"الهجرة الدولية واألراضي األصلية والتنمية: بحثا عن نموذج جديد للتفاعالت" ماذا سنناقش؟ الهجرة الدولية والمغتربون ،والتنمية ،والمواطن األصلية للمهاجرين ،والبلدان المضيفة ...والروابط التي يقيمها المهاجرون كل يوم والتي تضم جميع هذه العناصر .سنناقش هذه القضايا في 8مشاركات .يرجى عدم التردد في التعليق وتوجيه النقد وتقديم االقتراحات وطرح األسئلة واالتفاق ...هذا المساحة مخصصة للتعبير عن أنفسكم.
الحلقة االولى -الهجرة :ظاهرة متعددة األوجه الهجرة البشرية الدولية هي العنصر الرابع من عناصر العولمة ،بعد تجارة السلع ،وتحركات األموال ،وتدفق المعلومات .ومن بين العناصر األربعة ،فإن الهجرة البشرية الدولية تتسم بالخصائص األكثر تعقيدا ،ألنها تعتمد في المقام األول على مزيج من الممارسات االجتماعية التي تتعلق بالسلوك الفردي أو الجماعي األصغر التي تجاهلتها إلى حد كبير السياسات العامة أو الالعبون الرئيسيون في القطاع الخاص .إن الرحيل عن الوطن األم أو العودة إليه؛ أو االنتقال الى بلد مضيف؛ أو االقامة هناك؛ أو تحويل األموال أو الحقوق أو المهارات – كل ذلك يعتمد على ق اررات ال يمكن تنظيمها أو التأثير عليها أو تقييدها بسهولة. ويشكل انتشار طائفة ال حصر لها من الممارسات الفردية مزيجا هائال من الظواهر التي ال يمكن تحديدها أو تشكيلها بسهولة، نظ ار لطبيعتها .وتضاعف رؤية الهجرة من حيث عالقتها بالتنمية من صعوبة التوصل إلى فهم ما التخاذ إج ار ما .ولذلك يجب االنتباه إلى األحداث التي تؤدي إلى الهجرة والتغيرات والتطورات السريعة جدا في هذه األحداث ،والتي تتسارع وتيرتها بفعل المستويات األعلى بشكل عام من التعليم (عبر العالم بأسره) والوسائل الجديدة نوعا ما للسفر واالتصاالت. اكتشاف األلفية الجديدة .لقد تم "اكتشاف" الدور المحتمل للمهاجرين في تنمية بلدانهم األصلية في الواقع في وقت مبكر من األلفية الجديدة ،عندما لوحظ أن المهاجرين في جميع أنحا العالم كانوا يقومون بإرسال تحويالت مالية تجاوز حجمها ثالثة أضعاف تدفقات المساعدة اإلنمائية .ثم تحول تركيز تحليل القضايا المترابطة التي تجمع بين الهجرة والتنمية إلى هذه العمليات لتحويل األموال. ومع ذلك ،لم يتم بعد تحديد رابط يجمع بين هذه التحويالت والتنمية (النمو االقتصادي أو الحد من الفقر) .وبدال من ذلك ،تم تحديد عالقات متناقضة .وبدأ بعد ذلك النظر إلى الهجرة باعتبارها ظاهرة اجتماعية كلية ،وتم النظر إلى العالقة بين الهجرة
والتنمية في سياق متعدد األبعاد :من النواحي االجتماعية والتاريخية واألنثروبولوجية والقانونية والجغرافية والسياسية وغيرها، وليس فقط من وجهة النظر االقتصادية. ما هي سياسات المساندة التي يجب تطبيقها؟ سعت السلطات في البلدان األصلية والمضيفة بشكل سريع جدا إلى تعريف
وتحديد سياسات عامة في محاولة لالستفادة من هذه التحويالت .وقد تم تعريف وتحديد هذه السياسات حتى اآلن على المستوى الوطني في الشمال (البلدان المضيفة) والجنوب (البلدان األصلية) على حد سوا .وتسعى جميع هذه السياسات إلى توجيه هذه التحويالت نحو استثمارات منتجة. ومع ذلك ،تعتمد مختلف أنواع المساندة التي يمكن للمهاجرين تقديمها لتنمية بلدانهم األصلية ،كما هو الحال بالنسبة للسلوكيات األخرى المتعلقة بالهجرة ،على ممارسات اجتماعية موجودة بشكل مستقل بعيدا عن السياسات العامة .وفي حين أنها قد تشجع المساندة أو ال تشجعها ،فإن وضع وتنفيذ هذه السياسات يظل مسألة حساسة ومعقدة ،نظ ار لتنوع المهاجرين وسلوكياتهم وطبيعة عالقاتهم ببلدانهم أو مناطقهم األصلية. ومن هنا نشأت صعوبة صياغة سياسات عامة وطنية حتى اآلن من شأنها أن يكون لها تأثير كبير على هذه التحويالت واستخدامها في بلدان المهجر والبلدان األصلية! ومن خالل هذه السلسلة ،سنحاول فهم هذه الصعوبات وكيفية التغلب عليها. ------*جاك ولد عودية باحث في مجال االقتصاد السياسي للتنمية jacques.ould-aoudia@dbmail.com الخبرة المهنية :حتى عام :2011خبير اقتصادي في و ازرة االقتصاد (مديرية الخزينة) :تحليل األسس المؤسساتية واالقتصاد السياسي للتنمية ،والسيما في العالم العربي. باحث مشارك بالمعهد الملكي للدراسات االستراتيجية) ،المغرب( العمل التطوعي :رئيس جمعية "الهجرة والتنمية" ،التي أنشأها مهاجرون مغاربة عام http://www.migdev.org/ .1986
مؤلف للعديد من المنشورات ،بما في ذلك: -
االستئثار بالثروة أم إنشاؤها؟ تقارب غير متوقع بين الشمال والجنوب ،دار غاليمار ،النقاش رقم ،178يناير/كانون الثاني-فبراير/شباط
-
الجهات الفاعلة اإلنمائية من المهاجرين المغاربة (مع إيف بورون) ،الرجال والهجرات رقم ،1303يوليو/تموز-سبتمبر/أيلول .2013
.2014
تنويه -بيان عدم المسؤولية :محتوى المشاركات المنشورة في هذه المدونة هو مسؤولية المؤلف وحده وال يعكس وجهات نظر المؤسسات التي ينتمي إليها.