"الهجرة الدولية واألراضي األصلية والتنمية: بحثا عن نموذج جديد للتفاعالت" *جاك ولد عودية
ماذا سنناقش؟ الهجرة الدولية والمغتربون ،والتنمية ،والمواطن األصلية للمهاجرين ،والبلدان المضيفة ...والروابط التي يقيمها المهاجرون كل يوم والتي تضم جميع هذه العناصر .سنناقش هذه القضايا في 8مشاركات .يرجى عدم التردد في التعليق وتوجيه النقد وتقديم االقتراحات وطرح األسئلة واالتفاق ...هذا المساحة مخصصة للتعبير عن أنفسكم.
الحلقة الثانية -التغير التدريجي في الهجرة ،وكيفية فهمه والنظر إليه التواجد المزدوج للمهاجرين .في السنوات األخيرة ،عملت سلسلة من االتجاهات تدريجياً على تغيير الهجرة وطريقة فهمها في البلدان المضيفة واألصلية ،مثل خفض التكاليف المصاحبة لحركة األشخاص والمعلومات ،ورفع مستويات المهارات نسبياً بين النازحين ،وزيادة عدد المهاجرات ،وحاجة البلدان المضيفة إلى زيادة جاذبيتها للمهاجرين المهرة ،وتعزيز المغتربين ومنظماتهم، وزيادة اإلدراك بالمساهمة التي يمكن للمهاجرين تقديمها لتنمية بلدانهم األصلية ،وظهور قوى اقتصادية على الساحة العالمية (الصين والهند) والتي يواصل (مفارقة؟) مواطنيها النزوح والهجرة بأعداد كبيرة .وقد غيرت هذه االتجاهات تماماً المقاصد
الخاصة والعامة للنازحين بشكل شخصي وبشكل موضوعي ليس فقط داخل بلدانهم األصلية والبلدان المضيفة لهم ،ولكن أيضاً حول العام .وقد تحول المهاجرون من حالة ’الغياب المزدوج‘ 2إلى ’التواجد المزدوج‘. المهاجرون الذين يمثلون أطرافا فاعلة وشهودا يوميا في عملية العولمة :تتشكل وجهات نظرهم على أساس بلدانهم المضيفة وبلدانهم األصلية ،والبلدان المضيفة ألفراد أسرهم :فالقرويون من منطقة أطلس المغربية ،أو منطقة نهر السنغال ،أو منطقة دلتا ميكونغ في فيتنام الذين نزحوا إلى فرنسا لهم أقارب وأصدقاء في أماكن مثل بلجيكا وبريطانيا وايطاليا واسبانيا وكندا وقطر والمملكة العربية السعودية وليبيا وماليزيا وسنغافورة وتايالند .إنهم "مهاجرون متصلون" (وهو مصطلح صاغه جان بابتيست ماير) بوجهات نظر عابرة للحدود. توترات الهوية في كل من الشمال والجنوب .ومع ذلك ،فإن األزمة االقتصادية واالجتماعية التي تعاني منها البلدان األوروبية لها تأثير شديد على المهاجرين ،وخاصة المهاجرين الجدد في البلدان التي تكون فيها األزمة حادة ،مثل إيطاليا واسبانيا. ويضعف تفشي البطالة ،والغياب المتزايد لألمن ،وعجز السلطات ،وقلة شبكات األمان االجتماعي ،وظروف العمل السيئة،
والتعرض اليومي للعنصرية ،واالستغالل السياسي من التماسك االجتماعي في المجتمعات المضيفة ،ويؤجج التوترات المتعلقة بالهوية ،وهو ما يؤثر تأثي اًر بالغاً على المجتمعات في الشمال. وفي الجنوب ،تواصل التوترات الحادة في جميع قطاعات سوق العمل تأجيج هجرة الشباب -الذين يلقون بأنفسهم في المهالك وتتسارع حدة هذه التوترات بسبب االنتفاضات الشعبية في بلدان جنوب وشرق المتوسط .وقد هدأ على أي حال تدفقالنازحين المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء ،مما زاد الهجرة العابرة في بلدان شمال أفريقيا ،والتي أصبحت تدريجياً دائمة بسبب تزايد فعالية الرقابة الحدودية في أوروبا .وجميع أنواع التوترات المتعلقة بالهوية موجودة أيضاً في بلدان جنوب المتوسط. ------*جاك ولد عودية باحث في مجال االقتصاد السياسي للتنمية jacques.ould-aoudia@dbmail.com الخبرة المهنية :حتى عام :1122خبير اقتصادي في و ازرة االقتصاد (مديرية الخزينة) :تحليل األسس المؤسساتية واالقتصاد السياسي للتنمية ،والسيما في العالم العربي.
باحث مشارك بالمعهد الملكي للدراسات االستراتيجية) ،المغرب(
العمل التطوعي :رئيس جمعية "الهجرة والتنمية" ،التي أنشأها مهاجرون مغاربة عام http://www.migdev.org/ .2891
مؤلف للعديد من المنشورات ،بما في ذلك: -
االستئثار بالثروة أم إنشاؤها؟ تقارب غير متوقع بين الشمال والجنوب ،دار غاليمار ،النقاش رقم ،871يناير/كانون الثاني-فبراير/شباط
-
الجهات الفاعلة اإلنمائية من المهاجرين المغاربة (مع إيف بورون) ،الرجال والهجرات رقم ،8111يوليو/تموز-سبتمبر/أيلول .4181
.4182
- 2عبارة صاغها عبد الملك الصياد ،الذي استخدمها في عنوان كتاب :الغياب المزدوج .أوهام ومعاناة المهاجرين ،وكتب مقدمته بيير بورديو ،باريس، سايل.9111 ،
تنويه -بيان عدم المسؤولية :محتوى المشاركات المنشورة في هذه المدونة هو مسؤولية المؤلف وحده وال يعكس وجهات نظر المؤسسات التي ينتمي إليها.