المسيح فى سفر المزامير اكليريكي نادي شحاته

Page 1

-0-

http://coptic-treasures.com


‫شكر خاص‬

‫شكر خاص لكل معلم تتلمذت على يده سواء بكتاباته أو بكلماته‬ ‫شكراً لكل خادم تكلم ووعظ وعلم‬

‫شكراً لكل من اقتبست منه حرفاً في هذا البحث المتواضع‬

‫شكراً لكل من كان سبباً في كل فكرة من أفكار هذا البحث‬ ‫شكراً لهذا الموقع الرائع الذي ساهم فى نشر هذا الكتاب‬ ‫أشكر صديقك الذي نصحك بقراءة هذا الكتاب‬

‫أشكر كل من ساهم في أن يصل هذا الكتاب بين يديك‬ ‫وأخريا‬

‫شكر خاص وتقدير لك أنت عزيزي القارئ‬ ‫ألنك ساهمت في تحقيق هدفي‬

‫فالهدف األول هو أن يصل هذا الكتاب بين يديك قد تحقق اآلن‬ ‫أما الهدف األخر‬

‫هو أن تقرأه بعناية وتدقيق ليتمجد الرب فيك‬ ‫تواصل معى‬ ‫‪http://www.facebook.com/Ekleriky‬‬ ‫‪nadyshehsta77@yahoo.com‬‬

‫حقوق الطبع والنشر حمفوظة للباحث ومسموح لكل املواقع‬ ‫واملنتديات بنشره ولكن بدون تعديل على هذه النسخة‬ ‫‪-1-‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫مثلث الرمحات ومعلم األجيال قداسة البابا شنودة الثالث‬

‫‪-2-‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫مقدمة‬

‫أوالً المسيح الملك واإلله‬ ‫ثانياً الكلمة المتجسد‬

‫ثالثاً المسيح المعلم‬ ‫رابعاً من هو الفادى وما هى صفاته‬ ‫خامساً المسيح المتألم‬

‫سادساً المسيح المنتصر‬ ‫الرب الراعى‬ ‫ختاماً‬

‫‪-3-‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫بسـم الثالـوث القــدوس‬ ‫مقـدمـة‬

‫فى بداية هذا البحث وقبل أن نغوص فى أعماقه نطلب األرشاد من الروح القدس‬

‫ألننا سوف نتكلم عن ذلك الذى دعاه داود ربه ‪ .‬قبل تجسده بأكثر من ألف سنة ‪.‬‬

‫فقد قال السيد المسيح لتالميذه (هذا هو الكالم الذي كلمتكم به وانا بعد معكم انه ال‬

‫بد ان يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى واالنبياء والمزامير)( لو ‪42‬‬

‫‪.) 22 :‬‬

‫أنه يوجه أنظارنا إلى كل ما كتب عنه فى العهد القديم ‪ .‬لكى نتعرف عليه وندرك‬

‫عمله الفدائى ‪.‬‬

‫وفى هذا البحث سوف نتكلم عن جزء من هذا الذى كتب عن المسيح فى العهد القديم‬

‫‪ .‬وهو ما جاء فى سفرالمزامير ‪.‬‬

‫وسوف نتناول النبوات التى تتحدث عن الهوته وبنوته هلل وعن تجسده وعن أعماله‬

‫األلهية ‪ .‬وعن ملكوته ‪.‬‬

‫والنبوات التى تتحدث عن عمله الفدائى وصل به وقيامته وصعوده إلى السموات‬

‫وجلوسه عن يمين اهلل ‪.‬‬

‫وسنحاول جمع كل ما يختص بالمسيح فى هذا السفر ونربطه بما جاء فى العهد‬

‫القديم ‪ ,‬لكى نعرف من هو حقاً المسيح الذى تكلمت عنه كل هذه النبوات ‪ ,‬وتمت‬ ‫بكل بدقة وكأنهم يسجلون أحداث رأوها بأعينهم ‪.‬‬

‫ولهذا نطلب من الرب فى هذا البحث أن يعرفنا شئ عن المسيح فى هذا السفر بقدر‬ ‫ما تستطيع عقولنا أن تفهمه ألن عقلنا محدود وال يستطيع أن يدرك الغير محدود ‪.‬‬ ‫إكليريكى‬ ‫نادى شحاته‬

‫‪-4-‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫أوالً المسيح الملك واإلله‪.‬‬ ‫‪ :1‬هو الكلمة وهو هللا ‪:‬‬ ‫‪ +‬جاء فى المزمور الثانى (أنى أخبر من جهة قضاء الرب قال لى أنت أبنى أنا اليوم‬ ‫ولدتك ‪ .‬اسألنى فأعطيك األمم ميراثاً لك واقاصى األرض ملكاً لك ) ( مز ‪8 , 7 : 4‬‬

‫)‬

‫أن هذا المزمور بأكمله يتناول موضوع واحد وهو موضوع تمجيد المسيح ملك الملوك‬

‫ورب األرباب ‪ ,‬مقسماً تقسيماً طبيعياً إلى أربعة أقسام ‪:‬‬

‫(األول ) هياجان األمم على مسيح الرب وارتجاجهم وتفكرهم عليه بالباطل‬ ‫(الثانى ) استهزاء الرب بهم وبهياجانهم وعدم أكتراثه بأعمالهم ضد خالقهم ‪.‬‬

‫(الثالث ) أعالن األبن بقضاء األب ‪ .‬وهذا األعالالن صالدر مالن ذات األبالن باعتبالار أن‬ ‫بنوته ازلية ابدية أى بأعتبار انه هو اهلل ‪.‬‬

‫( الرابالع ) تقالالديم النصالالي حة إلالالى الملالالوك ليتعقلالوا ويتالالأدبوا ويخضالالعوا لببالالن ويال من بالاله‬ ‫ويطيعوه ويعبدوه‪.‬‬

‫وأذا رجعنا إلى األية التى تقول ( أنت أبنى أنا اليوم ولدتك )(مز ‪ ) 7 : 4‬نجد أشالارة‬

‫إلى بنوة األبن لبب ‪ .‬وي كد علالى ذلالك القالديس بالولس الرسالول أذ يقالول ( أل ناله لمالن‬ ‫من المالئكة قال قط أنت أبنى أنا اليوم ولدتك وأيضاً أنا أكون لاله أبالاً وهالو يكالون لالى‬

‫أبناً ) ( عب ‪ ) 5 : 1‬ليثبت أن للساليد المساليح أسالم أعظالم ممالا للمالئكالة بكوناله أبالن‬ ‫اهلل الوحيد ‪ ,‬ال بالتبنى بل بالوراثة ‪ ,‬له ذات طبيعة األب ‪.‬‬

‫ويقول األب ( أنا اليوم ولدتك ) ولم يقل ( أنا خلقتك ) ‪ ,‬ال يدعوا األبن اهلل خالقه فى‬ ‫والدته األزلية اإللهية ‪ ,‬بل أباه‪.‬‬

‫وكلمة ( اليوم ) وليس ( باألمس ) تشير إلى ما قيل عن أتخاذ ذاك المولود أزلياً من‬

‫جهة الالهوت ‪.‬‬

‫ووالب نوة هنا ليس معناها أن األب سبق األبالن كمالا فالى النظالام البشالرى الطبيعالى ‪ .‬بالل‬ ‫معنالالاه المسالالاواة بالالين األب واإلبالالن ‪ .‬وقالالد أخت ال ار اهلل هالالذا التعبيالالر لكالالى يقالالرب ذاتالاله إلالالى‬ ‫‪-5-‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫أفهامنالالا‪ .‬وعلالالى هالالذا المالالنه يشالالير األب إلالالى أقنالالوم أخالالر تسالالمى بالالاإلبن للدال لالالة علالالى‬ ‫عالقة سرية غير مدركة موجودة بينه وبين األب ‪.‬‬

‫والخالصةةةة ‪ .‬أن إبالالن اإلنس الالان هالالو إنسالالان وأن إب الالن اهلل هالالو اهلل ألتحالالاد الص الالفات‬ ‫والطبيعة والمقام بين األب واألبن ‪ .‬وعلى هذا فالمسيح إله حالق كمالا أناله إنسالان حالق‬

‫أيضاً ‪ .‬فهو بناسوته إبن األنسان ولكنه بالهوته ابن اهلل‪.‬‬ ‫الجالس عة ممة‬

‫هللا‪ :‬وأذا تأملنالا فالى المزمالور (‪ ) 111‬نجالده يالتكلم عالن ملكالوت‬

‫المسيح وبنوته هلل وكهنوته األبدى ‪ .‬فيقول (قال الرب لربالي اجلالس عالن يمينالي حتالى‬ ‫اضع اعداءك موطئا لقدميك‪ .‬يرسل الرب قضاليب عالزك مالن صالهيون تساللط فالي وسالط‬

‫اعدائك ‪ .‬شعبك منتدب في يوم قوتك في زينة مقدسة من رحم الفجالر لالك طالل حالداثتك‬ ‫اقسم الرب و لن يندم انت كاهن الى االبد على رتبة ملكالي صالادق ‪.‬الالرب عالن يمينالك‬

‫يحطم في يوم رجزه ملوكا ‪ .‬يدين بالين االمالم مالب جثثالا ارضالاً واسالعة سالحق ر وسالها‪.‬‬ ‫من النهر يشرب في الطريق لذلك يرفع الرأس )(مز ‪) 111‬‬

‫وهنالا يقالول داود بالالوحى أن الالرب ( األب ) قالال لربالى ‪ .‬أى رب داود (األبالن ) ‪ .‬وهالذا‬

‫أعتراف واضح من داود بربوبية المسيح وبعبوديته للمسيح ‪ .‬ونستنت من هذا القول‬

‫الموحى به من اهلل ‪ .‬أنه يوجد فى وحدانية الذات األحدية أكثر من أقنوم واحد ‪ .‬ألنه‬ ‫أظهر أن األقنوم األول خاطب األقنوم الثانى ‪ .‬وهذا برهان قالوى علالى الهالوت المساليح‬

‫ومجده من جهة ‪ ,‬وبرهان على الثالوث من جهة أخرى‬

‫وقد رأى داود أن ملكه وربه يسوع المسيح سيمارس وظيفة الكهنوت ‪ .‬لعلمه بشالروط‬

‫كهنوت البشر فقد نزه المسيح عنها جميعها ‪ .‬ألن كهنوت البشر معنالاه القيالام بتئديالة‬

‫الوظيفالالة ‪ .‬وأمالالا كهنالالوت المسالاليح فمعنالالاه الجلالالوس عالالن يمالالين األب ليشالالفع فالالى شالالعبه‬ ‫الم منين شفاعة متواصلة دائمة ال أنقطاع لها وال نهاية لها بأعتبار أنه الفالادى فالى‬

‫األرض والشفيع الداءم فى السماء ‪.‬‬

‫ومما يدل أيضاً عن أن األب واألبن أقنومان من أقانيم الالهوت ‪ ,‬أن الرب األبالن عالن‬

‫يمين الرب األب‪ ,‬يحطم ملوكاً يوم غضبه على الرافضين ‪ .‬ومعناه األب ينتصر لببالن‬ ‫‪-6-‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫بأعتبار األبن كاهناً أبدياً وملكاً سموياً أعلى ‪ .‬ويالدين األمالم ‪ .‬أى أن األبالن هالو الالذى‬ ‫يدين ألنه هو الذى فدى‪.‬‬

‫وقد برهن المسيح بنفسه علالى أناله وأن كالان إبالن داود حسالب الجسالد اال أناله رب داود‬ ‫وخالقه باروح ‪ .‬فأفحم المعارضين ( قائال ماذا تظنون في المسيح ابالن مالن هالو قالالوا‬ ‫له ابن داود قال لهم فكيف يدعوه داود بالروح ربا قالائال قالال الالرب لربالي اجلالس عالن‬

‫يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك فالان كالان داود يالدعوه ربالا فكيالف يكالون ابناله‬

‫فلم يستطع احد ان يجيباله بكلمالة و مالن ذلالك اليالوم لالم يجسالر احالد ان يسالأله بتالة ) (‬

‫متالالى ‪ ) 24 – 24 : 44‬وقالالد بالالرهن بطالالرس الرسالالول علالالى أن داود لالالم يصالالعد إل الالى‬

‫السموات ولم يجلس عن يمين اهلل بل كان متنبئاً عن الرب يسوع المسيح (يسوع هذا‬

‫اقامه اهلل و نحن جميعا شهود لذلك و اذ ارتفع بيمين اهلل و اخذ موعد الروح القالدس‬ ‫من االب سالكب هالذا الالذي انالتم االن تبصالرونه و تسالمعونه ‪ .‬الن داود لالم يصالعد الالى‬

‫السماوات و هو نفسه يقول قال الرب لربي اجلالس عالن يمينالي ‪ .‬حتالى اضالع اعالداءك‬

‫موطئا لقدميك ‪ .‬فليعلم يقينا جميع بيت اسرائيل ان اهلل جعل يسوع هذا الذي صلبتموه‬ ‫انتم ربا و مسيحا ) ( أع ‪ ) 24 -24 : 4‬وبرهن بولس الرسول على ذلالك فقالال(اناله‬

‫كما في ادم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع و لكن كل واحد في رتبته‬ ‫المسيح باكورة ثم الذي للمسيح فالي مجيئاله و بعالد ذلالك النهايالة متالى ساللم الملالك هلل‬

‫االب متى ابطل كالل رياسالة و كالل ساللطان و كالل قالوة ال ناله يجالب ان يملالك حتالى يضالع‬

‫جميالالع االعالالداء تحالالت قدميالاله ) ( ‪ 1‬كالالو ‪ ) 45 – 44 : 15‬وأيض الاً (الالالذي عملالاله فالالي‬ ‫المسيح اذ اقامه من االموات و اجلسه عن يمينه فالي السالماويات فالوق كالل رياسالة و‬

‫سلطان و قوة و سيادة و كل اسم يسمى ليس فالي هالذا الالدهر فقالط بالل فالي المسالتقبل‬ ‫ايضا و اخضع كل شيء تحت قدمياله و ايالاه جعالل راسالا فالوق كالل شاليء للكنيسالة ) (‬

‫أف ‪) 44 -41 : 1‬‬

‫‪ +‬ومما يدل على الهوت المسيح فى سفر المزاميالر ماجالاء فالى مزمالور ‪. 74‬ويوضالح‬ ‫أيضاً ملكوته‪ .‬فيقول ( اللهم أعط أحكامك للملك وبرك إلبن الملك ) (مالز ‪) 1 : 74‬‬ ‫‪-7-‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫ولكى يثب ت أن المقصود هنا بإبن الملك هو المسيح يكمل فى باقى المزمور ويقالول (‬

‫تحمالالل الجبالالال سالالالماً للشالالعب واأل كالالام بالالالبر ‪ .‬يقضالالى لمسالالاكين الشالالعب ويخلالالص بنالالى‬ ‫البائسين ويسحق الظالم ‪ ...‬يشرق فى أيامه الصديق وكثرة السالالم إلالى أن يضالمحل‬

‫القمر ‪ .‬ويملك من البحر إلى البحر ومن النهر إلى أقاصى األرض ‪ .‬أمامه تجثوا أهل‬

‫البرية وأعدائه يلحسون التراب ) وفى هذه األيالات إشالارة إلالى الهالوت المساليح ويظهالر‬

‫ذلك بوضوح أكثر فى األيات التالية ( ملوك ترشيش والجزائر يرساللون تقدمالة ‪ .‬ملالوك‬

‫شبا وسبا يقدمون هدية ‪ .‬ويسجد له كل الملوك كل األمم تتعبد له ) (مز ‪) 74‬‬

‫وهذا يتفق مع النبوة التى جائت فى سفر إشعياء ( جعلتك نوراً لبمم لتكالون خالصالى‬

‫إلالالى أقاص الالى األرض )( إش ‪ ) 4 : 24‬وقول الاله ( ق الالد جعلت الاله ش الالارعاً للش الالعوب رئيس الالاً‬

‫وموصالالياً علالاليهم ) ( إش ‪ ) 2 : 55‬وذلالالك فيمالالا يتعلالالق بأنتشالالار ملكوتالاله فالالى العالالالم ‪.‬‬

‫هكذا أيضاً يمكننا أن نسستخلص من هذا المزمور ( مالز ‪ ) 74‬التالى تقالول ( ويسالجد‬ ‫له كل الملوك ‪ .‬كل األمم تتعبد له )(ع ‪ ) 11‬نستخلص صفة األلوهيالة التالى للمساليح‬ ‫والتى ن من بهالا نحالن المساليحيين‪ .‬وهالو كلمالة اهلل المولالود مالن األب قبالل كالل الالدهور‬

‫وأنه متحد باألب فى جوهر الالهوت ‪.‬‬

‫ويستمر ليعلن عن ملكوته فيقول ( يكون أسمه إلى الدهر ‪ .‬قدام الشمس يمتد أسمه‬

‫إلى الدهر ‪ .‬قدام الشمس يمتد أسمه ويتباركون به ‪ .‬كل أمم األرض يطوبوناله )( مالز‬

‫‪ ) 17 : 74‬ويشير هنا أيضاً إلى عالقة السيد المسيح بأمم األرض فيقالول أن األمالم‬

‫يتباركون به ويطوببونه ‪ .‬وهذا أيضاً يتفق مع قالول إشالعياء عالن المساليح (ال ناله يولالد‬

‫ل نا ولد و نعطى ابنالا و تكالون الرياسالة علالى كتفاله و يالدعى اسالمه عجيبالا مشاليرا الهالا‬ ‫قديرا ابا ابديا رئيس السالم‪ .‬لنمو رياسته و للسالم ال نهاية على كرسي داود و على‬ ‫مملكته ليثبتها و يعضدها بالالحق و البالر مالن االن الالى االبالد غيالرة رب الجنالود تصالنع‬

‫هذا )‬

‫‪-8-‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫(إش ‪ )7 ,4 : 4‬وهذا ما أكده جبرائيل المالك لمريم بقوله ( هذا يكالون عظيمالاً وأبالن‬

‫العلى يدعى ويعطيه الرب اإلله كرسى داود أبيه ‪ .‬ويملك على بيالت يعقالوب إلالى األبالد‬

‫وال يكون لملكه نهاية )‬

‫(لو ‪) 22 , 24: 1‬‬

‫ثالم ي كالد لنالا هالذا المزمالور (مالز ‪ ) 74‬أن هالذا الملالك هالو الالرب األ لاله الالذى سالاليتأنس‬

‫لفداء العالم ف يمب األرض كلها بالبركات ثالم يعالود إلالى المجالد الالذى كالان لاله قبالل كالون‬

‫العالم ‪ .‬فيقول ( مبارك الرب اهلل إله إسراءيل الصانع العجائب وحالده ‪ .‬ومبالارك أسالم‬ ‫مجده إلى الدهر ولتمتلئ األرض كلها من مجالده ) (مالز ‪ ) 14 , 18 : 74‬وهالذا هالو‬ ‫مسيحنا الممجد الذى دخل إلى مجده بعد أالمه وصلبه وموته وقيامته ‪.‬‬

‫‪ +‬وفى المزمور ( ‪ )22 : 18‬قال داود متكلماً بلسان المسيح ( تجعلنى رأسالاً ألمالم ‪.‬‬

‫شعب لم أعرفه يتعبد لى ‪ .‬من سماع األذن يسمعون لى ‪ .‬بنو الغرباء يتالذللون لالى )‬ ‫وهذه تأكد أيضاً رئاسة المسيح لبمم وملكوته عليهم ‪.‬‬

‫‪ :2‬بعض أعماله وألقابه األله ة‪.‬‬

‫الرب الخالق‪ :‬جاء فى المزمالور (‪ ( ) 4 : 22‬بكلمالة الالرب صالنعت السالموات وبنسالمة‬

‫فساله كالالل جنودهالا) وهنالالا نالرى إشالالارة واضالحة لكلمالالة اهلل الخالالق " بكلمالالة الالرب صالالنعت‬

‫السموات "‪ ,‬وعمل روحه القدوس " وبنسمة فيه كل جنودهالا "‪ .‬وقالد نطالق بهالذا القالول‬

‫أيضاً القديس يوحنا أذ يقول ( كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كالان )( يالو ‪1‬‬

‫‪ ) 4 , 1 :‬وأيضالاً القالالديس بالالولس الرسالالول ي كالد علالالى أن اهلل خلالالق الكالالون بكلمتالاله أذ‬ ‫يقول (اهلل بعدما كلم االباء باالنبياء قديماً بانواع و طرق كثيرة كلمنالا فالي هالذه االيالام‬ ‫االخيرة في ابنه الذي جعله وارثاً لكل شيء الذي به ايضا عمل العالمين ) ( عب ‪: 1‬‬

‫‪ ) 4 , 1‬أى خلق العالمين بالكلمة ‪.‬‬

‫الرب المشبع للجياع‪ :‬وقد جاء أيضاً فالى هالذا المزمالور (مالز ‪ ) 124‬عمالل إلهالي أخالر‬ ‫للرب يسوع وهى أشباعه للجياع سواء سواء الجياع جسالدياً أو الجيالاع روحيالاً‪ .‬وذلالك‬

‫فالى قولالاله ( المعطالالى خبالزاً للجيالالاع )(مالز ‪ ) 7 : 124‬وهالالى أيضالاً مالالن المعجالزات التالالى‬ ‫‪-9-‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫صنعها الرب يسوع ‪ .‬فقد حدث ذلك عندما كانت الجموع فى مكان خالء وكالان النهالار‬ ‫قد بدأ أن يميل فطلب التالميذ مالن الالرب أن يصالرف الجمالوع ألال يخالوروا فالى الطريالق‬

‫من الجوع‪ .‬ثم تبين أنه يوجد خمسة أرغفة وسالمكتان فأخالذها الالرب وباركهالا وأعطاهالا‬ ‫للتالميذ ليوزعوها على الجموع فأكلوا جميعالاً وشالبعوا وكالانوا خمسالة أالف رجالل ماعالدا‬

‫النساء واألطفال ‪ .‬ثم جمعوا ما بقالى أثنتالى عشالر قفالة مملال ة ( مالت ‪41 -14 : 12‬‬

‫)و ( يو ‪.) 15 – 11 : 4‬‬

‫ولكن الالرب يسالوع أشالار إلالى خبالز أخالر أذ قالال ( أنالا هالو الخبالز الحالى الالذى نالزل مالن‬

‫السماء إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى األبد ‪ .‬والخبز الذى أنا أعطى هو جسدى‬

‫الذى أبذله من أجل حياة العالم )(يو ‪) 51 : 4‬‬

‫وقال الرب أيضاً ( هذا هو الخبز الذى نزل من السما لاليس كمالا أكالل أبالا كم المالن فالى‬ ‫البرية وماتوا ‪ .‬من يأكل من هذا الخبز فإنه يحيا إلى األبد )( يو ‪) 58 : 4‬‬

‫ومن هنا يتبين لنا أن الرب المعطى الجياع خبزاً هو الرب يسالوع المساليح الالذى أشالبع‬

‫األلوف من خمس خبزات ‪ .‬والذى أشبع الم منين مندسم نعمته ىبالتنالاول مالن جسالده‬ ‫ودمه الزكى فى سر األفخارستيا المقدم على المذبح ‪.‬‬

‫وهذا هو الطعام الالذى يقالدم إلالى الجيالاع إلالى التوبالة والعطالاش إلالى النالدم علالى مالافرط‬

‫منهم والرجوع إلى اهلل بكل قلوبهم‪.‬‬

‫الرب الشافى ‪ :‬وهو الشافى ألجسدنا وأروحنا وقد جاء عنه فى المزاميالر (الالرب يفالتح‬ ‫اعالالين العمالالي الالالرب يقالالوم المنحنالالين الالالرب يحالالب الصالالديقين) (مالالز ‪ ) 8 : 124‬ومالالن‬ ‫األمور التى ال تحتاج إلى دليل أن المعجزات التى صنعها المساليح وتنبالأ بهالا األنبيالاء‬

‫قبالل مجيئاله هالالى المعجالزات الخارقالالة التالى تخالتص بالالالالهوت ‪ .‬والتالى ال تالالدخل فالى قالالدرة‬

‫اإلنسالالان ‪ .‬فالالال يالالدخل فالالى قالالدرة اإلنسالالان أن يعطالالى خب الزاً للجيالالاع ‪ .‬أو أن يفالالتح أعالالين‬ ‫العميان ‪ ,‬أو أن يقيم المنحنين المخلع الذى ظل مريضاً ثمان وثالثون سنة‪.‬‬

‫فتنبال األنبيالالاء بهالالذه المعجالزات ‪ .‬يظهالالر الهالالوت المسالاليح لالاله المجالالد وأنالاله لالاليس مجالالرد‬

‫إنسان ‪.‬‬ ‫‪- 10 -‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫ونالحالالظ أن ماجالالاء فالالى هالالذا المزمالالور (مزمالالور ‪ ) 124‬يطالالابق مالالا تنبالالأ بالاله إشالالعياء أذ‬

‫يقالالول (أجعلالالك عهالالداً للشالالعوب ونالالوراً لبمالالم فتفالالتح عيالالون العمالالى لتخالالرج مالالن الحالالبس‬

‫المأسالالورين فالالى بيالالت السالالجن الجالسالالين فالالى الظلمالالة )( أش ‪ ) 7 , 4 : 24‬غيالالر أن‬

‫نبوة إشعياء فيه ا توساليع للمعنالى بالذكره عبالارة ( أجعلالك نالوراً لبمالم ) قبالل كلمالة تفالتح‬

‫أعالالين العميالالان ممالالا يجعالالل قصالالد إشالالعياء جعالالل المسالاليح المسالاليح بصالاليرة ونالالوراً لبمالالم‬

‫فيفتح عيون عقولهم ‪.‬‬

‫وليس هنالاك تنالاقض فالى القالولين فسالواء كالانوا عميانالاً ال يبصالورون أو كالانوا عميالان‬

‫البصيرة ففتح عيون عقولهم بنور المعرفة واإليمان فإن عمل المسيح واحد ‪.‬‬

‫والذى يدلنا على ذلك أن الرجل األعمى منذ والدته الالذى فالتح المساليح عينياله بالالطين‬

‫وقال له اذهالب أغتسالل فالى بركالة ساللوام فالذهب وأغتسالل وأتالى بصاليراً ‪ .‬هالذا الرجالل لالم‬

‫تفتح عيناه فقالط ‪ ,‬بالل فتحالت بصاليرته أيضالاً أل ناله لمالا لمسالت أصالابع المساليح عينالاه‬

‫كانت هذه اللمسة كافية لتغييره ‪ .‬وفتح بصيرته ‪ ,‬وقد ظهر نور بصيرته فى مناقشته‬ ‫مع اليهود ألن اليهود حاولوا أن يقللوا من شأن المعجزة وينسبوا إلالى صالانعها الخطالأ‬

‫ألنه أجرها يوم السبت ‪ ..‬فانبرى الذى كان أعمى وقال لهم ( لم يسمع منذ الالدهر أن‬

‫أنساناً فتح عينى مولوداً أعمى لو لم يكن هذا من اهلل لم يقدر أن يفعل شيئاً )(يو ‪4‬‬

‫‪) 22 , 24 :‬‬

‫وتعتبر هذه عظة بليغة نطق بها األعمى بعد أن فتحت بصيرته مع بصره ‪.‬‬

‫الرب المعبود ‪ ( :‬امامه تجثو اهل البرية و اعدا ه يلحسون التالراب ملالوك ترشاليش و‬ ‫الجزائر يرسلون تقدمة ملالوك شالبا و سالبا يقالدمون هد يالة و يسالجد لاله كالل الملالوك كالل‬

‫االمم تتعبد له )(مز ‪ ) 11 -4 : 74‬وهنا يوضح لنا المزمالور أن كالل األمالم والملالوك‬ ‫يسالجدون لاله ويقالدمون لاله الهدايالة ‪ ,‬ويمكالن أن يقالال هالذا عالن ماحالدث مالع المجالالوس‬

‫الذين سجدوا للرب يسوع وقدموا له الهدايا ‪ .‬وهم يمثلون المسكونة كلها‪.‬‬

‫وممالالا سالالبق يتبالالين لنالالا أن السالاليد المسالاليح وحالالده الالالذى تتحقالالق فيالاله كالالل هالالذه النب الوات‬

‫واأللقاب والصفات األلهية ‪ .‬ولكن ماورد فى هذا الفصل ليس كالل ماجالاء عالن الهالوت‬ ‫‪- 11 -‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫المسيح فى هذا السفر ‪ .‬أل ناله مالن الصالعب حصالر كالل األيالات التالى تالتكلم عالن الهالوت‬

‫المسيح فى سفر المزامير ‪ .‬وألن هذا الموضوع يحتاج إلى بحث بمفرده ‪ .‬فقد أكتفينالا‬ ‫بما ذكر أذ يكفى كأضواء بسيطة على موضوع الهوت المسيح فى سفر المزامير‪.‬‬

‫‪- 12 -‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫ثانياً الكلمة المتجسد‪:‬‬ ‫لقد أنتظر كل األنبياء هذه اللحظة التى يرون فيها اهلل الذى يتجسد من أجالل خالالص‬

‫البشرية من الخطية والشقاء النات عنها ‪ .‬ومن المعروف أن الوحى األلهالى ال يلغالى‬

‫مشاعر الشخص وال شخصيته ‪ .‬فقد تكلم داود وكله أشتياق إلى ان يرى الرب يطأطالأ‬ ‫السموات وينزل ‪ ,‬وهكالذا أيضالاً إشالعياء ‪ .‬فنجالد داود يقالول لاله بلهفالة وأشالتياق (يالارب‬

‫طأطئ سماواتك و انزل المس الجبالال فتالدخن ابالرق بروقالا و بالددهم ارسالل سالهامك و‬

‫ازعجهم ارسل يدك من العالالء انقالذني و نجنالي مالن الميالاه الكثيالرة مالن ايالدي الغربالاء‪.‬‬

‫الذين تكلمت افواههم بالباطل و يمينهم يمين كذب) (مز ‪ ) 8 -5 : 122‬فهو يالتكلم‬ ‫بالالروح النبالالوة عالالن المسالاليح الالالذى طأطالالأ السالالموات ونالالزل وتجسالالد وأرسالالل رسالالله كسالالهام‬

‫نشرت الكرازة فأزعجت الشياطين الذين ( تكلمت أفواههم بالباطل ويمينهم يمين كاذب )‬ ‫واليمين إشارة إلى القوة والشيطان يوهمنا بقوته ولكن قوته باطلة مخادعة ‪.‬‬

‫والمعنى النبوى لبية هو هالو تجسالد الكلمالة ونزولاله علالى األرض ‪ .‬ونجالده يالتكلم عالن‬

‫ال ضد أبليس الذى فى كبريائه كالجبالل وبصالليبه‬ ‫القتال والسيد المسيح جاء للقتال فع ً‬

‫لمسه فدخن‬

‫ونجده يتكلم فى مزمور أخر ويقول ( طأطأ السماوات و نزل و ضباب تحت رجليه )‬

‫( مز ‪ ) 4 : 18‬فما أجمل هذه األية التى نطق بها داود ‪.‬أنه يصف التجسالد بطريقالة‬ ‫دقيقة ‪ .‬وتدل على أشتياقه لتجسد الكلمة‪.‬‬

‫وماقاله داود يشبه لهفة وأشتياق إشعياء الذى قال ( ليتك تشق السماوات و تنزل من‬

‫حضرتك تتزلزل الجبال ) ( اش ‪ ) 1 : 42‬ألنه ما كالان ممكنالاً لسنسالان الالذى أنحالدر‬

‫إلالالى المالالوت أن يصالالعد إلالالى السالالموات ‪ .‬مالالالم ينالالزل السالالماوى نفسالاله إليالاله ‪ ,‬يطالالأطئ‬

‫السموات ليلتقى بنا على أرضنا‪ .‬فيهبنا روحه القدوس النارى ‪ .‬لقد نزل إلينا متجسداً‬

‫فأخفى بهاء الهوته (لكنه اخلى نفسه اخذا صورة عبد صائرا في شبه النالاس ) ( فالي‬

‫‪ ) 7 : 4‬وهالالذا مالالا عبالالر عنالاله داود بقولالاله (الضالالباب كالالان تحالالت رجليالاله ) أختفالالى مجالالده‬ ‫وأنحجب عن األعين البشرية كما بضباب قاتم‪.‬‬ ‫‪- 13 -‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫ويكمل داود فى نفس المزمالور ويقالول ( طالار علالى أجنحالة الريالاح )(مالز ‪) 11 : 18‬‬

‫أعالناً عن سرعة مجيئه لخالص أوالده ‪ ,‬دون أن ي وجد عائق فى الطريق وكما جاء‬

‫فالى مزمالالور أخالر ( الالالذى جعالل مسالالالكه علالى السالالحاب ‪ ,‬الماشالى علالالى أجنحالة الريالالاح‬

‫)(مز ‪) 2 : 112‬‬

‫ويكمالالل قالالائالً (جعالالل الظلمالالة حجابالاله ‪ ,‬تحالالوط مظلتالاله )(مالالز ‪ ) 11 : 18‬وهالالذا مافعلالاله‬

‫الكلمة اذ نزل إلينا ليخلصنا بنفسه ‪ .‬لكنه أحتجب فى الناسوت ‪ ,‬لكى نقبلاله بسيمالان‬ ‫فالالأن كانالالت البصالاليرة الخارجيالالة يصالالعب أن تختالالرق الضالالباب المحالاليط بالاله كمظلالالة لتالالدرك‬

‫أس ارره ‪ ,‬فإنه باإليمان تستنير بصيرتنا الداخلية القادرة أن تدخل إلى األعماق وتلتقالى‬ ‫به وتتعرف على أسراره الخفية ‪ .‬يقول النبى إشالعياء ( حقالاً أنالت إلاله محتجالب )( إش‬

‫‪ ) 15 : 25‬ويقول أيضاً داود ( السحاب واضباب حوله )(مز ‪.) 4 : 47‬‬

‫بالالل ويقالالول فالالى مزمالالور أخالالر ( أنتظالالاراً أنتظالالرت الالالرب فأصالالغى ألالالى وسالالمع تضالالرعى‬

‫وأصعدنى من جب الشقاء ومن طين الحمأة‪ .‬وأقام على الصخرة رجلى وسهل خطواتى‬

‫)(مز ‪ ) 4 ,1 : 21‬وهنا أيضاً نجد أشتياق داود إلى تجسد الكلمة من أجل الخالص‬

‫وهذا واضح فى عبارته ( أنتظاراً أنتظرت ) ويكمل ويقول ( وأصعدنى من جب الشقاء‬

‫ومن طين الحمأة ) فالجب العميق للغاية الى تطوله يالد مخلالوق لتبلالر قالراره فتجتالذبنا‬

‫إنما إلى ذراع اهلل ( كلمة الرب المتجسالد ) الالذى وحالده يقالدر أن ينالزل إلينالا ويخلصالنا‬

‫من هوة الخطية وسلطان الموت ومتاريس الجحيم بقالوة صالليبه ‪ .‬ولكالى ي كالد لنالا أناله‬ ‫يقصد الكلمة المتجسد فيقول ( وأقام على الصخرة رجلى ) ومالن هالو الصالخرة إال ربنالا‬

‫يسوع المسيح ‪ .‬وي كد ذلك القديس بولس الرسول فيقول ( والصخرة كانت المساليح )‬

‫( ‪ 1‬كو ‪) 2 : 11‬‬

‫ويقول فى مزمور أخر ( فمن هو اإلنسان حتى تذكره وابالن أدم حتالى تفتقالده وتنقصاله‬

‫ال عن المالئكة )(مز ‪) 5 , 2 : 8‬‬ ‫قلي ً‬

‫‪- 14 -‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫ويفسر لنا معلمنا القديس بولس هذه األية بأنها تشير إلى تجسد الرب يسوع المسيح‬

‫فيقول ( و لكن الذي وضع قليال عن المالئكة يسوع نالراه مكلالال بالمجالد و الكرامالة مالن‬ ‫اجل الم الموت لكي يذوق بنعمة اهلل الموت الجل كل واحد‪() .‬عب ‪) 4 : 4‬‬

‫وفى مزمور الصلب أيضاً نجد أشارة إلى التجسد ولاليس عجبالاً فالى ذلالك فالتجسالد كالان‬

‫للصليب‪ .‬فيقول داود فى هذا المزمور ( ألنك جزبتنى من البطن جعلتنى مطمئناً على‬ ‫ثديى أمى عليك ألقيت من الرحم من بطن أمى أن إلهى )( مز ‪) 11 , 4 : 44‬‬

‫فالرب المتجسد لم يولد من زرع بشر ولكن الروح القدس جذبه من بطن العذراء ‪ .‬أما‬ ‫كل البشر بما فيهم جميع األنبياء والرسل فيجذبهم الناس من بطون أمهاتهم ‪.‬‬

‫وبقوله ( عليك ألقيت من الرحم ) فعندما خرج من بطن العذراء كان فالى نفالس الوقالت‬

‫فى حضن األب ‪.‬‬

‫كما قال لها المالك ( ألن القدوس المولود منك هو أبن اهلل )( لو ‪) 25 : 1‬‬

‫ويتنبأ عن ميالده مالن عالذراء ‪ :‬فيقالول ( أسالمعى يالا بنالت واميلالى أذنالك وانسالى شالعبك‬ ‫وبيالالت أبيالالك ألن الملالالك قالالد أشالالتهى حسالالنك )(مالالز ‪ ) 11 : 25‬ويقالالول أيض الاً ( ُجعلالالت‬

‫الملكة عن يمين الملالك )(مالز ‪ ) 4 : 25‬نعالم أناله يحالدد العالذراء التالى لحسالن ساليرتها‬

‫وعظم قداس تها اشتهى التجسد منها ثم أعطاها أن تكون األم والملكة التى تجلس عن‬ ‫يمينه ‪.‬‬

‫ويقول فى مزمور أخر( أساسته فى الجبال المقدسة الالرب أحالب أبالواب صالهيون أكثالر‬ ‫مالالن جميالالع مسالالاكن يعقالالوب قالالد قيالالل بالالك أمجالالادا يامدينالالة اهلل )(مالالز ‪) 2 – 1 : 87‬‬

‫ولصهيون يقول ( هذا اإلنسان وهذا اإلنسان ولد فيها )(مز ‪) 5 : 87‬‬

‫والحالديث عالالن تجسالد الالالرب بوضالوح فهالالو يحالدد منشالالأ التجسالد ( أساسالاله ) فالى الجبالالال‬

‫المقدسة ( العذراء مريم قمة القديسين وتاجهم ‪.‬‬

‫وبقوله إنساناً وانساناً (لتأكيد ناسوته ) ولد فيها أى تجسالد فيهالا وهالو العلالى ( إثبالات‬ ‫إتحاد الالهوت بالناسوت )‬

‫‪- 15 -‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫ثالثاً المسيح المُعلم ‪.‬‬ ‫لقد جاء الرب يسوع إلى أرضنا ليس من أجل الفداء فقط ‪ .‬بل جاء أيضاً ليعلم العالالم‬

‫كيف يعيش معه ‪ .‬وجاء ليعرف العالم شئ عنه ‪ .‬كان من الصعب أن يفالدى المساليح‬

‫العالم بدون أن يعرفه كيف يعيش بعد هذا الفداء ‪ .‬أو كيف يستفيد العالم ببركات هذا‬

‫الفداء‪ .‬ونجد فى سفر المزامير نبوات كثيرة عن هذه التعاليم بل وبالطريقالة التالى كالان‬ ‫يعلم بها فنجد داود النبى يقول فى مزمور ( أفتح بمثل فمى ) (مز‪ ) 4 : 78‬والساليد‬ ‫المسيح كالان يعلالم النالاس بأمثالال كثيالرة فيقالول القالديس متالى (هالذا كلاله كلالم باله يسالوع‬

‫الجموع بامثال و بدون مثل لم يكن يكلمهم ) ( مت ‪ ) 22 : 12‬فضالرب أمثالاالً عالن‬

‫ال عالن الكالرامين الالذى وضالح بهالى لليهالود أناله األبالن‬ ‫ملكوت السموات‪ .‬وضرب لهم مالث ً‬ ‫الذى أرسله األب فى أخر األيام بعد أن قتل الكرامون األنبياء وطردوهم ‪ (.‬مالت ‪: 41‬‬

‫‪) 21 – 22‬‬

‫فالسيد المسيح كان يعلالم الجمالوع بأمثالال أمالا تالميالذه فكالان يعلمهالم علنيالة ‪ .‬ويتضالح‬

‫ذلك حين قال للجموع مثل الزارع وسأله تالميذ عن تفسير هذا المثل فقال لهم (فساله‬

‫تالميالذه قالالائلين مالالا عسالالى ان يكالالون هالالذا المثالالل فقالالال لكالالم قالالد اعطالالي ان تعرفالوا اسالرار‬ ‫ملكالالوت اهلل و امالالا للبالالاقين فبامثالالال حتالالى انهالالم مبصالالرين ال يبصالالرون و سالالامعين ال‬

‫يفهمون )( لو ‪.) 11 – 4 : 8‬‬

‫فكان السيد المسيح يهتم بالأن يعلالم الشالعب وأن يتلمالذ تالميالذه لكالى يعلمالوا المسالكونة‬

‫كلها ‪ .‬وه ال الذين تنبأ عالنهم داود النبالى فالى مزمالور أذ يقالول ( ال قالول وال كالالم ‪ .‬ال‬

‫يسمع صوتهم فى كل األرض خرج مالنطقهم والالى أقاصالى المسالكونة كلمالاتهم )(‪: 14‬‬

‫‪ ) 2 , 2‬وهذه الطريقة فى التعلاليم جعلالت األيمالان ينتشالر بطريقالة عجيبالة فلقالد تتلمالذ‬ ‫الرسل على يد الرب يسوع وتلمذو هم أيضاً تالميذ‪ ,‬حتى بلر صوت الرسل الذى هالو(‬ ‫صوت المسيح ) إلى كل األرض وبلغت أقوالهم إلى كل األرض‪.‬‬

‫‪- 16 -‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫رابعاً من هو الفادى وما هى صفاته‪.‬‬ ‫لم يترك داود شئ عن المسيح دون أن يذكره ‪ ,‬فقد تكلم عن ذلك الفادى الذى سيأتى‬ ‫فى ملء الزمان ليفدى األنسان وتنبأ عن أعماله وصفاته‪ .‬وشروطه‪.‬‬

‫فيقول ( األخ ال يفدى اإلنسان فداء وال يعط اهلل كفارة عنه )(مز ‪) 7 : 24‬‬

‫وقد أشار النبى داود إلى نقطتين هامتين فى موضوع الفداء وهما ‪:‬‬

‫‪ :1‬إن هناك فادى سيفدى المسكين أى أدم وذريته ألنهم حكم عليهم بالموت أجمعين‬ ‫‪.‬‬

‫‪ :4‬إن هذا الفادى اليمكن أن يكون بشرياً ألنه كيف يفدى اإلنسالان نفساله أ أو كيالف‬

‫يمزق المحكوم عليه بالالموت صالك الحكالم الالذى صالدر علياله ‪ .‬إذن البالد مالن شخصالية‬

‫أخرى تكون قالادرة علالى هالذا الفالداء ‪ .‬وال تكالون داخلالة ضالمن جمهالرة المحكالوم علاليهم‬

‫بالموت وهم كافة البشر ‪.‬‬

‫وهذه الشخصية هى التى ستمزق صك الموت الالذى حكالم باله علالى أدم وبنياله ‪ .‬وهالذه‬

‫أيات قد وردت فى سفر المزامير ت كد هذا المعنى ‪:‬‬

‫الداء وال يعطالالى اهلل كفالالارة عنالاله وكريمالالة هالالى فديالالة نفوسالالهم‬ ‫( األخ ال يفالالدى اإلنسالالان فال ً‬ ‫فغلقت إلى الدهر حتى يحيا إلى األبد فال يرى القبر بل يراه)(مز ‪) 11 – 7 : 24‬‬

‫فيوضح لنالا فالى هالذه األيالات أن األخ لالن يفالدى اإلنسالان ولالى يعطالى اهلل كفالارة عناله ‪.‬‬

‫وهذا معناه أن بشرياً ال يمكنه أن يفدى بشرياً مثله وأن اهلل ‪ .‬ال يعتبر فالداء اإلنسالان‬ ‫ألخيه كفارة عن خطيئته األصلية التى ورثها عن أدم وورث معها الموت ‪.‬‬

‫ث الم يكمالالل ويقالالول ( وكريمالالة هالالى فديالالة نفوسالالهم ) أى أن الفديالالة التالالى تخلالالص نفالالوس‬ ‫البشر هى فدية كريمة جداً ثمينة للغاية ‪ .‬ويصف تلك الفدية بقوله ( حتالى يحيالا إلالى‬ ‫األبد فال يرى القبر ‪ .‬بل يراه )‬

‫والمعنى أنه ال يرى القبر الر ية المستنرة مثل باقى الناس ‪ ,‬بل يالراه ثالم ينالتفض مناله‬

‫قائماً كالجبار ‪.‬‬

‫‪- 17 -‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫وي يد ذلك قوله فى مزمور أخر ( ألنك لن تترك نفسى فى الهاوية ولن تدع تقيك يالرى‬

‫فساداً)‬

‫(مز ‪ ) 11 : 14‬وعلى ذلك فإن الفادى يرى القبر ولكنه ال يمكث فيه بل يقوم ويحيالا‬ ‫إلى األبد ‪.‬‬

‫وليس هناك شخص ينطبق عليه هذا القول إال فادينالا يسالوع الالذى مالات عالن خطايانالا‬

‫وقام ألجل تبريرنا‪.‬‬

‫وي كد ببكثر على أن اإلنسان ال يستطيع أن يفدى نفسه بل البد من وجود كائن أخر‬

‫يقوم بهذا العمل الفدائى وينوب عن اإلنسان فيقول (ال تتكلوا على الر ساء و ال على‬

‫ابن ادم حيث ال خالص عنده‪ .‬تخرج روحه فيعود الى ترابه في ذلك اليوم نفسه تهلك‬

‫افكاره‪ .‬طوبى لمن اله يعقوب معيناله و رجالا ه علالى الالرب الهاله‪ .‬الصالانع السالماوات و‬

‫االرض البحالالر و كالالل مالالا فيهالالا الحالالافظ االمانالالة الالالى االبالالد‪ .‬المجالالري حكمالالا للمظلالالومين‬

‫المعطي خبزا للجياع الرب يطلق االسرى‪ .‬الرب يفتح اعين العمي الرب يقوم المنحنين‬

‫الرب يحالب الصالديقين‪() .‬مالز ‪ ) 8 – 2 : 124‬ت كالد هالذه األيالات علالى أن ال خالالص‬ ‫عند اإلنسان ألنه أبن أدم وأبن أدم واقع تحت نير الموت بالخطيئة ‪.‬‬

‫وحيث أن فاقد الشئ ال يعطيه فإن اإلنسان ولو كان نبياً ال يملك نفساله فكيالف فكيالف‬ ‫يملك تخليص نفوس األخرين ‪.‬‬

‫بالل بالالاألكثر يكشالالف انالالا داود عالالن الشخصالالية التالى تملالالك حالالق خالالالص البشالالرية فيقالالول‬

‫( المجري حكما للمظلومين المعطي خبزا للجياع الرب يطلق االسالرى‪.‬الالرب يفالتح اعالين‬ ‫العمي الرب يقوم المنحنين الرب يحب الصديقين‪).‬مز ‪) 8, 7 : 124‬‬

‫ثم يصف داود الرب الذى يجعل اإلنسان رجا ه عليه فى نفس المزمور فيصفه باألتى‬

‫‪:‬‬

‫‪ :1‬الصنع السموات واألرض والبحر وكل ما فيها‪.‬‬ ‫‪ :4‬المعطى خبزاً للجياع ‪.‬‬

‫‪ : 2‬الرب يفتح أعين العميان ‪.‬‬ ‫‪- 18 -‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫‪ :5‬الرب يقيم المنحنين‪.‬‬

‫‪ :4‬الرب يطلق األسرى ‪.‬‬

‫وأذا تأملنا فى هذه الصفات نجدها وصفاً دقيقاً للرب يسوع فهالو كلمالة اهلل الالذى خلالق‬

‫به الكون( اهلل بعدما كلم االبالاء باالنبيالاء قالديما بالانواع و طالرق كثيالرة‪ .‬كلمنالا فالي هالذه‬ ‫االيام االخيرة في ابنه الذي جعله وارثا لكل شيء الذي به ايضا عمل العالمين‪().‬عب‬

‫‪)4 , 1 : 1‬‬

‫وهو الحافظ األمانة إلالى األبالد ‪ ,‬والمجالرى حكمالاً للمظلالومين ‪ :‬ولقالد تنبالأ األنبيالاء عالن‬

‫ملكوت االمسيح وملكه ووصفوه بأنه يقالوم علالى العالدل والحالق ‪ .‬ويتفالق مالا قالاله داود‬

‫مع قول إشعياء ( هوذا بالعالدل يملالك ملالك البالر )(إش ‪ ) 1 : 24‬وقالال أيضالاً ( لنمالو‬ ‫رياسته وللسالم النهاية على كرسى داود ليثبتها ويعضدها بالبر ) (إش ‪) 7: 4‬‬

‫ولكن كلمة أمانة هنا معناها الرحمة ‪ .‬فقد جاء فى( مزمالور ‪ ) 1 : 115‬قالول داود (‬

‫ألسمك أعط مجداً من أجل رحمتك من أجل أمانتك )‬

‫وقال أيضاً ( ألن رحمته قويت علينا وأمانة الرب إلى الدهر ) ( مز ‪) 4 : 117‬فتلرى‬

‫أن داود دائماً يقرن الرحمة باألمانة واألمانة بالرحمة ‪ .‬وهو بذلك يريد أن يفصح عن‬ ‫أن رحمة الرب محفوظة لبنى اإلنسان إلى األبد ‪.‬‬

‫ولمالالا جالالاء المسالاليح فالالى أخالالر األزمنالالة إلالالى العالالالم كالالان الشالاليطان قالالد ظالالن ان اهلل نسالالى‬

‫اإلنسان المسكين ولم يعد ينظر إليه بعين رحمته إلالى األبالد‪ ,‬وتخيالل الشاليطان أناله لالم‬

‫هناك خالص للبشر الذين غرر بهم وأخرجهم من طاعة اهلل ليصيروا فى قبضته ‪.‬‬

‫ولكن اهلل الحافظ األمانة والرحمة إلى األبد أجرى حكماً للمظلومين الذين راحوا ضحية‬

‫الشيطان بصنع الفداء الكفارى العظيم واخراجهم من قبضة الشيطان اللعين‪.‬‬

‫وهالو المعطالالى خبالزاً للجيالالاع كمالالا شالهد األنجيالالل ( و اخالالذ يسالوع االرغفالالة و شالالكر و وزع‬ ‫على التالميذ و التالميذ اعطوا المتكئين و كذلك من السمكتين بقالدر مالا شالاءوا‪ .‬فلمالا‬

‫شبعوا قال لتالميذه اجمعوا الكسر الفاضلة لكي ال يضيع شيء‪ .‬فجمعوا و مال وا اثنتي‬ ‫عشرة قفة من الكسر مالن خمسالة ارغفالة الشالعير التالي فضاللت عالن االكلالين‪ .‬فلمالا راى‬ ‫‪- 19 -‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫الناس االية التي صنعها يسوع قالوا ان هذا هو بالحقيقة النبالي اال تالي الالى العالالم‪ .‬و‬

‫اما يسوع فاذ علم انهم مزمعون ان ياتوا و يختطفوه ليجعلوه ملكا انصرف ايضالا الالى‬

‫الجبل وحده )( يو ‪ ) 15 – 11 : 4‬ومعطى خبزاً روحياً أيضاً وهو جسده ودمه ‪.‬‬

‫وهو الذى فتح أعين العميان والذى أقام المنحنين ‪ :‬فهو فتح أعالين المولالود أعمالى (‬

‫يو ‪ ) 22 , 24 : 4‬وأقام المنحنيين كالمخلع الذى ظالل مريضالاً ثمالان وثال ثالون سالنة‬

‫(يو ‪) 4 – 1 : 5‬‬

‫الرب مطلق األسرى ‪ :‬والسيد المساليح صالعد إلالى الجحاليم وأطلالق األسالر الالذين كالانو‬

‫مأسورين من أبليس فيقول القديس بولس الرسول( اذ صعد الى العالء سبى سالبيا و‬

‫اعطى الناس عطايا )(اف ‪)8 : 2‬‬

‫ذب حة المس ح الكفارمة ‪ :‬فيقول المرتل ( بذبيحة وتقدمة لم تسر ثقبت (فتحت ) أذنى‬

‫‪ .‬محرقة وذبيحة خطية لم تطلب حينئذ قلالت هنالذا جئالت بالدرج الكتالاب مكتالوب عنالى ‪.‬‬ ‫أن أفعل مشيئتك يا إلهى سالررت ‪ .‬وشالريعتك فالى وسالط أحشالائى )(مالز ‪8 – 4 : 21‬‬

‫)‪ .‬ويستشهد بولس الرسول بهذه النبوة فيقول ( لذلك دخوله إلى العالالم يقالول ذبيحالة‬ ‫وقرباناً لم ترد ولكن هيأت لى جسداً )(عب ‪) 5 : 11‬‬

‫والمقصالود مالن عبالارة ( هيالأت لالى جسالداً ) أى جسالداً يقالدم ذبيحالة كفاريالة ‪ .‬والقالالول (‬

‫ثقبالت أذنالى ) يعيالالد إلالى أذهاننالا مالالا جالاء فالى سالالفر (خالروج ‪ ) 4 , 5 : 41‬عالن العبالالد‬ ‫الالالذى يخصالالص نفسالاله لخدمالالة سالاليده إلالالى النهايالالة ‪ ...‬كالالان سالاليده يالالأتى بالاله إلالالى البالالاب‬

‫ويثقب أذنه بالمثقب فيخدمه إلالى النهايالة ( ولكالن أن قالال العبالد أحالب ساليدى وأمرأتالى‬

‫وأوالدى حراً يقدمه سيده إلى اهلل ويقربه إلى الباب أو إلى القائمة ‪ ,‬ويثقب سيده أذنه‬ ‫بالمثقب فيخدمه إلالى األبالد )( خالر ‪ ) 4 , 5 : 41‬هكالذا الالرب يسالوع بإرادتاله ومسالرته‬

‫( لكنه اخلى نفسه اخذا صالورة عبالد صالائرا فالي شالبه النالاس‪().‬فالى ‪ ) 7 : 4‬لقالد أحبنالا‬ ‫وخصص ذاته لفدائنا وأرتضى أن تثقب ال أذنه بل يالداه ورجالاله وجنباله ‪ .‬كالل ذلالك تالم‬

‫خارج الباب أى باب أورشليم (عب ‪) 14 : 12‬‬ ‫‪- 20 -‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫خامساً​ً​ً المسيح المتألم‬ ‫لقد شعر ذلك الفتى داود مرنم إسرائيل الحلو ‪ .‬بالأالم المساليح ومشالاعره وتنبالأ بالالكثير‬ ‫مالن النبالوات عالن هالالذه األالم بالل ووصالالف هالذه األالم بالالأدق تفاصاليلها ‪ .‬فقالالد كالان أكثالالر‬

‫األنبياء شعوراً بأالم المسيح ‪ .‬وأكثرهم نبوات عن هذه األالم ‪.‬‬

‫المرفو ض م ال هود ‪ :‬يتنبأ داود النبى عالن رفالض اليهالود للمساليح فيقالول ( الحجالر‬ ‫الذى رفضه البنا ون قد صالار رأس الزاويالة مالن قبالل الالرب كالان هالذا وهالو عجيالب فالى‬

‫أعيننالا )(مالالز ‪ .. ) 42 , 44 : 118‬وفالى مثالالل الكالرم والكالرامين أكالد المسالاليح أ‪ ,‬هالالذه‬

‫النبوءة قد تمت فى شخصه ( فقالال لهالم يسالوع أمالا قالرأتم قالط فالى الكتالب الحجالر الالذى‬

‫رفضه البنا ون صار رأس الزاوية من قبل الرب كان هذا وهو عجيب فى أعيننا )(مت‬

‫‪ .) 24 : 41‬وقالالد أستشالالهد بهالالا القالالديس بطالالرس الرسالالول (فلكالالم أنالالتم الالالذين ت منالالون‬ ‫الكرامة وأما الذين ال يطيعون فالحجر الذى رفضه البنا ون هو قد صار رأس الزاويالة‬

‫)(‪ 1‬بالالط ‪ .. ) 7 : 4‬كمالالا أستشالالهد بطالالرس بهالالذه النبالالوة أيض الاً أثنالالاء محاكمتالاله وبعالالد‬

‫معجزة شفاء المقعد الذى كان يجلس عند باب الهيكل ( إن كنا نفحص اليالوم إحسالان‬ ‫إلى إنسان سقيم بماذا شفى هذا فليكن معلوم عند جميعكم وجميع شالعب إسالرائيل أناله‬

‫باسم يسوع المسيح الناصرى الالذى صاللبتموه أنالتم الالذى أقاماله اهلل مالن األمالوات بالذلك‬

‫وقف هذا أمامكم صحيحاً‪ .‬هذا هو الحجر الذى أحتقرتمالوه أيهالا البنالا زن الالذى صالار‬ ‫رأس الزاوية )(أع ‪) 14 – 4 : 2‬‬

‫تأمر الملوك والر ساء ‪ :‬نجد داود النبى فى المزمورالثانى يقالول ( قالالم ملالوك األرض‬

‫وتأمر الر ساء معاً على الرب وعلى مسيحه )(مز‪ ) 4 : 4‬وهنا يقصد المرتل بالملوك‬ ‫وار ساء القادة األشرار الذين مالع تبالاين مصالالحهم أتحالدوا معالاً عنالد لحظالات الصالليب‬ ‫ضالالد السالاليد المسالاليح ‪ .‬اتحالالد ليسالالفقط األقويالالاء بالالل وأيض الاً الرعالالاع إذ صالالرخ الشالالعب (‬

‫أصلبه أصلبه ) ( لو ‪ )41 : 42‬وكما قال الرب يسوع (أبغضونى أنا وأبى ) (يو ‪15‬‬

‫‪ ) 42 :‬أبغضوه هو وأباه قائلين (لنقطع أغاللهم ونطرح عنا نيرهمالا ) (مالز ‪) 2 : 4‬‬

‫لقد رفضوا الخضوع لواليتهما ولم يطيقوا احتمال نيرحبهما وقداستهما قائلين ( ال نريد‬ ‫‪- 21 -‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫أن هذا يملك علينا )(لو ‪ ) 12 : 14‬وليس هذا فقالط بالل الكثيالر والكثيالر مالن النبالوات‬ ‫عن أالم الرب يسوع فى سفر المزامير‪ .‬فنجد فى المزمور الثانى والعشرون كل أحداث‬ ‫الصليب بكل دقة وكأن داود يقف عند الصليب ويصف ما يراه‬

‫خ انة تلم ذه ‪ :‬ثم يصور داود خيانة يهوذا فيقول ( كل مبغضى يتناجون معاً علالى ‪.‬‬

‫تفكروا بأذيتى يقولون أمر ردئ قد أنسكب عليه ‪ ,‬حيث أضطجع ال يعود يقوم ‪ ,‬أيضاً‬

‫رجل سالمتى الذى وثقت باله ‪ ,‬أكالل خبالزى رفالع علالى عقباله )(مالز ‪ ) 4 – 7 : 21‬بالل‬ ‫أكثر من ذلك يصور خيانالة يهالوذا ويكالاد ينطالق بالخالائن والخيانالة ‪ .‬ويكالاد يميالزه عالن‬

‫غيره مالن التالميالذ فيقالول ( أل ناله لاليس عالدوى يعيرنالى فاحتمالل ‪ .‬لاليس مبغضالى تعظالم‬

‫على فاختبئ منه ‪ ,‬بل أنت إنسالان عالديلى ألفالى وصالديقى الالذى معاله كانالت تحلالو لنالا‬

‫العشرة ‪ .‬إلى بيت اهلل كنا نذهب فى الجمهور )( مز ‪) 12 , 12 : 55‬‬

‫بل يتكلم عن يهوذا كالماً شديداً جداً ‪ .‬حتى أنه طلب له اللعنة ولبيته الخراب ولنسله‬

‫األنقراض ‪ ,‬فقال ( يا إله تسبيحي ال تسكت النه قد انفتح علي فم الشرير و فم الغش‬ ‫تكلمالوا معالالي بلسالالان كالالذب بكالالالم بغالالض احالاطوا بالالي و قالالاتلوني بالالال سالالبب بالالدل محبتالالي‬ ‫يخاصمونني اما انا فصالة وضالعوا علالي شالرا بالدل خيالر و بغضالا بالدل حبالي فالاقم انالت‬

‫عليه شريرا و ليقف شيطان عن يمينه اذا حوكم فليخرج مذنبا و صالته فلتكن خطية‬ ‫لتكن ايامه قليلة و وظيفته لياخذها اخالر لاليكن بنالوه ايتامال ا و امراتاله ارملالة ليتاله بنالوه‬

‫تيهانا و يستعطوا و يلتمسوا خبزا من خربهم )( مز ‪) 11 – 1 : 114‬‬

‫وبالرجوع إلى األناجيل نجد أن كل أقوال داود تحققت فيقول القديس متى (و فيما هالم‬ ‫ياكلون قال الحق اقول لكم ان واحدا منكم يسلمني فحزنوا جدا و ابتدا كل واحد منهم‬

‫يقالول لالاله هالالل ا نالا هالالو يالالا رب فاجالالاب و قالال الالالذي يغمالالس يالالده معالي فالالي الصالالحفة هالالو‬ ‫يسلمني ان ابن االنسان ماض كما هو مكتوب عنه و لكن ويل لذلك الرجالل الالذي باله‬ ‫يسلم ابن االنسان كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد فاجاب يهالوذا مساللمه و قالال هالل‬

‫انالالا هالالو يالالا سالاليدي قالالال لالاله انالالت قلالالت)(مالالت ‪ ) 45 – 41 : 44‬ويكم الل القالالديس متالالى‬ ‫ليوضالالح كيالالف خانالاله يهالالوذ فيقالالول ( ثالالم جالالاء الالالى تالميالالذه و قالالال لهالالم نالالاموا االن و‬ ‫‪- 22 -‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫استريحوا هوذا الساعة قد اقتربت و ابن االنسان يسلم الى ايدي الخطاة قوموا ننطلق‬

‫هوذا الذي يسلمني قد اقترب و فيما هو يتكلم اذا يهوذا احد االثنالي عشالر قالد جالاء و‬

‫معه جمع كثير بسيوف و عصي من عند ر ساء الكهنة و شاليوخ الشالعب )(مالت ‪44‬‬

‫‪) 27 – 25 :‬‬

‫شهود زور‪ :‬ثم يتكلم داود فى مزمور أخر على ه الء الشهود الزور الذين قاموا على‬ ‫السيد المسيح فيقول ( شهود زور يقومالون وعمالا لالم أعلالم يسالألوننى ويجالازونى عالن‬

‫الخير شراً ثكالالً لنفسالى ‪ .‬أمالا أنالا ففالى مرضالهم فكالان لباسالى مسالحاً ولالنهم فالى ظُلعالى‬

‫فرح الوا وأجتمع الوا ‪ .‬اجتمع الوا علالالى شالالاتمين ولالالم أعلالالم )(مالالز ‪ ) 15 – 11 : 25‬وكالالأن‬ ‫كاتالالب هالالذه الكلمالالات هالالو الالالرب يسالالوع الالالذى جالالال يصالالنع خي الراً ويشالالفى المرضالالى ويقالاليم‬

‫الموتى ‪ .‬ثم يشهدون عليه أنه مجدف ومخالف الشريعة‪.‬‬

‫صمته أثناء المحكمة والصلب ‪ :‬فيقول فى مزمور أخر( و امالا انالا فكاصالم ال اسالمع و‬

‫كابكم ال يفتح فاه‪ ().‬مز ‪ ) 12 : 28‬ويتفق كالم المرتل مع نبوة إشعياء والتى تقول‬

‫( ظلالالم امالالا هالالو فتالالذلل و لالالم يفالالتح فالالاه كشالالاة تسالالاق الالالى الالالذبح و كنعجالالة صالالامتة امالالام‬ ‫جازيها فلم يفتح فاه ) (إش ‪.) 7 : 52‬‬

‫وهذا ما ذكره األنجيل عن المسيح أثناء الصلب والمحاكمة فيقول القديس متالى (فقالام‬ ‫رئيس الكهنة و قال له اما تجيب بشيء ماذا يشهد به هذان عليك‪.‬و اما يسوع فكان‬ ‫سالالاكتا فاجالالاب رئالاليس الكهنالالة و قالالال لالاله اسالالتحلفك بالالاهلل الحالالي ان تقالالول لنالالا هالالل انالالت‬

‫المسيح ابن اهلل‪().‬مت ‪) 42 , 44 : 44‬‬

‫أالمه النفس ة ‪ :‬واألكثر من ذلك نجد داود النبى يتكلم عن األالم النفسية التى تألم بها‬

‫الالالرب يسالالوع فيقالالول ( أحبالالائى وأصالالحابى يقفالالون تجالالاه ضالالربتى‪ .‬وأقالالاربى وقف الوا بعيالالداً‬ ‫وطالالالبوا نفسالالى نصالالبوا لالالى شالالركاً والملتمسالالون لالالى الشالالر تكلم الوا بالمفاسالالد وايالالوم كلالاله‬

‫يلهجون بالغش )(مز ‪ ) 14 , 11 : 28‬ويقول أيضالاً ( والمجالازون عالن الخيالر شالراً‬ ‫يقالالاوموننى ألجالالل أتبالالاعى الصالالالح ‪ .‬ال تتركنالالى يالالارب إلهالالى ال تبعالالد عنالالى أسالالرع إلالالى‬

‫معونتى يارب خالصى )(مز ‪ ) 41 , 41 : 28‬ونجد أن داود النبالى يصالف أن سالبب‬ ‫‪- 23 -‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫هذه األالم تشتت أحبائه ‪ ,‬فالتالميذ هربوا وبطرس وقف بعيداً‪ .‬ولم يكن تحت الصليب‬ ‫إال يوحنا األنجيلى والسيدة العالذراء ‪ ,‬ومالريم زوجالة كلوبالا ‪ ,‬ومالريم المجدليالة ( وكانالت‬ ‫واقفات عن صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية ) ( يو ‪14‬‬

‫‪. ) 45 :‬‬

‫الجلجثة‪ :‬ويبتدى هذا المزمور بقوله ( إلهى إلهى لماذا تركتنى )(مز ‪1 : 44‬‬ ‫مزمور ُ‬

‫) وليس المقصود هنا تخلى األب عن المسيح وأنما تركه لهذا األلم الشديد ‪ .‬وقد قيل‬ ‫أن هذه الصرخة من الرب يسوع على الصليب تعنى بتالذكير اليهالود بمالا جالاء فالى هالذا‬

‫المزمور الذى يبدأ بها وينتهى بقوله (قد فعل ) وفى األصل العبرى (قالد أكمالل ) وهالى‬

‫أخر كلمة نطق بها المصلوب ‪.‬‬

‫وأذا قمنالا بعمالل مقارنالالة بالين ماجالالاء فالى هالالذا المزمالور وماجالالاء فالى العهالالد الجديالد عالالن‬

‫صلب المسيح نجد أن هذا المزمور يطبق حرفياً فى قصة الصلب ‪ ....‬وهذه المقارنالة‬

‫تثبت ذلك ‪:‬‬

‫ماجاء فى المزمور ‪44‬‬

‫ما جاء فى األناجيل‬

‫إلهى إلهى لماذا تركتنى (مز ‪) 1 : 44‬‬

‫صرخ يسوع بصوت عظيم قلالئالً ‪ ...‬إلهالى‬ ‫إلهى لماذا تركتنى (مت ‪) 24 : 47‬‬

‫عليالالك أ تكل الوا أبا نالالا اتكلالالو فنجيالالتهم ( مالالز قالالالد أتالالالك علالالالى اهلل فلينقالالالذه األن أن أراده‬

‫‪) 2 : 44‬‬

‫(متى ‪) 22 : 47‬‬

‫أما أنالا فالادودة ال إنسالان عالار عنالد البشالر الذين كانوا ضالابطين كالانوا يسالتهزئون باله‬ ‫ومحتقر الشعب ( مز ‪) 4 : 44‬‬

‫وهالالم يجلدونالاله ‪ .‬وغطالالوه وكالالانوا يضالالربون‬ ‫وجهه ويسألون قائلين تنبأ ‪.‬من هو الذى‬

‫ضربك ( لو ‪) 42 – 42 : 44‬‬

‫كالالالالل الالالالالذين يروننالالالالى يسالالالالتهزئون بالالالالى ‪ .‬وكالالالان المجتالالالازون يج الالالدفون عليالالاله وه الالالم‬

‫وينغضالالون الالرأس قالالائلين يهالزون ر سالهم ‪ ..‬وكالذلك ر سالاء الكهنالالة‬ ‫يفغالالرون الشالالفاه ُ‬ ‫أتالك علالالى الالالرب فلينقالالذه أل نالاله سالالر بالاله(مالالز أيضاً وهم يستهزئون مالع الكتبالة والشاليوخ‬ ‫‪- 24 -‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫‪) 8 , 7 : 44‬‬

‫قالوا ‪ ..‬قد اتكل علالى اهلل فلينقالذه االن ان‬ ‫اراده ال نالاله قالالال انالالا ابالالن اهلل (متالالى ‪: 47‬‬

‫‪) 22 : 24‬‬

‫ال تتباعالالد عنالالى ألن الضالاليق قريالالب أل ن الاله ثالالم تقالالدم قلالاليال و خالالر علالالى وجهالاله و كالالان‬

‫المعين ( مز ‪) 11 : 44‬‬

‫يصلي قائال يا ابتاه ان امكن فلتعبر عنالي‬

‫هذه الكاس و لكالن لاليس كمالا اريالد انالا بالل‬

‫كمالالال ا تريالالالد انالالالت ثالالالم جالالالاء الالالالى التالميالالالذ‬ ‫فوجدهم نياما فقال لبطرس اهكذا ما قدرتم‬ ‫ان تسهروا معالي سالاعة واحالدة اسالهروا و‬ ‫صالاللوا لالالئال تالالدخلوا فالالي تجربالالة امالالا الالالروح‬

‫فنشالالاليط و ام الالا الجسالالالد فضالالالعيف فمضالالالى‬ ‫ايضالا ثانيالة و صالاللى قالائال يالالا ابتالاه ان لالالم‬

‫يمكالالن ان تعبالالر عنالالي هالالذه الكالالاس اال ان‬

‫اشالالربها فلالالتكن مش اليئتك ثالالم جالالاء فوجالالدهم‬ ‫ايضا نياما اذ كانت اعيالنهم ثقيلالة فتالركهم‬ ‫و مضالالى ايضالالا و صالاللى ثالثالالة قالالائال ذلالالك‬

‫الكالم بعينه (مت ‪) 22 – 24 : 44‬‬

‫أحاط الالت بالالالى ث الالران كثيالالالرة أقوي الالاء باشالالالان ثالالالم ان الجن الالالد و القائالالالد و خ الالالدام اليه الالالود‬

‫أكتنفتنى (مز ‪) 14 : 44‬‬

‫قبضالالوا علالالى يسالالوع و اوثقالالوه (يالالو ‪: 18‬‬

‫‪) 14‬‬

‫فغ روا على أفواههم كأسد مفتالرس مزمجالر فلمالا رأه ر سالالاء الكهنالة و الخالالدام صالالرخوا‬ ‫( مز ‪) 12 : 44‬‬

‫قائلين اصلبه اصلبه (يو ‪) 4 : 14‬‬

‫كالماء انسكبت انفصلت كل عظامي صار كن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة و‬ ‫قلبالالي كالشالالمع قالالد ذاب فالالي وسالالط امعالالائي للوقت خرج دم و ماء ( يو ‪) 22 : 14‬‬ ‫‪- 25 -‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫مز ‪) 12 : 44‬‬ ‫يبسالالت مثالالل شالالقفة قالالوتي و لصالالق لسالالاني بعد هذا راى يسالوع ان كالل شاليء قالد كمالل‬

‫بحنكالالي و الالالى تالالراب المالالوت تضالالعني(مالالز فلكي يتم الكتاب قال انا عطشان (يالو ‪14‬‬

‫‪) 15 : 44‬‬

‫‪) 48 :‬‬

‫ثقبوا يدي و رجلي (مز ‪) 14 : 44‬‬

‫لمالالا مض الوا بالاله الالالى الموضالالع الالالذي يالالدعى‬

‫جمجمة صاللبوه هنالاك مالع المالذنبين واحالدا‬ ‫عن يمينه و االخر عن يساره ( لالو ‪: 42‬‬

‫‪) 22‬‬

‫احصالالالي كالالالل عظالالالامي و هالالالم ينظالالالرون و و كان الشعب واقفين ينظرون و الر ساء‬

‫يتفرسون في(مز ‪) 17 : 44‬‬

‫ايضالالا معهالالم يسالالخرون بالاله قالالائلين خلالالص‬ ‫اخالالالالرين فلالالالاليخلص نفسالالالاله ان كالالالالان ه الالالالو‬

‫المسيح مختار اهلل ( لو ‪) 25 : 42‬‬ ‫يقسالالالمون ثيالالالابي بيالالالنهم و علالالالى لباسالالالي ثم ان العسالكر لمالا كالانوا قالد صاللبوا يسالوع‬

‫يقترعون( مز ‪) 18 : 44‬‬

‫اخالالذوا ثيابالاله و جعلوهالالا اربعالالة اقسالالام لكالالل‬

‫عسالكري قسالالما و اخالالذوا القمالاليص ايضالالا و‬ ‫كالالان القمالاليص بغيالالر خياطالالة منسالالوجا كلالاله‬

‫من فوق فقال بعضهم لبعض ال نشقه بالل‬ ‫نقترع عليه لمن يكون ليتم الكتالاب القائالل‬

‫اقتسموا ثيابي ب ينهم و علالى لباسالي القالوا‬

‫قرعالة هالذا فعلاله العسالكر (يالو ‪, 42 : 14‬‬

‫‪) 42‬‬

‫نق الالذ م الالن الس الاليف نفس الالي م الالن ي الالد الكل الالب فدعا بيالطس ر ساء الكهنالة و العظمالاء‬

‫وحيالالدتي‪ .‬خلصالالني مالالن فالالم االسالالد و مالالن و الشالالعب و قالالال لهالالم قالالد قالالدمتم الالالي هالالذا‬

‫قرون بقر الوحش استجب لي( مالز ‪ : 44‬االنسالالان كمالالن يفسالالد الشالالعب و هالالا انالالا قالالد‬ ‫‪- 26 -‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫‪) 41 , 41‬‬

‫فحصت قدامكم و لم اجد في هذا االنسالان‬ ‫علة مما تشتكون به عليه و ال هيالرودس‬ ‫ايضالالا ال نالالي ارسالاللتكم اليالاله و هالالا ال شالاليء‬ ‫يسالالتحق المالالوت صالالنع منالاله فانالالا ا دبالاله و‬

‫اطلقالاله و كالالان مضالالطرا ان يطلالالق لهالالم كالالل‬

‫عيالالد واحالالدا فصالالرخوا بجملالالتهم قالالائلين خالالذ‬

‫هذا و اطلالق لنالا بارابالاس و ذاك كالان قالد‬ ‫طالالرح فالالي السالالجن الجالالل فتنالالة حالالدثت فالالي‬ ‫المدينالالة و قتالالل فنالالاداهم ايضالالا بالاليالطس و‬

‫هو يريالد ان يطلالق يسالوع فصالرخوا قالائلين‬

‫اصلبه اصلبه(لو‪) 41 – 12 : 42‬‬

‫ومن المعروف أن داود مات موتاً طبيعياً ‪ .‬وأما الذى ثقب يداه ورجاله هو المساليح ‪,‬‬

‫ومالن المعالروف أيضالاً أن داود مالات علالالى فراشاله وبالين بنيالاله بعالد أن جلالالس أبناله علالالى‬

‫سالالرير الملالالك ‪ ,‬وأمالالا الالالذى أقتسالالمت ثيابالاله حالالين صالاللب وألقيالالت القرعالالة علالالى قميصالاله‬ ‫المنسوج كله بغير خياطة فهو المسيح ‪ ,‬وعالمين أن داود نشأ قائداً وصالار ملكالاً فالى‬

‫فلسالطين وكانالت الملالوك تصالالاهره وتخطالب وده ‪ ,‬وأمالا المساليح فكالالان عالاراً عنالد البشالالر‬

‫ومحتقر الشعب ألنه اخلى نفسه من مركزه المجيد األ زلى أخذاً صورة عبد فقير ومات‬

‫على الصليب لفدائنا‪.‬‬

‫عدم كثر عظامه ‪ :‬ويتكلم داود النبالى فالى مزمالور أخالر عالن عالدم كثالر عظالام المساليح‬

‫على الصليب فيقول ( يحفظ الرب جميع عظامهم وواحدة منها ال تنكسر )(مالز ‪: 22‬‬

‫‪ ) 41‬وهذا كان ضرورى جداً أذ كان من شروط خروف الفصح أن ال تكسر عظامه (‬ ‫في بيت واحد ي كل ال تخرج من اللحم من البيت الى خارج و عظما ال تكسروا مناله )‬

‫( خالالر ‪ ) 24 : 14‬ونجالالدها تتحقالالق فالالى المسالاليح فصالالحنا الالالذى فالالدانا بصالاللبه وموتالاله‬ ‫‪- 27 -‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫وقيامته( و اما يسوع فلما جاءوا اليه لم يكسروا ساقيه النهم راوه قد مات ( يو ‪14‬‬

‫‪) 22 :‬‬

‫كل هذا كتبه داود وكأنه واقف أمام الصليب يشالاهد حادثالة الصاللب ويصالفها بالأدق‬

‫تفاصيلها ‪,‬‬

‫ولكالالن فالالى الحقيقالالة أن داود كتالالب كالالل هالالذه النب الوات قبالالل تجسالالد الكلمالالة بالالألف سالالنة‬

‫تقريباً‪.‬‬

‫‪- 28 -‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫سادساً المسيــح المنتصـــر ‪:‬‬ ‫يقول داود النبى ( أنا أضجعت ونمالت ثالم أسالتيقظت ألن الالرب يعضالدنى ال أخالاف مالن‬

‫ربوات الشعوب المصطفين على من حولى ‪ .‬قالم يالارب خلصالنى يالا إلهالى أل نالك ضالربت‬

‫كل من يعادينى على الفك )(مز ‪) 7 – 5 : 2‬‬

‫ويقول فى مزمور أخر (فاستيقظ الرب كنائم كجبار معيط من الخمر ) (مز ‪45 : 78‬‬

‫) وهذا أيضاً تشبيه إنسانى وتأكيد للنبالوة السالابقة وأسالتخدم الالوحى فيهالا تعبيالر النالوم‬ ‫أيضاً وأضاف إليه تعبيراً أنسانياً أخر م داه أن النوم كان كما لو أنه نتيجة للثمل من‬

‫الخمر ‪.‬‬

‫والتعبير بالرب فى قوله استيقظ الرب كنائم جبار ال يقال إال عن الالرب يسالوع المساليح‬

‫‪ ,‬كما أن التعبيالر بالجبالار فالى نفالس األيالة ال يقالال إال للمنتصالر علالى المالوت ‪ .‬ولاليس‬ ‫هناك أنتصار أعظم من األنتصالار علالى العالدو القالديم للبشالرية وهالو المالوت ‪ .‬ومالن ذا‬

‫الذى أنتصر على الموت إال الرب يسوع المسيح أ!‬

‫والمقصود من التعبيرات اإلنسانية ( النوم والثمل من الخمالر ) هالو ليكشالف لنالا النبالى‬

‫داود عن أ‪ ,‬نزول المسيح إلى القبر لم يكن إال لمدة قصيرة تساوى فالى قصالرها المالدة‬

‫ال مالن الخمالر ثالم أسالتيقظ قائمالاً‬ ‫التى ينام فب\يها اإلنسان أو يفيق منهالا مالن كالان ثمال ً‬

‫كالجبار ‪.‬‬

‫وتكلم داود عن يوم قيامة الرب من األموات فقال (هذا هو اليالوم الالذى صالنعه الالرب ‪.‬‬

‫نبالالته ونفالالرح فيالاله ‪ ,‬أه يالالارب‬

‫\خلالالص أه يالالارب أنقالالذ ‪ .‬مبالالارك األ تالالى بأسالالم الالالرب ‪.‬‬

‫باركناكم من بيت الرب ‪ ,‬الرب هو اهلل وقد أنالار لنالا )مالوز ‪ ) 47 – 42 : 118‬وهالو‬ ‫يشير إلى نور القيامة وأن الرب يسوع قام بقوة الهوته بعد أن مات بالجسد ‪.‬‬

‫وقد تمت كل هذه النبوات جميعها كما شهد األنجيليون بقيامة الرب من بالين األمالوات‬

‫ونذكر ما قالوه فى األناجيل ‪:‬‬

‫قالالال القالالديس متالالى األنجيلالالى ( و بعالالد السالالبت عنالالد فجالالر اول االسالالبوع جالالاءت مالالريم‬ ‫المجدلية و مريم االخرى لتنظرا القبر‪ .‬و اذا زلزلة عظيمة حدثت الن مالك الرب نالزل‬ ‫‪- 29 -‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫من السماء و جاء و دحرج الحجر عن الباب و جلس عليه‪ .‬و كان منظره كالبرق و‬

‫لباسه ابيض كالثل ‪ .‬فمالن خوفاله ارتعالد الحالراس و صالاروا كالاموات‪ .‬فاجالاب المالالك و‬

‫قال للمراتين ال تخافا انتما فاني اعلم انكما تطلبان يسالوع المصاللوب‪ .‬لاليس هالو ههنالا‬

‫النه قام كما قال هلم انظرا الموضع الذي كان الرب مضطجعا فيه‪.‬و اذهبا سريعا قوال‬

‫لتالميذه انه قد قام من االموات ها هو يسبقكم الى الجليل هناك ترونه ها انا قد قلالت‬

‫لكما‪).‬‬

‫(مت ‪)7 – 1: 48‬‬ ‫وقال القديس مرقس ( اخيرا ظهالر لالحالد عشالر و هالم متكئالون و وبالا عالدم ايمالانهم و‬ ‫قساوة قلوبهم النهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام‪().‬مر ‪) 12 : 14‬‬

‫وقال القديس لوقا ( و قال لهم هذا هو الكالم الذي كلمالتكم باله و انالا بعالد معكالم اناله ال‬

‫بد ان يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى و االنبياء و المزامير‪ .‬حينئالذ‬ ‫فتح ذهنهم ليفهموا الكتب‪ .‬و قال لهم هكذا هو مكتوب و هكذا كان ينبغي ان المسيح‬ ‫يتالم و يقوم من االموات في اليوم الثالث‪ .‬و ان يكرز باسمه بالتوبة و مغفرة الخطايا‬

‫لجميع االمم مبتدا من اورشليم‪ .‬و انتم شهود لذلك‪).‬‬

‫(لو ‪) 28 – 22 : 42‬‬

‫الصعود إلى السموات‪ :‬وتنبأ داود عن صعود المسيح إلى السموات فقال ( صعد اهلل‬

‫بهتاف ‪ .‬صعد الرب بصوت البوق ‪ .‬رنموا هلل رنموا لملكنالا ألن اهلل ملالك األرض كلهالا‬

‫)(مز ‪) 7 – 5 : 27‬‬

‫وقال أيضاً صعدت إلى العالء وسبيت سبياً ‪ .‬قبلت عطايا بين الناس )(مز ‪18 : 48‬‬

‫)‬

‫وقد أثبت األنجيليون صعود المسيح إلى السماء‬

‫فقال القديس مرقس الرسول ( ثم ان الرب بعدما كلمهم ارتفع الى السماء و جلس عن‬

‫يمين اهلل‪ .‬و اما هم فخرجوا و كرزوا في كل مكان و الرب يعمل معهم و يثبت الكالالم‬ ‫بااليات التابعة امين )(مر ‪) 41 , 14 : 14‬‬ ‫‪- 30 -‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫وقالالال القالالديس لوقالالا األنجيلالالى ( و هالالا انالالا ارسالالل الالاليكم موعالالد ابالالي فالالاقيموا فالالي مدينالالة‬

‫اورشليم الى ان تلبسوا قوة من االعالي‪ .‬و اخرجهم خارجا الى بيت عنيا و رفع يدياله‬

‫و باركهم‪ .‬و فيما هو يباركهم انفرد عنهم و اصعد الى السماء‪ .‬فسالجدوا لاله و رجعالوا‬ ‫الى اورشليم بفرح عظيم‪ .‬و كانوا كل حين في الهيكل يسالبحون و يبالاركون اهلل امالين‬

‫)(لو ‪) 52 – 24 : 42‬‬

‫ويشالالهد سالالفر أعمالالال الرسالالل بقيامالالة المسالاليح وصالالعوده إلالالى السالالموات ( الكالالالم االول‬

‫انشأته يا ثاوفيلس عن جميع ما ابتدا يسوع يفعله و يعلم به‪ .‬الالى اليالوم الالذي ارتفالع‬ ‫فيه بعدما اوصى بالروح القدس الرسالل الالذين اختالارهم‪ .‬الالذين اراهالم ايضالا نفساله حيالا‬ ‫ببراهين كثيرة بعدما تالم و هو يظهر لهم اربعين يوما و يتكلم عالن االمالور المختصالة‬

‫بملكوت اهلل‪ .‬و فيما هو مجتمع معهم اوصاهم ان ال يبرحوا من اورشالليم بالل ينتظالروا‬

‫موعد االب الذي سمعتموه مني‪ .‬الن يوحنا عمد بالماء و اما انتم فستتعمدون بالروح‬

‫القدس ليس بعد هذه االيام بكثير‪ .‬اما هالم المجتمعالون فسالالوه قالائلين يالا رب هالل فالي‬

‫هذا الوقت ترد الملك الى اسالرائيل‪ .‬فقالال لهالم لاليس لكالم ان تعرفالوا االزمنالة و االوقالات‬ ‫التي جعلها االب في سلطانه‪.‬‬

‫لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم و تكونون لي شهودا في اورشليم و‬

‫في كل اليهودية و السامرة و الى اقصى االرض‪ .‬و لما قال هذا ارتفع و هم ينظالرون‬

‫و اخذته سحابة عن اعينهم )(أع ‪) 4 – 1 : 1‬‬

‫وتنبأ فى مزمور أخر وقال ( ارفعوا أيها الملوك أبوابكم وأرتفعى أيتها األبواب الدهرية‬

‫ليدخل ملالك المجالد ‪ .‬مالن هالو هالذا ملالك المجالد الالرب القالدير الجبالار‪ .‬الالرب الجبالار فالى‬

‫الحروب ‪ ...‬رب الجنود هو ملك المجد )(مز ‪) 11 – 7 : 42‬‬

‫وتستخدم كنيستنا كلمات هذا المزمور فى تمثلية القيامة فى قداس عيد القيامة‪.‬‬

‫لقد أنتصر حقالاً علالى المالوت‪ .‬ذلالك العالدو القالديم الالذى هالزم كالل األقويالاء مالن‬

‫بنى البشر ‪ .‬لم ينتصر على الموت الجسدى فقط بل أنتصر على الموت بكالل‬ ‫‪- 31 -‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫أنواعه ‪ .‬وأعطانا حيالاة األنتصالار ‪ .‬وأرجالع لنالا صالورتنا القديمالة التالى تشالوهت‬ ‫بسبب الخطية‬

‫‪- 32 -‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫الرب الراعى‬ ‫لقد تكلم العهد الجديد عن المسيح كالراعي مستخدماً ثالثة ألقاب هي الراعي‬

‫الصالح‪ ,‬والراعي العظيم‪ ,‬ورئيس الرعاة‪ .‬ولقد استخدم الروح القدس في تسجيل هذه‬

‫ال من الرسول يوحنا‪ ,‬ثم الرسول بولس‪ ,‬ثم الرسول بطرس على التوالي‪.‬‬ ‫األلقاب ك ً‬ ‫ففي إنجيل يوحنا نقرأ قول المسيح عن نفسه «أنا هو الراعي الصالح‪ .‬والراعي‬ ‫الصالح يبذل نفسه عن الخراف» (يو‪.)11 :11‬‬ ‫كما يقول الرسول بولس في الرسالة إلى العبرانيين «واله السالم الذي أقام من‬ ‫األموات راعى الخراف العظيم ربنا يسوع بدم العهد األبدي» (عب‪.)41 :12‬‬

‫ويختم الرسول بطرس هذه الثالثية مشيراً إلى ظهور المسيح بالمجد والقوة فيقول‬

‫في رسالته األولى ‪ « 2 :5‬ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذي ال‬ ‫يبلى‪».‬‬

‫وواضح هنا االرتباط الوثيق بين هذه الثالثية‪ .‬فمجيء المسيح بالنعمة ليفدي البشر‪,‬‬

‫ذلك المجيء الذي انتهى بموت الصليب‪ ,‬يحدثنا عن الراعي الصالح‪ .‬لكنه بعد الموت‬

‫قام وصعد إلى السماء ممجداً‪ ,‬وهو هناك يخدمنا باعتباره راعي الخراف العظيم‪.‬‬

‫وأخيراً سيأتي إلينا مرة ثانية مستعلناً بالمجد والقوة‪ ,‬ليعطي األجرة لعبيده األمناء‪,‬‬ ‫وذلك باعتباره رئيس الرعاة‪.‬‬

‫هذه األفكار الثالثة نجدها بنفس هذا الترتيب في مزامير الراعي؛ مزمور‪,42 ,44‬‬

‫‪.42‬‬

‫ففي مزمور ‪ 44‬نجد الراعي الصالح الذي بذل نفسه عن خرافه الغالية‪,‬‬ ‫وفي مزمور ‪ 42‬نجد الراعي العظيم المعتني بكل خروف من قطيعه العزيز‪ ,‬والذي‬

‫يحفظهم خالل هذا العالم المليء بالمخاطر والتجارب‪ ,‬ويرعاهم خالل الحياة المليئة‬

‫باالحتياجات واإلعوازات‪.‬‬

‫‪- 33 -‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫وفي مزمور ‪ 42‬نجد رئيس الرعاة‪ ,‬الذي هو نفسه «ملك المجد» عندما يظهر‬ ‫ليكافئ كل الخدام األمناء الذين اعتنوا بقطيعه العزيز على قلبه‪.‬‬

‫هذه الثالثية الجميلة تغطى الحياة بأكملها «أمساً واليوم والى األبد»‪ .‬فبالنسبة‬

‫لبمس نذكر تجسد المسيح باعتباره الراعي الذي أتى من السماء إلى األرض لكي‬

‫يفتش عن الغنم‪ ,‬ولكي ما يذهب وراء الضال حتى يجده‪ ,‬ثم مضى إلى الصليب‬

‫كالراعي الصالح ليبذل نفسه عن الخراف‪ .‬وهو ما يحدثنا به مزمور‪.44‬‬

‫لكن الصليب لم يكن النهاية‪ ,‬ونفس المزمور الذي يكلمنا أساساً عن الصليب يشير‬

‫أيضاً إلى القيامة‪ .‬وبعد القيامة نرى خدمة أخرى للمسيح؛ كراعي الخراف العظيم‬

‫القائم من األموات‪ .‬فالذي مات ألجلنا‪ ,‬قام‪ ,‬وهو حي ألجلنا‪ .‬وال شك أنه ما كان‬ ‫بوسع واحد منا أن يخلص دون خدمة رعايته لنا‪ .‬من فينا حتى بعد إيمانه يستغني‬

‫عن هذا الراعي العظيمأ!‬

‫لكن سوف تنتهي هذه الحياة الحاضرة والتي نسميها "اليوم" (عب‪ ,)12 :2‬عندما‬

‫يأتي الرب‪ ,‬لندخل "إلى األبد" وذلك «متي ظهر رئيس الرعالاة‪».‬‬

‫والعالقة بين هذه الثالثية الجميلة نجدها في آية سجلها موسى في ترنيمته الشهيرة‬

‫في خروج( ‪ ) 12 :15‬وهذه العالقة هي كاآلتي‪ :‬في مزمور ‪ 44‬نجد الفداء بالنعمة‪,‬‬ ‫وفي مزمور ‪ 42‬نجد اإلرشاد بالرأفة‪ ,‬وفي مزمور ‪ 42‬نجد مسكالن قدسه‪.‬‬ ‫ويلخص كل مزمور س ال كاآلتي‪:‬‬ ‫مزمور‪ 44‬لماذا تركتنيأ‬ ‫مزمور‪ 42‬أين تُربضأ‬ ‫مزمور‪ 42‬من هو هذاأ‬ ‫فكأن المسيح في مزمور‪ 44‬وحيد منفرد‪ ,‬وفي مزمور ‪ 42‬نجده مع أحبائه‪ ,‬وفي‬ ‫مزمور ‪ 42‬هو فوق الجميع‪.‬‬

‫‪- 34 -‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫ختاماً‬ ‫لقد رسم لنا سفر المزامير صورة الكلمة المتجسد ‪ .‬ولقد رأى داود السيد‬ ‫المسيح فى كل ضيقاته وأختباراته ‪ ,‬وحين وقع داود فى أالم عبر عن أالم‬ ‫ذلك المتجسد ‪ ,‬وحين كان داود يرعى الغنم رأى المسيح الراعى الذى يبذل‬ ‫نفسه من أجل خرافه ‪ ,‬وحين ملك على أسرائيل رأى المسيح الملك الذى‬ ‫تتعبد له كل الشعوب والملوك تقدم له الهدايا ‪ ,‬لقد رأه الرب الجالس عن‬ ‫يمين أبيه والرب الماحى الذنوب والرب الفادى المنتصر على الموت ‪ ,‬رأه‬ ‫المعلم الذى يعلم ويرشد ويتلمذ ‪ ,‬رأه الرب الشافى للمرضى والمشبع للجياع‪.‬‬ ‫لقد تكلم سفر المزامير عن كل ما يختص بحياة المسيح على األرض من‬ ‫الميالد إلى األنتصار على الموت بالقيامة والصعود إلى السموات ‪.‬وتكلم عن‬ ‫وجوده قبل التجسد وخلقته للكون ‪ .‬فهو بالحقيقة أكثر األسفار التى تتكلم‬ ‫عن المسيح وأكثرها حديثاً عن أالمه وعن الكثير من تفاصيل حياته على‬ ‫األرض‪.‬‬

‫وهذا البحث لم يجمع كل النبوات التى تتحدث عن المسيح فى هذا السفر‬ ‫ولكننى على األقل أستطعت أن أرى هذه الصورة التى رسمها السفر للسيد‬ ‫المسيح ‪ .‬أنها صورة لملك ولكنه يرتدى ثياب الراعى ‪ ,‬صورة إلله ولكنه أخذ‬ ‫شكل عبد ‪ ,‬صورة لبار ولكنه يحمل خطية العالم ‪.‬‬ ‫إكليريكى‬ ‫نادى شحاته‬ ‫‪- 35 -‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫مراجع البحث‬ ‫‪ :1‬الكتاب المقدس‬

‫‪ :4‬قاموس الكتاب المقدس‬ ‫‪ :2‬تفاسير سفر المزامير‬

‫للقمص تادرس يعقوب ملطى‬

‫‪ :2‬تفسير سفر المزامير‬

‫كنيسة العذراء مريم بالفجالة‬

‫‪ : 5‬كتاب (المسيح فى جميع الكتب )‬

‫تأليف ‪ :‬م‪ .‬أ‪ .‬هود جكن ( وأعداد وتعليق ‪ :‬دياكون ميخائيل مكسى أسكندر )‬

‫‪ :4‬كتاب ( رب المجد )‬

‫تأليف ( جماعة من الالهوتيين المسيحيين )‬

‫‪ :7‬كتاب (المسيح فى أسفار األنبياء )( الكتاب األول )‬ ‫القمص لوقا األنطونى‬

‫‪ :8‬كتاب ( رموز التجسد فى العهد القديم )‬ ‫‪ :4‬كتاب ( مسيح النبوات )‬

‫القمص صليب الياس الديك‬

‫الراهب فليمون األنبا بيشوى‬

‫‪ : 11‬كتابنا المقدس ومسيحنا القدوس‬

‫للمتنيح األنبا يوأنس أسقف الغربية‬

‫‪- 36 -‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫مقاالت اخرى للكاتب على األنرتنت‬ ‫صالة اهلل‬ ‫يسوع واملستحيل‬ ‫إهلى الشخصى‬ ‫هذه قصتك معه‬ ‫اإلنسان افضل من الدين‬ ‫احلب يتكلم فامسعوه‬ ‫أنا خاطى ولكن‬ ‫املغامرة احملسوبة‬ ‫اهلل الذى نعبده رداً على قصيدة (أعباد املسيح لنا سؤال)‬ ‫ملاذا يعرتض املعرتضون على سفر نشيد األنشاد‬ ‫لنبنى اآلن مزوداً‬ ‫وتستطيع متابعة جديد املقاالت واألحباث على صفحتى بالفيس‬ ‫بوك‬

‫‪http://www.facebook.com/Ekleriky‬‬ ‫‪- 37 -‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.