تقرير البرلمان المصرى للرد على العموم البريطانى بعد تبرئته للإخوان من العنف

Page 1

‫‪1 of 10‬‬

‫تقرير لجنة الشئون الخارجية بالبرملان املصري في الرد على تقرير لجنة الشئون‬ ‫الخارجية بمجلس العموم البريطاني حول‬ ‫)االسالم السياسي وجماعة االخوان(‬

‫تلقت لجنة الشئون الخارجية بالبرملان املصري باهتمام بالغ التقرير الذي أصدرته لجنة الشئون الخارجية‬ ‫بمجلس العموم البريطاني يوم ‪ 7‬نوفمبر ‪ 2016‬ردا ً على تقرير سابق ملكتب الشئون الخارجية والكومنولث بوزارة‬ ‫الخارجية البريطانية )صدر في ديسمبر ‪ (2015‬حول االسالم السياسي وجماعة االخوان‪.‬‬ ‫و البرملان البريطاني مؤسسة عريقة و لها تاريخها و تقاليدها و نحن في مصر ننظر اليها بمنتهي االحترام و‬ ‫التقدير وحيث أن رد مجلس العموم قد تعرض في بعض جوانبه لتجربة االخوان في مصر وما جرى من تداعيات‬ ‫في أعقاب ثورتي ‪ 25‬يناير ‪ 2011‬ويونيو ‪ ،2013‬وأيضا ً ملا احتوى عليه التقرير من مصطلحات خاطئة‬ ‫وتفسيرات سطحية ملمارسات ما سمي بـ "االسالم السياسي" في مصر واملنطقة‪ ،‬فقد رأينا أنه لزاما ً علينا‬ ‫تصحيح وتفنيد أهم ما تضمنه التقرير من نقاط بالغة األهمية نرى أنها تعكس قصورا ً خطيرا ً في ادراك رؤية‬ ‫دوائر مهمة في اوروبا ملا جرى ويجري من احداث سياسية في هذه املنطقة امللتهبة من العالم‪ ،‬وخاصة رؤية‬ ‫برملانات دول نحتفظ معها بعالقات تاريخية وصداقة و تاريخ قوي في حقبة زمنية هامة و مؤثرة في دولنا‪.‬‬ ‫ويهمنا أن نؤكد بداية مجموعة من الحقائق ‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬البرملان املصري وهو يرد بحقائق الواقع والتاريخ على تقرير البرملان البريطاني ال يقف موقف الدفاع عن‬ ‫مواقف واجراءات الحكومة املصرية األمنية والقانونية تجاه جماعة االخوان وحلفاءها من مجموعات العنف املسلح‬ ‫واالرهاب‪ ،‬ولكننا نود أن نوضح الحقائق فحسب انطالقا ً من مسئوليتنا الوطنية والسياسية كنواب عن شعب‬ ‫رفض التفريط في هويته الوطنية وتصدى لجماعة حاولت سرقة التاريخ واستباحة الجغرافيا وبيع األرض وتحويل‬ ‫دولته املدنية )أول دولة مدنية في التاريخ( إلى دولة ثيوقراطية مذهبية إقصائية معادية للحضارة االنسانية وقيم‬ ‫املساواة والحرية واملواطنة‪.‬‬ ‫ثانيا ً‪ :‬اننا نرى أن أي حرص للمجتمع الدولي واألمم املتحضرة لوقف موجة العنف واإلرهاب بإسم الدين التي‬ ‫تجتاح العالم حالياً‪ ،‬البد أن ينطلق من فهم حقيقي واقعي وعادل للجماعات التي تستغل الدين من أجل الوصول‬ ‫إلى السلطة وقهر الشعوب "بأمر اهلل" واالدعاء بأنها الحاصلة على التوكيل االلهي إلقامة "دولة الخالفة في‬ ‫األرض"‪.‬‬ ‫ثالثا ً‪ :‬أن ما يهمنا بالدرجة األولى هو الرد على االستغالل السياسي لدعاوى هذه الجماعات وإدعاءاتهم‬ ‫باملظلومية واالضطهاد واملالحقة األمنية وإعتبارهم – كذبا ً‪ -‬أنهم دعاة سالم وتعايش يؤمنون باملنافسة‬ ‫الديموقراطية على تداول السلطة واحترام القانون والدستور‪.‬‬


‫‪2 of 10‬‬

‫وقد انطلق تقرير لجنة العالقات الخارجية بمجلس العموم من نظرة أحادية ومعلومات ناقصة ومفاهيم خاطئة‬ ‫نفندها على الوجه التالي‪:‬‬ ‫‪ -1‬االسالم السياسي )الدين يحكم العالم!(‪:‬‬ ‫كان من العجيب و البعد عن لياقة اللغة التي استخدمت في مصطلحات هذا التقرير أن يدافع تقرير لجنة‬ ‫مجلس العموم عن مفهوم مروع لـ "اإلسالم السياسي" ويوافق على حكم الدولة بالدين‪ ،‬في تراجع مفجع عن‬ ‫املقومات الديموقراطية والليبرالية التي قامت عليها الحضارة الغربية والتي ناضلت من أجلها شعوب أوروبا‬ ‫وتعتبر من أغلى القيم الحاكمة للثقافة واالخالق السياسية للشعب البريطاني‪.‬‬ ‫وحاول التقرير أن يضع فروقا ً هشة وسطحية بني جماعات "إسالمية" تستغل هامش الديموقراطية للوصول إلى‬ ‫السلطة سلميا ً عبر االنتخابات واملمارسة السياسية والحزبية‪ ،‬وبني جماعات "إسالمية" أخرى تنتهج العنف‬ ‫املسلح واالرهاب لفرض منهجها وأسلوبها وعقيدتها على املجتمعات‪.‬‬ ‫وتجاهل التقرير – عمدا ً أو عن جهل بحقائق التاريخ – أن جماعة االخوان املصرية كانت منذ نشأتها في الثلث‬ ‫األول من القرن املاضي هي املنبع واألصل الفكري والحركي واألم الحاضنة لكل الجماعات االسالمية التي‬ ‫انتشرت في دول املنطقة عبر ثمانية عقود وحتى األن‪ .‬تنظيم القاعدة‪ ،‬أسسته قيادات كانت في األصل من أبناء‬ ‫جماعة اإلخوان وفي مقدمتهم أيمن الظواهري األب الروحي والعقائدي للتنظيم‪ ،‬وكل تنويعات السلفية الجهادية‪،‬‬ ‫والسلفية الوهابية‪ ،‬وتنظيم داعش االرهابي وفروعه جبهة النصرة وأنصار بيت املقدس‪ ،‬ومن قبلها منظمة حماس‬ ‫وكتائب عزالدين القسام‪ ،‬كلها قامت انطالقا ً من البنية الفكرية لالخوان الداعية لحلم "دولة الخالفة" واملؤمنة‬ ‫بوحدة األمة االسالمية من ماليزيا وأفغانستان إلى تركيا وكازخستان واملعادية لـ "الدولة الوطنية" واألمة العربية‬ ‫وغيرها‪ ..‬والكارهة للثقافة الغربية التي تصفها بأنها "إباحية وكافرة"!‪.‬‬ ‫وكل الدراسات والتحليالت ملا سمي بحركات وجماعات "االسالم السياسي" في املنطقة لم تعثر على فروق فكرية‬ ‫جذرية بينها‪ ،‬فكلها تنطلق من تفسيرات متشابهة ومتقاربة للنصوص الدينية‪ ،‬وكلها تؤمن بتفسير شبه متطابق‬ ‫للشريعة‪ ،‬وللجهاد ضد "الحاكم الكافر" والحرب ضد "أعداء اإلسالم"‪ .‬وتتلخص الفروق بينهما فقط في‬ ‫األولويات والتوقيتات وأوقات الصدام والهدنة مع الحاكم والتحالفات وطبيعة الحركة السياسية بني الجماهير‬ ‫وأشكال العمل السري والعلني ‪ ..‬إلخ‬ ‫ومن املالحظ – على سبيل املثال – أن جميع املؤسسات الدينية الرسمية وشبه الرسمية في العالم اإلسالمي لم‬ ‫تشجب باملطلق وبشكل قاطع ما يسمى بالحركات الجهادية التي تستخدم العنف واالرهاب ولم تعلن خروجها عن‬ ‫الشرع والدين‪ ،‬وفي بعض األحيان تكتفي فحسب بإدانة عمليات دموية تطال املدنيني‪.‬‬ ‫ومن هنا فإنه كان من املستغرب أن يحاول تقرير لجنة مجلس العموم إيجاد فروق بني ما أسماه االسالم‬ ‫السياسي "املتطرف" واالسالم السياسي "الديموقراطي" محاوال إسباغ طابع ديموقراطي على جماعة االخوان‪،‬‬ ‫ومراهنا ً بشكل يائس على محاولة إقناعها بااللتزام "بمفهوم مرن للشريعة االسالمية"‪ ،‬بدون إدراك لحقيقة ثابتة‬ ‫عند كل هذه الجماعات امللقبة باالسالمية دون حق وهي أن "الشريعة كل اليتجزأ" ومهما اختلفت التفسيرات فإن‬ ‫األصول الفكرية واحدة وفي مقدمتها "الجهاد والحرب ضد الكفار"‪.‬‬


‫‪3 of 10‬‬

‫‪ -2‬املقارنة مع تونس )الفرق في املوديل‪ ..‬لون العباءة والعمامة!(‬ ‫وفي خطأ فادح وضع تقرير لجنة الشئون الخارجية بمجلس العموم البريطاني كل البيض في سلة واحدة‪،‬‬ ‫وتجاهل الفروق الثقافية وظروف التجارب النوعية املختلفة لكل فصيل إسالمي يسعى إلى السلطة في بلده‪.‬‬ ‫وقارن التقرير بني تجربة االخوان في مصر وتجربة "إخوانهم" في تونس‪ ،‬وعلى الرغم من وحدة املنطلقات‬ ‫واألهداف في كلتا التجربتني‪ ،‬وهي القفز على السلطة وإقامة الدولة اإلسالمية عبر آلية االنتخابات‬ ‫الديموقراطية‪ ،‬إال أن فروق التركيبة االجتماعية والثقافية في تونس )املستعمرة الفرنسية السابقة( – حوالي ‪11‬‬ ‫مليون نسمة باملقارنة بالدولة املصرية ‪ 90‬مليون نسمة‪ -‬مهد جماعة االخوان أول حركة إسالمية منظمة ومسلحة‪،‬‬ ‫وأول تنظيم يبدأ دعويا ً علنيا ً ثم يتحول إلى تنظيم سري له فروع وممثلني في دول املنطقة والعالم‪ ،‬ويؤسس ألول‬ ‫مرة تنظيما ً دوليا ً يملك بنوكا ً ومؤسسات تجارية وجمعيات خيرية ومستشفيات وأرصدة مالية هائلة تتدفق عليه من‬ ‫أثرياء املسلمني في الخليج وفي العالم االسالمي‪.‬‬ ‫ومع أن هناك فروقا ً في موديل الخطاب السياسي ولغة التعامل مع السلطة ومع الشارع بني تونس ومصر‪ ،‬إال أن‬ ‫تقرير مجلس العموم‪ ،‬أغفل أو إفتقر إلى املعلومات الواقعية والتاريخية التي تجمع بني إخوان مصر وإخوان‬ ‫تونس بمالمح دامية متشابهة‪:‬‬

‫‬‫إخوان مصر‪ :‬أول وأكبر جماعة تؤسس لفكر العنف املسلح واالغتياالت السياسية باملنطقة )إغتيال‬ ‫رئيس وزراء مصر محمود باشا فهمي النقراشي ‪ – 1948‬اغتيال القاضي أحمد الخازندار ‪ – 1948‬محاولة‬ ‫اغتيال الرئيس املصري جمال عبدالناصر باألسكندرية ‪ – 1954‬اغتيال الرئيس املصري أنور السادات‬ ‫‪ -1981‬وكان هو من سمح لهم بالعودة للحياة السياسية بعد وقف نشاطهم ‪ 30‬عاما ً – ثم مؤخرا ً اعترافهم‬ ‫باغتيال النائب العام املصري القاضي هشام بركات ‪(2015‬‬ ‫‬‫‪-‬‬

‫اخوان تونس‪ :‬تجاهل التقرير أن جماعات العنف املسلح التونسية كانت وراء سلسلة تفجيرات وأعمال‬ ‫عنف واغتياالت طالت شخصيات وسياحا ً أجانب في مدينة الحمام وغيرها‪ ،‬وأن الشباب التونسي في فرنسا‬ ‫هو أخطر الغام التطرف واالرهاب في أوربا‪ ،‬وأن أكثر من ‪ 1000‬شاب تونسي انضموا مؤخرا ً لتنظيم داعش‬ ‫االرهابي )وفق أرقام صحفية تونسية(‪.‬‬

‫‬‫‪ -3‬ديموقراطية االخوان )الصعود إلى القمة على أجساد الفقراء(‬ ‫وكانت أكثر املفاهيم إلتباسا ً وتشوشا ً في تقرير لجنة الشئون الخارجية بمجلس العموم هي تلك املتعلقة بـ‬ ‫"ديموقراطية جماعة االخوان" مع االشارة واالشادة بتجربة صعودهم إلى السلطة في مصر بانتخابات شعبية‬ ‫حصلوا فيها على أصوات مكنتهم من تشكيل الحكومة‪ ،‬والحصول على أغلبية في البرملان‪.‬‬ ‫وهنا كان التجاهل املتعمد واضحا ً من جانب التقرير لحقائق التاريخ القريب‪ ،‬فقد جاء االخوان إلى حكم مصر‬ ‫فوق موجة غضب جماهيري كاسح أطاح بنظام مبارك الذي حكم البالد وجمد الحياة السياسية فيها ألكثر من‬ ‫‪ 30‬عاماً‪ ،‬وكان االخوان هم الفصيل الوحيد املنظم الذي تغلغل لسنوات طويلة بني الجماهير بدعاوى ملكية الحل‬ ‫السحري ملشاكل املصريني املزمنة‪ ..‬الفقر والصحة والتعليم‪ ..‬وكان شعارهم )االسالم هو الحل( هو مفتاحهم‬


‫‪4 of 10‬‬

‫البتزاز املشاعر الدينية ملاليني البسطاء في مصر‪ ،‬وكانت رشاواهم السياسية في املناطق الفقيرة تتمثل في‬ ‫تقديم الخدمات العالجية وتوزيع السلع األساسية تجسد أخطر أساليب االستغالل الرخيص ألوجاع الفقراء وهو‬ ‫األمر الذي تم إستغالله في أعقاب ثورة ‪ 25‬يناير ليقدم االخوان أنفسهم باعتبارهم البديل القادر على الحكم‬ ‫والحل باالسالم‪.‬‬ ‫كانت آلية الديموقراطية باملفهوم الحديث التي ترفضها عقيدة االخوان املعتمدة على مفهوم )السمع والطاعة(‬ ‫ملرشد الجماعة ولزعمائها الروحيني وقياداتها العليا في مكتب االرشاد‪ ،‬كانت هي السلم الذي صعد به االخوان‬ ‫للسلطة ثم ألقوه بعيدا ً فيما بعد عندما احتكروا جميع املناصب في الدولة وكتبوا دستورا ً يمهد لتحويل مصر من‬ ‫دولة مدنية عريقة تحترم العقائد واألديان وتختلط فيها الحضارات االنسانية في بوتقة نادرة‪ ،‬إلى دولة دينية‬ ‫مذهبية اقصائية تطالب فيها القيادات الدينية لالخوان وحلفاءهم بطرد املصريني املسيحيني إلى كندا والواليات‬ ‫املتحدة األمريكية!‬ ‫إن االخوان‪ ،‬عقيدةً وممارس ًة ‪ ،‬هيكالً وتنظيماً‪ ،‬هم ضد الديموقراطية‪ ،‬والجماعة على مدى تاريخها وفي تعاليم‬ ‫مؤسسها حسن البنا ومنظرها سيد قطب‪ ،‬هي ضد األحزاب السياسية وتكره أسلوب الوصول إلى الحكم عبر‬ ‫آلية الدستور وقوانني "الدولة التي ال تحكم بالشريعة"!‪ ،‬ولكنها بعد ثورة ‪ 25‬يناير وجدت نفسها وحيدة في‬ ‫ساحة خالية من الكيانات السياسية املدنية القوية‪ ،‬فقررت على الفور تغيير مبادئها وشكلت حزبا ً مشابها ً‬ ‫لألحزاب االسالمية املوجودة في تركيا والسودان وباكستان واندونيسيا‪ ،‬مع فارق رئيسي هو أن ديموقراطيتها‬ ‫كانت شعارا ً فارغا ً بال مضمون فكري أو ممارسة عملية على األرض‪.‬‬ ‫وكان من املالحظات الصارخة في تقرير مجلس العموم التي توقفت عندها لجنة الشئون الخارجية بالبرملان‬ ‫املصري هو ذلك التجاهل الغريب لخروج ماليني املصريني ضد حكم االخوان في ‪ 30‬يونيو ‪ ،2013‬عندما رفع‬ ‫نحو ‪ 30‬مليون مصري في شوارع العاصمة واملدن املصرية شعارا ً تاريخيا ً واحدا ً هو "ال لحكم املرشد" وعندما‬ ‫تجسدت في هذه اللحظة الفاصلة العبقرية السياسية لهذا الشعب الذي خرج بكافة طبقاته االجتماعية يرفض‬ ‫حكم جماعة دينية لدولة تضرب بجذورها املدنية في عمق الحضارة االنسانية‪ .‬ولم تكن معركة املصريني حينذاك‬ ‫مع حكم جماعة االخوان معركة سياسية أو قصدوا بها ضرب ما أسماه التقرير "تجربتهم الديموقراطية"‪ ،‬ولكنها‬ ‫كانت معركة مصيرية الستعادة تاريخ يسرق وهوية تتشوه‪ ..‬املصريون كتبوا في هذا اليوم شرعية جديدة‪،‬‬ ‫وصاغوا ملحمة للديموقراطية الشعبية‪ ،‬ورفضوا أن يركعوا للخليفة املختب› خلف دستور زيف إرادة املصريني‪.‬‬ ‫إن الفكر السياسي في العالم كله لم يتفق على مفهوم وحيد وتعريف واحد مقدس للديموقراطية‪ ،‬كل شعب وله‬ ‫تجربته وأسلوبه في الفهم واملمارسة‪ .‬واألمر املؤكد هو أن اململكة املتحدة بتقاليدها الديموقراطية العريقة وبما‬ ‫تملكه من تاريخ برملاني مجيد فإنها ال يمكن أن تعتبر أن السطو على الهوية بادعاءات ديموقراطية وأقنعة‬ ‫ليبرالية مزيفة‪ ،‬يعتبر من املمارسات الديموقراطية األصيلة التي يجب الدفاع عنها خاصة وأن الشعب املصري‬ ‫صاحب املصلحة العليا في حماية تاريخه وتقاليده وأسلوب حياته هو الذي قال كلمته األخيرة‪.‬‬ ‫‪ -4‬الرهان على التغيير والسلمية والشفافية )عندما يبتسم الذئب!(‬ ‫كانت لحظة كاشفة ومخيفة عندما وقف قيادي إخواني كبير أمام كاميرات التليفزيون وهو يقول بحزم "االرهاب‬ ‫الذي يجرى في سيناء اآلن سوف يتوقف فورا ً إذا عاد الرئيس االخواني لقصر الحكم"‪.‬‬


‫‪5 of 10‬‬

‫وكانت هناك قبلها بعام واحد لحظة أخرى أكثر رعبا ً عندما هدد الرجل القوي في الجماعة خيرت الشاطر "بأن‬ ‫اللجنة العليا النتخابات الرئاسة إذا لم تعلن فوز الرئيس االخواني بمقعد الرئاسة فإن االخوان وأنصارهم سوف‬ ‫يحرقون البلد"!‬ ‫واملشهدان اللذان سجلتهما وثائق هذه الفترة العصيبة امللتهبة يردان باختصار بليغ على رهان تقرير لجنة‬ ‫الشئون الخارجية بمجلس العموم البريطاني حول إمكانية حدوث تغيير في الفكر واملمارسة لجماعة االخوان‪.‬‬ ‫إن التقرير يتحدث عما أسماه "الشفافية املحتملة للجماعة الكتومة التي تبطن غير ماتظهر"‪ ،‬والتاريخ يقول لنا‬ ‫أنه لم تحدث أي سابقة تاريخية تنب› عن نزوع االخوان للتخلي عن العمل السري أو الكتائب املسلحة التي يتم‬ ‫تدريبها في الخفاء‪ ،‬وال عن عمليات تهريب السالح التي تورطت فيها بالتحقيقات والشهود األحياء وبالعمليات‬ ‫الدموية التي راح ضحيتها أبرياء ومن أخطرها ما حدث في ‪ 11/9‬عندما قامت عناصر تم تدريبها على أيدي‬ ‫قيادات اخوانية قديمة بأكبر عملية تدمير وتهديد للحضارة الغربية في قلب نيويورك‪.‬‬ ‫إن أوهام التأثير على مسارات جماعة االخوان فكريا ً وإقناعهم بالشفافية واالفصاح هو نوع من الخداع الذي‬ ‫جربه املصريني في تعاملهم مع الجماعة وممارساتها‪.‬‬ ‫وينتظر املصريون بعد كل هذا التاريخ من األكاذيب التي روجت لها الجماعة حول سلميتها‪ ،‬والتي تمكنت بها –‬ ‫لألسف – من دفع البعض في الدول الغربية لالقتناع بميولها ونواياها الديموقراطية الزائفة‪ ،‬ينتظرون أن يراجع‬ ‫مواقفهم هؤالء الذين ْ‬ ‫خدعوا بخطاب االخوان الخارجي‪ ،‬وينتظرون تحديدا ً أن تعيد لجنة الشئون الخارجية‬ ‫بمجلس العموم البريطاني النظر في تقريرها الذي بني على معلومات مغلوطة وناقصة ومشوهة ومخالفة للواقع‪.‬‬ ‫إن لجنة الشئون الخارجية بالبرملان املصري تعلن استعدادها لوضع كافة الوثائق والحقائق وامللفات املصرية‬ ‫حول فترة حكم االخوان في مصر أمام نظيرتها بمجلس العموم البريطاني وتطالب بتشكيل لجنة خاصة لتقصي‬ ‫تاريخ وممارسات الجماعة في مصر واملنطقة‪ ،‬ونحن على ثقة بأن هذه املراجعة للمعلومات واملواقف إزاء التاريخ‬ ‫األسود لجماعة االخوان لن تكون عملية مهمة فحسب لتأسيس عالقة صحية وفق نظرة صحيحة وعادلة لنضال‬ ‫الشعب املصري ضد هذه الجماعة‪ ،‬ولكنها سوف تكون مراجعة للتاريخ ولألجيال القادمة من الشعبني البريطاني‬ ‫واملصري الذي من حقه علينا نحن نواب الشعب في البلدين أن نكون أمناء معه في رواية التاريخ وفي الحكم‬ ‫على أعداء التاريخ‪ ،‬وأن نكون منصفني وعادلني مع الشعوب التي تحارب طيور الظالم وتدفع من دماء أبناءها‬ ‫ثمن الحرب عليه من أجل الحفاظ على قيم الحضارة االنسانية وحق الشعوب في العدل واألمن والحرية والسالم‪.‬‬


‫‪6 of 10‬‬

‫تقرير لجنة الشئون الخارجية بالبرملان املصري‬ ‫)ملحق ‪ (1‬مخطط االخوان‪" ..‬التمكني والسيطرة على مفاصل الدولة"‬ ‫يعتبر مصطلح "التمكني" أحد أركان العقيدة السياسية لالخوان وركيزة نشاطهم امليداني على األرض وهو‬ ‫مصطلح مستمد من إيمانهم األصولي بالشريعة االسالمية حرفيا‪.‬‬ ‫والتفسير في اعتقادهم‪:‬‬ ‫أن اهلل جعل لهم سلطانا وقوة على بقية البشر ولن يستطيع أن يغلبهم أحد طاملا أنهم ينفذون أوامره وتعاليمه‬ ‫ومنها "األمر باملعروف والنهي عن املنكر"‪ ،‬وهو ما يعطيهم الحق في تطبيق قوانني خاصة على بقية الناس‬ ‫إنطالقا ً من نصوص الدين‪.‬‬ ‫وقد شكلت بالفعل بعض الجماعات الدينية املرتبطة باالخوان خالل فترة حكمهم فرقا ً لتطبيق الشريعة الحقت‬ ‫الناس في الشوارع ) أعدمت فتاة كانت بصحبة شاب بإحدى مدن قناة السويس‪ ،‬وشنقت رجال فوق عمود‬ ‫بمدينة املحلة‪ ،‬وقتلت سحالً قياديا ً‪ ..‬مصريا ً ينتمي ملذهب الشيعة بالقاهرة بعد أن عذبوه وقطعوا جسده(‪.‬‬ ‫وفي إطار مخطط "التمكني" سيطر االخوان على جميع املناصب القيادية بالدولة‪ ..‬من املساعدين‬ ‫·‬ ‫واملستشارين لرئيس الجمهورية إلى كل اللجان الرئيسية في البرملان‪ ،‬إلى السعي للسيطرة على املحافظات‬ ‫والحكم املحلي ومؤسسات الشرطة والقضاء بأسلوب العزل واالحالل بشخصيات تنتمي لالخوان ) ‪ 20‬محافظا ً‬ ‫ِ‬ ‫قاض بالهيئات القضائية – وتغيير قيادات الشرطة في العاصمة‬ ‫من بني ‪ 26‬محافظة – وخطة لتعيني ‪3500‬‬ ‫واألقاليم – وإستبدال رؤساء الهيئات واملصالح الرئيسية بالدولة‪ ،‬وتعيني االخوان بالصف الثاني بالوزارات‬ ‫وأجهزة الدولة ‪ ..‬هذا عالوة على تشكيل الحكومة من وزراء معظمهم رموزا ً إخوانية معروفة(‪.‬‬ ‫كان من املالحظ أن الطريقة التى يتم بها االختيار ال تستند إلى خبرة سياسية أو كفاءة علمية تؤهلهم‬ ‫·‬ ‫لتولى تلك املناصب فى الدولة‪ ،‬ومعظمها مناصب تحتاج إلى خبرة إدارية وسياسية كبيرة باإلضافة إلى الكفاءة‬ ‫العلمية الالزمة إلدارة أجهزة تحكم دولة كبيرة كمصر‪.‬‬ ‫· لم ينف األخوان اعتناقهم ملفهوم مختلف للدولة يتناقض مع فكرة الدولة الوطنية التى عرفتها مصر منذ فجر‬ ‫التاريخ‪ ،‬وكان هذا أحد أسس عقيدتهم الفكرية‪ ،‬وكانوا ابتداء – بعد ثورة ‪ 25‬يناير‪ -‬يزعمون أن الفكرتني غير‬ ‫متناقضتني‪ ،‬ولكن مع ما سلكوه وما اتخذوه من خطوات‪ ،‬بمحاولة طمس هوية الدولة املصرية املدنية لصالح‬ ‫فكرتهم ومشروعهم االخوانى أكد لكل طوائف الشعب ما يضمرونه في حكم مصر لصالح جماعتهم ومشروعهم‬ ‫على حساب الشعب املصرى وهويته‪ ،‬وعلى حساب الدولة املصرية املدنية‪.‬‬ ‫· كان سلوك اإلخوان اإلقصائى لكل ما عدا األخوان‪ ،‬من أحزاب مدنية‪ ،‬وتكتالت شعبية‪ ،‬ومنها من كان لهم‬ ‫أدوارا ً بارزة فى الثورة املصرية أن دفع تلك األحزاب واملجموعات‪ ،‬بدعم شعبى واسع‪ ،‬إلى التكتل تحت مظلة "‬ ‫جبهة اإلنقاذ" ملحاولة انقاذ ما يمكن إنقاذه لحماية الدولة املدنية املصرية‪.‬‬


‫‪7 of 10‬‬

‫· باإلضافة إلى خطة التغلغل والتمكني‪ ،‬كان أول قرار اتخذه الرئيس االخواني محمد مرسى‪ ،‬هو تحصني‬ ‫قراراته الجمهورية‪ ،‬وتحصني الجمعية التأسيسية ألول دستور ملصر بعد ثورة ‪ 25‬يناير من أى طعون قضائية‬ ‫رغم اتفاقه أثناء حملته االنتخابية على ضرورة أن تكون هذه الجمعية متوازنة وتراعى تمثيل كل طوائف الشعب‬ ‫املصرى ‪ ،‬وهو ما لم يتوافر فى تلك الجمعية التأسيسية التى سيطرت عليها الشخصيات اإلخوانية‪ ،‬وهمشت‬ ‫العديد من فئات الشعب وحرمت من التمثيل فيها‪ ،‬فى سابقة ديكتاتورية لم تحدث فى أى نظام مدنى ديمقراطى‬ ‫فى العصر الحديث‪ ،‬مما كشف عن طبيعة وأثر التغلغل املمنهج الذى اتبعوه فى السيطرة على مفاصل الدولة‬ ‫ونقاط القوة فيها‪.‬‬ ‫· ولدعم مخطط التمكني وتغيير هوية الدولة املصرية‪ ،‬عقد نظام االخوان تحالفات مع فصائل االسالم السياسي‬ ‫التي تؤمن بالعنف املسلح وذلك لحشد االنصار العالن مصر "إمارة إسالمية"‪ ،‬وفي هذا السبيل أطلق نظام‬ ‫االخوان سراح كل قيادات الجماعات االسالمية والجهاديني التكفيريني املحبوسني في قضايا عنف وإرهاب وقتل‬ ‫املدنيني والسياح األجانب‪ ،‬كما سمح لكل الهاربني منهم للخارج بالعودة‪ ،‬وأسند لهم مناصب قيادية بالدولة‬ ‫وأسقط عنهم كل التهم وأفسح املجال لحصول بعضهم على عضوية البرملان‪.‬‬ ‫· ومن التمكني‪ ..‬إلى التفريط‪ ،‬أبدت حكومة االخوان ألول مرة في تاريخ الدولة املصرية استعدادها القتطاع‬ ‫أجزاء من جسد الدولة في حاليب وشالتني بالجنوب وتسليمه للسودان )التي يحكمها فصيل اسالمي قريب من‬ ‫االخوان(‪ ،‬ومساحة كبيرة من أراضي سيناء على الحدود مع غزة وتسليمها ملنظمة حماس )الفرع الفلسطيني‬ ‫لالخوان( وذلك ضمن مخطط لتهجير الفلسطينيني وإقامة وطن بديل لهم في شبه جزيرة سيناء‪.‬‬ ‫وانطلقت هذه املخططات االخوانية من مفهوم مغاير للسيادة الوطنية يعتبر أن "أرض االسالم هي ملك‬ ‫للمسلمني في أي مكان"‪ ،‬وكلها مباحة القامة دولة الخالفة االسالمية عليها‪.‬‬


‫‪8 of 10‬‬

‫)ملحق ‪ (2‬الحريات املنقوصة في دستور االخوان ‪ 2012‬مقارنة بتوسيع مساحة الحريات في‬ ‫الدستور الحالي )‪(2014‬‬ ‫تزعم جماعة االخوان إلتزامها بالحريات الشخصية والعامة في حني أن الدستور الذي صدر عام ‪ 2012‬في‬ ‫بداية حكمها وضعته جمعية تأسيسية شكلت غالبيتها من عناصر تنتمي للجماعة وتم إقصاء القوى املدنية‬ ‫الديموقراطية واملفكرين الليبراليني عنها‪ .‬كما أن هذا الدستور خال من بنود مهمة تتعلق بحقوق االنسان‬ ‫والحريات الشخصية والسياسية‪ ،‬وكان من العجيب أن يخلو من نص " يلزم الدولة املصرية باالتفاقيات والعهود‬ ‫واملواثيق الدولية لحقوق االنسان"‬ ‫ولهذا كان لزاما ً على الدستور الذي صدر في ‪ 2014‬باستفتاء شعبي وبنسبة تأييد ‪ % 98.1‬أن ينص في‬ ‫املادة ‪ 93‬بأن "تلتزم الدولة باالتفاقيات والعهود واملواثيق الدولية لحقوق اإلنسان التي تصدق عليها مصر‪،‬‬ ‫وتصبح لها قوة القانون بعد نشرها وفقا ً لألوضاع املقررة"‬ ‫وجاء دستور ‪ 2014‬ليضع الدولة املصرية أمام مسئوليتها كحامية للحقوق والحريات وليعيد ما سلبه منهم‬ ‫دستور االخوان ويكشف زيف مزاعمهم حول إحترامهم للمرأة وحرية العقيدة وحرية بناء الكنائس ودور العبادة‬ ‫وممارسة الشعائر الدينية ألصحاب املعتقدات املختلفة‪.‬‬ ‫وصدم دستور االخوان العالم في ذلك الحني حني حرم على غير املنتمني للديانات الثالث االسالم واملسيحية‬ ‫واليهودية ممارسة شعائرهم الخاصة في مصر أو إقامة دور لعباداتهم‪ ،‬متجاهلني عبادات ومعتقدات أكثر من‬ ‫ثالثة مليار إنسان في العالم‪.‬‬ ‫وكان دستور ‪ 2014‬الذي وضعه ممثلون عن األمة املصرية بمختلف انتماءاتها الفكرية والعقائدية هو الرد‬ ‫العملي على منهج التمييز والفكر االقصائي الذي انتهجه نظام االخوان في صياغة دستورهم الذي رفضه‬ ‫املصريون‪ ،‬وكشفت مواد دستور االخوان عن أكاذيبهم في أكثر من موضع وخصوصا ً عندما تجاهلوا أو اختزلوا‬ ‫أو شوهوا نصوصا ً أصيلة ومهمة تضمنها دستور ‪ 2014‬فيما بعد ومن أهمها‪:‬‬ ‫مادة ‪ 52‬وتنص على‪ :‬التعذيب بجميع صوره وأشكاله‪ ،‬جريمة ال تسقط بالتقادم‪.‬‬ ‫استحدث دستور ‪ 2014‬هذا الحكم والذى لم يكن موجودا فى دستور ‪ 2012‬والذي يقضي صراحة بعدم تقادم‬ ‫جريمة التعذيب وذلك فضال عن الحكم املنصوص عليه باملادة ‪ 99‬من الدستور ذاته بأن كل اعتداء على الحرية‬ ‫الشخصية أو حرمة الحياة الخاصة للمواطنني‪ ،‬وغيرها من الحقوق والحريات العامة التي يكفلها الدستور‬ ‫والقانون‪ ،‬جريمة ال تسقط الدعوى الجنائية وال املدنية الناشئة عنها بالتقادم‪.‬‬ ‫مادة ‪ 53‬التي تنص على‪ :‬املواطنون لدى القانون سواء‪ ،‬وهم متساوون فى الحقوق والحريات والواجبات‬ ‫العامة‪ ،‬ال تمييز بينهم بسبب الدين‪ ،‬أو العقيدة‪ ،‬أو الجنس‪ ،‬أو األصل‪ ،‬أو العرق‪ ،‬أو اللون‪ ،‬أو اللغة‪ ،‬أو اإلعاقة‪،‬‬ ‫أو املستوى اإلجتماعى‪ ،‬أو اإلنتماء السياسي أو الجغرافي ‪ ،‬أو ألى سبب آخر‪.‬‬ ‫التمييز والحض على الكراهية جريمة‪ ،‬يعاقب عليها القانون تلتزم الدولة باتخاذ التدابير الالزمة للقضاء علي‬ ‫كافة أشكال التمييز‪ ،‬وينظم القانون إنشاء مفوضية مستقلة لهذا الغرض‪.‬‬


‫‪9 of 10‬‬

‫هذا الحكم الوارد بدستور ‪ 2014‬مفصل أكثر من الوارد في دستور ‪ ،2012‬حيث يتميز بالنص على تجريم‬ ‫التمييز والحض على الكراهية‪ .‬كما يرتب التزاما على الدولة باتخاذ التدابير الالزمة للقضاء علي كافة أشكال‬ ‫التمييز‪ ،‬وينظم القانون إنشاء مفوضية مستقلة لهذا الغرض‪.‬‬ ‫مادة ‪ :54‬الحرية الشخصية حق طبيعى‪ ،‬وهى مصونة ال تُمس‪ ،‬وفيما عدا حالة التلبس‪ ،‬ال يجوز القبض على‬ ‫أحد‪ ،‬أو تفتيشه‪ ،‬أو حبسه‪ ،‬أو تقييد حريته بأى قيد إال بأمر قضائى مسبب يستلزمه التحقيق‪.‬‬ ‫ويجب أن يُبلغ فورا ً كل من تقيد حريته بأسباب ذلك‪ ،‬ويحاط بحقوقه كتابة‪ ،‬ويُم ٌكن من اإلتصال بذويه و بمحاميه‬ ‫فورا‪ ،‬وأن يقدم إلى سلطة التحقيق خالل أربع وعشرين ساعة من وقت تقييد حريته‪.‬‬ ‫وال يبدأ التحقيق معه إال فى حضور محاميه‪ ،‬فإن لم يكن له محام‪ ،‬نُدب له محام‪ ،‬مع توفير املساعدة الالزمة‬ ‫لذوى اإلعاقة‪ ،‬وفقا ً لإلجراءات املقررة فى القانون‪.‬‬ ‫ولكل من تقيد حريته‪ ،‬ولغيره‪ ،‬حق التظلم أمام القضاء من ذلك اإلجراء‪ ،‬والفصل فيه خالل أسبوع من ذلك‬ ‫اإلجراء‪ ،‬وإال وجب اإلفراج عنه فورا ً‪.‬‬ ‫وينظم القانون أحكام الحبس االحتياطى‪ ،‬ومدته‪ ،‬وأسبابه‪ ،‬وحاالت استحقاق التعويض الذى تلتزم الدولة بأدائه‬ ‫عن الحبس االحتياطى‪ ،‬أو عن تنفيذ عقوبة صدر حكم بات بإلغاء الحكم املنفذة بموجبه‪.‬‬ ‫وفى جميع األحوال اليجوز محاكمة املتهم فى الجرائم التى يجوز الحبس فيها إال بحضور محام موكل أو‬ ‫ٌمنتدب‪.‬‬ ‫تالفى الحكم في دستور ‪ 2014‬العوار الوارد بالنص املقابل بدستور ‪ ،2012‬حيث أوجب إبالغ الشخص املقيدة‬ ‫حريته بأسباب ذلك فورا ً وليس خالل ‪ 12‬ساعةـ وأن يحاط بحقوقه كتابة‪ ،‬و ُيم ٌكن من اإلتصال بذويه و بمحاميه‬ ‫فورا ً‪.‬‬ ‫أيضا ً تتميز املادة في دستور ‪ 2014‬بالنص على ضرورة توفير املساعدة الالزمة للمقيدة حريتهم من ذوى‬ ‫اإلعاقة من ناحية‪ ،‬وكما وضعت ضمانة هامة للمتهم فى الجرائم التى يجوز الحبس فيها‪ ،‬وذلك بحظر محاكمته‬ ‫إال بحضور محام موكل أو ٌمنتدب‪.‬‬ ‫مادة ‪ :57‬للحياة الخاصة حرمة‪ ،‬وهى مصونة ال تمس‪ .‬وللمراسالت البريدية‪ ،‬والبرقية‪ ،‬واإللكترونية‪ ،‬واملحادثات‬ ‫الهاتفية‪ ،‬وغيرها من وسائل االتصال حرمة‪ ،‬وسريتها مكفولة‪ ،‬وال تجوز مصادرتها‪ ،‬أو االطالع عليها‪ ،‬أو رقابتها‬ ‫إال بأمر قضائى مسبب‪ ،‬وملدة محددة‪ ،‬وفى األحوال التي يبينها القانون‪.‬‬ ‫كما تلتزم الدولة بحماية حق املواطنني فى استخدام وسائل االتصال العامة بكافة أشكالها ‪ ،‬وال يجوز تعطيلها‬ ‫أو وقفها أو حرمان املواطنني منها‪ ،‬بشكل تعسفى‪ ،‬وينظم القانون ذلك‪.‬‬ ‫استحدثت املادة في دستور ‪ 2014‬التزام الدولة بحماية حق املواطنني فى استخدام وسائل االتصال العامة‬ ‫بكافة أشكالها‪ ،‬وحظر تعطيلها أو وقفها أو حرمان املواطنني منها‪ ،‬بشكل تعسفى‪.‬‬


10 of 10


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.