TQA Dec-Jan 2017

1

2

‫سياحة وسفر‬ ‫ديسمرب ‪ -‬يناير ‪٢٠١٧‬‬

‫الصورة جواكيم سكيلدسين‬

‫رفم الصفحة ‪42‬‬ ‫إطاللة على منظر جميل‪:‬‬ ‫غرفة جلوس الفنان بن عبد‬ ‫اهلل‪ ،‬حيث استقبل شخصيات‬ ‫معروفة مثل ميشيل‬ ‫فوكولط‪ ،‬وجاكي كنيدي‬ ‫أوناسيس‪ ،‬تؤكد تاريخ البالد‬ ‫الحضري والبوهيمي‪.‬‬

‫إبــداعــــات‬ ‫‪ - 34‬العودة إىل زمن الفن الجميل‬ ‫يعمل الفنان القطري املتفرد عيل عبدالستار منذ‬ ‫زمن طويل عىل تحديث وتطوير األغنية القطرية‬ ‫والخروج بها إىل فضاءات أوسع وأماكن أرحب‬ ‫للوصول إىل أناس أكرث ليستحق عن جدارة لقب‬ ‫سفري األغنية القطرية‪.‬‬

‫‪ - 4٨‬ف ـ ـ ــي القط ـ ـ ـ ـ ــار‬ ‫ما هي أفضل طريقة لفهم النواحي امللحمية‬ ‫والعظمة الجامحة يف التاريخ االستعماري الدموي‬ ‫للقارة اإلفريقية؟ اإلجابة هي‪ :‬رحلة عىل القطار‪،‬‬ ‫تمر بالطبع ليس فقط عىل اليابسة‪ ،‬ولكن عرب‬ ‫الزمن وداخل مايض مسكون باألشباح‪.‬‬

‫‪ - 3٨‬ثورة عىل ساحل البحر‬ ‫النظر إىل تونس من خالل أعني فنانيها ومثقفيها‬ ‫يعني اإليمان باألمل الذي يتعدى الحدود الثقافية‬ ‫والتاريخية والسياسية‪.‬‬

‫الغالف من تصوير‪ :‬جيسون الركين‬

‫‪4‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫المحتـــويـــات‬

‫رفم الصفحة ‪27‬‬ ‫أدخلوا المزيد من الضوء‪:‬‬ ‫بارنيز‪ ،‬أسفل‪ ،‬تستخدم‬ ‫ما كان في يوم من األيام‬ ‫كنيسا يهوديا كأستوديو‬ ‫رئيسي لها يضم قطعا‬ ‫من أعمالها المصنوعة‬ ‫بأسلوبها الخاص في‬ ‫الحبك َّ‬ ‫واللي والتضفير‬ ‫والتدوير غير المنتظم‪.‬‬

‫رقم الصفحة ‪16‬‬ ‫منزل المزرعة‬ ‫الرئيسي في‬ ‫كومبسهيد‪.‬‬

‫لمحــــــة‬ ‫‪ - ٧‬نهاية االسرتخاء‬

‫الجـــــودة‬ ‫‪ - ٢3‬غريزة أساسية‬

‫يف العالم املجرد من الزخارف يف متجر كريس‬ ‫يأيت الجمال من معرفة متى تتوقف بالضبط‬ ‫‪ - ٢٥‬اليشء املميز‬

‫‪ - ٢٧‬عقدة يف الزمن‬ ‫كيف ألهم كنيس يهودي يعود إىل القرن‬ ‫التاسع عشر دانا بارنيز أن تبتكر فنا من عالم‬ ‫آخر من األلياف الطبيعية‪.‬‬

‫أس َّرة وموزة‬ ‫‪ِ -٩‬‬ ‫الشهر القادم سوف يزيح فندق باركز بالم سربينجس‬ ‫‪ Parker Palm Springs‬الذي يعود تاريخه إىل حقبة‬ ‫الخمسينيات من القرن املايض اللثام عن تجديدات من‬ ‫أعىل إىل أسفل‪ ،‬باإلضافة إىل موزة عمالقة طولها ‪٧‬‬ ‫أقدام من الربونز منصوبة حاليا عىل ميدان العشب‪.‬‬ ‫‪ - ١٠‬سحر اللمعان‬ ‫ليبتكر خطا جديدا من املنتجات لشركة الكر‬ ‫لـِجيمس لوثر يبقى بني بنرتيث مالك معرض بينرتيث‬ ‫آند هول ‪ Pentreath& Hall‬يف لندن ومصمم‬ ‫وليام وكيت‪ ،‬وفيا لسمعته يف عدم يل ذراع التصميم‬ ‫الربيطاين الكالسييك‪.‬‬ ‫‪ - ١٦‬العيش عىل الطبيعة‬ ‫يف حصاد جديد من إقامة متميزة يف مزرعة‪ ،‬ما يزال‬ ‫العيش عىل ما تخرجه األرض يعترب قمة الفخامة‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫من اليسار‪ :‬من إيريك وولفينغر ‪ ,‬تصوير إميليانو غرانادو‬

‫ُ‬ ‫ص ِنعت املجوهرات العظيمة لتلفت األنظار‪،‬‬ ‫ولكنها يف أيدي املصمم الفرنيس الشاب إييل‬ ‫توب تصبح نوعا من األسرار الفنية‪ .‬توب ِّ‬ ‫املتألق‬ ‫أبوشنب‪ ،‬الذي ظل يصمم لسنوات حىل‬ ‫النفني ‪ Lanvin‬األنيقة‪ ،‬يصمم اآلن الكثري‬ ‫من املجوهرات الفاخرة التي تحمل اسمه بدقة‬ ‫ميكانيكية تسمح ملن يلبسها أن يغري شخصيته‬ ‫بشكل واضح وبسهولة مثلما يفعل الطاووس‪.‬‬

‫الحلبـــــــة‬

‫عندمــا كنــت يف الثانيــة والعشري ــن م ـ ــن عمري اعتـ ــدت‬ ‫أن أحلم بالذهـاب إىل منتجــع مثــل الذي ف ــي روايــة‬ ‫الجب ــل السحــري “‪ ،”The Magic Mountain‬وأال‬ ‫أفعل شيئا سوى أن أجلس يف الشرفات وأنا متدثر‬ ‫بملفحة للوقاية من الربد‪.‬‬

‫مميزات العصر‬

‫نهاية االسترخاء‬

‫المسافة بين الثواني ‪ 36×36 ””The Space Between The Seconds‬بوصة‪ ،‬زيت على القماش “‪ ،”Oil On Canvas‬الفنان إيريك زينر‬

‫بقلم سادي ستين‬

‫عندم ـ ـ ــا كنـ ـ ـ ــت يف الثانيـ ـ ــة والعشري ـ ــن م ـ ــن عمري اعتـ ــدت أن أحل ـ ـ ــم‬ ‫بالذه ـ ـ ـ ـ ــاب إىل منتج ـ ـ ـ ـ ــع مثـ ـ ـ ـ ـ ــل الذي ف ـ ـ ــي روايـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الجبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل السحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــري‬ ‫“‪ ،”The Magic Mountain‬وأال أفعل شيئا سوى أن أجلس يف‬ ‫الشرفات وأنا متدثر بملفحة للوقاية من الربد وأذهب إىل الطبيب‬ ‫متجنبا متاعب العالم الحقيقي ألظهر مرة أخرى بعد فرتة وأنا أكرث‬ ‫تألقا وسعادة وصحة‪ .‬اآلن بدأت أشعر أن ذلك كان نوعا من التنبؤ‬ ‫الصحيح بالغيب‪ .‬عرب عشرات السنني كنا نمارس مجموعة كبرية من‬ ‫التمارين والتقاليد‪ ،‬ولكن فكرة أننا نستطيع التحسن – من حيث التفكري‬ ‫أو الجسم أو الروح – ظلت قائمة‪ ،‬وكون أنه أصبح باإلمكان تحقيقها‬ ‫باملال ويف حصة مخصصة من الوقت‪ ،‬أصبحت بشكل متزايد لها شعبية‬ ‫بني جيل تربى يف وقت ترافقت فيه اتجاهات البساطة والتطرف كما هو‬

‫الحال يف عالم املوضة والتصميم‪ ،‬ويطالب برفع سقف تطلعاته وتوثيق‬ ‫تحرره من العالم بشكل واضح‪ .‬إذا كانت األشياء يف يوم من األيام‬ ‫مؤشرا عىل األمن فإن مجرد غيابها – غياب الغبار واألثاث وشحوم‬ ‫البدن واألفكار املنحرفة – يحدد التطلعات‪ .‬ممارسة باهرة للعودة إىل‬ ‫الطبيعة يف نكران للذات غايل الثمن أصبحت هي الطريقة املنطقية‬ ‫لقضاء وقت الفراغ‪ .‬نحن نعيش يف عصر ذهبي من إجازات الصحة‪،‬‬ ‫نوع من املنتجعات الهجني‪ ،‬مراكز تدريب عسكرية‪ ،‬منتجعات صحية‬ ‫وجلسات عالج متنقلة َت ِعد مقابل أجرة السكن والطعام أن تنعش‬ ‫الجسم والعقل وتعيدك إىل حياتك وأنت أكرث صحة وعافية وحيوية‪.‬‬ ‫برافاسا ‪ ،Pravassa‬وهي شركة سياحية متخصصة يف رحالت‬ ‫الصحة‪ ،‬تلخص فلسفتها الخاصة يف كلمات‪َّ :‬‬ ‫تنفس‪ ،‬ج ِّرب‪ ،‬تح َّرك‪،‬‬

‫تشغيل المخ‬ ‫لتحقيق االستنارة‪:‬‬ ‫لم تعد اإلجازات‬ ‫تعني قضاء وقت‬ ‫الفراغ في القراءة‬ ‫واالستمتاع بكوكتيل‬ ‫النهار‪ .‬اآلن هو عصر‬ ‫إجازات الرفاهية‪ ،‬نوع‬ ‫من جلسات العالج‬ ‫المستوحى من‬ ‫الموروثات الثقافية‬ ‫حيث يكون التركيز‬ ‫الذهني هو األساس‪،‬‬ ‫والهدف النهائي هو‬ ‫االستنارة‪.‬‬

‫ديسمبر ‪ -‬ينايـــــــر ‪٢٠١٧‬‬

‫‪9‬‬

‫المحتـــويـــات‬

‫لمحة من قطـــر‬

‫رفم الصفحة ‪20‬‬

‫‪ - ١٨‬الضوء الذي يوحي‬

‫حياة األب في لحظات‪:‬‬ ‫أهم الصور التي التقطت‬ ‫لسمو األمير األب الراحل خالل‬ ‫فترة حكمه لدولة قطر‪.‬‬

‫زينب الهاشمي من جيل املصممني الجدد الذين ال‬ ‫يربطوا أعمالهم بخامة أو مكان أو وسيط معني‪.‬‬ ‫تعاونت زينب مؤخرا مع شركة سواروفيسيك‬ ‫‪ Swarovski‬البتكار تركيب تفاعيل مكاين يهدف‬ ‫إىل إبراز قيمة املواد التي صنع منها وشحْ ذ خيال‬ ‫الناس الذين من حوله ويحاولون فك ألغازه‪.‬‬ ‫‪ - ٢٠‬لحظات تخليد األب الراحل‬ ‫افتتح سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاين‬ ‫معرض “لحظات” والذي نظمته شركة السالم‬ ‫العاملية‪ ،‬بهدف إثراء مراسم االحتفال باليوم‬ ‫الوطني ‪ ١٨‬ديسمرب‪ ،‬من خالل إضافة بُعد ترايث‬ ‫وحضاري عريق مُ ستوحى من تاريخ الدولة‪ ،‬وذلك‬ ‫يف ذي جيت مول قاعة “امليسلون”‪.‬‬

‫الجودة من قطر‬ ‫‪ - ٢٦‬أناقة فضية ثمينة‬ ‫أسرت ‪ Oris Divers Sixty-Five‬الكالسيكية‬ ‫مخيلة مقتني الساعات يف ظرف وجيز منذ إطالقها‬ ‫العام املايض‪ .‬واآلن أضافت أوريس إصدار الساعات‬ ‫املزودة بقرص فيض إىل هذه املجموعة املتألقة‪،‬‬ ‫لتعكس اإلشعاعات الرباقة العاكسة لسطح‬ ‫املحيط‪.‬‬

‫الناشـر ورئيس التحرير‬ ‫يوسف بن جاسم الدرويش‬ ‫العضو املنتدب‬ ‫جاسم بن يوسف الدرويش‬

‫مراسل صحفي أول‬ ‫أشواريا موريت‬ ‫كرتينا هودورو‬ ‫اريت موهان‬ ‫اودين ناج‬ ‫‪--------------------‬‬‫مدير القسم الفني‬ ‫فينكات ريدي‬

‫املدير‬ ‫د‪.‬فيصل فؤاد‬ ‫‪--------------------‬‬‫مدير التحرير‬ ‫سندو ناير‬

‫نائب مدير القسم الفني‬ ‫حنان أبو صيام‬

‫نائب املحرر‬ ‫ازدهار إبراهيم عيل‬

‫مساعد مدير القسم الفني‬ ‫أيوش أندراجيت‬

‫كبري املراسلني‬ ‫كريم إمام‬

‫مصمم جرافيك أول‬ ‫ماهيش ريدي‬

‫الحلبة من قطر‬ ‫‪ - 3٠‬الكشف عن األسرار املخفية‬ ‫ال يعي العديد من زوار املتاحف حول العالم كمّ العمل الهائل املبذول يف ترميم واحياء‬ ‫وإعادة بعض املعروضات األثرية إىل الحياة م ّرة أخرى عرب مجموعة من التقنيات املعقدة‬

‫مصور فوتوجرايف‬ ‫روبرت التيمريانو‬ ‫‪--------------------‬‬‫مدير التسويق‬ ‫ساكاال ايه ديرباس‬ ‫مساعد مدير التسويق‬ ‫دنزيتا سيكويريا‬ ‫سوين فيالت‬ ‫أنيس منصوري‬ ‫ماتيوس جرييان‬ ‫نيشاد إن بي‬ ‫‪--------------------‬‬‫مسئول أول الفعاليات‬ ‫غزالة محمد‬ ‫‪---------------------‬‬

‫محاسب أول‬ ‫براتاب تشاندرن‬ ‫‪--------------------‬‬‫العالقات العامة‬ ‫إسالم املحالوي‬ ‫‪--------------------‬‬‫مسؤول توزيع أول‬ ‫بيكرم شرستا‬ ‫فريق التوزيع‬ ‫ارجون تيميلسينا‬ ‫بيمال راي‬

‫الناشـر‬

‫مجلة أسلوب الحياة‬ ‫من نيويورك تايمز‬

‫مدير التحرير‬ ‫مينجو بارك‬

‫رئيس التحرير‬ ‫ديبورا نيدليمان‬

‫مدير التصوير‬ ‫نادية فيالم‬ ‫‪--------------------‬‬‫نيويورك تايمز‬ ‫خدمات األخبار‬

‫نائب رئيس التحرير‬ ‫ويتني فارجاس‬

‫املدير العام‬ ‫ميشيل قرين سبون‬

‫مدير املوضة‬ ‫جوي مكينا‬

‫نائب الرئيس‪،‬‬ ‫الرتاخيص وسندكيشن‬ ‫أليس تنق‬ ‫نائب الرئيس‪ ،‬املحرر التنفيذي‬

‫املدير اإلبداعي‬ ‫باتريك يل‬

‫نيويورك تايمز‬ ‫لخدمات األخبار‬ ‫وسينديكت‬ ‫نانيس يل‬ ‫‪--------------------‬‬‫اإلصدارات املرخصة‬ ‫مدير التحرير‬ ‫جوسفني سكميديت‬ ‫املحرر اإلداري‬ ‫جون هاسكينز‬ ‫‪--------------------‬‬‫املنسقون‬ ‫آيان كارلينو‬ ‫جريي كيصر‬

‫حقوق الطبع والنشر‬ ‫يت‪ ،‬مجلة أسلوب الحياة من صحيفة نيويورك تايمز‪ ،‬وشعار ‪ T‬هي عالمات تجارية لشركة نيويورك تايمز‪ ،‬نيويورك‪ ،‬الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬وتستخدم بموجب ترخيص ممنوح لشركة املها للدعاية واإلعالم يف قطر‪ .‬املحتوى مستنسخ من مجلة يت ألسلوب الحياة نيويورك‬ ‫تايمز‪ ،‬وحقوق الطبع والنشر كلها محفوظة لشركة نيويورك تايمز و ‪ /‬أو املساهمني فيها ‪ . ٢٠١3‬وجهات النظر واآلراء الواردة يف ‪ T‬قطر ال تعرب بالضرورة عن شركة نيويورك تايمز أو وجهة نظر املساهمني فيها‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫الصور مقدمة من متاحف قطر‬

‫شـركة المها للدعاية واإلعالن ذ‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫ص‪.‬ب‪ 3٢٧٢ :‬الدوحة ‪ -‬قطــر‪ .‬هاتف‪ 44٦٧٢١3٩ :‬أو ‪ 44٥٥٠٩٨3‬أو ‪ 44٦٧١١٧3‬أو ‪ . )٩٧4+( 44٦٦٧٥٨4‬فاكس‪ . )٩٧4+( 44٥٥٠٩٨٢ :‬بريد إلكرتوين‪qtoday@oryxpublishing.com :‬‬

‫لمحة‬

‫من هنا وهناك‬ ‫كوكتيل ثقايف‬

‫من أعلى‪ :‬ويني أو ‪ ، Winnie Au‬مورا ماكيفوي ‪ ،Maura Mcevoy‬ويني أو ‪ ، Winnie Au‬و آني كوستيللو براون ‪ ،‬سيلين ‪ ، Céline‬سونيا بوياجيان‬ ‫‪ ، Sonia Boyajian‬اورلي جينجر ‪ Orly Genger‬من تصميم جاكلين ماير ‪ ،‬ربيكا دي رافينيل ‪،‬‬

‫مفتوح للحجز اآلن‬

‫ِأسرَّة وموزة‬

‫الشهر القادم سوف يزيح فندق باركز بالم سربينجس ‪ Parker Palm Springs‬الذي يعود تاريخه‬ ‫إىل حقبة الخمسينيات من القرن املايض اللثام عن تجديدات من أعىل إىل أسفل‪ ،‬باإلضافة إىل موزة‬ ‫عمالقة طولها ‪ ٧‬أقدام من الربونز منصوبة حاليا عىل ميدان العشب‪ .‬املصمم جوناثان آدلر‪ ،‬الذي تضم‬ ‫امرباطوريته الفنية الواسعة الخزف واألثاث واإلضاءة وحتى حقائب اليد‪ ،‬يقول عن أول دخول له يف‬ ‫عالم النحت‪“ :‬أشعر بهذه الرغبة الجامحة يف أن أفعل شيئا خالدا ولكن أيضا له معنى‪ ،‬ومستفزا يف عالم‬ ‫إنستغرام”‪ ( .‬بالطبع القشور التي تقوم بدور املقعد تبدو جاهزة اللتقاط الصور املقربة التي يمكن تداولها‬ ‫عىل وسائل التواصل االجتماعي)‪ .‬ولكن قد يكون آدلر بهذا القول يصف أيضا بقية الفندق الذي جدده‬ ‫بطريقته املرحة غري القابلة للتقليد يف التصميم‪ .‬بالنظر إىل ازدياد شعبية املدينة ال يجد املسافرون قلة يف‬ ‫الخيارات بني الفنادق‪ ،‬لذلك اختار أن يجعل هذا الفندق “الخيال املثايل ملا يجب أن يكون عليه فندق باركز‬ ‫بالم سربينجس ‪.” Parker Palm Springs‬‬ ‫‪ - theparkerpalmsprings.com‬جون ووغان‬

‫سوق صغيرة‬

‫أقراط‬ ‫هندسية‪،‬المعة‬ ‫وجسورة‬ ‫من أقصى اليسار‪ :‬آني كوستيللو براون‬ ‫‪ 799 :Annie Costello Brown‬ريال قطري‪،‬‬ ‫سيلين ‪ 2 .373 :Céline‬رياال قطريا‪ ،‬سونيا‬ ‫بوياجيان ‪ 183 :Sonia Boyajian‬رياال قطريا (تباع‬ ‫مفردة) | اورلي جينغير ‪ Orly Genger‬من‬ ‫تصميم جاكلين ماير‪ 712 :‬رياال قطريا‪ ،‬ربيكا‬ ‫دي رافينيل ‪ Rebecca de Ravenel‬تصميمات‬ ‫متشابهة‪ 1 .186 :‬رياال قطريا‪.‬‬

‫ديسمبر ‪ -‬ينايـــــــر ‪٢٠١٧‬‬

‫‪11‬‬

‫لمحـــــة‬

‫مميزات العصر‬

‫ُّ‬ ‫التطلع‪ .‬ممارسة‬ ‫إذا كانت األشياء معيارا لألمن فإن غيابها اآلن يعني‬ ‫باهرة للعودة إىل الطبيعة يف نكران للذات عايل التكلفة أصبحت هي‬ ‫الطريقة املنطقية لقضاء وقت الفراغ يف العام ‪. ٢٠١٦‬‬

‫ِّ‬ ‫شغـ ـ ـ ـ ــل مخـ ـ ـ ــك‪ ،‬تغ ـ ـ ـ َّـذى جي ـ ـ ـ ـ ــدا‪( .‬مرك ـ ـ ــز كريبال ـ ـ ــو لليوغـ ـ ـ ــا والصح ـ ـ ـ ــة‬ ‫“‪ ،”Kripalu Center for Yoga & Health‬وهو منتجع للعافية‬ ‫يف نيو إنغالند‪ ،‬لديه نفس الفلسفة مع اختالف بسيط يف الشعارات‬ ‫تنفس‪ ،‬تواصل‪ ،‬تح َّرك‪ ،‬اكتشف‪َّ ،‬‬ ‫وهي‪َّ :‬‬ ‫تألق)‪ .‬رحلة ملدة ‪ ١٠‬أيام إىل‬ ‫تايالند مع برافاسا ‪ Pravassa‬تشمل دليلة سياحية – تعمل بالنهار‬ ‫كمعالِجة نفسية لتشغيل املخ يف اطالنتا – إىل جانب حج إىل املعابد‬ ‫يف الفجر‪ ،‬وبتعبري أكرث تجريدا‪ ،‬تتيح لك إمكانية أن تعود بكل ذلك‬ ‫النشاط الذهني معك إىل منزلك‪ .‬الصور التي يأخذها اإلنسان لنفسه‬ ‫بالهاتف الجوال ليست مسموحا بها فحسب‪ ،‬بل تجد تشجيعا من‬ ‫منظمي هذه الرحالت‪.‬‬ ‫ما الذي يمكن أن يكون قد حدث للكتاب الجيد وكأس املارتيني؟‬ ‫إذا كانت فكرة الناس يف املايض القريب عن اإلجازة تستحضر‬ ‫صورا ملنتجعات الكاريبي وحفالت الرقص‪ ،‬فإن فكرة أخذ إجازة‬ ‫كوسيلة لتحسني الذات ما تزال لها سوابق ملموسة‪ ،‬ألنه طاملا‬ ‫بقي األمريكان يعملون لساعات منتظمة سوف يظل الكثري منهم‬ ‫يحاولون االستفادة روحانيا من إجازاتهم‪ .‬كمــا توضح سيندي آرون‬ ‫يف كتابها الوايف “الع ـمـ ــل أثن ـ ــاء اللع ـ ــب‪ :‬تـ ــاريخ اإلج ـ ــازات يف الواليـ ــات‬ ‫املتحـ ــدة” “‪Working at Play: A History of Vacations in the‬‬ ‫‪ ،”United States‬فإن املفهوم الحديث لإلجازة كان يف البداية يخص‬ ‫األغنياء بالدرجة األوىل‪ ،‬وكان مرتبطا بقوة بفكرة اكتساب الصحة‪.‬‬ ‫املراكز مثل نياجارا أو ساراتوغا كانت منتجعات طبيعية حيث الهواء‬ ‫واملاء خاليان من التلوث‪ ،‬وكانت كذلك خالية من أوساخ (وزحمة)‬ ‫املدن‪ .‬يف منتصف القرن التاسع عشر ظهرت فئة من موظفي املكاتب‬ ‫وأخذت بالتدريج ِّ‬ ‫تغري املنتجعات التي كانت يف يوم من األيام خاصة‬ ‫بفئة معينة من الناس إىل وجهات أكرث ديمقراطية تركز أكرث عىل‬ ‫االستمتاع كما نعْ ِرفه اليوم‪ .‬مفهوم أن تكون االسرتاحة مخصصة‬ ‫للمرح فقط جاء فيما بعد‪ .‬املنتجعات الروحية كانت أقل رفاهية‪،‬‬ ‫وعندما تحمل صبغة دينية (كما هو الحال مع الكثري منها يف القرنني‬ ‫التاسع عشر والعشرين) تكون أكرث صحة‪ .‬اإلجازات الصحية الجديدة‬ ‫نوع من االستجابة النشطة للحركات مثل شوتوكوا ‪Chautauqua‬‬ ‫التي أسسها أتباع طائفة امليثوديون املسيحية يف القرن التاسع عشر‬ ‫ُّ‬ ‫التعلم املستمر والنمو الروحي‪ .‬يف املجمعات الجميلة كان‬ ‫لتشجيع‬ ‫الرواد يستطيعون‪ ،‬وبالطبع ما يزالون باستطاعتهم حضور الدروس‬ ‫واالستماع إىل املوسيقى واملواعظ الدينية‪ .‬أما بالنسبة للعديد من‬ ‫األمريكان الذين ينتمون إىل الطبقة الوسطى فقد كانت الفرصة‬ ‫ُّ‬ ‫التعلم واالتصال بالطبيعة واملجتمع املهذب والنقي – يف‬ ‫ملواصلة‬ ‫غياب الشرور مثل الكحول أو الرقص – تعترب رفاهية دون شك‪ ،‬ولكن‬ ‫املثقفني مثل سينكلري لويس‪ ،‬وإتش إل مينكني سخِ روا من حماس‬ ‫ُّ‬ ‫التعلم‬ ‫الجماعات مثل شوتوكوا‪ ،‬حيث وصف لويس هذه الطريقة يف‬ ‫والتي تقوم عىل االستكشاف بأنها “ليست سوى الريح والهشيم ‪.....‬‬ ‫وضحكات األجالف”‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫لويس محظوظ أن أولئك الشوتوكانيني األوائل لم تكن عندهم‬ ‫هواتف ذكية ينشرون ثقافتهم من خاللها‪ .‬ولكن للمفارقة نجد أن‬ ‫إجازة الصحة يف شكلها الحايل أكرث عرضة للسخرية بسبب وجود هذه‬ ‫الهواتف أيضا‪ .‬وكما كان الحال دائما فإن الروحانية زائد املال تشكالن‬ ‫هدفا مستباحا‪ ،‬ولكننا البد أن نضيف أنه ال يشء يف الحقيقة يهم‬ ‫اليوم ما لم يكن الجميع شهودا‪ .‬إذا كان هناك منتجع لالستنارة يف‬ ‫غابة ولم يكن هناك من يصور عن طريق اإلنستاغرام شروق الشمس‪،‬‬ ‫فهل يكون له وجود يف الحقيقة؟ فكرتنا عن الروحانية وتشغيل املخ‬ ‫تشمل أيضا محاولة حماية هذه األفكار عن طريق تجسيدها يف صور‬ ‫من اللياقة البدنية وعصائر الفواكه الطازجة ذات األطياف املتداخلة‬ ‫من األلوان والنساء ذوات األجساد املتجانسة الاليت يظهرن يف هيئات‬ ‫شبحية موحية عىل خلفيات طبيعية خالبة‪.‬‬ ‫إذا كانت هذه الصورة عالمة عىل الرقي والتميز فال بأس‪ .‬معتنقو‬ ‫مذهب اإلنسانية الذين أسسوا حركة إيسالني ‪ Esalen‬كانوا‬ ‫حريصني فعال عىل نشر فكرة بأن منتجع بيج سري ‪ Big Sur‬يجب أن‬ ‫يُعترب مثال أعىل أو عنوانا للمتحضرين الذين يقومون برحالت النهار‬ ‫الروحية (أو نتيجة غري حاسمة يف إحدى حلقات مسلسل املجانني‬ ‫‪ )Mad Men‬كعالمة عل أهميته‪ .‬ومع دخول األفكار التي يبثها مثل‬ ‫الجزء الذي يحمل عنوان “الصالة” يف كتاب اليزابيث غيلبريت الشهري‬ ‫يف السياق الثقايف العام عن فقدان الصالة لطهارتها ونقائها ‪ -‬عندما‬ ‫ترتبط دون فكاك بالرأسمالية ‪ -‬يكون من السهل علينا‪ ،‬نحن الذين‬ ‫نفكر مثل لويس‪ ،‬أن نسخر منها‪ .‬أنا عىل كل حال شعرت باألثر‪،‬‬ ‫ألنني أمام جميع املمارسات الروحية‪ ،‬وجميع الرحالت‪ ،‬وجميع‬ ‫جلسات اليوغا مع شروق الشمس‪ ،‬وجميع التطهري الداخيل الذي‬ ‫أشعر به‪ ،‬عندما أصل إىل كل ذلك‪ ،‬ومع خيااليت يف الطفولة عن‬ ‫املنتجعات واملصحات‪ ،‬ال يتوجب عيل أن أتخذ الكثري من القرارات‪.‬‬ ‫نفس اليشء ينطبق عليك‪ :‬فإجازات الصحة ُت َّ‬ ‫خطط لك‪ ،‬وي َّ‬ ‫ُخصص‬ ‫َ‬ ‫لك املرافقون‪ ،‬ويتم كذلك اختيار قائمة الطعام لك‪ .‬حتى نف َسك‬ ‫ي َ‬ ‫ُمىل عليك‪ .‬نحن نتوق بشدة إىل التوجيه‪ ،‬العجز هو يف الحقيقة‬ ‫قمة الرفاهية‪ ،‬فلسفة دخلت اآلن يف السياق العام‪ ،‬ومع ذلك‬ ‫نأخذ األمر بطريقة أخرى‪ ،‬أن تدفع لآلخرين ليخدموك لتشعر أنت‬ ‫بالرضا عن نفسك‪ ،‬ولكن ملاذا يجب أن يُالم أي شخص يريد أن يصلح‬ ‫نفسه بمعنى الكلمة؟ كارل ليغرفيلد يرى أن التمارين واإلجازات‬ ‫شيئان من أشياء كثرية يحتقرها‪ .‬واألكرث غرابة أين سمعت يف مرة‬ ‫فرينر هريزوغ يف حديث له يرفض فيه فكرة ممارسات اليوغا ويقول‬ ‫عنها “إنها ليست من ثقافتي”‪ .‬من الواضح أنه بالنسبة لهذا املخرج‬ ‫األملاين املسن أن هناك مقتا متأصال فيه لفكرة أن تمارس عمال قديما‬ ‫وتقوم ببعض الرحالت ِّ‬ ‫املكلفة وتسمي نفسك متحضرا‪ .‬ومرة أخرى‬ ‫فقد أعطانا األملان رواية الجبل السحري واآلن يستضيف املنتجع‪،‬‬ ‫الذي بنى عليه مان فكرة منتجعه الخيايل‪ ،‬املشاركني يف املنتدى‬ ‫االقتصادي العاملي يف دافوس‪.‬‬

‫لمحة من قطر‬

‫الماضي التليد‬

‫نظمت فعاليات “درب الساعي” التي أقيمت ضمن احتفاالت الدولة باليوم الوطني الذي وافق الثامن عشر من‬ ‫ديسمرب‪ ،‬وأقيمت هذا العام تحت شعار “مطوعني الصعايب”‪ .‬استمتع الحضور باألغاين الوطنية التي صاحبت‬ ‫رفع العلم الوطني عىل أرض الدرب إيذانا بانطالق الفعاليات يف يوم الخميس ‪ ٨‬ديسمرب والتي استمرت حتى‬ ‫يوم ‪ ٢٠‬ديسمرب املايض‪ .‬أقيم مسري درب الساعي بمشاركة الخيول العربية األصيلة والهجن‪ .‬وتم انطالق فعاليات‬ ‫الدرب بطريقة غري مسبوقة‪ ،‬وذلك من خالل حافلتني مدرسيتني يقودهما الفنانان القطريان القديران صالح‬ ‫املال وغانم السليطي‪ ،‬األوىل قديمة‪ ،‬والثانية حديثة ـ يف داللة عىل التعليم قديما وحديثا‪ ،‬ويلتقيان عند ساحة‬ ‫العلم‪ ،‬حيث يهبط طلبة كلتا املدرستني ويشكالن صفني متوازيني ليشاركوا يف مراسم رفع العلم‪ .‬ويرجع إطالق‬ ‫هذا االسم عىل الفعالية نسبة إىل “درب الساعي”‪ ،‬وهو الطريق الذي استخدمه املناديب الذين ائتمنهم املؤسس‬ ‫الشيخ جاسم بن محمد بن ثاين (طيب الله ثراه)‪ ،‬عىل رسائله وتوجيهاته الداخلية والخارجية‪ ،‬وقد تميز هؤالء‬ ‫الرجال بالوالء والطاعة والشجاعة والفطنة للقيام بهذا الدور الهام‪ ،‬يف أصعب األوقات وأخطرها‪.‬‬

‫النحافة للمرأة األنيقة‬

‫أطلقت كونكورد ‪ Concord‬إصدارا خاصا من‬ ‫‪ Delirium Lady‬تكريما للتشكيلة األسطورية التي‬ ‫رسخت اسم كونكورد يف صناعة الساعات السويسرية‬ ‫ّ‬ ‫بتصنيع أنحف ساعة يف العالم‪ .‬عقب عشر سنوات من‬ ‫إنتاج ألحدث أشقائها‪ ،‬تأيت ‪Delirium Lady 2016‬‬ ‫مصنوعة من الذهب الوردي الالمع عيار ‪ ١٨‬قرياطا‪ ،‬مع أو‬ ‫بدون ماسات رائعة تحيط بعلبتها املستطيلة الكالسيكية‬ ‫والتي تشع مزيدا من التطور‪ .‬تتألق ميناء فضية اللون‬ ‫باختيار عقارب عصا ذهبية متباينة ورومانية أنيقة بشكل‬ ‫رائع بحزامها األسود األنيق من جلد التمساح‪ .‬تعمل‬ ‫هذه الساعة األيقونية بعيار حركة كوارتز ‪ ETA‬ويمكنها‬ ‫مقاومة تسرب املياه حتى ‪ 3٠‬مرتا‪.‬‬ ‫وكميزة إضافة ال تقبل الجدل‪ ،‬تظهر‬ ‫‪ Concord Delirium Lady 2016‬يف نسخة مكررة‬ ‫أنيقة وأقوى قطرها ‪ 3.3‬مللم والتي ترافق النساء يف كل‬ ‫األنشطة الرتفيهية التي تفضلها‪.‬‬

‫في اتجاه حركة عقارب الساعة من أعلى اليسار‪ :‬آالصور مقدمة من ‪ :‬كونكورد ‪،Concord‬‬ ‫ودرب الساعي‪ ،‬و أي دبليو سي ‪،IWC‬‬

‫التناغم والرضا‬

‫قبل ‪ ٥٠‬عامً ا‪ ،‬ابتدعت أي دبليو يس شافهاوزن ‪ IWC Schaffhausen‬ساعات ذات‬ ‫أقراص زرقاء‪ ،‬لتطلق بذلك دار صناعة الساعات القائمة يف شمال شرق سويسرا موضة‬ ‫انتشرت يف عالم صناعة الساعات بأكمله‪ .‬الجدير بالذكر ّأنه تمّ إطالق قرابة ‪ ١٢٠‬موديال‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫الست وبدرجات‬ ‫خاصا محدودًا مز ّودًا بقرص أزرق‪ ،‬من مجموعات الساعات‬ ‫وإصدارًا‬ ‫مختلفة‪ ،‬منذ عام ‪ ١٩٦٧‬واليوم‪ ،‬تقدّ م أي دبليو يس أحدث إبداعاتها باللون األزرق‪،‬‬ ‫أال وهي ساعة ‪ Big Pilot’s Watch Annual Calendar‬املزوّدة بقرص أزرق وحركة‬ ‫زرقاء اللون‪ ،‬واملحدودة ب ‪ ٢٥٠‬قطعة‪Edition ”Le Petit Prince” .‬‬ ‫يرمز األزرق إىل ّاتساع السماء وأعماق البحار املبهمة‪ ،‬هو لون البعد والال نهاية‪ ،‬ويشعّ‬ ‫تناغمً ا ً‬ ‫ورضا وسالمً ا‪ .‬وتالقي الساعات ذات األقراص الزرقاء حاليًا رواجً ا كبريًا يف عالم‬ ‫املوضة‪.‬‬

‫ديسمبر ‪ -‬ينايـــــــر ‪٢٠١٧‬‬

‫‪13‬‬

‫من هنا وهناك‬

‫لمحة‬

‫فقط في الهند‬

‫أصنع أقمشتك املطبوعة بنفسك‬ ‫من أكرث ما يثري املشاعر يف زيارة الهند معرفة كرثة الذي ما يزال يُصنع‬ ‫باليد وفورا من املجوهرات إىل السجاد واألثاث‪ .‬ولكن إذا كنت فقط‬ ‫تشاهد فنانا وهو يبتكر ملفحة بناء عىل طلب فإن ذلك ال يكفي‪ ،‬فهناك‬ ‫شركة تتيح للسواح الفرصة يف أن يفعلوا ذلك بأنفسهم‪ .‬شركة إندجيا‬ ‫بيت ‪ India Beat‬التي يملكها برييت وفكتوريا داير وهما زوجان يكوِّنان‬ ‫فريقا لتنظيم الرحالت ويقيمان ورشا تعمل ملدة نصف يوم يف طباعة‬ ‫األقمشة يدويا يف باغرو ‪ Bagru‬وهي قرية يف ضواحي جيبور ‪.Jaipur‬‬ ‫الزوجان يعمالن مع أسرة واحدة من الحرفيني الذين ظلوا يمارسون‬ ‫هذا الفن ألجيال والذين يساعدون الضيوف عىل اختيار تصميم‬ ‫(سواء كان تقليديا أو مبتدعا) وتشكيلة من األلوان (أطياف‬ ‫ً‬ ‫عادة)‪.‬‬ ‫من حمرة الطوب والنيلة هي األلوان املفضلة‬ ‫بعد التمرين عىل نموذج تجريبي من القطن يقوم‬ ‫املتدربون عىل الطباعة بطباعة تصميماتهم النهائية‬ ‫عىل قطعة من القماش القطني والحريري باستخدام‬ ‫قوالب خشبية مقطوعة يف أحجام حسب الطلب‪.‬‬ ‫الهدف هو‪ ،‬إىل جانب الرجوع بتذكار فريد‪ ،‬أن يعود‬ ‫الزوار بشعور عميق باالرتباط بثقافة املادة السائدة يف‬ ‫هذا البلد‪ .‬عن كل تصميماتها الفوضوية تقول فكتوريا‪:‬‬ ‫“تظل الهند املكان الذي ما تزال فيه اللحظات الحميمية هي‬ ‫األكرث خصوصية بني كل اللحظات”‪.‬‬ ‫من ‪ ٦3٩‬رياال قطريا‪ - indiabeat.co.uk ،‬هانيا ياناجيهارا‬

‫سحر اللمعان‬

‫توم ديالفان‬

‫‪12‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫في اتجاه حركة‬ ‫عقارب الساعة من‬ ‫أعلى‪ :‬لوثر في‬ ‫االستوديو الخاص به‪،‬‬ ‫قطع من مجموعة‬ ‫بين بينتريث‬ ‫‪Ben Pentreath‬‬ ‫الجديدة التي صنعها‬ ‫ل ِـ لوثر وتشمل صينية‬ ‫مخططة بخطوط‬ ‫زهرية ومدهونة‬ ‫بالورنيش ومرآة حائط‬ ‫بلونين ومنضدة سرير‬ ‫باألسلوب الجورجي‬

‫في اتجاه حركة عقارب الساعة من األعلى‪ :‬إنديا بيت‪ .‬الرسومات بريشة كونستانتين كاكانياس ‪ ،‬ليس‬ ‫بونبونس ‪ ،‬دونغ ركودو ‪ ،‬وينغ شان‬

‫ليبتكر خطا جديدا من املنتجات لشركة الكر لـِ جيمس لوثر يبقى بني بنرتيث مالك معرض‬ ‫بينرتيث آند هول “ ‪ ” Pentreath & Hall‬يف لندن ومصمم وليام وكيت‪ ،‬وفيا لسمعته‬ ‫يف عدم يل ذراع التصميم الربيطاين الكالسييك‪ .‬منضدة السرير املصممة عىل األسلوب‬ ‫الجورجي‪ ،‬عىل سبيل املثال‪ُ ،‬‬ ‫صنعت‬ ‫بلون زيتوين المع وداخل بزرقة مشوبة‬ ‫بالخضرة‪ .‬بذل الحرفيون يف ورشة لوثر‬ ‫جهدا كبريا يف وضع ‪ ١٥‬طبقة من النسغ‬ ‫املستخلص من األشجار يف كل قطعة‬ ‫وهم يصنفرون بني كل طبقة واألخرى‬ ‫ليحصلوا عىل ملعة كاملة يف النهاية‪.‬‬ ‫يقول لوثر‪“ :‬ال يشء يُقارَن مع عمق‬ ‫وغنى الورنيش الحقيقي”‪ .‬ويسمِّ ي‬ ‫ِ‬ ‫الدهانات املقلدة منه “بالوحل”‪.‬‬ ‫‪thelacquercompany.com‬‬

‫في اتجاه حركة عقارب الساعة من أعلى اليسار‪ :‬سماعة كريفنك آغرووف ‪ ، abchome.com - Kreafunk Agroove‬سماعة بيوبلي ايه ون ‪ ، beoplay.com - Beoplay A1‬سماعة بوص ساوند لينك كولور تو ‪ ، bose.com- Bose Soundlink Color II‬سماعة هارمان ‪ /‬كاردون‬ ‫أونيكس ستوديو ثري ‪ ،- harmankardon.com 3 Harman/Kardon Onyx Studio‬سماعة بريفن ‪ ، braven.com- Bravenn 805 -805‬سماعة ليف امستردام تيوب أوديو ‪ ، abchome.com - Leff Amsterdam Tube Audio‬سماعة سوني هير غو ‪ ،sony.com - Sony Hear Go‬سماعة‬ ‫يو إي بوم تو ‪. ultimateears.com - UE Boom 2‬‬

‫لمحة‬

‫تقرير السوق‬

‫سماعات متنقلة‬

‫تصاميم مدمجة تجعل من السهل كما لم‬ ‫يكن من قبل أن تسافر مع املوسيقى‬

‫تصوير‪ :‬ماري ميدا ويوجي اوبوشي‬

‫في اتجاه حركة عقارب الساعة من أعلى‬ ‫اليسار‪ :‬كريكفنك‪ 347 : Kreafunk‬ريال‬ ‫قطري‪ ،‬بي آند أو بلي ‪ 909 :B&O Play‬ريال‬ ‫قطري‪ ،‬بوص ‪ 475 :Bose‬ريال قطري‪،‬‬ ‫هارمان‪/‬كاردون ‪730 :Harman/Kardon‬‬ ‫ريال قطري‪ ،‬بريفن ‪ 657 :Braven‬ريال‬ ‫قطري‪ ،‬ليفت أمستردام ‪:Leff Amsterdam‬‬ ‫‪ 690‬ريال قطري‪ ،‬سوني ‪ 621 :Sony‬ريال‬ ‫قطري‪ ،‬التيميت إيرز ‪726 :Ultimate Ears‬‬ ‫ريال قطري‪.‬‬

‫ديسمبر ‪ -‬ينايـــــــر ‪٢٠١٧‬‬

‫‪15‬‬

‫لمحة من قطر‬

‫من هنا وهناك‬

‫عودة المبدعون‬

‫أناقة رياضية‬

‫تحت الرعاية الكريمة لسعادة الشيخة املياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاين‪ ،‬رئيس مجلس أمناء متاحف قطر‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مبدعا ومبدعة‪.‬‬ ‫استقبلت متاحف قطر دفعة جديدة من منتسبي برنامج “مطافئ‪ :‬مقر الفنانني”تتكون من ‪٢٠‬‬ ‫وتعود بدايات برنامج “مطافئ‪ :‬مقر الفنانني”‪،‬الذي يتخذ من مبنى مطافئ الدوحة القديم مق ًرا له‪ ،‬إىل مارس‬ ‫‪ .٢٠١٥‬ويهدف الربنامج إىل توفري ساحة للتبادل اإلبداعي ولدعم الفنانني املحليني إلنتاج أعمال إبداعية أصيلة‪،‬‬ ‫حيث يستقبل الربنامج مجموعة مختارة من الفنانني القطريني واملقيمني يف دورته الزمنية التي تمتد عىل مدار‬ ‫تسعة أشهر‪ .‬واختارت لجنة التحكيم املكونة من ‪ 4‬أعضاء عدد ‪ ٢٠‬فناناً لإلنضمام للربنامج من إجمايل أكرث من‬ ‫‪ ١٥٠‬طلبًا استقبلته متاحف قطر للمشاركة يف الربنامج‪.‬وتشكلت لجنة التحكيم من سعادة الشيخ عبدالله بن‬ ‫عيل آل ثاين‪ ،‬العضو املنتدب – مركز قطر للقيادات‪ ،‬ووسام صالح املانع‪ ،‬املدير التنفيذي ملجموعة املانع‪ ،‬والفنان‬ ‫القطري فرج دهام‪ ،‬وريس هيمزوورث رئيس قسم الرسم والطباعة يف جامعة فرجينيا كومنولث يف قطر‪.‬‬ ‫وتتألف املجموعة املتأهلة‪ ،‬والتي تضم ‪ ١٠‬قطريني‪ ،‬من فنانني من مختلف التخصصات بما يف ذلك الفن والتصوير‬ ‫والفيديو والتصميم والرسم والشعر‪.‬‬

‫ترتقي تشكيلة “سرتينا دي إي بوديوم‬ ‫كرونوغراف” باألناقة الرياضية إىل مستوى آخر‪،‬‬ ‫وذلك بفضل أرقامها الكبرية‪ ،‬وعناصرها املتباينة‪،‬‬ ‫وحلقتها الخارجية املصقولة‪ ،‬وتصميمها املُلفت‬ ‫ّ‬ ‫والجذاب‪ .‬وتتوفر ساعة “دي إس بوديوم‬ ‫كرونوغراف” بأربعة طرز مختلفة‪ ،‬ويتم تجميعها‬ ‫باستخدام املفهوم الشهري لألمان املضاعف‬ ‫‪ ،Double Security‬وتحتضن حركة‬ ‫‪ ™ETA Precidrive‬السويسرية الصنع داخل‬ ‫علبتها املصقولة واملطلية بالكامل باللون األسود‬ ‫بتقنية الرتسيب الفيزيايئ للبخار وبقياس ‪ 4١‬ملم‪.‬‬ ‫تتوفر ساعات “سرتينا” لدى محالت مجموعة‬ ‫“ريفويل” يف جميع دول مجلس التعاون‬ ‫الخليجي‪ ،‬األسعار يف قطر تبتديء من ‪١٨٩٥‬‬ ‫ريال إىل ‪ ٢٠٢٥‬رياال قطريا‪.‬‬

‫التحدي األكرب الذي يواجه مصممي الساعات‪ ،‬حينما ننظر اىل العالمة‬ ‫التجارية املتألقة كالفني كالين ‪ ، Calvin Klein‬والتي تقدم أجمل الساعات‬ ‫يف كل موسم لها‪ .‬بكل سهولة وإتقان تتعامل املاركة مع التصاميم‪ ،‬وبالتايل‬ ‫تقدم الساعات التي ال تتشابه بساعات املاركات األخرى‪ ،‬إنما تقدم يف ابتكارها‬ ‫نماذج مميزة وفريدة يتشبه بها كل صانع ساعات‪ .‬يف موسم األعياد هذا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫دللوا أنفسكم أو قـدّ موا ألصدقائكم أو زمالئكم أو أحبائكم هدية رائعة مع‬ ‫ساعات كالفني كالين ‪ .Calvin Klein‬هدية خاصة لالحتفال بنهاية العام‪،‬‬ ‫فلدى كالفني كالين ‪ Calvin Klein‬العديد من الخيارات التي تقدمها لكم‬ ‫هذا املوسم ألنها تميزت بإعطاء الجمهور الوقت الدقيق‪ ،‬وقدمت إليه التاريخ‬ ‫ومكنت املشرتي من تشغيل الساعة وتوقيفها كلما رغب‪ ...‬وجاءت تصاميمها‬ ‫من املعادن الصلبة الفخمة التي ال تتناسب إال مع تصاميم ماركة خيالية‬ ‫أبدعت ليك تصل إىل مثل هذا املستوى‪.‬‬ ‫‪14‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫في اتجاه عكس حركة عقارب الساعة من أعلى اليمين‪ :‬آالصور مقدمة من ‪ :‬كرونوغراف‪،‬‬

‫السهولة واالتقان‬

‫لمحــــــة‬

‫هناك أسطورة واسعة االنتشار بأن جميع‬ ‫عندما كانت شابة ولعوب مع موهبتها‬ ‫في الجمال‬ ‫النساء ولدن بحواجب مثل الريقات التي‬ ‫الربانية يف التحوط مثلما كان لدى غرنشو‬ ‫نقتلها بأيدينا املجردة‪ .‬عىل اإلنرتنت هناك‬ ‫ماركس‪ ،‬ومادونا يف التسعينيات يف جولتها‬ ‫عبارة متداولة تقول “هذه قد تكون نحن” –‬ ‫(طموح الشقراء) “‪ ”Blond Ambition‬بتلك‬ ‫عىل صورة المرأة بحواجب كثة بارعة الجمال‬ ‫الحواجب التي يف حدة الشفرة تمشيا مع املوضة‬ ‫–ولكن نحن كان لدينا مناتيف منذ أن كنا يف‬ ‫يف ذلك الزمن‪ .‬مادونا األخرية لم تكن ساذجة‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫الصف الثامن”‪ .‬هذا ليس بصحيح‪ :‬حواجبي‬ ‫وتسريه يف نفس الوقت‪.‬‬ ‫إنها امرأة تساير العالم‬ ‫القوة املغرية للحاجب وتعقيدات تهذيبه‬ ‫كانت دائما رقيقة وشعرها أشقر رمادي‪ .‬خالل‬ ‫الحواجب الكثة التي تنمو خارج السياق ما هي‬ ‫عنك‬ ‫ليست بعيدة ِ‬ ‫السنتني املاضيتني منذ عودة موضة الحواجب‬ ‫ببساطة إال رغبة‪ ،‬كما قالت جوين ميتشيل‬ ‫الكثة كنت أحاول أن أنمِّ ي حواجبي عن طريق‬ ‫يف إحدى أغانيها‪:‬لنعيد أنفسنا مرة أخرى إىل‬ ‫بقلم مريسا ميلتزر‬ ‫الحديقة‪ .‬عندما تتعرض أعشاب تلك الحديقة‬ ‫الدعاء والعديد من أنابيب مصل الدم التي‬ ‫تبلغ قيمة الواحد منها ‪ ٩٥‬دوالر والتي يشكل‬ ‫إىل السحق بعض اليشء بفعل كرثة امليش عليها‬ ‫الزيت ثاين أهم وأكرث محتوياتها‪ .‬بالرغم من ذلك لم تكن النتيجة أنني أصبحت (ومن ذا الذي ال يشعر ببعض السحق هذه األيام؟)‪،‬لقد حان الوقت إلحضار‬ ‫مثل كارا ديليفينجني‪.‬‬ ‫مقصات التشذيب‪ .‬وبزيف أكرث‪ ،‬هناك اتجاهات املوضة السائدة مثل املوضة التي‬ ‫ولكن الحقيقة هي أنني أتفق إىل حد كبري مع التي تنتمي إىل نفس بلدي وكتبت تجمع بني الرياضة والنزهة‪ ،‬وتفصيل املالبس املستوحاة من مالبس الرجال‪.‬‬ ‫تحت اسم مستعار العبارة التالية عىل موقع ريديت ‪“ :Reddit‬كثفت حواجبي بالتأكيد إن من األكرث جرأة واستبعادا يف نفس الوقت أن تجمع بني القمصان‬ ‫ظهر السرة) واألحذية الرياضية من جانب‪ ،‬والحواجب‬ ‫لفرتة طويلة‪ .‬حاولت‪ .‬واشرتيت مكياج تفتيح لون الحاجبني وقلم الحواجب‪ ،‬القصرية جدا (التي قد ُت ِ‬ ‫وبدرة الحواجب‪ ،‬ولون الحواجب‪ .‬أصبحت ماهرة يف طريقة استخدامها‪ ،‬توازن مبالغة الزينة من الجانب اآلخر‪ ،‬مثلما فعلت غوين ستيفاين عندما ظهرت يف‬ ‫ممتاز‪ ،‬ظالل عديدة معقدة تجعلها تبدو طبيعية أكرث‪،‬ألدرك أخريا ‪ ...‬أنني ال بدالتها الرياضية يف أواخر القرن املايض‪ .‬ديرتيش لم ُ‬ ‫تبد أبدا أكرث إغراء مما بدت‬ ‫أحب الطريقة التي تبدو بها الحواجب الكثة‪ ،‬خاصة حواجبي”‪.‬‬ ‫عليه عندما لبست بدلة رياضية‪ .‬كانت حواجبها املزينة بشكل مبالغ فيه ‪ -‬مثل‬ ‫لحسن الحظ لكلينا يبدو أن موضة الحواجب الكثة تتناقص ‪ -‬أو تذوب‪ ،‬كيفما جملة اعرتاضية بني قوسني يف سياق مختلف ‪ -‬تدل إىل الطريق إىل متعة ال يمكن‬ ‫عليك أن تزييل حواجبك ثم ترسميها‬ ‫كان‪ .‬يف جميع منصات عرض األزياء يف عروض الربيع املاضية كانت الحواجب تخيلها‪ .‬أنا ال أقول‪ ،‬مثل ديرتيش‪ ،‬أنه يجب‬ ‫ِ‬ ‫مخففة بشكل ملحوظ (ولكن لحسن الحظ أيضا عند القلة‪ ،‬ذهبت بالكامل أو (سيقول لك أي رجل من النوع الذي يرتدي املالبس النسائية أن ذلك ال ينحج أبدا‬ ‫تم دهنها بنفس لون البشرة)‪ .‬آمل أن تصبح الحواجب أكرث رقة وجماال مثل يف الحياة الواقعية)‪ ،‬ولكن أقول لك أن الصيانة مطلوبة‪ .‬النتف‪ ،‬البد من القول‪،‬‬ ‫أقواس ماكدونالد‪ .‬تذكري نجمات هوليوود القديمات ‪ -‬مارلني ديرتيش‪ ،‬غريتا يمكن التفكري فيه‪ ،‬ولكن من تحب أن يكون لها حواجب رفيعة سوف تحتاج أن‬ ‫غاربو‪ ،‬آن ماي وونغ‪ .‬أو فاي دوناوي يف فيلم نيتويرك “‪ ”Network‬وفيلم يكون لديها مجموعة جيدة من أدوات النتف يف متناول يدها تحسبا لألوقات التي‬ ‫ماهوقاين “‪ ” Mahogany‬يف زمن ديانا روس‪ .‬من النجمات‬ ‫تكون فيها اإلضاءة جيدة‪ .‬يمكن للنتف أيضا أن يكون خطأ كبريا‬ ‫املفضالت حاليا كارين السون‪ ،‬وليربيت روس‪ ،‬امرأتان تبدوان‬ ‫(أحيلكم إىل حاجبي اللذين أصبح الواحد منهما بشكل غريب يف‬ ‫شديديت اإللتزام بمبادئ التجميل املعقولة‪ .‬بمثل تلك الحواجب‬ ‫صوريت عىل أول رخصة قيادة استخرجتها يف حوايل العام ‪.)١٩٩3‬‬ ‫الوقوع في الحب مرة أخرى‬ ‫نجمة هوليوود ‪ -‬مارلين ديتريش‪،‬‬ ‫تبدو دائما أنك خفيفة املكياج‪ .‬إنه منظر يقول‪:‬أنا عىل حافة‬ ‫لتحصيل عىل الشكل املثايل لوجهك اذهبي إىل متخصص‪ ،‬عىل‬ ‫امرأة تبدو شديدة اإللتزام بمبادئ‬ ‫الوسوسة‪.‬‬ ‫األقل يف املرة األوىل‪ .‬وإذا بالغت يف نتف حواجبك ال تنزعجي‪.‬‬ ‫التجميل المعقولة‪ .‬بمثل تلك‬ ‫الحواجب تبدو دائما أنها خفيفة‬ ‫الحاجب الرقيق املرسوم بشكل واضح يدل أيضا عىل معرفة‬ ‫تذكري أن الخطأ من شيم البشر ‪ -‬وليس هناك عيب ال يستطيع‬ ‫المكياج‪.‬‬ ‫أو حتى عىل بعض التوجس‪ .‬تذكروا مادونا يف الثمانينيات‬ ‫قلم الحواجب الجيد أن يصلحة‪.‬‬

‫قوس النصر‬

‫الصورة مقدمة من ‪shutterstock.com‬‬

‫ديسمبر ‪ -‬ينايـــــــر ‪٢٠١٧‬‬

‫‪17‬‬

‫لمحة‬

‫تقرير السوق‬

‫شكلها يوحي باإلجازة‪ ،‬هذه‬ ‫األحمال املرحة والضخمة يمكنها‬ ‫أن تكفيك من يوم إىل أسبوعني‬ ‫تتخللها أوقات التسوق أثناء‬ ‫إجازتك‬ ‫تصوير‪ :‬ماري مايدا ويوجي اوبوشي‬

‫في اتجاه عقارب الساعة من أعلى اليسار‪ :‬فيندي‬ ‫‪ ،Fendi‬تصميمات مشابهة‪ 5.293 :‬رياال قطريا‪،‬‬ ‫مارني ‪ 5000 :Marni‬ريال قطري‪ ،‬بالينسياغا‬ ‫‪ 9.308 :Balenciaga‬رياالت قطرية‪ ،‬برونزا شودر‬ ‫‪ 5.439 :Proenza Schouler‬رياال قطريا‪ ،‬ترص ‪:Truss‬‬ ‫‪ 712‬رياال قطريا‪ ،‬لوفلر راندال ‪:Loeffler Randall‬‬ ‫‪ 1.442‬رياال قطريا‪ ،‬مجموعة هيلفايغر كوليكشن‬ ‫‪ 1.059 :Hilfiger Collection‬رياال قطريا‪ ،‬سيلين‬ ‫‪ 7.848 :Céline‬رياال قطريا‬

‫‪16‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫في اتجاه حركة عقارب الساعة من أقصى اليسار‪ :‬حقيبة فيندي ‪ ،fendi.com- Fendi‬حقيبة مارني ‪ ، marni.com - Marni‬حقيبة بالينسياغا ‪ ، barneys.com- Balenciaga‬حقيبة برونزا شودر ‪Proenza Schouler،‬‬ ‫‪ ،proenzaschouler.com‬حقيبة ترص ‪ ، Truss lanecrawford.com‬حقيبة لوفلر راندال ‪ ، loefflerrandall.com- Loeffler Randall‬حقيبة هيلفايغر كوليكشن ‪ ، tommy.com - Hilfiger Collection‬حقيبة سيلين ‪Céline‬‬

‫حقائب الشاطئ‬

‫تقرير السفر‬

‫لمحــــــة‬

‫مزارع سينغل ثريد فارمز‪ ،‬كاليفورنيا‬ ‫كايل كنوتون وقع يف حب اليابان عندما رافق والده يف رحلة عمل وهو‬ ‫طفل‪ .‬فيما بعد وقع يف حب زوجته الحالية كاتينا‪ ،‬وانتقل االثنان اللذان‬ ‫نشئا يف كاليفورنيا إىل هوكيدو ‪ Hokkaido‬حيث كانت تعمل كاتينا يف‬ ‫مزرعة وك‪h‬ن يعمل هو يف مطعم عمره ‪ ٥٠٠‬سنة متخصص يف وجبات‬ ‫الكيسييك ‪ kaiseki‬اليابانية‪ .‬بعد فرتة يف إنجلرتا‪ ،‬حيث انشغل كايل‬ ‫يف إعداد مشروع خاص به أثناء عمله يف مطعم فات داك ‪Fat Duck‬‬ ‫الذي يملكه هيستون بلومنثال‪ ،‬هرب ـ ــا إل ــى مطع ــم راشي ـ ـ ــان ريفـ ــر فالــي‬ ‫‪ Russian River‬يف مقاطعة سونوما ‪ Sonoma‬ليفتتحا مطعما مع‬ ‫شركاء لهم يف أوطانهم الجديدة يف الخارج‪ .‬املطعم الذي صممته شركة‬ ‫آفروكو ‪ AvroKO‬للتصميم يضم خمس غرف استقبال وحدائق سطح‬ ‫وبيوت زراعة محمية وقائمة طعام تضم وجبات تتكون الواحدة منها‬ ‫من ‪ ١١‬مرحلة مصنوعة من خضروات كيوتو ‪ Kyoto‬التي تزرعها كاتينا‬ ‫يف الحقول التي ترعى فيها األبقار‪“ .‬هناك طبق ياباين رئييس يسمى شن‬ ‫‪ ،”shun‬يقول كايل‪ ،‬الذي يعد األطباق مثل صدر البط املحمر مع لفت‬ ‫كابو ‪ kabu‬وأوراق الكوماتسونا ‪ komatsuna‬البنفسجية والكمرثى‬ ‫املخللة‪ .‬ذلك يعني “أن شيئا سيكون يف الواجهة فقط ملدة خمسة أيام‪،‬‬ ‫ونحن تعودنا عىل ذلك”‪ .‬كان الشعور السائد يف الساحل الغربي قبوال‬ ‫هادئا بأسلوب الضيافة اليابانية مع تفاصيل ِّ‬ ‫تذكر الضيوف باملكان الذي‬ ‫أتت منه‪ :‬تشكيلة من األطباق مدخنة يف الدونابي (وهو قدر فخاري‬ ‫تقليدي) ُتقدَّ م يف صحون من السرياميك مصنوعة بواسطة حرفيني من‬ ‫رابطة البقالني املستقلني ‪Iga. singlethreadfarms.com‬‬

‫الكروم في مزارع سينغل‬ ‫ثريد فارمز‪ :‬أسفل إلى‬ ‫اليسار‪ :‬سمك القد األسود‬ ‫مطبوخ في قدر دونابي‬ ‫مع الخضروات المأخوذة‬ ‫من المزرعة‪ ،‬أسفل إلى‬ ‫َّ‬ ‫مدخن مع‬ ‫اليمين‪ :‬مشمش‬ ‫حبوب الصنوبر وورق التين‬ ‫وبوسيت التوت‪.‬‬

‫مزرعة كومبسهيد فارم‪،‬‬ ‫إنجلترا‬

‫في اتجاه حركة عقارب الساعة من أعلى اليمين‪ :‬إيريك وولفينغر‪ ،‬من مزرعة‬ ‫كومبسهيد فارم ‪ ،‬آرتر تيكسيليسكي‪ ،‬ستيفين بيريز‪ ،‬مزرعة كومبسهيد فارم‬

‫الطاهيان توم ادمز الذي يعمل يف شركة بيت كيو‬ ‫‪( Pitt Cue‬والذي يربي بنفسه خنازير املانغاليتاسا‬ ‫الخاصة به) وأبريل بلومفيلد‬ ‫‪ April Bloomfield‬الذي يعمل يف مطعم سبوتيد‬ ‫بيغ‪ Spotted Pig‬يف مدينة نيويورك (وهو رائد يف‬ ‫طبخ الخنزير كامل من األنف إىل الذنب) جمعهما يف‬ ‫البداية حبُّهما املشرتك للخنازير‪ .‬الصيف املايض حوَّال‬ ‫مزرعة ألبان يف ما يسميه ادمز"األحشاء الريفية” يف‬ ‫مقاطعة كورنوول ‪ Cornwall‬إىل منتجع للطعام‬ ‫يستطيع فيه الضيوف أن يأخذوا دروسا يف صناعة‬ ‫الخبز وتحضري اللحوم‪ .‬داخل منزل املزرعة الذي‬ ‫يعود إىل القرن الثامن عشر هناك مخزن للنبيذ‬ ‫ومكتبة للويسيك وغرفة قراءة تضم كتبا عن الطبخ‬ ‫والزهور الربية وأصوات تغريدات العصافري‪.‬‬ ‫يف الخارج تتسكع أعداد من الدجاج والغنم وبالطبع‬ ‫الخنازير يف أفدنة من املروج‪ .‬كل يشء تقريبا يتم‬ ‫عمله يف نفس الوقت واملكان‬ ‫في اتجاه عقارب‬ ‫الساعة من أعلى‬ ‫– من الصابون املعطر بنكهة‬ ‫اليمين‪ :‬منزل‬ ‫البريغموت يف األجنحة الستة‬ ‫المزرعة الرئيسي‬ ‫الفاخرة إىل املخلل املوضوع يف‬ ‫في كومبسهيد‪،‬‬ ‫الطبخ على نار‬ ‫ُقلل تصطف عىل أرفف املطبخ‬ ‫مكشوفة في‬ ‫وأطباق لحم البق ــر املقـدد املوزعـة‬ ‫المطعم‪ ،‬رقائق‬ ‫الشمار بكبد‬ ‫ح ــول طاول ــة غرفـ ـ ــة الطعـ ـ ـ ــام‬ ‫البط والكشمش‬ ‫‪coombesheadfarm.co.uk.‬‬ ‫المخلل‪.‬‬

‫ديسمبر ‪ -‬ينايـــــــر ‪٢٠١٧‬‬

‫‪19‬‬

‫لمحــــــة‬ ‫تقرير السفر‬

‫العيش على الطبيعة‬

‫يف حصاد جديد من إقامة متميزة يف مزرعة‪ ،‬ما يزال العيش عىل ما‬ ‫تخرجه األرض يعترب قمة الفخامة‬ ‫بقلم كريستين اجودوا‬

‫آكري ‪ ،Acre‬المكسيك‬ ‫“السفر عرب املكسيك قصة ُتحىك من خالل فن صناعة‬ ‫املشروبات”‪ .‬بهذه الطريقة تصف دانيال تاتارين املتخصصة يف‬ ‫مزج املشروبات وتذوُّق الكوكتيالت يف آكري‪ ،‬وهو مطعم مبني‬ ‫بمواد بدائية يف لوس كابوس ‪ Los Cabos‬اف ُت ِتح يف ديسمرب‬ ‫بواسطة كامريون واط‪ ،‬مالك حانة كيفر ‪ Keefer Bar‬الشهرية‬ ‫يف فانكوفر‪ ،‬وستوارت ماكفريسون ‪.Stuart McPherson‬‬ ‫تاتارين تبتكر أنواع الخمور والنكهات التي ُتضاف إىل املشروبات‬ ‫التي يستطيع الضيوف بعد ذلك أن يضيفوا إليها نكهة حامض‬ ‫شجرة كافر أو الربتقال الذهبي – نوعان اثنان فقط من حوايل‬ ‫‪ ٢٠‬نوعا من أشجار الحمضيات زرعتها تاتارين هنا‪ .‬املطعم –‬ ‫الذي يقدم السمك الطازج نيئا مع عشب الليمون باإلضافة‬ ‫إىل خضروات طازجة مع الجريب فروت املحىل بالسكر – سوف‬ ‫يُضاف إليه قريبا ‪ ١٢‬مسكنا مبنيا عىل األشجار تطل عىل مشهد‬ ‫يضج بالحركة والحياة ‪acrebaja.com‬‬ ‫من أعلى‪:‬‬ ‫المحصول في ال‬ ‫تقدم‬ ‫غرانجا التي ِّ‬ ‫دروسا في الزراعة‬ ‫البايوديناميكية‪،‬‬ ‫وغرفة الضيوف‪،‬‬ ‫وبيت الضيافة الوحيد‬ ‫بالفندق‪ ،‬ويضم‬ ‫غرفتي نوم وحمامين‬ ‫وحديقة خاصة‪.‬‬

‫في اتجاه حركة‬ ‫عقارب الساعة‬ ‫من اليمين‪ :‬واحدة‬ ‫من غرف الضيوف‬ ‫المبنية على‬ ‫األشجار في آكري‪،‬‬ ‫كوكتيل ميزكال‬ ‫بيسو دي كاترينا‬

‫‪mescal Beso de Katrina‬‬

‫‪18‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫ال غرنجا ‪ ،La Granja‬إسبانيا‬ ‫بيزا ‪ :Ibiza‬جزيرة ال ُتع َرف بشكل خاص بأنها منزوية‪ ،‬ومع ذلك أولت‬ ‫شركة ديزاين هوتيلز‪ Design Hotels‬ظهرها لحفالت الرغاوي الصاخبة‪،‬‬ ‫وبدال عن ذلك اهتمت بتحويل منزل مبني عىل شجرة جدرانه من الحجر‬ ‫وعمره ‪ ٢٠٠‬سنة إىل بيت للضيافة يضم تسع غرف من الطراز الرببري‬ ‫مؤثثة بالخشب املحروق واألدوات الحديدية‬ ‫ومغاطس استحمام فاخرة‪ .‬قلب ال غرانجا‬ ‫‪( La Granja‬وتعني باإلسبانية املزرعة) يقع‬ ‫وسط بساتني الحمضيات وأحواض الجوز‬ ‫يف الخارج حيث يساعد الضيوف – عندما ال‬ ‫يكونون يف مجموعات التأمل أو ورش األصوات‬ ‫العالجية – يف جني مكونات الوجبات الجماعية‬ ‫مثل سمك ذئب البحر الطازج الذي يُقدَّ م‬ ‫ملفوفا يف أوراق التني املزروع يف نفس املكان‪.‬‬ ‫‪lagranjaibiza.com‬‬

‫في اتحاه حركة عقارب الساعة من أعلى اليمين‪ :‬من شركة ديزاين هوتيلز ‪، Design Hotels‬‬ ‫دانيال فيرنانديس‪ ،‬ال سفنتي سيكس فوتوغرافي ‪ ،La 76 Photography‬دانيال فيرنانديس‬

‫مع عصير الليمون‬ ‫واألناناس‪ ،‬وشراب‬ ‫الكركديه وأعشاب‬ ‫األوريغانو‪ ،‬مدخل‬ ‫المطعم‪.‬‬

‫من أعلى‪ :‬اليسار في‬ ‫اتجاه عقارب الساعة‪:‬‬ ‫من أعمال الفنانة‬ ‫والتي ترىتراه كما‬ ‫كل تصميماتها‬ ‫حادة وحديثة‪ ،‬الفنانة‬ ‫زينب الهاشمي‪،‬‬ ‫الفنانة أمام بعض‬ ‫أعمالها والتي‬ ‫تتسم بالتصميمات‬ ‫الهندسية‪.‬‬

‫“كون أن الكريستاالت جاءت يف‬ ‫تصميمات هندسية معينة أضاف إىل‬ ‫عنصر التصميم نظرا ألنها خلقت حِ دة‬ ‫بينما جعلت الناظر إليها يفهم املادة‬ ‫وخصائصها املادية”‪.‬‬ ‫واحد واآلخر من ناحية وبينها جميعا والعالم من حولها‪ .‬يعترب‬ ‫الرتكيب انعكاسا ملا تراه الفنانة عن عملها‪ :‬هي تراه حادا وحديثا‪.‬‬ ‫إنه أيضا انعكاس للمكان الذي وُضع فيه والصالت التي ال ُتحىص‬ ‫لهذا املكان ببقية العالم والتي تظهر من خالل أعمال فنانة مثل‬ ‫زينب الهاشمي‪.‬‬ ‫تركز زينب عىل حكاية القصص واضعة عليها بصمتها املميزة‬ ‫باستخدام عدسات ووسائط يف طور التجريب ومواد جديدة‪.‬‬ ‫حصلت زينب عىل شهادة البكالوريوس يف الفنون من جامعة‬ ‫زايد يف دبي يف التصميم الفني‪ ،‬وتحب أن تحيك القصص بصريا‪،‬‬ ‫وتستمتع بتحديات التجريب مع مواد وأساليب جديدة يف كل‬ ‫مشروع جديد‪ ،‬وتستخدم األساليب املعاصرة ولكن دائما تستمد‬ ‫موضوعاتها من التقاليد الثقافية لبلدها اإلمارات العربية املتحدة‪.‬‬ ‫يف املشاريع السابقة ابتكرت زينب أعماال بوسائط مختلطة‬ ‫وبعناصر تصميم من الثقافة الشعبية واملنتجات اإلماراتية‬ ‫املتوفرة تجاريا واملواد التقليدية‪ .‬تقول زينب‪“ :‬أنا أستوحي أعمايل‬ ‫من األشياء التي حويل‪ ،‬األشياء املنسية أو التي سوف تزول قريبا‬ ‫من عىل وجه األرض مع تغوُّل التطورات التكنولوجية عليها‬ ‫واحتالل أماكنها”‪ .‬تركز زينب عىل الحلول التصميمية بدال عن‬ ‫أن تتحدث فقط عن املخاوف‪ ،‬وتحاول أن تجد حلوال واقعية‬ ‫من خالل التصميم‪ .‬تقول زينب‪“ :‬أنا أفكك ثم أعيد الرتكيب”‪،‬‬ ‫واصفة حلولها التصميمية املستمَ دة جميعها من األشياء العادية‬ ‫التي نراها كل يوم وتنتشر حولنا دون أن تلفت انتباهنا‪.‬‬ ‫ديسمبر ‪ -‬ينايـــــــر ‪٢٠١٧‬‬

‫‪21‬‬

‫لمحــــــة‬

‫الموهبة‬

‫الضوء الذي يوحي‬ ‫زينب الهاشمي من جيل املصممني الجدد الذين ال يربطون أعمالهم بخامة‬ ‫أو مكان أو وسيط معني‪ .‬تعاونت زينب مؤخرا مع شركة سواروفيسيك‬ ‫‪ Swarovski‬البتكار تركيب تفاعيل مكاين يهدف إىل إبراز قيمة املواد التي‬ ‫صنع منها وشحْ ذ خيال الناس الذين من حوله ويحاولون فك ألغازه‪.‬‬

‫زينب التي تقيم وتعمل يف دبي فنانة تعبريية ومصمِّ مة متخصصة يف الرتكيبات‬ ‫والفنون املكانية والنحت‪ ،‬وتبتكر أعماال معقدة وموحية من مواد جديدة وبأساليب‬ ‫ً‬ ‫مستوحية التقاليد والرتاث املستمد من ثقافتها اإلماراتية وأعمال الحِ رفيني‬ ‫جديدة‬ ‫املحليني‪ .‬وبما يشبه إىل حد كبري أسلوب شركة سواروفسيك ‪ Swarovski‬يف التصميم‬ ‫تجمع أعمال زينب الحِ رفية االبتكار يف بوتقة واحدة‪.‬‬ ‫تقول زينب وهي تصف العمل الذي ارتبطت فيه بشركة سواروفسيك‪“ :‬كان عمال‬ ‫تفاعليا تضمَّ ن أيضا الكثري من التعاون مع دول وأماكن مختلفة”‪.‬‬ ‫كانت زينب تتعامل مع مصممي سواروفسيك الذين ينتمون إىل سنغافورة‪ ،‬ومع‬ ‫املصانع التي تعمل يف لندن‪ ،‬ومخترب التصميم الذي يتخذ يف النمسا مقرا له بينما‬ ‫تعمل هي‪ ،‬من دبي‪.‬‬ ‫جاء مفهوم الرتكيب من أشكال هندسية مستمدة من تكوينات مختلفة‪ .‬تقول زينب‪:‬‬ ‫“كون أن الكريستاالت جاءت يف تصميمات هندسية معينة أضاف إىل عنصر التصميم‬ ‫نظرا ألنها خلقت حِ دة بينما جعلت الناظر إليها يفهم املادة وخصائصها املادية”‪.‬‬ ‫وضعت زينب ‪ 33‬تكوينا فوالذيا سدايس الشكل عاكس للضوء مع ‪ ١,١4٥‬كريستاله‬ ‫ومنشورات (جمع منشور) عليها مرايا من إنتاج سواروفيسيك‪ .‬وضعت عناصر‬ ‫الرتكيب رأسيا بارتفاع ‪ ١.٥‬مرتا وعرض ‪ 3‬أمتار لتكشف عناصره سلسالت غري متناهية‬ ‫العدد من األشكال املتداخلة التي ال يمكن حصرها بسبب انعكاس وارتداد األضواء‬ ‫املتعددة األلوان عىل الكريستاالت‪ .‬يجد الزوار أنفسهم يف مواجهة سراب األضواء‬ ‫الهندسية املتأللئة مجربين عىل التفاعل مع االنعكاسات ليكتشفوا العالقات بني كل‬ ‫‪20‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫يضم املعرض‪ -‬الذي يستمر حتى ‪ ٧‬يناير الجاري‪ -‬صورا‬ ‫فوتوغرافيّة حصريّة تعرض للم ّرة األوىل تكريمً ا لذكرى سمو‬ ‫األمري األب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاين‪ ،‬وتخليدًا لدوره‬ ‫الهام يف ازدهار دولة قطر‪ ،‬كما ويضم املعرض مجموعة من‬ ‫الصور الخاصة بعائلة أبو عيىس التي تربز أهمّ املعالم التاريخية‬ ‫لدولة قطر باإلضافة إىل مشاهد نادرة من حياة سمو األمري‬ ‫ً‬ ‫حدثا مهمً ا‪ ،‬إذ يتوجّ ه‬ ‫األب املغفور له بشكل خاص‪ ،‬ويعترب‬ ‫لكل من املواطنني القطريني واملقيمني والطالب ومحبي فن‬ ‫ٍ‬ ‫التصوير‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ودعت صاحب السمو األمري األب‪ ،‬الشيخ‬ ‫وكانت قطر قد‬ ‫خليفة بن حمد آل ثاين‪ ،‬املغفور له بإذن الله‪ ،‬عن عمر ناهز‬ ‫‪ ٨4‬عاماً‪ ،‬وانطوت صفحة مشرقة ومليئة بالعطاء واإلنجازات‬ ‫ستظل حاضرة يلمسها املواطنون واملقيمون يف قطر‪.‬‬ ‫وشهدت قطر يف عهد سمو األمري األب‪ ،‬الشيخ خليفة بن‬ ‫حمد آل ثاين‪ ،‬بناء دولة حديثة توسعت وشهدت العديد من‬ ‫املرافق والبنية التحتية التي انتشرت يف طول البالد وعرضها‪.‬‬ ‫وحرص سموه عىل العمل الوحدوي وجعل قطر يف مقدمة‬ ‫الدول وساعدت عىل قيام مجلس التعاون لدول الخليج يف‬ ‫مايو ‪ ١٩٨١‬الذي كان سموه من أشد املؤيدين لقيامه‪ ،‬والعديد‬ ‫من املشاريع التي جعلت قطر يف مقدمة الدول باملنطقة‪.‬‬ ‫وقد قدم صاحب السمو األمري األب الشيخ خليفة بن حمد‬ ‫آل ثاين كل ما يملك من أجل الوطن‪ ،‬وكان قريبا من شعبه‪،‬‬ ‫ورمزا كبرياً يعتز به كل قطري وعربي‪ ،‬فقد رفع اسم قطر‬ ‫عالياً‪ ،‬وتاريخه حافل باإلنجازات‪ .‬ووضع فقيد الوطن لبنة‬ ‫مشروع الدولة القطرية الحديثة فيما أرىس دعائمها صاحب‬ ‫السمو األمري الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاين‪ ،‬حفظه‬ ‫الله‪ ،‬والذي حوّل الطموح‪ ،‬إىل كيان ملموس ودور حيوي‪،‬‬ ‫فاعل عىل الساحتني اإلقليمية والدولية مع رؤية وطنية‬ ‫واضحة املعالم‪ ،‬يستكمل بناءها بروح قيادية شابة‪ ،‬حضرة‬ ‫صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاين أمري البالد املفدى‪.‬‬

‫تخليد الذكرى‪:‬سعادة‬ ‫الشيخ فيصل بن قاسم‬ ‫آل ثاني‪ ،‬والسيد عيسى‬ ‫عبد السالم أبو عيسى‬ ‫رئيس مجلس إدارة‬ ‫والرئيس التنفيذي لـ‬ ‫العالمية”‬ ‫“السالم‬ ‫ّ‬ ‫المنظمة لمعرض لحظات‬ ‫معرض “لحظات”‪ ،‬وعدد‬ ‫من أصحاب السعادة‪،‬‬ ‫خالل جولتهم في أروقة‬ ‫المعرض‪ ،‬مجموعة صور‬ ‫نادرة لسمو األمير األب‬ ‫الشيخ خليفة بن حمد آل‬ ‫ثاني رحمه اهلل‪.‬‬

‫قدم األمري األب لوطنه خدمات جليلة‪ ،‬وقاده يف فرتة تاريخية‬ ‫صعبة شهدت العديد من التحديات اإلقليمية والدولية‪.‬‬ ‫واستطاع خالل فرتة حكمه وضع لبنة الدولة الحديثة‬ ‫املنفتحة عىل محيطها اإلقليمي والدويل‪ .‬وشهدت فرتة حكم‬ ‫فقيد الوطن انطالقة يف إعادة هيكلة املؤسسات الحكومية‬ ‫واستحداث وزارات وهيئات وتدشني عالقات دبلوماسية مع‬ ‫عدد من الدول عىل مستوى السفراء ألول مرة يف تاريخ البالد‬ ‫فضال ً عن املساهمة يف تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫استقالل قطر من املواقف البارزة يف حياة صاحب السمو األمري‬ ‫األب‪ ،‬إعالنه خطاب استقالل قطر عن االستعمار الربيطاين يف‬ ‫‪ 3‬سبتمرب ‪ ،١٩٧١‬ثم توليه السلطة يف ‪ ٢٢‬فرباير ‪ .١٩٧٢‬واتسم‬ ‫عهد األمري األب باالنفتاح عىل العالم ووضعه اللبنات األوىل‬ ‫يف صرح الشخصية القطرية املتوازنة بني األصالة والحداثة‪،‬‬

‫وقام بتعيني وزير للخارجية ألول مرة يف تاريخ قطر ليعرب عن‬ ‫السياسة الخارجية للدولة ويمد جسور التواصل والتفاهم مع‬ ‫دول العالم‪ .‬ويف ‪ ١٨‬يوليو ‪ ١٩٨٩‬أجرى تعديال ً وزارياً ألول مرة‪،‬‬ ‫خرج معظم الوزراء السابقني من الوزارة‪ ،‬والتي أصبحت‬ ‫تضم ‪ ١٥‬وزيراً‪ .‬وتم تعديل وزاري آخر يف األول من سبتمرب‬ ‫‪١٩٩٢‬م برئاسة صاحب السمو األمري األب وصار عدد الوزراء‬ ‫‪ ١٧‬وزيراً‪.‬‬ ‫ال يمكن الحديث عن املشاريع الكربى التي ساهمت يف توفري‬ ‫كوادر بشرية ساهمت يف تعزيز اقتصاد املعرفة الذي انتهجته‬ ‫قطر دون ذكر جامعة قطر التي تأسست يف عهد سمو األمري‬ ‫األب‪ ،‬يف سبعينيات القرن املايض‪ ،‬وتأسست أول كلية بقطر‬ ‫يف ‪( ١٩٧3‬كلية الرتبية) بمرسوم أصدره أمري البالد‪ ،‬يعكس‬ ‫الرؤية األمريية بضرورة وضع التعليم يف سلم أولويات الدولة‬ ‫وتطورها‪.‬‬

‫ديسمبر ‪ -‬ينايـــــــر ‪٢٠١٧‬‬

‫‪23‬‬

‫لمحة من قطر‬

‫اللحظة‬

‫“لحظات” تخليد األب الراحل‬

‫افتتح سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاين معرض “لحظات” والذي نظمته شركة‬ ‫السالم العاملية‪ ،‬بهدف إثراء مراسم االحتفال باليوم الوطني ‪ ١٨‬ديسمرب‪ ،‬من خالل‬ ‫إضافة بُعد ترايث وحضاري عريق مُ ستوحى من تاريخ الدولة‪ ،‬وذلك يف ذي جيت‬ ‫مول قاعة “امليسلون”‪.‬‬ ‫بقلم‪ :‬كريم إمام‬

‫‪22‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫الجودة‬

‫مجموعة مجردة من الشوائب‪ :‬أسفل إلى اليسار‪ :‬الدخول‬ ‫إلى ال غارسو‪ ،‬المتجر الذي افتتحته كريس كيم (أسفل)‬ ‫وزوجها دا في العام ‪ 2014‬ويبيع مجموعة من المالبس‬ ‫واالكسسوارات واألغراض المنزلية البسيطة التصميم في‬ ‫حي تريبيكا‪ ،‬إلى اليمين‪ :‬الديكور الداخلي شبه المنعدم‬ ‫في المتجر من تصميم المعماري سولفيج فيرنالند الذي‬ ‫صمم أيضا منزل كيم القريب من المتجر‪.‬‬

‫البيت والعمل‬

‫غريزة أساسية‬

‫يف العالم املجرد من الزخارف يف متجر كريس‬ ‫يأيت الجمال من معرفة متى تتوقف بالضبط‬ ‫بقلم إيزابيل ويلكنسون – تصوير دين كوفمان‬

‫عندما يخربك أحدهم أنك تعمل من الحبة قبة فإن ذلك انتقاد لك عىل كونك تبالغ‪،‬‬ ‫ولكن أن تأيت بيشء جميل بقليل جدا من البهرجة والدراما من ال يشء فإن ذلك يدل عىل‬ ‫مهارة وذكاء‪ ،‬وهو بالضبط ما تفعله رائدة األعمال كريس كيم‪ .‬أنت ال تستطيع أن تتذكر‬ ‫املصمم الذي يقف وراء التيشريت الفضفاض األسود والبنطلون الواسع األسود اللذين كانت‬ ‫تلبسهما يف اجتماع حض َر ْته مؤخرا‪ ،‬وهذا هو ما تحب أن يكون األمر عليه‪ .‬يف الحقيقة‬ ‫هي مصممة‪ ،‬والقطع التي تحمل عالمة موديرن ‪ Moderne‬من تصميمها‪ ،‬وهي تبيعها يف‬ ‫متجرها ال غارسون ‪ La Garçonne‬منذ ‪ ١١‬سنة إىل جانب محالت البيع بالتجزئة األخرى‪.‬‬ ‫عالمة موديرن ‪ Moderne‬يف غاية البساطة إىل درجة أنه يف داخل الشركة يشار إليها بكلمة‬ ‫“الال عالمة”‪.‬‬ ‫القطع التي تصنعها وتلك التي تبيعها لآلخرين تتسم بالبساطة وباأللوان الباهتة‪ .‬كيم‬ ‫وفريقها ال يحبون األزرار الظاهرة‪ ،‬وال األلوان الفاقعة أو التفاصيل الكثرية‪“ .‬سنشرتي دائما‬ ‫األشياء البسيطة غري املزخرفة”‪ ،‬كما تقول‪“ ،‬مهمتنا أن نفعل ذلك‪ ،‬ولكننا ما نزال نحافظ‬ ‫عىل جاذبية ومعاين األشياء وحتى عىل دالالتها الفكرية”‪.‬‬ ‫تؤمن كيم بأن الناس لم يعودوا يريدون املالبس التي يمكن بسهولة تصنيفها– مالبس العمل‬ ‫املكتبي‪ ،‬الفستان األسود الصغري املخصص لحفالت الكوكتيل – وعندما بدأت تصمم عالمة‬ ‫موديرن قبل أربع سنوات أدركت أنها كانت تحذف املناسبة من كل يشء‪ ،‬وتتساءل‪“:‬ملاذا‬

‫ديسمبر ‪ -‬ينايـــــــر ‪٢٠١٧‬‬

‫‪25‬‬

‫لمحة من قطر‬

‫اللحظة‬

‫كما شهدت قطر يف عهده رحمه الله زيادة يف عائدات النفط‪،‬‬ ‫ففي عهده انضمت قطر ملنظمة “األوبك” العاملية‪ ،‬كما توجه‬ ‫نحو زيادة عدد االتفاقيات االقتصادية الخاصة بإنتاج النفط‬ ‫مع عدد من شركات النفط األجنبية‪ ،‬من أبرز هذه االتفاقيات‬ ‫كانت اتفاقيتا مشاركة يف اإلنتاج مع شركة “ستاندارد أويل‬ ‫أف أوهايو” يف يناير عام ‪ ،١٩٨٥‬ومع شركة “أموكو” يف فرباير‬ ‫عام ‪ ،١٩٨٦‬كما أبرمت اتفاقية أخرى يف يناير عام ‪ ١٩٨٩‬بني قطر‬ ‫وشركة “ألف أكتني” الفرنسية‪.‬‬ ‫ولم تتوقف ينابيع الخري عن التدفق يف فرتة حكم صاحب‬ ‫السمو األمري األب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاين ويف أواسط‬ ‫عام ‪١٩٩١‬م بدأ إنتاج الغاز الطبيعي يف حقل الشمال الذي‬ ‫يعترب ثاين أكرب حقل منفرد للغاز غري املصاحب يف العالم‪،‬‬ ‫واحتياطيه املثبت حوايل ‪ ٥٠٠‬تريليون قدم مكعبة‪ ،‬وتربز تلك‬ ‫االكتشافات االهتمام الكبري الذي أواله فقيد الوطن تجاه‬ ‫تنمية ثروات البالد من النفط والغاز واستثمارها لصالح تنمية‬ ‫وتوفري الحياة الكريمة للمواطنني‪.‬‬ ‫كل هذا التاريخ املجيد جسدته املعروضات يف معرض لحظات‪،‬‬ ‫والذي تجولنا عرب ردهاته مع سعادة الشيخ فيصل بن قاسم‬ ‫آل ثاين والذي تعرف عىل بيته القديم يف إحدى الصور للدوحة‬ ‫يف أوائل الخمسينيات واصفا لـ (يت قطر) شعوره يف هذه‬ ‫اللحظة قائال‪“ :‬هذه الصورة من بداية أو منتصف الخمسينيات‬ ‫مأخوذة بطائرة من الجو‪ ،‬حيث نالحظ أن الديوان األمريي‬ ‫لم يكن موجودا‪ ،‬وقد تعرفت عىل املنطقة كلها تقريبا‪ ،‬حيث‬ ‫كنت يف هذه األيام طفال صغريا‪ ،‬وكان هناك تداخل عائيل‬ ‫ونزور بعضنا البعض‪ ،‬فكنت أعرف أكرث البيوت وأهلها‪ .‬وقد‬ ‫جدد معرض “لحظات” القيم والهام الذكريات يف الذاكرة‪،‬‬ ‫ترحمنا عىل شيباننا الذين رحلوا‪ ،‬ويربز املعالم التاريخية‬ ‫لقطر‪ ،‬باإلضافة إىل ّأنه قدّم صورا مميّزة للحظات تاريخية‬

‫‪24‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫حياة األب في لحظات‪:‬‬ ‫أهم الصور التي التقطت‬ ‫لسمو األمير األب الراحل خالل‬ ‫فترة حكمه لدولة قطر‪.‬‬

‫يف دولة قطر‪ ،‬يف حني قدم هذا املعرض ملحة عن نمط الحياة‬ ‫الخاصة وعن السكان وتطور مساحة قطر واألماكن فيها‪،‬‬ ‫وهي صور ذات مكانة كبرية لدى أهل قطر‪ ،‬ونتمنى أن يقدّموا‬ ‫يف السنوات القادمة معارض أكرب ليقدموا صورا أكرث عن هذه‬ ‫الحقب الزمنية‪ ،‬وأتمنى أن يقام معرضا من هذا النوع كل‬ ‫عام”‪.‬‬ ‫من جانبه قال السيد عيىس عبد السالم أبو عيىس رئيس‬ ‫مجلس إدارة والرئيس التنفيذي لـ “السالم العامليّة” املنظمة‬ ‫ملعرض لحظات‪“ :‬تعترب السالم العاملية مجموعة محلية ولدت‬ ‫ونشأت يف هذه الدولة‪ ،‬ويف كل سنة‪ ،‬نشارك يف االحتفال‬ ‫فخر واعتزاز‪ ،‬وهذا العام‬ ‫بذكرى اليوم الوطني لدولة قطر بكل ٍ‬ ‫ارتأينا ضرورة تكريم ذكرى سمو األمري الراحل‪ ،‬الشيخ خليفة‬ ‫بن حمد آل ثاين‪ ،‬وأن نثني عىل دوره يف تأسيس وتمهيد‬ ‫الطريق لنهضة دولة قطر من املايض ولغاية اليوم"‪.‬‬ ‫وأضاف خالل كلمة ألقاها يف افتتاح املعرض‪“ :‬يضمّ األرشيف‬

‫الخاص بنا عىل عدد من الصور الخاصة بسمو األمري األب‬ ‫خالل مشاركته يف عدة مناسبات وطنية هامة‪ ،‬وقد تم‬ ‫التقاطها من قبل والدي‪ ،‬مؤسس السالم العاملية‪ ،‬الراحل‬ ‫عبد السالم محمد أبو عيىس ونحن نؤمن بأن هذه الصور يجب‬ ‫أن تؤرّخ وتستحق العرض وأن يُحتفى بها”‪ ،‬متمنيًا أن تلعب‬ ‫شركة السالم العاملية دورًا هامً ا يف الحفاظ عىل ذكريات هذه‬ ‫األمة العظيمة‪ ،‬وليك تتمكن األجيال القادمة من تقديرها‬ ‫وترسيخها‪.‬‬ ‫ولفت يف تصريح خاص لـ(يت قطر) أن معظم الصور التقطها‬ ‫الراحل عبدالسالم محمد أبوعيىس يف حقبة الخمسينيات‪،‬‬ ‫والستينيات‪ ،‬والسبعينيات‪ ،‬الفتا إىل أن األرشيف الخاص به‬ ‫موجود ومحفوظ لديهم وأنه مؤرشف بشكل علمي دقيق‪،‬‬ ‫كاشفا أنه هناك محادثات مع متحف قطر الوطني املزمع‬ ‫افتتاحه خالل الفرتة املقبلة لتضمني بعض الصور واالستفادة‬ ‫من هذا األرشيف يف أقسامه املختلفة‪.‬‬

‫الجــــودة‬

‫الشيء المميز‬ ‫ُ‬ ‫ص ِنعت املجوهرات العظيمة لتلفت األنظار‪ ،‬ولكنها يف أيدي‬ ‫املصمم الفرنيس الشاب إييل توب تصبح نوعا من األسرار‬ ‫الفنية‪ .‬توب ِّ‬ ‫املتألق أبوشنب‪ ،‬الذي ظل يصمم لسنوات حىل‬ ‫النفني ‪ Lanvin‬األنيقة‪ ،‬يصمم اآلن الكثري من املجوهرات‬ ‫الفاخرة التي تحمل اسمه بدقة ميكانيكية تسمح ملن‬ ‫يلبسها أن يغري شخصيته بشكل واضح وبسهولة مثلما‬ ‫يفعل الطاووس‪ .‬ميداليتان ذهبيتان مستديرتان تزينان هذه‬ ‫القالدة الفريدة من نوعها‪ ،‬املصنوعة من أبنوس ماكاسار‬ ‫‪ .Makassar‬مع فتح املشبك تدور امليداليتان حول قطعة‬ ‫الخشب لتكشفا عن الجزء األسفل املخفي املعقد التكوين‬ ‫املرصع باملاس واألحجار الكريمة امللونة مثل امللكيت‪،‬‬ ‫والالزورد‪ ،‬والتوباز‪ ،‬والجمشت‪ .‬هذا العقد الضخم جزء‬ ‫من مجموعة تسمى ديزديمونة ‪ Desdémone‬عىل اسم‬ ‫زوجة الرببري العاطفي يف مسرحية شكسبري‪ ،‬يشبه درع‬ ‫مقاقل أو زجاج َّ‬ ‫مبقع من القرون الوسطى‪ .‬العقد يُباع فقط‬ ‫بواسطة صالون إييل توب‪ ،‬وعنوانه‪rue Saint- ٢١٧ :‬‬ ‫‪ .Honoré, Paris‬يمكن معرفة السعر عند االستفسار‪.‬‬ ‫‪ - elietop.com‬نانسي هاس‬ ‫تصوير‪ :‬أودي لي باربي‬

‫أكتوبر ‪ -‬نوفمبر ‪2016‬‬

‫‪27‬‬

‫الجــــودة‬

‫البيت والعمل‬

‫هدفها هو أن تحذف املناسبة من املالبس‪“ .‬ملاذا‬ ‫يتوجب علينا أن نلبس بطريقة محددة؟”‬ ‫يتوجب علينا أن نلبس بطريقة محددة؟”‪ ،‬ثم تحكم‪“:‬البس فقط‬ ‫وابدو متماسكا”‪.‬‬ ‫إنها تريد مالبسا يمكن لبسها يف مناسبات مختلفة‪ ،‬ويمكنك أن‬ ‫تذهب بها إىل أي مكان‪ ،‬وال يمكن تصنيف من يلبسها يف فئة‬ ‫معينة‪ ،‬بالرغم من أن هناك ملحة من الذكورة يف العديد من‬ ‫قطعها‪ .‬وبالطبع كلمة ال غارسو تعني بالفرنسية “الفتاة‬ ‫املسرتجلة”‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫مارست كيم اتجاهاتها التبسيطية يف عالم الفن بالطريقة‬ ‫الصعبة عرب سنني من املعاناة يف التصميم الفوضوي‬ ‫والخايل من الدالالت الفكرية‪ُ .‬ولِدت كيم يف سيئول‬ ‫ولكن والدها‪ ،‬وهو دبلومايس‪ ،‬كان كثري التنقل‪،‬‬ ‫ُحضر أسرته معه يف كل مكان ينتقل إليه من‬ ‫وكان ي ِ‬ ‫مانيال إىل لوس أنجلوس وحي بيصايد ‪ Bayside‬يف‬ ‫ضاحية كوينز ‪ Queens‬يف نيويورك‪ .‬كانوا دائما‬ ‫يسكنون الشقق املفروشة التي بها القليل جدا مما‬

‫كانوا يحضرونه معهم من السفر أو‬ ‫من أشيائهم القديمة‪ .‬تتذكر كيم أنها‬ ‫كانت تكره ما كان ينتابها من الشعور‬ ‫بعدم االنتماء إىل تلك األماكن‪،‬‬ ‫وتتوق إىل مكان تضع عليه بصماتها‬ ‫وتستطيع أن تقول إنه فعال لها‪.‬‬ ‫لسنوات كانت كيم مصممة عىل أن‬ ‫تمأل بيئتها الخاصة باألشياء التي لها‬ ‫حضر معها تذكارات‬ ‫معنى‪ ،‬وكانت ُت ِ‬ ‫معينة من سفراتها‪ .‬وأدركت بعد‬ ‫جولة أكرث فيها من التسوق عىل غري‬ ‫املعتاد أثناء قضائها شهر العسل يف‬ ‫املغرب “أن تلك لم تكن هي”‪ .‬لذلك‬ ‫ْ‬ ‫بدأت تعود إىل نفسها لتصنع وترعى‬ ‫األشياء بدال من أن تجمعها‪ .‬وبالطبع ٌ‬ ‫كل من منزلها ومتجرها يعكسان نظرتها إىل الجمال‪،‬‬ ‫كونه يكمن يف البساطة والتقليل‪ :‬شقتها يف حي تريبيكا ‪ TriBeCa‬يف منهاتن‪ ،‬التي صمم‬ ‫ديكورها املعماري سوفيج فرينالند‪ ،‬والتي تسكن فيها مع زوجها دا مؤسِّ س متجر ال غارسو‬ ‫وطفليهما‪ ،‬مدهونة باألبيض مثل غرف التعقيم وتخلو بالكامل من الزينة‪ ،‬وكانت أقرب ما‬ ‫تكون من الشقة املجردة من الزينة ولكنها مع ذلك غري مملة‪.‬‬ ‫املتجر‪ ،‬الذي كان يف السابق مخبزا يقع عىل بعد عدة مباين من الشقة‪ ،‬كان مجردا من‬ ‫الديكورات إىل درجة أنه كان يشبه البساط السادة‪ :‬رفوف خشب التنوب نوع دوغالس‬ ‫‪ Douglas‬وتصميم فرينالند تصطف عىل الجدران ومصابيح نوغويش ‪ Noguchi‬الورقية‬ ‫تتدىل من فوق‪ ،‬بينما قطع من راو ‪ ،Row‬وفيتيمينتس ‪ ،Vetements‬وكومي دي غارسـ ـ ـ ــو‬ ‫‪ Comme des Garçons‬تمأل الحمَّ االت‪ .‬بنطلونات الجينز ذات األرجل الواسعة‬ ‫عىل زوج من أحذية بريكنستوكس ‪ Birkenstocks‬ومعطف سايمون‬ ‫روشا ‪ Simone Rocha‬أسود بثقوب متعمدة معروضة‬ ‫فوق موديل ضخم من أحذية مارين ‪ .Marni‬تقول‬ ‫كيم‪“ :‬ليس هناك ما يقفز إليك‪ ،‬ولكن (التوليفات)‬ ‫جميعها لها معنى‪ .‬إنه التجانس”‪.‬‬

‫ال غارسو (_‪)5‬‬

‫قطع غيار‪ :‬في اتجاه حركة عقارب الساعة من أعلى‪ :‬مصباح من‬ ‫نوع نوغوشي ضخم يتدلى على الكاونتر المصنوع من الخشب‬ ‫الرقائقي في متجر ال غارسو‪ ،‬قميص إيشوس التا ‪:Eckhaus Latta‬‬ ‫‪ 1.387‬رياال قطريا‪ ،‬قميص إم إتش إل ‪ MHL‬من مارغريت هاول‬ ‫‪ 894 :Margaret Howell‬رياال قطريا‪ ،‬المطبخ األبيض في منزل كيم‬ ‫في حي تريبيكا‪ ،‬دبوس إيرين كونسيدين ‪ 639 :Erin Considine‬رياال‬ ‫قطريا‪ ،‬غرفة جلوس كيم وفيها مصباح توغوشي وطقم عشاء‬ ‫هانس ويغنر ‪ Hans Wegner‬يعود إلى منتصف القرن الماضي‪ ،‬أقراط‬ ‫صوفي بوهاي ‪ 3.139 :Sophie Buhai‬رياال قطريا (تُ باع أزواج)‪ ،‬تنورة‬ ‫المير ‪ 2000 :Lemaire‬رياال قطريا (جميع المالبس متوفرة على موقع‬ ‫‪ ،)lagarconne.com‬طاولة مطبخ أنيقة من خشب التنوب نوع دوغالس‬ ‫من تصميم فيرنالند‪.‬‬ ‫‪26‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫أدخلوا المزيد من الضوء‪:‬‬ ‫بارنيز‪ ،‬أسفل‪ ،‬تستخدم‬ ‫ما كان في يوم من األيام‬ ‫كنيسا يهوديا كأستوديو‬ ‫رئيسي لها يضم قطعا‬ ‫من أعمالها المصنوعة‬ ‫بأسلوبها الخاص في الحبك‬ ‫َّ‬ ‫واللي والتضفير والتدوير‬ ‫غير المنتظم‪.‬‬

‫اصنعها‬

‫عقدة في الزمن‬

‫كيف ألهم كنيس يهودي يعود إىل القرن التاسع عشر دانا‬ ‫بارنيز أن تبتكر فنا من عالم آخر من األلياف الطبيعية‪.‬‬ ‫بقلم ناتاشا وولف ‪ -‬تصوير إميليانو غرانادو‬

‫قبــل أكــرث مــن ‪ ١٠٠‬ســنة كان اليهــود يتعبــدون ويغتســلون يف غــرف يف مبنــى‬ ‫يطــل عــىل شــارع فورســيث ‪ Forsyth Street‬يف مدينــة نيويــورك يضــم‬ ‫كنيســا وميكفــاه (حمــام يهــودي للتطهــر مــن الذنــوب)‪ ،‬وهــو عبــارة‬ ‫عــن بركــة صغــرية مليئــة بميــاه األمطــار تعتربهــا اليهــود وســيلة‬ ‫للتطهــري والقداســة‪ .‬اليــوم دانــا بارنيــز ومســاعدوها الحِ رفيــون‬ ‫يصنعــون أنســجة يدويــا بألــوان صارخــة وملمــس معقــد‬ ‫وخشــن بجانــب الجــدران الحجريــة حيــث كانــت تــؤدَّى تلــك‬ ‫الشعرية منذ ألف سنة‪ .‬احتاجت بارنيز إىل بعض الوقت‬ ‫حتى تشعر بالراحة وهي تعمل هنا‪“ :‬كنت أريد أن أتأكد‬ ‫أننــي لــم أكــن أنتهــك حرمــة املــكان”‪.‬‬ ‫الكنيــس الــذي ُبنــي يف العــام ‪ ١٨٧4‬مشــهور بــيشء آخــر‪.‬‬ ‫يف العــام ‪ ١٩٦3‬اشــرتاه الفنانــان التجريديــان التعبرييــان‬ ‫الزوجــان ميلتــون ريســنيك‪ ،‬وبــات باســلوف‪ ،‬ثــم حــواله إىل‬

‫اســتوديو حيــث عاشــت باســلوف وعملــت خــالل الثمانيــة واألربعــني ســنة‬ ‫الالحقــة‪“ .‬الســكن يف اســتوديو الرســم الســابق لبــات فتــح أمامــي عالــم‬ ‫الفن التجريدي التعبريي عىل مستوى شخيص إىل درجة بعيدة”‪،‬‬ ‫كمــا قــال بارنيــز‪“ .‬عندمــا دخلــت املبنــى للمــرة األوىل ُذهلــت ليــس‬ ‫فقط بفنها لكن أيضا ببقايا أعمالها الفنية – الفرش‪ ،‬حوامل‬ ‫لوحاتهــا‪ ،‬بقــع األلــوان عــىل البــالط‪ ،‬علــب األصبــاغ وأنابيــب‬ ‫الزيــت”‪.‬‬ ‫تملكت بارنيز العقار مع زوجها ديل ويســتهوف املســتثمر‬ ‫يف العــام ‪ ٢٠١3‬بعــد ســنتني مــن وفــاة باســلوف‪ ،‬وواصــل‬ ‫الزوجــان تقليــد اســتخدام املــكان للعمــل‪ ،‬والســكن مــن‬ ‫وقــت آلخــر‪ .‬اســتوديو بارنيــز الصغــري أصبــح أكــرب مــن‬ ‫شقتها عىل شارع كروسبي ‪ Crosby Street‬حيث يعيش‬ ‫الزوجــان وابنتاهمــا معظــم الوقــت‪ .‬تصميماتهــا املعقــدة‬ ‫ديسمبر ‪ -‬ينايـــــــر ‪٢٠١٧‬‬

‫‪29‬‬

‫الجودة من قطر‬

‫أناقة فضية ثمينة‬

‫الشيء المميز‬

‫بقلم‪ :‬ازدهار إبراهيم‬ ‫‪28‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫الصور مقدمة من أوريس ‪Oris‬‬

‫أسرت ‪ Oris Divers Sixty-Five‬الكالسيكية مُ خيلة مقتني الساعات يف ظرف وجيز منذ‬ ‫إطالقها العام املايض‪ .‬واآلن أضافت أوريس إصدار الساعات املزودة بقرص فيض إىل هذه‬ ‫املجموعة املتألقة‪ ،‬لتعكس اإلشعاعات الرباقة العاكسة لسطح املحيط‪ .‬كانت مجموعة‬ ‫‪ Divers Sixty-Five‬أول مجموعة يتم إحياؤها يف العام ‪ ٢٠١٥‬محاكية لتصميم ساعة‬ ‫الغواصني الذي ابتكرته شركة أوريس ألول مرة عام ‪ ١٩٦٥‬يف فرتة الستينيات‪ ،‬وتحمل‬ ‫الساعة التي أعيد بعثها من املايض العديد من السمات املميزة التي كانت تتميز بها الساعة‬ ‫األصلية يف حقبة الستينيات‪ .‬تتميز الساعة بعلبة من الفوالذ املقاوم للصدأ يبلغ قطرها‬ ‫‪ 4٢‬ملم‪ ،‬وإطار دوار أحادي االتجاه مغطى بطبقة خفيفة من األملنيوم األسود‪ ،‬ومزود‬ ‫بزجاج مقوس عىل شكل فقاعة مصنوع من الزفري يحميه طالء داخيل مضاد لالنعكاس‪.‬‬ ‫كما تضم الساعة عقارب ومؤشرات ساعات محشوة بمادة سوبرلومينوفا بدال من مادة‬ ‫الرتتيوم التي تم استخدامها يف الستينيات من القرن املايض‪ .‬وقد ضمت تلك املجموعة‬ ‫األصلية الصادرة يف حقبة الستينيات طرازا مزودا بقرص فيض اللون‪ ،‬هذا اللون الذي‬ ‫تعود إليه أوريس اآلن من جديد لتضفي نربة بحرية عىل التصميم الجمايل والعميل‬ ‫والفعال ملجموعة ‪ .Divers Sixty-Five‬ويعرض أحدث إصدارات ‪Divers Sixty-Five‬‬ ‫بثالثة خيارات من األسورة املختلفة‪ .‬الفيض‪ ،‬واألسود‪ ،‬والسوار الجلدي الكالسييك الداكن‬ ‫اللون الذي يضفي عىل الساعة خاصية تعدد االستخدام‪ ،‬فهي تستعمل يف املنزل وعىل‬ ‫الرب كما يف البحر أيضا‪ .‬وتكتمل اإلطاللة الكالسيكية للساعة من خالل الدرع املنقوش عىل‬ ‫غطاء العلبة‪ ،‬وهو شعار أوريس التاريخي الذي يعود إىل حقبة الستينيات‪ .‬يضفي القرص‬ ‫الفيض عىل ساعة ‪Oris Divers Sixty-Five‬الجديدة هالة من النعومة تصل حد اإلغراء‬ ‫عىل واحدة من أشهر ساعات الغواصني يف عالم صناعة الساعات يف العامني املاضيني‪.‬‬

‫التفافة جديدة‪ :‬في‬ ‫اتجاه حركة عقارب‬ ‫الساعة من أقصى‬ ‫اليسار‪ :‬في ميكفاه‬ ‫الكنيس اليهودي‬ ‫السابق بارنيز تصنع‬ ‫نماذج تحاكي بها‬ ‫أعماال أخرى لمعرض‬ ‫ربيعي في البندقية‪،‬‬ ‫قطعة اسمها “عقدة‬ ‫البحار” ‪،Rigger’s Knot‬‬ ‫طاولة تصميم عليها‬ ‫رسومات وعينات‬ ‫جاهزة للمزج مع‬ ‫األلياف‬

‫أن توليفــة األلــوان واألليــاف التــي تغنــي امللمــس يف عمــيل‪ .‬أنــا أحــب أن أوســع الحــدود‬ ‫التقليديــة لصناعــة املنســوجات”‪ .‬وتضيــف‪ “:‬ومــن خــالل تجاربنــا مــع الصــوف وعمليــة‬ ‫التلبيــد وجدنــا أننــا نســتطيع أن نخلــق بعــدا ثالثــا للقطــع التــي ننتجهــا”‪.‬‬ ‫ب ـ ــدأت بارنيــز حياتهـ ـ ــا الفني ـ ــة كمصمم ـ ــة للمالبـ ـ ـ ـ ــس مــع شــركتي تومــي هيلفايغــر‬ ‫‪ Tommy Hilfiger‬و(إييل طاهري) ‪ Elie Tahari‬إىل جانب آخرين‪ .‬بعد أن أنجبت‬ ‫بنتــني أصبحــت تعمــل بــدوام كامــل يف املنســوجات‪ .‬نجاحهــا األول – قطــع مــن الســجاد‬ ‫املصنــوع مــن اللبــاد واملطعَّ ــم باملجوهــرات كانــت تشــبه الوقايــات (صحــون األكــواب التــي‬ ‫تستخدم لوقاية الطاولة) املحبوكة العمالقة – ُ‬ ‫ص ِنعت بمجهود كبري بعد أن أصبحت‬ ‫بنتاها تجريان حول شــقتهما املطلة عىل شــارع كروســبي التي تشــبه الكهف يف ضيقها‬ ‫وذلــك لحمايــة طاوالتهــا‪ .‬هــذه األيــام تقــوم بارنيــز وفريقهــا بتنفيــذ أعمــال لعرضهــا يف‬ ‫املعــارض وصــاالت العــروض الفنيــة مثــل آر آنــد كومبــاين‪ R & Company‬إىل جانــب‬ ‫قبول املهام الفنية الخاصة التي ي َّ‬ ‫ُكلفون بها‪ .‬اإللهام يف جميع أعمالها كما تقول يأيت‬ ‫من العالم الطبيعي – مثل باالت التنب أو تموُّج الجبال‪ ،‬فقد ابتكرت وصنعت غطاءً‬ ‫للبالط ملنزل يف لونج آيالند ‪ Long Island‬كان يراد له أن يحايك الرمال عىل الشاطئ‬ ‫القريــب مــن املنــزل‪.‬‬

‫بارنيز تحب الطريقة التي تكسب بها الطبيعة دائما‪،‬‬ ‫كيف تتغول الفطريات والطحالب عىل األرضيات‬ ‫والجدران لتحل مكان الواجهات اليدوية الصنع‪.‬‬ ‫بارنيــز تحــب الطريقــة التــي تتفــوق بهــا الطبيعــة دائمــا عــىل تدخــالت اإلنســان‪ ،‬كيــف‬ ‫“تتغــول الفطريــات والطحالــب بطبقاتهــا املائعــة وحركتهــا عــىل األرضيــات والجــدران‬ ‫لتحــل مــكان الواجهــات املصقولــة والجامــدة والالمعــة اليدويــة الصنــع”‪ .‬صـ ْ‬ ‫ـورت ذلــك‬ ‫يف أعمالهــا األخــرية التــي تجمــع مــا بــني املنســوجات واملــواد الطبيعيــة األكــرث صالبــة‬ ‫مثل الخشــب والراتنج والصلصال واملعادن والحجارة‪ .‬مقاعدها الخرســانية املكســوة‬ ‫بأليــاف صوفيــة خضــراء ورماديــة‪ ،‬عــىل ســبيل املثــال‪ ،‬مســتوحاة مــن األشــنة التــي تنمــو‬ ‫عــىل التشــكيالت الصخريــة‪ .‬الفكــرة كمــا تقــول بارنيــز هــي أن نشــجع شــخصا “عــىل أن‬ ‫يلمــس ويعيــش مــع ويحــب البنيــات الناعمــة يف نطــاق الفضــاءات املعماريــة التــي طغــت‬ ‫عــىل املشــهد الحضــري”‪ .‬وهــذا بالتأكيــد ينطبــق عــىل املــكان الــذي ُ‬ ‫ص ِنعــت فيــه‪.‬‬

‫ديسمبر ‪ -‬ينايـــــــر ‪٢٠١٧‬‬

‫‪31‬‬

‫الحلبــــــة‬

‫إصنعها‬

‫يف الغرف البسيطة غري املدهونة الجدران تبدو‬ ‫أعمالها اليدوية كأنها خرجت من رحم املبنى‬ ‫نفسه‪.‬‬

‫أنسج كلما‬ ‫استطعت إلى ذلك‬ ‫سبيال‪ :‬في اتجاه‬ ‫حركة عقارب الساعة‬ ‫من أعلى اليسار‪:‬‬ ‫تمثال “التلة” ‪Knoll‬‬ ‫الذي صنعته يقبع مع‬ ‫الحقائب التي تحوي‬ ‫كميات معالَ جة من‬ ‫خصل صوف ثور التبت‪،‬‬ ‫وقطع الخيزران‪ ،‬وصوف‬ ‫غنم المرينوس‪،‬‬ ‫والحرير‪ ،‬الطابق الثاني‬ ‫حيث تجرب بارنيز مع‬ ‫تشكيالت من األلياف‬ ‫والمواد الصلبة مثل‬ ‫الحجارة والرخام‪ ،‬كوخ‬ ‫للعمل مليء بالنماذج‬ ‫والعينات الصغيرة‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫– التــي تتضمــن محــاكاة للعمــل الحــريف التقليــدي يف األليــاف – تمثــل أنســجة‬ ‫مصنوعة من األلياف تكاد تكون مثل التماثيل من دقتها‪ :‬سجادات كبرية ذات‬ ‫جدائــل أو ســتائر معقــدة الحبــك كانــت أيضــا ناعمــة إىل درجــة الفخامــة‪ .‬تفضــل‬ ‫بارنيــز املــواد “الخــام والبســيطة” مثــل الصــوف املُل َّبــد‪ ،‬وصــوف األلبكــة وصــوف‬ ‫ثــور التبــت وال ِق َّنــب والخيــزران‪ ،‬واســتخدام آالت قليلــة يف اإلنتــاج‪ .‬يف الغــرف غــري‬ ‫املرتبــة لالســتوديو– التــي أبقتهــا بارنيــز عمــدا يف تلــك الحالــة وقليلــة األثــاث بقــدر‬ ‫اإلمــكان تاركـ ًـة أثــر العتــق عــىل الجــدران املبنيــة مــن الطــوب والســقوف التــي ترتفــع‬ ‫إىل ‪ 3٠‬قدمــا تقريبــا – بــدت ابتكاراتهــا كأنهــا مســتوحاة مــن املبنــى نفســه‪.‬‬ ‫“الكثــري مــن أعمــال التجديــد التــي تمــت يف الســتينيات مــن القــرن املــايض نفذتهــا‬ ‫بــات وميلتــون‪ ،‬وكانــت هــذه التعبــريات امللتويــة املبنيــة باليــد هــي بالضبــط التــي لــم‬ ‫أجرؤ عىل محوها عندما أصبح االستوديو ملكا يل”‪ ،‬تقول بارنيز‪ ،‬التي يشمل‬ ‫تعاملهــا مــع الصــوف واللبــاد تعريضهمــا مــرة بعــد أخــرى لحمامــات مــن املــاء‬ ‫الدافــئ بمــا يشــبه اســتحمام اليهــود يف امليكفــاه للتطهــري‪ .‬الضــوء الطبيعــي الــذي‬ ‫يتســلل إىل الداخــل مــن منوريــن يف االســتوديو الرئيــيس “يســاعدين عــىل معرفــة‬

‫نسيج اإلمبراطوريات‪:‬‬ ‫قطع السجاد‬ ‫والمنسوجات الرائعة‬ ‫الموجودة ضمن‬ ‫مقتنيات متحف الفن‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬وغيرها من‬ ‫القطع الفنية التي‬ ‫ُجلبت من تركيا وإيران‬ ‫والهند‪.‬‬

‫منســوجات وإلبيــدا غــازي مرممــة منســوجات وورق وبمســاهمة مــن املنســقة‬ ‫فاطمــة الهتمــي‪ ،‬عــن الطــرق واملراحــل التــي يمــر عربهــا ترميــم هــذه القطــع‬ ‫التاريخيــة النــادرة‪ ،‬باســتخدام أحــدث مــا وصلــت إليــه التكنولوجيــا يف هــذا‬ ‫املجــال‪.‬‬ ‫ويقــول أرســطوتلس يف حــواره مــع (يت قطــر)‪" :‬إن أغلــب أعمــال الرتميــم التــي‬ ‫ـب عــىل الســرياميك‬ ‫يقومــون بهــا يف مختــربات متحــف الفــن اإلســالمي تنصـ ّ‬ ‫والذهــب والعــاج‪ ،‬إال أن الســجاد عــادة مــا يكــون األكــرث جاذبيــة وتشــويقا‪،‬‬ ‫كاشــفا أن هنــاك قطعــا مــن الســجاد يتــم ترميمهــا بالتعــاون مــع متحــف‬ ‫امليرتوبوليتــان وســيتم عرضهــا يف املعــرض املقبــل"‪.‬‬ ‫ويشــري أنــه يف العــادة يعمــل قســم الرتميــم ‪ -‬الــذي يقــع يف قســمني أحدهمــا‬ ‫تحت سطح البحر ‪ -‬عىل املجموعات الخاصة باملتحف وأنه يف حال كان هناك‬ ‫تعــاون مــع جهــات خارجيــة فــإن ذلــك يكــون بنســبة ‪ %4٠‬فقــط مــن املعروضــات‬ ‫الخارجيــة‪.‬‬ ‫وحــول التعــاون مــع جهــات ومؤسســات أخــرى يقــول‪“ :‬نعمــل تحــت مظلــة‬ ‫(متاحــف قطــر) وبالتــايل فــإن أولوياتنــا تنصــب يف العمــل مــع وضمــن أعمــال‬ ‫متحــف الفــن اإلســالمي‪ ،‬وبالطبــع لدينــا تعــاون مــع متاحــف أخــرى مثــل املتحــف‬ ‫الوطنــي‪ ،‬ومتحــف (املتحــف العربــي للفــن الحديــث)‪ ،‬و(الفــن العــام) الــذي‬ ‫يســاهم بنشــر الثقافــة عــىل نطــاق واســع يف شــوارع الدوحــة ممــا لــه تأثــري هــام‬ ‫وجاذبيــة كبــرية‪ .‬مــن املنحوتــات الضخمــة إىل الصــور الفوتوغراف ّيــة‪ ،‬تشــكل‬ ‫األعمــال الفن ّيــة العامــة تجربــة فريــدة وغــري اعتياد ّيــة‪ ،‬تكــون معروضــة غالبــاً يف‬ ‫الهــواء الطلــق مثــل منحوتــات ريتشــارد ســريا أو دامــني هريســت‪.‬‬ ‫ولكــن ونظــرا إىل أننــا متحــف فإننــا ال نســتطيع أن نســاعد الجميــع‪ ،‬ولكننــا نســري‬ ‫وفــق إســرتاتيجية معينــة بهــا أولويــات مــن أجــل الخدمــة العامــة‪ ،‬فالبدايــة هــي‬ ‫متحــف الفــن اإلســالمي ثــم الجهــات التابعــة ملتاحــف قطــر‪ ،‬ثــم الجميــع ممــن‬ ‫يود أن يحصل عىل مساعدتنا أو نصائحنا‪ ،‬وقد ساعدنا متحف الشيخ فيصل‬ ‫بــن قاســم فيمــا يتعلــق بعمليــة التحكــم بالحشــرات عــىل‬ ‫ســبيل املثــال‪ ،‬كمــا تلقينــا طلبــا مؤخــرا مــن الكويــت للعنايــة‬ ‫بمجموعة حديدية‪ .‬ولفت إىل أنهم يعملون يف إطار برنامج‬ ‫عــىل اإلنرتنــت يدعــى إي ميــو ‪ E-MUE‬والــذي يتضمــن كافــة‬ ‫املعروضــات والصــور والتقاريــر واألشــروحات‪ ،‬إضافــة إىل‬ ‫املراســالت بــني املرممــني وخــرباء يف التاريــخ‪ ،‬إال أن مســتوى‬ ‫الخربة التي لدينا غالبا ما تجعلنا يف غري حاجة لآلخرين بل‬ ‫إننا نقدم املساندة واملشورة للعديد من الجهات كما ذكرت‬ ‫داخليــا وخارجيــا‪.‬‬ ‫ولفــت إىل أنــه مــع نهايــة كل عــام درايس نرحــب بطالبــني مــن‬ ‫كليــة لنــدن الجامعيــة ممــن يدرســون علــوم املتاحــف ليقضــوا‬ ‫فــرتة تدريــب هنــا يف املتحــف مجانــا‪.‬‬ ‫أمــا عــن أهــم مــا يواجــه مــن تحديــات فيقــول أن الطقــس‬ ‫خــارج املتحــف خاصــة يف الصيــف مــن حــرارة ورطوبــة أو‬ ‫أتربــة‪ ،‬قــد يكــون تحديــا نوعــا مــا خاصــة وأن هنــاك العديــد‬ ‫مــن الدراســات التــي تنظــر يف هــذا األمــر‪ ،‬وبالطبــع القســم‬ ‫الذي أعمل به ينصب اهتمامه عىل املعروضات‪ ،‬لكن هناك‬ ‫أيضــا اهتمامــا بالــزوار وراحتهــم بمــا يتوافــق مــع الظــروف‬ ‫التــي تناســب عــرض املعروضــات مــن حيــث الجــو واإلضــاءة‬ ‫وغريهــا مــن العوامــل‪ ،‬الفتــا إىل أن هنــاك حــوايل أكــرث مــن ‪4٠٠‬‬ ‫جهــاز استشــعار حــول املتحــف تتيــح لنــا كافــة املعلومــات التــي‬

‫ديسمبر ‪ -‬ينايـــــــر ‪٢٠١٧‬‬

‫‪33‬‬

‫الحلبــــــة من قطر‬

‫ترميم المعروضات عالم من الخيال واإلبداع‬

‫متحف الفن اإلسالمي‬ ‫يكشف عن أسراره المخفية‬ ‫ال يعي العديد من زوار املتاحف حول العالم كمّ العمل الهائل املبذول‬ ‫يف ترميم وإحياء وإعادة بعض املعروضات األثرية إىل الحياة م ّرة أخرى‬ ‫عرب مجموعة من التقنيات املعقدة‬ ‫كتب‪ :‬كريم إمام‬

‫التــي أتاحتهــا التكنولوجيــا الحديثــة اليــوم‪ ،‬فالســجاد واألنســجة‬ ‫واآلالت واألدوات التــي اســتخدمها اإلنســان منــذ آالف الســنني بكافــة‬ ‫أنواعهــا وأشــكالها‪ ،‬واللوحــات الفنيــة والقطــع املختلفــة التــي أبدعهــا‬ ‫فنانــون عــرب العصــور تظهــر أمــام الزائــر ألي متحــف يف أفضــل حــال‬ ‫ممكــن‪ ،‬وذلــك ال يمكــن حدوثــه دون الجهــود الجبــارة التــي يقــوم بهــا‬ ‫مرممــون متخصصــون ال نعــرف عــادة عنهــا الكثــري‪.‬‬ ‫يف هــذا اإلطار نظمــت “متاحــف قطــر” جولــة لإلعالميــني الشــهر‬ ‫املــايض‪ ،‬بعنــوان “خلــف الكواليــس‪ :‬ترميــم الســجاد أثنــاء العمــل”‬ ‫وذلــك داخــل مختــربات متحــف الفــن اإلســالمي التــي تقــع مــن طابقــني‬ ‫‪32‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫يف الجنــاح التعليمــي‪ .‬وهــو مــكان ال يعــرف عنــه الكثــريون شــيئا‪،‬‬ ‫البــد للولــوج إليــه أن يكــون معــك مفتــاح خــاص فهــو املــكان األكــرث‬ ‫خصوصيــة وســرية يف مبنــى املتحــف البديــع عــىل كورنيــش الدوحــة‪.‬‬ ‫الجولــة التــي جــاءت ضمــن االســتعداد ملعــرض “نســيج‬ ‫اإلمرباطوريــات‪ :‬ترحــال الفنــون بــني تركيــا‪ ،‬وإيــران والهنــد”‪ ،‬والــذي‬ ‫مــن املنتظــر افتتاحــه يف الخامــس عشــر مــن مــارس ‪ ٢٠١٧‬لتقديــم مــا‬ ‫يقارب مائة معروضة‪ ،‬تضمنت العديد من املعلومات والشروحات‬ ‫والتوضيحــات التــي قدمهــا كل مــن أرســطوتلس ســاكيالريو‪ ،‬رئيــس‬ ‫قســم الرتميــم بمتحــف الفــن اإلســالمي‪ ،‬وتاتيانــا زهدانوفــا مرممــة‬

‫من األسفل الصور من الفنان علي عبدالستار‪ ،‬جيسون الركين‪ ،‬جواكيم‬ ‫سكيلدسين‬

‫ديسمبر ‪ -‬يناير ‪2017‬‬

‫العودة إىل زمن الفن الجميل ‪٣٤‬‬ ‫ثورة عىل ساحل ‪ ،3٨‬ف ــي القطـ ـ ـ ـ ـ ــار ‪4٨‬‬

‫ديسمبر ‪ -‬ينايـــــــر ‪٢٠١٧‬‬

‫‪35‬‬

‫الحلبــــــة من قطر ترميم المعروضات‬

‫نحتاجهــا لتوفــري أفضــل بيئــة عــرض‪.‬‬ ‫وتلفــت تاتيانــا إىل أنهــم يعملــون عــىل تحضــري ‪ ٢٥‬ســجادة للمعــرض منهــا ‪ ١٦‬يف‬ ‫حاجــة إىل ترميــم بتدخــل مكثــف‪ ،‬الفتــة إىل أن كل املنســوجات تحتــاج إىل الرتميــم‬ ‫والتحضــري‪ ،‬موضحــة أن التلــف الــذي يتعــرض لــه الســجاد‪ ،‬يكــون معظمــه بســبب‬ ‫طريقــة التخزيــن الخاطئــة‪ ،‬مســتدلة بنمــوذج لذلــك مــن ســجاد يعــود لبدايــات‬ ‫القــرن الســادس عشــر امليــالدي‪ ،‬تــم تخزينــه بطريقــة غــري ســليمة ملــدة مائــة عــام‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وتقصفــه مــن الجوانــب‪.‬‬ ‫حيــث بــدا تغــري لونــه مــن إحــدى الجهــات‬ ‫وتضيــف مــن أمــام الســجادة الرتكيــة اآلتيــة مــن غــرب األناضــول بأنهــم يضعــون‬ ‫يبني األماكن الضعيفة‪ ،‬كما يتم‬ ‫املعروضات تحت االختبار باملايكروسكوب الذي ِّ‬ ‫استخدام الفايرب والتنظيف بالهواء باملعايري العاملية وبأدوات تقنية مخصصة لهذا‬ ‫الغرض حتى تتم عملية إزالة كافة األتربة‪ .‬كما أنه ومن خالل امليكروسكوب يتم‬ ‫التعرف عىل أدق التفاصيل الخاصة باملواد املستخدمة يف تصنيع هذه املنسوجات‬ ‫والســجاجيد وبالتــايل معرفــة معلومــات متعلقــة بمــكان وزمــان صنعهــا‪ .‬الفتــة إىل‬ ‫أن تقريبــا كافــة املنســوجات تحتــاج إىل تدخــل ترميمــي وتقويــة املواضــع الضعيفــة‬ ‫وتشـ ِّـدد عــىل أنهــا وزمالئهــا مســئولون عــن الحفــاظ عــىل الكنــوز الوطنيــة والحــرص‬ ‫عــىل اســتدامتها وعيشــها ألطــول فــرتة زمنيــة ممكنــة‪.‬‬ ‫يف هــذا اإلطــار تــم داخــل املعمــل االنتهــاء مــن مشــروع ترميــم لوحــة جـ ّ‬ ‫ـص أثريــة‬ ‫تعــود لحقبــة الســالجقة يف إيــران خــالل القــرن الثــاين عشــر امليــالدي‪ ،‬بالتعــاون‬ ‫مــع “بنــك أوف أمريــكا مرييــل لينــش”‪ ،‬حيــث تعتــرب هــذه اللوحــة مــن أهــم روائــع‬ ‫املجموعــات الفنيــة التابعــة ملتحــف الفــن اإلســالمي‪.‬‬ ‫وتــم إنجــاز هــذه املهمــة بموجــب شــراكة بــني متحــف الفــن اإلســالمي وبنــك أوف‬ ‫أمــريكا”‪ ،‬املعــروف عــىل مســتوى العالــم بدعمــه للفنــون والثقافــة‪ ،‬يف إطــار مشــروع‬ ‫عاملي لـ “بنك أوف أمريكا” يهدف إىل الحفاظ عىل الفن‪ُ .‬‬ ‫وتعد هذه هي املرة األوىل‬ ‫التــي تتعــاون فيهــا متاحــف قطــر ومتحــف الفــن اإلســالمي مــع مؤسســة ماليــة‪.‬‬ ‫وتضــم اللوحــة مجموعــة مــن املشــاهد التــي تصـوّر حيــاة األمــراء‪ ،‬وتتنــوع هــذه‬ ‫املشــاهد ما بني الوالئم ورحالت الصيد والعزف املوســيقي واالســتمتاع بالطبيعة‪،‬‬ ‫مجسـ ً‬ ‫ـدة الطابــع الفنــي والثقــايف للحضــارة الفارســية‪ُ .‬‬ ‫وتعـ َرض اللوحــة اآلن ضمــن‬ ‫صــاالت العــرض الدائــم بمتحــف الفــن اإلســالمي‪.‬‬ ‫أمــا بخصــوص األدوات التــي تســتعملها وكيفيــة عملهــا تقــول أن الرتكيــز واألولويــة‬ ‫يكون للمعروضات املوجودة ضمن تشــكيلة املتحف‪ ،‬حيث تكون الفرصة ســانحة‬ ‫للعمــل بأريحيــة أكــرث يف الوقــت واســتخالص معلومــات أكــرث خــالل عمليــة الرتميــم‬ ‫لخدمــة التحليــالت والرتكيــز يف طــرق الرتميــم‪.‬‬ ‫وتلفــت تاتيانــا أن العمــل يف أوقــات محــدودة عــىل املعروضــات التــي قــد تحتــاج‬ ‫إىل أوقــات طويلــة يعــد أهــم التحديــات بالنســبة لهــا‪ ،‬حيــث أنــه عليــك أن تحســب‬ ‫الســاعات التــي تحتاجهــا يف عمليــة الرتميــم وأن تكــون صادقــا فيمــا يمكنــك فعلــه‬ ‫ومــا يمكــن أن تقدمــه للمعروضــة وأن تختــار النظريــة األفضــل يف التطبيــق‪ ،‬وذلــك‬ ‫قبــل الوصــول إىل املوعــد النهــايئ الفتتــاح املعــرض‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫ويف النهايــة أشــارت إىل أنهــا تحظــى بالعديــد مــن الربامــج‬ ‫التدريبيــة والفــرص العمليــة إلثبــات وتدعيــم الكفــاءة‪،‬‬ ‫وأنهــا مؤخــرا ذهبــت إىل إيطاليــا مــن أجــل الحصــول عــىل‬ ‫ورشــة عمــل يف بنيــة املنســوجات وتحليــل أســرار اإنتــاج‬ ‫املنســوجات األثريــة‪.‬‬ ‫يشــار إىل أن معــرض “نســيج اإلمرباطوريــات‪ :‬زخــارف وحرفيــون بــني تركيــا‪ ،‬وإيــران‬ ‫والهنــد”‪ ،‬يلقــي الضــوء عــىل تبــادل الثقافــات الفنيــة واملاديــة بــني اإلمرباطوريــات‬ ‫العثمانيــة والصفويــة واملغوليــة‪ .‬ويتمحــور حــول قطــع الســجاد واملنســوجات‬ ‫الرائعــة املوجــودة ضمــن مقتنيــات متحــف الفــن اإلســالمي‪ ،‬وغريهــا مــن القطــع‬ ‫الفنيــة التــي جُ لبــت مــن تركيــا وإيــران والهنــد‪ .‬وســوف ُتقــدّ م القطــع ضمــن ســياقها‬ ‫التاريخــي الــذي يعكــس الظــروف السياســية والفنيــة للفــرتات الزمنيــة التــي ُ‬ ‫صنعــت‬ ‫فيهــا‪ ،‬والتــي تمتــد بــني القرنــني الســادس عشــر والثامــن عشــر‪.‬‬ ‫الجديــر بالذكــر أن متحــف الفــن اإلســالمي هــو أحــد أبــرز املتاحــف اإلســالمية ومركــز‬ ‫لتعليــم وتعلــم الفنــون اإلســالمية‪ ،‬وهــو أحــد درر معالــم الدوحــة‪ ،‬وتعكــس‬ ‫محتوياتــه جميــع ألــوان الفــن اإلســالمي املنتميــة لثــالث قــارات عــىل مــدار فــرتة‬ ‫تمتــد ألكــرث مــن ‪ ١4٠٠‬عــام‪ .‬وبفضــل مقتنياتــه ومعارضــه املدهشــة صــار متحــف‬ ‫الفــن اإلســالمي مركــزا للمعرفــة واإللهــام يلقــي الضــوء عــىل عالــم الفــن اإلســالمي‬ ‫ويســهم يف نشــر حكمــة هــذا الفــن‪.‬‬ ‫رحلة عبر الزمن‪،‬‬ ‫خالل الجولة التعريفية‬ ‫التي نظمها متحف‬ ‫الفن اإلسالمي لوسائل‬ ‫اإلعالم‬

‫يعمل الفنان القطري املتفرد‬ ‫عيل عبدالستار منذ زمن‬ ‫طويل عىل تحديث وتطوير‬ ‫األغنية القطرية والخروج بها‬ ‫إىل فضاءات أوسع وأماكن‬ ‫أرحب للوصول إىل أناس أكرث‬ ‫ليستحق عن جدارة لقب سفري‬ ‫األغنية القطرية‪.‬‬

‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ــن الجمي ـ ـ ـ ـ ــل‬ ‫بقلم ‪ :‬كريم إمام‬

‫‪37‬‬

‫‪36‬‬

‫الع ـ ــودة إلـ ــى‬ ‫زم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن‬

‫من أعلى اليمين في‬ ‫اتجاه عقارب الساعة‬ ‫عمل نحتي من أعمال‬ ‫الفنان‪ ،‬لوحة تحمل أبعادا‬ ‫مختلفة‪ ،‬الصورة المقابلة‬ ‫لوحة تجسد حالة‬ ‫اإلضطراب التي تكتنف‬ ‫الوضع الحالي ‪.‬‬

‫الخروج للعاملية‬ ‫وعن توجهه للخارج منذ بداياته الفنية يقول‪“ :‬الحمد لله ربي وفقني يف الخليج‪ ،‬ويف‬ ‫الوطن العربي كاسم‪ ،‬وهذا لم يتحقق من فراغ‪ ،‬وإنما بفضل من الله وباملجهود والفرتة‬ ‫الطويلة يف الساحة الفنية‪ ،‬وحضوري املكثف يف كل املهرجانات واملحافل املوسيقية يف‬ ‫الوطن العربي ويف أوروبا‪ ،‬إال أن القفزة حاليا أو الحلم الذي يراودين أن أصل للدول‬ ‫األوروبية وأصل للعاملية‪.‬‬ ‫فالشغف باآلخر كان موجودا منذ أول يوم ركبت صويت عىل أول أغنية‪ ،‬فهو حلم أحلم‬ ‫به أن أقدم لقطر جزءا ولو نقطة من بحر ملا قدمته يل‪ ،‬وأن يقرن اسمي بهذا البلد‬ ‫املعطاء والذي أعطاين الكثري”‪ .‬ويضيف عن العوامل التي ساهمت يف تجاوره مع اآلخر‬ ‫قائال‪“ :‬أيضا فرتة دراستي يف أمريكا لنيل درجة املاجستري يف اإلعالم الرتبوي من جامعة‬ ‫نيويورك كانت فرتة خصبة جدا ومن األسباب التي دفعتني للتفكري يف بوابة أوروبا‪ ،‬ومن‬ ‫كرثة ما سمعت أثناءها من فنون مختلفة‪ ،‬كانت أول ردة فعل عندما استغللت إيقاعات‬ ‫موسيقى (الريجي) املشهور بها الفنان العاملي بوب ماريل لتقديم أغنية (تفداك دنياي‬ ‫وسنيني) وسبقت بها الزمن والوقت يف الخليج بأن استغل هذا اإليقاع الجميل وأطوعه‬ ‫ألحد األغاين (الخبيثية) الشعبية يف قطر‪ ،‬وهذه األغنية صورها املخرج املصري طارق‬ ‫العريان وكنت أول فنان خليجي أصور تصويرا سينمائيا ‪3٥‬‬ ‫ميل‪ ،‬وقد كان ذلك يف نفس الفرتة وبنفس املجموعة التي‬ ‫انتجت أغنية (نور العني) للفنان عمرو دياب‪ ،‬وقد كانت من‬ ‫ألحان الراحل صالح الشهري”‪.‬‬ ‫الغناء باإليطالية‬ ‫ولفت عبدالستار إىل آخر مشاركاته العاملية عندما غنى يف‬ ‫الدوحة باللغة اإليطالية مع النجمة العاملية إيمي ستيوارت‬ ‫وبصحبة خمس مغنيات أوبرا من إيطاليا يمثلون فرقة “أنكاتو‬ ‫كوارتر” يغنون األوبرا من خالل حفل مشرتك قطري – إيطايل‬ ‫وقد كتبت عن هذه التجربة الصحف اإليطالية‪ ،‬مشريا إىل أن‬ ‫هناك حاليا سلسلة من األفكار ملشاريع يف إيطاليا بحيث تكون‬ ‫بوابة يل إىل دول أوروبية أخرى‪ ،‬فهناك أحالم كثرية ووعود‬ ‫كثرية بأن أدخل األوبرا اإليطالية يف بعض املشاهد”‪.‬‬ ‫وعن غيابه لفرتة ثم العودة بجديد يف كل مرة يقول‪“ :‬بالطبع‬ ‫هي خطة وإسرتاتيجية وليست مجرد ظروف‪ ،‬فالغياب يكون‬ ‫به كفاح وعمل وعصامية – إن صح التعبري‪ -‬وبالطبع ال شك‬

‫نحن يف دولة تقدم كل يشء ملبدعيها وتقف وراءهم وقد زادين شرفا أن أحصل عىل التفرغ‬ ‫من سمو األمري الوالد‪ ،‬وهذا القرار السامي الذي أضعه شرف عىل صدري هو بمثابة‬ ‫الدين‪ ،‬ومن يومها وضعت نصب عيني أن أخدم قطر بكل جهدي وكل مايل‪ ،‬والعمل عىل‬ ‫تطوير األغنية القطرية وإيصالها إىل أبعد حد ممكن”‪.‬‬ ‫املشهد الفني القطري‬ ‫ويرى عبدالستار املشهد الفني يف قطر بأنه جميل ويتطور‪ ،‬فهناك اهتمام‪ ،‬ومهرجان سوق‬ ‫واقف أصبح من املهرجانات القوية التي برزت مؤخرا ومنحت فناين قطر املجال بأن يستيقظوا‬ ‫بعد نوم طويل‪ ،‬وأعتقد أن اليوم هناك أسماء شابة تصعد‪ ،‬وتذكرين بنفيس عندما كنت يف‬ ‫بدايايت من أمثال فهد الكبييس وعيىس الكبييس‪ ،‬وأسماء كثرية شبابية موجودة عىل الساحة‬ ‫فخور بهم وأعتربهم مثل أبنايئ‪.‬‬ ‫وعـن عـدم اسـتفادتهم مـن الناحيـة األكاديميـة كمـا كان الوضـع مـع األجيـال السـابقة يقـول‪:‬‬ ‫“الزمـن تغـري‪ ،‬نعيـش اليـوم يف زمـن السـرعة‪ ،‬ونحـن كنـا يف زمـن لـم تظهـر وتطـغ بـه املـادة أو‬ ‫التقنيـات والتكنولوجيـا العاليـة املوجـودة اليـوم‪ ،‬وال السـرعة يف نمـط الحيـاة‪ ،‬فصـار الفنـان‬ ‫اليـوم مـن كـرث مـا أمامـه مـن مغريـات ال يعـرف مـن أيـن يبـدأ‪ ،‬وال يعـرف كيـف يبنـي القاعـدة‬ ‫واألساس أو البنية التحتية له‪ ،‬ليقف عىل أرض صلبة‪ ،‬فيشارك‬ ‫يف كل يشء ليبنـي اسـما‪ ،‬أمـا جيلنـا فقـد كان مختلفـا تمامـا‪،‬‬ ‫كان جيـل الرتيـث‪ ،‬جيـل عصامـي تربـى عـىل مـدارس أم كلثـوم‬ ‫وعبدالحليـم حافـظ ومحمـد عبدالوهـاب وسـيد درويـش وسـيد‬ ‫ومـكاوي‪ ،‬وقـرأ روايـات هـؤالء وكيـف كافحـوا وكيـف قدمـوا‬ ‫أغنيـة‪ .‬جيـل الشـباب اليـوم يمكـن حتـى ال يـدرس أو يتبحـر فيهـا‬ ‫أو يقلدهـا‪ ،‬ومـن الضـروري أن تكـون لـدى الفنـان الثقافـة الفنيـة‪،‬‬ ‫وبالتـايل ال يقـارن زمننـا بزمانهـم فهـذا ظلـم للفنـان‪ ،‬ولكـن هـذا‬ ‫ال يمنـع أن الجيـل الحـايل يقـدم أغانيـه لعصـره‪ ،‬وهنـاك طفـرة‬ ‫يف األغنيـة الشـبابية مـن حيـث الرجـوع إىل األغـاين املكبلهـة‪ ،‬ألن‬ ‫هـذه األغـاين السـريعة كانـت زوبعـة وأنـا نفـيس خضتهـا بأغنيـة‬ ‫(جـوز عيـون) وغريهـا مـن األغـاين التـي قدمتهـا بلغـة الشـباب‪،‬‬ ‫وربمـا أكـون قـد انتقـدت لتقديـم مثـل هـذه األغـاين‪ ،‬ولكنهـا كانـت‬ ‫أغـاين مدروسـة‪ .‬األلبـوم القـادم يلفـت نظـر الشـباب إىل األغـاين‬ ‫القديمـة التـي قدمتهـا ليتعـرف عـيل أكـرث وأكـرث‪ ،‬وأتمنـى أن يكـون‬ ‫جيل الشباب اليوم جاهزا لألغاين الدسمة واألعمال القوية التي‬ ‫توسـع آفـاق تفكريهـم وخيالهـم”‪.‬‬

‫“افتتاح االستوديو مغامرة‬ ‫كأول استوديو للصورة‬ ‫ينشأ خارج الحرم اإلعالمي‬ ‫(تلفزيونات الجزيرة وقطر‬ ‫والري ــان) أي استوديوه ــات‬ ‫ال ــدولة”‬

‫‪39‬‬

‫“الحمد لله ربي وفقني يف الخليج ويف الوطن العربي‬ ‫كاسم‪ ،‬وهذا لم يتحقق من فراغ‪ ،‬وإنما بفضل من‬ ‫الله وباملجهود والخربة يف الساحة الفنية‪ ،‬وحضوري‬ ‫املكثف يف كل املهرجانات واملحافل املوسيقية يف‬ ‫الوطن العربي ويف أوروبا”‬ ‫وقد غلب عىل مشواره الفني واملوسيقي الطابع املتجدد‪ ،‬وطغى عليه بحثه الدائم‬ ‫واملستمر عن كل ما هو جديد منذ كان يدرس يف الواليات املتحدة إىل آخر أعماله التي‬ ‫أصدرها مؤخرا يف االحتفاالت باليوم الوطني لدولة قطر‪ ،‬لذا يمكن القول أن أسلوبه‬ ‫يف االنتقال من شكل موسيقي آلخر يشبه الدبلومايس أو السفري الذي ينتقل من بلد‬ ‫آلخر‪.‬‬ ‫تحاورنا مع (بونايف) الذي تحدث معنا عن شغفه باآلخر وكيف تأثر باملوسيقات‬ ‫املختلفة‪ ،‬وكشف عن وضع اللمسات األخرية عىل ألبومه الجديد والذي سيعود من‬ ‫خالله إىل زمن الفن الجميل حيث أن األغاين االثنى عشرة الجديدة ستكون من األغاين‬ ‫(املكبلهة) الطويلة عىل نظام الجلسات واملنتظر أن يطلقها مطلع العام الحايل‪.‬‬ ‫وأوضح لنا عبدالستار من داخل استوديوهاته الجديدة أنه يتعاون مع مجموعة‬ ‫كبرية من الشعراء العرب الذين لهم باع طويل يف الشعر العربي من ضمنهم من‬ ‫السعودية الشعراء األمري تريك بن محمد عبدالله الفيصل‪ ،‬والدكتور صالح الشادي‪،‬‬ ‫ومحمد العبديل‪ ،‬وسعود الشربتيل‪ ،‬ومن الكويت عيل املعتوق ومن اإلمارات عبيد‬ ‫حارب‪ .‬وأنه أسند التلحني إىل امللحن الجديد عىل الساحة خالد عيّاد‪ ،‬والتوزيع لعارف‬ ‫جمّ ن الذي وصفه بأنه عازف العود األول يف الوطن العربي‪ .‬وكشف أن األلبوم يعيد‬ ‫نجاحاته يف األعمال الكبرية التي قدمها مثل (يا ناس أحبه) و (يا حبيبي ترى القلب‬ ‫بعدك سرح) و (مغربية) و (املُع ّنى) وكلها أغاين ال تزال يف أذهان الناس‪ ،‬وال يزال‬ ‫الجمهور يطالبني بإعادة إنتاج أغاين هذا الزمن الجميل باأللحان الدسمة واملقامات‬ ‫املتنوعة والذوق والفن‪.‬‬ ‫استوديوهات جديدة‬ ‫وبخصوص االستوديو الجديد الذي ينتظر افتتاحه تحت مسمى “استوديوهات عيل‬ ‫عبدالستار للصوت والصورة” يف قلب الدوحة‪ ،‬فقال إنه يحتوي عىل استوديوهني‬ ‫للصورة أحدهما كروما‪ ،‬واآلخر للبث املباشر بكافة معداته من تقنيات الصوت‬ ‫والكامريات واإلضاءة الثابتة‪ ،‬ووحديت مونتاج‪ ،‬وجهاز تصحيح األلوان‪ ،‬واستوديو‬ ‫للصوت أنيشء خصيصا ومرتبطا باستوديوهات الصورة‪.‬‬ ‫الفتا إىل أنه حتى اآلن لم يتم االفتتاح رسميا‪ ،‬وأنهم يف مرحلة التشغيل التجريبي‬ ‫لألجهزة‪ ،‬وأن هناك العديد من العمالء الذين يستفيدون حاليا من خدمات‬ ‫االستوديو‪ .‬واصفا افتتاح االستوديو بأنه مغامرة حيث يعد أول استوديو للصورة‬ ‫ينشأ خارج الحرم اإلعالمي (تلفزيونات الجزيرة‪ ،‬وقطر‪ ،‬والريان) أي استوديوهات‬ ‫الحكومة‪ ،‬منوها أنه كان له السبق يف افتتاح أول استوديوهات للصوت يف الشركة‬ ‫الوطنية للخدمات اإلعالمية‪ .‬وأن اإلنتاج سيكون يف مجاالت مختلفة سواء اإلعالنات‬ ‫التلفزيونية أو اإلنتاجات السينمائية واألعمال األعالمية واإلعالنية وانتاج األفالم‬ ‫الوثائقية‪ ،‬كما باستطاعتنا تصوير املسلسالت الدرامية واملنوعات والجلسات‬ ‫الشعبية‪ ،‬وذلك كله بتقنيات عالية الجودة ‪.HD‬‬ ‫وعن كيفية املوازنة بني الفن والغناء وعالم األعمال يقول عيل عبدالستار أنه ال‬ ‫يتدخل يف الشؤون الخاصة باألعمال‪ ،‬وإنما لديه فريق عمل برئاسة املهندسة روال‬ ‫الغزاوي املختصة بالجانب اإلداري والفني‪ ،‬وأنه متفرغ تماما للجانب الغنايئ والفني‪،‬‬ ‫الذي يعد ملعبه‪ ،‬واصفا نفسه بأنه أحد العمالء الذين يستفيدون من خدمات هذا‬ ‫االستوديو‪.‬‬ ‫‪38‬‬

‫البح ـ ـ ـ ـ ــر‬ ‫على الشاطئ‪ :‬أعلى‪:‬‬ ‫يستمتع التونسيون بدفء‬ ‫أشعة الشمس في الضاحية‬ ‫الساحلية المارسا على ساحل‬ ‫البحر األبيض المتوسط‪،‬‬ ‫إلى اليسار‪ :‬منزل المنتج‬ ‫السينمائي أحمد بنياس وهو‬ ‫يطل على الشاطئ‪.‬‬

‫‪41‬‬

‫ث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورة‬ ‫عىل سـ ــاح ـ ــل‬

‫النظر إىل تونس من خالل أعني‬ ‫فنانيها ومثقفيها يعني اإليمان‬ ‫باألمل الذي يتعدى الحدود الثقافية‬ ‫والتاريخية والسياسية‪.‬‬ ‫بقلم نيكيل سافال‪،‬‬ ‫تصوير جواكيم سكيلدسين‪،‬‬ ‫إنتاج زليخة زروق‬

‫‪40‬‬

‫أحداث ‪ ٢٠١١‬أخذت الجميع‬ ‫عىل حني غرة يف تونس‪،‬‬ ‫وكانت متنفسا الحتجاجات‬ ‫ظلت مكتومة لفرتة طويلة‪،‬‬ ‫ولرغبة قوية لوضع املعالم‬ ‫لطريق جديد إىل األمام‪.‬‬ ‫ولكن مع ذلك تبقى تونس‬ ‫األكرث استقرارا بني الدول‬ ‫التي اجتاحتها ثورات الربيع‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫‪43‬‬

‫إطاللة على منظر جميل‪ :‬في اتجاه‬ ‫حركة عقارب الساعة من أعلى الصفحة‬ ‫المقابلة‪ :‬جالل بن عبد اهلل‪ ،‬وهو رسام‬ ‫معروف على نطاق تونس‪ ،‬في منزله‬ ‫واالستوديو الخاص به في الضاحية‬ ‫الساحلية سيدي بوزيد المطلة على‬ ‫خليج تونس ‪ ،‬المنزل‪ ،‬مثل تونس‬ ‫نفسها‪ ،‬عبارة عن خليط من اللمسات‬ ‫القديمة والحديثة تعود إلى القرن‬ ‫السابع عشر وشظايا من المسالت‬ ‫وو ِضعت على امتداد سلسلة‬ ‫ُج ِمعت ُ‬ ‫من الممرات المقنطرة ‪ ،‬غرفة جلوس‬ ‫بن عبد اهلل‪ ،‬حيث استقبل شخصيات‬ ‫معروفة مثل ميشيل فوكولط‪،‬‬ ‫وجاكي كنيدي أوناسيس‪ ،‬تؤكد تاريخ‬ ‫البالد الحضري والبوهيمي‪.‬‬

‫تكتسب تونس يف عز الصيف بيئة‬ ‫بحرية عفوية راسخة ال يمكن‬ ‫إنكارها‪ .‬يبدو أن كل يشء يف تونس‬ ‫العاصمة يصطبغ بجو الساحل الال‬ ‫متناهي املستمد من دفء البحر‬ ‫األبيض املتوسط الذي يشبه دفء‬ ‫بركة السباحة‪ .‬باالنتقال إىل الداخل‬ ‫من الشواطئ اآلمنة يأخذ وسط‬ ‫املدينة سحرا من العالم القديم‪،‬‬ ‫ويتقسم بني أزقة السوق وشبكة‬ ‫َّ‬ ‫من الشوارع الحديثة التي خططها‬ ‫الفرنسيون يف أواخر القرن التاسع‬ ‫عشر‪.‬‬ ‫عىل بعد مسرية ساعة فقط إىل‬ ‫الجنوب الشرقي من املركز مرورا‬ ‫بالضواحي الجنوبية األكرث صرامة‬ ‫من حيث جاء الكثري من أغاين الهيب‬ ‫هوب‪ ،‬وعرب كروم الزيتون والعنب‪،‬‬ ‫تصل إىل ما يمكن اعتباره قارة‬ ‫مختلفة تماما‪ :‬وجهة لقضاء عطلة‬ ‫نهاية األسبوع يف مدينة الحمامات‬ ‫املليئة بالفيالت والشواطئ الواسعة‬ ‫واملنبسطـ ـ ــة والجميلـ ـ ـ ــة ف ــي الج ــانب‬ ‫َّ‬ ‫يشغل الديجيهات (جمع دي‬ ‫األكرث خالعة وفجورا يف تونس حيث‬ ‫ِّ‬ ‫يشغل اسطوانات املوسيقى الراقصة‬ ‫جي ‪ DJ‬وتعني الشخص الذي‬ ‫من أجهزة التسجيل للجمهور) أجهزتهم إىل الفجر للجمهور الثمل‬ ‫الذي يرتاقص مع املوسيقى‪.‬‬ ‫من السهل هنا أن ننىس جدية األحداث التي مرت بالبالد منذ يناير‬ ‫‪ ،٢٠١١‬عندما كانت تونس أول من يشعل ما بات يعرف بثورات الربيع‬ ‫العربي‪ .‬إىل جانب خلع حكومتها املستبدة وما تبع ذلك من اعتماد‬ ‫لدستور جديد واملحاوالت الصعبة إلقامة نظام ديمقراطي جديد‪،‬‬ ‫كانت تونس مسرحا لعدد من الهجمات اإلرهابية املقلقة‪ .‬املفارقة‬ ‫يف تونس املعاصرة هي أنها الوجهة السياحية الساحلية التي‪ ،‬وفقا‬ ‫لتقرير صدر يف العام ‪ ٢٠١٥‬من شركة املعلومات األمنية سوفان جروب‬ ‫‪ ،Soufan Group‬تشهد انضمام أعداد أكرب من أي دولة أخرى‬ ‫بالتناسب مع تعداد سكانها إىل املجموعات الجهادية يف سوريا وليبيا‬ ‫والعراق‪( .‬وزارة الداخلية التونسية شككت يف األعداد الواردة يف ذلك‬ ‫التقرير)‪ .‬منذ العام ‪ ٢٠١١‬كانت تونس مركزا للتحوالت الكبرية التي‬ ‫عمت جميع مناحي الحياة يف العالم العربي‪ ،‬ولكنها كانت أيضا يف‬ ‫ِّ‬ ‫املسكن لهذه التقلصات‪ .‬إنها دولة وضعت قدما‬ ‫نفس الوقت بمثابة‬ ‫واحدة يف املعمعة السياسية السائدة يف املنطقة واألخرى يف حياة‬

‫‪42‬‬

‫االسرتخاء والنعومة والدعة التي دائما يفخر بها الناس هنا‪ .‬صقلية‬ ‫تبعد بحوايل ‪ ٩٠‬ميال من تونس‪ ،‬وهي حقيقة تظهر بإصرار عىل‬ ‫الساحل الهادئ واآلمن بالرغم من استحالة نسيان أنه منذ خمس‬ ‫سنوات فقط كانت الشوارع يف تونس العاصمة مكتظة بالجماهري‬ ‫الغاضبة‪.‬‬ ‫أحداث ‪ ٢٠١١‬أخذت الجميع عىل حني غرة‪ ،‬وكانت متنفسا الحتجاجات‬ ‫ظلت مكتومة لفرتة طويلة‪ ،‬ولرغبة قوية لوضع املعالم لطريق جديد‬ ‫إىل األمام‪ .‬أثناء مساعيها الحثيثة لتحقيق الديمقراطية شهدت تونس‬ ‫منذ ذلك التاريخ املزيد من االحتجاجات عىل ضوء استمرار معدل‬ ‫البطالة يف االرتفاع بشكل عنيد بالرغم من كل محاوالت العالج فيها‪،‬‬ ‫ولكنها مع ذلك تبقى األكرث استقرارا بني الدول التي اجتاحتها ثورات‬ ‫الربيع العربي‪ .‬شهدت السنوات التي أعقبت االحتجاجات الكثري‬ ‫من اإلحباطات واملآيس‪ ،‬ولكن شهدت أيضا ثورة من نوع آخر‪ ،‬ثورة‬ ‫تحمل سمات ثقافية أكرث‪ .‬عندما كنت هناك شعرت وكأين‪ ،‬وأقول‬ ‫ذلك بحذر‪ ،‬وسط مجتمع نشط من الفنانني واملثقفني ِّ‬ ‫يركز وجوده‬ ‫بشكل خاص عىل امتداد الساحل ويعمل عىل إعادة بناء تونس‬ ‫بطريقته الخاصة‪ .‬بدافع من الرغبة الشديدة إليجاد قنوات أوسع‬ ‫للتواصل وإقامة عالقات أقرب مع املنطقة املحيطة ظهرت بدايات‬

‫التي احتلتها من العام ‪ ١٨٨١‬إىل العام ‪ .١٩٥٦‬شملت نتائج برامج‬ ‫بورقيبة التنويرية إصدار تشريعات حقوق املرأة التي كانت يف ذلك‬ ‫الوقت تعترب متطرفة‪ ،‬وانتعاش قطاع السياحة إىل درجة تحولت‬ ‫معه تونس إىل مركز فريد للتجليات واملظاهر املمارسات البوهيمية‪.‬‬ ‫هذا التقدم‪ ،‬مع ذلك‪َّ ،‬‬ ‫تعرث تحت وطأة حكم بن عيل الذي منع‬ ‫نظامه االستبدادي الوصول إىل يوتيوب عىل سبيل املثال واالتصال‬ ‫بمجموعات حقوق اإلنسان واملواقع اإللكرتونية للحركات السياسية‬ ‫املعارضة‪.‬‬ ‫لكن الساحل كان نتيجة لخليط من التأثريات‪ ،‬توليفة بني القديم‬ ‫والجديد‪ ،‬مع اختالط البقايا املعمارية للحقب السابقة مع املظاهر‬ ‫التي تفتقر إىل الذوق السليم وتصاحب كما هو متوقع االنتعاش‬ ‫السياحي مثل الذي شهدته تونس‪ .‬يف أوقات متباعدة ينسجم هذان‬ ‫الصنمان (يعني القديم والجديد) كما يحدث يف منزل جالل بن عبد‬ ‫واملعاصر لبنياس والذي زرته يف‬ ‫الله أحد أشهر الفنانني التونسيني‬ ‫ِ‬ ‫ضاحية سيدي بوزيد‪ .‬منزله عبارة عن تجميع دون ُّ‬ ‫تكلف للقطع الفنية‬

‫التي تمثل مرحلة ما بعد الحداثة وحقبة الكالسيكية الجديدة‪ .‬املنزل‬ ‫يستدعي إىل الذاكرة االزدهار الذي يدعي مجتمع املثقفني التونسيني‬ ‫القديم حدوثه عندما كان بورقيبة يف السلطة‪ .‬يف السبعينيات من‬ ‫القرن املايض‪ ،‬كما أخربين بن عبد الله‪ ،‬أنه (أي بن عبد الله) استقبل‬ ‫ضيوفا مثل الفيلسوف ميشيل فوكولط‪ ،‬واريستوتل‪ ،‬وجاكلني‬ ‫كندي أوناسيس يف منزله‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫قبل العام ‪ ٢٠١١‬لم يكن التونسيون‪ ،‬الذين بلغوا ال ُّرشد أثناء فرتة‬ ‫حكم بن عيل االنعزالية‪ ،‬يدركون أن بلدهم عبارة عن نسيج منقوش‬ ‫بزخارف وخطوط من مختلف الثقافات والخلفيات‪ .‬بالنسبة ألمينة‬ ‫عبد اللطيف‪ ،‬وهي من رعاة الفنون ومصممة فنون بصرية تعمل‬ ‫يف تونس العاصمة‪ ،‬أن الحياة هنا إىل موعد قيام الثورة كانت آمنة‬ ‫نسبيا للذين ينشأون يف األحياء املحاذية للساحل مثل سيدي بوزيد‪،‬‬ ‫وقمرت‪ ،‬وكارثيج التي ظلت لفرتات طويلة عنوانا للتميز حيث كانت‬ ‫بطانة بن عيل تنعم فيها بالخدمات والعيش الرغيد بجانب الشاطئ‪.‬‬ ‫قابلت أمينة يف حانة يف حي قمرت وكان مكانا راقيا يشبه املنتجع‬

‫‪45‬‬

‫قطع فنية أجنبية‪ :‬إلى اليسار‪:‬‬ ‫خلفية تونس المتعددة األعراق‬ ‫وتاريخها في التسامح معروضة‬ ‫بشكل واضح في منزل أحمد‬ ‫بنياس المكدس بأعمال الفن‬ ‫الشعبي من مختلف المناطق‬ ‫والحقب التاريخية‪ .‬لوحة رسمها‬ ‫بنياس لنفسه عندما كان شابا‬ ‫إلى جانب قطع األثاث األثرية‬ ‫وقناع خشبي من بالي‪ ،‬إلى‬ ‫أدنى اليمين‪ :‬شاطئ المارسا‬ ‫يمكن رؤيته عن قرب من خالل‬ ‫عرض المزيد‬ ‫النافذة ومن حيث ُي َ‬ ‫من أعمال بنياس الفنية‪ ،‬أسفل‬ ‫اليمين‪ :‬بنياس في مكتبه في‬ ‫المنزل يعمل في مشروع فيلم‬ ‫جديد‪ .‬مجموعته الواسعة من‬ ‫يجمعها‬ ‫التحف القديمة كان‬ ‫ِّ‬ ‫قطعة قطعة أثناء سفراته حول‬ ‫العالم كمصور لقناة تلفزيون إن‬ ‫بي سي نيوز ‪ NBC News‬اإلخبارية‬

‫ثقافة بوهيمية جديدة يف تونس مع بداية جهودها الستعادة صلتها‬ ‫مع ماضيها املعقد‪ ،‬وشعورها باألمل‪ ،‬وإن كان غري مؤكد التحقيق‪،‬‬ ‫يف مستقبل أفضل‪.‬‬ ‫تحمل املدينة التونسية الساحلية المارسا ‪ La Marsa‬صفة االسرتخاء‬ ‫مع املتململ التي تميز مدينة تونس العاصمة‪ .‬هنا يوجد أفضل‬ ‫املعارض ومتاجر الكتب مثل معرض إملارسا ‪، Galerie El Marsa‬‬ ‫وميل فويل ‪ Mille Feuilles‬عىل امتداد شارع رئييس تحفة شرفات‬ ‫املباين يف مواجهة واحد من أكرث الشواطئ شعبية يف تونس‪ .‬يف يوليو‬ ‫ُ‬ ‫قابلت أحمد بنياس وهو منتج ومصور سينمايئ يبلغ من العمر ‪ ٨٠‬سنة‬ ‫يف منزله يف المارسا‪ .‬تتجسد يف بنياس سمعة تونس التاريخية كبلد‬ ‫متسامح بشكل متزايد مع تعدد الخلفيات العرقية لسكانه وضيوفه‬

‫‪44‬‬

‫عىل حد سواء‪ ،‬بلد يحمل سمات غزيرة من التأثريات‬ ‫الثقافية الخارجية واملحلية‪ .‬منزل بنياس الذي يطل‬ ‫عىل الشاطئ – من حيث يمكنك أن تسمع بوضوح‬ ‫تكسر األمواج عىل الشاطئ‬ ‫من خالل النوافذ صوت ُّ‬ ‫وصياح األطفال وهم يلعبون وصوت ضرب كرات‬ ‫الشاطئ بني الالعبني ‪ -‬كان يبدو يف أعقاب الثورة‬ ‫وكأنه يمثل استعادة تونس ملاضيها الحضري املفقود‪.‬‬ ‫املنزل مكدَّ س بصورة محمومة بالقطع الفنية وأعمال‬ ‫الفن الشعبي من جميع الحقب التاريخية‪ :‬اللوحات‬ ‫التونسية املحلية‪ ،‬الدُّ مى الصقلية املجلوبة من الجزء‬ ‫العتيق من مدينة تونس‪ ،‬تمثال خشبي لباراك أوباما‪.‬‬ ‫بني ــاس نفسـ ـ ـ ــه شخصي ـ ـ ــة ممي ــزة‬ ‫تتجس ـ ـ ــد ف ـ ـ ــي خلفيتـ ـ ـ ــه املتنوع ــة‬ ‫األع ـ ــراق ص ـ ـ ــورة أك ـ ـ ــرث وض ـ ــوح ــا‬ ‫عن تاريخ تونس املتنوع‪ ،‬تاريخ‬ ‫تم تجاوزه تحت وطأة النظام‬ ‫االستبدادي لزين العابدين بن‬ ‫عيل الذي كان يدير منذ العام ‪ ١٩٨٧‬إىل أن تمت اإلطاحة به‬ ‫يف العام ‪ ٢٠١١‬حكومة فاسدة كان القمع من أبرز ممارساتها‪.‬‬ ‫عمل بنياس لسنوات عديدة كمصور لقناة تلفزيون إن‬ ‫بي يس نيوز ‪ NBC News‬اإلخبارية التي أرسلته يف مهام‬ ‫صحفية حول العالم‪ .‬تكلم بنياس عن دراسته يف املرحلة‬ ‫االبتدائية مع اإلسبان واإليطاليني واليهود‪ ،‬وذ َّكرين عدة‬ ‫مرات وبإصرار أن أصول أسرة والده تعود إىل داغستان‪،‬‬ ‫وأن له أقرباء من الذين أنقذوا اليهود أثناء االحتالل النازي‬ ‫لفرنسا‪ ،‬وأن اسم بنياس اسم مغربي‪ .‬كان يمثل بقوة‪،‬‬ ‫وربما بيشء من املفارقة‪ ،‬الشاعر اإلنجليزي إزرا باوند عندما‬ ‫عال عندما طلبت‬ ‫كان يف منتصف العمر‪ .‬قال بنياس بصوت ٍ‬ ‫منه أن يصف أصل تونس‪ “ :‬إنها خلطة”‪.‬‬ ‫هذه الصورة لتونس‪ ،‬بوصفها خليطا ومكانا يقبل ويصادِق‬ ‫جميع أنواع البشر‪ ،‬كانت مزدهرة يف ظل برنامج للتحديث‬ ‫أعده الحبيب بورقيبة الذي توىل السلطة يف هذه املستعمرة‬ ‫واملحمية السابقة بعد أن حصلت عىل استقاللها من فرنسا‬

‫اسـتبدادي‪ ،‬كانـت واحـدة مـن أوائـل الـدول التـي تحظـر الـرق (س ً‬ ‫ـابقة يف‬ ‫ذلـك بعشـرين سـنة الواليـات املتحـدة التـي تراجعـت عـن هـذا االتجـاه)‪،‬‬ ‫وأيضا عندم ـ ــا وضعـ ـ ــت أول دستور حديث يف العالم العربي‪ .‬يف أعقاب‬ ‫االستقالل عن فرنسا أدخل برنامج بورقيبة التنموي َّ‬ ‫الطموح اقتصـ ـ ــاد‬ ‫تونس يف القـ ــرن العشرين‪ ،‬ولكنه يف نفس الوقت أقفل ودفن تاريخها‬ ‫حيـث تـم تشـجيع الطبقـة الوسـطى يف تونـس عـىل االنتقـال مـن وسـط‬ ‫املدينـة العتيـق فيمـا يشـبه الهـروب إىل الضواحـي التـي كانـت يف حالـة‬ ‫تطـور سـريع بعيـدا عـن تـراث األجـداد‪ .‬يف زمـن بـن عـيل‪ ،‬عندمـا سـاد‬

‫البـالد نـوع مـن الركـود العـام‪ ،‬ثبـت مؤشـر البنـدول الـذي كان يتأرجـح‬ ‫مـا بـني التقـدم والقمـع عنـد النقطـة األخـرية بالكامـل‪ ،‬بينمـا كان مـايض‬ ‫البـالد مغلقـا عليـه بالقفـل واملفتـاح‪.‬‬ ‫ما يزال باإلمكان الشعور برائحة مايض تونس يف شارع الحبيب‬ ‫بورقيبة‪ ،‬وهو شارع فرنيس الشكل كالسييك مشجر يقود إىل املدينة‬ ‫العتيقة‪ ،‬قلب تونس العاصمة‪ ،‬الذي يعود إىل القرون الوسطى‪.‬‬ ‫هنا تضيق الشوارع حتى تنتهي يف أزقة متعرجة بانحرافات حادة‬ ‫عرب أسواق صاخبة تبيع كل يشء من األحذية إىل التوابل واألوعية‬

‫‪47‬‬

‫يعج بعمال ركن السيارات والخدمة وتتشابك فيه ممرات معتمة‬ ‫ومتعرجة للسيارات متخفية خلف البوابات‪ .‬كنا نتكلم يف حانة اسمها‬ ‫واكس ‪ – Wax‬وهي واحدة من الحانات املرتفة املنتشرة عىل الشاطئ‬ ‫التي ال تحمل عالمة معينة (جميع الجرسونات والعمال يلبسون‬ ‫تيشريتات كزي رسمي تحمل بوقاحة شعار نادي جولدن ستيت‬ ‫ووريرتز ‪ Golden State Warriors‬األمرييك لكرة السلة) ويتجمعون‬ ‫بنظام حول مشغل األسطوانات املوسيقية األنيق‪ .‬كان الحي قريبا من‬ ‫فندق جولدن تيوليب ‪ Golden Tulip‬الذي كنت أقيم فيه – وهو‬ ‫متاهة من الرخام غايل الثمن وبه بركة سباحة كبرية يف الخارج‪ .‬املكان‬ ‫من النوع الذي يمكن أن تتخيل أن يقيم فيه أصدقاء حسني مبارك‬ ‫املقربني أثناء زياراتهم القصرية إىل تونس‪ .‬هناك يشء مزيف يف جميع‬ ‫هذه املصائد الفاخرة‪.‬‬ ‫أخرجت الثورة إىل السطح تونس أخرى‪ ،‬تونس بعيدة عن هذه‬ ‫العالمات التي تدل يف الغالب عىل الرثوة والتجانس‪ .‬الجميع يتذكرون‬ ‫أين كانوا عندما انتشرت أنباء اندالع االحتجاجات‪( .‬بالنسبة ملن‬ ‫كانوا يف الساحل أكدت هذه الذكرى إىل حد بعيد تناقضات تونس‪:‬‬ ‫قرأت أمينة عىل تويرت عندما كانت يف حفلة يف حي قمرت أن ألغاز‬ ‫تاريخ بلدها بدأت تنحل)‪ .‬اآلن هناك جزء من الدولة كان قد أهمِ ل‬ ‫لفرتة طويلة قد أصبح أخريا يف محط األنظار‪ ،‬وهو تونس التي تضم‬ ‫مدنا صغرية تعاين من الفقر واإلهمال‪ .‬قالت يل أمينة‪“ :‬بعد الثورة‬ ‫سمعنا عن مدن لم نكن نعلم أنها موجودة‪ ،‬لم تكن هذه املدن حتى‬ ‫محسوبة يف تعداد السكان‪ ،‬وكان من الصعب علينا حقيقة أن نعرتف‬ ‫بوجود تونس أخرى موازية”‪ .‬هذا االكتشاف‪ ،‬بصرف النظر عن مدى‬ ‫قتامته‪َّ ،‬‬ ‫مكن تونس األقدم واألكرث تقدما والتي تمثل بنياس وبن‬ ‫عبد الله من العودة إىل الواقع وإىل الظهور‪ .‬أمينة أصبحت ما يشبه‬

‫بعض من الحريات الجديدة التي كان‬ ‫التونسيون يتوقون إليها نتجت عن‬ ‫اإلنجازات املتميزة التي حققتها تونس يف‬ ‫القرن التاسع عشر عندما كانت واحدة‬ ‫من أوائل الدول التي تحظر الرق‪.‬‬

‫السفري للفنانني العرب‪ ،‬تنشر صورهم وأعمالهم عىل انستاغرام‪ .‬عندما‬ ‫تحدثنا كانت قد وصلت توا من عملها كمديرة لورشة للعالمات التجارية‬ ‫ُن ِّظمت للشباب التونسيني املحرومني يف صالة يف فندق ميزون دي ليماج‬ ‫‪ ،Maison de l’Image‬وكانت تلك هي الصالة األوىل املستقلة لعرض‬ ‫الفنون البصرية التي ُتفت َتح يف تونس يف العام ‪ ٢٠١٥‬عىل بعد مسافة‬ ‫قصرية من الشارع الذي امتأل باملحتجني يف العام ‪ .٢٠١١‬مؤسِّ س صالة‬ ‫العرض‪ ،‬وسيم غزالين‪ ،‬يدير الندوات فيها للطلبة القادمني من أفقر‬ ‫ضواحي تونس العاصمة‪ .‬يف الحمامات‪ ،‬أصبحت قطعة أرض تعود‬ ‫إىل أسرة املحلل النفيس الفرنيس إيمانيوويل بوتيش‪ ،‬بمساعدة الكاتب‬ ‫التونيس بن عبد الرزاق‪ ،‬موقعا ملنزل فنان تونس األول‪ .‬األرض تعج‬ ‫باألعشاب الالمعة وزهور الجهنمية‪ ،‬وتضم – بما يشبه السخرية من‬ ‫التسامح التونيس القديم – منزال مكونا من غرفة واحدة لزاهد مسلم‬ ‫ومصىل صغريا مدهونا باألبيض‪ .‬لسنوات كان املنزل مخصصا لتقيض‬ ‫فيه األسرة فصل الصيف – ُس َّلم‬ ‫بالكاد يُرى يصل ما بني الطابق‬ ‫األول وغرفة نوم حتى يستطيع‬ ‫جد بوتيش‪ ،‬كما أشيع‪ ،‬أن يعاشر‬ ‫النس ــاء الكثي ــرات ال ــاليت كانت ل ـ ــه‬ ‫عالقة بهن – ولكن بوتيش اضطر إىل‬ ‫تعديل خارطته بعد الثورة ليجعله‬ ‫مكانا يمكن للحرية التونسية التي‬ ‫وجدت مؤخرا‪ ،‬بدافع من حب‬ ‫استطالع طاغي يف بلد يمر بمرحلة‬ ‫تحول‪ ،‬أن تتفاعل وتنمو‪.‬‬ ‫بعـض مـن الحريـات الجديـدة التـي‬ ‫كان التونسـيون يتوقـون إليهـا نتجـت‬ ‫عـن اإلنجـازات املتميـزة التـي حققتهـا‬ ‫تونس يف القرن التاسع عشر عندما‪،‬‬ ‫بالرغـم مـن كونهـا كانـت تحـت حكـم‬

‫عودة الملك‪ :‬الطريق من‬ ‫تونس إلى الحمامات‪ ،‬التي‬ ‫أصبحت وجهة محبوبة‬ ‫لقضاء عطلة نهاية األسبوع‪،‬‬ ‫تمر عبر مناطق زراعية‬ ‫ريفية وكروم الزيتون‬ ‫الصورة المقابلة‪ :‬قصر‬ ‫السعيد‪ ،‬ألذي يعود تاريخه‬ ‫إلى القرن التاسع عشر‬ ‫ويقع في قلب تونس‬ ‫ويعاد فتحه بعد‬ ‫العاصمة ُ‬ ‫أكثر من قرن من اإلغالق‬ ‫أمام الجمهور‪ ،‬يضم كنزا‬ ‫من اآلثار تشمل عرشا‬ ‫مزخرفا مصنوعا من‬ ‫الخشب وأوراق الذهب‬ ‫يعود إلى حقبة ما قبل‬ ‫االستعمار‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫من رحم الماضي‪:‬‬ ‫في اتجاه حركة‬ ‫عقارب الساعة من‬ ‫أقصى اليسار‪ :‬منزل‬ ‫إبمانيويل بوتيش‬ ‫في الحمامات‬ ‫تحول إلى مسكن‬ ‫َّ‬ ‫لفنان تونس األول‪،‬‬ ‫الرئيس الفخري‬ ‫للمسكن‪ ،‬الكاتب‬ ‫منصف غوالتي يقف‬ ‫على الشاطئ أمام‬ ‫المنزل‪ ،‬إيف ماربرير‬ ‫يشرب شاي بعد‬ ‫الظهيرة في غرفة‬ ‫الطعام البسيطة‬ ‫األثاث في منزله‬ ‫المخصص لإلجازات‬ ‫في الجزء القديم‬ ‫من المدينة‪ ،‬يعود‬ ‫تاريخ منزل ماربرير‬ ‫إلى القرن السادس‬ ‫عشر‪ُ ،‬‬ ‫وأعيد تجديده‬ ‫بواسطة المصمم‬ ‫جون بوسون في‬ ‫أوائل العام ‪.2000‬‬

‫‪49‬‬ ‫‪49‬‬

‫هذه كانت تونس املتعددة‬ ‫األعراق والتي كان‬ ‫التونسيون إىل وقت قريب‬ ‫ممنوعني من معرفتها‬ ‫أو فهمها‪ .‬البلد كلها –‬ ‫الشاطئ املسرتخي والرب‬ ‫املحاصَ ر – يبدو أنها تلتقي‬ ‫هنا‪ ،‬يف هذا املصدر الغني‬ ‫للتاريخ التونيس‪.‬‬

‫‪48‬‬

‫اإلنتاج المحلي بواسطة خديجة جلولي‬

‫البالستيكية والرفوف‪ ،‬بينما تمتئل عتبات النوافذ بالقطط الضالة‪.‬‬ ‫للمدينة القديمة َ‬ ‫نفس تاريخي ال يمكن إنكاره بالرغم من أن هذا‬ ‫الجزء من تونس العاصمة كان أيضا قد طاله التغيري‪ .‬عىل غري ما‬ ‫يُتوقع‪ ،‬ويف طريق فرعي هنا‪ ،‬بنى إيف ماربرير مستشار التصميم‬ ‫الفرنيس واملحرر السابق ملجلة فوغ ديكوريشن ‪Vogue Décoration‬‬ ‫ِّ‬ ‫مجددا منزل أحد فقهاء‬ ‫منزله املخصص لإلجازات هنا يف العام ‪،٢٠٠٠‬‬ ‫القانون حتى يسكن عىل مسافة يمكنه أن يقطعها ماشيا بارتياح من‬ ‫وإىل األسواق ومقاهي الشوارع الجانبية‪ ،‬وهو ما لم يعد يفعله اآلن‬ ‫الكثري من التونسيني الذين ينتمون إىل الطبقة الوسطى‪ .‬جدد املصمم‬ ‫اإلنجليزي جون بوسون املنزل لـِ (ماربرير) بالحد األدىن من اإلضافات‬ ‫والتعديالت لتبدو املغاسل واملغاطس الرخامية الرمادية بحوافها‬ ‫الحادة من أول وهلة نقية وصافية‪ ،‬ومنذِ رة يف نفس الوقت‪ .‬تطل‬ ‫حديقة السطح عىل قِباب ذات سطوح مرصوفة بالطوب ومنارات‬ ‫املساجد البارزة والسقوف املتعرجة األسطوانية التي تميز املدينة‬ ‫القديمة نفسها‪.‬‬ ‫أن تبقى يف مكان قريب خارج املدينة القديمة وسط تونس العاصمة‬ ‫يعترب يف حد ذاته من أبرز نتائج الحريات املكتسبة بعد الثورة‪ .‬طوال‬ ‫العام املايض ظل فريق من املرممني واملختصني يف صيانة اآلثار يعمل‬ ‫يف قصر السعيد‪ ،‬وهو قصر يعود إىل القرن التاسع عشر أُغلِق منذ‬ ‫اوائل القرن العشرين وكان تحت اإلشراف املباشر لبورقيبة‪ .‬سوف‬ ‫يُفت َتح القصر يف نوفمرب ليتمكن الجمهور من االطالع عىل كنز‬ ‫نادر من الفن والتاريخ املعماري لم يسبق ألحد من تونس أن رآه‪.‬‬ ‫خالل العام املايض أنتهت أعمال ترميم القصر املبلوط عىل الطريقة‬ ‫اإليطالية واملجموعة التي يضمها من اللوحات التي رسمها فنانون‬ ‫فرنسيون للمحكمة التونسية‪ .‬تم ذلك تحت إشراف مؤسسة‬ ‫رامبورج ‪ Rambourg Foundation‬التونسية الخريية التي أقامت‬ ‫أول شراكة عىل اإلطالق بني الحكومة ومؤسسة من هذا النوع إلنجاز‬

‫هذا العمل‪ .‬قبل الثورة كان من املستحيل‬ ‫التح ُّرك يف هذا االتجاه بالنظر إىل الحظر‬ ‫الشديد املفروض عىل التحقيق يف تاريخ‬ ‫البالد‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫طفت حول القصر مع رضا مؤمني الذي‬ ‫كان دلييل يف الجولة‪ ،‬وهو مؤرخ ومحقق‬ ‫دقيق ذو معرفة واسعة بتاريخ الفن‪ُ .‬ولِد‬ ‫رضا يف تونس ولكنه تلقى تدريبه يف فرنسا‬ ‫وإيطاليا‪ ،‬وكان دائما ال يملك كتمان شعوره‬ ‫بالخيبة عندما يجد أقل أثر لأللوان يف املكان‬ ‫الخطأ عىل لوحة تم ترميمها‪ .‬أطلعني‬ ‫مؤمني عىل مجموعة من عجائب اآلثار‪:‬‬ ‫الطاولة الرخامية التي جرى عليها إبرام اتفاقية باردو ‪ Bardo‬التي‬ ‫أصبحت بموجبها تونس محمية فرنسية‪ ،‬لوحة سويسرية جميلة لـِ‬ ‫جيسيب رافو ‪ Giuseppe Raffo‬وهو إيطايل‬ ‫ولد يف تونس وكان مستشارا يُعتمَ د عليه‬ ‫للحاكم العثماين يف القرن التاسع عشر‪،‬‬ ‫لوحة لـِ جورج واشنطن بريشة جون جيمس‬ ‫اودوبون أرسلتها الواليات املتحدة يف العام‬ ‫‪ ١٨٦٥‬إىل تونس بمناسبة انتهاء الحرب األهلية‬ ‫األمريكية‪ .‬لم يكن املهم فقط قيمة األعمال‬ ‫بل تنوع الشخصيات التي كانت تصورها أو‬ ‫تجسدها‪ .‬وكما كان مؤمني يذكرين دائما‬ ‫فإن هذه كانت تونس املتعددة األعراق والتي‬ ‫كان التونسيون إىل وقت قريب ممنوعني‬ ‫من معرفتها أو فهمها‪ .‬البلد كلها – الشاطئ‬ ‫َ‬ ‫املحاصر – يبدو أنها تلتقي هنا‪،‬‬ ‫املسرتخي والرب‬ ‫يف هذا املصدر الغني للتاريخ التونيس‪.‬‬ ‫بأشباح اإلنس التي توشوش بمختلف لغات‬ ‫البحر األبيض املتوسط والتي يعج بها‪،‬‬ ‫وبرائحة البحر وأجوائه وموانئه املالحة وبحارة‬ ‫سفنه املتعددي األعراق والثقافات‪ ،‬يجعل‬ ‫املتحف زائره‪ ،‬ببعض الخيال من جانب الزائر‪،‬‬ ‫يواجه املايض السحيق الذي تطلب نبشه‬ ‫ُ‬ ‫شعرت‬ ‫حدوث تغيري سيايس كبري يف البالد‪.‬‬ ‫باألمل أن السنوات املتعاقبة بني االستعمار‬ ‫واالستبداد كانت مجرد جملة اعرتاضية‪ ،‬وأن‬ ‫واملغرب كان‬ ‫من داخل هذا القصر املليك املغلق‬ ‫َّ‬ ‫هناك مستقبل كان الكثري فيه ممكنا‪.‬‬

‫ما هي أفضل طريقة‬ ‫لفهم النواحي امللحمية‬ ‫والعظمة الجامحة يف‬ ‫التاريخ االستعماري الدموي‬ ‫للقارة اإلفريقية؟ اإلجابة هي‪:‬‬ ‫رحلة عىل القطار‪ ،‬تمر بالطبع‬ ‫ليس فقط عىل اليابسة‪ ،‬ولكن‬ ‫عرب الزمن وداخل مايض مسكون‬ ‫باألشباح‪.‬‬

‫ف ـ ـ ــي‬ ‫القط ــار‬ ‫‪51‬‬

‫خطوط السكة الحديد‬ ‫التي كانت حلما‬ ‫يستخدمها القطار األزرق‬ ‫في مقاطعة نورثرن كيب‬ ‫‪ Northern Cape‬في جنوب‬ ‫إفريقيا لنقل الركاب عبر‬ ‫البالد وإلى ماضيها‪.‬‬

‫بقلم تيد كونوفر ‪ -‬تصوير جيسون الركين‬ ‫‪50‬‬

‫يف عني شيليس‪ .‬تمر ساعة وما يزال ذلك اليشء هناك‪،‬‬ ‫فنطلب املساعدة‪ :‬أحد الكنديني لديه محلول من النوع‬ ‫الذي يُستخدم مع العدسات الالصقة‪ ،‬ونحن لدينا قطرة‬ ‫عني‪ .‬وبعد ذلك أيضا عندما تتحسن شيليس تتجمع‬ ‫النساء يف املمر وهن فرحات ويغنني بينما يزمجر القطار‬ ‫وهو يشق ليل تنزانيا‪ .‬وعندما تتفق نغماتهم نعرف أنهن‬ ‫يرتلن صلوات كنسية‪.‬‬ ‫هناك يشء خاص عن القطارات‪ .‬فهي مصممة بحيث‬ ‫ِّ‬ ‫تمكنك من أن تتحرك من مكان إىل آخر أثناء السفر‬ ‫– إذا مللت الجلوس عىل مقعدك‪ ،‬أو مللت عربتك‬ ‫أو رفقاءك فإن البديل جاهز وقريب‪ .‬وأكرث من ذلك‪،‬‬ ‫بخالف الطائرة‪ ،‬القطارات دائما تحيك قصة من‬

‫ملك الطريق‪:‬‬ ‫من أقصى اليسار‪:‬‬ ‫رئيس الخدم يقدم‬ ‫مشروب بعد الظهيرة‬ ‫على متن القطار‬ ‫األزرق‪ ،‬المنظر من خالل‬ ‫النافذة لمقاطعة نورث‬ ‫ويست‪ North West‬في‬ ‫جنوب إفريقيا‪.‬‬

‫التطلعات الوطنية‪ ،‬وعندما تستمع إىل واحدة من هذه‬ ‫القصص تصبح جزءا منها‪ .‬أعرب الغرب األمرييك عىل‬ ‫منت أحد قطارات آمرتاك ‪( Amtrak‬هيئة سكك حديد‬ ‫الركاب الوطنية األمريكية) وسيكون من الصعب عليك‬ ‫أال تفكر يف خط السكة الحديد القاري الذي يصل ما بني‬ ‫ساحيل أمريكا الشمالية والذي بُنى يف العام ‪ .١٨٦٩‬اركب‬ ‫القطار العابر لسيبرييا الذي يعرب سبع مناطق زمنية‪،‬‬ ‫وسوف تحس بكل من عظمة روسيا واالتساع الشاسع‬ ‫للكرة األرضية‪ .‬الذين ركبوا قطار اورينت اكسربيس‬ ‫‪( Orient Express‬قطار الشرق السريع العابر للقارات)‬ ‫من باريس إىل أسطنبول‪ ،‬شعروا أنهم جزء من أوروبا‬ ‫العجوز املتألقة‪ ،‬وشعروا بالتوجس من حدوث جريمة‬

‫قتل أثناء الرحلة‪ ،‬وأن إجاثا كريستي تندس يف مكان‬ ‫ما يف العربة املجاورة لتظهر يف الوقت املناسب لحل‬ ‫لغز الجريمة‪ .‬عندما كنت يف الثانية والعشرين من‬ ‫عمري قضيت أربعة أشهر وأنا أقفز من قطار إىل آخر‬ ‫من قطارات البضائع يف الغرب األمرييك وأنا أسافر‬ ‫مع املتشردين‪ .‬كنت أقوم ببحث يف األعراق البشرية‬ ‫ألطروحتي الجامعية – التي أصبحت فيما بعد موضوعا‬ ‫لكتابي األول – لكن كنت أيضا أعيش فصال رومانسيا‬ ‫من التاريخ األمرييك‪ ،‬ألن يف مورِّثات قطارات البضائع‬ ‫يسكن جاك لندن‪ ،‬واملوسيقى الشعبية وأساطري الغرب‬ ‫األمرييك‪.‬‬ ‫إفريقيا لديها قطارات أيضا‪ ،‬وأردت أن أنتهز الفرصة‬ ‫لركوبها‪ .‬خطوط السكة الحديد يف إفريقيا شبه الصحراء‬ ‫تحيك قصة االستعمار الربيطاين‪ .‬هناك القطار الذي يأيت‬ ‫من ممبسا يف كينيا إىل أوغندا (ويلقب بـِ “االكسربس‬ ‫املجنون” “‪ )”Lunatic Express‬عىل خط السكة الحديد‬ ‫الذي أنئش يف العام ‪ ١٨٩٦‬لربط ما كان يُعرف عندها‬ ‫بشرق إفريقيا الربيطانية‪ .‬املشروع األكرث طموحــا من‬ ‫ذلك ك ـ ــان مشـ ــروع سيسي ــل روديس ‪،Cecil Rhodes‬‬ ‫القطب االقتصادي البارز يف القرن التاسع عشر وشركتـ ــه‬ ‫جنوب إفريقيا الربيطانية ‪British South Africa‬‬ ‫‪ Company‬التي تحولت مكاسبها من الذهب واملاس إىل‬ ‫سلطان عىل مساحات شاسعة من إفريقيا الجنوبية‪ .‬بنى‬ ‫روديس خطوطا للسكة الحديد تتجه شماال من مدينة‬ ‫كيب تاون ‪ Cape Town‬عرب نهر زمبيزي عند شالالت‬ ‫فيكتوريا مرورا بكل املناطق إىل الكنغو املعروفة اليوم‪.‬‬ ‫ولكن طموح روديس امتد إىل أبعد من ذلك‪ .‬كان يحلم‬ ‫بإنشاء خطوط للسكة الحديد والهاتف من كيب تاون‬ ‫إىل القاهرة لريبط طريف قارة إفريقيا‪( .‬يف قمة جربوتها يف‬ ‫العشرينيات من القرن املايض ادعت بريطانيا لفرتة قصرية‬ ‫سيطرتها عىل سلسلة متصلة من األرايض بني النقطتني)‪.‬‬ ‫مات روديس يف العام ‪ ١٩٠٢‬عن عمر ناهز الـ ‪ 4٨‬عاما‪،‬‬ ‫وخط السكة الحديد الذي كان يحلم بإنشائه لم يصل‬ ‫حتى إىل منتصف املسافة‪ .‬مع ذلك ظلت عبارة من كيب‬ ‫إىل القاهرة “‪ ”Cape to Cairo‬تجسيدا لنسخة روديس‬ ‫التي لم تتحقق من فكرة حتمية سيطرة الواليات املتحدة‬ ‫عىل القارات األمريكية وأحقيتها يف ذلك‪.‬‬ ‫يف مذكراتها عن نشأتها يف روديسيا يف السبعينيات من‬ ‫القرن املايض بعنوان “ال تجعلنا نذهب إىل الكالب هذه‬ ‫الليلة” “ ‪”Don’t Let’s Go to the Dogs Tonight‬‬ ‫كتبت اليكزاندرا فوللر‪“ :‬عرب جنوب إفريقيا شق القطار‬ ‫طريقه بصعوبة يف عز الحرارة ‪ ....‬عىل عجالت تزداد‬ ‫التهابا كلما اتجه شماال‪ .‬إىل هنا كان سيسيل يريد لنا‬ ‫نحن الربيطانيون أن نذهب‪ .‬من كيب إىل القاهرة كان‬ ‫حلمه‪ :‬خط سكة حديد بريطاين واحد طويل يمر عىل‬ ‫امتداد العمود الفقري إلفريقيا”‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫قررت أسرة فوللر أن تغادر البالد بعد الحرب األهلية‪.‬‬ ‫أصبحت روديسيا زيمبابوي‪ ،‬ومزرعة األسرة بيعت يف‬ ‫العام ‪ .١٩٨٢‬اآلن األفارقة هم املسيطرون‪ ،‬وبدأوا يتقاتلون‬

‫سوف نتنقل ما بني الفخامة ويشء‬ ‫أقرب إىل الركوب يف قطارات البضائع‪.‬‬ ‫وسوف نرى األرض من زاوية مختلفة‪.‬‬ ‫‪53‬‬

‫لساعات قليلة من ركوبنا يف القطار تع َّرفنا عىل املسافرين‬ ‫يف القمرات عىل جانبينا‪ :‬يف جانب هناك شابان كنديان‬ ‫يف رحلة ملدة شهر حول العالم‪ ،‬يحمل كل واحد منهما‬ ‫أمتعته يف حقيبة يعلقها عىل ظهره‪ .‬عىل الجانب اآلخر‬ ‫هناك أربع نساء يف منتصف العمر يف رحلة تجارية من‬ ‫مختلف املدن يف زامبيا إىل دار السالم‪ ،‬حيث يشرتين‬ ‫مؤنا لحوانيتهن تشمل املالبس وقطع غيار السيارات‪،‬‬ ‫ولكنهن ال ينتظرن حتى يصلن إىل دار السالم حتى يبدأن‬ ‫يف الشراء‪ :‬مع كل صفارة يطلقها القطار قبل أن يتوقف‬ ‫طوال الطريق يحاول البائعون املتجولون أن يبيعوا‬ ‫ً‬ ‫وعادة بأسعار أقل كثريا مما‬ ‫أشياء عرب نوافذ القطار –‬ ‫يف العاصمة التنزانية‪ .‬لذا تبدأ النساء يف شراء األشياء‬ ‫التي يستطعن أن يبعنها بربح عندما يصلن بعد يوم أو‬

‫‪52‬‬

‫يومني‪ :‬أشياء مثل الطماطم‪ ،‬والربتقال‪ ،‬وفاكهة زهرة اآلالم‬ ‫‪ ،Passion fruit‬والفول السوداين املسلوق‪ ،‬وهذا الصباح‬ ‫هناك يرقات محمرة‪.‬‬ ‫الكثري من هذه التجارة يتم يف املمرات خارج قمراتنا‪ .‬شيليس‬ ‫‪ ،Chilesi‬وهي واحدة من النساء الزامبيات‪ ،‬تقول يل ما‬ ‫هو اليشء الجيد وتعلمني ماذا أقول‪ :‬باألمس كانت “تلك‬ ‫البابايا‪ ،‬خمسمائة شلن” أو حوايل ‪ ٢٥‬سنت‪ .h‬اليوم‪“ :‬ال‪ ،‬ال‬ ‫تشرتي الريقات‪ .‬جرب يرقايت أنا فقط”‪ .‬اشرتت شيليس حقيبة‬ ‫بالستيكية تحتوي عىل ثالثة أو أربعة أرطال من لقيمات يف‬ ‫ُ‬ ‫وضعت إحداها يف فمي‪.‬‬ ‫لون أصفر داكن مثل لون الكهرمان‪.‬‬ ‫كانت خفيفة امللح‪“ .‬مممم”‪ ،‬أقول‪ ،‬وأتجهَّم‪.‬هي ورفيقاتها‬ ‫يضحكن‪.‬‬ ‫بعد فرتة سوف يدخل يشء من خالل نافذة مفتوحة ويقع‬

‫كروم العنب في بلد النبيذ‬ ‫في منطقة كيب وانالندس‬ ‫‪ Cape Winelands‬التي‬ ‫يمكن رؤيتها من القطار بعد‬ ‫قليل من مغادرته مدينة بارل‬ ‫‪ Paarl‬التاريخية بالقرب من‬ ‫محمية ليميتبيرج الطبيعية‬ ‫‪.Limietberg Nature Reserve‬‬

‫نهاية رحلة طويلة عىل القطار تشبه‬ ‫نهاية حلم‪ :‬حيث يجب أن تخرج‬ ‫من شرنقتك واملقصورة الخاصة بك‬ ‫وتجربتك املختلفة يف الزمان واملكان‪،‬‬ ‫لتعود إىل الواقع مرة أخرى‪.‬‬

‫فسألته‪“ :‬ملاذا يفعلون ذلك؟”‬ ‫فأجاب‪“ :‬حسنا‪ ،‬بالنسبة للبعض ما يزال القطار األزرق‬ ‫يُعترب رمزا للفصل العنصري”‪.‬‬ ‫كان ذلك منطقيا‪ .‬عربتنا الفاخرة واملريحة بحراسها املسلحني‬ ‫وركابها بأزيائهم الرسمية مرت للتو بواحد من تلك القطارات‬ ‫الشعبية املكتظة بالعمال‪ .‬ولكني كنت أكرث حكمة من أن‬ ‫أخرج من ذلك بأي نتيجة ذات بعد أخالقي‪ .‬عندما كنت أركب‬ ‫القطارات مع املشردين كنت أتحاىش أن تصيبني الحجارة‬ ‫التي كان يرميها األطفال من خالل أبواب عربات البضائع‬ ‫املفتوحة‪ .‬الناس يرمون الحجارة عىل قطارات آمرتاك أيضا‬ ‫– املحققون يف مرة اعتربوا أنها سبب محتمل لحادث تحطم‬ ‫قطار يف فيالدلفيا سنة ‪ .٢٠١٥‬لذا ربما يكون الدافع وراء رمي‬

‫الحجارة الفصل العنصري – ولكن قد يعود السبب أيضا إىل‬ ‫اإلغراء الذي يشكله القطار نفسه كهدف‪ .‬من بريتوريا يستمر‬ ‫خط سكة حديد روديس إىل الشمال من خالل املنطقة التي‬ ‫تمثلها بتسوانا اليوم إىل بوالوايو ‪ Bulawayo‬يف زيمبابوي‪.‬‬ ‫من هناك ينحرف الخط إىل الشمال الغربي إىل شالالت‬ ‫فكتوريا عابرا نهر زمبيزي إىل داخل زامبيا‪ .‬بعد يومني عىل‬ ‫القطار األزرق سافرنا جوا من جوهانسبريج إىل بوالوايو‪،‬‬ ‫وهي مدينة يف دولة مختلفة تماما‪.‬‬ ‫عاىن اقتصاد زيمبابوي مما يقارب االنهيار بني عامي ‪ ٢٠٠٧‬و‬ ‫َ‬ ‫تتعاف من ذلك الوضع تماما إىل اليوم‪ .‬اليوم أكرث‬ ‫‪ ،٢٠٠٩‬ولم‬ ‫املباين أهمية يف بوالوايو مبنى تحتله هيئة السكة الحديد يف‬ ‫زيمبابوي‪ ،‬ولكن هذه املكانة التي تحظى بها الهيئة أكرب كثريا‬ ‫‪55‬‬

‫توقف القطار كثريا جدا طوال رحلته عرب زيمبابوي‪،‬‬ ‫وأثناء هذه الوقفات اتضح أنه كان وسيلة التنقل‬ ‫الرئيسية بني قرى لم تكن لها وسيلة سواه‬ ‫لالتصال بالعالم الخارجي‪.‬‬ ‫حول ما ورثوه – فاالستعمار لم يكن بأي شكل من األشكال هو الحب‪ .‬مؤخرا‬ ‫أخذت جنوب إفريقيا تنزعج من صورة روديس عىل وجه الخصوص‪ .‬العام‬ ‫املايض بعد أن ُل ِّطخ تمثال له يف جامعة كيب تاون بالفضالت البشرية أثناء‬ ‫مسرية احتجاجية‪ ،‬كتب مثقف جنوب إفريقي تخرج من جامعة روديس‬ ‫يف صحيفة التايمز عن “االعتداء األخالقي الذي يحدث عىل كامل وجود‬ ‫شخص أسود يميش داخل جامعة مليئة بتماثيل تمجد الغزاة االستعماريني‬ ‫كأبطال”‪ .‬بعد ذلك أزيل التمثال‪ .‬هاجم أحدهم التمثال النصفي الذي كان‬ ‫منصوبا يف الحديقة الوطنية يف جبل املائدة ‪ Table Mountain‬املجاور بعد‬ ‫عدة شهور من ذلك الحادث وأزال أنفه بمجرش بعد أن فشل يف قطع رأسه‪.‬‬ ‫بعد ذلك بقليل وصلنا أنا وزوجتي إىل كيب تاون من نيويورك‪ ،‬ونزلنا يف‬ ‫فندق كنا نحلم بالنزول فيه منذ فرتة يقع يف منطقة مرتفعة عىل تلة تطل‬ ‫عىل البحر حيث يلتقي املحيط الهندي باملحيط األطلنطي ومن حيث نستطيع‬ ‫أن نرى مجموعات من الحيتان وهي تمر‪ .‬بالرغم من أن الكثري من الناس‬ ‫الذين يزورون إفريقيا يتوجهون مباشرة إىل سكن رحالت السفاري فإن‬ ‫رحلتنا ستكون مختلفة‪ :‬أسبوعان عىل منت القطار إىل الشمال الشرقي إىل‬ ‫دار السالم عن طريق شالالت فكتوريا من جنوب إفريقيا إىل داخل زمبابوي‬ ‫وزامبيا وتنزانيا ملسافة تصل إىل ‪ 3.٠٠٠‬ميل يف الجملة‪ .‬هناك خطوط أخرى‬ ‫للسكة الحديد ولكن الخط الذي سوف نستقله سوف يأخذنا إىل مسافة أبعد‬ ‫شماال يف أقل وقت‪ .‬الرحالت تختلف كثريا‪ :‬سوف نتنقل ما بني الفخامة‬ ‫ويشء أقرب إىل الركوب يف قطارات البضائع‪ .‬وطوال الطريق سوف نرى‬ ‫األرض من زاوية مختلفة – باملعنى املادي للكلمة بالطبع‪ .‬ولكن انتقالنا ال‬ ‫يمكن أيضا فصله من تاريخ القارة وكفاحها لخلق حاصر مختلف‪.‬‬ ‫حتى تركب القطار يف كيب تاون عليك أن تقطع دربا َخ َّطته األقدام عىل‬ ‫األرض‪ :‬وهو ما فعله املستعمرون يف القرن التاسع عشر عندما نزلوا من‬ ‫السفن البخارية القادمة من إنجلرتا وأوروبا يف طريقهم إىل مراكز الرثوة‬ ‫مثل كيمربيل التي بدأت تنتج املاس يف العام ‪ ،١٨٧١‬وجوهانسبريج حيث‬ ‫اك ُتشف الذهب يف العام ‪ .١٨٨٦‬لم يفعلها أحد من قبل بتلك املبالغة مثل‬ ‫ما فعل روديس نفسه الذي يتجمع الغبار عىل سيارته الخاصة يف متحف يف‬ ‫زيمبابوي‪ .‬ولكن السائح اليوم يستطيع أن يفعل ما يقارب ذلك‪ ،‬كما فعلنا‬ ‫نحن‪ ،‬عندما يقطع املسافة يف ليلة عىل القطار األزرق ‪.Blue Train‬‬ ‫التجربة مريحة ومزعجة يف نفس الوقت‪ .‬وأنت تميش مع رفقائك يف السفر‬ ‫من صالة االنتظار الخاصة يف املحطة إىل القطار تشعر بانهيار القرن الحادي‬ ‫والعشرين وعودة القرن التاسع عشر‪ :‬عدنا إىل أيام االستعمار بوصفنا‬ ‫أعضاء منعَّ مني ننتمي إىل الطبقة الحاكمة‪ .‬القطار األزرق أكرث قطار خيايل‬ ‫أراه يف حيايت‪ .‬سطحه الخارجي مدهون بفخامة باللون املسمى به‪ ،‬يف الداخل‬ ‫هناك الكثري من التجهيزات واألدوات الالمعة املصنوعة من الجلد والخشب‬ ‫املطعَّ م والنحاس‪ .‬مارغوت وأنا جلسنا مقابل بعضنا البعض عىل كرايس‬ ‫االسرتاحة التابعة لقمرتنا ونحن ننظر إىل الخارج من خالل زجاج نافذتنا‬ ‫الكبرية والنظيفة‪ .‬ضواحي كيب تاون الغنية والوعرة تطل عىل مروج داكنة‬ ‫الصفرة تتخللها مساحات خضراء مروية‪ .‬الجبال ترتفع وتنخفض‪ ،‬بينما‬ ‫ننحدر إىل بريتوريا العاصمة اإلدارية لجنوب إفريقيا‪ ،‬وكانت الرحلة هادئة‬ ‫بشكل محبب كثريا – وهذا يعترب إنجازا طاملا كان عىل منت قطار قديم‪.‬‬ ‫رفقـ ـ ــايئ يف السف ـ ـ ــر كان ـ ـ ــوا مجموعـ ـ ــة م ـ ـ ــن الرج ـ ـ ــال والنساء األكب ـ ـ ــر سنا‬ ‫واألغنياء‪ ،‬ومعظمهم بريطانيون ومواطنو جنوب إفريقيا البيض‪ .‬جميع‬ ‫رؤساء الخدم والجرسونات والسقاة يف حانات القطار وعمال املطبخ‬ ‫واملوظفني الصغار اآلخرين كانوا سودا كما كان الحارسان املسلحان اللذان‬ ‫كانا يخرجان من القطار عند توقفه يف كل محطة‪ .‬ثالثة من الـ ‪ ٥٢‬مسافرا‬

‫‪54‬‬

‫معنا كانوا من سود جنوب إفريقيا – أم واثنان من بناتها البالغات‪ .‬شرحت لنا‬ ‫إحدى البنتني أن أمهما كانت توفر املال لهذه الرحلة منذ سنوات‪.‬‬ ‫يف وقت الغداء يحاول القطار األزرق أن يقدم خدمة بنفس رقي الخدمة التي‬ ‫صورها مسلسل داونتاون آبي ‪ :Downton Abbey‬النساء أُمِ رن أن يلبسن‬ ‫أفضل مالبس السهرة‪ ،‬والرجال أن يلبسوا معاطف وربطات عنق‪ .‬روح‬ ‫مناسبة للطبقة العليا تعززت بخدمة من النوع الذي ِّ‬ ‫يذكر بعصر النهضة‬ ‫الذهبي يف أوروبا‪.‬‬ ‫“مدام‪ ،‬سيدي‪ ،‬مساء الخري”‪ ،‬قال النادل الخاص بنا‪“ .‬أنا غودهوب‪ .‬آسف‬ ‫ألنني سوف أترككم‪ .‬هل تريدون شيئا من النبيذ؟” أنا ومارغوت كنا نتقاسم‬ ‫طاولة مع زوجني إنجليز متقاعديْن واالستماع إىل أغاين البلوز األمريكية‬ ‫القديمة‪ .‬وكلنا قلنا نعم‪“ .‬غودهوب سوف يعود”‪ ،‬قال وهو ينحني قليال‪.‬‬ ‫أس َّرتنا من الجدار‬ ‫بعد الوجبة اكتشفنا أن قمرتنا قد تم تحويلها‪ :‬طباخنا أنزل ِ‬ ‫وأعدها بعناية وثنى ركن كل لحاف‪ .‬ستائر إلكرتونية صغرية غطت النافذة‪،‬‬ ‫وتحولت اإلضاءة إىل اللون الذهبي الخافت‪ .‬كان هناك فيلم روايئ يُعرض‬ ‫يف التلفزيون الصغري املخصص للغرفة‪ .‬أطفأنا املصابيح وفتحنا الستائر حتى‬ ‫نستطيع أن نرى النجوم‪ .‬كانت القضبان تصر تحتنا‪ ،‬ولم يعد هذا القطار أداة‬ ‫لالستعمار‪ ،‬بل للسياحة‪.‬‬ ‫صباح اليوم التايل‪ ،‬وأنا أستيقظ مبكرا أكرث مما كنت أحب ُكوفئت بمنظر‬ ‫آالف من طيور البشروس (الفالمنجو) تخوض يف بحرية ضحلة املياه بألوانها‬ ‫الزاهية الزهرية والبيضاء‪ .‬مع تقدم ساعات اليوم كانت املناظر وجميعها‬ ‫يختلف بعضها عن بعض‪ ،‬تظهر من خالل النافذة‪ .‬ويف حني تحولت املزارع‬ ‫يف اليوم األول إىل كروم يف منطقة وانالندس‪ Winelands‬يف ضواحي‬ ‫كيب تاون بأشجارها الخضراء الالمعة عىل الرتبة الحمراء‪ ،‬ثم إىل كارو‬ ‫‪( Karoo‬شبه صحراء) محروقة العشب تنمو فيها املريمية وتشبه براري‬ ‫الغرب األمرييك‪ ،‬جاء اليوم الثاين بسهول قفرة تقود بالتدريب إىل األرايض‬ ‫املنخفضة املأهولة بالسكان‪ .‬كنا عىل وشك أن نمر عىل مرمى البصر من بلدة‬ ‫سويتو ‪ Soweto‬وضواحي جوهانسبريج الرئيسية‪ .‬ولكن نظرا لكثافة حركة‬ ‫القطارات وفرتات التأخري تم تغيري مسار القطار‪ ،‬فبدال من أن نمر بسويتو‬ ‫مررنا بجانب آخر من جوهانسبريج‪ ،‬وكان القطار دائما يسري بهدوء وبطء‪،‬‬ ‫وكان يف بعض املرات يزحف بمحاذاة القطارات التي لم تكن أبدا تتمتع بأقل‬ ‫قدر من الرفاهية بنوافذها وأبوابها املفتوحة وازدحامها بالعمال سمر البشرة‬ ‫ٌ‬ ‫الذين كانوا ِّ‬ ‫مغلق علينا بإحكام داخله‪.‬‬ ‫يحدقون يف قطارنا وفينا ونحن‬ ‫سوف تنتهي رحلتنا بالوصول إىل بريتوريا الساعة ‪ ٦:4٠‬مساء بدال عن الساعة‬ ‫‪ ١٢:4٠‬مساء‪ ،‬ولكن القطار األزرق كان مكانا جيدا إذا كان البد لك أن ُتحبَس‬ ‫يف أي مكان‪ .‬قضيت عدة ساعات وأنا أتبادل الحديث مع أحد موظفي القطار‪،‬‬ ‫وكان من سكان سويتو ويفخر بذلك‪“ .‬يوجد بها الشارع الوحيد يف العالم‬ ‫الذي يسكن يف منزلني يطالن عليه اثنان من الفائزين بجائزة نوبل – نيلسون‬ ‫مانديلال وديزموند توتو كبري أساقفة جنوب إفريقيا”‪ ،‬كما قال‪ .‬كنت أريد أن‬ ‫أتحدث عن مصري تماثيل روديس ولكنه كان متحفظا يف إجابته‪ ،‬وقال أن‬ ‫املوظفني يخضعون ألوامر صارمة أال يتكلموا يف السياسة مع الضيوف‪ ،‬ولكنه‬ ‫سمح لنفسه أن يقول أن دستور البالد “ما يزال حديث العهد – صدر فقط‬ ‫منذ ‪ ٢٠‬عاما‪ .‬هذا يحتاج إىل وقت”‪ .‬أعربت عن إعجابي الشديد بهدوء القطار‪،‬‬ ‫فشرح بأن ذلك يعود يف جزء من السبب إىل نوافذه املحكمة اإلغالق‪ ،‬والتي‬ ‫أيضا تمنع دخول الحجارة من الخارج إىل داخل القطار‪ ،‬فرفعت حاجبي‬ ‫استغرابا عندما سمعت ذلك‪.‬‬ ‫قال‪“ :‬نعم‪ ،‬يف بعض املرات يرمي األطفال الحجارة إىل داخل القطار‪ .‬ربما‬ ‫يكسرون زجاج النوافذ الخارجي‪ ،‬ولكنهم لن يكسروا الداخيل”‪.‬‬

‫وأنت تميش مع رفقائك يف السفر من صالة‬ ‫االنتظار الخاصة يف املحطة إىل القطار‬ ‫تشعر بانهيار القرن الحادي والعشرين‬ ‫وعودة القرن التاسع عشر‬

‫يف هذه الحالة‪ ،‬مدينة إفريقية كبرية لم نرها من قبل‪.‬‬ ‫ليس هناك مجال للتفكري يف التاريخ‪ ،‬لقد حان الوقت‬ ‫أن نعتني بأنفسنا يف الوقت الحاضر‪ .‬بالنسبة ألصدقائنا‬ ‫الكنديني انتهى الحلم حتى قبل أن يتوقف القطار‬ ‫عندما أخرج سائقو سيارات األجرة رؤوسهم من نوافذ‬ ‫السيارات يسألونهم عن وجهتهم‪.‬‬ ‫مشينا ونحن خائفان عىل الرصيف الخافت اإلضاءة‪.‬‬ ‫أنوار ملونة وموسيقى استقبلتنا عندما اقرتبنا من‬ ‫املحطة‪ :‬كان مطعم املحطة يستضيف حفل عرس‪ .‬نفق‬

‫قصري قادنا إىل الشارع‪ ،‬ثم دخلنا يف معمعة الجمهور‪.‬‬ ‫الفتتان أو ثالث عليها أسماء كان يلوح بها حاملوها‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وذهلت أن وجدت إحداها تحمل اسمي‪ .‬فقد انتظ َرنا‬ ‫السائق إحدى عشرة ساعة ونصف‪ ،‬وأنا من فرحي به‬ ‫كدت أن أحتضنه‪.‬‬ ‫“أنت هنا؟”‬ ‫“نعم سيدي”‪ ،‬قال ذلك وهو يتجه ليحمل أمتعتنا‪.‬‬ ‫سيارته كانت قديمة ومتهالكة‪ .‬لقد كانت رائعة‪.‬‬ ‫‪57‬‬

‫من نفوذها الحقيقي‪ :‬فالبضائع التي تحملها السكة‬ ‫الحديد انخفض حجمها من ‪ ١٨‬مليون طن يف العام‬ ‫‪ ١٩٩٨‬إىل حوايل ‪ ٢.٥‬مليون طن فقط يف العام ‪.٢٠١٥‬‬ ‫املحطة نفسها شبه معطلة‪ .‬التذاكر تباع فقط يف نفس‬ ‫يوم السفر‪ .‬وبالرغم من أننا وصلنا قبل أن يفتح مكتب‬ ‫التذاكر كان علينا أن نقف يف صف لساعة تقريبا قبل‬ ‫أن نصل إىل املوظف‪ .‬كان عدد الناس كبريا وكان املوظف‬

‫‪56‬‬

‫واحدا‪.‬‬ ‫أخريا استقرينا داخل مقصورتنا ولكننا فورا الحظنا وجود‬ ‫مشاكل‪ .‬عدد من املصابيح داخل القطار ال تعمل‪ .‬النافذة‪،‬‬ ‫املفتوحة اآلن‪ ،‬اكتشفنا فيما بعد أنه من املستحيل‬ ‫إغالقها‪ .‬هناك حوض غسيل صغري‪ ،‬مخفي بذكاء وراء‬ ‫طاولة‪ ،‬بدا وكأنه لم يعمل منذ سنوات‪ .‬والكثري جدا‬ ‫من كل يشء يف املقصورة كان متسخا – مارغوت م َّر ْ‬ ‫رت‬ ‫يدها وهي تمسح املقعد الجلدي فتحولت يدها إىل اللون‬ ‫األسود‪ :‬لقد أفسدَ نا القطار األزرق‪.‬‬ ‫تلك الليلة نمت نوما غري مريح ولكن مارغوت ظلت‬ ‫مستيقظة‪ .‬توقف القطار كثريا جدا‪ ،‬وأثناء هذه الوقفات‬ ‫اتضح أنه كان وسيلة التنقل الرئيسية بني قرى لم تكن‬ ‫لها وسيلة سواه لالتصال بالعالم الخارجي‪“ .‬هناك رجل‬ ‫يف الخارج يف عربة القرد”‪ ،‬صاحت مارغوت فجأة حوايل‬ ‫الساعة ‪ ٢‬صباحا‪ .‬يف الصباح كان هذا القطار الذي كان‬ ‫متجها إىل إحدى أعظم الوجهات السياحية يف العالم‬ ‫خاليا تقريبا فيما عدا نحن‪ .‬الجميع نزلوا يف محطات‬ ‫أخرى َقبله يف الطريق‪.‬‬ ‫بينما قصد روديس أن يمُ د خط السكة الحديد إىل شمال‬ ‫شالالت فكتوريا يف اتجاه بحرية فكتوريا عىل بعد حوايل‬ ‫‪ ١.٢٠٠‬ميل‪ ،‬كان الزامبيون‪ ،‬الذين ليس لهم منفذ إىل‬ ‫البحر‪ ،‬يفكرون يف يشء آخر‪ .‬يف العام ‪ ،١٩٧٠‬بعد ست‬ ‫سنوات من االستقالل وبمساعدة الصني وشراكة من‬ ‫تنزانيا املجاورة‪ ،‬بنوا خط سكة حديد تازارا ‪Tazara‬‬ ‫الخاص بهم والذي اتجه إىل مسافة ‪ ١.١٥٦‬ميال إىل‬ ‫الشمال الشرقي إىل دار السالم‪.‬‬ ‫آخر محطة يف هذا الخط يف زامبيا هي محطة السكة‬ ‫الحديد الكربى يف مدينة كابريي مبويش ‪Kapiri Mposhi‬‬ ‫الصغرية‪ .‬وكان أحد أهم معالم هذه املحطة من وجهة‬ ‫نظرنا صالة االنتظار الفاخرة‪ .‬تلك الصالة بأثاثها املنجَّ د‬ ‫جيدا وصور رؤساء زامبيا وتنزانيا وحمامها الخاص كانت‬ ‫املكان الذي التقينا فيه بشيليس وكاثرين واآلخرين رجاال‬ ‫ونساء الذين سيشاركوننا يف مقصورة الدرجة األوىل يف‬ ‫رحلتنا إىل دار السالم‪ .‬أمامنا ثالث ساعات لنقضيها قبل‬ ‫املغادرة‪ ،‬لذلك جعلنا نتبادل الطعام (مِ َّنا منتجات كليف‬ ‫بار ‪ Cliff Bar‬ومنهم الفواكه)‪ ،‬وتبادلنا أيضا الحكايات‪.‬‬ ‫النساء الزامبيات شرحن ملارغوت كيف تلف القماش الذي‬ ‫اشرتته يف تنورة‪ .‬باختصار أصبحنا أصدقاء قبل أن يغادر‬ ‫القطار – أفضل مقدمة لرحلة عىل القطار‪.‬‬ ‫يتيح القطار الخيار للركاب يف أن يعيدوا استخدام‬ ‫نفس الفوط والبشاكري أثناء الرحلة ويقدم الوجبات‬ ‫داخل املقصورة أيضا – وكان يف الغالب بيض يف اإلفطار‬ ‫ودجاج وأرز يف الوجبات األخرى‪ ،‬وجميعها كانت رخيصة‬ ‫وتشعرك كأنك يف بيتك‪ .‬عربات القطار املصنوعة يف‬ ‫الصني‪ ،‬بالرغم من ظهور عالمات القدَ م عليها‪ ،‬كانت‬ ‫أنظف من عربات القطار يف زيمبابوي‪ ،‬وحتى أفضل‪،‬‬ ‫وكانت النوافذ تعمل‪.‬‬ ‫بنفس الطريقة التي بدا فيها القطار يخفف من سرعته‬ ‫عند اقرتابه من جوهانسبريج وبريتوريا يف رحلتنا‬ ‫السابقة‪ ،‬بدأ قطار تازارا يزحف زحفا عندما اقرتب من‬ ‫دار السالم‪ .‬موعد الوصول الذي كان قد أعلِن أنه سيكون‬ ‫ظهرا تأخر بطريقة أو بأخرى إىل الساعة ‪ ١١:3٠‬مساء‪ .‬لم‬ ‫نهتم بذلك كثريا فيما عدا أنني شعرت بالقلق أن السائق‬ ‫الذي رتبنا له مسبقا لن يستطيع أن يقابلنا‪ .‬نهاية رحلة‬ ‫طويلة عىل القطار تشبه نهاية حلم‪ :‬حيث يجب أن تخرج‬ ‫من شرنقتك واملقصورة الخاصة بك وتجربتك املختلفة‬ ‫يف الزمان واملكان‪ ،‬لتعود إىل الواقع مرة أخرى والواقع‬

‫على امتداد الخط‪:‬‬ ‫في اتجاه عكس‬ ‫حركة عقارب الساعة‬ ‫من أعلى اليمين‪:‬‬ ‫غرفة المراقبة في‬ ‫القطار األزرق‪ ،‬نهر فال‬ ‫‪ Vaal‬خارج وارينتون‬ ‫‪ ،Warrenton‬ويظهر‬ ‫عليه جسر من على‬ ‫البعد‪ ،‬االلتفاف من‬ ‫خالل مقاطعة نورثرن‬ ‫كيب‪.‬‬

‫مقابلة صحفية مصورة‬

‫أنطوني بوردوين‬

‫المحرر‪ :‬جابي دوبيلت‬

‫ما هو أهم تمرين رياضي تمارسه؟‬ ‫المصارعة البرازيلية جيوجيتسو ‪jiu-jitsu‬‬

‫ما الذي يجعلك تبتسم؟‬ ‫الحب‪.‬‬

‫أرجو أن ترسم نفسك‪.‬‬

‫اخترع أداة مطبخ مفيدة‪.‬‬ ‫سكين مسننة بمقبض قابل للحركة تعمل بالليزر‪.‬‬

‫من هو طباخك المفضل؟‬ ‫فيرغاص هيندرسون‬

‫ما الشيء الذي ال تأكله أبدا؟‬ ‫جيز بيرغر من جوني روكيتس “ ‪”Johnny Rockets‬‬

‫ما الذي تحلم به في يقظتك؟‬ ‫أن أصنع المكرونة في روما‪.‬‬

‫ما الذي يفزعك؟‬ ‫كل ما هو سويسري‪.‬‬

‫من هو موسيقارك المفضل؟‬ ‫إيغي بوب‬

‫الطاهي الجسور‪ ،‬الذي ُيعرض حاليا في موسمه الثامن مسلسل سفراته مع سي إن إن ‪“ CNN‬إنطوني بوردوين‪ :‬أجزاء غير معروفة” “‪ ،”Anthon Bourdain: Parts Unknown‬نشر مؤخرا كتابه‬ ‫األول عن الطبخ “الشهية” “‪ ”Appetites‬بعد أكثر من عقد من الزمان من العمل في هذا المجال‪َ .‬رسم بوردوين إجاباته بقلم شاربي ‪ ، Sharpie‬وقلم حبر جاف في فندق في سان سباستيان في إسبانيا‪.‬‬ ‫‪58‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬