عينة من كتاب التوحيد - المستوى الثاني

Page 1

‫اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍّ‬ ‫اﺘﻟﻌﻠﻴﻢ اﻤﻟﺪرﻲﺳ أو اﻷﺎﻛدﻳﻲﻤ‪ ،‬ﻳﺮاﻲﻋ‬ ‫ﺮﺷﻲﻋ ﻻ ﺻﻲﻔ‪� ،‬ﺎﻜﻧﻪ اﻤﻟﺴﺠﺪ‪ ،‬ﻳﺰﺘاﻣﻦ ﻣﻊ‬ ‫ﺗﻌﻠﻴﻢ‬ ‫ﻣﻨﻬﺞ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أﻫﺪاف ﺗﺮ�ﻮ� ٍﺔ‬ ‫اﻤﻟﺮاﺣﻞ اﻟﻌﻤﺮ�ﺔ �ﻠﻤﺨﺎﻃﺒﻦﻴ‪ ،‬و�ﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﺣﺎﺟﺎﺗ ِﻬﻢ �ﻠﻨﻤﻮ‪ ،‬وﺤﻳﻮﻬﻟﺎ إﻰﻟ‬ ‫ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ﻣﻌﻴﺎر� ٍﺔ‪ ،‬ﺛﻢ ﻳﻮﻇﻔﻬﺎ ﻲﻓ �ﻮاﻗﻒ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴ ٍﺔ ﺗﺼﻨﻊ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋِﻬﺎ اﻤﻟﻨﻬﺞ ا�ﺮﺘ�ﻮي‪ .‬و�ﺘﻤﺰﻴ ﺑﻤﺎ ﻳﺄﻲﺗ‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ ﺻﻤﻢ اﻤﻟﻨﻬﺞ وﻓﻖ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت ﻋﻠﻢ ﻧﻔﺲ اﻨﻟﻤﻮ‪ ،‬اﻟﻲﺘ ﺗﻐﻄﻲ ﻞﻛ ﺠﻣﺎﻻت ﺣﻴﺎة اﻹ�ﺴﺎن‪.‬‬‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫أﻫﺪاف ﻣﻌﻴﺎر� ٍﺔ ﻗﺎﺑﻠ ٍﺔ �ﻠﺘﺤﻘﻴﻖ‪.‬‬ ‫اﺤﻟﺎﺟﺎت اﻨﻟﻔﺴﻴﺔ إﻰﻟ‬ ‫ﺤﻳﻮل‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اﺤﻟﺎﺟﺎت ا�ﺮﺘ�ﻮ�ﺔ �ﻠﻤﺮاﺣﻞ اﻟﻌﻤﺮ�ﺔ‪ ،‬و�ﺮاﻲﻋ ﺗ�ﺎ�ﻞ اﻤﻟﻌﺮﻓﺔ‪ ،‬ﻓﻴﻠﻲﺒ‬ ‫ ﻳﺮاﻲﻋ‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ﻧﻔﺴﻬﺎ‪.‬‬ ‫اﺤﻟﺎﺟﺎت اﻤﻟﻌﺮﻓﻴﺔ �ﻠﻤﻠﺘﺤﻘﻦﻴ ﺑﺎ�ﺮﺒﻧﺎﻣﺞ ﻤﻣﻦ ﻟ�ﺴﻮا ﻣﻦ أﺑﻨﺎء ا�ﺮﺸﺤﻳﺔ اﻟﻌﻤﺮ�ﺔ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ ﻳﻐﻄﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﻔﺮدات اﻟﻌﻠﻮم ا�ﺮﺸﻋﻴﺔ‪ ،‬و�ﻘﺪﻣﻬﺎ �ﺸﻞﻜ ﻣﺘﺎﻜ�ﻞ ﻰﻠﻋ �ﺴﺘﻮى اﻟﻌﻠﻢ‬‫ا�ﺮﺸﻲﻋ ا�ﻮاﺣﺪ‪ ،‬و�ﺴﺘﻮى اﻟﻌﻠﻮم ا�ﺮﺸﻋﻴﺔ اﻷﺧﺮى‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫اﻨﻟﻈﺎﻲﻣ ﻧﻬﺎر�ﺎ‬ ‫اﻨﻟﻈﺎﻲﻣ اﻤﻟﺪرﻲﺳ أو اﺠﻟﺎﻣﻲﻌ‪ ،‬ﻓﻴﻤ�ﻦ أن ﻳ�ﻮن‬ ‫واﺘﻟﻌﻠﻴﻢ‬ ‫ ﻳﺘﻮاﻓﻖ‬‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫واﻤﻟﺴﺠﺪي �ﺴﺎﺋﻴﺎ‪.‬‬

‫ً‬



‫‪94‬‬

‫عجارملا‬

‫ أثــر العقيــدة يف بنــاء الفــرد واملجتمــع‪ ،‬د‪ .‬عبــد العالــم ســالم مكــرم‪ ،‬ط‪ 1‬مؤسســة الرســالة بــروت‪،‬‬‫‪1458‬ه ‍ـ ـ‪ 1988‬م‪.‬‬ ‫ االعتصام‪ ،‬للشاطيب‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬بريوت‪.‬‬‫ ‪ -‬االعتقاد واهلداية‪ ،‬للبيهيق‪ ،‬حتقيق د‪ .‬السيد اجلمييل‪ ،‬ط‪ 1‬دار الكتاب العريب‪ ،‬بريوت‪1408 ،‬ه‍ ـ ‪1988‬م‪.‬‬ ‫ اإليمان‪ ،‬عبد املجيد الزنداين وآخرون‪ ،‬ط‪ 1‬دار اخلري‪ ،‬دمشق ‪ 1412‬ـهـ ‪1992‬م‪.‬‬‫ اإليمان‪ ،‬د‪ .‬حممد نعيم ياسني‪ ،‬دار انلدوة اجلديدة‪ ،‬بريوت‪.‬‬‫ اإليمان واحلياة‪ ،‬د‪ .‬يوسف القرضاوي‪ ،‬ط‪ 15‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت ‪1412‬ه‍ ـ ‪1991‬م‪.‬‬‫ْ َ‬ ‫ ابلِدعة من سلسلة مفاهيم أساسية‪ ،‬د‪ .‬عماد ادلين الرشيد ط‪ 1‬دار الشهاب‪ ،‬بريوت ‪‍ 1420‬ه ـ ‪1999‬م‪.‬‬‫ اتلوحيد‪ ،‬عبد املجيد الزنداين‪ ،‬ط‪ 2‬دار اخلري‪ ،‬دمشق ‪1419‬ه‍ ـ ‪1999‬م‪.‬‬‫ الزواجــر عــن اقــراف الكبائــر‪ ،‬البــن حجــر املــي اهليتــي‪ ،‬حتقيــق أمحــد عبــد الشــايف‪ ،‬ط‪ 1‬دار‬‫الفكــر‪ ،‬دمشــق ‪1407‬هـ‍ـ ـ‪1987‬م‪.‬‬ ‫ السلوك االجتمايع يف اإلسالم‪ ،‬حسن أيوب دون دار النرش‪ ،‬ودون تاريخ‪ ،‬ورقم طبعة‪.‬‬‫ ‪ -‬العقيدة اإلسالمية وأسسها‪ ،‬عبد الرمحن حسن حبنكة امليداين‪ ،‬ط‪ 6‬دار القلم دمشق ‪1412‬ه‍ ـ‪1992‬م‪.‬‬ ‫ الكبائــر وتبــن املحــارم‪ ،‬للحافــظ اذلهــي حتقيــق حمــي ادليــن مســتو‪ ،‬ط‪ 1‬مؤسســة علــوم القــرآن‪،‬‬‫دمشــق وبــروت‪.‬‬ ‫ اهلل يف العقيدة اإلسالمية‪ ،‬أمحد بهجت‪ ،‬ط‪ 3‬مركز األهرام‪ ،‬القاهرة ‪1406‬ه‍ ـ ‪1986‬م‪.‬‬‫ تهذيــب مــدارج الســالكني‪ ،‬البــن قيــم اجلوزيــة‪ ،‬هذبــه عبــد املنعــم صالــح العــي العــزي‪ ،‬ط‪3‬‬‫مؤسســة الرســالة‪ ،‬بــروت ‪1409‬هـ‍ـ ـ ‪1989‬م‪.‬‬ ‫ حرية االعتقاد يف ظل اإلسالم د‪ .‬تيسري مخيس العمر ط‪ 1‬دار الفكر دمشق ‪1419‬ه‍ ـ ‪1998‬م‪.‬‬‫ دســتور األخــاق يف القــرآن‪ ،‬د‪ .‬حممــد عبــد اهلل دراز‪ ،‬تعريــب وحتقيــق د‪ .‬عبــد الصبــور شــاهني‪،‬‬‫ط‪ 6‬مؤسســة الرســالة دار ابلحــوث العلميــة‪ ،‬الكويــت ‪1405‬هــ‍ ـ‪1985‬م‪.‬‬ ‫ طريق ادلعوة يف خالل القرآن‪ ،‬أمحد فائز‪ ،‬ط‪ 13‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت ‪1412‬ه‍ ـ‪1992‬م‪.‬‬‫ اغية حياة اإلنسان‪ ،‬خادل عبد الرمحن العك‪ ،‬ط‪ 1‬دار األبلاب‪ ،‬دمشق ‪1412‬ه‍ ـ‪1991‬م‪.‬‬‫ ‪ 1404‬ه‍ مكتبة دار الرتاث واملدنية املنورة ‪1984‬م‪.‬‬‫‪ -‬خمترص منهاج القاصدين‪ ،‬البن قدامة املقديس دار اإلخاء‪ ،‬بريوت‪.‬‬


‫‪73‬‬

‫اهُراثآو ُتارِّفكُملا ‪:‬رشعيناثلا ثحبملا‬

‫ﻧﺸﺎط‬ ‫ﺧﺎص‬

‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫فرهــم‪ ،‬ارجع إىل ســورة ِ‬ ‫أهلــك اهلل األمــم الســابقة بسـ ِ‬ ‫ـبب ك ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ ْ ْ ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ َ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ـر واسـ‬ ‫ـ‬ ‫بتدب‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫فصلــت واتل‬ ‫ـتخرج اآليـ ِ‬ ‫ـات الــي تتلكم عن ســب ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ـرها تلصــوغ منــه موضــوع‬ ‫هــاكِ اع ٍد وثمــود‪ ،‬ار ِ‬ ‫جــع إىل تفسـ ِ‬ ‫ُ‬ ‫صغـ ً‬ ‫ـرا‪ ،‬بإماكنِــك االســتعانة بأســتاذِك‪.‬‬


‫‪72‬‬

‫اهُراثآو ُتارِّفكُملا ‪:‬رشعيناثلا ثحبملا‬

‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫املرتد َ‬ ‫َ‬ ‫ك َف ُ‬ ‫ــروا‬ ‫يــن فــإن اهلل ‪ ‬ال يقبــل منهــم عمــا‪ ،‬قــال اهلل ‪ :‬والِيــن‬ ‫املنافقــن أو‬ ‫أو‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ْ َ ُ​ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ َ ًْ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ـدهُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يــده شــيئا ووجــد اهلل عِنـ‬ ‫اب ب ِ ِقيعـ ٍة يســبه الظمــآن مــاء حــى إِذا جــاءه لــم ِ‬ ‫أعمالهــم كــر ٍ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َف َو َّفــاهُ ح َســابَ ُه َو ُ‬ ‫اهلل َ‬ ‫ـاب‪[ ‬انلــور‪.]39:‬‬ ‫ِ‬ ‫سيــع ال ِسـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ ُ‬ ‫ُ‬ ‫جهنـ َ‬ ‫ـم ويدخلونهــا‪ ،‬قــال اهلل تعــاىل يف حقهــم‪:‬‬ ‫ـار‬ ‫وال تنفعهــم شــفاعة وال تنالــم رمحــة‪ ،‬ويســاقون إىل نـ ِ‬ ‫َ ْ ُ ُ َ ْ َ َ َ َ َّ َ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َ َ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ـوى ال ْ ُم َت َك ِّبيـ َ‬ ‫ـس َم ْثـ َ‬ ‫ـ‬ ‫ئ‬ ‫ب‬ ‫ف‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ِيه‬ ‫ف‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ِي‬ ‫ال‬ ‫ِ‬ ‫خ‬ ‫‪‬قِيــل ادخلــوا أبــواب جهنــم‬ ‫ـن‪[ ‬الزمــر‪ .]72:‬وذلــك ألن اهلل منحهم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ـول واالختيـ َ‬ ‫الك ْفـ َ‬ ‫ـار وهداهــم إىل مفتـ ِ‬ ‫ـر‬ ‫ـل‪ ،‬ولكنهــم رفضــوا تلــك اهلدايــة واختــاروا‬ ‫العقـ‬ ‫ـاح قبـ ِ‬ ‫ـول العمـ ِ‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ـول‪ ،‬ولكــن‬ ‫فمصريهــم انلــار‪ ،‬هــم وقودهــا‪ ،‬وعنــد رؤيتِهــم العــذاب يتمنــون أن لــو اســتجابوا هلل وللرسـ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ​َ َْ‬ ‫َُ ُ َ َ َ َ​َ َ​َ َْ‬ ‫َ ْ َ ُ َ َّ ُ ُ ُ ُ‬ ‫وه ُه ْ‬ ‫ــم ف انلَّ‬ ‫اهلل َوأطعنــا‬ ‫ــار يقولــون يــا ْلتنــا أطعنــا‬ ‫دون فائــد ٍة‪ ،‬يقــول اهلل ‪ :‬يــوم تقلــب وج‬ ‫ِ‬ ‫مــن ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ ُ َ َّ َ َّ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ُّ َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫ْ َْ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ُ‬ ‫اب‬ ‫ـن ِمــن العــذ ِ‬ ‫الرســوال‪ ،‬وقالــوا ربنــا إِنــا أطعنــا ســادتنا وكباءنــا فأضلونــا الس ـبِيال‪ ،‬ربنــا آت ِ​ِهــم ِضعفـ ِ‬ ‫َوالْ َع ْن ُهـ ْ‬ ‫ـم لَ ْع ًنــا َكبـ ً‬ ‫ـرا‪[ ‬األحــزاب‪.]68-66:‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ً‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ ِّ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ويْ ُ ُ‬ ‫ُّ‬ ‫الــرد ِد انلَّ ْف ِ ِّ‬ ‫ــي الشــدي ِد يهملهــم اهلل ‪،‬‬ ‫اإللــي‬ ‫ابليــان‬ ‫شهــم عميانــا‪ ،‬ويصــور‬ ‫وهــم يف هــذا‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ َ ْ َ َ َ‬ ‫َ َّ َ ُ َ َ ً َ ْ ً َ َ ْ ُ ُ ُ َ ْ َ ْ َ َ‬ ‫امـ ِة َأ ْعـ َ‬ ‫ـ‬ ‫ِك‬ ‫ذ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـول اهلل تعــاىل‪ :‬ومــن أعــرض‬ ‫ـى‪،‬‬ ‫ـري فـإِن ل م ِعيشــة ضنــا ونــره يــوم ال ِقي‬ ‫ذلــك بقـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ِّ َ َ َ ْ َ‬ ‫ْ َ َ ْ ُ ُ َ‬ ‫ً َ َ َ َ َ َْ َ َ َُ َ​َ َ​َ َ َ َ‬ ‫الـ ْ‬ ‫ـو َم تُ َ‬ ‫ـك َ‬ ‫نس‪،‬‬ ‫ـى َوقــد كنــت ب ِصــرا‪ ،‬قــال كذلِــك أتتــك آياتنــا فن ِســيتها وكذلِـ‬ ‫ـي أعـ‬ ‫قــال رب لِــم حشتـ ِ‬ ‫َ ِّ َ َ َ َ ُ ْ َ َ َ ُّ َ ْ َ‬ ‫َ ْ َْ َ َ َ​َ ْ ُْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َْ‬ ‫ـرة ِ أشــد َوأبــى‪[ ‬طــه‪.]127-124:‬‬ ‫خـ‬ ‫ال‬ ‫اب‬ ‫ـذ‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫آي‬ ‫ب‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ؤ‬ ‫ـزي مــن أسف ولــم ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وكذلِــك نـ ِ‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫َّ ْ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ َ ْ َ َ َ‬ ‫ـر مــن ســلك طريــق الضالل ـ ِة‬ ‫ـب الــي تنتظـ‬ ‫وال شــك يف أن اإلنســان العاقــل يت ِعــظ مــن هــذه املصائـ ِ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ـبيل ليســارع إىل رضــا اهلل ‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫بنفس‬ ‫ـأى‬ ‫ـ‬ ‫وين‬ ‫‪،‬‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫والك ِ‬ ‫ِ‬

‫تقويم‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫‪1 .1‬ما ُ‬ ‫للمؤمنني اذلين خيالفونهم يف عقائ ِ ِدهم الفاسدة؟‬ ‫سبب العداوة ِ اليت يبديها الاكفرون‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ـوم القيامـةِ؟ ومــا سـ ُ‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫بادليل‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫تق‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫أي‬ ‫ـك؟‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫ـبب‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫للاكف‬ ‫‪‬‬ ‫اهلل‬ ‫ـال‬ ‫‪2 .2‬كيــف يتجــى إهمـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫القرآين ‪.‬‬


‫‪71‬‬

‫اهُراثآو ُتارِّفكُملا ‪:‬رشعيناثلا ثحبملا‬

‫َ ْ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ـر ِمــن تعل ِقــه بــرب‬ ‫ـاس أكـ‬ ‫ـن خيــاف العبيــد وينــى اهلل‪ ،‬ويتعلــق قلبــه بانلّـ ِ‬ ‫نــرى غــر املؤمـ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ٌ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫ـال ابتغـ َ‬ ‫ـره فيمــن ينقــذه‬ ‫ـاس‪ ،‬وإذا نزلــت بــه نكبــة اكن تفكـ‬ ‫ـاس‪ ،‬وتصــد ُر أعمـ‬ ‫ـاء رضــا انلَّـ ِ‬ ‫انلَّـ ِ‬ ‫َ‬ ‫ٌ َ َ ّ َ َ َ ُ ْ ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ ُ‬ ‫‪‬ومــن يعــش‬ ‫ـي شــك َر ربــه‪ ،‬قــال اهلل تعــاىل‪:‬‬ ‫ـاس‪ ،‬وإذا أصابــه خــر ِ‬ ‫مــن انلَّـ ِ‬ ‫حــد انلــاس ونـ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ْ َ ُ َ ِّ ْ َ ُ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ـو َلُ َقريـ ٌ‬ ‫ـي َطانًا َف ُهـ َ‬ ‫ـن‪[ ‬الزخــرف‪.]36:‬‬ ‫ل‬ ‫ـض‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫الر‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ِك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عــن ذ ِ‬ ‫َ َ َ ْ ُ َ ُ ْ ْ ً ِّ َ َّ َ َ َ َ‬ ‫َ ًْ‬ ‫ً‬ ‫َ​َُْ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ات واألر ِض شــيئا‬ ‫ون اهللِ مــا ال يملِــك لهــم ِرزقــا مــن الســماو ِ‬ ‫وقــال ‪ ‬أيضــا‪ :‬ويعبــدون ِمــن د ِ‬ ‫َ َْ َ ُ َ‬ ‫َوال يســت ِطيعون‪[ ‬انلحل‪.]73:‬‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ْ ُ َ‬ ‫ـاد يف ْ‬ ‫األر ِض والسـ‬ ‫‪ .2‬اإلفسـ‬ ‫ـق ذلات ِهــم‬ ‫ـ‬ ‫حتقي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫يبحث‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫فه‬ ‫ِ‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ؤق‬ ‫ـح اخلاص ـ ِة الم‬ ‫ـي للمصالـ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ظــر إىل‬ ‫وشــهوات ِهم الطارئــ ِة مــن ِ‬ ‫ظــر إىل حقيقــ ِة هــذه احليــاة ِ والهــد ِف منهــا‪ ،‬ودون انل ِ‬ ‫دون انل ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ـقوط الضحايــا‪،‬‬ ‫ـر احليــاة ِ وسـ ِ‬ ‫ـتقبل فيمــا بعــد هــذه احليــاة ِ‪ ،‬ولــو أدى ســعيهم ذاك إىل تدمـ ِ‬ ‫املسـ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ـن املؤمنـ َ‬ ‫بينهــم وبـ َ‬ ‫ـن ألنهــم يصلِحــون‬ ‫ـان قباحـ ِة عملِهــم وأنــه ال تســوية‬ ‫قــال اهلل تعــاىل يف بيـ ِ‬ ‫َ ْ َ ْ َ ُ َّ َ َ ُ َ َ ُ‬ ‫َ ُْْ‬ ‫َْ َ ْ ََْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ــل ال ْ ُم َّتقــنَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ــات كلمف ِســ ِدين ِف األر ِض أم نع‬ ‫األرض‪ :‬أم نعــل الِيــن آمنــوا وع ِملــوا الص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ِ‬ ‫َ ْ ُ َّ‬ ‫ج‬ ‫ك لف‬ ‫ــار‪[ ‬ص‪.]28:‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ِّ‬ ‫ـم بمــا أنــزل اهلل‪،‬‬ ‫‪ .3‬معــاداة املؤمنــن‪ ،‬واإلعــراض عــن رشيع ـ ِة اهلل‪ ،‬وصــد انلَّــاس عــن‬ ‫احلكـ ِ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫واحلســد للمؤمنــن‪ ،‬وحماولــة ف ِتنتِهــم عــن دينِهــم‪.‬‬ ‫واحل ِقــد‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ َ َ َّ َ َ َ ُ ْ ُ ُ ْ َ ُ ْ َ َّ ُ ِّ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ ُ ُ َّ‬ ‫ـال ُ‬ ‫اهلل تعــاىل‪ :‬وقــال الِيــن كفــروا ل ِرسـلِ ِهم لخ ِرجنـــكم مــن أر ِضنــا أو لعــودن ِف مِلتِنــا‬ ‫قـ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ْ َ ُّ ُ ْ‬ ‫كـ َّ‬ ‫ـن الظالِمـ َ‬ ‫ـن‪[ ‬إبراهيــم‪.]13:‬‬ ‫فــأوح إ ِ ْل ِهــم ربهــم لُهلِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫‪ .4‬األمــراض انلفســية واالجتماعيــة الــي يعــاين منهــا الاكفــرون يف ادلنيــا‪ ،‬فمــن ذلــك الضيــاع‬ ‫َّ ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ ُ‬ ‫والعقــد انلفســية الــي يشــعرون بهــا‪ ،‬واآلالم انلفســية الــي يعانــون منهــا ملخالفتِهــم الفطــرة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ـكالت االقتصادي ـ ِة انلاجت ـ ِة عــن االبتعــا ِد عــن انلِّظـ ِ‬ ‫ـام‬ ‫ـل‪ ،‬إضافــة إىل املشـ‬ ‫ِ‬ ‫والســتعالئ ِهم بابلاطـ ِ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ـخ ٌط مسـ ٌّ‬ ‫َ‬ ‫ـتمر‬ ‫ـم‪ ،‬وهــو سـ‬ ‫ـق دائـ ٍ‬ ‫اذلي يرتضيــه اهلل ‪ ‬لعبــادِه؛ ذللــك فــإن الاكفِــر يعيــش يف قلـ ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ىلع الوجــودِ‪ ،‬وينظـ ُ‬ ‫ـم نظــرةً سـ َ‬ ‫ـوداء فهــو ال يــدري ملــاذا خلِــق وملــاذا يعيــش؟ ولك ذلــك‬ ‫ـر إىل العالـ ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫َّ َ‬ ‫ِّ‬ ‫ـر الاكفـ ُ‬ ‫يفكـ ُ‬ ‫ـة ذللــك كثـ ً‬ ‫ـر باالنتحــار‪،‬‬ ‫ـرا مــا‬ ‫ـان إىل حيــا ٍة معذب ـ ٍة أيلم ـ ٍة‪ ،‬ونتيجـ‬ ‫يــؤدي باإلنسـ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َ ُ َ َ ً َ ً‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ ْ َ َ َ‬ ‫ُْ ً‬ ‫ً‬ ‫ــري فــإِن ل م ِعيشــة ضنــا‬ ‫ِك‬ ‫ذ‬ ‫ــن‬ ‫ع‬ ‫ض‬ ‫ــر‬ ‫ع‬ ‫أ‬ ‫ــن‬ ‫م‬ ‫‪‬و‬ ‫تعــاىل‪:‬‬ ‫اهلل‬ ‫قــال‬ ‫وكثــرا مــا نــراه مدمنــا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َ َْ ُ ُ​ُ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ونــره يــوم ال ِقيام ـ ِة أعــى‪[ ‬طــه‪.]127-124:‬‬ ‫ُْ‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫حديــن‬ ‫‪ .5‬العقوبــة يــوم القيامــة(((‪ ،‬فــل مــن مــات ىلع عقيــدة ِ مكفــر ٍة مــن املرشكــن أو المل ِ‬ ‫‪  .1‬التوحيد ‪ ،5/3‬العقيدة اإلسالمية ‪.622‬‬


‫‪70‬‬

‫اهُراثآو ُتارِّفكُملا ‪:‬رشعيناثلا ثحبملا‬

‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ـت‬ ‫ـخص بعينــه ال يكــون إال بعــد إقام ـ ِة احلجــة وانتفــاءِ املوانـ ِ‬ ‫أن أســلمت يومئـ ٍ‬ ‫ـع‪ ،‬وتثبـ ٍ‬ ‫ـذ(((‪ .‬فتكفــر شـ ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ـل كــذا فقــد كفـ َ‬ ‫ـوب‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫املطل‬ ‫ـان‬ ‫ـ‬ ‫ابلي‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ـذ‬ ‫ـ‬ ‫فه‬ ‫‪،‬‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫فع‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫‪:‬‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫يق‬ ‫ن‬ ‫ـق كأ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـر املطلـ ِ‬ ‫ـل‪ ،‬خبــاف اتلكفـ ِ‬ ‫اكمـ ٍ‬ ‫ً‬ ‫ُ َّ َ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َّ‬ ‫احلــذ ِر مــن الوقـ ِ‬ ‫ـاس؛‬ ‫ـوص الســابق ِة ينبــي أن يــذ َر املســلم لك‬ ‫ـر انلّـ ِ‬ ‫وانطالقــا مــن انلّصـ ِ‬ ‫ـوع يف تكفـ ِ‬ ‫ّ‬ ‫َّ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ـج اذلي سـ َ‬ ‫ُ‬ ‫ـاس جتــري ىلع مــا يظهـ ُ‬ ‫ـار عليــه‬ ‫رسائرهــم فــاهلل يتولهــا‪ ،‬وهــذا املنهـ‬ ‫ـر منهــم‪ ،‬أمــا‬ ‫ألن أحــام انلّـ ِ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫بالوح يف عهــ ِد‬ ‫ـاب ‪« :‬إن ناســا اكنــوا يؤخــذون‬ ‫الصحابــة رضــوان اهلل عليهــم‪ ،‬فقــد قــال عمــر بــن اخلطـ ِ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫أظهـ َ‬ ‫وإن الـ َ‬ ‫ـر‬ ‫ـويح قــد انقطــع‪ ،‬وإنمــا نأخذكــم اآلن بمــا ظهــر نلــا مــن أعمال ِكــم‪ ،‬فمــن‬ ‫ـول اهلل ‪،‬‬ ‫رسـ ِ‬ ‫ً‬ ‫َّ ْ‬ ‫ً َّ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ـن أظهـ َ‬ ‫ـس نلــا مــن رسيرتِــه ْ‬ ‫ـر نلــا ســوءا‬ ‫يش ٌء‪ ،‬اهلل حياســبه يف رسيرتِــه‪ ،‬ومـ‬ ‫وقربنــاه‪ ،‬وليـ‬ ‫نلــا خــرا أمنــاه‬ ‫ِّ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ِّ ْ‬ ‫ُ ّ‬ ‫َ َّ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ـح‪ ،‬أنهــم‬ ‫ـلف الصالـ ِ‬ ‫لــم نؤمنــه ولــم نصدقــه‪ ،‬وإن قــال‪ :‬إن رسيرتــه حســنة»(((‪ .‬وهكــذا اكنــت طريقــة السـ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ـول ّ‬ ‫ـر‪ ،‬واكنــوا حيتاطــون يف أمــر اتلّ‬ ‫السائـ َ‬ ‫ـاط‪ ،‬وجيمعــون‬ ‫ـ‬ ‫كف‬ ‫ـ‬ ‫يت‬ ‫واهلل‬ ‫‪،‬‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫اه‬ ‫الظ‬ ‫حيكمــون ىلع‬ ‫ـر أشــد االحتيـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ـدد أو غلـ ٍّ‬ ‫ّ‬ ‫ـو أو شــط ٍط‪ ،‬وال يكمــون بالكف ِر‬ ‫ـض‪ ،‬ويفــرون مدلوالت ِهــا‪ ،‬دونمــا تشـ ٍ‬ ‫انلصــوص بعضهــا إىل بعـ ٍ‬ ‫ّ َّ ّ‬ ‫َّ‬ ‫ً ِّ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ـردة ِ إل ىلع مــن جحــد توحيــد اهللِ جحــودا بينــا‪ ،‬أو اســتحل مــا أمجــع املســلمون ىلع حتري ِمــه‪ ،‬أو جحــد‬ ‫والـ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ّ‬ ‫ً َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ممــا هــو مقـ َّ‬ ‫ـاب اهلل وســن ِة رسـ ِ‬ ‫ـر ٌر يف مباحثِــه عنــد العلمــاء‪.‬‬ ‫ـول ‪ ‬وحنــو ذلــك‬ ‫فريضــة ثبتــت بكتـ ِ‬

‫تقويم‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫اإلساليم باتلّ‬ ‫ِّ‬ ‫كفري؟ وما اذلي أوقعهم يف ذلك؟‬ ‫‪1 .1‬ما الفرقة اليت اشت‬ ‫هرت يف اتلّاريخِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ّ‬ ‫احلكم ىلع انلّاس؟‬ ‫الح يف‬ ‫لف الص ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪2 .2‬كيف اكنت طريقة الس ِ‬ ‫ ‬

‫ِّ‬ ‫اإلنسان‬ ‫أثر‬ ‫رات في حياةِ‬ ‫المكف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬

‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ّ َّ‬ ‫ٍّ‬ ‫ُ‬ ‫ـل آثـ ُ‬ ‫ـركِ وانلِّ‬ ‫ـر‪ ،‬ويرجــع ذلــك إىل أنهــا‬ ‫ـ‬ ‫كب‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫إىل‬ ‫ـان‬ ‫ـ‬ ‫اإلنس‬ ‫ة‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫يف‬ ‫ة‬ ‫د‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫وال‬ ‫ـاق‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـ‬ ‫وال‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الكف‬ ‫ـار‬ ‫تتماثـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ـر‬ ‫مجيعــا كفــر بــاهلل‪ ،‬فهــو االســم اجلامــع لــل ذلــك‪ ،‬ولكــن االختــاف بينهــا يف نوعيـ ِة تطبيـ ِ‬ ‫ـق الكفـ ِ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ـال مــا يــأيت(((‪:‬‬ ‫ـار هلــا مجيعــا يف احليــاة ِ مــن خـ ِ‬ ‫يف احليــاة ِ‪ ،‬ويمكــن بيــان أهــم اآلثـ ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫املظاهــر والقــوى‬ ‫املؤمــن وجيعلهــا أســاس حيات ِــه لــل‬ ‫غــر‬ ‫يشــعر بهــا‬ ‫‪ .1‬العبوديــة الــي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ـون‪ ،‬وذللــك‬ ‫ـون‪ ،‬بعــد أن جحــد حقيقــة عبوديتِـ ِه لمــن بي ـ ِده مقايلــد هــذا الكـ ِ‬ ‫املوجــودة ِ يف الكـ ِ‬ ‫‪  .1‬مســلم يف اإلميــان‪ ،‬بــاب تحريــم قتــل الكافــر بعــد أن قــال‪ :‬ال إلــه إال اللــه‪ ،‬حديــث رقــم ‪[ .158‬فصبَّ ْحنــا ال ُح ُرقَــات]‪ :‬أي أتيناهــم صباحـاً‪ .‬والحرقــات موضــع‬ ‫ـس لــك طريـ ٌـق إىل معرفـ ِة مــا فيــه‪.‬‬ ‫تســكنه قبيلــة جهينــة‪[ .‬أفــا شَ ـ َقق َ‬ ‫ـب فليـ َ‬ ‫ْت عــن قلبــه]‪ :‬معنــاه إنّ ــا كُلِّ ْفــت بالعمــل بالظاهـ ِر ومبــا ينط ُقــه اللســان‪ ،‬وأ ّمــا القلـ ُ‬ ‫ـانِ‬ ‫ـب‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫فحس‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫أم‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫َه‬ ‫د‬ ‫واعتق‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫القل‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫َه‬ ‫ل‬ ‫قا‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫تْ‬ ‫وقــال‪ :‬أفــا شــقق َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْت عــن قل ِبــه لتنظ َ‬ ‫‪  .2‬مسلم يف الشهادات‪ ،‬باب الشهداء العدول‪ ،‬حديث رقم ‪.158‬‬ ‫‪ .3‬حرية االعتقاد ‪ ،422، 252‬التوحيد ‪ ،7/3‬العقيدة اإلسالمية ‪ ،620‬الله يف العقيدة ‪ ،183‬اإلميان للزنداين ‪.177‬‬


‫‪69‬‬

‫اهُراثآو ُتارِّفكُملا ‪:‬رشعيناثلا ثحبملا‬

‫تقويم‬

‫َ‬ ‫َ ُ َ ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ُ ُّ ُ‬ ‫َ‬ ‫هات مثالني ىلع ذلك مع ادليلل‪.‬‬ ‫رات االعتقادي ِة ما يتعلق بالرس ِل‪ِ ،‬‬ ‫‪1 .1‬مِن المكف ِ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ِّ ِّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫فر العم‬ ‫يل؟ بي ذلك باملثال‪.‬‬ ‫‪2 .2‬ما الفرق بني الكف ِر القويل والك ِ‬ ‫ ‬

‫والتكفير‬ ‫الكفر‬ ‫بين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬

‫َ ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اإليمــان‪ ،‬وتبينــا أنواعهــا‪ ،‬وأنهــا أقــوال‬ ‫نواقــض‬ ‫ــرات وع َرفنــا أنهــا مــن‬ ‫ِ‬ ‫أن اطلعنــا ىلع المكف ِ‬ ‫ِ‬ ‫بعــد ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ ُ ُ‬ ‫حيسـ ُ‬ ‫أن نشـ َ‬ ‫ِ‬ ‫ـر اذلي يع ِّرفــه‬ ‫ـ‬ ‫اتلكف‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫مفه‬ ‫إىل‬ ‫ـر‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫بن‬ ‫ـن‬ ‫ِ‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫صاحب‬ ‫ج‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ـادات‬ ‫ـ‬ ‫واعتق‬ ‫ـال‬ ‫وأفعـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ـاء بأنــه‪:‬‬ ‫العلمـ‬ ‫ُّ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ـلم مــن دائــرة ِ اإلسـ ِ‬ ‫اخلطري‬ ‫ـر‬ ‫إخــراج املسـ ِ‬ ‫ـام واإليمـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـر‪ .‬وهــذا اتلعريــف يــدل ىلع األثـ ِ‬ ‫ـان إىل دائــرة ِ الكفـ ِ‬ ‫ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ ْ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫كـ ُ‬ ‫ـم عليــه بذلــك‪ ،‬فاتلكفـ ُ‬ ‫للتكفــر؛ ملــا يُبــى عليــه مــن ُ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫خط‬ ‫أ‬ ‫ـر ِمــن‬ ‫ـان معتقـ ِد مــن ي‬ ‫احلكـ ِ‬ ‫ـم ببطـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫القضايــا المرتبطـ ِة بالعقيــدة ِ‪ ،‬فــا جيــوز اإلقــدام عليــه إال بأدلـ ٍة قاطعـ ٍة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫شــاع اتلّ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫املســلمني يف‬ ‫ــوارج ‪ ،‬اذليــن خرجــوا ىلع مجاعــ ِة‬ ‫ِ‬ ‫اإلســايم عنــد اخل‬ ‫وقــد‬ ‫كفــر يف اتلاريــخِ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ـر‪ ،‬وقو ِلــم ىلع اهلل ‪ ‬وىلع رسـ ِ‬ ‫ـم‪،‬‬ ‫ـر عِلـ ٍ‬ ‫ـول بغـ ِ‬ ‫عه ـ ِد اخللفــاءِ الراشــدين‪ ،‬وترتــب ىلع ضال ِلــم يف اتلكفـ ِ‬ ‫ّ ُ ُْ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ـات بـ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ـت فيهــا ُ‬ ‫احل ُرمــات‪ ،‬وقــاىس املســلمون ِمــن‬ ‫ـاء‪ ،‬وانت ِهكـ‬ ‫ـن املســلمني‪ ،‬سـ ِفكت فيهــا ادلمـ‬ ‫خالفـ‬ ‫فِــن و ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ ّ َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫آثارهــا املدمــرة ِ منــذ بــدأت إىل اآلن‪ ،‬آالمــا عظيمــة‪ِ ،‬‬ ‫ـبب جهلِهــم‬ ‫ومنــا كبــرة‪ ،‬ومــا ذلــك إل ألنهــم بسـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ـوب‪.‬‬ ‫ـر انلـ ِ‬ ‫ـاس ملجــر ِد خمالفتِهــم الرشيعــة ولــو باملعــايص واذلنـ ِ‬ ‫وتشــددِهم حكمــوا بكفـ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ك ٌ‬ ‫اتلحليــل واتلّ‬ ‫ٌّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ورســول‪،‬‬ ‫حريــم إىل اهلل‬ ‫ورســول‪ ،‬فكمــا أن‬ ‫رشيع‪ ،‬مــرده إىل اهلل‬ ‫ــم‬ ‫إن اتلكفــر ح‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ُ ْ ُ ِّ‬ ‫ُّ َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ـره داللــة‬ ‫ـل ذلــك ال جيــوز أن نكفــر إال مــن دل الكتــاب والســنة ىلع كفـ ِ‬ ‫فكذلــك اتلكفــر‪ ،‬فمــن أجـ ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َّ ُ ُّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫والظـ ِّ‬ ‫احلكــم باتلّ‬ ‫ـي ‪ ‬مــن ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ـر ىلع‬ ‫ـ‬ ‫كف‬ ‫ـ‬ ‫انل‬ ‫ر‬ ‫ـذ‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫وق‬ ‫‪.‬‬ ‫ـن‬ ‫ة‬ ‫ـبه‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫د‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫جم‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫يف‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫يك‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ـة‬ ‫قاطعـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فقــد َ‬ ‫بــاء بهــا أحدهمــا‪ ،‬إن اكن‬ ‫اكفــر‪،‬‬ ‫امــرئ قــال ألخيــ ِه‪ :‬يــا‬ ‫بكافــر‪ ،‬فقــال‪« :‬أيمــا‬ ‫شــخص ليــس‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫(((‬ ‫ـد قــال‪ :‬بعثنــا رســول اهلل ‪ ‬يف رسي ـ ٍة‪ ،‬فصبحنــا‬ ‫ـن زيـ ٍ‬ ‫كمــا قــال وإال رجعــت عليــه» ‪ .‬وعــن أســامة بـ ِ‬ ‫ُ َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫فذكرتــه‬ ‫فأدركــت رجــا فقــال‪ :‬ال هلإ َ إال اهلل‪ ،‬فطعنتــه فوقــع يف نفــي مــن ذلــك‪،‬‬ ‫احل ُرقــات مــن جهينــة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َْ‬ ‫للنـ ِّ‬ ‫ـي ‪ ،‬فقــال رســول اهلل ‪« :‬أقــال ال هلإ إال اهلل وقتلتــه؟» قــال‪ :‬قلــت‪ :‬يــا رســول اهلل‪ ،‬إنمــا قالــا خوفــا‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫ِّ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ّ‬ ‫َْ َ‬ ‫َّ ّ َّ ُ‬ ‫يلع حــى تمنيــت‬ ‫ـم أقالــا أم ال؟» فمــا زال يك ِّر ُرهــا‬ ‫مــن الســاح‪ .‬قــال‪« :‬أفــا شــققت عــن قلبِـ ِه حــى تعلـ‬ ‫‪  .1‬البخــاري يف األدب‪ ،‬بــاب مــن كفــر أخــاه بغــر تأويــل فهــو كــا قــال‪ ،‬حديــث رقــم ‪ ،5753‬ومســلم يف اإلميــان‪ ،‬بــاب حــال إميــان مــن قــال ألخيــه املســلم يــا‬ ‫كافــر‪ ،‬حديــث رقــم ‪.60‬‬


‫‪68‬‬

‫اهُراثآو ُتارِّفكُملا ‪:‬رشعيناثلا ثحبملا‬

‫َ ْ َ َ ْ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ​َ َ ُ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ـن‬ ‫كإنـ‬ ‫ـن‪ِ ،‬ف جنـ ٍ‬ ‫ـكار الصــاة ِ أو الــزاكة ِ‪ ،‬قــال اهلل تعــاىل‪ :‬إِال أصحــاب ال ِمـ ِ‬ ‫ـات يتســاءلون‪ ،‬عـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ـم الم ْس ـك َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ ْ ُ‬ ‫ِني‪،‬‬ ‫المج ِر ِمــن‪ ،‬مــا ســلككم ِف ســق َر‪ ،‬قالــوا لــم نــك ِمــن المصلــن‪َ ،‬ولــم نــك نط ِعـ ِ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ‬ ‫َ َ ُ َّ ُ َ ِّ‬ ‫َ ُ َّ َ ُ ُ َ َ ْ َ‬ ‫ــذ ُب ب َي ْ‬ ‫ُ‬ ‫ــو ِم ِّ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ــن‬ ‫ِض‬ ‫ئ‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫وكنــا نــوض مــع‬ ‫ادل‬ ‫يــن‪ ،‬حــى أتانــا ال ِقــن‪[ ‬املدثــر‪.]47-39:‬‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫ــا‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ُ‬ ‫َ ِّ ُ‬ ‫القويلة‪:‬‬ ‫املكفرات‬ ‫ٌ‬ ‫َ ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫ـول فيــه اعــراف بعقيــد ٍة مكفــر ٍة‪ ،‬أو فيــه جحــود لعقيــد ٍة مــن عقائ ـ ِد اإلسـ ِ‬ ‫ـام املعلوم ـ ِة‬ ‫ويه لك قـ ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ـتهزاء ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫بادليــن وأحاك ِمــه‪.‬‬ ‫ـول فيــه اسـ‬ ‫ـن بالــرورة ِ‪ ،‬أو أي قـ ٍ‬ ‫مــن ادليـ ِ‬ ‫َ ُ َّ ُ َ ِّ‬ ‫َّ َ ُ ُ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ـتم ِّ‬ ‫ألي ُ‬ ‫ـن مــن‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫أو‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫فيه‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫يدخ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫القويل‬ ‫ـرات‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫نــد أن المك‬ ‫ِ‬ ‫مــن اتلعريـ ِ‬ ‫ـابق ِ‬ ‫ـف السـ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ًّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ّ ُ‬ ‫ـز‬ ‫ـان‪ ،‬أو االعــراض لفظيــا ىلع حكـ ِ‬ ‫أراكن اإليمـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـم اهلل وىلع عــد ِلِ‪ ،‬أو اتهــام اخلالِـ ِ‬ ‫ـق ســبحانه وتعــاىل بالعجـ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ـم‪.‬‬ ‫أو الظلـ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ َّ َ َ ُ ْ َّ َ ُ َ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ـرآن الكريـ ُ‬ ‫وقــد َذكـ َ‬ ‫ـو الم ِســيح‬ ‫ـم بعــض ذلــك‪ ،‬فقــال تعــاىل‪ :‬لقــد كفــر الِيــن قالــوا إِن اهلل هـ‬ ‫ـر القـ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ْ َ َ ْ ُ ُ ْ َ َ ِّ َ َ َّ ُ ْ َّ ُ َ ُ ْ ْ‬ ‫َ َ ْ َ َّ َ‬ ‫ْ ُ ََْ َ َ​َ َ َْ‬ ‫ـرم اهلل‬ ‫ـرك بِــاهللِ فقــد حـ‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫اهلل‬ ‫وا‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫اع‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ِي‬ ‫ئ‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫إ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـيح‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ابــن مريــم وقــال ال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َّ َ َ َ ْ َ ُ َّ ُ َ َ‬ ‫ـن قالــوا إ َّن َ‬ ‫ـر الِيـ َ‬ ‫ك َفـ َ‬ ‫اهلل ثالِــث ثالثـ ٍة َومــا‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫‪،‬‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬ ‫نص‬ ‫أ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ِلظ‬ ‫ل‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬ ‫انل‬ ‫اه‬ ‫و‬ ‫ـأ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫عل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ َ‬ ‫َّ َ ٌ َ ٌ‬ ‫حد‪[ ‬املائــدة‪.]73-72:‬‬ ‫مِن إِلــ ٍه إِال إِلـــه وا ِ‬ ‫َ َ ُ ُ َّ َ َ َ ُ ْ َ ْ َ ُ ْ َ ً ُ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ً َْ‬ ‫َ​ََْ ُ ْ َ ْ‬ ‫ـم َومــن‬ ‫ـي وبينكـ‬ ‫يقــول اهلل ‪ :‬ويقــول الِيــن كفــروا لســت مرســا قــل كــى بِــاهللِ شـ ِ‬ ‫ـهيدا بيـ ِ‬ ‫َُ ْ ُ ْ َ‬ ‫ـاب‪[ ‬الرعــد‪.]43:‬‬ ‫عِنــده عِلــم الكِتـ ِ‬ ‫َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ّ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫ـد ُر عــن اللســان مــن ألفــاظ‪ ،‬فكثـ ً‬ ‫ـرا مــا تكــون‬ ‫نالحــظ ممــا ســبق أهميــة املحافظ ـ ِة ىلع مــا يصـ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ ّ‬ ‫َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫الك ْف َ‬ ‫ــر‪.‬‬ ‫تــورد صاحبهــا‬ ‫هــا‬ ‫ألن‬ ‫خطــرة‬ ‫هنــا‬ ‫لــة‬ ‫والز‬ ‫ِ‪،‬‬ ‫ء‬ ‫ــر‬ ‫الم‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ســب‬ ‫اللســان‬ ‫ت‬ ‫زل‬ ‫ــاكِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ َ ِّ ُ‬ ‫المكفرات العملية‪:‬‬ ‫َ ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ـة ٍّ‬ ‫ألي مــن عقائـ ِد اإلسـ ِ‬ ‫ـام‪ ،‬وذلــك‬ ‫ـل فيــه أمــارة ظاهــرة ىلع عقيــد ٍة مكفــر ٍة‪ ،‬أو فيــه إهانـ‬ ‫ـ‬ ‫عم‬ ‫لك‬ ‫ويه‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ـدر‪ ،‬أو‬ ‫ـف‪ ،‬أو إلقائِــه يف القـ‬ ‫ِ‬ ‫ـق المصحـ ِ‬ ‫ـاذورات‪ ،‬أو اكلســجو ِد لصنـ ٍ‬ ‫ـق الصليـ ِ‬ ‫ـم‪ ،‬أو تعليـ ِ‬ ‫مثــل تمزيـ ِ‬ ‫ـب ىلع الصـ ِ‬ ‫ُْ‬ ‫وضـ ِّ‬ ‫ـر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ـع أي شــار ٍة مــن شـ ِ‬ ‫ـارات الكفـ ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َ َْ َ َ ْ ُ ُ‬ ‫َْ ُ ُ‬ ‫ُ ُ ْ‬ ‫َ َ َ ُ َّ‬ ‫ــم إيَّــاهُ‬ ‫ــر واســجدوا هللِ الِي خلقهــن إِن كنت ِ‬ ‫قــال اهلل ســبحانه‪ :‬ال تســجدوا ل ِلشــم ِس وال ل ِلقم ِ‬ ‫َُْ ُ َ‬ ‫تعبــدون‪[ ‬فصلــت‪.]37:‬‬


‫‪67‬‬

‫اهُراثآو ُتارِّفكُملا ‪:‬رشعيناثلا ثحبملا‬

‫ مفهوم المكفرات‬

‫َْ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ ُ‬ ‫ُْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫اإليمــان‪َ ،‬‬ ‫خلِــه ال يطلِــع‬ ‫ص‬ ‫األ‬ ‫يف‬ ‫ويه‬ ‫نواقــض‬ ‫مــن‬ ‫ــرات‬ ‫املكف‬ ‫ــل‪ :‬اعتقــاد يؤمِــن بــه اإلنســان يف دا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ـان‬ ‫ـر‪ ،‬ولكــن هــذه المكفـ ِ‬ ‫ـوال اإلنسـ ِ‬ ‫ـال أقـ ِ‬ ‫ـن أن تظهــر مــن خـ ِ‬ ‫عليــه غــره مــن البـ ِ‬ ‫ـرات مــن املمكـ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ ِّ َ ُ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫وأعمـ ِ‬ ‫ـرات إىل ثالث ـ ِة أقســامٍ (((‪:‬‬ ‫ـال الــي تــدل ىلع معتقداتِــه‪ ،‬وذللــك يمكِننــا أن نقســم المكفـ ِ‬ ‫ُ ُ َ ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ِّ ُ‬ ‫رات وأساســها‪.‬‬ ‫‪ .1‬المكفرات االعتقادية‪ :‬ويه أصل المكف ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ ِّ ُ‬ ‫القويلة‪.‬‬ ‫‪ .2‬المكفرات‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ َ ِّ ُ‬ ‫‪ .3‬المكفرات العملية‪.‬‬ ‫املكفرات االعتقادية‪:‬‬ ‫َ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫بركــن منهــا‪ ،‬أو ُّ‬ ‫عــة أو ُ‬ ‫أي اعتقــا ٍد خيالــف العقيــدة‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫اإليمــان‬ ‫بــأراكن‬ ‫ــل‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫اعتقــا‬ ‫لك‬ ‫ويه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫بيقــن‪.‬‬ ‫اإلســامية اثلابتــة‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ِّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫رات االعتقاديّة ً‬ ‫ابق تتضم ُن ما يأيت‪:‬‬ ‫بناء ىلع‬ ‫وهذه المكف‬ ‫ِ‬ ‫اتلعريف الس ِ‬ ‫َّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ـكار صفـ ٍة مــن صفاتِــه‪،‬‬ ‫ـكار وجــو ِد اهلل‪ ،‬أو إنـ‬ ‫ـات األلوهيـةِ‪ ،‬كإنـ‬ ‫أ‪ .‬مــا يتصــل بــاهلل ‪ ‬وصفـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َ‬ ‫ـرق المنحرف ـةِ‪.‬‬ ‫أو وص ِفــه بغــر اتلزني ـ ِه‪ ،‬أو أنــه حيــل يف جسـ ٍ‬ ‫ـد كمــا تقــول بعــض ال ِفـ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ْ َ ْ‬ ‫ّ‬ ‫َّ ُ ُّ‬ ‫ـل أو أح ِدهــم ممــن ثبتــت بعثتــه‬ ‫ـب‪ ،‬كإنـ‬ ‫ـل والكتـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـكار بعثـ ِة األنبيــاءِ والرسـ ِ‬ ‫ب‪ .‬مــا يت ِصــل بالرسـ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ـماوي ِة أو َ ْ‬ ‫ـكار عمـ ِ‬ ‫ش ٍء‬ ‫ـب السـ‬ ‫ـد ‪ .‬وكذلــك إنـ‬ ‫ـرآن الكريــم‪ ،‬أو إنـ‬ ‫ـوم بعثـ ِة حممـ ٍ‬ ‫بالقـ ِ‬ ‫ـكار الكتـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ ِّ ُ َ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫‪‬وإِن يكذبــوك فقــد‬ ‫تــب‪ ،‬قــال اهلل تعــاىل‪:‬‬ ‫ســل‪ ،‬أو الك ِ‬ ‫ممــا ثبــت فيهــا‪ ،‬أو اعتقــا ِد كــ ِذ ِب الر ِ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ ُّ ُ َ ْ َ‬ ‫َ ْ ْ َ ْ ُ ْ ُ ُ ُ ُ ْ َ ِّ َ‬ ‫ُ َّ َ َ ْ ُ‬ ‫ُْ‬ ‫ـذ َب َّالِيـ َ‬ ‫اءت‬ ‫ج‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـم أخــذت‬ ‫ـر‪ ،‬ثـ‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫ِت‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫ـن‬ ‫كـ‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫الز‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ َ َ َ ُ َ َ ْ َ َ َ َ‬ ‫ـر‪[ ‬فاطــر‪.]26 -25:‬‬ ‫ك‬ ‫الِيــن كفــروا فكيــف كن ن‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ـزل اهلل وبمــا جـ َ‬ ‫بصدقِــه وال بِك ِذبِــه‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫جي‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫‪‬‬ ‫اهلل‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫رس‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـاء‬ ‫ومــن ذلــك الشــك بمــا أنـ‬ ‫ـزم ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ْ َّ‬ ‫َ َ َْ َ ُْ ُْ‬ ‫َ ٍّ ِّ َّ َ ْ ُ َ َ َ ْ ُ‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـب‪‬‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ـ‬ ‫د‬ ‫ت‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ون‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قــال تعــاىل‪ :‬وقالــوا إِنــا كفرنــا بِمــا أر ِســل ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫[إبراهيــم‪.]9:‬‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫المالئكــة أو اجل ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ايلــوم‬ ‫وأحــداث‬ ‫إنــكار القيامــ ِة‬ ‫ــن‪ ،‬أو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‪ .‬مــا يتصــل بالغ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يــب‪ ،‬كإنــكارِ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُّ ْ َ َ ُ ُ َ ْ َ‬ ‫َ​َ َُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫قــال اهلل تعــاىل‪َ :‬‬ ‫‪‬و َقالُــوا َمــا ِ َ‬ ‫ادلنيــا نمــوت َونيــا َومــا‬ ‫ه إِال حياتنــا‬ ‫ــار‬ ‫اآل ِ‬ ‫ــر‪ ،‬واجلنــ ِة وانل ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫ُي ْهل ُك َنــا إال َّ‬ ‫ادل ْه ُ‬ ‫ــر‪[ ‬اجلاثيــة‪.]24:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ْ ّ‬ ‫َّ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ك ْف ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ــر‪،‬‬ ‫فإنكارهــا وجحودهــا‬ ‫باألحــام الشعيــ ِة اثلابتــ ِة باألدلــ ِة القطعيــةِ‪،‬‬ ‫ث‪ .‬مــا يتصــل‬

‫‪  .1‬اإلميان لياسني ‪ ،168‬العقيدة اإلسالمية ‪ ،617‬حرية االعتقاد ‪ ،245‬اإلميان للزنداين ‪.170‬‬


‫المبحث الثاني عشر‬

‫الم ِّ‬ ‫رات وآثا ُرها‬ ‫كف ُ‬ ‫ُ‬ ‫ ‪-‬مفهوم املكفرات‬‫‪َ -‬‬‫واتلكفري‬ ‫الكفر‬ ‫بني‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫اإلنسان‬ ‫رات يف حياة ِ‬ ‫ ‪-‬أثر املكف ِ‬‫ِ‬

‫عزيزي الطالب‪:‬‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ ْ َّ‬ ‫َّ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫التبوية‬ ‫باخلربات‬ ‫تزتود‬ ‫يت َوقع منك بعد دراس ِة مبحث املكفرات وآثارها أن‬ ‫ِ‬ ‫اآلتية‪:‬‬

‫َ ُ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫االجنرار‬ ‫اتلحذير من‬ ‫رات‪.‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫وراء المكف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫نفس املسلم‪.‬‬ ‫تعزيز‬ ‫‪2.2‬‬ ‫ضوابط العقيدة ِ الصحيح ِة يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫الوقوع‬ ‫ألفاظ خمافة‬ ‫اللسان من‬ ‫‪3.3‬اتلنبه إىل املحافظ ِة ىلع ما يصد ُر عن‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬

‫يف خمالف ِة العقيدة ِ‪.‬‬ ‫‪4.4‬اتلَّ‬ ‫ُ‬ ‫بسبب‬ ‫العواقب الوخيم ِة اليت يعاين منها الاكف ُِر يف حيات ِه‬ ‫حذير من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫فره‪.‬‬ ‫ك ِ‬ ‫ُْ‬ ‫ِّ ُ‬ ‫‪5.5‬االطالع ىلع خطورة ِ اعقب ِة الكف ِر يف اآلخرة ِ‪.‬‬


‫‪25‬‬

‫‪:‬ثلاثلا ثحبما‬ ‫ائاتنو هللاب ِناميإل ُةّيمهأ‬ ‫ل‬ ‫ا‬

‫ِّ ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ـك يف ســبيل دعوتِــه إلزال ـ ِة العوائــق ِّ‬ ‫ولدلفـ ِ‬ ‫ـاع عــن‬ ‫احلــق(((‪ ،‬قــال تعــاىل‪ :‬إِن‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫يم‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫لك‬ ‫يقــدم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُْ َ َْ ُ‬ ‫َّ ُ ُ َ َّ ُ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫يل اهللِ فيقتلــون‬ ‫اهلل اشــرى ِمــن المؤ ِمنِــن أنفســهم وأموالهــم بِــأن لهــم اجلنــة يقات ِلــون ِف سـبِ ِ‬ ‫َ ْ َْ ُ ْ‬ ‫َ ُْ ْ َ َ ْ َْ َ َْ‬ ‫َ ُْ َُ َ َ ْ ً‬ ‫ـدا َعلَ ْيـه َح ًّقــا ف اتلَّـ ْ‬ ‫َ‬ ‫ـو َراة ِ َ‬ ‫آن ومــن أوف بِعهـ ِده ِ ِمــن اهللِ فاســتب ِشوا‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫جن‬ ‫اإل‬ ‫و‬ ‫ويقتلــون وعـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـل والقــر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ُ ُ َّ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ـو الفـ ْ‬ ‫ـك ُهـ َ‬ ‫ـو ُز ال َعظيـ ُ‬ ‫ـم‪[ ‬اتلوبــة‪.]111:‬‬ ‫ـم الِي بايعتــم ب ِـ ِه َوذلِـ‬ ‫بِبي ِعكـ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ٍّ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ َ​َ‬ ‫َ‬ ‫بغــر‬ ‫اعتبــار‬ ‫ــي أن املجتمــع ال قيمــة هل وال وزن وال‬ ‫ــل‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫واضــح وج ِ‬ ‫وممــا ســبق يظهــر بِش ٍ‬ ‫ًّ‬ ‫ُ ُ ْ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫تمــع معــى ووجــودا حقيقيــا‪ ،‬يكــون ألبنائ ِــه فيــه‬ ‫اإليمــان بــاهلل ‪ ،‬فهــو اذلي جيعــل للمج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫أهــداف ٌســامية واغيــات نبيلــة‪.‬‬

‫تقويم‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫االحتاكم إىل الشيع ِة يف احلياة ِ ادلنيا؟‬ ‫‪1 .1‬ما ثمرة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ج ُز أمام دعوت ِه إىل اهلل ‪‬؟‬ ‫واجب‬ ‫‪2 .2‬ما‬ ‫املسلم إذا وق ِ‬ ‫ِ‬ ‫فت احلوا ِ‬

‫ﻧﺸﺎط‬ ‫ﺧﺎص‬

‫ِّ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وجــوب أن‬ ‫عــن‬ ‫ء‬ ‫ســا‬ ‫الن‬ ‫ة‬ ‫ســور‬ ‫يف‬ ‫الكريــم‬ ‫القــرآن‬ ‫ث‬ ‫تــد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ‬ ‫حيتكـ َ‬ ‫ـم املســلمون فيمــا شــج َر بينهــم إىل اهللِ ورسـ ِ‬ ‫ـع‬ ‫ـول‪ ،‬امجـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ــأن‪ ،‬وارجــع إىل‬ ‫انلصــوص الــواردة يف ســورة ِ النســاءِ بهــذا الش ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ً ُ َ َّ ً‬ ‫رشحــا مبســطا‪ ،‬بإماكنــك‬ ‫ســر لترشحهــا‬ ‫كتــب اتلَّف‬ ‫بعــض‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫االســتعانة بأســتاذِك أو بإمــام املســج ِد‪.‬‬

‫‪  .1‬طريق الدعوة ‪ ،286/2 ،119/1‬توحيد الخالق ‪.59/1‬‬


‫‪24‬‬

‫‪:‬ثلاثلا ثحبما‬ ‫ائاتنو هللاب ِناميإل ُةّيمهأ‬ ‫ل‬ ‫ا‬

‫تقويم‬

‫َّ ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫كيف يؤثِّ ُ‬ ‫املؤمن من عبودي ِة لك ما سوى اهلل ‪‬؟‬ ‫انعتاق‬ ‫يف‬ ‫اإليمان‬ ‫ر‬ ‫‪1 .1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ ْ ِّ‬ ‫مات السعادة ِ اإليمانيةِ‪.‬‬ ‫‪2 .2‬عدد مقو ِ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫املسلم إىل اإليمان ىلع أنه نعمة؟‬ ‫ينظر‬ ‫‪3 .3‬ملاذا‬ ‫ ‬

‫المجتمع‬ ‫نتائج‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫اإليمان باهلل على ُ‬

‫ِّ‬ ‫َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ـزل‬ ‫ـاء ِمــن عن ـ ِد اهلل تعــاىل‪ ،‬والــزام رشيعتِــه‪ :‬ألن املنهــج املـ‬ ‫‪ .1‬الطاعــة الشــاملة لــل مــا جـ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ ُ‬ ‫ُ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ـان وحياتــه‪ ،‬وباتلَّــايل يصلِــح املجتمــع اذلي حييــا فيــه‬ ‫ِمــن اهلل ‪ ‬هــو اذلي يصلِــح أحــوال اإلنسـ ِ‬ ‫َ ِّ ً ّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ ْ ُ‬ ‫ـرع إل‬ ‫ـن هلل تعــاىل فــإن المجتمــع المسـلِ َم ال يقبــل مـ‬ ‫المســلم‪ ،‬فنتيجــة ذللــك ولعبوديـ ِة املؤمـ ِ‬ ‫ً ّ‬ ‫َ َ َ​َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ ْ ْ ُ‬ ‫َُ َ َ‬ ‫ـزل اهلل فأ ْولــئِك‬ ‫ـم يَكــم بِمــا أنـ‬ ‫اهلل ‪ ،‬وال حاك ِمــا إل اهلل تعــاىل(((‪ .‬قــال اهلل تعــاىل‪ :‬ومــن لـ‬ ‫ُ ُ ْ َ ُ َ‬ ‫ـرون‪[ ‬املائــدة‪.]44:‬‬ ‫هــم الكفِـ‬ ‫ُ‬ ‫َ ً‬ ‫َ َ َّ ْ َ ْ ُ َ َ َ ُ َ َ َ ُ َّ ُ َ‬ ‫اهلل فأ ْولــئِك ه ُم الظال ِمون‪[ ‬املائدة‪.]45:‬‬ ‫وقال أيضا‪ :‬ومن لم يكم بِما أنزل‬ ‫َ َ َّ ْ َ ْ ُ َ َ َ َ ُ َ ُ َ َ ُ ْ َ ُ َ‬ ‫اهلل فأ ْولــئِك ه ُم الفا ِسقون‪[ ‬املائدة‪.]47:‬‬ ‫وقال‪ :‬ومن لم يكم بِما أنزل‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ ُ ُْ ْ ُ َ ُ َ َ ْ َ ُ‬ ‫الاسـب َ‬ ‫َ‬ ‫ني‪[ ‬األنعام‪.]62:‬‬ ‫ع‬ ‫وقال‪ :‬أال ل الكم وهو أس‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ َ َ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫وهكــذا فــإن ت‬ ‫وينــدرج حتــت‬ ‫‪،‬‬ ‫اإليمــان‬ ‫نــايف‬ ‫ي‬ ‫اهلل‬ ‫ة‬ ‫رشيعــ‬ ‫إىل‬ ‫االحتــام‬ ‫عــن‬ ‫املجتمــع‬ ‫ــي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ْ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ​َ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ـق‪ .‬وأمــا لــو أنهــم احتكمــوا إىل مــا أنــزل اهلل إيلهــم الختلفت‬ ‫أوصـ ِ‬ ‫ـر أو الظلـ ِ‬ ‫ـم أو ال ِفسـ ِ‬ ‫ـاف الكفـ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ّ َّ ُ‬ ‫َ َ ْ َّ ُ ْ َ ُ ْ َّ ْ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ـو َراة‬ ‫ادلنيويــة‪ ،‬فضــا عــن رضــا اهلل يف اآلخــرة‪ ،‬قــال اهلل ‪ :‬ولــو أنهــم أقامــوا اتلـ‬ ‫معيشــتهم‬ ‫َ َ َ ُ َ َ‬ ‫ِّ َّ ِّ ْ َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َْ‬ ‫ألكُــواْ مــن َف ْوق ِهـ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ـت أرجلِ ِهم‪[‬املائــدة‪.]66:‬‬ ‫ـم‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اإل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـزل إ ِ ِ‬ ‫و ِ‬ ‫جنيــل ومــا أنـ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َّ‬ ‫جلهــا ِد يف‬ ‫ســبيل اهلل تعــاىل‪ :‬فاإليمــان بــاهللِ ومعرفتــه تدعــو‬ ‫ حتصــن الم‬ ‫‪.2‬‬ ‫ِ‬ ‫جتمــع بادلعــوة ِ وا ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫آم َ‬ ‫يلقــوم َّ‬ ‫بادلعــوة ِ إىل مــا‬ ‫احلــق اذلي ال‬ ‫ــن بــه وع َرفــه بأنــه‬ ‫املعــز بدينِــه‬ ‫املؤمــن الصــادق‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ َ ً َ َ‬ ‫َ َ ْ َ ْ َ ُ َ ْ ً ِّ َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫ـال إنَّــي مـ َ‬ ‫ـن‬ ‫ـول ممــن دع إِل اهللِ وع ِمــل ص ِ‬ ‫شــك فيــه‪ .‬قــال تعــاىل‪ :‬ومــن أحســن قـ‬ ‫الــا َوقـ ِ ِ ِ‬ ‫ال ْ ُم ْســلم َ‬ ‫ني‪[ ‬فصلــت‪.]33:‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ولقــد َ َ‬ ‫يل أدعــو إِل اهللِ ع‬ ‫أمــر اهلل رســول بهــ ِذه ِ ادلعــوة ِ فقــال اهلل تعــاىل‪ :‬قــل هـــ ِذه ِ ســبِ ِ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ​َ ْ َ َ‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ات‬ ‫ــن‬ ‫م‬ ‫ــي‪[ ‬يوســف‪.]108:‬‬ ‫ِ‬ ‫ب ِصــر ٍة أنــا و ِ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫بنفســه ومـ ِ‬ ‫ـبيل اهلل‬ ‫ـال‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وإذا وقفـ ِ‬ ‫ـت احلواجــز أمــام دعوتِــه إىل اهلل ‪ ‬ســارع إىل ا ِ‬ ‫جلهــاد يف سـ ِ‬ ‫‪  .1‬طريق الدعوة ‪ ،167،187/2‬توحيد الخالق ‪.58/1‬‬


‫‪23‬‬

‫‪:‬ثلاثلا ثحبما‬ ‫ائاتنو هللاب ِناميإل ُةّيمهأ‬ ‫ل‬ ‫ا‬

‫َ َّ َّ َ ُ ْ ُ ْ َ َّ َ ُ َ َّ ُ ُ َ َّ َ َ ُ ْ‬ ‫َ َ ْ​ْ‬ ‫َ ْ ُ َّ َّ ْ ُ ُ ْ َ ْ َ‬ ‫ـوا ِمــن قبلِكــم مســتهم الأســاء والــراء وزل ِزلــوا حــى يقــول الرســول والِيــن آمنــوا‬ ‫خلـ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ ُ َ َ‬ ‫ـر اهلل قريـ ٌ‬ ‫ـر اهللِ أال إ َّن نَـ ْ َ‬ ‫ـى نَـ ْ ُ‬ ‫ـب‪[ ‬ابلقــرة‪.]214:‬‬ ‫معــه مـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫األمــراض انلفســي ِة‬ ‫اجتثــاث‬ ‫ــر يف‬ ‫نــد أن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ونتيجــة ذللــك ِ‬ ‫لإليمــان بــاهلل تعــاىل أكــر األث ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫فــس اإلنســانيةِ‪ ،‬يلعيــش اإلنســان حياتــه بســعاد ٍة‬ ‫ومعاجلتِهــا‪ ،‬فــذاك هــو امللجــأ اآلمــن للن ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫‪‬ال َ‬ ‫َّ‬ ‫يــن‬ ‫االضطرابــات واتلّعاســ ِة(((‪ .‬قــال اهلل ‪ِ :‬‬ ‫وقــو ٍة بعيــدا عــن‬ ‫وتفــاؤل وشــجاع ٍة‬ ‫وأمــان‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ُّ ُ‬ ‫ُ​ُ‬ ‫َُ ْ َ​َْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ــن القلــوب‪[ ‬الرعــد‪.]28:‬‬ ‫ــر اهللِ تطم ِ‬ ‫آمنــوا وتطم ِ‬ ‫ــن قلوبهــم ب ِ ِذك ِ‬ ‫ــر اهللِ أال ب ِ ِذك ِ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ـعار عظمتِــه وجـ ِ‬ ‫ـال وكربيائ ِه‬ ‫ـ‬ ‫واستش‬ ‫اهلل‬ ‫ة‬ ‫ـ‬ ‫عرف‬ ‫ـوف‬ ‫‪ .3‬خـ‬ ‫م‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫نات‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫وذل‬ ‫ه‪:‬‬ ‫ت‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫وخش‬ ‫ـاىل‬ ‫ـ‬ ‫تع‬ ‫اهلل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ْ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّ (((‬ ‫ـون إِن كنتــم‬ ‫ـان يف واجبِــه حنــو ربــه ‪ ،‬قــال اهلل ‪ :‬فــا تافوهــم وخافـ ِ‬ ‫ـر اإلنسـ ِ‬ ‫ومعرفـ ِة تقصـ ِ‬ ‫ُّم ْؤمن َ‬ ‫ــن‪[ ‬آل عمران‪.]175:‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ُّ‬ ‫ت َشـ ْ‬ ‫نتم ُّم ُؤمن َ‬ ‫ـوهُ إِن ك‬ ‫ني‪[ ‬اتلوبة‪.]3:‬‬ ‫اهلل أحق أن‬ ‫وقال ‪ :‬ف‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫مصــدرا‬ ‫املؤمــن بــاهلل‬ ‫اإلنســان بالقــوى املعنويــة‪ :‬ورفــع هــذه القــوى حــى يصبِــح‬ ‫ تــزود‬ ‫‪.4‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫والصــر والزناهــ ِة والــر ِف(((‪.‬‬ ‫والــر‬ ‫للخــر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُْ‬ ‫ٌ‬ ‫لــق هلــذه القــوى‪ ،‬وهــو اهلل تعــاىل‪ ،‬واهلل ‪ ‬يدعــو‬ ‫ــدر المط ِ‬ ‫وهــذا ناتــج عــن ارتباطِــه باملص ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ـك قــول تعــاىل‪ :‬يَــا أ ُّي َهــا الِيـ َ‬ ‫حثــت املؤمنـ َ‬ ‫َ‬ ‫ـن‬ ‫ـن ىلع ذلـ‬ ‫ـات الــي‬ ‫املؤمنــن إىل ذلــك‪ ،‬ف ِمــن اآليـ ِ‬ ‫َ ُ ْ ْ ُ ْ َ َ ُ ْ َ َ ُ ْ َ َّ ُ ْ َ َ َ َّ ُ ْ ُ ْ ُ َ‬ ‫ــم تفلِحــون‪[ ‬آل عمــران‪.]200:‬‬ ‫ــروا وصابِــروا ورابِطــوا واتقــوا اهلل لعلك‬ ‫آمنــوا اص ِ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫ـرة مـ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ـن اهلل عليــه‪ ،‬وليســت‬ ‫ـان بــاهلل ‪ ‬ىلع أنــه نعمــة كبـ‬ ‫وذللــك فــإن املســلم ينظــر إىل اإليمـ ِ‬ ‫ُّ ً‬ ‫َ َ‬ ‫ـا‬ ‫تفضـ‬ ‫ـر ىلع اهلل ‪.(((‬‬ ‫ـ‬ ‫الب‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُّ َ َ َّ ْ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ُ ُّ َ ْ ُ ْ ْ َ َ ُ ْ‬ ‫ـال ُ‬ ‫ـان إِن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫إ‬ ‫ـاىل‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫تع‬ ‫اهلل‬ ‫قـ‬ ‫ع‬ ‫ـوا‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫‪‬ق‬ ‫ـل اهلل يمــن عليكــم أن هداكــم ل ِ​ِإليمـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ُ‬ ‫نتـ ْ‬ ‫ـم َصادقـ َ‬ ‫ك‬ ‫ـن‪[ ‬احلجــرات‪.]17:‬‬ ‫ِ​ِ‬

‫‪  .1‬حرية االعتقاد ‪.144‬‬ ‫‪  .2‬طريق الدعوة ‪ ،150/2‬توحيد الخالق ‪.56/1‬‬ ‫‪  .3‬توحيد الخالق ‪.57/1‬‬ ‫‪  .4‬الله يف العقيدة اإلسالمية ‪.67‬‬


‫‪22‬‬

‫‪:‬ثلاثلا ثحبما‬ ‫ائاتنو هللاب ِناميإل ُةّيمهأ‬ ‫ل‬ ‫ا‬

‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ ُ‬ ‫روح العـ َّ‬ ‫ـزة ِ‪،‬‬ ‫ـان كرامتــه‪ ،‬ويبعــث فيــه‬ ‫ِ‬ ‫ونتيجــة ذللــك فــإن اإليمــان بــاهلل تعــاىل حيقــق لإلنسـ ِ‬ ‫ً ّ‬ ‫ّ‬ ‫ـون أحــدا إل اهلل ‪.‬‬ ‫ألنــه ال خيــى يف الكـ ِ‬ ‫َّ ُ ّ‬ ‫ُ َْ‬ ‫ِّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ـات‬ ‫‪ .2‬الســعادة الــي حيققهــا اإليمــان يف نفـ ِ‬ ‫ـس اإلنســان‪ :‬والســعادة ال تتحقــق إل بِعــدة ِ مقومـ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫املؤم‬ ‫ـان‬ ‫ـ‬ ‫اإلنس‬ ‫ـن(((‪ ،‬ومــن أهمهــا‪:‬‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫فج َرهــا اإليمــان يف ن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ​َ ُ​ُ‬ ‫ُْ ْ‬ ‫ُ َ َّ َ َ َ َّ‬ ‫َْ​َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ــوب المؤ ِمنِــن ل‬ ‫ِــزدادوا‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫ِين‬ ‫ك‬ ‫ــ‬ ‫الس‬ ‫فــس(((‪ :‬قــال تعاىل‪:‬هــو ِالي أنــزل‬ ‫أ‪ .‬ســكينة انل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ً َّ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫إِيمانــا مــع إِيمان ِ​ِهــم‪[ ‬الفتــح‪.]4:‬‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ب‪ِّ .‬‬ ‫ِ‬ ‫ورضــوا‬ ‫ض اهلل عنهــم‬ ‫‪‬ر‬ ‫‪:‬‬ ‫املؤمنــن‬ ‫ىلع‬ ‫ء‬ ‫اثلنــا‬ ‫يف‬ ‫‪‬‬ ‫اهلل‬ ‫قــال‬ ‫الرضــا عــن اهلل تعــاىل(((‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ـون واحليــاة ِ‪ ،‬وذلــك ناتــج عــن‬ ‫عنــه‪[ ‬ابلينــة‪ .]8:‬وكذلــك الرضــا عــن انلفــس وعــن الكـ ِ‬ ‫ِّ‬ ‫الرضــا عــن اهلل تعــاىل‪.‬‬ ‫ُ ْ َُْ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ ُ ْ َ َ ْ َ ْ ُ ْ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ت‪ .‬األمـ ُ‬ ‫ك ل َ ُهـ ُ‬ ‫ـن انلَّفـ ُّ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ظ‬ ‫ب‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫‪‬اليــن آمنــوا ولــم يلبِســوا إِيمان‬ ‫ـي(((‪ :‬قــال تعــاىل‪ِ :‬‬ ‫ـم أولـ ـئِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫َ ْ ُ ُ ُّ ْ َ ُ َ‬ ‫ــن َوهــم مهتــدون‪[ ‬األنعــام‪.]82:‬‬ ‫األم‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ث‪َّ .‬‬ ‫ويظهـ ُ‬ ‫الرجـ ُ‬ ‫(((‬ ‫ـن إذا أصابــه املــرض‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املؤم‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫موق‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫ـر‬ ‫‪‬‬ ‫ـاهلل‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـل‬ ‫ـاء واألمـ‬ ‫‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫‪‬الِي َخلَ َقــي َف ُه َ‬ ‫ِ‬ ‫ــو‬ ‫‪:‬‬ ‫إبراهيــم‬ ‫ــه‬ ‫نبي‬ ‫ِســان‬ ‫ل‬ ‫ىلع‬ ‫‪‬‬ ‫اهلل‬ ‫قــال‬ ‫حــال يقــول مــا‬ ‫فلســان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َ َ ْ ُ َُ َ َْ‬ ‫َْ‬ ‫َ​َْ‬ ‫ُ َ ُْ ُ‬ ‫َ َّ ُ ُ ُ َّ ُ ْ‬ ‫ي‬ ‫ِي‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ني‬ ‫ف‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ي‬ ‫ني‪‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ث‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫يت‬ ‫م‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ني‬ ‫ق‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ط‬ ‫ي‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ِي‬ ‫ال‬ ‫ـن‪ ،‬و‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يه ِديـ ِ‬

‫[الشــعراء‪.]81-78:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ َ ْ َ ُ َ َ ُ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫للمؤمنــن‬ ‫وكذلــك يف دعــوة ِ اهلل‬ ‫ــه ْم ال‬ ‫بقــول‪ :‬قــل يــا عِبــادِي الِيــن أسفــوا ع أنف ِس ِ‬ ‫َّ َ َ ْ ُ ُّ ُ َ َ ً َّ ُ‬ ‫َْ‬ ‫ََُْ‬ ‫ــه ُه َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ــو الْ َغ ُف ُ‬ ‫ــور َّ‬ ‫تقنطــوا مِــن َّرحــ ِة اهللِ إِن اهلل يغ ِفــر اذلنــوب جِيعــا إِن‬ ‫يــم‪[ ‬الزمــر‪.]53:‬‬ ‫الر ِ‬ ‫َ َّ َ َ ُ ْ َ َ ُّ ُ ًّ‬ ‫ُّ‬ ‫ين آمنوا أشد حبا ِهلل‪[ ‬ابلقرة‪.]165:‬‬ ‫ج ‪ .‬احلب هلل ويف اهلل(((‪ :‬قال تعاىل‪ :‬و ِال‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫وقال ُّ‬ ‫انليب ‪« :‬واذلي نفيس بي ِده لن تدخلوا اجلنة حىت تؤمِنوا‪ ،‬ولن تؤمِنوا حىت حتابوا»(((‪.‬‬ ‫َ ْ َ ْ ُ ْ َ َ ْ ُ ُ ْ َ ْ َّ َ َ َ َّ َ ْ ُ َّ َ ُ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ُ‬ ‫الينَ‬ ‫ح‪ .‬اثلبــات يف الشــدائ ِ ِد(((‪ :‬قــال تعــاىل‪ :‬أم ح ِســبتم أن تدخلــوا النــة ولمــا يأت ِكــم مثــل ِ‬ ‫‪  .1‬اإلميان والحياة ‪ ،66‬حرية االعتقاد ‪.143‬‬ ‫‪  .2‬اإلميان والحياة ‪.74‬‬ ‫‪  .3‬اإلميان والحياة ‪.108‬‬ ‫‪  .4‬اإلميان والحياة ‪.127‬‬ ‫‪  .5‬اإلميان والحياة ‪.135‬‬ ‫‪  .6‬اإلميان والحياة ‪ ،145‬أثر العقيدة ‪.39‬‬ ‫‪  .7‬مسلم يف اإلميان‪ ،‬باب بيان أنه ال يدخل الجنة إال املؤمنون‪ ،‬حديث رقم ‪.81‬‬ ‫‪  .8‬اإلميان والحياة ‪.160‬‬


‫‪21‬‬

‫‪:‬ثلاثلا ثحبما‬ ‫ائاتنو هللاب ِناميإل ُةّيمهأ‬ ‫ل‬ ‫ا‬

‫ ‬

‫ُ‬ ‫اإليمان باهلل ‪‬‬ ‫أهميّة‬ ‫ِ‬

‫ ‬

‫نتائج‬ ‫اإليمان باهلل على الفَ ردِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬

‫َ ْ ّْ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ـان بــه‪ ،‬وســوف نبحــث هنــا أهميــة لك‬ ‫ـ‬ ‫رك‬ ‫لك‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ومع‬ ‫ـان‬ ‫ـ‬ ‫اإليم‬ ‫أراكن‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫ســبق أن تعر‬ ‫ـن ومعــى اإليمـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ـور يف‬ ‫ـن مــن تلــك‬ ‫األراكن وصلتــه باحليــاة ِ ادلنيــا‪ ،‬وكذلــك نتائــج اإليمـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـان بــه وهــذا مــن أهــم األمـ ِ‬ ‫ركـ ٍ‬ ‫ّ ً ْ ّ‬ ‫ّ ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫العقيــدة ِ اإلســامية‪ ،‬وذلــك ألن العقيــدة اإلســامية ليســت عقيــدة نظريــة بــل إنهــا عقيــدة عمليــة‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ـس عقليــة صحيح ـ ٍة‪.‬‬ ‫تعت ِمــد ىلع أسـ ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫َ ُ ِّ ُ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ـل حــازمٍ أن هل إلهــا خالقــا عليمــا‬ ‫ـ‬ ‫بش‬ ‫ق‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫ي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫املؤم‬ ‫إن‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـان‬ ‫ـ‬ ‫اإليم‬ ‫أراكن‬ ‫ل‬ ‫واإليمــان بــاهلل أو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫القطعيـ ِة املتنوعـ ِة مــن َو ْح إلـ ٍّ‬ ‫ـي أو أدلـ ٍة يقطــع العقــل بهــا(((‪.‬‬ ‫ة‬ ‫ـ‬ ‫حكيمــا‪ ،‬وهــذا اإليمــان يقــوم ىلع األدل‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وتَ ُ‬ ‫نذكر منها‪:‬‬ ‫آثاره الكثرية ِ‪ ،‬واليت‬ ‫اإليمان باهلل ‪ ‬يف احلياة ِ ادلنيا من‬ ‫ظهر نتائج‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫خالل ِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫للطبيعــة أو ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫ألي ْ‬ ‫يش ٍء مــن‬ ‫لإلنســان أو‬ ‫للمخلوقــات‪:‬‬ ‫املؤمــن مــن العبوديــ ِة‬ ‫اإلنســان‬ ‫حتــر ُر‬ ‫‪ .1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ْ ً َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ (((‬ ‫ورزقــه‬ ‫موجـ ِ‬ ‫ـودات هــذا الكــو ِن ‪ ،‬فاإليمــان بــاهلل ‪ ‬جيعــل اإلنســان مطمئِنــا أن حياتــه وموتــه ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫بيـ ِد اهلل تعــاىل‪ ،‬فــا يســتطيع أحــد مهمــا عال شــأنه أن يهبــه أو حيرمــه ممــا كتبــه اهلل ‪ ‬هل؛ وذللك‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫األرض وطواغيتِهــا‪ ،‬وثــورة ىلع‬ ‫ِ‬ ‫جنــد يف شــهادة ِ اتلوحيــد ال هلإ إال اهلل إعــان ثــور ٍة ىلع جبابــرة ِ‬

‫األصنـ ِ‬ ‫دون اهلل تعــاىل‪.‬‬ ‫ـام واآلهل ـ ِة املزعومــة مــن ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫الرســل‪ ،‬قــال تعــاىل ىلع‬ ‫ـره‪ ،‬وهــذا مــا داعنــا إيل ـ ِه‬ ‫ـن عبــدا هلل دون غـ ِ‬ ‫وذلــك جيعــل مــن املؤمـ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ ُ ْ َ َ َ ُ ِّ ْ‬ ‫ــن إلَـــه َغ ْ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫إرصار‬ ‫ــرهُ‪[ ‬األعــراف‪ ،]59:‬وجنــده يف‬ ‫لســان‬ ‫نــوح ‪ :‬اعبــدوا اهلل مــا لكــم م ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫غــم مــن لك مــا‬ ‫الكــرام ىلع‬ ‫ســول حممــد ‪ ‬وأصحابِــه‬ ‫الر‬ ‫اإلســام ويف ادلعــوة ِ إيلــه‪ ،‬ىلع الر ِ‬ ‫ِ‬ ‫تعرضــوا هل مــن ً‬ ‫َّ‬ ‫ســبيل اهلل تعــاىل‪.‬‬ ‫أذى يف‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ـر ذلــك مــن خــال خطــاب إبراهيـ َ‬ ‫ـرآن الكريـ ُ‬ ‫َي ْظهـ ُ‬ ‫ـم يقــول ‪:‬‬ ‫ـم ‪ ‬لقو ِمــه فيمــا نقلــه القـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َْ ُ َ‬ ‫َ ْ َ ً َ َ ْ ُ ُ َ ْ ً َّ َّ َ َ ْ ُ ُ َ‬ ‫َّ َ َ ْ ُ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ون اهللِ ال يملِكــون‬ ‫د‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ون‬ ‫ون اهللِ أوثانــا وتلقــون إِفــا إِن الِيــن تعبــد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬إِنمــا تعبــدون ِمــن د ِ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ ُ ْ ًْ َ َُْ‬ ‫َ َ ُ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ ْ َ ْ ُ ُ‬ ‫ـم ِرزقــا فابتغــوا عِنــد اهللِ الـ‬ ‫ـرزق َواعبــدوهُ َواشــك ُروا لُ إ ِ ْلـ ِه ت ْرجعــون‪[ ‬العنكبــوت‪.]17:‬‬ ‫لكـ‬ ‫َ ُ ْ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َّ َ َ ً ا َك َمــا ل َ ُهـ ْ‬ ‫ـم‬ ‫ـوار مــوىس ‪ ‬مــع قو ِمــه قــال ‪ :‬قالــوا يــا مــوس اجعــل لــا إِلـــه‬ ‫وكذلــك يف حـ ِ‬ ‫َ ٌ َّ َ ُ ْ َ ْ َ ُ َ َ َ‬ ‫َ ٌ َ َ َّ ُ ْ َ ْ ٌ َ ْ َ ُ َ َّ َ ُ‬ ‫ـر َّمــا ُهـ ْ‬ ‫ـؤالء ُم َتـ َّ ٌ‬ ‫ـم فِيـ ِه َوبا ِطــل مــا كنــوا يعملــون‪ ،‬قــال‬ ‫آل ِهــة قــال إِنكــم قــوم تهلــون‪ ،‬إِن هــ‬ ‫ُ ْ َ ً َ ُ َ َ َّ َ ُ ْ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ع الْ َعالَمـ َ‬ ‫َ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ض‬ ‫ف‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ـن‪[ ‬األعــراف‪.]140-138:‬‬ ‫ا‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫يك‬ ‫غ‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫هلل‬ ‫ا‬ ‫ـر‬ ‫أغـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪  .1‬اإلميان والحياة ‪ ،20‬العقيدة اإلسالمية ‪.85‬‬ ‫‪  .2‬اإلميان والحياة ‪ ،49‬أثر العقيدة ‪ ،53‬حرية االعتقاد ‪ ،139‬الله يف العقيدة ‪.11‬‬


‫المبحث الثالث‬

‫ُ‬ ‫ونتائجه‬ ‫اإليمان باهلل‬ ‫أهميّة‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫اإليمان باهلل ‪‬‬ ‫ ‪-‬أهمية‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اإليمان باهلل ىلع الفر ِد‬ ‫ ‪-‬نتائج‬‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫اإليمان باهلل ىلع المجتمع‬ ‫ ‪-‬نتائج‬‫ِ‬

‫عزيزي الطالب‪:‬‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َْ َ‬ ‫أهمي ِة اإليمان باهلل ونتاجئه أن َّ‬ ‫باخلربات‬ ‫تزتود‬ ‫يت َوقع منك بعد دراسة مبحث‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ْ َّ‬ ‫التبوية اآلتية‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫اذلايت‪.‬‬ ‫ايلقني‬ ‫‪1.1‬اتلنشئة ىلع عقيدة ِ اتلّوحي ِد نشأة صحيحة تقوم ىلع‬ ‫ِ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ ُّ‬ ‫اخلوف مما سواه‪.‬‬ ‫حواجز‬ ‫وايلقني باهلل وإزالة لك‬ ‫‪2.2‬بث الطمأنين ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالقوة ِ املعنوية‪.‬‬ ‫اإليمان يف الت ُّو ِد‬ ‫أثر‬ ‫ِ‬ ‫‪3.3‬تعرف ِ‬ ‫ُ‬ ‫املجتمع‪.‬‬ ‫ابلذل واتلضحي ِة يف‬ ‫‪4.4‬التشجيع ىلع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سبيل استقرارِ‬ ‫ِ‬


‫ّ َّ ّ‬ ‫ُ‬ ‫الكريم والسن ِة الشريف ِة ‬ ‫بالقرآن‬ ‫االعتصام‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪84‬‬

‫َ ُ ّ‬ ‫ُ‬ ‫حذير منها ‬ ‫البِدع والت‬

‫‪90‬‬

‫المراجع ‬

‫‪94‬‬

‫ّ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫بالكتاب والسنة ‪85 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫االعتصام‬ ‫مفهوم‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ّ ُ َّ‬ ‫القرآن والسن ِة ‪85 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫مكانة‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫جحود ْ‬ ‫القرآن أو السن ِة ‪86 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫شي ٍء من‬ ‫ِ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َّ‬ ‫سول ‪87 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‬‬ ‫منهج‬ ‫الحياة اإليمانية على‬ ‫ِ‬ ‫القرآن وسن ِة الر ِ‬ ‫ِ‬

‫ُ ْ َ‬ ‫مفهوم البِدعة ‪91 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫حك ُم البِدعة ‪91 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫ْ َ‬ ‫بِدعة في الحديث النبوي ‪91 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫ً‬ ‫َ ْ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫يمكن أن تكون البِدعة حسنة؟ ‪92 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫هل‬

‫‪9‬‬


‫سرهفلا‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫اإليمان والحضارة اإلنسانية ‬

‫‪54‬‬

‫ُ‬ ‫نواقض اإليمـان ‬

‫‪60‬‬

‫ُ‬ ‫الحضارة اإلنسانية ‪55 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫أدوات البِناءِ‬ ‫باإليمان ‪55 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫الحضاري وصلتها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫نواقض اإليمان ‪61 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫مفهوم‬ ‫ِ‬

‫الكفر ‪61 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫الرضا بالكفر ‪62 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫ِ‬ ‫ُْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫الشرك والنِفاق وعالقتهما بالكف ِر ‪63 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫ِ‬ ‫ّ َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫الردة وشروط وقوعِها ‪63 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫ِ‬

‫ُ ّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫وآثارها ‬ ‫كفرات‬ ‫الم ِ‬

‫‪66‬‬

‫مفهوم المكفرات ‪67 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫َ‬ ‫والتكفير ‪69 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫الكفر‬ ‫بين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫اإلنسان ‪70 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫أثر‬ ‫رات في حياة ِ‬ ‫ِ‬ ‫المكف ِ‬ ‫ِ‬

‫ُ‬ ‫وآثارها ‬ ‫المعاصي‬

‫‪74‬‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫مفهوم المعصي ِة وأنواعها ‪75 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫ُ‬ ‫أثر المعاصي في حياة ِ اإلنسان ‪76 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫ّ َ‬ ‫المعاصي والتوبة ‪77 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫اإلنسان ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬ ‫الحياة والحكمة من خل ِ‬

‫‪80‬‬

‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫والمتصرف فيه ‪81 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫الكون‬ ‫اهلل مالك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫اإلنسان ‪82 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫الحكمة من خل ِق‬ ‫ِ‬ ‫حقيقة الحياة الدنيا ‪83 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫‪8‬‬


‫ُ ُّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ ُ‬ ‫اإليمان‬ ‫بالرس ِل واألنبياءِ عليهم الصالة والسالم ونتائجه ‬

‫‪32‬‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫خ ِر ونتائجه ‬ ‫اإليمان‬ ‫باليوم اآل ِ‬

‫‪36‬‬

‫ُ َ َ‬ ‫اإليمان بالقد ِر ونتائجه ‬

‫‪40‬‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫اإلنساني ‬ ‫المجتمع‬ ‫في‬ ‫واإليمان‬ ‫األخالق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪44‬‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫اإلنساني ‬ ‫المجتمع‬ ‫في‬ ‫واإليمان‬ ‫العلم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪50‬‬

‫َّ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫اإليمان‬ ‫أهمية‬ ‫بالرس ِل ‪33 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫سل من الناحي ِة االعتقادي ِة ‪33 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫نتائج‬ ‫ِ‬ ‫اإليمان بالر ِ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫سل من الناحي ِة السلوكية ‪34 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫نتائج‬ ‫ِ‬ ‫اإليمان بالر ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫باليوم اآلخر ‪37 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫اإليمان‬ ‫أهمية‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫باليوم اآلخر ‪37 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫اإليمان‬ ‫نتائج‬ ‫ِ‬

‫َّ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫اإليمان بالقد ِر ‪41 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫أهمية‬ ‫ِ‬ ‫نتائج اإليمان بالقدر ‪41 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫َّ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫اإلنسان في ضوءِ‬ ‫اإليمان بالقد ِر ‪42 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫حرية‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫َّ ُ‬ ‫األخالق ‪45 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫أهمية‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫األخالق في حياة ِ اإلنسان ‪45 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫منبع‬ ‫ِ‬ ‫ُ ّ‬ ‫األخالق ‪46 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫واإليمان في بناء‬ ‫ين‬ ‫أثر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الد ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫بعض األخالق الفاضل ِة التي َ‬ ‫أمرنا بها اإلسالم ‪47 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫العـلم في اإلسالم ‪51 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫مكانة‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫العلم في حيات ِنا ‪51 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫مصادر‬ ‫ِ‬

‫عالقة اإليمان بالعلم ‪52 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫‪7‬‬


‫سرهفلا‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ِلم التوحي ِد ‬ ‫مدخل إلى ع ِ‬

‫‪10‬‬

‫َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫أهمية العقيدة ِ وصلتها بالحياة ‬

‫‪16‬‬

‫َّ ُ‬ ‫أهمية العقيدة ‪11 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫علم التوحيد ‪12 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫تعريف ِ‬ ‫ُ‬ ‫موضوع علم التوحي ِد ومجاالته ‪12 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫علم التوحي ِد وفضله ‪13 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫مكانة ِ‬ ‫ُ‬ ‫بعلم التوحيد ‪13 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫القرآن‬ ‫اهتمام‬ ‫الكريم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ُّ‬ ‫ّ‬ ‫علم التوحي ِد ‪14 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫حكم تعل ِم ِ‬

‫َّ ُ ّ‬ ‫الدين في حياة ِ اإلنسان ‪17 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫أهمية ِ‬ ‫نتائج العقيدة وصلتها بالحياة ‪18 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫العقيدة واآلخرة ‪19 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫اإليمان باهلل ونتائجه ‬ ‫ة‬ ‫أهمي‬ ‫ِ‬

‫‪20‬‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫والكتب ونتائ ِجه ‬ ‫اإليمـان بالمالئـك ِة‬ ‫ِ‬

‫‪26‬‬

‫ُّ‬ ‫اإليمان باهلل ‪21 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‬‬ ‫أهمية‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اإليمان باهلل على الفر ِد ‪21 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫نتائج‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫اإليمان باهلل على المجتمع ‪24 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫نتائج‬ ‫ِ‬

‫َّ ُ‬ ‫اإليمان بالمالئكة ‪27 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫أهمية‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫اإليمان بالمالئكة ‪27 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫نتائج‬ ‫ِ‬ ‫َّ ُ‬ ‫اإليمان بالكتب ‪28 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫أهمية‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫اإليمان بالكتب ‪28 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫نتائج‬ ‫ِ‬

‫‪6‬‬


‫ُ‬ ‫والكتب ونتاجئُه‬ ‫ ‪-‬اإليمـان باملالئـك ِة‬ ‫ِ‬ ‫ُ ّ ُ‬ ‫ُ ُّ‬ ‫ـل واألنبياء عليهم الصالة والسالم ونتاجئُه‬ ‫ ‪-‬اإليمان بالرسـ ِ‬ ‫ُ‬ ‫اآلخر ونتاجئُه‬ ‫ ‪-‬اإليمان بايلوم‬ ‫ِ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ ‪-‬اإليمان بالقد ِر ونتاجئُه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ ‪-‬األخالق واإليمان يف‬ ‫اإلنساين‬ ‫املجتمع‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ ‪-‬‬ ‫اإلنساين‬ ‫املجتمع‬ ‫العلم واإليمان يف‬ ‫ِ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ ‪-‬اإليمان واحلضارة اإلنسانية‬ ‫ُ‬ ‫ ‪-‬نواقض اإليمان‬ ‫ِّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫وآثارها‬ ‫ ‪-‬املكفرات‬

‫ُ‬ ‫وآثارها‬ ‫ ‪-‬املعايص‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫اإلنسان‬ ‫ ‪-‬احلياة واحلكمة من خل ِق‬ ‫ِ‬ ‫ّ َّ‬ ‫ُ‬ ‫الكريم والســنة الرشيفة‬ ‫ ‪-‬االعتصام بالقرآن‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫واتلحذير منها‬ ‫ ‪-‬ابلِدع‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ‬ ‫اإلنصــاف ومــرااعة ِ مــا يت ِســع هل‬ ‫وقــ ِد الــزم الكتــاب قــد َر االســتطاع ِة باملوضوعيــة‪ ،‬وحــرص ىلع‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫اخلــاف‪ ،‬ومــا ال يت ِســع‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫يتمكـ َ‬ ‫ـن املعلـ ُ‬ ‫ـتيعاب‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـاس‬ ‫ـ‬ ‫قي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـم‬ ‫يك‬ ‫ـئلة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫األس‬ ‫ـض‬ ‫ـ‬ ‫بع‬ ‫درس‬ ‫ـكل‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫حل‬ ‫أ‬ ‫وإتمامــا للفائــدة فقــد‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫الطالــب لـ َّ‬ ‫ـدرس‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫تخصصـ َ‬ ‫ِ ِّ‬ ‫ـع مركـ ُ‬ ‫ـن يلفيــدوا منــه‬ ‫ـاث هــذا اجلهــد بــن يــدي الم‬ ‫ـز االسـ‬ ‫ويضـ‬ ‫ـات واألحبـ ِ‬ ‫ـترشاف لدلراسـ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ً‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ويلطـ ِّ‬ ‫ـر ِّ‬ ‫يع وطلبتِــه‪.‬‬ ‫ـم الـ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫العم‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫يك‬ ‫أن‬ ‫ـأل‬ ‫واهلل نسـ‬ ‫ـوروه‪،‬‬ ‫ـبيل ِ‬ ‫خدم ـ ِة ال ِعلـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫واهلل ُّ‬ ‫ويل اتلوفيق‬ ‫جلنة املناهج‬

‫‪5‬‬


‫ةمّدقلا‬ ‫م‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُّ ّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ـوث رمحــة للعاملــن‪ ،‬وىلع ِ‬ ‫آل وصحبِــه‬ ‫احلمــد هلل رب العاملــن‪ ،‬وأفضــل الصــاة وأتــم التســليم‪ ،‬ىلع املبعـ ِ‬ ‫أ مجعني ‪.‬‬ ‫و بعد‪ ...‬‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ـة اهلل ‪ ‬مــن أهـ ِّ‬ ‫أن يتعل َمــه املسـ ُ‬ ‫ـرف تعل ِقهــا بــاهلل تعــاىل مــن جهـ ٍة‪،‬‬ ‫ـم مــا ينبــي‬ ‫فــإن معرفـ‬ ‫ـلم‪ ،‬لـ ِ‬ ‫ً‬ ‫َ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ـم مــا جيـ ُ‬ ‫وحلاجـ ِة املســلم إىل أن َي ْعلَـ َ‬ ‫ـب يف حــق اهلل ومــا جيــوز ومــا يســتحيل مــن جهــة أخــرى‪ .‬فضــا‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫القــول‬ ‫وإخــاص‬ ‫بــادلاعءِ والقصــ ِد‪،‬‬ ‫عــن أن لــوازم هــذه املعرفــ ِة مــن عبــادة ِ اهلل ‪ ،‬واتلوجــ ِه إيلــه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ّ ُ‬ ‫ْ‬ ‫العلــم بــاهلل وبرســاالت ِه وبكالمِــه‪ ،‬وهــو مــا‬ ‫والعمــل لوج ِهــ ِه الكريــم‪ ،‬لك ذلــك يتوقــف ىلع حقيقــ ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُْ َُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وصنفــوا فيــه الكتــبَ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ـم اتلوحي ـ ِد‪ .‬وهــو علــم قــد خدمــه علمـ ُ‬ ‫ـاء اإلسـ ِ‬ ‫ـام‪،‬‬ ‫يعـ‬ ‫ـرف عنــد العلمــا ِء بعلـ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ ُّ‬ ‫َ‬ ‫نبيــه ‪ .‬ونظـ ً‬ ‫ـرا إىل تعلقــه حبــق اهلل‬ ‫ـاب اهلل ‪ ،‬وســن ِة‬ ‫الكثــرة‪ ،‬واســتمدوا مباحثــه وأحاكمــه مــن كتـ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ُ َ ْ ً‬ ‫َ ً‬ ‫تعــاىل صـ َ‬ ‫ـلم دراســته‪ ،‬فضــا عــن ُر ّواد املســاج ِد وطــا ِب‬ ‫ـار مــن فـ ِ‬ ‫ـروض األعيــان‪ ،‬وصــار ل ِزامــا ىلع املسـ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ـدارس الرشعي ـةِ‪.‬‬ ‫املعاهــد واملـ ِ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫االســترشاف ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ضمــن‬ ‫املقــر ِر‬ ‫واألحبــاث بكتابــ ِة هــذا‬ ‫راســات‬ ‫لدل‬ ‫مركــز‬ ‫حتقيقــا هلــذه الفائــدة قــام‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫وضــع منهــج تعليــم َم ْســج ٍّ‬ ‫َ‬ ‫مباحــث اتلوحيــ ِد ويُيَ ِّ َ‬ ‫ّ ٍّ‬ ‫سهــا ألبنــاءِ‬ ‫ليســتوعب‬ ‫صــي‪،‬‬ ‫دي ال‬ ‫مرشوعِــه يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ‬ ‫الم ْسـج ِد ِّي‪ ،‬وهــم أبنـ ُ‬ ‫ـاء املرحلــة العمريــة ‪ 15-13‬ســنة‪،‬‬ ‫ـم‬ ‫املســتوى اثلــاين حســب تقســي ِمه طلبــة اتلعليـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ـل جوانــب انلُّمـ ِّ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ـميها علمـ ُ َّ‬ ‫ـو‪ ،‬بعــد أن صاغهــا‬ ‫ـات انلفســية لـ‬ ‫كمــا يسـ‬ ‫ـاء انلفـ ِ‬ ‫ـس‪ .‬فــراىع املقــرر احلاجـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ ْ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫تَربويًّــا َّ‬ ‫َّ‬ ‫املقــر ِر‪ ،‬ومجــع يف بدايــة لك‬ ‫التبويــة ملحتــوى‬ ‫أهــداف مِعياريــ ٍة‪ ،‬وحــدد األهــداف‬ ‫وحوهلــا إىل‬ ‫ٍ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ُ َ َ َّ‬ ‫َ ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫َّ‬ ‫ـم ىلع‬ ‫ـم والمتعلـ ِ‬ ‫ـم اكتســابها مــن ادلرس؛ يلكــون لك مــن املعلـ ِ‬ ‫ـرات الــي يتوقــع مــن المتعلـ ِ‬ ‫ـث اخلـ ِ‬ ‫مبحـ ٍ‬ ‫ُّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ـات العمليــة اتلعليمي ـ ِة اتلعلميــة‪.‬‬ ‫تصــو ٍر ودراي ـ ٍة بغايـ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫املقر ُر ِّ‬ ‫تناول َّ‬ ‫بادلراس ِة املباحث اآلتية‪:‬‬ ‫وقد‬ ‫ٌ‬ ‫علم اتلَّوحي ِد‬ ‫ ‪-‬مدخل إىل ِ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ ‪-‬أهميــة العقيدة ِ وصلتها يف احلياة ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ ‪-‬أهمية اإليمان باهلل ونتاجئُه‬ ‫‪4‬‬



‫لجنــــــة المنــاهج‬ ‫رئيس اللجنة‬

‫أ‪.‬د‪ .‬عماد الدين الرشيد‬

‫األعمال اإلدارية‬

‫د‪ .‬يحيى الحوري‬

‫محمد زكريا المقداد‬

‫شارك يف األعمال العلمية لك من السادة‪:‬‬

‫الشيخ حممد نعيم احلريري‬ ‫األعمال العلمية‬ ‫د‪ .‬أمحد السعدي‬ ‫(اإلعداد‪ ،‬التأليف‪ ،‬د‪ .‬أمحد صوان‬ ‫المراجعة العلمية) د‪ .‬أمحد نتوف‬ ‫د‪ .‬عبد اجلواد محام‬ ‫د‪ .‬عبد العزيز خلف‬ ‫التدقيق التربوي‬

‫أ‪.‬د‪ .‬عماد الدين الرشيد‬

‫التدقيق اللغوي‬

‫د‪ .‬أحمد نتوف‬

‫العمليات الفنية‬

‫أ‪.‬د‪ .‬عماد ادلين الرشيد‬ ‫د‪ .‬حممد ديب عباس‬ ‫د‪ .‬حممد اخلطيب‬ ‫د‪ .‬حيىي احلوري‬ ‫أسماء رسحيل‬ ‫بالل نور ادلين‬

‫حسن الشيخ‬ ‫خالد كمال‬ ‫خولة املوىس‬ ‫شذى العليب‬ ‫ضياء ادلين دحروج‬ ‫مالك العلو‬

‫د‪ .‬يحيى الحوري‬

‫محمد زكريا المقداد‬

‫حممد اخلرض‬ ‫حممد زكريا املقداد‬ ‫منار املرصي‬

‫‪FeeQ‬‬ ‫‪design‬‬

‫ُ ِّ‬ ‫َّ‬ ‫نفذت هذه املقررات وفق برنامج «منهج اتلعليم املسجدي» اذلي أعده مركز االسترشاف لدلراسات واألحباث ضمن مرشوع «تفعيل‬ ‫دور املسجد»‪.‬‬

‫مجيع احلقوق حمفوظة ملركز االسترشاف لدلراسات واألحباث‬

‫‪www.istishraf.org‬‬ ‫َّ َ ُ‬ ‫بعة األ ٰ‬ ‫وىل‬ ‫الط‬


‫التوحيد‬

‫المستوى الثاني‬



‫‪2‬‬

‫اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫ﻣﺮﻛﺰ اﻻﺳﺘﺸﺮاف‬ ‫ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻷﺑﺤﺎث‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.