الكتاب المقدس والحلول الاقتصادية أ مايكل نبيل أخنوخ

Page 1

http://coptic-treasures.com


‫الكتاب المقدس و الحلول األقتصادية‬ ‫تأليف‬ ‫مايكل نبيل أخنوخ‬ ‫تقديم‬ ‫القس تادرس االمير محارب‬

‫‪٢‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫إسم الكتاب ‪ :‬الكتاب المقدس و الحلول األقتصادية‬ ‫المؤلف ‪ :‬مايكل نبيل أخنوخ‬ ‫تقديم ‪ :‬القس تادرس االمير محارب‬ ‫بريد الكترونى ‪Michaelnabil24@gmail.com :‬‬ ‫رقم اإليداع المحلى ‪٣٤٩٠/٢٠١٥ :‬‬ ‫رقم اإليداع الدولى ‪٩٧٨١٤٩٠٩٩٦٢٠٢ :‬‬ ‫تصميم الغالف ‪ :‬م‪ /‬أبانوب أسكندر‬ ‫المطبعة ‪ :‬ديجي ستار للدعاية واإلعالن والطباعة‬ ‫العنوان ‪ ٥ :‬ش طه حسين ‪ -‬النزھة الجديدة‬ ‫التليفون ‪٠١٢٠٨٩٦٢١١١ :‬‬ ‫جميع حقوق الطبع و النشر محفوظة للمؤلف‬

‫‪٣‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


٤

http://coptic-treasures.com


‫إھداء‬ ‫و فى النھاية أود أن أھدى ھذا البحث إلى أبونا تادرس االمير محارب ألنه قام بمراجعه‬ ‫و تصويب أفكارى وكتب تقديم لھذا البحث و أيضا أمى و زوجتى و ابنى الذين أعطاني‬ ‫دعمھم األمل فى استكمال ھذا الكتاب و أرجو أن يغفروا لى حرمانھم الكثير من وقتى‬ ‫بسبب أكمال ھذا البحث و أصدقائي وزمالئي جميعا أھديھم ھذا الكتاب ‪.‬‬ ‫تقديم ألبونا تادرس األمير محارب‬ ‫)السھر ألجل الغنى يذيب الجسم و االھتمام به ينفى النوم ()يش وع ب ن س يراخ ‪(١ : ٣١‬‬ ‫اھتمام اإلنسان أن يحصل على أكثر من احتياجاته فى كافه أمور حيات ه م ن أج ل المظ اھر‬ ‫و إشباع رغبات شخص ية ق د تك ون أحيان ا غي ر منطقي ة ‪ ،‬ل ذا نش أ عل م االقتص اد م ن أج ل‬ ‫إشباع احتياجات اإلنسان بأقل قدر من التكاليف لذلك ربنا و إلھنا يعلم ذلك كله فيق ول لن ا )‬ ‫فال تھتموا قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس ف أن ھ ذه كلھ ا تطلبھ ا األم م ألن‬ ‫أباكم السماوى يعلم أنك م تحت اجون إل ى ھ ذه كلھ ا ( ) مت ى ‪ (٣٢ - ٣١ : ٦‬ﷲ رت ب ك ل‬ ‫ورتِ َنا َك َ‬ ‫ش َب ِھ َنا‪،‬‬ ‫ص َ‬ ‫س انَ َعلَ ى ُ‬ ‫شئ من أجل اإلنسان حتى قب ل خلقت ه ) َو َق ال َ ﷲ ُ‪َ » :‬ن ْع َم ل ُ اإلِ ْن َ‬ ‫ض‪َ ،‬و َعلَ ى‬ ‫سمَاءِ َو َعلَى ا ْل َب َھ ائ ِ​ِم‪َ ،‬و َعلَ ى ُك ل ِّ األَ ْر ِ‬ ‫س َمكِ ا ْل َب ْح ِر َو َعلَى َط ْي ِر ال َّ‬ ‫سلَّ ُطونَ َعلَى َ‬ ‫َف َي َت َ‬ ‫ِيع ال َّد َّبا َبا ِ‬ ‫ﷲ‬ ‫ور ِة ِ‬ ‫ِب َع َلى األَ ْر ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ورتِ ِه‪َ .‬ع َلى ُ‬ ‫ص َ‬ ‫سانَ َع َلى ُ‬ ‫ض«‪َ .‬ف َخ َلقَ ﷲ ُ اإلِ ْن َ‬ ‫ت ا َّلتِي َتد ُّ‬ ‫َجم ِ‬ ‫َخلَ َق ُه‪َ .‬ذ َك ًرا َوأ ُ ْن َثى َخلَ َق ُھ ْم‪ .‬كشبھنا فيتسلطون )تكوين ‪ (٢٨-٢٦ : ١‬ﷲ اھتم أيض ا بكس وة‬ ‫س ُھ َما( ) تك وين ‪ (٢١ : ٣‬و‬ ‫ص ًة مِنْ ِج ْل ٍد َوأَ ْل َب َ‬ ‫ب اإلِل ُه آل َد َم َوا ْم َرأَتِ ِه أَ ْق ِم َ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ص َن َع َّ‬ ‫اإلنسان ) َو َ‬ ‫اإلنسان فى أوقات كثيرة و أماكن متنوع ة عب ر الت اريخ ل م يح افظ عل ى ھ ذه ال نعم و أس اء‬ ‫اس تخدام الم وارد الطبيعي ة و أفس د البيئ ة مم ا أث ر عل ى االقتص اد )وق د خ ربتم تخومھ ا‬ ‫وض ربتم األرض ض ربة عظيم ة وتس لطتم عل ى أم اكن كثي رة ف ي مملكت ي ( ) المك ابيين‬ ‫األول ‪(٢٩ :١٥‬و الباح ث كم ا وض ح ف ى المقدم ة أن الكت اب المق دس ھ و أوض ح مرج ع‬ ‫لشرح الفكر االقتصادى بطريقة سليمة دون انحياز إلى فكر اقتص ادى مع ين ‪ .‬ب ل نس تطيع‬ ‫أن نقول أن أي منھج اقتصادى مفيد نجد له سند فى الكتاب المقدس لذا فأن الكتاب المق دس‬ ‫يحوى مختصر لكافه النظريات االقتص ادية و تطبيقاتھ ا العملي ة ‪.‬ل ذا ف أن ھ ذا الكت اب مفي د‬ ‫للقارئ ال ذي يري د أن يفھ م االقتص اد بطريق ة مبس طه ‪ ،‬نطل ب م ن ﷲ أن يرش د الباح ث و‬ ‫القارئ بشفاعة السيدة العذراء مريم أم النور و كافه قديس يه ‪ ،‬و بص لوات ص احب القداس ة‬ ‫البابا تواضروس الثانى ‪ ،‬أمين ‪.‬‬ ‫القس تادرس األمير محارب كاھن كنيسة السيدة العذراء و األنبا رويس بالعباسية‬

‫‪٥‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫الباب األول ‪ :‬المسيحية و األقتصاد‬ ‫مقدمة‬ ‫مما ال شك فيه أن من أھم المش كالت الت ى تواج ه كاف ة ال نظم االقتص ادية عل ى ال دوام‬ ‫البطالة و التضخم و االحتكار و أزمات السكن و الغذاء و الوقود و سوء توزيع الثروة بين‬ ‫طبقات المجتمع ‪ ،‬و المالحظ أن معظ م المش كالت س الفة ال ذكر تم ر بھ ا أغل ب دول الع الم‬ ‫ھ ذه األي ام وإن ك ان الت أثير متفاوت ا ً ‪ ،‬و إن كان ت معاناتن ا ھ ذه ليس ت نتيج ة لألزم ة‬ ‫االقتصادية العالمية ‪ ..‬إنما ھ ى مش اكل ف ى اقتص ادنا ال وطنى ‪ ،‬فمع دل البطال ة مرتف ع ‪ ،‬و‬ ‫كذلك األسعار ف ى س وق العق ارات ‪ ،‬و ھ اتين المش كلتين مع ا ً كونت ا مش كلة ثالث ة اجتماعي ة‬ ‫وھى ارتفاع سن الزواج و مسمى بمشكلة العنوس ة ‪ ،‬و المش كلة األخي رة ب دورھا أدت إل ى‬ ‫انتشار ظواھر غريبة على مجتمعنا المصرى مث ل كث رة ح وادث الخط ف و االغتص اب و‬ ‫ارتفاع معدالت الزواج العرفى ‪.‬‬ ‫وعالج ھذه المشاكل يكمن ف ى اعتم اد أنظم ة وق وانين تع الج المش كلة م ن ج ذورھا‪ ،‬وھ ذه‬ ‫الق وانين موج ودة ف ى الفك ر االقتص ادى المس يحى ‪ ،‬فاالقتص اد المس يحى اقتص اد الس وق‬ ‫األجتماعى يقوم على مبادئ السوق الح ر وحري ة االم تالك ‪ ،‬فھ و ال يختل ف م ع االقتص اد‬ ‫الرأسمالى فى الجوھر إنما فى الغاية و األھداف ونظرته إلى الموارد االقتصادية والم ال ‪،‬‬ ‫فھدف االقتصاد المسيحى ھو تحقيق االكتفاء للمواطن و ليس الوصول إلى أقصى درج ات‬ ‫الرفاھي ة واإلش باع ‪ ،‬م ع األخ ذ ف ى االعتب ار أن رفاھي ة المس يحى ھ ى الس الم الروح ى و‬ ‫الفرح مع ﷲ بثمرات أعمال الخير و البعد عن الخطايا فكما قال السيد المسيح )لكن أطلبوا‬ ‫أوالً ملك وت ﷲ و ب ره و ھ ذه كلھ ا ت زاد لك م()م ت‪ (٣٣ :٦‬فأس اس الفك ر االقتص ادى‬ ‫المسيحى ھو إبقاء الموارد االقتص ادية ف ى دوران للوص ول إل ى أقص ى درج ات الكف اءة و‬ ‫النمو‪ ،‬و ھو فى الوقت نفسه يحقق توزيعا ً عادالً للثروة عن طريق مكافحة احتكار الموارد‬ ‫االقتص ادية و االكتن از و اس تغالل الفق راء ‪ ،‬و ھ ذه النقط ة ھ ى الت ى أخف ق االقتص اد‬ ‫الرأسمالى الكالسيكي فى تحقيقھا ‪ ،‬فركز الثروات فى يد طبقة واحدة م ن طبق ات المجتم ع‬ ‫‪ ،‬و ق د أثبت ت الدراس ات أن االقتص اد ينم و بش كل أفض ل عن دما يزي د دخ ل كاف ة طبق ات‬ ‫المجتمع و ليس عندما تتكدس الثروات فى أيدى فئة واحدة فقط من فئ ات المجتم ع ‪ .‬و مم ا‬ ‫ال شك فيه أن أھم مرجع لشرح فكر االقتصاد المسيحى ھو )الكتاب المقدس( ‪ ،‬فال شك أنه‬ ‫ال يوج د كت اب عل ى وج ه األرض أق دم أو أكث ر ش موخا ً م ن الكت اب المق دس ‪ ..‬فق د ظ ل‬ ‫ص امداً أم ام ك ل الح روب الت ى ش نت علي ه عل ى م ر العص ور‪ ،‬ل ذا فق د أس تحق أن يك ون‬ ‫الكتاب األكثر شھرة و األكثر توزيعا ً على مر التاريخ‪ ،‬و قد كانت تلك األسباب ھى ال دافع‬ ‫‪٦‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫الرئيسى ليوھان جوتنبرج مخترع الطباعة الحديثة عندما أختار الكتاب المقدس ليك ون أول‬ ‫كتاب يقوم بطباعته على آلته الحديثة للطباعة آنذاك )‪ (١٤٤٧‬م ‪ ،‬فھ و كت اب البش رية من ذ‬ ‫آالف السنين و سيظل كتاب البشرية إلى يوم القيامة ‪.‬‬ ‫الق ارئ العزي ز‪ ..‬ج رب أن تق رأ الكت اب المق دس م رة أخ رى بج وار ھ ذا الكت اب‪ .. .‬م اذا‬ ‫تالح ظ ؟؟ س وف تالح ظ و ك أن ھن اك س طور مختفي ة ب ين س طور الكت اب المق دس تش رح‬ ‫االقتص اد و الق انون ‪،‬الكت اب المق دس يح وى الكثي ر م ن العب ارات ع ن األرض والعم ال و‬ ‫رأس المال ‪ .‬إال أن الكتاب المق دس يق دم توص يات و نم اذج تاريخي ة اقتص ادية أكث ر مم ا‬ ‫يقدم تحليالت رياضية‪.‬‬ ‫في العصور الوسطى‪ ،‬درس علماء الالھوت القضايا االقتصادية ‪ ،‬فقد راح أساتذة الجامعة‬ ‫الكاثوليك يكافحون لإلجابة عن األسئلة المتعلقة بالعدالة واألخالقيات فى السوق‪ ،‬وانص ب‬ ‫اھتمامھم خصو ً‬ ‫ص ا عل ى ص ياغة مب دأ الس عر الع ادل و أوض حوا وجھ ة نظ ر الكنيس ة ف ى‬ ‫الربا من خالل إيضاح مكونات الفائدة مثل المخاطرة و تكلفة الفرصة البديلة ‪ .‬ل ذلك ص اغ‬ ‫الالھوتيين أغلب نظرياتھم االقتصادية وھم يضعون نصب أعينھم كال العنصرين الدنيوى‬ ‫وال دينى مح اولين أن يق وم ال دين ب دور الرقاب ة عل ى األس واق ب دال م ن الحكوم ات الملكي ة‬ ‫المنغمسة فى مصالحھا الخاصة دون اعتبار لمعاناة الشعوب ‪.‬‬ ‫أن ھناك أحداث تتكرر يوميا ً فى حياتن ا لكنن ا ال نتخ ذ الق رار الص حيح ألنن ا ل م ن ربط ب ين‬ ‫المواقف الموجودة فى الكتاب المقدس و المواقف الحياتي ة اليومي ة العادي ة فأن ك ق د تن دھش‬ ‫عن دما تع رف أن ذھاب ك للس وق لش راء احتياجات ك ھ و موق ف اقتص ادى ذك ر ف ى الكت اب‬ ‫المقدس فقد ورد على لسان الس يد المس يح ف ى )م ت ‪)(٢٩ : ١٠‬أل يس عص فوران يباع ان‬ ‫بفلس( مما يدل على أنه ك ان يعل م األس عار الس ائدة ف ى الس وق ف ى ھ ذا الوق ت حت ى أق ل‬ ‫البضائع و أرخص األسعار فالفلس ھو أصغر عملة يھودية فى ھذا الوقت ‪ ،‬و قرارك بأن‬ ‫تشترى سلعة غالية من السوق لكنھا غير ضرورية لحيات ك أو تش ترى س لع أساس ية للحي اة‬ ‫ھو واحد من عدة مواقف تعرض لھا شخصيات ف ى الكت اب المق دس و بعض ھم أتخ ذ ق رار‬ ‫مماث ل ل ك و بعض ھم أتخ ذ ق رار آخ ر ‪ ،‬فاآلي ة )لع ن ﷲ األرض()ت ك‪ (١٩-١٧ :٣‬تعتب ر‬ ‫نقطة بداية لتحليل اقتصادى فلم تعد األرض تعطى ثمراتھا تلقائي ا ً ‪ ،‬مم ا أدى لح دوث خل ل‬ ‫فى النموذج االقتصادى المثالى و أصبح بالتعب و الفالحة فى األرض نحص ل عل ى العائ د‬ ‫و ھو الثمرات‪ ،‬و عندما أصبحت األرض ال تعطى ثمارھا ظھرت الندرة و الحاج ة للعم ل‬ ‫لسد العجز فى اإلنتاج الزراعى ‪ ،‬و م ن خ الل ھ ذا الكت اب س وف تع رف م ا ھ و االختي ار‬ ‫المس يحى الس ليم للمش اكل االقتص ادية م ن خ الل فھ م س ليم لألس س االقتص ادية ف ى الحي اة‬ ‫المسيحية ‪.‬‬ ‫‪٧‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫مفھوم علم االقتصاد ؟؟‬ ‫يعبر فكراالقتصاد المسيحى عن الترابط بين االقتصاد و الوصايا اإللھية ‪ ،‬ھذا الترابط‬ ‫الذى نشأ مع نشأة العالم ‪ ،‬مع التأكيد على أن علم االقتصاد يعتبر علم حديث النشأة بال شك‬ ‫رغم اختالف البعض في تاريخ نشأته ‪ ،‬فھناك وجھات نظر عديدة اختلفت فى ھذا الشأن‬ ‫‪ ..‬فواحدة ترى أن نشأة علم االقتصاد بدأت مع كتاب )ثروة األمم( آلدم سميث عام‬ ‫‪١٧٧٦‬م ‪ ،‬بينما ترى وجھة النظر األخرى أن علم االقتصاد ظھر مع ظھور اإلنسان على‬ ‫وجه األرض ‪ ،‬بينما يرى فريق ثالث أن علم االقتصاد بدأ مع ظھور المدرسة الطبيعية في‬ ‫فرنسا خالل منتصف القرن الثامن عشر‪.‬‬ ‫أما كلمة اقتصاد) فقد كان أرسطو أول من أستعملھا وكان معناھا يقتصر على علم قوانين‬ ‫تدبير الشؤون المنزلية( ‪ ،‬إذ أن كلمة )اقتصاد باللغة اإلنجليزية ‪ (Economy‬مشتقة‬ ‫أصالً من كلمتين يونانيتين ھما )أويكوس( و تعنى )المنزل( و )نوموس( و تعنى‬ ‫)قانون( ‪.‬‬ ‫و كان رأى سامويلسن )‪ (Paul A . Samuelson‬فى كتابه علم االقتصاد‬ ‫‪ Economics‬أن االقتصاد ھو من أقدم الفنون وأحدث العلوم ‪ ،‬و ھذه العبارة تؤكد ما‬ ‫أتفق عليه االقتصاديون أن االھتمام باألمور االقتصادية كان قبل ذلك التاريخ بقرون‬ ‫طويلة ‪ ،‬فبداية الفكر االقتصادى موجودة فى كل التعاليم الخاصة بالديانات السماوية ‪،‬‬ ‫وكذلك في تعاليم قادة الفكر اليوناني والروماني‪.‬‬ ‫وعندما جاء آدم سميث‪ ١‬وأصدر كتابه عن " ثروة األمم " فى ‪ ، ١٧٧٦‬كانت السوق‬ ‫قائمة و معروفة فى الجماعات اإلنسانية منذ آالف السنين ‪ ،‬وكل ما فعله آدم سميث ھو أنه‬ ‫) شرح ( ھذا النظام ‪ ،‬مبينا ً كيف أن ھذا )االقتصاد( يستطيع أن يحقق تراكم الثروات عن‬ ‫طريق الكفاءة في اإلنتاج نتيجة لتقسيم العمل ‪ ،‬فآدم سميث ليس أبا ً )القتصاد السوق( الذى‬ ‫ولد والدة طبيعية استجابة الحتياجات المجتمعات ‪ ،‬و إنما ھو حاول تفسيره وبيان أوجه‬ ‫القوة و الضعف فى ھذا النظام على حد سواء والسياسات المناسبة لزيادة كفاءته ‪،‬فطبقا ً لما‬ ‫ورد فى كتابات آدم سميث )تعتبر الرغبة فى التبادل ھى أقرب إلى الغريزة الطبيعية فى‬ ‫السلوك اإلنساني ‪ ،‬ومن ثم فال غرابة أن يظھر اقتصاد السوق أو التبادل في مختلف‬ ‫المجتمعات ‪ ،‬باعتباره انعكاسا لھذا الباعث النفسي عند معظم األفراد( ‪ ،‬وعندما بدأ يشرح‬ ‫‪ ١‬آدم سميث ولد فى ‪ ٥‬يونيو ‪ ١٧٢٣‬و توفى فى ‪ ١٧‬يوليو ‪ ١٧٩٠‬فيلسوف وباحث إقتصادى أسكتلندى ‪ ،‬عمل‬ ‫سميث أستاذاً لمادة الفلسفة األخالقية بجامعة جالسجو بأسكتلندا‪ ،‬وكرس عشر سنين من حياته فى التحضير لكتابه‬ ‫والذى سيكون مصدر إلھام ألكبر اإلقتصاديين من بعده والذين سيعرفون فيما بعد بالكالسيكيين حيث سيعملون‬ ‫على وضع أھم مبادئ الليبرالية اإلقتصادية‪.‬‬

‫‪٨‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫"ثروة األمم " فى كتابه فإنه أكد على خالف الفكر االقتصادى السائد آنذاك )ما عرف باسم‬ ‫" التجاريين "( أن الثروة الحقيقية لألمم ليست في الذھب والفضة كما ھو الحال بالنسبة‬ ‫للتاجر الفرد ‪ ،‬وإنما ثروة األمم ھى ما ينتج من سلع وخدمات ‪ ،‬فالثروة ھى مجموع‬ ‫اإلنتاج القومي ‪ ،‬وليس مجموع النقود المتداولة ‪ ،‬ومن ھنا بدأ يتساءل عما يساعد على‬ ‫زيادة حجم اإلنتاج وكفاءته ‪ ،‬فوجد أن تقسيم العمل والتخصص يساعد على ذلك بشكل‬ ‫كبير‪ ،‬وبالتالي فإنه من خالل اقتصاد السوق تتحقق الثروات على نحو أفضل مما يحققه‬ ‫االقتصاد المعيشي في ظل االكتفاء الذاتى ‪ ،‬فالتبادل يساعد على زيادة الكفاءة ‪ ،‬و الدولة‬ ‫عند آدم سميث ھى العنصر الرئيسى لنجاح اقتصاد السوق ‪ ،‬وعلم االقتصاد السياسى عنده‬ ‫ھو " فرع من علوم رجل الدولة أو المشرع ‪ Statesman or Legislator‬ومن ھنا‬ ‫نجده يوجه خطابه فى مؤلفاته إلى رجال الحكم وصناع السياسة ‪ ،‬فسواء فى كتابه عن‬ ‫"ثروة األمم" أو ذلك فى "نظرية الشعور األخالقي" أو "دروسه عن القضاء" فإنھا جميعا ً‬ ‫تقطع بأن العامل الرئيسى لنجاح اقتصاد السوق ھو وجود دولة قوية قادرة على وضع‬ ‫قواعد السوق و رقابته و اإلشراف عليه والتدخل عند الضرورة لمنع االنحرافات فيه ‪،‬‬ ‫وكان سميث يرى أن " الحرية الكاملة ‪ " Perfect liberty‬وھم ال وجود له ‪ ،‬وإذا كان‬ ‫سميث قد صرح بأنه )ليس بفضل كرم الخباز أو صانع العصائر ما تتوافر ھذه السلع‬ ‫وإنما لرغبتھم فى تحقيق مصالحھم الذاتية( و بذلك أشار إلى أن المصلحة العامة تتحقق‬ ‫عن طريق " اليد الخفية " للمصالح الخاصة ‪ ،‬فإنه كان فى نفس الوقت مدركا ً تماما ً لجشع‬ ‫رجال األعمال ورغبتھم فى استغالل المستھلكين ‪ ،‬عندما يقول مثالً )أنه قل أن يجتمع‬ ‫رجال األعمال للھو أو المرح دون أن يتآمروا الستغالل المستھلكين ورفع األسعار( ‪،‬‬ ‫وھكذا فإن آدم سميث لم يكن غافالً عن طموحات رجال األعمال ومدركا ً لضرورة تنظيم‬ ‫اقتصاد السوق وإخضاعه للرقابة واإلشراف منعا ً لالستغالل ‪ ،‬ومن األخطاء الشائعة‬ ‫مقولة )دعه يعمل دعه يمر( والتي كثيراً ما تنسب خطأ إلى آدم سميث رغم أنه بريء منھا‬ ‫تماما ً ‪ ،‬فھذه العبارة أطلقھا أحد التجار فى فرنسا رداً على الوزير كولبير الذى سأل فى‬ ‫اجتماع للتجار )ماذا تريدون من حكومة جاللة الملك؟( فرد عليه التاجر قائالً ‪) :‬دعنا‬ ‫نعمل( ‪ ،‬كما كان يعتقد أن الصين وھولندا أكثر تقدما ً من إنجلترا‪ ،‬وأن الصين أتبعت )‬ ‫الطريق الطبيعى ( للتقدم عن طريق توسيع السوق الداخلية ‪ ،‬في حين أن ھولندا أخذت‬ ‫طريقا ً ) غير طبيعى ( باالعتماد على التجارة الخارجية ‪ ،‬كذلك فإن آدم سميث مثل معظم‬ ‫االقتصاديين اإلنجليز كان يرى أن النظام االقتصادي الرأسمالى يتجه بطبيعته إلى حالة‬ ‫من الركود حين تتضاءل معدالت الربح ‪ ،‬كما أنه أدرك أيضا ً أن ) السوق ( عنصر‬ ‫رئيسى في زيادة الكفاءة ‪ ،‬على أن تقوم إلى جانبه سلطة الدولة التي تراقب السوق وتمنع‬ ‫انحرافاتھا وتقوم باستكمال ما تفشل فيه السوق ‪ ،‬وخاصة من حيث توفير السلع العامة مثل‬ ‫‪٩‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التعليم والدفاع والبنية األساسية ‪ ،‬كذلك أدرك معظم ھؤالء االقتصاديون أن السوق ال‬ ‫تفشل فقط فى توفير ھذه السلع العامة بل كثيراً ما يترتب عليھا أضرار عامة أو ما عرف‬ ‫بالسيئات العامة مثل تلويث البيئة ‪ ،‬وفى مثل ھذه الحالة األخيرة فإن الدولة ليست مطالبة‬ ‫فقط باستكمال ما تعجز السوق عن تقديمه من )سلع عامة( بل بإصالح األضرار التي‬ ‫تحدثھا )السيئات العامة( وأن تحول دون وقوعھا أيضا ً‪.‬‬ ‫مبادئ الفكر األقتصادى فى المسيحية ‪-:‬‬ ‫علم االقتصاد ھو نماذج قابلة للتكيف مع مجاالت أخرى ‪ ،‬حيث أنك ممكن أن تقرأ تحليالً‬ ‫عن الطلب و الع رض و الس وق و التج ارة الح رة ف ى قص ة م ن قص ص الكت اب المق دس‬ ‫لك ن ال ت رى الكلم ات ) طل ب و ع رض و س وق ( م ذكورة بش كل ص ريح ف ى الكت اب‬ ‫المق دس و ذل ك ألن تل ك المص طلحات ل م تس تخدم داخ ل الكت اب المق دس و لك ن الرم وز‬ ‫المؤدي ة إليھ ا ظ اھرة ‪ ،‬ولك ن اإلنس ان غالب ا ً م ا يك ون ض عيف المالحظ ة ‪ ،‬فم ثالً مالي ين‬ ‫البشر وقعت أمامھم تفاحة من شجرة و لكن نيوتن فقط ھو الذى الح ظ ق وانين الجاذبي ة و‬ ‫لكن ھل نيوتن صنع الجاذبية األرضية باكتشافه إياھا ؟ بالطبع ال‪ ..‬ألن الجاذبية األرضية‬ ‫موجودة منذ تأسيس العالم ‪ ،‬و علم االقتص اد موج ود من ذ تأس يس الع الم أيض ا ً ‪ ،‬لنب دأ م ن‬ ‫قصة الخلق بداية س فر التك وين اإلص حاح األول ‪ ) ..‬خل ق الع الم( و ل نالحظ فيھ ا منتھ ى‬ ‫التخطيط الجيد و استغالل الموارد‪ .‬فقد قام ﷲ بخلق العالم ف ى س تة أي ام و ت رى التخط يط‬ ‫و النظام فى تتابع عملية الخلق و تقسيم العمل ‪ ،‬فھ ل ﷲ غي ر ق ادر عل ى خل ق الع الم كل ه‬ ‫كما نعرفه نحن فى يوم واحد أو فى لحظة واحدة ؟ بلى ‪ ..‬فا ھو الق ادر عل ى ك ل ش ىء‬ ‫)غي ر المس تطاع عن د الن اس مس تطاع عن د ﷲ()ل و‪ ، (٢٧ :١٨‬لك ن ﷲ أراد أن يعلمن ا‬ ‫أول ى مب ادئ و أس س عل م االقتص اد ‪ ..‬و ھ ى أن اقتص اد أى مجتم ع يبن ى عل ى م وارده‬ ‫الطبيعية ‪ ،‬لذا بدأ ﷲ بخلق تلك الموارد الطبيعية أوالً ‪ ،‬ث م أراد أن يعلمن ا أيض ا ً أن حس ن‬ ‫استغالل الموارد يتطلب وقت و جھد من أجل إنتاج أكبر منفعة ممكنة للبشرية طبقا ً لنظام‬ ‫مع ين م ن األولوي ات تض من راح ة البش رية متمثل ة ف ى آدم و ح واء فق د ص نع لھ م ﷲ‬ ‫األرض و ما عليھا و حقق لھم أھم غاية من علم االقتصاد و ھى الرفاھي ة )و ب اركھم ﷲ‬ ‫و قال لھم أثمروا و أكثروا و إمألوا األرض و أخضعوھا و تسلطوا عل ى س مك البح ر و‬ ‫على طير السماء و على كل حيوان يدب على األرض()تك‪. (٢٨ :١‬‬ ‫ھن ا وض ع ﷲ أس س تك وين األس رة و البي ت فب اركھم برك ة روحي ة وبرك ة جس دية‬ ‫للزواج ليزيد عددھم و يملئوا األرض و ينجبوا أوالداً ليعملوا فى األرض و أعط اھم ح ق‬ ‫إدارة األرض و كل ما عليھا من مخلوقات ‪ ،‬و البركة ھن ا تعن ى اإلدارة الواعي ة الرش يدة‬ ‫للموارد التى أعطاھا لھم ﷲ لخدمة البشرية ‪ ،‬ثم واج ه آدم و ح واء أول مش كلة اقتص ادية‬ ‫ف ى الع الم و تتمث ل ھ ذه المش كلة ف ى االختي ار ب ين رغب ة ح واء ف ى األك ل م ن الش جرة‬ ‫‪١٠‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫المحرمة و محاولتھا التأثير على آدم زوجھ ا لك ى يحق ق لھ ا رغبتھ ا فيق ع ھ و اآلخ ر ف ى‬ ‫مش كلة ھ ل يرض ى زوجت ه أم يرض ى ﷲ بتجن ب األك ل م ن الش جرة ؟؟ ‪ ،‬و ي ذكر س فر‬ ‫التكوين القصة فى اآليات ‪) :‬و كانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية التي عملھا الرب‬ ‫اإلله فقالت للمرأة أحقا ً قال ﷲ ال تأكال م ن ك ل ش جر الجن ة()ت ك‪) ، (١ :٣‬ف رأت الم رأة‬ ‫أن الش جرة جي دة لألك ل و أنھ ا بھج ة للعي ون و أن الش جرة ش ھية للنظ ر فأخ ذت م ن‬ ‫ثمرھا و أكلت و أعطت رجلھا أيضا ً معھا فأكل( )تك‪ ، (٦ :٣‬حواء كان ت ل ديھا حاج ة و‬ ‫قامت بإشباعھا باألكل من الشجرة المحرمة فقد فشلت فى إدارة شھواتھا و قامت بتأس يس‬ ‫أول شركة فى التاريخ مع زوجھا ‪ ،‬وكانت أرب اح الش راكة م ن وجھ ة نظرھ ا ھ ى األك ل‬ ‫من الشجرة ‪ ،‬و لكنھا تناست المخاطر التى قد تتعرض لھا شركتھا بعصيان ﷲ ‪ ،‬و ألنھم‬ ‫شركاء فقد قام ﷲ بعقابھم سويا ً ‪.‬‬ ‫تعتبر فترة بداية تكون المجتمعات ھى فترة اقتصاد الكفاف حيث تحاول به مجموعة من‬ ‫الناس إنتاج منتجات فى فترة معينة بحيث ال تزيد عن ما يجب أن يستھلكوه فى تلك الفترة‬ ‫لكى يبقوا على قيد الحياة ‪ ،‬و ال يحاولوا تجميع الثروات أو نقل اإلنتاجية من فترة زمنية‬ ‫إلى الفترة الزمنية الالحقة ‪ ،‬فى مثل ھذا النظام فإن مفھوم الثروة قد ال يتواجد كما يوجد‬ ‫اعتماد على التجدد و إعادة اإلنتاج فى داخل البيئة الطبيعية ‪.‬‬ ‫ھذا االقتصاد يكون فيه معظم اإلنتاج و االستھالك محليا ً و مباشراً ‪ ،‬و قد تدخل إليه بنود‬ ‫قليلة و األدوات الضرورية ‪ ،‬و قد تصدر منه بعض السلع و الخدمات لدفع أثمان ما يدخل‬ ‫فى بنود قليلة ‪ ،‬و لكن أفراد ھذا االقتصاد يمارسون بالضرورة كل نشاطاتھم االقتصادية‬ ‫محليا ً و ألغراض االستھالك المحلى ‪ ،‬و تنطبق خصائص و مميزات ھذا االقتصاد على‬ ‫القرية المستقلة بذاتھا و يعتبر أحد أنواع االقتصاد و ھو صورة مصغرة من االقتصاد‬ ‫القومى حيث أن االقتصاد القومى يشمل كل األنواع و العمليات التجارية من إنتاج و‬ ‫استھالك و استيراد و تصدير و تصنيع‪ ..‬الخ ‪ ،‬قبل أن يتم اختراع العملة كان يعتبر‬ ‫اقتصاد الكفاف ھو االقتصاد المسيطر كنظام اقتصادى ‪ ،‬كما ال زال ھذا النظام يعتبر‬ ‫األساس التقليدى فى العديد من المجتمعات ‪.‬‬

‫‪١١‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫ھل من الممكن إشباع كل الرغبات اإلنسانية دفعة واحدة ؟‬ ‫مما الشك فيه أننا نع يش ف ي ع الم الواق ع ول يس الخي ال‪ ،‬و ھ ذا الواق ع يض عنا أم ام حق ائق‬ ‫ھامة ھى أن اإلنسان له حاجات و رغبات ال يمكن إشباعھا دفعة واحدة ‪.‬‬ ‫الحاجات اإلنسانية‪-:‬‬ ‫إن الحاج ات اإلنس انية ‪ Human Needs‬تتمث ل ف ي ش عور بالحرم ان مص حوب‬ ‫برغبة ‪ Desire‬معينة لدى الفرد فى الحصول عل ى وس ائل اإلش باع المختلف ة إلزال ة ھ ذا‬ ‫الحرمان ‪ ،‬و الحاجات اإلنس انية إم ا فطري ة يول د بھ ا اإلنس ان ويحتاجھ ا تلقائي ا ً ‪ ،‬كالحاج ة‬ ‫إلى الغذاء و المأوى و الملبس ‪ ،‬و إما مكتسبة تتط ور و تظھ ر و تختل ف م ع نم و اإلنس ان‬ ‫وتغير ظروفه ‪ ،‬كالحاجة إلى مختلف الس لع الكمالي ة و الخ دمات ‪ ،‬و يق وم الف رد باس تھالك‬ ‫تل ك الس لع أو الخ دمات الت ى تش بع لدي ه رغب ة أو حاج ة معين ة و الت ى تحق ق ل ه منفع ة‬ ‫اقتصادية ‪ .‬كما فى سفر الخروج عندما أعطى ﷲ اليھود حاجاتھم م ن الطع ام )فق ال ال رب‬ ‫لموسى ھا أنا أمطر لكم خبزاً من السماء فيخرج الشعب و يلتقط ون حاج ة الي وم بيومھ ا‬ ‫لكي أمتحنھم أيسلكون فى ناموسى أم ال()خر‪. (٤ :١٦‬‬ ‫المش كلة االقتص ادية الت ى تواج ه اإلنس ان ت تلخص ف ى ن درة الم وارد و كث رة الحاج ات‬ ‫اإلنسانية ‪:‬‬ ‫أوال‪ -‬إن الحاجات اإلنسانية المراد إشباعھا متعددة وغير محدودة‪..‬‬ ‫و ن رى ذل ك عن د ب دء الخليق ة حي ث ح واء كان ت ل ديھا حاج ات متع ددة و كثي رة و غي ر‬ ‫محددوه مثل ‪:‬‬ ‫‪ -١‬الحاجة للطعام ‪ :‬كانت الشجرة جيدة لألكل فى نظرھا ) حاجات محدودة ( ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬الحاجة للترفيه ‪ :‬كانت الشجرة بھجة للعيون شھية للنظر ) حاجات محدودة (‪.‬‬ ‫‪ -٣‬الحاجة للغنى و الحاجة لإللوھية تعظم المعيشة ‪ :‬تكونان كا ) حاجات غير محدودة (‬ ‫ثانيا‪ -‬إن الموارد المتاحة إلشباع الحاجات اإلنسانية محدودة ‪..‬‬ ‫آدم و ح واء ك ان ل ديھم الكثي ر م ن الم وارد فك ل ش جر الجن ة متاح ا ً لألك ل ‪ ،‬لك ن‬ ‫المحدودية فى الموارد بدأت فى تاريخ البشرية من شجرة معرفة الخير و الشر ‪.‬‬ ‫خصائص الحاجات و الرغبات اإلنسانية ‪-:‬‬ ‫تتميز الحاجات و الرغبات اإلنسانية بعدة خصائص ‪ ،‬نورد أھمھا فيما يلى ‪-:‬‬ ‫‪ -١‬التع دد ‪ :‬عن د النظ ر إل ى الحاج ات و الرغب ات اإلنس انية الت ى يس عى الف رد إلش باعھا‬ ‫نجدھا غير محدودة العدد‪ ،‬فھناك الحاجة إلى مختل ف أن واع الطع ام و الش راب إض افة إل ى‬ ‫الملبس و المسكن و سلع و خ دمات كثي رة يص عب حص رھا و مث ل ذل ك تزم ر اليھ ود م ن‬ ‫‪١٢‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫موسى النبى لعدم تنوع و تعدد الطعام )قد تذكرنا السمك الذي كنا نأكله في مصر مجان ا و‬ ‫القث اء و البط يخ و الك راث و البص ل و الث وم()ع د‪) ، (٥ :١١‬و ق ال لھم ا بن و إس رائيل‬ ‫ليتن ا متن ا بي د ال رب ف ي أرض مص ر إذ كن ا جالس ين عن د ق دور اللح م نأك ل خب زاً للش بع‬ ‫فأنكم ا أخرجتمان ا إل ى ھ ذا القف ر لك ى تميت ا ك ل ھ ذا الجمھ ور ب الجوع()خ ر‪، (٣ :١٦‬‬ ‫)زرعتم كثيراً و دخلتم قليالً تأكلون و ليس إلى الشبع تشربون و ال تروون تكتس ون و ال‬ ‫تدفئون و اآلخذ أجرة يأخذ أجرة لكيس منقوب()حج‪. (٦ :١‬‬ ‫‪ -٢‬التنافس ‪ :‬و ھى خاصية تنتج عن محدودية وسائل اإلشباع ‪ ،‬إذ تتن افس الرغب ات فيم ا‬ ‫بينھ ا ح ول الم وارد المح دودة و ذات االس تعماالت البديل ة ‪ ،‬فالرغب ة ف ى ش رب القھ وة ق د‬ ‫تتنافس مع الرغبة فى شرب الشاي و بالتالى سوف يكون عليك اختيار أحدھما ‪ ،‬و الحاج ة‬ ‫إلى العمل تتنافس مع الحاجة إلى وقت إضافي للراحة‪ ،‬و الحاجة إلى السفر لقض اء العطل ة‬ ‫الصيفية تتنافس مع الحاجة إلى شراء سيارة جديدة ھذا العام و ھكذا )و رأي ت ك ل التع ب و‬ ‫كل فالح عمل أنه حسد اإلنسان من قريب ه و ھ ذا أيض ا باط ل و ق بض ال ريح()ج ا‪، (٤:٤‬‬ ‫)و ھم يفوضون سلطانھم و سياسة أرضھم بجملتھا ك ل س نة إل ى رج ل واح د و جم يعھم‬ ‫يطيعون ھذا الواحد و ليس فيھم حسد و ال منافسة()المكابيين األول‪. (١٦ :٨‬‬ ‫‪ -٣‬التكرار‪ :‬تميل معظم الحاجات التى نرغب فى إشباعھا إلى التكرارية ‪ ،‬فبعد كل إشباع‬ ‫تحتاج إلى آخر و ھكذا ‪ ،‬فالحاجة إلى الطعام على س بيل المث ال ال تش بع م رة واح دة وإنم ا‬ ‫تتك رر و بص فة دوري ة مس تمرة ‪ ،‬و ك ذلك الحاج ة إل ى المالب س و التعل يم و غي ر ذل ك‬ ‫)سمعت تذمر بنى إسرائيل كلمھ م ق ائالً ف ى العش ية ت أكلون لحم ا ً و ف ى الص باح تش بعون‬ ‫خبزاً و تعلمون أنى أنا الرب إلھكم( )خر‪. (١٢ :١٦‬‬ ‫‪ -٤‬التجدد‪ :‬تتجدد الحاجات اإلنسانية و تتغي ر م ن فت رة ألخ رى م ع نم و اإلنس ان و تط ور‬ ‫رغباته و ميوله و ذوقه ‪ ،‬و بإشباع حاجات معينة تظھر فى النفس حاجات أخرى جديدة لم‬ ‫يكن يرغب فيھا من قبل و يسعى اإلنسان دائما ً للتجديد )قلبا ً نقيا ً أخل ق ف ى ي ا ﷲ و روح ا ً‬ ‫مستقيما ً جدد فى داخلى()مز ‪. (١٠ : ٥١‬‬ ‫‪ -٥‬التكامل ‪ :‬ھناك رغبات تتماشى مع بعضھا البعض ‪ ،‬حيث تسوق كل منھ ا إل ى الرغب ة‬ ‫فى األخرى ‪ ،‬و إن إشباع رغبة ال يحدث إال بإشباع رغبة أخرى ‪ ،‬فالرغبة ف ى الش اي ق د‬ ‫ال تشبع بدون وجود سكر‪ ،‬و الحاجة إلى السيارة ال تشبع إال بوجود البنزين )ال تقدر العين‬ ‫أن تق ول للي د ال حاج ة ل ى إلي ك أو ال رأس أيض ا ً لل رجلين ال حاج ة ل ى إليكم ا()‪١‬ك و‪:١٢‬‬ ‫‪). (٢١‬فإنه كما في جسد واحد لنا أعض اء كثي رة‪ ،‬ولك ن ل يس جمي ع األعض اء لھ ا عم ل‬ ‫واح د‪ .‬ھك ذا نح ن الكثي رين‪ :‬جس د واح د ف ي المس يح‪ ،‬وأعض اء بعض ا ل بعض‪ ،‬ك ل واح د‬ ‫لآلخر‪ .‬ولكن لنا مواھب مختلفة بحسب النعمة المعطاة لنا‪ :‬أنبوة فبالنسبة إلى اإليم ان( )‬ ‫رو ‪(٦-٤ :١٢‬‬ ‫‪١٣‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫‪ -٦‬القابلية لإلشباع ‪ :‬الحاجات اإلنسانية عادة قابلة لإلشباع ‪ ،‬و إن كانت الطاقة اإلشباعية‬ ‫تختل ف م ن ف رد آلخ ر ‪ ،‬فق د يق ف بع ض األف راد عن د ح د مع ين م ن اإلش باع بينم ا يحت اج‬ ‫آخ رون لفت رة أط ول حت ى يحص لون عل ى اإلش باع المطل وب‪ ،‬إذ تش بع الحاج ة بمج رد‬ ‫اس تعمال الس لعة أو الخدم ة المعين ة س واء مباش رة أو باس تھالكھا لع دة م رات ) أكل ة م ن‬ ‫البق ول حي ث تك ون المحب ة خي ر م ن ث ور معل وف و مع ه بغض ة ( ) أم ‪) ، ( ١٧ :١٥‬‬ ‫ال نفس الش بعانة ت دوس العس ل و لل نفس الجائع ة ك ل م ر حل و ( ) أم ‪ ) ، ( ٧ : ٢٧‬ف ى‬ ‫وقت الشبع أذكر وقت الجوع و فى أيام الغن ى أذك ر الفق ر و الع وز( ) يش وع ب ن س يراخ‬ ‫‪ . ( ٢٥ :١٨‬لذلك فى الصوم يمتنع اإلنسان عن الطعام‪ ،‬ولكنه يشتھيه‪ .‬ل ذلك فل يس الس مو‬ ‫ف ي االمتن اع ع ن الطع ام‪ ،‬إنم ا ف ي الزھ د في ه فن تعلم اإلش باع دون إس راف و لنراق ب‬ ‫استھالكنا ) يا بنى جرب نفسك فى حياتك و أنظ ر م اذا يض رھا و امنعھ ا عن ه فأن ه ل يس‬ ‫كل شئ ينفع كل أحد و ال كل نفس ترضى بكل أمر ( ) يشوع بن س يراخ ‪(٣٠-٣١ : ٣٧‬‬ ‫)الھاوية والھالك ال يشبعان وكذا عينا اإلنسان ال تشبعان( ) ام ‪.(٢٠ :٢٧‬‬ ‫‪ -٧‬النسبية ‪ :‬تتصف الحاج ات اإلنس انية بالنس بية لكونھ ا تختل ف م ن ش خص آلخ ر و م ن‬ ‫مكان آلخر و من زمن آلخ ر‪ ..‬فالحاج ة إل ى المالب س الص وفية ق د تك ون أكث ر إلحاح ا ً ف ى‬ ‫البل دان الب اردة منھ ا إل ى الح ارة ‪ ،‬و ف ى فص ل الش تاء أكث ر منھ ا ف ى الص يف ‪ ،‬ب ل و م ا‬ ‫يحتاجه شخص منھ ا ق د ال يك ون ك ذلك بالنس بة لش خص آخ ر ‪ ،‬فم ثالً كان ت حاج ة يوس ف‬ ‫الصديق إلى إرضاء ﷲ أكثر من حاجته المرأة فوطيف ار ‪ ،‬و بالنس بة الم رأة فوطيف ار ف إن‬ ‫حاجتھا للجنس فاقت حاجتھا للحفاظ على حياتھا الزوجي ة )ل يس ھ و ف ى ھ ذا البي ت أعظ م‬ ‫منى و لم يمسك عنى شيئا ً غيرك ألنك امرأته فكيف أصنع ھذا الش ر العظ يم وأخط ئ إل ى‬ ‫ﷲ()تك‪ . (٩ :٣٩‬و ھناك النسبية ف ى المواھ ب ) ف أنواع مواھ ب موج ودة و لك ن ال روح‬ ‫واحد ( ) ‪ ١‬كو ‪(٤ :١٢‬‬ ‫** أھم أسباب المشكلة االقتصادية‪-:‬‬ ‫‪ -١‬تعدد الرغبات اإلنسانية ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬الخلط بين الحاجات األساسية و الغير أساسية‪.‬‬ ‫‪ -٣‬سوء توزيع اإلنتاج‪.‬‬ ‫‪ -٤‬سوء استخدام الموارد و المواد الخام‪.‬‬ ‫‪ -٥‬الخوف من نفاذ السلع أو المواد الخام‪.‬‬ ‫‪ -٦‬االحتكار للمواد و السلع و اكتناز األموال ‪.‬‬ ‫‪ -٧‬الجشع و البحث عن األرباح المرتفعة ‪.‬‬

‫‪١٤‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫السياسة االقتصادية و عالقتھا بعلم االقتصاد ‪-:‬‬ ‫علم االقتصاد ‪ :‬يھتم بكشف العالقات القائمة بين مختلف الظواھر االقتصادية وتفسيرھا‬ ‫وتحليلھا وبيان اتجاھات تطورھا ‪.‬‬ ‫أم ا السياس ة االقتص ادية ‪ :‬فتھ دف إل ى تق ديم النص ح فيم ا يج ب أن يك ون علي ه الوض ع‬ ‫االقتصادى ‪ ،‬ولھذا التباين بين وصف ما ھو كائن بالفعل وما يج ب أن يك ون أھمي ة كبي رة‬ ‫ف ى نط اق الدراس ات االقتص ادية ‪ ،‬فعل م االقتص اد ھ و العل م ال ذي يتن اول تفس ير الحي اة‬ ‫االقتص ادية و أح داثھا و ظواھرھ ا و رب ط تل ك األح داث و الظ واھر باألس باب والعوام ل‬ ‫العامة التي تتحكم فيھا ‪ ،‬ولقد ساھمت كل حضارة في الفكر االقتصادى بمقدار ما أتيح لھ ا‬ ‫م ن إمكان ات ‪ ،‬وأم ا الم ذھب االقتص ادى للمجتم ع فھ و )عب ارة ع ن الطريق ة الت ى يفض ل‬ ‫المجتمع إتباعھا فى حياته االقتص ادية( ‪ ،‬وعل ى ھ ذا األس اس ال يمك ن أن نتص ور مجتمع ا ً‬ ‫دون مذھب اقتصادى ألن كل مجتمع يمارس إنتاج الثروة و توزيعھا فالبد من طريقة يتفق‬ ‫عليھا فى تنظيم ھذه العملية االقتصادية وھ ذه الطريق ة ھ ى الت ى تح دد موقف ه الم ذھبي م ن‬ ‫الحياة االقتصادية ‪ ،‬فيك ون م ن الطبيع ى تص ور م ذھب اقتص ادى ف ى عص ور الفراعن ة و‬ ‫اليونان و اليھود ينظم عالق ات اإلنت اج و التوزي ع وفق ا ً للتص ورات الديني ة و القانوني ة لك ل‬ ‫عصر ‪ ،‬و لكن ألن معتقد المسيحية يعتبر أنه امت داد و تكمل ة س ليمة للفك ر اليھ ودى ال ذى‬ ‫يرجع إلى عصور بداية الخليقة فكما قال السيد المسيح )جئت ألكمل( بالت الى يعتب ر الفك ر‬ ‫االقتص ادى المس يحى ھ و اإلص الح للفكراالقتص ادى اليھ ودى ‪ ،‬و ألن المس يحية ديان ة‬ ‫روحية و اجتماعية فھى أسلوب حياة و لكن ل يس م ن أدوارھ ا األساس ية ممارس ة البح وث‬ ‫العلمي ة ‪ ،‬ل ذلك ف الفكر االقتص ادى المس يحى يس تنتج م ن آي ات الكت اب المق دس ف ى تنظ يم‬ ‫الحياة و أفكار آباء الكنيسة فى حل مشاكل المسيحيين الحياتية ‪ ،‬و من أھم المالحظ ات ف ى‬ ‫ھ ذا الكت اب أن آراء أب اء الكنيس ة الكاثوليكي ة و األرثوذكس ية متماثل ة ‪ ،‬كم ا أن اخ تالف‬ ‫العقي دة ب ين الكنيس تين خ ارج نط اق موض وع ھ ذا الكت اب و ال يمت د للفك ر االقتص ادى‬ ‫المسيحى ‪.‬‬

‫‪١٥‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫أنواع التحليل االقتصادى ‪-:‬‬ ‫يميز االقتص اديون ن وعين م ن أن واع التحلي ل االقتص ادى يؤلف ان مع ا ً فرع ى النظري ة‬ ‫االقتص ادية و ھم ا التحلي ل الجزئ ى ‪ micro-economics‬و التحلي ل الكل ى ‪macro-‬‬ ‫‪. economics‬‬ ‫أوالً ‪ :‬التحلي ل الجزئ ى ‪ :‬يتن اول البح ث ف ى الس لوك االقتص ادى عل ى مس توى الوح دة ‪ ،‬و‬ ‫ھذا ينطوى على فكرة أن األفراد يتصرفون بطريق ة متماثل ة تج اه ك ل القض ايا االقتص ادية‬ ‫المختلفة ‪ ،‬فالحديث عن االستھالك مثالً فى مج ال التحلي ل الجزئ ى يقص د ب ه تحلي ل ال نمط‬ ‫الذى يتصرف بموجبه الفرد و ھو بصدد إنفاقه لدخله على السلع المختلفة ‪ ،‬و يقصد بالفرد‬ ‫ھنا أى فرد م ن أف راد المجتم ع م ن دون تحدي د ‪ ،‬أم ا إذا ك ان الح ديث ي دور ح ول اإلنت اج‬ ‫فيقصد به حينئذ وصف السلوك اإلنتاجى لكل وحدة إنتاجية س واء كان ت ش ركة ص غيرة أو‬ ‫كبي رة م ن دون تحدي د أيض ا ً ‪ ،‬كم ا يتق رر ف ي إط ار ھ ذا الف رع أيض ا ً ك ل م ن قض يتى‬ ‫تخصيص الموارد بين فروع اإلنتاج المختلف ة و تحدي د نص يب مختل ف أف راد المجتم ع م ن‬ ‫الدخل القومى ) نظرية التوزيع ( ‪.‬‬ ‫ثانيا ً ‪ :‬التحليل الكلى ‪-:‬‬ ‫يقص د باالس تھالك ف ى نط اق التحلي ل الكل ى دراس ة الس لوك اإلس تھالكى للمجتم ع كل ه ‪ ،‬و‬ ‫الحديث عن اإلنتاج يعنى الناتج القومى للمجتمع كله أيضا ً ‪ ،‬و يعنى ذل ك أن ھ دف التحلي ل‬ ‫الكلى ھو دراسة الق وى و العوام ل الت ى ت ؤثر ف ى مس توى األداء االقتص ادى لجمي ع أف راد‬ ‫المجتم ع منظ وراً إل يھم عل ى أنھ م وج ود واح د ‪ ،‬ويغ دو األم ر أكث ر وض وحا ً إذا ُع رِّ ف‬ ‫التحليل الكلى بأنه التحليل الذى يھتم بدراسة الموضوعات االقتص ادية الت ى ت نعكس آثارھ ا‬ ‫عل ى جمي ع أف راد المجتم ع مث ل ‪ :‬ال دخل الق ومى و الن اتج الق ومى و مس توى التش غيل و‬ ‫الدورات االقتصادية و التوازن االقتصادى و غير ذلك ‪.‬‬ ‫الفرق بين االقتصاد الجزئى و االقتصاد الكلى ‪-:‬‬ ‫يعتبر الفرق بين االقتصاد الجزئى و االقتصاد الكلى كدراسة شجرة م ا ف ى غاب ة و دراس ة‬ ‫الغابة نفسھا ‪ ،‬و على الرغم من ھذا االختالف فإن ھناك درجة كبيرة من التشابك بينھم ا ‪،‬‬ ‫فالكفاية الت ى ي تم بھ ا تخص يص الم وارد ب ين االس تخدامات المختلف ة ) تحلي ل جزئ ى ( لھ ا‬ ‫تأثير كبير فى مستوى الدخل القومى ) تحليل كلى ( ‪ ،‬كما أن إجمالي ال دخل ) تحلي ل كل ى‬ ‫( يعتمد إلى حد ما على الكيفية التى يتم بھا توزي ع ال دخل ) تحلي ل جزئ ى ( إذ أن حص ول‬ ‫فئة ص غيرة م ن المجتم ع عل ى نس بة كبي رة م ن ال دخل الق ومى ي ؤدى إل ى تخف يض الطل ب‬ ‫الكلى ‪ ،‬و من ثم تخف يض مس توى اإلنت اج و ال دخل الق ومى ‪ ،‬كم ا أن عدال ة توزي ع ال دخل‬ ‫الق ومى ت ؤدى ف ى النھاي ة إل ى انخف اض مس توى االدخ ار الق ومى و م ا ين تج ع ن ذل ك م ن‬ ‫انخفاض معدالت النمو االقتصادى ‪.‬‬ ‫‪١٦‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫الباب الثانى ‪ :‬المال‬ ‫المال لغويا ‪ :‬ھو كل ما يقتنى و يحوزه اإلنسان بالفعل سواء أكان عين ا أم منفع ة كال ذھب‬ ‫أو فضة أو منافع كطعام و السكن ‪.‬‬ ‫المال قانونيا ‪ :‬ھو الحق ذو القيمة المالية أيا كان ھذا الحق س واء ك ان عيني ا أم شخص يا أم‬ ‫حقا من الحقوق األدبية أو الفنية أو الصناعية ‪.‬‬ ‫خصائص المال ‪:‬‬ ‫‪ -١‬المال أداة للتبادل ‪-:‬‬ ‫فى بداية الخليق ة تب ادل الن اس الس لع و المنتج ات لع دم وج ود النق ود بمعناھ ا الح الى ‪،‬‬ ‫لكن اإلنسان عرف المعادن و صنع من الفضة و الذھب نقود مختلفة األشكال استعملت فى‬ ‫البي ع و الش راء )أس م الواح د فيش ون و ھ و المح يط بجمي ع أرض الحويل ة حي ث ال ذھب‬ ‫)تك‪) ، (١١ :٢‬و كان أبرام غنيا ً ج داً ف ى المواش ي و الفض ة و ال ذھب()ت ك‪ ، (٢ :١٣‬و‬ ‫فى زم ن أي وب الب ار تعام ل الن اس بعمل ه ق د يك ون عليھ ا رس م خ روف أو اس تخدم الن اس‬ ‫الذھب و الخرفان كعمله للتداول )فجاء إليه كل إخوته وك ل أخوات ه وك ل معارف ه م ن قب ل‬ ‫وأكلوا معه خبزا في بيته ورثوا له وعزوه عن كل الشر ال ذي جلب ه ال رب علي ه وأعط اه‬ ‫كل منھم قسيطة واحدة وكل واحد قرطا من ذھب( )أيوب ‪ (١١:٤٢‬كما أن سفر التك وين‬ ‫يحكى لنا أن أبينا إبراھيم أشترى قبر لزوجته سارة بفضة وزنھا تقريبا ً ‪ ٤,٦‬كيلو )و ماتت‬ ‫سارة فى قرية أربع التى ھى حبرون فى أرض كنعان فأتى إب راھيم لين دب س ارة و يبك ى‬ ‫عليھا و قام إبراھيم من أمام ميته و كلم بنى حث قائالً أنا غريب و نزيل عن دكم إعط ونى‬ ‫ملك قبر معكم ألدفن ميتى من أمامي فأجاب بنو حث إبراھيم ق ائلين ل ه أس معنا ي ا س يدي‬ ‫أنت رئيس من ﷲ بيننا فى أفضل قبورنا أدف ن ميت ك ال يمن ع أح د من ا قب ره عن ك حت ى ال‬ ‫ت دفن ميت ك فق ام إب راھيم و س جد لش عب األرض لبن ى ح ث و كلمھ م ق ائالً إن ك ان ف ى‬ ‫نفوسكم أن أدفن ميت ى م ن أم امي فإس معونى و التمس وا ل ى م ن عف رون ب ن ص وحر أن‬ ‫يعطيني مغارة المكفيلة التى له التى فى طرف حقله بثمن كامل يعطيني إياھا ف ى وس طكم‬ ‫ملك قبر و كان عفرون جالسا ً بين بنى حث فأجاب عفرون الحثى إبراھيم فى مسامع بنى‬ ‫ح ث ل دى جمي ع ال داخلين ب اب مدينت ه ق ائالً ال ي ا س يدي إس معنى الحق ل وھبت ك إي اه و‬ ‫المغارة التى فيه لك وھبتھا لدى عيون بنى شعبي وھبتك إياھا أدفن ميتك فسجد إب راھيم‬ ‫أم ام ش عب األرض و كل م عف رون ف ى مس امع ش عب األرض ق ائالً ب ل إن كن ت أن ت إي اه‬ ‫فليتك تسمعني أعطيك ثمن الحقل خذ منى فأدفن ميتى ھناك فأجاب عفرون إب راھيم ق ائالً‬ ‫ل ه ي ا س يدي إس معنى أرض ب أربع مئ ة ش اقل فض ة م ا ھ ى بين ي و بين ك ف أدفن‬ ‫ميتك()تك‪. (١٥-٢ :٢٣‬‬ ‫معنى كلمة شاقل‪ -‬وحدة وزن = ‪ ١١,٥‬جرام ‪.‬‬ ‫‪١٧‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫و كما نفھم من اآليات السابقة أن أبونا إبراھيم تف اوض لش راء مقب رة لزوجت ه س ارة بفض ة‬ ‫وزنھا تقريبا ً ‪ ٤,٦‬كيلو ‪ ،‬و الحظ أن عمله القسيطة ظلت متداول ة أيض ا زم ن أبين ا يعق وب‬ ‫فقد أشترى بواسطتھا حقل ) ثم أتى يعقوب سالما إلى مدينة شكيم الت ي ف ي أرض كنع ان‪،‬‬ ‫حين جاء من فدان أرام‪ .‬ونزل أمام المدينة ‪ .‬وابتاع قطعة الحقل التي نص ب فيھ ا خيمت ه‬ ‫من يد بني حمور أبي شكيم بمئة قسيطة ( ) تك ‪.(١٩-١٨ :٣٣‬‬ ‫و نفھم من ذلك أن المال ھو كل ما يمك ن للن اس اقتنائ ه و يمك نھم التص رف في ه و ين درج‬ ‫تحت ذلك الذھب و الفضة و التحف و المقتنيات و األراضى و العقارات و البض ائع و ك ل‬ ‫ما يمكن االنتفاع به و حيازته ‪.‬‬ ‫تميل المسيحية لفكرة تقسيم المال لمال عام و مال خاص حيث‪:‬‬ ‫المال الخاص ‪ :‬ھو الذى يدخل فى ملكية الفرد المسيحى باعتباره غي ر مج از لبقي ة الن اس‬ ‫الم ال الع ام ‪ :‬فھ و م ا يمك ن أن ينتف ع من ه الن اس جميع ا ً ك الھواء و البح ار و مي اه األنھ ار‬ ‫الكبيرة ‪.‬‬ ‫يميز البعض أحيانا ً بين الثروة و األموال ‪ ،‬فالثروة ھ ى ك ل ش ئ ن افع ‪ ،‬أم ا األم وال فك ل‬ ‫شئ له قيمة ‪ ،‬فإذا كان لفظ المنفعة متص الً بعالق ة األش ياء باعتق اد الن اس ف إن لف ظ القيم ة‬ ‫متصل بعالقة األشياء بعضھا ببعض بمعنى أننا إذا كنا نقدر منفعة األشياء بالنسبة ألنفسنا‬ ‫فإننا نقدر قيم ة األش ياء بالنس بة لبقي ة األش ياء األخ رى ‪ ،‬و ب ذلك اس تنادا عل ى ھ ذا ال رأي‬ ‫يمك ن الق ول ب أن ك ل ث روة قابل ة لالس تبدال تعتب ر م ن األم وال ‪ ،‬و ك ل ث روة غي ر قابل ة‬ ‫لالستبدال ال تدخل فى نطاق األموال أو تعتبر ثروة غير اقتصادية ‪ ،‬و الث روة االقتص ادية‬ ‫ھى التى تقبل االستبدال و تحتاج إلى جھد فى إنتاجھا و تمتاز بندرتھا ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬المال أداة للثبوت فى الرب‪-:‬‬ ‫إن ﷲ يعطينا المال لكى نذكر مدى محبته لنا و يريد أن يران ا و نح ن نش كره عل ى خيرات ه‬ ‫بتوزيعھا على المحتاجين فتزاد لنا بركاته و تكث ر ثرواتن ا )و ل ئال تق ول ف ى قلب ك ق وتي و‬ ‫قدرة يدي اصطنعت لى ھذه الثروة بل أذكر الرب إلھك أنه ھو الذى يعطيك قوة الصطناع‬ ‫الثروة لكى يفي بعھده الذى أقسم آلبائك كما ف ى ھ ذا الي وم()ت ث‪ (١٨-١٧:٨‬إن الغ رض‬ ‫من المال ھو تعظيم ثروتنا ف ى الس ماء ل يس عل ى األرض )بيع وا م ا لك م و أعط وا ص دقة‬ ‫أعملوا لكم أكياسا ال تفن ى و كن زاً ال ينف د ف ى الس ماوات حي ث ال يق رب س ارق و ال يبل ى‬ ‫سوس()لو‪. (٣٣ :١٢‬‬ ‫‪ -٣‬المال أداة للعطاء ‪-:‬‬ ‫)و جلس يس وع تج اه الخزان ة و نظ ر كي ف يلق ى الجم ع نحاس ا ً ف ى الخزان ة ك ان أغني اء‬ ‫كثيرون يلقون كثيراً فجاءت أرملة فقيرة و ألقت فلسين قيمتھما ربع فدعا تالمي ذه و ق ال‬ ‫لھ م الح ق أق ول لك م أن ھ ذه األرمل ة الفقي رة ق د ألق ت أكث ر م ن جمي ع ال ذين ألق وا ف ى‬ ‫‪١٨‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫الخزانة ألن الجميع م ن فض لتھم ألق وا و أم ا ھ ذه فم ن إعوازھ ا ألق ت ك ل م ا عن دھا ك ل‬ ‫معيشتھا()مر‪) ، (٤٤-٤١:١٢‬و تطلع فرأى األغنياء يلقون قرابينھم ف ى الخزان ة و رأى‬ ‫أيضا ً أرملة مسكينة ألقت ھناك فلسين فقال بالحق أقول لكم إن ھذه األرملة الفقي رة ألق ت‬ ‫أكثر م ن الجمي ع ألن ھ ؤالء م ن فض لتھم ألق وا ف ي ق رابين ﷲ و أم ا ھ ذه فم ن إعوازھ ا‬ ‫ألقت كل المعيشة التى لھا()لو‪ (٤-١:٢١‬ھذه القصة تأتى بعد الويالت للفريس يين و الكتب ة‬ ‫فھم لھم الويل إذ أن قلبھم مملوء رياء ب الرغم م ن ك ل مع رفتھم بالكت اب و العل وم الديني ة ‪،‬‬ ‫أمّا ھذه المرأة فھى غالبًا ال تعرف شىء لكن قلبھا مملوء حبا ً ‪ ،‬ھم أغني اء جش عين ي أكلون‬ ‫أموال األرامل و ھى تعطي من إعوازھ ا ‪ ،‬ھ م يط البون اآلخ رين بالعط اء ليغتن وا ھ م ‪ ،‬و‬ ‫ھى تعطى و ھى الفقيرة ‪ ،‬ھنا مقارنة بين المرأة و معلمي الشعب ‪ ،‬فالسيد المسيح ال ينظر‬ ‫كم نعطى فھو غنى ال يحت اج ألموالن ا ‪ ،‬و لكن ه ينظ ر إل ى كي ف نعط ى )نظ ر كي ف يلق ى(‬ ‫فا يريد مشاعر الحب و العطف و البذل فھناك من يعط ى بت ذمر أو إك راه أو بتف اخر ‪ ،‬و‬ ‫الحظ أن ما قدمته المرأة يساوى مليما ً فا يھتم بكيف ال كم أعطينا و ھذا ما وجده فى ھذه‬ ‫المرأة ‪ ،‬ﷲ فاحص القلوب و الكلى ينظر لح ال القل ب و ال دوافع و الطريق ة الت ى نتص رف‬ ‫بھا و بھذا فإن العطاء ھو عطاء القل ب ال داخلي ‪ ،‬ف المرأة ك ان مالھ ا قلي ل و حبھ ا عظ يم ‪،‬‬ ‫كما نجد أيضا ً أن بولس الرس ول أوص ى ق ائالً )أوص ى األغني اء ف ى ال دھر الحاض ر أن ال‬ ‫يستكبروا و ال يلقوا رج اءھم عل ى غي ر يقيني ة الغن ى و أن يص نعوا ص الحا ً و أن يكون وا‬ ‫أغني اء ف ى أعم ال ص الحة و أن يكون وا أس خياء ف ى العط اء كرم اء ف ى‬ ‫التوزيع()‪١‬تيمو‪. (١٧:٦‬‬ ‫‪ -٤‬المال أداة للنضج الروحى ‪-:‬‬ ‫ألنه عندما يكون ﷲ بقربك و يعمل ألجلك لن تحتاج إلى أموال فائضة لتمنح ك س الما ً‬ ‫أو أمانا ً )لتكن سيرتكم خالية من محبة المال كونوا مكتفين بم ا عن دكم ألن ه ق ال ال أھمل ك‬ ‫و ال أترك ك حت ى أنن ا نق ول واثق ين ال رب مع ين ل ى ف ال أخ اف م اذا يص نع ب ى‬ ‫إنس ان()ع ب‪) ، (٦ -٥ :١٣‬بيع وا م الكم و أعط وا ص دقة ألن ه حي ث يك ون كن زكم ھن اك‬ ‫يكون قلبكم أيضا ً()لو‪) ،(٣٣:١٢‬فإن كان لنا قوت و كسوة فلنكتف بھما()‪١‬تيمو‪، (٨ :٦‬‬ ‫يستطيع المؤمنون بل يجب عليھم أن يقنعوا باالكتفاء بضرورات الحياة فال يھم كيف يس ير‬ ‫الس وق ‪ ،‬ﷲ دائم ا ً أفض ل م ن ال ذھب و ل ذلك بمعون ة ال رب يمكنن ا أن نص ير ق انعين‬ ‫بض رورات الحي اة ‪ ،‬يمكنن ا التحل ي بالقناع ة بم ا ل دينا م ن ض رورات الحي اة ألن أعم ق و‬ ‫أش بع مص ادر ف رح و س رور ق د منحھ ا ﷲ لن ا مجان ا ً ‪ ،‬كم ا أن ه بع د تس ديد احتياجات ك‬ ‫األساسية يبدأ الم ال ف ى تقلي ل ق درتك عل ى االس تمتاع بھ ذه المت ع عوض ا ً ع ن زيادتھ ا ‪ ،‬و‬ ‫شراء األشياء ال يساعد على اإلطالق فى قدرة القلب عل ى الف رح و الس رور ‪ ،‬يج ب علين ا‬ ‫أن نكون قانعين بضرورات الحياة ألننا يمكن أن نستثمر الفائض الذى لدينا فى فع ل أش ياء‬ ‫‪١٩‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫لھا قيمتھا بالفعل ‪ ،‬إن المال إما أن يدمر أو يساعدك فى إن تضمن الحياة األبدية ‪ ،‬كما قال‬ ‫بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس )و أم ا التق وى م ع القناع ة فھ ى تج ارة عظيم ة ألنن ا ل م‬ ‫ندخل العالم بشيء و واضح أننا ال نقدر أن نخرج منه بشيء فإن ك ان لن ا ق وت و كس وة‬ ‫فلنكتف بھما و أما الذين يريدون أن يكونوا أغنياء فيسقطون فى تجربة و فخ و ش ھوات‬ ‫كثيرة غبية و مضرة تغرق الناس فى العطب و الھالك ألن محبة المال أصل لكل الش رور‬ ‫الذى إذ ابتغاه قوم ضلوا عن اإليمان و طعنوا أنفسھم بأوجاع كثيرة و أما أن ت ي ا إنس ان‬ ‫ﷲ فأھرب من ھذا و أتبع البر و التق وى و اإليم ان و المحب ة و الص بر و الوداع ة جاھ د‬ ‫جھاد اإليمان الحسن و أمسك بالحياة األبدية التى إليھا دعيت أيضا ً و اعترف ت االعت راف‬ ‫الحسن أمام شھود كثيرين()‪١‬تيمو‪ (١٢-٦ :٦‬بولس الرسول يعلمن ا كيفي ة اس تخدام الم ال‬ ‫بطريقة تجلب لنا ربحا ً أعظم و أبقى ‪ ،‬إن كل الشرور لم تأت إلى العالم بسبب ق وة رغبتن ا‬ ‫فى السعادة ‪ ،‬بل ألن رغبتنا ضعيفة للدرجة التى تجعلنا نكتفي بمتع زائلة و وقتي ة ال تش بع‬ ‫أعماق نفوسنا ‪ ،‬بل تؤول فى نھاية األمر إل ى ت دميرھا ‪ ،‬إن أص ل ك ل الش رور أنن ا نكتف ي‬ ‫بمحبة المال عوضا ً عن محبة ﷲ ‪.‬‬ ‫تسويق التقوى حيث يكتب بولس الرسول إلى تيموثاوس كلمة تحذير من بعض المخ ادعين‬ ‫الذين ظنوا أنه يمكنھم االتجار بالكرازة ف ى أفس س )أن اس فاس دى ال ذھن و ع ادمى الح ق‬ ‫يظنون أن التقوى تجارة( )‪١‬تيمو‪ (٥ :٦‬ھؤالء مثيرو جدل و تعاملوا مع التقوى على أنھا‬ ‫تجارة و وسيلة ربح ‪ ،‬ھم محبى المال لدرجة أن الحق ليس له مكان بينھم فھ م ال يفرح ون‬ ‫بالحق لكنھم يفرح ون ب التھرب م ن الض رائب ‪ ،‬إنھ م عل ى اس تعداد أن يس تغلوا أى طريق ة‬ ‫جدي دة لل ربح فھ م ال يھ ابون المقدس ات ‪ ،‬المھ م بالنس بة لھ م ھ و رق م األرب اح ف ى ق وائم‬ ‫حساباتھم نھاية العام ‪ ،‬فنوع اإلستراتيجيات التى يتبعونھا فى إعالناتھم ال تھم كثي راً طالم ا‬ ‫العائد كبير ‪ ،‬ھكذا إذاً إن كانت تجارة التق وى س تعود عل يھم ب الربح فھ م يرحب ون بھ ا ‪ ،‬إن‬ ‫المسيحيون ال يحيون من أجل ربح بل ھم يفعلون الصواب من أج ل فع ل الص واب فحس ب‬ ‫و الربح ليس بمتس لط عل يھم ‪ ،‬ب ل إن عل ى المس يحيين أن يحي وا م ن أج ل رب ح أعظ م مم ا‬ ‫يحيون من أجله محبى المال فالتقوى ھى الطريقة التى نحصل بھا عل ى ھ ذا ال ربح العظ يم‬ ‫‪ ،‬و لكن ھذا يتحقق لو كنا قانعين بالحياة البسيطة و ليس طماعين من أج ل الغن ى كم ا ق ال‬ ‫بولس الرس ول )و أم ا التق وى م ع القناع ة فھ ى تج ارة عظيم ة()‪١‬تيم و‪ (٦:٦‬ف إذا كان ت‬ ‫تقواك حررتك م ن رغب ة الغن ى فإنھ ا ق د س اعدتك لتك ون قانع ا ً بم ا ل ديك بالفع ل و عندئ ذ‬ ‫تكون تق واك نافع ة و مربح ة ج داً ل ك )ألن الرياض ة الجس دية نافع ة لقلي ل و لك ن التق وى‬ ‫نافعة لكل شىء إذ لھا موعد الحياة الحاضرة و العتيدة()‪١‬تيم و‪ ، (٨ :٤‬إن التق وى الت ى‬ ‫تتغلب على التلھف للثروات المادية العالمية تنتج ثروات روحية ھائلة ‪.‬‬ ‫‪٢٠‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫نحن نحيا فى مجتمع فيه العديد من الشركات و األعم ال المعتم دة عل ى كثاف ة رؤوس‬ ‫األم وال ‪ ،‬فل ن يمكن ك أن تبن ى مص نعا ً م ثالً إال إذا كن ت تمل ك مالي ين ‪ ،‬ل ذا المس ئولون‬ ‫الماليون فى الشركات الضخمة عادة ما يطالبون بتوفير رؤوس أموال من خالل بي ع أس ھم‬ ‫الشركة مثالً ‪ ،‬و عندما يدين الكتاب المقدس الرغبة فى الغن ى فھ و ال ي دين األعم ال الت ى‬ ‫تھدف إلى توسيع رقعتھا ‪ ،‬و من ثم تسعى لزيادة رؤوس أموالھا ‪ ،‬يمكن لھؤالء المسئولين‬ ‫أن يطمعوا فى ما ھو أبعد من الثراء الشخصي أو ربما لديھم حافز أكب ر و أنب ل م ن حي ث‬ ‫الفائدة التى قد تعم على الناس من جراء زيادة حج م أعم الھم ‪،‬و حت ى عن دما يع رض عل ى‬ ‫أحدھم وظيفة ذات راتب أعلى و يقبلھا فھناك فرق بين حب المال الذى يؤدى إلى الطمع و‬ ‫الطموح ‪ ،‬فلو كان ھذا الشخص ملتزما ً بدفع عشوره بالتالى عندما يزيد دخله فسوف يشكر‬ ‫ﷲ و يزيد من عشوره ‪ ،‬إن العمل لكس ب الم ال الس تخدامه للخي ر يختل ف ع ن الرغب ة ف ى‬ ‫الغنى‪ ،‬و لذلك حذر بولس الرسول من الرغبة فى امتالك المزيد و المزيد من األموال فق ط‬ ‫للتباھي و الزھو الشخصي و االستعراض بالترف المادى الذى تجلب ه ھ ذه األم وال )أوص‬ ‫األغنياء فى الدھر الحاضر أن ال يستكبروا و ال يلقوا رجاءھم على غير يقيني ة الغن ى ب ل‬ ‫عل ى ﷲ الح ى ال ذى يمنحن ا ك ل ش ىء بغن ى للتمت ع و أن يص نعوا ص الحا ً و أن يكون وا‬ ‫أغنياء فى أعمال ص الحة و أن يكون وا أس خياء ف ى العط اء كرم اء ف ى التوزي ع م دخرين‬ ‫ألنفس ھم أساس ا ً حس نا ً للمس تقبل لك ى يمس كوا بالحي اة األبدي ة()‪١‬تيم و‪، (١٩-١٧ :٦‬‬ ‫فالغنى ھو وزنة يعطيھا ﷲ لإلنسان و يجب علي ه أن يحس ن اس تخدامھا لي ربح بھ ا وزن ات‬ ‫أخر كثيرة حينئذ يسمع صوت السيد المسيح يناديه فى يوم الدينونة قائالً له )نعما ً أيھا العبد‬ ‫الصالح و األمين كنت أمينا ً فى القليل فأقيمك على الكثير أدخل إلى فرح س يدك()م ت‪:٢٥‬‬ ‫‪. (٢٣‬‬ ‫أموال البنوك ‪-:‬‬ ‫بدأت فكرة البنوك الحديثة تظھ ر م ع قي ام الن اس بت أجير مس احة ف ى الخزان ة الحديدي ة‬ ‫الخاصة بالصائغ لحفظ قطعھم الذھبية وممتلكاتھم الثمين ة ‪ ،‬و م رت فت رة ليس ت بالطويل ة‬ ‫أصبح الصائغ يؤجر ك ل رف ف ى ھ ذه الخزان ة مقاب ل مبل غ بس يط م ن الم ال مم ا أوج د ل ه‬ ‫مصدر دخل صغير من ھذا العمل و توافرت له أشكال عديدة من العمالت فأص بح يتكس ب‬ ‫من تغيير عملة بأخرى ‪ ،‬بعد مضى سنوات طويلة ال حظ الصائغ مالحظة ذكي ة و ھ ى أن‬ ‫المودعين نادراً ما يأتون ألخذ ذھبھم كما لم يحدث أبداً أن حض روا جميع ا ً ف ى وق ت واح د‬ ‫و ذلك ألن الصائغ أص بح يكت ب إيص االت للم ودعين لدي ه بقيم ة اإلي داع و الم ودع يعط ى‬ ‫الورق ة آلخ ر كأنھ ا نق ود ‪ ،‬و م ن ھن ا ظھ رت فك رة ش يكات االس تحقاق الت ى ك ان يكتبھ ا‬ ‫الصائغ كسندات للذھب و أصبح يتم تداولھا ف ى الس وق و كأنھ ا ال ذھب نفس ه ‪ ،‬ھ ذه النق ود‬ ‫الورقية كانت مالئمة لالستخدام أكثر من النق ود المعدني ة الثقيل ة و م ن الس ھل كتاب ة القيم ة‬ ‫‪٢١‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫عل ى الورق ة ب دالً م ن الطريق ة القديم ة و الممل ة و الت ى تس تلزم ع د النق ود المعدني ة قطع ة‬ ‫قطعة فى ك ل م رة ‪ ،‬ث م ب دأ الص يرفى ب إقراض ال ذھب الخ اص ب ه مقاب ل فائ دة معين ة ‪ ،‬و‬ ‫نظراً للتداول الواسع لشيكات االستحقاق المريحة التى يصدرھا فقد ب دأ المقترض ون بطل ب‬ ‫القروض بشكل ورقى بدالً من الذھب ‪ ،‬و مع التوسع الصناعى بدأ المزيد من الناس بطلب‬ ‫قروض من الصائغ و ھذا ما ألھمه فكرة أفضل ھى أن قلة من المودعين استرجعوا الذھب‬ ‫الخاص بھم لذا فباستطاعته تقديم ق روض بفوائ د عل ى ش كل ش يكات اس تحقاق عل ى ذھ ب‬ ‫المودعين باإلضافة إلى الذھب الخاص به ‪ ،‬فإذا كان ت الق روض س يتم س دادھا فل ن يع رف‬ ‫بذلك المودع ون و ل ن ي ؤثر ذل ك عل يھم و بإمكان ه تحقي ق أرب اح أكب ر إن نجح ت الفك رة ‪،‬‬ ‫فالمودعون ل م يخس روا أى ش ئ و ذھ بھم ال ي زال آمن ا ً ف ى خزانت ه و ل ن يقوم وا باس ترداد‬ ‫ودائعھ م م ن ال ذھب طالم ا أن الص ائغ ي دفع لھ م ج زء م ن الفوائ د ‪ ،‬و ھك ذا كان ت بداي ة‬ ‫المعامالت المصرفية فالمص رفي ي دفع فوائ د منخفض ة عل ى أم وال الم ودعين ث م يقرض ھا‬ ‫بفوائ د أعل ى للمقترض ين ‪ ،‬و الف رق يغط ى تك اليف تش غيل البن ك باإلض افة إل ى أرباح ه ‪،‬‬ ‫مفھ وم ھ ذا الف رق بس يط و يب دو كطريق ة معقول ة لتلبي ة االحتياج ات التمويلي ة المتزاي دة ‪،‬‬ ‫فأصبح المصرفيون أغني اء بش كل كبي ر نتيج ة للفوائ د الت ى ي تم تحص يلھا عل ى ذھ ب غي ر‬ ‫موجود أصال ‪.‬‬ ‫تم إنش اء المص ارف الحديث ة خ الل النھض ة األوروبي ة ألول م رة ف ى مدين ة البندقي ة ف ى‬ ‫إيطاليا عام ‪ ١٥٨٧‬تحت عنوان )بنكو دى ريالتو( أى أن كلمة بن ك ھ ى كلم ة ذات أص ول‬ ‫إيطالية و ھى محرف ة م ن لفظ ة )ب انكو ‪ (Banco‬الت ى تعن ى المنض دة أى المنض دة الت ى‬ ‫كان الصيارفة يستعملونھا فى معامالتھم مع المراجعين ‪ ،‬و ت ولى ب انكو دى ري التو اس تالم‬ ‫النقود و حفظھا و سمح لمن يودع مقداراً معينا ً من المال بأن يسحب صكا ً عل ى البن ك لق اء‬ ‫جزء من المال المودع فيه ‪،‬و كان االحتياج إلى تمويل ينم و بس رعة بس بب الح روب الت ى‬ ‫اجتاحت أوروبا فى القرون الوسطى ‪ ،‬ل ذا ف ى ع ام ‪١٦٠٩‬م تأس س بن ك أمس تردام فأص در‬ ‫إيصاالت لقاء نقود الذھب أو الفضة المودعة لديه ‪ ،‬و صارت ھذه اإليص االت تت داول ف ى‬ ‫األسواق و كأنھا أوراق نقدية ‪ ،‬ثم فى عام ‪ ١٦١٩‬تأسس فى إيطاليا أيضا ً بنك آخر ي دعى‬ ‫)بانكو دى جيرو ‪ (Banco Di Giro HD‬أى بنك الحوالة و أستخدم نظ ام اإليص االت‬ ‫‪ ،‬و ص ارت ھ ذه اإليص االت تت داول ف ى األس واق و كأنھ ا أوراق نقدي ة ‪ ،‬لك ن حي ث ب دأ‬ ‫بعض المقترضين فى طل ب ذھ ب حقيق ي ب دالً م ن الش يكات الورقي ة و انتش رت الش ائعات‬ ‫بأنه ال يوجد ذھب كافي لدى المصرفى فطالب كثير من المودعين ذھبھم و لكن المص رفى‬ ‫لم يكن لديه ما يكف ى م ن ال ذھب و الفض ة ليعي دھا إل يھم مقاب ل م ا وض عه م ن ش يكات ف ى‬ ‫أيديھم ‪ ،‬و ھذا ما يع رف )بفق د الثق ة بالبن ك ‪ ( Run on the Bank‬و ھ و م ا يخش اه‬ ‫المصرفيون ‪ ،‬ھذه الظاھرة التى اجتاحت البن ك انتش رت ف ى بقي ة البن وك الفردي ة ك ان م ن‬ ‫‪٢٢‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫الممكن بسھولة اعتبار عملية إصدار المال م ن ال ش ىء خ روج ع ن الق انون ‪ ،‬لك ن الحج م‬ ‫الكبير من األرصدة التى يوفرھا المصرفيون أصبحت أمراً أساسيا ً لنجاح التوسع التج اري‬ ‫األوروبي ‪ ،‬لذلك تم اعتبار ھذا األمر شرعي و تم تنظيمه من خالل إيداع احتياطيات ببنك‬ ‫مركزي خاص بالدولة و واف ق المص رفيون عل ى االلت زام بح د مع ين م ن مق دار الق روض‬ ‫االفتراضية القابلة لإلقراض و ھذا الحد ال يزال أكبر بكثير من قيمة ما يوجد فى خزائنھم‬ ‫من الذھب و الفض ة ‪،‬ت م اعتم اد خط ة ط وارئ ف ى حال ة ح دوث ‪ run on the bank‬و‬ ‫ھى أن يقوم البنك المركزي بإم داد البن وك المحلي ة بال ذھب المخص ص للط وارئ فق ط ف ى‬ ‫حالة حصول ‪ RUN‬لعدد كبير من البنوك فى نفس الوقت ‪ ،‬على مدار السنوات كان نظ ام‬ ‫اإلحتياطى الجزئى و شبكته المتكاملة من البنوك المدعومة من البن ك المرك زي ھ و النظ ام‬ ‫الطاغي فى العالم ‪ ،‬و ف ى الوق ت نفس ه ك ان الج زء م ن ال ذھب المغط ى ألم وال الق روض‬ ‫يتقلص تدريجيا ً إلى ال شئ حيث تغيرت طبيعة المال األساس ية ‪ ،‬ف ى الماض ي ك ان الجني ه‬ ‫الورقى عبارة عن سند يمكن اس ترداده مقاب ل كمي ة م ن ال ذھب أو الفض ة بينم ا ف ى الوق ت‬ ‫الح الى الجني ه ال ورقى أو الرقم ي يمك ن اس تبداله فق ط بجني ه ورق ى أو رقم ى آخ ر ‪ ،‬ف ى‬ ‫الماضى كانت اإلئتمانات البنكية الخاصة موجودة بص ورة أوراق بنكي ة خاص ة حي ث ك ان‬ ‫ألى شخص أن يرفضھا كما يمكننا حاليا ً رفض شيك م ن أى ش خص ‪ ،‬حالي ا ً اإلئتمان ات و‬ ‫القروض البنكية التى تص درھا البن وك الخاص ة قابل ة للتحوي ل و بش كل ق انونى إل ى العمل ة‬ ‫المعومة التى تصدرھا الحكومة مثل الجنيه و الدوالر و اليورو و التى نعتبرھا أموال ‪.‬‬ ‫العملة المعومة ) ‪ (Fiat currency‬ھى عملة تصدر بمرسوم حكومى و تجبر قوانين‬ ‫العملة الوطنية المواطنين على قبول ھذه النقود كوسيلة لدفع الديون و إال ف إن الحكوم ة ل ن‬ ‫تجبر بدفع االلتزامات المالية التى عليھا ‪.‬‬ ‫** الثراء و المسيحية و وزنة الغنى ؟؟‬ ‫اإلجابة نجدھا فى س ير الكثي ر م ن شخص يات الكت اب المق دس و أيض ا ً ف ى العدي د م ن‬ ‫سير القديسين من الذين منحھم ﷲ ھذه الوزن ة و اس تطاعوا أن يربح وا عليھ ا وزن ات أخ ر‬ ‫كثيرة ‪ ،‬نذكر منھم على سبيل المثال ال الحصر أبينا إبراھيم أبو اآلب اء ال ذى )ب ارك ب ه ﷲ‬ ‫جميع أمم األرض()تك ‪) ، (١٨:١٨‬و باركه ال رب ف ى ك ل ش ىء()ت ك‪ ، (١ :٢٤‬و أي وب‬ ‫البار )كان رجل فى أرض عوص أسمه أيوب و كان ھذا الرجل كامالً و مستقيما ً يتقى ﷲ‬ ‫و يحيد عن الشر و ولد له سبعة بنين و ثالث بنات و كانت مواشيه سبعة آالف من الغنم‬ ‫و ثالثة آالف جمل و خمس مئة فدان بقر و خم س مئ ة آت ان و خدم ه كثي رين ج داً فك ان‬ ‫ھذا الرجل أعظ م ك ل بن ى المش رق()أى‪، (٣-١ :١‬و يوس ف الرام ى )و لم ا ك ان المس اء‬ ‫جاء رجل غنى م ن الرام ة أس مه يوس ف و ك ان ھ و أيض ا ً تلمي ذاً ليس وع فھ ذا تق دم إل ى‬ ‫‪٢٣‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫بيالطس و طلب جسد يسوع فأمر بيالطس حينئذ أن يعطى الجسد فأخ ذ يوس ف الجس د و‬ ‫لفه بكتان نقى و وضعه فى قبره الجديد الذى كان قد نحته ف ى الص خرة ث م دح رج حج راً‬ ‫كبي راً عل ى ب اب القب ر و مض ى()م ت‪ ، (٦٠-٥٨ :٢٧‬و المعل م إب راھيم الج وھري‪) ٢‬ھ و‬ ‫األرخن إبراھيم الجوھري و قد عاش فى الق رن الث امن عش ر ف ى عھ د الباب ا يوحن ا الث امن‬ ‫عش ر البطري رك الس ابع بع د المائ ة ‪ ،‬تقل د المعل م إب راھيم منص ب رئاس ة كت اب القط ر‬ ‫المصرى و ھى أسمى الوظائف الحكومية فى ذلك العصر وتع ادل رتب ة رئاس ة ال وزارة و‬ ‫كان ذلك فى عھد إبراھيم بك و لم يؤثر ھذا المنصب العظيم فى أخ الق إب راھيم الج وھري‬ ‫بل زاده تواضعا ً و كرما ً و إحسانا ً حتى جذب إليه القلوب و م ن ف رط ح ب إب راھيم ب ك ل ه‬ ‫أواله ثقته حتى آخر نسمه م ن حيات ه ف أخلص ل ه الج وھري ك ل اإلخ الص ‪ ،‬ت زوج المعل م‬ ‫إب راھيم م ن س يدة فاض لة تقي ة ش اركته ف ى أخالق ه الطيب ة و عاونت ه ف ى أعم ال الب ر و‬ ‫اإلحسان و شجعته على تعمير الكنائس و رزق منھا بولد أسمه يوسف و ابنة أسمھا دميانة‬ ‫‪ ،‬تنيح يوسف قبل زواجه مباشرة فحزن عليه والداه حزنا ً شديداً و قد ك ان لوف اة ھ ذا االب ن‬ ‫الوحيد أثر كبير فى نفس إبراھيم و زوجته فأزداد رغبة ف ى مس اعدة األرام ل و اليت امى و‬ ‫المساكين و تعزية الحزانى و المنك وبين ف أدھش جمي ع عارفي ه بص بره الغري ب و احتمال ه‬ ‫آالم الفراق و خيبة األمل ‪٣ ،‬أشتھر المعلم إبراھيم بحبه لعمل الخير و مساعدة الفقراء حتى‬ ‫أنه ساعد أحدھم بعد موته ‪ ،‬حيث قي ل أن رج ًال فقي رً ا أعت اد أن يأتي ه ربم ا م ن بل د أخ رى‬ ‫بطريقة دورية يطلب معونة ‪ ،‬و إذ جاء كعادت ه و بل غ داره ع رف إن ه تن يح فح زن ج داً ث م‬ ‫سأل عن مقبرته و أنطلق إليھا يبكى ذاك السخي بمرارة حتى نام م ن ش دة الح زن ‪ ،‬فظھ ر‬ ‫له المعلم إبراھيم يقول له ‪) :‬ال تبك أن ا ل ى ف ى ذم ة )ف الن الزي ات بب والق( عش ر بنادق ه ‪،‬‬ ‫فسلم عليه منى و أطلبھا منه فيعطيھا لك( إذ أس تيقظ الرج ل خج ل أن ي ذھب إل ى الم دين ‪،‬‬ ‫بالليل ظھر له المعلم مرة أخرى ف ى حل م و س أله أن ينف ذ ذات األم ر لكن ه أيض ا ً ت ردد ف ى‬ ‫األمر ‪ ،‬و فى المرة الثالث ة ق ال ل ه ‪) :‬ال تقل ق أذھ ب كم ا قل ت ل ك و س أخبره ب أمرك( فق ام‬ ‫الفقير و ذھب إلى الرجل دون أن ينطق بكلمة فتفرس فيه الرجل و طلب منه أن ي روى ل ه‬ ‫ما حدث معه و إذ روى له ذلك قال ‪) :‬بالحق نطقت ألن المعلم إبراھيم تراءى لى أنا أيضا ً‬ ‫و أبلغني بالرسالة التى أمرك بھا فإليك ما فى ذمتي و ھوذا مثلھا منى(( ‪ .‬مما سبق نستنتج‬ ‫أن على المسيحى الغنى أن يستثمر أمواله و ذلك من أجل توفير ف رص عم ل جدي دة‪ ،‬و أن‬ ‫يشكر ﷲ كلما باركه فى عمله و يساعد غيره من الفقراء و المحتاجين أيضا ً ‪.‬‬

‫‪ ٢‬اﻟﺳﻧﻛﺳﺎر ‪.‬‬ ‫‪ ٣‬ﻣوﻗﻊ اﻷﻧﺑﺎ ﺗﻛﻼﻫﻳﻣﺎﻧوت ‪. www.st-takla.org‬‬

‫‪٢٤‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫المسيحية و الملكية الخاصة و العامة ‪-:‬‬ ‫أسباب منشئة للملكية ‪ :‬مثل الص يد و التنقي ب ع ن المع ادن ‪ ،‬حي ث عم ل الن اس ف ى بداي ة‬ ‫الخليقة بالصيد كنمرود )الذى كان جبار صيد أمام الرب لذلك يقال كنمرود جبار صيد أمام‬ ‫ال رب()ت ك‪) (٩ :١٠‬فكب ر الغالم ان و ك ان عيس و إنس انا ً يع رف الص يد إنس ان البري ة و‬ ‫يعقوب إنسانا ً كامالً يسكن الخيام( )تك‪ ، (٢٧ :٢٥‬ثم اكتشفوا المع ادن النفيس ة كال ذھب و‬ ‫الفضة و الحديد )أسم الواحد فيشون و ھو المح يط بجمي ع أرض الحويل ة حي ث ال ذھب و‬ ‫ذھب تلك األرض جيد ھناك المقل و حجر الجزع‪)(٤‬تك‪) ، (١٢ -١١ :٢‬و كان أبرام غنيا ً‬ ‫جداً فى المواشي و الفضة و الذھب()تك‪. (٢ :١٣‬‬ ‫أسباب ناقلة للملكية ‪ :‬مثل البيع و الشراء و الميراث و الميراث ھو ما يؤول من الم ورث‬ ‫إلى الوارث بعد وفاة المورث ‪ ،‬أى أن الميراث يجب أن يُؤخذ بعد الوفاة ول يس قبلھ ا‪ ،‬كم ا‬ ‫فعل االبن الضال‪ ،‬الذي طلب حقه في ممتلكات أبيه في حياته‪ .‬و المي راث االلھ ى ھ و كم ا‬ ‫قسم ﷲ أرض فلسطين على اليھود و جع ل لك ل س بط مي راث ‪ ،‬و لك ى يح افظ عل ى ملكي ة‬ ‫الس بط ل ألرض أق ر ق وانين تمن ع بي ع األرض لمش ترى م ن خ ارج الس بط حت ى ال يض يع‬ ‫الميراث و يستقر كل سبط فى أرضه )فال يتحول نصيب لبنى إسرائيل من سبط إل ى س بط‬ ‫بل يالزم بنو إسرائيل كل واحد نصيب سبط آبائه و كل بنت ورثت نصيبا ً م ن أس باط بن ى‬ ‫إسرائيل تكون امرأة لواحد من عشيرة سبط أبيھا لكى يرث بنو إسرائيل كل واحد نص يب‬ ‫آبائه فال يتحول نصيب من س بط إل ى س بط آخ ر ب ل ي الزم أس باط بن ى إس رائيل ك ل واح د‬ ‫نص يبه()ع د‪ (٩-٧ :٣٦‬ح دث أن ص لفحاد ب ن ح افر م ات بالبري ة م ع الجي ل االول ال ذي‬ ‫عاقبه ﷲ و لم يك ن ل ه بن بن فظ ن العب رانيين أن نس له س يحرم م ن االرث الخ اص بھ م ف ي‬ ‫أرض كنع ان و أن ھ ذا المي راث س ينتقل إلخوت ه و لك ن ﷲ رف ض ذل ك و أوض ح تس اوي‬ ‫الرجل و المرأة ف ي المي راث و أوض ح أن ع دم وج ود األبن اء ال ذكور ال يح رم البن ات م ن‬ ‫الميراث أو يدخل أعمامھم الرجال معھم و إنما يوزع المي راث بالتس اوي ب ين البن ات و إذا‬ ‫لم يكن له ابنه يعطى الميراث بالتس اوى ألخوت ه و أن ل م يك ن للمي ت أخ وة أو أبن اء أو أب‬ ‫حى يعطى الميراث ألعمامه أو إلى أقرب قريب حى له ‪..‬‬ ‫)فتقدمت بنات صلفحاد بن ح افر ب ن جلع اد ب ن م اكير ب ن منس ى‪ ،‬م ن عش ائر منس ى ب ن‬ ‫يوسف‪ .‬وھ ذه أس ماء بنات ه‪ :‬محل ة ونوع ة وحجل ة وملك ة وترص ة‪ .‬ووقف ن أم ام موس ى‬ ‫وألعازار الكاھن وأم ام الرؤس اء وك ل الجماع ة ل دى ب اب خيم ة االجتم اع ق ائالت ‪ .‬أبون ا‬ ‫م ات ف ي البري ة ‪ ،‬ول م يك ن ف ي الق وم ال ذين اجتمع وا عل ى ال رب ف ي جماع ة ق ورح‪ ،‬ب ل‬ ‫‪ ٤‬اﻟﺟزع‪ -‬ﺣﺟر ﻛرﻳم ) اﻟﻌﻘﻳق اﻟﻳﻣـﺎﻧﻰ ( ذات اﻟﺷـراﺋط اﻟﻣﺳـﺗﻘﻳﻣﺔ اﻟﻣﺗوازﻳـﺔ و ﻟوﻧـﻪ أﺳـود و أﺑـﻳض ‪ ،‬و ﻳﺳـﺗﻌﻣﻝ ﻓـﻰ‬ ‫اﻟﻧﻘوش اﻟﺑﺎرزة ‪.‬‬

‫‪٢٥‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫بخطيته مات ولم يكن له بنون ‪ .‬لماذا يحذف اسم أبينا من بين عشيرته ألنه ليس له اب ن‬ ‫؟ أعطنا ملكا بين إخوة أبينا‪ .‬فقدم موسى دعواھن أمام الرب ‪ .‬فكلم ال رب موس ى ق ائال ‪.‬‬ ‫بحق تكلمت بنات صلفحاد‪ ،‬فتعطيھن ملك نص يب ب ين إخ وة أب يھن‪ ،‬وتنق ل نص يب أب يھن‬ ‫إليھن‪ .‬وتكلم بني إسرائيل قائال‪ :‬أيما رجل مات وليس ل ه اب ن‪ ،‬تنقل ون ملك ه إل ى ابنت ه ‪.‬‬ ‫وإن لم تكن له ابنة ‪ ،‬تعطوا ملكه إلخوته ‪ .‬وإن لم يكن له إخوة ‪ ،‬تعطوا ملكه إلخوة أبيه‬ ‫‪ .‬وإن لم يكن ألبيه إخوة‪ ،‬تعطوا ملك ه لنس يبه األق رب إلي ه م ن عش يرته فيرث ه‪ .‬فص ارت‬ ‫لبن ي إس رائيل فريض ة قض اء‪ ،‬كم ا أم ر ال رب موس ى( ) ع دد ‪ (١١ -١ :٢٧‬و ف ى العھ د‬ ‫الجديد أصبح قانون المحبة و ھو التساوى ب ين الرج ل و الم رأة ف ى ك ل ش ئ ألن إذا ك ان‬ ‫ﷲ لم يفرق بين عبد و حر و رجل و امرأة فى دخول الملكوت السماوى و أعط اھم جميع ا‬ ‫ميراثا فى أغلى ما فى الوجود و ھو الملكوت)ليس يھودي و ال يوناني ليس عبد و ال حر‬ ‫ليس ذكر و أنثى ألنكم جميعا واحد في المسيح يسوع( ) رس اله غالطي ة ‪) (٢٨ :٣‬حي ث‬ ‫ليس يوناني و يھودي خت ان و غرل ة برب ري و س كيثي عب د ح ر ب ل المس يح الك ل و ف ي‬ ‫الكل ( ) رس الة كولوس ى ‪ (١١ :٣‬فبن اءا علي ة ت رى المس يحية أن ترك ة المت وفى تقس م‬ ‫بالتساوى بين زوجته و ابنائة البنين و البنات بالتساوى أو كيفما يرى الورثة ف ى إط ار م ن‬ ‫المحب ة فق د ي رى أخ أن ه ل يس ل ه حاج ة ف ى مي راث أبي ه و أن أخت ه و أم ة أح ق ب الميراث‬ ‫فيتنازل لھ م فھ ذا م ن حق ه ألن المحب ة أھ م م ن توزي ع المي راث )و عب د ال رب ال يج ب أن‬ ‫يخاص م ب ل يك ون مترفق ا ب الجميع()‪ ٢‬تيموث اوس ‪ (٢٤ : ٢‬فأح ذروا م ن الطم ع )ف انكم‬ ‫تعلم ون ھ ذا أن ك ل زان أو نج س أو طم اع ال ذي ھ و عاب د لألوث ان ل يس ل ه مي راث ف ي‬ ‫ملكوت المسيح و ﷲ( )الرسالة إلي أھل افسس ‪( ٥ : ٥‬‬ ‫و مثل شراء أبينا يعقوب حقل فى مدينة شكيم ) ثم أتى يعقوب سالما إلى مدينة شكيم التي‬ ‫في أرض كنعان‪ ،‬حين جاء من فدان أرام‪ .‬ونزل أمام المدين ة ‪ .‬وابت اع قطع ة الحق ل الت ي‬ ‫نصب فيھا خيمته من ي د بن ي حم ور أب ي ش كيم بمئ ة قس يطة ( ) ت ك ‪ .(١٩-١٨ :٣٣‬ث م‬ ‫أتي يعقوب إلي ش كيم وأش تري ھن اك حق ًال دف ع في ه ثمن ا غال ًي ا مئ ة قس يطة والقس يطة ھ ى‬ ‫عملة مرتفعة القيمة وعرفنا ھذا ألن أصحاب أي وب أعط وه ك ل واح د ھدي ة قس يطة واح دة‬ ‫)فجاء إليه كل إخوته وكل أخواته وكل معارفه من قبل وأكلوا مع ه خب زا ف ي بيت ه ورث وا‬ ‫له وعزوه عن كل الشر الذي جلبه الرب عليه وأعطاه كل منھم قسيطة واحدة وكل واحد‬ ‫قرط ا م ن ذھ ب( )أي وب ‪ (١١:٤٢‬ويترجمھ ا ال بعض خ روف وق د يك ون الس بب أن ھ ذه‬ ‫العملة قد رسم عليھا خ روف‪ .‬الح ظ أن ھ ذه األرض الت ي اش تراھا يعق وب م ن ش كيم ھ ي‬ ‫الت ي دف ن فيھ ا يوس ف‪ .‬وھ ي ث اني أرض مش ترٮة بع د المكفيل ة‪ .‬وھ ذه األرض بقي ت مل ًك ا‬ ‫ليعقوب حتى بعد إقامته في مصر‪.‬‬ ‫تقسيم الملكية من حيث ملكية خاصة و ملكية عامة ‪-:‬‬ ‫‪٢٦‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫أوالً ‪ :‬الملكية الخاصة من وجھة نظر المسيحية ‪-:‬‬ ‫الملكية الخاصة فى الكتاب المقدس ‪ :‬كمثال ملكية إبراھيم و يعقوب لألغنام و مقبرة سارة‬ ‫فمن الواضح أن من عادات الناس من ق ديم الزم ان احت رام الملكي ة الخاص ة و عم ل عق ود‬ ‫شفاھي بالتمل ك يحفظھ ا األجي ال ف ى أذھ انھم لع دم انتش ار الكتاب ة و األوراق مث ل عص رنا‬ ‫الحالى ‪ ،‬بدليل صعود يوسف النبى من مصر لدفن أبيه يعقوب أبو اآلباء ف ى مق ابر العائل ة‬ ‫دون أن يعارضه أحد من سكان األرض حول المقبرة ألن ھناك ميثاق و عقد غير مكت وب‬ ‫لكنه سارى و يحترم الملكية الخاصة ‪ ،‬و لكن ف ى عص ر أرمي ا النب ى ك ان البي ع و الش راء‬ ‫يوثق ليحفظ حق الملكية ‪ ،‬فقد ورد فى سفر أرميا النبى )الكلمة التي صارت إلى أرميا م ن‬ ‫قبل الرب فى السنة العاشرة لصدقيا ملك يھوذا ھى السنة الثامنة عش رة لنبوخ ذ نص ر و‬ ‫كان حينئذ جيش ملك بابل يحاصر أورشليم و ك ان أرمي ا النب ى محبوس ا ً ف ى دار الس جن‬ ‫الذى فى بيت ملك يھوذا ألن ص دقيا مل ك يھ وذا حبس ه ق ً‬ ‫ائال لم اذا تنب أت ق ائالً ھك ذا ق ال‬ ‫الرب ھأنذا أدفع ھذه المدينة ليد مل ك باب ل فيأخ ذھا و ص دقيا مل ك يھ وذا ال يفل ت م ن ي د‬ ‫الكل دانيين ب ل إنم ا ي دفع لي د مل ك باب ل و يكلم ه فم ا ً لف م و عين اه تري ان عيني ه و يس ير‬ ‫بصدقيا إلى باب ل فيك ون ھن اك حت ى أفتق ده يق ول ال رب إن ح اربتم الكل دانيين ال تنجح ون‬ ‫فقال أرميا كلمة الرب صارت إلى قائلة ھوذا حنمئيل بن شلوم عمك يأتى إليك قائالً إشتر‬ ‫لنفسك حقلى الذى فى عن اثوث ألن ل ك ح ق الفك اك للش راء فج اء إل ى حنمئي ل أب ن عم ى‬ ‫حسب كلمة الرب إلى دار السجن و قال لى إشتر حقلى الذى فى عن اثوث ال ذى ف ى أرض‬ ‫بنيامين ألن لك حق اإلرث و لك الفك اك أش تره لنفس ك فعرف ت أنھ ا كلم ة ال رب فاش تريت‬ ‫من حنمئيل أبن عمى الحقل الذى فى عناثوث و وزنت ل ه الفض ة س بعة عش ر ش اقالً م ن‬ ‫الفض ة و كتبت ه ف ى ص ك و ختم ت و أش ھدت ش ھوداً و وزن ت الفض ة بم وازين و أخ ذت‬ ‫صك الشراء المختوم حسب الوصية و الفريضة و المفتوح و سلمت صك الشراء لباروخ‬ ‫بن نيريا بن محسيا أمام حنمئيل أبن عمى و أمام الشھود الذين أمضوا صك الشراء أم ام‬ ‫كل اليھود الجالسين فى دار السجن و أوصيت باروخ أمامھم ق ائالً ھك ذا ق ال رب الجن ود‬ ‫إله إسرائيل خذ ھذين الصكين صك الشراء ھذا المختوم و الصك المفتوح ھذا و أجعلھم ا‬ ‫فى إناء من خزف لكى يبقيا أياما ً كثيرة ألنه ھكذا قال رب الجنود إله إسرائيل سيش ترون‬ ‫بع د بيوت ا ً و حق والً و كروم ا ً ف ى ھ ذه األرض()أر‪ (١٥-١ :٣٢‬نج د ھن ا أن المل ك س جن‬ ‫أرميا بسبب نبواته ضدَه و ضد أورشليم ‪ ،‬و ھذه األحداث َج َرت في السنة العاشرة لص دقيا‬ ‫‪ ،‬و بدأ الحصار فى السنة التاسعة ل ه و س قطت المدين ة ف ى الس نة الحادي ة عش رة ‪ ،‬و لك ن‬ ‫يب دو أن أرمي ا ك ان ل ُه ش ىء م ن الحري ة أثن اء فت رة حبس ه ف أمكن ألص حابه و أقرب اؤه أن‬ ‫يزوروه فأستطاع القيام بأعمال البيع والش راء ‪ ،‬فنج د فيھ ا قص ة أخ رى ع ن ش رائه أرض‬ ‫بمشورة ﷲ ليثب ت أن ه ف ى وق ت مح دد س تنتھي ھ ذه اآلالم ‪ ،‬و ي رجح أن قري ب أرمي ا ھ ذا‬ ‫‪٢٧‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫كان يحتاج لھذا المبلغ من المال فقام ببيع أرضه لمن ل ُه حق الشراء ‪ ،‬فغالبا ً كان أرمي ا ھ و‬ ‫الولى األقرب الذى له حق الفكاك و حق اإلرث ‪ ،‬فقد كان لألقرباء دون غي رھم ھ ذا الح ق‬ ‫‪ ،‬حق ش راء األرض و ك ان عل يھم أيض ا ً حس ب الع رف و ال رأي الع ام واج ب الش راء إذا‬ ‫كان القريب صاحب األرض فى ضيقة مالية ‪ ،‬و لكن ھل يبدو منطقي ا ً أن يش ترى أح د ف ى‬ ‫ھذه الظروف و الك ل ذاھ ب إل ى الس بي و أورش ليم محاص رة و الع دو سيس تولى عل ى ك ل‬ ‫شىء فتكون كل األراضى عديمة القيمة ؟ و لك ن ھن ا إع الن ع ن ثق ة أرمي ا ف ى وع ود ﷲ‬ ‫بالعودة م ن الس بي و ل يعلن ھ ذا لك ل الش عب ‪ ،‬و نس مع ھن ا ع ن ص كين أح دھما مخت وم و‬ ‫اآلخر مفتوح ‪ ،‬فالمختوم ھو بعد أن يتم لفه وغلقه يختم ‪ ،‬و المفتوح مفتوح ا ً لك ل م ن يري د‬ ‫أن يقرأ ) ھو أصل و صورة و األصل ھو المختوم ( و وضعھما فى إناء خزف ألنه يري د‬ ‫حفظھما ‪ ٧٠‬سنة حتى العودة من السبي ‪ ،‬و وضع الصك فى إناء خزف كي يبقى طويالً ‪،‬‬ ‫ويبدو أنھا كانت عادة مألوفة بدليل ما وُ جد فى مغ ارات بق رب بح ر ل وط لنس خ م ن أس فار‬ ‫العھد القديم ظلت مختزنة فى بطن األرض أكثر من ألفى سنة ‪.‬‬ ‫و نفھم من ذلك أن البيع و الشراء يتم بموجب عقود بشروط شكلية و جوھرية منھا ‪-:‬‬ ‫‪ -١‬الرضا بين األطراف محل التعاقد ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬وجود عقد كتابي يمكن حفظه و الرجوع إلى شروطه و أحكامه ‪.‬‬ ‫‪ -٣‬أن يكون العقد موقعا ً من طرفي التعاقد و شھود على أتمام عملية البيع‪.‬‬ ‫‪ -٤‬أن يكون العقد موثقا ً بأختام الطرفين ‪.‬‬ ‫‪ -٥‬أن يوضح بالعقد ثمن البيع و وصف للمبيع ‪.‬‬ ‫‪ -٦‬أن يكون العقد من صورتين بيد كل طرف صورة ‪.‬‬ ‫و كل ذلك لحفظ حقوق الناس من الضياع و تنظيم العالقات ف ى البي ع و الش راء و إق رار‬ ‫ح ق الملكي ة الخاص ة لك ل إنس ان ب دون تفرق ة ب ين الرج ل و الم رأة فق د عمل ت الم رأة ف ى‬ ‫التج ارة م ثال لي ديا بائع ة األرج وان )فكان ت ام رأة تس مع أس مھا لي ديا بائع ة أرج وان م ن‬ ‫مدين ة ثي اترا متعب دة ()أع‪ ، (١٤ :١٦‬و ف ى س فر األمث ال )تص نع قمص انا ً و تبيعھ ا و‬ ‫تعرض مناطق على الكنعاني()أم‪. (٢٤: ٣١‬‬ ‫و ت رى المس يحية أن الملكي ة الخاص ة ليس ت ھ ى س بب تش جيع األغني اء عل ى ممارس ة‬ ‫االستغالل لكن االبتعاد عن حفظ وص ايا ﷲ ھ و الس بب ف ى ح دوث االس تغالل فق د ح رص‬ ‫ﷲ على مصلحة الفقراء و حقوقھم فى أموال األغنياء )و عن دما تحص دون حص يد أرض كم‬ ‫ال تكمل زوايا حقلك فى حص ادك و لق اط حص يدك ال تل تقط للمس كين و الغري ب تترك ه أن ا‬ ‫الرب الھكم()ال‪ ) ، (٢٢ :٢٣‬و عندما تحصدون حص يد أرض كم ال تكم ل زواي ا حقل ك ف ى‬ ‫الحص اد و لق اط حص يدك ال تل تقط و كرم ك ال تعلل ه و نث ار كرم ك ال تل تقط للمس كين و‬ ‫الغريب تتركه أنا الرب الھكم()ال‪) ، (١٠-٩ :١٩‬إذا حصدت حص يدك ف ى حقل ك و نس يت‬ ‫‪٢٨‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫حزمة فى الحقل ف ال ترج ع لتأخ ذھا للغري ب و اليت يم و األرمل ة تك ون لك ى يبارك ك ال رب‬ ‫إلھك فى كل عمل يديك و إذا خبطت زيتونك فال تراجع األغص ان وراءك للغري ب و اليت يم‬ ‫و األرمل ة يك ون إذا قطف ت كرم ك ف ال تعلل ه‪ ٥‬وراءك للغري ب و اليت يم و األرمل ة يك ون و‬ ‫أذكر أنك كنت عبداً فى أرض مص ر ل ذلك أن ا أوص يك أن تعم ل ھ ذا األم ر()ت ث‪-١٩ :٢٤‬‬ ‫‪ ، (٢٢‬كم ا أص ر الكت اب المق دس عل ى من ع و تح ريم تك دس الث روات ف ى أي دي فئ ة م ن‬ ‫الشعب دون األخ رى )وي ل لل ذين يص لون بيت ا ً ببي ت و يقرن ون حق الً بحق ل حت ى ل م يب ق‬ ‫موضع فصرتم تسكنون وحدكم فى وسط األرض()أش‪ (٨ :٥‬فمعنى )يصلون بيت ا ً ببي ت(‬ ‫أن الغنى يأخذ بالقوة بيت جاره الفقير كما فعل أخاب بكرم نابوت اليزرعيلى )‪١‬م ل‪، (٢١‬‬ ‫و ھذا يدل علي أن كل ھمھم أن ال يكون موض ع لس واھم ليس كن في ه فعي ب ھ ؤالء أنھ م ال‬ ‫يقتنعون ‪ ،‬و معنى )حتى ل م يب ق موض ع( ھ و أنھ م انھمك وا ف ى الش راء ول م يص بح مك ان‬ ‫للناس أن يشتروه ‪ ،‬لم يترك الواحد موضعًا ألخيه خاصة الفقي ر و ھ ذا ي دل عل ى الجش ع ‪،‬‬ ‫لذلك يقر المسيحى ب أن الملكي ة عموم ا ً ف ى ك ل ش ئ ھ ى وح ده و أن ه ھ و نفس ه بك ل م ا‬ ‫يملك ملكا ً و اإلنسان صورة ﷲ على األرض و ال ننسى أن ﷲ أعطى آدم الح ق ف ى أن‬ ‫يمتلك كل شجر الجنة ما عدا شجرة معرفة الخير و الشر‬ ‫ثانيا ً ‪ :‬الملكية العامة من وجھة نظر المسيحية ‪-:‬‬ ‫البح ار و األنھ ار و الج و كلھ ا مل ك لل رب و ق د أعطاھ ا للجمي ع ل ذلك أم ر ﷲ ب أن ت وزع‬ ‫بعدالة على الجميع و أن إتباع التوزيع العادل ھو أساس التوازن بين الناس و طريق للنجاة‬ ‫من الشر)للرب األرض و ملؤھا المسكونة و كل الساكنين فيھا ألنه على البحار أسسھا و‬ ‫عل ى األنھ ار ثبتھ ا()م ز‪) ،(١ :٢٤‬الس موات س موات ال رب أم ا األرض فأعطاھ ا لبن ى‬ ‫آدم()مز‪) ، (١٦ :١١٥‬ألن للرب األرض و مألھا( )‪١‬كو‪. (٢٦ :١٠‬‬ ‫مقارنة بين النظم االقتصادية المختلفة من حيث الملكية ‪-:‬‬ ‫المسيحية‬ ‫أوجه المقارنة الرأسمالية االشتراكية‬ ‫االرتباط الدينى إھمال للدين رفض األديان الدين ھو األساس‬ ‫المصلحة للفرد و المجتمع‬ ‫جماعية‬ ‫فردية‬ ‫المصلحة‬ ‫خاصة و عامة‬ ‫عامة‬ ‫خاصة‬ ‫الملكية‬

‫‪ ٣‬ﺗﻌﻠﻠﻪ‪ -‬ﺗﻠﺗﻘط ﻓﺿﻼت اﻟﺣﺻﺎد‪.‬‬

‫‪٢٩‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫الباب الثالث ‪ :‬الفكر المسيحي فى العمل و البطالة‬ ‫إن الفكر االقتصادى المسيحى يعتمد أساسا ً على مبدأ العمل و حتمي ة العم ل حي ث ق ال‬ ‫الرب آلدم )ألنك سمعت لقول امرأتك و أكلت من الشجرة التى أوصيتك قائالً ال تأكل منھا‬ ‫ملعونة األرض بسببك بالتعب تأكل منھا كل أيام حياتك و شوكا ً و حسكا ً تنبت ل ك و تأك ل‬ ‫عشب الحقل بعرق وجھك تأكل خبزاً حتى تعود إلى األرض التى أخذت منھ ا ألن ك ت راب‬ ‫و إلى تراب تع ود()ت ك‪ ، (١٩-١٧ :٣‬و كم ا ق ال ب ولس الرس ول أن ه عم ل ليخ دم نفس ه و‬ ‫يعيل الفقراء )إذ أنتم تعرفون كيف يجب أن يتمثل بنا ألننا لم نس لك ب ال ترتي ب بي نكم و ال‬ ‫أكلنا خبزاً مجانا ً م ن أح د ب ل كن ا نش تغل بتع ب و ك د ل يالً و نھ اراً لك ى ال نثق ل عل ى أح د‬ ‫منكم ليس أن ال سلطان لنا بل لكى نعطيكم أنفسنا قدوة حتى تتمثل وا بن ا فإنن ا أيض ا ً ح ين‬ ‫كنا عندكم أوصيناكم بھذا أنه إن كان أحد ال يريد أن يشتغل فال يأكل أيضا ً ألنن ا نس مع أن‬ ‫قوما ً يسلكون بينكم بال ترتيب ال يشتغلون شيئا ً بل ھم فضوليون فمثل ھ ؤالء نوص يھم و‬ ‫نعظھم بربنا يسوع المسيح أن يشتغلوا بھدوء و يأكلوا خبز أنفسھم أما أنتم أيھ ا اإلخ وة‬ ‫فال تفشلوا في عمل الخير()‪٢‬تس‪ ، (١٣ :٧‬و يكفل ﷲ ح ق الع املين ف ى أج ورھم و ف ى‬ ‫يوم الراح ة األس بوعية و حت ى المھ اجرين م ن أوط انھم للعم ل ف ى أرض غريب ة )ال تظل م‬ ‫أجيراً مسكينا ً و فقيراً من إخوتك أو من الغرباء الذين فى أرضك أو ف ى أبواب ك()ت ث‪:٢٤‬‬ ‫‪ ، (١٤‬و يشدد ﷲ على عدم تأخير أجرة العام ل فيق ول )ال تغص ب قريب ك و ال تس لب و ال‬ ‫تبت أجرة أجير عندك إلى الغد()ال‪) ، (١٣ :١٩‬فى يومه تعطيه أجرت ه و ال تغ رب عليھ ا‬ ‫الشمس ألنه فقير و إليھا حامل نفسه()ت ث‪ ، (١٥ :٢٤‬و توع د ﷲ ك ل إنس ان يظل م أخي ه‬ ‫اإلنسان فى أجرة باالنتق ام من ه )و أك ون ش اھداً س ريعا ً عل ى الس حرة و عل ى الفاس قين و‬ ‫الحالفين زوراً و على السالبين أجرة األجير( )مال‪ . (٣ :٥‬كما أن ح ق الم رأة ف ى العم ل‬ ‫مكفول فى المس يحية فق د ورد ف ى أعم ال الرس ل م ا يؤك د عل ى وج ود ش ركة ب ين أك يال و‬ ‫زوجته برسيكال فى ص ناعة الخي ام )فوج د يھودي ا ً أس مه أك يال ‪ ..‬و برس يكال امرأت ه ‪ ..‬و‬ ‫لكونه من صناعتھما أقام عندھما و كان يعمل ألنھما كانا فى صناعتھما خيامين()أع‪:١٨‬‬ ‫‪) ، (٣-٢‬فكانت تسمع امرأة أسمھا ليديا بياعة أرجوان من مدينة ثياتيرا متعبدة ففتح‬ ‫ال رب قلبھ ا لتص غى إل ى م ا ك ان يقول ه ب ولس()أع‪ ، (١٤ :١٦‬ل ذلك يج ب عل ى رج ال‬ ‫األعمال احترام حقوق العاملين لديھم و عدم التأخر فى سداد األجور و إعط ائھم الح ق ف ى‬ ‫اإلجازة مدفوعة األجر فا يقول )ستة أيام تعمل و تصنع جميع أعمال ك( )خ ر‪ (٩ :٢٠‬و‬ ‫أيضا ً )س تة أي ام تش تغل و تعم ل جمي ع أعمال ك()ت ث‪ ، (١٣ :٥‬و ألن ﷲ يح ب أن يعلمن ا‬ ‫بأمثلة فأعطانا مثل خلقة العالم حيث استراح فى اليوم السابع )و فرغ ﷲ فى الي وم الس ابع‬ ‫من عمله الذى عمل فاستراح فى اليوم السابع من جميع عمله الذى عمل()تك‪(٢:٢‬‬ ‫‪٣٠‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫و )إنه سبت عطلة لكم()عد‪ ، (٢٢‬و قد قام ﷲ بتدبير طعام يكفى شعب بن ى إس رائيل ف ى‬ ‫بري ة س يناء ي وم العطل ة حت ى ال يكس روا الوص ية و يعط يھم حقھ م ف ى الراح ة ‪ ،‬فاح ذروا‬ ‫البطالة ألنھا بداية األعمال الرديئة والسيما لعديمى األدب ‪ ،‬ألن اليھود لما لم يك ن لھ م ف ي‬ ‫البرية عمل ينشغلون به خرجوا من البطالة إلى عبادة األوثان ‪ ،‬فال تفارق عمل اليدين ألنه‬ ‫ِّ‬ ‫ومھذبْ ‪ ،‬فبسبب الكسل يُحاصر اإلنسان بتخيالت تقت ل حيويت ه ‪ ،‬في رى المش اكل‬ ‫ناف ٌع ج ًدا‬ ‫المحيطة به جبالً ال يتزحزح ‪ ،‬وكم ا ق ال الق ديس يوحن ا ذھب ى الف م )العق ل الف ارغ معم ل‬ ‫للش يطان( ل ذلك ك ان األنب ا أنطوني وس يفع ل كم ا أظھ ر ل ه الم الك ‪ :‬فت ار ًة ك ان يجل س و‬ ‫يعمل ‪ ،‬و تار ًة أخرى يقوم كما كان للصالة مالزما ً و تار ًة يجلس و لكالم ﷲ قارئا ً ‪ ،‬و قد‬ ‫حظي باستنارة لدرجة أنه قال ألحد فالسفة زمانه )يكفيني أن أتأمل ف ى طبيع ة المخلوق ات‬ ‫دائما ً و أتلو في أقوال الرب حتى ظلمة الليل( فكان ليله يض يء كالنھ ار كم ا قي ل )الظلم ة‬ ‫أيضا ً ال تظلم لديك و الليل مثل النھار يضيء()مز‪.(١٢ :١٣٩‬‬ ‫البطال ة ‪ :‬ھ ي عك س حال ة العم ل أى ش خص ب ال عم ل ب دأ ظھورھ ا بش كل ملم وس م ع‬ ‫ازدھار الصناعة إذ لم يكن للبطالة معنى في المجتمع ات الريفي ة التقليدي ة‪ .‬و طبق ا لمنظم ة‬ ‫العمل الدولية فإن العاطل ھو كل قادر عل ى العم ل وراغ ب في ه‪ ،‬ويبح ث عن ه‪ ،‬ولك ن دون‬ ‫جدوى‪ .‬من خالل ھذا التعريف يتضح أنه ليس كل من ال يعمل عاط ل فالتالمي ذ والمع اقين‬ ‫والمس نين والمتقاع دين وأص حاب العم ل المؤق ت وم ن ھ م ف ي غن ى ع ن العم ل ال ي تم‬ ‫اعتبارھم عاطلين عن العمل‪.‬‬ ‫يمكن تقسيم البطالة إلى‪:‬‬ ‫‪ -١‬البطالة الموسمية‪ :‬وھي البطالة التي تحدث أساسا ً في القطاع الزراعي بسبب موسمية‬ ‫اإلنت اج الزراع ي‪ .‬فق د أص بحت الزراع ة مھن ة ل بعض الوق ت‪ ،‬خاص ة وأن ص غر حج م‬ ‫الحيازة الزراعية بفعل تفتت الحيازة أدى إل ى الح د م ن العمال ة الزراعي ة‪ .‬وق د تح دث ف ي‬ ‫بع ض الص ناعات ف ي الري ف بس بب التغي رات الموس مية ف ي النش اط االقتص ادي نتيج ة‬ ‫للظروف أو للتغيرات‪ ،‬التي تطرأ على أنماط االستھالك‪.‬‬ ‫‪ -٢‬البطالة االختيارية ‪ :‬وھي الحالة التي يتعطل فيھا الفرد بمحض إرادته واختياره‪ ،‬حينما‬ ‫يقدم استقالته عن العمل ‪ ،‬إما لعزوفه عن ه أو تفض يله لوق ت الف راغ‪ ،‬وإم ا ألن ه يبح ث ع ن‬ ‫عمل أفض ل ي وفر ل ه أج راً أعل ى‪ ،‬وظ روف عم ل أحس ن‪ ،‬أو لالنس حاب م ن س وق العم ل‬ ‫بإرادته‪ ،‬كجماعات التكفير والھجرة التي ترفض العمل في الحكومة‪.‬‬ ‫‪ -٣‬البطالة اإلجبارية‪ :‬ويُقصد بھا الحال ة الت ي يتعط ل فيھ ا العام ل بش كل قس ري‪ ،‬أي م ن‬ ‫غير إرادته أو اختي اره‪ ،‬وتح دث م ن طري ق تس ريح العم ال بش كل إجب اري م ع أن العام ل‬ ‫راغب ف ي العم ل وق ادر علي ه وقاب ل لمس توى األج ر الس ائد )مث ل ظ اھرة المع اش المبك ر‬ ‫اإلجباري(‪ .‬أو فى حاله الحروب أو الھج رة الجماعي ة كم ا ھ اجر ش عب بن ى إس رائيل م ن‬ ‫‪٣١‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫مصر و التيه ف ى الص حراء وق د تح دث البطال ة اإلجباري ة عن دما ال يج د ال داخلون الج دد‬ ‫لسوق العمل فرصا ً للتوظف‪ ،‬على الرغم من بح ثھم الج دي عن ه‪ ،‬وق درتھم علي ه‪ ،‬وقب ولھم‬ ‫لمس توى األج ر الس ائد‪ .‬وھ ذا الن وع م ن البطال ة يس ود بش كل واض ح ف ي مراح ل الكس اد‬ ‫ال دوري ف ي ال دول الص ناعية‪ ،‬أو ف ي حال ة خصخص ة الش ركات والمنش آت العام ة ف ي‬ ‫االقتصاد القومي‪.‬‬ ‫نظام أعانه البطالة أو تأمين البطالة‬ ‫تع ود فك رة إعان ة البطال ة ف ى ال دول الغربي ة كم ا يق ول المؤرخ ون الغربي ون إل ى ت أمين‬ ‫البطال ة ال ذى ت م تطبيق ه ف ى سويس را ف ى الع ام ‪ ١٧٨٩‬عب ر االتح ادات العمالي ة‪ ،‬وب دأت‬ ‫التجرب ة ف ى التك رار داخ ل ع دة دول أوروبي ة‪ ،‬خاص ة ف ى نھاي ة الق رن ‪ ١٩‬وبداي ة الق رن‬ ‫العشرين‪ ،‬وظھرت نماذج الفتة فى نظم تقديم إعانات البطالة أو »تأمين البطال ة« ف ى ع دة‬ ‫دول من أھمھا فى تلك الفترة كانت التجربة البلجيكية فى عام ‪.١٩٠١‬‬ ‫وانتق ل نف س ھ ذا النظ ام إل ى دول أخ رى مث ل ال دنمرك وفنلن دا وأيس لندا والس ويد‪ .‬وتع د‬ ‫بريطانيا من أوائل الدول التى طبقت نظام تأمين البطالة بشكل إلزام ي عل ى الع املين ل ديھا‬ ‫ف ى الع ام ‪ ، ١٩١١‬و ت م األخ ذ بھ ذه الفك رة ف ى إيطالي ا بع دھا بثم اني س نوات‪ ،‬أم ا ف ى‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية فقد اتض حت مالم ح ھ ذا النظ ام ف ى الع ام ‪ ١٩٣٢‬إث ر االنھي ار‬ ‫االقتص ادي ال ذى ع رف ف ى ھ ذه الفت رة باس م »الكس اد العظ يم«‪ ،‬ح ين تح ول ‪ %٢٥‬م ن‬ ‫القوى العاملة فى ذلك الوقت إلى عاطلين‪.‬‬ ‫لك ن أول م ن طب ق نظ ام ص رف أعان ه بطال ة ف ى الت اريخ ھ و ﷲ عن دما أرس ل الم ن و‬ ‫السلوى لشعب بنى إسرائيل فى سنوات التيه فى البرية ففى س فر الخ روج إص حاح ‪)١٦‬ث م‬ ‫ارتحلوا من إيليم وأتى كل جماعة بني إسرائيل إلى برية سين التي بين إيليم وس يناء ف ي‬ ‫اليوم الخامس عشر من الشھر الثاني بع د خ روجھم م ن ارض مص ر‪ .‬فت ذمر ك ل جماع ة‬ ‫بني إسرائيل على موسى وھرون في البرية‪ .‬وقال لھما بنو إسرائيل ليتن ا متن ا بي د ال رب‬ ‫في ارض مصر إذ كنا جالسين عند ق دور اللح م نأك ل خب ًزا للش بع فإنكم ا أخرجتمان ا إل ى‬ ‫ھ ذا القف ر لك ي تميت ا ك ل ھ ذا الجمھ ور ب الجوع ( ) خ روج ‪ (٣-١:١٦‬فأرس ل لھ م ﷲ‬ ‫المعون ة اإللھي ة )فق ال ال رب لموس ى ھ ا أن ا أمط ر لك م خب ًزا م ن الس ماء فيخ رج الش عب‬ ‫ويلتقط ون حاج ة الي وم بيومھ ا لك ي امتح نھم أيس لكون ف ي ناموس ي أم ال ( )‬ ‫خروج‪ )(٤:١٦‬فكان في المس اء أن الس لوى ص عدت وغط ت المحل ة‪ .‬وف ي الص باح ك ان‬ ‫سقيط الندى حوالي المحلة‪ .‬ولما ارتفع سقيط الندى إذا على وجه البرية شيء دقيق مثل‬ ‫قشور‪ .‬دقيق كالجليد على األرض‪ .‬فلما رأى بنو إسرائيل قالوا بعضھم لبعض‪ :‬من ھ و ؟‬ ‫ألنھم لم يعرفوا ما ھو‪ .‬فقال لھم موسى‪ :‬ھو الخبز ال ذي أعط اكم ال رب لت أكلوا‪ .‬ھ ذا ھ و‬ ‫الشيء الذي أمر به الرب‪ .‬التقطوا منه كل واحد على حسب أكله‪ .‬عمرا للرأس على عدد‬ ‫‪٣٢‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫نفوسكم تأخذون‪ ،‬كل واحد للذين في خيمته‪ .‬ففعل بنو إسرائيل ھكذا‪ ،‬والتقطوا ب ين مكث ر‬ ‫ومقلل‪ .‬ولما كالوا بالعمر‪ ،‬لم يفضل المكثر والمقلل لم ينقص‪ .‬كانوا قد التقط وا ك ل واح د‬ ‫عل ى حس ب أكل ه‪ .‬وق ال لھ م موس ى‪ :‬ال يب ق أح د من ه إل ى الص باح‪ .‬لك نھم ل م يس معوا‬ ‫لموسى‪ ،‬بل أبقى من ه أن اس إل ى الص باح‪ ،‬فتول د في ه دود وأن تن‪ .‬فس خط عل يھم موس ى‪.‬‬ ‫وك انوا يلتقطون ه ص باحا فص باحا ك ل واح د عل ى حس ب أكل ه‪ .‬وإذا حمي ت الش مس ك ان‬ ‫يذوب‪ .‬ثم كان في اليوم السادس أنھم التقط وا خب زا مض اعفا‪ ،‬عم رين للواح د‪ .‬فج اء ك ل‬ ‫رؤساء الجماعة وأخبروا موسى‪ .‬فقال لھم‪ :‬ھذا ما قال ال رب‪ :‬غ دا عطل ة‪ ،‬س بت مق دس‬ ‫للرب‪ .‬اخبزوا ما تخبزون واطبخوا ما تطبخون‪ .‬وكل م ا فض ل ض عوه عن دكم ل يحفظ إل ى‬ ‫الغد‪ .‬فوضعوه إلى الغد كما أمر موسى‪ ،‬فلم ين تن وال ص ار في ه دود‪ .‬فق ال موس ى‪ :‬كل وه‬ ‫اليوم‪ ،‬ألن للرب اليوم سبتا‪ .‬اليوم ال تجدون ه ف ي الحق ل‪.‬س تة أي ام تلتقطون ه‪ ،‬وأم ا الي وم‬ ‫الس ابع ففي ه س بت‪ ،‬ال يوج د في ه‪ .‬وح دث ف ي الي وم الس ابع أن بع ض الش عب خرج وا‬ ‫ليلتقطوا فلم يج دوا( ) خ روج ‪ (٢٧-١٣: ١٦‬ﷲ مل ك ش عب بن ى إس رائيل رأى أن ش عبه‬ ‫سيموت جوعا و أنھم ب ال مص در لل رزق ف ى بري ه شاس عة و انطبق ت عل يھم حال ه البطال ة‬ ‫اإلجبارية ألنھم مسافرين ف ى طري ق ألرض الموع د و ت اھوا ف ى الص حراء و ألن موس ى‬ ‫النبى كان يمثل لھم ممثل الحكومة السماوية فتوجھ وا ل ه بالش كوى م ن قل ه ال دخل المتمثل ة‬ ‫فى عجزھم عن العم ل ف ى أرض ص حراوية لزراعتھ ا و قل ه م وارد األرض الص حراوية‬ ‫فاتجاه موسى النبى إلى مدبر العالم فتحمل ﷲ مسئولية توفير و تأمين متطلب ات ش عبة و‬ ‫م نحھم الم ن و الس لوى أعان ه مؤقت ة ط وال فت رة التي ه و انقط ع الم ن و الس لوى بمج رد‬ ‫اس تقرار ش عب بن ى إس رائيل ف ى أرض الموع د ألن انتھ ت أس باب البطال ة اإلجباري ة و‬ ‫أصبح لكل سبط أرض ة و ميراث ه ال ذى يج ب أن يعم ل بك ل قوت ه و طاقت ه للحف اظ علي ة و‬ ‫تنميته ‪ .‬و إعطانا ﷲ مثاال عن وجوب توزيع أعان ه البطال ة حس ب حال ه و ع دد أف راد ك ل‬ ‫عائلة فقد كان شعب بنى إسرائيل يلتقطون بأيديھم فمنھم من يجمع كثي رً ا وم نھم م ن يجم ع‬ ‫ً‬ ‫قليال ولما ذھبوا لبيوتھم وجدوا أن المكثر لم يجمع أكثر من حاجة البيت والمقلل ل م يجم ع‬ ‫أق ل م ن احتي اج البي ت و ھ ذه معج زة م ن ﷲ لك ن يج ب عل ى الحكوم ات أن ت درس حال ه‬ ‫طالب اإلعانة أذا كان يستحق اإلعانة أم ال و أن يعطى حقه بالعدل فال يأخ ذ أح د بالت دليس‬ ‫و الغش نصيب أسرة يكون عائلھا متعطل إجباريا ‪.‬‬ ‫وتختلف شروط الحص ول عل ى إعان ة البطال ة م ن بل د آلخ ر عل ى س بيل المث ال ف ى فرنس ا‬ ‫يشترط على مستحق اإلعانة أن يكون قد عمل لمدة أربعة أشھر عل ى األق ل ‪ ،‬و ‪٣٦ - ٢٨‬‬ ‫شھرا لمن ھم فوق الخمسين‪ ،‬ثم يسجل اسمه ف ى مرك ز العم ل ‪ ،‬عل ى أن يثب ت جديت ه ف ى‬ ‫البحث عن عمل طوال ھذه المدة‪.‬‬ ‫‪٣٣‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫العبودية بين اليھودية و المسيحية ‪-:‬‬ ‫يقول المؤرخ الكبير )ويل ديورانت( فى كتابه الشھير )قصة الحضارة( ‪)-:‬بينما كانت‬ ‫الزراعة تنش ئ المدني ة فإنھ ا إل ى جان ب انتھائھ ا إل ى نظ ام الملكي ة انتھ ت ك ذلك إل ى نظ ام‬ ‫الرق الذى لم يكن معروفا ً فى الجماعات التى كانت تقيم حياتھا على الصيد الخ الص ‪ ،‬ألن‬ ‫زوجة الصائد و أبن اؤه ك انوا يقوم ون باألعم ال الدنيئ ة و كان ت ف يھم الكفاي ة ل ذلك ‪ ،‬و أم ا‬ ‫الرج ال فق د كان ت تتعاق ب ف ى حي اتھم مرحل ة تض طرب بنش اط الص يد أو القت ال ‪ ،‬يتلوھ ا‬ ‫مرحلة من فتور االسترخاء و الدعة بع د اإلجھ اد و العن اء ‪ ،‬و لع ل م ا تنطب ع ب ه الش عوب‬ ‫البدائية من كسل قد بدأ – فيما نظن – من ھذه العادة ‪ ،‬ع ادة االس تجمام البط يء بع د عن اء‬ ‫القتال و الصيد ‪ ،‬و لو أنھا لم تكن عندئذ كسالً بمق دار م ا كان ت راح ة و اس تجماما ؛ فلك ى‬ ‫تحول ھذا النشاط المتقطع إلى عمل مط رد ‪ ،‬الب د ل ك م ن ش يئين ‪ :‬العناي ة ب األرض عناي ة‬ ‫تتكرر كل يوم ‪ ،‬و تنظيم العمل ‪ ،‬و أما عن تنظيم العمل فيظ ل منح ل الع رى ل دنى النش اط‬ ‫مادام الناس يعملون ألنفس ھم ‪ ،‬لك نھم إذا ك انوا يعمل ون لغي رھم ف إن تنظ يم العم ل الب د أن‬ ‫يعتمد ف ى النھاي ة عل ى الق وة و اإلرغ ام ؛ و ذل ك أن نش أة الزراع ة و ح دوث التف اوت ب ين‬ ‫الناس انتھيا إلى استخدام الضعفاء بواسطة األقوياء اجتماعيا ً ؛ و لم يتنبه الظافر ف ى القت ال‬ ‫قبل ذلك إلى أن األسير الذى ينفعه ھو األسير الحى ‪ ،‬و بذلك قلت المجازر وقل أكل الناس‬ ‫بعض ھم لح وم بع ض كلم ا زاد نظ ام ال رق اتس اعا ً ‪ ،‬و إذن فق د تق دم اإلنس ان م ن حي ث‬ ‫األخ الق تق دما ً عظيم ا ً ح ين أقل ع ع ن قت ل أخي ه اإلنس ان أو أكل ه ‪ ،‬و اكتف ى م ن أعدائ ه‬ ‫باسترقاقھم ‪ ،‬و إنك لترى تطوراً كھذا يتم اليوم على نطاق واسع ‪ ،‬إذ أقلعت األم م الظ افرة‬ ‫عن الفتك بالعدو المغلوب و أكتفت باسترقاقه ع ن طري ق التع ويض ال ذى تقتض يه إي اه ‪ ،‬و‬ ‫لما أستقر نظام الرق على أسسه و ب رھن عل ى نفع ه ‪ ،‬أخ ذ ي زداد نطاق ه ب أن أض يف إل ى‬ ‫الرقي ق طوائ ف أخ رى غي ر األس رى ‪ ،‬فأض يف إل يھم الم دينون ال ذين ال يوف ون بال دين و‬ ‫اللص وص و المجرم ون ال ذين يع اودون اإلج رام ‪ ،‬ھ ذا إل ى جان ب غ ارات تش ن عم داً‬ ‫الجتالب الرقي ق ؛ و ھك ذا كان ت الح رب ب ادئ األم ر ع امالً عل ى نش أة ال رق ‪ ،‬ث م أص بح‬ ‫ال رق ع امالً عل ى ش ن الح روب(‪ .‬ب دأت تظھ ر مش كالت ال رق االقتص ادية عن دما أص بح‬ ‫العبيد جزء من اقتصاد الدول كما ف ى حال ة الفراعن ة و اليھ ود حي ث يق ول الكت اب المق دس‬ ‫)ث م ق ام مل ك جدي د عل ى مص ر ل م يك ن يع رف يوس ف( )خ ر‪ ، (٨ :١‬غالب ا ً المل وك ال ذين‬ ‫حكم وا ف ى أي ام يوس ف ھ م م ن الھكس وس ث م بع د أن خرج وا م ن مص ر و حك م مص ر‬ ‫المصريين لم يع د ھن اك ود تج اه ھ ذا الش عب العبران ي ص ديق الھكس وس ‪ ،‬فق ام الفرع ون‬ ‫المصرى بفرض نظام الرق و السخرة عليھم )فجعلوا عليھم رؤساء تس خير‪ ٦‬لك ى ي ذلوھم‬

‫‪ ٦‬ﺗﺳﺧﻳر ‪ :‬أى ﻋﻣﻝ ﺑﻼ أﺟرة ‪.‬‬

‫‪٣٤‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫بأثق الھم‪ ٧‬فبن وا لفرع ون م دينتى مخ ازن فيث وم و رعمس يس()خ ر‪) ، (١١ :١‬و م رروا‬ ‫حياتھم بعبودية قاسية فى الطين و اللبن و فى كل عم ل ف ى الحق ل ك ل عملھ م ال ذى عمل وه‬ ‫بواس طتھم عنف ا ً()خ ر‪ (١٤ :١‬ك انوا يجلب ون الط ين و يص نعون من ه الط وب و يجففون ه و‬ ‫يبنون مدن جديدة و مخ ازن لفرع ون لك ن ﷲ ل م يرض ى بالس خرة و إذالل اإلنس ان ألخي ه‬ ‫اإلنسان فأرسل موسى النبى لفرعون يأمره أن يترك شعبه يخرج من أرض مصر و يترك‬ ‫العمل لدى فرعون فكان رد فرعون كرد صاحب العمل الذى يريد استغالل العاملين أس وء‬ ‫استغالل ممكن )فقال لھما ملك مصر لماذا يا موسى و ھرون تبطالن الشعب من أعمال ه‬ ‫أذھب ا إل ى أثقالكم ا و ق ال فرع ون ھ وذا اآلن ش عب األرض كثي ر و أنتم ا تريح انھم م ن‬ ‫أثق الھم ف أمر فرع ون ف ى ذل ك الي وم مس خرى الش عب و مدبري ه ق ائالً ال تع ودوا تعط ون‬ ‫الش عب تبن ا ً لص نع الل بن ك أمس و أول م ن أم س لي ذھبوا ھ م و يجمع وا تبن ا ً ألنفس ھم و‬ ‫مقدار اللبن الذى ك انوا يص نعونه أم س و أول م ن أم س تجعل ون عل يھم ال تنقص وا من ه‬ ‫فإنھم متكاسلون لذلك يصرخون قائلين نذھب و نذبح إللھنا ليثقل العم ل عل ى الق وم حت ى‬ ‫يشتغلوا به و ال يلتفتوا إلى كالم الكذب فخرج مسخرو الشعب و مدبروه و كلم وا الش عب‬ ‫قائلين ھكذا يقول فرعون لست أعط يكم تبن ا ً أذھب وا أن تم و خ ذوا ألنفس كم تبن ا ً م ن حي ث‬ ‫تجدون أنه ال ينقص م ن عملك م ش ىء فتف رق الش عب ف ى ك ل أرض مص ر ليجمع وا قش ا ً‬ ‫عوضا ً عن التبن و كان المسخرون يعجل ونھم ق ائلين كمل وا أعم الكم أم ر ك ل ي وم بيوم ه‬ ‫كم ا ك ان حينم ا ك ان الت بن فض رب م دبرو بن ى إس رائيل ال ذين أق امھم عل يھم مس خرو‬ ‫فرعون و قيل لھم لماذا لم تكملوا فريضتكم من صنع اللبن أم س و الي وم ك األمس و أول‬ ‫من أمس فأتى مدبرو بنى إسرائيل و صرخوا إلى فرعون قائلين لماذا تفعل ھك ذا بعبي دك‬ ‫الت بن ل يس يعط ى لعبي دك و الل بن يقول ون لن ا أص نعوه و ھ وذا عبي دك مض روبون و ق د‬ ‫أخط أ ش عبك فق ال متكاس لون أن تم متكاس لون ل ذلك تقول ون ن ذھب و ن ذبح لل رب ف اآلن‬ ‫أذھبوا أعملوا و تبن ال يعط ى لك م و مق دار الل بن تقدمون ه()خ ر‪ (١٩-٤ :٥‬ش دد فرع ون‬ ‫أوام ره إلذالل الش عب ب دالً م ن أن يطلقھ م ‪ ،‬ب ل أتھمھ م أنھ م متكاس لون و كل م مس خرى‬ ‫الشعب ‪ -‬ھؤالء من المصريين – و مدبريه ‪ -‬ھؤالء من اليھ ود – و ھ م كمق اولى األنف ار‬ ‫أو متعھدى األنفار ‪ ،‬عليھم أن يدبروا رجاالً م ن اليھ ود لتس ليم كمي ة معين ة كواج ب ي ومى‬ ‫إلى المسخرين ‪ ،‬و كان أن أم ر فرع ون أن عل ى اليھ ود أن يجمع وا الت بن بأنفس ھم ‪ ،‬فك ان‬ ‫الزراع يتركون القش لمن يريد و كان ھناك من يجمعه من الزراع المصريين و يأتون به‬ ‫للشعب ليصنعوا منه الط وب الل بن ‪ ،‬و لك ن حس ب أوام ر فرع ون ص ار ھ ذا واج ب جدي د‬ ‫على الشعب أن يذھبوا ھم ليلتقطوا التبن ألنفسھم على أن يوردوا نف س كمي ة الل بن ‪ ،‬ذھ ب‬ ‫‪ ٧‬لكى يذلوھم بأثقالھم ‪ :‬أى يثقل وا عل يھم فيش عروا بالمذل ة ف ال يفك روا ف ى التم رد و الث ورة ‪ ،‬و حت ى ال ينم وا ف ى‬ ‫العدد و يتكاثروا ‪.‬‬

‫‪٣٥‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫الشعب ليشتكى لفرعون أن المس خرين ك انوا يض ربونھم ط البين كمي ة أكب ر م ن األعم ال‬ ‫وقالوا )أخطأ شعبك( أى أن رجال ك ي ا فرع ون أخطئ وا فيم ا فعل وه ‪ ،‬و بع د آي ات كثي رة و‬ ‫الضربات العشر التى ضرب بھا ﷲ المصريين وافق أخي راً الفرع ون عل ى إط الق اليھ ود‬ ‫لك ن بع دما س مح لھ م ع رف فرع ون أن ة خس ر األي دي العامل ة المجاني ة الت ى بن ى عليھ ا‬ ‫رفاھيته التعيسة )فلما أخبر ملك مصر أن الشعب قد ھرب تغير قلب فرعون و عبيده على‬ ‫الش عب فق الوا م اذا فعلن ا حت ى أطلقن ا إس رائيل م ن خ دمتنا()خ ر‪ ، (١٥:٥‬ل ذا ي رجح أن‬ ‫رفض فرعون مص ر خ روج اليھ ود م ع موس ى يرج ع ألس باب اقتص ادية و ل يس ألس باب‬ ‫دينية ألن ھروب العبيد اليھود يمثل خسائر اقتصادية لفرعون مصر متمثلة فى اآلتي ‪-:‬‬ ‫‪ -١‬فقدان العمالة الماھرة فى صنع الطوب ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬فقدان جزء كبير من طائفة البن ائين و ع دم اس تكمال المش اريع العام ة الت ى ك ان يس خر‬ ‫فيھا اليھود ‪.‬‬ ‫‪ -٣‬فقدان مصدر من مصادر الضرائب التى كانت تحصل من اليھود ‪.‬‬ ‫‪ -٤‬فقدان عمال رعى األغنام و المواشي الخاصة بفرعون ألن أغلبھم من العبيد اليھود ‪.‬‬ ‫‪ -٥‬خطر سياسى أن يقرر اليھود محاربة المصريين بعد نوالھم حريتھم‪.‬‬ ‫أوالً ‪ :‬اليھود و العبودية ‪-:‬‬ ‫لم يك ن ممكن ا ً للش ريعة اليھودي ة أن تمن ع نظ ام العبودي ة دفع ة واح دة ‪ ،‬لكنھ ا إلتزم ت‬ ‫بتقديم قواعد و نظم تحفظ للعبد حقه اإلنسانى ‪ ،‬و تنزع عنه إلى حد كبي ر الجان ب اإلذالل ى‬ ‫‪ ،‬ليعيش كإنسان و أخ تحت ظروفه القاسية ‪ ،‬يحدثنا اإلصحاح ‪ ٢١‬م ن س فر الخ روج ع ن‬ ‫حقوق العبد العبرانى ‪ ،‬إذ تميز الشريعة بين العبد غير العبرانى و العبد العبرانى ‪.‬‬ ‫‪ -١‬األسباب التى قد تجعل من العبرانى عبداً ‪-:‬‬ ‫‪ -١‬بسبب الفقر قد يبيع اإلنسان نفسه أو أوالده ) ال‪٢) ، ( ٣٩:٢٥‬مل‪. (١:٤‬‬ ‫‪ -٢‬بسبب السرقة ‪ ،‬إن لم يكن له ما يوفى فيباع بسرقته )خر‪. (٣:٢٢‬‬ ‫‪ -٣‬قد يبيع اإلنسان أبنه أو أبنته عبيداً )خر‪ ) ( ١٧، ٧:٢١‬نح‪. (٥:٥‬‬ ‫قد يصير اإلنسان عبداً بالميالد إذا كان والده عبداً ‪.‬‬ ‫‪-١‬‬ ‫‪ -٢‬الحقوق التى قدمتھا الشريعة للعبد العبرانى و األمة العبرانية ‪-:‬‬ ‫‪ -١‬يعامل العبد العبرانى كأخ و ل يس ف ى مذل ة )ال‪ ، (٤٣-٣٩:٢٥‬و ب ذلك ق دمت الش ريعة‬ ‫نظرة جديدة للعبد فھو أخ شريك ف ى العبودي ة الواح د فالك ل عبي د ‪ ،‬و الس يد علي ه أن‬ ‫يعامل عبده على أنه أجير ) يعمل باألجرة ( و بدون إذالل ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬نصت الشريعة على أن العبد يعتق من عبوديته فى السنة الس ابعة م ن عبوديت ه أى بع د‬ ‫‪ ٦‬سنوات‪ ،‬ھنا نرى صورة لما صنعه السيد المسيح الذى أعتقنا م ن العبودي ة ) إن ح رركم‬ ‫االبن فبالحقيقة تكونون أحراراً ( )يو‪. (٣٦:٨‬‬ ‫‪٣٦‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫‪ -٣‬للعبد حق الخي ار أن يت رك بي ت س يده أو يطل ب أن يبق ى مع ه ك ل أي ام حيات ه ف إن ك ان‬ ‫العبد يحب سيده و زوجته و أوالده عليه أن يستعبد نفسه لسيده بمحض إرادته إل ى النھاي ة‬ ‫‪ ،‬فيقدم ه س يده إل ى الب اب و يثق ب أذن ه عالم ة الطاع ة الكامل ة ‪ ،‬و ثق ب األذن ك ان ع ادة‬ ‫شرقية متعارف عليھا فھم يثقبون أذن العبد ‪ ،‬و الب اب ك ان يش ير لألس رة الت ى ألتص ق بھ ا‬ ‫العب د ‪ ،‬م رة أخ رى نج د ص ورة للمس يح ال ذى أح ب أب اه و أح ب عروس ته ) الكنيس ة ( و‬ ‫أوالده ) نحن ( ) أف‪ (٢٧-٢٥:٥‬فصارمن أجلنا عبداً لكى يرفعنا م ن العبودي ة إل ى البن وة‬ ‫‪ ،‬و حيث أن ثقب األذن صار كناية عن العبودية اختي اراً و الطاع ة الكامل ة ) ألن األذن‬ ‫ھى عضو الس مع ( ص ار ق ول داود النب ى ) أذن ى فتح ت )ثقب ت( ( )م ز‪ (٦:٤٠‬نب وة ع ن‬ ‫قبول المسيح أن يتجسد متخذاً ص ورة عب د باختي اره ‪ ،‬ھك ذا فس رھا ب ولس الرس ول ق ائالً )‬ ‫ھل نقبل فتح أو ثقب آذاننا لنخضع و نسمع و نصير عبيداً فى حب ( )عب‪(٧-٥:١٠‬‬ ‫‪ -٤‬ف ى س نة اليوبي ل و ھ ى ت أتى ك ل ‪ ٥٠‬س نة ) ك ل ‪ ٧ × ٧‬س نين ( يتح رر جمي ع ھ ؤالء‬ ‫العبيد حتى الذين لم يكملوا السنوات الست )ال‪ (٤٠ ،٣٩:٢٥‬ھذا يرمز لعمل الروح القدس‬ ‫يوم الخمسين الذى يھب الكنيسة كمال الحرية فى استحقاقھا لدم المسيح ‪.‬‬ ‫‪ -٥‬ال يخرج العب د فارغ ا ً بع د تح رره ب ل يأخ ذ مع ه م ن الغ الت و القطي ع و م ن البي در و‬ ‫المعصرة )ال‪ ، (٤٣:٢٥‬كما أن المسيح لم يحررنا فقط بل وھبنا غنى روحه القدوس‬ ‫‪ -٦‬يمك ن للعب د أن يت زوج إبن ة س يده )‪١‬أى‪ (٣٥:٢‬كم ا يمك ن للس يد أن يت زوج األم ة أو‬ ‫يعطيھا زوجة ألبنه ‪ ،‬و ال يحق له أن يبيع العبد العبرانى أو األمة لسيد أجنبى )خر‪-٧:٢١‬‬ ‫‪ (١١‬بھذا تصيراألمة من أھل البيت لھا كل الحقوق كأحد أفراد األسرة ‪ ،‬ھ ذه ص ورة حي ة‬ ‫لعمل ﷲ معنا الذى قدمنا نحن عبيده كعروس ألبنه فصارت لنا شركة أمجاده السماوية ‪.‬‬ ‫‪ -٧‬إن أھم ل الس يد أو أبن ه ف ى ح ق األم ة الت ى تزوجھ ا م ن جھ ة الطع ام أو المالب س أو‬ ‫حقوقھا الزوجية تصير األمة حرة‪.‬‬ ‫‪ -٨‬ألغيت عادة العبيد العبرانيين و حرمت تماما ً بعد العودة من السبى ‪.‬‬ ‫‪ -٣‬عبودية األممى ) غير اليھودى ( ‪-:‬‬ ‫غالبا ً ھم من أس رى الح رب )ع د‪٢) ، (٩:٣١‬م ل‪ (٢:٥‬أو مش ترين ) ت ك‪ (٢٧:١٧‬أو‬ ‫بالميالد ‪ ،‬لكننا ال نشتم من الكتاب المقدس و ال من التاريخ أنه كان يوجد س وق لل رق عن د‬ ‫اليھ ود ‪ ،‬و ن رى كي ف أن إب راھيم ك ان ين وى أن يت رك ثروت ه لعب ده أليع ازر الدمش قى ‪،‬‬ ‫حفظت الشريعة‪ ٨‬حقوق العبيد ‪-:‬‬ ‫‪ -١‬من يسرق إنسانا ً و يبيعه أو يوجد فى يده يقتل )خر‪. (١٦:٢١‬‬

‫‪ ٨‬لم يعطى القانون الرومانى أى حق مدنى أو إنسانى للعبيد ‪ ،‬فال يعاقب ھ ذا الق انون الس يد إن ع ذب عب داً أو أم ة‬ ‫أو قتله أو إغتصب منه زوجته ‪ ،‬كما كان على العبد أن يشكر سيده على أقل رحمة يراھا منه ‪.‬‬

‫‪٣٧‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫‪ -٢‬جريم ة قت ل العب د تتس اوى م ع قت ل الح ر ) ال ‪ (٢٢، ١٧:٢٤‬وحس ب التلم ود إذا قت ل‬ ‫سيد عبده يقتل السيد أما المحدثين من اليھود قالوا يدفع عنه دية ‪.‬‬ ‫‪ -٣‬إذا فقد عبد عينه أو يده يعتق ) خر ‪ (٢٦:٢١،٢٧‬ھذا فيه حماية للعبد ‪.‬‬ ‫‪ -٤‬أعطت الشريعة للعبيد أن يعبدوا آلھتھم الخاصة مما يكفل لھم حرية العقيدة حتى وإن‬ ‫كانوا مخطئين ‪ ،‬على أنه كان من حق السيد العبرانى أن يختن عبيده أيا ً كانت ملتھم ‪.‬‬ ‫‪ -٥‬أعطتھم حق اإلشتراك مع سادتھم فى األعياد ) خر‪ ) ، ( ١٠:٢٠‬خر‪. (١٢:٢٣‬‬ ‫المسيحية و محاربتھا للسخرة و العبودية ‪-:‬‬ ‫يجد القارئ فى اإلنجيل عدة شواھد تشير إلى المس اواة ب ين الن اس و ع دم س يادة أح د عل ى‬ ‫أحد ‪ ،‬و ذلك بعد مشاجرة بين تالمي ذ المس يح عل ى م ن ھ و األعظ م بي نھم دع اھم يس وع و‬ ‫قال لھم )أنتم تعلمون أن رؤساء األمم يس ودونھم و العظم اء يتس لطون عل يھم ف ال يك ون‬ ‫ھكذا فيكم بل من أراد أن يك ون ف يكم عظيم ا ً فل يكن لك م خادم ا ً و م ن أراد أن يك ون ف يكم‬ ‫أوالً فل يكن عب داً كم ا أن أب ن اإلنس ان ل م ي أت ليخ دم ب ل ليخ دم و يب ذل نفس ه فدي ة ع ن‬ ‫كثيرين()مت‪ (٢٨-٢٥ :٢٠‬ما يعلمه المسيح ھن ا بوض وح ھ و أن الس يادة و التس لط عل ى‬ ‫اآلخ رين غي ر مقبول ة ف ى المجتم ع المس يحى و إنم ا يفض ل عل ى ذل ك التواض ع و خدم ة‬ ‫اآلخرين ‪ ،‬و يعلمنا يسوع المس يح بھ ذا المعن ى )و أم ا أن تم ف ال ت دعوا س يدى ألن معلمك م‬ ‫واح د المس يح و أن تم جميع ا ً إخ وة و ال ت دعوا لك م أب ا ً عل ى األرض ألن أب اكم واح د ف ى‬ ‫السموات و ال تدعوا معلمين ألن معلمك م واح د المس يح و أكب ركم يك ون خادم ا ً لك م فم ن‬ ‫يرفع نفسه يتضع و من يضع نفسه يرتفع()مت‪ ، (١٢-٨ :٢٣‬يعلمن ا اإلنجي ل أن الجمي ع‬ ‫ھم عبيد المسيح ‪ ،‬و إن كنا عبي داً للمس يح ف ال نس تعبد للن اس )ال دعوة الت ى دع ى فيھ ا ك ل‬ ‫واحد فليلبث فيھا دعيت و أنت عبد ف ال يھم ك ب ل إن إس تطعت أن تص ير ح راً فاس تعملھا‬ ‫بالحرى ألن من دعى من الرب و ھو عبد فھ و عتي ق ال رب ك ذلك الح ر الم دعو ھ و عب د‬ ‫للمس يح ق د إش تريتم ب ثمن ف ال تص يروا عبي داً للن اس( )‪١‬ك و‪ ، (٢٤-٢٠ :٧‬ك ذلك يعل م‬ ‫اإلنجيل المساواة بين الجمي ع و ع دم التميي ز ب ين عب د و ح ر أو رج ل و ام رأة )ألن كلك م‬ ‫الذين إعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح ليس يھودى و ال يون انى و ل يس عب د و ال ح ر‬ ‫ليس ذك ر و أنث ى ألنك م جميع ا ً واح د ف ى المس يح يس وع()غ ال‪ ، (٢٧ :٣‬مم ا س بق ذك ره‬ ‫نستنتج أن المسيحية منذ البداية نادت بالمساواة بين الناس و عدم التمييز بي نھم ف ى الحق وق‬ ‫أو الواجبات ‪ ،‬لكن لم تشأ المسيحية إثارة العبيد ضد سادتھم ‪ ،‬فقد كان العبيد يمثلون نصف‬ ‫تعداد المملكة الرومانية ‪ ،‬بل طالبت العبي د بالطاع ة لس ادتھم )أف‪١) ، (٨-٥:٦‬ب ط‪-١٨:٢‬‬ ‫‪ (٢١‬و لكنھا طالبت العبي د بھ ذا حت ى يكون وا ق دوة حس نة و تك ون حي اتھم المقدس ة م ؤثرة‬ ‫على سادتھم لعلھم يؤمنون ‪ ،‬و لقد أعاد بولس الرسول العبد الھارب لفليمون س يده و كان ت‬ ‫الرسالة إلى فليمون السيد أن يحب عبده و يعامله ك أخ و يح رره بإرادت ه المطلق ة ‪ ،‬و ل يس‬ ‫‪٣٨‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫بتح ريض العب د أنس يموس عل ى الث ورة و الھ روب ‪ ،‬و ق د ح رره فليم ون فع الً ‪ ،‬ل ذلك ب دأ‬ ‫نظام الرق فى اإلنھي ار و ك ان ھ ذا م ن أس باب ث ورة الروم ان ض د المس يحية ‪ ،‬و ت تلخص‬ ‫وجھة نظر المسيحية عن نظام الرق فيما يلى ‪-:‬‬ ‫‪ -١‬ألزمت الكنيسة أوالدھا أن يعاملوا العبيد كأخوة لھم )‪١‬كو‪) ، (٢٢، ٢١:٧‬غال‪(٢٨:٣‬‬ ‫‪ -٢‬السادة الذين عاشوا بروح اإلنجيل حرروا عبيدھم دون وجود أمر صريح‪.‬‬ ‫‪ -٣‬كثيرين من العبيد نالوا رتبا ً كنسية عالية مثل أنسيموس عبد فليمون فقد صار أسقفا ً ‪،‬‬ ‫و من العبيد من صاروا شھداء و كرمتھم الكنيسة و طلبت شفاعتھم مثل األنبا موسى‬ ‫األسود ‪.‬‬ ‫‪ -٤‬الكتابات الكنسية شجعت على إنھيار ھذا النظام بأن طالبت أن يحسب العبد كأخ ‪ ،‬و‬ ‫لقد رأى القديس أغسطينوس أن العبودية ھى ثمرة للخطية فأول مرة نسمع عن العبودية‬ ‫كانت مع سقوط كنعان فى خطيته ) تك‪. (٢٥:٩‬‬

‫‪٣٩‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫الباب الرابع ‪ :‬المسيحية و السوق و توازن الطلب و العرض‬ ‫السوق ‪ :‬ھو المكان الذى تلتقي فيه قرارات البائعين و المشترين بشأن تبادل السلع ‪،‬‬ ‫و ق د ال يش ترط ل ه مك ان مع ين ‪ ،‬و إنم ا مج رد عملي ة إنج از البي ع و الش راء كالتع امالت‬ ‫اإللكترونية ‪ ،‬و السوق ھو المكان التى ي تم م ن خالل ه تحدي د األس عار و الكمي ات المتبادل ة‬ ‫من السلع و الخدمات ‪ ،‬أرسل يعقوب أبنائه لشراء القمح من أرض مصر فق د كان ت مص ر‬ ‫بالنسبة لھم دولة بھا سوق للغالل )فلما رأى يعقوب أنه يوج د قم ح ف ى مص ر ق ال يعق وب‬ ‫لبني ه لم اذا تنظ رون بعض كم إل ى بع ض و ق ال إن ي ق د س معت أن ه يوج د قم ح ف ى مص ر‬ ‫أنزلوا إلى ھناك و اشتروا لنا من ھناك لنحي ا و ال نم وت فن زل عش رة م ن إخ وة يوس ف‬ ‫يشتروا قمحا ً من مصر و أما بنيامين أخو يوسف فلم يرسله يعق وب م ع إخوت ه ألن ه ق ال‬ ‫لعل ه تص يبه أذي ة ف أتى بن و إس رائيل ليش تروا ب ين ال ذين أت وا ألن الج وع ك ان ف ى أرض‬ ‫كنعان و كان يوسف ھو المسلط على األرض و ھو البائع لكل شعب األرض()تك‪-١ :٤٢‬‬ ‫‪ . (٦‬و أيضا ً عرف اليھود األسواق و ت م ذكرھ ا ف ى مواض ع كثي رة بالكت اب المق دس مث ل‬ ‫)فأنطلق ثم عاد فأخبره أن واحداً من بن ى إس رائيل م ذبوح ملق ى ف ى الس وق()طوبي ا‪: ٢‬‬ ‫‪) ، (٣‬يھ وذا و أرض إس رائيل ھ م تج ارك ت اجروا ف ى س وقك بحنط ة مني ت و ح الوى و‬ ‫عسل و زيت()حز‪)، (١٧ : ٢٧‬و دان و ياوان ق دموا غ زالً ف ى أس واقك حدي د مش غول و‬ ‫س ليخة و قص ب ال ذريرة كان ت ف ى س وقك( )ح ز ‪) ، (١٩ : ٢٧‬ف أعلم و أفھ م أن ه م ن‬ ‫خروج األمر لتجديد أورشليم و بنائھا إلى المسيح الرئيس سبعة أسابيع و اثنان و ستون‬ ‫أس بوعا يع ود و يبن ى س وق و خل يج ف ى ض يق األزمن ة()دا‪) ، (٢٥ :٩‬يش بھون أوالداً‬ ‫جالسين فى السوق ينادون بعضھم بعضا ً و يقولون زمرنا لكم فل م ترقص وا نحن ا لك م فل م‬ ‫تبكوا()لو‪. (٣٢ :٧‬‬ ‫الثمن‪ :‬ھو ما تراضى عنه الطرفين البائع و المشترى عند التبادل و قد يك ون أكث ر أو أق ل‬ ‫من القيمة‪.‬‬ ‫القيمة ‪ :‬ھى الثمن العادل للسلعة محل التب ادل ‪ ،‬مث ال عل ى ذل ك ھ و بي ع عيس و البكوري ة‬ ‫بأكلة عدس فالثمن ھ و الع دس و الس لعة ھ ى البكوري ة و قيمتھ ا كبي رة ج داً بالنس بة للس عر‬ ‫الذى باع به عيس و ‪ ،‬فقيم ة البكوري ة م ن حي ث البرك ة و المي راث الروح ى كان ت ال تق در‬ ‫بثمن فبيع البكورية يؤكد قيمة األمور التى ال ترى )فقال يعقوب أحلف لى اليوم فحل ف ل ه‬ ‫فباع بكوريته ليعقوب فأعطى يعقوب عيس و خب زاً و طب يخ ع دس فأك ل و ش رب و ق ام و‬ ‫مضى فأحتقر عيسو البكوري ة()ت ك‪) ، (٣٤ ، ٣٣ :٢٥‬ل ئال يك ون أح د زاني ا ً أو مس تبيحا ً‬ ‫كعيسو الذى ألجل أكلة واحدة باع بكوريته()ع ب‪) ، ( ١٦ :١٢‬أل يس عص فوران يباع ان‬ ‫بفلس و واحد منھما ال يسقط على األرض بدون أبيكم و أم ا أن تم فحت ى ش عور رؤوس كم‬ ‫‪٤٠‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫جميعھا محصاة()مت‪ ( ٢٩ :١٠‬و السيد المسيح وضح لنا بھ ذا المث ل الف رق ب ين ال ثمن و‬ ‫القيمة فالعصفوران يباعان فى السوق بفلس واحد و ھ ذا ثم نھم لك ن قيم تھم ل دى ﷲ كبي رة‬ ‫فلھم دور كبير فى النظام الذى خلقه ﷲ و بالطبع أكبر من قيمة الفلس و أن ت أيھ ا اإلنس ان‬ ‫ف ا يقيمن ا ب ثمن عظ يم إذ يق ول الرس ول ب ولس )ألنك م ق د اش تريتم ب ثمن فمج دوا ﷲ ف ى‬ ‫أجسادكم و فى أرواحكم التى ھى ()‪ ١‬كو ‪ ، (٢٠ :٦‬نعم أنه ثمن غالى ال يحسب بفضة‬ ‫بل بالدم الغالي الذى يفوق كل قيمتنا ‪ ،‬ألن المسيح م ات ألجلن ا و حررن ا بدم ه الثم ين كم ا‬ ‫يشير القديس بطرس فى رسالته )عالمين أنكم افتديتم ال بأش ياء تفن ى بفض ة أو ذھ ب م ن‬ ‫سيرتكم الباطلة التى تقلدتموھا من اآلباء بل بدم كريم كم ا م ن حم ل ب ال عي ب و ال دن س‬ ‫دم المسيح()‪١‬بط‪ ، (١٩-١٨ :١‬نعم ھو دم ثم ين ألن ه دم جس د ب ال دن س دم أب ن ﷲ ال ذى‬ ‫فدانا ليس فقط من لعنة الناموس بل و من موت الخطيئة األبدي )المس يح افت دانا م ن لعن ة‬ ‫الناموس إذ صار لعنة ألجلنا ألنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة( )غال‪.(١٣ :٣‬‬ ‫األسواق المثالية ‪-:‬‬ ‫السوق المثالى ھو السوق الذى يتمتع باألخالق المسيحية من حيث األمانة و الصدق و‬ ‫عدم الجشع فى المفاوضة على السعر و لنتفھم الفكرة لنفترض أنك ج ائع ألقص ى درج ة و‬ ‫م ررت عل ى مطع م للف ول و الطعمي ة و استنش قت رائح ة الطعمي ة اللذي ذة فش عرت برغب ة‬ ‫عارمة فى شراء س ندوتش طعمي ة ب أي س عر المھ م أن تأك ل فتق ول للب ائع ف ى لھف ة ) أري د‬ ‫سندوتش طعمية ( ‪ ،‬في رد الب ائع ) ك م تس تطع أن ت دفع مقاب ل س ندوتش طعمي ة ؟ ( ‪ ،‬فت رد‬ ‫بكل صدق )كل ما أملك االن ‪ ٥‬جنيه ألنني ج ائع ج داً ( ‪ ،‬فيش عر الب ائع بأن ك ج ائع ج داً و‬ ‫أن السعر الذى عرضته أكبر من التكلفة بكثير فيشعر بتأني ب الض مير ألن ه أس تغل جوع ك‬ ‫فيق ول ل ك بأمان ة ) إن الس ندوتش تكلف ة الخب ز في ه ‪ ١٠‬ق روش و الطعمي ة ‪ ٢٥‬ق رش و‬ ‫السلطة ‪ ١٠‬قروش و نصيب السندوتش من إيجار المحل و أجور العمل ‪ ٢٠‬قرش و أخيراً‬ ‫ربحي ‪ ١٥‬قرش ليصبح السعر العادل ‪ ٧٥‬قرش و لك باقي من الخمسة جنيھ ات بالض بط‬ ‫‪ ٤,٢٥‬جنية (‪،‬قد يتحقق المثال الس ابق ف ى دني ا الواق ع كثي راً فل يس ك ل مفاوض ات البي ع و‬ ‫الشراء فى األسواق يغلب عليھا طابع الجشع بل كثيراً ما تش ترى س لع ب أرخص م ن ثمنھ ا‬ ‫كرغيف الخبز فى مصر فھو مدعوم من الحكومة بأكثر من التكلفة بكثير لكن لماذا مدعوم‬ ‫ألن حكوم ات الش عوب الفقي رة تعلم ت م ن حكم ة يش وع ب ن س يراخ عن دما ق ال ) خب ز‬ ‫المعوزين حياتھم فمن أمسكه عل يھم فإنم ا ھ و س افك دم اء ( ) يش وع ب ن س يراخ ‪: ٣٤‬‬ ‫‪ (٢٥‬ف أن ل م يت وفر الخب ز ف ى ال دول الفقي رة فس تحل المجاع ات الت ى يص حبھا ح روب‬ ‫للحصول على الغذاء ‪ ،‬و قد تتساءل لماذا ال تتدخل الحكومة فى تحدي د ك ل األس عار حت ى‬ ‫ال يبالغ التجار فى عمليات البيع و الشراء ؟ و إجابة ھذا السؤال قد تبدو سھلة لك ن الت دخل‬ ‫‪٤١‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫الحكومى أمر له مميزاته و عيوبه فى نفس الوقت ‪ ،‬فاألمور االقتصادية دائما ً لھا أكثر م ن‬ ‫وجھة نظر لذلك سوف نترك ھذه النقطة اآلن و نشرحھا الحقا ً ‪.‬‬ ‫العناصر المكونة للسوق ‪-:‬‬ ‫أوالً‪ :‬جانب الطلب )‪-: (The Demand‬‬ ‫و ھو يمثل الطرف األول ف ى الس وق ‪ ،‬حي ث يق وم المس تھلك بطل ب و ش راء الس لع و‬ ‫الخدمات المختلفة ‪ ،‬و يقوم المستھلك بوضع ج دول طل ب خ اص ب ه يوض ح الكمي ات الت ى‬ ‫س يقوم المس تھلك بش رائھا مقاب ل ك ل س عر محتم ل لھ ذه الس لعة ‪ ،‬و يس مى ھ ذا ) بج دول‬ ‫الطلب ( ‪.‬‬ ‫ج دول الطل ب ‪ :‬ھ و ج دول يوض ح الكمي ات المختلف ة م ن الس لعة الت ى يرغ ب و يس تطيع‬ ‫المستھلك شرائھا خالل فترة زمنية معينة ‪.‬‬ ‫محددات الطلب ‪-:‬‬ ‫‪ -١‬ذوق المستھلك ‪-:‬‬ ‫إن ذوق المستھلك المسيحى ال يعبر عنه إال ما ورد على لسان بولس الرسول فى )‪١‬كو‪:٦‬‬ ‫‪ (١٤-١٢‬فقد قدمت المسيحية لنا ثالثة مقاييس ھامة نتع رف بھ ا عل ى األم ور و نمي ز بھ ا‬ ‫ى ‪-:‬‬ ‫أوھ‬ ‫ن الخط‬ ‫واب م‬ ‫الص‬ ‫‪) -١‬ك ل األش ياء تح ل ل ى لك ن ل يس ك ل األش ياء تواف ق( )‪١‬ك و‪(٢٣:١٠‬‬ ‫‪) -٢‬ك ل األش ياء تح ل ل ى و لك ن ل يس ك ل األش ياء تبن ى( )‪١‬ك و‪(٢٣:١٠‬‬ ‫‪) -٣‬كل األشياء تحل لى لكن ال يتسلط على شىء( )‪١‬كو‪(١٢:٦‬‬ ‫فم ثالً س لعة ك الخمر و الس جائر بالمب ادئ الثالث ة الس ابقة ال يمك ن أن تك ون م ن ذوق أى‬ ‫مستھلك مسيحى و مقاطعة ھذه الس لع س يؤدى إل ى خف ض ثمنھ ا ‪ ،‬ألن القاع دة االقتص ادية‬ ‫تقول أن تغير ذوق المستھلك سيعمل على تغير الطلب عل ى الس لعة ‪ ،‬ف إذا ك ان ھ ذا التغي ر‬ ‫ف ى ص الح الس لعة ) أى أن المس تھلك أص بح يفض ل الس لعة اآلن و يرغ ب ف ى الحص ول‬ ‫عليھ ا ( س يرتفع الطل ب عل ى الس لعة ‪ ،‬أم ا إذا ل م يع د المس تھلك راغب ا ً ف ى الس لعة تح ول‬ ‫أذواق المستھلكين عن السلعة سينخفض الطلب على السلعة ‪ ،‬و أخيراً نرجو أن يرشدنا ﷲ‬ ‫فى كافة إختيارتنا و أن يعطينا ذوقا ً صالحا ً )ذوقا ً صالحا ً و معرف ة علمن ى ألن ى بوص اياك‬ ‫آمنت()مز‪. (٦٦ :١١٩‬‬ ‫‪ -٢‬عدد المشترين ‪-:‬‬ ‫كلما أرتفع عدد مستھلكي السلعة كلما أرتفع الطلب على السلعة ‪ ،‬و كلما أنخف ض ع دد‬ ‫مستھلكي السلعة كلما أنخفض الطلب على السلعة ‪ ،‬فمثالً فى فترات الص يام ع ن اللح وم و‬ ‫األلبان يقل الطلب على اللحوم و يكثر الطلب على البقوليات و البطاطس ‪.‬‬ ‫‪٤٢‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫‪ -٣‬توقعات المستھلكين ‪-:‬‬ ‫إذا توقع المستھلك ارتفاع س عر الس لعة ف ى المس تقبل أو نفاذھ ا م ن األس واق ف إن ذل ك‬ ‫سيدفع المستھلك إلى زيادة طلبه على السلعة فى الوقت الحاضر ‪ ،‬و بالتالى سيرتفع الطلب‬ ‫على السلعة مثل عند توقع حدوث حرب أو كارثة )قائلين نباركك أيھ ا ال رب إل ه إس رائيل‬ ‫من أجل أن ه ل م يص بنا م ا كن ا نتوقع ه()طوبي ا‪ ، (١٧ :٨‬أم ا إذا توق ع المس تھلك انخف اض‬ ‫سعر السلعة فى المستقبل فإنه سوف يقلل طلبه على السلعة حاليا ً م ن أج ل الحص ول عليھ ا‬ ‫فى المستقبل بسعر أقل و ھذا سيعمل على انخفاض الطلب عل ى الس لعة ‪ ،‬التوق ع ش ئ جي د‬ ‫لك ن فلنق ل بإيم ان )ل تكن مش يئتك()م ت‪ (١٠ :٦‬فل يس ك ل م ا تتوقع ه يحقق ه ﷲ )جي د أن‬ ‫ينتظر اإلنسان و يتوقع بسكوت خالص الرب()مراثى أرميا‪. (٢٦ :٣‬‬ ‫‪ -٤‬أسعار السلع األخرى‪-:‬‬ ‫إن تغير أس عار الس لع األخ رى ق د يعم ل عل ى الت أثير عل ى الطل ب عل ى س لعة م ا ‪ ،‬و ھ ذا‬ ‫يعتمد بالطبع على نوع السلع األخرى ‪ ،‬و يمكن التمييز بين ثالثة أنواع من السلع كما يلى‬ ‫أ‪ -‬السلع البديلة )‪-:(Substitutes‬‬ ‫و ھى السلع التى يمكن أن تحل محل بعضھا البعض ف ى االس تھالك كالش اي و القھ وة‬ ‫م ثالً ‪ ،‬فارتف اع س عر القھ وة س يعمل عل ى زي ادة الطل ب عل ى الش اي )حي ث يمك ن إح الل‬ ‫الشاي محل القھوة فى االستھالك( ‪ ،‬و بالتالى انتقال منحن ى الطل ب عل ى الش اي لألعل ى ‪،‬‬ ‫أما انخفاض سعر القھوة سيعمل على انخفاض الطلب على الشاي ‪ ،‬فمثالً إذا قررت النساء‬ ‫ترك التحلي بالذھب فستنخفض قيمته عن طريق استبداله بزين ة بس يطة م ن المع ادن األق ل‬ ‫ن درة )و ك ذلك أن النس اء ي زين ذواتھ ن بلب اس الحش مة م ع ورع و تعق ل ال بض فائر أو‬ ‫ذھب أو آللئ أو مالبس كثيرة الثمن()‪١‬تيمو‪. (٩ : ٢‬‬ ‫ب‪ -‬السلع المكملة )‪-:(Compliments‬‬ ‫و ھى السلع التى ال يمكن استھالك الواحدة منھا إال باستھالك األخرى كالشاي و السكر أو‬ ‫الك اميرا و الف يلم و ھك ذا ‪ ،‬و ي ؤدى ارتف اع س عر الش اي م ثالً إل ى انخف اض الطل ب عل ى‬ ‫السكر بينما انخفاض سعر الشاي فسيعمل على ارتفاع الطلب على السكر‪.‬‬ ‫ج‪ -‬السلع المستقلة )‪-:(Independent‬‬ ‫و ھى السلع التى ال يرتبط استھالك الواحدة منھا باألخرى كالتفاح و الشاي مثالً ‪.‬‬ ‫‪ -٥‬دخل المستھلك ‪-:‬‬ ‫يعتب ر دخ ل المس تھلك م ن العوام ل الرئيس ية المح ددة لطل ب المس تھلك عل ى الس لعة و‬ ‫ذل ك حس ب ن وع الس لعة م ع األخ ذ ف ى االعتب ار أن الب دائل المتاح ة للمس تھلك المس يحى‬ ‫الس تخدام ال دخل ھ ى العش ور‪ ٩‬و الض رائب و ش راء الس لع االس تھالكية و الخ دمات و‬ ‫‪ ٩‬العشور مبدأ روحى و إقتصادى فقد دفع أبونا إبراھيم العشور لملكى صادق )تك‪. (٢٠-١٤:١٨‬‬

‫‪٤٣‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التبرع ات و االدخ ار و اإلنف اق بح رص كم ا ف ى )يش وع ب ن س يراخ ‪)(١١ : ١٤‬ي ا بن ى‬ ‫أنفق على نفسك بحسب ما تملك و قرب لل رب تق ادم تلي ق ب ه( ‪) ،‬و أم ا ان ا فبك ل س رور‬ ‫أنف ق و أنف ق ألج ل أنفس كم و إن كن ت كلم ا أح بكم أكث ر أح ب أق ل( )‪٢‬ك و‪ ، (١٥ :١٢‬و‬ ‫اإليمان بأن ﷲ لن يتخلى عنا مھما حدث مثلما فعل مع شعب بنى إسرائيل ف ى البري ة )أم ا‬ ‫شعبك فبدالً من ذلك أطعمتھم طعام المالئكة و أرسلت لھم من الس ماء خب زاً مع داً ال تع ب‬ ‫فيه يتضمن كل لذة و يالئم كل ذوق()حك‪. (٢٠ :١٦‬‬ ‫‪ -٦‬تأثير المعتقدات و المبادئ الدينية فى االستھالك ‪-:‬‬ ‫المستھلك اليھودى و المسيحى و المسلم يختلف كالً منھم فى نوعية بعض السلع الت ى‬ ‫يستھلكھا‪ ،‬فمثالً المعتقدات الدينية اليھودية و اإلسالمية اتفقت فى تحريم لحم الخنزير ل ذلك‬ ‫لن تجد مس لما ً أو يھودي ا ً يش ترى لح م الخنزي ر بينم ا يختل ف معھ م المعتق د المس يحى ال ذى‬ ‫يبيح لحم الخنزير لذلك من الطبيعى أن ال تج د س وى المس يحيون يش ترون لح م الخنزي ر و‬ ‫مشتقاته ‪ ،‬كما يحرم الھنود المؤمنين بالھندوسية تن اول لح م األبق ار فل ن تج د أب داً ھندوس ي‬ ‫ي ذبح بق رة أو يتن اول م ن لحمھ ا ‪ ،‬فالمعتق د ال دينى ي ؤثر ف ى س لوك الطل ب عل ى الس لع ‪.‬و‬ ‫أخي را الش كل الت الى يوض ح منحن ى دخ ل األس رة المس يحية ف ى غي ر فت رات األص وام و‬ ‫األعياد ‪-:‬‬ ‫منحنى الدخل لألسرة‬

‫‪5%‬‬

‫‪10%‬‬

‫‪5%‬‬

‫‪4%‬‬

‫‪10%‬‬

‫‪5%‬‬

‫‪4%‬‬

‫عا‬ ‫بر‬ ‫ت‬

‫رائ‬ ‫ض‬

‫م‬

‫ت‬

‫ب‬

‫ت‬

‫حك‬ ‫مى‬ ‫و‬

‫حية‬ ‫ص‬

‫صال‬

‫ليم‬

‫وا‬

‫تع‬

‫دما‬ ‫خ‬ ‫ت‬

‫ساء‬ ‫ك‬

‫كن‬ ‫س‬

‫ذاء‬ ‫غ‬

‫عش‬

‫‪٤٤‬‬

‫ور‬

‫بنود االنفاق‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬

‫‪32%‬‬

‫نسبة النفقات للدخل‬

‫‪25%‬‬

‫‪100%‬‬ ‫‪90%‬‬ ‫‪80%‬‬ ‫‪70%‬‬ ‫‪60%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪40%‬‬ ‫‪30%‬‬ ‫‪20%‬‬ ‫‪10%‬‬ ‫‪0%‬‬


‫منحنى الدخل لألسرة فى األصوام و األعياد‬

‫‪10% 12%‬‬

‫‪5%‬‬

‫‪4%‬‬

‫‪5%‬‬

‫‪4%‬‬

‫نسبة النفقات للدخل‬

‫‪25%‬‬

‫‪25%‬‬ ‫‪10%‬‬

‫‪100%‬‬ ‫‪90%‬‬ ‫‪80%‬‬ ‫‪70%‬‬ ‫‪60%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪40%‬‬ ‫‪30%‬‬ ‫‪20%‬‬ ‫‪10%‬‬ ‫‪0%‬‬

‫ت‬ ‫عا‬ ‫بر‬ ‫ت‬

‫ب‬ ‫رائ‬ ‫ض‬

‫م‬ ‫وا‬ ‫ت‬ ‫صال‬

‫ليم‬ ‫تع‬

‫ص‬ ‫ية‬ ‫ح‬

‫مى‬ ‫كو‬ ‫ح‬

‫ت‬ ‫دما‬ ‫خ‬

‫اء‬ ‫كس‬

‫كن‬ ‫س‬

‫غذ‬ ‫اء‬

‫ور‬ ‫عش‬

‫بنود االنفاق‬

‫من الشكلين السابقين نالحظ اختالف نمط إنفاق األسرة المسيحية ف ى فت رة األص وام و‬ ‫األعي اد ‪ ،‬حي ث ي نخفض مع دل اإلنف اق عل ى الغ ذاء م ن ‪ %٣٢‬إل ى ‪ %٢٥‬و ذل ك بس بب‬ ‫االمتناع عن شراء اللحوم و الدواجن و االعتم اد عل ى البقولي ات ‪ ،‬و ب ذلك يتح ول الف ائض‬ ‫من الدخل الذى يوجه للتبرعات و االدخار لالرتفاع من ‪ %٥‬من الدخل إلى ‪. %١٢‬‬ ‫ثانيا ً‪ :‬جانب العرض )‪-:(Supply‬‬ ‫يمث ل الع رض الجان ب اآلخ ر م ن الس وق حي ث يق وم المن تج بإنت اج و بي ع الس لع و‬ ‫الخدمات المختلفة)تصنع قمصانا ً و تبيعھا و تعرض مناطق على الكنع اني()أم‪، (٢٤ :٣١‬‬ ‫)و الصوريون الساكنون بھا كانوا يأتون بسمك و كل بضاعة و يبيع ون ف ى الس بت لبن ي‬ ‫يھ وذا و ف ى أورش ليم()ن ح‪ ،(١٦ :١٣‬فعن د ك ل س عر محتم ل للس لعة الت ى ين وى المن تج‬ ‫عرض ھا نج د ھن اك كمي ة معين ة س يقوم المن تج بعرض ھا و بيعھ ا وھ ذا م ا يس مى بج دول‬ ‫العرض ‪.‬‬ ‫جدول العرض ‪ :‬ھو عبارة عن جدول يوضح الكميات المختلف ة م ن الس لعة الت ى يرغ ب و‬ ‫يستطيع المنتج إنتاجھا و بيعھا خالل فترة زمنية معينة ‪.‬‬ ‫محددات العرض )‪-:(Determinants of Supply‬‬ ‫‪ -١‬أسعار عناصر اإلنتاج ‪-:‬‬ ‫يعمل ارتفاع أسعار عناصر اإلنتاج المستخدمة فى عملية إنتاج السلعة أو الخدمة عل ى‬ ‫رفع تكلفة إنتاج ھذه السلعة أو الخدمة ‪ ،‬و بالتالى سيقوم المنتج بإنتاج كميات أقل منھا مم ا‬ ‫ي دفع الع رض لالنخف اض ‪ ،‬مم ا يعن ى أن الكمي ات المعروض ة أق ل م ن الس ابق عن د ك ل‬ ‫مستوى سعري ‪ ،‬من جانب آخر فإن انخفاض أسعار عناصر اإلنتاج يعن ى انخف اض تكلف ة‬ ‫‪٤٥‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫إنت اج ھ ذه الس لعة و ھ ذا يس اعد المن تج عل ى إنت اج كمي ات أكب ر منھ ا ‪ ،‬مم ا يعن ى كمي ات‬ ‫معروضة أكبر عند كل مستوى سعري للسلعة ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬عدد المنتجين ‪-:‬‬ ‫كلما أرتفع عدد منتجي السلعة كلم ا أرتف ع الع رض م ن ھ ذه الس لعة ‪ ،‬و كلم ا أنخف ض‬ ‫عدد منتجي السلعة كلما أنخفض العرض منھا ‪ ،‬فمثالً فى فترات الحروب ي نخفض اإلنت اج‬ ‫عموما ً فى كافة المجاالت و باألخص فى فت رات الحص ار للم دن فيق ل ع دد المنتج ين فيق ل‬ ‫المعروض من السلع فيحدث ارتفاع فى األسعار ‪ ،‬و قد تعرض بنى إسرائيل لھ ذا الموق ف‬ ‫كثيراً فى الكتاب المقدس ‪ ،‬و اآلية التالية وضحت مدى ارتف اع األس عار ألش ياء كان ت تع د‬ ‫معدومة القيمة قبل الحصار الحربي )و كان جوع شديد فى السامرة و ھم حاصروھا حتى‬ ‫ص ار رأس الحم ار بثم انين م ن الفض ة و رب ع الق اب م ن زب ل الحم ام بخم س م ن‬ ‫الفضة()‪٢‬مل‪( ٢٥ :٦‬‬ ‫‪ -٣‬التكنولوجيا المستخدمة ‪-:‬‬ ‫إن تطور مس توى التكنولوجي ا المس تخدم ف ى عملي ة إنت اج الس لعة يعم ل عل ى تخف يض‬ ‫تكلفة اإلنتاج و من ثم ارتفاع العرض منھا ‪ ،‬أما انخفاض مستوى التكنولوجيا المستخدم أو‬ ‫تراجعه يعمل على زيادة تكلفة اإلنتاج أى انخفاض ع رض الس لعة فم ثالً ف ى بداي ة الخليق ة‬ ‫كان اإلنسان يعمل بجمع الثمار من األشجار و لم يعرف الزراعة المنظمة ‪ ،‬ثم بدأ مع أبينا‬ ‫نوح الفالحة حيث ق ال الكت اب المق دس )و ابت دأ ن وح يك ون فالح ا ً و غ رس كرم ا ً()ت ك‪:٩‬‬ ‫‪ ، (٢٠‬ثم عرف اإلنس ان ص ناعة الط وب فق رر بن اء مدين ة كبي رة )و ح دث ف ى ارتح الھم‬ ‫شرقا ً أنھم وجدوا بقعة فى أرض شنعار و سكنوا ھناك و ق ال بعض ھم ل بعض ھل م نص نع‬ ‫لبنا ً و نشويه شيا ً فكان لھم اللبن مكان الحجر و كان لھم الحمر مكان الطين و ق الوا ھل م‬ ‫نبن ألنفسنا مدينة و برجا ً رأسه بالسماء و نصنع ألنفسنا أسما ل ئال نتب دد عل ى وج ه ك ل‬ ‫األرض()تك ‪ (٤-٢ :١١‬و أعطى ﷲ القدرة لبص لئيل ب ن أورى لعم ل مخترع ات تفي د ف ى‬ ‫بناء خيمة األجتماع )وكلم الرب موسى قائال‪:‬انظر‪ .‬قد دعوت بصلئيل ب ن أوري ب ن ح ور‬ ‫م ن س بط يھ وذا باس مه‪،‬ومألته م ن روح ﷲ بالحكم ة والفھ م والمعرف ة وك ل ص نعة‪،‬‬ ‫الختراع مخترعات ليعمل في الذھب والفضة والنحاس‪ ،‬ونقش حجارة للترصيع‪ ،‬ونج ارة‬ ‫الخشب‪ ،‬ليعمل في كل صنعة‪.‬وھا أنا قد جعلت معه أھوليآب بن أخيساماك م ن س بط دان‪.‬‬ ‫وفي قلب كل حكيم القلب جعلت حكمة‪ ،‬ليصنعوا كل م ا أمرت ك‪ :‬خيم ة االجتم اع‪ ،‬وت ابوت‬ ‫الشھادة‪ ،‬والغطاء الذي عليه‪ ،‬وكل آنية الخيمة‪،‬والمائدة وآنيتھا‪ ،‬والمن ارة الط اھرة وك ل‬ ‫آنيتھ ا‪ ،‬وم ذبح البخ ور‪،‬و م ذبح المحرق ة وك ل آنيت ه‪ ،‬والمرحض ة وقاع دتھا‪ ،‬والثي اب‬ ‫المنس وجة‪ ،‬والثي اب المقدس ة لھ ارون الك اھن وثي اب بني ه للكھان ة‪ ،‬ودھ ن المس حة‬ ‫والبخور العطر للقدس‪ .‬حسب كل ما أمرتك به يص نعون«‪ ).‬خ روج ‪ ، (١١ -١ :٣١‬لك ن‬ ‫‪٤٦‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫أحرص أيھا اإلنسان على استخدام التكنولوجيا فى الخير و ليس فى التع اظم عل ى ﷲ حت ى‬ ‫ال يحدث معك مع حدث لبناة البرج )فنزل الرب لينظر المدينة و البرج اللذين كان بنو آدم‬ ‫يبنونھما و قال الرب ھوذا شعب واحد و لسان واح د لجم يعھم و ھ ذا ابت داؤھم بالعم ل و‬ ‫اآلن ال يمتن ع عل يھم ك ل م ا ين وون أن يعمل وه ھل م نن زل و نبلب ل ھن اك لس انھم حت ى ال‬ ‫يسمع بعضھم لسان بعض فبددھم الرب من ھناك على وجه ك ل األرض فكف وا ع ن بني ان‬ ‫المدينة لذلك دعي أسمھا بابل ألن الرب ھن اك بلب ل لس ان ك ل األرض و م ن ھن اك ب ددھم‬ ‫الرب على وجه كل األرض()تك‪(٩- ٥ :١١‬‬ ‫فيج ب أن تك ون أفك ار األنس ان لخدم ه األنس انية ف ى الخي ر ) فأفك ار المجتھ د إنم ا ھ ى‬ ‫للخصب و كل عجول إنم ا ھ و للع وز ( ) أم ‪ (٥ :٢١‬ف ال تنس ى أيھ ا األنس ان ) إن العل ى‬ ‫ألھم الناس العلم لكى تمجد فى عجائبه( ) يشوع بن سيراخ ‪(٦ : ٣٨‬‬ ‫‪ -٤‬الضرائب و المعونات الحكومية‪-:‬‬ ‫عند قيام الحكومة بفرض ضريبة على اإلنتاج فأن ذلك يعنى ارتفاع ا تكلف ة إنت اج ھ ذه‬ ‫السلعة‪ ،‬و بالتالى قيام المنتج بإنتاج كمي ات أق ل م ن الس لعة حي ث ي ؤدى ذل ك إل ى تخف يض‬ ‫عرض السلعة ‪ ،‬أم ا عن د قي ام الحكوم ة بإعط اء تس ھيالت للمن تج ف إن ھ ذا يعن ى انخف اض‬ ‫تكلفة اإلنتاج مما يساعد المنتج على إنتاج كميات أكبر من السلعة ‪.‬‬ ‫أستخدم سليمان الحكيم نظاما ً أشبه بنظ ام المحافظ ات فقس م إس رائيل إل ى إثنت ى عش رة‬ ‫محافظة ‪ ،‬و أقام حافظا ً أو وكيالً على كل قسم ‪ ،‬فعمل المحافظ الرئيسى ھو أن يمد القصر‬ ‫الملكي بالمواد الغذائية و أن يجمع الضرائب م ن أج ل مش روعات س ليمان و لإلنف اق عل ى‬ ‫الج يش الض خم و بن اء الھيك ل و إن ك ان داود أب وه ق د أع د ل ه الكثي ر م ن م واد البن اء و‬ ‫اإلمكانيات للتنفيذ ‪ ،‬كانت كل محافظة تعرف بالمدينة الكبرى )العاصمة( ‪ ،‬و يالحظ إنه لم‬ ‫يقم محافظا ً على نصيب يھوذا ‪ ،‬ربما كنوع من االمتياز للسبط الملكي ‪ ،‬كما ل م يك ن اإلثن ا‬ ‫عشر محافظ حكاما ً تح ت س لطان المل ك و ال ك انوا م دبرين لش ئون المملك ة ‪ ،‬لك نھم ك انوا‬ ‫قادة لجمع الضرائب ‪ ،‬و ھذه الضريبة كانت جزء من المحاصيل و ليست مبلغ ا ً م ن الم ال‬ ‫‪ ،‬كانت أبنية سليمان و نفقات قصره مع كثرة زائريه و س خائه العظ يم و فخام ة مالبس ه و‬ ‫مالبس رجال القصر على نفقة الشعب ‪ ،‬و قد س َببت كثرة الضرائب ارتفاع أسعار السلع و‬ ‫فقر الشعب مم ا أدى إل ى ث ورة الش عب و ھ ذا م ا ح ذر من ه ص موئيل النب ى الش عب عن دما‬ ‫طلبوا ملكا ً كسائر األمم )فكلم صموئيل الشعب الذين طلبوا منه ملك ا ً بجمي ع ك الم ال رب و‬ ‫ق ال ھ ذا يك ون قض اء المل ك ال ذى يمل ك عل يكم يأخ ذ بن يكم و يجعلھ م لنفس ه لمراكب ه و‬ ‫فرسانه فيركضون أمام مراكبه و يجعل لنفسه رؤساء ألوف و رؤساء خماسين فيحرثون‬ ‫حراثته و يحصدون حصاده و يعملون عدة حربه و أدوات مراكبه و يأخذ بناتكم عطارات‬ ‫و طباخ ات و خب ازات و يأخ ذ حق ولكم و ك رومكم و زيت ونكم أجودھ ا و يعطيھ ا لعبي ده و‬ ‫‪٤٧‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫يعش ر زروعك م و ك رومكم و يعط ى لخص يانه و عبي ده و يأخ ذ عبي دكم و ج واريكم و‬ ‫ش بانكم الحس ان و حمي ركم و يس تعملھم لش غله و يعش ر غ نمكم و أن تم تكون ون ل ه‬ ‫عبيداً()‪١‬صم‪. (١٧-١٠ :٨‬‬ ‫ثالثا ً ‪ :‬التوازن )تفاعل الطلب و العرض( ‪-:‬‬ ‫بعد أن تعرفنا على كل من الطل ب و الع رض س وف نق وم اآلن ب دمج الط رفين و ذل ك‬ ‫م ن أج ل التوص ل إل ى م ا يس مى بت وازن الس وق ‪ ،‬و يوض ح الج دول رق م )‪ (١‬الكمي ات‬ ‫المطلوبة و الكميات المعروضة من نفس السلعة و األسعار المقابلة لكل من ھذه الكمي ات و‬ ‫ذلك خالل فترة زمنية محددة ‪.‬‬ ‫ج دول )‪ : (١‬الكمي ات المطلوب ة و الكمي ات المعروض ة و األس عار المقابل ة لس لعة معين ة‬ ‫خالل فترة زمنية محددة‪-:‬‬ ‫كمية المطلوب كمية المعروض الفرق‬ ‫السعر‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪٤٨‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬

‫فائض طلب = ‪٤‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫فائض عرض = ‪٤‬‬


‫سوق البورصة حرام أم حالل ؟!‬ ‫س وق األوراق المالي ة )البورص ة ( لف ظ يطل ق عل ى الس وق الم نظم و المتخص ص ‪،‬‬ ‫فھناك بورصة للقطن و بورصة للذھب و بورصة للنقد و بورصة لألوراق المالي ة و ھك ذا‬ ‫‪ ،‬و عند إطالق لفظ البورصة فإن الذھن ينصرف إلى بورصة األوراق المالية بحكم النشأة‬ ‫‪ ،‬و حي ث إن أص ل لف ظ بورص ة يرج ع إل ى ت اجر بلجيك ي أس مه )ف ان دى ب ورس( ك ان‬ ‫يمتلك فندقا ً فى مدينة )بردج( البلجيكية ‪ ،‬و قد زين واجھته بشعار ثالثة أكياس م ن ال ذھب‬ ‫‪ ،‬و كان يفتحه الستقبال العمالء المصرفيين و الوسطاء لتصريف أعمالھم فى أوائل الق رن‬ ‫السادس عشر الميالدى ‪ ،‬حتى تم افتتاح أول بورصة لألوراق المالية فى مدين ة )أنت ورب(‬ ‫البلجيكية سنة ‪١٥٣١‬م ‪ ،‬و تبع ذلك بورصة لن دن الت ى أنش ئت س نة ‪١٧٧٣‬م ‪ ،‬ث م انتش رت‬ ‫البورصات المالية ف ى ش تى أنح اء الع الم الت ى ي تم فيھ ا بي ع و ش راء األس ھم و الس ندات و‬ ‫األوراق و االس تثمارات الت ى تص درھا الش ركات أو الحكوم ات الت ى ترغ ب ال دخول ف ى‬ ‫البورص ة ‪ ،‬و تعتب ر الس ندات الحكومي ة أكب ر إص دار يب اع ف ى س وق األوراق المالي ة ‪ ،‬و‬ ‫غالبا ً ما توصف ھ ذه الس ندات بالس ندات المذھب ة إذا كان ت طويل ة األج ل لم دة ‪ ١٥‬س نة أو‬ ‫‪ ٢٠‬سنة و بفائدة سنوية مرتفعة ‪.‬‬ ‫تنظيم العمل فى البورصة ‪-:‬‬ ‫‪ -١‬الطريقة الحرة ‪ :‬و ھى التى يترك فيھا لألفراد حري ة تك وين جمعي ة تح دد نظ ام العم ل‬ ‫فى البورصة و يرمز لھا بالطريقة اإلنجليزية ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬الطريقة الحكومية ‪ :‬و ھى التى تق وم فيھ ا الحكوم ة بوض ع نظ ام العم ل ف ى البورص ة‬ ‫تحت إشراف مندوبين من الحكومة ‪ ،‬و يرمز لھا بالطريقة الفرنسية ‪.‬‬ ‫‪ -٣‬الطريقة المختلطة ‪ -:‬و ھى التى تجمع بين الطريقتين الحرة و الحكومية ‪ ،‬و يرمز لھا‬ ‫بالطريقة األمريكية ‪.‬‬ ‫الجديد فى فكرة السوق فى نظام البورصة ‪ :‬ھو عدم التقيد بوحدة المكان عند التعاقد ‪ ،‬ب ل‬ ‫يكتفى بوجود صلة مؤثرة بين الب ائعين و المش ترين ‪ ،‬بحي ث يك ون ال ثمن ال ذى يقتض يه أو‬ ‫يدفع ه أح دھم ي ؤثر ف ى الم ثمن ال ذى يقتض يه أو يدفع ه اآلخ ر ‪ ،‬و بھ ذا يص ح التعاق د ف ى‬ ‫البورصة بكل ما يحقق تلك الصلة ب البرق أو بالھ اتف أو بالبري د الع ادى أو اإللكترون ى أو‬ ‫بأي ة طريق ة أخ رى ‪،‬و يتح دد الس عر ف ى البورص ة تبع ا ً للنظ ام الس وقى المعت اد ف ى ظ ل‬ ‫المنافسة الحرة ‪ ،‬و ھو االحتكام لقانون العرض و الطلب ‪ ،‬فعندما يكون الطلب عل ى أس ھم‬ ‫أو سندات شركة ما أكبر من عرض تلك األسھم أو السندات فإن أسعارھا ترتفع ‪ ،‬و يحدث‬ ‫العكس عندما تزداد األسھم المعروضة عن األسھم المطلوبة ‪ ،‬و كثيراً ما تتسبب الشائعات‬ ‫و األخب ار السياس ية ف ى خف ض أس عار األس ھم و الس ندات أو زيادتھ ا ‪ ،‬كم ا تت أثر أس ھم و‬ ‫سندات شركة ما بانخفاض أسعار أسھم و سندات شركة أخ رى أو زيادتھ ا ‪ ،‬مم ا ال يجع ل‬ ‫‪٤٩‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫بالضرورة انخفاض أسھم الش ركة دل يالً عل ى انخف اض أھميتھ ا أو مس تواھا ‪ ،‬أو أن زي ادة‬ ‫أسھم الشركة دليل على ارتفاع أھميتھ ا أو مس تواھا ف األمر ف ى جمي ع األح وال يحت اج إل ى‬ ‫فطنة و خبرة ‪.‬‬ ‫إن التجارة ف ى البورص ة تح ل للمس يحيين ألنھ ا يت وافر فيھ ا عناص ر التج ارة العادي ة م ن‬ ‫حيث توافر سوق لعرض المنتجات و السندات كسلعة تباع و تشترى ‪ ،‬أما بالنس بة للتج ارة‬ ‫فى األسھم فھى حصص فى رأس مال الشركات و بيعھا كبيع جزء من ش ركتك و األص ل‬ ‫أن يكون التعامل ف ى البورص ة نتيج ة دراس ة ‪ ،‬أم ا م ن يتعام ل م ع البورص ة دون دراس ة‬ ‫فھ و كالت اجر األحم ق ال ذى يغ امر ب رأس مال ه ف ى مش اريع دون دراس ة معرض ا ً نفس ه‬ ‫الحتماالت خس ارة أكب ر م ن الكس ب و ھ و ال يعتب ر مق امر ب ل جاھ ل ‪،‬و ج دير بال ذكر أن‬ ‫تادرس بك شنودة المنقبادى ‪١٨٥٧)١٠‬م ‪١٩٣٢ :‬م( االقتصادى القبطى قام بتأسيس شركة‬ ‫مساھمة فى أسيوط باسم )الشركة التجارية القبطية( فى س نة ‪١٨٨٤‬م ‪ ،‬و ق د س اھم عش ور‬ ‫أرباحھا فى الكثير من المشروعات الخيرية ‪.‬‬

‫‪ ١٠‬ولد تادرس شنودة المنقبادى بمحافظة أس يوط ع ام‪١٨٥٧‬م ‪ ،‬و ك ان أول م ن ن ادى بفك رة )مص ر للمص ريين( ‪،‬‬ ‫تدرج فى الوظائف الحكومية حتى أصبح معاون لمصلحة األموال األميرية بأسيوط ‪ ،‬فى ‪ ١٨٧٨‬أس س ف ى أس يوط‬ ‫جمعي ة خيري ة إلعال ة الفق راء ‪ ،‬ف ى ‪ ١٨٨٤‬أس س جمعي ة حف ظ الت اريخ القبط ى بأس يوط ‪ ،‬و كان ت الجمعي ة تق يم‬ ‫إحتفال كبير فى ‪١١‬سبتمبر من كل سنة إبتھاجا ً بعيد النيروز و رأس السنة القبطية ‪ ،‬و فى نفس الع ام أس س ش ركة‬ ‫مساھمة فى أس يوط بإس م ) الش ركة التجاري ة القبطي ة ( خصص ت عش ر أرباحھ ا لألعم ال الخيري ة و س اھمت ف ى‬ ‫شراء أطيان بإسم مدرسة األقباط ف ى أس يوط ث م ف تح للش ركة فروع ا ً ف ى س وھاج و جرج ا و أخم يم ‪ ،‬ع ام ‪١٨٩٠‬‬ ‫أنشأ مشروع صناديق التوفير فى القاھرة و عدد كبير من مديريات الوجه القبلى و الذى لقى نجاحا ً كبيراً مما جعل‬ ‫الحكومة تتبناه و تلحقه بمصلحة البريد ‪.‬‬

‫‪٥٠‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫يوسف الصديق كمثال لتطبيق فكر الطلب و العرض فى الكتاب المقدس ‪-:‬‬ ‫النظ ام االقتص ادى أثن اء وج ود يوس ف الص ديق بمص ر و قب ل المجاع ة ‪-:‬‬ ‫يب دو أن نم ط اإلنت اج ال ذى ك ان س ائداً ف ى النظ ام الفرع وني ف ى مص ر ھ و اإلنت اج‬ ‫الزراعى ‪ ،‬م ع االعتم اد عل ى حري ة الس وق و احت رام الملكي ة الخاص ة لألراض ي ‪ ،‬حي ث‬ ‫كان الفالح يزرع ما يريد و نھر النيل ملكية عامة و الطلب و العرض على السلع فى حالة‬ ‫ت وازن يح افظ عليھ ا النظ ام حك ومى ‪ ،‬و كان ت الدول ة متمثل ة ف ى فرع ون تمتل ك بع ض‬ ‫األراضى تقوم بزراعتھا عن طريق تأجيرھا للفالحين مع ت وفير الدول ة لألم ن و األم ان و‬ ‫حماية القانون ‪ ،‬فالقرى تنتفع باألرض بصورة مشتركة و توجد أقلية تمارس سلطة الدولة‬ ‫المركزية مما يضع ھذا النمط ف ي المرحل ة الخاص ة ب المجتمع الطبق ي ‪ ،‬و م ع أن األرض‬ ‫كانت ملكا ً لفرعون كرأس للدولة م ن الناحي ة النظري ة إال أن ح ق االنتف اع بھ ا ك ان مق رراً‬ ‫ألفراد عديدين و كان ھذا الح ق ي ورث أو ي ؤجر أو يب اع ‪ ،‬ف المجتمع الزراع ى الفرع وني‬ ‫ماته ‪-:‬‬ ‫مس‬ ‫ن أھ‬ ‫ان م‬ ‫ك‬ ‫‪ -١‬االھتم ام بالزراع ة و الحيوان ات المس اعدة ف ى عملي ة الزراع ة ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬ال يوج د اس تقرار للزراع ة ف ى حق ول ثابت ة و ال يوج د توجي ه لنوعي ة الزراع ات م ن‬ ‫ة‪.‬‬ ‫الدول‬ ‫‪ -٣‬المنتجون فى ھذا النظام ھم الفالحون الذين يع اد توزي ع األرض عل يھم بش كل دوري ‪،‬‬ ‫و زعيم القري ة )ش يخ البل د( ھ و الص لة بينھ ا و ب ين الدول ة‪ ،‬حي ث يق وم بجم ع الض رائب‬ ‫يھم ‪.‬‬ ‫ة عل‬ ‫ة المفروض‬ ‫العيني‬ ‫‪ -٤‬يكاد ال يوجد اھتمام بإقامة السدود و حفر الترع ‪.‬‬ ‫كان ھيكل اإلنتاج ھو الذى يحدد ھيكل التوزيع تحدي داً ك امالً‪ ،‬و ينقس م ن اتج عم ل الفالح ة‬ ‫مين‪:‬‬ ‫ى قس‬ ‫إل‬ ‫القسم األول ‪ :‬يغطى متطلبات اإلنتاج و احتياجات المنتجين ‪ ،‬أى تحقي ق االكتف اء ال ذاتى ‪.‬‬ ‫القس م الث اني ‪ :‬يس لم للدول ة عل ى ش كل ض ريبة عيني ة م ن مختل ف المنتج ات الزراعي ة و‬ ‫بخاص ة الحب وب و كان ت ھ ذه الض ريبة تحتس ب أوالً عل ى القري ة كلھ ا ث م ي تم توزيعھ ا‬ ‫بمعرفة شيخ البلد على األسر الفالحين ‪ ،‬أى كانت ضريبة جماعية على القرية ‪.‬‬

‫‪٥١‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫المشكلة االقتصادية التى واجھت يوسف النبى ‪-:‬‬ ‫واجھت يوسف النبى مشكلة تتلخص فى أن مصر ستتعرض لسبع سنين رخاء ثم سبع‬ ‫سنين جف اف ‪ ،‬و ھ ذه أزم ة زراعي ة لك ن يتبعھ ا أزم ة تجاري ة ث م أزم ة ص ناعية ث م أزم ة‬ ‫أمنية ‪ ،‬فقد أدرك يوسف أن أزمة فى أحد القطاعات االقتص ادية ت ؤدى إل ى أخ رى ‪ ،‬حي ث‬ ‫أن األزم ة الزراعي ة أث رت ف ى م دخالت و م وارد االقتص اد العام ة لمص ر ‪ ،‬مم ا أنعك س‬ ‫على الحركة التجارية فى األسواق من حيث كمية الغ الل المعروض ة للبي ع ف ى األس واق و‬ ‫حج م الطل ب عل ى ش رائھا ‪ ،‬و كلم ا زادت الفج وة ب ين الطل ب عل ى األغذي ة و نق ص‬ ‫المعروض منھا فى األس واق ارتفع ت األس عار و انخفض ت قيم ة ال ذھب ‪ ،‬مم ا ي ؤثر عل ى‬ ‫التجارة ويھدد بانھيار نظام العملة الت ى كان ت ف ى ذل ك الوق ت ھ ى ال ذھب و الفض ة ‪ ،‬مم ا‬ ‫دفع يوسف إلى إتباع سياسة نقدية مختلفة ھى )المقايضة( أى مبادلة سلع بسلع أخ رى ‪ ،‬أو‬ ‫الحصول على خدمات مقابل السلع الغذائية و ذلك للحد من انخفاض قيمة الذھب ‪.‬‬ ‫ھل كان يوسف النبى محتكراً بارعا ً أم اقتصاديا بارعا ً ؟؟‬ ‫عندما تقرأ اإلصحاحات ‪ ٤٢‬و ‪ ٤٣‬من سفر التكوين ألول مرة قد تنتھي من قراءتھا و‬ ‫أنت تحمل انطباعا خاطئا ً بأن يوسف النبى أحتكر السلع الغذائية ‪ ،‬و ذلك ألنه ك ان يخزنھ ا‬ ‫لسنوات الجفاف و عندما حل الجفاف أصبح ھو )ممثالً الدول ة( المص در الوحي د أو الت اجر‬ ‫الوحيد لھ ذه الس لع الغذائي ة ‪ ،‬و لك ن الحقيق ة ھ ى أن يوس ف ك ان رج ل اقتص اد حك يم ج داً‬ ‫حيث كان أول من وضع حالً لمشكلة االحتكار ‪ ،‬و لكى نفھم ما فعله يوسف يجب أن نحلل‬ ‫الخطوات التى أتخذھا لحل المشكلة ‪ ،‬و ھذه الخطوات تتلخص فيما يلى ‪-:‬‬ ‫‪ -١‬حدد المشكلة و ھى عجز الدولة عن توفير الغذاء للشعب بعد سبع سنين الرخاء ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬وضع خطة تنفذ فى خالل سبع سنين الرخاء لتأمين احتياجات الشعب من الطعام ‪.‬‬ ‫‪ -٣‬لتأمين احتياجات شعب لزم معرفة تقريبية الستھالك الناس من األغذية و معدل الزيادة‬ ‫فى المواليد و يرجح أنه قد أستنتج ھذه البيانات من البرديات التى تق دم للفرع ون موض حا ً‬ ‫بھا الضرائب التى تم تحصيلھا من الشعب من األعوام الماضية ‪ ،‬فالمصريين سبقوا العالم‬ ‫فى تسجيل و تدوين الحسابات بشكل منظم ‪.‬‬ ‫‪ -٤‬عمل نظام ضريبي جدي د ليواج ه األزم ة ‪ ،‬حي ث ف رض يوس ف ض عف الض ريبة الت ى‬ ‫ك ان يأخ ذھا فرع ون قب ل معرفت ه بالمش كلة ‪ ،‬و ذل ك لمواجھ ة الجف اف و االنخف اض ف ى‬ ‫إيرادات الدول ة ف ى س نوات الجف اف ‪ ،‬فق د كان ت الض ريبة ھ ى العش ر أى ‪ %١٠‬م ن ن اتج‬ ‫األرض فقرر يوسف زيادتھا لتصبح الخمس أى ‪ %٢٠‬من غالت األرض ‪.‬‬ ‫‪ -٥‬قرر بناء مخازن جديدة لتستوعب الزيادة فى متحصالت الغ الل م ن الفالح ين و تعي ين‬ ‫رجال أمناء لمتابعة العمل فى ھذه المخازن و تدوين ال وارد و المنص رف م ن المخ زون و‬ ‫‪٥٢‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫قرر أن يتم صرف الغالت األقدم م ن المخ ازن عن د الطل ب و ھ و م ا يس مى ف ى المحاس بة‬ ‫الحديثة )ما يرد أوالً للمخازن يصرف أوالً( و ذلك حتى ال تفسد األغذية القديمة ‪.‬‬ ‫‪ -٦‬قام باستغالل األيدي العاملة فى األقاليم فى بناء المخازن الكبيرة ف ى ك ل م دن مص ر و‬ ‫ل يس ف ى العاص مة فق ط حت ى يك ون ل دى ك ل إقل يم مخازن ه الخاص ة و ال يحت اج لل ذھاب‬ ‫للعاصمة للحصول على غذائ ه فيجن ب الفالح ين مش قة الطري ق و متاعب ه و ي أمن مھاجم ة‬ ‫اللصوص لقوافل الغالت أثناء نقلھا داخل الدولة و أيضا ً يأمن ثورة الفالحين أثناء المجاعة‬ ‫و ھجومھم على العاصمة و التجمھر و الشغب ضد فرعون‪.‬‬ ‫‪ -٧‬أستخدم م وازين موح دة ف ى كاف ة المخ ازن داخ ل مص ر لض بط األرص دة بالمخ ازن و‬ ‫منع السرقة ‪.‬‬ ‫‪ -٨‬دع م األم ن و الج يش لمواجھ ة تم رد األھ الي أثن اء المجاع ة و ع دوان ال دول األخ رى‬ ‫الجائعة‪.‬‬ ‫‪ -٩‬تحديد نظام تسعير للغالل أثناء سنوات المجاعة يعتمد على قوى العرض و الطلب ألنه‬ ‫ع رف أن ه ال يمك ن إتب اع س عر ثاب ت ط وال س نين المجاع ة ‪ ،‬فف ى بداي ة س نوات المجاع ة‬ ‫كانت األسعار غير مرتفعة حيث فى السنة األولى اكتفى المصريين بما ادخروه من غ الت‬ ‫‪ ،‬أما فى السنة الثانية أشتروا بالفض ة و ال ذھب ‪ ،‬و ف ى الس نة الثالث ة أش تروا بمواش يھم و‬ ‫ال دواب الت ى يملكونھ ا ف ى ح رث األرض و نق ل المحاص يل ‪ ،‬و ف ى الس نة الرابع ة ب اعوا‬ ‫أراضيھم لفرعون ألنھ ا أص بحت ليس ت ذات قيم ة فھ ى ال تن تج غ الت كافي ة إلش باعھم و‬ ‫عندما أصبحت كل أراضى الدولة ملكية خالصة للفرعون لم يرفع األسعار بل قام بتثبيتھ ا‬ ‫بحص ة م ن العم ل فق د أتف ق م ع المص ريين عل ى أن يقوم وا بزراع ة األرض و ي دفعوا‬ ‫لفرعون خمس الغلة و الباقى لتدبير حياتھم و بذلك اثبت أن الحكومة تقدم الدعم للمستحقين‬ ‫فقط ألن األغنياء يمك نھم ال دفع لك ن عن دما أص بح الجمي ع فق راء وج ب عل ى الحكوم ة أن‬ ‫تتكفل بغذائھم لكن بشرط تحفيزھم على العمل للحصول على الدعم ‪.‬‬ ‫‪ -١٠‬تشجيع التجارة الخارجية من خالل بيع الغالل للدول المجاورة‪ ،‬و ذل ك لحماي ة مص ر‬ ‫م ن ع دوان ال دول األخ رى بس بب اقتص ار س وق الغ الل عل ى مص ر فق ط و منعھ ا البي ع‬ ‫للدول األخرى مما يوجد سبب لعدوانھم )تك‪. (٥٧ :٤١‬‬ ‫‪ -١١‬و أخيراً واجھت يوسف مشكلة )اإلحتك ار( و ھ ى إنق اص المع روض م ن الس لع أم ام‬ ‫الطلب المتزايد ‪ ،‬مما يؤدى إل ى انخف اض الق وة الش رائية للعمل ة مم ا ي ؤدى لمش كلة أخ رى‬ ‫ھى التضخم نتيجة عدم التوازن بين العرض و الطلب ‪ ،‬و المعضلة التى واجھت ه ھ ى أن ه‬ ‫إذا قام بزيادة المعروض من السلع الغذائية بحي ث يزي د ع ن الطل ب م ن الفالح ين فتح دث‬ ‫مش كلة اإلغ راق للس وق بالس لع فيح دث رك ود اقتص ادى و ق د يس تفيد م ن زي ادة الع رض‬ ‫األغنياء دون الفقراء و يزداد احتكار األغنياء للس لع الغذائي ة ألن الفق راء ل يس ل ديھم مي زة‬ ‫‪٥٣‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تخ زين البض ائع لمواجھ ة االرتف اع المتزاي د ف ى األس عار و بن اءاً علي ه ال يمكن ه زي ادة‬ ‫المعروض فى السوق م ن الس لع و ال يمك ن تخف يض جان ب الطل ب ألن رغب ات الفالح ين‬ ‫ف ى الطع ام ال يمك ن ال تحكم بھ ا إال بالت دخل الحك ومى و ض بط األس عار ف ى األس واق م ن‬ ‫خالل أن يكون يوسف ھو يد الحكومة فى المحافظة على توازن العرض و الطلب ‪.‬‬ ‫** الحظ ‪ :‬أن االحتكار و اإلغراق ھما حد التطرف لقانون العرض و الطلب ‪.‬‬ ‫‪ -١٢‬أسس يوسف النبى فكرة الموازنة التقديرية‪ ١١‬للدولة من خالل تقدير اإليرادات و‬ ‫المصروفات للدولة و توقع مقدار العجز أو الزيادة و كيفية االستغالل األمثل للموارد‬ ‫لتحقيق أكبر استفادة و أغلب الظن أن الطريقة التى أتبعھا يوسف مشابھة لما يلى ‪ ،‬مع‬ ‫التوضيح أنه ال يوجد برديات تؤكد استخدامه لھذه الطريقة لكنھا استنتاج بديھي ‪-:‬‬ ‫الموازنة التقديرية ليوسف الصديق‪-:‬‬ ‫اإليرادات‬ ‫ إيراد أراضى فرعون من الغالت‬‫الزراعية ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ إيراد مراعى فرعون موضحا به عدد‬‫الماشية ‪.‬‬ ‫ الضرائب المحصلة من الشعب ‪.‬‬‫ إيرادات مناجم الذھب و الفضة و الحديد‬‫الخ ‪.‬‬ ‫ إيرادات بيع الغالل و أية خدمات‬‫للمواطنين ‪.‬‬

‫المصروفات‬ ‫ مرتبات موظفي الحكومة و أمناء‬‫المخازن ‪ .‬و الكتبة و الكھنة و رجال‬ ‫الجيش و العبيد‪.‬‬ ‫ مصاريف قصور فرعون و المعابد و‬‫األشغال العامة ‪.‬‬ ‫ مصاريف تسليح الجيش و مؤن ‪.‬‬‫‪ -‬أجور الرعاة و عمال المناجم ‪.‬‬

‫الفرق الزيادة فى اإليرادات عن‬ ‫المصروفات ربح‬

‫الفرق الزيادة فى المصروفات عن‬ ‫اإليرادات خسارة‬

‫يتضح من الجدول السابق أنه فى السبع سنوات الرخاء نظراً لتضاعف اإليراد كان ھناك‬ ‫زيادة فى جانب اإليرادات أمكن ادخاره الستخدامه فى سنوات الجفاف ‪.‬‬

‫‪١١‬الموازنة العامة ھى تعبير رقمى عن مصروفات و إيرادات الدولة عن السنة المقبلة و يعرف قانون الموازنة‬ ‫العامة المصرى رقم ‪ ٥٣‬لسنة ‪ ١٩٧٣‬الموازنة العامة )الموازنة العامة للدولة ھى البرنامج المالى للخطة عن سنة‬ ‫مالية مقبلة لتحقيق أھداف محددة و ذلك فى إطار الخطة العامة للتنمية اإلقتصادية و اإلجتماعية و طبقا ً للسياسة‬ ‫العامة للدولة(‬

‫‪٥٤‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫ثانيا ً ‪ :‬النظام االقتصادى أثناء وزارة يوسف النبى و بعد المجاعة ‪-:‬‬ ‫لقد أصبحت أمالك البالد خالصة للدولة ‪ ،‬و كانت الرعية أيضا ً ملكا ً للدولة تتصرف‬ ‫فى حياتھا و أرواحھا كما تشاء ‪ ،‬و بذلك تملك الدولة األرض و ما عليھا و ما فى باطنھا ‪،‬‬ ‫فالدولة تسيطر على وسائل اإلنتاج األساسية )األرض ‪ ،‬اليد العاملة ‪ ،‬الموارد الطبيعية‬ ‫المختلفة( ‪ ،‬وإذا حصل أحد أفراد الطبقة الحاكمة على قطعة من األرض فيتم ذلك بمنحھا‬ ‫من الملك حيث يحق له االنتفاع بھا ‪،‬فالمجتمع الزراعى الفرعوني فى عھد يوسف النبى‬ ‫كان من أھم سماته ‪-:‬‬ ‫‪ -١‬ظھور تقسيم العمل األجتماعى بين الزراعة و تربية الحيوان للزراعة و الرعي لتوفير‬ ‫الثروة الحيوانية و قد عملت عائلة يوسف النبى فى ھذا المجال تحديداً ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬استقرار الزراعة فى حقول ثابتة بتوجيه من الدولة ‪.‬‬ ‫‪ -٣‬اعتماد الدولة المركزية على جيش من الموظفين تعد مھامھم االقتصادية سبب وجودھم‬ ‫‪ -٤‬المنتجون فى ھذا النظام ھم المصريين الذين أصبحوا عبيد لفرعون بعد أن باعوا‬ ‫أراضيھم و ممتلكاتھم لفرعون أثناء المجاعة ‪ ،‬و مع تقدم الزمن و مجي فرعون ال يعرف‬ ‫يوسف النبى أصبح بنى إسرائيل أو العبرانيون كما أطلقوا عليھم ھم الفئة األكبر من‬ ‫العبيد‪.‬‬ ‫‪ -٥‬تنظيم أعلى للموارد المالية و البشرية ‪ ،‬أى بتقسيم اجتماعي بين التنفيذ العملي و‬ ‫اإلشراف على يد الطبقة الحاكمة مما ضمن إنتاج أعلى و وفرة نسبية للمنتجات فالدولة‬ ‫تنظم اإلنتاج و تشرف على المحاصيل و تدير المخزون الغذائي و تستخرج المواد األولية‬ ‫من المحاجر و المناجم و تشرف على التجارة الخارجية و تقيم القصور و المعابد و‬ ‫العواصم السكنية ‪ .‬مما سبق نستنتج أنه أصبح االقتصاد يھتم باإلنتاج الزراعى و الحيواني‬ ‫و التجارة الدولية بين شعوب المنطقة و أصبح ھيكل التوزيع مقسم على أكثر من جزء ‪-:‬‬ ‫األول ‪ :‬يغطى متطلبات اإلنتاج و احتياجات المنتجين ‪ ،‬أى تحقيق االكتفاء الذاتى‬ ‫الثاني‪ :‬يسلم للدولة على شكل ضريبة عينية من مختلف المنتجات الزراعية و بخاصة‬ ‫الحبوب‪.‬‬ ‫الثالث ‪ :‬تقوم الدولة بالتبادل التجارى بفائض اإلنتاج الزراعى و الحيواني مع الدول‬ ‫األخرى ‪.‬‬

‫‪٥٥‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫استنتاج قانون تناقص الغلة من صراع عمال أبينا ابراھيم و عمال لوط‬ ‫ينص القانون على أن ) إذا زادت كمية أحد عناص ر اإلنت اج بوح دات متس اوية بينم ا ظل ت‬ ‫كمية عناصر اإلنتاج األخ رى ثابت ة فإن ه بع د ح د مع ين س وف يأخ ذ الن اتج الح دي والن اتج‬ ‫المتوس ط ف ي التن اقص (اعتب ر االقتص اديون الكالس يك ھ ذا الق انون ذا عالق ة خاص ة‬ ‫بالزراع ة‪ ،‬ولكن ه ينطب ق ف ى الحقيق ة عل ى ك ل ف روع اإلنت اج‪ ،‬وعل ى ذل ك فف ى المنش أة‬ ‫الصناعية ذات المعدات الرأسمالية المعينة إذا زاد عدد العمال عن حد معين فقد يؤدى ذل ك‬ ‫إلى تناقص الناتج الحدى والناتج المتوسط لعنصر العمل ‪.‬‬ ‫يوضح الجدول إجمالى الناتج والناتج الحدى الستخدام كل وحدة إض افية م ن العمال ة عل ى‬ ‫نفس المساحة من األرض )فدان مثال(‪ .‬ونالحظ انه إذا كانت العمالة صفر ‪ ،‬يك ون االنت اج‬ ‫الكلى = صفر ‪ .‬وبإضافة الوحدة األولى من العمالة ‪ ،‬االنتاج الكلى = ‪ ١‬و االنتاج الحدى‬ ‫)التغي ر ف ى االنت اج الكل ى ( = ‪ . ١‬بإض افة ث الث عم ال يص بح االنت اج الكل ى = ‪ ٦‬و‬ ‫االنتاج الحدى =‪ . ٥‬وبإضافة ‪ ٥‬عمال تصبح االنتاج الكلى = ‪ ١٣‬و االنت اج الح دى = ‪٧‬‬ ‫ال خ حت ى يعم ل ‪ ٨‬عم ال فيص بح االنت اج الكل ى ‪ ١٦‬و االنت اج الح دى ص فر و اى عام ل‬ ‫اض افى بع د ذل ك يص بح مع وق للعم ل و يق ل االنت اج الكل ى و الح دى ‪ .‬ھ ذا وتب دأ فاعلي ة‬ ‫تناقص قانون تناقص الغلة فى ھذا المثال بإضافة العامل التاسع من العمالة ‪.‬‬ ‫االنتاج المتوسط ‪ :‬االنتاج الكلى ‪ /‬عدد العمال‬ ‫االنتاج الحدى ‪ :‬االنتاج الكلى بعد اضافة عامل – االنتاج الكلى قبل اضافة عامل‬ ‫األنتاج المتوسط اإلنتاج الحدى‬ ‫عناصر اإلنتاج المضافة االنتاج الكلى‬ ‫‪١‬‬

‫‪١‬‬

‫‪١‬‬

‫‪١‬‬

‫‪٣‬‬

‫‪٦‬‬

‫‪٢‬‬

‫‪٥‬‬

‫‪٥‬‬ ‫‪٧‬‬

‫‪١٣‬‬ ‫‪١٦‬‬

‫‪٢.٦‬‬ ‫‪٢.٢٩‬‬

‫‪٧‬‬ ‫‪٣‬‬

‫‪٨‬‬

‫‪١٦‬‬

‫‪٢‬‬

‫‪٠‬‬

‫‪٩‬‬

‫‪١٥‬‬

‫‪١.٦٧‬‬

‫‪١-‬‬

‫‪١٠‬‬

‫‪١٣‬‬

‫‪١.٣‬‬

‫‪٢-‬‬

‫ل م يتحم ل عم ال ك ال م ن أبين ا اب راھيم و أبين ا ل وط اع اقتھم لبعض ھم ال بعض و اص بحت‬ ‫المراعى تتناقص فبدأ الشجار و الخصام بينھم لظھور الندرة ف ى المراع ى و تن اقص الغل ة‬ ‫فأصبحوا مثاال عمليا لقانون تناقص الغلة مما دفع أبينا أبراھيم لحل المشكلة بأن يبحث ھ و‬ ‫و ابن أخي ة ع ن مراع ى جدي دة و أراض ى جدي دة و ھ ذا ھ و الح ل األمث ل لمش كله تن اقص‬ ‫الغلة فليس الحل فى تسريح العم ال لك ن ف ى االس تفادة م ن طاق اتھم بف تح مش اريع جدي دة و‬ ‫‪٥٦‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫استثمارھم فيھا ) ولوط السائر م ع أب رام‪ ،‬ك ان ل ه أيض ا غ نم وبق ر وخي ام ول م تحتملھم ا‬ ‫األرض أن يسكنا معا‪ ،‬إذ كانت أمالكھما كثيرة‪ ،‬فلم يقدرا أن يسكنا معا‪ .‬فحدثت مخاصمة‬ ‫بين رعاة مواشي أبرام ورعاة مواشي لوط‪ .‬وكان الكنع انيون والفرزي ون حينئ ذ س اكنين‬ ‫في األرض‪ .‬فقال أبرام للوط‪ :‬ال تكن مخاصمة بيني وبين ك‪ ،‬وب ين رع اتي ورعات ك‪ ،‬ألنن ا‬ ‫نحن ص أليست كل األرض أمامك ؟ اعتزل عن ي‪ .‬إن ذھب ت ش ماال فأن ا يمين ا‪ ،‬وإن يمين ا‬ ‫فأنا شماال‪ .‬فرفع لوط عينيه ورأى كل دائرة األردن أن جميعھا س قي‪ ،‬قبلم ا أخ رب ال رب‬ ‫سدوم وعمورة‪ ،‬كجنة الرب‪ ،‬كأرض مصر‪ .‬حينما تجيء إلى صوغر‪ .‬فاختار ل وط لنفس ه‬ ‫كل دائرة األردن‪ ،‬وارتحل لوط ش رقا‪ .‬ف اعتزل الواح د ع ن اآلخ ر( ) ت ك ‪ (١١ -٥ :١٣‬و‬ ‫ھذا أيضا ما حدث بين يعقوب و عيسو )ثم أخذ عيسو نساءه وبنيه وبناته وجميع نف وس‬ ‫بيته ومواشيه وكل بھائمه وك ل مقتن اه ال ذي اقتن ى ف ي أرض كنع ان‪ ،‬ومض ى إل ى أرض‬ ‫أخرى من وجه يعق وب أخي ه‪ .‬ألن أمالكھم ا كان ت كثي رة عل ى الس كنى مع ا‪ ،‬ول م تس تطع‬ ‫أرض غربتھما أن تحملھما من أجل مواشيھما‪ .‬فسكن عيسو في جبل سعير‪ .‬وعيسو ھو‬ ‫أدوم ( ) تك ‪ (٨-٦ :٣٦‬إغتني كال من عيسو ويعقوب ولم تعد األرض تحتملھم ا م ًع ا ألن‬ ‫األراضى أصبحت تتناقص فس كن يعق وب ف ي أرض كنع ان مي راث أبائ ه حي ث وع ده ﷲ‪.‬‬ ‫أما عيسو فارتحل إلي بالد سعير التي كانت تمت د م ن البح ر المي ت إل ي خل يج العقب ة وبھ ا‬ ‫أيضًا مناطق زراعية فمن خالل ادراك كال من أبينا يعقوب و عيسو لمعن ى ق انون تن اقص‬ ‫الغل ة لم ا ق ام عيس و بالرحي ل و استص الح أرض جدي دة و لق رر أن يبق ى ي زاحم أخي ة ف ى‬ ‫األرض و يستمر كال منھما ف ى أفق ار أخي ة ألن ن اتج الرع ى و األرض ك ان سيس تمر ف ى‬ ‫النقص و أسرتھم ستستمر فى الزيادة و يكثر االستھالك و يق ل االنت اج واالدخ ار و يص بح‬ ‫الجميع فى فقر تام ‪.‬‬

‫‪٥٧‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫الباب الخامس ‪ :‬المسيحية و الضرائب و التجارة الخارجية و‬ ‫التضخم‬ ‫الكتاب المقدس تكلم عن الضريبة التى كان يجمعھ ا فرع ون م ن المص ريين و التب ادل‬ ‫التجارى بين مصر و الشعوب المجاورة لھا ‪ ،‬و قد سبق لنا أن تحدثنا فى ھ ذا الكت اب ع ن‬ ‫قصة يوسف الصديق مع فرعون و الدروس االقتصادية المستفادة من النظ ام ال ذى وض عه‬ ‫يوسف الذى كان الھدف منه الحفاظ على بقاء المجتمع و تحقيق االكتفاء ال ذاتى للمص ريين‬ ‫أثن اء المجاع ة ‪ ،‬لك ن ھن اك مث ل آخ ر عل ى س وء التخط يط و النظ ام الس يئ للض رائب و‬ ‫التب ادل التج ارى ف ى عص ر س ليمان الحك يم ‪ ،‬فق د ق ام المل ك س ليمان بعم ل تقس يم إداري‬ ‫للملكة اليھودية إلى إثنتى عشرة محافظة على رأس كل منھا وكيل مھمته جم ع الض رائب‬ ‫الت ى يحت اج إليھ ا ‪ ،‬كم ا ف رض عل ى ك ل وكي ل إعاش ة المل ك و حاش يته و جيش ه و دواب ه‬ ‫ش ھراً ك ل ع ام ‪ ،‬و أھ تم بتج ارة المركب ات الحديدي ة و تربي ة الخي ول‪ ،‬فك ان يش تريھا م ن‬ ‫مصر و كيليكية من شمال آسيا الص غرى حي ث ترب ى أحس ن الجي اد ‪ ،‬حي ث ثم ن الحص ان‬ ‫مائة و خمس ون ش اقل فض ة ‪ ،‬و أش ترى أيض ا ً المركب ات الحديدي ة م ن مص ر و ك ان ثم ن‬ ‫المركب ة س تمائة ش اقل فض ة ‪ ،‬و ك ان يبيعھ ا لمل وك الحثي ين و مل وك آرام ف ى دمش ق‬ ‫)‪١‬مل‪ ، (٢٩ ، ٢٨ :١٠‬و قد بن ى س ليمان بمس اعدة الفينيقي ين أس طوالً بحري ا ً كبي راً عل ى‬ ‫البح ر األب يض ‪ ،‬و ھ و أس طول ترش يش م ع أس طول حي رام ‪ ،‬و آخ ر إل ى ال يمن و أوفي ر‬ ‫)الصومال( و سبأ )عدن( و أثيوبيا مرة ك ل ث الث س نوات الستحض ار ال ذھب و الفض ة و‬ ‫النح اس و البخ ور و الع اج و الق رود و الط واويس )‪١‬م ل ‪ ( ٢٢:١٠ ،٢٦:٩‬و ك ان م ن‬ ‫الضروري أن يقوم سليمان بتأسيس مدن بأكملھا للمخازن و إسطبالت للخي ول ألن ه تم ادى‬ ‫جداً فى اقتنائھا ‪ ،‬فكان له ألف و أربعمائة مركبة و أثنا عش ر أل ف ف ارس و ك انوا يقيم ون‬ ‫فى مدن المراكب و مع الملك فى أورشليم ‪ ،‬أستغرق بناء الھيكل س بع س نوات و عم ل في ه‬ ‫قرابة الثالثين ألفا ً من العمال الذين نقلوا خشب األرز من فينيقيا عبر البحر إلى شاطئ ياف ا‬ ‫‪ ،‬كما جاء المھندسون و البناءون المھرة و النجارون م ن ص ور لبن اء الھيك ل ؛ و ب ذا ك ان‬ ‫اإلشراف على البناء فينيقيا ً ‪ ،‬و غالبية العمال كانوا من الكنعانيين ‪ ،‬و ك ان التص ميم داخ ل‬ ‫الھيك ل و ك ذلك النق وش كنعاني ة ‪ ،‬و ف ى الص لوات كان ت الطق وس أيض ا ً كنعاني ة ‪ ،‬م نح‬ ‫سليمان لحيرام نتيجة لمساعدته الضخمة له ف ى بن اء الھيك ل و قص ره ال ذى أس تغرق بن اؤه‬ ‫ثالثة عشرة سنة مكافأة عبارة عن تنازله له عن عشرين مدينة كنعاني ة ف ى الجلي ل األعل ى‬ ‫شرقي عكا ‪ ،‬و يالحظ ھنا أن سليمان لم ا وج د نقص ا ً ف ى العمال ة م ن ال ذين تح ت الس خرة‬ ‫م ن األجان ب ب دأ بتس خير ش عب إس رائيل ‪ ،‬فكان ت تل ك نقط ة س وداء ف ى ت اريخ س ليمان‬ ‫الستعباده اإلسرائيليين األحرار الذين قد منع ال رب اس تعبادھم ل بعض ب أي ص ورة )و أم ر‬ ‫‪٥٨‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫الملك أن يقلعوا حجارة كبيرة حجارة كريمة لتأسيس البيت و ھيأوا األخش اب و الحج ارة‬ ‫لبناء البيت()‪١‬مل‪ ، (١٨:٥‬و قد تقدم سليمان ف ى التنظيم ات اإلداري ة ع ن داود أبي ه ‪ ،‬فق د‬ ‫اعتنى جداً بالتسجيالت و أستحضر الكتبة المتخصصين لذلك ‪ ،‬و خص ص عملھ م بدق ة )و‬ ‫بقي ة أم ور س ليمان و ك ل م ا ص نع و حكمت ه أم ا ھ ى مكتوب ة ف ى س فر أم ور‬ ‫سليمان()‪١‬مل‪ (٤١:١١‬و لألسف ض اعت ھ ذه الس جالت كلھ ا ‪ ،‬و تحم ل اليھ ود ك ارھين‬ ‫جميع ھذه التكاليف ‪ ،‬فكان المم ول ال يك اد يفي ق م ن ض ريبة حت ى تدھم ه إدارة الض رائب‬ ‫ب أخرى ‪ ،‬باإلض افة إل ى المبالغ ة ف ى اإلنت اج للتص دير بغي ة الحص ول عل ى األم وال‬ ‫الضرورية للملك و حاشيتــه ‪ ،‬و بلغ من شدة ھذه الضرائب أن البالد رغم مظاھر الرخ اء‬ ‫كانت تسير نحو أزمة اقتصادية ‪ ،‬فك ان للعام ل االقتص ادى دور مھ م ف ى األزم ة السياس ية‬ ‫التى تلت موت سليمان فقد أدت كثرة الضرائب التي فرضھا سليمان على شعبه إلى قيامھم‬ ‫بالثورة ضده بقيادة )يربعام بن نباط( الذى طمع فى الحكم )إن أباك قسى نيرنا و أما أنت‬ ‫فخف ف اآلن م ن عبودي ة أبي ك القاس ية و م ن ني ره الثقي ل ال ذى جعل ه علين ا فنخ دمك ‪...‬‬ ‫فأجاب الملك الشعب بقس اوة ‪ ...‬أب ى ثق ل ني ركم و أن ا أزي د عل ى ني ركم ‪ ...‬فلم ا رأى ك ل‬ ‫إس رائيل أن المل ك ل م يس مع لھ م ‪ ...‬أرس لوا ف دعوا )يربع ام( و ملك وه عل ى جمي ع‬ ‫إس رائيل()ف ى الش مال()‪١‬م ل‪ ، (٢٠-١ :١٢‬و عن دما فش ل ف ى مس عاه لج أ يربع ام إل ى‬ ‫فرعون مصر )شيشنق( الذى رحب به ‪ ،‬فكان ذلك سببا ً النقسام بنى إسرائيل فيما بعد‪.‬‬ ‫لقد تنكر الملك سليمان للشروط األساسية التى وضعھا ﷲ لما ينبغي أن تكون عليه المملك ة‬ ‫لكى تظل محسوبة و يظل ﷲ يدبرھا ‪ ،‬و تلك الشروط تتلخص فيما يلى ‪-:‬‬ ‫‪ - ١‬ال يكثر لنفسه الخيل ‪ - ٢.‬ال يكثر لنفسه النساء ‪ - ٣.‬ال يكثر لنفسه الذھب و الفضة‬ ‫‪ - ٤‬يكتب لنفسه نسخة من الشريعة فى كتاب من عند الكھنة و الالويين ليق رأ في ه ك ل أي ام‬ ‫حياته ‪ ،‬لكى يتعلم أن يتقى ﷲ ‪ - ٥.‬يحفظ كالم الشريعة و الفرائض ليعمل بھا‪.‬‬ ‫)ال يحل لك أن تجعل عليك رجالً أجنبيا ً ليس ھ و أخ اك و لك ن ال يكث ر ل ه الخي ل و ال ي رد‬ ‫الش عب إل ى مص ر لك ي يكث ر الخي ل ‪ ،‬و ال رب ق د ق ال لك م ال تع ودوا ترجع ون ف ى ھ ذه‬ ‫الطريق أيضا ً و ال يكثر له نساء لئال يزيغ قلبه و فضة و ذھبا ً ال يكث ر ل ه كثي راً و عن دما‬ ‫يجلس على كرسى مملكته يكتب لنفسه نسخة من ھذه الشريعة فى كتاب من عن د الكھن ة‬ ‫الالويين فتكون معه و يق رأ فيھ ا ك ل أي ام حيات ه لك ى ي تعلم أن يتق ى ال رب إلھ ه و يحف ظ‬ ‫جميع كلمات ھذه الشريعة و ھذه الفرائض ليعمل بھا لئال يرتفع قلب ه عل ى إخوت ه و ل ئال‬ ‫يحي د ع ن الوص ية يمين ا ً أو ش ماالً لك ى يطي ل األي ام عل ى مملكت ه ھ و و بن وه ف ى وس ط‬ ‫إس رائيل()ت ث‪ ، (٢٠-١٥ :١٧‬إن االخ تالل االقتص ادى الن اتج ع ن المبالغ ة ف ى التج ارة‬ ‫الخارجية و عدم االھتمام بتنمية موارد البالد يؤدى النھي ار اقتص ادى ي نعكس عل ى النظ ام‬ ‫‪٥٩‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫السياسى الحاكم و خروج سليمان الملك عن مع ايير النظ ام الض ريبي ال ذى وض عه ﷲ ف ى‬ ‫عھد موسى النبى أدى للتمرد بين الشعب لعدم شعورھم بالعدالة فى التوزيع ‪.‬‬ ‫أمثلة للتضخم النقدى فى الكتاب المقدس ‪-:‬‬ ‫التض خم ببس اطة ھ و الزي ادة ف ى ع رض النق ود م ع االرتف اع المف رط ف ى المس توى الع ام‬ ‫لألسعار‪ ،‬و مما يساعد على حدوث التضخم غش العمالت فتصبح قيمتھا الشرائية أق ل ‪ ،‬و‬ ‫ق د تنب أ أش عياء النب ى بالتض خم ح ين ق ال )ص ارت فض تك زغ الً و خم رك مغشوش ة‬ ‫بم اء()أش‪ (٢٢:١‬ف زغالً تعن ى ش وائب ‪ ،‬و المقص ود ھن ا ھ و إنھي ار العمل ة و الغ ش ف ى‬ ‫الفض ة بالش وائب و ذل ك إث ر إنھي ار السياس ة النقدي ة و غ ش العم الت ‪ ،‬و لك ن األدل ة‬ ‫التاريخية تشير إلى أن العمالت المعدنية لم تع رف ف ى إس رائيل ف ى زم ن األنبي اء و لكنھ ا‬ ‫ظھرت أثن اء الس بى ‪ ،‬لك ن م ن المفھ وم ض منا ً أن اليھ ود اس تخدموا فيم ا بي نھم قوال ب م ن‬ ‫الفضة و ال ذھب لتس ھيل مع امالتھم االقتص ادية ‪ ،‬كم ا ظھ ر وق ت أش عياء النب ى المحت الين‬ ‫الذين خلطوا المعادن النفيسة بالمعادن األقل قيم ة ‪ ،‬إفت رض م ثالً أن ھن اك مل ك ق ام بض خ‬ ‫عش رة آالف قطع ة ذھبي ة و ق ام بتوزيعھ ا عل ى الش عب ‪ ،‬ث م ق ام الم زورين بتزوي ر ألف ان‬ ‫قطع ة ذھبي ة فم اذا س تكون النت ائج ؟ف ى البداي ة س تكون المكاس ب كلھ ا للم زورين ألنھ م‬ ‫سيأخذون النقود الم زورة و يقوم ون بش راء س لع و خ دمات م ن األس واق في زداد الطل ب و‬ ‫ترتفع األسعار ‪ ،‬و لكن المزورون دخلھم أرتف ع قب ل زي ادة األس عار و الم واطنين الش رفاء‬ ‫وصلتھم نقود مزورة مع نقود حقيقية نتيجة التبادل و ثروتھم انخفضت الرتف اع األس عار ‪،‬‬ ‫فالتضخم يعاقب المدخرين و يشجع على االقتراض ألن الناس سوف تعيد النقود بقيم ة أق ل‬ ‫مما أخذتھا قبل القرض ألن القيمة الشرائية للنقود تنخفض بمرور الوقت مع زيادة التضخم‬ ‫‪ ،‬لذلك فكر أسقف كنيسة ليزييه الفرنسى نيكول أوريسم قائالً )بات ينبغى أن تقوم السياسة‬ ‫التى يتبعھا األمير على تشجيع التجارة و تھيئة الظروف التى يتطلبھا ھذا التشجيع( و كان‬ ‫ذل ك يعن ى م ن الناحي ة األساس ية بالنس بة ألوريس م اإلدارة الس ليمة للنق ود ‪ ،‬و ل يس م ن‬ ‫المبالغة أن نعتبره رائد أنصار المذھب النقدي فھو إذ تتبع فى إيجاز ت اريخ النق ود أوض ح‬ ‫كيف أن سك الذھب و الفضة و النح اس و ھ ى عم الت ذات وزن مح دد و نق اء يوث ق ب ه‬ ‫كان بديالً للوقت الممل الذى يضيع فى وزن المعدن ‪ ،‬و قد ألقى المسؤولية عن سك النقود‬ ‫عل ى ع اتق األمي ر أى الحكوم ة ‪ ،‬و بع د أن ف رض ھ ذه المس ؤولية ك رس ص فحات كثي رة‬ ‫ليخبر األمير بواجباته األخرى و أولھا أن عليه أال )يغش( الكلمة الت ى أس تخدمھا أوريس م‬ ‫ھنا ھى )يغير( محتوى العملة من المعدن النقي و تكررت ھذه الوصية كثي راً )م ن عندئ ذ‬ ‫يولى ثقته ألمير ينقص وزن أو درجة نقاوة نقود تحمل ختمه ؟( و م رة أخ رى )توج د ف ى‬ ‫رأيي ثالث طرق يمكن لشخص ما أن يحقق بھا ربح ا ً م ن النق ود ع الوة عل ى اس تخدامھا‬ ‫‪٦٠‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫الطبيعى ‪ ،‬و أولى ھذه الطرق فن تبديل النقود أو تھريبھا أو حجبھا ع ن الت داول و ثانيتھ ا‬ ‫الربا و ثالثتھا تغيير النقود ‪ ،‬و الطريقة األولى وضيعة و الثانية سيئة و الثالث ة حت ى أكث ر‬ ‫سوءاً ‪ ،‬و وظيفة العاھل ھى إدانة و معاقبة المزيف و من يمارس ون أى غ ش ف ى النق ود ‪،‬‬ ‫و لذا فأي عار يلحق به لو أرتكب جريمة ينبغي أن يعاقب عليھا غيره بم وت مش ين( ‪ ،‬و‬ ‫كان أوريسم قاسيا ً بوجه خاص مع أمير مملكة مجاورة سرب عمالت مغشوشة فى التداول‬ ‫النقدي لجاره و كان على اقتناع بأن التجار سيتحاشون ممارسة التعام ل م ع ب الد ال يوث ق‬ ‫بعملتھا المسكوكة ‪ ،‬فالعملة التى يوثق بھا ھى التى تكون صالحة للتعامل التجارى ‪ ،‬و لما‬ ‫كان النحاس قد أصبح شديد ال وفرة ف ى أي ام أوريس م فق د ك ان م ن أنص ار س ك النق ود م ن‬ ‫ال ذھب و الفض ة نظ ام المع دنين ‪ ،‬و ألغ راض المع امالت اليومي ة ينبغ ي أن توج د نس بة‬ ‫ثابتة بين المعدنين ‪ ،‬و ذكر أوريسم على سبيل المثال نسبتين ھما ‪ ٢٠‬من وزن الفضة إلى‬ ‫واحد من وزن الذھب ‪ ،‬أو ‪ ٢٥‬م ن الفض ة إل ى ‪ ٣‬م ن وزن ال ذھب و كان ت ھ ذه األخي رة‬ ‫أكثر مالئمة للفضة من شعار ‪ ١٦‬إلى واحد الذى جمع ش مل الغ رب األمريك ي عن د نھاي ة‬ ‫الق رن الماض ى ‪ .‬و ھن اك أس باب أخ رى للتض خم منھ ا ارتف اع التك اليف التش غيلية ف ي‬ ‫الش ركات الص ناعية أو غي ر الص ناعية‪ ،‬كرف ع روات ب وأج ور الع املين والس يما ال ذين‬ ‫يعملون في المواقع اإلنتاجي ة و ذل ك بس بب مطالب ة الع املين برف ع األج ور و ارتف اع س عر‬ ‫الفائدة و قد يكون التضخم بسبب الحصار االقتصادى أو الحروب و المجاعات مثلما ح دث‬ ‫فى زمن اليشع النبى )وكان بعد ذلك أن بنھ دد مل ك ارام جم ع ك ل جيش ه وص عد فحاص ر‬ ‫السامرة‪.‬و كان جوع شديد فى السامرة و ھم حاصروھا حتى صار رأس الحم ار بثم انين‬ ‫من الفضة و ربع القاب من زبل الحمام بخمس من الفضة()‪٢‬مل‪. ( ٢٥-٢٤ :٦‬‬ ‫المسيحية و شركات التأمين على الحياة و الممتلكات ‪-:‬‬ ‫لقد أعطى ﷲ اإلنسان الحق فى التع ويض عم ا يلح ق ب ه م ن أض رار ‪ ،‬و تجنب ا ً للظل م‬ ‫الواقع نتيجة األضرار و منعا ً للتعدى على الغير ف ا يق ول )و إذا تخاص م رج الن فض رب‬ ‫أحدھما اآلخر بحجر أو بلكم ة و ل م يقت ل ب ل س قط ف ى الف راش()خ ر‪ (١٨ :٢١‬ف إن عل ى‬ ‫المعتدى صرف التعويض الالزم للش خص المتض رر و ذل ك ع ن أج ر فت رة ش فائه ألن ه ال‬ ‫يستطيع العمل )فإن قام و تمشى خارجا ً على عك ازه يك ون الض ارب بريئ ا ً إال أن ه يع وض‬ ‫عطلته و ينفق على شفائه()خر‪ ، (١٩ :٢١‬و ن رى ف ى قص ة أي وب الب ار مث ل حي ث ق ام‬ ‫ﷲ بتعويضه عن حس د إبل يس و رد ل ه ثروت ه أض عافا ً )و رد ال رب س بى أي وب لم ا ص لى‬ ‫ألجل أصحابه و زاد الرب على كل ما كان أليوب ضعفا ً()أى‪ ، (١٠ :٤٢‬و أيض ا ً ق ول ﷲ‬ ‫)و أع وض لك م ع ن الس نين الت ى أكلھ ا الج راد()يوئي ل‪ ، (٢٥ :٢‬و ق د ذك رت ف ى س فر‬ ‫الخروج )إن نطح الثور عبداً أو أمة يعطى سيده ثالث ين ش اقل فض ة و الث ور ي رجم و إذا‬ ‫فتح إنسان بئراً أو حف ر إنس ان بئ راً و ل م يغط ه فوق ع فيھ ا ث ور أو حم ار فص احب البئ ر‬ ‫‪٦١‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫يعوض و يرد فضة لصاحبه و الميت يكون له و إذا نطح ث ور إنس ان ث ور ص احبه فم ات‬ ‫يبيعان الثور الحى و يقتسمان ثمنه و الميت أيضا ً يقتس مانه لك ن إذا عل م أن ه ث ور نط اح‬ ‫من قبل و لم يضبطه ص احبه يع وض ع ن الث ور بث ور و المي ت يك ون ل ه()خ ر‪-٣٢ :٢١‬‬ ‫‪ ، (٣٦‬لكن فكرة التعويض الموجودة فى التأمين فى صورته الحالية ل م تك ن معروف ه ل دى‬ ‫المسيحيون حتى القرن التاسع عشر ‪ ،‬إذ لم تب رز مالم ح ھ ذه الص ورة و تس تكمل قس ماتھا‬ ‫إال حديثا ً بعد أن إتسعت المعامالت على المستوى الع المى لكنھ ا تط ورت لفك رة الت أمين و‬ ‫عمل بھا فى القرن العاشر قبل الم يالد ‪ ،‬فق د ص در أول نظ ام يتعل ق بالخس ارة العام ة ف ى‬ ‫رودس‪ ١٢‬ع ام ‪ ٩١٦‬ق‪.‬م حي ث قض ى بتوزي ع الض رر الناش ئ م ن إلق اء ج زء م ن ش حنة‬ ‫الس فينة ف ى البح ر لتخفي ف حمولتھ ا عل ى أص حاب البض ائع المش حونة فيھ ا ‪ ،‬و ق د أل زم‬ ‫الرومان تجار األسلحة بإرسال أس لحتھم بح راً لتزوي د ق وات اإلمبراطوري ة بھ ا ‪ ،‬عل ى أن‬ ‫تقوم الدولة بض مان تع ويض خس ارة الت اجر إذا فق دت أس لحته بس بب األخط ار البحري ة أو‬ ‫بفع ل الع دو ‪ ،‬و يعتب ر الت أمين البح رى ھ و أس بق أن واع الت أمين ظھ وراً ‪ ،‬حي ث ك ان أول‬ ‫تطبيق عملى له بش كل تج ارى ف ى الق رن الث انى عش ر الم يالدى ؛ حي ث ج رى عل ى عھ د‬ ‫تجار مناطق البحر األبيض المتوسط ممارسة ھذا الن وع م ن الت أمين ‪ ،‬و ص درت األوام ر‬ ‫الحكومي ة لتنظ يم ھ ذا الن وع م ن الت أمين ‪ ،‬ث م نش أ بع ده الت أمين ض د الحري ق ال ذى ك ان‬ ‫موجوداً فى إنجلت را قب ل الق رن الس ابع عش ر الم يالدى عل ى ش كل نقاب ات تعاوني ة ‪ ،‬كان ت‬ ‫تعطى إعانة ألعضائھا فى حال إحتراق أمالكھم ‪ ،‬و فى منتصف الق رن الس ابع عش ر أخ ذ‬ ‫التأمين ضد الحريق طابعا ً تجاريا ً صدرت به نظم إدارية تختل ف ب إختالف أوض اع البل دان‬ ‫‪ .‬أما بالنسبة للت أمين عل ى الحي اة فق د ص درت أول وثيق ة م ن ھ ذا الن وع س نة ‪١٥٨٣‬م ف ى‬ ‫إنجلت را ‪ ،‬و م ع ذل ك فق د ك ان وج وده مح دداً ج داً ‪ ،‬أم ا ف ى فرنس ا أص در ل ويس الراب ع‬ ‫عشر‪ ١٣‬أمراً بحظر التأمين على الحياة لكونه عمالً غير أخالقى ‪ ،‬مم ا أدى إل ى ظھ ور م ا‬ ‫يس مى )بالنظ ام الت ونتينى( ال ذى يق وم عل ى فك رة التع اون ب ين مجموع ة م ن المس اھمين‬ ‫بإشتراكات سنوية يتم إستثمارھا لصالحھم أو لصالح أحيائھم و ورثة من مات منھم ‪ ،‬و ل م‬ ‫يتخذ ھذا النظام قالبا ً نظاميا ً معتبراً إال فى سنة ‪١٧٧٤‬م ‪ ،‬و قد كان للث ورة الص ناعية و م ا‬ ‫صاحبھا من ظھور طبقة متوسطة أثر كبير ف ى اإلقب ال عل ى الت أمين عل ى الحي اة و إتس اع‬ ‫نطاق إنتشاره ‪ .‬و فى القرن التاسع عشر بعد أن عمت الثورة الصناعية البلدان األوربي ة و‬ ‫تبع ذلك تطور اآللة و إنتشارھا ظھرت فكرة التأمين ضد الح وادث نظ راً لم ا كان ت تس ببه‬ ‫اآلالت المتحرك ة م ن ح وادث القت ل و تعطي ل المن افع البدني ة ‪ ،‬فتأس س ف ى إنجلت را س نة‬ ‫‪ ١٢‬رودس ‪ :‬مدينة يونانية تقع فى جنوب شرق البالد ‪ ،‬مساحتھا ‪١٩,٥‬كم مربع ‪.‬‬ ‫‪ ١٣‬لويس الرابع عشر ‪ :‬ولد سنة ‪١٦٣٨‬م ‪ ،‬جلس على العرش سنة ‪١٦٤٣‬م ‪ ،‬جلس على عرش فرنسا ‪ ٧٢‬عاما ً‬ ‫‪ ،‬توفى سنة ‪١٧١٥‬م ‪.‬‬

‫‪٦٢‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫‪١٨٤٨‬م أول مكتب للتأمين ضد الحوادث التى يتعرض لھا المسافرون بالسكة الحديدية ‪ ،‬و‬ ‫كانت بطاقات التأمين تباع مع بطاقات السفر‪ ،‬ثم تطورت الفكرة حت ى ش ملت الت أمين ض د‬ ‫الحوادث الشخصية و كافة األمراض ‪ ،‬و بالتوسع فى األخذ بفكرة الت أمين ظھ ر م ا يس مى‬ ‫ب ـالتأمين ض د خيان ة األمان ة ‪ ،‬و ب ـالتأمين ض د الض مانات القض ائية مم ا ھ و خ اص‬ ‫بالمسئوليات المالية على األوصياء الذين يعينون بقرارات قضائية على القصر و األوقاف‬ ‫و كل من ھو فاقد لألھلية ‪ ،‬و الت أمين ض د التض مينات الحكومي ة م ن ج راء خيان ة بع ض‬ ‫الموظفين ‪ ،‬و التأمين ضد حوادث السيارات و الطائرات ‪ ،‬فإنتشرت فكرة الت أمين ف ى ك ل‬ ‫أنحاء أوروبا منذ القرن الثامن عشر ‪ ،‬و أنشئت من أجله شركات تأمين خاص ة ف ى فرنس ا‬ ‫س نة ‪١٧٨٧‬م و ف ى ھولن دا س نة ‪١٨٠٧‬م و ف ى ألماني ا س نة ‪١٨٢٩‬م و ف ى سويس را س نة‬ ‫‪١٨٤١‬م ‪ ،‬ثم عمت شركات التأمين على الحياة أرجاء المعمورة ‪.‬‬ ‫أھمية التأمين لالقتصاد القومى ‪-:‬‬ ‫‪ -١‬حماية رؤوس األموال البشرية و المادية ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬زيادة معدالت اإلدخار و ثم توفير أموال اإلستثمار من خالل تكوين أموال ضخمة ‪.‬‬ ‫‪ -٣‬إقامــة المشــروعات المنتجـة للسلع و الخدمـات مما يزيد من عرضھا ‪،‬مما يحد من‬ ‫إرتفاع األسعار‪.‬‬ ‫‪ -٤‬زيادة فرص العمل من خالل المشروعات ‪ ،‬مما يعد مساھمة فى حل مشكلة البطالة ‪.‬‬ ‫‪ -٥‬معالجـة األمراض اإلجتماعيـة الناتجة عن الفقر و منھا الجھل و اإلنحراف و المرض‬ ‫‪ -٦‬زيادة اإلنتاج و كفائته و ذلك ألنه يبعث الطمأنينة فى نفس العامل أو الموظف فتزيد‬ ‫مقدرته على اإلنتاج ‪ ،‬إذ أن الشعور بالقلق من شأنه أن يضعف قدرة إنتاج الفرد فيتأثر‬ ‫االقتصاد القومى ‪ ،‬أما الشعور بالطمأنينة فيجعـل الفرد يقدم على عملـه مرتاح البال و بھذا‬ ‫ترتفع الكفاية فى اإلنتاج ‪ .‬إنتبھت معظم الدول إلى مزايا التأمين فعملت على تشجيعه‬ ‫بشتى الوسائل كإعفاء األقساط و الريع الناتج من إستثمار أموال التأمين من الضرائب ‪،‬‬ ‫كما أن بعض الدول جعلت بعض أنواع التأمين إجباريا ً مثل التأمين اإلجتماعى الذى يشمل‬ ‫التأمين من المرض و البطالة و العجز و الشيخوخة و الوفاة و من إصابات العمل ‪ .‬و‬ ‫األصل فى التعويض أن يكون ھناك مصدر للضرر كما فى قصة أيوب فقد كان الضرر‬ ‫ھو)حسد الشيطان( ‪ ،‬لكن قياسا ً بنفس المثل يمكن إعتبار مدخراتك فى التأمين ھى جزء‬ ‫من خطة ﷲ للعناية بك فى مرضك و شيخوختك و الشدائد التى قد تتعرض لھا فى حياتك‬ ‫‪.‬‬

‫‪٦٣‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫الباب السادس ‪ :‬مراحل تطور الفكر األقتصادى المسيحى‬ ‫موسى النبى كاقتصادى و تشريعات التحكم فى الدورة االقتصادية ‪-:‬‬ ‫اليھود عملوا بحرفة الرعى ثم بحرفة البن اء و ص ناعة الط وب ف ى مص ر ث م بالزراع ة ث م‬ ‫بالتجارة و لكنھم اھتموا بالزراعة بعد خروجھم م ن مص ر و اس تقرارھم ب أرض فلس طين‬ ‫و تحول ت الملكي ة الزراعي ة ال ى ملكي ة عائلي ة و اص بحت ق وانين المي راث تح افظ عل ى‬ ‫األرض الزراعية داخل العائلة مثل قانون زواج امرأة األخ كما فى حالة ب وعز و راع وث‬ ‫) راعوث ‪ (٤ : ٤‬فخطة موسى النبى االقتصادية مكونه من ثالث محاور رئيسية و ھى ‪:‬‬ ‫المحور األول اطاعة القانون االلھى ‪.‬‬ ‫المحور الثانى الحفاظ على ميراث و ثروة األباء ‪.‬‬ ‫المحور الثالث مواجھة تقلبات الدورات االقتصادية بأعادة المشروعات لنقطة الصفر ‪.‬‬ ‫المحور األول اطاعة القانون االلھى‬ ‫)و ھذه ھي الوصايا و الفرائض و االحكام التي امر الرب الھكم ان اعلمك م لتعملوھ ا ف ي‬ ‫االرض التي انتم عابرون اليھا لتمتلكوھا‪.‬لكي تتقي الرب الھك و تحفظ جمي ع فرائض ه و‬ ‫وص اياه الت ي ان ا اوص يك بھ ا ان ت و ابن ك و اب ن ابن ك ك ل اي ام حيات ك و لك ي تط ول‬ ‫ايامك‪.‬فاسمع يا اسرائيل و احترز لتعمل لكي يكون ل ك خي ر و تكث ر ج دا كم ا كلم ك ال رب‬ ‫اله ابائ ك ف ي ارض تف يض لبن ا و عس ال‪.‬اس مع ي ا اس رائيل ال رب الھن ا رب واح د‪.‬فتح ب‬ ‫الرب الھك من ك ل قلب ك و م ن ك ل نفس ك و م ن ك ل قوت ك‪.‬و ل تكن ھ ذه الكلم ات الت ي ان ا‬ ‫اوصيك بھا اليوم على قلبك‪) ( .‬تثنية ‪(٦-١ :٣‬‬ ‫أوال ‪ :‬شريعة السنة السابعة ) قانون األبراء ( ‪-:‬‬ ‫أوصى ﷲ بنى إسرائيل بحفظ السبت لتقديس كل بقية أيام األس بوع )أذك ر ي وم الس بت‬ ‫لتقدسه ستة أيام تعمل و تصنع جميع عملك و أما اليوم السابع ففيه س بت لل رب إلھ ك ال‬ ‫تصنع عمالً ما أنت و أبنك و أبنتك و عبدك و أمتك و بھيمتك و نزيلك الذى داخل أبواب ك‬ ‫ألن فى ستة أيام صنع الرب السماء و األرض و البحر و كل ما فيھا و استراح فى الي وم‬ ‫السابع لذلك بارك الرب يوم السبت و قدسه()خر‪ ، (١١ – ٨ :٢٠‬و بنفس الفكر أوصاھم‬ ‫أيضا ً بحفظ سبت السنوات أى السنة الس بتية أو الس نة الس ابعة )س ت س نين ت زرع حقل ك و‬ ‫ست سنين تقضب كرمك و تجمع غلتھما و أما السنة السابعة ففيھ ا يك ون ل ألرض س بت‬ ‫عطلة سبتا ً للرب ال تزرع حقلك و ال تقضب كرمك زريع حصيدك ال تحصد و عنب كرم ك‬ ‫المحول ال تقطف سنة عطلة تكون لألرض()ال‪ ، (٥-٣ :٢٥‬فى ھ ذه الس نة ال يج وز زرع‬ ‫‪٦٤‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫األرض أو حصادھا حتى األشجار المثمرة ‪ ،‬إنما يجوز الزراعة فى حدود تقديم الجزية أو‬ ‫الضريبة ‪ ،‬و أيضا ً ما ھو للتقدمات كحزمة الترديد و رغيفى التقدمة و خب ز الوج وه ‪ ،‬كم ا‬ ‫يصرح بحرث األرض و تھيئتھا للزراعة و بالصيد و التجارة و تربية النحل‪ ...‬الخ‪.‬‬ ‫الھدف من سنة الراحة السابعة ‪-:‬‬ ‫‪ -١‬الزراعة تعتمد على األرض الخصبة و األرض تفقد خصوبتھا بكثرة االستغالل و يقل‬ ‫اإلنتاج بعد ستة سنوات م ن االس تخدام المتواص ل و ي دخل المش روع مرحل ة الق اع ‪ ،‬ل ذلك‬ ‫إليق اف نزي ف الخس ائر ال ذى س يحدث باس تمرار العم ل ف ى الس نة الس ابعة أم ر ﷲ ب أن‬ ‫تستريح األرض فى ھذه السنة‪.‬‬ ‫‪ -٢‬س نة الراح ة ال يوج د إنت اج لك ن حت ى ال يح دث ارتف اع ف ى األس عار نتيج ة نق ص‬ ‫المعروض من السلع يسمح لھم ﷲ بزيادة كبي رة ف ى محص ول الس نة السادس ة حي ث يك ون‬ ‫ثالثة أضعاف ليكفيھم فى السنة السابعة و الثامن ة حت ى ي أتى حص ادھا ف ى ب دء التاس عة )و‬ ‫إذا قلتم ماذا نأكل فى السنة السابعة إن لم نزرع و لم نجم ع غلتن ا ف إني آم ر ببركت ى لك م‬ ‫فى السنة السادسة فتعمل غلة لثالث سنين فتزرع ون الس نة الثامن ة و ت أكلون م ن الغل ة‬ ‫العتيق ة إل ى الس نة التاس عة إل ى أن ت أتى غلتھ ا ت أكلون عتيق ا ً()ال‪ ، (٢٢-٢٠ :٢٥‬يج ب‬ ‫علين ا أن نعم ل و ال ننس ى أن نطل ب برك ة ﷲ ليب ارك لن ا حص اد ھ ذا العم ل ‪ ،‬و بالنس بة‬ ‫للجانب اإلنساني و اإلجتماعى فإن السنة السبتية ھى سنة الشركة العام ة ‪ ،‬فيس تطيع الفقي ر‬ ‫و الغريب بغير خجل أن يدخل أى حقل و يجمع ما تبقى م ن محاص يل الس نوات الس ابقة و‬ ‫يقطف من أشجار الفاكھة ما يريد ‪ ،‬و كأن األرض فى السنة السابعة تصير ق رض مج انى‬ ‫لكل الشعب حتى يتعافى االقتصاد و يدخل ف ى مرحل ة االس تعادة م ع من ع الجش ع و الطم ع‬ ‫من خالل منع التخزين حيث يحق لك أن تقطف ما تريد دون أن تقوم بالتخزين أو تحويلھ ا‬ ‫إلى منتجات أخ رى كالنبي ذ‪ ...‬ال خ حت ى بالنس بة لص احب األرض‪ ،‬و ال تق ف الش ركة عن د‬ ‫البش ر وح دھم ب ل يس مح أيض ا ً للحيوان ات حت ى البري ة منھ ا لتتمت ع بنص يبھا م ن منتج ات‬ ‫األرض بال عائق مما يشجع الثروة الحيوانية و ينميھا ‪ ،‬ھذا و من ناحية أخرى كان ت ھ ذه‬ ‫السنة راحة للجميع ‪ ،‬ليس فقط للرجل و عائلته ‪ ،‬و إنما حتى العبيد و األجير و الغريب بل‬ ‫و الحيوانات أيضا ً ‪ ،‬يرى البعض أن ھذه السنة ھى سنة إبراء فيھا يتحرر العبيد م ن ال رق‬ ‫‪ -٣.‬من الجانب الروحى فھ ي س نة راح ة م ن العم ل الي ومى لالنش غال بالعم ل الروح ى ‪،‬‬ ‫ففى ھذه السنة تقرأ فصول من الشريعة فى عيد المظال )و أم رھم موس ى ق ائالً ف ى نھاي ة‬ ‫السبع السنين فى ميع اد س نة اإلب راء ف ى عي د المظ ال حينم ا يج يء جمي ع إس رائيل لك ى‬ ‫يظھروا أمام الرب إلھك فى المكان الذى يخت اره تق رأ ھ ذه الت وراة أم ام ك ل إس رائيل ف ى‬ ‫مس امعھم أجم ع الش عب الرج ال و النس اء و األطف ال و الغري ب ال ذى ف ى أبواب ك لك ى‬ ‫يسمعوا و يتعلموا أن يتقوا الرب إلھكم و يحرصوا أن يعملوا بجمي ع كلم ات ھ ذه الت وراة‬ ‫‪٦٥‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫و أوالدھ م ال ذين ل م يعرف وا يس معون و يتعلم ون أن يتق وا ال رب إلھك م ك ل األي ام الت ى‬ ‫تحي ون فيھ ا عل ى األرض الت ى أن تم ع ابرون األردن إليھ ا لك ى تمتلكوھ ا()ت ث‪-١٠ :٣١‬‬ ‫‪ ، (١٣‬و كانت القراءة تتم بطقس جميل في ه يس لم رئ يس المجم ع الت وراة ل رئيس الكھن ة و‬ ‫ھذا بالت الى يس لمھا للمل ك ال ذى يق ف ليق رأ الش ريعة عل ى الش عب ف ى مھاب ة ‪ ،‬بع د الق راءة‬ ‫ً‬ ‫سائال من أجل الشريعة و الخدمة و االعت راف و التمت ع‬ ‫يعطى رئيس الكھنة البركة للشعب‬ ‫بمغفرة الخطايا و من أجل أورشليم و الھيكل‬ ‫‪ -٤‬اثر قانون األبراء على سوق القروض حي ث أن بمقتض ى ق انون األب راء يتن ازل ال دائن‬ ‫اليھ ودى ع ن ديون ة أو فوائ دھا للم دين اليھ ودى ف ى س نة األب راء و ھ ى الس نة الس ابعة )‬ ‫الويين اصحاح ‪ (٢٥‬و ) خروج اصحاح ‪ (٢٣‬و يرى البعض أن ھذا القانون ف ى ص الح‬ ‫الم دينين و ل يس ف ى ص الح ال دائن و ي ؤثر بالس لب عل ى س وق الق روض الن المقرض ين‬ ‫س وف يتوقف وا ع ن م نح الق روض كلم ا اقترب ت س نة االب راء كم ا ان التج ار ل ن يبيع وا‬ ‫بضائعھم باألجل خوفا من حلول سنة األبراء فتضيع عليھم أموالھم أو قد يلجاء المقرض ين‬ ‫لزيادة سعر الفائ دة ف ى الس نة الخامس ة و السادس ة ليعوض وا الخس ائر المحتمل ة م ن تفل يس‬ ‫المدين فى السنة السابعة و خسارة المقرض لنقودة ‪.‬‬ ‫و لكن من جھة أخرى فأن ھذا القانون له مزايا اقتصادية عامة للدولة ككل منھا ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬تش جيع الزراع ة و ذل ك بتوجي ه الن اس و ت وعيتھم بمخ اطر العم ل ف ى األق راض و‬ ‫تحص يل الفوائ د دون تع ب فيقع وا ف ى مخ اطر س نة االب راء فيتجھ وا للعم ل ف ى األرض‬ ‫الزراعية بدال من أن يخسر أموالة فى األقراض المكروة ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬محاربة النصب و االحتيال فى التجارة عن طريق تأجيل الدفع و تراكم الديون ألن بمعرفة‬ ‫الدائن أنه لن يحصل المديونيات فى السنة السابعة يجعلة يميل أكثر للبي ع النق دى فيق ل االحتي ال‬ ‫و النصب و األفالس ‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬األساس فى التجارة ھو الثقة و األمانه فنظام األئتمان يجب أن يك ون مبن ى عل ى ض مانات‬ ‫أكي دة بالس داد و بالت الى ف أن مخ اطر ع دم الس داد س تكون ف ى الس نة الس ابعة ف ى الح د األدن ى‬ ‫الممكن قبولة بالنسبة للمقرض و قد تكون معدومة فى حالة كون المدينين ملتزمين بالسداد ‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬شريعة سنة اليوبيل ‪-:‬‬ ‫قانون اليوبيل حيث كل خمسين سنة ترجع األرض ال ى م ا م ن كان ت ف ى ي دة م ن خمس ين‬ ‫سنة و ھكذا ترجع األرض الى من كان يملكھا من قب ل و يش به ق انون األب راء ف ى األث ر و‬ ‫لكنه يقام كل خمسون عام كما جاء فى ) سفر الالويين اصحاح ‪. ( ٢٥‬‬ ‫كما يقدس اإلنسان اليوم السابع ليبارك الرب كل أيام األسبوع و الش ھر الس ابع ليب ارك ك ل‬ ‫الشھور‪ ،‬و السنة السابعة ليبارك الست سنوات الس ابقة ‪ ،‬فإن ه يق دس أيض ا ً الس نة الخمس ين‬ ‫التى تأتى كسبت لكل وحدة تتكون من سبع سنوات ‪ ،‬ھى سبت أسابيع السنين ‪ ،‬لذلك يعتب ر‬ ‫‪٦٦‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫ھذا العيد )اليوبيل( ھو كم ال النظ ام الس بتى ‪ ،‬وض عه ال رب لش عبه ‪ ،‬و كلم ة )يوبي ل( م ن‬ ‫أصل يوناني و تعنى )قرن( ‪ ،‬إذ كان يعلن عنھا خالل النفخ فى بوق فى الي وم العاش ر م ن‬ ‫الشھر السابع ‪ ،‬إذ تبدأ بعيد الكفارة )و تعد لك سبعة سبوت سنين س بع س نين س بع م رات‬ ‫فتكون لك أي ام الس بعة الس بوت الس نوية تس عا ً و أربع ين س نة ث م تعب ر ب وق الھت اف ف ى‬ ‫الش ھر الس ابع ف ى عاش ر الش ھر ف ى ي وم الكف ارة تعب رون الب وق ف ى جمي ع أرض كم و‬ ‫تقدسون السنة الخمسين و تنادون بالعتق فى األرض لجمي ع س كانھا تك ون لك م ي وبيالً و‬ ‫ترجعون كل إلى ملك ه و تع ودون ك ل إل ى عش يرته ي وبيالً تك ون لك م الس نة الخمس ون ال‬ ‫تزرعوا و ال تحصدوا زريعھا و ال تقطف وا كرمھ ا المح ول إنھ ا يوبي ل مقدس ة تك ون لك م‬ ‫من الحقل تأكلون غلتھا فى سنة اليوبي ل ھ ذه ترجع ون ك ل إل ى ملك ه()ال‪، (١٣- ٨ :٢٥‬‬ ‫كما دعي ھ ذا العي د أيض ا ً )بس نة العت ق( )ف إن أعط ى أح داً م ن عبي ده عطي ة م ن ميراث ه‬ ‫فتكون له إلى سنة العتق ثم ترجع للرئيس و لك ن ميراث ه يك ون ألوالده()ح ز‪، (١٧ :٤٦‬‬ ‫ففي ه ي تم عت ق العبي د و ترج ع األراض ى المباع ة و المرھون ة إل ى أص حابھا ‪ ،‬و ال دائنون‬ ‫يعفون عن المدينين ‪ ،‬فاالقتصاد يعود إلى مرحلة البداية و يستعيد توازنه مھما كانت حالت ه‬ ‫قبل سنة اليوبي ل مم ا يح ل مش كالت تب دأ ص غيرة لك ن بم رور ال زمن تكب ر ‪ ،‬مث ل مش اكل‬ ‫ديون الدول لبعضھا لذلك كان ھذا العيد الذى يتكرر كل خمسين عام ا ً م ن أروع األعي اد و‬ ‫أبھجھا على نفوس الشعب ‪.‬‬ ‫وجھة النظر المعارضة لفكرة قانون اليوبيل ‪:‬‬ ‫‪ -١‬اليوبيل يمنع االقراض قرب السنة الخمسين الن السنة الخمسين تأتى مباشرة بعد الس نة‬ ‫الس ابعة فيك ون ل دى الم دين فرص ة س نتين ب دال م ن س نة ال يس دد فيھ ا حي ث ھن اك تن ازل‬ ‫اجبارى من الدائن الى المدين فى السنة السابعة و السنة الخمسين ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬ال يعقل أن يتنازل الناس طواعية عن أمالكھم التى أكتسبوھا خالل خمسين عام ‪.‬‬ ‫‪ -٣‬تنازل الناس عن ممتلكاتھم و ارضيھم قد يسبب حالة من عدم االستقرار التجارى ‪.‬‬ ‫و لكننا نرى ف ى العص ر الح ديث اتجھ ت بع ض ال دول لفك رة إس قاط دي ون ال دول الفقي رة‬ ‫حت ى ت نھض اقتص اديا م رة أخ رى ألن انھي ار اقتص اد ال دول الفقي رة يس بب مرحل ة م ن‬ ‫الرك ود لل دول الغني ة ل نقص التص دير لل دول الفقي رة ‪ ،‬كم ا يعتب ر عي د اليوبي ل ك المؤتمر‬ ‫االقتصادى فى العصر الحديث حيث يرجع بنتائج منھا ‪-:‬‬ ‫‪ : ١‬عتق األرض و تحريرھا ‪ ،‬فيسترد كل إنسان أرضه و تسترجع ك ل عش يرة ممتلكاتھ ا‬ ‫من بي وت قروي ة أو حق ول س واء كان ت ق د بيع ت أو رھن ت )تقدس ون الس نة الخمس ين و‬ ‫تن ادون ب العتق ف ى األرض لجمي ع س كانھا تك ون لك م ي وبيالً و ترجع ون ك ل إل ى ملك ه و‬ ‫تعودون كل إلى عشيرته()ال‪ ، (١٠ :٢٥‬و ك ان لھ ذا األم ر أھ داف واض حة ت تلخص فيم ا‬ ‫يلى ‪-:‬‬ ‫‪٦٧‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫‪ :٢‬إذا كان شخص قد اغتنى و أستطاع بماله أن يرھن أو يشترى نصيب غي ره يترك ه ف ى‬ ‫الس نة اليوبيلي ة بإرادت ه قب ل أن يت رك الك ل ك ل ش ىء بغي ر إرادتھ م ب الموت ‪ ،‬ف المعنى‬ ‫الروحى لس نة اليوبي ل أنھ ا تحم ل ظ الً للحي اة األبدي ة حي ث ال يوج د فيھ ا غن ى و فقي ر ب ل‬ ‫يفرح الكل بنوال نصيبه دون طمع فيما ھو للغي ر ‪ ،‬و ھن اك معن ى م ادى ھ و الحف اظ عل ى‬ ‫التكافل بين أعضاء المجتمع فال يحدث ثورة جياع كما فى عصرنا الحاضر ‪.‬‬ ‫‪ : ٣‬تأكيد أن األرض ھى ملك للرب )و األرض ال تباع بتة ألن لى األرض و أنتم غرباء‬ ‫و نزالء عندى ب ل ف ى ك ل أرض ملكك م تجعل ون فكاك ا ً ل ألرض إذا أفتق ر أخ وك فب اع م ن‬ ‫ملكه يأتى وليه األقرب إليه و يفك مبيع أخيه()ال‪ ، (٢٣ :٢٥‬وھبھا لنا لنستغلھا لكن ل يس‬ ‫على حساب إخوتنا الفقراء ‪ ،‬فنرد لھم نصيبھم ليس منحة منا إذ ھ ى ليس ت ملكن ا بح ق ب ل‬ ‫ملك الرب ‪.‬‬ ‫‪ :٤‬حفظ ملكية األرض للعائلة فھى ميراث لألبناء و األحفاد ‪.‬‬ ‫‪ :٥‬استمرار الملكية ألرض الدولة فى أيد المواطنين و انھاء ملكية األجانب ‪.‬‬ ‫‪ :٦‬الحف اظ عل ى األي دى العامل ة م ن خ الل ارتب اط اليھ ود ب االرض و قل ه الھج رة ال ى‬ ‫الخارج ألن من يھاجر سيخسر أرضة فى اليوبيل ‪.‬‬ ‫‪ :٧‬مواجھة ارتفاع اسعار االراضى و التضخم الناتج ع ن م رور ال زمن حي ث تق ل اس عار‬ ‫االراضى بالتدريج كلما قربت السنة الخمسين ‪.‬‬ ‫‪ : ٨‬حل مشاكل تقلبات الدورة االقتصادية للمشروعات ‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬تشريعات بيع البيوت ‪-:‬‬ ‫)و إذا باع إنسان بيت سكن فى مدين ة ذات س ور فيك ون فكاك ه إل ى تم ام س نة بيع ه س نة‬ ‫يكون فكاكه و إن لم يف ك قب ل أن تكم ل ل ه س نة تام ة وج ب البي ت ال ذى ف ى المدين ة ذات‬ ‫السور بتة لشاريه فى أجياله ال يخرج فى اليوبيل لكن بي وت الق رى الت ى ل يس لھ ا س ور‬ ‫حولھا فمع حقول األرض تحسب يكون لھا فكاك و فى اليوبيل تخرج و أما مدن الالوي ين‬ ‫بيوت مدن ملكھم فيكون لھا فكاك مؤبد لالويين و الذى يفكه من الالويين المبيع من بيت‬ ‫أو من مدينة ملكه يخرج فى اليوبي ل ألن بي وت م دن الالوي ين ھ ى ملكھ م ف ى وس ط بن ى‬ ‫إسرائيل و أما حقول المسارح لمدنھم فال تباع ألنھا ملك دھ رى لھ م()ال‪، (٣٤-٢٩ :٢٥‬‬ ‫يقدم لنا الوحى اإللھى شرائع تخص بيع البيوت أو رھنھا ‪ ،‬و كيفية فكھا من الرھن ‪ ،‬و ق د‬ ‫ميزت الشريعة بين أربع حاالت ‪-:‬‬ ‫أ‪ -‬المنازل التى فى المدن ذات األسوار ‪-:‬‬ ‫إذا باع إنسان ما بيته فى مدينة )مسورة( يستطيع أن يفك البيت خالل س نة م ن بيع ه ‪،‬‬ ‫ھو أو وليه أو وريثه إن كان قد مات ‪ ،‬بھذا يعطى الفرصة للب ائع ال ذى أجت از ظرف ا ً قاس يا ً‬ ‫‪٦٨‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫أن يرجع و يستقر مع عائلته فى منزله ‪ ،‬ف إن ل م يف ك البي ت خ الل س نة م ن البي ع يس تحوذ‬ ‫عليه المشترى و ال يرده حتى فى اليوبيل ألن البائع و ولي ه و ورثت ه ق د أض اعوا الفرص ة‬ ‫على أنفسھم ‪ ،‬فيلزم أن يعطى للمشترى حقه فى االستقرار ‪ ،‬أما سبب عدم رد البيوت التى‬ ‫فى داخل المدن فى اليوبيل فألن المنازل لم تعط للشعب بالقرع ة مث ل األراض ى ب ل بنوھ ا‬ ‫بأيديھم حسب إرادتھم ‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬المنازل التى فى القرى ‪-:‬‬ ‫بالنسبة للمنازل المقامة فى م دن غي ر مس ورة أى ف ى ق رى ف يمكن أن تف ك خ الل ع ام‬ ‫كالسابقة ‪ ،‬فإن لم يستطع البائع أو وليه أو ورثته على الفكاك يبقى البيت حتى س نة اليوبي ل‬ ‫ليرده إلى البائع أو عائلته إن كان قد مات ‪ ،‬و الحكمة فى ھذا أن ھذه البيوت ھى فى حقيقة‬ ‫أمرھا ملحقات ألراضى زراعية أو أراضى للرعي ال يمكن فصلھا عنھا ‪ ،‬فلك ى يبق ى ك ل‬ ‫سبط محتفظا ً بأرضه مع ملحقاتھا ترد األراضى و معھا المباني الزراعية‬ ‫ج ‪ -‬منازل الالويين فى مدنھم ‪-:‬‬ ‫يؤك د ال وحى اإللھ ى ) و أم ا م دن الالوي ين بي وت و م دن ملكھ م فلھ ا فك اك مؤب د‬ ‫لالويين ( ) ال ‪ (٣٢ : ٢٥‬و كأن الالوى إذا أضطر لبيع قطعة أرضه أو بيت ه يس تطيع ف ى‬ ‫أى وقت أن يفكھا ‪ ،‬ال يفقد حقه فى الفكاك حتى إن مض ى ع ام عل ى البي ع ‪ ،‬و إن ق ام أح د‬ ‫إخوته م ن الالوي ين بالفك اك يبق ى المن زل تح ت ي ده حت ى س نة اليوبي ل في رده إل ى ص احبه‬ ‫األصلي ‪.‬‬ ‫د ‪ -‬حقول الالويين ‪-:‬‬ ‫كانت مدن الالوي ين تح يط بھ ا مس ارح بع رض أل ف ذراع م ن ح دود المدين ة م ن ك ل‬ ‫جھة من الجھات األربعة ‪ ،‬و المسارح تحيط بھا حقول بعرض ألف ى ذراع م ن ك ل جھ ة ‪،‬‬ ‫تخص ص المس ارح إلقام ة الحظ ائر الخاص ة بحيوان ات الالوي ين و أغن امھم ‪ ،‬أم ا الحق ول‬ ‫فيزرعونھ ا ال الس تغالل الزراع ة للبي ع أو التج ارة حي ث ك ان ال يج وز لالوي ين أن يبيع وا‬ ‫شيئا ً من مسارحھم أو حقولھم فھى ملكھم أبديا ً ‪.‬‬ ‫المحور الثانى الحفاظ على ميراث و ثروة األباء‬ ‫ثروة األمم ‪ :‬تحدث موسى عن أرض تف يض لبن ا وعس ال )فقل ت اص عدكم م ن مذل ة مص ر‬ ‫ال ى ارض الكنع انيين و الحثي ين و االم وريين و الف رزيين و الح ويين و اليبوس يين ال ى‬ ‫ارض تفيض لبنا و عسال ( ) خروج ‪ ( ١٧ : ٣‬فأصطالح لبنا و عسال كناية ع ن الث روة‬ ‫و الرفاھية فال ينبغي أن تؤخذ حرفيا فھى كلمات تلھب الفقراء للعمل ‪ .‬لكن أحذر أن تكون‬ ‫مثل رأوبين وجاد ونصف سبط منس ى ال ذين اخت اروا الث روة الس ھلة فتخل وا ع ن مط البھم‬ ‫فى األرض عبر األردن بسبب ما وجدوه خارج حدود إسرائيل من مراعى سھلة و اشجار‬ ‫‪٦٩‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫مثم رة دون مي راث حقيق ى م ن األرض فھ والء كم ن أخت ار أن يظ ل يعم ل ط وال عم ره‬ ‫ك أجير خوف ا م ن تحم ل مس ئولية عم ل مش روع تج ارى فھ و يري د مكس ب س ھل أو أعان ه‬ ‫حكومية دون عمل و مسئولية فليكن تفكيرك كس ليمان الحك يم عن دما طل ب م ن ﷲ )اثنت ين‬ ‫سالت منك فال تمنعھما عني قبل ان اموت‪ .‬ابعد عني الباطل و الكذب ال تعطن ي فق را و ال‬ ‫غنى اطعمني خبز فريضتي‪ .‬لئال اشبع و اكفر و اقول من ھو الرب او لئال افتقر و اسرق‬ ‫و اتخذ اسم الھي باطال‪ ) (.‬أمثال ‪ (٩-٧ : ٣٠‬فالنمو االقتصادى ال يتعلق بجي ل واح د ب ل‬ ‫ھو مسئولية يحملھا جيل م ن األب اء ال ى جي ل أخ ر م ن األبن اء و األحف اد فق ول ﷲ لموس ى‬ ‫أوصيك بھا انت و ابنك و ابن ابنك كل ايام حياتك المقصود به األس تمرارية ف ى طاع ة ﷲ‬ ‫لكل األجيال التالية و االستمرار فى تنمية الث روة الت ى اعطاھ ا ﷲ لش عبه و أن يعل م األب اء‬ ‫األبناء و أن ي تعلم األبن اء م ن أخط اء األب اء و األج داد و أوض ح ﷲ أن النم و االقتص ادى‬ ‫يرتبط بالنمو السكانى فوعد ﷲ شعبة بتوفير ثانى عنصر من عناصر الثروة و ھ و األي دى‬ ‫العامل ة المتمثل ة ف ى الزي ادة الس كانية الناتج ة ع ن ارتف اع ع دد الموالي د كم ا ق ال ال رب )ال‬ ‫تكون مسقطة و ال عاقر في ارضك و اكمل عدد ايامك‪ ) (.‬خروج ‪ (٢٦ : ٢٣‬و انخفاض‬ ‫نسبة الوفيات )اكرم اباك و امك كما اوصاك الرب الھك لكي تطول ايامك و لكي يك ون ل ك‬ ‫خير على االرض التي يعطيك الرب الھك‪ ) ( .‬تثني ة ‪ (١٦ : ٥‬موس ى النب ى وض ع لليھ ود‬ ‫مبدأ ھام للتعامل فى بي ع و ش راء األراض ى ‪ ،‬إذ وزع موس ى و يش وع األراض ى لتمتلكھ ا‬ ‫األسباط ‪ ،‬فكان كل سبط و كل عشيرة و كل أسرة تلتزم م ا اس تطاعت أن تح تفظ بأرض ھا‬ ‫كعالمة لتعلق القلب ال بأرض الموعد بل ب األرض الجدي دة أى الحي اة األبدي ة ‪ ،‬و ق د ظھ ر‬ ‫ھ ذا بق وة ف ى قص ة ن ابوت اليزرعيل ى ال ذى ع رض حيات ه للم وت و ل م يس لم بس تان آبائ ه‬ ‫ب الرغم م ن إغ راءات المل ك ل ه )‪١‬م ل‪ ، (٢١‬و لك ن إن أض طر أح د أن يبي ع أرض ه فإن ه‬ ‫يستطيع ھو أو وليه أن يفك األرض كما فعل بوعز حين فك أرض أليمالك و تزوج ب امرأة‬ ‫أبن ه راع وث ليھ ب للمي ت أبن ا و يتمت ع بمي راث ج ده )را‪ ، (١٠-١ :٤‬أى أن ه يس تطيع‬ ‫اإلنسان أو وليه أن يفك األرض فى أى وقت بع د أن ي دفع ال ثمن ال ذى يتن اقص م ع م رور‬ ‫السنوات ألجل استغالل المشترى لألرض ‪ ،‬فإن لم يستطيع اإلنسان أو ال ولى أن يف ي ي أتى‬ ‫اليوبي ل لترج ع األرض لص احبھا مجان ا ً )فمت ى بع ت ص احبك مبيع ا أو اش تريت م ن ي د‬ ‫صاحبك فال يغبن أحدكم أخاه حسب عدد السنين بعد اليوبيل تشترى من صاحبك و حس ب‬ ‫سنى الغلة يبيعك على قدر كثرة السنين تكثر ثمنه و على قدر قلة السنين تقلل ثمن ه ألن ه‬ ‫عدد الغالت يبيعك فال يغ بن أح دكم ص احبه ب ل إخ ش إلھ ك إن ي أن ا ال رب إلھك م فتعمل ون‬ ‫فرائضي و تحفظون أحكامي و تعملونھا لتسكنوا على األرض آمن ين()ال‪، (١٨-١٤ :٢٥‬‬ ‫و لك ن يل زم أال يس تغل أح د اليوبي ل فيبي ع أرض ه قب ل الموع د بثمنھ ا ليس تردھا ف ى الس نة‬ ‫الخمسين ‪ ،‬إنما يقدر ثمن البيع حسب المدة الباقية لحلول اليوبي ل ف ال يغ بن أح د اآلخ ر ‪ ،‬و‬ ‫‪٧٠‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫فى نفس الوقت ال يليق بالمشترى أن يستغل احتياج البائع فيقدم ثمنا ً بخسا ً ‪ ،‬إنما ليقيم الثمن‬ ‫حسب النفع الذى يعود عليه خالل الفت رة الباقي ة حت ى عي د اليوبي ل ‪ ،‬ل يكن التعام ل ال عل ى‬ ‫أس اس بل وغ أكب ر مكس ب م ن الغي ر و إنم ا عل ى أس اس خش ية ال رب ‪ ،‬و ك أن ك ل غ بن‬ ‫ألخواتنا ھو أھانه لل رب نفس ه ال ذى ي دافع ع ن المظل ومين و الض عفاء ‪ .‬الح ظ أن اليوبي ل‬ ‫يعتبر قانون استعادة الميراث لكى يحتفظ كل سبط و ك ل عش يرة و ك ل أس رة بنص يبھا ف ى‬ ‫األرض التى وھبھا لھم ﷲ ‪ ،‬فيرجع االقتصاد لنقط ة الص فر م ن جدي د حي ث ال ن زاع و ال‬ ‫أحقاد و جميع الفرص متساوية للجيل الجديد فال يشعر صغار الس ن بالحق د و الغض ب م ن‬ ‫كبار السن لتفريطھم ف ى حقھ م ف ى الحي اة الكريم ة ‪ ،‬فھ ذه النقط ة جعل ت خصيص ا ً للحف اظ‬ ‫عل ى مس تقبل األوالد و البن ات ‪ ،‬فق د وض عت لھ م ش ريعة لمي راث البن ات إذ ص ار لبن ات‬ ‫صلفحاد من سبط منسى ح ق مي راث نص يب أب يھن )فتق دمت بن ات ص لفحاد ب ن ح افر ب ن‬ ‫جلعاد بن ماكير بن منسى من عشائر منسى بن يوسف و ھذه أسماء بناته محلة و نوعة‬ ‫و حجلة و ملكة و ترص ة و وقف ن أم ام موس ى و ألع ازار الك اھن و أم ام الرؤس اء و ك ل‬ ‫الجماعة لدى باب خيمة اإلجتماع قائالت أبونا مات فى البرية و ل م يك ن ف ى الق وم ال ذين‬ ‫اجتمعوا على الرب فى جماعة قورح بل بخطيته مات و لم يكن له بنون لماذا يحذف أسم‬ ‫أبينا من بين عشيرته ألنه ليس له أبن أعطنا ملكا ً ب ين إخ وة أبين ا فق دم موس ى دع واھن‬ ‫أمام الرب فكلم الرب موسى ق ائالً بح ق تكلم ت بن ات ص لفحاد فتعط يھن مل ك نص يب ب ين‬ ‫إخوة أبيھن و تنقل نصيب أبيھن إليھن و تكلم بنى إسرائيل ق ائالً أيم ا رج ل م ات و ل يس‬ ‫له أبن تنقلون ملكه إلى أبنته()عد‪ ، (٨-١ :٢٧‬فتقدم رؤساء اآلباء من عشيرة بنى جلع اد‬ ‫بن ماكير بن منسى إلى موسى النبى يشتكون بأن بنات صلفحاد إن ت زوجن م ن س بط آخ ر‬ ‫ينتق ل ج زء م ن مي راث س بط منس ى إل ى الس بط اآلخ ر و بھ ذا يمك ن أن يقتن ى س بط عل ى‬ ‫حساب آخر )و تقدم رؤوس اآلباء من عشيرة بنى جلعاد بن ماكير بن منسى من عش ائر‬ ‫بنى يوسف و تكلموا قدام موسى و قدام الرؤساء رؤوس اآلباء من بنى إسرائيل و ق الوا‬ ‫قد أمر الرب سيدي أن يعطى األرض بقسمة بالقرعة لبنى إسرائيل و ق د أم ر س يدي م ن‬ ‫الرب أن يعطى نص يب ص لفحاد أخين ا لبنات ه ف إن ص رن نس اء ألح د م ن بن ى أس باط بن ى‬ ‫إسرائيل يؤخذ نصيبھن من نصيب آبائنا و يضاف إلى نصيب السبط الذى ص رن ل ه فم ن‬ ‫قرعة نصيبنا يؤخذ( )عد‪ (٣-١ :٣٦‬فأجاب موسى حسب أمر الرب مؤكداً مبدأين ‪-:‬‬ ‫‪ -١‬من حق البنات أن يتزوجن بمن يخت رن ‪ ،‬ف إن ال زواج ال يك ون إلزام ا ً )م ن حس ن ف ى‬ ‫أعينھن يكن له نساء()عد‪. (٦ :٣٦‬‬ ‫‪ -٢‬إن أردن االحتفاظ بنصيبھن فى األرض فعليھن أن يتزوجن برجل من سبطھن )و لك ن‬ ‫لعشيرة سبط آبائھن يكن نساء()عد‪ (٦ :٣٦‬و بذلك ال يتحول نصيب سبط من أسباط بنى‬ ‫إسرائيل إلى آخر‪ ،‬ولكن أن تزوجن من خارج السبط يضيع منھن الميراث‪.‬‬ ‫‪٧١‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫)و متى كان اليوبيل لبنى إس رائيل يض اف نص يبھن إل ى نص يب الس بط ال ذى ص رن ل ه و‬ ‫من نصيب س بط آبائن ا يؤخ ذ نص يبھن()ع د‪ (٤ :٣٦‬ف ى اليوبي ل تع ود األرض ألص حابھا‬ ‫)ال‪ (٢٨-٢٣:٢٥‬و لك ن ھ ذا ال ينطب ق ف ي حال ة م ن تزوج ت برج ل م ن خ ارج س بطھا ‪،‬‬ ‫ف األرض ف ى ھ ذه الحال ة ت ذھب للس بط اآلخ ر ل يس ب الرھن أو ب البيع ‪ ،‬فف ى اليوبي ل تع ود‬ ‫األرض المباعة أو المرھونة فقط أما فى ھ ذه الحال ة ف األرض ذھب ت م ع البن ت المتزوج ة‬ ‫فتصبح حقا ً شرعيا ً لزوجھا و أبنائھا منه الذين سوف ينتسبون لسبط أبيھم ‪.‬‬ ‫المحور الثالث مواجھة تقلبات الدورة االقتصادية‬ ‫تعريف الدورة االقتصادية و مراحلھا ‪-:‬‬ ‫ھى تقلبات منتظمة بصورة دورية فى مستوى النشاط االقتصادى ‪ ،‬و ھ ى عب ارة ع ن‬ ‫تقلبات فى النشاط االقتصادى الكلى مث ل مس تويات اإلنت اج و العمال ة و األس عار ‪ ،‬تت راوح‬ ‫مدة دورة األعمال بين سنتين إلى سبع أو ثمان سنوات ‪ ،‬و ھى عب ارة ع ن أرب ع مراح ل ‪،‬‬ ‫كما تعود دورة األعمال إلى عوام ل متض منة ف ى االقتص اد الرأس مالى و لنب دأ باس تعراض‬ ‫لألربع مراحل على التوالي و ھى ‪-:‬‬ ‫‪ -١‬مرحل ة االس تعادة‪ -:‬حي ث يش ھد االقتص اد تحس ن ع ام و زي ادة ف ى مس تويات اإلنت اج‬ ‫تتراف ق م ع انخف اض ف ى مع دالت البطال ة و يمي ل المس توى الع ام لألس عار إل ى الثب ات و‬ ‫ينخفض سعر الفائدة و يتضاءل المخزون السلعي و تتزايد الطلبات على المنتجين لتعويض‬ ‫ما أستنفذ من ھذا المخزون توسع ملحوظ فى االئتمان المصرفى مع توسع فى التس ويات و‬ ‫اإليداعات و يقترب الناتج المحل ى اإلجم الي م ن الحج م األقص ى ل ه و بس بب مقاب ل زي ادة‬ ‫المعروض النقدي الناتج عن حال ة التش غيل الكام ل )أى الح د األدن ى للبطال ة( فتظھ ر حال ة‬ ‫من التضخم العام ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬مرحل ة القم ة ‪ -:‬بس بب حال ة التض خم ت زداد أس عار الم واد األولي ة ‪ ،‬و حت ى يح افظ‬ ‫صاحب رأس المال على مستوى أرباحه يقوم بخفض حجم العمالة ‪ ،‬و بالتالى ترتف ع نس بة‬ ‫البطالة ‪.‬‬ ‫‪ -٣‬مرحل ة الرك ود‪ -:‬عن دما يب دأ االنس حاب م ن الس وق تھ بط األس عار ‪ ،‬و ينتش ر ال ذعر‬ ‫التجارى ‪ ،‬و تطلب البنوك قروضھا من العمالء ‪ ،‬و ترتفع أسعار الفائدة ‪ ،‬و ينخفض حجم‬ ‫اإلنتاج و الدخل ‪ ،‬و تتزايد البطالة ‪ ،‬كما يتزايد المخزون السلعي ‪ ،‬مم ا ي ؤدى إل ى ارتف اع‬ ‫نسبة اإلحتياطى النقدي لدى البنوك و ضعف اإليداعات المصرفية ‪ ،‬و بالتالى تنخفض ف ى‬ ‫الناتج المحلى اإلجمالي و يصاحب ھذه المرحلة انخفاض فى الطلب مما يؤدى إل ى تراج ع‬ ‫فى معدالت التضخم أو انخفاض عام فى األسعار ‪.‬‬ ‫‪٧٢‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫‪ -٤‬مرحل ة الق اع ‪ -:‬بس بب نق ص المع روض النق دي ف ى الس وق و بس بب االنخف اض ف ى‬ ‫أسعار المواد األولية يقوم المنتجين بزيادة كميات اإلنت اج ‪ ،‬و بالت الى ارتف اع الطل ب عل ى‬ ‫العمال ة الرخيص ة نس بيا ً )بس بب مع دالت البطال ة المرتفع ة( فيب دأ الن اتج المحل ى اإلجم الي‬ ‫باالزدياد و تتراجع معدالت البطالة فندخل مرة أخرى بمرحلة االستعادة و ھكذا ‪.‬‬ ‫ال تستطيع الحكومات التحكم بدورة األعمال بشكل مطلق ‪ ،‬و إنم ا تح اول المحافظ ة عل ى‬ ‫فترت ي االس تعادة و القم ة و تس ريع الم رور بمرحلت ي الرك ود و الق اع بإتب اع العدي د م ن‬ ‫الوسائل التى أھمھا سعر الفائدة ‪ ،‬حيث يقوم المصرف المركزي برفع مع دالت الفائ دة ف ى‬ ‫مرحل ة القم ة المتص اص الس يولة ف ى الس وق لك بح التض خم ‪ ،‬أم ا ف ى مرحل ة الق اع فيق وم‬ ‫بخفض معدالت الفائدة فى السوق لزيادة المعروض النقدي فى السوق و تسھيل عملي ة ف تح‬ ‫مشاريع جديدة للخفض من نسبة البطالة ‪.‬‬ ‫وج د موس ى النب ى ح ال لمش اكل ال دورة االقتص ادية حي ث قس م موس ى الش عب إل ى إثنت ى‬ ‫عشرة عائلة كبيرة امتلكت و أدارت مزارع كبيرة مقسمة م ن داخلھ ا إل ى م زارع ص غيرة‬ ‫أخرى دون االعتماد على العبيد أو السلطة األبوي ة كح ق للعم ل دون أج ر ‪ ،‬حي ث أن ك ل‬ ‫أسرة بدأت مشروعھا متساوية مع األخرى ف رأس الم ال ك ان متس اوي و مقس م ألس ھم ‪ ،‬و‬ ‫بف رض أن ح دث س وء إدارة للش ركة )متمثل ة ف ى المزرع ة( و أفلس ت فإن ه يج ب عل ى‬ ‫الم زارعين جيرانھ ا دعمھ ا م ن خ الل مس اعدتھم بالعم ال أو الم ال ‪ ،‬و المزرع ة المفلس ة‬ ‫يمكن بيعھا مؤقتا ً إلى الم زارعين اآلخ رين األكث ر نجاح ا ً م ع الخض وع لقواع د ف ى الس عر‬ ‫تحقق مصلحة الطرفين دون الجور على ح ق أي ا م نھم و األولوي ة لألق ارب ‪ ،‬و ن رى ذل ك‬ ‫يتحقق حتى اآلن فى فكرة )ح ق الش فعة( عن د البي ع ‪ ،‬حي ث أن الجي ران لھ م األولوي ة عن د‬ ‫البي ع ‪ ،‬و األكث ر أھمي ة ف ى النظ ام االقتص ادى الموس وى أن األرض المباع ة تع ود م رة‬ ‫أخرى ألصحابھا األصليين فى سنة اليوبيل أى كل ‪ ٤٩‬سنة ‪ ،‬أما بالنسبة لمج ال اإلق راض‬ ‫فق د ح دد ﷲ م دة إس قاط ال ديون ع ن المتعث رين م ن الفالح ين بس بع س نوات بع دھا ال يح ق‬ ‫للغنى مطالبة المقت رض الفقي ر بس داد الق رض و الغ رض م ن ذل ك ھ و إع ادة الت وازن ب ين‬ ‫األغنياء و الفقراء ‪ ،‬فاقتصاد موسى النبى كان اقتصاد مؤسس ات تتع اون م ع بعض ھا لبن اء‬ ‫المجتمع ككل مع توزيع جديد كل دورة اقتصادية صغيرة أو كبي رة و وض ع ق وانين تحم ى‬ ‫تكافئ الفرص و حسن استغالل للموارد االقتصادية ‪.‬‬

‫‪٧٣‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫العقوبات االقتصادية لمخالفة ﷲ ‪:‬‬ ‫فكرة ان النمو االقتصادى ذاتى و يمكن ان يستمر دون نعمه ﷲ و المحافظة عل ى الق وانين‬ ‫االلھية يعرضنا لخطر االنكماش االقتصادى و العقوبات االقتصادية من ﷲ )فمتى اكل ت و‬ ‫ش بعت تب ارك ال رب الھ ك الج ل االرض الجي دة الت ي اعط اك‪ .‬احت رز م ن ان تنس ى ال رب‬ ‫الھك و ال تحفظ وصاياه و احكامه و فرائضه التي انا اوصيك بھ ا الي وم‪ .‬ل ئال اذا اكل ت و‬ ‫شبعت و بنيت بيوتا جيدة و سكنت‪.‬و كثرت بقرك و غنمك و كثرت لك الفضة و الذھب و‬ ‫كثر كل ما لك‪ .‬يرتف ع قلب ك و تنس ى ال رب الھ ك ال ذي اخرج ك م ن ارض مص ر م ن بي ت‬ ‫العبودية‪ .‬الذي سار بك في القفر العظيم المخوف مكان حيات محرقة و عقارب و عط ش‬ ‫حيث ليس ماء ال ذي اخ رج ل ك م اء م ن ص خرة الص وان‪ .‬ال ذي اطعم ك ف ي البري ة الم ن‬ ‫الذي لم يعرفه اباؤك لك ي ي ذلك و يجرب ك لك ي يحس ن الي ك ف ي اخرت ك‪ .‬و ل ئال تق ول ف ي‬ ‫قلبك قوتي و قدرة يدي اصطنعت لي ھذه الثروة‪ .‬بل اذكر الرب الھك انه ھو الذي يعطيك‬ ‫قوة الصطناع الثروة لكي يفي بعھده الذي اقسم به البائك كما في ھذا الي وم‪ .‬و ان نس يت‬ ‫ال رب الھ ك و ذھب ت وراء الھ ة اخ رى و عب دتھا و س جدت لھ ا اش ھد عل يكم الي وم انك م‬ ‫تبي دون ال محال ة‪ .‬كالش عوب ال ذين يبي دھم ال رب م ن ام امكم ك ذلك تبي دون الج ل انك م ل م‬ ‫تسمعوا لقول الرب الھك م‪ ) (.‬تثني ة ‪ ) ( ٢٠-١٠ : ٨‬كروم ا تغ رس و تش تغل و خم را ال‬ ‫تشرب و ال تجني الن الدود ياكلھا ‪ .‬يكون لك زيتون في جمي ع تخوم ك و بزي ت ال ت دھن‬ ‫الن زيتون ك ينتث ر‪ .‬بن ين و بن ات تل د و ال يكون ون ل ك النھ م ال ى الس بي ي ذھبون‪.‬جمي ع‬ ‫اش جارك و اثم ار ارض ك يت واله الصرص ر‪ .‬الغري ب ال ذي ف ي وس طك يس تعلي علي ك‬ ‫متصاعدا و انت تنحط متنازال‪ .‬ھو يقرضك و انت ال تقرضه ھو يكون راسا و ان ت تك ون‬ ‫ذنبا‪.‬و تاتي عليك جميع ھذه اللعنات و تتبعك و تدركك حتى تھل ك الن ك ل م تس مع لص وت‬ ‫الرب الھك لتحفظ وصاياه و فرائضه التي اوصاك بھا‪ ) (.‬تثنية ‪. (٤٥-٣٩ : ٢٨‬‬

‫‪٧٤‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫نشأة البنوك ‪-:‬‬ ‫إن البن ك األول ال ذى ي ذكره الت اريخ ق د تأس س ف ى باب ل ب العراق القديم ة ‪ ،‬و إن ل م‬ ‫يعرف بإسم بنك بل عرف بإسم األسرة التى كان ت تس يطر عل ى أعم ال الص يارفة آن ذاك ‪،‬‬ ‫خاصة أسرة أجيبى البابلية المالي ة ‪ ،‬و ق د ذك ر ف ى اإلنجي ل أن ه أثن اء زي ارة الس يد المس يح‬ ‫للھيك ل ف ى أورش ليم وج د أم اكن ح ول الھيك ل بھ ا تج ار و ك ان المك ان مليئ ا ً بال دواجن و‬ ‫الماش ية و ط اوالت الص رافة الت ى كان ت تق وم بعملي ات ص رف العم الت الروماني ة و‬ ‫اليونانية و تحويلھا إلى عمالت يھودية ‪،‬فقام السيد المسيح بربط مجموعة من الحبال عل ى‬ ‫شكل سوط و أخرج الباعة و الصيارفة و استنكر قيامھم بتحويل الھيكل إل ى س وق للتج ارة‬ ‫)و كان فصح اليھود قد قرب فصعد يس وع إل ى أورش ليم فوج د ف ى الھيك ل باع ة البق ر و‬ ‫الخراف و الحمام و الصيارفة على موائدھم فصنع سوطا ً من حبال و أخرج جم يعھم م ن‬ ‫الھيك ل و الخ راف و البق ر و نث ر دراھ م الص يارفة و قل ب الموائ د و ق ال لباع ة الحم ام‬ ‫أرفع وا ھ ذه م ن ھھن ا و ال تجعل وا بي ت أب ى بي ت تج ارة()ي و‪ (٢٥-١٣ :٢‬غض ب الس يد‬ ‫المس يح م ن ال ذين يبيع ون و يش ترون األغن ام و األبق ار داخ ل الھيك ل ألن ھ ذه الس لوكيات‬ ‫تعتبر تقليل الحترام و قدسية المكان ‪ ،‬لك ن ل م يغض ب الس يد المس يح م ن التج ارة أو فك رة‬ ‫وج ود س وق ‪ ،‬و بالمث ل الص يارفة ال ذين يغي رون العمل ة األجنبي ة و عليھ ا ص ورة قيص ر‬ ‫بالشاقل اليھودى الذى بدون أي رسومات ليدفع اليھودى النص ف ش اقل الجزي ة المفروض ة‬ ‫علي ه ‪ ،‬و لق د س مح قياف ا و حناني ا – رؤس اء الكھن ة ‪ -‬بھ ذه التج ارة ف ى الھيك ل فكان ت‬ ‫أرب احھم منھ ا أرب اح ض خمة ‪ ،‬و ك ان الس يد المس يح يعل م أن ه ك ان يج ب أن تك ون ھن اك‬ ‫حيوانات لتقديم ذبائح و يجب أن يكون ھناك صيارفة لك ن الموض وع تح ول لنھ ب و غ ش‬ ‫و خداع للشعب فى البيع و الشراء لحساب رؤساء الكھنة و كان ھذا عثرة للشعب ‪ .‬فالس يد‬ ‫المسيح لم يرفض فكره االستثمار فى البن وك ) موائ د الص يارفه ( لكن ه رف ض فك ره مك ان‬ ‫موائد الصيارفه داخل ھيكل العباده و الدليل على ذلك المثل فى )انجيل مت ى اص حاح ‪:٢٥‬‬ ‫‪١٤)(٣٠-١٤‬وكأنما إنسان مسافر دعا عبيده وس لمھم أموال ه ‪ ١٥‬ف أعطى واح دا خم س‬ ‫وزنات‪ ،‬وآخر وزنتين‪ ،‬وآخر وزنة‪ .‬كل واحد على قدر طاقت ه‪ .‬وس افر للوق ت‪ ١٦‬فمض ى‬ ‫ال ذي أخ ذ الخم س وزن ات وت اجر بھ ا‪ ،‬ف ربح خم س وزن ات أخ ر‪ ١٧‬وھك ذا ال ذي أخ ذ‬ ‫الوزنتين‪ ،‬ربح أيضا وزنتين أخريين ‪ ١٨‬وأما الذي أخذ الوزنة فمضى وحفر ف ي األرض‬ ‫وأخفى فضة سيده‪ ١٩‬وبعد زمان طويل أتى س يد أولئ ك العبي د وحاس بھم‪ ٢٠‬فج اء ال ذي‬ ‫أخذ الخمس وزنات وقدم خمس وزنات أخر قائال‪ :‬يا سيد‪ ،‬خم س وزن ات س لمتني‪ .‬ھ وذا‬ ‫خمس وزنات أخر ربحتھا فوقھا‪ ٢١‬فقال له سيده‪ :‬نعما أيھا العبد الص الح واألم ين كن ت‬ ‫أمينا في القليل فأقيمك على الكثير ‪ .‬ادخل إلى فرح سيدك‪ ٢٢‬ثم جاء ال ذي أخ ذ ال وزنتين‬ ‫‪٧٥‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫وقال‪ :‬يا سيد‪ ،‬وزنتين سلمتني‪ .‬ھوذا وزنتان أخريان ربحتھما فوقھما‪ ٢٣‬ق ال ل ه س يده‪:‬‬ ‫نعما أيھا العبد الصالح األمين كن ت أمين ا ف ي القلي ل فأقيم ك عل ى الكثي ر‪ .‬ادخ ل إل ى ف رح‬ ‫سيدك‪ ٢٤‬ثم جاء أيضا الذي أخذ الوزنة الواحدة وقال‪ :‬يا سيد‪ ،‬عرفت أن ك إنس ان ق اس‪،‬‬ ‫تحصد حيث لم تزرع‪ ،‬وتجمع من حي ث ل م تب ذر‪ ٢٥‬فخف ت ومض يت وأخفي ت وزنت ك ف ي‬ ‫األرض‪ .‬ھوذا الذي لك‪ ٢٦‬فأجاب سيده وق ال ل ه ‪ :‬أيھ ا العب د الش رير والكس الن‪ ،‬عرف ت‬ ‫أني أحصد حيث لم أزرع‪ ،‬وأجمع من حيث لم أب ذر‪ ٢٧‬فك ان ينبغ ي أن تض ع فض تي عن د‬ ‫الصيارفة‪ ،‬فعند مجيئ ي كن ت آخ ذ ال ذي ل ي م ع رب ا( يب دأ ال َم َث ل ف ي مش روع رحل ة بعي دة‬ ‫إلنسان غنى لديه عبي د ‪ ،‬وبن اء علي ه دع ا العبي د لتس ليمھم أموال ه‪ ،‬ھن ا ترتف ع العالق ة الت ي‬ ‫ت ربط الس يد بعبي ده إل ى أقص ى مس توى م ن التبعي ة واألمان ة الت ي تص ل إل ى ح د تس ليمھم‬ ‫أمواله ليقوموا بعمله‪ ،‬باعتبارھم حائزين عل ى ك ل إمكانيات ه‪ ،‬وعل ى ثقت ه أيض ا ً‪ .‬و يحمِّلھ م‬ ‫مس ئولية إدارة أموال ه ف ي غياب ه‪ ،‬وك أنھم ِّ‬ ‫يمثلون ه شخص يا ً و الوزن ة ب المفھوم الم ادي م ا‬ ‫تساوي عشرة آالف دينار‪ ،‬والدينار ھو في ذلك الزم ان م ا يس اوي أج ر العام ل ف ي الي وم‪.‬‬ ‫ف إذا حاولن ا تص ورھا عل ى مس توى أج ور الي وم يك ون ال دينار يُس اوي بالتقري ب عش رون‬ ‫جنيھا مصرية والوزنة تس اوي ‪ ٢٠٠.٠٠٠‬جني ه و بالت الى ص احب الخم س وزن ات يك ون‬ ‫بھذا الحساب قد استلم من س يِّده ملي ون جني ه ليت اجر فيھ ا‪ .‬و ت اجر العبي د و كس بوا م ا ع دا‬ ‫العب د ال ذى أخ ذ وزن ه واح ده فق ام بأخف اء الوزن ة أو الفض ة ف ي األرض و بالت الى تعطي ل‬ ‫ورف ض العم ل و اھم ال تنمي ة األمان ه فق ال ل ه س يده ك ان ينبغ ى أن تض ع فض تى عن د‬ ‫الصيارفة و القصد من ذلك أن يتاجروا بدال منه و يرجع له بربا و المقصود بالربا ھنا ھ و‬ ‫ارباح المتاجره مع الصيارفه و ل يس رب ا األق راض لألخ رين ‪ .‬أن الودائ ع ف ى البن وك تع د‬ ‫مُشاركة فى رأس المال واألعمال االستثمارية للبنوك و العائد من استثمار المال فى البنوك‬ ‫ال يعتبر الرب ا المح رم ألن اموال ك ف ى البن ك ي تم اس تثمارھا ف ى مش روعات يق وم بأدارتھ ا‬ ‫البنك و لكنه يحدد لك ھامش ربح نسمية فائ دة لكنھ ا ليس ت ثابت ه ب ل تتغي ر بتغي ر أي رادات‬ ‫البنك من مشروعاته بدليل أنخفاض فوائد البنوك عل ى الودائ ع ف ى الفت رة األخي رة و أيض ا‬ ‫قد يحدث أفالس للبنك نتيجه سوء أدارة المشروعات فتخسر تجارتك مع البنك ‪.‬‬

‫‪٧٦‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫مفھوم االشتراكية فى عصر الرسل ‪-:‬‬ ‫االشتراكية لغويا ‪ :‬ھى ل ِّشرْ كة‪ ،‬وھو أن يكون الشي ُء بين اثنين ال ينفر ُد به أحدھما‪.‬‬ ‫فاالشتراكية داخل جسم اإلنسان حينما يأكل ال ينفرد عضو مع ين بجس مه بفائ دة األك ل كل ه‬ ‫لكن يتم توزيع ه بالع دل عل ى كاف ه أعض اء الجس م حت ى يش عر ك ل عض و بالش بع و نطب ق‬ ‫المشاركة فى منازلن ا حي ث يتكف ل األب واألم بحاج ات األطف ال ف ى نظ ام م ن المش اركة و‬ ‫التكاف ل االقتص ادى ب ين أف راد األس رة و نع رف م ن الكت اب المق دس أن أول تطبي ق لحي اه‬ ‫االشتراكية كان أوال فى الفردوس حيث كان أبينا أدم و أمنا ح واء ش ركاء ف ى ك ل خي رات‬ ‫الفردوس )فدعا آدم بأسماء جميع البھ ائم وطي ور الس ماء وجمي ع حيوان ات البري ة‪ .‬وأم ا‬ ‫لنفسه فلم يجد معينا نظيره( ) تك ‪ (٢٠ :٢‬فقد الحظ أبينا أدم انه دون شريك يمارس معه‬ ‫حياة الشركة كبقية المخلوقات )وقال الرب اإلله ‪:‬ليس جيدا أن يكون آدم وحده‪ ،‬فأصنع له‬ ‫معينا نظيره( ) تك ‪ (١٠ :٢‬ثم أبينا نوح فى الفلك فقد جمع الحيوانات زوج من كل نوع و‬ ‫اشترك ھو و بنية و حيواناته فى الطعام ال ذى ق ام بتخزين ه ف ى الفل ك ط وال فت رة الطوف ان‬ ‫)ولكن أقيم عھدي معك ‪ ،‬فت دخل الفل ك أن ت وبن وك وامرأت ك ونس اء بني ك مع ك وم ن ك ل‬ ‫حي من كل ذي جسد‪ ،‬اثنين من كل ت دخل إل ى الفل ك الس تبقائھا مع ك‪ .‬تك ون ذك را وأنث ى‬ ‫من الطيور كأجناسھا ‪ ،‬ومن البھائم أجناسھا‪ ،‬وم ن ك ل دباب ات األرض كأجناس ھا‪ .‬اثن ين‬ ‫من كل تدخل إليك الستبقائھا وأنت‪ ،‬فخذ لنفسك من كل طعام يؤكل واجمعه عندك‪ ،‬فيكون‬ ‫لك ولھا طعاما ( ) تك ‪ (٢١-١٨ :١٦‬و نتعلم من أيوب البار و أبناءة المشاركة فى الحي اة‬ ‫و الطع ام و الش راب )وك ان بن وه ي ذھبون ويعمل ون وليم ة ف ي بي ت ك ل واح د م نھم ف ي‬ ‫يومه‪ ،‬ويرسلون ويستدعون أخواتھم الثالث ليأكلن ويشربن معھم ‪ .‬وكان لم ا دارت أي ام‬ ‫الوليمة‪ ،‬أن أيوب أرسل فقدسھم‪ ،‬وبكر في الغد وأصعد محرق ات عل ى ع ددھم كلھ م‪ ،‬ألن‬ ‫أيوب قال‪ :‬ربما أخطأ بني وجدفوا على ﷲ في قلوبھم‪ .‬ھكذا كان أي وب يفع ل ك ل األي ام (‬ ‫) أيوب ‪ (٥-٤ :١‬و يعلمنا أبينا إبراھيم أن االھتمام و المشاركة حتى بين السيد و العبد فقد‬ ‫كان ينوى أن يورث عبده اليعازر الدمشقي )فقال ابرام أيھا السيد الرب ماذا تعطين ي وأن ا‬ ‫م اض عقيم ا ومال ك بيت ي ھ و اليع ازر الدمش قي() تك وين ‪ (٢ :١٥‬ث م ق ام تالمي ذ الس يد‬ ‫المس يح ف ى العھ د الجدي د بإدخ ال نظ ام تكاف ل اقتص ادى ب ين أوس اط الم ؤمنين)و ك انوا‬ ‫يواظبون على تعليم الرسل و الشركة وكسر الخبز والصلوات و صار خوف فى كل نف س‬ ‫و كانت عجائب و آيات كثيرة تجرى على أيدى الرسل و جمي ع ال ذين آمن وا ك انوا مع ا ً و‬ ‫ك ان عن دھم ك ل ش ىء مش تركا ً و األم الك و المقتني ات ك انوا يبيعونھ ا و يقس مونھا ب ين‬ ‫الجميع كما يكون لكل واحد إحتياج()أع‪) ، (٤٥-٤٢ : ٢‬و كان لجمھور الذين آمنوا قل ب‬ ‫واحد و نفس واحدة و لم يكن أحد يقول أن شيئا ً من أمواله له ب ل ك ان عن دھم ك ل ش ىء‬ ‫مشتركا ً()أع‪)، (٣٢ : ٤‬إذ لم يكن فيھم أحد محتاجا ً ألن كل الذين كانوا أصحاب حق ول أو‬ ‫‪٧٧‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫بيوت كانوا يبيعونھا و يأتون بأثمان المبيعات و يضعونھا عند أرج ل الرس ل فك ان ي وزع‬ ‫على كل أحد كما يكون له إحتياج()أع‪ ، (٣٥-٣٤ :٤‬و لما ظھرت جسامة الخدمة م ا ع اد‬ ‫الرسل يھتمون بأمالكھم بل ب اعوا ك ل ش ىء ليتفرغ وا للخدم ة )م ت ‪) ، (٢٩:١٩‬م ر‪:١٠‬‬ ‫‪ (٣٠-٢٩‬ھنا نجد أق وال الس يد المس يح الت ى ح ركتھم لت رك ك ل ش ىء ‪ ،‬فم ن وج د اللؤل ؤة‬ ‫كثيرة الثمن يبيع كل الآللئ ليشتريھا )مت‪ ، (٤٦ :١٣‬ھ م ذاق وا طع م االم تالء م ن ال روح‬ ‫الق دس فحس بوا ك ل ش ىء نفاي ة و تج ردوا ع ن ممتلك اتھم )ف ى‪ ، (٨ :٣‬و تج ردھم ع ن‬ ‫ممتلكاتھم سھل الكرازة لھم فى كل العالم إذ لم يعودوا م رتبطين بأورش ليم فھ م ال يمتلك ون‬ ‫فيھا شيئا ً و اعتقد التالميذ أن المجئ الثانى قريب جدا مجرد بضع سنوات و أن ه ل ن ينتھ ي‬ ‫الق رن األول الم يالدي أال بمج ي الس يد المس يح ل ذلك اعتب ر المس يحيون األوائ ل أن نھاي ة‬ ‫العالم قريبة و رغب األغنياء فى التبرع ببعض ممتلكاتھم كنوع من االشتراكية و لم يم انع‬ ‫األباء الرسل فى تقبل العطاي ا و توزيعھ ا عل ى فق راء المس يحيون لمع رفتھم بم دى المعان اة‬ ‫التى يتلقاھا المسيحيون الجدد من أخوتھم اليھود و مط اردتھم لھ م ف ى أرزاقھ م و س عوا أن‬ ‫تص ل الكنيس ة لمس توى الوح دة كجس د واح د و روح واح دة تخت ف الذاتي ة و الفردي ة و‬ ‫اإلحساس بالملكية و األنانية ‪ ،‬فاألغنياء و فروا احتياج ات الفق راء فص ارت الكنيس ة س ماء‬ ‫على األرض واالشتراكية الحديث ة ھ ى نظ ام تخط يط مرك زى الس تغالل الم وارد م ن ق ادة‬ ‫النظ ام و توجي ه اإلنت اج و األب اء الرس ل ل م يقوم وا ب ذلك و ل م يت دخلوا ف ى حري ة األف راد‬ ‫المالية و لم يفرض وا ض رائب عل ى الش عب المس يحى ف ى أورش ليم أو يقوم وا بمش روعات‬ ‫جماعية و قانون التوزيع ل دى الرس ل ھ و م ن س ألك فأعط ه ف ى ح ين ق انون التوزي ع ل دى‬ ‫االشتراكية الحديثة ھو لكل بحسب عمله – لكل بحسب حاجته و معناه أن لك ل ف رد نص يبا‬ ‫يتالئم مع مردودة من اإلنتاج ومساھمته فيه ‪ .‬فاألشخاص المتساوون ف ي الكف اءة والمھ ارة‬ ‫و اإلنتاج سوف ينالون نصيبا متكافئا ً ف التوزيع م رتبط بأش راف ق ادة النظ ام عل ى العم ل و‬ ‫تقيمه و األباء الرسل لم يكونوا شركة تجارية مع المسيحيون األوائل ‪.‬‬ ‫المعوقات التى ظھرت أمام الرسل فى تطبيق التكافل ‪-:‬‬ ‫أوالً ‪ :‬بعض المسيحيون الجدد أفسدوا نظام التكافل ‪ :‬و يتض ح ذل ك ف ى قص ة )حناني ا و‬ ‫سفيرة( )و رجل إسمه حنانيا و إمرأته سفيرة باع ملكا ً و إختلس من الثمن و إمرأته لھا‬ ‫خب ر ذل ك و أت ى بج زء و وض عه عن د أرج ل الرس ل فق ال بط رس ي ا حناني ا لم اذا م أل‬ ‫الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس و تختلس من ثم ن الحق ل أل يس و ھ و ب اق ك ان‬ ‫يبقى لك و لما بيع ألم يكن فى سلطانك فما بالك وضعت فى قلبك ھذا األمر أن ت ل م تك ذب‬ ‫على الناس بل على ﷲ فلما سمع حنانيا ھذا الكالم وقع و مات و صار خوف عظيم عل ى‬ ‫جميع الذين سمعوا بذلك فنھض األحداث و لف وه و حمل وه خارج ا ً و دفن وه ث م ح دث بع د‬ ‫‪٧٨‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫مدة نحو ثالث ساعات أن إمرأته دخلت و ليس لھ ا خب ر م ا ج رى فأجابھ ا بط رس ق ولى‬ ‫لى أبھذا المقدار بعتما الحقل فقالت نع م بھ ذا المق دار فق ال لھ ا بط رس م ا بالكم ا اتفقتم ا‬ ‫على تجربة روح ال رب ھ وذا أرج ل ال ذين دفن وا رجل ك عل ى الب اب و س يحملونك خارج ا ً‬ ‫فوقعت فى الحال عن د رجلي ه و مات ت ف دخل الش باب و وج دوھا ميت ة فحملوھ ا خارج ا ً و‬ ‫دفنوھا بجانب رجلھا فصار خوف عظيم على جميع الكنيس ة و عل ى جمي ع ال ذين س معوا‬ ‫بذلك()أع‪. (١١-١ :٥‬‬ ‫و نالحظ أنه لم يكن ھناك إجبار ألحد أن يبيع ممتلكاته فكل واحد حر بعكس فكر الت أميم و‬ ‫الحج ز عل ى ممتلك ات األغني اء ب القوة ف ى األفك ار الش يوعية و االش تراكية ‪ ،‬و الح ظ أن‬ ‫خطية حنانيا و سفيرة ليست أنھما حجبا جزء من المال ب ل خطي تھم ھ ى الغ ش و الك ذب و‬ ‫أنھما ظنا أنھما قادران على إخفاء شىء عن ﷲ ‪ ،‬و كانا سيأخذان م ن الص ندوق المش ترك‬ ‫كأنھما ال يملكان شيئا ً و ھما يمتلكان ما قام ا بإخفائ ه ‪ ،‬كم ا أنھم ا بحث ا ع ن م ديح الن اس و‬ ‫الشھرة و اإلكرام و التعظيم من الناس ال من ﷲ ‪ ،‬أى إنھم ا أرادا المج د ال دنيوى الباط ل ‪،‬‬ ‫ليس ھ ذا فحس ب ب ل إنھم ا أيض ا ً أرادا أن يربح ا الس ماء و األرض مع ا ً ‪ ،‬ب ل يمك ن الق ول‬ ‫أنھما قد ظنا أنھما يمكنھما ذلك ‪ ،‬فطالب ا الكنيس ة ب دفع قيم ة م ا ي وازى ثم ن أرض ھما أدبي ا ً‬ ‫بينما ھما اختلسا من ثم ن األرض ‪ ،‬فق د ظن ا أنھم ا يمك ن أن يجمع ا ب ين محب ة ﷲ و الم ال‬ ‫معا ً ‪ ،‬فقد سمح حنانيا للشيطان أن يمأل قلبه بينما ھو قد ام تأل س ابقا ً م ن ال روح الق دس ‪ ،‬و‬ ‫معنى أنه سمح للشيطان أن يمأل قلبه أنه إنح از للش يطان ض د ال روح الق دس ‪ ،‬و م ن يفس د‬ ‫ھيكل ﷲ يفسده ﷲ )‪١‬كو‪. (١٧-١٦ :٣‬‬ ‫ثانيا ً ‪ :‬الغيرة فى الخدمة و عدم العدالة فى توزيع العطايا بين أرامل اليھود و اليونانين‬ ‫)و فى تلك األيام إذ تكاثر التالميذ حدث ت ذمر م ن اليون انيين عل ى العب رانيين أن أراملھ م‬ ‫كن يغفل عنھن فى الخدمة اليومية فدعا اإلثنا عشر جمھور التالميذ و قالوا ال يرضى أن‬ ‫نترك نحن كلمة ﷲ و نخدم موائد فانتخبوا أيھا اإلخوة سبعة رجال م نكم مش ھوداً لھ م و‬ ‫مملؤين من الروح القدس و حكمة فنقيمھم على ھ ذه الحاج ة و أم ا نح ن فنواظ ب عل ى‬ ‫الصالة و خدمة الكلمة()أع‪ (٣-١ :٦‬المشكلة نشأت من أن العبرانيين يعيش ون ف ي بالدھ م‬ ‫و لھ م بي وتھم و أراض يھم و مص ادر دخلھ م ‪ ،‬و ك ان الن اموس و النظ ام اليھ ودى يعتن ى‬ ‫باألرام ل فق د كان ت لھ م مخصص اتھم م ن خزين ة الھيك ل ‪ ،‬أم ا اليون انيين فھ م غرب اء ف ى‬ ‫أورش ليم و اس تمروا ف ى أورش ليم بع د إيم انھم بالمس يح فح ز ف ى نفوس ھم أن ه ال أح د يھ تم‬ ‫ب أراملھم ‪ ،‬و ب ولس نج ده فيم ا بع د يھ تم بالعناي ة باألرام ل فق دم الرس ل الح ل م ن خ الل‬ ‫انتخاب الشعب من يريدھم دون تدخل الرئاس ات ‪ ،‬و ھن ا نج دھم ل م يس تخدموا القرع ة بع د‬ ‫أن ح ل ال روح الق دس ‪ ،‬و ك ان ش رط االختي ار أن يكون وا ممل وءين م ن ال روح الق دس و‬ ‫ش رط ث ان أن يكون وا حس نى الس يرة فھ م س يعملون وس ط الع ائالت و أيض ا ً أن يكون وا‬ ‫‪٧٩‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫ممل وءين حكم ة حت ى يس تطيعوا أن يخ دموا دون تقص ير أو أن يغض ب أح د ‪ ،‬و م ع أن‬ ‫ھؤالء الشمامسة كان عملھم خدمة موائد إال أن الروح القدس أعطاھم أيضا ً خدمة الكلمة و‬ ‫الوعظ ‪.‬‬ ‫حقيقة أن الكنائس التى كانت خارج أورشليم فى أنطاكية و غيرھا م ن الكن ائس ق د أرس لت‬ ‫المساعدات إلى الكنيسة التى فى أورشليم كإشارة إلى أن الكنيسة بأورشليم ل م تع د ل ديھا م ا‬ ‫يكفى من التبرعات ‪ ،‬ألن نظام التكافل ل م يجب ر الم ؤمنين عل ى التب رع ل ذلك ق ال بط رس‬ ‫الرس ول للمتب رع بخب ث حناني ا )أل يس و ھ و ب اق ك ان يبق ى ل ك و لم ا بي ع أل م يك ن ف ى‬ ‫سلطانك فما بالك وضعت فى قلبك ھذا األمر()أع‪ ، (٤ :٥‬و فيما بع د عل ق ب ولس الرس ول‬ ‫على نتائج تجربة كنيسة أورش ليم فق ال )أن تحرص وا عل ى أن تكون وا ھ ادئين و تمارس وا‬ ‫أموركم الخاصة و تشتغلوا بأيديكم أنتم كما أوص يناكم لك ى تس لكوا بلياق ة عن د ال ذين ھ م‬ ‫من خارج و ال تكون لكم حاجة إلى أحد()‪١‬تس‪ (١٢-١١ : ٤‬و يفھم م ن ذل ك أن الكنيس ة‬ ‫ل م تك ن تطب ق نظ ام االش تراكية كم ا ف ى العص ر الح ديث و ال ذى يعتم د عل ى التخط يط‬ ‫المرك زى م ن القي ادات لت وفير الحاج ات االقتص ادية و اإلش راف عل ى المش روعات و‬ ‫تحصيل األرباح و دفع التك اليف بش كل جم اعى ‪ ،‬ب ل كان ت اش تراكية الرس ل األول ى ن وع‬ ‫م ن التكاف ل اإلجتم اعى و االقتص ادى لح د إيث ار اآلخ رين عل ى ال ذات ‪ ،‬لك ن عن دما ظھ ر‬ ‫مستغلين يدعون المسيحية لالستفادة قاومھم بطرس الرسول كما فى قصة حنانيا و سفيرة ‪،‬‬ ‫و شدد بولس الرسول على أھمية العمل الف ردى و الخ اص و االعتم اد عل ى ال نفس و ل يس‬ ‫التواكل على اآلخرين كما حدث فى األنظمة االشتراكية عند تطبيقھا فى العصر الحديث ‪.‬‬ ‫اما ما دفع المسيحين األوائل لتطبيق فكر التكاف ل األقتص ادى ھ و الحص ار األقتص ادى و‬ ‫األجتماعى للمسيحين فى أورشليم‪.‬‬ ‫الحصار االقتصادى و اإلجتماعى للمسيحيين فى أورشليم ‪-:‬‬ ‫تعتب ر)المكافح ة الس لبية( أبس ط و أس ھل الوس ائل لض رب األقلي ات ف ى أى مجتم ع و‬ ‫القضاء عليھا‪ ،‬و المكافحة السلبية تقوم أساس ا ً عل ى إتح اد األكثري ة و إتفاقھ ا عل ى مقاطع ة‬ ‫األقلية المختلفة أو المنشقة عنھا ‪ ،‬تخبرنا األناجيل أن الرسل بل و حتى السيد المسيح نفسه‬ ‫تع رض لإلض طھاد عل ى ي د الق ادة اليھ ود ‪ ،‬فالس يد المس يح و المس يحيين األوائ ل ول دوا و‬ ‫ترعرعوا فى كنف الديانة اليھودية ‪ ،‬لذا إعتب رھم الفريس يون منش قين ع ن تع اليم موس ى ‪،‬‬ ‫ل ذا اإلض طھادات و المالحق ات و مح اوالت م نعھم ع ن العم ل و أيض ا ً ع دة مح اوالت‬ ‫لتجويعھم إستمرت بحق تالميذ السيد المسيح حتى بعد ص لبه و قيامت ه ‪ ،‬فالقديس ين بط رس‬ ‫و يوحنا قد تم سجنھما من قبل قادة اليھود ثم إخالء س بيلھما )أع‪ ، (٤ ، ٣‬و م رة ت م س جن‬ ‫الرسل من قبل رئيس الكھنة )أع‪ ، (١٨ :٥‬و مرة ثانية و بعد أن أخرج المالك الرسل م ن‬ ‫‪٨٠‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫الس جن أعي د إعتق الھم و إس تجوابھم أم ام المجل س أو الس نھدرين ‪ ،‬و لك ن واح داً م ن‬ ‫الفريس يين إس مه غماالئي ل ك ان يحظ ى ب إحترام الش عب إس تطاع إقن اع أعض اء المجل س‬ ‫بإخالء سبيلھم بعد جلدھم )أع‪ ، (٤٠-٣٤ :٥‬و كما قال يعقوب الرسول )و أما أنتم فأھنتم‬ ‫الفقير أليس األغنياء يتسلطون عليكم و ھم يج رونكم ال ى المح اكم أم ا ھ م يج دفون عل ى‬ ‫اإلسم الحسن الذى دعى به عليكم()يع‪ (٧-٦ :٢‬فاليھود ج ردوا المس يحيين م ن ممتلك اتھم‬ ‫و بھذا إزداد اليھود غن ى ‪ ،‬و لك ن إس تمر المس يحيون ف ى جمي ع أنح اء المس كونة يرس لون‬ ‫التبرع ات للمحاص رين داخ ل أورش ليم و يرفض ون ت رك المدين ة لليھ ود فكم ا ق ال ب ولس‬ ‫الرسول )وبعد سنين كثيرة جئ ت أص نع ص دقات ألمت ى و ق رابين()أع‪ (١٧ :٢٤‬فق د ك ان‬ ‫فى اليوم األول من األسبوع أى فى يوم الرب تجمع تبرعات من كل ش خص و ترس ل إل ى‬ ‫أورشليم ألجل ْ‬ ‫سد إحتياجات القديسين بواسطة أحد تالميذ بولس أو من يستحسنون ھ م ‪ ،‬و‬ ‫إن رأوا أنه من المناسب يقوم ھو نفسه بإرسالھا أو يأخذ ما تجم ع ‪ ،‬أيض ا ً ج اء ف ى أعم ال‬ ‫الرسل عندما كان بولس الرسول يتحدث مع الوالى فيلكس )و بعد سنين كثيرة جئت أصنع‬ ‫ص دقات ألمت ى و ق رابين و ف ى ذل ك وج دنى متطھ راً ف ى الھيك ل()أع‪ (١٨ ،١٧ : ٢٤‬و‬ ‫السؤال ھنا ألم يقم بولس بالتوزيع فى مناطق أخرى من العالم؟ مث ل الكن ائس المبتدئ ة الت ى‬ ‫فيھا عمل بإيمانه مقدما ً مما تسلمه من الكنائس األخرى؟ اإلجابة نع م ب الطبع ‪ ،‬لكن ه إش تاق‬ ‫أن يعطى فقراء األماكن المقدسة الذين فقدوا ممتلك اتھم القليل ة م ن أج ل المس يح ‪ ،‬و حول وا‬ ‫كل قلوبھم لخدمة الرب ‪ ،‬أخيراً بالطبع ل ن يتس ع الوق ت و ال ص فحات الكت اب لتك رار ك ل‬ ‫العب ارات الت ى وردت ف ى رس ائل ب ولس الرس ول و الت ى يح ث فيھ ا و يؤي د بك ل قلب ه أن‬ ‫يرسل المال إلى أورشليم و إلى األماكن المقدسة للمؤمنين ‪ ،‬ال ليبعث فيھم الطم ع ب ل ليس د‬ ‫إحتياجاتھم ‪ ،‬ال ليكدسوا الثروات ‪ ،‬ب ل ليس ندوا أجس اد الفق راء الض عيفة و لي دفعوا الب رد و‬ ‫الجوع عنھ ا و يرفع وا ع نھم حص ار اليھ ود االقتص ادى‪ .‬و ف ى العص ر البيزنط ى تع رض‬ ‫األقباط لنفس طريقة األضطھاد ‪.‬‬ ‫اثر المسيحية فى الفكر االقتصادى الرومانى ‪-:‬‬ ‫لق د أث ر الروم ان ف ى الفك ر االقتص ادى م ن خ الل تنظيم اتھم القانوني ة و م ن خ الل‬ ‫التكوين العقلى الذى طبعت به دراس ة الق انون الروم انى عق ول الب احثين ف ى االقتص اد ‪ ،‬و‬ ‫من األفكار الخاصة الت ى أث ر بھ ا الق انون الروم انى ف ى الفك ر االقتص ادى فك رة )الق انون‬ ‫الطبيعى( التى إحتلت مكانة بارزة فى الفكر االقتصادى منذ القرن ‪ ١٨‬و حتى أوائل الق رن‬ ‫‪ ، ٢٠‬كذلك يعتبر القانون الرومانى بما تضمنه من أفكار )حق كل شخص أن يعقد ما يشاء‬ ‫من العقود و الصفة المطلقة للملكية الفردية( أحد مصادر المذھب الف ردى ال ذى يق وم علي ه‬ ‫النظ ام الرأس مالى ‪ .‬لق د ك ان االقتص اد يمث ل ركن ا ً ھام ا ً م ن أرك ان المجتم ع الروم انى‬ ‫‪٨١‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫المسيحى ‪ ،‬فقد تدخلت الكنيسة فى االقتصاد من أجل فرض قواعد و مفاھيم مسيحية جديدة‬ ‫علي ه ‪ ،‬فف ى ظ ل الق انون الم دنى الروم انى ف ى مرحل ة م ا قب ل المس يحية ك ان المب دأ‬ ‫االقتصادى السائد ھو أن يھتم كل شخص بنفسه ‪ ،‬و كان الشعار المعمول به )دع المشترى‬ ‫يك ون عل ى ح ذر( أى أن علي ه أن يق وم بفح ص م ا يش تريه بنفس ه قب ل تق دير قيمت ه و أن‬ ‫يتحمل نتيجة ذلك ‪ ،‬لم يمارس الرومان التج ارة حي ث ظھ رت ق وانين تحظ ر عل ى الش يوخ‬ ‫)‪ (Senators‬و أبن ائھم ممارس ة التج ارة أو إم تالك ب واخر تجاري ة ‪ ،‬ذل ك أن الطبق ات‬ ‫الحاكم ة الروماني ة كان ت ت زدرى التج ارة و التج ار ‪ ،‬و ظل ت التج ارة ف ي اإلمبراطوري ة‬ ‫الرومانية فى أيدى األجانب )خاصة اليھود( ‪ ،‬و لم يكن اليھود م ن أثري اء التج ار ب ل عل ى‬ ‫العك س ك ان معظمھ م م ن الفق راء ال ذين يعيش ون بش كل م ا عل ى التج ارة ‪ ،‬مث ل الباع ة‬ ‫الجوالين و الحرفيين الصغار و عم ال ش حن الس فن ‪ ،‬تمرك ز ھ ؤالء الفق راء بأع داد كبي رة‬ ‫فى المدن التجارية ‪.‬‬ ‫أما بعد ظھور المسيحية فكان من الضرورى أن تعدل الكنيسة الق وانين الروماني ة لتتماش ى‬ ‫م ع الكت اب المق دس ‪ ،‬و ھك ذا لج أت إل ى تأكي د آي ات م ن ن وع )فك ل م ا تري دون أن يفع ل‬ ‫الناس بكم إفعلوا ھكذا أنتم أيضا ً بھم( )مت‪ ، (١٢ :٧‬الحظ أن كراھية اليھ ود كتج ار ل م‬ ‫تبدأ مع المسيحية حيث كانت موجودة قب ل ذل ك ‪ ،‬فالكراھي ة ترج ع ف ى األس اس لمعارض ة‬ ‫مجتمع االقتصاد الطبيعى للتجارة ‪ ،‬بمعنى أن منبع الكراھية طبقى و ليس دين ى ‪ ،‬و خ الل‬ ‫الق رون األربع ة األول ى ب دأ المفك رون المس يحيون ف ى الت وجس م ن المس اوىء األخالقي ة‬ ‫للتجارة ‪ ،‬فعلى سبيل المثال ذكر )القديس يوحنا ذھب ى الف م‪٤٠٧‬م( )أن م ن إش ترى م واداً‬ ‫بغير نية بيعھا ‪ ،‬دون أن يحدث تغييراً بھا ‪ ،‬بل من أجل أن يصنع منھ ا م ادة جدي دة ‪ ،‬ف إن‬ ‫ھذا الشخص ال يعتبر تاجراً ‪ ،‬لكن الرجل الذى يشترى ش يئا ً بقص د الكس ب م ن بيع ه ثاني ة‬ ‫دون أن يحدث تغييراً فيه بل كما إشتراه ‪ ،‬فإنه يك ون أح د المش ترين أو الب ائعين المنب وذين‬ ‫من كنيسة الرب( ‪،‬و من الواضح ھن ا أن الكنيس ة ق د تص دت لمكس ب العم والت و إحتك ار‬ ‫السلع و المضاربة داخل المجتم ع المس يحى ‪ ،‬فبحس ب رأى الق ديس يوحن ا ذھب ى الف م أن ه‬ ‫يمكن للشخص المسيحى أن يشترى خامات لعمله الخاص أما إذا قام بشراء بض ائع لمج رد‬ ‫بيعھا بسعر أعلى دون أن يضيف إليھا فإن ذلك يوقعه فى الخطيئة ‪ ،‬و ق د حارب ت الكنيس ة‬ ‫إستغالل االقتصاد و المقاطعة للضغط على األقليات مث ل م ا ح دث م ع المس يحيين األوائ ل‬ ‫ف ى أورش ليم ‪ ،‬و كم ا ح اول اإلمبراط ور الروم انى ف رض س يطرته الديني ة الخاطئ ة عل ى‬ ‫تعاليم الكنيسة القبطية المصرية فى عھد البابا أثناسيوس الرسولى ‪.‬‬

‫‪٨٢‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫الحصار االقتصادى و اإلجتماعى لالقتصاد القبطى فى عصر البيزنطيين ‪-:‬‬ ‫بدأ اإلمبراطور قسطنطيوس ف ى الض غط عل ى الباب ا أثناس يوس الرس ولى فمن ع حص ة‬ ‫القمح التى كانت تعطيھا الحكومة الروماني ة للكنيس ة )كان ت ھ ذه الحص ة عب ارة ع ن ج زء‬ ‫من القمح الذى كان يرسل إلى روما و القسطنطينية ‪ ،‬فقد كانت مصر تعتبر بمثابة مزرعة‬ ‫القم ح ف ى الع الم الق ديم( و الت ى كان ت تس تعملھا ف ى عم ل القرب ان المق دس ‪ ،‬و ك ذلك لس د‬ ‫إحتياجات الرھبان و اإلكليروس و فقراء األقباط ‪.‬‬ ‫‪١٤‬‬ ‫فيما يل ى نوض ح بداي ة تض ييق الخن اق و تقل يص س لطة الباب ا أثناس يوس ف ى مص ر ‪-:‬‬ ‫]إبتدأ اإلمبراطور يرسل دعاته إلرغام الشعب فى كل مدين ة ليغي روا والئھ م )ألثناس يوس(‬ ‫و عند وصوله آلرل سنة ‪٣٥٣‬م و م يالن س نة ‪٣٥٥‬م ب دأ ين ادى و يعم ل بحس ب مب ادئ و‬ ‫خط ط اآلريوس يين‪ ١٥‬بك ل وض وح و عالني ة ‪ ،‬كم ا ب دأ اآلريوس يين يتص رفون كم ن لھ م‬ ‫سلطان و ينقضون بكل وحشية و صرامة ضد كل إنسان ‪ ،‬و قام اآلريوسيين بالوقيع ة ب ين‬ ‫البابا أثناسيوس و اإلمبراطور‪ ، ١٦‬ف إخترعوا إتھام ا ً آخ ر يھ م اإلمبراط ور نفس ه ‪ ،‬ف أعلنوا‬ ‫أمام ه أن أثناس يوس ھ دد أن ه يس تطيع أن يمن ع القم ح ال ذى يرس ل م ن اإلس كندرية إل ى‬ ‫القس طنطينية ‪ ،‬و ك ان األس اقفة أدامنتي وس و أنوبي وس و أغاث امون و أربيثي ون و بيت ر‬ ‫حاضرين و سمعوا ھذا ‪ ،‬و قد تحقق لديھم أن اإلمبراطور صدق ھذا بسبب الغضب الذى‬ ‫ظھر عليه‪ ،‬و إبتدأت الخطابات و األوام ر ترس ل بإس م اإلمبراط ور إل ى مص ر لك ى يرف ع‬ ‫)يحدد( سلطان أثناسيوس من الوصايا على قمح مصر و يسلمه لآلريوسيين ليتص رفوا في ه‬ ‫‪ ،‬و تعطى الحرية لكل من يشاء لمقاومة و مھاجمة كل من يتبع الشركة م ع أثناس يوس ‪ ،‬و‬ ‫أعلن تھديده لكل الرؤساء إذا ھم لم يقيموا الشركة ‪ ،‬فكانت ھذه األمور مقدم ة لم ا س يحدث‬ ‫بعد ذلك على ي دى ال والى س يريانوس ‪ ،‬كم ا أرس لت األوام ر إل ى ك ل الجھ ات للرؤس اء و‬ ‫الوالة لكى يبلغوا األساقفة أنھم إذا لم يوقع وا بإمض ائاتھم ض د أثناس يوس و يقيم وا الش ركة‬ ‫مع اآلريوسيين فسيتم معاقبتھم فى الحال بالنفى ‪ ،‬و كل من يتعرض لذلك من عامة الشعب‬ ‫يقبض عليه و يوضع فى السالسل و يجرى تعذيبه و جلده و تجريده من كل ممتلكات ه ‪ ،‬و‬ ‫لقد نفذت ھذه األحكام و األوام ر ‪ ،‬إذ ص ار لھ م جواس يس م ن الكھن ة مث ل أورس اكيوس و‬ ‫فالنس يشجعون اإلض طھاد بغي رة و نش اط ‪ ،‬و يبلغ ون ف ى الح ال ع ن أى تب اطؤ ف ى تنفي ذ‬ ‫‪ ١٤‬مصر فى العصر البيزنطى ‪٢٨٤‬م – ‪٦٤١‬م ‪ -‬تأليف د‪ /‬رأفت عبد الحميد و د‪ /‬طارق منصور ‪ -‬الناشر مصر‬ ‫العربية للنشر و التوزيع من ص ‪ ١‬حتى ص ‪. ٣٦‬‬ ‫‪ ١٥‬كان آري وس يق ول ب أن الكلم ة أى الس يد المس يح ل يس إل ه ‪ ،‬ب ل بم ا أن ه )مول ود( م ن ﷲ اآلب فھ و ال يش اركه‬ ‫طبيعت ه‪ ،‬ب ل تق وم بينھم ا عالق ة )تبن ى( ‪ ،‬فالكلم ة إذاً ل يس ب أزلى ب ل ھ و مج رد خليق ة ثانوي ة أو خاض عة ‪ ،‬ح رم‬ ‫آريوس و أنصاره فى المجمع المسكونى النيقاوى األول عام ‪٣٢٥‬م وعلى إثره نفى آريوس ‪ ،‬لكن ھذا لم يمنع ھ ذه‬ ‫البدعة من التوسع جغرافيا ً و من إستخدام أصحابھا ألغراض سياسية ‪.‬‬ ‫‪ ١٦‬حقبة مضيئة ف ى ت اريخ مص ر الق ديس أثناس يوس الرس ولى الباب ا العش رون س يرته ‪ ،‬دفاع ه ع ن اإليم ان ض د‬ ‫اآلريوسيين ‪ ،‬الھوته ‪ -‬تأليف األب متى المسكين ‪ -‬ص ‪. ١٠١‬‬

‫‪٨٣‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫العقوبات لإلمبراطور مباشرة ‪ ،‬و قد تم قول المسيح فى كثي ر م ن األس اقفة )تس اقون أم ام‬ ‫ملوك و والة ألجل إسمى()لو‪ (١٢ :٢١‬وقبلوا التھديد بالقضية حيث ھ ددوھم ق ائلين "وق ع‬ ‫بإمضائك و إال فإنس حب م ن كنيس تك ألن اإلمبراط ور ي أمرك باإلس تقالة" ‪ ،‬و م أل الح زن‬ ‫ك ل ال بالد و ك أل الخ وف و اإلرتب اك ك ل القل وب بينم ا ھ م يج رون األس اقفة أم ام عي ون‬ ‫الشعب للمحاكمة ‪ ،‬و الشعب ينوح و يولول‪ ، ١٧‬لك ن إنتص ر الباب ا أثناس يوس ب دعم رعيت ه‬ ‫له و رفضھم قرارات االمبراطور الظالم رغم سياسة الحصار االقتصادى ‪.‬‬ ‫نظريات و أراء الكنيسة الكاثوليكية‪-:‬‬ ‫متمثله فى أراء األب توما اإلكوينى‬ ‫أوالً ‪ :‬حول الربا ‪ -:‬إن من يستثمر ماله فى مشروع تجارى يحق له شرعا ً أن ينال نصيبا ً‬ ‫من ربحه إذا شارك فعالً فى التعرض للخسارة ‪ ،‬و فسرت الخسارة بأنھا تشمل الت أخر ف ى‬ ‫آداء الدين عن تاريخ معين مشروط ‪.‬‬ ‫ثانيا ً ‪ :‬حول العمل ‪ -:‬لقد تبنى األب توما اإلك وينى موقف ا ً وس طا ً ح ول مفھ وم العم ل ‪ ،‬ف ى‬ ‫جھة أنه لم يأخذ بالفكرة اليونانية و ال الرومانية بإعتب ار العم ل الي دوى غي ر الئ ق بالرج ل‬ ‫الح ر ‪ ،‬و لكن ه م ن الجان ب اآلخ ر أك د عل ى إعتب ار العم ل الي دوى أدن ى منزل ة م ن العم ل‬ ‫الذھنى ‪ ،‬و ھنا إستند إلى تبرير التباين اإلجتماعى فى جوھر النظام اإلقطاعى ‪.‬‬ ‫ثالثا ً ‪ :‬حول التجارة ‪ -:‬ذھب إلى القول بأن التجارة )ش ر ال ب د من ه( ‪ ،‬و أن أرب اح الت اجر‬ ‫تكون مشروعة إذا كانت تجارته نافع ة للمجتم ع ‪ ،‬و إذا ل م ت زد عل ى س د الحاج ة الطبيعي ة‬ ‫)أى إذا كان ت بالح د ال ذى ال تغ رق األس واق( ‪ ،‬و إعتب ر ال ربح ف ى ھ ذا اإلط ار ن وع م ن‬ ‫أنواع المكافأة‬ ‫رابع ا ً ‪ :‬ح ول الفق ر و الغن ى ‪ -:‬إن آراء المس يحية األول ى ل م تتف ق م ع طبيع ة النظ ام‬ ‫اإلجتماعى المبنى على اإلستثمار و إستغالل القل ة لص الح األكثري ة الس احقة ‪ ،‬ل ذلك ع دلھا‬ ‫إل ى ذات المس ار الت وفيقى ‪ ،‬ف إعتبر الغن ى و الفق ر مس ألة تقديري ة ‪ ،‬و إن إعتب ار م ا ھ و‬ ‫صالح أم شرير يستند على ما يمكن أن يفرزه م ن خي ر أو ش ر ‪ ،‬الث روة خي ر إن أدت إل ى‬ ‫خلق الحياة الفاضلة ‪ ،‬و الفقر خير إن حرر صاحبه من أغالل الحياة المادية ‪ ،‬فھناك شىء‬ ‫من العدالة فى الالمساواة اإلجتماعية و االقتصادية القائم ة ف ى المجتم ع ألن أساس ھا يس تند‬ ‫إلى اإلختالف فى المواھب الطبيعية و تغير الظروف الموضوعية المحيطة من جھة ثانية‬ ‫خامسا ً ‪ :‬نظرية السعر العادل ‪-:‬يرى الكثير من االقتصاديين أن نظرية السعر العادل تمثل‬ ‫حجر الزاوية فى آراء توما اإلكوينى ‪ ،‬و أن جميع المشاكل االقتصادية )األسعار ‪ ،‬األجور‬ ‫‪ ١٧‬الكنيس ة القبطي ة األرثوذكس ية ‪ -‬كنيس ة عل م و الھ وت ‪ -‬طبع ة تحض يرية ‪١٩٨٦‬م ‪ -‬القم ص ت ادرس يعق وب‬ ‫ملطى‬

‫‪٨٤‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫‪ ،‬الفوائد ‪ ،‬حقوق التملك( كانت تناقش على وفق مب دأ العدال ة ف ى الق رون الوس طى ‪ ،‬ل ذلك‬ ‫نرى بأن أكثر النظريات جدالً فى تلك الق رون ھ ى مس ألة )الس عر الع ادل( ‪ ،‬و الت ى يمك ن‬ ‫تلخيصھا باآلتى ‪ -:‬إن العدالة األساسية و الضرورية ف ى تحدي د الس عر الع ادل ھ ى العدال ة‬ ‫التبادلية دون التوزيعية ‪ ،‬و ھى التى تحدد العالقة ب ين الج زء و الج زء ‪ ،‬و ل يس الج زء و‬ ‫الكل ‪.‬‬ ‫العدال ة التبادلي ة ‪ :‬تعن ى المس اواة ب ين المتب ادلين ‪ ،‬و تحقي ق المس اواة ع ن طري ق إيج اد‬ ‫مقياس القيم ‪ ،‬و ھذا المقياس ھو النقود ‪.‬‬ ‫مما سبق يتضح أن نظرية توما اإلكوينى فى السعر العادل تس تند إل ى مفھ وم القيم ة ‪ ،‬لك ن‬ ‫اإلكوينى لم يبحث نظرية القيم ة بش كل مفص ل ‪ ،‬لكن ه نظ ر إليھ ا م ن خ الل نظري ة الس عر‬ ‫الع ادل ‪ ،‬و إعتب ر اإلك وينى أن )الع رف( ھ و المقي اس و أن القيم ة )تمث ل التق دير الع ام‬ ‫للس لعة( ‪ ،‬و ھ ذا يمث ل أفك ار الھوتي ة و أخالقي ة لتحدي د الس عر الرس مى ف ى ظ ل النظ ام‬ ‫اإلقطاعى ‪ ،‬و قد رأى البعض أن اإلكوينى ميز بين المفھوم النسبى و الذاتى للس عر و ب ين‬ ‫المفھ وم الروح ى ال داخلى للقيم ة ‪ ،‬أى أن )العم ل و مق داره الض رورى إلنت اج الس لعة ھ و‬ ‫الذى يحدد القيمة( ‪ ،‬غير أنه فى بضع مسائل أخ رى ك ان موض وعيا ً ‪ ،‬مث ل أن ه ك ان عن د‬ ‫نظرة ف ى مس ألة م ا إذا ك ان ب ائع م ا يس تطيع أو ينبغ ى ل ه أن يبي ع منتج ا ً معيب ا ً ‪ ،‬ف ى ھ ذا‬ ‫الشأن أكد اإلكوينى أنه يجب أال يفعل ذلك و ھو يعلم ‪ ،‬و أنه إذا كان صنف ما قد مر دون‬ ‫سوء نية يتعين على البائع تعويض المشترى عندما يكتشف العيب ‪ ،‬و عما إذا ك ان يج وز‬ ‫للبائع أن يتجاوز عن عيب فى منتج مقبول من نواح أخرى فإنه يجوز له أن يفعل ذلك م ا‬ ‫لم يكن )العيب واضحا ً كما فى حالة حصان بعين واحدة فقط( ‪ ،‬و من الممكن مقارنة آراءه‬ ‫بما أثير أخيراً فى الواليات المتحدة األمريكية حول ما إذا كان يتعين مطالبة بائع للسيارات‬ ‫المستعملة بأن يرسل بالبريد قائمة بالعيوب المعروفة فى السيارات التى يعرضھا للبي ع ‪ ،‬و‬ ‫لكن ال حاجة إلى أن يدرج فى القائمة رف رف عجل ة ملتوي ا ً ‪ ،‬أم ا إذا ك ان ھن اك عي ب ف ى‬ ‫جھاز الكربنة أو جھاز نقل الحركة فينبغى طبقا ً لقواعد اإلكوينى أن يعلن عنه ‪ ،‬كذلك قبل‬ ‫اإلكوينى بل أكد بقوة الحظر على أخذ الفائدة ‪ ،‬و ربط ذلك بمراعاة صواب التجارة بوج ه‬ ‫عام ‪ ،‬و لم تكن إدانته للتجارة شاملة فھن اك نوع ان م ن التب ادل ‪ ،‬أح دھما يمك ن أن يس مى‬ ‫تبادالً طبيعيا ً و ض روريا ً و بواس طته ت تم مبادل ة ش ىء ب آخر أو مبادل ة أش ياء مقاب ل نق ود‬ ‫لتلبية إحتياجات الحياة ‪ ،‬النوع اآلخر ھو مبادل ة نق ود مقاب ل نق ود أو أش ياء مقاب ل نق ود ال‬ ‫لتلبية إحتياجات الحياة إنم ا لتحقي ق كس ب ‪ ،‬و الن وع األول م ن التب ادل ج دير بالثن اء ألن ه‬ ‫يخدم إحتياجات طبيعية ‪ ،‬و لكن النوع الثانى مدان و مرفوض‬ ‫سادس ا ً ‪ :‬ح ول المنفع ة ‪ -:‬ل م يض ع اإلك وينى المنفع ة بمع زل ع ن مفھ وم القيم ة )و ھ ى‬ ‫منفعة متغي رة ل دى األش خاص( ‪ ،‬و ق د أخ ذت المدرس ة النمس اوية الحدي ة ش ىء م ن أفك ار‬ ‫‪٨٥‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫اإلكوينى فى إط ار المنفع ة ‪ ،‬أم ا فيم ا يخ ص نظري ة اإلنت اج في ربط توم ا اإلك وينى الس عر‬ ‫العادل مع المنفعة المعروفة إلنتاج السلعة ‪ ،‬و تمثل ھن ا منفع ة العم ل ‪ ،‬و ي رى ال بعض أن‬ ‫اإلكوينى ربط مع المنفعة اإلجتماعية مفھوم القيمة ‪ ،‬و التى تبناھا ك ارل م اركس فيم ا بع د‬ ‫‪ ،‬و ق د إس تخدم تع ابير األخ الق و العدال ة و المس اواة و ض مير المن تج ‪ ،‬و أخي راً أخ ذ ف ى‬ ‫مفھوم العرض و الطلب فى تحديد السعر العادل ‪.‬‬ ‫س ابعا ً ‪ :‬ح ول العدال ة ف ى التوزي ع ‪ -:‬العدال ة ھ ى فض يلة عام ة تھ دف إل ى الخي ر الع ام‬ ‫للمجتمع ككل ‪ ،‬و يقول اإلكوينى بأن كل أعمال اإلنسان ب دون تميي ز لھ ا عالق ة بالعدال ة و‬ ‫لھا ط ابع إجتم اعى ‪ ،‬و ھ و يس مى ھ ذه العدال ة )العدال ة الش رعية ( ‪ ،‬ألن الخي ر الع ام ف ى‬ ‫المجتم ع ي تم بواس طة الش ريعة أو الق انون ‪ ،‬و إل ى جان ب ھ ذه العدال ة العام ة ھن اك عدال ة‬ ‫خاصة تحدد ليس الخير الع ام فق ط ‪ ،‬لك ن أيض ا ً الحق وق العام ة و حق وق األف راد و تنظ يم‬ ‫العالقات اإلجتماعية بين الناس ‪ ،‬و ھذه العدالة فى رأيه نوعان ‪-:‬‬ ‫• العدالة التبادلية التى تنظم التبادل بين األفراد و أعضاء المجتمع ‪.‬‬ ‫• العدالة التوزيعية التى تنظم الخيرات العامة على مختلف األعضاء فى المجتمع ‪ ،‬و ھى‬ ‫تؤكد على حق األفراد فى الجماعة فى الحصول على ما يحق لھم من الخيرات المشتركة‬ ‫ثامنا ‪ :‬نظرية األب توما اإلكوينى حول الربا ‪-:‬‬ ‫إن من يستثمر ماله فى مشروع تج ارى يح ق ل ه ش رعا ً أن ين ال نص يبا ً م ن ربح ه إذا‬ ‫شارك فعالً فى التع رض للخس ارة ‪ ،‬و فس رت الخس ارة بأنھ ا تش مل الت أخر ف ى آداء ال دين‬ ‫ع ن ت اريخ مع ين مش روط ‪ ،‬و إرتض ى األب )بون افنتورا ‪ St. Bonaventura‬و الباب ا‬ ‫إنوس نت الراب ع ھ ذا المب دأ و توس عا في ه حت ى ق اال بش رعية آداء ع وض لل دائن نظي ر م ا‬ ‫يصيبه من الخس ارة لع دم إنتفاع ه ب رأس مال ه ‪ ،‬و أق ر الباب ا م ارتن ‪ Martin‬الخ امس ف ى‬ ‫ع ام ‪١٤٢٥‬م ش رعية بي ع الري ع ‪ ،‬ث م ألغ ت معظ م ال دول األوربي ة بع د ع ام ‪١٤٠٠‬م م ا‬ ‫وض عته م ن الق وانين لتح ريم الرب ا ‪ ،‬و حاول ت الكنيس ة أن تج د ح الً للمس ألة بتش جيعھا‬ ‫القديس برنردينو الفلت رى ‪ St. Bernardino‬و غي ره م ن رج ال ال دين عل ى أن ينش ئوا‬ ‫إبتداء من عام ‪١٢٥١‬م ما يسمى )تالل الحب ‪ (montes pietattis‬حيث ك ان ف ى وس ع‬ ‫المحتاجين الموثوق بأمانتھم أن يحصلوا على قروض من غير فائدة إذا أودع وا ش يئا ً لھ ذا‬ ‫الق رض )ص الح ھ و ال ذى يت رأف و يق رض ( ) م ز ‪ ، (٥ :١١٢‬و لك ن ھ ذه ال تالل الت ى‬ ‫كانت متقدم ة لمح ال الرھ ون الحاض رة ل م تع الج إال جانب ا ً ص غيراً م ن المش كلة ‪ ،‬و بقي ت‬ ‫حاج ات التج ارة و الص ناعة كم ا كان ت م ن قب ل ‪ ،‬و وج دت رؤوس األم وال للوف اء بھ ذه‬ ‫الحاج ات ‪ ،‬و ك ان المراب ون المحترف ون يتقاض ون فوائ د باھض ة ‪ ،‬و ل م يك ن ھ ذا ألنھ م‬ ‫شياطين ال ضمير لھم ‪ ،‬بل كان س ببه أنھ م يتعرض ون لخس ارة م الھم و فق د حي اتھم ؛ ذل ك‬ ‫‪٨٦‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫أنھم لم يكن فى مقدورھم على الدوام أن يلزموا مدينيھم بأن يوفوا بإلتزاماتھم بإلتجائھم إلى‬ ‫الق انون ‪ ،‬و كان ت مكاس بھم عرض ة ألن يس تولى عليھ ا المل وك أو األب اطرة ‪ ،‬و ك انوا‬ ‫معرضين فى أى وقت من األوقات لخطر النفى من البالد ‪ ،‬و كانوا فى كل حين مكروھين‬ ‫ملعونين ‪ ،‬و م ا أكث ر الق روض الت ى ل م ت رد ألص حابھا ؛ و م ا أكث ر الم دينين ال ذين م اتوا‬ ‫مفلسين أو إنضموا إلى جيوش الصليبيين و أعفوا من آداء الفوائد ثم ل م يع ودوا منھ ا أب داً ‪،‬‬ ‫و إذا عجز المدينون عن الوفاء لم يكن فى وس ع ال دائنين إال أن يرفع وا س عر الفائ دة عل ى‬ ‫الديون األخرى ؛ إذ ينبغى أن تتحم ل ال ديون الرابح ة خس ائر ال ديون الخاس رة كم ا تتحم ل‬ ‫أثمان السلع التى تشتريھا نفقات الس لع الت ى تتل ف قب ل بيعھ ا ‪ ،‬و ك ان الس عر ف ى فرنس ا و‬ ‫إنجلترا فى القرن الثانى عشر يتراوح بين ‪ %٣٣‬و‪ ، %٤٣‬و كان يبلغ فى بع ض األحي ان‬ ‫‪ %٨٦‬؛ و قد إنخفض فى إيطالي ا ف ى عھ د الرخ اء إل ى ‪ %١٢.٥‬و إل ى ‪ ، %٢٠‬و ح اول‬ ‫فردريك الثانى حوالى عام ‪١٢٤٠‬م أن يخفض ھ ذا الس عر إل ى ‪ ،%١٠‬و لكن ه س رعان م ا‬ ‫أدى سعراً أعلى من ھذا لدائنيه المس يحيون ‪ ،‬و كان ت حكوم ة ن ابلى تجي ز أن يك ون أعل ى‬ ‫سعر قانونى للفائ دة ‪ ، %٤٠‬و ك ان الس عر ي نخفض كلم ا زاد ض مان الق روض ‪ ،‬و زادت‬ ‫المنافسة بين المقرضين ؛ و نظ راً لم ا مثلت ه مس ألة الرب ا و الق روض م ن فائ دة كب رى ف ى‬ ‫حركة التجارة آنذاك ‪ ،‬كان م ن الص عب عل ى الكنيس ة إثب ات أن الت اجر يأخ ذ رب ا ف ى ظ ل‬ ‫التالعب فى بنود عقود القروض ‪ ،‬فم ن أج ل تف ادى التح ريم الكنس ى للرب ا ك ان ي تم إخف اء‬ ‫نسبة الزيادة عن طريق كتابة مبلغ كبير فى العقود أكبر من المبلغ الذى تم إقراضه بالفعل‪.‬‬ ‫المسيحية و فوائد القروض ‪-:‬‬ ‫إن المس يحية تنھ ى ع ن الرب ا ‪ ،‬ال س يما و أن اإليم ان المس يحى مس تمد م ن الكت اب‬ ‫المقدس بعھديه القديم و الجديد فالربا بحسب تعريف قاموس اللغة ھو الفائدة أو الربح ال ذى‬ ‫يتناوله المرابى من مدينيه و بكلم ات أوض ح ھ و الفائ دة المرتفع ة ج داً الت ى ي دفعھا الم دين‬ ‫للدائن عن المال المقترض ‪ ،‬أما بخصوص موقف الدين المسيحى م ن الرب ا فھ و و ال ش ك‬ ‫مس تمد م ن الكت اب المق دس و م ن الق وانين الت ى وض عتھا الكنيس ة عل ى م ر العص ور و‬ ‫المس توحاة م ن الكت اب المق دس أيض ا ً ‪ ،‬و ب الرجوع إل ى العھ د الق ديم م ن الكت اب المق دس‬ ‫نالحظ أنه يحرم الربا ‪ ،‬و سنورد اآليات ال واردة بھ ذا الص دد ‪ ،‬إال أن ه تج در اإلش ارة ب أن‬ ‫الشريعة الموسوية الواردة ف ى كت اب الت وراة كان ت تنھ ى الن اس ف ى العھ د الق ديم ع ن أخ ذ‬ ‫الربا من إخوتھم و تسمح بأخذه من الغرباء و قد ورد في سفر التثنية م ا يل ى ‪) :‬ال تق رض‬ ‫أخاك بربا ربا فضة أو ربا طعام أو ربا شىء ما مما يقرض بربا لألجنب ى تق رض برب ا و‬ ‫لكن ألخيك ال تقرض بربا لكى يباركك ال رب إلھ ك()ت ث‪ ، (٢٠-١٩ :٢٣‬كم ا حرم ت أخ ذ‬ ‫الربا أو اإلسترھان من األرملة )ال تسترھن ث وب األرمل ة()ت ث‪ ، (١٧ :٢٤‬و ب الرغم م ن‬ ‫‪٨٧‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫ذل ك ك ان بع ض الص يارفة و الم رابين يقترض ون األم وال برب ا زھي د و يقرض ونھا برب ا‬ ‫ف احش فيربح ون الف رق ‪ ،‬ل ذلك ن دد الكت اب المق دس بالرب ا و حرم ه فيق ول س فر‬ ‫المزامير)الس الك بالكم ال و الع الم ب الحق و الم تكلم بالص دق ف ى قلب ه فض ته ‪ ،‬ال يعطيھ ا‬ ‫بالربا و ال يأخ ذ الرش وة عل ى الب رىء ال ذى يص نع ھ ذا ال يتزع زع ال ى ال دھر()م ز‪:١٥‬‬ ‫‪ ، (٢،٥‬كما ورد فى سفر حزقيال النبى ما يلى )اإلنسان الذى كان باراً و فعل حقا ً و عدالً‬ ‫‪ ،‬لم يعطى بالربا و لم يأخذ مرابحة و كف عن الجور و أجرى العدل و الحق بين اإلنسان‬ ‫و اإلنسان ‪ ،‬و سلك فى فرائضى و حفظ أحكامى ليعم ل ب الحق فھ و ب ار حي اة يحي ا يق ول‬ ‫السيد الرب( )حز‪ ، (٥،٨،٩ :١٨‬كما أن نحميا النبى وبخ الناس فى العھد القديم للتغاض ى‬ ‫عن وصايا ﷲ ‪ ،‬و من ض منھا الوص ايا الخاص ة بالرب ا )ن ح ‪ . (١٣-١ :٥‬و تش ير بع ض‬ ‫المراجع التاريخية إلى أن الكنيسة المسيحية كانت و مازالت تحرم الربا ‪ ،‬و ق د ح ث الس يد‬ ‫المسيح الناس دائما ً على محبة بعضھم بعضا ً و مساعدة بعضھم بعض ا ً )م ن س ألك فأعط ه‬ ‫و من آراد أن يقت رض من ك ف ال ت رده()م ت‪ (٤٢ :٥‬و طبع ا ً المقص ود ھن ا اإلق راض لس د‬ ‫الحاج ة ب دون فائ دة ‪ ،‬و م ن ھن ا نالح ظ أن ال دين المس يحى ينھ ى ع ن الرب ا ‪ .‬م ع ظھ ور‬ ‫الثورة التجارية فى أوربا على يد المدن اإليطالية )البندقية ‪ -‬جنوا ‪ -‬بيزا( منذ القرن الث انى‬ ‫عش ر الم يالدى و تزاي د حرك ة التج ارة ب ين الش رق و الغ رب ب دأت مش كالت جدي دة ف ى‬ ‫الظھور أھمھا مسألة الربا ال ذى ك ان خطيئ ة كب رى و ج رى تحريم ه ص راحة ف ى الكت اب‬ ‫المق دس عب ر العدي د م ن اآلي ات‪ ،‬ل ذا كان ت العقي دة الديني ة المس يحية ف ى الرب ا م ن أكب ر‬ ‫العقب ات ف ى نم و النظ ام المص رفى و تقدم ه ‪ ،‬فق د رف ض المس يح الرب ا ‪ ،‬و ع ارض آب اء‬ ‫الكنسية الربا فى روما بينم ا الق انون الروم انى فق د ش رع الرب ا‪، ١٨‬و ك ان رأى بع ض آب اء‬ ‫الكنيسة فى القرن الثانى مثل القديس إكليمنضس السكندرى يق ول )إن اإلنتف اع بك ل م ا ف ى‬ ‫العالم يجب أن يكون حقا ً مشاعا ً للناس جميعا ً ‪ ،‬و لكن الن اس يظل م بعض ھم بعض ا ً إذ يق ول‬ ‫واح د م نھم إن ھ ذه الش ىء ملك ه و يق ول اآلخ ر إن ذاك ل ه ‪ ،‬و ھك ذا ح دث اإلنقس ام ب ين‬ ‫الناس( ‪ ،‬و كان القديس إيرونيموس أو جيروم يرى أن الكسب كله حرام‪ ،‬كما كان الق ديس‬ ‫أوغسطينوس يرى أن معظم األعم ال المالي ة إث م ألنھ ا تص رف الن اس ع ن الس عى للراح ة‬ ‫الحقة ‪ ،‬و ك ان الباب ا لي و األول ق د رف ض ھ ذه العقائ د المتطرف ة ‪ ،‬و لك ن الكنيس ة ظل ت ال‬ ‫تعطف على التجارة و ترت اب ف ى جمي ع أن واع المض اربات و المكاس ب و تع ارض جمي ع‬ ‫ص نوف )اإلحتك ار( و )الجباي ة( و )الرب ا( و ك ان ھ ذا اللف ظ األخي ر يطل ق ف ى العص ور‬ ‫الوس طى عل ى فائ دة الم ال أي ا ً ك ان ق درھا ‪ ،‬و ف ى ذل ك يق ول أمب روز )الرب ا ھ و ك ل م ال‬ ‫يضاف إلى رأس المال( ‪ ،‬و قد أدخل جراتيان ‪ Gratian‬ھذا التعريف الجامد فى القانون‬ ‫‪ ١٨‬ﻗﺻﺔ اﻟﺣﺿﺎرة >‪ -‬اﻹﺻﻼح اﻟدﻳﻧﻰ – اﻟرﺑﺎ طﺑﻌﺔ ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻷﺳرة ‪.‬‬

‫‪٨٨‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫ة‪.‬‬ ‫ه الكنيس‬ ‫ير علي‬ ‫ذى تس‬ ‫وتى ال‬ ‫الكھن‬ ‫و كانت مجامع نيقية )‪٣٢٥‬م( و أورليان )‪٥٣٨‬م( و ماسون ‪ Macon‬و كليشى )‪٦٢٦‬م(‬ ‫ق د حرم ت عل ى رج ال ال دين أن يقرض وا الم ال ليكس بوا بإقراض ه ‪ ،‬و توس عت ق وانين‬ ‫شارلمان الصادرة فى عام ‪٧٨٩‬م ‪ ،‬و مجالس الكنيسة التى عقدت فى القرن التاسع فى ھ ذا‬ ‫التحريم حتى ش مل غي ر رج ال ال دين؛ فلم ا ع اد الق انون الروم انى إل ى الوج ود ف ى الق رن‬ ‫الثانى عشر شجعت عودته إرنريوس ‪ Irnerius‬و )الشراح( في بولوني ا عل ى ال دفاع ع ن‬ ‫الربا ‪ ،‬و كان فى وسعھم أن يؤيدوا حججھم بم ا ج اء ف ى ق انون جس تنيان ‪ ،‬و لك ن مجل س‬ ‫التران الثالث )‪١١٧٩‬م( جدد ھذا التحريم و قرر )أن ال ذين يجھ رون بالرب ا ال يقبل ون ف ى‬ ‫العشاء الربانى ‪ ،‬و إذا ماتوا و ھم على إثمھ م ال ي دفنون دف ن المس يحيين ‪ ،‬و ل يس لقس يس‬ ‫أن يقبل صدقاتھم( ‪ ،‬و ما من شك فى أن إنوس نت الثال ث ك ان ي رى رأي ا ً أق ل ص رامة م ن‬ ‫ھذا‪ ،‬ألنه أشار فى عام ‪١٢٠٦‬م بأن )يعھد ببائنة الزوجة فى بعض الحاالت إل ى ت اجر م ن‬ ‫التجار لكى تحصل منھ ا عل ى دخ ل بطري ق الكس ب الش ريف( غي ر أن جريج ورى التاس ع‬ ‫عاد إلى القول بأن الربا ھو كل ما يناله اإلنسان من كسب نظير قرض ‪ ،‬و ظل ھذا ال رأى‬ ‫قانون الكنيسة الرومانية حتى عام ‪١٩١٧‬م ‪ ،‬و لكن إستطاع الناس أن يجدوا ب ذكائھم مناف ذ‬ ‫لھم فى ھذا القانون ‪ ،‬من ذلك أن المقترض كان يبيع األرض رخيصة للمقرض و يترك له‬ ‫‪١٩‬‬ ‫حق اإلنتفاع بريعھا نظير فائدة ماله ثم يعود بعدئذ فيش ترى األرض من ه )البي ع الوف ائى(‬ ‫‪ ،‬أو ك ان المال ك يبي ع لل دائن ج زءاً م ن ري ع أرض ه أو دخلھ ا أو ريعھ ا أو دخلھ ا كلھم ا ‪،‬‬ ‫مثال ذلك أنه إذا باع أ إلى ب ريع جزء من أرضه يغ ل عش ر جنيھ ات بمبل غ مائ ة جني ه ‪،‬‬ ‫فإن ب فى واقع األمر يقرض أ مائة جنيه بفائ دة ق درھا عش رة ف ى المائ ة ‪ ،‬و كان ت أدي رة‬ ‫كثيرة بأوربا تستثمر أموالھا بھذه الطريقة ‪ ،‬و بخاصة فى ألمانيا حيث إش تق اللف ظ المقاب ل‬ ‫للفائدة ‪ Zins‬من اللفظ الالتينى الذى كان يطلق فى العص ور الوس طى عل ى الري ع ‪ ،‬ك ذلك‬ ‫كانت المدن تقرض المال بأن تبيع المقرض جزءاً من دخلھا ‪ ،‬و كان األف راد و الھيئ ات و‬ ‫منھا األديرة تقرض المال نظير عطايا تنالھا سراً أو بي وع ص ورية ‪ ،‬حت ى لق د ش كا الباب ا‬ ‫ألكسندر الثالث فى عام ‪١١٦٣‬م من أن )كثيرين من رج ال ال دين )و بخاص ة ف ى األدي رة(‬ ‫يقرضون المال لمن ھم فى حاجة إليه ‪ ،‬و يرتھنون أمالكھم ضمانا ً له ‪ ،‬ث م يحص لون عل ى‬ ‫ثمار ھذه األمالك المرتھن ة مض افة إل ى رأس الم ال المق رض ‪ ،‬و إن ك انوا يحجم ون ع ن‬ ‫الرب ا الم ألوف ألن ه مح رم تحريم ا ً ص ريحا ً( ‪ ،‬و ك ان بع ض الم دينين يتعھ دون ب دفع‬ ‫)تعويضات( تزيد زيادة مطردة عن كل يوم أو شھر يتأخرون فيه ع ن آداء ال دين ‪ ،‬و ك ان‬ ‫يوم الس داد يح دد عم داً ف ى أج ل قري ب حت ى تص بح ھ ذه الفائ دة الخفي ة محقق ة ال مف ر م ن‬ ‫‪ ١٩‬يلتزم فيه المشترى بعد البيع التام أن يعيد المبيع إلى البائع مقابل رد الثمن ‪ ،‬و يج وز أن يك ون موض وع البي ع‬ ‫الوفائى أشياء منقولة و غير منقولة ‪.‬‬

‫‪٨٩‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫آدائھا ‪ ،‬و كان البعض يقرضون بعض األدي رة االوربي ة الم ال عل ى ھ ذا األس اس بش روط‬ ‫ترفع سعر الفائدة إلى ‪ %٦٠‬فى السنة‪.‬‬ ‫دخلت أوروبا الغربية منذ بداية الق رن الح ادى عش ر ط وراً جدي داً م ن التط ور االقتص ادى‬ ‫الس ريع و المكث ف بظھ ور برجوازي ة‪ ٢٠‬محلي ة تجاري ة و ص ناعية ‪ ،‬حي ث دفع ت التج ارة‬ ‫بشكل تدريجى اإلنتاج المحلى إلى األمام ‪ ،‬و بدأ اإلنتاج للتبادل يح ل ت دريجيا ً مح ل إنت اج‬ ‫ق يم إس تعمالية ‪ ،‬و ظھ ر الص وف اإلنجلي زى و ج وخ الفالن در و مل ح البندقي ة و النح اس‬ ‫الديننتى و غيرھا ‪ ،‬أدى تراكم الثروات السريع إلى نمو مطرد لطبق ة تجاري ة محلي ة ب دأت‬ ‫تنافس التج ار اليھ ود ‪ ،‬ال ذين ظل ت التج ارة ط وال الق رون العش ر الماض ية ف ى أي ديھم ف ى‬ ‫أغلب األحيان ‪ ،‬ھذا التنافس سحق مركز اليھود التجارى حي ث ح ل تج ار مس يحيون مح ل‬ ‫التجار اليھود ‪ ،‬و رافق ھذا إضطھاد دم وى ض د اليھ ود ‪ ،‬و ق د وف رت الح روب الص ليبية‬ ‫)التى تعبر عن إرادة الطبقة التجارية الجديدة فى ش ق طريقھ ا إل ى الش رق( الفرص ة للقي ام‬ ‫بإضطھاد اليھود و بمذابح ضدھم ‪ ،‬و ب دأ ال دور التج ارى لليھ ود ينھ ار لك ن ظ ل ع دد م ن‬ ‫اليھود يمتلك من الم ال م ا يكف ى لك ى يق رض الس ادة اإلقط اعيين و الن بالء والمل وك ‪ ،‬مم ا‬ ‫أدى إلى إنتقال عدد من ممتلكات النبالء إلى أيدى اليھود و ذلك بفضل معدل الرب ا المرتف ع‬ ‫الذى كان يتراوح بين ‪ %٤٣‬إلى ‪ ، %٨٦‬فإذا كانت كلمة )يھ ودى( مرادف ة لكلم ة )ت اجر(‬ ‫ط وال الق رون العش ر األول ى للم يالد ‪ ،‬فف ى أوروب ا الغربي ة و بش كل ت دريجى من ذ الق رن‬ ‫الح ادى عش ر ب دأت كلم ة )يھ ودى( تقت رن بكلم ة )مراب ى( ‪ ،‬حي ث ك ان المراب ى يق رض‬ ‫اإلقطاعيين و الملوك لرفاھيتھم و لمص اريف الح رب ‪ ،‬و يق رض الم زارعين و الح رفيين‬ ‫ليتمكن وا م ن تس ديد الرس وم المس تحقة م نھم ‪ ،‬و م ن المع روف أن األم وال الت ي يقرض ھا‬ ‫المرابى ال تخلق أى قيمة فائضة بل تمكن المرابى م ن اإلس تيالء عل ى ك ل القيم ة الفائض ة‬ ‫أدى ھ ذا إل ى اتس اع كراھي ة اليھ ود ب ين طبق ات ع دة )الن بالء اإلقط اعيين و الفالح ين و‬ ‫الحرفيين( ‪ .‬و ھكذا إختفى اليھود من المجال التجارى و تحولوا إلى مرابين زبائنھم أغل ب‬ ‫األحيان ھم الملوك و النبالء ‪ ،‬و لكن دخول االقتصاد التبادلى إلى الزراعة وفر الكثير م ن‬ ‫األموال فى يد النبالء ‪ ،‬مما مكنھم من التخلص من سيطرة المرابين اليھود ‪ ،‬ھك ذا ض اقت‬ ‫سبل العيش بكثير من أعضاء الجماعات اليھودية و أخذت تتنقل من بلد إلى بل د ‪ ،‬و إن دمج‬ ‫ع دد آخ ر منھ ا ف ى البرجوازي ة المحلي ة ‪ ،‬و ف ى بع ض الم دن اإليطالي ة و األلماني ة تح ول‬ ‫‪ ٢٠‬برجوازية ‪ :‬ھى كلمة فرنسية األصل تدل على الطبقة الوسطى القائمة ب ين طبق ة الن بالء و الطبق ة العامل ة ‪ ،‬و‬ ‫تس تخدم كلم ة )برجوازي ة( عن د اإلش تراكيين و الش يوعيين بمعن ى الطبق ة الرأس مالية المس تغلة ف ى الحكوم ات‬ ‫الديمقراطية الغربية و التى تملك وسائل اإلنتاج و تستولى على فائض العمل الذى تقوم به الطبق ة الكادح ة ‪ ،‬و بع د‬ ‫نمو النظام الرأسمالى الحديث أصبحت كلمة )البرجوازي ة( تنطب ق عل ى األف راد ال ذين ت رتبط مص الحھم بأص حاب‬ ‫وس ائل اإلنت اج ‪ ،‬و يمي ز ك ارل م اركس ب ين البرجوازي ة الكبي رة ‪ grand bourgeoisie‬و تتك ون م ن كب ار‬ ‫أص حاب رؤوس األم وال و رج ال الم ال و الص ناعة و كب ار الم الك ‪ ،‬و البورجوازي ة الص غيرة ‪petty‬‬ ‫‪ bourgeoisie‬و ھى الطائفة التى تضم صغار المنتجين و أصحاب الحرف و المھن ‪.‬‬

‫‪٩٠‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫بعض اليھود إلى مرابين صغار للطبقات الشعبية يستغلون الناس مم ا جعلھ م ف ى كثي ر م ن‬ ‫األحيان عرضة لإلنتفاضات الش عبية ‪ ،‬و كان ت بع ض الش ركات المص رفية تق رض الم ال‬ ‫بالربا و تدعى الحصانة من القانون ‪ ،‬ألنه فى رأيھا ال ينطبق إال على األف راد ‪ ،‬و ل م تك ن‬ ‫مدن إيطاليا ترى أية مشكلة فى دفع فوائد عن سنداتھا الحكومي ة ‪ ،‬و بل غ إنتش ار الرب ا ح داً‬ ‫جعل إنوسنت الثالث يجھر فى عام ‪١٢٠٨‬م بأنه لو طرد جميع الم رابين م ن الكنيس ة كم ا‬ ‫يتطلب ذلك القانون الكنسى لوجب إغالق الكنائس جميعھا ‪ ،‬و إستمر ھذا التص ور الكنس ى‬ ‫للتجارة حتى منتصف القرن الثالث عشر الميالدى ‪ ،‬حت ى ج اء األب توم ا اإلك وينى‪ ٢١‬ف ى‬ ‫صدارة مجموعة الباحثين الدينيين الذين يعرف ون ف ى الت اريخ بالھ وتيى العص ور الوس طى‬ ‫باإلسكوالئيين بمناقشة ھذه األفكار ‪.‬‬ ‫النظرة لفوائد القروض فى القرن العشرين ‪-:‬‬ ‫كان طالب القروض عادة ھم الفقراء و المحتاجين و الدائنون من األغنياء ‪ ،‬و كان‬ ‫الباعث على اإلستدانة ھو سد الحاجة ‪ ،‬و مساعدة المحتاج بإعطائه ماالً عن طريق‬ ‫القرض الخالى من الفائدة بقصد مساعدته ‪ ،‬أما اليوم فقد تغيرت األحوال و لم يبق عامة‬ ‫طالب القروض من المحتاجين الذين يستدينون من األغنياء لسد إحتياجاتھم ‪ ،‬إذ إنعكس‬ ‫الوضع و أصبح األغنياء و مؤسسوا الشركات و البنوك و كبار التجار و شركات التأمين‬ ‫و حتى الدول الكبيرة و الصغيرة تتعامل بالقروض مع الفوائد سعيا ً وراء اإلنتاج و تنمية‬ ‫الثروة ‪ ،‬و قد وضعت بھذا الصدد أنظمة و قوانين مختلفة للتعامل بالمال و إقراضه و‬ ‫إلستيفاء فوائد معينة على القروض ‪ ،‬و أصبح معظم الناس يتعاملون مع البنوك و‬ ‫يودعون نقودھم فى المصارف لقاء فوائد معينة ‪ ،‬و يرجح أن ھذا النوع من الربا أو‬ ‫الفائدة ال يعتبر محرم فى الدين المسيحى ‪ ،‬و البد من اإلشارة إلى أن ھناك آراء مختلفة‬ ‫لمجتھدين كثيرين حول ھذا الموضوع ‪ ،‬و لإليجاز نكرر بأن التعامل بالفائدة أو الفائدة‬ ‫الفاحشة بين اإلخوة و األصدقاء الذين يضطرون إلى اإلقتراض من بعضھم البعض لسد‬ ‫العوز ھو أمر غير مرغوب فيه و ھذا ما تحرمه األديان بحسب اإلعتقاد السائد ‪ ،‬إذ يجب‬ ‫أن يتعامل الناس مع بعضھم البعض بحسب مبدأ المحبة و مساعدة المحتاج و ھذا ما يعلمنا‬ ‫إياه السيد المسيح ‪.‬‬

‫‪ ٢١‬توما اإلكوينى ‪ :‬ولد فى ‪١٢٢٥‬م ‪ ،‬كان عمه سينيبالد رئ يس الرھب ان البن دكتيين ف ى دي رھم الرئيس ى ف ى مون ت‬ ‫كاسينى ‪ ،‬و إعتنق توما مذھب القديس دومينيك فى عامه السابع عشر ‪.‬‬

‫‪٩١‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫ھل البيع بالتقسيط نوع من أنواع الربا التى حاربتھا المسيحية ؟‬ ‫البيع ھو المبادلة بين األموال المختلفة ‪ ،‬و التقسيط صفة للثمن بمعنى تقسيمه و تفريقه‬ ‫‪ ،‬فالمقصود ببيع التقسيط ھ و مبادل ة الس لعة أو الخدم ة الحالي ة ب ثمن مؤج ل كل ه أو بعض ه‬ ‫عل ى حص ص معلوم ة ت ؤدى ف ى أوق ات معين ة ‪ ،‬و ق د ظھ ر البي ع بالتقس يط بھ ذا الش كل‬ ‫المنظم و الشائع فى أوائل القرن التاسع عشر و القى تشجيعا ً من الحكوم ات المختلف ة الت ى‬ ‫رأت في ه وس يلة ل رواج منتج ات المؤسس ات الص ناعية و الس لع التجاري ة حت ى ت دخلت‬ ‫بإصدار القوانين المنظمة له بھدف حماية المتعاملين به ‪ ،‬و من أسبق تلك القوانين المنظمة‬ ‫للبيع بالتقسيط الق انون الم دنى األلم انى الص ادر ف ى ‪١٨٩٤‬م و الق انون النمس اوى الص ادر‬ ‫فى ‪١٨٩٨‬م و قد عالج القانون المدنى المصرى رقم ‪ ١٣١‬لسنة ‪١٩٤٨‬م البيع بالتقسيط فى‬ ‫المادة ‪ ٤٣٠‬و قد جاء فى الفقرة الثالث ة منھ ا )إذا وفي ت األقس اط جميع ا ً ف إن إنتق ال الملكي ة‬ ‫إلى المشترى يعتبر مستنداً إلى وقت البيع( ‪ ،‬إنتشر البيع بالتقسيط إنتشاراً واسعا ً و بخاصة‬ ‫فى السلع المصنعة و األجھزة المعمرة كالسيارات و األدوات الكھربائية و األثاث و غيرھا‬ ‫‪ ،‬و السبب فى ذلك يرجع إلى قلة السيولة النقدية مع كثرة المعروض من السلع و الخدمات‬ ‫‪ ،‬و بي ع التقس يط يحق ق فائ دة مزدوج ة ‪ ،‬فھ و يفي د الب ائع بزي ادة مبيعات ه م ع ض مان دخ ل‬ ‫دورى له ‪ ،‬كما أن ه يفي د المش ترى ف ى الحص ول عل ى الس لعة الت ى يحتاجھ ا دون أن يس دد‬ ‫ثمنھا فى الحال و قد ال يتوفر معه ھذا الثمن ‪ ،‬و قد ثار تساؤل ھل البيع بالتقسيط ن وع م ن‬ ‫أنواع الربا بسبب إرتفاع الثمن فيه عن البيع الفورى ؟‬ ‫ال يعتبر البيع بالتقسيط ربا فھو يعتبر كقرض البنك من حيث وجوب إتخاذ البائع اإلحتي اط‬ ‫م ن حي ث الض مانات الت ى تؤك د ل ه أن المش ترى ق ادر عل ى الس داد و ل يس معث ر فيق ع ف ى‬ ‫خطيئ ة اإلس تغالل لفق ر الش خص ‪ ،‬و م ن جھ ة أخ رى يحم ى المش ترى م ن عواق ب س ؤ‬ ‫تصرفه فى حالة إذا كان معسر و يدعى المقدرة على الس داد كم ا نبھن ا س ليمان الحك يم ف ى‬ ‫سفر األمثال قائالً )الغنى يتس لط عل ى الفقي ر و المقت رض عب د للمق رض()أم‪ ، (٧ :٢٢‬و‬ ‫ك ذلك يج ب التح ذير م ن اإلس راف ف ى التعام ل بالتقس يط لم ا يكتنف ه م ن مخ اطر جس يمة‬ ‫للمتع املين في ه بيع ا ً و ش را ًء ‪ ،‬فق د يف رح الب ائع بتص ريف س لعته ث م يص طدم بعمالئ ه‬ ‫العاجزين عن الوفاء فيضيع رأس ماله ‪ ،‬و يفرح المشترى بالسلعة و يستخف بقيم ة القس ط‬ ‫فيغ رق ف ى ال ديون و ك م إم تألت الس جون بالع اجزين ع ن الوف اء بال دين ل ذلك ق ال ب ولس‬ ‫الرسول يجب أن نھرب ما إستطعنا من اإلستدانة مادام فى وسعنا ھذا )ال تكون وا م ديونين‬ ‫ألحد بشىء إال بأن يحب بعضكم بعضا ً()رو‪(٨ :١٣‬‬

‫‪٩٢‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫مساھمة الرھبنة االيطالية فى اختراع نظرية المحاسبة و القيد المزدوج ‪-:‬‬ ‫تطورت العمليات المحاسبية من أقدم العصور إلى عھدنا الحاضر أن المحاس بة نش أت من ذ‬ ‫فج ر الت اريخ و أخ ذت تتط ور تبع ا ً للتط ورات االقتص ادية و اإلجتماعي ة الت ى عايش تھا‬ ‫المجتمع ات ‪ ،‬حي ث يج د المتتب ع للحض ارات القديم ة أن الن اس عب ر الت اريخ ق د إحتفظ وا‬ ‫بس جالت ألنش طتھم التجاري ة ‪ ،‬و م ن ھ ذه الحض ارات المص رية و البابلي ة و اليوناني ة و‬ ‫الروماني ة و الص ينية ‪ ،‬ف ى الق رون الوس طى إنتعش ت الحرك ة التجاري ة ف ى أوروب ا بش كل‬ ‫كبير ‪ ،‬و لقد س اھمت الرھبن ة اإليطالي ة ف ى تط وير المحاس بة م ن خ الل الراھ ب اإليط الى‬ ‫)لوق ا باتش يولى( ال ذى أس س نظ ام لض بط عملي ة التس جيل ف ى ال دفاتر و الحس ابات و ھ و‬ ‫نظام القيد الم زدوج )يس مى بنظ ام القي د الم زدوج ألن ك ل معامل ة مالي ة ي تم تس جيلھا عل ى‬ ‫األقل فى حسابين ‪ ،‬بحيث يك ون ھن اك عل ى األق ل حس اب واح د م دين و آخ ر دائ ن بحي ث‬ ‫يكون مجموع الحسابات المدينة مساو لمجموع الحسابات الدائنة ‪ ،‬يتم تس جيل الق يم المدين ة‬ ‫فى الجانب األيسر من دفتر األستاذ العام و يتم تسجيل القيم الدائنة فى الجانب األيم ن من ه(‬ ‫‪ ،‬و إنتشر إستخدام نظام القيد المزدوج حتى اآلن ‪ ،‬و نشر الراھب اإليطالى لوقا باتش يولى‬ ‫كتاب عن حفظ السجالت بإستخدام نظام القيد الم زدوج ع ام ‪١٤٩٤‬م ‪ ،‬و يعتب ر أول كت اب‬ ‫ينشر فى العصور الحديثة ‪ .‬عندما تحدث آدم سميث عن الثروة ف ى كتاب ه الش ھير )ث روة‬ ‫األمم( جسدت المحاس بة ‪ ٢٢‬أفك اره ف ى قائمتھ ا الش ھيرة )الميزاني ة أو المرك ز الم الى( ‪ ،‬و‬ ‫عندما إحت دم الص راع ف ى مش كلتى ال دخل و التوزي ع رس مت المحاس بة حس اب األرب اح و‬ ‫الخسائر الذى تحول فيما بعد إلى قائمة الدخل ‪ ،‬و إذا كان ال دخل عن د االقتص اديين ھ و م ا‬ ‫يمك ن إس تھالكه م ع بق اء الث روة عل ى حالھ ا فق د إس تجابت المحاس بة لھ ذه اللغ ة بقاع دة‬ ‫المحافظة على رأس المال )الث روة( و فص لت ب ين المال ك و المش روع ‪ ،‬و ط ورت مفھ وم‬ ‫التخصيص و طرق اإلھالك ‪ ،‬و بعد أن تحدث االقتص اد ع ن توزي ع ال دخل عل ى عناص ر‬ ‫اإلنتاج رسمت المحاسبة قائمة الدخل لتعكس جوھر التوزيع لإليرادات وفق قاع دة المقابل ة‬ ‫)أى توزع اإليرادات لتغطية المص روفات الت ى س اھمت فيھ ا فق ط( ‪ ،‬و كلم ا زادت عملي ة‬ ‫إنتاج اإليرادات تعقيداً زادت المحاسبة جھدھا فى تصنيفھا و اإلفصاح عنھا‬ ‫ك ان االقتص اد و الي زال قض ية ق رار توزي ع الم وارد المح دودة عل ى المخت ار م ن‬ ‫اإلحتياج ات المتع ددة‪ ،‬و المحاس بة قض ية دع م ذل ك الق رار بمعلوم ات مالي ة ‪ ،‬فالمحاس بة‬ ‫تت رجم الم وارد و اإلحتياج ات و نت ائج التوزي ع إل ى لغ ة مالي ة )محاي دة( و تعكس ھا ف ى‬ ‫موازنات و ميزانيات و قوائم مالية أخرى ‪ ،‬و كأن االقتص اد يمث ل العق ل المفك ر ف ى اآلل ة‬ ‫الحاسبة بينما المحاسبة تمثل شاشة تلك اآللة ‪ ،‬فال يمكن معرفة ما يدور فى داخل اآلل ة إال‬ ‫‪http://www.aleqt.com/2012/01/28/article_620416.html ٢٢‬‬

‫‪٩٣‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫من خالل النظر فى شاشاتھا ‪ ،‬لقد مكنت المحاسبة علم اء االقتص اد م ن فھ م كي ف تعم ل و‬ ‫تتفاع ل نظري اتھم االقتص ادية و كي ف يمك ن إع ادة تخص يص الم وارد م رة أخ رى ‪ ،‬لك ن‬ ‫القرن العشرين جاء حاسما ً لذلك التع اون و وض ع ح داً ل ه عن دما إنھ ارت األس واق المالي ة‬ ‫فى نھاية الربع األول منه ‪ ،‬و إنھارت أسھم الشركات و دخل العالم ف ى كس اد طوي ل ‪ ،‬ف ى‬ ‫تل ك الفت رة ج اء الس ؤال الخطي ر ھ ل يمك ن لبيان ات المحاس بة أن تض لل متخ ذ الق رار‬ ‫االقتصادى )ھل يمكن للشاشة أن تقدم معلومات مغلوطة لما يدور فى قلب اآللة الحاس بة(؟‬ ‫كانت المحاسبة محايدة فى تقديم بياناتھا المالية التاريخية )عن قرارات تخصيص الم وارد(‬ ‫و لم تكن تستطيع أن تسھم بأى دور فى تقديم تفسير منطقى لسلوك تلك البيانات ‪ ،‬بعد ذل ك‬ ‫التاريخ تغير علم االقتصاد و ق د ك ان ذل ك بمس اھمة كبي رة م ن االقتص اد الرياض ى فتج زأ‬ ‫إلى كل ى و جزئ ى ‪ ،‬و ب دأ الع الم يواج ه مش كلة التض خم الجدي دة ‪ ،‬ت أخرت المحاس بة م رة‬ ‫أخرى فى اللحاق بركب التغيير و ظلت تع انى فج وة علمي ة م ع تأخرھ ا ف ى تطبي ق فلس فة‬ ‫تجريبي ة حقيقي ة و ظل ت تق دم بيان ات تاريخي ة ترك ت معالجتھ ا لالقتص اديين ال ذين عل يھم‬ ‫إع ادة ترتي ب و تص نيف و معالج ة ھ ذه البيان ات م ن أج ل بن اء نم اذجھم الرياض ية للتنب ؤ‬ ‫بحرك ة األس عار و الس لع و األس ھم ‪،‬و إزدادت األزم ة ش دة و الص راع شراس ة م ع إتھ ام‬ ‫المحاس بة ف ى أع ز م ا تزھ و ب ه )قائم ة ال دخل( ‪ ،‬فال دخل المحاس بى )وفق ا ً لحس ابات‬ ‫المحاسبين و توزيعاتھم( أصبح قاصراً ع ن عك س المفھ وم االقتص ادى المقاب ل ل ه )ف ائض‬ ‫الث روة( و ذل ك م ع إنتش ار ظ اھرة التض خم و ظھ ور مف اھيم تكلف ة الفرص ة البديل ة ‪ ،‬و‬ ‫بإختصار أصبحت المحاس بة تتح دث بلغ ة قديم ة ل م يع د يفھمھ ا االقتص اديون ‪ ،‬إس تطاعت‬ ‫المحاس بة إس تعادة ش ىء م ن نفوذھ ا م ع ظھ ور دراس ات لتط وير نظري ة محاس بية تعتم د‬ ‫الم نھج العلم ى التجريب ى ‪ ،‬كم ا ظھ رت ش ركات المراجع ة المالي ة ففرض ت قي وداً أكث ر‬ ‫صرامة على عملية إعداد التق ارير المالي ة واإلفص اح للعم وم عنھ ا ‪ ،‬و ق د إس تطاعت ھ ذه‬ ‫المؤسسات أن تحقق بعضا ً من الجدارة ف ى مجابھ ة ھج وم علم اء االقتص اد و خاص ة فيم ا‬ ‫يتعلق بتغيير مفھ وم البيان ات التاريخي ة و دع واتھم إلس تعمال مف اھيم قيم ة الس وق ‪ ،‬و ق د‬ ‫حقق ت المحاس بة ذل ك م ع ظھ ور مفھ وم القيم ة العادل ة ‪ ،‬ذل ك المفھ وم ال ذى تس بب تطبيق ه‬ ‫الصارم ف ى فض ح ض عف النم اذج االقتص ادية عل ى شاش ة المحاس بة فإنھ ارت األس واق و‬ ‫عادت األزمة المالية العالمي ة ‪ ،‬ف إذا ك ان االقتص اد قض ية ق رار ف إن المحاس بة قض ية دع م‬ ‫القرار ‪ ،‬و إذا كان لالقتصاد منطق فإن للمحاسبة تجربة ‪ ،‬لذلك يجب ربط منطق االقتصاد‬ ‫بتجربة المحاسبة ‪.‬‬

‫‪٩٤‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫نظرية مالتوس ‪١٧٦٦)Thomas R. Malthus‬م ‪١٨٣٤-‬م( ‪-:‬‬ ‫نتجت ھذه النظرية من كتابات )توماس روبرت مالتوس( و ھ و رج ل دي ن و أس تاذ‬ ‫جامعى ‪ ،‬و مقالته عن الس كان الت ى نش رت ع ام ‪ ١٧٩٨‬و طبعاتھ ا الالحق ة تعتب ر المقال ة‬ ‫األولى التى أثرت فى النمو السكانى و نتائجه ‪ ،‬و يعتبر منظور مالتوس أق رب النظري ات‬ ‫التى حددت أسباب النمو السكانى الذى إعتقد بأن غريزة التكاثر كانت سبب نم و الس كان و‬ ‫ھى الغريزة التى تدفع الكائنات إلى إعادة و زيادة نسلھا كجزء من قانون الطبيعة ‪ ،‬و لكن‬ ‫المشكلة األساسية ھى أن الغذاء المتاح ال ينمو بنفس سرعة النمو السكانى ‪ ،‬و إذا لم توجد‬ ‫ضوابط على النمو السكانى و إمكان ات البش ر البيولوجي ة سيص ل ع دد الس كان إل ى أع داد‬ ‫النھائية فى خالل آالف من السنوات تغطى أجساد البشر بھا سطح الكرة األرضية ‪ ،‬حيث‬ ‫يزيد البشر بمتوالية ھندسية أساسھا ‪ ٢‬و طول الفئة ‪ ، ٢‬بينما يزي د الغ ذاء بمتوالي ة عددي ة‬ ‫طول الفئة فيھا ‪١‬ھكتار لذلك يجب أن توجد ضوابط تحد من ھذا النمو الس كانى ‪ ،‬و ذك ر‬ ‫أن ھناك نوعين من ھذه الضوابط ‪ ،‬ض وابط موجب ة طبيعي ة تح د م ن النم و الس كانى مث ل‬ ‫ال زالزل و الك وارث الطبيعي ة و الح روب و الوفي ات ‪ ،‬و يج ب أن توج د ض وابط أخ رى‬ ‫وقائية يجب أن تكون أخالقية مثل التعفف و موانع الحمل الطبيعية مثل تأخير سن الزواج‬ ‫بإعتبار أن أى محاولة لتجنب األلم أفضل من الجرى وراء الغريزة ‪.‬‬ ‫نت ائج النم و الس كانى ‪ :‬يلخ ص م التوس نت ائج النم و الس كانى ف ى الفق ر ‪ ،‬و أى زي ادة ف ى‬ ‫اإلنتاج تؤدى إلى زيادة فى عدد الفقراء بسبب أنه يوج د عن د البش ر إلح اح طبيع ى لزي ادة‬ ‫النسل بسبب غريرة التكاثر ‪ ،‬بينما الزيادة فى الغذاء ال يمكن أن تكون بنفس زيادة السكان‬ ‫‪ ،‬و على ھذا فإن دورة الحياة ستكون كالتالى ‪) :‬إذا ماتوفرت سبل العيش الجي دة س يتزوج‬ ‫الناس مبكراً فينجبون أطفاالً أكثر تك ون فرص ھم ف ى الحي اة كبي رة فيزي د ع دد الس كان ‪ ،‬و‬ ‫لكن الغذاء ال يكفى ‪ ،‬فيعمل الناس أعمال إضافية فتقل األجور و يقل دخل العمال ‪ ،‬فيكون‬ ‫من الصعب الزواج المبكر و يصعب رعاية األطفال مما يزيد من وفياتھم‪ ،‬فتشجع األجور‬ ‫الرخيصة أصحاب المزارع و المصانع على تشغيل عدد أكبر من العم ال فتزي د دخ ولھم و‬ ‫يزي د اإلنت اج م رة أخ رى و تت وفر لھ م س بل الع يش الجي دة ‪ ،‬فيتزوج ون مبك راً و ينجب ون‬ ‫أطفاالً أكثر تكون فرصھم فى الحياة أكبر( ‪ ،‬و تستمر ال دورة حس ب ق انون الطبيع ة ال ذى‬ ‫من وجھة نظر مالتوس يعنى أن كل زيادة فى اإلنتاج تعنى زيادة أكبر فى عدد الفقراء ‪ ،‬و‬ ‫لكن يمكن تفادى النتائج بوضع النقاط التالية فى اإلعتبار ‪-:‬‬ ‫‪ -١‬أى محاولة لتجنب األلم )و ھو غياب السعادة( أفضل من الجرى وراء الشھوات ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬الشخص المتعلم و العقالنى ال ذى ي درك أل م ج وع األطف ال و فق رھم س يؤخر زواج ه و‬ ‫يتعفف حتى يثق تماما ً بأنه قادر على إطعام و رعاية جميع األطفال التى سيرزقه بھم ﷲ ‪،‬‬ ‫و ھكذا فعل مالتوس فل م يت زوج إال بع د أن أص بح أس تاذاً جامعي ا ً ‪ ،‬إذا ت م فع الً ھ ذا المن ع‬ ‫‪٩٥‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫س يتم تف ادى مش اكل النم و الس كانى ‪) ،‬إذا ل م يمك ن المن ع التلق ائى يمك ن المن ع بإس تخدام‬ ‫القوانين المحددة للزواج عند س ن مع ين ‪ ،‬أو عل ى األق ل بع د أن يض من قدرت ه عل ى إعال ة‬ ‫كل من سيرزقه ﷲ بھم من أطفال(‬ ‫‪ -٣‬الطريق الوحيد لكسر دورة الفقر و النمو السكانى ھو تغيير طبيعة البشر‪.‬‬ ‫‪ -٤‬إذا لم يمتلك كل منا العفة و موھبة اإلنتاج و صنع قصة نجاح سيتملكنا الفقر‪.‬‬ ‫‪ -٥‬قوانين الضمان اإلجتماعى اإلنجليزية تش جع الن اس عل ى اإلعتمادي ة و إنج اب المزي د‬ ‫من األطفال بدالً من زيادة اإلنتاج لذا يجب معارضة قوانين الضمان اإلجتماعى ‪.‬‬ ‫لقد فند مزاعم مالتوس العديد من المفكرين و االقتصاديين منھم جيمس بون ار ‪ :‬ال ذى يق ول‬ ‫أن القس مالتوس و من بعده من المالتوسيين المتأخرين وقعوا فى خطأ جسيم حينما نظ روا‬ ‫إلى كل مولود جديد على أنه يمثل وحدة إس تھالكية إض افية جدي دة ‪ ،‬ف إذا ك ان للن اس أف واه‬ ‫يأكلون بھا فق د خل ق ﷲ لھ م أي دى يعمل ون بھ ا و ينتج ون ‪ ،‬ف أى مول ود جدي د يعتب ر وح دة‬ ‫إنتاجية جديدة ‪.‬و لقد أثبت الواقع العملى خطأ نظرية مالتوس ‪ ،‬فھناك نماذج مثل الص ين و‬ ‫الياب ان و الھن د و دول ش رق آس يا‪ ،‬فب الرغم م ن زي ادة ع دد الس كان إال أن ھن اك زي ادة‬ ‫ملحوظ ة ف ى النم و و زي ادة مع دل دخ ول األف راد ‪ ،‬كم ا ظھ ر ف ى اآلون ة األخي رة م وارد‬ ‫طبيعية ف ى بع ض بل دان الع الم حولھ ا إل ى دول غني ة بص رف النظ ر ع ن ع دد الس كان ‪.‬و‬ ‫خالصة القول فإن مشكلة التخلف و الفقر ليست ف ى الكث رة الس كانية و لك ن ف ى اإلس تغالل‬ ‫غي ر الرش يد للطاق ات و إلمكاني ات العنص ر البش رى ليمث ل طاق ة جي دة تزي د م ن الن اتج‬ ‫القومى ‪ ،‬و بذلك تعتبر نعمة على التنمية و ليست نقمة عليھا ‪.‬‬ ‫المسيحية و تنظيم األسرة ‪-:‬‬ ‫المسيحية تشجع اإلنجاب و زيادة عدد األوالد عندما ال تختل الشروط الروحي ة للعائل ة‬ ‫بس بب ذل ك حي ث أن تنظ يم األس رة ال يتع ارض م ع الطبيع ة ‪ ،‬ف ا وض ع تنظيم ا ً طبيعي ا ً‬ ‫للنسل فى اإلنسان ‪ ،‬فالمرأة تتوقف عن القدرة على اإلنجاب عند سن مع ين ‪ ،‬كم ا أن فت رة‬ ‫الخصوبة فى المرأة ھى فترة مح ددة ‪ ،‬م ن ھن ا يمك ن للم ؤمنين أن يأخ ذوا العب رة م ن ھ ذا‬ ‫الترتيب اإللھى البديع في دورة الحياة و الخصوبة عند المرأة ‪ ،‬فكل إنسان ج اء للع الم إنم ا‬ ‫ج اء بمش يئة ﷲ )و ب ارك ﷲ نوح ا ً و بني ه و ق ال لھ م أثم روا و أكث روا و إم ألوا‬ ‫األرض()تك‪ (١ :٩‬فى ھذه اآلية نجد بركة روحية و بركة جسدية للزواج ليزيد عدد البشر‬ ‫و يمألوا األرض ‪ ،‬فقد خلق ﷲ اإلنسان على صورته و مثاله ‪ .‬فى العص ور اإلس المية ل م‬ ‫يتولى المسيحيون مراكز كبي رة بالدول ة ‪ ،‬و م ع ذل ك إس تمر حض ورھم الفع ال و ل م يش كل‬ ‫العدد ھاجسا ً لھم ‪ ،‬و ھنا البد من ذكر شھادة الجاحظ ال ذى يس تغرب ف ى كتاب ه )ال رد عل ى‬ ‫النصارى( كيف يتكاثر المسيحيون على الرغم من )أن كل جاثليق )البطريريك( ال ي نكح و‬ ‫‪٩٦‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫ال يطل ب الول د و ك ذلك ك ل مط ران و ك ل أس قف ‪ ،‬و ك ذلك ك ل أص حاب الص وامع و‬ ‫المقيمين فى الديورات ‪ ،‬و كل راھ ب ف ى األرض و راھب ة م ع كث رتھم ‪ ،‬و أن م ن ت زوج‬ ‫م نھم إم رأة ل م يق در عل ى اإلس تبدال بھ ا ‪ ،‬و ال عل ى أن يت زوج أخ رى معھ ا ‪ ،‬و ال عل ى‬ ‫التس رى عليھ ا ‪ ،‬و ھ م م ع ھ ذا ق د طبق وا األرض و م ألوا اآلف اق و غلب وا األم م بالع دد و‬ ‫بكثرة الولد( ‪.‬‬ ‫و أخي راً اإلنس ان كالعمل ة المطب وع عليھ ا ص ورة مل ك ال بالد ‪ ،‬و اإلنس ان مطب وع علي ه‬ ‫صورة ﷲ و ﷲ محبة‪ ،‬فمن إمتأل قلبه محبة للكل حتى إخوته ف ى البش رية ال ذين ل م يول دوا‬ ‫بعد يصير عملة قابلة للتداول فى السماء ‪.‬‬ ‫أشھر أنواع النظم االقتصادية ‪-:‬‬ ‫فى عالم الي وم توج د أربع ة نظ م اقتص ادية رئيس ية ھ ى ‪ :‬النظ ام الرأس مالى و النظ ام‬ ‫اإلشتراكى و األنظمة المختلطة و األنظمة الدينية‪ ،‬و تتضمن األنظمة االقتصادية فى كثير‬ ‫من البلدان عناصر مشتركة من نظم اقتصادية مختلفة ‪.‬‬ ‫‪ -١‬النظام الرأسمالى ‪ :‬ھو النظام االقتصادى السائد فى كثير من البلدان فى مختلف أنحاء‬ ‫العالم ‪ .‬و ھو نظام اقتصادى ذو فلسفة اجتماعية وسياسية يق وم عل ى أس اس تنمي ة الملكي ة‬ ‫الفردية بال قيود و المحافظة عليھا و التوسع في مفھوم الحرية ‪ ،‬و تشجع الرأسمالية حرية‬ ‫العمل التجارى و االقتصاد الحر‪ ،‬حيث يباشر الفرد نشاطه االقتصادى بش كل متح رر م ن‬ ‫التدخل الحكومى وسيطرة الدولة ‪ ،‬و يرى العلماء أن رغبة الناس في إطار ھذا النظام في‬ ‫تحسين مستوى معيشتھم ھى التى تجعل ھذا النظام ناجحا ً ‪ ،‬فالفرد ھنا له مطلق الحرية فى‬ ‫تحسين وضعه االقتصادى ‪ ،‬كم ا يمكن ه الحص ول عل ى وظيف ة ف ى المك ان ال ذى يفض له ‪،‬‬ ‫وينفق دخله بالطريقة التى يراھا ‪ ،‬وعلى الرغم من أن الحكومة داخل ھذه النظم تشارك‬ ‫فى العديد من النشاطات االقتصادية المھمة إال أن االقتصاد الرأسمالى يعمل وحده ‪ ،‬ويقوم‬ ‫األف راد ب دور المس تھلكين والعم ال واإلدارة ويتخ ذون ق راراتھم الخاص ة بھ م ‪،‬و ف ى ظ ل‬ ‫االقتصاد الرأسمالى أيضا ً يستطيع السوق أن يوفر منتجات متشابھة و يتنافس بعض ھا م ع‬ ‫بعض من أجل كسب أكبر عدد ممكن من المستھلكين ‪ ،‬و لذلك ف إن المص انع و الش ركات‬ ‫عليھا أن تفرض أسعاراً معقول ة و أن تح افظ عل ى مس توى مرتف ع م ن الج ودة لمنتجاتھ ا ‪،‬‬ ‫لذلك ُتعد المنافسة أمراً ضروريا ً فى النظام االقتصادى الرأسمالى إلى درجة أن الحكومات‬ ‫سنت قوانين لفرض المنافسة ‪ ،‬وتحظر ھذه القوانين معظم أشكال االحتك ارات الت ى تعن ى‬ ‫تحكم شركة واحدة فى إنتاج سلعة معينة ‪،‬ويعتمد تحديد من يحصل على الس لع والخ دمات‬ ‫المنتجة على الذى يمتلك القدرة على شرائھا ‪ ،‬وتعتمد الكمي ة الت ى يس تطيع الن اس ش رائھا‬ ‫من السلع و الخدمات على حجم الدخل الذى يتلقونه ‪ ،‬أما عن دور الحكومة فى ظل النظام‬ ‫‪٩٧‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫الرأس مالى ف إن لھ ا أن تش ارك ف ى بع ض األنش طة االقتص ادية المھم ة ‪ ،‬ولھ ا ع ادة أرب ع‬ ‫مھمات رئيسية تقوم بھا و ھى ‪:‬‬ ‫‪ -١‬سن القوانين التى تؤثر فى النشاط االقتصادى و اإلشراف على تنفيذھا ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬إنشاء الصناعات الخدمية العامة ‪.‬‬ ‫‪ -٣‬توفير السلع و الخدمات للجماھير‪.‬‬ ‫‪ -٤‬العمل على تحقيق االستقرار االقتصادى ‪.‬‬ ‫أما ع ن الخ دمات العام ة الت ى تك ون الحكوم ة مس ئولة ع ن توفيرھ ا فتش مل ‪ :‬الش رطة ‪،‬‬ ‫اإلطفاء ‪ ،‬برامج الصحة العامة ‪ ،‬التعليم ‪ ،‬الدفاع الوطنى ‪ ،‬خدمات البريد ‪ ،‬شبكات الطرق‬ ‫‪ ،‬الس كك الحديدي ة ‪ ،‬اإلس كان الع ام ‪ ،‬المعون ة االقتص ادية للمحت اجين ‪ ،‬و تك ون مجم وع‬ ‫السلع و الخدمات التى تقدمھا الحكومات فى ظ ل الرأس مالية م ا يع رف بالقط اع الع ام ف ى‬ ‫االقتصاد ‪ ،‬و تدفع الحكومة غالبية تك اليف الخ دمات الت ى توفرھ ا م ن األم وال المتحص ل‬ ‫عليھا من الضرائب ‪.‬‬ ‫خصائص النظام الرأسمالى ‪-:‬‬ ‫‪ -١‬تعتب ر الملكي ة الخاص ة لعناص ر اإلنت اج م ن أھ م س مات النظ ام الرأس مالى ‪ ،‬حي ث أن‬ ‫عناص ر اإلنت اج مملوك ة لألف راد أو المنش آت أو الش ركات و لھ م حري ة التص رف ف ى‬ ‫توظيفھا أو استخدامھا أو تعطيلھا و لھم أن يتلفوھا إن شاءوا ذلك ‪ ،‬كما أن لھم حق التب رع‬ ‫بھا للكالب و القطط ‪ ،‬أو إلقائھا بالبحار والمحيطات ‪ ،‬السعي نحو تحقيق ال ربح ب أي ش كل‬ ‫و بأي ثمن بعيداً عن األخالق ‪ ،‬فھو يقوم على ‪ -١‬حرية غير منضبطة ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬حيادية الدولة و عدم تدخلھا فى الحياة االقتصادية ‪.‬‬ ‫‪ -٣‬اعتماد نظام السوق ) آلية العرض و الطلب(‪.‬‬ ‫‪ -٢‬النظام اإلشتراكى ‪ :‬ھو نظام اقتصادى تعود ملكية وسائل اإلنتاج فيه للمجتمع بكامل ه ‪،‬‬ ‫أى أن ه يش جع عل ى الملكي ة الجماعي ة لوس ائل اإلنت اج ‪ ،‬و الھ دف الرئيس ى م ن النش اط‬ ‫االقتصادى فيه ھو السعي من أجل تلبية حاجات المواطنين المتنامية ‪ ،‬و يترتب على ذل ك‬ ‫انعدام التف اوت الكبي ر ف ى ال دخول و الث روة ب ين أف راد المجتم ع حي ث تض يق الفج وة ب ين‬ ‫الطبق ات ف ي المجتم ع اآلخ ذ بالنظ ام اإلش تراكى ‪ ،‬وي رتبط التف اوت االقتص ادى في ه ب ين‬ ‫األفراد بتفاوت المواھب والقدرات الفعلية و الذھنية وليس بتفاوت الملكية ‪ ،‬و يعتمد النظام‬ ‫اإلش تراكى عل ى أس لوب التخط يط المرك زي و الش امل ف ى اإلدارة االقتص ادية حي ث ي تم‬ ‫وض ع أھ داف رئيس ية و الس عي لتحقيقھ ا ع ن طري ق حص ر الم وارد المتاح ة و توجيھھ ا‬ ‫توجيھا ً واعيا ً و كفؤاً ‪ ،‬و يتصف التخطيط فى النظام االقتصادى اإلشتراكى بھيمنة الدول ة‬ ‫على االقتصاد حيث تلعب دوراً رئيسيا ً فى عمليات اإلنتاج و التوزيع من خ الل س يطرتھا‬ ‫على وسائل اإلنتاج ) الملكي ة العام ة ( ‪ ،‬و يس تھدف النش اط االقتص ادى اإلش تراكى ع ادة‬ ‫‪٩٨‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫السعي لتحقيق األھداف التى تتبناھا الدول ة و النظري ة األقتص ادية الت ى قام ت عليھ ا ال نظم‬ ‫األشتراكية ھى النظرية الماركسية ‪.‬‬ ‫ النظرية الماركسية ‪-:‬‬‫)الماركسية‪ (٢٣‬مصطلح يدخل فى علم اإلجتماع و االقتصاد السياسى و الفلسفة ‪،‬‬ ‫سميت بالماركسية نسبة إلى )كارل ماركس( و ھو فيلسوف ألمانى و عالم اقتصاد ‪،‬‬ ‫صحفى و ثورى أسس نظرية الشيوعية باإلشتراك مع )فريدريك إنجلز( و ھما من معلمى‬ ‫الشيوعية فقد كان اإلثنان إشتراكيان بالتفكير‪ ،‬لكن مع وجود الكثير من األحزاب‬ ‫اإلشتراكية تفرد ماركس و إنجلز بالتوصل إلى اإلشتراكية كتطور حتمى للبشرية وفق‬ ‫المنطق الجدلى و بأدوات ثورية ‪ ،‬فكانت مجمل أعمال كل من كارل ماركس و فريدريك‬ ‫إنجلز تحت إسم واحد و ھو )الماركسية( أو )الشيوعية العلمية(‪.‬‬ ‫قام كارل ماركس و فريدريك إنجلز ببناء الماركسية من خالل نقد و إعادة قراءة لما يلى ‪:‬‬ ‫‪ -١‬الفلسفة األلمانية ‪ :‬فقد إھتما بالفلسفة الكالسيكية األلمانية و خاصة مذھب )ھيغل‬ ‫الجدلى( ‪ ،‬و مذھب )فيورباخ المادى( ‪ ،‬و نقدا المذھبين ليخرج بمذھبھما الفلسفى و ھو‬ ‫)المادية الجدلية( أو ما يعرف بإسم )الدياليكتيكية( ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬االقتصاد السياسى اإلنجليزى ‪ :‬و خاصة للمفكر آدم سميث و النموذج االقتصادى‬ ‫لديفيد ريكاردو‪ ،‬حيث قاما بنقد االقتصاد وفق المنطق الجدلى و قدما االقتصاد السياسى‬ ‫الماركسى ‪.‬‬ ‫‪ -٣‬تأثر ماركس باإلشتراكية الفرنسية فى الق رن التاس ع عش ر‪ :‬و ذل ك ألنھ ا كان ت تمث ل‬ ‫أعلى درجات النضال الحاسم ضد كل نفايات القرون الوسطى و أھمھا اإلقطاعية ‪ ،‬و قدما‬ ‫إشتراكيتھما العلمية و التى تمثل تغير ث ورى و حتم ى للمجتم ع بفع ل تناقض ات الرأس مالية‬ ‫فلم تعد اإلشتراكية حلما ً طوباويا ً بل قدما إشتراكية علمية ‪.‬‬ ‫إن الثورة الص ناعية أدت لظھ ور مفھ وم جدي د للعم ل ال ذى أص بح س لعة للبي ع و الش راء ‪،‬‬ ‫فالعامل الذى جرد من ملكي ة وس ائل اإلنت اج ل م يع د يمل ك س وى قدرت ه عل ى العم ل يبيعھ ا‬ ‫مقابل أجرة يتقاضاھا ‪ ،‬و ھكذا إنتشر نظام العمل المأجور الخاضع )لعقد حر( ب ين العام ل‬ ‫و رب العمل فأصبح العامل نوعا ً ما مض طراً لقب ول الش روط و األج رة الت ى يح ددھا رب‬ ‫العمل ‪ ،‬ھذا بجانب الھم األكبر ألرباب العمل فى توفير الربح األكبر على حساب ص حة و‬ ‫أجرة العمال ‪ ،‬ھذا التغير االقتصادى أدى لظھ ور تي ارات أيدلوجي ة منھ ا)البروليتاري ا( )و‬ ‫ھى كلمة من أصل التينى )‪ (proles‬وتعنى الذرية و األوالد ‪ ،‬و يقصد بھا أبناء الطبق ات‬ ‫الفقيرة الكثيرة اإلنجاب( ‪ ،‬إتخذت ھذه الكلمة بعداً أش مل و أص بحت تعن ى جم اھير العم ال‬ ‫‪ ٢٣‬وﻳﻛﺑﻳدﻳﺎ اﻟﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﺣرة – ﻛﺎرﻝ ﻣﺎرﻛس‬

‫‪٩٩‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫الك ادحين ال ذين ال يملك ون س وى ق درتھم عل ى العم ل الي دوى ينفذون ه تح ت س لطة آخ رين‬ ‫يقودونھم و يق ررون ع نھم ‪ ،‬فمص در عيش ھم الوحي د ھ و األج ر الزھي د ال ذى يتقاض ونه ‪،‬‬ ‫نتيجة لھذا تشكلت ھذه الطبقة من العمال المنبوذين و الفقراء الذين يعيشون أوض اعا ً قاس ية‬ ‫ف ى عملھ م ‪ ،‬و يش عرون ب الخوف المس تمر م ن المس تقبل خصوص ا ً بفق دان العم ل نتيج ة‬ ‫للمرض أو التقدم بالسن أو القلة فى اإلنتاج ‪ ،‬و نتيجة لھذه الظروف القاسية أخ ذ أبن اء ھ ذه‬ ‫الطبقة يشعرون بالقرب من بعضھم م ن بع ض فتك ون ل ديھم ض مير جم اعى يس ميه ك ارل‬ ‫م اركس )الض مير الطبق ى( ‪ ،‬ھ ذا الض مير الجم اعى يجع ل ك ل ف رد يش عر و يفك ر مث ل‬ ‫المحيط ال ذى يع يش و يعم ل في ه فيص بح رقم ا ً و كمي ة أكث ر من ه شخص ا ً و نوعي ة ‪ ،‬ل ذلك‬ ‫يصبح سلوكه و رد فعله تماما ً كسلوك و ردات فعل المجموعة التى ينتمى إليھا ‪ ،‬و بالتالى‬ ‫أصبحت ھ ذه الجماع ات أرض ا ً خص بة لمختل ف األي دلوجيات الت ى كان ت ق د إنتش رت من ذ‬ ‫القرن الثامن عشر فإستمالت الجماھير إليھا بما كانت ت زين لھ ا م ن دف اع ع ن حقوقھ ا ‪ ،‬و‬ ‫مع ھذا الوضع كان البد للكنيسة أن تتدخل لصالح الخير العام‪. ٢٤‬‬ ‫خصائص النظام اإلشتراكى ‪-:‬‬ ‫‪ -١‬الملكية العامة لعناصر اإلنتاج ‪-٢ .‬ال يھدف إلى الربح ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬تدخل الدولة و عدم حياديتھا ‪.‬‬ ‫عيوبة ‪ :‬عدم تواف ق وس ائل اإلنت اج و عالق ات اإلنت اج ‪ ،‬أو بمعن ى آخ ر ع دم التواف ق ب ين‬ ‫ّ‬ ‫مالك وسائل اإلنتاج و العمال الذين ال يملكون وسائل اإلنتاج ‪ ،‬أى أن الملكية الخاصة ھ ى‬ ‫السبب الرئيسى للمشكلة االقتصادية فى النظام اإلشتراكى ‪.‬‬ ‫حل المشكالت األقتصادية من وجھة نظر الفكر اإلشتراكى ‪-:‬‬ ‫‪ -١‬إلغاء الملكية الخاصة لوسائل اإلنتاج و تأميم جميع األمالك بإس م الدول ة ‪ ،‬بمعن ى رب ط‬ ‫عالقات اإلنتاج بقوى اإلنتاج ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬فرض الملكية العامة ) المشاعة ( لوسائل اإلنتاج بدالً من الملكية الخاصة ‪.‬‬ ‫‪ -٣‬فرض التخطيط المركزي على جميع القطاعات و شرائح المجتمع ‪.‬‬ ‫‪ -٤‬من ع أى تص رف اقتص ادى خ ارج الخط ة المركزي ة ‪ ،‬و ل ذلك س مى النظ ام الش يوعى‬ ‫بنظام التخطيط المركزى‪.‬‬ ‫لقد تصدت الكنيس ة للفك ر الماركس ى اإلش تراكى ألنھ ا تق دم ص ورة خاطئ ة ع ن اإلنس ان ‪،‬‬ ‫يكون المجتمع أو الدولة بحسبھا فوق الشخص البش رى؛ و ألنھ ا تع ارض الملكي ة و ت روج‬ ‫لنظرية صراع الطبقات التى أساسھا المادي ة التاريخي ة ‪ ،‬ف ى ح ين أن الكنيس ة إعتب رت أن‬ ‫الملكي ة الخاص ة تس مح لإلنس ان أن ي نظم حيات ه الشخص ية و حي اة أس رته بطريق ة مس ئولة‬ ‫‪ ٢٤‬األب فيصل حجازين ‪ -‬جامعة بيت لحم ‪ -‬قسم الدراسات الالھوتية ‪ -‬التعليم الكنسى اإلجتماعى ‪ -‬األخالق‬ ‫اإلجتماعية – ‪. ٢٠٠١‬‬

‫‪١٠٠‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫فھ ى تعتب ر نوع ا ً م ن اإلمت داد للحري ة اإلنس انية‪ ، ٢٥‬م ن جھ ة أخ رى ال يمك ن القب ول م ن‬ ‫الوجھة األخالقية ب أى نظري ة تجع ل م ن ال ربح القاع دة الوحي دة و الغاي ة القص وى للنش اط‬ ‫االقتص ادى ‪ ،‬فش ھوة الم ال المنحرف ة ال ب د أن تن تج مفاعيلھ ا الخبيث ة ‪ ،‬إنھ ا ت ؤدى لعب ادة‬ ‫المال صنماً‪ ،‬و تساھم في نشر اإللحاد )ال تقدرون أن تخدموا ﷲ و المال()مت‪، (٢٤ : ٦‬‬ ‫لقد نبذت الكنيسة اإليديولوجيات )التوتاليتارية( أو )الش مولية( و اإللحادي ة المتش اركة ف ى‬ ‫األزمن ة المعاص رة م ع الش يوعية أو اإلش تراكية و رفض ت م ن جھ ة أخ رى الممارس ات‬ ‫الرأسمالية مثل الفردية و األولوية المطلقة لشريعة السوق على العمل اإلنسانى ‪.‬‬ ‫‪ -٣‬النظام المختلط ‪ :‬يربط ھذا النظام بين س مات و خص ائص النظ امين الس ابقين ‪ ،‬حي ث‬ ‫يتسم بوجود قطاع عام تديره الحكومة باإلضافة لدور واضح للمنتجين و المستھلكين ‪ ،‬أى‬ ‫الفرد إلى جانب الحكومة أى أن الدولة تمتلك قطاعات اقتصادية أو ج زءاً منھ ا ‪ ،‬أو أنھ ا‬ ‫تقوم بوضع سياسات اقتصادية لھا أثرھا ف ى الس وق ‪ ،‬و ف ى نف س الوق ت يك ون لق رارات‬ ‫المستھلكين و المنتجين أث ر مماث ل ف ي الس وق ذات ه أو قطاع ات اقتص ادية أخ رى و غالب ا‬ ‫النماذج الناجحة من النظم المختلطة ھى التى تطبق الديمقراطية بنجاح ألنھا من أھم دع ائم‬ ‫الرقابة فى النظم االقتصادية المختلطة ‪.‬‬ ‫‪ -٤‬النظ ام ال دينى ‪ :‬يطب ق المب ادئ الديني ة حت ى إذا تعارض ت م ع القواع د االقتص ادية‬ ‫المعروفة ألن الفكر الدينى يتعدى حدود الفكر البشرى و بالتالى األولوية للقاعدة الديني ة ث م‬ ‫يليھا القاعدة االقتصادية ‪.‬‬ ‫ الحقيقة الواقعية أنه لم يطبق أي من األنظمة السابقة في الواق ع بنس بة ‪ %١٠٠‬ب ل حينم ا‬‫نتكلم عن دولة رأسمالية فى معناھا الواقعي أنه يغلب عليھا النظ ام الرأس مالي وح ين ن تكلم‬ ‫عن دولة اشتراكية فنعني في الواقع يغلب عليھا النظام االشتراكي أم ا أن يوج د ف ي الواق ع‬ ‫نظام يطبق أحد النظم السابقة بنسبة ‪ 100%‬وال يطبق شيئا ً من النظام اآلخر فلم يحدث‪.‬‬ ‫دور الدولة و حدود التدخل الحكومى فى االقتصاد ‪-:‬‬ ‫سبق أن تكلمنا عن دور الدولة فى تحديد أسعار السلع و دعم رغيف الخبز للمواطن ‪ ،‬و‬ ‫من المعروف أن قضية دور الدولة االقتصادى تعتبر قضية خطيرة و مھمة ‪ ،‬كما أنه‬ ‫موضوع يحتاج لشرح تفصيلى فقضية التدخل الحكومى من القضايا الجدلية التى إحتلت و‬ ‫التزال تحتل مساحة كبيرة من النقاشات سواء على المستوى األكاديمى أو على مستوى‬ ‫صناعة السياسة ‪.‬‬ ‫تتدخل الدولة فى النشاط االقتصادى فى عدة حاالت منھا ‪-:‬‬ ‫‪ -١‬تتدخل الدولة إذا ثبت أن األفراد عاجزين عن القيام بالنشاط االقتصادى أو يقصرون‬ ‫‪ ٢٥‬الفكر المسيحى بين األمس و اليوم ‪ -‬المسيحية فى أخالقياتھا ‪ -‬منشورات المكتبة البولسية ‪-١٩٩٩‬‬ ‫ص‪. ٤١٢،٤٠٢‬‬

‫‪١٠١‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫فيه أو معرضون عنه كمد السكك الحديدية أو إقامة الصناعات الثقيلة ‪ ،‬و كل ما تتعلق به‬ ‫حاجة الناس من الصناعات و المھن ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬إذا إنحرف النشاط االقتصادى عن العرف و التقاليد المجتمعية ‪ ،‬أو أضر بالصالح‬ ‫العام للمجتمع كإنتاج الخمور و المخدرات أو إتاحة الدعارة ‪.‬‬ ‫‪ -٣‬إذا أرادت الدولة أن تحقق قدراً من التنمية االقتصادية لرفع مستوى المعيشة و لتحقيق‬ ‫الرفاھية العامة ألفراد المجتمع ‪.‬‬ ‫‪ -٤‬فى الحاالت اإلستثنائية كالحروب و المجاعات و الكوارث الطبيعية ‪.‬‬ ‫من ھنا نرى أن تدخل الدولة له مدى ‪ ،‬فال يطلق للدولة العنان بالتدخل لمجرد السلطة‬ ‫‪ ،‬فالتدخل ليس مصادرة أو منافسة األفراد ‪ ،‬و إنما من أجل حماية المصالح العامة دون‬ ‫المساس بحقوق األفراد ‪ ،‬إال إذا تعارضت مصلحة الفرد مع مصلحة الشعب ‪.‬‬ ‫أدوار أساسية للدولة فى الحياة االقتصادية ‪-:‬‬ ‫‪ -١‬الدولة ھى المقدم المباشر للسلعة أو الخدمة السيادية ‪ :‬و ھنا البد من سبب‬ ‫إستراتيجى لقيام الدولة بتولى المسئولية المباشرة عن العملية اإلنتاجية إذ تكون تكلفة الفشل‬ ‫مرتفعة ‪ ،‬و من أمثلة ذلك القوات المسلحة و الشرطة و المستشفيات العامة و تطھير‬ ‫األنھار و إنشاء الكبارى و الجسور ‪ ،‬و يقتضى النجاح للقيام بھذه المھمة أن يكون لدى‬ ‫الحكومة معلومات كافية عما يحيط بكيفية آداء تلك الخدمة ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬الرقابة و توفير الخدمات العامة )‪ : (Commissioner‬فى ھذه الحالة فإن الخدمة‬ ‫يمكن توفيرھا بواسطة القطاع الخاص و يتم تصحيح حاالت الفشل السوقى من خالل‬ ‫آليات التدخل الحكومى سواء من خالل الضرائب أو الدعم أو التقنين و غيرھا من‬ ‫األدوات ‪.‬‬ ‫‪ -٣‬توفير المعلومات )‪ : (Information provider‬و ھنا تقوم الدولة بتوفير‬ ‫المعلومات لألفراد حتى يتمكنوا من إتخاذ القرارات المناسبة بدون تدخل مباشر من قبل‬ ‫الدولة ‪.‬‬ ‫‪ -٤‬المنظم أو المراقب )‪ : (Regulator‬و ھنا تقوم الدولة بتنظيم العملية التى يتم من‬ ‫خاللھا توفير الخدمة التى عادة ما تكون الدولة مسئولة عن توفيرھا ‪ ،‬و ھنا تحدد الدولة‬ ‫المعايير المختلفة آلداء الخدمة و تراقب من يقدمھا ‪ ،‬كقيام الدولة بتنظيم سوق اإلتصاالت‬ ‫‪ -٥‬المشرع أو المقنن )‪ : (Legislator‬و ھنا تقوم الدولة بسن التشريعات التى تحدد‬ ‫القواعد التى تؤسس عليھا السياسات المختلفة ‪.‬‬

‫‪١٠٢‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫الباب السابع ‪ :‬خصائص الفكر االقتصادى المسيحى األرثوذكسى‬ ‫‪ -١‬يلتزم في ه المس يحيون باإليم ان و األعم ال الص الحة ليكون وا ق دوة لبقي ة المجتم ع حي ث‬ ‫الرقابة الذاتية و اإليمان بالقيامة من األموات و المحاس بة أم ام ﷲ ع ن األعم ال ف ى الحي اة‬ ‫)ال ينفع الغنى فى يوم السخط أما البر فينجى من الموت()أم‪. (٤ :١١‬‬ ‫‪ -٢‬االلت زام بتع اليم المس يحية ف ى المع امالت االقتص ادية و منھ ا األمان ة و الص دق و‬ ‫االعت دال و القناع ة ب الربح و ع دم اس تغالل ع وز اآلخ رين و العط اء ف ى الخف اء للفقي ر و‬ ‫التعاون على البر و االلتزام بروح المحبة و البعد عن تخزين الس لع و اإلحتك ار و الرش وة‬ ‫و الرب ا الس تغالل حاج ة الفق راء و الغ ش ف ى الم وازين )محتك ر الحنط ة يلعن ه الش عب و‬ ‫البركة على رأس البائع من يطلب الخير يلتمس الرضا و من يطلب الشر فالشر يأتيه من‬ ‫يتك ل عل ى غن اه يس قط أم ا الص ديقون فيزھ ون ك الورق()أم‪) ، ( ٢٨ -٢٦ :١١‬م وازين‬ ‫غ ش مكرھ ة ال رب و ال وزن الص حيح رض اه()أم‪)، (١ :١١‬ال يك ن ل ك ف ى كيس ك أوزان‬ ‫مختلف ة كبي رة و ص غيرة ال يك ن ل ك ف ى بيت ك مكايي ل مختلف ة كبي رة و ص غيرة()ت ث‪:٢٥‬‬ ‫‪. (١٤-١٣‬‬ ‫‪ -٣‬االلت زام ب دفع العش ور و البك ور و الن ذور و الض رائب و مس اعدة المحت اجين )ال تمن ع‬ ‫الخير عن أھله حين يكون فى طاقة ي دك أن تفعل ه ال تق ل لص احبك أذھ ب و ع د فأعطي ك‬ ‫غداً و موجود عندك( )أم‪. (٢٨-٢٧ :٣‬‬ ‫‪ -٤‬ال ربح بدون عمل ‪ ،‬و لكن ھناك عمل بربح روحى و ھذا أثمن ربح أن تعمل و تجتھد‬ ‫فى خدمة ﷲ و الكنيسة منتظراً ربح السماء و الملكوت ‪ ،‬و ﷲ يبارك ف ى عمل ك األرض ى‬ ‫فيعطيك خي رات كثي رة عل ى األرض لتس تغلھا لتحقي ق مج د ﷲ )بع رق وجھ ك تأك ل خب زا‬ ‫حتى تعود إل ى األرض الت ى أخ ذت منھ ا()ت ك‪) ، (١٩ :٣‬ال رب ال يجي ع نف س الص ديق و‬ ‫لكنه يدفع ھوى األشرار العامل بيد رخوة يفتقر أما ي د المجتھ دين فتغن ى()أم‪(٤ -٣ :١٠‬‬ ‫‪) ،‬الصديق يراعى نفس بھيمته أما مراحم األشرار فقاسية من يشتغل بحقل ه يش بع خب زاً‬ ‫أما تابع البطالين فھو عديم الفھم()أم‪. (١١-١٠ :١٢‬‬ ‫‪ -٥‬إن ﷲ خلق العالم فى حالة توازن طبيعى و جعل لك ل إنس ان رزق ه ‪ ،‬و عل ى اإلنس ان‬ ‫أن يس عى للحص ول عل ى ھ ذا ال رزق ‪ ،‬و ألن اإلنس ان يمي ل بغريزت ه إل ى اإلكث ار م ن‬ ‫االس تھالك و اإلنف اق ف ى غي ر الض روريات و الحاج ات األساس ية ‪ ،‬ل ذلك ظھ ر م ا يس مى‬ ‫بالندرة النسبية و عالجھا يكون عن طريق ترشيد االستھالك و زيادة اإلنتاج )ال تعط عينك‬ ‫نوما ً و ال أجفانك نعاسا ً نج نفسك كالضبى م ن الي د كالعص فور م ن ي د الص ياد أذھ ب إل ى‬ ‫النملة أيھا الكسالن تأمل طرقھا و كن حكيما ً الت ى ل يس لھ ا قائ د أو عري ف أو متس لط و‬ ‫تعد فى الصيف طعامھا و تجمع فى الحصاد أكلھا إلى متى تنام أيھا الكسالن متى ت نھض‬ ‫‪١٠٣‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫من نومك قليل نوم بعد قليل نعاس وطى اليدين قليالً للرقود في أتى فق رك كس اع و ع وزك‬ ‫كغاز()أم‪) ، (١١- ٤ :٦‬أوجدت عسال فكل كفايتك ()أم ‪(٢٥:١٦‬‬ ‫) الشرب بالرفق صحة للنفس و الجسد () يشوع بن سيراخ ‪. (٣٧ :٣١‬‬ ‫‪ -٦‬العالقات االقتصادية ھى عالقات تجارية و قانونية فى ذات الوقت لذلك تستلزم التوثيق‬ ‫و كتابة العقود و إقرار الشھود األمناء )شاھد زور يفوه باألكاذيب و زارع خصومات ب ين‬ ‫أخوة( )أم‪ ،(١٩ : ٦‬و يجب احترام القوانين اإللھية و الوضعية لكل دولة بشرط أن تك ون‬ ‫ھذه القوانين متماشية مع تعاليم السيد المسيح )يا أبنى أحفظ وصايا أبيك و ال تترك ش ريعة‬ ‫أم ك أربطھ ا عل ى قلب ك دائم ا ً قل د بھ ا عنق ك إذا ذھب ت تھ ديك إذا نم ت تحرس ك و إذا‬ ‫اس تيقظت فھ ى تح دثك ألن الوص ية مص باح و الش ريعة ن ور و توبيخ ات األدب طري ق‬ ‫الحياة()أم‪(٢٣-٢٠ :٦‬‬ ‫‪ -٧‬إقرار الملكية الخاصة شرط أن تكون األسباب المنشئة لھا صحيحة كالعم ل و المي راث‬ ‫و الشراء ‪ ،‬و أن تستخدم بما ال يضر باآلخرين فى المجتمع )البي ت و الث روة مي راث م ن‬ ‫اآلباء()أم‪ ، (١٤ :١٩‬فالملكية الخاصة فالمسيحية تقر بحقوق الدولة متمثل ة ف ى الض رائب‬ ‫على األموال الخاصة و حقوق الفقراء متمثلة فى العش ور و تش جع الملكي ة التعاوني ة لعم ل‬ ‫مشروعات تفوق طاقة األفراد فيظھر دور الجمعيات األھلية ف ى النھ وض بفق راء المجتم ع‬ ‫و تحقيق الرفاھية ‪.‬‬ ‫‪ -٨‬الفكر االقتص ادى المس يحى ي ؤمن بالحري ة حي ث الجمي ع ح ر ف ى اختي ار مھنت ه ‪ ،‬و ال‬ ‫يسمح للفقير بسلب مال الغنى ‪ ،‬لكنه أيضا ً ال يسمح للغنى باالحتكار أو استغالل حاج ات و‬ ‫عوز الفقير ‪ ،‬يتم فيه التوجيه من الضمير المسيحى بما يليق بنا كأبناء ‪.‬‬ ‫‪ -٩‬الفكر االقتصادى المسيحى صالح للتطبيق بصرف النظر عن طبيعة المجتمع ال ذى ي تم‬ ‫تطبيق ه في ه بمعن ى أن ه يمكن ك أن تحي ى بمب ادئ المس يح وس ط قبائ ل و ش عوب ال تع رف‬ ‫المسيح و بالتالى ينطبق نفس الشئ على اقتصاد المسيحية فھو صالح لكل مكان و زمان‬ ‫‪ -١٠‬الفك ر االقتص ادى المس يحى م رن ‪ ،‬فھ و يض ع الخط وط العريض ة للمع امالت‬ ‫االقتص ادية لكن ه ال يت دخل ف ى التفاص يل الت ى يتركھ ا للمجتم ع و الق وانين بم ا ال يخ الف‬ ‫الديانة المسيحية ‪.‬‬ ‫‪ -١١‬الفكر االقتصادى المسيحى يركز على الرفاھية الروحية بجانب الرفاھية المادية حيث‬ ‫أن الرفاھية الروحية ھى أن تشعر براحة ضميرك ألنك كنت أمينا ً ف ى حيات ك المس يحية و‬ ‫لم تجعل المال سببا ً فى خسارة أب ديتك ‪ ،‬فاإلنس ان المس يحى يفاض ل ب ين المن افع و تك اليف‬ ‫حص وله عليھ ا ‪ ،‬و أن يق وم باختي ار المنفع ة الت ى تحق ق أعل ى رفاھي ة ل ه ف ى المس تقبل‬ ‫الروحى ثم المادى ‪.‬‬ ‫‪١٠٤‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫‪ -١٢‬الفكر االقتصادى المس يحى يرك ز عل ى الحق وق العمالي ة فالفاع ل مس تحق أجرت ه ‪ ،‬و‬ ‫الضمان اإلجتماعى لحق وق أف راد المجتم ع ككب ار الس ن و األرام ل و األيت ام و الغرب اء و‬ ‫الفق راء م ن خ الل إع ادة توزي ع الث روة المجتمعي ة بالعش ور و التب رع و ض يافة الغرب اء و‬ ‫دور الرعاية للمسنين و األيتام ‪.‬‬ ‫‪ -١٣‬الفك ر االقتص ادى المس يحى يعم ل برقاب ة ذاتي ة م ن ض مير المس يحى و ل يس بحاج ة‬ ‫لدولة ترعاه ‪ ،‬فالدولة تترك المجال لمالكي عناصر اإلنتاج )الملكية الفردية( ألن ينتجوا ما‬ ‫يش اءون و بم ا يحق ق لھ م الربحي ة ‪ ،‬ألن الملكي ة الخاص ة تش كل الح افز )ال دافع( لتحقي ق‬ ‫ال ربح الم ادى و الروح ى فتت رك الدول ة تس عير الس لع والخ دمات المنتج ة آللي ة الس وق‬ ‫)العرض و الطلب( ولكن ضمن نظرية السعر العادل ‪،‬أما إذا حدث خلل ف ى اإلنت اج )ع دم‬ ‫كفاية اإلنتاج( أو )إنتاج سلع ال تليق بالمجتمع المسيحى( أو أصبح ھناك خل الً ف ى التس عير‬ ‫)اإلحتك ار( ‪ ،‬أو أن ھن اك تالعب ا ً ف ى الس وق )الغ ش ‪ ،‬الرب ا( تت دخل الدول ة م ن خ الل‬ ‫جھـــــــاز الرقابة على األسواق لتصويب الخلل ف ى الس وق و إع ادة األم ور إل ى نص ابھا‪،‬‬ ‫أيض ا ً تق وم الدول ة باس تكمال ال نقص ف ى اإلنت اج ف ى ح ال ل م يق م القط اع الخ اص بإنتاج ه‬ ‫)لت دنى الربحي ة أو احتي اج المش روعات ل رؤوس أم وال كبي رة أو ت أخر العائ د زمني ا ً أو‬ ‫المشروعات و السلع العامة كالطرقات و الجسور و األنفاق ‪ ...‬و غيرھا( ‪.‬‬ ‫‪ -١٤‬الفكر االقتصادى المسيحى يشجع على األدخار و األستثمار و تخفيض األستھالك‪،‬‬ ‫) إن لم تدخر فى شبابك فكيف تجد فى ش يخوختك ( ) يش وع ب ن س يراخ ‪ ) (٥ : ٢٥‬ي ا‬ ‫بنى جرب نفسك فى حياتك و أنظر ماذا يضرھا و امنعھا عنه فأنه ليس كل شئ ينف ع ك ل‬ ‫أحد و ال كل نفس ترضى بكل أمر ( ) يشوع بن سيراخ ‪(٣٠-٣١ : ٣٧‬‬ ‫دوافع تطبيق قواعد الفكر االقتصادى المسيحى ‪-:‬‬ ‫يتضمن الفكر االقتصادى المسيحى مجموعة من الضمانات و الح وافز و ال دوافع الت ى‬ ‫تكفل تطبيقه و منھا ‪-:‬‬ ‫‪ -١‬داف ع اإليم ان المس يحى ‪ :‬المتمث ل ف ى محاس بة اإلنس ان لنفس ه عل ى أفعال ه قب ل ي وم‬ ‫الدينونة أمام ﷲ )إنكم ھيكل ﷲ و روح ﷲ يسكن فيكم()‪١‬كو‪. (١٦ :٣‬‬ ‫‪ -٢‬دافع أخالقى ‪ :‬يجب أن يرى الناس أخالق المسيحيون حتى يتمثلوا بھا )أنتم نور العالم‬ ‫‪ ..‬فليضئ نوركم ھكذا ق دام الن اس لك ى ي روا أعم الكم الحس نة و يمج دوا أب اكم ال ذى ف ى‬ ‫السموات( )مت‪. (١٦ ، ١٤ :٥‬‬ ‫‪ -٣‬داف ع ق انونى ‪ :‬فالمس يحية لھ ا ق وانين يج ب أن تطب ق م ن المس يحيون م ع خض وع‬ ‫المس يحيون للروس اء و الس الطين و الحكوم ات بم ا ال يتع ارض م ع اإليم ان المس يحى‬ ‫)لتخضع كل نفس للسالطين الفائقة ألنه ليس سلطان إال من ﷲ و الس الطين الكائن ة ھ ى‬ ‫مرتبة من ﷲ()رو‪) ، (١ :١٣‬فاخضعوا لكل ترتيب بش رى م ن أج ل ال رب إن ك ان للمل ك‬ ‫فكمن ھو فوق الكل()‪١‬بط‪. (١٣ :٢‬‬ ‫‪١٠٥‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫عناصر الفكر االقتصادى المسيحى فى مجال التطبيق ‪-:‬‬ ‫‪ -١‬نظ ام العش ور و البك ور و الن ذور إل ى جان ب العط اء للفق راء و المحت اجين و نظ ام‬ ‫الضرائب العادلة ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬نظام التكافل اإلجتماعى بين األغنياء و الفقراء و المرضى و كبار السن و األرامل و‬ ‫األيتام ‪.‬‬ ‫‪ -٣‬نظام اإلرث و الوقف و الوصايا و ما فى حكمھا مثل الھبات و التبرعات ‪.‬‬ ‫‪ -٤‬نظام السوق الحرة النزيھة الخالية من الكذب و الرياء و التدليس و التى تعمل فى ظل‬ ‫الحرية الفردية المقيدة بضوابط و قوانين مسيحية ‪.‬‬ ‫‪ -٥‬يقب ل فك ر االقتص اد المس يحى النظري ات العلمي ة الجدي دة مت ى كان ت ال تتع ارض م ع‬ ‫القيم المسيحية ‪.‬‬ ‫‪ -٦‬المؤسسات التى تباشر األنشطة االقتصادية و االجتماعية و كذلك الوح دات الحكومي ة‬ ‫التى تق وم بأعم ال التوجي ه االقتص ادى و الرقاب ة علي ه ف ى ح دود تع اليم المس يحية و‬ ‫تنقسم المؤسسات الى ‪:‬‬ ‫أ– المؤسسات االقتصادية ‪ :‬و تتمثل فى الوحدات االقتصادية الھادفة للربح سواء كان ت‬ ‫ف ى ش كل وح دات فردي ة أم ش ركات مس اھمة أو تعاوني ات و س واء كان ت قط اع خ اص أم‬ ‫حكومى ‪ ،‬و يجب تشجيع القطاع الخاص و تحفي ز األف راد عل ى العم ل و اإلنت اج و التمل ك‬ ‫فى ضوء ضوابط حماية حقوق اآلخرين و حقوق المجتمع ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬المؤسسات المالية ‪ :‬و تتمثل فى البنوك و مؤسسات التأمين و مؤسس ات االس تثمار‬ ‫و نرى ضرورة أن تتعامل ھذه المؤسسات عل ى أس اس ونظ م االس تثمار المس يحى حي ث‬ ‫يج ب تش جيع ھ ذه المؤسس ات عل ى تق ديم ق روض ب دون فوائ د لفق راء المجتم ع م ع تح رى‬ ‫الدقة فى نوعية المشاريع التى تدعمھا لرجال األعمال بحيث تكون مناسبة لبناء المجتم ع و‬ ‫ال تخالف تعاليم المس يحية حت ى ال ي تم ص رف م دخرات الم واطنين ل دى البن ك ف ى تموي ل‬ ‫مشاريع ضارة بالصحة أو البيئة أو تشجع على االنفالت األخالقى أو تموي ل الح روب ب ين‬ ‫الدول ‪.‬‬ ‫ج– السلطات االقتصادية ‪ :‬تتمثل فى ضمير اإلنسان المسيحى المساق من الروح القدس‬ ‫الساكن فينا ‪ ،‬و أيضا ً الوحدات االقتصادية الحكومية التى تحفظ و تراقب شئون المجتمع‬ ‫االقتصادية مثل‪ :‬أجھزة التوجيه االقتصادى ‪ ،‬و أجھزة الرقابة على المال و النقد و‬ ‫األسواق ‪ ،‬و الخزانة العامة للدولة‪ ،‬و البنك المركزي و النقابات العمالية و الغرف‬ ‫التجارية و غير ذلك ‪ ،‬و يجب محاولة تحرير ھذه السلطات االقتصادية من القيود و‬ ‫الضوابط الوضعية و التى تتعارض مع المسيحية و تنمية جوانب الخير فيھا بحيث أن‬ ‫تكون الرقابة متبادلة بين األفراد و الحكومة ‪.‬‬ ‫‪١٠٦‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫د– السلطات التشريعية ‪ :‬و تتمثل فى المجالس النيابية و الحكومات التى تتولى وضع‬ ‫القوانين و التشريعات التى تحكم النشاط االقتصادى و تنظم الملكية و الحقوق فى األموال‬ ‫و تتولى الحكم فى المنازعات التجارية‪.‬‬ ‫ه– المؤسسات التعليمية االقتصادية ‪ :‬و تتمثل فى المدارس و المعاھد و الكليات‬ ‫التجارية التى تھتم بتخريج العنصر البشرى الذى يعمل فى الكيانات السابقة ‪ ،‬و يفضل أن‬ ‫تتم إعادة النظر فيما يدرس فى ھذه المؤسسات التعليمية و تنقيته من الموضوعات التى‬ ‫تتعارض مع القيم اإليمانية و المثل و األخالق المسيحية فى التجارة ‪.‬‬ ‫الحل المسيحى للمشاكل االقتصادية ‪-:‬‬ ‫‪ -١‬المحافظة على الموارد ‪ -:‬ﷲ يعطينا فترات في حياتنا يمكننا أن نشبع فيھا و ھ ى أي ام‬ ‫الس الم فلنح اول جاھ دين أن نش بع حت ى إن أت ت أي ام اآلالم و التج ارب يعينن ا م ا إدخرن اه‬ ‫روحيًا فى فترات الشبع ‪ ،‬كما قام يوس ف الص ديق بت دبير ح ل لمش كلة المجاع ة ف ى أرض‬ ‫مص ر ب أن أدخ ر خم س المحاص يل و ق ام بعم ل ص وامع لتخ زين الغ الل )يفع ل فرع ون‬ ‫فيوكل نظاراً على األرض و يأخذ خمس غلة أرض مصر في سبع س نى الش بع فيجمع ون‬ ‫جميع طعام ھذه السنين الجيدة القادمة و يخزنون قمحا ً تحت يد فرعون طعاما ً ف ى الم دن‬ ‫و يحفظونه فيكون الطعام ذخيرة لألرض لس بع س نى الج وع الت ى تك ون ف ى أرض مص ر‬ ‫فال تنقرض األرض بالجوع()تك‪(٣٦-٣٤ :٤١‬‬ ‫‪ – ٢‬تنمية و تطوير الموارد‪ -:‬إن أفضل مثال عل ى ذل ك ھ و م ا ورد ف ى )ت ك ‪ (٣١‬حي ث‬ ‫قام أبينا يعقوب باالتفاق مع خاله البان على طريقة يأخ ذ بھ ا أجرت ه و ت م االتف اق عل ى أن‬ ‫يقسم القطيع إلى قسمين األول ‪ :‬ما ھو أبيض وأسود فقط و يستمر مع يعقوب يرعاه غالبا ً‬ ‫تكون الغنم بيضاء والماعز سوداء‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬ما ھى )بلقاء و رقط اء( يأخ ذه الب ان مع ه و يبتع د مس يرة ‪ ٣‬أي ام ع ن يعق وب ‪ -‬و‬ ‫الم نقط ھ و الن ادر ‪ -‬لم دة معين ة م ن ال زمن ‪ ،‬قب ل الب ان ع رض يعق وب ألن ه أفت رض أن‬ ‫القطيع األبيض و األسود سيكون نتاجه غالبا ً أبيض و أسود و أن البلقاء و الرقطاء في ه أى‬ ‫نصيب يعقوب المتف ق علي ه س يكون ھ و القلي ل ‪ ،‬و ق د قب ل الب ان الع رض نتيج ة جش عه و‬ ‫طمعه ظانا ً بھذا أنه س يخرج بنص يب األس د ‪ ،‬و لك ن ﷲ خي ب ظ ن الب ان و ك ان النص يب‬ ‫األكبر ليعقوب فجاءت الغالبية بلقاء و رقطاء ‪ ،‬و نفھ م م ن )ت ك‪ (١٠:٣١‬أن ﷲ ھ و ال ذى‬ ‫أوحى ليعقوب بفكرة أن تك ون أجرت ه ھ ى البلق اء و الرقط اء ‪ ،‬ف ا ك ان ناوي ا ً أن يعوض ه‬ ‫عن أمانته و خدمته لخاله بأمانة كل ھذا العمر كما ك ان يع رف جش ع خال ه و أن ه س يخدعه‬ ‫مراراً ‪ ،‬و يتضح من المثال أن ﷲ يرشدنا إل ى تنمي ة مواردن ا ‪ ،‬فنج د يعق وب يقش ر أع واد‬ ‫بعض النبات ات حت ى تب دو منقط ة و يض عھا أم ام الغ نم الت ى س تلد حينم ا يج د الغ نم قوي ة ‪،‬‬ ‫حيث أعتمد على فكرة الوحم عند اإلن اث الل واتي يل دن ‪ ،‬فحينم ا تت وحم الش اة الت ى س تلد و‬ ‫‪١٠٧‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫أمامھا ألوان منقطة تكون الشاة المولودة منقطة ‪ ،‬و ھذه الفكرة موج ودة حت ى اآلن و لكنھ ا‬ ‫لم تثبت علميا ً ‪ ،‬فنجد أن كثرة الغنم المنقطة القوية التى صارت ليعقوب كانت نتيج ة برك ة‬ ‫الرب التى أرشدته لطريقة ينمى بھا قطيعة و يزي د م ن أجرت ه ف ى خدم ة خال ه الب ان ‪،‬كم ا‬ ‫يطالبنا المثل اإللھى )الخاص بالوزنات مت ‪ (٣٠-١٤ :٢٥‬أال نھمل العطية أو نخبئھا م ن‬ ‫غير إكثارھا و مضاعفاتھا ‪ ،‬و إال نطرد خارج ا ً كأش رار مت ذمرين ‪ ،‬و عل ى ھ ذا األس اس‬ ‫مدح الرب أولئك الذين ضاعفوا وزناتھم قائالً )نعما ً أيھ ا العب د الص الح األم ين كن ت أمين ا ً‬ ‫ف ى القلي ل فأقيم ك عل ى الكثي ر أدخ ل إل ى ف رح س يدك()م ت‪ ، (٢٣ :٢٥‬ألن ه ل يس م ن‬ ‫األخالق المسيحية تخزين السلع و خلق أزمة لزيادة األس عار عل ى الفق راء و المحت اجين ‪،‬‬ ‫كم ا أن ارتف اع األس عار س يقلل م ن قيم ة ثروت ك و سيض رك أكث ر ألن الخام ات الت ى‬ ‫تستخدمھا سوف يرتفع س عرھا و تظ ل األزم ة تتزاي د لجش عك )الحكم ة المكتوم ة و الكن ز‬ ‫المدفون أى منفعة فيھما()يشوع بن سيراخ ‪(٣٢ : ٢٠‬‬ ‫و ھن اك مث ل لتنمي ة الم وارد و حمايتھ ا م ن األھم ال مث ل التين ة الت ى ال تثم ر )وق ال ھ ذا‬ ‫المثل‪ :‬كانت لواحد شجرة تين مغروسة في كرمه‪ ،‬فأتى يطل ب فيھ ا ثم را ول م يج د‪ .‬فق ال‬ ‫للك رام‪ :‬ھ وذا ث الث س نين آت ي أطل ب ثم را ف ي ھ ذه التين ة ول م أج د‪ .‬اقطعھ ا لم اذا تبط ل‬ ‫األرض ض فأجاب وقال له‪ :‬يا سيد‪ ،‬اتركھ ا ھ ذه الس نة أيض ا‪ ،‬حت ى أنق ب حولھ ا وأض ع‬ ‫زبال‪ .‬فإن صنعت ثمرا‪ ،‬وإال ففيما بعد تقطعھا ( ) مت ‪.(٩-٦ :١٣‬‬ ‫‪ – ٣‬حري ة الس وق و مكافح ة اإلحتك ار ‪ -:‬لق د س مح ﷲ ليعق وب و عيس و أن يرتحل وا‬ ‫لتوسيع تجارتھم و فتح أسواق جديدة و التجارة فى أراضى أخرى إذ اغتنى كالً م ن عيس و‬ ‫و يعقوب و لم تعد األرض تحتملھما معا ً ‪ ،‬لذا سكن يعقوب ف ى أرض كنع ان مي راث آبائ ه‬ ‫حيث وعده ﷲ ‪ ،‬أما عيسو فأرتحل إلى ب الد س عير الت ى كان ت تمت د م ن البح ر المي ت إل ى‬ ‫خليج العقبة و ھى تضم سلسة من الجبال بھا مناطق وعرة و بھا أيضا ً مناطق زراعي ة)ث م‬ ‫أخ ذ عيس و نس اءه و بني ه و بنات ه و جمي ع نف وس بيت ه و مواش يه و ك ل بھائم ه و ك ل‬ ‫مقتناه الذى أقتنى فى أرض كنعان و مضى إل ى أرض أخ رى م ن وج ه يعق وب أخي ه ألن‬ ‫أمالكھما كانت كثيرة على السكنى معا ً و لم تستطع أرض غربتھم ا أن تحملھم ا م ن أج ل‬ ‫مواشيھما فسكن عيس و ف ى جب ل س عير و عيس و ھ و أدوم()ت ك‪ ، (٨-٦ :٣٦‬و ف ى س فر‬ ‫األمثال لعن ﷲ من يخفى القمح فى وقت البذار و منح البركة للبائع الغير مستغل )محتك ر‬ ‫الحنطة يلعنه الشعب و البركة على رأس البائع( )أم‪. (٢٦ :١١‬‬ ‫‪ -٤‬تكييف الحاجات و عدم المبالغة فى الرغبات ‪ -:‬مثل االبن الضال يوضح كيف أن ﷲ‬ ‫يرفض التبذير و الفساد ‪ ،‬و يوضح أن اإلنسان متم ثالً ف ى االب ن الض ال بع د أن خس ر ك ل‬ ‫ثروت ه رض ي أن يأك ل الخرن وب الخ اص بالخن ازير و عن دما انس حقت نفس ه ل م يب الغ ف ى‬ ‫رغباته كما كان فى بداية حياته ب ل قب ل ب أن يرج ع ألبي ه كخ ادم و أجي ر و تعل م أن يقل ص‬ ‫‪١٠٨‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫حاجاته و يتحكم فى شھواته و رغباته )و قال إنسان كان له أبنان فقال أصغرھما ألبي ه ي ا‬ ‫أبى أعطنى القسم الذى يصيبنى م ن الم ال فقس م لھم ا معيش ته و بع د أي ام ليس ت بكثي رة‬ ‫جمع االبن األصغر كل شىء و سافر إلى كورة بعيدة و ھناك بذر ماله بعيش مسرف فلما‬ ‫أنفق كل شىء حدث جوع شديد فى تلك الكورة فابتدأ يحتاج فمضى و ألتص ق بواح د م ن‬ ‫أھ ل تل ك الك ورة فأرس له إل ى حقول ه ليرع ى خن ازير و ك ان يش تھى أن يم أل بطن ه م ن‬ ‫الخرنوب الذى كانت الخنازير تأكله فل م يعط ه أح د فرج ع إل ى نفس ه و ق ال ك م م ن أجي ر‬ ‫ألبى يفضل عنه الخبز و أنا أھلك جوعا ً أقوم و أذھب إلى أبى و أق ول ل ه ي ا أب ى أخط أت‬ ‫إلى السماء و قدامك و لست مس تحقا ً بع د أن أدع ى ل ك أبن ا إجعلن ى كأح د أج راك فق ام و‬ ‫جاء إلى أبيه و إذ كان لم يزل بعي داً رآه أب وه فتح نن و رك ض و وق ع عل ى عنق ه و قبل ه‬ ‫فقال له االبن يا أبى أخطأت إلى الس ماء و ق دامك و لس ت مس تحقا ً بع د أن أدع ى ل ك ابن ا ً‬ ‫فق ال األب لعبي ده أخرج وا الحل ة األول ى و ألبس وه و أجعل وا خاتم ا ً ف ى ي ده و ح ذاء ف ى‬ ‫رجليه و قدموا العجل المسمن و أذبحوه فنأك ل و نف رح ألن أبن ى ھ ذا ك ان ميت ا ً فع اش و‬ ‫كان ضاالً فوجد فإبتدأوا يفرحون( )لو‪. (٢٤-١١ :١٥‬‬ ‫‪ -٥‬األمانة و عدم السرقة ‪ -:‬يجب أن تكون فى األمور الصغيرة قب ل الكبي رة )األم ين ف ى‬ ‫القلي ل أم ين أيض ا ً ف ى الكثي ر و الظ الم ف ى القلي ل ظ الم أيض ا ً ف ى الكثي ر()ل و‪، (١٠: ١٦‬‬ ‫)فقال له سيده نعما ً أيھا العبد الصالح و األمين كنت أمين ا ً ف ى القلي ل فأقيم ك عل ى الكثي ر‬ ‫أدخل إلى فرح س يدك()م ت‪) ، (٢٥:٢١‬فق ال ال رب فم ن ھ و الوكي ل األم ين الحك يم ال ذى‬ ‫يقيمه سيده على خدمه ليعطيھم العلوفة فى حينھا()لو‪)، (٤٢ :١٢‬ال تسرقوا و ال تكذبوا‬ ‫و ال تغدروا احدكم بصاحبه()ال‪. (١١ :١٩‬‬ ‫‪ -٦‬االدخ ار‪ -:‬الس يد المس يح بع د معج زة إش باع الجم وع ق ال لتالمي ذه )فلم ا ش بعوا ق ال‬ ‫لتالميذه أجمعوا الكسر الفاضلة لكى ال يضيع شىء()يو‪، (١٢ :٦‬‬ ‫و قد تتساءل ما مقدار ھذا الكسر و ما أھميته ؟‬ ‫ثم تجد اإلجابة فى إنجيل معلمنا لوقا حيث يقول )فأكلوا و شبعوا جميع ا ً ث م رف ع م ا فض ل‬ ‫عنھم من الكس ر أثنت ا عش رة قف ة()ل و‪ ، (١٧ :٩‬لق د نم ت برك ة ﷲ فش بع الن اس و بقي ت‬ ‫كس ر تكف ى إلطع ام آخ رين فأدخرھ ا التالمي ذ لج وعي آخ رين ‪ ،‬ف إن ك ان الجي ب ممتل ئ و‬ ‫القلب أعمى فما المنفعة ‪ ،‬و كذلك اإلسراف و االنغماس فى المال و محبته نھايته ال دمار و‬ ‫الموت )لو‪ . (٣١-١٩:١٦‬و كما قال الحكيم يشوع بن سيراخ ) فى وقت الشبع أذكر وقت‬ ‫الج وع و ف ى أي ام الغن ى أذك ر الفق ر و الع وز( ) يش وع ب ن س يراخ ‪ )، (٢٥ : ١٨‬إن ل م‬ ‫تدخر فى شبابك فكيف تجد فى شيخوختك ( ) يشوع بن سيراخ ‪(٥ : ٢٥‬‬ ‫‪ -٧‬المحبة و التكافل بين األغنياء و الفقراء ‪-:‬‬ ‫‪١٠٩‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫يلوم معلمنا يعقوب على من يحابى الغنى و يكرم ه و يحتق ر الفقي ر)فإن ه إن دخ ل إل ى‬ ‫مجمعكم رجل بخواتم ذھ ب ف ى لب اس بھ ى و دخ ل أيض ا ً فقي ر بلب اس وس خ فنظ رتم إل ى‬ ‫الالبس اللب اس البھ ى و قل تم ل ه أجل س أن ت ھن ا حس نا ً و قل تم للفقي ر ق ف أن ت ھن اك أو‬ ‫أجل س ھن ا تح ت م وطئ ق دمي فھ ل ال ترت ابون ف ى أنفس كم و تص يرون قض اة أفك ار‬ ‫شريرة()يع‪ ، (٤-٢ :٢‬ھل نفعل ھذا لألغنياء و ذوى المراكز ألننا نتوقع منھم المع روف؟‬ ‫‪ ،‬و لماذا ال نفع ل ھ ذا م ع الفقي ر و نترج ى الج زاء م ن ال رب يس وع ؟ )فھ ل ال ترت ابون(‬ ‫حيث االرتياب قائم على أساس أن اإليم ان يظھ ر ف ى حض ورھم الجتم اع الكنيس ة ‪ ،‬بينم ا‬ ‫تظھر العالميات فى االزدراء بالفقراء ‪ ،‬و ھ ذا التقل ب يش به تقل ب المرت اب أى اإلنس ان ذو‬ ‫الرأيين ‪) ،‬تصيرون قضاة أفكار ش ريرة( أى أنك م بھ ذا ص رتم قض اة حكم تم عل ى الفق راء‬ ‫باإلھانة و لم تع املوا الفق راء و األغني اء بالمس اواة و لك ن كن تم قض اة غي ر ع ادلين ‪ ،‬كن تم‬ ‫منساقين بأفكار و مبادئ شريرة ‪.‬‬ ‫)أس معوا ي ا إخ وتي األحب اء أم ا أخت ار ﷲ فق راء ھ ذا الع الم أغني اء ف ى اإليم ان و ورث ة‬ ‫الملكوت الذى وعد به الذين يحبونه()يع‪ ، (٥ :٢‬ھنا يقارن بين الفقراء األغنياء روحيا ً و‬ ‫بين األغنياء الفقراء روحيا ً الذين يتس لطون عل ى الم ؤمنين ب ل يج دف عل ى أس م المس يح ‪،‬‬ ‫فقراء العالم أغنياء فى اإليمان ‪ ،‬إذن الفق ر وح ده ل يس ج واز م رور للس ماء ب ل م ن ي دخل‬ ‫السماء ھو الفقير ماديا ً لكن غنى بإيمانه ‪ ،‬و ھك ذا ك ان ك ل تالمي ذ الس يد المس يح و العك س‬ ‫صحيح فى حالة أن يدخل ملكوت السموات غنى ماديا ً و غنى روحيا ً أيضا ً ‪.‬‬ ‫)و أما أنتم فأھنتم الفقير أليس األغنياء يتسلطون عليكم و ھم يجرونكم إلى المح اكم أم ا‬ ‫ھ م يج دفون عل ى االس م الحس ن ال ذى دع ى ب ه عل يكم()ي ع‪ ، (٧-٦ :٢‬ف اليھود ج ردوا‬ ‫المسيحيين من ممتلكاتھم و بھذا ازدادوا غنى ‪ ،‬الرسول ھنا غالبا ً يتكلم عن األغنياء اليھ ود‬ ‫أو ال وثنيين )لك ن وس ط األغني اء المس يحيين أيض ا ً يوج د كثي رين م ن قس اة القل وب( ‪ ،‬و‬ ‫األغنياء ال يعاملونكم معاملة طيبة ‪ ،‬و إنما يظھرون سلطانھم عليكم بأن يج رونكم للمح اكم‬ ‫و يج دفون عل ى أس م المس يح ال ذى أعط ى لك م فس ميتم مس يحيين ‪ ،‬و إن ه لحس ن أن يعط ى‬ ‫اإلنس ان الكرام ة لم ن ل ه الكرام ة و أن يح ب الجمي ع و يالط ف الك ل‪ ،‬لك ن ل يس بقص د‬ ‫المداھن أو عن خوف و ال على حساب اآلخر‪)،‬ھذا كان إثم أختك سدوم الكبرياء و الش بع‬ ‫من الخبز و سالم االطمئنان كان لھا و لبناتھا و لم تشدد يد الفقي ر و المس كين()ح ز‪:١٦‬‬ ‫‪(٤٩‬‬

‫‪١١٠‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫الباب الثامن ‪ :‬نموذج اإلدارة المالية للشخصية المسيحية‬ ‫أوال ‪ :‬جانب اإليرادات ‪-:‬‬ ‫‪ -١‬كل ي وم إح تفظ بج زء م ن إي رادك بم ا ال يق ل ع ن خم س إي رادك ‪ ،‬إدف ع عش ورك من ه‬ ‫فيبقى ل ك عش ر إي رادك ‪ ،‬ق م بإدخ اره ث م تحك م ف ى نفقات ك األخ رى بحي ث ال يك ون ھن اك‬ ‫مج ال لإلنف اق م ن الم دخرات ‪ ،‬ف ى البداي ة س يكون األم ر ص عب أن تتخل ى ع ن بع ض‬ ‫الضروريات حت ى ق د تض طر أن تأك ل أق ل م ن الطبيع ى ‪ ،‬لك ن ف ى النھاي ة ستش عر بف رق‬ ‫عندما ترى مدخراتك تزيد فيصبح ل ديك رأس م ال للمرحل ة المقبل ة )ي ا بن ى إح رص عل ى‬ ‫الزمان و إحتفظ من الشر()يشوع بن سيراخ ‪.(٢٣ : ٤‬‬ ‫‪ -٢‬يجب أن تتعلم أن تصبح مدخراتك عبدة لك و ليس العكس ‪ ،‬ألنك إذا تعلق ت بالم ال ل ن‬ ‫تستطيع إستثماره ‪ ،‬فالمال مثل المطاط كلما دفعته بعيداً عنك إرتد إلي ك و كلم ا دفعت ه بق وة‬ ‫أى عملت أكثر و بجھد أكبر إرتد لك بق وة أكب ر و م ال أكث ر ‪ ،‬فك ر دائم ا ً أن الغ رض م ن‬ ‫اإلدخار ليس جمع المال إلكتنازه بل جمع المال إلستثماره فى مش روعات ت در علي ك عائ د‬ ‫و دخل ينفعك أن ت و أس رتك ف ى ش يخوختك ‪ ،‬فم دخراتك الي وم ھ ى الس ور ال ذى س تختبئ‬ ‫وراءه أسرتك فى المستقبل ليصد عنھم ھجمات الفقر ‪ ،‬و تذكر قول يشوع بن سيراخ ) إن‬ ‫لم تدخر فى شبابك فكيف تجد فى شيخوختك ( ) يشوع بن سيراخ ‪.(٥ : ٢٥‬‬ ‫‪ -٣‬إحذر أن تبالغ فى اإلدخار ألنك إذا فك رت أن ت دخر أكث ر بحرم ان نفس ك م ن ك ل مت ع‬ ‫الحي اة ق د ت نجح ف ى أن ت دخر أكث ر لكن ك ستفش ل إجتماعي ا ً و نفس يا ً و س ترھق أس رتك‬ ‫بطموحك الذى قد يتحول لبخل شديد يؤثر فى طريقة تفكيرك ف ى الم ال فتص بح عب د للم ال‬ ‫و تنسى ﷲ )ل تكن س يرتكم خالي ة م ن محب ة الم ال كون وا مكتف ين بم ا عن دكم ألن ه ق ال ال‬ ‫أھملك و ال أتركك()عب‪. (٥ : ١٣‬‬ ‫‪ -٤‬ال تدخل مشروع دون دراس ة و تفكي ر عمي ق ‪ ،‬ال تتس رع و إستش ر المتخصص ين ف ى‬ ‫المجال الذى ترغب بإستثمار نقودك به ‪ ،‬و إحذر م ن إي داع م دخراتك ل دى أش خاص غي ر‬ ‫موثوق فيھم لتوظيفھا فى مشاريع تدر أرباح مغري ة ث م تتف اجئ ب أنھم نص ابين ‪ ،‬فقلي ل م ن‬ ‫الحذر أفضل من كثير من الندم فال تجعل شھوة ال ربح الس ريع ت دفعك لقبض ة النص ابين أو‬ ‫م دعى المعرف ة فتخس ر ك ل م دخراتك )عل م الحك يم يف يض كالعب اب و مش ورته كينب وع‬ ‫حياة( )يشوع بن سيراخ‪) ، (١٦ : ٢١‬و أى ملك إن ذھب لمقاتلة ملك آخر فى ح رب ال‬ ‫يجل س أوالً و يتش اور ھ ل يس تطيع أن يالق ى بعش رة آالف ال ذى ي أتى علي ه بعش رين‬ ‫ألفا ً()لو‪. (٣١ : ١٤‬‬ ‫‪ -٥‬حاول أن تستغل مواردك المحدودة بأقصى طريقة ممكنة ‪ ،‬فكثير منا لدي ه مك ان يس كن‬ ‫فيه يصلح ألن يكون مكان بداي ة لمش روعك األول ‪ ،‬ل ذلك إجع ل بيت ك إس ثماراً مربح ا ً م ن‬ ‫خ الل ش راء قطع ة أرض و بن اء من زل خ اص ب ك ‪ ،‬ف دائما ً اإلس تثمار ف ى األراض ى و‬ ‫‪١١١‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫العقارات ال يخسر بشرط أن تشترى األرض بسعر مناسب من جھة موثوق بھ ا ‪ ،‬و إذا ل م‬ ‫تكفى مدخراتك لبناء البيت فال مانع م ن اإلقت راض م ن بن ك بض مان األرض ‪ ،‬لك ن إح ذر‬ ‫م ن أن تق دم عل ى خط وة الق رض دون أن يك ون ل ك دخ ل ثاب ت يمكن ك م ن س داد أقس اط‬ ‫القرض ‪ ،‬و تذكر قول السيد المسيح )و من منكم و ھو يري د أن يبن ى برج ا ً ال يجل س أوالً‬ ‫و يحسب النفقة ھل عنده م ا يل زم لكمال ه ل ئال يض ع األس اس و ال يق در أن يكم ل فيبت دئ‬ ‫جميع الناظرين يھزأون به قائلين ھ ذا اإلنس ان إبت دأ يبن ى و ل م يق در أن يكم ل()ل و‪: ١٤‬‬ ‫‪. (٣٠-٢٨‬‬ ‫‪ -٦‬إضمن دخالً ثابتا ً بقدر اإلمكان بحيث ال تعتمد على مشروعك فقط عم الً بالحكم ة الت ى‬ ‫تقول )ال تضع البيض كله فى سلة واحدة( لذلك حاول أن يكون لك أكثر م ن دخ ل و إدخ ر‬ ‫منھم لتصل لمرحلة وجود دخل ثابت تستطيع اإلعتماد عليه ‪ ،‬فالعمل فى القطاع الحك ومى‬ ‫يؤمن لك دخل ثابت لكن ال يحقق لك الث راء ل ذلك يج ب أن يك ون ل ديك إس تثمارات أخ رى‬ ‫لتحقق الثراء ‪ ،‬و حتى العمل فى المش روعات يتع رض لمش اكل ق د تقل ص دخل ك الطبيع ى‬ ‫فتلجأ لمدخراتك لتسد العجز ‪.‬‬ ‫‪ -٧‬يجب أن يكون طموحك ھو أقصى إتقان لعملك و ليس أكبر قدر من الم ال تحص له م ن‬ ‫عملك ‪ ،‬ألن إتقان عملك ھو سبب زيادة أرباحك ‪ ،‬فإذا كنت بدأت عامالً فى حرفة أو مھنة‬ ‫إجعل طموحك أن تتفوق على معلمك و ال تش غل عقل ك بقل ة راتب ك ف ى البداي ة و ال تس عى‬ ‫لزيادت ه دون أن تص بح كف ؤ للترق ى ‪ ،‬فاإلس تعجال ف ى الترق ى يض رك أكث ر مم ا يض ر‬ ‫صاحب العمل ألن فشلك ق د يفق دك وظيفت ك الوحي دة أم ا ص احب العم ل فل ن يخس ر س وى‬ ‫ج زء ض ئيل م ن رأس مال ة )كي ف يحص ل عل ى الحكم ة ال ذى يمس ك المح راث و يفتخ ر‬ ‫بالمنخس و يسوق البقر و يتردد فى أعمالھا و حديثه ف ى أوالد الثي ران قلب ه ف ى خط وط‬ ‫المحراث و سھره فى تسمين العجال كذلك كل صانع و مھندس ممن يقض ى اللي ل كانھ ار‬ ‫و الحافرون نقوش الخواتم الجاھدون فى تنويع األشكال الذين قلوبھم فى تمثي ل الص ورة‬ ‫بأصلھا و سھرھم فى إستكمال صنعتھم و كذلك الحداد الجالس عند الس ندان المك ب عل ى‬ ‫صوغ حديدة ضخمة يصلب وھج النار لحمه و ھو يكافح حر الكير صوت المطرقة يتتابع‬ ‫على أذنيه و عيناه إلى مثال المص نوع قلب ه ف ى إتم ام المص نوعات و س ھره ف ى تزيينھ ا‬ ‫إلى التمام و ھكذا الخزاف الجالس على عمله الم دير دوالب ه برجلي ه فإن ه ال ي زال مھتم ا ً‬ ‫بعمله و يحصى جميع مصنوعاته بذراعه يعرك الطين و أمام قدميه يحنى قوت ه قلب ه ف ى‬ ‫إتقان الدھان و سھره فى تنظي ف اآلت ون ھ ؤالء كلھ م يتوكل ون عل ى أي ديھم و ك ل م نھم‬ ‫حكيم فى صناعته بدونھم ال تعمر مدينة()يشوع بن سيراخ ‪. (٣٦-٢٦ : ٣٨‬‬ ‫‪ -٨‬تذكر دائما ً أن تدفع ديونك بأقصى سرعة ممكنة و ال تشترى شيئا ً ال تمل ك الق درة عل ى‬ ‫دف ع ثمن ه ‪ ،‬و إھ تم بعائلت ك ليثق وا ب ك فإعتم ادھم عل ى ﷲ و علي ك لرع ايتھم ف ال تخ ذلھم‬ ‫‪١١٢‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫بكسلك ‪ ،‬و إعمل دائما ً على تنمية قدراتك و تصرف بعطف نحو إخوت ك الفق راء فإرش ادك‬ ‫لھ م لك ى يحقق وا نج اح مثل ك ل ن يقل ل م ن ثروت ك أو يخل ق ل ك منافس ين بق در م ا يكس بك‬ ‫إحتراما ً لنفسك و رجاالً شرفاء تعتمد عليھم يوم إحتياجك لھم ‪ ،‬فالفقير إذا ساعدته لن يبخل‬ ‫عليك برد الجميل و ربنا سيعوضك )ال تكونوا مديونين ألحد بش ىء إال ب أن يح ب بعض كم‬ ‫بعضا ً ألن من أحب غيره فقد أكمل الناموس()رو‪. (٨ : ١٣‬‬ ‫‪-٩‬اھتم بأمساك دفاتر محاسبية و عمل رقابة على مشروعك و تدوين كافه تعامالتك المالية‬ ‫و الض ريبية و معرف ة اذا كن ت ت ربح ام تخس ر ط وال الوق ت ألن أھمال ك و ت أخرك ف ى‬ ‫حساب االرباح و الخسائر يجعلك متاخرا ف ى ايج اد حل ول لمش اكلك المالي ة )وحي ث تك ون‬ ‫االي دي الكثي رة اقف ل ومت ى قس مت فبالع دد وال وزن والعط اء واالخ ذ ك ل ش يء ل يكن ف ي‬ ‫دفت ر‪ .‬وال تخج ل ف ي تادي ب الجاھ ل واالحم ق والھ رم المتح اكم ال ى الش بان حينئ ذ تك ون‬ ‫متادبا في الحقيقة وممدوحا امام كل حي( ) يشوع بن سيراخ ‪(٨ -٧ :٤٢‬‬ ‫‪ -١٠‬كمبتدئ بال س معة ومص داقية ف ى الس وق يج ب أن تك ون ذكي ا ً و تزي ل فك رة خ وف‬ ‫التج ار م ن التعام ل مع ك ‪ ،‬إقن ع الس وق بھ دفك و ب أن منتج ك أو خ دماتك خالي ة م ن‬ ‫المخاطرة ‪ ،‬و بأنك ستقف خلف منتجك طوال الوقت ‪ ،‬و إعرض الضمانات على منتج ك‬ ‫لتشجيع المستھلك ‪ ،‬فإذا كنت تعمل فى مجال الطعام مثالً إعرض عينات منتجك مجانا ً ‪،‬‬ ‫وإ ذا كنت فى تجارة الخدمة دع العمالء يجربون خدمتك مجانا ً ‪ ،‬و عل ى س بيل المث ال إذا‬ ‫كنت محاميا ً أو مستشاراً أو مھندسا ً أو فى تجارة التصميم فيمكن ك أن تع رض إستش ارات‬ ‫مجانية لكسب العمالء ‪ ،‬فالمالحظات التى ستحصل عليھا منھم ھى تجارب مجاني ة ثمين ة‬ ‫تساعدك فى بناء تجارتك ‪ ،‬مغر جداً أن توقف مجھودات تسويقك و إنتبه إلى أن ھذا غير‬ ‫حكيم ج داً ‪ ،‬فالبح ث ق د أظھ ر أن ھ ؤالء ال ذين يزي دون مجھ ودات تس ويقھم ف ى األوق ات‬ ‫الصعبة يزيدون بالتالى سھم سوقھم فى األجل البعيد فبمرور الوقت يصبح ل ديك س معة و‬ ‫صيت يسھلون لك عملية البيع )الصيت أفضل من الغن ى العظ يم()أم‪، (١ : ٢٢‬إس تغل رد‬ ‫فع ل المنافس ين العفوي ة لتخف يض اإلع الن و الت رويج و عن دما تص بح األوق ات قاس ية ق م‬ ‫بزيادة إنفاقك فى الدعاية ‪ ،‬و عندما تتراج ع المنافس ة تس تولى أن ت عل ى الفرص ة إلخب ار‬ ‫عمالئ ك بم ا تعرض ه ‪ ،‬ح افظ عل ى قن وات اإلتص ال مفتوح ة معھ م ‪ ،‬و ذل ك بإس تخدام‬ ‫الخطاب ات الدوري ة و اإلعالن ات و البطاق ات البريدي ة و الص حف اإلخباري ة و مكالم ات‬ ‫الھاتف فإتصالك بالعميل بع د تأدي ة الخدم ة يش عره ب التميز و يحف ز العام ل عل ى اإلھتم ام‬ ‫بالعمالء ‪ ،‬إحرص على أن تكون منتجات ك جي دة فتقل ل تك اليف خدم ة العم الء )ھ ذا و إن‬ ‫م ن ي زرع بالش ح فبالش ح أيض ا ً يحص د و م ن ي زرع بالبرك ات فبالبرك ات أيض ا ً‬ ‫يحصد()‪٢‬كو ‪ ، (٦ :٩‬الحظ أن السيد المسيح كان يعرف حتى قبل أكثر م ن ‪ ١٩٠٠‬س نة‬ ‫م ن إخت راع التلف از أھمي ة التواص ل المرئ ى و أھمي ة الموض ع ال ذى ي تم في ه التواص ل ‪،‬‬ ‫‪١١٣‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫حيث نرى فى األناجيل العناية الخاصة التى كان يكرس ھا الس يد المس يح إلختي ار األم اكن‬ ‫التى كان يتحدث منھا إلى الجموع ‪ ،‬و ھكذا يخبرن ا إنجي ل مت ى أن الس يد المس يح قب ل أن‬ ‫يلقى ما يعرف بإسم )الموعظة على الجب ل( يص عد إل ى الجب ل لك ى يب ث البش رى الس ارة‬ ‫)مت‪ ، (٥،٦،٧‬كما يخبرن ا إنجي ل معلمن ا لوق ا ب دوره أن الس يد المس يح ك ان يص عد عل ى‬ ‫قارب بطرس و كان يدعوه إلى إبعاده قليالً عن الشاطئ لكى يخلق بيئة فعالة للحديث إلى‬ ‫الجموع )لو‪ ، (٣-١ :٥‬فى إطار آخر نجد أن السيد المسيح عندما ك ان يري د أن يجتم ع و‬ ‫يعلم تالميذه كان يأخذھم إلى مكان منفرد و كان يقضى الوقت معھم )يو‪. (٥٤ :١١‬‬ ‫‪ -١١‬شارك أسرتك فى مشروعك الخ اص لك ى تزي د االنتاجي ة و عل م أوالدك من ذ الص غر‬ ‫قيمة العمل فى مش روع االس رة الخ اص و يمكن ك البح ث ع ن ش ريك ف ى العم ل ش رط ان‬ ‫يكون مشھود له بالصالح و حب العمل ليساعد على زيادة االنت اج )اثن ان خي ر م ن واح د‪،‬‬ ‫ألن لھما أجرة لتعبھما صالحة‪ .‬ألنه إن وقع أح دھما يقيم ه رفيق ه‪ .‬ووي ل لم ن ھ و وح ده‬ ‫إن وقع‪ ،‬إذ ليس ثان ليقيمه‪ .‬أيضا إن اضطجع اثنان يك ون لھم ا دفء‪ ،‬أم ا الوح د فكي ف‬ ‫يدفأ ‪ .‬وإن غلب أحد على الواحد يقف مقابله االثنان‪ ،‬والخيط المثلوث ال ينقط ع س ريعا (‬ ‫)جامعة ‪(٩ :٤‬‬ ‫‪ -١٢‬استغل الوقت األستغالل األمثل ) فانتبھوا تماما إذن كيف تسلكون بتدقيق‪ ،‬ال س لوك‬ ‫الجھ الء ب ل س لوك العق الء ‪ .‬مس تغلين الوق ت أحس ن اس تغالل‪ ،‬ألن األي ام ش ريرة‪) (.‬‬ ‫افسسس ‪(١٦-١٥ : ٥‬‬ ‫ل ذلك عن دما تخط ط لمش روع م ا يج ب أن تض ع ج دول ألدارة الوق ت الخ اص بتأس يس‬ ‫المشروع و الوقت المستخدم فى االنتاج و الوقت المتوقع لتحقيق مبيعات و معالجه التأخير‬ ‫فى الجدول الزمنى و مكافأة المسئول عن األسراع بتنفيذ الجدول الزمنى ‪.‬‬

‫‪١١٤‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫مثال لدراسة جدوى مشروع طھى و تعليب الخضروات و البقوليات‬ ‫تعتمد الط رق المختلف ة لحف ظ و طھ ى الخض روات و الم واد الغذائي ة عل ى األس اليب الت ى‬ ‫تسـاعد على وقف نشاط و نمو البكتريا الضارة لضمان صالحيتھا لإلس تھالك لفت رة معين ة‬ ‫محتفظة بكل مواصفاتھا من النكھة و الرائحة و المظھر و كذلك القيمة الغذائية ‪.‬‬ ‫أھداف المشروع ‪ -:‬يھدف المشروع‪ ٢٦‬إلى إنتاج الخضروات المحفوظ ة بإس تخدام أح دث‬ ‫الطرق العلمية للتصنيع الغذائى و التعبئة لتلبية الطلب المتزايد باألسواق المحلي ة ‪ ،‬و ذل ك‬ ‫لتسھيل مھمة المستھلك فى تجھيز الطعام خاصة األسر العاملة ‪.‬‬ ‫اإلنتاجية ‪ -:‬تتنوع إتجاھات المشروع فمنھا صلصة الطماطم ‪ -‬خضروات متنوعة مطھي ة‬ ‫ البقولي ات المطھي ة ‪ ،‬و تق در إنتاجي ة المش روع بح والى ‪ ٩٠٠٠‬علب ة ‪ /‬ش ھر و ھ و م ا‬‫يعادل حوالى ‪ ٢,٥‬طن من الخضروات و البقوليات ‪.‬‬ ‫خط اإلنتاج و المعدات المطلوبة ‪-:‬‬ ‫تج رى مجموع ة عملي ات و تجھي زات عل ى الخض روات حس ب ن وع المن تج و درج ة‬ ‫الطھى ‪ ،‬و ت تلخص مراح ل التص نيع فيم ا يل ى ‪ -١ -:‬إختي ار األص ناف الص الحة لعملي ات‬ ‫الطھى ‪ -٢.‬الغسيل ‪ -‬التقشير‪ -‬التجھيز ‪ -‬السلق و التسوية ‪ -‬التعبئة ‪ -‬التس خين اإلبت دائى ‪-‬‬ ‫غلق العبوة ‪ -‬المعاملة الحرارية و التعقيم ‪ -‬التبريد المفاجئ ‪ -‬التعبئة و التخزين ‪.‬و يستخدم‬ ‫فى ذلك المعدات الشائعة ف ى الص ناعات الغذائي ة منھ ا ‪-:‬أح واض غس يل )نق ع( ‪ -‬أح واض‬ ‫غسيل ميكانيكية ‪ -‬ماكينة غربلة و تنقي ة الحب وب ‪ -‬س يور متحرك ة ‪ -‬مواق د طھ ى ‪ -‬أوان ى‬ ‫لطھى الخضار ‪ -‬جھاز تعقيم حرارى للمعلبات ‪ -‬جھ از غل ق المعلب ات ‪ -‬آوان ى متدرج ة ‪-‬‬ ‫خالط ‪ -‬مبرد سريع ‪ -‬موائد تجھيز ‪ -‬عدد يدوية متنوعة ‪.‬‬ ‫الخامات ‪-:‬‬ ‫تتوافر خامات المشروع فى السوق المحلى على مدار العام و من أھم الخام ات المطلوب ة‬ ‫‪ * -:‬بقوليات جافة )فول ‪ -‬عدس ‪ -‬فاصوليا ‪ -‬لوبيا ‪ -‬حمص الشام(‪..‬إلخ ‪،‬‬ ‫* خض روات طازج ة )خض روات الموس م( )طم اطم ‪ -‬فاص وليا خض راء ‪ -‬قلق اس ‪-‬‬ ‫بطاطس(‪..‬إلخ ‪ *.‬ملح طعام ‪ -‬مواد حفظ ‪ *.‬خامات تعبئة و تغليف ذات نوعيات مختلفة ‪.‬‬ ‫المساحة و الموقع ‪-:‬‬ ‫يحتاج المشروع مساحة فى حدود ‪٢٠٠‬م‪ ٢‬مغطاة ‪ ،‬شاملة أماكن التصنيع و التخ زين‬ ‫على أن يجھز الموقع بمصدر كھرباء ‪ ٣٨٠‬فولت بقدرة ‪ ٩‬ك وات ‪ ،‬و مصدر مياه حوالى‬ ‫‪١٠‬متر مكعب يومى باإلضافة إلى تجھيزات الصرف الصحى المناسبة ‪.‬‬

‫‪ ٢٦‬دراﺳﺔ اﻟﺟدوى ﻣن ‪ http://www.sfdegypt.org/web/sfd/home‬ﻣوﻗﻊ اﻟﺻﻧدوق اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻰ ﻟﻠﺗﻧﻣﻳﺔ‬

‫‪١١٥‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫العمالة ‪-:‬‬ ‫يتميز المشروع بإيجاد فرص عمل لشباب الخريجين باإلض افة إل ى العمال ة الحرفي ة ‪،‬‬ ‫و يحتاج المشروع إلى حوالى ‪ ١٧‬فرد ‪.‬‬ ‫التسويق و المبيعات ‪-:‬‬ ‫ي تم التس ويق ع ن طري ق ط رح عين ات م ن المنتج ات لتج ار الجمل ة أو إس تغالل‬ ‫المعارض للمنتجات الغذائية أو ع ن طري ق األس واق المتاح ة للتص دير ب وزارة التم وين أو‬ ‫وزارة الزراعة حيث أن منتجات المشروع من المنتجات ذات الشريحة التسويقية العالية‬ ‫التحليل المالى للمشروع ‪-:‬‬ ‫يشير التحليل المالى لھذا المشروع إلى نتائج إيجابية مشجعة لإلستثمار فى ھذا المجال‬ ‫‪ ،‬و قد تم حساب التكاليف اإلستثمارية على أس اس أس عار الس وق المحل ى لع ام ‪ ، ٩٧‬و ق د‬ ‫إشتملت الدراسة المالية لتنفيذ ھذا المشروع على العناصر التالية ‪-:‬‬ ‫ تكاليف رأس المال الثابت و تقدر بمبلغ ‪ ٧٢٦٠٠‬جنيه ن شاملة قيم ة اآلالت و المع دات‬‫و التجھي زات المطلوب ة ‪ - . :‬تك اليف رأس الم ال العام ل ل دورة م دتھا ش ھر واح د ‪ ،‬و‬ ‫تنقسم إلى ‪ -:‬تكاليف مباشرة قيمتھا ‪ ٩٦٢٧‬جنيه و تشمل الخامات و األجور ‪.‬‬ ‫ تكاليف غير مباشرة قيمتھا ‪ ٢١٦٩‬جني ه تتض من )إيج ار مب انى ‪ -‬طاق ة كھربائي ة ‪-‬‬‫ص يانة ‪ -‬مص اريف تس ويق ‪ -‬إھالك ات ‪ -‬احتي اطى ط وارئ( ‪ ،‬و عل ى ذل ك تق در‬ ‫التكاليف اإلستثمارية للمشروع بمبلغ ‪ ٨٤٣٩٦‬جنيه ‪.‬‬ ‫و تص ل قيم ة المبيع ات لمنتج ات المش روع خ الل دورة رأس الم ال العام ل إل ى ‪١٤٣٥٠‬‬ ‫جني ه ‪ ،‬و ب ذلك يحق ق المش روع خ الل الع ام األول أرباح ا ً تق در بنس بة ‪ %٣٦‬م ن قيم ة‬ ‫اإلستثمارات ‪.‬‬

‫‪١١٦‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫ثانيا ً ‪ :‬جانب المصروفات‪-:‬‬ ‫‪ -١‬دفع العشور ‪-:‬‬ ‫إن تقدمة العشور ھى مبدأ من مبادىء العھد القديم ‪ ،‬فالشريعة كانت تحتم على ش عب‬ ‫إسرائيل إعطاء‪ %١٠‬م ن دخلھ م و منتج ات حق ولھم إل ى ﷲ )تعش يراً تعش ر ك ل محص ول‬ ‫زرعك الذى يخرج من الحقل س نة بس نة()ت ث‪ (٢٢: ١٤‬و المقص ود ع دم تأجي ل إخ راج‬ ‫العشور ‪ ،‬و كان إخراج العشور كيوم عيد يحتف ل الك ل ب ه )ال‪) ، (٣٠:٢٧‬ع د ‪، (٢٦:١٨‬‬ ‫)تث‪٢) ، (٢٤:١٤‬أخ ‪ ) (٥:٣١‬فى آخر ثالث سنين تخ رج ك ل عش ر محص ولك ف ى تل ك‬ ‫السنة و تضعه فى أبوابك فيأتى الالوى ألنه ل يس ل ه قس م و ال نص يب مع ك و الغري ب و‬ ‫اليتيم و األرملة الذين فى أبوابك‪ ٢٧‬و يأكلون و يشبعون لك ى يبارك ك ال رب إلھ ك ف ى ك ل‬ ‫عمل ي دك ال ذى تعم ل()ت ث‪ (٢٩ -٢٨: ١٤‬ك انوا ي ذھبون للھيك ل لإلحتف ال بالعش ر الث انى‬ ‫سنتين متواليتين و فى السنة الثالثة ال يذھبون للھيك ل ب ل يحتفل ون ف ى بي وتھم و م دنھم م ع‬ ‫الفقراء و الالويين حتى يفرح الشيوخ و الضعفاء غير القادرين على الصعود إل ى أورش ليم‬ ‫‪ ،‬و ھك ذا ف ى الس نة السادس ة ‪ ،‬أم ا الس نة الس ابعة ف ال يوج د فيھ ا أعش ار فھ م ال يزرع ون‬ ‫األرض في السنة السابعة ‪ ،‬و قد أخذ الالوي ين ال ذين يأخ ذون الكھن وت وص ية أن يعش روا‬ ‫الشعب بمقتضى الناموس)عب ‪ (٩ :٧‬أى كل ما يقتنى اإلنس ان س واء أرض أو مواش ى أو‬ ‫تجارة أو أجر ‪ ،‬حتى الالويين أنفسھم الذين يأخذون العشور كانت الوصية لھ م أن يعش روا‬ ‫ما قد أخذوه )متى أخذتم من بنى إسرائيل العشر الذى أعطيتكم إياه من عندھم نصيبا ً لك م‬ ‫ترفعون منه رفيعة الرب عشراً من العشر فيحسب لكم إنه رفيعتكم كالحنطة من البي در و‬ ‫كالم لء م ن المعص رة فھك ذا ترفع ون أن تم أيض ا ً رفيع ة ال رب م ن جمي ع عش وركم الت ى‬ ‫تأخذون م ن بن ى إس رائيل تعط ون منھ ا رفيع ة ال رب لھ رون الك اھن()ع د‪(٢٨-٢٦ :١٨‬‬ ‫فحتى الخدام و الكھنة يقدمون العشور فھى وصية للجميع ‪ ،‬و يوص ينا ﷲ أن نق دم العش ور‬ ‫قائالً )ھاتوا جميع العشور إل ى الخزن ة ليك ون ف ى بيت ى طع ام و جرب ونى()م ال‪، (١٠ :٣‬‬ ‫كما وعدنا فى نفس اآلية بما سوف يكافئنا به من العطايا والخي رات والبرك ات )إن كن ت ال‬ ‫أفتح لكم كوى السماوات و أفيض عليكم بركة حتى ال توسع و أنتھر من أجلكم اآلك ل ف ال‬ ‫يفسد لكم ثمر األرض و ال يعقر لكم الكرم فى الحقل ق ال رب الجن ود و يط وبكم ك ل األم م‬ ‫ألنك م تكون ون أرض مس رة ق ال رب الجن ود()م ال‪ ، (١٢-١٠ :٣‬ث م يعط ى ھ ذا العش ور‬ ‫ل الوى و الخ دام و الغري ب و اليت يم و األرمل ة ) مت ى فرغ ت م ن تعش ير ك ل عش ور‬ ‫محصولك فى السنة الثالثة سنة العش ور و أعطي ت ال الوى و الغري ب و اليت يم و األرمل ة‬ ‫ف أكلوا ف ى أبواب ك و ش بعوا()ت ث‪ ، (١٢ :٢٦‬و علي ك أن تق دم العش ور ف ى المك ان ال ذى‬ ‫‪ ٢٧‬ﻓﻰ أﺑواﺑﻬم ‪ :‬أى ﻓﻰ ﻣدﻧﻬم ‪.‬‬

‫‪١١٧‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫يخت اره ال رب إلھ ك )أى الكنيس ة( )المك ان ال ذى يخت اره ال رب إلھك م م ن جمي ع أس باطكم‬ ‫ليض ع إس مه في ه س كناه تطلب ون و إل ى ھن اك ت أتون و تق دمون إل ى ھن اك محرق اتكم و‬ ‫ذب ائحكم و عش وركم و رف ائع أي ديكم و ن ذوركم و ن وافلكم و أبك ار بق ركم و‬ ‫غ نمكم()ت ث‪ ، (٦ ، ٥ :١٢‬و حينم ا ك ان يبتع د الش عب ع ن عب ادة ﷲ ك ان م ن ض من‬ ‫عالمات التوبة و الرجوع تقديم العشور كما ح دث م ثالً ف ى عھ د حزقي ا المل ك )‪٢‬أخ ‪:٣١‬‬ ‫‪ ، (٦ -٣‬كذلك فى عھد نحميا حينما تعاھد الشعب و حلف أن يس ير طبق ا ً لوص ايا ﷲ ق الوا‬ ‫ف ى العھ د )و أن ن أتى‪ ...‬بعش ر أرض نا إل ى الالوي ين و الالوي ون ھ م ال ذين يعش رون ف ى‬ ‫جميع مدن فالحتنا و يكون الكاھن إبن ھرون مع الالويين حين يعش ر الالوي ون و يص عد‬ ‫الالويون عشر األعشار إلى بيت إلھنا إلى المخادع إلى بيت الخزينة()ن ح‪(٣٨ ،٣٧ :١٠‬‬ ‫و فعالً ھذا ما حدث )و أتى كل يھوذا بعشر القم ح و الخم ر و الزي ت ال ى المخ ازن( )ن ح‬ ‫‪ ، (١٢ :١٣‬و قد إعتبر ﷲ أن عدم دفع العشور أو تقديمھا سلب ب ل س بب لعن ة فيق ول‬ ‫الرب )أيسلب اإلنسان ﷲ ف إنكم س لبتمونى فقل تم بم ا س لبناك ف ى العش ور و التقدم ة لق د‬ ‫لعنتم لعنا ً و إياى أنتم سالبون ھذه األمة كلھا()مال‪ ، (٩-٨ :٣‬لكن فى العھد الجديد أصبح‬ ‫العط اء و التق دمات ليس ت العش ور و البك ور فق ط ب ل ق ال ال رب )بيع وا أمتع تكم و أعط وا‬ ‫ص دقة()ل و‪ (٣٣ :١٢‬أى حت ى األمتع ة الخاص ة بالمعيش ة ل و بعناھ ا و أعطيناھ ا ص دقة‬ ‫لحسن ذلك فى عينى الرب )و قال الرب و كل من س ألك فأعط ه()ل و‪) ، (٣٠ :٦‬إن أردت‬ ‫أن تك ون ك امالً فإذھ ب و ب ع أمالك ك و أع ط الفق راء فيك ون ل ك كن ز ف ى الس ماء و تع ال‬ ‫إتبعنى()مت‪ (٢١ :١٦‬و قد مدح الرب يسوع األرمل ة الت ى ج اءت و ألق ت فلس ين قيمتھم ا‬ ‫ربع فدعا تالميذه و ق ال لھ م )الح ق أق ول لك م أن ھ ذه األرمل ة الفقي رة ق د ألق ت أكث ر م ن‬ ‫جميع الذين ألقوا فى الخزانة ألن الجميع من فضلتھم ألقوا و أما ھذه فمن أعوازھا ألقت‬ ‫كل ما عندھا كل معيشتھا( )م ر‪ ، (٤٤-٤١ :١٢‬يق ول ب ولس الرس ول أن عل ى الم ؤمنين‬ ‫تخص يص ج زء م ن دخلھ م لمس اعدة الكنيس ة )‪١‬ك و ‪ (٢-١:١٦‬و ي دفع المس يحيون ھ ذه‬ ‫الضريبة ألى إنسان محتاج أو معدم أو فقير أيا ً كان لونه أو جنس ه أو دين ه تحقيق ا ً لم ا ورد‬ ‫على لسان السيد المسيح )و كل م ن س ألك فإعط ه و م ن أخ ذ ال ذى ل ك ف ال تطالب ه()ل و‪:٦‬‬ ‫‪ ، (٣٠‬بل زاد على العشور قائالً )فأجاب و قال لھ م م ن ل ه ثوب ان فل يعط م ن ل يس ل ه و‬ ‫من له طعام فليفعل ھكذا()لو‪ (١١ :٣‬أى بمعدل النصف‪ %٥٠‬و ليس‪ ، %١٠‬إنم ا العش ر‬ ‫الحد األدنى ‪ ،‬فالخير ليس فيه نسب و ھذه ھى فلسفة العطاء فى المسيحية ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬تقديم البكور ‪-:‬‬ ‫يقصد بالبكور أوائل ثمار األرض أو أجرة عم ل الي دين أو بالجمل ة أوائ ل ك ل خي ر يص ل‬ ‫لإلنسان‪ ،‬و أول م ا نس مع عنھ ا ف ى تقدم ة ھابي ل ال ذى ق دم )أبك ار غنم ه و م ن س مانھا()‬ ‫ت ك‪ ، (٤:٤‬أم ا ف ى ش ريعة موس ى فق د نظ م ﷲ البك ور ف ى ك ل ش ئ س واء ف ى اإلنس ان أو‬ ‫‪١١٨‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫الحيوان أو فى ثمار األشجار)قدس لى كل بكر كل فاتح رحم من الناس و من البھ ائم إن ـه‬ ‫لى (‬ ‫)خر‪) ، (٢ : ١٣‬أول أبك ار أرض ك تحض ره لل رب إلھ ك()خ ر‪) ، (١٩ : ٢٣‬ت ث‪-١ : ٢٦‬‬ ‫‪) ، (١٤‬أوائل كل الباكورات جميعھا و كل رفيعة من كل رف ائعكم تك ون للكھن ة و تعط ون‬ ‫الكاھن أوائل عجينكم لتحل البركة على بيتك()حز‪. (٣٠:٤٤‬‬ ‫‪ -٣‬الوفاء بالنذور ‪-:‬‬ ‫و ھو عھد يعھده اإلنسان لخالق ه و يق رره ف ى فك ره أو يقول ه بين ه وب ين نفس ه و ب أن يش ھد‬ ‫عليه من آراده و ذلك من أجل طلب م ن ﷲ لص الح اإلنس ان مث ل تكمي ل فض يلة م ا أو أن‬ ‫يرزق بعمل أو نسل ‪ ،‬و عادة يكون بأن يتعھد ذلك اإلنس ان ب دفع م ال أو عم ل أو إحض ار‬ ‫شئ ما ‪ ،‬أو ب أن ين ذر ص وما ً أو ص الة أو بتولي ة أو رھبن ة أو إقالع ا ً ع ن معص ية م ا ‪ ،‬و‬ ‫نجد مثال على ذلك مثل نذر حنة أم صموئيل النبى و التى أتت إل ى الھيك ل حزين ة تص لى‬ ‫و تبكى ألنھا كانت عاقراً )و ھى مرة النفس فصلت إلى الرب و بك ت بك اء و ن ذرت ن ذراً‬ ‫و قال ت ي ا رب الجن ود إن نظ رت نظ راً إل ى مذل ة أمت ك و ذكرتن ى و ل م ت نس أمت ك ب ل‬ ‫أعطيت أمتك زرع بشر فإنى أعطيه للرب كل أي ام حيات ه و ال يعل و رأس ه موس ى()‪١‬ص م‬ ‫‪ ، (١١-١٠:١‬و بالفعل نفذت حنة نذرھا و قالت )ألجل ھذا الصبى صليت فأعطانى ال رب‬ ‫‪٢٨‬‬ ‫سؤلى الذى سألته م ن لدن ه و أن ا أيض ا ً ق د أعرت ه لل رب جمي ع أي ام حيات ه ھ و عاري ة‬ ‫للرب و سجد ھناك للرب()‪١‬صم ‪، (٢٨ ، ٢٧: ١‬و تختلف الن ذور ع ن العش ور و البك ور‬ ‫فى أنھا ليست إال تعھد من اإلنسان أمام ﷲ يلزم به اإلنسان نفسه ‪ ،‬و ليس ت وص ية واجب ة‬ ‫النفاذ من ﷲ لإلنسان مث ل العش ور و البك ور ‪ ،‬كم ا أن الن ذور طالم ا قطعھ ا اإلنس ان عل ى‬ ‫نفسه فقد أصبحت واجبة النفاذ ‪ ،‬فھكذا أوصانا كتابنا المقدس )إذا ن ذر رج ل ن ذراً لل رب أو‬ ‫أقس م قس ما ً أن يل زم نفس ه ب الزم ف ال ي نقض كالم ه حس ب ك ل م ا خ رج م ن فم ه‬ ‫يفعل()عد‪ ، (٢: ٣٠‬كما أخبرنا أنه خير لإلنس ان أن ين ذر و ي وفى ن ذوره ف ى مواعي دھا و‬ ‫إال فال يقوم بعمل النذر )إذا نذرت نذراً للرب إلھك فال تؤخر وفاءه ألن الرب إلھ ك يطلب ه‬ ‫منك فتكون عليك خطية و لكن إذا إمتنعت أن تن ذر ال تك ون علي ك خطي ة()ت ث‪، ٢١ :٢٣‬‬ ‫‪. (٢٢‬‬ ‫‪ -٤‬الوقف ‪-:‬‬ ‫ھو ما يوقفه اإلنس ان ف ى حيات ـه أو بع د وفات ه عل ى جھ ة معين ـة لتنتف ع ب ه دون غيرھ ا و‬ ‫دون التصرف فيه بالبيع و يقوم كثي ر م ن المس يحين بوق ف أمالكھ م لحس اب الكنيس ة لك ى‬ ‫تقوم الكنيسة بأستخدامھا فى مساعدة الفقراء و المحتاجين ‪.‬‬ ‫‪ ٢٨‬ﻋﺎرﻳﺔ ‪ :‬ﺗﻌﻧﻰ إﺳﺗﻌﺎرة ‪ ،‬راﺟﻊ )‪٢‬ﻣﻝ ‪. (٥ : ٦‬‬

‫‪١١٩‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫‪ -٥‬تقديم القرابيـن ‪-:‬‬ ‫و ھى التى نتقرب بھا الى ﷲ ‪ ،‬و تذكر تلك العطايا فى القداس اإللھى فى أوشية القرابين‬ ‫للذين يقدمون للكنيسة الخمر و الزيت و البخور و الس تور و كت ب الق راءة و آوان ى الم ذبح‬ ‫و تطلب أن يعوضھم الرب خيراً )أذكر ي ا رب ال ذين ق دموا ھ ذه الق رابين و ال ذين ق دمت‬ ‫عنھم و الذين قدمت بواسطتھم أعطھم كلھم األجر الس مائى( و ف ى أوش ية الق رابين أيض ا ً‬ ‫)أعطھم الباقيات ع وض الفاني ات األب ديات ع وض األرض يات بي وتھم و مخ ازنھم إمألھ ا‬ ‫من كل الخير(‬ ‫‪ -٦‬النوافل ‪-:‬‬ ‫و ھى األجزاء الفائضة منا مثل ما يفيض ف ى زواي ا الحق ل و م ا يق ع م ن الحص ادين عل ى‬ ‫األرض و المالبس غير المستخدمة ‪.‬‬ ‫** لماذا العطاء بسرور؟‬ ‫أ‪ -‬ألن الرب أوصانا بالعطاء ‪-:‬‬ ‫فى العھد القديم فى )تث‪)(٨-٧ :١٥‬ال تقبض يدك عن أخيك الفقير بل إفتح ي دك ل ه(‬ ‫‪ ،‬و فى)إش‪ (٩ :٥٨‬تكلم عن الصوم المقب ول فق ال )أل يس أن تكس ر للج ائع خب زك و أن‬ ‫ت دخل المس اكين الت ائھين إل ى بيت ك إذا رأي ت عريان ا ً أن تكس وه و أن ال تتغاض ى ع ن‬ ‫لحمك( ‪ ،‬و أيضا ً فى العھد الجديد يق ول ال رب ف ى )م ت ‪)(٤٠- ٣٤ :٢٥‬ث م يق ول المل ك‬ ‫للذين عن يمينه تعالوا يا مباركى أبى رثوا الملك وت المع د لك م من ذ تأس يس الع الم ألن ى‬ ‫جع ت ف أطعمتمونى عطش ت فس قيتمونى كن ت غريب ا ً ف آويتمونى عريان ا ً فكس وتمونى‬ ‫مريضا ً فزرتم ونى فيجيب ه األب رار حينئ ذ ق ائلين ي ا رب مت ى رأين اك جائع ا ً فأطعمن اك أو‬ ‫عطشانا ً فسقيناك فيجيب الملك و يقول لھم الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتى‬ ‫ھؤالء األصاغر فبى فعلتم( ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ألن البخيل يعطى لكن بدون سرور فاألفضل أن تعطى بسرور ‪-:‬‬ ‫)ال أحد أقبح جرما ً من البخيل لماذا يتكبر التراب و الرماد( ) يشوع بن سيراخ ‪(٩ : ١٠‬‬ ‫‪) ،‬عين البخيل ال تشبع من حظه و ظلم الشرير يضنى نفسه( ) يش وع ب ن س يراخ ‪: ١٤‬‬ ‫‪ ، (٩‬بينما يحترق قلب البخيل بشھوة الغنى و بروح الطمع إذا بالذين يعيش ون م ن خيرات ه‬ ‫أكثر من ه س عادة ‪ ،‬الق ديس أغس طينوس ق ارن ب ين الغن ى البخي ل ال ذى ال يش بع قلب ه ب وفرة‬ ‫خيراته و العاملين عنده ‪ ،‬فوجد أن الع املين ي أكلون م ن الخي رات ب أجرتھم بينم ا ق د يح رم‬ ‫الغنى نفسه من الخيرات بسبب بخله و حب ه الش ديد لإلقتن اء ‪ ،‬أو ق د ي نعم الع املون ب التمتع‬ ‫باألك ل أو الطع ام الس ماوى خ الل حي اتھم التقي ة بينم ا يح رم الغن ى البخي ل م ن المائ دة‬ ‫السماوية ‪ ،‬قد يقول قائل ‪ :‬لكن العاملين يشقون و يتعب ون أم ا الغن ى فف ى راح ة يجن ى ثم ر‬ ‫‪١٢٠‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تعبھم ‪ ،‬ھؤالء يرد عليھم سفر الجامعة قائالً )إذا كثرت الخيرات كثر ال ذين يأكلونھ ا و أى‬ ‫منفع ة لص احبھا إال رؤيتھ ا بعيني ه()ج ا‪ (١١ :٥‬فالع املون الفق راء يتعب ون جس ديا ً لك نھم‬ ‫ينعمون بلذة عند نومھم بغض النظ ر ع ن ن وع الطع ام ال ذي يأكلون ه أو كميت ه ‪ ،‬أم ا الغن ى‬ ‫الجشع فال يستريح قلبه بالليل ‪ ،‬يطير النوم من عينيه مفكراً كيف يضاعف ثروته لذلك قيل‬ ‫)ھكذا طرق كل مولع بكسب يأخذ نفس مقتنيه( )أم ‪ ، (١٩ :١‬ال تكمن المشكلة فى الغن ى‬ ‫و إنما فى الولع بالكسب ‪ ،‬فقد وجد أغنياء كثيرون اقتنوا نفوسھم بع دم ح بھم للم ال ‪ ،‬فأبين ا‬ ‫إبراھيم كان غنيا ً و ھو أول الجالسين فى المتكأ بالملكوت ‪ ،‬و كذلك كان أيوب فعن دما ك ان‬ ‫غنيا ً كان محبا ً و متقيا ً و حتى عندما فقد كل ماله و أوالده لم يج دف عل ى ﷲ ب ل ش كره‬ ‫دائما ً ‪ ،‬ثم من جھة أخرى يقدم س ليمان الحك يم ص ورة م رة ل بعض األغني اء ال ذين تأخ ذھم‬ ‫الحياة و تجرفھم لملذاتھا فنجد سليمان يبنى م ذابح آللھ ة غريب ة و يبخ ر لھ ا ‪ ،‬كم ا نج د أن‬ ‫الكتاب المقدس حذرنا أيضا ً من البخل )ال أحد أقبح جرما ً من البخيل لماذا يتكبر الت راب و‬ ‫الرم اد( )يش وع ب ن س يراخ ‪) ، (٩ : ١٠‬ع ين البخي ل ال تش بع م ن حظ ه( )يش وع ب ن‬ ‫سيراخ‪(٩ :١٤‬‬ ‫كما أن البخل مضر أيضا ً من الناحية االقتصادية ‪ ،‬ف إذا إس تمر البخي ل يكن ز أموال ه ب دالً‬ ‫من إنفاقھ ا فس يظل ھن اك الكثي ر م ن الس لع و الخ دمات الت ى ل م يس تنفذھا الغن ى البخي ل ‪،‬‬ ‫فالمال فى حد ذاته ال يھم و لكن المھم ما تشتريه بالمال فكلما قل ما يشتريه الغنى البخي ل‬ ‫و إكتن ز الم ال زاد م ا يش تريه اآلخ رين ‪ ،‬إن إص رار البخي ل عل ى خ روج أموال ه م ن‬ ‫الس وق جع ل األس عار ت نخفض ‪ ،‬مم ا جع ل قيم ة األم وال الت ى يملكھ ا اآلخ رين ترتف ع‬ ‫لتشترى األشياء التى تخلى عنھا البخيل و حرم نفسه منھا ‪ ،‬فھو لم يقدم عشور للكنيسة و‬ ‫لم يدفع الضرائب لك ن س اھم ف ى ح ل مش اكل الفق راء ألن ه إخت ار أن يتن ازل للفق راء ع ن‬ ‫حصته فى سوق المالبس و األراضى و غيرھا من األسواق التى رفض أن يش ترى منھ ا‬ ‫‪ ،‬لك ن إذا فكرن ا ف ى أن ھ ذا البخي ل تخل ى ع ن نق وده و ق رر ش راء ث وب قم اش فبالت الى‬ ‫أصبح المعروض من األقمشة أقل من السابق و بالتالى ھناك ش خص فقي ر إرتف ع بالنس بة‬ ‫له سعر القماش فقرر عدم الشراء و على العكس األغنياء األسخياء المنتجين فھم يشترون‬ ‫بكثرة مما يزيد إرتفاع األسعار على الفقراء و لكن تبرعاتھم و مشاريعھم الت ى يعم ل بھ ا‬ ‫كثير من الفقراء و متوسطى الدخل تعيد التوازن فى األسعار ‪.‬‬ ‫ج‪ -‬ألن العطاء ھو حب ومشاركة و تضحية ‪-:‬‬ ‫جمي ع المس يحيين يج ب أن يكون وا ذبيح ة دائ ـمة كم ا ق ال ب ولس الرس ول )قرب وا‬ ‫أجسادكم ذبيحة حية مقدس ة مرض ية عن د ﷲ()رو‪ ، (٢-١:١٢‬و عندم ـا نعط ى ال نطل ب‬ ‫مديح الناس بل ﷲ )فمتى صنعت صدقة فال تصوت قدامك بالبوق كما يفعل الم راؤون ف ى‬ ‫المجامع و فى األزقة لكى يمجدوا من الناس الح ق أق ول لك م إنھ م ق د إس توفوا أج رھم و‬ ‫‪١٢١‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫أم ا أن ت فمت ى ص نعت ص دقة ف ال تع رف ش مالك م ا تفع ل يمين ك لك ى تك ون ص دقتك ف ى‬ ‫الخفاء فأبوك الذى يرى فى الخفاء ھ و يجازي ك عالني ة()م ت‪ ،(٤-٢: ٦‬و ال يش ترط أن‬ ‫نعطى و يكون لنا رجاء فى ھ ذا العال ـم و لك ن لن ا ثق ة ف ى ﷲ و ف ى أن ه س وف يكافئن ا ف ى‬ ‫األرض أو ف ى الس ماء )ألن ك تك افىء ف ى قيام ة األب رار()ل و‪ ، (١٤-١٢:١٤‬و ال يج ب‬ ‫علينا أن نعطى و نح ن تح ت ض غط و لك ن بك ل س رور القل ب و إمتنان ـا ً ل نعم ﷲ علين ـا و‬ ‫على حسب مقدرتنـا )كل واحد كم ا ين وى بقلب ه ل يس ع ن ح زن أو إض طرار ألن المعط ى‬ ‫المس رور يحب ه ﷲ()‪٢‬ك و‪ ، (٧ :٩‬إذاً ل يس جي داً أن يك ون اإلنس ان منطوي ا ً عل ى ذات ه ال‬ ‫يأخ ذ و ال يعط ى ‪ ،‬و أيض ا ً ال يك ون إنس انا ً أناني ا ً يح ب أن يأخ ذ و ال يعط ى ‪ ،‬فاإلنس ان‬ ‫المحب الباذل ھو ال ذى يعط ى و ال ينتظ ر أن يأخ ذ ‪ ،‬و ق د يص ل ب ه الح ب إل ى أن يفض ل‬ ‫غيره عل ى نفس ه ‪ ،‬حي ث يق ول الكت اب ف ى )إش‪)(١٧ :١‬تعلم وا فع ل الخي ر أطلب وا الح ق‬ ‫إنصفوا المظلوم إقض وا لليت يم ح اموا ع ن األرمل ة( ‪ ،‬كم ا ق ال ال رب يس وع ف ى )ي و‪:١٥‬‬ ‫‪)(١٣‬ليس ألحد حب أعظم من ھذا أن يضع أحد نفسه ألجل أحبائه( ‪) ،‬المعطى المس رور‬ ‫يحبه ال رب()‪٢‬ك و‪ ، (٧ :٩‬أن ت تح ب اإلنس ان المحت اج و ب دافع المحب ة تعطي ه ‪ ،‬و يش عر‬ ‫المحتاج بمحبتك له فيفرح بھا أكثر من فرحه بما يأخذ ‪.‬‬ ‫د‪ -‬ألن العطاء إسثمار يجلب البركة ‪-:‬‬ ‫البركة ف ى مفھ وم االقتص اد المس يحى ھ ى الي د الخفي ة الت ى ت دفع االقتص اد لألم ام و‬ ‫تحق ق الت وازن ال ذاتى ‪ ،‬ف الفرد ال ذى يھ تم بمص لحة اآلخ رين يس اھم ف ى إرتق اء مص لحة‬ ‫المجتمع و نفسه أيضا ً ‪ ،‬و ذلك بعكس ما قاله آدم سميث فى تعريفه للي د الخفي ة ب أن الف رد‬ ‫الذى يقوم باإلھتمام بمصلحته الشخصية يساھم أيضا ً فى إرتقاء المصلحة الخيرة لمجتمعه‬ ‫ككل ‪ ،‬وعد ﷲ من يساعد الفقير )م ن يعط ى الفقي ر ال يحت اج و لم ن يحج ب عن ه عيني ه‬ ‫لعنات كثيرة( )أم‪ ، (٢٧:٢٨‬كما يعد من قدم عشوره ف ى موع ده ق ائالً )أنتھ ر م ن أجلك م‬ ‫اآلكل فال يفسد لكم ثم ر األرض و ال يك ون لك م الك رم عقيم ا ً ف ى الحق ل ق ال رب الجن ود‬ ‫فتغبطكم جميع األم م ألنك م تكون ون أرض ا ً ش ھية ق ال رب الجن ود()م ال ‪ ، (١٢-١١:٣‬و‬ ‫ي ـعد ال رب أيض ا ً أن يحم ى اإلنس ان م ن الش ر و الم رض )ط وبى لم ن يراع ى المس كين‬ ‫ينقذه الرب فى يوم السوء ال رب يحفظ ه و يحيي ه و يس عده ف ى األرض و ال يس لمه إل ى‬ ‫نفوس أعدائه()مز‪ ، (٣-٢:٤٠‬كما كان الوعد واضحا ً فى قول طوبيا إلبن ه )تص دق م ن‬ ‫مالك و ال تحول وجھك عن فقير و حينئذ فوجه الرب ال يحول عنك كن رحيما ً على ق در‬ ‫طاقتك إن كان لك كثير فإبذل كثيراً و إن كان لك قلي ل فإجتھ د أن تب ذل القلي ل ع ن نف س‬ ‫طيبة فإنك تدخر لك ثوابا ً جميالً إلى يوم الض رورة ألن الص دقة تنج ى م ن ك ل خطيئ ة و‬ ‫من الموت و ال تدع النفس تصير إلى الظلمة إن الصدقة ھى رجاء عظيم عند ﷲ العل ى‬ ‫لجميع صانيعھا( )طوبيا‪ ، (١٢-٧:٤‬و ك ان ق ول ال رب ف ى )ل و ‪)(٣٨ :٦‬أعط وا تعط وا‬ ‫‪١٢٢‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫كيالً جيداً ملبداً مھزوزاً فائضا ً( إذاً فالذى يعطى يأخذ بركات عديدة من الرب ‪ ،‬و ھذا م ا‬ ‫حدث مع أرملة صرفة صيدا فى أيام المجاعة ‪ ،‬حيث قدمت إليليا النبى حفنة ال دقيق الت ى‬ ‫كانت عندھا و القليل من الزيت ‪ ،‬و لھذا ب ارك ﷲ بيتھ ا برك ة عظيم ة ‪ ،‬أيض ا ً ق ال الس يد‬ ‫المسيح )إكنزوا لكم كنوزاً فى السماء()مت‪ (٢١-١٩:٦‬و ذل ك لك ى يش جع الم ؤمنين ألن‬ ‫يعطوا للرب ‪ ،‬فإستثمار مال األرض من أجل الحصول على ملكوت السموات ھ و إح دى‬ ‫الط رق لحص ولنا عل ى الكن وز الروحي ة الس ماوية ‪ ،‬راج ع )ل و‪، (١٣-١:١٦‬و مكت وب‬ ‫أيض ا ً ف ى )أم‪)(١٧ :١٩‬م ن ي رحم الفقي ر يق رض ال رب و ع ن معروف ه يجازي ه( ‪) ،‬ألن‬ ‫منك الجميع و من يدك أعطيناك()أى‪ (١٤ :٢٩‬أى أن كل شىء ھو ملك للرب و نحن ال‬ ‫نملك شيئا ً بل إنه تواضع من ﷲ الغنى أن يأخذ منا بالرغم من أنه يعطينا كل شئ ‪.‬‬ ‫‪ -٧‬دفع الضرائب ‪-:‬‬ ‫لقد قام السيد المس يح ب دفع الض رائب للروم ان ب ل و ق ال ص راحة أن ه يج ب دف ع الض ريبة‬ ‫للحاكم )ثم أرس لوا إلي ه قوم ا ً م ن الفريس يين و الھيرودس يين لك ى يص طادوه بكلم ة فلم ا‬ ‫جاءوا قالوا له يا معلم نعلم أنك صادق و ال تبالى بأحد ألنك ال تنظر إلى وجوه الن اس ب ل‬ ‫بالحق تعلم طريق ﷲ أيجوز أن تعطى جزية لقيص ر أم ال نعط ى فعل م ري اءھم و ق ال لھ م‬ ‫لماذا تجربوننى إيتونى بدينار ألنظره فأتوا به فقال لھم لمن ھذه الصورة و الكتابة فقالوا‬ ‫فتعجب وا‬ ‫ل ه لقيص ر فأج اب يس وع و ق ال لھ م إعط وا م ا لقيص ر لقيص ر و م ا‬ ‫منه()مر‪ (١٧-١٣ : ١٢‬لكنك ستعتقد بأن السيد المسيح لم يتدخل ف ى الش أن االقتص ادى و‬ ‫اإلجتماعى للناس ‪ ،‬ب ل أم ر الن اس بك ل بس اطة أن ي دفعوا الض رائب للس لطة دون نق اش ‪،‬‬ ‫لك ن إذا ق رأت ق ول الس يد المس يح )إذا آراد أح د أن يك ون أوالً فيك ون آخ ر الك ل و خادم ا ً‬ ‫للكل()مر‪ ، (٣٥ :٩‬و أيضا ً )فال يكون ھكذا فيكم بل من آراد أن يصير فيكم عظيما ً يك ون‬ ‫لكم خادما ً( )مر‪ ، (٤٣ :١٠‬فالحاكم من أعظم الناس و بالت الى يج ب أن يك ون خادم ا ً لك ل‬ ‫الناس و المقص ود بالخدم ة ھ و أن يس لك ب ين الن اس بطھ ارة القل ب و الي د و أن يع دل ب ين‬ ‫الرعية ‪ ،‬لكن إذا كان ھذا الخادم كسول و شرير و فاسد فھل نعطي ه الض ريبة لينفقھ ا عل ى‬ ‫لذات ه و ش ھواته كم ا فع ل س ليمان الحك يم عن دما إنح رف ع ن عب ادة ﷲ ؟ فنظري ة دف ع‬ ‫الض رائب للس لطة تش ترط أن تحق ق ھ ذه الس لطة الخدم ة الحقيقي ة للمجتم ع ف إذا ك ان ھ ذا‬ ‫الخادم فاسد مثله كمثل الخادم الثالث ف ى مث ل الخ دام الثالث ة )م ت‪)(٣٢ -١٤ :٢٥‬و كأنم ا‬ ‫إنسان مسافر دعا عبيده و سلمھم أمواله فأعطى واحداً خم س وزن ات و آخ ر وزنت ين و‬ ‫آخر وزنة كل واحد على ق در طاقت ه و س افر للوق ت فمض ى ال ذى أخ ذ الخم س وزن ات و‬ ‫تاجر بھا فربح خمس وزنات أخر و ھكذا الذى أخذ الوزنتين رب ح أيض ا ً وزنت ين أخ ريين‬ ‫و أما الذى أخذ الوزنة فمضى و حفر فى األرض و أخفى فضة س يده و بع د زم ان طوي ل‬ ‫أتى سيد أولئك العبيد و حاسبھم فجاء الذى أخذ الخمس وزنات و قدم خمس وزنات أخ ر‬ ‫‪١٢٣‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫قائالً يا سيد خمس وزنات سلمتنى ھوذا خمس وزنات أخر ربحتھ ا فوقھ ا فق ال ل ه س يده‬ ‫نعما ً أيھا العبد الصالح و األمين كنت أمينا ً فى القليل فأقيم ك عل ى الكثي ر أدخ ل إل ى ف رح‬ ‫سيدك ثم جاء ال ذى أخ ذ ال وزنتين و ق ال ي ا س يد وزنت ين س لمتنى ھ وذا وزنت ان أخري ان‬ ‫ربحتھم ا فوقھم ا ق ال ل ه س يده نعم ا ً أيھ ا العب د الص الح و األم ين كن ت أمين ا ً ف ى القلي ل‬ ‫فأقيمك على الكثير أدخل إلى فرح سيدك ثم جاء أيضا ً الذى أخذ الوزنة الواح دة و ق ال ي ا‬ ‫سيد عرفت أنك إنسان قاس تحصد حيث لم تزرع و تجمع حيث لم تب ذر فخف ت و مض يت‬ ‫و أخفيت وزنتك ف ى األرض ھ وذا ال ذى ل ك فأج اب س يده و ق ال ل ه أيھ ا العب د الش رير و‬ ‫الكسالن عرفت أنى أحصد حيث لم أزرع و أجمع من حيث ل م أب ذر فك ان ينبغ ى أن تض ع‬ ‫فضتى عند الصيارفة فعند مجيئى كنت آخذ الذى لى مع ربا فخذوا منه الوزنة و أعطوھ ا‬ ‫للذى له العشر وزنات ألن كل من له يعطى فيزداد و من ليس ل ه فال ذى عن ده يؤخ ذ من ه‬ ‫و العبد البطال إطرحوه إلى الظلمة الخارجية ھناك يكون البكاء و ص رير األس نان و مت ى‬ ‫جاء إبن اإلنسان ف ى مج ده و جمي ع المالئك ة القديس ين مع ه فحينئ ذ يجل س عل ى كرس ى‬ ‫مجده و يجتمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضھم م ن بع ض كم ا يمي ز الراع ى الخ راف‬ ‫من الجداء( ‪ ،‬و مثل الخدام ينطبق على الدولة فالخادم ھو الحكومة التى تحصل الض رائب‬ ‫‪ ،‬و السيد ھو المجتم ع ال ذى ي تم تحص يل الض رائب من ه ‪ ،‬فم ا ھ و الوض ع عن دما تس تمر‬ ‫الحكومة التى تخ دم مص الح المجتم ع ف ى إخف اء أم وال الض رائب الكثي رة و إكتنازھ ا لع دة‬ ‫س نوات ‪ ،‬ث م ظل ت مس تمرة ف ى تحص يل الض رائب حت ى بات ت الض رائب ف ى ذم ة الدول ة‬ ‫كثيرة جداً و عم الظلم و الفقر البالد و كره الناس الحاكم ألنه أخل بواجبات ه للمجتم ع ال ذى‬ ‫إنتخبه رئيسا ً له ‪ ،‬و ھذا ما ح دث ف ى ث ورة ‪ ٢٥‬ين اير ‪ ٢٠١١‬و ث ورة ‪ ٣٠‬يوني و ‪٢٠١٣‬و‬ ‫قبلھا فى ثورة ‪ ٢٣‬يوليو ‪ ، ١٩٥٢‬فالس يد المس يح أعط ى الض ريبة لكن ه يج ازى ك ل ح اكم‬ ‫على سوء إستغالله للضريبة ‪ ،‬و حتى الغير مؤمن بالمس يح م ن الحك ام لك ن يطب ق مب ادئ‬ ‫الفك ر المس يحى ينم ى ال رب عمل ه ‪ ،‬فق د أخ ذت الياب ان بنظري ة الكت اب المق دس ف ى دف ع‬ ‫الضريبة من أجل مساعدة الحاكم على تدبير متطلبات المجتم ع و مول ت قطاع ات اإلنت اج‬ ‫اليابانى بدون فوائد و بدون ضرائب ‪ ،‬مم ا س اعد ھ ؤالء المنتج ون عل ى النھ وض بالياب ان‬ ‫من دولة متخلفة مھزومة فى آواخر الحرب العالمية الثانية إلى دولة صناعية عظمى خالل‬ ‫عشرين سنة ‪ ،‬و نحن إذا أردنا البحث عن أدلة فى نظرية االقتصاد المسيحى الت ى ت رفض‬ ‫الخض وع أللوھي ة غي ر ﷲ ‪ ،‬و ت رفض نظري ة جباي ة الض رائب لإلنف اق دون حس اب ‪،‬‬ ‫فسنجد عشرات األمثلة ‪ ،‬أولھا إعتبار العشارين و الجباة مضرب المثل فى السوء ‪ ،‬و لك ن‬ ‫ال ننسى أن اإلعتراض على الضرائب و الظلم عموما ً ل ه ط رق مش روعة و قانوني ة يج ب‬ ‫أن تستنفذھا أوالً حتى تلجأ للثورة على المجتمع ‪ ،‬فقد يكون إعتقادك بأن الحاكم ظ الم وھ م‬ ‫خاص بك وحدك فتجنب أن تكون معث رة للش عب برأي ك الشخص ى ‪ ،‬و ھ ذا م ا فعل ه الس يد‬ ‫‪١٢٤‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫المسيح )و لما جاءوا إلى كفر ن احوم تق دم ال ذين يأخ ذون ال درھمين إل ى بط رس و ق الوا‬ ‫أم ا ي وفى معلمك م ال درھمين ق ال بل ى فلم ا دخ ل البي ت س بقه يس وع ق ائالً م اذا تظ ن ي ا‬ ‫س معان مم ن يأخ ذ مل وك األرض الجباي ة أو الجزي ة أم ن بن يھم أم م ن األجان ب ق ال ل ه‬ ‫بطرس من األجانب قال له يسوع فإذاً البنون أحرار و لكن ل ئال نعث رھم إذھ ب إل ى البح ر‬ ‫و ألق صنارة و السمكة التى تطل ع أوالً خ ذھا و مت ى فتح ت فاھ ا تج د إس تاراً‪ ٢٩‬فخ ذه و‬ ‫أعطھ م عن ى و عن ك()م ت‪ (٢٧ – ٢٣ :١٧‬و ال درھمين ھ ى ض ريبة ت دفع للھيك ل ‪ ،‬أم ا‬ ‫الجزية فھى التى تدفعھا الشعوب المستعمرة لقيصر ‪ ،‬و كان رئيس الكھنة و الكھنة معافين‬ ‫من دفع ضريبة الدرھمين ‪ ،‬و سؤال المسيح ممن يأخذ ملوك األرض الض ريبة يش ير ألن‬ ‫النظ ام ج ائر فكھن ة اليھ ود منج رفين لش ھوة الم ال ‪ ،‬كم ا أن دف ع الجزي ة لقيص ر ظل م ألن‬ ‫األرض أرض اليھود أعطاھا لھم ﷲ و األرض و م ا عليھ ا مل ك و المس يح إب ن ﷲ ‪ ،‬و‬ ‫لكن المسيح أظھر طاعة للنظام حت ى ال يعث ر الش عب فيقوم وا بث ورة غي ر مدروس ة ت ؤدى‬ ‫لعواقب سيئة عليھم بأكثر من دفع الضريبة و ألن ﷲ ھو ض ابط الك ل فإن ه يج ازى قيص ر‬ ‫و كھنة اليھود على أعمالھم فى الدينون ة أم ا ف ى الحي اة فق د عاق ب ﷲ قس وة اليھ ود و ع دم‬ ‫فھمھ م ب إحتالل الروم ان لھ م ‪ ،‬و عن دما ث ار اليھ ود عل ى الروم ان ك ان ل ديھم ح ق و لك ن‬ ‫أياديھم ھم و قادتھم كان ت ملوث ة ب دماء الس يد المس يح فھ زمھم الروم ان و دم روا أورش ليم‬ ‫تمام ا ً فإح ذر م ن أن ي دفعك الظل م للث ورة فتخت ار ق ادة فاس دين فتق ع فريس ة لش رور حك ام‬ ‫ثوريين فاسدين ‪.‬‬ ‫‪ -٨‬الصوم ‪-:‬‬ ‫قد يمتنع اإلنسان عن الطعام‪ ،‬ولكن ه يش تھيه‪ .‬ل ذلك فل يس الس مو ف ي األمتن اع ع ن الطع ام‪،‬‬ ‫إنما في الزھد فيه‪ .‬االرتفاع عن مستوي األك ل‪ ،‬يوص ل إل ي الزھ د في ه‪ ،‬وإل ي النس ك في ه‪،‬‬ ‫وبالتالي إلي فضيلة التجرد‪ .‬إن لم يمكنك التج رد و الزھ د‪ ،‬فعل ي األق ل أت رك م ن أج ل ﷲ‬ ‫شي ًئا‪ .‬كان المطلوب من آدم وحواء‪ ،‬أن يتركا من أجل ﷲ ثمرة واحدة من الثم ار‪ .‬أن ت رك‬ ‫الطع ام أو ن وع من ه‪ ،‬ل يس إال ت دريبًا لت رك ك ل ش يء ألج ل ﷲ‪ .‬م ن أج ل محبت ه وحف ظ‬ ‫وص اياه؟ ان ﷲ ل يس محتاجً ا إل ي ترك ك ش ي ًئا‪ .‬ولكن ك بھ ذا ت دل عل ي ان محبت ك ق د‬ ‫صارت اعمق‪ ،‬ومن أجل محبته أصبحت تض حي برغبات ك‪.‬أن الص وم ف ي مواعي د مح ددة‬ ‫تعليم كتابي؛ فقد حدد الرب أصوام ثابتة لشعبه في العھد الق ديم‪ .‬فق د ذك ر ف ي س فر زكري ا‬ ‫النب ي ص وم الش ھر الراب ع وص وم الش ھر الخ امس وص وم الس ابع وص وم العاش ر )زك‬ ‫‪ .(١٩:٨‬والحكمة من تحديد مواعي د الص وم ھ و تنظ يم العب ادة الجماعي ة‪ .‬وف ي المس يحية‬ ‫أخ ذت مناس بات الص وم طاب ًع ا لك ل من ه حكمت ه وت أثيره وھدف ه الروح ي فق د ص ام ال رب‬ ‫‪ ٢٩‬إﺳﺗﺎ اًر ‪ :‬ﻗطﻌﺔ ﻧﻘدﻳﺔ ﻣن اﻟﻔﺿﺔ رﺑﻣﺎ ﺗﺳﺎوى ‪ ٤‬دراﻫم أو أﻛﺛر ‪.‬‬

‫‪١٢٥‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫يسوع أربعين يوما وأربعين ليلة )متى ‪ (٢:٤‬صام عنا وقدم لنا مثاال لتتبع اث ر خطوات ه‪ .‬و‬ ‫ص ام الرس ل قب ل القداس ات ) أعم ال الرس ل ‪ .(٢:١٣‬و ص اموا أيض ا عن د اختي ار الخ دام‬ ‫ورس امتھم )أع‪ .(٣:١٣،٢٧:١٤‬و الص وم ف ي وق ت الخط ر خ الل رحل ة ب ولس الرس ول‬ ‫لروما )أع ‪.(٢١:٢٧‬‬ ‫إن للصوم فوائد اقتصادية كثيرة منھ ا تحج يم اإلس راف والتب ذير والت رف والتب اھى و كاف ه‬ ‫الس لوكيات االس تھالكيه الخاطئ ه ‪ ،‬وتخل يص ال روح م ن خطيئ ة الجش ع و ال نھم و ت دعيم‬ ‫للقناعة‪ ،‬و توفير مزيد من الوقت للعمل واإلنت اج كم ا إن اإلنس ان غال ًب ا ال يستش عر معان اة‬ ‫اآلخرين ما لم يعش تج ربتھم ‪ ،‬فال ذي يش عر ف ي الص وم ب الجوع‪ ،‬يش فق عل ي الجوع انين‪.‬‬ ‫وبھذه الرحمة يقبل ﷲ صومه‪ ،‬وكم ا ق ال )ط وبي للرحم اء ف إنھم يرحم ون()م ت ‪.(٧ :٥‬‬ ‫والكنيسة من اھتمامھا بالصوم و الصدقة‪ ،‬ترتل في الصوم الكبير ترنيمة "ط وبي للرحم اء‬ ‫عل ي المس اكين"‪.‬وم ن اھتم ام ال رب بالص دقة‪ ،‬ق ال ف ي نب وة إش عياء‪).‬أل يس ھ ذا ص و ًما‬ ‫أحرارا‪ ..‬أليس أن تكس ر للج ائع خب زك‪ ،‬وأن‬ ‫أختاره‪ :‬حل قيود الشر‪ ..‬إطالق المسحوقين‬ ‫ً‬ ‫ت دخل المس اكين الت ائھين إل ي بيت ك‪ .‬إذا رأي ت عريا ًن ا أن تكس وه‪ ،‬وأن ال تتغاض ي ع ن‬ ‫لحم ك( )أش ‪ .(٧ :٥٨‬فيتب رع الغن ى للفقي ر‪ ،‬مم ا يس ھم ف ي تقل يص الف وارق‪ ،‬ب ين الطبق ة‬ ‫الغني ة والطبق ات الفقي رة ف ي المجتم ع‪ ،‬ويعم ل عل ى ت داول الم ال ب ين الجمي ع‪ .‬ف ي عص ر‬ ‫الشھداء و المعترفين‪ ،‬كانت الكنيسة تقول ھذا التعل يم‪ :‬أن ل م تج د م ا تعطي ه لھ ؤالء‪ ،‬فص م‬ ‫وقدم لھم طعامك‪.‬أي أنك ال تصوم‪ ،‬وتوفر الطعام لك‪ .‬وإنما تصوم وتقدم للمساكين الطع ام‬ ‫الذي وفرته‪ .‬ولھذا اعتادت كثير من الكنائس في أيام الصوم‪ ،‬أن تقيم موائد للفق راء تس ميھا‬ ‫أغ ابي‪ .‬ولك ي ال يح رج الفق راء إن أكل وا وح دھم‪ ،‬يأك ل الش عب كل ه م ًع ا فاألغ ابى تكاف ل‬ ‫اجتماعى بين اعضاء الكنيسه‬ ‫‪ -٩‬اإلستعداد للغد ‪-:‬‬ ‫لقد علمن ا الس يد المس يح اإلدخ ار ألن ه بع د معج زة إش باع الجم وع ق ال لتالمي ذه )فلم ا‬ ‫شبعوا قال لتالميذه إجمع وا الكس ر الفاض لة لك ى ال يض يع ش ىء()ي و‪ ، (١٢ :٦‬لق د نم ت‬ ‫بركة ﷲ فشبع الناس و بقيت كسر تكفى إلطعام آخرين فإدخرھا التالميذ لجوعى آخ رين ‪،‬‬ ‫إن اإلنسان المسيحى ينال المكافأة أو العقاب بحسب تصرفه فى الحي اة ال دنيا و ف ى اآلخ رة‬ ‫أيضاً‪ ،‬فإن كان سلوكه فاضالً و موافقا ً لوصايا ﷲ كسلوك العبد الصالح المذكور فى المث ل‬ ‫نال فى السماء السعادة األبدية مكافأ ًة له و أيضا ً س عادة أرض ية متمثل ة ف ى المعامل ة الجي دة‬ ‫من سيده و ترقيته له ‪ ،‬حيث قال يسوع )فقال الرب فمن ھ و الوكي ل األم ين الحك يم ال ذى‬ ‫يقيمه سيده على خدمه ليعطيھم العلوفة فى حينھا ط وبى ل ذلك العب د ال ذى إذا ج اء س يده‬ ‫يجده يفعل ھكذا بالحق أقول لكم إنه يقيمه على جميع أمواله و لكن إن قال ذلك العب د ف ى‬ ‫قلبه س يدى يبط ئ قدوم ه فيبت دئ يض رب الغلم ان و الج وارى و يأك ل و يش رب و يس كر‬ ‫‪١٢٦‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫يأتى سيد ذلك العبد فى يوم ال ينتظره و فى ساعة ال يعرفھ ا فيقطع ه و يجع ل نص يبه م ع‬ ‫الخائنين()لو‪ (٤٦-٤٢: ١٢‬فالمثل له بعد روحى أكيد لك ن ل ه معن ى حرف ى يش جعك عل ى‬ ‫العمل و األمانة و اإلجتھاد للترقى فى عملك بالسلوك المس يحى الس ليم ‪ ،‬و إن ك ان س لوكه‬ ‫شريراً و مناقضا ً لشرائع ﷲ كسلوك العبد الشرير ھل ك ھالك ا ً ف ى ال دنيا و ن ال ف ى األبدي ة‬ ‫عقابا ً ‪ ،‬و إليكم إيضاح ھذه الفكرة فھذا المثل يعتبر إنذار و دع وة إل ى اإلس تعداد للغ د عل ى‬ ‫كل المستويات فى حياتك ‪ ،‬و منھا إستعدادك مالي ا ً لمواجھ ة أعب اء الحي اة ف إذا ل م تفك ر ف ى‬ ‫مص در مع اش تقاع دك ق د ال يج د أبنائ ك دخ ل بع د وفات ك يس اعدھم عل ى الحي اة ‪ ،‬ل ذلك‬ ‫المفھوم الخاطئ بأن التفكير فى األم ور المادي ة يبع دك ع ن ﷲ و أن ك يج ب أال ت دخر ش ئ‬ ‫للغد ألن ﷲ يرزقنا خبز يومنا ھو خلط بين اإلستعداد لمخاطر الحياة و التواكل بدون عم ل‬ ‫على ﷲ و ھذا غير صحيح بدليل أن بولس و بطرس الرسول كانوا يعمل ون و ي أكلون م ن‬ ‫أجرھم و ليس من التواكل على أنھم تالميذ و رسل المسيح ‪ ،‬فالعمل و تأمين مص در دخ ل‬ ‫ثابت ألسرتك ھو ما يأمرك به المسيح فى مثال العبد األمين )و لكونه من ص ناعتھما أق ام‬ ‫عندھما و كان يعمل ألنھما كانا فى صناعتھما خياميين()أع‪ ، (٣ :١٨‬كما آراد يس وع أن‬ ‫يوضح فكرة المحاسبة التى يطبقھا على الجميع فأضاف إلى المثل ما يلى )و أما ذلك العب د‬ ‫الذى يعلم إرادة سيده و ال يستعد و ال يفعل بحس ب إرادت ه فيض رب كثي راً و لك ن ال ذى ال‬ ‫يعلم و يفعل ما يستحق ضربات يضرب قليالً فكل من أعطى كثيراً يطل ب من ه كثي ر و م ن‬ ‫يودعونه كثيراً يطالبونه بأكثر()لو‪. (٤٨-٤٧ :١٢‬‬

‫‪١٢٧‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫الباب التاسع ‪ :‬نموذج اإلدارة المالية للكنيسة‬ ‫إن األولوية فى الكنيسة للبؤساء و الفقراء فھذا ما أوصانا به الس يد المس يح )إن أردت‬ ‫أن تكون كامالً فإذھب و بع أمالكك و أعط الفقراء فيك ون ل ك كن ز ف ى الس ماء()م ت‪:١٩‬‬ ‫‪ ، (٢١‬كما وعدھم بأنه أع د لھ م مكان ا ً مع ه ف ى الملك وت )إس معوا ي ا إخ وتى األحب اء أم ا‬ ‫إخت ار ﷲ فق راء ھ ذا الع الم أغني اء ف ى اإليم ان و ورث ة الملك وت ال ذى وع د ب ه ال ذين‬ ‫يحبونه()يع‪ ، (٥ :٢‬الجوعان و العطشان و المتغرب و العريان و الم ريض و المج روح‬ ‫و المحبوس و المعترف و الش ھيد جم يعھم يمثل ون ش خص المس يح )ث م يق ول المل ك لل ذين‬ ‫عن يمينه تعالوا يا مب اركى أب ى رث وا الملك وت المع د لك م من ذ تأس يس الع الم ألن ى جع ت‬ ‫ف أطعمتمونى عطش ت فس قيتمونى كن ت غريب ا ً ف آويتمونى عريان ا ً فكس يتمونى مريض ا ً‬ ‫فزرتم وني محبوس ا ً ف أتيتم إل ى فيجيب ه األب رار حينئ ذ ق ائلين ي ا رب مت ى رأين اك جائع ا ً‬ ‫فأطعمناك أو عطشانا ً فسقيناك و متى رأين اك غريب ا ً فآوين اك أو عريان ا ً فكس وناك و مت ى‬ ‫رأيناك مريضا ً أو محبوسا ً فأتينا إليك فيجيب الملك و يقول لھ م الح ق أق ول لك م بم ا أنك م‬ ‫فعلتموه بأحد إخوتى ھؤالء األصاغر فبي فعل تم()م ت‪ ، (٤٠-٣٤ :٢٥‬و ك ل م ن يعط ى‬ ‫أولوية لخدمتھم خاصة فى ھذا الزمن الصعب سيرث الملك المع د من ذ تأس يس الع الم عن د‬ ‫الدينونة‪ .‬تعتبر أموال الكنيسة بمثابة أمواالً وقفية موقوفة على كنيسة المسيح ‪ ،‬أى جسده و‬ ‫أعض ائه ل ذلك يل زم توظيفھ ا أفض ل توظي ف م ن خ الل دراس ات ج دوى و إف راز‪ ،‬و‬ ‫إستخدامھا وفقا ً لألولويات اإللھية المقدسة بدون تفريط أو تبديد أو عشوائية ‪ ،‬ال سيما إنھ ا‬ ‫عطايا من المؤمنين ‪ ،‬من يده و له )ألن من ك الجمي ع و م ن ي دك أعطين اك()‪١‬أخ ‪: ٢٩‬‬ ‫‪ ، (١٤‬و إدارة مال الكنيسة تستلزم كل نزاھة و أمانة و تدقيق فى وجه أى تبديد أو تب ذير‬ ‫أو بھرج ة و توزي ع غي ر م دروس )ك وكالء ص الحين عل ى نعم ة ﷲ المتنوع ة()‪١‬ب ط ‪:٤‬‬ ‫‪ ، (١٠‬و لنتكلم اآلن عن المحتاجين و فئاتھم ‪-:‬‬ ‫‪ -١‬الفقراء ‪-:‬‬ ‫ف ى ح ديث يس وع للجم وع الريفي ة المحتش دة ال ذين يعيش ون تح ت س لطة اإلح تالل‬ ‫الروم انى و الق ادة ال دينيون األغني اء ق ال )ط وبى للجي اع و العط اش إل ى الب ر ألنھ م‬ ‫يشبعون()مت‪ (٦ :٥‬فعلى ال رغم م ن أنن ا غالب ا ً م ا نفھ م ھ ذه اآلي ة عل ى أن الس يد المس يح‬ ‫يقص د بھ ا الفق ر و الج وع بش كل روح ى أى أن ه يعن ى الفق راء روحي ا ً ‪ ،‬لك ن الكلم ة الت ى‬ ‫إستخدمھا يسوع باللغة اليونانية ھى )بتوشوس( و تعنى حرفيا ً )الفقراء الخائفين( ‪ ،‬جدير‬ ‫بالذكر أن الكتاب المقدس يحتوى على األقل على ‪ ٢٤٥‬آية للفقراء ‪ ،‬فا لديه الكثير ليقوله‬ ‫عن ھذا الموضوع فالفقراء قريبون من قلب ﷲ ‪.‬‬

‫‪١٢٨‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫** لماذا الفقراء ھم فقراء ؟‬ ‫بع ض الن اس فق راء و اليملك ون ش يئا ً و ھ ذا ل يس ذن بھم لكن ه ق د يك ون بس بب ظل م‬ ‫اآلخ رين لھ م و إس تغاللھم ‪ ،‬أيض ا ً بع ض م ن الن اس أص بحوا أدن ى منزل ة بس بب الفق ر و‬ ‫اإلضطھاد ھؤالء دعيوا فقراء الرب المتواضعين و ھم صرخوا إلى ﷲ بكل تواضع ملقين‬ ‫إعتمادھم عليه )فجعلوا عليھم رؤساء تسخير لكى يذلوھم بأثقالھم فبنوا لفرع ون م دينتى‬ ‫مخازن فيثوم و رعمسيس و لكن بحسبما أذلوھم ھك ذا نم وا و إمت دوا فإختش وا م ن بن ى‬ ‫إسرائيل()خر‪ ، (١٢-١١ :١‬أيض ا ً يمك ن أن يفتق روا بس بب النكب ات الطبيعي ة أو الح وادث‬ ‫أو الكوارث االقتصادية للبالد أو حين يولدون ضعفاء جسديا ً ‪ ،‬و كل ھذا ل يس بس بب خط أ‬ ‫إرتكبوه فھم قد يكونوا أشخاص بسطاء أو أرام ل ال ح ول لھ م و ال ق وة أو أيت ام ‪ ،‬كثي رون‬ ‫آخرون ھم فقراء بسبب الخطية الشخصية ‪ ،‬و التى ھى كلية من صنع أي ديھم مث ل م ا ورد‬ ‫فى مثل اإلبن الضال )إنسان كان له إبنان فقال أصغرھما ألبيه يا أبى أعطنى القسم ال ذى‬ ‫يصيبنى من الم ال فقس م لھم ا معيش ته و بع د أي ام ليس ت بكثي رة جم ع اإلب ن األص غر ك ل‬ ‫شىء و سافر إلى كورة بعيدة و ھناك بذر ماله بعيش مسرف فلم ا أنف ق ك ل ش ىء ح دث‬ ‫ج وع ش ديد ف ى تل ك الك ورة فإبت دأ يحت اج فمض ى و إلتص ق بواح د م ن أھ ل تل ك الك ورة‬ ‫فأرسله إلى حقوله ليرعى خنازير و كان يشتھى أن يمأل بطن ه م ن الخرن وب ال ذى كان ت‬ ‫الخنازير تأكله فلم يعطه أحد()لو‪) ، (١٦-١١ :١٥‬من أجل أنك لم تعبد الرب إلھ ك بف رح‬ ‫و بطيب ة قل ب لكث رة ك ل ش ىء تس تعبد ألع دائك ال ذين يرس لھم ال رب علي ك ف ى ج وع و‬ ‫عط ش و ع رى و ع وز ك ل ش ىء فيجع ل ني ر حدي د عل ى عنق ك حت ى يھلك ك()ت ث‪:٢٨‬‬ ‫‪ ، (٤٨،٤٧‬الخطية الشخصية كالسرقة و شرب الخمور تقود إلى زوال الخلق الجيد و إل ى‬ ‫األم راض و العن ف )ال تك ن ب ين ش ريبى الخم ر ب ين المتلف ين أجس ادھم()أم‪، (٢٠ :٢٣‬‬ ‫)إثنتين سألت منك فال تمنعھم ا عن ى قب ل أن أم وت إبع د عن ى الباط ل و الك ذب ال تعطن ى‬ ‫فقراً و ال غنى إطعمنى خبز فريضتى لئال أشبع و أكفر و أقول من ھو الرب أو لئال أفتق ر‬ ‫و أس رق و أتخ ذ إس م إلھ ى ب اطالً( )أم ‪ ، (٩-٧ :٣٠‬كان ت الكنيس ة الص غيرة نس بيا ً ف ى‬ ‫رومية تعطى دعما ً منتظما ً لح والى ‪ ١٥٠٠‬ش خص متض رر ف ى ع ام ‪٢٥٠‬م ‪ ،‬و حت ى ف ى‬ ‫أصغر الجماعات الكنس ية ك ان يج ب أن يك ون رئيس ھا محب ا ً للفق راء و كان ت ھن اك أرمل ة‬ ‫على األقل مسئولة ليالً و نھاراً عن متابعة ما إذا كان ھن اك م ريض أو محت اج ق د أھمل ت‬ ‫رعايته ‪ ،‬و كان الشماس مس ئوالً ع ن البح ث ع ن الفق راء و مس اعدتھم و أيض ا ً ع ن إقن اع‬ ‫األغنياء بأنھم عليھم أن يساعدوا ھؤالء الفقراء ‪ ،‬لم يكن ھناك أى عذر ألى إنس ان بأن ه ل م‬ ‫ي تعلم أو أن ه غي ر ق ادرعلى القي ام بتل ك الخدم ة ك ان يطل ب م ن ك ل ش خص أن ي ذھب م ن‬ ‫شارع إلى آخر باحثا ً عن أفقر المساكين ‪ ،‬و نتيجة لذلك دفع المسيحيون ماالً ف ى الطرق ات‬ ‫أكثر مما دفع أتباع األديان األخرى فى معابدھم ‪.‬‬ ‫‪١٢٩‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫بينما يق وم أع داء الكنيس ة ب الترويج لمقول ة ش يوعية خاطئ ة و ھ ى )ال دين أفي ون الش عوب(‬ ‫ألنھ ا مبني ة عل ى ظ ن خط أ ب أن الكنيس ة تعل م الفق راء أن يرض وا بفق رھم و أنھ م س وف‬ ‫يصبحون أغنياء فى ملكوت السموات مث ل لع ازر ال ذى إس توفى الض يقات و الحاج ة عل ى‬ ‫األرض فتمتع بأحضان القديسين بعد موته )كان إنسان غنى و كان يلبس األرجوان و البز‬ ‫و ھو يت نعم ك ل ي وم مترفھ ا ً و ك ان مس كين إس مه لع ازر ال ذى ط رح عن د باب ه مض روبا ً‬ ‫بالقروح و يشتھى أن يشبع من الفتات الساقط م ن مائ دة الغن ى ب ل كان ت الك الب ت أتى و‬ ‫تلحس قروحه فمات المسكين و حملته المالئكة إلى حضن إبراھيم و م ات الغن ى أيض ا ً و‬ ‫دفن فرفع عينيه فى الجحيم و ھو فى العذاب و رأى إبراھيم من بعيد و لعازر فى حض نه‬ ‫فنادى و قال يا أبى إبراھيم إرحمنى و أرسل لعازر ليبل طرف إصبعه بماء و يبرد لسانى‬ ‫ألنى معذب فى ھذا اللھيب فقال إبراھيم يا إبنى أذكر أن ك إس توفيت خيرات ك ف ى حيات ك و‬ ‫كذلك لعازر الباليا و اآلن ھو يتعزى و أن ت تتع ذب()ل و‪ ، (٢٥-١٩ :١٦‬لك ن ف ى الحقيق ة‬ ‫أن الكنيس ة تس اعد الفق راء عل ى تخط ى الفق ر بت وفير ف رص عم ل و ق روض ب دون فوائ د‬ ‫إلقامة مشروعات تنموية ليصبح الفقراء أغنياء لكن بجھد و تعب ‪ ،‬فليس م ن ح ق الكنيس ة‬ ‫أن تسلب األغنياء ثمار مجھودھم لمنحھ ا للفق راء فل يس ك ل غن ى ش رير و مخ ادع و ل يس‬ ‫كل فقير قديس فحتى القديسين كانوا يعملون لي أكلوا م ن تع ب ي ديھم و الس يد المس يح أيض ا ً‬ ‫كان يعمل )أليس ھذا ھو النجار إبن مريم()مر‪ ، (٣ :٦‬و مث ل الس يد المس يح ع ن ملك وت‬ ‫السموات و كيفية نم وه ھ و مث ال أيض ا ً عل ى مس اعدة الفق راء لك ى يص يروا متس اويين م ع‬ ‫األغنياء بمجھودھم فالحكمة فى مس اعدة الفق راء ھ ى ب الكيف و ل يس ب الكم )ق دم لھ م م ثالً‬ ‫آخ ر ق ائالً يش به ملك وت الس ماوات حب ة خ ردل أخ ذھا إنس ان و زرعھ ا ف ى حقل ه و ھ ى‬ ‫أص غر جمي ع الب ذور لك ن مت ى نم ت فھ ى أكب ر البق ول و تص ير ش جرة حت ى أن طي ور‬ ‫الس ماء ت أتى و تت آوى ف ى أغص انھا( )م ت‪) ، (٣٢ ،٣١ :١٣‬يش به ملك وت الس موات‬ ‫خميرة أخذتھا إمرأة وخبأتھا فى ثالث أكيال دقيق حتى إختمر الجمي ع( )م ت‪ (٣٣ :١٣‬و‬ ‫اخيرا أن قول طوبيا ألبنة كحل لمشكلة الفقر ھو أفضل حل ألن اللجوء م ع التق وى لھ و‬ ‫تجارة عظيمة ) وال تخف يا ولدى فإنا نعيش عيشة الفقراء و لكن سيكون لنا خير كثي ر‬ ‫إذا إتقينا ﷲ و ابتعدنا عن كل خطية و فعلنا خيرا ( ) طو ‪(٢٣ : ٤‬‬ ‫‪ -٢‬األرامل ‪-:‬‬ ‫عرفت الكنيسة األرامل و ص عوبة التص رف معھ ن ‪ ،‬فق د ورد ف ى )أع ‪ (١ :٦‬أن الكنيس ة‬ ‫كادت تنقسم بسبب التفرق ة ف ى توزي ع اإلعان ات )و ف ى تل ك األي ام إذ تك اثر التالمي ذ ح دث‬ ‫تذمر من اليونانيين على العبرانيين أن أراملھم كن يغفل ع نھن ف ى الخدم ة اليومي ة( ‪ ،‬و‬ ‫طرح ت المس ألة عل ى ب ولس الرس ول فح ل تل ك المش كلة ب أن جع ل الش عب ينتخ ب س بعة‬ ‫رجال أمناء ليقوموا على ھذه الخدم ة ‪ ،‬و لك ن م ن الواض ح أن ھ ذا الموض وع ظ ل يش غل‬ ‫‪١٣٠‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫عقل و تفكير القديس بولس فتح دث عن ه أيض ا ً ف ى رس الته األول ى إل ى تيموث اوس و فيھ ا‬ ‫قسم األرامل إلى ثالثة فئات ‪-:‬‬ ‫‪ -١‬من ال معين لھا ‪ -٢.‬األرملة الشابة ‪ -٣ .‬األرملة التى تجاوز عمرھا الستين ‪.‬‬ ‫قال بولس الرسول )أكرم األرامل اللواتى ھن بالحقيقة أرامل()‪١‬تيمو‪ ، (٣ :٥‬كما أوصت‬ ‫به شريعة موسى من قب ل حي ث كان ت م ن أوائ ل الوص ايا و األحك ام الت ى وض عھا موس ى‬ ‫للشعب بعد نزوله من جبل سيناء مباشرة )ال تسئ إلى أرمل ة م ا()خ ر‪ ، (٢٢:٢٢‬حت ى أن‬ ‫الن اموس ح ثھم عل ى أن ال يس ترھنوا ث وب األرمل ة نظ راً لظروفھ ا )ال تس ترھن ث وب‬ ‫األرملة()تث‪ ، (١٧ :٢٤‬ل ذا نج د أن ب ولس الرس ول ك رس مقطع ا ً ط ويالً لھ ذا الموض وع‬ ‫مما يدل على أن األرامل كن كثيرات فى الكنيسة ‪ ،‬و قد حرص بولس عل ى التوص ية بھ ن‬ ‫ألن الترمل كان فى نظر العالم اليونانى ھو عار و إنحطاط )ال تخافى ألن ك ال تخ زين و ال‬ ‫تخجل ى ألن ك ال تس تحين فإن ك تنس ين خ زى ص باك و ع ار ترمل ك ال تذكرين ه بع د( )أش‬ ‫‪) ، (٤ :٥٤‬ألنھا تقول فى قلبھا أنا جالسة ملكة و لست أرملة و ل ن أرى حزن ا ً()رؤ‪:١٨‬‬ ‫‪ ، (٧‬و فى بعض األحيان قد يعتب ر لعن ة )ل يكن بن وه أيتام ا ً و إمرأت ه أرمل ة( )م ز ‪:١٠٩‬‬ ‫‪ ، (٩‬أم ا المس يحية ف رأت أن يك رمن و ك ان ب ولس الرس ول يتطل ع إل ى فئ ة ممي زة م ن‬ ‫األرام ل ‪ ،‬لھ ن وض ع رس مى ف ى الكنيس ة ‪ ،‬و كأنن ا أم ام تنظ يم ش بيه بالشماس ات ‪ ،‬و ق د‬ ‫وضع ب ولس تعريف ا ً لألرمل ة بأنھ ا ليس ت م ن حرم ت م ن ال زوج فق ط و لكنھ ا تل ك الم رأة‬ ‫الوحيدة التى حرم ت م ن ال زوج و األق ارب كم ا حرم ت أيض ا ً م ن أى ع ون فمث ل ھ ؤالء‬ ‫يحتجن إلى عون ‪ ،‬و لك ن أولئ ك الل واتى يع يلھن أوالدھ ن و أحف ادھن فھ ن ال يح تجن إل ى‬ ‫عون من الكنيسة و ھكذا يخف العبء على الكنيسة )‪١‬تيمو‪.(١٦-٣ :٥‬‬ ‫فاألرملة الحقيقية تعيش وحدھا ليس لھا من يعينھا أو يدافع عنھا فھى ليس لھا سوى ﷲ‬ ‫تكشف له ضيقھا و تنتظر عونه لھذا وضعت فيه كل رجائھا ن مثل ھذه األرملة تشبه حنة‬ ‫النبية فھى تصلى دائما ً فيبدو إبتھالھا فعل رجاء )لو‪ ، (٣٧-٣٦ :٢‬بمعنى آخر يجب أن‬ ‫تكون األرملة بال لوم ‪ ،‬و على المسيحى أن يعين األرملة التى فى أسرته فھذا عدل و بإسم‬ ‫المحبة يعينھا و ذلك حسب قول بولس الرسول )إحملوا بعضكم أثقال بعض و ھكذا تمموا‬ ‫ناموس المسيح()غل ‪ ، (٢ :٦‬و ھذا واجب بشكل خاص فحين تربط صلة القرابة بيننا و‬ ‫بين أرملة فمن تنكر لھذا الواجب تنكر إليمانه )و إن كان أحد ال يعتنى بخاصته و ال سيما‬ ‫أھل بيته فقد أنكر اإليمان و ھو شر من غير المؤمن()‪١‬تيمو‪(٨ :٥‬‬ ‫بعد أن طلب الرسول من المسيحيين أن يعينوا األرامل قريباتھم ‪ ،‬شدد على الشروط التى‬ ‫تدل على األرملة الحقيقية ال على األرملة المزيفة الكاذبة ‪ ،‬عندئذ تأخذھا الكنيسة على‬ ‫عاتقھا و تسجلھا فى سجالتھا فتدخل فى المجموعة المرتبطة بالكنيسة و تلتزم بعيش‬ ‫إيمانھا ‪ ،‬تتكرس لخدمة المرضى و الفقراء ‪ ،‬و تستفيد من اإلعانات التى تقدمھا الكنيسة‬ ‫‪١٣١‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫)لتكتتب أرملة إن لم يكن عمرھا أقل من ستين سنة إمرأة رجل واحد مشھوداً لھا فى‬ ‫أعمال صالحة أن تكن قد ربت األوالد أضافت الغرباء غسلت أرجل القديسين ساعدت‬ ‫المتضايقين إتبعت كل عمل صالح()‪١‬تيمو‪ (١٠-٩ :٥‬إن نسيان الذات ھذا و التفانى فى‬ ‫الخدمة و الثبات فى العمل الصالح ھو ما تتوق إليه كل أرملة لكى تكون حقا ً فى مجموعة‬ ‫األرامل فى كنيسة من الكنائس )نالحظ أن مثل ھذه الخدمات قامت بھا الراھبات فى‬ ‫الكنيسة على مدى تاريخھا(‪) .‬أما األرامل الحدثات فأرفضھن ألنھن متى بطرن على‬ ‫المسيح يردن أن يتزوجن()‪١‬تيمو‪ (١١ :٥‬و يقصد بولس الرسول ھنا األرامل اللواتى لم‬ ‫يصل عمرھن إلى الستين ‪ ،‬و قد طلب بولس من تيموثاوس أن يرفضھن ليس عن عيب‬ ‫فيھن ‪ ،‬و لكن ألنه قد تتحمس إحداھن فتود التكرس للرب و لكن حماسھا ال يدوم طويالً‬ ‫فھى مازالت فى مقتبل عمرھا و تحب الحياة فتطلب أن تتزوج ‪ ،‬فمثل ھذه األرملة الشابة‬ ‫ال تستطيع أن تضع حداً لرغباتھا فتستلم للسخافات أو النميمة و ھذا سبب آخر يمنع من‬ ‫تسجيلھا مع األرامل فھى لم يعد لھا بيت تديره و ال أوالد تھتم بھم و ال تتكرس للصالة ‪،‬‬ ‫كل ھذا قد يجعل ھذه المرأة التى ال عمل لھا تقيم فى الكسل و التراخى ‪ ،‬لذا جاءت توصية‬ ‫الرسول لألرملة الشابة أن تتزوج فيكون لھا أوالد و بيت ‪ ،‬فھذه اإلھتمامات العائلية‬ ‫تناقض البطالة )و مع ذلك أيضا ً يتعلمن أن يكن بطاالت يطفن فى البيوت و لسن بطاالت‬ ‫فقط بل مھذارات أيضا ً و فضوليات يتكلمن بما ال يجب فأريد أن الحدثات يتزوجن و يلدن‬ ‫األوالد و يدبرن البيوت و ال يعطين علة للمقاوم من أجل الشتم()‪١‬تيمو‪. (١٤-١٣ :٥‬‬ ‫‪ -٣‬األيتام ‪-:‬‬ ‫يطلق لقب اليتيم على كل إنسان فقد أباه ‪ ،‬و من الحيوانات من فق د أم ه ‪ ،‬و ذل ك حي ث‬ ‫أن الكفالة فى اإلنسان منوطة ب األب ل ذا يعتب ر فاق د األب يتيم ا ً دون م ن فق د أم ه ‪ ،‬و عل ى‬ ‫العكس فى البھ ائم ف إن الكفال ة منوط ة ب األم ل ذا فم ن فق د أم ه م ن الحيوان ات يك ون يتيم ا ً ‪،‬‬ ‫كانت أولى اإلشارات إلى )اليتيم( فى الكتاب المقدس فى األحكام التى طلب ﷲ م ن موس ى‬ ‫النبى أن يضعھا أمام الشعب بعد نزوله من جبل سيناء )ال تسئ إلى أرملة ما و ال يت يم إن‬ ‫إس أت إلي ه ف إنى إن ص رخ إل ى أس مع ص راخه فيحم ى غض بى و أق تلكم بالس يف فتص ير‬ ‫نساؤكم أرامل و أوالدكم يتامى( )خر‪ ، (٢٤-٢٢ :٢٢‬و عاد موس ى النب ى و ذك ر الش عب‬ ‫قائالً )ال تعوج حكم الغريب و اليت يم( )ت ث‪) ، (١٧ :٢٤‬إذا حص دت حص يدك ف ى حقل ك و‬ ‫نسيت حزمة فى الحقل فال ترج ع لتأخ ذھا للغري ب و اليت يم و األرمل ة تك ون لك ى يبارك ك‬ ‫ال رب إلھ ك ف ي ك ل عم ل ي ديك()ت ث‪ ، (١٩ :٢٤‬و ب ذلك أك د موس ى النب ى أن الن اموس‬ ‫يحامى عن حقوق اليتيم ‪ ،‬و من يقرأ ما كتبه أنبياء العھد القديم عن اليت يم و األرمل ة ي درك‬ ‫مدى إھتمام ﷲ بھما ‪ ،‬و يأتى فى مقدمتھم إشعياء النب ى ال ذى يس جل ف ى اإلص حاح األول‬ ‫من سفره األم ر اإللھ ى لش عبه )تعلم وا فع ل الخي ر أطلب وا الح ق إنص فوا المظل وم إقض وا‬ ‫‪١٣٢‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫لليت يم ح اموا ع ن االرمل ة()إش‪ ، (١٧ :١‬و ق ول داود النب ى و ھ و يتغن ى بإل ه الرحم ة‬ ‫)غنوا رنم وا إلس مه أع دوا طريق ا ً للراك ب ف ى القف ار بإس مه ي اه و إھتف وا أمام ه أب و‬ ‫اليت امى و قاض ى األرام ل ﷲ ف ى مس كن قدس ه()م ز‪، (٥-٤ :٦٨‬و ق د خصص ت‬ ‫)الدس قولية( أو )تع اليم الرس ل( الب اب الث انى عش ر منھ ا ألج ل )األيت ام( و يحم ل نف س‬ ‫العنوان ‪ ،‬و يحم ل بابھ ا الثال ث عش ر العن وان )يج ب عل ى األس اقفة اإلھتم ام باليت امى( و‬ ‫جاء فيه )أيھا األساقفة إھتموا بطعام اليتامى و ال تدعوھم عاجزين شيئا ً( ‪.‬‬ ‫‪ -٤‬الغرباء ‪-:‬‬ ‫الغريب ھو غير المعروف أو الم ألوف ‪ ،‬و الغري ب ق د يك ون ش خص ل يس م ن الق وم و ال‬ ‫م ن البل د‪ ،‬و ق د أوص انا الكت اب المق دس بالغرب اء ف ى عھدي ه الق ديم و الجدي د )ال تض طھد‬ ‫الغريب و ال تضايقه( )خ ر‪) ، (٢١ :٢٢‬نث ار كرم ك ال تل تقط للمس كين و الغري ب تترك ه(‬ ‫)ال‪) ، (١٠ :١٩‬و إذا نزل عندك غريب فى أرضكم فال تظلموه ك الوطنى م نكم يك ون لك م‬ ‫الغري ب الن ازل عن دكم و تحب ه كنفس ك( )ال‪) ، (٣٤-٣٣ :١٩‬مش تركين ف ى إحتياج ات‬ ‫القديسين عاكفين على إضافة الغرباء( )رو‪) ، (١٣ :١٢‬ال تنسوا إضافة الغرباء ألن بھا‬ ‫أضاف أناس مالئكة و ھم ال يدرون( )عب‪. (٢ : ١٣‬‬ ‫‪ -٥‬المرضى و المعاقين ‪-:‬‬ ‫المريض ‪ :‬من به علة و تغير بالصحة أو ضعف فى القوة البدنية ‪،‬‬ ‫معوق ‪ :‬إسم مفعول من عوق و يعنى ذو عاھة جسدية أو عقلية ‪،‬‬ ‫أوصانا الكتاب المقدس أيضا ً بالمرضى ‪-:‬‬ ‫)ال تتقاعد ع ن عي ادة المرض ى فإن ك بمث ل ذل ك تك ون محبوب ا ً( )يش وع ب ن س يراخ ‪: ٧‬‬ ‫‪) ، (٣٩‬و أية مدينة دخلتموھا و قبلوكم فكلوا مما يقدم لكم و إشفوا المرضى الذين فيھ ا‬ ‫و قول وا لھ م ق د إقت رب م نكم ملك وت ﷲ( )ل و‪)، (٩-٨ : ١٠‬و تبع ه جم ع كثي ر ألنھ م‬ ‫أبصروا آياته الت ى ك ان يص نعھا ف ى المرض ى( )ي و‪) ، (٢ : ٦‬و ك ان مؤمن ون ينض مون‬ ‫لل رب أكث ر جم اھير م ن رج ال و نس اء حت ى أنھ م ك انوا يحمل ون المرض ى خارج ا ً ف ى‬ ‫الشوارع و يضعونھم على فرش و أسرة حتى إذا جاء بطرس يخ يم و ل و ظل ه عل ى أح د‬ ‫منھم و إجتمع جمھور المدن المحيطة إلى أورشليم حاملين مرضى و مع ذبين م ن أرواح‬ ‫نجسة و ك انوا يب رأون جم يعھم( )أع‪)، (١٦-١٤ : ٥‬و ك ان ﷲ يص نع عل ى ي دى ب ولس‬ ‫قوات غير المعتادة حتى كان يؤتى عن جسده بمناديل أو مآزر إلى المرضى فتزول عنھم‬ ‫األمراض و تخرج األرواح الشريرة منھم()أع‪)، (١٢-١١ :١٩‬أمريض أح د بي نكم فلي دع‬ ‫شيوخ الكنيسة فيصلوا عليه و يدھنوه بزيت بإسم الرب و صالة اإليمان تش فى الم ريض‬ ‫و الرب يقيمه و إن كان قد فعل خطية تغفر له( )يع ‪. (١٥-١٤ : ٥‬‬ ‫‪١٣٣‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫لماذا يجب على أى شخص التبرع للمنظمات األھلية ؟‬ ‫‪ -١‬ألن التبرع فى معظم األحوال مرتبط بالعاطفة الدينية لدى الشخص أيا ً كانت ديانته فق د‬ ‫أرست كافة األديان قواعد للعمل الخيرى و إمتدحته و إعتبرت ه س لوكا ً ص الحا ً ب ل و أحيان ا ً‬ ‫شرطا ً للعبادة الحقيقية ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬المنظمات األھلية عموما ً تقوم بعمل جيد فى خدمة المجتم ع دون تفرق ة ب ين الم واطنين‬ ‫‪ -٣‬المنظم ات األھلي ة تتمي ز بالنزاھ ة و المس ئولية و الجدي ة و اإليم ان بأھمي ة العم ل‬ ‫التطوعى ‪.‬‬ ‫‪ -٤‬المنظمات األھلي ة الخيري ة ل ديھا الق درة عل ى ج ذب المتب رعين و إقن اعھم بم دى أھمي ة‬ ‫التبرع ‪ ،‬و أيض ا ً ل ديھا الق درة عل ى إيج اد المحت اجين و إقن اعھم بأھمي ة طل ب المس اعدة و‬ ‫جودة تقديمھا حتى توصله للمرحلة التى يتمكن ھو فيھا من تقديم المساعدة آلخرين ‪.‬‬ ‫‪ -٥‬المنظمات األھلية الخيرية تحارب القضايا التى تستحوذ على إھتمام شرائح كبيرة من‬ ‫المجتمع ‪ ،‬مثل المنظمات التى تحارب اإلدم ان فق د تك ون رأي ت أمام ك أمثل ة ف ى الواق ع‬ ‫دفعت ك لنب ذ اإلدم ان مم ا ي دفعك لمس اعدة ھ ذه المنظم ة ف ى التوعي ة بأض رار اإلدم ان و‬ ‫مخاطره ‪.‬‬ ‫ماذا ستستفيد شركتى من التبرع ؟‬ ‫‪ -١‬الشركات ال يمكنھا أن تعمل بمعزل عن المجتمع فإذا لم يك ن ھن اك مس تھلكين ال يوج د‬ ‫مبيعات لذلك يجب على الشركه أن تدعم المجتمع و تساعد على النھوض به ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬إيمان الشركة برؤية إجتماعية جزءال يتجزأ من نج اح الش ركة مم ا ي دفع الع املين فيھ ا‬ ‫لزيادة اإلنتاج أليمانھم بأنھم بعملھم يحققون غايات أفضل لھم و للمجتمع ككل ‪.‬‬ ‫‪ -٣‬المشترى يفضل التعامل مع شركات ذات وع ى بيئ ى و ح افز إجتم اعى ف المتجر ال ذى‬ ‫يعلن عن تقديم جزء من أرباحه لتمويل مؤسسة خيرية يقنع المشترى بالش راء من ه لتحقي ق‬ ‫التبرع غير المباشر من المنتج و المستھلك ‪.‬‬ ‫‪ -٤‬ال تمل ك الحكوم ة الق درات و الم وارد للقي ام بك ل ش ىء ‪ ،‬و دف ع الض رائب ال يعف ى‬ ‫الش ركات م ن القي ام بواجبھ ا نح و المجتم ع و الحكوم ة الت ى تتحم ل اآلث ار الس لبية ل بعض‬ ‫المشروعات ‪.‬‬ ‫‪ -٥‬المش اريع الت ى تمولھ ا الش ركات لخدم ة موظفيھ ا و تنمي ة المجتم ع تزي د م ن إنتاجي ة‬ ‫الم وظفين و ت دفعھم للتمس ك بالش ركة إليم انھم ب أن قي ادة الش ركة ف ى إي دى رج ال أعم ال‬ ‫مؤمنين بحقوقھم و يرغبون فى مساعدتھم و ليس إمتصاص دمائھم ‪.‬‬ ‫ھل للمنظمات األھلية و األديرة أن تحقق ربحا ً برغم من أنھا مؤسسات ال تھدف للربح‬ ‫بداية يجب أن نعرف ما ھ ى الربحي ة بالنس بة للمؤسس ات أو الش ركات ‪ ،‬يتحق ق ال ربح ف ى‬ ‫حالة وجود فائض دخل بس بب زي ادة اإلي رادات ع ن المص روفات و ھ ذا ) الف ائض ( أو )‬ ‫‪١٣٤‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫ال ربح ( ي تم توزيع ه إم ا عل ى أص حاب الش ركة أو المؤسس ة أو عل ى المس اھمين ‪ ،‬لك ن‬ ‫يختلف األمر فى الكنائس و المنظمات األھلي ة ألن ف ائض ال دخل ي تم توزيع ه عل ى الفق راء‬ ‫بإس تمرار ‪ ،‬أى أن ه ال يعام ل ك ربح شخص ى ألى ف رد داخ ل المؤسس ة و ال حت ى لحس اب‬ ‫المؤسس ة نفس ھا ) المقص ود بالمؤسس ة ھن ا الكنيس ة أو المنظم ة األھلي ة ( ‪ ،‬و لھ ذا يمك ن‬ ‫للكنائس أن تحقق دخل على الرغم من كونھا مؤسسة ال تھدف للربح‪.‬‬ ‫و قد ذكر كتاب الجوھرة النفيسة فى علوم الكنيسة تأليف العالمة القبط ى يوحن ا ب ن زكري ا‬ ‫المعروف بإبن سباع )القرن ‪ (١٣‬ما يلى ‪٣٠) :‬على قداس ة الباب ا حص رايراد و ومص روف‬ ‫الكنائس و االدي رة و حص ر ع دد الرھب ان بك ل دي ر بقائم ة مخصوص ة ب ه و دف اتر تس جل‬ ‫بخط المديرين و ال وكالء و المفتش ين ال ذين ك ان تعيي نھم بواس طته و ال ذين تك ون مت وفرة‬ ‫فيھم األمانه و الصدق و الذمة و العدل و الدين و الطھارة و عف ة ال نفس و المعرف ة و عن د‬ ‫ورود القوائم و السجالت الى البابا بإيراد و منصرف كل دير و عدد الرھب ان تس جل عن دة‬ ‫و يستدعى كل رئ يس ديرعل ى انف راد و يق ول ل ه ) إعل م أن المس يح س اعدنى عل ى إقامت ك‬ ‫رئيسا و أبا لھوالء األخوة المساكين و ليس لھم أب و ال أخ وال أم غير المسيح فى الس ماء‬ ‫و أنت على األرض فيلزمك أن تشفق على أرواحھم و تغذيھا بطعام الروح و ھو كلم ة ﷲ‬ ‫ثم تعول أجسادھم و تسد اعوازھم فى وقتھا ‪ .‬و تنظ ر ال يھم ترع اھم بخ وف ﷲ و ال تمي ز‬ ‫أحد على أحد و ال تحابى فى قضاء وال فى رأس اى س نه واليبق ى للديرمحص وال خارج ا‬ ‫عنه بل ماله فى الخارج فليأتى به داخله و يكون مسجال عندك بدفاتر كل نوع بنوع ه و أن‬ ‫كان للدير ضياع أراض موقوفة له أو أرزاق أى أيرادات مالية أو مواش فتسجل بالدير و‬ ‫ترسل لن ا كش وف بيان ات و تق ارير بحص ر أي راد و منص رف وب اقى أي راد ال دير مص دقا‬ ‫منكم ليسجل عن دنا و مت ى فعل ت غي ر م ا أم رت ب ه فالمس يح ھ و ال ذى يطالب ك و مس كنتى‬ ‫بريئه من ذنبك يوم الدين أما إذا فعلت كما أمرت فيكون أجرك عظيم ف ى الس ماء و أف رح‬ ‫بسبب أمانتك أمام منبر المسيح و التق ع تح ت قص اص و عل ى ال دوام تق دم حس ابك س نويا‬ ‫مما يجعلك أمينا فى أعين الكل (‪.‬‬ ‫وبعد متابعة كل ما سبق يحصر البابا عدد الكنائس بالقطر و يتحقق مما فيھا من األوان ى و‬ ‫الكت ب وكاف ة الممتلك ات و إيرادھ ا و مص روفھا و أوقافھ ا و ك ل ارزاقھ ا و تعم ل ب ذلك‬ ‫قوائم كامله مس توفاه و تس جل ب دفاتر البطريركي ة و ف ى ك ل س نة يج رى التفت يش و الج رد‬ ‫بواسطة أناس أمناء عفوفين لمعرفة ما زاد و ما نقص ف اذا رأى الباب ا البطري رك أن أي راد‬ ‫الكنيسة أو الدير باقى على حالة كم ا ك ان ف ى الس نة الماض ية ع رف م ن ذل ك ع دم أھتم ام‬ ‫المديرين و الوكالء و إن رأى زيادة حقيقية تأكد حسن أدراتھم للعمل فيرقيھم لألدارة مكان‬ ‫‪٣٠‬‬ ‫كتاب الجوھرة النفيسة فى علوم الكنيسة الباب التاسع و الثمانون فى حصر ايراد و مصروف األديرة و ضبط عدد‬ ‫رھبانھا ‪ .‬طبعة مكتبة المحبة شرح و تعليق دياكون د ‪ .‬ميخائيل مكسى أسكندر‬

‫‪١٣٥‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫اكب ر و أن رأى عج ز فح ص عن ه و ع ن س ببة الحقيق ى ف اذا ك ان الس ب اھم ال او تف ريط‬ ‫الرئيس فيعزله من الرئاسة و يقيم بدال منه و اذا كان دي ر م ن األدي رة ب ه رھب ان مع روف‬ ‫عددھم و قد زادوا فى السنه التالية و ھكذا يزيد العدد ك ل س نه ف يعلم الباب ا البطري رك م ن‬ ‫ذلك تدبير رئيس الدير و حسن أداراته و معاملته و طھارته و س ھرة عل ى أخوت ه الرھب ان‬ ‫فيرقية الى مك ان أوس ع و أدارت ه اكب ر و يعاق ب المف رط المس رف والمتھ اون ف ى خ الص‬ ‫نفسة و أخوته بعقاب الدنيا و األخرة ومحاسبتة بشدة و انذارة بغض ب ﷲ علي ة حت ى ب ذلك‬ ‫يسھر و يستيقظ كل واحد على خالص نفسة وغيرة ممن وكيل عليھم ‪.‬‬ ‫الحظ أن أفكار األدارة و المحاسبة المذكورة بكتاب الجوھرة النفيسة منذ الق رن ‪ ١٣‬لكنھ ا‬ ‫تتفق و أساليب االدارة و المحاسبة العلمية السليمة القائمة عل ى المتابع ة الدوري ة الس ليمة و‬ ‫أعداد البيانات و االحصائيات من واق ع س جالت و مس تندات تحص يل االي رادات وس جالت‬ ‫المص اريف و مراقب ة أوج ة الص رف اذا كان ت مدرج ة ف ى بنودھ ا الخاص ة بالموازن ة‬ ‫التقديرية للسنة ‪ .‬و يمثل ھذا الجدول تصور مقترح إليرادات و مصاريف بع ض الكن ائس‬ ‫و يتشابه ھذا النموذج مع أغلبية دور العبادة حول العالم ‪-:‬‬ ‫المصروفات‬ ‫اإليرادات‬ ‫‪ (١‬تبرعات من الرعية ‪ ،‬و إقامة ‪ (١‬مصاريف ضيافة للمغتربين ‪.‬‬ ‫‪ (٢‬مصاريف أجور للعاملين بالكنيسة ‪.‬‬ ‫األفراح فى الكنيسة ‪.‬‬ ‫‪ (٣‬مصاريف خدمة مدارس األحد كنقل األطفال‬ ‫‪ (٢‬إيرادات من تأجير أراضى‬ ‫للكنيسة و ھدايا رمزية لألطفال ‪.‬‬ ‫موقوفة للكنيسة ‪.‬‬ ‫‪ (٤‬صيانة المقابر الملحقة بالكنيسة ‪.‬‬ ‫‪ (٣‬إيرادات من تنظيم رحالت‬ ‫‪ (٥‬كھرباء و ماء و تليفونات )الكنيسة و القاعة(‪.‬‬ ‫الكنيسة‬ ‫‪ (٤‬إيرادات من حضانة الكنيسة ‪ (٦ .‬تبرعات للفقراء و المرضى و المحتاجين ‪.‬‬ ‫‪ (٧‬مصاريف الرحالت ‪.‬‬ ‫‪ (٨‬التبرع بإيرادات معارض المشغوالت اليدوية‬ ‫‪ (٥‬إيرادات معارض المشغوالت‬ ‫للفقراء ‪.‬‬ ‫اليدوية للكشافة و الفقراء ‪.‬‬ ‫‪ (٩‬مصاريف صيانة أمالك الكنيسة منھا شبكة‬ ‫الكھرباء و الكمبيوترات و غيرھا ‪.‬‬ ‫أجمالى األيراد يتساوى مع أجمالى المصروفات‬ ‫لكن من الجدول السابق يتضح أن اإليرادات يتم صرفھا كلھا ‪ ،‬و ذلك ألن الفقراء كثيرين‬ ‫‪ ،‬فكما قال السيد المسيح )الحصاد كثير و لكن الفعلة قليلون( )مت‪ ، (٣٧ :٩‬فالكنيسة‬ ‫ليست مؤسسة تھدف للربح ‪ ،‬إنما كل إيراداتھا مخصصة لخدمة الشعب كما أوصى السيد‬ ‫المسيح ‪.‬‬ ‫‪١٣٦‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫لماذا يجب تغيير طريقة مساعدة الفقراء من المساعدة النقدية إلى توفير فرص عمل‬ ‫دائمة ؟‬ ‫إن التبرع شھريا ً بمبلغ نقدى لمساعدة عائلة فقيرة ال يحل مشكلة الفقر و ال يشجعھم على‬ ‫اإلعتماد على الذات و لن يقل عدد الفقراء فى المجتمع بھذه الطريقة ‪ ،‬بل على العكس‬ ‫فنحن بذلك نعلمھم التواكل و اإلعتماد على الكنيسة بدون التفكير فى حلول جذرية‬ ‫لمشاكلھم و بذلك سوف يزيد عدد الفقراء فنفس األفراد الذين تقدم لھم الكنيسة المعونات‬ ‫شھريا ً سوف يظلون يحصلون عليھا فى حين أن ھناك يوميا ً أسر جديدة تضاف لقوائم‬ ‫المحتاجين سواء عن طريق وفاة رب األسرة و عائلھا الوحيد أو إصابته أو عجزه ناھيك‬ ‫عن البعض الذين يتخلون عن مسئولياتھم بإختيارھم ‪ ،‬كما أن الدراسات الحديثة أثبتت أن‬ ‫ال يوجد فقر تام فى أغلب الحاالت بل عادة يمتلك الفقراء أشياء ذات قيمة مثل قدرتھم على‬ ‫العمل أو أفكار لتحسين حاالتھم لذلك يفضل تطبيق برامج قروض صغيرة للفقراء‬ ‫تساعدھم على إنشاء مشروعات صغيرة لتمكنھم من التغلب على أعباء الحياة بشرط أن‬ ‫يقوم المقترض برد القرض بدون فوائد على أقساط متساوية فى مدة زمنية محددة و ذلك‬ ‫لضمان الجدية فى العمل و أيضا ً لتحفيزھم على اإلنتاج و على تكبير المشروع ‪ ،‬وقد‬ ‫يصبح ھذا الفقير المقترض فى يوم من األيام أحد أصحاب رؤوس األموال الذين يساعدون‬ ‫الفقراء ‪ ،‬و بالفعل ھناك إتجاه متزايد بين الكثير من المسيحيين لمساعدة بعضھم البعض‬ ‫بھذه الطريقة دون حتى الرجوع إلى الكنيسة أو المنظمات األھلية‪.‬‬ ‫و ق د ك ان العم ل الخي رى القبط ى م ن خ الل جمعيات ه منحص راً ف ى فك رة دع م الفق راء و‬ ‫المحت اجين عل ى إعتب ار أن ه عم ل إغ اثى فق ط ‪ ،‬و ظ ل ھك ذا ف ى الحقب ة الناص رية حي ث‬ ‫أصدرت القانون رقم ‪ ٣٢‬لعام ‪ ١٩٦٤‬الذى بمقتضاه تش رف الدول ة ك امالً عل ى نش اط ھ ذه‬ ‫الجمعيات ‪ ،‬لكن فترة السبعينيات شھدت تحوالً فى العم ل الخي رى القبط ى م ن مج رد دع م‬ ‫الفقراء إلى تحفيزھم ألن يكونوا أناسا ً منتجين يش اركون ف ى التنمي ة االقتص ادية ‪ ،‬و تعم ق‬ ‫ھذا الدور االقتصادى فى عقدى الثمانينيات و التسعينيات مع تخل ى الدول ة ع ن دورھ ا إث ر‬ ‫عمليات اإلصالح االقتصادى التى بدأت ع ام ‪ ، ١٩٩١‬حي ث أص بحت ھن اك فئ ات مھمش ة‬ ‫أضيرت من ھذا اإلصالح تح اول ھ ذه الجمعي ات مس اعدتھا اقتص اديا ً و أص بح نش اط ھ ذه‬ ‫الجمعي ات ال يض م فق ط خ دمات تعليمي ة و ص حية ‪ ،‬ب ل أيض ا ً أنش طة الت دريب المھن ى و‬ ‫القروض الصغيرة للمشروعات ‪ ،‬حيث تستثمر بعض الجمعيات القبطية أموال العشور فى‬ ‫قطاع المدارس مثل )جمعية التوفيق( ‪ ،‬و ھى أقدم جمعية خيري ة ف ى مص ر حي ث أنش ئت‬ ‫فى أواخر القرن التاسع عشر و ما زالت موجودة إلى اآلن بمقرھا بالفجالة وسط العاص مة‬ ‫الق اھرة ‪ ،‬و يتبعھ ا ع دة م دارس عربي ة و أجنبي ة للبن ين و البن ات ‪ ،‬بينم ا يس تثمر ال بعض‬ ‫اآلخ ر م ن الجمعي ات أم وال العش ور ف ى بن اء المستش فيات مث ل جمعيت ى )الع ذراء( و‬ ‫‪١٣٧‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫)المستش فى القبط ى( بالق اھرة ؛ حي ث ھن اك مستش فيات عل ى مس توى جي د لع الج جمي ع‬ ‫األمراض لجميع الناس ؛ و ھو ما يعود بالنفع على المواطنين جميع ا ً م ن أم وال العش ور ‪،‬‬ ‫و تمثل )األسقفية العامة للخدمات اإلجتماعية( عالمة بارزة أيضا ً فى ھذا اإلتج اه ؛ حي ث‬ ‫قامت بإنشاء برنامج ل دعم الم زارع الص غير و تعليم ه تربي ة األران ب و برن امج للق روض‬ ‫الص غيرة ‪ ،‬و ك ذلك دع م األف راد كمجموع ات ف ى مش روعات ص غيرة و إع داد دراس ات‬ ‫الجدوى ‪ ،‬و تملك األسقفية مراكز تدريب على مس توى الق اھرة و األق اليم لت دريب الش باب‬ ‫عل ى بع ض األعم ال اليدوي ة لحرف ة الس باكة و النج ارة و تعل يم الكمبي وتر و اإلنترن ت و‬ ‫مش اغل للبن ات‪ ...‬إل خ ‪ .‬و تق وم مكات ب الخ دمات ف ى الكن ائس بنش ر دراس ات ج دوى‬ ‫لمش روعات ص غيرة لمس اعدة الش باب و مكافح ة البطال ة و منھ ا مش روع طھ ى و تعلي ب‬ ‫الخض روات و األغذي ة كم ا تطب ق جمعي ات أخ رى نظ ام المش اركة ف ى المش روعات م ع‬ ‫الفقراء على أساس اإلنتاج مثل )الھيئ ة القبطي ة اإلنجيلي ة للخ دمات اإلجتماعي ة( و ق د ب دأ‬ ‫عملھ ا ع ام ‪ ١٩٥٢‬و ق د قام ت بتس ليم الفالح ين الفق راء )جاموس ة( ‪ ،‬و يس دد الف الح ثم ن‬ ‫الجاموسة بالتقسيط المريح بدون فوائد بنكية من خالل بيع ألب ان الجاموس ة و منتجاتھ ا ‪ ،‬و‬ ‫ال يقتصر نشاط الھيئة اإلنجيلية على ذلك فقط فھى تعم ل ف ى ع دة مج االت أخ رى ؛ ففيھ ا‬ ‫م ثالً أقس ام لح ل مش كلة اإلس كان ف ى األحي اء العش وائية ‪ ،‬و قس م آخ ر لتق ديم الق روض‬ ‫الميسرة لشباب الخ ريجين ‪ ،‬و أيض ا ً قام ت بتنفي ذ مش روع لت دريب الف الح المص رى عل ى‬ ‫كيفي ة تنظي ف بيئت ه و مس اعدته عل ى إنش اء من ازل ص حية ‪ ،‬كم ا قام ت أيض ا ً بتخص يص‬ ‫برنامج شامل لمحو األمية ف ى الري ف ‪ ،‬و خصوص ا ً ب ين الفالح ات المص ريات ‪ ،‬و قام ت‬ ‫الھيئة أيضا ً بإستصالح عشرات األفدنة من األراضى الزراعية ف ى محافظ ة المني ا بص عيد‬ ‫مصر‪ ،‬و تم تسليمھا للمحافظة التى تولت توزيعھا على المواطنين‪.‬‬

‫‪١٣٨‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رأس المال اإلجتماعى للكنيسة ‪-: Social Capital‬‬ ‫بمفھوم عام يعتبر رأس المال اإلجتماعى ھو الركيزة األساسية للعالقات اإلجتماعي ة ‪،‬‬ ‫و يتكون من مجموع الفوائد التى يمكن تحقيقھا من خالل التعاون ما بين أف راد و جماع ات‬ ‫مجتم ع م ا )مث ل الكنيس ة( و تفاض لية التعام ل مع ه ‪ ،‬و ق د يع رف رأس الم ال اإلجتم اعى‬ ‫على أنه )رصيد إجتماعى من العالقات و الرموز يتفاعل مع الرصيد الذى يملكه الفرد من‬ ‫رأس المال المادى ‪ ،‬فھو رصيد قابل للتداول و التراكم و اإلس تخدام ‪ ،‬ف الفرد عن دما ينش ئ‬ ‫شبكات إجتماعية أو ينضم إلى أحزاب سياس ية أو ين تظم ف ى حض ور إجتماع ات كنس ية أو‬ ‫يس تخدم م ا لدي ه م ن رم وز المكان ة ف ى ممارس ات إجتماعي ة ‪ ،‬فإن ه يك ون لنفس ه رص يداً‬ ‫إجتماعي ا ً و ثقافي ا ً يزي د م ن مص الحه و م ن رص يده م ن الق وة و الھيب ة ‪ ،‬و م ن ث م تظھ ر‬ ‫اإلمكانية فى تحويل رأس المال اإلجتماعى إلى رأس م ال م ادى مثلم ا يتح ول رأس الم ال‬ ‫المادى إلى رأس مال إجتماعى( ‪.‬‬ ‫لكنه على خالف ص ور رأس الم ال األخ رى فھ و ال يوج د ف ى األش خاص و ال ف ى الواق ع‬ ‫الم ادى ‪ ،‬و إنم ا يوج د ف ى العالق ات اإلجتماعي ة ب ين األف راد و يتش كل م ن اإللتزام ات و‬ ‫التوقع ات فيم ا ب ين األف راد و إمكاني ة الحص ول عل ى المعلوم ات و المن افع ‪ ،‬فھ و مقي اس‬ ‫إجتماعى لصحة التضامن المجتمع ى و يعتب ر س مة م ن س مات التعاوني ات اإلجتماعي ة ‪ ،‬و‬ ‫نجد أن التوافق اإلجتماعى فى اآلراء ھو مؤشر إيجابى يدل على الرأس الم ال اإلجتم اعى‬ ‫‪ ،‬و ھنا التوافق يعنى )مصلحة مشتركة( و إتفاق بين مختلف األطراف الفاعلة و أصحاب‬ ‫المصلحة على العمل الجماعى ‪ ،‬و بالتالى يدل العمل الجماعى عل ى زي ادة ف ى رأس الم ال‬ ‫اإلجتماعى ‪ ،‬و أخي راً غالب ا ً م ا يعتب ر رأس الم ال اإلجتم اعى معي ار نج اح الديمقراطي ة و‬ ‫المشاركة السياسية ‪ ،‬جدير بالذكر أن إستخدام اإلنترنت قد يكون له أثر إيج ابى عل ى رأس‬ ‫المال اإلجتم اعى ‪ ،‬فالزي ادة و التط ور ف ى الش بكات اإلجتماعي ة مث ل الف يس ب وك و ت ويتر‬ ‫مكنت األفراد من إنش اء ش بكات إفتراض ية إجتماعي ة قائم ة عل ى أس اس الت رابط و جس ور‬ ‫التواص ل ‪ ،‬عل ى عك س التواص ل وجھ ا ً لوج ه ‪ ،‬فق د س ھلت الش بكات اإلجتماعي ة عل ى‬ ‫اإلنترن ت عل ى المس تخدمين التواص ل م ع اآلخ رين بن اءاً عل ى عوام ل معين ه مث ل تش ابه‬ ‫اإلھتمامات و الثقافات و الدين ‪ ،‬بالتالى تكوين ش بكة إجتماعي ة تق در كمي ا ً بع دد أفرادھ ا و‬ ‫معنوي ا ً بحج م الثق ة و التع اون المتب ادل ‪ ،‬و تب رز ق وة رأس الم ال اإلجتم اعى ف ى إقب ال‬ ‫األفراد على حمالت المقاطعة االقتصادية التى يتم إطالقھا من خالل مجتمعات الفيس ب وك‬ ‫و تويتر ‪ ،‬و أبلغ أثر للحشد من خالل اإلنترنت يظھر جليا ً فى ما حدث فى ثورة ‪ ٢٥‬يناير‬ ‫بمصر حيث تم إستثمار رأس المال اإلجتماعى أحس ن إس تغالل إلس قاط النظ ام الح اكم ف ى‬ ‫مصر ‪.‬‬ ‫‪١٣٩‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫وسائل تنمية مصادر دخل المنظمات األھلية الخيرية الغير ھادفة للربح ‪-:‬‬ ‫‪ – ١‬تش جيع األف راد عل ى العم ل و اإلنت اج في زداد العش ور و التبرع ات و تح دث إنتعاش ة‬ ‫لالقتصاد ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬تخطيط و تنفيذ برامج لمشروعات متناھية الصغر بقروض متناھية الصغر أيضا ً ‪.‬‬ ‫‪ -٣‬اإلستفادة من رأس المال اإلجتماعى المتوفر فى الكنيسة ‪ ،‬حيث يجب إستغالل الم وارد‬ ‫غير المالية إلنتاج موارد مالية عن طريق إتباع الطرق التالية ‪-:‬‬ ‫أ‪ -‬التشجيع على التبرع بالوقت و المجھود البدنى ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬التبرع بتعليم و تدريب الحرف اليدوية المختلفة مثل التفصيل و النجارة و غيرھا‬ ‫ج‪ -‬التبرع باألشياء القديمة و إعادة تجديدھا و إستخدامھا مرة أخرى ‪.‬‬ ‫د‪ -‬تنمية دورات محو األمية و تعليم الكبار من خالل تطوع الشباب بالوقت و الجھد ‪.‬‬ ‫‪ -٤‬تشجيع الشركات على التبرع بأجھزة الكمبيوتر القديمة و الطابع ات وآالت التص وير و‬ ‫أى أجھزة غير ضرورية و بحاجة للتحديث ‪ ،‬حي ث يمك ن إس تخدامھا ف ى مراك ز كمبي وتر‬ ‫الكنائس لتعليم األطفال و الخريجين مھارات إستخدام الكمبيوتر ‪.‬‬ ‫‪ -٥‬إقن اع المص انع ب التبرع بمنتجاتھ ا األق ل ج ودة الت ى ال تب اع بأس واق التص دير و ي تم‬ ‫عرضھا بأسعار منخفضة ب دالً م ن التب رع ب النقود ‪ ،‬ف التبرع بمنتج ات ف ائض التص دير ق د‬ ‫يكون أسھل على الشركات و المصانع من التبرع بالنقود لعدم توافر السيولة المالي ة ‪ ،‬فم ن‬ ‫المھم أن يعرف الن اس أن الكنيس ة و المنظم ات الخيري ة مھتم ة بالحص ول عل ى المنتج ات‬ ‫المستعملة و أننا نحسن إستغاللھا لخدمة الفقراء و المحتاجين ‪.‬‬ ‫‪ -٦‬إستغالل خبرات المحامين و المدرسين و األطباء فى تحسين أحوال الفقراء عن طري ق‬ ‫رف ع قض ايا للمطالب ة بمعاش ات لمع دومى ال دخل أو ال ذين ظلم وا م ن أص حاب األعم ال‬ ‫األغنياء بدون ذن ب ‪ ،‬كم ا يمك ن ت وفير مراك ز تعليمي ة مخفض ة لمس اعدة الط الب الفق راء‬ ‫الغير قادرين عل ى أخ ذ دروس خصوص ية و مس اعدتھم ‪ ،‬و أيض ا ً إنش اء المراك ز الطبي ة‬ ‫الخيري ة الت ى تق دم خ دماتھا بأس عار رمزي ة مخفض ة و ج دير بال ذكر أن العالق ات الطيب ة‬ ‫المتس امحة ب ين المس يحيون و المس لمين ف ى مص ر س اعدت عل ى نم و مث ل ھ ذه األعم ال‬ ‫الخيرية و تبادل المنافع بين الطرفين ‪ ،‬فكثير من المسلمين و المسيحيين يتلقون العالج و‬ ‫التعل يم ف ى مراك ز مس يحية و إس المية دون تفرق ة ف ى ج ودة تق ديم الخدم ة ‪ ،‬فالص دقة و‬ ‫التبرع ال يشترط لھا دين أو مذھب ‪ ،‬و يترتب على ذلك أنه يجب على المسيحى أن يتبرع‬ ‫للمستشفيات الخيري ة اإلس المية ف ى منطقت ه كم ا يتب رع للمسش فيات الخيري ة المس يحية ألن‬ ‫روح التسامح و التعاون ھى أساس النھضة االقتصادية ‪.‬‬ ‫‪ -٧‬اإلشتراك بإيجابية فى العمل السياسى و العمل العام ‪ ،‬فالعالقات اإلجتماعي ة م ع رج ال‬ ‫السياسة و الحكومة مفيدة للكنيسة ‪ ،‬فمن أقوى األمثلة التى توضح الت أثير اإليج ابى للعم ل‬ ‫‪١٤٠‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫السياس ى عل ى الكنيس ة عالق ة المتن يح الباب ا كي رلس الس ادس ب الرئيس الراح ل جم ال عب د‬ ‫الناصر و يروى األستاذ حسنين ھيكل ‪) :‬و ك ان ھن اك مش كلة أخ رى واجھ ت البطري رك‬ ‫كيرلس السادس ‪ ،‬فقد ك ان تواق ا ً إل ى بن اء كاتدرائي ة جدي دة تلي ق بمكان ة الكنيس ة القبطي ة ‪،‬‬ ‫كان بناء كاتدرائية جديدة مشروعا ً محببا ً إلى قلب البطريرك ‪ ،‬لكنه ل م يك ن يري د أن يلج أ‬ ‫إل ى م وارد م ن خ ارج مص ر يبن ى بھ ا الكاتدرائي ة الجدي دة و ف ى نف س الوق ت ف إن م وارد‬ ‫التبرعات المحتملة من داخل مصر كانت قليلة ألن القرارات اإلشتراكية أثرت على أغنياء‬ ‫األقباط كما أثرت على أغنياء المسلمين ‪ ،‬ممن كانوا فى العادة قادرين عل ى إعان ة الكنيس ة‬ ‫بتبرعاتھم ‪ ،‬إلى جانب أن المھاجرين األقب اط الج دد ل م يكون وا بع د ف ى موق ف يس مح لھ م‬ ‫بمد يد المساعدة السخية ‪ ،‬ثم أن أوقاف األديرة القبطية أثرت فيھ ا ق وانين إلغ اء األوق اف ‪،‬‬ ‫و ھك ذا وج د البطري رك نفس ه ف ى م أزق ‪ ،‬و ل م ي ر مناس با ً أن يف اتح جم ال عب د الناص ر‬ ‫مباشرة فى مسألة بناء الكاتدرائي ة فلق د تص ور ف ى الموض وع أس بابا ً للح رج ‪ ،‬و ھك ذا فق د‬ ‫تلقيت شخصيا ً دع وة م ن البطري رك لزيارت ه و ذھب ت فع الً للقائ ه بص حبة األنب ا ص موئيل‬ ‫ال ذى ك ان أس قفا ً ب دار البطريركي ة ‪ ،‬و ف ى ھ ذا اللق اء ح دثنى البطري رك ع ن المش كلة ‪ ،‬و‬ ‫أظھر تحرجه م ن مفاتح ة جم ال عب د الناص ر مباش رة ف ى األم ر حت ى ال يك ون س ببا ً ف ى‬ ‫إثارة أى حساسيات ‪ ،‬ث م س ألنى م ا إذا كن ت أس تطيع مفاتح ة ال رئيس ف ى الموض وع دون‬ ‫إثارة أى ح رج للبطري رك و ال ح رج عل ى ال رئيس نفس ه ‪ ،‬و عن دما تح دثت م ع ال رئيس‬ ‫عبد الناصر فى ھذا الموضوع كان تفھمه ك امالً ‪ ،‬حي ث ك ان ي رى أھمي ة و حق وق أقب اط‬ ‫مص ر ف ى التركي ب اإلنس انى و اإلجتم اعى لش عبھا الواح د ‪ ،‬ث م أن ه ك ان ي درك المرك ز‬ ‫الممت از للكنيس ة القبطي ة و دورھ ا األساس ى ف ى الت اريخ المص رى ‪ ،‬ث م أن ه ك ان واعي ا ً‬ ‫بمحاوالت اإلستقطاب التى نشط لھا مجلس الكنائس العالمى ‪ ،‬و ھكذا فإنه قرر على الف ور‬ ‫أن تساھم الدول ة بنص ف ملي ون جني ه ف ى بن اء الكاتدرائي ة الجدي دة ‪ ،‬نص فھا ي دفع نق داً و‬ ‫نصفھا اآلخر يقدم عينا ً بواس طة ش ركات المق اوالت التابع ة للقط اع الع ام و الت ى يمك ن أن‬ ‫يعھد إليھ ا بعملي ة البن اء ‪ ،‬و طل ب إل ى ال رئيس إب الغ البطري رك بق راره ‪ ،‬و ك ان الرج ل‬ ‫شديد السعادة عندما قمت بإبالغه إلى درجة أنه طلب إلى إثنين من األساقفة أحدھما األنب ا‬ ‫صموئيل أن يقيما قداسا ً فى بيتى ‪ ،‬و كان بالغ الرقة حين قال ‪) :‬إن برك ات ال رب تش مل‬ ‫الك ل ‪ ،‬أقباط ا ً و مس لمين( و ت م بن اء الكاتدرائي ة و حض ر جم ال عب د الناص ر إحتف ال‬ ‫إفتتاحھا( )نقالً عن كتاب خريف الغضب ‪ -‬للصحفى الشھير محمد حسنين ھيكل( ‪.‬‬ ‫و تع ود قداس ة الباب ا أن ي زور ال رئيس عب د الناص ر ف ى منزل ه ‪ ،‬و ف ى زي ارة م ن ھ ذه‬ ‫الزيارات ‪ ،‬جاء إليه أوالده و كل منھم يحمل حصالته ثم وقفوا أمامه فقال الرئيس لقداس ته‬ ‫‪) :‬أنا علمت أوالدى إن اللى يتبرع لكنيسة زى اللى يتبرع لجامع و األوالد لما عرفوا إنك‬ ‫بتبن ى كاتدرائي ة ص مموا عل ى المس اھمة فيھ ا و ق الوا حنح وش قرش ين و لم ا ييج ى الباب ا‬ ‫‪١٤١‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫كي رلس حنق دمھم ل ه و أرج وا أن ال تكس فھم و خ ذ م نھم تبرع اتھم( ف أخرج الباب ا كي رلس‬ ‫منديل ه و وض عه عل ى حج ره ث م وض ع أوالد عب د الناص ر تبرع اتھم ث م لفھ ا و ش كرھم و‬ ‫باركھم ‪ ،‬و كان ھذا المبلغ و غيره من المبالغ الصغيرة التى كان الناس يعطونھا إلي ه ثم ن‬ ‫أرض دي ر مارمين ا بمري وط ‪) ،‬نق الً ع ن كت اب الباب ا كي رلس و عب د الناص ر ‪ -‬محم ود‬ ‫فوزى( ‪.‬‬ ‫بعد حرب ‪ ٥‬يونيو ‪١٩٦٧‬م أو نكسة ‪١٩٦٧‬م كما أس متھا أجھ زة اإلع الم ف ى مص ر أعل ن‬ ‫قداسة البابا أن أصدر أمراً بأن يقوم الشعب بإقامة صلوات القداس اإللھى فى ك ل الكن ائس‬ ‫القبطي ة م ن أج ل مص ر حت ى يعطيھ ا ال رب الحماي ة و الص مود ‪ ،‬و إذا بإذاع ة إس رائيل‬ ‫العربية الموجھة تتھكم على أوامر البابا بإقامة الصلوات و تقول ‪) :‬أبشر يا عبد الناص ر ‪،‬‬ ‫فإن معك كيرلس الس ادس ‪ -‬أم ا نح ن فمعن ا اإلس طول الس ادس( )القم ص ميخائي ل داود ‪-‬‬ ‫كتاب ذكرياتى مع البابا كيرلس السادس‪ -‬فيض النعمة( لكن تھك م اليھ ود رد علي ه رج ال‬ ‫الج يش البواس ل ف ى ح رب اإلس تنزاف و خس رت إس رائيل الكثي ر م ن األف راد و المع دات‬ ‫)طيلة ثالث سنين من سنة ‪١٩٦٧‬م حتى ‪١٩٧٠‬م( فى حرب ال تھدأ ليالً أو نھاراً ص ممت‬ ‫خصيص ا ً لقلقل ة الوج ود اإلس رائيلى عل ى الض فة الش رقية لقن اة الس ويس و إنتص ر الج يش‬ ‫المصرى فى حرب ‪ ١٩٧٣‬بجھود و صلوات جميع المصرين مسلمين و مسيحين‪.‬‬ ‫و عمل البابا كيرلس السادس م ن أج ل مص ر و ذل ك ف ى رس ائله الباباوي ة ‪ -‬البيان ات الت ى‬ ‫أصدرھا فى زياراته ‪ -‬اللقاءات التى حضرھا لتدعيم موقف الرئيس جمال عب د الناص ر –‬ ‫و ھناك الكثير من المواقف األخرى و ھى ‪-:‬‬ ‫ طلب من اإلمبراطور ھيالسيالسى أن يتخذ موقفا ً مؤيداً لقضية مصر فى األمم المتحدة‬‫ ق ام بحض ور الن دوات و الم ؤتمرات الش عبية و الوطني ة الت ى ك ان يحض رھا أقب اط و‬‫مسلمين للمناقشة حول وثيقة الكاردينال بيا و الفاتيكان حول تبرئة اليھود من دم المس يح –‬ ‫و قد وقفت الكنيسة القبطية موقف شديد الص البة ممثل ة ف ى مجمعھ ا المق دس ال ذى أص در‬ ‫بيان ا ً ي رفض بش دة ھ ذه الوثيق ة و يؤي د التص ريح الثن ائى ال ذى أص دره الباب ا كي رلس م ع‬ ‫شريكه فى الخدمة البطريرك األنطاكى مارأغناطيوس يعقوب بھذا الصدد‬ ‫ قامت إسرائيل بضم القدس ألراض يھا و تھوي دھا و غي رت وض عھا قب ل س نة ‪١٩٧٦‬م و‬‫قام البابا كيرلس السادس باإلتصال بالكنائس و حكوماتھا لكى تقوم بتأييد ع دم ض م الق دس‬ ‫لألراضى اليھودية و أدلى قداسته بالعدي د م ن األحادي ث الص حفية ‪ ،‬و للتلفزي ون الفرنس ى‬ ‫من أجل الحقوق العربية فى مدين ة الق دس و تنفي ذ ق رارات مجل س األم ن )نق الً ع ن كت اب‬ ‫األنبا أغريغوريوس أسقف البحث العلمى‪ -‬الكنيس ة و قض ايا ال وطن و الدول ة و الش رق‬ ‫األوسط ‪ -‬الجزء األول( ‪.‬‬ ‫‪١٤٢‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫ إتخذ قرار بمنع األقباط بالذھاب إلى الق دس للتق ديس إحتجاج ا ً عل ى الوض ع ال راھن وق د‬‫نشر ھ ذا الق رار ف ى ح ديث أدل ى ب ه الباب ا إل ى األس تاذ أب و الحج اج ح افظ و نش ر بجري دة‬ ‫الجمھورية مع عيد الميالد المجيد عام ‪. ١٩٦٨‬‬ ‫و إستمر موقف الكنيسة ھذا تجاه ذھاب األقباط إلى القدس ف ى حبري ة المتن يح قداس ة الباب ا‬ ‫شنودة الثالث أيض ا ً حي ث رف ض الس ماح ب ذھاب األقب اط إل ى الق دس للتق ديس ‪ ،‬أى إس تمر‬ ‫األقباط فى إحتجاجھم منذ أن أعلن البابا كيرلس ھذا القرار سنة ‪١٩٦٨‬م و حتى اليوم ‪.‬‬ ‫ فى سنة ‪١٩٦٨‬م أصدر الرئيس عبد الناصر بيان ‪ ٣٠‬مارس حدد فيه مع الم روح العم ل‬‫الوطنى ف ى المرحل ة الجدي دة بع د ھزيم ة ‪ /‬نكس ة ‪١٩٦٧‬م و أص در ق رار ب دعوى الش عب‬ ‫عل ى إس تفتاء عل ى بي ان ‪ ٣٠‬م ارس ‪ ،‬و مس اء ي وم الثالث اء ‪ ٣٠‬أبري ل ‪١٩٦٨‬م عق دت‬ ‫الكنيسة المعلقة إجتماعا ً شعبيا ً لألقباط يرأسه قداسة الباب ا كي رلس الس ادس و حض ره نياف ة‬ ‫األنبا غريغوريوس الذى قام بإلقاء كلمة قداسة الباب ا كي رلس و كان ت الكلم ة تأيي د لل رئيس‬ ‫عبد الناصر و األقباط لبيان ‪ ٣٠‬مارس و تأييد الرئيس جمال عبد الناصر الذى يثبت دائم ا ً‬ ‫أن قيادت ه تتس م ب اإلخالص و الوض وح و الص راحة )األنب ا أغريغوري وس أس قف البح ث‬ ‫العلمى ‪ -‬الكنيسة و قضايا الوطن و الدولة و الشرق األوسط ‪ -‬الجزء الرابع( ‪.‬‬ ‫ فى يوم ‪ ٢٦‬يونيو ‪١٩٦٦‬م فى عصر جلوس البابا كي رلس ق ام نياف ة األنب ا ش نودة أس قف‬‫التعل يم )المتن يح قداس ة الباب ا ش نودة الثال ث( بإلق اء محاض رة عنوانھ ا )إس رائيل ف ى رأى‬ ‫المسيحية( و حضر ھذه المحاضرة ‪ ١٢‬ألفا ً إحتش دوا ف ى النقاب ات المج اورة و ش ارع عب د‬ ‫الخالق ثروت ‪ ،‬و قد ختم نيافته محاضرته قائالً )فإذا كان الرب يريد أن يرسل جمال عب د‬ ‫الناصر سيف تأديب لھذا الشعب ‪ ،‬ف إن ھ ذا يك ون خي راً روحي ا ً لھ م( و أيض ا ً ن دوة الق دس‬ ‫بدولة اإلمارات العربية بأبو ظبى فى ن وفمبر ‪١٩٩٥‬م و ف ى مجل ة المنت دى الت ى يص درھا‬ ‫مجلس الكنائس بالشرق األوسط يناير ‪١٩٩٦‬م ‪.‬‬

‫‪١٤٣‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫دور المسيحية فى تنمية المجتمع أقتصاديا ‪-:‬‬ ‫اإلنسان المادى ھو من يتسم باألنانية و الجشع و حب المنفعة ‪ ،‬لكن الذين تقودھم فق ط‬ ‫المادي ات و منفع تھم الخاص ة ھ م أقلي ة ‪ ،‬و أكثري ة البش ر يلع ب ال دور األكب ر ف ي حي اتھم‬ ‫التعاون المتبادل ‪ ،‬أما الذي يعود بفائدة أكبر على اإلنسان و على المجتمع ھو اتخاذ الق رار‬ ‫بالتصرف من خالل الوعي و الشعور األخالقي ‪.‬‬ ‫ھنا تستطيع األخالقيات الدينية تھذيب السلوك االنسانى ‪ ،‬فاإلنسان مكون من شخصية ذات‬ ‫صفات فردية و اجتماعية بنفس الوقت مثل الثقة بالنفس ال الغرور ‪ ،‬باإلضافة إلى التعاون‬ ‫مع اآلخرين ‪ ،‬ھى صفات مفيدة يستطيع اإلنسان أن يتدرب عليھا و يتعلمھا ‪ ،‬على العك س‬ ‫ف ى المجتمع ات الرأس مالية ن رى األناني ة ھ ى الص فة الغالب ة ف ى المجتم ع حي ث ال وج ود‬ ‫لمشاعر التضحية من أجل اآلخرين ‪ ،‬أما األنظمة االشتراكية فمبادئھا تعتمد على التض امن‬ ‫والتع اون المش ترك ف ى المجتم ع و لكنھ ا بالمقاب ل تجاھل ت الرغب ات الفردي ة المرتبط ة‬ ‫مباشرة بالحرية الضرورية التي يحتاج لھا اإلنس ان ليك ون ل ه داف ع لإلنت اج و التق دم داخ ل‬ ‫مجتمعه ‪ ،‬وعندما يفتقد المرء إلى االتزان واالعتدال ف ي مجتمع ه فھ و يج د نفس ه مض طراً‬ ‫لتوجي ه االنتق اد واالعت راض بص ورة مظ اھرات أو إعتص امات و أحيان ا ً ق د تص ل للث ورة‬ ‫على المجتم ع وذل ك م ا يح دث حالي ا ً ف ي الش ركات واألنظم ة االقتص ادية المعروف ة ‪ ،‬وق د‬ ‫نبھنا السيد المسيح عن ذلك حيث قال لنا )ال تدينوا لكى ال تدانوا ألنك م بالدينون ة الت ى بھ ا‬ ‫تدينون تدانون و بالكيل الذى به تكيلون يكال لكم و لماذا تنظر القذى الذى فى عين أخيك‬ ‫و أما الخشبة التى فى عينك فال تفط ن لھ ا أم كي ف تق ول ألخي ك دعن ى أخ رج الق ذى م ن‬ ‫عينك و ھا الخشبة فى عينك يا مرائى إخرج اوالً الخشبة من عينك و حينئ ذ تبص ر جي داً‬ ‫أن تخرج القذى من عين أخيك()مت‪ (٥-١ :٧‬إبدأوا بحل مشاكلكم فى بيوتكم فتصرفنا فى‬ ‫حياتن ا الخاص ة بقل ب مس يحي ص ادق و إيم ان بق درة ﷲ عل ى العط اء ب ال ح دود س تنعكس‬ ‫على كل تصرفاتنا فى حياتنا المھنية و االجتماعية فتصبح مبادئنا المسيحية مثال يحتذي به‬ ‫‪ ،‬فمبادئ و تعاليم السيد المسيح تثبت صالحيتھا على جميع المستويات ويمكن تطبيقھ ا ف ى‬ ‫أي مك ان و ف ى أي زم ان ‪ ،‬فالش فقة و الرحم ة الت ى خ ص بھ ا يس وع المس يح الفق راء‬ ‫والمظلومين فھي بدون شك و بغض النظر عن ما تق وم الكنيس ة ب ه م ن أعم ال خيري ة لھ ا‬ ‫قيمتھا و منفعتھا فى كل مجتمع ‪ ،‬و أيضا ً كذلك في المؤسسات والشركات التجارية ‪ ،‬و ق د‬ ‫ذك ر ذل ك واض حا ً ف ى)م ت ‪ (٢٢،١٤‬حي ث ف ى معج زة إش باع الجم وع يظھ ر اھتم ام ﷲ‬ ‫بأمورنا الحياتية )و لما صار المساء تقدم إليه تالميذه قائلين الموض ع خ الء و الوق ت ق د‬ ‫مضى أصرف الجموع لك ى يمض وا إل ى الق رى و يبت اعوا لھ م طعام ا ً فق ال لھ م يس وع ال‬ ‫حاجة لھم أن يمضوا أعطوھم أنتم ليأكلوا فقالوا له ليس عندنا ھھن ا إال خمس ة أرغف ة و‬ ‫سمكتان فقال إئتونى بھا إل ى ھن ا ف أمر الجم وع أن يتكئ وا عل ى العش ب ث م أخ ذ األرغف ة‬ ‫‪١٤٤‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫الخمسة و السمكتين و رفع نظره نحو السماء و بارك و كسر و أعط ى األرغف ة للتالمي ذ‬ ‫و التالميذ للجموع فأكل الجميع و شبعوا ثم رفع وا م ا فض ل م ن الكس ر إثنت ى عش ر قف ة‬ ‫مملوءة و اآلكلون كانوا نحو خمسة آالف رجل م ا ع دا النس اء و األوالد()م ت‪-١٥ :١٤‬‬ ‫‪ (٢١‬و باإلضافة إلى الرحم ة و الش فقة تق ديم العش ور و البك ور و إيف اء الن ذور و االلت زام‬ ‫ب دفع الض رائب للدول ة ث م التب رع بم ا يزي د ع ن حاجتن ا للمش اريع الخيري ة لمس اعدة‬ ‫المحتاجين ‪ .‬االستعداد للمساعدة مبنى على قرارات تطوعي ة فق ط ‪ ،‬وإن ه م ن غي ر الممك ن‬ ‫أن يكون مستمداً مباشرة من وجھة نظر إعادة التوزيع القسرى كما فى النظم االش تراكية ‪،‬‬ ‫م ع أخ ذ الوص يتان ‪ ٩‬و‪) ١٠‬يج ب علي ك أن ال تطم ع ‪ .....‬ب ـما يمـل ـكه ج ارك( ‪ ،‬و عل ى‬ ‫الرغم من جميع الجھود المبذولة من الكنيسة فما زال ھناك فقراء كثيرين بحاج ة للمس اعدة‬ ‫ألن الكنيسة ليست مؤسسة اقتصادية لكنھ ا ترش دك و تس اعدك عل ى تبن ى أفك ار اقتص ادية‬ ‫مفي دة للمجتم ع ‪ ،‬األمث ال الت ي أعطي ت ف ى)م ت ‪ (١٤،٢٥،٢٦‬و ف ى )ل و ‪ (١٩‬الموق ف‬ ‫األخالقي لموظف الضرائب ‪ ،‬حيث نجد أن القيم الروحية يجب أن تعلو عل ى الق يم المادي ة‬ ‫‪ ،‬على الرغم من ذلك يشار إلى المسئولية التى على عاتق التجار و رج ال األعم ال و ھ ى‬ ‫الثروات المادي ة ‪ ،‬فبمس اعدة المظل ومين والفق راء تأخ ذ الق يم المادي ة قيمتھ ا الفعلي ة فالم ادة‬ ‫واألموال بدون قيمة يوم الدينونة ‪ ،‬فالمسيحى يعتبرھا وسيلة لتحقيق األھ داف العادل ة كم ا‬ ‫ورد ف ى )م ت‪) (٢٤:٦‬ال يق در أح د أن يخ دم س يدين ألن ه إم ا أن ي بغض الواح د و يح ب‬ ‫اآلخ ر أو ي الزم الواح د و يحتق ر اآلخ ر ال تق درون أن تخ دموا ﷲ و الم ال( إن الك ذب‬ ‫والخداع والمعاملة الس يئة للغي ر ‪ ،‬كم ا أن الخ داع بخل ق مش اريع وترويجھ ا عل ى البس طاء‬ ‫على الرغم من عدم فعاليتھا ھ و أكي د ل يس بمعن ى المس ؤولية الت ى عل ى عاتقن ا ‪ ،‬وھ ذا م ا‬ ‫حاول السيد المسيح أن يوضحه لنا على مدى خطواته ‪ ،‬كان الھدف ببشارته ھو اإلنص اف‬ ‫والعدل بالمعاملة فيما بيننا‪.‬‬ ‫المسيحية و اليھودية حرمت الربا )فضته ال يعطيھا بالربا و ال يأخذ الرشوة على‬ ‫البريء الذي يصنع ھذا ال يتزعزع إلى الدھر()مز‪ (٥ :١٥‬الذي ال يتعاطى الربا ‪ ،‬الذى‬ ‫ال يقبل الرشوة ‪ ،‬الذى ال تظلم يده أحداً ‪ ،‬الذى يكون عادالً بحكمه ‪ ،‬و نصحت بالبعد عن‬ ‫الديون و شراء السلع التى لست بحاجة إليھا و منع استغالل حاجة الفقراء إلقراضھم بربا‬ ‫‪ ،‬و يتضح ذلك فى سفر األمثال )الصيت أفضل من الغنى العظيم و النعمة الصالحة أفضل‬ ‫من الفضة و الذھب الغنى و الفقير يتالقيان صانعھما كليھما الرب الذكى يبصر الشر‬ ‫فيتوارى و الحمقى يعبرون فيعاقبون ثواب التواضع و مخافة الرب ھو غنى و كرامة و‬ ‫حياة شوك و فخوخ فى طريق الملتوى من يحفظ نفسه يبتعد عنھا رب الولد فى طريقه‬ ‫فمتى شاخ أيضا ً ال يحيد عنه الغنى يتسلط على الفقير و المقترض عبد للمقرض الزارع‬ ‫‪١٤٥‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫إثما ً يحصد بلية و عصا سخطه تفنى الصالح العين ھو يبارك ألنه يعطى من خبزه للفقير‬ ‫أطرد المستھزئ فيخرج الخصام و يبطل النزاع و الخزى()أم ‪. (١٠ -١ : ٢٢‬‬ ‫كما شجعت المسيحية على التخطيط للمستقبل كما ورد فى سفر األمثال أيضا ً )العامل بيد‬ ‫رخوة يفتقر أما يد المجتھدين فتغنى من يجمع فى الصيف فھو أبن عاقل و من ينام فى‬ ‫الحصاد فھو أبن مخز( )أم ‪ ، (٥-٤ : ١٠‬وكما ھو االعتبار في الحكمة وفى المنطق لتعلم‬ ‫أشياء جديدة باستمرار فى )أمثال ‪) (٦-٥ :٨‬أيھا الحمقى تعلموا ذكاء و يا جھال تعلموا‬ ‫فھما ً إسمعوا فإنى أتكلم بأمور شريفة و إفتتاح شفتى إستقامة( ‪ ،‬و قد أوصانا الكتاب‬ ‫المقدس بالتوفير وباالدخار و يتضح ھذا جليا ً فى وصية بولس الرسول للمسيحيين فى‬ ‫كورنثوس )و أما من جھة الجمع ألجل القديسين فكما أوصيت كنائس غالطية ھكذا‬ ‫إفعلوا أنتم أيضا ً فى كل أول أسبوع ليضع كل واحد منكم عنده خازنا ً ما تيسر حتى إذا‬ ‫جئت ال يكون جمع حينئذ و متى حضرت فالذين تستحسنوھم أرسلھم برسائل ليحملوا‬ ‫إحسانكم إلى أورشليم()‪١‬كو ‪ ، (٣-١ : ١٦‬و اتخاذ موقف معتدل فى اإلنفاق )ألننا لم‬ ‫ندخل العالم بشيء و واضح أننا ال نقدر أن نخرج منه بشىء فإن كان لنا قوت و كسوة‬ ‫فلنكتف بھما()‪١‬تيمو ‪) ، (٨-٧ :٦‬ألن السكير و المسرف يفتقران()أم‪ ، (٢١ :٢٣‬و قد‬ ‫وجه يسوع المسيح النظر إلى الحاجة لحساب إذا ما كان ھناك ما يكفى من المال قبل البدء‬ ‫فى مشروع كبناء بيت )و من منكم و ھو يريد أن يبنى برجا ً ال يجلس أوالً و يحسب‬ ‫النفقة ھل عنده ما يلزم لكماله()لو‪ ، (٢٨:١٤‬و األخذ بتأمين اإلمكانيات االقتصادية‬ ‫بشكل مستدام بعين االعتبار ھو من المسئوليات الضروريّة كعالج و وقاية عند الحاجة و‬ ‫في يومنا ھذا الديون الضخمة فى المجالين الخاص و العام ھى المسبب الرئيسى فى عدم‬ ‫االستقرار المالى العالمى ‪.‬‬ ‫لقد اھتمت الكنيسة األولى منذ بدء نشأتھا بالواقع األجتماعى و االقتصادى ألبنائھا‬ ‫طبعا ً إلى جانب رسالتھا األساسية فى حفظ ذخيرة اإليمان ‪ ،‬ففي عھد الرسل عالجت‬ ‫الكنيسة األولى عدة ظواھر اجتماعية واقتصادية فنجد فى أكثر من مكان االھتمام بالعدالة‬ ‫االجتماعية و توزيع الثروات حيث نقرأ ما ورد فى أعمال الرسل )و كان لجمھور الذين‬ ‫آمنوا قلب واحد و نفس واحدة و لم يكن أحد يقول أن شيئا ً من أمواله له بل كان عندھم‬ ‫كل شىء مشتركا ً إذ لم يكن فيھم أحد محتاجا ً ألن كل الذين كانوا أصحاب حقول أو بيوت‬ ‫كانوا يبيعونھا و يأتون بأثمان المبيعات‪ .‬و يضعونھا عند أرجل الرسل فكان يوزع على‬ ‫كل واحد كما يكون له إحتياج()أع ‪ (٣٥-٣٢ : ٤‬فكانت الحياة المشتركة حتى فى األمور‬ ‫المادية صبغة تطبع أجدادنا فى الكنيسة األولى ‪ ،‬و بعد أن انتشرت الكنيسة فى مختلف‬ ‫أنحاء العالم شعر الرسل بوجود فوارق اقتصادية كبيرة بين كنائسھم فعملوا على جمع‬ ‫التبرعات من الكنائس الغنية و إرسالھا إلى الكنائس الفقيرة وذلك ليس من مبدأ الصدقة‬ ‫‪١٤٦‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫وحسب بل من مبدأ العدالة والمساواة حيث نقرأ فى رسالة القديس بولس الرسول الثانية‬ ‫إلى أھل كورنثوس عندما كان يطالب كنيسة كورنثوس بجمع التبرعات فليس المقصود أن‬ ‫يكون اآلخرون فى يسر وتكونوا أنتم فى عسر بل المراد ھو المساواة )فإنه ليس لكى‬ ‫يكون لآلخرين راحة و لكم ضيق‪ .‬بل بحسب المساواة لكى تكون فى ھذا الوقت فضالتكم‬ ‫إلعوازھم كي تصير فضالتھم إلعوازكم حتى تحصل المساواة‪ .‬كما ھو مكتوب الذى جمع‬ ‫كثيراً لم يفضل و الذى جمع قليالً لم ينقص()‪٢‬كو ‪ (١٥-١٣ : ٨‬فقد كان الرسل على‬ ‫يقين من أن األمور المادية مھمة أيضا ً ‪ ،‬فھناك عالقة بين اإليمان و األعمال الصالحة‬ ‫على حد قول القديس يعقوب الرسول فى رسالته عندما تحدث عن اإليمان واألعمال‬ ‫أعطى المثال التالى )ان كان اخ و اخت عريانين و معتازين للقوت اليومي‪ -‬فقال لھما‬ ‫احدكم امضيا بسالم استدفئا و اشبعا و لكن لم تعطوھما حاجات الجسد فما المنفعة()يع‬ ‫‪ ، (١٦-١٥ : ٢‬و كذلك تصدى القديس بولس لظاھرة البطالة بحجة العبادة التى انتشرت‬ ‫فى تسالونيكى بلھجة شديدة وأعطى فيھا وصية صريحة )فلما كنا عندكم كنا نوصيكم ھذه‬ ‫الوصية إذا كان أحد ال يريد أن يعمل فال يأكل( )‪٢‬تس ‪ (١٠ : ٣‬ألن القديس بولس يعلم‬ ‫علم اليقين أن كرامة اإلنسان ال تكتمل إال إذا كان يعمل ويتعب فجعل من نفسه قدوة و ھو‬ ‫رسول األمم ‪ ،‬إذ كان ال يأكل إال مما كان ينتجه على حد قوله )فإنكم تعلمون كيف يجب‬ ‫أن تقتدوا بنا فنحن لم نسر بينكم سيرة باطلة و ال أكلنا الخبز من أحد مجانا ً بل عملنا ليل‬ ‫نھار بجد و كدٍّ لئال نثقل على أحد منكم ال ألنه لم يكن لنا حق فى ذلك بل ألننا أردنا أن‬ ‫نجعل من أنفسنا قدوة تقتدون بھا()‪٢‬تس‪ ، (٩-٧ :٣‬و ھكذا و عبر التاريخ كانت الكنيسة‬ ‫دائما ً تواكب مشاكل أبنائھا ليس فقط الروحية والدينية بل أيضا ً الدنيوية وتقدم لھم النصح‬ ‫و اإلرشاد و المساعدات المادية الملموسة‪.‬‬

‫‪١٤٧‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫الباب العاشر ‪ :‬التطبيق العملى لألفكار االقتصادية فى ھذا الكتاب‬ ‫لماذا تستيقظ كل يوم ؟‬ ‫أنت تسيقظ ك ل ي وم ص باحا ً ألن ف ى ذل ك منفع ة ل ك لك ن إذا ل م تك ن ھن اك منفع ة م ن‬ ‫اإلستيقاظ لظللت طوال الوقت نائم ‪ ،‬فالمنفعة ھى المحرك الرئيسى لك ل حيات ك حت ى و ل و‬ ‫كانت المنفعة غير مادية ‪ ،‬فلو رأيت يوما ً راھبا ً قبل أن يترھب لوجدته يمتلك وظيف ة جي دة‬ ‫و شقة و مستقبل مالى مضمون لكنه يترك كل ذلك ألنه يبحث عن منفعة روحية و ھ ى أن‬ ‫يكون مع ﷲ فذلك أفضل جداً ‪ ،‬و ليس معنى ذلك أن كل الناس تبحث عن المنفعة الروحية‬ ‫فمنھم من يبحث عن منفعة مادية مع الروحية فيعمل لك ن يتب رع بج زء م ن دخل ه لمس اعدة‬ ‫الفقراء ‪.‬‬ ‫ما يخفيه عنك التاجر و سر تفاوت األسعار ؟‬ ‫إذا قمت بزيارة م ول س يتى س تارز ف ى منطق ة مدين ة نص ر بالق اھرة ستش عر أن ك ف ى‬ ‫سوق كبي ر ج داً متع دد الطواب ق مل ئ ب المحالت و أم اكن الخ دمات و المق اھى و البن وك و‬ ‫المكتبات و كافة وسائل الرفاھية ‪ ،‬و لكنى أطلب منك اآلن إع ادة زي ارة الم ول س ويا ً ألن ك‬ ‫اآلن أص بحت تفھ م أس س عل م االقتص اد و أري دك أن تق وم بتطبي ق م ا تعلمت ه م ن ح ديثنا‬ ‫السابق عن قوى العرض و الطلب ‪ ،‬و اآلن إذھب إلى متجر سبينس مصر و لنبدأ من قسم‬ ‫الخض روات ‪ ،‬س تالحظ إرتف اع أس عار المنتج ات العض وية أى تل ك الت ى زرع ت ب دون‬ ‫مبي دات ‪ ،‬و ألن الن اس أص بح ل ديھم خ وف عمي ق م ن الطع ام كمس بب أساس ى للس رطان‬ ‫فكثي ر م ن الن اس يش ترون المنتج ات العض وية للحف اظ عل ى ص حتھم ‪ ،‬و اآلن أن ا و أن ت‬ ‫نتأمل األشخاص الواقفين حول قسم الخضروات فھناك إمرأة يب دو م ن مظھرھ ا أنھ ا ثري ة‬ ‫ألنھا تتبعھا خادمة لإلعتناء بطفلھا الصغير ‪ ،‬و رجل متوسط الح ال ألن ه يمس ك بي ده علب ة‬ ‫سجائر مصرية ‪ ،‬و شاب و فتاة يمسكون بيد بعضھم البعض و ينظرون للتف اح و يتب ادلون‬ ‫ضحكات و غمزات عن أحالم فى المستقبل بالبيت السعيد و شراء تفاح ‪ ،‬و لتكن ھ ذه ھ ى‬ ‫لستة أسعار التفاح ‪-:‬‬ ‫تفاح عضوى ‪ ٢٥‬جنيه تفاح مصرى عادى ‪ ١٠‬جنيه‬ ‫تفاح مستورد‬ ‫‪ ١٥‬جنيه‬ ‫آراك تنظر إلى بسخرية قائالً ‪ :‬ما الجديد فيما قلت ه ؟ فأن ا أس تطيع تحدي د الغن ى و الفقي ر و‬ ‫المحبين بقليل من المالحظة مثلك تماما ً ! و أسعار التفاح مناسبة لجودة كل ن وع ‪ ،‬فم ا ھ ى‬ ‫اإلستفادة من صداع علم االقتصاد ؟‬ ‫بصراحة بدأت أدرك أن م ا ش رحته ل ك س ابقا ً ل م يك ن كافي ا ً لت درك بمف ردك حج م الخدع ة‬ ‫التى تمارسھا المتاجر الكبيرة ‪ ،‬فقد قلت أن األسعار مناسبة وفقا ً لجودة األنواع فى حين أن‬ ‫‪١٤٨‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫المنتجات العضوية غير مكلفة فى زراعتھا و أنت ال تعرف إذا كان ت مكلف ة أم ال ف المتجر‬ ‫ھو من حدد السعر و ليس أنت و لم يأخذ رأي ك ل يس ألن رأي ك ال يعني ه ب ل ألن ه إس تھدف‬ ‫ش ريحة معين ة م ن المس تھلكين و لع ب عل ى خ وفھم م ن األم راض ‪ ،‬فالمش ترى ال يش عر‬ ‫بف ارق ب ين التف اح العض وى و التف اح غي ر العض وى عن د األك ل ف التركيز عل ى ش ئ غي ر‬ ‫محسوس لكنه داخل فى تكلفة السلعة و يتحدد على أساسه سعر البي ع و المك ون الخف ى ھ و‬ ‫الوقاية من األمراض ‪ ،‬إذاً فالس لعة الت ى تب اع ھن ا ھ ى ع الج و ل يس طع ام ل ذلك يج ب أن‬ ‫تفكر من جديد فيما قلت !!‬ ‫ت رد بأص رار ‪ :‬أن ا عل ى ص واب فص حتى غالي ة و تس تحق أن أدف ع و لك ن ھ ل الطع ام‬ ‫العضوى كثير الثمن جزء من تكتيك الوصول بالسعر إلى المستوى المطلوب ؟ فى حقيق ة‬ ‫األمر إن الطعام العضوى يجب أن يكون أغلى سعراً ألن تكلفة إنتاجه أكبر‪ ،‬و ألنه يمكث‬ ‫فترة أقل على أرفف المحالت و ألن تكلفة توزيعه أغلى من المنتج التقليدى ‪ ،‬و لكن مثلما‬ ‫تشكل تكلفة مكونات الشاى الخام جزءاً ضئيالً من سعره للمستھلك تشكل كذلك تكلفة إنتاج‬ ‫معظم المنتج ات الغذائي ة ج زءاً ض ئيالً م ن أس عارھا عل ى أرف ف المتج ر الكبي ر ‪ ،‬و لك ن‬ ‫المزارع لن يحصل إال على نسبة ‪ %٣٠‬من الس عر!! ‪ ،‬يج ب أال نن دھش م ن أن المت اجر‬ ‫الكبيرة تنتھز الفرصة بزيادات سعرية مستھدفة المستھلك على نحو جيد ‪ ،‬إن دفعك الس عر‬ ‫العالى يسمح لجانب الطلب أن يزيد و المعروض من التفاح العضوى ضئيل و بإستمرارك‬ ‫فى الشراء سوف يرتفع السعر أكثر ‪ ،‬بينما فرضية أنك لن تصاب باألمراض غي ر حقيقي ة‬ ‫ألن ليس ھناك ضمانة ل ذلك لكن ه الخ وف ي ا عزي زى م ا ي دفعك للتش بس بالتف اح العض وى‬ ‫ف إذا تح ررت م ن الخ وف س ترى إختيارات ك األخ رى و ھ ى التف اح المص رى و التف اح‬ ‫المس تورد ‪ ،‬و ألن معظمن ا لدي ه م ا يس مى بعق دة الخواج ة فس تقول إن التف اح المس تورد‬ ‫يس تحق ثمن ه ألن ه مس تورد ‪ ،‬ھ ل الحظ ت أن ك أعطي ت مي زة للتف اح المس تورد فق ط ألن ك‬ ‫إفترضت أن خارج مصر أفضل من مصر ؟ فى حين أن سعر التف اح المس تورد ف ى ب الده‬ ‫أرخ ص م ن س عر تفاحن ا المص رى ‪ ،‬لك ن التعريف ات الجمركي ة لدخول ه مص ر و أس عار‬ ‫الشحن المرتبطة بسعر الدوالر و عموالت شركات اإلستيراد و التغليف الفاخر و كثير من‬ ‫التكاليف الغير مرغوبة رفعت سعره بالنسبة لنظيره المصرى ‪ ،‬أعرف أن الحديث مم ل و‬ ‫تريدنى أن أشترى كيلو التفاح و أخرج من المح ل ألن ك تعب ت م ن الج دل ‪ ،‬لك ن أن ا أس ف‬ ‫فأنا لن أشترى التفاح من سيتى ستارز ألننى لدى أسواق أخرى أعرف أنھ ا أرخ ص ألنھ ا‬ ‫ليس ت ف ى مدين ة نص ر ب ل ف ى س وق العب ور حي ث تج ار الفاكھ ة و الخض روات ‪ ،‬فالتف اح‬ ‫ھناك سعره ‪ ٧‬جنيھات ألن التاجر ال يعتنى بالشكل الجم الى للمح ل مث ل المح الت الكبي رة‬ ‫فى مدينة نصر و لن تجد كاشير يبتسم فى وجھ ك و يمكن ك أن ت دفع ل ه ببطاق ة اإلئتم ان و‬ ‫يضع لك مشترياتك فى أكثر من شنطة من بالستيك قابل للتحلل حتى ال يؤذى الطبيعة األم‬ ‫‪١٤٩‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫‪ ،‬فأنت تدفع فى المحالت الكبيرة نظير خدمات و سلع و لكن فى سوق العبور أنا أدفع ثمن‬ ‫الس لعة فق ط ‪ ،‬و نص يحتي إلي ك إن كن ت مقتنع ا ً بفوائ د الطع ام العض وى أال ت دع تج ار‬ ‫المنتجات الغذائية يستغلونك ‪ ،‬و إشترى من أى تاجر تجزئة لألغذية يقوم بع رض الطع ام‬ ‫العض وى و غي ر العض وى المص رى و ال يق دم خ دمات أن ت ال تھ تم بھ ا لكنھ ا تزي د م ن‬ ‫التكلف ة ‪ .‬لك ن قب ل أن نرح ل م ن س يتى س تارز أري د أن أذھ ب لمتج ر لبي ع األجھ زة‬ ‫األلكترونية فقد قرأت إعالن عن الب توب بسعر جيد ‪ ٢٠٠٠‬جنيه لكنه ع رض حت ى نف اذ‬ ‫الكمية و طبعا ً الخدعة فى أنن ا ال نع رف الكمي ة المتاح ة و ل يس لن ا تف ويض أن نع رف ك م‬ ‫قطعة باع المتجر من الكمية المتاحة فأنت فى مثل ھذه اإلعالن ات ال تع رف الھ دف الخف ى‬ ‫للمتج ر منھ ا إال عن دما ت ذھب و تش ترى ‪ ،‬و ألنن ى قم ت بإض اعة الوق ت ف ى التس وق ف ى‬ ‫متجر الخضروات فق د ذھبن ا مت أخرين و إنتھ ى الع رض عل ى ال الب ت وب و ذل ك بف رض‬ ‫أننى ص دقت أن المتج ر ب اع الكمي ة المجھول ة للمش ترين المجھ ولين بس عر ‪ ٢٠٠٠‬جني ه ‪،‬‬ ‫لكن دعنا نفترض حسن النية و نسأل البائع كم سعر الجھاز اآلن في رد بأن ه ‪ ٢٢٠٠‬جني ه ‪،‬‬ ‫ف أخبره أنن ى ل يس مع ى س وى ‪ ٢٠٠٠‬جني ه فيق وم بتزكي ة جھ از ث انى أق ل إمكاني ة بس عر‬ ‫‪ ٢٠٠٠‬جني ه ‪ ،‬ف أنظر بحس رة للجھ از األول و أفك ر ھ ل يس تحق الجھ از مبل غ ‪ ٢٠٠‬جني ه‬ ‫إضافية ؟ و أشعر بالغباء لتضييع الوقت ف ى توق ع الس عر المناس ب للتف اح فق د كان ت ھن اك‬ ‫فرصة بديلة ألدخر ‪ ٢٠٠‬جنيه ‪ ،‬لكن ھل الس عر الجي د ل الب ت وب ھ و ‪ ٢٢٠٠‬جني ه ؟ فق د‬ ‫بدأ الشك يدب فى داخلى إننى أتع رض لخدع ة م اھرة ‪ ،‬فم ا ال دافع ال ذى يجع ل ت اجر يبي ع‬ ‫سلعة بخسارة تقارب ‪ %١٠‬لمدة قصيرة ؟ اإلجابة ببساطة ھى خلق الطلب عل ى الس لعة و‬ ‫رفع ثمنھا عندما يتزايد الطلب لتعويض خسارته إذن فالسعر الجي د ال ذى ح دده الت اجر ھ و‬ ‫‪ ٢٠٠٠‬جني ه للجھ از األول ‪ ،‬و بع د بي ع نص ف الكمي ة بس عر ‪ ٢٠٠٠‬جني ه يمكن ه زي ادة‬ ‫أرباح ة بع د نم و الطل ب عل ى الجھ از ‪ ،‬لك ن إذا ل م يتواج د مس تھلكين بھ ذا الس عر فالت اجر‬ ‫يختبر المستھلكين و يحدد من منھم يستطيع الشراء بمبلغ ‪ ٢٠٠٠‬جنيه فيقدم له جھ از ل يس‬ ‫علي ه طل ب و ھ و الجھ از الث انى ذو اإلمكاني ات المح دودة ال ذى ال يس تطيع أن يق وم بعم ل‬ ‫خص ومات علي ه ألن س عره الجي د ھ و ‪ ٢٠٠٠‬جني ه‪ ،‬ف العروض و التخفيض ات ليس ت ف ى‬ ‫صالح المستھلك كما يعتقد البعض فھى باألكثر فى صالح التاجر فمن خاللھا يمكن ه معرف ة‬ ‫إتجاھ ات الس وق و تحقي ق ال ربح م ن إيھام ك بأن ك ق د حص لت عل ى أق ل س عر و ھ و ف ى‬ ‫الحقيقة أعلى سعر يطمح إليه التاجر ‪.‬‬ ‫إن التخفيضات التى تعرضھا المتاجر الكبيرة تعد أحد األشكال الفعالة للوصول بالسعر إلى‬ ‫المس توى المطل وب ‪ ،‬ألن األس عار ل و ظل ت ثابت ة فحت ى المش ترين األغني اء الغي ر مب الين‬ ‫بإرتف اع األس عار س يجدون حتم ا ً مكان ا ً يحص لون من ه عل ى الس لع الت ى يري دونھا بأس عار‬ ‫أرخص ‪ ،‬لذلك فبدالً من اإللتزام بأسعار عالية أو منخفضة تتأرجح المتاجر ب ين النقيض ين‬ ‫‪١٥٠‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫‪ ،‬فالتن افس عل ى نف س المش ترين يجع ل م ن الص عب أن يع رض أح د المت اجر األس عار‬ ‫المرتفعة دوما ً أكثر من غي ره دون أن يخس ر كثي راً م ن المش ترين ‪ ،‬ل ذلك فھم ا يعرض ان‬ ‫نفس األسعار بصفة عامة و لكن يبقى كال المتج رين ق ادراً عل ى تع ويض التخف يض عل ى‬ ‫بعض المنتجات بزيادة أسعار منتجات أخرى ‪ .‬يع د ھ ذا مج رد مث ال عل ى الحقيق ة العام ة‬ ‫عن المتاجر‪ ،‬أال و ھى أنھا مليئة بالبدائل المتقارب ة أو ش به المتقارب ة ‪ ،‬بعض ھا رخ يص و‬ ‫بعضھا مرتفع الثمن ‪ ،‬و يتصف تسعير ھ ذه الس لع بق در كبي ر م ن العش وائية الت ى ال تم ت‬ ‫بصلة للتكلفة ‪ ،‬كما يوجد العنصر العشوائى بحيث أن المتسوقين الحريصين على مالحظة‬ ‫و تذكر و مقارنة األسعار ھم فقط من ينجحون فى الحصول على أفضل الصفقات ‪ ،‬ل ذلك‬ ‫إذا أردت أن تفھم كيف يسعر المتجر المنتج ات و الخص ومات يج ب أن تھ تم بالمالحظ ة ‪،‬‬ ‫نصيحتى لك أنك إن كنت تريد شراء سلعة رخيص ة ال تح اول أن تج د متج ر أرخ ص ‪ ،‬و‬ ‫لكن حاول و أنت فى نفس المتجر أن تتسوق بحثا ً عن األرخص ‪ ،‬فالمنتجات المتشابھة فى‬ ‫أغلب األحيان تحمل أسعاراً متشابھة ألن تحديد السعر المستھدف يعتمد إلى حد كبير على‬ ‫الفرق بين األسعار و بعضھا ‪ ،‬و ليس الفرق فى الجودة بين متجر و آخر‪.‬‬ ‫لماذا تباع الكثير من السلع بسعر ‪ ٢,٩٥‬جنيه فى حين أنك عمليا ً تدفع ‪ ٣‬جنيه ؟‬ ‫ال يالحظ المستھلك سوى الرقم األول فقط من السعر و من ثم فھو ينخدع ف ى تص ور‬ ‫أن سعر السلعة أقرب إلى جنيھان منه إلى ثالث ة جنيھ ات ‪ ،‬ھ ذا التفس ير يب دو ف ى الواق ع‬ ‫بديھيا ً لكنك تفكر كاقتصادى لذلك يجب أن تفكر من البداية كيف ظھ رت ھ ذه الظ اھرة ‪ ،‬و‬ ‫بالبحث ستجد أن ھذه الظاھرة إنتش رت ف ى أمريك ا ح والى الق رن التاس ع عش ر م ع ظھ ور‬ ‫ماكينة تسجيل المدفوعات ‪ ،‬و قد كان الغرض األساس ى م ن الماكين ة مراقب ة الكاش ير ‪ ،‬و‬ ‫ألن المعامالت النقدية الت ى ال تس تلزم رد نق ود للمش ترى ق د ينس اھا الكاش ير فق ام ص احب‬ ‫المحل بإنقاص السعر مبلغا ً ضئيالً حتى يھتم الكاش ير بف تح درج النق ود بالماكين ة و إعط اء‬ ‫المشترى الباقى ‪ ،‬و غالبا ً ما يقوم المشترى بترك القروش الصغيرة للكاش ير كبقش يش مم ا‬ ‫يوفر على مال ك المتج ر ج زء م ن مرت ب الكاش ير و يس اعد الكاش ير عل ى معامل ة الزب ائن‬ ‫بلطف طمعا ً فى البقشيش ‪ ،‬لكن مشكلة إلزام األمانة للكاشير لم تح ل جي داً ألن م ن الممك ن‬ ‫أن يقوم الكاشير بإعطاء الزبون الباقى من محفظته الخاصة ثم ال يدون العملية فى الماكينة‬ ‫‪ ،‬لكن تكرار حدوث ذلك مع الزبائن قد يدفعھم إلخبار مالك المتجر و يفقد الكاشير عمله ‪.‬‬ ‫لماذا يجب أن تلتمس العذر لسائق الميكروباص عند زيادة األجرة فى األعياد ؟‬ ‫أذكر أنه فى أحد األعياد ركبت ميكروباص من العاشر من رمض ان إل ى الق اھرة فق ام‬ ‫الس ائق بالتنبي ه عل ى جمي ع الرك اب قب ل التح رك أن األج رة إرتفع ت الي وم فق ط بمق دار‬ ‫خمسون قرش فقام الركاب بالت ذمر مم ا دف ع الس ائق للتھدي د بع دم التح رك ‪ ،‬لكن ى قاطع ت‬ ‫الركاب بدفع األجرة التى طلبھا السائق بالزي ادة م ع عب ارة ك ل )س نة و أن ت طي ب( فش عر‬ ‫‪١٥١‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫السائق باإلحراج و قال )يا جماعة كل سنة و أنتم طيبين اليوم عيد و ال يوج د رك اب ل ذلك‬ ‫مال ك الميكروب اص طل ب زي ادة األج رة و ك ل واح د و ذوق ه( ‪ ،‬فق ام أغل ب الرك اب ب دفع‬ ‫األجرة الجديدة بينما إعترض راكبين و دفعوا األجرة العادية فتقبلھا السائق و أكمل طريق ه‬ ‫‪ ،‬ثم سألنى أحد الركاب ‪ :‬لماذا ب ادرت ب دفع األج رة ؟ فل يس لس ائق الميكروب اص ح ق ف ى‬ ‫زي ادة األج رة( ث م إنھم ك ف ى الس خط عل ى ق وانين الم رور و جش ع التج ار ‪ ،‬فأجبت ه )ب أن‬ ‫األعي اد ف ى مص ر تمث ل فت رة كس اد اقتص ادى لكاف ة قطاع ات الدول ة و ألن النق ل و‬ ‫المواصالت أحد قطاعات النشاط االقتصادى فس ائق الميكروب اص يت أثر بقل ة ع دد الزب ائن‬ ‫ألن الجميع فى إجازة و ھو مضطر للعم ل ألن الموظ ف يأخ ذ ف ى األعي اد إج ازة مدفوع ة‬ ‫األجر بينما السائق يأخذ إجازته بالخصم من راتبه المرتبط بنسبة من إي راد الس يارة ‪ ،‬و ال‬ ‫تفك ر ف ى ال دعم الحك ومى للمواص الت فالحكوم ة تق وم بتخف يض ت ذاكر مت رو األنف اق و‬ ‫المواص الت ف ى األعي اد ‪ ،‬لك ن المنافس ة غي ر مجدي ة ب ين الميكروب اص و المواص الت‬ ‫الحكومية على فئة من المستھلكين ھى محددة سلفا ً ‪ ،‬فراكب المترو لن يرك ب ميكروب اص‬ ‫يوم العيد و فى طريق مثل العاشر م ن رمض ان ‪ -‬الق اھرة ال يوج د مت رو أنف اق ‪ ،‬و قط اع‬ ‫النقل الخاص يسيطر على نس بة ‪ %٩٥‬م ن اإلنتق االت ألن حت ى المواص الت الداخلي ة ف ى‬ ‫العاشر من رمضان قطاع خاص فيحق لھم زي ادة األج ر ‪ ،‬لك ن الت دخل الحك ومى الواج ب‬ ‫ف ى ھ ذه الحال ة ھ و الس ماح بزي ادة تعريف ة الرك وب ف ى األعي اد بنس بة معلوم ة فتمن ع‬ ‫المشاحنات بين المواطنين و س ائقى الميكروب اص فف ى مثالن ا ذل ك الس ائق ل يس جش ع لكن ه‬ ‫يحاول تعويض الخسائر‬ ‫ما ھى الفوائد االقتصادية التى يمنحھا المدخنون لغير المدخنون ؟‬ ‫المدخنون يموتون بسرعة فى سن صغيرة فيوفر ذلك مكان لغير المدخنين فى‬ ‫الوظائف و مستشفيات الحكومة و التأمين الصحى و المعاشات ‪.‬‬ ‫لماذا إنھار اإلتحاد السويفيتى اقتصاديا ً ؟‬ ‫ألن توزيع الموارد دون نظام تسعير مبنى على تكلفة حقيقية أمر خاطئ يؤدى إلى‬ ‫كوارث اقتصادية فى المستقبل ‪ ،‬و إنسان بال أمل فى التقدم كسيارة بال بنزين تحلم أن‬ ‫تصل بك للقمر ‪.‬‬ ‫لماذا التمييز اإليجابى قد يضر أحيانا ً أكثر مما ينفع ؟‬ ‫سياسة التمييز اإليجابى ھى أنه ف ى حال ة وج ود أقلي ة عرقي ة أو طائفي ة ب ين متق دمين‬ ‫لمنصب أو وظيفة م ا و الجمي ع عل ى نف س الق در م ن الكف اءة فإن ه يج ب عل ى الش ركة أن‬ ‫تختار الشخص ذو األقلية العرقية أو الطائفية ‪ ،‬و لكن بفرض تطبيق ھ ذا المث ل ف ى مص ر‬ ‫فمثالً عشرة أشخاص منھم ‪ ٩‬مسلمون و واحد فقط مسيحى و جميعھم على نفس القدر م ن‬ ‫الكفاءة المھنية فإن على الش ركة أن تخت ار المس يحى ألن ه م ن األقلي ة العرقي ة ف ى ح ين أن‬ ‫‪١٥٢‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫التسعة المسلمين سيشعرون بالتمييز العنصرى ضدھم رغم أنھ م ھ م األكثري ة المجتمعي ة ‪،‬‬ ‫لكن بتطبيق التمييز اإليجابى تش عر األكثري ة بأنھ ا مض طھدة و يح دث ص راع و حق د ب ين‬ ‫فئات المجتم ع ف ى ح ين أن الھ دف م ن تطبي ق التميي ز اإليج ابى ھ و تحس ين العالق ات ب ين‬ ‫طوائف المجتمع لكنه أحيانا ً قد يسئ للعالقات الطائفية بين الناس بدالً من تعزيزھا ‪.‬‬ ‫ھ ل كث رة اإلنف اق ف ى اإلنتخاب ات ھ و مقي اس النج اح أم الس مات الشخص ية و الفكري ة‬ ‫للمرشحين ؟‬ ‫تص ور مرش حين للرئاس ة أح دھما منتم ى للتي ار ال دينى و اآلخ ر ل يس ك ذلك ‪ ،‬يجم ع‬ ‫مرشح التيار الدينى ماالً أكث ر و يف وز لك ن ھ ل الم ال ھ و ال ذى جعل ه يف وز باألص وات أم‬ ‫إنتمائ ه لتي ار دين ى ھ و س بب ف وزه باألص وات باإلض افة للم ال ‪ ،‬دائم ا ً نس مع ف ى الب رامج‬ ‫التلفزيونية أن المرشحين ف ى إنتخاب ات ق اموا بص رف مب الغ طائل ة ف ى الدعاي ة ألنفس ھم و‬ ‫يكث ر الح ديث ع ن التموي ل األجنب ى و ت دخالت الغ رب ف ى العملي ة اإلنتخابي ة ‪ ،‬و غالب ا ً‬ ‫المرشح الفائز ھ و م ن ي دفع أكث ر ف ى حملت ه اإلنتخابي ة ‪ ،‬و لك ن ي ا ت رى إذا ك ان المرش ح‬ ‫الف ائز دف ع أق ل فھ ل ك ان س يفوز ؟ رياض يا ً س تقول أن ه أكي د سيخس ر اإلنتخاب ات ‪ ،‬لك ن‬ ‫اقتص اديا ً م ن المؤك د أن ه ك ان س ينجح ألن االقتص اد يعتم د عل ى النم وذج الرياض ى م ع‬ ‫متغيرات أخرى كطبيعة المجتم ع و ذوق و أفك ار الن اخبين و دور التكنولوجي ا ف ى العملي ة‬ ‫اإلنتخابية ألن ج ذب األص وات موض وع معق د يختل ف ب إختالف المجتم ع و ال زمن ‪ ،‬لك ن‬ ‫يمكن عمل نموذج لفكرة اإلنتخابات‪:‬‬ ‫نفترض أن المجتم ع ب ه نس بة المت دينين المتش ددين ‪ %١٠‬و المت دينين الوس طيين ‪ %٥٠‬و‬ ‫غير المتدينين ‪ %٤٠‬فنتيجة اإلنتخابات ستكون فى صالح الشخص المنتم ى للتي ار ال دينى‬ ‫بنسبة ال تق ل ع ن ‪ %٥٥‬مھم ا أنف ق المرش ح اآلخ ر ف ى اإلنتخاب ات فھ و ل ن يحص ل عل ى‬ ‫نسبة أكبر ألن المرش ح المنتم ى للتي ار ال دينى يحظ ى بأفض لية مقارن ة للمرش ح اآلخ ر ف ى‬ ‫مجتمع يشكل التفكير ال دينى في ه نس بة تف وق ‪ ، %٥٠‬ل ذلك إذا أراد المرش ح غي ر المنتم ى‬ ‫للتيار الدينى الفوز يجب أن يركز فى حملته اإلنتخابية على الذوق ال دينى ألغلبي ة المجتم ع‬ ‫‪ ،‬فيجب عليه أن يجارى التيار المتشدد و فى ھذه الحال ة س يتغير النم وذج ليص بح المرش ح‬ ‫المنتمى للتيار الدينى ينافس نسخة منه و حينھا يزداد اإلنفاق عل ى الحمل ة اإلنتخابي ة و ي تم‬ ‫التركيز أكثر على المنافع التى ستعود على المجتمع من خ الل برن امج ك ال منھم ا و س يفقد‬ ‫مرش ح التي ار ال دينى األفض لية ‪ ،‬و ف ى ھ ذه الحال ة المنافس ة الكامل ة س تخلق ت وازن ق وى‬ ‫تس تفيد من ه النس بة األق ل ف ى المجتم ع و ھ ى الت ى ال تنتم ى للتي ار ال دينى ألن ك الً منھم ا‬ ‫سيس عى لج ذب نس بة ‪ %٤٠‬الت ى ال تنتم ى للتي ار ال دينى و س يتم إھم ال نس بة ‪%١٠‬‬ ‫المتش ددين ألن اإلس تجابة لمط البھم س تنفر مجم وع ‪ %٩٠‬م ن الش عب ‪ ،‬فاإلنتخاب ات لعب ة‬ ‫اقتص ادية بحت ة ‪ ،‬الش عوب الذكي ة تفھمھ ا و تس تفيد منھ ا ألقص ى درج ة لتحقي ق المص لحة‬ ‫‪١٥٣‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫العامة ‪ ،‬و إليضاح أن الفكرة قديمة جداً و ذكرت فى الكتاب المقدس إرجع لمثل أبشالوم و‬ ‫صراعه مع داود أبي ه عل ى مل ك إس رائيل س تجد أن أبش الوم لك ى يس حب ت اج المملك ة م ن‬ ‫والده لم يقف عند إھتمامه بجمال ه الجس دى و مظ اھر العظم ة و الجاذبي ة الشخص ية ‪ ،‬إنم ا‬ ‫فى خداع صار يتملق الشعب و يس بح م ع التي ار ال ذى يحل م بالع دل و الخي ر فك ان يبك ر و‬ ‫يقف في طريق ب اب المدين ة ليمن ع المتقاض ين م ن الوص ول إل ى موض ع إجتم اع أبي ه ؛ و‬ ‫يعطى إھتماما ً لكل شخص فيسأله عن مدينته و سبطه ليقول فى خداع دون فح ص لقض يته‬ ‫)أنظر أمورك صالحة و مستقيمة و لكن ليس من يسمع لك م ن قب ل المل ك()‪٢‬ص م ‪: ١٥‬‬ ‫‪ (٣‬و ھكذا يتحدث أبشالوم بذات القول للطرفين المتخاصمين ال ليقض ى و إنم ا ليثي ر الك ل‬ ‫على والده و يحثھم على إقامته ھو ملكا ً و قاض يا ً ‪ ،‬إذ ك ان ي ردد الق ول )ث م يق ول إبش الوم‬ ‫من يجعلنى قاضيا ً فى األرض فيأتى إلى كل إنسان له خص ومة و دع وى فأنص فه()‪٢‬ص م‬ ‫‪ ، (٤ : ١٥‬و ھن ا ن رى أن أبش الوم أدار معركت ه اإلنتخابي ة الخاص ة م ن خ الل إس تقطاب‬ ‫الشعب و محاولة إيھ امھم بأن ه مت دين مث ل أبي ه المل ك داود ‪ ،‬فھ و يح اول أن يحص ل عل ى‬ ‫أكبر نسبة ممكنة من األصوات المتدينة داخل المملكة و ذل ك م ن خ الل إتض اع مزي ف )و‬ ‫كان إذا تقدم أحد ليسجد له يمد يده و يمسكه و يقبله و كان إبشالوم يفعل مثل ھ ذا األم ر‬ ‫لجميع إسرائيل الذين ك انوا ي أتون ألج ل الحك م إل ى المل ك فإس ترق إبش الوم قل وب رج ال‬ ‫إسرائيل()‪٢‬صم‪ ، (٦-٥ :١٥‬بينما كانت لدواد ميزة و أفضلية ھى أنه نبى ﷲ و مشھود له‬ ‫من الجميع بالتقوى و الشجاعة ‪ ،‬فحاول أبشالوم بالتقوى الخادع ة س لبه األفض لية لك ن ألن‬ ‫ﷲ كان يرى قلب داود فجعل الشعب يحب داود و يق ف بجانب ه ف ى معركت ه م ع أبش الوم و‬ ‫إنتصر داود ‪.‬‬ ‫م ع مالح ظ أن ال دائرة األنتخابي ة تش به الس وق الن المس تھلكين ھ م ) الن اخبين( ي دلون‬ ‫بأص واتھم و يكش فون ع ن مي ولھم ف ى ش راء الس لع المعروض ة ) البرن امج األنتخ ابى‬ ‫للمرشحين ( فھ م يكش فون ع ن مي ولھم و لھ ذا يتعم د المنتج ون ) المرش حون لألنتخاب ات (‬ ‫ال ى أحت رام و ج ذب ھ ذة األص وات ألنھ ا ھ ى الت ى ت زودھم بال دخل ) أو المكس ب ف ى‬ ‫األنتخاب ات( ك ذلك يح اول المن تج ع ن طري ق األعالن ات أن يجت ذب المس تھلكين و ھك ذا‬ ‫يصنع المرشح لألنتخابات فيعتبر أنتاجه ھو أص وات الن اخبين الت ى حص ل عليھ ا فيس تخدم‬ ‫كافة وسائل الجذب للناخبين ‪.‬‬ ‫أما إذا أردت أن تفك ر اقتص اديا ً ف ى م ن تخت ار كمرش ح م ن ع دة مرش حين يج ب أن تفك ر‬ ‫بموضوعية و حيادية و ھذا لن يحدث إال إذا وضعت نفسك محل المراق ب المحاي د للعملي ة‬ ‫اإلنتخابي ة ك أن تعتب ر نفس ك متف رج عل ى عملي ة بي ع و ش راء داخ ل الس وق ‪ ،‬عن دھا فق ط‬ ‫سوف ترى حقيقة كل مرشح و ستختار األفضل ‪.‬‬ ‫لماذا يشارك المواطنين فى االنتخابات خوفا من الغرامة المالية ؟‬ ‫‪١٥٤‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫لقد كانت الغرام ة ھ ى الح افز فإرتف اع الغرام ة المادي ة جع ل غي ر الق ادرين عل ى دف ع‬ ‫الغرام ة يش اركون رغم ا ً ع نھم ف ى اإلنتخاب ات ‪ ،‬فالح افز ھ و المح رك األساس ى لإلنس ان‬ ‫فرغبة اإلنسان فى أن يكون قديس ا ً ھ ى رغبت ه ف ى الح افز ال ذى سيحص ل علي ه ف ى الحي اة‬ ‫األخرى ‪ ،‬و إختيارك أن تفعل الص واب ھ و لثقت ك ف ى إرتف اع قيم ة الح افز ‪ ،‬و لك ن ال ذى‬ ‫يخت ار الخطيئ ة ھ و مخ دوع ف ى قيم ة الح افز ال ذى يحص ل علي ه مث ل م ن ش ارك ف ى‬ ‫اإلنتخابات خوفا ً من الغرامة أو طمعا ً فى حافز س ريع كوجب ة أو س لعة تمويني ة م ن ح زب‬ ‫أو مرشح ‪ ،‬فبائع صوته خائن لوطنه يبيع بالبخس و يص بح ھ و نفس ه س لعة )ال أح د أكب ر‬ ‫إثما ً ممن يحب المال ألن ذاك يجعل نفسه أيض ا ً س لعة()يش وع ب ن س يراخ ‪ (١٠ :١٠‬ف ى‬ ‫حين أن من شارك فى اإلنتخابات دون خوف م ن غرام ة ھ و م ن كس ب إحترام ه لنفس ه و‬ ‫لوطنه ‪ ،‬و ھنا يظھر تساؤل مھم ھو لماذا وضعت الغرامة أص الً ؟ أل يس م ن الطبيع ى أن‬ ‫يشارك الشعب ف ى إختي ار نواب ه ف ى البرلم ان ؟ فلم ا التحفي ز بالغرام ة ؟ اإلجاب ة ھ ى ألن‬ ‫كثي ر م ن الن اس ال ت درك القيم ة الحقيقي ة لألش ياء فالمنفع ة الشخص ية تحرك ه دون النظ ر‬ ‫لإلعتب ارات اإلجتماعي ة ‪ ،‬فالعام ل و الف الح و غي رھم يج د ي وم اإلنتخاب ات فرص ة ألخ ذ‬ ‫إج ازة أو لتحقي ق منفع ة خاص ة تع ود علي ه ب دخل أعل ى م ن إض اعة الي وم ف ى ط وابير‬ ‫اإلنتخابات ‪ ،‬أال تعتق د اآلن أن ه ك ان أج در بالحكوم ات أن تجع ل الح افز مكاف أة مالي ة لك ل‬ ‫مشارك بدالً من الغرامة ؟ غالبا كانت المشاركة ستصبح بنس بة ‪ %١٠٠‬و خصوص ا ً م ن‬ ‫النساء و العاطلين و غير المھتمين عموما ً حتى لو كان ت تل ك المكاف أة رمزي ة ‪ ،‬و يص دف‬ ‫أن ھؤالء ھم أحق الناس بالتص ويت ‪ ،‬أم ا الفئ ة الت ى ق د ال تھ تم بالح افز الم ادى ھ ى الت ى‬ ‫دخلھا اليومى يف وق قيم ة الغرام ة و ھ ذه الفئ ة لھ ا مص الح تحميھ ا س تدفعھا للمش اركة ف ى‬ ‫اإلنتخابات حتى مع عدم وجود أھمي ة للح افز الم ادى و م ن وجھ ة نظ ر الفك ر االقتص ادى‬ ‫المسيحى فالمشاركة فى اإلنتخابات قيمة ال ترى ب العين المج ردة لكنھ ا قيم ة أكب ر م ن ك ل‬ ‫النق ود الت ى حص ل عليھ ا ب ائع ص وته أو المش ارك خوف ا ً م ن الغرام ة ‪ ،‬و أغل ب الظ ن أن‬ ‫المكافأة س تخلق طل ب أكب ر م ن ال ذى خلقت ه الغرام ة ‪ ،‬فاإلنتخاب ات النزيھ ة تفي د االقتص اد‬ ‫الوطنى ‪.‬‬

‫‪١٥٥‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫خاتمة‬ ‫ھذا الكتاب يتحدث عن الفكر المسيحى ف ى االقتص اد لك ن ف ى النھاي ة أق رب اقتص اد يمك ن‬ ‫تبنيه يقترب فى أھدافه و آلياته منه ھو اقتصاد الس وق اإلجتم اعى ال ذى إقترح ه األلماني ان‬ ‫)ألفري د أرم اك( و )لودفي غ إيرھ ارت( فھ و اقتص اد يجم ع ب ين اقتص اد الس وق الح ر‬ ‫الرأسمالى كقدرة اقتصادية متطورة عالية الكفاءة فى توفير المنتج ات ‪ ،‬و ف ى نف س الوق ت‬ ‫تالف ى مس اوئ ط رق المنافس ة الشرس ة و ع دم الس ماح ب اإلنفراد بتص نيع المنتج ات )من ع‬ ‫اإلحتكار( و من إستغالل العاملين ‪ ،‬و ذلك عن طريق السماح بتكوين نقابات عمال قوي ة ‪،‬‬ ‫و عدم السماح لعمليات تجارية تسئ إلى النظام ‪ ،‬فالغرض من اقتصاد السوق اإلجتم اعى‬ ‫ھ و تحقي ق أكب ر مس توى للرخ اء م ع ت أمين المجتم ع و الع املين ‪ ،‬و ف ى ظ ل ھ ذا النظ ام‬ ‫القتصاد السوق اإلجتماعى ال تتصرف الحكومة سلبيا ً كما ھو فى اقتص اد الس وق الح ر‪ ،‬و‬ ‫إنما تتدخل الحكومة على ھامش مجرى االقتصاد الذى يكون إل ى أبع د الح دود ف ى القط اع‬ ‫األھل ى الم دنى ‪ ،‬مث ل تحفي ز النش اط االقتص ادى و وض ع سياس ات تض من منافس ة أمين ة‬ ‫س ليمة ‪ ،‬و سياس ات إجتماعي ة تخ ص الع املين و الم واطنين ‪ ،‬و ال تب الغ الحكوم ة ف ى‬ ‫السيطرة لدرجة تشل فاعلية القطاع الخاص الذى يعتمد علي ه الس وق الح ر ‪ ،‬و يق ر لودفي غ‬ ‫إيرھ ارد أن الس وق م ن نفس ه إجتم اعى ‪ ،‬و يوض ح تل ك الفك رة بتأكي ده عل ى أن االقتص اد‬ ‫يكون أكثر إجتماعية كلما زادت حريت ه ‪ ،‬أم ا ألفري د أرم اك فھ و ي رى ف ى اقتص اد الس وق‬ ‫اإلجتماعى أنه )يحاول الجمع بين مثالية العدالة و الحرية و النمو االقتصادى ف ى منظوم ة‬ ‫متوازنة ‪ .‬و يتم تطبيق نظام السوق اإلجتماعى من خالل تأسيس المجتم ع الم دنى ش ركات‬ ‫تساھمية لإلنتاج و إعادة البناء ‪ ،‬تعززھا فى ذلك البن وك ‪ ،‬و نع رف منھ ا ف ى ألماني ا الي وم‬ ‫شركات مثل مرسيدس بن ز و فولكس فاجن و ب اير لألدوي ة و الص ناعات الكيميائي ة و أيض ا ً‬ ‫شركات مساھمة للحديد و الصلب مثل كروب و سيمنز و غيرھا‪ ، ...‬حتى إنت اج الكھرب اء‬ ‫تق وم ب ه ش ركات مس اھمة أھلي ة تمتل ك نح و ‪ ١٩‬مف اعالً نووي ا ً إلنت اج الكھرب اء ‪ ،‬تعززھ ا‬ ‫شركات أھلية تبدأ صغيرة ربما ب ‪ ٥‬أشخاص ثم تكبر و تنمو م ع األي ام و الس نين لتح وى‬ ‫بعد ذلك ‪ ٢٠٠‬عامل ‪ ،‬فمثالً تقوم تل ك الش ركات المتوس طة بإنت اج قط ع تحتاجھ ا المص انع‬ ‫الكبيرة فتشتريھا منھم مرسيدس م ثالً و تركبھ ا ف ى س ياراتھا م ن ض منھا الزج اج م ثالً أو‬ ‫جلود الكراسى أو زيوت التشحيم أو اإلطارات ‪ ،‬و تقوم تلك الشركات المساھمة المتوسطة‬ ‫أيض ا ً بإنت اج العدي د م ن المنتج ات الت ى يحتاجھ ا األف راد كالص ابون و معلب ات الغ ذاء و‬ ‫الزجاج و األثاث و البالط و الخزف و الس يراميك و الكت ب و األدوات اليدوي ة ‪ ،‬و ب الطبع‬ ‫أيض ا ً ش ركات الخ دمات و التس ويق و غيرھ ا ‪ ،‬و ف ى الش ركات المتوس طة األھلي ة يعم ل‬ ‫أكث ر الع املين فھ ى الض مان للعمال ة و وج ود ف رص العم ل ف ى ألماني ا ف ى األزم ات‬ ‫‪١٥٦‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫االقتصادية حيث تسرح الشركات و المصانع بعضا ً من عامليھا بغرض التوفير فيكثر عدد‬ ‫العاطلين ‪ ،‬و ھنا تشجع الحكومة األشخاص على إنشاء مشروعات صغيرة يرتزق ون منھ ا‬ ‫و تكون بمثابة شركة صغيرة يمكن أن تنجح فى السوق فتكبر و يزداد عدد العاملين فيھ ا ‪،‬‬ ‫و تشجيع الحكوم ة ي أتى ف ى ص ورة ق روض ص غيرة أو متوس طة بفائ دة قليل ة بحي ث تت يح‬ ‫لألفراد التشجع و دخول سوق المنافسة سواء فى تأس يس ش ركات لص يد األس ماك أو النق ل‬ ‫أو الزراعة أو فتح محل تجارى ‪ ،‬و كلھا تحتاج المجھود الشخصى ‪ ،‬في تمكن الن اجح م نھم‬ ‫من إعالة أسرته و ق د يكب ر المش روع و يس تطيع تعي ين آخ رين م ن الع اطلين ‪ ،‬و رغ م أن‬ ‫الدستور األلمانى يضمن آلية السوق الحرة فى تحديد األجور‪ ،‬إال أنه أعطى أيض ا ً النقاب ات‬ ‫و أرباب العمل الح ق ف ى تنظ يم تعريف ة األج ور و اإلتف اق عليھ ا ‪.‬و عل ى ك ل مس يحى أن‬ ‫يع ى أن ھن اك أفك ار اقتص ادية مس يحية وتع اليم ص ريحة داخ ل المس يحية لھ ا عالق ة‬ ‫باالقتص اد و قواع ده و أن ھن اك مب ادئ اقتص ادية ف ى الكت اب المق دس ن دعوھا ب الفكر‬ ‫االقتصادى المسيحى وتطبيقه في حياتن ا يقودن ا بالتأكي د إل ى البرك ة و الس الم و االزدھ ار‪،‬‬ ‫فا لديه مبادئ اقتصادية منھا ‪:‬‬ ‫ للرب األرض و ملؤھا‪ :‬ﷲ ھو الخالق وھو صاحب الحق في كل خليقته‪.‬‬‫ األنسان وكيل ﷲ على األرض و مسئول عن تنمية األرض والعناية بھا‪.‬‬‫ المس ئولية تعن ي المحاس بة‪ :‬ﷲ يل زم اإلنس ان بحس اب ع ن أعمال ه و اإلنس ان أيض ا ً يل زم‬‫أخيه اإلنس ان بحس اب ف ي العم ل أو ف ي الكنيس ة‪ .‬ش جرة الحي اة اختب رت اإلنس ان ف ي جن ة‬ ‫عدن‪ ،‬وعند السقوط كان على آدم أن يعطي حسابا ً عن نفسه‪.‬‬ ‫ العمل بركة وليس لعنة ‪ :‬العمل ھ و طريق ة ﷲ الزدھ ار حي اة اإلنس ان‪ .‬آدم أعط ي عم الً‬‫ليكون مسئوال عنه قبل السقوط‪ .‬يسوع قال‪ ):‬إن أبي يعم ل و أن ا أعم ل(‪ .‬الكس ل فق ط يق ود‬ ‫إلى الفقر‪.‬‬ ‫ المحبة ھي طريق ﷲ الوحيد‪ :‬أن نعمل لآلخرين و كأن ﷲ يرانا و يرى عملنا و يكافئنا‪.‬‬‫ األسرة ھي خلية ﷲ االقتصادية‪ :‬العائلة تستخدم األمكانيات المتوفرة فيھ ا م ن أج ل النف ع‬‫العام‪ .‬نجاح تجارة العائلة المتوارث إلى األحفاد يجلب السرور لألجداد‪.‬‬ ‫ األمان ة ھ ي مقي اس ﷲ للنج اح‪ :‬ﷲ يطل ب األمان ة‪ .‬ﷲ يختبرن ا ف ي أم ور بس يطة نفعلھ ا‬‫ونحن نختبر اآلخرين بنفس الطريقة‪ .‬األمانة تجلب ترقية في العمل‪.‬‬ ‫ كم نعطي ھو مقياس لكم نحن مكرسين حياتنا حقيقة ‪.‬‬‫ نمو الثروة ھو أن تطلب ﷲ أوال ً‪ :‬يعلمنا الكتاب المقدس أن نطلب ملكوت ﷲ و بره أوالً‬‫و الذي ھو أساس تسديد كل احتياج لإلنسان‪.‬‬

‫‪١٥٧‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫ الطاعة ھي الطريق للتقدم و الرفاھية ‪ :‬طاعه ﷲ في وجه ضغوطات الع الم ھ ي المفت اح‬‫للحصول على االزدھار الذي يعطيه ﷲ‪ .‬إن األنظمة السياسية الموجودة ھي فق ط تركيب ات‬ ‫معمولة لتطبيق الحكمة التي يحصل عليھا اإلنسان إما من ﷲ أو من الشيطان ‪.‬‬ ‫ الشراكة تعني اإلزدھار‪ :‬لقد خلق ﷲ حواء ليكونوا شركة ‪ .‬ص لى أن يك ون المس يح س يد‬‫كل خبرة اقتصادية شريكك األكبر‪ ،‬ومن ثم المؤمنون اآلخرين الذين يتفقون معك بالرأي‪.‬‬ ‫ لك ل ش ئ وق ت و نظ ام فوق ت الب ذار و وق ت الحص اد يخض عان لق انون ثاب ت فأح ذر أن‬‫تعمل بدون نظام و دراسة لمشروعك فالفوضى ضررھا شديد ‪.‬‬ ‫ إدارة الثروة‪ :‬حماية الثروة يكون عن طريق الحكمة في اإلنفاق و التوفير و وضع بعض‬‫المال جانبا ً ألوقات الشدة و االستثمار العاقل و كون اإلنسان دوما ً مستعدا للغد ‪.‬‬ ‫ ال ديون ذل و مخ اطرة ‪:‬ابتع د ع ن ال ديون و فالس يد المس يح ل م يقت رض الم ال ب ل عم ل‬‫بيدية‬ ‫ المال ليس ھو الغنى الحقيقي‪:‬الغنى الحقيقي يأتي من خالل االستعمال الصحيح للمال ف ي‬‫سبيل رب ح النف وس للس ماء و مبارك ة الن اس المحت اجين عل ى األرض م ن خ الل األمان ة و‬ ‫الشكر والكرم‪.‬‬ ‫ التوازن بين فترات العمل و فترات الراحة‪ :‬للمحافظة على الصحة و على العائلة و لك ي‬‫يك ون للث راء معن ىً ‪ ،‬ف إن ﷲ أعط ى الس بت لإلنس ان كمب دأ لي وم راح ة لإلنس ان‪ .‬ف ي ي وم‬ ‫الراحة الذي يختاره اإلنسان عليه أن يتذكر ﷲ و يعدد بركات ﷲ في حياته ‪.‬‬

‫‪١٥٨‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫قائمة المراجع‬ ‫أوالً ‪ :‬المراجع االقتصادية ‪-:‬‬ ‫‪ -١‬ت اريخ الفك ر االقتص ادى الماض ى ص ورة الحاض ر ‪ -‬ت أليف ج ون كيني ث جالبري ث ‪-‬‬ ‫ترجمة أحمد فؤاد بلبع ‪ -‬سلسلة عالم المعرفة ‪ -‬عدد ‪ - ٢٦١‬طبعة ‪. ٢٠٠٠‬‬ ‫‪ -٢‬ت اريخ النق ود ‪ -‬ت أليف فيكت ور مورج ان ‪ -‬ترجم ة ن ور ال دين خلي ل ‪ -‬طبع ة الھيئ ة‬ ‫المصرية للكتاب ‪١٩٩٣.‬‬ ‫‪ -٣‬دليل الرجل العادى لتاريخ الفكر االقتصادى – تأليف ‪ :‬د‪ /‬ح ازم الب بالوى ‪ -‬طبع ة دار‬ ‫الشروق ‪١٩٩٥‬‬ ‫‪ -٤‬آدم سميث ‪ -‬قراءة فى اقتصاد السوق ‪ -‬إعداد كامل وزنة ‪.‬‬ ‫‪ -٥‬تاريخ التجارة فى الشرق األدنى فى العصور الوسطى )الج زء األول( – ت أليف ‪ :‬ف ‪.‬‬ ‫ھايد – مراجعة عربة عن الترجمة الفرنسية أحمد محم د رض ا و تق ديم ع ز ال دين ف ودة ‪-‬‬ ‫الھيئة المصرية العامة للكتاب ‪. ١٩٨٥‬‬ ‫‪ -٦‬المخبر االقتصادى – تأليف ‪ :‬تيم ھارفورد ‪ -‬دار كلمة للنشر ‪.‬‬ ‫‪ -٧‬مص ر ف ى العص ر البيزنط ى ‪٢٨٤‬م – ‪٦٤١‬م – ت أليف ‪ :‬د‪ /‬رأف ت عب د الحمي د و د‪/‬‬ ‫طارق منصور ‪ -‬الناشر مصر العربية للنشر و التوزيع ‪.‬‬ ‫‪ -٨‬دراس ات ف ى ت اريخ مص ر االقتص ادى الدراس ة األول ى حض ارات م ا قب ل الت اريخ و‬ ‫حضارة مصر الفرعونية – تأليف ‪ :‬أحمد رش اد موس ى ‪ -‬الناش ر المجل س األعل ى للثقاف ة‬ ‫‪. ١٩٩٨‬‬ ‫‪ -٩‬مصر الفرعونية بين الماضى و الحاضر دراسة عن دور الدولة المركزية ف ى التك وين‬ ‫االقتصادى اإلجتماعى المصرى – تأليف ‪ :‬فوزى األخناوى ‪ -‬الناش ر دار الثقاف ة الجدي دة‬ ‫ طبعة ‪. ١٩٩٣‬‬‫ثانيا ً ‪ :‬المراجع الدينية المسيحية ‪-:‬‬ ‫‪ -١‬تفسير الكتاب المقدس ‪ -‬تأليف ‪ :‬القمص‪ /‬تادرس يعقوب ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬تفسير الكتاب المقدس ‪ -‬تأليف ‪ :‬القمص‪ /‬أنطونيوس فكرى ‪.‬‬ ‫‪ -٣‬موسوعة تفسير الكتاب المقدس – تأليف ‪ :‬كھنة كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة ‪.‬‬ ‫‪ -٤‬دراس ة ف ى مب ادئ االقتص اد ف ى الفك ر المس يحى بقل م د‪/‬ش رابى اس كندروس ش رابى و‬ ‫تقديم األنبا غريغوريوس ‪.‬‬ ‫‪ -٧‬أرثوذكسية التدبير اإلدارى فى الخدمة الكنسية لنيافة األنبا باخوميوس أسقف البحيرة ‪.‬‬ ‫ثالثا ً ‪ :‬المراجع اإللكترونية ‪-:‬‬ ‫‪ -١‬برنامج الموسوعة القبطية األرثوذكسية اإلصدار الثانى ‪.‬‬ ‫‪ -٣‬موقع كنيسة األنبا تكالھيمانوت الحبشى ‪http://st-takla.org.‬‬ ‫‪ -٤‬موقع ويكيبيديا ‪ -‬الموسوعة الحرة ‪http://ar.wikipedia.org.‬‬ ‫‪ -٥‬موقع معھد االقتصاد المسيحى ‪http://www.garynorth.com‬‬ ‫رابعا‪ :‬المراجع األجنبية‪-:‬‬ ‫‪An Introduction To Christian Economics Author gary north‬‬ ‫‪Year of Publication 1973‬‬ ‫‪Honest Money Author gary north Year of Publication 1986‬‬ ‫‪١٥٩‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫الفھرس‬ ‫تقديم ألبونا تادرس األمير محارب ‪٥ ..................................................................‬‬ ‫الباب األول ‪ :‬المسيحية و األقتصاد ‪٦ .................................................................‬‬ ‫مقدمة ‪٦ .....................................................................................................‬‬ ‫مفھوم علم االقتصاد ؟؟ ‪٨ ......................................................................................‬‬ ‫مبادئ الفكر األقتصادى فى المسيحية ‪١٠ ......................................................... -:‬‬ ‫الحاجات اإلنسانية‪١٢ .............................................................................. -:‬‬ ‫خصائص الحاجات و الرغبات اإلنسانية ‪١٢ .................................................. -:‬‬ ‫السياسة االقتصادية و عالقتھا بعلم االقتصاد ‪١٥ ............................................. -:‬‬ ‫أنواع التحليل االقتصادى ‪١٦ ............................................................................... -:‬‬ ‫الباب الثانى ‪ :‬المال‪١٧ ...............................................................................‬‬ ‫** الثراء و المسيحية و وزنة الغنى ؟؟ ‪٢٣ .................................................................‬‬ ‫المسيحية و الملكية الخاصة و العامة ‪٢٥ .............................................................. -:‬‬ ‫الباب الثالث ‪ :‬الفكر المسيحي فى العمل و البطالة ‪٣٠ .............................................‬‬ ‫العبودية بين اليھودية و المسيحية ‪٣٤ .............................................................. -:‬‬ ‫الباب الرابع ‪ :‬المسيحية و السوق و توازن الطلب و العرض‪٤٠ ................................‬‬ ‫أوالً‪ :‬جانب الطلب )‪٤٢ .................................................... -: (The Demand‬‬ ‫ثانيا ً‪ :‬جانب العرض )‪٤٥ ............................................................ -:(Supply‬‬ ‫ثالثا ً ‪ :‬التوازن )تفاعل الطلب و العرض( ‪٤٨ ........................................................... -:‬‬ ‫سوق البورصة حرام أم حالل ؟! ‪٤٩ .............................................................‬‬ ‫يوسف الصديق كمثال لتطبيق فكر الطلب و العرض فى الكتاب المقدس ‪٥١ ............. -:‬‬ ‫النظام االقتصادى أثناء وجود يوسف الصديق بمصر و قبل المجاعة ‪٥١ ................ -:‬‬ ‫المشكلة االقتصادية التى واجھت يوسف النبى ‪٥٢ ..................................................... -:‬‬ ‫ھل كان يوسف النبى محتكراً بارعا ً أم اقتصاديا بارعا ً ؟؟ ‪٥٢ ..........................................‬‬ ‫الموازنة التقديرية ليوسف الصديق‪٥٤ .................................................................... -:‬‬ ‫ثانيا ً ‪ :‬النظام االقتصادى أثناء وزارة يوسف النبى و بعد المجاعة ‪٥٥ ............................ -:‬‬ ‫استنتاج قانون تناقص الغلة من صراع عمال أبينا ابراھيم و عمال لوط ‪٥٦ ...................‬‬ ‫الباب الخامس ‪ :‬المسيحية و الضرائب و التجارة الخارجية و التضخم ‪٥٨ .....................‬‬ ‫الباب السادس ‪ :‬مراحل تطور الفكر األقتصادى المسيحى ‪٦٤ ..........................................‬‬ ‫موسى النبى كاقتصادى و تشريعات التحكم فى الدورة االقتصادية ‪٦٤ ...................... -:‬‬ ‫المحور األول اطاعة القانون االلھى ‪٦٤ ....................................................................‬‬ ‫أوال ‪ :‬شريعة السنة السابعة ) قانون األبراء ( ‪٦٤ ......................................................-:‬‬ ‫ثانيا‪ :‬شريعة سنة اليوبيل ‪٦٦ ................................................................................-:‬‬ ‫ثالثا‪ :‬تشريعات بيع البيوت ‪٦٨ ............................................................................. -:‬‬ ‫المحور الثانى الحفاظ على ميراث و ثروة األباء‪٦٩ ......................................................‬‬ ‫المحور الثالث مواجھة تقلبات الدورة االقتصادية ‪٧٢ .....................................................‬‬ ‫نشأة البنوك ‪٧٥ ......................................................................................... -:‬‬ ‫‪١٦٠‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫مفھوم االشتراكية فى عصر الرسل ‪٧٧ ...................................................................-:‬‬ ‫المعوقات التى ظھرت أمام الرسل فى تطبيق التكافل ‪٧٨ .............................................. -:‬‬ ‫الحصار االقتصادى و اإلجتماعى للمسيحيين فى أورشليم ‪٨٠ ........................................ -:‬‬ ‫اثر المسيحية فى الفكر االقتصادى الرومانى ‪٨١ ............................................. -:‬‬ ‫الحصار االقتصادى و اإلجتماعى لالقتصاد القبطى فى عصر البيزنطيين ‪٨٣ .................... -:‬‬ ‫نظريات و أراء الكنيسة الكاثوليكية‪٨٤ .................................................................... -:‬‬ ‫ثامنا ‪ :‬نظرية األب توما اإلكوينى حول الربا ‪٨٦ ............................................ -:‬‬ ‫المسيحية و فوائد القروض ‪٨٧ .................................................................. -:‬‬ ‫النظرة لفوائد القروض فى القرن العشرين ‪٩١ ..........................................................-:‬‬ ‫ھل البيع بالتقسيط نوع من أنواع الربا التى حاربتھا المسيحية ؟ ‪٩٢ ...................................‬‬ ‫مساھمة الرھبنة االيطالية فى اختراع نظرية المحاسبة و القيد المزدوج ‪٩٣ ...................... -:‬‬ ‫نظرية مالتوس ‪١٧٦٦)Thomas R. Malthus‬م ‪١٨٣٤-‬م( ‪٩٥ .................................. -:‬‬ ‫المسيحية و تنظيم األسرة ‪٩٦ ............................................................................... -:‬‬ ‫أشھر أنواع النظم االقتصادية ‪٩٧ ......................................................................... -:‬‬ ‫دور الدولة و حدود التدخل الحكومى فى االقتصاد ‪١٠١ ...................................... -:‬‬ ‫أدوار أساسية للدولة فى الحياة االقتصادية‪١٠٢ ...........................................................‬‬ ‫الباب السابع ‪ :‬خصائص الفكر االقتصادى المسيحى األرثوذكسى ‪١٠٣ ...............................‬‬ ‫دوافع تطبيق قواعد الفكر االقتصادى المسيحى ‪١٠٥ .................................................. -:‬‬ ‫عناصر الفكر االقتصادى المسيحى فى مجال التطبيق ‪١٠٦ .......................................... -:‬‬ ‫الحل المسيحى للمشاكل االقتصادية ‪١٠٧ .........................................................-:‬‬ ‫الباب الثامن ‪ :‬نموذج اإلدارة المالية للشخصية المسيحية ‪١١١ ...................................‬‬ ‫أوال ‪ :‬جانب اإليرادات ‪١١١ ................................................................................-:‬‬ ‫مثال لدراسة جدوى مشروع طھى و تعليب الخضروات و البقوليات ‪١١٥ ...........................‬‬ ‫ثانيا ً ‪ :‬جانب المصروفات‪١١٧ ............................................................................. -:‬‬ ‫** لماذا العطاء بسرور؟ ‪١٢٠ .................................................................................‬‬ ‫الباب التاسع ‪ :‬نموذج اإلدارة المالية للكنيسة ‪١٢٨ ..................................................‬‬ ‫لماذا يجب على أى شخص التبرع للمنظمات األھلية ؟ ‪١٣٤ .............................................‬‬ ‫رأس المال اإلجتماعى للكنيسة ‪١٣٩ .................................. -: Social Capital‬‬ ‫وسائل تنمية مصادر دخل المنظمات األھلية الخيرية الغير ھادفة للربح ‪١٤٠ .................... -:‬‬ ‫دور المسيحية فى تنمية المجتمع أقتصاديا ‪١٤٤ ..................................................-:‬‬ ‫الباب العاشر ‪ :‬التطبيق العملى لألفكار االقتصادية فى ھذا الكتاب ‪١٤٨ ........................‬‬ ‫خاتمة ‪١٥٦ .................................................................................................‬‬ ‫قائمة المراجع ‪١٥٩ .......................................................................................‬‬ ‫الفھرس ‪١٦٠ ...............................................................................................‬‬

‫‪١٦١‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


http://coptic-treasures.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.