513

Page 1

‫المؤتمر القومي الكوردستاني‬

‫يصدرها االعالم المركزي للحزب الديمقراطي الكوردستاني ‪ -‬سوريا‬

‫العدد (‪2015/6/1 )513‬م – ‪2715‬ك‬

‫التحديات والمخاطر التي تواجه األمة الكوردية في أربعة أجزاء‬ ‫كوردستان تتطلب الترفع عن الخالفات الحزبية والتفكير بمصير‬ ‫أكثر من خمسين مليون كوردي‪ ،‬وأولى خطوات النجاح هي عقد‬ ‫المؤتمر الكوردستاني في أقرب وقت ودون تأخير إليجاد استراتيجية‬ ‫موحدة للقضية الكودية وتوحيد الخطاب السياسي الكوردي‬

‫نصف شهرية‬

‫‪www.pdk-s.com‬‬

‫االفتتاحية‬ ‫محمد إسماعيل‬

‫مؤتمر المجلس الوطني الكوردي‬

‫محطة هامة للمشروع الوطني الكوردي‬ ‫حريق في مستوصف «ميسلون» يودي بحياة مواطنين في قامشلو‬ ‫شب حريق هائل في مستوصف‬ ‫ميسلون بحي جرنك ‪ -‬قامشلو‪ ،‬وأسفر‬ ‫الحريق عن استشهاد أكثر من ‪25‬‬ ‫شخصا ً معظمهم من النساء واالطفال‪،‬‬ ‫وقد تزايدت اعداد الضحايا األطفال‬ ‫بسبب تواجد العديد من األسر بغرض‬ ‫تلقيح أوالدهم‪ ،‬المعلومات االولية‬ ‫تشير إلى أن االنفجار الكبير حصل‬ ‫نتيجة حريق في خزان المازوت‪ .‬هذا‬ ‫وقد هرعت سيارات اإلسعاف إلنقاذ‬ ‫الجرحى‪ ،‬وقد تعرض بعضهم للحرق‬ ‫من الدرجة الخطرة‪ ،‬وهناك مخاوف‬ ‫من وفاة العديد بسبب عدم توفر األدوية‬ ‫الالزمة والضمادات ونقص األدوية في‬ ‫كوردستان سوريا بشكل عام‪ .‬الرحمة‬ ‫للشهداء والشفاء للجرحى‪ ،‬والصبر‬ ‫والسلوان لذوي الشهداء‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫العمال الكوردستاني‬

‫الممارسات والعبث بمسار التاريخ‬ ‫قهرمان مرعي‬

‫الصراع المسلح في سوريا‬ ‫است‬ ‫نفد أبعاده الطائفية إلى أقصى حد‬

‫‪7‬‬

‫موسم محصول الحبوب‬ ‫في كوردستان سوريا‬

‫‪5‬‬

‫واقع التعليم‬

‫في م‬ ‫خيم كوركوسك‬

‫تحديات تواجه‬

‫العملية التربوبة‬

‫‪10‬‬

‫نحو انعقاد المؤتمر الثالث‬ ‫للمجلس الوطني الكوردي‬

‫ي في سوريا‬ ‫ُ‬ ‫ي الكورد ّ‬ ‫المجلس الوطن ُّ‬ ‫منذ مدة منهمكٌ للتحضير لمؤتمره‬ ‫الثالث الذي تأ ّخر نتيجة ظروفٍ ذاتي ٍة‬ ‫وأخرى موضوعية‪ ،‬سبقتها نقاشاتٌ‬ ‫وحواراتٌ واجتماعاتٌ عديدة من‬ ‫أجل التحضير للمؤتمر الثالث‪ ،‬سواء‬ ‫اجتماعات أحزابه أو اجتماع المجلس‬ ‫الوطني الكوردي وأمانته العامة‪ ،‬حيث‬ ‫أزيل الكثير من العقبات التي كانت‬ ‫تطوره من حيث‬ ‫تعترض مسيرة‬ ‫ّ‬ ‫البرنامج السياسي الذي تم االتفاق‬ ‫على مسودة العمل به كرؤية سياسية‬ ‫للمجلس باإلقرار الدستوري بوجود‬ ‫شعبنا الكوردي في سوريا وحقوقه‬ ‫القومية‪ ،‬والموقف من المعارضة‬ ‫السورية وك ّل ما يجري في سوريا‬ ‫وموقعنا في االئتالف الوطني لقوى‬ ‫الثورة والمعارضة‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫رؤيتنا لمستقبل البلد بعد سنوا ٍ‬ ‫ت من‬ ‫القتل والتّدمير والتّهجير‪ ،‬حيث نتطلعّ‬ ‫إلى سوريا اتّحادي ٍة ديمقراطي ٍة تعدُّدية‬ ‫برلمانية لك ِّل السُّوريين‪ .‬والعامل المه ُّم‬ ‫اآلخر هو المصادقة على الالئحة‬ ‫التنظيمية في المؤتمر التي تضب ُ‬ ‫ط عم َل‬ ‫المجلس والهيئات واللجان التي تنبثق‬ ‫عنه‪ .‬حيث اُتُّخذت خطواتٌ هامةٌ منها‬ ‫توسيع المجلس بانضمام أحزاب وطنية‬ ‫كوردية إليه‪ ،‬وكذلك إضافة المنظمات‬ ‫الشبابية والتنسيقيات والمنظمات‬ ‫ُّ‬ ‫نعتز بها جميعاً‪ ،‬وتمثيل‬ ‫النسائية التي‬ ‫المستقلين من ممثلي المناطق الكوردية‬ ‫المختلفة‪ ،‬وعدم إخضاعهم للتّجاذُبات‬ ‫وتجاوز األخطاء والنّواقص‬ ‫الحزبية‬ ‫ُ‬ ‫المؤتمريْن األول‬ ‫خالل‬ ‫حصلت‬ ‫التي‬ ‫َ‬ ‫وتجاوز سلوكيات تشجيع‬ ‫والثاني‬ ‫ُ‬ ‫الخالفات‪.‬‬ ‫واأله ُّم في نظرنا إيجاد آلية التخاذ‬ ‫القرارات والعمل وفق األسلوب‬ ‫لتدارك الخلل والتل ُّكؤ‬ ‫المؤسساتي‬ ‫ُ‬ ‫الذي كان يكتنفُه‪ ،‬هذا األسلوب استغلهّ‬ ‫البعض لعرقل ِة عم ِل المجلس‪ .‬ك ّل‬ ‫ُ‬ ‫ذلك من شأنه إغناء المؤتمر الذي يعدُّ‬ ‫محطة نضالية هامة‪ ،‬ألنه يترتب على‬ ‫عاتقه مسؤولية العمل الوطني وحماية‬ ‫المشروع الوطني الكوردي والنهج‬ ‫الوطني والقومي الذي آمن به أبناء‬ ‫شعبنا الكوردي في سوريا وحركته‬ ‫الوطنية‪ ،‬وناضل من أجله‪ ،‬وقدّم‬ ‫سام خالل عقو ٍد من‬ ‫التّضحيا ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫الج َ‬ ‫الزمن‪.‬‬


‫‪2‬‬

‫اخبار وتصريحات‬

‫العدد (‪2015/6/1 )513‬م – ‪2715‬ك‬

‫الشيخ عدنان إبراهيم حقي‬ ‫زيباري في ذمة الله‬ ‫كوردستان‪ -‬متابعة‪ :‬توفي الشيخ‬ ‫العالمة الكوردي عدنان ابراهيم‬ ‫حقي زيباري ليلة ‪/21‬آيار في‬ ‫احدى مشافي العاصمة التركية‬ ‫استنبول عن عمر ناهز الـ(‪)84‬‬ ‫عاما بعد صراع مع المرض الذي‬ ‫اصابه في الفترة االخيرة من حياته‬ ‫والذي كان السبب في ذهابه للعالج‬ ‫هناك بصحبته الكثير من اهله وذويه‬ ‫في اللحظة التي فارق فیها الحياة‪.‬‬ ‫وقد وصل مساء اليوم التالي جثمانه‬ ‫الطاهر الى قرية (حلوة الشيخ)‬ ‫قرب قامشلو حيث ووري جثمانه‬ ‫الثرى هناك بين اهله ومحبيه‬ ‫وقومه الكورد‪ .‬ويعتبر الشيخ‬ ‫عدنان من الشخصيات الكوردية‬ ‫الدينية والوطنية واالجتماعية ذات‬ ‫الشعبية والمريدين والجماهير‬ ‫الواسعة في المناطق الكوردية في‬ ‫سوريا والكوردستانية وفي سوريا‬

‫والمنطقة عامة‪ ،‬وله مواقف مشرفة‬ ‫اثناء انتفاضة قامشلو واثناء تأجيج‬ ‫العالقات الكوردية العربية ويعتبر‬ ‫رحيله خسارة كبيرة للكورد ناهيك‬ ‫عن مكانته الدينية والعلمية التي‬ ‫اجمع عليها جميع علماء الشام‪.‬‬

‫كوردستان‬

‫المجلس الوطني الكوردي يعقد مؤتمره الثالث‬ ‫كوردستان‪ -‬قامشلو‪ :‬عقد المجلس‬ ‫الوطني الكوردي اجتماعه االعتيادي يومي‬ ‫‪19‬و‪/20‬آيار الماضي‪ ،‬وقد أصدر يوم ‪/20‬‬ ‫آيار بالغا جاء فيه‪ ،‬أقر المجلس في اجتماعه‬ ‫هذا إعادة عضوية المجلس الى كل من حزب‬ ‫الوحدة الديمقراطي الكوردي في سوريا‬ ‫(يكتي) والحزب الديمقراطي الكوردي في‬ ‫سوريا (البارتي) وإشراكهما في الجلسة‪ ،‬ثم‬ ‫بحث محاور ورقة عمل الجلسة‪ ،‬حيث رأى‬ ‫المجلس على الصعيد السياسي أنه مع اتساع‬ ‫دائرة الحرب والصراع إلى أكثر من دولة‬ ‫في المنطقة ومع تضييق الخناق على النظام‪،‬‬ ‫يزداد إمعانه في القتل والتدمير دون تمييز‪،‬‬ ‫األمر الذي يضاعف من معاناة الشعب‬ ‫السوري بكل أطيافه وشرائحه وقومياته‪،‬‬ ‫وفي ظل تنامي وتفشي اإلرهاب في البالد‬ ‫أكثر فأكثر‪ ،‬تزداد الحاجة إلى إيجاد حل‬ ‫سياسي ينهي ما كابده الشعب السوري ويأتي‬ ‫بالبديل الديمقراطي في سوريا ديمقراطية‬ ‫اتحادية ال مكان فيها لالستبداد وال مجال‬ ‫للتمييز بين أبنائه‪ ،‬وفي الوقت نفسه تزداد‬ ‫مسؤولية المجتمع الدولي لإلسراع ببلورة‬ ‫المواقف وتكثيف الجهود التي تبذل إلنهاء‬

‫األزمة السورية التي باتت إدامتها تهدد األمن‬ ‫والسلم العالميين‪ .‬وعلى الصعيد الكوردي‬ ‫ناقش المجلس ما يعانيه أبناء الشعب‬ ‫الكوردي في كوردستان سوريا في ظل‬ ‫استمرار الوضع المأساوي في البالد عامة‬ ‫وفي ظل فشل الجهود التي بذلت لتحقيق‬ ‫وحدة الموقف والصف الكورديين والتي كان‬ ‫تر النور نتيجة‬ ‫آخرها اتفاقية دهوك التي لم َّ‬ ‫تهرب حركة المجتمع الديمقراطي (‪TEV‬‬ ‫‪ )DEM‬من استحقاقات الشراكة الحقيقية‬ ‫واستفراده بالقرار وفرض األمر الواقع‬ ‫بالقوة واتخاذه تدابير وإجراءات تتعارض مع‬ ‫كل األعراف ومع وحدة الصف‪ ،‬كـالتجنيد‬ ‫اإلجباري للشباب واالعتقاالت وفرض منع‬ ‫التجوال بشكل يضّر بمصالح الناس‪ ،‬والكثير‬ ‫من اإلجراءات األخرى ولم يعر مطالبات‬ ‫المجلس بالكف عن ذلك أي اهتمام‪ ،‬مما‬ ‫حدا بالمجلس إلى إيقاف العمل بالمرجعية‬ ‫السياسية الكوردية المنوطة بها تنفيذ االتفاقية‬ ‫وتحميل (‪ )TEV DEM‬مسؤولية ذلك‪.‬‬ ‫إن المجلس الوطني الكوردي في الوقت الذي‬ ‫رفض ويرفض مثل هذه الممارسات األحادية‬ ‫الجانب والتي تدفع البقية الباقية من أبناء‬

‫شعبنا إلى التشرد والغربة‪ ،‬األمر الذي يحقق‬ ‫ما يحلم به أعداء الكورد من تفريغ المناطق‬ ‫الكوردية من أبنائها فإن المجلس الوطني‬ ‫الكوردي في سوريا (‪ )ENKS‬يح ّمل حركة‬ ‫المجتمع الديمقراطي (‪)TEV DEM‬‬ ‫مسؤولية تبعات قد ال تحمد عقباها‪ ،‬ويدعوه‬ ‫إلى وقف هذه الممارسات والعمل على توفير‬ ‫المناخ والسبيل إلى أحياء اتفاقية دهوك‪ ،‬كما‬ ‫يناشد المجلس القوى الكوردستانية ومنظمات‬ ‫حقوق اإلنسان بتحمل مسؤولياتها ووضع‬ ‫حد لهذه السياسات اإلقصائية التي ال تخدم‬ ‫بأي حال مصلحة الشعب الكوردي‪ .‬وعلى‬ ‫صعيد تفعيل المجلس الوطني الكوردي‪،‬‬ ‫اتخذ المجلس جملة من القرارات في هذا‬ ‫االتجاه وذلك بضم حزب اليسار الديمقراطي‬ ‫الكوردي واليسار الكوردستاني والعديد‬ ‫من المنظمات الشبابية والنسوية والفعاليات‬ ‫المجتمعية وإقرار ألية اشراكهم في المؤتمر‬ ‫الوطني الثالث للمجلس‪ .‬وبحسب بالغ‬ ‫المجلس‪ ،‬فانه تم تشكيل لجنة تحضيرية‬ ‫وإقرار األليات التي تنظم انعقاد المؤتمر‬ ‫وتساهم في إنجاحه وحدد الحادي عشر من‬ ‫حزيران الحالی موعدا ً النعقاد المؤتمر‪.‬‬

‫مراسيم اربعينية الشهيد محمد رشيد احمد في قرية ( كيري)‬ ‫كوردستان‪ -‬بارزان حسين‪ :‬بدعوة‬ ‫من عائلة الشهيد البيشمركة «محمد‬ ‫رشيد احمد» وبحضور جماهيري‬ ‫كبير وممثلي المجلس المحلي للمجلس‬ ‫الوطني الكوردي وممثلي االحزاب‬ ‫الكوردية واتحاد نساء كوردستان‪-‬‬ ‫سوريا ومؤسسة شهداء كوردستاني‪-‬‬ ‫سوريا واتحاد الكتاب الكورد‪ -‬سوريا‬ ‫فرع كركي لكي‪ ،‬اقيمت يوم ‪/19‬آيار‬ ‫المنصرم أربعينية الشهيد البيشمركة‬ ‫(محمد رشيد) في قرية كيري التابعة‬ ‫لبلدة كركي لكي‪ .‬وقبل البدء في مراسيم‬ ‫االربعينية‪ ،‬وقف الحضور دقيقة‬ ‫صمت اجالال الرواح شهداء الكورد‬ ‫وكوردستان وروح الشهید محمد رشيد‬ ‫وفريناز خسرواني رمز الثورة في‬ ‫مهاباد‪ ،‬ثم القيت كلمة المجلس الوطني‬ ‫الكوردي من قبل حسين ابوعماد‪ ،‬الذي‬ ‫اشاد بدور الشباب في معركة التحرير‬ ‫والتصدي للهجمات الهمجية التي تقوم‬ ‫بها التنظيمات االرهابية‪ ،‬كما اشاد بدور‬

‫بيشمركة روجآفا بالمشاركة الفعالة في‬ ‫واجب الدفاع القومي الكوردستاني‪.‬‬ ‫بعدها القت «بريخان» عضوة اللجنة‬ ‫المركزية لـ(‪ )PDK-S‬كلمة مؤسسة‬ ‫شهداء كوردستاني‪ -‬سوريا أشارت فيها‬ ‫الى واجب الدفاع المقدس عن ارض‬ ‫وتراب كوردستان كما نوهت بالدور‬ ‫الريادي الذي يقوم به الرئيس البارزاني‬ ‫لترتيب الوضع الكوردي وتأمين‬ ‫مستقبل كوردستان‪ .‬ثم القيت كلمة عائلة‬ ‫الشهيد وتم فيها الترحيب بالضيوف‬ ‫من ممثلي المجلس الوطني واالحزاب‬ ‫الكوردية والقنوات االعالمية والمنابر‬ ‫االلكترونية‪ ،‬ثم القى الشاعر «بخت‬ ‫رش كوجر» كلمة اتحاد الكتاب الكورد‪-‬‬ ‫سوريا فرع كركي لكي‪ ،‬تطرق فيها عن‬ ‫المسيرة التاريخية البطال الكورد في‬ ‫تحرير كوردستان وثمن دور البيشمركة‬ ‫االول البارزاني الخالد والرئيس مسعود‬ ‫البارزاني الداءه السائر نحو اعالن‬ ‫دولة كوردستان‪ ،‬كما نوه في كلمته الى‬

‫دور بيشمركة روجآفا في مشاركتهم‬ ‫لواجبهم القومي في التصدي للتنظيمات‬ ‫االرهابية «داعش»‪ ،‬واضاف‪ ،‬ان‬ ‫اتحاد الكتاب الكورد‪ -‬سوريا يثمن عاليا‬ ‫دور كل المقاتلين الكورد في كل جبهات‬ ‫القتال من كوردستان‪ .‬كما القيت عدد‬ ‫من القصائد الشعرية بالمناسبة ومنهم‬ ‫الشاعر قاسم مرعيكا‪ ،‬آواز لياني‪.‬‬

‫وورد االربعينية عدد من البرقيات‪،‬‬ ‫منها برقية الحزب الديمقراطي التقدمي‬ ‫الكوردي في سوريا‪ -‬منظمة كركي‬ ‫لكي‪ ،‬منسقية حركة االصالح الكوردي‬ ‫في سوريا‪ -‬فرع كركي لكي‪ ،‬اتحاد‬ ‫نساء كوردستان‪ -‬سوريا فرع كركي‬ ‫لكي واليان‪ ،‬حزب اليكيتي الكوردي‬ ‫في سوريا (يكيتي)‪( ،‬كوما زيوا)‬

‫(‪ -)PDK-S‬منظمة راجو‪:‬‬

‫إجراءات (‪ )PYD‬زعزعت السلم واألمن في قرانا‬ ‫كوردستان‪ -‬عفرين‪ :‬أصدر الحزب الديمقراطي‬ ‫الكوردستاني‪ -‬سوريا (منطقة عفرين‪ -‬منظمة راجو)‬ ‫يوم ‪/21‬آيار الماضي تصريحا جاء فيه‪ :‬داهمت فجر‬ ‫يوم ‪ 2015/5/21‬قوات من الـ( ‪ )YPG‬منزل الرفيق‬ ‫محمد عبدو بن بالل(ابن عم الشهيد علي سيدو) في‬ ‫قرية جوبان التابعة لناحية راجو واقتادته إلى جهة‬ ‫مجهولة‪ ،‬كما استكملت تلك القوات مخططها بمداهمة‬ ‫منزل المناضل جمال سيدو في قرية (جقلمه) مساء‬ ‫‪www.pdk-s.com‬‬

‫نفس اليوم‪ ،‬واحتجزت كال من المناضل المعروف‬ ‫جمال سيدو‪ ،‬وولديه الرفيقين أحمد سيدو ومصطفى‬ ‫سيدو (بارزاني) واقتادوهم إلى جهة مجهولة‪.‬‬ ‫المرة الثالثة التي تتم مداهمة تلك العائلة‪.‬‬ ‫وهذه هي ّ‬ ‫وتأتي تلك الحمالت السيئة الصيت والمتكررة وفق‬ ‫سياق تصاعدي من قبل إدارة الـ(‪ )PYD‬للنيل من‬ ‫عزيمة رفاقنا وصوابية تو ّجه حزبنا الديمقراطي‬ ‫الكوردستاني‪ -‬سوريا ومواقفه السياسية‪ .‬وتابع‬

‫التصريح‪ :‬إننا في الحزب الديمقراطي الكوردستاني‪-‬‬ ‫سوريا (منظمة راجو) ندين ونشجب تلك العمليات‬ ‫البربرية التي تستهدف رفاق وكوادر حزبنا والتو ّجه‬ ‫العدائي والحقد المتنامي تجاه نهجنا نهج البارزاني‬ ‫الخالد‪ّ .‬‬ ‫إن إجراءاتهم التعسفية وجو الرعب السائد‬ ‫وخطواتهم الالمسؤولة قد أدت إلى زعزعة السلم‬ ‫واألمن في قرانا ومدننا وأفضت إلى نتائج وخيمة‬ ‫وكارثية‪ ،‬حيث أفرغت مناطقنا من أبناء شعبنا‬

‫للفن والفلكلور الكوردي في كركي‬ ‫لكي‪ ،‬الفرع الثالث والخامس للحزب‬ ‫الديمقراطي الكوردستاني‪ -‬سوريا‪.‬‬ ‫يذكر ان الشهيد محمد رشيد استشهد‬ ‫يوم ‪ 2015/4/9‬في جبهات التحرير‬ ‫ضد تنظيم داعش االرهابي اثناء اداءه‬ ‫لواجبه القومي‪.‬‬

‫الكوردي وخاصة من الجيل الشاب‪ .‬وأكد التصريح‪،‬‬ ‫ندعو المعنيين إلى الكف عن سلوك ذاك المنحى‬ ‫العدائي وإطالق سراح رفيقنا فورا إلى جانب رفاقنا‬ ‫المحتجزين (المحامي إدريس علو‪ ،‬أحمد سيدو وأحمد‬ ‫سينو) وباقي الوطنيين الشرفاء‪ ،‬وهم أوال وأخيرا‬ ‫مسؤولون عن أمن وسالمة رفاقنا المحتجزين‪ ،‬ونناشد‬ ‫جميع القوى الكوردستانية والوطنية ومجلسنا الوطني‬ ‫الكوردي والمنظمات الدولية ذات الصلة وكذلك‬ ‫وبرلمان كوردستان (عمقنا الكوردستاني) وباألخص‬ ‫راعي قضيتنا القومية الرئيس مسعود البارزاني‪ ،‬إلى‬ ‫التد ّخل الفوري لوقف تلك الممارسات العدائية بحق‬ ‫أبناء شعبنا الكوردي وقضيتنا القومية ووقف النزيف‬ ‫البشري الجاري في مناطق كوردستان‪ -‬سوريا‪.‬‬


‫متابعات اخبار‬

‫كوردستان‬

‫‪2715‬ك‪2713‬ك‬ ‫‪2013 /8/15‬م –‬ ‫العدد (‪ )513‬العدد (‪)473‬‬ ‫‪2015/6/1‬م –‬

‫‪3‬‬

‫البحث عن الحلم المفقود‬

‫رحلة عذابات سيدة كوردية‬ ‫ال مستقبل في تركيا‬

‫تقرير ‪ :‬ريزان عثمان‬

‫بعد ‪ 25‬سنة من الحياة الزوجية‬ ‫تقول‪" :‬لم اعد افهمه‪ ،‬فهو يتحدث‬ ‫الي بااللغاز"‪ ،‬وتتابع‪ :‬زوجي‬ ‫تفكيره معقد‪ ،‬فقد القدرة على‬ ‫التآلف مع عائلته بعد ان هاجرنا‬ ‫بلدتنا‪ .‬تقول (أم مهفان)‪ ،‬انها‬ ‫غادرت بلدتها رغما ً عنها بعد‬ ‫الهجوم االخير لتنظيم "داعش"‬ ‫االرهابي على بلدتهم وتعرضهم‬ ‫للهجرة الجماعية‪ ،‬حيث انها تركت‬ ‫أخيرا زوجها في تركيا وغادرت‬ ‫هي بعد سنة ونصف السنة من‬ ‫الشقاء والغربة الى اوربا بحثا ً عن‬ ‫األمن واألمان والعيش‪ ،‬حاولت‬ ‫خاللها إقناع زوجها بالسفر‪.‬‬

‫تركت بلدتي صفر اليدين‬

‫تحدثت (أم مهفان) عن بدايات‬ ‫حياتها‪" :‬طفولتي كانت عادية‬ ‫في مجتمع كوردي"‪ ،‬وطرحت‬ ‫تفاصيل أكثر‪ :‬درست حتى التاسع‬ ‫وتزوجت في سن ‪ 17‬عاما‪،‬‬ ‫وهي حاليا (‪ 39‬سنة) ام لولدين‬ ‫وثالث بنات‪ .‬وتابعت بنوع من‬ ‫الثقة‪" :‬كنت اعمل كوافيرة واعمل‬ ‫ايضا ً في الخياطة‪ ،‬واستطعت ان‬ ‫اؤمن حياة آمنة ومرفهة الطفالي‪،‬‬ ‫وكانت حياتي سعيدة في سوريا‬ ‫نتيجة تعبي وجهدي المستمر‪ ،‬إال‬ ‫انني كنت اعيش في صراع مع‬ ‫زوجي‪ ،‬كان لديه ميزانيته الخاصة‬ ‫ولدي ميزانيتي ومصاري‪ ،‬لم يكن‬ ‫يثق بأحد من ناحية المصاري‪،‬‬ ‫كان يخبئ مصاريه في جيبه ولم‬ ‫اكن اعرف ما يملك‪ ،‬اال انني كنت‬ ‫اقول له‪ ،‬لدي هذا المبلغ واشتريت‬ ‫هذه الصيغ الذهبي‪ "..‬وأوضحت‬ ‫(أم مهفان)‪ :‬عندما كان يريد شراء‬ ‫شيئ ما‪ ،‬كنت اعطيه ما املك‬ ‫ليضيف بعضا من مصاريه عليها‬ ‫وليشتري ما يريد‪ ،‬كان كل هدفه‬ ‫االستحواذ على مصاري‪ ،‬لم ارى‬ ‫حياة حلوة من ناحيته‪ ،‬إال انني‬ ‫كنت ملتهية بأوالدي وعملي ولم‬ ‫ابال بشيء إال بعد هذه الحرب‪".‬‬ ‫فتحت هذه السيدة صفحات كتاب‬ ‫معاناتها وقالت‪ :‬تركت بلدتي صفر‬ ‫اليدين‪ ،‬لم نكن نحمل إال اثوابا ً‬ ‫نرتديها وسكنت في تركيا وبدأت‬ ‫حياة جديدة‪ ،‬بدأنا من الالشيء‪،‬‬ ‫لم نكن نملك حق ربطة خبز‪،‬‬ ‫تكرم علينا جيران بالشراشف‬ ‫وبعض األدوات المنزلية وجاءتني‬ ‫جارة صباح يوم وسألتني عن‬ ‫فطورنا‪ ،‬تحججت بأننا ال نفطر‬ ‫في الصباح‪ ،‬اال انها الحظت اننا‬ ‫ال نملك الفطور وتكرمت بتقديم‬ ‫فطور ذلك الصباح الينا‪.‬‬ ‫‪www.pdk-s.com‬‬

‫وتابعت تفاصيل اقامتهم في تركيا‪:‬‬ ‫يوما ً بعد يوم بدأت تتحسن امورنا‪،‬‬ ‫بداية استطاعت بناتي ايجاد العمل‬ ‫في محالت االلبسة التجارية‪،‬‬ ‫ففي دول الغربة تتواجد فرص‬ ‫العمل للمرأة اكثر من الرجل‪،‬‬ ‫يتعرضن لضغوط العمل ورب‬ ‫العمل ومضايقات المارة وفي‬ ‫الطرق‪ ،‬وفي البيت أيضا يواجهن‬ ‫محاسبة والدهن الجدية وخاصة‬ ‫بخصوص مواردهن‪ .‬لكن لكونهن‬ ‫بنات ولديهن احتياجات خاصة‪،‬‬ ‫إال انه لم يكن الوالد يفهم ذلك وكان‬ ‫يتشاجر معهن على رواتبهم‪.‬‬ ‫وتوضح (أم مهفان)‪ ،‬جاء نصيب‬ ‫البنت الكبيرة ولم اكن مقتنعة‬ ‫بنصيبها إال انها تزوجت اخيرا ً‬ ‫وارتاحت‪ ،‬وعبر عالقات زوجها‬ ‫استطاعت اختها الصغيرة ايضا ً ان‬ ‫تتزوج من احد معارفه‪ .‬وهنا بدأت‬ ‫مشاكل بين زوجي وابني الكبير‪،‬‬ ‫إال انني لم اعد اتحمل العذاب‬ ‫والتعب في تركيا‪ ،‬ألنه يجب عليك‬ ‫العمل طويال‪ ،‬والعمل في تركيا‬ ‫ال مستقبل له‪ ،‬لذلك امسكت بيدي‬ ‫طفلي وغادرت تركيا متجهة الى‬ ‫بلغاريا بعد ترك والدهم هناك‪،‬‬ ‫كونه لم يرغب ان يرافقنا السفر‬ ‫الى اوربا‪ ،‬حاولت اقناعه بمرافقتنا‬ ‫لكنه كان يرفض الفكرة من‬

‫واعيش مع اوالدي‪ ،‬اتركه هناك‪،‬‬ ‫لن اطالبه بشيء وال اريد منه شيئاً‪.‬‬ ‫صرنا سلعة بأيد الفيسبوك‬ ‫تتحدث (أم مهفان) عن تجربتها‬ ‫الجديدة في اشتراكها بشبكة‬ ‫التواصل االجتماعي (الفيسبوك)‬ ‫بتشجيع من ابنائها قائلةً‪" :‬انني لم‬ ‫اكن اعلم معنى الفيسبوك‪ ،‬اوالدي‬ ‫اصروا على فتح حسابا لي في‬ ‫هذه الشبكة العجيبة الستطيع‬ ‫بواسطتها ان اتخلص من الضغط‬ ‫النفسي وملل الغربة واتواصل مع‬ ‫األصدقاء والمعارف‪ .‬فقد كانت‬ ‫هناك بعض المشاكل بيني وبين‬ ‫زوجي بشكل يومي‪ ،‬تعرفت على‬ ‫شاب في بلد آخر يفتح صدره لي‬ ‫كي يقاسمني همومي‪ ،‬في بداية‬ ‫االمر كانت معرفتنا سطحية‬ ‫واخبرت زوجي عنه‪ ،‬اال انني‬ ‫وجدت نفسي متعلقا ً به واهتمامه‬ ‫الزائد بي‪ ،‬فارتحت له‪ ،‬فبدأت‬ ‫اتقرب منه كثيرا ً واخفي أمري‬ ‫من زوجي‪ ،‬كلما يسألني هل‬ ‫تتحدثين مع فالن؟ كنت اجيبه‬ ‫بكال‪ .‬وهذا زاد الفراغ بيني وبين‬ ‫زوجي وابعدني عنه وتعلقت بهذا‬ ‫الشاب الذي تعرفت عليه عبر هذه‬ ‫الشبكة العجيبة‪ ،‬وفي النهاية فقدته‬ ‫وغاب عني‪ ،‬ولم افهم كيف فقدته‪.‬‬ ‫ثم جائتني فكرة السفر واقنعت‬ ‫زوجي بالسفر الى اوربا تخلصا ً‬

‫محطتي األولى كانت بلغاريا‪،‬‬ ‫حيث المنفذ الرخيص الوحيد‬ ‫لالجئين السوريين"‪ ،‬وتقول‬ ‫أيضا "أريد الذهاب من بلغاريا‬ ‫الى المانيا حيث االمن واالمان‬ ‫والعيش المضمون والحرية"‪.‬‬ ‫تخوض (ام مهفان) بين ثنايا‬

‫تركت بلدتي صفر اليدين‪،‬‬ ‫لم نكن نحمل إال اثوابا نرتديها وسكنت في تركيا‪،‬‬ ‫لم نكن نملك حق ربطة خبز‪ ،‬تكرم علينا جيران‬ ‫بالشراشف وبعض األدوات المنزلية‬ ‫اساسها‪ ،‬إال انني استطعت اقناعه‬ ‫بذهابنا من دونه‪ ،‬وفضل هو البقاء‬ ‫في تركيا بجوار بلدته‪ .‬واآلن يريد‬ ‫العودة الى سوريا بعد ان ابتعدنا‬ ‫عنه كثيراً‪ ،‬يريد بيع محصول‬ ‫تعبي لسنين أمضيتها بالعمل في‬ ‫سوريا‪ ،‬يريد بيع منزلنا الذي‬ ‫غادرناه رغما ً عنا‪ .‬واآلن يتحدث‬ ‫الي باأللغاز‪ ،‬لم اعد افهم منه‬ ‫شيئا بعد قضائي ‪ 25‬سنة معه‪ ،‬ال‬ ‫افهم منه ابدا‪ ،‬انه يريد العودة الى‬ ‫سوريا‪ ،‬ال يستطيع العيش هناك‬ ‫وال يريد مغادرته‪ ،‬انني قطعت‬ ‫املي به‪ ،‬سوف اذهب الى المانيا‬

‫من العذاب والتعب من دون نتيجة‬ ‫في تركيا‪ ،‬فسافرت مع ولدي‬ ‫وتركته مع بقية اوالدي هناك‪.‬‬ ‫تتابع هذه السيدة‪ :‬بعد هجوم داعش‬ ‫االخير‪ ،‬غادرت سوريا "انا مع‬ ‫عيلتي" بلدتي منذ سنتين ونصف‬ ‫الى توركيا‪ ،‬وثم غادرت تركيا‬ ‫الى اوربا بحثا عن االستقرار‬ ‫واالمان ولقمة العيش وضمان‬ ‫مستقبل افضل الطفالي‪" .‬تركت‬ ‫زوجي مع ابني الصغير في تركيا‬ ‫واصطحبت ابني البكر وابنتي‬ ‫ذات الـ(‪ )10‬اعوام وانطلقت عبر‬ ‫االفاق باحثة عن لقمة العيش‪،‬‬

‫ذاكرتها الجريحة وتقول‪" :‬كان‬ ‫زوجي صعب المزاج‪ ،‬يتعامل مع‬ ‫بناته وأبناءه بقسوة مفرطة‪ ،‬لقد‬ ‫ارتحنا من عقد المشاكل المادية‬ ‫بفضل العمل‪ ،‬اال انني كنت اعاني‬ ‫من مشاكل حياتية يومية معه‬ ‫بر التفاهم معه‪،‬‬ ‫ولم نصل الى ّ‬ ‫كان عصبيا غير مبال بشؤون‬ ‫عائلته"‪ ،‬واستدركت "لكنه يحبني‬ ‫كثيراً‪ ،‬لألسف بعد ‪ 21‬عاما ً من‬ ‫العشرة لم يعد يهمني وجوده"‪ .‬انها‬ ‫سيدة مقبلة على الحياة‪ ،‬ال تعرف‬ ‫االستسالم لعوادي الزمن‪ ،‬انها‬ ‫مكافحة وصبورة "احب الحياة‪،‬‬ ‫ال يهمني ان لحق زوجي بي ام‬

‫تركيا امتألت بالالجئين السوريين‪،‬‬ ‫لم يعد لدينا اية قيمة هنا‪ ،‬يأكلون حقوقنا ويطعموننا‬ ‫أطعمة فاسدة ويستغلون ظروفنا‬

‫ال‪ ،‬المهم ان يصلني ابني‪ ،‬سوف‬ ‫اقدم نفسي في اوربا كمنفصلة‬ ‫عنه‪ ،‬ألنهم يقولون ان الحياة في‬ ‫اوربا ممتعة للمطلقة وأفضل‬ ‫من ان تكون مرتبطة‪ ".‬وتابعت‬ ‫القول‪ :‬سوف اوصل اطفالي الى‬ ‫بر األمان‪ ،‬حينها سوف اكون حرة‬ ‫ّ‬ ‫طليقة كي اعيش حياتي بعيدا ً عن‬ ‫الشرق ومشاكله‪ ،‬سوف اعيش بقية‬ ‫حياتي من اجل نفسي وروحي"‪.‬‬ ‫وتقول بحسرة "كانت حياتي حلوة‬ ‫في سوريا‪ ،‬كنت اعمل بجد دون‬ ‫كلل او ملل‪ ،‬لكنني اضطررت‬ ‫ان انقذ اطفالي واهرب بعيدا ً‬ ‫عن المشاكل في سوريا متوجهةً‬ ‫الى تركيا‪ ،‬لكن تركيا امتألت‬ ‫بالسوريين‪ ،‬ال عمل وال حياة فيها‪،‬‬ ‫الملل والبطالة والمشاكل الفظيعة‬ ‫تحيط بك من كل جانب‪ ،‬كنت‬ ‫أشعر بضيق تنفس هناك‪".‬‬

‫لم أعد أثق بأحد‬

‫وتحدثت (ام مهفان) عن وضعها‬ ‫في بلغاريا قائلةً‪" :‬هنا يوجد‬ ‫تجار يسكرون ويعرقلون الطرق‬ ‫كي يستغلوا الالجئين‪ ،‬كان على‬ ‫كل شخص ان يدفع ‪ 140‬يورو‬ ‫والعائلة عليها ان تدفع ‪ 500‬يورو‬ ‫او ‪ 600‬يورو‪ ،‬حسب المقدرة‪،‬‬ ‫كي يسمحوا لهم الدخول الى‬ ‫بلغاريا بطرق غير شرعية! واآلن‬ ‫وبعد ارتفاع األسعار وعرقلة‬ ‫الطرق من قبل تجار البشر‪ ،‬اصبح‬ ‫السعر الجديد لعبور الفرد الواحد‬ ‫‪ 200‬أو ‪ 300‬يورو‪ ".‬وتابعت ام‬ ‫مهفان حديثها عن أوضاع السفر‬ ‫والذهاب الى المانيا‪" :‬بعد حصولك‬ ‫على االقامة تستطيع الذهاب‬ ‫الى عاصمة بلغاريا "صوفيا"‬ ‫والذهاب بالطائرة الى السويد مع‬ ‫تأمين الفندق ليلة فقط بملغ ‪160‬‬

‫يورو‪ ،‬ومن ثم الذهاب في اليوم‬ ‫اآلخر بالقطار الى المانيا‪".‬‬ ‫هذه السيدة الكوردية التي تنقل‬ ‫قطار حياتها عبر محطات من‬ ‫العذاب واآلالم واالنتظار‪ ،‬تنظر‬ ‫أن تمنحها السلطات البلغارية‬ ‫حرة من حيث‬ ‫االقامة كي تكون ّ‬ ‫السفر الى جميع أنحاء اوربا‪.‬‬ ‫تقول أيضا "لكي استطيع ان‬ ‫افعل ما اشاء‪ ،‬سوف اسافر‬ ‫متى حصلت على االقامة‪ ،‬ألان‬ ‫هنا ايضا ً امتألت بالالجئين‬ ‫السوريين‪ ،‬لم يعد لدينا اية قيمة‬ ‫هنا‪ ،‬يأكلون حقوقنا ويطعموننا‬ ‫أطعمة فاسدة ويستغلون ظروفنا"‪،‬‬ ‫وأضافت "هذه البلدة الفقيرة‬ ‫اكتظت بمخيمات السوريين‪ ،‬يتفق‬ ‫سماسرة سوريون مع ادارة المخيم‬ ‫فيما يتعلق باستغالل الالجئين من‬ ‫خالل منحهم اإلقامات‪ ،‬ومن ليست‬ ‫له واسطة ال يستطيع ان يحصل‬ ‫على االقامة بسهولة‪".‬‬ ‫ويبدو ان رحلة السفر الى اوربا‬ ‫محاطة بأشواك ال تحصى‪،‬‬ ‫فالسفر من دولة الى أخرى يكون‬ ‫عبر السماسرة وتجار البشر‪،‬‬ ‫يتالعبون باسعار تهريب األفراد‬ ‫كيفما شاؤوا‪ ،‬وال يترددون من‬ ‫استغالل الضعيف منهم بشتى‬ ‫الطرق‪ ،‬وسعر التهريب يختلف‬ ‫حسب درجة ضعفك ومستوى‬ ‫تفكيرك وحراجة ظرفك‪ ،‬كلما كان‬ ‫ظرفك اصعب كان هناك استغالل‬ ‫اكثر‪ .‬تقول (أم مهفان)‪ :‬ليس لنا‬ ‫إال هللا‪ ،‬لم اعد أثق بأحد‪ ،‬فقط اريد‬ ‫الحصول على اقامة واتخلص من‬ ‫هذه المعاناة بالسفر الى المانيا‪،‬‬ ‫يقولون الحياة هناك مؤمنة لالجئين‬ ‫وهناك تساهالت كثيرة لهم‪".‬‬


‫‪4‬‬

‫الحدث الساخن‬

‫العدد (‪2015/6/1 )513‬م – ‪2715‬ك‬

‫كوردستان‬

‫العمال الكوردستاني‬

‫الممارسات والعبث بمسار التاريخ‬

‫د‪ .‬خالد حسين ــ جامعة زاخو‬

‫ممارسات حزب العمال الكوردستاني‬ ‫(تركيا) وبنسخه المختلفة في ك ٍّل من‬ ‫سوريا وإيران؛ وكذلك ممارسات مؤيّديه‬ ‫في إقليم كوردستان ــ العراق؛ سواء أن‬ ‫كانت قديما ً أو حديثا ً تدفع بالمتأ ّمل إلى‬ ‫بكثير من‬ ‫استنتاجات صلب ٍة وقوي ٍة يمكن‬ ‫ٍ‬ ‫االطمئنان تكثيفها بهذا المسار أو هذه‬ ‫االنتقالة‪ :‬من الوهم إلى الحقيقة؛ وربما‬ ‫يلتف بالغموض على‬ ‫سياق التَّعبير‬ ‫ُّ‬ ‫هذه االنعطافة التي تقود استراتيجية‬ ‫هذا الحزب في جملة الفضاءات التي‬ ‫ينشط فيها؛ حيث الممارسات الواقعية‬ ‫تدحض جملة الكتابات والخطابات‬ ‫التي ال يم ُّل منظرو الحزب من إنتاجها‬ ‫والتلذُّذ برسوخ المشروع القومي سابقا ً‬ ‫والمشروع الديمقراطي الموهوم راهنا ً‬ ‫متجسدا ً في منطوق مصطلحٍ هزل ّيٍ‪ :‬األمة‬ ‫الديمقراطية!‬ ‫إن االنتقالة المزعومة التي أثبتناها؛ ال‬ ‫تعكس مسارا ً منطقيا ً لحركة الفكر التي‬ ‫حزب العمال؛ بقدر ما تكشف‬ ‫يتبعها‬ ‫ُ‬ ‫عن المراوغة التي يمارسها؛ وحتى ال‬ ‫يستمر الغموض متالعبا ً بما رصدناه؛‬ ‫يمكن توسيع الفضاء السيميائي للعبارة؛‬ ‫لتكتسب وضوحا ً أكثر وترصدُ البنية‬ ‫العميقة لماهية التّفكير لدى ّ‬ ‫منظري حزب‬ ‫العمال؛ فالممارسات الواقعية تفضح‬ ‫انتقالة الرؤية من‪ :‬وهم المطالبة بالدولة‬ ‫القومية (والسيما في بدايات التأسيس)‬ ‫إلى وقائع فعلية متمثلةً بحقيق ِة ُرشيما ٍ‬ ‫ت‬ ‫مذهبي ٍة ــ ديني ٍة ‪ -‬ال تاريخية وبوصفها‬ ‫تحرك‬ ‫الرؤية االستراتجية الواقعية التي ّ‬ ‫خرائط الممارسات السياسية والعسكرية‪،‬‬ ‫وتتح َّكم بها لدى بعض القيادات األكثر‬ ‫شراسةً وسيطرة ً في الحزب أو في كثير‬ ‫من مناحي هذه السياسات التي ينتهجها‬ ‫هذا الحزب على األقل في هذه الفترة‬ ‫الراهنة‪.‬‬ ‫التموض ُع عند‬ ‫صدد يمكننا‬ ‫وفي هذا ال ّ‬ ‫ْ‬ ‫قول ٍة ألحد قادة حزب العمال الكوردستاني‬ ‫مصطفى قره صو؛ وهي بال ريب قولةٌ‬ ‫التنفك تعكس الممارسات اليومية واقعا ً‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫ملموسا لهذا التنظيم ذي الطبيعة الماركسية‬ ‫ــ الراديكالية؛ يقول‪ ...( :‬وعلى الكورد‬ ‫العلويين أن يدافعوا عن هويتهم الكوردية‬ ‫والعلوية‪ )...‬وما يثير االستغراب أن‬ ‫التنظيم مازال يتبنّى ــ أو يدّعي ــ‬ ‫اإليديولوجية الماركسية رؤيةً لقراءة‬ ‫الواقع‪ ،‬وتحديد المصالح واالصطفاف‬ ‫مع الحلفاء انطالقا ً منها؛ األمر الذي‬ ‫يجعل قارىء تصريح مصطفى قره‬ ‫صو في حيرةٍ من أمره؛ إذ كيف يمكن‬ ‫للمرء أن يكون ماركسيا ً وفي الوقت‬ ‫ب‬ ‫ذاته يدعو إلى ترسيخ ُرشيما ِ‬ ‫ت مذه ٍ‬ ‫‪www.pdk-s.com‬‬

‫دين ّي ٍ لدى كتلة من الكتل البشرية المش ّكلة‬ ‫الخطاب ــ‬ ‫للكينونة الكوردية؛ ليتنفس‬ ‫ُ‬ ‫خطاب صو بالتأكيد ــ جرعة هائلة من‬ ‫ميتافيزيقا تصورية ال وظيفة لها سوى‬ ‫تأبيد االنفصال والتباعد والتناحر والتقوقع‬ ‫في إغالق الفضاء التواصلي بين الكورد‬ ‫أنفسهم؛ فمن شأن هذا الخطاب الطائفي‬ ‫جملةً وتفصيالً أن يؤ ِ ّسس للخالف وليس‬ ‫االختالف‪ ،‬للفرقة وليس للتواصل؛ ومن‬ ‫ثم الدفع بالمستقبل ــ ربما سيأتي يوما ً ماــ‬ ‫لالنفتاح على المشكالت الطائفية الكارثية‬ ‫ذاتها بين الكورد التي تعاني منها راهنا ً‬ ‫بلدان عربية مثل‪ :‬سوريا والعراق ولبنان‬ ‫واليمن‪ ..‬إلخ‪.‬‬

‫البائسة التي يتيح لها راهنا ً بعض عناصر‬ ‫حزب العمال باالندفاع األهوج بل النضال‬ ‫في سبيل ترسيخها على حساب الكينونة‬ ‫القومية للكورد‪.‬‬ ‫هل هذا المطلب ــ ترسيخ الهوية العلوية‬ ‫ــ الذي يتف ّجر في قولة (صو) انبثقت‬ ‫باالنفصال عن الرؤية االستراتيجية‬ ‫لحزب العمال الكوردستاني أم أن األمر‬ ‫أعمق من ذلك بكثير؟ ربما لن نحتاج إلى‬ ‫جهد كبير في اإلشارة إلى أن الكثير من‬ ‫قادة حزب العمال الكوردستاني ينتمون‬ ‫إلى الكورد العلويين؛ حيث يؤ ِث ّرون في‬ ‫رسم سياسات الحزب؛ ومن األهمية‬ ‫بمكان اإلشارة أيضا ً وفي هذا السياق‬

‫غالبا ما يغلف (‪ )PKK‬أهدافه العميقة‬ ‫بقماشة ثخينة من الشعارات القوموية‬ ‫والمصطلحات التي تدفع بالمرء إلى التقيؤ‬

‫الثورات الكوردية‬

‫كانت تبحث ترسيخ الكينونة القومية للكورد‪،‬‬ ‫وليس تأبيد الهويات الطائفية البائسة‬

‫ويمكن لنا أن نستدرك لنقول عطفا ً إلى‬ ‫ما تقدم‪ :‬إن النضاالت الكوردية عبر‬ ‫التاريخ اتسمت بطابعها القومي البحت‬ ‫مع َّ‬ ‫أن األكثرية (السنية) الكوردية هي‬ ‫التي كانت تلعب دورا ً محوريا ً فيها؛ بل‬ ‫إن الثورات الكوردية نجحت في استمالة‬ ‫المكونات القومية األخرى في المشاركة‬ ‫ِّ‬ ‫بهذه الثورات؛ فالثورات الكوردية كانت‬ ‫ُ‬ ‫تبحث عن ترسيخ الكينونة القومية‬ ‫للكورد‪ ،‬وليس تأبيد الهويات الطائفية‬

‫إلى العلويين ــ الكورد (الكثير منهم ال‬ ‫يعترفون بانتمائهم بصراحة عاري ٍة ودون‬ ‫لبس‪ ،‬ينظر حول ذلك كتابات هوشنك‬ ‫أوسي ورستم محمود) أسوة ً بالشيعة‬ ‫(باستثناء بعض النخب المثقفة منهم) في‬ ‫العراق وإيران ودول الخليج و‪ ..‬إلخ‪،‬‬ ‫اصطفوا مع طاغية دمشق في تدميره‬ ‫للحواضر السورية وتجفيف الحياة فيها؛‬ ‫الرشيمات المذهبية‪.‬‬ ‫انطالقا ً من وحدة ُّ‬ ‫ً‬ ‫هل يمكننا اآلن المض ُّي قدما نحو نزع‬

‫ينبغي هنا توضيح العالقة بين النظام‬ ‫السوري وحزب العمال الكوردستاني‬ ‫وينبغي قراءتها استنادا إلى فترة الثمانينات‬

‫الغرابة عن ممارسات حزب العمال‬ ‫الكوردستاني في سوريا وانتفاضة‬ ‫مهاباد راهنا ً وكوردستان ــ العراق سابقا ً‬ ‫عبر خوض حرب ضروس مع الحزب‬ ‫الديمقراطي الكوردستاني في التسعينيات؟‬ ‫بمقاربة ممارسات هذا التنظيم وتأويلها‬ ‫ال يخطئ المتابع في رسم إشارات‬ ‫استفهام إزاء مواقفه وحروبه على الساحة‬ ‫الكوردية؛ فهو غالبا ً ما يغلّف أهدافه‬ ‫العميقة بقماشة ثخينة من الشعارات‬ ‫القوموية وبعض المصطلحات التي تدفع‬ ‫بالمرء إلى التقيء؛ فمع الحراك السوري‬ ‫(‪2011‬ــ ‪ )....‬شارك الكورد السوريون‬ ‫بكثافة متوقعة في الحراك؛ حيث عانوا‬ ‫من التمييز على صعد كثيرة؛ ليرتفع‬ ‫الشعور الوطن ُّي إلى أعلى مدياته حين‬ ‫اتفقت المدن السورية على تسمية إحدى‬ ‫ال ُجمع بالكلمة ذات الداللة األعمق لدى‬ ‫الكورد‪( :‬الحرية) ‪Azadi‬؛ هذا التنادي‬ ‫فعليا ً بين المدن السورية الثائرة أرعب‬ ‫النظام؛ وهنا كان البدَّ من استثمار‬ ‫الورقة القديمة ــ الجديدة (حزب العمال‬ ‫الكوردستاني في نسخته السورية‪ :‬حزب‬ ‫االتحاد الديمقراطي)‪ ،‬وهذا ما كان‬ ‫متوقعا ً لتحييد الكورد عبر محاصرتهم‬ ‫بمسلحي ‪ppk‬واعتقال أعضاء التنسيقات‬ ‫الكوردية؛ وهكذا في الوقت الذي بدأ هؤالء‬ ‫بمضايقة التنسيقات الكوردية ــ السورية‪،‬‬ ‫أوقفت قيادة النسخة اإليرانية من الحزب‬ ‫ذاته (بيجاك) العمليات العسكرية في‬ ‫كوردستان إيران واالنتقال إلى األراضي‬ ‫السورية؛ لينبثق تحالف ببني ٍة طائفية‬ ‫واضحة‪ :‬النظام السوري‪ ،‬إيران‪ ،‬حزب‬ ‫العمال الكوردستاني وحزب هللا ليجري‬ ‫محاصرة الحراك الشعبي السوري‪،‬‬ ‫فينتقل تحت الضغط العسكري للنظام إلى‬ ‫حراك عسكري؛ ويختلط الحابل بالنابل‪،‬‬ ‫وهذا ما كان يبحث عنه النظام الذي هدَّد‬ ‫غير مرة بأنه سيشعل الشرق األوسط‬ ‫برمته بالحروب ــ قاصدا ً المواجهات‬ ‫الطائفية بين المكونات المجتمعية‪.‬‬ ‫ينبغي هنا توضيح العالقة بين النظام‬ ‫السوري وحزب العمال الكوردستاني‬ ‫فهي التستند ــ فحسب ــ إلى مصالح‬ ‫وقتية وإنما ينبغي قراءتها استنادا ً إلى‬ ‫فترة الثمانينات حيث أوجالن كان يقيم في‬ ‫سوريا (معسكرات التدريب) أوال‪ ً.‬وثانيا ً‬ ‫إلى قوة اللوبي العلوي ــ والسيما في هذه‬ ‫الفترة ــ في الحزب الذي وقف بقوةٍ إلى‬ ‫جانب النظام عبر تحييد الكورد السوريين‬ ‫عن المشاركة الفعلية في الحراك‪َّ ،‬‬ ‫والز ّجِ‬ ‫بهم في مواجهات مع تنظيمات إرهابية‪.‬‬ ‫وهنا يمكن أن نتساءل عن النّتائج المترتّبة‬ ‫عن التحالف بين النظام والكوردستاني‬ ‫ّ‬ ‫متمثلً بحزب االتحاد الديمقراطي‪ :‬ب ي‬ ‫د؟‬ ‫ال يخفى على المتابع مالحظة تفريغ‬ ‫المناطق الكوردية من ساكنيها عبر‬ ‫هجرة اآلالف إلى إقليم كوردستان وتركيا‬ ‫وأوروبا؛ ثم ّ‬ ‫الز ّجِ بال ّشباب الكوردي في‬ ‫مواجهات اختلقها النظام ذاته‪ ،‬وم ّهد لها‬ ‫مع تنظيمات إرهابية من صناعة النظام‬ ‫المكونات‬ ‫نفسه؛ إلحداث شروخ عميقة بين‬ ‫ّ‬

‫السكانية وهذا ما حدث؛ عالوة على‬ ‫تدمير مدينة كوباني على نحو شبه كامل‬ ‫إثر مواجهات مع تنظيم داعش اإلرهابي؛‬ ‫وتخلّي النظام عن حليفه في هذه المواجهة‬ ‫التي لوال التحالف الدولي بقيادة أمريكا‬ ‫ــ التي ال ينفك أوجالن على عادة ماللي‬ ‫طهران وطاغية دمشق وناطور خامنئي‬ ‫على المتوسط ــ صليها بنعوت االمبريالية‬ ‫والتوسع؛ أقول لوال تدخل طيران التحالف‬ ‫لكانت النتائج وخيمة‪.‬‬ ‫يتساءل هوشنك أوسي ــ الباحث في‬ ‫شؤون حزب العمال الكوردستاني‪ :‬وهل‬ ‫للعلويين الموجودين ضمن الكوردستاني‬ ‫ذلك التأثير الوازن والفاعل لتحديد‬ ‫خياراته ومواقفه العمليّة من الثورة‬ ‫السوريّة ونظام األسد؟ حتى هذه اللحظة‬ ‫فإن تنظيم الكوردستاني ‪ ppk‬ال عم َل‬ ‫ضد بينه وبين نظام‬ ‫لديه سوى تقوية التّعا ُ‬ ‫األسد في محاول ٍة للتالعب بمسار التاريخ؛‬ ‫يكف عن التدخل في شؤون‬ ‫كما ال‬ ‫ُّ‬ ‫إقليم كوردستان ــ العراق (تصريح‬ ‫دوران كالكان مثالً) وعبر تجديد‬ ‫العالقة مع عجائز السليمانية‪ ،‬والسيما‬ ‫مع الشخصيات المناهضة للحزب‬ ‫الديمقراطي الكوردستاني والمتواطئة مع‬ ‫طهران من أمثال السيدة هيرو إبراهيم‬ ‫ومال بختيار‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن وفا َء هذا التنظيم الراديكالي لعمق‬ ‫ثقافي غائر ال ــ تأريخي وخلط األوراق‬ ‫تضرب عميقا ً في جذور بعض أعضائه‬ ‫حيث تبدَّت على نحو أكثر وضوحا ً في‬ ‫الصمت الذي يلفه إزاء االنتفاضة الشعبية‬

‫ال يخفى على المتابع‬ ‫مالحظة تفريغ‬ ‫المناطق الكوردية‬ ‫من ساكنيها؛ ثم الزج‬ ‫بالشباب الكوردي‬ ‫في مواجهات‬ ‫اختلقها النظام‬ ‫في مهاباد وذلك بالحفاظ على تحالف غير‬ ‫معلن ‪ -‬لكنه متماسك‪ -‬مع ماللي طهران؛‬ ‫أخبار تناقلتها وكاالت األنباء أن‬ ‫فث ّمة‬ ‫ٌ‬ ‫فرق‬ ‫حزب االتحاد الديمقراطي ‪ّ pyd‬‬ ‫مظاهرات مؤيدة لكورد مهاباد في مناطق‬ ‫الجزيرة؛ مع اإلشارة إلى امتعاض‬ ‫حامض عال وجوه المؤيدين لطهران في‬ ‫ك ٍّل من قنديل والسليمانية!‬ ‫وأخيراً‪ :‬هل سيستيقظ بعض العقالء في‬ ‫هذا الحزب‪ ،‬ويستثمرون طاقاته الهائلة‬ ‫في خدمة القضايا الكوردية بدالً من العبث‬ ‫بمسار التاريخ؟‬

‫تنظيم (‪ )PKK‬ال‬ ‫عمل لديه سوى‬ ‫تقوية التعاضد بينه‬ ‫وبين نظام األسد‬ ‫في محاولة للتالعب‬ ‫بمسار التاريخ‬


‫حوار‬

‫كوردستان‬

‫العدد (‪2015/6/1 )513‬م – ‪2715‬ك‬

‫‪5‬‬

‫قهرمان مرعي‪:‬‬

‫الصراع المسلح في سوريا استنفد أبعاده الطائفية إلى أقصى حد‬ ‫حاوره‪ :‬عمر كوجري‬ ‫قال قهرمان مرعي الكاتب وعضو‬ ‫المكتب السياسي لحزب يكيتي الكوردي‬ ‫في سوريا‪ ،‬والمقيم حاليا ً في ألمانيا إن‬ ‫اتفاقية دهوك جاءت بعد سلسلة اإلخفاقات‬ ‫في هولير‪ ،١‬و‪ ،٢‬وفي وقت كانت العاطفة‬ ‫جياشة بسبب هجمات داعش االرهابي‬ ‫على كوباني وقبلها مأساة شنگال‪ ،‬والرأي‬ ‫العام الدولي كان في أوجه لمصلحة‬ ‫قضية شعب كوردستان‪ ،‬وذكر مرعي‬ ‫أن الصراع المسلح في سوريا استنفذ‬ ‫ابعاده الطائفية الى أقصى حد‪ ،‬وبلغ إجرام‬ ‫النظام حدوده القصوى‪ ،‬وحول المزيد من‬ ‫التحليل حول شؤون كوردستان سوريا‪،‬‬ ‫وكوردستان عموماً‪ ،‬والثورة السورية‪،‬‬ ‫كان حوار صحيفة "كوردستان" معه‪:‬‬

‫*ساهم اقليم كوردستان بمحاولة‬ ‫ترتيب البيت الداخلي في كوردستان‬ ‫سوريا‪ ،‬عبر اتفاقيات هولير‪ 1‬و‪2‬‬ ‫ودهوك‪ ،‬من يُفشِل االتفاقيات‪،‬‬ ‫ويفرّ غها من محتواها؟‬

‫نعم‪ ،‬إقليم كوردستان متمثالً بالسروك‬‫بارزاني لم يدخر جهدا ً في ترتيب وحدة‬ ‫الصف الكوردي في كوردستان الغربية‬ ‫(سوريا) منذ اندالع الثورة السورية‬ ‫والى اآلن‪ ،‬وجاءت االتفاقيات لتنفيذ‬ ‫الشراكة على االرض لمصلحة قضيتنا‬ ‫العادلة‪ ،‬ولوقف خطر الشقاق‪ ،‬إال إن‬ ‫تلك االتفاقيات أغفلت الموقف من النظام‬ ‫او الى اإلشارة الى سيطرته على القرار‬ ‫من خالل العالقة مع حركة المجتمع‬ ‫الديمقراطي (تف دم)‪ ،‬الطرف اآلخر‬ ‫في الشراكة‪ ،‬ولم يدرك طرف المجلس‬ ‫الكوردي‪ ،‬وكذلك اقليم كوردستان راعي‬ ‫االتفاق‪ ،‬مدى هذه العالقة وتشعباتها‬ ‫التاريخية واآلنية‪ ،‬سواء على مستوى‬ ‫دول االقليم وأطراف الصراع في سوريا‬ ‫وكذلك المعنيين المحسوبين على النظام‬ ‫من باقي المكونات الذين يشكلون جزءا ً‬ ‫من استراتيجيته في معادلة الصراع‬ ‫القومي‪ .‬بالتأكيد الطرف اآلخر متمثالً‬ ‫باإلدارة الموازية إلدارة النظام كسلطة‬ ‫أمر واقع في المناطق الكوردية مسؤولة‬ ‫عن عدم اإللتزام بروح االتفاق وتنفيذه‪،‬‬ ‫ألنها ال تتنازل عن امتيازاتها الحزبية‪.‬‬

‫*المنطقة الكوردية تتعرض يوميا‬ ‫لخطر تفريغ الشباب منها وهروبهم‬ ‫إلى المجهول‪ ،‬ما السبب؟‬

‫تنس سياسات (ب ك ك)‪ ،‬منذ اعالنه‬ ‫ال َ‬‫الكفاح المسلح في صيف ‪ ١٩٨٤‬يعتمد‬ ‫على تجنيد الشباب من خالل انطالقته من‬ ‫سوريا وتضحيات الشهداء من ابناء وبنات‬ ‫كوردستان سوريا ليس بالحسبان‪ ،‬قرابين‬ ‫لتحرير وتوحيد كوردستان‪ ،‬والغريب في‬ ‫األمر بعد إقراره ترك السالح في باكور‬ ‫كوردستان وفق شروط اتفاقية السالم مع‬ ‫تركيا‪ ،‬وتبني مفاهيم االمة الديمقراطية‬ ‫وإخوة الشعوب‪ ،‬يقوم انصار (ب ك ك)‬ ‫بدفع شبابنا الى محرقة الحرب من خالل‬ ‫التجنيد اإلجباري بحجة الدفاع الذاتي‬ ‫وبوجود النظام االسدي المجرم بجبروته‬ ‫في مناطقنا‪ ،‬إضافة االوضاع العامة‬

‫للثورة السورية‪.‬‬

‫*لماذا لم تنجح اتفاقية دهوك برأيك؟‬

‫اتفاقية دهوك جاءت بعد سلسلة اإلخفاقات‬‫في هولير‪ ،١‬و‪ ،٢‬وفي وقت كانت العاطفة‬ ‫جياشة بسبب هجمات داعش االرهابي‬ ‫على كوباني وقبلها مأساة شنگال‪ ،‬والرأي‬ ‫العام الدولي كان في أوجه لمصلحة‬ ‫قضية شعب كوردستان‪ ،‬لهذا استغله‬ ‫الطرف اآلخر (تف دم) لتمرير الوقت‬ ‫لصالحه والستثمار تلك االنتصارات‬ ‫بدعم البيشمركة االبطال والتحالف الدولي‬ ‫على مستوى عالقاته مع العالم المناهض‬ ‫لإلرهاب‪.‬‬

‫*الشباب غير راضين عن نسب‬ ‫تواجدهم في المجلس الكوردي‪ ،‬وكذلك‬ ‫ثمة من يقول أن الخارطة الجغرافية‬ ‫الكوردية‪ ،‬لم ترا َع في االجتماعات‬ ‫االخيرة للمجلس‪ ،‬برأيك لماذا؟‬

‫هناك نزوع للشباب منذ بدء الثورة‬‫نحو الخصوصية‪ ،‬واإلنغالق من خالل‬ ‫المنظمات والحركات الشبابية المنبثقة من‬ ‫تنسيقيات الثورة السلمية مع دخولهم سباق‬ ‫التشرذم والمنافسة السلبية‪ ،‬ناهيك عن‬

‫كوباني مثلها مثل باقي مدن سوريا‬ ‫المدمرة بانتظار جهد دولي كبير‪،‬‬ ‫والدليل فشل مؤتمر آمد‬ ‫المؤتمر تشكيل جسم مرن وآلية عمل‬ ‫يواكب االحداث السياسية المتسارعة‬ ‫وكذلك العمل على االرض لتلبية احتياجات‬ ‫الناس الحياتية واألمنية‪ ،‬واألمور اصبحت‬ ‫واضحة ولم يعد المماطلة والتسويف الذي‬ ‫كان يتسببه بعض االطراف لعمل المجلس‬ ‫في وارد التكرار‪ ،‬إذا اتجهت اإلرادات‬ ‫للتكامل كفريق واحد‪ ،‬دون استئثار‪ .‬وعلى‬ ‫المجلس إعادة االعتبار لنفسه من خالل‬ ‫ثقة الجماهير‪ ،‬التي بقيت لوحدها في‬ ‫الساحة‪ ،‬والتحضير لمرحلة ما بعد سقوط‬ ‫النظام‪ ،‬او انكفائه نحو كانتون الساحل‪.‬‬

‫*هل تتوقع أن يفسح (تف دم) او‬ ‫االدارة الذاتية عموما المجال للمجلس‬ ‫ان يكون ندا ً قويا ً له‪ ،‬؟‬

‫‪-‬من خالل التجربة والمالحظة والقراءة‬

‫*زار الرئيس مسعود بارزاني‬ ‫واشنطن وعدة عواصم اوربية مؤخرا ً‬ ‫في إطار سعيه للتمهيد إلعالن دولة‬ ‫كوردستان‪ ،‬كيف قرأت الزيارة؟‬

‫وصفها الرئيس البارزاني بأنها جيدة‬‫وهو مصدر ثقة شعب كوردستان‬ ‫واعتزازهم‪ ،‬اإلدارة االمريكية الحالية‬ ‫استراتيجيتها المعلنة الحفاظ على الدولة‬ ‫المركزية وقد جاء تحالفها األخير ضد‬ ‫داعش في هذا االتجاه‪ ،‬في كل من سوريا‬ ‫والعراق‪ ،‬لكنها جاءت متأخرة‪ ،‬بسبب حدة‬ ‫الصراع الطائفي وطول أمده‪ ،‬مع اليقين‬ ‫التام بأنه لن تكون هناك دولة مركزية‬ ‫بشكلها الحالي في العراق االتحادي‪،‬‬ ‫وال في سوريا المستقبل‪ ،‬أنا بنظري إن‬

‫واضح وجلي بالنسبة لنضالنا من أجل‬ ‫الحقوق القومية للشعب الكوردي‪،‬‬ ‫سابقا ً والحقا ً خالل الثورة‪ ،‬وفي سوريا‬ ‫المستقبل‪ ،‬يتلخص في دولة المركزية‬ ‫إتحادية‪ ،‬يتحقق فيها الفيدرالية الجغرافية‬ ‫(السياسية) لكوردستان الغربية‪ ،‬وبهذا‬ ‫يتقاطع مع النهج القومي المتأصل لدى‬ ‫الحزب الديمقراطي الكوردستاني‪-‬‬ ‫سوريا‪ ،‬والعالقات في تطور مستمر مع‬ ‫عودة الثقة أكثر وضوحاً‪ ،‬بعد انسحابنا‬ ‫من االتحاد السياسي‪ ،‬والمؤتمر التوحيد لـ‬ ‫‪ PDK-S‬كما يجمعنا تأييدنا للسياسات التي‬ ‫يتبعها الرئيس مسعود البارزاني في سعيه‬ ‫لتحقيق أماني شعب كوردستان العراق في‬ ‫إعالن دولته المستقلة‪ ،‬ومناصرته لقضايا‬ ‫شعب كوردستان في األجزاء األخرى‪،‬‬ ‫ونأمل أن يتطور الى آفاق أوسع لما فيه‬ ‫مصلحة الشعب الكوردي العليا‪ ،‬علما ً اننا‬ ‫قد نختلف في االساليب وبعض السلوكيات‬ ‫السياسية وآليات العمل النضالي‪ ،‬وهذا‬ ‫يجب أن يشجعنا أكثر من اإلقتراب معاً‪.‬‬

‫*بعد الضربات الموجعة من قبل‬ ‫المعارضة السورية ضد جيش النظام‪،‬‬

‫يقوم انصار (ب ك ك)‬ ‫بدفع شبابنا الى محرقة الحرب‬ ‫من خالل التجنيد اإلجباري‬ ‫الرئيس بارزاني بانتظار نضوج الظروف‬ ‫الموضوعية الذاتية أكثر لترتيب خطوات‬ ‫دستورية تمهيدا ً إلعالن دولة كوردستان‪.‬‬ ‫البعثرة بسبب الهجرة والتهجير القسري‪،‬‬ ‫أدت بهم الى فقدان روح المبادرة ومواكبة‬ ‫االحداث والتغيرات‪ ،‬ألسباب خارجة عن‬ ‫إرادتهم‪ ،‬لهذا أصبحوا اسيري ردات الفعل‬ ‫على نسب التمثيل وتقليد المناصب‪ ،‬اما‬ ‫بالنسبة للخارطة الجغرافية‪ .‬دائما ً هناك‬ ‫شكوى من مناطق التواجد الكوردي في‬ ‫دمشق وحلب وكذلك كوباني وعفربن‬ ‫على نسبة التمثيل واستحواذ الجزيرة على‬ ‫اغلبية المقاعد‪ ،‬باعتقادي المجلس الوطني‬ ‫الكوردي من خالل مؤتمره الثالث يحاول‬ ‫لملمة نفسه بعد االصطفافات االخيرة وقد‬ ‫تكون االنطالقة متعثرة‪ ،‬لكن يبقى الممثل‬ ‫للقضية القومية في كوردستان الغربية‪،‬‬ ‫ويتوقف ذلك على دعم اقليم كوردستان‬ ‫للمجلس في مختلف المجاالت‪.‬‬

‫*ضم المجلس الكوردي العديد من‬ ‫االحزاب والمنظمات الشبابية ضمن‬ ‫صفوفه مؤخراً‪ ،‬هل هذا يكفي ليتخلص‬ ‫المجلس من ترهله‪ ،‬وتراجع شعبيته؟‬

‫ضم أو إعادة تمثيل االحزاب في إطار‬‫المجلس جاء وفق االصطفافات التي‬ ‫حدثت أثناء تشكيل المرجعية‪ ،‬وعلى‬

‫التاريخية‪ ،‬ال يمكن لـ(تف دم)‪ ،‬قبول‬ ‫المجلس كطرف خارج أطر اإلدارة الذاتية‪،‬‬ ‫مادام المجلس يفتقد الى توازن ردعي‬ ‫على األرض من شأنه يدفع بالطرفين‬ ‫الى ايجاد مؤسسات وطنية شرعية تمثل‬ ‫مصالح الشعب الكوردي في كوردستان‬ ‫الغربية‪ ،‬وكذلك خارج إطار اتفاق القوى‬ ‫الكوردستانية الفاعلة(‪p.d.k.i/ y.n.k/‬‬ ‫‪ )p.k.k‬والمحاور اإلقليمية المتصارعة‪،‬‬ ‫نحن جزء من هذه المنظومة‪.‬‬

‫*في طريق إعادة اعمار كوباني‬ ‫ثمة "اجتهادات" كثيرة‪ ،‬من المعني‬ ‫بكوباني واعمارها؟‬

‫ابناء كوباني وريفها المتضررين‬‫الحقيقيين من إجرام داعش وغزوه‪،‬‬ ‫والقضية ليست متعلقة باالعمار فقط‪ ،‬بل‬ ‫بمقومات الحياة من اساسها‪ ،‬فهم المعنيين‬ ‫بالدرجة االولى‪ ،‬وكذلك طرفا التمثيل‬ ‫(تف دم) و(ا ن ك س) وجهود االطراف‬ ‫الكوردستانية وعلى رأسها حكومة االقليم‪،‬‬ ‫وبجهد اقليمي ودولي‪ ،‬هذه امنيات‪ ،‬لكن‬ ‫باعتقادي‪ ،‬كوباني مثلها مثل باقي مدن‬ ‫سوريا المدمرة بانتظار جهد دولي كبير‪،‬‬ ‫والدليل فشل مؤتمر آمد‪.‬‬

‫*هاجمت عناصر من العمال‬ ‫الكوردستاني قبل ايام مقرا للحزب‬ ‫الديمقراطي الكوردستاني‪ -‬ايران‪ ،‬ما‬ ‫دالالت الهجوم؟‬

‫العمال الكوردستاني يتمركز في مقرات‬‫سابقة للديمقراطي الكوردستاني‪ /‬العراق‬ ‫واالتحاد الوطني‪ ،‬سواء قبالً في خاكورك‬ ‫وحفتآنين والزاب‪ ،‬او اآلن في قنديل‪،‬‬ ‫خارج ساحته‪ ،‬وهو مستحوذ على المثلث‬ ‫الحدودي‪ ،‬وعلى امتياز حق المقاومة‬ ‫الحصري من عدمها‪ ،‬وليس من حقه‬ ‫منع الديمقراطي الكوردستاني‪ /‬ايران من‬ ‫التمركز والمناورة على حدود كورستان‬ ‫ايران‪ ،‬دعما ً النتفاضة مهاباد‪ ،‬وتحالفه‬ ‫مع النظام اإليراني بخصوص الشراكة‬ ‫مع النظام االسدي ووقف عمليات (پ‬ ‫ژ ا ك) ضد نظام الغدر في ايران‪ ،‬يجب‬ ‫أن ال يشمل كونه حارس امين للحدود في‬ ‫مواجهة اشقائه‪ ،‬وهو مقبل على السالم‬ ‫مع تركيا‪ ،‬الحلف المناقض بعد اسابيع من‬ ‫انتخابات حزيران لهذا العام‪.‬‬

‫*كيف تقرأ مستوى العالقات بين‬ ‫حزبكم يكيتي والحزب الديمقراطي‬ ‫الكوردستاني‪ -‬سوريا؟‬

‫‪-‬نهج حزبنا‪ ،‬يكيتي الكوردي في سوريا‬

‫هل تتوقع حالً سياسيا ً في األفق؟‬

‫الصراع المسلح في سوريا استنفذ ابعاده‬‫الطائفية الى أقصى حد‪ ،‬وبلغ إجرام النظام‬ ‫حدوده القصوى وأخذت قوته بالنفاذ‬ ‫وتشتت جهود محوره االيراني‪ ،‬واصبح‬ ‫يمارس تكتيكات الهروب لصالح تمدد‬ ‫داعش بإتجاه مناطق الثوار سواء في ريف‬ ‫حمص او الشمال اوالجنوب وكذلك جبهة‬ ‫حلب‪ .‬بإعتقادي ال حل سياسي للقضية‬ ‫السورية‪ ،‬والدولة ُمقدَمة على التفكك‬ ‫واالنقسام المناطقي والطائفي والقومي‪،‬‬ ‫يتوقف األمر حاليا ً بإنتظار معركة دمشق‬ ‫الكبرى‪.‬‬

‫*تركيا وواشنطن اتفقتا على تدريب‬ ‫فصائل من الجيش الحر هل هذا‬ ‫الجيش ذاهب لمقاتلة داعش ام النظام‬ ‫السوري؟‬

‫داعش والنظام في نظر الفصائل األخرى‬‫واحد‪ ،‬يأتي تدريب هذه القوات من قبل‬ ‫تركيا وواشنطن في إطار سيعهما على‬ ‫الحفاظ على الدولة المركزية ومؤسساتها‬ ‫من التفكك‪ ،‬وقد يترافق دخولها الى‬ ‫المناطق المحررة وخاصة ادلب او جبهة‬ ‫الجنوب‪ ،‬مع حظر الطيران او تحييد‬ ‫تحليقها‪ ،‬بتوفير سالح مضاد للثوار‪ ،‬كما‬ ‫هي األخبار اآلن‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫ريبورتاج‬

‫العدد (‪2015/6/1 )513‬م – ‪2715‬ك‬

‫كوردستان‬

‫واقع التعليم في مخيم كوركوسك‬

‫تحديات تواجه العملية التربوبة‬ ‫ريبورتاج ‪ :‬محمد عطا لياني‬ ‫تأسس مخيم كوركوسك‬ ‫بتأريخ ‪ 2012/8/15‬ليضم‬ ‫اكثر من (‪ )14‬الف من‬ ‫الهاربين من جحيم الحرب‬ ‫السورية من الالجئين الكورد‬ ‫السوريين على بعد (‪)27‬كم‬ ‫على أطراف اربيل عاصمة‬ ‫اقليم كوردستان‪.‬‬ ‫يضم المخيّم اكثر (‪)2400‬‬ ‫عائلة الجئة‪ ،‬غالبيتهم من النساء‬ ‫واالطفال ممن ُحرموا من مقاعد‬ ‫الدراسة في قراهم ومدنهم‬ ‫السورية البعيدة‪ .‬عاش المخيم‬ ‫وساكنوه أشهرا ً من الظروف‬ ‫الصعبة ومعاناة التأقلم‪ ،‬وتأمين‬ ‫المستلزمات األساسية‪ .‬كان‬ ‫االطفال يتلقون دروسا ً غير‬ ‫منظ ّمة وعبثية في خيم عائدة‬ ‫لمنظمات مختلفة في ظل غياب‬ ‫منهاج دراسي معين‪ .‬الهم الوحيد‬ ‫كان إبعاد الصغار عن هموم‬ ‫الحياة الجديدة التي لجؤوا اليها‬ ‫وبعد ما يقارب (‪ )7‬اشهر من‬ ‫تأسيس المخيم بنيت اولى مدرسة‬ ‫فيه بتأريخ ‪.2013/10/1‬‬

‫تواصل الدراسة‬ ‫أفاد مدير المدرسة رواند نجات‬ ‫لصحيفة «كوردستان»‪ :‬لدينا‬ ‫مدرستان أو مدرسة مزدوجة‪،‬‬ ‫مدرسة أسستها مؤسسة‬ ‫بارزاني الخيرية باسم (جكر‬ ‫خوين) للمرحلة االعدادية‬ ‫والتي تتألف من (‪ )16‬كرفاناً‪.‬‬ ‫ومدرسة ابتدائية أسّستها منظمة‬ ‫(اليونيسيف) وتتشكل من (‪)35‬‬ ‫كرفاناً‪.‬‬ ‫وتابع مدير المدرسة‪ :‬يعمل‬ ‫في مدارس المخيم (‪)82‬‬ ‫مدرسا ً‬ ‫ومدرسة غالبيتهم من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ساكني المخيم‪ ،‬عدا بعض‬ ‫المدرسين المختصين بتدريس‬ ‫ّ‬ ‫اللغة الكوردية (السورانية)‬ ‫في شعب دراسية يفوق (‪)48‬‬ ‫شعبة دراسية بتعداد اجمالي‬ ‫للطلبة يبلغ (‪ )1864‬طالبا ً‬ ‫وطالبة‪ ،‬يواصلون الدراسة رغم‬ ‫الظروف القاهرة للجوء‪.‬‬

‫ضعف في‬ ‫المساعدات‬ ‫والخدمات‬ ‫المدرسة نظامها دوامان‬ ‫(صباحي ومسائي)‪ ،‬ويشكو‬ ‫‪www.pdk-s.com‬‬

‫مدير المدرسة من ضعف‬ ‫المساعدات والخدمات التربوية‬ ‫للمدرسة من قبل المنظمات‬ ‫العاملة في المخيم خاصة التي‬ ‫تعمل في مجال التعليم والصحة‪،‬‬ ‫كمنظمة (اليونسيف) التي‬ ‫اقتصرت مساعداتها على توزيع‬ ‫القرطاسية وبعض مستلزمات‬ ‫الرياضة للطالب عدا مشاكل‬ ‫العقود المؤجلة‪.‬‬ ‫وأوضح لصحيفة «كوردستان»‬ ‫المدرسين لم يتم تجديدها‬ ‫عقود‬ ‫ّ‬ ‫منذ شهور‪ ،‬ولم يتلقوا رواتبهم‪،‬‬ ‫ورغم مطالبتا المستمرة ورفعنا‬ ‫خطاب أوضحنا فيه هذه‬ ‫المشكالت لدى وزارة التربية‬ ‫في اإلقليم ووعدوهم بحل هذه‬ ‫المشكالت قريبا وتسليم الرواتب‬ ‫المدرسين‪.‬‬ ‫ويضيف رغم الظروف الحالية‬ ‫التي يمر بها االقليم والذي هو‬ ‫الداعم الوحيد لمدرسيّنا نعمل‬ ‫بجد ونستمر رغم هذه العقبة‪،‬‬ ‫ونسعى بمساعدة المدرسة‬ ‫على فتح دورات صيفية للطلبة‬ ‫ساعين الى عدم ابقائهم بعيدين‬ ‫عن اجواء الدراسة في أثناء‬ ‫عطلة الصيف‪ ،‬ونثني على‬ ‫جهود المدرسين الدائمة والتي‬ ‫حصلت في مسابقات على‬ ‫مستوى مخيمات الالجئين في‬ ‫هولير مرتبة متقدمة‪ ،‬حين‬ ‫نالت مدرستنا الدرجة االولى‬ ‫من حيث المستوى والدرجات‬ ‫ونسبة النجاح ‪.‬‬ ‫لم تتأثر المدرسة بالظروف‬ ‫االقتصادية وكذلك تأخر دفع‬ ‫رواتب الهيئة التدريسية لم يؤثر‬ ‫على قدرتهم واداء واجبهم بشكل‬ ‫تام‪ ،‬فج ُّل ه ِ ّمهم أن ينال أطفال‬ ‫المخيّم الدروس‪ ،‬ويلتزموا‬ ‫بمقاعد الدراسة‪.‬‬

‫نقص في الكتب‬ ‫المدرسية‬

‫اكرم شاكر أحد أساتذة المدرسة‬ ‫قال‪ :‬وضع المدرسة مستقر نسبيا ً‬ ‫نقدّم كل ما لدينا ونسعى دائما‬ ‫للتعاون المتبادل بينا وبين ذوي‬ ‫الطلبة‪ .‬كما تحدّث من النقص‬ ‫في بعض المواد االساسية‬ ‫الخاصة بعملية التدريس مؤكدا‪:‬‬ ‫نعاني من نقص بعض الكتب‬ ‫مما نضطر احيانا الى طباعتها‬ ‫او تقاسمها بين طالبين‪ .‬وضمن‬ ‫المناهج الدراسية التي يتلقاها‬ ‫الطلبة هناك مادة اللغة الكوردية‬ ‫(اللهجة السورانية) التي تختلف‬

‫جفين عمر‬

‫د‪ .‬شوان سيد رسول‬

‫خوام عارف‬

‫اكرم شاكر‬

‫اإلقليم‪ ،‬ووعدونا بإيجاد حلول‬ ‫ودفع مستحقاتهم في اسرع‬ ‫وقت ممكن‪ .‬وتابع‪ :‬نسعى دائما ً‬ ‫الى طلب الدعم والمساعدة من‬ ‫المنظمات العاملة في المخيم‬ ‫بتلبية حاجات المدرسة ونسعى‬ ‫جاهدين الى ان تظل المدرسة‬ ‫مفتوحة‪ ،‬وتقدم خدماتها للطالب‬

‫سهر على صحة‬ ‫الطلبة‬

‫نوعا ً ما عن لهجة الطلبة‬ ‫الالجئين الكورد السوريين‪،‬‬ ‫لكن غالبتهم سعيدون بتعلّم هذه‬ ‫اللهجة الكوردية رغم صعوبتها‬ ‫بالنسبة لهم‪.‬‬

‫اهتمام باللهجة‬ ‫السورانية‬ ‫مدرس المادة (بوتان كاكل)‬ ‫يؤكد ّ‬ ‫أنه يتل ّمس تجاوبا ً واهتماما ً‬ ‫ملحوظا ً لدى الطالب في حصة‬ ‫اللغة الكوردية (السورانية)‪،‬‬ ‫وتابع‪ :‬كما أالحظ في الكثير من‬ ‫األحيان تفوقهم ورغبتهم في‬ ‫هذه المادة على طالب مدارس‬ ‫االقليم التي قمت بتدريس هذه‬ ‫المادة فيها سابقاً‪.‬‬ ‫المعلمة جفين عمر غير راضية‬ ‫عن بعض االمور في المدرسة‪،‬‬ ‫كانقطاع الكهرباء في بعض‬ ‫األوقات والذي يؤثر على‬ ‫اعطاء حصصها وخاصة في‬ ‫اثناء الدوام المسائي‪ ،‬اضافة‬

‫الى غياب مرشدين نفسيين‬ ‫واجتماعيين في المدرسة‪ ،‬لكنها‬ ‫تؤكد على االستمرار في عملها‬ ‫كمعلمة من منطلق كونه واجب‬ ‫مفروض عليها تجاه طالبها‪،‬‬ ‫فتقول‪ :‬نحاول أن نتأقلم مع‬ ‫الظروف التي تمر علينا في‬ ‫المدرسة ونسعى الى تخطيها‬ ‫فنعتمد على جهودنا الشخصية‪،‬‬ ‫حيث نعمل بالتنسيق مع األهل‬ ‫رغم انقطاع رواتبنا ألكثر من‬ ‫(‪ )4‬اشهر‪ ،‬فأنا سأستمر في‬ ‫عملي كمعلمة للطالب‪.‬‬

‫أشتاق لمدرستي‬ ‫في قامشلو‬ ‫الطفلة (هديل زنار علي)‬ ‫طالبة الصف الرابع‪ ،‬وتتلقى‬ ‫تعليمها منذ سنتين‪ ،‬عبرت عن‬ ‫رضاها قدر تعلق األمر بالتأقلم‬ ‫التدريسي في مدرسة المخيم‪،‬‬

‫رغم حبها لمعليما ومدرستها‪،‬‬ ‫فهي تشتاق لمدرستها في مدينة‬ ‫قامشلو وتقول‪ :‬أريد العودة‬ ‫الى مدرستي‪ ،‬فهنا ال أستطيع‬ ‫حفظ دروسي والقيام بواجباتي‬ ‫المدرسية في خيمة واحدة‪،‬‬ ‫ولدينا بعض النواقص التي لم‬ ‫تكن موجودة في مدرستنا حينما‬ ‫كنا في سوريا‪.‬‬

‫المساعدات قليلة‬ ‫مدير مخيّم كوركوسك (خوام‬ ‫عارف) يقول‪ :‬ان المساعدة‬ ‫المقدمة هنا في هذا المخيم‬ ‫قليلة جدا قياسا بالمساعدة التي‬ ‫تقدمها منظمة (‪ )UN‬لالجئين‬ ‫السوريين في مخيمات الدول‬ ‫األخرى فيما يتعلق بمشكلة‬ ‫الرواتب المؤجلة الدفع وعدم‬ ‫تجديد عقود المدرسين‪ .‬واضاف‬ ‫عارف‪ :‬تلقينا تفاصيل بهذا‬ ‫الخصوص من إدارة المدرسة‪،‬‬ ‫وقمنا بدورنا بوضع المشكلة‬ ‫على طاولة وزارة التربية في‬

‫وفيما يتعلق بالنواقص الصحية‬ ‫في المدرسة قال مدير المركز‬ ‫الصحي د‪ .‬شوان سيد رسول‪:‬‬ ‫نقوم بواجبنا من خالل جوالت‬ ‫الى المدرسة في حال ورود‬ ‫معلومات عن أي مرض او‬ ‫تخوف في انتشار أي وباء‬ ‫معد‪ .‬أما الجوالت الدورية‬ ‫التي يطالب بها ادارة المدرسة‬ ‫ال نستطيع تلبيتها بسبب نقص‬ ‫الكوادر الطبية‪ ،‬موضحا‪ :‬عدد‬ ‫كادرنا محدود لكننا نستمر في‬ ‫رفع تقاريرنا الى دائرة الرقابة‬ ‫الصحية باستمرار ونطلب‬ ‫المزيد من الدعم والمتابعة‪.‬‬

‫كلمة أخيرة‬

‫مازالت مدارس المخيم تزول‬ ‫عملها في ظل مطالبات بدفع‬ ‫المدرسين والمعلمين‬ ‫أجور‬ ‫ّ‬ ‫وتقديم المزيد من االهتمام وسدّ‬ ‫النواقص‪ ،‬ويبقى الهدف الوحيد‬ ‫لألسرة التربوية القيام بما يملي‬ ‫عليها واجبها اإلنساني والقومي‪،‬‬ ‫وذلك بضرورة تعليم الطالب‪،‬‬ ‫وتجاوز كل الصعاب رغم‬ ‫الظروف الصعبة التي تعرقل‬ ‫مسيرة العمل التربوي في مخيم‬ ‫كوركوسك‪.‬‬


‫تقارير‬

‫كوردستان‬

‫العدد (‪2015/6/1 )513‬م – ‪2715‬ك‬

‫موسم محصول الحبوب في كوردستان سوريا‬ ‫أنتاج وفير يفتقد السوق‬

‫‪7‬‬

‫نوافذ‬

‫الكراهية السوداء‬

‫عمار مرعي‪ -‬كركي لكي‬

‫يعتبر االنتاج الزراعي لهذه السنة‬ ‫االفضل منذ عام ‪ ،1975‬حسب‬ ‫ما أكده الخبراء الزراعيون‪ ،‬وذلك‬ ‫لكثرة هطول األمطار وتجاوزها‬ ‫للمعدل السنوي بكثير‪ ،‬ورغم ذلك‬ ‫فان هناك عقبات ومشاكل كثيرة‬ ‫تواجه المزارع من غالء في اسعار‬ ‫االكياس الفارغة ونقص اليد العاملة‬ ‫وارتفاع اسعار الحصاد‪ ،‬وايضا ً‬ ‫غياب الجهات الشرائية‪ ،‬وهو االهم‬ ‫بالنسبة للمزارع‪.‬‬ ‫أسعار المحاصيل‬ ‫تصدر حكومة النظام السوري في‬ ‫نهاية كل موسم تعليمات بخصوص‬ ‫اسعار شراء المحاصيل وفيها يتم‬ ‫اعتماد اسعار الحبوب والقيمة‬ ‫الشرائية‪ ،‬ففي هذا العام قررت‬ ‫الحكومة تحديد لسعر ‪ 61‬ليرة‬ ‫سورية للكيلوغرام الواحد من القمح‬ ‫و‪ 48‬ليرة للكيلوغرام من الشعير‬ ‫‪.‬واعتبرت الحكومة هذه االسعار‬ ‫تشجيعية‪ ،‬مع العلم انها ال تغطي‬ ‫نفقات صاحب المحصول‪ ،‬قياسا ً‬ ‫بأسعار السماد والمبيدات والفالحة‬ ‫والتسويق المرتفعة ‪..‬‬ ‫في موسم هذه السنة‪ ،‬فان المساحة‬ ‫االكثر زرعت بالكزبرة‪ ،‬ومن المعلوم‬ ‫ان الدولة ومراكز الحبوب التابعة‬ ‫لها ال تستقبلها‪ ،‬ويضطر صاحب‬ ‫المحصول لبيعها للتجار القادمين من‬ ‫الداخل السوري‪ ،‬من الذين يتجولون‬

‫صبري رسول‬

‫في المنطقة ويتحكمون باألسعار‬ ‫متحججين بالطريق والجماعات‬ ‫المتطرفة‪.‬‬ ‫التجار غائبون‬ ‫إلى اآلن هناك غياب تام للتجار‬ ‫عن المنطقة‪ ،‬وهذا يقلق اصحاب‬ ‫المحاصيل ويثير مخاوفهم‪ ،‬الن‬ ‫االبقاء على المنتوج مخزونا ً‬ ‫سيترتب على كاهل صاحبه اعباء‬ ‫مالية‪ ،‬وسوف يصعب عليهم تأمين‬ ‫مستلزمات ارضهم للموسم القادم‪،‬‬ ‫خصوصا ً في ظل االرتفاع اليومي‬ ‫ألسعار كافة المواد‪ .‬أما مادة القمح‬

‫«الحنطة» فقد كانت تساق الى مراكز‬ ‫قامشلو حصرا ً باعتبار حكومة النظام‬ ‫السوري مسيطرة على ادارته‪ ،‬ففي‬ ‫السنة الماضية تم تسويق كل كميات‬ ‫الحنطة الى مركز جرمز القريبة من‬ ‫قامشلو‪ ،‬وأيضا ً مركز آخر ضمن‬ ‫المدينة وترتب على المزارعين‬ ‫اعباء مالية كثيرة اثناء النقل‪.‬‬ ‫المزارعون يشكون‬ ‫أغلب مزارعي المنطقة تحدثوا‬ ‫وإكدوا بإن الحكومة لم تقدم لهم اي‬ ‫خدمات في هذا الموسم‪ ،‬فأسعار‬ ‫المواد من حبوب وسماد ومبيدات‬

‫كانت خيالية ومفقودة وتحكم‬ ‫التجار باألسعار‪ .‬الجهات الحكومية‬ ‫المختصة حددت سعر المحاصيل‬ ‫بقرار‪ ،‬ولكنها للوقت الراهن لم‬ ‫تبادر بأي قرار يبين من خالله شراء‬ ‫محاصيل المنطقة أو تحدد المركز‬ ‫المخصص لالستقبال‪ .‬المزارعين‬ ‫في المنطقة ناشدوا المعنين وطالبوا‬ ‫بان يم تسويق محاصيلهم الى اقليم‬ ‫كوردستان العراق‪ ،‬ألنها الجهة‬ ‫الوحيدة التي يمكن من خاللها بيع‬ ‫المنتج الزراعي لهذا العام بالشكل‬ ‫االمثل‪.‬‬

‫من مخيمات اللجوء الى مراكز االمتحانات‬ ‫(نظرة في سوريا المستقبل)‬ ‫محمد محمود بشار‪ -‬دربيسية‬

‫مخيمات اللجوء باتت تفرز أجياالً امية من االطفال‬ ‫السوريين‪ ،‬وفي الداخل السوري فإن عمليات الفساد‬ ‫المستشرية في عملية التعليم وخاصة اثناء تقديم‬ ‫االمتحانات باتت تفرز اجياال تعتمد على السماعات‬ ‫واالسئلة المحلولة ووجبات االجوبة الجاهزة‪.‬‬ ‫المرحلة القادمة ستكون اسوأ من المرحلة الماضية‬ ‫والراهنة‪ ،‬فاألجيال االمية التي افرزتها مخيمات‬ ‫اللجوء ستكون قد تعرفت على آلية عمل العصابات‬ ‫والسماسرة عن كثب‪ ،‬وبالتالي عندما تضع الحرب‬ ‫اوزارها في سوريا سيعودون الى الوطن المنهك‬ ‫والخارج حديثا من حرب مدمرة‪ ،‬ليصبحوا تجارا‬ ‫ومقاولين يساهمون بفعالية في اقتصاد البلد‪ ،‬من‬ ‫خالل عمليات تبييض االموال التي حصلوا عليها‬ ‫من عمليات التهريب وتجارة البشر والمواد‬ ‫الممنوعة‪ ،‬وفي النتيجة سيتحكمون في السوق وفي‬ ‫عمليات البيع و الشراء في مختلف مجاالت التجارة‬ ‫والصناعة والزراعة‪.‬‬ ‫سيقابل هذه الفئة في الداخل‪ ،‬جيل آخر يحمل‬ ‫االغلبية منهم شهادات جامعية في مختلف‬ ‫المجاالت‪ ،‬اال ان هذه الفئة المتعلمة قد حصلت‬ ‫على شهاداتها العلمية من خالل امتحانات تمت في‬ ‫ظروف الحرب حيث اعتمدت االغلبية الساحقة من‬ ‫الطلبة على السماعات واالجهزة الالسلكية لتلقي‬ ‫‪www.pdk-s.com‬‬

‫االجابات من شخص آخر خارج قاعات االمتحان‬ ‫واالسئلة المحلولة التي يتم ادخالها الى مراكز‬ ‫االمتحانات عن طريق وسطاء يتمتعون بالنفوذ‬ ‫ويحتمون بقوة مسلحة‪.‬‬ ‫مصير (الدويالت السورية) في المرحلة المقبلة‬ ‫سيكون بين أيدي اميين اتقنوا عمليات السمسرة‬ ‫والتهريب وتجارة الممنوعات واشخاص آخرين‬ ‫يحملون شهادات عليا من دون ان يكون لهم أي‬ ‫خبرة في مجالهم العلمي‪ .‬ان لم يتم التطرق الى‬ ‫هذه المسألة المستقبلية منذ اآلن من قبل المعنيين‬ ‫بالشأن العام السوري‪ ،‬ستتحول سوريا المقبلة على‬ ‫دويالت واقاليم بحكم تركيبتها القومية والمذهبية‬

‫الى ساحة مفتوحة للفساد االداري والمالي‬ ‫والسياسي والعلمي‪ ،‬وبالتالي ستتحول الى وكر‬ ‫عالمي لكل مفسدي االرض‪.‬‬ ‫العالم بأسره مسؤول عما يجري للسوريين بمختلف‬ ‫انتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية والفكرية‪ ،‬فما‬ ‫يدور في سوريا اآلن هو تصفية حسابات بين القوى‬ ‫الدولية واالقليمية والشعب السوري يدفع الضريبة‬ ‫االكثر تكلفة في تأريخ البشرية‪ ،‬ليس فقط من خالل‬ ‫عمليات القتل والتشرد التي يتعرض لها وانما من‬ ‫خالل تسيير اجيال كاملة نحو االمية والضياع‪.‬‬ ‫‪Mam.m.b2014@hotmail.com‬‬

‫الثقافة التدميرية القادمة من العمق الزمني‬ ‫األسود‪ ،‬تقوم على رفض اآلخر‪ ،‬قوميا ً‬ ‫ودينيا ً مصنع إلنتاج اإلرهابيين‪ ،‬ومدرسة‬ ‫لنشر شرها بين الفئات الشبابية‪.‬‬ ‫نكره َم ْن ال يتفق معنا‪ ،‬أو من ال يؤمن‬ ‫بديننا‪ ،‬أو يتكلم بلغة أخرى‪ ،‬وينتمي لثقافة‬ ‫غير ثقافتنا؟ هذه العقلية أنتجتها أنظمة‬ ‫تعليمية في مدارسنا‪ ،‬وتربية معتمدة‬ ‫في منازلنا‪ ،‬وسلوك ُمتبَ ٌع في مقاهينا‬ ‫ومنتدياتنا‪ ،‬بل هي نتاج معرفي اجتماعي‬ ‫فكم حرب‬ ‫ينتقل من جي ٍل إلى جيل‪ٍ .‬‬ ‫حصدت أرواحا ً وهدّمت بيوتا ً ود ّمرت‬ ‫ْ‬ ‫حضارا ٍ‬ ‫وقعت على‬ ‫ت قبلها! وكم غزوة‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫تعرضت لنه ٍ‬ ‫أمم وشعو ٍ‬ ‫ّ‬ ‫رؤوس ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ب! كم بريء أريقَ دمه‪ ،‬وانت ُ ِهك‬ ‫وسل ٍ‬ ‫ُ‬ ‫عرضه‪ ،‬وش ِ ّردَ أوالده! كم وكم جريمة‬ ‫ارت ُ ِكبَت باسم الدّين‪ ،‬وتحت مسمياته‪،‬‬ ‫ومن أجله! هذه الثقافة التدميرية هي نتاج‬ ‫عقو ٍد وقرون‪ ،‬وهي مليئة بمفاهيم عنفية‪،‬‬ ‫لكن العنف ال يخرج من قمقمه حتى‬ ‫يجد متنفّسا ً له‪ ،‬وهذه العقلية القائمة على‬ ‫إلغاء اآلخر‪ ،‬وعدم قبوله‪ ،‬ورفض العيش‬ ‫المشترك معه‪ ،‬أنتجت أجياالً تؤمن بالحقد‬ ‫والكراهية‪.‬‬ ‫َلم ل ْم يعد المجتمع قادرا ً على تحويل‬ ‫التحديات الكبرى‪ ،‬كمواجهة اإلرهاب‬ ‫والتطرف الفكري إلى فرص خالقة‬ ‫لتوحيد الجهود أمام زحف التطرف‬ ‫وخطورته الكارثية‪ ،‬واإلرهاب الفكري‬ ‫يتحول إلى سلوك جماعي يهدد‬ ‫سرعان ما ّ‬ ‫النسيج االجتماعي‪.‬‬ ‫عندما يقوم داعية إسالمية بنشر الفكر‬ ‫الدّيني‪ ،‬ويدّعي بأنّه ٌ‬ ‫دين سم ٌح ودين سالم‪،‬‬ ‫ويحلّل دم اآلخر المختلف معه في العقيدة‬ ‫الدينية‪ ،‬بل حتى في المذهب الدّيني‪ ،‬إنّما‬ ‫يضع بين يدي شبابه سببا ً ُمقنعاً‪ ،‬وتفسيرا ً‬ ‫دينياً‪ ،‬للقيام بقتل اآلخر‪ ،‬فليس هناك في‬ ‫المفهوم الديني المتطرف حدودٌ للحرب‬ ‫والسلم‪ ،‬فحدود الحرب تتسع على سعة‬ ‫شهية سفك الدّم في نفس القاتل‪ ،‬وحدود‬ ‫ضيق أفقه ومنظوره في‬ ‫السّلم تضيق ِ‬ ‫بناء الحياة‪ ،‬وبين المسافتين يستغ ّل‬ ‫االنتهازيون والقتلة دينهم ويركبون جواده‬ ‫ويسفكون ما شاء لهم من الدّماء‪.‬‬ ‫اإلرهابي يح ّجر عقله‪ ،‬ويعتقل شعوره‬ ‫اإلنساني‪ ،‬ويُميت روحه‪ ،‬ليبقى جسدا ً‬ ‫جليدا ً ينسف ويقتل‪ ،‬عقلُه ُمبرم ٌج على‬ ‫القتل‪ ،‬وإن ناله أثناء مهامه فالسّجاد‬ ‫عدن تجري‬ ‫األحمر مفروش له في جنات ٍ‬ ‫من تحته األنهار‪.‬‬ ‫هكذا استحال قتل األبرياء مهمة ُمقدّسة‪،‬‬ ‫أما نساؤهم وأموالهم فمغانم غزوا ٍ‬ ‫ت‬ ‫للمسلمين‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫صحة و مجتمع‬

‫العدد (‪2015/6/1 )513‬م – ‪2715‬ك‬

‫كوردستان‬

‫تزايد النسل وكثرة الوالدات ظاهرة تهدد‬ ‫بنية المجتمعات‬

‫أهمية‬ ‫الكوليسترول‬ ‫في الدم وخطره‬

‫(األسباب‪ ،‬النتائج‪ ،‬الحلول)‬

‫عدنان خليل‪ -‬مخيم داره شكران‬

‫تتصف المجتمعات النامية أو المتخلفة‬ ‫بالعديد من الصفات‪ ،‬مثل شيوع ظواهر‬ ‫التحرش الجنسي واالغتصاب والعنوسة‬ ‫والطالق والزواج غير المتكافئ وزواج‬ ‫القاصرات‪ ،‬وتناول التدخين وتعاطي‬ ‫المخدرات والدعارة وانتشار البطالة‬ ‫والبطالة المقنعة والفقر والجوع والهوة‬ ‫الشاسعة بين الفقر والغنى‪ ،‬والتخلف‬ ‫والجهل وإنتشار الفساد بجميع صنوفه‬ ‫وأشكاله‪ ،‬وتفشي األمية وفقدان التربية‬ ‫والتعليم وإنتشار قيم التطرف والطائفية‬ ‫وسيطرة الخرافات واألوهام واألساطير‬ ‫على عقول الناس‪ ،‬والفهم الخاطئ للدين‬ ‫والخضوع التام للقدرية وزيادة عدد‬ ‫السكان والهجرة الخارجية والهجرة‬ ‫الداخلية وإنتشار الجريمة وتأسيس‬ ‫العصابات وكثرة الوالدات واإلنجاب‬ ‫غير المنضبط‪.‬‬

‫ظاهرة ارتفاع النسل‬

‫وقد خصصت هذه المتابعة للوقوف‬ ‫عند ظاهرة تزايد النسل وكثرة الوالدات‬ ‫والزيادة السكانية المفرطة التي تعد‬ ‫أحد أهم صفات المجتمعات المتخلفة‪،‬‬ ‫بل انها تمنع تلك المجتمعات من تحقيق‬ ‫قفزات نوعية وسريعة نحو البناء والتقدم‬ ‫والتطور‪ .‬هذه الظاهرة تستحق االهتمام‬ ‫والعناية من قبل جميع أفراد المجتمع ومن‬ ‫المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع‬ ‫المدني والمنظمات األهلية واإلنسانية‪ ،‬لما‬ ‫لها من مخاطر وآثار سيئة على حاضر‬ ‫ومستقبل المجتمعات‪ ،‬ويمكن القول إن‬ ‫هذه الظاهرة لها عالقات وطيدة مع جميع‬ ‫الظواهر األخرى في المجتمع‪.‬‬ ‫قبل كتابة متابعتي هذه‪ ،‬كنت أشاهد عرسآ‬ ‫أمام منزلي في مخيم «داره شكران» وكنت‬ ‫أشاهد األعداد الضخمة لألطفال الذين‬ ‫كانوا يلعبون معآ بالتراب‪ ،‬ويرمون كميات‬ ‫منها على بعضهم البعض ويتشاجرون‬ ‫ويتصالحون ويتبادلون النظرات الحادة‪،‬‬ ‫ومن ثم يركضون معآ نحو الشخص الذي‬ ‫يوزع الحلوى على الضيوف‪ ،‬والذي لم‬ ‫يتردد من شتمهم وقذفهم بمسبات وشتائم‬ ‫مقززة أو يركلهم برجله‪ ،‬دون أن يمنع‬ ‫تصرفاته معهم طلباتهم ورجائهم منه أن‬ ‫يعطيهم قطعة حلوى أو علبة مندري‪ .‬ما‬ ‫شاهدته في العرس أشاهده بشكل مستمر‬ ‫على الطرقات المتفرعة في المخيم حيث‬ ‫يقضي عشرات األطفال أوقاتهم في اللعب‬ ‫والبعض منهم يتبادلون المسبات والشتائم‪.‬‬ ‫وعندما تسنت لي الفرصة لزيارة‬ ‫سوبر ماركت األرزاق‪ ،‬وجدت عشرات‬ ‫األطفال من طالب المدرسة دون عمر‬ ‫الخامسة عشرة وهم يجرون عربات‬ ‫صغيرة مصنوعة من مادة البالستيك‬ ‫المضغوط من علب الفواكة‪ ،‬ويحملون‬ ‫عليها أرزاق الالجئين لقاء سعر بخس‬ ‫ورخيص ال يصل إلى ألف دينار عراقي‬ ‫مهما تكن المسافة التي يسيرون عليها‬ ‫التي قد تصل أحيانآ الى ثالثة كيلومترات‬ ‫‪www.pdk-s.com‬‬

‫وما دون‪.‬‬

‫السماء ال تمطر ذهبا ً‬

‫هناك حكمة تقول إن السماء ال تمطر‬ ‫ذهباً‪ ،‬وهذه الحكمة تتطلب من كل شخص‬ ‫أن يتحمل مسؤولياته األخالقية والتربوية‬ ‫والتعليمية تجاه األطفال وعدم رمي تلك‬ ‫المسؤولية على جهات أخرى‪ ،‬ويقول‬ ‫أحد الحكماء لو قضى أي مربي في العالم‬ ‫عمره في تربية ولد واحد ألفنى عمره قبل‬ ‫أن يربي ذلك الولد ألن العملية التربوية‬ ‫والتعليمية عملية معقدة وصعبة وعسيرة‪،‬‬ ‫ولو خصص أي معني بهذه الظاهرة‬ ‫وتجول في مخيم «داره‬ ‫جزءا ً من وقته‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫شكران» أو أي مجتمع محلي آخر في‬ ‫مجتمعاتنا‪ ،‬وسأل عن عدد البنات واألبناء‬ ‫في كل أسرة من األسر‪ ،‬سيجد إن العدد‬ ‫يتراوح بين الواحد إلى ‪ 12‬فردا ً بينما‬ ‫هذا العدد في الصين هو ‪ 1‬وفي تركيا‬ ‫ولبنان وأوربا ومعظم الدول المتقدمة عدد‬ ‫األطفال في األسرة الواحدة يتراوح بين‬ ‫طفل إلى ثالثة أطفال‪.‬‬ ‫أقدّم معلومة يعرفها كثير من الناس‪ ،‬وهي‬ ‫إن آخر ثالثة رؤساء حكموا الواليات‬ ‫المتحدة األميركية وهم بيل كلينتون‬ ‫وجورج بوش وباراك أوباما ليس لهم‬ ‫أوالد ذكور ولكل منهم بنت أو ابنتان‬ ‫فقط‪ ،‬بينما ملك دولة عربية حسب بعض‬ ‫اإلحصائيات التي نشرت قبل حوالي‬ ‫عشر سنوات‪ ،‬له من األحفاد واألبناء من‬ ‫الجنسين حوالي ستمائة شخص‪ ،‬وأسباب‬ ‫ظهور وتفاقم هذه الظاهرة في مجتمعاتنا‬ ‫كثيرة من بينها عدم وجود ثقافة فكرية‬ ‫صحيحة لمسألة الزواج وعدم وجود ثقافة‬ ‫استيعابية سكانية وسيطرة األفكار الدينية‬ ‫الخاطئة والمشوهة على عقول الناس‪،‬‬ ‫تفضيل الصبي على البنت‪ ،‬الرغبة في‬ ‫حماية األسرة وتقوية كيانها ضد أي إعتداء‬ ‫خارجي‪ ،‬عدم وجود قوانين حكومية‬

‫صارمة تحدد النسل‪ ،‬وتدافع عن حقوق‬ ‫الناس‪ ،‬عدم معرفة الطرق الصحيحة‬ ‫والسليمة لمنع الحمل‪ ،‬الخوف من تناول‬ ‫حبوب الحمل‪ ،‬عدم االهتمام بمستقبل‬ ‫األطفال وعدم المسؤولية تجاههم وعدم‬ ‫الحرص على سعادتهم وفهم مشكالتهم‪،‬‬ ‫الحرمان العاطفي والكبت‪.‬‬

‫نتائج الظاهرة‬

‫أما بخصوص نتائج هذه الظاهرة‪ ،‬فال‬ ‫شك هي نتائج خطيرة جدا ً فمن بين تلك‬ ‫النتائج خالفات ومشكالت أسرية قد‬ ‫وتتحول إلى صراعات ونزاعات‬ ‫تتطور‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫حقيقية عقيمة الحلول تزعزع استقرار‬ ‫األسرة‪ ،‬وخالفات زوجية‪ ،‬الفشل الدراسي‬ ‫لألطفال‪ ،‬ضياع مستقبل األطفال‪ ،‬ظهور‬ ‫عادات سيئة عند الشباب مثل هروب‬ ‫األطفال من البيت ومشاهدتهم ألفالم‬ ‫خالعية والمباريات الكروية‪ ،‬وقضاء‬ ‫أوقات على الفيس ووسائل التواصل‬ ‫االجتماعي األخرى‪ ،‬والتدخين وتناول‬ ‫األراكيل‪ ،‬واللعب بورق الشدة‪ ،‬وزواج‬ ‫القاصرات والمراهقين‪ ،‬والتحرش‬ ‫الجنسي‪ ،‬واستغالل األطفال‪.‬‬

‫أين الحل؟‬

‫أما بخصوص إيجاد حلول لهذه الظاهرة‬ ‫الخطيرة فأنا أرى إنه على الحكومات‬ ‫وضع قوانين صارمة في تحديد النسل‬ ‫ومنع تعدد الزواجات إال عند الضرورة‬ ‫الشرعية الملحة وضرورة توعية‬ ‫النساء بمخاطر هذا اإلنجاب ونشر‬ ‫ثقافة إجتماعية في المدارس واألسر‬ ‫وإجراء ندوات تربوية لآلباء واألمهات‬ ‫والمعلمين‪ ،‬وتقديم محاضرات نفسية‬ ‫وعلمية عن آثار ومخاطر اإلنجاب على‬ ‫نفسية النساء وما تشكله من مخاطر على‬ ‫مستقبل األسرة‪ ،‬التوعية الدينية الصحيحة‬ ‫لفهم النصوص الدينية‪.‬‬

‫د‪ .‬حسين حمو محمد‬

‫هناك كلمات ال يزال صداها يتردد في األذهان (الكوليسترول‪ ،‬الشحوم‬ ‫الثالثية‪ ،‬الوزن الزائد‪ ،‬ضغط الدم‪ ،‬السكري‪ ،‬التدخين)‪ ،‬والتالي (تصلب‬ ‫الشرايين‪ ،‬نقص تروية‪ ،‬احتشاءات قلبية)‪ .‬فماهي حقيقة الكوليسترول‪،‬‬ ‫ذلك المركب المهم والمفيد والخطير في الوقت نفسه؟ وماهي وظائف‬ ‫الكوليسترول‪ ،‬هل لهذا المركب وظائف كثيرة ومهمة وحيوية؟‬ ‫الكوليسترول يدخل في تركيب جدران خاليا الجسم‪ ،‬حيث يكون بمثابة‬ ‫الدعامة األساسية لها‪ ،‬يعتبر النواة االولية التي ينطلق منها االصطناع‬ ‫الحيوي للهرمونات الستروئيديه مثل الكورتيزون وهرمونات الذكورة‬ ‫واالنوثة‪ .‬كما يدخل في تركيب العصارة الصفراوية التي تتجمع في‬ ‫المرارة لكي تساعد عملية الهضم‪ .‬ويتواجد الكوليسترول بكميات كبيرة في‬ ‫خاليا الدماغ مما يجعلها مخزنا للذاكرة والمعرفة‪ ،‬ويتواجد بكميات كبيرة‬ ‫في طبقات الجلد مما يعطي الجلد مناعة ضد كثير من العوامل الطبيعية‪.‬‬ ‫لألسباب اآلنفة الذكر تتبين لنا مدى أهمية الكوليسترول وحاجة الجسم‬ ‫له‪ ،‬ولكن!‬

‫مصادر الكوليسترول‬

‫يتواجد الكوليسترول في الكثير من الخاليا والدم ويحصل الجسم على‬ ‫الكوليسترول من مصدرين‪:‬‬ ‫داخلي‪ :‬حيث يتم اصطناع الكوليسترول في الكبد‪.‬‬ ‫خارجي‪ :‬من الطعام الذي تتناوله (اللحم‪ ،‬السمن الحيواني‪ ،‬صفار البيض)‪.‬‬ ‫تأثير ارتفاع الكوليسترول‬ ‫تؤدي زيادة نسبة الكوليسترول في الدم ولفترة طويلة لحدوث مرض تصلب‬ ‫الشرايين‪ .‬ويتم هذا عن طريق ترسب الكوليسترول على جدران الشرايين‬ ‫مما يجعلها متصلبة وضيقة‪ ،‬وقد يؤدي ذلك الى السداد الكامل ويقطع الدم‬ ‫في الشرايين مسببا مضاعفات خطيرة مهددة للحياة مثل جلطات القلب‬ ‫والدماغ‪ ،‬ولو استطعنا التحكم بمستوى الكوليسترول في الدم‪ ،‬فإننا نقلل من‬ ‫احتماالت التعرض للمضاعفات وان خفض نسبة الكوليسترول في الدم الى‬ ‫‪ %1‬من شأنه ان يقلل من الخطورة على القلب بنسبة ‪.%2‬‬

‫طريق السالمة‬

‫‪-1‬اخبر طبيبك ان نسبة الكوليسترول مرتفعة في دمك وانه عليك ان تعيد‬ ‫هذه النسبة إلى الحدود المقبولة‪.‬‬ ‫‪-2‬ايجاد التوازن بين الغذاء والتمارين الرياضة والمشي والعالج‪.‬‬ ‫‪ -3‬طبيبك المعالج هو الذي يشخص حالتك الصحية ويقرر طريقة العالج‬ ‫المناسب لك‪.‬‬

‫توصيات الطبيب‬

‫عزيزي المريض‪ ،‬اتبع النصائح التالية من فضلك‪:‬‬ ‫‪-1‬المحافظة على الحمية الغذائية والتمارين الرياضة وتناول الدواء‬ ‫بانتظام‪.‬‬ ‫‪-2‬اجراء فحوصات الدم بشكل منتظم حسب تعليمات طبيبك‪.‬‬ ‫‪-3‬مراقبة ضغط الدم‪.‬‬ ‫‪-4‬عندما تحضر طعامك تذكر مبادئ الحمية وراجع قائمة االطعمة‪.‬‬ ‫‪-5‬احترس من الصراعات الغذائية والريجيم‪.‬‬ ‫‪-6‬تحاشى االنفعال والتوتر النفسي والتدخين والكحول‪.‬‬ ‫‪-7‬اختي الحامل اذا كانت لديك مشاكل في الضغط والكوليسترول راقبي‬ ‫نفسك عند طبيبك‪.‬‬

‫االطعمة المحتوية على الكوليسترول ونسبتها لكل (‪100‬غ) من‬ ‫المادة‪:‬‬

‫‪-1‬مخ (الخروف او البقر) ‪100‬غ تحتوي ‪ 2100‬ملغ كوليسترول‪.‬‬ ‫‪-2‬زيت السمك ‪100‬غ تحتوي ‪ 850‬ملغ كوليسترول‪.‬‬ ‫‪-3‬كبد الدجاج ‪100‬غ تحتوي ‪ 750‬ملغ كوليسترول‪.‬‬ ‫‪-4‬البيض الممزوج ‪100‬غ تحتوي ‪ 500‬ملغ كوليسترول‪.‬‬ ‫‪-5‬صفار بيضة واحدة تحتوي ‪ 300‬ملغ كوليسترول‪.‬‬ ‫‪-6‬كبد العجل او الخروف تحتوي ‪ 300‬ملغ كوليسترول‪.‬‬ ‫‪-7‬السمن الحيواني ‪ 250‬ملغ كوليسترول‪.‬‬ ‫‪-8‬إلية الخروف ‪ 100‬ملغ كوليسترول‪.‬‬ ‫اما االجبان الكاملة الدسم واللحم االحمر والسردين المعلب فتقريبا كلها كل‬ ‫‪100‬غ منه تحتوي ‪ 100‬ملغ كوليسترول‪.‬‬ ‫والمواد التي ال تحتوي على الكوليسترول مطلقا فهي عصير البرتقال‪،‬‬ ‫بياض البيض‪ ،‬معظم الزيوت النباتية‪ ،‬التين المجفف‪.‬‬ ‫تذكر‪ :‬الطبيب وحده هو الذي يصف لك الدواء‪ ،‬فال تصفه لآلخرين حتى لو‬ ‫تشابهت أعراض مرضك مع مرض اآلخرين‪.‬‬


‫طلبة وشباب‬

‫كوردستان‬

‫اعداد‪ :‬سيبان خليل‬

‫ندوة عن (منصة مدنية) في روها‬

‫‪sipan-kurd@hotmail.com‬‬

‫سكرتارية االتحاد تجتمع مع فرع قامشلو‬

‫كوردستان‪ -‬إعالم االتحاد‪ :‬اجتمعت سكرتارية‬ ‫اتحاد الطلبة والشباب الديمقراطي الكوردستاني‪-‬‬ ‫روجآفا مع فرع قامشلو التحاد الطلبة والشباب‬ ‫في مكتب السكرتارية في مدينة ديرك‪ .‬وحضر‬ ‫سكرتير الطلبة والشباب الديمقراطي (هجار حسن)‬ ‫االجتماع الذي عقد مع وفد من فرع قامشلو التحاد‬ ‫الطلبة والشباب الديمقراطي الكوردستاني‪ -‬روجآفا‬ ‫وذلك ضمن اطار زيادة التواصل مع فروع االتحاد‬

‫العدد (‪2015/6/1 )513‬م – ‪2715‬ك‬

‫‪9‬‬

‫في مدن كوردستان سوريا‪ .‬وخالل االجتماع الذي‬ ‫جرى بين وفد فرع قامشلو المؤلف من مسئول‬ ‫الفرع ومسئولي المكاتب وبعض مسئولي المحليات‬ ‫وسكرتير االتحاد‪ ،‬تم التركيز على آليات التواصل‬ ‫بين جميع الفروع ومكاتب السكرتارية‪ ،‬وأكد‬ ‫سكرتير االتحاد من جانبه على العمل المشترك‬ ‫وقدم ملخصا عن عمل مكاتب السكرتارية وكيفية‬ ‫متابعة أمور هذه المكاتب‪.‬‬

‫مسابقة ثقافية في عامودا‬

‫كوردستان‪ -‬إعالم شمال كوردستان‪ :‬شارك‬ ‫اتحاد الطلبة والشباب الديمقراطي الكوردستاني‪-‬‬ ‫روجآفا في ورشة تحت عنوان (نحو منصة‬ ‫مدنية سورية) في مدينة روها في شمالي‬ ‫كوردستان‪ .‬الورشة التي شارك فيها عضو‬ ‫االتحاد (مسعود هورو)‪ ،‬استمرت لثالث أيام‬ ‫وحضرها العديد من منظمات المجتمع المدني‪.‬‬ ‫وقد تمحورت الورشة حول إدارة المنتديات‬ ‫والجلسات الحوارية والنقاشات الجماعية‪،‬‬ ‫وأيضا اعداد التقارير واألمن الرقمي‪ .‬ومن جهته‬ ‫أكد القائمين على هذه الورشة إمكانية تدريب‬

‫المنظمات الباقية والمستقلين والشباب الراغبين‬ ‫بالعمل ضمن صفوف منظمات المجتمع المدني‪.‬‬ ‫الجديربالذكر‪ ،‬حضر الورشة مندوبين من مبادرة‬ ‫التغيير السلمي‪ ،‬وراعي الملتقى منظمة المجتمع‬ ‫المدني والديمقراطية في سوريا‪ .‬و في حديث له‬ ‫مع صحيفة (كوردستان) قال مسعور هورو‪:‬‬ ‫«كان لحضورنا كأتحاد الطلبة والشباب تأثير‬ ‫قوي وبنّاء خالل الورشة وكان لجميع المنظمات‬ ‫الحاضرة والراعية تفاعل وتعاون مثمر مع‬ ‫اتحاد الطلبة والشباب بغية العمل المشترك في‬ ‫اطار العمل المدني‪».‬‬

‫دورة للغة الكوردية في دربيسييه‬ ‫كوردستان‪ -‬إعالم عامودا‪-‬‬ ‫دربيسييه‪ :‬أقام فرع عامودا‪-‬‬

‫دربيسييه التحاد الطلبة والشباب‬ ‫الكوردستاني‪-‬‬ ‫الديمقراطي‬ ‫روجآفا دورة لتعليم اللغة‬ ‫الكوردية في مدينة دربيسييه‪.‬‬ ‫أشرف على دورة اللغة‬ ‫الكوردية مدّرس اللغة االم في‬ ‫المدينة (أكرم تعلو) الذي ركز‬ ‫في هذه الدورة على االبجدية‬ ‫الكوردية وبعض القواعد األولية‬ ‫في كتابة اللغة الكوردية ورسم‬ ‫حروفها‪ .‬هذه الدورة التي اقيمت‬ ‫الهالي المدينة شملت جميع‬ ‫الفئات العمرية بغية نشر اللغة‬ ‫الكوردية على اوسع نطاق بين‬ ‫سكان دربيسييه‪ .‬ومن جانبها‬ ‫قالت (نافدا مال) مسئولة اعالم‬

‫فرع عامودا‪ -‬دربيسييه لصحيفة‬ ‫(كوردستان) حول هذه الدورة‪:‬‬ ‫«دورة اللغة الكوردية هي‬ ‫دورة مجانية وتعطى الهالي‬ ‫المدينة من اجل نشر لغتنا االم‬ ‫بين جميع الفئات العمرية»‪،‬‬

‫وتابعت القول «نشكر بدورنا‬ ‫مدّرس هذه الدورة على جهوده‬ ‫المبذولة‪ ،‬نحن كاتحاد نسعى‬ ‫دائما ان نخدم بلدنا وادبنا‬ ‫الكوردي بشتى الوسائل لكن‬ ‫ضمن حدود امكانياتنا‪».‬‬

‫امسية شعرية في لبنان‬ ‫إعالم عامودا‪ -‬دربيسييه‪ :‬أقام فرع عامودا‪-‬‬ ‫دربيسييه التحاد الطلبة والشباب الديمقراطي‬ ‫الكوردستاني‪-‬روجآفا في مدينة عامودا المرحلة‬ ‫الثانية من المسابقة الثقافية التي جرت بين‬ ‫اتحاد الطلبة والشباب واتحاد نساء كوردستان‪-‬‬ ‫سوريا‪ .‬في البداية رحبت (سرويناز محمد)‬ ‫رئيسة فرع عامودا التحاد نساء كوردستان‪-‬‬ ‫سوريا بالضيوف وجميع الحاضرين وتمنت‬ ‫للفريقين التوفيق والتقدم‪ ،‬ثم وقف الحضور دقيقة‬ ‫صمت على أرواح شهداء الكورد وكوردستان‬ ‫وشهداء الثورة السورية‪ .‬بعدها بدأت المسابقة‬ ‫بين الفريقين المتبارزين بتخصيص عشرة‬ ‫أسئلة لكل فريق‪ ،‬وبعد انتهاء الجولة األولى من‬ ‫األسئلة والمباراة الحامية بينهما‪ ،‬أمتع الفنان‬ ‫(باران سرحان) والطفلة الموهوبة (هيلين)‬ ‫عضوة فرقتي كورستان وشرموال‪ ،‬بعدد من‬ ‫االغاني التي قدماها للحضور والتي ارجعت‬ ‫روح الهدوء الى المتبارين من الفريقين‪ .‬بعدها‬ ‫اكملت الجولة الثانية بأسئلة اخرى متنوعة‪،‬‬

‫واختتمت المسابقة بفوز فريق اتحاد الطلبة‬ ‫والشباب الديمقراطي الكوردستاني‪ -‬روجآفا‪،‬‬ ‫وهناك جولة ثالثة ستجري الحقا بين الفريقين‬ ‫لحسم هذه المسابقة‪ .‬وفي نهاية الجولة الثانية من‬ ‫المسابقة شكرت رئيسة فرع عامودا‪ -‬دربيسييه‬ ‫التحاد نساء كوردستان‪ -‬سوريا الفريقين على‬ ‫حضورهم المتميز في المسابقة‪.‬‬ ‫يذكر أن فرع عامودا التحاد الطلبة والشباب‬ ‫الديمقراطي الكوردستاني‪ -‬روجآفا أقام حتى‬ ‫اآلن العديد من هذه النشاطات بغية نشر الثقافة‬ ‫والعلم وروح المثابرة بين اعضاء االتحاد‬ ‫وأهالي المدينة‪ .‬وحول أهداف هذا النشاط قالت‬ ‫إحدى العضوات لـصحيفة (كوردستان)‪« :‬لقد‬ ‫استفدنا من هذه المسابقات بشكل ال يتصور ذلك‬ ‫من خالل االسئلة الثقافية التي تنمي القدرات‬ ‫العقلية لدى االنسان وأيضا التعرف على‬ ‫أمور جيدة في هذه الحياة‪ ،‬نشكر اتحاد الطلبة‬ ‫والشباب واتحاد نساء كوردستان على إقامتهما‬ ‫هذا النشاط الرائع‪».‬‬

‫الموقع الرسمي ‪:‬‬ ‫‪www.ciwanen-kurdistani.com‬‬ ‫‪www.pdk-s.com‬‬

‫كوردستان‪-‬إعالم لبنان‪ :‬أقامت محلية لبنان‬ ‫التحاد الطلبة والشباب الديمقراطي الكوردستاني‪-‬‬ ‫روجآفا و بالتعاون مع اتحاد طلبة االكراد في‬ ‫لبنان أمسية شعرية بمناسبة يوم اللغة الكوردية في‬ ‫مركز حزب الوالء الوطني في بيروت‪ .‬بدأت‬ ‫االمسية بالوقوف دقيقة صمت على ارواح شهداء‬ ‫كوردستان و من ثم عزف النشيدان الكوردي و‬ ‫اللبناني‪ .‬والقت يازي عثمان كلمة اتحاد الطلبة‬ ‫والشباب الديمقراطي الكوردستاني‪ -‬روجآفا باللغة‬

‫فيسبوك ‪:‬‬ ‫اتحاد الطلبة والشباب الديمقراطي كوردستاني ‪ -‬روج افا‬

‫الكوردية اللغة االم‪ ،‬وكلمة اتحاد طلبة االكراد‬ ‫في لبنان القيت من قبل صالح الدين عميرات‬ ‫و تال ذلك القاء المشاركين في االحتفال قصائدهم‬ ‫بهذه المناسبة‪ .‬من جانبه تحدث الكاتب و الروائي‬ ‫ناصر الحسيني عن تاريخ اللغة الكوردية ومعاناتها‬ ‫ومراحل تطورها‪ ،‬من ثم القيت كلمات عديدة من‬ ‫قبل بعض الجمعيات و االحزاب الكوردية في‬ ‫لبنان تحدثت جميعها عن اللغة الكوردية‪ .‬واختتمت‬ ‫االمسية بأغاني عن اللغة الكوردية‪.‬‬

‫ايميل‬ ‫‪info@Ciwanen-kurdistani.com‬‬


‫‪10‬‬

‫العدد (‪2015/6/1 )513‬م – ‪2715‬ك‬

‫األقليات والشعوب‬

‫قانون‬

‫من التشريع اإللهي الى الحاكمية السياسية‬ ‫(مدخل عام)‬

‫(‪)2-2‬‬

‫المحامي أشرف سينو‪ -‬دربيسييه‬

‫طبيعة النزاعات‬ ‫الدولية‬ ‫لألقليات الحق في حماية هويتهم الثقافية‬ ‫والدينية واللغوية‪ ،‬وهو ما يترتب عليه‪،‬‬ ‫كما في مجمل مبادئ حقوق األنسان‪،‬‬ ‫التزامات ايجابية وسلبية‪ ،‬فاحترام حق‬ ‫األقليات في الهوية وحمايته وتحقيقه هو‬ ‫من العوامل األساسية في إدارة التنوع‬ ‫وتحقيق االستقرار‪ ،‬اذ ال يجب منع‬ ‫األقليات من التعبير عن هويتهم من خالل‬ ‫قيود ال مبرر لها أو من خالل سياسات‬ ‫الدولة‪ ،‬بما فيها سياسة االستيعاب‪ .‬ان‬ ‫التعبير عن حقوق األقليات في المعايير‬ ‫الدولية يتم باستخدام تعبيرات فردية على‬ ‫غرار حقوق األشخاص المنتمين الى‬ ‫اقليات‪ ،‬وبالتالي فإن حقوق األقليات في‬ ‫القانون الدولي لحقوق األنسان في حد‬ ‫ذاته‪ ،‬ليست حقوق فئات وإنما حقوق‬ ‫فردية لألعضاء المنتمين لهذه المجموعة‪.‬‬ ‫يشير إعالن األمم المتحدة لألقليات عام‬ ‫‪ 1992‬في مادته األولى الى األقليات‬ ‫على اساس الهوية القومية واألثنية أو‬ ‫الثقافية والدينية واللغوية‪ .‬وتنص هذه‬ ‫المادة على واجب الدول حماية وجود هذه‬ ‫األقليات باإلضافة الى ذلك‪ ،‬ترد احكاما‬ ‫في معاهدات حقوق األنسان تحظر‬ ‫التمييز على اساسات مختلفة ذات صلة‬ ‫باألقليات‪ ،‬وأن مبدأ عدم التمييز والمساواة‬ ‫امام القانون من المبادئ األساسية للقانون‬ ‫الدولي لحقوق األنسان ويحظر مبدأ‬ ‫(عدم التمييز)‪ :‬أي تمييز أو استثناء أو‬ ‫تقييد أو تفضيل يقوم على اساس العرق‬ ‫أو اللون أو النسب أو األصل القومي أو‬ ‫االثنين معا‪ .‬كما يحظر التمييز المباشر‪،‬‬ ‫باإلضافة الى احكام عدم التمييز‪ ،‬هناك‬ ‫احكام تتعلق بحماية حقوق األقليات على‬ ‫وجه التحديد حيث تنص (م ‪ )27‬من العهد‬ ‫الدولي الخاص للحقوق المدنية والسياسية‬

‫على انه‪« :‬ال يجوز في الدول التي يوجد‬ ‫فيها اقليات اثنية أو دينية أو لغوية ان‬ ‫يحرم األشخاص المنتسبون الى األقليات‬ ‫المذكورة من حق التمتع بثقافتهم الخاصة‬ ‫أو المجاهرة بدينهم أو اقامة شعائرهم أو‬ ‫استخدام لغتهم‪ ،‬باالشتراك مع األعضاء‬ ‫األخرين في جماعتهم»‪.‬‬ ‫ويرد ايضا حكم مماثل في اتفاقية حقوق‬ ‫الطفل (م ‪ )30‬ويقدم تعليق اللجنة المعنية‬ ‫بحقوق األنسان «اللجنة المشرفة على‬ ‫تطبيق العهد الدولي للحقوق المدنية‬ ‫والسياسية» رقم ‪ 1994\ 23‬بشأن حقوق‬ ‫األقليات تفسيرا جازما للمادة ‪ ،27‬اذ‬ ‫ذكرت اللجنة ان هذه المادة تنص على‬ ‫وتقر حقا يمنح لألفراد المنتمين الى‬ ‫مجموعات اقلية ويضاف الى جميع‬ ‫الحقوق األخرى التي يحق لهم كأفراد‬ ‫بالشراكة مع اآلخرين والتمتع بها بموجب‬ ‫هذا العهد‪ .‬والحق المقرر بموجب المادة‬ ‫‪ 27‬هو حق مستقل ضمن العهد‪ ،‬كما‬ ‫وتخصص المادة ‪ 25‬من الميثاق العربي‬ ‫لحقوق األنسان الى حقوق األقليات وتؤكد‬ ‫انه «ال يجوز حرمان األقليات من حقهم‬ ‫في التمتع بثقافتها أو اتباع تعاليم دياناتها»‬

‫مبدأ تحديد الذات‬ ‫تنص لجنة االمم المتحدة المعنية بالقضاء‬ ‫على التمييز العنصري على ان تحديد‬ ‫انتماء فرد ما الى جماعة عرقية أو اثنية‬ ‫يرتكز الى تحديد الهوية الذاتية من قبل‬ ‫الفرد المعني‪ ،‬ما لم يتوفر مبرر على‬ ‫عكس ذلك‪ .‬وتذكر انه من اجل تطبيق‬ ‫المادة ‪ 27‬من اعالن األمم المتحدة بشأن‬ ‫حقوق األشخاص المنتمين الى اقليات‬ ‫قومية أو اثنية أو الى اقليات دينية ولغوية‪،‬‬ ‫يجب تحديد وجود اقلية قائمة على أدلة‬ ‫واقعية‪ ،‬وهو ال يتم بقرار منفرد من قبل‬ ‫الدولة‪ ،‬فيتمتع األفراد بالحق في عدم‬ ‫تعريف أو تحديد ذاتهم مع مجموعة أقلية‬ ‫تفاديا ألي تمييز‪ ،‬ويمكن التمييز داخليا‬ ‫ضمن مجتمع األقلية أن يدفع بالبعض‬ ‫بعيدا‪ ،‬وأن عن غير قصد والبعض قد‬ ‫يدفعهم وصمة العار االجتماعية والتمييز‬ ‫المرتبطين بانتمائهم إلى مجموعة أقلية‬ ‫إلى االنفصال عن هذا المجتمع‪ ،‬ففي‬ ‫الحالة األخيرة من األهمية بمكان احترام‬ ‫حق الفرد في تحديد الذات والعمل في‬ ‫آن واحد على كافة العوامل االجتماعية‬ ‫والسياسية‪.‬‬

‫تحديد انتماء فرد ما الى جماعة عرقية أو اثنية يرتكز‬ ‫الى تحديد الهوية الذاتية من قبل الفرد المعني‬ ‫احترام حق األقليات في الهوية وحمايته من العوامل‬ ‫األساسية في إدارة التنوع وتحقيق االستقرار‬ ‫‪www.pdk-s.com‬‬

‫كوردستان‬

‫فرحان كلش‪ -‬ديرك‬

‫تستند مقولة الشرعية الدينية إلى‬ ‫مطلقية الفكرة القائلة باستنباط‬ ‫القوانين والدساتير الصالحة لكل‬ ‫زمان ومكان‪ ،‬وكثيرا ً رافضاً‪،‬‬ ‫وحتى مكفرا ً للتشريع الوضعي‬ ‫المنزل الوهيا ً‬ ‫ّ‬ ‫من رحم الخطاب‬ ‫والذي تحول إلى نص الحقا‪ ،‬حيث‬ ‫جاء التفسير أو التشريع النبوي‬ ‫كضرورة إيضاحية‪ ،‬حينا كملحق‬ ‫للنص وأحيانا بالتوازي معه‪.‬‬ ‫لقد كان للعقل الفقهي دور تأريخي‬ ‫مفرمل عموما ً للمحاكمة العقلية‪،‬‬ ‫فعلى صعيد الفكر اإلصالحي‬ ‫أحدث العقل الفقهي سلسلة‬ ‫محرمات كانت بمثابة تقييد بل‬ ‫إدخال المرحلة الحضارية في حالة‬ ‫ركود عقلي‪ ،‬حيث قام هذا العقل‬ ‫بإصدار الفتاوى التكفيرية ضد‬ ‫المفكرين وإحراق كتب الفالسفة‬ ‫وتحريم علوم مثل علم الكالم‬ ‫والفلسفة ( َمن تفلسف تزندق)‬ ‫وألغوا أي دور للعقل في التحسين‬ ‫والتقبيح‪ ،‬كما قال به المعتزلة‬ ‫مثال‪ ،‬وحتى في المجاالت الحيوية‬ ‫مثل الطب تم االستغناء عنه أو‬ ‫التشكيك به فأحدث الطب النبوي‪،‬‬ ‫وأضيفت اآلالف من المعجزات‬ ‫إلى الرسول إثر عمليات التشيع‬ ‫(الصراع السياسي)‪.‬‬ ‫إن آلية ربط التشريع اإللهي‬ ‫الحرفي بالقوانين الوضعية نتج‬ ‫عنها تناقض بنيوي‪ ،‬بين جمودية‬ ‫النص (بطالن أي علم إذا لم‬ ‫يتطابق مع النص) وتحررية‬ ‫وتطورية وتعددية الظواهر‬ ‫االجتماعية واألخالقية‪ ،‬أدت‬ ‫بالضرورة إلى إبراز فكر فقهي‬ ‫سلفي عطل التشريع الديني ذاته‬ ‫وأطر مستويات التطور العقلي‬ ‫الحضاري ثانيا‪.‬‬ ‫واضطر الفقهاء وتحت ضغط‬ ‫االختالف الموضوعي السابق‬ ‫والالحق حضاريا إلى التوسع‬ ‫في علم التفسير‪ ،‬ورغم ذلك‬ ‫لم يصل التفسير إلى مستويات‬

‫تسمح بالتطابق التام بين الظواهر‬ ‫االجتماعية واألخالقية الراهنة‬ ‫والسابقة‪ ،‬األمر الذي أدى‬ ‫إلى التفكير في إدخال مصادر‬ ‫أخرى إلى التشريع مثل االجتهاد‬ ‫واإلجماع والقياس (ونتيجة انقسام‬ ‫العلماء حسب تقسيم سياسي‬ ‫معين‪ ،‬فقدت هذه المصادر معناها‬ ‫من حيث ال اجماع على العلماء‬ ‫ذاتهم‪ ..‬الخ)‪ ،‬وإلى أمر خطير آخر‬ ‫وهو تشكل الطوائف والمذاهب‬ ‫على أسس فكرية دينية ظاهريا‬ ‫وبأرضية سياسية جوهريا‪.‬‬ ‫إن التوجه إلى تفكك اإلشكاالت‬ ‫الفكرية منهجيا غير ممكن إال‬ ‫بمعطيات موضوعية منتجة‬ ‫معرفيا ً وإذا أسقطنا المنهجية‬ ‫الفكرية السابقة على موضوعتنا‬ ‫هذه لظهر‪:‬‬ ‫‪-1‬االعتماد على نص غير متجدد‬ ‫في فهم المتغيرات العميقة تترتب‬ ‫عليه جملة إشكاالت بل صراعات‬ ‫فكرية قد تتحول إلى مواجهات‬ ‫مجتمعية‪ ،‬وهذا ما هو مالحظ‬ ‫اآلن‪.‬‬ ‫‪-2‬كسر الروابط التطورية بين‬ ‫المراحل التأريخية المتتالية‪،‬‬ ‫يعني أننا أمام معضالت معرفية‬ ‫وبالتالي تشريعية وال يمكن‬ ‫االستنجاد تشريعا بالماضي على‬ ‫الحاضر‪.‬‬ ‫ووفقا لهذه المقدمة التأريخية‬ ‫أساسا‪ ،‬الفكرية تزامنا‪ ،‬ال يمكن‬ ‫إسقاط الدولة اإلسالمية األولى‬ ‫بآلياتها المحددة ومؤسساتها‬ ‫البدائية وأحكامها المطلقة على‬ ‫العصر الراهن‪.‬‬ ‫ربط المجتمع المتجدد والنامي‬ ‫باطراد إلى نص شرعي ثابت‬ ‫غير ممكن واقعيا وبالتالي ال يمكن‬ ‫بناء الدولة العصرية في ظل حكم‬ ‫ماضوي ألسباب منها‪:‬‬ ‫حصر التطور العقلي بمدى‬‫تطابقه مع النص (وما أوتيتم‬ ‫من العلم اال قليال) حتى في علم‬ ‫التفسير ذاته‪.‬‬ ‫‪-‬إحكام السيطرة على النص‬

‫من خالل التفسير الوهمي غير‬ ‫الموضوعي واهمال الواقعة‬ ‫التأريخية (أسباب النزول) وأيضا‬ ‫القاصر ذاتيا كمصلحة سياسية‬ ‫حينا وذكورية أنانية حينا آخر‪.‬‬ ‫قدسية الفرد (المؤمن) دون‬‫اآلخرين وبروز النظريات‬ ‫التكفيرية والنظريات الحتمية‬ ‫كالحاكمية السياسية‪.‬‬ ‫وفي السياسة يظهر هذا التوجه‬ ‫الرافض للنقد باعتباره كالم الثاني‬ ‫عرف قديما)‬ ‫على كالم األول (كما ّ‬ ‫تأييدا أو رفضا إشكالية مجتمعية‬ ‫كبيرة في الدولة الحديثة‪ ،‬وكذلك‬ ‫إشكالية تحكم العقل الفقهي السلفي‬ ‫(والية الفقيه والتي هي غريبة عن‬ ‫الفكر الشيعي ذاته‪ ،‬والجماعات‬ ‫التكفيرية المستندة إلى تفسيرها‬ ‫الخاص للنص من ناحية والمسند‬ ‫حينا آخر) بكل مرافق إدارة‬ ‫الدولة‪ ،‬يخلق تناقضا يؤدّي حتما‬ ‫إلى ديكتاتورية الطائفة أو المذهب‬ ‫أو دينية عامة فيدفع المجتمع إلى‬ ‫االغتراب والتهشم بين عدالة‬ ‫صورية واحتياجات قيمية متجددة‪.‬‬ ‫ثم إن هذه الدولة ليست بالضرورة‬ ‫أن تكون إسالمية‪ ،‬فيمكن أن تكون‬ ‫مسيحية أو يهودية وغيرها (رغم‬ ‫افتقادها إلى التشريع الحديدي)‬ ‫وهي محكومة بالتوجه إما إلى‬ ‫فرض مقوالت الماضي على‬ ‫الحاضر عنفا وإما التحول نحو‬ ‫العلمانية الهادئة ودفع الدين ليكون‬ ‫موجها روحيا طالما هو موجود‪.‬‬ ‫هامش‪:‬‬ ‫أعتقد بأن الدولة التي تحكم‬ ‫بالتشريع الديني غير قابلة للحياة‬ ‫إال بلحظة خاطفة من التاريخ‬ ‫والحضارة‪ ،‬فتصور إقامة حد قطع‬ ‫اليد على السارق في دولة الفساد‬ ‫واإلفساد‪ ،‬وحد الزنا في دولة‬ ‫تعتمد الرقص الشرقي وشواطئ‬ ‫العراة وفنادق (االستراحة) أو‬ ‫شهادة امرأتين مقابل شهادة رجل‬ ‫في دولة تحكمها امرأة‪ ،‬لذلك‬ ‫ستظل طبول الحرب تقرع بين‬ ‫فلسفة الماضي وحاكمية اليوم‪.‬‬


‫تاريخ‬

‫كوردستان‬

‫العدد (‪2015/6/1 )513‬م – ‪2715‬ك‬

‫‪11‬‬

‫الصحافة الحزبية والدفاع عن حقوق الشعب الكوردي‬ ‫صحيفة (دنكى كورد) انموذجا‬

‫دراسة تحليلية لالعداد (‪)87 /82 /74 /73 /59 /47‬‬ ‫(‪)2-1‬‬ ‫د‪ .‬علي صالح ميراني‪ -‬جامعة‬ ‫زاخو‬

‫تعد الصحافة الحزبية مصدرا‬ ‫مهما للمعلومات السياسية ونافذة‬ ‫لمعرفة مواقف األحزاب السياسية‬ ‫ازاء مختلف المواضيع‪ ،‬وال‬ ‫تكاد الصحافة الحزبية الكوردية‬ ‫السورية تشذ عن هذه القاعدة‪،‬‬ ‫فهي وان كانت اسيرة اطروحاتها‬ ‫االيدولوجية في مختلف االوقات‪،‬‬ ‫إال إنها دونت وارشفت الكثير من‬ ‫االحداث المهمة في تاريخ كورد‬ ‫سوريا‪.‬‬ ‫اخترت الكتابة عن صحيفة‬ ‫(دنكى كورد) تحديدا‪ ،‬النها تعد‬ ‫الصحيفة الحزبية األولى للكورد‬ ‫في سوريا‪ ،‬وكذلك النها استمرت‬ ‫في الصدور مع انقطاعات قصيرة‬ ‫حدثت نتيجة ظروف معينة‪ ،‬عالوة‬ ‫إنها تميزت بكونها تحمل بين طياتها‬ ‫مقاالت وتحليالت كانت تكتب من‬ ‫قبل اقالم جادة وقتذاك‪ ،‬إلى جانب‬ ‫حصولي على اعداد قديمة من‬ ‫الصحيفة في العام ‪ ،2002‬أثناء‬ ‫اعدادي الطروحتي للماجستير‬ ‫عن الحركة القومية الكوردية في‬ ‫كوردستان‪ -‬سوريا ضمن رفوف‬ ‫المكتبة الخاصة للمكتب السياسي‬ ‫للحزب الديمقراطي الكوردستاني‬ ‫(البارتي) في العراق‪ ،‬والتي‬ ‫زودتني بمعلومات ال بأس بها حول‬ ‫الصحيفة وطريقة تناولها لمختلف‬ ‫المواضيع المطروحة والسيما‬ ‫الدفاع عن القضايا المعيشية للناس‪.‬‬ ‫عانى ابناء‬ ‫ ‬ ‫الشعب الكوردي في كوردستان‬ ‫سوريا صنوف الحرمان من ابسط‬ ‫حقوقهم الطبيعية والمشروعة‪،‬‬ ‫وكان التجاهل المدروس ديدن‬ ‫السلطات البعثية السورية بمختلف‬ ‫فروعها في مسألة تعاطيها مع‬ ‫الجانب الكوردي‪ ،‬وشملت تلك‬ ‫السياسة المنظمة والرامية الى‬ ‫طمس مالمح الهوية القومية‬ ‫الكوردية‪ ،‬وكسر نفسية االنسان‬ ‫الكوردي بشكل مبرمج من خالل‬ ‫اشعاره انه فاقد للحماية بسبب‬ ‫الضغوطات القاهرة من قبل اجهزة‬ ‫الدولة المختلفة‪ ،‬وجعل الكوردي‬ ‫يعيش في خوف دائم ومزمن‪،‬‬ ‫وحصر تفكيره اليومي في دائرة‬ ‫ضيقة من الهلع‪ ،‬يشمل الخوف‬ ‫على مستقبله ومستقبل ابنائه‬ ‫المبهم‪ ،‬والعمل على ابعادهم عن‬ ‫سطوة االجهزة االمنية المستعدة‬ ‫لالنقضاض عليهم عبر نبذ العمل‬ ‫السياسي الكوردي‪ ،‬والسعي‬ ‫الدؤوب لتأمين لقمة العيش وابسط‬ ‫‪www.pdk-s.com‬‬

‫مستلزمات الحياة اليومية والتي‬ ‫اصبحت في زمن حكومات البعث‬ ‫غاية ال تدرك‪.‬‬ ‫يتلمس القارىء خالل تصفحه‬ ‫العداد جريدة (دنكى كورد) لسان‬ ‫حال الحزب الديمقراطي الكوردي‬ ‫في سوريا (البارتي)‪ ،‬الكثير من‬ ‫االساليب المدروسة والمخطط‬ ‫لها للنيل من حقوق ابناء الشعب‬ ‫الكوردي في كوردستان سوريا‪،‬‬ ‫ومن تلك المقاالت كانت افتتاحية‬ ‫العدد (‪ )47‬في ايار‪ ،1977‬والتي‬ ‫جاءت تحت عنوان "الطبقة العاملة‬ ‫في عيدها العظيم" اذ ورد‪ :‬ان‬ ‫الحركة العمالية السورية تحتفل‬ ‫كما يحتفل جميع التقدميين في‬ ‫العالم في ايار ‪ 1977‬بمناسبة عيد‬ ‫العمال العمالي‪ ،‬واشارت إلى "ان‬ ‫احتفاالت ايار ‪ 1977‬جاءت صعبة‬ ‫في المنطقة مع احتدام الصراع‬ ‫ضد القوى االمبريالية والصهيونية‬ ‫والرجعية وان الصراع اخذ منحى‬ ‫خطير‪ ...‬نتيجة انتصار الرجعية‬ ‫المحلية التي ال تقتنع دون اذية‬ ‫الطبقة العاملة"(‪.)1‬‬ ‫كما جاء في العدد (‪،)59‬‬ ‫والصادر في اواخر اذار‪1979 ،‬‬ ‫مقال بعنوان "المحامون يطالبون‬ ‫باطالق الحريات في البالد"‬ ‫اذ كانت الجريدة قد نشرت في‬ ‫اعداد سابقة قرارات الهيئة العامة‬ ‫لفرع نقابة المحامين وتوصياتها‪،‬‬ ‫واشار المقال ان المؤتمر العام‬ ‫لنقابة المحامين في سوريا المنعقد‬ ‫في حلب بدورته االستثنائية‪،‬‬ ‫طالب بناء على القرار رقم (‪)9‬‬ ‫الصادر عن مجلس النقابة في ‪4‬‬ ‫تشرين االول ‪ 1978‬بـ"انهاء حالة‬ ‫الطوارىء وقصرها على الحدود‬ ‫المواجهة للعدو االسرائيلي‪،‬‬ ‫والتأكيد على مبادىء الحرية‬ ‫والديموقراطية و سيادة القانون‬ ‫كمطلب شعبي يحقق الوحدة‬ ‫الوطنية ويحشد القوى في المعركة‬ ‫ضد الصهيونية واالستعمار"(‪.)2‬‬ ‫كما ورد مقال بعنوان "حول‬ ‫زيارة رئيس الوزراء لمحافظة‬ ‫الجزيرة"‪ ،‬في العدد (‪ )73‬اواخر‬ ‫ايلول ‪ ،1980‬كان الباعث‬ ‫وراء صدوره قيام رئيس مجلس‬ ‫الوزراء السوري يصحبه عدد‬ ‫من الوزراء بزيارة المحافظات‬ ‫الشمالية الشرقية‪ ،‬بدءا من‬ ‫محافظة الحسكة في منتصف‬ ‫ايلول ‪ ،1980‬منها زيارة حقول‬ ‫رميالن النفطية‪ ،‬ومنطقة قامشلو‬ ‫ومدينة الحسكة واستقبال الوفود‬ ‫الشعبية وتلقي طلبات وعرائض‬

‫من المواطنين واقتراحات من‬ ‫احزاب الجبهة الوطنية وقيادة‬ ‫حزب البعث(‪ .)3‬‬ ‫اشاد المقال بالزيارة‬ ‫واعتبرها مبادرة ايجابية‪ ،‬وعد قيام‬ ‫المسؤولين بخاصة من المستويات‬ ‫العليا في الدولة بزيارات ميدانية‬ ‫الى المحافظات النائية والمهملة من‬ ‫البالد‪ ،‬بغية االطالع عن قرب على‬ ‫المعيقات واتخاذ الحلول السريعة‬ ‫لمشاكلها‪ ،‬والوقوف على حقيقة‬ ‫المصاعب والعوائق واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية واالدارية التي يعانيها‬ ‫أبناء المحافظة المعطاءة خطوة‬ ‫صحيحة على درب االصالح‬ ‫العام‪ ،‬تابع المقال ان القاسم‬ ‫المشترك لرغبات المواطنين في‬ ‫المحافظة على مختلف فئاتهم‬ ‫وانتماءتهم السياسية والقومية‪،‬‬ ‫تركزت حول ضرورة ايجاد‬ ‫الحلول الديمقراطية والتقدمية‬ ‫للمشاكل الرئيسة في المحافظة‬ ‫وهي‪ ،‬انهاء مشكلة االحصاء‬ ‫واعادة الجنسية للكورد الذين‬ ‫سحبت منهم نتيجة لالحصاء الذي‬ ‫جرى سنة ‪ 1962‬ومنحهم البطاقة‬ ‫التموينية‪ ،‬توزيع أراضي المستولى‬ ‫عليها من قبل الدولة على الفالحين‬ ‫المحرومين من االرض وتامين‬ ‫أماكن سكناهم‪ ،‬أحداث محافظة‬

‫جديدة باسم محافظة قامشلو لحل‬ ‫ازمة الخدمات االدارية‪ ،‬بسبب‬ ‫تمركزها الشديد في مدينة الحسكة‬ ‫وعجز جهازها االداري عن تلبية‬ ‫أحتياجات جميع أنحاء المحافظة‪،‬‬ ‫الغاء التدابير االستثنائية الجارية‬ ‫بحق المواطنين الكورد التي هي‬ ‫في جوهرها منافية لمبدأ مساواة‬ ‫المواطنين أمام الدستور وتأمين‬ ‫مستلزمات التطور الديمقراطي‬ ‫المتكافئ لمواطني المحافظة‪،‬‬ ‫اطالق سراح السجناء السياسيين‬ ‫الكورد الذين مضى على اعتقالهم‬ ‫غير المبرر أكثر من سبع سنوات‪،‬‬ ‫واالهتمام بأوضاع المحافظة‬ ‫اقتصاديا ً وصحيا وثقافياً‪ ،‬وعدم‬ ‫التمييز بين المواطنين بسبب‬ ‫انتمائهم القومي والسياسي"(‪.)4‬‬ ‫وتجدر االشارة ان الصحيفة‬ ‫لم تتزحزح عن موقفها تجاه‬ ‫الحكومة‪ ،‬حيث كان "ديمقراطية‬ ‫العام" عنوان مقالة جاءت في العدد‬ ‫(‪ ،)74‬تشرين الثاني ‪ ،1980‬ورد‬ ‫فيها ان البلدان المتخلفة تبقى تعاني‬ ‫من المظاهر السلبية ومواطن‬ ‫الضعف‪ ،‬نتيجة افرازات الواقع‬ ‫الموضوعي‪ ،‬غير ان اختالق‬ ‫ظواهر سلبية بعيدة عن مقتضيات‬ ‫معالجة سليمة لواقع مرفوض‬ ‫يبقى مناقضا لضرورات ومصالح‬

‫المجتمع وتتولد منه مضاعفات‬ ‫سلبية تنخر جسم الوطن‪ ،‬بعد‬ ‫تلك المقدمة فندت المقالة في‬ ‫تحليلها الموضوعي ادعاءات‬ ‫الحكومة السورية بالديمقراطية‪،‬‬ ‫من خالل كشفها ان مطلع الموسم‬ ‫الدراسي لمعاهد وجامعات البالد‬ ‫سنة ‪ ،1980‬شهد امور غريبة‬ ‫ومستهجنة "اثر صدور الشروط‬ ‫الرسمية النتساب الطلبة المستجدين‬ ‫الى فروع الجامعات والمباشرة‬ ‫بتقديم االوراق المطلوبة‪ ،‬واذ‬ ‫باالقوال التي ترددت بمثابة اشاعة‪،‬‬ ‫التحول الى ترجمة فعلية حيث تم‬ ‫التغاضي عن الشروط الرسمية‬ ‫المعلنة وادرجت قوائم باسماء‬ ‫(طلبة منتمين الى حزب البعث)‬ ‫بالمئات في جداول المقبولين في‬ ‫كليات الدراسية وفروع مختلف‬ ‫الجامعات وخصوصا العلمية‬ ‫منها (كلية الطب‪ ،‬فروع الهندسة‪،‬‬ ‫الصيدلة)‪ ،‬دون ادنى اعتبار لمبدأ‬ ‫التكافؤ وااللتزام بشروط القبول‬ ‫ودرجة العالمات‪ ،‬مما خلقت‬ ‫موجة استياء وامتعاض مشوب‬ ‫باالستهزاء شملت عشرات االلوف‬ ‫من الطلبة والطالبات وذويهم"(‪.)5‬‬ ‫وتابعت المقالة نقدها‬ ‫الصريح لممارسات السلطة‪،‬‬ ‫بالتوضيح ان مما الشك فيه ان‬ ‫(االمتياز الخاص) لفئة من الطلبة‬ ‫له ضرره البالغ ليس على مجمل‬ ‫الحياة الجامعية لمجموع الطالب‬ ‫فحسب‪ ،‬بل هو انتقاص صارخ‬ ‫لقيمة الجهد والعمل الذي يبذله‬ ‫الطالب خالل ايام وليالي الدراسة‬ ‫وطالبت "كان من االجدر بالجهات‬ ‫المسؤوولة مضاعفة االهتمام‬ ‫بالمناطق النامية تعليميا‪ ،‬وتوفير‬ ‫السكن للطلبة‪ ،‬السيما البناء‬ ‫فقراء الريف على االخص‪ ،‬دون‬ ‫تمييز ووضع حد السعار الكتب‬ ‫واللوازم الجامعية وتخفيض رسوم‬ ‫التسجيل‪ ،‬وتعديل بعض االنظمة‬ ‫والمناهج الدراسية المعمول بها‪،‬‬ ‫وان العمل الذي يؤديه االنسان‬ ‫والجهد الذي يبذله عضليا كان ام‬ ‫فكريا يبقى اساس كرامته ومصدر‬ ‫قيمته‪ ،‬مهما كثرت وتنوعت‬ ‫االمتيازات الفوقية"(‪.)6‬‬ ‫وفي زاوية اخرى ناقشت‬ ‫الجريدة احد اوجه الظلم السياسي‬ ‫واالجتماعي الواقع على الكورد‪،‬‬ ‫حيث جاء في افتتاحية العدد‬ ‫(‪ ،)82‬آب ‪ ،1981‬مقال بعنوان‬ ‫"االعتقال الكيفي يدخل عامه‬ ‫التاسع ضد مناضلي من الشعب‬ ‫الكوردي في البالد" ورد انه في‬

‫شهر آب ‪ ،1981‬يكون قد مضى‬ ‫ثمان سنوات على االعتقال الذي‬ ‫تعرض له اعضاء (البارتي)‬ ‫وبعض الوطنيين الكورد وان‬ ‫االعتقال دخل عامه التاسع‪،‬‬ ‫دون احالتهم الى اية محكمة‬ ‫حسب االصول القضائية وعدم‬ ‫توفر الجو الذي يساعد المعتقل‬ ‫السياسي‪ ،‬من خالل حق دفاعه‬ ‫امام المحكمة‪ ،‬وبينت االفتتاحية ان‬ ‫تلك الظاهرة والكثيرمن مثيالتها‬ ‫ليست غريبة على كل القوى‬ ‫الوطنية والديموقراطية في البالد‬ ‫وحسب قانون الطوارىء ساري‬ ‫المفعول منذ ‪ ،1963‬حيث االحكام‬ ‫العرفية تقضي باالعتقال الكيفي‬ ‫دون تمييز وطني ومتامر على‬ ‫الوطن وغيره من مظاهر القمع‬ ‫وتقييد الحريات الديمقراطية‪،‬‬ ‫وتابعت "ان يتعرض مناضلو‬ ‫الشعب الكوردي لحمالت االعتقال‬ ‫لم تكن في يوم من االيام مفاجاة‬ ‫للجماهير الكوردية منذ تاسيس‬ ‫(البارتي)‪ ،‬اال ان الحملة االخيرة‬ ‫التي اقدمت عليها في آب ‪1972‬‬ ‫والتي ترافقت مع المراحل التنفيذية‬ ‫في مشروع الحزام العربي المطبق‬ ‫في محافظ الجزيرة (الحسكة) عن‬ ‫طريق اسكان العشائر العربية اتت‬ ‫بها من مناطق اخرى وسلمت‬ ‫لها (اراضي االستيالء) في قرى‬ ‫وارياف الجزيرة على الشريط‬ ‫المتاخم للحدود التركية(‪." )7‬‬ ‫لقد اكدت‬ ‫ ‬ ‫االفتتاحية ان الحملة االخيرة اخذت‬ ‫فترة زمنية بقي خاللها المعتقلون‬ ‫في وضع لم يسبقه وضع في أي‬ ‫عهد من عهود الحكم السوري منذ‬ ‫االستقالل الوطني ان شهد مثل‬ ‫التمادي غير الطبيعي صرحت‬ ‫"ان هذه السياسة بحد ذاتها ال‬ ‫يمكن فصلها عن مجمل السياسة‬ ‫الشوفينية المعتمدة ازاء الجماهير‬ ‫الكوردية المتمثلة بمظاهر ووقائع‬ ‫اهمها بقاء قانون االحصاء ساري‬ ‫المفعول منذ ‪ ،1963‬الذي قضى‬ ‫بسحب الجنسية عن قرابة مائة‬ ‫الف مواطن كوردي واكثر‪،‬‬ ‫وحرمان الغالبية العظمى من‬ ‫الفالحين الكورد في محافظة‬ ‫الجزيرة من االنتفاع من اراضي‬ ‫االصالح الزراعي المشوه التطبيق‬ ‫في محافظة الحسكة وغيرها‪،‬‬ ‫ناهيك عن كل اشكال التمييز‬ ‫واالضطهاد التي يالقيها الكورد‬ ‫هنا وهناك"(‪.)8‬‬


‫‪12‬‬

‫العدد (‪2015/6/1 )513‬م – ‪2715‬ك‬

‫آراء‬

‫الشعب الكوردي ومحيطه اإلقليمي‬ ‫بشار أمين‬ ‫بعد التقسيم األخير لوطنه كوردستان‬ ‫بين (تركيا‪ ،‬إيران‪ ،‬العراق وسوريا)‬ ‫ارتضى الشعب الكوردي التعايش‬ ‫مع المكونات في كل منها‪ ،‬واستطاع‬ ‫التأقلم معها عبر ثقافة التسامح والعيش‬ ‫المشترك‪ ،‬لكنه عانى خاللها الظلم‬ ‫واالضطهاد وتعرض لصنوف التمييز‬ ‫العنصري‪ ،‬فضال عن األالعيب‬ ‫واألحابيل المشتركة عبر االتفاقات‬ ‫السرية بالشأن الكوردي وقضيته‬ ‫العادلة‪ .‬فتركيا لم تكن تعترف بالوجود‬ ‫القومي الكوردي بل كانت تسمي شعبنا‬ ‫(أتراك الجبال) وتقمع ثوراتها وتمارس‬ ‫التنكيل بحق قادتها ورجاالتها‪ ،‬وتالحق‬ ‫نشاطات الحركة السياسية الكوردية‬ ‫ومناضليها‪.‬‬ ‫وإيران مارست البطش والتنكيل بحق‬ ‫شعبنا الكوردي منذ عهود الشاهنشاهية‬ ‫الحاكمة وحتى عهود (آيات هللا) ففي‬ ‫عهد الشاه تم القضاء على جمهورية‬ ‫كوردستان الفتية وإنزال حكم اإلعدام‬ ‫بحق قادتها‪ ،‬كما تعرض للسجن‬ ‫والمالحقة قادة الحركة السياسية حيث‬ ‫رزح غني بللوريان في السجون‬ ‫الشاهنشاهية حوالي سبعة وعشرين‬ ‫عاما‪ ،‬وفي عهد رجال الدين استمرت‬ ‫مالحقة وسجن المناضلين‪ ،‬وعمد النظام‬ ‫إلى اغتيال بعض قادتها البارزين أمثال‬ ‫الشهيد عبدالرحمن قاسملو والشهيد‬ ‫صادق شرفكندي وغيرهما‪.‬‬ ‫وفي العراق استمرت الحركات‬ ‫الثورية ما يزيد عن نصف قرن‬ ‫قادها البارزانيون أبا عن جد ومنذ‬ ‫مطلع ثالثينيات القرن الماضي‪،‬‬ ‫وبشكل متواصل رغم المعاناة القاسية‬ ‫والهجرات المتتالية في العهود السابقة‬ ‫‪ ،‬والقتل الجماعي الوحشي (األنفال)‬

‫النظام السوري‬ ‫واللعب على وتر‬ ‫الطائفية‬

‫آالن مير‪ -‬سري كانيه‬

‫طالما كان شعار االستعمار (فرق تسد)‪ ،‬فقد‬ ‫طبق النظام السوري هذا الشعار باختالق‬ ‫الفتن والطائفية بين مكونات الشعب‬ ‫السوري‪ ،‬فيؤلب العلويين على السنة‬ ‫طائفيا‪ ،‬والسنة على الكورد قوميا‪ ،‬حيث‬ ‫‪www.pdk-s.com‬‬

‫وممارسة الجينوسايد باستخدام االسلحة‬ ‫الكيماوية في عهد النظام الدكتاتوري‬ ‫البائد‪.‬‬ ‫وفي سوريا‪ ،‬قائمة الممارسات‬ ‫العنصرية الشوفينية البغيضة قد تطول‪،‬‬ ‫وهي مليئة بالمشاريع التمييزية من‬ ‫حزام عربي وإحصاء استثنائي مقيت‪،‬‬ ‫إلى جانب سياسة التعريب للبلدات‬ ‫والقرى واألماكن والمحال التجارية‪،‬‬ ‫وقمع الحركة السياسية الكوردية‬ ‫ومالحقة المناضلين والزج بهم في‬ ‫غياهب السجون والمعتقالت وفي معظم‬ ‫األحيان دون محاكمات‪ ،‬أو محاكمات‬ ‫صورية واستثنائية غير قانونية حتى‬ ‫بموجب شرائع االستبداد ذاتها‪ ،‬ناهيك‬ ‫عن إنكاره ألي وجود قومي كوردي‪،‬‬ ‫كما لم يدخر النظام الدكتاتوري أي‬ ‫وسع في ممارسة القتل والتنكيل بأبناء‬ ‫شعبنا الكوردي بدءاٍ من شهيد نوروز‬ ‫عام ‪ 1986‬ومرورا بانتفاضة ‪2004‬‬ ‫ووصوال إلى الثورة السورية‪.‬‬ ‫كانت الحكومات المتعاقبة في سوريا‬ ‫تتخذ في كل مرة الكراس السيئ الصيت‬ ‫لضابط المخابرات (محمد طلب هالل)‬ ‫منهج عمل لها بل بوصلتها في تطبيق‬ ‫الممارسات الجائرة بحق شعبنا‪ .‬وبعد‬ ‫المتغيرات التي حصلت في العالم‪،‬‬ ‫فإن الشعب الكوردي يتطلع إلى أن‬ ‫تحتل قضيته القومية في عموم أجزاء‬ ‫كوردستان موقعها الطبيعي في سلّم‬ ‫اهتمامات المجتمع الدولي‪ ،‬بعد أن كانت‬ ‫حبيسة السياسات المحلية لهذه األنظمة‪،‬‬ ‫حيث غدا هذا الشعب متفهما للوضع‬ ‫الدولي وتفاعل بشكل جدي مع مشاريع‬ ‫التغيير الكونية‪ ،‬من محاربة اإلرهاب‬ ‫بكل أشكاله ومكافحة أسلحة الدمار‬ ‫الشامل ومناهضة األنظمة الدكتاتورية‪.‬‬ ‫قسم المواطنة على ثالث درجات‪ ،‬وكل ذلك‬ ‫لشرخ الوحدة واللحمة الوطنية التي اذا تمت‬ ‫ستقضي على حكمهم وهيمنتهم‪ .‬واستمر‬ ‫النظام االسدي في هذه التفرقة وزرعها‬ ‫في عقول السوريين‪ ،‬من أزمة اإلخوان في‬ ‫حماة وحلب في ثمانينات القرن الماضي‬ ‫الى ان وصلت الى ‪2004‬م‪ ،‬واختلق‬ ‫فتنة بين الكورد والعرب وذلك في مباراة‬ ‫قامشلو بين ممثلي ومؤيدي صدام المقبور‬ ‫(نادي الفتوة) ممثل دير الزور (حيث‬ ‫كانت نفوس محبي واتباع صدام حسين‬ ‫مليئة بالحقد والحزن بعد سقوط نظامه في‬ ‫العراق)‪ ،‬و(فريق الجهاد) ممثال للكورد‪.‬‬ ‫وكانت غاية النظام زيادة حجم الشرخ بين‬ ‫مكونات الشعب الواحد‪ ،‬وليس محبة في‬ ‫اي طرف‪ .‬لكن الحركة السياسية الكوردية‬ ‫وبخبرة وحكمة‪ ،‬أخرجت الشعب من هذا‬ ‫المأزق‪ ،‬حيث اتهمت النظام بانه رأس هذه‬ ‫الفتنة‪ ،‬يهدف الى تحقيق اهدافه والتخلص‬ ‫من الطرفين (الصدامي والكوردي)‪.‬‬ ‫وعندما وصلت الثورة الى سوريا‪ ،‬استطاع‬ ‫النظام بخبث استعماري ومكر الثعلب هذه‬ ‫المرة الى جانب قوة االسد‪ ،‬افتعال حروب‬ ‫اهلية في كل انحاء ومدن سوريا وحسب‬

‫الشعب الكوردي يسعى إلى رسم‬ ‫مستقبل قضيته بالتعاون مع الدول‬ ‫المتطورة الصديقة للشعب الكوردي‪،‬‬ ‫تلك التي ساندت شعبنا بامتياز‬ ‫خصوصا في كوردستان العراق‪ ،‬وهي‬ ‫مستمرة في دعم هذا الشعب الذي أثبت‬ ‫مصداقيته للجميع حتى تحقيق تطلعاته‬ ‫وأمانيه القومية بما في ذلك حقه في‬ ‫تقرير مصيره بنفسه وبناء دولته القومية‬ ‫المستقلة‪ ،‬تجلى ذلك بوضوح في الجولة‬ ‫األخيرة للسيد مسعود بارزاني رئيس‬ ‫إقليم كوردستان العراق‪.‬‬ ‫وبعد أن تأكد للمحيط اإلقليمي والسيما‬ ‫الدول التي تقتسم كوردستان وللشعب‬ ‫الكوردي أن القضية الكوردية بدأت‬ ‫تتقدم ولن تتراجع إلى الوراء‪ ،‬فبدأت‬ ‫بعض أنظمة هذه الدول تغيير أساليبها‬ ‫في التعاطي مع الشأن الكوردي‪ ،‬تارة‬ ‫بإثارة الفتن عبر بعض امتداداتها وأخرى‬ ‫الستمالتها إلى جانبها بغية تسخيرها‬ ‫ضد البعض اآلخر‪ ،‬وفي هذا السياق‬ ‫هناك من يتوقع من المحللين السياسيين‬ ‫وخاصة العرب منهم‪ ،‬أن يتنافس في‬ ‫المستقبل القريب بعض أنظمة المنطقة‬ ‫إلى كسب الشعب الكوردي إلى جانبها‬ ‫وخصوصا إيران وتركيا‪ ،‬مع غياب‬ ‫الدور العربي في الشأن الكوردي الذي‬ ‫من المفترض أن يكون سباقا ومبادرا‪.‬‬ ‫إن الشعب الكوردي الذي يحمل من‬ ‫التجارب التأريخية ما يكفيه من دروس‬ ‫اإلخفاق كي يتعلم التعاطي بحزم‬ ‫وحذر مع اآلخرين ليتجنب األالعيب‬ ‫والدسائس التي تحاك ضده كل مرة‪،‬‬ ‫السيما لديه اليوم بوصلته في المنهج‬ ‫والممارسة على هدي الكوردايتي ونهج‬ ‫البارزاني الخالد باإلضافة إلى الخيرين‬ ‫من األصدقاء‪.‬‬ ‫خصوصية كل منطقة ونقطة‪ .‬ففي المناطق‬ ‫الكوردية (كوردستان سوريا) استفاد‬ ‫من خطئه السابق في انتفاضة قامشلو‬ ‫اذار ‪2004‬م‪ ،‬وجاء بالـ(‪ )pyd‬وسلحه‪،‬‬ ‫فتارة تقاتل هذه القوة عشائر عربية بحجة‬ ‫انها تحمي الكورد‪ ،‬وطورا يضغط على‬ ‫االحزاب الكوردية‪ ،‬ويكم افواه النشطاء‬ ‫اما بالتهديد والوعيد أو بالخطف‪ ،‬أو حتى‬ ‫تنفيذ عمليات االغتيال مما ادى الى ظهور‬ ‫حساسية (كوردية‪ -‬عربية) و(كوردية‪-‬‬ ‫كوردية)‪ ،‬ولم يكتف بهذا بل جاء باالرهاب‬ ‫من خالل قوى ظالمية ارهابية تخدمه‬ ‫ممثلة بتنظيم داعش الذي مازال آخر‬ ‫ضحاياه في بلدة تل تمر‪ ،‬نازحين مشردين‬ ‫خائفين‪ ،‬وتفجيري نوروز في حسكة‬ ‫الذي راح ضحيتهما العشرات بين شهيد‬ ‫وجريح‪ ،‬وخلقت مشكلة بين الطرفين‬ ‫الكورديين في شكل مراسم دفن الشهداء‪،‬‬ ‫وحث ‪ TEV-DEM‬على التفرد‪ .‬كل هذا‬ ‫خلق تفرقة شعبية ووطنية في المنطقة‬ ‫تصب في مصلحة النظام وخدمة اجنداته‬ ‫واطالة عمره‪ .‬فهذا النظام يقوم على سياسة‬ ‫استعمارية‪ ،‬نستطيع االصطالح عليها‬ ‫استعمار وطني‪.‬‬

‫كوردستان‬

‫اللوحة السورية المختصرة‬ ‫في أربع سنوات‬

‫خالد ديريك‪ -‬النمسا‬

‫سوريا الثورة‪ :‬المظاهرات السلمية‬ ‫والشعارات الوطنية‬ ‫سوريا األزمة‪ :‬العمليات العسكرية‬ ‫والخطابات الطائفية‬ ‫هذه هي اللوحة السورية بعد أربع‬ ‫سنوات من الثورة واإلرهاب‪.‬‬ ‫في الوقت الذي كان فيه الثوار في‬ ‫ذروة الحركة والنشاط لتوسيع رقعة‬ ‫المظاهرات السلمية المناهضة ويدفعهم‬ ‫الحماس والعنفوان وهم في عجلة من‬ ‫أمرهم بإسقاط النظام أسوة بتونس‬ ‫ومصر وليبيا واليمن‪ ،‬كان النظام‬ ‫وحلفاؤه يخططون في غرف مغلقة‬ ‫حول كيفية تحريف مسار الثورة السلمية‬ ‫وتوجيهها نحو زاوية ضيقة ومشوهة‬ ‫تجسيدا ً لرؤية النظام بأن ما يحدث هي‬ ‫مؤامرة خارجية بأياد داخلية‪.‬‬ ‫عندما أطلقت قوات النظام الرصاص‬ ‫الحي على المتظاهرين السلميين‬ ‫المطالبين بالحرية والكرامة‪ ،‬تم تسليح‬ ‫الثورة انعكاسا ً لردات الفعل واالنتقام‪،‬‬ ‫وفيما بعد تدخلت األجندات القريبة‬ ‫والبعيدة وسحبت البساط من تحت أقدام‬ ‫السوريين وتحولت المسألة السورية‬ ‫إلى أزمة دولية وأفرزت التبعات‬ ‫والصراعات واالصطفافات المحلية‬ ‫واإلقليمية والدولية حول الثروة والنفوذ‬ ‫والمصالح‪ .‬حينها أدرك النظام بأن‬ ‫قطاره الذي كان متوجها ً نحو الهاوية قد‬ ‫لمس السكة الصحيحة من جديد ونجا من‬ ‫موت محتوم‪ .‬وعندما رحبت المعارضة‬ ‫بكل من هب ودب وحمل السالح تحت‬ ‫شعار إسقاط النظام‪ ،‬أدخلت نفسها‬ ‫في الفوضى التنظيمية (العسكرية‬ ‫والسياسية) نتيجة قراءتها الخاطئة‬ ‫للمشهد والخريطة والنسيج السوري‪،‬‬ ‫وفي وقت فتحت تركيا حدودها على‬ ‫مصراعيها لعبور المسلحين من‬ ‫أجناس وأشكال مختلفة‪ ،‬أمالً في‬ ‫المساهمة بإسقاط النظام وإزاحة األسد‬ ‫عدو أردوغان اليوم وصديقه الحميم‬ ‫في األمس القريب‪ ،‬كان النظام يهيأ‬ ‫نفسه لتطورات مختلفة وسيناريوهات‬ ‫متسارعة‪ ،‬فيما يتعلق بكيفية االستفادة‬ ‫من المسلحين ذي الميول المتطرفة في‬ ‫تحكيم رؤيته من جهة وتحصين سلطانه‬ ‫بأدوات خارجية من جهة أخرى‪.‬‬ ‫وعندما تعاظمت قوة التنظيمات‬ ‫المتطرفة بالضد من القوى المعتدلة‪،‬‬

‫كان النظام قد جلب الميليشيات الطائفية‬ ‫من الخارج لسد الفراغ وتدارك الهزيمة‬ ‫وتحصين مراكز المدن والمواقع الدينية‬ ‫واألمنية والنفخ في الفتنة الطائفية‬ ‫وغض النظر عن أعمال المجموعات‬ ‫المتطرفة بحق المجتمعات المحلية‪.‬‬ ‫وفي وقت تقاتل فيه المعارضة العسكرية‬ ‫بجميع أصنافها فيما بينها‪ ،‬حول الثروة‬ ‫والنفوذ واندثرت المعارضة السياسية‬ ‫بين الوالءات الخارجية‪ ،‬حسب تدفق‬ ‫التمويل من جهات منتدبة عليها‪،‬‬ ‫وأنهش الفساد جسدها‪ ،‬كانت عمليات‬ ‫القتل والنحر والسبي والبتر تتم من قبل‬ ‫المتطرفين على قدم وساق بحق األقليات‬ ‫الدينية والعرقية وكل من عارضهم‬ ‫تحت مسميات الردة واالزدراء والكفر‪،‬‬ ‫وفي هذا األثناء أظهر النظام نفسه‬ ‫حامي الشعوب السورية وروج إن‬ ‫البديل هو اإلرهاب‪ .‬فالنظام الذي قتل‬ ‫مئات اآلالف من شعبه وهجر الماليين‪،‬‬ ‫بدأ الغرب يرونه أهون الشرين‪ ،‬ولم‬ ‫يعد إزاحته عن الحكم أولوية بل يرونه‬ ‫قد يتحول إلى جزء من الحل السوري‬ ‫القادم‪ ،‬ويتم تعويمه وترويضه من قبل‬ ‫بعض أصدقاء المعارضة من خالل فتح‬ ‫قنوات استخباراتية معه‪.‬‬ ‫النظام الذي عهدت سوريا إلى أمراء‬ ‫الحرب سواء أكانت باالنسحابات‬ ‫الطوعية أو الهزائم الجبرية‪ ،‬جعل‬ ‫من خارطة السيطرات المعارضة‬ ‫أشبه بالممالك واإلمارات‪ ،‬فكل‬ ‫مجموعة عسكرية لها قوانين وأعالم‬ ‫وإيديولوجيات خاصة بها إضافة إلى‬ ‫الحروب البينية التي ال تنتهي‪.‬‬ ‫المعارضة التي شعرت بأن المجتمع‬ ‫الدولي تخاذل معها ولم يسعفها‬ ‫كما حصل مع بلدان الربيع العربي‬ ‫األخرى‪ ،‬عمدت الى االعتماد وتلقي‬ ‫الدعم من أية جهة تتبنى إسقاط النظام‬ ‫دون األخذة بعين االعتبار التداعيات‬ ‫والحساسيات‪ ،‬وغضت النظر عن‬ ‫المتطرفين هي األخرى‪ .‬وقد استفاد‬ ‫النظام من غفلة وسذاجة المعارضة‪،‬‬ ‫كما استغل التناقضات اإلقليمية‬ ‫والدولية وتراخي حلف المعارضة أمام‬ ‫عناد حلف النظام الالمبالي للتهديدات‬ ‫الغربية‪.‬‬ ‫واآلن وبعد كل هذا الوقت من الحرب‬ ‫والدمار‪ ،‬ومن الثورة واإلرهاب‪،‬‬ ‫من صعب أن يتخلى األسد ونظامه‬ ‫عن الحكم مهما استمر إراقة الدماء‬ ‫السورية‪ ،‬كما إن أي حل سلمي في‬ ‫المستقبل سيلقى تحديات وصعوبات‬ ‫التفعيل واالنسجام‬ ‫جمة في‬ ‫واالستمرار‪ ،‬بسبب بروز روحية‬ ‫الثأر واالنتقام بين األطياف السورية‬ ‫المختلفة وتصاعد لهجة الخطابات‬ ‫الطائفية والعرقية في المنطقة‪ ،‬فحال‬ ‫سوريا ستكون أشبه بحال العراق بعد‬ ‫سقوط نظام صدام عام ‪2003‬م‪ ،‬وما‬ ‫آلت إليه األوضاع حتى يومنا هذا‪،‬‬ ‫ولذا قد يصبح التقسيم الطائفي والعرقي‬ ‫أمرا ً واقعا َ سواء بقي األسد أو رحل‪.‬‬


‫مقاالت‬

‫كوردستان‬

‫العدد (‪2015/6/1 )513‬م – ‪2715‬ك‬

‫توحيد الصف الكوردي وأحالم اليقظة‬

‫‪13‬‬

‫الضمير الغائب‬

‫محمود مال‪ -‬دربيسييه‬

‫كثرت األحاديث في السنوات األخيرة‬ ‫حول دعوة األحزاب والقوى السياسية‬ ‫الكوردية‪ ،‬الى التآلف والتقارب‪ ،‬ونبذ‬ ‫الخالفات الجانبية وتوحيد الصفوف‪،‬‬ ‫في هذه المرحلة المفصلية والمصيرية‪،‬‬ ‫من تاريخ شعبنا الكوردي‪ .‬وانبثق عن‬ ‫الحوارات واللقاءات المتتالية بين تلك‬ ‫األحزاب والقوى السياسية‪ ،‬في ذلك الوقت‬ ‫أطر عدة وبأسماء ومسميات متنوعة‪،‬‬ ‫كالتحالف الديمقراطي الكوردي‪ ،‬والجبهة‬ ‫الديمقراطية الكوردية‪ ..‬الخ‪ .‬هذا وبالنظر‬ ‫إلى عدم تهيئة األجواء والمناخات المناسبة‬ ‫لقيام هذه األطر وتشكيلها على قاعدة الفعل‬ ‫ورد الفعل‪ ،‬فقد شاهدنا أن هذه األطر‬ ‫المتشكلة قد تعثرت في مسيرتها‪ ،‬ولم تع ّمر‬ ‫طويالً وبات رفيق األمس عدو اليوم‪ ،‬هذا‬ ‫وعلى أثر قيام الثورة السورية‪ ،‬وخروج‬ ‫اآلالف من أبناء شعبنا الكوردي‪ ،‬في‬ ‫مسيرات جماهيرية ضخمة‪ُّ ،‬‬ ‫تشق أصواتهم‬ ‫عنانَ السماء‪ ،‬هاتفين بإسقاط النظام‬ ‫وجميع مرتكزاته‪ ،‬وبناء سوريا اتحادية‬ ‫التطورات‬ ‫علمانية ديمقراطية‪ ،‬إزاء هذه‬ ‫ُّ‬ ‫الدراماتيكية المتسارعة‪ ،‬والتي ظهرت‬ ‫على الساحة السياسية في سوريا‪ ،‬نادت‬ ‫عدد من األحزاب الرئيسية الكوردية‪ ،‬الى‬ ‫فتح حوار وطني كوردي شامل‪ ،‬تم ّخض‬

‫عنه والدة المجلس الوطني الكوردي‪،‬‬ ‫والذي تمثل فيه غالبية األحزاب الكوردية‬ ‫والقوى السياسية األخرى من تنسيقيات‬ ‫شبابية ومستقلين ومنظمات المرأة‪.‬‬ ‫وبالرغم من الدسائس واالنتكاسات‬ ‫التي واجهت المجلس الوطني الكوردي‬ ‫وخروج أطراف وجماعات من عضويتها‬ ‫ومحاوالت البعض اآلخر ضرب المجلس‬ ‫من الداخل‪ ،‬إال ان المجلس‪ ،‬مازال‬ ‫يحتفظ بحيويته‪ ،‬ويعتبر الوجه الناصع‬ ‫للحركة الوطنية الكوردية‪ ،‬ويملك رصيدا ً‬ ‫جماهيريا ً كبيرا ً ال يستهان به‪ ،‬هذا ومن‬ ‫جهة اخرى‪ ،‬برزت على الساحة‪ ،‬تكتل أخر‬ ‫باسم مجلس شعب غربي كوردستان تضم‬ ‫(‪ )PYD‬وملحقاته‪ ،‬وقد حمل في اآلونة‬ ‫األخيرة اسم حركة المجتمع الديمقراطي‬ ‫(‪ )TEV- DEM‬وجرت عدة لقاءات بين‬ ‫المجلسين في كوردستان العراق‪ ،‬وتولدت‬ ‫عنها الهيئة الكوردية العليا وعلى الرغم‬ ‫من مباركة الجماهير لهذه الخطوة‪ ،‬إال ان‬ ‫الهيئة ظلت جسدا ً بال روح‪.‬‬ ‫عم الشارع الكوردي تحركات جماهيرية‬ ‫كبيرة تطالب كل من المجلس الوطني‬ ‫الكوردي في سوريا وحركة المجتمع‬ ‫الديمقراطي بعقد لقاءات للتباحث في كيفية‬ ‫بناء مرجعية كوردية وتكللت النداءات‬ ‫والدعوات الجماهيرية بالنجاح‪ ،‬وبجهود‬

‫مباركة من رئاسة اقليم كوردستان‪ ،‬دخل‬ ‫الطرفان في حوار ودي جاد‪ ،‬وظهر‬ ‫هولير‪ 1‬وهولير‪ 2‬لكنهما لم تترجما الى‬ ‫فعل ملموس على أرض الواقع وبقيت‬ ‫جميع بنود االتفاقيتين في ثالجة‪ .‬ومن‬ ‫منطلق قومي صادق وحرص تام على‬ ‫مصالح الشعب الكوردي‪ ،‬وجه الرئيس‬ ‫مسعود البارزاني دعوة أخرى الى طرفي‬ ‫الحركة لاللتقاء في إقليم كوردستان‪ ،‬وت ُ ّ ِوج‬ ‫هذا اللقاء باتفاقية (دهوك وملحقها) ومن‬ ‫المؤسف أن التعامل مع هذه االتفاقية‪،‬‬ ‫لم يختلف عن سابقاتها‪ ،‬وكانت الطامة‬ ‫الكبرى‪ ،‬ما جرى في كارثة انفجار‬ ‫الحسكة‪ ،‬واجراءات دفن الشهداء‪.‬‬ ‫وعودا ً على بدء فإن توحيد الصف‬ ‫الكوردي‪ ،‬ال يعد من المستحيالت وذلك‬ ‫إذا تركنا التخندق الحزبي الضيق‪ ،‬وهنا‬ ‫نتوجه الى ( ‪ ) tev dem‬وبشكل أخوي‪،‬‬ ‫بعيدا ً عن الحساسية المفرطة‪ ،‬بأن الكرة‬ ‫أصبحت في مرماها‪ ،‬كونها سلطة األمر‬ ‫الواقع‪ ،‬في اغلب المناطق الكوردية‪ ،‬وإن‬ ‫إقدامها على أية خطوة أو بادرة وطنية‬ ‫إيجابية‪ ،‬من شأنها إعادة الثقة وضع العربة‬ ‫على السكة الصحيحة ال يعدُّ تنازالً أو‬ ‫استسالماً‪ ،‬بل تسجيالً حيا ً لموقف تاريخي‬ ‫نبيل‪.‬‬

‫كاميران حسو‪ -‬دربيسييه‬ ‫الضمير العربي والدولي مازال في‬ ‫سبات عميق إلى يومنا هذا بحق الشعب‬ ‫السوري عامة‪ ،‬بعد كل القتل والتدمير‬ ‫والخراب واالعتقال والتهجير على يد‬ ‫طغمة حاكمة متوحشة متجسدة بالبعث‬ ‫وأزالمه‪ ،‬فاألحداث الدامية ومن خالل ما‬ ‫يزيد عن أربع سنوات مضت من عمر‬ ‫يحرك هذا الضمير‪.‬‬ ‫الثورة السورية لم ّ‬ ‫نستنتج أن الدور الرئيسي واألساسي‬ ‫للمحور المخفي ليس بمنظور البعض من‬ ‫السياسيين والمحللين في المنطقة‪ ،‬على ما‬ ‫يبدو أن المحور األساسي هو إسرائيل ذو‬ ‫التطلع الواعد حتى اآلن لم يصرح بكلمة‬ ‫مخالفة لنظام بشار كون بشار األسد هو‬ ‫صمام األمان ألمن إسرائيل‪ ،‬ولوال ذلك‬ ‫ألسقطوا نظام بشار األسد من الشهر األول‬ ‫ولكن لم يحركوا ساكنا؟ مع رسم خارطة‬ ‫إسرائيل ووضع الخطين (آلون وبرليف)‬ ‫لها كخطوط حمراء‪ ،‬أصبح كل من مصر‬ ‫وسوريا حارسين على هذه الخطوط بعدم‬ ‫تجاوزها مترا واحدا‪ ،‬وهذا يدل على أن‬ ‫حدود إسرائيل آمنه من األنظمة العربية‬ ‫والحكام العرب الجيران وأن تسويق‬ ‫النظام السوري للمقاومة والممانعة هي‬

‫المجتمع الكوردستاني‬ ‫عبدالحكيم أحمد محمد– تربه سبي‬ ‫يقول الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو‪« :‬اإلنسان‬ ‫الطبيعي (البدائي) هو الذي لم تعد معرفته ممكنة‬ ‫بصورة مباشرة‪ ،‬وكل ما يعرف عنه هو من خالل‬ ‫العلوم المختصة في هذا المجال (‪ )...‬وهو يملك‬ ‫غريزتين أساسيتين بالفطرة يمدانه بالديمومة والبقاء‬ ‫والتعاون البدائي‪ ،‬وهما‪ :‬غريزة البقاء للمحافظة على‬ ‫وجوده ونوعه‪ ،‬وغريزة الرحمة‪ ،‬تلك الغريزة التي‬ ‫كانت تدفعه لمساعدة غيره من بني جنسه حينما يراه‬ ‫يتألم‪».‬‬

‫إن عبّرنا عن أفكارنا بصيغة حقوقية يجب أن نتحدث‬ ‫عن كوردستان جغرافيا ً وليس كوردياً‪ ،‬أي كل من‬ ‫يعيش على هذه األرض لهو الحق في ابداء رأيه‬ ‫وممارسة كافة معتقداته وعاداته بغض النظر عن‬ ‫قوميته أو أثنيته‪ ،‬إذا ً يجب أن يكون هناك حوارا ً فكريا ً‬ ‫مشتركاً‪ ،‬كوردياً‪-‬كورديا‪ ،‬كوردياً‪-‬عربياً‪ ،‬كوردياً‪-‬‬ ‫سريانياً‪ ،‬في حين أننا ننادي بحقوقنا يجب أن ال نه ّمش‬ ‫الشعوب التي تعيش معنا مادام الهدف هو الصالح‬ ‫العام‪.‬‬ ‫فعندما ندعو إلى المجتمع الكوردستاني فإننا نقصد‬ ‫بالتالي جغرافية كوردستان واالنسان الذي يعيش على‬ ‫هذه األرض‪ ،‬وليس ك ّل من يعيش على بقعة جغرافية‬ ‫ينتمي إلى قومية أو دين أو عرق واحد‪ ،‬يجب أن نسأل‬ ‫أنفسنا‪ :‬هل نستطيع أن نتعايش مع غيرنا تحت لواء‬ ‫وقوانين تعبّر عن الفضيلة والعيش المشترك؟‬ ‫هناك فرق كبير بين أن يحمل االنسان ايديولوجية ما‬

‫ثقافة االستجداء‬

‫لوركا بونجق‪ -‬هولير‬ ‫‪www.pdk-s.com‬‬

‫تتدافع الثقافات في فلك المجتمع‪،‬‬ ‫دوافعها هي األساس في شدتها‬ ‫وعنفوانها‪ ،‬أو تراخيها‪ ،‬واألمر‬ ‫ليس جديدا ً كليا ً على مجتمعاتنا‪ ،‬فقد‬ ‫بدأت مع بداية نشوء المجتمعات‬ ‫اإلنسانية وإن بشكلها البدائي‪ ،‬ولكن‬ ‫اتجهت إلى التعقيد مع تطور أنظمة‬ ‫الحكم‪ ،‬وكانت النظم تسعى إلى نشر‬

‫الثقافة التي تخدم مصالحها السياسية‬ ‫واالقتصادية‪ ،‬وقد لعبت األديان‬ ‫دورا ً محوريا ً في رسم مالمح هذه‬ ‫الثقافات‪ ،‬إن في المشرق أو في‬ ‫المغرب‪ .‬فظهرت في قصور الملوك‬ ‫والسالطين ثقافات لم يكن للبشرية‬ ‫عهد بها‪ ،‬وكان أولي هذه الثقافات‬ ‫ثقافة االستجداء‪.‬‬

‫يشارك بها مع اآلخرين‪ ،‬وبين أن يعتنق ايديولوجية‬ ‫فرضت عليه من اآلخر عن طريق الضغط العقلي‬ ‫والعقائدي‪ ،‬وهنا نستطيع أن نقول ّ‬ ‫إن للتسامح دورا‬ ‫كبيرا‪ ،‬فمشاركة الشخص للمجموعة أمر ضروري‬ ‫ّ‬ ‫وإن ثقافة التسامح ليس ترفا فكريا بل هي االسلوب‬ ‫الوحيد القادر على جعل المجتمع مكانا صالحا للحياة‬ ‫والعيش المشترك‪ .‬إذا ً خلق دولة الحياد تستلزم التوافق‬ ‫والتراضي والديمقراطية‪ ،‬فال يجوز عزل أحد عن‬ ‫الدولة والمجتمع ويجب أن نلتزم بخطة تحدد طريقة‬ ‫تفكيرنا وتعايشنا مع اآلخر وأن نعرف واجباتنا اتجاه‬ ‫الدولة والمجتمع‪ .‬يجب أن تلتقي الثقافات لتؤسس‬ ‫مجتمعا مبنيا على األخالق والفضيلة‪ .‬يجب أن نحقق‪،‬‬ ‫من خالل بناء عقد اجتماعي جديد ومنظمات المجتمع‬ ‫المدني‪ ،‬حرية االرتباط بين الصالح العام (المجتمع)‬ ‫والصالح الخاص (الفرد) وحرية التعبير والمحاسبة‪،‬‬ ‫وتحديد معايير عامة يتم الحفاظ عليها من خالل هذه‬ ‫وكانت في بداياتها استجداء الرضى‬ ‫من اإلمبراطور أو السلطان أو‬ ‫الملك‪ ،‬وما لبث أن تمددت أفقيا ً‬ ‫لتشمل كافة شرائح المجتمع‪ ،‬حيث‬ ‫كان لزاما ً على الطبقة األدنى‬ ‫استجداء عطف الطبقة األعلى‬ ‫استرضا ًء لها‪ ،‬لمال أو لجاهٍ‪ ،‬حيث‬ ‫استقرت األوضاع على ذلك‪ .‬ولكن‬ ‫مع مرور الزمن بدأت تعقيدات‬ ‫هذه الثقافة تظهر لتحطم كل ما هو‬ ‫تقليدي‪ ،‬حيث كانت المجتمعات‬ ‫إقطاعية شبه مستقرة‪ ،‬وتحولت إلى‬ ‫مجتمعات صناعية تمثلت عالقتها‬

‫صور دعائية ال غير‪ ،‬وإثبات ذلك أن‬ ‫إسرائيل الزالت مع موقف بشار األسد‪.‬‬ ‫أما من الناحية األخرى فأمريكا وأوروبا‬ ‫ومحورهما‪ ،‬ومن لف لفها مازالوا‬ ‫يتسابقون على الدعاية في إسقاط دكتاتور‬ ‫القرن الواحد والعشرين‪ ،‬ولكن قرار‬ ‫الحسم لم يُم ِل إليه بعد‪ .‬أما المحور الشيعي‬ ‫الشيوعي والمنظومة الشيوعية الساقطة‬ ‫أصال محوران في محور واحد‪ .‬محور‬ ‫إيران وحزب هللا المساند لبشار بحكم‬ ‫الطائفة الن سقوط بشار يعني سقوط‬ ‫حلفائهم المخلصين‪ ،‬وأن الشيعة هي‬ ‫القوة األساسية من (عسكرية واقتصادية‬ ‫وسياسية) في منطقة الشرق األوسط‬ ‫والخليج العربي‪ .‬والمحور الثاني روسيا‬ ‫والصين دول الفيتو في األمم المتحدة‬ ‫والتي أبقت على نظام األسد‪ ،‬فهما لحد‬ ‫االن لم يتوضح المكاسب التي ستؤمن‬ ‫لهما من قبل المعارضة السورية وعليه‬ ‫فالوضع القائم الزال قيد الدراسة من‬ ‫المعارضة والموالين للنظام بمحاورهم‪.‬‬ ‫يجب أن يمتلك المجتمع الدولي إرادة‬ ‫قوية‪ ،‬ويتخذ قرارا ً جريئا ً إلنقاذ الشعب‬ ‫السوري من محنته‪.‬‬

‫المؤسسات بضمانة الدستور‪ ،‬وهذه المعايير هي‪:‬‬ ‫حرية التعبير‪ ،‬الواجبات‪ ،‬نشر الوعي‪ ،‬المحاسبة‪...‬‬ ‫من أجل حياة أفضل‪ .‬وهنا يتحقق مفهوم المواطنة‬ ‫الصحيحة‪ ،‬من خالل هذا الترابط‪ ،‬لكل أفراد المجتمع‬ ‫بغض النظر عن دينه أو عرقه‪ ،‬وليتم الحفاظ على‬ ‫ّ‬ ‫التوازن ما بين الفرد والمجتمع والدولة بالضمان‬ ‫االجتماعي‪ ،‬وبحسب روسو فالعقد هو الشرط‬ ‫الضروري والالزم لكل مجتمع ولكل سلطة شرعية‪،‬‬ ‫وعن طريقه وحده تكتسب السلطة شرعيتها‪ .‬فليس من‬ ‫الصعب أن ننادي بالمجتمع الكوردستاني‪ ،‬ولكن يجب‬ ‫أن يتم أوال تحديد أسس هذا المجتمع وإمكانية قبول‬ ‫الشراكة بين أطيافه وأثنياته وكافة شرائحه والمجتمع‬ ‫الكوردستاني معروف بتنوعه وفسيفسائه الجميل‬ ‫بجمال وغنى أرض كوردستان وجغرافيتها‪ ،‬فهل سبق‬ ‫التقرب من هذا المجتمع؟ وهل ث ّمة حوار‬ ‫لنا وحاولنا ّ‬ ‫فكري بين هذه الشعوب المختلفة؟ وإن رضينا بهذه‬ ‫القوميات واألثنيات‪ ،‬فهل من الممكن أن يقبلونا ككورد‬ ‫وكوردستان وطناً؟ إذا قد تكمن هنا المشكلة األساسية‬ ‫في تسميتنا للمجتمع الكوردستاني ولنرد على هذه‬ ‫األسئلة يجب إرضاء المجتمع بشكل عام‪.‬‬

‫السياسية واالقتصادية ببالغ التعقيد‪،‬‬ ‫وظهر آنذاك من أسس لهذه الثقافة‬ ‫كقاعدة ألنظمة الحكم‪ .‬وفي منطقتنا‬ ‫ساهم االحتالل العثماني في ترسيخ‬ ‫ثقافة االستجداء‪ ،‬بدءا ً من أصغر‬ ‫وحدة إدارية وصوالً إلى الباب‬ ‫العالي مرورا ً بالوالة والموظفين‬ ‫الكبار ورجال الدين‪.‬‬ ‫األمر المثير للحنق واالشمئزاز أن‬ ‫ثقافة االستجداء هي ثقافة ناقمة على‬ ‫الحريات‪ ،‬تسلب جوهر وطبيعة‬ ‫الحياة‪ .‬ففي الحاجة تكمن الحرية‪،‬‬ ‫فال حرية لصاحب حاجة يتحكم‬

‫في هذه الحاجة طرف آخر‪ ،‬أو‬ ‫قوة أخرى‪ .‬وفي المجتمعات التي‬ ‫تتسلط فيها دكتاتورية الدين‪ ،‬أو‬ ‫ديكتاتورية الحزب‪ ،‬أو ديكتاتورية‬ ‫القبيلة‪ ،‬أو ديكتاتورية الفرد‪ ،‬تستفحل‬ ‫ثقافة االستجداء‪ ،‬فتدمر المنظومة‬ ‫الخلقية‪ ،‬كإحدى أهم أسس التكافل‬ ‫والتعاضد االجتماعي‪ .‬وتظهر أنماط‬ ‫جديدة مشوهة العالقات االقتصادية‬ ‫واالجتماعية ‪ ،‬فتبرز طبقات محدثة‪،‬‬ ‫وتختفي طبقات أصلية‪ ،‬ويتّجه‬ ‫المجتمع نحو الهاوية‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫العدد (‪2015/6/1 )513‬م – ‪2715‬ك‬

‫كوردستان‬

‫ثقافة وفنون‬

‫األعراس الكوردية وتمييع البنية المجتمعية‬

‫شفان ابراهيم‪ -‬قامشلو‬

‫امتازت األعراس الكوردية على الدوام بتواجد‬ ‫خليط منوع سواء من األعراق والقوميات واألديان‪،‬‬ ‫أو من االنتماءات السياسية‪ ،‬لم تخ ُل األعراس‬ ‫الكوردية حتى قبل الثورة السورية من ذكر أسماء‬ ‫القادة الكورد وتمجيدهم‪ ،‬وكانت الحالة عبارة‬ ‫عن لحظات قصيرة في زمنها‪ ،‬طويلة في حالتها‬ ‫الفكرية وبقاء وترسيخ العشق القومي لقيادات‬ ‫كوردستانية في الوجدان الكوردي الشخصي‬ ‫والجمعي‪ .‬وكان التمجيد أو الذكر على األغلب‬ ‫يتم من بعض المتزنين والعقالء‪ .‬لكن الذي يحصل‬

‫اليوم فاق كل تصور‪ ،‬فقد أصبح تمجيد القيادات‬ ‫الكوردية موضة وطريقة للوصول إلى عقلية‬ ‫بعض الحضور‪ ،‬بغية تثبيت اسمائهم كأوفياء لقائد‬ ‫معين‪ ،‬وما أن يبدأ المغني بسرد أغانيه الراقصة‬ ‫حتى تتالى التمجيدات بين الحضور للقيادات‬ ‫الكوردستانية‪ ،‬لمآرب شخصية‪ ،‬ال لدوافع عاطفية‪،‬‬ ‫لطالما أنها تخرج من سياق المعقول والمنطق‪.‬‬ ‫والقصة ال تنتهي هنا‪ ،‬بل تتالى المشكالت معها‪،‬‬ ‫ألن المشكلة الكبرى تكمن فقط في نوعية ال ُم َم ِجد‪،‬‬ ‫وليس ال ُم َم َجد‪ .‬وفي أغلب األحيان يدفع العقل‬ ‫الباطني لل ُم َم ِجد لهذا الفعل لنيل االستحسان من‬ ‫بعض مسؤوليه المباشرين الذين غرسوا في داخله‬

‫المثقف مرآة المجتمع‬

‫أحمد حسن‪ -‬عفرين‬

‫إذا أردت أن تتعرف على حضارة شعب ما فأنظر الى‬ ‫ثقافتها ومثقفيها‪ ،‬فالثقافة مرآة الشعب واألمة وهي كل‬ ‫مركب يتضمن العلوم والمعارف والعقائد والفنون‬ ‫واألخالق والقوانين والعادات واالختراعات‪ ..‬الخ‪.‬‬ ‫والمثقفون هم من يعرفون العالم بتراثهم وأدبهم وتاريخهم‬ ‫وحضارتهم ومدى رقيهم وتطورهم سواء كانوا شعراء‬ ‫أو فنانين أو كتاب وأدباء أو مبدعين ومفكرين وفالسفة‬ ‫أو علماء ومخترعين‪ ،‬يقدمون للعالم أبهى الصور ألمتهم‬ ‫ووطنهم ويظهرون للعالم أجمع رسالة شعبهم اإلنسانية‪.‬‬ ‫فالمثقف انسان حضاري يعي معنى اإلنسانية ويحترمها‬ ‫ومنتج للقيم اإلنسانية النبيلة وصاحب رسالة إنسانية‪،‬‬ ‫هو الذي يغني المجتمع ويزيده ثراء وتفاعال وحيوية‪.‬‬ ‫والمثقفون هم بحق رأسمال أي أمة من األمم وبهم تزداد‬ ‫األمم غنا وتعلى مكانتها بين األمم حيث األمم التي تقدر‬ ‫وتحترم مثقفيها تحترم ويعلى شأنها على قاعدة (احترم‪..‬‬ ‫تحترم) ومن أمثلة ذلك‪:‬‬ ‫‪ -1‬كان الفيلسوف والمفكر الوجودي الفرنسي جان بول‬ ‫سارتر يحرض الطالب والعمال على التظاهرات في عام‬ ‫‪( 1968‬انتفاضة الطالب في جامعة السوربون) فاقترح‬ ‫بعض مستشاري الزعيم الفرنسي شارل ديغول اعتقال‬ ‫‪www.pdk-s.com‬‬

‫سارتر‪ ،‬فرد ديغول بحكمته وثقافته السياسية وشخصيته‬ ‫اإلنسانية‪.‬‬ ‫‪-2‬ومن العظام الذين احترموا مثقفيهم اإلسكندر المقدوني‬ ‫حيث أجلس الفيلسوف أرسطو على يمينه ورئيس‬ ‫الوزراء على يساره لما لها معنى في أصول الديبلوماسية‬ ‫فدخل عليه أحد قادة دولته وأدهش بالمشهد وهمس في‬ ‫أذنه وقال أرى مليكي وقد أجلس أرسطو على يمينه‬ ‫ورئيس الوزراء على يساره‪ ،‬فرد عليه إسكندر بصوت‬ ‫عال‪ :‬رئيس الوزراء أنا من صنعته ولكن أرسطو هبة‬ ‫من الخالق فأستطيع أن أصنع رئيس الوزراء في أقل من‬ ‫دقيقة ولكن من أين سنأتي بأرسطو‪.‬‬ ‫‪-3‬بعث الرئيس الفرنسي فينسان أوريول إلى الشاعر‬ ‫الفرنسي روستان رسالة قال فيها‪" :‬أنا مواطن فرنسي‬ ‫عادي رئيس جمهورية فرنسا أعبر عن سعادتي ألنني‬ ‫أعيش في عصرك‪".‬‬ ‫‪-4‬كما أن القائد المصري سعد زغلول الذي أربك‬ ‫االستعمار اإلنكليزي التقى الشاعر أحمد شوقي ذات مرة‬ ‫فقال الزعيم بكل تواضع‪" :‬يا سيدي نحن زائلون وأنتم‬ ‫ي الخلود‪".‬‬ ‫خالدون‪ ،‬فدع للزوال فرصة تقبيل يد ّ‬ ‫‪-5‬حين قُتِل الشاعر الروسي العظيم بوشكين بدأ الروائي‬ ‫العالمي دوستوفسكي يصرخ في الشوارع "لقد قتلوا‬ ‫روسيا"‪.‬‬ ‫واألمثلة كثيرة هكذا يتعامل الذين يدركون معنى الثقافة‬ ‫والمعرفة مع مثقفيهم ومبدعيهم كما أن في العالم‬ ‫المتحضر الكثير ممن يعون معنى ومكانة العلم والعلماء‬ ‫والمثقفين والفنانين والمبدعين‪ ،‬يضعون لهم مكانة‬ ‫مرموقة ومحترمة تليق بهم وبإبداعاتهم حتى حال األمر‬ ‫بهم االحتفال بإنجازاتهم سنويا من خالل رصد جوائز‬ ‫مالية كبيرة لقاء ما ينجزون كجائزة (نوبل) للكثير من‬ ‫المجاالت واإلبداعات واكرامهم مكرمة الئقة‪.‬‬

‫عملية الشاباشات والطاعة العمياء‪ ،‬بدالً من زرع‬ ‫بذور الفكر والتفكير بمستقبل الكورد ‪.‬‬ ‫المشكلة األخرى في عملية التمجيد هي أن من‬ ‫يندفع بحماسة وراء هذا العمل هم في الغالب‬ ‫غير مستعدّين ال نفسيا ً وال فكريا ً وال حتى ماديا ً‬ ‫للتضحية باليسير في خدمة الكوردايتي‪ ،‬ولتجنب‬ ‫التجنّي فإن نوعية ال ُم َم ِجدين اليوم تختلف عن‬ ‫نوعية ال ُم َم ِجدين األمس‪ .‬في الواقع أن الوفاء للقادة‬ ‫الكوردستانيين وكل بحسب قناعاته وتفكيره‪ ،‬يعدُّ‬ ‫من األمور التي يُحسد عليها الكورد بين باقي‬ ‫األقوام من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى امتهنها البعض‬ ‫للتغطية على فشله وبطئه الوظيفي وعدم اإللمام‬

‫بأبسط شروط وجوده في مواقع معينة‪.‬‬ ‫مآس‪ ،‬ليس أقل‬ ‫واقعاً‪ ،‬المشكلة تتفاقم وينتج عنها ٍ‬ ‫منها مقتل شاب بريء‪ ،‬لم يكن من بين المدعوين‪،‬‬ ‫قبل فترة في أحد األعراس التي أقيمت في محيط‬ ‫مدينة قامشلو‪ ،‬حين أخذت قضية التمجيد منحى‬ ‫التمجيد المضاد‪ ،‬وأصابته رصاصة طائشة‬ ‫استقرت في جسده وهو في مكان يبعد عن ساحة‬ ‫االحتفال‪ ،‬إن لم يكن بعيدا عن كل ما يمت للسياسة‬ ‫بصلة‪ ،‬في الوقت الذي يستوجب فيه التمجيد للفكر‬ ‫القومي الكوردستاني‪.‬‬ ‫المشكلة في التمجيد تكمن في حالتين‪:‬‬ ‫‪-1‬من يقوم بالتمجيد ال يَدركون أن الوضع في‬ ‫كوردستان سوريا بحاجة إلى التكاتف وزرع‬ ‫بزور التقارب الكوردي الكوردي عوضا ً عن تنبيه‬ ‫الحضور بـ(رشرشة األلوفات) فقط إلظهار مدى‬ ‫عشقه ووالئه لقائده الكوردستاني‪.‬‬ ‫‪-2‬المشكلة األخرى هي المجاهرة التي تحصل‪ ،‬فما‬ ‫أن يبادر أحدهم إلى طلب أغنية أو ذكر اسم قائده‬ ‫حتى تبدأ األوردة الدموية لآلخر باالتساع وزيادة‬ ‫تدفق الدم وغليانه في عروقه‪ ،‬ويهرول على دفع‬ ‫قطعة نقدية تفوق القطعة النقدية التي دفعها اآلخر‪،‬‬ ‫هذا اآلخر الذي يتحول إلى ُمنافس بدالً من شريك‪،‬‬ ‫وتتحول الحركة إلى بداية زرع بذور الشقاق‪ ،‬بدالً‬ ‫من أن تكون بداية تقارب بين جيل قادر على زرع‬ ‫البسمة على الشفاه‪.‬‬ ‫المعضلة الكبرى تكمن في تنازع أخوين من‬ ‫عائلة واحدة حول من يعّو ُم الصالة على األوراق‬ ‫النقدية لتمجيد رمزه‪ ،‬أكثر مما (يُرشرش) أخيه‬ ‫على المغني أو في الصالة لتمجيد رمزه‪ .‬بعض‬ ‫القادة الكوردستانيين ال يه ُّمهم التمجيد الشخصي‬ ‫والمزاودات العلنية‪ ،‬من يرغب في كسب و ِدّ‬ ‫الرؤساء عليه ببذل الغالي والنفيس في سبيل عدالة‬ ‫القضية الكوردية‪.‬‬

‫دور الصحافة‬ ‫في تكوين الرأي العام‬ ‫أحمد أوسو‪-‬قامشلو‬

‫تلعب الصحافة دورا أساسيا‬ ‫في تكوين الرأي العام تجاه‬ ‫الكثير من القضايا التي تهم‬ ‫الشعب باعتبارها تعبر عن‬ ‫آمال وطموحات ورغبات‬ ‫الجمهور واستطاعت أن‬ ‫تكون السلطة الرابعة في‬ ‫كثير من الدول الديمقراطية‪.‬‬ ‫فهي تعبر بموضوعية‬ ‫وحيادية عما تتطلبه مصلحة‬ ‫الجمهور في جميع ميادين‬ ‫الحياة االقتصادية والسياسية‬ ‫واالجتماعية‪ .‬وهناك الكثير‬ ‫من األمثلة التي تثبت ذلك‬ ‫الدور الذي قامت به صحيفة‬ ‫(نيويورك تايمز) أثناء‬ ‫حرب فيتنام حيث نشرت‬ ‫الصحيفة سبعة آالف وثيقة‬ ‫سرية من وثائق وزارة‬ ‫الدفاع األمريكية (البنتاغون)‬ ‫عام ‪ 1971‬وهي تكشف‬ ‫عن الفظائع التي يرتكبها‬ ‫الجيش األمريكي في فيتنام‬ ‫حتى استطاعت أن تثير‬ ‫الرأي العام ضد هذه الحرب‬ ‫فقامت المظاهرات وتوالت‬ ‫االحتجاجات الشعبية حتى‬

‫انتهى األمر باالنسحاب‬ ‫األمريكي من فيتنام‪ .‬فإذا‬ ‫كانت الصحافة في الدول‬ ‫الديمقراطية تلعب دورا ً في‬ ‫تكوين رأي عام وتحرج‬ ‫حكوماتها في التراجع عن‬ ‫الكثير من القرارات التي‬ ‫تتخذها‪ ،‬فالسؤال‪ :‬ما دور‬ ‫الصحافة الكوردية منذ‬ ‫نشأتها األولى وحتى يومنا‬ ‫الحاضر في تشكيل رأي‬ ‫عام حول القضايا التي تهم‬ ‫الشعب الكوردي؟ أم إن‬ ‫الصحافة الكوردية عملت‬ ‫دون جدوى؟‬ ‫الصحافة‬ ‫وظائف‬ ‫إن‬ ‫الكوردية ازدادت‪ ،‬وتعدّدت‬ ‫حسب المراحل التاريخية‬ ‫التي مر بها المجتمع الكوردي‬ ‫حيث أضافت ك ّل مرحلة‬ ‫تاريخية وظائف جديدة‬ ‫للصحافة الكوردية فالبداية‬ ‫كانت صدور أول صحيفة‬ ‫كوردية في مصر باسم‬ ‫(كوردستان)عام ‪1898‬م‬ ‫من قبل األمير مقداد مدحت‬ ‫بدرخان وتناولت الجريدة‬ ‫المواضيع السياسية والفكرية‬ ‫التي تهدف إلى زيادة الوعي‬

‫القومي لدى الشعب الكوردي‬ ‫كنتيجة طبيعية على الظلم‬ ‫واالضطهاد الذي يتعرض له‬ ‫من قبل األتراك والفرس‪ ،‬إال‬ ‫أن الصحافة الكوردية لعبت‬ ‫دورا ً بارزا ً بعد اهتمام حكومة‬ ‫إقليم كوردستان العراق بها‬ ‫من خالل سن برلمان اإلقليم‬ ‫الكثير من القوانين التي‬ ‫تحمي الصحافة والصحفيين‬ ‫والسيما القانون الذي يسمح‬ ‫صحفيين الحصول على‬ ‫لل ّ‬ ‫المعلومات دون اإلفصاح‬ ‫عن مصدره‪ .‬ولكل حزب‬ ‫في كوردستان مؤسسات‬ ‫إعالمية تقوم بتغطية أغلب‬ ‫الحوادث والوقائع بحرية‬ ‫وبدون قيود وهناك الكثير من‬ ‫الصحف والمجالت الخاصة‬ ‫مثل "آوينه" و"هاوالتي"‬ ‫و"رووداو" وهي تمارس‬ ‫دور الرقابة على أداء حكومة‬ ‫اإلقليم‪.‬‬ ‫فهل نستطيع القول إن‬ ‫الطريق مفروش بالورود‬ ‫أمام الصحافة الكوردية أن‬ ‫تشكل الرأي العام تجاه الكثير‬ ‫من القضايا التي ته ُّم الشعب‬ ‫الكوردي؟‬


‫ثقافة وفنون‬

‫كوردستان‬

‫متعة القراءة‬ ‫رقية حاجي‪ -‬هولير‬

‫تراودني أفكار جنونية في‬ ‫بعض األحيان من شدة‬ ‫عشقي للقراءة أن ألتهم‬ ‫الكتب ألرتوي من معينها‪،‬‬ ‫وما تحتويه من علم‬ ‫ومعرفة ومتعة اليُدركها‬ ‫إال من يعيشها ويمارسها‪،‬‬ ‫فالعقل يتوقف عن النمو‬ ‫عند توقفه عن القراءة‬ ‫والتأمل‪ ،‬وأنه ال جديد وال‬ ‫مفيد في حياة من لم يقرأ‪.‬‬ ‫كونفوشيوس له مقولة في‬ ‫هذا‪" :‬مهما بلغت درجة‬ ‫انشغالك‪ ،‬فالبد أن تجد‬ ‫للقراءة‪ ،‬وإن لم تفعل‬ ‫فقد أسلمت نفسك للجهل‬ ‫بمحض إرادتك‪".‬‬ ‫ومن مبادئ القراءة‬ ‫وأسسها ومفاهيمها‪ ،‬أن‬ ‫نضع جدوالً للقراءة بأن‬ ‫نقرأ بشكل مستمر‪ ،‬كأن‬ ‫ننهي كتابا ً كل أسبوع أو‬ ‫أسبوعين أو ثالثة‪ ،‬نضع‬ ‫برنامجا ً ثابتا ً قبل النوم‬ ‫مثالً‪ ،‬أو عند االستيقاظ‬ ‫في الصباح الباكر‪ ،‬في‬ ‫وقت الظهيرة‪ ،‬نختار‬ ‫الوقت الذي نحب القراءة‬ ‫فيه ونجعله وقتا ً مقدساً‪.‬‬ ‫نقرأ في األوقات الضائعة‬ ‫(الميتة) أي تلك األوقات‬ ‫ى في‬ ‫التي تضيع سد ً‬ ‫انتظار طبيب‪ ،‬أو في‬ ‫وسائل المواصالت‪ ،‬وهذه‬ ‫األوقات يفضل فيها القراءة‬ ‫الكتب الصغيرة والتي ال‬

‫تُرهق في حملها‪ .‬أضف‬ ‫الى ذلك‪ ،‬علينا أن نحافظ‬ ‫دائما ً على األشخاص‬ ‫الذين لديهم حب المطالعة‬ ‫والقراءة‪ ،‬فما أروع أن‬ ‫نصادق شخصا ً وثالثنا‬ ‫كتاب ويحثنا على القراءة‪.‬‬ ‫يقول المتنبي‪" :‬أعز مكان‬ ‫في الدنئ سرج سابحٍ‬ ‫وخير جلس في الزمان‬ ‫كتاب‪".‬‬ ‫كما أن للمكتبة التي ننشئها‬ ‫في بيوتنا مفعول السحر‬ ‫في دفعنا وأهل بيتنا للقراءة‬ ‫وحب العلم والتعلم‪ .‬وأُوكد‬ ‫أن المثقف ليس من يقرأ‬ ‫أكثراً‪ ،‬بل من يقرأ الكتب‬ ‫الجيدة بشكل جيد‪ ،‬ويسبح‬ ‫مع كاتبها متأمالً فيما‬ ‫قال منتبها ً للشواهد التي‬ ‫يذكرها‪ ،‬ال يقبل المعلومة‬ ‫قبل أن يدرسها جيداً‪،‬‬ ‫ويسبح فيها ومعها بذهنه‬ ‫وتفكيره‪ .‬وإذا قمنا بأعمال‬ ‫بدينه بحتة نستتطيع القراءة‬ ‫عن طريق السماعات من‬ ‫األجهزة الصوتية المختلفة‬ ‫(الهاتف النقال‪ ،‬غيره)‪.‬‬ ‫إن قيمة المرء منا تحدده‬ ‫عوامل شتى‪ ،‬يأتي مقدمتها‬ ‫حجم وعيه وثقافته وعمق‬ ‫استنتاجه لمختلف أحداث‬ ‫الحياة‪ ،‬ولنجعل قراءتنا‬ ‫منهجية‪ ،‬فإن للقراءة قيمة‬ ‫عظيمة وفوائد متنوعة‪ .‬إذا ً‬ ‫إقرأ‪ ،‬وال تكن قنوعا ً أبدا ً‬ ‫في هذا األمر!‬

‫صباح علي‪ -‬جل آغا‬

‫أنهض يا وطن‬ ‫أنهض يا وطن من سباتك العميق وامسح غبار السنين‬ ‫أنهض فقد ذبلت أزهار الياسمين قبل الخريف‬ ‫أنهض وحطم جبروت أعدائك وال تبقى مكتوف اليدين‬ ‫كسر قيودك بيدك فقد ضاقت منك ذرعا ً‬ ‫أنهض يا وطن وانتفض من جديد‬ ‫أم أنك نسيت انتفاضة قامشلو‬ ‫لم يمض وقت طويل فمازالت قامشلو تداوي جراحها‬ ‫انهض فصمتك يؤلمني ودماء شهدائك يسيل كالبحور‬ ‫أخرج من سباتك وحطم القضبان السجون واصرخ‬ ‫ها قد أتى زمن الحرية وانتهى زمن االستبداد والعبودية‬ ‫أرفع راياتك عاليا وانهض لترسم البسمة على شفاه األيتام‬ ‫أنهض فكلنا نرتجي منك النهوض‬

‫‪www.pdk-s.com‬‬

‫العدد (‪2015/6/1 )513‬م – ‪2715‬ك‬

‫‪15‬‬

‫الدوران في متاهة‬ ‫بهجت اوصمان‪ -‬تربة سبييه‬

‫تعود عصفورنا الصغير كما في‬ ‫كل مرة‪ ،‬أن يجعل من نفسه طيرا ً‬ ‫كبيراً‪ ،‬ليتباهى أمام الطيور بقوته‬ ‫وعظمة فكره وتفكيره‪ ،‬فمرة‬ ‫يغزو أعشاش النسور ليجد نفسه‬ ‫مهزوما ً جريحاً‪ ،‬واألعجب من‬ ‫ذلك يعود بعد أن استغاث بالصقر‬ ‫ليخرجه من الورطة التي وضع‬ ‫نفسه فيها أو سيق إليها عنوة‪.‬‬ ‫ولم نجده بعد‪ ،‬شفي من جراحه‪،‬‬ ‫واستفاق من صدمته حتى توجه‬ ‫إلى وكر غراب عتيد مطالبا ً منه‬ ‫الرحيل وتسليم عشه‪ ،‬مرة أخرى‬ ‫يتعرض عصفورنا المسكين‬ ‫وكسر لجناحه ولم يجد‬ ‫للضرب‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫أمامه مخرجا من مصيبته تلك‬ ‫سوى الصقر لينجده من جديد‪،‬‬ ‫فكثيرا ً ما كان الصقر له ناصحا ً‬ ‫ليعود إلى ملته‪ ،‬ليعود إلى صنفه‬ ‫وجنسه من الطيور ليبنوا معا ً‬ ‫عالما ً وعشا ً يليق بهم ويحميهم‬ ‫من العواصف والهجمات التي‬

‫تعرقل مسيرة حياتهم‪ ،‬بل تهددهم‬ ‫باالنقراض والفناء‪ ،‬ولكنه دون‬ ‫جدوى‪ ،‬فعصفورنا يتمتع بالعناد‬ ‫من مخالبه الناعمة وحتى منقاره‬ ‫الطري ومصاب بمرض جنون‬ ‫العظمة‪ ،‬فقط ألنه استطاع أن‬ ‫ينشد مرة سيمفونية ً تنازل‬ ‫له عنها البواشق ليجندوه في‬ ‫غزواتهم الخنفشارية‪ ،‬رسموا‬ ‫له نسرا ً على وجه مرآة ليراه‬ ‫عندما ينظر إليها فيتخيل نفسه‬ ‫نسرا ً قويا ً تهابه الطيور وخاصة‬ ‫بني جلدته فيتحرش بهذا‪ ،‬وينفرد‬ ‫بذك‪ ،‬ويطرد اآلخر من عشه حتى‬ ‫وصل به األمر أن يحاول معاشرة‬ ‫الحمامة في عقر عشها ليستولي‬ ‫على بيتها الذي بناه بجهد جهيد‪.‬‬ ‫في َجمعة ً أراد الصقر أن يجمع‬ ‫العصفور والحمامة معا ً ليخلق‬ ‫الوفاق بينهما‪ ،‬ويشكل نوعا من‬ ‫التفاهم للحفاظ على صغارهما‬ ‫من الموت والفناء والضياع طبعا ً‬ ‫تحت جناحه وظله‪ ،‬ولكن ما إن‬

‫رجع العصفور إلى عشه حتى‬ ‫تمادى من جديد ليحرم الحمامة‬ ‫من خيرات الشجرة وبناء عشها‬ ‫ولملمة بيتها من جهة‪ ،‬وتهديدها‬ ‫بصغارها الذين طار معظمهم‬ ‫بعيدا ً خوفا ً من أفخاخ العصفور‬ ‫والباشق الصنديد‪ ،‬والذي يحاول‬ ‫من جهته اقتالع الشجرة التي‬ ‫يعشش فوقها العصفور والحمامة‬ ‫معاً‪ ،‬وآخر محاوالته بأن بعث‬ ‫بالغراب األسود ليطردهما من‬ ‫مسقط رأسهما ويحتل الشجرة‬ ‫ليبني له وكره الموعود‪ ،‬إال أن‬ ‫محاوالته باءت بالفشل والفضل‬ ‫يعود للصقر الذي سارع إلى‬ ‫مساعدة العصفور والحمامة معا ً‬ ‫بإقناعه رياح الموت ليهب في‬

‫وجه الغراب وتمنعه من تحقيق‬ ‫مآربه رغم الضرر الذي أصاب‬ ‫الشجرة‪ ،‬إال إنها بقيت للعصفور‬ ‫والحمامة ولكنها ما زالت عرضة‬ ‫ألطماع الغربان المدعومة من‬ ‫البواشق‪ ،‬والعصفور مازال‬ ‫يتخيل نفسه نسرا ً ظنا ً منه إنه‬ ‫يستطيع حماية الشجرة‪ ،‬والحمامة‬ ‫تحاول إصالح عشها المهترىء‬ ‫وترميمه من جديد والصقر ينتظر‬ ‫من العصفور ان يصحو من أحالم‬ ‫اليقظة والعودة إلى رشده وحضن‬ ‫ملته‪ ،‬ومن الحمامة االستيقاظ من‬ ‫وهم تخوفها المصطنع نوعا ً ما‬ ‫وشيء من الثبات والعزم حينها‬ ‫تُزهر الشجرة‪.‬‬

‫ونحن نحب الحياة‬ ‫هنر جنيدي‪ -‬دهوك‬

‫لم تجذبني يوما ً الدموع المنهمرة‬ ‫في القصائد والحياة‪ ،‬ولم أقتنع‬ ‫يوما ً بحالة اليأس من الحياة‪ ،‬هذا‬ ‫بغض النظر عن قساوة الظروف‬ ‫واستثنائيتها‪ .‬فالحزن الهادئ أرقى‬ ‫بكثير من دموع تسكب وتنهمر‪،‬‬ ‫والنهوض المستمر أجدى من اليأس‬ ‫المحبط‪ .‬فرأس ال الروح ابتسامة‬ ‫ُّ‬ ‫تشق ضجر الحياة ووقفة تحمل‬ ‫أماني وأحالما ً جديدة‪.‬‬ ‫ما نحتاجه هو جرعات روحية من‬ ‫األمل واإليمان‪ ،‬ولنا في سير حكماء‬ ‫الحياة ومناضليها القدوة الحسنة‪،‬‬ ‫فمن من لم يسمع بـ"طاغور" هذا‬ ‫الرجل الذي ما كان قد بلغ الرابعة‬ ‫عشرة من عمره حتى توفيت‬ ‫والدته‪ ،‬وفي العام التالي انتحرت‬ ‫شقيقته‪ ،‬بين عامي ‪ 1902‬و‪1918‬‬ ‫تتالت األحداث المؤلمة في حياته‪.‬‬ ‫من منا لم يسمع بـ"أبي قاسم الشابي"‬ ‫الذي لم تعطه األقدار إال ‪ 25‬عاماً‪،‬‬ ‫قضى الشطر األكبر منها يتيما ً‬ ‫يعاني أمراض القلب لدرجة أن‬ ‫األطباء حذروه من الكتابة وحتى‬ ‫من الزواج‪ ،‬زائدا ً أنه انصعق بوفاة‬ ‫حبيبته الصغيرة! الثالث واألخير‬ ‫في هذا المقال "نيلسون مانديال"‪.‬‬ ‫لن نذكر في سيرة حياته المليئة‬ ‫بالمصاعب سوى مكوثه فترة ‪27‬‬ ‫عاما ً من عمره في السجن ووفاة‬ ‫والده وهو في التاسعة من عمره‪.‬‬ ‫هل استسلم طاغور؟ أبداً‪ ،‬لقد عمر‬

‫عرف بعدها بفيلسوف‬ ‫‪ 84‬سنة و ُ‬ ‫وحكيم زمانه وشاعر الهند الكبير‪.‬‬ ‫والثاني "الشابي" أتحف العالم‬ ‫بأشعاره وقصائده الداعية إلى‬ ‫التفاؤل والنضال ومعانقة الحياة‬ ‫عشقا ً وحباً‪ ،‬وديوانه "أغاني الحياة"‬ ‫شاهد على تبنيه فلسفة اإلرادة والقوة‬ ‫والتحدي يكفيه قوله‪:‬‬ ‫سأعيش رغم الداء واألعداء‬ ‫كالنسر فوق القمة الشماء‬ ‫أرنو إلى الشمس المضيئة هازئا ً‬ ‫بالسحب واألمطار واالنواء‬ ‫ونيلسون مانديال بعد سنوات‬ ‫السجن الطويلة بعدما كان ينظر‬ ‫إليه كإرهابي‪ ،‬أصبح رمزا ً للسالم‪.‬‬ ‫قاد نضاالً طويالً إلنهاء نظام‬ ‫الفصل العنصري في جنوب إفريقيا‬ ‫وأصبح رئيساً‪ .‬مانديال جنبا إلى‬ ‫جنب مع آخر رئيس أبيض لجنوب‬ ‫إفريقيا دي كليرك‪ ،‬حيث أشرفا على‬ ‫إلغاء الفصل العنصري القانوني في‬ ‫البالد‪.‬‬ ‫الذي دفع هؤالء الرجال على عدم‬ ‫اليأس هو اإليمان بأن الحياة البد من‬ ‫أن تستمر وانه ال بد للصبر من أن‬ ‫يحمل الروح على النهوض والغناء‬ ‫واالبتسامة واإلصرار على زرع‬ ‫الحياة في الحياة واإليمان بواجب‬ ‫ترك أسطر خالدة في مسيرة الحياة‬ ‫الطويلة‪ .‬ما دفعهم على االستمرار‬ ‫هو األمل بالصباح القادم وبناء‬ ‫األماني على تغيير الفصول وتجدد‬

‫مواسم الحياة واألمل بإله ال ينسى‬ ‫وال يهمل‪ .‬األمل بحياة نحن أعمدتها‬ ‫ومادتها وروحها وجسدها‪ ،‬آمنوا‬ ‫وصبروا وكافحوا ونالوا ما أرادوا‬ ‫في الحياة من تعظيم وصيت حسن‬ ‫وفي الممات أصبحوا منارات‬

‫ومشاعل تضاء بهم طريق البشرية‬ ‫نحو النصر والحياة والبقاء والكفاح‪.‬‬ ‫ويقول درويش‪ :‬ونحن نحب الحياة‬ ‫إذا ما استطعنا إليها سبيال‪ ،‬ونرقص‬ ‫بين شهيدين نرفع مأذنة للبنفسج‬ ‫بينهما أو نخيال‪.‬‬


‫‪16‬‬ ‫فنان كوردي يتوج بجائزة الكاريكاتير العربي‬ ‫العدد (‪2015/6/1 )513‬م – ‪2715‬ك‬

‫ياسر احمد‬

‫توج الفنان‬ ‫كوردستان‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫الكوردي ياسر احمد بـ « درع جائزة‬ ‫الرسم الكاريكاتيري» خالل حفل توزيع‬ ‫جوائز الصحافة العربية‪ .‬وكان من بين‬ ‫المبدعين الذين تم تكريمهم خالل المناسبة‬ ‫الفنان الكوردي السوري «ياسر احمد»‬ ‫الذي توج بجائزة الصحافة العربية من‬

‫فئة الكاريكاتير‪ ،‬حيث سلمه عضو مجلس‬ ‫إدارة الجائزة الدكتور عبدالناصر النجار‬ ‫«درع جائزة الرسم الكاريكاتيري» من‬ ‫صحيفة «مكة» السعودية‪ .‬ويعتبر ياسر‬ ‫احمد من اهم فناني الكاريكاتير الكورد‬ ‫من غربي كوردستان (كوردستان سوريا)‬

‫اذ يعتبر من مواليد سوريا (قامشلو‪-‬‬ ‫‪ ،)1977‬وخريج معهد إعداد المعلمين‬ ‫‪ ،1997‬وكانت بدايته مع صحيفة‬ ‫(الموقف الرياضي) السورية وبعد انتشار‬ ‫خدمة اإلنترنت في سوريا‪ ،‬بدأ المشوار‬ ‫واإلبحار في خضم الصحافة العربية‪.‬‬

‫واألشجار المطيرة‪ ،‬كما حنت ريشته‬ ‫لرسم مالمح البحر في أوج جماله‪،‬‬ ‫وصخبه وهدوئه‪ .‬الفنان التشكيلي‬ ‫سعدهللا احمد مال ابراهيم داهمه الموت‬ ‫وهو في قمة عطائه وإبداعه الفني‪،‬‬ ‫وترك في كل مكان من محيطه أثرا ً‬ ‫للجمال والروعة‪ ،‬والحس الفني الرفيع‪،‬‬ ‫حيث توفي يوم ‪ 2015/5/22‬اثر نوبة‬ ‫قلبية مفاجئة‪ .‬ينتمي الفنان الراحل‬ ‫لعائلة وطنية تؤمن بالكوردايتي ونهج‬ ‫البارزاني الخالد‪ ،‬وكان والده من اوائل‬ ‫المناضلين الذين انتسبوا الى البارتي‪.‬‬

‫الفنان سعدالله ابراهيم‬ ‫يودعنا باكرا‬ ‫الفا محمد‪ -‬كوردستان‪ :‬نوبة قلبية‬ ‫مفاجئة كانت كفيلة لتوقف قلب الفنان‬ ‫سعدهللا احمد مال ابراهيم عن الخفقان‬ ‫وضخ الحب والمحبة في محيطه‬ ‫االنساني‪ .‬نوبة قلبية مفاجئة‪ ،‬كانت‬ ‫كافية لتنام ألوان ولوحات وفرشاة‬

‫ومحابر الفنان على الطاولة بانتظار‬ ‫عاشقها الذي لم يمل‪ ،‬ولم يكل وهو‬ ‫يرسم الجمال والروعة‪ ،‬ويرسم‬ ‫لوحات انطباعية عن الطبيعة حيث‬ ‫اشتاقت روحه لالنطالق فرسم الطبيعة‬ ‫الصامتة‪ ،‬وازداد ولعه بالغابات‬

‫كركي لكي تحيي‬

‫معرض للكتاب‬ ‫في ديريك‬

‫يوم اللغة الكوردية‬ ‫كوردستان‪ -‬كركي لكي‪ :‬احيا اتحاد الكتاب الكورد‪-‬‬ ‫سوريا فرع كركي لكي يوم ‪/14‬آيار الماضي ذكرى يوم‬ ‫اللغة الكوردية المصادف ليوم ‪ 5/15‬في قاعة المجلس‬ ‫المحلي للمجلس الوطني الكوردي في بلدة كركي لكي‪،‬‬ ‫بحضور ممثلي األحزاب السياسية والمستقلين‪ ،‬ومنظمات‬ ‫المجتمع المدني والفعاليات االقتصادية واالجتماعية وكذلك‬ ‫االتحادات والهيئات الشبابية والنسوية‪ .‬وقد ألقى عضو‬ ‫االتحاد "زكي كركري" كلمة الفرع‪ ،‬تحدث فيها عن اهمية‬ ‫اللغة في حياة الشعوب‪ ،‬كجامع واحد وأبرز الخصائص‬ ‫القومية التي تعبر عن هوية أي شعب يتميز بها عن باقي‬ ‫الشعوب‪ ،‬كما استذكر بعض ما قاله االمير جالدت بدرخان‪:‬‬ ‫‪Heyif û mixabin û hezar xebînet، nemaze ji‬‬ ‫‪wanre ê kû zemanê dîn dizanin bixwînin û‬‬ ‫‪.binvîsin ،û elfabaya zimanê xwe hê nasnakin‬‬ ‫بعدها شارك الكاتب "دلكش مرعي" بكلمة مقتضبة خاصة‬

‫بالمناسبة‪ ،‬كما شارك القاص "قاسم مرعيكا" بقصيدة‬ ‫شعرية‪ .‬بعدها القت الحقوقية "زهرة احمد قاسم" كلمة‪،‬‬ ‫تحدثت فيها عن الرؤية القانونية للمسألة وذكرت العهود‬ ‫المواثيق الدولية المتعلقة باللغة‪ ،‬مثل حق الفرد بالتعلم‬ ‫والتحدث بلغته االم‪ ،‬كما القى الشاعر "هاشم مال بشير"‬ ‫قصيدة شعرية‪ ،‬ثم تحدث الشاعر "بخت رش كوجر" عن‬ ‫اللغة ودورها في تفاعل االفراد ضمن المجتمع‪ ،‬كما القى‬ ‫الشاعر "محمد شريف بنختي" قصيدة بالمناسبة‪ ،‬قدم‬ ‫بعدها محمد سعيد عضو محلية جل آغا للمجلس الوطني‬ ‫الكوردي‪ ،‬مداخلة أكد فيها على اهمية الناقد ودوره في‬ ‫تطوير اللغة واالدب الكورديين‪ ،‬كما قدم محمد خليل‬ ‫ايوب كلمة باسم منظمة " ماف" لحقوق االنسان‪ .‬واختتم‬ ‫الحفل بتوجيه كلمة شكر خاصة لمجلس محلية كركي‬ ‫لكي للمجلس الوطني الكوردي لتقديمهم القاعة وتقديم‬ ‫المساعدة الممكنة إلنجاح الحفل‪.‬‬

‫يمكنكم مراسلة الصحيفة على العنوان التالي‬ ‫‪kurdistanrojname@gmail.com‬‬ ‫الثمن (‪50‬ل‪.‬س)‬

‫واقام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم‬ ‫نائب رئيس دولة اإلمارات حفال كبيرا‬ ‫في مدينة الجميرا‪ ،‬لتكريم عدد من‬ ‫الصحافيين واالعالميين وذلك بحضور‬ ‫الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي‬ ‫والشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل‬ ‫مكتوم نائب حاكم دبي رئيس مؤسسة‬ ‫دبي لإلعالم وجمع كبير من المثقفين‬ ‫واإلعالميين من داخل وخارج اإلمارات‪،‬‬ ‫حيث تم تتويج ‪ 17‬إعالميا بأوسمة التميز‬ ‫في ليلة لالحتفاء باإلبداع بـ»جوائز‬ ‫الصحافة العربية» ضمن مختلف فئاتها‪.‬‬ ‫الجدير ذكره أن الفنان ياسر عمل مع عدة‬ ‫جهات منها‪ :‬موقع الجزيرة نت (دولة‬ ‫قطر) موقع سيريا نيوز (سوريا) مجلة‬ ‫اليمامة (المملكة العربية السعودية) مجلة‬ ‫األفكار الذكية (اإلمارات العربية المتحدة)‬ ‫مجلة ثرى المهتمة بشؤون المرأة والطفل‬ ‫(سوريا)‪.‬‬

‫ديريك‪ -‬كوردستان‪ :‬اقام المكتب الثقافي للحزب‬ ‫الديمقراطي الكوردستاني‪ -‬سوريا بديريك‬ ‫معرضا للكتاب الثقافي والفكري‪ ،‬وقد ضم‬ ‫المعرض كتبا من معرف شتى‪ ،‬خصوصا‬ ‫التأريخ والجغرافية والسياسة والقصص‬ ‫والروايات‪ ،‬حيث ضم المعرض أكثر من ‪500‬‬ ‫عنوان كتاب ‪.‬وشهد المعرض اقباال متميزا ً طيلة‬ ‫أيام عرضه‪ ،‬حيث توافد العديد من الوجوه الثقافية‬ ‫واالجتماعية لزيارة المعرض‪ ،‬وقد فكرت‬ ‫اللجنة المنظمة بإعادة تشويق الناس للكتاب‪،‬‬ ‫وإعطائه الدور الكبير في حياة المجتمع‪ ،‬بسبب‬ ‫تراجع دوره في ظل المعطيات العلمية‪ ،‬والثورة‬ ‫التقنية التي أضعفت تسويق الكتاب‪ ،‬وقللت من‬ ‫شأنه واالهتمام به‪ ،‬بحسب عدد المتابعين‪.‬‬ ‫ويحرص المكتب الثقافي للحزب الديمقراطي‬ ‫الكوردستاني‪ -‬سوريا بشكل دوري إلى تنشيط‬ ‫الحالة الثقافية في ديريك عبر قيامه بالعديد من‬ ‫األنشطة الثقافية من محاضرات ومعارض‬ ‫للرسم ومعارض للكتب بغية كسر حالة الجمود‬ ‫في الشأن الثقافي في كوردستان سوريا‪.‬‬

‫موقع الحزب الديمقراطي الكوردستاني ‪ -‬سوريا‬ ‫تصميم‪ :‬فرميسك‬

‫‪kurdistandesinger@hotmail.com‬‬

‫‪kurdistansenter@gmail.com‬‬ ‫‪www.pdk-s.com‬‬ ‫‪Email : info@pdk-s.com‬‬

‫كوردستان‬

‫العدسة‬ ‫الكورد بين جنونين‬

‫هوشنك أوسي‪ -‬بلجيكا‬ ‫للعَ َ‬ ‫ظمة جنونها‪ ،‬كذلك للدونيّة أيضاً‪ .‬تستبدُّ‬ ‫ّ‬ ‫ببعض الكورد ُعقدة مركبة من الجنون‪ ،‬فيها مع‬ ‫العظم ِة تجاه الداخل الكوردي‪ ،‬وفيها من الدونيّة‪،‬‬ ‫تجاه الخارج‪ -‬الشرك أو األجنبي‪.‬‬ ‫يعتبر زعيم أي حزب سياسي كوردي نفسه‪،‬‬ ‫أذكى وأكثر عبقريّة وفطنة ووطنيّة وعقالنيّة من‬ ‫كل رفاقه في قيادة الحزب‪ .‬والرفاق يغذّون هذا‬ ‫الجنون لدى الزعيم‪ ،‬عبر ممارسة كل صنوف‬ ‫جنون الدونيّة ‪ -‬العبادة تجاهه‪ .‬وفي الوقت عينه‬ ‫تمارس قيادة الحزب جنون عظمتها تجاه قواعد‬ ‫الحزب‪ ،‬بوصفهم األصفياء واألتقياء والوطنيين‬ ‫والسياسيين والمثقفين األبرار المخلصين للزعيم‬ ‫والحزب والشعب والقضيّة‪ .‬كذلك القواعد‪ ،‬تعزز‬ ‫لدى قيادة الحزب جنون العظمة‪ ،‬عبر التحلّي‬ ‫بأعراف وتقاليد اإلذعان والخنوع والطاعة‬ ‫العمياء والوالء المطلق للقائد‪ ،‬باعتباره إلهاً‪،‬‬ ‫وأعضاء القيادة رسالً له‪ ،‬أو اعتبار القائد نبيّاً‪،‬‬ ‫وأعضاء القيادة صحبهُ األخيار الكرام! وفي‬ ‫الوقت عينه‪ ،‬يمارس العنصر الحزبي جنون‬ ‫العظمة‪ ،‬أثناء تعاطيه مع األحزاب األخرى‪،‬‬ ‫عبر تنزيه حزبه عن ّ‬ ‫الزلل والعلل والقبائح‬ ‫ّ‬ ‫واألخطاء والخطايا‪ ،‬والتغني بمناقب الزعيم‪،‬‬ ‫ومفاتن الحزب‪ ،‬وعظمة نهجه السياسي‪ ،‬وعمق‬ ‫وكونيّة عقيدته‪ ،‬ومشروعه وأهدافه‪.‬‬ ‫هذا الهر ُم المتصاعدُ من جنوب العظمة‪،‬‬ ‫المتداخل فيه‪ ،‬جنون الدونيّة‪ ،‬والذي يبدأ بالقاعدة‬ ‫إلى القيادة لينتهي بالقائد‪ ،‬نراه‪ ،‬مسخا ً أمام‬ ‫الشريك المختلف‪ ،‬سواء على مستوى األنظمة‬ ‫المضطهدة للكورد أو معارضاتها‪ .‬فالزعيم‬ ‫وحزبه‪ ،‬يبديان أقصى درجات الحرص واألناة‬ ‫والحذر في سبيل إرضاء هذه األنظمة‪ ،‬مهما‬ ‫َّ‬ ‫وكأن الكورد كانوا‬ ‫كانت درجة التنازالت‪،‬‬ ‫ظالمين وقامعين‪ ،‬وهذه األنظمة ومعارضاتها‪،‬‬ ‫كانت المظلومة والمستهدفة من قبل الكورد‪،‬‬ ‫طيلة قرن من الزمن‪ .‬لذا‪ ،‬نرى القائد والقيادة‬ ‫في أعلى درجات التواضع واالعتدال والتسامح‬ ‫والتنازل‪ ،‬فقط لنيل الرضا‪ ،‬إلى درجة يمكن‬ ‫وصفها بجنون الدونيّة‪.‬‬ ‫ينسحب األمر على بعض الكتبة والمثقفين‪،‬‬ ‫الحزبيين أو (المستقلّين) الدائرين في فلك‬ ‫هذه األحزاب وقادتها‪ ،‬بتبريرهم استئساد هذه‬ ‫األحزاب وقادتها وقياداتها على المختلفين معها‬ ‫المسوغات واألعذار لظهور‬ ‫كورديّاً‪ ،‬والتماس‬ ‫ّ‬ ‫هذه األحزاب وقياداتها‪ ،‬بتهافت وهشاشة ودونيّة‬ ‫مجنونة أمام األنظمة في تركيا‪ ،‬العراق‪ ،‬إيران‬ ‫وسورية‪ ،‬حفاظا ً على المصالح‪.‬‬ ‫والسؤال الذي سيبقى مفتوحا ً ومطروحاً‪ :‬كيف‬ ‫يمكن تفكيك هذه العقدة‪ ،‬بغية التحرر منها؟!‬

‫‪www.youtoube.com/Pdksp1957‬‬ ‫‪www.twitter.com/PdkAlParti‬‬ ‫‪www.fb.com/Pdksp.official‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.