َع ّد املقام (الذي يعني الرتكيب ال�شكلي الذي مييز فن‬ ‫مو�سيقى البلدان يف �شمال �إفريقيا وال�شرق الأو�سط و�آ�سيا‬ ‫الو�سطى) �أحد التقاليد املو�سيقية يف �أذربيجان‪ ،‬وعادة ما‬ ‫يرتكب من ال�شعر والفوا�صل املو�سيقية‪ .‬ويقوم م�ؤدو املقام‬ ‫بتج�سيد م�شاعرهم يف الغناء واملو�سيقى‪ ،‬وعلى النقي�ض من‬ ‫تقاليد املقامات يف بلدان �آ�سيا الو�سطى‪ ،‬ف�إن املقام الأذري‬ ‫ذو �شكل �أكرث حرية و�أقل جمود ًا‪.‬‬

‫يناير ‪ -‬إبريل ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪63‬‬


‫وجهة نظر‬ ‫القدس األسير ينادينا‬

‫مها عقيل‬ ‫رئيسة التحرير‬

‫على مدى ‪ ٥٠‬عام ًا‬ ‫من االمتناع عن زيارة‬ ‫القدس‪ ،‬ماذا حققنا؟‬ ‫تمددت إسرائيل‬ ‫بمستوطناتها داخل‬ ‫القدس وسلبت‬ ‫األراضي وهدمت‬ ‫بيوت الفلسطينيين‬ ‫وممتلكاتهم‬ ‫الخاصة وقتلتهم‬ ‫وسجنتهم‬ ‫وشردتهم‪ ،‬بينما ظل‬ ‫الحراك السياسي‬ ‫والدبلوماسي‬ ‫واإلعالمي خارج أسوار‬ ‫المدينة المحاصرة‬ ‫وسكانها الصامدين‬

‫‪64‬‬

‫عرب معايل الأمني العام‪ ،‬ال�سيد �إياد �أمني مدين‪ ،‬يف لقاء له مع �إحدى ال�صحف حول زيارته للقد�س و�شعوره ك�إن�سان م�سلم‬ ‫حني �صلى يف امل�سجد الأق�صى‪� ،‬إن الزيارة �شكلت بالن�سبة له �إحدى اللحظات اخلالدة يف م�سرية حياته والتي ال ميكنه ن�سيانها‬ ‫�أبد ًا‪ .‬فتلك الزيارة ج�سدت له كما قال عدة �أمور‪ ،‬ج�سدت كونه يف ثالث احلرمني ال�شريفني الذي حث الر�سول عليه ال�صالة‬ ‫وال�سالم على �ش ّد الرحال �إليه‪ ،‬وكونه مينع من زيارته‪ ،‬وكون القد�س حتت �سلطة االحتالل‪� ،‬إ�ضافة �إلى �أنه �شاهد ال�شوق يف عيون‬ ‫املقد�سيني الذين يتوقون لر�ؤية �آالف امل�سلمني يفدون لل�صالة هناك‪.‬‬ ‫�إن قلوب امل�سلمني من �أق�صى ال�شرق �إلى �أق�صى الغرب تهفو لزيارة القد�س ال�شريف والتجول يف �أزقة املدينة واالعتكاف يف‬ ‫امل�سجد الأق�صى وال�صالة حتت قبة ال�صخرة وزيارة حائط الرباق وامل�سجد العمري‪� .‬إنه حقنا كم�سلمني‪ ،‬وال �أحد ي�ستطيع �أن‬ ‫يجادلنا يف ذلك‪ ،‬وال يحق لالحتالل �أن مينعنا‪ ،‬وذلك ب�سلطة القوانني الدولية التي تن�ص على �ضمان حرية العبادة والو�صول‬ ‫رمتها ‪ ،‬فلماذا نتنازل عن هذا احلق ون�سمح لالحتالل الإ�سرائيلي �أن يوا�صل عزل املدينة‬ ‫�إلى الأماكن املقد�سة واحرتام ُح َ‬ ‫ً‬ ‫عن عمقها الإ�سالمي ويت�صرف كما ي�شاء دون رقيب �أو ح�سيب‪ .‬وعلى مدى ‪ ٥٠‬عاما من االمتناع عن زيارة القد�س‪ ،‬ماذا‬ ‫حققنا؟ متددت �إ�سرائيل مب�ستوطناتها داخل القد�س و�سلبت الأرا�ضي وهدمت بيوت الفل�سطينيني وممتلكاتهم اخلا�صة وقتلتهم‬ ‫و�سجنتهم و�شردتهم‪ ،‬بينما ظل احلراك ال�سيا�سي والدبلوما�سي والإعالمي خارج �أ�سوار املدينة املحا�صرة و�سكانها ال�صامدين‪.‬‬ ‫ويف هذا العدد من جملة املنظمة‪ ،‬ن�ستعر�ض عدة جوانب لزيارة القد�س وال�صالة يف امل�سجد الأق�صى‪ ،‬بدء ًا باجلانب ال�سيا�سي‬ ‫وما تقوم به دولة فل�سطني ومعها منظمة التعاون الإ�سالمي حل�شد الدعم يف الدول الأع�ضاء من �أجل التعاون لت�سهيل زيارة‬ ‫القد�س ملن ي�ستطيع وتوفري ال�سبل وال�ضوابط لذلك من خالل حزمة من اخلدمات املنا�سبة‪� .‬إ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬هناك اجلانب‬ ‫االقت�صادي واختيار مدينة القد�س ال�شريف عا�صمة لل�سياحة الإ�سالمية تنفيذ ًا لقرار الدورة الثامنة للم�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء‬ ‫ال�سياحة مبنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الذي انعقد يف العا�صمة الغامبية باجنول خالل الفرتة من ‪ 4‬ـ ‪ 6‬دي�سمرب ‪ .2013‬و�ش ّكل ذلك‬ ‫منا�سبة مهمة للفت االنتباه �إلى الو�ضع اخلا�ص الذي متر به املدينة املحتلة نتيجة احل�صار وعمليات التدمري املتعمد ملواقع الرتاث‬ ‫الثقايف والأ�ضرار التي حلقت باملن�ش�آت ال�سياحية الفل�سطينية منذ احتالل املدينة‪ .‬كما كان هناك ت�سليط لل�ضوء على اجلانب‬ ‫الديني يف ظل القرار املهم الذي تبناه جممع الفقه الإ�سالمي الدويل يف اجتماعه الأخري بالكويت والذي يقول �إن زيارة القد�س‬ ‫مندوبة ومرغب فيها‪ ،‬كما نبه املجمع �إلى �أن ق�ضية القد�س ال�شريف ق�ضية الأمة الإ�سالمية ب�أكملها‪ ،‬ومن الواجب ن�صرتها وت�أييد‬ ‫�أهلها و�أهل فل�سطني ودعمهم‪ ،‬م�شري ًا �إلى �أن القد�س ال�شريف لي�ست لأهل فل�سطني وحدهم‪ ،‬و�إمنا هي للم�سلمني جميع ًا‪ .‬وبطبيعة‬ ‫احلال‪ ،‬كان هناك اجلانب التاريخي للقد�س ومكانتها‪ ،‬وذلك يف ملخ�ص ملحا�ضرة �أُقيمت يف مقر املنظمة �ألقاها م�ؤرخ متخ�ص�ص‬ ‫يف القد�س‪ ،‬والذي �س ُي ِعد كتاب ًا للمنظمة عن القد�س‪ ،‬وخ�صو�ص ًا ما تعر�ضت له من انتهاكات خالل ال�سنوات الأخرية‪.‬‬ ‫�أما باقي حمتويات العدد‪ ،‬فرتكز ب�شكل �أ�سا�سي على خطر الإرهاب والتطرف العنيف الذي �أ�صبح يهدد كثري ًا من مناطق عاملنا‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬مما ينذر مبزيد من الت�شرذم واالقتتال الداخلي وما �صاحب ذلك من م� ٍآ�س �إن�سانية وتدهور اقت�صادي واجتماعي‬ ‫وح�ضاري وتنموي‪� .‬إ�ضافة �إلى ما يرتب�ص بنا من عداوة وكراهية من خارج العامل الإ�سالمي عرب جماعات ميينية ودينية متع�صبة‬ ‫ال تدخر جهد ًا يف ا�ستخدام جميع الو�سائل‪ ،‬وخ�صو�ص ًا الإعالم للتحري�ض �ضد الإ�سالم وامل�سلمني‪.‬‬ ‫وهناك خماطر �أخرى �أي�ض ًا تتطرق �إليها املجلة يف تقاريرها‪ ،‬ومنها �أزمة املياه العاملية التي تلوح يف الأفق‪ ،‬نظر ًا لالختفاء‬ ‫التدريجي لعدد من احتياطات املياه اجلوفية‪ ،‬ومن املتوقع كذلك �أن ينخف�ض منط هطول الأمطار و�أن ي�صبح �أقل انتظام ًا مع تغري‬ ‫املناخ‪ ،‬وت�شري التقارير �إلى �أن عدة دول �أع�ضاء باملنظمة تعاين من ندرة م�صادر املياه فيها‪.‬‬ ‫ولكن يظل الأمل يحدونا �أن نخرج من هذه الأزمات يف �أ�سرع وقت لنوقف هذا الهدر للأرواح الربيئة ويبد�أ �شباب �أمتنا يف بناء‬ ‫بكم وافر‬ ‫م�ستقبل ي�سوده الأمن واال�ستقرار وعماده العلم والتنمية وروحه الت�سامح والتعاون‪ .‬فالعامل الإ�سالمي يتمتع هلل احلمد ّ‬ ‫من املوارد الطبيعية واملواهب العلمية والأدبية التي تتحني الفر�صة يف �أحيان كثرية للهروب �إلى �أماكن متنحها الدعم واحلرية‬ ‫لالبتكار والإبداع‪ ،‬ولذلك تعترب منظمة التعاون الإ�سالمي متكني �سبل تطوير العلوم والتكنولوجيا يف بالدنا من الأولويات‪ ،‬وهي‬ ‫تعمل على عقد �أول قمة �إ�سالمية للعلوم والتكنولوجيا يف الربع الأخري من هذا العام لبحث �آليات التعاون والتكامل بني الدول‬ ‫الأع�ضاء وم�ؤ�س�ساتها العلمية يف خمت ِلف املجاالت‪ ،‬مثل ال�صحة والبيئة والتكنولوجيا‪.‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2015‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬



‫تستضيف الدورة الثانية واألربعين‬ ‫لمجلس وزراء الخارجية‬

‫ﺩ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﻟ‬ ‫ﺔﺍ‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫الكويت ‪ 28 - 27‬مايو ‪2015‬‬

‫ﻟ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺖ‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.