514

‫طبعة استنبول‬

‫(‪ )58‬عاما من النضال المتواصل‬ ‫يصدرها االعالم المركزي للحزب الديمقراطي الكوردستاني ‪ -‬سوريا‬

‫يعد يوم ‪ 1957/6/14‬يوما مفصليا في تأريخ الحياة‬ ‫السياسية الكوردية في سوريا حيث أعلن عن تأسيس‬ ‫أول تنظيم سياسي كوردي في سوريا على منهاج سياسي‬ ‫واضح باسم الحزب الديقمراطي الكوردستاني‪ -‬سوريا‪.‬‬

‫نصف شهرية‬

‫العدد (‪2015/6/15 )514‬م – ‪2715‬ك‬

‫‪www.pdk-s.com‬‬

‫‪ :PDK-S‬نركز جل اهتمامنا‬

‫حكاية قتل عسكري‬

‫االمتحانات السورية‪،‬‬

‫لتعزيز وحدة الصف والموقف‬

‫كوردي تحت التعذيب‬

‫فضوى وغش وارتزاق‬

‫‪7‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫نزيف بشري بسبب التجنيد االجباري‬ ‫ متابعة‪ :‬شهدت مناطق‬‫كوردستان سوريا تزايد وتيرة الهجرة في‬ ‫غضون االيام األخيرة الماضية بعد أن‬ ‫أعلن حزب (ب ي د) البدء بتنفيذ التجنيد‬ ‫االجباري في منطقة عفرين وقراها‬ ‫والنواحي الست التابعة لها وذلك اعتبارا من‬ ‫اليوم األول من حزيران الجاري‪ .‬سبق وأن‬ ‫فرض الحزب المذكور التجنيد االجباري‬ ‫في منطقة جزيرة (محافظة حسكة) التي‬ ‫شهدت هجرة واسعة بين السكان خصوصا‬ ‫الشريحة الشبابية‪ .‬وشهد تنفيذ التجنيد‬ ‫االجباري في منطقة كوباني فصال أكثر‬ ‫قساوة حيث أجبرت سلطات الكانتون‬ ‫االنخراط عنوة ضمن تشكيالته المسلحة‬ ‫(ي ب ك) و(ي ب ج) ولم يقتصر التجنيد‬ ‫على الشباب (من الجنسين) بل تم تخيّير‬ ‫السكان ما بين االنخراط في التشكيالت‬ ‫المسلحة لحزب (ب ي د) أو مغادرة منطقة‬ ‫كوباني‪ ،‬حيث تم سوق الشباب (ما بين‬ ‫عمر ‪ 30 -15‬سنة) الى الخنادق والجبهات‬ ‫األمامية للقتال‪ ،‬وتم تكليف المعمرين (ما‬ ‫بين عمر ‪ 70 -40‬عاما) بتولي الحراسات‬ ‫في النقاط والثكنات العسكرية الخلفية‪ .‬وقد‬ ‫شهدت منطقة عفرين التي طبق فيها فرمان‬ ‫التجنيد االجباري أخيرا حركة هجرة‬ ‫واسعة بين الشباب بقصد الوصول الى‬ ‫تركيا والدول االوربية حيث تشهد المنطقة‬ ‫تغيرا ديموغرافيا كبيرا وتناقصا في عدد‬ ‫السكان الكورد وتزايد عدد السكان العرب‬ ‫النازحين من محافظات الداخل السوري‪.‬‬ ‫وبالتزامن مع فرض التجنيد االجباري‬

‫‪15‬‬

‫تقوم سلطات األمر الواقع التي فرضها‬ ‫حزب (ب ي د) باستمالك أمالك وعقارات‬ ‫المخالفين لسياساتها واالستيالء عنوة على‬ ‫منازل الرافضين ألوامرها‪ ،‬وتقوم تاليا‬ ‫بتوزيع المنازل واألمالك المصادرة على‬ ‫قادمين غرباء حيث يتم توطينهم في مساكن‬ ‫المهاجرين أو الذين أجبروا على الهجرة‬ ‫عنوة واكراها‪.‬‬ ‫وتقوم (هيئة الدفاع) التابعة لسلطات‬ ‫كانتونات (ب ي د) بتوزيع دفاتر اطلقت‬ ‫عليها (دفاتر واجب الدفاع الذاتي) على‬ ‫شباب وفتيات جميع المناطق التي تسيطر‬ ‫عليها في كوردستان سوريا في مسعى‬ ‫من هذه السلطات الجبار السكان على‬ ‫حمل السالح واالنخراط في تشكيالته‬ ‫العسكرية‪ .‬ويقول مراقبون للشأن الكوردي‬ ‫السوري بأن الكثير من القرارات التعسفية‬ ‫التي تصدرها سلطات األمر الواقع تترك‬ ‫تأثيرات سلبية وتجابه برفض جماهيري‬ ‫متزايد من قبل السكان المحليين‪ ،‬هذه‬ ‫القرارات التي تزيد من ثقل األعباء على‬ ‫كاهل السكان‪ ،‬ويعد قرار التجنيد االجباري‪،‬‬ ‫بحسب مطلعون على األوضاع الكوردية‬ ‫في سوريا‪ ،‬األكثر تأثيرا على الواقع‬ ‫االجتماعي لمواطني غربي كوردستان‪،‬‬ ‫خصوصا وان القرارات تتخذ صيغة‬ ‫الفردية الحزبية التي تتعارض مع تطلعات‬ ‫األمرين من‬ ‫اجمالي السكان الذين يعانون‬ ‫ّ‬ ‫التداعيات السلبية القاسية للثورة السورية‬ ‫تمر بالبلد‪،‬‬ ‫واألوضاع غير الطبيعية التي ّ‬ ‫وتأتي قرارات سلطات (ب ي د) لتضاعف‬

‫الحوريون‬

‫واللغة الموسيقية المدونة‬

‫من حجم المعاناة االنسانية للسكان‪ .‬وأثار‬ ‫تزايد حاالت الهجرة ومغادرة الوطن قلق‬ ‫الكثير من األوساط المدنية والسياسية‪،‬‬ ‫حيث عبرت العديد من القوى واألحزاب‬ ‫السياسية خصوصا األحزاب المنضوية‬ ‫تحت مظلة المجلس الوطني الكوردي‬ ‫وناشطون مدنيون وحقوقيون عن قلقلهم‬ ‫الشديد أزاء المستقبل الغامض الذي ينتظر‬ ‫كوردستان سوريا التي تشهد نزيفا سكانيا‬ ‫رهيبا بين سكانها االصليين يرافقه توافد‬

‫ونزوح سكاني من الداخل بحيث بات ينذر‬ ‫بتهديد الهوية االثنية للواقع السكاني لمدن‬ ‫ومناطق غربي كوردستان‪.‬‬ ‫وتعد التأثيرات السلبية لقرار التجنيد‬ ‫االجباري األكثر قساوة على حياة سكان‬ ‫كوردستان سوريا‪ ،‬فمع وجود االستعداد‬ ‫العالي لدى السكان للدفاع عن وطنهم‪ ،‬اال‬ ‫ان حصر الجهد العسكري بجهة سياسية‬ ‫محددة أفقدها بعدها الوطني والقومي‪ .‬وفي‬ ‫هذا المنحى يقول عضو شاب في حزب‬

‫(‪« )PDK-S‬نحن في حزبنا نلتزم بخط‬ ‫الكوردايتي ونهج البارزاني الخالد‪ ،‬ونرفع‬ ‫علم كوردستان‪ ،‬ومستعدّون للدّفاع عن‬ ‫كوردستان سوريا ونطالب بالديمقراطية‬ ‫لسوريا وبالفدرالية لغربي كوردستان‪،‬‬ ‫ولذلك من غير المعقول والواقعي أن نخدم‬ ‫في صفوف حزب مسلح بعيد كل البعد‬ ‫عن نهجنا بـ(‪ )180‬درجة‪ ،‬وخاصة أننا‬ ‫نمتلك مشروعا ً قوميا ً كوردستانيا ً بينما هم‬ ‫يعتبرون النضال القومي تخلفاً!»‬

‫حلف األمة الديمقراطية ‪8‬‬ ‫وأفقه المستقبلي‬

‫الحرائق تلتهم الشجر واألمل وحياة البشر في كوباني‬

‫‪4‬‬

‫‪2‬‬

‫اخبار وتصريحات‬

‫العدد (‪2015/6/15 )514‬م – ‪2715‬ك‬

‫كوردستان‬

‫االفتتاحية‬ ‫محمد إسماعيل‬

‫الحزب الدیمقراطي الكوردستاني‪ -‬سوریا‪:‬‬

‫نركز جل اهتمامنا لتعزيز وحدة الصف والموقف‬ ‫ قامشلو‪ :‬اصدر المكتب السياسي‬‫للحزب الديمقراطي الكوردستاني ‪ -‬سوريا بيانا ً‬ ‫بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين لتأسيس‬ ‫أول حزب كوردي في كوردستان سوريا جاء‬ ‫فيه‪:‬‬ ‫تمر علينا‬ ‫في الرابع عشر من شهر حزيران‪ّ ،‬‬ ‫تنظيم‬ ‫الذكرى الثامنة والخمسون لوالدة أول‬ ‫ٍ‬ ‫سياسي كوردي في سوريا‪ ،‬لميالد حزبنا‬ ‫الديمقراطي الكوردستاني‪ -‬سوريا‪.‬‬ ‫كان هذا اليوم مفصليا ً في تاريخ شعبنا النضالي‪،‬‬ ‫ففي مثل هذا اليوم من العام ‪1957‬م وبجهود‬ ‫مجموعة من المثقفين المتح ّمسين والوطنيين‬ ‫المخلصين من أبناء شعبنا الكوردي أُعلن عن‬ ‫تأسيس أول تنظيم سياسي كوردي في سوريا‬ ‫على منهاج سياسي واضح‪ ،‬وهيكلية تنظيمية‬ ‫ّ‬ ‫تنظم العالقة بين أعضاء الحزب ليكون قوة‬ ‫سياسية مؤثر في الساحة السورية‪.‬‬ ‫وكان تأسيس الحزب ردّا ً منطقيا ً على‬ ‫األوضاع التي كان يعيشها الشعب الكوردي‬ ‫في كوردستان سوريا من إنكار تام لوجوده‬ ‫القومي والقوانين واإلجراءات االستثنائية‬ ‫التي اُتّخذت و ُ‬ ‫طبّقت بحقّه‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وبتأثير واضحٍ‬ ‫التحرري الذي كان‬ ‫ومباشر من النّضال القومي‬ ‫ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫وقتذاك في كوردستان العراق بقيادة الزعيم‬ ‫الخالد مصطفى البارزاني‪ ،‬هذا النضال الذي‬ ‫لعب دورا ً محوريا ً في إذكاء الشعور القومي‬ ‫الروح‬ ‫الكوردي في كوردستان سوريا‪ ،‬وزرع ُّ‬ ‫النضالية لدى أبناء الشعب الكوردي‪.‬‬ ‫وقام الحزب بالمطالبة بالحقوق السّياسية‬ ‫وتحقيق الحقوق القومية المشروعة في إطار‬ ‫الدولة السورية‪ ،‬واستقطب خالل فترة قصيرة‬ ‫اآلالف من أبناء الشعب الكوردي المحروم‬ ‫من أبسط حقوقه القومية المشروعة‪ ،‬وأصبح‬ ‫إطارا ً يُج ّسِد تطلُّعات الجماهير الكوردية ممثالً‬ ‫إلرادتها وآمالها في إزالة الظلم واالضطهاد‬ ‫القومي‪ ،‬وذلك بإقامة مجتمع تسودُه الديمقراطية‬

‫والعدالة االجتماعية وتحقيق المساواة الفعلية‬ ‫بين كافة مكونات المجتمع السوري دون تمييز‬ ‫في الحقوق والواجبات‪ ،‬واالعتراف الدستوري‬ ‫بوجود الشعب الكوردي وحقوقه القومية كثاني‬ ‫قومية في البالد ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫لكن ردَّ فع ِل السُّلطة على تأسيس الحزب‬ ‫ونضاله ونهجه كان عنيفا ً وقوياً‪ ،‬فقد اعتقلت‬ ‫العشرات من قادته‪ ،‬والحقت العديد من كوادره‪،‬‬ ‫للروح القومية‬ ‫تنام ُّ‬ ‫يِ ٍ‬ ‫في محاولة للقضاء على أ ّ‬ ‫لدى الشعب الكوردي والشعور بالوجود على‬ ‫أرضه التاريخية‪.‬‬ ‫وفي لفتة ذكية واستراتيجية اعتبر الحزب‬ ‫نفسه جزءا ً من الحركة الديمقراطية والوطنية‬ ‫السورية‪ ،‬وآمن ّ‬ ‫أن ح ّل قضيته سيكون في‬ ‫اإلطار الوطني السوري‪ ،‬وفي الوقت ذاته كان‪،‬‬ ‫أن كوردستان بك ّل أجزائها عمقا ً‬ ‫ومازال يجدُ ّ‬ ‫استراتيجيا ً له‪ ،‬إليمانه بوحدة كوردستان ووحدة‬ ‫الشعب الكوردي‪.‬‬ ‫خطهّ‬ ‫بقي حزبُنا فصيالً رئيسيا ً محافظا ً على ِ‬ ‫القومي وتراث البارزاني الخالد المتمثل بنهج‬ ‫وتكرس ذلك في المؤتمر الوطني‬ ‫الكوردايتي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫التوحيدي في آب ‪ 1970‬وظل يسعى على‬ ‫الدّوام بك ّل جهو ِد ِه في معالجة حالة التّشرذُم‬ ‫واالنقسامات التي تعاني منها الحركة الوطنية‬ ‫الكوردية من صيغة التّحالف الديمقراطي‪،‬‬ ‫وكذلك الجبهة الديمقراطية الكوردية‪ ،‬ودوره‬ ‫في انعقاد المؤتمر الوطني الكوردي منذ بداية‬ ‫الثورة السورية في ‪ 2011/ 10 /26‬وتالزم‬ ‫نضاله من أجل تحقيق الحقوق القومية للشعب‬ ‫الكوردي مع نضاله في سبيل وحدة أحزاب‬ ‫الحركة الكوردية‪ ،‬حيث تم ذلك بتوحيد أطراف‬ ‫"البارتي" ومن ثم تشكيل االتحاد السياسي‬ ‫الديمقراطي الكوردي الذي تكلّ َل بوحدة باسم‬ ‫الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا في‬ ‫‪ 2014 / 4 /3‬برعاية كريمة من السيد الرئيس‬ ‫مسعود البارزاني‪ ،‬وها نحن على أبواب‬

‫المؤتمر الثالث للمجلس الوطني‪ ،‬نر ّكز ج َّل‬ ‫اهتمامنا من أجل توحيد الطاقات الكوردية من‬ ‫أحزاب سياسيٍة ومنظمات مجتمعية ومستقلّين‬ ‫وتنسيقيا ٍ‬ ‫ت شبابية ومنظمات نسائية‪ ،‬لتعزيز‬ ‫وحدة الصف والموقف الكوردي في هذه‬ ‫يمر بها شعبنا ووطننا ‪.‬‬ ‫المرحلة الدقيقة التي ُّ‬ ‫تمر‬ ‫في هذا العام تح ُّل هذه الذكرى‪ ،‬وبالدنا ّ‬ ‫بمرحلة استثنائية خطيرة‪ ،‬حيث يواجه الشعب‬ ‫حول البالد إلى ساحة‬ ‫السوري نظاما ً دكتاتوريا ً ّ‬ ‫لحرب دموية ال يستفيد منها أحد‪ ،‬وارتف َع عددُ‬ ‫الضحايا بشكل ُمرعب‪ ،‬من قتلى وجرحى‬ ‫ومعتقل ونازح ومهاجر‪ ،‬حيث جعل (داعش)‬ ‫الشعب الكوردي هدفا استراتيجيا ً له‪ ،‬لمواجهة‬ ‫ذلك علينا توحيد جهودنا وطاقاتنا وتسخيرها مع‬ ‫الجهود الكوردستانية والدولية ‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة وفي الوقت الذي نهنّئ شعبنا‬ ‫الكوردي وحركته السياسية‪ ،‬وك ّل المناضلين‬ ‫واألحرار‪ ،‬ورفاقنا‪ ،‬كوادر وأعضاء‪ ،‬بمرور‬ ‫ثمانية وخمسين عاما ً على ميالد أول تنظيم‬ ‫سياسي كوردي في سوريا‪ ،‬ونعاهدهم أن نكون‬ ‫أوفياء للمبادئ القومية والوطنية التي أمنا بها ‪،‬‬ ‫نستمر في ال ِنّضال وتح ُّمل تبعاته واضعين‬ ‫وأن‬ ‫َّ‬ ‫مصلحة شعبنا وقضيته القومية والديمقراطية‬ ‫صب أعيننا ومساندة نضال شعبنا في كافة‬ ‫نُ َ‬ ‫أجزاء كوردستان‪ ،‬وندعو شعبنا الكوردي إلى‬ ‫عدم إقامة تج ُّمعات جماهيرية‪ ،‬ال في الساحات‬ ‫العامة وال في الصاالت المغلقة نتيجة الظروف‬ ‫األمنية الحساسة التي تحيط بمناطقنا ال ُمستهدَفَة‬ ‫من قبل اإلرهابيين‪.‬‬ ‫عاش نضال حزبنا الحزب الديمقراطي‬ ‫الكوردستاني ‪ -‬سوريا‬ ‫المجد والخلود لشهداء الكورد وكوردستان‬ ‫عاش نهج الكوردايتي نهج البارزاني الخالد‬ ‫قامشلو في ‪2015/6/14‬م‬

‫ثمانية وخمسون عاما من النضال‬

‫تأسس البارتي في الرابع عشر من حزيران ‪1957‬‬ ‫على يد مجموعة من المتنورين الكورد‪ ،‬وفي المقدمة‬ ‫منهم الدكتور نور الدين زازا الذي ترأس الحزب‬ ‫آنذاك ُمستلهمين اسم الحزب من الحزب الديمقراطي‬ ‫الكوردستاني‪-‬إيران ‪ ،1945‬والحزب الديمقراطي‬ ‫الكوردستاني –العراق ‪ ،1946‬كاستجابة إلرادة‬ ‫شعبنا الكردي في كوردستان سوريا ليمث َل طموحاتِه‬ ‫القومية وإرادته نحو الحرية والديمقراطية‪.‬‬ ‫الحزب على ُ‬ ‫تالزم ال ِنّضال القومي والوطني‬ ‫عمل‬ ‫ُ‬ ‫ومن نهج الكوردايتي نهج البارزاني الخالد في‬ ‫النضال والتضحية واإلخالص‪ .‬القت أهداف الحزب‬ ‫قبوالً واسعا ً من قبل الجماهير الكوردية التي انضمت‬ ‫إلى صفوفه باآلالف حتى دخل بي ِ‬ ‫يٍ‬ ‫ت ك ِّل كورد ّ‬ ‫ي ٍ شريف‪ ،‬كما بات مبعث فخر واعتزاز لدى‬ ‫ووطن ّ‬ ‫أبناء شعبنا في كوردستان‪ ،‬وتناقلته األجيا ُل وفي‬ ‫سام‪،‬‬ ‫الج َ‬ ‫كافة مراحل ال ِنّضال‪ ،‬وقدّم التّضحيات ِ‬ ‫وز ّجوا في المعتقالت لسنوات من أجل ذلك‪ ،‬وفي‬ ‫ظروف القمع والمالحقة‪ ،‬وهنا البدَّ من أن نُحي ّ‬ ‫يِ‬ ‫الر َّواد‬ ‫الرفاق وكوادر الحزب وباألخص ُّ‬ ‫جهودَ كافة ِ ّ‬ ‫األوائل‪ ،‬ومنهم َمن ترك بصما ٍ‬ ‫ت ال تُمحى في تاريخ‬ ‫الحزب منهم الدُّكتور نورالدين زازا رئيس الحزب‪،‬‬ ‫والحاج دهام ميرو‪ ،‬وال ّ‬ ‫شهيد كمال درويش واألستاذ‬ ‫محمد نذير مصطفى سكرتير الحزب‪ ،‬والشهيد‬ ‫نصرالدين برهك عضو المكتب السياسي وآخرين‪.‬‬ ‫بقي الحزب محافظا ً على خطه النضالي في المجالين‬ ‫الوطني والقومي على الدوام من أجل توحيد ّ‬ ‫الطاقات‬ ‫الكوردية لمواجهة ُّ‬ ‫الظلم والعنف واإلنكار‪ ،‬وساهم‬ ‫بفعالية في المؤتمر الوطني الكوردي األول عام‬ ‫‪ 2011‬وبعدها حقق أكبر عملية وحدوية في‬ ‫تاريخ الحركة الوطنية الكوردية في تاريخ سوريا‬ ‫في المؤتمر التوحيدي ‪ 2014/4/4‬باسم الحزب‬ ‫الديمقراطي الكوردستاني – سوريا‪ .‬ويعاهد أبناء‬ ‫شعبنا ورفاقنا في الحركة الوطنية الكوردية وسوريا‬ ‫ق شعبنا وحريّة‬ ‫ق حقو ِ‬ ‫باالستمرار في ال ِنّضال لتحقي ِ‬ ‫بلدنا‪.‬‬

‫المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني –‬ ‫سوريا‬

‫الحزب الديمقراطي الكوردستاني‪ -‬سوريا بمناسبة االنتخابات التركية‪:‬‬

‫نهنئ أبناء شعبنا في كوردستان تركيا‬ ‫ قامشلو‪ :‬قدم الحزب الديمقراطي‬‫الكوردستاني‪ -‬سوريا يوم (‪/9‬حزيران) تهنئة لحزب‬ ‫الشعوب الديمقراطي (‪ )HDP‬بمناسبة فوزه في‬ ‫االنتخابات البرلمانية التركية األخيرة التي جرت يوم ‪/7‬‬ ‫مرة عتبة ‪،%10‬‬ ‫حزيران الجاري‪ ،‬متجاوزا بذلك ألول ّ‬ ‫وفيما يلي نص التهنئة‪:‬‬ ‫إن فوز حزب الشعوب الديمقراطي ‪ HDP‬في‬ ‫االنتخابات البرلمانية في تركيا كان بجهود ومشاركة ك ّل‬ ‫أبناء شعبنا الكوردي في كوردستان تركيا من أحزاب‬ ‫وتيارات وكتل اجتماعية‪ .‬ورغم أنه لم يحمل اسما ً كورديا ً‬ ‫أو كوردستانياً‪ ،‬لكن يُعدُّ هذا الفوز نقطةَ تحو ٍل هامة‬ ‫ومنعطفا ً كبيرا ً في تاريخ نضال شعبنا في كوردستان‬ ‫تركيا‪ ،‬ومكسبا ً لعموم أبناء األمة الكوردية‪ ،‬كما أنها‬ ‫بداية لمرحلة مهمة من شأنها أن تقدِّم الكثير للقضية‬ ‫‪www.pdk-s.com‬‬

‫القومية الكوردية من خالل تغيير القوانين العنصرية‬ ‫والشوفينية التي تُطبَّق بحق شعبنا وإقصائه من الحياة‬ ‫السياسية‪ ،‬وإفساح المجال أمام الكورد للمشاركة في‬ ‫الحياة السياسية والبرلمانية‪ ،‬وتقديم الخدمات داخل تركيا‬ ‫والمشاركة في صنع السياسة الخارجية التركية‪.‬‬ ‫إنّنا في الحزب الديمقراطي الكوردستاني‪ -‬سوريا نه ِنّئ‬ ‫أبناء شعبنا في كوردستان تركيا وحزب ‪ HDP‬والحركة‬ ‫القومية الكوردية بهذا اإلنجاز القومي الكبير‪ ،‬ونرى بأنه‬ ‫من الواقعية استثمار ذلك بحكمة وعقالنية بعيدا ً عن‬ ‫العنف والتجاذبات االقليمية‪ ،‬بل ربط كافة السياسات‬ ‫والتحركات بمصلحة الشعب الكوردي وقضيته القومية‬ ‫التي ناضل من أجلها شعبنا وقدَّم التضحيات الكبيرة عبر‬ ‫مسيرته النضالية الشاقة والطويلة‪ .‬وكما أكدّنا دوما على‬ ‫تفضيل الخيار السلمي والدبلوماسي‪ ،‬ألنه يحقّ ُق مكاسب‬

‫أكثر من العنف واالعتماد على القوى االقليمية‪ ،‬خاصة‬ ‫التي تضطهد شعبنا الكوردي‪ .‬كما ندعو الى ضرورة‬ ‫توحيد ك ّل الجهود والطاقات الخالقة لل ّشعب الكوردي‬

‫في كوردستان تركيا والتنسيق مع القوى الكوردستانية‬ ‫الشقيقة خاصة إقليم كوردستان العراق والتي تهمه قضية‬ ‫شعبنا الكوردي وحقوقه القومية المشروعة‪.‬‬

‫جزيرة اخبار‬

‫كوردستان‬

‫‪2713‬ك‬ ‫‪2013–/8/15‬م –‬ ‫العدد (‪ )514‬العدد (‪)473‬‬ ‫‪2715‬ك‬ ‫‪2015/6/15‬م‬

‫‪3‬‬

‫االمتحانات السورية‬

‫فوضى وغش وارتزاق‬ ‫كلبهار داود‬ ‫‪ -‬قامشلو‬

‫أدّت ظروف األزمة السورية خالل‬ ‫السنوات األربع الماضية وحتى اآلن‬ ‫الى انتشار الفوضى في صفوف‬ ‫الطالب‪ ،‬بدءا بالمرحلة االبتدائية‬ ‫وانتهاء بالمرحلة الثانوية‪.‬‬ ‫وأشارت منظمة (اليونيسيف) إلى‬ ‫ّ‬ ‫أن التدهور الحاصل في قطاع تعليم‬ ‫الطالب السوريين هو األسوأ‪ ،‬واألسرع‬ ‫في تاريخ المنطقة؛ بسبب تشريد وتهجير‬ ‫الطالب إلى دول الجوار‪ ،‬وعدم تلقي‬ ‫إمكانية التعليم‪ ،‬حيث بلغ عدد المقيمين‬ ‫في مخيم كوركوسك في كوردستان‬ ‫العراق (‪ )14‬ألف من الالجئين الكورد‬ ‫الهاربين من ظروف الحرب السورية‪.‬‬ ‫ويضم المخيم أكثر من (‪)2400‬‬ ‫عائلة الجئة غالبيتهم أطفال ونساء‪،‬‬ ‫حيث ُحرم غالبية هؤالء األطفال من‬ ‫مقاعد الدراسة‪ .‬وهناك أيضا مؤسسة‬ ‫(البارزاني الخيرية) التي أسست مدرسة‬ ‫باسم (جكرخوين) للمرحلة اإلعدادية‪،‬‬ ‫والمدرسة االبتدائية أسستها منظمة‬ ‫(اليونيسيف) حيث يبلغ العدد اإلجمالي‬ ‫للطلبة في المدرستين (‪ )1864‬طالبا‬ ‫وطالبة يواصلون الدراسة‪.‬‬ ‫وهجرة العقول والكوادر العلمية‬ ‫والتعليمية أثرت على تعليم المجتمع‬ ‫السوري‪ ،‬وأ َّكد التربويون إلى ّ‬ ‫أن‬ ‫جيال من األطفال في هذه األزمة‬ ‫سيكونون من ضحايا األمية‪ .‬مديرية‬ ‫التربية بالحسكة أجرت مجموعة من‬ ‫االجتماعات واللقاءات مع المسؤولين‬ ‫التربويين الذين تولّوا تاليا اإلشراف على‬ ‫االمتحانات‪ ،‬وأ ّكد هؤالء المسؤولون‬ ‫على التّقيد بالتعليمات الوزارية الناظمة‬ ‫لالمتحانات وضبط الفوضى فيها‪ْ ،‬‬ ‫لكن‬ ‫هذه االستعدادات تشبه ما سبقتها من‬ ‫األعوام األربعة الماضية وما رافقتها‬ ‫من فوضى عارمة‪ ،‬وغش ّ‬ ‫منظم‪.‬‬ ‫افتتحت امتحانات شهادة التعليم األساسي‬ ‫وشهادة الثانوية في السنة الجارية في‬ ‫منطقتي حسكة وقامشلو الخاضعتين‬ ‫تحت سيطرة النظام في حين منعت‬ ‫في المناطق الخاضعة تحت سيطرة‬ ‫حزب االتحاد الديمقراطي (‪،)pyd‬‬ ‫وفيما يتعلق بأعداد المسجلين والمراكز‬ ‫االمتحانية فان أعداد المسجلين‬ ‫المتحانات الشهادة العامة بلغ ‪42900‬‬ ‫طالب وطالبة منهم ‪ 22217‬مسجالً‬ ‫المتحانات شهادة التعليم األساسي‬ ‫موزعين على ‪ 164‬مركزا ً و‪20717‬‬ ‫مسجالً المتحانات الثانوية العامة بكافة‬ ‫فروعها موزعين على ‪ 154‬مركزا في‬ ‫مدينتي حسكة وقامشلو حصرا ً وشهدت‬ ‫هذه االمتحانات فوضى‪ ،‬وتسيُّب‪ ،‬وغش‬ ‫شملت جميع المراكز االمتحانية‪.‬‬ ‫أفادت طالبة في الثانوية العامة (ز‪ .‬ع) في‬ ‫محافظة حسكة لصحيفة "كوردستان"‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أن االمتحانات كانت مسيّبة لعدة أسباب‪،‬‬ ‫منها العدد الكبير للطالب مقابل العدد‬ ‫وتجول‬ ‫القليل من المراكز االمتحانية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫‪www.pdk-s.com‬‬

‫الطالب من قاعة إلى أخرى بكل حرية‪.‬‬ ‫وأيضا أكدت الطالبة دخول ثالث أوراق‬ ‫من األسئلة المحلولة الى داخل القاعة‬ ‫الواحدة‪ ،‬وأضافت‪" :‬لو كنت أعلم بأنني‬ ‫سأحصل على األجوبة بهذه السهولة‪،‬‬ ‫لما لجأت إلى فتح الدورات الخصوصية‬ ‫ودفع تكاليف باهظة الثمن للحصول‬ ‫على معد ٍل عا ٍل‪".‬‬ ‫أما الطالبة (خنساء درويش) طالبة‬ ‫التعليم األساسي في مدينة قامشلو‪ ،‬أفادت‬ ‫بأن الفوضى فرصة للنجاح كاشفة أنّه‬ ‫تم لهم السماح بالغش وفتح المصغرات‬ ‫تخوف‬ ‫ووضعها على المقاعد دون أي ّ‬ ‫لدرجة ّ‬ ‫أن أحد المراقبين وقف كحارس‬ ‫على باب القاعة لتسهيل الغش‪.‬‬ ‫أما المراقبة والمص ِ ّححة (ي‪ .‬ع) في‬ ‫محافظة حسكة أفادت ّ‬ ‫بأن اجراءات‬ ‫المراقبة في مدينة حسكة غير مشدَّدة‬ ‫من المراقبين؛ بسبب األوضاع الراهنة‬ ‫تمر بها‬ ‫والظروف الصعبة التي‬ ‫ّ‬ ‫سوريا‪ ،‬وخشيتهم من اعتداءات األهالي‬ ‫والطالب عليهم كما حدث في بعض‬

‫اندهش األهالي من حصر المراكز في‬ ‫المدينتين بقرار من وزارة التربية للحد‬ ‫لكن هذا الوضع خلق حالةً‬ ‫من الفوضى‪ْ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫من االرتباك في أغلب األسر؛ بسبب‬ ‫الوضع االقتصادي حيث ترتب على كل‬ ‫طالب دفع ‪ 3100‬ل‪.‬س للوصول إلى‬ ‫المركز المحدد‪ ،‬فبعض األسر تملك أكثر‬ ‫من طالب واحد‪ ،‬ومن جهة أخرى ولدت‬ ‫حالة نفسية في نفس األهالي من حيث‬ ‫األمان واالطمئنان على سالمة أوالدهم‬ ‫وتعبهم الجسدي نتيجة المسافات البعيدة‪.‬‬

‫نصب واحتيال في االمتحانات‬

‫تحولت فوضى االمتحانات إلى تجارة‬ ‫ّ‬ ‫وباب رزق جديد لعناصر األمن‬

‫وأحيانا أكثر بحسب أهمية المادة ومكان‬ ‫المركز االمتحاني وقربه وبعده عن‬ ‫مركز المدينة‪.‬‬

‫نتائج الفوضى والغش‬

‫ان الفوضى والغش اللذان عصفا‬ ‫باالمتحانات النهائية في محافظة حسكه‬ ‫(منطقة جزيرة) وعموم سوريا تقدم‬ ‫الدليل على تدهور الواقع التعليمي‬ ‫وانهيار المؤسسة التربوية وتراجع‬ ‫المستوى التعليمي والتربوي في‬ ‫البلد‪ .‬وسيترك ذلك آثارا قاسية على‬ ‫األجيال المقبلة من المواطنين ويخلف‬ ‫نتائج كارثية تمهد لتبوء الطفيليين‬ ‫والوصوليين وعديمي الكفاءة الى‬

‫الثقة بالشهادة السورية‪ ،‬مما يؤثر على‬ ‫فرص دراسة المتميزين في الجامعات‬ ‫العالمية‪.‬‬ ‫‪ -6‬انتشار خريجين ال يوجد لهم‬ ‫فرص عمل حقيقية في السوق مما‬ ‫يمهد الطريق للبطالة الحقيقة وآثارها‬ ‫الكارثية على المجتمع‪.‬‬

‫مقترحات وحلول‬

‫إذا أراد المسؤولون عن االمتحانات‬ ‫في حسكة النجاح في مهمتهم‪ ،‬عليهم‬ ‫االعتراف بوجود مشكلة وتحديدها‬ ‫بدقة‪ ،‬ومن ثم العمل على تقديم الحلول‬ ‫غير العادية‪ْ ،‬‬ ‫كأن تتم عبر تأمين رقابة‬

‫تحولت فوضى االمتحانات إلى تجارة‬ ‫وباب رزق جديد لعناصر األمن‬ ‫وأعوانهم والسماسرة‬

‫سمح بفتح المصغرات ووقف أحد المراقبين‬ ‫كحارس على باب القاعة لتسهيل الغش‬

‫المراكز‪ ،‬وأيضا يسمحون لهم بالغش‬ ‫الستغالل الوقت خوفا من حدون أي‬ ‫انفجار في أي مركز‪.‬‬

‫موقف األهالي من حصر‬ ‫االمتحانات في حسكة وقامشلو‬

‫وأعوانهم والسماسرة التابعة لهم‪ ،‬مقابل‬ ‫إدخال ورقة األسئلة مع أجوبتها داخل‬ ‫القاعة بعد خمس دقائق من توزيعها على‬ ‫الرغم ّ‬ ‫أن أغلب األجوبة تكون خاطئة‪.‬‬ ‫يترواح سعر المادة بين ‪ 15 -10‬ألف‬

‫طالبة‪ :‬لو كنت أعلم بأنني سأحصل على‬ ‫األجوبة بهذه السهولة‪ ،‬لما لجأت إلى دفع‬ ‫تكاليف باهظة الثمن للحصول على معدل عال‬

‫مراكز القرار وتحكمهم بمقدرات البلد‪.‬‬ ‫ولعل أبرز النتائج المتوقعة من تدهور‬ ‫العملية التربوية هي اآلتي‪:‬‬ ‫‪-1‬التساوي بين الطالب الذكي المجتهد‬ ‫والطالب الفاشل‪.‬‬ ‫‪-2‬خلق جيل من الفاسدين الذين وضعوا‬ ‫الفساد في مؤسساتهم التربوية‪.‬‬ ‫‪-3‬انعدام االحترام للعلم والمؤسسات‬ ‫التعليمية‪.‬‬ ‫‪-4‬اكتظاظ الجامعات بالطالب غير‬ ‫المستحقين والحصول على الشهادات‬ ‫الجامعية بدون تأهيل حقيقي‪.‬‬ ‫‪-5‬فقدان المؤسسات الجامعية العالمية‬

‫حقيقية جدّية على المراكز االمتحانية‪،‬‬ ‫وفرض عقوبات صارمة على الشبكات‬ ‫التي تقوم بتسريب األسئلة االمتحانية‬ ‫مع أجوبتها‪ ،‬وبيعها في محيط المراكز‬ ‫االمتحانية‪ ،‬ومعاقبة عناصر الكادر‬ ‫اإلداري من مراقبين‪ ،‬ورؤساء المراكز‬ ‫الحراس المتعاونين معهم‪.‬‬ ‫مع‬ ‫ّ‬ ‫إضافة إلى تأمين حماية حقيقية‬ ‫ْ‬ ‫كأن يتم إخراجهم بشكل‬ ‫للمراقبين‪،‬‬ ‫جماعي في سيارة تجنبهم االصطدام‬ ‫مع ذوي الطالب الذي يُعد تج ّمعهم أمام‬ ‫المراكز واحدا من أهم أسباب الفوضى‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫العدد (‪2015/6/15 )514‬م – ‪2715‬ك‬

‫كوردستان‬

‫كوباني‬

‫الحرائق تلتهم الشجر واألمل وحياة البشر في كوباني‬ ‫خليل حسان‬ ‫ كوباني‬‫كانت الحياة االقتصادية في‬ ‫مر عقود من‬ ‫كوباني وعلى ِ ّ‬ ‫الزمن‪ ،‬مرتبطة ومعتمدة بالدرجة‬ ‫األساسية على الزراعة الموسمية‬ ‫وفي مقدمتها القمح والشعير‪،‬‬ ‫ويليهما القطن وأنواع أخرى من‬ ‫الحبوب‪ .‬وبعد التقلبات المناخية‬ ‫وحالة الجفاف والتصحر‪ ،‬تحول‬ ‫الناس شيئا ً فشيئا ً الى االهتمام‬ ‫باالشجار المثمرة وزراعتها‬ ‫وفي مقدمتها الزيتون والفستق‬ ‫حيث بلغت المساحات المشجرة‬ ‫في كوباني كبيرة نسبيا‪.‬‬ ‫مع دخول داعش الى المنطقة وما‬ ‫خلفتها الحرب من دمار وتدمير‬ ‫للبنية التحتية في المدينة‪ ،‬كان أمل‬ ‫النازحين من أهالي الريف متعلقا‬ ‫بما لديهم من مساحات مزروعة‪،‬‬ ‫سواء من المواسم الفصلية او‬ ‫االشجار المثمرة كونها تمدهم‬ ‫بمقومات الحياة أكثر من المدينة‬ ‫نفسها‪ ،‬لكنهم وجدوا انفسهم أمام‬ ‫عدو أشرس يتربص بهم وبسبل‬ ‫عيشهم‪ ،‬وكانت الحرائق التي‬ ‫التهمت المواسم واالشجار في‬ ‫اكثر من قرية وبمساحات شاسعة‬ ‫ومخيفة‪.‬‬

‫أوامر ونحن ملزمون بها!‬

‫من المؤسف ان نسمع من‬ ‫بعض مالكي تلك االراضي‬ ‫والنشطاء وشهود عيان‪ ،‬بأن من‬ ‫تقع على عاتقهم مسؤولية حماية‬ ‫ممتلكات المواطنين هم انفسهم‬ ‫مرتكبي هكذا جريمة بحق البشر‬ ‫والشجر‪ ،‬ففي بعض القرى من‬ ‫الريف الغربي كانت المأساة‬ ‫كبرى‪ ،‬حيث صاحب االرض‬ ‫كان شاهدا حينها على الجريمة‬ ‫والجاني‪.‬‬ ‫احد الضحايا (ا م ح) الذي لم‬ ‫يرغب االفصاح عن اسمه‪،‬‬ ‫بعد ان هددته قوات االسايش‬ ‫التابعة لـ(ب ي د) يقول‪ :‬في‬ ‫البداية اضرموا النيران في‬ ‫االراضي الزراعية القريبة من‬ ‫قريتنا (كورك حبيب) جنوب‬ ‫غربي كوباني‪ ،‬وعندما حاولنا‬ ‫ايقافهم عن حرق رزقنا‪ ،‬قالوا‬ ‫لنا‪« :‬هفال‪ ،‬نحن نفعل هذا من‬ ‫اجل الجميع‪ ،‬وهذه االوامر اتتنا‬ ‫ونحن ملتزمون وال نستطيع‬ ‫رفضها‪ ،‬وذلك من اجل التخلص‬ ‫من االلغام التي خلفها تنظيم‬ ‫داعش‪ ».‬وبعد فترة قصيرة‬ ‫اتجهوا نحو اشجاري التي تبلغ‬ ‫‪ 14300‬شجرة من الزيتون‬ ‫واللوز والكروم والفستق‪،‬‬ ‫اضرموا النيران من جهة وانا‬ ‫احاول اطفاءها إال انهم هددوني‬ ‫بالنفي والسجن‪ ،‬وأحدهم حاول‬ ‫ان يضربني لوال جموع اهلنا‬ ‫الموجودين‪ ،‬فتوقفنا نشاهد‬ ‫‪www.pdk-s.com‬‬

‫كيف يقدمون على حرق حياتنا‪.‬‬ ‫واكد لي (حجي قادو) من قرية‬ ‫(قنطرة بيسري) التي تقع جنوبي‬ ‫شرقي مدينة كوباني قائالً‪ :‬لم‬ ‫يشعر المواطن باالطمئنان في‬ ‫ظل هكذا حكومة وادارة وكأنهم‬ ‫ينتقمون من المواطنين بالحرق‬ ‫والدمار والنفي والتهجير‪ ،‬لدي‬ ‫مزرعة مساحتها عشر هكتارات‬ ‫وعدد أشجاري ‪ 2000‬شجرة‪،‬‬ ‫عمر االشجار ‪ 14‬سنة اما‬ ‫في القرية ككل فهناك ‪7500‬‬ ‫شجرة واالضرار ‪ %100‬اي‬ ‫لم يبقَ سوى الرماد‪ ،‬حيث‬ ‫التهمت النيران اشجارنا بدأ‬ ‫من قريتي (قشلة) و(بير رةش)‬ ‫ومرورا بـ(ئرمل) و(قنطرة‬ ‫بيسري) و(كاروز) و(طاشلوك)‬ ‫و(خراب موس) الى ان بلغت كل‬ ‫المزروعات واالشجار شرقا‪.‬‬

‫الفاعل معروف‬

‫عند سؤالنا عن معرفة مرتكبي‬ ‫هذه الجريمة في سبع قرى على‬ ‫االقل خالل ‪ 24‬ساعة اجابني‬ ‫حجي قادو قائال‪« :‬نحن نعرف‬ ‫الفاعلين وأحدهم من قرية قشلة‪،‬‬ ‫وادارة كانتون كوباني هي‬ ‫المسؤولة االولى واألخيرة عن‬ ‫المنطقة والمواطن وهي سلطة‬ ‫االمر الواقع‪ ،‬إال ان هذه الجهة‬ ‫الحاكمة لم تتنازل بان تبعث‬ ‫اطفائية واحدة حتى ولو فارغة‪،‬‬ ‫كمراعاة لشعور الفقراء وقوت‬ ‫عيشهم يحترق امام اعينهم‪».‬‬ ‫من الريف الغربي لمدينة كوباني‬ ‫تخبرنا (أورنينا كنجو) من قرية‬ ‫(سوسان) قائلة‪ :‬بيتنا الذي في‬ ‫مدينة كوباني تعرض للهدم كامال‬ ‫ولم يبق منه حجر على حجر‪،‬‬ ‫وكان أمل عودتنا الى الديار‬ ‫هي ما نملكه من اشجار مثمرة‬ ‫واراضي زراعية في القرية إلى‬ ‫ان اقدموا على حرق ما تبقى من‬ ‫حياة وامل في العودة‪ ،‬حيث بدأت‬ ‫النيران في القرى المجاورة الى‬ ‫ان وصلت الى قريتنا سوسان‬ ‫وما يزيد عن ‪ 4000‬شجرة‬ ‫في سوسان تحولت من ثمار‬ ‫الى رماد اسود ‪،‬علما ان عمر‬ ‫االشجار كانت ما بين ‪ 20‬الى‬ ‫‪ 30‬سنة‪ ،‬كما طالت هذه النيران‬ ‫عددا من بيوت القرية‪.‬‬

‫الحرائق وسياسة التهجير‬

‫بخصوص ذلك حملت (هيفارون‬ ‫شريف) عضو االئتالف السابق‬ ‫كامل المسؤولية على عاتق ادارة‬ ‫الكانتون التابعة لحزب (ب ي‬ ‫د) قائلة‪ :‬الحرائق التي حصلت‬ ‫وتحصل سياسة ممنهجة هدفها‬ ‫التهجير من اي طرف كان‪،‬‬ ‫ولو ان الحريق اطال قرية او‬ ‫قريتين لقلنا انه عرضي وقضاء‬ ‫وقدر‪ ،‬لكن بلغت مساحات‬

‫مزارع‪ :‬اضرموا النيران في اشجاري فحاولت اطفاءها‬ ‫إال انهم هددوني بالنفي والسجن‪ ،‬فتوقفنا نشاهد كيف‬ ‫يقدمون على حرق حياتنا‬

‫شاسعة وتسجل الجريمة ضد‬ ‫مجهول‪ ،‬وأهلنا في كوباني‬ ‫أغلبهم فالحين‪ ،‬ال يملكون سوى‬ ‫االرض والتعب‪ ،‬فكيف سيكون‬ ‫حالهم وتعبهم يحترق امام أعينهم‬ ‫دون التمكن من فعل شيء‪،‬‬ ‫كوباني دُمرت وريفها اُحرقت‪،‬‬ ‫والجهة الحامية وادارة الكانتون‬ ‫تتحمل المسؤولية‪.‬‬ ‫وبحسب شهود عيان وما تداولته‬ ‫بعض الصحف وما سمعناه‬ ‫من النشطاء ومالكي االراضي‬ ‫التي تعرضت للحرق‪ ،‬جميعهم‬ ‫يشيرون بأصابع االتهام الى‬ ‫حزب (ب ي د) ووحدات‬ ‫حماية الشعب واالدارة التابعة‬ ‫لهما في المنطقة‪ ،‬ويأكدون ان‬ ‫الذين تقع على عاتقهم مسؤولية‬ ‫حماية ممتلكات المواطنين هم‬ ‫المسؤولين‪ ،‬خاصة وبعد ان‬ ‫تبرأت كتائب شمس الشمال التي‬ ‫اشارت في بيان لها الرأي العام‪.‬‬

‫الحرائق مفتعلة في المناطق‬ ‫المحررة‬

‫الحرائق تم افتعالها في اماكن‬ ‫محررة‪ ،‬وكما اكد لنا المواطنون‬ ‫ايضا‪ ،‬ان معظم القرى ال تبعد‬ ‫اكثر من ‪ 20‬كم عن المدينة‪ ،‬إال‬ ‫ان ادارة الكانتون لم تد ِل بكلمة‬ ‫امام الرأي العام حتى اآلن وما‬

‫زالت النيران تلتهم امل الحياة‬ ‫ورزق العباد في ريف كوباني‪،‬‬ ‫بل وحاولت ادارة الكانتون‬ ‫ومؤيدي حزب (ب ي د) إثارة‬ ‫االشاعات حول صواب حرق‬ ‫االراضي بحجة االلغام التي‬ ‫خلفتها تنظيم داعش‪.‬‬ ‫ومن جهته أكد الناشط االعالمي‬ ‫(يازدان شير كورو)‪« :‬قريتي‬ ‫(كورتكى شدك) و(تلّك) ومعظم‬

‫يريدون انفسهم فقط ال يهمهم‬ ‫التدمير والحرق والسجن والنفي‬ ‫والتهجير واغتصاب حياة الناس‪،‬‬ ‫حيث اننا بدأنا بزراعة االراضي‬ ‫بعد هروب تنظيم داعش من‬ ‫المنطقة ولم نجد اي لغم حتى عند‬ ‫حراثتنا لالرض‪ ،‬كما ان معظم‬ ‫اراضينا كانت بعيدة عن جبهات‬ ‫القتال‪.‬‬ ‫وبخصوص ذلك تمكنت من‬

‫المرتبة األولى في كوباني‬ ‫من حيث المساحة حيث تقدر‬ ‫عدد االشجار تقريبيا ً بحوالي‬ ‫‪ 400000‬شجرة وتليها اشجار‬ ‫الفستق الحلبي بحوالي ‪200000‬‬ ‫شجرة في حين تبلغ عدد اشجار‬ ‫العنب حوالي ‪ 100000‬اما‬ ‫التين واللوزيات والتفاحيات ال‬ ‫تتجاوز عشرة آالف شجرة‪،‬‬ ‫وبحسب المعلومات الواردة‬ ‫من القرى التي تعرضت إلى‬ ‫الحرائق تبين ان حوالي ‪%40‬‬ ‫من هذه األشجار تضررت بشكل‬ ‫مباشر أو غير مباشر‪ ،‬وهناك‬ ‫بعض القرى وبعض المزارعين‬ ‫يعتمدون بشكل اساسي على‬ ‫الناتج من االشجار وبالتالي ادت‬ ‫هذه الحرائق الى خسارة كبيرة‬ ‫لهذه الشريحة ولمنتوج المنطقة‬ ‫وبشكل خاص هذا الموسم كون‬ ‫القرى كانت محتلة من تنظيم‬ ‫داعش وبالتالي لم تتح الفرصة‬ ‫لزراعة االراضي بالمحاصيل‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫ونصح (المع محمد) االهالي‬ ‫في كوباني الى ضرورة التحرك‬ ‫بفالحة االراضي المحيطة‬ ‫بالبساتين حتى ولو كان على‬ ‫مستوى شريط حولها لمنع‬ ‫وصول النيران اليها في حال‬ ‫اندالعها‪ ،‬وثانيا ً ضرورة سقاية‬ ‫وتغذية االشجار التي تعرضت‬ ‫بشكل غير مباشر للنيران لكي‬ ‫يخفف تأثير النيران عليها‬ ‫ولتستعيد نشاطها من جديد‪.‬‬

‫مسوّ غات غير مقنعة‬

‫وما يلفت االنتباه ان حزب (ب ي‬ ‫د) وادارة الكانتون التابعة لها هي‬ ‫الجهة التي تسيطر على المدينة‬ ‫بقوتها العسكرية‪ ،‬وكانت قد‬ ‫حاولت وألكثر من مرة ان تبرأ‬

‫مواطن‪ :‬لم يشعر المواطن باالطمئنان في ظل هكذا حكومة‬ ‫وادارة وكأنهم ينتقمون من المواطنين بالحرق‬ ‫والدمار والنفي والتهجير‬

‫القرى في الريف الشرقي‬ ‫لمدينة كوباني تعرضت لنيران‬ ‫من يدعون حماية الممتلكات‬ ‫والمواطنين»‪ ،‬واضاف‪ :‬انا‬ ‫اتهم حزب (ب ي د) واالدارة‬ ‫التابعة لها في المنطقة بهذه‬ ‫الجريمة‪ ،‬فهي تعمل وفق‬ ‫سياسة التهجير بحجج وجود‬ ‫الغام إلبقاء البشر على الحجر‬ ‫الملتهب او نفيهم او تهجيرهم أو‬ ‫من يبقى يجب ان يكون منهم‪،‬‬

‫الوصول الى االحصائية الكاملة‬ ‫لالراضي الزراعية واالشجار‬ ‫المثمرة في ريف كوباني ونسبة‬ ‫الضرر ومدى تاثيرها على‬ ‫المواطنين وحسب الوثائق‬ ‫واالدلة التي زودنا بها المهندس‬ ‫الزراعي (المع محمد)‪ ،‬تتوزع‬ ‫زراعة االشجار المثمرة بشكل‬ ‫كبير في القرى الغربية والجنوبية‬ ‫وعدد قليل منها في القرى‬ ‫الشرقية وتحتل شجرة الزيتون‬

‫ناشط اعالمي‪ :‬انا اتهم حزب (ب ي د) واالدارة التابعة‬ ‫لها في المنطقة بهذه الجريمة‬

‫ذمتها تارة بحجج ان االشتباكات‬ ‫أدت الى حرق المحاصيل‬ ‫الزراعية واالشجار وتارة اخرى‬ ‫متحججة انها تقوم بذلك من اجل‬ ‫التخلص من االلغام الرتكاب‬ ‫هذا الفعل االجرامي الشنيع‪،‬‬ ‫إال ان العديد من المؤشرات‬ ‫تمد بأصبع االتهام الى حزب‬ ‫(ب ي د) ومناصريه ومؤيديه‪،‬‬ ‫وانهم قد هددوا المواطنين فيما‬ ‫لو اعترضوا مخططهم الرامي‬ ‫الى تحويل المنطقة الى صحراء‪.‬‬ ‫وهذا ما اكده اكثر من مواطن‬ ‫سواء من الذين تعرضوا للتهديد‬ ‫والوعيد او من الذين رأوا بأم‬ ‫اعينهم الفاعلين وهم يقدمون‬ ‫على اشعال النيران في ممتلكاتهم‬ ‫وقوت عيشهم‪.‬‬

‫عفرين‬

‫كوردستان‬

‫«التجنيد اإلجباري و إنعدام‬

‫العدد (‪2015/6/15 )514‬م – ‪2715‬ك‬

‫‪5‬‬

‫عفرين بال لقاحات ومصول مضادة للسموم والسعار‬

‫اللقاحات و فرض اإلتاوات»‬ ‫تقصم ظهور العفرينيين‬

‫روني بريمو‬ ‫ عفر ین‬‫بعد إعالن حزب االتحاد‬ ‫الديمقراطي (ب ي د) المباشرة‬ ‫بتنفيذ أمر «التجنيد اإلجباري»‬ ‫في منطقة عفرين والنواحي‬ ‫الست التابعة لها‪ ،‬اعتبارا ً من‬ ‫تاريخ ‪ ،2015/6/1‬ازدادت‬ ‫حركة اللجوء بصورة عامة‪،‬‬ ‫خاصة بعد تزايد هجرة الشباب‬ ‫المشمولين بالتجنيد اإلجباري‬ ‫بشكل كبير نحو تركيا وأوربا‪،‬‬ ‫مما تسبب بشكل مباشر في‬ ‫إخالء المنطقة من أهلها وأدى‬ ‫إلى حصول تغيير ديموغرافي‬ ‫يبعث على القلق على مستقبل‬ ‫هذه المنطقة الكوردية في المدى‬ ‫المنظور‪ .‬ولعل مواصلة حزب‬ ‫(ب ي د) الحاكم بشكل فردي‬ ‫مطلق سياسة فرض قراراته‬ ‫القسرية‪ ،‬مما يؤدي الى سلب‬ ‫إرادة المواطنين واعتقال‬ ‫النشطاء السياسيين المخالفين‬ ‫لرأيه واهانتهم‪ ،‬وبلغت االمور‬ ‫حد االستيالء عنوة على منازل‬ ‫وممتلكات الرافضين ألوامره‪،‬‬ ‫حيث يتم إسكان وتوطين أناس‬ ‫غرباء فيها بدالً من أصحابها‬ ‫أو يقوم (ب ي د) باستمالك‬ ‫عقارات وأمالك المخالفين‬ ‫معتقالت‬ ‫إلى‬ ‫وتحويلها‬ ‫أو مقرات تابعة لمسلحيه‪.‬‬ ‫وبعد اندالع الثورة السورية ضد‬ ‫نظام البعث‪ -‬األسد في ربيع عام‬

‫‪ ،2011‬انسحبت األجهزة االمنية‬ ‫لنظام األسد من منطقة عفرين‪،‬‬ ‫وقامت بتسليم السلطة واإلدارة‬ ‫لمسلحي (ب ي د)‪ ،‬وقام اثر ذلك‬ ‫هذا الحزب بالسيطرة على كافة‬ ‫األمور اإلدارية والعسكرية‪،‬‬ ‫ماعدا الملفات األمنية التي‬ ‫بقيت بيد مخابرات وشبيحة‬ ‫األسد التي تفرض سلطتها‬ ‫وأوامرها على «الكانتونات»‬ ‫بشكل سري حينا ً وبشكل علني‬ ‫أحيانا كثيرة‪ ،‬وقد بدأ (ب ي‬ ‫د) بفرض سلطته الديكتاتورية‬ ‫القمعية ضد الشعب الكوردي‪،‬‬ ‫وخاصة ضد األحزاب الكوردية‬ ‫المنضوية ضمن إطار المجلس‬ ‫الوطني الكوردي‪ ،‬وقد إستفتح‬ ‫عهده السلطوي بمنع خروج‬ ‫التظاهرات ضد نظام االسد في‬ ‫عفرين‪ ،‬وقام بإعتقال أعضاء‬ ‫األحزاب الكوردية األخرى‬ ‫وخاصة «الحزب الديمقراطي‬ ‫الكوردستاني‪ -‬سوريا» وزجهم‬ ‫في «معتقالت الظلم» بت َهم‬ ‫باطلة أصدرتها محاكم صورية‬ ‫أشبه بمحاكم المافيات (الجتا)‪،‬‬ ‫وقام بمداهمة مكاتب األحزاب‬ ‫السياسية‪ ،‬وأغلق أغلبها ومنع‬ ‫العمل السياسي لغيره في‬ ‫المنطقة‪ .‬هكذا فقد أنهى (ب‬ ‫ي د) الحياة السياسية في تلك‬ ‫المنطقة‪ ،‬وفرض نفسه بقوة‬ ‫السالح وبمساندة مباشرة من‬ ‫نظام األسد اآليل إلى السقوط‪،‬‬ ‫عاجال أم آجال‪.‬‬

‫خبات خليل‬ ‫‪ -‬عفر ین‬

‫مع اقتراب فصل الصيف‪ ،‬ازدادت‬ ‫حاالت لدغ األفاعي والعقارب‬ ‫ألهالي منطقة عفرين المعروفة‬ ‫بأحراشها الكثيفة ووديانها وجبالها‬ ‫الوعرة وجرودها الصخرية‬ ‫المكتظة بالكهوف والفوالق‬ ‫المآوية لمختلف أنواع الزواحف‬ ‫السامة‪ ،‬وقد كان من بين الضحايا‬ ‫أطفال صغار في مقتبل العمر‪،‬‬ ‫مما ش ّكل خطرا ً حقيقيا ً على‬ ‫حياتهم وأدت لوفاة أطفال آخرين‪،‬‬ ‫وخاصة مع انعدام المصول‬ ‫المضادة للسموم في مشافي‬ ‫منطقة عفرين بعد الحصار الشديد‬ ‫الذي فرضته الكتائب اإلسالمية‬ ‫المتشددة‪ ،‬باإلضافة إلى إغالق‬ ‫تركيا لحدودها مع منطقة عفرين‪.‬‬ ‫وبهذ الخصوص وفي تصريح‬ ‫خاص لـ(كوردستان) قال الدكتور‬ ‫شيار عبدو‪« :‬في اآلونة األخيرة‬ ‫ازدادت حاالت لدغات األفاعي‬ ‫والعقارب في منطقة عفرين بشكل‬ ‫ملحوظ‪ ،‬ولألسف ال نستطيع‬ ‫تقديم الرعاية الطبية الكافية‬ ‫لهؤالء الملدوغين بسبب عدم‬ ‫وجود المصل المضاد للسموم في‬ ‫المشفى‪ ،‬وفي أغلب الحاالت يقوم‬ ‫أهالي هؤالء المرضى بإسعافهم‬

‫إلى تركيا‪ ،‬ويتجاوزون الحدود‬ ‫بشكل غير نظامي مما يعرضهم‬ ‫في الغالب لخطر العبور من أمام‬ ‫مرمى نيران الجندرما األتراك»‪.‬‬ ‫وأضاف الطبيب المداوم في‬ ‫مشفى عفرين قائالً‪« :‬نناشد كافة‬ ‫المنظمات اإلنسانية واإلغاثية‬ ‫الطبية باإلسراع في تقديم األدوية‬ ‫الالزمة لمعالجة هكذا أنواع من‬ ‫الحاالت وحتى األمراض السارية‪،‬‬ ‫نأمل مساعدتنا لكي نستطيع إنقاذ‬ ‫حياة المصابين بلدغات االفاعي‬ ‫والعقارب وعضات الكالب‬ ‫والحيوانات البرية المسعورة»‪.‬‬ ‫وتابع قائالً‪« :‬منطقة عفرين حاليا ً‬ ‫محاصرة والطرق المؤدية إليها‬ ‫شبه مقطوعة وخطرة للغاية‪،‬‬ ‫وفي بعض الحالت نقوم بإرسال‬ ‫المرضى والمصابين إلى مشفى‬ ‫مدينة إعزاز ولكنهم أبلغونا بأنه‬ ‫ال يوجد لديهم لقاحات وأمصال‬ ‫مضادة للسموم هناك أيضأ»‪.‬‬ ‫الدكتور «الزكين صالح» أضاف‬ ‫لصحيفتنا‪« :‬المصل المضاد‬ ‫للسموم في عفرين كانت كميته‬ ‫محدودة ونتيجة لكثرة حاالت‬ ‫اللسع في الفترة األخيرة فقد نفدت‬ ‫هذه الكمية‪ ،‬وبالنسبة لألدوية‬ ‫هناك تالعب كبير‪ ،‬فكلما أرادوا‬ ‫رفع سعر الدواء‪ ،‬نراه يختفي من‬ ‫الصيدليات وبعد ذلك يتوفر في‬

‫األسواق وبأسعار جديدة»‪.‬‬ ‫من جانبه وجه الدكتور «آزاد‬ ‫صبري» من مستشفى عفرين ندا ًء‬ ‫إلى الجهات المعنية من منظمات‬ ‫وجمعيات إنسانية لتأمين المصل‬ ‫المضاد للسموم‪ ،‬وقال‪« :‬لعنة هللا‬ ‫على هذه الظروف التي تجعلك‬ ‫مكتوف األيدي أمام إنسان يستنجد‬ ‫بك دون أن تقدم له يد المساعدة‪،‬‬ ‫فأثناء مناوبتي في إحدى الليالي‬ ‫في مستشفى آفرين‪ ،‬تم إسعاف‬ ‫طفل في العاشرة وقد لدغته أفعى‬ ‫سامة في عينه اليمنى‪ ،‬وبعد أن‬ ‫بذلنا أقصى الجهود تم تأمين ‪3‬‬ ‫فياالت من العقار المضاد للسموم‬ ‫وهي األخيرة الموجودة في منطقة‬ ‫عفرين كلها‪ ،‬اننا نحتاج إلى ‪15‬‬ ‫أو ‪ 20‬فيالة‪ ،‬وقمت بإحالته إلى‬ ‫مستشفى سجن في إعزاز كونه‬ ‫على الحدود التركية‪ ،‬ولكن‬ ‫أرجعوه لعفرين قائلين ليس لديهم‬ ‫مصول‪ ،‬وهل كان من الصعب‬ ‫إدخاله إلى اقرب مشفى يتواجد فيه‬ ‫المصل بدل إرجاعه إلى الموت‬ ‫المحتوم؟ وناشدنا كل الجهات‬ ‫المعنية من منظمات وجمعيات‬ ‫إنسانية لتأمين المصل‪ ،‬ولكن لم‬ ‫يتواصل أحد معنا حتى اآلن»‪ .‬يوم‬ ‫‪/9‬حزيران الحالي توفي الطفل‬ ‫الرضيع (بوتان حمو خليل)‪ ،‬البالغ‬ ‫من العمر ‪ 11‬شهرا ً فقط‪ ،‬بعد أن‬

‫لدغته أفعى في قرية «مزرعة»‬ ‫التي تقع شرق بلدة جنديرس‬ ‫التابعة لعفرين‪ ،‬وبسبب عدم توفر‬ ‫المصل المضاد في البلدة‪ ،‬تم نقله‬ ‫إلى مشافي عفرين‪ ،‬إالّ أن تأخر‬ ‫تأمين المصل هناك أيضا ً تسبب‬ ‫في وفاته‪ .‬ونظرا لتزايُد حوادث‬ ‫لدغات األفاعي والعقارب ونتيجةً‬ ‫الفتقار مشافي ريف حلب الشمالي‬ ‫ومراكزها الصحيّة لألمصال‬ ‫المضادة للسموم‪ ،‬فقد ناشدت كافة‬ ‫المشافي والمستوصفات ومنظمات‬ ‫المجتمع المدني في منطقة عفرين‬ ‫جميع المؤسسات والمنظمات‬ ‫الدولية ذات الصلة لإلسراع في‬ ‫تأمين األمصال الالزمة للتعامل‬ ‫مع الحاالت الخطرة الناتجة‬ ‫عن مثل هذه الحوادث المميتة‪.‬‬ ‫والسبب الرئيسي لكثرة انتشار‬ ‫األفاعي في المنطقة هذا العام‬ ‫هو توقّف حمالت رش المبيدات‬ ‫الحشرية وغيرها‪ ،‬حيث كانت تُقام‬ ‫في المنطقة حمالت رش المبيدات‬ ‫الحشرية بشكل سنوي‪ ،‬لكن منذ‬ ‫أربع سنوات لم تقم أية حملة من‬ ‫هذا النوع في المنطقة‪ ،‬والسنة‬ ‫الماضية كانت البوابات الحدودية‬ ‫مفتوحة‪ ،‬لذا كان باإلمكان تأمين‬ ‫فالبوابات‬ ‫المصول‪ ،‬أ ّما اآلن‬ ‫ّ‬ ‫الحدودية مغلقة تماما ً ومن الصعب‬ ‫جدّا ً تأمين األمصال الالزمة‪.‬‬

‫من تداعيات «فرمان» التجنيد اإلجباري‬

‫الجميع هاجروا‪ ..‬خطر كبير يجب تدراكه قبل فوات اآلن‬ ‫روشن عفريني‬ ‫‪-‬عفرين‬

‫أعلنت ما تسمى بـ «هيئة الدفاع» التابعة‬ ‫لمسلحي حزب االتحاد الديمقراطي (ب‬ ‫ي د) في منطقة عفرين قانون التجنيد‬ ‫اإلجباري‪ ،‬وقامت بتوزيع دفاتر واجب‬ ‫الدفاع الذاتي (أو ما كان يسميه نظام البعث‬ ‫بدفتر خدمة العلم)‪ ،‬وطلبت من (الشباب‬ ‫والفتيات) ممن تتراوح أعمارهم بين (‪-15‬‬ ‫‪ 30‬عاما) بمراجعة ُشعَب التجنيد المتواجدة‬ ‫في كافة النواحي‪ ،‬لتقديم جهوزيتهم للسوق‬ ‫إلى التجنيد اإلجباري وتسجيل أنفسهم في‬ ‫السجالت العسكرية وإال سيتم اختطافهم‬ ‫وسوقهم بشكل إجباري أو إعتقالهم أو نفيهم‬ ‫من المنطقة إلى الخارج‪.‬‬ ‫تحدث الشاب «هونر ج» لـ (كوردستان)‪:‬‬ ‫‪www.pdk-s.com‬‬

‫«نحن كشباب نحب وطننا كوردستان‬ ‫ونتشرف بالدفاع عنه ضد أية مخاطر‪ ،‬فكل‬ ‫واحد مننا يريد في داخله أن يُقدم روحه‬ ‫وجسده فداء لعفرين وكوردستان عموما‪،‬‬ ‫لكن التجنيد اإلجباري فُرض علينا بقرار‬ ‫أمني من طرف واحد مستفرد بكل شيئ‪،‬‬ ‫ويرفض الشراكة واإلتفاق مع األحزاب‬ ‫الكوردية األخرى‪ ،‬وكل شيئ يتم فرضه‬ ‫باإلكراه سيالقي رفضا ً شديدا من قبل‬ ‫الشعب»‪ .‬ويضيف شاب آخر (م أ خ‪ -‬وهو‬ ‫عضو في ‪« :)PDK-S‬حزبنا ‪PDK-S‬‬ ‫يناضل منذ تأسيسه (عام ‪ )1957‬من‬ ‫أجل حل القضية الكوردية في كوردستان‬ ‫سوريا‪ ،‬ونحن في حزبنا نلتزم بخط‬ ‫الكوردايتي ونهج البارزاني الخالد‪ ،‬ونرفع‬ ‫علم كوردستان‪ ،‬ومستعدّون للدّفاع عن‬

‫كوردستان سوريا ونطالب بالديمقراطية‬ ‫لسوريا وبالفدرالية لغربي كوردستان‪،‬‬ ‫ولذلك من غير المعقول والواقعي أن نخدم‬ ‫في صفوف حزب مسلح بعيد كل البعد‬ ‫عن نهجنا بـ(‪ )180‬درجة‪ ،‬وخاصة أننا‬ ‫نمتلك مشروعا ً قوميا ً كوردستانيا ً بينما هم‬ ‫يعتبرون النضال القومي تخلفاً!» وتابع (م أ‬ ‫خ)‪ :‬نعتقد بأن تضحيتنا لن تكون في محلها‪،‬‬ ‫وستخدم أطرافا ً أخرى غير كوردية‪ ،‬ولو تم‬ ‫تشكيل جيش وطني كوردي‪ ،‬فنحن جاهزون‬ ‫لإلنضمام إلى صفوفه منذ اآلن‪ ،‬وخير مثال‬ ‫على استعداد الشباب الكورد للدفاع عن‬ ‫تطوع اآلالف من بناتنا‬ ‫كوردستان هو‬ ‫ّ‬ ‫وشبابنا وبال أي إكراه في صفوف قوات‬ ‫بيشمركة روجآفاي كوردستان وانتشارهم‬ ‫في مختلف جبهات التخوم الكوردستانية‬

‫لمواجهة غزوات تنظيم داعش اإلرهابي‪.‬‬ ‫وأضاف الشاب الطالب (ع‪ .‬م)‪« :‬نحن‬ ‫الطلبة يشملنا هذا القرار وخاصة الحاصلين‬ ‫على شهادة التعليم الثانوي (البكالوريا)‬ ‫لهذا العام أو من لم يستطع إكمال دراسته‬ ‫الجامعية بسبب الظروف األمنية الصعبة‬ ‫في حلب‪ ،‬وعدم قدرتنا الذهاب إلى الجامعة‬ ‫بسبب سيطرة بعض الجماعات المتشددة‬ ‫على الطريق المؤدية من عفرين إلى حلب‪،‬‬ ‫وقيامهم باختطاف المدنيين‪ ،‬وفرمان التجنيد‬ ‫اإلجباري هو إجحاف بحق الشباب سيؤدي‬ ‫إلى استياء كبير بين الطلبة والشباب‪».‬‬ ‫والد أحد الشباب (عضو في اللجنة‬ ‫«الكومونة اآلبوجية» المشرفة على‬ ‫قريته) يقول‪« :‬أبلغنا رئيس لجنة القرية‬ ‫بأنه على كل شاب يبلغ (‪) 30 -18‬عاما ً‬

‫الحضور إلى شعبة التجنيد في جنديرس من‬ ‫أجل الخدمة اإللزامية‪ ،‬وبحسب رأيي فقد‬ ‫مرت من الحروب في هذه المنطقة وقدمنا‬ ‫ّ‬ ‫الكثير من الدماء من أجل شمال وجنوب‬ ‫كوردستان ومن أجل سوريا ونحن نفتخر‬ ‫بأن نقدم أرواحنا فدا ًء لوطننا‪ ».‬وتابع أيضا‪:‬‬ ‫«الغريب أن هذا القرار ومنذ يوم صدروه‬ ‫كان على عكس التوقعات‪ ،‬فبدال من تحمس‬ ‫الشباب للدفاع عن وطنهم‪ ،‬بدأوا بالهجرة‬ ‫ومغادرة عفرين إلى تركيا وأوربا وجنوبي‬ ‫كوردستان‪ ،‬وبقناعتي فإن من يغادر لن يعود‬ ‫أبدأ وإذا عاد فلن يعود قبل عشرة سنوات‪،‬‬ ‫قرانا تخلو اآلن من الشباب‪ ،‬وبالكاد تستطيع‬ ‫رؤية مجموعة من الشباب مع بعضهم‪ ،‬الكل‬ ‫هاجر وهذا خطر كبير يجب علينا تدراكه‬ ‫قبل فوات اآلن»‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫العدد (‪2015/6/15 )514‬م – ‪2715‬ك‬

‫كوردستان‬

‫حوار‬

‫كمال عبدي‪:‬‬

‫على الديمقراطي الكوردستاني‪ -‬سوريا أن يكون قدوة لألحزاب‬ ‫حوار‪ -‬عبدالرحمن آﭘو‪ -‬عفرین‬ ‫قال كمال عبدي المناضل الكوردي من‬ ‫عفرين‪ ،‬ومن الرعيل االول لمناضلي‬ ‫الحركة الكوردية في سوريا‪ ،‬إن الوضع‬ ‫الراهن وأداء الحركة الوطنية الكوردية‪،‬‬ ‫بالرغم من تغيير الظروف الموضوعية‬ ‫والداخلية في سوريا‪ ،‬إال انه يبدو بشكله‬ ‫المتخلّف الذي لم يرق إلى المستوى‬ ‫المطلوب في جانبيه القومي والوطني‪،‬‬ ‫وأكد أنه بحسب الظرف والواقع‬ ‫السوري االستثنائي البد من مضاعفة‬ ‫الجهود وتكثيفها والعمل وفق قاعدة‬ ‫نكران الذات تجاه القضية‪ ،‬واالستفادة‬ ‫من األخطاء الماضية‪ .‬وحول نضاله‬ ‫وحياته ورأيه في األحداث الراهنة‪ ،‬كان‬ ‫هذا الحوار‪.‬‬

‫*كيف تقيمون المرحلة التاريخية من‬ ‫عمر نضالكم؟‬

‫أنا كمال عبدي من قرية تل غازي‬‫(‪ )GAZÊ‬التابعة لمنطقة عفرين من‬ ‫كوردستان‪ -‬سوريا‪ ،‬مواليد تلك القرية‬ ‫عام ‪ 1934‬لم أبلغ السنة انتقلنا إلى قرية‬ ‫(خرزان) قرية جدي لوالدتي‪ ،‬وذلك‬ ‫على أثر خالف عائلي بين والدي وأوالد‬ ‫عمومته‪ ،‬حيث قتل واحد‪ ،‬أما والدي‬ ‫فقد دخل السجن المركزي في مدينة‬ ‫حلب‪ .‬درست في مدرسة (جوالقان)‬ ‫االبتدائية‪ .‬تعلّمت القراءة والكتابة على يد‬ ‫األستاذ (خوجة حنان) والد أحد مؤسسي‬ ‫الحزب (األستاذ شوكت حنان نعسان)‪،‬‬ ‫وبعد خروج والدي من السجن وكنت‬ ‫في العاشرة من عمري‪ ،‬عدنا إلى قرية‬ ‫(كفردلي تحتاني) لوجود أمالكنا هناك‪.‬‬ ‫وهناك ختمت القرآن على يد (خليل‬ ‫حمكلي) بعدها انتقلت إلى المدرسة‬ ‫االبتدائية الرسمية في عفرين عام‬ ‫‪ 1947‬وحصلت على الشهادة االبتدائية‬ ‫عام ‪ 1950 -1949‬خالل هذه الفترة‬ ‫تعلّمت المبادئ األولية في اللغة الكوردية‬ ‫على يد األستاذ (عدنان قره جولي) وهو‬ ‫من كورد دمشق‪ .‬بعدها انتقلت للدراسة‬ ‫اإلعدادية في (إدلب بمنحة دراسية لكوني‬ ‫كنت من األوائل‪ ،‬وكذلك التحق معي‬ ‫رفيق الصبا المرحوم (هورو عثمان)‪.‬‬ ‫في تلك المرحلة الشبابية اتجهنا للنشاط‬ ‫السياسي الكوردي لشعورنا بحق هذا‬ ‫الشعب المحروم من حقوقه في الحرية‬ ‫والتحرير‪ ،‬وفي عام ‪ 1953‬انتسبت‬ ‫إلى الحزب الشيوعي السوري‪ .‬خالل‬ ‫هذه الفترة طالبنا من الحزب بأن ينشر‬ ‫لنا جريدة باللغة الكوردية‪ ،‬حينها وردتنا‬ ‫جريدة بأسم (دنكي جوتكار) باللغة‬ ‫الكوردية‪ ،‬كان ينشرها فرع الجزيرة‬ ‫للحزب بجهود بعض المناضلين (جيكر‬ ‫خوين‪ -‬رحمه هللا)‪ .‬إال أنها ألغيت بعد‬ ‫فترة قصيرة بحجة أن الحزب ال يستطيع‬ ‫تبني تلك الشعارات القومية‪ .‬عندها بدأ‬ ‫الخالف مع الحزب الذي نكس بوعده‪،‬‬ ‫واتجه الشباب الكوردي وخاصة المثقفين‬ ‫والملمين بالقضية الكوردية من جبل‬ ‫الكورد والجزيرة ودمشق للقاء والتحاور‬ ‫عام ‪ ،1956‬وعلى ضوء واقع الحركات‬ ‫التحررية الكوردية في أجزاء كوردستان‬ ‫‪www.pdk-s.com‬‬

‫األخرى واالنتفاضات والثورات التي‬ ‫شهدتها‪ ،‬وخاصة ثورة بارزان الثانية‬ ‫‪ 1943‬بقيادة الزعيم الخالد مصطفى‬ ‫البارزاني‪ ،‬وتجربة مهاباد الديمقراطية‬ ‫بقيادة القاضي محمد‪ ،‬وثورات آغري‬ ‫وديرسيم‪ ،‬كلّها كانت الحافز إلى‬ ‫ضرورة تشكيل حزب سياسي كوردي‬ ‫في سوريا يأخذ على عاتقه مهمة حق هذا‬ ‫الشعب والكفاح من أجل الوصول إلى‬ ‫(تحرير وتوحيد واستقالل كوردستان)‪،‬‬ ‫فتأسس أول حزب سياسي كوردي في‬ ‫كوردستان سوريا في مدينة حلب (دار‬ ‫المرحوم محمد علي خوجة) بتاريخ‬ ‫‪ ،1957/6/14‬وسمي الحزب (الحزب‬ ‫الديمقراطي الكوردستاني‪ -‬سوريا)‬

‫عام ‪ 1960‬تم اعتقال‬ ‫‪ 83‬كادرا من حزبنا‬

‫ربيع ‪ 1961‬قررنا اشعال‬ ‫نيران نوروز ألول مرة‬ ‫على قمم كورداغ‬ ‫تحديا للديكتاتورية‬

‫نعيش حربا أهلية بكل‬ ‫معنى الكلمة تمهيدا‬ ‫لتقسيم البالد‬ ‫وكان البند األول (تحرير وتوحيد‬ ‫كوردستان) والرفاق المؤسسون هم‬ ‫(من جبل الكورد المرحوم رشيد حمو‪،‬‬ ‫شوكت حنان نعسان‪ ،‬محمد علي خوجة‪،‬‬ ‫األستاذ الدكتور خليل محمد عبدهللا‪ ،‬ومن‬ ‫الجزيرة المرحوم حمزة نويران‪ ،‬االستاذ‬ ‫حميد درويش‪ ،‬والشيخ محمد مال عيسى‬ ‫الذي كان يؤدي مناسك العمرة‪ ،‬ومن‬ ‫دمشق المرحوم عثمان صبري "آﭘو")‪.‬‬ ‫كتب البرنامج باللغة الكوردية (عثمان‬ ‫صبري) وباللغة العربية (شوكت حنان‬ ‫وخليل محمد)‪ .‬وفور تشكيل الحزب‬ ‫انتسبت إليه‪ ،‬واكتسب الحزب دعما‬ ‫جماهيريا منقطع النظير‪ .‬اعتقلت عامة‬ ‫‪ 1959‬بتهمة االنتماء للحزب الشيوعي‬ ‫وتعرضت لشتى أنواع التعذيب‪ ،‬وبعد‬ ‫ّ‬ ‫ذلك خرجت ولم اعترف بشيء وفي‬

‫اعتقاالت ‪/12‬آب عام ‪ 1960‬تم اعتقال‬ ‫‪ 83‬كادرا من حزبنا‪ ،‬لم اعتقل فكلفت‬ ‫بقيادة الحزب في جبل الكورد إلى جانب‬ ‫المناضل محمود بالل الملقب (جولبر)‪،‬‬ ‫وفي ربيع ‪ 1961‬قررنا اشعال نيران‬ ‫مرة على‬ ‫نوروز ليلة (‪ 21‬آذار) ألول ّ‬ ‫قمم كورداغ تحديا للديكتاتورية‪ ،‬وأقمنا‬ ‫أول احتفال ابتهاجا بنوروز في قرية‬ ‫(كفردلي فوقاني)‪ ،‬وألقيت فيه كلمة‬ ‫بمناسبة نوروز‪ ،‬على أثرها تم اعتقال‬ ‫المئات من أبناء القرية وكذلك القرى‬ ‫المجاورة وزجوهم في المعتقالت‪.‬‬ ‫تعرضت لالعتقال مرة ثانية عام ‪1964‬‬ ‫وبعد خروجي انقسم الحزب على ذاته‬ ‫(اليمين واليسار) حينها قررت االبتعاد‬ ‫عن العمل الحزبي‪ .‬وبرأي استطيع‬ ‫حصر أسباب االنشقاق إلى ثقافتنا‬ ‫وتربيتنا المكتسبة من التخلف والجهل‬ ‫واألنانية وعدم قبول اآلخر المختلف‪.‬‬

‫*كيف تقيّمون األداء السياسي‬ ‫للحركة الوطنية الكوردية؟‬

‫الوضع الراهن وأداء الحركة الوطنية‬‫الكوردية‪ ،‬بالرغم من تغيير الظروف‬ ‫الموضوعية والداخلية في سوريا إال انه‬ ‫يبدو بشكله المتخلّف الذي لم يرق إلى‬ ‫المستوى المطلوب في جانبيه القومي‬ ‫والوطني في ظل هكذا أجواء مناسبة‬ ‫اآلن‪ ،‬البدّ من تغيير اآلليات ووضع‬ ‫البرامج اآلنية والمستقبلية لالستفادة من‬ ‫الظرف المواتي‪.‬‬

‫*كيف تنظرون إلى أداء المجلس‬ ‫الكوردي‪ ،‬وما هي السبل لتفعيل‬ ‫دوره؟‬

‫كان النعقاد المؤتمر الوطني الكوردي‬‫في ‪ 2011/10/26‬وانبثاق المجلس‬ ‫الوطني الكوردي وفق برنامج قومي‬ ‫ووطني قريب إلى طموحات جماهير‬ ‫شعبنا‪ ،‬وتجميع األحزاب الكوردية‬ ‫المتشظية‪ ،‬ورص الصفوف وإعطاء‬ ‫الدور للمستقلين الوطنيين‪ ،‬وكافة‬ ‫شرائح المجتمع من الشباب والمرأة‬ ‫األثر اإليجابي في أوساط شعبنا‪ ،‬وأعاد‬ ‫األمل إلى النفوس المتعطشة‪ ،‬إال ان تلك‬ ‫الخطوة لم تكن كافية‪ ،‬فحسب الظرف‬ ‫والواقع السوري االستثنائي البد من‬ ‫مضاعفة الجهود وتكثيفها والعمل‬ ‫وفق قاعدة نكران الذات تجاه القضية‪،‬‬ ‫واالستفادة من األخطاء الماضية‪ ،‬في‬ ‫هذا الظرف مطلوب من الجميع (أحزاب‬ ‫ومستقلين) جمع الكلمة‪ ،‬وتوحيد الرؤى‪،‬‬ ‫ووحدة الصف الكوردي‪ ،‬وليكن شعارنا‬ ‫(الوحدة وليس سواها وبدونها لن يتحقق‬ ‫األمل والطموح)‪.‬‬

‫*مرّ عام على انطالقة الحزب‬ ‫الديمقراطي الكوردستاني‪ -‬سوريا‪،‬‬ ‫من خالل متابعتكم كيف ترون‬ ‫وتقيمون دوره؟‬ ‫فكرة الوحدة واالندماج كانت غاية‬‫جميع المهتمين بالشأن الكوردي على‬ ‫الدوام‪ ،‬ردّا ً على االنقسام والتفرقة‪.‬‬ ‫إن توحيد اربعة أحزاب ضمن حزب‬ ‫واحد خطوة مباركة وخطوة حكيمة‪،‬‬ ‫والبداية الطبيعية الستعادة األمل بعد‬ ‫فترة االنشقاقات الطويلة‪ ،‬يجب ان‬

‫كمال عبدي‬

‫تتبعها خطوات أخرى‪ .‬إن الخطوة التي‬ ‫انبثقت عنها انطالقة الحزب الديمقراطي‬ ‫الكوردستاني‪ -‬سوريا‪ ،‬وعلى نهج‬ ‫البارزاني الخالد لها دالالت مهمة‪.‬‬ ‫أرجو ان ال يكون شعارا ً على الورق‬ ‫فقط بل هذه الخطوة بحاجة إلى ممارسة‬ ‫وفعالية ميدانية‪ ،‬ونضاالً دؤوباً‪ .‬أن‬ ‫يكون قدوة لألحزاب األخرى‪ ،‬وثقافة‬ ‫لآلخرين وخاصة الجيل الشاب‪ ،‬ودافعا ً‬ ‫قويا ً للكفاح والنضال‪ ،‬وعلى عاتقه يقع‬ ‫حمل المرحلة للسير بالحركة الكوردية‬ ‫إلى الوحدة الشاملة‪ ،‬ولكن حسب‬ ‫قراءتي فهناك تقصير في األداء‪ ،‬وقيامه‬ ‫للواجب كما يجب‪ ،‬وخاصة في منطقة‬ ‫عفرين ذات الخصوصية في نظري‪.‬‬ ‫هذه الخصوصية‪ ،‬وحسب تجربتي‬ ‫هناك شعور قومي قوي‪ ،‬لكن االنتهازية‬ ‫مفر‬ ‫والهروب من المسؤولية واقع ال ّ‬ ‫منه‪ ،‬في النتيجة تبقى تلك الخطوة جيدة‬ ‫ورائدة‪.‬‬

‫*تشهد الساحة السياسية والميدانية‬ ‫في سوريا عامة وكوردستان‪-‬‬ ‫سوريا خاصّةً‪ ،‬تغييرات جمّة كيف‬ ‫تقرأ اللوحة؟‬

‫شرارة الثورة بدأت من درعا‪ ،‬وانتشرت‬‫إلى جميع مدن سوريا ومدننا الكوردية‬ ‫التي شهدت مظاهرات سلمية ونادت‬ ‫بآزادي‪ ..‬آزادي‪ ،‬لكن تعامل النظام‬ ‫الوحشي مع المظاهرات سلكت الثورة‬ ‫مسارا ً آخر وهذه هي النتيجة‪ ،‬حرب‬ ‫أهلية بكل معنى الكلمة تمهيدا لتقسيم‬ ‫البالد‪ .‬الواقع الكوردي لم يتفاعل مع هذا‬ ‫الواقع بحكمة‪ ،‬وانقسم الواقع الكوردي‬ ‫وفق مسارين متناقضين‪ ،‬فكانت العطالة‪،‬‬ ‫اضاعت البوصلة الحقيقية‪ ،‬ابتعدت‬ ‫عن قيم الكوردايتي‪ .‬هذا الواقع كلّف‬ ‫السوريين (كوردا ً وعرباً) مئات آالف‬ ‫الشهداء‪ ،‬وعشرات آالف الجرحى‪،‬‬ ‫وآالف المعتقلين والمفقودين‪ ،‬وماليين‬ ‫المهجرين إلى خارج أسوار الوطن‪ ،‬عدا‬ ‫عن الخراب والدمار الذي ال يوصف‪.‬‬ ‫كل ذلك يحضنا نحن الكورد على أن‬ ‫ندرس المشهد واللوحة بجدية وعقالنية‬ ‫وبمسؤولية كبيرة‪ ،‬لكي نخرج من‬ ‫المعادلة بأقل الخسائر‪ ،‬وإيصال شعبنا‬ ‫إلى بر األمان إلى حق تقرير المصير‬ ‫وفق حكم فيدرالي لكوردستان‪ -‬سوريا‬

‫والديمقراطية لسوريا‪ ،‬ألن الظرف‬ ‫الدولي واإلقليمي موات لنا‪ ،‬وعلينا ترك‬ ‫األمور والنزاعات الفردية جانبا‪ .‬وأن‬ ‫نكون ككل لقضية شعبنا ولمصلحتنا‬ ‫القومية‪.‬‬

‫استطيع حصر أسباب‬ ‫االنشقاق إلى ثقافتنا‬ ‫وتربيتنا المكتسبة‬ ‫من التخلف والجهل‬ ‫واألنانية‬ ‫البد من مضاعفة‬ ‫الجهود وتكثيفها‬ ‫والعمل وفق قاعدة‬ ‫نكران الذات تجاه‬ ‫القضية‬ ‫ليكن شعارنا‬ ‫(الوحدة وليس سواها‬ ‫وبدونها لن يتحقق‬ ‫األمل والطموح)‬

‫شؤون سورية‬

‫كوردستان‬

‫العدد (‪2015/6/15 )514‬م – ‪2715‬ك‬

‫نوافذ‬

‫المؤلم من الذاكرة المنسية‬

‫حكاية قتل عسكري كوردي تحت التعذيب‬ ‫اسماعيل شريف‬ ‫ قامشلو‬‫ضمن استمرار نشر صور‬ ‫المعتقلين الذين لقوا حتفهم‬ ‫تحت التعذيب في سجون‬ ‫النظام السوري على خلفية‬ ‫مشاركتهم في الثورة السورية‬ ‫تعود بها الذاكرة الى الوراء‬ ‫لتأتي بتعليق تحت الصور‪،‬‬ ‫(هللا يرحم جميع الشهداء الذين‬ ‫قضوا تحت التعذيب قبل وبعد‬ ‫الثورة المجيدة)‪ .‬ولتتذكر االنسة‬ ‫نجاح موسى صورة أخيها الذي‬ ‫قضى حياته في سجون األسد‬ ‫في ظروف لم تسمح لهم بنشر‬ ‫صورته التي تبين عليها آثار‬ ‫التعذيب او ترويج قضيته الى‬ ‫الرأي العام أو حتى ان يكون‬ ‫بمقدور أحد أن يصوره‪ ،‬الن‬ ‫النظام حذّر ذويه من التشيع‬ ‫الكبير‪ ،‬وطلب دفن جثمانه‬ ‫في المساء الذي ارسله مرافقا ُ‬ ‫بكتاب دون فيه "ان ادريس‬ ‫محمد موسى سبب الوفاة نوبة‬ ‫قلبية"‪ ،‬متجاهالً اثار التعذيب‬ ‫على جسده‪.‬‬

‫المخيلة القاسية‬

‫وتراجع مخيلتها لتتذكر‬ ‫والدتها كيف كانت تعد االيام‬ ‫واللحظات‪ ،‬تراقب عقارب‬ ‫الساعة‪ ،‬تنظر الى الروزنامه‬ ‫المعلقة واأليام تتوالى‪ ،‬لم تكن‬ ‫تنتظر عيد ميالدها أو عيد ميالد‬ ‫زواجها او ميالد أحد ابنائها‪.‬‬ ‫كان كل همها إيقاف الزمن! نعم‬ ‫ايقاف الزمن‪.‬‬ ‫يقترب ادريس من ربيعه الثامن‬ ‫عشر‪ ،‬وها هي مالمح الرجولة‬ ‫تظهر عليه‪ .‬فرحت (أم ادريس)‬ ‫حين ظهر بعض السواد فوق‬ ‫شفتيه‪ ..‬لقد أصبح رجالً‪" ،‬سوف‬ ‫نزوجه قريباً" تقول البنتها‪.‬‬ ‫امتزجت تلك الفرحة بموجة‬ ‫خوف شديدة شعر بها الجميع‪،‬‬ ‫يقترب ادريس شيئا ً فشيئا ً من‬ ‫خدمة الجيش االلزام‪ .‬البد من‬ ‫هذا الخوف‪ ،‬فخدمة الجيش في‬

‫"سوريا" التي سموها بـ(سوريا‬ ‫االسد) إهانة للذات البشرية‬ ‫أكثر مما هي حماية للوطن‬ ‫المغتصب‪ ،‬المسلوب‪ .‬خدمة‬ ‫الجيش هي عقوبة وعذاب‪ ،‬هي‬ ‫برد في الشتاء القارس وحر‬ ‫في الصيف الحار‪ ،‬ومما زاد‬ ‫من قلق العائلة‪ ،‬مرض صرع‬ ‫جزئي يعاني منه ادريس‪.‬‬ ‫ينتاب افراد عائلة ادريس ثقة‬ ‫ثم خوف ثم ثقة‪ ،‬بأن ابنهم لن‬ ‫يخدم الجيش ألنه وبكل بساطة‬ ‫مريض والمريض يعفى‪ ،‬هكذا‬ ‫ظنوا‪.‬‬ ‫تقول االم كما االب واالخوة‬ ‫"سيحصل ادريس على التسريح‬ ‫بمجرد فحصه عند اي لجنة‬ ‫طبية"‪ .‬حاولت العائلة مرارا ً‬ ‫وتكرارا ً عبر وسطاء تسريح‬ ‫ابنهم دون جدوى‪ ،‬دفعوا المال‬ ‫الكثير‪ ،‬سافروا الى غالبية مدن‬ ‫ومحافظات سوريا وفي كل‬ ‫مدينة يدفعون المال ويلتقون‬ ‫بوسطاء دون أن تثمر جهودهم‬ ‫شيئاً‪.‬‬

‫شرطة عامودا‬

‫تعبت العائلة وتعب ادريس من‬ ‫دوريات شرطة عامودا التي‬ ‫تبحث عنه دوما في قريته (تل‬ ‫حبش) جنوب غربي عامودا‪،‬‬ ‫فقرروا أخيرا ً مكرهين على‬ ‫ارسال فلذة كبدهم الى خدمة‬ ‫الجيش لتبدأ هنا قصة الشاب‬ ‫ادريس محمود موسى (ولد‬ ‫في قرية تل حبش‪ -‬عامودا‬ ‫‪ ،)1981‬فقد حياته هو والعديد‬ ‫من العساكر الكورد بعد انتفاضة‬ ‫أذار ‪ 2004‬فقط ذنبهم ألنهم‬ ‫كورد ومن المناطق التي وقفت‬ ‫في وجه النظام آنذاك‪ .‬تسرد‬ ‫شقيقته (نجاح) قصته وبعد‬ ‫ست سنوات من المحاوالت‬ ‫والهروب من الشرطة‪ ،‬ذهب‬ ‫والدها الى ديرالزور برفقة ابنه‬ ‫وسلم ادريس للشرطة العسكرية‬ ‫في ديرالزور عند طريق‬ ‫سمسار يدعى (أبا القاسم)‪.‬‬

‫ادريس يخدم في الجيش‬

‫أخبرهم أبو القاسم بأن ملف‬ ‫ابنهم سوف يتم تحويله الى‬ ‫دمشق وثم سيتم تسريحه‪.‬‬ ‫كان أبو القاسم كأسالفه من‬ ‫السماسرة قبض نقوده ولم ينفذ‬ ‫أو لم يستطع تنفيذ ما وعد به‪.‬‬ ‫كل األمور سارت بشكل جيد‪ ،‬لم‬ ‫يكن ادريس ليحصل على ورقة‬ ‫التسريح الموعود بها‪ ،‬لكن‬ ‫على أقل تقدير كان سياق بشكل‬ ‫طبيعي‪ ،‬وكما جرت العادة إلى‬ ‫دمشق وهناك سينضم إلى آالف‬ ‫العساكر الجدد التي دأب الجند‬ ‫القدماء على مناداتهم باألغرار‪.‬‬ ‫لكن ما لم يكن يخطر ببال أحد‬ ‫أن يتمسك به ضابط الشرطة‬ ‫العسكرية في ديرالزور دون‬ ‫أن يسوقه إلى العاصمة دمشق‪.‬‬ ‫تكمل نجاح شقيقة ادريس ما‬ ‫جرى مع والدها وشقيقها في‬ ‫ديرالزور "في اليوم التالي‬ ‫التقى والدي مع ادريس الذي‬ ‫كان تعرض خالل تلك الساعات‬ ‫لعذاب شديد‪ ".‬لسوء حظ ادريس‬ ‫انه وقع بيد ضابط تربطه‬ ‫صلة قرابة بالضابط المقتول‬ ‫في عامودا سنة ‪ 2004‬أثناء‬ ‫انتفاضة الكورد حيث قتلت‬ ‫السلطات السورية أكثر من‬ ‫‪ 30‬كورديا في انتفاضة عمت‬ ‫المناطق الكوردية ووصلت الى‬ ‫دمشق وحلب‪.‬‬

‫انتقام ضابط مجرم‬

‫قال له الضابط "اسمك إدريس!‬ ‫وكوردي! ومن عامودا! كنت‬ ‫أبحث عنك في السماء ووجدتك‬ ‫على األرض"‪ ،‬قالها والحقد‬

‫في عينيه‪ ،‬قالها واالنتقام في‬ ‫مخيلته‪ ،‬ويقول انت لم تلتحق‬ ‫بالتسويق ألنك كنت من‬ ‫المشاركين بأعمال الشغب في‬ ‫عامودا وتظاهرت ضد الدولة‪.‬‬ ‫سوف ينتقم لموت قريبه من‬ ‫ادريس‪ ،‬سيعذب ادريس‪،‬‬ ‫سيستلذ بتعذيبه‪ .‬انها ثقافة‬ ‫االنتقام‪ ،‬ثقافة الغابة‪ .‬لم يكن‬ ‫ﻹدريس ناقة أو جمل في مقتل‬ ‫ذاك الضابط قبل ‪ 4‬أعوام‪ ،‬لم‬ ‫يقتله ادريس ولم يشارك في‬ ‫ذلك‪ ،‬بل لو كان األمر بيده ألبعد‬ ‫الموت عن ذاك الضابط‪.‬‬ ‫طبطب الوالد ولده الذي بدت‬ ‫آثار الضرب بادية على رأسه‬ ‫وجسده‪ ،‬وادخل بعض الطمأنينة‬ ‫في قلبه‪ ،‬أخبره بأنه دفع كثيرا‬ ‫من المال "هذه المرة البد ان‬ ‫تحصل على ورقة التسريح‪".‬‬ ‫نقل ادريس الى دمشق‪ ،‬بعد‬ ‫اسبوع كامل من الضرب تم نقله‬ ‫الى سجن تابع لمشفى تشرين‬ ‫العسكري‪ .‬كان برفقة االب كل‬ ‫من اخ ادريس وخاله‪ ،‬التقوا‬ ‫به وهو مقيد اليدين والقدمين‪.‬‬ ‫رآهم ادريس وبدأ يغني للفنان‬ ‫الكوردي (محمد شيخو) اغنية‬ ‫"آي فلك" وبدأ يقول "أبي انا‬ ‫ال أخاف" وأكمل اغنيته‪ ،‬حينها‬ ‫ذرف األب دموعه وادرك بأن‬ ‫فلذة كبده يعامل معاملة السجناء‬ ‫وليس كعسكري‪.‬‬ ‫المشفى يمنع الدواء عن ادريس‬ ‫منع الضابط في سجن تشرين‬ ‫الدواء الذي اعتاد ادريس‬ ‫تناوله‪ ،‬وقال لألب إن ابنك يعاند‬ ‫في سبيل تسريحه وهو ليس‬

‫بمريض على الرغم من وجود‬ ‫عدة تقارير من لجان طبية‬ ‫تؤكد مرضه‪ .‬تكمل نجاح شقيقة‬ ‫ادريس "منذ ذاك اليوم اختفى‬ ‫أخي‪ ،‬لم يستطع أحد أن يلتقي‬ ‫به‪"..‬‬ ‫سألوا اللجنة فأخبرتهم بأن‬ ‫ادريس حصل على التسريح‪،‬‬ ‫لكن أين إدريس؟ راجعوا مدير‬ ‫مشفى تشرين العسكري ليقول‬ ‫لهم بأن ابنكم قد هرب‪ .‬سألهم‬ ‫األب‪ :‬كيف يهرب وهو مقيد؟‬ ‫ومتى هرب؟‬

‫كذبة الهروب من المشفى‬

‫صرخ مدير المشفى وطردهم‬ ‫دون أن يعلموا أين فلذة كبدهم‪،‬‬ ‫هنا لحقت باألب ممرضة علوية‬ ‫وساعدتهم في ارشادهم الى‬ ‫مكان ادريس‪" ..‬لقد قتلوه تحت‬ ‫التعذيب"‪ ،‬وأخذتهم الى براد‬ ‫المشفى‪.‬‬ ‫يرض مسؤولو المشفى بتسليم‬ ‫لم‬ ‫َ‬ ‫الجثة إال بعد إرغام األب على‬ ‫التوقيع بأن ابنهم مات بسبب‬ ‫نوبة قلبية‪ .‬لم يستطع األب إال‬ ‫التوقيع ألنه لن يستلم الجثة إن‬ ‫لم يقل بأن ابنه مات ميتة عادية‬ ‫بتأريخ ‪.2008/2/29‬‬ ‫تكمل نجاح ما سمعته من والدها‬ ‫وما شاهدته هي فتقول‪ :‬كانت‬ ‫الجثة مشوهة‪ ،‬كان التعذيب‬ ‫واضحا جدا على رأس وجسد‬ ‫أخي وهذا ما يبين في الصور‪.‬‬

‫مات ادريس تحت التعذيب‬

‫افترق ادريس عن أهله‪ ،‬عن‬ ‫قريته ومدينته‪ ،‬عن أمه التي‬ ‫انتظرته يكبر يوما بعد آخر‪.‬‬ ‫مات ادريس عدة مرات‪ ،‬مات‬ ‫عندما عذبوه‪ ،‬ومات عندنا أخفوا‬ ‫حقيقة موته‪ ،‬ومات عندما دفنوه‬ ‫بصمت مريع تحت تهديدات‬ ‫األمن العسكري‪ ..‬بقيت قصة‬ ‫هذا العسكري طي الكتمان ولم‬ ‫ينشر أحد عنه إال تغطية بسيطة‬ ‫من قناة كوردية نشرت صورة‬ ‫سربها أحد أقاربه بعد‬ ‫إلدريس‪ّ ،‬‬ ‫عدة شهور من قتله‪.‬‬

‫صور مؤلمة من واقع الحرب السورية‬

‫ميديا محمد‪ -‬قامشلو‬

‫الحرب في سوريا وتأثيرها‬ ‫المباشر لم يقف عند حد القتل‬ ‫والدمار التشريد‪ ،‬المقتصر على‬ ‫الضحايا فقط‪ ،‬بل باتت خطرا ً‬ ‫يهدد حياة المواطنين كافة‪.‬‬ ‫تعاني سوريا من غياب األمن‬ ‫‪www.pdk-s.com‬‬

‫واألمان منذ بدء الثورة‪ ،‬وغياب‬ ‫هذين العنصرين األساسيين‬ ‫جو من الخوف‬ ‫أدى إلى خلق ّ ٍ‬ ‫والقلق والتوتر بين المواطنين‬ ‫بشكل يومي‪ ،‬فخطر الموت‬ ‫مستمر بين السوريين ليس‬ ‫فقط بالمدفعيات والقذائف‬ ‫والرصاص‪ ،‬بل هناك مشاكل‬ ‫أخرى ال تق ّل خطورة عن‬ ‫الحرب‪ ،‬منها صحية وجسدية‬ ‫ونفسية سيئة بسبب األوضاع‬ ‫االجتماعية والظروف المعيشية‬ ‫الصعبة التي تعيشها البالد‪،‬‬ ‫وأصبحت تؤثر بشكل مخيف‬ ‫على حياة المواطنين‪ ،‬فالخوف‬

‫والقلق والتوتر اليومي أدى إلى‬ ‫ارتفاع في المشاكل الصحية‪،‬‬ ‫كارتفاع ضغط الدم والسكر‬ ‫والجلطات الدماغية والسكتات‬ ‫القلبية إضافة إلى المشاكل‬ ‫الناتجة عن البيئة السيئة الناجمة‬ ‫عن حراقات النفط اليدوية‬ ‫المنتشرة بكثرة في البالد يؤدي‬ ‫دخانها المليء بالغازات السامة‬ ‫الجو إلى أمراض‬ ‫المنتشرة في ّ‬ ‫صدرية وسرطانية خطيرة‬ ‫إضافة إلى المشاكل الصحية‬ ‫األخرى‪ ،‬وهناك ضغوط نفسية‬ ‫ذات آثار سيئة على نفسية‬ ‫المواطن السوري تهدد حياته‬

‫بشكل يومي‪.‬‬ ‫ففي كل منزل سوري أب‬ ‫يعاني من عدم قدرته على‬ ‫توفير مستلزمات المعيشة‬ ‫اليومية كافة ألسرته بسب غالء‬ ‫المعيشة وارتفاع أسعار السلع‬ ‫االستهالكية‪ .‬في كل منزل‬ ‫سوري أ ٌّم تعاني من الخوف‬ ‫والقلق على حياة أبنائها‪ ،‬وفي‬ ‫كل منزل أم تبكي على ول ٍد مات‬ ‫في الحرب‪ ،‬وول ٍد هاجر بعيدا‬ ‫هربا ً من الموت‪ ،‬وفي كل منزل‬ ‫سوري شاب يعاني من الخوف‬ ‫والقلق على مستقبله‪ ،‬وهو مكب ٌل‬ ‫بقيود كالسجين ولكن ليس في‬

‫السجن بل في منزله محروم من‬ ‫حقوقه الشخصية كحق الحياة‬ ‫والتعليم والعمل‪ .‬في كل منزل‬ ‫فتاة ٌ تعاني الخوف والقلق من‬ ‫مستقبلها المجهول وهي سجينة‬ ‫في غرفتها تنظر بحزن لواقعها‬ ‫ال ُمظلم الذي حطم أحالمها‪ .‬في‬ ‫ي أسرة نازحة‪،‬‬ ‫ك ّل شارع سور ّ‬ ‫مهاجرة‪ ،‬مكلومة‪ ،‬تخاف من‬ ‫استمرار الحياة وتعاني من‬ ‫التّشرد والجوع‪ .‬في ك ّل مدينة‬ ‫سورية مجتم ٌع ينهشه سوء‬ ‫يتعرض‬ ‫الحياة والخدمات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ينتظر يوما ً أفضل‪.‬‬ ‫للقصف‪،‬‬ ‫ُ‬

‫‪7‬‬

‫سوريا وتهشم لوحة الفسيفساء‬

‫عمر كوجري‬ ‫قرابة الخمس سنوات والنزيف في البنيان‬ ‫السياسي والمجتمعي يستمر في سوريا‪ ،‬النزيف‬ ‫على مستوى البشر والحجر‪ ،‬وفقد الطاقات بكل‬ ‫صنوفها جار‪ ،‬دون أن يهتدي النظام بخياره‬ ‫العسكري‪ ،‬واستعماله لك ّل أنواع األسلحة‬ ‫على الشعب‪ ،‬والمعارضة بكثرة مسمياتها‬ ‫ومؤتمراتها وأجنحتها‪ ،‬حالً لوقف هذا الدمار‬ ‫الذي أضر بالدولة التي كانت سوريا‪.‬‬ ‫لعل الضرر األكثر إيالما ً وقع أيضا ً على مشهد‬ ‫لوحة الفسيفساء السورية‪ ،‬هذه اللوحة التي‬ ‫كان يمكن أن تكون عامل قوة ومنعة وجذب‬ ‫وتنوعها االثني منذ عشرات السنين‪،‬‬ ‫حضاري‪ُّ ،‬‬ ‫ويبدو لقد ظهر ما كان مضمرا ً في الحياة‬ ‫االجتماعية السورية‪ ،‬وتأكد أن ذلك التعايش‬ ‫«العظيم» الذي لطالما تغنّى به النظام بعقله‬ ‫الشوفيني واإلقصائي ممارسة‪ ،‬و»المدني‪-‬‬ ‫الحضاري» شكالً‪ ،‬قد كان مجرد وهم أقنع‬ ‫السوريون أنفسهم به‪ ،‬أو أجبرهم النظام على‬ ‫السكوت بإرهاب السالح‪ ،‬ورعب المعتقالت‬ ‫في األفرع االستخباراتية المنتشرة في كل‬ ‫مكان‪ ،‬والتي أنشأها النظام إلركاع الشعب‬ ‫السوري‪ ،‬وإخضاعه‪ ،‬والحكم بجنازير الدبابة‪،‬‬ ‫والحقا ً بالسالح الكيماوي‪ ،‬والسالح األكثر فتكا ً‬ ‫ووحشية‪ ،‬واألرخص تكلفة «براميل الموت»‪.‬‬ ‫النظام الذي حكم متغنيا ً باألمة «الواحدة»‪،‬‬ ‫و»أهدافها المجيدة»‪ ،‬ساهم بقوة في نسف أحالم‬ ‫السوريين في العيش تحت مظلة دولة تكون‬ ‫الوعاء الجامع لكل السوريين دون إكراه‪ ،‬أو‬ ‫تعنيف‪ ،‬أو قسر‪.‬‬ ‫في لجة هذه الحرب المجنونة التي أعادت سوريا‬ ‫قرنا ً للوراء‪ ،‬يبحث الجميع عن إمكانية النجاة‬ ‫بمركبه االثني أو الديني‪ ،‬وصارت موضوعة‬ ‫سوريا المتشظية في فسيفسائها إلى قطع الحديث‬ ‫اليومي للميديا‪ ،‬وحتى للسوري في أي مكان‪.‬‬ ‫وتصور السيناريو بسوريا‬ ‫الخالص بات فردياً‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أقرب للنبض العراقي في استقطاع حدوده‬ ‫«الوهمية» من دولة للسنة‪ ،‬ودولة للكورد‪،‬‬ ‫ودولة للعلويين‪ ،‬ودولة للدروز‪ ،‬بات الترنيمة‬ ‫األكثر شيوعاً‪ ،‬وحتى الطوائف الدينية باتت‬ ‫تتلمس خالصا ً لها‪ ،‬ولطقوسها‪ ،‬وتنوي النأي‬ ‫عن الجامع السوري «اإلخضاعي» في هيمنته‬ ‫الديني –إسالمياً‪.‬‬ ‫في هذا السياق‪ ،‬ينبغي على الكورد في‬ ‫كوردستان سوريا أن يتلمسوا طريقهم‪ ،‬ورغم‬ ‫أن الحرب في سوريا أخلّت بالبنية الديموغرافية‬ ‫في غير مصلحة الكورد‪ ،‬من تهجير وهروب‬ ‫الشباب‪ ،‬وسياسة ممنهجة إلفراغ المنطقة‬ ‫الكوردية من سكانها‪ ،‬إال أن هناك طيفا ً واسعا ً‬ ‫من شعبنا مازال محتفظا ً بأرضه‪ ،‬والرهان عليه‬ ‫قائم‪.‬‬ ‫يبقى على الحركة السياسية الكوردية في‬ ‫كوردستان‪-‬سوريا مهمة تاريخية وهي التخلي‬ ‫عن التخندق الحزبي‪ ،‬ومالقاة أحالم الجماهير‬ ‫الكوردية‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫الحدث الساخن‬

‫العدد (‪2015/6/15 )514‬م – ‪2715‬ك‬

‫كوردستان‬

‫حريق مستوصف ميسلون في قامشلو‬ ‫(اللغز المحير)!!‬

‫في عيون ذوي الضّحايا‪ :‬ما سبب هذا الحريق اللّغز؟‬ ‫وهل قامت جهات ما‪ ،‬سلطة األمر الواقع أو النظام‬ ‫أو منظمات حقيقية في التحقيق في األمر؟ هل سيبقى‬ ‫الزمن وحده كفيالً بنسيان الحادثة؟ هل أصدرت أي‬ ‫جهة سلطوية أو أهلية بيانا يوضّح مالبسات الحادث؟‬

‫تقرير‪ :‬مكتب الثقافة واإلعالم‬

‫تفاجأ سكان مدينة قامشلو صباح يوم ‪2015/5/31‬م‬ ‫بحريق مد ِ ّمر التهم مستوصف ميسلون في شرقي‬ ‫قامشلو بما فيه من بشر‪ ،‬واستشهد خمسة وعشرون‬ ‫شخصا ً منهم‪ ،‬ورغم أن أهالي الحي هرعوا إلى‬ ‫المنطقة‪ ،‬إال أنهم لم يتمكنوا إال أن يقفوا مكتوفي‬ ‫األيدي أمام حريق ينفث نيرانه أمام المنفذ الوحيد‬ ‫للدخول والخروج‪ ،‬فما كان على شبانهم ورجالهم‬ ‫إال أن يسلطوا قواهم على كسر الشبابيك الحديدية‪،‬‬ ‫وجدران اسمنتية حتى يستطيعوا أن يفتحوا‪ ،‬ولو منفذا ً‬ ‫بسيطا ً لخروج ذلك الدخان الذي حصد أرواح فلذات‬ ‫أكبادنا‪.‬‬

‫شهادات َمن حضر الكارثة‬

‫أفاد كثير من الشهود الذين حضروا الحادثة وحاولوا‬ ‫نجدة المستغيثين‪ّ ،‬‬ ‫بأن نيرانا ً هائلة كانت تسدّ بوابة‬ ‫ٌ‬ ‫ب أسطوري‪.‬‬ ‫المستوصف‪،‬‬ ‫ودخان خانق يلفّه كسحا ٍ‬ ‫كلّهم أ ّكدوا أنه تعذر إخراج الكوادر الطبية من‬ ‫الداخل‪ ،‬وقضى جميعهم حياتهم فيه‪ ،‬اضطروا لكسر‬ ‫النوافذ الخلفية‪ ،‬لكن بعد فوات األوان‪ .‬وقد نفى الجميع‬ ‫أن يكون الحريق من الحشائش الخارجية‪ ،‬ألن ذلك‬ ‫كان في الساعة التاسعة‪ ،‬بينما الحريق حدث في‬ ‫الحادية عشرة‪.‬‬

‫الناجيتان من جحيم الحريق‬

‫أفادت الناجيتان الوحيدتان (منتهى نايف محمد)‬

‫أسماء الضحايا وفق التسلسل األبجدي‬

‫و(روبين فهد علي) ّ‬ ‫بأن الحريق اندلع بحدود الساعة‬ ‫الحادية عشر وبشكل مفاجئ‪ .‬قالت منتهى‪ :‬كنتُ في‬ ‫غرفتي (الصيدلية) عندما سمعتُ انفجاراً‪ ،‬أسرعتُ‬ ‫إلى باب الغرفة وإذا كتلة من النار تمشي بسرعة‬ ‫هائلة على بالط الممشى‪ ،‬ركضتُ باتجاه الباب‪ ،‬ظنا ً‬ ‫مني بأن اآلخرين خرجوا ألن غرفتي في نهاية الممر‪،‬‬ ‫وفي لحظات قليلة كانت األدخنة تغطي البوابة‪.‬‬ ‫وقالت الناجية الثانية روبين فهد علي‪ :‬كنت في غرفة‬ ‫النسائية بعد أن وقعتُ على دفتر الحضور‪ ،‬في حدود‬ ‫الحادية عشرة سمعتُ انفجاراً‪ ،‬هرعتُ إلى باب‬ ‫النسائية‪ ،‬كانت كتلة من النار تشبه كرة‪ ،‬تتدحرج في‬

‫الممشى بسرعة‪ ،‬أسرعتُ إلى بوابة المدخل‪ ،‬وعندما‬ ‫خرجتُ وقبل وصولي إلى باب السور الرئيسي‪،‬‬ ‫تذكرتُ أن هناك أصدقائي وأطفاالً‪ ،‬فرجعتُ‬ ‫ألساعدهم‪ ،‬تفاجأت أن نيرانا ً هائلة تلتهم أحشاء‬ ‫المستوصف وتسدّ الباب‪ ،‬شاهدتُ أشخاصا ً يحاولون‬ ‫الخروج والنار تلفّهم‪ ،‬كأنهم أجسام من النار‪ ،‬لكنهم‬ ‫سقطوا ولم ينجحوا في الزحف‪.‬‬ ‫وكانت الناجيتان في حالة نفسية سيئة‪ ،‬حيث يسيطر‬ ‫الرعب والخوف عليهما‪.‬‬

‫أسئلة ال تنتهي بالتقادم‬

‫ويبقى التساؤل قائما ً‬ ‫ومستمرا ً في عيون الناس‪ ،‬خاصة‬ ‫ّ‬

‫أميرة خضر‪ ،‬أولفان محي الدين شمدين (سنتان)‪ ،‬ثناء‬ ‫إبراهيم ياسين (‪ 28‬سنة)‪ ،‬وضحة محمد نزير حسين‬ ‫(معروفة باسم جوهرة‪ ،‬قابلة من تل معروف)‪ ،‬جيهان‬ ‫عمر (ممرضة شابة)‪ ،‬جيهان يوسف خلو (كاتبة‪،‬‬ ‫متزوجة)‪ ،‬حسين رياض (طفل سليمان ابن ياسمين‬ ‫سليمان ‪ 8‬سنوات)‪ ،‬زوزان أحمد سينو‪ ،‬شاميران‬ ‫أمين حسين‪ ،‬صباح (كانت في مشفى فرمان)‪ ،‬طارق‬ ‫زاهد‪ ،‬غفران مولد مغربي (طبيبة أسنان مناوبة وهي‬ ‫من دمشق)‪ ،‬فاطمة فخري‪ ،‬فيان عبدالغني سليمان‬ ‫(‪23‬سنة أم سفكين) كانت بمشفى الوطني‪ ،‬كانيوار‬ ‫رشو (سنة واحدة‪ ،‬ابن فيان سليمان)‪ ،‬سفكين رشو‬ ‫(سنتان‪ ،‬ابن فيان)‪ ،‬كليزر محمد علي عكو (صيدلية)‬ ‫عضو في مكتب اتحاد الطلبة‪ ،‬محمد صالح‪ ،‬مريم‬ ‫شكيب عثمان (ابنة أميرة)‪ ،‬معاذ‪ ،‬مهدي (طفل)‪ ،‬نهاد‬ ‫عبدو (‪ 25‬سنة‪ ،‬فني مخبري من تل معروف)‪ ،‬هيفي‬ ‫محمد سعيد سليمان (موظفة) كانت بمشفى الوطني‪،‬‬ ‫ياسمين محمود سليمان (إدارية مع ابنها)‪.‬‬

‫حلف األمة الديمقراطية وأفقه المستقبلي‬

‫قهرمان مرعان آغا‪ -‬برلين‬

‫بعيدا ً عن المفاهيم والمصطلحات‪ ،‬وعن‬ ‫التفسير والتأويل‪ ،‬والكالم الفارغ الذي‬ ‫يصدع الرؤوس‪ ،‬ويبث اليأس في النفوس‬ ‫‪.‬تقام األحالف ظاهريا ً بين قوى لها رؤية‬ ‫سياسية متقاربة‪ ،‬او مصالح مشتركة تحتمها‬ ‫ضرورات الصراع‪ ،‬لكن في حقيقة األمر‬ ‫هو نشوء منظم باالتفاق‪ ،‬يقام لمناهضة‬ ‫قوى أخرى مناوئة‪ ،‬طبعا ً يتراوح الهدف‬ ‫منه‪ ،‬الدفاع عن الذات في مواجهة اآلخر‪،‬‬ ‫ومواجهة التهديد الصادر عن تلك القوى‬ ‫وردعها‪.‬‬ ‫عندما اندلعت الثورة السورية‪ ،‬حاول النظام‬ ‫ايجاد حلف مع الحركة السياسية الكوردية‪،‬‬ ‫لعزلهم عن الحراك الشعبي في حينه‪،‬‬ ‫ولم يفلح تحت ضغط الجماهير الثائرة‪،‬‬ ‫ومفاعيل الثورة السلمية في عموم سوريا‪.‬‬ ‫وعندما وجد النظام ضالته في حزب العمال‬ ‫الكوردستاني‪ ،‬حليفه السابق في حروبه‬ ‫المنطلقة من سوريا «األسد»‪ ،‬باتجاه‬ ‫الساحة الكبرى لتحرير وتوحيد كوردستان‬ ‫في البداية‪ ،‬وتجديد تحالفه بالشراكة وتبادل‬ ‫المنفعة في الساحة الصغرى في النهاية‪ ،‬من‬ ‫‪www.pdk-s.com‬‬

‫خالل تحالف عسكري‪ ،‬ت َرتَّب عليه تسليم‬ ‫وانسحاب قطعات عسكرية متمثلة بالجيش‬ ‫والهجانة‪( ،‬حرس الحدود) والشرطة‪ ،‬مقابل‬ ‫استالم وتمركز قوة حليفة مسلحة أخرى في‬ ‫االماكن ذاتها‪ ،‬على طول حدود كوردستان‬ ‫سوريا‪ ،‬وكذلك في البلدات والمدن باستثناء‬ ‫مناطق (الغيتو) العائدة للنظام في مراكز‬ ‫المدن الكبرى‪.‬‬ ‫وترتب أيضا ً منفعة نسبية متبادلة بين‬ ‫الطرفين‪ ،‬للنظام حصة األسدين (األب‬ ‫واالبن)‪ ،‬من خالل وقف االنشقاقات في‬ ‫صفوف قواته في حينه وسحب المتبقي‬ ‫منها الى أماكن النزاع المسلح‪ ،‬وبهذا وفر‬ ‫لنفسه جهود أعداد تقدر باآلالف من الجنود‬ ‫مع توفير مصاريف طائلة سواء من جهة‬ ‫السالح والذخائر والرواتب والتحركات‪،‬‬ ‫واألنفع من هذا نصب حارس أمين في‬ ‫مثلث حدودي مع دول الجوار‪( ،‬العراق‪،‬‬ ‫اقليم كوردستان‪ ،‬تركيا) لتأمين مؤخرته‬ ‫بدرع واق مطواع‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ومن المهم اإلشارة إلى إن هذا التحالف‬ ‫نجز على األرض في بداية ‪ ٢٠١٢‬وكان‬ ‫أُ ِ‬ ‫النظام على وشك السقوط في دمشق‪،‬‬ ‫وقبل ظهور الجماعات االرهابية والفكر‬ ‫التكفيري الذي كان يروج له أعالم النظام‬ ‫منذ البداية كتحصيل حاصل لسياسته‬ ‫السابقة في الممانعة والمقاومة للمشروع‬ ‫االمريكي‪ ،‬منذ عام ‪ ٢٠٠٣‬وبَدأْ التآمر على‬ ‫إقليم كوردستان الفيدرالي‪ .‬وبروز المحور‬ ‫وحدِّية لجر‬ ‫االيراني الطائفي أكثر بلورة ِ‬ ‫المنطقة الى ويالت الحرب والدمار‪ .‬إضافة‬ ‫إلى قطع الطريق على القوى والمجموعات‬ ‫القومية الكوردية في غرب كوردستان التي‬

‫أعلنت عن تشكيل فصائل مسلحة أسوة‬ ‫بباقي مناطق الثورة‪ ،‬من التمدد وتلقي‬ ‫الدعم‪ ،‬وبالتالي محاصرتها والقضاء عليها‬ ‫من قبل القوة الحليفة‪ ،‬أنصار (ب ك ك)‪.‬‬ ‫فإذا حسبنا طرديا ً عدد شهداء ابناء الشعب‬ ‫الكوردي الذين فقدوا حياتهم في مواجهة‬ ‫أعداء وأنصار(؟) النظام المجرم من القوى‬ ‫اإلرهابية أو الشوفينية التي تربَّت في حضن‬ ‫صدَ َمنا هو َل‬ ‫استخباراته على مدى عقود‪ ،‬ل َ‬ ‫الفاجعة التي لَ ِحقت بنا بسبب هذا التحالف‬ ‫العسكري والحرب بالوكالة‪ ،‬بينما جيش‬ ‫النظام وقواته األمنية وحلفائه في قالعهم‬ ‫آمنين‪ ،‬فيما لو خاضوا هذه المعارك كما‬ ‫هي باقي المناطق بالنسبة إليهم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫إن ما يسمى بكانتون الجزيرة أصبح في‬ ‫ظل الثورة الحديقة المحروسة لمصالح‬ ‫النظام االقتصادية دون ان يقدم مقابل‬ ‫ذلك دعمه الحكومي كما السابق‪ ،‬كتكاليف‬ ‫موجبة باستثناء رواتب من بقي من‬ ‫الموظفين في الدوائر والمؤسسات مع إبقاء‬ ‫النظام من خالل هذا التحالف على مفاعيل‬ ‫سياساته اإلجرامية السابقة بحق الشعب‬ ‫الكوردي سواء بالنسبة للمستوطنات‪،‬‬ ‫وفصائل البعث المسلحة والحرس القومي‬ ‫وشبيحته القبلية والطائفية المنضوية في‬ ‫ميليشيا ما يسمى بالدفاع الالوطني‪ ،‬علما ً ال‬ ‫وجود لسلطة فعلية لحزب البعث الشوفيني‬ ‫المجرم وال لجبهته التقدمية في سوريا سوى‬ ‫في محافظة الحسكة التي لم تزل تنشط بفعل‬ ‫هذه الشراكة بدعوى الحفاظ على عروبة‬ ‫الجزيرة في الوقت الذي ال ينفك اعالم (ب‬ ‫ك ك) عن ترداد مجابهته للنظام البعثي دون‬ ‫االسدي!‬

‫بالمقارنة ذاتها ولمصلحة أنصار (ب ك‬ ‫ك) أصبحت كوردستان الغربية بالنسبة‬ ‫لهم الساحة البديلة التي نقلوا إليها ثقلهم‬ ‫العسكري والسياسي واإلعالمي‪ ،‬وفقا ً‬ ‫لشروط االتفاق األمني مع تركيا من جانب‬ ‫واحد‪ ،‬ولممارسة تجربة اإلدارة الذاتية‬ ‫(الديمقراطية) الموازية إلدارة النظام‬ ‫حسب اتفاق الشراكة في اقليم كوردستان‬ ‫(سوريا) والقيام بدور الشرطي في مراقبة‬ ‫وقمع انصار الحركة الكوردية المتمثلة‬ ‫بالمجلس الوطني الكوردي ومنظمات‬ ‫المجتمع المدني‪ ،‬سواء بشكل بوليسي‬ ‫مباشر او عن طريق قرارته وممارساته‬ ‫الكيدية التي سبَّبت في تغيير ديموغرافية‬ ‫كوردستان لصالح العنصر العربي سواء‬ ‫المتواجدين سابقا ً او المستوطنين الحقا ً‬ ‫او الوافدين النازحين اآلن في عهد الثورة‬ ‫مقابل الهجرة والتهجير الذي لحق بالمجتمع‬ ‫الكوردي‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫إن جموح نزعة السيطرة والفردانية‬ ‫المتأصلة في نهج وفلسفة وسلوك قيادة‬ ‫وأفراد هذا الحزب خالل تجربته المريرة‬ ‫المنُت ِكسة وتدخله الشاذ في مجرى سير‬ ‫الحالة الطبيعية لنضال شعب كوردستان في‬ ‫أجزائه األربعة‪ ،‬واعتبار هذه الساحة ثقله‬ ‫األعظمي ونقطة مستقبلية لالنطالقة نحو‬ ‫باقي اجزاء كوردستان‪ ،‬دفعته الى مزيد من‬ ‫المكابرة والتعنت والمناورة‪ ،‬حيث أفضى‬ ‫هذا التحالف بالنتيجة الى حصار كوردستان‬ ‫الغربية سواء باتجاه الداخل أو الخارج‪ ،‬مما‬ ‫شكل عبئا ً إضافيا ً على الناس ومعيشتهم‬ ‫واحتياجاتهم اليومية ناهيك عن االستغالل‬ ‫والحرمان الذي يمارسه النظام باعتباره‬

‫المالك الحصري للقرار والموارد ‪.‬‬ ‫كما َّ‬ ‫إن انضمام شرائح من المكونات الدينية‬ ‫والقومية‪ ،‬الذين كانوا على الدوام جزءا ً من‬ ‫النظام تحت بند (إخوة الشعوب والمجتمع‬ ‫الديموقراطي) مع تشكيل ميليشيات مسلحة‬ ‫خاصة بها يأتي في هذا السياق‪ ،‬وبهذا‬ ‫تقاطعت مصالح مؤيدي النظام معاً‪ ،‬بداعي‬ ‫الدفاع عن الذات ومحاربة اإلرهاب‪ ،‬كما‬ ‫هو زعم النظام نفسه‪.‬‬ ‫وبنا ًء على ما سبق وعلى ما يسعفنا من‬ ‫المعطيات والتجربة‪ ،‬إن هذا الحلف سيستمر‬ ‫في حال سقوط النظام في العاصمة دمشق‬ ‫وانكفائه الى كانتونه في الساحل‪ ،‬ألسباب‬ ‫سيسوقها أعالم (ب ك ك)‬ ‫ومبررات مختلقة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫على أنه إنجاز فريد لفكرة األمة االفتراضية‬ ‫في االقليم والشرق االوسط كبداية لتعويمها‬ ‫العالمي في مراحل الحقة من عمر البشرية‪،‬‬ ‫باالستناد الى العالقة التاريخية بين حضارة‬ ‫أروكيش حيث الهوريين وأوغاريت حيث‬ ‫الفينيقيين‪ ،‬ونقل التجارب والخبرات من‬ ‫كانتونات اإلدارة الذاتية في (روژ آفا)‬ ‫الى كانتون الساحل والجبل‪ ،‬وسيتم تطوير‬ ‫العالقات الدبلوماسية من قائم باألعمال‬ ‫الى تبادل قناصل وسيكون صلة الوصل‬ ‫مطارات قامشلو والالذقية وطرطوس على‬ ‫نافذة البحر المتوسط والموانئ مع ضمان‬ ‫المرور في المجال الجوي لدولة (داعش)‬ ‫أو شراء طريق أرضي وحق الحماية كما‬ ‫يحصل اآلن‪ ،‬وبهذا سيحافظ النظام على‬ ‫وجوده وسلة غذائه واحتياجاته البترولية‬ ‫في الجزيرة مقابل االنتصار الكبير في‬ ‫الساحات بإزاحة تماثيل حافظ أسد ونصب‬ ‫جداريات لـ(عبدهللا أوجالن) إلى األبد‪.‬‬

‫طلبة وشباب‬

‫كوردستان‬

‫العدد (‪2015/6/15 )514‬م – ‪2715‬ك‬

‫‪9‬‬

‫دورة موسيقية في دربيسييه‬

‫الطلبة الكورد السوريون أمام كارثة تعليمية‬

‫مشاريع ربحية ومتاجرة بالالجئين تحت مسمى‬ ‫المنظمات االنسانية‬ ‫آزاد كلش‬

‫‪ -‬دوميز‬

‫ان غياب التنسيق واالهتمام الرسمي بين المجلس الوطني‬ ‫الكوردي ووزارة التربية والتعليم في الحكومة المؤقتة في‬ ‫االئتالف الوطني السوري من جهة والجهات الحكومية في االقليم‬ ‫من جهة اخرى‪ ،‬تشكل كارثة على الطلبة الكورد السوريين‬ ‫الموجودين حاليا في المخيمات بإقليم كوردستان‪ ،‬الذين تجاوزت‬ ‫اعدادهم عشرة آآلف طالب حامل وثيقة الثانوية‪ ،‬بينهم طالب‬ ‫جامعيون من السنة االولى الى سنة التخرج‪ .‬يأتي كل هذا بعد‬ ‫صدور القرار الخاص بالتجنيد االجباري من قبل‪ YPG‬و‪YPJ‬‬ ‫الجناح العسكري لحزب ‪ pyd‬الذي كان السبب في مغادرة الطلبة‬ ‫الوطن‪ .‬رغم العمل الدائم والمحاوالت المستمرة من قبل اتحاد‬ ‫الطلبة والشباب الديمقراطي الكوردستاني‪ -‬روجآفا‪ ،‬اال انه لم‬ ‫تلقي هذه القضية المهمة االهتمام المناسب من قبل أي طرف‪،‬‬ ‫رغم مناشدة االتحاد لجميع الجهات الرسمية في االقليم‪ ،‬بما فيها‬ ‫وزارة التربية وزيارة وزير التربية وزيارة البرلمان وباقي‬ ‫الجهات الرسمية عدة مرات‪ ،‬ولم تالق القضية سوى الوعود‬ ‫نفسها التي قطعت قبل عامين‪.‬‬ ‫مع ان اتحاد الطلبة والشباب الديمقراطي قدم ما يقارب ‪3000‬‬ ‫آالف وثيقة ثانوية لدائرة القبول المركزي عام ‪ 2014‬عدا الطلبة‬ ‫الذين قدموا وثائقهم بأنفسهم الى نفس الجهة‪ ،‬حيث مازال مصير‬ ‫الطلبة مجهوال‪ ،‬والسكوت التام من قبل حكومة االئتالف وعدم‬ ‫تقديمه شيئا يذكر للطلبة‪ ،‬وعدم االلتفات والنظر لمطالب الطلبة‬ ‫الكورد السوريين‪ .‬فوزارة التربية في حكومة االئتالف باعتبارها‬ ‫جزءا من السلطة الممثلة لقوى المعارضة يقع على عاتقها‬ ‫المسؤولية التامة حيال هذا العدد الضخم من الطلبة الكورد‪.‬‬

‫ماذا قدمت اليونسكو للطلبة‬

‫وفي المخيمات الخاصة بالكورد السوريين هناك غياب شبه تام‬ ‫لليونسكو والمنظمات االنسانية االخرى‪ .‬مع ان الطلبة والشباب‬ ‫في المخيمات يتلقون دورات وتقام لهم ورشات عمل في شتى‬ ‫المجاالت العلمية والحرفية‪ ،‬اال ان المنظمات االنسانية لم تقدم‬ ‫لهم شيئا يليق بمهامها حيال هؤالء المواطنين‪ .‬في الوقت الذي‬ ‫تقوم هذه المنظمات بصرف آالالف الدوالرات على اشياء ليست‬ ‫لها بذات اهمية تذكر‪ ،‬فجميع المشاريع التي تقوم بها هي ربحية‬ ‫ويتاجرون بالالجئين تحت اسماء المنظمات االنسانية ‪.‬والمراكز‬ ‫الترفيهية في المخيمات ليست سوى أعمال ديكور ومركزا‬ ‫لغض نظر الطلبة عن االمور االخرى‪ ،‬ويتم استغاللها للمصلحة‬ ‫اخاصة‪.‬‬

‫االجراءات الصعبة وآلية القبول‬

‫واقع االمر في المخيمات وغياب االهتمام‪ ،‬دفعت الطالب‬ ‫لالستياء من الجهات السياسية التي تمثلهم في االقليم وباألخص‬ ‫(ممثليه المجلس الوطني الكوردي في االقليم) التي لم تقدم‬ ‫المساعدة التحاد الطلبة والشباب الديمقراطي (الجهة المسؤولة‬ ‫عن شؤون الطلبة من حيث التمثيل) للقيام بعملهم اتجاه الطلبة‪،‬‬ ‫بل حاولت منع االتحاد من القيام بواجباته‪ ،‬فيما تم التصدي‬ ‫لبعض االعمال بأسماء شخصية من باب الدعاية االعالنية‪.‬‬

‫وهكذا بدأ الطلبة بالبحث عن البديل بأنفسهم وعن خيارات‬ ‫االلتحاق بالمنح المقدمة‪ ،‬وفي هذه الحالة حين اصطدم الطالب‬ ‫بجملة من الشروط الواجب تحقيقها للحصول على المنحة‪ ،‬الى‬ ‫جانب اإلجراءات االدارية الصعبة التي وقفت في وجههم‪ ،‬فلكل‬ ‫جامعة نظامها التعليمي واإلداري الخاص بها‪ .‬وهذا يؤثر على‬ ‫امكانية التقديم للمفاضلة واختالف الشروط من‬ ‫جامعة الى اخرى‪.‬وجميع الجامعات تشترط وجود كشف‬ ‫عالمات من اجل القبول في حين يصعب على الطالب الحصول‬ ‫عليه بعد القرار الذي صدر من وزارة التعليم العالي في سوريه‬ ‫بعدم منح الطلبة الذين لم يخدموا في (الجيش) كشف العالمات‪،‬‬ ‫وعدم اعطاء البنات كشف عالمات ما لم تنه السنة االخيرة من‬ ‫الدراسة‪ .‬وهناك بين الطلبة من هو منشق عن جيش االسد وليس‬ ‫بإمكانه المطالبة بكشف عالمته‪ ،‬وهناك ايضا من هو مطلوب‬ ‫امنيا للنظام وليس بإمكانه المطالبة بثبوتياته من دوائر الدولة‪.‬‬ ‫وهنا لدينا اغلب الطلبة من سجل في الجامعة وحصل على البطاقة‬ ‫ولم يداوم نتيجة سوء االوضاع االمنية في المناطق التي سجل‬ ‫بها‪ ،‬وهنا ال يحق للطالب المطالبة بكشف عالمات ألنه لم يقدم‬ ‫اية امتحان‪ ،‬وفي اقليم كوردستان ال يعترفون بالبطاقة الجامعية‬ ‫وحدها‪ .‬اضافة الى عدم استيعاب الجامعات هنا لهذا العدد الضخم‬ ‫من الطلبة الالجئين‪ ،‬خصوصا بعد الهجمة االرهابية على االقليم‬ ‫االمر الذي ادى الى توجه طالب شنكال والموصل الى جامعات‬ ‫االقليم‪.‬‬

‫خصوصيات التعليم العالي في االقليم‬

‫وال ننسى ان لكل بلد قوانين يجب احترامها والتقييد بها‪ .‬مع كل‬ ‫مالحظاتنا السابقة‪ ،‬فانه تم تحقيق الكثير للطلبة‪ ،‬ومن المساهمات‬ ‫التي قدمت لهم في إلقليم‪ ،‬يمكن االشارة الى ما يلي‪:‬‬ ‫منذ تأسيس المخيمات واستقبال الالجئين الكورد السوريين‪ ،‬تم‬‫قبول من يمتلك طلب النقل‪ .‬وقد حصل بعض الطلبة الجامعيين‬ ‫على موافقات النقل قبل القرارات التي اصدرتها ادارة الجامعات‬ ‫والكليات في سوريا التي تمنع النقل الى خارج سوريا‪ .‬وهؤالء‬ ‫تم قبولهم في هولير على اساس النقل وفي دهوك على أساس‬ ‫االستضافة‪.‬‬ ‫تم قبول من كان يملك كشف العالمات وعددهم بين ‪55 - 45‬‬‫طالبا وطالبة‪.‬‬ ‫تم قبول حوالي ‪ 42‬طالبا من الذين انهوا مرحلة الثانوية في‬‫المخيمات في االقليم‪.‬‬ ‫تم قبول ‪ 50‬طالبا وطالبة في السليمانية في احدى الجامعات‪.‬‬‫وإجمالي عدد الطلبة من الكورد السوريين في جامعات االقليم‬ ‫تقريبا حوالي ‪ 136‬طالبا‪.‬‬

‫غياب التعليم الجامعي الخاص احد المعوقات‬

‫في ظل غياب اهتمام جميع الجهات بالطلبة وعدم وجود‬ ‫الجامعات والمعاهد الخاصة ايضا دفعت البعض الى الهجرة‬ ‫الى اوروبا والذي ليس بإمكانه السفر التفت الى العمل في احد‬ ‫المطاعم او العمل في احد المشاريع كعامل أجر ليضمن موردا‬ ‫لنفسه وألسرته‪.‬‬

‫الموقع الرسمي ‪:‬‬ ‫‪www.ciwanen-kurdistani.com‬‬

‫كوردستان‪ -‬إعالم عامودا‪ -‬دربيسييه‪ :‬أقام فرع عامودا‪ -‬دربيسييه التحاد الطلبة‬ ‫والشباب الديمقراطي الكوردستاني‪ -‬روجآفا في مكتب االتحاد بمدينة دربيسييه‬ ‫دورة موسيقية على آلة الطمبور‪ .‬كانت الدورة لجميع الفئات العمرية وكانت تحت‬ ‫إشراف العازفين محمد شريف ونوري بافي والت‪ .‬واقيمت الدورة بغية تشجيع‬ ‫الطلبة والشباب في المدينة على ممارسة هوياتهم واالرتقاء بها نحو االفضل‪.‬‬

‫تخريج دورة للغة الكوردية في سري كانييه‬

‫كوردستان‪ -‬إعالم عامودا‪ -‬دربيسييه‪ :‬قامت محلية سري كانييه التابعة لفرع عامودا‪-‬‬ ‫دربيسييه التحاد الطلبة والشباب الديمقراطي الكوردستاني‪ -‬روجآفا وبالتنسيق مع اتحاد‬ ‫نساء كوردستان‪ -‬سوريا في مدينة سري كانييه بتخريج أول دفعة من طلبة اللغة الكوردية في‬ ‫حفل أقيم يوم ‪/7‬حزيران الجاري في مكتب الحزب الديمقراطي الكوردستاني‪-‬سوريا‪ .‬وقد‬ ‫تم توزيع شهادات التخرج على ‪ 24‬طالبا وطالبة من المشاركين في الدورة من قبل عضو‬ ‫الهيئة االستشارية لـ(‪ )PDK-S‬حكمت محمد ومدرس اللغة الكوردية عبدالعزيز شيخموس‬ ‫وعضوة فرع األتحاد النسائي سالفا محمد‪ .‬بعدها القيت كلمة اتحاد الطلبة والشباب من قبل‬ ‫عزالدين صالح الذي أكد ضرورة الحفاظ على اللغة النها هوية الشعب الكوردي‪ .‬وأختتم‬ ‫الحفل بوصلة غنائية لعضو االتحاد بشير عيسو‪.‬‬

‫االتحاد يشكل قواعد له في استنبول‬

‫كوردستان‪ -‬إعالم شمالي كوردستان‪ :‬شكل اتحاد الطلبة والشباب الديمقراطي‬ ‫الكوردستاني‪ -‬روجآفا قواعد تنظيمة له في مدينة استبول التركية بغية تسير امور‬ ‫الطلبة هناك ومساعدتهم في العديد من مجاالت الدراسة‪ .‬وقد اجتمع عضو االتحاد‬ ‫(مسعود هورو) المكلف من قبل مكتب السكرتارية بعدد من طلبة وشباب كوردستان‬ ‫سوريا المقيمين في شمالي كوردستان وتم تشكيل محلية مع قواعدها في المدينة‪.‬‬

‫االتحاد يكرم الطلبة في آليان‬ ‫كوردستان‪ -‬إعالم آليان‪ :‬كرمت محلية جيان التابعة لفرع آليان التحاد الطلبة والشباب‬ ‫الديمقراطي الكوردستاني‪ -‬روجآفا في قرية آالقوس التابعة لمدينة كركي لكي طالب التعليم‬ ‫االساسي بعد حصولهم على شهاداتهم المدرسية‪ ،‬حيث أقيم حفل صغير في القرية بحضور‬ ‫أعضاء المحلية‪ ،‬تضمن مراسيم توزيع الهدايا على الطلبة في مسعى لتحفيزهم على المثابرة‬ ‫والجد في دراستهم‪.‬‬

‫فيسبوك ‪:‬‬ ‫اتحاد الطلبة والشباب الديمقراطي كوردستاني ‪ -‬روج افا‬

‫مسۆول الصفحة‪ :‬سيبان خليل‬ ‫‪sipan-kurd@hotmail.com‬‬

‫‪10‬‬

‫العدد (‪2015/6/15 )514‬م – ‪2715‬ك‬

‫كوردستان‬

‫بريد القراء‬

‫بريد القراء‬ ‫اعداد‪ :‬نرمو عثمان‬

‫هي بوابة كافة مواطني كوردستان سوريا‪ ،‬تفتح صدرها الستقبال شكاويكم ومقترحاتكم‬ ‫هذه الصفحة من‬ ‫ومالحظاتكم وكل أنواع النقد الموضوعي البناء الذي تودون طرحه على الرأي العام الكوردستاني والسوري‪ .‬جميع‬ ‫رسائلكم التي تردنا عبر البريد اليدوي أو االلكتروني ستلقى كل العناية من طرفنا‪ ،‬وفي هذا العدد نستعرض عددا من‬ ‫الرسائل التي وردتنا من مختلف مناطق الوطن‪.‬‬ ‫‪kurdistanrojname@gmail.com‬‬

‫سموم في المناهج التربوية في كوردستان سوريا‬

‫نزيف بشري في عفرين‬ ‫من عفرين في أقصى غرب غربي كوردستان كتب‬ ‫(ساالر عبدالرحمن) يقول‪ :‬تشهد عفرين نزيفا سكانيا‬ ‫رهيبا خصوصا بين الشريحة الشبابية‪ ،‬وفي ذلك تأثيرات‬ ‫سلبية كبيرة على المجتمع في هذه المنطقة‪ .‬ويتابع (ساالر)‬ ‫القول‪ :‬وسبب الهجرة هو صعوبة األحوال المعيشية وكذلك‬ ‫الضغوط التي تمارس ضد الشباب‪ ،‬وهذا يعني ان المنطقة‪،‬‬ ‫وخصوصا مدينة عفرين مقبلة على تغيير ديموغرافي‬ ‫كبير‪ ،‬وبسبب تزايد الهجرة بين الكورد (السكان األصليين‬ ‫للمدينة) والنزوح المستمر من مناطق ومحافظات الداخل‬ ‫السوري ذات األغلبية العربية‪ ،‬فقد تحولت عفرين من‬

‫مدينة كوردية خالصة الى مدينة يسكنها خليط سكاني ذو‬ ‫أغلبية عربية تصل الى حوالي ‪ %60‬من أجمالي السكان‪.‬‬ ‫ان مسألة الهجرة تأتي تحت تزايد الضغوط الحياتية على‬ ‫كاهل السكان وبسبب انعدام فرص العمل وضنك العيش‪،‬‬ ‫وقد سبق وأن نشرت (كوردستان) العديد من المواضيع‬ ‫التي دقت جرس االنذار حيال التداعيات الخطرة للهجرة‪.‬‬ ‫حبذا لو تسعى القوى واألحزاب السياسية لتدارس األمر‬ ‫ووضع خطط وبرامج عاجلة لوقف النزيف البشري‬ ‫الكوردي‪ ،‬وهنا تقع المسؤولية الكبرى على عاتق سلطة‬ ‫األمر الواقع (حكومات الكانتونات)‪.‬‬

‫الرغيف غير صالح لألستهالك في ديرك‬ ‫ومن ديريك‪ ،‬كتبت لنا سولين محمد إسماعيل إن الرغيف‬ ‫في ديرك يصنّع بمواصفات سيئة جداً‪ ،‬إلى درجة أنه غير‬ ‫صالح لألكل بالمطلق‪ ،‬وبالرغم من ذلك هناك أزمة خانقة في‬ ‫سبيل الحصول على ربطة الخبز الواحدة‪ ،‬هذا وقد صاعدت‬ ‫أزمة الرغيف في سوريا‪ ،‬في وقت يجري فيه نهب جزء من‬ ‫المخزون االستراتيجي من القمح من قبل السلطات التي بيدها‬ ‫قوة السالح‪ .‬وقالت سولين « الظاهر أن سوريا في ظل هذه‬ ‫الحرب التي تقترب من عامها الخامس إلى بلد مستورد للقمح‬

‫كالعراق وباقي البلدان العربية؟ وكانت سوريا تعتبر من‬ ‫البلدان الرائدة على مستوى العالم في األمن الغذائي‪،‬‬ ‫وأفادت سولين أن سوريا تتعرض اليوم لمحنة رهيبة‪ ،‬إذ‬ ‫ارتفع سعر ربطة الخبز (‪ 1500‬غرام) من ‪ 15‬ليرة سورية‬ ‫إلى أكثر من ‪ 250‬ليرة في بعض المناطق‪.‬‬ ‫ويستغرق الحصول على ربطتي خبز االنتظار من الفجر‬ ‫حتى ساعات الظهيرة‪.‬‬

‫ظاهرة التغيير الديمغرافي في دمشق‬ ‫من الشام كتب لنا (أحمد حاجو) يقول‪ :‬شهدت العاصمة‬ ‫دمشق في اآلونة األخيرة ظاهرة خطيرة وهي محاولة‬ ‫النظام وبمساعدة بعض الجهات واالشخاص تقليص‬ ‫عدد السكان الكورد في مناطق تواجدهم هناك‪،‬‬ ‫خاصة في زورافا وركن الدين‪ ،‬ويضغط الموالون‬ ‫للنظام على المواطنين الكورد في هذين الحيين ذات‬ ‫‪www.pdk-s.com‬‬

‫األغلبية الكوردية من اجل بيع مساكنهم وعقاراتهم‬ ‫ألسر ساحلية من العلويين‪ ،‬وتقوم السلطات بتهديد‬ ‫المواطنين الكورد باستمالك عقاراتهم من جانب‬ ‫الدولة في حال امتناعهم عن بيعها‪ .‬وبحسب ما جاء في‬ ‫رسالة (أحمد حاجو) فان هناك مكاتب عقارات موالية‬ ‫للنظام تتولى مسألة الضغط على المواطنين الكورد‬

‫كتبت (روناك علي) من ديرك تقول‪ :‬بدأت مؤسسة اللغة الكوردية التابعة‬ ‫لـ(‪ )Tev Dem‬خالل الفترة الماضية ومن خالل كوادرها في المدارس‬ ‫االبتدائية في روجآفا ببث السموم في المناهج الدراسية‪ ،‬وذلك عن طريق‬ ‫الكتب الخاصة بهم والرسوم واأللوان التي توحي أليديولوجية خاصة (‪)PYD‬‬ ‫وتحض على العنف والتفكك االجتماعي‪ .‬وتطرقت (روناك) الى مثال الطفل‬ ‫(ع‪ .‬أ) طالب الصف الثاني االبتدائي في احدى مدارس ديرك الذي يقول‪ ،‬بأنه‬ ‫عندما سيكبر فأنه سيقوم بحمل السالح ويقود سيارة خاصة بـ(‪ .)YPG‬فيما‬ ‫تقول احدى المدرسات‪" :‬ال فرق بين المناهج البعثية التي هي ذات لون واحد‬ ‫وبين ما يبث حاليا من سموم في المناهج الدراسية‪".‬‬ ‫مالحظة ذكية جدا من القارئة روناك‪ ،‬وللحقيقة نقول فان المناهج الدراسية‬ ‫يجب أن تكون (حيادية‪ ،‬علمية‪ ،‬تربوية‪ ،‬انسانية)‪ ،‬وأدلجة التربية والتعليم‬ ‫خطأ فادح يدفع بمن يتبناه ومعه المجتمع الى الهاوية‪ .‬يفترض أن ال تكرر‬ ‫سلطات الكانتونات األخطاء القاتلة للنظام السوري‪ ،‬انه سلوك ال ينتظر منه‬ ‫سوى الخسران والخذالن‪.‬‬

‫مشكلة المياه في ريف عامودا‬ ‫بنكين تتر من قرية (خالد) في ريف عامودا كتب لنا يقول‪ :‬تعاني معظم القرى‬ ‫في ريف عامودا من مشكلة أساسية شح المياه‪ ،‬حيث مازالت أغلب قرى عامودا‬ ‫تشرب من مياه اآلبار االرتوازية التي تفتقر ألدنى مستويات الرقابة الصحية‪،‬‬ ‫مما يتسبب في انتشار الكثير من األمراض التي بدأت في االنتشار‪ ،‬كمرض‬ ‫التهاب الكبد وسرطان الكولون الذي بات يشكل ظاهرة بين مجتمع ريف عامودا‪.‬‬ ‫وكمثال النتشار األمراض الخطيرة في المنطقة فقد توفي منذ عام ‪ 1990‬حوالي‬ ‫‪ 15‬شخصا بمرض سرطان الكولون والتهاب الكبد في قرية خالد فقط التابعة‬ ‫لعامودا‪ .‬ويوضح (جوان)‪ :‬وعند أخذ عينة من ماء المنطقة للتحليل المختبري‬ ‫تبين بأنها غير صالحة للشرب‪ ،‬ومع هذا فان هذه المشكلة لم يتم حلها الى اآلن‪،‬‬ ‫ويطالب األهالي بوضع خزانات خاصة لمياه االستعمال البشري‪ ،‬من دون أن‬ ‫يجد طلبهم أذن صاغية تلبي طلبهم‪.‬‬ ‫نحن من جهتنا نعلنا تعاطفنا مع أهلنا في ريف عامودا‪ ،‬ونطالب الجهات المعينة‬ ‫االسراع لمعالجة هذه المشكلة التي تعد تهديدا خطيرا لحياة سكان المنطقة‪.‬‬

‫الساكنين في دمشق بغية اجبارهم على بيع عقاراتهم‬ ‫للعلويين القادمين من مناطق الساحل‪ .‬وفي حال عدم‬ ‫وجود صاحب المنزل في البيت‪ ،‬فانه يتم كسر األقفال‬ ‫والمغاليق ويتم تبديل عداد الماء والكهرباء وتسجيلهما‬ ‫بأسماء أسر ساحلية‪ ،‬في مسعى من النظام لتحويل‬ ‫منطقتي زورافا وركن الدين الى منطقتين علويتين‬ ‫بشكل كامل‪.‬‬ ‫ظاهرة التطهير العرقي أو االثني عموما باتت تشكل‬

‫جزءا من سياسة نظام األسد وغيره من األنظمة‬ ‫الدكتاتورية القمعية من أجل تحقيق غايات سياسية‬ ‫مكشوفة‪ ،‬ويفترض أن تتولى المنظمات االنسانية‬ ‫والحقوقية بفضح مثل هكذا سياسات عنصرية مبنية‬ ‫على أساس التمييز بين المواطنين‪ ،‬ومن ثم السعي‬ ‫لوضع حد لها‪ ،‬فهي تهدد النسيج االجتماعي السوري‬ ‫الذي يعاني أصال التفكك واالنهيار‪.‬‬

‫مقاالت‬

‫كوردستان‬

‫العدد (‪2015/6/15 )514‬م – ‪2715‬ك‬

‫‪11‬‬

‫هل االعدام يحمي المجتمعات حقا؟‬ ‫القاضي رياض علي(*)‬

‫حق االنسان في الحياة حق مقدس اقرته‬ ‫كل الشرائع السماوية وكذلك القوانين‬ ‫الوضعية الدولية والداخلية‪ ،‬وحسب‬ ‫رأي المطالبين بإلغاء عقوبة االعدام فان‬ ‫سلب هذا الحق من قبل الدولة أو السلطة‬ ‫الحاكمة من خالل ما يسمى بعقوبة‬ ‫االعدام يشكل انتهاكا ً صارخا ً لهذا الحق‬ ‫أيا كانت الذريعة في ايقاف ساعة عمر‬ ‫االنسان عمداً‪ ،‬وقد تزايدت في اآلونة‬ ‫االخيرة االصوات المطالبة بإلغاء هذه‬ ‫العقوبة في العالم‪ ،‬اال انه ثمة دول ال‬ ‫تزال تطبق هذه العقوبة وثمة أصوات‬ ‫تؤيد تطبيقها‪ ،‬وعلى الصعيد العالمي‬ ‫فان االتجاه يسير نحو االلغاء وتعد‬ ‫قرارات الجمعية العامة لألمم المتحدة‬ ‫في عامي ‪ 2008/2007‬مرجعا مهما‪،‬‬ ‫حيث عبرت اكثر من مئة دولة عن قلقها‬ ‫العميق من تطبيقها‪ ،‬كما ان البروتوكول‬ ‫االختياري الثاني للعهد الدولي الخاص‬ ‫بالحقوق المدنية والسياسية الذي يهدف‬ ‫الى الغاء عقوبة االعدام والذي اعتمدته‬ ‫الجمعية العامة عام ‪ 1989‬ينص على‬ ‫االلغاء التام لعقوبة االعدام‪.‬‬ ‫والحقيقة في وقتنا الراهن صارت‬ ‫عقوبة االعدام تنطوي على التمييز‬ ‫غالبا‪ ،‬وتستخدم بشكل غير متناسب‬ ‫ضد الفقراء وافراد االقليات والجماعات‬ ‫العرقية والدينية والطائفية والقومية‪ ،‬اذ‬ ‫غالبا ما يساء استخدام االعدام إلسكات‬ ‫أصوات المعارضين السياسيين‪ ،‬فقد‬ ‫حكمت محكمة جنايات المنيا جنوب‬ ‫مصر مثال بتاريخ ‪ 28‬نيسان ‪2014‬‬ ‫بإعدام ‪ 683‬شخصا من االخوان‬ ‫المسلمين من انصار الرئيس االسالمي‬ ‫المعزول محمد مرسي بعد ان اطاح‬ ‫به الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي‪،‬‬ ‫وصدر مؤخرا حكم االعدام بحق الرئيس‬ ‫مرسي نفسه من قبل قضاء مسيس يسير‬ ‫وفق رغبة قائد االنقالب العسكري الذي‬ ‫أطاح بالرئيس الشرعي لمصر‪ ،‬كما ان‬ ‫الحكومة االيرانية قامت بإعدام المئات‬ ‫في االحواز وكوردستان ايران من‬ ‫الكتاب والشعراء والفنانين المعارضين‬ ‫للحكم الدكتاتوري االيراني‪.‬‬

‫وان كان مؤيدو تطبيق االعدام يرون‬ ‫في هذه العقوبة حماية للمجتمعات من‬ ‫تكرار الجرائم الخطيرة‪ ،‬فاإلعدام حسب‬ ‫رايهم يشكل ردعا عاما ألفراد المجتمع‬ ‫ويمنع كل من تسول له نفسه على‬ ‫ارتكاب تلك الجرائم من ارتكابها‪ ،‬كون‬ ‫العقوبة ستكون ازهاق روح الفاعل كما‬ ‫تم ازهاق ارواح من سبقوه في ارتكاب‬ ‫تلك الجرائم‪ ،‬فان هذا التبرير غير مقنع‬ ‫بما يكفي‪ ،‬ذلك الن االعدام ال ينفذ اال‬ ‫بحق سجين يقبع خلف القضبان أصال‬ ‫وغير قادر على ارتكاب اية جريمة ضد‬ ‫المجتمع وهو مسلوب االرادة‪ ،‬كما انه‬ ‫من المستحيل معرفة ما اذا كان الشخص‬ ‫الذي تم اعدامه سيرتكب مستقبال‬ ‫جريمة تماثل تلك التي أُعدم ألجلها‬ ‫ام ال‪ ،‬فاإلعدام يعني ازهاق ارواح‬ ‫سجناء لمنع وقوع جرائم افتراضية في‬ ‫المستقبل ومن غير الالئق تبرير االعدام‬ ‫لمجرد فرضية غير مؤكدة‪ ،‬ومن الخطأ‬ ‫االفتراض ان االشخاص الذين يقترفون‬ ‫جرائم خطيرة عقوبتها االعدام يفعلون‬ ‫ذلك بعد احتساب العواقب‪.‬‬ ‫وقد فشلت احدث دراسة مسحية بشأن‬ ‫العالقة بين عقوبة االعدام ومعدالت‬ ‫جرائم القتل أجرتها االمم المتحدة في‬ ‫العام ‪ 1988‬وتم تحديثها في العامين‬ ‫‪ 1996‬و‪ 2002‬في توفير دليل علمي‬ ‫بان تأثير االعدام كان أشد ردعا ً من‬ ‫تأثير السجن المؤبد‪ ،‬كما ان اللجنة‬ ‫الملكية المعنية بعقوبة اإلعدام في‬ ‫المملكة المتحدة (‪)1953 – 1949‬‬ ‫قامت بدراسة اإلحصائيات المتوافرة‬ ‫حول السلطات القضائية التي ألغت‬ ‫عقوبة اإلعدام أو توقفت عن فرضها في‬ ‫جريمة القتل العمد‪ ،‬ومن خالل دراستها‬ ‫لسبعة بلدان أوروبية باإلضافة إلى‬ ‫نيوزيلندا وواليات مفردة داخل استراليا‬ ‫والواليات المتحدة األمريكية استنتجت‬ ‫اللجنة أن‪( :‬ليس هناك أدلة واضحة في‬ ‫أي من األرقام التي فحصناها تثبت أن‬ ‫إلغاء عقوبة اإلعدام قد أدى الى ارتفاع‬ ‫معدل جرائم القتل أو أن إعادة فرضها‬ ‫قد أدت إلى انخفاض هذا المعدل)‪.‬‬ ‫وان كان البعض من مؤيدي تطبيق‬

‫عقوبة االعدام يرون ان السجن المؤبد‬ ‫هو أشد قسوة من االعدام‪ ،‬فيرد على‬ ‫هذا الرأي بان االعدام يقطع االمل‬ ‫بإمكانية اصالح الشخص المحكوم‬ ‫واعادة تأهيله وادماجه بالمجتمع‪ ،‬بينما‬ ‫يبقى االمل قائما بالنسبة للشخص القابع‬ ‫خلف القضبان‪ ،‬ناهيك عن ان المحكوم‬ ‫عليه بالسجن المؤبد ألسباب سياسية‬ ‫من الممكن ان ينال حريته بأية لحظة‬ ‫قد يتغير فيها نظام الحكم‪ ،‬كما ان اعدام‬ ‫المعارضين السياسيين قد يزيد من حدة‬ ‫العنف السياسي ومن الممكن ان تصبح‬ ‫ذكراهم محور جذب لعمليات انتقامية‬ ‫انتحارية تودي بحياة الكثيرين‪ ،‬وهذا قد‬ ‫يهدم المجتمع وال يحميه‪.‬‬ ‫وقد اظهرت التجارب بان تطبيق‬ ‫هذه العقوبة قد ادى الى اعدام بعض‬ ‫االشخاص في الوقت الذي نجا فيه‬ ‫آخرون ممن ارتكبوا جرائم مماثلة أو‬ ‫اشد خطورة أحيانا‪ ،‬واالشخاص الذين‬ ‫اعدموا ليسوا بالضرورة هم الذين‬ ‫ارتكبوا أفظع الجرائم فحسب وانما‬ ‫أيضا ً اولئك الذين كانوا فقراء جدا ً بحيث‬ ‫لم يتمكنوا من توكيل محامين مهرة كي‬ ‫يدافعوا عنهم‪ ،‬أو ربما أعدموا النهم‬ ‫حوكموا من قبل قضاة أكثر حزما في‬ ‫تطبيق القانون ب َحرفيته‪ ،‬وهذا يتناقض‬ ‫مع مبدا العدالة والمساواة في الحقوق‪.‬‬ ‫ولعل اكثر ما يبرر الغاء عقوبة‬ ‫االعدام هو الخطأ المحتمل في الحكم‪،‬‬ ‫اذ ان القاضي انسان وكل انسان ّ‬ ‫خطاء‬ ‫ومها كان القاضي بارعا في تطبيق‬ ‫القانون فان تعقيدات بعض الدعاوى‬ ‫ومالبساتها ومكر البشر قد يوقعه في‬ ‫الخطأ‪ ،‬ولوال احتمال الخطأ في القرار‬ ‫أقرت قوانين االصول‬ ‫القضائي لما ّ‬ ‫والمرافعات بمبدأ التقاضي على درجتين‬ ‫او على ثالث درجات احيانا ً ( االستئناف‬ ‫والنقض)‪ ،‬ولما اقرت ايضا بإعادة‬ ‫المحاكمة في حال ظهور أدلة جديدة‬ ‫ولو بعد انبرام الحكم‪ ،‬ولكن ما الفائدة‬ ‫من اعادة المحاكمة ان فقد المحكوم عليه‬ ‫حياته‪ ،‬ولعل ابلغ كالم في احتمال الخطأ‬ ‫القضائي هو الحديث الشريف للرسول‬ ‫محمد صلى هللا عليه وسلم عندما قال‪:‬‬

‫اإلعدام يعني ازهاق ارواح سجناء لمنع وقوع جرائم افتراضية‬ ‫في المستقبل ومن غير الالئق تبرير‬ ‫االعدام لمجرد فرضية غير مؤكدة‬

‫في وقتنا الراهن صارت عقوبة االعدام تنطوي على التمييز‬ ‫غالبا‪ ،‬وتستخدم بشكل غير متناسب ضد الفقراء وافراد‬ ‫االقليات والجماعات العرقية والدينية والطائفية والقومية‪ ،‬اذ‬ ‫غالبا ما يساء استخدام االعدام إلسكات أصوات المعارضين‬ ‫(انما انا بشر وانكم تختصمون الي ولعل‬ ‫بعضكم الحن بحجته من بعض فاقضي‬ ‫له على نحو ما اسمع منه‪ ،‬فمن قضيت‬ ‫له من حق اخيه بشيء فال يأخذ منه شيئا ً‬ ‫فإنما اقطع له قطعة من النار)‪.‬‬ ‫وبعد ان ذكرنا ما يستند اليه البعض من‬ ‫مبررات في طلب تطبيق عقوبة االعدام‬ ‫وما يستند اليه البعض اآلخر في الغائها‪،‬‬ ‫نرى ان مبررات الفريق االول وان‬ ‫كانت مقنعة أحيانا خاصة تلك المتعلقة‬ ‫بالردع الخاص (المتهم) والردع العام‬

‫(المجتمع)‪ ،‬اال ان هذه العقوبة قد تشكل‬ ‫شرارة العنف والعمليات االنتقامية التي‬ ‫قد تهلك المجتمع ان تم اعدام المعارضين‬ ‫السياسيين‪ ،‬كما ان كل مبررات الفريق‬ ‫االول تسقط أمام شهقة مظلوم لحظة‬ ‫شد الحبل في عنقه او اطالق رصاصة‬ ‫الموت عليه او بغير ذلك من وسائل‬ ‫االعدام الحكومية‪.‬‬ ‫(*)دبلوم في القانون الدولي‬

‫الشخصية وفن اإلدارة المثلى‬ ‫أحمد صوفي‬ ‫االدارة هي فن ادارة الشؤون العامة‬ ‫والخاصة‪ ،‬وأي إدارة إن لم تكن لها‬ ‫استراتيجية ومخطط وخارطة طريق‬ ‫تسير عليه ال تحقق مبتغاها وال تكون‬ ‫فاعلة مثمرة إنما تنتظر الهيبات المقدرة‬ ‫لها وتسير على مخطط بياني غير‬ ‫محسوب ال في ارتفاعه او تنازالته‪.‬‬ ‫ولكن هناك أمر أعظم من كل هذا‬ ‫فالظلم واالستبداد والقهر والعبودية‬ ‫وخصوصا ً في منطقتنا خلقت‬ ‫نوعين من الشخصية إن لم نقل اكثر‬ ‫‪www.pdk-s.com‬‬

‫والشخصية الفردية تعكس الشخصية‬ ‫الجمعية بصورة عامة فهناك شخصية‬ ‫ال تجيد االدارة‪ ،‬وال تحبذها وتخاف‬ ‫منها فتنحرف بدون وعي منها أو‬ ‫بدون ارادتها وراء ال شعورها الكامن‬ ‫في عقلها الباطن الى طرف آخر دون‬ ‫علم منها حتى بفنون وسياسات الطرف‬ ‫المختار وهو معارضة االدارة أو‬ ‫السلطة او النظام أو أي نوع آخر فلكل‬ ‫علم فنونه‪.‬‬ ‫هذه الشخصية التي لم يكتمل مخزونها‬

‫الثقافي والفكري نتيجة العوامل التي‬ ‫ذكرناها تهرب من واقعها وتنهمك او‬ ‫تخلق أمور ثانوية ال تتعلق بالموضوع‬ ‫االساسي أيا ً كان الموضوع وتعمل به‬ ‫وتكبره وتعظمه وهو باالساس الشيء‪.‬‬ ‫ال تجيد معارضة االدارة أو السلطة او‬ ‫النظام وجل أفعالها تصب في صالح‬ ‫المعترض عليه مع محافظتها على‬ ‫القليل من القيم الكفيلة ببقائها المشلول‪.‬‬ ‫أما الشخصية األخرى المكلفة باإلدارة‬ ‫فهي شخصية أكثر منحا ً من األولى وال‬

‫تجيد عملها التي تقوم به ولكنها تحافظ‬ ‫علي بعض من قيمها‪.‬‬ ‫أما الثانية فال تحافظ على شيء هي‬ ‫االخرى لم تختار وظيفتها بل تكلف‬ ‫بها تكليفا ً فتقع في اآلالف من األخطاء‬ ‫ألن ارادتها مسلوبة منها فالطبيعة‬ ‫االجتماعية لهكذا شخصية التباهي‬ ‫والتكبر واالستبداد على نظيراتها وخلق‬ ‫أوهام في خيالها المريض ومحاولة‬ ‫اسقاطه على الواقع مهزوزة مكسورة‬ ‫ذليلة أمام مكلفيها ناطقة بشعارات‬

‫كبيرة جوفاء ال تقارب الحقيقة بشيء‬ ‫متهمة الغير بعداءها لهذه الشعارات‬ ‫فتهلك الحرث والنسل بحجة الدفاع‬ ‫عن الحق ألن كلتا الشخصيتين لم‬ ‫تختارا عمليهما فتراها متقاربتين إلى‬ ‫حد التواحد ومتباعدتين إلى حد خطين‬ ‫متوازيين غير ملتقيين أبدا ً متواحدتين‬ ‫ألنهما ال تعرفان وال تدركان ما تقومان‬ ‫به متباعدتين ألنهما لم نشآن أصالً‬ ‫لخدمة الرسالة التي تناديان به‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫آراء‬

‫العدد (‪2015/6/15 )514‬م – ‪2715‬ك‬

‫المجلس الوطني الكوردي في سوريا‬ ‫(المؤتمر الثالث)‬ ‫شادي حاجي‬ ‫الوضع السياسي الراهن هو األكثر حساسية وخطورة‬ ‫في تاريخ إقليم كوردستان سوريا المعاصر‪ ،‬وهو وضع‬ ‫سيلقي تبعات هائلة على مستقبل الشعب الكوردي‪ ،‬ليس‬ ‫فقط على حاضره‪ ،‬بل هو مشحون بقضايا مصيرية‬ ‫وموضوعية‪ ،‬وعواطف سياسية كبيرة وهو في نفس‬ ‫الوقت يطرح كامل مسيرة الشعب الكردي في سوريا‬ ‫على المحك والوضع السياسي الراهن كيوم االمتحان‬ ‫«يكرم المرء فيه أو يهان»‪.‬‬ ‫المؤتمر الثالث بات قاب قوسين أو أدنى من االنعقاد‬ ‫والمهمة ليست يسيرة ‪.‬فإذا أردتم تجديد شبابه ومقاومة‬ ‫شيخوخته عليكم التحرك في االتجاه الصحيح بدءا ً من‬ ‫االنحياز للشعب من خالل النزول إلى مشاكله مباشرة‬ ‫والتكلم معه‪ ،‬والعمل على إشباع حاجاته وتحقيق‬ ‫طموحاته وتطلعاته‪ ،‬فهي أصالً سبب قيام المجلس‬ ‫وسر استمراره‪ .‬الركون للعويل واللجوء إلى الشكوى‬ ‫والتباكي عند مواجهة الفشل واالكتفاء بإصدار بيانات‬ ‫االدانة واالستنكار واطالق التصريحات االرتجالية‬ ‫االنفعالية غير المدروسة ال يغني وال يسمن‪ ،‬وال يطعم‬ ‫البطون الجائعة خبزا ً وال يحقق األهداف ‪.‬‬ ‫لذلك أول ما يحتاج إليه المجلس هو حوارات حقيقية‬ ‫مفتوحة والى عقول كوردية قادرة على مواجهة‬ ‫األزمة التي تمر بها المجلس وطرح مشاريع وطنية‬ ‫وقومية كبيرة وظل وارف وال يحتاج إلى ظل قصير‬ ‫أو مشاريع حزبية محدودة األجل والصالحية يحتاج‬ ‫إلى رؤية استراتيجية من كافة األطراف في المجلس‬ ‫بعيدا ً عن المحاصصات الحزبية الضيقة المقيتة وتوزيع‬ ‫وبغض النظر عن حجم وعدد هذا الحزب أو‬ ‫النسب‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ذاك‪ ،‬فالمهم هو وضع الشخص المناسب في المكان‬ ‫المناسب مهما كان انتماؤه الحزبي باإلضافة الى وضع‬ ‫آليات للمحاسبة‪.‬‬ ‫الوضع في المجلس مأزوم‪ ،‬وبه مآزق ومطبات‬ ‫سياسية كبيرة وخطيرة به قنابل موقوتة كثيرة إذا لم‬

‫يحسن التعامل معها بحكمة وعقالنية ونظام منفتح‬ ‫وصريح وشفاف يمكن أن تنفجر في أي وقت ‪.‬علما ً أن‬ ‫األزمة التي يعيشها المجلس ال تقف عند عجز برامجها‬ ‫في الوصول الى الشعب الكوردي أو عدم تل ُّمسها‬ ‫لطموحاته وتطلعاته القومية وتحدياتها فقط‪ ،‬بل في‬ ‫أمور أخرى ذات أهمية كبرى لبناء المجلس‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬تآكل في القاعدة الشعبية وااللتفاف الجماهيري ‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬تراجع وانحسار الدور الوظيفي إن لم يكن انعدامه‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬ضعف عام في الهياكل التنظيمية واالدارية ‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬عجز واضح في تفجير الطاقات البشرية الشبابية‬ ‫والنسائية والمجتمعية والفكرية ‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬حالة الغربة التي يعيشها المجلس مع أعضائه‬ ‫ومناصريه بسبب جمود خطابه السياسي وعدم قدرته‬ ‫على مواءمة التطورات والمتغيرات الحاصلة على‬ ‫األرض ‪ .‬الشعب الكوردي في سوريا يريد من المؤتمر‬ ‫الثالث والمؤتمرين مجلسا ً يتسابق لخدمته قوالً وفعالً‬ ‫ويضيء له الطريق ويرفع عنه الظلم‪ ،‬وليس له حاجة‬ ‫في التنافس على انتصارات وهمية وشعارات فارغة‬ ‫وخطابات منبرية‪ ،‬فهي ال تساعده على الصمود على‬ ‫أرضه‪ ،‬وال تقدم له الحياة الكريمة وال المستقبل األفضل‪.‬‬ ‫المجلس مدعو لالستثمار في خدمة الشعب من خالل‬ ‫تحديث الخطاب والبرنامج والهيكلية وشخصياتها‬ ‫وآلية اتخاذ القرارات ومبدأ المحاسبة وتحسين األداء‬ ‫السياسي والدبلوماسي لتجاوز ما يعانيه من شيخوخة‬ ‫وموت بطيء ويكون قادرا ً على أداء الوظائف األساسية‬ ‫المنوطة به وإعادة بناء المجلس بما يكفل لها االستمرار‬ ‫العقالني والفعال في الحياة السياسية والعمل بشكل جدي‬ ‫ومسؤول على إزالة كافة األسباب التي تعيق تقدمها‬ ‫ونجاحها في تحقيق خططها وبرامجها وإال ستكون قد‬ ‫قررت بإرادتها السير في االتجاه الصحيح نحو الهاوية‬ ‫واالستسالم الكلي ألعراض الشيخوخة العمرية والموت‬ ‫البطيء الذي تتعرض له !‬

‫السوريون بين الحرق والغرق‬

‫كوردستان‬

‫ما بعد انتصار الكورد‬ ‫في االنتخابات التركية‬ ‫صديق شرنخي‬ ‫حقق الكورد في كوردستان شمالية الول مرة‬ ‫انتصارا حقيقيا على الدبلوماسية التركية منذ‬ ‫المرحلة العثمانية وحتى االن‪ .‬هذا االنتصار‬ ‫جاء بفضل النضال المستمر البناء شعبنا‬ ‫الكوردي في هذا الجزء منذ ثمانينات القرن‬ ‫الماضي سواء بالصيغة العسكرية او السياسية‬ ‫او السلمية‪.‬‬ ‫ودخول تركيا الدولة والجمهورية في مرحلة‬ ‫اقتصاد متنام وخاصة بعد وصول الرئيس‬ ‫التركي اوزال الى الحكم و الذي صاغ تركيا‬ ‫الحديثة اقتصاديا وسياسيا ودوليا‪ ،‬وسعت‬ ‫الحكومات المتعاقبة لدمقرطة الدولة والخط‬ ‫السياسي لها بغية الوصول الى الحلم التركي‬ ‫بدخول االتحاد االوربي الذي كان بدوره يضع‬ ‫الشروط المطلوبة لسماح تركيا بالدخول في‬ ‫منطقة اليورو‪.‬‬ ‫والدور الكبير الذي لعبه اقليم كوردستان‬ ‫رئيسا وحكومة حيث شكلت الزيارات المتعددة‬ ‫للرئيس البارزاني الى تركيا جسرا للسالم بين‬ ‫الكورد والترك وفتح افاقا للثقة بين الشعبين‬ ‫الجارين بفضل السياسة المتوازنة والمطمئنة‬ ‫على طول الخط‪ ،‬واستطاع الرئيس مسعود‬ ‫ان يقنع تركيا والعالم بالحق الكوردي الذي ال‬ ‫يتعارض مع حقوق االخرين‪ ،‬وما الزيارات‬ ‫المكوكية لرئيس الحكومة نيجيرفان البارزاني‬ ‫الى تركيا اال السعي ألقناع الطرف التركي بحل‬ ‫القضية الكوردية في كوردستان الشمالية‪ .‬أما‬ ‫ما قد وصلت اليه الحركة الكوردية في تركيا‬ ‫فهو بفضل ارادة الشعب الكوردي والتزامه‬ ‫هذه المرة بمصلحته القومية الخاصة ولو تحت‬ ‫يافطات ال تحمل اسم القومية الكوردية على‬ ‫أمل ان تترسخ الحقيقة الكوردية التي اعلن‬

‫عنها (أوزال) يوما ً حتى يسمى كل شيئ بأسمه‬ ‫كما هو‪.‬‬ ‫ولكن ماذا بعد هذه المرحلة المفتاحية في عمر‬ ‫تركيا الحديثة؟ هل سيدور الصراع التحالفي‬ ‫بعد االنتخابات وتشكيل الحكومة العتيدة بشكل‬ ‫يضمن للكورد حقهم على طريق استكمال‬ ‫مطالبهم؟ وخاصة أن الخيارات المتاحة قليلة‬ ‫في موضوع التحالفات حيث اطلق صالح‬ ‫الدين دمرتاش مبكرا ً حكمه في عدم التشارك‬ ‫مع اردوغان في تحالف ما‪ .‬وهذه ليست بداية‬ ‫موفقة‪ ،‬وذلك‪:‬‬ ‫أ‪-‬هل سيلجأ الشوفينيون الترك واالسالم‬ ‫المتزمت الى السعي ألفشال تحالف موضوعي‬ ‫يحقق مصالح الجميع وبالتالي عدم الوصول‬ ‫الى حكومة مشتركة تستمر الى نهاية فترتها‬ ‫المستحقة وذلك بعرقلة المفاوضات ومن ثم‬ ‫العودة الى انتخابات مبكرة لتغيير النتائج‬ ‫الحالية؟‬ ‫ب‪-‬أم هل سيستوعب السياسيون الترك‬ ‫باحزابهم الدينية والقومية والمعتدلة بأن اشراك‬ ‫الكورد في دور سياسي رسمي حكومي في‬ ‫تركيا عبر حزبه المنتصر ديمقراطيا ً يعني‬ ‫الغاء الجناح العسكري منه وادخاله نهائيا ً في‬ ‫اللعبة السياسية الديمقراطية مما يعني حالً‬ ‫جزئيا ً للقضية الكوردية العالقة‪.‬‬ ‫ج‪-‬يقينا ً ان المرحلة القادمة هي اصعب مما‬ ‫مضى ألن الشعب اوفى بالتزامه في ايصال‬ ‫الحزب الذي قاد االنتخابات الى الحكم وجاء‬ ‫دور هذا الحزب اآلن ليدير الصراع في مرحلة‬ ‫السلطة ويحقق اهداف الشعب الكوردي بفعالية‬ ‫في الحكم من أجل الوصول الى تحقيق المطالب‬ ‫الكاملة للشعب الكوردي في هذا القسم‪.‬‬

‫الحلم الكوردي و"األمة الديمقراطية"‬

‫صالح يونس‬ ‫محمود مصطو‬ ‫صمتاَ‪،‬‬ ‫يوم‬ ‫العالم يزدادُ ُك َّل‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫واألزمة السّورية تدهوراَ‪ ،‬أجسادُ‬ ‫ّ‬ ‫تتشظى كَبا َ وحرقا َ بغاز‬ ‫السَّوريين‬ ‫الكلور‪ ،‬والصواريخ الفراغيّة‪،‬‬ ‫والقنابل العنقودية أو يبتلعها‬ ‫البَ ْخ ُر‪ ،‬ويطويها في جوف ِه غرقاَ‪.‬‬ ‫لقد فَقَدَ ال ّ‬ ‫ش ُ‬ ‫والغرب إنسانيّة‬ ‫رق‬ ‫ُ‬ ‫وشرعاَ‪ ،‬يتبعان االساليب الوحشيّة‬ ‫ب والتّدمير‬ ‫في القتل والتعذي ِ‬ ‫والتّرويع والتّفجير‪ .‬قال جبران‬ ‫ساخرا َ منهما في‬ ‫خليل جبران َ‬ ‫كتابه (العواصف) «إذا كان‬ ‫ال ّ‬ ‫ش ُ‬ ‫ذئب‪،‬‬ ‫الغرب‬ ‫رق ضبعاَ‪ ،‬فإن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وكالهما ُمفترس»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫والظاهر َّ‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫أن حكايةَ التعذيب البشر ّ‬ ‫طويلةُ األم ِد مست ّمرة ُ إلى األب ِد فما‬ ‫نحن‪ّ ،‬‬ ‫بالل عليكم‪ ..‬فاعلون إزا َء ما‬ ‫ُ‬ ‫ت و ُحروب‬ ‫يحدث َحولنَا َ ِم ْن أزما ِ‬ ‫‪www.pdk-s.com‬‬

‫واضطرابات وانتفاضات وثورات‬ ‫تشهدهَا السَّا َحتان الدَّوليّةُ العالميّة‬ ‫واإلقليميّة المحليةُ‪ ،‬نتيجةَ ِلزمة‬ ‫الصدق‬ ‫الضّمير اإلنساني‪ ،‬وغياب ِ ّ‬ ‫ومبدأ ال ُمحاسبة وال ُمحاصصة‪،‬‬ ‫وممارسة القمع والجشع واالستبداد‬ ‫وتهميش االخرين وهيمن ِة التّفكير‬ ‫ي واالستبعاد‪ ،‬وهضْم‬ ‫األحاد ّ‬ ‫حقوق العبادِ‪ ،‬وتغليب المصلح ِة‬ ‫ال ّ‬ ‫شخصي ِة الدّنيئة على المصلح ِة‬ ‫َّ‬ ‫الوطنيّة العُليا العُا ّمة ‪ .‬إن الفرق‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أعزكم ّ‬ ‫شرفاء العالم‬ ‫الل‪ ،‬لعظي ُم بينَ‬ ‫ِ‬ ‫ووضعائه‪ ،‬فال ُّ‬ ‫شرفاء هم دعاة ُ خير‬ ‫الم وطمأنين ِة واستقرار وأمان‬ ‫س ِ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫للبشريّة جمعاء‪ ،‬بعيدا عن األنانية‬ ‫الجشعة والعُنصرية البَغيضة‪،‬‬ ‫طين الزب‪،‬‬ ‫فاإلنسان‪ ،‬وهو من‬ ‫ِ‬ ‫أخ اإلنسان‪ ،‬لكن الظالم السّاد ّ‬ ‫يِ‬

‫األبرياء‬ ‫ِ‬ ‫يجد في زهق ارواحِ‬ ‫رفاء الّلذة َ والنّشوة مستعينا َ‬ ‫وال ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫َ‬ ‫بأنصاره وبأعوان ِه الذين ينقادون‬ ‫الوضيعة إرضا َء‬ ‫ورا َء أطماعهم ّ‬ ‫َ‬ ‫لغرائز ِه الخسيسة‪ ..‬أجل! ال أحدَ‪،‬‬ ‫في هذا الكون الواسع يريدُ ْ‬ ‫أن‬ ‫يسمع عقيرة (ال إنسان) السّوري‬ ‫دم ِه‬ ‫أو يسعى جاهدا َ إلى إيقاف ِ‬ ‫المهراق‪ ،‬وتقويم قوامه المهصور‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وكأن في أذني ِه وقرا َ و قُطنا َ وطينا‬ ‫‪.‬‬ ‫وبَعدُ‪ ،‬فاللّ ْعنة‪ ،‬اللّ ْعنةُ على السّفلة‬ ‫األوغاد‪ ،‬والخونة المارقين‬ ‫الوضعاء والمنافقين الّسّنقاء قي كل‬ ‫زمان ومكان‪ .‬وعاش شرفا ُء العالم‬ ‫ف هللا عن السّوريين‬ ‫ُ‬ ‫وأحراره وخفّ َ‬ ‫خطبهم الجلل‪ ،‬و َجبَ َر مصيبتهم‪،‬‬ ‫عقدتهم وباهلل ال ُمستعانُ ‪.‬‬ ‫َو َح َل ُ‬

‫من منا يجهل تاريخ الكورد‪ ،‬وتضحيات الشعب‬ ‫الكوردستاني برمته وفي أماكن تواجدهم بأجزائها‬ ‫وشتاتها وجالياتها المنتشرة على البسيطة‪ ،‬والذي‬ ‫يحصى بمئات اآلالف من الشهداء‪.‬‬ ‫كثيرة هي التضحيات خالل ثوراتهم المتعاقبة عبر‬ ‫التاريخ القديم والمعاصر والهجمات الشرسة التي‬ ‫تكبدتها المناطق الكوردية من قبل األنظمة الغاصبة‬ ‫والحاكمة‪ .‬ال يخفى على أحد أن كل هذه الخسائر‬ ‫من تعداد خيرة شباب الكورد الذين ض ٌحوا بأعز‬ ‫ما يملك اإلنسان من أجل الهوية القومية للكورد‪.‬‬ ‫وأصبحت تلك النضاالت ما يشبه األسطورة‬ ‫واألقرب من قصص الفانتازية األوروبية العالمية‬ ‫حينما يراد تمجيد القناعات الراسخة في فكر وذهن‬ ‫الشعوب‪ ،‬يراد بها اشباع رغبات شعوبها بالقضايا‬ ‫األكثر أهمية لمستقبل أطفالهم واجيالهم القادمة‪،‬‬ ‫من أجل عيشة وكريمة يتمتع بها هذا الشعب أو‬ ‫ذاك‪ .‬بل أصبحت مقولة دولة كوردستان (الحلم‬ ‫الكوردي) يتناقلها أكثر الساسة إلماما ً بالشؤون‬ ‫السياسية العالمية‪ ،‬ومفادها أن الكورد يحلمون‬ ‫بدولة قومية مستقلة لهم‪ ،‬واآلن وبعد مضي أكثر‬ ‫المراحل التاريخية السوداوية في حياتهم واقتراب‬ ‫الكورد من حلمهم الطبيعي‪ ،‬والذي من المفترض‬

‫تحقيقها منذ سبعة عقود خلت على األقل‪ ،‬وبالضبط‬ ‫في مرحلة النهضة القومية أن تأخذ كوردستان‬ ‫استقاللها لوال التقاء المصالح العالمية مع مصالح‬ ‫الحكومات التي كانت وما تزال تحكم بكردستان‬ ‫عبر قرون خلت للحفاظ على نفوذها ومصالحها في‬ ‫منطقة الشرق األوسط وبالتحديد المنطقة الحيوية‬ ‫أال وهي كوردستان وخيراتها الوافرة‪ ،‬والمتواجدة‬ ‫في باطن وسطح أرض كوردستان‪ ،‬والعبرة لكل‬ ‫ما آتينا به والصاعق المفاجئ للحلم الكوردي هي‬ ‫طرح فكرة (األمة الديمقراطية) من قبل بعض‬ ‫األطراف من حولنا وباألخص الدول المغتصبة‬ ‫لكوردستان على أنغام هذه المقولة والفكرة الغريبة‬ ‫والعجيبة على ذهنية الكوردي والذي طالما حلم‬ ‫بدولة قومية مستقلة له عبر آالف السنين‪.‬‬ ‫وهنا أسئلة واستفسارات يطرح نفسها بإصرار‬ ‫أهي الهروب الى القمة؟ أم هي مشروع جديد‬ ‫للقضاء على الحلم الكبير للكورد اللذين ض ٌحوا‬ ‫ويضحون بخيرة أبنائهم؟!!‪....‬‬ ‫ومع فائق تقديرنا لألطياف التي تعيش في‬ ‫كوردستان وما يجاريه لهم أحزاب قومية وتعمل‬ ‫كباقي األحزاب على الساحات ومناحي والمجاالت‬ ‫كافة في الدفاع المستميت عن قومياتهم‪.‬‬

‫آراء‬

‫كوردستان‬

‫يستطيع القصف الكيماوي أن يقتل كل‬ ‫شيء إال الحب‬

‫العدد (‪2015/6/15 )514‬م – ‪2715‬ك‬

‫من جحيم (دراكيوال)‬

‫إلى اصالحيات (مكارنكو)؟‬

‫دارا إبراهيم‬ ‫تناول أدونيس الشأن الكوردي في مجموعته‬ ‫المعنونة باسم (فضاء غبار الطلع) حيث وقف‬ ‫فيها على حمالت األنفال السيئة الصيت وحمالت‬ ‫اإلبادة بالسالح الكيماوي التي تعرض لها شعبنا‬ ‫في كوردستان العراق في ظل النظام البعثي‬ ‫الشوفيني‪ ،‬حيث تستوقفه شاهدة إحدى القبور‬ ‫في حلبجة نقش عليها عبارة «يستطيع القصف‬ ‫الكيماوي أن يقتل كل شيء إال الحب»‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫«أبجدية التاريخ مرايا مكسرة‪ :‬قطع زجاج‬ ‫يستغيث‪ ،‬أطلبوا من العذاب أن يهدهد الطفولة‪،‬‬ ‫اطلبوا من العطر أن يرسم خرائط الورد في‬ ‫أجسام النساء‪ ،‬اطلبوا من العين أن تتوسل النهار‬ ‫لكي يكتب تاريخ الليل‪ ،‬وانظروا في كل زاوية من‬ ‫األمن األحمر‪ ،‬سؤا ٌل ينعصر العراق بين أسنانه‪،‬‬ ‫ممر روا ٍق يحيط بك فيما تعبره‪ ،‬قطع زجاج ـ‬ ‫مرايا بعدد الكرد الذين أنفلهم الطغيان‪ ،‬مئة‬ ‫وثمانون ألف قطعة قي سقفه تتألأل‪ ،‬خمسة آالفٍ‬ ‫من المصابيح بعدد القتلى الذين خلفهم القصف‬ ‫الكيماوي»‪.‬‬ ‫فعلى مر العصور واألزمان‪ ،‬وعلى الرغم من‬ ‫الظلم والطغيان‪ ،‬بقي شعبنا الكوردي صامدا ً‬ ‫راسخا ً يقارع ويصارع كل أشكال العنف‬ ‫والمكر التركي والظلم والنفاق العربي والطغيان‬ ‫الفارسي‪ ،‬يأبى الخنوع والخضوع ومحاوالتهم‬ ‫صهره داخل قومياتهم التي تفوح منها رائحة‬ ‫الموت وكل أنواع الحقد والكراهية‪ ،‬لكنه وعلى‬ ‫الرغم من المذابح والمآسي التي تعرض لها خالل‬ ‫مراحل نضاله الطويل‪ ،‬لم يتوانَ شعبنا الكوردي‬ ‫ولو للحظة من المضي قدما ً والمطالبة بحقوقه‬ ‫العادلة والمشروعة‪.‬‬ ‫ففي كوردستان سوريا ومنذ البدء ساهم شعبنا‬ ‫الكوردي بقوة لتثبيت أركان الدولة السورية‬ ‫على أمل العيش بأمان مع جميع أطياف الشعب‬

‫السوري‪ ،‬وليتمتعوا بحقوقهم القومية العادلة‬ ‫حينما حصلت سوريا على إستقاللها السياسي‬ ‫فعرفت بالجمهورية السورية‪ ،‬لكن ولألسف‬ ‫ظهرت على الساحة السياسية السورية أحزاب‬ ‫متعصبة ذات نزعات قومية عروبية شوفينية‬ ‫وأخرى راديكالية متشددة تجاهلت وجود الشعب‬ ‫الكوردي وما قدّمه لخدمة الدولة السورية‪،‬‬ ‫وخاصة بعد استيالء حزب البعث على السلطة‬ ‫في سوريا‪ ،‬فقد ظل شعبنا الكوردي في سوريا‬ ‫محروما ً من حقوقه القومية وحتى أبسط حقوقه‬ ‫الثقافية واالجتماعية‪ ،‬وعلى الرغم من التغيرات‬ ‫والتحوالت السياسية الكبيرة في العالم لم يحاول‬ ‫النظام الحاكم في سوريا من تفهم القضية الكوردية‬ ‫وعدالة مطالبها فحسب‪ ،‬بل مارست ضده أبشع‬ ‫أنواع القتل وال سيما في مجزرتي «حريق سينما‬ ‫عامودا‪ ،‬وحريق سجن الحسكة» ولم تتوقف تلك‬ ‫الممارسات فاتخذت بحقه اإلجراءات االستثنائية‬ ‫والمشاريع االستيطانية العنصرية كـ»الحزام‬ ‫العربي الشوفيني‪ ،‬واإلحصاء الجائر‪ ،‬وتغيير‬ ‫أسماء القرى والمدن والبلدات‪ ،‬وإتباع سياسات‬ ‫ممنهجة لتفقير مناطق كوردستان سورية حيث‬ ‫التهميش المتعمد‪ ،‬واالعتقاالت العشوائية»‪ ،‬ومع‬ ‫كل هذا القمع بقي شعبنا في كوردستان سوريا‬ ‫راسخا ً صامدا ً على أرضه بإرادة ال تلين‪ ،‬وخاصة‬ ‫بعدما رفع الصوت عاليا ً في إنتفاضة قامشلو‬ ‫‪2004‬م محطما ً بها حاجز الخوف ومثبتا ً للعالم‬ ‫وجوده على أرضه في كوردستان سوريا مبرهنا ً‬ ‫فشل جميع السياسات الشوفينية العنصرية ضده‪،‬‬ ‫فكيف اآلن والشعب السوري بأكمله يعيش حالة‬ ‫ثورة ‪ ،‬فهل محاوالت التضييق التي يتبعها النظام‬ ‫السوري وأعوانه وإزدواجية التعامل ضد الشعب‬ ‫ومنعه مصادر الحياة والعيش عنه وسرقة موارده‬ ‫وثرواته‪.‬‬

‫الثورة السورية في أحداثها األخيرة‬

‫علي جزيري‬ ‫كان القمع ‪-‬في سوريا ما قبل الثورة‪ -‬ينتظر كل‬ ‫تندرج في سياق نقد الطقس‬ ‫يتفوه ببنت شفة‪ ،‬قد ّ‬ ‫َم ْن ّ‬ ‫السياسي‪ ،‬فالمواطن كائنا ً من كان‪ ،‬يُ ْقذَف بت ُ َهم ما‬ ‫أنزل هللا بها من سلطان ما لم يثبت براءته؛ والبراءة‬ ‫هذه كانت عرضة للسقوط في أية لحظة‪ ،‬ما لم ت ُ َجدّد‬ ‫باستمرار من خالل إعالن الوالء الدائم للنظام‪.‬‬ ‫وها هي المنافي اليوم تع ُّج بالسُّوريين النازحين‬ ‫فرادى وجماعات‪ ،‬مكرهين أو على مضض‪ ،‬هربا ً‬ ‫من الطغيان الذي أحال البلد إلى جحيم‪ ،‬ناهيك عن‬ ‫القوى التكفيرية التي تؤ ّج ُج النّار بالوكالة كي تحرق‬ ‫األخضر واليابس‪ .‬هذا هو السبب الرئيس في النزيف‬ ‫الذي تشهده سوريا‪ ،‬أما السبب اآلخر‪ ،‬فيكمن في‬ ‫النهج االقتصادي الذي اتّبعه النظام منذ عقود‪ ،‬أعني‬ ‫السياسة االقتصادية المجحفة التي تقوم على تفقير‬ ‫الناس وامالقهم اقتصادياً‪ ،‬عبر حرمانهم من فُ َرص‬ ‫العمل واالستغالل الفاحش والفساد المستشري‬ ‫وفرض الضرائب الباهظة التي أثقلت كاهلهم‪ ،‬على‬ ‫شاكلة أهالي قرية (برازوف) الذين اشتكوا ذات يوم‬ ‫من األتاوات التي أرهقتهم إلى الحد الذي لم يبقَ لديهم‬ ‫ما يأكلونه‪ ،‬فجمعهم آمرها (دراكيوال) في الكنيسة‪،‬‬ ‫ثم أشعل فيها النار مقتديا ً بنيرون الذي أحرق روما‪،‬‬ ‫وحين أكلتهم النيران‪ ،‬قال‪ :‬هذا أفضل حل لمشكلة‬ ‫الفقر‪ !..‬فذ ّكرنا بقول أحدهم‪:‬‬ ‫سأحرمكم حتى يذ َّل صعابكم وأبلغ شيء في صالحكم‬ ‫الفقر وغدا ال ُم َه َّجرون السوريون عامة‪ ،‬بمن فيهم‬ ‫الكورد‪ ،‬ك َم ْن يتّقي الرمضاء بالنار‪ ،‬ألن الدولة‬ ‫المضيفة تنظر إليهم كرهائن‪ ،‬وتلجأ إلى ترويضهم‬ ‫في إصالحيات‪ ،‬تشبه تلك التي أقامها «مكارنكو»‬ ‫ذات يوم في االتحاد السوفييتي؛ وتزداد قساوة المنفى‪،‬‬ ‫الم ْه َجر في‬ ‫حين يتوجب على ال ُم َه َّجر تعلم لغة أهل ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫سن متأ ّخرة من أجل التواصل مع اآلخرين أو للتعبير‬ ‫عن أحاسيسه وخوالجه التي تقتضي الضرورة توليفها‬ ‫وفقا ً لواقعهم الجديد‪ .‬ومن المفيد قوله إن االنسان‬

‫المتع ّمق في شؤن الثورة السورية ضد طاغية‬ ‫العصر بشار األسد يالحظ أن الخطوط تشابكت‪،‬‬ ‫وتعقدت إلی درجة أن المحللين انقسموا ما بين‬ ‫متفائل بقرب انتهاء األزمة ومتشائم بتعقيدها أكثر‬ ‫واستمرار األزمة إلی أجل طويل‪ ،‬ولكن برؤية‬ ‫موضوعية‪ ،‬وعلی سبيل الذكر وليس الحصر‬ ‫نالحظ أبرز النقاط التي يمكن ان تلعب دورا ً‬ ‫في تغيير مسار الثورة لصالح الثوار‪ ،‬والشعب‬ ‫السوري عموما ً مثل النكسات العسكرية المتتالية‬ ‫للنظام في حوران توج بالقضاء علی اللواء ‪52‬‬ ‫وتسليم تدمر مع اكبر مستودعات السالح للنظام‬ ‫إلی داعش والتمدد الرهيب لداعش خالل أيام‬ ‫معدودة لتصل إلى مارع وسوران شماال والحدود‬ ‫اللبنانية غربا وبتمدد داعش كسب النظام السوري‬ ‫تأخير معركة حلب‪ ،‬وأوقف زحف النصرة من‬ ‫إدلب باتجاه الساحل ‪ .‬ومحاولة جر الجيش اللبناني‬ ‫لدخول الحرب في سوريا ومساعدة حزب هللا‬ ‫اللبناني بعد خسائره الكبيرة في القلمون‪.‬‬ ‫‪www.pdk-s.com‬‬

‫ال يختار المنفى إال بعد أن تضيق به السبل في بلد‬ ‫يُخيم عليه الجنون واالنسداد السياسي‪ ،‬وفي ظل نظام‬ ‫شمولي يُحصي عليه األوكسجين الذي يستهلكه‪ ،‬بيد‬ ‫أن المعاناة تبدأ فور ترهين المهاجر نفسه للمافيا التي‬ ‫تقوم بابتزازه في دول العبور‪ ،‬مثلهم في ذلك كمثل‬ ‫الفلسطينيين الذين صورهم غسان كنفاني في رائعته‬ ‫«رجال تحت الشمس»‪ ،‬حيث يُحْ شَرون في الصهاريج‬ ‫سدُّ فوهاتها بإحكام في النقاط الحدودية‪ ،‬في‬ ‫التي ت ُ َ‬ ‫ظل حرارة الصيف الالهبة في الصحراء‪ ،‬وحين‬ ‫تطول إجراءات البوليس الروتينية‪ ،‬يختنقون النتفاء‬ ‫األوكسجين‪.‬‬ ‫أجل‪ ،‬هذه هي مأساة السوريين‪ ،‬فالموت لهم‬ ‫بالمرصاد‪ ،‬فإما أن يموتوا برصاصة جندي تركي‪،‬‬ ‫قر الشتاء وزمهريره‪ ،‬هناك‬ ‫أو يفارقوا الحياة في ّ‬ ‫في أحراج بلغاريا (عبد هللا حسين‪ /‬ابن ضيعتي)‪،‬‬ ‫أو يغرقون في بحر إيجة (بسام حسن‪ /‬صديق ابني‪،‬‬ ‫وشقيقه الذي رافقه كي يُعالجه هناك في أوروبا من‬ ‫السرطان الذي أل ّم به)‪ ،‬أو تسحق جمجمته لبنة اسمنتية‬ ‫هوت من ع ٍل (آراس أحمد‪ /‬لجأ إلى آمد ليعالج زوجته‬ ‫المصابة بالسرطان‪ ،‬والذي تربطني به صلة قرابة‬ ‫من جهة األب)‪ ...‬الخ‪ .‬هذا غيض من فيض‪ ،‬و َم ْن‬ ‫يحالفه الحظ ويبتسم له‪ ،‬يتمكن من الوصول إلى بر‬ ‫(األمان) أخيراً‪ ،‬بعد رحلة عناء‪ ،‬يكون قد أنفق فيها‬ ‫ما جمعه طيلة حياته‪ .‬أما الباقون من أمثالنا الغَالبة‬ ‫على ح ِدّ قول المصريين‪ -‬في بالد «قمعستان»‪،‬‬‫فقد سبق أن أعلن (نزار قباني) من أجلهم العصيان‪،‬‬ ‫بعد أن رآهم يذبحون كالقطعان‪ ،‬أو تقتلع حناجرهم‬ ‫(على غرار حنجرة ابراهيم قاشوش‪ /‬منشد الثورة‬ ‫السورية) ويُ ْس َحقون كالديدان‪ .‬فهل تعرفون اآلن من‬ ‫ٌ‬ ‫(مواطن‬ ‫أنا؟ أستميحكم العذر إن استعرت من نزار‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫مواطن يحل ُم في يوم من‬ ‫يسكنُ في دولة قمعستان‪،‬‬ ‫األيام‪ ،‬أن يصير في مرتبة الحيوان‪.)!...‬‬

‫الدولة الكوردية والفرصة الذهبية‬

‫ضياء يوسف‬ ‫أما زهران علوش فيقيم أكبر عرض عسكري‬ ‫لجيش الفتح في دمشق علی بعد ‪ 7‬كم‪ .‬من القصر‬ ‫الرئاسي مع وقف كامل لنشاطه العسكري؟!‬ ‫كذلك هناك تقدم لوحدات الحماية الشعبية علی‬ ‫طول الخط الحدودي الفاصل بين كردستان تركيا‬ ‫وسوريا باتجاه تل ابيض مع توعد داعش إعالميا‬ ‫بمهاجمة روجافا كوردستاني في رمضان‪.‬‬ ‫الحدث األهم أيضا ً كان تحويل مطار القامشلي‬ ‫المدني إلی عسكري وجلب طائرة ميغ استعدادا ً‬ ‫لحرب قريبة ربما على محافظة الجزيرة‪ ،‬حرب‬ ‫ليس بشكلها التقليدي‪.‬‬ ‫يصرح معارض سوري كان لوقت‬ ‫من جانب آخر ّ‬ ‫قريب في الداخل فـ لؤي حسين صرح في وسائل‬ ‫اإلعالم أن نظام بشار األسد تحول إلی ميليشيا‪،‬‬ ‫وربما هناك مقايضات دولية إلنهاء نظام بشار‪،‬‬ ‫وهذا ما تلمسناه من خالل مناقشة الدول السبع‬ ‫مشروع إزاحة رئيس النظام السوري بشار األسد‬ ‫ونفيه إلی موسكو أو طهران‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫كاوا ملك‬ ‫ال يخفى على احد ما تمر به‬ ‫المنطقة وكوردستان ضمنها بشكل‬ ‫عام و(كوردستان سوريا بشكل‬ ‫خاص) من ظروف عصيبة‪،‬‬ ‫خصوصا الحرب الضروس‬ ‫التي نخوضها ضد تنظيم داعش‬ ‫االرهابي الممول من استخبارات‬ ‫بعض الدول االقليمية وأيضا‬ ‫من قبل بعض المحافل الدولية‪.‬‬ ‫مع هذا فان الفرصة أمامنا تبقى‬ ‫تاريخية ومهمة جدا‪ ،‬قد ال تعود‬ ‫بسهولة على مدى عقود قادمة ان‬ ‫لم نعرف كيف نستفيد منها‪ ،‬فعبر‬ ‫الزمن كلما انتصر الكورد في‬ ‫ساحات الحرب تراهم يخسرون‬ ‫نصرهم على طاولة المفاوضات‬ ‫واعتقد ان اردنا ان يكون لنا شيء‬ ‫في المستقبل‪ ،‬فعلينا الرجوع الى‬ ‫الماضي واالستفادة من اخطائنا‪،‬‬

‫فالمرحلة ال تتحمل األخطاء أو‬ ‫التكهنات أو الرهانات‪ ،‬ومن سوء‬ ‫الفال فاننا نقع في نفس االخطاء‪.‬‬ ‫نحن خير ناصحين لغيرنا وال‬ ‫ننصح انفسنا‪ ،‬فكل كتلة تتفرد‬ ‫بقراراتها ومواقفها ولها عالقاتها‬ ‫الخاصة‪ ،‬وكل يرى في نفسه ممثال‬ ‫للشعب‪ ،‬تطلب من المعارضة عدم‬ ‫اقصائها وعدم حرمانها من طاولة‬ ‫المفاوضات اليجاد حل توافقي‪،‬‬ ‫وفي نفس الوقت ال تطبقه هي على‬ ‫باقي الكتل‪ .‬كلنا نتجه في الطريق‬ ‫المظلم‪ ،‬نفق ال نهاية له ولهذا على‬ ‫الجميع العودة الى نقطة الصفر‪.‬‬ ‫نقول نقطة الصفر ليس بالضرورة‬ ‫ان نخرب كل ما بنيناه‪ ،‬ال بل نبقي‬ ‫كل شيء كما هو ونرمم البيت‬ ‫الكوردي‪ ،‬ونشكل قيادة قوية بكامل‬ ‫الصالحية‪ ،‬ونستفيد من عالقات‬

‫جميع الكتل (عمر البعض منها‬ ‫اكثر من ‪ 50‬عاما)‪ ،‬ان وضعنا‬ ‫القلم والبندقية على نفس الطاولة‬ ‫واثبتنا وجودنا‪ ،‬فليس الشعب‬ ‫الكوردي وحده سيبارك خطوتنا‪،‬‬ ‫بل جميع مكونات المنطقة ستلتجئ‬ ‫اليك‪ ،‬كما كوردستان العراق‬ ‫وحتى الدول العظمى ستعترف‬ ‫بك وتدعمك‪ ،‬فهم بحاجة الى قوة‬ ‫سياسية عسكرية معتدلة لتكون‬ ‫حليفهم في المنطقة وال تريد كتالً‬ ‫متصارعة تابعة له‪.‬‬ ‫على كتلنا ان تراجع نفسها وان‬ ‫تترك الغرور الذي فيها وتعود‬ ‫الى رشدها‪ ،‬وتخرج من قوقعة‬ ‫التفرد‪ ،‬وتفتح صفحة جديدة‪ ،‬وتبدأ‬ ‫بالعمل الجماعي‪ ،‬قرار واحد للسلم‬ ‫والحرب‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫العدد (‪2015/6/15 )514‬م – ‪2715‬ك‬

‫ثقافة وفنون‬

‫كوردستان‬

‫فنانو كوردستان‪ -‬سوريا يقيمون كرنفال‬

‫تحیة‌ ألبطالنا البيشمركه‬ ‫علي عمر‬

‫‪ -‬هولير‬

‫أحیا اتحاد فناني كوردستان‪ -‬سوريا كرنڤال‬ ‫األغنية القومية الكوردية الثاني‪ .‬فعاليات الكرنفال‬ ‫جرت يوم ‪/6‬حزيران الجاري في هولير‪ .‬رحب‬ ‫عريفا الحفل بالحضور بمقطوعات شعرية‬ ‫مجدت بطوالت الكورد وهويتهم التاريخية ممثلة‬ ‫باألب الروحي البارزاني الخالد‪ .‬ثم حيّا الفنانون‬ ‫المشاركون الحضور‪ ،‬بعدها بدأ كل فنان بتقديم‬ ‫اغنيته‪ ،‬ثم قدمت فرقة (آشوكاني) المسرحية لوحة‬ ‫فنية صامتة من بطولة ثالثة أطفال‪ ،‬عبرت عن‬ ‫لغة الدم السائدة حاليا والتي تكالبت في الهجوم‬ ‫الهمجي على جنوب كوردستان وأيضا غربها‬ ‫وإستماتة ابنائها في الدفاع عنها‪ ،‬حيث أدمعت‬ ‫مشاهدها الدرامية عيون الحضور وكانت األغاني‬ ‫جميعها باسم البيشمركَه غناها فنانون كورد من‬

‫كوردستان سوريا باإلضافة الى الفنان القدير‬ ‫برادر ميوزيكي‪ ،‬وألقى الشاعر علي شيخة قصيدة‬ ‫عن البيشمركة‪.‬‬ ‫حضر الكرنفال المئات من أبناء كوردستان‬ ‫سوريا ضمت شخصيات سياسية ومثقفين وفنانين‬ ‫وأعضاء من قيادة الديمقراطي الكوردستاني‪-‬‬ ‫سوريا وقياديين من أحزاب أخرى ووسائل االعالم‬ ‫المرئية والمكتوبة‪.‬‬ ‫وقد عبر الفنانون المشاركون في الكرنفال عن‬ ‫مشاعرهم حيال البيشمركَه‪ .‬الفنان (برادر) قال‪:‬‬ ‫نحن الشعب الوحيد الذي يتواجد قائده في الصفوف‬ ‫االمامية من الحرب مع قواته‪ ،‬وهذا يميزنا عن‬ ‫غيرنا من الشعوب‪ .‬وتابع (برادر) أن كل كوردي‬ ‫أينما كان‪ ،‬يتمتع بروح البيشمركَه ويستميت في‬ ‫الدفاع عن ارضه وشعبه‪ .‬والفنان (محمود عزيز‬ ‫شاكر) قال‪ :‬لقد كان والزال البيشمركَه هوية‬

‫آهين علي‬

‫رسامة عند عتبة الفن‬

‫درسيم توفيق‬ ‫‪ -‬هولير‬

‫أقامت الرسامة (آهين علي) يوم ‪/11‬حزيران‬ ‫الجاري معرضها الشخصي األول في قاعة‬ ‫نياندرتال الملحقة بغاليري شاندر وسط مدينة‬ ‫أربيل‪ .‬آهين‪ -1991( :‬قامشلو) هي اآلن تقف‬ ‫عند عتبة باب فن الرسم وهي بذلك تحاول‬ ‫أن تطرق باب التشكيل من بوابتها الكبرى‬ ‫(الرسم)‪ .‬ولعل مشوارها البدائي كان رهينة‬ ‫الوضع غير الطبيعي الذي يمر به بلدها‪ ،‬فالثورة‬ ‫السورية مازالت في أوجها‪ ،‬واألحداث الساخنة‬ ‫تضيّق الخناق على الشعب بأكمله‪ ،‬ولو كانت‬ ‫الظروف طبيعية في غربي كوردستان‪ ،‬ألنهت‬ ‫(آهين) دراستها في معهد الفنون الجميلة في‬ ‫حسكة (دخلت المعهد عام ‪ 2010‬وانقطعت عن‬ ‫مواصلة التحصيل تاليا)‪ ،‬فالظروف اضطرتها‬ ‫وأهلها الى الهجرة والنزوح وحرمتها من ادامة‬ ‫التحصيل األكاديمي‪ .‬ومع ان هذا األمر قد أثر‬ ‫على ظروف نشأتها الفنية األولى وجعلتها‬ ‫‪www.pdk-s.com‬‬

‫تقف عند مفترق طرق‪ ،‬اال انها امتلكت الجرأة‬ ‫واالصرار الكاملين بالشكل الذي جعلها تقرر‬ ‫مواصلة مشوارها في الرسم وتدخل عالم‬ ‫األلوان واألشكال‪ ،‬رغم قساوة الظرف‪.‬‬ ‫من المفيد هنا االشارة الى ان أي تجربة فنية‬ ‫فتية تحمل بين طياتها الكثير من المؤشرات‬ ‫االيجابية وأيضا تحتمل الكثير من المالحظات‬ ‫التي البد للناقد أن يطرحها بحيادية خدمة‬ ‫لموهبة الفنان (أو الفنانة) وهو يتجاوز خط‬ ‫الشروع بخطواته األولى‪ .‬لعل أولى المؤشرات‬ ‫االيجابية التي من الواجب االشارة اليها هو‬ ‫مقدار الثقة بالنفس وباالداء الفني الذي يسمح‬ ‫لهاوية فن الرسم (آهين علي) أن تقدم على‬ ‫افتتاح معرض شخصي لها‪ .‬فهي بذلت من أجل‬ ‫ذلك‪ ،‬جهودا كبيرة واستطاعت أن تقاوم الكثير‬ ‫من المصاعب وسط حياة اللجوء بما فيها من‬ ‫محدودية وقتر في مستلزمات ومكان العمل‪.‬‬ ‫ومحاوالتها من حيث استخدام األلوان وكذلك‬ ‫بلورة اللوحات وتوظيف المفردات وتحديد‬ ‫الخط البياني لمنحاها الفكري الموضوعاتي‪،‬‬ ‫حيث انها اختارت التعامل مع مشاعرها بصدق‬

‫المقاتل الكوردي الشامخة تاريخيا في الدفاع عن‬ ‫ارض وشعب كوردستان‪ ،‬وبطوالتهم علمت‬ ‫العالم دروسا لن تنسى‪ .‬أما الفنان الشهير (سعيد‬ ‫كَاباري)‪ :‬على الشعب الكوردي اجتياز عقبة‬ ‫المصالح الحزبية وإخضاع الجميع تحت سقف‬ ‫مصلحة الكورد كما حدث في انتفاضة قامشلو‬ ‫عام ‪ .2004‬أما الفنان (روني جان) فقد قال‪:‬‬ ‫سوف ندعم البيشمركَه بقلوبنا واصواتنا ودعائنا‬ ‫ومالنا وارواحنا‪ ،‬ألنهم ذاتنا التي تستحق الحياة‬ ‫ونحن كلنا مع تحرير واستقالل دولة كوردستان‬

‫ووضوح‪ ،‬كل هذه األمور شكلت عناصر قوة‬ ‫في أعمالها‪ .‬فهي تتفاعل مع مشاعر وأحاسيس‬ ‫انثوية خالصة وطاهرة وكذلك تتعامل بانفتاح مع‬ ‫االرث الجمالي ومواطن االستاتيكا في الوسط‬ ‫االجتماعي االنثوي في المجتمع الكوردي‪.‬‬ ‫وبذلك فان ما تحاول بلورته من خطاب بصري‬ ‫يتلقى االرتياح التام من قبل متلقي أعمالها في‬ ‫موطنها كوردستان‪ .‬وال ضير من طرح بعض‬ ‫المالحظات النقدية التي تحاول أن تنير الدرب‬ ‫أمام تجربة فنية هي اآلن في بداية مشوارها‪.‬‬ ‫من المهم أن نقول بأن على (آهين علي) أن‬ ‫تديم وبقوة تجاربها في مجال استخدام األلوان‬ ‫وصقل قدراتها في مجال التخطيط والمنظور‬ ‫وأسس الرسم االكاديمي‪ ،‬ألن حجر الزاوية في‬ ‫الفنون التشكيلية هي دوما مرهونة بالمراس‬ ‫الفني والمهارة االكاديمية‪ ،‬بالشكل الذي يمهد‬ ‫لصقل الموهبة‪ ،‬ومن دون ذلك ال يكتسب الفنان‬ ‫الشرعية الفنية‪ .‬ولعل الثغرات التي قد نجدها‬ ‫في ثيمة اللوحات بما فيها من تكوينات وكذلك‬ ‫نسيجها االنشائي‪ ،‬هو نتيجة طبيعية لحرمان‬ ‫(آهين) من مواصلة تحصيلها األكاديمي‪ .‬وهذا‬ ‫ال يعني ان الباب بات مغلقا أمامها لالرتقاء‬ ‫بمستواها الفني‪ ،‬بل أن الساحة تبقى مفتوحة‬ ‫أمامها لتطوير مهاراتها وقدراتها الفنية‪ ،‬وذلك‬ ‫من خالل التواصل مع الوسط الفني وادامة‬ ‫الرسم بمزيد من االصرار‪،‬ومن ثم االقتراب‬ ‫شيئا فشيئا من الحرفية واالحتراف‪.‬‬

‫والمشروع القومي الكوردستاني الذي يهفو للنور‬ ‫بجهود القائد مسعود بارزاني‪.‬‬ ‫ومنح في الكرنفال (الدرع الرمزي) من قبل منظمة‬ ‫سوز الى كل من الفنانين محمود عزيز شاكر‪،‬‬ ‫برادر ميوزيكي‪ ،‬روني جان حسو‪ ،‬رشيد صوفي‪،‬‬ ‫أڤين‪ ،‬شاهيبان‪ ،‬سعيد كَاباري‪ ،‬فريد زيدان‪ ،‬عزيز‬ ‫محمد‪ ،‬جانيار كوباني‪ ،‬خسرو يوسف وفرقة‬ ‫آشوكاني‪ .‬ويأتي اقامة كرنفال فناني روجآفا دعما‬ ‫لقوات البيشمركه المدافعة عن أرض كوردستان‬ ‫المقدسة وحرمتها وحريَة شعبها‪.‬‬

‫العنقاء في ليلة‬ ‫متفجرة بالغبطة‬ ‫شعر‪ :‬كولنار علي‬

‫ترجمة‪ :‬د‪ .‬خالد حسين‬

‫ياروحي‪:‬‬ ‫الصباح تُناديكَ‬ ‫ت َ​َحايَا َّ‬ ‫يث ألمي‪.‬‬ ‫نداءات‬ ‫المساء ت َْس َت ِغ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ث َ َّم َة ٌ‬ ‫الم َها‬ ‫فرس أ ْح ِ‬ ‫ليلة تَنها ُر من عىل ِ‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫وب� لوز نظر يا� تُ َه ْد ِه ُد َّلذتَ َها؛‬ ‫اع الينتهي‬ ‫عيناكَ أُ ُ‬ ‫تون ِص ٍ‬ ‫عة‬ ‫ومن َو ْق ِد ِة الم ْت ِ‬ ‫رغب فيكْ‬ ‫أَ ُ‬ ‫وميض عينيكَ‬ ‫ياء ِ‬ ‫من بك� ِ‬ ‫آمال‪.‬‬ ‫أَيْ َقظْ َت‬ ‫َ‬ ‫أحالم ي‬ ‫مالصو ِتكَ‬ ‫اليَ ْهدأ‬ ‫أنفاس؛‬ ‫بومضات‬ ‫أَه ُّزكَ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫فيع‬ ‫الر ُ‬ ‫حيث َّ‬ ‫السلك َّ‬ ‫َ‬ ‫يتلم ُ‬ ‫المنفلتة من نافذتكَ‬ ‫يح‬ ‫الر َ‬ ‫َّ‬ ‫ظ ِّ‬ ‫والمصباح‬ ‫ُ‬ ‫نور الشَّ ارع؛‬ ‫يُ ي ُ‬ ‫ن� َ‬ ‫أثر ِ‬ ‫قطار وقد تا َه به ا ّل ُ‬ ‫ليل‪.‬‬ ‫هاأنذا أغدو‬ ‫َ‬ ‫مسافر ٍ‬ ‫وهاهي‬ ‫العيون أ‬ ‫الخّ اذة‬ ‫ُ‬ ‫المقاومة وناياً لفكري‬ ‫أضحت صوت‬ ‫قد‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫هاهي‬ ‫ف‬ ‫طريق اللغة‪.‬‬ ‫أغان ي�‬ ‫تفقد خطوا ِت َها َ‬ ‫ألم ٍ‬ ‫ِ‬ ‫العنقا َء َر ْق َصاً‬ ‫هَ اهي ت ُْو ِق ُ‬ ‫ظ َ‬ ‫ف ي� هزيع الليل؛‬ ‫لتفر َد ريش َها وجناحيها‬ ‫ف‬ ‫الريح‪.‬‬ ‫ي� ِّ‬

‫ثقافة‬

‫كوردستان‬

‫العدد (‪2015/6/15 )514‬م – ‪2715‬ك‬

‫‪15‬‬

‫الصحافة الحزبية والدفاع عن حقوق الشعب الكوردي‬ ‫صحيفة (دنكى كورد) انموذجا‬

‫دراسة تحليلية لالعداد (‪)87 /82 /74 /73 /59 /47‬‬ ‫(‪)2-2‬‬ ‫د‪ .‬علي صالح ميراني‪ -‬جامعة زاخو‬

‫كما اوضحت االفتتاحية باسلوبها الواقعي في طرح‬ ‫الحقائق‪ ،‬ان السلطات السورية كانت قد افرجت عن‬ ‫بعض معتقلي الحزب بشكل متقطع‪ ،‬بدءا بالدفعة االولى‬ ‫قبل سنة ‪ ،1980‬تضمن العشرات من معتقلي بعض‬ ‫القوى الوطنية والتقدمية في سوريا‪ ،‬وبقي الكثير منهم‬ ‫رهن االعتقال واختتمت االفتتاحية بـ"فلنناضل من اجل‬ ‫اطالق الحريات الديمقراطية في البالد ولترتفع كل‬ ‫االصوات الوطنية لالفراج عن جميع المعتقلين السياسيين‬ ‫الوطنيين ومنهم مناضلي شعبنا الكوردي"(‪.)9‬‬ ‫وفي سياق تنديد الجريدة بالمعالجات‬ ‫ ‬ ‫االمنية الخاطئة وتفضيل الحكومة للحلول القائمة على‬ ‫االقصاء وااللغاء‪ ،‬جاء في العدد (‪ ،)82‬آب ‪ 1981‬مقال‬ ‫بعنوان "سري ولضرورة االمن" ورد‪ ،‬ان اجرءات‬ ‫التمييز واالضطهاد تتواصل بحق ابناء الشعب الكوردي‬ ‫في سوريا بلقمة العيش هنا وهناك‪ ،‬تارة ضد الكورد في‬ ‫محافظة حلب‪ ،‬حيث يتم تسريح عمال مثبتين من عملهم‬ ‫في مؤسسات القطاع العام‪ ،‬كما سبق لمديرية التربية‬ ‫وسلك التعليم ان فعلت‪ ،‬وكشف المقال انه منذ مدة جاء‬

‫دور محافظة الحسكة "حيث تعاني الجماهير الكوردية‬ ‫فيها منذ سنوات من اثار المشاريع العنصرية والقوانين‬ ‫االستثنائية‪ ،‬من الحزام العربي وقانون االحصاء‬ ‫الجائر الغني عن التعريف" واوضح ان الكورد في‬ ‫العاصمة دمشق يعانون كذلك من الممارسات الظالمة‬ ‫وان موجات الفصل شملت عدد من الطلبة الكورد‪،‬‬ ‫منهم خمسة عرقلوا عن مواصلة دراستهم في المعهد‬ ‫المتوسط المراقبين الفنيين‪ ،‬واخر معلق امله في العودة‬ ‫الى دراسته في معهد الكهرباء بدمشق"(‪.)10‬‬ ‫تابع المقال باسلوبه التهكمي الالذع "هكذا بكل سهولة‬ ‫يحرم المواطن من حقه في تحصيل خبرة فنية لتامين‬ ‫لقمة العيش واالسهام في بناء الوطن ودفع عجلة‬ ‫التطور نحو االمام‪ ،‬بسبب انتمائه الى القومية الكوردية‬ ‫وعدم انتسابه للبعث‪ ،‬وهي الذريعة التي تتذرع بها‬ ‫دوائر السلطة‪ ،‬وتتحجج وتمارس مثل تلك االجراءات‬ ‫التعسفية‪ ،‬وضرورة االمن‪ ،‬ان السياسة التي تعتمدها‬ ‫االوساط اليمينية والشوفينية في الحكم ازاء الجماهير‬ ‫الكوردية سياسة رجعية ال تخدم قضايا الوطن ال من‬ ‫قريب ال من بعيد وانها تلحق الضرر البالغ بالوحدة‬ ‫الوطنية"(‪.)11‬‬

‫لقد كان من الالفت‪ ،‬ان الصحيفة ساندت مواقف‬ ‫النظام الخارجية والداخلية في معظم تطوراتها‪ ،‬لكنها‬ ‫اشترطت مقابل ذلك وجوب التفات الحكومة الى معالجة‬ ‫الجوانب السيئة من ممارساتها‪ ،‬حيث جاءت افتتاحية‬ ‫العدد (‪ ،)87‬كانون الثاني ‪ ،1982‬تحت عنوان "العام‬ ‫الجديد وتطلعات الجماهير" ومما ورد فيها "ان العام‬ ‫‪ 1982‬يحل والبالد تمر بظروف بالغة الدقة والخطورة‬ ‫داخليا وخارجيا‪ ،‬فعلى الصعيد الخارجي اشتدت ابعاد‬ ‫المؤمرات االمبريالية الصهيونية الرجعية واتخذت‬ ‫مسارات شرسة ومتعددة االشكال والتالوين‪ ،‬لكنها‬ ‫جميعا تخدم اهدافا واحدة محددة وهي خنق حركة‬ ‫التحرر الوطني العربية وقوى الثورة الفلسطينية‬ ‫وتصفية القضية الفلسطينية وتحطيم االنظمة الوطنية‬ ‫العربية لصالح الهيمنة االمبريالية"(‪.)12‬‬ ‫‪-1‬جريدة (دنكى كورد)‪ ،‬العدد (‪ ،)47‬آيار ‪. 1977‬‬ ‫‪-2‬جريدة (دنكى كورد)‪ ،‬العدد (‪ ،)59‬اواخر اذار ‪1979‬؛‬ ‫للتفاصيل عن اوضاع الكورد خالل عهد الرئيس االسد‪ ،‬ينظر‪:‬‬ ‫مركز الدراسات الكوردية وحفظ الوثائق‪ ،‬جامعة دهوك‪ ،‬المسألة‬ ‫الكوردية في كوردستان‪ -‬سوريا خالل عهد الرئيس حافظ االسد‪،‬‬

‫‪ 16‬تشرين الثاني ‪ 10 - 1970‬حزيران ‪( ،2000‬محدود‬ ‫التداول)‪( ،‬دهوك‪.)2009 ،‬‬ ‫‪-3‬جريدة (دنكى كورد)‪ ،‬العدد (‪ )73‬اواخر ايلول ‪.1980‬‬ ‫‪-4‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪-5‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪-6‬جريدة (دنكى كورد)‪ ،‬العدد (‪ ،)74‬تشرين الثاني ‪.1980‬‬ ‫‪-7‬جريدة (دنكى كورد)‪ ،‬العدد (‪ ،)82‬آب ‪ .1981‬للمزيد من‬ ‫التفاصيل حول المشاريع االستثنائية في كوردستان سوريا ينظر‪:‬‬ ‫علي صالح ميراني‪ ،‬سياسة التمييز القومي وحمالت التعريب‬ ‫الحكومية في كوردستان‪-‬ـ سوريا ‪ ،2008- 1928‬مخطوط‬ ‫بحوزة المؤلف‪.‬‬ ‫‪-8‬المصدر نفسه‪ ،‬للمزيد من التفاصيل حول ممارسات الحكومة‬ ‫السورية ضد الكورد السوريين ينظر‪ :‬علي صالح ميراني‪ ،‬الحركة‬ ‫القومية الكوردية في كوردستان‪ -‬سوريا ‪،1970 -1946‬‬ ‫(اربيل‪.)2004 ،‬‬ ‫‪-9‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪-10‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪-11‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪-12‬جريدة (دنكى كورد)‪ ،‬العدد (‪ ،)87‬كانون الثاني ‪.1982‬‬

‫الحوريون‬

‫واللغة الموسيقية المدونة‬ ‫إسماعيل رسول‪ -‬ديرك‬

‫في كتاب (الحوريون) لـ(جرنوت فيلهلم)‬ ‫والذي ترجمه الدكتور فاروق إسماعيل‪،‬‬ ‫يقول المؤلف‪ :‬الحوريون هم من شعوب‬ ‫الشرق القديم‪ ،‬وقد أطلق عليهم اسم‬ ‫"حوريم" في العهد القديم‪ ،‬ويعد الحوريون‪،‬‬ ‫حسب المترجم‪ ،‬من ابرز شعوب تاريخ‬ ‫سوريا القديم خالل األلف الثاني قبل‬ ‫الميالد‪ ،‬حيث برعوا في تاريخ سوريا‬ ‫السياسي والحضاري وتمكنوا وبالتحالف‬ ‫مع الميتانيين من تشكيل مملكة تمركزت في‬ ‫الجزيرة السورية وحتى الشمال العراقي‪.‬‬ ‫قام الباحث والكاتب الكوردي إبراهيم‬ ‫اليوسف بعرض موجز للكتاب المذكور في‬ ‫مجلة المعرفة السورية "‪ "1‬وتم عرض ما‬ ‫يتعلق بهم من اصلهم‪ ،‬وتاريخهم السياسي‪،‬‬ ‫وكذلك الحياة االجتماعية واالقتصادية‬ ‫والحياة الدينية‪ ،‬ثم عرض بشكل مختصر‬ ‫ما يتعلق باألدب والفن التشكيلي‪ .‬وتوقف‬ ‫الكاتب كثيرا ً فيما عرضه (فيلهلم) من‬ ‫تفسيراته المتعلقة بتسميتهم‪ ،‬فذكر منها بأن‬ ‫كلمة الحورية تعني ( ُخردي‪ :‬الجندي اليقظ)‬ ‫وطرح (فينكلر) بوجود صلة بين اسمي‬ ‫( ُخري و آري) ووصف اللغة الحورية بانها‬ ‫اللغة اآلرية‪ :‬الهندو إيرانية القديمة‪.‬‬ ‫تطورت الدراسات عن الحورية بعد‬ ‫الحرب الكونية الثانية اعتمادا ً على‬ ‫مكتشفات (اوغاريتية) وقد قدم (انجناد)‬ ‫صاحب "سوبارتو" مساهمات في التاريخ‬ ‫الحضاري‪ ،‬وقد وصف انجناد الحوريون‬ ‫بأنهم أقدم تجمع عرضي في بالد الرافدين‬ ‫ويعتبرون عنصرا ً حضاريا ً من المقام األول‬ ‫‪www.pdk-s.com‬‬

‫منذ العصر الحجري‪ .‬وقد حاولت جاهدا ً‬ ‫البحث عن لغة هذه المجموعة وتاريخهم‬ ‫الذي تغلغل في عمق الحضارات المجاورة‪،‬‬ ‫حتى وقعت تحت يدي دراسة تتعلق (بالديانة‬ ‫والموسيقا في اوغاريت) للكاتب فراس‬ ‫السواح"‪ "2‬حيث بحث من خالل الدراسات‬ ‫والتنقيبات األثرية كل ما يتعلق بالموسيقا‬ ‫والدين‪ .‬تعمق الباحث في موقف اإلنسان من‬ ‫الدين وتصوراته عنه‪ ،‬وكذلك عن الموسيقا‪.‬‬ ‫وعرض الباحث تصوره من خالل دراسته‬ ‫بأنه في الحضارة المصرية القديمة يعزى‬ ‫ابتكار الموسيقا لإلله اوزيريس‪ ،‬وفي بالد‬ ‫الرافدين إلى اإلله تموز الذي ابتكر أول‬ ‫آلة موسيقية التي هي المزمار‪ ،‬وفي بالد‬ ‫اليونان إلى أورفيوس الذي كان يتحكم‬ ‫بالطبيعة بواسطة نايه السحري‪ .‬إما عن‬ ‫الموسيقا في أوغاريت والشرق القديم بيّن‬ ‫الباحث بأن للموسيقا واآلالت الموسيقية‬ ‫تاريخ طويل في منطقة الشرق القديم يمتد‬ ‫بجذوره إلى العصر الحجري‪.‬‬ ‫ومع فجر التاريخ في مصر وسوريا وبالد‬ ‫الرافدين وتأسيس المدن األولى‪ ،‬شهدت‬ ‫المنطقة نهضة جمالية تجلت في العمارة‬ ‫واألدب والفنون التشكيلية وكذلك في‬ ‫الموسيقا‪ .‬واعتقد جازما ً بأن مكانة مدينة‬ ‫اوغاريت البحرية‪ ،‬حيث ميناؤها مركز‬ ‫النشاط التجاري االقتصادي كانت أشبه‬ ‫بمدينة (كوزموبوليتية) يختلط فيها األجناس‬ ‫واللغات والثقافات والقوميات‪ ،‬هو الذي أدى‬ ‫بها إلى االبتكار الذي يعد األهم في تاريخ‬ ‫البشرية أال وهي (األبجدية)‪.‬‬ ‫يمكننا الرجوع قليال والتوقف على تصور‬

‫بعض المعتقدات الدينية وآرائهم حول‬ ‫الموسيقا‪ ،‬ففي الثقافة المسيحية يرى أبناء‬ ‫الكنيسة بأن الموسيقا في العالم الدنيوي‬ ‫هي انعكاس للتوافق الهارموني الكوني‬ ‫وللموسيقا الخفية الماورائية‪ .‬وفي التراث‬ ‫اإلسالمي يرى إخوان الصفا في رسالتهم‬ ‫عن الموسيقا أن لحركة األفالك في العالم‬ ‫العلوي موسيقا عذبة ناجمة عن دورانها‬ ‫المتسق والمتناغم‪ .‬وقد كان كهنة الهنود‬ ‫الحمر مغنيين وكهنة إفريقيا قارعي الطبول‪.‬‬ ‫وما وصلنا من الوثائق النصية يدلنا على‬ ‫مدى تطور الحياة الموسيقية إلنسان الشرق‬ ‫القديم حيث كانت تلك الفترة زاخرة باآلالت‬ ‫اإليقاعية مثل‪ :‬الطبل والدف والمصفقات‪،‬‬ ‫وكذلك اآلالت النفخية مثل‪ :‬الناي والمزمار‬ ‫والبوق‪ ،‬واآلالت الوترية مثل‪ :‬العود‬ ‫والهارب والقانون‪ .‬ومع تنوع لهذه اآلالت‬ ‫رافق تطور لألسس النظرية للموسيقا‬ ‫ما يجعلها علما ً وقد جاء البرهان الحاسم‬ ‫على ذلك من موقع أوغاريت على الساحل‬ ‫السوري الشمالي‪ ،‬فبعد الحملة التنقيبية‬ ‫الخامسة عشرة عام ‪ 1951‬تم العثور‬ ‫بين أنقاض القصر الملكي على رقيمان‬ ‫مكسوران أعطيا لهما الرقمان (‪15،30‬‬ ‫و‪ )15،49‬وفي عام ‪ 1953‬تم العثور على‬ ‫قطعة من رقيم في حالة سيئة أعطي له الرقم‬ ‫(‪ )17،387‬حيث تعرف الباحث الفرنسي‬ ‫(الروش) على هذه القطع الثالث باعتبارها‬ ‫أجزاء من رقيم واحد فقام بجمعها‪ ،‬فحصل‬ ‫على شكل الرقيم المتصور على انه مستطيل‬ ‫طوله سبعة إينشات والنصف وعرضه ثالثة‬ ‫إينشات‪ .‬وقد قام الباحث (إيمانويل الروش)‬

‫بنشر النص الخاصة بالبعثة التنقيبية‬ ‫الفرنسية المسماة (أوغاريتيكيا) عام ‪1967‬‬ ‫وتبين للباحث بأن القسم العلوي للرقيم‬ ‫المستطيل يحتوي على ترتيلة دينية قديمة‬ ‫وباللغة (الحورية)ئن وهي ما يهمني في‬ ‫هذا البحث وحسب قول الباحث هي إحدى‬ ‫اللغات الرئيسية المستعملة في أوغاريت‪.‬‬ ‫أما السطور الواقعة في األسفل فهي عبارة‬ ‫عن إشارات موسيقية من نوع ما‪ ،‬توجه‬ ‫من خالله العازفين إلى طريقة أداء اللحن‬ ‫واألداة الموسقية للعزف هي القيثارة‪.‬‬

‫وجدير بالذكر بأن هذا الرقيم الذي أعيد‬ ‫تجميعه يحتوى على أول تدوين موسيقي‬ ‫معروف في تاريخ الثقافة اإلنسانية‪.‬‬ ‫المراجع‪:‬‬ ‫‪-1‬الحوريون تاريخهم وحضارتهم‪ ،‬بحث‬ ‫إلبراهيم اليوسف‪ ،‬مجلة المعرفة‪ ،‬العدد ‪،458‬‬ ‫تشرين الثاني‪.2001 -‬‬ ‫‪-2‬الموسيقا والدين في أوغاريت‪ ،‬فراس‬ ‫السواح‪ -‬ملحق الثورة الثقافي‪ ،‬العدد (‪،)511‬‬ ‫‪.2006‬‬

‫‪16‬‬

‫كوردستان‬

‫العدد (‪2015/6/15 )514‬م – ‪2715‬ك‬

‫آزاد ديالني‪ :‬الظروف تمنعني من التفرغ للفن‬

‫أكرم مال‬

‫آزاد ديالني‬

‫مصطفى‪ ،‬والذي كان مرتبطا ً بالفن‪،‬‬ ‫وشجعني كثيرا ً بعد أن سمع النشيد‪.‬‬ ‫أحسست بالفخر وخاصة عندما قدمت‬ ‫نشيدا ً حفر اسمه في تاريخ البارتي‬ ‫كنشيد رسمي للحزب‪.‬‬ ‫وحول السؤال هل لديه أغان قومية‬ ‫أخرى‪ ،‬أردف آزاد أن لديه أرشيفا ً كبيرا ً‬ ‫من األغاني القومية وغيرها من األغاني‬ ‫يصل عددها المئة أغنية‪ ،‬لي اغنية عن‬ ‫الدولة الكوردية كتبتها عند وصولي إلى‬ ‫كوردستان عام ‪.2012‬‬ ‫واستفهمت منه سبب الكم الكبير لألغاني‬ ‫القومية دون أن تلقى الصدى المناسب‪،‬‬

‫فأوضح أن الظروف لم تكن مساعدة‬ ‫لنشر هذه األغاني ‪ ،‬كما إنني لم التق‬ ‫بأي طرف يتبنى دعمي فنيا ً لألسف‪،‬‬ ‫حتى الحزب الذي أديت له هذا النشيد‬ ‫وعملت في صفوفه منذ شبابي‪ ،‬وعملت‬ ‫في فرقة نارين ‪ ،‬كما إنني كنت مسئوالً‬ ‫للقسم الموسيقي فيه‪ ،‬لم أتلق الدعم منه‬ ‫في األناشيد واألغاني التي أديتها لخدمة‬ ‫قضيتي الكوردية‪ ،‬وال أعرف السبب‬ ‫وراء كل هذا‪ .‬كما إنني اآلن في قسم‬ ‫محرر من كوردستان ال استطيع متابعة‬ ‫فني النشغالي بأوضاعي من ناحية‬ ‫الظروف واألعمال الشاقة البعيدة عن‬

‫الفن والطموح‪.‬‬

‫وفي النهاية سألته‪ :‬كلمة أخيرة‬ ‫تحبُّ أن توجهها في ذكرى مرور‬ ‫‪ 58‬عاما ً على تأسيس الـ‪PDK- S‬‬ ‫الذي غنيت له؟‬ ‫بهذه المناسبة ابارك لكل اعضاء‬ ‫وجماهير البارتي ميالد الحزب‪ ،‬واتمنى‬ ‫وفي هذه الفترة الحساسة ان يقوم البارتي‬ ‫بدوره من خال ل نضال كل اعضائه ائها‬ ‫لخدمة قضيتنا وشعبنا الن البارتي هو‬ ‫األم واالم هي دائمة العطاء لذا دائما‬ ‫نتطلع لعطائه‪.‬‬

‫الفنان التشكيلي عمران شيخموس‬

‫والتدافع نحو مشهدية العمل‬ ‫غريب مال زالل‬ ‫‪ -‬باتمان‬

‫يساهم الفنان عمران في لحظات كثيرة‬ ‫في تكوين مخيال مرهون بالعثور على‬ ‫خطوات غير عشوائية ‪ ،‬وبالفعل‬ ‫يخضع ( بضم الياء ) عمران مبادراته‬ ‫التي من الممكن أن تؤول عليها‬ ‫بخصوص طرحه الجمالي الذي أخذ‬ ‫يتبلور ويتسع من عمل إلى آخر ‪ ،‬لفعل ال‬ ‫يتخلى عن طموحاته التي تحتاج بدورها‬ ‫لنماء نوعي‪ .‬فقضية الطموح يشغل بال‬ ‫عمران كثيراً‪ ،‬ومن حقه الطبيعي أن‬ ‫يخلق لحلمه جناحين بهما يخترق جدار‬ ‫الضوء‪ ،‬وحتى يفعل ذلك ال بد من ذاكرة‬ ‫نشيطة تعود به إلى تل شرمولة الذي‬ ‫سيجبل من ترابه كل األلوان الخاصة‬ ‫به‪ ،‬وهذا ما يجعل البني ضيفا ً قويا ً على‬ ‫مجمل أعماله ‪ ،‬البني الذي يحمل عطر‬ ‫تراب المدينة التي أنجبته ‪ ،‬و ينجح‬

‫انتهت االنتخابات‬ ‫التركية‪ ،‬وماذا بعد؟‬

‫‪ -‬حسان منصور‬

‫يعتبر الفن النتاج اإلبداعي اإلنساني‬ ‫حيث يعتبر لونا ً من ألوان الثقافة‬ ‫اإلنسانية حيث أنها تعبير عن التعبيرية‬ ‫الذاتية وليس تعبيرا ً عن حاجة اإلنسان‬ ‫لمتطلبات حياته‪.‬‬ ‫والفن نبض الجماهير والمحفز للخلق‬ ‫واإلبداع‪ ،‬وشعبنا الكوردي بأمس‬ ‫الحاجة للفن ليعبر عن آماله وآالمه‪.‬‬ ‫في هذا اللقاء نسلط الضوء على تجربة‬ ‫الفنان آزاد ديالني وهو من كوردستان‬ ‫سوريا يقول ديالني أنه فنان يقترب‬‫من االيقاع اإلنساني‪ ،‬ومن نبض الحياة‬ ‫وجمالها قبل أن يكون اي شي آخر‪،‬‬ ‫يحب خدمة اإلنسانية وقوميته بفنه اذا‬ ‫تسنى له ذلك‪ ،‬وهو من مواليد قرية‬ ‫سيكركا‪ .‬وسألته عن أغنيته المشهورة‬ ‫والمعنونة باسم «بارتينا أم» من كتب‬ ‫كلماتها ‪ ،‬ومتى قمت بغنائها أول مرة‬ ‫؟ فأجاب‪:‬‬ ‫نشيد «بارتينا أم» قمت أنا بكتابة كلماتها‬ ‫عام ‪ ، 1999‬كما إنني قمت بتلحينها‪،‬‬ ‫وأول مرة أديت فيها هذه األغنية هي في‬ ‫ميالد الحزب بقامشلوعام ‪. 2002‬‬ ‫وعن وصف شعوره أثناء أداء األغنية‬ ‫أكد الفنان أنه صراحة كان النشيد مميزا ً‬ ‫جدا ً ‪ ،‬كما إن الجمهور والحضور‬ ‫تفاعل بشكل ال يوصف مع النشيد‬ ‫‪ ،‬مع إنني أديت هذا النشيد كتجربة‬ ‫واقعية جديدة لي‪ ،‬وكانت أغلب قيادات‬ ‫البارتي حاضرة خالل الحفل ومن‬ ‫ضمنهم المرحوم سكرتير الحزب نذير‬

‫العدسة‬

‫يتقن التعامل مع التراب بحرفية عاشق‪،‬‬ ‫وهذا ما يمنح عمله أهمية فنية بذوقية‬ ‫فالح وهو يتطلع وبقدر كبير من الحب‬ ‫محصوله أثناء الحصاد ‪ ،‬وهذا ما يخلق‬ ‫لديه آلية منظمة للخروج بنتائج بالغة‬ ‫الجمال‪ ،‬ودون الوقوع في مبادرات‬

‫كازانوفية‪ ،‬قد تمس اعتبارات ال تتقبل‬ ‫التّمهيد الواجب توفره خاصة في عملية‬ ‫البحث عن الدقة التي بها يتحكم عمران‬ ‫في خلق تقنيات ال تحم ُل من الغرائبية إال‬ ‫الدهشة الممتعة‪.‬‬

‫كثيرا ً في التعامل مع هذا اللون ‪ ،‬خاصة‬ ‫حين يلجأ إلى خلق أشكال غير متوازنة‬ ‫مع اإلشارة إلى المناطق الحساسة في‬ ‫العمل الفني‪.‬‬ ‫لهذا ال يغلق النوافذ مطلقا ً بل يبقيها‬ ‫مشرعة ‪ ،‬كما أنه ال يترك الهوامش‬ ‫مجهولة بل ينشر عليها ألوانه بفصول‬ ‫مختلفة و على األكثر فصل األرض ألنه‬

‫يمكنكم مراسلة الصحيفة على العنوان التالي‬ ‫‪kurdistanrojname@gmail.com‬‬ ‫‪kurdistansenter@gmail.com‬‬

‫موقع الحزب الديمقراطي الكوردستاني ‪ -‬سوريا‬

‫الثمن (‪50‬ل‪.‬س)‬

‫‪Email : info@pdk-s.com‬‬ ‫‪www.pdk-s.com‬‬

‫رئيس الوزراء الحالي أحمد داود أوغلو ووفقا‬ ‫لنتائج االنتخابات يستطيع تشكيل حكومة أقلية‪،‬‬ ‫وهذا يعني عدم االستقرار‪ ،‬لكن رئيس الدولة‬ ‫استبعد هذه الفرضية‪ ،‬وقال «أن النتائج الحالية‬ ‫ال تعطي الفرصة ألي حزب لتشكيل حكومة»‪.‬‬ ‫وفي حال لم يحصل أي ائتالف حاكم خالل‬ ‫‪ 45‬يوما‪ ،‬فالرئيس مجبر على الدعوة الى‬ ‫انتخابات مبكرة‪ ،‬و«السلطان» أردوغان واثق‬ ‫من خسارته فيها ألنه مهما قام بتغيير جلده‬ ‫لن يستطيع إقناع الناخبين بالتصويت لحزبه‪،‬‬ ‫ألنه فقد أصوات المحافظات الجنوبية المتاخمة‬ ‫للحدود السورية الذين فقدوا استثماراتهم‬ ‫المربحة مع سوريا أيام زمان ويعانون كثيرا ً‬ ‫من مشكلة الالجئين السوريين حيث يرون‬ ‫بأن أردوغان ال غيره مسؤول عن هذا نتيجة‬ ‫سياساته إزاء الحرب في سوريا كما أن دعوات‬ ‫أردوغان الصريحة الى «إخونة» تركيا‬ ‫و»عثْمنَ ِتها» قد أدت الى التصويت العقابي‬ ‫من قبل العلمانيين والكورد ضد حزب العدالة‬ ‫والتنمية‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬ال يزال بإمكان أردوغان محاولة‬ ‫تجنيد الدعم الكوردي للتغيير الدستوري من‬ ‫خالل اتفاقات مع ‪ HDP‬وهنا من األفضل‬ ‫لحزب الشعوب الديمقراطية استغالل هذه‬ ‫الحاجة الملحة لدى أردوغان والدخول في‬ ‫اتفاقات مشروطة لصالح القضية الكوردية‬ ‫ومحاولة تثبيت المطالب الشرعية للشعب‬ ‫الكوردي‪ ،‬ولكن ليس من المستبعد أن يلجأ‬ ‫أردوغان إلى التحايل وذلك من خالل السعي‬ ‫إلى التوصل إلى اتفاق مع السيد أوجالن بدالً‬ ‫من ‪ HDP‬مستغالً نفوذه السياسي (أوجالن)‬ ‫في محاولة لـ«تحويل» أصوات «حزب‬ ‫ديمقراطية الشعوب» البرلمانية لصالح دعم‬ ‫حيلة أردوغان مقابل حرية أوجالن‪.‬‬ ‫ولكن ذلك لن يكون مضمونا ً لدى أي من‬ ‫الطرفين‪ .‬فقد يكون تأثير أوجالن داخل «حزب‬ ‫ديمقراطية الشعوب» قد تقلّص بفعل الجماعة‬ ‫المؤيدة للديمقراطية في الحزب كما يجب أن ال‬ ‫ننسى أن ‪ HDP‬ليس حزبا ً كورديا ً بشك ٍل بحت‬ ‫بل هناك شرائح علمانية وإثنية أخرى مؤتلفة‬ ‫فيه‪ ،‬والتي سيتم تعزيزها في حال دخول «حزب‬ ‫ديمقراطية الشعوب» إلى البرلمان‪ .‬ولن تشعر‬ ‫هذه الكوادر الليبرالية بأنها ملزمة [إلرشادات]‬ ‫روج أردوغان كرئيس‪ ،‬بل‬ ‫أوجالن إذا ما ّ‬ ‫سيستندون إلى معرفة تاريخ أردوغان من‬ ‫ناحية تراجعه عن االتفاقات السياسية بمجرد‬ ‫أن يصبح نظراؤه غير ضروريين‪.‬‬

‫‪www.youtoube.com/Pdksp1957‬‬ ‫‪www.twitter.com/PdkAlParti‬‬

‫تصميم‪ :‬فرميسك‬

‫‪www.fb.com/Pdksp.official‬‬