مجلة المنظمة - العدد 35

Page 1

‫الصادرة عن منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫العدد ‪35‬‬

‫اإلرهاب واإلسالموفوبيا والمرأة‬ ‫في مؤتمر وزراء اإلعالم‬

‫الروهينجيا‪ ..‬‬

‫قضيــة أمــة‬


‫نبذة عن منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫تٌعد منظمة التعاون اإلسالمي ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد األمم المتحدة‪ ،‬حيث تضم في عضويتها‬ ‫سبعا وخمسين دولة موزعة على أربع قارات‪ .‬وتُمثل المنظمة الصوت الجماعي للعالم اإلسالمي وتسعى‬ ‫ً‬ ‫لحماية مصالحه والتعبير عنها دعم ًا للسلم واالنسجام الدوليين وتعزيزاً للعالقات بين مختلف شعوب العالم‪.‬‬ ‫وقد أُنشئت المنظمة بقرار صادر عن القمة التاريخية التي ُعقدت في الرباط بالمملكة المغربية في ‪ 12‬من رجب‬ ‫ردا على جريمة إحراق المسجد األقصى في القدس المحتلة‪.‬‬ ‫‪ 1398‬هجرية (الموافق ‪ 25‬من سبتمبر ‪ 1969‬ميالدية) ً‬ ‫ُعقد في عام ‪ 1970‬أول مؤتمر إسالمي لوزراء الخارجية في جدة بالمملكة العربية السعودية‪ ،‬وقرر إنشاء أمانة‬ ‫عامة يكون مقرها جدة ويرأسها أمين عام للمنظمة‪ .‬ويعتبر الدكتور يوسف أحمد العثيمين األمين العام‬ ‫للمنظمة الحادي عشر‪ ،‬حيث تولى هذا المنصب في نوفمبر ‪.2016‬‬ ‫وجرى اعتماد ميثاق منظمة التعاون اإلسالمي في الدورة الثالثة للمؤتمر اإلسالمي لوزراء الخارجية في عام‬ ‫‪ .1972‬ووضع الميثاق أهداف المنظمة ومبادئها وغاياتها األساسية المتمثلة بتعزيز التضامن والتعاون بين‬ ‫الدول األعضاء‪ .‬وارتفع عدد األعضاء خالل ما يزيد عن أربعة عقود بعد إنشاء المنظمة من ثالثين دولة‪ ،‬وهو‬ ‫عضوا في الوقت الحالي‪ .‬وتم تعديل ميثاق المنظمة‬ ‫سبعا وخمسين دولة‬ ‫عدد األعضاء المؤسسين‪ ،‬ليبلغ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الحقا لمواكبة التطورات العالمية‪ ،‬فكان اعتماد الميثاق الحالي في القمة اإلسالمية الحادية عشرة التي‬ ‫ُعقدت في دكار‪ ،‬عاصمة السنغال عام ‪ 2008‬ليكون الميثاق الجديد عماد العمل اإلسالمي المستقبلي بما‬ ‫يتوافق مع متطلبات القرن الحادي والعشرين‪.‬‬ ‫وتنفرد المنظمة بشرف كونها جامعة كلمة األمة وممثلة المسلمين وتناصر القضايا التي تهم ما يزيد‬ ‫على مليار ونصف المليار مسلم في مختلف أنحاء العالم‪ .‬وترتبط المنظمة بعالقات تشاور وتعاون مع األمم‬ ‫المتحدة وغيرها من المنظمات الحكومية الدولية بهدف حماية المصالح الحيوية للمسلمين‪ ،‬والعمل على‬ ‫تسوية النزاعات والصراعات التي تكون الدول األعضاء طر ًفا فيها‪ .‬واتخذت المنظمة خطوات عديدة للدفاع‬ ‫عن القيم الحقيقية لإلسالم والمسلمين وإزالة المفاهيم والتصورات الخاطئة‪ ،‬كما ساهمت بفاعلية في‬ ‫مواجهة ممارسات التمييز ضد المسلمين بجميع صورها‪.‬‬ ‫تواجه الدول األعضاء في المنظمة تحديات متعددة في القرن الحادي والعشرين‪ .‬ومن أجل معالجة هذه‬ ‫التحديات‪ ،‬وضعت الدورة االستثنائية الثالثة لمؤتمر القمة اإلسالمي التي ُعقدت في مكة المكرمة في‬ ‫ديسمبر ‪ 2005‬خطة على هيئة برنامج عمل عشري يهدف إلى تعزيز العمل المشترك بين الدول األعضاء‪.‬‬ ‫وبحلول نهاية عام ‪ ،2015‬اس ُتكملت عملية تنفيذ مضامين برنامج العمل العشري لمنظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫برنامج جدي ٍد للعشرية القادمة الممتدة بين عامي ‪ 2016‬و‪.2025‬‬ ‫بنجاح‪ .‬وقامت المنظمة بصياغة‬ ‫ٍ‬ ‫ويستند برنامج العمل الجديد إلى أحكام ميثاق منظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬ويتضمن ‪ 18‬مجا ًال من المجاالت‬ ‫المجاالت قضايا السلم واألمن‪ ،‬وفلسطين والقدس الشريف‪ ،‬والتخفيف‬ ‫ذات األولوية و‪ 107‬أهداف‪ .‬وتشمل هذه‬ ‫ُ‬ ‫من حدة الفقر‪ ،‬ومكافحة اإلرهاب‪ ،‬واالستثمار وتمويل المشاريع‪ ،‬واألمن الغذائي‪ ،‬والعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬وتغ ّير‬ ‫المناخ‪ ،‬والتنمية المستدامة‪ ،‬والوسطية‪ ،‬والثقافة والتناغم بين األديان‪ ،‬وتمكين المرأة‪ ،‬والعمل اإلسالمي‬ ‫المشترك في المجال اإلنساني‪ ،‬وحقوق اإلنسان والحكم الرشيد وغيرها‪.‬‬ ‫ومن أهم أجهزة المنظم؛ القمة اإلسالمية‪ ،‬ومجلس وزراء الخارجية‪ ،‬واألمانة العامة‪ ،‬باإلضافة إلى لجنة القدس‬ ‫وثالث لجان دائمة تُعنى بالعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬واالقتصاد والتجارة‪ ،‬واإلعالم والثقافة‪ .‬وهناك أيض ًا مؤسسات‬ ‫متخصصة تعمل تحت لواء المنظمة‪ ،‬ومنها البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬والمنظمة اإلسالمية للتربية والعلوم‬ ‫والثقافة (اإليسيسكو)‪ .‬وتؤدي األجهزة المتفرعة والمؤسسات المنتمية التابعة لمنظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫أيض ًا دوراً حيوي ًا وتكميليا من خالل العمل في شتى المجاالت‪.‬‬

‫‪OIC - OCI‬‬


‫رسـالـة المنظمة‬ ‫مسلمو الروهينجيا في ميانمار‪ ..‬المأساة المستمرة‬

‫يوسف أحمد العثيمين‬ ‫األمني العام‬ ‫ملنظمة التعاون اإلسالمي‬

‫بعد ضغط من‬ ‫منظمة التعاون‬ ‫اإلسالمي والمجتمع‬ ‫الدولي‪ ،‬وجهت‬ ‫حكومة ميانمار‬ ‫دعوة إلى األمين‬ ‫العام األسبق لألمم‬ ‫المتحدة‪ ،‬كوفي‬ ‫عنان لزيارة والية‬ ‫راخين وتقديم تقرير‬ ‫عن الحالة فيها‬

‫مرة �أخرى‪ ،‬تتعر�ض �أقلية م�سلمي الروهينجيا يف ميامنار ملمار�سات التمييز والعـ َنـت يف وطنهم الأم‪ .‬ففي التا�سع من �أكتوبر‬ ‫‪ ،2016‬انطلقت حملة �أمنية وا�سعة النطاق �أدت �إلى اندالع موجة من العنف والرتويع �ضد ال�سكان يف والية راخني‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫من �أن الروهينجيا عا�شوا يف ميامنار لأجيال متعاقبة‪ ،‬فقد اتُهموا ب�أنهم مهاجرون غري �شرعيني من بنغالدي�ش‪ .‬وقد متكنت‬ ‫جمموعة �صغرية من املتطرفني البوذيني عرب �إمعانها يف الرتويج لهذا الر�أي من ت�أجيج التوترات العرقية‪ .‬وكانت توترات‬ ‫عرقية قد �أدت �سابق ًا �إلى اندالع موجة من العنف الطائفي يف عام ‪� 2012‬أ�سفرت عن فرار مئات �آالف الروهينجيا من ديارهم‪.‬‬ ‫وحتى اليوم‪ ،‬ال يزال هناك �أكرث من ‪� 120‬ألف ًا يقبعون يف مخيمات النازحني داخل ميامنار‪.‬‬ ‫وقد د�أبت منظمة التعاون الإ�سالمي على دعوة حكومة ميامنار �إلى �إعادة احلقوق �إلى �شعب الروهينجيا‪ ،‬وعملت مع املجتمع‬ ‫الدويل ملحاولة �إيجاد حل لو�ضعهم‪ .‬ومع ذلك وعلى مدى �سنوات‪ ،‬قاومت احلكومة‪ ،‬التي كان يهيمن عليها اجلي�ش‪ ،‬ما ُب ِذل من‬ ‫محاوالت جادة لتغيري و�ضع هذه الأقلية‪ .‬وعلى الرغم من �إجراء انتخابات دميقراطية عام ‪ ،2015‬وو�صول ال�سيدة �أونغ �سان‬ ‫�سوت�شي احلائزة على جائزة نوبل لل�سالم �إلى ال�سلطة‪ ،‬بقيت �أقلية الروهينجيا تعاين من التهمي�ش ومل تلقَ االهتمام الكايف‬ ‫الذي ت�ستحقه‪.‬‬ ‫بل �إن معايل الأمني العام ال�سابق التقى مع ال�سيدة �سو ت�شي على هام�ش اجتماع اجلمعية العامة للأمم املتحدة يف �سبتمرب‬ ‫‪ ،2016‬وحثها على اتخاذ مزيد من الإجراءات املبا�شرة والفورية للتخفيف من معاناة الروهينجيا‪ .‬وللأ�سف‪ ،‬مل يلبث الو�ضع‬ ‫�أن تدهور مع قيام قوات الأمن يف ميامنار ب�شن حملة �أمنية وا�سعة النطاق يف �أكتوبر ‪ 2016‬يف �شمال والية راخني‪.‬‬ ‫ومنذ بدء هذه العملية‪ ،‬تلقت منظمة التعاون الإ�سالمي تقارير عن انتهاكات خطرية حلقوق الإن�سان بحق املدنيني الأبرياء من‬ ‫الروهينجيا‪� ،‬شملت التعذيب واالغت�صاب والإعدام من دون محاكمة‪ .‬وعلى الفور‪ ،‬دعت منظمة التعاون الإ�سالمي �إلى و�ضع‬ ‫حد لأعمال العنف‪ ،‬وحثت �سلطات ميامنار على �ضمان امتثال �أجهزتها الأمنية الكامل ل�سيادة القانون وال�سماح بو�صول وكاالت‬ ‫امل�ساعدات الإن�سانية �إلى املنطقة املت�ضررة لتقدمي الإغاثة الإن�سانية ال�ضرورية لل�ضحايا‪ .‬ويف البداية‪ ،‬نفت احلكومة قيام‬ ‫قواتها الأمنية ب�أي ممار�سات ا�ضطهاد‪ ،‬و�أن كل تلك االدعاءات كانت ملفقة‪ .‬لكن بعد �ضغط من منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫واملجتمع الدويل‪ ،‬وجهت حكومة ميامنار دعوة �إلى الأمني العام الأ�سبق للأمم املتحدة‪ ،‬كويف عنان لزيارة والية راخني وتقدمي‬ ‫تقرير عن احلالة فيها‪ .‬ويف ت�صريحات له عقب الزيارة‪� ،‬أعرب ال�سيد عنان عن قلقه العميق �إزاء التقارير التي تفيد بحدوث‬ ‫و�صف ب�أنه انتهاكات حلقوق الإن�سان وممار�سات عنف �ضد املدنيني‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬تلقت منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫ما ُي َ‬ ‫تقارير تفيد ب�أن ه�ؤالء ال�ضحايا الذين حتدثوا مع ال�سيد عنان خالل زيارته تعر�ضوا يف وقت الحق العتداءات وتهديدات على‬ ‫يد قوات الأمن‪.‬‬ ‫وقد َعـ َّيـنت ال�سيدة �سو ت�شي جلنة للتحقيق يف التقارير التي تفيد بوقوع �أعمال عنف وما ُو ِ�صف ب�أنه انتهاكات حلقوق الإن�سان‬ ‫قام بها اجلي�ش‪ .‬لكنها جعلت الرئي�س ال�سابق جلهاز اال�ستخبارات الع�سكرية ونائب الرئي�س مينت �سوي على ر�أ�س جلنة‬ ‫التحقيق‪ ،‬مما زعزع الثقة يف نزاهة العملية‪.‬‬ ‫لقد كان من الوا�ضح �أنه ال بد من الدعوة لعقد اجتماع ملجل�س وزراء خارجية املنظمة‪ ،‬وذلك من �أجل التو�صل �إلى حلول‬ ‫جدية لهذه امل�شكلة‪ .‬وقد وافق معايل رئي�س الوزراء املاليزي‪ ،‬داتو جنيب بن تون حاجي عبد الرزاق‪ ،‬على ا�ست�ضافة الدورة‬ ‫اال�ستثنائية ملجل�س وزراء اخلارجية‪ .‬ونظر ًا العتبار ماليزيا ع�ضو ًا �إلى جانب ميامنار يف رابطة �أمم جنوب �شرق �آ�سيا‪ ،‬فقد‬ ‫كانت خطوة جريئة من ماليزيا �أن ت�ضطلع بهذا الدور‪.‬‬ ‫وحت�ضري ًا مل�ؤمتر وزراء اخلارجية‪ ،‬عقدت البعثات الدائمة ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف كل من نيويورك وجنيف وبروك�سل‬ ‫اجتماعات طارئة ملمثلي الدول الأع�ضاء يف املنظمة ملناق�شة الأزمة وحتديد التدابري الالزمة لتقدمي مقرتحات بها �إلى‬ ‫االجتماع اال�ستثنائي ملجل�س وزراء اخلارجية‪ .‬وقد اع ُتمِ دت هذه املقرتحات يف االجتماع الوزاري يف كواالملبور يوم التا�سع ع�شر‬ ‫من يناير ‪ ،2017‬الذي دعا حكومة ميامنار �إلى‪� :‬أ) اتخاذ تدابري فعالة ملنع تفاقم الأزمة يف والية راخني؛ ب) فتح حتقيق‬ ‫م�ستقل و�شفاف يف ما وقع من �أحداث عنف؛ ج) ال�سماح جلميع الأطراف‪ ،‬مبا يف ذلك املنظمات الإقليمية والدولية‪ ،‬بتقدمي‬ ‫امل�ساعدات الإن�سانية التي تدعو لها حاجة ما�سة‪� ،‬إلى جميع من طالتهم عمليات التهجري والت�شريد‪ ،‬دون عائق �أو قيد �أو �شرط‪.‬‬ ‫وطلبت منظمة التعاون الإ�سالمي �أي�ض ًا من حكومة ميامنار ت�سهيل زيارة وفد رفيع امل�ستوى من املنظمة لوالية راخني لاللتقاء‬ ‫مع �سلطات ميامنار وممثلني عن �أقلية الروهينجيا‪.‬‬ ‫وال �شك يف �أن الو�ضع يف والية راخني ال يزال �صعب ًا ومعقد ًا‪ ،‬وال�سيما يف ما يتعلق بالعالقات بني البوذيني ‪ -‬وامل�سلمني‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬ف�إنه من ال�ضروري بناء الثقة بني هذه املجتمعات و�إ�صالح ما كان يجمعها من عالقات قدمية ا�ستمرت قرون ًا طويلة‪.‬‬ ‫وهذا يتطلب املزيد من الوقت‪ ،‬لكن هل بو�سعنا االنتظار!‬


‫روابط أجهزة المنظمة‬ ‫تصدر عن منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫رئيسة التحرير ومديرة إدارة اإلعالم‬ ‫مها مصطفى عقيل‬ ‫المراجعة والتحرير‬ ‫وجدي سندي‬ ‫تصميم واخـراج‬ ‫محمد عبد القادر قلبة‬ ‫المجلس االستشاري‬ ‫السفير طارق بخيت‬ ‫وجدي سندي‬ ‫الترجمة‬ ‫هشام خوجلي‬ ‫أمجد حسن علي‬ ‫المملكة العربية السعودية‬ ‫ص ‪ .‬ب ‪ 178‬جدة ‪21411 :‬‬ ‫هاتف ‪ 6515222 :‬فاكس ‪6512288 :‬‬ ‫‪ : Islami SJ. 601366‬تليفاكس‬

‫الموقع االلكتروني ‪www.oic-oci.org :‬‬ ‫البريد االلكتروني ‪journal@oic-oci.org :‬‬ ‫بعثة المراقبة الدائمة التابعة للمنظمة‬ ‫في مقر األمم المتحدة بنيويورك‬

‫‪320 East- 51st Street‬‬ ‫‪New York 10022‬‬ ‫‪New York - U.S.A‬‬ ‫‪www.oicun,org‬‬ ‫‪oic@un.int‬‬

‫بعثة المراقبة الدائمة التابعة للمنظمة‬ ‫في مقر األمم المتحدة بجنيف‬ ‫‪ICC-20 Route pre - Bois - Case Postal 1818‬‬ ‫‪CH 1215 Geneve - SUISSE‬‬ ‫‪www.oic - un.org‬‬ ‫‪oic@oci - un.org‬‬ ‫إن اآلراء الواردة في المقاالت المنشورة في هذه المجلة ال‬ ‫تعبر بالضرورة عن وجهة نظر منظمة التعاون اإلسالمي‪،‬‬ ‫بل هي تمثل آراء ُ‬ ‫الك ّتاب الخاصة بهم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تحتفظ‬ ‫بحق تعديل أي جزد من النص أو مراجعته أو تحريره أو حـذفـه‬ ‫أو إعـادة صياغـته عندما وأينما يبدو ذلك ضروري ًا‪.‬‬

‫األجهزة المتفرعة‬

‫ـ جممع الفقه الإ�سالمي الدويل ‪www.fiqhacademy.org‬‬ ‫ـ مركز البحوث ا�إحل�صائية واالقت�صادية واالجتماعية والتدريب للدول الإ�سالمية ‪www.sesrtcic.org‬‬ ‫ـ مركز البحوث للتاريخ والفنون والثقافة الإ�سالمية (�إر�سيكا) ‪www.ircica.org‬‬ ‫ـ املركز الإ�سالمية لتنمية التجارة ‪www.icdt-oic.org‬‬ ‫ـ اجلامعة الإ�سالمية للتكنولوجيا ‪www.iutoic-dhaka.edu‬‬ ‫ـ �صندوق الت�ضامن الإ�سالمي ‪www.isf-fsi.org‬‬ ‫المؤسسات واألجهزة المتخصصة‬

‫ـ البنك الإ�سالمي للتنمية ‪www.isdb.org‬‬ ‫ـ وكالة الأنباء الإ�سالمية الدولية (اينا) ‪www.islamicnews.org.sa‬‬ ‫ـ منظمة �إذاعات الدول الإ�سالمية (�إيبو) ‪www.ibu.org‬‬ ‫ـ املنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة (�إي�سي�سكو) ‪www.isesco.org.ma‬‬ ‫ـ الهيئة الإ�سالمية للهالل الدويل ‪www.icic-oic.org‬‬ ‫المؤسسات المنتمية‬

‫ـ الغرفة الإ�سالمية للتجارة وال�صناعة ‪www.icci-oic.org‬‬ ‫ـ منظمة العوا�صم واملدن الإ�سالمية ‪www.oicc.org‬‬ ‫ـ االحتاد الإ�سالمي ملالكي ال�سفن ‪www.oisaonline.com‬‬ ‫ـ االحتاد العاملي للمدار�س العربية الإ�سالمية الدولية ‪www.wfais.org‬‬ ‫ـ منتدى �شباب امل�ؤمتر الإ�سالمي للحوار والتعاون ‪www.icyf.com‬‬ ‫الأكادميية الإ�سالمية العاملية للعلوم ‪www.ias-worldwide.org‬‬

‫برنامج عمل منظمة التعاون اإلسالمي‪ :‬فبراير – ابريل ‪2017‬‬ ‫‪ 9 - 8‬فرباير‪ :‬الدورة الأولى للم�ؤمتر الوزاري حول م�ؤ�س�سة الزواج ‪ -‬جدة‪ ،‬اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫‪ 13‬فرباير‪ :‬اجتماع فريق اخلرباء احلكوميني مفتوح الع�ضوية املعني بدرا�سة م�شروع الربوتوكويل التكميلي التفاقية‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي ملكافحة الإرهاب – جدة‪ ،‬مقر الأمانة العامة‬ ‫‪ 28 - 27‬فرباير‪ :‬اجتماع جمل�س �إدارة اجلامعة الإ�سالمية يف النيجر – نيامي‪ ،‬النيجر‬ ‫‪ 8-7‬مار�س‪ :‬الدورة ‪ 34‬ملجل�س �إدارة املركز الإ�سالمي لتنمية التجارة – الدار البي�ضاء‪ ،‬املغرب‬ ‫‪ 12‬مار�س‪ :‬االجتماع ‪ 32‬ملجل�س �أمناء الكلية الإ�سالمية الأمريكية يف �شيكاغو – جدة‪ ،‬مقر الأمانة العامة‬ ‫‪ ٢٢ - ٢٠‬مار�س‪ :‬االجتماع امل�شرتك بني منظمة التعاون الإ�سالمي‪/‬الوكالة الدولية للطاقة الذرية ‪/‬البنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية مل�ساعدة الدول الأع�ضاء يف عالج ال�سرطان – اخلرطوم‪ ،‬ال�سودان‬ ‫‪ ٢٨‬مار�س‪ :‬اجتماع فريق اخلرباء احلكوميني مفتوح الع�ضوية املعني بدرا�سة م�شروع الالئحة املنظمة للتعاون بني الأمانة‬ ‫العامة ومنظمات املجتمع املدين – جدة‪ ،‬مقر الأمانة العامة‬ ‫‪ ٧ - ٢‬ابريل‪ :‬املعر�ض التجاري ال�ساد�س ع�شر ملنظمة التعاون الإ�سالمي – بغداد‪ ،‬العراق‬ ‫‪ ١٣ - ١١‬ابريل‪ :‬االجتماع الثالث والثالثون للجمعية العامة واالجتماع اخلام�س والع�شرون ملجل�س �إدارة الغرفة الإ�سالمية‬ ‫للتجارة وال�صناعة والزراعة – م�سقط‪ ،‬عمان‬ ‫‪ ٢٧ – ٢٥‬ابريل‪ :‬الدورة الأربعون للجنة الإ�سالمية لل�ش�ؤون االقت�صادية والثقافية واالجتماعية – جدة‪ ،‬مقر الأمانة العامة‬


‫محتويات العدد‬ ‫تحت المجهر‬ ‫‪ . 4‬‬

‫بدء العد التنازلي لعقد المؤتمر الدولي اإلنساني لدعم اليمن‬

‫ملف فلسطين‬ ‫‪ . 6‬‬

‫«التعاون اإلسالمي» ترحب بقرار مجلس األمن الرافض لالستيطان‬

‫‪ . 10‬‬

‫مشاركة واسعة لدول “التعاون اإلسالمي” في مؤتمر باريس‬

‫شؤون عالمية‬ ‫‪ .22‬‬

‫غامبيا رئيس القمة اإلسالمية المقبلة‪ ..‬العبور من أزمة السلطة بسالم‬

‫‪ .23‬‬

‫العثيمين ‪ :‬القوة المشتركة خطوة مهمة لوقف الهجمات اإلرهابية في منطقة‬

‫ ‬

‫‪12‬‬

‫المنظمة تدعو لوقف القتل‬ ‫واإلبادة في سوريا‬

‫ليبتاكو ‪ -‬غورما‬

‫شؤون إنسانية‬ ‫‪ .24‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي تستنفر لمساعدة الصومال في مواجهة أضرار الجفاف‬

‫حقوق االنسان‬ ‫‪ .30‬‬

‫حقوق الطفل تسيطر على أعمال الدورة العاشرة لهيئة حقوق اإلنسان‬

‫‪39‬‬

‫الربع األخير من ‪ 2016‬يسجل‬ ‫أسوأ صـور الكراهية ضـد‬ ‫المسلميـن‬

‫ثقافة‬ ‫‪ .33‬‬ ‫‪. 34‬‬

‫عمان عاصمة للثقافة اإلسالمية لعام ‪ 2017‬عن المنطقة العربية‬ ‫ّ‬ ‫“إرسيكا” يصلح ما أفسدته الحروب والصراعات من التراث اإلسالمي‬

‫تعليم‬ ‫‪ .46‬‬

‫خارطة طريق لتنفيذ سياسات العلوم والتكنولوجيا واالبتكار في العالم اإلسالمي‬

‫علوم وتكنولوجيا‬ ‫‪ . 50‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي تدرس إنشاء وحدة لمكافحة اإلرهاب اإللكتروني‬

‫‪40‬‬

‫وزراء “التعاون اإلسالمي”‬ ‫يعتمدون قرارات مهمة بشأن‬ ‫تمكين المرأة ودورها في التنمية‬

‫صحة‬ ‫‪ .52‬‬

‫الدعوة إلى تحقيق االعتماد على الذات لتوفير اللقاحات في دول المنظمة‬

‫اقتصاد‬ ‫‪ . 56‬‬

‫الكومسيك‪ :‬التمويل اإلسالمي يستطيع تعزيز النمو االقتصادي الدولي‬

‫‪44‬‬

‫آراء‬ ‫‪ .11‬‬

‫مؤتمر باريس الدولي لدعم عملية السالم‪ :‬خطوة في االتجاه الصحيح‬

‫‪ .32‬‬

‫تركيا‪ ..‬انتصار الشعب والديمقراطية واستمرار التطهير ضد تنظيم غولن اإلرهابي‬ ‫الحقوق المتعلقة بالصحة‪ ‬الجنسية واإلنجابية بوصفها حقوق ًا لإلنسان‬

‫‪ .49‬‬

‫الوسطية واالعتدال من أبرز مزايا اإلسالم‬

‫‪ .20‬‬

‫‪58‬‬

‫اإلرهاب واإلسالموفوبيــا‬ ‫والمرأة‬ ‫في مقدمة أعمال الدورة‬ ‫‪ 11‬لوزراء اإلعالم‬

‫المدينة المنورة‬ ‫عاصمة السياحة‬ ‫اإلسالمية لعام ‪2017‬‬


‫تـحـت المجهر‬ ‫بدء العد التنازلي لعقد‬

‫المؤتمر الدولي اإلنساني لدعم اليمن‬

‫املدينة القدمية يف �صنعاء‪ ،‬اليمن (�إي بي ايه)‪.‬‬

‫جدة ـ المملكة العربية السعودية‪:‬‬

‫عقدت الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫اجتماعا لكبار امل�س�ؤولني يوم ‪ 18‬دي�سمرب ‪ 2016‬يف‬ ‫مقر املنظمة يف جدة ملناق�شة الو�ضع الإن�ساين يف‬ ‫اليمن والتح�ضري مل�ؤمتر املانحني لدعم اليمن‪.‬‬ ‫و�شهد االجتماع الذي مت تنظيمه بالتعاون مع مكتب‬ ‫الأمم املتحدة لتن�سيق ال�ش�ؤون الإن�سانية‪ ،‬ح�شدا لت�أييد‬ ‫عقد امل�ؤمتر الإن�ساين رفيع امل�ستوى للأمم املتحدة‬ ‫ومنظمة التعاون الإ�سالمي لإعالن التربعات‪ ،‬وذلك‬ ‫يف عام ‪ ،2017‬بهدف ح�شد املوارد الالزمة لدعم‬ ‫ال�شعب اليمني‪.‬‬ ‫وي�أتي االجتماع تنفيذ ًا لقرار منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫الوارد يف البيان اخلتامي للدورة الثالثة ع�شرة مل�ؤمتر‬ ‫القمة الإ�سالمي التي ُعقدت يف ا�سطنبول يف �إبريل‬ ‫‪ ،2016‬والذي طلب من الأمني العام للمنظمة تنظيم‬ ‫‪4‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫م�ؤمتر دويل حل�شد املوارد الالزمة لتقدمي م�ساعدات‬ ‫�إن�سانية و�إمنائية لل�شعب اليمني‪.‬‬ ‫ويف بداية االجتماع‪ ،‬دعا الأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬معايل الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني‬ ‫�إلى تبني مبادرات نوعية للتدخل الإن�ساين لدعم‬ ‫ال�شعب اليمني تتنا�سب وحجم الأزمة الإن�سانية‬ ‫هناك‪ ،‬وبالتعاون مع منظمات املجتمع الدويل‪.‬‬ ‫واعترب الأمني العام امل�ؤمتر املزمع عقده ُخطوة مهمة‬ ‫على طريق تعزيز منظومة اال�ستجابة والتن�سيق بني‬ ‫الأطراف الفاعلة يف اليمن ل�ضمان عدم تعدد �أو‬ ‫ازدواجية الآليات‪ ،‬الأمر الذي ميكن �أن ي�ؤثر �سلبي ًا‬ ‫على فاعلية وجناعة التدخل الإن�ساين‪.‬‬ ‫وعرب العثيمني عن تقديره ل�سخاء العديد من الدول‬ ‫الأع�ضاء يف تقدمي امل�ساعدات لل�شعب اليمني‪ ،‬مثمنا‬ ‫اجلهود الإغاثية والإن�سانية التي قدمتها اململكة‬

‫العربية ال�سعودية بقيادة حكومة خادم احلرمني‬ ‫ال�شريفني امللك �سلمان بن عبد العزيز �آل �سعود و�سمو‬ ‫ويل العهد و�سمو ويل ويل العهد‪ ،‬حفظهم اهلل‪ ،‬عرب‬ ‫مركز امللك �سلمان للإغاثة والأعمال الإن�سانية‪.‬‬ ‫من جهته‪� ،‬ألقى معايل وزير الإدارة املحلية رئي�س‬ ‫اللجنة العليا للإغاثة يف اليمن‪ ،‬الأ�ستاذ عبد الرقيب‬ ‫�سيف فتح كلمة �أو�ضح فيها �أن تقارير الأمم املتحدة‬ ‫عن الكارثة الإن�سانية ت�شري �إلى �أن ‪ 21.2‬مليون‬ ‫�شخ�ص من �أ�صل ‪ 27‬مليون ن�سمة �إجمايل �سكان‬ ‫اليمن‪ ،‬بحاجة �إلى م�ساعدات �إن�سانية مختلفة‪،‬‬ ‫و‪ 19.3‬مليون ال ي�صلون �إلى مياه ال�شرب ال�صحية‪،‬‬ ‫و‪ 14.1‬مليون يعانون �شحا يف املواد الغذائية بزيادة‬ ‫‪ 200‬يف املائة خالل عامني‪ ،‬و‪ 2.2‬مليون طفل يعانون‬ ‫من �سوء التغذية احلاد بزيادة ‪ 200‬يف املائة عن عام‬ ‫‪.2014‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫تـحـت المجهر‬ ‫و�أعرب الوزير اليمني عن تطلع احلكومة ال�شرعية‬ ‫يف اليمن �إلى �أن يخرج م�ؤمتر دعم اليمن مب�شاريع‬ ‫قرارات متويلية تت�ضمن الإغاثة العاجلة لل�شعب‬ ‫اليمني‪ ،‬وتنفيذ م�شاريع �إعادة الإعمار والرتميم‬ ‫العاجل للمرافق العامة واخلا�صة‪ ،‬وتنفيذ م�شاريع‬ ‫تنمية محلية متكاملة‪ ،‬ودعم وتعزيز البنية التحتية‬ ‫واخلدمات الأ�سا�سية‪.‬‬ ‫كما �ألقى الأمني العام لل�شراكات الإن�سانية يف الأمم‬ ‫املتحدة‪ ،‬ال�سيد ر�شيد خاريكوف كلمة يف االجتماع‬ ‫�أكد فيها �أن ‪ 18.8‬مليون �شخ�ص يف اليمن يحتاجون‬ ‫�إلى امل�ساعدة الإن�سانية‪ ،‬ن�صفهم يحتاجون �إلى �إغاثة‬ ‫عاجلة‪ ،‬م�شريا �إلى �أن �سبعة ماليني �شخ�ص ال يعرفون‬ ‫من �أين �سيح�صلون على وجبة الطعام التالية‪ .‬و�أ�ضاف‬ ‫�أن تعهدات عام ‪ 2016‬البالغة ‪ 1.6‬مليار دوالر‪ ،‬مل‬ ‫ي�صل منها �إلى الآن �سوى ‪ 150‬مليون دوالر فقط‪.‬‬ ‫وقدم ال�سيد خاريكوف �شكره ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫على اجلهود الإقليمية والدولية التي تبذلها ل�صالح‬

‫دعم ال�شعب اليمني‪.‬‬ ‫ويف اخلتام‪� ،‬ألقى الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون‬ ‫الإن�سانية يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سفري ه�شام‬ ‫يو�سف كلمة حتدث فيها عن نتائج االجتماع م�شريا‬ ‫�إلى �أنه من املرجح �أن الو�ضع الإن�ساين يف اليمن �سوف‬ ‫ي�ستمر يف التدهور‪ .‬ويف �ضوء التقييم وامل�ستوى احلايل‬ ‫من املعاناة التي ما فتئت تزداد يف ال�سنوات القليلة‬ ‫املا�ضية‪ ،‬البد من تكثيف اجلهود املتعلقة مب�ساعدة‬ ‫�شعب اليمن‪ .‬ويجب �أن يجري هذا على الرغم‬ ‫من الأولويات الإن�سانية املتناف�سة على ال�صعيدين‬ ‫الإقليمي والدويل‪.‬‬ ‫و�أو�ضح ال�سفري ه�شام �أن منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫بد�أت بالفعل تبادل وجهات النظر مع عدد من‬ ‫الدول الأع�ضاء ومنظمات املجتمع املدين واملنظمات‬ ‫الدولية لدرا�سة كيفية تعزيز التن�سيق و�آليات املتابعة‬ ‫بني ال�شركاء حول كيفية تلبية االحتياجات الإن�سانية‬ ‫والتنموية لل�شعب اليمن و�إيجاد ال�سبل والو�سائل‬

‫للتغلب على �صعوبات الو�صول وتعزيز احرتام القانون‬ ‫الدويل الإن�ساين‪.‬‬ ‫وقال �إنه من ح�سن الطالع �أن الأمم املتحدة ومنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي وجمل�س التعاون اخلليجي وافقوا‬ ‫جميعا على �ضرورة عقد م�ؤمتر للمانحني يف اليمن‪،‬‬ ‫ومن املرجح �أن يعقد يف �أوائل عام ‪.2017‬‬ ‫و�أ�شار �إلى �أن املداوالت خل�صت �إلى �أن الرتكيز على‬ ‫مواجهة �سوء التغذية والرعاية ال�صحية �أمر بالغ‬ ‫الأهمية‪ ،‬حيث �أن النظام ال�صحي قد جتاوز بالفعل‬ ‫نقطة االنهيار‪ ،‬ويجب �أن يكون الحتياجات الن�ساء‬ ‫والأطفال ال�صدارة يف قائمة �أولوياتنا يف اليمن‪.‬‬ ‫وختم ال�سفري ه�شام كلمته ب�أن الأمم املتحدة‬ ‫ومنظمة التعاون الإ�سالمي وجمل�س التعاون اخلليجي‬ ‫�سيوا�صلون الت�شاور فيما يتعلق بالإعداد مل�ؤمتر‬ ‫دعم ال�شعب اليمني وتطلع جميع ال�شركاء على �آخر‬ ‫امل�ستجدات يف امل�ستقبل القريب‪.‬‬

‫‪ 10‬ماليين دوالر من السعودية لمعالجة‬

‫سوء التغذية في اليمن‬

‫�أعلن برنامج الأغذية العاملي التابع للأمم املتحدة‬ ‫�أخريا �أن ال�سعودية قدمت م�ساهمة مالية له بقيمة‬ ‫‪ 10‬ماليني دوالر‪ ،‬لدعم مكافحة ارتفاع م�ستويات‬ ‫�سوء التغذية يف محافظة احلديدة غرب اليمن‪.‬‬ ‫وقال الربنامج الأممي‪ ،‬يف بيان ن�شره على موقعه‬ ‫الإلكرتوين‪ ،‬و�أوردته الأنا�ضول‪� ،‬إن امل�ساهمة‬ ‫التي مت تقدميها عرب مركز امللك �سلمان للإغاثة‬ ‫والأعمال الإن�سانية‪� ،‬ست�ساعد يف توفري معونات‬ ‫غذائية طارئة تكفي مدة �ستة �أ�شهر �إلى ما‬ ‫يقرب من ‪� 465‬ألف �شخ�ص‪� ،‬ضمن جهود‬ ‫الربنامج يف تقدمي امل�ساعدات الغذائية يف اليمن‪.‬‬ ‫ويعاين �أكرث من ‪ 14‬مليون �شخ�ص يف اليمن من نق�ص‬ ‫الغذاء وعدم القدرة على تلبية معظم احتياجاتهم‬ ‫الغذائية الأ�سا�سية‪ ،‬مبا يف ذلك ‪ 7‬ماليني يعانون ب�شدة من‬ ‫انعدام الأمن الغذائي‪ ،‬بح�سب برنامج الأغذية العاملي‪.‬‬ ‫ويف محافظة احلديدة الواقعة على البحر الأحمر‪،‬‬ ‫مت ت�سجيل معدالت مرتفعة للإ�صابة ب�سوء التغذية‬ ‫احلاد لدى الأطفال دون �سن اخلام�سة بلغت ‪31‬‬ ‫يف املائة‪� ،‬أي �أكرث من �ضعف حد حالة الطوارئ‬ ‫الذي يبلغ ‪ 15‬يف املائة‪ ،‬وفق بيان الربنامج‪.‬‬ ‫وقالت �إرثارين كازين‪،‬املديرةالتنفيذيةلربنامجالأغذية‬ ‫العاملي “نحن ممتنون للدعم املتوا�صل من ال�سعودية‪،‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫وهذه امل�ساهمة تعزز جهود مكافحة �سوء التغذية الغذاء‪ ،‬ب�سبب تزايد االحتياجات وتناق�ص املوارد‪.‬‬ ‫ومواجهة التحدي املزمن للجوع يف محافظة احلديدة»‪ .‬ويف اليمن‪ ،‬يهدف برنامج الأغذية العاملي �أي�ض ًا �إلى‬ ‫ويقدم الربنامج الأممي‪ ،‬الغذاء لأكرث من ثالثة‬ ‫عالج �سوء التغذية وامل�ساعدة على الوقاية منه بني‬ ‫ماليني �شخ�ص كل �شهر يف اليمن منذ فرباير ‪،2016‬‬ ‫ق�سم احل�ص�ص لت�صل �إلى �ستة �أكرث من ‪� 700‬ألف طفل دون �سن اخلام�سة‪ ،‬وكذلك‬ ‫لكن يف الأ�شهر الأخرية ّ‬ ‫ماليني �شخ�ص كل �شهرين عن طريق تقلي�ص كمية بني الن�ساء احلوامل واملر�ضعات‪.‬‬

‫فتاة مينية متلأ �أوانيها باملاء من م�صدر متربع به يف ظل تذبذب وا�سع وم�ستمر لإمدادات املياه يف �صنعاء‪ ،‬اليمن (�إي بي ايه)‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪5‬‬


‫مـلـف فلسطين‬ ‫«التعاون اإلسالمي»‬

‫ترحب بقرار مجلس األمن الرافض لالستيطان‬

‫�شكل قرار جمل�س الأمن الدويل رقم ‪� 2334‬إ�شارة‬ ‫�إيجابية وحتوال �سيا�سيا ب�ش�أن ال�سيا�سة الرعناء حلكومة‬ ‫االحتالل الإ�سرائيلية‪ ،‬وكانت منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫قد رحبت بتبني جمل�س الأمن الدويل القرار الذي يدين‬ ‫اال�ستيطان الإ�سرائيلي يف الأر�ض الفل�سطينية املحتلة‬ ‫منذ العام ‪ ،1967‬مبا يف ذلك مدينة القد�س‪ ،‬وي�ؤكد على‬ ‫عدم قانونية و�شرعية اال�ستيطان اال�ستعماري مبوجب‬ ‫القانون الدويل وقرارات الأمم املتحدة ذات ال�صلة‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني للمنظمة‪ ،‬معايل الدكتور يو�سف بن �أحمد‬ ‫العثيمني‪� ،‬أن هذا القرار تاريخي وي�سهم يف تثبيت حقوق‬ ‫ال�شعب الفل�سطيني امل�شروعة‪ ،‬ودعا يف الوقت نف�سه‪� ،‬إلى‬ ‫تنفيذ القرار‪.‬‬ ‫و�أثنى العثيمني على مواقف وجهود الدول الإ�سالمية‬ ‫والدول الأع�ضاء كافة يف جمل�س الأمن الدويل التي‬ ‫�أيدت القرار‪ ،‬و�أعرب عن �أمله يف بيان �أ�صدرته املنظمة‬ ‫ب�أن ي�شكل هذا القرار خطوة مهمة ت�سهم يف تعزيز‬ ‫اجلهود الفرن�سية الرامية لعقد م�ؤمتر دويل لل�سالم‪،‬‬ ‫و�إطالق عملية �سيا�سية متعددة الأطراف لإنهاء‬ ‫االحتالل الإ�سرائيلي وحتقيق ال�سالم ا�ستناد ًا �إلى ر�ؤية‬ ‫حل الدولتني‪.‬‬ ‫وجاء القرار الذي �صدر يف ‪ 23‬دي�سمرب املا�ضي‪ ،‬بت�أييد‬ ‫‪ 14‬ع�ضوا وامتناع الواليات املتحدة عن الت�صويت‪ .‬وكرر‬ ‫‪6‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫القرار مطالبة �إ�سرائيل ب�أن توقف فورا وعلى نحو كامل‬ ‫جميع الأن�شطة اال�ستيطانية‪.‬‬ ‫كما طالب القرار بوقف فوري لكل الأن�شطة اال�ستيطانية‬ ‫على الأرا�ضي الفل�سطينية املحتلة‪ ،‬و�أو�ضح �أن �أي‬ ‫تغيريات على حدود عام ‪ 1967‬لن يعرتف بها �إال بتوافق‬ ‫الطرفني‪ .‬و�أكد القرار على التمييز يف املعامالت بني‬ ‫�إ�سرائيل والأرا�ضي املحتلة عام ‪.1967‬‬ ‫و�صدر القرار ب�أغلبية وا�ضحة‪ ،‬حيث �أ�صرت �إدارة‬ ‫الرئي�س باراك �أوباما على عدم ا�ستخدام حق النق�ض‬ ‫(فيتو) �ضد القرار‪.‬‬ ‫وكان م�شروع القرار قد تبنى تقدميه ملجل�س الأمن كل‬

‫من نيوزيلندا وماليزيا وفنزويال وال�سنغال‪.‬‬ ‫وبح�سب القرار الأممي‪ ،‬واجب على �سلطة االحتالل‬ ‫�إ�سرائيل �أن تتقيد تقيدا �صارما بااللتزامات وامل�س�ؤوليات‬ ‫القانونية مبوجب اتفاقية جنيف الرابعة املتعلقة بحماية‬ ‫املدنيني وقت احلرب‪ ،‬حيث �أدان القرار جميع التدابري‬ ‫الرامية �إلى تغيري التكوين الدميغرايف وو�ضع الأر�ض‬ ‫الفل�سطينية املحتلة والتي ت�شمل �إلى جانب تدابري �أخرى‬ ‫امل�ستوطنات وتو�سيعها‪ ،‬ونقل امل�ستوطنني الإ�سرائيليني‬ ‫وم�صادرة الأرا�ضي وهدم املنازل وت�شريد املدنيني‪ ،‬يف‬ ‫انتهاك للقانون الدويل والقرارات ذات ال�صلة‪.‬‬

‫�أع�ضاء جمل�س الأمن ي�صوتون التخاذ قرار يدين اال�ستيطان الإ�سرائيلي ‪ 23 ,‬دي�سمرب ‪�( 2016‬إي بي ايه)‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫مـلـف فلسطين‬ ‫األزمة المالية للجامعات في قطاع غزة تهدد المسيرة التعليمية‬‬ ‫غزة (د ب أ)‪:‬‬

‫يعاين طالب اجلامعات الفل�سطينية يف‬ ‫قطاع غزة‬ ‫من �صعوبات مالية يف دفع الر�سوم اجلامعية جراء‬ ‫ا�ستمرار تدهور‬ ‫الأو�ضاع االقت�صادية يف القطاع‬ ‫ال�ساحلي املنهك بفعل احل�صار الإ�سرائيلي‪ ‬.‬و�أدى‬ ‫عدم الدفع املنتظم للر�سوم الدرا�سية من الطالب‬ ‫ب�إدارة عدد من‬‫اجلامعات يف قطاع غزة �إلى حرمانهم‬ ‫من دخول قاعات االمتحانات وهو ما يهدد‬ ‫م�سريتهم‬ ‫التعليمية وي�شكل �ضغطا عليهم وعلى عائالتهم‪‬.‬‬ ‫‫ويقول طالب جامعيون يف غزة �إن االلتحاق مبقاعد‬ ‫الدرا�سية اجلامعية‬ ‫بانتظام مل يعد �أمرا �سهال ويف‬ ‫املتناول للكثري منهم يف ظل الأو�ضاع‬ ‫االقت�صادية‬ ‫واالجتماعية ال�صعبة لهم‪‬.‬‬ ‫‫ويف جامعة الأزهر ـ �أكرب جامعات قطاع غزة ـ يواجه‬ ‫الطالب �صعوبات بالغة يف‬‫ت�سديد الر�سوم الدرا�سية ما‬ ‫يهدد م�ستقبلهم الأكادميي خا�صة يف ظل ما تفر�ضه‬‬ ‫‫�إدارة اجلامعة من �إجراءات �صارمة متنع مبوجبها‬ ‫الطلبة غري امل�سددين من‬ ‫دخول االمتحانات‪ ‬.‬‫ويقول‬ ‫�أنور ح�سان وهو طالب يف اجلامعة �إن فئات كثرية‬ ‫من الطالب يجربون‬ ‫على عدم االنتظام بالدرا�سة‬ ‫باالنقطاع عنها لف�صل درا�سي �أو �أكرث حتى يتوفر‬‫لديها‬ ‫املبالغ املالية املطلوب �سدداها للجامعة‪‬.‬‬ ‫‫وي�شري ح�سان �إلى �أن �إدارة اجلامعة تعمد �إلى فر�ض‬ ‫ت�سديد حد �أدنى مقابل‬ ‫ال�ساعات الدرا�سية من خالل‬ ‫�ضرورة دفع املبالغ املالية لت�سع �ساعات درا�سية‬‫غري �أن‬ ‫هذا احلل ميثل عبئا على الطالب وعلى عائالتهم‪‬.‬‬ ‫‫ويف ال�سياق ت�شتكى الطالبة مرام نعمان من تع�سف‬ ‫�إدارة اجلامعة يف‬ ‫التعاطي مع �أزمات الطالب غري‬ ‫القادرين على ت�سديد الر�سوم الدرا�سية خ�صو�صا‬ ‫مع‬ ‫بداية كل ف�صل درا�سي وحرمانهم من دخول قاعات‬ ‫تقدمي االمتحانات‪ ‬.‬وت�شري نعمان �إلى �أن الكثري من‬ ‫الطالب اجلامعيني يعانون من امل�صاعب‬ ‫االقت�صادية‬ ‫خا�صة العائالت التي لديها �أكرث من طالب جامعي‬ ‫بالنظر �إلى كم‬ ‫امل�صاريف املالية الكبرية املطلوب‬ ‫الوفاء بها بخالف الر�سوم الدرا�سية‪‬.‬‬ ‫‫وتقف الأزمة املالية جلامعات غزة يف �أبرز عناوين‬ ‫�أزماتها ما �أدى �إلى عجز‬ ‫كبري يف موازناتها و�أجربها‬ ‫على تقلي�ص دفع رواتب موظفيها و�سط مخاطر من �أن‬‬ ‫‫يهدد يف امل�ستقبل القريب ب�إمكانية وقفها عن العمل‪‬.‬‬ ‫ويوجد يف قطاع غزة �ست جامعات معرتف بها ر�سميا‬ ‫منها جامعتان حكوميتان‪ ‬،‬‫�إلى جانب خم�س كليات‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫جامعية متخ�ص�صة و�ست كليات املجتمع املتو�سطة ‬‪.‬‬ ‫‫وتفر�ض �إ�سرائيل ح�صارا م�شددا على قطاع غزة الذي‬ ‫يقطنه مليونا ن�سمة منذ‬‫منت�صف عام ‪ ‬.2007‬و�سبق �أن‬ ‫قدرت منظمات دولية معدل البطالة يف �صفوف �سكان‬ ‫قطاع غزة ب�أنه‬‫الأعلى عامليا بو�صوله �إلى ‪ 43‬يف املائة‪،‬‬ ‫يف حني ال يزال ‪ 40‬يف املائة من ال�سكان يقبعون حتت‬‬ ‫‫خط الفقر‪‬.‬‬ ‫‫و�إزاء املعطيات املذكورة ت�شدد الكتل الطالبية يف قطاع‬ ‫غزة على رف�ضها‬‫القاطع لأن يكون الطالب هم الطرف‬ ‫املتحمل للأزمة املالية للجامعات مبا‬ ‫فيها جامعة‬ ‫الأزهر‪ ‬.‬ويقول من�سق الكتل الطالبية يف جامعات‬ ‫ف ‫امل�س�ؤولية عن‬ ‫غزة‪ ،‬عرفات �أبو زايد �إن كل �أطرا ‬‬ ‫�أزمة اجلامعات املالية تتجه للأ�سف لل�ضغط على‬ ‫الطالب‬‫باعتبارهم احللقة الأ�ضعف وهو �أمر م�ستهجن‬ ‫ومرفو�ض وال يراعى �أدنى مقومات‬ ‫�صمود الطالب‬ ‫وعائالتهم‪‬.‬‬ ‫‫وي�شري �أبو زايد �إلى �أن‬ ‫�أزمة الطالب يف عدم ت�سديد‬ ‫الر�سوم الدرا�سية مرتاكمة منذ عدة �سنوات بفعل‬‬ ‫‫احل�صار والأو�ضاع االقت�صادية املرتدية يف قطاع غزة‪‬.‬‬ ‫ويقول م�س�ؤولون يف جامعة الأزهر يف غزة �إن لديها‬ ‫�أكرث من �ستة �آالف طالب‬ ‫وطالبة يواجهون �إ�شكاليات‬ ‫الوفاء بدفع الر�سوم الدرا�سية عند بداية كل ف�صل‬‬ ‫‫درا�سي‪ ‬.‬ويو�ضح نائب رئي�س ال�ش�ؤون الإدارية واملالية‬ ‫يف جامعة الأزهر‪ ،‬مروان الأغا‪ ‬،‬‫�أن �أزمة عدم انتظام‬ ‫ت�سديد الر�سوم الدرا�سية من الطالب تراكمت منذ‬ ‫عدة‬ ‫�أعوام وت�سببت بعجز مايل �إجمايل يف موازنة‬ ‫اجلامعة يقدر ب�أكرث من ‪‬35‬‫مليون دوالر �أمريكي‪‬.‬‬ ‫‫وي�شري الأغا �إلى �أن �أ�سباب تراكم العجز املذكور هو‬‬

‫‫�أن امل�صدر الرئي�سي ملوازنة اجلامعة يعتمد �أ�صال على‬ ‫الر�سوم الدرا�سية من‬ ‫الطالب بفعل نق�ص ما تتلقاه‬ ‫من متويل خارجي‪ ‬.‬ويربز �أن جزءا رئي�سيا من �أزمة‬ ‫جامعات قطاع غزة يتعلق برتاجع الو�ض ‬ع‫املايل‪.‬‬ ‫‫لكن مراقبني و�أكادمييني يربزون �أ�سباب �أخرى لأزمة‬ ‫جامعات قطاع غزة منه ‬ا ‫تراجع الدعم اخلارجي‬ ‫مل�شاريعها الإن�شائية وموازناتها التطويري ‬ة ‫والت�شغيلية‬ ‫�إلى جانب الت�ضخم الوظيفي لديها‪.‬‬ ‫‫ويعد غياب اجلامعات احلكومية التي تقدم للطالب‬ ‫التعليم املجاين �سبب ‬ا ‫رئي�سيا يف تفاقم الأزمة‪ ،‬فيما‬ ‫ي�ؤكد املراقبون �أن احلل يكمن ب�ضرورة تفعيل‫�صندوق‬ ‫الطالب ودعمه من القطاعني العام واخلا�ص مل�ساعدة‬ ‫الطالب املتعففني‪‬.‬‬ ‫‫ويعزو مخت�صون و�أكادمييون �أزمات اجلامعات‬ ‫الفل�سطينية خ�صو�صا يف غزة �إل ‬ى ‫ارتفاع تكاليف‬ ‫التعليم اجلامعي ومحدودية م�صادر التمويل؛ الأمر‬ ‫الذي يعد‬‫�صفة مالزمة للتعليم اجلامعي منذ البدايات‬ ‫الأولى مل�سريته‪.‬‬ ‫‫ويعد تعطيل الدرا�سة يف كثري من جامعات غزة ب�سبب‬ ‫الأزمة املالية وتبعاتها‬ ‫�أمرا �شبه اعتيادي‪ ،‬و�سط‬ ‫حتذيرات متكررة من �أن حجم الإنفاق على التعلي ‬م‬ ‫‫اجلامعي يف فل�سطني �ضئيل جدا (مقارنة مع بقية‬ ‫العامل)‪ ،‬وبالتايل ف�إن‬ ‫م�ستوى التعليم اجلامعي يف‬ ‫تراجع ‬‪� .‬إذ ت�ؤكد بيانات ر�سمية �أن كلفة الطالب يف‬ ‫فل�سطني ترتاوح ما بني �ألف �إل ‬ى ‫�ألفي دوالر �أمريكي‬ ‫�سنويا‪ ،‬بينما يبلغ يف العامل ككل ما بني ‪� 15‬ألف �إل ‬ى‫‪40‬‬ ‫�ألف دوالر لل�شخ�ص‪‬.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪7‬‬


‫مـلـف فلسطين‬ ‫«التعاون اإلسالمي” تثمن تقديم المملكة العربية السعودية ‪ 20‬مليون دوالر لوكالة األونروا‬ ‫ثمنت الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي �إعالن‬ ‫اململكة العربية ال�سعودية عن م�ساهمة مالية بقيمة‬ ‫‪ 20‬مليون دوالر دعم ًا لوكالة غوث وت�شغيل الالجئني‬ ‫الفل�سطينيني” �أونروا”‪ ،‬والتي من �ش�أنها تعزيز قدرة‬ ‫الوكالة على تخفيف معاناة الالجئني الفل�سطينيني‬

‫وا�ستمرار توفري احتياجاتهم الأ�سا�سية‪.‬‬ ‫جتدد دعوتها �إلى املجتمع الدويل باال�ستمرار يف تقدمي‬ ‫واذ ت�ؤكد منظمة التعاون الإ�سالمي �أن هذه امل�ساهمة الدعم لوكالة الأونروا‪ ،‬وحتمل م�س�ؤولياته �إزاء ق�ضية‬ ‫املالية جت�سد امتداد ًا للدعم ال�سخي الذي تقدمه اململكة الالجئني الفل�سطينيني و�إيجاد حل عادل لها وفقا‬ ‫العربية ال�سعودية لوكالة الأونروا‪ ،‬يف �إطار اجلهود التي لقرارات ال�شرعية الدولية ذات ال�صلة‪.‬‬ ‫تبذلها لدعم ال�شعب الفل�سطيني وحقوقه الثابتة‪ ،‬ف�إنها‬

‫المنظمة تدين مشروع قرار لمنع رفع األذان في مدينة القدس المحتلة‬ ‫دانت منظمة التعاون الإ�سالمي ب�شدة م�صادقة حكومة‬ ‫االحتالل الإ�سرائيلي على م�شروع قانون يهدف ل�شرعنة‬ ‫الب�ؤر اال�ستيطانية اال�ستعمارية يف الأر�ض الفل�سطينية‬ ‫املحتلة مبا فيها مدينة القد�س‪ ،‬و�أكدت �أن هذه‬ ‫الإجراءات غري القانونية التي تقوم بها �إ�سرائيل بهدف‬ ‫تكري�س احتاللها وا�ستيطانها اال�ستعماري تعترب الغية‬ ‫وباطلة مبوجب القانون الدويل وقرارات الأمم املتحدة‬ ‫ذات ال�صلة‪.‬‬ ‫كما عربت املنظمة عن �إدانتها ال�شديدة للت�صعيد‬ ‫الإ�سرائيلي الأخري املتمثل يف �إقرار م�شروع قانون يق�ضي‬

‫مبنع رفع الأذان يف امل�ساجد يف مدينة القد�س املحتلة‬ ‫و�ضواحيها‪ ،‬م�ؤكدة �أن هذه الإجراءات اخلطرية ت�أتي‬ ‫يف �إطار ممار�سات �إ�سرائيل العن�صرية واعتداءاتها‬ ‫امل�ستمرة على املقد�سات الإ�سالمية‪ ،‬والتي ت�شكل اعتداء‬ ‫�صارخ ًا على حرية العبادة وحرمة الأماكن املقد�سة‪،‬‬ ‫وتعد انتهاك ًا للقانون الدويل الإن�ساين‪.‬‬ ‫وحذرت املنظمة من خطورة ا�ستمرار مثل هذه املمار�سات‬ ‫العن�صرية واالعتداءات الإ�سرائيلية التي �شانها �أن تقود‬ ‫�إلى �إذكاء ال�صراع الديني والتطرف والعنف يف املنطقة‪� .‬إلى حتمل م�س�ؤولياته جتاه و�ضع حد لهذه االنتهاكات‬ ‫كما دعت املجتمع الدويل‪ ،‬وخا�صة جمل�س الأمن الدويل‪ ،‬الإ�سرائيلية اخلطرية واملتكررة �ضد الأماكن املقد�سة‪.‬‬

‫العثيمين يؤكد على مسؤولية المجتمع الدولي في يوم التضامن مع الفلسطينيين‬ ‫وجه الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬معايل‬ ‫الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني‪ ،‬خطاب ًا �إلى االجتماع‬ ‫الذي عقدته الأمم املتحدة مبنا�سبة يوم الت�ضامن‬ ‫العاملي مع ال�شعب الفل�سطيني يف ‪ 29‬نوفمرب ‪،2016‬‬ ‫م�ؤكد ًا على ت�ضامن منظمة التعاون الإ�سالمي ودعمها‬ ‫الثابت لل�شعب الفل�سطيني يف ن�ضاله العادل من �أجل‬ ‫نيل حقوقه الوطنية امل�شروعة‪ ،‬ويف مقدمتها حقه يف‬ ‫تقرير م�صريه‪ ،‬وجت�سيد �إقامة دولته الفل�سطينية‬

‫امل�ستقلة وعا�صمتها القد�س ال�شريف‪ ،‬وحقه يف العودة‬ ‫ح�سب قرارات ال�شرعية الدولية‪.‬‬ ‫جاء ذلك يف كلمة �ألقاها نيابة عنه �سفريا املنظمة‬ ‫لدى الأمم املتحدة يف كل من نيويورك وجنيف والتي‬ ‫دانت �إ�سرائيل للجرائم واالنتهاكات التي ترتكبها‬ ‫يف الأر�ض الفل�سطينية املحتلة واملتمثلة يف �سيا�سات‬ ‫التهويد‪ ،‬واال�ستيطان‪ ،‬والقتل‪ ،‬واحل�صار واعتقال‬ ‫�آالف الفل�سطينيني‪ ،‬واالعتداءات على الأماكن املقد�سة‬

‫الإ�سالمية وامل�سيحية‪ ،‬وخ�صو�ص ًا امل�سجد الأق�صى‬ ‫املبارك‪ ،‬داعي ًا املجتمع الدويل �إلى حتمل م�س�ؤولياته‬ ‫بتوفري احلماية الدولية لل�شعب الفل�سطيني‪.‬‬ ‫و�أ�شار الأمني العام �إلى �ضرورة امل�ضي قدم ًا يف اجلهود‬ ‫الرامية �إلى ا�ست�صدار قرار من جمل�س الأمن الدويل‬ ‫حول اال�ستيطان الإ�سرائيلي‪ ،‬وتوفري �ضمانات و�آليات‬ ‫رقابة دولية ت�ضمن التنفيـذ للقرار الدويل‪ ،‬معترب ًا‬ ‫ذلك �إ�سهام ًا حقيقي ًا يف تثبيت ر�ؤية حل الدولتني‪.‬‬

‫«التعاون اإلسالمي» تدين االستيطان اإلسرائيلي وتدعو إلى تنفيذ قرار مجلس األمن الدولي ‪٢٣٣٤‬‬ ‫املحتلة مبا فيها مدينة القد�س‪ ،‬معتربة ذلك انتهاك ًا‬ ‫�سافر ًا لقرارات ال�شرعية الدولية ال�سيما قرار جمل�س‬ ‫الأمن الدويل الأخري رقم ‪ ،2334‬الذي �أكد رف�ض املجتمع‬ ‫الدويل و�إدانته لهذه الإجراءات الإ�سرائيلية غري القانونية‬ ‫وطالب بوقفها‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام للمنظمة‪ ،‬معايل الدكتور يو�سف بن‬ ‫�أحمد العثيمني‪� ،‬أن ت�سريع وترية اال�ستيطان الإ�سرائيلي‬ ‫مع بداية العام اجلاري هو م�ؤ�شر خطري يدلل على �إمعان‬ ‫دانت منظمة التعاون الإ�سالمي ب�شدة يف ‪ 30‬يناير ‪ ،2017‬حكومة االحتالل الإ�سرائيلي يف �سيا�ساتها الرامية‬ ‫م�صادقة حكومة االحتالل الإ�سرائيلي على بناء �آالف لتقوي�ض اجلهود الدولية التي �أجمع عليها امل�شاركون يف‬ ‫الوحدات اال�ستيطانية اجلديدة يف الأر�ض الفل�سطينية م�ؤمتر باري�س لل�سالم الذي انعقد يف ‪ 15‬يناير ‪2017‬‬ ‫‪8‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫ب�ش�أن �ضرورة تنفيذ حل الدولتني‪.‬‬ ‫كما دان العثيمني مناق�شة الكني�ست الإ�سرائيلي مل�شروع‬ ‫قانون يهدف ل�شرعنة الب�ؤر اال�ستيطانية اال�ستعمارية يف‬ ‫الأر�ض الفل�سطينية املحتلة مبا فيها مدينة القد�س‪ ،‬محذر ًا‬ ‫من خطورة ا�ستمرار �أن�شطة اال�ستيطان الإ�سرائيلي‬ ‫وتداعياته على املنطقة‪ ،‬وداعي ًا املجتمع الدويل‪،‬‬ ‫وخ�صو�صا جمل�س الأمن الدويل‪� ،‬إلى النهو�ض مب�س�ؤولياته‬ ‫واتخاذ التدابري الالزمة لإنفاذ قراراته و�إلزام �إ�سرائيل‪،‬‬ ‫قوة االحتالل‪ ،‬وقف �سيا�ستها اال�ستيطانية يف كافة الأر�ض‬ ‫الفل�سطينية املحتلة‪ ،‬مبا فيها مدينة القد�س ال�شريف‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫مـلـف فلسطين‬

‫الزيتون‬ ‫يمثل أمال كبيرا لزيادة دخول الفلسطينيين‬ ‫وارتباطهم باألرض رغم المصاعب‬‬ ‫رام اهلل (د ب ا)‪:‬‬

‫تقبع �أجولة م�صنوعة من اخليوط‬ البال�ستيكية على الأر�ض‪ ،‬و�سرعان ما متتلئ‬ ‫بالزيتون الأخ�ضر والأ�سود‪ ،‬بينما‬ يقف عماد ح�سن الذي يلتحف برداء من ال�صوف‬ ‫�أزرق اللون‪ ،‬وي�ضع غطاء للر�أ�س‬ ويرتدي �سرواال ريا�ضيا‪ ،‬على �سلم معدين يرتفع‬ ‫مب�سافة خم�سة �أمتار فوق �سطح‬ الأر�ض ليقطف ثمار الزيتون بيده من ال�شجرة‪ ،‬حيث‬ ‫ت�ستكني الثمرة النا�ضجة‬ بني الأوراق املتقاربة املدببة‪.‬‬ ‫‬‫ويف الأ�سفل جتل�س والدته فاطمه على الأر�ض لتفح�ص كل زيتونة‪ ،‬وجتمع الزيتون‬‬ ‫الأخ�ضر يف ناحية ليتم تخليله‪ ،‬بينما يذهب بقية املح�صول �إلى املع�صرة‬ ال�ستخراج‬ ‫الزيت منه‪.‬‬ ‫‬‫‬ويقع هذا امل�شهد يف بلدة دورا القرع الكائنة بال�ضفة الغربية‪ ،‬والتي يبل ‬غ عدد �سكانها‬ ‫ثالثة �آالف فل�سطيني وتبعد مب�سافة ب�ضع كيلومرتات عن رام اهلل‬ من ناحية ال�شمال‪.‬‬ ‫‫‬وزرع ح�سن ما �إجماليه ‪� 19‬شجرة زيتون على م�ساحة ‪ 2.2‬هكتار‪ ،‬وميثل مح�صول‬‬ ‫الزيتون جمرد جزء من الدخل الذي ي�ضاف �إلى مرتبه من العمل بوظيفة يف‬ �أر�شيف‬ ‫وزارة االقت�صاد‪ ‬.‬وي�شري ح�سن من �أعلى ال�سلم الذي يقف عليه‪� ،‬إلى ثمار الزيتون‬ ‫ال�سوداء‬ املتناثرة على الأر�ض ال�ضاربة �إلى احلمرة‪« ،‬ويقول لقد ت�ساقطت كل هذه‬‬ ‫الثمار»‪.‬‬ ‫‫‬ومل ي�ستطع ح�سن �أن ي�أخذ عطلة من عمله ب�شكل �سريع‪ ،‬وبالتايل يقوم هو‬ و�أ�سرته‬ ‫بجني مح�صول الأ�شجار الت�سع ع�شرة خالل �أ�سبوع‪ ‬.‬ويعرب ح�سن الذي يبلغ من‬ ‫العمر ‪ 39‬عاما عن ر�ضائه عن حجم املح�صول‪ ،‬ويقول‬ «هذا العام �أف�ضل من العام‬ ‫ال�سابق‪ ،‬ويتباين �إنتاج �أ�شجار الزيتون فهي تطر ‬ح يف عام مح�صوال متو�سطا ويف‬ ‫العام التايل له مح�صوال جيدا‪ ،‬وكان ناجت‬ املح�صول متوا�ضعا العام املا�ضي»‪.‬‬ ‫‬‫‬ويعد مح�صول الزيتون الذي يتم جنيه خالل الفرتة من منت�صف �أكتوبر �إلى‬ ‫منت�صف نوفمرب تقريبا هو الوقت الأكرث �أهمية‬ بالن�سبة للزراعة الفل�سطينية‪ ،‬وي�شري‬ ‫تقرير وزارة الزراعة التابعة لل�سلطة‬ الوطنية الفل�سطينية �إلى �أن قرابة ‪� 100‬ألف‬ ‫�أ�سرة تعتمد يف معي�شتها على‬ مح�صول الزيتون‪ ،‬والذي ميثل نحو ‪ 25‬يف املائة من‬ ‫�إجمايل �إيرادات قطاع الزراعة‬ الفل�سطيني‪.‬‬ ‫‬‫‬وتوقعت وزارة الزراعة الفل�سطينية �إنتاج مح�صول من الزيتون يبلغ حوايل ‪‬100‬‬ ‫�ألف طن‪ ،‬ويعد هذا الرقم �إنتاجا متو�سطا‪ ،‬وذكر وزير الزراعة الفل�سطيني‪� ‬،‬سفيان‬ ‫�سلطان مبدينة بيت حلم �أنه ميكن من هذه الكمية ت�صنيع ‪� 17‬ألف طن من‬ زيت‬ ‫الزيتون‪.‬‬ ‫‬‫‬ويتم ت�صدير كمية �صغرية من مح�صول الزيتون الفل�سطيني للخارج‪ ،‬ويقدر‬ ‫حجم مح�صول الزيتون الفل�سطيني للمو�سم املا�ضي بنحو ‪ 3750‬طنا‬ فقط‪‬.‬‬ ‫‫‬ويو�ضح امل�س�ؤولون بقطاع الت�صنيع الزراعي الفل�سطيني �أنه يتم ت�صدير الزيتون‬‬ ‫الفل�سطيني �أ�سا�سا �إلى منطقة اخلليج عرب الأردن‪ ‬.‬وهذه الأرقام املتوا�ضعة تتناق�ض‬ ‫مع الأهمية النف�سية العميقة التي ميثلها‬ الزيتون للفل�سطينيني‪ ،‬فهم يرون �أن �شجرة‬ ‫الزيتون ترمز �إلى ال�سالم و�إلى‬ ارتباطهم بالأر�ض‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫‬‫‬و�إلى جانب �صناعة ا�ستخراج زيت الزيتون ميكن للفل�سطينيني �أن ي�صنعوا‬ ال�صابون‬ ‫من الثمرة‪ ،‬وعالجات للأمرا�ض من �أوراق ال�شجرة‪� ،‬أما خ�شبها فيمكن‬ نحت قطع‬ ‫فنية تذكارية منه‪.‬‬ ‫ك‬ ‫‬‫‬ولي�س الطق�س وحده هو م�صدر القلق بالن�سبة للمزارعني بال�ضفة الغربية‪ ،‬فهنا ‬‬ ‫ري الأ�شجار‪،‬‬ ‫�أنباء متزايدة عن قدوم م�ستوطنني �إ�سرائيليني ل�سرقة الزيتون �أو تدم ‬‬ ‫ويعي�ش �أي�ضا الآن و�سط ال�سكان الفل�سطينيني الذين يبلغ عددهم ‪ ‬2.9‬ماليني ن�سمة‬ ‫عدة مئات الآالف من امل�ستوطنني الإ�سرائيليني‪.‬‬ ‫‬‫‬ومتتلك ال�سيدة رانده �شقيقة عماد ح�سن و�أ�سرتها عددا من �أ�شجار الزيتو ‬ن‬ ‫بالقرب من م�ستوطنة بيت �إيل الإ�سرائيلية ‬‪ .‬وتقول رانده التي تبلغ من العمر ‪49‬‬ ‫عاما «�إن ال�سلطات الإ�سرائيلية ال‬ ت�سمح لنا بالذهاب �إلى املزرعة يف الوقت الذي‬ ‫ن�شاء»‪ ،‬ويتعني على �أفراد‬ الأ�سرة �أن يح�صلوا �أوال على موافقة من ال�سلطات املحلية‪،‬‬ ‫وعندما يعطي‬ الإ�سرائيليون ت�صريح ميكنهم حينئذ فقط �أن يذهبوا جلني املح�صو ‬ل‬ ‫ويرافقهم موظفون‪‬.‬‬ ‫‬‫‬وي�أمل ح�سن يف �إنتاج ‪ 112‬كيلوجراما من زيت الزيتون هذه املرة‪ ،‬وهذ ‬ه الكمية تبلغ‬ ‫قيمتها نحو ‪ 1200‬دوالر‪ ،‬وهو مبلغ ميثل �أكرث من املرتب الذ ‬ي يح�صل عليه العامل‬ ‫املتو�سط خالل �شهرين‪ ‬.‬ولأن �إجمايل املح�صول منخف�ض بوجه عام هذا املو�سم‪ ،‬فقد‬ ‫ي�ستطيع ح�سن �أن يبي ‬ع الزيت الذي �سي�ستخرجه ب�سعر �أعلى مقارنة بالعام املا�ضي‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪9‬‬


‫مـلـف فلسطين‬ ‫العثيمين يشدد على دعم المبادرة العربية والمجتمع الدولي يجدد إيمانه بحل الدولتين‬

‫مشاركة واسعة لدول «التعاون اإلسالمي» في مؤتمر باريس‬ ‫باريس ‪ -‬فرنسا‪� :‬أكد الأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬معايل الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني‪،‬‬ ‫املوقف الثابت للمنظمة يف دعم الق�ضية الفل�سطينية‪،‬‬ ‫وقال يف كلمته �أمام امل�ؤمتر الدويل لدعم عملية ال�سالم‬ ‫يف ال�شرق الأو�سط يف باري�س‪ 15 ،‬يناير ‪� ،2017‬إن‬ ‫امل�شاركة الوا�سعة للدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي تعد تعبري ًا عن االلتزام الثابت بدعم حقوق‬ ‫ال�شعب الفل�سطيني من ناحية‪ ،‬وت�أكيد ًا على �أن مبادرة‬ ‫ال�سالم العربية‪ ،‬التي �أطلقتها اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫عام ‪ 2002‬وتبنتها املنظمة‪ ،‬ما زالت تُعترب فر�صة‬ ‫تاريخية وواقعية وجدية وخطوة �شجاعة نحو حتقيق‬ ‫ال�سالم واال�ستقرار والأمن يف املنطقة‪.‬‬ ‫وقال العثيمني �إن منظمة التعاون الإ�سالمي وقفت‬ ‫دائم مع ق�ضية فل�سطني والقد�س باعتبارها‬ ‫ٍ‬ ‫ب�شكل ٍ‬ ‫الق�ضية املركزية للأمة الإ�سالمية جمعاء‪ ،‬واتخذت‬ ‫العديد من القرارات على م�ستوى القمة الإ�سالمية‬ ‫لدعم جهود املجتمع الدويل الرامية لتحقيق ال�سالم‬ ‫ال�شامل والدائم يف املنطقة‪.‬‬ ‫وجدد الأمني العام ت�أكيد املنظمة على �أن �إنهاء االحتالل‬ ‫الإ�سرائيلي وجت�سيد �إقامة الدولة الفل�سطينية امل�ستقلة‬ ‫ذات ال�سيادة على حدود الرابع من حزيران لعام‬ ‫‪ 1967‬وعا�صمتها القد�س ال�شرقية‪ ،‬و�إيجاد حل عادل‬ ‫ومتفق عليه مل�س�ألة الالجئني الفل�سطينيني وفقا للقرار‬ ‫‪ ،194‬م�ضيفا �أن ذلك ُي�ش ّكل جوهر احلل املن�شود من‬ ‫�أجل �إنهاء ال�صراع و�إحالل ال�سالم العادل وال�شامل‬ ‫يف املنطقة‪ ،‬ا�ستناد ًا �إلى قرارات الأمم املتحدة ذات‬ ‫ال�صلة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫و�شدد العثيمني على �أن القد�س ال�شرقية تُ�شكل جزءا‬ ‫ال يتجز�أ من الأر�ض الفل�سطينية املحتلة عام ‪،1967‬‬ ‫عا�صمة دولة فل�سطني‪ ،‬م�شريا �إلى املركزية الدينية‬ ‫والروحية لهذه املدينة وارتباط امل�سلمني الأبدي يف‬ ‫جميع �أرجاء العامل بامل�سجد الأق�صى املبارك‪ ،‬و�ضرورة‬ ‫احرتام و�ضمان حق امل�سلمني يف ممار�سة �شعائرهم‬ ‫الدينية الثابتة هناك‪.‬‬ ‫وقال الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي �إن املنظمة‬ ‫ت�ؤكد على �أهمية تعزيز الدعم االقت�صادي لل�شعب‬ ‫الفل�سطيني‪ ،‬وفق ًا لقرار القمة الإ�سالمية اال�ستثنائية‬ ‫اخلام�سة التي انعقدت يف جاكرتا �شهر مار�س ‪2016‬‬

‫‪10‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫الرئي�س الفرن�سي فران�سوا هوالند يلقي خطابا يف م�ؤمتر لل�سالم يف ال�شرق الأو�سط يف باري�س‪ ،‬فرن�سا‪ 15 ،‬يناير ‪�( 2017‬إي بي ايه)‪.‬‬

‫ومت ت�أكيدها يف الدورة الثالثة ع�شرة مل�ؤمتر القمة‬ ‫الإ�سالمي يف �إ�سطنبول �شهر �إبريل من ذات العام‪،‬‬ ‫الفتا �إلى �أن الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫�ستوا�صل مع البنك الإ�سالمي للتنمية والدول الأع�ضاء‬ ‫ورجال الأعمال وكذلك م�ؤ�س�سات املجتمع املدين من‬ ‫�أجل امل�ساهمة يف دعم ال�شعب الفل�سطيني ومتكينه من‬ ‫ال�صمود وبناء م�ؤ�س�سات دولته امل�ستقلة‪.‬‬ ‫و�أ�شار العثيمني �إلى ترحيب منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫بتبني جمل�س الأمن الدويل قرار رقم ‪ 2334‬الذي‬ ‫يدين اال�ستيطان الإ�سرائيلي‪ ،‬والذي طالب بوقفه يف‬ ‫الأرا�ضي الفل�سطينية املحتلة منذ عام ‪ ،1967‬مبا يف‬ ‫ذلك مدينة القد�س‪ ،‬م�شريا �إلى �أن املنظمة تثني على‬ ‫مواقف وجهود كافة الدول الأع�ضاء يف جمل�س الأمن‬ ‫الدويل التي �أيدت القرار‪ ،‬وتعرب عن �أملها يف �أن‬ ‫ُي�شكل هذا القرار خطوة يف اجتاه حتمل جمل�س الأمن‬ ‫مل�س�ؤولياته‪ ،‬و�أن يج�سد مرجعية �سيا�سية تُ�سهم يف‬ ‫تعزيز فر�ص جناح م�ؤمتر باري�س يف حتقيق �أهدافه‬ ‫املرجوة‪ ،‬ال �سيما �إطالق عملية �سيا�سية متعددة‬ ‫الأطراف وفق جدول زمني محدد‪ ،‬لإنهاء االحتالل‬ ‫الإ�سرائيلي وحتقيق ال�سالم ا�ستناد ًا �إلى ر�ؤية حل‬ ‫الدولتني‪.‬‬ ‫يذكر �أن ال�سفري �سمري بكر ذياب‪ ،‬الأمني العام امل�ساعد‬ ‫ل�ش�ؤون فل�سطني والقد�س يف املنظمة‪ ،‬قد �شارك يف‬ ‫االجتماعات التح�ضريية للم�ؤمتر والذي �ضم ‪ 69‬دولة‪.‬‬

‫�إلى ذلك �أكد امل�شاركون �ضرورة حل الدولتني لإنهاء‬ ‫االحتالل الإ�سرائيلي‪ ،‬و�أو�ضحوا يف ختام اجتماعات‬ ‫امل�ؤمتر �أن حدود ‪ 1967‬ت�شكل الأ�سا�س لهذا احلل‪،‬‬ ‫بينما اتفق املجتمعون على عقد م�ؤمتر جديد بحلول‬ ‫نهاية العام‪.‬‬ ‫ورحب البيان بجهود دفع ال�سالم يف ال�شرق الأو�سط‪،‬‬ ‫مبا يف ذلك قرار جمل�س الأمن الأخري رقم ‪ 2334‬الذي‬ ‫�أدان الن�شاط اال�ستيطاين‪ ،‬كما �أدان البيان اخلتامي ما‬ ‫و�صفها بالأعمال الإرهابية‪.‬‬ ‫وتعهد امل�ؤمتر بتقدمي حوافز اقت�صادية لكال الطرفني‬ ‫لت�شجيعهما على االنخراط يف املفاو�ضات‪.‬‬ ‫وكان الرئي�س الفرن�سي فران�سوا هوالند �أكد يف كلمته‬ ‫�أن امل�ؤمتر ال يهدف �إلى �إمالء محددات احلوار على‬ ‫الإ�سرائيليني والفل�سطينيني‪ ،‬و�أن املفاو�ضات املبا�شرة‬ ‫وحدها ميكن �أن حتقق ال�سالم‪ .‬و�أ�ضاف �أن املحادثات‬ ‫تهدف �إلى تقدمي «�ضمانات وت�شجيع» جلمع الأطراف‬ ‫على طاولة املفاو�ضات‪ ،‬م�شددا على «�أن حل الدولتني‬ ‫لي�س حلم مر عليه الزمن‪ ،‬و�أنه ال يزال هدف املجموعة‬ ‫الدولية»‪.‬‬ ‫و�أ�ضافت �أن امل�ؤمتر وجه لت�شكيل ثالث جلان رئي�سية‪،‬‬ ‫تهتم بت�شكيل جلنة لدعم اقت�صادي حقيقي للدولة‬ ‫الفل�سطينية‪ ،‬و�أخرى لبناء م�ؤ�س�ساتها‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إلى ت�شكيل جلنة للحوار املدين بني الفل�سطينيني‬ ‫والإ�سرائيليني‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫آراء‬ ‫مؤتمر باريس الدولي لدعم عملية السالم‪ :‬خطوة في االتجاه الصحيح‬

‫عادل سالمه‬ ‫شؤون فلسطني‬ ‫والقدس‬

‫نجاح هذا المؤتمر‬ ‫يتحقق في تضافر‬ ‫الجهود من أجل‬ ‫ترجمة عناصر البيان‬ ‫الختامي إلى آليات‬ ‫عمل تضمن انخراط‬ ‫األطراف المشاركة‬ ‫وتعزز مواقفها‬ ‫ومسؤولياتها‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫عقب التطور الإيجابي الذي �شهدته الق�ضية الفل�سطينية باعتماد جمل�س الأمن الدويل قرار رقم ‪ 2334‬يف نهاية العام املا�ضي‬ ‫ب�ش�أن عدم قانونية امل�ستوطنات و�ضرورة وقفها‪ ،‬جاء انعقاد م�ؤمتر باري�س الدويل لدعم عملية ال�سالم يف ال�شرق الأو�سط يف‬ ‫العا�صمة الفرن�سية بتاريخ ‪ 15‬يناير ‪ 2017‬مب�شاركة �سبعني دولة وخم�س منظمات دولية‪ ،‬ليج�سد �إجماع ًا والتزام ًا دولي ًا على ر�ؤية‬ ‫حل الدولتني على حدود الرابع من حزيران لعام ‪ 1967‬ك�أ�سا�س حلل الق�ضية الفل�سطينية‪ ،‬ورف�ض ًا وا�ضح ًا ال�ستمرار االحتالل‬ ‫الإ�سرائيلي القائم على م�شروع الهيمنة اال�ستعمارية‪.‬‬ ‫وقد رحبت منظمة التعاون الإ�سالمي باملبادرة الفرن�سية منذ انطالقها مطلع العام املا�ضي‪ ،‬من خالل القرارات ال�صادرة عن‬ ‫القمة اال�ستثنائية اخلام�سة التي انعقدت يف جاكرتا يف ‪ 7‬مار�س ‪ 2016‬وكذلك الدورة اال�ستثنائية الثالثة ع�شرة مل�ؤمتر القمة‬ ‫الإ�سالمي التي انعقدت يف ا�سطنبول يف ‪ 15‬ابريل ‪ ،2016‬على اعتبار �أنها فر�صة من �أجل تعزيز امل�س�ؤولية الدولية يف حتقيق ال�سالم‬ ‫وتثبيت حل الدولتني؛ وجت�سد قفزة نوعية جتاه �إخراج عملية ال�سالم من بوتقة احتكار وهيمنة الواليات املتحدة؛ �إ�ضافة �إلى �أنها‬ ‫خطوة مهمة نحو توفر �ضمانات دولية و�سقف زمني محدد ملفاو�ضات جادة تف�ضي �إلى حل �سيا�سي ينهي االحتالل الإ�سرائيلي‬ ‫للأر�ض الفل�سطينية املحتلة منذ العام ‪.1967‬‬ ‫ولكن رف�ض رئي�س الوزراء الإ�سرائيلي منذ البداية املبادرة الفرن�سية وعدم م�شاركته يف م�ؤمتر باري�س جاء العتبارات كثرية مبا‬ ‫فيها ال�سعي لتقوي�ض فر�صة انخراط املجتمع الدويل يف رعاية عملية �سيا�سية متعددة الأطراف‪ ،‬والإبقاء ح�صر ًا على الو�سيط‬ ‫الأمريكي املنحاز دوم ًا �إلى جانب �إ�سرائيل‪ ،‬وجتنب �أي قيود �أو التزامات �أو ا�ستحقاقات قد تتمخ�ض عن امل�ؤمتر‪� ،‬إ�ضافة �إلى‬ ‫ا�ستغالل الوقت واالن�شغاالت الدولية يف الأو�ضاع اخلطرية التي تع�صف بدول املنطقة من �أجل ت�سريع وترية �سيا�سات حكومته‬ ‫اليمينية املتطرفة القائمة على االحتالل واال�ستيطان واال�ستمرار يف مخططات تهويد مدينة القد�س و�صوال �إلى تقوي�ض �أي فر�صة‬ ‫لإقامة الدولة الفل�سطينية امل�ستقلة‪.‬‬ ‫ولعل املخرجات التي ت�ضمنها البيان اخلتامي مل�ؤمتر باري�س مبا يف ذلك ت�أكيد ودعم ر�ؤية حل الدولتني ك�أ�سا�س لإنهاء ال�صراع‪،‬‬ ‫وبناء قدرات م�ؤ�س�سات الدولة الفل�سطينية املقبلة‪ ،‬وتوفري املحفزات االقت�صادية‪ ،‬وتفعيل دور م�ؤ�س�سات املجتمع املدين ت�شكل يف‬ ‫جمملها خطوات بالغة الأهمية العتبار �أنها �أقرت ب�إجماع كافة الأطراف الدولية امل�شاركة‪.‬‬ ‫�إن �أهمية م�ؤمتر باري�س الدويل تكمن يف عدة عوامل �أبرزها م�ساهمته يف تدويل الق�ضية الفل�سطينية و�إعادتها �إلى اهتمام املجتمع‬ ‫الدويل بعد �أن ت�صدرت �أجندته التطورات اخلطرية يف املنطقة‪ ،‬فيما ج�سد توقيت انعقاده قبيل ت�سلم الإدارة الأمريكية اجلديدة‬ ‫مانع ًا �سيا�س ًا ومحدد ًا ل�سيا�ساتها غري املتوازنة ومواقفها املنحازة لإ�سرائيل على ح�ساب حقوق ال�شعب الفل�سطيني؛ كما �شكل‬ ‫امل�ؤمتر ر�سالة رف�ض وعزل لإ�سرائيل ب�سبب ا�ستعالئها على القانون الدويل وا�ستهتارها بالإرادة الدولية؛ و�أظهر الإجماع الدويل‬ ‫�إزاء عدم االعرتاف ب�أية تغيريات على حدود العام ‪ ،1967‬مبا يف ذلك مدينة القد�س‪ ،‬جمدد ًا الت�أكيد على مرجعيات عملية ال�سالم‬ ‫واملت�سقة مع قواعد القانون الدويل‪ ،‬مبا فيها قرارات الأمم املتحدة‪.‬‬ ‫وقد كان من امل�أمول �أن يقرر امل�ؤمتر ت�شكيل جمموعة دعم دولية ملتابعة تنفيذ البيان اخلتامي والتي ا�ستعا�ض عنها امل�ؤمتر بالدعوة‬ ‫�إلى تعزيز �آفاق التعاون بني اللجنة الرباعية الدولية و�أع�ضاء اجلامعة العربية‪ ،‬ما قد ي�شكل �أ�سا�س ًا ميكن البناء عليه لإ�شراك‬ ‫الأطراف الدولية الفاعلة يف رعاية متعددة الأطراف لعملية ال�سالم‪ .‬ولعل ت�أكيد البيان اخلتامي للم�ؤمتر على عدم قبول �أي �شروط‬ ‫او �إمالءات م�سبقة للمفاو�ضات ي�شكل �ضمانة �إيجابية لعدم قبول الأطراف الدولية لأي مطالب �إ�سرائيلية غري قانونية ال �سيما‬ ‫�شرط االعرتاف بيهودية الدولة �أو ا�ستمرار بناء امل�ستوطنات قبل ا�ستئناف العملية ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫ال �شك �أن ت�أكيد البيان اخلتامي على املرجعيات الدولية ال �سيما قرارات جمل�س الأمن الدويل ‪ 242‬و‪� 338‬إ�ضافة �إلى مبادرة ال�سالم‬ ‫العربية قد جاء للتعبري عن التزام الأطراف الدولية بدعم ومنا�صرة احلقوق امل�شروعة لل�شعب الفل�سطيني ال �سيما حق �إقامة‬ ‫الدولة على حدود الرابع من حزيران لعام ‪ 1967‬وعا�صمتها القد�س ال�شريف وكذلك حق العودة‪.‬‬ ‫�إن جناح هذا امل�ؤمتر يتحقق يف ت�ضافر اجلهود من �أجل ترجمة عنا�صر البيان اخلتامي �إلى �آليات عمل ت�ضمن انخراط الأطراف‬ ‫امل�شاركة وتعزز مواقفها وم�س�ؤولياتها والتزامها جتاه تنفيذ املخرجات الواردة فيه؛ ال �سيما العمل على دعم وتثبيت مبد�أ حل‬ ‫الدولتني؛ وامل�ساهمة يف تطوير وبناء قدرات م�ؤ�س�سات الدولة الفل�سطينية؛ وتوفري محفزات اقت�صادية ومناخات �إيجابية لتعزيز‬ ‫العالقات خارج الإطار الر�سمي عرب تفعيل دور م�ؤ�س�سات املجتمع املدين ب�شكل �إيجابي لتعزيز فر�ص بناء ال�سالم؛ وال�ضغط من‬ ‫�أجل �ضمان االمتناع عن �أي خطوات �أحادية‪ .‬وتعزيز �آفاق التعاون بني بقية الأطراف الدولية الفاعلة لدفع �أهداف البيان اخلتامي‬ ‫�إلى الأمام‪ ،‬مما يعني �ضرورة العمل �ضمن �إطار دويل �أو�سع يوفر م�ساحة ودور لأطراف فاعلة على ال�ساحة الدولية من �أجل املتابعة‬ ‫ومراقبة التقدم وامل�ساهمة يف تنفيذ ما جاء يف البيان اخلتامي للم�ؤمتر‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪11‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫منظمة التعاون اإلسالمي تدعو‬

‫لوقف القتل واإلبادة في سوريا‬

‫�سوريون ي�سريون يف �أحد �شوارع حلب‪� ،‬سوريا (�إي بي ايه)‪.‬‬

‫جدة ـ المملكة العربية السعودية‪:‬‬

‫يف ظل ت�صاعد الأزمة ال�سورية واملزيد من نزف الدم‬ ‫وتفاقم الأو�ضاع الإن�سانية ال�صعبة‪ ،‬كثفت منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي من حتركاتها خالل الفرتة القريبة‬ ‫املا�ضية‪ ،‬حيث عقدت اللجنة التنفيذية على امل�ستوى‬ ‫اجتماعا طار ًئا يف ‪ 22‬دي�سمرب ‪ 2016‬يف مق ّر‬ ‫الوزاري‬ ‫ً‬ ‫الأمانة العامة بجدّة بنا ًء على طلب دولة الكويت لبحث‬ ‫الو�ضع يف �سوريا يف ظل تطورات الأو�ضاع امل�أ�ساوية يف‬ ‫مدينة حلب‪.‬‬ ‫وحتدث يف اجلل�سة االفتتاحية يف االجتماع معايل وزير‬ ‫خارجية جمهورية تركيا‪ ،‬ال�سيد مولود جاوي�ش �أوغلو‬ ‫الذي دعا يف كلمته الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي �إلى توجيه ر�سائل قوية لإنهاء املحنة يف‬ ‫�سوريا‪ ،‬م�شريا �إلى �أهمية توحيد ال�صف لإيجاد �سبل‬ ‫‪12‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫�آمنة للإجالء من حلب وتو�صيل امل�ساعدات الإن�سانية‬ ‫على الفور‪.‬‬ ‫وطالب امليلي�شيات الأجنبية مبغادرة الأرا�ضي ال�سورية‬ ‫على الفور‪ ،‬م�شددا على �أنه على النظام ال�سوري‬ ‫الرجوع �إلى طاولة املفاو�ضات مع املعار�ضة للو�صول‬ ‫�إلى حل �سيا�سي يف �إطار م�سار جنيف‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬قال الأمني العام للمنظمة‪ ،‬معايل الدكتور‬ ‫يو�سف بن �أحمد العثمني‪ :‬لقد �أ ّكد قادة الأمة الإ�سالمية‬ ‫يف البيان اخلتامي للدورة الثالثة ع�شر مل�ؤمتر القمة‬ ‫الإ�سالمي املنعقد ب�إ�سطنبول يف �أبريل ‪ 2016‬عن عميق‬ ‫قلقهم �إزاء توا�صل العنف و�سفك الدماء يف اجلمهورية‬ ‫العربية ال�سورية‪ ،‬وعلى �ضرورة احلفاظ على وحدة‬ ‫�سوريا وا�ستقاللها و�سيادتها و�سالمة �أرا�ضيها‪ .‬كما‬ ‫جدّد بيان قمة ا�سطنبول دعمه لإيجاد ت�سوية �سيا�سية‬

‫للنزاع على �أ�سا�س بيان جنيف (‪ ،)1‬وللعملية ال�سيا�سية‬ ‫برعاية الأمم املتحدة بغية تنفيذ عملية انتقال �سيا�سي‬ ‫يقودها ال�سوريون وميلكون زمامها‪ ،‬مت ِّكن من بناء دولة‬ ‫�سورية جديدة على �أ�سا�س نظام تعددي‪ ،‬دميقراطي‪،‬‬ ‫مدين قائم على مبادئ �سيادة القانون واحرتام حقوق‬ ‫الإن�سان‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫و�أ�شار الأمني العام �إلى �أن النظام ال�سوري ظل ُي�ص ُّر‬ ‫على انتهاج ُ�س ُبل القتل والرتهيب وتخريب املن�ش�آت‬ ‫مما ت�س ّبب يف مقتل وجرح �أعداد‬ ‫العامة‬ ‫واخلا�صة ّ‬ ‫ّ‬ ‫كبرية من الأطفال والن�ساء واملدنيني ال ُعزّل وتدهور‬ ‫الأو�ضاع الإن�سانية يف معظم املدن ال�سورية ال�سيما‬ ‫مدينة حلب التي تع ّر�ضت �إلى �أفظع ال�ضربات اجلوية‬ ‫�ض ّد املناطق املكتظة بال�سكان‪ ،‬وا�ست َ‬ ‫ُعمل فيها كل �أنواع‬ ‫الأ�سلحة الفتّاكة مبا يف ذلك الغازات ال�سامة‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫لها ال�شعب ال�سوري والتوقف الفوري عن عمليات‬ ‫�إرهابه وت�شريده خارج بالده‪� ،‬إ�ضافة �إلى �ضرورة �إقرار‬ ‫هدنة فورية ودائمة ووقف فوري للأعمال العدائية التي‬ ‫يقوم بها النظام ال�سوري �ض ّد �شعبه‪.‬‬ ‫ودعا الأمني العام �إلى �إر�سال مراقبني دوليني ملتابعة‬ ‫تطبيق وقف الأعمال العدائية وحماية املدنيني يف حلب‬ ‫ويف بق ّية املناطق املحا�صرة يف �سوريا‪ ،‬وال�سماح بدخول‬ ‫امل�ساعدات الإن�سانية والإغاثية و�إي�صالها �إلى ال�سكان‬ ‫يف حلب ويف باقي املناطق املحا�صرة يف �سوريا‪.‬‬ ‫ويف نهاية االجتماع �صدر بيان ختامي �أعرب فيه الوزراء‬ ‫عن بالغ قلقهم من التطورات امل�أ�ساوية اخلطرية التي‬ ‫ت�شهدها مدينة حلب وريفها جراء العدوان ال�سافر‬ ‫الذي ي�شنه النظام ال�سوري وحلفا�ؤه �ضد املدنيني‬ ‫العزل وما خلفه من �ضحايا وتدمري املدينة ومقدراتها‬ ‫و�إرثها الإن�ساين واحل�ضاري‪ .‬وجدد االجتماع �إدانته‬ ‫للنظام ال�سوري وحلفا�ؤه ال�ستمرارهم بالقيام بعمليات‬ ‫ع�سكرية �إجرامية وتع�سفية وا�ستخدامهم الق�صف‬ ‫اجلوي بالرباميل املتفجرة واملواد احلارقة والأ�سلحة‬ ‫املحرمة دولي ًا على املناطق ال�سكنية‪.‬‬ ‫كما رف�ض االجتماع و�أدان ب�شكل قاطع كافة ال�سيا�سات‬ ‫الق�صرية التي ينتهجها النظام ال�سوري لرتكيع �شعبه‬ ‫عرب احل�صار والتجويع والرتهيب يف حلب وبقية املناطق‬ ‫املحا�صرة باعتبار هذه اجلرائم واملجازر جرائم‬ ‫حرب‪ ،‬وجرائم �ض ّد‬ ‫الإن�سانية‪ ،‬وانتهاكات‬ ‫للمواثيق‬ ‫خطرية‬ ‫الدولية‬ ‫والأحكام‬ ‫بالقانون‬ ‫اخلا�صة‬ ‫الدويل والقانون الدويل‬ ‫الإن�ساين ب�ش�أن �ضرورة‬ ‫حماية املدنيني يف‬ ‫الأمني العام ووزير خارجية تركيا يف اجتماع اللجنة التنفيذية اخلا�ص زمن احلروب‪ ،‬وهو‬ ‫ب�سوريا يف مقر الأمانة العامة يف جدة‪ ،‬اململكة العربية ال�سعودية‪ .‬ما ي�ستوجب معاقبة‬ ‫و�إقرار‬ ‫مرتكبيها‬ ‫و�أ�ضاف �أن عجز املجتمع الدويل على و�ضع ح ّد للقتل‬ ‫محاكمتهم‪.‬‬ ‫املمنهج للمدنيني ال�سوريني من ِقبل قوات النظام‬ ‫و�أكد االجتماع جمددا على موقفه الثابت ب�أن احلل‬ ‫ال�سوري وعدم مت ّكن جمل�س الأمن الدويل من التوافق‬ ‫الوحيد للأزمة ال�سورية يتمثل يف ا�ستئناف املفاو�ضات‬ ‫على اعتماد قرار ملزم حتت البند ال�سابع من ميثاق برعاية الأمم املتحدة ووفق ًا لبيان جنيف (‪ )1‬لعام‬ ‫الأمم املتحدة قد ّ‬ ‫�شجع بدون �شك النظام ال�سوري على ‪ 2012‬وقرار جمل�س الأمن رقم ‪ 2254‬باعتبارها‬ ‫موا�صلة �سيا�سة القتل والإبادة ل�سكان حلب‪.‬‬ ‫املرجعية الوحيدة للمفاو�ضات ومب�شاركة مم ّثلي‬ ‫ال�سور ّية والنظام ال�سوري‪.‬‬ ‫و�شدد العثيمني على �أن الأمم املتحدة واملجتمع الدويل املعار�ضة ّ‬ ‫والأطراف الدولية الفاعلة مطالبون باتخاذ التدابري وطالب االجتماع جمل�س الأمن الدويل واجلمعية العامة‬ ‫الالزمة لوقف عمليات الإبادة اجلماعية التي يتعر�ض للأمم املتحدة ب�ضرورة حت ّمل م�س�ؤولياتها املن�صو�ص‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫عليها يف ميثاق املنظمة للحفاظ على �سالمة املدنيني‬ ‫ال�صلة‬ ‫وحمايتهم وتنفيذ قرارات جمل�س الأمن ذات ِّ‬ ‫ب�ش�أن الو�ضع يف �سوريا‪ ،‬والتي دعت �إلى تنفيذ وقف‬ ‫�إطالق النار‪ ،‬و�إنهاء العمليات العدائية‪ ،‬ورفع احل�صار‬ ‫عن‪ ‬املدنيني املحا�صرين‪ ،‬وتوفري احلماية لهم‪ ،‬وتوفري‬ ‫ممرات �آمنة لهم وللأطفال والن�ساء وللمر�ضى‬ ‫وامل�صابني‪ ،‬وال�سماح ب�إجالئهم �إلى مناطق �آمنة‪.‬‬ ‫ودعت هذه القرارات كذلك �إلى بتقدمي امل�ساعدات‬ ‫الإن�سانية ل�سكان املناطق املحا�صرة‪ ‬يف حلب ويف بق ّية‬ ‫الأرا�ضي ال�سورية‪.‬‬ ‫وجدّد االجتماع �إدانة منظمة التعاون الإ�سالمي ودولها‬ ‫الأع�ضاء الإرهاب بكا ّفة �أ�شكاله و�صوره والعزم على‬ ‫مكافحته واجتثاثه من جذوره‪ ،‬و�شدّد على �أهمية‬ ‫التعاون الدويل ملجابهة الإرهاب والتط ّرف العنيف‪،‬‬ ‫وخا�صة يف �سوريا‪ .‬كما �أدان االجتماع االنتهاكات‬ ‫ّ‬ ‫اجل�سيمة واملمنهجة حلقوق الإن�سان والقانون الدو ّ‬ ‫يل‬ ‫الإن�ساين‪ ،‬وكذلك اجلرائم الإرهابية الفظيعة التي‬ ‫ترتكبها التنظيمات الإرهابية الإجرامية «داع�ش»‬ ‫و«جبهة الن�صرة» يف �سوريا‪.‬‬ ‫كما طالب البيان اخلتامي بخروج فوري وغري م�شروط‬ ‫جلميع الإرهابيني الأجانب وامليلي�شيات اخلارجية يف‬ ‫�سوريا‪ .‬ودعا اجلمعية العامة للأمم املتحدة �إبقاء‬ ‫امل�س�ألة قيد نظرها وعقد اجتماع عاجل على �أ�سا�س‬ ‫مبد�أ «االتحّ اد من �أجل ال�سالم» يف حال ا�ستمرار‬ ‫هجمات النظام ال�سوري وداعميه �ض ّد ال�شعب ال�سوري‪.‬‬ ‫ودعا االجتماع �إلى �ضرورة الإ�سراع يف تقدمي‬ ‫ال�سوريني بال‬ ‫امل�ساعدات الإن�سانية لفائدة املدنيني ّ‬ ‫عوائق يف كا ّفـة �أرجاء �سوريا‪ .‬كما حثّ الدول الأع�ضاء‬ ‫باملنظمة وهيئات املجتمع املدين العاملة يف املجال‬ ‫الإن�ساين على تقدمي امل�ساعدات الإن�سانية العاجلة‬ ‫�إلى الالجئني وال ّنازحني ال�سوريني يف �سوريا ويف جميع‬ ‫الدول التي ت�ست�ضيف ه�ؤالء الالجئني‪.‬‬ ‫ونا�شد االجتماع الدّول وامل�ؤ�س�سات الدولية املانحة‬ ‫للتربع ب�سخاء م�ساندة لل�ضحايا والأبرياء من الالجئني‬ ‫والنازحني ال�سوريني يف الداخل ال�سوري ويف الدول التي‬ ‫ت�ست�ضيفهم‪ .‬وطلب من الأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي موا�صلة ات�صاالته مع جميع الأطراف‬ ‫الدولية والإقليمية املعنية بالو�ضع يف �سوريا‪ ،‬مبا فيها‬ ‫الدّول الأع�ضاء مبجل�س الأمن‪ ،‬للعمل على تنفيذ‬ ‫وخا�صة القرار ‪ 2254‬والقرار‬ ‫قرارات جمل�س الأمن‬ ‫ّ‬ ‫رقم ‪ )2016( 2328‬وتب ّني قرار جديد يق ّر وقف‬ ‫الأعمال الع�سكرية يف كا ّفـة الأرا�ضي ال�سورية‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪13‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫األمراض النفسية‬ ‫تحاصر أطفال سوريا في‬ ‫المناطق الساخنة واآلمنة‬

‫دمشق (د ب ا)‪:‬‬

‫�أطفال �سورية هم الفئة العددية الأكرب‬‫‪ ،‬وهم الفئة الأكرث‬ ‫ت�ضرر ًا خالل احلرب التي ت�شهدها �سوريا والتي جتاوزت‬‬ ‫‫عامها ال�ساد�س؛ فقد ذاقوا كل ويالت احلرب‪ ،‬حرب‬ ‫حرمتهم طفولتهم وولد‬ ‫جيل كامل حتت دخان وغبار‬ ‫احلرب التي تركت �آثارها ب�شكل وا�ضح عليهم �سواء‬‬ ‫كانوا يف املناطق التي تعرف بال�ساخنة �أو الآمنة ما دفع‬ ‫بع�ضهم ملحاولة‬‫االنتحار‪.‬‬ ‫‬‫وحتدد الدكتورة كارولني املح�سن‪� ،‬أ�ستاذة الإر�شاد‬ ‫النف�سي يف كلية الرتبية‬ ‫يف جامعة دم�شق الآثار‬ ‫التي تركتها احلرب على �أطفال �سوريا يف جوانب‬ ‫‫اجتماعية و�سلوكية وج�سدية وتقول «يعاين الأطفال‬ ‫من �آالم ع�صبية وع�ضلية‬ ‫نتيجة القلق الذي يتعر�ضون‬ ‫له‪ ،‬يتجه البع�ض منهم �إلى العدوانية والعناد‬‬ ‫‫وردود فعل غري مربرة »‪ .‬‫بل تَ�شكلت �سلوكيات جديدة‬ ‫‪14‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫�سلبية لدى بع�ض الأطفال الذين تعر�ضوا ل�صدما ‬ت‬ ‫‫نف�سية ومنها بح�سب الدكتورة املح�سن «تبول ال �إرادي‬ ‫عند �أطفال �أعمارهم نحو ع�شرة �أعوام‪ ،‬‫والتدخني‪،‬‬ ‫والتحر�ش اجلن�سي والبكاء الزائد‪ ،‬وهذه ال�سلوكيات‬ ‫تعرف‬ با�ضطرابات ما بعد ال�صدمة (‪PTSD -Post‬‬ ‫‪‬)Traumatic Stress Disorder‬‫فهذه ترتك �آثارا ج�سيمة‬ ‫على الطفل وتنقله من طفل �سوي ومثال لالن�ضباط يف‬‬ ‫‫مدر�سته �إلى طفل مختلف كلي ًا‪ ،‬ما يعني �أن هناك حاجة‬ ‫ل�سنوات طويلة من‬‫�أجل العمل لإعادة ه�ؤالء الأطفال �إلى‬ ‫حياتهم الطبيعية‪ ،‬لذلك هناك عد ‬د‫من اجلهات العامة‬ ‫واخلا�صة التي تعمل على برامج الدعم النف�سي له�ؤال ‬ء‬ ‫‫الأطفال الذين تعر�ضوا لل�صدمات»‪.‬‬ ‫‬‫ومع جتاوز �أعداد الأطفال الذين تعر�ضوا لل�صدمات‬ ‫يف �سوريا مئات الآالف‪ ،‬ال‬ ‫توجد جهات حكومية �سورية‬ ‫فاعلة يف جمال تقدمي الدعم النف�سي‪ ،‬واقت�صرت تلك‬‬ ‫‫الن�شاطات والأعمال على جمعيات �أهلية �أو منظمة‬ ‫الهالل الأحمر ال�سوري‬ ‫وجمعية تتبع لبطريركية الروم‬ ‫االرثودوك�س‪ ،‬وجمعية الندى والرجاء للتخلف‬ ‫العقلي‪،‬‬ ‫و�شموع �سورية‪.‬‬ ‫‬‫وتقدم منظمة الهالل الأحمر �أف�ضل و�سائل الدعم‬ ‫النف�سي لتجاوز الأطفال تلك‬ ‫الآثار ال�سلبية‪ ،‬وتقول‬ ‫مديرة م�شروع الالجئني يف منظمة الهالل الأحمر‬‬ ‫‫العربي ال�سوري‪ ،‬منى كردي «كل �أطفال �سوريا مت�ضررون‬ ‫ب�شكل مبا�شر �أو غري‬ ‫مبا�شر مما ي�سمعونه ويرونه من‬ ‫�أخبار عن هذه احلرب»‪ ،‬ووجهت دعوتها �إلى كل‬ ‫الدول‬ ‫املانحة �أن تكون �أكرث �سخاء �إذا كانت جادة يف تقدمي‬ ‫يد العون ‬‪ .‬وت�ضيف الكردي «�آثار احلرب على الأطفال‬ ‫كثرية ومتعددة‪ ‬،‬‫و�إذا كان منها النف�سي الناجم عن‬ ‫الفقد والتهجري‪ ،‬فهناك �آثار ج�سدية نتجت‬‫عن الدخول‬ ‫�إلى �سوق العمل للقيام بدور املعيل يف عمر مخ�ص�ص‬ ‫للعب والدرا�سة‬‫فقط‪ ،‬وهناك �إ�صابات تركت �آثارها على‬ ‫�أج�سادهم مدى احلياة»‪.‬‬ ‫‬‫وقال مديرة ق�سم حماية الطفل يف منظمة الهالل‬ ‫الأحمر العربي ال�سوري‪ ،‬نغم‬ ‫معلولة �إن «هناك الكثري‬ ‫من الأخطار املفاجئة التي يتعر�ض لها الأطفال مل‬‬ ‫‫تكن موجودة من قبل»‪ ،‬وت�ؤكد �أنه مت حتديد ‪389‬‬ ‫حالة من خالل متابعاتهم‬ ‫امليدانية يف مراكز الإيواء‬ ‫لهذا العام تتعلق بحاالت �أطفال لديهم معاناة‬‬ ‫‫�أو م�شكلة �ضمن مدينة دم�شق فقط‪‬.‬‬ ‫‫ي�أتي يف قائمة امل�شكالت‪ :‬الأطفال غري امل�صحوبني‬ ‫بذويهم‪ ،‬وقد �سجلت‬ ‫املنظمة من خالل متابعاتها‬ ‫امليدانية يف العام اجلاري �أكرث من ‪ 63‬حالة‬ ‫طفل‬ ‫فقد �أهله‪� ،‬أو فقده �أهله‪ ،‬وخا�صة يف املناطق ال�ساخنة‬

‫وذلك حتى‫�سبتمرب املا�ضي‪ ،‬علم ًا ب�أن هذا يقت�صر على‬ ‫احلاالت التي مت توثيقها عندهم‪‬،‬‫بينما هناك الكثري من‬ ‫احلاالت التي مل ي�صلوا �إليها‪.‬‬ ‫‫ت�ضيف نغم �أنهم يتابعون الكثري من الأعرا�ض الناجتة‬ ‫عن الأخطار املفاجئة‬‫التي ي�ضطر الأطفال لعي�شها والتي‬ ‫ينتج عنها م�شكالت نف�سية و�سلوكية عديدة؛‬ ‫كظاهرة‬ ‫الطفل االنطوائي وهذه احلالة وا�سعة االنت�شار‪� ،‬إذ‬ ‫�إنه من بني كل‬ ‫مئتي طفل يلتقون بهم خالل �أي ن�شاط‬ ‫يقومون به يوجد نحو مئة ال ين�سجمون‬ ‫وال ي�شاركون‬ ‫بالألعاب التفاعلية التي يجرونها معهم‪� ،‬إ�ضافة �إلى‬ ‫متابعة �أعرا� ‬ض عند الأطفال م�صدرها اخلوف والعنف‬ ‫ينتج عنها �أحيان ًا �سلوك فرط الن�شاط‬ ‫وقلة الرتكيز‪،‬‬ ‫و�أحيان ًا م�شكالت نف�سية ت�صل يف درجتها �إلى امل�ستوى‬ ‫الثال ‬ث ‫كمحاوالت االنتحار مث ًال‪� ،‬إذ �سجلت �أكرث من‬ ‫محاولة انتحار لأطفال ترتاوح‬ ‫�أعمارهم بني ‪ 12‬و‪13‬‬ ‫عام ًا‪ ،‬الأمر الذي دفع املنظمة �إلى العمل ب�شكل وا�سع‬‬ ‫‫لأجل �إنقاذ الطفولة‪ .‬فقد كان عدد العاملني يف ق�سم‬ ‫حماية الطفل يف عام‬ ‫‪ 2011‬ال يتجاوز �سبعة �أ�شخا�ص‪،‬‬ ‫�أما الآن فيوجد نحو ‪ 196‬متطوع ًا يتوزعون على‬ ‫دم�شق‬ ‫وريفها ثم الالذقية وطرطو�س وحلب وحم�ص‪ ،‬وبلغ عدد‬ ‫امل�ستفيدين من‬‫ن�شاطات الهالل الأحمر حتى نهاية عام‬ ‫‪ 2014‬نحو ‪� 13‬ألف م�ستفيد‪‬.‬‬ ‫‫وت�ضيف الدكتورة املح�سن �أن الأطفال ال�سوريني الذين‬ ‫غادروا مدنهم و�أحياءهم‬‫لديهم م�شاكل حتى يف �أحياء‬ ‫املناطق الآمنة التي انتقلوا �إليها‪« ،‬وقالت �إنه‬ ‫ي�صعب‬ ‫على كثري من الأطفال املهجرين الت�أقلم يف الأحياء التي‬ ‫انتقلوا‬ ‫�إليها؛ فقد ترك حيه ومدينته و�أ�صدقاءه وبيته‬ ‫و�ألعابه»‪‬.‬‬ ‫‫معاناة الأطفال ال�سوريني ال تقت�صر على النازحني‬ ‫�أو املهجرين بل ت�شمل‬ ‫اجلميع فقد حرم حتى �أبناء‬ ‫املناطق الآمنة من حقهم الطبيعي يف التعليم‬ ‫ال�صحيح‬ ‫ب�سبب حتول الكثري من املدار�س يف املناطق الآمنة‬ ‫�إلى مراكز �إيواء‬ ‫للنازحني من مدنهم و�أحيائهم‪،‬‬ ‫ولكن كيف هي حال من فقد مدر�سته منذ عدة‬‬ ‫‫�سنوات‪ .‬ويرى الدكتور محمود محمد‪ ،‬رئي�س ق�سم ا�صول‬ ‫الرتبية يف كلية الرتبية‬‫بجامعة دم�شق �أن من «حق الطفل‬ ‫�أن يتعلم ولأن هذه املرحلة وخا�صة‬‫االبتدائية هي مرحلة‬ ‫�إعداد ال�شخ�صية‪ ،‬وعندما ال تتوفر املدر�سة يخ�سر مرحلة‬‬ ‫‫البناء بكل مهارتها القيمية والأخالقية واملعرفية»‪‬ .‬‬ ‫‫ويقول الدكتور محمد «كل طفل‬ ‫يف �سوريا ت�أثر يف هذه‬ ‫احلرب ماديا �أو معنويا‪ ،‬ال توجد عائلة يف �سوريا‬ ‫مل‬ ‫تفقد �أحدا من �أفرادها وكذلك ف�إنها تعاين من الأو�ضاع‬ ‫االقت�صادية‬‫وانخفا�ض قيمة اللرية ال�سورية»‪‬.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫“التعاون اإلسالمي” تشيد باإلقبال والسلوك السلمي في انتخابات كوت ديفوار‬ ‫رحبت الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي بنتائج‬ ‫اال�ستفتاء الد�ستوري يف جمهورية كوت ديفوار والذي‬ ‫جرى يف ‪� 30‬أكتوبر ‪ ،2016‬كما �أ�شادت بالإقبال وال�سلوك‬ ‫ال�سلمي من قبل املواطنني و�أنه ي�شكل خطوة مهمة نحو‬ ‫�إعادة �إقرار النظام الد�ستوري والعملية الدميقراطية يف‬ ‫البالد‪ ،‬ويظهر قدرة املواطنني ورغبتهم يف بناء �أ�سا�س‬ ‫م�ستقر لتحقيق التنمية امل�ستدامة‪.‬‬ ‫و�إذ هن�أت الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫جمهورية كوت ديفوار بح�سن تنظيم اال�ستفتاء‬

‫الد�ستوري الذي �أ�سفر عن ن�سبة جناح ‪ ،%93.42‬ف�إنها‬ ‫�أكدت ا�ستعدادها مل�ساعدة جمهورية كوت ديفوار والدول‬ ‫الأع�ضاء لإر�ساء قواعد الدميقراطية واحلكم الر�شيد‬ ‫وذلك عم ًال مبيثاقها وبرناجمها الع�شري‪.‬‬ ‫ي�شار �إلى �أن ن�سبة امل�شاركة يف اال�ستفتاء بلغت ‪42‬‬ ‫يف املائة‪ ،‬ويعني هذا الفوز ال�ساحق مل�ؤيدي الد�ستور‬ ‫اجلديد‪ ،‬الذي طرحه الرئي�س احل�سن وتارا‪� ،‬أن �ساحل‬ ‫العاج �ستدخل يف عهد اجلمهورية الثالثة‪.‬‬

‫رئي�س �ساحل العاج‪ ،‬احل�سن واتارا يديل ب�صوته يف اال�ستفتاء‬

‫المنظمة تهنئ ميشال عون على‬ ‫انتخابه رئيس ًا للجمهورية اللبنانية‬

‫الرئي�س مي�شال عون (�إي بي ايه)‪.‬‬

‫رحبت الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي بانتخاب‬ ‫فخامة الرئي�س مي�شال عون رئي�س ًا للجمهورية اللبنانية‪،‬‬ ‫و�أعربت له عن �أطيب التهانئ والتمنيات لقيادة لبنان‬ ‫نحو مزيد من الأمن واال�ستقرار وازدهار ورفاهية‬ ‫ال�شعب اللبناين ووحدته الوطنية‪.‬‬ ‫و�أعربت املنظمة عن متنياتها لفخامة الرئي�س مي�شال‬ ‫عون بالتوفيق والنجاح يف مهامه ال�سامية‪.‬‬ ‫كما هن�أت املنظمة دولة الرئي�س �سعد احلريري بتكليفه‬ ‫بت�شكيل احلكومة اجلديدة‪.‬‬

‫وه ّن�أت منظمة التعاون الإ�سالمي ال�شعب اللبناين على‬ ‫مت�سكه بامل�ؤ�س�سات ال�شرعية للدولة اللبنانية وحر�صه‬ ‫ّ‬ ‫على تكري�س الدميقراطية ودولة القانون وامل�ؤ�س�سات‪.‬‬ ‫وكانت جل�سة جمل�س النواب اللبناين قد انتهت يف ‪31‬‬ ‫�أكتوبر ‪ ،2016‬بانتخاب مي�شال عون رئي�سا جديدا‬ ‫للبالد‪ ،‬بعد �شغور كر�سي الرئا�سة يف مايو ‪ 2014‬دون �أن‬ ‫تتمكن القوى ال�سيا�سية من االتفاق على خليفة له ب�سبب‬ ‫االنق�سامات احلادة �سيا�سيا وطائفيا‪.‬‬

‫“التعاون اإلسالمي”‪ :‬إطالق سراح ميسواري يؤكد النهج اإليجابي لإلدارة الحالية في الفلبين‬ ‫رحبت منظمة التعاون الإ�سالمي يف ‪ 8‬نوفمرب ‪ ،2016‬بقرار رئي�س‬ ‫و�أعلنت املنظمة مت�سكها مبوقفها الذي ال حتابي به �أي ف�صيل‬ ‫جمهورية الفليبني‪ ،‬فخامة ال�سيد رودريغو دوتريتي‪ ،‬والقا�ضي‬ ‫من ف�صائل مورو �ضد �أي ف�صيل �آخر‪ ،‬وحر�صها ال�شديد على‬ ‫ب�إطالق �سراح الربوفي�سور نور مي�سواري رئي�س اجلبهة الوطنية‬ ‫دعم حقوق �أبناء �شعب بنغ�سامورو غري القابلة للت�صرف لتحديد‬ ‫لتحرير مورو‪ ،‬بعد رفع �أمر االعتقال بحقه‪ .‬وتلقت املنظمة هذا‬ ‫م�ستقبلهم وال�سعي �إلى حتقيق ال�سالم واالزدهار يف وطنهم‪.‬‬ ‫اخلرب ببالغ االرتياح‪ ،‬واعتربته �سمة �أخرى من �سمات النهج‬ ‫ورحبت منظمة التعاون الإ�سالمي بتعهد الرئي�س دويرتتي بو�ضع‬ ‫الإيجابي للإدارة احلالية يف معاجلتها مل�شكلة �أبناء �شعب بنغ�سامورو‬ ‫اتفاقات ال�سالم الدولية ال�سابقة مو�ضع التنفيذ‪ ،‬فيما �أكدت‬ ‫التي طال �أمدها‪.‬‬ ‫موقفها ب�ضرورة �أن ي�ستند حتقيق ت�سوية �سلمية دائمة وعادلة يف‬ ‫و�أكد املبعوث اخلا�ص للمنظمة �إلى جنوب الفليبني‪ ،‬ال�سفري �سيد‬ ‫مندناو �إلى الوفاق التاريخي الذي ت�ضمنه اتفاق طرابل�س لل�سالم‬ ‫قا�سم امل�صري‪ ،‬املوقف الثابت للمنظمة والذي يعترب مي�سواري‪،‬‬ ‫لعام ‪1976‬م‬ ‫عن�صرا �أ�سا�سيا ال غنى عنه يف عملية ال�سالم لكونه م� ِّؤ�س�سا للجبهة‬ ‫ويجري املبعوث اخلا�ص ملنظمة التعاون الإ�سالمي لعملية ال�سالم‬ ‫نور مي�سواري‬ ‫وزعيما تاريخيا لأبناء �شعب بنغ�سامورو‪.‬‬ ‫يف جنوب الفليبني م�شاورات مع اللجنة املعنية بال�سالم يف جنوب‬ ‫وبهذه املنا�سبة‪ ،‬جددت املنظمة ت�أكيدها على دعم اجلبهة الإ�سالمية‬ ‫الفليبني وخا�صة مع الو�سيطني‪ ،‬ماليزيا و�إندوني�سيا‪ ،‬وذلك �ضمن‬ ‫لتحرير مورو ولرئي�سها الزعيم حاج مراد وكذا لالتفاق ال�شامل حول بنغ�سامورو الذي �إطار اجلهود التي تبذلها املنظمة لتهيئة الأر�ضية لعقد اجتماع للمنتدى التن�سيقي‬ ‫يتعني ت�ضمينه كامال وغري منقو�ص يف القانون التطبيقي اجلديد‪ ،‬كما ر�أت �أنه قد �آن لبنغ�سامورو من �أجل التوفيق بني م�ساري ال�سالم ولتعزيز التعاون بني اجلبهتني‬ ‫الأوان لل�شروع‪ ،‬وعلى نحو د�ؤوب‪ ،‬يف ر�ص ال�صفوف بني كل من اجلبهة الوطنية لتحرير الوطنية والإ�سالمية لتحرير مورو وبلورة موقف موحد‪.‬‬ ‫مورو واجلبهة الإ�سالمية لتحرير مورو‪ ،‬وذلك بغر�ض تن�سيق اجلهود لدمج م�سا َر ْي و�أعربت املنظمة عن ثقتها ب�أنها �ستحظى بالتعاون وامل�ؤازرة الالزمتني يف �سبيل �إجناح‬ ‫عملية ال�سالم و�صون جميع املكا�سب الواردة يف جميع اتفاقيات ال�سالم وهي‪ :‬اتفاق هذا امل�سعى ودعت الأطراف كافة �إلى املحافظة على التزامها التام بالعملية ال�سلمية‬ ‫طرابل�س لعام ‪ 1976‬واتفاق جاكرتا لعام ‪ 1996‬واالتفاق ال�شامل حول بنغ�سامورو‪.‬‬ ‫و�إلى ال�سعي احلثيث �سوية من �أجل تعزيز احلل النهائي للنزاع يف مندناو‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪15‬‬


‫تقرير خاص‬

‫التنسيق مع حكومة ميانمار‬ ‫إليفاد وفد رفيع المستوى إلى‬ ‫والية راخين للقاء المسؤولين‬ ‫والمتضررين‬

‫الروهينجيا‪ ..‬‬

‫قضيــة أمــة‬ ‫كوااللمبور ـ ماليزيا‪:‬‬

‫جنحت منظمة التعاون الإ�سالمي من خالل الدورة‬ ‫اال�ستثنائية ملجل�س وزراء خارجية الدول الأع�ضاء‬ ‫ب�ش�أن محنة �أقلية الروهينجيا امل�سلمة يف ميامنار التي‬ ‫ا�ست�ضافتها العا�صمة املاليزية‪ ،‬كواالملبور يف ‪ 19‬يناير‬ ‫‪ ،2017‬يف ت�سليط ال�ضوء بقوة على الأزمة على م�ستوى‬ ‫الأمة الإ�سالمية والعامل �أجمع‪ ،‬وخرجت الدورة ببيان‬ ‫ختامي وقرارات مهمة من �ش�أنها التخفيف عن معاناة‬ ‫م�سلمي الروهينجيا امل�ستمرة منذ �أعوام‪.‬‬ ‫ويف افتتاح الدورة �ألقى معايل رئي�س الوزراء املاليزي‪،‬‬ ‫ال�سيد جنيب عبد الرزاق كلمة دعا فيها ميامنار‬ ‫�إلى وقف جميع �أ�شكال التمييز والهجمات على �أقلية‬ ‫الروهينجيا امل�سلمة وحث دول العامل الإ�سالمي على‬ ‫التحرك لوقف «امل�أ�ساة الإن�سانية» امل�ستمرة هناك‪.‬‬ ‫وقال جنيب عبد الرزاق يف االجتماع الذي دعت �إليه‬ ‫ماليزيا ملناق�شة ق�ضية الروهينجيا «يجب �أن يتوقف‬ ‫القتل‪ .‬يجب �أن يتوقف االعتداء على الن�ساء والفتيات»‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف «�إن ا�ضطهاد �إخواننا و�أخواتنا فقط لأنهم‬ ‫م�سلمون يجب �أن يتوقف»‪.‬‬ ‫و�أكد رئي�س الوزراء املاليزي �أن بالده �ست�ساهم بع�شرة‬ ‫ماليني رجنيت ماليزي مل�ساعدة اجلهود الإن�سانية‬ ‫‪16‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫وم�شروع �إعادة الت�أهيل االجتماعي يف والية راخني‬ ‫امليامنارية‪ .‬و�أ�ضاف �أن هذه امل�ساعدة �ست�ستخدم‬ ‫لبناء البنية التحتية‪ ،‬مثل امل�ؤ�س�سات التعليمية والطبية‬ ‫وامل�ساهمة يف التنمية وحت�سني نوعية احلياة ل�سكانها‪،‬‬ ‫م�شريا �إلى �أن �أن ماليزيا �ستوا�صل تقدمي الدعم لتنمية‬ ‫املوارد الب�شرية من خالل برنامج التعاون التقني‪.‬‬ ‫كما �ألقى الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬معايل‬ ‫الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني كلمة قال فيها �إن‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي عربت يف عديد املنا�سبات‬ ‫واملحافل الدولية عن بالغ قلقها �إزاء العملية الأمنية‬ ‫التي مت �إطالقها يف ‪� 9‬أكتوبر ‪ 2016‬يف والية راخني من‬ ‫قبل حكومة ميامنار والتي �أعقبتها حملة عنيفة �ضد‬ ‫الروهينجيا يف دولة ميامنار‪ ،‬م�شريا �إلى اطالع املنظمة‬ ‫على تقارير من م�صادر مختلفة ت�ؤكد حدوث هجمات‬ ‫على م�سلمي الروهينجيا‪ ،‬مبا يف ذلك تعر�ضهم لعمليات‬ ‫قتل خارج نطاق الق�ضاء و�إحراق ملنازلهم وقيام قوات‬ ‫الأمن باعتقاالت تع�سفية يف �صفوفهم‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أنه وفق ًا ملكتب الأمم املتحدة لتن�سيق ال�ش�ؤون‬ ‫الإن�سانية‪ ،‬فقد ف ّر �أكرث من ‪� 66‬ألفا من �أفراد الروهينجيا‬ ‫�إلى بنغالدي�ش وحدها خالل الفرتة ما بني ‪� 9‬أكتوبر‬ ‫‪ 2016‬و‪ 5‬يناير ‪� ،2017‬إ�ضافة �إلى الآالف الذين �أُجربوا‬

‫على الفرار �إلى دول �أخرى �أع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي ومنها ماليزيا ودول الآ�سيان خالل موجات‬ ‫�سابقة من العنف‪.‬‬ ‫و�أكد �أنه يف الوقت الذي جتدد فيه منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي �شجبها و�إدانتها لأعمال العنف غري املربر‬ ‫�ضد الروهينجيا‪ ،‬ف�إنها تدعو بكل حر�ص حكومة ميامنار‬ ‫�إلى �ضرورة حت ّلي قواتها الأمنية ب�أق�صى درجات �ضبط‬ ‫النف�س جتاه ال�سكان املدنيني ومنع اجلماعات املتطرفة‬ ‫من ت�أجيج م�شاعر الكراهية الدينية ووقف الأعمال‬ ‫العدائية بدون مربرات مقنعة �أو �شرعية �ضد املجتمع‬ ‫امل�سلم‪.‬‬ ‫وقال العثيمني �أي�ضا �إنه بالرغم من التقدم املحرز يف‬ ‫العملية الدميقراطية �إثر ا�ستالم القيادة اجلديدة‬ ‫ؤ�شرات ودالئل‬ ‫ملقاليد ال�سلطة يف البالد‪ ،‬ف�إن ثمة م� ٍ‬ ‫عديدة على ا�ستمرار وجود حملة ممنهجة من العنف‬ ‫والرتهيب �ضد م�سلمي الروهينجيا يف ميامنار‪ ،‬الأمر‬ ‫الذي �أكده التقرير ال�صادر عن مفو�ض الأمم املتحدة‬ ‫ال�سامي حلقوق الإن�سان‪ ،‬ال�سيد زيد بن رعد احل�سني‪،‬‬ ‫والذي يوثق انتهاكات وا�سعة حلقوق الإن�سان مبا يف ذلك‬ ‫انتهاكات �ضد الأقليات يف ميامنار‪ ،‬وال �سيما �ضد جمتمع‬ ‫الروهينجيا امل�سلم‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫تـقـريـر خـاص‬ ‫و�أو�ضح �أن م�سلمي الروهينجيا ما زالوا يعانون من‬ ‫احلرمان التع�سفي من اجلن�سية‪ ،‬ومن القيود امل�شددة‬ ‫املفرو�ضة على حريتهم يف التنقل‪ ،‬والتهديدات التي‬ ‫تطالهم يف حياتهم و�أمنهم‪ ،‬عالوة على حرمانهم من‬ ‫خدمات الرعاية ال�صحية والتعليم‪ ،‬والعمل الق�سري‪،‬‬ ‫ومن القيود املفرو�ضة على حقوقهم ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫وقال الأمني العام �إنه على الرغم من مرور �سنوات‬ ‫عديدة على �أحداث العنف التي ت�شهدها والية راخني‪،‬‬ ‫ال يزال �أكرث من ‪� 120‬ألفا من الروهينجيا يعي�شون يف‬ ‫مخيمات للنازحني‪ .‬كما ت�سببت ال�سيا�سات التي تنتهجها‬ ‫�سلطات ميامنار يف فرار الآالف من الروهينجيا وغريهم‬ ‫من النازحني طلب ًا للجوء يف البلدان املجاورة‪ .‬وال �شك‬ ‫�أن العبء الكبري الذي يقع على كاهل البلدان امل�ضيفة‬ ‫�سيتفاقم بتزايد هذه الأعداد من الالجئني املحرومني‬ ‫من العودة �إلى ديارهم‪ ،‬وميثل هذا الو�ضع تهديد ًا‬ ‫ب�شكل عام يف‬ ‫محتم ًال ال�ستقرار املنطقة الآ�سيوية‬ ‫ٍ‬ ‫امل�ستقبل القريب والبعيد‪.‬‬ ‫و�أكد على �أن منظمة التعاون الإ�سالمي �سعت �إلى التعاون‬ ‫مع ال�سلطات يف ميامنار على مختلف امل�ستويات‪ ،‬ودَعتها‬ ‫�إلى اعتماد �سيا�سة تت�سم بال�شفافية والعدالة جتاه‬ ‫الأقليات العرقية والدينية‪ ،‬كما �أكدت على �ضرورة قيام‬ ‫حكومة ميامنار باتخاذ الإجراءات الكفيلة واخلطط‬ ‫العملية لتمكني الروهينجيا من ا�ستعادة مواطنتهم ومنع‬ ‫ا�ستمرار التمييز والعنف وموجة االنتهاكات غري املربرة‬ ‫�ضدهم‪.‬‬ ‫وعرب الأمني العام عن تطلعه �إلى �أن توا�صل الدول‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬خا�صة الدول الأع�ضاء يف رابطة‬ ‫�أقطار جنوب �شرق �آ�سيا (الآ�سيان)‪ ،‬جهودها الرامية‬ ‫�إلى حث �سلطات ميامنار على ال�سماح بو�صول امل�ساعدات‬ ‫الإن�سانية �إلى املنطقة وال�سماح ب�إجراء حتقيقات نزيهة‬ ‫ومو�ضوعية يف حوادث العنف �ضد م�سلمي الروهينجيا‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬قال معايل وزير اخلارجية املاليزي‪ ،‬ال�سيد‬ ‫حنيفة �أمان �إن �أع�ضاء منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫اتفقوا يف االجتماع على �إر�سال وفد رفيع امل�ستوى �إلى‬ ‫والية راخني يف ميامنار لتق�صى الأو�ضاع وامل�شاكل‬ ‫التي تواجهها �أقلية الروهينجيا امل�سلمة يف تلك البالد‪.‬‬ ‫و�أفاد وزير خارجية ماليزيا يف ت�صريحات �صحافية‬ ‫عقب االجتماع ‪�« :‬ضمن جهود لتحقيق الواقع‪ ،‬ملاذا ال‬ ‫تقبل حكومة ميامنار فريقا م�ستقال للتقييم �سواء �أكان‬ ‫هذا الو�ضع �صحيحا �أم جمرد دعاية»‪ ،‬م�ضيف ًا �أن «هذا‬ ‫يعترب �أف�ضل حل لهذه امل�شكلة ونحن ن�ستطيع �أن نبد�أ من‬ ‫هذه النقطة»‪.‬‬ ‫ويف �سياق مت�صل‪ ،‬قال املبعوث اخلا�ص ملنظمة التعاون‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫اال�سالمي �إلى ميامنار‪ ،‬ال�سيد حامد البار �إن االجتماع‬ ‫اال�ستثنائي لوزراء خارجية التعاون الإ�سالمي حول‬ ‫و�ضع �أقلية الروهنغيا يف ميامنار‪� ،‬أ�صدر القرار الذي‬ ‫يت�ضمن وقوف منظمة التعاون الإ�سالمي بجانب �أقلية‬ ‫الروهينجيا يف ميامنار مع الت�شديد على �ضرورة‬ ‫وقف العنف �ضد هذا ال�شعب املغلوب على �أمره‪.‬‬ ‫ورحب حامد باقرتاح �أكرث من ‪ 40‬فري ًقا من‬ ‫املجتمع املدين يف ميامنار‪ ،‬لإجراء «حتقيق دويل‬ ‫م�ستقل متاما» للو�ضع يف والية راخني امليامنارية‪.‬‬ ‫كما حث املبعوث اخلا�ص احلكومة امليامنارية بفتح‬ ‫احلدود لل�سماح بو�صول امل�ساعدات الإن�سانية �إلى‬ ‫املناطق املت�ضررة‪.‬‬ ‫قرار وزراء الخارجية‬ ‫رحب القرار ال�صادر يف نهاية االجتماع بانتقال ميامنار‬ ‫�إلى حكومة جديدة منتخبة بطريقة دميقراطية‪ ،‬وهو‬ ‫ما ُي�شكل فر�ص ًا تاريخية �صوب بناء جمتمعات �آمنة‬ ‫ومزدهرة ومتما�سكة اجتماعي ًا يف ميامنار‪ .‬و�شجع‬ ‫حكومة ميامنار على القيام بعملية حتقيق �شاملة‬ ‫و�شفافة والتي �ستف�ضي �إلى منح اجلن�سية لأبناء �أقلية‬ ‫الروهينجيا امل�سلمة‪ ،‬م�شيدا يف الوقت ذاته باخلطوات‬ ‫الأولية التي اتخذتها حكومة ميامنار‪ ،‬مثل �إن�شاء اللجنة‬ ‫املركزية املعنية بتحقيق اال�ستقرار والتنمية يف والية‬ ‫راخني‪ ،‬واللجنة اال�ست�شارية لوالية راخني‪ ،‬من �أجل‬ ‫حت�سني �أو�ضاع املجتمعات اله�شة‪ ،‬مبا فيها الأقليات‬ ‫امل�سلمة يف والية راخني والتي تواجه �أ�شكا ًال مختلفة‬ ‫من التمييز ب�سبب الدين ويتم �إجبارها على العي�ش يف‬ ‫مناطق معزولة �أو داخل مخيمات للنازحني‪.‬‬ ‫و�أعرب الوزراء عن قلهم �إزاء �أعمال العنف واالنتهاكات‬ ‫اجل�سيمة حلقوق الإن�سان والإ�ساءات �ضد �أبناء �أقلية‬ ‫الروهينجيا امل�سلمة‪ ،‬وانتهاكات القانون الإن�ساين‬ ‫الدويل‪ ،‬وحثوا يف هذا ال�صدد حكومة ميامنار على‬ ‫اتخاذ تدابري فعالة ملنع تكرار مثل تلك الأعمال‬ ‫واالنتهاكات وتطبيق حكم القانون وتوفري الأمن للجميع‪،‬‬ ‫و�صون حقوق كل فـرد يف العي�ش والتنقل دومنا خوف �أو‬ ‫ا�ضطهاد على �أ�سا�س دينه �أو عرقه‪.‬‬ ‫وحث القرار حكومة ميامنار على الق�ضاء على الأ�سباب‬ ‫اجلذرية الكامنة وراء الأزمة‪ ،‬مبا يف ذلك جتريد �أقلية‬ ‫الروهينجيا امل�سلمة من حقهم يف املواطنة‪ ،‬مما يجعل‬ ‫منهم �أفراد ًا بال وطن‪ ،‬ويحرمهم من حقوقهم وينتزع‬ ‫ممتلكاتهم‪ ،‬وميار�س التمييز يف حقهم‪ ،‬والعمل من �أجل‬ ‫�إيجاد حل عادل ودائم لهذه الق�ضية‪ .‬و�أعرب عن القلق‬ ‫�إزاء �إمكانية ت�سلل عنا�صر متطرفة يف �أو�ساط جمتمع‬

‫الروهينجيا يف حال مل تتم معاجلة محنتهم والأ�سباب‬ ‫اجلذرية التي تقف وراء معاناتهم‪ ،‬مما من �ش�أنه تعقيد‬ ‫امل�شاكل القائمة‪.‬‬ ‫ودعا االجتماع حكومة ميامنار على اتخاذ �إجراءات فعالة‬ ‫للحيلولة دون ا�ستفحال الأزمة الإن�سانية يف والية راخني‬ ‫وتقدمي امل�ساعدات الإن�سانية ب�شكل فوري‪ ،‬وال�سماح‬ ‫لكافة اجلهات‪ ،‬مبا يف ذلك املنظمات الدولية والإقليمية‪،‬‬ ‫بتقدمي امل�ساعدات الإن�سانية الالزمة للمت�ضررين دون‬ ‫قيد �أو �شرط‪ .‬ودعا الدول الأع�ضاء يف املنظمة �إلى‬ ‫التعجيل بتقدمي امل�ساعدة الإن�سانية للتخفيف من معاناة‬ ‫ومحنة �أبناء �أقلية الروهينجيا امل�سلمة يف والية راخني‪،‬‬ ‫وطلب من الأمانة العامة للمنظمة موا�صلة بذل جهودها‬ ‫يف املجال الإن�ساين‪ ،‬مبا يف ذلك �إن�شاء �آلية تن�سيق فعالة‬ ‫خا�صة بامل�ساعدات الإن�سانية‪.‬‬ ‫و�أعرب الوزراء عن عميق القلق حيال البعد الإقليمي‬ ‫ال�ستمرار تهجري �أبناء الروهينجيا من ميامنار‪ ،‬مثمنا‬ ‫ما تبذله حكومات بلدان املنطقة من جهود جبارة لتوفري‬ ‫امل�أوى واحلماية ب�صورة م�ؤقتة لالجئني الروهينجيا‪.‬‬ ‫و�أقروا بالتكاليف املالية الباهظة والتحديات االجتماعية‬ ‫التي تواجهها بلدان املنطقة ب�سبب ا�ست�ضافتهم لالجئني‬ ‫الروهينجيا‪ ،‬ودعوا الدول الأع�ضاء يف املنظمة �إلى‬ ‫م�ساعدة هذه البلدان وفق ًا ملبادئ تقا�سم الأعباء‬ ‫وامل�س�ؤولية امل�شرتكة‪ ،‬وان�سجام ًا مع روح الت�ضامن‬ ‫الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وطالب االجتماع حكومة ميامنار باتخاذ تدابري‬ ‫عاجلة من �أجل العودة امل�ستدامة لالجئني والنازحني‬ ‫الروهينيجيا امل�سلمني �إلى ديارهم بوالية راخني يف‬ ‫�أمن و�سالمة وكرامة و�ضمان �سبل العي�ش لهم‪ .‬وحث‬ ‫�أي�ضا ال�سلطات على �ضمان �أن تغطي عملية امل�صاحلة‬ ‫االحتياجات املحددة وتوفري الظروف املواتية من‬ ‫�أجل عودة �آمنة لالجئني الروهينجيا‪ ،‬وت�شجيع �إعادة‬ ‫االندماج ب�شكل م�ستدام و�شامل كخطوة ملنع النزوح يف‬ ‫امل�ستقبل‪.‬‬ ‫وطلب من الأمني العام التن�سيق والتوا�صل مع حكومة‬ ‫ميامنار لإيفاد وفد رفيع امل�ستوى ي�ضم فريق االت�صال‬ ‫مبنظمة التعاون الإ�سالمي والأمني العام �إلى والية‬ ‫راخني يف مهمة للقاء امل�س�ؤولني املحليني و�أبناء �أقلية‬ ‫الروهينجيا امل�سلمة املت�ضررة‪ ،‬وطلب يف هذا ال�صدد من‬ ‫حكومة ميامنار التعاون ال�ستقبال الوفد الزائر‪.‬‬ ‫ودعا االجتماع الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي �إلى �ضم جهودها �إلى جهود املجتمع الدويل‬ ‫من �أجل رفع جميع القيود عن حرية التنقل يف والية‬ ‫راخني و�ضمان القيام بعملية حتقق �شاملة و�شفافـة مـن‬ ‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪17‬‬


‫تـقـريـر خـاص‬ ‫اجلن�سية بحيث ال يتم ا�ستثناء �أي فرد يف الت�سجيل �أو‬ ‫عـرقلة ح�صوله على اخلدمـات االجتماعية الأ�سا�سية‪،‬‬ ‫مبا فـي ذلك التعليم والرعاية ال�صحية‪.‬‬ ‫و�أعرب عن القلق �إزاء تف�شي خطاب الكراهية‬ ‫والتحري�ض على العنف والتمييز والعدائية‪ ،‬مبا يف‬ ‫ذلك يف و�سائل الإعالم وعلى �شبكة االنرتنت وكذلك‬ ‫�إزاء اجلهود الرامية �إلى �سن قوانني متييزية �ضد‬ ‫املجتمع امل�سلم يف ميامنار‪ ،‬م�شددا على �أهمية الو�سطية‬ ‫باعتبارها �إحدى القيم الأ�سا�سية داخل املجتمعات‬ ‫ملكافحة التطرف بجميع �أ�شكاله‪ ،‬ودعا يف هذا ال�صدد‬ ‫حكومة ميامنار �إلى ت�شجيع احلوار الديني والثقايف‪،‬‬ ‫ووقف انت�شار التمييز والإ�ساءة للم�سلمني ولأع�ضاء‬ ‫املجتمعات القومية والعرقية والدينية والأقليات اللغوية‬ ‫يف كافة �أرجاء ميامنار‪.‬‬ ‫وطالب الوزراء جمموعات منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫يف كل من نيويورك وجنيف وبروك�سيل بعقد اجتماعات‬ ‫لفريق االت�صال ب�شكل منتظم‪ ،‬وذلك بهدف ا�ستعرا�ض‬ ‫التطورات التي ي�شهدها و�ضع �أقلية الروهينجيا امل�سلمة‬ ‫وا�ستك�شاف ا�سرتاتيجيات للتوا�صل ب�شكل م�ستدام مع‬ ‫ميامنار‪ ،‬ومع الأمم املتحدة واالحتاد الأوروبي واملنظمات‬ ‫الدولية الأخرى‪ .‬وحث الهيئة الدائمة امل�ستقلة حلق ــوق‬ ‫الإن�ســان التابعة للمنظمة على مـ ــوا�صلة درا�سة و�ضع‬ ‫�أقلي ــة الــروهينجيا امل�سلمة فــي ميامنار باعتبارهــا‬ ‫ق�ضية ذات �أولـويــة على جدول �أعمال الهيئة‪.‬‬

‫رئي�س وزراء ماليزيا‬ ‫جنيب عبد الرزاق يلقي كلمته (�إي بي ايه)‪.‬‬

‫ودعا االجتماع كذلك �إلى ا�ستك�شاف مبادرات م�شرتكة‬ ‫مع الأمم املتحدة ومنظمة �آ�سيان من �ش�أنها دعم حكومة‬ ‫ميامنار يف و�ضع وتنفيذ برامج احلوار فيما بني الديانات‬ ‫واملجتمعات املحلية يف البالد ويف منطقة جنوب �شرق‬ ‫�آ�سيا ب�شكل عام‪.‬‬ ‫لقاءات ثنائية‬ ‫عقد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬معايل‬ ‫الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني �سل�سلة لقاءات ثنائية‬ ‫على هام�ش الدورة اال�ستثنائية ملجل�س وزراء خارجية‬ ‫الدول الأع�ضاء ب�ش�أن و�ضع الروهينجيا امل�سلمة يف‬ ‫ميامنار املنعقدة يف العا�صمة املاليزية‪ ،‬كواالملبور‪.‬‬ ‫والتقى الأمني العام معايل داتوك �سري محمد جنيب بن‬ ‫تون عبد الرزاق‪ ،‬رئي�س وزراء ماليزيا‪ ،‬ومعايل داتوك‬ ‫�سري حنيفة �أمان‪ ،‬وزير خارجية ماليزيا‪ ،‬ومعايل وزيرة‬ ‫خارجية �إندوني�سيا‪ ،‬ال�سيدة ريتنو مار�سودي‪ ،‬ومعايل‬

‫الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫يو�سف �أحمد العثيمني يلقي كلمته (�إي بي ايه)‬

‫وزير خارجية �أذربيجان‪� ،‬أملار ماميداروف‪ ،‬ومعايل‬ ‫وزير خارجية املالديف‪ ،‬الدكتور محمد عا�صم‪ ،‬ومعايل‬ ‫م�ست�شار رئي�س وزراء باك�ستان لل�ش�ؤون اخلارجية‪ ،‬ال�سيد‬ ‫�سرتاج عزيز‪ ،‬ومعايل وزير الدولة لل�ش�ؤون اخلارجية يف‬ ‫بنجالدي�ش‪ ،‬ال�سيد �شهريار علم‪ ،‬ونائب وزير خارجية‬ ‫تركيا‪ ،‬ال�سيد �أحمد يلدز‪ ،‬ونائب وزير خارجية بروناي‪،‬‬ ‫ال�سيد محمد يو�سف‪.‬‬ ‫وتناولت اللقاءات العالقات الثنائية مع تلك الدول‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة وو�ضع �أقلية الروهينجيا امل�سلمة يف‬ ‫ميامنار واخلطوات الواجب اتخاذها من قبل املنظمة‬ ‫والدول الأع�ضاء لرفع املعاناة والوقف الفوري لأعمال‬ ‫القتل والعنف يف والية راخني‪� ،‬إلى جانب بذل اجلهود‬ ‫حلث �سلطات ميامنار على ال�سماح بو�صول امل�ساعدات‬ ‫الإن�سانية �إلى املنطقة‪ ،‬ومتكني �أبناء الروهينجيا من‬ ‫ا�ستعادة حقوقهم‪.‬‬

‫هيئة حقوق اإلنسان تدعو إلى الوقف الفوري للعنف والسماح بوصول المساعدات إلى المتضررين في راخين‬ ‫�أعربت الهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي عن قلقها العميق و�إدانتها ال�شديدة‬ ‫لرتدي حالة حقوق الإن�سان بالن�سبة مل�سلمي الروهينجا‬ ‫و�أقليات م�سلمة �أخرى يف ميامنار‪ ،‬وما طالهم من عنف‬ ‫�أف�ضى �إلى تدمري م�ساكنهم و�أعمال تعذيب وتقتيل‬ ‫ملدنيني �أبرياء‪.‬‬ ‫وخالل �أ�شغال الدورة العا�شرة للهيئة الدائمة امل�ستقلة‬ ‫حلقوق الإن�سان‪ ،‬والتي اختتمت يف ‪ 1‬دي�سمرب ‪ 2017‬يف‬ ‫مقر الأمانة العامة للمنظمة‪ ،‬ناق�ش فريق العمل املعني‬ ‫ب�أو�ضاع الأقليات امل�سلمة ب�شكل م�ستفي�ض الواقع امل�ؤمل‬ ‫حلقوق الإن�سان مل�سلمي الروهينجا والأقليات امل�سلمة‬ ‫الأخرى‪ ،‬حيث �أ�شار �أع�ضاء الفريق يف تقريرهم‬ ‫بخ�صو�ص هذا املو�ضوع �إلى �أنه على �إثر تدمري املنازل‬ ‫وامل�ساجد ا�ضطر ع�شرات الآالف من م�سلمي الروهينجا‬ ‫�إلى الفرار من بلداتهم‪ .‬ونبه الفريق �أي�ض ًا �إلى �أن‬ ‫حالة احل�صار املفرو�ض على والية راخني زادت الو�ضع‬ ‫الإن�ساين القائم �سوء ًا‪ ،‬جراء النق�ص احلاد يف املواد‬ ‫‪18‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫الغذائية وت�ضرر البنيات الأ�سا�سية للتعليم وال�صحة‬ ‫ومنع دخول امل�ساعدات الغذائية‪ .‬ومن جهتها‪� ،‬أفادت‬ ‫بع�ض املنظمات غري احلكومية الدولية العاملة يف جمال‬ ‫حقوق الإن�سان يف تقاريرها ب�أن ال�سلطات يف ميامنار‬ ‫�أحرقت ال�شهر املن�صرم نحو ‪ 1250‬منز ًال مل�سلمي‬ ‫الروهينجا‪ .‬وللأ�سف‪ ،‬ت�ؤكد العديد من ال�صور امللتقطة‬ ‫عرب الأقمار ال�صناعية ب�إن حجم الدمار الذي �شهدته‬ ‫قرى �أقلية الروهينجا يتجاوز بكثري التقديرات ال�سابقة‬ ‫وب�أن �أحداث العنف امتدت �إلى �أماكن �أخرى‪ ،‬خالف ما‬ ‫اعرتفت به البيانات الر�سمية حلكومة ميامنار‪.‬‬ ‫وقالت الهيئة �إن ما يطال قرى م�سلمي الروهينجا من‬ ‫�أعمال حرق وما يتعر�ض له املدنيون من �ضروب �سوء‬ ‫املعاملة‪ ،‬من قبيل التعذيب واغت�صاب الن�ساء وعمليات‬ ‫القتل خارج نطاق القانون‪ ،‬هو م�س�ألة تثري قلق ًا بالغ ًا لدى‬ ‫املجتمع املدين برمته‪ .‬ودعت حكومة ميامنار �إلى اتخاذ‬ ‫خطوات فورية وناجعة من �أجل و�ضع حد جلميع �أ�شكال‬ ‫انتهاكات حقوق الإن�سان �ضد املدنيني ال ُعزَّل من م�سلمي‬

‫الروهينجا‪ .‬وحثت الهيئة حكومة ميامنار على املبادرة‬ ‫ب�إجراء حتقيقات عاجلة و�شفافة ومحايدة يف جميع‬ ‫مزاعم انتهاكات حقوق الإن�سان وتقدمي مرتكبيها �إلى‬ ‫العدالة‪ .‬ويف هذا ال�صدد‪ ،‬طالبت الهيئة حكومة ميامنار‬ ‫بتلبية طلبها القيام بزيارة لتق�صي احلقائق وال�سماح‬ ‫ب�إن�شاء مكتب لل�ش�ؤون الإن�سانية تابع ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي ُيعنى ب�صرف امل�ساعدات الإن�سانية‪.‬‬ ‫وبالإ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬حثت الهيئة الدول الأع�ضاء يف‬ ‫املنظمة‪ ،‬وبخا�صة بلدان اجلوار‪ ،‬على موا�صلة تعاونها‬ ‫واال�ستمرار يف ح�ض حكومة ميامنار على الوفاء‬ ‫بالتزاماتها ب�ضمان تعزيز وحماية حقوق الإن�سان ل�صالح‬ ‫جميع مواطنيها‪ ،‬مبن فيهم الروهينجا والأقليات امل�سلمة‬ ‫الأخرى يف البالد‪ .‬ودعت الهيئة كذلك املجتمع الدويل‬ ‫والأجهزة الأممية املعنية �إلى اتخاذ جميع التدابر‬ ‫الالزمة على نحو يكفل التزام حكومة ميامنار بتعهداتها‬ ‫يف �إطار القانون الدويل حلقوق الإن�سان‪ ،‬وذلك من �أجل‬ ‫منع ا�ستمرار تدهور الأزمة يف والية راخني‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫تـقـريـر خـاص‬ ‫وزاري كوااللمبور اإلسالمي يدعم مؤتمر باريس ويرفض االستيطان‬ ‫ح�ضرت الق�ضية الفل�سطينية على مائدة اجتماع‬ ‫وزراء اخلارجية الإ�سالمي اال�ستثنائي يف ماليزيا يف‬ ‫‪ 19‬يناير املا�ضي‪ ،‬حيث جدد االجتماع �إدانته املطلقة‬ ‫لكافة الأن�شطة اال�ستيطانية غري القانونية التي تقوم‬ ‫بها �إ�سرائيل والرامية �إلى ا�ستعمار الأر�ض الفل�سطينية‬ ‫املحتلة‪ ،‬مبا يف ذلك القد�س ال�شريف‪ .‬ورحب �إعالن‬ ‫كواالملبور ب�ش�أن فل�سطني ومدينة القد�س ال�شريف‬ ‫باعتماد جمل�س الأمن الدويل للقرار رقم ‪2334‬‬ ‫(‪ )2016‬الذي ين�ص‪ ،‬من بني جملة �أمور‪ ،‬على عدم‬ ‫االعرتاف ب�أية تغيريات تطال حدود ما قبل عام ‪،1967‬‬ ‫مبا فيها القد�س ال�شريف و�أكد الإعالن �أهمية هذا‬ ‫القرار من �أجل �ضمان �آفاق �أف�ضل لتحقيق �سلم عادل‬ ‫ودائم و�شامل‪.‬‬ ‫و�أكد االجتماع الذي بحث ق�ضية �أقلية الروهينغيا‬ ‫امل�سلمة يف ميامنار‪ ،‬مركزية ق�ضية فل�سطني بالن�سبة‬ ‫للدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬م�ستذكرا‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫كافة القرارات ذات ال�صلة املعتمدة من قبل املنظمة‬ ‫واجلمعية العامة للأمم املتحدة وجمل�س الأمن الدويل‬ ‫ب�ش�أن املمار�سات الإ�سرائيلية غري القانونية يف الأر�ض‬ ‫املحتلة لدولة فل�سطني‪.‬‬ ‫و�أعاد االجتماع الت�أكيد على مركزية مدينة القد�س‬ ‫ال�شريف وطابعها الديني والروحي م�ؤكدا‪ ،‬يف الوقت‬ ‫نف�سه‪ ،‬رف�ضه جميع املحاوالت التي من �ش�أنها تقوي�ض‬ ‫حق الفل�سطينيني يف ال�سيادة الكاملة على مدينة‬ ‫القد�س ال�شريف عا�صمة لدولة فل�سطني‪ .‬ودعا اجتماع‬ ‫وزراء اخلارجية التابع للمنظمة‪ ،‬الدول وامل�س�ؤولني �إلى‬ ‫الإحجام عن القيام ب�أي ن�شاط �أو الإدالء بت�صريحات‬ ‫قد تدعم �إ�سرائيل �أو ت�شجعها على موا�صلة خروقاتها‬ ‫واال�ستمرار يف احتاللها غري القانوين و�ضم القد�س مبا‬ ‫يف ذلك نقل ممثلياتهم الدبلوما�سية �إلى املدينة �أو عقد‬ ‫لقاءات ر�سمية هناك‪.‬‬ ‫كما �أكد االجتماع من جديد رف�ضه و�إدانته لأي �إعالن‬

‫�أو �إجراء قد ي�ؤثر يف الو�ضع القانوين للأرا�ضي‬ ‫الفل�سطينية املحتلة‪ ،‬وي�شمل مدينة القد�س‪ ،‬داعيا الدول‬ ‫الأع�ضاء �إلى اتخاذ اخلطوات والإجراءات الالزمة يف‬ ‫هذا ال�صدد والوفاء بالتزاماتها يف �إطار القانون الدويل‬ ‫والقرارات ال�صادرة عن م�ؤمترات القمم الإ�سالمية‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي واجتماعات جمال�س الوزراء‬ ‫يف مواجهة هذه املواقف العدائية‪.‬‬ ‫ورحب املجل�س بعقد م�ؤمتر ال�سالم يف ال�شرق الأو�سط‬ ‫يف باري�س ‪ 15‬يناير املا�ضي‪ ،‬بغية ح�شد الدعم الدويل‬ ‫لت�أييد حل الدولتني من �أجل ال�سالم‪ ،‬ودعا �إلى احلاجة‬ ‫�إلى متابعة تنفيذ قرار جمل�س الأمن ‪ 2334‬وبيان باري�س‬ ‫وذلك حلمل �إ�سرائيل على وقف عمليات اال�ستيطان‬ ‫غري القانونية مبا يف ذلك القد�س ال�شريف والكف عن‬ ‫تقوي�ض حل الدولتني من خالل �أن�شطتها و�سيا�ساتها‬ ‫غري القانونية‪.‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪19‬‬


‫آراء‬ ‫تركيا‪ ..‬انتصار الشعب والديمقراطية واستمرار التطهير ضد تنظيم غولن اإلرهابي‬

‫صالح موتلو سن‬ ‫السفري فوق العادة‬ ‫واملفوض‪ ،‬املمثل‬ ‫الدائم لرتكيا لدى منظمة‬ ‫التعاون اإلسالمي‬

‫يف ‪ 15‬يوليو ‪ 2016‬واجهت تركيا و�شعبها �أحداثا �صدمت املاليني يف تركيا نف�سها ويف ذلك العامل الإ�سالمي وغريه‪ .‬نظم �ضباط اجلي�ش‬ ‫الأحمر واملتعاونون معهم من املدنيني املنتمني جميعا لتنظيم فتح اهلل غولن الإرهابي ـ الدولة املوازية ـ محاولة انقالب دام �أودى بحياة‬ ‫‪� 248‬شخ�صا و�إ�صابة ‪� .2195‬إال �أن احلكومة ا�ستطاعت بقيادة الرئي�س رجب طيب �أردوغان و�أحزاب املعار�ضة ومنظمات املجتمع املدين‬ ‫الت�صدي والدفاع عن النظام الد�ستوري الدميقراطي وال�شرعية‪� .‬إن الأهم من ذلك هو ا�ستجابة املواطنني العاديني لدعوة الرئي�س‬ ‫�أردوغان واالن�ضمام والنزول جميعا �إلى ال�شوارع ملقاومة االنقالب‪ .‬كما �أن الغالبية العظمى من القوات امل�سلحة الرتكية مبا يف ذلك‬ ‫املراتب العليا مل تن�ضم ملحاولة االنقالب وت�صدت له‪.‬‬ ‫كانت هذه حلظة تاريخية لرتكيا‪ .‬ومنذ ف�شل محاولة االنقالب طرحت العديد من الأ�سئلة حول املحر�ضني ودوافعهم وحول تنظيم فتح‬ ‫اهلل غولن الإرهابي حول العامل‪.‬‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي دانت محاولة االنقالب يف بيان �صحفي يف ‪ 16‬يوليو ‪ .2016‬كذلك اتخذت املنظمة قرارا تاريخيا بعد مناق�شة‬ ‫�شاملة عن تنظيم فتح اهلل غولن الإرهابي يف اجتماعها التح�ضريي لكبار امل�س�ؤولني يوم ‪ 28‬يوليو ‪ 2016‬الذي �أقرته الدورة الثالثة‬ ‫والأربعني ملجل�س وزراء اخلارجية يف نف�س العام‪� .‬أظهر هذا القرار مرة �أخرى روح الت�ضامن والتعاون لدى منظمة التعاون اال�سالمي‬ ‫مع الدول الأع�ضاء وب�شكل خا�ص مع تركيا التي يعترب �أمنها وا�ستقرارها وازدهارها �أمر يف غاية الأهمية لأمة ب�أكملها‪.‬‬ ‫ما هو تنظيم فتح اهلل غولن االرهابي أو الدولة الموازية؟‬

‫الغالبية العظمى‬ ‫من القوات‬ ‫المسلحة التركية‬ ‫بما في ذلك‬ ‫المراتب العليا لم‬ ‫تنضم لمحاولة‬ ‫االنقالب‬

‫تنظيم فتح اهلل الإرهابي �أو الدولة املوازية هي طائفة دينية �سرية �أن�ش�أها فتح اهلل غولن منذ عام ‪ ،1974‬حيث �شكل غولن جماعته‬ ‫اخلا�صة وبحث عن حلفاء ا�سرتاتيجيني‪ .‬وكان الهدف الأ�سا�سي دائما لهذه الطائفة هو ال�سيطرة على الدولة الرتكية بوا�سطة ان�سالل‬ ‫�سري متكامل و�إقامة نظام �شمويل‪.‬‬ ‫�إن حماية م�صالح طائفته يف الأوقات احلرجة ب�أي ثمن واحد من �أهم �أ�ساليب تنظيم فتح اهلل الإرهابي ولذلك دعم غولن االنقالب‬ ‫الع�سكري عام ‪ 1980‬الذي �أوقف جميع الأحزاب ال�سيا�سية واجلمعيات و�سجن وعذب ع�شرات الآالف و�أعدم الع�شرات من النا�س‪.‬‬ ‫كتب غولن مبا�شرة بعد االنقالب “�آخر ثكنة” حيث �أثنى على �ضباط اجلي�ش و�أعرب عن دعمه القوي لل�سلطة الع�سكرية‪ .‬كما كان �أي�ضا‬ ‫داعما للتدخل الع�سكري يف ‪ 28‬فرباير ‪ 1997‬الذي �أ�سقط ب�شكل غري مبا�شر رئي�س الوزراء الراحل �أربكان حيث كان م�سلما متدينا‬ ‫وم�ؤيدا قويا للتعاون مع العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫�ساهمت هذه التدخالت بخلق جو اجتماعي و�سيا�سي منا�سب لتنظيم فتح اهلل الإرهابي لن�شر جماعته‪ .‬بدءا من �أزمري‪ ،‬افتتح �أتباعه‬ ‫الكليات اخلا�صة ومراكز تعليمية يف تركيا ومن ثم دوليا‪ .‬بد�أ غولن يف منت�صف ‪ 1990‬بتقدمي نف�سه وحركته على �أنها الوجه املنري‬ ‫واملوايل للغرب للتقدم الإ�سالمي خ�صو�صا يف مواجهة تنامي التطرف واخلوف بعد ‪� 11‬سبتمرب‪ ،‬واعتربت هذه خطوة ا�سرتاتيجية‬ ‫لغولن بدال من �أيديولوجية‪.‬‬ ‫ينفرد تنظيم فتح اهلل غولن كجماعة �إرهابية وذلك ال�ستخدامه املنظمات اجلبهة القانونية وامل�ؤ�س�سات كغطاء لتحقيق �أهداف غري‬ ‫م�شروعة ولإخفاء الو�سائل الإجرامية التي ي�ستخدمونها‪ ،‬مبا يف ذلك الربيد الأ�سود وغ�سيل الأموال والتن�صت واالبتزاز واالغتياالت‪.‬‬ ‫التحقيقات الجنائية لتنظيم فتح اهلل غولن اإلرهابي ‪ -‬الدولة الموازية‬

‫�أظهرت التحقيقات الأخرية عن ن�شاطات تنظيم فتح اهلل غولن‪ -‬الدولة املوازية‪ -‬من قبل مكتب املدعي العام �أنه حتت �شعار الت�سامح‬ ‫واملنظمات الإن�سانية قام تنظيم فتح اهلل االرهابي‪ -‬الدولة املوازية‪ -‬وقائدها فتح اهلل غولن ب�إن�شاء و�إدارة منظمة غري قانونية والك�شف‬ ‫عن معلومات �سرية عائدة للدولة بهدف التج�س�س ال�سيا�سي �أو الع�سكري ومحاولة �إ�سقاط �أو زعزعة حكومة اجلمهورية الرتكية وانتهاك‬ ‫�سرية احلياة اخلا�صة وامل�شاركة يف ت�سجيالت غري م�شروعة عن معلومات �شخ�صية وتزوير م�ستندات ر�سمية وتلفيق جرائم واتالف‬ ‫�أدلة وغ�سل الأموال واغتياالت بحق كتاب جلنة التحقيق و�شخ�صيات بارزة‪.‬‬ ‫إجراءات تم اتخاذها من قبل الحكومة‬

‫بعد هذه امل�ؤامرة مبا�شرة �أن�ش�أت تركيا على الفور ال�سالمة العامة و�أخ�ضعت اجلناة وبد�أت بطرد �أع�ضاء تنظيم فتح اهلل الإرهابي‪-‬‬ ‫الدولة املوازية‪ -‬من امل�ؤ�س�سات احلكومية والعامة‪ .‬ومت طرد موظفي اخلدمة املدنية الذين مت عدهم من �أع�ضاء تنظيم فتح اهلل‬ ‫االرهابي من جميع امل�ؤ�س�سات مبا يف ذلك اجلي�ش والق�ضاء والأمن‪ .‬التحقيقات والإجراءات الق�ضائية جارية لك�شف ومعاقبة مدبري‬ ‫االنقالب من تنظيم فتح اهلل االرهابي و�أع�ضائه مبا يتما�شى مع �سيادة القانون يف ظل حالة الطوارئ وفقا للمادة ‪ 120‬من الد�ستور‬ ‫الرتكي واالتفاقيات الدولية ذات ال�صلة‪.‬‬ ‫‪20‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون عالمية‬

‫دونالد ترامب ي�ؤدي اليمني الد�ستورية ب�صفته الرئي�س الـ ‪ 45‬للواليات املتحدة يف وا�شنطن العا�صمة‪ ،‬الواليات املتحدة الأمريكية‪ 20 ،‬يناير ‪�( 2017‬إي بي ايه)‪.‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي تتطلع إلى تعزيز العالقات مع اإلدارة األمريكية المقبلة‬ ‫�أعربت منظمة التعاون الإ�سالمي عن تهنئتها لل�سيد دونالد ترمب �إثر فوزه‬ ‫باالنتخابات الرئا�سية الأمريكية لي�صبح الرئي�س اخلام�س والأربعني للواليات‬ ‫املتحدة الأمريكية‪.‬‬ ‫وا�ستذكرت املنظمة عالقاتها املثمرة التي تطورت عرب ال�سنني مع الواليات املتحدة‬ ‫الأمريكية متطلعة �إلى ا�ستمرار هذه العالقة البناءة مع الإدارة اجلديدة على �أ�سا�س‬

‫تبادل امل�صلحة واالحرتام‪.‬‬ ‫كما �أعربت املنظمة عن ا�ستعدادها للعمل ب�صفة وثيقة مع الإدارة الأمريكية‬ ‫اجلديدة لتعزيز العالقات الثنائية القائمة بني املنظمة والواليات املتحدة والإ�سهام‬ ‫امل�شرتك يف الت�صدي للتحديات الدولية من �أجل تعزيز التعاي�ش ال�سلمي والتفاهم‬ ‫والوئام يف العامل‪.‬‬

‫وفد المنظمة يراقب مختلف مراحل التصويت في انتخابات أوزبكستان‬ ‫بناء على دعوة من جلنة االنتخابات املركزية يف �أوزبك�ستان‪ ،‬قام وفد من املراقبني‬ ‫من الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي مبراقبة االنتخابات الرئا�سية املبكرة‬ ‫التي جرت يف ‪ 4‬دي�سمرب ‪ .2016‬وقد متكن مراقبو منظمة التعاون الإ�سالمي من‬ ‫مراقبة مختلف مراحل عملية الت�صويت‪ .‬كما التقى الوفد مع العديد من الأطراف‬ ‫املعنية البارزة يف �أوزبك�ستان‪ ،‬وا�ستمع �إلى �شرح عن العملية االنتخابية وكذلك عن‬ ‫بع�ض التغيريات اجلديدة املهمة التي تهدف �إلى زيادة حت�سني اللوائح املنظمة‬ ‫لالنتخابات‪ ،‬و�ضمان مزيد من امل�شاركة احلرة للمواطنني يف العملية االنتخابية‪.‬‬ ‫والحظ وفد منظمة التعاون الإ�سالمي �أن االنتخابات كانت �سلمية ومنظمة ب�شكل‬

‫جيد و�شفافة وحرة‪ ،‬و�شهدت �إقباال كثيفا من الناخبني ملمار�سة حقوقهم ال�سيا�سية‬ ‫واملدنية بطريقة تت�سم باالن�ضباط‪.‬‬ ‫وقد هن�أ الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬معايل الدكتور يو�سف بن �أحمد‬ ‫العثيمني‪ ،‬فخامة ال�سيد �شوكت مريزيوييف على انتخابه رئي�سا جلمهورية �أوزبك�ستان‪.‬‬ ‫كما �أعرب العثيمني عن �أمله يف تعزيز التعاون الثنائي بني منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫و�أوزبك�ستان‪ ،‬الع�ضو املهم يف املنظمة والرئي�س احلايل ملجل�س وزراء اخلارجية‪،‬‬ ‫ب�شكل �أكرب يف ال�سنوات املقبلة‪.‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي ترحب باالتفاق على وقف شامل إلطالق النار في سوريا‬ ‫�أعربت الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي عن ارتياحها للتو�صل �إلى اتفاق ال�سورية يف �إطار بيان جنيف ‪ 1‬وقرارات جمل�س الأمن ذات ال�صلة مبا يف ذلك قراره‬ ‫لوقف �شامل لإطالق النار يف �سوريا الذي وافق عليه جمل�س الأمن ب�إجماع كافة رقم ‪ 2254‬ل�سنة ‪ 2015‬و‪ 2268‬ل�سنة ‪.2016‬‬ ‫�أع�ضائه بقراره ‪ 2336‬يف ‪ 31‬دي�سمرب ‪.2016‬‬ ‫ورحب الأمني العام للمنظمة‪ ،‬معايل الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني‪ ،‬بالتو�صل‬ ‫التفاق وقف �إطالق النار الذي يجب �أن يكون �شامال ودائما‪ ،‬وذلك لو�ضع حد مل�سل�سل‬ ‫العنف والقتل والتهجري الذي ظل يتعر�ض له ال�شعب ال�سوري خالل �ست �سنوات‪.‬‬ ‫و�أكد العثيمني يف هذا اخل�صو�ص �ضرورة التزام كافة الأطراف التي تعهدت لوقف‬ ‫�إطالق النار بالتنفيذ الفعلي له‪ ،‬م�شددا على �أهمية �إيجاد �آلية دولية ملراقبة تنفيذ‬ ‫هذا االتفاق‪.‬‬ ‫وذكر الأمني العام مبوقف منظمة التعاون الإ�سالمي الذي �أقرته بيانات القمة‬ ‫�أع�ضاء جمل�س الأمن ي�صوتون على وقف �إطالق النار يف �سوريا يف‬ ‫مقر الأمم املتحدة يف نيويورك‪ ،‬الواليات املتحدة الأمريكية‪ 31 ،‬دي�سمرب ‪�( 2016‬إي بي ايه)‪.‬‬ ‫الإ�سالمية وقرارات االجتماعات الوزارية والداعم لإيجاد حل �سيا�سي للأزمة‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪21‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫غامبيا رئيس القمة اإلسالمية المقبلة‪ ..‬العبور من أزمة السلطة بسالم‬ ‫الرئي�س �آداما بارو‬

‫انتهت �أزمة ت�سليم ال�سلطة يف غامبيا ب�سالم بف�ضل جهود الو�ساطة التي ا�ضطلعت‬ ‫بها املجموعة االقت�صادية لدول غرب �إفريقيا‪ ،‬فيما تنتظر البالد حتقيق امل�صاحلة‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫و�أعرب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الدكتور يو�سف العثيمني‪ ،‬عن ارتياحه‬ ‫للتو�صل �إلى حل �سلمي للأزمة ال�سيا�سية التي طال �أمدها يف غامبيا‪ ،‬مما �أف�ضى �إلى‬ ‫ت�سليم ناجح لل�سلطة �إلى فخامة الرئي�س �آداما بارو الذي كان قد �أدى اليمني الد�ستورية‬ ‫يف وقت �سابق من يوم التا�سع ع�شر من يناير ‪.2017‬‬ ‫و�أ�شاد العثيمني بجهود الو�ساطة التي ا�ضطلعت بها املجموعة االقت�صادية لدول غرب‬ ‫�إفريقيا واملدعومة من االحتاد الإفريقي والأمم املتحدة‪ ،‬وهي اجلهود التي �سهلت‬ ‫االنتقال ال�سيا�سي ال�سل�س يف غامبيا‪ .‬كما �أثنى ب�صفة خا�صة على ر�ؤ�ساء نيجرييا‬ ‫وليبرييا و�سرياليون وغانا وغينيا وموريتانيا لإ�سهاماتهم الهائلة يف جتنيب غامبيا‬ ‫العنف و�إراقة الدماء‪.‬‬ ‫وجدد الأمني العام‪ ،‬يف معر�ض �إ�شارته كذلك �إلى نهج الدبلوما�سية الهادئة الذي تتبعه‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي من خالل م�ساعيه احلميدة‪ ،‬تهانيه للرئي�س بارو ول�شعب‬ ‫غامبيا ب�أكمله اللتزامهم باحلفاظ على احلكم الدميقراطي يف بالدهم‪ ،‬وحثهم على‬ ‫العمل من �أجل حتقيق امل�صاحلة الوطنية يف الفرتة املقبلة‪.‬‬

‫وكانت املنظمة قد تابعت الأزمة يف غامبيا حلظة بلحظة‪ ،‬حيث وجه الأمني العام يف‬ ‫بدايتها ندا ًء �إلى رئي�س جمهورية غامبيا املنتهية واليته‪ ،‬فخامة ال�سيد يحيى جامع‪،‬‬ ‫�ضمان النقل ال�سل�س وال�سلمي لل�سلطة خللفه املنتخب بطريقة دميقراطية‪ ،‬ال�سيد �آداما‬ ‫بارو‪ ،‬الذي كان من املفرت�ض �أن يتولى مهامه اعتبارا من يوم ‪ 19‬يناير ‪ ،2017‬وفقا‬ ‫لأحكام الد�ستور الغامبي‪.‬‬ ‫وذ َّكر الدكتور العثيمني الرئي�س املنتهية واليته وحكومته بامل�س�ؤوليات امللقاة على‬ ‫عاتقهم حلماية ال�شعب الغامبي وحثهم على التحلي ب�أق�صى درجات �ضبط النف�س‬ ‫وتفادي الإقدام على �أي عمل يعر�ض للخطر عملية التن�صيب ال�سلمي للرئي�س املنتخب‪.‬‬ ‫كما دعاهم �إلى ا�ستح�ضار العواقب املحتملة لأعمالهم‪.‬‬ ‫وا�ستذكر الأمني العام ر�سالته الأخرية التي وجهها �إلى الرئي�س يحيى جامع يوم ‪ 9‬يناير‬ ‫‪ 2017‬يف باجنول‪ ،‬م�ؤكدا يف الوقت ذاته مرة �أخرى دعم منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫املطلق جلميع امل�ساعي الدولية التي تقودها اجلماعة االقت�صادية لدول غرب �إفريقيا‬ ‫(�إيكوا�س) واالحتاد الأفريقي والأمم املتحدة من �أجل �إيجاد حل للم�أزق االنتخابي‪ .‬كما‬ ‫�أهاب بال�سلطات عدم تفويت الفر�ص املتاحة �أماما من �أجل الت�سوية ال�سلمية للأزمة‬ ‫خالل ما تبقى من �أيام قليلة �أمامها‪.‬‬ ‫ويف �إطار بذل م�ساعيه احلميدة الرامية �إلى تفعيل �آليات الدبلوما�سية الوقائية‪ ،‬بعث‬ ‫الأمني العام وفد ًا من منظمة التعاون الإ�سالمي برئا�سة الأمني العام امل�ساعد‪ ،‬ال�سفري‬ ‫�سمري بكر دياب‪ ،‬لت�سليم ر�سالة خطية موجهة �إلى الرئي�س الغامبي املنتهية واليته يحيى‬ ‫جامع‪.‬‬ ‫وحث الأمني العام الذي كانت ت�ساوره ان�شغاالت ب�سبب النزاع االنتخابي وامل�أزق‬ ‫ال�سيا�سي اللذين �أعقبا االنتخابات الرئا�سية التي جرت يف غامبيا ال�شهر املا�ضي‪،‬‬ ‫يعر�ض ال�سلم واال�ستقرار‬ ‫الرئي�س جامع على جت ّنب القيام ب�أي عمل من �ش�أنه �أن ِّ‬ ‫للخطر يف هذا البلد الع�ضو يف املنظمة‪ ،‬والذي �سوف ير�أ�س القمة الإ�سالمية القادمة‪.‬‬ ‫ُيذكر �أن وفد املنظمة �ضم كل من ال�سفري �سمري بكر‪ ،‬وال�سفري يحيى الوال‪ ،‬حيث �سلم‬ ‫ر�سالة الأمني العام لنائب الرئي�س الغامبي يوم ‪ 9‬يناير ‪ 2017‬يف باجنول بح�ضور وزراء‬ ‫اخلارجية وال�سياحة وال�صحة‪.‬‬

‫األمين العام يرحب برفع العقوبات األمريكية عن جمهورية السودان‬ ‫�أعرب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ٬‬معايل الدكتور يو�سف بن �أحمد‬ ‫العثيمني‪ ،‬عن ارتياحه وترحيبه بالقرار الذي �أعلنته الإدارة الأمريكية ب�ش�أن �إلغاء‬ ‫بع�ض العقوبات املفرو�ضة على جمهورية ال�سودان منذ عام ‪ ،1997‬و�أ�شار �إلى �أن هذا‬ ‫القرار ميثل خطوة مهمة جتاه تطبيع العالقات الثنائية بني البلدين وي�ساهم يف حتقيق‬ ‫ال�سالم والأمن واال�ستقرار والنمو االقت�صادي يف ال�سودان الذي ت�ضرر �شعبه كثريا من‬ ‫هذه العقوبات‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف الأمني العام �أن الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي ظلت من جانبها‬ ‫تطالب الإدارة الأمريكية يف جميع قراراتها على م�ستوى القمة واملجل�س الوزاري برفع‬ ‫جميع العقوبات املفرو�ضة على ال�سودان‪ ،‬وتبنت يف هذا ال�صدد مبادرة م�شرتكة مع‬ ‫االحتاد الإفريقي واجلامعة العربية مت مبوجبها مخاطبة الإدارة الأمريكية لرفع هذه‬ ‫العقوبات دون �إبطاء او ت�أخري‪ .‬و�أ�شاد العثيمني بجهود الدول االع�ضاء التي �ساهمت‬ ‫االرهاب بالنظر‬ ‫ترعى‬ ‫التي‬ ‫للدول‬ ‫أمريكية‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫القائمة‬ ‫من‬ ‫ال�سودان‬ ‫ا�سم‬ ‫إزالة‬ ‫�‬ ‫أهمية‬ ‫�‬ ‫ٍ‬ ‫يف حتقيق هذا الإجناز وعلى ر�أ�سها الدول اخلليجية بقيادة اململكة العربية ال�سعودية‪.‬‬ ‫ودعا الأمني العام اجلانبني �إلى موا�صلة احلوار بهدف الو�صول للنتائج املرجوة م�ؤكدا للجهود املقدرة التي ظل يبذلها ال�سودان يف هذا ال�صدد‪.‬‬ ‫‪22‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫األمين العام يهنئ الرئيس‬ ‫الجديد لمفوضية االتحاد اإلفريقي‬

‫امللك محمد ال�ساد�س (�إي بي ايه)‪.‬‬

‫�أعرب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬معايل‬ ‫الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني‪ ،‬عن تهنئته ملعايل‬ ‫وزير خارجية جمهورية ت�شاد‪ ،‬ال�سيد مو�سى فكي‬ ‫محمد على انتخابه يف ‪30‬يناير ‪ 2017‬رئي�س ًا جديد ًا‬ ‫ملفو�ضية االحتاد الإفريقي‪ ،‬وذلك من قبل القمة الثامنة‬ ‫والع�شرين لالحتاد الإفريقي املنعقدة يف �أدي�س �أبابا‪.‬‬ ‫ويف معر�ض �إ�شادة الدكتور العثيمني مبا يتحلى به رئي�س‬ ‫املفو�ضية اجلديدة من �صفات وما هو معروف به من‬ ‫حكمة وكفاءة وحنكة‪� ،‬أعرب عن �أمله يف �أنه �سيقود دفة‬

‫ويرحب بعودة‬ ‫المغرب إلى االتحاد‬ ‫�ش�ؤون املفو�ضية لتحقيق املكانة العليا للقارة حتى ت�صبح‬ ‫�أكرث ازدهار ًا‪ ،‬وحتى تنعم باال�ستقرار وي�سود ربوعها‬ ‫ال�سالم يف ال�سنوات القادمة‪.‬‬ ‫وذ ّكر الأمني العام بالتعاون الثنائي القائم بني منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي واالحتاد الإفريقي وتطلعه للعمل‬ ‫ب�شكل وثيق مع الرئي�س اجلديد ومفو�ضيته نحو تطوير‬ ‫ال�شراكة يف جميع املجاالت ذات االهتمام امل�شرتك‪.‬‬ ‫كما رحب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي بقبول‬ ‫اململكة املغربية يف ‪ 30‬يناير ‪ 2017‬ع�ضو ًا يف االحتاد‬

‫الإفريقي‪ .‬و�أعرب الدكتور العثيمني عن تهنئته للمملكة‬ ‫املغربية بعودتها �إلى الهيئة القارية خالل الدورة الثامنة‬ ‫والع�شرين لقمة االحتاد الإفريقي‪ ،‬م�شيد ًا بالقرار‬ ‫احلكيم الذي �سيم ّكن املغرب من اال�ضطالع بدوره الذي‬ ‫يليق به داخل القارة الإفريقية املوحدة‪.‬‬ ‫و�أعرب الأمني العام عن �أمله يف �أن تعزز عودة املغرب �إلى‬ ‫�أ�سرة االحتاد الإفريقي من ال�صوت والوزن الإفريقيني‬ ‫على امل�ستوى الدويل‪ ،‬مما من �ش�أنه �أن يي�سر �إيجاد حلول‬ ‫للتحديات اخلطرية التي تواجهها القارة‪.‬‬

‫العثيمين ‪ :‬القوة المشتركة خطوة مهمة لوقف‬ ‫الهجمات اإلرهابية في منطقة ليبتاكو ‪ -‬غورما‬ ‫رحبت منظمة التعاون الإ�سالمي بت�شكيل بوركينا‬ ‫فا�سو ومايل والنيجر قوة م�شرتكة متعددة اجلن�سيات‬ ‫ملكافحة انعدام الأمن يف منطقة ليبتاكو‪-‬غورما على‬ ‫جانبي حدودها امل�شرتكة‪.‬‬ ‫ويف �سياق تقديره لقادة الدول الثالث الذين �أعلنوا هذا‬ ‫القرار يف ختام قمتهم التي عقدت يف ‪ 24‬يناير ‪2017‬‬ ‫يف نيامي‪ ،‬النيجر‪� ،‬أ�شار الأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬معايل الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني‪،‬‬ ‫�إلى �أن هذا الإجراء اال�ستباقي ميثل خطوة مهمة نحو‬ ‫وقف موجة الهجمات التي ت�شنها اجلماعات امل�سلحة‬ ‫والإرهابية الن�شطة عرب احلدود يف هذه املنطقة‪.‬‬ ‫كما �شجع الأمني العام للمنظمة الدول الثالث على‬ ‫تفعيل القوة امل�شرتكة فورا م�ؤكدا الأهمية التي يوليها‬ ‫لهذا التعاون بني الدول الأع�ضاء ملواجهة التحديات‬ ‫الأمنية امل�شرتكة‪.‬‬ ‫وكان قادة‪ ‬دول ال�ساحل الأفريقي‪ ‬قد �أعلنوا يف‬ ‫باماكو‪ ‬عزمهم على ت�شكيل قوة للت�صدي للجماعات‬ ‫اجلهادية التي ت�ستخدم‪ ‬مايل‪« ‬قاعدة خلفية»‪.‬‬ ‫وقال فخامة رئي�س النيجر‪ ،‬محمدو �إي�سوفو‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫يف م�ؤمتر �صحايف‪ ‬يف ختام القمة �إن دول‬ ‫ال�ساحل �ستطلب‪ ‬من الأمم املتحدة‪ ‬وجمل�س‬ ‫الأمن‪ ‬الدويل �إ�صدار قرار لدعم ت�شكيل هذه القوة‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬طالب فخامة الرئي�س الت�شادي‪� ،‬إدري�س‬ ‫ديبي‪ ‬الدول الأوروبية بتزويد دول ال�ساحل‪ ‬بو�سائل‬ ‫مكافحة الإرهاب لتجنب مقتل جنودهم‪ ،‬يف تلميح �إلى‬ ‫تقلي�ص عدد قوة‪ ‬برخان‪ ‬الفرن�سية املنت�شرة يف املنطقة‬ ‫وعدد اجلنود الأوروبيني يف القوة الأممية يف مايل‪.‬‬ ‫‪ ‬وبح�سب وثيقة عمل داخلية للقمة‪ ،‬ف�إن �شمال‬ ‫مايل هو القاعدة اخللفية ملن يو�صفون بالإرهابيني‪،‬‬ ‫وهو �أي�ضا منطقة هجمات �ضد دول �أخرى‪ .‬و�أ�ضافت‬ ‫الوثيقة �أنه «بات من املعروف �أن الإرهابيني �أنف�سهم‬ ‫اعتدوا م�ؤخرا على بوركينا فا�سو و�ساحل العاج‬ ‫والنيجر ومايل»‪.‬‬ ‫وكان الرئي�س الت�شادي قد �أ�شار يف م�ستهل القمة �إلى‬ ‫“ازدياد الهجمات الإرهابية يف‪ ‬منطقة ال�ساحل»‪،‬‬ ‫م�ؤكدا �أن «التهديد يتخذ �أبعادا جديدة‪ ،‬و�إذا مل‬ ‫نتحرك �سريعا ف�إن منطقتنا �ست�صبح مع الوقت منطقة‬ ‫�إرهابية»‪ .‬‬

‫وقال فخامة رئي�س مايل‪� ،‬إبراهيم �أبو بكر كيتا‪،‬‬ ‫الذي �سلمه ديبي رئا�سة جمموعة دول ال�ساحل‪« ،‬يف‬ ‫مواجهة ت�صاعد التطرف يجب توحيد اجلهود خلو�ض‬ ‫التحديات‪ ،‬وعلينا �أن من�ضي �أبعد»‪.‬‬ ‫وت�أتي قمة القادة اخلم�سة لدول‪ ‬بوركينا فا�سو‪ ‬ومايل‬ ‫وموريتانيا‪ ‬والنيجر‪ ‬وت�شاد‪ ‬بعد �أقل من ثالثة‬ ‫�أ�سابيع من‪ ‬هجوم «انتحاري» �أوقع نحو ثمانني قتيال‬ ‫يف‪ ‬غاو‪� ‬أكرب مدن �شمال مايل‪ ،‬وتبنته جمموعة مرتبطة‬ ‫بتنظيم القاعدة‪ ‬يف بالد املغرب الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وكانت النيجر وبوركينا فا�سو ومايل اتفقت يف ‪24‬‬ ‫يناير ‪ 2017‬املا�ضي يف نيامي على �إن�شاء قوة للت�صدي‬ ‫النعدام الأمن يف منطقة ليبتاكو‪-‬غورما الواقعة بني‬ ‫الدول الثالث‪ ،‬التي «تكاد تتحول �إلى معقل للمجموعات‬ ‫الإرهابية والإجرامية ب�أ�شكالها كافة»‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪23‬‬


‫شؤون إنسانية‬ ‫منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫تستنفر لمساعدة الصومال‬ ‫في مواجهة أضرار الجفاف‬ ‫جدة ـ المملكة العربية السعودية‪:‬‬

‫حتركت منظمة التعاون الإ�سالمي �سريعا واتخذت خطوات عدة مل�ساعدة جمهورية‬ ‫ال�صومال لتخطي موجة جفاف جديد �ضربت البالد‪ .‬ووق ّع الأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬معايل الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني ومعايل امل�ست�شار بالديوان امللكي‬ ‫يف اململكة العربية ال�سعودية امل�شرف العام على مركز امللك �سلمان للإغاثة والأعمال‬ ‫الإن�سانية‪ ،‬الدكتور عبد اهلل بن عبد العزيز الربيعة يف ‪ 10‬يناير ‪ ،2017‬اتفاقية للبدء‬ ‫بربنامج تنفيذي لتوزيع م�ساعدات املركز للمت�ضررين من اجلفاف يف جمهورية‬ ‫ال�صومال‪ ،‬املتمثلة يف ‪� 30‬ألف �سلة غذائية لـ ‪� 180‬ألف م�ستفيد ب�إقليم �أر�ض ال�صومال‪.‬‬ ‫ورفع معايل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي ال�شكر والتقدير خلادم احلرمني‬ ‫ال�شريفني امللك �سلمان بن عبد العزيز �آل �سعود – حفظه اهلل – على �إن�شاء هذا املركز‬ ‫الذي �ش ّكل قفزة ونه�ضة كبرية على م�ستوى العمل الإغاثي العاملي‪ ،‬معتربا الربنامج‬ ‫املزمع تنفيذه يف ال�صومال خطوة كبرية جت�سد البعد الإغاثي والإن�ساين الذي ي�ضطلع‬ ‫به املركز‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إلى تنوع جهود املركز الإن�سانية التي تعدت الإغاثة الغذائية‪� ،‬إلى جوانب �أخرى‬ ‫مثل التعليم وال�صحة‪ ،‬منوه ًا �إلى �أن جمموعة من املبادرات التي جرى االتفاق عليها مع‬ ‫املركز‪� ،‬ست�شمل جميع اجلهات واملناطق املحتاجة مثل غزة وال�صومال‪ ،‬الفت ًا النظر �إلى‬ ‫�أن الدفعة الأولى من امل�ساعدات التي يت�ضمنها الربنامج الذي وقعت اتفاقيته �أم�س‪ ،‬يف‬ ‫طريقها لتوزيعها على م�ستحقيها‬ ‫وكانت املنظمة قد وجهت يف بداية دي�سمرب ‪ 2016‬نداء عاجال �إزاء الو�ضع ال�صعب‬ ‫الذي تعي�شه جمهورية ال�صومال الفيدرالية و�أهابت بكافة دولها الأع�ضاء و�شركائها‬ ‫يف العمل الإن�ساين‪ ،‬مد يد العون للم�ساهمة يف التخفيف من معاناة املت�ضررين جراء‬ ‫اجلفاف والقحط هناك‪ ،‬ف�ضال عن التدخل ال�سريع قبل تفاقم الو�ضع الإن�ساين‬ ‫وخروجه عن ال�سيطرة‪ ،‬وذكرت املنظمة �أن مكتبها التنموي يف ال�صومال على �أمت‬ ‫اال�ستعداد للتعاون يف �إي�صال امل�ساعدات الإن�سانية للمناطق املت�ضررة من اجلفاف‪.‬‬ ‫وي�أتي نداء املنظمة يف �سياق نداء وجهه فخامة الرئي�س ال�صومايل‪ ،‬ال�سيد ح�سن �شيخ‬ ‫محمود يف نوفمرب املا�ضي بهذا اخل�صو�ص‪.‬‬ ‫واجلدير بالذكر �أن موجة اجلفاف والقحط ال�شديد �ضربت مناطق وا�سعة من‬ ‫ال�صومال وذلك ب�سبب ت�أخر هطول الأمطار خلم�سة موا�سم متتالية‪ ،‬الأمر الذي �أدى‬ ‫�إلى كارثة �إن�سانية جديدة يف معظم �أقاليم ال�صومال خا�صة يف مناطق و�سط و�شمال‬ ‫ال�صومال على غرار الكارثة الإن�سانية التي اجتاحت البالد يف مطلع عام ‪،2011‬‬ ‫حيث يقدر عدد املت�ضررين يف احلالة الراهنة حوالى ‪� 760,000‬شخ�ص يف كل �أقاليم‬ ‫ال�صومال‪ ،‬والتي ت�شمل �أجزاء وا�سعة من �أر�ض ال�صومال املعروفة ب�صومايل الند‬ ‫‪24‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫د‪ .‬يو�سف العثيمني ود‪ .‬عبد اهلل الربيعة لدى توقيع االتفاقية‪.‬‬

‫وبونتالند وكذلك �إقليم هريان وجدو وجوبا ال�سفلى وبكولووالتي تقدر م�ساحتها ب�أكرث‬ ‫من ثلثي م�ساحة ال�صومال‪.‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬طلبت الأمم املتحدة‪ ،‬يف ‪ 17‬يناير‪ ،2017‬من املجتمع الدويل تقدمي ‪864‬‬ ‫مليون دوالر لإنقاذ املت�ضررين يف ال�صومال‪ ،‬البالغ عددهم ‪ 3.9‬مليون �شخ�ص‪ ،‬من‬ ‫بينهم ‪ 1.1‬مليون �شخ�ص نزحوا عن ديارهم �إلى مناطق �أخرى يف داخل البالد‪.‬‬ ‫جاء ذلك خالل ا�ستعرا�ض خطة اال�ستجابة لالحتياجات الإن�سانية يف ال�صومال لعام‬ ‫‪ 2017‬بح�ضور من�سق ال�شئون الإن�سانية يف ال�صومال‪ ‬بيرت‪ ‬دو‪ ‬كلريك وم�سئولني كبار من‬ ‫احلكومة ال�صومالية‪.‬‬ ‫وت�ستهدف اخلطة �إنقاذ الأرواح و�ضمان حماية الفئات الأكرث احتياجا‪ ‬وتعزيز القدرة‬ ‫على التكيف ودعم تقدمي اخلدمات الأ�سا�سية والتمكني من و�ضع احللول الدائمة‪.‬‬ ‫و�أفاد تقرير للأمم املتحدة �أن من بني �ضحايا موجة اجلفاف‪� ‬أكرث من ‪� 300‬ألف‬ ‫طفل حتت ال�سن اخلام�سة‪ ‬يعانون من �سوء تغذية حادة‪ ،‬كما �أن ‪ 3.3‬مليون �شخ�ص‬ ‫يحتاجون �إلى الرعاية ال�صحية‪.‬‬ ‫و�أكدت الأمم املتحدة �أن الأو�ضاع الإن�سانية يف ال�صومال تتفاقم ب�شكل كبري بفعل انعدام‬ ‫الأمطار املو�سمية وانت�شار رقعة اجلفاف الذي يع�صف بدول منطقة القرن الإفريقي‪.‬‬ ‫وحذر من�سق ال�شئون الإن�سانية يف ال�صومال‪ ،‬بيرت‪ ‬دو‪ ‬كلريكمن وقوع كارثة �إن�سانية‬ ‫كتلك التي �شهدها ال�صومال يف العام ‪ ،2011‬والتي راح �ضحيتها ع�شرات الآالف‬ ‫من الأ�شخا�ص‪ .‬ونوه �أن هذه الظاهرة ت�سببت يف ارتفاع �أ�سعار املياه واملواد‬ ‫الغذائية الأولية ومغادرة املئات من ال�سكان �أماكن �سكناهم بحثا عن الغذاء‪.‬‬ ‫من جهته‪� ،‬أكد رئي�س الربملان ال�صومايل‪ ،‬محمد عثمان جواري‪� ،‬أن امل�ؤ�س�سة الت�شريعية‬ ‫�ستبذل ق�صارى جهدها من �أجل م�ساعدة املت�ضررين بالتقلبات املناخية وال�صراعات‬ ‫امل�سلحة يف ال�صومال‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون إنسانية‬ ‫دعم سعودي للمحتاجين في والية راخين بميانمار‬ ‫�أعربت الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي عن ترحيبها بتوقيع مركز امللك �سلمان‬ ‫للإغاثة والأعمال الإن�سانية يف مطلع نوفمرب ‪ ،2016‬برناجم ًا تنفيذي ًا مع منظمة‬ ‫الهجرة الدولية لتقدمي الدعم الإن�ساين والتخفيف من املعاناة ولتقليل الهجرة غري‬ ‫النظامية من ميامنار‪.‬‬ ‫ومن املقرر �أن يقوم مركز امللك �سلمان للإغاثة والأعمال الإن�سانية بتنفيذ م�شروعات‬ ‫يف ‪ 35‬قرية لتعزيز تنمية الزراعة وتوفري ال�سبل الالزمة لك�سب العي�ش والإ�سهام يف‬ ‫احلد من تدفق املهاجرين غري النظاميني من والية راخني وحت�سني الظروف املعي�شية‬ ‫يف الوالية‪.‬‬ ‫وتهيب الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي بالدول الأع�ضاء ومنظمات املجتمع‬ ‫املدين‪ ،‬القيام بجهود مماثلة وتقدمي الدعم الإن�ساين خا�صة ل�سكان والية راخني‬ ‫للتخفيف من معاناة املحتاجني هناك‪.‬‬

‫إنشاء شبكة منظمة التعاون اإلسالمي لجمعيات الصليب األحمر والهالل األحمر‬

‫عقدت �إدارة ال�ش�ؤون الإن�سانية يف الأمانة العامة ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي اجتماع ًا حت�ضريي ًا يف مقر الأمانة يف‬ ‫جدة‪ ،‬اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬يف ‪ 29‬نوفمرب ‪،2016‬‬ ‫وذلك من �أجل �إن�شاء �شبكة جلمعيات ال�صليب الأحمر‬ ‫والهالل الأحمر العاملة يف الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪،‬‬ ‫بح�ضور جلن ٍة توجيهي ٍة م�ؤلف ٍة من �أع�ضاء ميثلون‬ ‫الأمانة العامة للمنظمة واللجنة الإ�سالمية للهالل‬ ‫الدويل واللجنة الدولية للهالل الأحمر واالحتاد الدويل‬ ‫جلمعيات ال�صليب الأحمر والهالل الأحمر واملنظمة‬ ‫العربية للهالل الأحمر وال�صليب الأحمر وجمعية الهالل‬ ‫الأحمر الرتكي والبنك الإ�سالمي للتنمية‪.‬‬ ‫وكان الرئي�س الرتكي رجب طيب �أردوغان �شدّد يف كلمته‬ ‫خالل الدورة الثالثة ع�شرة مل�ؤمتر القمة الإ�سالمي‪،‬‬

‫املنعقدة يف �إ�سطنبول يومي ‪ 14‬و‪� 15‬أبريل ‪ ،2016‬على‬ ‫�ضرورة �إن�شاء �شبكة للجمعيات العاملة يف جمال الإغاثة‬ ‫الإن�سانية يف الدول الأع�ضاء‪ ،‬وذلك من �أجل التعامل‬ ‫ب�شكل جماعي مع �آثار الأزمة الإن�سانية غري امل�سبوقة‬ ‫التي ا�ستيقظت على هولها الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪.‬‬ ‫و ُيع َّو ُل على ال�شبكة يف �أن متنح منظور ًا جديد ًا يف‬ ‫التعاطي مع التحديات الإن�سانية التي باتت تواجه الدول‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة وغريها من دول العامل على نحو‬ ‫يثري القلق‪ .‬وتهدف ال�شبكة �إلى ت�شجيع نهج مقاربة‬ ‫خالقة و�أكرث ا�ستباقية يف التعامل مع الأزمات الإن�سانية‪،‬‬ ‫يف �سبيل التخفيف من وقع املعاناة الإن�سانية وحتقيق‬ ‫التنمية امل�ستدامة‪.‬‬ ‫و�ستُف�ضي الأ�شغال التح�ضريية للجنة التوجيهية �إلى‬

‫عقد م�ؤمتر جلمعيات ال�صليب الأحمر والهالل الأحمر‬ ‫ُيرتقب �أن يلتئم يف �إ�سطنبول عام ‪ ،2017‬وذلك حتت‬ ‫رعاية فخامة رئي�س اجلمهورية الرتكية ال�سيد رجب‬ ‫طيب �أردوغان‪.‬‬ ‫َ‬ ‫و�شهد العامل خالل العقد الأخري عدة حتديات �أفرزها‬ ‫تزايد حدة الأزمات الإن�سانية الطبيعية �أو التي هي من‬ ‫�صنع الإن�سان‪ .‬وي�شكل النازحون جراء الأزمات يف الدول‬ ‫الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي ثلثي الأ�شخا�ص‬ ‫النازحني يف العامل‪.‬‬ ‫وال تزال التحديات الإن�سانية يف الدول الأع�ضاء يف‬ ‫املنظمة تثري كثري ًا من القلق‪ ،‬مما يلقي على كاهل هذه‬ ‫الدول عبئ ًا كبري ًا ال قبل لها به �إال من خالل ت�ضافر‬ ‫اجلهود يف �إطار �شراكات قوية‪.‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي تنهي «بناء االستجابة بصورة أفضل» بكوت ديفوار‬ ‫�أنهت منظمة التعاون الإ�سالمي �أ�شغال ور�شة عملها‬ ‫اخلتامية”بناء اال�ستجابة ب�صورة �أف�ضل” لعام ‪2016‬‬ ‫يف �أبيدجان بالتعاون مع وكالة التنمية الدولية التابعة‬ ‫للواليات املتحدة الأمريكية للتنمية والهيئة الطبية‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫وانعقدت ور�شة العمل هذه يف الفرتة من ‪ 16-14‬دي�سمرب‬ ‫‪ 2016‬يف �أبيدجان‪ ،‬حيث ركزت على بنية العمل الإن�ساين‬ ‫العاملي و�آليات التمويل املختلفة واال�سرتاتيجيات‬ ‫امل�ستخدمة من قبل الأطراف املعنية الرئي�سية يف‬ ‫جهودها الرامية �إلى مواجهة التحديات والأزمات‬ ‫الإن�سانية يف �أنحاء العامل قاطبة‪.‬‬ ‫ومت تنظيم ور�شة العمل «بناء اال�ستجابة ب�صورة �أف�ضل»‬ ‫ل�صالح املنظمات غري احلكومية الناطقة باللغة الفرن�سية‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫يف الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي يف‬ ‫�إفريقيا‪ ،‬وجمعت ‪ 35‬م�شارك ًا من كوت ديفوار والنيجر‬ ‫وال�سنغال وموريتانيا والكامريون‪.‬‬ ‫وقد �أتيحت الفر�صة للم�شاركني يف ور�شة العمل‬ ‫ب�أبيدجان لتطوير فهم �أف�ضل للو�ضع الإن�ساين العاملي‪،‬‬ ‫حتى يتعرفوا ب�أنف�سهم على اجلهات الفاعلة الرئي�سية‬ ‫يف عامل العمل الإن�ساين‪ ،‬وكذلك على املبادئ التي حتكم‬ ‫النظام الإن�ساين الدويل‪.‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬ا�ستعر�ض امل�شاركون يف ور�شة العمل‬ ‫�أف�ضل الطرق والو�سائل لتعزيز تعاون �أقوى فيما بني‬ ‫املنظمات الإن�سانية غري احلكومية يف �إفريقيا‪ ،‬كما‬ ‫�شددوا على املبادئ التوجيهية املختلفة التي ت�ستخدمها‬ ‫وكاالت التمويل واجلهات املانحة‪.‬‬

‫ومن اجلدير بالذكر �أي�ض ًا �أن امل�شاركني ملتزمون بالعمل‬ ‫ب�شكل وثيق يف �سبيل جتميع مواردها وجهودها مع ًا يف‬ ‫مواجهة التحديات الإن�سانية التي تواجهها بلدانهم‪.‬‬ ‫كما �أعربت ور�شة العمل عن امتنانها حلكومة كوت‬ ‫ديفوار ال�ست�ضافة هذا احلدث وكذلك ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي و�شركائها‪ ،‬وال�سيما وكالة التنمية الدولية‬ ‫التابعة للواليات املتحدة الأمريكية للتنمية والهيئة الطبية‬ ‫الدولية لتنظيم مثل هذا التجمع الإن�ساين املهم‪.‬‬ ‫وكانت الدورات اخلم�س ال�سابقة لور�شة العمل «بناء‬ ‫اال�ستجابةب�صورة �أف�ضل» قد انعقدت يف كل من جدة‬ ‫(مار�س ‪ ،)2016‬ونريوبي (يوليو ‪ ،)2016‬وماليزيا‬ ‫(�سبتمرب ‪ ،)2016‬وقطر واملغرب (نوفمرب ‪.)2016‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪25‬‬


‫شؤون إنسانية‬ ‫«التعاون اإلسالمي» والوكالة السويسرية للتنمية‬ ‫تنظمان ورشة عمل للعاملين في المجال اإلنساني‬ ‫كيفية تقييم �أثر م�شاريعها على املجتمعات‪.‬‬ ‫ونظمت �إدارة ال�ش�ؤون الإن�سانية يف املنظمة ور�شة العمل يف مقر الأمانة العامة للمنظمة‬ ‫يف جدة يف الفرتة من ‪ 29- 27‬نوفمرب ‪ ،2016‬بالتعاون مع الوكالة ال�سوي�سرية للتنمية‬ ‫والتعاون‪ ،‬وذلك حتت �شعار «الإدارة من �أجل النتائج»‪.‬‬ ‫وقال مدير �إدارة ال�ش�ؤون الإن�سانية‪ ،‬ف�ؤاد املزنعي‪« :‬يتمثل الهدف من تنظيم ور�شة‬ ‫العمل يف تزويد العاملني يف املجال الإن�ساين يف الدول الأع�ضاء يف املنظمة باملهارات‬ ‫الالزمة لكيفية تقييم �أثر م�شاريعهم على املجتمعات التي يعملون معها»‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪« :‬هذا هو التعاون الأول من نوعه بني �إدارة ال�ش�ؤون الإن�سانية يف املنظمة‬ ‫�شاركت وفود من منظمات �إن�سانية ومنظمات غري حكومية يف الدول الأع�ضاء يف والوكالة ال�سوي�سرية للتنمية والتعاون‪ ،‬وي�ضع لبنة ملزيد من التعاون اال�سرتاتيجي مع‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي يف ور�شة عمل مدتها ثالثة �أيام ت�ستهدف تعزيز قدرتها على الوكالة»‪.‬‬

‫العثيمين يشيد بالحملة الشعبية السعودية لدعم المتضررين في سوريا‬ ‫�أعرب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬معايل‬ ‫الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني‪ ،‬عن تقديره البالغ‬ ‫للأمر امللكي الذي �أ�صدره خادم احلرمني ال�شريفني‪،‬‬ ‫امللك �سلمان بن عبد العزيز‪ ،‬ملك اململكة العربية‬ ‫ال�سعودية نهاية دي�سمرب ‪ ،2016‬والذي يق�ضي ب�إطالق‬ ‫حملة �شعبية لإغاثة ال�شعب ال�سوري يف �أعقاب الأو�ضاع‬ ‫امل�أ�ساوية التي مر بها ال�سوريون جراء احلرب ال�شر�سة‬

‫التي متر بها البالد‪ ،‬وبالتربع ال�سخي من خادم احلرمني‬ ‫و�سمو ويل العهد و�سمو ويل ويل العهد‪.‬‬ ‫كما �أ�شاد الأمني العام بالإ�سهام الكبري والإقبال الوا�ضح‬ ‫لل�شعب ال�سعودي و�أريحيته يف امل�ساعدة برفع املعاناة عن‬ ‫�إخوانهم يف �سوريا‪ ،‬معتربا هذه املبادرة خطوة �إن�سانية‬ ‫كبرية �سوف تنعك�س ب�شكل �إيجابي على املت�ضررين من‬ ‫الأو�ضاع ال�صعبة وبخا�صة تلك الظروف القا�سية التي‬

‫مير بها النازحون جراء الربد ال�شديد‪ ،‬كما و�صف‬ ‫العثيمني احلملة ال�شعبية باعتبارها منطلقا مل�ساعدات‬ ‫�أ�شمل و�أو�سع لكونها مبادرة ميكن �أن يحتذى بها على‬ ‫�صعيد العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫و�أثنى الأمني العام كذلك على الدور الذي تقوم به اململكة‬ ‫العربية ال�سعودية يف جهودها لبث اال�ستقرار وال�سالم يف‬ ‫املنطقة ودعمها املتوا�صل لق�ضايا العامل الإ�سالمي‪.‬‬

‫اتفاقية شراكة بين الصناديق اإلنسانية بمنظمة التعاون اإلسالمي ومؤسسة اإلغاثة التركية‬ ‫وقعت ال�صناديق الإن�سانية ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫(مقرها الدوحة) اتفاقية �شراكة مع م�ؤ�س�سة الإغاثة‬ ‫الإن�سانية الرتكية ‪ IHH‬بهدف تعزيز التعاون بني‬ ‫اجلانبني يف جمال العمل الإن�ساين‪.‬‬ ‫وقع االتفاقية عن ال�صناديق الإن�سانية الدكتور عبد‬ ‫العزيز بن عبد الرحمن �آل ثاين رئي�س جمل�س الأمناء‪،‬‬ ‫وعن م�ؤ�س�سة الإغاثة الإن�سانية الرتكية ‪ IHH‬بولنت‬ ‫يلدرمي الرئي�س التنفيذي للم�ؤ�س�سة‪.‬‬ ‫‪ ‬ويهدف الطرفان من وراء هذا التعاون اال�سرتاتيجي‬ ‫�إلى تعزيز ح�ضورهما الإقليمي والدويل‪ ،‬وبناء‬ ‫قدراتهما خ�صو�صا يف املجاالت امل�شرتكة‪ ،‬والتعاون‬ ‫يف برامج وم�شاريع محددة تخدم الأهداف امل�شرتكة‬ ‫للطرفني‪.‬‬ ‫كما ت�سعى االتفاقية �إلى تعزيز الفر�ص للت�أثري يف‬ ‫الق�ضايا التنموية والإن�سانية ذات ال�صلة مبجاالت‬ ‫عملهما امل�شرتك �إقليميا ودوليا‪ ،‬وتطوير ممار�سات‬ ‫ف�ضلى يف املجاالت ذات االهتمام امل�شرتك‪.‬‬ ‫وقال بيان �صدر عن ال�صناديق الإن�سانية‪� :‬إن هذه‬ ‫‪26‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫االتفاقية جاءت يف �إطار ر�ؤية امل�ؤ�س�ستني الدوليتني‬ ‫للعمل الإن�ساين وا�ستجابتهما لالحتياجات التنموية‬ ‫والإن�سانية املتزايدة يف ظل تناق�ص املوارد‪ ،‬ما‬ ‫ي�ستدعي تعزيز اجلهود امل�شرتكة بني الفاعلني حل�شد‬ ‫املوارد املتاحة وتر�شيد ا�ستخدامها لتلبية االحتياجات‬ ‫الأكرث �إحلاحا‪.‬‬ ‫و�أو�ضح البيان �أن تعقد الق�ضايا التنموية والإن�سانية‬ ‫محليا و�إقليميا ودوليا جتعل من التدخالت الفردية‬ ‫محدودة الأثر ما يدعو الفاعلني �إلى االنتظام يف �أ�شكال‬ ‫متنوعة من التعاون وال�شراكة ملواجهة هذه التحديات‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إلى �أن الغر�ض من هذه االتفاقية هو تنظيم �إدارة‬ ‫التعاون اال�سرتاتيجي بني الطرفني مبا يتيح لهما حتقيق‬ ‫الأهداف اال�سرتاتيجية امل�شرتكة بينهما بكفاءة وفعالية‪ .‬‬ ‫وجاء يف البيان �أن الطرفني اتفقا على التعاون امل�شرتك‬ ‫لتنفيذ عدد من امل�شروعات منها وكالة �إن�سان لإدارة‬ ‫الأزمات والكوارث‪ ،‬وت�أ�سي�س �صندوق وجمل�س للأيتام‬ ‫بالدول الأع�ضاء مبنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إلى التعاون يف ت�أ�سي�س جامعة �إن�سان املفتوحة يف‬

‫جانب من مرا�سم توقيع االتفاقية‬

‫تركيا‪ ،‬وبحث الفر�ص املتاحة لت�أ�سي�س وقفيات لدعم‬ ‫الأعمال الإن�سانية‪ ،‬واال�ستفادة من املمار�سات الناجحة‬ ‫لهيئة الإغاثة الإن�سانية‪.‬‬ ‫كما اتفقا على تعزيز التعاون يف �إطالق م�شروع‬ ‫�أممي حقوقي حول «الدبلوما�سية الإن�سانية» وت�أ�سي�س‬ ‫منظومة م�شرتكة يف جمال معلومات ودرا�سات العمل‬ ‫الإن�ساين‪ ،‬واال�ستفادة من مقار ومكاتب و�إمكانات‬ ‫طريف االتفاق يف الدول التي يوجد بها كل طرف‬ ‫ل�صالح تعزيز ال�شراكة الإن�سانية بينهما‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫المنظمة‬

‫أخبار‬

‫العثيمين‪ :‬التنسيق بين مؤسسات المنظمة كفل عمال متكامال دون منافسة‬ ‫و�صف الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬معايل‬ ‫الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني‪ ،‬االجتماع التن�سيقي‬ ‫بني امل�ؤ�س�سات العاملة حتت مظلة املنظمة بالآلية التي‬ ‫وثقت عالقة التن�سيق بني �أجهزة وم�ؤ�س�سات املنظمة‪،‬‬ ‫جنبا �إلى جنب مع تعزيز التكامل فيما بينها‪.‬‬ ‫وكان الأمني العام قد خاطب الدورة الثانية لالجتماع‬ ‫التن�سيقي ال�سنوي مل�ؤ�س�سات منظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫يف ‪ 5‬دي�سمرب ‪ ،2016‬يف مقر الأمانة العامة بجدة‪،‬‬ ‫منوها ب�إن�شاء �آلية التن�سيق بني الأمانة العامة‬ ‫واملنظمات العاملة يف املجاالت املختلفة والتي عقدت‬ ‫�أول اجتماعاتها يف الرباط‪ ،‬دي�سمرب العام الأ�سبق‪.‬‬ ‫وقال العثيمني �إن هذه الآلية عززت العمل امل�شرتك‬ ‫بني املنظمات املختلفة دون �أن يكون هناك جمال‬ ‫للتناف�س بني عملها‪ ،‬يف �سعي �إلى ا�ستكمال م�ساعي‬ ‫هذه امل�ؤ�س�سات مع بع�ضها البع�ض‪ ،‬الفتا �إلى �أن الآلية‬

‫جنحت‪ ،‬يف وقت وجيز‪ ،‬بو�ضع منظومة للأن�شطة توجه‬ ‫جهود العمل امل�شرتك من �أجل تنفيذ قرارات املنظمة‬ ‫ال�صادرة عن كل من م�ؤمتر القمة الإ�سالمي وجمل�س‬ ‫وزراء اخلارجية‪.‬‬ ‫يذكر �أن عدد املنظمات العاملة يف فلك منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي يبلغ ‪ 26‬منظمة تعمل يف جماالت‬ ‫مختلفة ترتاوح بني االقت�صادية والثقافية واالقت�صادية‬ ‫واالجتماعية وغريها‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى جامعتني‬ ‫�إ�سالميتني يف كل من بنغالدي�ش و�أوغندا‪.‬‬ ‫بدوره‪ ،‬قال الدكتور �أحمد �سعيد ولد باه‪ ،‬مدير‬ ‫العالقات اخلارجية والتعاون باملنظمة الإ�سالمية‬ ‫للرتبية والعلوم والثقافة (الإي�سي�سكو)‪� ،‬إن االجتماعات‬ ‫التن�سيقية ت�شكل مرحلة نوعية و�إ�ضافية يف محطات‬ ‫العمل الإ�سالمي امل�شرتك بغية الو�صول �إلى نتائج بناءة‬ ‫حتقق تطلعات وجت�سد �آمال الدول الأع�ضاء‪.‬‬

‫على �صعيد مت�صل‪ ،‬قال نائب رئي�س جمموعة البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية ل�ش�ؤون التعاون وتنمية القدرات‪،‬‬ ‫�سيد �آغا‪� ،‬إن املنظمات املختلفة ال ميكنها �إجناز‬ ‫الأهداف املنوطة بها ب�شكل منفرد‪ ،‬م�ؤكدا على �ضرورة‬ ‫العمل اجلماعي ملواجهة التحديات التي تواجه الأمة‬ ‫الإ�سالمية‪ ،‬الفتا �إلى �أن هذا االجتماع يعد من�صة‬ ‫فريدة لتحقيق هذا الغر�ض‪.‬‬ ‫وراجع االجتماع على مدى يومني‪� ،‬أدوات العمل‬ ‫والطرق املتبعة يف تنفيذ القرارات ال�صادرة عن القمة‬ ‫الإ�سالمية واجتماعات وزراء اخلارجية‪ ،‬بالإ�ضافة‬ ‫�إلى تقييم الإجناز الذي جرى منذ انعقاد االجتماع‬ ‫التن�سيقي الأول يف الرباط وحتى اليوم‪ ،‬والذي يهدف‬ ‫من �ضمن جملة من امل�شاريع �إلى الإ�سهام يف حتقيق‬ ‫�أهداف اخلطة الع�شرية اجلديدة للفرتة بني ‪ 2015‬ـ‬ ‫‪.2025‬‬

‫جلسة لبحث التعاون بين منظمة التعاون اإلسالمي واألمم المتحدة‬ ‫عقد جمل�س الأمن الدويل يف مقر الأمانة العامة للأمم‬ ‫املتحدة بنيويورك يف ‪ 17‬نوفمرب ‪ 2016‬جل�سة �إحاطة‬ ‫تناولت مو�ضوع التعاون بني منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫ومنظمة الأمم املتحدة‪.‬‬ ‫وا�ستمع املجتمعون �إلى �إحاطات قدمها كل من‬ ‫ال�سفري حميد �أوبيلريو‪ ،‬الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون‬ ‫االقت�صادية بالأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫وال�سيد مريو�سالف جنكا‪ ،‬م�ساعد الأمني العام‬ ‫للأمم املتحدة لل�ش�ؤون ال�سيا�سية‪ ،‬والدكتور �سليمان‬ ‫ب�شري ديانغ‪� ،‬أ�ستاذ ورئي�س ق�سم الفل�سفة الرومان�سية‬

‫ال�سفري �أوبيلريو ملقيا كلمة املنظمة‬

‫الفرن�سية يف جامعة كولومبيا‪ .‬وتركزت تلك الإحاطات‬ ‫يف غالبيتها على تعزيز ال�شراكة اال�سرتاتيجية احلالية‬ ‫يف مواجهة الفكر املتطرف‪ ،‬وعلى غريها من املجاالت‬ ‫ذات االهتمام امل�شرتك‪.‬‬ ‫وعالوة على ذلك‪� ،‬أكد �أع�ضاء املجل�س �أهمية تعزيز‬ ‫التعاون امل�شرتك بني منظمة التعاون الإ�سالمي والأمم‬ ‫املتحدة يف جمال درء النزاعات ومناه�ضة التطرف‬ ‫و�شددوا على �أهمية مكافحة الإرهاب من خالل اعتماد‬ ‫نهج �شمويل يت�ضمن مبادرات �أمنية و�إمنائية‪.‬‬

‫«التعاون اإلسالمي» والواليات المتحدة األمريكية تطلقان مشاوراتهما الثنائية‬ ‫التقى وفد من منظمة التعاون الإ�سالمي برئا�سة مدير‬ ‫عام الإدارة ال�سيا�سية بالإنابة ومدير ال�ش�ؤون الأفريقية‬ ‫يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سفري يحيى لوال‪ ،‬مع‬ ‫م�س�ؤولني من وزارة خارجية الواليات املتحدة الأمريكية‪،‬‬ ‫وذلك يف م�ستهل امل�شاورات بني املنظمة والواليات‬ ‫املتحدة الأمريكية‪ ،‬يف وا�شنطن العا�صمة يومي ‪ 21‬و‪22‬‬ ‫دي�سمرب ‪.2016‬‬ ‫ومن جانبه‪ ،‬رحب نائب وزير اخلارجية الأمريكي‬ ‫لل�ش�ؤون ال�سيا�سية ال�سفري توما�س �شانون بامل�شاورات‬ ‫بوفد املنظمة‪ ،‬م�شدد ًا على �أهمية احلفاظ على عالقات‬ ‫وثيقة بني املنظمة والواليات املتحدة الأمريكية‪ .‬وقد‬ ‫تر�أ�س االجتماع املبعوث الأمريكي اخلا�ص بالوكالة لدى‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد �أر�سالن �سليمان‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫ومت خالل االجتماع تبادل وجهات النظر بخ�صو�ص عدد‬ ‫كبري من الق�ضايا ذات الأهمية بالن�سبة ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬من بينها الو�ضع يف فل�سطني‪ ،‬والو�ضع الراهن‬ ‫لأقلية الروهينجيا امل�سلمة‪ ،‬و�أزمة الالجئني الدولية‪،‬‬ ‫وامل�ساعدة الإن�سانية‪ ،‬وم�سار �إ�سطنبول‪ ،‬و�أهمية احلوار‬ ‫بني الأديان والثقافات‪ ،‬وق�ضايا املر�أة العاملية‪ ،‬والإرهاب‬ ‫وغريها من الق�ضايا الإقليمية ذات االهتمام امل�شرتك‪.‬‬ ‫و�أكد الطرفان عزمهما موا�صلة التعاون يف عدد من‬ ‫املجاالت‪ ،‬ال �سيما فيما يتعلق مبنع التطرف‪ ،‬وزيادة‬ ‫�إمكانية الو�صول �إلى فر�ص العمل‪ ،‬وعلى الأخ�ص يف‬ ‫�صفوف ال�شباب‪ ،‬وتعزيز احلوار بني الأديان والثقافات‪.‬‬ ‫ومت الرتكيز خالل االجتماع كذلك على �أهمية ا�ستمرار‬ ‫عالقات ال�شراكة مع عدد من اجلهات‪ ،‬مبا يف ذلك‬

‫وكالة التنمية الدولية التابعة للواليات املتحدة الأمريكية‬ ‫والربامج املعنية مبنع العنف �ضد املر�أة‪.‬‬ ‫و ُيع َّول على هذه االجتماعات الت�شاورية الثنائية يف زيادة‬ ‫تعزيز التعاون بني منظمة التعاون الإ�سالمي والواليات‬ ‫املتحدة الأمريكية‪ ،‬و�ستعقد �سنوي ًا بالتناوب بني وا�شنطن‬ ‫العا�صمة وجدة يف اململكة العربية ال�سعودية‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪27‬‬


‫أخبار‬

‫المنظمة‬

‫رئيس النيجر يستقبل أمين عام التعاون اإلسالمي ويستعرضان التطورات‬ ‫العثيمني‪ ،‬بق�صر ال�ضيافة مبكة املكرمة‪ ،‬يوم ‪ 11‬يناير ‪.2017‬‬ ‫وخالل اللقاء‪ ،‬ا�ستعر�ض اجلانبان العالقات الثنائية بني النيجر واملنظمة و�آخر‬ ‫التطورات التي ي�شهدها العامل الإ�سالمي‪ ،‬كما ا�ستعر�ضا جمموعة وا�سعة من الق�ضايا‬ ‫ذات االهتمام امل�شرتك وخا�صة ق�ضية فل�سطني والقد�س ومكافحة التطرف العنيف‬ ‫والإرهاب من قبل اجلماعات التي تعمل على ت�شويه �سمعة الإ�سالم و�صورته وزعزعة‬ ‫ا�ستقرار بع�ض الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫و�أطلع العثيمني فخامة رئي�س النيجر على الأن�شطة واملبادرات التي تقوم بها املنظمة يف‬ ‫مختلف املجاالت ال�سيا�سية واالقت�صادية والإن�سانية‪.‬‬ ‫التقى فخامة الرئي�س مامادو �إي�سوفو‪ ،‬رئي�س جمهورية النيجر خالل زيارته للمملكة من جانبه‪� ،‬أعرب الرئي�س �إي�سوفو عن ارتياحه للجهود املختلفة التي تقوم بها املنظمة‪،‬‬ ‫العربية ال�سعودية‪ ،‬الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الدكتور يو�سف بن �أحمد و�أكد ا�ستمرار دعم جمهورية النيجر يف مختلف �أن�شطة املنظمة‪.‬‬

‫تركيا تتبرع بمبلغ ‪ 1.8‬مليون دوالر لألمانة العامة لمنظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫وفاء بالتعهد الذي �أعلن عنه فخامة رئي�س اجلمهورية الرتكية‪ ،‬رجب طيب �أردوغان‪،‬‬ ‫تو�صلت الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي ببالغ ال�شكر والتقدير بتربع طوعي‬ ‫مببلغ ‪ 1.8‬مليون دوالر �أمريكي (مليون وثمامنائة دوالر �أمريكي) من اجلمهورية‬ ‫الرتكية‪ ،‬الع�ضو امل�ؤ�س�س للمنظمة‪.‬‬ ‫و�أعرب الأمني العام للمنظمة‪ ،‬معايل الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني‪ ،‬عن �أ�سمى‬ ‫�آيات ال�شكر والعرفان لفخامة الرئي�س رجب طيب �أردوغان وحلكومة اجلمهورية‬ ‫الرتكية‪ ،‬على هذا التربع ال�سخي‪ ،‬م�شري ًا �إلى التزام تركيا الثابت ب�أهداف املنظمة‬ ‫ومبادئها‪.‬‬ ‫وتر�أ�س تركيا الدورة احلالية مل�ؤمتر القمة الإ�سالمي وت�شارك بن�شاط يف مختلف برامج‬

‫املنظمة و�أن�شطتها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وبالتزامن مع ذلك‪ ،‬قدمت تركيا تربعا مببلغ ‪� 100‬ألف دوالر �أمريكي لفائدة �صندوق‬ ‫الت�ضامن الإ�سالمي‪ ،‬و‪� 100‬ألف دوالر �أخرى للهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫وجتدر الإ�شارة �إلى �أن فخامة الرئي�س الرتكي كان قد تعهد يف الدورة الثالثة ع�شرة‬ ‫مل�ؤمتر القمة الإ�سالمي التي عقدت يف مدينة �إ�سطنبول يف �إبريل ‪ 2016‬بتقدمي تربع‬ ‫طوعي للأمانة العامة للمنظمة‪.‬‬ ‫و�سبق حلكومة اجلمهورية الرتكية �أن قدمت �سنة ‪ 2007‬م�ساهمة طوعية يف ميزانية‬ ‫الأمانة العامة قدرها ‪ 1.5‬مليون دوالر �أمريكي‪ ،‬وم�ساهمة طوعية �أخرى قدرها مليون‬ ‫دوالر �أمريكي �سنة ‪.2005‬‬

‫العثيمين وبوكوفا يبحثان حماية التراث الثقافي في حاالت الصراع‬ ‫عقد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬معايل الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني‬ ‫اجتماع ًا ثنائي ًا مع ال�سيدة �إيرينا بوكوفا‪ ،‬املدير العام لليون�سكو يف ‪ 6‬يناير ‪ 2016‬يف‬ ‫مقر اليون�سكو‪.‬‬ ‫وعقد الطرفان جل�سة مفيدة ومكثفة تبادال خاللها وجهات النظر حول مختلف الق�ضايا‬ ‫الإقليمية والدولية ذات االهتمام امل�شرتك‪ ،‬ومن �ضمنها حماية الرتاث الثقايف يف حاالت‬

‫ال�صراع‪ ،‬ومكافحة التطرف العنيف والت�شدد‪ ،‬و�ضرورة تعزيز احلوار بني الثقافات‬ ‫والأديان من �أجل حتقيق االحرتام املتبادل والتعاي�ش ال�سلمي وال�سلم امل�ستدام‪،‬‬ ‫والق�ضاء على ظاهرة الإ�سالموفوبيا املتنامية‪ .‬واتفق الطرفان على اال�ستمرار يف العمل‬ ‫على الق�ضايا امل�شرتكة وتعزيز التعاون الثنائي‪ ،‬وذلك بتحديث اتفاقية التعاون املوقعة‬ ‫بني منظمة التعاون الإ�سالمي واليون�سكو �سنة ‪.1979‬‬

‫مفتي الجمهورية اللبنانية يثمن جهود المنظمة في مواجهة التحديات‬ ‫ا�ستقبل الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون ال�سيا�سية‪ ،‬ال�سفري عبد اهلل عبد الرحمن عامل‬ ‫مبقر الأمانة العامة يف ‪ 10‬يناير ‪� 2017‬سماحة ال�شيخ عبد اللطيف فايز دريان‪ ،‬مفتي‬ ‫اجلمهورية اللبنانية‪ ،‬والوفد املرافق له‪ .‬وعرب �سماحة املفتي عن تقديره العايل جلهود‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي يف مواجهة التحديات التي تواجه العامل الإ�سالمي‪ ،‬واعتزاز‬ ‫لبنان بع�ضويتها يف املنظمة‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون ال�سيا�سية على دعم املنظمة املتوا�صل لوحدة لبنان‬ ‫و�أمنه وا�ستقراره واحلفاظ على �سيادته وا�ستقالله و�سالمة �أرا�ضيه‪ .‬كما �أعرب عن‬ ‫ارتياح املنظمة النتخاب رئي�س اجلمهورية وت�شكيل احلكومة الوطنية‪.‬‬ ‫ونوه عامل بالدور املهم ل�سماحة املفتي للحفاظ على عقيدة الأمة‪ ،‬و�أهمية دور علماء‬ ‫الأمة الإ�سالمية لتبيان حقيقة الدين الإ�سالمي ال�سمح و�إبراز دوره يف حتقيق الأمن‬ ‫واال�ستقرار من خالل �إبراز �أهدافه ومبادئه وقيمه‪.‬‬ ‫‪28‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫أخبار‬

‫المنظمة‬ ‫وفد رفيع المستوى من المفوضية األوروبية يزور األمانة العامة‬

‫زار وفد رفيع امل�ستوى من مفو�ضية االحتاد الأوروبي بقيادة الدكتور يوهان�س هان‪،‬‬ ‫املفو�ض الأوروبي ل�سيا�سة اجلوار الأوروبية ومفاو�ضات التو�سع‪ ،‬الأمانة العامة ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬يف ‪ 21‬نوفمرب ‪.2016‬‬ ‫ورحب ال�سفري عبد اهلل عبد الرحمن عامل‪ ،‬الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون ال�سيا�سية‪،‬‬ ‫بالدكتور هان و�أع�ضاء الوفد املرافق له يف مقر الأمانة العامة للمنظمة‪.‬‬ ‫و�أعقب مرا�سم اال�ستقبال اجتماع ر�سمي‪� ،‬أجرى خالله الطرفان مناق�شات م�ستفي�ضة‬ ‫حول ق�ضية فل�سطني‪ ،‬وعملية ال�سالم يف ال�شرق الأو�سط‪ ،‬والو�ضع الراهن يف املنطقة‪.‬‬

‫كما ناق�شا الق�ضايا املتعلقة ب�أزمة الالجئني‪ ،‬وتقدمي امل�ساعدات الإن�سانية ومكافحة‬ ‫الإرهاب والتطرف العنيف والتعاون يف املجال الثقايف وحقوق املر�أة‪.‬‬ ‫وا�ستعر�ض املفو�ض الدكتور هان �أ�س�س ومبادئ �سيا�سة اجلوار الأوروبية‪ ،‬م�شدد ًا على‬ ‫�أهمية تعزيز التعاون ملواجهة التحديات امل�شرتكة‪ .‬ومن جهته‪� ،‬أطلع ال�سفري عبد اهلل‬ ‫عبد الرحمن عامل وفد االحتاد الأوروبي على �أن�شطة املنظمة‪ ،‬و�أيد ر�أي الدكتور هان‬ ‫بخ�صو�ص �أهمية تعزيز التعاون بني الطرفني وفق ًا ملذكرة التفاهم املوقعة بني منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي واالحتاد الأوروبي يف �سبتمرب ‪ 2015‬خدمة مل�صالح الطرفني امل�شرتكة‪.‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي تستعرض مهام مركز صوت الحكمة في مؤتمر الكويت‬ ‫�شاركت الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف م�ؤمتر حول «مواجهة التطرف‬ ‫الفكري» عقدته وزارة الأوقاف وال�ش�ؤون الإ�سالمية بدولة الكويت خالل الفرتة ‪� 15‬إلى‬ ‫‪ 17‬يناير ‪ 2017‬يف مدينة الكويت‪.‬‬ ‫وا�ستعر�ض امل�ؤمتر اجلهود املبذولة واملبادرات والتجارب امل�ؤ�س�سية ملواجهة العنف‬ ‫والإرهاب‪ ،‬وبحث الر�ؤية امل�ستقبلية لتطوير الربامج و�سبل عالج ظاهرتي التطرف‬ ‫والإرهاب اخلطريتني اللتني �أ�صبحتا ت�ؤرقان الأمن وال�سالم يف العامل‪.‬‬ ‫وقد م ّثل معايل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف هذا امل�ؤمتر مدير �إدارة احلوار‬ ‫والتوا�صل ومركز �صوت احلكمة‪ ،‬ال�سيد ب�شري �أحمد �أن�صاري‪ ،‬حيث �ألقى كلمة يف‬ ‫امل�ؤمتر ا�ستعر�ض فيها اجلهود التي تبذلها منظمة التعاون الإ�سالمي ملواجهة التطرف‬ ‫والإرهاب‪ ،‬معرف ًا مبهام و�أن�شطة مركز �صوت احلكمة بالأمانة العامة للمنظمة‪.‬‬ ‫وزار �أن�صاري وزير الأوقاف وال�ش�ؤون الإ�سالمية ووزير الدولة ل�ش�ؤون البلدية محمد‬ ‫اجلربي يف مكتبه‪ ،‬وذلك على هام�ش م�شاركته يف م�ؤمتر التطرف الفكري‪ .‬و�سلم‬ ‫�أن�صاري الوزير اجلربي ر�سالة من الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي تناولت‬ ‫تد�شني مركز �صوت احلكمة الذي يعمل على مهمة تفعيل وتن�سيق اجلهود العلمية‬ ‫والفكرية والدينية املبذولة يف العامل الإ�سالمي ملكافحة التطرف والإرهاب‪.‬‬

‫وزير ال�ش�ؤون الإ�سالمية يف الكويت م�ستقبال مدير �إدارة احلوار والتوا�صل يف املنظمة‬

‫وا�ستمع الوزير �إلى �شرح عن دور منظمة التعاون الإ�سالمي ملواجهة حتديات الدول‬ ‫الإ�سالمية‪ ،‬وبني �أن�صاري �أن الكويت رائدة يف الوعي اال�سالمي من خالل مواكبة‬ ‫الق�ضايا الطارئة وال�سعي حللها‪.‬‬ ‫ورحب اجلربي مبا تبذله املنظمة من جهود ملحاربة الأفكار الدخيلة على ديننا‬ ‫احلنيف‪ ،‬م�ضيفا �أن تاريخ املنظمة حافل بتقوية الروابط بني الدول الإ�سالمية‪.‬‬

‫وفد مشترك من مجموعة البنك اإلسالمي والمنظمة يقوم بزيارة عمل للسنغال‬ ‫�أجرى وفد م�شرتك �ضم ممثلني عن الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬والبنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬واملعهد الإ�سالمي للبحوث والتدريب‪ ،‬وامل�ؤ�س�سة الدولية الإ�سالمية‬ ‫لتمويل التجارة‪ ،‬وامل�ؤ�س�سة الإ�سالمية لت�أمني اال�ستثمار وائتمان‪ ،‬زيارة عمل جلمهورية‬ ‫ال�سنغال يف الفرتة من ‪ 24-22‬يناير ‪ ،2017‬وذلك يف �إطار تعزيز وتطوير التعاون‬ ‫وتقدمي الدعم لعدد من الربامج التي ت�ستجيب لالحتياجات التنموية يف القطاعات‬ ‫االجتماعية واالقت�صادية يف ال�سنغال‪.‬‬ ‫وت�أتي زيارة الوفد امل�شرتك‪ ،‬الذي تر�أ�سه الدكتور من�صور مختار نائب رئي�س البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية‪� ،‬إلى جمهورية ال�سنغال‪ ،‬والتي ت�شغل من�صب ع�ضو غري دائم يف‬ ‫جمل�س الأمن الدويل يف الفرتة احلالية‪ ،‬للتعبري عن تقدير منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫لل�سنغال على رعايتها �إلى جانب ماليزيا وفنزويال ونيوزيالندا القرار رقم ‪2334‬‬ ‫الذي �صدر عن جمل�س الأمن الدويل بتاريخ ‪ 23‬دي�سمرب ‪2016‬م‪ ،‬ب�ش�أن عدم قانونية‬ ‫امل�ستوطنات الإ�سرائيلية املقامة على الأر�ض الفل�سطينية املحتلة منذ العام ‪ 1967‬مبا‬ ‫فيها مدينة القد�س ال�شريف‪.‬‬ ‫وقد ا�ستقبل الرئي�س ال�سنغايل‪ ،‬ماكي �سال‪� ،‬أع�ضاء الوفد يف الق�صر الرئا�سي حيث‬ ‫عرب عن التزام ال�سنغال بدعم حقوق ال�شعب الفل�سطيني‪ ،‬و�أكد �أن البنك الإ�سالمي‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫للتنمية �شريك رائد للتنمية يف بالده وداعم ًا لل�سنغال من خالل توفري التمويل للعديد‬ ‫من امل�شروعات التنموية ذات الأثر املبا�شر على حياة النا�س‪ُ ،‬م�ست�شهد ًا مب�شروع قطار‬ ‫داكار ال�سريع‪ ،‬حيث يوفر البنك ‪ 42‬يف املائة من متويل امل�شروع مبا يوازي ‪ 300‬مليون‬ ‫يورو‪.‬‬ ‫وخالل الزيارة‪ ،‬قدم البنك الإ�سالمي للتنمية مبلغ ‪ 92.300‬مليون دوالر لدعم خطة‬ ‫ال�سنغال للق�ضاء على وباء املالريا ودعم م�شاريع �صغرية ت�سهم يف حت�سني م�ستوى‬ ‫املعي�شة‪ ،‬واحلد من البطالة والفقر‪ ،‬ورفع م�ستوى الدخل‪ ،‬وذلك مبوجب اتفاقيتني مت‬ ‫توقيعها يف مقر وزارة املالية بالعا�صمة ال�سنغالية داكار بني نائب رئي�س البنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية الدكتور من�صور مختار ووزير االقت�صاد واملالية والتخطيط ال�سنغايل �أمادو باه‪.‬‬ ‫واجلدير بالذكر �أن جمهورية ال�سنغال ان�ضمت لع�ضوية البنك الإ�سالمي للتنمية‪،‬‬ ‫امل�ؤ�س�سة املتخ�ص�صة يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬يف نوفمرب ‪ ،1976‬وترتبط بعالقات‬ ‫تعاون وثيقة مع جمموعة البنك‪ ،‬وبلغ �إجمايل التمويالت املعتمدة من جمموعة البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية ل�صالح جمهورية ال�سنغال حتى تاريخه نحو ‪ 2.4‬مليار دوالر‬ ‫�أمريكي‪� ،‬شملت قطاعات الطرق واملوا�صالت والزراعة و�إمدادات املياه والتعليم‬ ‫وال�صحة واملناجم‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪29‬‬


‫حقوق اإلنسان‬

‫حقوق الطفل تسيطر على أعمال الدورة العاشرة‬

‫لهيئة حقوق اإلنسان لمنظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫جدة ـ المملكة العربية السعودية‪:‬‬

‫عقدت الهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬يف ‪ 29‬نوفمرب ‪،2016‬‬ ‫مناق�شة موا�ضيعية حول “حماية وتعزيز حقوق‬ ‫الأطفال يف حاالت النزاع امل�سلح واالحتالل الأجنبي‬ ‫وحاالت الطوارئ والكوارث” خالل دورتها العادية‬ ‫العا�شرة‪ .‬وافتتح املناق�شة الأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬معايل الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني‪،‬‬ ‫ومعايل الدكتور عبد ال�سالم العبادي‪� ،‬أمني جممع‬ ‫الفقه الإ�سالمي الدويل‪ ،‬وال�سفري عبد الوهاب‪ ،‬رئي�س‬ ‫الهيئة‪ .‬و�شارك يف املناق�شة ممثلون و�أع�ضاء من جلنة‬ ‫الأمم املتحدة حلقوق الطفل‪ ،‬واللجنة اال�ست�شارية‬ ‫ملجل�س حقوق الإن�سان يف الأمم املتحدة‪ ،‬والبنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬واليوني�سيف ب�صفتهم م�شاركني‬ ‫رئي�سيني‪ .‬كما �شارك املمثالن اخلا�صان للأمني العام‬ ‫للأمم املتحدة‪ ،‬املعني بالأطفال والنزاعات امل�سلحة‬ ‫واملعني بالعنف �ضد الأطفال‪ ،‬باملناق�شة عرب مقاطع‬ ‫فيديو‪.‬‬ ‫وقال العثيمني يف كلمته �إن مو�ضوع حماية وتعزيز‬ ‫حقوق الأطفال يف حاالت النزاعات امل�سلحة واالحتالل‬ ‫الأجنبي والطوارئ والكوارث الذي تناق�شه الدورة‬ ‫احلالية للهيئة‪ ،‬ي�أتي يف الوقت الذي تنتهك فيه‬ ‫النزاعات والأزمات والطوارئ الإن�سانية حقوق‬ ‫الأطفال والقانون الدويل حلقوق الإن�سان‪ ،‬محذرا من‬ ‫�أنه قد يجري ف�صلهم عن �أهاليهم وتعري�ضهم للعنف‬ ‫و�سوء املعاملة والت�شغيل الق�سري ب�سبب الفقر‪� ،‬أو قد‬ ‫يجربون على االن�ضمام �إلى امليلي�شيات امل�سلحة‪.‬‬ ‫من جهته‪� ،‬أو�ضح ال�سفري عبد الوهاب �أن الهيئة قررت‬ ‫منذ �أول دورة �أن تعنى بحقوق الطفل‪ ،‬م�ؤكدا �أن الدول‬ ‫الأع�ضاء حققت تقدما �إيجابيا يف جمال حقوق الطفل‪،‬‬ ‫وذلك يف �إطار عهد الطفل يف الإ�سالم‪.‬‬ ‫وبعد املناق�شة ال�شاملة‪� ،‬أكدت الهيئة �أن الإ�سالم‬ ‫يعترب حماية وتعزيز حقوق الطفل �أمرا واجبا و�أن‬ ‫حياة الإن�سان مقد�سة من اهلل عز وجل‪ .‬ويعترب جميع‬ ‫الأطفال‪ ،‬وخا�صة الأيتام واملعوزين‪� ،‬ضعفاء وي�ستحقون‬ ‫الرعاية‪ .‬كما يتحمل �أولياء الأمور امل�س�ؤولية الأ�سا�سية‪،‬‬ ‫و�أفراد الأ�سرة واملجتمع املدين واحلكومات م�س�ؤولية‬ ‫م�شرتكة ل�ضمان �صون حقوق الأطفال والوفاء بها يف‬ ‫‪30‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫جميع الظروف‪ .‬كما �أن قواعد اال�شتباك خالل ال�صراع‬ ‫واحلروب امل�سلحة‪ ،‬كما هي من�صو�ص عليه يف التعاليم‬ ‫الإ�سالمية‪ ،‬ال ت�سمح بامل�شاركة الطوعية �أو الق�سرية‬ ‫للأطفال يف احلروب وال�صراعات امل�سلحة وتن�ص على‬ ‫وجوب نقل الأطفال بعيدا عن مناطق ال�صراع ل�ضمان‬ ‫�سالمتهم وحمايتهم‪.‬‬ ‫ورحبت بت�صديق الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي على اتفاقية حقوق الطفل وت�أييد �أهداف‬ ‫التنمية امل�ستدامة التي حتدد من بني �أمور �أخرى‬ ‫التدابري الالزمة لو�ضع حد ل�سوء معاملة الأطفال‬ ‫وا�ستغاللهم واالجتار بهم وجميع �أ�شكال العنف‬ ‫جتاههم وتعذيبهم‪.‬‬ ‫و�أبرزت �أنه يف حني �أن حتول القوانني املحلية والأطر‬ ‫القانونية هي الطريقة الأكرث فعالية وا�ستدامة للتغيري‪،‬‬ ‫يظل للقيم التقليدية‪ ،‬والأ�سرة‪ ،‬واملجتمع‪ ،‬وم�س�ؤوليات‬ ‫الدولة ت�أثري على حقوق الطفل يف العديد من البلدان‬ ‫واملجتمعات‪.‬‬ ‫�أعادت الهيئة الت�أكيد على �أن الدول تتحمل امل�س�ؤولية‬ ‫الأ�سا�سية عن اتخاذ جميع التدابري املنا�سبة مل�صلحة‬ ‫الطفل‪ ،‬مبا يف ذلك تعزيز التعاون الدويل حلماية‬ ‫وتعزيز حق الطفل يف التمتع ب�أعلى م�ستوى ممكن من‬ ‫ال�صحة البدنية والعقلية دون متييز من �أي نوع‪.‬‬ ‫وجددت الهيئة ت�أكيدها على �أن العنف �ضد الأطفال‬

‫لي�س له ما يربره على الإطالق‪ ،‬و�أن من واجب الدولة‬ ‫حماية الأطفال من خالل الو�سائل الت�شريعية والإدارية‬ ‫والق�ضائية الفعالة‪ ،‬مبا يف ذلك يف حالة النزاعات‬ ‫امل�سلحة وغريها من حاالت الطوارئ الطبيعية �أو من‬ ‫�صنع الإن�سان‪ ،‬من كل �أ�شكال العنف وانتهاكات حقوق‬ ‫الإن�سان‪ .‬ويجب على الدول �أن تبذل ق�صارى جهدها‬ ‫حلظر ومنع والتحقيق يف �أعمال العنف �ضد الأطفال‬ ‫واحليلولة �ضد الإفالت من العقاب وتقدمي امل�ساعدة‬ ‫لل�ضحايا يف جميع الأماكن‪.‬‬ ‫و�أقرت كذلك ب�أن ن�شوء الطفل يف بيئة عائلية �شرط‬ ‫�ضروري لنمو �شخ�صيته على نحو كامل ومتنا�سق‪ ،‬وب�أن‬ ‫املوجه‬ ‫مراعاة م�صلحة الطفل ينبغي �أن تكون هي املبد�أ ّ‬ ‫للم�س�ؤولني عن تن�شئته وحمايته‪ ،‬كما يجب �أن تبذل كل‬ ‫اجلهود من �أجل بناء قدرات الأ�سر ومقدمي الرعاية‬ ‫بق�صد توفري الرعاية املنا�سبة والبيئة الآمنة للطفل‪.‬‬ ‫ودعت الهيئة جميع الدول الأع�ضاء يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي �إلى �ضمان ت�سجيل �شامل وفعال‬ ‫ومب�سط جلميع الأطفال فور والدتهم باعتبار ذلك‬ ‫حق ًا �أ�سا�سي ًا من حقوق الطفل؛ �إ�ضافة �إلى مراجعة‬ ‫وتعزيز الأطر القانونية الوطنية و�إجراءات التجنيد‬ ‫الع�سكري للت�أكد من �أن �أي �شخ�ص حتت �سن ‪ 18‬عاما‬ ‫ال ي�شارك يف الأعمال العدائية‪ ،‬مع حتديد مفاهيم‬ ‫«امل�شاركة املبا�شرة» و«الأعمال العدائية» يف الت�شريعات‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫حقوق اإلنسان‬ ‫ذات ال�صلة؛ وجترمي جتنيد وا�ستخدام الأطفال يف‬ ‫النزاعات امل�سلحة‪.‬‬ ‫ودعت الهيئة الدول كذلك �إلى الوفاء بالتزاماتها‬ ‫الدولية املن�صو�ص عليها يف مختلف مواثيق‬ ‫حقوق الإن�سان‪ ،‬والتي ت�شمل اتفاقية حقوق الطفل‬ ‫والربوتوكولني االختياريني امللحقني بها وت�سريع‬ ‫امل�صادقة عليهما من قبل الدول التي مل تقم بذلك‬ ‫بعد؛ ف�ضال عن معاجلة البعد اجلن�ساين جلميع �أ�شكال‬ ‫العنف �ضد الأطفال‪ ،‬وخا�صة �ضد الفتيات‪ ،‬و�إدماج‬ ‫املنظور اجلن�ساين يف جميع ال�سيا�سات والإجراءات‪.‬‬ ‫كما طالبت بتنفيذ الربامج والتدابري القائمة على‬ ‫الأدلة والتي توفر للأطفال حماية وم�ساعدة خا�صتني‪،‬‬ ‫مبا يف ذلك احل�صول على الرعاية ال�صحية ال�شاملة‬ ‫وغري التمييزية واملن�صفة‪ ،‬والتعليم اجليد‪ ،‬واخلدمات‬ ‫االجتماعية؛ و�ضمان �أن يكون الق�ضاء على جميع‬ ‫�أ�شكال العنف �ضد الأطفال �أولوية يف خطط التنمية‬ ‫الوطنية و�أن ينعك�س بالتايل يف اال�ستعرا�ضات الوطنية‬ ‫التي جتريها الدول الأع�ضاء ب�ش�أن تنفيذ الأهداف‬ ‫الإمنائية للألفية‪.‬‬ ‫وخالل الدورة التي امتدت خم�سة �أيام‪� ،‬أجرت‬ ‫الهيئة مناق�شات معمقة ب�ش�أن جميع البنود املدرجة‬ ‫على جدول �أعمالها ومنها انتهاكات حقوق الإن�سان‬ ‫يف الأرا�ضي الفل�سطينية املحتلة‪ ،‬واحلقوق املدنية‬

‫�أطفال الجئون من �سوريا والعراق مع �أطفال لبنانني يف فعالية دولية يف بريوت‪ ،‬لبنان (�إي بي ايه)‬

‫ال�سيا�سية واالقت�صادية واالجتماعية والثقافية يف‬ ‫الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬وكذلك املهام املحددة التي‬ ‫�أناطها بها جمل�س وزراء اخلارجية‪ ،‬مثل الإ�سالموفوبيا‬ ‫والتحري�ض على الكراهية والآلية الدائمة لر�صد‬ ‫حقوق الإن�سان يف ك�شمري التي حتتلها الهند و�أو�ضاع‬ ‫حقوق الإن�سان اخلا�صة بالأقليات امل�سلمة يف ميامنار‬ ‫وجمهورية �إفريقيا الو�سطى‪ .‬كما ا�ستمعت الهيئة �إلى‬ ‫عرو�ض موجزة وم�ساهمات من الأمانة العامة للمنظمة‬ ‫ومن خرباء مما كان له كبري الأثر يف اتخاذ قرارات‬ ‫وتو�صيات �شاملة مبنية على معلومات ب�ش�أنها‪.‬‬

‫�أطفال يف منطقة �صالح الدين �أحد االحياء‬ ‫ال�شرقية يف مدينة حلب‪� ،‬سوريا (�إي بي ايه)‬

‫الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق اإلنسان لمنظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫وحكومة المملكة العربية السعودية توقعان اتفاقية المقر‬

‫جانب من مرا�سم توقيع اتفاقية مقر الهيئة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان‪.‬‬

‫�أبرمت الهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬يف ‪2‬‬ ‫فرباير ‪ ،2017‬اتفاقية املقر مع حكومة اململكة العربية ال�سعودية‪ .‬ووقع على االتفاقية‪،‬‬ ‫نيابة عن احلكومة امل�ضيفة‪ ،‬معايل ال�سيد عزام بن عبد الكرمي القني‪ ،‬وكيل وزارة‬ ‫اخلارجية ل�ش�ؤون املرا�سم‪ ،‬فيما وقع نيابة عن الهيئة ال�سيد مرغوب �سليم بت‪ ،‬وذلك‬ ‫خالل حفل مرا�سم التوقيع الر�سمي الذي عقد يف مقر وزارة اخلارجية يف الريا�ض‬ ‫باململكة العربية ال�سعودية‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫وقد ت�أ�س�ست الهيئة يف عام ‪ 2011‬لتكون �أحد الأجهزة الرئي�سة يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬بحيث تقدم امل�شورة من هيئة خرباء م�ستقلني حول جميع ق�ضايا حقوق‬ ‫الإن�سان �إلى جمل�س وزراء خارجية منظمة التعاون الإ�سالمي‪ .‬وقد تقرر خالل الدورة‬ ‫احلادية والأربعني للمجل�س التي عقدت يف يونيو ‪� 2014‬أن يكون مقر �سكرتارية الهيئة‬ ‫يف مدينة جدة باململكة العربية ال�سعودية‪ .‬وي�ؤكد التوقيع على اتفاقية مقر الهيئة من‬ ‫جديد التزام حكومة اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬باعتبارها بلد املقر‪ ،‬بتقدمي املوارد‬ ‫والت�سهيالت الالزمة لتحقيق الأداء الفعال لهذا اجلهاز امل�ستقل يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ .‬كما وفرت حكومة اململكة العربية ال�سعودية �أي�ضا مبنى منف�صال ليكون‬ ‫مقرا للهيئة كي تزاول عملها يف �إطار من اال�ستقاللية‪.‬‬ ‫و�أعرب ال�سيد مرغوب بت‪ ،‬نيابة عن الهيئة‪ ،‬عن �شكره خلادم احلرمني ال�شريفني‬ ‫وحلكومة اململكة العربية ال�سعودية على دعمهم ال�سخي للهيئة وتعاونهم امل�ستمر‬ ‫معها‪ ،‬مبا يف ذلك الدعم اللوجي�ستي الالزم لت�سيري عمل الهيئة ب�صورة فاعلة‪ .‬كما‬ ‫وجه ال�شكر �أي�ضا للدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي وملعايل الأمني العام‬ ‫على ما يقدمونه من دعم مادي ومعنوي من �أجل ت�سهيل عمل الهيئة‪ ،‬و�أهاب بهم‬ ‫موا�صلة تقدمي الدعم الالزم للهيئة حتى يت�سنى لها اال�ضطالع على نحو منظم‬ ‫وفعال باملهام املوكلة �إليها‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪31‬‬


‫آراء‬ ‫الحقوق المتعلقة بالصحة‪ ‬الجنسية واإلنجابية بوصفها حقوقًا لإلنسان‬

‫مرغوب سليم‬ ‫املدير التنفيذي‬ ‫للهيئة املستقلة‬ ‫الدائمة حلقوق اإلنسان‬ ‫التابعة ملنظمة التعاون‬ ‫اإلسالمي‬

‫جاء النبي محمد‬ ‫عليه الصالة والسالم‬ ‫بإصالحات منعت‬ ‫وأد البنات ومنحت‬ ‫المرأة سلسلة من‬ ‫الحقوق‬

‫‪32‬‬

‫ُت َعد احلقوق املتعلقة بال�صحة اجلن�سية والإجنابية من حقوق الإن�سان‪ ،‬فهي حق مت�أ�صل وواجب الزم‪ ،‬وهي ت�شكل جوهر جمموعة‬ ‫من املعاهدات امللزمة دولي ًا‪.‬‬ ‫وينطوي �ضمان مراعاة هذه احلقوق على حماية طائفة وا�سعة من احلقوق املدنية والثقافية واالقت�صادية وال�سيا�سية واالجتماعية‪.‬‬ ‫‪ ‬وقد حققت حماية احلقوق املتعلقة بال�صحة اجلن�سية والإجنابية وتعزيزها على ال�صعيد العاملي تقدم ًا كبري ًا يف العقود القليلة‬ ‫املا�ضية‪ ،‬حيث بد�أت الد�ساتري والقوانني الوطنية وكذلك ال�صكوك الدولية حلقوق الإن�سان الت�أكيد على �أن ال�صحة الإجنابية‬ ‫واجلن�سية لي�ست جمرد ق�ضية �صحية فح�سب‪ ،‬بل هي كذلك ق�ضية ترتبط بالعدالة االجتماعية وبحقوق الإن�سان وبق�ضايا التنمية‪.‬‬ ‫وتن�ص املادة ال�ساد�سة ع�شرة من اتفاقية الق�ضاء على جميع �أ�شكال التمييز �ضد املر�أة‪� ‬صراحة على حقوق الإن�سان املتعلقة‬ ‫بخدمات تنظيم الأ�سرة والرعاية والتغذية يف �أثناء احلمل واملعلومات اخلا�صة بتحديد عدد الأطفال والفرتات الزمنية التي تف�صل‬ ‫بني الوالدات والأطفال والتثقيف بها وو�سائل حتقيق ذلك‪ ،‬حيث تن�ص االتفاقية �أي�ض ًا على �آلية لر�صد قوانني الدول وممار�ساتها‬ ‫و�سيا�ساتها يف هذا املجال ومدى امتثالها اللتزاماتها الدولية مبوجب املعاهدة‪.‬‬ ‫وي�ستند مفهوم احلقوق الإجنابية و�صياغتها �إلى اعتقاد را�سخ‪ ،‬مداره على �أن املر�أة متتلك �شخ�صيتها الفكرية وم�شاعرها‬ ‫الوجدانية‪ ،‬التي تت�أثر بالبيئة االجتماعية واالقت�صادية والثقافية اخلا�صة بها‪� ،‬ضمن �سياق ي�ؤدي �إلى بلورتها لبع�ض التوقعات‬ ‫والتطلعات ب�ش�أن �سعيها لتحقيق خياراتها الإجنابية‪.‬‬ ‫ويت�أثر مفهوما «اال�ستقاللية» و «حرية االختيار»‪ ،‬اللذان ي�ضطلعان بدور محوري يف اخلطاب املتعلق باحلقوق الإجنابية‪ ،‬بالعوامل‬ ‫االجتماعية والثقافية التي تختلف على نطاق وا�سع‪ ،‬حتى داخل املنطقة الواحدة �أو البلد ذاته‪ .‬فعلى �سبيل املثال‪ ،‬يبد�أ �سن الزواج‬ ‫يف اململكة املتحدة من الثامنة ع�شرة يف اجنلرتا‪ ،‬بينما يبد�أ يف ا�سكتلندا من ال�ساد�سة ع�شرة (توجد اختالفات مماثلة يف �أماكن‬ ‫�أخرى مثل الواليات املتحدة)‪ .‬ولي�س لهذا االختالف من �سبب طبي �أو علمي‪ ،‬لكنه متجذر بعمق يف التاريخ والتقاليد والعادات‬ ‫املحلية‪ .‬وعليه‪ ،‬ف�إنه مع الرتكيز على اال�ستقاللية ال ميكن اال�ستهانة بت�أثري التاريخ واملعايري الثقافية واالجتماعية‪ .‬كذلك‪ ،‬ف�إن‬ ‫املفهوم الغربي لال�ستقاللية‪ ،‬الذي يقوم على مفاهيم اخل�صو�صية واحلقوق الفردية �أقل �أهمية بالن�سبة للمر�أة امل�سلمة التي ُتقدِ م‬ ‫قيمة الرتابط بني الأفراد والأ�سر واملجتمعات‪ .‬لذلك‪ ،‬يتعني حتديد منظور ثقايف يو�ضح العالقة بني املعايري العاملية واملحلية‬ ‫واحرتام هذا املنظور‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وب�سبب هذه احل�سا�سيات �أ ِقر بجالء يف �إطار تنفيذ التو�صيات الواردة يف‪ ‬امل�ؤمتر الدويل لل�سكان والتنمية‪� ‬أن «لكل بلد احلق‬ ‫ال�سيادي يف �أن ينفذ التو�صيات الواردة يف برنامج العمل مع ما يتم�شى مع القوانني الوطنية و�أولويات التنمية‪ ،‬ومع االحرتام الكامل‬ ‫ملختلف القيم الدينية والأخالقية‪ ،‬واخللفيات الثقافية ل�شعبه‪.»...‬‬ ‫�إن الإ�سالم ال يتعامل مع الإجناب‪ ،‬على �أنه حدثان بيولوجيان منعزالن متمثالن يف احلمل والوالدة‪ ،‬بو�صفه جمرد عملية �آلية‪.‬‬ ‫بل �إنه يعتربه عملية م�ستمرة مدى احلياة ترتبط ارتباط ًا وثيق ًا ومتوازن ًا ال انف�صام له بالعالقة الزوجية املتكافئة القائمة على‬ ‫«احلقوق والواجبات»‪ ،‬حيث ي�شكل الزوج والزوجة نواة الأ�سرة‪ ،‬وقد ُو ِ�صفت العالقة بينهما يف القر�آن الكرمي ب�صفتني رئي�سيتني‪:‬‬ ‫‹املودة› (العاطفة وال�صداقة وامل�صاحبة)‪ ،‬و»الرحمة» (التفاهم وامل�صاحلة والت�سامح والغفران) يف �إطار الهدف العام املتمثل يف‬ ‫حتقيق «ال�سكينة»‪�( .‬سورة الروم‪)21 :‬‬ ‫وقد جاء النبي محمد عليه ال�صالة وال�سالم ب�إ�صالحات منعت و�أد البنات ومنحت املر�أة �سل�سلة من احلقوق؛ منها على �سبيل املثال‬ ‫احلق يف اختيار زوجها‪ ،‬واحلق يف االحتفاظ با�سمها من�سوبة لوالدها‪ ،‬واحلق يف احل�صول على اال�ستقالل املايل‪ ،‬يف حني �أن الزوج‬ ‫هو امل�س�ؤول عن توفري القوت لها ولأطفالها‪.‬‬ ‫ف�أين هي امل�شاكل �إذ ًا؟ يف بع�ض احلاالت‪ ،‬يبدو �أن هناك �سوء فهم و�إ�ساءة لتعاليم الدين الإ�سالمي و ُي َ‬ ‫نظر �إلى ذلك على �أنه مبادئ‬ ‫للإ�سالم‪ .‬و�إلى جانب ذلك‪ ،‬تنت�شر يف املجتمعات املتخلفة التي تواجهها م�شاكل الفقر والأمية‪ ،‬مظاهر التمييز بني اجلن�سني وبع�ض‬ ‫املمار�سات ال�ضارة‪ ،‬مما ي�ش ّوه امل�ساواة املت�أ�صلة يف الإ�سالم‪.‬‬ ‫وكما ينطبق ذلك على الو�ضع يف معظم البلدان النامية‪ ،‬ف�إن التفاوت كبري بني الأطر القانونية وواقع احلال‪ ،‬وال يكفل احلق‬ ‫القانوين بال�ضرورة ح�صول املر�أة على حقها �أو توفري احلماية لها من التداعيات �أو املمار�سات التمييزية‪ .‬لذلك‪ ،‬ف�إنه ما دام هناك‬ ‫غياب للعدالة وامل�ساواة على ال�صعيد االقت�صادي‪� ،‬سيبقى نيل املر�أة حقوقها الإجنابية �أمر ًا بعيد املنال يف كل جمتمع‪.‬‬ ‫وبالنظر �إلى امل�س�ألة �أعاله‪ ،‬بو�صفها مثار ان�شغال‪� ،‬شكل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي اللجنة اال�ست�شارية الدائمة (التي‬ ‫ت�ضم �أع�ضاء من الأمانة العامة للمنظمة‪ ،‬والهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان‪ ،‬وجممع الفقه الإ�سالمي الدويل)‪ ،‬والتي ُكلفت‬ ‫بالتو�صل �إلى و�ضع تعريفات وا�ضحة ملفاهيم وم�صطلحات مهمة متعلقة باحلق يف ال�صحة اجلن�سية والإجنابية‪ .‬وعندما تنتهي‬ ‫هذه اللجنة من عملها‪ ،‬ف�سيكون هذا العمل مبثابة توجيهات محددة للدول الأع�ضاء عند مناق�شة هذه الق�ضايا يف املحافل الدولية‬ ‫التخاذ مواقف وقرارات عن وعي وب�صرية‪ ،‬وكذلك عند قيامها بو�ضع وتنفيذ �سيا�سات و�إجراءات يف هذا املجال داخلي ًا‪.‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون ثقافية‬ ‫عمان عاصمة للثقافة اإلسالمية لعام ‪ 2017‬عن المنطقة العربية‬ ‫ّ‬

‫�سلمت منظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة‪،‬‬ ‫الإي�سي�سكو‪ ،‬راية عا�صمة الثقافة الإ�سالمية ل�سنة‬ ‫‪ 2017‬ملدينة عمان‪ ،‬عا�صمة اململكة الأردنية الها�شمية‪،‬‬ ‫�سعي ًا لإبراز الدور التاريخي واحل�ضاري احلافل الذي‬ ‫تتمتع به ع ّمان منذ فجر التاريخ‪.‬‬ ‫الموقع‬

‫تقع مدينة ع ّمان على خط طول ‪� 35‬شرق خط جرينت�ش‪،‬‬ ‫ودائرة عر�ض‪� 31‬شمال دائرة اال�ستواء‪ ،‬وت ّعد عمان من‬ ‫املدن اجلبل ّية وذلك لأ ّنها ممتدة على العديد من القمم‬ ‫اجلبلية‪ ،‬ويبلغ ارتفاعها عن �سطح البحر ما يقارب‬ ‫‪750‬م‪ ،‬بينما متو�سط ارتفاع اجلبال ال�سبعة الأولى‬ ‫التي �أن�شئت عليها ‪ ،918‬وجتدر الإ�شارة �إلى �أنّ مدينة‬ ‫عمان تبعد عن �إربد ‪80‬كم من اجلهة ال�شمالية‪ ،‬وعند‬ ‫مدينة العقبة ‪360‬كم من اجلهة اجلنوبية‪ ،‬وعن نهر‬ ‫الأردن ‪45‬كم من اجلهة الغربية‪.‬‬ ‫السكان‬

‫تعترب عمان من املدن الكربى على م�ستوى الدول‬ ‫العربية‪ ،‬حيث تبلغ م�ساحتها حوايل ‪1689‬كم‪،2‬‬ ‫ويقدّر عدد �سكانها بحوايل �أربع ماليني ن�سمة بنا ًء‬ ‫على درا�سة �أجريت عام ‪ ،2014‬يعودون �إلى �أ�صول‬ ‫فل�سطينية و�سورية ومن �أ�صول �أردنية �أي�ض ًا‪ ،‬وجتدر‬ ‫بالتو�سع على القمم اجلبلية‬ ‫الإ�شارة �إلى �أنهم قاموا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بعدما �ضاقت بهم الأودية وال�سهول‪ ،‬حيث �إنهم قاموا‬ ‫بتعمري ما يقارب الع�شرين قمة جبلية‪ ،‬بعد �أن كانت‬ ‫ع ّمان مقامة على قمم �سبع تالل‪.‬‬ ‫نبذة تاريخية‬

‫ت ّعد عمان من �أقدم املدن العاملية حيث �إ ّنها �أقيمت‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫على �أنقا�ض مدينة ر ّبة ع ّمون‪ ،‬والتي تبعتها مدينة‬ ‫فيالدلفيا‪ ،‬ولكن �س ّميت فيما بعد با�سم عمان ن�سبة‬ ‫لربة عمون‪ ،‬واتّخذها ال�سكان �آنذاك عا�صمة لهم‪ ،‬وهي‬ ‫�أي�ض ًا �إحدى العوا�صم العرب ّية الأربعة‪ ،‬وهي من املدن‬ ‫ال�شامية القدمية‪ ،‬كما �أ ّنها كانت عا�صمة لإمارة اجلهة‬ ‫ال�شرقية من الأردن‪ّ ،‬ثم ّمت اتخاذها عا�صمة للمملكة‬ ‫الأردنية الها�شمية بعد �أن ح�صلت على ا�ستقاللها من‬ ‫االنتداب الربيطاين عام ‪ .1946‬ي ّعد املدرج الروماين‬ ‫من �أبرز املعامل ال�سياحية املوجودة يف مدينة ع ّمان‪.‬‬ ‫آثار جبل القلعة‬

‫تعترب القلعة التي �أقيمت فوق �إحدى اله�ضاب املرتفعة‬ ‫املحيطة بعمان من �أقدم املعامل املعروفة يف املدينة‪،‬‬ ‫ذلك لأهميتها التاريخية ومكانتها اخلا�صة بقلوب‬ ‫�سكان عمان‪ .‬دلت التقنيبان الأثرية ب�أن هذه القمة‬ ‫كانت قد ا�ستعملت كمكان لال�ستقرار الب�شري وكح�صن‬ ‫قبل عدة �آالف من ال�سنني‪ ،‬وح�سب بع�ض التقديرات‬ ‫منذ ‪� 7000‬سنة – اي منذ الفرتة التي �شهدت والدة‬ ‫ح�ضارة وادي النيل‪ .‬قدمت احل�ضارات‪ ،‬وازدهرت‪،‬‬ ‫وولت‪ ،‬لكن القلعة ظلت �صامدة‪ .‬وميكن املالحظة �أن‬ ‫بع�ض احل�ضارات ا�ستق ّرت يف املوقع لقرون طويلة‪،‬‬ ‫كالرومان الذين احتلوا املنطقة عام ‪ 63‬ق‪.‬م وورثتهم‬ ‫البيزنطيني الذين دامت �سيطرتهم ملدة �سبعة قرون‬ ‫حتى و�صول العرب امل�سلمني عام ‪.634‬‬

‫الأيوبي اململوكي‪ .‬ويقع على بعد ‪ 8‬كم جنوب عمان‪ ،‬وقد‬ ‫وردت ق�صة �أ�صحابه يف القران الكرمي‪ ،‬والكهف يعود‬ ‫تاريخه �إلى العهد البيزنطي‪ ،‬وقد عرث على امل�سجد‬ ‫�أمام الكهف‪ ،‬كما يعلوه �آخر يعود الى العهد الأموي‪.‬‬ ‫مقامات و�أ�ضرحة الأنبياء وال�صحابة والتابعني‬ ‫وال�صاحلني‬ ‫هبا اهلل �أر�ض الأردن �شرفا ب�أن �ضمت مقامات‬ ‫و�أ�ضرحة عدد من الأنبياء وال�صاحلني وال�صحابة‬ ‫من ال�شهداء وقادة الأمة‪ ،‬ممن �سطروا بت�ضحياتهم‬ ‫�أروع �صور البذل وال�شهادة‪� ،‬أو من كانوا يف طليعة‬ ‫المشهد‬ ‫من الآثار الإ�سالمية يف �سهل م�ؤتة‪ ،‬وهو عبارة عن قبة قيادة جيو�ش الفتح الإ�سالمي‪ .‬وت�شكل هذه املقامات‬ ‫كانت مبنية على �أربعة �أقوا�س تهدم منه ثالثة‪ ،‬ويف والأ�ضرحة مكت�سبا �أردنيا ي�ؤكد دور الأر�ض الأردنية‬ ‫مداخل هذه القبة �ضريح‪ ،‬ويعود تاريخه الى العهد بامل�ساهمة ب�صياغة تاريخ الأمة‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪33‬‬


‫شؤون ثقافية‬ ‫“إرسيكا” يصلح ما أفسدته الحروب والصراعات من التراث اإلسالمي‬ ‫إسطنبول ـ الجمهورية التركية‪:‬‬

‫ي�سعى مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة‬ ‫الإ�سالمية (�إر�سيكا)‪� ،‬إلى �إحياء الآثار الإ�سالمية‬ ‫املت�ضررة يف مناطق احلروب وال�صراعات‪ ،‬ال�سيما‬ ‫يف �سوريا والعراق ومايل التي دمرت التنظيمات‬ ‫الإرهابية جزءا لي�س بقليل من تراثها التاريخي‪.‬‬ ‫وقال مدير املركز‪ ،‬خالد �أ َرن‪� ،‬إن م�ؤ�س�سته‪ ،‬التي تتبع‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي وتتخذ من �إ�سطنبول مقرا‬ ‫لها‪ ،‬تهدف �إلى �إحياء الآثار الإ�سالمية املت�ضررة يف‬ ‫مناطق احلروب‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أرَن‪ ،‬يف حديث لوكالة الأنا�ضول‪� :‬إن مركز‬ ‫«�إر�سيكا» يتعاون مع م�س�ؤويل منظمة الأمم املتحدة‬ ‫للرتبية والتعليم والثقافة (يون�سكو) ال�ستعادة الآثار‬ ‫املُه ّربة من مناطق احلروب وال�صراعات‪.‬‬ ‫و�أو�ضح �أن املركز يتعاون مع «اليون�سكو ب�ش�أن �أعمال‬ ‫اجلرد منذ بدء احلرب يف مدينة حلب‪ ،‬و�سنلتقي الحقا‬ ‫يف اجلامعة الأمريكية ببريوت لإعادة �إن�شاء و�إحياء‬ ‫الآثار املت�ضررة يف �سوريا والعراق واليمن»‪.‬‬ ‫ومنذ يونيو ‪ ،2014‬د�أب تنظيم “داع�ش” على تدمري‬ ‫معامل �أثرية وح�ضارية وثقافية يف املناطق التي ي�سيطر‬ ‫عليها يف �سوريا والعراق‪ ،‬ال�سيما مدن املو�صل ومنرود‬ ‫بالعراق و«تدمر» يف �سوريا‪.‬‬ ‫وبح�سب �أ َرن‪ ،‬يعتزم مركز الأبحاث للتاريخ والفنون‬ ‫والثقافة الإ�سالمية ت�أ�سي�س «م�ست�شفى الكتب» لإ�صالح‬

‫‪34‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫امل�سرح الروماين يف مدينة تدمر الأثرية‪� ،‬سوريا (�إي بي ايه)‬

‫وجتديد الكتب التاريخية املت�ضررة‪ ،‬والإ�شراف على‬ ‫تدريب وت�أهيل املوظفني يف م�ؤ�س�سات تركية مرموقة‬ ‫للعمل يف امل�شروع اجلديد‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪« :‬كان لنا م�شروع �آخر ي�شمل الفرتة ‪– 2005‬‬ ‫‪ 2015‬حلماية الرتاث التاريخي املتبقي داخل �أ�سوار‬ ‫مدينة القد�س‪ ،‬وجنري �أبحا ًثا �أكادميية حولها ل�ضمان‬ ‫بقائها حية وحمايتها من الإهمال والن�سيان»‪.‬‬ ‫و�أكد �أن املركز �أ�شرف على ن�شر الكتب املتعلقة بالقد�س‬ ‫يف عهد الإمرباطورية العثمانية وعر�ضها يف معار�ض‬ ‫مختلفة حول العامل‪ ،‬كونها ت�ضم معلومات ووثائق‬ ‫تاريخية بالغة الأهمية عن تلك احلقبة من التاريخ‪.‬‬ ‫اً‬ ‫بروتوكول مع وزارة‬ ‫وك�شف �أ ّرن �أن املركز و ّقع م�ؤخرا‬ ‫ً‬ ‫الثقافة يف مايل بهدف حماية �أكرث من ‪� 370‬ألفا من‬ ‫املخطوطات الإ�سالمية الأثرية يف مدينة «متبكتو»‬ ‫املالية التي تُع ّد من �أهم العوا�صم الإ�سالمية يف غرب‬ ‫�أفريقيا‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إلى �أهمية تلك املخطوطات التاريخية بالن�سبة‬ ‫للرتاث الإ�سالمي‪ ،‬حيث تعد «متبكتو» من �أهم مراكز‬ ‫الثقافة والعلوم الإ�سالمية على مدى التاريخ‪ ،‬وت�ضم‬ ‫�آالف الآثار‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬قال الرئي�س التنفيذي مل�شروع حماية‬ ‫املخطوطات والرتاث الثقايف الإ�سالمي يف «متبكتو»‪،‬‬ ‫عبدالقادر حيدرة‪� :‬إن مايل تتمتع ب�أهمية بالغة من‬ ‫ناحية الثقافة الإ�سالمية وتراث الكتابة بالرغم من‬ ‫كونها دولة �أفريقية‪.‬‬ ‫و�أو�ضح حيدرة‪� :‬إن «الكتب التاريخية املوجودة يف‬

‫مئذنة م�سجد م�ش ّيد من الطني يف‬ ‫مدينة متبكتو‪ ،‬مايل (�إي بي ايه)‬

‫املدينة ت�ضم كتابات حول علوم القر�آن الكرمي والفل�سفة‬ ‫والتاريخ وعلم الفلك والريا�ضيات واملذكرات واحلياة‬ ‫اليومية‪ ،‬ف�ضلاً عن الر�سائل املكتوبة باللغة الرتكية»‪.‬‬ ‫الآثار املوجودة يف «متبكتو» تعر�ضت للخطر‪ -‬بح�سب‬ ‫حيدرة ‪ -‬عندما �سيطرت جمموعات تابعة لتنظيم‬ ‫“القاعدة” على املنطقة عام ‪ .2012‬مبينا �أن هذه‬ ‫التنظيمات ال حترتم املقد�سات وقامت بهدم �أ�ضرحة‬ ‫عدد من رجال الدين‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون ثقافية‬ ‫آثار حضارة النمرود في العصر اآلشوري تتحول إلى ركام بفعل جرائم داعش‬‬ ‫الموصل (العراق) ـ (د ب ا)‪:‬‬

‫بعد خراب وتدمري طال واحدة‬‫من �أقدم املواقع الأثرية‬ ‫يف العراق والعامل‪ ،‬متكنت قوات من اجلي�ش‬ ‫العراقي‬ ‫من ا�ستعادة مواقع ح�ضارة النمرود التي �شيدت يف‬ ‫الع�صر الآ�شوري ‫يف محافظة نينوى بعد احتالل دام‬ ‫نحو عامني ون�صف من قبل تنظيم داع�ش‪.‬‬ ‫‬وبح�سب الوثائق التاريخية‪ ،‬ف�إن «منرود» هو الت�سمية‬ ‫املحلية بالعربية‬ ‫ملدينة كاخلو (كالح) الآ�شورية‬ ‫التي بنيت يف العراق على نهر دجلة على يد‬ ‫امللك‬ ‫الأ�شوري �شلمن�صر الأول وجعلها عا�صمة حلكمه خالل‬ ‫الإمرباطوري ‬ة‫الأ�شورية الو�سيطة‪‬.‬‬ ‫وتعد ح�ضارة النمرود التي تقع جنوب �شرقي املو�صل‬ ‫يف ال�ساحل الأي�سر من‬ ‫مدينة املو�صل �إرثا ح�ضاريا‬ ‫ميتد عمره �إلى القرن ال�سابع قبل امليالد؛ يعك�س‬‬ ‫ح�ضارة الدولة الآ�شورية وهي واحدة من �أعرق الع�صور‬ ‫التاريخية يف العامل‪‬.‬‬ ‫ومتكن تنظيم داع�ش الذي قام بغزو العراق يف‬ ‫منت�صف‬ يونيو عام ‪ ٢٠١٤‬من تدمري جميع املواقع‬ ‫الأثرية لزقورة ومعبد‬ ‫وح�ضارة منرود ومراقد‬ ‫الأنبياء والأولياء والكنائ�س والأديرة ومعابد‬ ‫االيزيني‬ ‫يف �أعنف موجة غزو يتعر�ض لها العراق منذ‬ ‫قرون؛ احالت جميع هذه‬ ‫املرافق �إلى ركام بعد �أن‬ ‫ن�سفها التنظيم باملواد املتفجرة والعبوات‬ ‫النا�سفة‪‬.‬‬ ‫‫ وتعك�س ح�ضارة النمرود ومتحفها الكبري الذي‬ ‫ي�ضم قطعا �أثرية ومخطوطات‬ ‫الإرث التاريخي لهذه‬ ‫احل�ضارة العريقة التي خدمت الب�شرية مبختلف‬ ‫الفنون‬ ‫والعلوم‪ ،‬ويعد الثور املجنح �أبرز معاملها الذي‬ ‫حتول اليوم �إلى قطع ركام‬‫متناثرة‪‬.‬‬ ‫‫ ومل جتر�ؤ �أية موجات احتالل طالت العراق منذ‬ ‫قرون من امل�سا�س بهذه‬ ‫املواقع الأثرية با�ستثناء بع�ض‬ ‫ال�سرقات التي طالت رقما �أو نقل بع�ضها �إلى‬ ‫املتاحف‬ ‫العاملية لعر�ض ح�ضارة العراق �أمام اجلمهور‪.‬‬ ‫‫‬�إن الذي ي�شاهد �آثار النمرود اليوم يقف مذهوال ملا �آلت‬ ‫�إليه هذه املواقع‬‫من ق�سوة يف التدمري واخلراب �ستبقى‬ ‫عالقة يف الأذهان لدى املهتمني‬‫بالآثار والأهايل الذين‬ ‫�سكنوا قربها من �سنني طويلة �أو الذين �سجلوا‬‫ذكريات‬ ‫خالل زيارتهم لهذه املواقع الأثرية قبل �سنوات‪.‬‬ ‫‫و�إذا ما كان العامل قد �أ�صيب بذهول وهو يرى مقاطع‬ ‫الفيديو التي ن�شرها‬‫داع�ش لتدمري هذه املواقع الأثرية‬ ‫با�ستخدام املعاول‪� ،‬أو العبوات‬ ‫النا�سفة‪� ،‬أو التجريف‬ ‫ف�إن امل�شهد على واقع احلال اليوم يبدو �أ�شد ق�سوة‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫‫نظرا لفظاعته ‬‪.‬‬ ‫‫وقال ال�شيخ �أحمد ابراهيم �أحد وجهاء قرية النايفا‬ ‫التي تقع على مقربة‫من املواقع الأثرية ملدينة النمرود‬ ‫التي حررت �أخريا من‬ ‫�سيطرة داع�ش من قبل القوات‬ ‫العراقية واحل�شد الع�شائري من �سكان الناحية‬‬ ‫‫لوكالة الأنباء الأملانية (د‪.‬ب‪.‬ا) «�إن داع�ش عمل على‬ ‫�سلب و�سرقة كافة‬ الآثار الثمينة قبل عملية التجريف‬ ‫والتدمري والتفجري» ‪ ‬.‬و�أ�ضاف �أن «عنا�صر داع�ش‬ ‫الإجرامية �أقدمت حينها على تطبيق حالة حظر‬ ‫التجوال‬ ‫قبل ال�شروع بعملية التجريف وكان هناك‬ ‫الع�شرات من ال�شاحنات التي حتمل ‫لوحات ت�سجيل‬ ‫من منطقة الرقة ال�سورية تقف باملنطقة وقاموا ب�سرقة‬ ‫الآثار‬‫وحتميلها يف ال�شاحنات»‪.‬‬ ‫‬‫وذكر �أنه «بعد �إمتام عملية نقل كميات كبرية من‬ ‫القطع الأثرية يف‬‫ال�شاحنات وانطالقها من املوقع طلب‬ ‫عنا�صر داع�ش من الأهايل و�سكان القرى‬ ‫املجاورة‬ ‫ملنطقة النمرود الأثرية بفتح نوافذ امل�ساكن ومغادرتها‬ ‫مل�سافات ‬‫لأنهم �سيقومون بتجريف هذة الآثار لأن‬ ‫وجودها حرام ويخالف ال�شريعة‬ ‫الإ�سالمية وال يجوز‬ ‫عبادة وزيارة الأ�صنام يف الدولة الإ�سالمية»‪.‬‬ ‫‫وقال العميد الركن ب�شار ال�ساعاتي من الفرقة التا�سعة‬ ‫يف اجلي�ش العراقي‬ ‫الذي ي�شرف على قرية النمرود‬ ‫الأثرية وقرية نايفا والنعمانية املجاورة‬‫لقرية النمرود‪،‬‬ ‫«�إن م�سك الأر�ض‬‫الآن يخ�ضع ل�سيطرة القوات العراقية‬ ‫و�أبناء احل�شد الع�شائري من �سكان‬ الناحية والقرى‬ ‫كونها تعرف جيدا طبيعة املنطقة»‪‬.‬‫ و�أ�ضاف �أن «القوات‬ ‫العراقية �أبطلت مفعول نحو ‪ 20‬عبوة نا�سفة كانت‬ ‫حتت‬ ‫ركام الآثار و�ضعت ال�ستهداف القوات العراقية‬

‫ومازالت قواتنا تقوم بعملي ‬ة ‫مت�شيط وتطهري ورفع‬ ‫�أعداد �أخرى من العبوات النا�سفة التي خلفها داع�ش ‬‬ ‫‫باملنطقة االثرية �أو حتت الركام»‬‪.‬‬ ‫‫ويرى م�س�ؤولون عراقيون �أن فرق الآثار الأوربية‬ ‫يف ‫العراق �ست�صاب بخيبة‬ ‫والأمريكية التي عملت ‬‬ ‫�أمل كبرية وهي ت�شاهد بعينهاـ فيما �إذا اتيحت له ‬ا‬ ‫‫الفر�صة بزيارة العراق ـ نظرا حلجم الدمار الذي‬ ‫حول هذه املدينة �إلى‬ ‫ركام وقطع متناثرة ي�صعب‬ ‫جمعها و�إعادتها �إلى ما كانت عليه قبل داع�ش‪ ‬.‬وقال‬ ‫الدكتور جمال حكمت م�س�ؤول ق�سم �آثار محافظة نينوى‬ ‫«�إن‬ ‫داع�ش الإرهابي تعمد هدم وجتريف هذا ال�صرح‬ ‫ف ‫ال�سنني من �أجل �أن‬ ‫احل�ضاري الذي يعود لآال ‬‬ ‫ميحو معامل احل�ضارات وحتديدا احل�ضارة الآ�شورية‬ ‫‬‫وا�ستخدم �أ�سلوب التجريف والتدمري ملحو �آثار املو�صل‬ ‫وح�ضارتها»‪ .‬و�أ�ضاف «العراقيون عازمون على �إعادة‬ ‫ب ‫عنها �آثار مهمة‬ ‫بناء هذه املواقع‪ ،‬لكن بالطبع �ستغي ‬‬ ‫�سرقها داع�ش‪ ،‬وعلى املجتمع الدويل التعاون مع‬ ‫العراق‬ يف‫�إعادتها لأنها جزء من كنوز العراق امل�سروق‪،‬‬ ‫ومن ال�صعب على العراق مبفرد ‬ه‫�إعادتها �إلى �أماكنها‬ ‫الأ�صلية»‪ ‬.‬وقال «جرمية داع�ش �ستكون فيما بعد‬ ‫جزءا من تاريخ ح�ضارة النمرود لأنه ‬ا ‫�ستحكي ق�صة‬ ‫تعر�ضها لهجوم بربري من قبل جماعات �إرهابية �سعت‬ ‫�إلى تدمري‬‫ح�ضارة عريقة خدمت االن�سانية جمعاء»‪.‬‬ ‫‫و�شرعت الهيئة العامة لالثار والرتاث يف وزارة الثقافة‬ ‫العراقية بت�شكي ‬ل‫فرق ميدانية حل�صر وتقييم الأ�ضرار‬ ‫التي حلقت باملواقع الأثرية يف منطق ‬ة‫النمرود املحررة‬ ‫متهيدا خلطوات الإ�سعافات الأولية وال�شروع مب�شاري ‬ع‬ ‫‫الت�أهيل‪‬.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪35‬‬


‫شؤون ثقافية‬

‫بساطة الزواج في طاجكستان‪..‬‬

‫شاة واحدة والمهر ‪ 300‬دوالر فقط‬

‫دوشنبه (إينا)‪:‬‬

‫يقرتن الزواج يف طاجك�ستان بعادات موغلة يف القدم‬ ‫�سواء يف طريقة اخلطبة‪� ،‬أو يف مرا�سم الزواج‪،‬‬ ‫�أو حتى يف الأطعمة التي تقدم يف حفل الزفاف‪.‬‬ ‫تبد�أ مرا�سم الزواج يف طاجك�ستان عندما يحدد ال�شاب‬ ‫العائلة التي يريد �أن يتزوج منها‪ ،‬حيث يذهب ال�شاب‬ ‫م�صطحب ًا والدته �إلى بيت العرو�س‪ ،‬لينظر �إليها‪ ،‬ف�إذا‬ ‫�أعجبته �ألقى عليها موعظة تقليدية تخت�صر موا�صفات‬ ‫الزوجة املثالية عند الطاجيك‪.‬‬ ‫لكن يف القرى تُختار العرو�س من قبل الوالدين‪ ،‬وال‬ ‫يراها ال�شاب �إال بعد حفل الزواج‪� ،‬إذ يعلق �آماله غالب ًا‬ ‫على �صدق �أحاديث �أمه وقريباته عن جمال العرو�س‬ ‫ودماثة �أخالقها‪.‬‬ ‫وكما �أن للخطبة طقو�سها‪ ،‬فكذلك حلفل الزفاف‬ ‫طقو�سه التي تبد�أ قبل احلفل بثالثة �أيام‪ ،‬مبا ي�سميه‬ ‫الطاجيك «خرب احلطب»‪� ،‬إذ ي�ستعني ال�شاب بـ‪� 20‬أو‬ ‫‪ 30‬من �أ�صدقائه يف جمع احلطب من اجلبال وحملها‬ ‫�إلى بيته‪ ،‬حيث ت�ستقبلهم �أم العري�س‪ ،‬ويحتفي بهم‬ ‫‪36‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫اجلريان بتقدمي احللويات والأهازيج‪.‬‬ ‫وي�أخذ الطاجيك مو�ضوع الزواج بب�ساطة كبرية‪،‬‬ ‫خا�صة بعد �صدور ت�شريعات حكومية عززت هذه‬ ‫الب�ساطة‪� ،‬إذ تلزم العادات الطاجيكية العري�س فقط‬ ‫ب�إح�ضار كمية معينة من القطن تكفي حل�شو ‪10‬‬ ‫و�سائد‪ ،‬و‪ 12‬فرا�شا ب�أحجام مختلفة‪ ،‬فيما يرتاوح‬ ‫املهر عادة ما بني ‪� 300‬إلى ‪ 500‬دوالر �أمريكي‪.‬‬ ‫�أما تكاليف الأطعمة املقدمة يف حفل الزفاف‪ ،‬فهي‬ ‫قابلة للتفاو�ض‪ ،‬حيث جرت العادة ب�أن يح�ضر العري�س‬ ‫�أو �أ�سرته �إلى بيت العرو�س �شاة واحدة و‪� 30‬إلى ‪50‬‬ ‫كيلوجراما من الأرز‪ ،‬و‪ 50‬كيلو من اجلزر‪ ،‬و‪ 50‬لرتا من‬ ‫الزيت‪ ،‬و‪ 20‬كيلو من الب�صل‪ ،‬ومثلها من الزبيب‪ ،‬وذلك‬ ‫من �أجل �إعداد �أطباق «� ِآ�ش َب َلو» ال�شهية التي ت�شتهر بها‬ ‫طاجيك�ستان‪ ،‬وتقدميها يف احلفل‪.‬‬ ‫وقبل يوم من حفل الزفاف الذي يقام عادة ال�سبت‬ ‫�أو الأحد‪ ،‬ينظم واحد من �أقدم طقو�س الطاجيك يف‬ ‫الزواج‪ ،‬وهو «داماد طلبان» �أي «طلب العري�س»‪ ،‬حيث‬ ‫يذهب ال�شاب مع �أ�صدقائه �إلى بيت العرو�س‪ ،‬وحني‬

‫ي�أخذ اجلميع �أماكنهم على املائدة املعدة لهم يظل‬ ‫العري�س واقفا‪� ،‬إلى �أن تقدم له هدية ثمينة‪.‬‬ ‫وبعد �إمتام اخلطبة يتناول العرو�سان احللوى‪ ،‬ثم‬ ‫تبد�أ مرا�سم حفل الزواج‪ ،‬بتق�سيم �أ�صدقاء العري�س‬ ‫�إلى جمموعتني‪ ،‬الأولى تبقى يف بيت العري�س خلدمة‬ ‫ال�ضيوف‪ ،‬والأخرى ترافق العري�س �إلى بيت العرو�س‪.‬‬ ‫وحينما ي�صل العري�س مع �أ�صدقائه �إلى بيت العرو�س‪،‬‬ ‫ين�شدون ب�صوت واحد �أهزوجة طاجيكية قدمية‪.‬‬ ‫وهكذا ي�ستمرون يف الإن�شاد �إلى �أن تخرج العرو�س‪،‬‬ ‫ومن ثم ي�صحبونها �إلى بيت العري�س‪.‬‬ ‫وعندما ي�صل العرو�سان �إلى بيت العري�س يتكرر طق�س‬ ‫“داماد طلبان” ولكن ب�شكل مقلوب هذه املرة‪ ،‬حيث‬ ‫ترف�ض العرو�س دخول غرفتها �إال بعد �أن تقدم لها‬ ‫هدية نفي�سة‪ ،‬وهكذا �إلى �أن يقدم والد العري�س الهدية‪،‬‬ ‫وعندها فقط تدخل العرو�س غرفتها‪� ،‬أما الهدية فال‬ ‫ت�ؤول �إلى �أهلها‪ ،‬ولكنها ت�ستخدمها يف حياتها امل�شرتكة‬ ‫مع زوجها‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫إسالموفوبيا‬ ‫«التعاون اإلسالمي» تشارك في تنظيم منتدى لمكافحة التمييز ضد المسلمين‬ ‫�شاركت بعثة املراقبة الدائمة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫لدى الأمم املتحدة �إلى جانب البعثتني الدائمتني لكل‬ ‫من كندا والواليات املتحدة وبعثة االحتاد الأوروبي‪،‬‬ ‫يف ‪ 17‬يناير ‪ ،2017‬يف تنظيم منتدى رفيع امل�ستوى‬ ‫ب�ش�أن مكافحة التمييز والكراهية �ضد امل�سلمني‪ .‬و�ضم‬ ‫املنتدى‪ ،‬الذي ُعقد يف مقر الأمم املتحدة بنيويورك‪،‬‬ ‫ممثلني من احلكومات واملجتمع املدين وعدد ًا من‬ ‫الأ�شخا�ص من الدوائر الأكادميية‪ .‬وطوال مداوالت‬ ‫املنتدى‪ ،‬كان هناك اعرتاف وا�ضح بتزايد التمييز‬ ‫والكراهية �ضد امل�سلمني يف �أجزاء كثرية من العامل‪،‬‬ ‫كما كان هناك توافق عام يف الآراء على �ضرورة ت�ضافر‬ ‫جهود جميع قطاعات املجتمع يف الرتكيز على حلول‬ ‫لهذا التحدي املتنامي‪.‬‬ ‫وخاطب م�ست�شار الأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬ال�سفري معز بخاري‪ ،‬املنتدى الذي ا�ستمرت‬ ‫�أعماله يوم ًا كام ًال‪ ،‬م�شددا على �أن املنظمة ت�شعر بقلق‬ ‫بالغ �إزاء النـزعة املتعاظمة من التع�صب والتمييز‬ ‫�ضد امل�سلمني‪ .‬و�أكد �أن الأ�سباب التي �أدت �إلى تزايد‬ ‫التمييز والكراهية �ضد امل�سلمني يف �أجزاء كثرية من‬ ‫العامل متعددة اجلوانب‪ .‬وت�شمل هذه الأ�سباب تزايد‬ ‫اخلطاب ال�سيا�سي و�صعود احلركات املعادية للأجانب‪،‬‬ ‫والزيادة احلادة يف الأيديولوجيات املتطرفة والهجمات‬ ‫الإرهابية ذات ال�صلة يف جميع �أنحاء العامل‪ ،‬و�أزمة‬ ‫الهجرة العاملية ب�سبب الق�ضايا ال�سيا�سية التي مل تحُ ّل‬ ‫بعد‪ ،‬والرتويج لل�صورة النمطية ال�سلبية والت�ضليل‬ ‫الإعالمي �ضد امل�سلمني القائم على اجلهل بحقيقة‬ ‫الإ�سالم ب�سبب مخت ِلف �أ�شكال التغطية التي تقوم بها‬ ‫و�سائل الإعالم‪ .‬كما اعرتف ال�سفري بخاري باحلاجة‬ ‫�إلى مواجهة كل �أنواع اخلطاب الراديكايل املتطرف‪،‬‬ ‫من خالل التعليم وكذلك و�سائل الإعالم وتقنيات‬ ‫التوا�صل اجلديدة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا الإنرتنت‪ ،‬من �أجل نزع‬ ‫ال�شرعية عن �أعمال العنف واال�ستغاللية التي تُرت َكب‬ ‫با�سم الدين �أو الإيديولوجيا �أو ادعاء التفوق الثقايف‪.‬‬ ‫كما �أكد ال�سفري بخاري �أن التمييز والكراهية ال ميثالن‬ ‫تهديد ًا للم�سلمني فح�سب‪ ،‬ولكنهما ي�شكالن خطر ًا‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫ملبادئ العدالة وامل�ساواة واحلرية والوئام ذاتها‪ ،‬مما‬ ‫يربز �ضرورة الت�صدي لكل �أ�شكال التمييز والكراهية‪،‬‬ ‫وال�سيما تلك القائمة على �أ�سا�س الدين �أو املعتقد‪ ،‬من‬ ‫خالل تطبيق املعايري العاملية لتوفري حماية مت�ساوية‬ ‫جلميع الفئات امل�ستهدفة والأديان يف جميع �أنحاء‬ ‫العامل‪ .‬و�أ�شار �إلى �أن منظمة التعاون الإ�سالمي تعترب‬ ‫قرار جمل�س حقوق الإن�سان التابع للأمم املتحدة رقم‬ ‫‪ 18/16‬ب�ش�أن «مكافحة التع�صب والقولبة النمطية‬ ‫ال�سلبية والو�صم والتمييز والتحري�ض على العنف‬ ‫وممار�سته �ضد النا�س ب�سبب دينهم �أو معتقدهم» �أداة‬ ‫مهمة ملواجهة التطرف والتهمي�ش واال�ستبعاد‪ ،‬وتدعو‬ ‫�إلى تنفيذه الفعال من قبل املجتمع الدويل‪.‬‬ ‫ويف ر�سالة فيديو للمنتدى رفيع امل�ستوى‪ ،‬حذر الأمني‬ ‫العام للأمم املتحدة‪� ،‬أنطونيو غوتريي�س من �أن جرائم‬ ‫الكراهية �ضد امل�سلمني وغريها من �أ�شكال التع�صب‬ ‫�آخذة يف التزايد‪ .‬وحث النا�س على ر�ؤية التنوع باعتباره‬ ‫ثرا ًء ولي�س تهديد ًا‪ .‬و�أعلن �أن الأمم املتحدة ب�صدد‬ ‫�إطالق محاولة لتعزيز االحرتام وال�سالمة والكرامة‬ ‫للجميع تُ�سمى حملة «مع ًا»‪.‬‬ ‫وخالل مناق�شة ال�سيا�سات احلكومية ملكافحة التمييز‬

‫والكراهية �ضد امل�سلمني قدم ممثلون خرباء من‬ ‫احلكومات واملنظمات احلكومية الدولية ا�سرتاتيجيات‬ ‫مختلفة و�أف�ضل املمار�سات ملكافحة التمييز �ضد‬ ‫امل�سلمني‪ .‬و�أ�شاروا �إلى التحديات اخلا�صة يف التعامل‬ ‫مع اجلهات ال�سيا�سية الفاعلة واحلركات الداعية‬ ‫لل�سيا�سات التمييزية واملعادية للأجانب‪ ،‬كما �شددوا‬ ‫على �ضرورة احلفاظ وحماية �سيادة القانون واحلقوق‬ ‫املت�ساوية وفقا للقانون‪ .‬وناق�ش جمموعة متنوعة من‬ ‫قادة املجتمع املدين �أهمية حتالفات املجتمع املدين‬ ‫ملكافحة التمييز وتعزيز املعايري املجتمعية للم�ساواة‬ ‫والتعددية‪ .‬كما قدموا مبادرات مبتكرة ‪-‬مبا يف ذلك‬ ‫حتالفات الأديان والأعراق‪-‬ملكافحة الكراهية �ضد‬ ‫امل�سلمني و�أع�ضاء من جماعات �أخرى معر�ضة للتمييز‪.‬‬ ‫و�سلطت املناق�شات الإيجابية لتعزيز التعددية‬ ‫وال�شمولية ال�ضوء على �أهمية الدور الذي تلعبه �أ�شكال‬ ‫مختلفة من و�سائل الإعالم يف �صياغة فهم اجتماعي‬ ‫للم�سلمني والأقليات ب�شكل عام‪ .‬كما كان هناك‬ ‫اعرتاف وا�ضح بالتحدي املتمثل يف الو�صول �إلى و�سائل‬ ‫الإعالم لأفراد الفئات ال�ضعيفة و�أهمية متثيل هذه‬ ‫الفئات ب�شكل دقيق وفعال‪.‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪37‬‬


‫إسالموفوبيا‬ ‫تفاعل دولي مع‬ ‫موقف المنظمة‬ ‫إزاء قرار‬ ‫الرئيس األمريكي‬ ‫تقييد الدخول‬ ‫إلى الواليات‬ ‫األمريكية‬ ‫م�سرية ردا على �أمر ترامب التنفيذي بخ�صو�ص منع دخول امل�سلمني‪ ،‬يف �ساحة بورو بروكلني يف نيويورك (�إي بي ايه)‬

‫تفاعلت و�سائل الإعالم ووكاالت الأنباء العاملية و�أبرزت موقف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي �إزاء الأمر التنفيذي الذي �أ�صدره الرئي�س الأمريكي‪ ،‬دونالد ترامب‬ ‫والقا�ضي بفر�ض حظر على دخول مواطني �سبع دول �أع�ضاء يف املنظمة �إلى الواليات‬ ‫املتحدة الأمريكية‪ ،‬مبن فيهم حاملي الت�أ�شريات والبطاقات اخل�ضراء التي ت�سمح‬ ‫لهم بالإقامة الدائمة ب�شكل �شرعي يف البالد‪.‬‬ ‫ويف الوقت الذي �أعربت فيه الأمانة العامة للمنظمة عن قلقها البالغ من هذا القرار‪،‬‬ ‫�شددت على �أن هذا الأمر �سيزيد من �صعوبة التحديات املتعلقة بالالجئني‪ ،‬م�شرية‬ ‫�إلى �أن قرار احلظر هذا �أحلق �ضرر ًا �شديد ًا وبدون وجه حق بالأ�شخا�ص الهاربني من‬ ‫ويالت احلرب واال�ضطهاد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫وحذرت الأمانة العامة �أي�ضا من �أن هذه الأعمال االنتقائية والتمييزية‪ ،‬والتي من‬ ‫�ش�أنها �أن تُ�ص ِّعد من خطاب التطرف وتُقوي �شوكة دعاة العنف والإرهاب‪ ،‬ت�أتي‬ ‫يف وقت ع�صيب حيث مافتئت منظمة التعاون الإ�سالمي تعمل بجد بالتعاون مع‬ ‫جميع �شركائها‪ ،‬مبا يف ذلك الواليات املتحدة الأمريكية‪ ،‬من �أجل محاربة التطرف‬ ‫والإرهاب بكافة �أ�شكاله ومظاهره‪.‬‬ ‫ودعت منظمة التعاون الإ�سالمي حكومة الواليات املتحدة الأمريكية �إلى �إعادة النظر‬ ‫يف هذا القرار العام وموا�صلة التزامها الأخالقي باتخاذ مواقف ريادية تبعث على‬ ‫الأمل يف فرتة ع�صيبة ميوج فيها العامل باال�ضطرابات‪.‬‬ ‫من جهتها‪� ،‬أعربت الهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان التابعة ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي عن قلقها البالغ ب�ش�أن الأمر التنفيذي الذي وقعه رئي�س الواليات املتحدة‬ ‫بوقف قبول الالجئني من �سبع دول ذات غالبية م�سلمة ومنع دخولهم �إلى الواليات‬ ‫املتحدة وو�ضع �شروط تقييدية على ال�سفر على �أ�سا�س اجلن�سية والدين والأ�صل حتت‬ ‫غطاء منع «الإرهابيني الإ�سالميني الراديكاليني» من دخول البالد‪ ،‬وتن�ضم الهيئة‬ ‫بذلك �إلى املوقف الذي �أعرب عنه كذلك املجتمع الدويل ومنظمات حقوق الإن�سان‬ ‫قاطبة‪ .‬كما عربت الهيئة عن انزعاجها لإعالن الإدارة الأمريكية �أنها �ستمنح الأولوية‬ ‫للم�سيحيني «الذين يعانون من اال�ضطهاد الديني» عندما ت�ست�أنف قبول الالجئني يف‬ ‫امل�ستقبل‪.‬‬ ‫‪38‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫و�أو�ضحت الهيئة �أن مبد�أ عدم الإعادة الق�سرية ميثل �أحد اجلوانب الرئي�سية للقانون‬ ‫الدويل لالجئني فيما يتعلق بحماية الالجئني من �إعادتهم �أو طردهم �إلى الأماكن‬ ‫التي مثلت تهديدا حلياتهم �أو حلرياتهم وهو من املبادئ الرا�سخة يف القانون العريف‪،‬‬ ‫ف�ضال عن القانون الدويل حلقوق الإن�سان والقوانني الإن�سانية‪ .‬كما تت�ضمن اتفاقية‬ ‫عام ‪ 1951‬املتعلقة بو�ضع الالجئني‪ ،‬واملادة ‪ 14‬من الإعالن العاملي حلقوق الإن�سان‪،‬‬ ‫واملادة ‪ )7( 22‬من االتفاقية الأمريكية حلقوق الإن�سان‪ ،‬واملادة ‪ 27‬من الإعالن‬ ‫الأمريكي حلقوق وواجبات الإن�سان توجيهات وافرة بهذا ال�ش�أن‪ .‬وفقا لذلك‪ ،‬يتوقع‬ ‫من الدول التي تلتزم بالقانون والدول املحبة لل�سالم‪ ،‬مبا يف ذلك الواليات املتحد‪� ،‬أن‬ ‫ت�ستقبل الالجئني الهاربني من احلرب والقمع واال�ضطهاد ل�ضمان حقهم يف احلياة‬ ‫والأمن واحلماية دون �أي متييز على �أ�سا�س العرق �أو الدين �أو الأ�صل‪.‬‬ ‫و�أكدت الهيئة �أن �سيا�سات الهجرة التمييزية التي ت�ستبعد امل�سلمني ب�شكل مبا�شر‬ ‫موات مقارنة بالآخرين �أو تخ�ضعهم لتدابري‬ ‫�أو غري مبا�شر وت�ضعهم يف و�ضع غري ٍ‬ ‫التنميط التي ت�ؤدي �إلى توقيف خا�ص وتدقيق �شديد ومراقبة على �أ�سا�س دينهم‪،‬‬ ‫تنتهك حقوق الإن�سان الأ�سا�سية ما يجعلها بالتايل غري قانونية‪ .‬كما الحظت الهيئة �أن‬ ‫هذه التدابري قد �أدت �إلى نتائج عك�سية لأنها ال حتقق �أهداف الأمن القومي املق�صودة‬ ‫وال تعزز روح التعددية الثقافية �أو االن�سجام االجتماعي‪ ،‬التي تعترب �أ�سا�سية لتعزيز‬ ‫التعاي�ش ال�سلمي‪ ،‬وبينما �أحاطت الهيئة علما باخلطوة الإيجابية لإحدى املحاكم‬ ‫الأمريكية التي �أوقفت تنفيذ الأمر التنفيذي الرئا�سي‪ ،‬ما من �ش�أنه �أن يوفر راحة‬ ‫م�ؤقتة للمت�ضررين‪ ،‬حثت الهيئة احلكومة الأمريكية �إلى االمتناع عن مثل هذه الأعمال‬ ‫التمييزية و�أن ت�أخذ يف االعتبار ح�سا�سيات اجلالية امل�سلمة التي تلتزم بالقانون‪،‬‬ ‫وتعمل ب�شكل د�ؤوب‪ ،‬ومتثل جزءا ال يتجز�أ من املجتمع الأمريكي فيما يتعلق ب�إجراءات‬ ‫الهجرة حلماية كرامتهم و�شرفهم‪ .‬كما دعت الهيئة الواليات املتحدة‪ ،‬التي تفخر‬ ‫بكونها بلد املهاجرين ون�صرية حقوق الإن�سان و�سيادة القانون يف جميع �أنحاء العامل‪،‬‬ ‫�إلى موا�صلة الوفاء بالتزاماتها وم�س�ؤولياتها جتاه املهاجرين والالجئني وفقا لأحكام‬ ‫املعاهدات واالتفاقيات الدولية ذات ال�صلة‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫إسالموفوبيا‬ ‫مرصد‬

‫اإلسالموفوبيـا‬

‫الربع األخير من ‪ 2016‬يسجل أسوأ‬ ‫صـور الكراهية ضـد المسلميـن‬

‫ذكر تقرير مر�صد الإ�سالموفوبيا يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي �إن الربع الأخري من العام املا�ضي �شهد �أعلى‬ ‫م�ستوى من درجات الكراهية �ضد الإ�سالم وامل�سلمني‪.‬‬ ‫و�سجل املر�صد ارتفاعا ملحوظا واكب احلملة‬ ‫االنتخابية للرئي�س الأمريكي دونالد ترمب‪ .‬و�أو�ضح‬ ‫�أن ظاهرة ما يعرف بالإ�سالموفوبيا �أو «الرتهيب‬ ‫من الإ�سالم» بلغت مرحلة م�ستع�صية خالل ال�سنوات‬ ‫الأخرية و�صلت ذروتها يف الأ�شهر الثالثة الأخرية من‬ ‫عام ‪ 2016‬يف ظل غياب �أي م�ؤ�شر لإمكانية التقليل‬ ‫من الظاهرة‪ .‬و�أ�ضاف التقرير �أن ا�ستهداف الإ�سالم‬ ‫واالعتداءات على �أماكن العبادة واجلاليات والت�ضييق‬ ‫والتحر�ش باملحجبات‪ ،‬بات من �سمات حملة الكراهية‬ ‫�ضد الإ�سالم‪ .‬ولفت التقرير �إلى �أن امل�ساجد واملراكز‬ ‫الإ�سالمية �أ�ضحت �أهدافا متكررة لأتباع اليمني‬ ‫املتطرف يف الواليات املتحدة وكندا و�أملانيا وال�سويد‬ ‫وبريطانيا وهولندا‪.‬‬ ‫وجاء يف التقرير �أن م�س�ألة و�صول ترمب �إلى �سدة‬ ‫الرئا�سة الأمريكية تعترب م�ؤ�شرا �سلبيا على م�ستقبل‬ ‫امل�سلمني يف الواليات املتحدة‪ ،‬خا�صة بعد �أن اتخذ‬ ‫الأخري مواقف عدائية معلنة �ضد امل�سلمني من خالل‬ ‫ت�صريحاته وبراجمه التي �سارع �إلى تطبيقها منذ‬ ‫اليوم الأول من و�صوله �إلى املن�صب‪ ،‬وتلك التي يعمل‬ ‫على تنفيذها يف امل�ستقبل‪.‬‬ ‫و�أو�ضح التقرير �أن امل�ضي يف �إجراءات منع امل�سلمني‬ ‫من دخول الواليات املتحدة وبخا�صة من الدول التي‬ ‫ت�شهد حروبا �أهلية‪ ،‬مثل �سوريا كما جرى م�ؤخرا‪،‬‬ ‫من �ش�أنه �أن ينتهج حملة متييز �ضد فئة بعينها بناء‬ ‫على معتقداتها خا�صة مع توا�صل العمل على تنفيذ‬ ‫برامج مكتب التحقيقات الفيدرايل يف ر�صد امل�ساجد‬ ‫وت�سجيل امل�سلمني املتواجدين يف الواليات املتحدة‬ ‫وتعيني �أ�شخا�ص معروفني بكراهيتهم للإ�سالم يف‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫متظاهرون يحتجون خارج املركز الإ�سالمي بجنوب كاليفورنيا يف لو�س اجنلو�س �ضد القرار التنفيذي لإدارة ترامب بحظر دخول امل�سلمني (�إي بي ايه)‬

‫منا�صب رفيعة يف الدولة‪.‬‬ ‫و�أو�ضح التقرير �أن انتخاب دونالد ترمب رئي�سا‬ ‫للواليات املتحدة مل ي�سترث الظاهرة يف الواليات املتحدة‬ ‫فح�سب بل ح ّفز الأحزاب اليمينية يف مختلف �أنحاء‬ ‫�أوروبا وعزز فر�صها ال�سيا�سية‪ ،‬كانتعا�ش حظوظ هذه‬ ‫الأحزاب املتطرفة يف فرن�سا و�أملانيا والنم�سا وهولندا‬ ‫والدمنارك وال�سويد واملجر و�إيطاليا‪ ،‬م�شريا �إلى‬ ‫�سلوفاكيا باعتبارها الأكرث ت�شددا بعد هيمنة اليمني‬ ‫املتطرف وال�شعبويني على الربملان وو�صولهم �إلى �سدة‬ ‫الرئا�سة‪ ،‬مع رف�ض هذا البلد خطة توزيع الالجئني‬ ‫ال�سوريني على الدول الأوروبية ومنعه ا�ستقبال �أي من‬ ‫ه�ؤالء الالجئني‪.‬‬ ‫على �صعيد �آخر‪ ،‬اعترب التقرير‪ ،‬ولأول مرة‪ ،‬ما‬ ‫يجري يف ميامنار ‪ -‬بورما �سابقا ‪ -‬من اعتداءات‬ ‫�ضد �أقلية الروهينغيا امل�سلمة �أنه �ضرب من �ضروب‬ ‫“الإ�سالموفوبيا”‪ ،‬حيث �سجلت البالد يف الفرتة‬

‫املذكورة من العام املا�ضي العديد من االعتداءات �ضد‬ ‫امل�سلمني‪ ،‬وبخا�صة تلك التي اجلرائم جرت يف التا�سع‬ ‫من �أكتوبر املا�ضي على يد رجال ال�شرطة والتي راح‬ ‫�ضحيتها ‪ 9‬مدنيني من الأقلية‪.‬‬ ‫ويف تطور نوعي �آخر‪� ،‬أ�ضاف تقرير منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪� ،‬إ�سرائيل �إلى قائمته خا�صة بعد �صدور‬ ‫قرار الكني�ست الذي حظر الآذان يف الأرا�ضي‬ ‫الفل�سطينية املحتلة‪ ،‬ومنع بث خطب اجلمعة على‬ ‫مكربات ال�صوت‪.‬‬ ‫يف غ�ضون ذلك‪� ،‬أ�شاد تقرير املر�صد باحلكومة‬ ‫الكندية التي دانت يف وقت �سابق ظاهرة‬ ‫الإ�سالموفوبيا‪ ،‬و�أكدت يف الوقت نف�سه �أن املتطرفني ال‬ ‫ميثلون �أي دين‪ ،‬كما لفت التقرير �إلى �أن بروز ظاهرة‬ ‫الإ�سالموفوبيا قد دفع نحو عقد العديد من م�ؤمترات‬ ‫حوار الأديان يف كثري من البلدان مثل الواليات املتحدة‬ ‫وبريطانيا و�إيطاليا والهند وحتى الفاتيكان‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪39‬‬


‫شؤون األسرة‬ ‫وزراء “التعاون اإلسالمي”‬

‫يعتمدون قرارات مهمة بشأن تمكين المرأة ودورها في التنمية‬ ‫الرئي�س الرتكي يف �صورة جماعية مع‬ ‫امل�شاركني يف م�ؤمتر املر�أة يف �إ�سطنبول‪ ،‬تركيا‬

‫اسطنبول ‪ -‬تركيا‪:‬‬

‫ا�ست�ضافت مدينة �إ�سطنبول باجلمهورية الرتكية‬ ‫خالل الفرتة ‪ 1‬ـ ‪ 3‬نوفمرب ‪ ،2016‬الدورة ال�ساد�سة‬ ‫للم�ؤمتر الوزاري حول دور املر�أة يف تنمية الدول‬ ‫الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وذلك حتت‬ ‫عنوان‪ :‬و�ضع املر�أة يف الدول الأع�ضاء ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي على �ضوء التحديات الراهنة‪ ،‬وبح�ضور‬ ‫فخامة رئي�س جمهورية تركيا‪ ،‬رجب طيب �أوردوغان‪،‬‬ ‫وعقيلته ال�سيدة �أمينة �أوردوغان‪.‬‬ ‫وناق�ش الوزراء على مدى يومني �أربعة قرارات مهمة‬ ‫ب�ش�أن متكني املر�أة ودورها يف تنمية الدول الأع�ضاء‬ ‫يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬تتمثل يف‪ :‬الدعوة‬ ‫للإ�سراع يف �إنهاء �إجراءات امل�صادقة على النظام‬ ‫الأ�سا�سي ملنظمة تنمية املر�أة‪ ،‬وتعيني �سفريات‬ ‫النوايا احل�سنة للمنظمة يف جمال احلفاظ على قيم‬ ‫الأ�سرة ومتكني املر�أة‪ ،‬واعتماد وثيقة خطة املنظمة‬ ‫من �أجل النهو�ض بو�ضع املر�أة (�أوباو)‪ ،‬واعتماد‬ ‫الورقة الت�صورية ب�ش�أن �إن�شاء جلنة ا�ست�شارية للمر�أة‬ ‫للم�ؤمتر الوزاري حول دول املر�أة يف الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫و�ألقى فخامة رئي�س جمهورية تركيا كلمة ترحيبية‬ ‫�شدد فيها على �أنه بالده �ست�ستغل تر�ؤ�سها للدورة‬ ‫الثالثة ع�شرة مل�ؤمتر القمة الإ�سالمي يف �إيالء �أهمية‬ ‫‪40‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫كربى لو�ضع املر�أة يف الدول الأع�ضاء يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬مطالبا يف الوقت ذاته بتفعيل‬ ‫القرارات التي مت اتخاذها ب�ش�أن املر�أة و�أن يتم‬ ‫حتقيقها على �أر�ض الواقع‪.‬‬ ‫ودعا الرئي�س �أوردوغان �إلى �إجراء تقييم �صحيح‬ ‫لو�ضع املر�أة يف الدول الأع�ضاء‪� ،‬إ�ضافة �إلى توفري‬ ‫الفر�ص مل�شاركة املر�أة يف تنمية الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫من جهته‪� ،‬ألقى الأمني العام امل�ساعد ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬ال�سفري حميد �أوبيلريو كلمة �أكد فيها‬ ‫على �أهمية �إعداد �سيا�سات وا�سرتاتيجيات وبرامج‬ ‫وتعزيز القوانني والت�شريعات التي ترمي �إلى حت�سني‬ ‫م�شاركة املر�أة يف التنمية‪� ،‬إ�ضافة �إلى متكني الن�ساء‬ ‫من جتاوز التحديات التي يواجهنها‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف ال�سفري �أوبيلريو �أن جدول �أعمال هذه الدورة‬ ‫يكت�سي �أهمية بالغة يف حتقيق الأهداف املختلفة‬ ‫�صوب تعزيز دور املر�أة يف التنمية االجتماعية‬ ‫واالقت�صادية للدول الأع�ضاء يف املنظمة‪.‬‬ ‫و�شهدت اجلل�سة االفتتاحية كلمة لرئي�س الدورة‬ ‫اخلام�سة للم�ؤمتر الوزاري حول دور املر�أة يف تنمية‬ ‫الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيدة‬ ‫هجران ح�سينوفا رئي�سة اللجنة احلكومية ل�ش�ؤون‬ ‫الأ�سرة واملر�أة والطفل يف جمهورية �أذربيجان‪ ،‬والتي‬

‫�سلمت رئا�سة الدورة �إلى معايل ال�سيدة فاطمة بتول‪،‬‬ ‫وزيرة الأ�سرة وال�سيا�سات االجتماعية باجلمهورية‬ ‫الرتكية‪ ،‬والتي �ألقت بدورها كلمة ترحيبية‪.‬‬ ‫و�صدر يف ختام امل�ؤمتر �إعالن �إ�سطنبول الذي اعتمد‬ ‫خطة منظمة التعاون الإ�سالمي من �أجل النهو�ض‬ ‫باملر�أة (�أوباو) املعدلة‪ ،‬ومقرتح اجلمهورية الرتكية‬ ‫ب�إن�شاء جلنة املر�أة لتقدمي امل�شورة للم�ؤمتر الوزاري‪.‬‬ ‫وندد الإعالن بتنامي ظاهرة الإ�سالموفوبيا وال �سيما‬ ‫�ضد املر�أة املتحجبة‪ ،‬م�شددا على �ضرورة �إيالء‬ ‫العناية الالزمة للمر�أة والفتاة �ضحية التمييز‪ ،‬خا�صة‬ ‫ب�سبب مت�سكها مبعتقداتها وثقافتها الإ�سالمية داخل‬ ‫الأو�ساط التعليمية و�أماكن العمل والإعالم‪.‬‬ ‫وعرب امل�شاركات وامل�شاركون من الوزراء وممثلي‬ ‫الدول يف امل�ؤمتر الوزاري‪ ،‬عن القلق العميق �إزاء‬ ‫محنة النازحات والالجئات‪ ،‬ال �سيما الالتي يع�شن‬ ‫يف ظروف ال�صراعات امل�سلحة الطويلة‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫يعيق دون تنمية املر�أة‪ ،‬م�شيدين يف الوقت ذاته‬ ‫باجلهود الد�ؤوبة التي تبذلها بلدان الإيواء لال�ستجابة‬ ‫الحتياجات النازحات والالجئات‪.‬‬ ‫وحث �إعالن �إ�سطنبول الدول الأع�ضاء على �ضمان‬ ‫ودعم �إمكانية ح�صول املر�أة على فر�ص متكافئة‪،‬‬ ‫من خالل �سن وتعزيز القوانني التي متكنها من‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون األسرة‬ ‫اال�ضطالع بدور �أكرب يف مختلف املجاالت الإمنائية‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى اتخاذ التدابري والرتتيبات يف النظم‬ ‫التعليمية بغية متكني املر�أة من ولوج قطاعات العلوم‬ ‫والتكنولوجيا وا�ستبعاد �أية اعتبارات جن�سانية‪.‬‬ ‫كما دعا الدول الأع�ضاء و�أجهزة املنظمة ذات ال�صلة‬ ‫�إلى �أن تدعم �ضمان الولوج املتكافئ للمر�أة والفتاة‬ ‫�إلى املرافق والفر�ص الريا�ضية وتعزيز االحتادات‬ ‫الريا�ضية الن�سائية‪.‬‬ ‫وطالب امل�شاركات وامل�شاركون برملانات الدول‬ ‫الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي �إلى �سن‬ ‫الت�شريعات ال�ضرورية ملكافحة االجتار بالن�ساء‬ ‫والفتيات و�إيذائهن والتحر�ش بهن جن�سيا‪ ،‬ومنع‬ ‫العنف والعنف الأ�سري �ضد املر�أة والطفولة‪ .‬كما‬ ‫دعوا �إلى تطوير ال�سيا�سات والقوانني لدعم عمل‬ ‫املر�أة واتخاذ تدابري خا�صة للق�ضاء على التحر�ش‬ ‫اجلن�سي يف �أماكن العمل ويف الف�ضاءات العامة‪.‬‬ ‫وحث �إعالن �إ�سطنبول الدول الأع�ضاء على التوقيع‬ ‫والت�صديق على النظام الأ�سا�سي ملنظمة تنمية املر�أة‬ ‫يف الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫لل�سماح له دخول حيز التنفيذ‪ ،‬ومتكني املنظمة من‬ ‫مبا�شرة ن�شاطها‪.‬‬ ‫ودعا �أي�ضا حكومات الدول الأع�ضاء لالهتمام �أكرث‬ ‫باحلفاظ على قيم م�ؤ�س�سة الزواج والأ�سرة‪ ،‬بهدف‬ ‫�ضمان امل�ستقبل الثقايف واحل�ضاري للمجتمع‪.‬‬ ‫وحث �إعالن �إ�سطنبول جممع الفقه الإ�سالمي الدويل‬ ‫وجامعات منظمة التعاون الإ�سالمي على تو�سيع‬ ‫دائرة الدرا�سات الإ�سالمية عن املر�أة‪� ،‬إلى جانب‬ ‫تزويد العاملني يف جمال متكني املر�أة مبو�سوعات‬ ‫علمية عن الأنوثة والأمومة‪ ،‬ودرا�سات عن املر�أة‬ ‫داخل الأ�سرة وم�ؤ�س�سة الزواج‪ ،‬وق�ضايا الطالق‪،‬‬ ‫والتنمية االجتماعية والثقافية يف العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫اعتماد خطة أوباو‬ ‫تعك�س خطة منظمة التعاون الإ�سالمي للنهو�ض‬ ‫باملر�أة (�أوباو) التي مت اعتمادها يف امل�ؤمتر الوزاري‬ ‫التزام الدول الأع�ضاء مبعاجلة عدد من التحديات‬ ‫التي تواجه املر�أة‪� ،‬إذ تتيح ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫اتخاذ تدابري للق�ضاء على جميع �أ�شكال التمييز �ضد‬ ‫املر�أة من �أجل احلد من عدم امل�ساواة‪ .‬كما ت�سعى‬ ‫املنظمة �إلى حت�سني مكانة املر�أة عرب ربط عالقات‬ ‫�شراكة مع املنظمات غري احلكومية واملجتمعات‬ ‫املحلية والإعالم واالحتادات العمالية والقطاع‬ ‫اخلا�ص والأطراف الفاعلة الأخرى‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫ومن بني الأهداف الرئي�سة خلطة عمل منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي للنهو�ض باملر�أة امل�شاركة يف �صنع القرار‬ ‫ال�سيا�سي واالقت�صادي واالجتماعي والثقايف‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إلى توفري فر�ص مت�ساوية جلميع الن�ساء والفتيات يف‬ ‫احل�صول على التعليم اجليد والتدريب املهني وتنمية‬ ‫املهارات‪ ،‬ف�ضال عن برامج محو الأمية‪.‬‬ ‫كما تهدف (�أوباو) �إلى حت�صني ح�صول الن�ساء‬ ‫والفتيات على الرعاية واخلدمات ال�صحية عالية‬ ‫اجلودة‪ ،‬وعلى املياه النظيفة وال�صرف ال�صحي‪،‬‬ ‫و�أي�ضا على تغذية كافية و�سليمة‪� ،‬إلى جانب تعزيز‬ ‫احل�صول على فر�ص اقت�صادية مت�ساوية يف‬ ‫القطاعني العام واخلا�ص‪ ،‬وتعزيز و�ضمان احتياجات‬ ‫املر�أة االجتماعية و�سالمتها ورفاهها‪.‬‬ ‫كما ت�سعى اخلطة �إلى مكافحة جميع �أ�شكال العنف‬ ‫القائم على النوع االجتماعي واالجتار بالب�شر‪،‬‬ ‫ومكافحة مختلف �أ�شكال العنف مبا يف ذلك احلرمان‬ ‫من الفر�ص والتمتع الكامل بحقوقهن‪ ،‬من خالل‬ ‫�إجراءات وقائية وتوفري �إعادة الت�أهيل لل�ضحايا‬ ‫ومعاقبة اجلناة‪.‬‬ ‫ويف حاالت الأزمات‪ ،‬ت�ؤكد اخلطة على �ضمان احلماية‬ ‫للمر�أة والفتاة‪ ،‬وال �سيما املر�أة الريفية‪ ،‬وكفالة‬ ‫ح�صولها على امل�ساعدة الإن�سانية �أثناء النزاعات‬ ‫امل�سلحة والكوارث الطبيعية �أو تلك التي من �صنع‬ ‫الإن�سان‪ ،‬واالحتالل الأجنبي والتهجري الق�سري‪.‬‬ ‫جهود المنظمة في مجال‬ ‫تمكين المرأة‬ ‫يف برنامج العمل الع�شري للمنظمة حتى ‪� ،2025‬أخذ‬ ‫مو�ضوع متكني املر�أة وكيفية تفعيل دورها حيزا وا�سعا‪،‬‬ ‫وجاء ذلك ت�أكيدا ملا ورد يف ميثاق املنظمة‪ ،‬والبيانات‬ ‫اخلتامية مل�ؤمترات القمة الإ�سالمية‪ .‬وتعترب مبادرة‬ ‫عقد �أول اجتماع على امل�ستوى الوزاري يف ا�سطنبول‬ ‫برتكيا عام ‪ ،2006‬حدثا بارزا يف عمل املنظمة يف‬ ‫هذا املجال‪� ،‬إذ �أطلق االجتماع خطاب ًا جاد ًا ب�ش�أن‬ ‫و�ضع خطة عمل من �ش�أنها متكني املر�أة امل�سلمة من‬ ‫�أن تتبو�أ مكانتها الالئقة يف جمتمعاتنا والنهو�ض‬ ‫بدورها املناط بها باعتبارها مواطنة م�س�ؤولة‪ .‬وقد‬ ‫تعزز الزخم الذي متخ�ض عنه االجتماع الأول يف‬ ‫االجتماعات التالية‪ ،‬مع حتقيق نتائج �إيجابية مثل‬ ‫خطة عمل منظمة التعاون الإ�سالمي للنهو�ض باملر�أة‪.‬‬ ‫وفيما تواجه الأ�سرة باعتبارها نواة املجتمع‬ ‫وم�ؤ�س�سته الأ�سا�سية‪ ،‬واملر�أة‪ ،‬بو�صفها مكون ًا �أ�سا�سي ًا‬ ‫من مكونات املجتمع حتديات كبرية‪ ،‬ين�صب تركيز‬

‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬بالتعاون مع �شركائها‪ ،‬على‬ ‫بع�ض املجاالت الأ�سا�سية للنهو�ض باملر�أة ومتكينها‬ ‫على �شتى امل�ستويات من �أجل حت�سني و�ضعها وحماية‬ ‫حقوقها‪ .‬كما �أن منظمة التعاون الإ�سالمي تعترب‬ ‫الن�ساء والأطفال وال�شباب وكبار ال�سن جزءا �أ�سا�سيا‬ ‫من مكونات الأ�سرة وحتر�ص على رفاهتهم من خالل‬ ‫توفري التعليم النظامي وغري النظامي لهم وتوفري‬ ‫فر�ص التنمية ل�ضمان تلبية احتياجاتهم الأ�سا�سية‪.‬‬ ‫وتركزت جهود املنظمة منذ �صياغة خطة �أوباو‪ ،‬يف‬ ‫العمل من �أجل الق�ضاء على جميع �أ�شكال العنف �ضد‬ ‫املر�أة وحماية حقوقها والق�ضاء على الفقر‪ ،‬وتوفري‬ ‫الدعم واملوارد الالزمة لأفراد الأ�سرة‪ ،‬وتعزيز‬ ‫م�شاركة املر�أة يف �صنع القرار‪ ،‬وتوفري فر�ص متكافئة‬ ‫بني املر�أة والرجل‪ .‬وتعترب املنظمة �أن هذه املجاالت‬ ‫�أ�سا�سية لتحقيق العدالة وامل�ساواة بني اجلن�سني‬ ‫ومتكني املر�أة‪ .‬و�ست�شهد املرحلة املقبلة تفعيل‬ ‫امل�شاركة وتعزيز الوقاية واحلماية للمر�أة من �أجل‬ ‫ال�سماح للمر�أة ب�أن تلعب دورا �أكرب يف عملية التنمية‪.‬‬ ‫وتدعو املنظمة ملواجهة الو�ضع يف بع�ض الدول‬ ‫الأع�ضاء التي تعاين من تنامي �آفة الفقر والبطالة‬ ‫وال�ضرر امل�ستمر للن�ساء والأطفال‪� ،‬إلى العمل من �أجل‬ ‫و�ضع برنامج ملحو الأمية يف �أو�ساط الن�ساء‪ ،‬وتوفري‬ ‫فر�ص مت�ساوية جلميع الن�ساء والفتيات يف احل�صول‬ ‫على التعليم اجليد والتدريب املهني‪ ،‬وعلى الرعاية‬ ‫واخلدمات ال�صحية عالية اجلودة‪ ،‬و�ضمان احلماية‬ ‫االجتماعية من خالل تعزيز و�ضمان احتياجات املر�أة‬ ‫و�سالمتها ورفاهها‪ ،‬وال�سيما املر�أة الريفية وكفالة‬ ‫ح�صولها على امل�ساعدة الإن�سانية خا�صة يف حاالت‬ ‫النزاعات امل�سلحة‪.‬‬ ‫كما �أن هناك حاجة �إلى نهج �شامل للتغلب على‬ ‫امل�شكالت التي تواجهها املر�أة يف الدول الأع�ضاء‬ ‫من �أجل حتقيق التنمية امل�ستدامة‪ ،‬فاملر�أة جزء ال‬ ‫يتجز�أ من عملية تطوير الأمة وقد جعل برنامج العمل‬ ‫الع�شري للمنظمة ق�ضية النهو�ض باملر�أة �أولوية من‬ ‫اولويات املنظمة‪ .‬وكانت الدورتان الأولى والثانية‬ ‫للم�ؤمتر الإ�سالمي الوزاري املعني باملر�أة اللتان‬ ‫عقدتا يف ا�سطنبول والقاهرة يف ‪ 2006‬و‪ 2008‬على‬ ‫التوايل‪ ،‬قد منحتا زخما لق�ضية النهو�ض باملر�أة‬ ‫امل�سلمة‪ .‬وظلت الأمانة العامة تعكف على درا�سة هذا‬ ‫املو�ضوع‪ ،‬واتخذت �إجراءات عدة لتنفيذ تو�صياتهما‬ ‫وكذلك التو�صيات ال�صادرة عن الدورات التي تلتهما‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪41‬‬


‫شؤون األسرة‬ ‫منظمة التعاون اإلسالمي تدعم دور المرأة في عمليات السالم‬ ‫د�أبت منظمة التعاون الإ�سالمي على اتخاذ موقف‬ ‫وا�ضح من الق�ضايا املتعلقة بانخراط املر�أة يف‬ ‫املجاالت االجتماعية واالقت�صادية وال�سيا�سية واملتعلقة‬ ‫ب�صنع القرار يف العامل الإ�سالمي وذلك وفقا للمبادئ‬ ‫الإ�سالمية التي تعرتف دوما بالدور املحوري للمر�أة يف‬ ‫بناء الأ�سرة واملجتمع‪.‬‬ ‫وقد �أكد على ذلك الأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني‪ ،‬يف كلمته‬ ‫التي �ألقتها نيابة عنه ال�سيدة مهلة طالبنا‪ ،‬املدير العام‬ ‫لإدارة ال�ش�ؤون الثقافية واالجتماعية والأ�سرة‪� ،‬أمام‬ ‫القمة الدولية الثانية للمر�أة والعدالة التي انطلقت‬ ‫�أعمالها يف ‪ 25‬نوفمرب ‪ 2016‬يف �إ�سطنبول‪ ،‬تركيا‪،‬‬ ‫بح�ضور فخامة الرئي�س الرتكي‪ ،‬رجب طيب �أردوغان‪.‬‬ ‫ونظمت هذه القمة التي امتدت فعالياتها على مدى‬ ‫يومني وزارة الأ�سرة وال�سيا�سة االجتماعية يف تركيا‬ ‫بالتعاون مع احتاد الن�ساء والدميقراطية‪ ،‬وذلك‬ ‫بالتزامن مع اليوم العاملي للق�ضاء على العنف �ضد‬

‫املر�أة الذي يحتفل به يوم ‪ 25‬نوفمرب‪.‬‬ ‫و�أ�شارت ال�سيدة طالبنا‪ ،‬يف اخلطاب الذي �ألقي يف‬ ‫اجتماع الدائرة امل�ستديرة على امل�ستوى الوزاري حول‬ ‫دور املر�أة يف عمليات ال�سالم وو�ضع الالجئات‪� ،‬إلى �أن‬ ‫كال من خطة العمل الع�شرية ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫(‪ ،)2015 – 2005‬وبرنامج العمل اال�سرتاتيجي‬ ‫اجلديد ملنظمة التعاون الإ�سالمي (‪ ،)2025‬بالإ�ضافة‬ ‫�إلى خطة العمل البارزة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫للنهو�ض باملر�أة (�أوباو) التي انطلقت يف ا�سطنبول‬ ‫يف نوفمرب ‪ 2006‬خالل امل�ؤمتر الوزاري الأول حول‬ ‫دور املر�أة يف النهو�ض بالدول الأع�ضاء يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وجرى حتديثها �أي�ضا يف ا�سطنبول‬ ‫منذ �أ�سابيع قليلة م�ضت خالل الدورة ال�ساد�سة لنف�س‬ ‫االجتماع الوزاري‪ ،‬جميعها قد حددت عددا من‬ ‫الأهداف املهمة التي ت�صب يف م�صلحة الأ�سرة واملر�أة‬ ‫والطفل يف العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫و�أ�ضافت طالبنا �أن �أوباو ت�شتمل على كثري من الق�ضايا‬

‫املن�صو�ص عليها يف قرار جمل�س الأمن الدويل رقم‬ ‫‪ 1325‬والقرارات ذات ال�صلة املتعلقة مب�شاركة املر�أة‬ ‫يف عمليات ال�سالم وبناء ال�سالم‪ .‬وقد راجعت الأمانة‬ ‫العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي خطة �أوباو وحدثتها‬ ‫لكي تعك�س �أهداف القرار ‪ 1325‬وما تاله من قرارات‬ ‫مكملة وتلتزم بها وذلك من �أجل تطبيق م�شاركة املر�أة‬ ‫يف بناء ال�سالم وحفظ الأمن‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بق�ضية الالجئات‪ ،‬فقد حذرت طالبنا‬ ‫من �أن و�ضع الأ�سر امل�سلمة والالجئات امل�سلمات يف‬ ‫جميع �أنحاء العامل حرج للغاية‪ ،‬فاحلروب والإرهاب‬ ‫يف فل�سطني و�سوريا والعراق قد مزقت ماليني الأ�سر‬ ‫و�أدت �إلى ت�شريدها يف كافة �أنحاء العامل‪ .‬وتواجه هذه‬ ‫العائالت الالجئة ظروفا �صعبة‪ ،‬ويف بع�ض الأحيان‬ ‫ت�ستحيل معها احلياة‪ ،‬يف مخيمات الالجئني‪ .‬وحثت‬ ‫طالبنا‪ ‬املجتمع الدويل على بذل مزيد من اجلهود‬ ‫اال�ستباقية من �أجل حل هذه امل�شكلة‪.‬‬

‫التعاون اإلسالمي‪:‬‬

‫اليوم العالمي فرصة لمراجعة‬

‫أشكال العنف ضد المرأة‬ ‫يحيي املجتمع الدويل يف اخلام�س والع�شرين من �شهر نوفمرب من كل عام اليوم‬ ‫العاملي ملكافحة كافة �أ�شكال العنف �ضد املر�أة‪ ،‬والتي تعترب من بني �أ�ضعف فئات‬ ‫املجتمع‪ ،‬وهي فر�صة ملراجعة الإجنازات االجتماعية وال�سيا�سية واالقت�صادية‬ ‫والتزامات املجتمع الدويل جتاه العنف املمار�س �ضد املر�أة بكافة �أ�شكاله‪ ،‬ويتعني‬ ‫علينا �ضمان الرقي بها ومنحها الرعاية الالزمة والت�سهيالت والفر�ص الكافية‪.‬‬ ‫كما يجب �أن تتاح لها �سبل الو�صول �إلى و�سائل احلياة الكفيلة التي متكنها من‬ ‫تعزيز قاعدتها وحت�سني ثقتها بنف�سها وم�ساهمتها يف املجتمع‪ .‬ويتوجب علينا توفري‬ ‫الت�سهيالت الالزمة للمر�أة يف العامل الإ�سالمي لتطوير نف�سها لتكون �أما �صاحلة‬ ‫قادرة على تربية الأجيال و�شريكة فعالة يف التنمية ال�شاملة للأمة‪.‬‬ ‫واتخذت منظمة التعاون الإ�سالمي منذ وقت طويل موقف ًا وا�ضح ًا يف جميع الق�ضايا‬ ‫ذات الأهمية املتعلقة مبكافحة كافة �أ�شكال العنف �ضد املر�أة وفق مبادئ الدين‬ ‫الإ�سالمي احلنيف‪ ،‬واملواثيق الدولية التي تتما�شى مع �أهداف ومبادئ املنظمة‪.‬‬ ‫وين�سجم هذا املوقف مع �إعالن القاهرة حول حقوق الإن�سان يف الإ�سالم‪ ،‬وبرنامج‬ ‫العمل الع�شري الثاين ملنظمة التعاون الإ�سالمي ‪ ،2025‬وخطة منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي من �أجل النهو�ض باملر�أة (�أوباو)‪ ،‬ودعوة جمل�س وزراء اخلارجية يف‬ ‫دورته الأخرية املنعقدة بط�شقند جممع الفقه الإ�سالمي الدويل �إلى القيام بدرا�سات‬ ‫‪42‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫وبحوث من �أجل ابراز موقف املنظمة جتاه كافة �أ�شكال العنف �ضد املر�أة وم�ساعدة‬ ‫العاملني يف املجال يف الدول الأع�ضاء و�أجهزة املنظمة ذات ال�صلة لتربئة الإ�سالم‬ ‫منها‪.‬‬ ‫�إن منظمة التعاون الإ�سالمي ترف�ض رف�ض ًا قاطع ًا كافة االعتداءات اجل�سدية �أو‬ ‫العقلية �أو النف�سية �ضد املر�أة‪ ،‬وتدعو املنظمة جميع الدول الأع�ضاء واملجتمع الدويل‬ ‫وم�ؤ�س�سات املجتمع املدين يف العامل الإ�سالمي �إلى تكثيف اجلهود من �أجل التخفيف‬ ‫من معاناة الن�ساء الالتي يعي�شن يف ظل االحتالل والنزاعات امل�سلحة والالجئة‬ ‫والنازحة‪ ،‬والعمل من �أجل �ضمان كرامتهن‪ ،‬وو�ضع �سيا�سات وا�سرتاتيجيات و�آليات‬ ‫ناجعة حلماية املر�أة ورفاهها‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫إعالم‬ ‫العثيمين‪:‬‬ ‫اتحاد اإلذاعات اإلسالمية‬

‫له دور كبير في دعم‬ ‫أهداف المنظمة‬ ‫جدة ـ المملكة العربية السعودية‪:‬‬

‫عقد احتاد الإذاعات الإ�سالمية التابع ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي االجتماع الرابع للجمعية العامة يف مقر‬ ‫الأمانة العامة يف ‪ 24‬نوفمرب ‪.2016‬‬ ‫ويف بداية االجتماع �ألقى الأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬معايل الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني‬ ‫كلمة دعا فيها الدول الأع�ضاء يف املنظمة �إلى دعم‬ ‫احتاد الإذاعات الإ�سالمية لال�ضطالع بتنفيذ �أهدافه‬ ‫ال�سامية املتمثلة يف تعريف ال�شعوب الإ�سالمية بع�ضها‬ ‫ببع�ض‪ ،‬ون�شر مبادئ الدعوة الإ�سالمية‪ ،‬و�شرح‬ ‫الق�ضايا الإ�سالمية والكفاح من �أجلها‪ ،‬وتعميق روح‬ ‫الأخوة بني ال�شعوب الإ�سالمية‪ ،‬وتنمية التعاون بني‬ ‫الأجهزة والهيئات الفنية واملنظمات الإ�سالمية العاملة‬ ‫يف امليدان الإذاعي يف الدول الأع�ضاء‪ ،‬و�إنتاج وتبادل‬ ‫الربامج الإذاعية والتلفزيونية التي تخدم �أهداف‬ ‫املنظمة‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف العثيمني �أن الأدوات املتاحة للتعاطي بفاعلية‬ ‫مع التحديات وال�صعاب واملخاطر التي ي�شهدها العامل‬ ‫الإ�سالمي حاليا على جميع الأ�صعدة تتمثل يف حتقيق‬ ‫الت�ضامن الإ�سالمي عرب دعم �إعالمي قوي يقدم‬ ‫عر�ض ًا مو�ضوعي ًا ومن�صف ًا لق�ضايا العامل الإ�سالمي‬ ‫ولأهداف املنظمة ومقا�صدها‪ .‬و�أ�شار �إلى �أن �أهداف‬ ‫�أولويات ا�سرتاتيجية العمل للمنظمة �إلى عام ‪2025‬‬ ‫التي اعتمدتها القمة الإ�سالمية الثالثة ع�شرة املنعقدة‬ ‫يف �إ�سطنبول‪ ،‬تقت�ضي وجود بنية حتتية �إعالمية فعالة‬ ‫يف الدول الأع�ضاء لإعادة تن�شيط امل�ؤ�س�سات الإعالمية‬ ‫للمنظمة وحتقيق الت�ضامن والوحدة من �أجل تعزيز‬ ‫العمل الإ�سالمي امل�شرتك يف جميع املجاالت‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام �أن ق�ضية فل�سطني والقد�س ال�شريف‬ ‫تبقى مت�صدرة الهتمامات وحتركات املنظمة على كافة‬ ‫الأ�صعدة‪ ،‬مثمنا يف الوقت ذاته اجلهود التي تبذلها‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫و�سائل الإعالم يف الدول الأع�ضاء وامل�ؤ�س�سات التابعة‬ ‫للمنظمة خلدمة الق�ضية الفل�سطينية وذلك امتثاال‬ ‫بروح الت�ضامن الإ�سالمي املاثلة يف قراراتنا حول هذه‬ ‫الق�ضية املركزية‪ .‬كما نبه �إلى �ضرورة التعاون يف بناء‬ ‫القدرات وتطوير املن�ش�آت وتوفري التجهيزات‪ ،‬و�إنتاج‬ ‫الربامج الإعالمية دعم ًا للق�ضية الفل�سطينية يف �إطار‬ ‫العمل الإعالمي الإ�سالمي امل�شرتك‪.‬‬ ‫وقال العثيمني �إن الإعالم الأجنبي تتوافر لديه‬ ‫�إمكانات هائلة‪� ،‬أكانت مادية �أو تقنية‪ ،‬يقوم با�ستغالل‬ ‫كل ما تتيحه و�سائل االت�صال احلديثة واملتطورة‪ ،‬يف‬ ‫حني نلحظ �أن العمل الإ�سالمي الإعالمي امل�شرتك‬ ‫تنق�صه التناف�سية احلقيقية للت�أثري من خالل توفري‬ ‫املعلومة ب�سرعة ومهنية وم�صداقية للر�أي العام �أو‬ ‫الت�صدي للحمالت الإعالمية املغلوطة التي ت�سيئ‬ ‫على نح ٍو متفاقم للإ�سالم وامل�سلمني مبا بات ُيعرف‬ ‫بالإ�سالموفوبيا‪.‬‬ ‫ويف هذا ال�صدد‪� ،‬شدد الأمني العام على �أن منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي ما فتئت ت�ضطلع مبهمة امل�شاركة‬ ‫يف الت�صدّي لظاهرة الإ�سالموفوبيا عرب ت�صحيح‬ ‫املفاهيم اخلاطئة التي تطال الإ�سالم وامل�سلمني للحد‬ ‫من التحري�ض على الكراهية والتمييز �ضد امل�سلمني‪،‬‬ ‫حيث �إن ا�ستفحال هذه الظاهرة يف الغرب‪ ،‬وظاهرة‬ ‫التطرف يف عاملنا الإ�سالمي‪ ،‬ي�ستدعي منا �ضرورة‬ ‫االلتفات �إلى عمل م�ؤ�س�سات العمل الإ�سالمي امل�شرتك‬ ‫يف جمال الإعالم بهدف دعمها لتتمكن من �أداء مهامها‬ ‫على �أكمل وجه‪.‬‬ ‫واعترب العثيمني �أن احتاد الإذاعات الإ�سالمية الذي‬ ‫ُيع ُّد �إحدى الأذرع الإعالمية ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫وفاعال �إعالمي ًا‪� ،‬إلى جانب وكالة الأنباء الإ�سالمية‬ ‫الدولية وامل�ؤ�س�سات الإعالمية الأخرى كمنتدى ُ�سلطات‬ ‫تنظيم البث للدول الأع�ضاء باملنظمة‪ ،‬واملنتدى‬ ‫الإعالمي ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬واللجنة الدائمة‬

‫للإعالم وال�ش�ؤون الثقافية‪ ،‬ت�شكل جميعها منظومة‬ ‫�إعالمية تتكامل يف �أدوارها لت�سهم يف تطوير قطاع‬ ‫الإعالم وتعزيز الت�ضامن الإ�سالمي فيما بني الدول‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة‪ .‬و�إلى جانب قيامها ببث ون�شر‬ ‫الأخبار والر�صد الإعالمي للم�شاريع واملبادرات‬ ‫املختلفة يف املجاالت ال�سيا�سية والثقافية واالجتماعية‬ ‫واالقت�صادية والعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬ف�إن هذه‬ ‫امل�ؤ�س�سات‪ ،‬ومن �ضمنها احتاد الإذاعات الإ�سالمية‪،‬‬ ‫مدعوة للإ�سهام يف ن�شر �أخبار املنظمة محلي ًا ودولي ًا‬ ‫ور�صد براجمها وم�شاريعها ومبادراتها وتزويد الدول‬ ‫الأع�ضاء بتقارير �إخبارية عن ذلك لإحاطتها مبا تقوم‬ ‫بها منظومة منظمة التعاون الإ�سالمي من عمل ملمو�س‬ ‫على �أر�ض الواقع‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إلى �أن املجل�س التنفيذي واجلمعية العامة‬ ‫الحتاد الإذاعات الإ�سالمية له دور كبري يف دعم‬ ‫�أهداف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬عرب �إن�شاء الأدوات‬ ‫والو�سائل والقنوات الالزمة من �أجل حتقيق التوا�صل‬ ‫الفعال بني �أجهزة االعالم‪ ،‬وحتقيق البيئة الثقافية‬ ‫الناب�ضة التي �ست�شجع على �إيجاد املزيد من الربامج‬ ‫والن�شاطات التي تدعم وتربز الهويات والثقافات‬ ‫الإ�سالمية‪ ،‬من خالل العمل الد�ؤوب على �إيجاد تلك‬ ‫الربامج‪ ،‬و�إن�شاء املعار�ض الفنية والثقافية‪ ،‬ومعار�ض‬ ‫الكتاب‪ ،‬ومعار�ض الأعمال الفنية اليدوية الراقية‪،‬‬ ‫وت�صوير التاريخ الإ�سالمي ب�صورته احلقيقية‪ ،‬والعمل‬ ‫على حماية الرتاث الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ورحب االجتماع مبا جاء يف ورقة العمل املقدمة من هيئة‬ ‫الإذاعة والتلفزيون يف اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬والتي‬ ‫�أكدت على �ضرورة �إنتاج الربامج الإذاعية والتلفزيونية‬ ‫التي تخاطب ال�شباب‪ ،‬والربامج املعتدلة التي حتارب‬ ‫الغلو والتطرف‪ ،‬ودعم الدول الإ�سالمية‪ ،‬خا�صة‬ ‫الأفريقية‪ ،‬باالحتياجات الفنية والتقنية والتدريب‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪43‬‬


‫إعالم‬

‫اإلرهــاب واإلسالمـوفـوبيــا والمـرأة‬ ‫في مقدمة أعمال الدورة الحادية عشرة لمؤتمر وزراء اإلعالم‪:‬‬

‫جدة ـ المملكة العربية السعودية‪:‬‬

‫جاءت ق�ضيتا الإرهاب والإ�سالموفوبيا يف �صدارة‬ ‫اهتمامات الدورة احلادية ع�شرة للم�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫لوزراء الإعالم الذي انعقد حتت �شعار‪ :‬الإعالم‬ ‫املتجدد يف مواجهة الإرهاب والإ�سالموفوبيا يف مدينة‬ ‫جدة باململكة العربية ال�سعودية خالل الفرتة ‪ 19‬ـ ‪21‬‬ ‫دي�سمرب ‪.2016‬‬ ‫ورحب وزراء الإعالم امل�شاركون يف امل�ؤمتر بالقرار‬ ‫الذي تقدم به وفد اململكة العربية ال�سعودية اخلا�ص‬ ‫بدور الإعالم يف مكافحة الإرهاب‪ .‬ونا�شد القرار‬ ‫و�سائل الإعالم واملفكرين �إلى ت�سليط ال�ضوء على كون‬ ‫ظاهرة الإرهاب ظاهرة اجتماعية عاملية لها �أ�سبابها‬ ‫و�أمناطها و�إنها لي�ست ظاهرة دينية حتى و�إن �أ�ساءت‬ ‫ا�ستخدام الدين لتحقيق �أهدافها وم�صاحلها‪ ،‬داعيا‬ ‫الدول الأع�ضاء �إلى �إدانة وجترمي �أي و�سيلة �إعالمية‬ ‫تروج وحتر�ض على الإرهاب وكذلك الأفراد واجلهات‬ ‫الذي ي�ستغلون من�صات التوا�صل االجتماعي لدعم‬ ‫الإرهاب‪.‬‬ ‫و�شدد القرار على دور و�سائل �إعالم دول منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬وخ�صو�صا �أدوات الإعالم اجلديد‪ ،‬مبا فيها‬ ‫و�سائل التوا�صل االجتماعي‪ ،‬يف الت�أكيد على مكافحة‬ ‫الإرهاب دوليا والتعريف بال�صورة احلقيقية للإ�سالم‬ ‫ونبذ الإرهاب‪ ،‬مع الت�أكيد على �أن الإ�سالم دين ت�سامح‬ ‫ويدعو للتعاي�ش ال�سلمي مع كل الب�شر‪.‬‬ ‫ودعا �إلى ت�أهيل كوادر �إعالمية متخ�ص�صة قادرة‬ ‫على التعامل مع الأحداث الإرهابية وتغطيتها بال�شكل‬ ‫املنا�سب‪ ،‬مطالبا يف الوقت ذاته منتدى تنظيم �سلطات‬ ‫البث للدول الأع�ضاء يف املنظمة �إلى �إعداد مدونة‬ ‫�سلوك �إر�شادية تت�ضمن الت�شريعات والإجراءات‬ ‫القانونية لو�سائل الإعالم للت�صدي لظاهرة الإرهاب‪.‬‬ ‫وحث القرار الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫على �إنتاج �أفالم ق�صرية ملجابهة ظاهرة الإرهاب عرب‬ ‫و�سائل التوا�صل االجتماعي وو�سائل الإعالم و�إطالق‬ ‫حمالت �إعالمية لنبذ العنف والتطرف والدعوة �إلى‬ ‫احلوار والتعاي�ش‪.‬‬ ‫وت�ضمنت القرارات التي اعتمدها امل�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫لوزراء الإعالم دور الإعالم يف الدول الأع�ضاء يف‬ ‫‪44‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫الأمني العام ووزير الثقافة والإعالم ال�سعودي يف افتتاح امل�ؤمتر‬

‫م�ساندة ق�ضية فل�سطني والقد�س ال�شريف‪ ،‬واعتماد‬ ‫اال�سرتاتيجية الإعالمية للمنظمة للت�صدي لظاهرة‬ ‫الإ�سالموفوبيا و�آليات تنفيذها‪ ،‬واعتماد اال�سرتاتيجية‬ ‫الإعالمية ال�شاملة حتى عام ‪ ،2025‬ومتكني املر�أة‬ ‫يف و�سائل الإعالم ومن خاللها‪ ،‬والتحرك الإعالمي‬ ‫داخليا وخارجيا‪ ،‬ودعم تنفيذ الربنامج الإعالمي‬ ‫اخلا�ص بالقارة الإفريقية وتعميم الربنامج على مناطق‬ ‫�أخرى‪.‬‬ ‫كما �شملت القرارات �أي�ضا التطور احلا�صل ب�ش�أن‬ ‫�إطالق قناة منظمة التعاون الإ�سالمي الف�ضائية‪،‬‬ ‫ودعم عمل م�ؤ�س�سات العمل الإ�سالمي امل�شرتك يف‬ ‫جمال الإعالم‪ ،‬و�إحداث جائزة دولية لو�سائل الإعالم‬ ‫والإعالميني‪ ،‬وتعزيز الظهور الإعالمي للمنظمة يف‬ ‫ريادة ق�ضايا التبادل الثقايف والتنمية وال�سلم‪ ،‬وتعزيز‬ ‫قدرة ومنتوجية الإعالميني وامل�ؤ�س�سات الإعالمية يف‬ ‫الدول الأع�ضاء والتعاون فيما بينهم‪.‬‬ ‫ي�شار �إلى �أن اجلل�سة االفتتاحية للم�ؤمتر انطلقت بكلمة‬ ‫ترحيبية ملمثل �إيران رئي�س الدورة ال�سابقة �ألقاها نائب‬ ‫وزير الثقافة والإر�شاد‪ ،‬الدكتور محمد ح�سني ها�شمي‪.‬‬ ‫و�ألقى رئي�س الدورة احلالية معايل وزير الثقافة‬ ‫والإعالم يف اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬الدكتور عادل‬ ‫بن زيد الطريفي تطلع فيها �إلى �أن تخرج الدورة‬ ‫احلالية مبيثاق �إعالمي �إ�سالمي ع�صري يخت�ص‬

‫مبكافحة ظاهرتي الإرهاب والإ�سالموفوبيا‪ ،‬م�شريا‬ ‫�إلى �أن تنامي ظاهرة الإرهاب وتطور �أ�ساليبه وتقنياته‬ ‫�أدت �إلى اختطاف عدد من و�سائل الإعالم التقليدي‬ ‫واحلديث من قبل الإرهاب وداعميه ومموليه‪.‬‬ ‫وقال الوزير ال�سعودي �إن م�شروع القرار اخلا�ص ب�ش�أن‬ ‫دور الإعالم يف مكافحة الإرهاب الذي تقدم به وفد‬ ‫اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬القى ا�ستح�سان ودعم الدول‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬حيث دعا م�شروع القرار �إلى‬ ‫�إدانة وجترمي و�سائل الإعالم التي تروج وحتر�ض على‬ ‫الإرهاب وتدعمه ومتوله‪.‬‬ ‫ودعا الوزير الطريفي �إلى و�ضع �آليات محددة يف‬ ‫�سبيل تن�سيق ال�سيا�سات الإعالمية بني و�سائل الإعالم‬ ‫املختلفة يف دول املنظمة فيما يتعلق بق�ضايا مكافحة‬ ‫الإرهاب وتطوير الت�شريعات الإعالمية املنظمة لعمل‬ ‫القنوات الف�ضائية وامل�ؤ�س�سات الإعالمية‪ ،‬مطالبا بوقف‬ ‫القنوات الف�ضائية وامل�ؤ�س�سات الإعالمية الداعمة‬ ‫للجماعات الإرهابية‪.‬‬ ‫من جهته‪� ،‬أو�ضح الأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬معايل الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني‬ ‫�أن امل�ؤمتر الذي اختري له �شعار (الإعالم املتجدد يف‬ ‫مواجهة الإرهاب والإ�سالموفوبيا) تطرق �إلى دور‬ ‫الإعالم التقليدي واحلديث وت�أثريه يف الت�صدي لهاتني‬ ‫الظاهرتني اللتني ت�ستهدفان ركائز ال�سلم والأمن‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫إعالم‬ ‫الدوليني‪.‬‬ ‫و�أ�شار الأمني العام �إلى �أن اجلماعات الإرهابية ت�ستخدم‬ ‫جميع الو�سائل الإعالمية املتاحة يف ن�شر الفكر املتطرف‬ ‫واخلطاب امل�ضلل‪ ،‬وت�سعى �إلى ا�ستقطاب ال�شباب‬ ‫وال�شابات والتغرير بهم لالن�ضمام �إلى تنظيماتهم‬ ‫الإرهابية �أو االن�ضمام �إلى العنا�صر امل�ساعدة التي توفر‬ ‫الدعم اللوج�ستي‪ .‬ويف مقابل ذلك‪ ،‬بني الأمني العام �أنه‬ ‫ي�أتي هنا دور و�سائل الإعالم يف الت�صدي لهذا الفكر‬ ‫الإرهابي عرب ا�ستخدام ذات الو�سائل الإعالمية‪ ،‬ونف�س‬ ‫و�سائط التوا�صل االجتماعي‪ ،‬من قبل متخ�ص�صني يف‬ ‫الإعالم لتوجيه ر�سائل �إعالمية تف�ضح ادعاءات الفكر‬ ‫الإرهابي‪ ،‬وتظهر الوجه احلقيقي للإ�سالم الذي يدعو‬ ‫للت�سامح والو�سطية والتعاي�ش ال�سلمي ل�شعوب العامل‪.‬‬ ‫وقال العثيمني �إن امل�ؤمتر توجه نحو �أبرز حتديات قطاع‬ ‫الإعالم يف املنظمة والدول الأع�ضاء املتمثل يف تطويره‬ ‫ليواكب املتغريات املت�سارعة يف و�سائل التوا�صل لي�صل‬ ‫�إلى �شرائح املجتمع املختلفة‪.‬‬ ‫ويف ختام �أعمال امل�ؤمتر �صدر �إعالن جدة الذي �أكد‬ ‫على �أهمية الت�صدي للحملة ال�شر�سة التي ت�شن على‬ ‫الدين الإ�سالمي واجلاليات امل�سلمة ال �سيما فيما يتعلق‬ ‫بق�ضية الإ�سالموفوبيا �أو ظاهرة التخويف من الإ�سالم‪،‬‬ ‫م�شددا على �أن معاجلة هذ الظاهرة ينطلق من �أهمية‬ ‫تبيان حقيقة الدين الإ�سالمي ال�سمح بطريقة مدرو�سة‬ ‫وفعالة �أمام املتلقي الأجنبي‪.‬‬ ‫و�أ�شاد الوزراء يف �إعالنهم بالدور املتميز لو�سائل‬ ‫الإعالم بالبلدان الإ�سالمية يف ف�ضح العدوان‬ ‫الإ�سرائيلي الغا�شم على ال�شعب الفل�سطيني يف قطاع‬ ‫غزة‪ ،‬ويحثها على اال�ستمرار يف �إبراز الكفاح امل�شروع‬ ‫لل�شعب الفل�سطيني ون�صرته‪ ،‬حتى �إقامة دولته‬ ‫امل�ستقلة وعا�صمتها القد�س ال�شريف‪ ،‬وجالء االحتالل‬ ‫الإ�سرائيلي عن الأرا�ضي العربية‪.‬‬ ‫و�شدد الإعالن على �أهمية دور الإعالم القائم على‬ ‫املبادئ الإ�سالمية‪ ،‬واخلطاب املعتدل يف املواجهة‬ ‫احلازمة والناجحة للحمالت الإعالمية‪ ،‬التي ت�سعى‬ ‫�إلى امل�س باملقد�سات الإ�سالمية و�إ�شاعة الكراهية‬ ‫والتمييز �ضد امل�سلمني واخللط بني الإ�سالم دين‬ ‫ال�سالم والرحمة وبني ظاهرة العنف والإرهاب‪.‬‬ ‫وا�ستنكر وزراء الإعالم لدول منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫العمل الإجرامي الذي �أقدمت ميلي�شا احلوثي ومن يقف‬ ‫وراءها من �إطالق �صاروخ بال�ستي جتاه مكة املكرمة؛‬ ‫مهبط الوحي وقبلة امل�سلمني‪ ،‬والذي اعرت�ضته قوات‬ ‫الدفاع اجلوي باململكة العربية ال�سعودية ودمرته قبل‬ ‫و�صوله دون �أ�ضرار‪ .‬واعتربوا هذا عمال �إجراميا‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫فيه تعدي ًا �صارخ ًا على م�شاعر امل�سلمني وا�ستهانة‬ ‫مبقد�ساتهم‪ ،‬كما يعد تعد ّيا على �سيادة اململكة العربية‬ ‫ال�سعودية‪.‬‬ ‫االستراتيجية اإلعالمية‬ ‫قالت مديرة �إدارة الإعالم يف املنظمة‪ ،‬ال�سيدة مها‬ ‫م�صطفى عقيل �إن وزراء الإعالم واالت�صال يف الدول‬ ‫الأع�ضاء بحثوا �آليات ت�صحيح �صورة الإ�سالم وامل�سلمني‬ ‫يف �أوروبا و�أمريكا ال�شمالية لتنفيذ اال�سرتاتيجية‬ ‫الإعالمية للت�صدي لظاهرة الإ�سالموفوبيا التي مت‬ ‫اعتمادها يف امل�ؤمتر الوزاري‪.‬‬ ‫وفيما حتتوي اال�سرتاتيجية الإعالمية املذكورة على‬ ‫برامج م�شاريع مختلفة‪� ،‬شددت ال�سيد عقيل على �أن‬ ‫و�سائل الإعالم‪ ،‬مبا فيها �شبكات التوا�صل االجتماعي‪،‬‬ ‫تُعد �أكرث الأدوات فعالية يف ن�شر املعلومات وت�شكيل‬ ‫الر�أي العام ولها دور حا�سم ميكن �أن ت�ضطلع به يف‬ ‫عر�ض �صورة م�شرقة للإ�سالم والدول الأع�ضاء يف‬ ‫العامل اخلارجي وحتقيق �أهداف الت�ضامن الإ�سالمي‪.‬‬ ‫على �صعيد �آخر‪ ،‬اعتمد امل�ؤمتر الوزاري �أي�ضا قرارا‬ ‫خا�صا باال�سرتاتيجية الإعالمية ال�شاملة ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي حتى عام ‪ .2015‬وي�ستند القرار‬ ‫�إلى برنامج عمل املنظمة اجلديد (منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي حتى عام ‪ )2025‬الذي مت اعتماده يف الدورة‬ ‫الثالثة ع�شرة مل�ؤمتر القمة الإ�سالمي التي انعقدت‬ ‫يف مدينة �إ�سطنبول يف �إبريل ‪ ،2016‬والذي �أكد �أن‬ ‫و�سائل الإعالم‪ ،‬مبا فيها و�سائل التوا�صل االجتماعي‬ ‫تعد الأداة وامل�صدر الأكرث فعالية يف ن�شر املعلومات‪،‬‬ ‫ودعا منظمة التعاون الإ�سالمي ل�صياغة ا�سرتاتيجية‬ ‫�إعالمية للتوا�صل الفعال مع اجلمهور وتوظيف و�سائل‬

‫الإعالم للرتويج لأهدافها ومقا�صدها‪.‬‬ ‫مرصد إعالمي للمرأة‬ ‫�شرعت الأمانة العامة يف �إن�شاء مر�صد منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي للر�صد الإعالمي للمر�أة يف الدول‬ ‫الأع�ضاء‪ .‬وي�أتي م�شروع املر�صد يف ظل غياب التقارير‬ ‫التي تر�صد التقدم املحرز فيما يتعلق بعمل املر�أة‬ ‫يف الدول الإ�سالمية يف الإعالم �أو كونها مو�ضوعا‬ ‫�إخباريا‪ ،‬وذلك بهدف �إدماج مزيد من الدول الأع�ضاء‬ ‫يف امل�شروع العاملي لر�صد و�سائل الإعالم ‪Global‬‬ ‫‪ Media Monitoring Project –GMMP‬الذي تقوم‬ ‫به هيئة الأمم املتحدة‪ ،‬الأمر الذي يعزز موقف الدول‬ ‫الإ�سالمية كداعمة للمر�أة‪.‬‬ ‫و�أو�ضحت مديرة �إدارة الإعالم �أن املر�صد �سوف‬ ‫ي�ضطلع �أي�ضا ب�إ�صدار تقارير خا�صة مبنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي حول وجود املر�أة يف الإعالم يف الدول‬ ‫الإ�سالمية‪ ،‬ون�شر �أخبار وق�ص�ص عن منجزات الن�ساء‬ ‫امل�سلمات والأهم من ذلك تقارير عن و�ضع املر�أة يف‬ ‫الإ�سالم‪.‬‬ ‫و�أ�شارت �إلى �أن املر�صد �سيعمل على �إعداد دليل حول‬ ‫�أف�ضل املمار�سات لتمكني املر�أة يف امل�ؤ�س�سات الإعالمية‬ ‫ومن خالل و�سائل الإعالم‪ ،‬وحول ما تتعر�ض له املر�أة‬ ‫من متييز يف ظل الإرهاب‪.‬‬ ‫وبينت ال�سيدة عقيل �أن هناك م�شاورات ب�ش�أن �إمكانية‬ ‫ا�ستحداث جائزة �إعالمية للمر�أة يف �أف�ضل التقارير‬ ‫ال�صحفية والإجنازات الإعالمية للمر�أة يف الدول‬ ‫الأع�ضاء باملنظمة‪ ،‬وتقدمي الدعم املايل للم�ؤ�س�سات‬ ‫الإعالمية التي تقوم عليها املر�أة‪ ،‬ودعم مكانة املر�أة‬ ‫يف الإعالم‪.‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪45‬‬


‫تعليم‬ ‫وزراء التعليم العالي‪:‬‬ ‫خارطة طريق لتنفيذ سياسات العلوم والتكنولوجيا واالبتكار في العالم اإلسالمي‬ ‫باماكو ـ جمهورية مالي‪:‬‬

‫ا�ست�ضافت عا�صمة جمهورية مايل‪ ،‬باماكو‪ ،‬الدورة‬ ‫الثامنة للم�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء التعليم العايل‬ ‫والبحث العلمي‪ ،‬يومي ‪ 14‬و‪ 15‬نوفمرب ‪ ،2016‬بالتعاون‬ ‫بني الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي واملنظمة‬ ‫الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة (�إي�سي�سكو)‪،‬‬ ‫�إحدى املنظمات املتخ�ص�صة التابعة ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪.‬‬ ‫واعتمد امل�ؤمتر جمموعة من القرارات من �أجل تطوير‬ ‫منظومة التعليم العايل والبحث العلمي واالبتكار‬ ‫والتكنولوجيا يف دول العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫واعتمد تقرير ًا حول م�شروع مر�صد العامل الإ�سالمي‬ ‫للعلوم والتكنولوجيا واالبتكار‪ ،‬الذي يقدم املبادئ‬ ‫التوجيهية العامة التي �ستكون مبثابة خارطة طريق‬ ‫لتنفيذ �سيا�سات العلوم والتكنولوجيا واالبتكار يف‬ ‫العامل الإ�سالمي‪ .‬وقرر امل�ؤمتر دعم �آلية �إن�شاء هذه‬ ‫الهيئة التي �ستمكن من ر�صد وحتليل التقدم والآفاق‬ ‫فيما يتعلق بالعلوم والتكنولوجيا واالبتكار يف العامل‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬وهو ما �سيوفر لوا�ضعي ال�سيا�سات و�صانعي‬ ‫القرار التوجهات العلمية والتكنولوجية الوطنية‬ ‫والعاملية والبيانات الإح�صائية مبا ي�ضمن التخطيط‬ ‫القائم على الأدلة العلمية‪.‬‬ ‫واعتمد امل�ؤمتر �أي�ضا م�شروع من�صة رقمية متكاملة‬ ‫للنهو�ض باجلودة واالعتماد والتبادل والتعاون‬ ‫يف جامعات الدول الأع�ضاء‪ ،‬من �أجل ت�ضافر‬ ‫اجلهود وان�سجامها وتكاملها وعقلنتها يف ما يتعلق‬ ‫بتنفيذ الربامج املقدمة‪ ،‬مبا يكفل التعريف �أكرث‬ ‫بجامعات العامل الإ�سالمي وتعزيز �إ�شعاعها الدويل‪.‬‬ ‫واعتمد امل�ؤمتر التقرير املقدم بناء على تو�صية‬ ‫االجتماع الثامن للمجل�س اال�ست�شاري الثامن‬ ‫بخ�صو�ص �إقامة تعاون م�شرتك بني الدول الأع�ضاء‬ ‫يف منظمة التعاون الإ�سالمي يف جمال الت�سويق وتعليم‬ ‫ريادة الأعمال‪ .‬و�أو�صى الدول الأع�ضاء بتنمية مهارات‬ ‫ريادة الأعمال يف الطالب من خالل تطوير مناهج‬ ‫تعليم ريادة الأعمال‪ ،‬ور�صد املمار�سات اجليدة يف هذا‬ ‫املجال يف م�ؤ�س�سات البحث باجلامعات‪.‬‬ ‫ودعا الدول الأع�ضاء �إلى التعاون وامل�شاركة يف �إقامة‬ ‫تعاون م�شرتك بني الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫‪46‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫الإ�سالمي يف جمال الت�سويق وتعليم ريادة الأعمال‪.‬‬ ‫واعتمد امل�ؤمتر التقرير املرحلي حول �إن�شاء ال�شبكة‬ ‫الإ�سالمية للن�ساء العاملات‪ ،‬واعتمد نظامها الأ�سا�سي‪،‬‬ ‫ودعا الدول الأع�ضاء �إلى دعمها وت�شجيعها مبا يجعلها‬ ‫منتدى حقيقيا للتفاعل العلمي‪ .‬وقدر امل�ؤمتر حر�ص‬ ‫الإي�سي�سكو على ت�شجيع قدرات الن�ساء العاملات و�إبراز‬ ‫دورهن يف النهو�ض بالعلوم والتكنولوجيا واالبتكار‪.‬‬ ‫وجدد امل�ؤمتر تكليف الإي�سي�سكو ب�إدارة ال�شبكة‬ ‫واحت�ضان �أمانتها‪ ،‬ودعا املدير العام للإي�سي�سكو �إلى‬ ‫تقدمي تقرير عن مراحل تقدم �إن�شاء ال�شبكة �إلى‬ ‫الدورة التا�سعة للم�ؤمتر‪.‬‬ ‫واعتمد امل�ؤمتر تقرير املدير العام حول جهود‬ ‫الإي�سي�سكو يف جمال التعليم العايل والبحث العلمي‬ ‫واالبتكار والتكنولوجيا يف الفرتة ما بني الدورتني‬ ‫ال�سابعة والثامنة للم�ؤمتر‪ ،‬وتقرير االجتماع الثامن‬ ‫للمجل�س اال�ست�شاري لتنفيذ ا�سرتاتيجية العلوم‬ ‫والتكنولوجيا واالبتكار يف العامل الإ�سالمي‪ ،‬املنعقد يف‬ ‫الرباط ‪ ،‬يومي ‪ 11‬و ‪� 12‬أكتوبر ‪.2016‬‬ ‫وحث الدول الأع�ضاء على دمج �سيا�سات العلوم‬ ‫والتكنولوجيا واالبتكار يف عمليات التخطيط الوطنية‪،‬‬ ‫بغية حت�سني احلكامة واملمار�سات اجليدة يف جمال‬ ‫العلوم‪ ،‬وح�شد املوارد العلمية والتكنولوجية‪ ،‬ورفع‬ ‫م�ستوى الوعي ب�ضرورة زيادة حجم اال�ستثمارات‬ ‫يف العلوم والتكنولوجيا واالبتكار‪ .‬و�أو�صاها‬ ‫ب�إعطاء مزيد من الأولوية لتنمية املوارد الب�شرية‬

‫ذات الكفاءة يف جماالت العلوم والتكنولوجيا‬ ‫واالبتكار‪ ،‬مبا يكفل معاجلة ق�ضايا تغري املناخ‬ ‫والأمن الغذائي‪ ،‬و�إدارة املوارد الطبيعية وحتقيق‬ ‫التنمية االجتماعية واالقت�صادية امل�ستدامة‪.‬‬ ‫ورحب امل�ؤمتر بطلب جمهورية باك�ستان الإ�سالمية‬ ‫عقد‪ ‬الدورة التا�سعة للم�ؤمتر خالل �شهر نوفمرب ‪2019‬‬ ‫يف �إ�سالم �آباد‪.‬‬ ‫ويف ختام �أعمال امل�ؤمتر‪ ،‬اعتمد وزراء التعليم العايل‬ ‫والبحث العلمي (�إعالن باماكو)‪ ،‬و�أو�صوا بتعزيز‬ ‫الأبحاث العلمية والدرا�سات اال�سرتاتيجية حول‬ ‫التنمية امل�ستدامة والتحديات املجتمعية الكربى‪ ،‬التي‬ ‫ت�شغل �شعوب الدول الأع�ضاء‪ ،‬مثل ال�صحة والنمو‬ ‫الدميغرايف والرفاه‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى التحديات املتعلقة‬ ‫باالقت�صاد احليوي‪ ،‬مثل ال�سالمة الغذائية والطاقات‬ ‫الآمنة والنظيفة والفعالة؛ و�أنظمة النقل الذكية‬ ‫واخل�ضراء واملتكاملة؛ والت�صدي للتغري املناخي‪،‬‬ ‫واال�ستخدام الفعال للموارد واملواد الأولية‪ ،‬ومحاربة‬ ‫تدهور التنوع البيولوجي وغريها من التحديات‪.‬‬ ‫وحثوا على �إيالء املزيد من االهتمام بقطاع ال�صناعة‪،‬‬ ‫عن طريق تعزيز احلقول التكنولوجية الأ�سا�سية مثل‬ ‫تقانات املعلومات واالت�صال‪ ،‬وتكنولوجيا النانو‪،‬‬ ‫واملواد‪ ،‬و�أ�ساليب الت�صنيع‪ ،‬وت�سهيل �إيجاد الآليات‬ ‫التمويلية الالزمة لدعم اال�ستثمارات اخلا�صة يف‬ ‫ميادين البحث واالبتكار‪ ،‬وخا�صة القرو�ض مبختلف‬ ‫م�ستوياتها‪ ،‬واال�ستثمار يف ر�أ�سمال املجازفة؛ وت�شجيع‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫تعليم‬ ‫برامج االبتكار لدى املقاوالت ال�صغرى واملتو�سطة‬ ‫والكربى‪.‬‬ ‫‪ ‬ودعوا الإي�سي�سكو �إلى اتخاذ الإجراءات الالزمة‬ ‫لتفعيل (�صندوق البحث العلمي)‪ ،‬الذي متت‬ ‫امل�صادقة على �إن�شائه خالل الدورة ال�سابقة للم�ؤمتر‪،‬‬ ‫وكلفوا الإي�سي�سكو بالإ�شراف عليه‪ ،‬وتن�سيق تنفيذ‬ ‫م�شاريعه‪ ،‬ودعوا الدول الأع�ضاء وامل�ؤ�س�سات املانحة‬ ‫�إلى دعمه وامل�ساهمة يف موازنته‪ ،‬بالتن�سيق مع الأمانة‬ ‫العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي ورئا�سة امل�ؤمتر‪،‬‬ ‫‪ ‬وحثوا على �ضرورة �إر�ساء �سيا�سات موحدة و�إن�شاء‬ ‫م�ؤ�س�سات م�شرتكة و�إيجاد �شبكات متبادلة‪ ،‬لت�شجيع‬ ‫البحوث العلمية يف تخ�ص�صات مبتكرة‪ ،‬ويف جماالت‬ ‫جديدة‪ ،‬للنهو�ض بق�ضايا التعليم العايل والبحث‬ ‫العلمي واالبتكار‪ ،‬مبا يتوافق مع �سيا�سات الدول‬ ‫الأع�ضاء و�أولوياتها وحاجاتها‪.‬‬ ‫و�أو�صــوا بزيادة تطبيق تقانات املعلومات واالت�صال‬ ‫يف التدري�س والبحث‪ ،‬مبا يكفل تر�سيخ ثقافة‬ ‫اجلودة يف التعليم العايل وحتقيق التميز يف ميادين‬ ‫االبتكار والبحث والتطوير يف اجلامعات‪ ،‬كما �أكدوا‬ ‫�ضرورة االهتمام بالتطبيقات القائمة على تقانات‬ ‫املعلومات واالت�صال‪ ،‬مثل التعلم عن بعد ونظم‬ ‫تدبري التعلم ومعايري تقييم االبتكار والتطوير‪ .‬‬ ‫‪ ‬و�شددوا على �أهمية معاجلة ق�ضايا املر�أة وال�شباب يف‬ ‫جمال العلوم‪ ،‬و�ضرورة �إحداث وتفعيل الأكادمييات‬ ‫وال�شبكات يف مختلف جماالت العلوم‪ ،‬من �أجل دعم‬ ‫هاتني ال�شريحتني املجتمعيتني املهتميتني وت�شجيعهما‬ ‫على موا�صلة م�ساراتهما العلمية وحتقيق طموحاتهما‬ ‫البحثية‪ ،‬و�إيجاد بيئة منا�سبة متكنهم من اال�ضطالع‬ ‫بدور حيوي يف النهو�ض باملعرفة العلمية والتكنولوجيا‬ ‫واالبتكار يف العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ودعوا �إلى املزيد من تعزيز ال�شراكة بني املنظمات‬ ‫املتخ�ص�صة والهيئات الإقليمية ل�ضمان اجلودة يف‬ ‫منظومة التعليم العايل يف الدول الأع�ضاء‪ ،‬وخا�صة‬ ‫التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف بني امل�ؤ�س�سات‬ ‫اجلامعية ومراكز البحث العلمي‪ ،‬ومع امل�ؤ�س�سات‬ ‫اجلامعية يف الدول املتقدمة ذات الأهداف امل�شرتكة‪،‬‬ ‫لتبادل اخلربات والتجارب يف �أهم املجاالت ذات‬ ‫ال�صلة‪ ،‬وخا�صة احلوكمة واالبتكار والت�شغيل‪.‬‬ ‫‪ ‬و�شدّدوا على �أهمية تفعيل مناذج النمو‬ ‫القائمة على اقت�صاديات املعرفة واالبتكار‪،‬‬ ‫وت�شجيع ريادة الأعمال ومبادراتها‬ ‫الذكية‪ ،‬وذلك من خالل تعزيز دور‬ ‫جممعات العلوم و�أقطاب التكنولوجيا‪،‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫وتفعيل م�ساهمتها يف حتفيز الإنتاجية وتعزيز‬ ‫التناف�سية و�إطالق �شراكات جديدة‪ ،‬مع م�ضاعفة‬ ‫االهتمام مب�ؤ�س�سات القطاع اخلا�ص ذات ال�صلة‪.‬‬ ‫‪ ‬وحثوا الدول الأع�ضاء على امل�شاركة الفعالة يف قمة‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي حول العلوم والتكنولوجيا‪،‬‬ ‫املقرر عقدها يف �أ�ستانا‪ ،‬خالل �سنة ‪ ،2017‬التي تهدف‬ ‫�إلى تعزيز الإ�سهام يف تقوية �أوا�صر التعاون والتن�سيق‬ ‫بني الدول الأع�ضاء يف جماالت العلوم والتكنولوجيا‬ ‫واالبتكار‪ ،‬وتن�سيق جهود امل�ؤ�س�سات التابعة ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي وتعزيز تكامل مواردها و�إمكاناتها‪،‬‬ ‫ون�شكر جمهورية كازاخ�ستان على ا�ست�ضافة هذه القمة‪.‬‬ ‫‪ ‬واعتمدوا نتائج املائدة امل�ستديرة التي عقدت‬ ‫�ضمن �أعمال امل�ؤمتر‪ ،‬حول التكنولوجيا احليوية‬ ‫ودورها يف توطيد دعائم التعليم العايل والبحث‬ ‫العلمي‪ ،‬املتمثلة يف احلوكمة واالبتكار والت�شغيل‪،‬‬ ‫ودعوا �إلى تفعيل هذه الدعائم لتطوير منظومة‬ ‫التعليم العايل والبحث العلمي يف العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫كما اعتمدوا اال�سم اجلديد للمجل�س اال�ست�شاري‬ ‫للتعليم العايل والبحث العلمي واالبتكار‪ ،‬و�صادقوا على‬ ‫نظامه الداخلي‪ ،‬ودعوا الدول الأع�ضاء �إلى دعم جهود‬ ‫املجل�س يف جماالت اخت�صا�صه‪ ،‬و�شكروا الإي�سي�سكو‬ ‫على ما توفره من خدمات وت�سهيالت للمجل�س‪ ،‬لتي�سري‬ ‫قيامه مبهامه‪.‬‬

‫‪ ‬ورحبوا مب�شروع �إن�شاء «جامعة متبكتو»‪ ،‬الذي‬ ‫�أطلقه ال�سيد �إبراهيما بوبكر كيتا‪ ،‬رئي�س جمهورية‬ ‫مايل‪ ،‬ودعوا الدول الأع�ضاء واملنظمات الإقليمية‬ ‫والدولية وامل�ؤ�س�سات التمويلية والهي�آت املانحة �إلى‬ ‫دعم هذه املبادرة‪ ،‬وتقدمي امل�ساعدة املادية والفنية‬ ‫ل�ضمان جناح هذا امل�شروع احل�ضاري الرائد‪.‬‬ ‫‪ ‬و�أ�شادوا بالدور الذي ت�ضطلع به الأمانة العامة ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي يف تعزيز العمل الإ�سالمي امل�شرتك‪،‬‬ ‫وخا�صة يف جماالت العلوم والتكنولوجيا واالبتكار‬ ‫والتعليم العايل؛ وح ُّثوا الدول الأع�ضاء واملنظمات‬ ‫املتخ�ص�صة على امل�ساهمة الفعالة يف اجلهود املبذولة‬ ‫ّ‬ ‫يف هذه املجاالت‪ ،‬مبا يكفل مواجهة مختلف التحديات‬ ‫املطروحة على م�ستوى الدول الأع�ضاء وعلى امل�ستوى‬ ‫الدويل ب�صفة عامة‪.‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪47‬‬


‫تعليم‬ ‫ورشة التربية الدينية للتعاون اإلسالمي واإليسيسكو ومنتدى مناهضة اإلرهاب‬

‫يدعوان لتبني الوسطية واالنفتاح‬ ‫الرباط ‪ -‬المغرب‪:‬‬

‫ك�شف محمد ال�سنو�سي‪ ،‬متحدثا با�سم ال�شيخ عبد‬ ‫اهلل بن ب ّية رئي�س منتدى تعزيز ال�سلم يف املجتمعات‬ ‫امل�سلمة والذي يتخذ من �أبو ظبي مقرا له‪ ،‬عن العمل‬ ‫على �إ�صدار مو�سوعة ال�سلم يف الإ�سالم‪ ،‬والتي �ستكون‬ ‫الأولى من نوعها يف العامل الإ�سالمي‪ ،‬بغية تعزيز قيم‬ ‫ال�سالم ومناه�ضة �صور الإرهاب والتطرف‪ .‬واقرتح‬ ‫بن ب ّية �أي�ضا و�ضع مادة لل�سلم يف املقررات الدرا�سية‪،‬‬ ‫بالإ�ضافة �إلى مادة �أخرى عن الواقع الزمني وتغري‬ ‫ال�سياقات من �أجل تعزيز فهم الواقع واملعا�صر‪.‬‬ ‫وجاءت مقرتحات ال�شيخ بن ب ّية يف خ�ضم ور�شة‬ ‫عمل بد�أت يف الرباط ‪ 1‬نوفمرب‪ ،‬ملناه�ضة التطرف‬ ‫والعنف حتت �شعار‪( :‬دور الرتبية الدينية يف تعزيز‬ ‫ال�سالم ومناه�ضة العنف) التي نظمها املنتدى العاملي‬ ‫ملناه�ضة الإرهاب‪ ،‬واملنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم‬ ‫والثقافة‪ ،‬الإي�سي�سكو‪ ،‬ومنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫وذلك بال�شراكة مع وزارة الأوقاف وال�ش�ؤون الإ�سالمية‬ ‫املغربية‪.‬‬ ‫ويف م�ستهل الور�شة‪� ،‬ألقى ال�سفري �أ�سكر مو�سينوف‪،‬‬ ‫رئي�س وحدة ال�سلم والأمن وف�ض النزاعات‪ ،‬كلمة‬ ‫املنظمة حيث �أكد �أن لدى املنظمة موقف مبدئي �ضد‬ ‫الإرهاب والتنديد به ومبختلف �أ�شكاله و�صوره‪ ،‬كما‬ ‫ت�أخذ ودولها الأع�ضاء‪ ،‬تهديدات التطرف والإرهاب‬ ‫بجدية كبرية خا�صة و�أن املنظمة تعد الأولى التي‬ ‫ت�صدر اتفاقية حول مناه�ضة الإرهاب بالإ�ضافة �إلى‬ ‫مد ّونة �سلوك للهدف نف�سه‪ ،‬ف�ضال عن �إعالنها موقعا‬ ‫�إلكرتونيا ملركز احلوار وال�سالم والتفاهم والذي ُيعنى‬ ‫بك�شف الزيف يف خطاب املتطرفني وتقدمي ال�صورة‬ ‫ال�صحيحة للإ�سالم‪.‬‬ ‫بدوره‪ ،‬قال مدير العالقات اخلارجية والتعاون يف‬ ‫الإي�سي�سكو‪ ،‬ال�سيد �أحمد �سعيد ولد باه‪� ،‬إن �إقامة هذه‬ ‫الور�شة يف الإي�سي�سكو يعد خري دليل على الأهمية التي‬ ‫توليها الإي�سي�سكو ب�صفة عامة ودورها يف الت�صدي للغلو‬ ‫والتطرف ب�صفة خا�صة‪ ،‬م�شريا �إلى �أن الإي�سي�سكو‬ ‫و�ضعت الرتبية يف �صدارة اخت�صا�صاتها‪.‬‬ ‫وا�ستعر�ضت كل من دولة الإمارات العربية املتحدة‪،‬‬ ‫واململكة املغربية جتربتيهما يف مراجعة املناهج وتعزيز‬ ‫مبادئ ال�سلم يف الرتبية الدينية‪ ،‬وبدوره قدم ال�سفري‬ ‫‪48‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫محمد ال�شام�سي بوزارة اخلارجية الإماراتي جتربة‬ ‫بالده يف نبذ العنف والتطرف‪ ،‬مو�ضحا ب�أن تغييب‬ ‫املرجعيات الدينية قد زرع الوالءات اخلارجية التي ال‬ ‫عالقة لها بدولة الوطن‪ ،‬منوها ب�أهمية ن�شر خطاب‬ ‫الو�سطية وال�سلم‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬قال عبد الواحد بن داوود‪ ،‬من وزارة‬ ‫الأوقاف وال�ش�ؤون الإ�سالمية املغربي‪� ،‬إن اململكة‬ ‫املغربية �سعت �إلى �إعادة هيكلة وزارة الأوقاف‪ ،‬والعمل‬ ‫على «عقلنة وحتديث الرتبية الإ�سالمية»‪.‬‬ ‫كما قالت ال�سفرية �سو بريز‪ ،‬من وزارة اخلارجية‬ ‫والكومونويلث باململكة املتحدة‪ ،‬والتي تت�شارك رئا�سة‬ ‫منتدى مناه�ضة الإرهاب العاملي‪� ،‬إنه «�إذا �أردنا �أن‬ ‫نهزم الإرهاب فعلينا �أن نبادر �إلى جهد عاملي م�شرتك‪،‬‬ ‫ت�ستلزم قيادة دولية م�شرتكة» للعمل ب�شكل جماعي �ضد‬ ‫هذه الظاهرة»‪.‬‬ ‫وا�ستعر�ض الدكتور ال�سنو�سي‪� ،‬أولى ورقات الور�شة‬ ‫والتي �أعدها ال�شيخ بن ب ّية‪ ،‬وقدم بن ب ّية جملة من‬ ‫املقرتحات لإ�ضافتها �إلى الور�شة تتمثل يف «�إن�شاء‬ ‫مخترب ي�ضم نخبة من العلماء الذين يفهمون الواقع‬ ‫ومقت�ضيات الع�صر لإثراء خطاب ديني معا�صر»‪.‬‬ ‫وك�شف ال�سنو�سي عن �أن الدكتور امل�صري محمد ها�شم‬ ‫كمال يعمل حاليا على و�ضع محاور مو�سوعة ال�سلم التي‬ ‫�ستعمل على ر�صد و�شمول مو�ضوع ال�سالم يف الإ�سالم‪.‬‬ ‫وكانت الور�شة قد اختتمت �أعمالها بالدعوة �إلى ت�أهيل‬ ‫املعلمني والعاملني يف املدار�س الدينية‪ ،‬واالنفتاح على‬ ‫العلوم الإن�سانية‪ ،‬وانتهاج الو�سطية يف العلوم الدينية‪.‬‬ ‫وناق�شت الور�شة يف �ست جل�سات على مدى يومني‪،‬‬ ‫عدة محاور تناولت االرتقاء باملدار�س الدينية‪ ،‬وت�أهيل‬ ‫املعلمني العاملني فيها‪ ،‬وحتديث املناهج الدينية مبا‬ ‫يتنا�سب مع الع�صر‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى �ضرورة �إقامة من�صة‬ ‫�إلكرتونية ت�ساهم يف تكوين املعلمني من اجلن�سني‪.‬‬ ‫ودعت م�سرات قدمي‪ ،‬من جمعية «بيمان» الباك�ستانية‬

‫�إلى �ضرورة ت�شكيل جمموعة عمل يجري تعيني �أع�ضائها‬ ‫بغر�ض القيام بتطوير م�صادر التعليم‪ ،‬م�شددة على‬ ‫�ضرورة ال�شروع يف تقييم عام للعملية التعليمية‪.‬‬ ‫وقال الدكتور خالد ال�صمدي امل�ست�شار التعليمي‬ ‫اخلا�ص مبكتب رئي�س الوزراء املغربي‪� ،‬إن هناك حاجة‬ ‫�إلى متخ�ص�صني يف و�ضع املناهج الدرا�سية‪ ،‬ف�ضال عن‬ ‫احلاجة �إلى عقد ور�شة عمل من �أجل بحث مو�ضوع‬ ‫التكامل بني العلوم الدينية والعلوم الإن�سانية‪.‬‬ ‫من جانبه‪� ،‬أو�ضح الدكتور ح�سن ناظم من جامعة‬ ‫الكوفة العراقية �أن محاوالت تطوير الرتبية الدينية‬ ‫تعترب جزءا من امل�شروع احلداثي غري املكتمل‪ ،‬م�شددا‬ ‫على وجود �إ�شكالية ارتباط الرتبية بالأيديولوجية‬ ‫وانعكا�سات ال�سيا�سة على املناهج والرتبية ب�شكل عام‪.‬‬ ‫بدورها‪� ،‬ألقت عائ�شة غراي هيرني ال�ضوء على دور‬ ‫الع ّالمة محمد الغزايل وكتبه يف االرتقاء بالفهم‬ ‫الأعمق للدين‪ .‬و�أو�ضحت �أن م�ؤ�س�ستها (فون�س فيتا)‬ ‫قد عملت على تقدمي �أفكار ال�شيخ وكتاباته للعامة عرب‬ ‫م�شروع امتد ل�سبع �سنوات �شمل ترجمة كتب ال�شيخ‪،‬‬ ‫و�شرحها ب�صورة مي�سرة للكبار وال�صغار‪ ،‬و�شارك يف‬ ‫�إجنازه الداعية حمزة يو�سف‪ ،‬ويو�سف �إ�سالم �أو «كات‬ ‫ا�ستينفنز»‪.‬‬ ‫و�أكدت املتحدثة‪ ،‬م�سماة بدرالن�شا‪� ،‬أن �أحد �أكرث‬ ‫التحديات التي تواجه التعليم الديني‪ ،‬هي عملية‬ ‫التلقني م�شددة على �ضرورة االنتقال من حالة التلقني‬ ‫�إلى الفهم‪ ،‬وعزت ذلك �إلى ق�صور لدى بع�ض املعلمني‬ ‫وعدم ت�أهيلهم مبا يكفي ل�شرح الن�صو�ص الدينية‬ ‫والآيات بطريقة معا�صرة‪.‬‬ ‫وقال ال�شيخ محمد بن يحيى النينوي‪ ،‬من معهد املدينة‬ ‫بالواليات املتحدة‪� ،‬إن وفرة املعلومات الدينية على‬ ‫الإنرتنت‪ ،‬قد قللت من احتكارية االعتماد على �شيوخ‬ ‫الدين �أو العلماء‪ ،‬م�شريا �إلى �أهمية ال�شبكة العنقودية‬ ‫يف توفري مرجعية معلوماتية وا�سعة لل�ساعني �إليها‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫آراء‬ ‫الوسطية واالعتدال من أبرز مزايا اإلسالم‬

‫المستشار‬ ‫عبد الفتاح سليمان‬ ‫األمني العام لالحتاد‬ ‫العاملي للمدارس‬ ‫العربية اإلسالمية الدولية‬

‫ال وجود في اإلسالم‬ ‫لما يُسمى اإلرهاب‬ ‫أي التطرف والغلو‬ ‫وإلحاق الضرر‬ ‫باآلخرين والتدمير‬ ‫واإلفساد والتخريب‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫متيز دين الإ�سالم‪ ،‬خامت الأديان والر�ساالت الإلهية‪ ،‬منذ فجر دعوته بالتو�سط واالعتدال وال�سماحة والي�سر ودفع احلرج وامل�شقة‬ ‫يف جميع ال�شرائع والأحكام الإلهية والأنظمة اخلالدة وال�صاحلة لكل زمان ومكان‪.‬‬ ‫و�إذا عدنا �إلى معاين ومفاهيم الو�سطية ف�إن الو�سط يف كل �شيء �أعدله وخريه‪.‬‬ ‫ووا�سطة القالدة اجلوهر الذي يف و�سطها وهو �أجودها وال�شجاعة و�سط بني التهور واجلنب واالعتدال يف النفقة و�سط بني الإ�سراف‬ ‫والتقتري �أو البخل‪.‬‬ ‫كما �أن التو�سط هو ما يعرب عنه يف اللغة باالقت�صاد‪� ،‬أي الوقوف يف موقف الو�سط واالتزان‪ ،‬فال جنوح �أو �شذوذ وال �ضمور وال‬ ‫�إفراط وال تفريط‪.‬‬ ‫لذلك اجتذب الإ�سالم ال�سمح �أنظار النا�س املعتدلني يف امل�شرق واملغرب وال يزال الإ�سالم ينمو بقوته الذاتية ويتكاثر ويتزايد‬ ‫�أتباعه �إلى يوم القيامة و�سيظل �شرع اهلل تعالى مالذ املجتمعات وملج�أ العقالء ومنطلق املناهج الإ�صالحية كلما احتدمت‬ ‫الأزمات وا�ستحكمت امل�شكالت وتكاثرت الهموم والقالقل والإ�ضرابات و�ضاق النا�س بت�صرفات احلمقى واجلهالء �أو امل�ستكربين‬ ‫واملت�سلطني على رقاب الآخرين‪.‬‬ ‫يف �أحكام هذا الدين‪ ،‬ال تع�سري وال �إرهاق‪ ،‬كما ال تفلت من ال�شرائع الإلهية التي �ضمها القر�آن الكرمي‪ ،‬وهذا هو مبد�أ الي�سر ودفع‬ ‫احلرج �أي امل�شقة الذي هو �أحد اخل�صائ�ص الأ�سا�سية وهي قلة التكاليف والتدرج يف الت�شريع والأخذ بالي�سر وعدم احلرج‪ .‬وميكن‬ ‫�أن نعرب عن الإ�سالم ب�أنه دين الت�سامح �أي �أنه الدين املعتدل الذي تتج�سد فيه ال�سماحة يف ذاته وتعاليمه و�أحكامه فهو الدين‬ ‫الأي�سر والأ�سهل بني جميع الأديان والأبعد عن ال�شدة والق�سوة‪.‬‬ ‫والأهم �أن و�سطية الإ�سالم تعني االعرتاف باحلرية للآخرين وال�سيما احلرية الدينية وهو ما �شرعه الإ�سالم يف قوله تعالى }الَ‬ ‫ّين َق ْد‪َ ‬ت َبـينَّ َ ال ُّر ْ�ش ُد ِمنْ ال َغ ّي{ –�سورة البقرة ‪.256‬‬ ‫ِ�إ ْك َرا َه ِ‬ ‫‪ ‬فيِ‪ ‬الد ِ‬ ‫وتعني الو�سطية كذلك اجلمع بني املاديات والروحانيات‪ ،‬وو�سطية الإ�سالم كذلك يف معاملة الآخرين‪ ،‬لذلك كان مراد اجلهاد يف‬ ‫الإ�سالم الدفاع عن حرمات الإ�سالم وامل�سلمني‪ ،‬وال يق�صد باجلهاد حمل ال�سيف بظلم �ضد الآخرين �أو قتل الأنف�س الربيئة �أو ترويع‬ ‫الغري �أو �إخافة النا�س �أو �إرهاب املجتمع �أو �إجبارهم على الدخول يف الإ�سالم‪ ،‬فذلك كله لي�س من مفهوم الو�سطية وال يوجد يف‬ ‫الإ�سالم يف غري حال االعتداء �أو دفع الظلم �إال ال�سالم ون�شر الأمن والطم�أنينة‪.‬‬ ‫كما ال وجود يف الإ�سالم ملا ُي�سمى الإرهاب �أي التطرف والغلو و�إحلاق ال�ضرر بالآخرين والتدمري والإف�ساد والتخريب و�إ�شعال الفتنة‬ ‫و�إثارة املنازعات لقول ر�سولنا محمد �صلى اهلل عليه و�سلم «ال َي ِح ُّل لرجل �أن ُي َر ِّو َع م�سل ًما» وقوله �صلى اهلل عليه و�سلم «ال ُت َر ِّو ُعوا‬ ‫امل�سلم؛ ف�إن َر ْو َعة امل�سلم ظلم عظيم» وهذه الأحاديث �إن كان ورودها يف حق امل�سلم ف�إنها بالت�أكيد ت�شمل غري امل�سلم‪.‬‬ ‫كما تعني الو�سطية يف الإ�سالم عدم التعمق �أو الإغراق يف الدين �أو اال�سرت�سال يف الروحانيات والت�صوف �أو الإقبال ال�شديد على‬ ‫ّين‪َ ،‬ف�إِ َمّ َنا �أَ ْه َل َك َمنْ َكانَ َق ْب َل ُك ُم ا ْل ُغ ُل ُّو‬ ‫الدنيا وزخارفها و�شهواتها لقول ر�سولنا الكرمي �صلى اهلل عليه و�سلم‪�“ :‬إِ َّيا ُك ْم َوا ْل ُغ ُل َّو ِ‬ ‫‪ ‬فيِ‪ ‬الد ِ‬ ‫ّين»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫فيِ‪ ‬الد ِ‬ ‫ومن مقت�ضيات الو�سطية حتقيق التكامل االجتماعي يف الإ�سالم بني الأغنياء والفقراء و�إيجاد التوازن بني ر�أ�س املال والإنفاق ب�أن‬ ‫يكون التملك فيما هو م�شروع م�أذون بتملكه ولي�س محظورا �أو �ضارا و�أن يكون الت�صرف يف الأمالك بالرتا�ضي ومن غري تبذير‪.‬‬ ‫�أما بالن�سبة للو�سطية يف العبادة والعقيدة‪ ،‬فلها معايري وموازين كثرية‪� ،‬أهمها مالزمة ال�سماحة واالعتدال يف التكليف بحيث ال‬ ‫ي�شق التكليف على النفو�س فيف�سد ت�صرفاتها وال ي�ؤدي �إلى امللل وال�س�أم من �أداء الواجب وهذا وا�ضح يف ميزان الإ�سالم فال جند‬ ‫عبادة ي�صعب �أدا�ؤها �أو �إرهاق النف�س بها �أو تعطيلها لذا ال بد من ترك املغاالة يف الدين �أو الت�شدد والتعمق فيه؛ لأن الغلو يف كل‬ ‫�شيء يرتتب عليه يف النهاية ال�س�آمة وال�ضجر‪ ،‬ثم �إهمال الواجب‪� ،‬أو التكا�سل يف �أدائه واالن�صراف عنه عاجال �أو �آجال‪.‬‬ ‫�أما العقيدة �أو الإميان ال�صحيح ف�أ�سا�س ر�سوخها يف النف�س هو االقتناع العقلي والفكري بها‪ ،‬حيث تن�سجم عقيدة امل�سلمني مع‬ ‫مخت ِلف القدرات العقلية الب�سيطة منها �أو املتو�سطة �أو املتفوقة �أي النبوغ لأنها تعتمد على الب�ساطة والو�ضوح والربهان احل�سي‬ ‫امللمو�س وكذلك �أ�صحاب العقول الكبرية يزدادون قناعة و�إدراك ًا لها‪ ،‬بل وتعمق ًا يف �آفاقها‪.‬‬ ‫وبالن�سبة للتو�سط واالعتدال يف العبادات‪ ،‬جند �أن الأحكام ال�شرعية كلها قائمة على الي�سر وال�سماحة والتو�سط واالعتدال لتكون‬ ‫�سهلة التطبيق واملمار�سة على مختلف النا�س يف حال القوة وال�ضعف ويف وقت الإقامة وال�سفر ويف حالة ال�صحة واملر�ض ويف �سن‬ ‫ال�شباب والكهولة وال�شيخوخة‬ ‫و�أختتم مقالتي بالإ�شارة �إلى �أن اهلل �سبحانه وتعالى �أمر الأنبياء والر�سل عليهم ال�صالة وال�سالم ب�أ ّال يغالوا يف التب�شري والتحذير‬ ‫هاد ومر�شد وميزان‪.‬‬ ‫ليكون للنا�س من عقولهم وب�صائرهم ٍ‬ ‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪49‬‬


‫إعالم‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي تدرس إنشاء وحدة لمكافحة اإلرهاب اإللكتروني‬ ‫جدة ‪ -‬المملكة العربية السعودية‪:‬‬

‫قال الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬معايل الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني‪،‬‬ ‫�إن املنظمة تدر�س �إن�شاء وحدة لأمن الف�ضاء الإلكرتوين داخل الأمانة العامة يف عام‬ ‫‪ 2017‬ملنع الإرهاب الإلكرتوين ومكافحته‪.‬‬ ‫وقد �ألقى الأمني العام للمنظمة كلمته خالل امل�ؤمتر واالجتماع ال�سنويني للجمعية‬ ‫العامة لفريق اال�ستجابة للطوارئ احلا�سوبية يف منظمة التعاون الإ�سالمي حتت‬ ‫�شعار “نحو �أمة �سريعة اال�ستجابة ملتغريات الف�ضاء الإلكرتوين” يف الفرتة من ‪-11‬‬ ‫‪ 14‬دي�سمرب ‪ ،2016‬يف مقر الأمانة العامة بجدة‪.‬‬ ‫و�أو�ضح العثيمني �أن املنظمة تدر�س �إن�شاء وحدة لأمن الف�ضاء الإلكرتوين داخل‬ ‫الأمانة العامة يف عام ‪ 2017‬بهدف تعزيز التعاون بني الدول الأع�ضاء يف املنظمة‬ ‫وتطويره ملنع الإرهاب الإلكرتوين ومكافحته‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪�“ :‬إننا ندرك جميع ًا �أن طبيعة الإنرتنت والف�ضاء الإلكرتوين ال تقت�صر على‬ ‫احلدود الرتابية لبلد بعينه‪ ،‬وبالتايل ف�إن احلاجة ما�سة �إلى تعزيز فريق اال�ستجابة‬ ‫للطوارئ احلا�سوبية الذي يهدف �إلى �إقامة تعاون عابر للحدود لتبادل املعلومات‬ ‫واملبادرات ملواجهة التهديدات الإلكرتونية”‪.‬‬ ‫‪ ‬و�أ�شار الأمني العام �إلى �أن “الإرهاب عدو للب�شرية جمعاء‪ ،‬ولي�ست له حدود �أو‬ ‫عقيدة �أو عرق �أو دين‪ ،‬بل هو جمرد جرمية يتم اقرتافها بدافع الكراهية والتدمري‪.‬‬ ‫لذلك يعترب الإ�سالم الإرهاب �إحدى �أب�شع اجلرائم �ضد الإن�سانية‪ ،‬فن�ص على‬ ‫�إنزال العقوبات املغلظة مبرتكبيها حر�ص ًا منه على حماية قد�سية احلياة الب�شرية‬ ‫واحلفاظ على املجتمع من الرتهيب والعدوان الظامل”‪.‬‬ ‫وبني �أنه يف عامل اليوم‪ ،‬ت�سهل تقنيات التطور بالغة ال�سرعة وي�سر احل�صول عليها‬ ‫حياتَنا وتزيد َ‬ ‫�سبل الراحة فيها‪ ،‬من جهة‪ .‬لكن من جهة �أخرى‪ُ ،‬يحت َمل ا�ستخدام‬ ‫هذه التقنيات وال�سبل لأغرا�ض ال تتفق مع هدف �صون اال�ستقرار والأمن الدوليني‪،‬‬ ‫وميكن �أن ت�ؤثر �سلب ًا على �سالمة البنية التحتية للدول الأع�ضاء على ح�ساب �أمنها‬ ‫يف املجالني املدين والع�سكري كليهما‪ ،‬من خالل �شن هجمات �إلكرتونية‪ ،‬وتهديد‬ ‫م�صادر باالخرتاق ون�شر الطفيليات �أو ن�شر فريو�سات الت�سلل �أو عمليات االحتيال‪.‬‬ ‫وحث العثيمني الدول الأع�ضاء يف املنظمة التي مل تن�ضم �إلى ع�ضوية فريق اال�ستجابة‬ ‫للطوارئ احلا�سوبية بعد على بذل املزيد من اجلهود لالن�ضمام �إلى هذه امل�ؤ�س�سة‬ ‫جلعل هذه الآلية الهامة �أكرث فاعلية يف التعامل مع ق�ضايا الأمن الإلكرتوين‪.‬‬ ‫وانتهز العثيمني املنا�سبة لإطالق املوقع اجلديد لفريق اال�ستجابة للطوارئ‬ ‫احلا�سوبية يف املنظمة على �شبكة الإنرتنت‪www.oic-cert.org :‬‬ ‫كما حتدث يف امل�ؤمتر املهند�س بدر علي �سعيد ال�صاحلي‪ ،‬رئي�س فريق اال�ستجابة‬ ‫للطوارئ احلا�سوبية يف املنظمة واملدير العام للمركز الوطني لل�سالمة املعلوماتية‬ ‫يف �سلطنة ُعمان‪ ،‬حيث �أ�شار �إلى �أن امل�ؤمتر يتما�شى مع الأهداف التي ر�سمها فريق‬ ‫اال�ستجابة للطوارئ احلا�سوبية واجلهود التي يبذلها ملعاجلة تزايد الق�ضايا املتعلقة‬ ‫بالهجمات الإلكرتونية وت�أثرياتها الكبرية على االقت�صاد والدفاع والأمن والطاقة‬ ‫واخلدمات املالية واالت�صاالت والنقل‪.‬‬ ‫والحظ ال�صاحلي �أنه على امل�ستوى الوطني‪ ،‬ف�إن حجم اال�ستثمارات االقت�صادية‬ ‫�سيعتمد ب�صفة متزايدة على مدى قدرتنا على الربهنة على وجود ف�ضاء �إلكرتوين‬ ‫‪50‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫�آمن‪ ،‬حيث �أظهرت الإح�صاءات �أن املبلغ التقديري للأثر املايل املرتتب على‬ ‫اجلرمية الإلكرتونية يف االقت�صاد العاملي ي�صل �إلى نحو ‪ 445‬مليار دوالر �أمريكي‪،‬‬ ‫ويف الواليات املتحدة وحدها‪ ،‬تكلف جرائم الإنرتنت بالفعل ما ُيقدَّر بنحو ‪ 100‬مليار‬ ‫دوالر �سنوي ًا‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف قائ ًال‪ :‬مل تعد الهجمات الإلكرتونية تكلف �شيئ ًا‪ ،‬وغدت �سهلة وفعالة وي�صعب‬ ‫الك�شف عنها‪ .‬ومل يعد القيام بها من اخت�صا�ص البالغني �أو املحرتفني يف جمال‬ ‫تكنولوجيا املعلومات واالت�صاالت فح�سب‪ ،‬بل �إن الأطفال الذين ال تتجاوز �أعمارهم‬ ‫‪ 15‬عام ًا لديهم القدرة على اخرتاق املنظمات متعددة اجلن�سيات‪ ،‬وهو ما ت�سبب يف‬ ‫اخرتاق ماليني البيانات ال�سرية ووقوع عدد من حوادث التج�س�س‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن قيادة الهجمات الإلكرتونية ال تقت�صر على ن�شطاء االخرتاق الإلكرتوين‬ ‫(كالأ�شخا�ص املجهولني) والع�صابات الإجرامية فح�سب‪ ،‬بل �إن هناك عمليات‬ ‫حرب �إلكرتونية وجت�س�س �إلكرتوين ترعاها الدول‪ ،‬ناهيك عن العمليات التي يقوم‬ ‫بها الإرهابيون‪.‬‬ ‫و ُيع ّد هذا امل�ؤمتر ال�سنوي مبادرة من فريق اال�ستجابة للطوارئ احلا�سوبية ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي لتعزيز �أمن الف�ضاء الإلكرتوين ورفع الوعي من خالل التعاون‬ ‫الدويل بني �أع�ضائها وغريها من املنظمات العاملة يف جمال �أمن املعلومات‪.‬‬ ‫وقد �سلط م�ؤمتر عام ‪ 2016‬ال�ضوء على التخطيط اال�سرتاتيجي نحو وجود �أمة‬ ‫�سريعة اال�ستجابة ملتغريات الف�ضاء الإلكرتوين‪ ،‬كما �شمل امل�ؤمتر عقد اجتماعات‬ ‫للجنة التوجيهية‪ ،‬وور�شات للعمل الفني‪� ،‬إ�ضافة �إلى االجتماع ال�سنوي للجمعية‬ ‫العمومية وامل�ؤمتر ال�سنوي‪.‬‬ ‫و ُي َعد فريق اال�ستجابة للطوارئ احلا�سوبية ملنظمة التعاون الإ�سالمي م�ؤ�س�سة‬ ‫منتمية للمنظمة‪ ،‬ويلتزم الفريق بامل�ضي قدم ًا يف حتقيق ال�سالم والتعاون يف جمال‬ ‫تكنولوجيا املعلومات واالت�صاالت التي �أ�صبحت عام ًال حا�سم ًا يف حتقيق التنمية‬ ‫واال�ستقرار‪.‬‬ ‫ويهدف فريق اال�ستجابة للطوارئ احلا�سوبية ملنظمة التعاون الإ�سالمي �إلى توفري‬ ‫من�صة للأع�ضاء ال�ستك�شاف وتطوير املبادرات التعاونية وال�شراكات املمكنة يف‬ ‫امل�سائل املتعلقة بالأمن الإلكرتوين‪ ،‬والتي من �ش�أنها �أن تعزز االعتماد على الذات‬ ‫يف الف�ضاء الإلكرتوين‪.‬‬

‫اختصار ‪ 3‬اسطر‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫علوم وتكنولوجيا‬ ‫نحو عصر تنتهي فيه الحدود الفاصلة بين االنسان والروبوت‬‬ ‫برلين ــ طوكيو (د ب أ)‪:‬‬

‫�إيريكا يابانية‪ ،‬ارمار‬ ‫ومي�سون �أملانيان وعلى الرغم من عدم وجود �سابق معرفة‬ ‫بينهما‪� ،‬سيكون من‬‫املثري ر�ؤيتهم معا جنبا �إلى جنب مع روبوتات �أخرى “م�ؤن�سنة”‬ ‫للتعرف على‬ ‫قدراتهم ومهاراتهم‪� .‬أما �ضيف ال�شرف فيمكن �أن يكون الرو�سي‬ ‫يفيجين ‬ي ‫ت�شرزينوف‪ ،‬والذي زرع يف ج�سمه رقاقة �إلكرتونية ع�ضوية‪ ،‬ويطلق على‬ ‫نف�س ‬ه‫(�سايبورج)‪.‬‬ ‫‫وال يفرت حما�س العلماء يف �أوروبا و�آ�سيا والواليات املتحدة مطلقا ب�ش�أن‬ ‫طموح‬ ‫بناء املزيد من الروبوتات امل�ؤن�سنة ب�صورة �أكرث تطورا‪ ،‬لها مظهر‬ ‫الب�شر‪ ،‬ومزودة‬ ‫بح�سا�سات لل�سمع والر�ؤية‪ ،‬و�أحيانا لالنخراط يف احلديث‪ .‬وهذا‬‫الأمر ال عالقة له‬ ‫بالأذرع الروبوتية التي ت�ستخدمها ال�شركات يف �أغرا�ض‬‫�أخرى خا�صة بها يف �إطار ما‬ ‫يعرف بالذكاء اال�صطناعي‪.‬‬ ‫ي�ساعد العلماء يف �أبحاثهم التوغل ب�صورة �أكرب مع تطور العلم يف جمال‬ ‫الن�شاط‬ ‫العقلي‪ ،‬و�آلية عمله‪ ،‬ومن ثم يعكفون على ت�صميم حوا�سيب تعمل ب�صورة‬ ‫م�شابهة‬ ‫للخاليا الع�صبية التي تن�شط يف الدماغ الب�شري‪ .‬كما يحر�صون على‬‫محاكاة مظاهر‬ ‫ب�شرية �أخرى مثل احلركة‪.‬‬ ‫‫ب�صورة موازية‪ ،‬تطور التكنولوجيا الطبية‪ ،‬يف جمال ذراعه جزيئات روبوتية‬ ‫لدى‬ ‫الب�شر‪ ،‬مثل رقاقات الأذن الو�سطى لتح�سني م�ستوى ال�سمع‪ .‬بالإ�ضافة �إلى‬ ‫�إمكانية‬ ‫تقوية �أجزاء من اجل�سم‪ ،‬با�ستخدام هياكل �صناعية ت�ساعد امل�صابني‬ ‫بال�شلل على‬ ‫ال�سري مل�سافات ق�صرية ب�صورة طبيعية‪ ،‬والأ�شخا�ص الأ�صحاء على رفع‬ ‫املزيد من‬ ‫الأوزان‪.‬‬ ‫‫يعتقد روديجر ديلمان‪ ،‬الربوفي�سور مبعهد كارل�سروه الأملاين للتكنولوجيا‬‬ ‫‫الذي قام بت�صنيع ارمار‪� ،‬أن الهدف يجب �أال يكون ا�ستن�ساخ الب�شر‪ ،‬لأنه من‬‬ ‫‫وجهة نظره �سيكون بال طائل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يقوم الياباين هريو�شي اي�شيجور‪‬،‬‬ ‫‫بت�صنيع كائنات تبدو ا�ستن�ساخا للب�شر‪ ،‬ومنها على �سبيل املثال جيمنويد‬‬ ‫‫هاي‪ )Geminoid HI-1( -1‬بهيئة تطابق متاما مع هيئته الب�شرية‪‬.‬‬ ‫‫كما تبدو �إيريكا يف �صورة �أقرب للب�شر‪� .‬صممت بخا�صية التعرف ال�صوتي‬ ‫وفقا‬ ‫لتكنولوجيا فائقة التطور‪ ،‬بالتعاون مع اي�شيجورو ورفاقه من جامعات‬ ‫اوزاكا‬ ‫وكيوتو ومعهد (‪ .)ATR‬ومع ذلك الأنثى الروبوتية‪ ،‬ذات ال�شعر‬ ‫الك�ستنائي ‫امل�سرت�سل‪ ،‬ال ت�ستطيع ال�سري‪ ،‬ولكنها فلتة عبقرية يف عامل‬ ‫االت�صال‪ .‬عندما‬ ‫تتحدث تختلج ع�ضالت وجهها كما لو كانت ب�شرا حقيقيا‪‬.‬‬ ‫‫يرى هذا الباحث الذي يتبنى مواقف متطرفة يف هذا التوجه‪� ،‬أنه ال ميكن‬ ‫الف�صل‬ ‫بني الب�شر والتكنولوجيا يف هذا املجال‪ ،‬ومن ثم يعرف اجلن�س الب�شر ‬ي ‫على �أنه‬ ‫«حيوان م�ضاف �إليه املزيد من التكنولوجيا»‪ ،‬كما يقول «�إذا مل يكن‬‫بو�سعنا ا�ستخدام‬ ‫التكنولوجيا فلن ن�صري ب�شرا‪� ،‬أما الربوتات فهم جت�سيد‬‫للتكنولوجيا فائقة التطور»‪.‬‬ ‫‫وب�ش�أن الت�سارع الكبري الذي ت�شهده تكنولوجيا الروبوتات‪ ،‬يقول الباحث‬‫اورليخ �إبريل‬ ‫�إنه “قد حان وقت ت�صميم روبوتات وحوا�سيب تتمتع بذكاء مماثل‬‫للب�شر”‪.‬‬ ‫‫يف الوقت الراهن توجد عدة عوامل تدفع باجتاه تطور تكنولوجيا الروبوتات ‬‪ ،‬‫من‬ ‫بينها الرغبة يف احل�صول على حوا�سيب جتري عمليات ب�سرعة فائقة‪ ،‬وانت�شار‬‬ ‫‫الهواتف الذكية وات�ساع �إمكانية ا�ستخدامها يف عمليات تفوق منظومة‬‫احلوا�سيب يف‬ ‫�أواخر الألفية‪ ،‬مع �سعة تخزين يف تزايد ال ينتهي‪ ،‬ف�ضال عن كم‬ ‫البيانات الرقمية‬ ‫التي �أ�صبح من ال�سهل نقلها بوا�سطة الكابل �أو ال�سلكيا‪‬،‬‫لي�صبح الطموح الآن تعليم‬ ‫الروبوتات احل�صول على املعلومات عرب االنرتنت‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫‫وماذا بعد ت�صنيع الب�شر للروبوتات؟ يقول الباحث �إنه ال يهم مدى التطو ‬ر ‫التقني‬ ‫الذي بلغته تكنولوجيا الروبوتات‪ ،‬لأن الب�شر يف النهاية يتحكمو ‬ن‫يف الأمر‪ ،‬هم من‬ ‫يحددون الربامج والإمكانيات التي يجب توافرها يف ك ‬ل ‫روبوت ونطاق ا�ستخدامه‪،‬‬ ‫على الرغم من �سعي العلماء الدائب ملنح الروبوتات‬ مزيدا من اال�ستقاللية‪.‬‬ ‫‫ميون‪� ،‬إن�سان �آيل طوله مرت وربع ويزن ‪ 16‬كيلو جراما‪� ،‬إنه مثل طفل‪ .‬مزو ‬د‬ ‫‫بكامريا‪ ،‬متكنه من مالحظة ما حوله ليتعلم من التجربة‪ ،‬على الرغم من‬ ‫�أنه‬ ‫يجب �إدخال حت�سينات على تقنيات احلركة‪ ،‬بح�سب ر�أي الربوفي�سور‬ ‫مانفري ‬د ‫هيلد‪ ،‬مطور هذه النوعية من الروبوتات مبعامل جامعة بيوتث بربلني‪‬.‬‬ ‫‫وي�ش�أن القلق من حلول يوم يتفوق فيه ذكاء الروبوتات على الب�شر‪ ،‬يقو ‬م ‫م�ؤلفون‬ ‫�أمريكان مثل نيك بو�سرتوم وراي كروزويل‪ ،‬بح�ساب متى يتم ذلك ولي�س‬ ‫فقط‬ ‫يف جماالت محددة بدقة‪ ،‬خا�صة و�أن ال�سوفت وير “وات�سون” الذي تطور ‬ه ‫�شركة‬ ‫(‪ )IBM‬ي�ساعد بالفعل الأطباء على �إجراء ت�شخي�ص حلاالت ب�صورة �أ�سر ‬ع‫و�أكرث‬ ‫دقة عن طريق خا�صية حتليل البيانات‪ ،‬كما �أن تطبيق « ‪ »AlphaGo‬اخلا�ص‬ ‫ب�شركة جوجل بو�سعه هزمية �أمهر العب يف العامل يف لعبة اجلو‪ ،‬وهو ما‬‫حدث بالفعل‬ ‫عام ‪‬.2015‬‬ ‫‫وب�ش�أن املدى الذي ميكن �أن يبلغه الت�شابه بني الروبوتات والب�شر‪ ،‬يقو ‬ل ‫اي�شيجورو‬ ‫(والد) الروبوت �إيريكا �إن الب�شر متكنوا على مدار تاريخهم من‬ ‫تطوير معدالت‬ ‫ذكائهم وقدراتهم وحتذو الربوتات حذوهم يف ذلك‪.‬‬ ‫‫يعمل يفيجيني �شر�شينوف الذي حتوي رقاقته بيانات �شخ�صية يف معامل �شركة‬‬ ‫‫كازبر�سكي للأمن الرقمي‪ ،‬وي�سعى لإثبات مدى �سهولة تعرف الآخرين عليه‬‫وتطوير‬ ‫بياناته‪.‬‬ ‫‫يقول الربوفي�سر هيلد «ما نطلق عليه اليوم الذكاء اال�صطناعي‪ ،‬ال ي�ستحق‬‫حتى الآن‬ ‫هذه الت�سمية‪ ،‬يتطلب الأمر على الأقل من ‪� 30‬إلى ‪ 70‬عاما‪ ،‬ولك ‬ن ‫يف البداية يجب‬ ‫بناء جمتمع يتمتع بالقدرة على التحكم فيه»‪ ،‬حيث يعتقد �أن‬‫اخلطر يكمن �أي�ضا يف‬ ‫ال�شركات‪ ،‬والدول واحلكومات‪ ،‬التي قد ت�سيئ ا�ستخدام‬ ‫هذه التكنولوجيا من �أجل‬ ‫�أغرا�ض خا�صة‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪51‬‬


‫صحة‬ ‫الدعوة إلى تحقيق االعتماد على الذات لتوفير اللقاحات في دول المنظمة‬ ‫باندونغ ‪ -‬إندونيسيا‪:‬‬

‫انعقد يومي ‪ 14‬و‪ 15‬نوفمرب ‪ 2016‬يف مقر �شركة ‪ Bio-Farma‬يف باندونغ‬ ‫ب�إندوني�سيا اجتماع لفريق م�ص ّنعي الأم�صال يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ .‬و�شارك‬ ‫يف االجتماع ممثلون من اململكة العربية ال�سعودية و�إيران و�إندوني�سيا وتركيا‬ ‫وماليزيا وال�سنغال واملغرب وم�صر وتون�س‪ ،‬ومنظمة ال�صحة العاملية‪ ،‬والتحالف‬ ‫العاملي‪ ‬للقاحات والتح�صني‪ ،‬والبنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬واللجنة الدائمة للتعاون‬ ‫االقت�صادي والتجاري ملنظمة التعاون الإ�سالمي “كوم�ستيك”‪ ،‬ومركز الأبحاث‬ ‫الإح�صائية واالقت�صادية واالجتماعية والتدريب للدول الإ�سالمية “مركز �أنقرة”‪.‬‬ ‫‪ ‬وا�ستعر�ض االجتماع الثالث لفريق م�صنعي الأم�صال يف املنظمة تنفيذ التو�صيات‬ ‫ال�صادرة عن االجتماع الثاين للفريق الذي انعقد يف تون�س يف الفرتة من ‪13-11‬‬ ‫مايو ‪ .2015‬كما ناق�ش االجتماع تنفيذ خطة العمل الق�صرية واملتو�سطة والطويلة‬ ‫الأجل نحو االعتماد على الذات يف �إنتاج وتوريد اللقاحات فيما بني الدول الأع�ضاء‬ ‫يف املنظمة‪ .‬وكان �أحد القرارات ال�صادرة عن الدورة اخلام�سة للم�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫لوزراء ال�صحة‪ ،‬التي انعقدت يف عام ‪ ،2015‬قد دعا �إلى حتقيق االعتماد على الذات‬ ‫من حيث توافر الأدوية واللقاحات والتكنولوجيات الطبية و�إنتاجها‪.‬‬ ‫‪ ‬ودعا القرار الدول الأع�ضاء يف املنظمة �إلى اتخاذ تدابري �إ�ضافية لتطوير‬ ‫ال�صناعات الدوائية الوطنية ل�ضمان وجود �إمدادات كافية من الأدوية واللقاحات‬ ‫الأ�سا�سية وموا�صلة تطوير ال�شراكات بني القطاعني العام واخلا�ص يف �إنتاج الأدوية‪،‬‬ ‫مبا يف ذلك اللقاحات لتعزيز القدرة اجلماعية‪.‬‬ ‫‪ ‬كما �أثنى القرار على التعاون امل�ستمر بني �أع�ضاء فريق م�صنعي الأم�صال يف‬ ‫املنظمة‪ ،‬و�أعرب عن ت�شجيعه لتوثيق عرى التعاون يف جميع جوانب �صناعة اللقاحات‬ ‫لتعزيز االعتماد على الذات يف توافر �إمدادات اللقاحات املتي�سرة التكلفة و�إنتاجها‪.‬‬ ‫‪ ‬كما مت يف باندونغ يف الفرتة من ‪ 18-15‬نوفمرب ‪ 2016‬تنظيم ور�شة عمل تدريبية‬ ‫حول �إدارة اللقاحات ا�ستهدفت ال�شركات املنتجة للقاحات والهيئات املخت�صة‬ ‫بال�ش�ؤون التنظيمية‪.‬‬ ‫‪ ‬وهدفت ور�شة العمل �إلى تعزيز قدرات الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫يف جمال تنظيم الربنامج املو�سع للقاحات التح�صني بغية دعم االعتماد على الذات‬ ‫على ال�صعيد الإقليمي للمنظمة‪ ،‬مبا يف ذلك �إدارة اللقاحات وتداولها‪.‬‬ ‫ويف �أثناء التدريب‪ ،‬مت التطرق لبع�ض املو�ضوعات‪ ،‬التي كان من بينها النظام‬ ‫اخلا�ص بالهيئات التنظيمية للقاحات‪ ،‬والدور الذي ت�ضطلع به منظمة ال�صحة‬ ‫العاملية و�سيا�ساتها يف هذا املجال‪ ،‬و�شروط الرتخي�ص والتفتي�ش املنتظم ملمار�سات‬ ‫الت�صنيع ال�سليم‪ ،‬و�آخر امل�ستجدات ب�ش�أن مكافحة الأمرا�ض وال�صحة البيئية والدور‬ ‫الذي تنه�ض به الهيئات الوطنية املخت�صة بال�ش�ؤون التنظيمية وال�سيا�سات التي‬ ‫تنتهجها‪� ،‬إ�ضافة �إلى منتجات اللقاح اجلديد للربنامج املو�سع للتح�صني‪ .‬و�شمل‬ ‫برنامج التدريب‪ ،‬الذي ا�ستمر ‪� 4‬أيام‪� ،‬أن�شطة �صفية و�إجراء بع�ض التمارين وزيارة‬ ‫من�ش�آت ل�صناعة اللقاحات‪.‬‬ ‫‪ ‬وقد �أن�ش�أت منظمة التعاون الإ�سالمي فريق م�صنعي الأم�صال يف عام ‪ ،2014‬وذلك‬ ‫بغية حتقيق االعتماد على الذات يف �إنتاج اللقاحات‪ .‬وي�ضم فريق م�صنعي الأم�صال‬ ‫كيانات و�شركات من الدول الأع�ضاء يف املنظمة ت�سهم يف �إنتاج اللقاحات‪.‬‬ ‫�صناعة اللقاحات‬ ‫‪52‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫الحظ التقرير ال�صحي لدول منظمة التعاون الإ�سالمي الذي �أعده مركز الأبحاث‬ ‫الإح�صائية واالقت�صادية واالجتماعية والتدريب للدول الإ�سالمية يف عام ‪� 2015‬أن‬ ‫�صناعة اللقاحات يف العامل يهيمن عليها عدد قليل من ال�شركات متعددة اجلن�سيات‪.‬‬ ‫‪ ‬و�أ�ضاف التقرير �أن قدرة �إنتاج اللقاحات ما زالت منخف�ضة جد ًا على نطاق دول‬ ‫املنظمة‪ .‬وبح�سب التقديرات‪ ،‬ف�إن دولتني اثنتني فقط من دول املنظمة (وهما‬ ‫�إندوني�سيا و�إيران) لديهما قدرات ت�صنيع جيدة‪ ،‬يف حني ات�سمت الدول املنتجة‬ ‫الأخرى للقاحات‪ ،‬مثل ال�سنغال و�أوزبك�ستان وبنغالدي�ش وتون�س وم�صر‪ ،‬بقدرات‬ ‫�إنتاجية منخف�ضة‪ .‬واحتفظت �إندوني�سيا بت�صدرها للقائمة ب�إنتاج ن�سبة ‪ 10‬يف املئة‬ ‫من اللقاحات يف العامل‪ ،‬و ُت َعد ثالث �أكرب منتج للقاحات بعد ال�صني والهند‪.‬‬ ‫‪ ‬ووفق ًا لتقرير عام ‪ ،2015‬تظهر دول املنظمة بنية متجان�سة من حيث �شراء‬ ‫اللقاحات‪ .‬فالبلدان منخف�ضة الدخل‪ ،‬من خالل التحالف العاملي للقاحات‬ ‫والتح�صني‪ ،‬وكذلك الدول ذات الدخل املرتفع مثل دول اخلليج جنحت يف احل�صول‬ ‫على لقاحات جديدة‪ .‬وعلى العك�س من ذلك‪ ،‬ف�إن البلدان ذات الدخل املتو�سط​​تعاين‬ ‫من م�صاعب مالية وت�شغيلية تالقيها يف �إدخال لقاحات جديدة‪.‬‬ ‫‪ ‬ومن العوامل الأخرى عدم وجود �أموال كافية وارتفاع الأ�سعار‪ ،‬الأمر الذي ي�شكل‬ ‫عقبة رئي�سية �أمام احل�صول على لقاحات جديدة؛‪� ‬إ�ضافة �إلى توفري اللقاحات‬ ‫وبرامج التح�صني الوطنية املعنية بجودة و�سالمة التطعيم من خالل تبني التقنيات‬ ‫الآمنة للحقن (�أدوات احلقن التلقائي‪� ،‬صناديق التخزين‪ ،‬املحارق) و�سل�سلة التربيد‬ ‫ال�سليم و�صيانة مخزون اللقاحات‪.‬‬ ‫ويتم ت�صنيف بلدان منظمة التعاون الإ�سالمي يف جمموعتني وفق ًا مل�صدر اللقاحات‬ ‫التي يتم ا�ستخدامها يف الربنامج املو�سع للتح�صني‪ .‬وتتكون املجموعة الأولى من‬ ‫‪ 31‬دولة ع�ضو ًا يف املنظمة حت�صل على م�صادر اللقاحات عن طريق اليوني�سيف‬ ‫والتحالف العاملي للقاحات والتح�صني‪ ،‬مثل �أفغان�ستان وبنغالدي�ش وبنني وبوركينا‬ ‫فا�سو والكامريون وت�شاد وجزر القمر‪ .‬بينما تت�شكل املجموعة الثانية من بلدان‬ ‫املنظمة التي حت�صل على اللقاحات مبا�شرة من ال�شركات امل�ص ّنعة‪ ،‬مثل البحرين‬ ‫وعمان وفل�سطني وقطر‪.‬‬ ‫والكويت و�إيران والعراق والأردن وليبيا ُ‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫بيئة‬ ‫المغرب تصبح نموذجا ألفريقيا‬ ‫بإقامة إحدى أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم‬‬

‫لي�س ثمة ما تراه يف‬‫هذا املكان �سوى الرمال واحلجارة‬ ‫على امتداد مئات الكيلومرتات حول مدينة‬ ‫ورزازات‪،‬‬ ‫الكائنة على �أطراف ال�صحراء الكربى باملغرب‪.‬‬ ‫وقد ال يعرف البع�ض �أن اخللفية ال�ضبابية الرمادية‬ ‫التي ظهرت يف فيلمي «حرب النجوم» و«�صراع العرو�ش»‬ ‫تنتمي �إلى هذا املكان حيث مت ت�صوير‬ ‫الفيلمني فيه‪،‬‬ ‫وت�سطع ال�شم�س هنا طوال ‪ 320‬يوما يف العام‪ ،‬مما‬ ‫يفوق �أي‬‫موقع �آخر يف العامل‪ ‬.‬وهذه احلقيقة هي ال�سبب‬ ‫يف �أن هذا املوقع ميثل امل�ستقبل ململكة املغرب‪ ‬،‬‫ورمبا‬ ‫بالن�سبة للعامل �أي�ضا‪.‬‬ ‫‫ورمبا كانت املنطقة حول ورزازات قد خلقت لت�ست�ضيف‬ ‫�ألواح توليد الطاقة‬ ‫ال�شم�سية‪ ،‬ومن املقرر �أن تكون‬ ‫محطة نور للطاقة ال�شم�سية التي �ستقام يف‬ ‫مكان‬ ‫جماور واحدة من �أكرب املحطات من نوعها يف العامل‪،‬‬ ‫حيث �ستقام على‬ ‫م�ساحة ‪ 30‬كيلومرتا مربعا تقريبا‬ ‫وت�صل قدرتها �إلى ‪ 580‬ميجاوات‪.‬‬ ‫‬‫وت�سعى املغرب التي ا�ست�ضافت مبدينة مراك�ش م�ؤخرا‬ ‫قمة املناخ حتت رعاية‬ ‫الأمم املتحدة لهذا العام‪ ،‬لأن‬ ‫ت�ؤكد للعامل التزامها بالتحول �إلى الطاقة‬ ‫املتجددة‪،‬‬ ‫و�أن ت�صبح منوذجا حتتذي به الدول الأفريقية وغريها‪،‬‬ ‫وتت�ضمن‬‫اتفاقية باري�س للمناخ التي مت التفاو�ض ب�ش�أن‬ ‫تفا�صيلها على مدى �أ�سبوعني‬‫التزاما‪ ،‬بكفالة التخل�ص‬ ‫بحلول الن�صف الثاين من القرن احلايل من‬‫االنبعاثات‬ ‫الغازية التي ت�ؤدي �إلى ارتفاع درجة حرارة كوكب‬ ‫الأر�ض والت ‬ي‫يت�سبب فيها الب�شر‪.‬‬ ‫‬‫ويعد توليد الكهرباء من الطاقة ال�شم�سية م�س�ألة‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫جديدة ن�سبيا يف املغرب‪ ‬،‬‫حيث كانت البالد تعتمد �إلى‬ ‫حد كبري على واردات النفط والغاز‪ ،‬وقالت‬‫وزيرة البيئة‬ ‫املغربية‪ ،‬حكيمة احليطي �إن بالدها اعتادت �أن ت�ستورد‬ ‫�أكرث من ‪ 90‬يف املائة من احتياجاتها من الطاقة‪‬.‬‬ ‫‫غري �أن امللك املغربي‪ ،‬محمد ال�ساد�س وحكومته �أعطيا‬ ‫دفعة كبرية لتوليد‬‫الكهرباء من موارد الطاقة املتجددة‬ ‫مثل الرياح وال�شم�س والطاقة املائية‪ ‬،‬‫ومن املقرر �أن‬ ‫تنتج املغرب ‪ 52‬يف املائة من احتياجاتها من الكهرباء‬ ‫من موارد‬‫الطاقة املتجددة بحلول عام ‪.2030‬‬ ‫ومت �ضخ جزء من الكهرباء املولدة من محطة نور يف‬ ‫ال�شبكة القومية‪ ،‬ومن‬ ‫املقرر ا�ستكمال بناء املحطة‬ ‫بحلول عام ‪ ،2018‬ومن املقرر �أي�ضا �أن تزود‬ ‫املرايا‬ ‫العمالقة‪ ،‬التي تعك�س �أ�شعة ال�شم�س للح�صول على‬ ‫احلرارة وتخزينها‪‬،‬‫مليوين مغربي بالكهرباء‪.‬‬ ‫‫وتبلغ ا�ستثمارات امل�شروع ‪ 2.2‬مليار يورو (‪ 2.34‬مليار‬ ‫دوالر)‪ ،‬ومت‬ ‫متويلها جزئيا من جانب بنك التنمية‬ ‫الأملاين (كيه‪�.‬إف‪.‬دبليو)‪ ،‬وزارت‬‫وزيرة البيئة الأملانية‪،‬‬ ‫برباره هندريك�س موقع امل�شروع خالل فعاليات قمة‬‬ ‫‫املناخ لتفقد جممع الطاقة ال�شم�سية‪ ،‬وبالتايل قامت‬ ‫برحلة خا�صة فوق جبال‬ �أطل�س ‬‪ .‬وقالت هندريك�س «�إن‬ ‫هذا امل�شروع يعد منوذجا لأفريقيا بالت�أكيد»‪.‬‬ ‫‫وتغريت النظرة �إلى الطاقة املتجددة يف منطقة‬ ‫�شمال �أفريقيا‪ ،‬وعمل ماركو�س‬ ‫فا�شينا وهو من بنك‬ ‫التنمية الأملاين يف عدة دول �أفريقية ملدة ‪ 16‬عاما‪‬،‬‬ ‫‫وقال �إنه الحظ خالل هذه الأعوام اجتاها جديدا‬ ‫يتخلى عن النظرة التقليدي ‬ة ‫�إلى الطاقة املتجددة‬

‫باعتبارها نوعا من الرفاهية تتمتع بها الدول‬‬ ‫‫املتقدمة وحدها‪.‬‬ ‫‫و�أو�ضح فا�شينا �أن الأمر ال يتعلق فقط بحماية البيئة‪،‬‬ ‫يف ‫حترير الدول من االعتماد على‬ ‫ولكنه يتعلق �أي�ضا ‬‬ ‫يف‫الأ�سواق‬ ‫الواردات وبعيدة عن تقلبات �أ�سعار الطاقة ‬‬ ‫العاملية‪.‬‬ ‫‬‫ويرى معهد درا�سات اال�ستدامة املتقدمة مبدينة‬ ‫بوت�سدام الأملانية فر�صا‬ ‫مهمة يف ن�شر م�صادر الطاقة‬ ‫املتجددة يف �أفريقيا‪ ،‬غري �أنه ي�شري �إلى بع�ض‬‫امل�شكالت‬ ‫امل�ستمرة يف الدول التي قد تبدي اهتماما بهذه الطاقة‬ ‫اجلديدة‪ ‬،‬‫مثل االفتقار �إلى اال�ستثمار والظروف‬ ‫القانونية وامل�ؤ�س�سية غري املواتية‪ ‬،‬ونق�ص التدريب‬ ‫الالزم للت�شغيل وال�صيانة‪ ،‬و�صعوبة �ضخ الطاقة‬ ‫اخل�ضراء يف‬ ‫نظام الطاقة القائم حاليا على امل�ستوى‬ ‫القومي‪.‬‬ ‫‬‫ومع ذلك ي�أمل ال�سيا�سيون يف �أملانيا يف �أن تتمكن الدول‬ ‫الأفريقية من‬‫تلبية احتياجاتها من الطاقة من م�صادر‬ ‫ال�شم�س والرياح واملياه‪ ،‬بدال من‬ ‫االعتماد على الفحم‬ ‫والنفط والغاز‪ ،‬وذلك مع بقية دول العامل‪ ،‬ويف هذا‬‬ ‫‫ال�صدد قال جريد موللر وزير التنمية الأملاين خالل‬ ‫قمة مراك�ش للمناخ �إنه ميكن �أن ت�صبح �أفريقيا «قارة‬ ‫خ�ضراء»‪.‬‬ ‫‫‬‫و�أ�ضاف موللر �إنه «مبجرد �أن ننجح يف جعل الطاقة‬ ‫ال�شم�سية الناجتة من‫ال�صحراء تعمل ل�صالح م�ستقبل‬ ‫�أفريقيا‪ ،‬ف�إن هذه القارة �ستحقق قفزات تنموي ‬ة‫كربى»‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪53‬‬


‫اقتصاد‬ ‫تقرير‪ :‬النقل في مجموعة الدول الثماني اإلسالمية النامية يحتاج‬

‫إلى ضخ استثمارات لتعزيز التنافسية‬ ‫ن�شر مركز الأبحاث االقت�صادية واالجتماعية‬ ‫والإح�صائية والتدريب للدول الإ�سالمية (مركز‬ ‫�أنقرة)‪� ،‬أحد الأجهزة املتفرعة ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬تقريراً ب�ش�أن «و�ضع النقل يف جمموعة‬ ‫الدول الثماين الإ�سالمية النامية» يقدم‬ ‫معلومات وحتليالت مو�ضوعية عن الو�ضع الراهن‬ ‫والتحديات التي تواجهها الدول الأع�ضاء يف‬ ‫جمموعة الثماين النامية يف هذا القطاع احليوي‪.‬‬

‫ويتناول التقرير‪ ،‬على وجه اخل�صو�ص‪ ،‬مخت ِلف و�سائل‬ ‫النقل‪ ،‬مبا يف ذلك النقل الربي واجلوي والبحري‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬ف�إنه يتناول بالتف�صيل كيفية ت�أثري‬ ‫النقل يف التجارة وال�سياحة والبيئة‪ .‬ويخ ُل�ص التقرير‬ ‫�إلى بع�ض التو�صيات ال�سيا�سية املحددة بخ�صو�ص‬ ‫التعاون على امل�ستوى الوطني وفيما بني دول جمموعة‬ ‫الثماين النامية‪.‬‬ ‫وي�شدد تقرير مركز �أنقرة على �أن املعطيات التي‬ ‫ت�ضمنها �ستكون مفيدة يف تو�سيع املعارف املتعلقة‬ ‫مبجال النقل داخل جمموعة الدول الثماين النامية‪.‬‬ ‫و�ست�سهم هذه املعطيات يف عملية �صنع القرار يف دول‬ ‫املجموعة من خالل �سن ال�سيا�سات واال�سرتاتيجيات‬ ‫التي من �ش�أنها متكني دول املجموعة من الت�صدي‬ ‫بنجاح للتحديات التي تواجهها يف جمال و�سائل النقل‪.‬‬ ‫ُي�شار �إلى �أن جميع الدول الأع�ضاء يف جمموعة الثماين‬ ‫النامية‪ ،‬وهي بنغالدي�ش وم�صر واندوني�سيا و�إيران‬ ‫وماليزيا ونيجرييا وباك�ستان وتركيا‪� ،‬أع�ضاء كذلك يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وينظر التقرير �إلى قطاع النقل يف جمموعة الدول‬ ‫الثماين النامية من زاوية مقارنة‪ ،‬حيث �إنه يتحرى حول‬ ‫�أداء و�سائط النقل املختلفة �ضمن الفئات الرئي�سية‬ ‫‪54‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫الثالث‪ ،‬وهي‪ :‬النقل الربي والبحري واجلوي‪ .‬كما‬ ‫ي�سلط التقرير ال�ضوء على العالقة بني النقل والتجارة‬ ‫وال�سياحة‪ ،‬ويدر�س �آثار النمو ال�سكاين على قطاع النقل‬ ‫من خالل حتليل التغري يف معدالت النمو والتح�ضر‪.‬‬ ‫كما يتناول التقرير م�ستوى الأثر ال�سلبي لقطاع النقل‬ ‫على البيئة‪ .‬ثم يخ ُل�ص التقرير �إلى تو�صيات حتدد‬ ‫اخلطوط العري�ضة لل�سيا�سات التي تهدف �إلى حت�سني‬ ‫كفاءة قطاع النقل يف بلدان جمموعة الثماين النامية‪.‬‬ ‫وتتزايد �أعداد �سكان الدول الأع�ضاء يف جمموعة‬ ‫الثماين النامية مبعدالت �أعلى تفوق تلك امل�سجلة‬ ‫يف البلدان املتقدمة‪ ،‬مما يزيد ال�ضغوط على البنية‬ ‫التحتية للنقل وخدماته‪ .‬لذلك‪ ،‬ي�صبح من ال�ضروري‬ ‫�أكرث ف�أكرث �ضخ ا�ستثمارات من القطاعني العام‬ ‫واخلا�ص يف �شبكات النقل واخلدمات املرتبطة به‪.‬‬ ‫وبح�سب تقرير مركز �أنقرة‪ ،‬فقد �أدى انعدام بنية‬ ‫حتتية كافية وفعالة لو�سائل النقل يف بع�ض هذه الدول‪،‬‬ ‫وال�سيما يف املناطق احل�ضرية التي تعتمد ب�شكل رئي�سي‬ ‫على ال�سيارات اخلا�صة‪� ،‬أدى �إلى وجود م�شكالت‬ ‫خطرية يف البيئة وال�سالمة‪ .‬ويتمثل �أحد الآثار ال�سلبية‬ ‫البيئية الرئي�سية يف انبعاثات ثاين �أوك�سيد الكربون‪.‬‬ ‫و ُت َعد �إندوني�سيا و�إيران وماليزيا وتركيا �أكرب دول‬

‫جمموعة الثماين النامية �إ�سهام ًا يف انبعاثات ثاين‬ ‫�أوك�سيد الكربون‪ .‬ويف هذا ال�سياق‪ ،‬ينبغي �إيالء‬ ‫التقنيات املبتكرة يف قطاع النقل �أهمية �أكرب‪.‬‬ ‫وينبغي اعتبار زيادة نوعية وم�ستوى اخلدمات التي‬ ‫يقدمها قطاع النقل �إحدى �أهم �أولويات بلدان جمموعة‬ ‫الثماين النامية‪ .‬ومن �ش�أن �ضخ ا�ستثمارات يف قطاع‬ ‫النقل وحت�سينه الإ�سهام يف تو�سيع التجارة البينية بني‬ ‫هذه الدول‪ ،‬وبالتايل تعزيز قدرتها التناف�سية على‬ ‫ال�صعيدين الإقليمي والدويل‪ .‬وي�شري التقرير �إلى‬ ‫االرتباط الإيجابي بني النقل والعوملة‪ .‬ففي عام ‪،2013‬‬ ‫كان هناك ترابط ن�سبي بني الأرقام العليا امل�سجلة يف‬ ‫م�ؤ�شر التناف�سية العاملية وبني زيادة حجم تدفقات‬ ‫حركة احلاويات عرب املوانئ يف البلدان النامية‪ .‬ويظهر‬ ‫التحليل �أن بلدان جمموعة الثماين النامية مل ت�ستفد‬ ‫ا�ستفادة كاملة من البنية التحتية للنقل للو�صول �إلى‬ ‫عال من التناف�سية‪� ،‬إذ �إن هذه البلدان �سجلت‬ ‫م�ستوى ٍ‬ ‫نقاط ًا �أدنى يف م�ؤ�شر التناف�سية العاملية مقارنة بباقي‬ ‫البلدان النامية التي لديها م�ستويات مماثلة حلجم‬ ‫تدفقات حركة احلاويات عرب موانئها‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫اقتصاد‬ ‫‪ 42‬مليون دوالر من البنك اإلسالمي للتنمية لدعم التعليم في النيجر‬ ‫وقع معايل الدكتور بندر حجار‪ ،‬رئي�س جمموعة البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬ومعايل وزيرة التخطيط‪ ،‬محافظ‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية عن جمهورية النيحر‪ ،‬ال�سيدة‬ ‫عاي�شتو كان‪ ،‬مبقر البنك بجدة يف ‪ 21‬دي�سمرب ‪،2017‬‬ ‫اتفاقية متويل م�شروع دعم التعليم ثنائي اللغة – عربي‬ ‫فرن�سي‪ -‬يف النيجر مببلغ ‪ 42‬مليون دوالر �أمريكي‪،‬‬ ‫ويت�ضمن امل�شروع �إن�شاء ‪ 001‬مدر�سة ابتدائية‪ ،‬و‪25‬‬ ‫مدر�سة �إعدادية‪ ،‬وت�أثيثها‪ ،‬وتقدمي منح درا�سية‬ ‫للفتيات‪ ،‬وتوفري معدات التدري�س والتعليم الالزمة‪،‬‬ ‫وتعيني مدر�سني جدد‪ ،‬وتدريب املدر�سني‪ ،‬و�إن�شاء‬ ‫املختربات املتنقلة‪ ،‬و�إن�شاء نظام معلومات �إدارة‬ ‫التعليم‪ ،‬ومراقبة وتقييم النظام‪.‬‬ ‫ونقلت كل من معايل وزيرة التخطيط‪ ،‬ومعايل وزير‬ ‫املالية بالنيجر‪ ،‬خالل االجتماع‪ ،‬ر�سالة خطية من‬ ‫فخامة رئي�س جمهورية النيجر‪ ،‬الرئي�س محمدو‬ ‫�إي�سوفو‪ ،‬ملعايل رئي�س جمموعة البنك‪ ،‬حول �سبل‬ ‫تطوير عالقات التعاون بني بالدهما وجمموعة‬

‫البنك‪ .‬و�أكد الوزيران حر�ص بالدهما على توطيد‬ ‫عالقاتها مبجموعة البنك الإ�سالمي للتنمية‪ .‬و�شملت‬ ‫املو�ضوعات التي ا�ستعر�ضاها تعاون اجلانبني يف‬ ‫جماالت ال�صحة والتعليم والبنى التحتية‪ ،‬وتنمية‬ ‫دور القطاع اخلا�ص‪ ،‬وتعزيز ن�شاطات املجل�س‬ ‫الأعلى لال�ستثمار بالنيجر‪ ،‬كما ناق�شا جمال محفظة‬

‫م�شروعات البنك بالنيجر و�أهمية تعزيزها‪� ،‬إلى جانب‬ ‫�إبداء رغبتهم يف اال�ستفادة من برنامج البنك املتعلق‬ ‫بنقل خربات وجتارب الدول الأع�ضاء لبع�ضها البع�ض‬ ‫واملعروف با�سم “برنامج الروابط املتبادلة”‪.‬‬ ‫و�أكد حجار خالل املقابلة حر�ص جمموعة البنك على‬ ‫تعزيز تعاونها مع النيجر يف مختلف جماالت التنمية‬ ‫االقت�صادية واالجتماعية‪ ،‬وتطرق لعدد من امل�شروعات‬ ‫املهمة التي ينفذها البنك �أو ي�شرف على تنفيذها‬ ‫بالنيجر‪ ،‬ومنها م�شروع اجلامعة الإ�سالمية يف نيامي‬ ‫واملمول من برنامج فاعل خري‪ ،‬م�شريا �إلى �أن الرتتيبات‬ ‫جارية بالتن�سيق مع م�ؤ�س�سة امللك عبد اهلل الإن�سانية‪،‬‬ ‫لإن�شاء جممع �سكني لطالبات اجلامعة الإ�سالمية‬ ‫ي�ضم خم�س كليات و�سكن للطالبات �إ�ضافة للمباين‬ ‫الإدارية‪ .‬و�أكد �أن بعثة من البنك �ستزور النيجر مع‬ ‫بداية العام امليالدي اجلديد من �أجل درا�سة متويل‬ ‫م�شروعات جديدة ودرا�سة �سبل تفعيل وت�سريع حركة‬ ‫محفظة البنك يف النيجر‪.‬‬

‫البنك اإلسالمي للتنمية ووزارة الصحة السعودية يوقعان اتفاقية شراكة‬ ‫وقع معايل الدكتور بندر حجار‪ ،‬رئي�س جمموعة‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية مع معايل الدكتور توفيق بن‬ ‫فوزان الربيعة‪ ،‬وزير ال�صحة ال�سعودي‪ ،‬مبقر البنك‬ ‫بجدة‪ ،‬مذكرة تفاهم ت�ضمنت التعاون يف برنامج‬ ‫�صحة احل�شود ل�ضمان �سالمة احلجاج واملعتمرين‬ ‫وزوار احلرمني ال�شريفني‪ ،‬من خالل تدريب الكوادر‬ ‫الالزمة بالوزارة والقطاعات ذات ال�صلة يف اململكة‬ ‫العربية ال�سعودية‪ ،‬والدول الإ�سالمية الأخرى‪ ،‬والقيام‬ ‫بالبحوث التطبيقية لدعم ت�سيري وت�سهيل خدمات‬ ‫احلج والعمرة‪ ،‬وت�سهيل تبادل اخلربات والزيارات‬

‫بني املركز العاملي ل�صحة احل�شود والربامج امل�شابهة‬ ‫يف الدول الأخرى الأع�ضاء‪� ،‬إلى جانب الدعم امل�ستمر‬ ‫للتوعية والإعالم‪.‬‬ ‫و�أكدت الوزارة والبنك حر�صهما على التعاون يف‬ ‫جمال تطوير لقاح للوقاية من فريو�س متالزمة ال�شرق‬ ‫الأو�سط التنف�سية (كورونا)‪ ،‬وال�سعي �إلى تنظيم‬ ‫ملتقيات عاملية حول هذا املو�ضوع بالتن�سيق مع منظمة‬ ‫ال�صحة العاملية ومنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ومب�شاركة‬ ‫اجلهات ذات ال�صلة يف الدول الإ�سالمية التي متتلك‬ ‫اخلربة يف هذا املجال‪ .‬واتفق اجلانبان على ا�ستق�صاء‬

‫وتقومي الآثار ال�صحية الناجتة عن تنفيذ م�شاريع‬ ‫التنمية املختلفة‪ ،‬وتنظيم الندوات العلمية وور�ش العمل‬ ‫التي تبحث ق�ضايا ال�صحة عموما واملجاالت املتفق‬ ‫عليها بوجه خا�ص‪.‬‬ ‫و�أكد احلجار �سعي البنك لتحقيق �شراكة ا�سرتاتيجية‬ ‫مع اململكة العربية ال�سعودية يف مختلف القطاعات‪،‬‬ ‫وعلى ر�أ�سها القطاع ال�صحي‪ ،‬دعما لر�ؤية اململكة‬ ‫لعام ‪ ،2030‬م�ضيفا �أن هذه ال�شراكة �ست�ؤطر اجلهود‬ ‫املبذولة من �أجل تعزيز التنمية امل�ستدامة يف اململكة‪.‬‬

‫فاو‪ :‬أسعار الغذاء تراجعت في ‪ 2016‬للعام الخامس على التوالي‬ ‫إسطنبول (األناضول)‪:‬‬

‫تراجعت �أ�سعار الغذاء العاملي بن�سبة ‪ 1.5‬يف املائة‬ ‫خالل العام املا�ضي ‪ 2016‬مقارنة بالعام ال�سابق‬ ‫عليه مبتو�سط ‪ 161.6‬نقطة‪ ،‬لت�سجل الهبوط ال�سنوي‬ ‫اخلام�س على التوايل‪ ،‬وفق تقرير منظمة الأغذية‬ ‫والزراعة (فاو)‪ .‬وبني التقرير �أن �سبب ا�ستمرار‬ ‫تراجع �أ�سعار الغذاء عاملي ًا‪ ،‬يعود �إلى وفرة الإنتاج‬ ‫واحل�صاد‪ ،‬خا�صة قطاع احلبوب الذي تراجعت �أ�سعاره‬ ‫بن�سبة ‪ 9.6‬يف املائة مقارنة مع ‪ ،2015‬وبن�سبة ‪ 39‬يف‬ ‫املائة عن ذروتها يف ‪.2011‬‬ ‫وقال كبري االقت�صاديني يف املنظمة‪ ،‬عبد الر�ضا‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫عبا�سيان‪� ،‬إن حالة ال�شك االقت�صادي وعدم‬ ‫اليقني وتغريات �أ�سعار ال�صرف‪ ،‬قد ت�ؤثر �سلب ًا‬ ‫على �أ�سعار الغذاء العاملي خالل العام اجلاري‪.‬‬ ‫ويتكون م�ؤ�شر �أ�سعار الأغذية من خم�س جمموعات‬ ‫رئي�سية‪ ،‬وهي‪ :‬احلبوب الرئي�سية‪ ،‬الزيوت النباتية‪،‬‬ ‫ومنتجات الألبان‪ ،‬واللحوم‪ ،‬وال�سكر‪.‬‬ ‫ويف دي�سمرب ا�ستقرت م�ؤ�شرات جمموعات �أ�سعار‬ ‫الغذاء الرئي�سية‪ ،‬عند نحو ‪ 172‬نقطة‪ ،‬دون تغيري عن‬ ‫نوفمرب ال�سابق عليه‪ .‬ومنذ �سبتمرب ا�ستقرت �أ�سعار النباتية بن�سبة ‪ 4.2‬يف املائة عما كان عليه يف نوفمرب‪.‬‬ ‫احلبوب العاملية‪ ،‬وزادت بن�سبة طفيفة يف دي�سمرب وارتفع م�ؤ�شر الألبان بن�سبة ‪ 3.3‬يف املائة‪ ،‬بينما تراجع‬ ‫بن�سبة ‪ 0.5‬يف املائة‪ ،‬بينما ارتفع م�ؤ�شر الزيوت م�ؤ�شر ال�سكر بن�سبة ‪ 8.6‬يف املائة‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪55‬‬


‫الكومسيك‪ :‬التمويل اإلسالمي يستطيع تعزيز النمو االقتصادي الدولي‬ ‫اسطنبول ـ تركيا‪:‬‬

‫عقدت اللجنة الدائمة للتعاون االقت�صادي والتجاري‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي دورتها الوزارية الثانية‬ ‫والثالثني يف الفرتة ‪ 21‬ـ ‪ 24‬نوفمرب ‪ 2016‬يف مركز‬ ‫امل�ؤمترات يف مدينة �إ�سطنبول برتكيا‪.‬‬ ‫وخالل الدورة‪ ،‬جرى التطرق للتحديات التي تواجهها‬ ‫الدول الأع�ضاء يف �سبيل تعزيز التمويل الإ�سالمي يف‬ ‫بلدانها واحللول املمكنة ملواجهة هذه التحديات‪ ،‬بعدما‬ ‫�أ�صبح التمويل الإ�سالمي عن�صر ًا مهما يف النظام املايل‬ ‫الدويل‪ ،‬حيث ظل يف احلقيقة �أحد �أ�سرع مكوناته منو ًا‬ ‫على مدى العقود املا�ضية‪ .‬وبو�سع التمويل الإ�سالمي �أن‬ ‫ي�ضطلع بدور حا�سم ـ انطالق ًا من مبادئه الأخالقية‬ ‫القوية ونهجه التمويلي امل�ستند �إلى الأ�صول واملوجودات‪.‬‬ ‫يف تعزيز النمو االقت�صادي الدويل والتخفيف من حدة‬ ‫الأزمة املالية وكذلك تعزيز خدماته التمويلية املتكاملة‬ ‫لل�شعوب الإ�سالمية‪.‬‬ ‫كما تطرق امل�شاركون يف امل�ؤمتر �إلى �آخر التطورات‬ ‫املتعلقة باجلهود الرامية �إلى حت�سني التعاون بني الدول‬ ‫الأع�ضاء يف الكوم�سيك‪.‬‬ ‫القرارات‬

‫�أ�صدرت الدورة الثانية والثالثون للكوم�سيك عدد ًا من‬ ‫القرارات ب�ش�أن الق�ضايا الأ�سا�سية التي متت مناق�شتها‬ ‫خالل الدورة‪.‬‬ ‫ففيما يتعلق با�سرتاتيجية الكوم�سيك وتنفيذها‪ ،‬رحب‬ ‫امل�ؤمتر بتقرير �سري العمل الذي قدمه مكتب تن�سيق‬ ‫الكوم�سيك الذي ي�سلط ال�ضوء على التقدم املحرز يف‬ ‫تنفيذ اال�سرتاتيجية‪ ،‬و�أ�شاد بالدول الأع�ضاء وامل�ؤ�س�سات‬ ‫‪56‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫التابعة ملنظمة التعاون الإ�سالمي لإ�سهاماتها الق ّيمة يف‬ ‫تنفيذ اال�سرتاتيجية‪.‬‬ ‫كما رحب امل�ؤمتر باعتماد برنامج عمل منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي حتى عام ‪ 2025‬من قبل م�ؤمتر‬ ‫القمة الإ�سالمي الثالث ع�شر الذي ُعقد يف ا�سطنبول‬ ‫باجلمهورية الرتكية يومي ‪ 14‬و‪� 15‬إبريل ‪ 2016‬الذي‬ ‫يحدد �أهداف ًا طموحة يف جماالت متعددة للدول الأع�ضاء‬ ‫يف املنظمة بغية حتقيقها يف ال�سنوات الع�شر املقبلة‪.‬‬ ‫كما �أهاب امل�ؤمتر بالدول الأع�ضاء حت�سني �سبل النفاذ‬ ‫�إلى التعليم والربامج التدريبية واالرتقاء بجودتهما‬ ‫ومالءمتهما بغية ت�سليح الأجيال ال�شابة مبجموعة‬ ‫املهارات والكفاءات املنا�سبة مبا يتما�شى مع متطلبات‬ ‫�سوق العمل وت�سهيل م�شاركتهم يف االقت�صاد من خالل‬ ‫و�ضع برامج ريادة الأعمال لل�شباب‪.‬‬ ‫و�أخذ ًا يف احل�سبان للفر�ص التي توفرها �إمكانات‬ ‫ال�سوق الكربى مبنطقة منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬دعا‬ ‫امل�ؤمتر الدول الأع�ضاء �إلى اتخاذ خطوات فعالة لتقليل‬ ‫احلواجز �أمام اال�ستثمار والتجارة البينية فيما بني‬ ‫الدول الأع�ضاء يف املنظمة والتي تعيق حركة الب�ضائع‬ ‫واخلدمات والأفراد ور�أ�س املال بني الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫وبالنظر �إلى املوارد الطبيعية الرثية للدول الأع�ضاء‬ ‫و�إمكانات الطاقة املتجددة لديها‪� ،‬أهاب امل�ؤمتر بالدول‬ ‫الأع�ضاء تنويع م�صادر طاقتها بغر�ض حت�سني �أمن‬ ‫الطاقة بوجه عام‪.‬‬

‫للدول الأع�ضاء التي ا�ست�ضافت املعار�ض التجارية‬ ‫الإ�سالمية بالتعاون مع املركز الإ�سالمي لتنمية التجارة‪.‬‬ ‫كما رحب امل�ؤمتر بالعرو�ض املقدمة من الدول الأع�ضاء‬ ‫ال�ست�ضافة معار�ض التجارة الإ�سالمية بالتعاون مع‬ ‫املركز الإ�سالمي لتنمية التجارة بني عامي ‪2017‬‬ ‫و‪ ،2019‬وحث الدول الأع�ضاء على ت�شجيع امل�شاركة‬ ‫الفاعلة لقطاعها اخلا�ص وم�ؤ�س�ساتها املعنية يف هذه‬ ‫الفعاليات‪.‬‬

‫�أن�شطة متويل التجارة‬

‫�أعربت الدورة الثانية والثالثون عن تقديرها لأن�شطة‬ ‫متويل التجارة والتنمية وت�شجيعها‪ ،‬والتي تقوم بها‬ ‫امل�ؤ�س�سة املالية لتمويل التجارة وجمع الأموال من ال�سوق‬ ‫العاملية و�شركاء التنمية لتمويل العمليات التجارية يف‬ ‫الدول الأع�ضاء وامل�ساهمة يف حتقيق ن�سبة ‪ 25‬يف املائة‬ ‫امل�ستهدفة للتجارة البينية فيما بني الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫مو�ضوع جل�سة تبادل وجهات النظر للدورة‬ ‫املقبلة‬

‫قرر االجتماع �أن يكون “حت�سني �سالمة ممرات النقل‬ ‫عرب احلدود بني الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي” مو�ضوع جل�سة تبادل وجهات النظر للدورة‬ ‫الثالثة والثالثني للكوم�سيك‪ ،‬وطلب من فريق عمل‬ ‫الكوم�سيك املعني بالنقل واالت�صاالت اخلروج بتو�صيات‬ ‫ملمو�سة خا�صة بال�سيا�سات ومتعلقة بهذا املو�ضوع‬ ‫ـ بالتعاون مع امل�ؤ�س�سات ذات ال�صلة التابعة ملنظمة‬ ‫املعار�ض التجارية الإ�سالمية‬ ‫�أ�شاد امل�ؤمتر بالتح�سن امللحوظ يف عدد املعار�ض التعاون الإ�سالمي ـ وتقدميها للكوم�سيك يف دورتها‬ ‫التجارية الإ�سالمية وجودتها‪ ،‬و�أعرب عن �شكره وتقديره الثالثة والثالثني‪.‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫اقتصاد‬ ‫‪ 60‬مليون دوالر من البنك اإلسالمي لدعم المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر في السنغال‬ ‫وقع البنك الإ�سالمي للتنمية يف ‪ 23‬يناير ‪ ،2017‬يف مقر‬ ‫وزارة املالية بالعا�صمة ال�سنغالية دكار‪ ،‬اتفاقية يقوم‬ ‫مبوجبها البنك بتقدمي متويل مببلغ ‪ 60.3‬مليون دوالر‬ ‫�أمريكي‪ ،‬للم�ساهمة يف الربنامج الوطني لدعم امل�شاريع‬ ‫ال�صغرية واملتناهية ال�صغر بجمهورية ال�سنغال‪ .‬و�سيتم‬ ‫يف نطاق الربنامج متويل نحو ‪� 50‬ألف م�شروع �صغري‪،‬‬ ‫كما �سي�ساعد هذا الربنامج يف ت�شغيل نحو(‪� )25‬ألف‬ ‫�شاب و�شابة بحلول عام ‪ .2022‬وتبلغ التكلفة الإجمالية‬ ‫للربنامج نحو (‪ )82‬مليون دوالر �أمريكي‪ ،‬وتغطي‬ ‫م�ساهمة البنك الإ�سالمي للتنمية نحو ‪ 75‬يف املائة من‬ ‫التكلفة الإجمالية للربنامج‪.‬‬ ‫ويتما�شى هذا الربنامج مع خطط وبرامج احلكومة‬ ‫ال�سنغالية الرامية لتح�سني م�ستوى معي�شة محدودي‬ ‫الدخل من ال�سكان‪ ،‬كما �أن هذا الربنامج يتفق مع‬ ‫ا�سرتاتيجيات البنك الإ�سالمي للتنمية التي تركز على‬ ‫دعم الربامج التنموية التي يكون لها الأثر االجتماعي‬ ‫الإيجابي من حيث احلد من البطالة والفقر وحت�سني ورفع‬ ‫م�ستوى الدخل‪.‬‬ ‫وقال نائب رئي�س البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬الدكتور‬ ‫من�صور مختار الذي وقع االتفاقية‪ ،‬فيما وقعها عن‬ ‫اجلانب ال�سنغايل‪ ،‬معايل ال�سيد �أمادو باه‪ ،‬وزير االقت�صاد‬ ‫واملالية والتخطيط‪� ،‬إن احلد من الفقر يعترب من �أولويات‬ ‫البنك‪ ،‬و�أن م�ساهمة البنك يف هذا الربنامج تتمثل يف‬ ‫منح ال�شباب �أ�صحاب امل�شاريع ال�صغرية واملتناهية‬ ‫ال�صغر التمويل الإ�سالمي الأ�صغر الذي ميكنهم من‬

‫ت�شغيل م�شاريعهم وبالتايل حت�سني م�ستوى الدخل و�إيجاد‬ ‫بيئة اقت�صادية فعالة وحيوية يف البالد‪ ،‬م�ؤكدا �أن ال�سنغال‬ ‫ت�سري يف االجتاه ال�صحيح و�أن جمموعة البنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية �ستدعم وت�ساند مبادرات الدول الأع�ضاء التي‬ ‫جتعل من الفقر �شيئا من املا�ضي‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى وقع البنك اتفاقية يقوم مبوجبها البنك‬ ‫بالتعاون مع �صندوق العي�ش واملعي�شة الذي يديره البنك‪،‬‬ ‫بتقدمي متويل مببلغ ‪ 32‬مليون دوالر �أمريكي (منها‬ ‫‪ 9.6‬مليون دوالر يف �صورة منحة ال ترد) لدعم اخلطة‬ ‫اخلم�سية لوزارة ال�صحة يف جمهورية ال�سنغال (‪-2016‬‬ ‫‪ )2020‬الرامية للق�ضاء على وباء املالريا يف البالد‪.‬‬ ‫وتت�ضمن اخلطة توفري الأم�صال امل�ضادة للمالريا‬ ‫يف مراكز الرعاية ال�صحية الأولية‪ ،‬و�إجراء �أكرث من‬ ‫مليون ون�صف املليون اختبار ت�شخي�صي �سريع لفح�ص‬ ‫امل�شتبه ب�إ�صابتهم بالوباء‪ ،‬و�سي�شمل ذلك خم�س مناطق‬ ‫مختلفة �شمال وو�سط وجنوب ال�سنغال وهي مناطق‪:‬‬ ‫ثايي�س وفاتيك وديوربيل وماتام ولوجا‪� .‬إلى جانب تنظيم‬ ‫حمالت توعية لأكرث من �أربعة ماليني ن�سمة‪ ،‬وتدريب‬ ‫�أكرث من ‪ 400‬موظفا �صحيا على طرق مكافحة املالريا‬ ‫وا�ستئ�صالها‪.‬‬ ‫وقال نائب رئي�س البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬الدكتور‬ ‫من�صور مختار الذي وقع االتفاقية‪ ،‬فيما وقعها عن‬ ‫اجلانب ال�سنغايل‪ ،‬معايل ال�سيد �أمادو باه‪ ،‬وزير‬ ‫االقت�صاد واملالية والتخطيط‪� ،‬إن وباء املالريا يفتك‬ ‫�سنويا ب�أعداد كبرية من ال�سكان يف الدول الأفريقية‬

‫جنوب ال�صحراء الكربى‪ ،‬مما يعيق جهود التنمية يف‬ ‫هذه الدول‪ ،‬ولهذا ف�إن الق�ضاء على هذا الوباء يحتل‬ ‫�أولوية ق�صوى بالن�سبة للبنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬و�أ�ضاف‬ ‫الدكتور مختار �أن التنمية امل�ستدامة من امل�ستحيل‬ ‫حتقيقها �إال يف جمتمع خال من الأمرا�ض‪ ،‬م�ؤكدا التزام‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية ب�أن يبقى ال�شريك الدائم‬ ‫مل�ساعدة ال�سنغال يف حتقيق �أهدافها التنموية‪.‬‬ ‫ومن جانبه توجه �أمادو باه بال�شكر والتقدير للدعم‬ ‫امل�ستمر الذي حتظى به ال�سنغال من جمموعة البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬م�ؤكدا �أهمية م�ساهمات البنك يف‬ ‫جهود احلكومة ال�سنغالية الرامية للق�ضاء على املالريا‬ ‫يف البالد‪ ،‬و�أ�شار �إلى �أن هذه هي املرة الثالثة التي يقدم‬ ‫فيها البنك الإ�سالمي للتنمية متويال للم�ساهمة يف‬ ‫الق�ضاء على املالريا يف ال�سنغال‪.‬‬

‫البنك اإلسالمي للتنمية ومؤسسة األوقاف اإلماراتية يوقعان مذكرة لتعزيز التعاون‬ ‫وقع معايل الدكتور بندر بن محمد حجار‪ ،‬رئي�س جمموعة‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬يف ‪ 19‬يناير ‪ 2017‬مبقر البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية مذكرة تفاهم مع م�ؤ�س�سة الأوقاف‬ ‫ـ�صر بدولة الإمارات العربية املتحدة‪ ،‬ووقع‬ ‫و�ش�ؤون القـُ ّ‬ ‫ـ�صر بدولة‬ ‫املذكرة عن م�ؤ�س�سة الأوقاف و�ش�ؤون القـُ ّ‬ ‫الإمارات‪ ،‬ال�سيد طيب عبد الرحمن الريـّ�س‪� ،‬أمني عام‬ ‫امل�ؤ�س�سة‪.‬‬ ‫وتهدف املذكرة �إلى تعديل وتفعيل مذكرة التفاهم‬ ‫املوقعة بني الطرفني عام ‪ ،2006‬بهدف تنمية وتطوير‬ ‫التعاون بني البنك وامل�ؤ�س�سة لتحقيق الأهداف امل�شرتكة‬ ‫املتعلقة بالدعم املايل واال�ستثماري وتوفري الت�سهيالت‬ ‫الالزمة للم�شروعات الوقفية وتنمية القدرات يف‬ ‫املجاالت الوقفية بالدول الأع�ضاء بالبنك ويف املجتمعات‬ ‫امل�سلمة يف الدول غري الأع�ضاء‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى الإ�سهام‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫يف رفع م�ستوى فعالية الأن�شطة واملبادرات وامل�شروعات‬ ‫التنموية االجتماعية واالقت�صادية القائمة على فكرة‬ ‫الوقف ب�شكل �أ�سا�سي وحتقيق الأهداف املرجوة منها‪.‬‬ ‫وتن�ص مذكرة التفاهم كذلك على تطوير التعاون‬ ‫بني الطرفني يف جمال اجلمع بني الوقف ومبادراته‬ ‫والعمل امل�صريف الإ�سالمي من خالل التعاون يف جعل‬ ‫اخلدمات امل�صرفية الإ�سالمية داعمة للوقف‪ ،‬وتو�سيع‬ ‫التعاون اال�ستثماري يف املجاالت الوقفية‪ ،‬وبناء عالقات‬ ‫ا�سرتاتيجية متطورة يف مختلف جماالت اال�ستثمار‬ ‫والتمويل يف جمال الأوقاف‪.‬‬ ‫كما تت�ضمن املذكرة تطوير �سبل ا�ستفادة كل طرف‬ ‫من خربات الطرف الآخر يف جمال اخلدمات الوقفية‬ ‫والنظر يف �إن�شاء �شراكات وم�شاريع وا�ستثمارات وقفية‬ ‫م�شرتكة بني الطرفني‪ ،‬والتعاون والتن�سيق يف ح�شد‬

‫اجلهود بغر�ض �إ�شراك �أطراف �أخرى يف امل�شاريع‬ ‫واال�ستثمارات الوقفية امل�شرتكة‪ ،‬وتوعية املخت�صني‬ ‫واجلمهور بدور ال�صريفة والتمويل املتوافق مع �أحكام‬ ‫ال�شريعة الإ�سالمية يف تن�شيط اال�ستثمار الوقفي وبناء‬ ‫ا�سرتاتيجيات ناجحة للت�سويق‪ ،‬والعمل على توفري �أدوات‬ ‫ا�ستثمارية وم�صرفية ومتويلية وقفية متقدمة وجاذبة‪،‬‬ ‫والتعاون لبناء �شبكة وقفية تكون قادرة على مواجهة‬ ‫حتديات امل�ستقبل‪.‬‬ ‫ويف ختام حفل التوقيع �أ�شاد الدكتور بندر حجار بعالقات‬ ‫التعاون الوثيقة التي تربط دولة الإمارات العربية املتحدة‬ ‫مبجموعة البنك الإ�سالمي للتنمية منذ ت�أ�سي�س البنك‬ ‫عام ‪ ،1975‬حيث كانت دولة الإمارات من �ضمن �أوائل‬ ‫الدول امل�ؤ�س�سة للبنك والداعمة مل�سريته‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪57‬‬


‫توجت املدينة املنورة‪ ،‬موطن النور والهدى وال�سكينة‪،‬‬ ‫التي جمعت يف �أر�ضها اخلالبة بني جمال الت�ضاري�س‬ ‫وتنوع املعامل من جهة و�سعة احل�ضارة وعمق التاريخ‬ ‫من جهة اخرى‪ ،‬بلقب مدينة ال�سياحة الإ�سالمية لعام‬ ‫‪ .2017‬جاء ذلك يف امل�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء ال�سياحة‬ ‫لدول منظمة التعاون اال�سالمي الذي عقد بجمهورية‬ ‫ترويجا‬ ‫النيجر يف دي�سمرب من عام ‪ 2015‬املن�صرم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫لل�سياحة البينية �ضمن دول الأع�ضاء مبنظمة الإ�سالمي‬ ‫وت�شجيع ًا لل�سياحة الإ�سالمية باملدينة املنورة التي‬ ‫نالت اللقب بعد تناف�سها مع عدد من املدن اال�سالمية‬ ‫العريقة املرت�شحة للقب‪ ،‬علم ًا ب�أن املدينة املنورة‬ ‫حتت�ضن �أكرث من ‪ 200‬من املعامل اال�سالمية والنبوية‬ ‫والتاريخية واجليولوجية والعمرانية‪.‬‬ ‫معلومات عامة‬

‫اللقب‪ :‬طيبة الطيبة‬ ‫ال�سكان‪ 1،300،000 :‬ن�سمة‬ ‫االرتفاع‪� 608 :‬أمتار ‪ 1،995‬قدم‬ ‫عا�صمة‪ :‬اخلالفة الرا�شدة‬ ‫املنطقة‪ :‬منطقة املدينة املنورة‬ ‫الموقع‬

‫تقع املدينة املنورة يف املنطقة الغربية من اململكة‬ ‫العربية ال�سعودية على خطي طول (‪36- 39 96 00‬‬ ‫‪ )39 42‬وخطي عر�ض (‪ )24 36 00- 24 21 00‬وتبعد‬ ‫حوايل (‪ )400‬كيلو مرت �شمال مكة املكرمة ويف اجتاه‬ ‫ال�شرق‪ .‬وعلى بعد حوايل (‪ )150‬كيلو مرت �شرقي البحر‬ ‫الأحمر‪ .‬وعلى ارتفاع حوايل (‪ )600‬مرت عن متو�سط‬ ‫من�سوب �سطح البحر‪.‬‬

‫ا لمد ينة‬ ‫ا لمنو ر ة‬ ‫عاصمة السياحة اإلسالمية‬ ‫لعام ‪2017‬‬

‫مربع منها (‪ )293‬كيلو مرت مربع ت�شغلها املنطقة‬ ‫العمرانية باملدينة املنورة �أما باقي امل�ساحة فهي خارج‬ ‫املنطقة العمرانية‪ .‬وتتكون من جبال ووديان ومنحدرات‬ ‫�سيول و�أرا�ض �صحراوية و�أن�شطة زراعية ومقابر‬ ‫و�أجزاء من �شبكة الطرق ال�سريعة وال�شريانية و�أجزاء‬ ‫�أخرى �صغرية من الطرق التجميعية واملحلية وبع�ض‬ ‫اال�ستخدامات احلكومية اخلا�صة‪.‬‬ ‫المدينة ونمطها العمراني‬

‫النمط العمراين الفريد الذي مييز املدينة وطبيعتها‬ ‫ومكانتها التاريخية‪ ،‬يجعل الزائر يعي�ش تلك الفرتة‬ ‫العطرة من الزمن يف �أحيائها و�أ�سواقها القدمية‪،‬‬ ‫بالإ�ضافة �إلى جمموعة من املواقع التاريخية الرائعة‬ ‫التي حتيط بها كمملكة العال ومدائن �صالح ومدينة‬ ‫العجائب بال�سوار ال�صخري القابع يف �صحرائها‬ ‫الذهبية‪.‬‬ ‫المسجد النبوي الشريف‬

‫وهو امل�سجد الذي �أ�س�س بنيانه النبي الكرمي محمد‬ ‫�صلى اهلل عليه و�سلم و�شيده يد ًا بيد مع امل�سلمني‪ ،‬وهو‬ ‫مركز الدعوة الأولى �إلى اهلل تعالى و«املدر�سة الأولى»‬ ‫يف الإ�سالم‪ .‬وفيه املحراب واملنرب والأ�ساطني‪ ،‬و�أي�ض ًا‬ ‫من الأماكن املف�ضلة احلجرة النبوية ال�شريفة‪ ،‬وهي‬ ‫احلجرة التي �سكنها النبي الكرمي و�أزواجه املطهرات‪،‬‬ ‫المساحة‬ ‫وتقع احلجرة بجوار م�سجده وفيها قربه (عليه ال�صالة‬ ‫تبلغ م�ساحة املدينة املنورة حوايل (‪ )589‬كيلو مرت وال�سالم) وقرب �أبي بكر ال�صديق وعمر بن اخلطاب‬

‫‪58‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫(ر�ضي اهلل عنهما)‪ .‬ومنذ ذلك الوقت وحتى العهد‬ ‫ال�سعودي الزاهر وامل�سجد النبوي مركز احلياة ل�سكان‬ ‫املدينة ون�شاطهم فقد كان مكانا لل�صالة والدعوة‬ ‫والعلم والإفتاء وال�شورى‪.‬‬ ‫الخندق واحد‬

‫ت�ضم اخلندق �ستة م�ساجد وهي م�سجد الفتح و�أبي بكر‬ ‫و�سلمان الفار�سي وعمر اخلطاب وعلي ابن �أبي طالب‬ ‫وفاطمة ر�ضوان اهلل عليهم جميعا‪ ،‬ويرى �أن م�سجد‬ ‫القبلتني القريب منها ي�ضاف �إليها‪ .‬يقع جبل �أحد‬ ‫على بعد ‪ 4‬كيلو مرتا �شمال امل�سجد النبوي وفيها دارت‬ ‫�أحداث معركة �أحد ال�شهرية ودفن مبحيطه �سبعون‬ ‫�صحابيا من الذين ا�ست�شهدوا يف املعركة ويف مقدمتهم‬ ‫حمزة بن عبد املطلب عم ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه‬ ‫و�سلم‪.‬‬ ‫سكة حديد الحجاز‬

‫مبان وقالع وعربات قطار قدمية متناثرة على امتداد‬ ‫�سكة حديد احلجاز حتكي ق�صة تاريخ هذا اخلط‬ ‫احلديدي احليوي الذي ت�أ�س�س لي�سهل على احلجاج‬ ‫م�شاق ال�سفر �إلى الأماكن املقد�سة وجتنب غارات‬ ‫ومخاطر الطرق �آنذاك بالإ�ضافة �إلى ربط �أطراف‬ ‫الدولة العثمانية املرتامية الأطراف ببع�ضها �إ�ضافة �إلى‬ ‫�أهداف �أخرى �سيا�سية وع�سكرية‪.‬‬ ‫سوق المدينة الدولي‬

‫ميتاز �سوق املدينة الدويل باملوقع املنا�سب القريب‬ ‫من امل�سجد النبوي ال�شريف‪ ،‬و�أنه من �أرقى الأ�سواق‬ ‫باملدينة ويقع على �شارع �أبي بكر ال�صديق ر�ضي اهلل‬ ‫عنه‪ ،‬وميتاز ال�سوق بلم�سة جمالية وداخلية مما ي�ضفي‬ ‫على الزائر �إح�سا�سا بالذوق واجلمال ومتعة الت�سوق‪.‬‬ ‫تتكامل املحالت التجارية املتنوعة فيه لتلبية كل‬ ‫االحتياجات والأذواق‪.‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫تركيا‬ ‫نيجرييا‬

‫اندونيسيا‬

‫باكستان‬

‫ماليزيا‬

‫بنجالديش‬

‫مرص‬

‫إيران‬

‫السياحة الدولية في مجموعة‬

‫الدول الثماني اإلسالمية النامية‬

‫اآلفاق والتحديات ‪2016‬‬

‫ي�ستعر�ض تقرير جديد ن�شره مركز الأبحاث االقت�صادية واالجتماعية والإح�صائية‬ ‫والتدريب للدول الإ�سالمية (مركز �أنقرة)‪� ،‬أحد الأجهزة املتفرعة ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪� ،‬أداء قطاع ال�سياحة الدولية يف جمموعة الدول الثماين الإ�سالمية النامية‬ ‫ودوره االقت�صادي خالل فرتة ال�سنوات اخلم�س الأخرية‪ ،‬التي تتوفر حولها البيانات‪.‬‬ ‫ومن منظور عاملي‪ ،‬يتناول التقرير �إح�صاءات �سياحية دولية مختارة‪ ،‬وقطاع ال�سياحة‬ ‫يف دول املجموعة من حيث عدد ال�سياح الوافدين‪ ،‬وعائدات ال�سياحة‪ ،‬والدور‬ ‫االقت�صادي لل�سياحة على ال�صعيد الدويل وفيما بني دول املجموعة‪ .‬كما يو�ضح التقرير‬ ‫مفهوم «ال�سياحة الإ�سالمية»‪ ،‬باعتباره توجه ًا جديد ًا يف قطاع ال�سياحة يف جمموعة‬ ‫الدول الإ�سالمية الثماين النامية التي لديها �إمكانات كبرية للنمو امل�ستدام‪ ،‬ولها �إ�سهام‬ ‫كبري يف تطوير قطاع ال�سياحة ب�شكل عام يف هذه البلدان‪.‬‬ ‫كما ي�سلط التقرير ال�ضوء على حتديات امل�ستقبل املاثلة �أمام قطاع ال�سياحة يف دول‬ ‫املجموعة‪ ،‬ويقرتح تو�صيات ت�شكل خطوط ًا عري�ضة لر�سم �سيا�سات من �ش�أنها التغلب‬ ‫على هذه التحديات‪.‬‬ ‫ُي�شار �إلى �أن جميع الدول الأع�ضاء يف جمموعة الثماين النامية‪ ،‬وهي بنغالدي�ش وم�صر‬ ‫واندوني�سيا و�إيران وماليزيا ونيجرييا وباك�ستان وتركيا‪� ،‬أع�ضاء كذلك يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وبح�سب ما ورد يف التقرير‪ ،‬ف�إنه على مدى العقود القليلة املا�ضية‪� ،‬أبدى الن�شاط‬ ‫ال�سياحي الدويل منو ًا كبري ًا ومتوا�ص ًال‪� ،‬سواء من حيث عدد ال�سائحني وعائدات‬ ‫ال�سياحة‪ .‬يف حني �أن �أعداد ال�سائحني الوافدين العامل وعائدات ال�سياحة �شهدت‬ ‫تطور ًا كبري ًا على مر ال�سنني‪ ،‬و�شهدت �أ�سواق ال�سياحة العاملية بع�ض التغيريات املهمة‬ ‫باجتاه ال�سياحة‪ .‬وقد كان هذا وا�ضح ًا يف الزيادة امللحوظة يف احل�صة الن�سبية للبلدان‬ ‫النامية‪ ،‬مبا فيها البلدان الأع�ضاء يف جمموعة الثماين النامية‪� ،‬ضمن عدد وافدي‬ ‫ال�سياحة العاملية وعائدات ال�سياحة‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ ،2013‬جتاوزت ح�صة البلدان النامية ن�سبة ‪ 49.2‬يف املائة من �أعداد �سياح‬ ‫العامل الوافدين ون�سبة ‪ 38.1‬يف املائة من عائدات ال�سياحة‪ .‬وكالعديد من جمموعات‬ ‫البلدان النامية الأخرى‪ ،‬ا�ستفادت جمموعة الدول الثماين النامية كذلك من مثل هذا‬ ‫التغيري الإيجابي‪ .‬فقد جذبت الدول الثماين الإ�سالمية النامية‪ ،‬مبجملها‪ 88.1 ،‬مليون‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫�سائح يف عام ‪ ،2013‬مقارنة بـ ‪ 76.7‬مليون يف عام ‪ .2009‬وارتفعت عائدات ال�سياحة‬ ‫الدولية يف الدول املعنية كذلك بنحو ‪ 11.4‬مليار دوالر خالل الفرتة بني عامي ‪2009‬‬ ‫و‪ ،2013‬وو�صلت �إلى ‪ 76.9‬مليار دوالر يف عام ‪ .2013‬ومع ذلك‪ ،‬لوحظ �أن الن�شاط‬ ‫ال�سياحي‪� ،‬سواء من حيث عدد ال�سائحني الوافدين وعائدات ال�سياحة‪ ،‬ال يزال يرتكز‬ ‫يف عدد قليل من دول املجموعة‪ .‬وعلى �سبيل املثال‪ ،‬ففي عام ‪ ،2013‬ا�ست�ضافت تركيا‬ ‫وماليزيا مع ًا لوحدهما ‪ 72‬يف املائة من �إجمايل عدد ال�سائحني الوافدين �إلى دول‬ ‫جمموعة الثماين النامية جميعها‪ ،‬وا�ستحوذتا على ‪ 73.5‬يف املائة من جمموع �إيرادات‬ ‫ال�سياحة لدول جمموعة الثماين النامية‪.‬‬ ‫كما �أظهر التقرير املنحى ذاته فيما يتعلق بال�سياحة البينية‪ ،‬حيث ارتفع عدد ال�سياح‬ ‫الوافدين فيها من ‪ 6.2‬مليون يف عام ‪ 2009‬لي�صل �إلى ‪ 6.6‬مليون يف عام ‪.2013‬‬ ‫وعلى نحو مماثل‪ ،‬ارتفعت كذلك �إيرادات ال�سياحة البينية يف الدول املعنية من ‪5.3‬‬ ‫مليار دوالر يف عام ‪ 2009‬لتبلغ ‪ 5.8‬مليار دوالر يف عام ‪ .2013‬ومع ذلك‪ ،‬على م�ستوى‬ ‫كل بلد على حدة‪ ،‬لوحظ �أن هناك تركز ًا يف عدد قليل من هذه الدول لأعداد ال�سياح‬ ‫الوافدين فيما بينها ولعائدات ال�سياحة‪ .‬وعلى وجه اخل�صو�ص‪ ،‬ت�ست�أثر ماليزيا وتركيا‬ ‫و�إندوني�سيا بن�سبة ‪ 86.8‬يف املائة من جمموع ال�سياح الوافدين فيما بني دول املجموعة‬ ‫وبن�سبة ‪ 92.3‬يف املائة من جمموع �إيرادات ال�سياحة البينية لدول املجموعة يف عام‬ ‫‪.2013‬‬ ‫وي�شري التقرير �إلى �أن ظهور ال�سياحة الإ�سالمية احلالل �شكل �أحد الدوافع الرئي�سية‬ ‫وراء هذا التطور الإيجابي بالن�سبة لل�سياحة البينية لدول جمموعة الثماين النامية‪،‬‬ ‫حيث ُي َقدَّم يف هذه ال�سياحة جميع الأن�شطة ال�سياحية واخلدمات واملرافق واملنتجات‬ ‫مبا يتما�شى والتعاليم الإ�سالمية‪.‬‬ ‫ويخ�ص�ص التقرير ق�سم ًا خا�ص ًا لت�سليط ال�ضوء على «ال�سياحة الإ�سالمية»‪ ،‬كاجتاه‬ ‫جديد يف قطاع ال�سياحة يف بلدان املجموعة التي لديها �إمكانات كبرية للنمو امل�ستدام‪،‬‬ ‫ولها �إ�سهام كبري يف تطوير قطاع ال�سياحة ب�شكل عام يف هذه البلدان‪ .‬ويتطرق التقرير‬ ‫بالتف�صيل لتحديات امل�ستقبل املاثلة �أمام �صناعة ال�سياحة يف جمموعة الدول الثماين‬ ‫النامية‪ ،‬ويقرتح تو�صيات ت�شكل خطوط ًا عري�ضة لر�سم �سيا�سات من �ش�أنها التغلب على‬ ‫هذه التحديات‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪59‬‬


‫اقتصاد‬

‫أهداف‬

‫التنمية‬ ‫المستدامة‬

‫القضاء على الفقر‬

‫تحقيق تعميم التعليم‬

‫تعزيز المساواة بين‬

‫تخفيض معدل وفيات‬

‫المدقع والجوع‬

‫االبتدائي‬

‫الجنسين وتمكين المرأة‬

‫الطفل‬

‫تحسين الصحة النفسية‬

‫مكافححة اإليدز والمالريا‬

‫كفالة االستدامة البيئية‬

‫شركات عالمية من أجل‬ ‫التنمية‬

‫ي�ستعر�ض تقرير جديد‪� ،‬أ�صدره مركز الأبحاث يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪:‬‬ ‫الإح�صائية واالقت�صادية واالجتماعية والتدريب للدول القضاء على الفقر المدقع والجوع على‬ ‫الإ�سالمية (مركز �أنقرة)‪� ،‬أحد الأجهزة املتفرعة مستوى العالم‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬بالبحث والتحليل اجلهود حتققت الغاية العامة الرامية �إلى تخفي�ض م�ستوى الفقر‬ ‫الوطنية والإقليمية لقيادة االنتقال الناجح لدول منظمة املدقع �إلى الن�صف قبل خم�س �سنوات من املوعد النهائي‬ ‫التعاون الإ�سالمي �إلى اخلطة العاملية الطموحة لتحقيق عام ‪ .2015‬ومتا�شي ًا مع التوجهات العاملية‪ ،‬حققت العديد‬ ‫التنمية امل�ستدامة من خالل البحث يف �إجنازات من البلدان الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي كذلك‬ ‫الأهداف الإمنائية للألفية اخلا�صة بها وا�ستعرا�ض هدف الق�ضاء على الفقر‪ ،‬ولكن التجارب على ال�صعيد‬ ‫الآفاق والتحديات التي تواجه تنفيذ �أهداف التنمية القطري كانت متباينة ب�شكل كبري‪.‬‬ ‫امل�ستدامة‪.‬‬ ‫تحقيق تعميم التعليم االبتدائي‬ ‫و�أ�شار التقرير‪ ،‬الذي حمل عنوان‪« :‬االنتقال من زاد متو�سط معدالت االلتحاق باملرحلة االبتدائية يف‬ ‫الأهداف الإمنائية للألفية �إلى �أهداف التنمية جميع �أنحاء العامل بني عامي ‪ 2000‬و‪ .2014‬وعلى‬ ‫امل�ستدامة‪ :‬الآفاق والتحديات التي تواجهها الدول الرغم من هذا التح�سن‪ ،‬ت�شري دالئل �إلى �أن نحو خم�س‬ ‫الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي»‪� ،‬إلى �أن خطة الأطفال يف بلدان منظمة التعاون الإ�سالمي ممن بلغ‬ ‫التنمية امل�ستدامة اجلديدة لعام ‪ 2030‬ب�أهدافها ال�سبعة �سن االلتحاق باملدر�سة االبتدائية مل ُي َ�س َّجلوا بعد يف‬ ‫ع�شر بد�أ العمل بها ر�سمي ًا يف يناير ‪ 2016‬مع االنتهاء املدار�س‪ .‬وعموم ًا‪ ،‬فقد كانت �إجنازات بلدان املنظمة‬ ‫من الأهداف الإمنائية للألفية‪ .‬وهي خطة عاملية بالن�سبة للهدف الإمنائي الثاين للألفية �أقل �إر�ضا ًء‪.‬‬ ‫طموحة لدعم م�ستقبل م�ستدام للب�شرية من خالل دمج تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين‬ ‫الأبعاد االجتماعية واالقت�صادية والبيئية للتنمية‪ .‬وفيما المرأة‬ ‫كل من عدد الفتيات املقيدات حالي ًا باملدار�س �أكرب بكثري مقارنة‬ ‫يلي ملخ�ص لتقييم مركز �أنقرة اخلا�ص ب�إجناز ٍ‬ ‫ً‬ ‫الأهداف الإمنائية الثمانية للألفية يف الدول الأع�ضاء مبا كان عليه الو�ضع قبل ‪ 15‬عاما يف البلدان النامية‪ ،‬مبا‬ ‫‪60‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫يف ذلك دول املنظمة‪ .‬وبالن�سبة للوظائف مدفوعة الأجر‬ ‫يف القطاع غري الزراعي‪� ،‬شهدت ‪ 31‬دولة من �أع�ضاء‬ ‫املنظمة بع�ض التح�سن‪ ،‬حيث كانت املوظفات �أقل‬ ‫عر�ضة لال�ستغالل‪ ‬مقارنة بت�سعينيات القرن الع�شرين‪.‬‬ ‫كما ت�ضاعف تقريب ًا معدل ح�صول الن�ساء على ع�ضوية‬ ‫الربملانات‪ ،‬وحققت ‪ 46‬دولة ع�ضو ًا يف املنظمة زيادة يف‬ ‫عدد الن�ساء املمثالت يف برملاناتها‪.‬‬ ‫تخفيض معدل وفيات الطفل‬

‫خالل الربع الأخري من القرن املا�ضي‪� ،‬شهدت الدول‬ ‫الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي يف جمملها‬ ‫انخفا�ض ًا كبري ًا يف معدل وفيات الأطفال التي ميكن‬ ‫الوقاية منها‪ .‬وعلى الرغم من الأداء الرائع على مر‬ ‫ال�سنني‪ ،‬مل يكن االنخفا�ض يف معدل وفيات الأطفال‬ ‫كافي ًا لتمكني الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي يف جمملها من حتقيق غايات الهدف الإمنائي‬ ‫الرابع للألفية‪.‬‬ ‫تحسين الصحة النفسية‬

‫�شهدت الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫حت�سن ًا كبري ًا يف الو�ضع ال�صحي للأمهات‪ ،‬حيث انخف�ض‬ ‫معدل وفيات الأمهات من ‪� 534‬إلى ‪ 327‬حالة وفاة بني‬ ‫‪� 100‬ألف مولود بني عامي ‪ 1990‬و‪ .2015‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫اقتصاد‬ ‫وعلى الرغم من هذا التقدم‪ ،‬ما زالت يف بلدان منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي نحو ‪� 150‬ألف امر�أة متوت نتيجة‬ ‫�أمرا�ض ميكن الوقاية منها تتعلق باحلمل والوالدة‪.‬‬ ‫مكافحة اإليدز والمالريا وأمراض أخرى‬

‫�أمر بالغ الأهمية بالنظر �إلى معدل هطول الأمطار يف‬ ‫دول املنظمة والذي يبلغ ن�سبة ‪ 22.6‬يف املائة‪ ،‬وبفعل‬ ‫الدور الأ�سا�سي الذي ت�ضطلع به الغابات كمخازن للمياه‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ارتفعت ن�سبة نفاذ �سكان دول املنظمة يف‬ ‫جمموعهم �إلى م�صادر مياه ال�شرب املح�سنة من ‪ 70‬يف‬ ‫املائة يف عام ‪� 1990‬إلى ‪ 82‬يف املائة يف عام ‪.2015‬‬

‫على مدى ال�سنوات اخلم�س ع�شرة املا�ضية‪� ،‬سجل كثري‬ ‫من البلدان النامية‪ ،‬مبا يف ذلك عدد كبري من بلدان‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي بع�ض التقدم املهم يف مكافحة‬ ‫الأمرا�ض املعدية الرئي�سية‪ ،‬وال�سيما فريو�س نق�ص‬ ‫املناعة الب�شرية ‪ /‬الإيدز واملالريا وال�سل‪ ،‬وهي �أهداف‬ ‫متفرعة عن الهدف الإمنائي ال�ساد�س للألفية‪ .‬وعلى‬ ‫الرغم من هذه املكا�سب امللحوظة‪� ،‬أخفقت العديد من‬ ‫دول املنظمة يف حتقيق عدة �أهداف متفرعة عن الهدف‬ ‫الإمنائي ال�ساد�س للألفية‪ .‬وكان هذا الإخفاق ناجم ًا عن‬ ‫عدد من الأ�سباب‪ ،‬بدء ًا من الأحوال املعي�شية املتخلفة‬ ‫وانتها ًء بالفقر‪.‬‬

‫اآلفاق والتحديات التي تواجه تنفيذ أهداف‬

‫كفالة االستدامة البيئية‬

‫التنمية المستدامة‬

‫شراكة عالمية من أجل التنمية‬

‫خالل الفرتة املحددة لتحقيق الأهداف الإمنائية‬ ‫للألفية‪� ،‬شهدت امل�ساعدة الإمنائية الر�سمية املقدمة‬ ‫لبلدان منظمة التعاون الإ�سالمي زيادة كبرية‪ .‬وفيما‬ ‫يتعلق بعبء الديون‪ ،‬ت�شري البيانات املتاحة �إلى �أن ‪15‬‬ ‫دولة فقط من �أ�صل ‪ 42‬دولة ع�ضو ًا يف املنظمة لديها‬ ‫م�ستوى �أقل من عبء الديون مقارنة مبتو�سط ​​البلدان‬ ‫النامية‪.‬‬

‫�شهدت الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي �أدى غياب الإرادة ال�سيا�سية الكافية ومحدودية احلوار‬ ‫انح�سار ًا بطيئ ًا‪ ،‬لكنه مطرد يف م�ساحات الغابات‪ ،‬مقارنة ب�ش�أن ال�سيا�سات �إلى الرتاجع يف حجم الإجنازات التي‬ ‫مع النمو يف م�ساحات الغابات يف البلدان املتقدمة‪ .‬وهذا كان من املمكن حتقيقها من الأهداف الإمنائية للألفية‬

‫يف البلدان النامية‪ ،‬مبا يف ذلك الدول الأع�ضاء يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪ .‬ومن �أجل ذلك‪� ،‬أعد املجتمع‬ ‫الدويل‪ ،‬ب�إ�شراف الأمم املتحدة‪ ،‬خطة �أهداف التنمية‬ ‫امل�ستدامة واعتمدها عرب رفع م�ستوى م�شاركة الأطراف‬ ‫املعنية‪ ،‬مما عزز ال�شعور بامتالك هذه اخلطة‪ .‬وقد‬ ‫�أ�سهمت جميع دول املنظمة تقريب ًا بن�شاط يف مراحل‬ ‫العملية اخلا�صة بت�صميم خطة �أهداف التنمية‬ ‫امل�ستدامة عرب امل�شاركة يف االجتماعات واملنتديات‬ ‫على امل�ستويات الوطنية والإقليمية والدولية‪ .‬و�إذا ت�سنى‬ ‫لبلدان املنظمة والأمانة العامة للمنظمة اال�ستفادة من‬ ‫الآليات القائمة ومن م�ؤ�س�سات املنظمة داخل منظومة‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي يف تعزيز الإرادة ال�سيا�سية‬ ‫للدول الأع�ضاء ودعم ت�صميمها على متابعة تنفيذ‬ ‫�أهداف التنمية امل�ستدامة‪ ،‬ف�إنه من املرجح �أن يزداد‬ ‫التعاون بني دول املنظمة ومع املجتمع الدويل كذلك‬ ‫لتحقيق �أهداف التنمية امل�ستدامة‪ ،‬الأمر الذي من �ش�أنه‬ ‫�أن ي�ؤدي يف نهاية املطاف �إلى حت�سني م�ستويات معي�شة‬ ‫ماليني ال�سكان‪.‬‬

‫في لقاء حجار بقادة العمل الصحفي في المملكة‪:‬‬

‫البنك اإلسالمي يرسم خارطة طريق جديدة لمواجهة تحديات التنمية في الدول األعضاء‬ ‫�أعلن معايل الدكتور بندر محمد حجار‪ ،‬رئي�س جمموعة‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية عن ر�ؤية جديدة للبنك ملواجهة‬ ‫حتديات التنمية يف الدول الأع�ضاء وزيادة فعالية‬ ‫الو�سائل اجلديدة واملبتكرة وتو�سيع �إطار �شراكات البنك‬ ‫مع مختلف القطاعات وتعزيز وزيادة فاعلية الدور‬ ‫الإمنائي ملجموعة البنك عن طريق ا�ستخدام و�سائل‬ ‫جديدة ومبتكرة تو�سع �إطار �شراكات البنك مع مختلف‬ ‫القطاعات وتعزز دور املجتمع يف التنمية االقت�صادية‬ ‫واالجتماعية‪.‬‬ ‫وقدم الدكتور احلجار‪ ،‬خالل لقائه يف ‪ 10‬يناير ‪،2017‬‬ ‫عددا من ر�ؤ�ساء حترير ال�صحف وقادة العمل الإعالمي‬ ‫بجدة‪� ،‬شرحا مف�صال لأهداف و�أن�شطة جمموعة البنك‬ ‫وما قام به البنك من �إجنازات خالل ال�سنوات الـ ‪42‬‬ ‫املا�ضية‪ ،‬كما قدم �شرحا وافيا جلهود البنك يف دعم‬ ‫التنمية وم�ساهماته يف الدول الأع�ضاء واملجتمعات‬ ‫امل�سلمة بالدول غري الأع�ضاء‪.‬‬ ‫و�أ�شاد رئي�س جمموعة البنك بالدعم الكبري والرعاية‬ ‫التي حتظى بها جمموعة البنك من حكومة خادم‬ ‫احلرمني ال�شريفني ‪ -‬يحفظه اهلل ‪ -‬وما تقدمه من‬ ‫مبادرات داعمة مل�سرية املجموعة‪� ،‬إلى جانب ما يحظى‬ ‫به البنك من دعم كافة دوله الأع�ضاء‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫�ساهم يف حتقيقه لأعلى الت�صنيفات االئتمانية‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إلى �أن خارطة الطريق لل�سنوات اخلم�س القادمة‪،‬‬ ‫التي اعتمدها جمل�س املديرين التنفيذيني يف اجتماعه‬ ‫مبقر البنك يوم ‪ 25‬دي�سمرب املا�ضي‪ ،‬تعالج التحديات‬ ‫الكبرية التي تواجه الدول الأع�ضاء‪ ،‬وجميعها من‬ ‫الدول النامية‪ ،‬م�ؤكدا �أن معظم الدول الأع�ضاء تواجه‬ ‫م�شاكل البطالة والفقر‪ ،‬كما يعاين ق�سم منها اله�شا�شة‬ ‫االقت�صادية وعدم اال�ستقرار‪ .‬وت�ستند خطة البنك يف‬ ‫املرحلة املقبلة �إلى ثالثة عوامل رئي�سة هي‪� :‬أن يكون‬ ‫البنك مبادرا وقادرا على قراءة الواقع وا�ست�شراف‬

‫امل�ستقبل‪ ،‬و�أن يكون مرنا و�سريعا يف اال�ستجابة‬ ‫الحتياجات الدول الأع�ضاء‪ ،‬و�أن يكون له دور ريادي يف‬ ‫حت�سني �صورة العامل الإ�سالمي من خالل ما يقدمه من‬ ‫حلول اقت�صادية ومالية‪.‬‬ ‫وبني الدكتور احلجار �أن املرحلة املقبلة تواجه حتديات‪،‬‬ ‫�أبرزها حدة املناف�سة بعد دخول مناف�سني جدد يف‬ ‫جماالت التنمية من جامعات ومراكز �أبحاث وم�ؤ�س�سات‬ ‫مانحة متعددة الأطراف‪ ،‬وت�سعى خارطة الطريق‬ ‫لتحويل املناف�سني �إلى �شركاء يف التنمية‪ ،‬وتو�سيع قاعدة‬ ‫ال�شراكة من القطاع اخلا�ص وم�ؤ�س�سات املجتمع املدين‪،‬‬ ‫م�ؤكدا �أن جمموعة البنك بد�أت فعليا‪ ،‬التحرك نحو‬ ‫�شركائها من امل�ؤ�س�سات‪ ،‬وكانت اخلطوة الأولى لقاء‬ ‫امل�س�ؤولني يف م�ؤ�س�سة امللك عبد اهلل للأعمال الإن�سانية‪،‬‬ ‫و�ستتبعها خطوات مماثلة لتعظيم ثمرات ال�شراكة مع‬ ‫تلك امل�ؤ�س�سات‪.‬‬ ‫وك�شف معايل رئي�س البنك �أن الآليات اجلديدة تت�ضمن‬ ‫التو�سع يف التعاون مع كافة القطاعات‪ :‬القطاع العام‬ ‫واخلا�ص وم�ؤ�س�سات املجتمع املدين‪� ،‬إلى جانب �إن�شاء‬ ‫من�صات �إلكرتونية ت�ساعد يف التو�صل �إلى حلول للم�شاكل‬ ‫التي تواجه تلك القطاعات‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪61‬‬


‫مناسبات‬ ‫منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫تستضيف معرضا للصور حول‬

‫ا�ست�ضافت الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي معر�ضا ل�صور جثث ملطخة بالدماء‬ ‫حتمل كدمات و�آثار تعذيب ل�ضحايا الفظائع امل�ستمرة يف والية جامو وك�شمري التي حتتلها‬ ‫الهند‪ ،‬وذلك حتت عنوان «�سكان ك�شمري وحقهم يف تقرير امل�صري» ‪.‬‬ ‫وقد نظمت القن�صلية العامة جلمهورية باك�ستان الإ�سالمية يف اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫معر�ض ال�صور‪ ،‬يف حني ا�ست�ضافت الأمانة العامة للمنظمة ندوة حول نف�س املو�ضوع‪.‬‬ ‫وخالل املعر�ض‪� ،‬ألقى �سفري باك�ستان لدى اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬ال�سيد من�صور احلق‪،‬‬ ‫كلمة �أ�شار فيها �إلى �أن معاناة �سكان ك�شمري تفوق بكثري ما هو موثق يف ال�صور املعرو�ضة‪.‬‬ ‫بيد �أن احل�صار الذي تفر�ضه الهند على و�سائل الإعالم الدولية مينع منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي ومنظمات حقوق الإن�سان الدولية من الو�صول �إلى ك�شمري التي حتتلها الهند‪.‬‬ ‫واعترب �أن املعر�ض هو مبثابة نافذة ّيطلع العامل من خاللها على الفظائع الوح�شية التي‬ ‫ُترتكب يومي ًا يف ك�شمري املحتلة‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن انتهاكات الهند حلقوق الإن�سان يف ك�شمري املحتلة ا�ستمرت على مدى ال�سنوات‬ ‫الـ ‪ 69‬املا�ضية‪ ،‬و�أن الو�ضع ازداد �سوء ًا منذ مقتل الزعيم الك�شمريي برهان واين على يد‬ ‫قوات الأمن الهندية يف ‪ 8‬يوليو ‪.2016‬‬

‫كشمير‬

‫ومن جانبه‪� ،‬أكد الأمني العام امل�ساعد ملنظمة التعاون الإ�سالمي لل�ش�ؤون ال�سيا�سية‪ ،‬ال�سفري‬ ‫عبد اهلل عامل‪ ،‬الذي ي�شغل �أي�ضا من�صب املبعوث اخلا�ص للأمني العام للمنظمة �إلى جامو‬ ‫وك�شمري‪ ،‬يف ت�صريحات له يف الندوة موقف منظمة التعاون الإ�سالمي املبدئي يف دعم �شعب‬ ‫جامو وك�شمري من �أجل �إعمال حقه امل�شروع يف تقرير امل�صري وفق ًا لقرارات الأمم املتحدة‬ ‫ذات ال�صلة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫و�أ�ضاف ال�سفري عامل �أنه قاد �شخ�صيا وفدا يف زيارة �إلى �آزاد جامو وك�شمري واطلع ب�شكل‬ ‫مبا�شر على و�ضع الك�شمرييني الذين يعي�شون يف مخيمات الإيواء و�أخذ علم ًا بالتطورات يف‬ ‫جانبي ك�شمري‪.‬‬ ‫املنطقة حول خط املراقبة الفا�صل بني ْ‬ ‫و�أعرب م�س�ؤولون باك�ستانيون �آخرون حتدثوا خالل الندوة عن �شكرهم وتقديرهم لدعم‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي الثابت ولعملها الد�ؤوب من �أجل التو�صل �إلى حل متفق عليه‬ ‫للنزاع يف ك�شمري‪ ،‬و�أي�ضا ملا تبديه من اهتمام م�ستمر ب�أو�ضاع ال�شعب الك�شمريي‪.‬‬ ‫ويندرج معر�ض ال�صور يف �إطار �أن�شطة االحتفال باليوم الأ�سود لك�شمري ويهدف �إلى �إظهار‬ ‫الت�ضامن مع ال�شعب الك�شمريي الذي يتعر�ض لأ�سو�أ الأعمال الوح�شية يف ك�شمري التي‬ ‫حتتلها الهند‪.‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي تنظم دورة في‬

‫شبكات التواصل االجتماعي والصحافة عبر الجوال‬ ‫نظمت �إدارة الإعالم يف الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬بالتعاون مع ثوم�سون‬ ‫فاوندي�شن‪ ،‬دورة تدريبية بعنوان‪� :‬شبكات التوا�صل االجتماعي والعمل ال�صحايف عرب‬ ‫الهاتف اجلوال‪ ،‬وذلك خالل الفرتة ‪ 6‬ـ ‪ 10‬نوفمرب ‪.2016‬‬ ‫و�شارك يف الدورة التي ا�ست�ضافها مركز التدريب يف وكالة الأنباء الإ�سالمية الدولية (�إينا)‬ ‫يف مدينة جدة‪ ،‬موظفون من �إدارة الإعالم و�إدارة تقنية املعلومات و�إدارة ال�ش�ؤون الإن�سانية‬ ‫يف املنظمة و(�إينا) والبنك الإ�سالمي للتنمية ومركز البحوث الإح�صائية واالقت�صاديـة‬ ‫واالجتماعية والتدريب للدول الإ�سالمية (�سي�سرك) واحتاد الإذاعات الإ�سالمية (ايبو)‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫معالم‬

‫جمهو ر ية‬ ‫بنين‬

‫املوقع اجلغرايف‬ ‫بنني‪� ،‬سابق ًا بداهومي‪ ،‬ر�سمي ًا جمهورية بنني‪ ،‬وهي �ضمن‬ ‫�أ�صغر دول القارة الإفريقية وتقع يف غرب �إفريقيا على‬ ‫�شكل �شريط عمودي طويل يطل على خليج غينيا‪ ،‬بني خط‬ ‫اال�ستواء ومدار ال�سرطان ويحدها من ال�شمال نهر النيجر‬ ‫الذي يف�صلها عن جمهورية النيجر‪ ،‬من ال�شمال الغربي‬ ‫بوركينا فا�سو ومن الغرب توغو‪ ،‬ومن ال�شرق نيجرييا ومن‬ ‫اجلنوب املحيط الأطل�سي‪.‬‬ ‫الطبيعة واملناخ‬ ‫تنق�سم جمهورية بنني �إلى خم�س مناطق طبيعية‪ :‬املنطقة‬ ‫ال�ساحلية‪ ،‬وه�ضبتني مك�سيتني بال�سافانا‪ ،‬ومنطقة املرتفع‬ ‫الواقع يف ال�شمال الغربي‪ ،‬و�سهول النيجر اخل�صبة يف‬ ‫ال�شمال ال�شرقي‪ .‬وت�ضم الأرا�ضي املزروعة على طول‬ ‫ال�ساحل اجلنوبي م�ساحات �شا�سعة من غابات النخيل‬ ‫ومزارع جوز الهند‪ .‬وترتاوح الت�ضاري�س من �أرا�ض منب�سطة‬ ‫يف الغالب �إلى �سهول متموجة ت�ضم عددا من التالل‬ ‫واجلبال املنخف�ضة‪ .‬وت�شكل الأرا�ضي ال�صاحلة للزراعة‬ ‫جزءا �صغريا من امل�ساحة الكلية للبالد والتي تغطي الغابات‬ ‫�أكرث من ثلثها‪ .‬وي�سود البالد طق�س ا�ستوائي حار‪ ،‬ويتميز‬ ‫بف�صلني ممطرين وف�صلني جافني‪.‬‬ ‫مو�سم الأمطار الرئي�سي بني �أبريل ويوليو‪ ،‬مع فرتة �أق�صر‬ ‫�أقل كثافة من الأمطار من �أواخر �سبتمرب �إلى نوفمرب‪.‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫امل�ساحة‪ 110620 :‬كم‬ ‫ال�سكان‪ 10008749 :‬ن�سمة‬ ‫العا�صمة‪ :‬بورتو نوفو‬ ‫اللغة الر�سمية‪ :‬اللغة الفرن�سية‬ ‫العملة الوطنية‪ :‬فرنك الإفريقي‬ ‫اليوم الوطني‪� 1 :‬أغ�سط�س‬

‫مو�سم اجلفاف الرئي�سي هو من دي�سمرب �إلى �أبريل‪ ٬‬مع‬ ‫برودة اجلو واجلفاف لفرتة ق�صرية �أخرى من �أواخر يوليو‬ ‫�إلى �سبتمرب‪.‬‬ ‫نبذة تاريخية‬ ‫خ�ضعت بنني يف منت�صف القرن التا�سع ع�شر لال�ستعمار‬ ‫الفرن�سي‪ ،‬بعد ان كانت مملكة م�ستقلة ملدة مائتني وخم�سني‬ ‫عاما‪ .‬ويف عام ‪ 1960‬ح�صلت بنني على اال�ستقالل من‬ ‫فرن�سا‪� ،‬إال �أنها تعر�ضت خالل ال�سنوات التالية‪ ،‬لعدة‬ ‫انقالبات ع�سكرية وقع �آخرها عام ‪ .1972‬منذ �أواخر‬ ‫الثمانينيات مرت بنني مب�سرية تغريات دميوقراطية‬ ‫بلغت �أوجها عام ‪ ،1991‬حيث �أجريت فيها �أول انتخابات‬ ‫دميوقراطية متعددة الأحزاب‪ .‬وتعترب بنني من �أوائل‬ ‫الدول الإفريقية التي حتولت بنجاح ملمو�س من النظام‬ ‫الديكتاتوري �إلى النظام الدميوقراطي‪.‬‬ ‫االقت�صاد والتجارة‬ ‫ترتكز جمهورية بنني يف تطوير اقت�صادها �إلى حد ما على‬ ‫موقعها اال�سرتاتيجي على �ساحل غرب �إفريقيا وعلى باب‬ ‫العمالق نيجرييا الذي يوفر لها فر�ص تبادل جتاري يف �شتى‬ ‫املجاالت ومعرب بري ل�صادراتها للبلدان غري ال�ساحلية يف‬ ‫الإقليم‪ .‬كما تعتمد بنني على زراعة الكفاف والقطن‬ ‫وم�صنوعات املن�سوجات‪ ،‬وال�صناعات الغذائية‪ ،‬ومواد‬ ‫البناء‪ ،‬والأ�سمنت‪ ،‬ومنتجات النخيل‪ ،‬والكاكاو والذرة‪،‬‬

‫والفا�صوليا والأرز‪ ،‬والفول ال�سوداين والكاجو والأنانا�س‪.‬‬ ‫اال�ستثمار الأجنبي‬ ‫تخطط بنني جلذب املزيد من اال�ستثمار الأجنبي من �أجل‬ ‫املزيد من النمو مرتكز ًا على ال�سياحة وت�سهيالت الإدارية‬ ‫وت�شجيع التكنولوجيا اجلديدة للمعلومات واالت�صاالت‪ .‬كما‬ ‫�أعدت م�شاريع لتح�سني مناخ الأعمال من خالل �إ�صالحات‬ ‫لنظام حيازة الأرا�ضي‪ ،‬ونظام العدالة التجارية‪.‬‬ ‫بنني يف قائمة الرتاث العاملي‬ ‫�أدرجت ق�صور �أبومي امللكية يف بنني على قائمة الرتاث‬ ‫العاملي التابعة لليون�سكو منذ �أكرث من عقدين‪ .‬الق�صور‬ ‫امللكية يف �أبومية هي جمموعة من الهياكل الرتابية التي‬ ‫بناها �شعب فون يف الفرتة ما بني منت�صف القرن ال�سابع‬ ‫ع�شر و�أواخر التا�سع ع�شر‪ .‬وهو �أحد �أهم املواقع الرتاثية‬ ‫يف غرب �أفريقيا‪ .‬كانت املدينة محاطة ب�سور طيني يبلغ‬ ‫محيطه ‪� 6‬أميال حتوي ‪� 6‬أبواب‪ ،‬ومحمية بخندق يبلغ عمقه‬ ‫‪� 5‬أقدام مملوء بالنباتات ال�شائكة‪ .‬و�ضمن ال�سور توجد‬ ‫العديد من القرى مف�صولة باحلقول �إ�ضافة �إلى الق�صور‬ ‫والأ�سواق و�ساحة حيث تتواجد الثكنة الع�سكرية‪ .‬وهناك‬ ‫مواقع �سياحية �أخرى يف القائمة الإر�شادية ومن �ضمنها‬ ‫موطن العامية يف �شمال بنني‪ ،‬والأحياء القدمية والق�صر‬ ‫امللكي يف مدينة بورتو نوفو‪ ،‬وطريق �أويدا هذا ف�ض ًال عن‬ ‫بحريات و�شالالت وقرى ذات املناظر الطبيعية اخلالبة‪.‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪63‬‬


‫وجهة نظر‬ ‫عام جديد حافل باألحداث‬

‫مها عقيل‬ ‫رئيسة التحرير‬

‫إنهاء الحرب الدامية‬ ‫المأساوية في سوريا‬ ‫والصراع المؤلم في‬ ‫اليمن والفوضى‬ ‫العارمة في العراق‬ ‫طريقة أكثر فاعلية‬ ‫لمواجهة اإلرهاب‬ ‫وقطع إمداداته من‬ ‫القنابل البشرية‬

‫‪64‬‬

‫بدوي ظهور الرئي�س الأمريكي دونالد ترامب على ال�ساحة العاملية وولوجه معرتك ال�سيا�سة‪،‬‬ ‫ا�ست ّكت �أ�سماع العامل مطلع عام ‪ّ 2017‬‬ ‫فقد �أدى هذا الفائز‪ ،‬غري املتوقع الذي مل يكن �أحد يراهن عليه واملر�شح القادم من خارج ال�سياق والذي تعوزه التجربة ال�سيا�سية‪،‬‬ ‫اليمني الد�ستورية يوم ‪ 20‬يناير لي�صبح بذلك الرئي�س اخلام�س والأربعني للواليات املتحدة الأمريكية‪ .‬وعلى الفور‪ ،‬بد�أ الرئي�س‬ ‫اجلديد توقيع �أوامر تنفيذية للوفاء بالوعود التي قطعها على نف�سه خالل حملته االنتخابية‪ .‬وكان من �أ�شهرها ذلك الأمر التنفيذي‬ ‫الذي حظي بالتغطية الإعالمية الأو�سع و�أثار �سي ًال من ردود الفعل داخل الواليات املتحدة وحول العامل واملتعلق بحظر امل�سافرين‬ ‫والالجئني من �سبعة بلدان �إ�سالمية من دخول الواليات املتحدة‪ ،‬وذلك يف �إطار ت�شديد �إجراءات الفح�ص والتدقيق ملنع الإرهابيني‬ ‫من دخول البالد‪.‬‬ ‫بد�أ هذا العام بعمل �إرهابي مر ّوع �شهدته �إ�سطنبول برتكيا ع�شية ر�أ�س ال�سنة اجلديدة‪ ،‬فرتكيا ت�ست�ضيف �أكرب عدد من الالجئني‬ ‫الهاربني من �أهوال احلرب يف �سوريا‪ ،‬وتقدم ل�ضحايا احلرب والإرهاب ه�ؤالء امل�أوى واملالذ الآمن‪ .‬و�إذا كان الإرهابيون‪ ،‬الذين‬ ‫ال ينتمون �إلى �أي دين �أو جن�سية �أو عرق بعينه‪ ،‬يعزون ما ارتكبوه من �أفعال ال �أخالقية �إلى الدين‪ ،‬ف�إنهم بذلك �إمنا ي�ستخدمون‬ ‫الدين‪ ‬لتربير ت�صرفاتهم‪ ،‬ويجب �أ ّال يحملنا ادعا�ؤهم االنتماء‪� ‬إلى دين ما‪� ‬أن منار�س التمييز �ضد جميع �أتباع ذلك الدين و�أن ن�صبغ‬ ‫عليهم �صفة املذنب ب�سبب ذلك االنتماء‪.‬‬ ‫ويف الواقع‪ ،‬ين�ش�أ الإرهابيون يف كنف الظلم والف�ساد والفو�ضى والفقر واجلهل والعنف ويتغذون عليها‪ .‬ونحن �إذا مل نعالج الأ�سباب‬ ‫احلقيقية لذلك وق�صرنا تركيزنا بد ًال من ذلك على التدابري القائمة على رد الفعل وعلى ا�ستخدام القوة الع�سكرية‪ ،‬فلن نكون‬ ‫م�ؤهلني الجتثاث �ش�أفة الإرهاب‪� .‬إن �إنهاء احلرب الدامية امل�أ�ساوية يف �سوريا وال�صراع امل�ؤمل يف اليمن والفو�ضى العارمة يف العراق‬ ‫طريقة �أكرث فاعلية ملواجهة الإرهاب وقطع �إمداداته من القنابل الب�شرية‪� .‬إ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬ف�إنه من ال�ضروري مواجهة «الوقائع»‬ ‫التي ير ّوج لها الإرهابيون وم�ضامني خطابهم «االجتماعي» و «فتاواهم الدينية»‪ ،‬التي يتخذها قادة فكر اجلماعات الدينية �أداة‬ ‫للتغرير بال�شباب املحرومني املحبطني وال�ساخطني من �أجل ا�ستقطابهم لاللتحاق ب�صفوف هذه اجلماعات وارتكاب �أعمال �إرهابية‪.‬‬ ‫ومن ناحية �أخرى‪ ،‬ال بد من مواجهة تنامي امل�شاعر وال�سيا�سات املعادية للم�سلمني يف البلدان الغربية ويف �أماكن �أخرى‪ ،‬مثل ميامنار‬ ‫وجمهورية �إفريقيا الو�سطى‪ .‬ويف هذا ال�صدد‪ ،‬ال ت�ؤدي ت�صريحات ال�سيا�سيني يف الدول الغربية و�سيا�ساتهم املعادية واملناه�ضة‬ ‫للمهاجرين والالجئني بل وملواطني تلك البلدان من امل�سلمني �إ ّال �إلى تعزيز وت�أكيد مزاعم املتطرفني ب�أن الغرب هو عدو الإ�سالم‪.‬‬ ‫تعمق االنق�سام وانعدام الثقة بني �أفراد املجتمع من مخت ِلف الديانات‪ .‬و�إذا كانت‬ ‫كما �أن هذه ال�سيا�سات والت�صريحات من �ش�أنها �أن ِّ‬ ‫هناك م�شاكل تتعلق بالت�أقلم واالندماج فتنبغي معاجلتها ب�سيا�سات ت�ساعد على حتقيق ذلك بد ًال من انتهاج �سيا�سات تقوم على‬ ‫الإق�صاء والإبعاد‪.‬‬ ‫لقد �شكلت هذه الأحداث والق�ضايا محل تركيز منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وهي ق�ضايا �ستظل على ر�أ�س اهتماماتها‪ .‬لذلك‪،‬‬ ‫ا�ست�ضافت الأمانة العامة للمنظمة م�ؤمترين �أحدهما عن الو�ضع يف اليمن والآخر عن احلالة يف �سوريا‪ .‬وعقدت املنظمة كذلك‬ ‫م�ؤمتر ًا غاية يف الأهمية يف ماليزيا ب�ش�أن انتهاكات حقوق الإن�سان املر ّوعة �ضد �أقلية م�سلمي الروهينجيا يف ميامنار‪ ،‬وما تخ ّلفه تلك‬ ‫االنتهاكات من معاناة‪.‬‬ ‫وعقدت املنظمة �أي�ض ًا �أن�شطة وفعاليات ملواجهة الإرهاب الإلكرتوين‪ ،‬ومكافحة التمييز �ضد امل�سلمني‪ ،‬وعن دور و�سائل الإعالم‬ ‫يف مكافحة الإرهاب‪ ،‬والذي �صدر ب�ش�أنه قرار يف الدورة احلادية ع�شرة للم�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء الإعالم التي ُعقدت يف جدة‬ ‫يف دي�سمرب ‪ .2016‬ويعك�س هذا القرار اجلديد‪ ،‬الذي تقدمت به اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬تنامي اعرتاف جميع الدول الأع�ضاء‬ ‫ب�أهمية و�سائل الإعالم يف مواجهة الأيديولوجية املتطرفة وال�شاذة‪ ،‬وال�سيما من خالل و�سائل التوا�صل االجتماعي التي غدت �سالح ًا‬ ‫�إعالمي ًا مف�ض ًال لدى اجلماعات الإرهابية بفعل انت�شار هذه الو�سائل ومدى ت�أثريها‪.‬‬ ‫و�شهد م�ؤمتر وزراء الإعالم كذلك اعتماد قرارات �أخرى مهمة‪ ،‬كان من بينها قرار ب�ش�أن �صياغة ا�سرتاتيجية �إعالمية للمنظمة‬ ‫للت�صدي لظاهرة الإ�سالموفوبيا‪ ،‬و�آخر ب�ش�أن �إحداث جائزة دولية لو�سائل الإعالم والإعالميني‪ ،‬وقرار ب�ش�أن متكني املر�أة يف‬ ‫و�سائل الإعالم ومن خاللها مع �إ�صدار تفوي�ض ب�إن�شاء مر�صد ملنظمة التعاون الإ�سالمي للر�صد الإعالمي للمر�أة ي�سلط ال�ضوء على‬ ‫�إجنازات املر�أة وق�ضاياها واهتماماتها يف الدول الأع�ضاء يف مخت ِلف املجاالت‪.‬‬ ‫ويغطي هذا العدد من جملة منظمة التعاون الإ�سالمي كل ذلك وغريه من املو�ضوعات املتعلقة ب�ش�ؤون العامل واالقت�صاد وال�سياحة‬ ‫والتعليم وال�صحة والثقافة وحقوق الإن�سان‪.‬‬

‫مجلة المنظمة ـ ديسمبر ‪ -‬فبراير ‪2017‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬



‫أذربيجان تستضيف دورة‬ ‫ألعاب التضامن اإلسالمي الرابعة‬ ‫باكو‪ 22-12 ،‬مايو ‪2017‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.