176
ABCDEFG
c ba
X¹uJ « ‡ »«œü«Ë ÊuMH «Ë W UI¦K wMÞu « fK:« U¼—bB¹ W¹dNý WO UIŁ V² WK KÝ
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﺗـﺄﻟـﻴـﻒ :دﻳﻦ ﻛـﻴـﺚ ﺳـﺎﳝـﻨـﱳ ﺗﺮﺟﻤـﺔ :د .ﺷﺎﻛﺮ ﻋﺒﺪاﳊﻤـﻴـﺪ ﻣـﺮاﺟــﻊ :د .ﻣـﺤـﻤــﺪ ﻋ ـﺼ ـﻔــﻮر
ac b
X¹uJ « ‡ »«œü«Ë ÊuMH «Ë W UI¦K wMÞu « fK:« U¼—bB¹ W¹dNý WO UIŁ V² WK KÝ ﺻﺪرت اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﻓﻲ ﻳﻨﺎﻳﺮ ١٩٧٨ﺑﺈﺷﺮاف أﺣﻤﺪ ﻣﺸﺎري اﻟﻌﺪواﻧﻲ ١٩٢٣ـ ١٩٩٠
176
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة ﺗﺄﻟﻴﻒ :دﻳﻦ ﻛﻴﺚ ﺳﺎﳝﻨﱳ ﺗﺮﺟﻤﺔ :د .ﺷﺎﻛﺮ ﻋﺒﺪاﳊﻤﻴﺪ ﻣﺮاﺟﻊ :د .ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺼﻔﻮر
√fD ž 1993
ABCDEFG
ا$ﻮاد ا$ﻨﺸﻮرة ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ رأي ﻛﺎﺗﺒﻬﺎ وﻻ ﺗﻌﺒﺮ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻋﻦ رأي اﺠﻤﻟﻠﺲ
M M M M
ﻣﻘﺪﻣﺔ ا)ﺘﺮﺟﻢ
٧
اﻟﻔﺼﻞ اﻷول: اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻌﺒﺎﻗﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺦ
١٣
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ: اﻷﺳﻼف وا$ﻮرﺛﺎت واﻷﺟﻴﺎل
٤٧
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ: اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﻄﺎﺑﻊ
٧١
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ: اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
٩٩
اﻟﻔﺼﻞ اﳋﺎﻣﺲ: اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ واﻟﻨﻔﻮذ
١٢١
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس: اﻟﻌﻤﺮ واﻹﳒﺎز
١٤٣
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ: اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﺎ واﻟﻜﺎرزﻣﺎ
١٧٣
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ: روح اﻟﻌﺼﺮ
٢٠٣
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﺳﻊ: اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
٢٤٧
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻌﺎﺷﺮ: ﻗﻮاﻧ Nاﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ
٢٦٩
M M M M
ا)ﻠﺤﻖ )أ(: اﺧﺘﺒﺎرات اﻟﺪﻻﻟﺔ واﻟﻌﻴﻨﺎت اﻟﺪاﻟﺔ
٢٧٥
ا)ﻠﺤﻖ )ب(: اﻟﻌﻼﻗﺎت ا$ﻨﺤﻨﻴﺔ وﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ا$ﺴﺎﻓﺔ
٢٨١
ا)ﻠﺤﻖ )ﺟـ(: اﺳﺘﺨﺪام Uﻮذج ا$ﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ
٢٨٥
ا)ﻠﺤﻖ )د(: ﺗﻘﺪﻳﺮ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺼﺪﻓﺔ
٢٩٥
ا)ﻠﺤﻖ )ﻫـ(: ﲢﻠﻴﻞ ﺳﻼﺳﻞ اﻟﺰﻣﻦ اﳉﻴﻠﻴﺔ
٣٠٣
ﻣﺮاﺟﻊ اﻟﻜﺘﺎب:
٣١١
ا)ﺆﻟﻒ ﻓﻲ ﺳﻄﻮر
٣٢١
ﻣﻘﺪﻣﺔ ا ﺘﺮﺟﻢ
ﻣﻘﺪﻣﺔ ا ﺘﺮﺟﻢ
ﺟﺎء ﻓﻲ »ﻟﺴﺎن اﻟﻌﺮب« أن ﻋﺒﻘﺮ ﻣﻮﺿﻊ ﺑﺎﻟﺒﺎدﻳﺔ ﻛﺜﻴﺮ اﳉﻦ .ﻳﻘﺎل ﻓﻲ ا)ﺜﻞ :ﻛﺄﻧﻬﻢ ﻋﺒﻘﺮ .وﻗﺎل اﺑـﻦ اﻷﺛﻴﺮ :ﻋﺒﻘﺮ ﻗﺮﻳﺔ ﺗﺴﻜﻨﻬﺎ اﳉﻦ ﻓﻴﻤﺎ زﻋﻤﻮا ،ﻓﻜﻠﻤﺎ رأوا ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺎﺋﻘﺎ اﳉﻤﺎل Yﺎ ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻤﻠﻪ وﻳﺪق ،أو ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻧﺴﺒﻮه إﻟﻴﻬﺎ :ﻓﻘﺎﻟﻮا ﻋﺒﻘﺮي،. زﻫﻴﺮ :أﺻﻞ اﻟﻌﺒﻘﺮي ﺻﻔﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﺑﻮﻟﻎ ﻓﻲ وﺻﻔﻪ، وأﺻﻠﻪ أن ﻋﺒﻘﺮ ﺑﻠﺪ ﻳﻮﺷﻰ اﻟﺒﺴﻂ وﻏﻴﺮﻫﺎ ،ﻓﻨﺴﺐ ﻛﻞ ﺷﻲء ﺟﻴﺪ إﻟﻰ ﻋﺒﻘﺮ .وﻋﺒﻘﺮي اﻟﻘﻮم :ﺳﻴﺪﻫﻢ، وﻗﻴﻞ :اﻟﻌﺒﻘﺮي اﻟﺬي ﻟﻴﺲ ﻓﻮﻗﻪ ﺷﻲء ،واﻟﻌﺒـﻘـﺮي: اﻟﺸﺪﻳﺪ ،واﻟﻌﺒﻘﺮي :اﻟﺴﻴﺪ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل ،أﻳﻀﺎ اﻟﻔﺎﺧﺮ ﻣﻦ اﳊﻴﻮان واﳉﻮﻫﺮ .وا)ﺮأة اﻟﻌﺒﻘـﺮﻳـﺔ ﻫـﻲ ا)ـﺮأة اﳉﻤﻴﻠﺔ ،وﻳﻘﺎل :اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻋﺒﻘﺮة ،أي ﻧﺎﺻﻌﺔ اﻟﻠﻮن. وﻋﺒﻘﺮ اﻟﺴـﺮاب :أي ﺗـﻸﻷ .وﻳـﻘـﻮل :ﻛـﺬب ﻋـﺒـﻘـﺮي ﺧــﺎﻟــﺺ ﻻ ﻳ ـﺸــﻮﺑــﻪ ﺻــﺪق .وﻳ ـﻌــﺪد اﺑــﻦ ﻣ ـﻨ ـﻈــﻮر اﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت وﻣﻮاﺿﻊ اﺳﺘﺨﺪم ﻓﻴﻬﺎ ا)ﺼﻄﻠـﺢ ﻓـﻲ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﺣﺎﻻت ﻣﺘﻤﻴﺰة ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻮق واﻟﺒﺮوز. وﻓﻲ اﻟﺘﺮاث اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻫﻨﺎك ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن أﺻﻞ ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻟﻌﺒـﻘـﺮﻳـﺔ ﻳـﻌـﻮد إﻟـﻰ ﻛـﻠـﻤـﺔ ت ﻣـﻦ اﻷﺻـﻞ اﻟـﻼﺗـﻴـﻨـﻲ Geniusوﻫﻲ ﺗـﺸـﻴـﺮ إﻟـﻰ اﻟـﺮوح أو اﻟـﻘـﻮة اﻹﻟﻬﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﲢﻔﻆ اﻵﺳﺮان ﻣﻦ ا)ﻬﺪ إﻟﻰ اﻟـﻠـﺤـﺪ، ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ اﻟﺮوح اﻟﺬﻛﺮي ا)ﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﻴـﺖ ﻣﻌ zﻷﺳﺮة ﻣﻌﻴﻨﺔ ،وﺗﻮﺟﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﻓﻲ »رأس اﻟﻌـﺎﺋـﻠـﺔ« أو اﻷب ،ﻛـﻤـﺎ أﻧـﻬـﺎ ﺗـﻮﺟـﺪ أﻳـﻀـﺎ اﳉـﺎﻧـﺐ ا)ﻘﺪس أو اﻟﺮوﺣﻲ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻓﺮد .واﻟﻜﻠﻤﺔ اﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ 7
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
» Genialﺑﺸﻮش« أو ﻟﻄﻴﻒ »أو أﻧﻴﺲ« ﻟﻬﺎ ﻧﻔﺲ اﳉﺬر ،وﻳﻌﺘﻘﺪ أن اﻟﺮوح ﻳﺘﻢ اﺳﺘﺮﺿﺎؤﻫﺎ واﺳﺘﻤﺎﻟـﺔ ﻋـﻄـﺮﻫـﺎ ﻣـﻦ ﺧـﻼل اﻻﺣـﺘـﻔـﺎﻻت واﻷﻓـﺮاح ،وﻫـﻨـﺎك إﺷﺎرات أﻳﻀﺎ إﻟﻰ أن أﺻﻞ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺗﺮك ﻣﻊ ﻛﻠﻤﺔ »ﺟﻦ« ،Genieﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻳﺘﻢ اﻟﺮﺑﻂ ﺑ zاﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ وﺑ» zاﳉﻦ« وﺑ» zاﳉﻨﻮن« أﻳﻀﺎ. وﻓﻲ اﻟﺘﺮاث اﻟـﺴـﻴـﻜـﻮﻟـﻮﺟـﻲ اﳊـﺪﻳـﺚ ﻫـﻨـﺎك ﺗـﻌـﺮﻳـﻔـﺎت ﻋـﺪﻳـﺪة ﺧـﺎﺻـﺔ ﺑﺎ)ﺼﻄﻠﺢ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﻔﻖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑـﻴـﻨـﻬـﺎ ﻓـﻲ أﻧـﻬـﺎ ﺗـﺸـﻴـﺮ إﻟـﻰ اﻟـﻘـﻮى واﻟـﻄـﺎﻗـﺎت واﻹﳒﺎزات اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ وﻏﻴﺮ اﻟﻌﺎدﻳﺔ .واﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ-ﻓﻲ ﺿﻮء ﻫﺬه اﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎت- ﻫﻲ ﻣﺤﺼﻠﺔ ﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺧﺎص ﺑ zاﻟﻘﺪرات اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ا)ﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟـﻌـﻠـﻴـﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺪرات اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺬﻛﺎء وأﻳﻀﺎ ا)ﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺪرات اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﺑﺪاع واﳋﻴﺎل. ﻳﻌﺘﻘﺪ دﻳﻦ ﻛﻴﺚ ﺳﺎ ﻨ ،ﻣﺆﻟﻒ اﻟﻜﺘﺎب ،أن ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻫﻮ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻳﻨﻀﻮي ﲢﺖ ﻟﻮاﺋﻪ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎن آﺧﺮان ﻫﻤﺎ ،اﻹﺑﺪاع ،واﻟﻘﻴﺎدة .وﻫﻨﺎ ﻻ ﻳﻮﺟﻪ ا)ﺆﻟﻒ اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ إﻟﻰ ا)ﺴﺘﻮﻳﺎت اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة ،أي ا)ﺴﺘﻮﻳﺎت ا)ﻨﺨﻔﻀﺔ وا)ﺘﻮﺳﻄﺔ وا)ﺮﺗﻔﻌﺔ ،ﺑﻞ ﻳﻘﻮم ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ا)ﺴﺘﻮى ا)ﺮﺗﻔﻊ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﻹﺑﺪاع وﻋﻠﻰ ا)ﺴﺘﻮى ا)ﺮﺗﻔـﻊ ﻓـﻘـﻂ ﻣـﻦ اﻟـﻘـﻴـﺎدة ،وﻳـﻄـﻠـﻖ ﻋـﻠـﻰ ﻫـﺬﻳـﻦ ا)ﺴﺘﻮﻳ zاﺳﻤﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﺷﺎﻣﻼ ﻫﻮ »اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ«. وﻳﺮى ﻫﺬا ا)ﺆﻟﻒ أن ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺧـﻼل اﻟـﺸـﻬـﺮة أو اﻟـﻨـﺒـﻮغ ،ﻻ ﻳﻘﺪم أي ﻴﻴﺰ ﺣـﺎد أو ﻋـﻤـﻴـﻖ ﻣـﺎ ﺑـ zاﻹﺑـﺪاع واﻟـﻘـﻴـﺎدة ،ﻓـﺎﻹﺑـﺪاع اﻟـﻔـﺎﺋـﻖ واﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺒﺎرزة ﺜﻼن ﻓﻲ ﻧﻈﺮه ا)ﻈﻬﺮﻳﻦ اﻷﺳﺎﺳﻴ zﻟﻠﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ، وﻫﻨﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﻫﺬا ا)ﺆﻟﻒ أﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺨﻀﻊ أﺑﺮز ا)ﺒﺪﻋ zوأﺑﺮز اﻟﻘﺎدة ﻟﻠﻔﺤﺺ اﻟﻌﻠﻤﻲ ،ﻓﺈن اﻟﺘﻤﻴﻴﺰات اﳋﺎﺻﺔ ﺑ zاﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة ﺳﻮف ﺗﺨﺘﻔـﻲ ،ﺣـﻴـﺚ ﺳﻴﺼﺒﺢ اﻹﺑﺪاع ﺷﻜﻼ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل اﻟﻘﻴﺎدة .وﺗﺼﺒﺢ اﻟﻘﻴﺎدة ﻣﺠﺎﻻ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻻت اﻹﺑﺪاع. ورﻏﻢ أن ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺨﺪم ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣﺮادﻓﺎ )ﺼﻄﻠﺢ ا)ﻮﻫﺒـﺔ ،Giftednessﻓﺈن اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ دﻻﻻت وﻣﻌـﺎﻧـﻲ ﺧـﺎﺻـﺔ ﺑـﺎﻟـﻨـﺪرة اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ وﻛﺬﻟﻚ اﻹﳒﺎز اﻟﻌﻘﻠﻲ ا)ﺒﻜﺮ .أﻣﺎ ا)ﻮﻫﺒﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻗﺎت أﻛﺎد ﻴﺔ ودراﺳﻴﺔ ،ﻓﺈن ﲢﺪﻳﺪﻫﺎ ﻻ ﻳﻜﻮن ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺼﺮاﻣﺔ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﻫﻨﺎك ﺗﺄﻛﻴﺪات ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺪى ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺎﺣﺜ zﻋﻠﻰ ﺿﺮورة اﻟﺘﻤـﻴـﻴـﺰ ﺑ zا)ﻮﻫﺒﺔ واﻹﺑﺪاع ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن ا)ﻮﻫﺒﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﺸﺎﻃﺎت اﻷﻃﻔﺎل ،أﻣﺎ اﻹﺑﺪاع 8
ﻣﻘﺪﻣﺔ ا ﺘﺮﺟﻢ
ﻓﻴﺘﻌﻠﻖ أﻛﺜﺮ ﺑﻨﺸﺎﻃﺎت اﻟﻜﺒﺎر ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻻ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﺻﻔﺔ اﻹﳒﺎز اﻟﻌﻘﻠﻲ ا)ﺒﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﺘﺪ ﻟﺘﺸﻤﻞ ﻣﻔﻬﻮم ا)ـﻮﻫـﺒـﺔ أﻳـﻀـﺎ .وﻳـﻌـﺮف ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺎﺣﺜ-zﻣﺜﻞ أﻟـﺒـﺮت R. S. Albertاﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎ ﻳﻘﻮم ﻋـﻠـﻰ أﺳـﺎس اﻹﻧﺘﺎج ،ﻓﻴﻘﻮل إن اﻟﻌﺒﻘﺮي ﻫﻮ ﺷﺨﺺ ﻳﻘﻮم ﺑﺎﻹﻧﺘﺎج ﻋـﺒـﺮ ﻣـﺪى ﻃـﻮﻳـﻞ ﻣـﻦ اﻟﺰﻣﻦ ﻟﻌﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮن ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ اﻟﻮاﺿﺢ واﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﻠـﻰ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻟﺴﻨﻮات ﻋﺪﻳﺪة. ﻳﻘﺪم ﻟﻨﺎ ﺳﺎ ﻨ ﻫﻨﺎ ،دراﺳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺣﻮل اﻷﺷﺨـﺎص ﻏـﻴـﺮ اﻟـﻌـﺎدﻳـ:z ا)ﺒﺪﻋ zواﻟﻘﺎدة اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎن ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻫﻢ وﻓﻲ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺷﺪﻳﺪا ﺑﺤﻴﺚ أﺻﺒﺤﻮا ﻳﺴﺘﺤﻘﻮن ﻟﻘﺐ »اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة«. إن اﻟﻨﻈﺮة ا)ﺘﺰاﻣﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة ﻣﻌﺎ ،ﻫـﻲ أﻣـﺮ ﻏـﻴـﺮ ﻣﺄﻟﻮف ،وﺗﻈﻬﺮ ﻫﺬه ا)ﻘﺎرﻧﺔ أﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻮﺟﺪ ا)ﺒﺪﻋﻮن واﻟﻘﺎدة ﻋﻨﺪ ا)ﺴﺘﻮى اﻷﻋﻠﻰ اﻟﺬي ﻫﻮ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﺗﻮﺟﺪ أﺷﻴﺎء ﻛﺜﻴﺮة ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ، ﻓﻤﺜﻼ :ﻣﺎ ﻫﻲ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺘﻬﻢ ﻳﺤﺘـﻔـﻮن ﻫـﺬه ا)ـﻨـﺰﻟـﺔ ا)ـﺘـﻔـﻮﻗـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﺳﻮاﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ? ﻫﻞ ﻫﻲ اﳋﻠﻔﻴﺔ اﻷﺳﺮﻳﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﻬﻢ? ﻫﻞ ﻫﻮ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ? ﻫﻞ ﻫﻮ اﻟﺬﻛﺎء? ﻫﻞ ﻫﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻷزﻣﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻮا ﻓﻴﻬﺎ? وﻫﻞ ﻳﻮﺟﺪ ﻋـﻤـﺮ ﺧﺎص ﻳﺼﻞ ﻋﻨﺪه اﻹﺑﺪاع إﻟﻰ ذروﺗﻪ? ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺳﺎ ﻨ أﻧﻪ إذا ﻗﻤﻨﺎ ﺑﺈﺧﻀﺎع ﺣﻴﺎة اﻟﻨﻮاﺑﻎ ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد ﻟﻠﺘﺤﻠـﻴـﻞ اﻟﻌﻠﻤﻲ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺳﻨﺘﻤﻜـﻦ ﻣـﻦ اﻛـﺘـﺸـﺎف اﻟـﻘـﻮاﻧـ zاﻟـﻌـﺎﻣـﺔ ﻟـﻠـﺘـﺎرﻳـﺦ واﻟـﺴـﻠـﻮك اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .وﻣﻦ أﺟﻞ إﳒﺎز ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ ،ﻗﺎم ﻫﺬا ا)ـﺆﻟـﻒ ﺑـﺘـﻌـﺮﻳـﻒ ﻣـﺠـﺎل ﻳﺴﻤﻰ »اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺦ« .وﻗﺪ ﺑﺪأ ﺑﺸﺮح اﻷﺳﻠﻮب :اﺧﺘﻴﺎر وﺣﺪات اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ، ﺳﻮاء أﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ أو اﻷﻓﺮاد أو ﻣﻦ ا)ﻌﺎرك اﳊﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴـﺔ ،أو ﻛﺎﻧﺖ ﳊﻨﺎ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺎ ﻛﻼﺳﻴﻜﻴﺎ ،ﺛﻢ ﲢﺪﻳﺪ ا)ﺘﻐﻴﺮات اﳊﺎﺳﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻠﻴـﻞ وﺣﺴﺎﺑﻬﺎ ،ﺛﻢ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺤﺴﺎب اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ اﻷﻛﺜﺮ اﺣﺘﻤﺎﻻ ﻣﻦ ﺧﻼل ﲢﻠﻴﻼت إﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ. وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻓﺈن ا)ﺆﻟﻒ ﻻ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﻔﻨﻴﺔ أو اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺮﻛﺰ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﳉﻮﻫﺮﻳﺔ .ﻓﻤﺜﻼ ﻫـﻞ ﻳـﻜـﻮن اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﻮن اﻟﺒﺎرزون ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل اﻷﻛﺒﺮ أم ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل اﻷوﺳﻂ أم اﻷﺻﻐﺮ داﺧﻞ اﻷﺳﺮة? وﻫﻞ ﻳﺼﻞ اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ ذروة اﻹﺑﺪاع ﻗﺒﻞ اﻟﻔﻨﺎﻧ zأو ا)ﻔﻜﺮﻳﻦ اﻵﺧـﺮﻳـﻦ ﻓـﻲ اﺠﻤﻟﺎﻻت اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ اﻷﺧﺮى? ﻫﻞ ﻳﻌﻜﺲ ا)ﻔﻜﺮون اﻷﻛﺜﺮ ﺷﻬﺮة أﻓﻜﺎر أزﻣﻨﺘﻬﻢ 9
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
أم أﻓﻜﺎر اﻷزﻣﻨﺔ ا)ﺎﺿﻴﺔ? وﻗﺪ ﻗﺎم ﺳﺎ ﻨ ﺤﺎوﻟﺔ ﻹﺣﺪاث اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺑ zاﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻞ ﻓـﻲ ﺑﻌﺪﻫﺎ إﻟﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﺮن ﻣﻦ اﻟﺰﻣﺎن ،واﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮد ﻓﻲ ﻣﺼﺎدرﻫﺎ إﻟﻰ ﻣﺠﺎﻻت ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ واﻟﻔﻠﺴﻔﺔ وﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع واﻷﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ وا)ـﻮﺳـﻴـﻘـﻰ واﻟـﻌـﻠـﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﻌﻠﻮم اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ .وﻗﺎم ﺧﻼل ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ا)ﻮﺿﻮﻋﺎت اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﳋﻠﻔﻴﺔ اﻷﺳﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺒﺪﻋ zواﻟﻘﺎدة ﺑ zﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة وﻛﺬﻟﻚ ا)ﻮﺿﻮﻋﺎت اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘﺄﺛﻴﺮات ،ا)ﻨﺘﻘﻠﺔ ﺑ zاﻷﺟﻴﺎل ،وا)ﻮﺿﻮﻋﺎت اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ،واﻻﺳﺘﻄﻴـﻘـﺎ ،واﻟـﻜـﺎرزﻣـﺎ ،وروح اﻟﻌﺼﺮ ،واﻟﻌﻨﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،وﻏﻴﺮﻫﺎ .واﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴـﻬـﺎ ﻫـﺬا ا)ﺆﻟﻒ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﺳﺘـﺜـﺎرة اﻫـﺘـﻤـﺎم أي ﻓـﺮد ﻟـﺪﻳـﻪ ﺑـﻌـﺾ اﻟـﻔـﻀـﻮل أو ﺣـﺐ اﻻﺳﺘﻄﻼع اﳋﺎص ﻌﺮﻓﺔ ﻛﻴﻔﻴﺔ اﻧﺒﺜﺎق اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ وﻛﻴﻔﻴﺔ ﺑﺮوزﻫـﺎ ﺳـﺎﻃـﻌـﺔ ﻋﺒﺮ ﻣﺴﺎر اﻟﺘﺎرﻳﺦ.
10
ﺗﻮﻃﺌﺔ
ﺗﻮﻃﺌﺔ
ﻇﻠﺖ ﻓﻜﺮة ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺠﻼت اﻟـﺘـﺎرﻳـﺨـﻴـﺔ ،واﻟـﺴـﺠـﻼت اﳋـﺎﺻـﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺮ ،ﻣﻦ أﺟﻞ اﻛﺘـﺸـﺎف اﻟـﻜـﻴـﻔـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ أﺛـﺮ ﻣـﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺑﻌﺾ ا)ﺒﺪﻋ zواﻟﻘﺎدة ﻫﺬا اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﻜﺒـﻴـﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،ﻇﻠﺖ ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة ﺗﺴﺘﺤﻮذ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮي ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﺎن .وﺧﻼل اﻟﺴﻨـﻮات اﻟﻌﺸﺮ اﻷﺧﻴﺮة أﺧﺬ ﻫﺬا اﻻﻫﺘﻤـﺎم ﺷـﻜـﻼ واﺿـﺤـﺎ ﺧـﺎﺻـﺎ ﺑـﺎﻟـﻘـﻴـﺎم ﺑـﺎﻟـﺒـﺤـﺚ ﻋـﻦ ﻗـﻮاﻧـ zاﻟـﻌ ـﺒ ـﻘــﺮﻳــﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ .وﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻰ وﻋﻲ أﻳﻀﺎ ﺑﺎﳉﻬﻮد ا)ﻤﺎﺛﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ ﻋـﺪﻳـﺪون ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺑﻘـ zوا)ـﻌـﺎﺻـﺮﻳـﻦ ﻟـﻲ .وﻗـﺪ أﺛـﻤـﺮت ﻫـﺬه ا)ﺸﺮوﻋﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ إﻟﻰ درﺟﺔ ﲡﻌـﻞ ﻣـﻦ ا)ـﻨـﺎﺳـﺐ اﻵن اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺘﺠﻤﻴﻊ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ﻓﻲ ﻛـﺘـﺎب واﺣﺪ .ﻓﺎﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻌﺒﺎﻗﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻣﺒﻌﺜـﺮة ﻓﻲ اﻟﺪورﻳﺎت اﻟﻌﻠﻤـﻴـﺔ اﳋـﺎﺻـﺔ ﺑـﻌـﺪد ﻣـﻦ اﻟـﻔـﺮوع اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ،و ﺘﺪ ﺗـﻮارﻳـﺦ ﻧـﺸـﺮﻫـﺎ إﻟـﻰ ﻣـﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮن .وإذا ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻘﺪر ﻣﺎ وﺻﻠﻨﺎ إﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺣﻮل ﻋﺒﺎﻗـﺮة اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ ﺣـﻖ ﻗـﺪره ،ﻓـﺈن ﻫﺬه اﻟﺒﺤﻮث ﻳﻨﺒﻐﻲ وﺿﻌﻬﺎ ﻣﻌﺎ وﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ. وأي ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻳﺘﻨﺎول ﻣﺎ وﺻﻞ إﻟﻴﻪ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻗﻮاﻧz اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻟﻺﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة ،ﻳﺸﻜﻞ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺪي )ﻦ ﻳﺘﺼﺪى ﻟﻜﺘﺎﺑﺘﻪ ،ذﻟﻚ أن ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻘﺮاء ﺑﺎﻷﻣﻮر اﻟﻔﻨﻴﺔ ا)ﺘﺨﺼﺼﺔ ﺗﺘﻔـﺎوت ﺑـﺸـﺪة ،ﻛـﻤـﺎ أن اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻷﻣﺒﻴﺮﻳﻘﻴﺔ ا)ﺬﻛـﻮرة ﻫـﻨـﺎ ﺗـﻘـﻮم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس إﺟﺮاءات رﻳﺎﺿﻴﺔ ﻣﻔﺼﻠﺔ ،ﻗﺪ ﻻ ﺗﻜﻮن 11
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎول ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺸﺎرﻛﻨﻲ ﻓﻀﻮﻟﻲ ﺣﻮل اﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة اﻟﻠـﺬﻳـﻦ ﻳـﺼـﻼن ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ .ﻟﻬﺬا آﺛﺮت أن أﺑﺘﻌﺪ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻲ ﻋﻦ ا)ﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﻔﻨـﻴـﺔ ا)ﺘﺨﺼﺼﺔ ﻗﺪر اﻹﻣﻜﺎن ،ﺛﻢ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ أو اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻼﺣﻖ اﻟﻜﺘﺎب. ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺄن اﻟﻔﻀﻞ ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻌﺪﻳﺪ Yﻦ زودوﻧﻲ ﺑﺎ)ﺴﺎﻋﺪة واﻧْﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎ)ﺸﺮوع، أو اﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﻋﺒﺮ ﻫﺬه اﻟﺴﻨﻮات .ﻟﻘﺪ ﺷﺠﻌﻨﻲ إرك َ وﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﻞ ا)ﺸﻜﻼت اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻓﻴﻪ ،وﻗﺎﻣﺖ ﺳﻮزان ﻛﻮﻟﺘﺴﻜﻲ ﺑﻘﺮاءة ﻣﺨﻄﻮﻃﺔ اﻟﻜﺘﺎب ﻗﺮاءة ﻣﺘﺄﻧﻴﺔ أﻓﺎدﺗﻨﻲ ﻛﺜﻴﺮا .وﻛﺎن دﻳﻔـﺪ أ .ﻛـﻨـﻲ ﻣـﺴـﺆوﻻ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻲ ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ ﺟﻌﻞ أﻃﺮوﺣﺘﻲ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮراه ﻮذﺟﺎ ﻟﻠﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ أ ﻨﻰ أن أﻗﻀﻲ ﻓﻴﻬﺎ وﻗﺘﻲ اﻟﺒﺤﺜﻲ. وﻗﺪم آﺧﺮون اﻟﺪﻋﻢ اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ اﻟﺬي ﻗﺎدﻧﻲ إﻟﻰ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺼﻮاب .واﻷﺳﻤﺎء اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺬﻛﺮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أن أﺳﺘﻄﻴﻊ ذﻛﺮﻫﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ، ﻟﻜﻦ ﺗﺒﺮز ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ أﺳﻤﺎء ﻛﻞ ﻣﻦ روﺑﺮت أﻟﺒﺮت ،ودﻳﻔﺪ ﻫﺎﻳﺰ ،وراﻓﻴﻨﺎ ﻫﻠﺲ، وﻛﻮﻟﻦ ﻣﺎرﺗﻨﺪﻳﻞ ،ودﻳﻔﺪ ﻣﺎﻛﻠﻴﻼﻧﺪ ،ووﻟﻴﻢ ﻣﻐﻮاﻳﺮ ،ودﻳﺮﻳﻚ دي ﺳﻮﻻ ﺑﺮاﻳﺲ، وﻣﻮرﻳﺲ ﺷﺘﺎﻳﻦ ،وﺑﻴﺘﺮ ﺳﻮﻳﺪ ﻓﻴﻠﺪ ،أﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﻓﺈن ﺳﻮزان ﻳﻮﺋﻴﻞ ﻗﺪﻣﺖ ﻟﻲ ا)ﺴﺎﻧﺪة اﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﺧﻼل ا)ﺮاﺣﻞ ا)ﺒﻜﺮة ﻣﻦ اﻧﺸﻐﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ آﻣﺎل اﻟﻨﺠﺎح ﻣﺎزاﻟﺖ ﻣﻮﺿﻌﺎ ﻟﺸﻜﻮك ﻛـﺜـﻴـﺮة .وأﺧـﻴـﺮا ،ﻓـﺈﻧـﻨـﻲ أرﻏﺐ ﺑﻜﻞ ﺟﺪﻳﺔ ،ﻓﻲ أن أﺷﻜﺮ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺒﺎرزة اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻋﺪﺗﻨﻲ ﻛﺜﻴﺮا ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﺼﺎدر داﺋﻤﺔ ﻟﻺﻟﻬﺎم ،وﻣﻦ ﺑ zﻫﺆﻻء ﺟﻤـﻴـﻌـﺎ، ﻛﺎن ﻟﻮدﻓﻴﺞ ﻓﺎن ﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ ﻫﻮ أﻫﻢ ﻣﻦ اﻋﺘﻤﺪت ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ا)ﻘﺎﻃﻊ ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﺒﻄﻴﺌﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻔﺸﻞ ﻳﻠﻮح ﻓﻲ اﻷﻓﻖ وﻋﻠﻰ ا)ﻘﺎﻃﻊ ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﲢﻔﻞ ﺑﺄﺑﻮاق اﻟﻨﺼﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻨﺠﺎح ﻳﺪق اﻟﺒﺎب. د .ك .ﺳﺎ\ﻨ[
12
اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻌﺒﺎﻗﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺦ
1اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻌﺒﺎﻗﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻛﺘﺐ ﺗﻮﻣﺎس ﻛﺎرﻻﻳـﻞ ﻓـﻲ ﻣـﻘـﺎﻟـﻪ »ﻋـﻦ اﻷﺑـﻄـﺎل وﻋﺒﺎدﺗﻬﻢ ،واﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ« ) ١٨٤١م(» ،إن ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻴﺲ إﻻ ﺳﻴﺮة اﻟﺮﺟﺎل اﻟﻌـﻈـﻤـﺎء« .وﻗـﺪ ردد راﻟﻒ واﻟﺪو إﻣﺮﺳﻦ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻛﺎرﻻﻳﻞ ﻓﻲ ﻣـﻘـﺎﻟـﺔ ﻟـﻪ ﺑﻌﻨﻮان »اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ« ﺣـﻴـﺚ ﻗـﺎل» :ﻟـﻴـﺲ ﻫـﻨـﺎك ﺗـﺎرﻳـﺦ ﺑﺎ)ﻌﻨﻰ اﻟﺪﻗﻴﻖ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ،ﻫﻨﺎك ﻓﻘﻂ ﺳﻴﺮ ﺷﺨﺼﻴﺔ«. ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻜﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﺳﻴﺮة ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻓﻲ أﻋﻤﺎل ا)ﺆرﺧ zا)ﻌﺎﺻﺮﻳـﻦ ا)ـﺸـﻬـﻮرﻳـﻦ .ﻓـﻔـﻲ اﻟـﻌـﻤــﻞ اﻟ ـﻜ ـﺒ ـﻴــﺮ »ﻗ ـﺼــﺔ اﳊ ـﻀــﺎرة« The Story of Civilizationاﻟﺬي ﻛﺘﺒﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ول وآرﻳﻴـﻞ دﻳـﻮراﻧـﺖ ﻫﻨﺎك أرﺑﻌﺔ ﻣﺠﻠﺪات ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﺑﻌﻨﻮان »ﻋﺼﺮ ﻟﻮﻳـﺲ اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ« و»ﻋﺼـﺮ ﻓـﻮﻟـﺘـﻴـﺮ« و »روﺳـﻮ واﻟـﺜـﻮرة« و»ﻋﺼﺮ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن« .واﻟﺘﺎرﻳﺦ ،وﻓﻘﺎ ﻟﻬﺬه اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺘﺨﻞ ﻋـﻨـﻬـﺎ اﻟـﻨـﺎس ﻣـﻨـﺬ وﻗـﺖ ﻃـﻮﻳـﻞ ،ﺻـﺎﻏـﺘـﻪ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﺑﻌﺾ اﻷﻓﺮاد اﻷﻓﺬاذ وإﳒﺎزاﺗﻬﻢ .وﻫﺬه اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺒﺎرزة ﺗﺼﻮغ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺑﺈﺣﺪى ﻃﺮﻳﻘﺘ zرﺋﻴﺴﻴﺘ :zﻓﻤﻦ ﻧﺎﺣﻴـﺔ ﻫـﻨـﺎك ا)ـﺒـﺪﻋـﻮن، اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪﻣﻮا إﺳﻬﺎﻣﺎت ﺧﺎﻟﺪة ﻟﻠﺜﻘﺎﻓـﺔ اﻹﻧـﺴـﺎﻧـﻴـﺔ. ﺳﻮاء أﻛﺎﻧﻮا ﻋﻠﻤﺎء أو ﻓﻼﺳﻔﺔ أو ﻛﺘﺎﺑـﺎ أو ﻣـﺆﻟـﻔـz 13
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻣﻮﺳﻴﻘﻴ zأو ﻓﻨﺎﻧ .zﻓﺎ)ﺒﺪﻋﻮن اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻣﻦ ﻣﺼﺎف آﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ ،وﺳﺎرﺗـﺮ، وﺟﻮﻳﺲ ،وﺳﺘﺮاﻓﻨﺴﻜﻲ ،وﺑﻴﻜﺎﺳﻮ ﻗﺪ ﺗﺮﻛﻮا ﺗﺄﺛﻴﺮا داﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ أﻓﻜﺎر ﻋﺪد ﻻ ﺣﺼﺮ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل واﻟﻨﺴﺎء وأﺣﺎﺳﻴﺴﻬﻢ .أﻣﺎ ﻣـﻦ اﻟـﻨـﺎﺣـﻴـﺔ اﻷﺧـﺮى ﻓـﺈن ﻫﻨﺎك اﻟﻘﺎدة اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻐﻴﺮون اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻬﻢ اﻟﻜﺒﻴﺮة وﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺧﻼل أﻓﻜﺎرﻫﻢ أو ﺗﻌﺒﻴﺮﻫﻢ ﻋﻦ ﻋﻮاﻃﻔﻬﻢ .ﻓﺎﻟﻘﺎدة اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻣﻦ وزن ﻫﺘﻠﺮ وﺳﺘﺎﻟ zوﻓﺮاﻧﻜﻠz د .روزﻓﻠﺖ وﻣﺎوﺗﺴﻲ ﺗﻮﱋ ،ﻗﺪ ﺗﺮﻛﻮا ﻋﻼﻣﺔ داﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ا)ﺴﺎر اﻟﺬي أﺧـﺬه اﻟﺘﺎرﻳﺦ .وﻫﺆﻻء ا)ﺒﺪﻋﻮن واﻟﻘﺎدة ﻫﻢ ﻣﻦ ﺗﺼﺒﺢ ﺳﻴﺮﻫﻢ ﺜﺎﺑﺔ ﻛﺘﺐ ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ. وﻣﻦ ا)ﻌﺘﻘﺪات اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻬﺎ ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻨﺎس ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻬﺎ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ .zأن ﻫﺆﻻء اﻷﻓﺮاد اﻟﺒﺎرزﻳﻦ ،ﻣﻦ ا)ﺒﺪﻋz واﻟﻘﺎدة ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء ،ﻳﺸﺘﺮﻛﻮن ﻓﻲ اﻣﺘﻼﻛﻬﻢ ﳋﺎﺻﻴﺔ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳـﺔ .وﻳـﺮﺟـﻊ ﻫﺬا اﻻﻋﺘﻘﺎد ﻋﻠﻰ أﻗﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ ،إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺬي ﻇﻬﺮ ﻓﻴﻪ ﻛﺘﺎب ﻓﺮاﻧﺴﻴﺲ ﻏﺎﻟ ا)ـﻌـﺮوف »اﻟـﻌـﺒـﻘـﺮﻳـﺔ اﻟـﻮراﺛـﻴـﺔ« Hereditary Geniusﻋـﺎم ١٨٦٩م ،وﻫﻮ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺬي ﺣﺎول ﻏﺎﻟ ﻓﻴﻪ أن ﻳﻀﻊ أﺳﺎﺳﺎ وراﺛﻴﺎ ﻟﻺﳒﺎز ا)ﺘﻤﻴﺰ .وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﺣﻮل اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﺗـﺘـﻀـﻤـﻦ ﻗـﺎدة ﻣـﺜـﻞ :دوق وﻟـﻨـﻐـ ،Duke of Wellingtonووﻟﻴﻢ ﺑﺖ William Pittوأﺑﻴﻪ :إﻳﺮل أوف ﺗﺸﺎ Earl of Chathamﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻣﺒﺪﻋ zﻣﻦ أﻣﺜﺎل ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺑﺎخ وﻋﺎﺋﻠﺔ ﺷﻠﻴﺠﻞ .وﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﻛﺎﺗﺮﻳﻦ ﻛﻮﻛﺲ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﻗﺮن ﺑﺎﻗﺘﻔﺎء أﺛﺮ ﻏﺎﻟ ﻓـﺄﺻـﺪرت ﻣﺠﻠﺪا ﻛﺎن ﻟﻪ ﺗﺄﺛﻴﺮه اﻟﻮاﺿﺢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،وﻛﺎن ﻫﺬا اﺠﻤﻟﻠﺪ ﺑﻌﻨﻮان »اﳋﺼﺎﺋﺺ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ا)ﺒﻜﺮة ﻟﺜﻼﺛﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة« Early Mental Traits of Three Hundred Geniusesوذﻟﻚ ﻋﺎم ١٩٢٦م ،وﻗﺪ اﺷﺘﻤﻠﺖ ﻋﻴﻨﺔ ﻋﺒﺎﻗﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻓﻲ دراﺳﺘﻬﺎ- وﺳﺄﻋﺘﻤﺪ ﻛﺜﻴﺮا ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب-ﻋﻠﻰ :ﻧﺎﺑﻠﻴـﻮن ،ﻛـﺮوﻣـﻮﻳـﻞ، وﺑﻮﻟﻴﻔﺎر ،ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻓﻮﻟﺘﻴﺮ ،وﻧﻴﻮﺗﻦ ،وﺳﺮﻓﺎﻧﺘﺲ .وﻗﺪ اﻋﺘﻘﺪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻏﺎﻟ وﻛﻮﻛﺲ أﻧﻪ ﻜﻦ ﲡﻤﻴﻊ اﻷ ﺎط اﶈﺪدة ﻣﻦ ا)ﺒﺪﻋ zواﻟﻘﺎدة ﲢﺖ اﻻﺳﻢ اﻟﺸﺎﻣﻞ ا)ﻔﺮد أﻻ وﻫﻮ اﻟﻌﺒﻘﺮي .وﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺑﺎرزة ﻫﻲ اﻟﺘﻤﻌﻦ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻹﳒﺎزات اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻧﺎدر اﳊﺪوث ﻋﻠﻰ اﻷﺟﻴﺎل ا)ﻌﺎﺻﺮة أو اﻟﺘﺎﻟﻴـﺔ ﻟـﻬـﺎ ) ،(Albert, 1975وﻻ ﺑﺪ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ أن ﻳﻜﺘﺴﺐ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺸﻬﺮة ﺣﺘﻰ ﻜﻦ وﺻﻔﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ،وﻻ ﺑﺪ أن ﺗﻜﻮن ﻫﺬه اﻟﺸﻬﺮة ﻗﺪ اﻛﺘﺴﺒﺖ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻘﺪ ﻫﺬا اﻟﻌﺒﻘﺮي ﻹﺳﻬﺎﻣـﺎت ﺗـﺒـﻘـﻰ ﻋـﻠـﻰ اﻟﺰﻣﻦ ﻓﻲ ﻧﻮاﺣﻲ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ أو اﻟﺴﻴﺎﺳـﻴـﺔ ،أي أن اﻟـﻌـﺒـﻘـﺮﻳـﺔ ﺗـﻌـﺮف 14
اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻌﺒﺎﻗﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺦ
ﺑﺎﻹﳒﺎز .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻰ ا)ـﺮﺷـﺢ ﻟـﻠـﻘـﺐ اﻟـﻌـﺒـﻘـﺮي أن ﻳـﻜـﻮن »ﻣﺤﻘﺎ« أو »ﻃﻴﺒﺎ« .ﻓﺠﻨﻜﻴﺰ ﺧﺎن وأدوﻟﻒ ﻫﺘﻠﺮ ،ﻣﺜﻼ ،ﻜﻦ أن ﻳﺪﻋﻴﺎ ﻋﺒﻘﺮﻳz ﻣﻦ ﻧﻮع ﺧﺎص» .ﻓﺎﻟﻌﺒﻘﺮي اﻟﺸﺮﻳﺮ« ﻳﻈﻞ ﻋﺒﻘﺮﻳﺎ ،أﻳﺎ ﻛﺎن ﻣﻘﺪار ﻣﺎ ﻳﺜﻴﺮه ﻣﻦ اﺷﻤﺌﺰاز ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ .ﻛـﺬﻟـﻚ ﻻ ﻳـﻬـﻢ ﻣـﺎ ﻛـﺎن ﻋـﻠـﻴـﻪ أﻓـﻼﻃـﻮن أو أرﺳﻄﻮ ﻣﻦ ﺧﻄﺄ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ أو اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،إذ ﻳﻜﻔﻲ أن أﺧﻄﺎءﻫﻤﺎ اﻟﻜﺒﺮى ﳒﺤﺖ ﻫﻲ أﻳﻀﺎ ﻓﻲ إﻛﺴﺎﺑﻬـﻤـﺎ أﻧـﺼـﺎرا ﻋـﻠـﻰ ﻣـﺪى أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أﻟﻔﻲ ﻋﺎم .ذﻟﻚ أن اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﺗﻘﺎس ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻘﺪار اﻟﺘﺄﺛﻴـﺮ اﻟـﺬي ﺧﻠﻔﺘﻪ ﻋﻠﻰ ا)ﻌﺎﺻﺮﻳﻦ واﻟـﻼﺣـﻘـ ،zوﻟـﻴـﺲ ﻣـﻦ ﺧـﻼل ﻣـﺪى أﺧـﻼﻗـﻴـﺔ ﻫـﺬا اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ أو ﺻﺪﻗﻪ .وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﻠﻚ أﺣﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﻋﺪاد اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺤﻈﻰ ﺑﺎﻟﺘﻤﺠﻴﺪ أو ﻳﺴﺘﻨﺰل اﻟﻠﻌﻨﺎت ،ﻟﻜﻦ ا)ﻬﻢ ﻫﻮ أﻻ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻺﻫﻤﺎل اﻟﺘﺎم. ﻋﻠﻰ أن ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺸﻬﺮة أو اﻟﻨﺒﻮغ ،ﻻ ﻳﻘﺪم أي ﻴﻴﺰ ﻋﻤﻴﻖ ﻣﺎ ﺑ zاﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة .ﻓﺎ)ﺒﺪﻋﻮن اﻟﺒﺎرزون واﻟﻘﺎدة اﻟﻨﺎﺑﻬﻮن ﻻ ﺜﻠﻮن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ا)ﻈﻬﺮﻳﻦ اﻷﺳﺎﺳﻴ zﻟﻠﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ .و ﻌﻨﻰ ﻣﺎ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻀﻊ أﺷﻬﺮ ا)ﺒﺪﻋ zوأﺷﻬـﺮ اﻟـﻘـﺎدة ﲢـﺖ اﻟـﻔـﺤـﺺ ،ﻓـﺈن ذﻟـﻚ اﻟـﻔـﺮق ﺑـz اﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة ﻳﺨﺘﻔﻲ ،ﻷن اﻹﺑﺪاع ﻳﺼﺒﺢ ﺷﻜﻼ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل اﻟﻘﻴﺎدة .وﻋﻠﻤﺎء ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺬﻳﻦ درﺳﻮا اﻟﻘﻴﺎدة ﻓـﻲ ﻇـﺮوف اﺨﻤﻟـﺘـﺒـﺮ واﳊـﻴـﺎة اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻋﺮﻓﻮا اﻟﻘﺎﺋﺪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ذﻟـﻚ اﻟـﻌـﻀـﻮ ﻣـﻦ اﳉـﻤـﺎﻋـﺔ اﻟـﺬي ﺎرس ﻋﻠﻰ أداء ﻫﺬه اﳉﻤﺎﻋﺔ .وﻋﻠﻰ اﺗﺨﺎذﻫﺎ ﻟﻘﺮاراﺗﻬﺎ ،ﺗﺄﺛﻴﺮا ﻳﻔﻮق ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻷﻋﻀﺎء اﻵﺧﺮﻳﻦ. واﻧﻄﺒﺎق ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎدة ا)ﺸﻬﻮرﻳﻦ ﻓﻲ ا)ﺎﺿﻲ أﻣﺮ واﺿﺢ. ﻓﻠﻢ ﻳﺴﻴﻄﺮ أي ﺷﺨﺺ ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺸﻌﺐ اﻷ)ﺎﻧـﻲ ﻣـﺎ ﺑـ zﻋـﺎم ١٩٣٣وﻋﺎم ١٩٤٥ﺳﻴﻄﺮة ﺑﻠﻐﺖ ﻓﻲ ﻗﻮﺗﻬﺎ ﻣﺎ ﺑﻠﻐﺘﻪ ﺳﻴﻄﺮة ﻫﺘﻠﺮ .واﻹﺑﺪاع ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ،ﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎره ﺷﻜﻼ ﺧﺎﺻﺎ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل اﻟﻘﻴﺎدة .ﻓﺎ)ﺒﺪﻋﻮن ﻫﻢ ﻗﺎدة ﺛﻘﺎﻓﻴﻮن .وﻗﺪ ﻛﺎن ﻷﻓﻜﺎر أﻟﺒﺮت آﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻋﻠﻰ زﻣﻼﺋﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ،وﻋﻠﻰ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ،وﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ اﳉﻤﻬـﻮر ﻌﻨﺎه اﻟﻜﺒﻴﺮ .ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎن ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ ﻋﻠﻰ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ ،وﻣﺎﻳﻜﻞ أﳒﻠﻮ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﺖ ،وﺷﻴﻜﺴﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺪراﻣﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮا ﻓﺬا ﻓﻲ زﻣﺎﻧﻬﻢ .ﻫﻢ ،وﻓﻲ اﻷﺟﻴـﺎل اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﻬﻢ .وﻛﻤﺎ أﺷﺎر ﺑﻦ ﺟﻮﻧﺴﻮن ،ﻣﻨﺎﻓﺲ ﺷﻴﻜﺴﺒﻴﺮ ﻓﻲ اﺟﺘﺬاب ﻧﻈﺎرة ا)ﺴﺮح ،ﻓﺈن ﺷﻴﻜﺴﺒﻴﺮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﻋﺼﺮ ﺑﻌﻴﻨﻪ ،ﺑﻞ إﻟﻰ ﻛﻞ اﻟﻌﺼﻮر. 15
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
وﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ إﻋﺠﺎب ﻣﻌﺎﺻﺮي ﻣﺎﻳﻜﻞ أﳒﻠﻮ ،وﻣﻦ ﺟﺎءوا ﺑﻌﺪﻫﻢ ،أﻧﻪ أﺻﺒﺢ ﻣﻌﺮوﻓﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺎﻳﻜﻞ أﳒﻠﻮ اﻹﻟﻬﻲ .وﻗﺪ ﻓﺴﺮ ﺑﺮاﻣﺰ ﺳﺒﺐ ﺗﻮﻗﻔـﻪ ﻋـﻦ ﻛـﺘـﺎﺑـﺔ إﺣﺪى ﺳﻴﻤﻔﻮﻧﻴﺎﺗﻪ ﻣﺪة اﺛﻨﻰ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ »إﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗـﻌـﺮف ﻛﻴﻒ ﻳﺸﻌﺮ أﻣﺜﺎﻟﻨﺎ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺴﻤﻊ وﻗﻊ أﻗﺪام ﻋـﻤـﻼق ﻣـﺜـﻞ ﺑـﻴـﺘـﻬـﻮﻓـﻦ ﺧـﻠـﻒ ﻇﻬﻮرﻧﺎ« .إن ا)ﺒﺪﻋ zا)ﺸﻬﻮرﻳﻦ ﻫﻢ ﻗﺎدة ﻓﻲ اﻟﺸﺆون اﻟﻔﻨﻴﺔ واﻟﻌﻠﻤﻴﺔ. وﺗﻘﺪم إﻟﻴﻨﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻲ ﻧﺴﺘﻌ zﺑﻬﺎ ﻟﻔﻬﻢ ا)ﺒﺪﻋـ zاﻷﻓـﺬاذ، ﻋﻮﻧﺎ Yﺎﺛﻼ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ اﻟﻘﺎدة اﻟﺒﺎرزﻳﻦ .وإذا ﻣﺎ ﺷﺌﻨﺎ اﻻﻛﺘﻔﺎء ﺑﻌﺪد ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻷﻣﺜﻠﺔ ،ﻗﻠﻨﺎ إن دراﺳﺔ ﻋﻮاﻣﻞ ﻣﺜﻞ :ﺗﺮﺗﻴﺐ ا)ﻴﻼد ،واﻟﺬﻛﺎء واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ،واﻟﻌﻤﺮ، وروح اﻟﻌـﺼـﺮ ،Zeit geistواﻟﻌﻨﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ )وﺳﺘﺘـﻢ ﻣـﻨـﺎﻗـﺸـﺔ ﻛـﻞ ﻣـﻨـﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻓﺼﻮل ﺗﺎﻟﻴﺔ( ،ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪم ﻓﻬﻤﻨﺎ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻠﻌﺒﺎﻗﺮة أﻳﺎ ﻛﺎن ﻧﻮﻋﻬﻢ .وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ﻫﻨﺎك أﺳﺴﺎ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ،وأﺳﺴﺎ ﻣـﺸـﺘـﺮﻛـﺔ ﺧـﺎﺻـﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻞ )ﺗﻌﻠﻴﻞ ﻇﻬﻮر اﻟﻘﺎدة أو اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة( ،ﺗﺒﺮر ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻨﺎ ﻟﻬﺬﻳﻦ اﻟﻨﻤﻄ zﻣﻦ اﻟﻨﻤﺎذج ا)ﻤﺜﻠﺔ ﻟﻠﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ. ﺳﺄﻗﻮم ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺪراﺳﺔ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨـﺪام أﺳـﺎﻟـﻴـﺐ اﻟـﻘـﻴـﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ .His toriometryوﻫﻮ ﻣﺼﻄﻠﺢ وﺿﻌﻪ »ﻓﺮدرﻳﻚ وودز «F. A. Woods ﻓﻲ ﻋﺎم » ١٩١١ﻛﻲ ﻳﺸﻴﺮ ﺑﻪ إﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺌﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﻓﻴﻬﺎ إﺧﻀﺎع ﺣﻘﺎﺋﻖ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻟﻠﻤﻌﺎﳉﺔ اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ،وﻓﻘﺎ ﻟﺒﻌﺾ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻘﻴﺎس ا)ﻮﺿﻮﻋﻴﺔ، أو اﻟﻼﺷﺨﺼﻴﺔ« )ص (٥٦٨وﻟﺘﺠﻨﺐ اﳋﻠﻂ ﺑ zﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب ،وﺑ zاﻷﺳﻠﻮب ا)ﻌﺮوف ﺑﺎﺳﻢ »اﻹﺣﺼﺎﺋـﻴـﺎت اﻟـﺘـﺎرﻳـﺨـﻴـﺔ« )× .Cliometrics(١وﻫﻮ أﺳﻠـﻮب ﻟـﻪ ﻣﺆﻳﺪوه ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺑ zﺑﻌﺾ ا)ﺆرﺧ ،zﻓﺈن ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﺨﻀﻊ ﻟﻘﺪر ﻧﻌﺮف اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﺑﺄﻧﻪ اﻷﺳﻠﻮب اﳋﺎص ﺑﺎﺧﺘﺒﺎر ﻣﻦ اﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ،ﺑﺤﻴﺚ ّ )×(٢ اﻟﻔﺮوض اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻟﻨﺎﻣﻮﺳﻴﺔ Nomotheticاﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺴﻠﻮك اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت اﻟﻜﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻄﻴﺎت ﻣﺴﺘﺨﻠـﺼـﺔ ﻣـﻦ ﻋـﻴـﻨـﺎت ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ،وﻟﻜﻲ أﺟﻌﻞ ﻫﺬا ا)ﻨﻬﺞ اﻟﺒﺤﺜﻲ ﻣﻔﻬﻮﻣﺎ ،ﺳﺄﻗﻮم ﻨﺎﻗـﺸـﺔ دﻻﻻت ا)ﺼﻄﻠﺤﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ،أﻻ وﻫﻲ »اﻟﻔﺮوض اﻟﻨﺎﻣﻮﺳﻴﺔ« ،و»اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت اﻟﻜﻤﻴﺔ«، و»اﻟﻌﻴﻨﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ«.
اﻟﻔﺮوض اﻟﻨﺎﻣﻮﺳﻴﺔ
إن اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑ zاﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﻨﺎﻣﻮﺳﻲ ،واﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﻔﺮدي ،أﻣﺮ ﺟﻮﻫﺮي ﺎﻣﺎ
16
اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻌﺒﺎﻗﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺦ
ﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ .ﻓﺎﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﻨﺎﻣﻮﺳﻲ ﻫﻮ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ اﳉﻮاﻧﺐ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻟﻜﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻮك اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ،وﻳﻬﻤﻞ اﳉﻮاﻧﺐ اﳋﺎﺻـﺔ ا)ـﺘـﻌـﻠـﻘـﺔ ﺑﺎﻟﺸﺨﺺ ،وا)ﻜﺎن ،واﻟﺰﻣﺎن ،أﻣﺎ اﻟﺘﻔـﺴـﻴـﺮ اﻟـﻔـﺮدي ﻓـﻴـﺮﻛـﺰ ﻋـﻠـﻰ اﳋـﺎص. وا)ﻨﺤﻰ اﻟﻨﺎﻣﻮﺳﻲ ﻫﻮ ﻣﻄﻠﺐ أوﻟﻲ واﺿﺢ ﻣﻦ ﻣﻄﺎﻟﺐ اﻟﻌﻠﻢ ،ﻓﺎﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻺﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة ،ﻣﺜﻼ ،ﻳﺠﺐ أﻻ ﻳﻜﻮن ﻣﺘﻮﻗـﻔـﺎ ﻋـﻠـﻰ ا)ـﻮﻗـﻊ اﳉـﻐـﺮاﻓـﻲ ،أو اﻟﻔﺘﺮة اﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ،أو اﳋﺼﺎﺋﺺ اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺒﺪع ﻣﻔﺮد أو ﻗﺎﺋﺪ ﻣﻔﺮد .وﻫﺬا اﻟﺘﻮﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ اﳉﺎﻧﺐ اﻟﻨﺎﻣﻮﺳﻲ ﻳﺮﺑﻂ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨـﻲ ﻨﺎﻫﺞ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ اﻷﺧﺮى ،ﻛﺎﻟﻘﻴﺎس اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻣﺜﻼ .ﻓﻌﺎﻟﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺬي ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺨﺘﺒﺮ اﻟﻔﺮض اﻟﻘﺎﺋﻞ إن اﻟﺬﻛﺎء ﻳﺮﺗـﺒـﻂ ﺑـﺎﻹﺑـﺪاع ﻣـﺜـﻼ ،ﻳـﻘـﻮم أوﻻ ﺑـﺘـﻄـﺒـﻴـﻖ أدوات اﻟـﻘـﻴـﺎس اﻟـﻨـﻔـﺴـﻲ ا)ـﻨـﺎﺳـﺒـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻋـﻴـﻨــﺔ ﻣــﻦ اﻷﺷ ـﺨــﺎص »ا)ﻔﺤﻮﺻ «zﺛﻢ ﻳﺤﺴﺐ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﻌﺎﻣﻞ اﻻرﺗﺒﺎط ﺑ zا)ـﺘـﻐـﻴـﺮﻳـﻦ )اﻟـﺬﻛـﺎء واﻹﺑﺪاع( .وﻻ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ،ﺳﻮاء ﻟﺪى اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎس اﻟﻨﻔﺴﻲ ،أو ﻟﺪى أي ﻗﺎر £ﻟﻠﺘﻘﺮﻳﺮ اﳋﺎص ﺑﺎﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ،أدﻧﻰ اﻫﺘﻤﺎم ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ أﺟﺮي ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ .ﻛﻤﺎ أﻧﻬﻤﺎ-أي اﻟﺒﺎﺣﺚ واﻟﻘـﺎر-£ﻻ ﻳـﻬـﺘـﻤـﺎن ﺑـﻬـﺎ إذا ﻛـﺎن ﻫﻨﺎك ﻣﻦ أﻓﺮاد اﻟﻌﻴﻨـﺔ اﺠﻤﻟـﻬـﻮﻟـ ،zﻣـﻦ ﺣـﺼـﻞ ﻋـﻠـﻰ درﺟـﺎت ﻻ ﺗـﺘـﺴـﻖ ﻣـﻊ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻨﺎﲡﺔ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻬﻮ ﻳﺸﻜﻞ اﺳﺘﺜﻨﺎء ﻟﻠﻘﺎﻋﺪة ا)ﺴﺘﺨﻠﺼﺔ. ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎن ﻛﻞ ﻓﺮد ﻳﺸﻜﻞ اﺧﺘﺒﺎرا ﻣﺴﺘـﻘـﻼ ﻟـﻠـﻔـﺮض ،ﻓـﺈن ا)ـﺴـﺄﻟـﺔ اﻟـﻮﺣـﻴـﺪة اﻟﻬﺎﻣﺔ ﻫﻲ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻋﺪد اﻷﻣﺜﻠﺔ ا)ﺆﻳﺪة ﻟﻠﻔﺮض ﻳﻔﻮق ﻋﺪد اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﺪاﺣﻀﺔ ﻟﻪ .وﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ ا)ﻨﻮال ،ﻓﺈن اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻟﻦ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﺑﻬﺎ إذا ﻛﺎن ﻣﺒﺪع ﺑﻌﻴﻨﻪ ،أو ﻗﺎﺋﺪ ﺑﻌﻴﻨﻪ ،ﻣﺘﻔﻘﺎ ﻣﻊ ﻋﻼﻗﺔ ﻧﺎﻣﻮﺳﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﺘﻢ اﻛﺘﺸﺎﻓﻬﺎ. ﻓﺎ)ﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻻ ﺗﻬﺘﻢ ﻌﺮﻓﺔ ﻛﻨﻪ اﻻﺳﺘﺜـﻨـﺎءات اﻟـﺘـﻲ ـﺜـﻞ اﻷﻗـﻠـﻴـﺔ ،وﻻ ﻌﺮﻓﺔ اﻷﻣﺜﻠﺔ أو اﻟﻨﻤﺎذج اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ. وﻫﺬا اﻻﺳﺘﺨﺪام اﻟﻨﺎﻣﻮﺳﻲ ﻟﻠﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻴﺰ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳـﺨـﻲ ﻋﻦ اﻟﺪراﺳﺎت اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ اﻋﺘﻤﺎدا ﺷﺪﻳﺪا ﻫﻲ اﻷﺧﺮى ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺠﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ .ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻣﻬﻤﺔ اﻟـﻮﺻـﻒ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺨـﻲ)×- (٣ﻳﻘﻴﻨﺎ -اﻛﺘﺸﺎف اﻟـﻘـﻮاﻧـz اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﺎوز اﻟﺴﻤﺎت اﻟﺸﺪﻳﺪة اﳋﺼﻮﺻﻴﺔ ﻟﻔﺘﺮة ﻣﻌﻴﻨﺔ أو ﻣﻮﺿﻊ أو ﺷﺨﺺ ﻣﻌ .zﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﺗﺘﻌﺮض اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻮﺻﻔﻴﺔ اﻟﺘﺎرﻳـﺨـﻴـﺔ ﻟـﺘـﻔـﺎﺻـﻴـﻞ دﻗﻴﻘﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻈﺮوف اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ واﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﻼﺣﻘﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﻘﺮار ﺳﻴﺎﺳـﻲ ﺧﺎص ،أو ﻣﻨﺘﺞ إﺑﺪاﻋﻲ ﺑﻌﻴﻨﻪ ،وﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻮﺻﻔﻴﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ 17
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺑﻂ ﺑ zأﻣﺜﻠﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ،ﺑﺪﻻ ﻣﻦ أن ﺗﺸﻐﻞ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻔﺤﺺ ﻗﻮاﻧz اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،أو إﺛﺒﺎﺗﻬﺎ ،أو ﺣﺘﻰ ﺿﺮب اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻟﻬﺎ. ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺘﻤﻴﺰ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻋﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻨﻔﺴﻲ واﻟـﺴـﻴـﺮة اﻟـﻨـﻔـﺴـﻴـﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺴﺘﻬﺪف اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﻗﻮاﻧ zﻟﻬﺎ ﺻﻔﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ،ﻓﺒـﺪءا ﻣـﻦ دراﺳـﺎت ﺳﻴﺠﻤﻮﻧﺪ ﻓﺮوﻳﺪ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺮة اﻟـﻨـﻔـﺴـﻴـﺔ ﻟـﻜـﻞ ﻣـﻦ ﻟـﻴـﻮﻧـﺎردو داﻓـﻨـﺸـﻲ ودﺳﺘﻮﻳﻔﺴﻜﻲ ،وودرو وﻟﺴﻦ ،وﺣﺘﻰ ﲢﻠﻴﻼت إرك إرﻛﺴﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺣﻮل ا)ﻬﺎ ﺎ ﻏﺎﻧﺪي وﻣﺎرﺗﻦ ﻟﻮﺛﺮ ،ﻓﺈن ﻣﺸﺮوع ﺑﺎﺣﺜﻲ دراﺳﺎت وﺻﻒ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻨﻔﺴﻲ رﻛﺰ ﻋﻠﻰ اﻷﻓﺮاد ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ .ﻓﻘﺪ ﻗﺎم ﻓﺮوﻳﺪ، ﻣﺜﻼ ،ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﳉﻮاﻧﺐ اﳋﺼﻮﺻﻴﺔ ا)ﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑـﺤـﻴـﺎة ﻟـﻴـﻮﻧـﺎردو وﻋﻤﻠﻪ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻓﺮوض ﻓﺮوﻳﺪ ،رﻏﻢ اﺷﺘﻘﺎﻗﻬﺎ ﻣﻦ ا)ﺒﺎد £اﻟـﻨـﺎﻣـﻮﺳـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻳﻔﺘﺮض أن ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ ،ﻓﺮوﺿﺎ ﻓﺮدﻳﺔ ﻓﻲ ﺟﻮﻫﺮﻫﺎ ،ذﻟـﻚ أن اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ أن ﺣﺐ اﻻﺳﺘﻄﻼع أو اﻟﻔﻀﻮل اﻟﻨﻬﻢ ﻟﺪى ﻟﻴﻮﻧﺎردو ﻗﺪ ﻧﺸﺄ ﻋﻦ ﻋﻘﺪة أودﻳﺒﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺣﻠﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎف ،ﻳﺒﺼﺮﻧﺎ ﺑﺸﺨﺼﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﻌﺒﻘﺮي ا)ﺒﺪع ،ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻘﻮدﻧﺎ إﻟﻰ اﻛﺘﺸﺎف اﻟﻘﻮاﻧ zاﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﺑﺪاع اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ. وﻣﻊ أن ﻋﻠﻢ اﻹﺣﺼﺎءات اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ،ﺷﺄﻧﻪ ﺷﺄن ﻋﻠﻢ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨـﻲ، ﻋﻠﻢ ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻜﻤﻴﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺲ أﻛﺜﺮ ﻧﺎﻣﻮﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ »اﻟﻮﺻﻒ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ« أو ﻃﺮﻳﻘﺔ »اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻨﻔﺴﻲ« أو اﻟﺴﻴـﺮة اﻟـﻨـﻔـﺴـﻴـﺔ)× .(٤وﻟﻮ ﺗﺮﻛﻨـﺎ ﺟﺎﻧﺐ اﻹﺣﺼﺎءات اﻟﻜﻤﻴﺔ ﺟﺎﻧـﺒـﺎ ،ﻓـﺈن اﻟـﻔـﺮوق اﻷﺳـﺎﺳـﻴـﺔ ﻣـﺎ ﺑـ zﻃـﺮﻳـﻘـﺔ اﻹﺣﺼﺎءات اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ وﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻫﻲ أن اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴـﺘـﺨـﺪﻣـﻮن ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻹﺣﺼﺎءات اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮن ﻋﻠﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎد أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﻢ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ ،وﻳﻨﺼﺐ اﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺴﻴـﺮ اﻷﺣـﺪاث اﻟـﻬـﺎﻣـﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﺑﺘﻔﺴﻴﺮ ﻃﺒﺎﺋﻊ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﻬﺎﻣﺔ .واﻟﻜﺘﺎب اﻟﺬي ﻧﻮﻗﺶ ﻛﺜﻴﺮا وﻫﻮ ﻛﺘﺎب» :زﻣﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ« Time on the Crossاﻟﺬي أﻟﻔﻪ روﺑـﺮت ﻓﻮﺟـﻞ R. Fogelوﺳﺘﺎﻧـﻠـﻲ إﳒـﺮﻣـﺎن S. Engermanوﺻـﺪر ﻋـﺎم ١٩٧٤م ،ﻣﺜـﺎل ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﻘﻮل .ﻓﻘﺪ ﻗﺎم ﻫﺬا »اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﳉﺪﻳﺪ« ،ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﺒﻮدﻳﺔ ﻓﻲ اﳉﻨﻮب ﻗﺒـﻞ اﳊـﺮب)× ،(٥ﻣﻦ أﺟﻞ إﺛﺒﺎت أن اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟـﻘـﺎﺋـﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺒﻮدﻳﺔ اﻗﺘﺼﺎد ﻣﺠﺰ ﻣﺎدﻳﺎ .وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ Yﺎ ﻟﻬﺬه اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻣﻦ أﻫﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﻬﻤﻨﺎ ﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة ،ﻓﺈن ﻫـﺬه اﻟـﻘـﻀـﻴـﺔ ﻻ ﺗـﺆدي إﻟـﻰ ﻓـﺮض ﻋﻠﻤﻲ ﻌﻨﻰ أن اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت ﻟﻢ ﺗﺆد إﻟﻰ ﻗﻮاﻧ zﺷﺎﻣﻠﺔ ﺣﻮل اﻟﻌﺒﻮدﻳﺔ ،ذﻟﻚ أن 18
اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻌﺒﺎﻗﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺦ
أﺻﺤﺎب أﺳﻠﻮب اﻹﺣﺼﺎءات اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ،وﻛﺬﻟﻚ أﺻﺤـﺎب أﺳـﻠـﻮب اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ اﻟﻨﻔﺴﻲ ،ﻳﺴﻌﻮن إﻟﻰ ﺗﻘﺪم اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻌﻠﻢ ،وﻟﻴﺲ إﻟﻰ ﺗﻘﺪم اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﲢﻠﻴﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ. أﻣﺎ اﻟﻨﺸﺎط اﳋﺎص ﺑﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻓﻬﻮ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﻮﺣـﻴـﺪ اﻟـﺬي ـﻜـﻦ اﻋﺘﺒﺎره ﻣﻨﺎﻓﺴﺎ ﻟﻠﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻣﻦ ﺑ zﻛﻞ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺑﻌﺾ أوﺟﻪ اﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﻣﻊ اﻟـﻘـﻴـﺎس اﻟـﺘـﺎرﻳـﺨـﻲ ،وذﻟـﻚ ﻓـﻲ ﺑـﺤـﺜـﻪ ﻋـﻦ ا)ـﺒـﺎد£ اﻟﻨﺎﻣﻮﺳﻴﺔ .ﻓﻤﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﺑﺪأ ﻓﻴﻪ ا)ﻔﻜﺮون ﻳﻨﺘﺒﻬﻮن إﻟﻰ اﻟﺘﻴﺎرات اﻟﻜﺒﺮى ﻟﻸﺣﺪاث ،ﺣﺎول ﺑﻌﻀﻬﻢ أن ﻳﺴﺒﺮ ﻏﻮر اﻟﻘﻮى اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻣﻦ داﺧـﻠـﻬـﺎ، ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻟﺪروس اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ .وﺗﺸﺘﻤـﻞ ﻛـﺘـﺐ» :اﳋـﺎن ﺳـﻮ« The Han Shuﻟﻠﻤﺆرخ اﻟﺼﻴﻨﻲ ﺑﺎن ﺑﻴﺎو Pan Piacﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻷول ا)ﻴﻼدي ،أو »ا)ﻘﺪﻣﺔ« ﻟﻠﻤﺆرخ ا)ﺴﻠﻢ اﺑـﻦ ﺧـﻠـﺪون ﻓـﻲ اﻟـﻘـﺮن اﻟـﺮاﺑـﻊ ﻋـﺸـﺮ ا)ـﻴـﻼدي ،و »اﺿﻤﺤﻼل اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ وﺳﻘﻮﻃﻬﺎ« ﻟﻠـﻤـﺆرخ اﻹﳒـﻠـﻴـﺰي إدوارد ﻏ ¥ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ،ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎوﻻت ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻮ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻧﻬﻴﺎرﻫﺎ .وﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ أﻛﺜﺮ ﻗﺮﺑﺎ ،ﳒﺪ أن آرﻧﻮﻟﺪ ﺗﻮﻳﻨﺒﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﻀﺨﻢ» :دراﺳﺔ ﻟﻠـﺘـﺎرﻳـﺦ« ) ،(١٩٤٦ﻗﺪ ﻗﺎم ﺑﺘﻮﺣﻴﺪ ﻛﻞ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺒـﺸـﺮﻳـﺔ ﻓـﻲ ﺿﻮء ﻧﻈﺮﻳﺔ واﺣﺪة زﻋﻢ أﻧﻬﺎ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﻮة اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ واﳊﻴﻮﻳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﻀﺎرة ﻣﻦ اﳊﻀﺎرات .و ﺎ أن ﻓﻠﺴﻔﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺗﺨﻀﻊ ﺧﻀﻮﻋﺎ ﻗﺒﻠﻴﺎ ﻟﺘﺠﺮﻳﺪات ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺗﻀﻤﻬﺎ ﲢﺖ ﻟﻮاﺋﻬﺎ ،ﻓﺈن ﻫﺬه اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت ﻻ ﺗﺼﻤﺪ أو ﺗﺴﻘﻂ ﻘﺪار ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻣـﻦ اﻷدﻟـﺔ ،وﻟـﻜـﻦ ـﻘـﺪار ﻗـﻮة اﻹﻗـﻨـﺎع اﻟﺬاﺗﻲ ﻟﺪى أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ .ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﻜﺒﺮى ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﺗﻜﻤﻦ وراءﻫﺎ دواﻓﻊ أﺧﺮى .ﻓـﻤـﺤـﺎﺿـﺮات ﻫـﻴـﻐـﻞ ﺣـﻮل »ﻓـﻠـﺴـﻔـﺔ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ« ) ،(١٨٣١وﻫـﻲ اﶈﺎﺿﺮات اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺑﺎﻟﻎ ،ﺗﺒﺪو أﺣﻴﺎﻧﺎ وﻛﺄﻧﻬﺎ ﺿﺮب ﻣﻦ اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ اﻟﺒﺎرﻋﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ اﻟﺒﺮوﺳﻴﺔ .وﻟﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻣﻦ ا)ﻤﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﻔﻬﻮم ﻫﻴﻐﻞ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺎﻗﺐ أو اﻟﺘﺴﻠﺴﻞ اﳋﺎص ﺑﺎ)ﻮﺿﻮع وﻧﻘﻴﻀﻪ وا)ﺮﻛﺐ اﻟﻨﺎﺷﺊ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻷﻓﻜﺎر ،وﻛﺬﻟﻚ اﻓﺘﺮاض ﺗﻮﻳﻨﺒﻲ ﺑﺄن اﳊﻀﺎرة إ ﺎ ﺗﺴﺘﺜﺎر ﺑﻔﻌﻞ ﲢﺪ ﻣﻌﺘﺪل ،ﻟﻮ ﻛﺎن ﻣﻦ ا)ﻤﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﻤﺎ ،ﻛﻠﻴﻬـﻤـﺎ ،ﺑـﺎﻋـﺘـﺒـﺎرﻫـﻤـﺎ ﻓـﺮﺿـz ﻧﺎﻣﻮﺳﻴ zﻓﺈن ﻫﻴﻐﻞ وﺗﻮﻳﻨﺒﻲ ﻓﺸﻼ ﻓﻲ إرﺳﺎء ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻔﺮﺿ zﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﻤﺎ ﺗﻌﻤﻴﻤ zﻋﻠﻤﻴ ،zذﻟﻚ أن اﻻﺳﺘﺸﻬﺎد ﻏﻴﺮ ا)ﻨﻈﻢ ﺑﺒﻌﺾ اﳊﺎﻻت ا)ﻌﻴﻨﺔ ﻻ ﻳﻘﺪم ﺑﺮﻫﺎﻧﺎ ﻋﻠﻤﻴﺎ ،ﺑﻞ ﻣﺜﺎﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﺒـﺮاﻋـﺔ اﻟـﺒـﻼﻏـﻴـﺔ .إن ﻓـﻠـﺴـﻔـﺔ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ 19
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻧﺎﻣﻮﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺼﺪﻫﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻴﻞ إﻟﻰ ا)ﻌﺎﳉﺎت اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ. واﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺑ zﻛﻞ ﻫﺬه اﻷﺳـﺎﻟـﻴـﺐ ﻟـﺪراﺳـﺔ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ ،ﻫـﻮ اﻟﻨﺎﻣﻮﺳﻲ ﻓﻲ ا)ﻘﺼﺪ واﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻓﻲ آن ﻣﻌﺎ. ﻻ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت اﻟﻨﺎﻣﻮﺳﻴﺔ ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ أن ﻳﻘﻠﻌﻮا ﻋﻦ أﻳﺔ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺨـﻴـﺔ اﳋـﺎﺻـﺔ. ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ،ﻣﺜﻼ ،أﻧﻪ ﻻ ﻜﻦ أن ﻳﻨﺠـﻢ ﻋـﻦ اﻟـﻘـﻴـﺎس اﻟـﺘـﺎرﻳـﺨـﻲ أي ﻓـﻬـﻢ ﻣﺘﻌﻤﻖ ﳊﻴﺎة ﻋﺒﻘﺮي ﻣﺜﻞ آﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ ،وإذا ﻛﺎن أﺻﺤﺎب أﺳﻠﻮب اﻹﺣﺼﺎءات اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ وأﺻﺤﺎب أﺳﻠﻮب اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻜﻨﻬﻢ ﺗﻄﺒﻴﻖ ا)ﻌﺮﻓﺔ ا)ﻜﺘﺴﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﳋﺎرﺟﻴﺔ ،ﺳﻮاء ﻓﻲ اﺠﻤﻟﺎﻻت اﻻﻗﺘـﺼـﺎدﻳـﺔ ،أو ﻓـﻲ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ ،ﻓﺈن أﺻﺤﺎب أﺳﻠﻮب اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ،ﻜﻨﻬـﻢ ﻣـﻦ دون ﺷﻚ ﺗﻄﺒﻴﻖ ا)ﻌﺮﻓﺔ ا)ﺴﺘﻘﺎة ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻣﺒﺎﺷﺮة .ﻓﺄي ﻗﺎﻧﻮن ﻋﺎم ﻻ ﺑـﺪ أن ﺗﻜﻮن ﻟﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﺎﺑﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻄـﺒـﻴـﻖ ﻋـﻠـﻰ اﳊـﺎﻻت اﳋـﺎﺻـﺔ .وإذا ﻣـﺎ ﻋـﺠـﺰت ﻗﺎﻋﺪة ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ،ﻋﻦ اﻻﻧﻄﺒﺎق ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻠـﺒـﻴـﺔ اﻟـﺴـﺎﺣـﻘـﺔ ﻣـﻦ اﻷﻣـﺜـﻠـﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ،ﻓﺈن أﺻﺤﺎب أﺳﻠﻮب اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﺳﻴﻜـﻮﻧـﻮن ﻗـﺪ ﺑﻴﻨﻮا ﻓﺴﺎد اﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺗﻌﻤﻴﻤﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎ ﻣﺴﺘﻤﺪا ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ. إن ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻗﻮاﻧ zاﻟﻘـﻴـﺎس اﻟـﺘـﺎرﻳـﺨـﻲ ﻟـﻪ وﺟﻬﺎن ،ﻓﻤﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ،ﻜﻦ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﳉﻬﻮد اﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﻧﺤـﻮ إﻇـﻬـﺎر اﻟـﻜـﻴـﻔـﻴـﺔ اﻟﺘﻲ ﺜﻞ ﺑﻬﺎ ﻣﺒﺪع أو ﻗﺎﺋﺪ ﻣﻌﻴﻨﺎن ﻟﻘﺎﻋﺪة ﻋﺎﻣﺔ ،ﻓﺈذا ﻻﺣـﻈـﻨـﺎ أن ﺳـﺠـﻞ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻜﺜﻴﺮة ا)ﻨﺸﻮرة اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺂﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ ﻫﻮ ﻣﺜﺎل ﻋـﻠـﻰ ﻣـﺎ ﳒـﺪه ﻟـﺪى ﻏﻴﺮه ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻌﻈﺎم ،ﻓﺈن آﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﺜﺎﻻ ﻟﻘﺎﻋﺪة ﻋﺎﻣﺔ ،و ﺎ أن اﻻﺳﺘﺸﻬﺎد ﺜﺎل واﺣﺪ ﻻ ﻜﻨﻪ أن ﻳﺜﺒﺖ اﻟﻘﺎﻋﺪة ،ﻓﺈن ﻫﺬه اﻟﻨﻤﺎذج ا)ﻤﺜﻠﺔ ﺗﻔﻴﺪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ وﺳﺎﺋﻞ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻓﻘﻂ .ﻓﺎ)ﺜـﺎل ا)ـﻮﺿـﺢ اﳉـﻴـﺪ اﻟـﺬي ﻳـﺤـﻮل ا)ﺒﺪأ اﻟﻌﺎم اﺠﻤﻟﺮد إﻟﻰ ﺷﻲء ﻣﺤﺴﻮس ﻳﺠﻌﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم أﻗﺮب إﻟﻰ اﻷذﻫﺎن. أﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻷﺧﺮى ،ﻓﺈن ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﺳﺘﺨﺪام ﻗﺎﻧﻮن ﻋﺎم ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻗﺪ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ .ﻓﺒﻌﺾ ﺷﺨﺼﻴﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺒـﺎرزة ﻗـﺪ ﻻ ﺗﺘﻔﻖ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺎم ﻣﻊ ﻗﺎﻋﺪة ﻋﺎﻣﺔ ،ورﻏﻢ أن وﺟﻮد ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻻ ﻳﻬﺪد ا)ﺸﺮوع اﻟﻨﺎﻣﻮﺳﻲ ،ﻓﺈن ﻫﺬه اﻻﺳﺘﺜﻨﺎءات ﺗﺸﻜﻞ ﲢﺪﻳﺎ ﻟﻠﻤﺆرخ ،واﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء .وﻗﺪ ﻳﻘﺮر ا)ﺆرخ ،ر ﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻜﺎﺗﺐ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،أن ﻳﺨﻀﻊ ﻫﺬه اﳊﺎﻻت اﻟﺸﺎذة ﻟﻠﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻔﺮدي ا)ﻔﺼﻞ. 20
اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻌﺒﺎﻗﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺦ
وﻟﻮ ﺗﺒ zﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ أن ﻫﺘﻠﺮ ﻟﻴﺲ ﻮذﺟﺎ Yﺜﻼ ﻟﻠﺪﻛﺘﺎﺗﻮر ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧـﻈـﺮ ﻧﺎﻣﻮﺳﻴﺔ ﻓﺈن ﻣﻦ ا)ﻤﻜﻦ ﳉﺎﻧﺐ ﺧﺎص ﻓﻲ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ أو ﻓﺘﺮة ﻧﻀﺠﻪ ا)ﺒﻜﺮ أن ﻳﺰودﻧﺎ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ ا)ﻔﻘﻮد اﻟﺬي أﻫﻤﻠﻪ اﻟﻌﻠﻤﺎء .ﻛﻤـﺎ ﻗـﺪ ﻳـﺠـﺪ ﻋـﻠـﻤـﺎء اﻟـﻘـﻴـﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻫﺬه اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻣﺜﻴﺮة ﻟﻼﻫﺘﻤﺎم أﻳﻀﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺳﻴﻘﻮﻣﻮن ﺑﻄﺮح ﺳـﺆال ﻣﻦ ﻧﻮع ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻫﻮ :ﻣﺎ اﻟﺸﻲء ا)ﺸﺘﺮك ﺑ zﻫﺘﻠﺮ وﺑ zﻏﻴﺮه ﻣﻦ اﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮرﻳz ﻏﻴﺮ اﻟﻨﻤﻄﻴ zاﻟﺬي ﻜﻨﻪ أن ﻳﻔﺴﺮ ﺣﻘﻴﻘﺔ أن ﻫﺆﻻء اﻟﻄـﻐـﺎة ا)ـﺴـﺘـﺒـﺪﻳـﻦ، وﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﻢ ﻫﺘﻠﺮ ،ﻳﺨﺘﻠﻔﻮن ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ ﻋﻦ اﻟﻨﻤﻂ اﻟـﻌـﺎم ﻟـﻠـﻄـﻐـﺎة? ﻓـﺈذا ﺷﺎﻫﺪﻧﺎ ﺻﻔﺔ ﺷﺎﺋﻌﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ أﺧﺮى ﻜﻦ أن ﺗﺨﻀﻊ )ﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ، ﻓﺈن ﺣﺪود ﻓﻬﻤﻨﺎ اﻟﻨﺎﻣﻮﺳﻲ ﻟﻠﺪﻛﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﺳﺘـﺘـﺴـﻊ ،وﺳـﺘـﺘـﺤـﺮك ﺷـﺨـﺼـﻴـﺎت ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ا)ﺘﻀﺎﺋﻠﺔ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار واﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﺬون ﻋﻦ اﻟﻘﺎﻋﺪة ،إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ا)ﺘﻨﺎﻣﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﻤﺎذج ا)ﻤﺜﻠﺔ .وﻗﺪ ﺗﻀﻴـﻒ ﻫـﺬه اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺼﻞ ﺑ zاﻷﻣﺜﻠﺔ ا)ﻮﺿﺤﺔ واﻷﻣﺜﻠﺔ ﻏﻴﺮ ا)ﻮﺿﺤـﺔ ﻟـﻠـﻘـﻮاﻧـz اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﺑﻌﺪا ﺟﺪﻳﺪا ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﻘﺪﻳﺮﻧﺎ ﻷﺳﻤﺎء ا)ﺎﺿﻲ اﻟﺒﺎرزة ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ. وﻗﺪ ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻓﻲ ﻧﻬـﺎﻳـﺔ ا)ـﻄـﺎف ،ﺑـﺎﻻﺳـﺘـﻌـﺎﻧـﺔ أﻳـﻀـﺎ ـﻘـﺎﻳـﻴـﺲ ﻣـﺜـﻞ اﻟـﺬﻛـﺎء واﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ،واﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ،ﻣﻦ ﲢﺪﻳﺪ »اﻟﺪرﺟﺔ اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻨﺎﻣﻮﺳﻴﺔ« Nomothetic ،Probability Scoreﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜﻞ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺒﺎرزة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،أي ﻗﻴﺎس ا)ﺪى اﻟﺬي ﻛﺎن ﻋﻨﺪه اﻟﻔﺮد ﻓﺬا أو اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺎ .وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ رﻏﻢ أن اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻘﻴﻢ ﻓﻲ ﺿـﻮء إﳒـﺎزاﺗـﻪ اﻟـﻨـﺎﻣـﻮﺳـﻴـﺔ ،ﻓـﺈﻧـﻪ ﻗـﺪ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻓﻬﻤﻨﺎ ﻟﻠﺤﺎﻻت اﻟﻔﺮدﻳﺔ.
اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت اﻟﻜﻤﻴﺔ
ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﺘﻘﺎﺑﻞ ﻣﺎ ﺑ zاﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻜﻤﻲ واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻜﻴﻔﻲ ذا أﻫﻤﻴﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻔﺼﻞ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻋﻦ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻔﺮوع اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻷﺧﺮى ا)ﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻪ. ﻓﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﻛﻴﻔﻲ ﺣﺘﻰ اﻟﻨﺨﺎع ،ﻓﺼﻔﺤﺔ ﻣﻦ ﻳﺨﺰن ﻻ ﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺧﻄﺄ ﺻﻔﺤﺔ ﻣﻦ ﻧﻴﻮﺗﻦ ،واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻜﻴـﻔـﻲ ﺻـﻔـﺔ Yـﻴـﺰة ﻷﻋـﻤـﺎل ﻓـﻼﺳـﻔـﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻜﺒﺎر أﻣﺜﺎل ﻫﻴﻐﻞ وﺷﺒﻨﻐﻠﺮ وﺗﻮﻳﻨﺒﻲ ،ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻫﻮ ﺻﻔﺔ Yﻴﺰة ﻷﻋﻤﺎل اﶈﻠﻠ zاﻟﻨﻔﺴﻴ zاﻟﺬﻳﻦ ﻛﺘﺒﻮا ﺗﻔﺴﻴﺮات ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺮة اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﺒﺪﻋz واﻟﻘﺎدة اﻟﺒﺎرزﻳﻦ .ﻓﺪراﺳﺔ ﻓﺮوﻳﺪ اﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻋﻦ ﻟﻴﻮﻧﺎردو ﻻ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ أي ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻛﻤﻴﺔ ﻓﻲ أي ﻧﻮع .وﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﺑ zﻣﻨﺎﻫﺞ اﻟﺒﺤﺚ ا)ﺘﻌﺪدة 21
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة اﻟﻨﻔﺴﻴـﺔ)×(٦
اﻟﺘﻲ ذﻛﺮﺗﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮ ذا ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻛﻤﻴﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ ،ﺳﻮى اﻟﻘﻴﺎﺳﺎت واﻹﺣﺼﺎءات اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ،وﻟﻘﺪ ﻜﻦ اﻟﻘﻮل إن اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻫﻮ ﺜﺎﺑـﺔ اﻻﲢﺎد ﺑ zاﻟﻘﻴﺎﺳﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻹﺣﺼﺎءات اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻓﻤﻦ أﺟﻞ اﻛﺘﺸـﺎف اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zاﳊﺮب واﻹﺑﺪاع ،ﻣﺜﻼ ،ﻗﺪ ﻧﺴـﺘـﺨـﺪم اﻹﺣـﺼـﺎءات اﻟـﺘـﺎرﻳـﺨـﻴـﺔ ﻟﻘﻴﺎس ﺷﺪة اﳊﺮب وﻧﺴﺘﺨﺪم اﻟﻘﻴﺎﺳﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻛﻤﻴﺔ اﻹﺑﺪاع .ﻟﻜﻦ ﻗﻮﻟﻨﺎ إﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﺨﺪم اﻟﻘﻴﺎﺳﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻟﻘﻴﺎس ﻛﻼ ا)ﺘﻐﻴﺮﻳـﻦ أرﺷـﻖ وأدق. ﻓﻘﺪ ﻧﻘﻮم ﺑﺈﺣﺼﺎء ﻋﺪد ا)ﻌﺎرك اﻟﺘﻲ ﺧﺎﺿﻬﺎ ا)ﺘﺤﺎرﺑﻮن ،وﻋﺪد اﻟﺮواﺋﻊ اﻟﺘﻲ أﺑﺪﻋﻬﺎ ا)ﺒﺪﻋﻮن ﻛﻞ ﻋﺎم ،ﺛﻢ ﻧﺤﺴﺐ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﺑ zﻫﺬﻳﻦ ا)ﺘﻐﻴﺮﻳﻦ. وﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﻘﻮل إن ﻣﻦ ا)ﺴﺘﺤﻴﻞ اﺳﺘﺨﺪام اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻜﻤﻴﺔ ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻷن »اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻻ ﻳﻌﻴﺪ ﻧﻔﺴﻪ« .ﻓﻤﺜﻠﻤﺎ ﻻ ﺗﺘﺸـﺎﺑـﻪ ﻧـﺪﻓـﺎت اﻟﺜﻠﺞ ،ﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﻌﺮﻛﺘﺎن ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺘﺎن ،وﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻗﻄﻌﺘﺎن ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺘﺎن ﻣﻦ اﻟﺮواﺋﻊ .ﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﻟﺮأي ﻻ ﻳﻘﻨﻊ اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺨﺪم اﻟﻘﻴﺎس اﻟﻨﻔﺴﻲ ،إذ ﻻ ﻳﺠﻴﺐ ﺷﺨﺼﺎن داﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ اﻻﺧﺘﺒﺎر ﻟﻠﺬﻛﺎء ﺑﻨﻔـﺲ اﻟـﻄـﺮﻳـﻘـﺔ ﺣـﺘـﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ اﻟﺪرﺟﺔ .وﺑـﺸـﻜـﻞ ﻋـﺎم ـﻜـﻨـﻨـﺎ اﻟـﻘـﻮل إن اﻟﻌﻠﻢ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ داﺋﻤﺎ ﻣﻊ اﻟﺘﺠﺮﻳﺪات أو اﻻﺳﺘـﻨـﺘـﺎﺟـﺎت اﻟـﻌـﺎﻣـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗﻬﻤﻞ ﺑﻌﺾ اﳉﻮاﻧﺐ ا)ﺘﻔﺮدة ﻓﻲ أﻳﺔ ﺣﺎدﺛﺔ .ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻫﻨﺎك ﻋﻴﻨﺘﺎن ﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺘﺎن أو ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺘﺎن ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺘﺎن ﺎﻣﺎ .وﻻ ﻳﺘﻄﻠﺐ اﻷﻣﺮ وﺟﻮد ﻣﺴﺘﻮى ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮل ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺮﻳﺪ ﻛﻲ ﻧﻔﺘﺮض أن وﺟﻮد ﻣﻌﺎرك أﻛﺜﺮ ﻳﻌﻨﻲ ﺣﺮﺑﺎ أﻛﺒﺮ وأن أﻋﻤﺎﻻ راﺋﻌﺔ أﻛﺜﺮ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ إﺑﺪاع أﻛﺜـﺮ .وإذا اﻛـﺘـﺸـﻔـﻨـﺎ ﻣـﻦ ﺧـﻼل ﺣـﺴـﺎﺑـﻨـﺎ ﻟـﻌـﺪد ا)ﻌﺎرك وﻋﺪد اﻟﺮواﺋﻊ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ،أﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺻﻞ ﻋﺪد ا)ﻌﺎرك أﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻟﻪ ﻣﺜﻼ ،وﺻﻞ ﻋﺪد اﻟﺮواﺋﻊ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ أدﻧﻰ ﺣﺪ ﻟﻪ ،ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺚ أن ﻧﺆﻛﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﺴﻢ ﺑﺎﳉﻤﻮد أن اﳊﺮب ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻹﺑـﺪاع أﺑـﺪأ-رﻏـﻢ أن ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻛﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﻜﻤﻲ. ﻳﺘﻜﻮن اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻜﻤﻲ ﻓﻲ دراﺳﺎت اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻣﻦ أرﺑﻊ ﺧـﻄـﻮات ﻣﺘﻤﻴﺰة ﻫﻲ ﻋﺎدة :ﲢﺪﻳﺪ ﻋﻴﻨﺎت اﻟﻮﺣﺪات اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘـﺤـﻠـﻴـﻞ اﻹﺣـﺼـﺎﺋـﻲ واﺧﺘﻴﺎرﻫﺎ ،واﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻹﺟﺮاﺋﻲ )× Operational Definition(٧ﻟﻠﻤﺘﻐﻴﺮات اﳊﺎﺳﻤﺔ أو اﻟﻬﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺨﻀﻊ ﻟﻠﻔﺤﺺ ،وﺣﺴﺎب اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑ zﻫﺬه ا)ﺘﻐﻴﺮات ،ﺛﻢ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﺗﻘﺪﻣﺎ ﻻﺳﺘﺨﺮاج اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ 22
اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻌﺒﺎﻗﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺦ
اﻷﻛﺜﺮ اﺣﺘﻤﺎﻻ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ،وﺳﺄﻗﻮم ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﻨﺎﻗﺸﺔ ﻛﻞ ﺧﻄﻮة ﻣﻦ ﻫﺬه اﳋﻄﻮات ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ.
ﲢﺪﻳﺪ اﻟﻮﺣﺪة واﺧﺘﻴﺎر اﻟﻌﻴﻨﺎت
ﻻ ﺗﺸﻐﻞ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﺎدة ﺑﺘﻌﺮﻳﻒ وﺣﺪة اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ أو ﲢﺪﻳﺪﻫﺎ، وﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﻔﺮد ﻓﻲ ﻛﻞ اﳊﺎﻻت ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻫﻮ وﺣﺪة اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ا)ﻨﺎﺳﺒﺔ .وﻣﻦ ا)ﻔﺮوض أن ﻳﻜﻮن ا)ﻔﺤﻮﺻﻮن ﻓﻲ دراﺳﺔ ﻟﻺﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة ﻫﻢ اﻷﻓﺮاد ا)ﺒﺪﻋﻮن واﻟﻘﺎدة. ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺄﺗﻲ إﻟﻰ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ،ﻓﺈن ﲢﺪﻳﺪ وﺣﺪة اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻻ ﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ أﻣﺮا ﻣﺴﻠﻤﺎ ﺑﻪ إذ ﻧﺤﺘﺎج أﺣﻴﺎﻧﺎ إﻟﻰ ﺗﻮﻇﻴﻒ وﺣﺪة ﲢﻠﻴﻞ ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﺧﺘﺒﺎر ﻓﺮوض ﻧﺎﻣﻮﺳﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ. ﻳﺴﺘﺨﺪم أﺻﺤﺎب ﻣﻨﺤﻰ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ أﺣﻴﺎﻧﺎ وﺣﺪات ﻣﺄﺧﻮذة ﻣـﻦ ﻣﻘﻄﻊ ﻋﺮﺿـﻲ Cross-Sectional Unitsوأﺣﻴﺎﻧﺎ وﺣﺪات ﻣﺄﺧﻮذة ﻣﻦ ﺳـﻼﺳـﻞ زﻣﻨﻴﺔ )× .Time Series Units(٨وﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﻔﺮد ﻣﺜﺎﻻ ﺟﻴﺪا ﻟﻠﻮﺣﺪة ا)ﺄﺧﻮذة ﻣﻦ ﻣﻘﻄﻊ ﻋﺮﺿﻲ وﻫﺬه اﻟﻮﺣﺪة ﻫﻲ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻓﻲ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺣﻮل اﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة .وﻋﻠﻰ ﺳﺒـﻴـﻞ ا)ـﺜـﺎل ،ﻓـﺈﻧـﻨـﻲ ﺳـﺄﻗـﻮم ﻓـﻲ ﻓـﺼـﻮل ﺗـﺎﻟـﻴـﺔ ـﺮاﺟـﻌـﺔ اﻟﺪراﺳﺎت ا)ﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻔﺮوق ﻓﻲ اﻟﺸﻬﺮة )ﺎ ﻳـﺨـﺺ ٢٠١٢ﻓﻴﻠﺴﻮﻓﺎ و ٦٩٦ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﻲ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ و ٣٨رﺋﻴﺲ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ أﻣﺮﻳﻜﻲ ،و ٣٠١ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة. وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻮﺣﺪة ا)ﺄﺧﻮذة ﻣﻦ ﻣﻘﻄﻊ ﻋﺮﺿﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ اﻟﻜﺎﺋﻦ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﻟﻔﺮد داﺋﻤﺎ. ﻓﺒﻌﺾ اﻟﺪراﺳﺎت ﺗـﻬـﺘـﻢ ﺑـﺪراﺳـﺔ اﻟـﻨـﺎﰋ اﻹﺑـﺪاﻋـﻲ ا)ـﻔـﺮد ،أو اﳊـﺎدﺛـﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ .وﺳﺄﻗﻮم ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺬي ﻋﻠﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ١٥أﻟﻒ ﳊﻦ ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ ﻣﻦ ذﺧﻴﺮة اﻷﳊﺎن اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ، وﻛﺬﻟﻚ ﻨﺎﻗﺸﺔ ﺑﺤﺚ آﺧﺮ ﺗﻨﺎول ٣٢٦ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺑﺮﻳﺔ ﻣﻦ ا)ﻌﺎرك اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛـﺖ ﻋﺒﺮ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺎﻟﻢ .وﻗﺪ ﻳﺴﺘﺨﺪم اﻟﺒﺎﺣﺚ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد، ﻛﺎﻷ© أو اﳊﻀﺎرات ،واﺗﺨﺎذ أي ﻣﻨﻬﺎ وﺣﺪة ﻓﻲ ﻣﻘﻄﻊ ﻋﺮﺿﻲ ﻟﻠﺘﺤﻠﻴﻞ. أﻣﺎ اﻟﻔﺤﺺ اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس وﺣﺪات اﻟﺴﻼﺳﻞ اﻟـﺰﻣـﻨـﻴـﺔ ،ﻓـﻴـﺘـﻢ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺨﻀﻊ ﻟﻠﺪراﺳﺔ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺗﻌﺎﻗﺐ زﻣﻨﻲ ،وﻗﺪ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ اﻟﻮﺣﺪة ﻋﻦ ﺳﻨﺔ واﺣﺪة ،أو ﻗﺪ ﺗﻄﻮل ﻓﺘﺼﻞ إﻟﻰ ﻗﺮن .ﻓﻘﺪ ﻗﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا)ﺜﺎل ،ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟـﺘـﻲ ﺳـﺄﻧـﺎﻗـﺸـﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻓـﺼـﻮل ﺗـﺎﻟـﻴـﺔ ،ﺑـﻔـﺤـﺺ 23
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
اﻟﺘﺬﺑﺬﺑﺎت ﻓﻲ ﻣﻌﺪل اﻧﺘﺼﺎرات ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن ،ﻋﺒﺮ وﺣﺪات ﻃﻮل ﻛـﻞ ﻣـﻨـﻬـﺎ ﺳـﻨـﺔ واﺣﺪة ،ﻛﻤﺎ ﻗﻤﺖ ﺑﻔﺤﺺ اﻹﺑﺪاع اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﳊﻀﺎرة اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺎﺋﺔ وﺣﺪة ﻃﻮل ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﺸﺮون ﻋﺎﻣﺎ ،وأﻳﺎ ﻛﺎﻧﺖ وﺣﺪة اﻟﺰﻣﻦ ،ﻓﺈن اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻔﺮد اﻟﻮاﺣﺪ ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻦ ،ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن ،ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻌﻤـﻞ ﻣـﻦ ﺧـﻼل ﺳـﻼﺳـﻞ زﻣﻨﻴﺔ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺮة اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺴﺘﻠﺰم ﻓﺤﺺ اﻷﻣـﺔ أو اﳊـﻀـﺎرة ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻦ ﺳﻼﺳﻞ زﻣﻨﻴﺔ ﺗﻀﻢ ﺣﻘﺒﺎ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ. وﻫﻨﺎك ـﻴـﻴـﺰ آﺧـﺮ ﻣـﺎ ﺑـ zاﻟـﻮﺣـﺪات اﻟـﻔـﺮدﻳـﺔ واﻟـﻮﺣـﺪات ا)ـﺘـﺠـﻤـﻌـﺔ، ﻓﺎﻟﻮﺣﺪات اﻟﻔﺮدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن إﻣﺎ وﺣﺪات ﻓﻲ ﻣﻘﻄﻊ ﻋﺮﺿﻲ أو ﻓﻲ ﺳﻼﺳﻞ زﻣﻨﻴﺔ ،ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﻛﻴﺎﻧﺎت ﻓﺮدﻳﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻨﻮاﰋ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ أو اﻷﺷﺨﺎص ا)ﺒﺪﻋ .zأﻣﺎ اﻟﻮﺣﺪات ا)ﺘﺠﻤﻌﺔ ﻓﺘﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺟﺪوﻟﺔ ﻣﺨﺘﺼﺮة ﻟﻠﺨﺼـﺎﺋـﺺ اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺸﻜﻞ وﺣﺪات ﲢﻠﻴﻠﻴﻠﺔ أﻛﺒﺮ ﺗﻨـﺘـﻤـﻲ إﻣـﺎ )ـﻘـﻄـﻊ ﻋـﺮﺿـﻲ أو ﻟﺴﻠﺴﻠﺔ زﻣﻨﻴﺔ .وﻣﻦ اﻷﻣﺜﻠﺔ اﳉﻴﺪة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻲ ا)ﺘﻜﺮر ﻓﻲ ﻓﺼﻮل ﺗﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻼﺳﻞ اﻟﺰﻣﻦ اﳉﻴﻠﻴـﺔ Generational Time Seriesاﻟﺘﻲ أﻗﺴﻢ اﻟﺘﺎرﻳـﺦ ﻓﻴﻬﺎ إﻟﻰ ﻓﺘﺮات ﻃﻮل ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﺸﺮون ﺳﻨﺔ ،ﻳﺘﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺪوﻳﻦ ﻋﺪد ا)ﺒﺪﻋz اﻟﺒﺎرزﻳﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺟﻴﻞ. وأﻳﺔ دراﺳﺔ ﺗﺴﺘﺨﺪم اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻗﺪ ﺗﺪﻣﺞ ا)ﻘﻄﻊ اﻟﻌﺮﺿﻲ وﺳﻼﺳﻞ اﻟﺰﻣﻦ ،واﻟﻮﺣﺪات اﻟﻔﺮدﻳﺔ أو ا)ﺘﺠﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﻣﻨـﻬـﺠـﻲ ﻣـﺮﻛـﺐ واﺣـﺪ. و ﺜﻞ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎوﻟﺖ أﻟﻔ zﻣﻦ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ا)ﺸﻬﻮرﻳﻦ، وﻫﻲ دراﺳﺔ ﺳﺘﺤﺘﻞ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﺑﺎرزا ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب واﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﲢﻠﻴﻼ ﻳﺠﻤﻊ ﻣﺎ ﺑ zاﻷﻓﺮاد واﻷﺟﻴﺎل ﻣﻘﺎرﻧﺎ ﺑ zا)ﻌﺘﻘﺪات اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ )ﻔﻜﺮﻳﻦ ﻓﺮادى ﻣﺄﺧﻮذﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﻘﻄﻊ ﻋﺮﺿﻲ ،وﺑ zروح اﻟﻌـﺼـﺮ اﻟـﻔـﻠـﺴـﻔـﻴـﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻓﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ زﻣﻨﻴﺔ ﺟﻴﻠﻴﺔ ﻣﺘﺠﻤﻌﺔ .وﻫﺬه ا)ﻘﺎرﻧﺔ ﲡﻌﻞ ﻣﻦ ا)ﻤـﻜـﻦ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻬﺮة ا)ﻔﻜﺮ ﻣﻌﺘﻤﺪة ﻋـﻠـﻰ اﺗـﻔـﺎق ﻫـﺬا ا)ـﻔـﻜـﺮ ﻣـﻊ روح ﻋﺼﺮه أم ﻻ .ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻣﻨﺤﻰ آﺧﺮ ﻳﺨﻄﻮ ﺧﻄﻮة أﺧﺮى أﺑﻌﺪ Yﺎ ﺳﺒﻖ ﻣﻦ ﺧﻼل ﲢﻠﻴﻞ ﻋﺪة ﺳﻴﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ إﻟﻰ وﺣﺪات ﺧﺎﺻﺔ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺘﻘﺴﻴﻤﺎت اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ،وﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺗﺼﻤﻴﻢ اﻟﺴﻼﺳﻞ اﻟﺰﻣﻨﻴـﺔ ا)ـﺄﺧـﻮذة ﻣـﻦ ﻣﻘﻄﻊ ﻋﺮﺿﻲ .Cross-Sectional Time-Series Designﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا)ﺜﺎل ،ﻗﻤﺖ ﻓﻲ ﻓﺤﺺ ﳊﻴﺎة ﻋﺸﺮة ﻣﻦ أﺷﻬﺮ ﻣﺆﻟﻔﻲ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴـﺔ ،ﺑـﺘـﻘـﺴـﻴـﻢ ﺳﻴﺮة ﻛﻞ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎر إﻟﻰ ﻓﺘﺮات ﻋﻤﺮﻳﺔ ﻣﻘﺪار ﻛﻞ ﻣﻨـﻬـﺎ ٥ﺳﻨﻮات ،وﻗﺪ أﻧﺘـﺞ 24
اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻌﺒﺎﻗﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺦ
ذﻟﻚ ﻣﺎﺋﺔ وﺣﺪة ﺗﻨﺘﻤﻲ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﻘﻄﻊ ﻋﺮﺿﻲ وإﻟﻰ ﺳﻠﺴﻠﺔ زﻣﻨﻴﺔ ﻓﻲ آن واﺣﺪ ﻣﻌـﺎ ) .(Simonton, 1977 aو ﺎ أﻧﻨﻲ ﺟﺪوﻟﺖ أﺣﺪاﺛﺎ ﻣﻔﺮدة ﻣﺜـﻞ ﻋـﺪد اﻷﳊﺎن اﻟﺘﻲ ﺗﺄﻟﻴﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻓﺘﺮة وأﺣﺪاﺛﺎ ﻣﺘﺠﻤﻌﺔ )ﻣـﺜـﻞ ﻋـﺪد ا)ـﻌـﺎرك اﻟﺘﻲ ﺧﺎﺿﺘﻬﺎ اﻷﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ ا)ﺆﻟﻒ ا)ﻮﺳﻴﻘﻲ( ﻓﻘﺪ ﺿﻢ ﻫﺬا اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ا)ﻔﺮدة وا)ﺘﺠﻤﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء .وﻟﻬﺬا اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ اﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ا)ﺮﻛﺐ ،اﻟﺬي ﻳﺸﻜﻞ ﺳﻠﺴﻠﺔ زﻣﻨﻴﺔ ﻣﻮﺣﺪة ﻣﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﺸﺨـﺼـﻴـﺔ وﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎق اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ،ﻗﻴﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﲢﺪﻳﺪ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﺎ ﺑ zاﻟﺘﻄﻮر اﻟﺸﺨﺼﻲ واﻟﺘﻐﻴﺮ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﲢﺪﻳﺪ وﺣﺪة اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ،ﻓﺈن اﳋﻄﻮة اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻫﻲ اﺧﺘﻴﺎر اﻟﻌﻴﻨﺎت، أي اﺗﺨﺎذ ﻗﺮار ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ أي ﻣﻦ وﺣﺪات اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ا)ﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ ﻣﻘﻄﻊ ﻋﺮﺿﻲ أو ﻣﻦ اﻟﺴﻼﺳﻞ اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﺳﻴﺘﻢ ﻓﺤﺼﻬﺎ .ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻮﺣﺪات ﺜﻞ ﻣﻘﻄـﻌـﺎ ﻋﺮﺿﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺒﺎرزة ﻓﺈن اﻟﺒﺮوز ﻳﻜﻮن ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﻫﻮ ﻣﻌﻴﺎر اﺧﺘﻴﺎر اﻟﻌﻴﻨﺔ .ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ،رﻏﺒﺖ ﻛﺎﺛﺮﻳـﻦ ﻛـﻮﻛـﺲ ) (١٩٢٦ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا)ﺜﺎل ﻓـﻲ دراﺳـﺔ ﻧﺴﺐ ذﻛﺎء ا)ﺒﺪﻋ zواﻟﻘﺎدة .ﻓﺈﻧﻬﺎ أﺧﺬت أﺑـﺮز ٣٠١ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻛﺎﺗﻞ )(١٩٠٣ وا)ﺮﺗﺒﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﺪرج وا)ﺘﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ أﻟﻒ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺒﺎرزة .وﻛﺎن ا)ﺒﺮر ا)ﻨﻄﻘﻲ اﻟﺬي ﻳﻘﻒ وراء ﻣﻌﻴﺎر اﻟﺒـﺮوز ﺑـﺴـﻴـﻄـﺎ ،ﻓـﺎ)ـﺒـﺪﻋـﻮن واﻟـﻘـﺎدة اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ أﺑﺮز ﻣﻦ ﺳﻮاﻫﻢ ﻟﻴﺴﻮا ﻓﻘﻂ ﻫﻢ اﻷﻓـﺮاد اﻟـﺬﻳـﻦ أﺛـﺎروا ﻓـﻀـﻮﻟـﻨـﺎ واﻫﺘﻤﺎﻣﻨﺎ ،وﻟﻜﻨﻬﻢ أﻳﻀﺎ ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﻋﻨﻬﻢ ،ﻋـﺎدة ،أﻓـﻀـﻞ ا)ـﻌـﻠـﻮﻣـﺎت اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺴﻴﺮﻫﻢ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،وﺑﺎﻟﻈﺮوف اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻮا ﻓﻴﻬﺎ ،أي أن اﻟﻌﻴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻨﻮي دراﺳﺘﻬﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﻘﺘﺼﺮ داﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻮﺣﺪات اﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﳋﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ ﻣﺘﺎﺣﺔ.
اﳌﻘﺎﻳﻴﺲ واﳌﺘﻐﻴﺮات واﻟﺘﺒﺎﻳﻦ
ﻛﻴﻒ ﻜﻦ ﲢﻮﻳﻞ ﻣﺎدة اﻟﺴﻴﺮ اﻟﺸﺨـﺼـﻴـﺔ وا)ـﺎدة اﻟـﺘـﺎرﻳـﺨـﻴـﺔ إﻟـﻰ ﻗـﻴـﻢ ﻛﻤﻴﺔ? اﻷﻣﺮ ا)ﺄﻟﻮف ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﻘﻴـﺎس اﻟـﻨـﻔـﺴـﻲ ﻫـﻮ اﻟـﺘـﻤـﻴـﻴـﺰ ﺑـ zأرﺑـﻌـﺔ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻠـﻴـﺎت اﻟـﻘـﻴـﺎس ،ـﺜـﻞ ﻛـﻞ ﻣـﻨـﻬـﺎ ﺗـﻘـﺪﻣـﺎ أﻛـﺒـﺮ ﻣـﻦ ا)ﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ا)ﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ .وﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه ا)ﺴﺘﻮﻳﺎت اﺳﻢ :ا)ﻘﺎﻳﻴﺲ اﻻﺳﻤﻴﺔ ،Nominal Scalesوا)ﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﺮﺗﺒﻴﺔ Ordinal Scalesوﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ا)ﺴﺎﻓﺔ Interval Scalesوﻣﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﻨﺴﺒﺔ .Ratio Scales 25
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻻ ﻳﺸﺘﻤﻞ ا)ﻘﻴﺎس اﻻﺳﻤﻲ ﻋـﻠـﻰ ﺑـﻌـﺪ ﻛـﻤـﻲ ،ﻷن اﻷﻋـﺪاد ﻓـﻴـﻪ ﻻ ﺗـﻜـﻮن ﻣﻔﻴﺪة إﻻ ﻓﻲ ﲢﺪﻳﺪ اﻟﻜﻴﺎﻧﺎت ا)ﺘﻤﺎﻳﺰة ﻛﻴﻔﻴﺎ ،ﻓﺈذا ﻗﻤﻨﺎ ﻓﻲ ﲢﻠﻴﻞ إﺣﺼﺎﺋﻲ ﻣﺎ ﺑﺘﺮﻣﻴـﺰ Codingﻛﻞ اﻟﺬﻛﻮر ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺼﻔﺮ ،وﻛﻞ اﻹﻧـﺎث ﺑـﺎﻟـﺮﻗـﻢ ،١ﻓـﺈن ذﻟﻚ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أن اﻹﻧﺎث ﻳﺘﻔﻮﻗﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺬﻛﻮر ﻓﻲ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﻛﻤﻴﺔ ﻏﺎﻣﻀﺔ ،ذﻟﻚ أن ا)ﻘﺎﻳﻴﺲ اﻻﺳﻤﻴﺔ ﻣﻔﻴﺪة ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﺗﺴﺠﻴﻞ اﳋﺼﺎل أو اﻟﺼﻔﺎت اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﻣﺜﻞ :ﻣﺠﺎل اﻹﳒﺎز ،واﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،أو اﳉﻨﺲ »ذﻛﺮ أو أﻧﺜﻰ«. وﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ذﻟﻚ ،ﺗﺨﺒﺮﻧﺎ اﻷرﻗﺎم ﻓﻲ ا)ﻘـﻴـﺎس اﻟـﺮﺗـﺒـﻲ ﺑـﻜـﻴـﻔـﻴـﺔ ﺗـﺮﺗـﻴـﺐ اﻟﻮﺣﺪات اﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﲢﺖ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ،ﻓﻤﺜﻼ ﻗـﺎم ﻓـﺎرﻧـﺰورث Farnsworth ) (١٩٦٩ﺑﺘﺮﺗﻴـﺐ ٩٩ﻓﺮدا ﻣﻦ أﺷﻬﺮ ﻣﺆﻟﻔﻲ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴـﺔ )ﺑـﺪءا ﻣـﻦ ﺑﺎخ ﺣﺘﻰ ﺗﺎرﺗﻴﻨﻲ( وﻗﺎم أﻳﻀﺎ ﺑﺘﺮﺗﻴﺐ ٥٠ﻣﻦ أﺷﻬﺮ ﻣﺆﻟﻔﻲ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ اﳊﺪﻳﺜﺔ )ﺑﺪءا ﻣﻦ ﺳﺘﺮاﻓﻨﺴﻜﻲ ﺣﺘﻰ ﻛﻴﺮﺗﺸﻨﺮ (Kirtchnerواﻟﻌﻴﺐ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻓﻲ ا)ﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﺮﺗﺒﻴﺔ ﻫﻮ أن اﻟﺮﺗﺒﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷرﻗﺎم ا)ﺘﺘﺎﺑﻌﺔ ﻫﻲ ﻓﻘﻂ اﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ دﻻﻟـﺘـﻬـﺎ اﻟﻜﻤﻴﺔ ،وﻟﻴﺲ اﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳊﺠﻢ ا)ﺴﺎﻓﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑ zﻫﺬه اﻷرﻗﺎم ا)ﺘﺘﺎﺑﻌﺔ .ﻓﻤﺜﻼ إذا أﻋﻄﻴﻨـﺎ ﺑـﺎخ اﻟـﺮﺗـﺒـﺔ رﻗـﻢ ) (١وﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ اﻟﺮﺗـﺒـﺔ رﻗـﻢ )(٢ وﻣﻮزارت اﻟﺮﺗﺒﺔ رﻗـﻢ ) (٣ﻓﻬﺬا ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أن ﺷﻬﺮة ﺑﺎخ ﺗﻔﻮق ﺷﻬﺮة ﺑـﻴـﺘـﻬـﻮﻓـﻦ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﺗﻔﻮق ﺷﻬﺮة ﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ ﺷﻬﺮة ﻣﻮزارت. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن ا)ﺴﺎﻓﺔ ﻣﺎ ﺑ zاﻷرﻗﺎم ﻧﻔﺴـﻬـﺎ داﻟـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻛـﻤـﻴـﺎت ،ﻓـﺈﻧـﻨـﺎ ﻧﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻴﺎس ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺔ .وا)ﺜﺎل اﻟﺒﺴﻴﻂ اﻷوﻟﻲ ﻟﺬﻟﻚ ﻫﻮ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات ،Ratingsأي ا)ﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﻘﺪﻳﺮات اﶈﻜﻤ zﻟـﻠـﻮﺣـﺪات اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل ﺑﻌﺪ ﻣﻌ ،zﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﻌﺪى اﻷﻣﺮ ا)ﻄﻠﻮب ﻣﺠﺮد اﻟﺘﺮﺗـﻴـﺐ. ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا)ﺜﺎل ﻃﻠﺐ ﻣﺎراﻧﻴﻞ ) (١٩٧٠ﻣﻦ ﻋﺪة ﻣﺌﺎت ﻣﻦ ا)ﺆرﺧ zاﻷﻣﺮﻳﻜﻴz أن ﻳﻀﻌﻮا ﺗﻘﺪﻳﺮات ﻟـ ٣٣رﺋﻴﺴﺎ ﻣﻦ رؤﺳﺎء اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺑﻌﺎد ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻣﺜﻞ :ا)ﻜﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻗﻮة اﻟﻔﻌﻞ ،وا)ﺜﺎﻟﻴﺔ ،وا)ﺮوﻧﺔ ،وإﳒﺎزات ﺣﻜﻤﻪ ،ﻓﻤﻌﺮﻓﺔ أن درﺟﺔ ﻣﺮوﻧﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻛﻨـﻴـﺪي ﻛـﺎﻧـﺖ ١٬٦١ودرﺟﺔ ﻟﻨﻜﻠـﻦ ﻛﺎﻧﺖ ١٬٥٠وأﻧﺪرو ﺟﺎﻛﺴﻦ ،٢٬١٨ووﻟﺴﻦ ،٣٣٫٢ﺗﻘﻮل ﻟﻨﺎ-أي ﻫﺬه ا)ﻌﺮﻓﺔ- ﻣﺎ ﻫﻮ أﻛﺜﺮ Yﺎ ﺗﻘﻮﻟﻪ ﻟﻨﺎ ﺗﻠﻚ اﳊﻘﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﺤﻮاﻫﺎ أن ﻛﻨﻴﺪي وﻟﻨﻜﻠﻦ ﻛﺎﻧﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﺮوﻧﺔ ﻣﻦ ﺟﻮﻧﺴﻦ ووﻟﺴﻦ .ﺣﻴﺚ ﺗﺸﻴـﺮ ﻫـﺬه اﻟـﺪرﺟـﺎت أﻳـﻀـﺎ إﻟـﻰ أن اﻟﻔﺮق ﻓﻲ ا)ﺮوﻧﺔ ﻣﺎ ﺑ zﺟﻮﻧﺴﻦ ووﻟﺴﻦ ﻫﻮ ﺣﻮاﻟﻲ ﻧﺼﻒ اﻟﻔﺮق ﺑ zﻛﻨﺪي وﻟﻨﻜﻠﻦ ﻓﻘﻂ. 26
اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻌﺒﺎﻗﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺦ
ﻻ ﺗﺘﻄﻠﺐ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﺷﻴﺌﺎ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ا)ﺴﺎﻓﺔ ،ﻟـﻜـﻦ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﻨﺴﺒﺔ أﻳﻀﺎ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺾ ا)ﺰاﻳﺎ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻔﻮق ﺑﻮاﺳﻄﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ا)ﺴﺎﻓﺔ .ﻓﻔﻲ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﻨﺴﺒﺔ ﻻ ﺗﻜﻮن ا)ﺴﺎﻓﺎت ﺑ zاﻷرﻗﺎم ﻓﻘﻂ، ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ ﺷﻴﺌﺎ .وﻟﻜﻦ اﻟﻨﺴﺐ اﳋﺎﺻﺔ ﺑ zأي رﻗﻤ zﺗﻜﻮن ﻟﻬﺎ دﻻﻟﺘﻬﺎ أﻳﻀﺎ ..وﻳﺸﺘﻤﻞ ﻣﻘﻴﺎس اﻟﻨﺴﺒﺔ اﳊﻘﻴﻘﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻧـﻘـﻄـﺔ ﺻـﻔـﺮﻳـﺔ ﻏـﻴـﺮ ﲢﻜﻤﻴﺔ ،ﻓﻤﺜﻼ إذا اﻓﺘﺮﺿﻨﺎ أن اﳊﺮب ﺗﻜﻒ اﻻﺑﺘﻜـﺎر اﻟـﺘـﻜـﻨـﻮﻟـﻮﺟـﻲ ،ﻓـﻘـﺪ ﻧﺤﺼﻲ ﻋﺪد اﻹﺻﺎﺑﺎت ﻓﻲ اﳊﺮب ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ،وﻧﺤﺼﻲ ﻛﺬﻟـﻚ ﻋـﺪد ﻃـﻠـﺒـﺎت ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺑﺮاءات اﻻﺧﺘﺮاع ﻋﺒﺮ ﻫﺬه اﻟﺴﻨﻮات .وﺳﺘﺸﻜﻞ ﻛﻞ ﺟﺪوﻟﺔ)× (٩ﻟﻬﺬه اﻟﺴﻼﺳﻞ اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ اﻟﻨﺎﲡﺔ ﻣﻘﻴﺎس ﻧﺴﺒﺔ .وﻻ ﺷﻚ أن Yﺎ ﻟﻪ ﻣﻐﺰاه أن ﻧﻘﻮل إن ﻋﺪد اﻹﺻﺎﺑﺎت ﻓﻲ إﺣﺪى ﺳﻨﻮات اﳊﺮب ﺑﻠﻎ ﺻﻔﺮا ،أو أن ﻋﺪد ﻃﻠﺒﺎت ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺑﺮاءات اﻻﺧﺘﺮاع ﺑﻠﻎ ﺻﻔﺮا ،وأن ﻧﻘﻮل إن أﻟﻒ إﺻﺎﺑﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﻋـﺸـﺮة أﻣﺜﺎل ﻣﺎﺋﺔ إﺻﺎﺑﺔ .إن ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﻨﺴﺒﺔ ﻫﻲ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﺷﺎﺋﻌﺔ ﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﺤﻮث اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ .أﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﳉﺪوﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻜﻦ إﺣﺼﺎء ﻛﻞ اﻷﺣﺪاث ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ ،ﻓﻜﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﺴﻦ ﻓﻴﻬﺎ اﺳﺘﺨﺪام ا)ﻘﺎﻳﻴﺲ ا)ﻮزوﻧﺔ (١٠×)Weightedﺑﺪﻻ ﻣﻦ ا)ﻘﺎﻳﻴﺲ ﻏﻴﺮ ا)ﻮزوﻧـﺔ ،وﳒـﺪ ﻣـﺜـﺎﻻ ﻋـﻠـﻰ ذﻟـﻚ ﻓـﻲ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺬي ﻗﻤﺖ ﺑﻪ ﺣﻮل ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻷﺣﺪاث اﻟﻌﺼﻴﺒﺔ Stressfulﻓﻲ ﺣﻴﺎة ا)ﺆﻟﻔ zا)ﻮﺳﻴﻘﻴ zﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻂ اﻷﳊﺎن اﻟﺘﻲ ﻳﺆﻟﻔﻮﻧﻬﺎ أم ﻻ )Simonton, .(1980 Cﻓﻘﺪ ﻗﻤﺖ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺳﻴﺮ ا)ﺆﻟﻔ zا)ﻮﺳﻴﻘـﻴـ zا)ـﺸـﻬـﻮرﻳـﻦ ﻋـﻦ ﻣﺼﺎدر اﻟﻘﻠﻖ .وﺑﺪﻻ ﻣﻦ أن أﻗﻮم ،ﺑﺸﻜﻞ ﺑﺴﻴﻂ ،ﺑﺈﺣﺼﺎء اﻷﺣﺪاث اﻟﻌﺼﻴﺒﺔ، ﻗﻤﺖ ﺑﻮزن ﻫﺬه اﻷﺣﺪاث وﻓﻘﺎ ﻟﺼﻴﻐﺔ ﻣﻌﺪﻟﺔ ﻣﻦ ﻣﻘﻴﺎس »ﺗﻐﻴﺮ اﳊﻴﺎة Life- «Changeاﻟﺬي اﺑﺘـﻜـﺮه ﻫـﻮﻣـﺰ Holmesوراﻫـﻲ (١٩٦٧) Raheﻓﺄﻋﻄـﻴـﺖ ﻣـﻮت اﻟﺰوج أو اﻟﺰوﺟﺔ ﻣﺎﺋﺔ ﻧﻘﻄﺔ ،وﺗﻐﻴﺮ اﻟﺒﻠﺪ أرﺑﻌ zﻧﻘﻄﺔ ،وا)ﺸﻜﻼت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ أو ا)ﻘﺎﺿﺎة أﻣﺎم اﶈﺎﻛﻢ ﺛﻼﺛ zﻧﻘﻄﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا)ﺜﺎل ﻻ اﳊﺼﺮ .ورﻏـﻢ أن ا)ﺮء ﻗﺪ ﻳﻌﺘﺮض ﻋﻠﻰ اﻟﻮزن ا)ﻨﺴﻮب ﻟﻜﻞ ﺣﺎدﺛﺔ ،ﻓﺈن ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟـﺼـﻴـﻎ ا)ﻮزوﻧﺔ ،رﻏﻢ ﻋﺪم دﻗﺘﻬﺎ ،ﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ أﻛﺜﺮ ﻓﺎﺋﺪة ﻣﻦ ﻣﺠﺮد اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻛﻞ اﻷﺣﺪاث ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ. إن اﻟﻬﺪف ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻜﻤﻴﺔ ،أﻳﺎ ﻛﺎن ﻧﻮع ا)ﻘﻴﺎس ا)ﺴﺘﺨﺪم، ﻫﻮ إﻋﻄﺎء ﻛﻞ وﺣﺪة ﻣﻦ وﺣﺪات اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻗﻴﻤﺔ ﺗﺘﺼﻞ ﺑﺠﺎﻧﺐ أو ﻣﺘﻐﻴﺮ ﻣﻌ.z وا)ﺘﻐﻴﺮ ﻫﻮ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ،ﻗﺪ ﺗﺨﺘﻠﻒ اﻟﻮﺣﺪات اﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ أو ﺗﺘﺬﺑﺬب ﻋﻠﻴﻬﺎ. 27
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
وﻫﻜﺬا ﻓﺈن ﻣﺘﻐﻴﺮا ﻣﺜﻞ اﻹﺻﺎﺑﺎت ﻓﻲ ا)ﻌـﺎرك ،ﻗـﺪ ـﺘـﺪ ﻣـﻦ اﻟـﺼـﻔـﺮ إﻟـﻰ ا)ﻼﻳ ،zودرﺟﺎت ﻣﺮوﻧﺔ رؤﺳﺎء اﳉﻤﻬﻮرﻳﺎت ﻣﻦ ٢٬٣٣إﻟﻰ ،١٬٦١ورﺗﺐ اﻟـ ٩٩اﻷﻛﺜﺮ ﺷﻬﺮة ﻣﻦ ا)ﺆﻟﻔ zا)ﻮﺳﻴﻘﻴ zاﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴ zﻣﻦ ١إﻟﻰ .٩٩وﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﻋﺒﺎﻗﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻜﻦ ﺗﺼﻨﻴﻔﻬﻢ إﻣﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﻢ ﻗـﺎدة أو ﻣـﺒـﺪﻋـ .zوﻛـﻲ ﻳﻜﻮن ا)ﺘﻐﻴﺮ ﻣﺆﺷﺮا ﻳﺪل ﻋﻠﻰ ﺳﻤﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﺒﺎﻳﻦ أو ﻳﺨﺘﻠﻒ، وﻛﻠﻤﺎ زاد اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ)× (١١ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎن ذﻟﻚ أﻓﻀﻞ ،ﻓﺘﺮﺗﻴﺐ ﺷﻬﺮة أﻟﻒ رﺟﻞ واﻣﺮأة ﻣـﻦ ١إﻟـﻰ ١٠٠٠ﻳﻘﺪم ﻣﻌﻠﻮﻣـﺎت أﻛـﺜـﺮ ﺣـﻮل اﻟـﻔـﺮوق اﻟـﻔـﺮدﻳـﺔ ﻓـﻲ اﻟـﻌـﻈـﻤـﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ،أﻛﺜﺮ Yﺎ ﺗﻘﺪﻣﻪ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﻛﻞ ﻓﺮد ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻣﺸﻬﻮر أو ﻣﻐﻤﻮر وﻟﻮ أﺧﺬﻧﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ ووﺟﺪﻧﺎ ﻓﻴـﻬـﺎ أن ا)ـﺘـﻐـﻴـﺮ ﻻ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻻﻧﻌﺪﻣﺖ اﻟﻔﺎﺋﺪة ﻣﻨﻪ .ﻓﺈذا ﻛﻨﺎ ﻧﺮﻳﺪ أن ﻧﻌﺮف ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ رﺋـﻴـﺴـﺎت اﻟﺪول اﻹﻧﺎث ﻳﻘﻞ ﻟﺪﻳﻬﻦ اﺣﺘﻤﺎل ﺗﻮرﻳﻂ أYﻬﻦ ﻓﻲ ﺻﺮاﻋﺎت ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻋﻦ اﻟﺮؤﺳﺎء اﻟﺬﻛﻮر ،ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ أن ﺗﻜﻮن ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻋﻴﻨﺔ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺮؤﺳﺎء اﻷﻣﺮﻳﻜﻴ zﻓﻘﻂ ،ﻷﻧﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل .إن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zاﳉﻨﺲ »ذﻛﺮ /أﻧﺜﻰ« واﻟﻌﺪوان ،ﻻ ﻜﻦ ﲢﺪﻳﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻴﻨﺔ ﻳﻜﻮن ﺗﺒﺎﻳﻦ ﻣﺘﻐﻴﺮ اﳉﻨﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺴﺎوي ﺻﻔﺮا .ﻟﻘﺪ ﻗﺎم ﻋﻠﻤﺎء اﻹﺣﺼﺎء ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﻘﻴﺎس ﻳﺴﻤﻰ »اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ« ﻳﺨﺒﺮﻧﺎ ﺪى ﺗﺒﺎﻳﻦ اﻟﻘﻴﺎﺳﺎت ﺣﻮل اﻟﻘﻴﻤﺔ ا)ﺘﻮﺳﻄﺔ ﻟﻬﺬا ا)ﺘﻐﻴﺮ. ﻓﻜﻠﻤﺎ اﺗﺴﻊ ﺗﺬﺑﺬب ﺻﻮرة اﻹﺻﺎﺑﺎت ﻣﻦ ﺳﻨﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى ،ﻛﺎن اﻟﺘـﺒـﺎﻳـﻦ ﻓـﻲ ا)ﺘﻐﻴﺮ اﳋﺎص ﺑﺎﻹﺻﺎﺑﺎت أﻛﺒﺮ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ازداد اﺗﺴﺎع اﻟﻔﺮوق اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺬﻛﺎء اﻟﺬي ﻧﻘﻴﺴﻪ ،ﻛﺎن اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﻘﻴﺎس ﻧﺴﺐ اﻟﺬﻛﺎء أﻛﺒﺮ.
اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ اﳌﺸﺘﺮك Covariationوﻣﻌﺎﻣﻞ اﻻرﺗﺒﺎط Correlation Coefficient
ﻳﻜﻮن اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ اﳋﺎص ﺘﻐﻴﺮ ﻣﻌ zأﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﺜﻴﺮا ﻟﻼﻫﺘﻤﺎم ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗﻪ. ﻟﻜﻦ اﻟﺘﺴﺎؤل اﻟﺬي ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﻄﺮﺣﻪ ﺑﺎﺣﺜﻮ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﺗﺴﺎؤل أﻋـﻘـﺪ ﻣﻦ ﻫﺬا .اﻓﺘﺮض أن ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﺘﻐﻴﺮﻳﻦ ،ﻓﺈﻟﻰ أي ﻣﺪى ﻳﻜﻮن اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻓﻲ أﺣﺪﻫﻤﺎ ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ﺑﺎﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻓﻲ اﻵﺧﺮ? ﻟﻢ ﻳﺬﻫﺐ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺑﺤﻮث اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ا)ﺒﻜﺮة إﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ أﺑﻌﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻮﺿﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻛﻤﻲ .وﻛﺎن اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﻘﺘﺼﺮا ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﳉﺪاول واﻟﺮﺳﻮم اﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ واﻷﺷﻜﺎل ا)ـﻮﺿـﺤـﺔ .ﻟـﻜـﻦ ﺣـﺘـﻰ ذوو اﳋﺒﺮة ﻣﻦ اﻹﺣﺼﺎﺋﻴ zﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮﻧﻮن ﻗﺎدرﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻟـﻨـﻈـﺮ ﻋـﺒـﺮ ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺔ 28
اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻌﺒﺎﻗﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺦ
ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻷﻋﺪاد ،واﻛﺘﺸﺎف اﻷ ﺎط اﳋﺎﺻﺔ ا)ﻮﺟﻮدة داﺧﻞ ﻫﺬه اﻷﻋﺪاد ﻓﻌﻼ .إن اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺗﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻷرﻗﺎم ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ أم ﻻ ،وﻗﺪ ﺗﺮى ﺗﺮاﺑﻄﺎت أو دورات ﻗﺪ ﻻ ﺗﻜـﻮن ﻣـﻮﺟـﻮدة .واﻷﻣـﺮ ﻫﻨﺎ ﺷﺒﻴﻪ ﺑﻬﺎ ﻳﺤﺪث ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻜﺘﺸﻒ ﺑﻌﺾ اﻟﺼﻮر ﻓﻲ ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ اﻟﺴﺤﺐ أو ﺑﻘﻊ اﳊﺒﺮ .ﻓﻨﺎدرا ﻣﺎ ﻳﻠﻔﺖ اﻧﺘﻈﺎم ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻧﺘﺒﺎﻫﻨﺎ ﺑﺸـﻜـﻞ ﻣـﺒـﺎﺷـﺮ. وإذا ﻛﺎن ﻋﻠﻲ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ أن ﻳﻨﺠﺢ ﻓﻲ اﺳﺘﺨﻼص ا)ﺒﺎد £اﻟﻨﺎﻣﻮﺳﻴﺔ، ﻓﺈن إﺟﺮاءاﺗﻨﺎ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﻜﻮن ﻓﻲ ﻣﺜﻞ اﻟﺪﻗﺔ اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن ﻋﻠﻴﻬﺎ أﺳﺎﻟﻴﺒﻨﺎ اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﻧﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﲢﻮﻳﻞ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت إﻟﻰ أرﻗﺎم ﻛﻤﻴﺔ. واﻟﺴﺆال اﻟﻬﺎم ﻫﻨﺎ ﻫﻮ :ﻛﻴﻒ ﻧﻘﻮم ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ »اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ا)ﺸﺘﺮك« ﺑ zﻣﺘﻐﻴﺮﻳﻦ ﻋﺒﺮ ﻋﻴﻨﺔ ﻣﻦ وﺣﺪات اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ? إن اﻷﺳﻠﻮب اﻹﺣﺼﺎﺋﻲ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺨﺪم ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ )×(١٢ ﻣﺘﻜﺮرة واﻟﺬي اﺑﺘﻜﺮه ﻛﺎرل ﺑﻴﺮﺳﻦ K. Pearsonﻫﻮ ﻣﻌﺎﻣﻞ اﻻرﺗﺒﺎط ا)ﺴﺘﻘﻴﻢ Product-moment Correlationأو ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﻌﺎﻣﻞ ارﺗﺒﺎط ﺑﻴﺮﺳﻦ )ر(. وﻳﺘﺮاوح ﻫﺬا ا)ﻌﺎﻣﻞ ﻣﺎ ﺑ ١-zإﻟﻰ ١+ﺣﻴﺚ اﻹﺷﺎرة ) (-اﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺎﻟﺒﺔ ﺑ zﻣﺘﻐﻴﺮﻳﻦ واﻹﺷﺎرة ) (+ا)ﻮﺟﺒﺔ ﺗﻌـﻨـﻲ ﻋـﻼﻗـﺔ إﻳـﺠـﺎﺑـﻴـﺔ )اﻟـﻌـﻼﻗـﺔ اﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﺗﻌﻨﻲ أﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ زادت ﻗﻴﻤﺔ أﺣﺪ ا)ﺘﻐﻴﺮﻳﻦ ﻧﻘﺼﺖ ﻗﻴﻤﺔ ا)ﺘﻐﻴﺮ اﻵﺧﺮ، واﻟﻌﻼﻗﺔ ا)ﻮﺟﺒﺔ ﺗﻌﻨﻲ أﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ زاد أﺣﺪ ا)ﺘﻐﻴﺮﻳﻦ زاد ا)ﺘﻐﻴﺮ اﻵﺧﺮ أﻳﻀﺎ(. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن ر-ﺻﻔﺮا ﺗﻜﻮن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zا)ﺘﻐﻴﺮﻳﻦ ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ ﺎﻣﺎ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻜﻮن ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮدة) .وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺰداد أﺣﺪ ا)ﺘﻐﻴﺮﻳﻦ ،ﻓﺈن ا)ﺘﻐﻴﺮ اﻵﺧﺮ ﻜﻦ أن ﻳﺰداد ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻜﻦ أن ﻳﻨـﻘـﺺ أﻳـﻀـﺎ( ،وﻫـﻜـﺬا ﻓـﺈن اﻟـﻘـﻴـﻤـﺔ ا)ﻄﻠﻘﺔ )ﻌﺎﻣﻞ اﻻرﺗﺒﺎط ﺗﻜﻮن ﻋﺎدة ﻛـﺴـﺮا ﻋـﺸـﺮﻳـﺎ ﻳـﺘـﺮاوح ﺑـ zﺻـﻔـﺮ و .١ واﻻرﺗﺒﺎط ا)ـﺮﺗـﻔـﻊ اﻟـﺬي ﻣـﻘـﺪاره ٠٬٩٠ﻫﻮ ارﺗﺒﺎط ﻧـﺎدر ﻓـﻲ اﻟـﻮاﻗـﻊ ،وﺗـﻘـﻊ ﻣﻌﻈﻢ اﻻرﺗﺒﺎﻃﺎت ذات اﻷﻫﻤﻴﺔ اﳉﻮﻫﺮﻳﺔ ﻣﺎ ﺑ zﺣﻮاﻟﻲ ٠٬٢٠و.٠٬٥٠ ﻳﻬﺘﻢ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻋﺎدة ﺑﺘﺄﺛﻴﺮ ﻣﺘﻐﻴﺮ واﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻐﻴﺮ آﺧﺮ ،وﻳﺴﻤﻰ ا)ﺘﻐﻴﺮ ا)ﺴﺒﺐ ﺑﺎ)ﺘﻐﻴﺮ ا)ﺴﺘﻘﻞ Independent Variableأﻣﺎ ا)ﺘﻐﻴﺮ ا)ﺘﺄﺛﺮ ﺑﻪ ﻓﻴﺴﻤﻰ ﺑﺎ)ﺘﻐﻴﺮ اﻟﺘﺎﺑﻊ .Dependent Variableﻓﻠﻮ ﺗﻨﺎول اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا)ﺜﺎل ﻣﻮﺿﻮع ﺗﺄﺛﻴﺮ اﳊﺮب ﻋﻠﻰ أزﻳﺎء اﻟﻨﺴﺎء ﻟﻜﺎن ﻣﻘﻴﺎس ﻗـﻴـﻤـﺔ اﳊـﺮب أو ﺷـﺪﺗـﻬـﺎ ﻫـﻮ ا)ﺘﻐﻴﺮ ا)ﺴﺘﻘﻞ وﺧﺼﺎﺋﺺ اﻷزﻳﺎء اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﻣﺜﻞ ﻃﻮل اﻟﺘﻨﻮرة ﻫﻲ ا)ﺘﻐﻴـﺮات اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ .واﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ا)ﻌﺘﺎدة ﻓﻲ ﺣﺴﺎب أﻫﻤﻴﺔ ﻣﺘﻐﻴﺮ ﺳﺒﺒﻲ »ﻣﺆﺛﺮ« ﻣﻌ zﻫﻲ 29
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﺗﺮﺑﻴﻊ ﻣﻌﺎﻣﻞ ارﺗﺒﺎﻃﻪ ﻣﻊ ا)ﺘﻐﻴﺮ ا)ﺘﺄﺛـﺮ .أي أن »ر «٢ﻫﻲ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻓﻲ ا)ﺘﻐﻴﺮ اﻟﺘﺎﺑﻊ اﻟﺘﻲ ﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ أو اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل إﺛﺮ ا)ﺘﻐﻴﺮ ا)ﺴﺘﻘﻞ ﻓﻴﻪ .واﻟﺪرﺟـﺔ ر ١ -٢ﺗﺪل ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﻨﺒﺆ .أﻣﺎ اﻟـﺪرﺟـﺔ ر -٢ﺻﻔﺮا ﻓﺘﺸﻴﺮ إﻟﻰ اﻻﻓﺘﻘﺎر اﻟﺘﺎم ﻷﻳﺔ ﻗﻴـﻤـﺔ ﺗـﻔـﺴـﻴـﺮﻳـﺔ أﻳـﺎ ﻛـﺎﻧـﺖ واﻻرﺗـﺒـﺎط اﻟـﺬي ﻣﻘـﺪاره » «٠٬٣٠ﺑ zاﳊﺮب اﻟﺪوﻟﻴﺔ وﺑ zﻃﻮل اﻟﺘـﻨـﻮرة ﻣـﺜـﻼ )ﺣـﻴـﺚ ﺗـﺸـﻴـﺮ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺴﺎﻟﺒﺔ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﻃﺎﻟﺖ اﳊﺮب ﻗﺼﺮت اﻟﺘﻨﺎﻧﻴﺮ( ،ﻫﺬا اﻻرﺗﺒﺎط ﻜﻨﻨﺎ ﻣﻦ اﺳﺘﻨﺘﺎج أن ) %٩أي ﻣﺮﺑﻊ (٠٬٣٠ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ اﳋﺎص ﺑﻄﻮل اﻟﺘﻨﻮرة ﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮه أو اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺄﺛﻴﺮ اﳊﺮب اﻟﺪوﻟﻴﺔ )Simonton, 1977 (Cواﻻرﺗﺒﺎﻃﺎت اﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ bivariate Correlationsأي اﻻرﺗﺒﺎﻃﺎت ﺑ zﻣﺘﻐﻴﺮﻳﻦ- أدوات ﻣﻔﻴﺪة ﻓﻲ ﺑﺤﻮث اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻟﻜﻦ اﻟﻄﺮق اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ اﻟﻘﺎﺋـﻤـﺔ ﻋﻠﻰ ا)ﺘﻐﻴﺮات ا)ﺘﻌﺪدة أﻓﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ .ﻓﺎﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻣﺘﻌﺪد ا)ﺘﻐﻴﺮات Multivariable Analysisﻳﻀﻊ ﻓﻲ اﻋﺘﺒﺎره أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺘﻐﻴﺮﻳﻦ ،ور ﺎ ﻣﺌﺎت ا)ﺘﻐﻴﺮات .وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺒﻠﻎ ا)ﻮﺿﻮع اﻟﺬي ﻧﺨﻀﻌﻪ ﻟﻠﺪراﺳﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ﻣﺎ ﻳﺒﻠﻐﻪ اﻹﺑﺪاع أو اﻟﻘﻴﺎدة، ﻓﺈن أي ﻣﺘﻐﻴﺮ ﺗﺎﺑﻊ ﻗﺪ ﻳﻘﺎﺑﻠﻪ ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﺟﺪا ﻣﻦ ا)ﺘﻐﻴﺮات ا)ﺴﺘﻘﻠﺔ ا)ﻤﻜﻨﺔ، واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻣﺘﻌﺪد ا)ﺘﻐﻴﺮات ﻳﺴﻤﺢ ﻟـﻨـﺎ ـﻌـﺎﳉـﺔ ﻫـﺬه اﻟـﻜـﺜـﺮة ﻣـﻦ ﻣـﺆﺷـﺮات اﻟﺘﻨﺒﺆ ﻓﻲ وﻗﺖ واﺣﺪ ﻣﻌﺎ .ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻨﺪﻣﺞ ﻣﺠﻤﻮﻋـﺔ ﻛـﺒـﻴـﺮة ﻣـﻦ اﻻرﺗـﺒـﺎﻃـﺎت اﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺎن واﺣﺪ ﺷﺎﻣﻞ ﻣﺘﻌﺪد ا)ﺘﻐﻴﺮات. و ﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺄﺧﺬ ﻣﺜﺎﻻ ﻣﻮﺿﺤﺎ ﻟﻬﺬه اﻟﻘﺪرة اﻟﺘﺒﺴﻴﻄﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﺣﺼﺎء ﻣﺘﻌﺪد ا)ﺘﻐﻴﺮات ﻓﻲ دراﺳﺔ أﺟﺮﻳﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ٦٩٦ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﻲ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ا)ﺸﺎﻫﻴﺮ ،(Simonton, 1977b) .ﻓﻘﺪ أﻋﻄﺘﻨﺎ اﻟﺸﻬﺮة اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻟﻜﻞ ﻣـﻦ ﻫـﺆﻻء ا)ﺒﺪﻋ zﻣﻌﺎﻣﻞ ارﺗﺒﺎط ﺛﻨﺎﺋﻴﺎ ﻣﻘﺪاره ٠٬٥٦ﻣﻊ ﻃﻮل اﳊﻴﺎة اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ و٠٬٧١ ﻣﻊ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋـﻴـﺔ و ٠٬١٩ﻣﻊ ﺳﻨﻮات ﻣﻴﻼدﻫﻢ ،وﻫﺬا ﻳﻌﻨـﻲ أن أﺷـﻬـﺮ ﻣﺆﻟﻔﻲ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ أﻃﻮل وﻛﺎن إﻧﺘﺎﺟﻬﻢ أﻏﺰر ووﻟﺪوا ﻣﻨﺬ زﻣﻦ أﺑﻌﺪ ﻻ أﻗﺮب .ﻟﻜﻦ ﲢﺪﻳﺪ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻓﻲ ا)ﺘﻐﻴﺮ اﻟﺘﺎﺑﻊ اﻟﺘﻲ ﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻫﺬه ا)ﺘﻐﻴﺮات ا)ﺴﺘﻘﻠﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻣﻌﺎ ،ﻻ ﻳﺘﻢ ﺑﺎﻻﻛﺘﻔﺎء ﺑﺘﺮﺑﻴﻊ اﻻرﺗﺒﺎﻃﺎت اﻟﺜﻨﺎﺋـﻴـﺔ اﻟـﺜـﻼﺛـﺔ ا)ﻨﻔﺼﻠﺔ وﺟﻤﻊ اﻟﺘﺮﺑﻴﻌﺎت اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﻨﺎﲡﺔ .ﻓﻬﺬه ا)ﺘﻐﻴﺮات اﻟﺜﻼﺛـﺔ ﺗـﺮﺗـﺒـﻂ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﻛﺬﻟﻚ ،ﻓﻤﻘﺪار اﻻرﺗﺒﺎط ﺑ zاﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ وﻃـﻮل اﻟﺴﻴﺮة ا)ﻬﻨـﻴـﺔ ﻣـﺜـﻼ ﻫـﻮ ،٠٬٥١وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ﺣـﻮاﻟـﻲ (١٣×) %٢٦ﻣﻦ ﺗﺒـﺎﻳـﻦ 30
اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻌﺒﺎﻗﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺦ
ﻫﺬﻳﻦ ا)ﺘﻐﻴﺮﻳﻦ اﳋﺎﺻ zﻗﺪ ﺛﺒﺖ أﻧﻪ ﻣﺸﺘﺮك ،ﻓﻤﻤﺎ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ أن ﻳﻜﻮن ا)ﺮء ﻣﻨﺘﺠﺎ أن ﺗﻜﻮن ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﻌﻤـﻠـﻴـﺔ ﻃـﻮﻳـﻠـﺔ ،وﻟـﻮ ﻟـﻢ ـﺖ ﻛـﻞ ﻣـﻦ ﻣـﻮزارت وﺷﻮﺑﺮت ﻓﻲ ﻣﻘﺘﺒﻞ اﻟﻌﻤﺮ ﻟﻜﺎن ﻣﻦ اﶈﺘـﻤـﻞ أن ﻳـﺰﻳـﺪ ﻋـﺪد اﻷﻋـﻤـﺎل اﻟـﺘـﻲ أﻧﺘﺠﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻋﻦ أﻟﻒ .إن اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻣﺘﻌﺪد ا)ﺘﻐﻴﺮات ﻳﺠﻌـﻞ ﻣـﻦ ا)ـﻤـﻜـﻦ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻣﻌ zﻟﻠﻘﺎﺑﻠﻴﺔ اﻟﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﺒﺆ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺸﻬﺮة وﺑـﺸـﻜـﻞ ﻳﻬﻤﻞ ا)ﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺰاﺋﺪة ﻋﻦ اﳊﺎﺟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﺘﺪاﺧﻞ ﻣﺎ ﺑ zا)ﺘﻐﻴﺮات ا)ﺴﺘﻘﻠﺔ .وﻛﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﻓﻌﻼ ﻓﺈن اﻻرﺗﺒﺎط ا)ـﺘـﻌـﺪد ،R ،ﺑ zاﻟﺸﻬﺮة ﻣﻦ ﻧﺎﺣـﻴـﺔ وﺑ zاﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ وﻃﻮل اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ وﺳﻨﺔ ا)ﻴﻼد ،ﻣـﻦ ﻧـﺎﺣـﻴـﺔ أﺧـﺮى ،ﻫـﻮ ٠٬٧٨وﻫﺬا اﻻرﺗﺒﺎط ا)ﺘﻌﺪد ﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮه ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻜﻦ ﺑﻬﺎ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻻرﺗﺒﺎط اﻟﺜﻨﺎﺋﻲ ،وذﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﺜﻞ اﻻرﺗﺒﺎط ﺑ zا)ﺘﻐﻴﺮ اﻟﺘﺎﺑﻊ وﻛﻞ ا)ﺘﻐﻴﺮات ا)ﺴﺘﻘﻠﺔ ا)ﻮﺿﻮﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺐ ﻣﺜﺎﻟﻲ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﺒﺆ .وﻣﺮﺑﻊ اﻻرﺗﺒﺎط ا)ﺘﻌﺪد ﻫﻮ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ اﻟﺘﻲ ﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻛﻞ ا)ﺆﺷﺮات اﻟﺘﻨﺒﺌﻴﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ. ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ ،٠٫٧٨=Rﻓﺈذن ٠٫٦٠=R2و وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ ا)ﻤﻜﻦ ﻋﺰو %٦٠ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ اﳋﺎص ﺑﺎﻟﺸﻬﺮة ﻟـﺪى ٦٩٦ﻣﺆﻟﻔﺎ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻔﺴـﻴـﺮﻳـﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ ا)ﻔﺘﺮﺿﺔ .أي أن اﻻرﺗﺒﺎط ا)ﺘﻌﺪد اﻟﺬي ﺗﺮﺑـﻴـﻌـﻪ ﻳـﻘـﻴـﺲ أﺳـﺎﺳـﺎ ﻣﻘﺪار ﻣﺎ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﻋﻦ اﻟﻈﺎﻫﺮة اﻟﺘﻲ ﻧﺪرﺳﻬﺎ.
اﻻﺳﺘﻨﺘﺎج اﻟﺴﺒﺒﻲ:
ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﻠﻤﻬﺎ دارس اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ أن اﻻرﺗﺒـﺎط ﻻ ﻳﺜﺒﺖ وﻻ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻗﻤﺖ ﻨﺎﻗﺸﺔ ﻣﺘﻐﻴﺮات اﻟﺴﺒﺐ واﻷﺛﺮ )أو اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ( واﻟﺘﻨﺒﺆ واﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻫﻮ أن ارﺗﺒﺎط ﺑﻌﺾ ا)ﺘﻐﻴﺮات ﻣﻌﻨﺎه أن ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﺴﺒﺐ اﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ .واﳊﻘﻴﻘﺔ أن اﻻرﺗﺒﺎط ﺑz ﻣﺘﻐﻴﺮﻳﻦ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﺰﻳﻔﺎ .اﻓﺘﺮض أن اﻟﻮاﻗﻌﺘ) zأ( و)ب( ﲢﺪﺛﺎن ﻛﻠﺘﺎﻫﻤـﺎ، ﺑﺴﺒﺐ واﻗﻌﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻫﻲ )ج( ﺑﺤﻴﺚ أﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺣﺪﺛﺖ )ج( ﺣﺪﺛﺖ )أ( و)ب( ﻣﻌﺎ، وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﺴﺒﺐ أن )أ( ﺗﺴﺒﺐ )ب( )أو اﻟﻌﻜﺲ( وﻟﻜـﻦ ﻷن )أ( و)ب( ﻟـﻬـﻤـﺎ ﺳﺒﺐ ﻣﺸﺘﺮك .ﻫﻨﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻌﺎﻣﻞ اﻻرﺗﺒﺎط ﺑ zﺟﺪوﻟﺔ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﳋﺎﺻﺔ ﺑـ )أ( واﳋﺎﺻﺔ ﺑـ )ب( ﻧﺘﻴﺠﺔ زاﺋﻔﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻧﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ا)ﺘﻐﻴﺮ اﻟﺜﺎﻟـﺚ )ﺟــ(. وﻗﺪ أوﺿﺤﺖ دراﺳﺘﻲ ﺣﻮل اﻟـﺸـﻬـﺮة اﻟـﻐـﺎرﻗـﺔ ﻟــ ٣٠١ﻣﻦ ا)ﺒﺪﻋـ zواﻟـﻘـﺎدة ا)ﺸﻬﻮرﻳﻦ ﻛﻴﻒ ﻜﻦ أن ﺗﺘﺴﻠﻞ ﻋﻼﻗﺔ زاﺋﻔﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ).(Simonton, 1976a 31
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻓﺎﻻرﺗﺒﺎط ﺑ zﻣﺮﺗﺒﺔ اﻟﺸﻬﺮة اﳋﺎﺻﺔ ﺑﻬﺬه اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟـﺒـﺎرزة وﺑ zدرﺟﺎت ﻧﺴﺐ ذﻛﺎﺋﻬﻢ ا)ﻘﺪرة ﻛﺎن ،٠٬٢٣وﻫﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺘﺴﻖ ﻣﻊ اﻻﺳﺘﻨﺘﺎج اﻟﺴﺒﺒﻲ اﻟﻘﺎﺋﻞ إن اﻟﺬﻛﺎء ﻫﻮ ﻣﺘﻄﻠﺐ أﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺸﻬﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ .ﻟﻜﻦ ﻣﺘﻐﻴﺮا ﺛﺎﻟﺜﺎ ﻫﻮ ﺳﻨﺔ ا)ﻴﻼد ،ارﺗﺒﻂ ﺑـﺪرﺟـﺔ ٠٬١٤ﻣﻊ درﺟﺔ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺬﻛﺎء ،وﺑﺪرﺟـﺔ ٠٬٢٣ﻣﻊ ﻣﺮﺗﺒﺔ اﻟﺸﻬﺮة ،أي أن ﻫﻨﺎك ﻧﺰﻋﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰة ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﻓﺮاد اﻟﺬﻳﻦ وﻟﺪوا ﻓﻲ ﺗﻮارﻳﺦ أﺣﺪث ﻷن ﻳﻜﻮﻧﻮا أﻗﻞ ﺷﻬﺮة ،وﻛﺬﻟﻚ ﻷن ﻳﻌـﻄـﻮا درﺟـﺎت ذﻛﺎء أﻗﻞ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺪرﺟﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻄﻲ ﻷﺳﻼﻓﻬﻢ .وﻣﻦ ا)ﻤﻜﻦ ﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ، أن ﻳﻜﻮن اﻻرﺗﺒﺎط ا)ﻼﺣﻆ ﻣﺎ ﺑ zاﻟﺬﻛﺎء واﻟﺸﻬﺮة ﻫﻮ ﻧﺘﻴﺠـﺔ زاﺋـﻔـﺔ ﻟـﻸﺛـﺮ ا)ﻀﻠﻞ اﳋﺎص ﺑﺴﻨﺔ ا)ﻴﻼد. إن ﻣﺎ ﻧﺤﺘﺎﺟﻪ ﻫﻮ أﺳﻠﻮب ﳊﺴﺎب اﻻرﺗﺒﺎط ﺑ zﻣﺘﻐﻴﺮﻳﻦ ،ﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﻧـﻘـﻮم ﺑﺎﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ا)ﺘﻐﻴﺮ اﻟﺜﺎﻟﺚ أو إﻗﺼﺎﺋﻪ ﺟﺎﻧﺒﺎ ،أو ﺗﺜﺒﻴﺘﻪ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﺼﺪرا )×(١٤ ﻟﻠﺨﻄﺄ .وﻳﻜﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻷﺳﻠـﻮب أن ﻳـﺤـﺪد »اﻻرﺗـﺒـﺎط اﳉـﺰﺋـﻲ« Partial Correlationﺑ zﻣﺘﻐﻴﺮﻳﻦ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﻮم ﺑﺘﺜﺒﻴﺖ ا)ﺘﻐﻴﺮ اﻟﺜﺎﻟﺚ .ﻓﺈذا ﻧﻈﺮﻧﺎ إﻟﻰ ﻋﺒـﺎﻗـﺮﺗـﻨـﺎ إﻟـﻰ ٣٠١ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻓﺈن اﻻرﺗـﺒـﺎط اﳉـﺰﺋـﻲ ﻣـﺎ ﺑـ zاﻟـﺬﻛـﺎء واﻟﺸﻬﺮة ﻣﻊ ﺗﺜﺒﻴﺖ ﺳﻨﺔ ا)ﻴﻼد ،ﻫﻮ ،٠٬٢٠ :وﻫﻮ ارﺗﺒﺎط ﻗﻠﺖ ﻗﻴﻤﺘﻪ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻊ ذﻟﻚ ارﺗﺒﺎط ﻟﻪ وزﻧﻪ .ﻟﻜﻦ اﺨﻤﻟﺘﺼ zﺑﺎﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻛﺜﻴـﺮا ﻣـﺎ ﻳـﻘـﻮﻣـﻮن ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺣﺴﺎب اﻻرﺗﺒﺎط اﳉﺰﺋﻲ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام أﺳﻠﻮب وﺛـﻴـﻖ اﻟـﺼـﻠـﺔ ﺑـﻪ ،ﻫـﻮ ﲢﻠﻴﻞ اﻻﻧـﺤـﺪار ا)ـﺘـﻌـﺪد .Multiple Regression Analysisﻓﺎﻻﻧﺤﺪار ا)ـﺘـﻌـﺪد ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﲢﺪﻳﺪ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻣﺘﻐﻴﺮﻳﻦ ﻣﺴﺘﻘﻠ zأو أﻛﺜﺮ ﻋﻠـﻰ ﻣـﺘـﻐـﻴـﺮ ﺗـﺎﺑـﻊ واﺣـﺪ أﻣﺮا Yﻜﻨﺎ ،ﺣﻴﺚ ﻜﻦ ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻷﺛﺮ اﻟﺴﺒﺒﻲ اﳋﺎص ﺑﻜﻞ ﻣﺘﻐﻴـﺮ اﺳـﺘـﺨـﺪم ﻣﺆﺷﺮا ﻟﻠﺘﻨﺒﺆ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﻘﻮم ﺑﺘﺜﺒﻴﺖ ﻛﻞ ا)ﺘﻐﻴﺮات اﻷﺧﺮى ا)ﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﺒﺆ. وﻳﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﻫﺬا اﻻﻧﺤﺪار ا)ﺘﻌﺪد ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ،ﻣﻊ ﻣﺎ ﻫﻮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺼﺪر واﺣﺪ ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر اﻻرﺗﺒﺎﻃﺎت اﻟﺰاﺋﻔﺔ .وﻗﺪ ﺗﺒ zﻓﻲ اﳊﺎﻟـﺔ اﳋـﺎﺻـﺔ ﺑـﺎﻟـﻌـﺒـﺎﻗـﺮة اﻟﺜﻼﺛﻤﺎﺋﺔ واﻟﻮاﺣﺪ ،أن ﺳﻨﺔ ا)ـﻴـﻼد ﻟـﻴـﺴـﺖ ﻫـﻲ ا)ـﺼـﺪر اﻟـﻮﺣـﻴـﺪ ﳊـﺪوث اﻟﺰﻳﻒ ﻓﻲ اﻻرﺗﺒﺎط ﺑ zاﻟﺬﻛﺎء واﻟﺸﻬﺮة .ﻓﻤﺪى ﻣﻮﺛـﻮﻗـﻴـﺔ ﺑـﻴـﺎﻧـﺎت اﻟـﺴـﻴـﺮة اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻗﺪ ﻳﺆﺛﺮ أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ .وﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﺗـﺜـﺒـﺖ ﺳـﻨـﺔ ا)ـﻴـﻼد، وﻣﻮﺛﻮﻗﻴﺔ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ،وﻣﺘﻐﻴﺮات أﺧـﺮى ﻋـﺪﻳـﺪة ،ﺗـﺼـﺒـﺢ اﻟـﻌـﻼﻗـﺔ ﺑـ zاﻟـﺬﻛـﺎء واﻟﺸﻬﺮة ﻏﻴﺮ داﻟﺔ .ﻓﻤﻌﺎﻣﻞ اﻻﻧﺤﺪار اﳉﺰﺋﻲ ا)ﻌﻴﺎري ) Bﺑﻴﺘﺎ()× (١٥اﳋﺎص ﺑﺎﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺎﻟﺸﻬﺮة ﻓﻲ اﻟﺬﻛﺎء ،ﻣﻊ ﺗﺜﺒﻴﺖ ﻛﻞ ا)ﺘﻐﻴﺮات اﻷﺧﺮى ،ﻫﻮ ﻓﻘﻂ ٠٫١٤ 32
اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻌﺒﺎﻗﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺦ
) .(Simonton, 1976 aو ﻴﻞ ﻣﻌﺎﻣﻞ ﺑﻴﺘﺎ ،ﻣﺜﻠﻪ ﻣﺜﻞ ﻣﻌﺎﻣﻞ اﻻرﺗـﺒـﺎط ،إﻟـﻰ أن ﻳﺘﺮاوح ﻣﺎ ﺑ ١- zإﻟﻰ ١+ﺣﻴﺚ ﻳﺸﻴﺮ اﻟﺼﻔﺮ إﻟﻰ ﻏﻴﺎب اﻟﻌﻼﻗﺔ ،وﻳﺴﺘﺨـﺪم ﻫﺬا ا)ﻌﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﺸﻜـﻞ اﻟـﺘـﺎﻟـﻲ g=B :ﺣﻴـﺚ gﻫﻲ اﻟﻜﺴﺮ اﻟﻌﺸـﺮي ا)ـﻮﺟـﺐ أو اﻟﺴﺎﻟﺐ .وﻳﺸﻴﺮ ﻫﺬا اﻻﺳﺘﺨﺪام إﻟﻰ أن أﺛﺮ ا)ﺘﻐﻴﺮ ا)ﺴـﺘـﻘـﻞ ا)ـﻘـﺎﺑـﻞ ﻟـﻬـﺬا ا)ﻌﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ا)ﺘﻐﻴﺮ اﻟﺘﺎﺑﻊ داﺧﻞ اﻻﻧﺤﺪار ا)ﺘﻌﺪد ﻗﺪ ﺗﻘﺪﻳﺮه ﻣﻊ ﺿﺒﻂ ﻛﻞ ا)ﺘﻐﻴﺮات ا)ﺴﺘﻘﻠﺔ اﻷﺧﺮى ﻓﻲ ا)ﻌﺎدﻟﺔ. إن اﻻﺳﺘﻨﺘﺎج اﻟﻘﺎﺋﻞ إن واﻗﻌﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺗﺴﺒﺐ واﻗﻌﺔ أﺧﺮى ﻳﺘﻄﻠـﺐ ﻣـﺎ ﻫـﻮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺮد إﻇﻬﺎر أن اﻟﻮاﻗﻌﺘ zﻣﺮﺗﺒﻄﺘﺎن .ﻟﻜﻦ إﺛﺒﺎت ﻋﺪم زﻳﻒ اﻻرﺗﺒﺎط ﺑ zواﻗﻌﺘ zﻻ ﻳﺒ zأي اﻟﻮاﻗﻌﺘ zﻫﻲ اﻟﺴﺒﺐ وأﻳﻬـﻤـﺎ ﻫـﻲ اﻟـﻨـﺘـﻴـﺠـﺔ .ﻓـﻜـﻲ ﻧﺴﺘﺪل ﻋﻠﻰ أن )أ( ﺗﺴﺒﺐ )ب( ﻳﺠﺐ أن ﺗﺜﺒﺖ أﻧﻪ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻨﺎك واﻗﻌﺔ ﺛﺎﻟﺜـﺔ )ج( ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻣﻌﺎ ،وﺗﺴﺒﺐ اﻻرﺗﺒﺎط ا)ﻼﺣﻆ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ .ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺜﺒﺖ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ ،أن )أ( ﺗﺴﺒﻖ )ب( زﻣﻨﻴﺎ. وإﺣﺪى ﻃﺮاﺋﻖ إدﺧﺎل ﺑﻌﺪ اﻟﺰﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ اﻟﺒﺤﺜـﻲ ﻫـﻲ أن ﻧـﻮﻇـﻒ ﻄﺎ ﻣﺎ ﻣﻦ أ ﺎط ﲢﻠﻴﻞ اﻟﺴﻼﺳﻞ اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ .إذ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﻴﺎﺳﻨﺎ )ﺘﻐﻴﺮات اﻟﺴﺒﺐ واﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻦ ،أن ﻧﻈﻬﺮ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﺬﺑﺬﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ا)ﺴﺒﺒﺔ ﻴﻞ إﻟﻰ أن ﺗﺴﺒﻖ اﻟﺘﺬﺑﺬﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻟﻨﺎﲡﺔ .اﻓﺘﺮض ﻣﺜﻼ أﻧﻨﺎ ﻧﻘﻴﺲ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﺒﻘﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﻈﺎم ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣﻌ ،zﻣﺜﻞ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ ﻋﺒﺮ ﻓﺘﺮات أو أﺟﻴﺎل ﻣﺘـﺘـﺎﺑـﻌـﺔ ﻣـﻘـﺪار ﻛـﻞ ﻣـﻨـﻬـﺎ ﻋـﺸـﺮون ﻋﺎﻣﺎ .واﻓﺘﺮض أﻳﻀﺎ أﻧﻨﺎ ﻧﺮﻳﺪ أن ﻧﻘـﻴـﺲ داﻓـﻊ اﻹﳒـﺎز ﻛـﻤـﺎ ﻳـﺘـﻜـﺸـﻒ ﻣـﻦ ﺧﻼل اﻷدب اﻟﻘﻮﻣﻲ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﻨﻈﺎم .ﻧﻔﺘﺮض أوﻻ أن داﻓﻊ اﻹﳒﺎز ا)ﻮﺟﻮد ﻓﻲ اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﻘﻮﻣﻲ National Characterﻳﺆدي إﻟﻰ ﻓﺘﻮﺣﺎت ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﺑﻌﺪ اﻧﻘﻀﺎء ﻓﺎﺻﻞ زﻣﻨﻲ ﻣﻘﺪاره ﺟﻴﻞ واﺣﺪ .ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﻔﺮض ﺻﺤﻴﺤﺎ ﺗﻮﺟـﺐ أن ﻳﻜﻮن اﻻرﺗﺒﺎط اﻟﺜﻨﺎﺋﻲ ﺑ zاﻟﺼﻮر اﻷدﺑﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑـﺎﻹﳒـﺎز وﺑـ zاﻟـﺘـﻮﺳـﻊ اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻓﻲ أﻗﺼﻰ ﺣﺎﻻت ارﺗﻔﺎﻋﻪ وذﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﲢﺴﺐ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻻرﺗﺒﺎط ﺑ zداﻓﻊ اﻹﳒﺎز ﻓﻲ ﺟﻴﻞ ﻣﻌ ،zوﺑ zاﻟﺘﻮﺳﻊ اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻓﻲ اﳉﻴﻞ اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻪ. ﻫﺬا اﻻرﺗﺒﺎط اﳋﺎص ا)ـﺆﺟـﻞ Lagged Correlationﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻜﻮن أﻛـﺒـﺮ ﻓﻲ ﻗﻴﻤﺘﻪ ا)ﻄﻠﻘﺔ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻻرﺗﺒﺎط ا)ﺘﺰاﻣﻦ Synchronousﺑ zا)ﺘﻐﻴﺮﻳﻦ إذا ﻗﻴﺴﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻨﻔﺲ اﳉﻴﻞ ،أﻛﺒﺮ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻻرﺗﺒﺎط ا)ﺆﺟﻞ اﻟﺬي ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻲ اﻻﲡﺎه ا)ﻌﺎﻛﺲ )أي ﺑ zداﻓﻌﻴﺔ اﻹﳒﺎز ﻓﻲ ﺟـﻴـﻞ ﻣـﻌـ zوﺑـ zاﻟـﺘـﻮﺳـﻊ 33
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻓﻲ اﳉﻴﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠﻴﻪ( .ﻓﺎﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪ اﻟﺴﺒﺐ وﻟﻴﺲ اﻟﻌﻜﺲ. ﻳﻌﺪ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺬي ﳋﺼﺘﻪ ﻟﺘﻮي ،وا)ﺴﻤﻰ ﺑـﺄﺳـﻠـﻮب اﻻرﺗـﺒـﺎط ا)ـﺆﺟـﻞ اﻟﺘﻘﺎﺑﻠﻲ Cross-lagged Correlationأﺣﺪ اﻟﺘﺼﻤﻴﻤﺎت ﺷﺒﻪ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ اﻟﻌﺪﻳﺪة. وﻫﻮ ﻳﺴﺘﺨﺪم ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻣﻘﺘﺮﻧﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﻃﺮق اﻹﺣﺼﺎء ﻣﺘﻌﺪدة ا)ﺘﻐﻴﺮات ﻣﺜﻞ اﻻرﺗﺒﺎط اﳉﺰﺋﻲ أو ﲢﻠﻴﻞ اﻻﻧﺤﺪار ا)ـﺘـﻌـﺪد .ﻓـﻔـﻲ اﻟـﻔـﺼـﻞ اﻟـﺘـﺎﺳـﻊ، ﻣﺜﻼ ،ﺳﺄﻗﻮم ﺑﺎﺧﺘﺒﺎر اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zاﻹﺑﺪاع ،وﺑ zﻋﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﺴـﻴـﺎﺳـﻲ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﳊﻀﺎرة اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ) .(Simonton,1975 cوﻣﻦ أﺟﻞ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ اﺑﺘﻜﺮت ﻣﺆﺷﺮا ﻟﻺﺑﺪاع Creativity Indexﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺼﺮ ﻟﻜﻞ ا)ﺒﺪﻋ zا)ﺸﻬﻮرﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻧﺸﻄ zﻓﻲ ﻛﻞ ﻓﺘﺮة ﻣﺘﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣـﺎ ،وﻣـﺆﺷـﺮا ﻟـﻌـﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺟﺪوﻟﺔ ﻟـﻼﻧـﻘـﻼﺑـﺎت ،واﻟـﺜـﻮرات اﻟـﻌـﺴـﻜـﺮﻳـﺔ واﻟﺼﺮاﻋﺎت ﻋﻠﻰ اﳊﻜﻢ داﺧﻞ اﻷﺳﺮ اﳊﺎﻛﻤﺔ ،واﻻﻏﺘﻴﺎﻻت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .وﻗﺪ ﺣﺴﺎب اﻻرﺗﺒﺎط ﺑ zﻫﺬﻳﻦ ا)ﻘﻴﺎﺳ ،zﺑﻌﺪ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ا)ﺘﻐﻴﺮات ا)ﻤﻜﻨﺔ .وﻗﺪ ﻛﺎن اﻻرﺗﺒﺎط اﳉﺰﺋﻲ اﻟﻨﺎﰋ ﻻ ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺼـﻔـﺮ إﻻ إذا ﻛـﺎن اﻹﺑﺪاع ﻣﻮﺿﻊ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﻣﺘﻌﻠﻘﺎ ﺑﻔﺘﺮة زﻣﻨﻴﺔ ﻣﻘﺪارﻫﺎ ﺟﻴﻞ واﺣﺪ ﺑﻌﺪ ﺣﺪوث ﻋﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وﺗﻌﻄﻴﻨﺎ ﻫـﺬه اﻟـﻨـﺘـﻴـﺠـﺔ ﺳـﺒـﺒـﺎ أو ﻣـﺒـﺮرا ﻣـﻌـﻘـﻮﻻ ﻟﻼﺳﺘﻨﺘﺎج ﺑﺄن ﻋﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻳﻜﻮن ﻟﻪ ﺗﺄﺛﻴﺮه اﻟﺴﺒﺒﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﺑﺪاع ﺑﻌﺪ ﺟﻴﻞ واﺣﺪ .وﻗﺪ ﻛﺎن ﻫﺬا اﻻرﺗﺒﺎط اﳉﺰﺋﻲ ﺳﻠﺒﻴﺎY ،ﺎ ﻳـﺸـﻴـﺮ إﻟـﻰ أن ﻋﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺟﻴﻞ ﻣﻌ zﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻒ اﻹﺑﺪاع ﻓﻲ اﳉﻴـﻞ اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻪ ،وﻳﻈﻬﺮ ﻟﻨﺎ ﻫﺬا ا)ﺜﺎل أﻫﻤﻴﺔ اﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ا)ﺴﺘﻤﺪة ﻣـﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﳋﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﲢﺪﻳﺪ اﻷﺳﺒـﻘـﻴـﺔ اﻟـﺰﻣـﻨـﻴـﺔ ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت ﻏﻴﺮ ﻗﻄﻌﻴﺔ. إن ﻫﺬا اﻟﺪﻣﺞ ﺑ zﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻣﺘﻌﺪدة ا)ﺘﻐﻴﺮات ﻓﻲ ﻣﺼﺎدر اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺰاﺋﻔﺔ ،وﺑ zاﻟﺘﺜﺒﺖ ﺷﺒﻪ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ ﻓﻲ اﻷﺳﺒﻘﻴﺔ اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ،ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻨﺎ ﻧﻘـﺒـﻞ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻔﻨﺎ ﻟﻠﺴﺒﺒﻴﺔ ﺑﺎﳊﺪ اﻷدﻧﻰ :ﻓﺎ)ﺘﻐﻴﺮ )أ( ﻳﻘﺎل إﻧﻪ ﺳﺒﺐ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻟﻠﻤﺘﻐﻴﺮ )ب( (١) :إذا وﺻﻠﺖ اﻟﻘﻴﻤﺔ ا)ﻄﻠﻘﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑ zﻫﺬﻳﻦ ا)ﺘﻐﻴﺮﻳﻦ أﻋﻠـﻰ ﺣـﺪ ﻟﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﺗﺄﺟﻴﻞ )ب( ﻣﺴﺎﻓﺔ زﻣﻨﻴﺔ ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ (٢) ،إذا ﻇﻞ اﻻرﺗﺒﺎط ﻏﻴﺮ ﺻﻔﺮي ،ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﺗﺜﺒﻴﺖ ﻛﻞ ﻣﺼﺎدر اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻷﺧﺮى ذات اﻟﻌﻼﻗﺔ .ﻻ رﻳﺐ أن ﻗﻮة اﻻﺳﺘﻨﺘﺎج اﻟﺴﺒﺒﻲ اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻻرﺗﺒﺎﻃﻴـﺔ ﻻ ـﺎﺛـﻞ أﺑـﺪأ ﺗـﻠـﻚ اﻟﻘﻮة اﻟﺘﻲ ﻧﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ا)ﻌﻤﻠﻴﺔ. 34
اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻌﺒﺎﻗﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺦ
ﻟﻜﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻬﺎ ﺑﺎﺣﺜﻮ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻻ ﻜﻦ إﺧﻀﺎﻋﻬﺎ، ﻃﺒﻌﺎ ،ﻟﻸﺳﺎﻟﻴﺐ ا)ﻌﻤﻠﻴﺔ .ﻓﺈذا اﻓﺘﺮﺿﻨﺎ أن اﳊﺮب ﻴﻞ إﻟﻰ ﺧﻨﻖ اﻹﺑـﺪاع اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﺧﺘﺒﺎر ﻫﺬا اﻟﻐﺮض ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻨﺸﺮ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ ﻟﻘﺮارات إﻋﻼن اﳊﺮب ﻋﺒﺮ ﻋﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻷ© ،ﻛﻲ ﻧﺮى ﻣﺎذا ﺳﻴﺤﺪث ﻟﻄﻠﺒﺎت ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺑﺮاءات اﻻﺧﺘﺮاع ﻓﻴﻬﺎ .إن اﻻﻋﺘﺒﺎرات اﻟﻌـﻤـﻠـﻴـﺔ واﻷﺧـﻼﻗـﻴـﺔ ﲢـﻮل دون اﺳﺘﺨﺪام أي ﺷﻲء أﻗﻮى ﻣﻦ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻻرﺗﺒﺎﻃﻴﺔ.
اﻟﻌﻴﻨﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ
ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ا)ﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻴﺰﻫﻢ ﻋﻠﻰ ا)ﻮﺿﻮﻋﺎت ا)ﻌﺎﺻﺮة .وأﺣﺪ ا)ﺒﺮرات ا)ﻨﻄﻘﻴﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻫﻮ أن اﺳﺘﺜﻤﺎر ﻫﺆﻻء اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻟﻠﻌﻴﻨﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ،ﻗـﺪ ﻳـﺮﻓـﻊ إﻟـﻰ أﻗـﺺ ﺣـﺪ Yﻜﻦ ﻣﻦ ﻗﺪرﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻛﺘﺸﺎف أﻳﺔ ﻗﻮاﻧ zﺛﺎﺑﺘﺔ ﺗﺘﺠﺎوز اﻟﻔﺘـﺮة اﻟـﺘـﺎرﻳـﺨـﻴـﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة .ﻛﻤﺎ أن اﻟﻔﺮوض اﳋﺎﺻﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﺧﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﺔ ﺗﺘﺼﻒ ﺑﺄﻗﺼﻰ ﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻮع اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ .ﻓﺈذا ﺻﻤﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ﻋﺒﺮ ﻫﺬا اﻟﺘﻨﻮع ﻓﺈن اﺣﺘﻤـﺎل ﺻـﺪﻗـﻪ اﻟـﻜـﻠـﻲ ﻳـﺼـﻞ أﻋﻠﻰ ﺣﺪوده .وﻗﺪ ﻗﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا)ﺜﺎل ﺤﺎوﻟﺔ ﻻﻛﺘـﺸـﺎف ﻣـﺎ إذا ﻛـﺎﻧـﺖ ذروة اﻹﺑﺪاع اﻷدﺑﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻌﻤﺮ ﻟﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺜﺒﺎت ﻓﺪرﺳﺖ أﻛﺜـﺮ ﻣـﻦ أرﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﻣﺒﺪع أدﺑﻲ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ ٢٥ﻗﺮﻧﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،وإﻟﻰ اﻵداب اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ، واﻟﺼﻴﻨﻴﺔ واﻟﻬﻨﺪﻳﺔ ،واﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،واﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ ،واﻟـﻼﺗـﻴـﻨـﻴـﺔ ،وﻛـﺬﻟـﻚ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻵداب اﻷورﺑﻴﺔ اﳊﺪﻳﺜﺔ »اﻧﻈﺮ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس« .ذﻟﻚ أن اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺘﻲ ﻳﺜﺒﺖ ﺻﺪﻗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﺬه اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ ا)ﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب ﻳـﺤـﺘـﻤـﻞ أن ﺗﺼﺪق ﻓﻲ ا)ﺴﺘﻘﺒﻞ أﻳﻀﺎ. وﻫﻨﺎك ﻣﻴﺰة أﺧﺮى ﻟﻠﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻴﻨﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ،وﺗﺘﻤﺜﻞ ﻫـﺬه ا)ـﻴـﺰة ﻓﻲ أﻧﻪ ﻳﺴﻬﻞ ،ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷـﺨـﺎص ا)ـﺸـﺎﻫـﻴـﺮ ﻓـﻲ ا)ـﺎﺿـﻲ ،أﻛـﺜـﺮ Yـﺎ ﻫـﻮ اﳊﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺎت ا)ﻌﺎﺻﺮة ،أن ﻧﻘﺮر ﺑﺪﻗﺔ ﻣـﻦ ﻳـﺠـﺐ أن ﺗـﻌـﺘـﺒـﺮه ﻣﺒﺪﻋﺎ أو ﻗﺎﺋﺪا ﻓﺎﻟﻜﻞ ﻳﻌﺮف أن اﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﺨﻄﺄ ،ﻛﻤﺎ أن ﺻﻤﻮد اﻟﺸﻬﺮة أﻣﺎم اﺧﺘﺒﺎر اﻟﺰﻣﻦ ﻣﺪﻋﺎة ﻟﻘﺪر أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺔ .ﻓﻘﺪ اﻋـﺘـﺒـﺮ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣـﻦ ﻋـﺸـﺮ ﺗـﻠـﻴـﻤـﺎن أﻓـﻀـﻞ ﻣـﻦ ﻫـﺎﻧـﺪل وﺑـﺎخ. وﺣﺪﺛﺖ ﻧﻔﺲ اﻷﺧﻄﺎء ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺟﺮﻳﺠﻮر ﻣﻨﺪل ا)ﻌﺮوﻓﺔ .ﻓﻘﺪ 35
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻇﻞ ﻣﻨﺪل ﻣﻬﻤﻼ ﻟﻔﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﻣﻊ أﻧﻪ ﻫﻮ اﻟﺬي اﻛﺘﺸﻒ ﻣﺒﺎد £اﻟﻮراﺛﺔ ،وﻗﺪ ﺻﺎغ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺟﻮن ﺗﻨﺪال John Jyndallﻫﺬه اﻟﻘﻀﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ ﺣ zﻗﺎل ﻋﺎم » ١٨٩٧ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ا)ﺼﻮر ﺣ zﻳﻮد أن ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻟﻮﺣﺘﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ اﻟﻜﻠﻴﺔ أن ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ،ﻛﻤﺎ أن وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻟﻌﺼـﺮ اﻟـﺘـﺎﻟـﻲ ﻫـﻲ اﻷﻓـﻀـﻞ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﻹﳒﺎز اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻌﺼﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﺼﻮر«. وﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻮ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻴﻨﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ .أن ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻨﺎﻣﻮﺳﻴـﺔ ﻻ ـﻜـﻦ ﻣـﻌـﺎﳉـﺘـﻬـﺎ دون اﻟـﺮﺟـﻮع ﻣﺴﺎﻓﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻦ وﻓﻲ ﻫﺬا اﳉﺎﻧﺐ ﻳﺘﺸﺎﺑﻪ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨـﻲ ﻣـﻊ ﻋﻠﻢ اﻟﻔﻠﻚ :ﻓﻌﻤﻠﻴﺎﺗﻪ ﻗﺪ ﺗﺴﺘﻐﺮق ﻣﺎ ﻳﺘﺠﺎوز ﺣﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻔﺮد ﻛﻲ ﺗﻜـﻤـﻞ دورﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎدﻳﺔ .ﻟﻘﺪ اﻛﺘﺸـﻒ إدﻣـﻮﻧـﺪ ﻫـﺎﻟـﻲ E. Halleyﻣﺬﻧﺒﻪ ﻋـﺎم ١٧٠٤ﻣـﻦ ﺧﻼل ﻣﺮاﺟﻌﺘﻪ ﻟﻠﻤﻼﺣﻈﺎت اﻟﺘﻲ ﺖ ﻓـﻲ أﻋـﻮام ١٥٣١و ١٦٠٧و .١٦٨٢وﻟﻮ ﺣﺼﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ا)ﻼﺣﻈﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﻟﻈﻠﺖ ﻫﺬه اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ا)ﺘﻮاﺗﺮة ﻟﻠﻤﺬﻧﺒﺎت ﺳﺮا ﺣﺘﻰ اﻵن .ﻛﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﻳﺤﺘﺎج ﻋﻤﻞ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻗﻮاﻧz اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻋﺪة أﺟﻴﺎل ﻟﻴﺘﻢ اﻛﺘﻤﺎﻟﻪ .وﻫﺬه اﻟﻘﻮاﻧ zﻻ ﻜﻦ اﻛﺘﺸﺎﻓﻬﺎ إذا ﺖ دراﺳﺔ اﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة ﻓﻲ اﻟﻌﻴﻨﺎت ا)ﻌﺎﺻﺮة ﻓﻘﻂ. وﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﲢﺪث اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﻣﻮﺿﻊ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺧﻼل ا)ﺪى اﻟﻌﺎدي ﳊﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎن ،ﻓﺈن ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺴﺎؤﻻت ﺣﻮل اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻻ ﻜﻦ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺸﻜـﻞ ﻣﻮﺛﻮق إﻻ ﻣﻦ ﺧﻼل ا)ﺒﺪﻋ zواﻟﻘﺎدة ا)ﺘﻮﻓ .zوا)ﺜﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻫﻮ اﻟﺘﺴﺎؤل اﳋﺎص ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zاﻟﻌﻤﺮ واﻹﳒﺎز .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﳊﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﺮﺗﺸـﺮد ﻧﻜﺴﻦ ﺗﺒﺪو وﻛﺄﻧﻬﺎ اﻧﺘﻬﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺸﻞ ﻓﻲ أن ﻳﻨﺘﺨﺐ ﺣﺎﻛﻤﺎ ﻟﻮﻻﻳﺔ ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ ﻋـﺎم ١٩٦٢م ،وﺑﻌﺪ ﺳﻨﺘ zﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻫﺰ ـﺘـﻪ ﺑـﻔـﺎرق ﺿـﻴـﻖ ﻋـﻠـﻰ ﻳـﺪي ﺟـﻮن ﻛﻨﺪي .ﻫﻞ ﺗﺨﻴﻞ أﺣﺪ آﻧﺌﺬ أن ﻧﻜﺴﻦ ﺳﻴﻨﺘﺨﺐ رﺋﻴﺴﺎ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﻋﻘـﺪ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﺎن ،وﻳﺤﻈﻰ ﺑﺘﺄﻳﻴﺪ ﺣﻮاﻟـﻲ %٩٧ﻣﻦ اﻷﺻﻮات اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ? واﻟﺴﻴـﺮة اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻻ ﻜﻦ أن ﻧﻘﻮل ﻋﻨﻬﺎ إﻧﻬﺎ اﻛﺘﻤﻠـﺖ ﻣـﺎ ﻟـﻢ ﻳـﻈـﻬـﺮ ﻧـﻌـﻲ اﻟـﻔـﻘـﻴـﺪ. وﻫﻜﺬا ﻳﺘﻌ zﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﺣﺜ zﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﳊﺎﻻت أن ﻳﺤﺼﺮوا أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻮﻓﻮا. ﻻ ﻳﻘﻮم ﺑﺎﺣﺜﻮ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨـﻲ داﺋـﻤـﺎ ﺑـﺪراﺳـﺔ اﻷﺷـﺨـﺎص ا)ـﻮﺗـﻰ ،إذ ﻜﻦ ،وﻓﻘﺎ )ﺎ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﻪ اﻟﻔﺮوض ،أن ﻳﻜﻮن اﻷﻓﺮاد اﻟﺬﻳﻦ ﻧﻘﻮم ﺑﺪراﺳﺘـﻬـﻢ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎء .ﻓﺎ)ﺒﺪﻋﻮن واﻟﻘﺎدة ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﺎرﻳـﺦ ﺧـﻼل ﺣـﻴـﺎﺗـﻬـﻢ 36
اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻌﺒﺎﻗﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺦ
واﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻳﻜﺮم ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﻣﺎدة ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ،Who‘s Whoأو ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ أو ﻓﻲ ﺑﺤﺚ ﺗﺎرﻳﺨﻲ ،أو ﺣﺘﻰ ﺑﻜﺘﺎب ﻋﻦ ﺳﻴﺮﺗﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻦ ا)ﻤﻜﻦ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺎﺛﻞ أﻳﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺑﺎرزة أﺧﺮى ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎت ا)ﺎﺿﻲ.
اﳌﻮﺛﻮﻗﻴﺔ واﻟﺼﺪق
ﻳﻘﺎل إن اﻟﺴﻴﺪ روﺑﺮت واﻟﺒﻮل R. Walpoleﻗﺎل ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻋﺮض ﻋﻠﻴﻪ اﺑﻨﻪ أن ﻳﻘﺮأ ﻟﻪ ﺷﻴﺌﺎ» ،أي ﺷﻲء ﻣﺎ ﻋﺪا اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،ﻷن اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﻜﻮن زاﺋﻔﺎ«. ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﻀﻤﻦ إذن أن ﺗﻜﻮن اﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ أﻗﻞ زﻳﻔﺎ? ﻫﻞ ﻳﻌﺪ اﻟﺴﺠﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﺑﻮﺻﻔﻪ أﺳﺎﺳﺎ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ? إن اﻹﺟـﺎﺑـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺴﺆاﻟ zﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﻴﻴﺰ ﻳﻈﻬـﺮ ﺑـﺸـﻜـﻞ ﺑـﺎرز ﻓـﻲ ﻣـﺠـﺎل اﻟـﻘـﻴـﺎﺳـﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ .ﻓﻮﻓﻘﺎ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻜﻦ أن ﺗﺘﺒﺎﻳﻦ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ أﻳﺔ ﺳﻤﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪي اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ اﳋﺎﺻ zﺑﺎ)ﻮﺛﻮﻗﻴﺔ واﻟﺼﺪق .ﻓﻠﻜﻲ ،ﻳﻜﻮن ا)ﻘﻴﺎس ﻣﻮﺛﻮﻗﺎ ﺑﻪ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن دﻗﻴﻘﺎ .وﻟﻜﻲ ﻳﻜﻮن ﺻﺎدﻗﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻘﻴﺲ ﻣﺎ وﺿﻊ ﻟﻘﻴﺎﺳﻪ .ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺼﺎغ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﻟﻠﻮﻓﺎء ﺑﻬﺬﻳﻦ ا)ﻄﻠﺒ.z
ﻣﻮﺛﻮﻗﻴﺔ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ:
ﻳﺤﺪد اﺧﺘﺼﺎﺻﻴﻮ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﻨﻔﺴـﻲ دﻗـﺔ ﻣـﻘـﺎﻳـﻴـﺴـﻬـﻢ ﺑـﺤـﺴـﺎب ﻣـﻌـﺎﻣـﻞ ا)ﻮﺛﻮﻗﻴﺔ Reliability Coefficient-وﻫﺬا ا)ﻌﺎﻣﻞ ﻫﻮ ﻛﺴﺮ ﻋﺸﺮي ﺘﺪ ﻣﻦ ﺻﻔﺮ إﻟﻰ ،١ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻨﻲ اﻟﺼﻔﺮ ﻋﺪم وﺟﻮد أﻳﺔ ﻣﻮﺛﻮﻗﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق وﺣﻴﺚ ﻳﺪل اﻟـﺮﻗـﻢ ) (١ﻋﻠﻰ اﻟـﻬـﺪف اﻟـﺬي ﻻ ـﻜـﻦ اﻟـﻮﺻـﻮل إﻟـﻴـﻪ واﳋـﺎص ﺑـﺎﻟـﻘـﻴـﺎس اﻟﻜﺎﻣﻞ)× .(١٦وﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﻜﻮن درﺟﺎت ا)ﻮﺛﻮﻗﻴﺔ ﺑﺸﻜﻠﻬﺎ ا)ﺜﺎﻟﻲ ﻓﻮق ٠٬٩٠أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ،٠٬٨٠رﻏﻢ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ا)ﺄﻟﻮف ،ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻘـﺎﻳـﻴـﺲ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟﺮاﺳﺨﺔ ،أن ﺗﺒﻠﻎ درﺟﺎت ﻣﻮﺛﻮﻗﻴﺘﻬﺎ ﺣﻮاﻟﻲ ٠٬٧٠أو ٠٬٦٠أو أﺣﻴﺎﻧﺎ أﻗﻞ ﻣﻦ ذﻟﻚ. وﻣﻦ ﻃﺮاﺋﻖ ﺗﻘﺪﻳﺮ ا)ﻮﺛﻮﻗﻴﺔ ﻃﺮﻳﻘﺔ إﻋﺎدة اﻻﺧﺘﺒﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻠﺰم أن ﻧﻌﻄﻲ اﻻﺧﺘﺒﺎر ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺮﺗ zﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ ا)ﻔﺤﻮﺻ zﻧﻔﺴـﻬـﺎ ،ﺛـﻢ ﻧـﺤـﺴـﺐ ﺑـﻌـﺪ ذﻟـﻚ اﻻرﺗﺒﺎط ﺑ zﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻲ اﻟﺪرﺟﺎت ،ﻓﻤﺜﻼ ﻜﻦ أن ﻧﻌﻄﻲ اﺧﺘﺒﺎرا ﻣﺎ ﻟﻘﻴﺎس ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺬﻛﺎء ﻣﺮﺗ ،zوﺑﻔﺎﺻﻞ زﻣﻨﻲ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﻘﺪاره ﻋﺎم ،ﻟـﺘـﻼﻣـﻴـﺬ ا)ـﺪرﺳـﺔ 37
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ أﻧﻔﺴﻬﻢ ،وﺗﻜﻮن ا)ﻮﺛﻮﻗﻴﺔ ا)ﻘﺪرة ﻫﻲ ﺣﺎﺻﻞ اﻻرﺗﺒﺎط ﺑ zدرﺟﺎت ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺬﻛﺎء اﻟﺘﻲ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻻﺧﺘﺒﺎرﻳﻦ .وﻟﺴﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟـﺔ ﻷن ﻧﻘﻮل ﺑﺄﻧﻪ إذا ﺗﺬﻛﺮ ا)ﻔﺤﻮﺻﻮن اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﻮﻫﺎ ﻓﻲ ا)ـﺮة اﻷوﻟـﻰ ،ﻓـﺈن ذﻟﻚ ﺳﻴﺆدي إﻟﻰ ﺗﻀﺨﻴﻢ ﻗﻴﻤﺔ ا)ﻮﺛﻮﻗـﻴـﺔ ا)ـﻘـﺪرة .أﻣـﺎ إذا ﻛـﺎﻧـﺖ اﻟـﺴـﻤـﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎس ﺗﺘﻐﻴﺮ ﺑﺴـﺮﻋـﺔ ﻋـﺒـﺮ اﻟـﺰﻣـﻦ ﻣـﻦ اﻟـﻨـﺎﺣـﻴـﺔ اﻷﺧـﺮى ﻓـﺈن أﺳﻠﻮب إﻋﺎدة اﻻﺧﺘﺒﺎر ﻫﺬا ﺳﻴﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻔﺾ ﻗﻴﻤﺔ ا)ﻮﺛﻮﻗﻴﺔ. ﻫﺬا اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻪ دﻻﻻﺗﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎ)ﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨـﺪم ﻓـﻲ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻟﻘﻴﺎس اﻟﺸﻬﺮة .وﻛﻤﺎ ﻳﺪل اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﺬي ﺣﻈﻲ ﺑﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺑﺎخ وﻣﻨﺪل ﺑﻌﺪ اﻟﻮﻓﺎة ،ﻓﺈن اﻟﺸﻬﺮة ﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺘﻘﻠﺒﺔ ﺗﺘﺬﺑﺬب ﻣﻦ ﺟﻴﻞ إﻟﻰ ﺟﻴﻞ ،و ﻜﻦ ﻓﻲ اﳊﻘﻴﻘﺔ أن ﻳﺴﺘﺨﺪم أﺳﻠﻮب إﻋـﺎدة اﻻﺧـﺘـﺒـﺎر ﻟـﻴـﺜـﺒـﺖ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻘﻨﻌﺔ أن اﻟﺸﻬﺮة أﻣﺮ ﻣﺴﺘﻘﺮ ﺑﺪرﺟﺔ ﻣﺪﻫﺸﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻦ .ﻟﻘﺪ ﺑz اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﺎرﻧﺰورث ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎف ،ﻣﺜﻼ ،أن اﻟﺘﺬوق ا)ﻮﺳﻴﻘﻲ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺷﻜﻼ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﻟﻘﺎﺑﻞ ﻟﻠﻘﻴﺎس .ﻓﻘﺪ وﺟﺪ ﻓﺎرﻧﺰوث ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎد إﻟﻰ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﻋﺰﻓﺘﻬﻤﺎ أورﻛﺴﺘﺮا ﺑﻮﺳﻄﻦ اﻟﺴﻤﻔﻮﻧﻴـﺔ أن ﺗـﻜـﺮار ﻇـﻬـﻮر ﻣﺆﻟﻒ ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ ﻓﻲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻫﺬه اﻷورﻛﺴﺘﺮا ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ ١٩٢٤-١٩١٥م ،ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺪرﺟﺔ ٠٬٩٨ﻣﻊ ﺗﻜﺮار ﻇﻬﻮره ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ ،١٩٣٤-١٩٢٥وﺑﺪرﺟﺔ ٠٬٩٠ﻣﻊ ﺗﻜﺮار ﻇﻬﻮره ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪﻳﻦ ١٩٤٤-١٩٣٥و ،١٩٥٤-١٩٤٥وﺑﺪرﺟﺔ ٠٬٨٩ﻣﻊ ﺗﻜﺮار ﻇﻬﻮره ﻓﻲ اﻟﻌﻘـﺪ .١٩٦٤-١٩٥٥إن درﺟﺎت ا)ﻮﺛﻮﻗﻴﺔ ﺑ zاﻟﻌﻘﻮد ﺗﺘﻨـﺎﻗـﺺ ﻣـﻊ ﺗـﺰاﻳـﺪ اﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑ zﻛﻞ ﻋﻘﺪﻳﻦ .ﻟﻜﻦ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ،ﻣﻦ ﻫﺬا اﻻﻧﺨﻔﺎض ا)ﻌﺘﺪل ﻓﻲ اﻟﺜﺒﺎت ،ﻗﺪ ﺗﺮﺟﻊ إﻟﻰ إﺿﺎﻓﺔ ﻣﺆﻟﻔ zﻣﻌﺎﺻﺮﻳﻦ إﻟﻰ اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ .وﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ،ﻓﺈن ﻫﺬا اﻹﺟﻤﺎع ا)ﻮﺳﻴﻘﻲ ا)ﺴﺘﻘﺮ ،ﻟﻴﺲ ﻣﻘﺼﻮرا ﻋﻠﻰ اﻟـﻌـﺰف ﻓـﻲ ﻗﺎﻋﺔ اﳊﻔﻼت ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ .ﻓـﻘـﺪ ﺣـﺼـﻞ ﻓـﺎرﻧـﺰورث ﻋـﻠـﻰ درﺟـﺎت ﻣـﺸـﺎﺑـﻬـﺔ ﻟﻠﺪرﺟﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ا)ﺴﺎﺣﺔ ا)ـﻜـﺮﺳـﺔ ﻟـﻠـﻤـﺆﻟـﻔـz اﺨﻤﻟﺘﻠﻔ zﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺎت ا)ﻜﺘﻮﺑﺔ ﺣﻮل ﺗﺎرﻳـﺦ ا)ـﻮﺳـﻴـﻘـﻰ ،وﻓـﻲ ا)ـﻮﺳـﻮﻋـﺎت ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ،وﻛﺬﻟﻚ ا)ﻮﺳﻮﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺮت ﻋﺒﺮ ﻓـﺎﺻـﻞ زﻣـﻨـﻲ ﻳـﺰﻳـﺪ ﻋﻠﻰ ﺧﻤﺴ zﻋﺎﻣﺎ .وﻫﻜﺬا ﻓﺈن إﻋﺎدة اﻻﺧﺘﺒﺎر ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﺤﻘﻖ ﻓﻲ ا)ﻮﺛﻮﻗﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺸﻬﺮة ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺗﻌﻄﻴﻨﺎ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﺟﺪا )اﻧﻈـﺮ أﻳـﻀـﺎOver ، (١٩٨٢وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﻳﻘﻮم اﻟﺬوق اﻟﺴﺎﺋﺪ ﺑﻮﺿﻊ ﺑﺎخ ﻋﻠﻰ اﻟﻘـﻤـﺔ ،وﻓـﻲ أوﻗﺎت أﺧﺮى ﻳﻀﻊ ﺑﻴﺘﻬـﻮﻓـﻦ ،وﻓـﻲ أوﻗـﺎت ﺛـﺎﻟـﺜـﺔ ﻳـﻀـﻊ ﻣـﻮزارت ،ﻟـﻜـﻦ ﻫـﺬا 38
اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻌﺒﺎﻗﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺦ
اﻟﺬوق اﻟﺴﺎﺋﺪ ﻟﻢ ﻳﺪﻓﻊ ﻣﻌﺎﺻﺮي ﻫﺆﻻء ا)ﺆﻟﻔ zأﻣﺜﺎل ﻏﻴـﺒـﻞ Gebelوراﻳﺨﺎ Reichaوﺗﻮرك Turkأﺑﺪا إﻟﻰ رأس اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ. ﻳﺸﺘﻤﻞ اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ا)ﻮﺛﻮﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺷﻜﺎل ﺑﺪﻳﻠـﺔ ،ﻓـﺒـﺪﻻ ﻣـﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻻﺧﺘﺒﺎر ﻧﻔﺴـﻪ ﻋـﻠـﻰ اﻷﺷـﺨـﺎص ا)ـﻔـﺤـﻮﺻـ zأﻧـﻔـﺴـﻬـﻢ ﻓـﻲ وﻗـﺘـz ﻣﻨﻔﺼﻠ ،zﻳﻘﻮم ﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﻄﺒﻴﻖ اﺧﺘﺒﺎرﻳﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔـ zﻋـﻠـﻰ اﻷﺷﺨﺎص ا)ﻔﺤﻮﺻ zأﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ .إذ ﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا)ﺜﺎل إﻋﻄﺎء ﺷﻜﻠ ،zﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﺪﻳﻞ ﻟﻶﺧﺮ ﻣﻦ اﺧﺘﺒﺎر ﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﺬﻛﺎء ﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﻼب ﺛﻢ ﻧﺤﺴﺐ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻻرﺗﺒﺎط ﺑ zﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻲ اﻟﺪرﺟﺎت .إن دراﺳﺎت اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن أن ﲢـﺼـﻞ ﻋـﻠـﻰ ﻣـﻘـﻴـﺎﺳـz ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻟﻠﻤﺘﻐﻴﺮ ﻧﻔﺴﻪ ،وﲢﺴﺐ اﻻرﺗﺒﺎط ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺛﻢ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻫﺬا اﻻرﺗﺒﺎط ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣﻌﺎﻣﻼ ﻟﻠﻤﻮﺛﻮﻗﻴﺔ .وﻗﺪ ﻗﻤﺖ ﺑﻌﺪة دراﺳﺎت ،ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا)ﺜﺎل ،ﺣﻮل ﻣﻮﺛﻮﻗﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻹﺣﺼﺎء ا)ﺴﺘﻘﻠﺔ ﻟﻌﺪد اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت واﻻﺑﺘﻜﺎرات اﻟﻌﻠﻤـﻴـﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ وﺣﺪة زﻣﻨﻴﺔ وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜﻞ وﺣﺪة ﻗﻄﺎع ﻣﺴﺘﻌﺮض ،ﺳﻮاء ﲢﺪﻳﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻛﻜﻞ ،أو ﺗﻔﺘﻴﺘﻬﺎ ﺎ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﻟﻔﺮوع اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﺨﻤﻟﺘﻠـﻔـﺔ. ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻹﺣﺼﺎءات ا)ﺴﺘﻘﻠﺔ ﻟﻠﻮﻗﺎﺋﻊ ﻓﻲ أﻧﻮاع ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ا)ﺼﺎدر ،ﻣﺜﻞ ﻛﺘﺐ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻓﻲ ﻣـﻘـﺎﺑـﻞ ﻗـﻮاﻣـﻴـﺲ اﻟـﺘـﺮاﺟـﻢ Biographical .Dictionariesوﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺎﻣﻼت ا)ﻮﺛﻮﻗﻴﺔ ا)ﻘﺎﺳﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ داﺋﻤﺎ ،و ﻌـﺪل ﻣﻘﺪاره .٠٬٩٠ ﺗﻠﺠﺄ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ دراﺳﺎت اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ إﻟﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ زوج ﻣﻦ ا)ﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ .ﻓﻔﻲ ﺑﺤﺚ ﺣﻮل ﺷﻬـﺮة ٢٠١٢ﻓﻴﻠﺴﻮﻓﺎ ،اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻋﺸﺮة ﻣﻘﺎﻳـﻴـﺲ ﻣﺘﻤﺎﻳﺰة ،وﻓﻲ دراﺳﺔ ﺣﻮل ﺷﻬﺮة ٦٩٦ﻣﺆﻟﻔﺎ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺎ ﻛﻼﺳﻴﻜﻴﺎ ،اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﺳﺘﺔ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .واﻹﺟﺮاء اﻟﺸﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ا)ﻘـﺎﻳـﻴـﺲ ا)ـﺘـﻌـﺪدة ﻫـﻮ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ ﻋﺎﻣﻠﻲ)× (١٧ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﺑﻌﺪ واﺣﺪ ﻳﺴﻤﻰ اﻟﺸﻬﺮة، ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﻘﻒ وراء ا)ﻘﺎﻳﻴﺲ ا)ﺘﻨﻮﻋﺔ .وﻗﺪ ﻛﺸﻒ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻌﺎﻣﻠﻲ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﻋﻦ أن ﺣﻮاﻟﻲ ﻧﺼﻒ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ اﻟﻜﻠﻲ ﻓﻲ ا)ﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﻌﺸﺮة ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ،وﺣﻮاﻟـﻲ %٦٠ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ اﻟﻜﻠﻲ ﻓﻲ ا)ﺆﺷﺮات اﻟﺴﺘـﺔ ﻓـﻲ دراﺳـﺔ ا)ﺆﻟﻔ zا)ﻮﺳﻴﻘﻴ zﻜﻦ أن ﺗﺮﺟﻊ إﻟﻰ ﻋﺎﻣﻞ واﺣﺪ ﻫﻮ ﻋﺎﻣﻞ اﻟﺸﻬﺮة .وﻫﺬه اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت اﻟﻌﺎﻣﻠﻴﺔ ﻜﻦ أن ﺗﻜﺸﻒ أﻳﻀﺎ ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك أﺑﻌﺎد أﺧﺮى ﻟﻠﻌﻈﻤﺔ ،ﻣﺜﻞ اﻟﺘﺤﻴﺰات ا)ﺘﻤﺮﻛﺰة ﺣﻮل ﻋﺮق ﻣﻌ Ethnocentric zأو ﺣﻮل ﻓﺘﺮة 39
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
زﻣﻨﻴﺔ ﻣﺤﺪدة ﻓﻲ ﻣﺼﺎدر ا)ـﻌـﻠـﻮﻣـﺎت .وYـﺎ ﻳـﻄـﻤـﺌـﻦ أن ﻧـﺬﻛـﺮ أن اﳉـﺎﻧـﺐ اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت ﻗﺪ وﺟﺪ ﺣﻠﻮﻻ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺎﻣـﻞ واﺣـﺪ .وﻳـﺪل ﻫـﺬا ﻋﻠﻰ أن ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺘﺤﻴﺰات-إن وﺟﺪت-ذات ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻣﺤﺪود ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮات اﻟﺸﻬﺮة. ﻻ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻌﺎﻣﻠﻲ ﻛﻞ ا)ﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻧﺮﻳﺪﻫﺎ واﳋﻄﻮة اﻟﺘـﺎﻟـﻴـﺔ ﻫﻲ أن ﻧﺤﺴﺐ ﻣﻌﺎﻣﻞ اﻟﺜﺒﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻲ ،وﻳﺸﻴﺮ ﻫﺬا ا)ﻌﺎﻣﻞ إﻟﻰ ﻣﻘﺪار اﺗﻔﺎق ا)ﻘﺎﻳﻴﺲ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫـﺪف اﻟـﻘـﻴـﺎس ذاﺗـﻪ .واﻟـﺸـﻜـﻞ ا)ـﻌـﺘـﺎد ﻫـﻨـﺎ ﻫـﻮ اﺳﺘﺨﺪام ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﻛﻮدر رﺗـﺸـﺮدﺳـﻦ Kuder Richardsonأو ﻣﻌﺎﻣﻞ أﻟـﻔـﺎ Alpha Coefficientواﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻫﻲ ﻣﻌﺎﻣﻞ ﻜﻦ ﻣﻘﺎرﻧﺘﻪ ﺑﺪرﺟﺎت ا)ﻮﺛﻮﻗﻴﺔ اﶈﺴﻮﺑﺔ ﺑﻮاﺳﻄﺔ أﺳﺎﻟﻴﺐ إﻋﺎدة اﻻﺧﺘﺒﺎر أو اﻟﺼﻴﻐﺔ اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﻣﻦ اﻻﺧﺘﺒﺎر .ﻓﻘﺪ ﻗﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا)ﺜﺎل ،ﻓﻲ دراﺳﺔ ﻋﻦ رؤﺳﺎء اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺑﺈﺟﺮاء اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻌﺎﻣﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻌﺔ ﺗﻘﺪﻳﺮات ﻟﻸداء اﳋﺎص ﺑﻬﻢ ،ووﺟﺪت أن ﻋﺎﻣﻼ واﺣﺪا ﺧﺎﺻﺎ ﺑﺎﻟﻌﻈﻤﺔ اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎن ﻣﺴﺆوﻻ ﻋﻦ %٧١ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ )Simonton, (1981Cووﻓﻘﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻗﻤﺖ ﺑﺘﻜﻮﻳﻦ ﻣﻘﻴﺎس ﻣﺮﻛﺐ composite Measureﻟﻠﻌﻈﻤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﲡﻤﻴﻊ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات ا)ﻨﻔﺼﻠﺔ ﺛﻢ ﺣﺴﺎب ﻣﻌﺎﻣﻞ أﻟﻔﺎ ،وﻗﺪ ﻧﺘﺞ ﻋـﻦ ذﻟﻚ ﻣﻌﺎﻣﻞ ﻣﻮﺛﻮﻗﻴﺔ ﺟﺪﻳـﺮ ﺑـﺎﻻﻋـﺘـﺒـﺎر ـﺎﻣـﺎ ﻣـﻘـﺪاره ٠٬٩٨ﻓﻬﻨﺎك إﺟـﻤـﺎع راﺳﺦ ﺣﻮل ﻣﻦ ﻛﺎن ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻓﻲ رﺋﺎﺳﺘﻪ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ،وﻣﻦ ﻛﺎن ﻋﺎدﻳﺎ، وﻣﻦ ﻛﺎن ﺳﻴﺌﺎ ،ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ )اﻧﻈﺮ أﻳﻀـﺎ Kynerd, (1971إن ﻣﻮﺛﻮﻗﻴﺔ ﻣﻌﺎﻣﻞ أﻟﻔﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺸﻬﺮة اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻫﻮ ٠٬٩٤وﻫﻮ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ اﺗﻔﺎق Yﺎﺛﻞ ﺣﻮل ﻋﻈﻤﺔ ا)ﻔﻜﺮﻳﻦ. ﻟﻘﺪ ﻗﺎم ﻋﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜ zﺑﺘﻘﺪﻳﺮ درﺟﺎت ﻣﻮﺛﻮﻗﻴﺔ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ا)ﻘﺎﻳﻴﺲ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ،ووﺟـﺪوا ﺑـﺎﺳـﺘـﻤـﺮار أن ﻫـﺬه ا)ـﻘـﺎﻳـﻴـﺲ ـﻜـﻦ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻴﻬﺎ .وﺗﺼﻤﺪ ا)ﻮﺛﻮﻗﻴﺔ ﺳﻮاء أﻛﻨﺎ ﻧﻘﻮم ﺑﻔﺤﺺ اﻹﺑﺪاع أو اﻟﻘﻴﺎدة أو ﻛﻨﺎ ﻧﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﺴﻴﺮ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ أو اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ .ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ ا)ﻮﺛﻮﻗﻴﺔ ﻫﻲ اﶈﻚ اﻟﺬي ﻳﻘﺮر ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣﺸﺮوع اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻣﻘﺒﻮﻻ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﻓﺈن ﻫﺬا اﶈﻚ ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ﲢﻘﻖ. وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﺑﺎﺣﺜﻲ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا داﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ وﻋﻲ ﺑﺎﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻲ ﻜﻦ أن ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺛﻮﻗﻴﺔ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت .وأﺣﺪ ﻫﺬه اﻟﻌﻮاﻣﻞ ﻫﻮ ﻋﺎﻣﻞ اﺧﺘﻴﺎر اﻟﻌﻴﻨﺔ .ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ا)ﺒﺪﻋ zواﻟﻘﺎدة ا)ﺸﻬﻮرﻳﻦ ﻫﻲ ﻋﻴﻨﺔ اﻧﺘﻘﺎﺋﻴﺔ 40
اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻌﺒﺎﻗﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺦ
ﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ .و ﺎ أن ا)ﻐﻤﻮرﻳﻦ ﻧﺎدرا ﻣﺎ ﺧﻀﻌﻮا ﻟﺒﺤﻮث اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ،ﻓﺈن اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻣﺜﻞ اﻟﺬﻛﺎء ﻳـﻜـﻮن ﻣـﺒـﺘـﻮرا ﺑـﺸـﻜـﻞ ﺣـﺎد، وﻫﺬا اﻟﺒﺘﺮ ﻳﻌﻨﻲ أن ﻣﻌﺎﻣﻼت ا)ﻮﺛﻮﻗﻴﺔ ﺗﻜﻮن ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ أﻛﺜﺮ Yﺎ ﻧﺘﻮﻗﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻴﻨﺎت ا)ﺘﻨﻮﻋﺔ ،ﻓﻔﻲ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ ا)ﻨﺘﻘﺎة ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ وا)ﺘﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ٣٠١ﻣﻦ ﻋﺒﺎﻗﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻣﺖ ﻛﻮﻛﺲ ﺑﺠﻤﻌﻬﻢ ) (١٩٢٦ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا)ﺜﺎل ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺎﻣﻼت ا)ﻮﺛﻮﻗﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺘﻘﺪﻳـﺮات ﻧـﺴـﺐ اﻟـﺬﻛـﺎء ﻟـﺪﻳـﻬـﺎ ﻗـﺮاﺑـﺔ Simonton,) ٠٫٥٠ ،(1976 aورﻏﻢ أن ﻗﻴﻤﺔ ﻫﺬه ا)ﻮﺛﻮﻗﻴﺔ ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ إﻻ أﻧﻬﺎ ﺟﺪﻳﺮة ﺑـﺎﻻﺣـﺘـﺮام إذا ﻋﻠﻤﻨﺎ أن ﻫﺆﻻء ا)ﻔﺤﻮﺻ zﻛﺎﻧﻮا ﻳﺸﻜﻠﻮن ﻧﺨـﺒـﺔ ﻣـﺘـﻤـﻴـﺰة وﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻳـﺘـﻢ ﺣﺴﺎب ﻣﻌﺎﻣﻼت ا)ﻮﺛﻮﻗﻴﺔ ﻟﺪرﺟﺎت اﻹﺑـﺪاع ودرﺟـﺎت اﺧـﺘـﺒـﺎر اﻟـﺬﻛـﺎء ﻋـﻨـﺪ اﻷﻃﻔﺎل ا)ﻮﻫﻮﺑ zﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻜﻮن أدﻧﻰ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،وﺗﺒﻠﻎ ﺣﻮاﻟﻲ Hudson ٠٫٣٠ .(1966, Wallach & Kogan, 1965 واﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻀﻌﻪ ﺑﺎﺣﺜﻮ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻓﻲ اﻋﺘﺒﺎرﻫﻢ ﻳﺘﻌﻠﻖ اﻟﻘﺮب اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ .ﻓﻜﺘﺐ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ ﺗـﻌـﺞ ﺑـﺎ)ـﻌـﺎرك واﳊـﺮوب واﻟـﺜـﻮرات واﻻﻧﻘﻼﺑﺎت أو ﺎ ﺳﻤﺎه وﻟﻴﻢ ﻛﻮﻟ zﺑﺮاﻳﻨﺖ » W. C. Bryantاﳊﻜﺎﻳﺔ اﻟﻜﺮﻳﻬﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﺬب واﻟﻨﺰاع ،واﻟﻘﺘﻞ واﻟﺴﻠﺐ« .وﻫﻜﺬا ﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺸﻌﺮ ﺑﻘﺪر ﻛﺎف ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻃﺎ)ﺎ اﻗﺘﺼﺮت ﻋﻠﻰ اﻷﺣﺪاث اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﻋﻨﻬﺎ ا)ﻌﻠﻮﻣﺎت .أﻣﺎ ﻣﻮﺛﻮﻗﻴﺔ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺮة اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ذﻟﻚ ،ﻓﺈن ﻣﻮﺛﻮﻗﻴﺘﻬﺎ ﺗﻘﻞ ﻛﻠﻤﺎ ﻟﺪﻧﺎ إﻟﻰ ﻋﺒﺎﻗﺮة اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻘﺪ ﺔ ،وﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا)ﺜﺎل ،ﻓﺈن ﻣﻮﺛﻮﻗﻴﺔ درﺟﺎت ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺬﻛﺎء اﻟﺘﻲ ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻛﻮﻛﺲ ﻟﻠﻌﺒﺎﻗﺮة اﻟﺬﻳـﻦ درﺳـﺘـﻬـﻢ وﻋـﺪدﻫـﻢ ،٣٠١ﻗﺪ ارﺗﺒﻂ ﺑﺪرﺟﺔ إﻳﺠـﺎﺑـﻴـﺔ ﻣﺮﺗـﻔـﻌـﺔ )ر= (٠٫٤٣ﺪى اﻟﻘﺮب اﻟﺘﺎرﻳـﺨـﻲ )ـﻴـﻼد ﻛـﻞ ﻋـﺒـﻘـﺮي ),Simonton .(١٩٧٦ﻓﺈذا ﻛﻨﺎ ﻧﺮﻏﺐ ﻓﻲ دراﺳﺔ ا)ﺒﺪﻋ zواﻟﻘﺎدة اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﻤﻮن ﻟﻠﻤـﺎﺿـﻲ اﻟﺒﻌﻴﺪ ،إﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻣﻮﺛﻮﻗﻴﺔ ﻣﻘﺎﻳﻴﺴﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﻋﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ وﻗﺎدﺗﻪ اﻷﻛﺜﺮ ﺷﻬﺮة ،أي ﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻮاﻓﺮ ﻋﻨﻬﻢ أﻛﺒﺮ ﻗﺪر Yﻜﻦ ﻣﻦ ا)ﻌﻠﻮﻣﺎت .وﻗﺪ ﻛﺎن ﻣﻌﺎﻣﻞ اﻻرﺗﺒﺎط ﻓﻲ ﺑـﻴـﺎﻧـﺎت ﻛـﻮﻛـﺲ ﺑـ zﻣـﻮﺛـﻮﻗـﻴـﺔ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت واﻟﺸﻬﺮة ،ﻣﻌﺎﻣﻼ ﻣﺘﻮاﺿﻌﺎ ر=.(٠٫١٤ وﻟﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮات ا)ﻮﺛﻮﻗﻴﺔ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ ،ﻓﺈن ﺛﻘﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺠﻴﺔ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻜﻦ ﺗﻌﺰﻳﺰﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻜﺮار اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﺣﺚ ﻣﻌ ،zﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺑﺎﺣﺜ zآﺧﺮﻳﻦ .وﻟﻨﻘﺪم ﺣﺎﻟﺔ 41
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﺣﺎﺳﻤﺔ اﻟﻮﺿﻮح ﻓﻲ ﻫﺬا ﺷﺄن ،ﻓﻘﺪ اﺗﻔﻖ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜ zا)ـﻨـﺘـﺸـﺮﻳـﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﻗﺮن ،واﻟﺬﻳﻦ اﺳﺘﺨﺪﻣﻮا ﺻﺎدر ﺳﺠـﻼت ﻣـﺘـﻨـﻮﻋـﺔ ،ﻓـﻴـﻤـﺎ ﻳـﺘـﻌـﻠـﻖ ﻘﺪار ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﻌﻤﺮ ا)ﺘﻮﻗﻊ )ﺸﺎﻫﻴﺮ ا)ﺒـﺪﻋـ zاﻧـﻈـﺮ ﻋـﻠـﻰ ﺳـﺒـﻴـﻞ ا)ـﺜـﺎل ،Beard, 1874; Sorokin, 1925; Simonton 1978, 1976a, 1977b; Eisenstadt 1974 وﻛﺎن ﻫﺬا ا)ﺘﻮﺳﻂ ﺣﻮاﻟﻲ ٦٦ﺳﻨﺔ ﺑﺎﻧﺤﺮاف ﻣﻌﻴﺎري ﻣﻘﺪاره .(١٤ﻫﺬا ا)ﺜﺎل ﻗﺪ ﻳﺒﺪو ﻗﻠﻴﻞ اﻟﺸﺄن ،وﻟﻜﻦ اﻟﻌﻤﺮ ،ﺳﻴﻜﻮن ﺣـﺪا Parametrerﺣﺎﺳﻤﺎ ﻋﻨﺪﻣـﺎ أﻗﻮم ﻨﺎﻗﺸﺔ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻠ zاﳋﺎﻣﺲ واﻟﺴﺎدس ،واﻷﻛﺜﺮ أﻫـﻤـﻴـﺔ، ﻫﻮ أن ﻓﻜﺮة ﺗﻜﺮار اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻫﻲ ﻓﻜﺮة أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠـﻢ ،ـﺎ ﻓـﻲ ذﻟـﻚ ﻋـﻠـﻢ اﻟﻘﻴﺎﺳﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ.
ﺻﺪق ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﺸﻬﺮة:
ﻋﻠﻴﻨﺎ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﺛﺒﺎت أن ا)ﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴـﺔ ﺗـﻘـﻴـﺲ ﺑـﺸـﻜـﻞ ﻳـﻌـﺘـﻤـﺪ ﻋﻠﻴﻪ ،أن ﻧﺜﺒﺖ أﻧﻬﺎ ﺗﻘﻴﺲ اﻟﺸﻲء اﻟﺼﺤﻴﺢ أﻳﻀﺎ .وأﺣـﺪ اﳊـﻠـﻮل اﳋـﺎﺻـﺔ ﺸﻜﻠﺔ اﻟﺼﺪق ﻫﻮ »اﻹﺟﺮاﺋﻴﺔ« Operationalization:وﻛﻲ ﻧﻮﻓﺮ ﻫﺬا اﻟﺸﺮط )ﻔﻬﻮم ﻣﺠﺮد ،ﻻ ﺑﺪ أن ﻧﻘﻴﻤﻪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس إﺟﺮاءات ﻣﺠﺴﺪة ﻣﺤﺪدة ،وﻫﻜﺬا ﻳﺤﺪد اﻟﺬﻛﺎء إﺟﺮاﺋﻴﺎ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ ﺑﺄﻧﻪ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺘـﻲ ﻳـﺤـﺼـﻞ ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ اﻟﻔﺮد ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻴﺎس ﻟﻠﺬﻛﺎء ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻜﻨﻨﺎ اﻹﺻﺮار ﻋﻠﻰ أن اﻟﺬﻛﺎء ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺎ ﻳﻘﻴﺴﻪ اﺧﺘﺒﺎر اﻟﺬﻛﺎء .وﻏﻨﻲ ﻋﻦ اﻟﻘﻮل إن ﺗﺄﻛﻴﺪا ﻛﻬﺬا ﺳﻬـﻞ اﻟـﻘـﻮل وﻻ ﻳﺨﺪم ا)ﻌﺮﻓﺔ .ﻟﻜﻦ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﺗﺘﻤﺘـﻊ ﳊـﺴـﻦ اﳊـﻆ ﺑﺪرﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺪق اﻟﻈﺎﻫـﺮي ،Face Validityوﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ﻫﻨﺎك ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻼﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن ا)ﻘﻴﺎس ﻳﻔﻲ ﺎ ﻳﻌﺪ .ﻓﺈذا ﻛﻨﺎ ﻣﻬﺘﻤ zﺑﻘﻴﺎس ﺷﺮاﺳﺔ ﺣﺮب ﻣﻌﻴﻨﺔ ،ﻣﺜﻼ ،ﻓﺈن ﻣﻦ ا)ﻨﻄﻘﻲ أن ﻧﻀﻊ ﻓﻲ اﻋﺘﺒﺎرﻧﺎ ا)ﺪة اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻐﺮﻗﺘﻬﺎ ﻫﺬه اﳊﺮب ،وﻋﺪد اﻷ© ا)ﺸﺘﺮﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﺮاع ،وﺗﻜﺮار ا)ﻌﺎرك، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﺆﺷﺮات ﻟﻠﺤﺮب أو دﻻﺋﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ. وﺳﺘﻜﻮن ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻣﺮﻛﺐ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات اﻟﻜﻤﻴﺔ ﻣﺸﺘﻤـﻠـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﺻﺪق ﻇﺎﻫﺮي واﺿﺢ. ﻟﻜﻦ ﻗﻀﻴﺔ اﻟﺼﺪق ﺗﻐﺪو أﻣﺮا ﻣﻠﺤﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﺷﺄن اﻟﺸﻬﺮة ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﺆﺷﺮا ﻟﻺﺑﺪاع أو اﻟﻘﻴﺎدة أو اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ. وﻫﺬه ا)ﻤﺎرﺳﺔ ﻟﻬﺎ ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ اﻟﻄﻮﻳﻞ ،ﳒﺪ ﺑﺪاﻳﺎﺗﻪ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب ﻓﺮاﻧﺴﻴﺲ 42
اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻌﺒﺎﻗﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺦ
ﻏﺎﻟ »اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ اﻟﻮراﺛﻴﺔ« ) .(١٨٦٩وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻔﻜﺮ ﻓﻲ اﻹﺑﺪاع أو اﻟﻘﻴﺎدة ذات ا)ﺴﺘﻮى اﻷرﻗﻰ ﻓﺈن ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أن ﻧﻀﻊ ﻓﻲ اﻋﺘﺒﺎرﻧﺎ ﻗﻮاﺋﻢ اﻷﺳﻤﺎء ﻣﺸﻬﻮري اﻟﺘﺎرﻳﺦ .وﻫﻜﺬا ﻳﻜﻮن ﻟﺘﺤﺪﻳﺪﻧﺎ ﻟﻠﻌﺒـﻘـﺮي ﻓـﻲ ﺿـﻮء ﻋـﺪد ا)ـﺮات اﻟـﺘـﻲ ذﻛـﺮ ﻓﻴﻬﺎ ،وﻛﺬﻟﻚ ا)ﺴﺎﺣﺔ ا)ﻌﻄﺎة ﻟﻪ وﻋﺪد اﻹﳒﺎزات ،وﻏﻴـﺮﻫـﺎ ﻣـﻦ ا)ـﻘـﺎﻳـﻴـﺲ ا)ﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ اﻟﺴﺠﻼت ﺑﻌﺾ اﻟﺼﺪق اﻟﻈﺎﻫﺮي .وﻣﻊ ذﻟـﻚ ﻓـﻘـﺪ ﻻ ﻳـﻮاﻓـﻖ اﳉﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ اﻹﺟﺮاﺋﻲ .ﻓﻜـﻤـﺎ ﻗـﺎل اﻟـﻠـﻮرد ﺑـﺎﻳـﺮن ﻓـﻲ دﻳـﻮاﻧـﻪ »دون ﺟﻮان«: »وﻣﻨﺬ زﻣﻦ ﻃﻮﻳﻞ ﻇﻞ اﺠﻤﻟﺪ ﻳﺠﻌﻞ اﳊﻜﻤﺎء ﻳﺒﺘﺴﻤـﻮن ﻓـﻬـﺬا اﻟﺸﻲء ،اﻟﻼﺷﻲء ،اﻟﻜﻠﻤﺎت ،اﻟﻮﻫـﻢ ،اﻟـﻬـﻮاء ﻳـﻌـﺘـﻤـﺪ إﻟـﻰ ﺣـﺪ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻠﻰ أﺳﻠﻮب ا)ﺆرخ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻋﺘﻤﺎده ﻋﻠﻰ اﻻﺳـﻢ اﻟـﺬي ﻳﺘﺮﻛﻪ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ وراءه«. )اﻟﻨﺸﻴﺪ اﻟﺜﺎﻟﺚ ،ا$ﻘﻄﻊ .(٩٠
وﻳﺒﺪو رﺟﺎل ا)ﺎﺿﻲ ا)ﺘﻤﻴﺰون وﻧﺴﺎؤه ا)ﺘﻤﻴﺰات أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﺠﺮد أﺳﺎﻃﻴﺮ أﻧﺘﺠﻬﺎ ﺻﺎﻧﻌﻮ اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺴﻤﻴﻬﻢ ا)ﺆرﺧ .zﻓﺎﻟﻘﻠﻢ اﶈﺎﺑﻲ ﻗﺪ ﻳﺼﻨﻊ ﻣﻦ اﻟﻨﻜﺮات ﻋﻤﺎﻟﻘﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻘﻮم اﻹﻫﻤﺎل اﻟﺮاﻓﺾ ﺑﺈﻟﻘﺎء اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﻫﺐ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ا)ﻈﻠﻤﺔ .وﻫﺬه ﻗﺼﺔ ﻗﺪ ﺔ ﻗﺪم اﻟﻌﻬﺪﻳﻦ اﻟﻘﺪ واﳉﺪﻳﺪ، ﻓﻘﺪ ﳒﺢ ﺳﻠﻴﻤﺎن ﻣﻦ ﺧﻼل اﺿـﻄـﻬـﺎد ﺷـﻌـﺒـﻪ ﺑـﻮاﺳـﻄـﺔ ﺟـﺒـﺎﻳـﺔ اﻟـﻀـﺮاﺋـﺐ وﺗﺴﺨﻴﺮﻫﻢ ﻟﺒﻨﺎء ا)ﻌﺒﺪ ﻓﻲ أورﺷﻠﻴﻢ ﻓﻲ اﻛﺘﺴﺎب رﺿﺎ ا)ﺆرﺧ zاﻟﻜﻬﻨﻮﺗﻴ.z ﻓﻌﺮﻓﻪ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره أﺣﻜﻢ ا)ﻠﻮك .وأﻓﻀﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق .أﻣﺎ ﻳﺮﺑﻮﻋﺎم اﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﻓﺮﻏﻢ أن ﺣﻜﻤﻪ ﻛـﺎن ﻣـﻠـﻴـﺌـﺎ ﺑـﺎﻟـﻔـﺘـﻮﺣـﺎت اﻟـﺒـﺎرزة وﻣـﻈـﺎﻫـﺮ اﻟـﺮﺧـﺎء اﻻﻗﺘﺼﺎدي ،ﻓﺈن ا)ﺼﻠﺢ اﻟﺪﻳﻨﻲ اﻟﻨﺒـﻲ ﻋـﺎﻣـﻮس Amosﻋﺎرﺿﻪ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻟـﻢ ﻳﺤﻆ إﻻ ﺑﺬﻛﺮ ﻋﺎﺑﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ .وﻫﻜﺬا ،ﻓﺈن أي إﺟﻤﺎع ﺑz ا)ﺆرﺧ zﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﺑﻼ ﻣﻌﻨﻰ. ﻏﻴﺮ أﻧﻨﻲ ﻻ أرى ﻓﻲ ﻫﺬه ا)ﺸﻜﻠﺔ اﻋﺘﺮاﺿﺎ ﺧﻄﻴﺮا ﻋﻠﻰ ﺟﻬﻮد ا)ﺸﺘﻐﻠz ﺑﺎﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ .ﻓﻤﻮﻗﻔﻲ ﻳﺘﻔﻖ ﺎﻣﺎ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻛﺎرﻻﻳﻞ» :ﻓﻠﻨﺴـﻠـﻢ ﺑـﺄن اﻟﺸﻬﺮة ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻘﻴﺎﺳﺎ ﻣﺆﻛﺪا ﻟﻠﺠﺪارة ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺠﺮد اﺣﺘﻤﺎل ﻟﻬﺎ« .ﻓﻔﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻋﺎدي ،أو ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﻘﻴﻤﺔ ﻳﺤﻈﻰ ﺑﺈﻋﺠﺎب ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ ﻓﻲ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ،ر ﺎ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك آﻻف ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻮل اﻟﺮاﺋﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﻃﻤﺮت إﻟﻰ اﻷﺑﺪ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻫﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ .ﻟﻜﻦ اﻟﺘﻘﺎﺑﻞ ﻣﺎ ﺑ zا)ﺸﻬـﻮر وا)ـﻐـﻤـﻮر ﻫـﻮ إﻟـﻰ ﺣـﺪ ﻛـﺒـﻴـﺮ، 43
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﺗﻘﺎﺑﻞ ﻣﺎ ﺑ zﻋﺪد ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة )اﻟﺬﻳﻦ ر ﺎ ﻛﺎن ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻋﺪد ﻗﻠـﻴـﻞ ﻣـﻦ ا)ﺸﺎﻫﻴﺮ ﻏﻴﺮ اﳉﺪﻳﺮﻳﻦ( وﺑ zﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﺟﺪا ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد ﻏﻴﺮ اﻷﻓﺬاذ »ﻣﻊ ﻋﺪد أﻛﺒﺮ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة اﻟﺬﻳﻦ إﻫﻤﺎﻟﻬﻢ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺜﻠﻮن ﻧﺴﺒﺔ أﺻﻐﺮ«. وﻫﻜﺬا ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻈﻞ ﻫﻨﺎك ﻓﺮوق ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﺑ zا)ﺸﻬﻮر وا)ﻐﻤﻮر ،وﻫﻲ ﻓﺮوق ﺗﻌﺰي إﻟﻰ اﳋﺒﺮات ا)ﺘﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺘﻲ ﻜﻦ أن ﺗﺆدي إﻟﻰ ﺗﻄﻮر اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ وإﻟﻰ اﳋﺼﺎﺋﺺ ا)ﻤﻴﺰة ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ وا)ﻨﺎخ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋـﻲ واﻻﻗـﺘـﺼـﺎدي .وأﻧـﺎ أﻋﺘﻘﺪ أن اﻟﺸﻬﺮة ﻫﻲ أﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﻦ ا)ـﺆﺷـﺮات اﻟـﺪاﻟـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻋـﺒـﺎﻗـﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺦ. إن ذﻟﻚ اﻟﻘﺪر اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺬي ﻛﺮس ﻣﻦ أﺟﻞ ﻋﺒﺎﻗﺮة ا)ﺎﺿﻲ-ﻣﺒﺪﻋﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ وﻗﺎدﺗﻪ اﻟﺒﺎرزﻳﻦ-ﻟﻢ ﻳﺘﺮك ﻣﺒﺮرا ﻟﻠﺸـﻚ ﺑـﺄن ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺒﺎرزة ﺗﺜﻴﺮ ﻗﺪرا ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻣﻦ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑـﺬاﺗـﻬـﺎ .ﻟـﻘـﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﻫﺬه اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ﺑﺘﺸﻜﻴﻞ ا)ـﺎﺿـﻲ ،واﻟـﺘـﺄﺛـﻴـﺮ ﻋـﻠـﻰ اﳊـﺎﺿـﺮ ،ور ـﺎ اﺳﺘﻤﺮت ﻓﻲ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ا)ﺴﺘﻘﺒﻞ .وﻗﺪ ﺗﻜﺸﻒ ﺣﻴﻮات ﻫﺬه اﻟﺸﺨﺼـﻴـﺎت إذا أﺧﻀﻌﺖ ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻌﻠﻤﻲ ،ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﻟـﻘـﻮاﻧـ zاﻟـﻌـﺎﻣـﺔ ﺣـﻮل اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،وﻋﻦ ﻣﺒﺎد £أﺳﺎﺳﻴﺔ ﺣﻮل اﻹﺑﺪاع ،وﺣﻮل ﲢﻮﻻت اﳊﻀﺎرة اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ. وﻫﺬا ﻫﻮ اﳉﺎﻧﺐ اﻟﺬي ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ ﻗﻮة اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ. ﻓﺎﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ،وﻫﻮ اﻟﻌﻠﻢ ا)ﻜﺮس ﻻﻛﺘﺸﺎف ا)ﺒﺎد £اﻟﻨﺎﻣﻮﺳﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻜﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎﻋﺎت اﻟﻌﻴﻨﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ،ﻳﻘﺼﺪ ﻣﻨﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص اﺳﺘﺨﻼص ﺗﻠﻚ اﳋﺼﺎﺋﺺ ا)ﻨﺘﻈﻤﺔ ﻣـﻦ ﺑـ zذﻟـﻚ اﻟـﻜـﻢ اﻟﻬﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﻷﺳﻤﺎء واﻟﺘﻮارﻳﺦ واﻷﻣﺎﻛﻦ .إن اﻟﻬﺪف اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻫﻮ اﻟﺘﻌﻤﻴﻢ ا)ﻮﺿﻮﻋﻲ واﺧﺘـﺰال ذﻟـﻚ اﻟـﻌـﺪد اﻟـﻜـﺒـﻴـﺮ اﶈـﻴـﺮ ﻣـﻦ اﳊـﻘـﺎﺋـﻖ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ،إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﺻﻐﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﺠﻤﻟﺮدة اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻓﺌﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد ﻓﻲ إﻋﺎدة ﺗﻨـﻈـﻴـﻢ اﲡـﺎه اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ.
44
اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻌﺒﺎﻗﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺦ
اﳊﻮاﺷﻲ )× (١ا)ﻘﺼﻮد ﺑﻬﺬا اﻷﺳﻠﻮب ،ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻓﻬﻢ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﻌﺾ اﻷرﻗﺎم اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺰاﻳﺪ أو ﺗﺘﻨﺎﻗﺺ أو ﺗﺘﻢ ا)ﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﻋﺪد اﳉﻴﻮش -ﻋﺪد اﻟﺴﻜﺎن -ﻋﺪد ا)ﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ...إﻟﺦ .ودور ﻫﺬه اﻷرﻗﺎم ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣﺴﺎر اﻟﺘﺎرﻳﺦ أو ﺟﻌﻠﻪ ﻳﺴﻴﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٢اﳉﺬر اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ اﻟﻘﺪ ﻟﻬﺬه اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺮﺗﺒﻂ أو ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﺠﻤﻟﺮد أو »اﻟﻘﺎﻧﻮن« اﻟﻌﺎم .وﻳﺴﻤﻰ أي ﻣﻨﺤﻰ ﻓﻠﺴﻔﻲ أو ﻋﻠﻤﻲ ﻳﻜﻮن ﻣﻮﺟﻬﺎ ﺑﻬﺬا اﻟﺸـﻜـﻞ ﺑـﺎﺳـﻢ »ا)ـﻨـﺤـﻰ اﻟـﻨـﺎﻣـﻮﺳـﻲ« )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٣ا)ﻘﺼﻮد »ﺑﺎﻟﻮﺻﻒ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ« Historiographyاﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ا)ﺘﺒﻌﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ أﺳﺲ وﺻﻒ ﺗﺘﺎﺑﻊ اﻷﺣﺪاث وﺳﻴـﺮ ﺣـﻴـﺎة اﻟـﻘـﺎدة وﻏـﻴـﺮ ذﻟـﻚ ﻣـﻦ اﻷﺳـﺎﻟـﻴـﺐ اﻟـﻮﺻـﻔـﻴـﺔ ا)ﻌﺮوﻓﺔ) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٤أي أن ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﻄﺮاﺋﻖ ،ﺑﺸﻜﻞ أو آﺧﺮ ،ﻃﺮاﺋﻖ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮاﻧ zواﳊﺎﻻت اﻟﻔﺮدﻳﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻴﺰﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮاﻧ zوا)ﺒﺎد £اﻟﻨﺎﻣﻮﺳﻴﺔ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٥ا)ﻘﺼﻮد ﺣﺮب اﻟﺸﻤﺎل واﳉﻨﻮب ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ واﻟﺘﻲ اﺳﺘﻤﺮت ﻓﻲ اﻟـﻔـﺘـﺮة ﻣﻦ ١٨٦١ﺣﺘﻰ ) ١٨٦٥ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٦ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﺳﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻘﻴﺎس ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﺧﺘﺒﺎرات اﻟﻨﻔﺴـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻳـﻘـﻮم ﺑـﻬـﺎ اﺨﻤﻟﺘﺼﻮن ﺑﺎﻟﻘﻴﺎس اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻘﺪرات ﻣﺜﻞ اﻟﺬﻛﺎء واﻟﺬاﻛﺮة وﺑﻌﺾ ﺳﻤﺎت اﻟﺸﺨﺼـﻴـﺔ ﻣـﺜـﻞ اﻻﻧﻄﻮاء واﻻﻧﺒﺴﺎط وﻏﻴﺮﻫﻤﺎ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٧ا)ﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻹﺟﺮاﺋﻲ ﲢﻮﻳﻞ ا)ﺘﻐﻴﺮات اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮاد دراﺳﺘﻬﺎ ﻟﻠﻐﺔ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ )ا)ﺮاﺟﻊ(. )× (٨ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻮﺣﺪات ا)ﻘﻄﻊ اﻟﻌﺮﺿﻲ :اﺳﺘﺨﺪام ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد أو اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﻧﻘﻄﺔ زﻣﻨﻴﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ .وﺗﺴﻤﻰ ﻫﺬه اﻟﻮﺣﺪات أﺣﻴﺎﻧـﺎ ﺑـﺎﻟـﻮﺣـﺪات ا)ـﺘـﺰاﻣـﻨـﺔ .وﻓـﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ذﻟﻚ ﻫﻨﺎك ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺴﻼﺳﻞ اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺘﺒﻊ ﻓﺮد أو ﻣﺠﻤﻮﻋـﺎت ﻣـﻦ اﻷﻓـﺮاد أو اﻷﺣﺪاث ﻋﺒﺮ ﻓﺘﺮات زﻣﻨﻴﺔ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺔ ،وﺗﺴﻤﻰ ﻫﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﺘﺒﻌﻴﺔ أﺣﻴﺎﻧﺎ) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٩أي وﺿﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻓﻲ ﺟﺪاول ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻷرﻗﺎم اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺘﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺘﺤﻠﻴـﻼت اﻹﺣـﺼـﺎﺋـﻴـﺔ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١٠ا)ﻘﺎﻳﻴﺲ ا)ﻮزوﻧﺔ ﺗﻌﻨﻲ ،دون اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ إﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮة ،ا)ﻘﺎﻳـﻴـﺲ اﻟـﺘـﻲ ﻳـﻌـﺘـﻤـﺪ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ إﻋﻄﺎء درﺟﺎت ﺣﻀﺎرﻳﺔ ﻟﻸﻓﺮاد ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﳋﺼﺎﺋﺺ .واﻟﺪرﺟـﺎت ا)ـﻮزوﻧـﺔ ﻫﻲ درﺟﺎت ﻣﻌﺪﻟﺔ ﻟﻠﺪرﺟﺎت اﳋﺎم اﻷﺻﻠﻴﺔ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﺑﻬﺪف رﻓﻊ ﻛـﻔـﺎءة وﺻـﺪق ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ اﻟـﻘـﻴـﺎس وأﻳﻀﺎ ﲢﺪﻳﺪ اﻟﻮزن اﻟﻨﺴﺒﻲ ﻟﻜﻞ درﺟﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻟﻜﻠﻴﺔ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١١ﻓﻲ اﻹﺣﺼﺎء ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻟﺘﺒﺎﻳـﻦ أو اﻟـﺘـﻐـﺎﻳـﺮ :ﻣـﺮﺑـﻊ اﻻﻧـﺤـﺮاف ا)ـﻌـﻴـﺎري ،وﻫـﻮ ﻣـﻘـﻴـﺎس ﻟﻠﺘﺸﺘﺖ-أو اﻟﻘﺎﺑﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﺮ-اﳋﺎص ﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺎت ،و ﻜﻦ ﻓﻬﻢ ﻫﺬا ا)ﺼﻄﻠﺢ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ ا)ﺘﻐﻴﺮ أو ا)ﺘﻐﻴﺮات ا)ﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ رﻓﻊ أو ﺧﻔﺾ درﺟﺔ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺑﻌﻴﺪا أو
45
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ ا)ﺘﻮﺳﻂ اﻟﻌﺎم ،ﺳﻠﺒﺎ أو إﻳﺠﺎﺑﺎ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١٢ﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ -وﻟﻴﺴﺖ اﳊﺮﻓﻴﺔ-ﻟﻠﻤﺼﻄﻠﺢ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١٣أي أن ) %٢٦ = ٠٫٥١ x ٠٫٥١ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١٤ﻓﻲ اﻹرﺗﺒﺎط اﳉﺰﺋﻲ ﻧﻘﻮم ﺑﺤﺴﺎب اﻹرﺗﺒﺎط ﺑ zﻣﺘﻐﻴﺮﻳﻦ ﻣﻊ اﻹﺳـﺘـﺒـﻌـﺎد اﻹﺣـﺼـﺎﺋـﻲ ﻷﺛـﺮ ﻣﺘﻐﻴﺮ ﺛﺎﻟﺚ أو أﻛﺜﺮ ﺑﻬﺪف ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻨﻘﻴﺔ ﺑ zا)ﺘﻐﻴﺮﻳﻦ ﻣﻮﺿﻊ اﻻﻫﺘﻤﺎم )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١٥ﺣﺮف »ﺑﻴﺘﺎ« ﻫﻮ اﳊﺮف اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ،وﻓﻲ ا)ﻌﺎدﻻت اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ـﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑـ »ﲢﻠﻴﻞ اﻹﻧﺤﺪار« ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻣﻌﺎﻣﻞ »ﺑﻴﺘﺎ« ﻛﻤﻘﻴﺎس دال ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﻜﻤﻲ ﻟﻠﻘﻮة اﻟﺘﻨﺒﺌﻴﺔ اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺘﻐﻴﺮ ﻣﻌ zواﻟﺘﻲ ﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺘﻨﺒﺄ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺘﻐﻴﺮ آﺧﺮ أو ﻣﺘﻐﻴﺮات أﺧﺮى ﻛﺄن ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﻣﺜﻼ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻌﺮﻓﺘﻨﺎ ﺑﺪرﺟﺔ اﻟﺬﻛﺎء ﻟﺪى ﻣﺒﺪع ﻣﻌ zـﻘـﺪار اﻹﺑـﺪاع ﻟـﺪﻳـﻨـﺎ أو اﻟﻌﻜﺲ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١٦ﻳﻘﺼﺪ ا)ﺆﻟﻒ ﻓﻲ ذﻟﻚ أن ﻣﺴﺘﻮى ا)ﻮﺛﻮﻗﻴﺔ ا)ﻄﻠﻘﺔ ،ﻫﻮ ﻣﺴﺘﻮى ﲡﺮﻳﺪي ﻣﺘﺼﻮر ﻻ ﻜـﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻪ ،ﺑﻞ ﻜﻦ اﻻﻗﺘﺮاب ﻣﻨﻪ ،ﻣﻦ ﺧﻼل درﺟﺎت ﻣﻮﺛﻮﻗﻴﺔ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻜﺴﺮ ﻋﺸﺮي ،وﻛﻠﻤﺎ ارﺗﻔﻌﺖ ﻗﻴﻤﺔ ﻫﺬا اﻟﻜﺴﺮ دلّ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ زﻳﺎدة درﺟﺔ ا)ﻮﺛﻮﻗﻴﺔ) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١٧اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻌﺎﻣﻠﻲ ﻫﻮ أﺳﻠﻮب إﺣﺼﺎﺋﻲ ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ ﺗﻠﺨﻴﺺ واﺧﺘﺰال اﻟﻌﺪد اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺟﺪا ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت وا)ﻌﻠﻮﻣﺎت ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻋﺪد ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﶈﺎور أو اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ ﺗـﻔـﺴـﻴـﺮ اﻟـﻌـﺪد اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺟﺪا ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت وا)ﻌﻠﻮﻣﺎت) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(.
46
اﻷﺳﻼف وا ﻮرﺛﺎت واﻷﺟﻴﺎل
2اﻷﺳﻼف واﳌﻮرﺛﺎت واﻷﺟﻴﺎل ﻫﻨﺎك ﺟﺪال ﻃﺎل أﻣﺪه ﻓـﻲ ﻋـﻠـﻢ اﻟـﻨـﻔـﺲ ﻳـﺪور ﺣﻮل اﻟﻄﺒﻊ واﻟﺘﻄﺒﻊ .ﻓﻌﻨﺪ أﺣﺪ ﻃﺮﻓﻲ اﻟﻨﺰاع ﻳﻮﺟﺪ أﺻﺤﺎب اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﻔﻄﺮﻳﺔ Nativismاﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪون ﺑﺄن اﻟﺴﻠﻮك اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻣﻮﺟﻪ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻣﻦ ﺧـﻼل ﻣﺎ ﺗﻔﺮﺿﻪ ﺑﻌﺾ ا)ﻌﻄﻴﺎت اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ،أو ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ،وﻫﻢ ﻳﺼﺮون ﻋﻠﻰ أن ﻫﻨﺎك ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ ﻜﻦ أن ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻘﺐ »اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ« ﻫﻮ ﺜﺎﺑﺔ اﻷﺳﺎس اﻟﻐﺮﻳـﺰي ﻟـﻠـﺘـﻔـﻜـﻴـﺮ واﻟـﻨـﺸـﺎط .وﻻ ﻳـﺸـﻌـﺮ أﺻﺤﺎب ﻫﺬه اﻟﻮﺟﻬﺔ اﻟﻔﻄﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺮ ﺑﺎﳊـﻴـﺮة أﻣﺎم اﻟﻔﺮوق اﻟﻔﺮدﻳﺔ ا)ﻮﺟﻮدة ﺑ zاﻟﻜﺎﺋﻨﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻜﻦ إرﺟﺎﻋﻬـﺎ إﻟـﻰ اﻟـﻮراﺛـﺔ ،أي إﻟـﻰ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺻﺎرﻣﺔ ﺗﻘﻮم ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴـﺮ ﻣـﺘـﻌـﻤـﺪ ﺑـﺈﻧـﺘـﺎج اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻓﻲ اﳉﻴﻨﺎت .أﻣﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ ﻓﻴﻮﺟﺪ اﻟﺒﻴﺌﻴﻮن اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺰون اﻟﺪور اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻓـﻲ ﺗـﺸـﻜـﻴـﻞ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ إﻟﻰ اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﺘﺸﻜﻴﻞ اﳊﻴﺎة ﻣﻨﺬ ﳊﻈﺔ ا)ﻴﻼد ،وﻫﺬه اﻷﺣﺪاث أو اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺰز ارﺗﻘﺎء اﻟﻔﺮد اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ .و ﺎ أن ﺑﻌﺾ اﳋﺒﺮات ﻋﺎﻣﺔ وﺷﺎﺋﻌﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت وﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ، ﻓﻤﺎن ﺛﻤﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻣﻌﺮﻓﻴـﺔ وأﻓـﻌـﺎل ﻣـﻌـﻴـﻨـﺔ ﻋـﺎ)ـﻴـﺔ وﺷﺎﺋﻌﺔ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺒﺪو ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻄﺢ وﻛﺄﻧﻬﺎ ﻓﻄﺮﻳﺔ. وﻳﺴﻬﻞ إرﺟـﺎع اﻻﺧـﺘـﻼف ﺑـ zاﻷﻓـﺮاد إﻟـﻰ اﻟـﺘـﻨـﻮع 47
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
اﻟﻮاﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺌﺎت اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ واﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .وﻟﺴﻨﺎ ﻓـﻲ ﺣـﺎﺟـﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﻮل إن ﺧﻼف اﻟﻄﺒﻊ واﻟﺘﻄﺒﻊ ،أو اﻟﻮراﺛﺔ واﻟﺒﻴﺌﺔ ،ﺧـﻼف ﻗـﺪ ﻗـﺪم اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ذاﺗﻬﺎ .ﻟﻘﺪ اﻋﺘﻘﺪ أﻓـﻼﻃـﻮن ودﻳـﻜـﺎرت ﻛـﻼﻫـﻤـﺎ أن ﺑـﻌـﺾ اﻷﻓـﻜـﺎر ﻓﻄﺮﻳﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺴﻚ ﺑﻌﺾ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻷﻣﺒﻴﺮﻳـﻘـﻴـ zﻣـﺜـﻞ ﻟـﻮك وﻫـﻴـﻮم ﺑـﺄن اﻟﻌﻘﻞ ﻳﺒﺪأ ،ﻣﺜﻞ ﻟﻮح أردواز ﺧﺎل ،ﺗﻘﻮم اﳋﺒﺮات اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﻘﺶ ﻋﻠﻴﻪ. ﻟﻦ ﻳـﺪاﻓـﻊ ﻣـﻌـﻈـﻢ ﻋـﻠـﻤـﺎء اﻟـﻨـﻔـﺲ اﻟـﻴـﻮم ﻋـﻦ أي ﻣـﻦ ﻫـﺬﻳـﻦ اﻻﲡـﺎﻫـz ا)ﺘﻄﺮﻓ ،zﻓﺎﻟﺴﻠﻮك اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ اﻵن ﻋﻠﻰ أﻧﻪ داﻟﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻊ واﻟﺘﻄﺒﻊ .واﻟﺴﺆال ا)ﺸﺮوع ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻄﺒﻊ أو اﻟﺘﻄﺒـﻊ ﻫـﻮ اﻟـﺬي ﻳﺤﺪد اﻟﺴﻠﻮك ،ﺑﻞ ﻫﻮ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻊ واﻟﺘﻄﺒﻊ وﻣﺎ ﻫﻲ أﻫﻤﻴﺘﻬﻤﺎ اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ .وﻫﺬا اﻟﺘﺴﺎؤل ذو أﻫﻤﻴﺔ ﺧﺎﺻـﺔ ﻟﻔﻬﻢ اﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة .ﻓﺒﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻳﻌﺘﻘﺪون أن اﻟﻌﺒﻘﺮي »ﻳﻮﻟﺪ« واﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ »ﻳﺼﻨﻊ« .وﻟﻌﻞ اﳊﻘﻴﻘﺔ ﺗﻮﺟﺪ ﻓـﻲ ﺗـﺮﻛـﻴـﺐ ﻣـﻌـ zﻣـﻨـﻬـﻤـﺎ. وإﺣﺪى ﻃﺮاﺋﻖ إﻟﻘﺎء اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻫﻲ أن ﻧﻔﺤﺺ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻄﻮر ا)ﺒﻜﺮ ﻟﻠﻌﺒﺎﻗﺮة.
اﳌﺆﺛﺮات اﻷﺳﺮﻳﺔ
ﺟﺎء اﻟﻜﺜﻴﺮ Yﺎ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﺣﻮل ﻃﻔﻮﻟﺔ ا)ﺸﺎﻫﻴﺮ ﻣـﻦ ذﻟـﻚ اﳉـﻬـﺪ اﻟـﻌـﻠـﻤـﻲ اﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﻪ ﻓﻜﺘﺮ وﻣﻴﻠﺪرد ﻏﻮرﺗﺴﻞ » .«١٩٦٢ﻓﻘﺪ ﻗﺎم ﻫﺬان اﻟﺒﺎﺣﺜﺎن ﺑﺪراﺳﺔ اﻟﺴﻴﺮ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ أرﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﻗﺎدة اﻟﻘﺮن اﻟـﻌـﺸـﺮﻳـﻦ وﻣـﺒـﺪﻋـﻴـﻪ، وﻗﺎﻣﺎ ﺑﺴﺒﺮ أﻏﻮار اﳊﻴﺎة ا)ﺒﻜﺮة ﻟﻸﺷﺨﺎص ﻣﻮﺿﻊ اﻟﺪراﺳﺔ ،ﻟﺘﺒ zﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﻣﻮاﻗﻒ أو أﺣﺪاث أﺳﺮﻳﺔ وﻣﺪرﺳﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺗﺪﻋﻢ ﺗﻄﻮر اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ، وﻗـﺎﻣـﺎ ﺑـﻔـﺤـﺺ أﺷـﻴـﺎء ﻣـﺜـﻞ :اﻹﻋـﺎﻗـﺎت اﳉـﺴـﺪﻳـﺔ ،واﻟـﺼـﺪﻣـﺎت ا) ـﺒ ـﻜــﺮة، واﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻷﺳﺮﻳﺔ واﻟﺒﻴﻮت ا)ﺘﺼﺪﻋﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ،واﻷﻣﻬﺎت ا)ﺴﻴﻄﺮات، واﻵﺑﺎء ا)ﺘﺼﻠﺒ ،zواﻻﲡﺎﻫﺎت ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻌﻠﻢ ﻓﻲ ا)ﻨـﺰل ،وردود اﻷﻓـﻌـﺎل ﲡـﺎه ا)ﺪرﺳﺔ وا)ﻌﻠﻤ .zوﻓﻲ ﻋﻤﻞ ﻻﺣﻖ ﻗﺎم ﻫﺬان اﻟﺒﺎﺣـﺜـﺎن ﺑـﻔـﺤـﺺ أﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ ﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ اﻟﻌﻬﺪ ﻓﻲ أﻳﺎﻣﻨﺎ ،وأﺿﺎﻓﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﻨﻮد إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﺑﻌﺎد اﻟﺴﻴﺮة اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﻫﺘﻤﺎ ﺑﺪراﺳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، وأﺟﺮﻳﺎ ا)ﻌﺎﳉﺎت اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ا)ﻨﺎﺳﺒﺔ. ) :(Goertzel, Goertzel, and Goertzel, 1978وﺳﺄﻗﻮم ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ 48
اﻷﺳﻼف وا ﻮرﺛﺎت واﻷﺟﻴﺎل
ﺛﻼث ﻣﻦ اﳋﺼﺎﺋﺺ ا)ﻤﻴﺰة اﻟﺘﻲ درﺳﺖ ﺑﻌﻤﻖ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ،وأﻗﺼﺪ ﺑﻬﺎ ﺗﺮﺗﻴﺐ ا)ﻴﻼد Birth-Orderواﻟﻴﺘﻢ واﻹرث اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ.
ﺗﺮﺗﻴﺐ اﳌﻴﻼد
ﻫﻨﺎك ﻣﺒﺮر ﻧﻈﺮي ﻗﻮي ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﺗﺮﺗﻴﺐ ا)ﻴﻼد ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣﺘﻐﻴـﺮ أ ﻜﻦ أن ﻳﻔﺴﺮ ﻇﻬﻮر اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ .ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻟﻨﻤﻂ ﻣﻌ zﻓﻲ اﳋﻠﻔﻴﺔ اﻷﺳﺮﻳﺔ أن ﻳﻘﻮم ﺑﺘﻌﺰﻳﺰ اﻹﺑﺪاع أو اﻟﻘﻴﺎدة ،ﻓﺄﻏﻠﺐ اﻟﻈﻦ أن ﻫﺬه اﳋـﻠـﻔـﻴـﺔ ﻳـﺸـﺎرك ﻓﻴﻬﺎ ،ﻛﻞ أﻃﻔﺎل اﻷﺳﺮة .ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻮاﻣﻞ ا)ﺮﻛﺰ اﻻﻗﺘﺼـﺎدي اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻲ ا)ﺮﺗﻔﻊ ،وﺑﻴﺌﺔ ا)ﻨﺰل اﶈﻔﺰة ،واﻵﺑﺎء اﻟﻨﺎﺑﻬﻮن ﻣﺜﻼ ،ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺘﻐﻴـﺮات ﺗـﺴـﺎﻫـﻢ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ،ﻓﻼ ﺑﺪ أن ﻳﺤﺼﻞ ﻛﻞ ﻃﻔﻞ ﻣﻦ أﻃﻔﺎل ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻛﺘﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺻﺔ ﻣﺴﺎوﻳﺔ ﻟﺒﻘﻴﺔ أﺧﻮﺗﻪ ﻟﻠﻨﺠـﺎح ،ﻟـﻜـﻦ ،ﻛـﻢ ﻣـﻦ اﻟـﻨـﺎس ﺳـﻤـﻊ ﻋـﻦ أﺧـﻮة وأﺧﻮات ﻟﺒﺎخ أو رﻣﺒﺮاﻧﺖ أو ﺳﻴﺮﻓﺎﻧﺘﺲ أو دﻳﻜﺎرت ،أو دارون ،أو ﻏﺎﻧﺪي ،أو ﺻﻦ ﻳﺎت ﺻﻦ? ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﺣﺪ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة ﻃﻔﻼ وﺣﻴﺪا ،وﻫـﻨـﺎك دون ﺷﻚ أﺧﻮة ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻦ ا)ﺸﺎﻫﻴﺮ ،ﻓﻤﺜﻼ ﻫﻨـﺎك ﺟـﺎك وﺟـﺎن ﺑـﺮﻧـﻮﻟـﻲ Bernoulli اﻟﻠﺬان ﻃﻮرا ﺣﺴﺎب اﻟﺘﻔﺎﺿﻞ واﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ،وأوﺟﺴﺖ وﻟﻮﻳﺲ ﻟﻮﻣﻴﻴﺮ & August Louis Lumiereراﺋﺪا ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ،وأورﻓﻴﻞ ووﻟﺒﺮ راﻳﺖ Orville & Wilbur Wrightاﻟﻠﺬان اﺧﺘﺮﻋﺎ اﻟﻄﺎﺋﺮة .وﻳـﺘـﻜـﻮن ﻛـﻞ زوج ﻣـﻦ ﻫـﺆﻻء ﻣـﻦ اﺛـﻨـ zﻣـﻦ ا)ﺘﻌﺎوﻧ zﻓﻲ اﻹﻧﺘﺎج .وﻫﻨﺎك ﻧﺪرة واﺿﺤﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳊﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺪﻓﻊ ﻓﻴﻬﺎ أﺧﻮان ﺑﻘﻮة وﻧﺸﺎط ﻓﻲ ﻣﺴﺎرﻳﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔ zﻣﻦ ﻣﺴﺎرات اﻟﻌﻈﻤﺔ .ﻓﻔﻴﻤﺎ ﻋﺪا اﻷﺧﻮﻳﻦ ﺟﻴﻤﺲ )وﻟﻴﻢ اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف وﻋﺎﻟﻢ اﻟﻨﻔﺲ ،وﻫﻨﺮي ﻛﺎﺗﺐ اﻟﺮواﻳﺔ(. واﻷﺧﻮﻳﻦ ﻓﻴﺒﺮ )إﻳﺮﻧﺴﺖ ﻫﺎﻳﻨﺮﻳﻨﺞ Ernest Heinrichﻋﺎﻟﻢ اﻟﻔﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ،وﻓﻠﻬﻠﻢ إدوارد Wilhelm Eduardﻋﺎﻟﻢ اﻟﻔﻴﺰﻳﺎء( ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺎﻣﺎ أن ﳒﺪ أﻣﺜﻠﺔ ﻟﻬﺬه اﳊﺎﻻت. ﻳﻔﺴﺮ ﺗﺮﺗﻴﺐ ا)ﻴﻼد إﻟﻰ ﺣﺪ ﺑـﻌـﻴـﺪ اﻷﺳـﺒـﺎب اﻟـﺘـﻲ ﻣـﻦ أﺟـﻠـﻬـﺎ ﻻ ﻳـﺼـﻞ اﻷﺧﻮة إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺸﻬﺮة ﻧﻔﺴﻪ .وﻗﺪ أوﺿﺤﺖ اﻟـﺪراﺳـﺎت اﻟـﺘـﻲ ﺗـﻨـﺎوﻟـﺖ ا)ﺸﺎﻫﻴﺮ أن اﻷﻃﻔﺎل اﻷﺑﻜﺎر )ﺟﻤﻊ ﺑﻜﺮ( ،وﺑـﺨـﺎﺻـﺔ اﻷوﻻد اﻟـﺬﻛـﻮر ﻣـﻨـﻬـﻢ، ﻴﻠﻮن إﻟﻰ اﻹﳒﺎز أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل ا)ﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻓـﻲ ﺗـﺮﺗـﻴـﺐ وﻻدﺗـﻬـﻢ ،وﻗـﺪ وﺟﺪ ﻓﺮاﻧﺴﺲ ﻏﺎﻟ ) (١٨٧٤أن ﻧﺴﺒﺔ اﻷﺑﻜﺎر ،واﻷﺑﻨﺎء اﻟﻮﺣﻴﺪﻳﻦ ﺑ zاﻟﻌﻠﻤﺎء ا)ﺸﺎﻫﻴﺮ ﻫﻲ ﻧﺴﺒﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﺑﺪرﺟﺔ ﻻ ﻜﻦ إرﺟﺎﻋﻬﺎ أﺑﺪا إﻟﻰ اﻟﺼﺪﻓﺔ .وﻗﺪ 49
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﺗﻮﺻـﻞ ﻫـﺎﻓـﻠـﻮك أﻟـﻴـﺲ (١٩٠٤) Havelock Ellisﻓﻲ »دراﺳﺔ ﺣـﻮل اﻟـﻌـﺒـﻘـﺮﻳـﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ« A study of British Geniusإﻟﻰ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ أن ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ ﻏﺎﻟ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻪ أﻇﻬﺮ أﻳﻀﺎ أن ﻣﻴﻞ اﻷﺑﻜﺎر ﻟﻠﺘﻔﻮق ،ﻣﻌﻘﻮد ﻟﻠﻨﺴﺎء ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻘﻮد ﻟﻠﺮﺟﺎل وﻓﻲ ﻏﻴﺮ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﻌﻠﻤﻲ أﻳﻀﺎ .وأﺿﺎف أﻟﻴﺲ ﺗـﻌـﺪﻳـﻼ آﺧﺮ ،ﻫﻮ أن اﻟﻄﻔﻞ اﻷﺻﻐﺮ ﻳﺘﻔﻮق ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻔﻞ اﻷوﺳﻂ ،وإن ﻟﻢ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﻫﺬا اﻷﺻﻐﺮ ﺎ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺗﻔﻮق .وﻗـﺪ وﺟـﺪ آل ﻏـﻮرﺗـﺴـﻞ أن %٣٠ﻣـﻦ اﻟﻌﻴﻨﺔ اﻟﺘﻲ درﺳﻮﻫﺎ واﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﻣﻦ ٣١٤ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﻴﺮ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ّ ﻣﻦ اﻷﺑﻜﺎر ،و %١٦ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﻮﺣﻴﺪﻳﻦ ،و %٢٧ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل اﻷﺻﻐﺮ، و %٢٦ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻓﺌﺔ اﻟﻄﻔـﻞ اﻷوﺳـﻂ.(Goertzel Goertzel & Goertzel, 1978) ، ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺴﺒﺔ اﻷﺑﻜﺎر أﻋﻠﻰ ﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﻧﻈﻴﺮ ﻟﻪ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺠﻤﻬﻮر اﻟﻌﻴﻨﺔ ﻛﻜﻞ، ﻳﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻷﻃﻔﺎل اﻷﺻﻐﺮ. ﻻ ﻳﺘﺴﻨّﻢ اﻷﺑﻜﺎر اﻟﻘﻤﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺠﺎل ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﻨﺸﺎط ﻓﻔﻲ ﻋﻴﻨﺔ آل ﻏﻮرﺗﺴﻞ ﳒﺪ أن ﺜﻴﻞ اﻷﺑﻜﺎر اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ أﻳﻀﺎ وﺣﻴﺪو آﺑﺎﺋـﻬـﻢ ،ﻫـﻮ ـﺜـﻴـﻞ ﺿﻌﻴﻒ ﻓﻲ ﻣﻴﺪان اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ـﻴـﻞ ﻓـﺌـﺔ اﻟـﻄـﻔـﻞ اﻷوﺳـﻂ إﻟـﻰ اﻟـﺒـﺮوز ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﻤﻮس ﺑ zاﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ا)ﻌﺎﺻﺮة .ﻛﻤﺎ أﺷﺎرت دراﺳـﺘـﺎن اﺳﺘﺨﺪﻣﺘﺎ ﻋﻴﻨﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ إﻟﻰ أن اﻟﺜﻮار ﻳﻐﻠﺐ أﻻ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﻦ اﻷﺑﻜﺎر. )(Stewart, 1977. Walberg, Rasher & parker son, 1980 ﻣﺎ ﻫﻲ اﻵﻟﻴﺎت اﻟﺘﻄﻮرﻳﺔ اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺆﺛﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻟـﻬـﺎ ﺗـﺮﺗـﻴـﺐ ا)ـﻴـﻼد داﺧﻞ اﻷﺳﺮة ﻋﻠﻰ اﻹﳒﺎز? ﻟﻢ ﺗﺘﻢ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺴﺆال ﺣﺘﻰ اﻵن إﺟﺎﺑﺔ ﻣﻘﻨﻌﺔ ﺎﻣﺎ .ﻓﻘﺪ أﻇﻬﺮت اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﻋﻴﻨﺎت ﻣﻌﺎﺻﺮة أن ﺗﺮﺗﻴﺐ ا)ﻴﻼد ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻜﻞ ﻣﻦ اﻟـﺬﻛـﺎء واﻟـﺘـﺤـﺼـﻴـﻞ اﻟـﺪراﺳـﻲ ) ،(Adams, 1972وﻓﻲ اﻟﻔﺼﻠ zاﻟﻘﺎدﻣ zﺳﺄوﺿﺢ أن ﻛﻼ ﻣﻦ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻌﺎﻣﻠ zﻜﻨﻪ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺴﺆوﻻ ﻋﻦ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺸﻬﺮة .ﻟﻜﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻳﺼﺎدر ﻋﻠـﻰ ا)ـﻄـﻠـﻮب ،ﻓـﻠـﻤـﺎذا ﻳﻜﻮن اﻷﺑﻜﺎر أذﻛﻰ أو أﻓﻀﻞ ﺗﻌﻠﻤﺎ? ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻗﺒﻞ إن اﻷﺳﺮة ﻗﺪ ﺗﻮﺟﻪ ﻣﻮاردﻫﺎ اﶈـﺪودة ﻣـﻦ أﺟـﻞ اﻻﺑـﻦ اﻷول ﻛـﻨـﻤــﻂ ﺣــﺪﻳــﺚ ﻣــﻦ أ ــﺎط ﺣــﻖ اﻟ ـﺒ ـﻜــﻮرة .Primogenitureﻓﺎﻟﻄﻔﻞ اﻷﻛﺒﺮ ﻓﻘﻂ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﺬﻫﺐ إﻟﻰ اﳉﺎﻣﻌﺔ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﺗﺮﺗﻴﺐ ا)ﻴﻼد ﻗﺪ ﻻ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﻌﻘﻠﻲ ﻗﺪر ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺑ zأﻓـﺮاد اﻷﺳـﺮة ) ،(Stewart, 1977; Albert, 1980واﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻓﺤﻮاﻫﺎ أن اﻟﺴﻴﺎﺳﻴ zﻳﺤﺘﻤﻞ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﻦ ﻓﺌﺔ اﻟﻄﻔﻞ اﻷوﺳﻂ ،أﻛﺜﺮ Yﺎ 50
اﻷﺳﻼف وا ﻮرﺛﺎت واﻷﺟﻴﺎل
ﻳﺤﺘﻤﻞ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﻦ ﻓﺌﺔ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة .ﻓﻮﺣﻴﺪو آﺑﺎﺋﻬﻢ ر ﺎ ﻳﻔﺘﻘﺪون ﺗﻠﻚ اﳋﺒﺮة اﻟﺘﻲ ﻜﻦ اﻛﺘﺴﺎﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻔﺎﻋﻼت اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻣﻊ اﻷﺧﻮة .أﻣﺎ اﻷﻃﻔﺎل ﻣﻦ ﻓﺌﺔ »اﻟﻄﻔـﻞ اﻷوﺳـﻂ« ﺑـﺼـﻔـﺔ ﺧـﺎﺻـﺔ ﻓﻘﺪ ﻳﻜﺘﺴﺒﻮن ﺧﺒﺮات ﻛﺜﻴﺮة ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘـﻔـﺎوض واﻟـﺘـﻮﺳـﻂ وإﻳـﺠـﺎد اﳊـﻠـﻮل اﻟﻮﺳﻂ ﻣﺎ ﺑ zأﺧﻮﺗﻬﻢ اﻟﻜﺒﺎر واﻟﺼﻐﺎر. ﻗﺪ ﻻ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻣـﻴـﻞ أﺻـﺤـﺎب اﻟـﻨـﺰﻋـﺔ اﻟـﺜـﻮرﻳـﺔ ﻷن ﻳـﻜـﻮﻧـﻮا ﻣـﻦ اﻷﻃـﻔـﺎل ا)ﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻓﻲ وﻻدﺗﻬﻢ ﺑﺘﺮﺗﻴﺐ ا)ﻴﻼد ﺑﻘﺪر ارﺗﺒﺎﻃـﻪ ﺑـﺤـﺠـﻢ اﻟـﻌـﺎﺋـﻠـﺔ .ﻓـﻤـﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن ا)ﻮﻟﻮدﻳﻦ أﺧﻴﺮا ،ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﻮﻟﺪون ﻓﻲ أﺳﺮة ﻛـﺒـﻴـﺮة .وﻗـﺪ وﺿـﻊ ﻣﺎﺗﻮﺳﻴﺎن وﺷﻴـﻔـﺮ Matossian & Schaeferﻋﺎم ١٩٧٧ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻣﺜﻴﺮة ﻟﻼﻫـﺘـﻤـﺎم ﺣﻮل ﺟﺬور اﻟﺜﻮرة ،وﺳﺄﺗﻨﺎول ﻫﺬه اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺑـﻘـﺪر أﻛـﺒـﺮ ﻣـﻦ اﻟـﺘـﻔـﺼـﻴـﻞ ﻓـﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب .ووﻓﻘﺎ ﻟﻮﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻫﻤﺎ ،ﻓﺈن اﻷﺳﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺪرﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺼﺮاﻋﺎت واﻟﺘﻮﺗﺮات ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﺑz اﻷﺧﻮة واﻷﺧﻮات ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ،وﺑ zاﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ وذرﻳﺘﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى .وﻳﺆدي ﻫﺬا اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ اﻟﺪاﺧﻠﻲ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺑ zاﻷب واﻻﺑﻦ ،إﻟﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﲡﺎﻫـﺎت ﺮد ﻟﺪى اﻻﺑﻦ ،واﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﻧﻀﻤﺎﻣـﻪ إﻟـﻰ اﻟـﻘـﻮى اﻟـﺜـﻮرﻳـﺔ ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻳﻈﻬﺮ ا)ﻮﻗﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ا)ﻨﺎﺳﺐ ﻟﺬﻟﻚ .وﺗﺘﻨﺒﺄ ﻫﺬه اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ،رﻏﻢ أن ﻣﺎﺗﻮﺳﻴﺎن وﺷﻴﻔﺮ ﻟﻢ ﻳﻘﻮﻻ ذﻟﻚ ﲢﺪﻳﺪا ،ﺑﺄن أﺻﺤﺎب اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﺜﻮرﻳﺔ ﺳﻴﻜﻮﻧﻮن ﻣﻦ ﻓﺌﺔ اﻷﻃﻔﺎل ا)ﻮﻟﻮدﻳﻦ أﺧﻴﺮا ،وﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ اﻟﺬﻛﻮر ،و ﺎ أن ﺣﺠﻢ اﻷﺳﺮة ،وﻟﻴﺲ ﺗﺮﺗﻴﺐ ا)ﻴﻼد ﻫﻮ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﳊﺎﺳﻢ ﻫﻨﺎ ،ﻓﺈن ﻏﻴﺮ أخ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻜﻦ أن ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻦ اﻟﺜﻮرﻳ ،zﻓﻤﺜﻼ ﳒﺪ أن ﻓﻴﺪﻳﻞ ﻛﺎﺳﺘﺮو ،اﻻﺑﻦ اﳋﺎﻣﺲ ﻣﻦ ﺑz أﺑﻨﺎء اﻷب اﻟﺴﺒﻌﺔ ﻗﺪ ﳊﻖ ﺑﻪ أﺧﻮه راؤول ﻓﻲ ﺛﻮرﺗﻪ اﻟﺘﻲ أﻃﺎﺣﺖ ﺑﺎﳊﺎﻛـﻢ ﺑﺎﺗﺴﺘﺎ ،ﻛﺬﻟﻚ اﻟﺘﺤﻖ ﻛﻞ اﻷﺧﻮة اﻟﺬﻛﻮر واﻹﻧﺎث ﻓﻲ ﻋﺎﺋﻠﺔ أوﻟﻴـﺎﻧـﻮفyanov- ﺑﺎﳊﺮﻛﺔ اﻟﺜﻮرﻳﺔ ﻓﻲ روﺳﻴﺎ .وﻗﺪ أﻋـﺪم اﻻﺑـﻦ اﻷﻛـﺒـﺮ ﻟـﺘـﺨـﻄـﻴـﻄـﻪ ﻻﻏـﺘـﻴـﺎل اﻟﻘﻴﺼﺮ .أﻣﺎ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﺮﺗﻴﺐ ا)ﻴﻼد ﻓﻘﺪ ﻗﺎد ﺛﻮرة اﻟﺒﻼﺷﻔﺔ ﻧﺤﻮ اﻟﻨﺼﺮ ﻣﺘﺨﺬا اﺳﻤﺎ ﻣﺴﺘﻌﺎرا ﻫﻮ ﻟﻴﻨ.z
ﻓﻘﺪ اﻷﺑﻮﻳﻦ
ﻣﺎت واﻟﺪ ﻟﻴﻨ zﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎن ﻟﻴﻨ zﻓﻲ ﺳﻨﻮات ا)ﺮاﻫﻘﺔ ،وﻓﻘﺪ ﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ أﻣﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ﻋﺸﺮة ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﻠﻎ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻋﺸـﺮة ﻃـﺮد 51
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
واﻟﺪه ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻮن ﺑﺴﺒﺐ إدﻣﺎﻧﻪ ﻟﻠﻜﺤﻮل وأﺻﺒﺢ ﺑـﻴـﺘـﻬـﻮﻓـﻦ ﻣـﺴـﺆوﻻ ﻋـﻦ أﺳﺮﺗﻪ .وأﺻﺒﺢ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن ﻋﺎﺋﻼ ﻷﺳﺮﺗﻪ ﻓﻲ ﺳﻦ اﳋﺎﻣﺴﺔ ﻋﺸﺮة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺎت أﺑﻮه ،وﻓﻘﺪ ﻳﻮﻟﻴﻮس ﻗﻴﺼﺮ واﻟﺪه ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ .وﻣﺎت واﻟﺪ ﻧﻴﻮﺗﻦ ﻗﺒﻞ وﻻدﺗﻪ .وﻗﺪ أﺛﺎرت ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﳊﺎﻻت اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜ zﻟﻜﻲ ﻳﺘﺴﺎءﻟﻮا ﻣﻨﺪﻫﺸ zﺣﻮل ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻴﺘﻢ ﻟﻪ أي ﻓﻀﻞ ﻓﻲ ﻮ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ .واﻟﺸﻮاﻫـﺪ اﺠﻤﻟﺘﻤﻌﺔ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم ﻳﺒﺪو أﻧﻬﺎ ﺗﺆﻳﺪ وﺟﻮد ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ اﻟﻔﻀﻞ .ﻓﻬﻨـﺎك ﻧـﺴـﺒـﺔ ﺗﺘﺮاوح ﻣﺎ ﺑ %٢٢ zإﻟﻰ %٣١ﻣﻦ ا)ﺸﺎﻫﻴﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺔ ﻛﻮﻛﺲ ) (١٩٢٦ﻓﻘﺪوا أﺣﺪ واﻟﺪﻳﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﺳـﻦ اﻟـﺮﺷـﺪ ).(Albert, 1971, Walberg, Rasher Parkerson, 1980 وﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻴﻨﺔ ﻣﺎرﺗـﻨـﺪﻳـﻞ ،١٩٧٢ ،Martindaleوﻫﻲ ﻋﻴﻨﺔ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫـﻴـﺮ اﻟﺸﻌﺮاء اﻹﳒﻠﻴﺰ واﻟﻔﺮﻧﺴـﻴـ ،zﻋـﻠـﻰ %٣٠ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎن واﻟـﺪ ﻛـﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻏﺎﺋﺒﺎ ﻋﻦ اﻟﺒﻴﺖ ،وﻓﻲ ﻋﻴﻨﺔ آل ﻏﻮرﺗﺴﻞ اﳋﺎﺻﺔ ﺸﺎﻫﻴﺮ ا)ﻌﺎﺻﺮﻳﻦ، ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﻧﺴﺒﺔ %١٨ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺪ ﻓﻘﺪت آﺑﺎءﻫﺎ ،وﻧﺴﺒﺔ %١٠ﻗﺪ ﻓﻘﺪت أﻣﻬﺎﺗﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺳﻦ اﳊﺎدﻳﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ) .(١٩٧٨وﻗﺪ ﻛﺸﻔﺖ ا)ﻘﺎﺑﻼت اﻟﺘﻲ أﺟﺮﺗﻬﺎ Roe ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء ا)ﻌﺎﺻﺮﻳﻦ اﻟﺒﺎرزﻳﻦ ﻋﻦ أن % ١٥ﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻗﺪ ﻓﻘﺪوا أﺣﺪ واﻟﺪﻳﻬﻢ ،ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ا)ﻮت ،ﻗﺒﻞ ﺳﻦ اﻟﻌﺎﺷﺮة. إن أﺷﺪ اﻟﺒﺤﻮث ﺗﻨﻈﻴﻤﺎ ﺣﻮل اﻟﻴﺘﻢ ﻣﻘﺎل ج ﻣﺎرﻓﻦ آﻳﺰﻧﺸﺘﺎت J. Marvin Eisenstadtوﻋﻨﻮاﻧﻪ »ﻓﻘﺪ أﺣﺪ اﻷﺑﻮﻳﻦ واﻟﻌﺒﻘـﺮﻳـﺔ« Parental Loss and Genius )ﻋﺎم .(١٩٧٨وﻗﺪ ﻗﺎم ﻫﺬا اﻟﺒﺎﺣﺚ ﺑﻔﺤﺺ ﺣﺎﻻت ٦٩٩ﻓﺮدا ﻣﺸﻬﻮرا ﻣﻦ أ© ﻣﺘﻌﺪدة وﻳﻌﻤﻠﻮن ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .وﻗﺪ ﻛﺎن ﺗﻜﺮار اﻟـﻴـﺘـﻢ ﺑـﻴـﻨـﻬـﻢ ﻛـﺒـﻴـﺮا ﺎﻣﺎ .ﻓﺮﺑﻊ ﻫﺆﻻء اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة ﻓﻘﺪوا أﺣﺪ واﻟﺪﻳﻬﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻓﻲ ﻋﻤﺮ اﻟﻌﺎﺷﺮة، وأﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻠﺜﻲ ﻫﺆﻻء اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة ﻓﻘـﺪوا أﺣـﺪ واﻟـﺪﻳـﻬـﻢ ﻋـﻨـﺪ ﻋـﻤـﺮ اﳋـﺎﻣـﺴـﺔ ﻋﺸﺮة ،وﻧﺼﻔﻬﻢ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻓﻘﺪوا أﺣﺪ واﻟﺪﻳﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﻋﻤﺮ اﳊﺎدﻳﺔ واﻟـﻌـﺸـﺮﻳـﻦ وأﻛﺜﺮ ﻣـﻦ %٦٠ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻘﺪوا أﺣﺪ واﻟﺪﻳﻬﻢ ﻋﻨـﺪ ﻋـﻤـﺮ اﻟـﺜـﻼﺛـ .zﻛـﺬﻟـﻚ ﻓـﺈن ﺣـﻮاﻟـﻲ %١٠ﻣـﻦ ﻫـﺆﻻء اﻷﻓـﺮاد ﻓـﻘـﺪوا ﻛـﻼ اﻟـﻮاﻟـﺪﻳـﻦ ﻋـﻨـﺪ ﻋـﻤـﺮ اﳊــﺎدﻳــﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ .وﻗﺪ ﻗﺎرن آﻳﺰﻧﺸﺘﺎت ﻫﺬه اﻟﻨﺴﺐ ا)ﺌﻮﻳﺔ ﺑﺎ)ﻌﻠﻮﻣﺎت ا)ﺴﺘﻘﺎة ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﺣﺼﺎءات اﻟﺴﻜﺎﻧﻴـﺔ .وﻣـﻦ اﻟـﺪراﺳـﺎت ﺣـﻮل اﻷﺣـﺪاث اﳉﺎﻧﺤ zوﻛﺬﻟﻚ ا)ﺮﺿﻰ اﻟﻨﻔﺴﻴ ،zﻓﻜﺎن أﻫﻢ ﻣﺎ وﺟﺪه أن ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻴﺘﻢ ﺑz اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة ﺗﺰﻳﺪ ﺑﺪرﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻋﻦ ﻧﺴﺒـﺘـﻪ ا)ـﻮﺟـﻮدة ﻓـﻲ اﺠﻤﻟـﻤـﻮﻋـﺎت اﻷﺧـﺮى واﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﺟﺎءت ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻓﻲ ﻧﺴﺒﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﺴﺒـﺔ اﻟـﻌـﺒـﺎﻗـﺮة ﻫـﻲ 52
اﻷﺳﻼف وا ﻮرﺛﺎت واﻷﺟﻴﺎل
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﳉﺎﻧﺤ ،zوﻛﺬﻟﻚ ،ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ا)ﺮﺿﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ اﻛﺘﺌﺎب ﺣﺎد أو ﻣﻦ ﻣﻴﻮل اﻧﺘﺤﺎرﻳﺔ .وﺗﺘﺴﻖ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻊ ا)ﻌﺪﻻت اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻻﻛﺘﺌﺎب اﻻﻧﺘﺤﺎري ا)ﻮﺟﻮدة ﺑ zا)ﺸﺎﻫﻴﺮ )اﻧﻈﺮ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ(. ﻟﻘﺪ أرﺟﻊ آﻳﺰﻧﺸﺘﺎت أﺛﺮ ﻓﻘـﺪان أﺣـﺪ اﻟـﻮاﻟـﺪﻳـﻦ إﻟـﻰ ﺻـﺪﻣـﺔ اﻟـﻔـﺠـﻴـﻌـﺔ Bereavement Traumaﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﺘﺒﻊ ﻛﻞ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﻌﻤـﻠـﻴـﺔ ا)ـﺘـﺮﺗـﺒـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻫـﺬا اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ داﺧﻞ ﺑﻴﺎﻧﺎﺗﻪ ﻫﻮ .ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺸﻬﺮة ﻋﺮﺿﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ أﻋﺮاض اﻟﻔﺠﻴﻌﺔ ،ﻣﺜﻼ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ أن ﳒﺪ ﻓﺮﻗﺎ ﻧﺎﲡﺎ ﻋﻦ اﺧﺘﻼف ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺣﺪوث ﻫﺬا اﻟﻔﻘﺪان وزﻣﺎﻧﻪ .ﻓﻤﻦ ﻏﻴﺮ اﶈﺘﻤﻞ أن ﻧﻴﻮﺗﻦ ﻗﺪ ﻣﺮ ﺑﺼﺪﻣﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻋﻨﺪ وﻓﺎة واﻟﺪه)× .(١ﻫﻨﺎك ﺗﻔﺴﻴﺮ آﺧﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﺧﺘﻼل اﻟﻬﻮﻳﺔ ﳉﻨﺴﻴﺔ اﻟﺬي ﻳﺴﺒﺒﻪ ﻏﻴﺎب اﻟﻮاﻟﺪ ا)ﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﺟﻨﺲ اﻟﻮﻟﺪ )اﻧﻈـﺮ ).(Martindale, 1972ﻟﻘﺪ رﻛـﺰت ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺒﺤﻮث ﺣﻮل ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ ﻋﻠﻰ اﻵﺑﺎء واﻷﺑﻨﺎء اﻟﺬﻛﻮر وﻟﺬﻟﻚ ﻓـﺈﻧـﻨـﻲ ﺳﺄﻗﺼﺮ ﺣﺪﻳﺜﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺬﻛﻮر ﻓﻘﻂ ،ﻓﺈن ﻣﺎت اﻷب أو ﺗﻐﻴﺐ ﻛﺜﻴﺮا ﻋﻦ اﻟﺒﻴﺖ، ﻓﺈن اﻻﺑﻦ ﻗﺪ ﻳﻔﺸﻞ ﻓﻲ اﻛﺘﺴﺎب ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺬﻛﺮ ،وﻳﻘﻮم ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻋﻼﻗﺔ ﺣﻤﻴﻤﺔ ﻣﻊ اﻷمY ،ﺎ ﻗﺪ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺧﻨﺜﻮﻳﺔ ،ﺑﻞ ر ﺎ ﺗﻜﻮﻳﻦ، ذﻛﺮ ذي ﻃﺒﻴﻌﺔ أﻧﺜﻮﻳﺔ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ .وﻫﻮ ﻂ ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻗﺪ ﻳﻔﻀﻲ إﻟﻰ )ﻟـﻜـﻦ اﻧـﻈـﺮ ،(Harringten & Anderson ١٩٨٢, :واﻷﻣـﺮ اﻟـﺒـﺪﻳـﻞ ﻟـﺬﻟـﻚ ﻫـﻮ أن ﻏﻴﺎب اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬﻛﺮ اﻟﻘﺪوة ﻗﺪ ﻳﻨﺘﺞ اﺳﺘﻌﺪادا ﻟﻠﻘﺘﺎل أو ا)ﺸﺎﺟﺮة ،ﻓﺎﻟﻄﻔﻞ ﻏﻴﺮ اﻵﻣﻦ ﻗﺪ ﻳﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻣﻦ ﺧﻼل ادﻋﺎء اﻟﺬﻛﻮرة اﻟﺰاﺋﺪة ﻋﻦ اﳊﺪ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ. وﺛﻤﺔ ﻓﻲ ﺳﻴﺮ اﻟﺸﻌﺮاء واﻟﻄﻐﺎة واﻷﺑﻄﺎل اﻟﻌﺴﻜﺮﻳ zﺷﻲء ﻣﺸﺘﺮك واﺣﺪ ﻫﻮ أن أﻣﻬﺎﺗﻬﻦ ﻛﻦ داﺋﻤﺎ ﻣـﻦ اﻷﻣـﻬـﺎت ا)ـﺴـﻴـﻄـﺮات ،ا)ـﺴـﺘـﺤـﻮذات ،أو ﻣـﻦ اﻷﻣﻬﺎت ذوات اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﳋﺎﻧﻘﺔ ) ..(Goertzel and Goertzel, 1972وﻗﺪ ﻛﺸﻒ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﺬﻛﻮر ا)ﺸﻬﻮرﻳﻦ ﻋﻦ ﻣﻴﻞ ﻻﻛﺘﺴﺎب ﺻﻔﺎت اﳉﻨﺲ اﻵﺧﺮ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﺳﻤﺎت ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺎ ﺳﻤﺎت أﻧﺜﻮﻳﺔ ).(Martindale ور ﺎ ﻛﺎن ﻟﻠﻄﻐﺎة واﻟﻐﺰاة ﻣﺎ ﻟﻠﺸﻌﺮاء ﻣﻦ ﺳﻤﺎت ﺷﺨﺼﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﺨﻔﻮﻧﻬـﺎ ﲢﺖ ﻣﻈﻬﺮ اﻟﺼﻼﺑﺔ واﳉﺒﺮوت ،وﻣﻦ ﻣﺰاﻳﺎ ﻫﺬا اﻻﻓﺘﺮاض ،ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘﺎرﻧﻪ ﺑﻔﺮض اﻟﻔﺠﻴﻌﺔ ،أﻧﻪ أﻛﺜﺮ ﲢﺪﻳﺪا ﻓﻲ ﺗﻨﺒﺆاﺗﻪ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻬﻮ أﻛﺜﺮ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻘﻖ ﻣﻨﻪ .إن ﻓﻘﺪان اﻟﻮاﻟﺪ ا)ﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ اﳉﻨـﺲ ﻧـﻔـﺴـﻪ ﺳـﻮاء ﻣـﻦ ﺧـﻼل ا)ﻮت أو اﻟﻄﻼق أو اﻟﻨﻔﻲ أو اﻹدﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺤﻮل ﻫﻮ اﳊﺎدﺛـﺔ اﳊـﺎﺳـﻤـﺔ. 53
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻓﺈذا ﺣﻞ ﻣﺤﻞ ﻫﺬا اﻷب ﺷﺨﺺ آﺧﺮ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﳉﻨﺲ ،ﻣﺜـﻞ اﻟـﻌـﻢ )أو اﳋﺎل( أو اﳉﺪ ،أو اﻟﻌﻤـﺔ )أو اﳋـﺎﻟـﺔ( أو اﳉـﺪة .ﻓـﺈن اﻛـﺘـﺴـﺎب ﻫـﻮﻳـﺔ اﳉﻨﺲ اﻵﺧﺮ ﻳﻜﻮن أﻗﻞ اﺣﺘﻤﺎﻻ .ﺛﻢ إن ﻓﻘﺪان أخ أو أﺧﺖ أو ﻗـﺮﻳـﺐ آﺧـﺮ، ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺔ وﺛﻴﻘﺔ ﺑﺎﻟﻄﻔﻞ ،ﻻ ﻳﻜﻮن ﻟﻪ أﺛﺮ ﻋﺎم .وﻫﻜﺬا ،ﻓﺈن ﻣﻦ ا)ﻔﻴﺪ أن ﻧﺘﺜﺒﺖ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ ﺧﻠﻒ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﺬي ﻳﺤﺪﺛﻪ اﻟﻴﺘﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻬﺮة رﻏﻢ أن اﻟﺒﺤﻮث ﻟﻢ ﺗﻘﻢ ﺑﻌﺪ ﺑﺬﻟﻚ.
اﻟﻌﺎﺋﻼت اﻟﺸﻬﻴﺮة
رﻏﻢ أن ﺣﺪوث اﻟﻴﺘﻢ ﺑ zاﻟﻌﺒﺎﻗﺮة ﻳﺘﺠﺎوز ﻋﺎﻣﻞ اﻟﺼﺪﻓـﺔ ،ﻓـﺈن ﻧـﺴـﺒـﺘـﻪ أﻗﻞ ﻣﻦ أن ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ا)ﺒﺪأ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ا)ﺴﺎﻫﻢ ﻓـﻲ اﻟـﺸـﻬـﺮة .ﻓـﺈذا ﻛـﻨـﺎ ﻧﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﺋﻼت ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﻣﺼﺎدر اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻧﻜﺘﺸﻒ ﻋﻮاﻣﻞ أﺧﺮى ،ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺔ ﻛﻮﻛﺲ ) .(١٩٢٦ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺮاﻗﻴﺔ. ووﺟﺪ آل ﻏﻮرﺗﺴﻞ أن ﺣﻮاﻟﻲ %٨٠ﻣﻦ ا)ﺸﺎﻫﻴﺮ ﻓﻲ اﻷزﻣﻨﺔ اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻗﺪ ﺟﺎءوا ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻼت اﻟﻄﺒﻘﺔ ا)ﺘﻮﺳﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻓﻲ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻤـﺎل اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ أو ا)ﻬﻨﻴﺔ .ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻋﺎﻧﻰ %٦ﻓﻘﻂ ﻣﻦ أﻓﺮاد ﻫﺬه اﻟﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﺮ إﺑﺎن ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﻢ. وﻗﺪ ﺗﻮﺻﻞ ﺑـﻠـﻮﻧـﺪل ) ،Blondel (١٩٨٠إﻟﻰ أن %٦٠ﻣﻦ اﻟﻘﺎدة ﻓﻲ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ اﳊﺪﻳﺚ ﻗﺪ ﺟﺎءوا ﻣﻦ أﺳﺮ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻮﺳﻄﻰ .وﻟﻜﻦ ،رﻏﻢ ﻫﺬه اﻟـﻨـﺴـﺐ ا)ﺌﻮﻳﺔ ،ﻓﺈن اﻟﺸﻮاﻫﺪ ﺗﻮﺣﻲ ﺑﺄن ا)ﺮﻛﺰ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻮاﻟـﺪﻳـﻦ ﻻ ـﺎرس أي ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻬﺮة ا)ﺘﺤﻘﻘﺔ .وﻗﺪ ﻛﺸﻔﺖ ﻟﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎت إﻋﺎدة اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﻗﻤﺖ ﺑﻬﺎ ﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻛﻮﻛﺲ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎدة وا)ﺒﺪﻋ zأن ا)ﺮﻛﺰ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻟﻸب ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻨﺴﺒﺔ اﻟﺬﻛﺎء ا)ﻘﺪرة ،وﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎ)ﺴﺘﻮى اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻟﻠﺬرﻳﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺸﻬﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻘﻘـﻮﻧـﻬـﺎ إذا اﻟـﺘـﺤـﻜـﻢ إﺣـﺼـﺎﺋـﻴـﺎ ﺑﻨﺴﺒﺔ اﻟﺬﻛﺎء واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ) (Simonton, 1976 aوﻫﻜﺬا ﻓﺈن ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻬﺮة ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮن إﻻ ﺗﺄﺛﻴﺮا ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻻ ﻳﺘﻢ إﻻ ﻣﻦ ﺧـﻼل اﻟـﺬﻛـﺎء وﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ. واﻟﻘﻮل ﺑﺄن اﻟﺬﻛﺎء ،وﻣﻦ ﺛﻢ اﻟﺸﻬﺮة ،ﻗﺪ ﻳﺘـﻌـﺎﻗـﺒـﺎن ﻓـﻲ اﻟـﻌـﺎﺋـﻼت ﻟـﻴـﺲ ﻣﺴﺘﺒﻌﺪا ،وﻫﺬه اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺖ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ ﻓﻲ أول ﺑﺤﺚ ﻓﻲ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ،وﻫﻮ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﻪ اﻟﺴﻴﺮ ﻓﺮاﻧﺴﺲ ﻏﺎﻟ 54
اﻷﺳﻼف وا ﻮرﺛﺎت واﻷﺟﻴﺎل
ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ اﻟﻮراﺛﻴﺔ« ،(١٨٦٩) Hereditary Geniusوﻛﻤﺎ ﻜﻦ أن ﻳﺘﻮﻗﻊ ا)ﺮء ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺲ ﻋﻠﻢ ﲢﺴ zاﻟﻨﺴﻞ ﻓﺈن ﻏﺎﻟ أراد أن ﻳﻈﻬﺮ أن اﻟﻌﺒﻘـﺮﻳـﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺆوﻟﺔ ﺎﻣﺎ ﻋﻦ إﳒﺎزات اﳊﻀﺎرة اﻹﻧﺴﺎﻧـﻴـﺔ ﻛـﻠـﻬـﺎ .وﻗـﺪ ﻧﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻈﺮوف اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮ ذات ﺑﺎل .وأراد ﻏﺎﻟ أﻳﻀﺎ أن ﻳﺜﺒﺖ أن اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻳﺮﺛﻬﺎ اﻟﻄﻔﻞ ﺑﺎﻟﻮﺳﺎﺋﻂ اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ .وﺗﺘﻔـﻖ اﻟﻨﻘﻄﺘﺎن اﻟﺴﺎﺑﻘﺘﺎن ﺣﻮل ﺗﻨﺒﺆ واﺣﺪ .ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻣﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻓﻲ اﻷﺳﺮ، وإذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﺳﺒﺒﺎ ﺿﺮورﻳﺎ وﻛﺎﻓﻴﺎ ﻟﻠﺸﻬﺮة ﻓﺈن اﻷﺷﺨﺎص ا)ﺘﻤﻴﺰﻳـﻦ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﺘﺠﻤﻌﻮا ﻓﻲ أﺳﺮ ﺧﺎﺻﺔ أﻳﻀﺎ .وﻗﺪ ﻛﺮس ﻏﺎﻟ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻛﺒﻴﺮا ﻣﻦ ﺑﺤﺜﻪ ﻟﻴﻈﻬﺮ أن ا)ﺸﺎﻫﻴﺮ ﻟﻬﻢ أﻗﺎرب ﻣﻦ ا)ﺸﺎﻫﻴﺮ أﻳﻀﺎ ،وﺑﻨﺴﺐ ﻻ ﻜﻦ أن ﺗﺘﻮﻗﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺼﺪﻓﺔ. وﻳﺒﺪو ﻫﺬا اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻣﻘﻨﻌﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻈﺎﻫﺮﻳﺔ .وﻗﺪ ذﻛﺮ ﻏﺎﻟـ ﻗـﻮاﺋـﻢ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎة ورﺟﺎل اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،اﻟﻨﺒﻼء اﻹﳒﻠﻴﺰ ،وﺟﻨﺮاﻻت اﳉﻴﺶ ،وأﻣﻴﺮاﻻت اﻟﺒﺤﺮ ،وﻣﺆﻟﻔﻲ اﻷدب ،واﻟﻌﻠﻤﺎء ،واﻟﺸﻌﺮاء ،وا)ﻮﺳﻴﻘﻴ ،zواﻟﺮﺳﺎﻣ ،zورﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ ،ﺑﻞ وﺣﺘﻰ أﺑﻄﺎل اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﺣﺎزوا ﻋﻠﻰ اﳉـﻮاﺋـﺰ .وﻗـﺪ ﻛـﺸـﻔـﺖ ﻫﺬه اﻟﻘﻮاﺋﻢ ﻋﻦ ﻋﺪد ﻣﺜﻴﺮ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎم ﻣﻦ ﺳﻼﺳﻞ اﻟﻨﺴﺐ اﳋﺎﺻـﺔ ﺑـﺎﻷﺳـﺮ ا)ﺸﻬﻮرة .و ﺜﻞ أﺳﺮة ﺑﺎخ ﻣﻦ ا)ﻮﺳﻴﻘﻴ zﻫﺬا اﻻﲡﺎه ﻋﻠﻰ أوﺿﺤـﻪ ،ﻓـﻘـﺪ ﺟﺎء ﻳﻮﻫﺎن ﺳﺒﺎﺳﺘﻴﺎن ﺑﺎخ ﻣﻦ أﺳﺮة ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﻘﺪ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣـﻦ ا)ـﻮﺳـﻴـﻘـﻴـz اﶈﺘﺮﻓ zﻋﻠﻰ ﻣﺪى أﺟﻴﺎل ﻋﺪة ،وﻗﺪ ﻛﺎن ﻟـﺪى ﺑـﺎخ ﻧـﻔـﺴـﻪ ﻋـﺪة أﺑـﻨـﺎء ﻣـﻦ ا)ﻮﺳﻴﻘﻴ zﻣﻨﻬﻢ ﻛﺎرل ﻓﻴﻠﻴﺐ إ ﺎﻧﻮﻳﻞ ،وﻓﻠﻬﻠﻢ ﻓﺮﻳﺪﻣﺎن وﻳﻮﻫﺎن ﻛﺮﻳﺴﺘﻴـﺎن اﻟﺬﻳﻦ اﺷﺘﻬﺮوا ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﳉﻬﻮدﻫﻢ اﳋﺎﺻﺔ .وﻗﺪ أﺣﺼﻰ ﻏﺎﻟ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻣﺆﻟﻔﺎ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺎ ﻣﺸﻬﻮرا ﻣﻦ أﺳﺮة ﺑﺎخ وﻛﺎن ﻟﺴﺒﻌﺔ وﺧﻤﺴz ﻣﺆﻟﻔﺎ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷﺳﺮة أﻫﻤﻴﺘﻬﻢ اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻛﻲ ﺗﻈﻬﺮ أﺳﻤـﺎؤﻫـﻢ ﻓـﻲ ﻗـﻮاﻣـﻴـﺲ ا)ﻮﺳﻴﻘﻴ ،zوﻛﺎن ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻌﺾ اﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎت أو ا)ﻮاﻫﺐ ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ. وﻳﻘﺎل إن اﺳﻢ ﺑﺎخ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺪ أﺻﺒﺢ ﻣﺮادﻓﺎ ﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎر ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﺎﻃﻖ أ)ﺎﻧﻴﺎ. ﻫﻨﺎﻟﻚ أﺷﺠﺎر ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ أﺧﺮى أﻗﻞ إﺛﺎرة ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﻊ ذﻟﻚ ﺗﺜﻴﺮ اﻹﻋﺠﺎب ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت أﺧﺮى .ﻓﻌﺎﺋﻠﺔ ﻫﻜﺴﻠﻲ ﻣﺜﻼ ﻫﻲ ﻣﺜﺎل ﻣﻦ زﻣﻦ أﻗﺮب .ﻓﻬﻨﺎك ﻋﺎﻟﻢ اﻷﺣﻴﺎء وا)ﺪﻳﺮ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﺴﻴﺮ ﺟﻮﻟﻴﺎن ،وأﻧﺪرو ﻓﻴﻠﺪﱋ اﳊﺎﺋـﺰ ﻋـﻠـﻰ ﺟـﺎﺋـﺰة ﻧﻮﺑﻞ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ وﻇﺎﺋﻒ اﻷﻋﻀﺎء ،وا)ﺆﻟﻒ ا)ﺸﻬﻮر أﻟﺪوس ،وﻛﻠﻬﻢ أﺣﻔﺎد ﺗﻮﻣﺎس 55
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻫﻨﺮي ﻫﻜﺴﻠﻲ اﻟﺬي ﻛﺎن ا)ﺪاﻓﻊ اﻟﻘﻮي ﻋﻦ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﻄﻮر ﻟﺪرﺟﺔ أﻧﻪ أﺻﺒﺢ ﻳﻌﺮف ﺑﺄﻧﻪ »اﻟﻜﻠﺐ اﳊﺎرس« ﻟﺘﺸﺎرﻟﺰ دارون .وﻣﺎ دﻣﻨﺎ ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﺗﺸﺎرﻟﺰ دارون ،ﻓﺈﻧﻪ ﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻀﻴﻒ إﻟﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻏﺎﻟ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ اﳉﺪ أرازﻣﻮس دارون ،ا)ﺒﺸﺮ ﺑﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﻄﻮر ،اﺳﻤ zآﺧﺮﻳﻦ ،اﺑﻦ ﺗﺸﺎرﻟﺰ دارون، اﻟﺴﻴﺮ ﺟﻮرج اﻟﺬي أﺻﺒﺢ ﻋﺎﻟﻢ ﻓﻠﻚ ﻣﺸﻬﻮرا وأﺣﺪ أﺑـﻨـﺎء ﺧـﺆوﻟـﺔ دارون أﻻ وﻫﻮ اﻟﺴﻴﺮ ﻓﺮاﻧﺴﻴﺲ ﻏﺎﻟ ﻧﻔﺴﻪ .ﻻ ﻋﺠـﺐ إذن أن دارون ﻗـﺪ ﻋـﻠـﻖ ﻋـﻠـﻰ ﻛﺘﺎب اﺑﻦ ﺧﺎﻟﻪ ﻓﺮاﻧﺴﺲ ﻏﺎﻟ »اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ اﻟﻮراﺛﻴﺔ« ﺑﻘﻮﻟﻪ» :ﻻ أﻋﺘﻘﺪ أﻧـﻨـﻲ ﻗﺮأت ﻃﻴﻠﺔ ﺣﻴﺎﺗﻲ أي ﺷﻲء أﻛﺜﺮ أﺻﺎﻟﺔ وإﺛﺎرة ﻟﻼﻫﺘﻤﺎم ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب«. ﻟﻘﺪ ﺟﺎﺑﻬﺖ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﻏﺎﻟ ﺣﻮل وراﺛﺔ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺘ .zﻓﻔﻲ ا)ﻘﺎم اﻷول ،ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ا)ﻘﺪﻣﺔ ﺑﺎﻋﺜﺔ ﻋﻠـﻰ اﻻﻃـﻤـﺌـﻨـﺎن ،ﻛـﻤـﺎ ﺟـﻌـﻠـﻬـﺎ ﻏﺎﻟ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ .ﻓﻘﺪ أﻇﻬـﺮت اﻟـﺘـﺠـﺮﺑـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻛـﺮرت ﺑـﻌـﺪه ﺑـﺜـﻼﺛـﺔ أﺟﻴﺎل ،أﻇﻬﺮت أن ﻣﺸﺎﻫﻴﺮ اﻟﻘﻀﺎة ﻫﻢ ﻓﻘﻂ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺠﻤﻌﻮن ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻼت أﺳﺮﻳﺔ ) .(Bramwell, 1948ﻓﻜﺎن )ﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﻣﺸﺎﻫﻴﺮ اﻟﻘﻀﺎة أﻗﺎرب ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎة ا)ﺸﻬﻮرﻳﻦ ،أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻷﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺮة ﻓﻘﺪ اﻧﺨﻔﻀﺖ اﻟﻨﺴﺒﺔ ا)ﺌﻮﻳـﺔ إﻟـﻰ ﺣـﻮاﻟـﻲ %٢٠أو أﻗﻞ .وﻗﺪ ﺷﻌﺮ ﻏﺎﻟ ﻧﻔـﺴـﻪ ﺑـﺎﻻرﺗـﺒـﺎك واﳊﻴﺮة ﻋﻨﺪﻣﺎ واﺟﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ أن اﻟﻘﺎدة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳ ،zواﻟﻌﻠﻤﺎء ،واﻟﺸـﻌـﺮاء ﻟـﻢ ﺗﻜﻦ أﺷﺠﺎر أﻧﺴﺎﺑﻬﻢ أﺷﺠﺎرا ﻣﺘﻤﻴﺰة .وﻛﻲ ﻳﻔﺴﺮ ﻏﺎﻟ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺸﺎذة وﻳﺤﺎول اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ،اﺳﺘﺸﻬﺪ ﺑﺎ)ﻮت ا)ﺒﻜﺮ ﻟﻠﻘﺎدة ،وﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺳﻠﺴـﻠـﺔ اﻷﻧﺴﺎب اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﻧﺎث ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻮراﺛﺔ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،وﺑﺎﳊﻆ اﻟﺴﻴﺊ. ﻫﻨﺎك ﺗﻔﺴﻴﺮات أﺧﺮى ﻜﻦ ﻃﺮﺣﻬﺎ ،وﻫﺬه ﻫﻲ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﻀﻌﻒ اﻟﺜﺎﻧـﻴـﺔ ﻓﻲ دﻋﻮى ﻏﺎﻟ ،ﻓﺘﺠﻤﻊ ﻣﺸﺎﻫﻴﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺿﻤﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻷﻧﺴﺎب اﻷﺳـﺮﻳـﺔ ﻗﺪ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﻴﺰ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وا)ﺰاﻳﺎ ا)ﻤﻨﻮﺣﺔ ﻟﻠﻄﺒﻘﺔ أﻛﺜﺮ Yﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ اﳋﺼﺎﺋﺺ اﻟﻮراﺛﻴﺔ ا)ﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻦ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳـﺔ .وﻟـﻦ ﻳـﺪﻫـﺸـﻨـﺎ ﻛـﺜـﻴـﺮا ،إذن ،أن ﳒﺪ أن أوﺟﻪ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺘﻲ ارﺗﻔﻌﺖ ﻓﻴﻬﺎ أﻋﺪاد ا)ﺸﺎﻫﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺼﻞ إﻣﺎ ﺑﺎﻟﺼﻔﻮة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋـﻴـﺔ ذات »اﻟـﺼـﻼت« اﳋـﺎﺻـﺔ )ﻛـﻤـﺎ ﻓـﻲ ﻋﺎ)ﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ( ،أو ﺑﺬﻟﻚ اﻟﺘﻮﺟﻪ اﳊﺮﻓﻲ اﻟﺬي ﻓﻴﻪ ﻧﻘﻞ ا)ﻬﺎرات ﻣﻦ ﺟﻴﻞ إﻟﻰ ﺟﻴﻞ )ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ( .وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﻗﻒ اﻋﺘﺒﺎر ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ واﻟﻔﻦ ﻣﻦ اﳊﺮف ،اﺧﺘﻔﺖ اﻷﺷﺠﺎر اﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻀـﻢ أﻋـﺪادا ﻛـﺒـﻴـﺮة ﻣـﻦ ا)ﺸﺎﻫﻴﺮ .وﻗﺪ ﻗﻤﺖ ،ﻣﻦ أﺟﻞ اﻻﻟﺘﻔﺎف ﺣـﻮل ﻫـﺬه اﻟـﺼـﻌـﻮﺑـﺎت ،ﺑـﺘـﺼـﻤـﻴـﻢ 56
اﻷﺳﻼف وا ﻮرﺛﺎت واﻷﺟﻴﺎل
ﺑﺤﺚ أﺧﺬ ﻣﻨﺤﻰ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ) .(Simonton, 1983 dﻓﻘﺪ رﻛﺰت ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺎط واﺣﺪ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷﻧﺸﻄﺔ ،ﻓﺤﺼﺖ اﻷﺟﻴﺎل ا)ﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻓﻴﻪ ،وﻗﺴﺖ اﻟﺸﻬﺮة واﻟﺬﻛـﺎء، ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺸﻬﺮة ﻣﺆﺷﺮا ﻟﻠﺬﻛﺎء. وﻗﺪ اﺷﺘﻤﻠﺖ اﻟﺪراﺳﺔ ﻋﻠـﻰ ٣٤٢ﻣﻠﻜﺎ ﻣﻦ إﳒﻠﺘﺮا واﺳﻜﺘﻠﻨﺪا ،وﻓﺮﻧـﺴـﺎ، وأﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ،واﻟﺒﺮﺗﻐﺎل ،وﻫﻮﻟﻨﺪا ،واﻟﻨﻤﺴـﺎ ،وﺑـﺮوﺳـﻴـﺎ ،واﻟـﺪا ـﺎرك واﻟـﺴـﻮﻳـﺪ وروﺳﻴﺎ ،وﺗﺮﻛﻴﺎ ،ﻣﻨﺬ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻘﺮون اﻟﻮﺳﻄﻰ ﺣﺘﻰ اﳊﻘﺒﺔ اﻟﻨﺎﺑﻠﻴﻮﻧﻴـﺔ .وﻗـﺪ ﺣﺪدت ﺷﻬﺮة ﻛﻞ ﺣﺎﻛﻢ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻣﻘﻴﺎس ﺧﺎص ﺪى اﻟﺬﻛﺮ ﻟﻪ أو اﻹﺷﺎدة ﺑﻪ ،Citation Measureﺣﻴﻨﻤﺎ أﺧﺬت درﺟﺎت اﻟﺬﻛﺎء ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﺮات وودز )(٢×)(١٩٠٦ ﻛﻤﺎ ﺣﺪدت ﻫﺎﺗ zاﻟﺪرﺟﺘ zأﻳﻀﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷب ﻛـﻞ ﺣـﺎﻛـﻢ وﺟـﺪه .وﻟـﻮ ﻛـﺎن اﻟﺬﻛﺎء واﻟﺸﻬﺮة ﻣﺘﻜﺎﻓﺌ zﺣﻘﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺪﻋﻰ ﻏﺎﻟ ،ﻟﺘﻮﺟـﺐ أن ﻳـﻮرﺛـﺎ ﺑـﻨـﻔـﺲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ. ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث .ﻓﻤﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ،ﻳﺒﺪو أن اﻟﺬﻛـﺎء ﻳـﻨـﺘـﻘـﻞ ﻋـﺒـﺮ اﻷﺟﻴﺎل وﻓﻘﺎ ﻟﻘﻮاﻧ zاﻟﻮراﺛﺔ .ﻓﻤﺜﻼ ﻳﻜﻮن ﻣﻴﺮاث اﻻﺑﻦ ﻣﻦ ذﻛﺎء أﺑﻴﻪ ﺿﻌﻒ ﻣﻘﺪار ﻣﺎ ﻳﺮﺛﻪ ﻣﻦ ﺟﺪه ،وﻫﻮ ﻓﺮق ﻟﻪ ﻣﻌﻨﺎه اﻟﻮراﺛﻲ ،أﺿﻒ إﻟﻰ ذﻟﻚ أن اﳉﺪ ﻻ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﻧﺴﺒﺔ ذﻛﺎء اﻻﺑﻦ إذا اﻟﺘـﺤـﻜـﻢ ﻓـﻲ إﺳـﻬـﺎم اﻷب)× .(٣ﻛﺬﻟـﻚ ﻳﻜﻮن إرث اﻟﺬﻛﺎء ﻣﺘﻤﺎﺛﻼ ﺑﺼﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺟﻨﺲ اﳊﺎﻛـﻢ :ﻓـﺎ)ـﻠـﻜـﺔ ﺗـﺪﻳـﻦ ﺎﻣﺎ ﺑﺬﻛﺎﺋﻬﺎ ﻟﻮاﻟﺪﻫﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺪﻳﻦ ﺑﻪ ا)ﻠﻚ ﻟﻮاﻟﺪه. أﻣﺎ اﻟﺸﻬﺮة ﻓﺘﻮرث ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺎﻣﺎ .ﻓﺸﻬﺮة اﳊﺎﻛﻢ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺸﻬﺮة أﺑﻴﻪ وﺟﺪه .وﻻ ﻳﻌﻤﻞ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﳉﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻋﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻷب ﻓﻘﻂ ،ﻟـﻜـﻦ إﺳﻬﺎم اﳉﺪ ﻗﺪ ﻳﻔﻮق إﺳﻬﺎم اﻷب ﻓﻌﻼ .ﺛﻢ إن اﻧﺘﻘﺎل اﻟﺸﻬﺮة ﻋﺒﺮ اﻷﺟﻴﺎل ﻻ ﻳﺼﺢ إﻻ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﳋﺎﺻﺔ ﺑﻨﻔﺲ اﳉﻨﺲ ،ﻓﺎ)ﻠﻚ ﻳﺴﺘﺮﺷﺪ ﺑﺄﺑﻴﻪ وﺟﺪه ﻓﻲ إﺣﺮاز اﻟﻌﻈﻤﺔ ،ﻟﻜﻦ ا)ﻠﻜﺔ ﻻ ﺗﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ،وﻟﻴﺴﺖ ﻫﻨﺎك ﻋﻼﻗﺔ ﺑz ﺷﻬﺮة ا)ﻠﻜﺔ وﺑ zﺷﻬﺮة اﳉﻴﻠ zاﻟﺴﺎﺑﻘ zﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ا)ﻠﻮك اﻟﺬﻛﻮر ﻓﻲ أﺳﺮﺗﻬﺎ. و ﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﺑﻬﺎ اﻟﺸﻬﺮة ﻣﻦ ﺟﻴﻞ إﻟﻰ ﺟﻴﻞ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﺜﺎﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻰ ﺑـﺎﻻﻗـﺘـﺪاء ،Role Modelingﻓﻜﻞ ﻣﻠﻚ ﻜﻨﻪ أن ﻳﺤـﺎﻛـﻲ أﺳﻼﻓﻪ ﻋﺒﺮ اﻟﺴﻼﻟﺔ ا)ﻠﻜﻴﺔ أو أن ﻳﻌﺮف ـﺎ ﻋـﺮﻓـﻮا ﺑـﻪ .و ـﺎ أن ﻛـﻼ ﻣـﻦ اﻷب واﳉﺪ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻧﺎن ﻣﻮﺟﻮدﻳﻦ ﺧﻼل ﻃﻔﻮﻟﺔ اﻟـﻮرﻳـﺚ ا)ـﻠـﻜـﻲ ،ﻓـﺈﻧـﻪ ﻜﻨﻪ أن ﻳﺘﺨﺬﻫﻤﺎ ﻗﺪوة ﻟﻠﺪور اﻟﺬي ﻳﺘﻄﻠﺒﻪ ﻣﻨﺼﺐ ا)ﻠﻚ. إن ﺣﺼﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺸﺒﻪ ﺑﺎﻷﺳﻼف ﻫﺬه ﺑﺄﺑﻨﺎء اﳉﻨﺲ اﻟﻮاﺣﺪ ،ﻳﺘﺴﻖ ﻣﻊ 57
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻣﺎ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﺣﻮل اﻻﻗﺘﺪاء)× (٤ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم )اﻧﻈﺮ ،ﻣﺜﻼ ،(Goldstein, 1979 ،ﺛﻢ إن ﻫﺬه اﻵﻟﻴﺔ ،ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﻮراﺛﺔ اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ،ﻜﻨﻬﺎ ﺗﻔﺴﻴـﺮ ﺗـﻔـﻀـﻴـﻞ اﳉـﺪ ﻋـﻠـﻰ اﻷب .ﻓﺎﻷﻣﻴﺮ ﻗﺪ ﻳﺮى أﺑﺎه ﻏﺮ ﺎ ﻣﻨﺎﻓﺴـﺎ ﻟـﻪ ،إذا ﻋـﺎش ﻃـﻮﻳـﻼ ،ـﻜـﻦ أن ﻳﺤﺮم اﻟﻮرﻳﺚ ﻣﻦ ﻓﺮﺻﺔ اﻋﺘﻼء اﻟـﻌـﺮش ،وﻗـﺪ ﲡـﻌـﻞ ﻫـﺬه ا)ـﻨـﺎﻓـﺴـﺔ اﻻﺑـﻦ راﻏﺒﺎ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺪاء ﺑﺠﺪه أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻗﺘﺪاﺋﻪ ﺑﺄﺑﻴﻪ .وﻫﺬا ﻇﻦ ﻳﺆﻳﺪه اﻛـﺘـﺸـﺎف ﻋﺪم وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ ﺑ zاﻟﺪرﺟﺎت ا)ﻘﺪرة ﻟﻠﻘﻴﺎدة ﻟﻼﺑﻦ ،وﺗﻠﻚ ا)ﻘﺪرة ﻟﻸب، ﻓﻲ ﺣ zﺗﻮﺟﺪ ﻋﻼﻗﺔ إﻳﺠﺎﺑـﻴـﺔ ﻗـﻮﻳـﺔ ﺑـ zاﻻﺑـﻦ واﳉـﺪ ﻣـﻦ ﻫـﺬه اﻟـﻨـﺎﺣـﻴـﺔ. وأﻏﻠﺐ اﻟﻈﻦ أن ﻓﺮدرﻳﻚ اﻟﻌﻈﻴﻢ ،وﻫﻮ اﻟﺬي ﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﺑﺮوﺳﻴﺎ ﻗﻮة ﻳـﺤـﺴـﺐ ﺣﺴﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎرة أورﺑﺎ ﻛﻠﻬﺎ ،اﻗﺘﺪى ﻓﻲ ﺧـﺼـﺎﻟـﻪ اﻟـﻘـﻴـﺎدﻳـﺔ ﺑـﺠـﺪه ﻓـﺮدرﻳـﻚ اﻷول اﻟﺬي ﻧﺼﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺠﺴﺎرة أول ﻣﻠﻚ ﻟﺒﺮوﺳﻴﺎ ،أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻗﺘﺪاﺋﻪ ﺑﺄﺑﻴﻪ اﻟﺬي اﺗﺴﻢ ﺳﻠﻮﻛﻪ ﺑﺎﳊﺬر. ﺗﻈﻬﺮ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺎت ﺣﻮل اﻷﺳﺮ ا)ﻠﻜﻴﺔ أن ﻏﺎﻟ ﻛﺎن ﻣﺼـﻴـﺒـﺎ ﺑـﺸـﻜـﻞ ﺟﺰﺋﻲ ﻓﻘﻂ .ﻓﺎﻟﺬﻛﺎء ﻳﺘﻢ ﺗﻮرﻳﺜﻪ ﺣﻘﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ،ﻟﻜـﻦ ﻟـﻴـﺲ ﺑـﻨـﻔـﺲ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻮرﻫﺎ ﻏﺎﻟ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﺸﻬﺮة ﻜﻦ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻴﻞ إﻟﻰ ﺟﻴﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﻗﺘﺪاء ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ،وﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ.
اﻟﺘﻮارث ﻋﺒﺮ اﻷﺟﻴﺎل
ﺷﺮع أﻟﻔﺮﻳﺪ ﻛﺮوﻳﺒﺮ A. Kroeberأﺣﺪ رواد ﻋﻠﻢ اﻷﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻓﻲ أﻣﺮﻳﻜﺎ، ﺷﺮع ﻓﻲ ﻛﺘﺎب »ﺗﺸﻜﻴـﻼت ـﻮ اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﺔ« Configurations of Culture Growth ) (١٩٤٤ﻓﻲ إﺛﺒﺎت أن ﻏﺎﻟ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺄ ،وأن اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻬﺎ أدﻧﻰ ﻗﻴﻤﺔ ﺗﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻨﺎﻗـﺶ اﻹﺑـﺪاع ،ﻓـﺒـ zﻣـﻦ أﺟـﻞ اﻟـﺘـﺪﻟـﻴـﻞ ﻋـﻠـﻰ ﻗﻀﻴﺘﻪ ،أن ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ا)ﺒﺪﻋﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻮزﻋﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺸﻮاﺋﻲ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﺠﻤﻊ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻋﻠـﻰ ﻫـﻴـﺌـﺔ ﺗـﺸـﻜـﻴـﻼت .وﺗـﺘـﻤـﺜـﻞ ﻫـﺬه اﻟﺘﺸﻜﻴﻼت ﻓﻲ اﻟﻌﺼﻮر اﻟـﺬﻫـﺒـﻴـﺔ Golden Hgesأو اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻔـﻀـﻴـﺔ Silver Agesﻟﻠﺤﻀﺎرة وﻫﻲ ﻋﺼﻮر ﺗﻔﺼﻞ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻓـﺠـﻮات ﻃـﻮﻳـﻠـﺔ أو ﻋـﺼـﻮر ﻇـﻼم ﻳﺮﻛﺪ ﻓﻴﻬﺎ اﻹﺑﺪاع اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ .وﻫﻜﺬا ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬﻫﺒﻲ ﻟﻺﻏﺮﻳﻖ ،أو اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ،ﻣﻊ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺿﻤﻨﺎ ﺑﺄن ﲡﻤﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﻌـﻘـﻮل اﻟـﺮاﻗـﻴـﺔ ﻓـﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﳊﻴﺰ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ ﻫﻮ ﺷﻲء ﺧﺎص .ﻓـﺈذا ﻛـﺎﻧـﺖ اﻟـﻌـﺒـﻘـﺮﻳـﺔ 58
اﻷﺳﻼف وا ﻮرﺛﺎت واﻷﺟﻴﺎل
ﻣﻮروﺛﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺪﻋﻰ ﻏﺎﻟ ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻮزﻋﺖ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﺸﻜﻞ ا)ﺘﻔﺎوت ،ﻋﺒﺮ ﻣﺴﺎر اﻟﺘﺎرﻳﺦ? إن ﻧﺴﺒﺔ اﳉﻤﻬﻮر اﻟﺬي ﻟﻪ ﻣﺴﺘﻮى ذﻛﺎء اﻟﻌـﺒـﺎﻗـﺮة ﻳـﺠـﺐ أن ﻳﻈﻞ ﺛﺎﺑﺘﺎ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻦ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ اﻟﻴﻮﻧﺎن وإﻳﻄﺎﻟـﻴـﺎ ﺗﺰاﻳﺪت دون أن ﺗﺼﺎﺣﺒﻬﺎ زﻳﺎدة ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻹﻏـﺮﻳـﻖ أو اﻟـﻔـﻨـﺎﻧـz اﻹﻳﻄﺎﻟﻴ .zﻟﻘﺪ ﻃﺮح ﻏﺎﻟ ﺗﻔﺴﻴﺮا ﻋﺮﻗﻴﺎ )ﻇﻞ ﻟﺬﻟﻚ وراﺛﻴﺎ( ﻟﻬﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة، ﻓﻘﺪ ﻗﺎل إن اﻟﻌﺮق اﻷﺛﻴﻨﻲ اﻟﻨﺎﺑﻪ ﺗﺰاوج ﻟﺴﻮء اﳊﻆ ﻣﻊ أﻋﺮاق أﺧﺮى أدﻧﻰ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻘﻮﺿﺖ اﻷﺳﺲ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻟﻠﺤﻀﺎرة اﻷﺛﻴﻨﻴﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ. ﻟﻘﺪ اﺳﺘﺒﻌﺪ ﻛﺮوﻳﺒﺮ أي ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻟﻠﻌﺮق ﻋﻠﻰ إﺑﺪاع اﳉﻨﺲ اﻟﺒﺸﺮي ،وﻗﺎل إن ا)ﻨﺎخ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﺬي ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻪ اﻟﻔﺮد ﻫﻮ اﶈﺪد اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻺﺑﺪاع .ﻓﻜﻤﺎ ﺗﺜﺒﺖ ﺧﺒﺮات اﻷزﻣﻨﺔ اﳊﺪﻳﺜﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﺰاﻳﺪ ،ﻓﺈن ﻣﻦ ا)ﻤﻜـﻦ أن ﺗـﺘـﻐـﻴـﺮ اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﺔ ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺮع ﻣﻦ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺬي ﻜﻦ أن ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ اﻷﺳﺲ اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻟﻠﺬﻛﺎء ،ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﺒﺮاﻣـﺞ اﻟـﺼـﺎرﻣـﺔ ﻟـﺘـﺤـﺴـ zاﻟـﻨـﺴـﻞ .إن اﻹﺑـﺪاع ﻓـﻲ ﺣﻀﺎرة ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻳﻨﻤﻮ وﻳﻨﻤﺤﻖ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره أﻣﺮا ﻳﺘﺰاﻣﻦ ﻣﻊ Yﺎرﺳﺎت اﻟﺰواج اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﺑﻞ ﻣﻊ ﻮ اﻟﻨﻤﻂ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ وﺗﺸﺒﻌﻪ واﺿﻤﺤﻼﻟﻪ. ﻟﻜﻦ )ﺎذا ﻳﺘﺠﻤﻊ اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة ا)ﺒﺪﻋﻮن ﺿﻤـﻦ ﻫـﺬه اﻟـﺘـﺸـﻜـﻴـﻼت اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﻴـﺔ اﳋﺎﺻﺔ? ﻳﺮى ﻛﺮوﻳﺒﺮ أن ﻓﻜﺮة اﶈﺎﻛﺎة اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ر ﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ اﳉﻮاب، وﻳﺴﺘﺸﻬﺪ ﺑﻘﻮل ا)ﺆرخ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻲ ﻓﻴﻠﻴـﻮس ﺑـﺎﺗـﺮﻛـﻮﻟـﺲ Velleus Paterculusإن اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﺗﺮﻋﺎﻫﺎ اﶈﺎﻛﺎة اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺒﺜﻖ ﺗﺎرة ﻣـﻦ اﳊـﺴـﺪ وﺗـﺎرة ﻣـﻦ اﻹﻋﺠﺎب ،وإﻧﻪ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻷﺷﻴﺎء أن ﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺗﻌﻬﺪه ﺑﺎﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺑﺄﻗﺼﻰ ﺣﻤﺎس Yﻜﻦ ،ﻳﺘﻘﺪم ﻧﺤﻮ أﻗﺼﻰ اﻛﺘﻤﺎل Yﻜﻦ ،ﻟﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ اﻻﺳﺘـﻤـﺮار ﻋـﻨـﺪ ﻧﻘﻄﺔ اﻻﻛﺘﻤﺎل ،وﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أن ﻣﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﻘـﺪم ﻻ ﺑـﺪ أن ﻳـﺘـﻘـﻬـﻘـﺮ ) .(Kroeber, 1944, p18ﻟﻘﺪ ﻻﺣﻆ ﻓﻴﻠﻴﻮس أﻳﻀﺎ أن اﻟﻌﺒﻘﺮﻳـﺔ ـﻴـﻞ إﻟـﻰ أن ﺗﺘﺠﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ أﺟﻴﺎل ﻣﻦ اﻟﻮﻓﺮة اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ،ﺗﺴﺒﻘﻬﺎ وﺗﺘﻠﻮﻫـﺎ أﺟـﻴـﺎل ﻣـﻦ اﻟﻨﺪرة اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ .وإﺷﺎرﺗﻪ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﺎة اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﺤﺘﻤﻞ أﻣﺮ ﻣﻌﻘﻮل)× ،(٥ﻓﻜﻞ ﺟﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة ا)ﺒﺪﻋ zﻗﺪ ﻳﺤﺎول أن ﻳﺘﺠﺎوز إﳒـﺎزات اﳉﻴﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠﻴﻪ .ﻓﻘﺪ ﺣﺎول ﻟﻴﻮﻧﺎردو .أن ﻳﺘﻔﻮق ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺑﻘﻴﻪ ،وﻟﻢ ﻳﺘﻔﻮق ﻋﻠﻴﻪ إﻻ ﻣﺎﻳﻜﻞ أﳒﻠﻮ ،اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺼﻐﺮه ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ .ﺛﻢ ﻳـﺼـﻞ اﻹﺑﺪاع إﻟﻰ ذروة ﻻ ﻜﻦ ﲡﺎوزﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﺪود اﻟﻨﻤﻂ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ا)ـﻌـ zوﻳـﺒـﺪأ اﻹﺑﺪاع ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﻬﺒﻮط اﻟﺴﺮﻳﻊ .وﻻ ﻜﻦ ﻟﻪ أن ﻳـﻨـﻄـﻠـﻖ ﻣـﻦ ﺟـﺪﻳـﺪ إﻻ إذا 59
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
أرﺳﻴﺖ ﻟﻪ أﺳﺲ ﺟﺪﻳﺪة .ﻓﻘﺪ وﺻﻞ أﺳﻠﻮب اﻟﺮﺳﻢ اﻟﺬي ﻴﺰت ﺑـﻪ أزﻫـﻰ ﻓﺘﺮات ﻋﺼﺮ اﻟﻨﻬﻀﺔ High Renaissanceإﻟﻰ اﻟﻘﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻳﺪي راﻓﺎﺋﻴﻞ ،ﻓﺤﻜﻢ ﻫﺬا ﻋﻠﻰ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﻴﺎن ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻹﺑﺪاع .وﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﻦ أﻋﻘﺒﻪ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﺎﻣ zإﻣﺎ أن ﻳﻮاﺻﻠﻮا ﻋﻤﻠﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺤﺎﻛﺎﺗﻪ ﺑﻄﺮﻳـﻘـﺔ أﻛـﺎد ـﻴـﺔ ﺗﺰداد ﺗﻔﺎﻫﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﺰﻣﻦ أو أن ﻳﻨﺪﻓﻌﻮا ﻓﻲ ﻣﻐﺎﻣﺮة ﺟﺪﻳﺪة ﻛﻞ اﳉﺪة، ذات ﻣﺨﺎﻃﺮ ﻋﻈﻴﻤﺔ.
اﻟﻘﺪوة واﳌﺜﻞ
إن ﻓﻜﺮة اﶈﺎﻛﺎة اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ﻫﻲ ﻓﻜﺮة Yﺎﺛﻠﺔ ﻟﻔﻜﺮة اﻻﻗﺘﺪاء ،وﻫﻲ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺨﺪﻣﺘﻬﺎ ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﲡﻤﻊ ا)ﺸﺎﻫﻴﺮ داﺧﻞ ﺑـﻌـﺾ اﻷﺳـﺮ .وﻗـﺪ ﻳـﻔـﺴـﺮ اﻻﻗﺘﺪاء أﻳﻀﺎ ﲡﻤﻊ ا)ﺸﺎﻫﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺗﺸﻜﻴﻼت .و ﺎ أن ﻛﻞ ﺟﻴﻞ ﲢﻔﺰه اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺘﻪ أو ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻬﺎ ﻓﻼ ﺑﺪ أن ﻳﺪﺧﻞ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎﺋﻼت اﻟﺸﻬﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﲢﺪث ﻋﻨﻬﺎ ﻏﺎﻟ وﺣﺎﻟﺔ اﻻزدﻫﺎر اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﺘﻲ ﲢﺪث ﻋﻨﻬﺎ ﻛﺮوﻳﺒﺮ. وﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻓﻲ أﺣﺪ اﻟﺒﺤﻮث اﳊﺪﻳﺜﺔ ﺣﻮل اﻟـﻈـﺮوف اﻟـﺘـﻲ ﺳـﺎدت ﺣـﻴـﺎة ا)ﺸﺎﻫﻴﺮ ﻗﺒﻞ ﺣﺼﻮﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻬﺮة ،أن ﺣﻮاﻟﻲ %٨٢ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد اﻟﺬﻳﻦ ﺖ دراﺳﺘﻬﻢ ﻗﺪ ﻋﺎﻳﺸﻮا ﻋﺪﻳﺪا ﻣﻦ اﻟﺮاﺷﺪﻳﻦ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ،وأن % ٦٨ﻣﻨﻬﻢ ﺗﺮﻋﺮﻋﻮا ﻓﻲ ﻇﻞ وﺟﻮد ﺑﻌﺾ اﻟﺮاﺷﺪﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت ﻜﻦ اﻟﻮﺻﻮل ﻓﻴﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺸﻬﺮة ﻋﻨﺪ اﻟﺮﺷﺪ .وأن %٦٣ﻣﻨﻬﻢ ﺗﻌﺮﻓﻮا ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﻫﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺒﻜﺮة ﻣـﻦ اﻟـﻌـﻤـﺮ Walberg Rasher, and parkerson, 1980أي أﻧﻪ ﺗﻮاﻓﺮ ﻟﻬﺆﻻء ا)ﺸﺎﻫﻴﺮ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ وﺟﻮد ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ Yﻦ ﻛﺎن ﻜﻦ اﻻﻗﺘﺪاء ﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻄﻮرﻫﻢ ا)ﺒﻜﺮ .وﺗﺒ zﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮى ﻋﻤﺮي آﺧﺮ أن ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﻒ اﳊﺎﺋﺰﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة ﻧﻮﺑﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻢ ﻗﺪ ﺗﻌﻠﻤﻮا ﻋﻠﻰ أﻳﺪي ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺳﺒﻖ ﻟﻬﻢ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻫـﺬه اﳉـﺎﺋـﺰة ) (Zuckerman, 1977وﺗﻮﺣﻲ ﻫـﺬه اﳊﻘﺎﺋﻖ ﺑﺄن وﺟﻮد ﻣﻦ ﻳﻘﺘﺪى ﺑﻬـﻢ ﻣـﻦ ا)ـﺒـﺪﻋـ zﻗـﺪ ﻳـﻜـﻮن أﻣـﺮا ﺟـﻮﻫـﺮﻳـﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﻄﻮر اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ .وﻫﺬا اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﺒﺮ اﻷﺟﻴﺎل ﻗﺪ ﻻ ﻳـﺘـﻄـﻠـﺐ داﺋﻤﺎ اﻻﺗﺼﺎل اﻟﺸﺨﺼﻲ ا)ﺒﺎﺷﺮ ﺑ zاﻷﺳﺎﺗﺬة اﻟﻨﺎﺿﺠـ zوﺑـ zا)ـﻌـﺠـﺒـz اﻟﺼﻐﺎر ،ﻓﺎﻟﻨﺸﺄة أو اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ أزﻣﻨﺔ اﳊﻴﻮﻳﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ أو اﻟﻔﻨﻴﺔ اﳉـﻤـﺎﻟـﻴـﺔ ﻗﺪ ﺗﻔﻀﻲ ﺑﺬاﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺘﻄﻮر اﻹﺑﺪاﻋﻲ .إن اﻹﻋﺠﺎب ﻫﻮ ﻗﻮة داﻓﻌﺔ ﺷﺪﻳﺪة 60
اﻷﺳﻼف وا ﻮرﺛﺎت واﻷﺟﻴﺎل
ﻓﻲ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺸﺨﺼﻲ .و ﻜﻨﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ أن ﻧﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ،إذا دﻋﺖ اﳊﺎﺟﺔ ﻟﺬﻟﻚ. ﻟﻜﻦ ﻣﺎذا ﻳﺤﺪث ﻋﻨﺪ ﻏﻴﺎب اﻟﻘﺪوة ﻏﻴﺎﺑﺎ ﺗﺎﻣﺎ? إن أﺣﺪ اﻟﻄﺮق ا)ﻤﻜـﻨـﺔ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺘﺴﺎؤل ،ﻫﻮ أن ﻧﺴﺘﺨﺪم ﲢﻠﻴﻞ اﻟﺴﻼﺳﻞ اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ اﳉﻴﻠﻴﺔ Generational Time-Series Analysisواﳋﻄﻮة اﻷوﻟﻰ ﻫـﻲ أن ﻧـﻘـﺴـﻢ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ إﻟﻰ ﺷﺮاﺋﺢ ﺗﺴﻤﻰ اﻷﺟﻴﺎل واﻟﻄﻮل ا)ﺄﻟﻮف ﻟﻜﻞ ﺟﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﻮث اﳊﺪﻳﺜـﺔ ﻫﻮ ٢٠ﺳﻨﺔ .واﳋﻄﻮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ أن ﻧﻜﻮن ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎ)ﺒﺪﻋ zﻓﻲ ﻓﺮع ﻣﻌﺮﻓﻲ ﻣﻌ .zﺛﻢ ﻧﻀﻊ ﻛﻞ ﻣﺒﺪع ﻓﻲ ﺟﻴﻞ ﻣﻌ zوﻓﻘﺎ ﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺑﻠﻮﻏﻪ اﻷرﺑﻌz ﻣﻦ ﻋﻤﺮه .ﻓﻤﺜﻼ ﺳﺘﻀﻊ دراﺳﺔ ﺣﻮل اﻹﺑﺪاع اﻟﻔﻨﻲ ﻓﻲ أورﺑﺎ ﻣﺎﻳﻜﻞ أﳒﻠـﻮ ﻓﻲ اﳉﻴﻞ اﻟﺬي ﻳﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ١٥٠٠إﻟﻰ ﺳﻨﺔ ١٥١٩وذﻟﻚ ﻷﻧﻪ وﺻﻞ إﻟﻰ ﺳﻦ اﻷرﺑﻌ zﺳﻨﺔ .١٥١٥وﻗﺪ اﺧﺘﻴﺮت ﺳﻦ اﻷرﺑﻌ zﻓﻲ اﳊﻴﺎة ،ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ،ﺜﺎﺑﺔ »ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺜﻘﻞ« ﻓﻲ ﺣﻴﺎة ا)ﺒﺪع ،أو ﺳـﻦ اﻻزدﻫـﺎر واﻟـﺬروة. واﳋﻄﻮة اﻷﺧﻴﺮة ﻫﻲ أن ﻧﺤﺴﺐ ﻋﺪد ا)ـﺒـﺪﻋـ zﻓـﻲ ﻛـﻞ ﺟـﻴـﻞ .ﻓـﺎﳉـﺪوﻟـﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﻜﻞ ﻓﺘﺮة ﻣﻜـﻮﻧـﺔ ﻣـﻦ ٢٠ﺳﻨﺔ ﺗﻘﻴﺲ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷـﺮ ﻛـﻤـﻴـﺔ اﻹﺑـﺪاع، ﻓﻜﻠﻤﺎ زاد اﻟﻌﺪد ﻛﺎن اﳉﻴﻞ أﻛﺜﺮ إﺑﺪاﻋﺎ. و ﻜﻨﻨﺎ أﻳﻀﺎ أن ﻧﺤﺴﺐ اﻻرﺗﺒﺎط ﺑ zﺟﻴﻠ zﻣﺘﻌﺎﻗﺒ zﻟﻨﺮى ﻛﻴﻒ ﻳﺘﺠﻤﻊ ا)ﺒﺪﻋﻮن ﻣﻌﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﺘﺸﻜﻴﻼت ﻛﺮوﻳﺒﺮ .ﻓﺎﻻرﺗﺒﺎط ﺑ zﻣﺘﻐﻴﺮ ﻣﻌ zوﻧﻔـﺴـﻪ، وﻟـﻜـﻦ ﻓـﻲ زﻣـﻨـ zﻣـﺨـﺘـﻠـﻔـ ،zﻳـﺴـﻤــﻰ اﻻرﺗ ـﺒــﺎط اﻟــﺬاﺗــﻲ ،Auto-correlation واﻻرﺗﺒﺎﻃﺎت اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﻷ ﺎط ﻣﺨـﺘـﻠـﻔـﺔ ﻣـﻦ اﻹﺑـﺪاع ﺗـﻜـﻮن ﻋـﺎدة ﻛـﺒـﻴـﺮة ﺟـﺪا وإﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ،Simonton,1974, 1975b, 1976eوﻗﺪ ﻛﺎن ﻣﻌﺪل اﻻرﺗﺒﺎﻃﺎت اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﻋﺒﺮ ١٥ﻓﺮﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﺮوع ا)ﻌﺮﻓﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ )ﺎﺋﺔ وﺛﻼﺛ zﺟﻴﻼ ﻣﻦ أﺟﻴﺎل اﳊﻀﺎرة اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﺜﻼ (Simonton, 1974) ٠٬٣٩ﻓﺎﻷﺟﻴﺎل ذات اﻷﻋﺪاد اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ا)ﺒﺪﻋ zﺗﺘﻠﻮﻫﺎ أﺟﻴﺎل Yﺎﺛﻠﺔ ﻓـﻲ ﻗـﻠـﺔ ﻋـﺪد ﻣـﺒـﺪﻋـﻴـﻬـﺎ ،ﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺰاﺧﺮة ﺑﺄﻋﺪاد ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ ا)ﺒﺪﻋ zﻣﻦ اﻟﻄﺮاز اﻟﺮاﻗﻲ ،ﻴﻞ إﻟﻰ أن ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪﻫﺎ أﺟﻴﺎل ﻣﺰدﻫﺮة Yﺎﺛﻠﺔ .وﻫﺬه اﻟﺘﺸﻜﻴﻼت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻤﺎ ﻳﺘﺮاوح ﻣﺎ ﺑـ %١٠ zإﻟﻰ ،%٨٠ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ اﳋﺎص ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﺘﺎرﻳـﺨـﻴـﺔ ﻓـﻲ اﻹﺑﺪاع .وﻳﺘﻮﻗﻒ ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮع ا)ﻌﺮﻓﻲ اﻟﺬي ﻧﻘﻮم ﺑﺪراﺳﺘﻪ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﺗﺴﺎع اﻟﺮﻗﻌﺔ اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻘﻮم ﺑﺎﺳﺘﻌﺮاﺿﻬﺎ. و ﻜﻦ ﻟﻬﺬه اﻻرﺗﺒﺎﻃﺎت اﻟﺬاﺗﻴﺔ أن ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻀﻮء ﻋﻠـﻰ اﻟـﻔـﺮض اﳋـﺎص 61
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﺑﺎﻻﻗﺘﺪاء .ﻓﺈذا ﻛﺎن ا)ﺒﺪﻋﻮن ﻳﺘﻢ ﲢﺪﻳﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺟﻴﻞ ﻣﻌ zوﻓﻘﺎ ﻟﻴﻮم ﺑﻠﻮﻏﻬﻢ ﺳﻦ اﻷرﺑﻌ ،zﻓﺈن ﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻋﻤﺮ ا)ﺒﺪﻋ zﻓﻲ ﻫﺬا اﳉﻴﻞ ﻫـﻮ أرﺑﻌﻮن ﺳﻨﺔ ،وﺣﻴﺚ إن ﻃﻮل اﳉﻴﻞ ٢٠ﺳﻨﺔ ﻓﻘﻂ ،ﻓﺈن ا)ﺒﺪﻋ zاﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜﻮن ﻣﺘﻮﺳﻂ أﻋﻤﺎرﻫﻢ ٤٠ﺳﻨﺔ ،ﻓﻲ ﺟﻴﻞ ﻣﻌ ،zﻛﺎﻧﻮا ﻓﻲ ﺳﻦ اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻓﻲ اﳉﻴﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﳉﻴﻞ .وﻟﻮ ﺻﻐﻨﺎ ذﻟﻚ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺷﻜﻠﻴﺔ أﺧﺮى ﻟﻘﻠﻨﺎ إن وﺿﻊ ا)ﺒﺪﻋ zﻓﻲ اﳉﻴﻞ )ج( وﻓﻘﺎ ﻟﺴﻨﺔ اﻟﺬروة ) ٤٠ﺳﻨﺔ( ،ﻳﺘﻤﺎﺛﻞ ﻣﻊ وﺿﻊ ﻧﻔﺲ ا)ﺒﺪﻋ zﻓﻲ اﳉﻴﻞ )ج (٦×)(١-وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﻠﻐﻮا ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻦ اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ،وا)ﺆﺷﺮ )ج( ﻫﻮ ﻓﻘﻂ ﻣﺠﺮد إﺣﺼﺎء ﻟﻌﺪد اﻷﺟﻴﺎل ﺑﺪءا ﻣﻦ اﳉﻴﻞ اﻷول)ج = (١إﻟﻰ اﳉﻴﻞ اﻷﺧﻴﺮ )ج= ن( ،ﺣﻴﺚ ن= ﻋﺪد اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺘﻲ درﺳﻨﺎﻫﺎ. ﻣﺎذا ﻛﺎن ﻫﺆﻻء ا)ﺒﺪﻋﻮن ﻳﻔﻌﻠﻮن ﻋﻨﺪ ﺳﻦ اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ? ﻣﻦ اﶈﺘـﻤـﻞ أﻧـﻬـﻢ ﻟـﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻗﺪ أﺻﺒﺤﻮا ﺑﻌﺪ ﻣﻦ ا)ﻨﺘﺠ ،zﻟﻜﻨﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا وﻣﺎزاﻟﻮا ﻳﺘﻌﺮﺿﻮن ﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ا)ﺆﺛﺮات اﻟﺘﻄﻮﻳﺮﻳﺔ ،ﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﺷﺨـﺎص اﻟـﻘـﺪوة .أي أﻧـﻬـﻢ ر ـﺎ ﻛـﺎﻧـﻮا ﻳﺮﺑﻄﻮن ﺗﻔﻜﻴﺮﻫﻢ ﺑﺎ)ﺒﺪﻋ zاﻟﺬﻳﻦ ازدﻫﺮوا إﺑﺪاﻋﻴﺎ ﻓﻲ اﳉﻴﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺎﻣﺎ أو ﻳﻘﺘﺪون ﺑﻬﻢ .وﻫﻜﺬا ﻓﺈن اﻻرﺗﺒﺎط اﻟﺬاﺗﻲ ،أو اﻻرﺗﺒﺎط ﺑ zاﳉﻴﻞ )ج( واﳉﻴﻞ )ج (١-ﻜﻦ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣﻘﻴﺎﺳﺎ ﻟﻸﺛﺮ اﳋﺎص ﺑﺎﻻﻗﺘﺪاء، ﺧﺎﺻﺔ إذا اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻋﺪﻳﺪ ﻣﻦ ا)ﺘﻐﻴﺮات اﳋﺎرﺟﻴﺔ .إن ﻫﺬا اﻻرﺗﺒﺎط اﻟﺬاﺗﻲ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن ﻋﺪد ا)ﺒﺪﻋ zﻓـﻲ اﳉـﻴـﻞ )ج( ﻫـﻮ داﻟـﺔ ﻣـﻮﺟـﺒـﺔ ﻟـﻌـﺪد ا)ﺒﺪﻋ zﻓﻲ اﳉﻴﻞ )ج (١-ﻛﻤﺎ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻓﺮض اﻻﻗﺘﺪاء. ﻟﻘﺪ أﺷﺮت ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺳﺎﺑﻖ إﻟﻰ أن ﺷﻬﺮة ا)ﻠﻚ داﻟﺔ ﻣﻮﺟﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺮة ﻛﻞ ﻣﻦ أﺑﻴﻪ وﺟﺪه ﻋﻠﻰ ﺣﺪة ،ﻓﺈذا ﲡﻤﻌﺖ اﻟﺸﻬﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺋﻼت ا)ﻠﻜﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ ﺗﺸﻤﻞ ﺛﻼﺛﺔ أﺟﻴـﺎل أﻻ ـﻜـﻦ أن ﻳـﺘـﺠـﻤـﻊ اﻹﺑـﺪاع ﺑـﻨـﻔـﺲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ أﻳﻀﺎ? ﻫﺬا ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻓﻌﻼ ) .(Simonton, 1975cﻓﻌﺪد ا)ﺒﺪﻋz ﻓﻲ اﳉﻴﻞ )ج( ﻫﻮ داﻟﺔ ﻣﻮﺟﺒﺔ ﻟﻌﺪد ا)ﺒﺪﻋ zﻓﻲ ﻛﻼ اﳉﻴﻠ) zج ،١-ج (٢-أي ﻓﻲ اﳉﻴﻠ zاﻟﺴﺎﺑﻘ zﻋﻠﻴﻪ .وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ا)ـﺒـﺪﻋـ zا)ـﻤـﻜـﻨـ zﻓـﻲ أواﺧـﺮ ﺳﻨﻮات ﻣﺮاﻫﻘﺘﻬﻢ أو ﻓﻲ اﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎت ا)ﺒﻜﺮة ﻣﻦ أﻋﻤـﺎرﻫـﻢ ﻳـﺘـﺄﺛـﺮون ﻓـﻌـﻼ، ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺑﺎ)ﺒﺪﻋ zا)ﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﻟﻬﻢ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻫﺆﻻء ﻓﻲ أواﺧﺮ اﻟﺜﻼﺛﻴﻨﺎت أو أواﺋﻞ اﻻرﺑﻌﻴﻨﺎت ﻣﻦ أﻋﻤﺎرﻫﻢ وﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﺘﺄﺛﺮون أﻳﻀﺎ ﺑﺂﺑﺎﺋﻬﻢ اﻟﺮوﺣﻴـ،z ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻫﺆﻻء ﻓﻲ أواﺧﺮ اﳋﻤﺴﻴﻨﺎت أو أواﺋﻞ اﻟﺴﺘﻴﻨﺎت ﻣﻦ أﻋﻤﺎرﻫﻢ، وﻻ ﺘﺪ ﻫﺬا اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ،ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎل ،إﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ أﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺟﻴﻠﻲ اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد. 62
اﻷﺳﻼف وا ﻮرﺛﺎت واﻷﺟﻴﺎل
ﻓﻌﺪد ا)ﺒﺪﻋ zﻓﻲ اﳉﻴﻞ )ج (٣-ﻟﻴﺲ ﻟﻪ أي ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻓﻌﺎل ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ا)ﺒﺪﻋz ﻓﻲ اﳉﻴﻞ )ج( ﻳﻀﺎف إﻟﻰ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮات اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﺑﻬﺎ اﳉﻴﻼن )ج ١-و ج.(٢- ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻹﺑﺪاع ﻓﻲ ﺟﻴﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ داﻟﺔ ﻟـﻺﺑـﺪاع ﻓـﻲ اﳉـﻴـﻠـ zاﻟـﺴـﺎﺑـﻘـz ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﺈن ﺗﺬﺑﺬب اﻹﺑﺪاع ،ﻋﺒﺮ زﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺨﻲ ،إ ﺎ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ ﺣﺪود ﺿﻴﻘﺔ ﺟﺪا ..واﻹﺑﺪاع ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ ﺣﻀﺎرة ﻣﺎ ﻜﻦ أن ﻳﺰدﻫﺮ أو ﻳﺨﺒﻮ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺪرﻳﺠﻲ ﻓﻘﻂ ،وﻋﺼﻮر اﻟﻈﻼم ﻻ ﺗﺼﺒﺢ ﻋﺼﻮرا ذﻫﺒﻴﺔ ﺑ zﻋﺸﻴﺔ وﺿﺤـﺎﻫـﺎ .وﻓـﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻓﺈن ﻫﺬه اﻟﺮاﺑﻄﺔ ا)ﺸﺘﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﺟﻴﺎل ﺗﻌﻨﻲ أن اﻷﻣﺮ ﻗﺪ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻗﺮﻧﺎ أو ﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ﻛﻲ ﻳﻨﺒﻌـﺚ اﻹﺑـﺪاع ﻣـﻦ أﻋـﻤـﺎق اﻟـﺮﻛـﻮد اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﻲ. وﻳﺆﻛﺪ ﻫﺬا اﻟﻘﺼﻮر اﻟﺬاﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ أن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﻜﺎن أن ﻳﻨﺪﺛﺮ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬﻫﺒﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﻮ واﻟﻠﺤﻈﺔ .ﻓﺤﺘﻰ ﻟﻮ ﻣﺤﻮ ﺟﻴﻞ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﺮب ﻣﺪﻣﺮة ،ﻓﺈن اﳉﻴﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺪ ﻳﺒﻘﻰ ﺣﻴﺄ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﻮذﺟﺎ ﻜﻦ اﻻﻗﺘﺪاء ﺑﻪ .وﻫﻜﺬا ﻓﺈﻧﻪ رﻏﻢ ﺿﻴﺎع ﺟﻴﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻦ ا)ﺒـﺪﻋـ zﺑـﺘـﺄﺛـﻴـﺮ اﻟـﺘـﻤـﺰق اﻟـﺬي ﺣﺪث ﺧﻼل اﻟﺜﻮرة اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺼ zاﻟﺸـﻌـﺒـﻴـﺔ ،ﻓـﺈن ا)ـﺒـﺪﻋـz اﻷﻛﺒﺮ ر ﺎ ﻇﻠﻮا ﻳﻠﻬﻤﻮن ا)ﺒﺪﻋ zاﻷﺻﻐﺮ ﻋﺒﺮ ﻫﺬه اﻟﻬﻮة ﺑ zاﻷﺟﻴﺎل .وﻗﺪ ﳒﺤﺖ أورﺑﺎ ﻓﻲ إدارة اﻷﻣﻮر ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻛﻲ ﺗﻨﻬﺾ ،رﻏﻢ أﻧﻬـﺎ ﻓـﻘـﺪت اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ا)ﺒﺪﻋ zاﻟﻮاﻋﺪﻳﻦ ﻓﻲ اﳋﻨﺎدق ﺧﻼل اﳊﺮب اﻟـﻌـﺎ)ـﻴـﺔ اﻷوﻟـﻰ. ﻓﺎﻻﻗﺘﺪاء ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﻔﺴﺮ ﺗﺸﻜﻴﻼت ﻛﺮوﻳﺒﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ .ﻛﻤﺎ أن ﻓﻜﺮة اﶈﺎﻛﺎة اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻌﻴﺪة ﺎﻣﺎ ﻋﻦ اﻟﺼﻮاب. ﻗﺪ ﻳﺒﺪو اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﳉﻴﻠﻲ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺄﻛﻴﺪه ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺮات ﻣﺪاﻫﺎ ﻋﺸﺮون ﺳﻨﺔ ﻣﺘﻌﺴﻔﺎ أو ﻣﺼﻄﻨﻌﺎ .ﻓﻘﺪ ﺣﺪدﻧﺎ ﻃﻮل اﳉﻴﻞ ﺑﻌﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ وﻗـﻠـﻨـﺎ إن ا)ﺒﺪﻋ zا)ﻤﻜﻨ zﻳﺒﺤﺜﻮن ﻋﻤﻦ ﻳﻘﺘﺪون ﺑﻬﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻧﻮن ﻓﻲ ﺳﻦ اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ ﻳﺘﺨﺬوﻧﻬﻢ ﻗﺪوة ﻟﻬﻢ أﻛﺒﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻌﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ. وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻬﻨﺎك ﺷﻮاﻫﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن ﻫﺬا اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻴﺲ ﺗﻌﺴـﻔـﻴـﺎ إﻟﻰ ﻫﺬا اﳊﺪ ،ﻓﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳊﺎﺋﺰﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة ﻧﻮﺑـﻞ درﺳـﻮا ﻋـﻠـﻰ أﻳـﺪي ﻋﻠﻤﺎء ﺳﺒﻖ ﻟﻬﻢ أن ﺣﺎزوا ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ ذﻛﺮت ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .وﻗﺪ ﺣﺴﺒﺖ ﺗﺴﻮﻛﺮﻣﺎن ) ،(١٩٧٧ﻓﺮق اﻟﻌﻤﺮ اﻟﻨﻤﻮذﺟﻲ ﻣﺎ ﺑ zاﻷﺳﺘﺎذ واﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ا)ﺮﻳﺪ ،وﻛﺎن ﺣﻮاﻟﻲ ،%٤٢ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻔﺮوق اﻟﺜﻨـﺎﺋـﻴـﺔ ﻳـﺘـﺮاوح ﺑـ ١٦ zو ٢٥ﺳﻨﺔ ،ﻣﻊ ﻓﺮق )ـﺘـﻮﺳـﻂ اﻟﻌﻤﺮ ﻳﺰﻳﺪ ﻗﻠﻴﻼ ﻋﻠﻰ ١٩ﻋﺎﻣﺎ .وﺣﻴﺚ إن اﳊﺎﺋﺰﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة ﻧﻮﺑﻞ ﻴﻠﻮن إﻟﻰ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ درﺟﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﺣﻮاﻟﻲ ﺳﻦ اﳋﺎﻣـﺴـﺔ واﻟـﻌـﺸـﺮﻳـﻦ .ﻓـﺈن 63
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
أﺳﺎﺗﺬﺗﻬﻢ ،ﻳﻜﻮﻧﻮن ﻓﻌﻼ ﻗﺪ ﲡﺎوزوا ﺳﻦ اﻷرﺑﻌ zﺑﻘﻠﻴﻞ ،وذﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺒﺪأ ﺗﻠﻤﺬة ﻫﺆﻻء اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺸﺒﺎن ﻋﻠﻰ أﻳﺪﻳﻬﻢ.
اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ واﻷﻓﻜﺎر
ﺜﻞ إﺳﻬﺎم ﻣﺎﻛﺲ ﺑﻼﻧﻚ M. Planckاﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﻜـﻢ .Quantum theoryوﻛﺎﻧﺖ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﻜﻢ ﻗﺪ ﺻﻤـﻤـﺖ أﺻـﻼ ﻟـﻠـﺘـﻌـﺎﻣـﻞ ﻣـﻊ ﺑﻌﺾ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺸﺬوذ) .أو اﻟﻐﺮاﺑﺔ( ﻓﻲ ا)ﺸﻜﻠﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻧﺴﺒﻴﺎ ﺣﻮل »إﺷﻌﺎع اﳉﺴـﻢ اﻷﺳـﻮد« (٧×)Black-body Radiationﻟﻜﻨﻬﺎ اﺗـﺴـﻌـﺖ ﻣـﻨـﺬ ذﻟـﻚ اﳊـz وأﺻﺒﺤﺖ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻜﺜﻴﺮ Yﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮد اﻵن ﻓﻲ ﻋﻠﻮم اﻟﻜﻴﻤﻴﺎء واﻟﻄﺒﻴﻌﺔ واﻟﻔﻠﻚ .وﺻـﺎر ﺛـﺎﺑـﺖ ﺑـﻼﻧـﻚ Planck’s Constantواﺣﺪا ﻣﻦ ﺛﻮاﺑـﺖ اﻟﻜﻮن اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﺑﻼﻧﻚ ﻗﺪ ﺑﺪأ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ ﻣﻘﺎﻻﺗﻪ ﺣـﻮل ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﻋـﺎم ،١٨٩٧وﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة ﻧﻮﺑﻞ ﻓﻲ اﻟﻔﻴﺰﻳﺎء ﺣـﺘـﻰ ﻋـﺎم ،١٩١٨ﻟﻘﺪ ﺗﻄﻠﺐ اﻷﻣﺮ ﻋـﺸـﺮﻳـﻦ ﺳـﻨـﺔ ﺣـﺘـﻰ ﻳـﺤـﻈـﻰ إﺳـﻬـﺎﻣـﻪ اﻟـﺜـﻮري ﺑﺎﻻﻋﺘﺮاف اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ .وﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬه ﻫﻲ ا)ﺮة اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻨﺢ ﻓـﻴـﻬـﺎ ﺟﺎﺋﺰة ﻧﻮﺑﻞ ﻣﺘﺄﺧﺮة ﺑﻌﺪ ﻇﻬﻮر اﻷﻣﺮ اﳉﻠﻞ .ﻓـﻘـﺪ ﻛـﺎن ﻋـﻠـﻰ آﻳـﻨـﺸـﺘـﺎﻳـﻦ أن ﻳﻨﺘﻈﺮ ١٧ﺳﻨﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺪاﻟﻴﺔ ﻧﻮﺑﻞ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ .وﻣﻦ ا)ﻔﺎرﻗﺎت أن آﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻄﺒﻴﻘـﻪ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺑﻼﻧﻚ ﻋﻦ اﻟﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﻀﻮﺋﻲ اﻟﻜﻬﺮﺑﻲ .Photoelectric Effect واﻟﺴﺒﺐ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﺑﻼﻧﻚ أن ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﻦ أﺟﻠﻪ ﻛﻞ ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻄﻮﻳﻞ ﻫﻮ أن ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ ﻟﻢ ﲢﻆ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮل ا)ﺒﺎﺷﺮ ﻣﻦ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﻲ .ﻓﻘﺪ ﺗﻄﻠﺒﺖ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﻜﻢ أن ﻳﻌﺎد اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺐ اﻟﻔﻴﺰﻳﺎء اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺬورﻫﺎ .وﻗﺪ ﻋﺒﺮ ﺑﻼﻧﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻦ ﻫﺬا ﻗﺎﺋﻼ إن اﳊﻘﻴﻘﺔ اﻟـﻌـﻠـﻤـﻴـﺔ اﳉـﺪﻳـﺪة ﻻ ﺗـﻨـﺘـﺼـﺮ ﻣـﻦ ﺧﻼل إﻗﻨﺎﻋﻬﺎ )ﻌﺎرﺿﻴﻬﺎ وﺟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺒﺼﺮون اﻟـﻀـﻮء ،وﻟـﻜـﻦ ﻷن ﻣـﻌـﺎرﺿـﻴـﻬـﺎ ﻮﺗﻮن ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،وﻳﻨﻤﻮ ﺟﻴﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻰ أﻟﻔﺔ ﺑﻬﺎ )ﻣﻦ ﺧﻼلCropper, : ،(1970, p. 18واﳊﻘﻴﻘﺔ أن ا)ﻘﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﻬﺎ آﻳﻨـﺸـﺘـﺎﻳـﻦ ،اﻟـﺬي ﻛـﺎن ﻳـﺼـﻐـﺮ ﺑﻼﻧﻚ ﺑﻮاﺣﺪ وﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ ،ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻋﺪت ﻋﻠﻰ إﻗﻨﺎع اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﺑﺄن ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﻜﻢ ﲡﺎﻫﻠﻬﺎ اﳉﻴﻞ ا)ﻌﺎﺻﺮ ﻟﺒﻼﻧﻚ دون ﻋﺪل .وﻋﻨﺪﻣﺎ اﺳﺘﺨﺪم ﻧﻴﻠﺰ ﺑﻮر N. Bohrاﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺼﻐﺮ ﺑﻼﻧﻚ ﺑﺴﺒﻊ وﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﻜﻢ، ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﺬرة ،ﻓﺈن ﳒﺎح ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺑﻼﻧﻚ ﺻﺎر ﻣﻀﻤﻮﻧﺎ. 64
اﻷﺳﻼف وا ﻮرﺛﺎت واﻷﺟﻴﺎل
وﻗﺪ ﺗﺄﻛﺪ ﻋﻠﻤﻴﺎ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺑﻼﻧﻚ ﻟﻠﺘﺄﺧﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ اﻻﻋﺘـﺮاف ـﺎ أﳒـﺰه ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﺑﻌﻨﻮان »ﻣﺒﺪأ ﺑﻼﻧﻚ >:ﻫﻞ ﻳﺘﻘﺒﻞ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺸﺒﺎن اﻷﻓﻜﺎر اﳉﺪﻳﺪة ﺑﺴﺮﻋﺔ أﻛﺒﺮ Yﺎ ﻳﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻠﻤـﺎء اﻟـﻜـﺒـﺎر? )Hull, Tessner, and Diamond, .(1978 وﻗﺪ رﻛﺰ ﻫﺆﻻء ا)ﺆﻟﻔﻮن ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺮﻳﺔ دارون ﺣﻮل اﻻﻧـﺘـﺨـﺎب اﻟـﻄـﺒـﻴـﻌـﻲ- ،Natural Selectionوﻗﺎرﻧﻮا ﻣﺘﻮﺳﻂ أﻋﻤﺎر اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻗـﺒـﻠـﻮا وﺟـﻬـﺔ ﻧـﻈـﺮ دارون ﺘﻮﺳﻂ أﻋﻤﺎر اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺬﻳﻦ رﻓﻀﻮﻫﺎ .ووﺟﺪوا ﻓﺎرﻗﺎ ﻳﻘـﺪر ﺑـﻌـﻘـﺪ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﺎن ﺑ zﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﻌﻤﺮﻳﻦ .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻻﺧﺘﻼف اﻟﻨﺎﰋ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﺮ ﻛﺒﻴﺮا، ﻟﻜﻦ ﻛﺎن اﺣﺘﻤﺎل ﻗﺒﻮل اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻷﺻﻐﺮ ﺳﻨﺎ ﻟﻸﻓﻜﺎر اﳉﺪﻳﺪة أﻛـﺒـﺮ ﺑـﺪرﺟـﺔ واﺿﺤﺔ ﻣﻦ اﺣﺘﻤﺎل ﻗﺒﻮل اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻷﻛﺒﺮ ﺳﻨﺎ ﻟﻬﺎ. ﻳﻄﺮح »ﻣﺒﺪأ ﺑﻼﻧﻚ« اﻟﻘﻀﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ ﺗﺄﺛـﻴـﺮ أﻓـﻜـﺎر ﺟـﻴـﻞ ﻣـﻌـz ﻋﻠﻰ أﻓﻜﺎر اﳉﻴﻞ اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻪ .ﻓﻤﺎ ﻫﻲ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ا)ﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺮض ا)ﺒـﺪﻋـz اﻟﻨﺎﺷﺌ zاﻟﺼﻐﺎر ﻟﻼﻛﺘﺸﺎﻓﺎت واﻻﺧﺘﺮاﻋﺎت واﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪﻣـﻬـﺎ ا)ﺒﺪﻋﻮن ا)ﻨﺘﺠﻮن اﻟﻨﺎﺿﺠﻮن ﻣﻦ اﳉﻴﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ? ﻟﻘﺪ ﻗﻤﺖ ﺑﻔﺤـﺺ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬـﺎ اﻹﳒـﺎزات اﻟـﻜـﺒـﻴـﺮة ﻓـﻲ ﻓـﺮع ﻋـﻠـﻤـﻲ ﻣـﻌـz ﺑﺎﺳﺘﺜﺎرة اﻹﳒﺎزات ﻓﻲ اﳉﻴﻞ اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻓﺮع ﻋﻠﻤﻲ آﺧﺮ ).(Simonton, 1976e وﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ أن ﻧﺬﻛﺮ ﺣﺎﻻت ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺘـﺄﺛـﻴـﺮات ا)ـﺘـﺒـﺎدﻟـﺔ ﺑـz اﻟﻔﺮوع ا)ﻌﺮﻓﻴﺔ ﻋﺒﺮ اﻷﺟﻴﺎل ،ﻓﻜﺘﺎب ﺗﺸﺎرﻟـﺰ ﻻﻳـﻞ C. Lyellاﻟﺜﻮري »ﻣﺒﺎد£ اﳉﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ« (١٨٣٠)(Principles of Geology.ﻛﺎن أﺣﺪ ﻣﺼﺎدر اﻹﻟﻬﺎم اﻟﻜﺒﺮى ﻟﻜﺘﺎب دارون »أﺻﻞ اﻷﻧﻮاع« .(١٨٥٩)(Origin of Speciesواﻟﺴﺆال اﻟﺬي ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻃﺮﺣﻪ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﳊﺎﻻت ﻫﻲ ﺎذج Yﺜﻠﺔ ﻻﲡـﺎﻫـﺎت ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ .وﻗﺪ ﺑﺤﺜﺖ ﻋﻦ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﺨﺪام »ﲢﻠﻴﻞ اﻻرﺗﺒﺎط ا)ﺆﺟﻞ ا)ﺘﻘﺎﺑـﻞ« Correlational Analysis Cross Laggedﻋﻠﻰ ﺟﺪاول ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺑـﻴـﺎﻧـﺎت ﻣـﺄﺧـﻮذة ﻣـﻦ ﻋـﺪة أﺟـﻴـﺎل ﺳـﺎﻫـﻤـﺖ ﺑـﻌـﺪد ﻣـﻦ اﻻﺧﺘﺮاﻋﺎت واﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ﻓﻲ ﺗﺴﻌﺔ ﻓﺮوع ﻋﻠﻤﻴﺔ .وﻗﺪ اﻛﺘﺸﻔﺖ وﺟﻮد ﺗﺄﺛﻴﺮات ﻣﺘﺒﺎدﻟﺔ ﻋﺪﻳﺪة ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺬه اﻟﻌﻠﻮم .ﻓﺎﻟﻜﻴﻤﻴﺎء ﺗـﻨـﺸـﻂ اﳉـﻴـﻮﻟـﻮﺟـﻴـﺎ ،وﻫـﺬا اﲡﺎه ر ﺎ ﻛﺎن ﻳﻌﻜﺲ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻜﻴﻤﻴـﺎﺋـﻲ ﻓـﻲ ﻋـﻠـﻢ ا)ـﻌـﺎدن .ﻛـﺬﻟـﻚ ﻴﻞ اﻟﺘﻘﺪم ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻷﺣﻴﺎء إﻟﻰ اﻟﺘﺄﺛﺮ ﺑﺘﻘﺪم ﻳﺴﺒﻘﻪ ﻓﻲ اﳉﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ واﻟﻜﻴﻤﻴﺎء واﻟﻄﺐ .ﻟﻜﻦ ر ﺎ ﻛﺎن ﺗﻨﺸﻴﻂ اﻟﻄﺐ ﻟﻌﻠﻢ اﻷﺣﻴﺎء أﺷﺪ ﻫﺬه اﻟﺘﺄﺛﻴﺮات إﺛﺎرة 65
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻟﻼﻫﺘﻤﺎم .ﻓﻬﺬا اﻷﺛﺮ ا)ﺮﺟﺄ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺄن اﻟﺒﺤـﻮث »اﻟـﺘـﻄـﺒـﻴـﻘـﻴـﺔ« ﻓـﻲ ﻣـﺠـﺎل اﻟﻄﺐ ﻗﺪ ﺗﺆدي إﻟﻰ ﻇﻬﻮر اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺒﺤﺘﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻋﻠﻢ اﻷﺣﻴﺎء ﻓﺎﻟﻌﺪﻳـﺪ ﻣﻦ اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻋﻠﻢ اﻷﺣﻴﺎء ر ﺎ أﺗﺖ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﺘﻘﺪم اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت ﻋﻠﻮم اﻷﻣﺮاض واﻟﺼﻴﺪﻟﺔ واﳉﺮاﺣﺔ. ﺗﻨﺸﻂ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮات ﻣﺎ ﺑ zاﻷﺟﻴﺎل ﺑﻄﺮاﺋﻖ أﻛﺜﺮ اﺗﺴﺎﻋﺎ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻷﻓﻜﺎر. ﻟﻘﺪ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻣﺜﻼ ﺳﻼﺳﻞ اﻷزﻣﻨﺔ اﳉﻴﻠﻴﺔ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻗـﻴـﺎم اﻷﻓـﻜـﺎر اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻓﻲ ﺟﻴﻞ ﻣﻌ zﺑﺎﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺒﻨﺎﻫﺎ اﳉﻴﻞ اﻟﺘـﺎﻟـﻲ ﻟـﻪ ) .(Simonton, 1978cﻓﻘﺴﻤﺖ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻜﺮ اﻷورﺑﻲ ﻣـﻦ ﻋـﺎم ٥٤٠ﻗﺒﻞ ا)ﻴـﻼد إﻟﻰ ﻋﺎم ١٩٠٠ﻣﻴﻼدﻳﺔ إﻟـﻰ ١٢٢ﻓﺘﺮة ،ﻣﻘﺪار ﻛﻞ ﻓﺘﺮة ﻣﻨﻬﺎ ﻋـﺸـﺮون ﻋـﺎﻣـﺎ. وﺣﺪدت اﻟﺘﺬﺑﺬﺑﺎت ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻌﺘﻘﺪات اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺺ ﺳﺒﻊ ﻗﻀﺎﻳـﺎ ﻓـﻲ اﻟـﻔـﻠـﺴـﻔـﺔ ﺑـﺎﺳـﺘـﺨـﺪام ﺗـﻘـﺪﻳـﺮات ﻗـﺪﻣـﻬـﺎ ﻓـﻼﺳـﻔـﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﻮن ﻓﻲ ﻫﺬا اﺠﻤﻟﺎل )) .(Sorokin, 1941-1937ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻣﺜﻼ: ﻗﻀﻴﺔ اﳋﺒﺮة ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻹ ﺎن ،ﻓﺎ)ﻌﺘﻘﺪات ﺣﻮل ﻫﺬه اﻟﻘـﻀـﻴـﺔ ،ﺗـﺸـﺘـﻤـﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴـﺔ ،Empricismاﻟﺘﻲ ﺗﺆﺳﺲ ا)ﻌﺮﻓﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋـﺪة ﻣـﻦ اﳋﺒﺮة اﳊﺴﻴﺔ ،وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ Rationalismاﻟﺘﻲ ﺗﺆﺳﺲ ا)ﻌﺮﻓﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻞ ،وﻋﻠﻰ اﻟﺸﻜﻴﺔ Scepticismاﻟﺘﻲ ﺗﺮى أن ا)ﻌﺮﻓﺔ ﻻ ﻜﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ،ﺛﻢ ﻋﻠﻰ اﻹ ﺎﻧﻴﺔ Fideismاﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ا)ﻌﺮﻓﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﻛﺘﺴﺎب ﻣﻦ ﺧﻼل اﻹ ﺎن ﻓﻘﻂ( .وﻗﺪ ﻗﺴﺖ ﺷﺪة اﻻﻋﺘـﻘـﺎد ﺑـﻜـﻞ ﻋـﻘـﻴـﺪة ﻣـﻦ ﻫـﺬه ا)ﻌﺘﻘﺪات ،ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆﻳﺪون ﻛﻞ وﺟﻬﺔ ﻣﻦ وﺟﻬﺎت اﻟﻨﻈﺮ ﻫﺬه ﻓﻲ ﻛﻞ ﺟﻴﻞ ،واﺿﻌﺎ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ،ﺧﻼل ﺟﺪوﻟﺔ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ،ﻣﺪى اﻟﺸﻬﺮة اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻓﻴﻠﺴﻮف .وﻃﺒﻘﺖ اﻷﺳﻠﻮب اﻹﺣﺼﺎﺋﻲ ا)ﺴﻤـﻰ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻻرﺗﺒﺎﻃﻲ ا)ﺮﺟﺄ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت دون وﺿﻊ ا)ﻮﻗﻊ اﳋﺎص ﻟﻜﻞ زﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎق اﻟﻜﻠﻲ ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر. وﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻻرﺗﺒﺎﻃﺎت اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻌﺘﻘﺪات اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﺑﺪرﺟﺔ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ .ﻓﻤﺜﻼ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺪة اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻴﻞ ﻣﻌ) zج( ﻣﺮﺗﺒـﻄـﺔ ﺑـﺪرﺟـﺔ ٠٬٨٩ﻣﻊ ﺷﺪة اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﻓﻲ اﳉﻴﻞ )ج .(١-وﺗﺸﻴﺮ ﻫﺬه اﻻرﺗﺒﺎﻃﺎت اﻟﺬاﺗﻴﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة إﻟﻰ أن اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻓﻲ اﳊﻀﺎرة اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻻ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﻦ ﺟﻴﻞ إﻟﻰ آﺧﺮ .ﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺼﻮر اﻟﺬاﺗـﻲ ﻓـﻲ اﻧـﺘـﺸـﺎر اﻷﻓـﻜـﺎر ﻟـﻴـﺲ ﻛـﺒـﻴـﺮا ﺑﺪرﺟﺔ ﻨﻊ ﺣﺪوث اﻟﺘﻐﻴﺮ .ﻓﻔﻲ ﺣﻘﻴـﻘـﺔ اﻷﻣـﺮ ـﻜـﻦ أن ﺗـﺆﺛـﺮ ا)ـﻌـﺘـﻘـﺪات 66
اﻷﺳﻼف وا ﻮرﺛﺎت واﻷﺟﻴﺎل
اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻴﻞ ﻣﻌ zﻋﻠﻰ ﻃﺒﻴﻌﺔ ا)ﻌﺘﻘﺪات اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻓﻲ اﳉـﻴـﻞ اﻟـﺘـﺎﻟـﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪور ﺣﻮﻟﻬﺎ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﻬﻴﻐﻠﻴﺔ اﳋـﺎﺻـﺔ ﺑﺎ)ﻮﺿـﻮع Thesisوﻧﻘﻴﻀـﻪ .Antithesisﻓﺎﳉﻴﻞ اﻟﺬي ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻨﺰﻋﺔ ﲡﺮﻳـﺒـﻴـﺔ ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ أو ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺜﻼ ﻴﻞ ﻣﻴﺰان اﻷﻣﻮر ﻓﻴﻪ ،إﻟﻰ أن ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪه ﺟﻴﻞ ﺗﻜﻮن ﻓﻴﻪ اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﺘﺸﻜﻜﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﺴﺎﺋﺪة ،وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺒﺪأ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن ا)ﺼﺪر اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ ﻫﻮ ﺣﻮاﺳﻨﺎ ،ﻓﺈن اﳋﻄﻮة اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺗﻜﻮن ﻫﻲ ﻮ اﻟﺸﻚ اﻟﺬي ﻳﺪور ﺣﻮل ﻣﺎ إذا ﻛﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣـﻌـﺮﻓـﺔ أي ﺷـﻲء ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺬي ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻤﺎ وراء ﺣﻮاﺳﻨﺎ .وﻗﺪ ﻳﺰداد رد اﻟﻔﻌﻞ ﻫﺬا ﺣﺪة ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺤﻞ ﻣﺤﻞ اﻋﺘﻘﺎد ﺟﻴﻞ ﻣﺎ ﺑﺄن اﻷﻓﻜﺎر اﺠﻤﻟـﺮدة ﻟـﻬـﺎ وﺟـﻮد ﺣﻘﻴﻘﻲ »اﻟـﻮاﻗـﻌـﻴـﺔ «Realismاﻋﺘﻘﺎد اﳉﻴﻞ اﻟﺘـﺎﻟـﻲ ﺑـﺄن اﻷﻓـﻜـﺎر ﻣـﺎ ﻫـﻲ إﻻ أﺳﻤﺎء اﻟﻨﺰﻋﺔ )اﻻﺳﻤﻴﺔ .(Nominalismواﻟﻔﻜﺮة اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﻮﺟﻮد ﻣﺠﺘﻤﻊ واﺣﺪ ﻓﻘﻂ )اﻟﻌﺎ)ﻴﺔ (Universalismﻳﻌﻘﺒﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ اﻧﺒﻌﺎث ﻓﻜﺮة اﻟﻔﺮدﻳﺔ )اﳋﺼﻮﺻﻴﺔ ،(Singularismواﻟﻔﻜﺮة اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ إﻧﻪ ﻻ ﺷﻲء ﻳﺘﻐﻴﺮ أﺑﺪا )اﻷﺑﺪﻳﺔ (Eternalismﺗﺘﺮاﺟﻊ أﻣـﺎم اﻟـﻔـﻜـﺮة اﻟـﻘـﺎﺋـﻠـﺔ إن ﻛـﻞ ﺷـﻲء ﻓـﻲ ﺗـﻐـﻴـﺮ ﻣـﺴـﺘـﻤـﺮ )اﻟﺼﻴﺮورة (Temporalismو ﻴﻞ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﻓﻲ اﻹرادة اﳊﺮة ﻓﻲ ﺟﻴﻞ ﻣﻌـz )اﻟﻼﺣﺘﻤﻴﺔ( إﻟﻰ أن ﻳﻈﻬﺮ ﻛﺮد ﻓﻌﻞ ﻟﻠﻨﺰﻋﺔ اﻟﻘﺪرﻳﺔ اﻵﻟﻴﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻓﻲ اﳉﻴﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠﻴﻪ )اﳊﺘﻤﻴﺔ( .ﻓﻜﺄن ا)ﻔﻜﺮﻳﻦ اﻟﺸﺒﺎن ﻓﻲ ﺟﻴﻞ ﻣﻌ) zج( ﻳﺘﻤﺮدون ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺮف اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎت ا)ﻮﺟﻮدة ﻟﺪى أﺳﻼﻓﻬﻢ ﻓـﻲ اﳉـﺒـﻞ )ج (١-وﺑـﺬا ﻳﺪﻓﻌﻮن اﻟﺒﻨﺪول اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺑﺎﻻﲡﺎه ا)ﻌﺎﻛﺲ. وأﺣﺪ اﳉﻮاﻧﺐ ا)ﺜﻴﺮة ﻟﻼﻫﺘﻤﺎم ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻄﺪم ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻷﻓﻜﺎر ﺑﺄﻓﻜﺎر أﺧﺮى ،ﻋﺒﺮ اﻷﺟﻴﺎل ،ﻫﻮ أن ﺑﻌﺾ اﻷﻓﻜﺎر ﺗﺒﺪو ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺎﻣﺎ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺒﺪو اﻷﻓﻜﺎر اﻷﺧﺮى »ﻣﺘﻠﻘﻴﺔ« .وإذا ﺷﺌﻨﺎ اﳊﺪﻳﺚ ﺑﺸﻜﻞ أﻟﺼﻖ ﺑﺎﻷﻓﺮاد ﻗﻠﻨﺎ إن ﺑﻌﺾ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻴﻠﻮن إﻟﻰ أن ﻳـﺆﺛـﺮوا ﺑـﺸـﻜـﻞ ﻛـﺒـﻴـﺮ ﻋـﻠـﻰ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻓﻲ اﳉﻴﻞ اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻬﻢ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻴﻞ ﺳﻮاﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ إﻟﻰ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻫﻢ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺘﺄﺛﻴﺮات اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻣﻦ اﳉﻴﻞ اﻟﺴـﺎﺑـﻖ ﻋـﻠـﻴـﻬـﻢ وﻣﻦ اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻓﻜﺮة اﻟﺘﺠﺮﻳـﺒـﻴـﺔ ،ﻓـﻈـﻬـﻮر ﻋـﺪد ﻛـﺒـﻴـﺮ ﻣـﻦ ا)ﻔﻜﺮﻳﻦ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴ zﻓﻲ ﺟﻴﻞ ﻣﻌ ،zﻳﻌﻘﺒﻪ ﻋﺎدة ﻓﻲ اﳉﻴﻞ اﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺰاﻳﺪ ﻋﺪد ا)ﻔﻜﺮﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆﻳﺪون ﻓﻜﺮة أن ا)ﺎدة ﻫﻲ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ )ا)ﺎدﻳﺔ( وأن اﻟﻔﺮد ﻓﻘﻂ وﻟﻴﺲ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ،ﻫﻮ اﻟﺬي ﻟﻪ وﺟﻮد ﺣﻘﻴﻘﻲ )اﻟﻔﺮدﻳﺔ( ،وأن اﺠﻤﻟﺮدات ﻣﺎ 67
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻫﻲ إﻻ ﺗﻜﻮﻳﻨﺎت )ﻓﺮﺿﻴﺔ( ﺳﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺗﻮﺟﺪ داﺧﻞ ﻋﻘﻮل اﻷﻓﺮاد).اﻟﺘﺼﻮرﻳﺔ .(Conceptualismوﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أ ا)ﺎدﻳ zاﻟﻔﺮدﻳ zواﻟﺘﺼﻮرﻳ zﻗﺪ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﻢ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ ﺗﻀﻤﻨﺘﻪ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻨﻘﻬﺎ ﻣﺎ أﻓﺮزه اﳉﻴﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴ .zوﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن ا)ﻔﻜﺮﻳﻦ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴ zأﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮوا ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺄﺛﻴﺮ أﻓﻜﺎر ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻜﻦ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴz ﻋﻠﻰ أﻧﻬﻢ ﻋﻮاﻣﻞ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻷﻓﻜﺎر .وﻳﺒﺪو ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻘﻴﺾ ﻣﻦ ﻫﺬا ،أن ا)ﻔﻜﺮﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻓﻌﻮن ﻣﻦ ﺷﺄن اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﺘﺼﻮرﻳﺔ ﻳﺴﺘﺠﻴﺒﻮن )ـﺎ ﻳـﺠـﺬﺑـﻬـﻢ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻔﺎت اﳉﻴﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ا)ﻔﻜﺮﻳﻦ ،ﻟﻜﻦ دون أن ﻳﻜﻮن ﻟـﻬـﻢ أي ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻳﺬﻛﺮ ﻋﻠﻰ اﳉﻴﻞ اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻬﻢ .ورﻏﻢ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻃﺮاز ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻔﻴﻠﺴﻮف اﻟﺬي ﻳﻌﻘﺐ ﺟﻴﻞ اﻟﺘﺼﻮرﻳ ،zﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺪو أن اﻟﺘﺼﻮرﻳ zأﻧﻔﺴﻬﻢ ﻳﺴﺘﺠﻴـﺒـﻮن ﻻﻧﺸﻐﺎل اﳉﻴﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ واﻟﺘﺸﻜﻜﻴـﺔ وا)ـﺎدﻳـﺔ وﻓـﻠـﺴـﻔـﺔ اﻟﺼﻴﺮورة واﻟﻔـﺮدﻳـﺔ وأﺧـﻼق اﻟـﺴـﻌـﺎدة ،Ethics of Happinessأي أﻧﻪ ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺟﻴﻞ ﻣﻌ zﺑﺄن اﳋﺒﺮة اﳊﺴﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﺼﺪر اﳊﻘﻴﻘﺔ ،أو ﻳﺘﺸﻜﻚ ﻓـﻲ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ا)ﻌﺮﻓﺔ ذاﺗﻬﺎ ،وﻳﺮى أن اﻟﻮاﻗﻊ إ ﺎ ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ ا)ﺎدة ،اﻟـﺘـﻲ ﻫـﻲ ﻓـﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻣﻦ اﻟﺘﻐﻴﺮ ،و ﻨﺢ اﻟﻔﺮد أوﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ،إﻟﻰ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻦ ا)ﻤﻜﻦ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺣﻤﻞ اﻷﺧﻼق ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪأ اﻟﻠﺬة ،ﻓﺈن اﳉﻴﻞ اﻟﺘﺎﻟـﻲ ﺳﻴﻀﻊ ﻣﺼﺪر اﻷﻓﻜﺎر داﺧﻞ ﻋـﻘـﻞ اﻟـﻔـﺮد ﺑـﺪﻻ ﻣـﻦ وﺿـﻌـﻪ داﺧـﻞ اﻹﺟـﻤـﺎع اﳋﺎص ا)ﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ داﺧﻞ اﳉﻤﺎﻋﺔ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ اﻟﻮاﺣﺪة أو داﺧﻞ ﻋﺎﻟﻢ اﻷﺷﻜﺎل اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻏﻴﺮ ا)ﺎدﻳﺔ. إن ﻣﻔﻜﺮي ﺟﻴﻞ ﻣﻌ zﻟﻦ ﻳﺴﺘﺠﻴﺒﻮا ﻛﻠﻬﻢ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﳊﺎل، ﻷﻓﻜﺎر ا)ﻔﻜﺮﻳﻦ اﻟﺴﺎﺑﻘ zﻋﻠﻴﻬﻢ .إذ ﺗﺴﺘﻘﻄﺐ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎت ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﺎﻣﺎ .ﻓﺈذا ﺳﻴﻄﺮت اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ وا)ﺎدﻳـﺔ واﻻﺳـﻤـﻴـﺔ واﳊﺘﻤﻴﺔ واﻟﺼﻴﺮورة واﻟﻔﺮدﻳﺔ وأﺧﻼق اﻟﺴﻌﺎدة ﻋﻠﻰ ﺟﻴﻞ ﻣﻌ zﻣﺜﻼ ،ﻓـﺈن ا)ﻔﻜﺮﻳﻦ اﻟﻜﺒﺎر ﻓﻲ اﳉﻴﻞ اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻗﺪ ﻳـﺘـﺤـﻮﻟـﻮن إﻟـﻰ اﻟـﺸـﻚ أو إﻟـﻰ اﻹ ـﺎن ﻓﻤﺎذا ﻛﺎن اﻟﻮاﻗﻊ ﻻ ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺷﻲء ﻋﺪا ا)ﺎدة اﳋﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺘﻐـﻴـﺮ ا)ـﺘـﻮاﺻـﻞ اﻟﺬي ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻪ ،وإذا ﻛﺎﻧﺖ ا)ﻌﺮﻓﺔ ﻻ ﻜﻦ اﻟـﻮﺻـﻮل إﻟـﻴـﻬـﺎ إﻻ ﻣـﻦ ﺧـﻼل ا)ﻌﻄﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺜﻴﺮ أﻋﻀﺎء اﳊﺲ ﻓﻴـﻨـﺎ ،وإذا ﻛـﺎﻧـﺖ اﻷﻓـﻜـﺎر ﻟـﻴـﺴـﺖ إﻻ اﺻﻄﻼﺣﺎت ﻟﻐﻮﻳﺔ ،وإذا ﻛﺎن ﻛﻞ ﻓﺮد ﻟﻌﺒﺔ ﻓﻲ ﻳﺪ اﳊﺘﻤﻴﺔ اﻵﻟﻴﺔ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻳﺘﻢ ﺗﺸﺠﻴﻌﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻋﻠﻰ أن ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﺿﻮء ﻣﻌﻴﺎر اﻟﻠﺬة ا)ﺘﻤﺮﻛﺰة 68
اﻷﺳﻼف وا ﻮرﺛﺎت واﻷﺟﻴﺎل
ﺣﻮل اﻟﺬات ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻻﺧﺘﻴﺎراﺗﻪ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ،ﻓﺈن ا)ﻼذ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻫﻮ اﻟﺘﺸﻜﻚ ﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲء ،ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻓﻜﺎر ﻗﺪ ﺗﺘـﺴـﺒـﺐ ﻓـﻲ ﻇـﻬـﻮر اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻹ ﺎﻧﻴﺔ .واﻹ ﺎﻧﻲ ﻫﻮ ﺷﺨﺺ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﻮﺟﻮد اﻟﻠﻪ ،أو ﺑﻮاﻗﻊ روﺣﺎﻧﻲ آﺧﺮ ،ﻟﻴﺲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻼﻗﺘﻨﺎع اﻟﺼﺎرم اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋـﻠـﻰ أﺳـﺎس اﻟـﻌـﻘـﻞ ،واﻟـﺸـﻮاﻫـﺪ ا)ﺜﺒﺘﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻹ ﺎن .وﻋﻠﻰ اﻹ ﺎﻧﻲ أن ﻳﺘﺼﺮف ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن اﻟﻠﻪ ﻣﻮﺟﻮدا وأن ﻳﻘﻮم ﺑﻮﺛﺒﺔ إ ﺎﻧﻴﺔ .ﻟﻜﻦ ﺳﻮاء اﺧـﺘـﺎر ا)ـﻔـﻜـﺮ اﻟـﻨـﺰﻋـﺔ اﻹ ﺎﻧﻴﺔ أو اﻟﺘﺸﻜﻜﻴﺔ ،ﻓﺈن ﺣﺪوث ﻫﺬا اﻟﺘﺸﻌﺐ ا)ﺘﻄﺮف ﻗﺪ ﻳـﻜـﺸـﻒ ﻋـﻦ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻟﻔﺘﻮر إزاء ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ا)ﻌﺘﻘﺪات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ. ﻳﺒﺪو ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم أن اﻟﺒﻴﺌﺔ ﺗﻠﻌﺐ دورا أﻛﺒﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟـﻮراﺛـﺔ ﻓـﻲ ﻇـﻬـﻮر اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ. ورﻏﻢ أن اﻟﺬﻛﺎء ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﻮراﺛﺔ اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺑـﺸـﻜـﻞ ﻗـﺎﺑـﻞ ﻟـﻠـﻘـﻴـﺎس ،ﻓـﺈن اﻟﻈﺮوف اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻟﻸﺳﺮة ،وﻛﺬﻟﻚ ا)ﺆﺛﺮات ﻣﺎ ﺑ zاﻷﺟﻴﺎل ،ﻳﺒﺪو أﻧﻬﺎ أﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻄﻮر ا)ﺒﺎع ا)ﻤﻜﻦ أو اﻟﻘﺎﺋﺪ ا)ﻤﻜﻦ. وﻳﺰﻳﺪ ﺗﻮاﻓﺮ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻜﻦ أن ﻳﻘﺘﺪى ﺑﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﺮص اﺣﺘﻮاء أي ﺟﻴﻞ ﻣﻦ اﻷﺟﻴﺎل ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة ا)ﺸﻬﻮرﻳﻦ، وﺗﺴﺎﻋﺪ اﻟﻈﺮوف اﻷﺳﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺮﻳﺮ أي اﻷﻋﻀﺎء ﻓـﻲ ﺟـﻴـﻞ ﻣـﻦ اﻷﺟـﻴـﺎل ﺳﻴﺤﺮزون اﻟﺸﻬﺮة .وﻛﻞ ﺟﻴﻞ ﻳﻜﻤﻞ اﻟﺒﻨﺎء ﻓﻮق إﳒﺎزات اﳉﻴﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠﻴﻪ وﻳﻘﻮم ﺑﺪﻓﻊ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ إﻟﻰ اﻷﻣﺎم ﺣﺘﻰ ﺗﺼـﻞ اﳊـﻀـﺎرة إﻟـﻰ ﻋـﺼـﺮ ذﻫﺒﻲ ،ﻻ ﻜﻦ ﻟﻺﺑﺪاع ﺑﻌﺪه إﻻ أن ﻳﻀﻤﺤﻞ وﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﳉﻴﻞ اﻟﺘﺎﻟﻲ ﺟﻴﻼ ﻣﻦ ا)ﻘﻠﺪﻳﻦ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة اﻟﻔﻌﺎﻟ zﻓﻲ اﳉﻴﻞ اﻟﺬي وﺻـﻞ أﻋـﻠـﻰ درﺟﺎت اﻟﺘﻘﺪم واﻻزدﻫﺎر ،ﻳﺪﻳﻨﻮن ﺑﺸﻲء ﻣـﺎ ﻷﺳـﻼﻓـﻬـﻢ اﻷﻗـﻞ ﺷـﻬـﺮة ،وﻗـﺪ ﻋﺮف إﺳﺤﺎق ﻧﻴﻮﺗﻦ ﻫﺬا ﺣ zﻗﺎل ﻓﻲ أوج ﺷﻬﺮﺗﻪ »إن ﻛﻨﺖ رأﻳﺖ أﺑﻌﺪ ﻣـﻦ ﻏﻴﺮي ﻓﻸﻧﻨﻲ وﻗﻔﺖ ﻋﻠﻰ أﻛﺘﺎف اﻟﻌﻤﺎﻟﻘﺔ«.
69
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
اﳊﻮاﺷﻲ )× (١وذﻟﻚ ﻷن واﻟﺪه ﻗﺪ ﻣﺎت ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎن إﺳﺤﻖ ﺟﻨﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﻄﻦ أﻣﻪ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٢ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ ﻫﺬه اﳊﺎﻟﺔ ﻫﻮ أن ﻳﻘﻮم اﻟﺒﺎﺣﺚ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﻧﺴﺒﺔ ذﻛﺎء ﻣﺒﺪع أو ﺣﺎﻛﻢ أو ﻗﺎﺋﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﺼﻮر ا)ﺎﺿﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺧﻼل إﻋﻄﺎﺋﻪ درﺟﺎت ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﺴﻠﻮﻛﻴﺎت اﻟﻔﺬة أو ﻏﻴﺮ ا)ﺄﻟﻮﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ إﺑﺎن ﺣﻴﺎﺗﻪ ،وﻳﺨﺘﻠﻒ ﻫﺆﻻء ا)ﺒﺪﻋﻮن واﳊﻜﺎم واﻟﻘﺎدة ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ،دون ﺷﻚ ،ﻓﻲ ﻣﺪى ﻓﺬاذة وﺗﻔﻮق ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺗﻬﻢ .وﺗﺴﻤﻰ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺬﻛﺎء اﻟﺘﻲ ﻧﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬه اﳊﺎﻟﺔ ﺑﺎﺳﻢ »ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺬﻛﺎء ا)ﻘﺪرة« أو اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻫﺎ وﻗﺪ ﻳﺘﻢ ﻫﺬا ﻣﻦ ﺧﻼل رﺗﺐ ﻣﻌﻴﻨﺔ أو ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺗﻌﻄﻰ ﻟـﻬـﻢ أو ﻏـﻴـﺮ ذﻟـﻚ ﻣـﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٣أي أﻧﻪ إذا اﺳﺘﺒﻌﺎد إﺳﻬﺎم اﻷب ﻻ ﻳﻜﻮن ﻟﻠﺠﺪ أي إﺳﻬﺎم ،وﻳﺘﻢ ﻫﺬا ﺑﺒﻌﺾ ﻃﺮاﺋﻖ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻹﺣﺼﺎﺋﻲ ﻣﺜﻞ اﻻرﺗﺒﺎط اﳉﺰﺋﻲ ﻣﺜﻼ) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٤ﻳﺸﻴﺮ ﻫﺬا ا)ﺼﻄﻠﺢ إﻟﻰ أن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﻗﺘﺪاء ﺗﺘﻢ ﻣﻊ اﻟﺪور اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﺑﻪ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻘﺪوة ،أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺗﺘﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ ﻛﺸﺨﺺ ،ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺪور )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٥ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا ا)ﻔﻬﻮم ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟـﺘـﻘـﺪم اﳊﻀﺎري واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﺠﻤﻟﺘﻤﻌﺎت ا)ﻌﺎﺻﺮة ،ﻛﺎﺠﻤﻟﺘﻤﻊ اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻲ واﺠﻤﻟﺘﻤﻊ اﻷ)ﺎﻧﻲ ﻣـﺜـﻼ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٦ج ١-ﺗﻌﻨﻲ اﳉﻴﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻋﻠﻰ اﳉﻴﻞ اﳊﺎﻟﻲ ،أﻣﺎ ج ١+ﻓﺘﻌﻨﻲ اﳉﻴﻞ اﻟﻼﺣﻖ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻟﻠﺠﻴﻞ اﳊﺎﻟﻲ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٧أي إﺻﺪار اﻟﻄﺎﻗﺔ ا)ﺸﻌّﺔ اﻟﺬي ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﺤﺪث ﻣﻦ ﺟﺴﻢ أﺳﻮد ﻋﻨﺪ درﺟﺔ ﺣﺮارة ﺛﺎﺑﺘﺔ ،وﻫﻮ ﻳﺤﺪث ﻌﺪل ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻧﻮن ﺳﺘﻴﻔﺎن-ﺑﻮﻟﺘﺰﻣﺎن ،ﻣﻊ ﺗﻮزﻳﻊ ﻃﻴﻔﻲ ﻟﻠﻄﺎﻗﺔ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﺑﻼﻧﻚ )اﻧﻈﺮ :ﻣﻌﺠﻢ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﻌﻠﻢ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ،اﳉﺰء اﻷول ،ﻣﻌﻬﺪ اﻹ ﺎء اﻟﻌﺮﺑﻲ :ﺑﻴﺮوت.(١٩٨٢ ، )ا)ﺘﺮﺟﻢ(.
70
اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﻄﺎﺑﻊ
3اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﻄﺎﺑﻊ اﻋﺘﺎد اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر ﻛﻞ ﻣﻦ اﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴـﺎدة ﻣـﻮﺿـﻮﻋـ zﻳـﻘـﻌـﺎن ﺿـﻤـﻦ ﻣﺠﺎل دراﺳﺘﻬﻢ واﻋﺘﻘﺪوا أن اﻷﺷﺨﺎص ا)ـﺒـﺪﻋـz ـﺘـﻠـﻜـﻮن ﺳـﻤــﺎت ﻃ ـﺒــﻊ Yـﻴــﺰة وأن اﻟ ـﻘــﺎدة ﻟ ـﻬــﻢ ﺷﺨﺼﻴﺎﺗﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﲡﻌﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﻣﺘﻤﻴﺰ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺄﺗﺒﺎﻋـﻬـﻢ .وﻗـﺪ ﺷـﺎع ﻫـﺬا ا)ـﻨـﺤـﻰ ﻓـﻲ اﻟـﺪراﺳـﺎت اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻨﻪ ﻷﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﺘـﻔـﻖ ﺑﺪرﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻊ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻨـﻤـﻄـﻴـﺔ اﻟـﺸـﺎﺋـﻌـﺔ ﺣـﻮل اﻟﻌﻈﻤﺔ .ﻓﻘﺪ اﻋﺘـﺒـﺮت اﻟـﻌـﺒـﻘـﺮﻳـﺔ ﺧـﺼـﻠـﺔ ﺷـﺪﻳـﺪة اﻻﺗﺴﺎع ،ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﻮى ﻋﻘﻠﻴﺔ وداﻓﻌﻴـﺔ ﺗـﺘـﺠـﺎوز اﳊﺪ اﻟﻄﺒـﻴـﻌـﻲ .ﻓـﺎﻟـﻌـﺒـﻘـﺮي اﳊـﻘـﻴـﻘـﻲ ،ﻛـﻤـﺎ ﻗـﺎل اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺻﻤﻮﻳﻞ ﺟﻮﻧﺴﻦ S. Johnsonﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »ﺣﻴﺎة اﻟـﺸـﻌـﺮاء اﻹﳒـﻠـﻴـﺰ« Lives of the English Poetsﻫـﻮ » ﺜﺎﺑﺔ ﻋﻘﻞ ذي ﻗﻮى ﻋـﺎﻣـﺔ ﻛـﺒـﻴـﺮة ،ﲢ ّـﻮل ﺻﺪﻓﺔ ﻧﺤﻮ ﻫﺪف ﺧـﺎص ﻣـﺤـﺪد« .ﻛـﻤـﺎ اﻋـﺘـﺒـﺮ اﻟـﻨـﺎس أن اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت ،ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ أو ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﻳﺘﺸﺎﺑﻬﻮن ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺑﺪرﺟﺔ ﺗﺘـﺠـﺎوز ذﻟـﻚ اﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ا)ﻮﺟﻮد ﺑ zﻛﻞ ﻋﺒﻘﺮي وزﻣﻼﺋـﻪ اﻵﺧـﺮﻳـﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﻣﺠﺎل اﻟﻨﺸﺎط .ووﻓﻘﺎ ﻟﻬـﺬه اﻟـﻮﺟـﻬـﺔ ﻣـﻦ اﻟﻨﻈﺮ ،ﻓﺈن اﻷﺧﻮة اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺑـ zﻣـﺎﻳـﻜـﻞ أﳒﻠﻮ وﺟﺎﻟﻴﻠﻴﻮ وﺣﺘﻰ ﻣﻊ ﻳﻮﻟﻴﻮس ﻗﻴﺼﺮ ،ﻫﻲ أﻛﺒﺮ 71
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻷﺧﻮة ا)ﻮﺟﻮدة ﺑﻴﻨﻪ وﺑ zأي ﻓﻨﺎن ﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻳﻘﻮم ﺑﺘﻠﻄﻴﺦ ﺳﻘﻒ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺻﻐﻴﺮة أو ﻳﻔﺴﺪ ﻛﺘﻠﺔ ﻣﻦ ا)ﺮﻣﺮ. ﻟﻘﺪ ﺣﺎول اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ أن ﻳﺨﺘﺒﺮوا اﻟﻔﺮض اﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺄن ا)ﺒﺪﻋ zواﻟﻘﺎدة ﻟﻬﻢ ﺳﻤﺎت Yﻴﺰة وﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﺤﺪﻳﺪ .واﻹﺟﺮاء ا)ﻌﺘﺎد ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻛﺘﺸﺎف ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﺘﻠﻔﻮن إﻣﺎ ﻓﻲ اﻹﺑﺪاع أو ﻓﻲ اﻟﻘﻴﺎدة ،ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺘﺪل ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﺧـﺘـﺒـﺎرات أو اﻟـﺘـﻘـﺪﻳـﺮات ﺛـﻢ ﺟـﻌـﻞ ﻫـﺆﻻء اﻷﺷﺨﺎص ﻠﺆون ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺔ Personality (١×)Inventoriesوﻗﺪ اﺷﺘﻤﻠﺖ اﻟﺒﺤﻮث ﺣﻮل اﻟـﻘـﻴـﺎدة ﻓـﻲ اﻟـﻨـﺼـﻒ اﻷول ﻣـﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺮن ،واﻟﺒﺤﻮث ﺣﻮل اﻹﺑﺪاع ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻨﻪ ،ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﻫﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺬﻛﺮ اﻻرﺗﺒﺎﻃﺎت ﺑ zدرﺟﺎت اﻹﺑﺪاع أو اﻟﻘـﻴـﺎدة وﺑ zﻣﺌﺎت ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ .وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﺎﺋـﺞ ﻫـﺬه اﳉـﻬـﻮد ﻣـﺨـﻴـﺒـﺔ ﻟﻶﻣﺎل .إذ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﺨﺾ اﻟﺒﺤﺚ إﻻ ﻋﻦ ﻋﺪد ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺴـﻤـﺎت اﻟـﺸـﺨـﺼـﻴـﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻠﺢ ﻷن ﺗﻜﻮن ﻣﺆﺷﺮات ﺗﻨﺒﺌﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ .إذ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ا)ﺒﺪﻋﻮن ﻣﺠﺮد ﻧﻮع ﻣﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ اﻟﻘﺎدة وﺣﺴﺐ ،ﺑﻞ ﺗـﻄـﻠـﺐ اﻷﻣـﺮ أﻳـﻀـﺎ اﻟـﺘـﻤـﻴـﻴـﺰ ﺑـ zاﻷ ـﺎط اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة ﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺪة .وﻣﻊ ﲢﻮل ﻋﺎﻟﻢ اﻹﳒﺎز ،ﺷﻴﺌـﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ،ﻧﺤﻮ اﻻﻧﻘﺴﺎم واﻟﺘﺨﺼﺺ ،ﻓﻲ ﺳﻌﻲ اﻟﺒﺎﺣﺜ zﻧﺤﻮ ﻣﺆﺷﺮات ﺗﻨﺒﺌﻴﺔ ﻣﻀﻤﻮﻧﺔ ،ﻓﺈن وﺟﻬﺔ اﻟﻨﻈﺮ اﻟﺮوﻣﺎﻧﺴﻴﺔ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﺒﺪو أﻗﺮب إﻟﻰ اﻷﺳﻄﻮرة ﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻨﻈﺮة اﻟﺜﺎﻗﺒﺔ. وأﺧﺬ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻳﺘﺨﻠﻮن ﻋﻦ ﻓﻜـﺮة اﻟـﻨـﻤـﻂ اﻟـﻌـﺒـﻘـﺮي Genius typeاﻟﻌﺎم، وﻳﺮﻓﻀﻮن اﻟﻔﻜﺮة اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ إن اﻟﺸﻬﺮة ا)ﺘﺤﻘﻘﺔ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻟﻬﺎ أﺳﺎس ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺼﻔﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ. و ﻜﻦ ﺗﻘﺪ ﻋﺪد ﻣﻦ ا)ﺒﺮرات ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﺮر ﻣﻦ اﻟﻮﻫﻢ ،ﻓﻘﺪ ﻻ ﺗﻜﻮن ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻟﻘﻴﺎدة ﻛﺎﻓﻴﺔ ،ور ﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﺧﺘﺒﺎرات اﻹﺑﺪاع أﻳﻀﺎ ﻏﻴﺮ ﺻﺎدﻗﺔ .ﻛﻤﺎ أن ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﳋﺼﺎﺋﺺ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ر ﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻠﻮﺛﺔ ﺑﺎﻟﺘﺼﻨﻊ واﻻﻓﺘﻌﺎل .أو ر ﺎ ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ،ﺣﻘﻴﻘﺔ ،ﻫﻮ أﻧﻪ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻫﻨﺎك ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺗﺸﻜﻞ أﺳﺎس اﻟﻌﻈﻤﺔ .ورأي اﳋﺎص أن ﻫﺬه اﻟﺒﺤﻮث ﻟﻢ ﺗﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﻓﺼﻞ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻋﻦ ا)ﻮﻫﺒﺔ ،وﺑ zا)ﻮﻫﺒﺔ وﻋﺪم اﻟﺘﻤﻴﺰ ،ﻓﻤـﻌـﻈـﻢ ا)ـﻔـﺤـﻮﺻـ zاﻟـﺬﻳـﻦ ـﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻫﺬه اﻟﺒﺤﻮث ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻦ ﻃﻠﺒﺔ اﳉﺎﻣﻌﺎت اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪرﺳﻮن ﻣﻘﺮرا ﻬﻴﺪﻳﺎ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ ،وأﺷـﻚ ﻓـﻲ أن ﻋـﺪﻳـﺪا ﻣـﻦ أﺻـﺤـﺎب اﻟـﻌـﻘـﻮل ذات ا)ـﺮﺗـﺒـﺔ 72
اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﻄﺎﺑﻊ
اﻷوﻟﻰ ﻗﺪ ﻗﺎﻣﻮا ﻞء اﻻﺳﺘﺒﻴﺎﻧـﺎت .وأرى أﻧـﻪ إذا ﻛـﺎن ﻋـﻠـﻴـﻨـﺎ أن ﻧـﻜـﺘـﺸـﻒ اﳋﺼﺎﺋﺺ ا)ﻤﻴﺰة ﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ا)ﺒﺪﻋ zواﻟﻘﺎدة ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ،ﻓﺈﻧـﻨـﺎ ﻳﺠﺐ أن ﳒﻌﻞ ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﻌﻘﻮل ا)ﺘﻤﻴﺰة اﻟﺘﻲ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺮﻛﺰ اﻫﺘﻤﺎﻣﻨﺎ اﻟﻌﻠﻤﻲ.
اﻟﺬﻛﺎء واﻟﺘﻤﻜﻦ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﻤﻌﻦ ﻓﻲ ا)ﺒﺪﻋ zواﻟـﻘـﺎدة ﻣـﻦ اﻟـﻄـﺮاز اﻷول ﻓـﺈﻧـﻨـﺎ ـﻴـﻞ إﻟـﻰ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ذﻛﺎﺋﻬﻢ .وﻻ ﻳﻨﺤﺼﺮ رد اﻟﻔﻌﻞ ﻫﺬا ﻓﻲ ا)ﻴﻞ إﻟﻰ إﺳﻘﺎط ﻣﻌﺮﻓﺘﻨﺎ ا)ﻜﺘﺴﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ أو إﻟﻰ ﻏﺰل اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﺣﻮل ﺗﻠﻚ اﻷﺣﺪاث ،ﻓﺎ)ﻌﺎﺻﺮون ﻟﻬﺆﻻء اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة ﻳﻘﺪﻣﻮن أﺣﻜﺎﻣﺎ Yﺎﺛﻠﺔ أﻳﻀﺎ .ﻓﻜﺜﻴﺮا ﻣﺎ أﺑﺪي أﺑﺮز زﻣﻼء ﻧﻴﻮﺗﻦ دﻫﺸﺘﻬﻢ ﻟﻘﺪراﺗﻪ اﻟﻌﻘـﻠـﻴـﺔ .وﻓـﻲ ﻋـﺎم ،١٦٩٦ﻗﺎم ﻋﺎﻟﻢ رﻳﺎﺿﻴﺎت ﺳﻮﻳﺴﺮي ﺑﺘﺤـﺪي أﺑـﺮز دارﺳـﻲ أورﺑـﺎ ﻓـﻲ ذﻟـﻚ اﻟـﻮﻗـﺖ ﻷن ﻳﺤﻠﻮا ﻣﺴﺄﻟﺘ zﺗﺘﺴﻤﺎن ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﺄﻋﺎد ﻧﻴﻮﺗﻦ ا)ﺴﺄﻟﺘ zﺑﻌﺪ ﺣﻠﻬﻤﺎ، دون أن ﻳﻮﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﳊﻠﻮل ،إﻟﻰ ذﻟﻚ ا)ﺘﺤﺪي اﻟﺴﻮﻳﺴﺮي ﺑﻌﺪ ﻳﻮم واﺣﺪ ﻣﻦ رؤﻳﺘﻪ ﻟﻠﻤﺴﺄﻟﺘ .zوﺗﻌﺮف ا)ﺘﺤﺪي ﻋﻠﻰ ﻫﻮﻳﺔ ﻧﻴﻮﺗﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر ،وﻋﻠﻖ ﻋﻠـﻰ ا)ﻮﺿﻮع ﺑﻘﻮﻟﻪ» :ﻟﻘﺪ ﺗﻌﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﻠﺐ اﻷﺳﺪ« ..وﻟﻴﺲ اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة ا)ﺒﺪﻋﻮن ﻓﻘﻂ ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻻﺣﺘﺮام .ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﺟﻮﺗﻪ ﺷﺪﻳﺪ اﻹﻋﺠﺎب ﻮاﻫﺐ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ .وﻳﻌﺪ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ-أي ﺟﻮﺗﻪ-واﺣﺪا ﻣﻦ آﺧﺮ ﻣﻦ أﻧﺘﺠﻬﻢ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻣﻦ ذوي اﻟﻌﻘﻠﻴﺎت اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ. ﻟﻘﺪ ﺑﺤﺜﺖ دراﺳﺎت ﻋﺪﻳﺪة ﻋﻦ أدﻟﺔ واﻗﻌﻴﺔ )ﺎ إذا ﻛﺎن ﻣﺸﺎﻫﻴﺮ ا)ﺒﺪﻋz واﻟﻘﺎدة ﻳﺘﻔﻮﻗﻮن ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﺬﻛﺎء .ﻓﻤﺜﻼ :أوﺿﺢ واﻳﺖ (White)١٩٣١ أن ا)ﺸﺎﻫﻴﺮ ﻴﻠﻮن إﻟﻰ إﻇﻬﺎر ﺗﻨﻮع اﺳﺘﺜـﻨـﺎﺋـﻲ ﻓـﻲ اﻻﻫـﺘـﻤـﺎﻣـﺎت ،أي أﻧـﻬـﻢ ﻳﻜﺸﻔﻮن ﻋﻦ ﻜﻦ أو اﻗﺘﺪار ﻓﻲ ﻋﺪﻳﺪ ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ .وﻗﺪ وﺟﺪ واﻟﺒﺮج وراﺷﺮ وﺑﺎرﻛﺮﺳـﻮن ) ،(١٩٨٠أن %٩٠ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ا)ﺸﻬـﻮرة اﻟﺘﻲ درﺳﻮﻫﺎ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺪرﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺬﻛﺎء وﻣﻦ ﺣﺐ اﻻﺳﺘﻄﻼع ،اﻟﺬي ﻻ ﻳﻜﻒ ﻋﻦ ﻃﺮح اﻟﺘﺴﺎؤﻻت .واﻟﺒﺤﺜﺎن اﻟﺴﺎﺑﻘﺎن ﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺟﻮﻫﺮﻫﻤﺎ اﺳﺘﻜﻤﺎل ﻟﺒﺤﺚ ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ أﺻﺒﺢ ﻋﻤﻼ ﻛﻼﺳﻴﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻘـﻴـﺎس اﻟـﺘـﺎرﻳـﺨـﻲ. وﻫـﻮ ﻛـﺘـﺎب ﻛـﺎﺛـﺮﻳـﻦ ﻛـﻮﻛـﺲ »اﻟـﺴـﻤـﺎت اﻟـﻌـﻘـﻠـﻴـﺔ ا) ـﺒ ـﻜــﺮة ﻟ ـﺜــﻼﺛ ـﻤــﺎﺋــﺔ ﻣــﻦ اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة« ) The Early Mental Traits of Three Hundred Geniuses (١٩٢٦وﻛﺘﺎب 73
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻛﻮﻛﺲ ﻫﺬا ﻫﻮ اﺠﻤﻟﻠـﺪ اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ ﻣـﻦ دراﺳـﺔ ﻟـﻮﻳـﺲ ﺗـﻴـﺮﻣـﺎن .L. Termanذات اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﺒﺎﻟﻎ »دراﺳـﺎت وراﺛـﻴـﺔ ﺣـﻮل اﻟـﻌـﺒـﻘـﺮﻳـﺔ« )Genetic Studies of (١٩٢٦ Geniusوﻗﺪ ﻛﺎن ﺗﻴﺮﻣﺎن ﻣﺴﺘﻐﺮﻗﺎ ﻓﻲ واﺣﺪ ﻣﻦ أﺿﺨﻢ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ .ﻟﻘﺪ أﺧﺬ ﻋﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﺣﺼﻠﻮا ﻋﻠـﻰ درﺟـﺎت ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﺑﺪرﺟﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﺧﺘﺒﺎرات اﻟﺬﻛﺎء ا)ﻘﻨﻨﺔ ،وﻗﺎم ﺘﺎﺑﻌﺔ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺣﺘﻰ وﺻﻠﻮا إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻨﻀﺞ ﻛﻲ ﻳﺮى ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﻮا ﻗﺪ ﺣﻘﻘـﻮا ـﻴـﺰا ﻓـﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ أم ﻻ .وﻗﺪ ﺣﺎوﻟﺖ ﻛﻮﻛﺲ ﺗﻜﺮار ﲡﺮﺑﺔ ﺗﻴﺮﻣﺎن اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ وﻟﻜﻦ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻜﺴﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺑـﺪأت ـﺠـﻤـﻮﻋـﺔ ﻣـﻦ ﻣـﺸـﺎﻫـﻴـﺮ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ ،وﺗـﻌـﻘـﺒـﺖ ﺳـﻴـﺮﻫـﻢ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺑﺎﻟﻌﻮدة إﻟﻰ ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﻢ ،ﺑﺎﺣﺜﺔ ﻋﻦ ﺷﻮاﻫﺪ ﻣﺆﻛﺪة ﻟﻨﻀﺠﻬﻢ اﻟﻌﻘﻠﻲ ا)ﺒﻜﺮ .وﻗﺪ أدى ﺑﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ إﻟﻰ أن ﺗﻘﺪم ﻟﻨﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﺴﻴﺮ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺣﻮل اﻟﺴﻤﺎت اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ا)ـﺒـﻜـﺮة ﻟــ ٣٠١ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة اﻟـﺬﻳـﻦ وﻟﺪوا ﻣﻨـﺬ ﻋـﺎم ١٤٥٠وﻷ ﺎط ﺳﻠﻮﻛﻬﻢ .وﻛﺎن ﻫـﻨـﺎك ﻣـﻊ ﻛـﻮﻛـﺲ ﺛـﻼﺛـﺔ ﻣـﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜ zاﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻣﻮا ،ﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺪة ،ﺑﺎﺳﺘـﺨـﺪام ﻫـﺬه ا)ـﻌـﻠـﻮﻣـﺎت ﳊـﺴـﺎب درﺟﺎت ﻧﺴﺐ اﻟﺬﻛﺎء .وﻗﺪ ﺣﺪدت ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺬﻛﺎء وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﻔﻬﻮم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻌﻤﺮ اﻟﻌﻘـﻠـﻲ إﻟـﻰ اﻟـﻌـﻤـﺮ اﻟـﺰﻣـﻨـﻲ ،وﻗـﺪ ﻛـﺎن ﻋـﻠـﻰ اﻟﺒﺎﺣﺜ zاﻟﻘﺎﺋﻤ zﺑﺎﻟﺘﻘﺪﻳﺮ أن ﻳﺤﺴﺒﻮا اﻟﻌﻤﺮ اﻟﻌﻘﻠﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﻄﻠـﺒـﻪ ﻧـﺸـﺎط ﻋﻘﻠﻲ ﻣﺒﻜﺮ ﻣﻌ ،zوﻗﺴﻤﺔ ﻫﺬا اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﺮ اﻟﺰﻣﻨﻲ ﻟﻠﻌﺒﻘـﺮي ،وﻗـﺖ ﻗﻴﺎﻣﻪ ﺑﻬﺬا اﻟﻨﺸﺎط ،ﺛﻢ ﺿﺮب اﻟﻨـﺎﰋ ﻛـﻞ ١٠٠ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺬﻛـﺎء. ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﺴﻠﻮك واﻗﻌﺎ داﺧﻞ ﻣﺪى اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎت ا)ﺘﻮﻗﻌﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺴﻦ ﻣﻌ،z ﻓﺈن ﻫﺬا اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﻧﺴﺒﺔ ذﻛﺎء ﻣﻘﺪارﻫﺎ ،١٠٠أي ﻧﺴﺒﺔ ذﻛﺎء ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ. وﻛﻤﺜﺎل ﻻﺳﺘﺨﺪام ﻫﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻓﻲ ﻗﻴﺎس ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺬﻛﺎء ،ﻟﻨﻀﻊ ﻓﻲ اﻋﺘﺒﺎرﻧﺎ ﺟﻮن ﺳﺘﻴﻮارت ﻣﻞ .J. S. Millﻓﻘﺪ ﺑﺪأ ﻣﻞ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻢ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ .وﻗﺮأ أﻓﻼﻃﻮن ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ،ودرس اﻟﻬﻨﺪﺳﺔ واﳉﺒﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﻠﻎ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ .وﺣﺴﺎب اﻟﺘﻔﺎﺿﻞ واﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﻓﻲ اﳊﺎدﻳﺔ ﻋﺸﺮة وﻛﺘﺐ ﺗﺎرﻳﺨﺎ ﻟﺮوﻣﺎ وﻫﻮ ﻓﻲ اﻟﺴﺎدﺳﺔ وﻧﺎﻗﺶ ﻣﺰاﻳﺎ وﻟﻨﻐ ﺑﺎ)ﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻣﺰاﻳﺎ ﻣﺎرﻟﺒﻮرو ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ اﳋﺎﻣﺴﺔ. وإذا ﻣﺎ أردﻧﺎ أن ﻧﺤﺪد ﻧﺴﺒﺔ ذﻛﺎﺋﻪ ﺗﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻌﺮف اﻟﻌـﻤـﺮ ا)ـﺘـﻮﺳـﻂ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻋﻨﺪه اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻌﺎدي إﳒﺎز ﻣﺜﻞ ﻫﺬه ا)ﻬﺎم .وﺣﻴﺚ أن ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻋﻤﺮ دراﺳﺔ ﺣﺴﺎب اﻟﺘﻔﺎﺿﻞ واﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﻫﻮ ﺣﻮاﻟﻲ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻋﺸﺮة ،وﺑﻘﺴـﻤـﺔ اﻟﻌﻤﺮ اﻟﻌﻘﻠﻲ ا)ﻄﻠﻮب ﳊﺴﺎب اﻟﺘﻔﺎﺿﻞ واﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ) (١٨ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺮ ﻣﻞ اﻟﺰﻣﻨﻲ 74
اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﻄﺎﺑﻊ
) (١١وﺿﺮب اﻟﻨﺘـﺎﺋـﺞ ﻓـﻲ ١٠٠ﻳﻜﻮن اﻟﻨﺎﰋ ﻫـﻮ ﻧـﺴـﺒـﺔ ذﻛـﺎء = ،١٦٤وﻋﻨﺪﻣـﺎ وﺿﻌﺖ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ا)ﺒﻜﺮة ﻓﻲ اﻻﻋـﺘـﺒـﺎر ،ﻓـﺈن ﻛـﻮﻛـﺲ وﻣـﺴـﺎﻋـﺪﻳـﻬـﺎ وﺻﻠﻮا إﻟﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺑﻠﻎ ١٩٠ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺪرﺟﺔ ذﻛﺎﺋﻪ ،وﻗﺪ ﺣﺴﺒﺖ ﻫﺬه اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜﻞ اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺔ ﻛﻮﻛﺲ .وأﺧﺬت ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﻣﻬﻤﺔ إﺛﺒﺎت أن ﻫﺬه اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺪرﺟﺔ ﻣﻌﺘﺒﺮة ﻣﻦ ا)ﻮﺛﻮﻗـﻴـﺔ أﻳـﻀـﺎ .وﻗـﺪ ﻛـﺎن ا)ـﺪى اﻟﺬي ﺗﺮاوﺣﺖ ﻋﺒﺮه درﺟﺎت ﻧﺴﺐ اﻟﺬﻛﺎء ﻛﺒﻴﺮا ﻟﺪى اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة إﻟﻰ ٣٠١اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻨﺎوﻟﺘﻬـﻢ ﻓـﻲ ﻫـﺬه اﻟـﺪراﺳـﺔ ،ﻓـﻘـﺪ ﺗـﺮاوح ﻣـﺎ ﺑـ ١١٥ zإﻟـﻰ ،٢١٠و ﺘـﻮﺳـﻂ ﻣﻘﺪاره ﺣﻮاﻟﻲ ،١٦٥وﻻ ﺗﺒﻠﻎ ﻫﺬه اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺬﻛﺎء إﻻ ﻧﺴﺒﺔ ﺿﺌﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻨﺎس. ﻟﻘﺪ أرادت ﻛﻮﻛﺲ أن ﺗﻮﺿﺢ أن اﻟﺬﻛﺎء ﻛﺎن ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ﺑﺎﻟﺸﻬﺮة ا)ـﺘـﺤـﻘـﻘـﺔ ﻓﻘﺎﻣﺖ ﺑﻘﻴﺎس اﻟﺸﻬﺮة ا)ﺘﺤﻘﻘﺔ ﺑﺘﻌﺪﻳﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﻛﺎﺗﻞ .(١٩٣٠) Cattelوﻛﻲ ﻧﻌﻄﻲ ﻓﻜﺮة ﻋﻦ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﺸﻬﺮة اﻟﺬي ﻛﺎن ﻜﻦ أن ﳒﺪه ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺼﻔﻮة ﻧﺬﻛﺮ أن أﺷﻬﺮ اﻟﻘﺎدة ﻛﺎن ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن أﻣﺎ أﻗﻠـﻬـﻢ ﺷـﻬـﺮة ﻓﻘﺪ ﻛﺎن اﳉﻨﺮال ﺷـﺮﻳـﺪان P. H. Sheridanوﺗﺪرج ا)ﺒﺪﻋﻮن ﻣﻦ ﻓﻮﻟﺘﻴـﺮ إﻟـﻰ ﻫﺎرﻳﻴﺖ ﻣﺎرﺗﻴﻨـﻮ H. Martineauوﻗﺎﻣﺖ ﻛﻮﻛﺲ ﺑﺤﺴﺎب اﻻرﺗﺒﺎﻃﺎت ﺑ zﻫـﺬه اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات ﻟﻠﺸﻬﺮة ،وﺑ zدرﺟﺎت ﻧﺴﺐ اﻟﺬﻛﺎء اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺤﺴﺎﺑﻬﺎ ،ووﺟﺪت ﻋﻼﻗﺔ ﺑ zاﻟﺸﻬﺮة ا)ﺘﺤﻘﻘﺔ وﻧﺴﺐ اﻟﺬﻛﺎء ،وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻟﻬﺎ ﻟﺴﻮء اﳊﻆ أدوات اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻟﺘﺘﺤﺎﺷﻰ ﺑﻮاﺳﻄﺘﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺰاﺋـﻔـﺔ أو ﻏـﻴـﺮ ا)ﻨﻄﻘﻴﺔ .وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﻲ زﻋﻤﺖ أﻧﻬﺎ وﺟﺪﺗﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﺒﺪو ﺑﺪﻋﺔ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻣﺼﻄﻨﻌﺔ »ﻛﻤﺎ ﻧﺎﻗﺸﻨﺎ ذﻟﻚ ﻓـﻲ اﻟـﻔـﺼـﻞ اﻷول« ،ﻛـﻤـﺎ ﺗـﻮﺟـﺪ ﻋﻘﺒﺔ أﺧﺮى ﻓﻲ دراﺳﺔ ﻛﻮﻛﺲ وﻫﻲ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻘﺎدة وا)ﺒﺪﻋ zﻋﻠﻰ ﺣﺪة .إن ﻫﻨﺎك ﻣﺒﺮرا ﻗﻮﻳﺎ ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ ﻟﻠﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑـ zاﻟـﺬﻛـﺎء واﻹﺑـﺪاع ﻌﺰل ﻋﻦ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zاﻟﺬﻛﺎء واﻟﻘﻴﺎدة.
ﻧﺴﺐ اﻟﺬﻛﺎء واﻹﺑﺪاع
ﺗﻮﺣﻲ اﻟﺒﺤﻮث اﳊﺪﻳﺜﺔ ﺣﻮل اﻹﺑﺪاع ﻟﺪى ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﻣﻌﺎﺻﺮة ﺑﺄن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﺑ zاﻟﺬﻛﺎء واﻹﺑﺪاع ﻗﺪ ﺗﻜﻮن أﻋﻘﺪ Yﺎ ﺗﺒﺪو ﻟﻠﻮﻫﻠﺔ اﻷوﻟﻰ Barron ) and Honington, 1981ﻓﻬﻨﺎك ﻋﻼﻗﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺑ zاﻟﺬﻛﺎء واﻹﺑﺪاع )McNemar, .(1964ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻴﻞ إﻟﻰ اﻟﺘﻼﺷﻲ ﻓﻲ ا)ﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ 75
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻣﻦ اﻟﺬﻛﺎء .ﻓﺈذا ﲡﺎوز اﻟﺬﻛﺎء ﻧﺴﺒﺔ ،١٢٠ﻓﺈن اﻟﺰﻳﺎدات ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﺣﺘﻤﺎﻻت اﻹﳒﺎز اﻹﺑﺪاﻋﻲ ،وﻟﻴﺴﺖ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺬﻛﺎء اﻟﺘﻲ ﺗﺒـﻠـﻎ ١٢٠ﻧﺴﺒﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰة ﺑﺸﻜـﻞ ﺧﺎص .ﻓﻬﻲ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺬﻛﺎء ا)ﺘﻮﺳﻂ ﻟﺪى ﺧﺮﻳﺠﻲ اﳉﺎﻣﻌﺎت )،(Gronbach, 1960 ﻛﻤﺎ أن ﺣﻮاﻟﻲ %١٠ﻣﻦ اﳉﻤﻬﻮر اﻟﻌﺎم ﺗﺒﻠﻎ ﻧﺴﺐ ذﻛﺎﺋﻬﻢ ١٢٠أو أﻋﻠﻰ. ﻫﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺆﺧﺬ ﺑﺒﻌﺾ اﳊﺬر .ﻓﺎﻟﻘﺪرة اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻳﺘﻢ ﺗﻘﺪﻳﺮﻫﺎ ﺑﺎﺧﺘﺒﺎرات ﻧﺴﺐ اﻟﺬﻛﺎء ،وﻫﻲ أدوات ﻟﻠﻘﻴﺎس اﻟـﻨـﻔـﺴـﻲ ﻳـﺸـﻚ ﻣـﻦ ﺻﺤﺘﻬﺎ .وﻗﺪ راﻓﻖ ﻫﺬا اﻟﺸﻚ ﻫﺬه اﻻﺧﺘﺒﺎرات ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪي ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ اﻟﻔﺮﻳﺪ ﺑﻴﻨﻴﻪ ،وﻗﺪ ﻛﺎن أداء ﻫﻨﺮي ﺑﻮاﻧﻜﺎرﻳﻪ ﻓﻲ)× (٢اﺧﺘﺒﺎرات ﺑﻴﻨﻴﻪ ا)ﺒﻜﺮة ﻣﻦ اﻟﺴﻮء ،ﺑﺤﻴﺚ إﻧﻪ ﻛﺎن ﺳﻴﻌﺘﺒﺮ أﺑﻠﻪ ﻟﻮ أن ﻧﺴﺒﺔ ذﻛﺎﺋﻪ ﻗﺪرت وﻫﻮ ﻃﻔﻞ وﻟﻴﺲ وﻫﻮ ﻋﺎﻟﻢ رﻳﺎﺿﻴـﺎت ﺷـﻬـﻴـﺮ ) .(Bell, 1937أي أن ﻋﻠﻴﻨـﺎ أن ﻧﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ أﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﻧﺴﺐ اﻟﺬﻛﺎء اﶈﺴﻮﺑﺔ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻗﺒﻞ أن ﻧﺼﻞ إﻟﻰ اﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت ﺣﻮل دور اﻟﺬﻛﺎء ﻓﻲ اﻹﺑﺪاع. ورﻏﻢ أن ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻛﻮﻛﺲ ﻟﻠﺬﻛﺎء ﻗﺪ ﻗﺎم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﻌﺮﻳـﻒ ﺑـﻴـﻨـﻴـﻪ ،ﻓـﺈن ﻗﻴﺎﻣﻬﺎ ﺑﻔﺤﺺ أوﺟﻪ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻮك اﻟﻔﻌﻠﻲ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺑﻨﻮد اﻻﺧﺘﺒﺎر اﻟﺘﺠﺮﻳﺪﻳﺔ ﻣﻨﺢ درﺟﺎﺗﻬﺎ ﻗﺪرا أﻋـﻠـﻰ ﻣـﻦ اﻟـﺼـﺪق .وﻗـﺪ ﻛـﺎﻧـﺖ ﻧـﺴـﺐ اﻟـﺬﻛـﺎء اﳋـﺎﺻـﺔ ﺑﺎ)ﺒﺪﻋ zﻓﻲ ﻋﻴﻨﺘﻬﺎ راﺋﻌﺔ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ .ﻓﻘﺪ ﺣﺼﻞ ﻏﻮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺒﺔ ذﻛﺎء ،٢١٠وﺑﺎﺳﻜﺎل ﻋﻠﻰ ،١٩٥وﻫﻴﻮم ﻋﻠﻰ ١٨٠وﻣﺎﻳﻜﻞ أﳒﻠﻮ ﻋﻠﻰ ،١٨٠وﻣﻮزارت ﻋﻠﻰ .١٦٥وﻛﺎن ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻧﺴﺐ اﻟﺬﻛﺎء ﻟﻠﻤﺒﺪﻋ zﻓﻲ اﻟﻔﺮوع ا)ﻌﺮﻓﻴﺔ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ- اﻟﻌﻠﻢ ،واﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ،واﻷدب ،وا)ﻮﺳﻴﻘﻰ ،واﻟﻔﻦ-ﻫﻮ ١٧٠ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ،وﻫﻮ رﻗﻢ ﻣﺪﻫﺶ ﺣﻘﺎ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻠﻢ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻼﻗﺔ داﻟﺔ ﺑ zاﻟﺬﻛﺎء واﻟﺸﻬﺮة ،ﻋﻨﺪﻣـﺎ أﺟـﺮﻳـﺖ اﳊﺴﺎﺑﺎت ﻋﻠﻰ ا)ﺒﺪﻋ zإﻟﻰ ١٩٢ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺔ ﻛﻮﻛﺲ ﺑﻌﺪ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻀﻮاﺑﻂ ا)ﻨﺎﺳﺒﺔ .وﻻ ﺗﺒﻌﺚ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻫﺸﺔ .ﻓﺮﻏﻢ أن ﻫﺬه اﻟﻌﻴﻨـﺔ ﺗـﻀـﻢ ﻓﺮوﻗﺎ ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺮة واﻟﺬﻛﺎء ،ﻓﺈن ﻫﺆﻻء ا)ﺸﺎﻫﻴﺮ اﻟﺜﻼﺛﻤﺎﺋـﺔ واﻟﻮاﺣﺪ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺼﻔﻮة اﻟﻌﻠﻴﺎ .وا)ﻮﺳﻴﻘﻴﻮن ﻣﺜﺎل ذﻟﻚ .ﻓﻤﺎذا ﻜﻦ أن ﻧﻔﻌﻠﻪ ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺘﻔﻮﻗﺔ ﻣﻦ أﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺎ ﻳﺘﺮاوﺣﻮن ﻓﻲ ﺷﻬﺮﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ وﺑﺎخ وﻣﻮزارت إﻟﻰ ﻣﺴﺘـﻮى ﻻ ﻳـﻘـﻞ ﻋـﻦ ﻏـﻠـﻮك Gluck وﺑﺎﻟﺴﺘﺮﻳﻨﺎ .Palestrinaإن ﻫﻨﺎك ٧٠٠ﻣﺆﻟﻒ ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻟﻬﻢ أﻋﻤﺎل ﺗﻌﺰف ﻓﻲ ﺑﺮاﻣﺞ اﳊﻔﻼت اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ا)ﻌﺘﺎدة ،وﺗﺘﺮاوح ﻧﺴﺐ ذﻛﺎء ﻫـﺬه اﻟـﻨـﺨـﺒـﺔ اﻟﺘﻲ ﺜﻞ %٢ﻣﻦ ﺧﻴﺮة ا)ﻮﺳﻴﻘﻴ zﻣﺎ ﺑ zﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺒﻘﺮي وﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺒﻘﺮي 76
اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﻄﺎﺑﻊ
اﻟﻔﺎﺋﻖ ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺘﺒ zﻋﻼﻗﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻣﺎ ﺑ zاﻟﺸﻬﺮة واﻟﺬﻛـﺎء ﻓـﺈن ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺪرس ﻋﻴﻨﺔ أﻛﺜﺮ ﺗﻐﺎﻳﺮا ..وﻫﺬا ﻣﺎ ﻜﻦ إﳒﺎزه ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺎدة.
ﻧﺴﺐ اﻟﺬﻛﺎء واﻟﻘﻴﺎدة
أﻇﻬﺮت اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺘﻲ أﺟﺮﻳﺖ ﻋﻠﻰ اﳉﻤﺎﻫﻴﺮ ا)ـﻌـﺎﺻـﺮة أن اﻟـﺸـﻚ ﺑـﺄن ﻋﺎﻣﻞ اﻟﺬﻛﺎء ﻳﺤﺪد ﻣﻠﻜﺔ اﻟﻘﻴﺎدة ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ اﻟﺸﻚ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺤﺪد ﻣﻠﻜﺔ اﻹﺑﺪاع ) .(Stogdill, 1948وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﺬﻛﺎء ﻫﻮ أﺣﺪ اﻟﺴﻤﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ارﺗﺒﻄﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﺴﻖ ﻣﻊ اﻟﻘﻴﺎدة ،ﻓﺈن اﻟﺸﺨﺺ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺬﻛﺎء ﺑﺪرﺟﺔ ﲡﻌﻠﻪ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ اﺟﺘﺬاب وﻻء اﻻﺗﺒﺎع .واﻟﺸﺨﺺ ا)ﺘﺼﻒ ﺑﺎﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ ﻗﺪ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﻳﻔﻬﻤﻪ ﻣﻦ ﻛﺎن ﻜﻦ أن ﻳﺘـﺒـﻌـﻮهHollingworth,) . .(1926وﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ،ﻓﺸﻞ أدﻻي ﺳﺜﻴﻔﻨﺴـﻦ A. Stevenson ﻓﻲ دورﺗ zاﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺘ zأﻣﺎم ﻣﻨﺎﻓﺴﻪ اﻷﻗﻞ ذﻛﺎء آﻳﺰﻧﻬﺎور وﺧﺴﺮ ﺟﻮرج ﻣﻐﻔﺮن ،G. McGovernوﻫﻮ واﺣﺪ ﻣﻦ ﻣﺮﺷﺤﻲ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ اﻟﻘﻼﺋﻞ اﳊﺎﺻﻠz ﻋﻠﻰ درﺟﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﺧﺴﺎرة ﻣﺪوﻳﺔ ﻋﺎم ،١٩٧٢ﻛﻤﺎ أن وودرو وﻟﺴﻦ ،اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﳊﺎﺻﻞ ﻋﻠﻰ درﺟﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﻗﺪ ،اﻧﺘﺨﺐ )ﻨﺼﺐ اﳊﺎﻛﻢ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ ﺑﻔﺎرق اﻷﺻﻮات وﻟﻴﺲ ﺑﺎﻷﻏﻠﺒﻴﺔ. إن ﺗﻘﺪﻳﺮات ﻛﻮﻛﺲ ﻟﻨﺴﺐ اﻟﺬﻛﺎء ﻳﺒﺪو أﻧﻬﺎ ﺗﺪﻋﻢ اﻻﺳﺘﻨﺘﺎج اﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺄن ا ﻟﺬﻛﺎء اﻟﺰاﺋﺪ ﻗﺪ ﻳﻌﻮق اﻟﻘﺎﺋﺪ .ﻓﺎ)ﻌﺪل ا)ﺘﻮﺳﻂ ﻟﻨﺴﺐ اﻟﺬﻛﺎء اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎ)ﺎﺋﺔ واﻟﺘﺴﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺎدة اﻟﺬﻳﻦ ﺿﻤﺘﻬﻢ ﻋﻴﻨﺘﻬﺎ ،واﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎن ﻣﻦ ﺑـﻴـﻨـﻬـﻢ اﻟـﺴـﺎﺳـﺔ وﻗﺎدة اﳉﻴﻮش واﻟﺜﻮرﻳﻮن واﻟﻘﺎدة اﻟﺪﻳﻨﻴﻮن-ﻛﺎن ﻳﻘﻞ-ﻫﺬا ا)ﺘﻮﺳﻂ ﺎ ﻳﺘﺮاوح ﺑ zأرﺑﻊ إﻟﻰ ﺳﺖ ﻧﻘﺎط ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻮى ذﻛـﺎء ا)ـﺒـﺪﻋـ zاﻟــ ٩٢ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻌﻴـﻨـﺔ ) .(Simonton, 1976 aواﻟﻌﺒﺎﻗﺮة ا)ﺒﺪﻋﻮن ﻻ ﻳﺄﺑﻬﻮن أﺣﻴﺎﻧﺎ ﺎ ﻳﺼﺎدﻓﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺳﻮء اﻟﻔﻬﻢ اﻟﺬي ﻳﻈﻬﺮه ﻣﻌﺎﺻﺮوﻫﻢ .ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﺬﻣﺮ ﻋﺎزف ﻛﻤﺎن ﺑﺸﺄن رﺑﺎﻋﻴﺎت رازوﻣﻮﻓﺴـﻜـﻲ Razoumovskyﻟﺒﻴﺘﻬﻮﻓﻦ ،ﻓﺈن ﻫﺬا ا)ﻮﺳﻴﻘـﺎر رد ﻋـﻠـﻴـﻪ ﺑـﺜـﻘـﺔ ﻗﺎﺋﻼ» :إﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻚ ،ﺑﻞ ﻟﻌـﺼـﺮ ﻻﺣـﻖ« .(Knight, 1973, p. 67)،أﻣﺎ اﻟﻘـﺎدة ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﺤﺮزوا اﻟﻌﻈﻤﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻫﻢ ،وإﻻ ﺳﻘﻄﻮا ﻓﻲ ﻏﻴﺎﻫﺐ اﻟﻨﺴﻴﺎن اﻟﺪاﺋﻢ .ﻓﺎﻷﻋﻤﺎل اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ اﻟﺮاﺋﻌﺔ ﻏـﻴـﺮ ا)ـﻨـﺸـﻮرة أو ﻏﻴﺮ ا)ﺆداة ﻗﺪ ﻳﻌﺎد اﻛﺘﺸﺎﻓﻬﺎ ﺑﻌﺪ وﻓﺎة ﻣﺒﺪﻋﻬﺎ ،ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻏﻴـﺮ اﶈـﺘـﻤـﻞ أن ﺗﻜﻮن ﻫﻨﺎك إﺻﻼﺣﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ أو ﺣﺮﻛﺎت دﻳﻨﻴﺔ أو ﻣـﻌـﺎرك ﺣـﺎﺳـﻤـﺔ ﻏـﻴـﺮ 77
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﺣﺘﻰ اﻵن رﻏﻢ أﻧﻬﺎ ﺟﺪﻳﺮة ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ واﻹﺷـﺎدة ﺛـﻢ ﺗـﻈـﻬـﺮ ﻫـﺬه ا)ـﺂﺛـﺮ اﺠﻤﻟﻬﻮﻟﺔ ﻓﺠﺄة ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻄﺢ إﺑﺎن ﺗﻮﻟﻲ أﺣﺪ اﻟﻮرﺛﺔ ﻟﻠﺤﻜﻢ ،وﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﺣﺪاث زﻳﺎدة ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ ﻓﻲ ﺷﻬﺮة ﻗﺎﺋﺪ ﻣﻌ zﺑﻌﺪ وﻓﺎﺗﻪ. إن اﺠﻤﻟﺎل اﻟﺬي ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ اﻟﻘﺎﺋﺪ ﻗﺪ ﻳﺤﺪد أﻫﻤﻴﺔ ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻌﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻔﻬﻮﻣﺎ .ﻓﺄﻗﻞ اﻟﻘﺎدة اﻟـ ١٠٩ذﻛﺎء ﻓﻲ دراﺳﺔ ﻛﻮﻛﺲ ﻫﻢ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻮن اﻟـ ،٢٧ وﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻣﻦ اﳉﻨﺮاﻻت وأﻣﺮاء اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ،وﺑﻠﻎ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻧﺴﺐ ذﻛﺎﺋﻬـﻢ ،١٤٠ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎ)ﻌﺪل اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ﻟﺬﻛﺎء اﻟـ ٣٠١ﻋﺒﻘﺮي ،وﻫﻮ .١٦٤ﻓﺎﻟﻘﺎدة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻮن ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﺘﻌ zﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻳﻘﻨﻌﻮا ﺟﻨﻮدﻫﻢ وﻳﺨﺎدﻋﻮﻫﻢ .وﻗﺪ ﻛﺎن ﻧﺎﺑﻠـﻴـﻮن ذا ﻛﻔﺎءة ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه ا)ﻬﺎم اﶈﻤﺴﺔ اﻟﺮاﻓﻌﺔ ﻟﻠﺮوح ا)ـﻌـﻨـﻮﻳـﺔ ،ﻛـﻤـﺎ ﻓـﻲ ﺧﻄﺎﺑﻪ اﻟﺸﻬﻴـﺮ ﻋـﺎم ١٧٩٨ﻗﺒﻞ ﻣﻌﺮﻛـﺔ اﻷﻫـﺮام)× .(٣ﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﻻﻧﺴﺠـﺎم ﻣـﻊ اﳉﻤﺎﻫﻴﺮ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﻫﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻴﺎدﻳﻦ أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﻘﻴﺎدة .ﻓﻨﺴﺐ ذﻛﺎء اﻟﺴﺎﺳﺔ واﻟﺜﻮار ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺔ ﻛﻮﻛﺲ وﺻﻞ ﻣﻌﺪﻟﻬﺎ إﻟﻰ ﺣﻮاﻟـﻲ ١٦٥درﺟﺔ، أي ﺑﺰﻳﺎدة ﻗﺪرﻫﺎ ٢٥درﺟﺔ ﻓﻮق اﻟﺪرﺟﺎت اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ذﻟﻚ إن رؤﺳﺎء اﻟﻮزارات وﻣـﺸـﺮﻋـﻲ اﻟـﻘـﻮاﻧـ ،zواﻟـﺜـﻮار ر ـﺎ اﺿـﻄـﺮوا إﻟـﻰ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻘﻴﺪات اﳋﺎﺻﺔ ﻦ ﻓﻲ ﻳﺪﻫﻢ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﻘﻮة وﺑﺘﺸﻜﻴﻞ اﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎت أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻜﺴﺐ اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﻣﻦ اﳉﻤﺎﻫﻴﺮ ،واﻟﺸﻲء ا)ﺜﻴﺮ ﻟـﻼﻫـﺘـﻤـﺎم أن ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ أﻛﺜﺮ رؤﺳﺎء اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة ﺷﻬﺮة ﻟﻢ ﻳﺰد ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻧﺴﺐ ذﻛﺎﺋﻬﻢ ﻋﻦ ،١٥٢أي أﻗﻞ ب ١٣ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻦ درﺟﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴ zﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم .ﻓﺎ)ﺴﺆول اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ اﻷول ﻳﻌﺘﻤﺪ اﻋﺘﻤﺎدا أﺷﺪ ﻣﻦ ﻛﺜﻴـﺮ ﻏـﻴـﺮه ﻣـﻦ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـ zﻋـﻠـﻰ اﻻﺗﺼﺎل ا)ﺒﺎﺷﺮ ﻣﻊ اﳉﻤﻬﻮر ﻣﻦ أﺟﻞ ﳒﺎﺣﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ. ﻟﻘﺪ ﺗﺒ zﻣﻦ ﻋﻴﻨﺔ ﻛﻮﻛﺲ أن اﻟﺸﻬﺮة ﺑ zاﻟﻘﺎدة ﻻ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻨﺴﺐ اﻟﺬﻛﺎء. ور ﺎ ﻛﺎن اﻟﺬﻛﺎء ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﻨﺒﺊ ﺑﺎﻹﳒﺎز .ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﺗﻔـﺴـﻴـﺮات أﺧﺮى ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ،ﻓـﻔـﻲ ا)ـﻘـﺎم اﻷول ،ر ـﺎ ﻛـﺎن ﺗـﻌـﺮﻳـﻒ اﻟـﺬﻛـﺎء ﺧﺎﻃﺌﺎ .ور ﺎ ﻛﺎن ﻣﻔﻬﻮم ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺬﻛﺎء اﻟﺬي ﺳﻠﻤﺖ ﻛﻮﻛﺲ ﺑﺼﺤﺘﻪ ﻣﻨﺤﺎزا ﺑﺎﲡﺎه ﻗﺪرات ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺿﻴﻘﺔ .وﻟﻮ ﺟﺌﻨﺎ ﺑﺘﻌﺮﻳﻒ آﺧﺮ ﻟﺮ ﺎ ﺣﺼﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ أﻓﻀﻞ ،ﻓﻤﻦ اﻟﺴﻤﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ا)ﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺪرﺟﺔ وﺛﻴـﻘـﺔ ﺑـﺎﻟـﺬﻛـﺎء ﻣـﺜـﻼ ﺳـﻤـﺔ ﺗﻨﻮع اﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎت أي ﺗﻨﻮع اﺠﻤﻟﺎﻻت ا)ﺴﺘﻘﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺮز ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻔﺮد اﻟﺘـﻤـﻴـﺰ واﻟﺒﺮوز. وا)ﺜﺎل اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ ﻟﻬﺬا اﻟﻌﻘﻞ ا)ﺘﻨﻮع ﻫﻮ ﻟﻴﻮﻧﺎردو داﻓﻨﺸﻲ اﻟﺬي ﺑﺮز ﻓﻲ 78
اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﻄﺎﺑﻊ
اﻟﺮﺳﻢ واﻟﻨﺤﺖ واﻻﺧﺘﺮاع واﻟﻬﻨﺪﺳﺔ ،وﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻔﻴـﺰﻳـﺎء وﻋـﻠـﻢ اﻷﺣـﻴـﺎء، وﺣﺘﻰ ﻓﻲ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ .أﻣﺎ اﻟﻘﺎدة ﻓﻘﺪ ﻇﻬﺮ ﻓﻴﻬﻢ واﺣﺪ ﺟﻤﻊ اﺠﻤﻟﺪ ﻣﻦ أﻃﺮاﻓﻪ، ﻫﻮ اﻟﻌﺎﻟﻢ وا)ﺆﻟﻒ واﻟﻨﺎﺷﺮ واﺨﻤﻟـﺘـﺮع واﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻲ واﻟـﺪﺑـﻠـﻮﻣـﺎﺳـﻲ ﺑـﻨـﻴـﺎﻣـz ﻓﺮاﻧﻜﻠ .zوﻋﻨﺪﻣﺎ أﻋﺪت ﲢﻠﻴﻞ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻛﻮﻛﺲ ﺗﺒ zﻟﻲ أن ﺗﻨﻮع اﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎت ﻫﺬا ﻳﺮﺗﺒﻂ ارﺗﺒﺎﻃﺎ ﻟﻪ دﻻﻟﺘﻪ ﺑﺎﻟﺸﻬﺮة ا)ﺘﺤﻘﻘﺔ )ر= (٠٬٢٣وأن ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ واﺿﺤﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻨﺴـﺒـﺔ ﻟـﻠـﻘـﺎدة ) ،(Simonton, 1976aﻓـﺈذا ﻋﺮف اﻟﺬﻛﺎء ﻓﻲ ﺿﻮء ﺗﻨﻮع اﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎت اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ،أﻣﻜﻨﻨﺎ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎدة ﻣـﻦ ّ ﺧﻼل اﻟﺬﻛﺎء. )×(٤ وﻫﻨﺎك اﺣﺘﻤﺎل آﺧﺮ ﻫﻮ أن ﻋﻴﻨﺔ ﻛﻮﻛﺲ ر ﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﻨﺔ اﻧﺘﻘﺎﺋﻴﺔ ﺎﻣﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﻟﻢ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻸﺛﺮ اﻟﺘﺎم ﻟﻠﺬﻛﺎء ﺑﺄن ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ .وﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻳﺘـﻌـﻠـﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﻈﺎﻫﺮة اﻹﺑﺪاع ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﺧﻴﺎر ﻟﻨﺎ إﻻ أن ﻧﻘﺼﺮ اﻫﺘﻤﺎﻣﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﻮة، ﻟﻜﻦ اﻟﻘﻴﺎدة ﻗﺪ ﺗﺮوغ ﻣﻦ ﻫـﺬا اﻟـﺘـﺤـﺪﻳـﺪ .ﻓـﻤـﻦ اﶈـﺘـﻤـﻞ أن ﳒـﺪ ﺷـﺨـﺼـﺎ ﻣﺘﺴﻤﺎ ﺑﺎﻟﻐﺒﺎء ﻳﺤﺘﻞ ا)ﻮاﻗﻊ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﻘﻴﺎدة .ﻓﻔﻲ اﳊﻜﻮﻣﺎت ا)ﻠﻜﻴﺔ اﻟﻮراﺛﻴـﺔ ﻣﺜﻼ ،ﻜﻦ أن ﻳﻄﺎﻟﺐ اﻟﻮرﻳﺚ ا)ﻠﻜﻲ ﺑﺎﻟﻌﺮش ﺑﺤﻜﻢ ا)ﻮﻟﺪ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻗـﺪ ﻳـﺤـﺮم ﻣﻨﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻜﻔﺎءة اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺷﺮﻃﺎ ﻻﻋﺘﻼء اﻟﻌﺮش .ﻟﻘﺪ ﺗﻌﻤﺪت ﻛﻮﻛﺲ أن ﺗﺴﺘﺒﻌﺪ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺘﻬﺎ ﻛﻞ ا)ﺸﺎﻫﻴﺮ اﻟﺬﻳﻦ اﻋﺘﻘﺪت أﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻬﺮة ﺑﻬﺎ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﺰاﻳﺎ .إن ﻣﺤﻚ اﻻﻧﺘﻘﺎء ﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ اﺳﺘﺒﻌﺎد ﺑﻌﺾ أﺷﻬﺮ ﻗﺎدة اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،ﻗﺎدة ﻣﺜﻞ ﻟﻮﻳﺲ اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ،وأﻟﻴﺰاﺑﻴﺚ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ إﳒﻠﺘﺮا ،وﺑﻄﺮس اﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ روﺳﻴﺎ ،وﻻ ﺷـﻚ أن اﳋـﺎﻣـﻠـ zا)ـﻐـﻤـﻮرﻳـﻦ ﻣـﻦ ا)ﻠﻮك ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻨﻬﻢ ﺳﺠﻼت اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻣﻊ ا)ﺸﺎﻫﻴﺮ اﻟﻘﺪﻳﺮﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ ،ﻏﻴﺮ أن دﺧﻮل ﻫﺆﻻء ا)ﻠﻮك ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ا)ﺘﻤﻴﺰﻳﻦ أﻣﺮ ﻟﻪ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓـﻴـﻪ ،ﻷﻧـﻪ ﻳﺰودﻧﺎ ﺑﺠﻤﺎﻋﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎرﻧﺔ ﻜﻨﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻟﺬﻛﺎء واﻟﺸﻬﺮة واﻟﻘﻴﺎدة وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺳﻤﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ وﺛﻴﻘﺔ اﻟﺼﻠﺔ ﺑﺎ)ﻮﺿﻮع ،وﻳﻮﺳـﻊ ﻣـﻦ ﻣـﺪى ﻫﺬه ا)ﺘﻐﻴﺮات وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺈﻳﺠﺎد اﺧﺘﺒﺎر أﺻﺪق ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت ا)ﺘﺒﺎدﻟـﺔ ﺑـz ﻫﺬه ا)ﺘﻐﻴﺮات. ﻟﻘﺪ ﻗﺎم ﻓﺮﻳﺪرﻳﻚ وودز ) (١٩٠٦ﺑﺘﺮﺗﻴﺐ ﻣﺌﺎت ﻣﻦ أﻋﻀﺎء اﻷﺳﺮ ا)ﻠﻜﻴـﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻴﺎس ﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﻧﻘﺎط ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺮ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ )و ﻮﺛﻮﻗﻴﺔ ﺗﺘﺮاوح ﻣﺎ ﺑ ٠٬٧٧ zو .(٠٬٨١وﻟﻢ ﻳﺒﺬل وودز أﻳﺔ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﻘﻴﺎدة أو اﻟﺸﻬﺮة ،وﻫﻜﺬا ﻓﺈن ﻛﻞ ﻣﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺴﺘﺨﻠﺼﻪ ﻣﻦ ﺑﻴﺎﻧﺎﺗﻪ ﻫﻮ 79
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
أن ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة ﻫﻲ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ أﻋﻠﻰ Yﺎ ﻗﺪ ﳒﺪه ﻓﻲ اﳉﻤـﻬـﻮر اﻟـﻌـﺎم، وﻫﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺗﺼﺪق أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﺔ اﻟﻘـﺎدة ﻓـﻲ دراﺳـﺔ ﻛـﻮﻛـﺲ ،وﻗـﺪ وﺟـﺪ وودز أﻳﻀﺎ ﻧﺴﺒﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺿﻌﺎف اﻟﻌﻘﻮل ﺑ zﺷﺨﺼﻴـﺎت اﻷﺳـﺮ ا)ـﻠـﻜـﻴـﺔ، وﻓﻲ ﺑﺤﺚ آﺧـﺮ ﻗـﺎم وودز ) (١٩١٣ﺑﺤﺴﺎب درﺟﺎت اﻟﻘﻴـﺎدة ﻟـﻌـﺪة ﻣـﺌـﺎت ﻣـﻦ اﳊﻜﺎم ﻓﻲ أﺳﺮ ﻳﺘﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻮارث ا)ﻠﻜﻴﺔ ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﺛﻨﺘﻲ ﻋﺸﺮة أﻣﺔ أورﺑﻴﺔ. وﻟﻢ ﻳﻘﻢ وودز ﻣﻄﻠﻘﺎ ﺑﺎ)ﻘﺎرﻧﺔ ا)ﺒﺎﺷﺮة ﻣﺎ ﺑ zﻫﺬه اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات ﻟﻠﻘﻴﺎدة ودرﺟﺎت اﻟﺬﻛﺎء اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ا)ﺘﻮﻓﺮة ﻟﺪﻳﻪ .وﻗﺪ ﻗﻤﺖ أﻧﺎ ﺑﻬﺬه ا)ﻘﺎرﻧﺔ اﻟﻜﻤﻴﺔ ﻓﻲ دراﺳﺘz أﺟﺮﻳﺘﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ٣٤٢ﻣﻠﻜﺎ وﻣﻠﻜﺔ ووﺻﻴﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮش )،(Simonton, 1983d, 1984b وﻗﺪ أﺿﻔﺖ أﻳﻀﺎ ﻣﻘﻴﺎﺳﺎ ﻟﻘﻴﺎس ﺷﻬﺮة ﻫﺆﻻء اﳊﻜﺎم )درﺟﺔ ﻣﻮﺛﻮﻗﻴﺘﻪ ﻫﻲ ،(٠٬٩٠وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﻴﺎدة داﻟﺔ وإﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ارﺗﺒﺎﻃﻬـﺎ ﺑـﺎﻟـﺬﻛـﺎء )ر= .(٠٬٨٠ ﻛﺬﻟﻚ وﺟﺪت أن ﺷﻬﺮة ا)ﻠﻚ داﻟﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﺬﻛﺎء ،ﻛﻤﺎ أﻣﻠﺖ ﻛﻮﻛﺲ أن ﺗﺜﺒﺖ )ﺑﻴﺘﺎ = .(٠٬١٦واﻟﺸﻲء ا)ﺜﻴﺮ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎم أن اﻻﺳﺘﻌﺪاد اﻟﻌﻘﻠﻲ ﻛﺎن ﻣﺘﻔﻘﺎ أﻳﻀﺎ ﻣﻊ ﻃﻮل ﻓﺘﺮة اﳊﻜﻢ وﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ. ﻓﺎ)ﻠﻮك اﻷذﻛﻰ ﻳﻌﻴﺸﻮن أﻃﻮل )ﺑﻴﺘﺎ = (٠٬٢٢وﻫﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ر ﺎ ﻋﺎدت إﻟﻰ اﻟﺪﻫﺎء ا)ﻄﻠﻮب ﻟﻠﻨﺠﺎة ﻣﻦ ﻣﺆاﻣﺮات اﻻﻏﺘﻴﺎل ،واﶈﺎوﻻت اﻻﻧﻘﻼﺑﻴﺔ ،ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺮﺗﺒﻂ اﻟﺬﻛﺎء ﺑـﻄـﻮل ﻣـﺪة اﻟـﻮﻻﻳـﺔ )ر= (٠٬٢٦ﻟﻜﻦ ﻣﻌﻈﻢ ﻫـﺬه اﻟـﻌـﻼﻗـﺔ ﺑـz اﻟﺬﻛﺎء وﻃﻮل ﻓﺘﺮة اﳊﻜﻢ ،ﻧﺎﰋ ﻋﻦ ارﺗﺒﺎﻃﺎﺗﻬﻤﺎ ا)ﺘﺒﺎدﻟﺔ ﻣـﻊ ﻃـﻮل اﻟـﻌـﻤـﺮ. ﻓﺈذا ﲢﻜﻤﻨﺎ ﻓﻲ ا)ﺘﻐﻴﺮ اﳋﺎص ﺑﻄﻮل اﻟﻌﻤﺮ ،ﻓﺈن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zاﻟﺬﻛﺎء وﻃﻮل اﳊﻜﻢ ﺗﺼﺒﺢ ذات وﻇﻴﻔﺔ ﻣﻨﺤﻨﻴﺔ Curvi linearﻣﻦ اﻟﻨﻮع اﻟﺬي ﻳﺄﺧﺬ اﻟﺸﻜﻞ .(٥×)Uأي أن ا)ﻠﻮك اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﻜﻤﻮن أﻃﻮل ﻓﺘﺮة Yﻜﻨﺔ ﻣﻦ ﺑ zا)ﻠﻮك ذوي اﻷﻋﻤﺎر ا)ﺘﻤﺎﺛﻠﺔ ﻳﻜﻮﻧﻮن إﻣﺎ ﺑﻠﺪاء أو ﻣﻦ ذوي اﻟﺬﻛﺎء ا)ﺘﻮﻗﺪ ،ﻏﻴﺮ أن ﻗﺪرة اﻟﻌﺒﻘﺮي ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﺎﻟﻘﻮة ﻻ ﲢﺘﺎج ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ .ﺑﻴﻨـﻤـﺎ ﻻ ﺑـﺪ ﻣـﻦ ﺗـﻔـﺴـﻴـﺮ ﻟﻘﺪرة اﻟﺒﻠﻴﺪ ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﻬﺎ إذ ر ﺎ ﻳﺘﻤﻜﻦ اﳊﻜﺎم اﻷﻏﺒﻴﺎء ﻣﻦ اﻟﺒـﻘـﺎء ﻓﻲ اﳊﻜﻢ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮن ﺑﻴﺎدق ﻻ ﺣﻮل ﻟﻬﺎ وﻻ ﻗﻮة ﻓﻲ أﻳﺪي ﺻﻨﺎع ا)ﻠﻮك. ﻟﻢ ﺗﺜﺒﺖ اﻟﺒﺤﻮث ﺣﺘﻰ اﻵن إﻻ وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻣﺤﺪدة ﺑ zاﻟﺬﻛﺎء واﻟﻘﺎدة ،وﻫﻮ أﻣﺮ ﻟﻢ ﻳﺜﺒﺖ ﺑﻌﺪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟـﻌـﻼﻗـﺔ ﺑـ zاﻟـﺬﻛـﺎء واﻹﺑـﺪاع .إن اﻟﺬﻛﺎء ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎح اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ إذا ﻣﺎ ﺻﺢ اﻟﺘﻌﻤﻴﻢ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ا)ﻠﻜﻴﺔ اﻟﻮراﺛﻴﺔ إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﳊﻜﺎم ﻋﻤﻮﻣﺎ .واﻟﺘﻮﻗﺪ اﻟﻌﻘﻠﻲ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻘﻴﺎدة أﻓﻀﻞ وﺷﻬﺮة أوﺳﻊ، ﺑﻞ وﺣﺘﻰ ﺣﻴﺎة أﻃﻮل ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺘﺮة ﺣﻜﻢ أﻃﻮل. 80
اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﻄﺎﺑﻊ
اﻟﺪواﻓﻊ
ﻟﻴﺲ اﻟﺬﻛﺎء ﺷﺮﻃﺎ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﻟﻀﻤﺎن اﻟﺸﻬﺮة ،ﻓﺮﻏﻢ أن ﻧﺴﺒﺔ ذوي اﻟـﻌـﻘـﻮل اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻧﺴﺒﺔ ﺿﺌﻴﻠﺔ ،ﻓﺈن ﻋﺪدﻫﻢ اﻟﻜﻠﻲ ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ .ﻓﺤﺘﻰ ﻟﻮ ﻛـﺎن ﻫـﻨـﺎك واﺣﺪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﺸﺮة آﻻف ﻜﻨﻪ أن ﻳﻨﺎﻓﺲ اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة اﻟﺬﻳﻦ اﺷﺘﻤﻠﺖ ﻋﻠﻴـﻬـﻢ دراﺳﺔ ﻛﻮﻛﺲ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ ﺷﻌﺐ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﺎﺋﺘﻲ ﻣﻠﻴﻮن ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ ،أو أﻛﺜﺮ ،ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﺗﻜﻔﻲ ﻷن ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺻﻐﻴﺮة ،ﺗﻌﺞ ﺑﻌﻘﻮل ﻟﻬﺎ ﻗﻮة ﻋﻘﻞ ﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ ،وﻣﻮﻧﺘﺎﻧﻲ Montaigneوﻫﻴﻐﻞ ودارون ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﻣﻌﻈﻢ أﺻﺤﺎب ﻫﺬه اﻟﻌﻘﻮل ﻻ ﻳﺤﻘﻘﻮن اﻟﺸﻬﺮة ا)ﺮﺟﻮة .ﻓﻤﻦ اﻟـﻮاﺿـﺢ أن ﻫـﻨـﺎك ﺧﺼﺎﺋﺺ أﺧﺮى ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﲢﺪﻳﺪ اﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة.
اﳊﺎﺟﺔ ﻟﻺﳒﺎز
ﻻﺣﻈﺖ ﻛﻮﻛـﺲ ) (١٩٢٦أن اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﻮق ﺑ zﻋﺒﺎﻗﺮﺗﻬﺎ اﻟﺜـﻼﺛـﻤـﺎﺋـﺔ واﻟﻮاﺣﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﻣﻼ أﺳﺎﺳﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﻬﺮة ا)ﺘﺤﻘﻘﺔ وﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻋﻮﺿﺖ ﻫـﺬه اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻋﻦ ﺣﺎﻻت اﻟﺬﻛﺎء اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺮﻗﻰ إﻟﻰ اﻟﺮﺗﺐ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ .وﻗﺪ وﺟﺪ ﺑﺤﺚ ﺣﺪﻳـﺚ أن %٩٠ﻣﻦ ا)ﺸﺎﻫﻴﺮ ﻳﻈﻬﺮون ﺣﺎﺟﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻟﺘـﺤـﻘـﻴـﻖ اﻟـﺘـﻔـﻮق )١٩٨٠, (Walberg, Rasher, and Parkersonواﻟﺪراﺳﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮا ﻓـﻲ ﻫـﺬا ا)ـﻮﺿـﻮع ﻫﻲ دراﺳﺔ ﻣﺎﻛﻠﻴـﻼﻧـﺪ » MaClellandاﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ا)ﻨـﺠـﺰ« )The Achieving (١٩٦١ .Societyوﻻ ﻳﻔﺤﺺ ﻣﺎﻛﻠﻴﻼﻧﺪ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zﺣﺎﻻت اﻹﳒﺎز واﻟﺸﻬﺮة ا)ﺘﺤﻘﻘﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة .ﻷن ﻫﺪﻓﻪ ﻫﻮ إﺛﺒﺎت أن اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺴﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻲ اﻷﺳﺎﺳﻲ ا)ﺴﺆول ﻋﻦ اﻟﻨﻤﻮ واﻻزدﻫﺎر اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻫﻮ اﳊﺎﺟﺔ ﻟﻮﺿﻊ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﻟﻠﺘﻔﻮق واﻟﻜـﻔـﺎح ﻣـﻦ أﺟﻞ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻬﺎ .وﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﻟﻬﺎ أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻨﺎ ﻟﺴﺒﺒ ،zاﻷول: ﻫﻮ أﻧﻨﺎ إذا ﻧﻈﺮﻧﺎ إﻟﻰ رﺟﺎل ا)ﻘﺎوﻻت ورﺟﺎل اﻷﻋﻤﺎل ﻋﻠﻰ أﻧﻬﻢ ﻣﺠﻤـﻮﻋـﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺎدة ،ﻓﺈن دراﺳﺔ ﻣﻜﻠﻴﻼﻧﺪ ﻗﺪ ﺗﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ أﺳﺎس اﻟﻘﻴﺎدة. ﻓﻔﻲ اﺠﻤﻟﺘﻤﻌﺎت اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﻛﺎﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ أﺻﺒﺢ ﻷﺳﻤﺎء ﻣﺜﻞ روﻛﻔﻠﺮ ،وﻛﺎرﻧﻴﻐﻲ ،وﻓﻮرد ،وﻣﻮرﻏﻦ ﻧﻔﻮذﻫﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮ ،ﻻ ﻳﺤﺘﺎج ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ إﻟﻰ ﺗﺒﺮﻳﺮ .واﻟﺜﺎﻧﻲ :إن اﻟﻘﻮة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻷﻣﺔ أو ﺣﻀﺎرة ﻣﻌـﻴـﻨـﺔ ﻗـﺪ ﺗـﻘـﺪم اﻷﺳﺎس اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻹﳒﺎزاﺗﻬﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ) .(Gray, 1961واﻋﺘﻤﺎد اﻟﻘﻮة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻮة اﻷﻣﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ أﻣﺮ واﺿﺢ ،وﻛﻤﺎ ﺻﺎغ راﺑﻠﻴﻪ Rabelais ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻓﺈن »ا)ﺎل ﻫﻮ ﻋﺼﺐ ا)ﻌﺮﻛﺔ« .أﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﳒﺎزات اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ 81
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻓﺈن »اﻟﻔﻦ واﻷدب ﻳﺰدﻫﺮان« ،ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﻋﺎﻟﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎدي دﻳﻔﺲ H. T. Davis »ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻨﺎﻫﺾ وﻳﺬﺑﻼن و ﻮﺗﺎن ﻋﻨﺪﻣـﺎ ﻳـﺄﺧـﺬ ﻓـﻲ اﻻﺿـﻤـﺤـﻼل« ) .(1941, p. 572وﻗﺪ زﻋﻢ ﻣﻜﻠﻴﻼﻧﺪ ﻧﻔﺴﻪ أن اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﺪاﻓﻊ اﻹﳒﺎز ﺳﺘﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ازدﻫﺎر اﳊﻀﺎرات وﺳﻘﻮﻃﻬﺎ. وﻗﺪ ﻏﺎﻣﺮ ﻣﻜﻠﻴﻼﻧﺪ وزﻣﻼؤه ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻼت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﲢﺪﻳﺪ ا)ﺘﻐﻴﺮات اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﻪ اﻹﳒﺎزي ﻷﻣﺔ ﻣﺎ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻗﻮﺗﻬﺎ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺘﺒﻊ ﺗﻠﻚ ا)ﺘﻐﻴﺮات .وﻗﺎﻣﻮا ﻟﻘﻴﺎس ﺣﺎﺟﺎت اﻹﳒـﺎز، ﺑﻔﺤﺺ أدب اﻷ© ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣﺴﺘﻮدﻋﺎ ﻟﻠﻘﻴﻢ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ .ﻓﻘﺎﻣﻮا ﻣﺜﻼ ﺑﺘﺤـﻠـﻴـﻞ ﻣﺤﺘﻮى اﻵداب اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻴﻮﻧﺎن وأﺳﺒﺎﻧﻴﺎ وإﳒﻠﺘﺮا ﻟﺘـﺤـﺪﻳـﺪ ﻛـﻴـﻔـﻴـﺔ ﺗﺬﺑﺬب داﻓﻊ اﻹﳒﺎز ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ وﻗﺎﻣﻮا أﻳﻀﺎ ﺑﻔﺤﺺ اﻟﺮﺳﻮﻣﺎت واﻷﺷﻜﺎل اﻟﻔﻨﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺤﻀﺎرة ﻣﻌﻴﻨﺔ ،ﻓﺄﻇﻬﺮت اﻟﺒﺤﻮث أن رﺳﻮﻣﺎت اﻟﺸﻌﺐ ا)ﺘﻤﺘﻊ ﺑﺪرﺟﺎت ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ داﻓﻊ اﻹﳒﺎز ،وﺧﺮﺑﺸﺎﺗﻪ ﺗﺘﻌﺎرض ﺑﺸﻜﻞ ﺑﺎﻟﻎ اﳊﺪة ﻣﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﺠﻬﺎ ﺷﻌﺐ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺪرﺟﺎت ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ ﻣﻦ دواﻓﻊ اﻹﳒﺎز )Aronson, .(1958وﻛﻤﺒﺪأ ﻋﺎم ،إذن ،ﻓﺈن ا)ﻨﺘﺠﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ ﺠﻤﻟﺘﻤﻌﺎت ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺣﺎﺟﺎت أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻺﳒﺎز ﺗﻘﻒ ﺧﻠﻔﻬﺎ .ﻓﺎﻟﺰﺧﺎرف ا)ﻮﺟﻮدة ﻋﻠﻰ اﻟﺰﻫﺮﻳﺎت اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ اﻟﻘﺪ ﺔ ،وﻋﻠﻰ اﳉﺮار اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ رﻓﺎت ا)ﻮﺗﻰ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻀﺎرة »اﻹﻧﻜﺎ« ﻓﻲ ﺑﻴﺮو ،وﺟﺪ أن ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ اﳋﻄﻮط ا)ﺎﺋﻠﺔ ، Diagonalsوﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺧﺬ ﺷﻜﻞ اﳊﺮف Sوﺷﻜﻞ ا)ﻮﺟﺎت ا)ﺘﻌﺪدة، وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻔﻨﻴﺔ ا)ﺘﻜﺮرة .ﻛﻤﺎ ﻗﻴﺴﺖ اﻟـﻈـﺮوف اﻻﻗـﺘـﺼـﺎدﻳـﺔ ﺑﺸﻜﻞ إﺑﺪاﻋﻲ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﺨﺪام ﻣﺆﺷﺮات ﻣﺜﻞ :ا)ـﺪى اﻟـﺬي ﻛـﺎﻧـﺖ ﺗﺘﺤﺮك ﻓﻴﻪ ﲡﺎرة اﻷﺛﻴﻨﻴ) zﻛﻤﺎ ﻳﻨﻢ ﻋﻨﻬﺎ اﻧﺘﺸﺎر اﻷواﻧﻲ اﻟﻔﺨﺎرﻳﺔ ا)ﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﻧﻘﻞ اﳋﻤﺮ أو زﻳﺖ اﻟﺰﻳﺘﻮن( ،وﻋﺪد اﻟﺴﻔﻦ اﻟﺘﻲ ﻏﺎدرت ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻣﻦ أﺳﺒﺎﻧﻴﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﳉﺪﻳﺪ ،وﻣﻌﺪﻻت اﻟﺰﻳﺎدة ﻓﻲ واردات ﻟﻨﺪن ﻣﻦ اﻟﻔﺤـﻢ، وﺣﺠﻢ ا)ﺒﺎﻧﻲ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ وادي ﻓﻴﺮو Viru Valleyﻓﻲ اﻟﺒﻴﺮو. ﻳﺆدي اﻟﺪﻣﺞ ﺑ zﻫﺎﺗ zاﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺘ zﻣﻦ ا)ﻘﺎﻳﻴﺲ إﻟﻰ اﺳﺘﻨـﺘـﺎج أن داﻓـﻊ اﻹﳒﺎز ﻳﺤﻔﺰ اﻟﻨﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ،وﻳﺒﺪو أن ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺗﺼﺪق أﻳﻀﺎ ﻋـﻠـﻰ ﺣﻀﺎرة ﺑﻴﺮو ﻗﺒﻞ ﻋﺼﺮ اﻹﻧﻜﺎ ،وﻋﻠﻰ اﻟﻴﻮﻧﺎن اﻟﻘﺪ ـﺔ وﻋـﻠـﻰ إﺳـﺒـﺎﻧـﻴـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ واﳊﺪﻳﺜﺔ ا)ﺒﻜﺮة وﻋﻠﻰ إﳒﻠﺘﺮا ﺣﺘﻰ اﻟـﺜـﻮرة اﻟـﺼـﻨـﺎﻋـﻴـﺔ، وﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟـﻮﻻﻳـﺎت ا)ـﺘـﺤـﺪة )اﻧـﻈـﺮCortes, 1960, Bradburn and Berlew, : 82
اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﻄﺎﺑﻊ
.(1961, Decharmst & Moeller, 1962 وﺗﻮﺿﺢ دراﺳﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ دﻳﺘﺸﺎرﻣﺰ وﻣﻮﻳﻠﺮ ﻛﻴﻒ ﻜﻦ أن ﻧﺼـﻞ إﻟـﻰ ﻫـﺬا اﻻﺳﺘﻨﺘﺎج .ﻓﻘﺪ أراد ﻫﺬان اﻟﺒﺎﺣﺜﺎن أن ﻳﻮﺿﺤﺎ أن ﻓﺮض ﻣـﻜـﻠـﻴـﻼﻧـﺪ ﺣـﻮل اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ا)ﻨﺠﺰ ﻜﻦ أن ﻳﻔﺴﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة ﺑﺪءا ﻣﻦ ﻋﺎم ١٨٠٠وﺣﺘﻰ ﻋﺎم ١٩٥٠م ،وﻣﻦ أﺟﻞ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻴﺎس ﻟﻠﺼﻮر اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺣﻮل اﻹﳒﺎز ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻔﺘﺮة ﻗـﺎﻣـﺎ ﺑـﺪراﺳـﺔ أﺷـﻴـﻊ ﻛـﺘـﺐ اﻟـﻘـﺮاءة اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﻃﻔﺎل ﻓﻲ ا)ﺪارس اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ .وﻫﺬا اﳋﻴﺎر ﺷﺒﻴﻪ ﺑﺎﳋﻴﺎر اﳋﺎص ﺑﺎﻷﻋﻤﺎل اﻷدﺑﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ ﺘﺎز ﻋﻨﻪ ﺑﺄن ﻫﺬه اﻟﻜﺘﺐ ﲢﺎول إﺿﺎﻓﺔ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻬﺎرة اﻟﻘﺮاءة ،أن ﺗﻐﺮس اﻟﻘﻴﻢ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ .وﻗﺪ وﺟﺪ دﻳﺘﺸﺎرﻣﺰ وﻣﻮﻳﻠـﺮ أن ﻣـﻌـﺪل ﻇﻬﻮر اﻟﺼﻮر اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﳒﺎز ﻓﻲ ﻛﺘﺐ اﻟﻘﺮاءة ﻫﺬه ﻳﺘﺰاﻳﺪ ﺗﺰاﻳﺪا ﻻ اﻧﻘﻄﺎع ﻓـﻴـﻪ ﺣـﺘـﻰ ﻋـﺎم ١٨٩٠م ،وﻳﻈﻬﺮ ﺑـﻌـﺪه اﻧـﺤـﺪار ﺣـﺎد ،دون ﺣـﺪوث ﺻﺤﻮة ﻣﺆﻗﺘﺔ ،ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺿﺌﻴﻠﺔ .وﺑﺤﻠﻮل ﻋﺎم ١٩٥٠م .،ﻛﺎن داﻓﻊ اﻹﳒﺎز ﻗﺪ ﺿﻌﻒ إﻟﻰ ا)ﺴﺘﻮى اﻟﺬي ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﻞ ﻣﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ. وﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺪأ دﻳﺘﺸﺎرﻣﺰ وﻣﻮﻳﻠﺮ ﺑﺈﺣﺼﺎء ﻋﺪد ﺑﺮاءات اﻻﺧﺘﺮاع اﻟﺘﻲ ﻣﻨﺤﻬﺎ ﻣﻜﺘﺐ ﺑﺮاءات اﻻﺧﺘﺮاع ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة ،واﺳﺘﺨﺪﻣﺎ أرﻗﺎم إﺣﺼﺎءات اﻟﺴﻜﺎن ،ﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﻫﺬا ا)ﺆﺷﺮ إﻟﻰ ﻣﻘﻴﺎس ﻳﻨﺴﺐ ﻋﺪد ﺑﺮاءات اﻻﺧﺘـﺮاع ،إﻟـﻰ ﻋـﺪد اﻟـﺴـﻜـﺎن. وﻫﺬا ا)ﺆﺷﺮ اﻟﺬي ﻳﻨﺴﺐ ﻋﺪد اﻟﺒﺮاءات إﻟﻰ ﻋﺪد اﻟﺴﻜﺎن ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﲡﺎه زﻣﻨﻲ ﻋﺎم Yﺎﺛﻞ ﺎﻣﺎ )ﺎ وﺟﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺪاﻓﻊ اﻹﳒﺎز .ﻓﻌﺪد اﻻﺧﺘﺮاﻋـﺎت ﻳﺘﺰاﻳﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻄﺮد ﺣﺘﻰ ﻋـﺎم ١٨٩٠وﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﻣﻌﺪﻟﻪ ا)ﺮﺗﻔﻊ ﺣﺘﻰ ﻇﻬﻮر ﻛﺴﺎد ﻋﺎم ١٩٢٩م ،ﺛﻢ ﻳﻨﺤﺪر ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺜﻴﺮ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ .واﻻرﺗﺒﺎط ﺑ zاﻟﺘﺼﻮرات اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﳒﺎز ﻓﻲ ﻛﺘﺐ ﻗﺮاءة اﻷﻃﻔﺎل وﻋﺪد ﺑﺮاءات اﻻﺧﺘﺮاع ﺑﺎﻟﻨـﺴـﺒـﺔ ﻟﻌﺪد اﻟﺴﻜﺎن ﻫﻮ ٠٬٧٩أي أﻧﻪ ﻣﻌﺎﻣﻞ ارﺗﺒﺎط ﻣﺤﺘﺮم .و ﺎ أن ﻣﻨﺤﻨﻰ اﻟﺼﻮر اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﳋﺎص ﺑﺎﻹﳒﺎز ﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﻣﻨﺤﻨـﻰ ﻣـﺆﺷـﺮ ﺑـﺮاءات اﻻﺧـﺘـﺮاع، ﻓﻼ ﻏﺮاﺑﺔ إن ﻗﻠﻨﺎ إن داﻓﻊ اﻹﳒﺎز ﻗﺪ ﻳﺴﺒﺐ اﻟﻨﻤﻮ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ .ﻓﺎﻻﻧﻜﻤﺎش اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺣﻞ ﺑﻌﺪ ﺣﻮاﻟﻲ أرﺑﻌ zﺳﻨﺔ ﻣﻦ اﻻﻧﺤﺪار اﻟﺬي ﺣﺪث ﻓﻲ اﻟﺼﻮر اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﳒﺎز ،وﻗﺪ اﺣﺘﺎج اﻟﺘﻼﻣﻴﺬ اﻟﺼﻐﺎر اﻟﺬﻳﻦ رﺑﻮا ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺐ ﻗﺮاءة أﻗﻞ ﺗﻮﺟﻬﺎ ﻧﺤﻮ اﻹﳒﺎز إﻟﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻜﻲ ﻳﻨـﻤـﻮ وﻳـﺘـﻀـﺢ ﺿـﻤـﻮر اﻟﻄﻤﻮح ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻋﻠﻰ ا)ﺴﺘﻮى اﻻﻗﺘﺼﺎدي. 83
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
إن ﺑﺤﻮث ﻣﻜﻠﻴﻼﻧﺪ وﻣﻌﺎوﻧﻴﻪ ،رﻏﻢ ﺟﺮأﺗﻬﺎ وأﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ،ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺎﺋﺺ )اﻧـﻈـﺮ ) (Finison, 1976. Mazur and Rosa, 1977ور ﺎ ﻛﺎن أﻛـﺒـﺮ ﻋـﻴـﻮب ﻫـﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻧﺎ اﳊﺎﻟﻴﺔ اﺳﺘﺒﻌﺎده ﻟﻠﻔﺮد ،وﻗﺪ ﻳـﻜـﻮن ﻣـﻦ ا)ـﻔـﻴـﺪ أن ﻧﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ درﺟﺎت ﻟﻜـﻞ ﻣـﻦ أﻧـﺪروﻛـﺎرﻧـﻴـﻐـﻲ A. Carnegieوﻫﻨـﺮي ﻓـﻮرد H. ،Fordوﺟﻮن ﺑﻴﻴﺮ ﺑـﻮﻧـﺖ ﻣـﻮرﻏـﻦ J. P. Morganوﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﻣﺸـﺎﻫـﻴـﺮ رﺟـﺎل ا)ﺎل واﻷﻋﻤﺎل ،ﻟﻜﻲ ﻧﺮى ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣﻦ ا)ﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل إن اﳊﺎﺟـﺔ ﻟـﻺﳒـﺎز ﺗﺴﺎﻫﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻓﻲ اﻟﻨﺠﺎح اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﺸﺨﺼﻲ ،أم ﻻ.
اﳊﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﻮة
ﻋﻜﺴﺖ ﺑﺤﻮث داﻓﻊ اﻟﻘﻮة ﻣﺎ ﺗﺸﺪد ﻋـﻠـﻴـﻪ دراﺳـﺎت اﻹﳒـﺎز ،وذﻟـﻚ ﻣـﻦ ﺧﻼل ﺗﺮﻛﻴﺰﻫﺎ-أي ﺑﺤﻮث داﻓﻊ اﻟﻘﻮة-ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮد ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﻂ ﺧﺎص ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد ،وﻗﺪ رﻛﺰت ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺘﻲ ﺟﺮت ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم ﺣﻮل اﳊﺎﺟﺔ ﻟﻠﻘﻮة ﺟﻞ ﺟﻬﻮدﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﺑﻞ ﻣﺎﻟﺖ دراﺳﺎت اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻫﺬه ﻓﻲ اﳊﻘﻴﻘﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺤﺪودة ﻣﻦ اﻟﻘﺎدة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴ،z أﻻ وﻫﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺮؤﺳﺎء اﻷﻣﺮﻳﻜﻴ.z وأول دراﺳﺔ ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﺣﺎﺟﺔ اﻟﺮؤﺳﺎء إﻟﻰ اﻟﻘﻮة ﻫﻲ ﻛﺘﺎب دﻳـﻔـﺪ وﻧـﺘـﺮ D. Winterا)ﺴﻤﻰ داﻓﻊ اﻟﻘﻮة .(The Power Motive)١٩٧٣وﻗﺪ ﻗﺎم وﻧﺘﺮ ﺑﺘﺤﻠﻴـﻞ ﻣﺤﺘﻮى ﺧﻄﺎﺑﺎت اﻟﻮﻻﻳﺔ )اﻟﺘﻲ ﻳﻠﻘﻴﻬﺎ اﻟﺮؤﺳﺎء ﻋﻨﺪ ﺗﻮﻟﻴﻬﻢ ﻟـﻠـﺮﺋـﺎﺳـﺔ( اﻟـﺘـﻲ أﻟﻘﺎﻫﺎ اﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ رﺋﻴﺴﺎ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة ﺑﺪءا ﻣﻦ ﺛﻴﻮدور روزﻓﻠﺖ إﻟﻰ رﺗﺸﺎرد ﻧﻜﺴﻦ وﻗﺎم ﺑﺘﻌﻘﺐ آﺛﺎر اﻟﺼﻮر اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﳋﺎﺻـﺔ ﺑـﺎﻟـﻘـﻮة واﻹﳒـﺎز ﻓـﻲ ﻫـﺬه اﳋﻄﺎﺑﺎت ،ﻓﻮﺟﺪ أن اﻟﺮﺋﻴﺴـ :zﻛـﻨـﺪي وروزﻓـﻠـﺖ أﻇـﻬـﺮا أﻋـﻠـﻰ درﺟـﺔ ﻣـﻦ اﳊﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﻮة .ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ أﻋﻠـﻰ ﺣـﺎﺟـﺎت اﻹﳒـﺎز ﻣـﻦ ﻧـﺼـﻴـﺐ ﻧـﻜـﺴـﻦ وﺟﻮﻧﺴﻦ .وﺣﺼﻞ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺗﺎﻓﺖ Taftﻋﻠﻰ أﻗﻞ اﻟﺪرﺟﺎت ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺒﻌﺪﻳﻦ. ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺮؤﺳﺎء وﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻨﺎس ﻋﺎﻣﺔ ،ﻫﻨﺎك ارﺗﺒﺎط إﻳﺠﺎﺑﻲ ﻗﻮي ﺑ zاﳊﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻹﳒﺎز واﳊﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﻮة .وﻛﻤﺎ أﺷﺎر وﻧﺘﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺈن ﻫﺬا اﻻرﺗﺒﺎط ر ﺎ ﻳﻌﻜﺲ ذﻟﻚ اﻻﺳﺘﻘﻄﺎب اﻟﺜﻨﺎﺋﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻪ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ،إذ ﻳﺘﺒﻊ اﻟﺮؤﺳﺎء اﻟﺪ ﻘﺮاﻃﻴﻮن ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻠﻴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺣﺰﺑﻬﻢ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻧﺸﻄﺔ ﺗﻨﺎدي ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﻄﺮة وﺑﺘﺤﻮﻳﻞ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻔﻀﻞ اﻟﺮؤﺳﺎء اﳉﻤﻬﻮرﻳﻮن ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻋﺪم اﻟﺘﺴﺮع ،واﻟﺮؤﺳﺎء ذوو اﳊﺎﺟﺎت اﻟﻘﻮﻳﺔ 84
اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﻄﺎﺑﻊ
إﻟﻰ اﻟﻘﻮة واﻹﳒﺎز ﻴﻠﻮن إﻟﻰ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﻦ رﺟﺎل اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ اﻷﻗﻮﻳﺎء، أﻣﺎ اﻟﺮؤﺳﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻔﺘﻘﺮون ﻟﻬﺬه اﳊﺎﺟـﺎت ﻓـﻴـﻜـﻮﻧـﻮن ﻣـﻦ رﺟـﺎل اﻟـﺴـﻠـﻄـﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ اﻟﻀﻌﻔﺎءY ،ﺎ ﻗﺪ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﺘﺰاﻣﻬﻢ ﺑﻔﻠﺴﻔﺔ ﻣﺎ ،أﻛﺜﺮ Yـﺎ ﻳـﻌـﺒـﺮ ﻋﻦ ﺿﻌﻒ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺎﺗﻬﻢ .ﻟﻘﺪ ﻗـﺎم ﻛـﺎﻟـﻔـﻦ ﻛـﻮﻟـﺞ C. Coolidgeﻣﺜﻼ ،وﻣـﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ أﻣﻼه ﻋﻠﻴﻪ ﺿﻤﻴﺮه ،ﺑﺠﻌﻞ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻨﺎ ﺟـﻤـﻴـﻼ .وﻳـﺒـﺪو اﻟﺪاﻓﻊ إﻟﻰ اﻟﻘﻮة ﻣﻦ ﺑ zاﻟﺪاﻓﻌ zﻫﻮ اﻷﻛﺜﺮ ﺣﺴﻤﺎ ﻓﻲ ﲢﺪﻳﺪ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻗﻴﺎم رﺋﻴﺲ ﻣﻌ zﺑﺄداء ﻣﻬﺎﻣﻪ ،وﻗﺪ رﺑﻂ داﻓﻊ اﻟﻘﻮة ﺑﺎﻟﺘﻘﺪﻳﺮات اﻟﺘﻲ وﺿﻌﻬﺎ ٥٧١ ﻣﺆرﺧﺎ ﻟﻬﺆﻻء اﻟﺮؤﺳﺎء ﻋﻠﻰ أﺑﻌﺎد ﻣﺜﻞ :ا)ﻜﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻗﻮة اﻟـﻔـﻌـﻞ ،ﻓـﺎﻋـﻠـﻴـﺔ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﻘـﺎﺑـﻞ ﺳـﻠـﺒـﻴـﺘـﻬـﺎ وإﳒـﺎزات اﻹدارة )اﻟـﺘـﻘـﺪﻳـﺮات ﻣـﺄﺧـﻮذة ﻣـﻦ ).(Maranell, 1970 ﻟﻘﺪ وﺟﺪ وﻧﺘﺮ أن اﻟﺮؤﺳﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﻢ اﳊﺎﺟﺔ ﻟﻠﻘـﻮة -أﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ -ﻫﻢ اﻟﺮؤﺳﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺰداد اﺣﺘﻤﺎل إدﺧﺎﻟـﻬـﻢ ﻟـﻠـﻮﻻﻳـﺎت ا)ـﺘـﺤـﺪة ﻓـﻲ ﺣﺮب ﻣﺎ ،وﻫﺬه اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺘﻲ ﻓﺤﻮاﻫﺎ أن رؤﺳﺎء زﻣﻦ اﳊﺮب ﻫﻢ اﻟـﺮؤﺳـﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜﻮن اﻟﺪاﻓﻊ ﻧﺤﻮ اﻟﻘﻮة ﻋﻨﺪﻫﻢ أﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ ،وأن رؤﺳـﺎء أزﻣـﻨـﺔ اﻟﺴﻠﻢ ﻫﻢ اﻟﺮؤﺳﺎء اﻷدﻧﻰ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻢ اﻟﺪاﻓﻊ إﻟﻰ اﻟﻘﻮة ،ﻇﻬﺮ ﻟﻬﺎ اﺳﺘﺜﻨﺎء واﺣﺪ ﻓﻘﻂ ،وﻫﻮ اﺳﺘﺜﻨﺎء ﻳﺜﺒﺖ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ اﻟﻘﺎﻋﺪة وﻻ ﻳﻨﻔﻴﻬﺎ ،وﻳﺘﻌﻠﻖ ﻫﺬا اﻻﺳﺘﺜﻨﺎء ﺑﺮﺋﻴﺲ ﺣﻜﻢ زﻣﻦ اﻟﺴﻠﻢ ﻫﻮ اﻟﺮﺋـﻴـﺲ ﺗـﻴـﻮدور روزﻓـﻠـﺖ ،وﻫـﻮ واﺣﺪ ﻣﻦ أﻛﺒﺮ رﺟﺎل اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ وﻟﻌﺎ ﺑﺎﳊﺮب ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ. ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺒ zأن رؤﺳﺎء اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﲢﺮﻛﻬـﻢ دواﻓـﻊ اﻟـﻘـﻮة ﺗـﺰﻳـﺪ ﻋﻨﺪﻫﻢ اﺣﺘﻤﺎﻻت إﺟﺮاء اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت اﻟﻮزارﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﺰداد اﺣﺘﻤﺎﻻت ﺗﻌﺮﺿﻬﻢ ﶈﺎوﻻت اﻻﻏﺘﻴﺎل ﻓﺎﻟﺮؤﺳﺎء اﻷرﺑﻌﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻴﺰوا ﺑﺪرﺟﺎت ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﳊﺎﺟﺔ ﻟﻠﻘﻮة-وﻫﻢ ﺛﻴﻮدور روزﻓﻠﺖ وﻓﺮاﻧﻜﻠﻦ روزﻓﻠﺖ وﺗﺮوﻣﻦ وﻛﻨﺪي ،ﻫـﻢ اﻟـﺮؤﺳـﺎء اﻟﻮﺣﻴﺪون اﻟﺬﻳﻦ أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺮﺻﺎص ﻣﻦ ﺑ zاﻟﺮؤﺳﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﺷﻤﻠﺘﻬﻢ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ .وﻗﺪ اﻋﺘﻘﺪ وﻧﺘﺮ أن ﻣﺜﻞ ﻫﺆﻻء اﻟﺮؤﺳﺎء اﻷﻗـﻮﻳـﺎء ﻗـﺪ ﻳـﺴـﺘـﺜـﻴـﺮون ﻋﺪاوة ﻗﻮﻳﺔ ﻟﺪى ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ،ور ﺎ ﻛﺎن اﻟﺮؤﺳﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﻢ دواﻓﻊ اﻟﻘﻮة ﻫﻢ ﻣﻦ ﻴﻠﻮن إﻟﻰ ﺗﻌﺮﻳﺾ أﻧﻔﺴﻬﻢ أﻛﺜﺮ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮر اﻟﻌﺎمY ،ﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﻣﻌﺮﺿ zأﻛﺜﺮ ﶈﺎوﻻت اﻻﻏﺘﻴﺎل. ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﻧﺘﺎﺋﺞ وﻧﺘﺮ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس دراﺳﺔ أﺟﺮاﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﺛﻨﻰ ﻋﺸﺮ رﺋﻴﺴﺎ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ رؤﺳﺎء اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة ،وﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﺑﺤﺚ آﺧﺮ ﻧﻔﺬه وﻳﻨﺪت Wendt 85
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
وﻻﻳﺖ (Light)١٩٧٦ﺑﺘﻮﺳﻴﻊ اﻟﻌﻴﻨﺔ ﻟﺘﺸﻤﻞ ﻛﻞ اﻟﺮؤﺳﺎء ﺑﺪءا ﻣﻦ ﻫﻴﺰ ،Hayes و ﻗﺪ ﺗﻮﺻﻠﺖ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ إﻟﻰ ﻋﺪد ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ وﻧﺘﺮ ﻣﺮة أﺧﺮى .ﻓﻘﺪ وﺟـﺪ اﻟﺒﺎﺣﺜﺎن ﺛﺎﻧﻴﺔ أن اﻟﺼﻮر اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮة ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑـﺎﻟـﺼـﻮر اﻟـﻌـﻘـﻠـﻴـﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﳒﺎز ،و ﺤﺎوﻻت اﻻﻏﺘﻴﺎل ،وﺑﺎﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻓﻲ اﳊﺰب اﻟﺪ ﻘﺮاﻃﻲ، وﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻣﻊ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ووﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋـﻼم ،وﻫـﻜـﺬا ﻳـﺒـﺪو أن ﺑﻮﺳﻌﻨﺎ اﻟﻘﻮل إن اﳊﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﻮة ﺗﺘﺮك آﺛﺎرا ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ.
اﻟﻌﻘﻞ واﻻﻧﻔﻌﺎل
ﻳﺪل اﻟﺬﻛﺎء ،وﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺬﻛﺎء ،ﻋﻠـﻰ اﻟـﻘـﺪرة ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺘـﻔـﻜـﻴـﺮ اﻟﻔﻌﺎل ،ﻟﻜﻦ اﻟﺪواﻓﻊ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻛﺎﳊﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﻮة واﳊﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻹﳒﺎز ،ﻗﺪ ﺗﻀﻌﻒ ﻣﻦ ﻗﺪرة اﻟﻔﺮد اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ وﺳﺄﻗﻮم ﻫﻨـﺎ ﺑـﻔـﺤـﺺ اﻟـﺘـﺮﻛـﻴـﺐ اﻟـﻌـﻘـﻠـﻲ واﻻﺧﺘﻼل اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ أﻓﻀﻞ ﻟﻬﺬه اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ا)ﺘﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻊ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ.
اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ اﻟﻌﻘﻠﻲ:
ﻻ ﻳﻨﺠﺢ ﻓﻲ اﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻜﺮوﻫﺔ أو ﺣﺎﻛﻢ ﺑﻐﻴﺾ إﻻ ﻋﺪد ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺜﻮار ،أﻣﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺠﺤﻮن ﻓﻲ اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﺎﻟﻘﻮة ﺑﻌﺪ اﻛﺘﺴﺎﺑﻬﺎ ﺑﺸﻖ اﻷﻧﻔﺲ، ﻓﻌﺪدﻫﻢ أﻗﻞ .ﻓﺎﳋﺼﺎﺋﺺ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻨﻊ اﻟﺜﻮري اﻟﻨﺎﺟﺢ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﺗﻠﻚ اﳋﺼﺎﺋﺺ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﻬﺎ زﻋﻴﻢ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻜﻒء .إذن ﻣﺎ اﳋﺼﺎﺋﺺ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻢ اﻟﻨﺠﺎح ﻃﻮﻳﻞ ا)ﺪى ،وﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮد اﻟﻨﺠﺎح ﻗﺼﻴﺮ ا)ﺪى ،ﻟﻠـﺜـﺎﺋـﺮ? ﻟـﻘـﺪ اﻓﺘﺮض ﺳﻮﻳﺪﻓﻴﻠﺪ Suedfeldوراﻧﻚ ) Rank (١٩٧٦أن اﳊﻨﻜﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻫﻲ اﻟﺴﺮ ،إذ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮري ﻣﺘﺸﺪدا ﺎﻣﺎ ﻣﻦ اﻟـﻨـﺎﺣـﻴـﺔ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﺎﳊﻜﻮﻣﺔ أي أﻧﻪ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺨﺘﺰل اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ إﻟﻰ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﻟﻸﺧﻴﺎر وآﺧﺮ ﻟﻸﺷﺮار ،وﻳﺠﺐ أﻻ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك أدﻧﻰ ﺷﻚ ﻋﻨﺪ ﻫﺬا اﻟﻘﺎﺋﺪ ﺣﻮل أي اﳉﺎﻧﺒ zﺜﻞ اﳊﻖ واﻟﻌﺪاﻟﺔ .وﻟﻜﻦ ،ﺑﻌﺪ أن ﺴﻚ اﻟﺜﻮار ﺑﺰﻣﺎم اﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﺴﻴﻄﺮوا ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻘﻴﺪات اﻟﻀﺨـﻤـﺔ ﻓﻲ ﺗﺴﻴﻴﺮ أﻣﻮر اﻷﻣﺔ .ﻓﻮﺣﺪة اﳊﺰب اﻟﺘﻲ دﻓﻌﺖ ﺑﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﻘﻤﺔ ،ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﺗﺒ zأﻧﻬﺎ ﲢـﺎﻟـﻒ ﻣـﺆﻗـﺖ ﻣـﻦ ﻋـﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ ا)ـﺼـﺎﻟـﺢ اﳋـﺎﺻـﺔ ذات اﻷﻫـﺪاف 86
اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﻄﺎﺑﻊ
ا)ﺘﺼﺎرﻋﺔ وﻳﺘﻄﻠﺐ اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﺎﻟﻘﻮة ﻓﻲ ﻇﻞ ﻫﺬه اﻟﻈﺮوف ذﻫﻨﻴﺔ ﻣﺘﻐـﻴـﺮة. ﻫﻨﺎ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﺳﺘﺒﻌﺎد اﳉﻤﻮد اﻟﻌﻘﺎﺋﺪي وإﻓﺴﺎح اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻠﻤﺮوﻧﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴـﺔ. وﻻ ﺑﺪ ﻟﻠﺜﻮار ﻟﻜﻲ ﻳﻄﻮل أﻣﺪ ﳒﺎﺣﻬﻢ ،ﻣﻦ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻗﺎدرﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻮل ﻣﻦ اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺴﺎذﺟﺔ إﻟﻰ أﺷﻜﺎل اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ا)ﺘﺴﻤﺔ ﺑﺎﳊﻨﻜﺔ. ﻗﺎم ﺳﻮﻳﺪ ﻓﻴﻠﺪ وراﻧﻚ ﻻﺧﺘﺒﺎر ﻫﺬا اﻟـﻔـﺮض ﺑـﻔـﺤـﺺ ﺣـﺎﻻت ١٩ﻗﺎﺋـﺪا ﳋﻤﺲ ﻣﻦ اﻟﺜﻮرات اﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﻫﻲ :اﻟﺜﻮرة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ،واﻟﺜﻮرة اﻟﺮوﺳﻴﺔ ،واﻟﺜﻮرة اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ،واﻟﺜﻮرة اﻟﻜﻮﺑﻴﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﳊﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ إﳒﻠﺘﺮا ،وﺻﻨـﻒ اﻟﺜﺎﺋﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻧﺎﺟﺢ إذا ﺷﺎرك ﺑﺸﻜﻞ ﺑﺎرز ﻓﻲ ا)ﺮﺣﻠﺔ اﻟﺴﺎﺑـﻘـﺔ ﻋـﻠـﻰ اﺷـﺘـﻌـﺎل اﻟﺜﻮرة ،وﺗﻘﻠﺪ ﻣﻮﻗﻌﺎ ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﳊﻜﻢ ﺑﻌﺪ ﳒﺎح اﻟﺜﻮرة إﻟﻰ أن ﺗﻘﺎﻋﺪ ﺑﺸﻜﻞ إرادي ،أو ﻣﺎت ﻣﻮﺗﺎ ﻃﺒﻴﻌﻴـﺎ .أﻣـﺎ اﻟـﺜـﻮار اﻟـﺬﻳـﻦ أﺟـﺒـﺮوا ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺘـﻨـﺎزل ﻋـﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺿﺪ إراداﺗﻬﻢ ﻓﻘﺪ اﻋﺘﺒﺮوا ﻓﺎﺷـﻠـ .zوﻛـﺎﻧـﺖ اﳋـﻄـﻮة اﻟـﺘـﺎﻟـﻴـﺔ ﻫـﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ اﻟﻌﻘﻠﻲ ﻟﻠﺜﻮار اﻟﺘﺴﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻗﺒﻞ ﺗﻮﻟﻴﻬﻢ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ اﳊﻜﻢ وﺑﻌﺪه. وﻗﺪ ﲡﻤﻴﻊ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﺪراﺳﺎت ا)ﻨﺸﻮرة واﳋﻄﺎﺑﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ واﻟﻼﺣﻘﺔ ﻟﻘﻴﺎم اﻟﺜﻮرة ﺑﺎﻟﻨﺴـﺒـﺔ ﻟـﻜـﻞ ﺛـﺎﺋـﺮ .وﻧـﺘـﺞ ﻋـﻦ ﲢﻠﻴﻞ ﻣﻀﻤﻮن ﻫﺬه ا)ﻮاد اﻟﺘﻮﺛﻴﻘﻴﺔ ﻣﻘﻴﺎﺳﺎن ﻣﺴﺘﻘﻼن ﻟـﻠـﺤـﻨـﻜـﺔ اﻟـﻌـﻘـﻠـﻴـﺔ اﻷول ﺧﺎص ﺎ وﺻﻔﻪ ﺳﻮﻳﺪﻓﻴﻠﺪ وراﻧﻚ ﺑﺎﻟﺘـﺮﻛـﻴـﺐ اﻟـﺘـﺼـﻮري Conceptual ،Complexityو ﻫﻮ ﻣﺎ أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ دراﺳﺎت أﺣﺪث اﺳﻢ اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ اﻟﺘﻜﺎﻣﻠﻲ Intergrative Complexityوﻫﻮ ﻳـﺸـﻴـﺮ إﻟـﻰ اﻟـﺘـﻤـﺎﻳـﺰ Differentiationواﻟـﺘـﻜـﺎﻣـﻞ Integrationا)ﻌﺮﻓﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻮاردة ،ﻓﺎﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺪرﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ اﻟﺘﺼﻮري ﻫﻮ ﺷﺨﺺ ﻳﺪرك اﻟﻌـﺎﻟـﻢ ﺑـﻄـﺮﻳـﻘـﺔ ﻣـﺘـﻌـﺪدة اﻷﺑـﻌـﺎد وﻣﺘﺴﻤﺔ ﺑﺎ)ﺮوﻧﺔ ،وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ،ﻳﻀﻊ ﻓﻲ اﻋﺘﺒﺎره وﺟﻬﺎت اﻟﻨﻈﺮ ا)ﺘﻨﻮﻋﺔ، وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻳﻨﺠﺢ ﻓﻲ إﺣﺪاث اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺑ zﻛﻞ ﻫﺬه ا)ﺪﺧﻼت ﻣﻦ ﻣﻨﻈـﻮر واﺣﺪ .أﻣﺎ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻳﻔﺘﻘﺪ إﻟﻰ اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ اﻟﺘﺼﻮري ﻓﻴﻤﻴـﻞ إﻟـﻰ رﻓـﺾ ا)ﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘـﻨـﺎﺳـﺐ ﻣـﻊ ﺗـﺨـﻄـﻴـﻄـﺎﺗـﻪ (٦×)Schemesاﻟﻌﻘﻠﻴـﺔ ا)ـﺴـﺒـﻘـﺔ واﳉﺎﻣﺪة ،ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻴﻞ إﻟﻰ أن ﻳﻜﻮن ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ وا)ﻘﻴﺎس اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻫـﻮ اﻟﺘﻌﺎرض اﻟﻘﻄﺒﻲ Polar Contrastوﻫﻮ ﻳﻘﻮل ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ا)ﺪى اﻟﺬي ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻋﻨﺪه ﻓﺮد ﻣﺎ ﻣﻊ وﺟﻬﺘ zﻣﻦ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﻤﺎ وﺟﻬﺘﺎن ﻣﺘﻌﺎرﺿﺘﺎن ،ﻓﺎﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻔﻀﻠﻮن اﻟﺘﻌﺎرﺿﺎت اﻟﻘﻄﺒﻴﺔ اﻟﺘﺒﺴﻴﻄﻴﺔ ﻳﻜﺜﺮ اﺣﺘﻤـﺎل أن ﻳـﺤـﺼـﻠـﻮا ﻋﻠﻰ درﺟﺎت ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ اﻟﺘﺼﻮري. 87
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻟﻘﺪ أﻳﺪ ﲢﻠﻴﻞ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻓﺮض ﺳﻮﻳﺪﻓﻴﻠﺪ وراﻧﻚ .ﻓﻜـﻞ اﻟـﺜـﻮار ﻳـﻨـﺰﻋـﻮن إﻟﻰ اﻻﻓﺘﻘﺎر ﻟﻠﺒﺮاﻋﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺧﻼل ا)ﺮﺣﻠﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﺗـﻮﻟـﻴـﻬـﻢ )ـﻘـﺎﻟـﻴـﺪ اﻟﺴﻠﻄﺔ .إذ ﻻ ﺗﻌﺎﻟﺞ أﻗﻮاﻟﻬﻢ أو ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺗﻬﻢ إﻻ اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻵراء ا)ﺘﺒﺎﻳـﻨـﺔ. وﻳﺘﻨﺎوﻟﻮن ﻣﺎ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮﻧﻪ ﻣﻦ آراء وﻣﻮاﻗﻒ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ اﻷﺑﻴﺾ واﻷﺳﻮد ،وﻟﻜﻦ ﻣﺎ أن ﺴﻚ اﻟﺜﻮار ﺑﺰﻣﺎم اﻷﻣﻮر ﺣﺘﻰ ﺗﻘﻞ ﺣﺪة اﻻﺳﺘﻘﻄﺎب ﻓﻲ آراء اﻟﻨﺎﺟﺤz ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻀﻲ اﻟﻔﺎﺷﻠﻮن ﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻔﻬﻢ ا)ﺘﻌﻨﺘﺔ .واﻟﺜﻮرة اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﺗﻮﺿـﺢ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺎرض .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﺑﻮﺧﺎرﻳﻦ وﻟﻴﻨ zوﺳﺘـﺎﻟـ zوﺗـﺮوﺗـﺴـﻜـﻲ ذوي ﻋـﻘـﻮل أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻳﺸﻐﻠﻬﺎ ﻫﻢ واﺣﺪ ،ﻫﻮ ﻗﻀﻴﺘﻬﻢ ،وﺑﻌﺪ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻴﺔ ﺗﻔﺮﻗﺖ اﻟﺴﺒﻞ ﺑﺮﻓﺎق اﻟﺴﻼح ﻫﺆﻻء .وﺗﺒﻨﻰ ﻟﻴﻨ zﻣﻨﺤﻰ أﻛﺜﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ اﻟﺪوﻟﺔ .وﺗﺮاﺟﻊ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﻗﺎﻋﺪة ﻗﻮﺗﻪ ﺑﺎﲡﺎه اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻪ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﳉﺪﻳﺪة ﻋﺎم ١٩٢١م ،وﺗﺎﺑﻊ ﺳﺘﺎﻟ ،zﺧﻠﻴﻔﺔ ﻟﻴﻨ ،zﻫﺬا اﻻﲡﺎه اﻟﻌﻤﻠﻲ. واﺗﺨﺬت اﳊﺮﻛﺔ اﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﺻﺒﻐﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ أﺷﺪ وأﻓﺴﺤﺖ ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ ﺛﻮرة أﻛﺘﻮﺑﺮ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻧﺘﻬﺎز اﻟﻔﺮص ﻋـﻘـﺐ ﻣـﻌـﺎﻫـﺪة ﻋـﺪم اﻻﻋـﺘـﺪاء اﻟﺘﻲ ﻋﻘﺪﻫـﺎ ﺳـﺘـﺎﻟـ zﻋـﺎم ١٩٣٩م ﻣﻊ ﻫﺘﻠﺮ .اﻟﻌﺪو اﻷﻛﺒـﺮ ﻟـﻠـﺸـﻴـﻮﻋـﻴـﺔ ،أﻣـﺎ ﺑﻮﺧﺎرﻳﻦ وﺗﺮوﺗﺴﻜﻲ ﻓﻘﺪ ﻓﺸﻼ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ذﻫﻨﻴﺘﻴﻬﻤﺎ وﻓﻘﺪا ﺻﻼﺗﻬﻤﺎ ﺑﺎﻻﲡﺎه اﻟﻌﺎم ،اﻟﺬي اﺗﺨﺬﺗﻪ اﳊﻜﻮﻣﺔ اﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻴﺔ ،وﻗﺪ ﺣﻮﻛﻢ ﺑﻮﺧﺎرﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻛﻤـﺔ ﻟﻠﺘﻄﻬﻴﺮ )أي ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻷﻋﻀﺎء ﻏﻴﺮ ا)ـﺮﻏـﻮب ﻓـﻴـﻬـﻢ( وﻧـﻔـﺬ ﻓـﻴـﻪ ﺣـﻜـﻢ اﻹﻋﺪام ﻋﺎم ١٩٣٨م ،أﻣﺎ ﺗﺮوﺗﺴﻜﻲ ﻓﻘﺪ ﻧﻔﻲ ﻣﻦ روﺳﻴﺎ ﺛﻢ اﻏﺘﻴﻞ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ. ﻟﻢ ﻳﺤﺪد ﺳﻮﻳﺪﻓﻴﻠﺪ وراﻧﻚ ﻓﻲ واﻗﻊ اﻷﻣﺮ ،ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺎ ﻳﻘﻮﻣـﺎن ﺑـﻘـﻴـﺎس اﻟﻘﺪرات أو ا)ﻴﻮل أو اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت ا)ﻌﺮﻓﻴﺔ اﻟﻌﺎﺑﺮة .ﻓﻬﻞ ﻳـﺘـﺼـﻒ اﻟـﺜـﻮار ﻗﺒﻞ ﺗﻮﻟﻲ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ اﳊﻜﻢ ﻓﻌﻼ ﺑﺎﳉﻤﻮد اﻟﻌﻘﺎﺋﺪي? أم أﻧﻬﻢ ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد ا)ﺘﺼﻔz ﺑﺎﳊﻨﻜﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮن ﺑﺴﺎﻃﺔ ﻇﺎﻫﺮﻳﺔ ﻛﺤﻴﻠﺔ ﻣـﻨـﺎﺳـﺒـﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻷﻣﻮر? ﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻣـﺰﻳـﺠـﺎ ﻣـﻦ ﻛـﻞ ﻫـﺬا ،ﻓـﺎﻟـﺜـﻮار اﻟـﺬﻳـﻦ ﻳﻔﺸﻠﻮن ﻓﻲ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻟﺘﺤﻮل اﻟﻌﻘﻠﻲ ا)ﻄﻠﻮب ﻟﻠﺒﻘﺎء ﻓﻲ اﳊﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﺜﻮرة ،ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻧﻮن ﻓﻌﻼ ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺴﻴﻄﻴ zﻓﻲ ﺗﻔﻜﻴﺮﻫـﻢ ﺣـﺘـﻰ اﻟـﻨـﺨـﺎع .وﻗـﺪ ﻳﻜﻮن ﻫﺆﻻء اﻟﺜﻮار اﻟﻔﺎﺷﻠﻮن ﻋﺎﺟﺰﻳﻦ ﻋﻦ اﻟﺘﻜﻴﻒ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﻤﻠﻬﻢ ا)ﻌﺘﺎدة ﻣﻊ اﻷزﻣﻨﺔ ا)ﺘﻐﻴﺮة .أﻣﺎ اﻟﺜﻮار اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺠﺤﻮن ﻓﻲ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻟﺘﺤﻮل اﻟﻀﺮوري، ﻓﻘﺪ ﺘﻠﻜﻮن داﺋﻤﺎ ﻋﻘﻮﻻ ﻣﺮﻛﺒﺔ وﺑﺎرﻋﺔ ﻓﻲ ا)ﻨﺎورة. 88
اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﻄﺎﺑﻊ
اﳉﻨﻮن واﳌﺮض
ﻋﺒﺮ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺟﻮن دراﻳﺪن ﻋﻦ اﻋﺘﻘﺎد واﺳﻊ اﻻﻧﺘﺸﺎر ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺘﺐ ﻗﺎﺋﻼ: »ﻣﺎ أﺷﺒﻪ اﻟﺬﻛﺎء اﳋﺎرق ﺑﺎﳉﻨﻮن وﻣﺎ أرق اﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ!«. وﻫﺬه اﻟﻨﻈﺮة ﻟﻠﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻟﻬﺎ ﺗﺎرﻳﺨـﻬـﺎ اﻟـﻄـﻮﻳـﻞ ﺟـﺪا ) .(Becker ١٩٧٨ﻓﻘـﺪ اﻋﺘﻘﺪ أرﺳﻄﻮ ،ﻣﺜﻼ ،أن ا)ﺰاج اﻟﺴﻮداوي ﺷﺮط ﻻ ﺑﺪ ﻣﻨﻪ ﻟﻠﻤﻮﻫﺒﺔ اﳋﺎرﻗﺔ. وﻗﺎل ﺳﻨﻴﻜﺎ » :Senecaﻟﻴﺴﺖ ﻫﻨﺎك ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ دون )ﺴﺔ ﺟﻨﻮن« .وﻗﺎﺋﻤﺔ ا)ﺸﺎﻫﻴﺮ ﻏﻴﺮ ا)ﺘﺰﻧ zﻗﺎﺋﻤﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ وﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ،وﻫﻲ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ أﺳﻤﺎء ﻣﺜﻞ ﻧﻴﻮﺗﻦ ،وﻧﻴﺘﺸﻪ ،وﺷﻮﻣﺎن ،وﻓﺎن ﻏﻮخ ،وﻳﻌﺎﻧﻲ ا)ﺸﺎﻫـﻴـﺮ ﻣـﻦ ﻋـﺪد ﻛـﺒـﻴـﺮ ﻣـﻦ اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت ،ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ذﻫﺎن واﺿﺢ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﻬـﻢ إﻟـﻰ ﻣـﺼـﺤـﺎت ﻋﻘﻠﻴﺔ ،وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻼت ﺷﺨﺼﻴﺔ أو وﺟﺪاﻧﻴﺔ ﻻ ﲡﻌﻠﻬﻢ ﻋﺎﺟﺰﻳﻦ ﺎﻣﺎ .وﻗﺪ اﺷﺘﻤﻠﺖ دراﺳﺔ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﻋﻴﻨﺘـﻬـﺎ ﻣـﻦ ﻗـﺎدة وﻣـﺒـﺪﻋـ zﻣـﻦ اﻟـﻘـﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ،ﺣﻈﻮا ﺑﺈﻋﺠﺎب اﳉﻤﺎﻫﻴﺮ ،اﺷﺘﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ Y %٩ﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ ﻣﺮض ﻋﻘﻠﻲ ﺧﻄﻴﺮ ،و %٢ﻣﻦ ا)ﻨﺘﺤﺮﻳﻦ وY %٣ﻦ ﺣﺎوﻟﻮا اﻻﻧﺘﺤﺎر )Goertzel, .(Goertzel, and Geretzel, 1978وﻛﺎﻧﺖ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻻﻧﺘﺤﺎرﻳﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣـﻦ اﻟـﻬـﻮس-اﻻﻛـﺘـﺌـﺎﺑـﻲ)× Manic Depression (٧اﳊﺎد وﻣﺜـﻞ ﻫﺬه ا)ﺸﻜﻼت أﺷﻴﻊ ﻟﺪى ا)ﺒﺪﻋ zﻣﻨﻬﺎ ﻟﺪى اﻟﻘـﺎدة ،ﻛـﻤـﺎ أﻧـﻬـﺎ ﺗـﺸـﻴـﻊ ﺑـz ا)ﺒﺪﻋ zاﻟﻔﻨﺎﻧ ،zأﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻴﻮﻋﻬﺎ ﺑ zا)ﺒﺪﻋ zاﻟﻌﻠﻤـﺎءGoertzel) (1978, ، .Goertzel, and Goertzelوﻗﺪ أﻇﻬﺮت دراﺳﺔ ﺣﻮل ﻣﺸﺎﻫﻴﺮ اﻟﺸﻌﺮاء أن ﻧﺼﻒ ﻫﺆﻻء اﻟﺸﻌﺮاء ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻷﻋﺮاض ا)ﺮﺿﻴﺔ ،وﻛـﺎن ،%١٥ﻣﻨﻬﻢ ذﻫﺎﻧﻴ zﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ ).(Martindale, 1972 ورﻏﻢ أن ﻫﺬه اﻹﺣﺼﺎءات ﺗﺼﺎدق ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﻨﻤﻄﻴﺔ ﺣﻮل اﻟﻌـﺒـﻘـﺮي اﺠﻤﻟﻨﻮن ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺄﺧﺬ ﻫـﺬه اﻹﺣـﺼـﺎءات ﻋـﻠـﻰ ﻋـﻼّﺗﻬﺎ .ﻓﻘﻀـﻴـﺔ إﻳﺠﺎد ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻗﻀﻴﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ .ﻓﻬﻞ ﺗﻌﺪ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة ذوي اﻷﻋﺮاض ا)ﺮﺿﻴﺔ ﻧﺴﺒﺔ أﻛﺒﺮ ﺑﺪرﺟﺔ داﻟﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﺴﺒﺔ ا)ﻤﻴﺰة ﻟﻠﺠﻤﻬﻮر اﻟﻌﺎم? إن إﺣﺪى ﻃﺮاﺋﻖ اﻻﻗﺘﺮاب ﻣﻦ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺴﺆال ﻫﻲ أن ﻧﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻷﻓﺮاد ا)ﻔﺤﻮﺻ zا)ﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﻟﻨﺎ ﻟﺘﻜﻮن اﳉﻤﺎﻋﺎت اﻟﻀﺎﺑﻄـﺔ ﻣـﺘـﺎﺣـﺔ أﻛﺜﺮ .وﻗﺪ وﺟﺪت اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﻣﻌﺎﺻﺮة أن اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ا)ﺒﺪﻋﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻣﺮﻳﻀﺔ ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك اﺣﺘﻤﺎﻟﻴـﺔ واﺿـﺤـﺔ ﻟﺪى ا)ﺒﺪﻋ zﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻔﻦ ﻷن ﻳﻈﻬﺮ ﻟﺪﻳﻬﻢ اﻻﺧﺘﻼل اﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 89
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ا)ﺒﺪﻋ zاﻟﻌﻠـﻤـﺎء )اﻧـﻈـﺮ ﻋـﻠـﻰ ﺳـﺒـﻴـﻞ ا)ـﺜـﺎل .(Barron, 1963ﻟﻜﻦ ﻣـﺜـﻞ ﻫـﺬه اﻟﺪراﺳﺎت ﻧﺎدرا ﻣﺎ ﻗﺎرﻧﺖ ﺑ zاﻟﻌﺒﺎﻗﺮة واﻷﻓﺮاد اﻷﺳـﻮﻳـﺎء ،ﺑـﻞ ﻗـﺎرﻧـﺖ ﺑـz ا)ﻔﺤﻮﺻ zا)ﺒﺪﻋ zوﻏﻴﺮ ا)ﺒﺪﻋ ،zوﻓﻴـﻬـﺎ ﻋـﺮف اﻹﺑـﺪاع ﻋـﺎدة ﻓـﻲ ﺿـﻮء اﺧﺘﺒﺎر ﻟﻘﻴﺎﺳﻪ .وإﺣﺪى ﻃﺮاﺋﻖ ﲡﺎوز ﻫﺬا اﻟﻀﻌﻒ ﻫﻲ أن ﻧﻘﺎرن ﻣﻘﺎﻳﻴـﺲ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﺴﺎﺑﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺎت ا)ﺘﻤﻴﺰة ﺗﺎرﻳﺨـﻴـﺎ ﻣـﻊ ﻗﻴﺎﺳﺎت ﺣﺴﺎﺑﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﺷﺨﺎص ﻣﻌﺎﺻﺮﻳﻦ .وﻧﺤﻦ ﻓﻲ ا)ﻘﺎرﻧﺎت ﻋﺒﺮ اﳊﻘـﺐ ،Cross-eraﻟﻦ ﻧﻜﻮن ﻣﺘـﺄﻛـﺪﻳـﻦ ـﺎﻣـﺎ ﻣـﻦ أن اﻟـﻔـﺮوق ا)ـﻼﺣـﻈـﺔ ﻟـﻢ ﺗﺴﺒﺒﻬﺎ اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ،ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﻔﺮوق ﺑ zاﻟﺸﺨﺼﻴﺎت. ﻟﻜﻦ ا)ﻘﺎرﻧﺔ ﺳﺘﻜﻮن ﻣﻊ ذﻟﻚ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻀﻴﺌﺔ .ﻓﻮﻓﻘﺎ ﻟﻬﺬه اﻟﺪراﺳﺎت ،ﻻ ﻳﻈﻬﺮ ا)ﺮض اﻟﻌﻘﻠﻲ وﻻ اﻻﻧﺘﺤﺎر ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻨﺪ ا)ﺸـﺎﻫـﻴـﺮ ﻋـﻦ ﺳـﻮاﻫـﻢ. وﺑﻌﺾ اﳉﻤﺎﻋﺎت ا)ﻬﻨﻴﺔ ،ﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﻃﺒـﺎء اﻟـﻨـﻔـﺴـﻴـ ،zﻫـﻲ أﻛـﺜـﺮ ﻋـﺮﺿـﺔ ﻟﻼﻧﺘﺤﺎر ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة ،ﻛﻤﺎ أن ﻧﺴﺒﺔ ﺣﺪوث ا)ﺮض اﻟﻨﻔـﺴـﻲ ﻓـﻲ اﳉـﻤـﻬـﻮر اﻟﻌﺎم ﻫﻲ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻧﺴﺒﺔ ﺣﺪوﺛﻬﺎ ﺑ zا)ﺸﺎﻫﻴﺮ ،أي ﺣﻮاﻟﻲ .%١٠ واﻟﻘﻀﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﻬﺎﻣﺔ ﻫﻲ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ا)ﺮض ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ. ﻣﻦ اﳉﺎﺋﺰ أن ﺗﻜﻮن اﻷﻋﺮاض ا)ﺮﺿﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺸﻬﺮة وﻟﻴﺴﺖ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﻬﺎ .ﻟﻘﺪ واﺟﻪ ﻋﺪﻳﺪ ﻣﻦ ا)ﺸﺎﻫﻴﺮ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺷﺮﺳﺔ ﻷﻓﻜﺎرﻫـﻢ .وﻫـﻲ ﻣـﻌـﺎرﺿـﺔ ر ـﺎ أدت إﻟﻰ إﺿﻌﺎف اﺗﺰاﻧﻬﻢ اﻟﻌﻘﻠﻲ .ﻟﻘﺪ ﻣﺎت إﻏﻨﺎﺗﺲ ز ﻠﻔﺎﻳﺘﺲ ﻓﻲ ﻣﺼﺤﺔ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺑﻌﺪ اﻻﻧﻬﻴﺎر اﻟﻌﺼﺒﻲ اﻟﺬي أﺻﻴﺐ ﺑﻪ ،واﻟﺬي ﳒﻢ ﻋﻦ اﳉﺪال اﻟﺬي دار ﺣﻮل اﻛﺘﺸﺎﻓﻪ أن ﻣﻌﺪﻻت اﻟﻮﻓﺎة اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﺣﻤﻰ اﻟﻨﻔﺎس ﻜﻦ ﺧﻔﻀﻬﺎ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ إذا ﻗﺎم ﻣﻦ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﻢ ﻣﻬﻤﺔ ﺗﻮﻟﻴﺪ اﻷم ﺑﻐﺴﻞ أﻳﺪﻳﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻮﻟﻴﺪ .وﻗﺪ ﺣﺎول ﻳﻮﻟﻴﻮس روﺑﺮت ﻓﻮن ﻣﺎﻳﺮ J. R. Von Mayerاﻻﻧﺘﺤﺎر، وﻋﻮﻟﺞ ﻓﻲ ﻣﺼﺤﺔ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺑﻌﺪ أن ﲡﺎﻫﻞ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﻲ أﻓﻜـﺎره اﻷﺻـﻠـﻴـﺔ، ﺣﻮل ﻗﺎﻧﻮن اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﺎﻟﻄﺎﻗﺔ ﻣﺜﻼ. وﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﺗﺴﺒﺐ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ا)ﻌﺎدﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺣﺪوث اﻻﻧﻬﻴﺎر اﻟﻌﻘﻠﻲ ،ﻓﺈن ا)ﺸﻜﻼت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن أﺛﺮا أو ﻧﺘﻴﺠﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﻬﺬا اﻻﻧﻬﻴﺎر .ﻓﺎﻹﺑﺪاع ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺄن ﻳﻜﻮن اﻟﺸﺨﺺ ﻣﺤﻘﻘﺎ ﻟﺬاﺗﻪ ،وﻳﻘﺪم ﲢـﻘـﻴـﻖ اﻟﺬات ﻗﺎﻋﺪة ﻗﻮﻳﺔ ﻟﺘﺮﺳﻴﺦ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ) .(Maslow, 1962ﻟﻘﺪ ﻗﺎل ﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ إن اﻟﺸﻲء اﻟﺬي ﻣﻨﻌﻪ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺤﺎر ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﻠﻢ أﻧﻪ ﻗﺪ أﺻـﻴـﺐ ﺑﺎﻟﺼﻤﻢ ﻫﻮ اﻟﻔﻦ .ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك رواﺋﻊ ﻋﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻪ ،ﻣﺎ 90
اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﻄﺎﺑﻊ
زاﻟﺖ ﺗﻨﺘﻈﺮ أن ﺗﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻮرق .ور ﺎ ﻻ ﻳﻌـﺎﻧـﻲ ﻋـﺒـﺎﻗـﺮة ا)ـﺒـﺪﻋـ zذﻟـﻚ اﻟﻜﺮب اﻟﻌﻘﻠﻲ اﻟﺸﺪﻳﺪ إﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﻠﻮن إﻟﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺴﺪود ،ﻓﻲ ﺗـﻄـﻮرﻫـﻢ اﻟﻌﻘﻠﻲ ،أو ﻓﻲ إﻣﻜﺎﻧﻴﺘﻬﻢ اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﻴﺔ)× .(٨ﻗﺪ ﻻ ﺗﻜﻮن ﻣﺆﻟﻔﺎت ﺷﻮﻣﺎن اﻷﺧﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻘﺼﻮر ا)ﻠﺤﻮظ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﻋﻤﺎﻟﻪ ا)ﺒﻜﺮة ،أﻋﺮاﺿﺎ ﺗـﺸـﻴـﺮ إﻟـﻰ اﺿﻄﺮاﺑﻪ اﻟﻌﻘﻠﻲ .ﺑﻞ ر ﺎ اﺿﻄﺮب اﺗﺰاﻧﻪ اﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ ﺑﺘﺄﺛﻴـﺮ اﻟـﺬﺑـﻮل اﻟـﺬي ﻃﺮأ ﻋﻠﻰ ﻗﻮاه اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ. إﻧﻨﺎ ﻧﺤﺘﺎج ﻟﻠﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺑﺤﻮث اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻗﺒﻞ أن ﻧﺤﺴﻢ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ، وﻣﺎ ﻧﺤﺘﺎﺟﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﻫﻮ ﺑﺤـﺚ ﻳـﺤـﺪد اﻟـﻌـﻼﻗـﺔ ﺑـ zاﻟـﺼـﺤـﺔ اﻟـﻌـﻘـﻠـﻴـﺔ واﻹﳒﺎز ،وﻟﻦ ﻧﻌﺮف ﻗـﺒـﻞ اﻟـﺘـﺼـﺪي ﻟـﻬـﺬه اﻟـﻘـﻀـﻴـﺔ اﻟـﻮاﺿـﺤـﺔ ﻣـﺎ إذا ﻛـﺎن اﺿﻄﺮاب ﺷﺨﺺ ﻣﺜﻞ ﻧﻴﻮﺗﻦ أو ﻣﺎﻳﻜﻞ أﳒﻠﻮ ﻛﺎن ﺟﺰءا ﻻ ﻳﺘﺠﺰأ ﻣﻦ إﳒﺎزاﺗﻬﻢ اﻟﻜﺒﻴﺮة ،أم أﻧﻪ ﻛﺎن أﻣﺮا ﻋﺎرﺿﺎ أم ﺿﺎرا.
اﻷﺳﻠﻮب اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻳﺨﺘﻠﻒ اﻟﻨﺎس ﺑﺸﻜﻞ ﺟﺬري ﻓﻲ اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺬي ﻳﻈـﻬـﺮوﻧـﻪ ﻓـﻲ ﺣـﻴـﺎﺗـﻬـﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋـﻴـﺔ ،ﻓـﺒـﻌـﺾ اﻷﺷـﺨـﺎص ﻣـﻦ اﻻﻧـﺒـﺴـﺎﻃـﻴـ ،zواﻟـﺒـﻌـﺾ اﻵﺧـﺮ ﻣـﻦ اﻻﻧﻄﻮاﺋﻴ .zواﻟﺒﻌﺾ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ زﻣﻼﺋﻪ ،واﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ﻳﺠﺪ راﺣﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ اﳋﻀﻮع .وﻳﺨﺘﻠﻒ اﻟﻨﺎس ﺑﺸـﻜـﻞ ﻫـﺎﺋـﻞ ﻓـﻲ اﻷﻫـﻤـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻳﻨﺴﺒﻮﻧﻬﺎ إﻟﻰ اﻷﺧﻼﻗـﻴـﺔ Moralityﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﻢ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ا)ﺘﺒﺎدﻟـﺔ .ﻓـﻬـﻞ ﺗﺆﺛﺮ اﻟﻔﺮوق ﻓﻲ اﻷﺳﻠﻮب اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة? إن اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺴﺆال أﺳﻬﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﺎدة ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟـﺔ ا)ـﺒـﺪﻋـ ،zﻓـﺎﻟـﻌـﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ ا)ﺒﺪﻋ zاﻧﻄﻮاﺋﻴﻮن ﺑﺪرﺟﺔ ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ ،وﻳﻜﺸﻔﻮن أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻋﻦ ازدراء ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻴــﺔ ا)ــﺄﻟــﻮﻓــﺔ ) .(Cottell, 1963, Roec, 1952وﻫـﻨـﺮي ﻛــﺎﻓ ـﻨــﺪش H. ،Cavendishﻣﺜﻼ ،اﻟﺬي اﻛﺘﺸﻒ اﻟﻬﻴﺪروﺟ ،zوﻗﺎم ﺑﺤﺴﺎب ﻛﺘﻠﺔ اﻷرض ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺨﺎﻃﺐ اﻟﻨﺴﺎء ،وﻟﻢ ﺗﺰد ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﻷي رﺟﻞ ﻋﻦ ﺑﻀﻌـﺔ ﻛـﻠـﻤـﺎت .وﻛـﺎن ﻻ ﻳﺘﺨﺎﻃﺐ ﻣﻊ ﺧﺪﻣﻪ ﻣﻦ اﻹﻧﺎث إﻻ ﻣﻦ ﺧﻼل ا)ﻼﺣﻈﺎت ا)ﻜﺘﻮﺑﺔ .وﻛﺎن ﻳﻄﺮد ﻓﻮرا أﻳﺔ ﺧﺎدﻣﺔ ﺗﻌﺘﺮض ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺒﻴـﺖ ،وﻛـﺎن ﻟـﻪ ﻣـﺪﺧـﻠـﻪ ،اﳋـﺎص إﻟـﻰ ا)ﻨﺰل ،وﻗﺪ ﺑﻨﻰ ﻫﺬا ا)ﺪﺧﻞ ﺑﺤﻴﺚ ﻛﺎن ﻜﻨﻪ اﻟﺬﻫﺎب واﻹﻳﺎب دون اﻻﻟﺘﻘﺎء ﺑﺄﺣﺪ. أﻣﺎ اﻟﻘﺎدة ،ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻻ ﻜﻨﻬﻢ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻧﺴﺎﻛﺎ .ﻓﻄﺒﻴﻌﺔ 91
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
اﻟﻘﻴﺎدة راﺳﺨﺔ اﳉﺬور ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓـﻨـﺎﺑـﻠـﻴـﻮن ﻣـﺴـﺠـﻮﻧـﺎ ﻓـﻲ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﻘﺪﻳﺴﺔ ﻫﻴﻼﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻗﺎﺋﺪا .واﻋﺘﻤﺎد اﻟﻘﻴﺎدة ﻫﺬا ﻋﻠﻰ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ،ﻫﻮ ﺷﺎرع ذو اﲡﺎﻫ zﻓﺄﺳﻠﻮب اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﻷ ﺎط اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﺪى اﳉﻤﺎﻋﺔ.
اﻟﺴﻴﻄﺮة واﻻﻧﺒﺴﺎط
إن اﻟﺘﻔﺎﻋﻼت ﺑ zاﻷ© ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﺒﺪو أن ﻟﻬﺎ ﻧﻔﺲ أ ﺎط اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑz اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ .ﻓﺎﻷ© ،ﻛﺎﻷﻓﺮاد ،ﻜـﻨـﻬـﺎ أن ﺗـﻔـﻘـﺪ اﺣـﺘـﺮاﻣـﻬـﺎ وﻫﻴﺒﺘﻬﺎ ،أو ﺗﺴﻠﻚ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻨﻴﻒ ،أو ﺗﻘﻮم ﺑﺎﳋﺪاع وا)ﻨﺎورة ،وﺑﻌﺾ اﻷﻗﻄﺎر ﺗﺄﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺄدوار اﻟﻮﺳﻄﺎء ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻴﻞ ﺑﻌﺾ اﻷﺷﺨﺎص إﻟﻰ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺄدوار ﺗﻮﻓﻴﻘﻴﺔ أو دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴـﺔ .وﺗـﺒـﺪو ﺑـﻌـﺾ اﻷ© ﻣـﻨـﺒـﺴـﻄـﺔ ودودة ﺎﻣﺎ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺒﺪو أ© أﺧﺮى ﻣﻨﻌﺰﻟﺔ ،وﻫﺬا اﻟﺘـﻨـﺎﻇـﺮ ﺑـ zاﻟـﻔـﺮد واﻷﻧـﻈـﻤـﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻪ ﻣﻌﻨﺎه :ﻓﺎﻷﻓﺮاد ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﻮﻏﻮن ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻷ© وﻳﻨﻔﺬوﻧﻬﺎ. ور ﺎ ﻳﻌﻤﻢ ﺻﻨﺎع اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻔﻜﺮون ﻓﻲ اﻟﺸﺆون اﳋﺎرﺟﻴﺔ ،ﻣﻴﻮﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ا)ﺘﺒﺎدﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺪان اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ. ﻟﻘﺪ ﻗﺎم إﻳﺜﺮج ) Etheredge (١٩٧٨ﺑﺎﺧﺘﺒﺎر »ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗﻌﻤﻴﻢ اﻟﻌﻼﻗﺎت ا)ﺘﺒﺎدﻟﺔ ﺑ zاﻟﻨﺎس« ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ وﻛﻤﻴﺔ ﻓﻔﺤﺺ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﳋﺎرﺟﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻣﺎ ﺑ zﻋﺎﻣﻲ ،١٩٦٨٬١٨٩٨ورﻛﺰ ﻋﻠﻰ اﳋﻼﻓﺎت أو ﺣﺎﻻت ﻋﺪم اﻻﺗﻔﺎق ﺑz أﻋﻀﺎء ﻓﻲ ﻋﻬﺪ رﺋﻴﺲ ﻣﺎ ،ﻛﺎﳋﻼﻓﺎت ﺑ zاﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﻔﺴﻪ ووزﻳﺮ ﺧﺎرﺟﻴـﺘـﻪ وﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻣﻦ ا)ﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ .ﻟﻘﺪ درس ﻣﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﻪ ٦٢ﻣﻨﺎﻇﺮة ﺣﻮل اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﳋﺎرﺟﻴﺔ ،ﻳﺘﻌﻠﻖ ٤٩ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﻘﻮة ،ﻛﺎﻹﺟﺒﺎر أو اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﺸﺆون اﳋﺎرﺟﻴـﺔ ،و ١٣ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ أﻣﻴﻞ إﻟﻰ ا)ﺼـﺎﳊـﺔ ﻧـﺤـﻮ اﻻﲢـﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ .وﻗﺪ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺻﻨﺎع اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺴﺘﺔ واﻟﺜﻼﺛ zاﻟﺬﻳﻦ اﺷـﺘـﺮﻛـﻮا ﻓﻲ ﻫﺬه ا)ﻨﺎﻇﺮات ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪﻳﻦ ﺣﺎﺳﻤ zﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ اﻻﻧﺒـﺴـﺎط واﻟـﺴـﻴـﻄـﺮة ﻋﻠﻰ ا)ﺮؤوﺳ zوﻗﺪ ﻗﺎم ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ اﶈﻜﻤ zا)ﺴﺘﻘﻠ zﺑﻮﺿﻊ ﻫﺬه اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﻦ اﻟﺴﺠﻼت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﻟﺴﻴﺮ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ. وﺗﻮﺻﻠﻮا إﻟﻰ درﺟﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ اﻹﺟﻤﺎع ﻣﺎ ﺑ zاﶈﻜﻤ zأو ا)ـﻘـﺪرﻳـﻦ )وﺻﻠﺖ درﺟﺎت ا)ﻮﺛﻮﻗﻴﺔ إﻟﻰ ﺣﻮاﻟـﻲ (٠٬٩٠ﺛﻢ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات ﺑﻌـﺪ ذﻟﻚ ﻟﻠﺘﻨﺒﺆ ﺑﺎﲡﺎه اﻻﺧﺘﻼف ﻓﻲ ا)ﻨﺎﻇﺮات اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﻗﺪ وﺟﺪ أﻧﻪ ﻓﻲ %٧٥ 92
اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﻄﺎﺑﻊ
ﻣﻦ اﺠﻤﻟﺎدﻻت ،ﻛﺎن اﳉﺎﻧﺐ اﻟﺬي ﻳﺄﺧـﺬه ﺻـﻨـﺎع اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﺔ ﻳـﺘـﻔـﻖ ﺑـﻄـﺮﻳـﻘـﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻣﻊ اﻟﻔﺮوق ا)ﻌﺮوﻓﺔ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﻢ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ .ﻓﺎﻟﺬﻳﻦ ﻳﻔﻀﻠﻮن اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻼﺗﻬﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﺮؤوﺳﻴﻬﻢ ﻴﻠﻮن إﻟﻰ ﺗﺒﻨﻲ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻘﻮة ،ﺳﻮاء ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ،أو ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﻔﻌـﻠـﻲ ﺑـﺎﻟـﻘـﻮة .ﻛـﻤـﺎ أﻧﻬﻢ ﻳﻌﺎرﺿﻮن اﻟﺘﺤﺮك ﻧﺤﻮ اﻟﺘﺤﻜﻴﻢ أو اﺗﻔﺎﻗﻴﺎت ﻧﺰع اﻟﺴﻼح .أﻣـﺎ ﺻـﻨـﺎع اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ذوو اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ اﻻﻧﺒﺴﺎط ﻓﻴﻤﻴﻠﻮن إﻟﻰ ﻗﺪر أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ اﻻﲢﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ،ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻻت ﺗﺸﻤﻞ اﻻﺗﻔﺎﻗـﻴـﺎت اﻟـﺘـﺠـﺎرﻳـﺔ، واﻻﻋﺘﺮاف اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ،وا)ﻔﺎوﺿﺎت ﳊﻞ اﻟﺼﺮاع ،وﻣﺆ ﺮات اﻟﻘﻤﺔ .وﺗﺆﻳﺪ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻷﻓﻜﺎر اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ »ﺗﻌﻤﻴـﻢ اﻟـﻌـﻼﻗـﺎت ﺑـ zاﻷﺷـﺨـﺎص« ﻓﺎﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﻨﻌﻮن اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﳋﺎرﺟﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ،ﻳﺼﻮﻏﻮن اﻟﺸﺆون اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﺮار اﻷ ﺎط ا)ﻔﻀﻠﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻌﻼ. وﻗﺪ ﻗﺎم إﻳﺜﺮج ﺑﺘﺪﻋﻴﻢ ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﺘﻮﺟﻬﺎت ﻧﺤﻮ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺗﻘﺴﻴﻤﺎ ﻣﺆﻗﺘﺎ إﻟﻰ أ ﺎط .ﻓﺄوﻻ ،ﻜﻦ ﺗﺼﻨﻴـﻒ ﺻـﻨـﺎع اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﻤﻂ ﻣﺮﺗﻔﻊ اﻟﺴﻴﻄﺮة ،أو اﻟﻨﻤﻂ ﻣﻨﺨﻔﺾ اﻟﺴﻴﻄﺮة، وﻳﺴﻌﻰ اﻟﻨﻤﻂ اﻷول إﻟﻰ إﻋﺎدة ﺻﻴﺎﻏﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺪوﻟﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻘﻮة ،أﻣﺎ اﻟﻨﻤﻂ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻴﺴﻌﻰ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ .ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﻜﻦ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﺻﻨﺎع اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﻢ ﻣﻦ اﻷ ﺎط اﻹﻧﻄﻮاﺋﻴﺔ ،وﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺨﺬون ﻣﻮاﻗﻒ ﻣﺘﻌﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸ© اﻷﺧﺮى .أو ﻣﻦ اﻷ ﺎط اﻹﻧﺒﺴﺎﻃﻴﺔ ،وﻫﻢ ﻣﻦ ﻳﺮﻏﺒﻮن ﻓﻲ ﺗﻮﺳﻴﻊ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ اﻷ© اﻷﺧﺮى .واﻟﺪﻣﺞ ﺑ zﻫﺬﻳﻦ اﻟﺒﻌﺪﻳﻦ ﺗﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ أ ﺎط أرﺑﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺳﺔ :اﻹﻧﻄﻮاﺋﻴﻮن ﻣﺮﺗـﻔـﻌـﻮ اﻟـﺴـﻴـﻄـﺮة اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ وودرو وﻟﺴﻦ ووزﻳﺮ اﳋـﺎرﺟـﻴـﺔ ﺟـﻮن ﻓـﻮﺳـﺘـﺮ داﻻس J. F. Dullesوﻫﺆﻻء ﻳﺤـﺎوﻟـﻮن ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺟﺒﻬﺎت ﻣﻀﺎدة )ﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﻜﺘﻼت اﻷﺧﺮى .أﻣﺎ اﻹﻧﻄﻮاﺋﻴﻮن ﻣﻨﺨﻔﻀﻮ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻓﻴﺴﻌﻮن ،ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟـﻮﺿـﻊ اﻟـﺮاﻫـﻦ ﻂ ،وﻳﻌﺪ وزﻳﺮ اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﻓﺮاﻧﻚ ﻛﻴﻠـﻮغ F. Kellogﻣﻘﺪم اﻻﻗﺘﺮاح اﳋـﺎص ﻌﺎﻫﺪة ﻛﻴﻠﻮغ-ﺑـﺮﻳـﺎﻧـﺪ Kellog-Briandاﳋﺎﺻﺔ ﺑﺘﺤﺮ اﳊﺮب ﻣﺜﺎﻻ ﻃـﻴـﺒـﺎ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﻟﻴﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ اﻷوﺿﺎع اﻟﺮاﻫﻨﺔ .أﻣﺎ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ا)ﺆﻳﺪة ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ واﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﻣﻦ أﻣﺜﺎل اﻟﺮﺋﻴﺲ وارن ﻫﺎردﻧﻎ W. Hardingووزﻳﺮ اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﺟﻮن ﻫـﺎي ،J. Hayﺑﻌﺪان ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ا)ﻨﺨﻔﻀـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﺑـﻌـﺪ اﻟـﺴـﻴـﻄـﺮة ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ا)ﺮﺗﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺑـﻌـﺪ اﻻﻧـﺒـﺴـﺎط ،وﻟـﺬﻟـﻚ أﺧـﺬا ﻋـﻠـﻰ 93
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻋﺎﺗﻘﻬﻤﺎ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺪور أﻧﺸﻂ ﻓﻲ اﻟﺸﺆون اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟـﺪور اﻟـﺬي ﻗـﺎم ﺑـﻪ اﶈﺎﻓﻈﻮن ﻋﻠﻰ اﻷوﺿﺎع اﻟﺮاﻫﻨﺔ .وأﺧﻴﺮا ،ﺜﻞ اﻟﺮﺋﻴﺴﺎن ﺑﻮدور ،وﻓﺮاﻧﻜﻠﻦ روزﻓﻠﺖ ،اﻷﺷﺨﺎص اﻻﻧﺒﺴﺎﻃﻴ zا)ﺮﺗﻔﻌ zﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ اﻟﺴﻴﻄﺮة اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺘﺨﺬون ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﺻﻔﺔ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻌﺎ)ﻲ ا)ﺘﻜﺎﻣﻞ .وYﺎ ﺗﺪل ﻋﻠﻴﻪ ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺜﺮج أن ﺻﻨﺎع اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻗﺪ ﻳﺴﻘﻄﻮن اﺳﺘﻌﺪاداﺗﻬﻢ ا)ﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺆون ﺣﺎﻟﻢ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻟﻪ ﻣﺨﺎﻃﺮه .ﻓﻔﻲ %٢٥ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ا)ﻨﺎﻇﺮات أﻳﺪ ا)ﻨﺎﻇﺮ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﻻ ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻊ ا)ﺰاج اﻟﻔﻄﺮي ﻟﺸﺨﺼﻴﺘﻪ.
اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ
ﻻ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻻﻋﺘﺒﺎرات اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ وﺛﻴﻘﺔ اﻟﺼﻠﺔ ﻮﺿﻮع اﻹﺑﺪاع، ﻓﻨﺎدرا ﻣﺎ ﻧﻬﺘﻢ ﺑﺎﳊﻴﺎة اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﻤﺒﺪع ﻓﻲ اﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﻴﺔ ﻟﻘﺼﻴﺪة أو ﻟﻠﺤﻦ ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ ،أو ﻋﻠﻰ ا)ﻨﺰﻟﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ .ﻓﺘﺬوﻗﻨـﺎ )ﻮﺳﻴﻘﻰ ﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ ﻻ ﻳﺘـﺄﺛـﺮ ﺑـﺘـﻌـﺎﻣـﻼﺗـﻪ اﺠﻤﻟـﺮدة ﻣـﻦ ا)ـﺒـﺎد £اﻷﺧـﻼﻗـﻴـﺔ ﻣـﻊ اﻟﻨﺎﺷﺮﻳﻦ. ﻟﻜﻦ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ أﻗﻞ ﲢﻤﻼ ﻟﻸﻋﻤﺎل ﻏﻴﺮ اﻟﻼﺋﻘﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﻘﻴﺎدة ،ﻓﺎﻟﻘﻴﺎدة ﺗﻔﺘﺮض ﺳﻠﻔﺎ ﺣﺪا أدﻧﻰ ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﺣﺴﻦ ﻧﻮاﻳﺎ اﻟﻘـﺎﺋـﺪ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .ورﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ ﻗﻄﺮ ﻣﻌ zﻫﻮ رﻣﺰ ﺑﺎرز ﻟﻘﻴﻢ ﻫﺬا اﻟﻘﻄﺮ وﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻪ .وﻫﺬه اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ أﺣﺪ أﺳﺒﺎب رد اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻌﻨﻴﻒ إزاء ﺗﺴﺠﻴﻼت ووﺗﺮﻏﻴﺖ ا)ﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﻜﺴﻦ اﳋﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﻣﺴﺘﺸﺎرﻳﻪ :ﻟﻘﺪ ذﻫﻞ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴ zﻋﻨﺪﻣﺎ اﻛﺘﺸﻔﻮا أن أﻣﺔ ﺗﺪﻋﻰ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺆون اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻳﺤﻜﻤﻬﺎ ﺷﺨﺺ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮه اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻮق ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺸﺒﻬﺎت ،و ﺼﻄﻠـﺤـﺎت ﻫـﻮﺑـﺰ ﻓـﺎن ﺗـﻠـﻮث رأس اﻷﻣـﺔ ﻳﻜﻮن ﻧﺬﻳﺮا ﺑﻔﺴﺎد اﻷﻣﺔ. ورﻏﻢ أن اﻟﻨﺎس ﻳﻔﻀﻠﻮن اﻟﺜﻘـﺔ ﺑـﺎﻟـﻨـﺰﻋـﺎت اﳋـﻴـﺮة ا)ـﻮﺟـﻮدة ﻟـﺪى ﻗـﺎدة اﻷﻣﺔ ،إﻻ أﻧﻬﻢ ﻴﻠﻮن ﻛﺬﻟﻚ إﻟﻰ اﻟﺘﺸﻜﻚ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻨﺰﻋﺎت .وﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺴﺎﺳﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﻢ اﻧﺘﻬﺎزﻳﻮن دﻫﻤﺎوﻳﻮن ﻣﺘﻌﻄﺸﻮن ﻟﻠﻘﻮة .وﻳﺼﺪق ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺗﻮﻛﻴﺪ اﻟﻠﻮرد أﻛ اﻟﺸﻬﻴﺮ ﺑﺄن »اﻟﻘﻮة ﺗﻔﻀـﻲ إﻟـﻰ اﻟـﻔـﺴـﺎد، واﻟﻘﻮة ا)ﻄﻠﻘﺔ ﺗﺆدي إﻟﻰ اﻟﻔﺴﺎد ا)ﻄﻠﻖ ،واﻟﺮﺟﺎل اﻟﻌﻈﻤﺎء أﺷﺮار ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﺣﻮال« .وأﻏﻠﺐ اﻟﻈﻦ أن ﻋﺪدا أﻛـﺒـﺮ ﻣـﻦ اﻟـﻼزم ﻣـﻦ اﻟـﻘـﺎدة اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـz 94
اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﻄﺎﺑﻊ
ﻳﺨﺘﺎرون ﻛﺘﺎب »اﻷﻣﻴﺮ« )ﻴﻜﺎﻓﻠﻠﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻛﺘﺎﺑﻬﻢ ا)ﻔﻀﻞ ا)ﻔﻀﻲ إﻟﻰ اﻟﻨﺠﺎح اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻫﺘﻠﺮ ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﻨﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺑـﺠـﻮار ﺳـﺮ ﻳـﺮه، ﻛﻤﺎ اﻣﺘﺪح ﻣﻮﺳﻮﻟﻴﻨﻲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺎﻋﺘﺒـﺎره ﻣـﺮﺷـﺪه اﻷﻋـﻠـﻰ ﻓـﻲ ا)ـﻨـﺎورات واﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت ،وﻳﺆﻛﺪ ﻣﺒﺤﺚ ﻣﻴﻜﺎﻓﻠﻠﻲ ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ أن اﻹﳒﺎز اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت واﻟﺮﻏﺒﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﺪﻧﻴﺌﺔ ﻓﺎﻷﻣﻴﺮ ا)ﺜﺎﻟﻲ ﻫﻮ ﺷﺨﺺ ﺑﻼ ﻣﺜﻞ ،ﻣﺎﻋﺪا »ﻣﺜﺎل« اﻻﻧﺘﻬﺎزﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺎد ﺗﻄﻔﻮ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻄﺢ وﺗﺘﺼﻒ ﺑﺎﺳﺘﻐﻼل اﻟﻨﺎس واﻟﻈﺮوف وﺗﺴﻌﻰ ﻟﻠﻤﻨﻔﻌﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ وﻻ ﺗـﺪﺧـﻞ ا)ﻌﺎﻳﻴﺮ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺴﺎﺑﻬﺎ. ﻣﺎ اﻟﻌﻼﻗﺔ ا)ﺒﺎﺷﺮة ﺑ zاﻟﻨﺰﻋﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ واﻟﻘـﻴـﺎدة? إن ﻋـﺪد اﻟـﺒـﺤـﻮث اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎول ﻫﺬه ا)ﺴﺄﻟﺔ ﻗﻠﻴﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺜﻴﺮ اﻟﺪﻫﺸﺔ ،وﻗﺪ أﺷﺎر اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻣﻦ آل ﻏﻮرﺗﺴﻞ إﻟﻰ أن رﺟﺎل اﻟﺴـﻴـﺎﺳـﺔ ﻓـﻲ اﻟـﻘـﺮن اﻟـﻌـﺸـﺮﻳـﻦ ـﻴـﻠـﻮن إﻟـﻰ أن ﻳﺘﻤﺴﻜﻮا ﺑﺎﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ا)ﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻛـﻬـﻢ اﳉـﻨـﺴـﻲ أﻛـﺜـﺮ Yـﺎ ﻳـﻔـﻌـﻞ ا)ﺒﺪﻋﻮن اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻘﻠﻮن ﻋﻨﻬﻢ ﺷﻬﺮة.(Goertzel, and Goertzel, Goertzel 1978) ، أﻣﺎ إذا ﺷﺌﻨﺎ أن ﳒﺪ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻟﺪى اﳊﻜـﺎم ﻓﺈن ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻌﻮد إﻟﻰ ﻋﺎم ،١٩٠٦وإﻟﻰ ﻛﺘﺎب اﻟﻮراﺛﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻓﻲ اﻷﺳﺮ ا)ﻠﻜﻴﺔ ) Mental and Moral Heredity in Royaltyﺆﻟﻔﻪ ﻓﺮدرك وودز ،ﻓﻘﺪ وﺿﻊ وودز ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ اﻟﺮاﺋﺪ ﻫﺬا ،ﺗﻘﺪﻳـﺮات ﻷﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ ﺳـﺘـﻤـﺎﺋـﺔ ﻋـﻀـﻮ ﻣـﻦ أﻋﻀﺎء اﻷﺳﺮ ا)ﻠﻜﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺬﻛﺎء واﻟﻨﺰﻋﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ .ووﺟﺪ أن اﻟﺬﻛﺎء واﻟﻨﺰﻋﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻳﺮﺗﺒﻄﺎن ـﺪرﺟـﺔ ﻣـﻌـﺘـﺪﻟـﺔ )ر= .(٠٬٤٠ﻓﺈذا ﻛـﺎن اﻟﺬﻛﺎء ﻣﺘﺼﻼ ﺑﺎﻹﳒﺎز اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻓﺈن اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻷﺧـﻼﻗـﻴـﺔ ﺗـﺴـﻬـﻢ إﻳـﺠـﺎﺑـﻴـﺎ أﻳﻀﺎ ،ﻓﺎﳊﺎﻛﻢ اﻟﺪاﻫﻴﺔ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﺣﺎﻛﻤﺎ ذا ﻧﺰﻋﺔ أﺧﻼﻗﻴﺔ أﻳﻀﺎ ﻟﻜﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ وودز ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺸﻚ ،وذﻟﻚ ﻷﻧﻪ أﻗﺎم ﻗﻴﺎﺳﺎﺗﻪ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ اﻟﺬﻛﺎء واﻟﻨﺰﻋﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات اﻟﺬاﺗﻴﺔ اﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ،وﺑﺬا ﺗﺮك ﻣﺠﺎﻻ واﺳﻌﺎ ﻟﺪﺧﻮل ﻋﻨﺼﺮ اﻟﺘﺤﻴﺰ ،ﻏﻴﺮ أن ﻋﻤﻞ وودز ﻫﺬا ،ﻛـﺮر ﲡـﺮﺑـﺘـﻪ إدوارد ﺛـﻮرﻧـﺪاﻳـﻚ E. Thomdikeﻋﺎم ١٩٣٦وﻫﻮ واﺣﺪ ﻣﻦ أﺷﻬﺮ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻨﻔﺲ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴ zاﻷواﺋﻞ. وﻗﺪ ﳉﺄ ﺛﻮرﻧﺪاﻳﻚ إﻟـﻰ ﻋـﺪة أﺷـﺨـﺎص ﻳـﻘـﻮﻣـﻮن ﺑـﺘـﻘـﺪﻳـﺮ اﻟـﺬﻛـﺎء واﻟـﻨـﺰﻋـﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻏﺰﻳﺮة ﻣﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺮ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،وﻗﺎم ﺛﻮرﻧﺪاﻳﻚ أﻳﻀﺎ ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ ا)ﺼﺎدر اﻟﻌـﺪﻳـﺪة ﻟـﻠـﺨـﻄـﺄ اﻟـﺘـﻲ ـﻜـﻦ أن ﺗـﺮﻓـﻊ أو ﺗﺨﻔﺾ اﻻرﺗﺒﺎط .واﺳﺘﻨﺘﺞ أن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zاﻟﺬﻛﺎء واﻟﻨـﺰﻋـﺔ اﻷﺧـﻼﻗـﻴـﺔ ﻗـﺪ 95
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﺗﻜﻮن ﻓﻌﻼ أﻗﻮى Yﺎ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﻪ وودز )ر= .(٠٬٦٠وﻣﻦ اﻷﻣﺜﻠﺔ اﳉﻴﺪة ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ ا)ﺘﻤﻴﺰ ﻓﻲ ﻫﺎﺗ zاﻟﺼﻔﺘ zا)ﻠﻚ ﻏﻮﺳﺘﺎﺧﻮس أدوﻟﻔﻮس G. Adolphus .ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﺴﻮﻳﺪﻳﺔ ا)ﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺤﺮب اﻟﺜﻼﺛ zﻋﺎﻣﺎ .وﻗـﺪ ﻛـﺎن ﻣـﻦ ﺑ zاﳊﻜﺎم اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻷواﺋﻞ ﻓﻲ اﻟﺬﻛﺎء واﻟﻨﺰﻋﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ. ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺮرت أﻧﺎ ﲡﺮﺑﺔ وودز ،وﻗﺼﺮت دراﺳﺘﻲ ﻫﺬه ا)ـﺮة ﻋـﻠـﻰ اﻟــ ٣٤٢ Yﻦ ﺗﻮﻟﻮا اﳊﻜﻢ ﻓـﻌـﻼ ﻣـﻦ ﻗـﺎﺋـﻤـﺔ وودز اﳋـﺎﺻـﺔ ﺑـﺎﻟـﺸـﺨـﺼـﻴـﺎت ا)ـﻠـﻜـﻴـﺔ ) .(Simonton, 1983dوﻛﺸﻔﺖ دراﺳﺘﻲ ﺷـﺄﻧـﻬـﺎ ﺷـﺄن دراﺳـﺔ ﺛـﻮرﻧـﺪاﻳـﻚ ،ﻋـﻦ ا)ﻮﺛﻮﻗﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺘﻘﺪﻳﺮات وودز ﻟﻠﺬﻛﺎء واﻟﻔﻀﻴﻠﺔ .ﻛﻤﺎ أﻛـﺪت اﻻرﺗـﺒـﺎط ﺑ zﻫﺎﺗ zاﻟﺴﻤﺘ .zﻟﻜﻨﻨﻲ ﻗﻤﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﺧـﺼـﺎﺋـﺺ أﺧـﺮى :ﻓـﻘـﺴـﺖ اﻟﺸﻬﺮة وﻓﻘﺎ ﻟﺘﻜﺮار ﻇﻬﻮر اﺳﻢ ا)ﻠﻚ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،وﻣﺮاﺟﻌـﻪ ا)ـﻌـﺘـﻤـﺪة )و ﻌﺎﻣﻞ ﻣﻮﺛﻮﻗﻴﺔ ﻣـﻘـﺪاره ،(٠٫٩٠وﻋﺪﻟﺖ درﺟﺎت اﻟﻘﻴﺎدة ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤـﻞ آﺧﺮ ﻗﺪﻣﻪ وودز ) ،(١٩١٣وﻗﺴﺖ ﻃﻮل اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺬي ﻇﻞ ا)ﻠﻚ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ اﳊﻜﻢ، ﻛﻤﺎ ﺳﺠﻠﺖ ﻃﻮل ﺣﻴﺎﺗﻪ .ﻓﺘﺒ zﻟﻲ ﻣﺎ ﻳﻌﺎرض ﻣﻴﻜﺎﻓﻴﻠﻠﻲ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ،إذ إن اﻟﺪرﺟﺎت ا)ﻘﺪرة ﻟﻠﻘﻴﺎدة ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻨﺰﻋﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻓﻲ اﻻﲡﺎه اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ )ر- .(٠٬٢٨وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧﻨﻲ ﻟﻢ أﺟﺪ أﻳﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺑ zاﻟـﻨـﺰﻋـﺔ اﻷﺧـﻼﻗـﻴـﺔ ،وﻃـﻮل ﻓﺘﺮة ﺑﻘﺎء ا)ﻠﻚ ﻓﻲ اﳊﻜﻢ ،أو ﻃﻮل ﺣـﻴـﺎﺗـﻪ أو ﺷـﻬـﺮﺗـﻪ اﻟـﻘـﺼـﻮى ﻓـﻲ ﻛـﺘـﺐ اﻟﺘﺎرﻳﺦ .ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﺗﺪﻋﻢ اﻟﻨﺠﺎح اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻓﺈﻧﻬـﺎ ﺗـﻔـﻌـﻞ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺬﻛﺎء واﻟﻘﻴﺎدة .وﻫﻤﺎ اﻟﺴﻤﺘﺎن اﻟﺸﺨﺼﻴﺘﺎن اﻟﻠﺘﺎن ﺗﺮﺗﺒﻄﺎن ﺑﺸﻜﻞ وﺛﻴﻖ ﺑﻄﻮل ﻓﺘﺮة اﳊﻜﻢ .وﺑﻄﻮل اﻟﻌﻤﺮ ،وﺑﺎﻟﺸﻬﺮة. إن ﻏﻴﺎب وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ ﺑ zاﻟﻨﺰﻋﺔ اﻷﺧﻼﻗـﻴـﺔ واﻟـﺸـﻬـﺮة ﻳـﺘـﻄـﻠـﺐ ﺑـﻌـﺾ اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ .ﻓﻘﺪ وﺟﺪت ﻓﻲ دراﺳﺔ ﺗﺎﻟﻴـﺔ ﻋـﻼﻗـﺔ ﻣـﻨـﺤـﻨـﻴـﺔ ذات ﺷـﻜـﻞ Uﺑz ﻫﺎﺗـ zاﳋـﺎﺻـﺘـ .(Simonton, 1984a) zأي أن أﺷﻬﺮ اﻟـﻘـﺎدة ﻫـﻢ إﻣـﺎ أوﻟـﺌـﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺤﻠﻮن ﺑﺄﺧﻼق اﻟﻘﺪﻳﺴ ،zأو أوﻟﺌﻚ اﻟﻘـﺎدة اﻟـﺬﻳـﻦ ﻋـﺮﻓـﻬـﻢ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ وﻛﺄن اﻟﺸﻴﻄـﺎن ﲡـﺴـﺪ ﻓـﻴـﻬـﻢ .وﻫـﻜـﺬا ،ﻓـﺈن أﺻـﺤـﺎب اﻟـﻨـﺰﻋـﺔ اﻷﺧـﻼﻗـﻴـﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﻛﺬﻟﻚ اﻻﻧﺘﻬﺎزﻳ zاﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﺸﻲء ،ﻳﺤـﺼـﻠـﻮن ﻋـﻠـﻰ ﻣـﺎ ﻳﺮﻳﺪون إذا ﻛﺎن اﻟﻬﺪف اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻫﻮ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﺗﺨﻠﻴﺪ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻟﺬﻛﺮﻫﻢ. ﺗﻌﻨﻲ اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﺷﻴﺌﺎ آﺧﺮ ﻟﻠﻘﻴﺎدة ،ﻓﺎﳋﻴﺮ ﻳﻨﺰع ﻧﺤﻮ ﺗﺮﺑﻴﺔ اﳋﻴﺮ، ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﺸﺮﻳﺮ ﻳﺘﻮاﻟﺪ ﻋﻨﻪ اﻟﺸﺮ .ﻟﻘﺪ وﺟﺪت ﺷﻮاﻫﺪ ﺗﺸﻴﺮ ،ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا)ﺜﺎل إﻟﻰ أن اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻈﻢ ا)ﻠﻜﻴﺔ ا)ﺘﻮارﺛﺔ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﻗﺘﺪاء، 96
اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﻄﺎﺑﻊ
ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ .ﻓﻮﻟﻲ اﻟﻌﻬﺪ ﻴﻞ إﻟﻰ أن ﻳﺘﺒﻨﻰ ا)ﻌﺎﻳﻴﺮ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻟﻸب اﳊﺎﻛﻢ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ وﺟﺪت أﻳﻀﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻮاﻫﺪ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن اﳊﻜﺎم اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺼﻠﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﺑﺎﻟﻌﻨﻒ ﻴﻠﻮن إﻟﻰ ﻓﻘﺪاﻧـﻬـﺎ ﺑـﺎﻟـﻌـﻨـﻒ أﻳـﻀـﺎ ) .(Simonton, 1984 bواﻻرﺗﺒﺎط ﻫﻨﺎ ﻟﻴﺲ ﻗﻮﻳﺎ )ر= ،(٠٬١٣ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﺻﻔﺮﻳﺎ وﻻ ﺳﻠﺒﻴﺎ ،وﻫﻜﺬا ﻜﻨﻨﺎ اﺳﺘﻨﺘﺎج أن ﻣﻦ ﻳﻐﺘﺼﺒﻮن اﻟﻌﺮش ﻗﺪ ﻳﻼﻗﻮن ﻧﻔﺲ اﳊﻆ اﻟﻌﺎﺛﺮ اﻟﺬي ﻗﺎﺳﻰ ﻣﻨﻪ أﺳﻼﻓﻬﻢ.
ﻣﻠﺨﺺ:
إن اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺷﺪﻳﺪة اﻟﺮﺳﻮخ ﻓﻲ ﻇﺎﻫﺮﺗـﻲ اﻹﺑـﺪاع واﻟـﻘـﻴـﺎدة ،واﻟـﺬﻛـﺎء ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﻓﺎﺋﺪﺗﻪ اﻟﺘﻨﺒﺌﻴﺔ .واﺧﺘﻴﺎر ا)ﺮء ﺠﻤﻟﺎﻟﺲ ﺳﻠﻮﻛﻲ ﻣـﻌـ ،zوﻛـﺬﻟـﻚ ﻛﻤﻴﺔ اﻹﳒﺎز ﻓﻲ ﻫﺬا اﺠﻤﻟﺎل اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ،ﻳﺘﺤﺪدان ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻘﺪرة اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ. وﻫﻨﺎك ﻣﺘﻐﻴﺮان وﺛﻴﻘﺎ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺬﻛﺎء ﻟﻬﻤﺎ ﻗﻴﻤﺘﻬﻤﺎ اﻟﺘﻨﺒﺌﻴﺔ أﻳﻀـﺎ .ﻓـﺘـﻨـﻮع اﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎت ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﺑﺎﻟﺸﻬﺮة ا)ﺘﺤﻘﻘﺔ ﻟﺪى اﻟﻘﺎدة .ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺮﺗﺒـﻂ اﳊﻨﻜﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ،أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗـﻞ اﻟـﻘـﺪرة ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺘـﺤـﻮل اﻟـﺴـﺮﻳـﻊ ﻣـﻦ اﳉـﻤـﻮد اﻟﻌﻘﺎﺋﺪي إﻟﻰ ا)ﺮوﻧﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻈﺮوف ،ﺑﺎﻟﻨﺠﺎح ﻃﻮﻳﻞ اﻷﻣﺪ ﻋﻨﺪ اﻟﺜﻮار. وﺗﺘﻌﺰز ﻫﺬه اﻟﻘﻮى اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻮى اﻟﺪاﻓﻌﻴﺔ ،ﻓﺎﻟـﺘـﻮق ﻟـﻺﳒـﺎز ﻫﻮ أﺣﺪ ا)ﻼﻣﺢ ا)ﻤﻴﺰة ﻟﻠﻌﺒﺎﻗﺮة ،ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺘﺼﻞ اﺗﺼـﺎﻻ وﺛـﻴـﻘـﺎ ﺑـﺎﻟـﻨـﻤـﻮ واﻟﺮﺧﺎء اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳ .zﻛﺬﻟﻚ ﺗﺮﺗﺒﻂ اﳊﺎﺟﺔ ﻟﻠﻘﻮة ﺑﺎﻟﻨﺠﺎح اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وﺑﺎﻷداء أﻳﻀﺎ .ورؤﺳﺎء اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ا)ﺘﻌﻄﺸﻮن ﻟﻠﻘﻮة ﻳﺘﺴﻤﻮن ﻴﻮل ﺧﺎﺻﺔ ﻧﺤﻮ اﻟﻘﺘﺎل ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﻢ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ .ﻛﻤﺎ أن ﺻﻨﺎع اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻔﻀﻠﻮن اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ا)ﺴﺎواة ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﻢ ﻣﻊ ﻣﺮؤوﺳﻴـﻬـﻢ ـﻴـﻠـﻮن إﻟـﻰ اﻟﺪﻋﻮة ﺑﺄن ﺗﻘﻮم اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة ﺑﺄدوار Yﺎﺛﻠـﺔ ﻓـﻲ ﻋـﻼﻗـﺎﺗـﻬـﺎ ﻣـﻊ اﻟـﺪول اﻷﺧﺮى .واﻻﺳﺘﻌﺪاد اﻷﺻﻴـﻞ ﻟـﺪى ﺻـﺎﻧـﻊ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﺔ ﺑـﺎﲡـﺎه اﻻﻧـﺒـﺴـﺎط أو اﻻﻧﻄﻮاء ،ﻟﻪ ﺗﺄﺛﻴﺮه اﻟﻬﺎم أﻳﻀﺎ .وآﺛﺎر داﻓﻊ اﻟﻘﻮة ،واﻟﺴﻴﻄﺮة ،واﻻﻧﺒﺴﺎط-ﻗﺪ ﻳﺘﻢ ﺗﻌﺪﻳﻠﻬﺎ أو ﺗﻠﻄﻴﻔﻬﺎ أو ﻻ ﻳﺘﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﻋﺘﺒﺎرات اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ. ورﻏﻢ أن اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺬﻛﺎء وﻣﻬﺎرات اﻟﻘﻴﺎدة ﻟﺪى ﺣـﺎﻛـﻢ دوﻟﺔ ﻣﺎ ،إﻻ أن ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺋﺪ أن ﻳﺤﺘﻞ ﻣـﻮﻗـﻌـﺎ داﺋـﻤـﺎ ﻓـﻲ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ ﺳﻮاء أﻛﺎن ﺧﻴﺮا أم ﺷﺮﻳﺮا.
97
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
اﳊﻮاﺷﻲ )× (١أو ﻣﺎ ﻳﺘﺮﺟﻢ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﺑﻄﺎرﻳﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ .وﻫﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋـﺔ ﻣـﻦ اﻷﺳـﺌـﻠـﺔ أو اﻻﺧـﺘـﺒـﺎرات اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ أﺑﻌﺎد اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٢ﻫﻨﺮي ﺑﻮاﻧﻜﺎرﻳﻪ ) ١٩١٢-١٨٥٤م( ﻋﺎﻟﻢ رﻳﺎﺿﻴﺎت ﻓﺮﻧﺴﻲ ﺷﻬﻴﺮ .ﻛﺎن ﻧﺸﻄﺎ ﻓﻲ ﻓﺮوع رﻳﺎﺿﻴﺔ وﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪة ،ﻛﻤﺎ أن ﻟﻪ ﻛﺘﺎﺑﺎت ﻫﺎﻣﺔ ﺣﻮل اﻹﺑﺪاع ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت واﻟﻌﻠﻢ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٣ﻣﻦ اﳉﻤﻞ اﻟﺸﻬﻴﺮة ا)ﺬﻛﻮرة ﻋﻦ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن ﻓﻲ ﻫﺬا اﳋﻄﺎب :إن أرﺑﻌ zﻗﺮﻧﺎ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻴـﻜـﻢ ﻣـﻦ وراء ﻫﺬه اﻷﻫﺮاﻣﺎت) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٤ﻌﻨﻰ ﻣﺘﺤﻴﺰة وﻏﻴﺮ دﻗﻴﻘﺔ) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٥ﺗﻌﻨﻲ اﻟﻌﻼﻣﺔ ا)ﻨﺤﻨﻴﺔ ﺑ zﻣﺘﻐﻴﺮﻳﻦ ،وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ ﻏﻴﺮ ﺧﻄﻴﺔ أو ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ أو ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻳﺘﺰاﻳﺪ ﻣﺘﻐﻴﺮان ﺣﺘﻰ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻳـﺘـﺰاﻳـﺪ أﺣـﺪﻫـﻤـﺎ ﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﻳـﻘـﻞ اﻵﺧـﺮ. )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٦اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟﻌﻘﻠﻲ ﻫﻮ ﺧﻄﺔ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ ،وﻳﺴﺘﺨﺪم ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺎﺣﺜ zﻫﺬا ا)ﺼﻄﻠﺢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣﺮادﻓﺎ )ﺼﻄﻠﺢ »ﻣﺨﻄـﻂ« Schemaﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻔﻀﻞ اﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ اﺳﺘﺨﺪام ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻟﺘﺨﻄـﻴـﻂ ﻣـﻊ اﻷﻧﻮاع اﻷﻛﺜﺮ ﻋﻴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺗﻜﻮﻳﻨﻬـﺎ ﺑـﺸـﻜـﻞ واع ،ﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﻳـﺴـﺘـﺨـﺪم ﻣـﺼـﻄـﻠـﺢ »اﺨﻤﻟﻄﻂ« ﻣﻊ اﻟﺒﻨﻰ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﲡﺮﻳﺪا ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﳊﺎل ﻟﺪى ﺟﺎن ﺑﻴﺎﺟﻴﻪ ﻣﺜﻼ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٧ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻻﺿﻄﺮاب اﻟﻌﻘﻠﻲ واﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ ﻳﻨﺘﻘﻞ ا)ﺮﻳﺾ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﺎﻻت اﻟﻔـﺮح واﻻﻧـﺘـﺸـﺎء اﻟﺸﺪﻳﺪ إﻟﻰ ﺣﺎﻻت اﳊﺰن واﻻﻛﺘﺌﺎب اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﺑﺸﻜﻞ دوري وﻣﺘﺘﺎﺑﻊ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٨وا)ﺜﺎل اﻟﻮاﺿﺢ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻫﻮ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺮواﺋﻲ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ اﻟﺸﻬﻴﺮ أرﻧﺴﺖ ﻫﻤﻨﺠﻮاي) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(.
98
اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
4اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﺘﻢ اﻻﺳﺘﺸﻬﺎد ﺑﺄﻟﺒﺮت آﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ ﻟﺘﺄﻳﻴﺪ وﺟﻬﺔ اﻟﻨﻈﺮ اﻟﺮوﻣﺎﻧﺴﻴﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ إن اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﻳﻌﻴﻖ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ وﻻ ﻳﺪﻋﻤﻬﺎ .ﻓـﻔـﻲ »ﻣـﻼﺣـﻈـﺎت ﻓـﻲ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﺬاﺗﻴﺔ« ﺣﺘﻰ ﻛﺘﺒﻬﺎ آﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ ﺗﻈﻬﺮ اﻹداﻧﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﻸﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ» :ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ا)ـﺮء أن ﻳﺤﺸﻮ ﻋﻘﻠﻪ ﺑﻜﻞ ﻫﺬه ا)ﻮاد ،ﺳﻮاء أﻛﺎن ﻳﺤﺒﻬﺎ أم ﻻ، وﻛﺎن ﻟﻬـﺬا اﻹﺟـﺒـﺎر أﺛـﺮ ﺑـﻠـﻎ ﻣـﻦ ﺳـﻮﺋـﻪ ﻋـﻠـﻰ أﻧـﻨـﻲ وﺟﺪت ،ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺟﺘﺰت اﻻﻣﺘﺤﺎن اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ،أن اﻟﻨﻈﺮ ﻓـﻲ أﻳـﺔ ﻣـﺸـﻜـﻼت ﻋـﻠـﻤـﻴـﺔ أﻣـﺮ ﺑـﻐ ـﻴــﺾ )ــﺪة ﻋــﺎم ﻛـﺎﻣـﻞ«)ﻣـﻦ ﺧــﻼل ) .(Hoffman, 1972, p. 31وﺗـﺬﻣــﺮ آﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ وﻫﻮ ﻳﺘﺤﺪث ﺑﺸﻜﻞ أﻋﻢ» :أﻣﺎ أن أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﺪرﻳﺲ اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻟﻢ ﺗﺨﻨﻖ ﺣﺐ اﻻﺳﺘﻄﻼع ا)ﻘﺪس ﺑﻌﺪ ﻓﺄﻣﺮ ﻳـﻜـﺎد ﻳـﺼـﻞ ﺣـﺪ ا)ـﻌـﺠـﺰة ،ﻓـﻬـﺬه اﻟـﻨـﺒـﺘـﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة اﻟﻄﺮﻳﺔ ﻳﺤﺘﺎج أﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﲢﺘﺎج إﻟﻰ اﳊﺮﻳﺔ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﳊﻮاﻓﺰ .وﻣﺼﻴﺮﻫﺎ اﻟﺘﻠﻒ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ إن ﻟﻢ ﲢﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﳊﺮﻳﺔ .وﻣﻦ اﳋﻄﺄ اﻟﻘﺎﺗﻞ أن ﻧﻌﺘﻘﺪ أن ﻣﺘﻌﺔ اﻟﺮؤﻳﺔ واﻟﺒﺤﺚ ﻜﻦ أن ﺗﺘﻌـﺰز ﻣـﻦ ﺧﻼل وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻘﻬﺮ واﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻮاﺟﺐ« )ﻣﻦ ﺧـﻼل ).(Schlipp, 1951, p. 17 ﻴﻞ اﻟﺒﺤﻮث ﺣﻮل ﺟﺪوى اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ إﻟﻰ أن ﲢﺼﺮ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ اﻹﺑﺪاع ،وﺗﺴﺘﺒﻌﺪ اﻟﻘﻴـﺎدة ،ﻓـﻲ ﺣـ zأن 99
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻗﻀﻴﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻟﻬﺎ أي دور ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻘﻴـﺎدة ﻗـﻀـﻴـﺔ ﺗـﺴـﺘـﺤـﻖ اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ ﻛﺬﻟﻚ .ﻓﻘﺪ ﺗﺆدي ﺑﻌﺾ اﳋﺒﺮات واﻟﻔﺮص ا)ﺪرﺳﻴﺔ إﻟﻰ »ﺑﻨﺎء اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ« ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪﻧﺎ ﻣﺪرﺑﻮ ﻓﺮق ﻛﺮة اﻟﻘـﺪم أن ﻧـﻌـﺘـﻘـﺪ .وﻛـﻤـﺎ ﻗـﺎل اﻟﺪوق وﻟﻨﻐ )× (١ﻣﺆﻛﺪا ﻓﺈن »ﻣﻌﺮﻛﺔ ووﺗﺮﻟﻮ ﻛﺴﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻴﺎدﻳﻦ اﻟﻠﻌﺐ ﻓﻲ إﻳ «)×.(٢ وﺗﻮﺣﻲ ﻣﻠﺤﻮﻇﺔ وﻟﻨﻐ ﻫﺬه ﺑﺄن اﳉﻮاﻧﺐ اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﺟﻮاﻧـﺐ ﻻﺻـﻔـﻴـﺔ Extra Curricularأﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺪرﺳﻴـﺔ .وﻧـﺤـﻦ ﻣـﺎزﻟـﻨـﺎ ﳒﻬﻞ اﻵﺛﺎر اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ .وﻣﻦ اﻟﻴﺴﻴﺮ ﺎﻣﺎ أن ﻧﺬﻛﺮ أﻣﺜﻠـﺔ ﺗـﺆﻳـﺪ اﻵﺛـﺎر اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺴﻬﻞ أن ﻧﻘﺪم أﻣﺜﻠﺔ ﺣﻮل اﻵﺛﺎر اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟـﻪ .وﻓـﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻘﻴﺎدة ،ﻻ ﺗﻔﺴﺮ ﺣﻘﻴﻘﺔ أن ﺗـﻴـﻮدور روزﻓـﻠـﺖ ﻗـﺪ ﺗـﺨـﺮج ﻣـﻦ ﺟـﺎﻣـﻌـﺔ ﻫﺎرﻓﺮد وﻫﻮ ﻋﻀﻮ ﻓﻲ ﺟﻤﻌﻴﺔ)×)-Phi Beta Kappa (٣ﺎذا ﻛﺎن روزﻓﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺪرﺟﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ إﺑﺎن وﺟﻮده ﻗﺎﺋـﺪا ﻓـﻲ اﻟـﺒـﻴـﺖ اﻷﺑـﻴـﺾ .وﻗـﺪ ﻛـﺎن ﺟـﻮن ﻛﻮﻳﻨﺴﻲ آداﻣﺰ J. Q. Adamsﺧﺮﻳﺠﺎ ﻣﻦ ﻫﺎرﻓﺮد وﻋﻀﻮا ﻓﻲ Phi Beta Kappa ورﺋﻴﺴﺎ ﺗﻨﻔﻴﺬﻳﺎ ﻓﺎﺷﻼ ﺑﻴﻨﻤﺎ اﺗﺒﻊ ﻓﺮاﻧﻜﻠ zروزﻓﻠﺖ ﺳﻴﺮﺗﻪ ﻏﻴﺮ ا)ﺘﻤﻴﺰة ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺨﺮج ﻣﻦ ﻫﺎﻓﺮد ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﻛﺸﻔﺖ ﻋﻦ ﻗﺪرات ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎدة. ﺳﺄﺧﺼﺺ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻟﺘﺘﺒﻊ آﺛﺎر اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة. وﺳﺄﺑﺪأ ﺑﻔﺤﺺ ﻣﻔﻀﻞ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑ zﻣﺴﺘﻮى اﻟـﺘـﺤـﺼـﻴـﻞ اﻟـﺘـﺮﺑـﻮي وا)ـﻘـﺪار اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻹﺑﺪاع أو اﻟﻘﻴﺎدة ،ﺛﻢ أﻗﻮم ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﻔﺤﺺ ﻗﻴﻤـﺔ اﻟـﺘـﺤـﺼـﻴـﻞ اﻷﻛﺎد ﻲ ﻓﻲ ﺗﻄﻮر اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ.
اﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻟﺮﺳﻤﻲ
)×(٤
ﻳﻘﻮم ﺑﻌﺾ اﻷﻓﺮاد ،ﺑﻜﻞ ﻓﺨﺮ ،ﺑﻌﺮض درﺟﺎﺗﻬﻢ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ا)ﺘـﻘـﺪﻣـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﺟﺪران ﻣﻜﺎﺗﺒﻬﻢ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺨﻔﻲ آﺧﺮون ﺣﻘﻴﻘﺔ أﻧﻪ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﺷﻬﺎدة ﻣﺪرﺳﺔ ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﲢﻤﻞ أﺳﻤﺎءﻫﻢ ،واﻻﻓﺘﺮاض اﻟﺸﺎﺋﻊ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ أن ﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺤﻈﻮا إﻻ ﺑﻘﺪر ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻫﻢ أﻗﻞ ﺣﻈﺎ وأﻗﻞ ﳒﺎﺣﺎ وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﺛﻨ zﻣﻦ أﻛﺜﺮ رؤﺳﺎء اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة ﻣﻜﺎﻧﺔ وﻣﻨﺰﻟﺔ ،وﻫﻤﺎ ﺟﻮرج واﺷﻨﻄﻦ وإﺑﺮاﻫﺎم ﻟﻨﻠﻜﻦ ،ﻗﺪ ﺣﺼﻼ ﻋﻠﻰ ﻗﺪر أﻗﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻣـﻦ ﻏـﻴـﺮﻫـﻢ ﻣﻦ رؤﺳﺎء اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة .واﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﺴﻴﺮ إﺳﺤﻖ ﻧﻴﻮﺗﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ درﺟﺔ اﻟﺒﻜﺎﻟﻮرﻳﻮس ،ور ﺎ ﻛﺎن ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ 100
اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
ﻋﻠﻰ اﻹﳒﺎز ﻻ ﻫﻮ ﺑﺎﻹﻳﺠﺎﺑﻲ وﻻ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﺴﻠﺒﻲ ،ﺑﻞ ﻫﻮ ﺗﺄﺛﻴـﺮ ﻣـﻨـﺤـﻦ ،ور ـﺎ أﻣﻜﻦ وﺻﻒ ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ داﻟﺔ ﻣﻨﺤﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ Uﻣﻌﻜﻮﺳﺔ )أي أن ا)ﻨﺤﻨﻰ ﻳﺸﺒﻪ اﻟﻘﻨﻄﺮة( .ﻓﺒﻌﺾ أﻧﻮاع اﻟﺘﻌـﻠـﻴـﻢ اﻟـﺮﺳـﻤـﻲ ﻗـﺪ ﺗـﻌـﺰز اﻟـﺘـﻄـﻮر اﻹﺑﺪاﻋﻲ ،ﻟﻜﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻷﻛﺎد ﻲ اﻟﺰاﺋﺪ ﻋﻦ ا)ﻄﻠﻮب ﻗﺪ ﻳﻐﺮس ﻓﻲ اﻟﺬﻫﻦ اﻟﺘﺰاﻣﺎ ﻣﺒﺎﻟﻐﺎ ﻓﻴﻪ ﺑﻮﺟﻬﺎت اﻟﻨﻈﺮ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﺨﻤﺪ اﻷﺻﺎﻟـﺔ .ﻓـﺈذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻨﺤﻨﻴﺔ وﻟﻴﺴﺖ ﺧﻄﻴﺔ ،ﻓﺈن اﻟﺴﺆال اﳊﺎﺳﻢ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻮﺿﻊ اﻟﻨﻘﻄﺔ ا)ﺜﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا ا)ﻨﺤﻨﻰ :أي ﻣﺎ ﻗﺪر اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ ا)ﻄﻠﻮب ﻟﻜﻲ ﻧﺮﻗﻰ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋـﻴـﺔ إﻟـﻰ أﻗـﺼـﻰ ﺣـﺪ Yﻜﻦ? ﻟﻘﺪ ﺣﺴﺒﺖ ﻛﺎﺗﺮﻳﻦ ﻛﻮﻛﺲ ) (١٩٢٦ﻧﺴﺐ اﻟﺬﻛﺎء ﻟــ ٣٠١ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة ﻛﻤﺎ ذﻛﺮﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ .وﺟﻤﻌﺖ ﻛﻮﻛﺲ أﺛﻨﺎء ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻫﺬا ﻣﺎدة ﻏﺰﻳﺮة ﺣﻮل اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻬﺬه اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺒﺎرزة .وﻗﺪ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻫﺬه اﻟﺒﻴﺎﻧـﺎت ﻓﻲ ﺑﺤﺚ ﺣﻮل اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﺎ ﺑ zاﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻹﳒﺎز ) ،(Simonton, 1976aوﺣﻮﻟﺖ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻜﻞ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء ا)ﻔﺤﻮﺻ zاﻟـ ٣٠١إﻟﻰ ﻗﻴﻤﺔ ﻋﺪدﻳﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺘﺎﻟﻲ: اﻟﺼﻔﺮ ) (٠ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﻋﺪم ﻋﺪم وﺟﻮد أي ﺗﺪرﻳﺐ رﺳﻤﻲ ﻣﻦ أي ﻧﻮع. اﻟﺪرﺟﺔ ) (١ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ ا)ﺪرﺳﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ أو ﻣﺎﻳﻌﺎدﻟﻬﺎ. اﻟﺪرﺟﺔ ) (٢ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ درﺟﺔ اﻟﺒﻜﺎﻟﻮرﻳﻮس أو ﻣﺎ ﻳﻌﺎدﻟﻬﺎ. اﻟﺪرﺟﺔ ) (٣ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ درﺟﺔ ا)ﺎﺟﺴﺘﻴﺮ. اﻟﺪرﺟﺔ ) (٤ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ درﺟﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراه أو أﻳﺔ درﺟﺎت ﻣﻬﻨﻴﺔ أﺧﺮى. ﻓﺈذا وﻗﻊ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ ﻣﺎ ﺑ zﻧﻘﻄﺘ zﻋﻠﻰ ا)ﻘﻴﺎس ،ﻓﺈﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ أﺿﻴﻒ ﻧﺼﻒ ﻧﻘﻄﺔ إﻟﻰ اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ ﻫﺎﺗ zاﻟﻨﻘﻄﺘ.z وﻫﻜﺬا ﻓﺈن اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﻣﺮﺣﻠﺘﻪ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ،ﻛﺎن ﻳﺤﺼـﻞ ﻋـﻠـﻰ درﺟﺔ ١ ٬٥ﻧﻘﻄﺔ .وأﻧﺎ أﻋﺘﺮف ﺑﺄن ﻫﺬا اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻻ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺎﻹﺗﻘﺎن ،ﻟﻜـﻨـﻪ ﻳﺼﻒ ﻓﻌﻼ اﻻﺧﺘﻼف اﻟﻮاﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﺘـﻌـﻠـﻴـﻢ اﻟـﺮﺳـﻤـﻲ اﻟـﺬي ﺗـﻠـﻘـﺎه ٣٠١ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة .ﻟﻘﺪ ﺣﺼﻞ ﻫﺎﻧﺰ ﻛﺮﻳﺴﺘﻴﺎن إﻳﺮﺳﺘـﺪ ،H. C. Oerstedﻋﺎﻟﻢ اﻟﻔﻴﺰﻳـﺎء اﻟﺪ ﺮﻛﻲ اﻟﺬي اﻛﺘﺸﻒ ا)ﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ درﺟﺔ دﻛﺘﻮراه اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ. أﻣﺎ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻔﻴﺰﻳﺎء اﻹﻧﻜﻠﻴﺰي اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻣﺎﻳـﻜـﻞ ﻓـﺎرادي ،اﻟـﺬﻳـﻦ ﻛـﺎﻧـﺖ ﺻـﻮرﺗـﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ ﺻﻮر ﺛﻼث وﺿﻌﺖ ﻋﻠﻰ اﳊﺎﺋﻂ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺐ آﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ، 101
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻓﻘﺪ أﺟﺒﺮ ﻋﻠﻰ أن ﻳﺘﺮك ا)ﺪرﺳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮة ﻣﻦ ﻋﻤـﺮه. وﻫﻜﺬا ﺣﺼﻞ ﻓﺎرادي ﻓﻲ ﻧﻈﺎم اﻟﺘﺮﻣﻴﺰ ﻫﺬا اﻟﺬي وﺻﻔﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﻒ )(١/٢ ﻧﻘﻄﺔ ﻓﻘﻂ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻳﺮﺳﺘﺪ اﻟﺬي ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ أرﺑﻊ ﻧﻘﺎط ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻴﺎس اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ. ﻟﻘﺪ ﻗﻤﺖ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zاﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ واﻟﺸﻬﺮة ا)ﺘﺤﻘﻘﺔ ﻟـﺪى ﻛﻞ ﻣﻦ ا)ﺒﺪﻋ zواﻟﻘﺎدة ﻋﻠﻰ ﺣﺪة )ﻣﻊ ﺗﺜﺒﻴﺖ ﺑﻌﺾ ا)ﺘـﻐـﻴـﺮات ﻣـﺜـﻞ ا)ـﺮﻛـﺰ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻟﻸب ،واﻟﺬﻛﺎء ،وﺗﻨﻮع اﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎت ،وﻃـﻮل اﻟـﻌـﻤـﺮ، وﺳﻨﺔ ا)ﻴﻼد ،وﻣﻮﺛﻮﻗﻴﺔ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت( .وﻳﻮﺿﺢ اﻟﺸـﻜـﻞ رﻗـﻢ ) (١اﳊﺼﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻠﺖ إﻟﻴﻬﺎ .وﻣﻨﻪ ﻳﺘﺒ zأن اﻟﺸﻬﺮة ﻋﻨﺪ اﻟﻘﺎدة ذات ارﺗﺒﺎط ﺧﻄﻲ ﺳﻠـﺒـﻲ ﺴﺘﻮى اﻟﺘﻌﻠﻢ ،وﻗﺪ ﻛﺎن ﻣﻦ وﺻﻠﻮا أﻋﻠﻰ ا)ﺮاﺗﺐ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺳﺔ ،وﻗﺎدة اﻷﻟﻮﻳﺔ )اﳉﻨﺮاﻻت( وﻗـﺎدة اﻟـﺒـﺤـﺮﻳـﺔ وا)ـﺼـﻠـﺤـ zاﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻴـ zواﻟـﺪﺑـﻠـﻮﻣـﺎﺳـﻴـz وا)ﺼﻠﺤ zاﻟﺪﻳﻨﻴ ،zﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﺣﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ أﻗﻞ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ. 190
اﻟﻘﺎدة
180 170 160
140 130
ا)ﺒﺪﻋﻮن
120
ﻣﺮاﺗﺐ اﻟﺸﻬﺮة
150
110 100 90 80 4 درﺟﺎت اﻟﺪﻛﺘﻮراه
3 درﺟﺎت ا)ﺎﺟﻴﺴﺘﻴﺮ
2 درﺟﺎت اﻟﺒﻜﺎﻟﻮرﻳﻮس
1 ا)ﺪارس اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ
اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ
ﺷﻜﻞ )(١ ﻳﻮﺿﺢ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zاﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ وﻣﺮاﺗﺐ اﻟﺸﻬﺮة ﻟﺪى ١٠٩ﻣﻦ اﻟﻘﺎدة, و ١٩٢ﻣﻦ ا)ﺒﺪﻋ zﻓﻲ ﻋﻴﻨﺔ ﻛﻮﻛﺲ )ﻧﻘﻼً ﻋﻦ ﺳﺎ ﻨ (1981a ، 102
اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
وﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻻ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻛﺜﻴﺮا ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﻘﻴﺎدﻳﺔ. أﻣﺎ اﻟﺸﻬﺮة ﻋﻨﺪ ا)ﺒﺪﻋ zﻓﻘﺪ اﺗﺨﺬت ذﻟﻚ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺬي ﺗﻨﺒﺄت ﺑﻪ ،أي ﻣﻌﺎﻣﻞ ارﺗﺒﺎط ﻣﻨﺤﻦ ﻟﻪ ﺷﻜﻞ Uا)ﻌﻜﻮس .ورﻏﻢ أن ﻗﺪرا ﻣﻌﻴﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻗﺪ ﻳﻌﺰز اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻹﳒﺎز اﻹﺑﺪاﻋﻲ ،ﻓﺈن ا)ﻀﻲ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﻧﻘـﺎص ﻓـﺮص إﺣـﺮاز اﻟـﺸـﻬـﺮة .وﻣـﻦ اﻟﻐﺮﻳﺐ أن ا)ﺒﺪﻋ zاﻟﺬﻳﻦ ﺣﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ درﺟﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﻴﻞ ﺷﻬﺮﺗﻬﻢ إﻟـﻰ أن ﺗﻜﻮن أﻗﻞ ﺑﺪرﺟﺔ ﻃﻔﻴﻔﺔ ﻋﻦ ﺷـﻬـﺮة اﻟـﺬﻳـﻦ ﺣـﺼـﻠـﻮا ﻋـﻠـﻰ ﻗـﺪر أﻗـﻞ ﻣـﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ ،إذ ﺗﻘﻊ ذروة اﻟﺸﻬﺮة ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻘﻄﺔ ١٫٨٥ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻴﺎس اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، وﻫﻲ ﻗﻴﻤﺔ ﺗﺘﺮﺟﻢ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺟﺎﻣﻌﻲ ﻟﻢ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ درﺟﺔ اﻟﺒﻜﺎﻟﻮرﻳﻮس، وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ﻣﻌﻈـﻢ اﻟـﻌـﻠـﻤـﺎء واﻟـﻔـﻼﺳـﻔـﺔ واﻟـﻜـﺘـﺎب واﻟـﻔـﻨـﺎﻧـ zوا)ـﺆﻟـﻔـz ا)ﻮﺳﻴﻘﻴ zا)ﺸﺎﻫﻴﺮ ﻴﻠﻮن إﻟﻰ إﻛﻤﺎل اﻟﺴﻨﻮات اﻷوﻟﻰ ،وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ اﻟﺴﻨﻮات اﳋﺘﺎﻣﻴﺔ ﻓﻲ دراﺳﺘﻬﻢ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ .وﻗﺪ ﺗﺮك ﻛﻞ ﻣﻦ إدون ﻻﻧﺪ E. Landوﺑﻜﻤﻨﺴﺰ ﻓﻠـﺮ B. Fullerﻛﻠﻴﺔ ﻫﺎرﻓﺮد دون اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ درﺟﺘﻴﻬﻤﺎ اﻟـﻌـﻠـﻤـﻴـﺘـ .zوﻣـﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن ﻻﻧﺪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ درﺟﺔ اﻟﺒﻜﺎﻟﻮرﻳـﻮس ﻛـﻲ ﻳـﺒـﺘـﻜـﺮ ﻋـﺪﺳـﺔ اﻟﺒﻮﻻروﻳﺪ (٥×)Polaroid Lensﻛﻤﺎ ﳒﺢ ﻓﻠﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ Yﺎﺛﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ اﻟﻘﺒﺔ اﳉﻴﻮدﻳﺴﻴﺔ)× (٦دون اﳊﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺒﻜﺎﻟﻮرﻳﻮس. إن ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ،وﻣﻨﻬﺎ اﻟﺘﺤﻮل اﻟﺬي ﻳﺘﻢ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻘﻄﺔ ١٫٨٥ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﺄﺧﺬﻫﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﺎد ﺎﻣﺎ ﺣﻴﺚ إﻧﻬﺎ ﺗﻘﻮم ﻋـﻠـﻰ أﺳـﺎس دراﺳـﺔ واﺣﺪة ،وﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺗﻌﺰزﻫﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺣـﻲ ﺑﺄن ا)ﻨﺤﻨﻰ اﻟﺬي ﻳﺄﺧﺬ ﺷﻜﻞ ﺣﺮف Uا)ﻌﻜﻮس ﻫﻮ ﻣﻨﺤﻨﻰ دﻗﻴﻖ .ﻟﻘﺪ ﻗﺎم ﻋﺪة ﻣﺌﺎت ﻣﻦ ا)ﺆرﺧ zاﻷﻣﺮﻳﻜﻴ zﺑﻮﺿﻊ ﺗﻘﺪﻳﺮات ﻣﺘﺪرﺟﺔ ﻟـ ٣٣رﺋﻴﺴﺎ ﻣﻦ رؤﺳﺎء اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة ،وﻓﻘﺎ ﻟﺴﺒﻌﺔ ﺟﻮاﻧﺐ ﻣﺘﻤﺎﻳﺰة ﻟﻠـﻘـﻴـﺎدة اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ، ﻣﻨﻬﺎ ا)ﺜﺎﻟﻴﺔ وا)ﺮوﻧﺔ ) .(Maranell, 1970وﻗﺪ وﺟﺪ أن ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺳﻠﺒﻴﺎ ﻣﻊ ﻣﺮوﻧﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺸﺆون اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .وﻗﺪ ﻛـﺸـﻒ اﻟـﺘـﺤـﻠـﻴـﻞ اﻟﻌﺎﻣﻠﻲ ﺣﻘﺎ ﻋﻦ اﺳﺘﻘﻄﺎب واﺿﺢ ﻣﺎ ﺑ zاﻟﺘﺼﻠﺐ اﻟﻔﻜﺮي ا)ﺜﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ وا)ﺮوﻧﺔ اﻟﻌﻤﻠـﻴـﺔ ﻣـﻦ اﻟـﻨـﺎﺣـﻴـﺔ اﻷﺧـﺮىWendt and Light, 1976; Simonton,) ، .(1981 c وﻣﻦ ا)ﻤﻜﻦ أن ﻧﺴﺠﻞ اﻟﻔﺮوق ﻣﺎ ﺑ zاﻟﺮؤﺳﺎء ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺒﻌﺪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻃﺮﺣﻨﺎ ﻟﺪرﺟﺔ ا)ﺮوﻧﺔ ا)ﻘﺪرة ﻟﺪى ﻛﻞ رﺋﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺔ ا)ـﻘـﺮرة ﻟـﺘـﻔـﻜـﻴـﺮه 103
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ا)ﺜﺎﻟﻲ .وﻫﺬا اﻟﻘﻴﺎس ﻣﻔﻴﺪ ﻷن ﻫﻨﺎك ﺷﻮاﻫﺪ ﻛﺜﻴﺮة ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن اﻟﺘﺼﻠﺐ اﻟﻔﻜﺮي واﻹﺑﺪاع ﺜﻼن ﻧﻬﺎﻳﺘ zﻣﺘﻌﺎرﺿﺘ zﻓﻲ ﺑﻌﺪ ﺛﻨﺎﺋﻲ اﻷﻗﻄـﺎب .وﻗـﺪ ﻇﻬﺮ ﻣﻦ دراﺳﺎت ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨـﺎت ﺣـﺪﻳـﺜـﺔ أن درﺟـﺎت اﺧـﺘـﺒـﺎر اﻹﻳـﺪاع ﺗـﺮﺗـﺒـﻂ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﺆﺷﺮات اﻟﻘﻴﺎس اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻟﺒﻌﺪ اﻟﺘـﺴـﻠـﻄـﻴـﺔ )Grossman and (Eisenman, 1971وﻟﺒﻌﺪ اﻟﺘﺼﻠﺐ ا)ﻌﺮﻓـﻲ (Leach, 1967) ،Cognitive Rigidity وﻟـﺒـﻌـﺪ اﳉـﻤـﻮد اﻟـﻌـﻘـﺎﺋــﺪي ) .(Uhes and Shaver, 1970ﻛـﻤـﺎ أن اﳋـﺼـﺎﺋــﺺ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ا)ﻤﻴﺰة ﻟﻠﻤﺒﺪﻋ zﻴﻞ إﻟﻰ أن ﺗﺘﻄﺎﺑﻖ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻣﻊ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻷﻓﺮاد ا)ﻨﺨﻔﻀ zﻓﻲ اﳉﻤﻮد واﻟﺘﺴـﻠـﻄـﻴـﺔ )Adorno et al., 1950, Rokeach, .(1960, Stein وﻫﻜﺬا ﻓﺈن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zاﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ واﻟﺸﻬﺮة اﻹﺑـﺪاﻋـﻴـﺔ ﺗـﺜـﺒـﺖ إذا ﻛﺎن ا)ﻨﺤﻨﻰ اﻟﺬي ﻳﺮﺑﻂ ﺑ zاﳉﻤﻮد واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻫﻮ ﺻﻮرة ﻣﺮآة ﻟﺬﻟﻚ ا)ﻨﺤﻨﻰ اﻟﺬي ﻳﺼﻮره اﻟﺸﻜـﻞ رﻗـﻢ ) .(١وﻗﺪ ﻗﻤﺖ ،ﻟﻠﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﺑﺈﻋﻄﺎء اﻟـﻘـﻴـﻢ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟـ ٣٣رﺋﻴﺴﺎ ﻣﻦ رؤﺳﺎء اﳉﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة: )ﺻﻔﺮ( )ﻦ أﻧﻬﻰ ا)ﺪرﺳﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ أو ﻣﺎ ﻫﻮ أﻗﻞ ﻣﻨﻬﺎ. )) (١ﻦ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﳉﺎﻣﻌﻲ. ) (٢ﻟﻠﺤﺎﺻﻞ ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ. ) (٣ﻟﻠﺤﺎﺻﻞ ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ا)ﺎﺟﺴﺘﻴﺮ. ) (٤ﻟﻠﺤﺎﺻﻞ ﻋﻠﻰ دﻛﺘﻮراه اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ).(Simonton, 1981 c ﺛﻢ ﺣﺴﺒﺖ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zﻫﺬا ا)ﻘﺪار ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ وﻣﺘﻐﻴﺮات اﳉﻤﻮد اﻟﻌﻘﺎﺋﺪي أو اﻟﻌﻘﻠﻲ )ﺑﻌﺪ ﺿﺒﻂ ا)ﺘﻐﻴﺮات اﻷﺧﺮى( .وﻳﻜﺸﻒ ا)ﻨﺤﻨﻰ اﻟﻨﺎﰋ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ اﻟﺸﻜﻞ ) (٢ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻨﺤﻨﻴﺔ ذات ﺷﻜﻞ ﺣﺮف Uﺑ zاﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ واﳉﻤﻮد اﻟﺬي وﺿﻌﺖ ﻟﻪ ﺗﻘﺪﻳﺮات .ﻓﺎﻟﺮؤﺳﺎء اﻷﻛﺜـﺮ ﺟـﻤـﻮدا ﻫـﻢ اﻟﺮؤﺳﺎء اﻟﺬﻳﻦ إﻣﺎ ﺣﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ أﻗﻞ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻟـﺘـﻌـﻠـﻴـﻢ اﻟـﺮﺳـﻤـﻲ ،أو اﻟـﺬﻳـﻦ ﺣﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ درﺟﺎت ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن أﻧﺪرو ﺟﻮﻧﺴﻦ اﻟﺬي ﻛﺎن أﻣﻴﺎ ،ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻣﺖ زوﺟﺘﻪ ﺑﺘﻌﻠﻴﻤﻪ اﻟﻘﺮاءة واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ،وﻛﺬﻟﻚ وودرو وﻟﺴﻦ ،وﻫـﻮ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﳊﺎﺻﻞ ﻋﻠﻰ درﺟﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ،ﻫﻤﺎ أﻛﺜﺮ رؤﺳﺎء اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳـﺔ ﺟﻤﻮدا ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻓﻘﺪ أدى ﻋﺠﺰ ﺟﻮﻧﺴﻦ ﻋﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﺗﺴﻮﻳﺔ أو ﺣﻞ وﺳﻂ ﻣﻊ اﳉﻤﻬﻮرﻳ zاﻟﺮادﻳﻜﺎﻟﻴ zﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﻣﻮر اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺈﻋﺎدة 104
اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
4
3
2
1
درﺟﺎت اﻹﻟﺘﺤﺎق درﺟﺎﺗﺎ درﺟﺎت اﻟﺪﻛﺘﻮراه )ﺎﺟﻴﺴﺘﻴﺮ اﻟﺒﻜﺎﻟﻮرﻳﻮس ﺑﺎﳉﺎﻣﻌﺔ
اﳉﻤﻮد اﻟﻔﻜﺮي
2.0 1.8 1.6 1.4 1.2 1.0 0.8 0.6 0.4 0.2 0.0 -0.2 -0.4 -0.6 -0.8 -1.0 -1.2 0
اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ
ﺷﻜﻞ )(٢ ﻳﻮﺿﺢ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zاﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤـﻲ واﳉـﻤـﻮد اﻟـﻔـﻜـﺮي ﻟـﺪى ٣٣رﺋﻴـﺴـﺎً ﻣﻦ رؤﺳﺎء اﳉﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ )ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﺳﺎ ﻨ (1981a ، اﻟﺒﻨﺎء أو اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ إﻟﻰ إداﻧﺘﻪ ﺑﺎﻟﺘﻘﺼﻴﺮ .ﻛﺬﻟﻚ أدى ﻋﻨﺎد وﻟﺴﻦ ا)ﻤﺎﺛﻞ-ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﺼﺒﺔ اﻷ©-ﺑﺼﺤﺘﻪ إﻟﻰ اﻻﻧﻬﻴﺎر وﺑﺤﺰﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﻬﺰ ـﺔ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ. ﻟﻘﺪ ﺣﻈﻲ أﻗﻞ اﻟﺮؤﺳﺎء ﺟﻤﻮدا ﻘﺪار ﻣﻌﺘﺪل ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﺗﻮﻣﺎس ﺟﻔﺮﺳﻦ اﻟﺬي واﻇﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ اﳉﺎﻣﻌﺔ وﻓﺮاﻧﻜـﻠـﻦ روزﻓـﻠـﺖ اﻟﺬي ﺗﺨﺮج ﻣﻨﻬﺎ أﻛﺜﺮ اﻟﺮؤﺳﺎء ﻣﺮوﻧﺔ. ﺗﻘﻊ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺴﻔﻠﻰ ﻋﻠﻰ ا)ﻨﺤﻨﻰ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺘﻮى ١٫٥٣وﻗﺒﻞ أن أﻗﺎرن ﻫﺬا أﻋﺪل اﻟﻔﺎرق ﺑ zﻫﺬﻳـﻦ اﻟﺮﻗﻢ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ ١٫٨٥ﻓﻲ اﻟﺸﻜﻞ رﻗـﻢ ) (١ﻳﺠﺐ أن ّ ا)ﻘﻴﺎﺳ .zﻓﺎﻟﻘﻴﻤـﺔ ١٫٥٣ﻓﻲ اﻟﺸﻜﻞ رﻗـﻢ ) (٢ﺗﺘﺮﺟﻢ إﻟﻰ ١٫٧٦ﻓﻲ اﻟﺸﻜـﻞ رﻗﻢ ) (١وﻫﻮ رﻗﻢ Yﺎﺛﻞ ﺑﺪرﺟﺔ ﻣﺜﻴﺮة ﻟﻠﺪرﺟﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ .١٫٨٥وﻳﺸﻜﻞ ﻛﻞ ﻣـﻦ ا)ﻨﺤﻨﻴ zاﳋﺎﺻ zﺑﺎﳉﻤﻮد واﻟﺸﻬﺮة اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﺑﻮﺻﻒ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ داﻟﺔ ﻣﻦ 105
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
دوال درﺟﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺻﻮرة ﻣﺮآة ﻟﻶﺧﺮ .ﻓﺎﳋﺒﺮة اﳉﺎﻣﻌﻴـﺔ ا)ـﻨـﺨـﻔـﻀـﺔ ﻋـﻦ ﻣﺴﺘﻮى درﺟﺔ اﻟﺒﻜﺎﻟﻮرﻳﻮس ﻴﻞ إﻟﻰ أن ﺗـﻘـﻠـﻞ ﻣـﻦ درﺟـﺔ ا)ـﺮوﻧـﺔ ا)ـﺜـﺎﻟـﻴـﺔ، وﲢﺪث ذروة اﻻﻧﺨﻔﺎض ﻗﺮب ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﻗـﺒـﻞ اﻟـﻨـﻬـﺎﺋـﻴـﺔ وﻋـﻨـﺪ ﻧﻔﺲ اﻟﻨﻘﻄﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﺗﻜﻮن اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺬروة .واﻟﻔﺘﺮة اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻘﻮم ﺑﺘﻮﺳﻴﻊ ﻣﺪارك اﻟﻄﺎﻟﺐ وﺗﺰوده ﺑﺎﻷدوات اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ وا)ﻌﺮﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﺎﺟﻬﺎ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺮﻧـﺔ إﺑـﺪاﻋـﻴـﺔ .أﻣـﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﻳﺒﺪأ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻓﻲ ﻋﻜﺲ اﲡﺎه ﻫﺬا ا)ﺴﺎر ﺧﻼل اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺪرﻳﺐ اﻟﻌﻘﻞ ﻛﻲ ﻳﻜﻮن أﻛـﺜـﺮ أﻛـﺎد ـﻴـﺔ وأﻛﺜﺮ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ اﻟﺘﺄﻣﻠﻲ ا)ﻨﻌﺰل .وﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺄﻳﻴﺪ ﻫﺬا اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻜﻨﻨﻲ أن أذﻛﺮ ﺣﻘﻴﻘﺔ أﺧﺮى ﻣﺆداﻫﺎ ،ﻋﻨﺪ ﺿﺒﻂ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ ،أن اﻟﺮؤﺳﺎء ذوي اﳋـﺒـﺮة اﻟـﺴـﺎﺑـﻘـﺔ ﻛـﺄﺳـﺎﺗـﺬة ﺟـﺎﻣـﻌـﻴـ zـﻴـﻠـﻮن إﻟــﻰ أﻗ ـﺼــﻰ درﺟــﺎت اﳉﻤﻮد) .(Simonton, 1981cإن ﺟﻮن ﻛﻮﻳﻨﺴﻲ آداﻣﺰ ،اﻟﺬي ﻛﺎن ﻓﻲ ﻓﺘـﺮة ﻣـﺎ أﺳﺘﺎذا ﻟﻠﺨﻄﺎﺑﺔ واﻟﺒﻼﻏﺔ ﻓﻲ ﺟـﺎﻣـﻌـﺔ ﻫـﺎرﻓـﺮد ﻫـﻮ واﺣـﺪ ﻣـﻦ أﻛـﺜـﺮ رؤﺳـﺎء اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة ﺟﻤﻮدا ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎن اﳊﺎل ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻮدرو وﻟﺴﻦ أﻳﻀﺎ، اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن واﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺑﺮﻧﺴ . ﻫﺬا اﻟﺘﻤﺎﺛﻞ اﻟﻘﺮﻳﺐ ﻣﺎ ﺑ zﻧﺘﺎﺋـﺞ ا)ـﺒـﺪﻋـ zاﻻﺛـﻨـ zواﻟـﺘـﺴـﻌـ zوا)ـﺎﺋـﺔ واﻟﺮؤﺳﺎء اﻟﺜﻼﺛﺔ واﻟﺜﻼﺛ zﻫﻮ ﺎﺛﻞ دال .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﻨﺔ ﻛﻮﻛﺲ ﻋﻴﻨﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺠﺎﻧﺴﺔ .ﻓﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻷ© واﻟﻔﺘﺮات اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ وﻣﺠﺎﻻت اﻹﳒﺎز .إن اﻟﺘﻨﻮع ﻟﻪ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎح ﺑﺄن ﻳﻜﻮن ا)ﻨﺤﻨﻰ ﺻﺎدﻗﺎ )أو ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺘﺤﻘﻖ ﻣﻨﻪ( ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﻴﻨﺔ ﺷﺪﻳﺪة اﻻﺗﺴﺎع ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓـﻬـﻮ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺈﻇﻬﺎر ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ اﻻﻛﺘﺸﺎف ﻟﻠﺘﻌﻤﻴﻢ .أﻣﺎ ﻗﺼﺮ اﻟﻌﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ رؤﺳﺎء اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ،وﻛﻠﻬﻢ وﻟﺪوا ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻷﻣﺔ ،داﺧﻞ ﻣـﺪى زﻣـﻨـﻲ ﻗـﺼـﻴـﺮ ﻧﺴﺒﻴﺎ ،واﺷﺘﺮﻛﻮا ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻈﻬﺮ أن ﻫﺬا اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻟﻪ ﺧﺼﻮﺻﻴﺘﻪ ،ﻛﻤﺎ أن ﻟﻪ ﻋﻤﻮﻣﻴﺘﻪ أﻳﻀﺎ .وﻫﻜﺬا ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻧﻜﻮن ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺔ أﻛﺒﺮ ﺑﺎﻟﺪاﻟﺔ ا)ﻨﺤﻨﻴﺔ. ﻟﻜﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺒﺤﺜ zﻻ ﻜﻦ أﺧﺬﻫﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ إداﻧﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠـﻴـﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ .ﻓﻌﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻫﻨﺎك ﺛﻼث ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺣﺎﺳﻤﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﻮاﺟﻬﻬـﺎ ﻗـﺒـﻞ أن ﻧﻔﺴﺮ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺑﻬﺬه اﻟﺜﻘﺔ .وﺗﺘﻌﻠﻖ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﺎ إذا ﻛﺎن أﺛـﺮ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻛﺒﻴﺮا أم ﺻﻐﻴﺮا ،ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺸﻬﺮة اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻫﻨﺎك ﻧﺴﺒﺔ 106
اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻣﻘﺪارﻫﺎ ﺣﻮاﻟﻲ % ٢ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ،ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﻌﻠﻤﻲ .ورﻏﻢ أن ﻫﺬه اﻟﻨﺴﺒﺔ ﻗﺪ ﺗﺒﺪو ﺻﻐﻴﺮة إﻻ أﻧﻬﺎ ﺜﻞ ﻓﻌﻼ ﻧﺴﺒﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ .وﻫﺬا اﻟﺮﻗﻢ ﻳﺠﺴﺪ ﻓﻘﻂ اﻷﺛﺮ اﻟﻔﺮﻳﺪ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ. ﻣﻊ اﺳﺘﺒﻌﺎد أي ﺗﺒﺎﻳﻦ ﻗﺪ ﻳﺸﺎرك ﻓﻴﻪ ﻫﺬا ا)ﻮﺿﻮع ﻣﻊ ﻣﺘﻐﻴﺮات أﺧﺮى ﻓـﻲ ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻻﻧﺤﺪار .وﻫـﻜـﺬا ﻓـﺈن %٢ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﺗﻘﺪﻳﺮا ﻣﺤﻜﻮﻣﺎ ﻋـﻠـﻴـﻪ ﺑـﺎﻟـﺒـﻘـﺎء ﺿﻤﻦ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات اﻟﺪﻧﻴﺎ .وﻣﻦ اﶈﺘﻤﻞ ﻛﺬﻟﻚ أن ﺗﻜﻮن اﻟﺸﻬﺮة ا)ﺘﺤﻘﻘﺔ ﻓﻲ أي ﻧﺸﺎط إﺑﺪاﻋﻲ ﻇﺎﻫﺮة ﺷﺪﻳﺪة اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻮﺟـﻮد ﻣـﺤـﺪدات ﻋـﺪﻳـﺪة ﻟﻬﺎ ،ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻲ وﺑﻌﻀﻬﺎ ﻧﻔﺴﻲ ،وﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺜﺎﻟﺚ اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺛـﻘـﺎﻓـﻲ، وﻫﻜﺬا .اﻓﺮض أن ﻫﻨﺎك ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﺒﺆ اﻟﺪﻗﻴﻖ ﺑﺎﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ وأن ﺑﻬﺎ ﺑﻀﻊ ﻋﺸﺮات ﻣﻦ ا)ﺆﺷﺮات اﻟﺘﻨﺒﺌﻴـﺔY-ـﺎ ﻳـﻌـﻄـﻴـﻨـﺎ درﺟـﺔ ﻋـﺎ)ـﻴـﺔ ﻣـﻦ ﺗـﻨـﻮع ا)ﺴﺒﺒﺎت-ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻟﻦ ﻳﺘﺠﺎوز إﺳﻬـﺎم ﻛـﻞ ﻣـﺆﺷـﺮ ﻋـﻠـﻰ ﺣـﺪة ﻧـﺴـﺒـﺔ اﻟــ %٢ﻣـﻦ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻓﻲ أي ﺣﺎﻟﺔ وﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻟﻠﺘﻌﻘﻴﺪ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮه ،ﻓﺈن ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﻌﺪل أن ﻧﺘﺴﺎءل ﻓﻘﻂ ﻋﻦ اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻜﻦ أن ﻳﺴﺎﻫﻢ ﺑﻬﺎ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ اﻟﻜﻠﻲ ﻟﻠﺸﻬﺮة .إن ﻗﺪرا ﻛﺒﻴﺮا ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻗﺪ ﻳﺒﻘﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﺴﺮ ،ﺑﺴﺒﺐ ﺻﻌﻮﺑﺔ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺄﺛﺮ ا)ﺘﻐﻴﺮ اﻟﺘﺎﺑﻊ ،وﻣـﻦ أﺟﻞ ﻫﺬا ،ﻓﺈن اﻟﺴﺆال اﻟﺬي ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻃﺮﺣﻪ ﻫﻮ :ﻣﺎ ﻗﺪر ا)ﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ اﻟﺬي ﺗﻔﺴﺮه ا)ﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺘﻨﺒﺌﻴﺔ اﻟﻜﻠﻴﺔ ،واﻟﺬي ﻜﻦ إرﺟﺎﻋﻪ إﻟﻰ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ? ﻟﻘﺪ ﺗﺒ ،zﻓﻲ ﺿﻮء ﻫﺬا ،أن اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻳﻔﺴﺮ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﺣﻮاﻟﻲ %٩ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ، وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﻤﻮد ﻟﺪى رؤﺳـﺎء اﳉـﻤـﻬـﻮرﻳـﺎت ،ﻓـﺈن ﺣـﻮاﻟـﻲ %١٣ﻣﻦ اﻟﺘﺒـﺎﻳـﻦ اﻟﻜﻠﻲ ) %٢٣ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ا)ﺘﻨﺒﺄ ﺑﻪ( ﻜﻦ إرﺟﺎﻋﻪ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻓﻘﻂ ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﻌﻴﻨﺔ أﻛﺜﺮ ﲡﺎﻧﺴﺎ ﻣﻦ ﺣﻴـﺚ اﻟـﺰﻣـﺎن وا)ـﻜـﺎن وا)ـﻬـﻨـﺔ ﻳﺼﺒﺢ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﺆﺷﺮا ﺗﻨﺒﺌﻴﺎ أﻓﻀﻞ .إن أﺛﺮ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻟﻴﺲ ﺗﺎﻓﻬﺎ اﻟﺒﺘﺔ. وﻳﺘﻌﻠﻖ اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻌﻼﻗﺔ ا)ﻨﺤﻨﻴﺔ ﻋﺒﺮ ﻓﺮوع ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ا)ﺴﺘﺒﻌﺪ ،ﻣﺜﻼ ،أن ﻳﺘﻄﻠﺐ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﻔﻨﻲ واﻟﻨﺸﺎط اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻣﻘﺎدﻳﺮ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻮﺻﻮل إﻟـﻰ اﳊـﺪ اﻷﻣـﺜـﻞ ﻣـﻦ اﻻرﺗﻘﺎء اﻹﺑﺪاﻋﻲ ،وﻟﻘﺪ أﺷﺎر ﻫﺪﺳﻮن ) ،(L. Hudson, 1966إﻟﻰ أن ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻔﻜﻴـﺮ اﻻﻓـﺘـﺮاﻗـﻲ)× Divergent (٧ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﻄﻠﻮﺑـﺔ أﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ أﺟـﻞ اﻹﺑـﺪاع اﻟﻔﻨﻲ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ)× Convergent (٨ﻻزﻣﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻹﺑﺪاع اﻟﻌﻠﻤﻲ وﲢﺒﺬ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ا)ﻌﺮﻓﺔ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ 107
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ا)ﻌﺮﻓﺔ اﻻﻓﺘﺮاﻗـﻴـﺔ ) ،(Haddon and Lytton, 1968وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻀﻊ ﻓﻲ اﻋـﺘـﺒـﺎرﻧـﺎ اﻟﺘﻌﻘﻴﺪ اﻟﺸﺪﻳﺪ واﻟﺘﺮﻛﻴﺐ اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻢ اﳊﺪﻳﺚ ،ﻓﺈن ﻣﺎ ﻳﺒﺪو ﻣـﺤـﺘـﻤـﻼ ﻫﻮ أﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪاﻟﺔ اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ /اﻟﻌﻼﻗﺔ( ﻣﻨﺤـﻨـﻴـﺔ ،ﻓـﺈن اﻟـﺬروةPeak ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻓﻲ اﲡﺎه ا)ﻘﺎدﻳﺮ اﻷﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ. ﻟﻘﺪ اﻛﺘﺸﻒ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻣﻦ آل ﻏﻮرﺗﺴﻞ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺘﻬﻢ اﻟﺘﻲ اﺷﺘﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ٣١٤ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ا)ﺸﻬﻮرة أن ﻧﺴﺒﺔ اﳊﺎﺻﻠـ zﻋـﻠـﻰ درﺟـﺎت ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ ﻋﻠﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻛﺎﻧﺖ أﻋﻠﻰ )(Goertzel, Goertzel, and Goertzed, 1978 وﻟﻜﻦ ر ﺎ أدى اﻟﺘﻌﻠﻴـﻢ اﻟـﺮﺳـﻤـﻲ إﻟـﻰ اﻹﳒـﺎز ﻓـﻲ اﺠﻤﻟـﺎﻻت اﻟـﺮاﺳـﺨـﺔ ﻣـﻦ اﻟﻌﻠﻢ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺠﻌﻞ ا)ﺮء ﻋﺎ)ـﺎ ورﻳـﺎ ﺣـﻘـﺎ .إن آﻳـﻨـﺸـﺘـﺎﻳـﻦ ﻟـﻢ ﻳـﺤـﺼـﻞ ﻋـﻠـﻰ ﻋﻼﻣﺎت ﺗﺆﻫﻠﻪ ﻟﻼﻟﺘﺤﺎق ﺑﺎﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ واﺿﻄﺮ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻛﺘﻮراه، ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻟﺮﺳﻤﻲ ،وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻘﺪ ﻪ ﻹﺣﺪى ﻣﻘـﺎﻻﺗـﻪ )اﻷﻗﻞ ﻗﻴﻤﺔ( ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ أﻃﺮوﺣﺔ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮراه ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﺪاوم دواﻣﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﻓﻲ أﺣﺪ ﻣﻜﺎﺗﺐ ﺑﺮاءات اﻻﺧﺘﺮاع ﻓﻲ ﺳﻮﻳﺴﺮا .وﻫـﻜـﺬا ﻓـﺈن اﻟـﻌـﻠـﻤـﺎء اﻟـﺜـﻮرﻳـz اﳊﻘﻴﻘﻴ zﻗﺪ ﻳﻜﺸﻔﻮن ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻨﺤﻨﻴﺔ ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻛﺜﻴﺮا ﻋﻦ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﻲ اﻛﺘﺸﻔﺖ ﻟﺪى اﻟﻔﻨﺎﻧ.z وﻳﺘﻌﻠﻖ اﻟﺘﺴﺎؤل اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﻼﻗﺔ ا)ﻼﺣﻈﺔ ﺑ zاﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ واﻹﺑﺪاع ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ .ﻓﺎﻟﻌﺒﺎﻗﺮة اﻟـ ٣٠١ﻓﻲ دراﺳﺔ ﻛﻮﻛﺲ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ اﻟﻔﺘﺮة ا)ﻤﺘﺪة ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ إﻟﻰ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳـﻊ ﻋـﺸـﺮ، أي ﻗﺒﻞ ﻓﺘﺢ ﺑﺎب اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﺨﻤﻟﺘﻠﻒ ﻃﺒﻘﺎت اﻟﺸﻌﺐ .ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻣﺒﺮرات ﻋﺪﻳﺪة ﲡﻌﻠﻨﺎ ﻧﻘﺒﻞ اﻟﻘﻮل ﺑﺜﺒﺎت ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ ا)ﻜﺘﺸﻔﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ .ﻓﺄوﻻ ﻳﻜﺸﻒ ﲢﻠﻴﻞ اﲡﺎه ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ اﻟﺘﻲ وﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة اﻟـ ٣٠١ﻋﻦ ﻋﺪم وﺟﻮد ﻣﻴﻞ ﻋﺎم ﻷن ﻳﺘﺰاﻳﺪ ﻣـﻘـﺪار ﻫـﺬا اﻟـﺘـﻌـﻠـﻴـﻢ ﻋـﺒـﺮ اﻟـﺰﻣـﻦ ) (Simonton, 1976 aﻛﺬﻟﻚ ﻛﺸﻔﺖ دراﺳﺔ اﳉﻤﻮد ﻟﺪى رؤﺳﺎء اﳉﻤﻬـﻮرﻳـﺎت ﻋﻦ ﻣﻨﺤﻨﻰ ﺜﻞ ﺻﻮرة ﻣﺮآة ﻟﻔﻜﺮة اﻹﺑﺪاع ﻣﻊ أن ﻫﺬه اﻟﻌﻴﻨﺔ ﺗﺘﻜﻮن أﺳﺎﺳﺎ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ واﻟﻘﺮن اﻟـﻌـﺸـﺮﻳـﻦ .وﻫـﻜـﺬا ﻓﺈﻧﻪ رﻏﻢ أن ﻣﻌﺪﻻت ﺗﻮارﻳﺦ ﻣﻴﻼد اﻷﺷﺨﺎص ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺔ ﻛﻮﻛﺲ ،وﻓﻲ ﻋﻴﻨـﺔ اﻟﺮؤﺳﺎء ﻳﻔﺼﻞ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺣﻮاﻟﻲ ﻗﺮن ﻣﻦ اﻟﺰﻣﺎن ،ﻓﺈن اﻟﺪراﺳﺘ zﻣﺘﻔﻘﺘﺎن ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺎم ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻋﻠﻰ أن ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺘﺤﻮل ﲢﺪث ﺑﻌـﻴـﺪ اﻟـﺴـﻨـﺔ اﻟـﺜـﺎﻟـﺜـﺔ ﻣـﻦ ﺳـﻨـﻮات اﻟﺪراﺳﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ .ﻟﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﺻﺪق ﻫﺬه اﻟﺪاﻟﺔ ،أو اﻟﻌﻼﻗﺔ ،ﻣﻨـﺬ ﻟـﻴـﻮﻧـﺎردو 108
اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
داﻓﻨﺸﻲ وﺣﺘﻰ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻟﻨﺪن ﺟﻮﻧﺴﻦ ..وﻗﺪ ﻻﺣﻈﺖ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﺠﺮﻳﺒـﻴـﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﺎت ﻣﻌﺎﺻﺮة ﺣﺪوث اﻧﺨـﻔـﺎض ﻓـﻲ درﺟـﺎت اﻹﺑـﺪاع ﺧـﻼل ﺳـﻨـﻮات اﻟﺪراﺳﺔ اﳉﺎﻣﻌـﻴـﺔ .وﺧـﺎﺻـﺔ ﻋـﻨـﺪ اﻻﻟـﺘـﺤـﺎق ﺑـﺒـﺮاﻣـﺞ ﺷـﺪﻳـﺪة اﻟـﺘـﺨـﺼـﺺ ) (Eisenman, 1970, Bednar and Parker, 1969وأﺧﻴـﺮا ،ﻓـﺈن اﻟـﺘـﻌـﻘـﺪ واﻟـﺘـﻄـﻮر ا)ﺘﺰاﻳﺪﻳﻦ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻗﺪ ﻳﺘﻄﻠﺒﺎن ﺗﻌﻠﻴﻤﺎ رﺳـﻤـﻴـﺎ أﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ اﻻﺧـﺘـﺼـﺎﺻـﻴـz اﻟﺘﻘﻨﻴ zأو اﻟﻔﻨﻴ ،zاﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻳﺮون اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ،ﻟـﻜـﻦ ﻫـﺬا ا)ـﻄـﻠـﺐ ﻗـﺪ ﻳـﺤـﺪث ﺗﺄﺛﻴﺮا ﻣﻌﺎﻛﺴﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﺑﺪاع .ﻓﻔﻲ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ اﻟﺒﻴـﺰﻧـﻄـﻲ ﻣـﺜـﻼ ﻛـﺎن اﻟـﺪارﺳـﻮن ﻳﺤﺘﺎﺟﻮن إﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ أوﺳﻊ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ا)ﻌﺮﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺤﺘﺎﺟﻬـﺎ أﺳـﻼﻓـﻬـﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬﻫﺒﻲ ﻟﻺﻏﺮﻳﻖ ،ﻟﻜﻦ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴ zﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻹﺑﺪاع ،ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ اﻟﻴﻮﻧﺎن اﻟﻘﺪ ﺔ. إن أﻓﻀﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﳊﺴﻢ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻫﻲ أن ﻧﻘﻮم ﺑﺒﺤﺚ آﺧﺮ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ: )أ( أﺧﺬ ﻋﻴﻨﺔ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ا)ﺸﺎﻫﻴﺮ اﻷﻗﺮب إﻟﻰ زﻣﺎﻧﻨﺎ. )ب( اﻟﻔﺼﻞ ﺑ zا)ﺒﺪﻋ zﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻌﻠﻢ وﺑ zﺳﻮاﻫﻢ ﻣﻦ أ ﺎط ا)ﺒﺪﻋz اﻵﺧﺮﻳﻦ. واﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮﺟـﺐ ﻋـﻠـﻰ ﻫـﺬه اﻟـﺪراﺳـﺔ أن ﺗـﺘـﻨـﺎوﻟـﻬـﺎ ﻫـﻲ أن ﺗﺰودﻧﺎ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ آﺧﺮ )ﺪى أﺛﺮ اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﺰوغ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ وذﻟﻚ ﺑﻌـﺪ ﺗﺜﺒﻴﺖ ﻣﻌﺎﻣﻠﻲ اﳊﻘﺐ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ وﺗﺪاﺧﻞ اﻟﻔﺮوع ا)ﻌﺮﻓﻴﺔ. وﺳﺄﺳﺘﺨﺪم ﻣﻦ أﺟﻞ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟـ ٣١٤ا)ﺸﻬﻮرة اﻟﺘﻲ ﻗﺎم آل ﻏﻮرﺗﺴﻞ ﺑﻔﺤـﺼـﻬـﺎ ﻓـﻲ دراﺳـﺘـﻬـﻢ ) .(١٩٧٨إن ﻣﻌﺪل ﺳﻨﺔ ا)ﻴﻼد ﻟﻬﺆﻻء اﻷﺷﺨﺎص ﻫﻮ ﺳﻨﺔ ١٩٠٢م ،و ﺪى ﻳﺘﺮاوح ﻣﺎ ﺑz ﻋﺎﻣﻲ ١٨٤١و ،١٩٤٨أي أﻧﻬﻢ أﻛﺜﺮ ﻣﻌﺎﺻﺮة ﻣﻦ ﻋﻴﻨﺔ اﻟﺮؤﺳﺎء ﺑﺤﻮاﻟﻲ ﻗـﺮن، وأﻛﺜﺮ ﺣﺪاﺛﺔ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﺔ دراﺳﺔ ﻛﻮﻛﺲ ﺑﺤﻮاﻟﻲ ﻗﺮﻧ ،zوﻗﺪ ﺟﺮى ﲢﺪﻳﺪ ﺷﻬﺮة ﻫﺆﻻء اﻷﻓﺮاد ﻓﻲ ﺿﻮء ا)ﺴﺎﺣﺔ ا)ﻜﺮﺳﺔ ﻟﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺳـﺘـﺔ أﻋـﻤـﺎل ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ وﻗﺪ ﻗﺎم آل ﻏﻮرﺗﺴﻞ ﺑﺈﻋﻄﺎء اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮى اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ: ) (١ﻟﻠﺼﻒ اﻟﺜﺎﻣﻦ اﻟﺪراﺳﻲ أو أﻗﻞ ﻣـﻦ ذﻟـﻚ ) %١٥ﻣﻦ اﻟﻌﻴﻨﺔ ﻋﻨﺪ ﻫـﺬا ا)ﺴﺘﻮى(. ) (٢ﻟﻠﺤﺎﺻﻠ zﻋﻠﻰ ﺑـﻌـﺾ اﻟـﺘـﻌـﻠـﻴـﻢ اﻟـﺜـﺎﻧـﻮي %١١ﻣﻦ اﻟﻌﻴـﻨـﺔ ﻋـﻨـﺪ ﻫـﺬا ا)ﺴﺘﻮى(. 109
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
) (٣ﻟﻠﺤﺎﺻﻠ zﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة إ ﺎم اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ) %١٩ﻣﻦ اﻟﻌﻴﻨﺔ ﻋﻨﺪ ﻫﺬه اﻟﺪرﺟﺔ(. ) (٤ﻟﻠﺤﺎﺻﻠ zﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﳉﺎﻣﻌﻲ ) %٩ﻣﻦ اﻟﻌﻴﻨﺔ(. ) (٥ﻟﻠﺪرﺟﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ اﻷوﻟﻰ ) %١٩ﻣﻦ اﻟﻌﻴﻨﺔ( ،و )) (٦ﻦ اﻟﺘﺤﻘﻮا ﺑﺎﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ ) %٤ﻣﻦ اﻟﻌﻴﻨﺔ( و ) (٧ﻟﻠﺤﺎﺻﻠ zﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة ﻋﻠﻴﺎ ) %١٩ﻣﻦ اﻟﻌﻴﻨﺔ( .ﻻﺣﻆ أن ﻣﺎ ﻻ ﻳﺰﻳـﺪ ﻋﻦ ﻧﺼﻒ ﻫﺆﻻء اﻷﺷﺨﺎص اﻟـ ٣١٤ا)ﺸﺎﻫﻴﺮ ذﻫﺒﻮا إﻟﻰ اﳉﺎﻣﻌﺔ ،وأن ﻋﺪد اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺮﻛﻮا اﻟﺪراﺳﺔ ﻓﻲ ا)ﺮﺣﻠﺘ zاﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ واﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد اﻟﺬﻳﻦ ﺣﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدات ﻋﻠﻴﺎ ﻣﻨﻬﻢ. ﻟﻘﺪ ﻗﺎم آل ﻏﻮرﺗﺴﻞ ﺑﺘﺠﻤﻴﻊ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ دراﺳﺘـﻬـﻢ ﻓﻲ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻣﺠﺎﻻ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻻت اﻹﳒﺎز .وﻗﺪ ﻗﻤﺖ ﺑﺘﺠﻤﻴﻊ ﻓﺌﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ أرﺑﻌﺔ ﻣﻴﺎدﻳﻦ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ أﺛﺮ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻬﺮة ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻟﻜﻞ ﻣﻴﺪان ﻣﻦ ﻫﺬه ا)ﻴﺎدﻳﻦ. وﻗﺪ ﺗﻜﻮﻧﺖ اﺠﻤﻟﻤـﻮﻋـﺔ اﻷوﻟـﻰ ﻣـﻦ ٧٨ﻗﺎﺋﺪا ،ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻣﻦ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـz وا)ﻮﻇﻔ zاﳊﻜﻮﻣﻴ ،zﻣﻊ ﺣﻔﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳ zوا)ﺼﻠﺤ zوزﻋﻤﺎء اﻟﻌﻤﺎل واﻟﺜﻮار .وﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﳋﻄﻴﺔ اﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﺑ zاﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺸﻬﺮة ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﻴﻨﺔ اﻟﻘﺎدة ﻓﻲ دراﺳﺔ ﻛﻮﻛﺲ ،ﻓﺈن اﻟﺸﻬﺮة اﻟﺘﻲ وﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ ﻫﺆﻻء اﻟﻘـﺎدة، اﻷﻛﺜﺮ ﺣﺪاﺛﺔ ،أﻣﻜﻦ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﻬﺎ ﺑﻮاﺳﻄـﺔ داﻟـﺔ ﺧـﻄـﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﺷـﻜـﻞ ﺣـﺮف U ا)ﻌﻜﻮس ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻬﻢ ،وﺗﻘﻊ ذروة ﻫﺬا ا)ﻨﺤﻨﻰ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻘﻄﺔ ،٧٫٥أي ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﺪر ا)ﺘﻮﺳﻂ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ .وﻻ ﻳﻮﺣﻲ ﻫﺬا ا)ﺴﺘﻮى ا)ﺜﺎﻟﻲ إﻻ ﺑﺄن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻘﺎدة ا)ﺸﻬﻮرﻳﻦ ﻓﻲ اﻷزﻣﻨﺔ اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻴﻠـﻮن إﻟـﻰ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﻦ اﶈﺎﻣ ،zواﻟﺘﻔﺎوت ﺑ zﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ وﺑ zاﻟﻨﺘـﻴـﺠـﺔ اﻟـﺘـﻲ أﻣـﻜـﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺔ ﻛﻮﻛﺲ ﻗﺪ ﺗﺘﻀﻤﻦ واﺣﺪا ﻣﻦ أﻣﺮﻳﻦ :ﻓﻤﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴـﺔ اﻷوﻟﻰ ،ر ﺎ ﻛﺎن اﻟﺘﺤﻮل ﻣﻦ اﳊﻴﺎة اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ إﻟﻰ ﺣﻴﺎة ا)ﺪﻳﻨـﺔ ﻓـﻲ اﻟـﻘـﺮﻧـz اﻷﺧﻴﺮﻳﻦ ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﻘﺎدة ا)ﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮن إﻟﻰ ﺗﻌﻠﻴﻢ رﺳﻤﻲ أﻛﺜﺮ .وﻣـﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻷﺧﺮى ،ﻓﺈﻧﻪ ر ﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺎﻣﺎ أن ﻧﻘﻮم ،ﺑﺘـﻘـﺪﻳـﺮ ﺷـﻬـﺮة اﻟﻘﺎدة اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﻠﻐﻮن ﻫﺬه اﻟﺪرﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮب ﻣﻨﺎ .وﻣﻦ اﶈﺘﻤﻞ أﻧﻪ ﻣﻊ ﻣﺠﻰء ﺗﻘﺪﻳﺮات أﻛﺜﺮ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﻘﻴﺎدات ،ﻓﺈن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﺳﻮف ﺗﻨﻌﻜﺲ وﺗﺘﺤﻮل إﻟﻰ اﻟﺸﻜﻞ اﳋﻄﻲ اﻟﺴﺎﻟﺐ)×.(٩ 110
اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
أﻣﺎ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ وﻫﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺔ ﻛﻮﻛﺲ، ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﻣﻦ ٩١ﺷﺨﺼﺎ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻻت ﻋﺪﻳﺪة ،وﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﻦ اﻟﻘﺎدة أو ﻣﻦ ا)ﺒﺪﻋ zﺑﺎ)ﻌﻨﻰ اﶈﺪد ﻟﻬﺬﻳﻦ ا)ﺼﻄﻠﺤ ،zﻟﻜﻨﻬﻢ ،ﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﺒﻌﺾ اﻟﺸﻬﺮة ﻓﻲ زﻣﺎﻧﻬﻢ .واﻟﻌـﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ ﻫـﺆﻻ اﻷﻓـﺮاد ﻛـﺎﻧـﻮا ﻳـﺆدون أدوارا ﻓﻨﻴﺔ ﻣﺎ ،واﻟﺒﻘﻴﺔ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻦ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴ zوا)ﻐﺎﻣﺮﻳﻦ ورﺟﺎل اﻷﻋﻤﺎل واﶈﺮرﻳﻦ واﻟﻨـﺎﺷـﺮﻳـﻦ وا)ـﺘـﺼـﻮﻓـ zوذوي اﻟـﻘـﺪرات اﻟـﻨـﻔـﺴـﻴـﺔ اﳋـﺎرﻗـﺔ ،وﻛـﺬﻟـﻚ ﻣـﻦ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ارﺗﺒﻄﻮا ﺑﺎ)ﺸﺎﻫﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﻣـﺮاﺣـﻞ ﺣـﻴـﺎﺗـﻬـﻢ .وﻣـﺎ ﻳﺸﺘﺮك ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﻫﺆﻻء ﻫﻮ أﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻦ ا)ﺸﺎﻫﻴﺮ .وﻫﻲ ﻓـﺌـﺔ ﻟـﻢ ﺗـﻀـﻤـﻨـﻬـﺎ ﻛﻮﻛﺲ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺘﻬﺎ ،وذﻟﻚ ﻷن ﺷﻬﺮة أﻓﺮادﻫﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺮﻳﻌﺔ اﻟﺰوال ،وﻗﺪ ﺗﺒz أن ﺷﻬﺮة ﻫﺆﻻء ا)ﺸﺎﻫﻴﺮ ﻛﺎﻧﺖ داﻟﺔ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة وإﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﺘﻌـﻠـﻴـﻤـﻬـﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ ،أي أﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ زاد ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺬي ﺣﺼﻠﻮا ﻋﻠﻴﻪ ،زادت اﺣﺘﻤﺎﻻت ﺷﻬﺮﺗﻬﻢ .وﻫﺬه ﻫﻲ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻓﻲ اﻟﻌﻴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن أﺛﺮ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻬﺮة ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎ أو ﻣﺴﺘﻤﺮا. ﻟﻘﺪ ﻗﻤﺖ ﺑﺘﻘﺴﻴﻢ ا)ﺒﺪﻋ zإﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘ :zا)ﺒﺪﻋ zﻓﻲ اﺠﻤﻟﺎل اﻟﻌﻠﻤﻲ وا)ﺒﺪﻋ zﻓﻲ اﺠﻤﻟﺎل اﻟﻔﻨﻲ ،وﻗﺪ ﻛﻮن اﻟﻌﻠﻤﺎء واﺨﻤﻟﺘﺮﻋﻮن اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻷﺻﻐﺮ، وﻗﺪ اﺷﺘﻤﻠـﺖ ﻋـﻠـﻰ ٢٠ﻓﺮدا ،وﻗﺪ ﺷﻜﻞ أﺛﺮ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤـﻲ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺸـﻬـﺮة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻨﺤﻨﻴﺔ )أﺧﺬت اﻟﺸﻜﻞ ا)ﻌﻜﻮس ﻟﻠﺤﺮف (Jﺑﻠﻐﺖ اﻟﺬروة ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻘﻄﺔ ٠٬٦أي ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ اﻻﻧﺘﻈﺎم ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ ،ﻟﻜﻦ دون اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ .وﺗﺆﻳﺪ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻓـﺮﺿـﻴـﺘـﻲ اﻟـﻘـﺎﺋـﻠـﺔ إن اﻹﺑـﺪاع ﻓـﻲ اﺠﻤﻟﺎﻻت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻗﺪ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﺪرﻳﺒﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﺪرﻳﺐ ا)ﻄﻠﻮب ﻓﻲ اﺠﻤﻟﺎﻻت اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ اﻷﺧﺮى .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﻻﻧﺘﻬﺎء ﺑﺪرﺟﺔ دﻛـﺘـﻮراه اﻟـﻔـﻠـﺴـﻔـﺔ ﻗـﺪ ﻻ ﻳﻌﺰز ﻣﻄﺎﻣﺢ ا)ﺮء ﻓﻲ أن ﻳﻘﻮم ﺑﺈﺳﻬﺎﻣﺎت ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ. أﻣﺎ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ ا)ﺘﺒﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺔ آل ﻏﻮرﺗﺴﻞ ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﻣﻦ ١٢٥ﻣﺒﺪﻋﺎ ﻣﺸﻬﻮرا ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻔﻨﻮن واﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺎت ،وﻗﺪ ﻛﺎن ﺛﻠﺜـﺎ ﻫـﺆﻻء ا)ـﺒـﺪﻋـ zﻣـﻦ ا)ﺆﻟﻔ zﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺸﻌﺮ واﻟﺮواﻳﺔ أو اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ اﻷدﺑﻲ ﻏﻴﺮ اﻟﻘﺼﺼﻲ ،وﻗﺪ ﻛﺎن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ رﺑﻊ ﻫﺆﻻء ا)ﺒﺪﻋ zﻣﻦ اﻟﻔﻨﺎﻧ ،zوا)ﺆﻟﻔ zا)ﻮﺳﻴﻘﻴ ،zوﻣﻨﺘﺠﻲ اﻷﻓﻼم ،وﻛﺎﻧﺖ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ وا)ﻔﻜﺮﻳﻦ اﻟﺪﻳﻨﻴ .zوYﺎ ﻟﻪ أﻫﻤﻴﺘﻪ، أن اﻟﺸﻬﺮة ا)ﺘﺤﻘﻘﺔ ﻟﺪى ﻫﺬه اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ أﺧﺬت ﺷﻜﻞ داﻟﺔ ﻣﻨﺤﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌـﻠـﻴـﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ ،وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺬروة ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻘـﻄـﺔ ،٤٫٤أي ﻓﻴﻤﺎ ﺑ zاﻟﺒﻘﺎء ﺑﻌﺾ 111
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
اﻟﺴﻨﻮات ﻓﻲ اﳉﺎﻣﻌﺔ وﺑ zاﻟﺘﺨﺮج ﻣﻨﻬﺎ .أي أن ا)ﻘﺪار ا)ﺜﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠـﻴـﻢ ا)ﺆﻫﻞ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ أﻋﻠﻰ درﺟﺔ اﻟﺸﻬﺮة ﻓﻲ اﻟﻔﻨﻮن واﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺎت ﻳﻘﻊ ﻣﺎ ﺑz آﺧﺮ ﺳﻨﺘ zﻣﻦ ﺳﻨﻮات اﻟﺪراﺳﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ،وﻳﻜﺎد اﺗﻔﺎق ﻫـﺬه اﻟـﻨـﺘـﻴـﺠـﺔ ﻣـﻊ اﻟﺪراﺳﺘ zاﻟﺴﺎﺑﻘﺘ zأن ﻳﻜﻮن ﺗﺎﻣﺎ .وﻫﺬا ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻫﻮ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﺤـﺼـﻴـﻞ اﻟﺪراﺳﻲ ﻟﺪى ﻣﻌﻈﻢ ا)ﺒﺪﻋ zا)ﺸﻬﻮرﻳﻦ ﻓﻲ دراﺳﺔ ﻛﻮﻛﺲ ،وﻟﺪى أﻗﻞ رؤﺳﺎء اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة ﺟﻤﻮدا ﻛﺬﻟﻚ .واﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟـﻮﺣـﻴـﺪة اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺘـﻤـﻴـﺰ ﺑـﻬـﺎ ﻫـﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪراﺳﺘ zاﻟﺴﺎﺑـﻘـﺘـ zﻫـﻲ أن ا)ـﺆﺷـﺮ اﳊـﺎﻟـﻲ ﻟـﻠـﻤـﺴـﺘـﻮﻳـﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ أﺷﺪ دﻻﻟﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻄﺮف اﻷﺳﻔﻞ ﻣﻦ ا)ﻘﻴﺎس ،وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ أن اﻷﻓﺮاد اﳊﺎﺻﻠ zﻋﻠﻰ درﺟﺎت ﻋﻠﻴﺎ ﻫﻢ اﻷﻛﺜﺮ اﺣﺘﻤـﺎﻻ ﻷن ﻳﺤﻘﻘﻮا اﻟﻨﺠﺎح ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﺣﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻓﻘﻂ. إن ﺗﻜﺮار اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻋﻴﻨﺔ آل ﻏﻮرﺗﺴﻞ ﻳﻈﻬﺮ أن اﻟﻌﻼﻗﺔ ا)ﻨﺤﻨﻴﺔ ﺑ zاﻹﺑﺪاع واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻫﻲ ﻓﻲ أﻏﻠﺐ اﻟﻈﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﺛﺎﺑـﺘـﺔ ﻋـﺒـﺮ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ .وﻫـﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﺼﺪق ﻋﺒﺮ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷ© ﻣﻨﺬ ﻋﺼﺮ اﻟﻨﻬﻀﺔ ﺣﺘـﻰ اﻵن .وﺑـﺎﻟـﺮﻏـﻢ ﻣﻦ أن ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺬروة ﻋﻠﻰ ا)ﻨﺤﻨﻰ ﻗﺪ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺒﻌﺾ ﻣﺠﺎﻻت اﻹﺑﺪاع، ﻓﺈن ﺷﻜﻞ ا)ﻨﺤﻨﻰ ﺛﺎﺑﺖ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ .ﻛـﺬﻟـﻚ ﻳـﻈـﻬـﺮ ﺗـﻜـﺮار اﻟـﺘـﺠـﺮﺑـﺔ ﻫـﺬا ﺗﻘﺪﻳﺮا آﺧﺮ ﳊﺠﻢ اﻷﺛﺮ اﳋﺎص ﺑﺎﻟـﺘـﻌـﻠـﻴـﻢ ،إذ ـﻜـﻦ ﺗـﻔـﺴـﻴـﺮ ﺣـﻮاﻟـﻲ %١٠ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﺸﻬﺮة ﻟﺪى ﻫﺬه اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ا)ﻌـﺎﺻـﺮة اﻟــ ٣١٤ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻓﻘﻂ .وﻣﻦ اﻟﻨﺎدر ،ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻠﻮﻛـﻴـﺔ ،أن ﺗﻜﻮن آﺛﺎر ﺑﻬﺬا اﳊﺠﻢ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻜﺮار ،ﻋﺒﺮ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻔﺮوع ا)ﻌﺮﻓﻴﺔ ،واﻟﻔﺘﺮات اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﳉﻨﺴﻴﺎت ا)ﺘﻨﻮﻋﺔ ،ﺑﻞ وﺣﺘﻰ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ )ﺜﻞ ﻫﺬه اﻹﺟﺮاءات ا)ﺘﻐﻴﺮة. وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن آﺛﺎر اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻻ ﻜﻦ ﲡﺎﻫﻠﻬﺎ أﺑﺪا.. إن اﻟﻌﻼﻗﺔ ا)ﻨﺤﻨﻴﺔ ،ﻳﺒﺪو أﻧﻬﺎ ﻣﻮﺛﻮﻗﺔ ،واﻟﺴﺆال اﻟﺬي ﻳﺠﺐ أن ﻧﻄﺮﺣﻪ اﻵن ﻫﻮ )ﺎذا ﻫﻲ ﻛﺬﻟﻚ? ﻟﻘﺪ أﺷﺮت إﻟﻰ أن ﺗﻄﻮر اﻹﻣﻜﺎﻧـﻴـﺔ اﻹﺑـﺪاﻋـﻴـﺔ ،ﻗـﺪ ﻳـﻀـﻌـﻒ ﻣـﻦ ﺧـﻼل اﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻟﺮﺳﻤﻲ اﻟﺰاﺋﺪ ﻋﻦ اﳊﺪ ،واﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﺒﺪﻳﻞ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻫﻮ أن اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة ا)ﺒﺪﻋ zﻳﺨﺘﺎرون ا)ﺴﺘﻮى اﻟﺬي ﻳﻨﺎﺳﺒﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ .ور ﺎ ﻛﺎن أﻛﺜﺮ اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة ﺷﻌﻮرا ﺑﺎﻟﺜﻘﺔ ،ﻳﺬﻫﺒﻮن إﻟﻰ ا)ﺪرﺳﺔ ﻟﻴﺘﻤـﻜـﻨـﻮا ﻣـﻦ اﳊـﺼـﻮل ﻋـﻠـﻰ ا)ـﻌـﺮﻓـﺔ ا)ﻄﻠﻮﺑﺔ واﻟﻘﺪرة اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ا)ﻨﺎﺳﺒﺔ وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻳﻬﺠـﺮون ا)ـﺪرﺳـﺔ .وا)ـﺒـﺪﻋـﻮن ﻣﻦ اﻟﻄﺮاز اﻟﺮاﻗﻲ ﻴﻠﻮن إﻟﻰ اﻻﻧﺸﻘﺎق ﻋﻦ وﺟﻬﺎت اﻟﻨﻈﺮ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ا)ﺄﻟﻮﻓﺔ، 112
اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
وﻗﺪ ﻳﻜﺘﺸﻔﻮن أن اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻻ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓـﻲ ﲢـﻘـﻴـﻘـﻬـﻢ ﻟـﻸﻫـﺪاف اﻟـﺘـﻲ ﺗﻜﻤﻦ ﺧﺎرج اﻻﲡﺎه اﻟﺴﺎﺋﺪ ﻓﻲ اﺠﻤﻟﺎل اﻟﺘـﻌـﻠـﻴـﻤـﻲ .أﻣـﺎ زﻣـﻼؤﻫـﻢ اﻟـﺬﻳـﻦ ﻻ ﻳﺒﻠﻐﻮن ﺷﺄوﻫﻢ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﺤﻘﻘﻮن اﻟﺸﻬﺮة ،ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻐﻴﻴﺮﻫﻢ )ﺴﺎر اﻟﺘﺎرﻳﺦ وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻘﺪم ﺑﻪ ،وﻳﺠﺪون أن اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻳﺤﺴﻦ ﻓﺮﺻﺘﻬﻢ ﻓﻲ اﻹﳒﺎز .وﻣﻦ ا)ﻬﻢ أن ﻧﻼﺣﻆ أن ﻫﺬا اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﺒﺪﻳﻞ ﻻ ﻳﺰﻋﻢ أن اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ ﺿﺎرة ،ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ،ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ إﻟﻰ أﻗﺼﻰ ﺣﺪ Yﻜﻦ ،وﻟﻜﻨﻪ ﻳﺰﻋﻢ ﻓﻘﻂ أن ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺎت ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺜﻞ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ، أي أن اﻟﻌﻘﻮل ا)ﺒﺪﻋﺔ ﻗﺪ ﻻ ﲢﺘﺎج إﻟﻰ اﻟﺪﻛﺘﻮراه .ﻟﻘﺪ ﻛﺘﺐ آﻳﻨﺸـﺘـﺎﻳـﻦ إﻟـﻰ أﺣﺪ أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻗﺒﻞ ﺳﻨﺘ zﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﻦ ﻧﺸﺮه )ﻘﺎﻟﺘﻪ ﺣﻮل اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ، ﻗﺎﺋﻼ ﻟﻪ» :ﻟﻦ أﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﺣﻤﻠﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ..ﻓﺎ)ﻠﻬﺎة ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﺜﻴﺮ ﻓﻲّ اﻟﻀﺠﺮ« )ﻣﻦ ﺧﻼل .(Hoffman, 1972, p. 55
اﻟﻨﺠﺎح اﳌﺪرﺳﻲ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺬاﺗﻲ
ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺷﻬﺎدة اﻟﺪﻛﺘﻮراه ا)ﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺋﻂ ا)ﻜﺘﺐ ﺷﻬﺎدة ذات إﻃﺎر ﻣﺘﻘﻦ ﲢﺪد ﺷﺎﻏﻞ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﻋﻠﻰ أﻧـﻪ ﻋـﻀـﻮ ﻓـﻲ ﺟـﻤـﻌـﻴـﺔ Phi Beta Kappaأو أﻳﺔ ﺟﻤﻌﻴﺔ أﺧﺮى ﻳﻌﺪ اﻻﻧﻀﻤﺎم إﻟﻴﻬﺎ ﺷﺮﻓﺎ أﻛﺎد ﻴﺎ ،وﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺸﻬﺎدة أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻘﻞ أﻫﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻨﺠﺎح اﻟﻜﺒﺎر ،ﻋﻦ ﺷﻬﺎدة اﻟﺪﻛﺘﻮراه .واﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﺮج ﺮﺗﺒﺔ اﻟﺸﺮف ،وإﻟﻘﺎء ﺧﻄﺒﺔ اﻟﻮداع ﻓﻲ ﺣﻔﻞ اﻟﺘﺨﺮج أو اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ا)ﺮﺗﺒﺔ ا)ﻤﺘﺎزة ،ﺗﺪﻓﻊ ﻃﻼب ا)ﺪارس اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ واﳉﺎﻣﻌﺔ ﻷن ﻳﺘﻨﺎﻓﺴﻮا ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ أﺟﻞ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ ا)ﻌﺪﻻت اﻷﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺎت وﻫﺬا اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻳﺼﻞ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷوﻗـﺎت إﻟـﻰ درﺟﺔ ﻗﺪ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺪﻳﻊ اﻟﻬﺪف اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻫﺎردي G. H. Hardyﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﺸﻜﻞ راﺳﺦ ﺑﺄن اﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎت اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ا)ﺘﻘﺪﻣﻮن ﻟﻨﻴﻞ درﺟﺔ اﻟﺸﺮف ﻓﻲ اﻟﺮﻳﺎﺿـﻴـﺎت واﻟـﺘـﻲ ﻛـﺎﻧـﺖ ﲢـﺪد ﻣـﻦ ﻫـﻢ »ﻃﻠﺒﺔ اﻟﺸﺮف« ﻓﻲ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت ﺑ zﻃﻼب ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﺎﻣﺒﺮدج ﻫﺬه اﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎت ﻗﺪ دﻣﺮت ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻌﺎل اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻓﻲ إﳒﻠﺘﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﻗﺮن ﻣﻦ اﻟﺰﻣﺎن. وﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ اﻟﺸﻮاﻫﺪ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻠﺘﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻨﺠﺎح ا)ﺪرﺳﻲ ﻟﻪ ﺗﺄﺛﻴﺮ ،أﻳﺎ ﻛﺎن ،ﻋﻠﻰ اﻹﳒﺎز ﻃﻮﻳﻞ اﻷﻣﺪ .وﺗﺸﻴﺮ اﻟﺒﺤﻮث ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﺎت ﻣﻌﺎﺻﺮة 113
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
إﻟﻰ أن اﻟﺘﻔﻮق اﻟﺪراﺳﻲ ﻻ ﻳﻨﺒﺊ ﺑـﺎﻟـﻨـﺠـﺎح ا)ـﻬـﻨـﻲ )Mackinnon, 1960; Hoyt, .(1965 ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻹﳒﺎزات اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻏﻴﺮ اﻷﻛﺎد ﻴﺔ أو اﻟﻼﺻﻔﻴﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ ا)ﺪرﺳﺔ ،واﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﺠﺎح اﻟﻔﻌﻠﻲ ،ﻻ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻣﻊ اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ واﻹﳒﺎز اﻷﻛﺎد ﻴ.z )(Bednar and Parker, 1965, Richards, Holland and Lutz, 1967 وﺗﺼﺪق ﻫﺬه اﻟﺼﻮرة ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺟﻮاﻧﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ا)ﺸﺎﻫﻴـﺮ أﻳـﻀـﺎ .ﻓـﺎﻷداء اﻟﺪراﺳﻲ ﻟﻠﻄﻼب ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﺎﻣﺒﺮدج ﻻ ﻳﺤﻤـﻞ أي ﻋـﻼﻗـﺔ ﻣـﻊ ﻣـﺎ إذا ﻛـﺎن ﻫﺆﻻء اﻟﻄﻼب ﺳﻴﺤﺼﻠﻮن ﻋﻠﻰ درﺟﺔ دﻛﺘﻮر ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم أو أﻧﻬﻢ ﺳﻴﻨﺘﺨـﺒـﻮن ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ زﻣﻼء ﻓﻲ اﳉﻤﻌﻴﺔ ا)ﻠﻜﻴـﺔ ،أﻋـﻠـﻰ ﻣـﺮاﻛـﺰ اﻟـﺸـﺮف اﻟـﻌـﻠـﻤـﻲ ﻓـﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ اﻟﻌﻈﻤﻰ ).(Hudson, 1958 ﻟﻘـﺪ ﻛـﺎن %٢٠ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ا)ﺸﺎﻫﻴـﺮ ﻓـﻲ ﻋـﻴـﻨـﺔ آل ﻏـﻮرﺗـﺴـﻞ ﻣـﻦ اﻟـﻄـﻼب اﳊﺎﺻﻠ zﻋﻠﻰ ﻣﺮاﺗﺐ اﻟﺸﺮف ﻫﺬه وﻛﺎن ﻣﺎ ﻧﺴﺒﺘـﻪ %٨ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺎﺷﻠ .zﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﺗﺮﺗﻴﺐ ا)ﺆﻟﻒ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ د .ﻫـ .ﻟﻮرﻧﺲ ،D. H. Lawrence ﻣﺜﻼ ،ﻫﻮ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺑـ zواﺣـﺪ وﻋـﺸـﺮﻳـﻦ ﻃـﺎﻟـﺒـﺎ اﻧـﺘـﻈـﻤـﻮا ﻓـﻲ ﻣـﺎدة اﻹﻧﺸﺎء ﻓﻲ إﺣﺪى ا)ﺪارس اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ .وﻟﻴﺲ Yﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻠﺪﻫﺸـﺔ أن %٦٠ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺒﺎرزة ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺔ آل ﻏﻮرﺗﺴﻞ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻜﺮﻫﻮن ا)ﺪرﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑـ %٣٠ﻓﻘﻂ ،ﻫﻢ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﻮا أﻛﺜﺮ ﻣﻴﻼ ﻟﻬﺎ .وﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا أﻛﺜﺮ ﺗﻜﻴﻔﺎ داﺧﻞ ا)ﺪرﺳﺔ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻬﻢ اﻟﻔﺮﺻﺔ اﻷﻓﻀﻞ ﻷن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺳﺔ أو ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء. وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻫﺬه اﺠﻤﻟﺎﻻت ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ .ووﻓﻘﺎ )ﺎ ﻗﺎﻟﻪ واﺣﺪ ﻣﻦ أﺑﺮز أﺳﺎﺗﺬة آﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﻌﻬﺪ زﻳﻮرخ ﻟﻠﺒﻮﻟﻴﺘﻜﻨﻴﻚ )ﻣﺘﻌﺪد اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ أو اﻟﻔﻨﻴﺔ( وﻫﻮ ﻫﺮﻣﺎن ﻣﻴﻨﻜﻮﻓﺴﻜﻲ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن آﻳﻨﺸـﺘـﺎﻳـﻦ »ﺧـﻼل ﺳﻨﻮات ﺗﻠﻤﺬﺗﻪ ﻛﺎﺋﻨﺎ ﻛﺴﻮﻻ ،وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت أﺑﺪا« ،ور ﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ آﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ ﻟﻴﺘﺨﺮج ﻓﻌﻼ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺼﺎدق ﺗﻠﻤﻴﺬا ﻧﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﺼﻠـﻪ ،ﻫـﻮ ﻣـﺎرﺳـﻴـﻞ ﺟﺮوﺳﻤﺎن اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻜﺘﺐ ﻣﺬﻛﺮات دﻗﻴـﻘـﺔ ﺧـﺎﺻـﺔ ﺑـﺎﶈـﺎﺿـﺮات وﻳـﺴـﻤـﺢ ﻵﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ ﺑﺤﺸﻮ ذﻫﻨﻪ ﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎت. ﻟﻘﺪ اﺳﺘﺨﺪم آﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ اﻟﺴﺎﻋﺎت ا)ﻨﺘﺰﻋـﺔ ﻓـﻲ وﻗـﺖ ﻓـﺮاﻏـﻪ ﻛـﻲ ﻳـﺪرس وﻳﺘﻌﻠﻢ وﻳﻔﻜﺮ ﺣﻮل اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻜﺒﺮى ﻏﻴﺮ اﶈﻠﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﻋـﻠـﻢ اﻟـﻔـﻴـﺰﻳـﺎء ،ﻋـﻨـﺪ ﻣﻨﻌﻄﻒ ﻫﺬا اﻟﻘﺮن .وﺣﺎﻟﺘﻪ ﺗﺄﺧﺬﻧﺎ إﻟﻰ ﻗﻠﺐ ا)ﺸﻜﻠﺔ .ﻓﺎﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻳﻨـﻔـﻖ 114
اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
ﻓﻲ ﺗﻌﻘﺐ درﺟﺎت اﻟﺸﺮف اﻷﻛﺎد ﻴﺔ ،ﻫﻮ وﻗﺖ ﻳﻀـﻴـﻊ ﻣـﻦ اﳉـﻬـﺪ ا)ـﺒـﺬول ﻻﻛﺘﺴﺎب ا)ﻌﻠﻮﻣﺎت واﳋﺒﺮات اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ اﻟﺪراﺳﻲ .وﻫﻮ وﻗﺖ ﻻ ﻜﻦ أن ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ اﻟﺘﺄﻣﻞ اﻟﻌﻤﻴﻖ .واﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ا)ﺸﺎﻫﻴﺮ ﻳﻨﻬﻤﻜﻮن ﻓﻲ ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻌﻠـﻴـﻢ اﻟـﺬاﺗـﻲ اﳋـﺎﺻـﺔ ﺑـﻬـﻢ .وﻗـﺪ ﻛـﺎن ﻣـﺎ ﻻ ﻳـﻘـﻞ ﻋـﻦ ﻧـﺼـﻒ اﻷﺷﺨﺎص ا)ﺸﻬﻮرﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎم آل ﻏﻮرﺗﺴﻞ ﺑﺪراﺳﺘﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاء اﻟﻨﻬﻤz ﻣﻨﺬ وﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ ،واﺳﺘﻤﺮ ﺣﺒﻬﻢ ﻟﻠﻘﺮاءة ﺧﻼل ﺳﻨﻮات رﺷﺪﻫﻢ .وﻗﺪ أﻇﻬﺮت إﺣﺪى اﻟﺪراﺳﺎت ﺣﻮل ا)ﺮاﻫﻘ zا)ﺒﺪﻋ zأﻧﻬﻢ ﻴﻠﻮن إﻟﻰ أن ﻳﻘﺮؤوا أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٥٠ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ) .(Schaefer and Anastasi, 1968إن ﺳﻌﺔ اﻻﻃﻼع ﻟﻴﺴﺖ ﺗﺴﻠﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺿﺮورﻳﺔ .وﺗﻘﻮل ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻲ اﳋﺎﺻﺔ ،إن اﻟﺸﻬﺮة ا)ﺘﺤﻘﻘﺔ ﻟﻬﺆﻻء اﻷﻓﺮاد ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺔ آل ﻏﻮرﺗﺴﻞ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻣﻊ ﻛﻮﻧﻬﻢ ﻣﻦ اﻟـﻘـﺮاء اﻟﻨﻬﻤ) zر= .(٠٬١٢ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻻ ﺗﺪﻋﻮ ﻟﻠﺪﻫﺸﺔ ،ﻓﺎﻟﺒﺤﻮث ﺣﻮل اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ا)ﺒﺪﻋﺔ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ أﻫﻤﻴﺔ اﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎت اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ،وﺳﻌﺔ اﻷﻓﻖ ،وإﻟﻰ اﳊﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﳉﺪة واﻟﺘﻨﻮع واﻟﺘـﺮﻛـﻴـﺐ ) .(Stein, 1969ﻓﺎﻻﺑﺘﻜﺎر ﻳﻌﺘﻤـﺪ ﻋـﻠـﻰ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ رؤﻳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑ zاﻷﻓﻜﺎر واﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺘﻨـﺒـﻪ أﺣـﺪ إﻟـﻰ وﺟﻮدﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،ﺛﻢ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺼﻬﺮ ﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر واﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺐ ﺟﺪﻳﺪ ) .(Bamett, 1953, Koestler, 1964ﻓﻘﺪ ﻗﺎم ﻧﻴﻮﺗﻦ ﺑﺪﻣﺞ اﻟﺘﻄﻮرات اﻷﺧﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت ،ﻣﻊ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﺎ ﺟﺎﻟﻴﻠﻴﻮ ،وﻋﻠﻢ اﻟﻔﻠﻚ ﻟﺪى ﻛﺒﻠﺮ ،ﻓـﻲ ﺑـﻨـﻴـﺔ واﺣـﺪة ﻣﺘﺴﻌﺔ اﻟﻨﻄﺎق .ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ آﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ ،ﻣﻦ آﺟﻞ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻤﺎﻫﺎ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﻨﺴﺒﺔ اﳋﺎﺻﺔ ،أن ﻳﻐﻮص ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻋ zﻛﺎن ﻳـﻈـﻦ أﻧـﻬـﻤـﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺗﺒﻄ :zﻧﻈﺮﻳﺔ ﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ ﺣﻮل ا)ﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ اﻟﻜﻬﺮﺑﻴﺔ ،وﻧﻈﺮﻳﺔ ﻧﻴﻮﺗﻦ ﺣﻮل ا)ﻴﻜﺎﻧﻴﻜﺎ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺎوﻟﺔ آﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ ﻟﻠﻤـﺰج ﺑـ zﻣـﺎ اﻋـﺘـﺒـﺮه ﻋـﻠـﻤـﺎء اﻟﻔﻴﺰﻳﺎء اﻵﺧﺮون ﻓﻲ زﻣﻨﻪ ،ﻓﺮﻋ zﻋﻠﻤﻴ zﻣﻨﻔﺼـﻠـ zـﺎﻣـﺎ ،ﺷـﻴـﺌـﺎ ﻳـﺘـﻔـﻖ و ﻂ اﻹﺑﺪاع. ﻫﻨﺎك ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻋﺒﺎﻗﺮة ﻋﺪﻳﺪون ﻣﻦ اﻟﻄﺮاز اﻟﺮاﻗﻲ ﺣﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻣﺎت ﻣﺪرﺳﻴﺔ وﻣﺮاﺗﺐ ﺷـﺮف أﻛـﺎد ـﻴـﺔ Yـﺘـﺎزة دون أن ﻳـﻀـﺤـﻮا ﺑـﺸـﻜـﻞ واﺿـﺢ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺎري ﻛﻮري ﺗﺴﺒﻖ ﻛﻞ زﻣـﻼﺋـﻬـﺎ ﻓـﻲ ا)ﺪرﺳﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ا)ﻮاد ﺪة ﺳﻨﺘ .zﻛﻤـﺎ ﺣـﺼـﻠـﺖ ﻋـﻠـﻰ ﻣـﻴـﺪاﻟـﻴـﺔ ذﻫﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻦ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ﻋﺸﺮة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺨﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﻠﻴﺴﻴﻪ )اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ( اﻟﺮوﺳﻴﺔ .وﻛﺎن ﺳﻴﺠﻤﻮﻧﺪ ﻓﺮوﻳﺪ ﻋـﻠـﻰ رأس ﻓـﺼـﻠـﻪ ﻓـﻲ ا)ـﺪرﺳـﺔ اﻟـﺜـﺎﻧـﻮﻳـﺔ 115
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
اﻷ)ﺎﻧﻴﺔ وﺗﺨﺮج ﺑﺪرﺟﺔ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ .وﺗﺨﺮج روﺑﺮت أوﺑﻨﻬﺎ ﺮ)×J. R. (١٠ Oppenheimerﺑﺪرﺟﺔ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺎﺋﻖ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌـﺔ ﻫـﺎرﻓـﺮد ﻣـﻊ أﻋـﻠـﻰ ﻣـﺮﺗـﺒـﺔ ﻟﻠﺸﺮف ﻣﻨﺤﺘﻬﺎ اﳉﺎﻣﻌﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ ﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﻜﺎﻟـﻮرﻳـﻮس ،واﻷﻣـﺮ اﻟـﻮاﺿـﺢ ﻫﻮ أن اﻛﺘﺴﺎب ا)ﻌﺮﻓﺔ اﻷﻛﺎد ﻴﺔ واﻛﺘﺴﺎب ا)ﻌﺮﻓﺔ اﻟﻼﺻﻔﻴﺔ ،ﻟﻴﺴﺎ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺴﻘﺘ zﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ اﻟﺒﻌﺾ. وﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻠﻮم ا)ﺴﻤﺎة ﺑﺎﻟﻌﻠﻮم اﻟﺼﻌﺒﺔ ،ﻛﺎﻟﻄﺒﻴﻌﺔ واﻟﻜﻴﻤﻴﺎء ،ﻣﺎزال ﻧﻮع اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺬي ﻳﺘﻠﻘﺎه اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮى اﳉﺎﻣﻌﺔ ﻣﺘﺴﻊ ا)ﺪى .ﻓﻬﺬه اﻟﻌﻠـﻮم ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﺪر ﻣﻦ ا)ﻌﺮﻓﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻳﺒﻠﻎ ﻓﻲ ﺳﻌﺘﻪ أن ﺣﺪوده ﻻ ﺗﺘﺒ zإﻻ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻮرات ﺣﻠﻘﺎت اﻟﺒﺤﺚ وا)ﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﻌـﻘـﺪ ﻓـﻲ ﻛـﻠـﻴـﺎت اﻟـﺪراﺳـﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ .وﻟﺬا ﻓﺈن ﻣﻦ ا)ﻨﻄﻘﻲ أن ﺗﻘﻊ ذروة اﻻرﺗﻘﺎء اﻹﺑﺪاﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم ﻓـﻲ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﻨـﺘـﺼـﻒ ﻓـﺘـﺮة اﻟـﺪراﺳـﺎت اﻟـﻌـﻠـﻴـﺎ .أﻣـﺎ ﻓـﻲ اﻟـﻔـﺮوع ا)ـﻌـﺮﻓـﻴـﺔ اﻷﺧﺮى،ﻛﺎﻟﻔﻨﻮن واﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺎت ،ﻓﻴﺤﺪث اﻟﺘﺸﻌﺐ ﻓﻲ وﻗﺖ أﺑﻜﺮ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ وﻗﺪ ﻻ ﻳﺆدي اﻟﺴﻌﻲ إﻟﻰ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ درﺟﺔ اﻟﺒﻜﺎﻟﻮرﻳﻮس إﻻ إﻟﻰ ﻗﺘﻞ اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﺠﻤﻟﺎﻻت. وﻣﻦ ا)ﻬﻢ أﻳﻀﺎ أن ﻧﻀﻊ ﻓﻲ أذﻫـﺎﻧـﻨـﺎ ذﻟـﻚ اﻟـﺘـﻤـﻴـﻴـﺰ اﻟـﺬي ﻗـﺪﻣـﺘـﻪ ﻓـﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺳﺎﺑﻖ ﻣﺎ ﺑ zإﺣﺪاث ﺛﻮرة ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻣﻌ ،zوﺑ zﻣﺠﺮد اﻟـﺘـﻘـﺪم ﺑـﻪ. وﻣﻦ اﶈﺘﻤﻞ أن ﻳﻜﺘﺸﻒ اﻟﺜﻮرﻳﻮن ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻢ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﺎﻣـﻠـ zﻋـﻠـﻰ ﺗـﻘـﺪﻣـﻪ أن اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻏﺪا ﻫﺎﻣﺸﻴﺎ ﻋﻠﻰ ا)ﺴﺎر اﻟﺬي اﺧﺘﻄﻮه ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن أوﺑﻨﻬﺎ ﺮ ﺗﻠﻤﻴﺬا أﻓﻀﻞ ﻣﻦ آﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ إﻟﻰ ﺣﺪ ﺑﻌﻴﺪ ،ﻟﻜﻦ آﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ ﻫﻮ اﻟﺬي أﻋﺎد ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻣﺠﺎل ﻋﻠﻢ اﻟﻔﻴﺰﻳﺎء. وﻣﻦ اﶈﺘﻤﻞ أﻳﻀﺎ أﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ زادت اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻠﻜﻬﺎ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ،ﻛﻠﻤﺎ زاد اﺣﺘﻤﺎل أن ﻳﻘﻮم ﺑﺈﺷﻌﺎل اﻟﺸﻤﻮع اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻣـﻦ ﻃـﺮﻓـﻬـﺎ ،دون أن ﻳﺤﻴﻖ ﺑﻪ اﳋﻄﺮ .ذﻟﻚ أن اﻟﻌﺒﻘﺮي ﻫﻮ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﻣﻘﺪوره اﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ أﺷﻴﺎء أﻛﺜﺮ ﻓﻲ وﻗﺖ أﻗﻞ ،ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﺬﻳﻦ ﺘﻠﻜﻮن إﻣﻜﺎﻧﻴـﺎت أﻗـﻞ إﺛـﺎرة ﻟـﻠـﺪﻫـﺸـﺔ. وﻟﻌﻞ ﻫﺬه اﻟﺴﺮﻋﺔ ﻣﺘﻌﺪدة اﳉﻮاﻧﺐ ﻓﻲ اﻟﺘﻘﺎط ا)ﻌﺮﻓﺔ ﻫﻲ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ اﻟﻨﺒﻮغ ا)ﺒﻜﺮ اﻟﺬي ﲢﺪﺛﺖ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ-وﻛﺬﻟﻚ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ا)ـﺬﻫـﻠـﺔ ﻓـﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺮﺷﺪ اﻟﺘﻲ ﺳﺄﻋﺎﳉﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻘﺎدم-ﻣﻦ اﻷﻣﻮر ا)ﻤﻜـﻨـﺔ .وﻣـﻦ ﺛﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ زادت اﻷ)ﻌﻴﺔ أو اﻟﻮﻗﺪة ﻓﻲ ﻋﻘﻞ ﻣﻌ zزاد ﻣـﻘـﺪار ﳒـﺎح ﻫـﺬا اﻟﻌﻘﻞ ﻓﻲ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﺮاﺗﺐ اﻟﺸﺮف اﻟـﺪراﺳـﻴـﺔ ،وﻋـﻠـﻰ اﻟـﺘـﻌـﻠـﻢ اﻟـﺬاﺗـﻲ 116
اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
ا)ﺜﻴﺮ ﻓﻲ آن واﺣﺪ .واﻟﺸﻲء اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ،أﻧﻪ ﻛﻠـﻤـﺎ ﺻـﻌـﺪ اﻟـﻔـﺮد ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺴـﻠـﻢ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ،زادت ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻫﺬا اﻟﻨﺸﺎط ا)ﺰدوج .ﻓﻌـﻨـﺪ ﻛـﻞ ﻣـﺴـﺘـﻮى ﺗـﻌـﻠـﻴـﻤـﻲ ﻳﺠﻲء زﻣﻼء اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻋﻘﻠﻴﺔ أﻓﻀـﻞ وﻳـﺼـﺒـﺢ اﻟـﺘـﻨـﺎﻓـﺲ أﺷـﺪ ﺿﺮاوة ،وﻋﺎﺟﻼ أو آﺟﻼ ،ﻳﺠﺪ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻀﻄﺮا ﻷن ﻳﺨﺘﺎر ﻣﺎ ﺑ zأن ﻳﻜﻒ ﻋﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﺘﻔﻮق اﻟﻌﺎم ،أو أن ﻳﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ أﻣﻠﻪ ﻓﻲ ا)ﻜﺎﻓﺂت اﻷﻛﺎد ﻴﺔ. وﻫﺬا اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻫﻮ اﺧﺘﻴﺎر ﺣﺎﺳﻢ ،ﻓﺎﻟﻄﺎﻟﺐ اﻟﺬي ﻳﺨﻀﻊ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻟﻠﻬﺪف اﳋﺎص ﺑﺎﻟﻨﺠﺎح اﻟﺪراﺳﻲ ﻗﺪ ﻳﻔﻘﺪ أي ﻓﺮﺻﺔ ﺗﺘﺎح ﻟﻪ ﻛﻲ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﺒﺘﻜﺮا ﻣﻦ اﻟﻨﻮع اﻟﺜﻮري .ﻟﻜﻦ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺒﺪﻳﻞ ﻟﻴﺲ أﺳﻠﻢ،ﻓﺎﻻﻧﺴﺤﺎب ﻣﻦ ﺳﺒﺎق اﻟﻔﺌﺮان اﻷﻛﺎد ﻲ)× ،(١١واﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ا)ﺮﺳﻮم ،أو اﶈﺪد ذاﺗﻴﺎ ،واﳋـﺎص ﺑﺎﻟﻨﻤﻮ اﻟﻌﻘﻠﻲ ،ﻟﻦ ﻳﺆدي ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ ﻷن ﻳـﺼـﺒـﺢ ا)ـﺮء ذﻟـﻚ اﻟـﺜـﻮري ا)ـﺄﻣـﻮل .إن ﻗﺪره ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻫﻮ أن ﻳﺼﺒﺢ ﻫﺬا اﻟﺸﺨﺺ ﻻ ﺛﻮرﻳﺎ وﻻ ﻋﺎﻣﻼ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﺪم، ﺑﻞ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ا)ﺴﺎﻫﻤ zﻓﻲ اﻟﻌﻠﻢ .إن ﺣﺪا أدﻧﻰ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﻜﻦ ﻫﻮ ﻣﻄﻠﺐ أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺠﺎل ،ﻟﻘﺪ اﻧﻘﻀﺖ ﺗﻠﻚ اﻷﻳﺎم اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻜﻦ أن ﻳﺄﻣﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺨﺺ ﻟﻢ ﻳﺬﻫﺐ إﻟﻰ ا)ﺪرﺳﺔ ﻣﺜﻞ ﻓﺎرادي ﻓﻲ أن ﻳﻘﻮم ﺑﺈﺳـﻬـﺎم أﺳـﺎﺳـﻲ ﻓـﻲ ﻋـﻠـﻢ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ. ﻧﺤﻦ اﻵن ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻨﺎ أن ﻧﻔﻬﻢ اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻛﻮن اﻹﺑﺪاع ﻓﻲ اﻟﻔﺮوع ا)ﻌﺮﻓﻴﺔ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ،ﻳﺘﻄﻠﺐ درﺟﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺪرات اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ .و ﻴﻞ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ إﻟﻰ أن ﲡﺘﺬب أﺻﺤﺎب ﻧﺴـﺐ اﻟـﺬﻛـﺎء اﻷﻋـﻠـﻰ ،وﲡـﺘـﺬب اﻟـﻌـﻠـﻮم اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ أﺻﺤﺎب اﻟﻌﻘﻮل اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺒﻠﻎ ﺗﻠﻚ اﻟـﻘـﻤـﻢ اﻷو)ـﺒـﻴـﺔ ،أﻣـﺎ اﻟـﻌـﻠـﻮم اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﺘﺠﺘﺬب أﺻﺤﺎب ﻧﺴـﺐ ذﻛـﺎء ﺗـﻘـﻞ ﺣـﺘـﻰ ﻋـﻦ ﻫـﺬه )Roe, 1952 .(Harmon, 1961ﻓﻜﻴﺎن ا)ﻌﺮﻓﺔ ا)ﻌﻘﺪة ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻳﺘﻄﻠﺐ ذﻛﺎء ﻣﻦ أﻋﻠﻰ ﻃﺮاز ﺠﻤﻟﺮد اﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﳉﻮﻫﺮﻳﺎت .ﻻ ﺑﻞ إن ﻗﺪرا ﻣﻦ اﻟﺬﻛﺎء ﻳـﻜـﻮن ﻣﻄﻠﻮﺑﺎ إذا ﻛﻨﺎ ﺳﻨﺘﺮك اﻟﺒﺎب ﻣﻔﺘﻮﺣﺎ ﻟﻠﺘﻌﻠﻢ اﻟﺬاﺗﻲ اﻟـﻌـﺎم ،وﻟـﺬﻟـﻚ اﻟـﺘـﺄﻣـﻞ اﻟﺬي ﻳﻐﺬي ا)ﻨﺤﻰ اﻟﺜﻮري ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ا)ﺸﻜﻼت .أﻣﺎ ا)ﻌﺮﻓﺔ ا)ﺘﺮاﻛﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻼ ﺗﺘﻄﻠﺐ ذﻛﺎء ﻣﺘﻮﻗﺪا ،وﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ذﻟـﻚ أن ا)ـﺮء ﻗﺪ ﻻ ﻳﺤﺘﺎج ﻷن ﻳﻜﻮن ﻣﺘﻮﻗﺪ اﻟﺬﻫﻦ ﺎﻣﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﻳﻘﻮم ﺑﺈﺳﻬﺎﻣﺎت ﺛﻮرﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺑﻞ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻟﺬﻛﺎء ا)ﻄﻠﻮب ،ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻘﺪم ا)ﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻹﲡﺎﻫﺎت اﻟﺮاﺳﺨﺔ ﻓﻌﻼ أﻗﻞ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ذﻟﻚ .وﻫﻜﺬا ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أن ﻧﺸـﻴـﺮ إﻟـﻰ أن آﻳـﻨـﺸـﺘـﺎﻳـﻦ وأوﺑـﻨـﻬـﺎ ـﺮ ﻛـﺎﻧـﺎ 117
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻣﺘﻮﻗﺪي اﻟﺬﻫﻦ ﺑﺪرﺟﺔ Yﺎﺛﻠﺔ ،وأﻧﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﻔﻮﻗﺎن ﻓﺮوﻳﺪ ﻋﻘﻠﻴﺎ .وﻗﺪ ﻛـﺎن آﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ وﻓﺮوﻳﺪ ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺜﻮرﻳ ،zﻟﻜﻦ ﻓﺮوﻳﺪ ﻗﺎم ﺑـﺘـﺜـﻮﻳـﺮ ﻣـﺠـﺎل ﻛـﺎن ﻳﺘﻄﻠﺐ درﺟﺔ أﻗﻞ ﻣﻦ اﻟﺬﻛﺎء ﻛﻲ ﲢﺪث اﻟﺜﻮرة ﺑﺪاﺧﻠﻪ ،ور ﺎ ﻛﺎن أوﺑﻨﻬﺎ ﺮ أذﻛﻰ ﻣﻦ ﻓﺮوﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺬﻛﺎء اﻟﺼﺮف ،ﻟﻜﻦ ﻣﺠﺎل ﻋﻠﻢ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻳﺘﻄﻠـﺐ ﻣﺎ ﻫﻮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،وﻟﺬﻟـﻚ ﻓـﺈن ﻓـﺮوﻳـﺪ ﺛـﻮري ،أﻣـﺎ أوﺑـﻨـﻬـﺎ ـﺮ ﻓـﻬـﻮ أﺣـﺪ اﻟﻘﺎﺋﻤ zﺑﺮﻓﻊ اﻟﻌﻠﻢ إﻟﻰ اﻷﻣﺎم .وأﺧﻴﺮا ﻓﺈﻧﻪ رﻏﻢ أن آﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ وأوﺑﻨﻬـﺎ ـﺮ ر ﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻣﺘﻤﺎﺛﻠ zﻓﻲ ﻋﺒﻘﺮﻳﺘﻬﻤﺎ اﻟﻔﻄﺮﻳﺔ »اﻷوﻟﻴﺔ« ،إﻻ أن أوﺑﻨـﻬـﺎ ـﺮ ﻗـﺪ اﺳﺘﺨﺪم ﻋﺒﻘﺮﻳﺘﻪ ﻛﻲ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ﻴﺰ ﻏﻴﺮ ﻣﺄﻟﻮف ﻓـﻲ ﺟـﺎﻣـﻌـﺔ ﻣـﻦ اﻟـﻄـﺮاز اﻷول .أﻣﺎ آﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ ﻓﻘﺪ اﺳﺘﺨﺪم ﻋﺒﻘﺮﻳﺘﻪ ﻛﻲ ﻳﺴﻴﺮ ﻓـﻲ ﻃـﺮﻳـﻘـﻪ اﻷﺻـﻴـﻞ اﻟﺬي اﺧﺘﺎره ﺑﻘﺪر ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﺮوي. إن ا)ﻨﻈﻮر ا)ﺘﻜﺎﻣﻞ ﻣﺘﻌﺪد ا)ﺘﻐﻴﺮات اﻟﺬي ﻗﻤﺖ ﺑﻌﺮض ﺧﻄﻮﻃﻪ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻳﻔﺮض ﻋﻠﻴﻨﺎ أﺷﺪ اﳊﺬر ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﺼﺪى ﻟﻠﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺗﻄﻮر اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻹﺑـﺪاﻋـﻴـﺔ .وﻻ رﻳـﺐ ﻓـﻲ وﺟـﻮد ﺷـﻮاﻫـﺪ ﻗﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zاﻟﺸﻬﺮة واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﻟﻌﻼﻗﺔ ا)ﻨﺤﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺧﺬ اﻟﺸﻜﻞ Uا)ﻘﻠﻮب .وإن ﻣﺮاﺗﺐ اﻟﺸﺮف اﻷﻛﺎد ﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﻔﻴﻠﺔ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﺠﺎح اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ .ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻓﺈن اﻟﺪرﺟﺎت وﻣﺮاﺗـﺐ اﻟـﺸـﺮف ﻟـﻴـﺴـﺖ ﻫـﻲ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻮﺣﻴـﺪة ﻓـﻲ ا)ـﻌـﺎدﻟـﺔ .ﻓـﻘـﻮة اﻟـﻔـﺮد اﻟـﻔـﻜـﺮﻳـﺔ واﻟـﺜـﺮاء ا)ـﻌـﻠـﻮﻣـﺎﺗـﻲ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻓﻲ ﺣﻘﻞ ﻣﻦ اﳊﻘﻮل وﻛﺬﻟﻚ ﻣﺪى ﻧﻀﻮج ﻫﺬا اﳊﻘﻞ واﺳﺘﻌﺪاده ﻟﺘﻘﺒﻞ اﻟﺜﻮرة ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﺘﻘﺪم اﻟﺒﺴﻴﻂ .ﻛﻞ ﻫﺬه اﻷﺷﻴﺎء ﻳﺠﺐ ﺣﺴﺎب وزﻧﻬﺎ ووﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر .ﻓﻤﻦ ا)ﻤﻜﻦ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ أن ﻳﺘﺨﺮج ﺷﺨـﺺ ﻣـﺎ ـﺮاﺗـﺐ اﻟﺸﺮف وأن ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ،ﺛﻢ ﻳﺘﻘﺪم ﻧﺤﻮ ﺗﺜﻮﻳﺮ ﻣﺠﺎل ﻣﻌ .zﻟـﻘـﺪ ﻓﻌﻞ ﻣﺎﻛﺲ ﺑﻼﻧﻚ ﻫﺬا .ﻓﻘﺪ أﺣﺮز درﺟﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﺑﺎﻣﺘﻴﺎز ﻓﺎﺋﻖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ اﳊﺎدﻳﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ،ﺛﻢ ﻣﻀﻰ ﻟﺘﺜﻮﻳﺮ ﻋﻠﻢ اﻟﻄﺒﻴـﻌـﺔ ﻣـﻦ ﺧـﻼل اﺑﺘﻜﺎره ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻜﻢ .وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻼ ﻜﻦ اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﺄن ﻣﻼﺣﻈﺎت آﻳـﻨـﺸـﺘـﺎﻳـﻦ ا)ﺴﺘﺨﻔﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺗﺼﺪق ﻓﻲ ﻛﻞ اﻷﺣﻮال.
118
اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
اﳊﻮاﺷﻲ )× (١ﻫﺎزم ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ووﺗﺮﻟـﻮ ﻋـﺎم ١٨١٥ﻋﺎش ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣـﻦ ١٧٦٩وﺣﺘـﻰ ،١٨٥٢ﻣﻦ أﺻﻞ أﻳﺮﻟﻨﺪي ،ﺷﻐﻞ ﻓﻲ وﻗﺖ واﺣﺪ ﻗﻴﺎدة اﳉﻴﺶ ورﺋﺎﺳﺔ اﳊﻜﻮﻣﺔ ،ﻛﺎن أﻛﺜﺮ اﻟﺮﺟﺎل اﺣﺘﺮاﻣﺎ ﻓﻲ أورﺑﺎ ﻋﺎﻣﺔ ،وﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺧﺎﺻﺔ ،وﻛﺎن اﻟﻨﺎس ﻳﺘﻘﺪﻣﻮن إﻟﻴﻪ ﻃﺎﻟﺒ zﻣﺸﻮرﺗﻪ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻓﻲ أﻣﻮر اﳊﻴﺎة. )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٢ا)ﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻲ ﻓﻴﻬﺎ وﻟﻨﻌ )ا)ﺘﺮﺟﻢ() .أﻣﺎ ا)ﺮاﺟﻊ ﻓﻴﺮى أن اﻹﺷﺎرة ﻫـﻲ إﻟـﻰ ﻛـﻠـﻴـﺔ إﻳـ اﻟﺸﻬﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺆﻣﻬﺎ أﺑﻨﺎء اﻷﺛﺮﻳﺎء اﻹﳒﻠﻴﺰ ،وﺗﺘﻌﺰز ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﻴﻢ واﻟﻌﺎدات اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮل وﻟﻨﻐ إﻧﻬﺎ اﻧﺘﺼﺮت ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ا)ﻌﺮﻛﺔ(. )× (٣درﺟﺔ زﻣﺎﻟﺔ ﺷﺮﻓﻴﺔ أﺳﺴﺖ ﻋﺎم ١٧٧٦ﻟﻄﻼب وﺧﺮﻳﺠﻲ اﳉﺎﻣﻌﺎت ،وﻳﺘﻢ اﺧﺘﻴﺎر أﻋﻀﺎء ﻫﺬه اﻟﺰﻣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺪرﺟﺎت اﻷﻛﺎد ﻴﺔ ا)ﺮﺗﻔﻌﺔ ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰة ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺷﻌﺎرﻫﺎ »اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎة«) .ا)ﺘﺮﺟﻢ() .أﻣﺎ ا)ﺮاﺟﻊ ﻓﻴﻘﻮل إن ﻫﺬه ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻟﻠﻄﻠﺒﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴ zا)ﺘﻤﻴﺰﻳﻦ ،وﻟﻴﺴﺖ درﺟﺔ(. )× (٤ا)ﻘﺼﻮد ﺑﻬﺬا اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ أو اﻟﺘﺪرﻳﺐ ا)ﻨﺘﻈﻢ اﻟﺬي ﻳﺘﻠﻘﺎه اﻟﺪارس ﻓﻲ ا)ﺪارس واﳉﺎﻣﻌﺎت. )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٥اﻟﺒﻮﻻروﻳﺪ :ﻣﺎدة ﻣﺴﺘﻘﻄﺒﺔ ﻟﻠﻀﻮء ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ا)ﺼﺎﺑﻴﺢ واﻟﻨﻈﺎرات ..إﻟﺦ )ﻨﻊ اﻟﺴﻄﻮع ا)ﺆذي ﻟﻠﻌ) .zا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٦اﻟﻘﺒﺔ اﳉﻴﻮدﻳﺴﻴﺔ أو ﻗﺒﺔ ا)ﺜﻠﺜﺎت ﻫﻲ ﻗﺒﺔ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻦ ﻋﺪة ﻋﻨﺎﺻﺮ إﻧﺸﺎﺋﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ وﺧﻔﻴﻔﺔ، ﲢﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ إﺟﻬﺎدات اﻟﺸﺪ ،وﻣﺮﺗﺒﺔ ﻓﻲ إﻃﺎر ﻣﻦ ا)ﺜﻠﺜﺎت ﳋﻔﺾ اﻟﻮزن واﻹﺟﻬﺎدات) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٧أي اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﻧﺴﻖ ﻣﻔﺘﻮح ﺗﻐﻴﻴﺮي ﻏﻴﺮ ﺗﻘﻠﻴﺪي )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٨أي اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﻧﺴﻖ اﺗﺒﺎﻋﻲ ﺗﻘﻠﻴﺪي ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٩أي ﺗﺼﺒﺢ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zاﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﻘﻴﺎدة ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻜﺴﻴﺔ ،إذا زاد اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻗﻠّﺖ اﻟﻘﺪرات اﻟﻘﻴﺎدﻳﺔ واﻟﻌﻜﺲ ﺻﺤﻴﺢ) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١٠روﺑﺮت أو ﺑﻨﻬـﺎ ـﺮ ) (١٩٦٧-١٩٠٤ﻋﺎﻟﻢ أﻣﺮﻳﻜﻲ أﺷﺘﻬﺮ ﺑﺴﺒﺐ إﺳﻬﺎﻣﺎﺗﻪ اﻟـﻜـﺜـﻴـﺮة ﻓـﻲ ﻣـﺠـﺎل ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﻜﻢ ،وﺑﺴﺒﺐ ﺗﻄﻮﻳﺮه ﻟﻠﻘﻨﺒﻠﺔ اﻟﺬرﻳﺔ أﻳﻀﺎ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١١أي اﶈﻤﻮم) .ا)ﺮاﺟﻊ(.
119
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
120
اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ واﻟﻨﻔﻮذ
5اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ واﻟﻨﻔﻮذ ﺳﺠﻞ ﺗﻮﻣﺎس أدﻳﺴﻮن ١٠٩٣ﺑﺮاءة اﺧﺘﺮاع ،وﻣﺎزال ﻫﺬا اﻟﺮﻗﻢ ﻫﻮ اﻟﺮﻗﻢ اﻟﻘﻴﺎﺳﻲ ا)ﺴﺠﻞ ﻟﺪى ﻣﻜﺘـﺐ ﺑﺮاءات اﻻﺧﺘﺮاع ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ـﺘـﺤـﺪة ﺣـﺘـﻰ اﻵن. وﻗﺪ أﳒﺰ أﻟﺒﺮت آﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ ٢٤٨ﻣﺎدة ﻣﻨﺸﻮرة .وأﳒﺰ دارون ١١٩ﻣﻘﺎﻟﺔ .أﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻋﻠﻢ اﻟﻨـﻔـﺲ ﻓـﻘـﺪ ﻧﺸﺮ ﺳﻴﺠﻤﻮﻧﺪ ﻓﺮوﻳﺪ ٣٣٠ﺑﺤﺜﺎ واﻟﻔﺮﻳﺪ ﺑﻴﻨﻴﻪ ،٢٧٧ وﻓﺮاﻧﺴﺲ ﻓﺎﻟ .٢٢٧وأﳒﺰ ﻣﻮزارت أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٦٠٠ ﻣﺆﻟـﻒ ﻣـﻮﺳـﻴـﻘـﻰ ﻗـﺒـﻞ وﻓـﺎﺗـﻪ ﻓـﻲ ﻋـﻤـﺮ اﳋـﺎﻣـﺴـﺔ واﻟﺜﻼﺛ .zوأﻟﻒ ﺷﻮﺑﺮت أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٥٠٠ﻋﻤﻞ ﻗﺒﻞ أن ﻮت ﺑﺎﻟﺘﻴﻔﻮس ﻓﻲ اﳊﺎدﻳﺔ واﻟﺜﻼﺛ zﻣـﻦ ﻋـﻤـﺮه. وﻣﺆﻟﻔﺎت ﺑﺎخ ا)ﻮﺟﻮدة ﻓﻌﻼ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ اﻷﻟﻒ ،و ﻸ ٤٦ﻣﺠﻠﺪا .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﻌﺪل اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي ﻳـﻨـﺠـﺰه ﺑـﺎخ ﻣﻦ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ ا)ﻜﺘﻤﻠﺔ ﺣـﻮاﻟـﻲ ٢٠ﺻﻔﺤﺔ .ﻛﻞ ﻳـﻮم، أي ﻳﻜﻔﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻘﺎل ﻷن ﻳﺸﻐﻞ ﻧﺎﺳﺨﺎ ﻳﻌﻤﻞ اﻟﻌـﺪد ا)ﺄﻟﻮف ﻣﻦ اﻟﺴﺎﻋﺎت ،ﻃﻮال ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻟـﻴـﻜـﺘـﺐ أﺟـﺰاء ﻣﺆﻟﻔﺎت ﺑﺎخ ﺑﻴﺪه .وﻫﺬا اﻟﻨﺎﰋ اﻟﻬﺎﺋﻞ ﻳﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﻌﺒﺎرة ﺗﻮﻣﺎس أدﻳﺴﻮن اﻟﺸﻬﻴﺮة اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ إن »اﻟﻌﺒﻘﺮﻳـﺔ ﻫـﻲ %١إﻟﻬﺎم و %٩٩ﻋﺮق ﺟﺒ .«zإن اﻟﻘﻠﻢ أو اﻟﻔﺮﺷﺎة أو اﻹزﻣﻴﻞ ﻻ ﻳﺒﺪو أﻧﻬﺎ ﺗﺘﻮﻗﻒ أﺑﺪا ﻋﻦ اﻟﻌـﻤـﻞ .ﻓـﻘـﺪ أﻧـﺘـﺞ رﻣـﺒـﺮاﻧــﺖ ﺣــﻮاﻟــﻲ ٦٥٠ﻟـﻮﺣـﺔ ،وﺣــﻮاﻟــﻲ ٣٠٠ ﺗﺨﻄﻴﻂ و ٢٠٠٠رﺳﻢ .وﻗﺎم ﺑﻴﻜﺎﺳﻮ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 121
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
) ٢٠٠٠٠ﻋﺸﺮﻳﻦ أﻟﻒ( ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻔﻨﻴﺔ. إن ﺑﺆرة اﻫﺘﻤﺎم ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻫﻲ ﲢﻠﻴﻞ ﻫﺬه اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ا)ﺪﻫﺸﺔ وﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺸﻬﺮة .وﻻ ﺑﺪ أن ﻳﺘﺮﻛﺰ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ا)ﻨﺎﻗﺸﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺑﺪاع وﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎدة ،ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﺑﻌﺾ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﺘﻮازي اﻟﺘﻲ ﻜﻦ اﺳﺘـﺨـﻼﺻـﻬـﺎ ﻣـﺎ ﺑـz اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ وﻧﻔﻮذ اﻟﻘﺎدة.
اﻟﺘﻔﺎوت ﻓﻲ اﻹﺑﺪاع
إذا ﻛﺎن اﻟﻘﺎﺋﺪ ﺷﺨﺼﺎ ﻳﺘﺮك ﻋﻠﻰ اﳉﻤﺎﻋﺔ أﺛﺮا ﻳﻔﻮق أﺛﺮ ﺑﻘﻴﺔ أﻋﻀـﺎء اﳉﻤﺎﻋﺔ اﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻓﺈن ﻣﻦ ا)ﺆﻛﺪ أن ﺑﻌﺾ ا)ﺒﺪﻋـ zﻗـﺎدة داﺧـﻞ ﺣـﻘـﻮﻟـﻬـﻢ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ .ﻟـﻘـﺪ ﻗـﺎم وﻳـﻦ دﻧـﻴـﺲ ) ،(W. Dennis, 1955ﺑﻔﺤﺺ ﺗـﻮزﻳـﻊ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﺒﻌﺔ ﻣﺠﺎﻻت ﻫﻲ :ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ،واﻟﻜﺘﺐ ا)ﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﻜﻮﳒﺮس اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﻋـﺎم ،١٩٤٢ وﻋﻠﻢ اﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ Gerontolgyوﻃﺐ اﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ،Geriatricsوﻋﻠﻢ اﳉﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻓﻲ أﻣﺮﻳﻜـﺎ اﻟـﺸـﻤـﺎﻟـﻴـﺔ ﻓـﻲ ﻋـﺎم ١٩٢٩إﻟﻰ ﻋـﺎم ،١٩٣٩واﻟﺒـﺤـﻮث ﺣـﻮل ﺷـﻠـﻞ اﻷﻃﻔﺎل ﻓﻲ ﻋﺎم ١٧٨٩ﺣﺘﻰ ﻋﺎم ،١٩٤ ٤وﻋﻠﻤﺎء اﻟﻜﻴﻤﻴﺎء ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ »ا)ﻠﺨﺼﺎت اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ« Chemical Abstractsﻣﻦ ﻋﺎم ١٩٣٧إﻟﻰ ﻋﺎم ١٩٤٧م ،واﻟﺒﺤﻮث ﻓﻲ ﻣﻴﺪان ﻋﻠﻢ اﻟﻠﻐﺔ ﻣﻦ ﻋﺎم ١٩٣٩ﺣﺘﻰ ﻋﺎم ١٩٤٧م .وﺣﺪد دﻧﻴﺲ ﻋﺪد اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻫﻢ ﺑﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﺒﺪع ﻣﻦ ا)ﺒﺪﻋ zا)ﺎﺋﺘ ،zاﻟﺬﻳﻦ اﺧﺘـﻴـﺎرﻫـﻢ ﺑـﺸـﻜـﻞ ﻋﺸﻮاﺋﻲ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺠﺎل. وﻗﺪ وﺟﺪ دﻧﻴﺲ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎ)ﻮﺳﻴﻘـﻰ اﻷﻣـﺮﻳـﻜـﻴـﺔ ا)ـﺒـﻜـﺮة أن %٦٤ﻣـﻦ ﻣﺠﻤﻞ اﻷﻋﻤﺎل ،ﻗﺪ أﻧﺘﺠﻬﺎ Y %١٠ﻦ ﻛﺎﻧﻮا أﻛﺜﺮ إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ .وا)ﺆﻟﻒ ا)ﻮﺳﻴﻘﻲ اﻟﺬي ﻓﺎق ﺳﻮاه ﻓﻲ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻛﺎن ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻣﺴﺆوﻻ ﻋﻦ ﺣﻮاﻟﻲ %١١ ﻣﻦ ﻛﻞ ا)ﺆﻟﻔﺎت .ﻓﻘﺪ أﻧﺘﺞ ﻋﺪدا ﻛﻠﻴﺎ وﺻﻞ إﻟﻰ ١٤٦ﻋﻤﻼ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﻔﻨﻴﺔ. وﻋﻠﻰ اﻟﻨﻘﻴﺾ ﻣـﻦ ذﻟـﻚ ،ﻓـﺈن %٤٦ﻣﻦ ﻫﺆﻻء ا)ﺆﻟﻔ zأﻧﺘﺞ ﻛﻞ واﺣـﺪ ﻣـﻨـﻬـﻢ ﻋﻤﻼ واﺣﺪا ﻓﻘﻂ .ورﻏﻢ أن اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻫﻲ أﻗﻞ اﻟـﺘـﻮاء)× (١ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺠـﺎﻻت اﻟﺴﺘﺔ اﻷﺧﺮى ،ﻓﺈن اﻟﺘﻔﺎوت ﻓﻲ اﻹﻧﺘﺎﺟـﻴـﺔ ﻛـﺎن ﻣـﻊ ذﻟـﻚ أﻣـﺮا ﺑـﺎرزا .وﻓـﻲ اﳊﻘﻞ ا)ﻌﺮﻓﻲ اﻟﺬي ﺑﻠﻎ ﻓﻴﻪ اﻻﻟﺘﻮاء أﻗﻠﻪ ،وﻫﻮ ﻣﺠﺎل دراﺳﺎت ﻋﻠﻢ اﻟﻠـﻐـﺔ، ﻛﺎن أﻏﺰر %١٠ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜ zﻓﻲ إﻧﺘﺎﺟﻬﻢ ﻣﺴﺆوﻟ zﻋﻦ %٣٤ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﺒﺤﻮث ا)ﻨﺸﻮرة ،وﻛﺎن اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﺬي ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ ﻫﺆﻻء اﻟﺒﺎﺣﺜ zﻣﺴﺆوﻻ ﻔﺮده 122
اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ واﻟﻨﻔﻮذ
ﻋﻦ %٥ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﻜﻠﻲ ﻟﻠﺒﺤﻮث .وﻗـﺪم %٧١ﻣﻦ ا)ﺴﺎﻫﻤ zإﺳﻬﺎﻣﺎ واﺣـﺪا ﻓﻘﻂ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻢ ،وﺳﺎﻫﻢ %١٠ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻣﻠ zا)ﺒﺪﻋ zﻋﺒﺮ ﻛﻞ اﺠﻤﻟﺎﻻت اﻟﺴﺒﻌﺔ ﺑﺤﻮاﻟﻲ %٥٠ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻷﻋﻤﺎل ا)ﻨﺘﺠﺔ .وﻗﺪم %٦١ﻣﻦ ا)ﺴﺎﻫﻤ zﻋﻤﻼ واﺣﺪا ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻢ .وﻛﺎن أﻏﺰر ا)ـﺒـﺪﻋـ zإﻧـﺘـﺎﺟـﺎ ﻣـﺴـﺆوﻻ وﺟـﺪه ﻋـﻦ %٩ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل ا)ﻨﺘﺠﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ اﺠﻤﻟﺎﻻت وزاد إﻧﺘﺎج أﻏﺰر ا)ﺒﺪﻋ zﻓﻲ أي ﻣﺠﺎل ﻓﻲ ﻫﺬه اﺠﻤﻟﺎﻻت ـﻘـﺪار ٥٧ﻣﺜﻼ ﻋﻦ أﻗﻠﻬﻢ إﻧﺘـﺎﺟـﺎ .وﻫـﺬا اﻟـﺘـﻮزﻳـﻊ ا)ـﺘـﻔـﺎوت ﻟﻺﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﺻﺎدق أﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ ،ﻛﻤﺎ أﻇﻬﺮ دﻧﻴﺲ ﻓﻲ دراﺳـﺔ أﺧﺮى (1954 c) .ﻟﻘﺪ ﻧﺸﺮ %١٠ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻨﻔﺲ ﻣﺎ ﺑ % ٣٧ zو %٤٧ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ا)ﻨﺸﻮرة .ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺳﺎﻫﻢ %٥٠ﻣﻦ اﻷﻗﻞ إﻧﺘﺎﺟﺎ ﺑـ %١٥أو أﻗﻞ ﻣﻦ اﻷﺑﺤﺎث ا)ﻨﺸﻮرة .وﻫﻜﺬا ،ﻓـﺈن %١٠ﻣﻦ اﻟﺼﻔﻮة ا)ﻨﺘﺠﺔ ﻗﺪ أﻧﺘﺠـﺖ ﻣـﺎ ﻫﻮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺜﻠﻲ ﻣﺎ أﻧﺘﺠﻪ %٥٠ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻨﻔﺲ اﻷﻗﻞ إﺑﺪاﻋﺎ أو ﺛﻼﺛﺔ أﻣﺜﺎﻟﻪ .وﻗﺪ أﺷﺎر دﻧﻴﺲ إﻟﻰ أن ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻪ ر ﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻐﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮ إﺳﻬﺎم ا)ﻨﺘﺠ zاﻷﻗﻞ ﻧﺸﺎﻃﺎ .إذ ﻟﻢ ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻓﻲ أي ﻓﺮع ﻣﻌﺮﻓﻲ إﻻ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺸﺮوا ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻨﺎك أﻋﺪاد أﺧﺮى ﻻ ﲢﺼﻰ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻨﻔﺲ ،وﻋﻠﻤﺎء اﻟﻠﻐﺔ ،وﻋﻠﻤﺎء اﳉﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ،وﻏﻴﺮﻫﻢ Yﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﻬﻤﻮا ﺑﺸﻲء ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث ا)ﻨﺸﻮر. ﻟﻘﺪ ﻻﺣﻆ ﺑﺎﺣﺜﻮن آﺧﺮون ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ دﻧﻴﺲ ،ا)ﻨﺰﻟﺔ ا)ﺘﻔﻮﻗﺔ ﻟـﻠـﻨـﺨـﺒـﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻮﺟﺪون ﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ ا)ﻨﺘﺠ zﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻣﻌ .zﻓﻘﺪ ذﻛﺮ ﻣﻮﻟﺰ(Moles, ، ) 1958أﻧﻪ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻋﺪد ﻣﺆﻟﻔﻲ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﻗـﺪ ﻳـﺼـﻞ إﻟـﻰ اﻵﻻف ،ﻓـﺈن ٢٥٠ﻓﻘﻂ ﻣﻨﻬﻢ ﻫﻢ ا)ـﺴـﺆوﻟـﻮن ﻋـﻦ ا)ـﻘـﻄـﻮﻋـﺎت اﻟـﺘـﻲ ﺗـﻌـﺰف ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﺘﻈﻢ ﻓﻲ اﳊﻔﻼت ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﻌﺎدﻳﺔ أو ﻗﺎﻋﺎت ﻋﺰف ﻣﺨﺘﺎرات ﻣﻦ آﺛﺎر ﻣﺆﻟﻒ واﺣﺪ ،Recital Hallsوأن ٣٦ﻣﺆﻟﻔﺎ ﻓﻘﻂ ﻣﺴﺆوﻟﻮن ﻋﻦ ﺛﻼﺛﺔ أرﺑﺎع ﻛﻞ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﻌـﺰف وأن ١٦ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻫﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﺪﻣﻮن ﻧﺼﻒ ا)ﻮﺳﻴـﻘـﻰ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻊ ﻓﻌﻼ ،وأن اﻟـ %١٠اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺮﺑﻌﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﺔ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء ا)ﺆﻟﻔz ﻗﺪﻣﻮا ﻟﻨﺎ %٤٠ﻣﻦ اﻟﺮواﺋﻊ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻗﺪم ا)ﺆﻟﻔﻮن اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺮﺑﻌﻮن ﻋـﻠـﻰ اﻟﻘﻤﺔ :ﻣﻮزارت ،ﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ وﺑﺎخ ،ﺣﻮاﻟﻲ %٦ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻔﺮده ،أو %٢٠ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ إذا وﺿﻌﻮا ﻓﻲ اﻹﻋﺘﺒﺎر ﻣﻌﺎ .وﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ،ﻧﻘـﻮل إن أﻗـﻞ ﻣـﻦ %١ﻣﻦ ا)ﺆﻟﻔz ا)ﻮﺳﻴﻘﻴ zأﺻﺤﺎب ا)ﺆﻟﻔﺎت اﻟﺘﻲ وﺻﻠﺘﻨﺎ )ﻫﻲ ﻧﺴﺒﺔ ا)ﺆﻟﻔ zاﻟﺜـﻼﺛـﺔ إﻟـﻰ اﻟﻌﺪد اﻟﻜـﻠـﻲ (٢٥٠ﻳﻘﺪﻣﻮن ﻟﻨﺎ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮد ﻣـﻦ ذﺧـﺎﺋـﺮ ا)ـﻮﺳـﻴـﻘـﻰ 123
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ. ﻟﻘﺪ ﺖ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻫﺬا اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﺷـﺪﻳـﺪ اﻻﻟـﺘـﻮاء ﻟـﻺﺳـﻬـﺎﻣـﺎت اﻹﺑـﺪاﻋـﻴـﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻋﻠﻤﻴﺎ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ .ﻓﻘـﺪ ﺻـﺎغ أﻟـﻔـﺮﻳـﺪ ﺟـﻴـﻤـﺲ ﻟـﻮﺗـﻜـﻪ )A. J. ،(Lotka, 1926وﻫﻮ اﻷب اﳊﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺪ ﻮﻏﺮاﻓﻲ )أو اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ()وا)ﺆﻟﻒ ﻟـ ٩٥ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ وﺳﺘﺔ ﻛﺘﺐ( ،ا)ﺒﺪأ اﻟﺬي أﺻﺒﺢ ﻳﻌـﺮف ﺑـﺎﺳـﻢ ﻗﺎﻧﻮن ﻟﻮﺗﻜﻪ ووﻓﻘﺎ ﻟﻬﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن ،ﻓﺈن ﻋﺪد اﻟـﻌـﻠـﻤـﺎء اﻟـﺬﻳـﻦ ﻳـﻨـﺸـﺮون ﻋـﺪدا ﻣﺤﺪدا ﻣﻦ ا)ﻘﺎﻻت ﻫﻮ )ن( ﻣﺘﻨﺎﺳﺐ ﺗﻘﺮﻳـﺒـﺎ ﻣـﻊ اﻟـﺼـﻴـﻐـﺔ ن ،(٢×) ١/٢ﺣﻴﺚ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺛﺎﺑﺖ اﻟﺘﻨﺎﺳﺐ ﺑﺎﺧﺘﻼف اﻟﻔﺮع ا)ﻌﺮﻓﻲ .اﻓﺘﺮض-ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﻧﻮﺿﺢ اﻷﻣﺮ-أن ﻫﺬا اﻟﺜﺎﺑﺖ ﻳﻌﺎدل ﻋﺸﺮة آﻻف ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈن ﻋﺪد اﻟـﻌـﻠـﻤـﺎء اﻟـﺬﻳـﻦ ﻳﻨﺘﺠﻮن ﻋﺪدا ﻣﺤﺪدا ﻣﻦ اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت ﺳـﻴـﻜـﻮن ﻫـﻮ ن ٤١٠/٢وﻫﻜﺬا ﻓﺈن ﻋـﺪد اﻟﻌﻠﻤﺎء ا)ﺴﺎﻫﻤ zﺎدة ﻣﻨﺸﻮرة واﺣﺪة ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺳﻴﻜﻮن ﻫـﻮ ١٠٠٠٠ﻋﺎﻟـﻢ وﻋﺪد ا)ﺴﺎﻫﻤ zﺎدﺗ zﻣﻨﺸﻮرﺗ zﺳﻴﻜﻮن ٢٥٠٠ﻋﺎ)ﺎ ،وﺑﺜﻼﺛﺔ ﻣﻮاد ﻣﻨﺸﻮرة ١١١١ﻋﺎﻟﻢ ،وﺑﻌﺸﺮ ﻣﻮاد ﻣﻨﺸﻮرة ١٠٠ﻋﺎﻟﻢ ،وأن ﻋﺎ)ﺎ واﺣﺪا ﻓﻘﻂ ﻫﻮ اﻟﺬي ﺳﻴﺴﺎﻫﻢ ﺑﻌﺪد ﻣﻦ ا)ﻘﺎﻻت ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻣﻨﺸﻮرة .وYﺎ ﻳﻠﻔﺖ اﻟﻨﻈﺮ أن ﻗﺎﻧﻮن ﻟﻮﺗﻜﻪ ﻫﺬا ﻳﺸـﺒـﻪ ﻗـﺎﻧـﻮن ﺑـﺎرﻳـﺘـﻮ Pareto’s Lawﺣﻮل ﺗﻮزﻳﻊ اﻟـﺪﺧـﻞ ) .(Price, 1963و ﻘﺘﻀﻰ ﻫﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻓﺈن اﳊﺴـﺎﺑـﺎت ا)ـﺘـﺮاﻛـﻤـﺔ اﳋـﺎﺻـﺔ ﺑﺎ)ﻜﺎﺳﺐ اﻟﺘﻲ أن ﻳﺤﻘﻘﻬﺎ اﻷﺷﺨﺎص ،ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻳﺮﻫﺎ ﻟﺪى أ© ﻋﺪﻳﺪة ﻋﺒﺮ ﻓﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ ،ﻴﻞ إﻟﻰ أن ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﻟﺼﻴﻐﺔ ن ١/١٫٥وﻫﻮ ﺗﻮزﻳﻊ ﻟﻠﺜﺮوة ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺎﻻﻟﺘﻮاء ﺑﺪرﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮة ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻨﺴﺒـﺔ ﺻـﻐـﻴـﺮة ﺟـﺪا ﻣـﻦ اﳉﻤﻬﻮر ﺑﺄن ﺗﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﺪر ﻻ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺣﺠﻤﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﻮة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ. إن ﻫـﻨـﺎك ﺗـﺸـﺎﻛـﻼ Isomorphismﻣـﺜـﻴـﺮا ﻣـﺎ ﺑـ zاﻹﺑـﺪاع اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﻲ واﻟـﻘـﻴـﺎدة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،ﻟﺪرﺟﺔ أﻧﻪ ﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻘﺎرن ﺑ zاﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻟﺸﺨﺺ ﻣـﺜـﻞ آﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ واﻻﺣﺘﻜﺎر ا)ﺎدي ﻟﺸﺨﺺ ﻣﺜﻞ روﻛﻔﻠﺮ. إن دﻗﺔ ﻗﺎﻧﻮن ﻟﻮﺗﻜﻪ دﻗﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻻ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺎم ﻣﻊ ﺣﻘﺎﺋﻖ اﻟﻮاﻗﻊ .وﻗﺪ ﻗﺎدت ﻫﺬه اﻟﺘﻔﺎوﺗﺎت ﺑ zاﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﻮاﻗﻊ ،ﻋﺪدا ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜ zﻧﺤﻮ اﻗﺘﺮاح ﺻﻴﺎﻏﺎت أﻛﺜﺮ دﻗﺔ .وإﺣﺪى ﻫﺬه اﻟﺼﻴﺎﻏﺎت اﻟـﺒـﺪﻳـﻠـﺔ اﳉﺪﻳﺮة ﺑﺎﻻﻫﺘﻤﺎم ﻗـﺪﻣـﻬـﺎ ﺑـﺮاﻳـﺲ ) (١٩٦٣وﻫﻲ ﺻﻴﺎﻏﺔ أﺑﺴﻂ ﺑـﻜـﺜـﻴـﺮ ﻣـﻦ ﻗﺎﻧﻮن ﻟﻮﺗﻜﻪ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻬﻲ أﻗﻞ ﻧﻀﺠﺎ ﻣﻨﻪ ،ﺑﺪرﺟﺔ ﻃﻔﻴـﻔـﺔ ،وﻣـﻊ ذﻟـﻚ ﻓـﺈن ﻫﺬه اﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﻟﻬﺎ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ اﳉﺪﻳﺮة ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎر .ووﻓﻘﺎ ﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﺮاﻳﺲ، 124
اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ واﻟﻨﻔﻮذ
ﻓﺈن ﻧﺼﻒ اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ اﻟﻌﺪد ا)ﻤﺎﺛﻞ ﻟﻠﺠﺬر اﻟﺘـﺮﺑـﻴـﻌـﻲ اﳋﺎص ﺑﺎﻟﻌﺪد اﻟﻜﻠﻲ ﻟﻠﻤﺴﺎﻫﻤ zﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ،وﻣﻦ ﺛﻢ ،ﻓﺎﻧﻪ إذا ﻛﺎن ﻫﻨـﺎك ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎﻟﻢ داﺧﻞ ﻧﻈﺎم ﻣﻌﺮﻓﻲ ﻣﻌ ،zﻓﺈن ﻣﺎ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻋﺸﺮة ﻣﻨﻬﻢ ﺳﻴﻜﻮﻧﻮن ﻣﺴﺆوﻟ zﻋـﻦ %٥٠ﻣﻦ ﻛﻞ ا)ﺎدة ا)ﻨﺸﻮرة .ورﻏﻢ أن ﻛﻼ ﻣﻦ ﻗـﺎﻧـﻮﻧـﻲ ﻟـﻮﺗـﻜـﺔ وﺑﺮاﻳﺲ وﺿﻌﺎ ﻓﻲ اﻷﺳﺎس ﻟﻘﻴﺎس اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﻓﺈن ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧz ﻣﻦ ا)ﻤﻜﻦ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻨﻮن ﻛﺬﻟﻚ .ﻓﻘﺪ وﺟﺪ دﻧﻴـﺲ ) .(١٩٥٥ﻣﺜﻼ ،أن ا)ﺆﻟﻔ zاﻟﻌﺸﺮﻳﻦ اﻷﻏﺰر إﻧﺘﺎﺟﺎ واﻟـﺬﻳـﻦ ﻳـﺘـﺮﺑـﻌـﻮن ﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ ﻣﺆﻟﻔﻲ اﻟﻜﺘﺐ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﻜﻮﳒﺮس ،ﻗﺪ ﺳﺎﻫﻤﻮا ﺑﻨﺴﺒـﺔ %٥٣ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮع ا)ﻮاد ا)ﻨﺸﻮرة وا)ﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﻗﻮاﺋﻢ اﻟﻔﻬﺎرس ،وﻳﺘﻨﺒﺄ ﻗﺎﻧـﻮن ﺑـﺮاﻳـﺲ ﺑﺄن اﻟﻰ ١٤اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺮﺑﻌﻮن ﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ ا)ﺆﻟﻔ zاﻷﻏﺰر إﻧﺘﺎﺟﺎ ،ﻫﻢ ا)ﺴﺆوﻟـﻮن ﻋﻤﺎ ﻳﻌﺎدل %٥٠ﻣﻦ ا)ﻮاد ا)ﻨﺘﺠﺔ .وإذا ﻣﺎ ﻋﺪﻧﺎ إﻟﻰ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻣﻮﻟﺰ ﺣﻮل ﻣﺆﻟﻔﻲ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ،وﻗﻠﻨﺎ إن ﻫﻨﺎك ٢٥٠ﻣﺆﻟﻔﺎ ﻳﺸﻜﻠﻮن ذﺧﻴﺮة ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ،ﻓﺈن ﻗﺎﻧﻮن ﺑﺮاﻳﺲ ﻳﻌﻄﻴـﻨـﺎ ، 2 5 0أي أن ١٥٫٨ﻣﻨﻬﻢ ﺳﻴﻜﻮﻧﻮن ﻣﺴﺆوﻟ zﻋﻦ ﻧﺼﻒ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺰف ،وﻫﻮ ﺗﻨﺒﺆ ﻳﺘﻔﻖ ﺎﻣﺎ ﻣﻊ اﻟـﻌـﺪد اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻬﻢ وﻫـﻮ ١٦ﻣﺆﻟﻔﺎ .و ﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻀﻴﻒ إﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﺪﻟﻴﻞ ا)ﺄﺧﻮذ ﻣـﻦ ﻓﺮع ﻣﻌﺮﻓﻲ آﺧﺮ ﺣﻘﻴﻘﺔ أن ﻫﺬه ا)ﺒﺎدىء ﺣـﻮل اﻹﻧـﺘـﺎﺟـﻴـﺔ اﻹﺑـﺪاﻋـﻴـﺔ ،ﻫـﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺗﺼﺪق ﻋﻠﻰ أ© ﻋﺪﻳﺪة ،وﻋﻠﻰ ﻓﺘﺮات ﺗﺎرﻳﺨﻴـﺔ ﻋـﺪﻳـﺪة ﻛـﺬﻟـﻚ ،وأن اﻻﺳﺘﻨﺘﺎج اﻟﺬي ﻳﺠﺐ أن ﻧﺼﻞ إﻟﻴﻪ ﻫﻮ أن ﻫﺬه اﻟﻘﻮاﻋﺪ ﻫﻲ ﻗﻮاﻋﺪ ﻧﺎﻣﻮﺳﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ .إن ﺗﻔﺎوت اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻟﺬي ﻇﻬﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﻮزﻳﻊ ا)ﻠﺘﻮي ﺑﺪرﺟﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﻟﻠﻨﺎﰋ اﻹﺑﺪاﻋﻲ ﻫﻮ أﺣﺪ ﻗﻮاﻧ zاﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻜﻦ إﻧﻜﺎرﻫﺎ.
اﻟﻜﻢ واﻟﻜﻴﻒ
ﻛﺎن آرﺛﺮ ﻛﻴـﻠـﻲ A. Cayleyﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ واﺣﺪا ﻣﻦ أﻏﺰر ﻋﻠﻤﺎء اﻟـﺮﻳـﺎﺿـﻴـﺎت إﻧﺘﺎﺟﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻌﺼﻮر ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻳﻨﺘﺞ ﻣﺎ ﻣﻌﺪﻟﻪ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻛﻞ أﺳﺒﻮﻋ zأو ﺛﻼﺛﺔ، وﻛﺎن اﻟﻨﺎﰋ اﻟﻜﻠﻲ ﻋﺒﺮ ﺣﻴـﺎﺗـﻪ ﻫـﻮ ٩٩٥ﻣﺎدة ﻣﻨﺸﻮرة ،أﻣﺎ ﻫﻨﺮي ﺑﻮاﻧﻜـﺎرﻳـﻪ، ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺬﻟﻚ ،ﻓﻘﺪ ﻧﺸﺮ ٥٠٠ﻣﻘﺎﻟﺔ ،وﺛﻼﺛ zﻛﺘﺎﺑﺎ »ﻓﻘﻂ« .ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ أن ﻛﻴﻠﻲ ﻗﺪ ﺑﺰ ﺑﻮاﻧﻜﺎرﻳﻪ ﺎ ﻣﻘﺪاره ﻣﺮﺗﺎن ﻓﻲ إﺑﺪاﻋﻪ .ﻓﺎﻟﺒﺮﻏﻢ ﻃﻮر ﺟﺒﺮ وﻃﻮر ﻣﻦ ﺑ zﻣﺎ ّ ﻣﻦ أن ﻧﺘﺎج ﻛﻴﻠﻲ اﻟﻬﺎﺋﻞ ﻛﺎن ﺑﻌﻴﺪ ا)ﺪى .وﻫﺎﻣﺎّ ، ا)ﺼﻔﻮﻓﺎت ذات اﻷﻫﻤﻴﺔ ا)ﺮﻛﺰﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﺎ اﻟﻜﻢ واﻹﺣﺼﺎءات ﻣـﺘـﻌـﺪدة 125
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ا)ﺘﻐﻴﺮات ،إﻻ أن اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﻪ ﻗﺪ ﻗﻴﻤﺖ ﺑﻮاﻧﻜﺎرﻳـﻪ ﻋـﻠـﻰ أﻧـﻪ ﺻـﺎﺣـﺐ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻷﻛﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺎل اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت واﻟﻔﺮوع ا)ﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻪ .ﻛﻤﺎ وﺿﻊ ﺑﺮﻧﺎرد ر ﺎن ،B. Riemannﻋﺎﻟﻢ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت اﻷ)ﺎﻧﻲ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ، واﺣﺪة ﻣﻦ أوﻟﻰ اﻟﻬﻨﺪﺳﺎت اﻟﻼأﻗﻠﻴﺪﻳﺔ ،ﻣﺒﺘﻜﺮا ﺑﺬﻟﻚ أﻓﻜﺎرا اﺟﺘﺬﺑﺖ اﻫﺘﻤﺎم آﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،وأدت ﺑﻪ إﻟﻰ أن ﻳﻨﺘﺞ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﺆﻟـﻔـﺎت ر ـﺎن ﻻ ﺗـﻀـﻢ ﺳـﻮى ١٩إﺳﻬﺎﻣﺎ .ﻓﻬﻞ ـﻜـﻨـﻨـﺎ إذن أن ﻧﺴﺘﺪل ﻋﻠﻰ أن إﺑﺪاع ر ﺎن ﻳﻌﺎدل ١/٥٠ﻣﻦ إﺑﺪاع ﻛﻴﻠﻲ ورﺑﻊ إﺑﺪاع ﺑﻮاﻧﻜﺎرﻳﻪ? ﻣﺎ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zاﻟﻜﻢ واﻟﻜﻴﻒ? ﻟﻘﺪ ﻗﺎم دﻧﻴﺲ ) ،(1954 aﺑﻮاﺣﺪة ﻣﻦ أواﺋﻞ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪت ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺴﺆال .ﻓﻘﺪ ﺑﺪأ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻟﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎء اﻷﻣﺮﻳﻜﻴz اﻟﺬﻳﻦ ﺑﻠﻐﻮا ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺮة درﺟﺔ ﺟﻌﻠﺘﻬﻢ ﻳﺨﺘﺎرون أﻋﻀﺎء ﻓﻲ اﻷﻛﺎد ﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻌـﻠـﻮم .The National Academy of Sciencesوﻗﺪ اﺧﺘﺎردﻧﻴـﺲ ﻣـﻦ ﻫـﺆﻻء ﻣـﻦ وﺻﻠﻮا ﺳﻦ اﻟﺴﺒﻌ zﻓﻘﻂ ،أي ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺳﻴﺮة ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ،ﻓﻮﺟﺪ أن ﻋﻀﻮ اﻷﻛﺎد ﻴﺔ اﻷﻗﻞ إﻧﺘﺎﺟﺎ ﻗﺪ اﺷﺘﻤﻠﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ٢٧ﺑﻨﺪا ،ﺑﻴﻨﻤﺎ اﺷﺘﻤﻠﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﺆﻟﻔﺎت اﻟﻌﻀﻮ اﻷﻛﺜﺮ إﻧﺘﺎﺟﺎ ﻋـﻠـﻰ ٧٦٨ﺑﻨﺪا ،وﻛﺎن ﻣﺘﻮﺳـﻂ اﻷﻋﻤﺎل ﻫـﻮ ٢٠٣أﻋﻤﺎل ،وﺑﻠﻐﺖ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻦ ﻗﺪﻣﻮا أﻗﻞ ﻣﻦ ﻣـﺎﺋـﺔ إﺳـﻬـﺎم %٣٦ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺑﻠﻐـﺖ ﻧـﺴـﺒـﺔ ﻣـﻦ ﻗـﺪﻣـﻮا ٣٠٠ﻋﻤﻞ ﻋـﻠـﻰ اﻷﻗـﻞ .%٢٧وﻣﻦ أﺟـﻞ إﺟﺮاء ا)ﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺼﻔﻮة ﻫﺬه ،ﻗﺎم دﻧﺲ ﺑﺄﺧﺬ ﻋﻴﻨـﺔ أﺧـﺮى ﻣـﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﻦ ﻛﺘﺎﻟﻮج اﻟﺘﺮاث اﻟﻌـﻠـﻤـﻲ Catalog of Scientific Literatureﻓﻴﻤﺎ ﺑـz ﻋﺎﻣﻲ ١٩٠٠-١٨٠٠م ،اﻟﺬي ﻧﺸﺮﺗﻪ اﳉﻤﻌﻴﺔ ا)ﻠﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﻨﺪن .وﻗـﺪ ﺗـﺮاوﺣـﺖ إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻫﺬه اﻟﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﻣﺎدة واﺣﺪة ﻣﻨﺸﻮرة إﻟﻰ ٤٥٨ﻣﺎدة .وﻗﺪ أﻧﺘﺠﺖ ﻧﺴﺒﺔ %٣٠ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻌﻴﻨﺔ ﻣﺎدة واﺣﺪة ﻣﻨﺸﻮرة ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻢ ،وأﻧﺘﺞ %٥٠ﻣﻨﻬﻢ أﻗﻞ ﻣﻦ ﺳﺒﻊ ﻣﻮاد ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬـﻢ ،واﻟـﻮاﻗـﻊ أن %٢٥ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻌﻴﻨﺔ ﺑﻠﻐـﻮا إﻧـﺘـﺎﺟـﻴـﺔ ر ﺎن اﻟﺬي ﻳﻌﺪ ﻣﻌﺪل إﻧﺘﺎﺟﻪ ﻣﻦ ا)ﻌﺪﻻت ا)ﻨﺨﻔﻀﺔ ﻣﺎ ﺑ zاﻟﻌﻠﻤﺎء ا)ﺸﺎﻫﻴﺮ. وﻗﺪ رﺟﻊ دﻧﻴﺲ إﻟﻰ ا)ﻮﺳﻮﻋﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻟﻴﺮى أي أﻋﻀﺎء ﻫﺬه اﻟﻌﻴﻨﺔ ﺣﻈﻲ ﺑﻮﺟﻮد ﻣﺎدة ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ،وﻫﻲ ﻣﻴﺰة ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻓﻮﺟﺪ أن إﻟـﻰ %١٠اﻷﻛﺜﺮ إﻧﺘﺎﺟﺎ ﻣﻨﻬﻢ )وﻗﺪ ﺳـﺎﻫـﻢ ﻛـﻞ ﻣـﻨـﻬـﻢ ﺑـﺄﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ ٥٠ﻣﺎدة ﻣﻨﺸﻮرة( ﺑﻠﻐﺖ ﻓﺮص ذﻛﺮﻫﻢ ﻓﻲ ا)ﻮﺳﻮﻋﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ،%٥٠ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﺠﺎوز اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠـ %٩٠اﻟﺒﺎﻗ zاﻟــ .%٣وﻫﺬا اﻟﻔﺎرق اﻟﺼﺎرخ ﻳﺘﺤﻮل إﻟﻰ 126
اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ واﻟﻨﻔﻮذ
ﻣﻌﺎﻣﻞ ارﺗﺒـﺎط ﻗـﻴـﻤـﺘـﻪ ٠٬٤٦ﺑ zﻛﻮن ا)ﺮء أﺣﺪ اﻟﻌـﺸـﺮة اﻷواﺋـﻞ ﻣـﻦ ﺣـﻴـﺚ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ،وﺑ zإﻣﻜﺎﻧﻴﺔ أن ﻳﺤﻈﻰ ﻫﺬا اﻟﺸﺨﺺ ﺑﺈﻋﺠﺎب اﻷﺟﻴﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﺑﻌﺪ ﺣـﻮاﻟـﻲ ﻧـﺼـﻒ ﻗـﺮن ) (Simonton, 1981 bوﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈن اﻟـﻜـﻴـﻒ ،ﻣـﻘـﻴـﺴـﺎ ﺑﺎﻟﺸﻬﺮة ،ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻜﻢ اﻹﻧﺘﺎج. ﻻ رﻳﺐ أن اﻻرﺗﺒﺎط ﻟﻴﺲ ﺗﺎﻣﺎ ،ﻓﻬﻨﺎك اﺳﺘﺜﻨﺎءات ﻟﻠﻨـﺰﻋـﺔ اﻟـﻌـﺎﻣـﺔ ،وﻗـﺪ ﻻﺣﻆ دﻧﻴﺲ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻓﻘﺪ ﻧﺸﺮ ﻏﺮﻳﻐـﻮر ﻣـﻨـﺪل ،وﻫـﻮ اﻷﺷـﻬـﺮ ﺑـ zﻛـﻞ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ،ﺗﺴﻊ ﻣﻘﺎﻻت ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻓﻘﻂ .وﻫﺬا اﻟﺮﻗﻢ ﻻ ﻳﻮﺻﻞ ﻣﻨﺪل إﻻ إﻟﻰ اﻟـ %٥٠اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﻌﻴﻨﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ-ﻗﻄﻌﺎ-ﻻ ﻳﻮﺻﻠﻪ اﻟـ %١٠اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺮﺑﻌﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﺔ .ﻟﻜﻦ دﻧﻴﺴﻦ أﺷﺎر إﻟﻰ أن ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻨﺪل ﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻧﺎدرة ﺣﻘﺎ ،ﻓﻤﻦ ﺑ zأﻛﺜﺮ ﻣﻦ ١٣ ٠٠٠ﻋﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﻟﻮج اﳉﻤﻌﻴﺔ ا)ﻠﻜﻴﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪﻣﻮا ﺳﺒﻌﺔ أﻋﻤﺎل أو أﻗﻞ ،ﻟﻢ ﻳﺤﺮز أي ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺎ أﺣﺮزه ﻣﻨﺪل ﻣﻦ ﺷﻬﺮة .وﻫﻨﺎك أﻳﻀﺎ ﺟﻮن إدوارد ﻏﺮي ،J. E. Grayﻋﺎﻟﻢ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ اﻹﳒﻠﻴﺰي ،اﻟﺬي ﺗﻮﺟﺪ ﻟﺪﻳﻪ ﻛﻤﺎ أﺷﻴﺮ ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻜﺘﺎﻟﻮج ٨٨٣ﻣﺎدة ﻣﻨﺸﻮرة، وﻟﻜﻦ دﻧﺲ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ اﺳﻤﻪ ﻓﻲ أي ﺗﺎرﻳﺦ ﻟﻠﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ أو ﻓﻲ ا)ﻮﺳﻮﻋﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ. إن ﻏﺮي ﻟﻴﺲ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﻐﻤﻮرة ﺎﻣﺎ ،ﻓﻘﺪ وﺟﺪﺗـﻪ ﻣـﺬﻛـﻮرا ﻓـﻲ ﻣـﻮﺳـﻮﻋـﺔ ) World Who’s Who in Science (١٩٦٨وﻟﻴﺲ ﻇﻬﻮر ﻋﺎﻟﻢ ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻣﺎت ﻋـﺎم ١٨٧٥ﻓﻲ ﻋﻤﻞ ﻣﺮﺟﻌﻲ ﻣﻌﺘﻤﺪ ﺑﻌﺪ ﺣﻮاﻟﻲ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎﻟﻢ ﺗﻘﺮﻳـﺒـﺎ ،ﺑـﺎﻷﻣـﺮ اﻟـﺬي ﻜﻦ اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ .ﻏﻴﺮ أن اﻻﺳﺘﺜﻨﺎءات ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻻ ﺗﻘﻮض ﺻﺪﻗﻬﺎ. ﻟﻘﺪ أﻳﺪت أﻋﻤﺎل ﺑﺎﺣﺜ zآﺧﺮﻳﻦ ﻋﻤﻞ دﻧﻴﺎ ﻫﺬا ﺣﻮل اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zاﻟـﻜـﻢ واﻟﻜﻴﻒ .ﻓﻘﺪ ﺑﻴﻨﺖ ﺗﺴﻮﻛـﺮﻣـﺎن ) (١٩٧٧أن اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻷﻣﺮﻳﻜﻴ zاﻟﺬﻳﻦ ﺣـﺎزوا ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة ﻧﻮﺑﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم ﻴﻠﻮن إﻟﻰ أن ﻳﻨﺸﺮوا ﺿﻌﻒ ﻣﺎ ﺗـﻨـﺸـﺮه ﻋـﻴـﻨـﺔ Yﺎﺛﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء أﺧﺬت ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ American Men of Scienceوﻫﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻻ ﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﻋﻨﻬﺎ إﻧﻬـﺎ ﺗـﺘـﻜـﻮن ﻣـﻦ ا)ـﻐـﻤـﻮرﻳـﻦ .ووﺟـﺪ ﺑـﺎﺣـﺜـﻮن آﺧﺮون ارﺗﺒﺎﻃﺎ ﻣﺮﺗﻔﻌﺎ ﺑ zﻋﺪد اﻷﻋﻤﺎل ا)ﻨﺸﻮرة وﻋﺪد ا)ﺮات اﻟﺘﻲ ﻳﺬﻛـﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ أو ﻳﺴﺘﺸﻬﺪ ﺑﻪ ﻓﻲ اﻷﺑﺤﺎث ا)ﻨﺸﻮرة ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻌﻠﻢ ،وﻗﺪ ارﺗﺒﻂ ا)ﺆﺷﺮ اﻷﺧﻴﺮ)اﻻﺳﺘﺸﻬﺎد واﻟﺬﻛﺮ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ( ﺑﺪرﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺑـﺎﻟـﺸـﻬـﺮة اﻟـﻌـﻠـﻤـﻴـﺔ )اﻧﻈﺮ ﻣـﺜـﻼ (.Ashton and Oppenheim, 1978; Myers, 1970ﻓﻔﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﻨـﻔـﺲ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا)ﺜﺎل ،ﻛـﺎن ارﺗـﺒـﺎط ﻋـﺪد ﻣـﺮات اﻻﺳـﺘـﺸـﻬـﺎد أو اﻻﻗـﺘـﻄـﺎف ﻣـﻦ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻣﺮﺗﻔﻌﺎ )ر= .(٠٬٦٧ﻣﻊ ﺗﻘﺪﻳﺮات اﻟﺸﻬﺮة اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻦ اﳋﺒﺮاء 127
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
) .(Clark ١٩٥٧,ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﺪد ﻣﺮات اﻟﺬﻛﺮ )أو اﻻﺳﺘﺸﻬﺎد ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ( ﻣـﺮﺗـﻔـﻌـﺎ ﺑﺪرﺟﺔ ﺟﺪﻳـﺮة ﺑـﺎﻻﻋـﺘـﺒـﺎر ) (٠٬٤٧ﻓﻲ ارﺗﺒﺎﻃﻪ ﻣـﻊ ﻋـﺪد اﻷﻋـﻤـﺎل ا)ـﻨـﺸـﻮرة ) (Helmreich, et al, 1980وﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ،ﻓﺈﻧﻪ رﻏﻢ أن ﻣﻌﻈﻢ ﻫﺬه اﻟﺒﺤﻮث ﻗﺪ أﳒﺰت ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻹﺑﺪاع اﻟﻌﻠﻤﻲ ،ﻓﺈن ﻧﺘﺎﺋﺞ Yﺎﺛﻠﺔ ﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﺻﺪﻗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻹﺑﺪاع اﻟﻔﻨﻲ .ﻓﻘﺪ وﺟﺪت أن أﻓﻀﻞ ﻣﺆﺷـﺮ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻔـﺮق ﻓـﻲ درﺟـﺔ اﻟﺸﻬـﺮة ﻟــ ٦٩٦ﻣﺆﻟﻔﺎ ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﻲ ا)ﻮﺳﻴﻘـﻰ ﻛـﺎن ﻫـﻮ ﻋـﺪد اﻷﳊـﺎن ا)ـﻨـﺘـﺠـﺔ )ﺑﻴﺘﺎ= ،(Simonton, 1977 b)(٠٬٥٦وﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻫﻲ ﻋﺎﻣﻞ رﺋﻴﺴﻲ، وإن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ ،ﻓﻲ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺸﻬﺮة. ﺗﺘﻔﻖ ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻮاﺿﺤﺔ ﻣﺎ ﺑ zاﻟﻜﻢ واﻟﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﻮذج »اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻟﻠـﻨـﺠـﺎح« Constant Probabilityاﳋﺎص ﺑﺎﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻹﺑـﺪاﻋـﻴـﺔ .ور ـﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﺣﺘﻤﺎﻻت ﳒﺎح أي إﺳﻬﺎم ﻓﺮدي ﻫﻲ ﻫﻲ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ا)ﺒﺪﻋ .zوﻣـﻦ ﺛـﻢ ﻓﺈن ا)ﺒﺪﻋ zاﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﺠﻮن أﻛﺜﺮ ﺗﺰداد ﻓﺮص إﻧﺘﺎج اﻟﺮواﺋـﻊ ﻋـﻨـﺪﻫـﻢ .ﻟـﻘـﺪ ﻻﺣﻆ و .ﻫـ .أودن ﻣﺮة أﻧﻪ ﺎ أن اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﻜﺒﺎر ﻣﻜﺜﺮون ﻓﺈن ﻣﻦ اﶈﺘﻤﻞ أن ﻳﻨﺘﺠﻮا ﻋﺪدا أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻟﺮدﻳﺌﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﺼﻐﺎر )ﻧـﻘـﻼ ﻋـﻦ .(Bennett, 1980, p. 15وﻗﺪ ﻋﺒﺮ دﻧﻴﺲ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﺑﻠﻐﺘﻪ اﻟﺮﺻـﻴـﻨـﺔ ﻓـﻲ ﻣـﺠـﺎل اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻘﺎل» :إن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zاﻟﺸﻬﺮة وﻛﺜﺮة اﻹﻧﺘﺎج ﻜﻦ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﺟﺰﺋـﻴـﺎ ﻓـﻲ ﺿﻮء اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ إﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ زاد ﻋﺪد اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﺠﻬﺎ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص ،زاد اﺣﺘﻤﺎل اﻧﻄﻮاء واﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ أو أﻛﺜﺮ ﻋﻠﻰ اﻷﻫﻤﻴﺔ ..وإذا ﻣﺎ ﺗﺴﺎوت ا)ﺘﻐﻴﺮات اﻷﺧﺮى ﻓﺈﻧـﻪ ﻛـﻠـﻤـﺎ زاد ﻋـﺪد اﻷﺑـﺤـﺎث اﳉـﺎرﻳـﺔ زادت ﻓﺮص اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ اﻛﺘﺸﺎف ﻣﻬﻢ ﻳﺠﻌﻞ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻣﺸﻬﻮر ).(1954 c, p. 182 وﻳﺘﻔﻖ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮذج ﻧﻈﺮﻳﺎ ﻣﻊ ﻮذج اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ اﻷﻋﻤﻰ أو اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ Blind Vani jationاﻻﺣﺘﻔﺎظ اﻻﻧﺘـﻘـﺎﺋـﻲ (٣×)Selective Retentionاﻟﺬي ﻗﺪﻣﻪ ﻛﺎﻣـﺒـﻞ (١٩٦٠) Campbellﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ اﻹﺑﺪاﻋﻲ .ووﻓﻘﺎ ﻟﻜـﺎﻣـﺒـﻞ ،ﻓـﺈن ﻣـﺴـﺎر اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻳﻨﺎﻇﺮ ﻣﺴﺎر اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ،ﻓﺎﻟﻜﻔﺎءة اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﺪى ﻓﺮد ﻣﺒﺪع ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻟﻴﺪ اﻷﻓـﻜـﺎر اﻟـﻜـﺒـﻴـﺮة .وﻛـﻞ ﻓـﻜـﺮة ﻣـﻦ ﻫـﺬه اﻷﻓﻜﺎر ﺜﻞ ﺗﺒﺪﻳﻼ ﻣﻌﻴﻨﺎ ،Permutationﻓﻲ ﻣﻮاﺿﻊ اﻷﻓﻜﺎر اﻷﺻﻐﺮ ،وﻛﻠﻤﺎ زاد ﻗﺪر ﻫﺬه اﻟﺘﺒﺪﻳﻼت اﻟﺘﻲ أﻣﻜﻦ ﺗﻮﻟﻴﺪﻫﺎ ،زاد اﺣﺘﻤﺎل أن ﻳﺜﺒﺖ ﺗﺒﺪﻳﻞ ﻣﺎ أﻣﺎم ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻐﺮﺑﻠﺔ أو اﻟﻔﺮز اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﻘﺎدﻣـﺔ .إن ا)ـﺒـﺪع اﻷﻗﻞ ﻏﺰارة ﻓﻲ إﻧﺘﺎﺟﻪ ﺳﺘﻜﻮن ﻟﺪﻳﻪ ،ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ،ﻓﺮﺻﺔ أﻗﻞ ﻷن ﻳﺘﺮك إﻧﺘﺎﺟﺎ 128
اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ واﻟﻨﻔﻮذ
ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻫﺬه .وﻳﺘﻨﺒﺄ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮذج ﺑﻮﺿﻮح ﺑﺄن اﻟﻜﻴﻒ ﻫﻮ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﺘـﺮﺗـﺒـﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻜـﻢ ،وﻣـﻦ ﺛـﻢ ﻓـﻬـﻮ ﻳـﻘـﺪم إﻃـﺎرا ﻧـﻈـﺮﻳـﺎ ﻟﻼﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﻨﻤﻮذج اﻟﻨﺠﺎح.
اﻟﻨﻀﺞ اﻟﻌﻘﻠﻲ اﳌﺒﻜﺮ وﻣﻌﺪﻻت اﻹﻧﺘﺎج وﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ
ﻗﺼﺮت اﳊﺪﻳﺚ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻨﺘﺠﻪ ا)ﺮء ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻛﻠﻬﺎ .ﻟﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن ﻇﺎﻫﺮة اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ أﻋﻘﺪ ﻣﻦ ﻫﺬا ﺑﻜﺜﻴﺮ .ﻓﻬﻨﺎك ﺛـﻼﺛـﺔ ﻣﻜﻮﻧﺎت ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﺗﺴﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻓﻲ إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ا)ﺮء ﻋﺒﺮ ﺣﻴﺎﺗﻪ ) (Simonton, 1977 bﻓﻤﻦ اﻟﻨﻌﻢ اﻟﻜﺒﺮى ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء ،أن ﻳﺒﺪأ ا)ﺒﺪع إﻧﺘﺎﺟﻪ ﻓﻲ ﺑﻮاﻛﻴﺮ ﺣﻴﺎﺗﻪ .وﻻ ﺑﺪ ﻟﻠﻤﺒﺪع-ﺛﺎﻧﻴﺎ-ﻣﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻌﺪل إﻧـﺘـﺎﺟـﻪ اﻟـﺴـﻨـﻮي ﻣﺮﺗﻔﻌﺎ إذا أراد اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﺣﺼﻴﻠﺔ إﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺗﺜﻴﺮ اﻹﻋﺠﺎب وYﺎ ﻳﺴـﺎﻋـﺪ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ-ﺛﺎﻟﺜﺎ-أن ﺗﻄﻮل ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ وﻳﺪوم ﻓﻴﻬﺎ اﻹﺑﺪاع ﺣﺘـﻰ ﺳـﻨـﻮات اﻟﻌﻤﺮ ا)ﺘﺄﺧﺮة. إن اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ا)ﺒﻜﺮة ﻟﻠﻌﺒﺎﻗﺮة أﻣﺮ ﺷﺒﻴﻪ ﺑﺎﻷﺳﺎﻃـﻴـﺮ .ﻓـﻘـﺪ ﺑـﺪأ ﻣـﻮزارت ﻳﺆﻟﻒ وﻫﻮ ﻓﻲ ﻋﻤﺮ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ،وﻛﺘﺐ ﺑﺎﺳﻜﺎل ﻣﻘﺎﻻ أﺻـﻴـﻼ ،ﺣـﻮل ا)ـﻘـﺎﻃـﻊ اﺨﻤﻟﺮوﻃﻴﺔ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ﻋﺸﺮة أو اﻟﺴﺎﺑـﻌـﺔ ﻋـﺸـﺮة .واﻛـﺘـﺸـﻒ ﻏﺎﻟﻴﻠﻴﻮ اﻟﺘﻜﺮار ا)ﻨﺘﻈﻢ ﻟﺰﻣﻦ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺒﻨﺪول ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮة وﻧﺸﺮ ﻓﺮوﻳﺪ أول ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺗﺨﺼﺼﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ اﳊﺎدﻳﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ. وﺑﺪأ ﻛﻞ ﻣﻦ دارون وآﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ اﻟﻨﺸﺮ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳـﻦ ﻣـﻦ ﻋـﻤـﺮﻳـﻬـﻤـﺎ. وﻗﺪ ﺗﻮﺻﻞ أﺣﺪ اﻟﺒﺤﻮث ﺣﻮل ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻣﺒﺪﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸـﺮ- أﻣﺜﺎل ﺑﻠﺰاك وﻓﺎرادي وﺟﻮﺗﻪ وﺟﺎوس وﻣﺎﻛﺴﻮﻳﻞ وﺑﺎﺳﺘﻴﺮ وﺗﻮﻟﺴﺘﻮي-إﻟﻰ أن ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﻌﻤﺮ ،اﳋﺎص ﺑﺎﻹﻧﺘﺎج اﻷول ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻛﺎن ﻫﻮ ﻣﺎ ﺑ zاﻟﺮاﺑﻌﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ واﳋﺎﻣﺴـﺔ واﻟـﻌـﺸـﺮﻳـﻦ ) (Raskin, 1936وﻓﻲ اﻟﻘـﺮن اﻟـﻌـﺸـﺮﻳـﻦ ﻓـﺈن اﻟـﻌـﻠـﻤـﺎء اﻷﻣﺮﻳﻜﻴ zاﳊﺎﺋﺰﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة ﻧﻮﺑﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻢ ،ﻛﺎن ﻟﺪى ﻛﻞ ﻣﻨـﻬـﻢ ﻣـﻌـﺪل ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ اﺛﻨﺘﻲ ﻋﺸﺮة ﻣﺎدة ﻣﻨﺸﻮرة ﻗﺒﻞ أن ﻳﺼﻠﻮا إﻟﻰ ﺳﻦ اﻟﺜﻼﺛ ،zأي ﻣﺎ ﻳﻌﺎدل ﺣﻮاﻟﻲ أرﺑﻌﺔ أﻣﺜﺎل ﻣﺎ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﺑﻪ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻵﺧﺮون ﺑﺸﻜـﻞ ﻋـﺎم ﺧـﻼل ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ،وﻗﺪ ﻧﺸﺮ ﻫﺆﻻء اﻟﻌﻠﻤﺎء اﳊﺎﺋﺰون ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة ﻧﻮﺑـﻞ أﻳـﻀـﺎ ﺧﻼل ﻋﺸﺮﻳﻨﺎت ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﻌﺎدل ﻣﺜﻠﻲ ﻣﺎ أﻧﺘﺠﺘﻪ ﻋﻴﻨﺔ ﻣﻀﺎﻫﻴـﺔ ﻟـﻬـﻢ ﻣـﻦ زﻣﻼﺋﻬﻢ اﻟﺬﻳﻦ أﺧﺬت أﺳﻤﺎؤﻫﻢ ﻣﻦ ﻣـﻮﺳـﻮﻋـﺔ »رﺟـﺎل اﻟـﻌـﻠـﻢ اﻷﻣـﺮﻳـﻜـﻴـ«z 129
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
) .(Zukerman, 1977ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺬﻳﻦ ﺣﺎزوا ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة اﻹﺳﻬﺎم اﻟﻌﻠﻤﻲ ا)ﺘﻤﻴﺰ ﻣﻦ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻷﻣﺮﻳـﻜـﻴـﺔ ﻗـﺎﻣـﻮا ﺑـﺎﻟـﻨـﺸـﺮ أوﻻ ،ﻓـﻲ ا)ﺘﻮﺳﻂ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻓﻲ ﺣﻮاﻟﻲ اﳋﺎﻣﺴﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ أﻋﻤﺎرﻫﻢAlbert,) . (1975 ﻟـﻘـﺪ ﻗـﺎم دﻧـﻴـﺲ ) (١٩٥٦ﺑـﺤـﺴـﺎب اﻻرﺗـﺒـﺎط ﻣـﺎ ﺑـ zاﻹﻧـﺘـﺎﺟـﻴـﺔ ا)ـﺒـﻜـﺮة واﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ا)ـﺘـﺄﺧـﺮة ﻟــ .١٥٦ﻋﺎ)ﺎ أﺧﺬت أﺳﻤﺎؤﻫﻢ ﻣـﻦ »ﻣـﻮﺳـﻮﻋـﺔ وﺑـﺴـﺘـﺮ اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﳉﺪﻳﺪة«. Websters New International Encyclopedia. ﻓﺒﺪأ ﺑﻮﺿﻊ ا)ﻨﺸﻮرات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﻘﺪ ﻣـﻦ اﳊـﻴـﺎة ﻓـﻲ ﺟﺪاول .وﺗﺒ zأن ﺣﻮاﻟﻲ % ٣٨ﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺒﺎرزﻳﻦ ﻗﺪ ﺑﺪؤوا ﻳﻘﺪﻣﻮن إﺳﻬﺎﻣﺎﺗﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﺳﻦ اﳋﺎﻣﺴﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ،وأن ﻣﻌﺪل ﻋﺪد اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت اﻟﺘـﻲ أﻧﺘﺠﺖ ﻓﻲ ﺳﻦ اﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎت ﻟﺪى ﻛﻞ ﻫﺆﻻء اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟـ ١٥٦ﻛﺎن ﺣﻮاﻟﻲ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ أﻋﻤﺎل .واﻷﻣﺮ اﻷﻛﺜﺮ دﻻﻟﺔ ،أن دﻧﻴﺲ وﺟﺪ أن ﻋﺪد اﻷﻋﻤﺎل ا)ـﻨـﺸـﻮرة ﻓـﻲ اﻟﻌﻘﺪ اﻷول ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة ا)ﻬﻨﻴﺔ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻟﺪى ﻫﺆﻻء اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻘﺪار ٠٬٥٧ﻣﻊ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺮاﺑﻊ و ﻘﺪار ٠٬٤٦ﻣﻊ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪﻳﻦ اﳋﺎﻣﺲ واﻟﺴﺎدس و ﻘﺪار ٠٫٣٥ﻣﻊ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺴﺎﺑﻊ و ﻘﺪار ٠٬٣٣ﻣﻊ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺜﺎﻣﻦ .وﻫـﻜـﺬا ﻓـﺈن اﻟـﻨـﻀـﺞ اﻟـﻌـﻘـﻠـﻲ ا)ـﺒـﻜـﺮ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺘﻮﻗﻊ وﺟﻮد إﺳﻬﺎم إﻧﺘﺎﺟﻲ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻋﺒﺮ اﻟﺴﻴﺮة ا)ﻬﻨﻴـﺔ ﻟـﻠـﻤـﺒـﺪع. واﻻﻓﺘﺮاض اﻟﻘﺎﺋﻞ إن ﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﺪؤون إﻃﻼق ﺷﺮاراﺗﻬﻢ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻣﺒﻜﺮا ﺳﻮف ﻳﺤﺘﺮﻗﻮن ﻣﺒﻜﺮا ﻫﻮ اﻓﺘﺮاض ﻻ أﺳﺎس ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺔ(Dennis, 1954b) . إن ﻣﻌﺪل اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﺑ zاﻟﻌﺒﺎﻗﺮة ا)ﺸﻬﻮرﻳﻦ ﻫﻮ ﻣﻌﺪل ﺗﻀﺮب ﺑﻪ اﻷﻣﺜﺎل ﻛﺬﻟﻚ .ﻗﺪ ﻛﺎن دارون ﻳﻨﺸﺮ ﻣﺎ ﻣﺘﻮﺳﻄﻪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺎدﺗ zﻣﻨﺸﻮرﺗ zﻛﻞ ﻋﺎم، وﻛﺎن آﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ ﺑﻨﺸﺮ ﺣﻮاﻟﻲ أرﺑﻊ ،وﻓﺮوﻳﺪ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺳﺒﻊ ،أﻣﺎ ﺑﻮاﻧﻜﺎرﻳـﻪ ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻳﻨﺸﺮ ﺣﻮاﻟﻲ ﺳﺖ ﻋﺸﺮة ﻣﺎدة ﻛﻞ ﻋﺎم .وﻓـﻲ ﻣـﺠـﺎل اﻟـﻔـﻨـﻮن ،ﻛـﺎن ﻣﻌﺪل ﻣﺎ ﻳﻨﺘﺠﻪ ﺷﻮﺑﺮت ﻳﺮﺑﻮ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛ zﻣﺆﻟﻔﺎ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺎ ﻛﻞ ﻋﺎم ،وﻣﻮزارت ﻋﻠـﻰ ٢٠ﻋﻤﻼ ﻛﻞ ﻋﺎم .وﺑﻴﻜﺎﺳﻮ ﻋﻠﻰ أﻛﺜﺮ ﻣـﻦ ﻣـﺎﺋـﺘـﻲ ﻋـﻤـﻞ ﻛـﻞ ﻋـﺎم وﻛـﺎن ﺑﺮﺗﺮاﻧﺪ رﺳﻞ ﻳﻜﺘﺐ ﺣﻮاﻟﻲ ﺛﻼﺛﺔ آﻻف ﻛﻠﻤﺔ ﻛـﻞ ﻳـﻮم .وﻗـﺪ ﻧـﺸـﺮ اﳊـﺎﺋـﺰون ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة ﻧﻮﺑﻞ ﻓﻲ اﻹﺑﺪاع اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤـﺎء اﻷﻣـﺮﻳـﻜـﻴـ zﻣـﺎ ﻣـﺘـﻮﺳـﻄـﻪ ٢٤٫٣ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ،ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻌﻴﻨﺔ Yﺎﺛﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻧﺸﺮت ﻣﺎ ﻣـﺘـﻮﺳـﻄـﻪ 130
اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ واﻟﻨﻔﻮذ
١٫٤٨ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ) .(Zukerman, 1977وﻧﺸﺮ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺬﻳﻦ ﺣﺼﻠـﻮا ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة اﻹﺳﻬﺎم اﻟﻌﻠﻤﻲ ا)ﺘﻤﻴﺰ ﺣﻮاﻟﻲ ٩٫٢ﻣﺎدة ﻣﻨﺸﻮرة ﻛﻞ ﺳﻨﺔAlbert,) ، (1975وﻗﺪ ﲡﺎوز ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺔ دﻧﻴﺲ اﻟﺘـﻲ ﺗـﻜـﻮﻧـﺖ ﻣـﻦ ١٥٦ﻋﺎ)ﺎ ،ﻣـﺎ ﻣـﻘـﺪاره إﺳـﻬـﺎﻣـﺎن ﻛـﻞ ﻋـﺎم .وﺧـﻼل ﻓـﺤـﺼـﻲ ﻟـﻠـﻤـﺆﻟـﻔـz ا)ﻮﺳﻴﻘﻴ zاﻟــ ٦٩٦اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺎﻫﻤﻮن ﻓﻲ ذﺧﻴﺮة ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻜﻼﺳﻴـﻜـﻴـﺔ ﻛـﺎن ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻣﻌﺪل اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻳﺘﺠﺎوز ﻣﺎ ﻣﻘﺪاره ﳊﻨﺎن ﻣﺘﻤﻴﺰان ﻛﻞ ﻋﺎم )Simonton, .(1977 b إن ﻫﺬا ا)ﻌﺪل اﻟﻮﻓﻴﺮ ﻣﻦ اﻹﻧﺘﺎج ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ا)ﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺒﺪع أن ﻳﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﺸﻬﺮة اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ رﻏﻢ ﻣﻮﺗﻪ ا)ﺒﻜﺮ .وﻳﺸﻜﻞ اﻟﺸﺎﻋﺮان ﻛﻴـﺘـﺲ وﺷـﻠـﻲ ،اﻟـﻠـﺬان ﻣﺎﺗﺎ ﻓﻲ ﻋﺸﺮﻳﻨﺎت ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ،ﻣﺜﺎﻟ zﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ،وﻓﻲ اﳊﻘﻴﻘـﺔ ،ﻓـﺈﻧـﻪ ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻳﻘﺘﺮن ﻣﻌﺪل اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ا)ﺮﺗﻔﻊ ﺑﺈﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻣﺒﻜﺮة ،ﻓﺈن اﻟﻌﺒﻘﺮي ﻗﺪ ﻮت ﻓﻲ وﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ ﺎﻣﺎ وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻳﻈﻞ ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ أن ﻳﺘﺮك ﺗﺄﺛﻴﺮه ﻋﻠﻰ ﺣﻀﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻢ. أﻣﺎ ا)ﻜﻮن اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻲ ﻧﺎﰋ اﻟﻌﻤﺮ ﻓﻬﻮ ﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ اﻹﻧﺘﺎﺟﻲ .ﻓﻘـﺪ أﻣـﻠـﻰ ﺑﺎخ ﻣﺆﻟﻔﻪ ا)ﻮﺳﻴﻘﻲ اﻷﺧﻴﺮ ﻓﻲ اﳋﺎﻣﺴﺔ واﻟﺴﺘ zوﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺳـﺮﻳـﺮ ا)ـﻮت. وﻛﺎن ﺑﻮﻓﻮن ﻻ ﻳﺰال ﻳﻀﻴﻒ ﻣﺠﻠﺪات ﺟﺪﻳﺪة )ﺆﻟﻔﺔ »اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ« Histoire Naturelleﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺎت وﻫﻮ ﻓﻲ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ،وأﻛﻤﻞ ﺳﺮﻓﺎﻧﺘﺲ اﳉﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ دون ﻛﻴﺸﻮت ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ واﻟﺴﺘ zﻣﻦ ﻋﻤﺮه ،واﺑﺘﻜﺮ ﺑﻨﻴﺎﻣ zﻓﺮاﻧﻜﻠz اﻟﻌﺪﺳﺎت ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﺒﺆرة Bifocalsﻣﻦ أﺟﻞ ﲢﺴ zﺿﻌﻒ اﻹﺑﺼﺎر اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻪ وﻫﻮ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ واﻟﺴﺒﻌ zﻣﻦ ﻋﻤﺮه ،وﻛﺎن ﻣﺎﻳﻜﻞ أﳒﻠـﻮ ﻻ ﻳـﺰال ﻳﻨﺤﺖ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ ا)ﺴـﻤـﻰ Rondanini Pietaﻗﺒﻞ ﺳﺘﺔ أﻳﺎم ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻣﻮﺗـﻪ ﻓـﻲ ﺳﻦ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ واﻟﺜﻤﺎﻧ .zوأﳒﺰ وﻟﻴﻢ ﻓﻮﻧﺖ ،ﻣﺆﺳﺲ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺘﺠﺮﻳـﺒـﻲ، ﻣﺮاﺟﻌﺘﻪ اﻷﺧﻴﺮة )ﺆﻟﻔﻪ اﻟﻀـﺨـﻢ »ﻋـﻠـﻢ ﻧـﻔـﺲ اﳊـﺸـﺪ« Vol kerpsychologie ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺘﺴﻌ zﻣﻦ ﻋﻤﺮه ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ. إن اﺳﺘﻤﺮار اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ،ﺣﺘﻰ ﻓﻲ اﻟﺴـﻨـﻮات اﻷﺧـﻴـﺮة ﻣـﻦ ﺣـﻴـﺎة إﺑـﺪاﻋـﻴـﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ واﻗﺘﺮان ذﻟﻚ ﺑﺎ)ﻴﻞ إﻟﻰ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ا)ﺒﻜﺮة ،ﻳﺪﻻن ﻋﻠﻰ أن اﻟﺸﻬﺮة ﻗﺪ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺴﻴﺮة ا)ﻬﻨﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ .وﻗﺪ وﺟﺪت دراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﻫﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء واﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻷدﺑﻴﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ أن ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﺴﻴﺮة ا)ﻬﻨﻴﺔ ا)ﻨﺘﺠﺔ ﻫﻮ ﺣـﻮاﻟـﻲ ﺛـﻼﺛـﺔ ﻋـﻘـﻮد ﻣـﻦ اﻟـﺰﻣـﺎن )(Raskin, 1936 131
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
وﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﺷﻲء ﻨﻊ أن ﺘﺪ ﻣﺪى اﻹﺑﺪاع إﻟﻰ ﻧﺼﻒ ﻗﺮن أو ﻣﺎﻫﻮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻛﻤﺎ ﻧﺸﺎﻫﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮ ا)ﻬﻨﻴـﺔ اﻟـﻄـﻮﻳـﻠـﺔ ﻟـﺪارون وآﻳـﻨـﺸـﺘـﺎﻳـﻦ وﻛﺎﻧﺖ ،وراﺳﻞ وﻓﻮﻟﺘﻴﺮ وﻫﺎﻧﺪل وﻓﻴﺮدي وﻣﺎﻳﻜﻞ أﳒﻠﻮ وﺑﻴﻜﺎﺳـﻮ .ﻟـﻘـﺪ ﻗـﺎم ﺟﺎن ﺑﻴﺎﺟﻴﻪ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻨﻔﺲ وﻋﺎﻟﻢ ا)ﻌﺮﻓﺔ اﻟﺘﻄﻮرﻳﺔ اﻟﺴﻮﻳﺴﺮي اﻟﺸﻬﻴﺮ ﺑﺈﺳﻬﺎﻣﻪ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻷول ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ اﳊﺎدﻳﺔ ﻋﺸﺮة ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ،وﻇﻞ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﺣﻮاﻟﻲ ﺳﺘ zﻋﺎﻣﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ .وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻠﻘﻰ ﺑﻴﺎﺟﻴﻪ ﺟﺎﺋﺰة اﻹﺳﻬﺎم اﻟـﻌـﻠـﻤـﻲ ا)ﺘﻤﻴﺰ ،وﻛﺎن ﻗﺪ ﺑﻠﻎ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﺴﺒﻌ zﻣﻦ ﻋﻤﺮه ،ﻛﺎن ﻣﺠﻤﻮع ا)ﻮاد ا)ﻨﺸﻮرة اﻟﺘﻲ ﲢﻤﻞ اﺳﻤﻪ ﻫﻮ ٣٠٠ﻋﻤﻞ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ. وإذا ﺳﻠﻤﻨﺎ ﺑﺄن أﺷﻬﺮ ا)ﺒﺪﻋ zﻳﺒﺪؤون ﺳﻴﺮﻫﻢ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﺒﻜﺮﻳﻦ ،وﻳﻨﻬﻮﻧﻬﺎ ﻣﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ،وﻳﻨﺘﺠﻮن ﻌﺪﻻت ﺳﻨﻮﻳﺔ ﻣﺜﻴﺮة ﻟﻺﻋﺠﺎب ،ﻓﻠﻦ ﻳﺪﻫﺸﻨﺎ أن ﻧﻌﺮف أن اﻟﺸﻬﺮة ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺸﺪة ﺑﻨﺘﺎج ﻛﺒﻴﺮ ﻋﺒﺮ اﳊﻴﺎة .ﻟﻜﻦ ا)ﺜﻴﺮ ﻟﻠﺪﻫﺸﺔ ﻫـﻮ أن ﻫﺬه ا)ﻜﻮﻧﺎت اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻟﻺﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺑـﻬـﺬه اﻟـﺪرﺟـﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ .وﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺒﺮر رﻳﺎﺿﻲ ﻟﻮﺟﻮب ارﺗﺒﺎط اﻟﻨﻀﺞ اﻟﻌﻘﻠﻲ ا)ﺒﻜﺮ ﻣﻊ ا)ﻌﺪل اﻟﻔﺎﺋﻖ ﻟﻺﺑﺪاع أو ﻟﻠﺴﻴﺮة اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﺪ ﺣﺘﻰ أواﺧﺮ اﻟﻌـﻤـﺮ، ﻛﻤﺎ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻫﻨﺎك أﻳﺔ ﺿﺮورة ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻷن ﻳﺮﺗـﺒـﻂ ﻣـﻌـﺪل اﻹﺳـﻬـﺎم ﺑـﻄـﻮل اﻟﻌﻤﺮ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﻌـﻮاﻣـﻞ ﺗـﺮﺗـﺒـﻂ ارﺗـﺒـﺎﻃـﺎ وﺛـﻴـﻘـﺎ ﻓـﻲ اﻟـﻮاﻗـﻊ اﻟﻌﻤﻠـﻲ ) (Albert, 1975; Simonton, 1977 bإن ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﻳـﺪﻓـﻊ ﻫـﺆﻻء ا)ﺒﺪﻋ zﻷن ﻳﺒﺪؤوا ﻣﻐﺎﻣﺮاﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﳊﻘﻴﻘﺔ ،أو اﳉﻤﺎل ﻓﻲ ﻋﻤﺮ ﻣﺒﻜﺮ وأن ﻳﺴﺎﻫﻤﻮا ﺑﺮواﺋﻊ اﻷﻋﻤﺎل ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﺤـﻤـﻮﻣـﺔ وأن ﻳـﻮاﺻـﻠـﻮا ﻧـﺸـﺎﻃـﺎﺗـﻬـﻢ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﺣﺘﻰ آﺧﺮ ﻋﻤﺮﻫﻢ.
اﻟﻔﺎﺋﺪة اﳌﺘﺮاﻛﻤﺔ
ﺗﺼﻮر ﻣﻮﻗﻔﺎ اﻓﺘﺮاﺿﻴﺎ ﻳﻀﻢ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﻦ ذوي اﻹﻣﻜﺎﻧﺎت اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻳﺮﻳﺪون ﻛﻠﻬﻢ أن ﻳﻘﺪﻣﻮا إﺳﻬﺎﻣﺎ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻌﻠﻢ .اﻓﺘﺮض أن ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺆﻻء ا)ﺒﺪﻋz ا)ﺎﺋﺔ ﻟﻬﻢ ﻗﺪرة ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ وﲢﺼﻴﻞ دراﺳﻲ ﻣﺘﻤﺎﺛﻞ .وأن ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻗـﺪ ﻗﺎﻣﻮا ﻓـﻲ ﻧـﻔـﺲ اﻟـﻮﻗـﺖ ﺑـﺘـﺤـﻮﻳـﻞ ﺑـﻌـﺾ اﻟـﺒـﺤـﻮث اﻟـﺘـﻲ ﺗـﻘـﻮم ﻋـﻠـﻰ أﺳـﺎس أﻃﺮوﺣﺎﺗﻬﻢ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮراه ﻟﻜﻲ ﻳﻘـﻮم ﻧـﺎﺷـﺮ أرﻓـﻊ اﺠﻤﻟـﻼت اﻟـﻌـﻠـﻤـﻴـﺔ ﻓـﻲ ﻣـﺠـﺎل ﺗـﺨـﺼـﺼـﻬـﻢ ﺑـﻔـﺤـﺼـﻬـﺎ ،وﻫـﻲ ﻣـﺠـﻠـﺔ ﺷـﺪﻳـﺪة اﻻﻧـﺘـﻘـﺎﺋـﻴـﺔ ﺗـﺮﻓـﺾ %٩٠ﻣـﻦ اﺨﻤﻟﻄﻮﻃﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪم ﻟﻬﺎ .وﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ اﺨﻤﻟﻄﻮﻃﺎت ا)ﺎﺋﺔ ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ ﻓﻲ 132
اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ واﻟﻨﻔﻮذ
اﻟﻘﻴﻤﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻓﺈن ﻋﺸﺮة ﻣﻨﻬﺎ ﺳﺘﻨﺸﺮ وﺳﺘﺮﻓﺾ اﺨﻤﻟﻄﻮﻃﺎت اﻟﺘﺴﻌﻮن اﻷﺧﺮى .ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أن ﻫﺬه اﺨﻤﻟﻄﻮﻃﺎت إﻟـﻰ ٩٠ﻟﻦ ﺗﻨﺸﺮ ﻓﻲ ﻣﻜـﺎن آﺧﺮ ،وﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﻨﻲ أن ﻫﺬه ا)ﻘﺎﻻت ا)ﺮﻓﻮﺿﺔ ﺳﻴﻜﻮن اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﻬﺎ أﻗﻞ ﻣﻦ ا)ﻘﺎﻻت اﻟﻌﺸﺮ اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻈﻬﺮ ﻓﻲ اﺠﻤﻟﻠﺔ اﻷﻛـﺜـﺮ ﻧـﻔـﻮذا وﺗـﺄﺛـﻴـﺮا ﻓـﻲ اﺠﻤﻟﺎل .إذن ﻓﻘﺪ ﺗﺸﺠﻴﻊ ١٠ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺸﺒﺎن و ﺗﺜﺒﻴﻂ ﻫﻤﺔ ٩٠ﻣﻨﻬﻢ. إن اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻷوﻟﻰ ﺳﺘﻜﻮن ﻟﺪﻳﻬﺎ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ أﻛﺒﺮ ﻷن ﺗﻘﺪم ﻣﺨﻄﻮﻃﺎت أﺑﺤﺎث أﺧﺮى ﻛﻲ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻠﻔﺤﺺ ،وﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺔ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ اﺳﺘﻘﺒﺎل ﻫﺬه اﻟﺒﺤﻮث ﻣﻦ رﺋﻴﺲ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ .أﻣﺎ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻣﺤ zاﻷﻗﻞ ﺣﻈﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻳﺸﻌﺮون ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﺑﺎﻟﻴﺄس ﻣﻦ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻗﺘـﺤـﺎﻣـﻬـﻢ ﻟـﻬـﺬه اﺠﻤﻟـﻠـﺔ رﻓـﻴـﻌـﺔ ا)ﺴﺘﻮى .اﻓﺘﺮض أن %١٠٠ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﺸﺮة اﻷوﻟﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﺣﻈﻮا ﺑﺎﻣﺘﻴﺎز اﻟﻨﺸﺮ ﻗﺪ ﻗﺪﻣﻮا ﻣﺨﻄﻮﻃﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ إﻟﻰ اﺠﻤﻟﻠﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ وأن %٥٠ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﻟﺘﺴﻌz ﻏﻴﺮ اﶈﻈﻮﻇ zﻗﺪ ﻓﻌﻠﻮا ذﻟﻚ ،إن اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻌﺸﺮة اﳋﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻔﺤﺺ ﻣﻦ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻷوﻟﻰ ﺳﺘﻜﻮن اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻗﺒﻮﻟﻬﺎ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث اﳋﻤﺴﺔ واﻷرﺑﻌz ا)ﻘﺪﻣﺔ ﻟﻠﻔﺤﺺ ﻣﻦ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .ذﻟﻚ أن اﶈﺮر ﻛﺎن ﻗﺪ أﻟﺰم اﺠﻤﻟـﻠـﺔ ﻓﻌﻼ ﺑﻨﺸﺮ ا)ﻘﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟـﺒـﺤـﺜـﻴـﺔ اﳋـﺎﺻـﺔ ﺑـﺎﺠﻤﻟـﻤـﻮﻋـﺔ اﻷوﻟﻰ ،ور ﺎ وﺟﺪ ﺧﻤﺴـﺔ ﻣـﻦ اﻟـﻌـﺸـﺮة اﻟـﻨـﺎﺟـﺤـ) zﻓـﻲ ا)ـﺮة اﻷوﻟـﻰ( ،إن ﺑﺤﻮﺛﻬﻢ ﻗﺪ ﻗﺒﻠﺖ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺠﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ،ﻟﻜﻦ ا)ﺜﺎﺑﺮة، أن اﳊﻆ اﺑﺘﺴﻢ ﻟﻬﻢ .إن اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ ا)ﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﺔ ﺑﺎﺣﺜ zاﻟﺘﻲ ﺣﻈﻴـﺖ ﺑﺤﻮﺛﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮل ﻟﻠﻤﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴـﺔ ،ﺳـﺘـﺘـﺸـﺠـﻊ أﻛـﺜـﺮ وﺳـﺘـﻜـﻮن اﺣـﺘـﻤـﺎﻟـﻴـﺔ ﻗـﺒـﻮل ﻣﺨﻄﻮﻃﺎﺗﻬﺎ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ أﻋﻠﻰ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺳﺘﺘﺜﺒﻂ ﻋﺰ ـﺔ اﺠﻤﻟـﻤـﻮﻋـﺔ ا)ـﻜـﻮﻧـﺔ ﻣـﻦ ٤٢ ﻓﺮدا اﻟﺘﻲ ﻓﺸﻠﺖ ﻣﺮﺗ .zوﺳﻴﺒﺪو أي ﲢﻴﺰ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﶈﺮر ﺿﺪ ﻣﺤﺎوﻟـﺘـﻬـﺎ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ أﻛﺒﺮ ﺣﺠﻤﺎ. وﻣﻊ اﺳﺘﻤﺮار ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﺳﻨﺔ وراء أﺧﺮى ﻓﺈن اﻟﺘﻤﺎﻳﺰ ﺑ zاﺠﻤﻟﻤـﻮﻋـﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺮ وﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻓﺾ ﺑﺤﻮﺛﻬﺎ ﺳﻴﺘﺴﻊ ﻣﺪاه .ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﻫﺆﻻء اﻟﺒﺎﺣﺜz اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺸﺮون أﻛﺜﺮ ﻓﻲ اﺠﻤﻟﻼت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺳﻴﺒﺪؤون ﻓﻲ ﺟﻨﻲ ﻣﻜﺎﻓﺂت أﺧﺮى ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻇﻬﻮرﻫﻢ ا)ﺘﻜﺮر ﻓﻲ أﻛﺜﺮ اﺠﻤﻟﻼت اﺣﺘﺮاﻣﺎ ﻓﻲ اﺠﻤﻟﺎل ،وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻣﺜﻼ أن ﻳﺤﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ وﻇﺎﺋﻒ ﻟﻠﺘﺪرﻳﺲ وأﻣﻮاﻟﻪ ﻟﻠﺒﺤﻮث ،وﻣﺮاﺗﺐ ﺷﺮف ،وﺟﻮاﺋﺰ ﻣﻬﻨﻴﺔ ،وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﻔﺎﺋﺪة ﺳﺘﺘﺮاﻛﻢ ﻟﻨﺨﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺎﺟﺤـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ .وأن اﻟﻬﻮة ا)ﺘﺴﻌﺔ ﺑ zﻫﺆﻻء اﻟﻌﻠﻤﺎء ،وﺑ zزﻣﻼﺋﻬﻢ ﻏﻴﺮ اﻟﻨﺎﺟﺤz 133
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﺳﺘﻜﻮن ﺣﺎدة ﺑﺪرﺟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﻜﺲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة أي ﺗﻔﺎوت واﻗﻌﻲ ﻓﻲ اﳉﺪارة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪأت اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ ا)ﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﺑﺎﺣﺚ ،ﻣﻄﺎردﺗﻬﺎ ﻟﻠﺸﻬﺮة ا)ﺮاوﻏﺔ .إن اﻟﻄﺎﻣﺤ zا)ﺎﺋﺔ ،ﻛﻠﻬﻢ ،ر ﺎ دﺧﻠﻮا ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻠﺔ ﺑﺎﻟﻘﺪرة اﻟﻔﻄﺮﻳﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ وﺑﺎﳊﻤﺎس ﻧﻔﺴﻪ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﺘﻔﺎوت ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻲ اﻹﳒﺎز ﺳﻴﺘﺴﻊ ،ﺑﺴﺒﺐ اﻻﻧﺘﻘﺎﺋﻴﺔ اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﺎم ا)ﻜﺎﻓﺄة ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻢ. ﻟﻘﺪ وﺻﻒ ﻋﺎﻟﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﺒﺎرز روﺑﺮت ﻣﻴﺮﺗﻦ R. K. Mertonﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ وأﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬـﺎ اﺳـﻢ أﺛـﺮ ﻣ ّـﺘﻰ Matthew Effectﺑﺎﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﺟﻤـﻠـﺔ وردت ﻓـﻲ ﻣﺘﻲ )» (٢٩:٢٥ﻷن ﻛﻞ ﻣﻦ ﻟﻪ ﻳﻌﻄﻰ ﻓﻴﺰداد ،وﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ،ﻓﺎﻟﺬي ﻋﻨﺪه إﳒﻴﻞ ّ ﻳﺆﺧﺬ ﻣﻨﻪ« .وﻛﻤﺎ ﺻﺎغ ﻣﻴﺮﺗﻦ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﻓﺈن »أﺛﺮ ﻣﺘّﻰ ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺗﺮاﻛﻢ ﻣﻘﺎدﻳﺮ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺎﻹﺳﻬﺎﻣﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﻋﻠﻤﺎء ﻣﻦ ذوي اﻟﺸﻬﺮة اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ وﺣﺠﺐ ﻣﺜﻞ ﻫـﺬا اﻻﻋـﺘـﺮاف ﻋـﻦ ﻋـﻠـﻤـﺎء ﻟـﻢ ﻳـﻌـﺮﻓـﻮا ﺑـﻌـﺪ ) .(1968, p. 58وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺄﺧﺬ اﻟﻨﺸﺮ ﻓﻲ أﻓﻀﻞ اﺠﻤﻟﻼت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ا)ﺘﺨﺼﺼﺔ ﻣﺆﺷﺮا ﻟﻼﻋﺘﺮاف اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﳒﺪ ﻣﻦ اﻷدﻟﺔ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟـﺪﻋـﻢ ﻫـﺬا اﻷﺛـﺮ. ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا)ﺜﺎل أﻇﻬﺮ ﻋﺪد ﻣـﻦ اﻟـﺒـﺎﺣـﺜـ zأن ﻣـﻔـﻬـﻮم اﻟـﻔـﺎﺋـﺪة ا)ـﺘـﺮاﻛـﻤـﺔ ﺑﺎ)ﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﻳﺘﻨﺒﺄ ﺑﺘﻮزﻳﻊ ﺷﺪﻳﺪ اﻻﻟـﺘـﻮاء )ـﺎ ﻳـﻨـﺘـﺠـﻪ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ ﻓـﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺷﻮﻫﺪ ﻟﺪى اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻌﻼ )Simon, 1955, Price, 1976, Allison, (1980ﻛﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﻳﻔﺴﺮ ﻣﺒﺪأ اﻟﻔﺎﺋﺪة ا)ـﺘـﺮاﻛـﻤـﺔ اﻟـﻌـﻼﻗـﺔ اﻹﻣـﺒـﻴـﺮﻳـﻘـﻴـﺔ ﺑـz اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ا)ﺒﻜﺮة ،وﻣﻌﺪل اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ،وﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ اﻹﻧﺘﺎﺟـﻲ .ﻓـﻬـﺆﻻء اﻟـﺬﻳـﻦ ﳒﺤﻮا ﻓﻲ اﻟﻨﺸﺮ ﻣﺒﻜﺮا ﺳﻴﺒﺪأون ﻓﻲ ﺗﻠﻘـﻲ اﳊـﻮاﻓـﺰ ا)ـﺒـﻜـﺮة ﻛـﺬﻟـﻚY ،ـﺎ ﻳﺤﻔﺰﻫﻢ أﻛﺜﺮ ﻹﻧﺘﺎج ،وﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺒﺮرات اﺳﺘﻤﺮارﻫﻢ ﻓﻲ اﻹﻧﺘﺎج ﺣﺘﻰ ﻓﺘـﺮة ﻣﺘﺄﺧﺮة ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ .وﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻟﻠﺘﻤﺎﻳﺰ ﻓﻲ إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﳊﻴﺎة ذﻟﻚ ا)ﻌﺪل اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺴﺎﻗﻄﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﺑ zاﻟﻌﻠﻤﺎء اﻷﻗﻞ ﳒﺎﺣﺎ ) .(Allison and Stewart, 1974أﻣﺎ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻷﻏﺰر إﻧﺘﺎﺟﺎ ﻓﻴﻨﺘﻬﻲ ﺑﻬﻢ ا)ﻄـﺎف ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺎت أﻛﺜﺮ ﻣﺴﺎﻧﺪة ﻟﺒﺤﻮﺛﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻋﺐء اﻟﺘﺪرﻳﺲ وا)ﻮارد ا)ﻌﻤﻠﻴﺔ، ﻛﻤﺎ أن اﻟﺒﺎﺣﺜ zﻓﻲ اﳉﺎﻣﻌﺎت ذات ا)ﻨﺰﻟﺔ اﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ،وا)ﻮﺟﻬﺔ ﻧﺤﻮ اﻟﺒﺤﻮث، ﻳﻜﻮﻧﻮن ،ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن ،ﺳﻤﻌﺔ ﻻ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻷﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ).(Crane, 1965; Coleand Cole, 1973 ﻣﺘﻰ ،رﻏﻢ وﺟﻮده ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن .ﻻ ﻜﻨﻪ أن ﻳﻘﺪم ﻟﻨﺎ اﻟﺘﻔﺴﻴـﺮ ﻟﻜﻦ أﺛﺮ ّ اﻟﻜﻠﻲ ﻟﻠﻔﺮوق ﻓﻲ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ .إذ ﻳﺸﻴﺮ أﺣﺪ اﻟﻨﻤﺎذج اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ 134
اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ واﻟﻨﻔﻮذ
أﺳﺎس ﻣﺒﺪأ اﻟﻔﺎﺋﺪة ا)ﺘﺮاﻛﻤﺔ ،ﻳﺸﻴﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻠﺪﻫﺸﺔ إﻟﻰ أن ا)ﺒﺪﻋz ﻻ ﻳﺒﺪأون ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻨﻘـﻄـﺔ ﻓـﻲ اﻟـﺴـﺒـﺎق ﻃـﻠـﺒـﺎ ﻟـﻠـﺸـﻬـﺮة )Allison, .(1980وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺎن أﺛﺮ ﻣﺘﻰ ﻣﺎزال ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺴـﻴـﺮ اﻟـﺴـﺒـﺐ اﻟـﺬي ﻣـﻦ أﺟﻠﻪ ﻳﺒﺪأ ﻣﺒﺪﻋﺎن ﺳﻴﺮﺗﻬﻤﺎ ا)ﻬﻨﻴﺔ ،ﺑﺎ)ﻬﺎرة واﳊﻤﺎس ذاﺗﻬﻤﺎ ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻳﻨﻬﻴﺎن ﻫﺬا اﻟﺴﺒﺎق ا)ﺮﻫﻖ ،وﺑﻴﻨﻬﻤﺎ أﻣﻴﺎل ﻋﺪﻳﺪة.
ﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ
ـﺪدات ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﻮل ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎه ﺣﺘﻰ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ إن أﺣـﺪ اﶈ ّ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺸﻬﺮة ﻫﻮ ﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ .ﻓﺎﻟﺸﻬﺮة ﻧﺘﻴﺠﺔ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴـﺔ ﻣـﺘـﺮﺗـﺒـﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻟﻮاﻓﺮة ،اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻫﻲ أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘـﺎﺟـﻴـﺔ ا)ـﺒـﻜـﺮة ،وا)ـﻌـﺪل اﻟﻜﺒﻴﺮ )ﺎ ﻳﻨﺘﺠﻪ ا)ﺒﺪع ،وﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ اﻹﻧﺘﺎﺟﻲ .وﻫﺬا اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻷﺧﻴﺮ ﻳﻨﺒـﻐـﻲ أن ﻳﺮﺑﻂ ﺑﻄﻮل اﻟﻌﻤﺮ إﻃﻼﻗﺎ .ﻓﻼ ﺷﻚ أن ﺑﺮﻧﺎرد ر ﺎن ﻛﺎن ﺳﻴﻨﺸﺮ أﻛﺜـﺮ ﻣﻦ ﺗﺴﻊ ﻋﺸﺮة ﻣﻘﺎﻟﺔ ،ﻟﻮ أﻧﻪ ﲡﺎوز ﺳﻦ اﻷرﺑﻌ zوأن أرﺛﺮ ﻛﻴﻠﻲ ﺳﺘﻘﻞ ﻣﻮاده ا)ﻨﺸﻮرة ﻋﻦ ،٩٩٥ﻟﻮ أﻧﻪ ﻣﺎت ﻋﻨﺪ ﺳﻦ اﻟﺜﻼﺛ zﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﺴﺒﻌ.z ﻛﻤﺎ أن ﻋﻮاﻣﻞ أﺧﺮى ﻗﺪ ﺗﻔﻌﻞ ﻓﻌﻠﻬﺎ إذا ﻋﺎش ا)ﺒﺪع ﺣﻴﺎة أﻃﻮل .إن ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﻌﻤﺮ اﻟﺬي ﻳﺤﺼﻞ ﻓﻴﻪ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠـﻰ ﺟـﺎﺋـﺰة ﻧـﻮﺑـﻞ ﻫـﻮ أواﺋـﻞ اﳋـﻤـﺴـﻴـﻨـﺎت ) ،(Zukerman, 1977وأﻣﺎ اﻟﻌﻤﺮ اﻟﺬي ﻳﺤﻮز ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻤـﺎء اﻟـﻨـﻔـﺲ ﻋـﻠـﻰ ﺟـﺎﺋـﺰة اﻹﺳﻬﺎم اﻟﻌﻠﻤﻲ ا)ﺘﻤﻴﺰ ﻓﻬﻮ أواﺳﻂ اﳋﻤﺴﻴﻨﺎت ) .(Albert, 1975ورﻏﻢ أﻧﻨﺎ ﻗﺪ ﻧﺴﻤﻊ ﻋﻦ ﺗﻘﺪ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﳊﻔﺎوة واﻟﺘﻜﺮ ﻫﺬه ﻟﻠﻌﻠﻤـﺎء اﻷﺻـﻐـﺮ ﺳـﻨـﺎ- ﻓﻘﺪ ﺣـﺎز ﻛـﺎرل أﻧـﺪرﺳـﻮن ،C. Andersonﻣﻜﺘﺸـﻒ اﻟـﺒـﻮزﻳـﺘـﺮون ،(٤×)Positron ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة ﻧﻮﺑﻞ وﻫﻮ ﺑﻌﺪ ﻓﻲ اﳊﺎدﻳﺔ واﻟﺜﻼﺛ-zإﻻ أن ﻣﻦ ا)ﻌﺘﺎد أن ﻳﻨﺘﻈﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺠﺘﺎز ﺳﻦ اﳋﻤﺴ ،zوﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا أن ﻣﻦ ﻮﺗﻮن ﻣﺒـﻜـﺮا، ﻧﺎدرا ﻣﺎ ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻓﺮﺻﺔ اﳊـﺼـﻮل ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻜـﺜـﻴـﺮ ﻣـﻦ ﻣـﺮاﺗـﺐ اﻟـﺸـﺮف واﳉﻮاﺋﺰ. وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻓﺈن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ وﺑ zاﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ اﻟﺒﺘﺔ ،ﻓﻘﺪ وﺟﺪت ﺧﻼل دراﺳﺘﻰ ﻟـ ٦٩٦ﻣﺆﻟﻔﺎ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺎ ﻛﻼﺳﻴﻜﻴﺎ ،أن ﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻻ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﻣﻊ اﻟﺸﻬﺮة ،وأن ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻌﻤـﺮ اﻟﻄﻮﻳﻞ ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻣﺘﻮاﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل اﻟﻌـﻤـﺮ اﻹﺑـﺪاﻋـﻲ )ﺑـﻴـﺘـﺎ= (٠٬٢٥ ) .(Simonton, 1977 bإن أﺛﺮ ﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ ﻳﻔﻮق ﻣﺠﺮد ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ وﺗﻠﻘﻲ 135
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
آﻳﺎت اﻟﺘﺒﺠﻴﻞ ﻣﻦ ا)ﻌﺎﺻﺮﻳﻦ .ور ﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ واﻟﺸﻬﺮة ا)ﺘﺤﻘﻘﺔ ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻨﺤﻨﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ .ﻓﻼ رﻳﺐ أن اﳊﻴﺎة اﻷﻃﻮل ﺗﻨﻄﻮي ﺑﺪاﻫﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺘﺠﺎت إﺑﺪاﻋـﻴـﺔ أﻛـﺜـﺮ ،وﻋـﻠـﻰ ﻣـﻈـﺎﻫـﺮ ﺗـﻜـﺮ وﺣﻔﺎوة أﻛﺒﺮ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﳊﻴﺎة اﻟﻘﺼﻴﺮة ﻓﻲ ﺣﺴﺎب اﻟﺰﻣﻦ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻟﻬﺎ ﺣﻮاﻓﺰﻫﺎ ﻫﻲ اﻷﺧﺮى وﻣﻦ اﶈﺘﻤﻞ أن ﺗﺘﻌﺎﻃﻒ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻊ ا)ﺒﺪﻋz اﻟﺬﻳﻦ ﻗﻀﻮا ﻧﺤﺒﻬﻢ ﻓﻲ ﺷﺒﺎﺑﻬﻢ وأن ﻴﻞ إﻟﻰ اﻹﻋﻼء ﻣﻦ ﺷﺄن ﻣﻨﺠﺰاﺗـﻬـﻢ أﻛﺜﺮ Yﺎ ﺗﺴﺘﺤﻖ .وﻛﻴﻞ ا)ﺪﻳﺢ ﻟﻺﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ا)ﻤﻜﻨﺔ ،ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ أﻣﺮ ﻣﺤﻔﻮف ﺑﺎﺨﻤﻟﺎﻃﺮ .ﻷن ﺑﻌﺾ ا)ﺒﺪﻋ zﻳﺴﺘﻨﻔﺪون ﻗﻮاﻫﻢ ﻋـﻘـﺐ ﺑـﺪاﻳـﺔ ﻣﺒﻜﺮة ﻣﺜﻴﺮة ﻟﻺﻋﺠﺎب .وا)ﺜﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻫﻮ ﺑﻴﺘﺮو ﻣـﺎﺳـﻜـﺎﻧـﻲ P. Mascagni اﻟﺬي أﻟﻒ أوﺑﺮا ،Cavallieria Rusticana .ا)ﻌﺮوﻓﺔ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺎ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺴﺎدﺳﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ،وأﺻﺒﺢ ﻓﻲ اﻟﺘﻮ واﻟﻠﺤﻈﺔ ﻣﺸﻬﻮرا .ﻟﻜﻦ ﻣﺎﺳﻜﺎﻧﻲ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﺮب ﻣﻦ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﻨﺠﺎح اﻟﺬي ﺣﻘﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺧﻼل ﺣﻴﺎﺗﻪ .وﻛﺎن ﻧﺎﲡﻪ اﻹﺑﺪاﻋﻲ ﺜﻞ اﻧﺤﺪارا ﻣﺴﺘﻤﺮا رﻏﻢ أﻧﻪ واﺻﻞ ﻋﻤﻠﻴـﺔ ﺗﺄﺳﻰ ﻣﺎﺳﻜﺎﻧﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﺑﻘﻮﻟﻪ: اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﺣﺘﻰ ﺳﺒﻌﻴﻨﺎت ﻋﻤﺮه .وﻗﺪ ّ »إﻧﻪ )ﻤﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻸﺳﻰ أﻧﻨﻲ ﻛﺘﺒﺖ »ﻛﺎﻓﺎﻟﻴﻴﺮا« أوﻻ ،وذﻟﻚ ﻷﻧﻨﻲ ﺗﻮﺟﺖ ﻗﺒـﻞ أن أﺻﺒﺢ ﻣﻠﻜﺎ« .وﻟﻮ اﻓﺘﺮﺿﻨﺎ أن ﻣﺎﺳﻜﺎﻧﻲ ﻣﺎت ﻋﺸﻴﺔ اﻟﻌﺮض اﻷول ﻟﺮاﺋﻌﺘﻪ، ﻓﺈن ﺷﻬﺮﺗﻪ ر ﺎ ﻛﺎﻧﺖ أﻛﺜﺮ ﺳﻤﻮﻗﺎ اﻟﻴﻮم ،ور ﺎ ﻛﺎن ﻣﺎﺳﻜﺎﻧﻲ ،وﻟﻴﺲ ﺑﻮﺗﺸﻴﻨﻲ، ﻫﻮ ﻣﻦ ﻛﺎن ﺳﻴﻠﻘﺐ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻓﻴﺮدي. ﺗﻘﻮدﻧﺎ ﻫﺬه اﻻﻋﺘﺒﺎرات ﻧﺤﻮ اﻟﻔﺮض اﻟﻘﺎﺋﻞ إن ا)ﻮت ا)ﺄﺳﺎوي ا)ﺒﻜﺮ ﻗﺪ ﻳﻀﺨﻢ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻣﺒﺪع ﻣﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﻹﺳﻬﺎم ا)ﻮﺿﻮﻋﻲ ﻟﻪ .وﻗﺪ ﻋﺪت ﻣﻦ أﺟﻞ اﺧﺘﺒﺎر ﻫﺬا اﻟﻔﺮض إﻟﻰ ﻋﻴﻨﻪ ﻛﻮﻛﺲ ) (١٩٢٦ا)ﺘﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ٣٠١ ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة وﻓﺼﻠﺖ اﻟﻘﺎدة ﻋﻦ ا)ﺒﺪﻋ ،zوﻗﺪّرت اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zرﺗﺒﺔ اﻟﺸﻬﺮة وﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ .(Simonton, 1976 a) ،وﻳﻌﺮض اﻟﺸﻜﻞ رﻗﻢ ) (٣ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ. ﻻﺣﻆ أن اﻟﺸﻬﺮة ا)ﺘﺤﻘﻘﺔ ﻟﻠﻤﺒﺪﻋ zﻫﻲ داﻟﺔ ﻣﻨﺤﻨﻴﺔ ﻟﻄﻮل اﻟﻌﻤﺮ وﺗﺄﺧﺬ ﺷﻜﻞ اﳊﺮف .Uإن أﺷﻬﺮ ا)ﺒﺪﻋ ،zﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ إﻣﺎ ﻣﺎﺗﻮا ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺄﺳﺎوي ﻓﻲ اﻟﺜﻼﺛﻴﻨﺎت ﻣﻦ أﻋﻤﺎرﻫﻢ ،أو اﻟﺬﻳﻦ ﺑﻠﻐﻮا اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣﻦ أﻋﻤﺎرﻫـﻢ .وﺗـﻘـﻊ اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟﺴﻔﻠﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺳﻢ ﻋﻨﺪ ﺳﻦ اﻟﺴﺘ zﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ .ﻓﺎ)ـﻮت ﻋـﻨـﺪ ﻫـﺬا اﻟﻌﻤﺮ اﻟﻮﺳﻴﻂ ﻻ ﻳﺴﺘﺜﻴﺮ أي إﺣﺴﺎس ﻣﺄﺳﺎوي ﺑـﺎﻟـﻔـﻘـﺪان ،وﻣـﻊ ذﻟـﻚ ﻓـﻬـﻮ أﺑﻜﺮ ﻣﻦ أن ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﻤﺒﺪع ﺑﺄن ﻳﺼﺒﺢ أﺳﻄﻮرة ﺣﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻈـﻤـﺔ اﻟـﻔـﻨـﻴـﺔ أو 136
اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ واﻟﻨﻔﻮذ
اﻟﻘﺎدة
ﻣﺮاﺗﺐ اﻟﺸﻬﺮة
ا)ﺒﺪﻋﻮن
ﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ
ﺷﻜﻞ )(٣ وﻳﻮﺿﺢ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zاﻟﺸﻬﺮة ا)ﺘﺤﻘﻘﺔ وﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ ﻟﺪى ٣٠١ﻋﺒﻘﺮﻳﺎ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﺔ ﻛﻮﻛﺲ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ .وﻟﻴﺲ ﻣﻦ رﺟﺎﺣﺔ اﻟﻌﻘﻞ أن ﻧﺴﺘﻨﻄﻖ ﻫﺬا ا)ﻨﺤﻨﻰ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ أﺑﻌﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻛﺜﻴﺮا ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻻﲡﺎه اﳋﺎص ﺑﺎﻷﻋﻤﺎر اﻷﻗﺼﺮ .وا)ﻨﺤﻨﻰ اﻟﺬي ﻳﻈﻬﺮه اﻟﺸﻜﻞ ﻗﺪ ﺣﺴﺐ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟـ ١٩٢ﻣﺒﺪﻋﺎ ﺣﻘﻘﻮا اﻟﺸﻬﺮة ﻓﻌﻼ ﻟﻘﺎء ﻣﺎ ﻗﺪﻣﻮه ﻟـﻠـﺜـﻘـﺎﻓـﺔ اﻟـﻌـﺎ)ـﻴـﺔ ﻓـﻲ ﻣـﺠـﺎل ﻣـﻦ اﺠﻤﻟـﺎﻻت اﳉـﻤـﺎﻟـﻴـﺔ أو اﻟـﻌـﻠـﻤـﻴـﺔ. واﻹﺳﻬﺎﻣﺎت ذات اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﻳﻜﺎد ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺳﻦ اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ. أﻣﺎ ا)ﻨﺤﻨﻰ اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﻳﻌﺮﺿﻪ اﻟﺸﻜﻞ ) (٣ﻓﻴﺒ zاﻟﺮاﺑﻄﺔ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﺑz ﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ واﻟﺸﻬﺮة ا)ﺘﺤﻘﻘﺔ ﻟﺪى ١٠٩ﻣﻦ اﻟﻘﺎدة ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺔ ﻛﻮﻛﺲ .وﻳﻜﺸﻒ ﻫﺬا ا)ﻨﺤﻨﻰ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻨﺤﻨﻴﺔ ﻣﺜﻠﻪ ﻣﺜﻞ ﻣﻨﺤﻨﻰ ا)ﺒﺪﻋـ ،zﻟـﻜـﻦ ﻣـﻊ ﻓـﺎرق واﺣﺪ ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺘﻨﻮﻳﻪ ،ﻫﻮ أن اﻟﻌﻼﻗﺔ ا)ﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻫﺬا ا)ﻨﺤﻨﻰ ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺎﻟﺒﺔ ﻓﻲ ﺷﻜﻠﻬﺎ اﻟﻜﻠﻲ .و ﻜﻨﻨﺎ اﻟﻘﻮل ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم إن اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺸﻬﺮة أﻛﺒﺮ ﻟﻠﻘﺎدة اﻟﺬﻳﻦ ﻮﺗﻮن ﻓﻲ رﻳﻌﺎن ﺷﺒﺎﺑﻬﻢ ،وﻳﺘﺰاﻳﺪ اﺣﺘﻤﺎل ﺗﺒﺠﻴﻞ 137
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻫﺆﻻء اﻟﻘﺎدة ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻔﻮق إﺳﻬﺎﻣﺎﺗﻬﻢ اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻛـﺎﻧـﺖ ﺟـﺎن دارك)× (٥ﻣـﺎ ﺗﺰال ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺎﺗﺖ ﻋﻠﻰ اﳋﺎزوق ﺣﺮﻗﺎ .وﺗﻘﺪﻳﺮﻧﺎ ﻟﻔﺘﺮة اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺠﻮن ﻛﻨﻴﺪي ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﺘﺄﺛﺮا ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﺤﻴﺰ ﺑﺎﻏﺘﻴﺎﻟﻪ ﻓﻲ رﻳﻌﺎن ﺷﺒﺎﺑﻪ. إن اﻟﺪرس اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺬي ﻧﺴﺘﺨﻠـﺼـﻪ ﻣـﻦ اﻟـﺸـﻜـﻞ ) (٣ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻘـﻴـﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻫﻮ أن إﺣﺮاز اﻟﺸﻬﺮة ،ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﺮاﻛﻢ اﻹﳒﺎزات. ﻓﻠﻴﺴﺖ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻓﻘﻂ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﲢﺪد اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ،ﻓﺎﻟﺴﻴﺎق اﻟﺬي ﲢﺪث ﻓﻴﻪ ﻫﺬه اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻟﻪ دوره أﻳﻀﺎ .وﺗﻘﻴﻴﻢ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﺬي أﻧﺘﺞ ﻓﻲ ﺑﻮاﻛﻴﺮ اﻟﻌﻤﺮ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺟﺰﺋﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣﺒﺪع اﻟـﻌـﻤـﻞ ﻗـﺪ ﻣﺎت ﺻﻐﻴﺮا أم ﻻ .ﻓﺈذا ﻛﺎن ا)ﺒﺪع ﻗﺪ ﻋﺎش ﺣﻴﺎة ﻣﺪﻳﺪة ،ﻓﺈن اﻟﻌﻤﻞ ا)ﺒﻜﺮ ﻗﺪ ﺗﺘﻨﺎﻗﺺ ﻗﻴﻤﺘﻪ وﻳﻮﺻﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻦ أﻋﻤﺎل ﻓﺘﺮة اﻟﺼﺒﺎ ،وﺗﻨﺤﺼﺮ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ أﺣﺪ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺳﻴﺮة ﺣﻴﺎة ﻣﺒﺪﻋﺔ .أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻤﻞ واﺣﺪا ﻣﻦ أواﺧﺮ ﻣﺎ أﻧﺘﺠﺘﻪ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ ﺷﺎﺑﺔ ﻗﻀﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻬﺪﻫﺎ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻜﺘﺴﺐ أﻫﻤﻴﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﺷﻬﺎدة ﻋﻠﻰ اﻹﳒﺎز ،وﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮد وﻋﺪ ﺑﻪ.
اﻟﻘﻴﺎدة واﻟﺘﺄﺛﻴﺮ
ﺎ أن أﺛﺮ اﻟﻘﺎﺋﺪ ﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﳊﻴﺎﺗﻪ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﳊﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺒﺪﻋ ،zﻓﺈن اﻟﻌﻤﺮ اﻟﻘﺼﻴﺮ ﻟﻠﻘﺎﺋﺪ ﺗﻜـﻮن ﻟـﻪ آﺛـﺎر ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .وﻗﺪ ﻻ ﺗﻜﻮن ﻟﻠﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﻘﺎش اﳊﺎﻟـﻲ ﺣـﻮل اﻹﻧـﺘـﺎﺟـﻴـﺔ أﻳـﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﻔﻬﻤﻨﺎ ﻟﻠﻘﺎدة ا)ﺸﻬﻮرﻳﻦ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻓﺈن ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ذﻛﺮﻧﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﻇﺮﻫﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﺎدة. دﻋﻨﺎ ﻧﻨﻈﺮ أوﻻ ،وﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء ،إﻟﻰ اﻟﺘﻮزﻳﻊ ا)ﻠﺘﻮي ﺟﺪا ﻓﻲ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ .ﻫﻞ ﻳﻜﺸﻒ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻘﺎدة ﻋﻦ ﺗﻮزﻳﻊ ﻣﻠﺘﻮ Yﺎﺛﻞ? ﻟﻘﺪ ﺳﺒﻖ ﻟﻲ أن أﺷﺮت إﻟﻰ أﻧﻪ ،وﻓﻘﺎ ﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﺎرﻳﺘﻮ ،ﻓـﺈن ﺗـﻮزﻳـﻊ اﻟـﺜـﺮوة ،وﻫـﻲ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺸـﻜـﻞ أﺳﺎس اﻟﻘﻮة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،ﻳﺴﻴﺮ وﻓـﻘـﺎ ﻟـﻬـﺬا اﻟـﻨـﻤـﻂ .وﻣـﻌـﻨـﻰ ذﻟـﻚ أن ﻫـﺬا اﻻﺣﺘﻜﺎر ﺷﺒﻪ اﻟﺘﺎم ﻟﻠﻨﻔﻮذ ﻗﺪ ﻳﺼﺪق ﻋﻠﻰ أ ﺎط أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﻘﺎدة .وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻟﻘﺐ ا)ﺼﻠﺢ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﺈن ﻣﻦ اﶈﺘﻤﻞ أن ﺗﻜﻮن ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺿﻤﻨﻴﺔ ﺑﺄن ﻫﺬه اﻹﺻﻼﺣﺎت ذات ﺗﻮزﻳﻊ ﻣﺎﺋﻞ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻜﻮن ﻋﺪد ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ا)ﺼﻠﺤ zﻫﻢ ا)ﺴﺆوﻟﻮن ﻣﻦ ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ 138
اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ واﻟﻨﻔﻮذ
ا)ﺸﺮﻋ ،zﻣﺴﺆوﻟﻮن اﻻﺑﺘﻜﺎرات اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .وﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻷﻣﺮ ﻫﻮ أن %١٠ﻣﻦ ّ ﻋﻦ ﻧﺼﻒ اﻟﻘﻮاﻧ zاﳉﺪﻳﺪة ﻛﻠﻬﺎ .ﻟﻘﺪ ﺧﺎض ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن ﻣـﻦ ا)ـﻌـﺎرك ﻣـﺎ ﻓـﺎق ﻋﺪد ا)ﻌﺎرك اﻟﺘﻲ ﺧﺎﺿﻬﺎ أي ﻗﺎﺋﺪ آﺧﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ .وﻟﺮ ﺎ اﻧﻄﺒﻖ ﻗـﺎﻧـﻮﻧـﺎ ﻟﻮﺗﻜﻪ وﺑﺮاﻳﺲ ﻋﻠﻰ أي ﻣﺆﺷﺮ ﻣﻌﻘﻮل ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻘﺎﺋﺪ أو ﻗﻮﺗﻪ ،ﺳﻮاء ﻛـﺎن ذﻟﻚ ﻣﺸﺘﻤﻼ ﻋﻠﻰ اﻹﺻﻼﺣﺎت أو اﻟﻘﻮاﻧ zأو اﳊﺮوب اﻟﺘﻲ ﺧﺎﺿﻬﺎ. إن اﻟﻨﻀﺞ اﻟﻌﻘﻠﻲ ا)ﺒﻜﺮ ،وﻣﻌﺪل اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ اﻹﺑﺪاﻋﻲ، ﻛﻠﻬﺎ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻄﺒﻴﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎدة ،وﻋﻠﻰ اﻹﺑﺪاع ،ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳـﻮاء .ﻓـﻘـﺪ ﺗـﺮك ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن أﺛﺮه اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻷول ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻫﺰم اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴ zﻓﻲ ﻗﺎﻋﺪة اﻷﺳﻄﻮل اﻟﻔﺮﻧﺴـﻲ ﻓـﻲ ﻃـﻮﻟـﻮن ﻋـﺎم ،١٧٩٣ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﺿﺎﺑـﻄـﺎ ﻓـﻲ ﺳﻼح ا)ﺪﻓﻌﻴﺔ وﻓﻲ اﻟﺮاﺑﻌﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﻠﻎ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻧﺎل رﺗﺒﺘﻪ اﻟﻘﻴﺎدﻳﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻷوﻟﻰ ،وﻗﺒﻞ أن ﻳﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﺜﻼﺛ zﻛﺎن ﻗﺪ ﻛﺴﺐ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ا)ﻌﺎرك اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻣﺜﻞ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺟﺴﺮ ﻟﻮدي ،وﻣﻌﺮﻛﺔ أرﻛﻮل، وﻣﻌﺮﻛﺔ اﻷﻫﺮام .ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎن اﻹﺳﻜﻨﺪر اﻷﻛﺒﺮ ﻗﺪ ﺑﺪأ ﻏﺰواﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎت ا)ﺒﻜﺮة ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ،وأﺧﻀﻊ ﻛﻞ ا)ﻨﺎﻃﻖ ا)ﺘﺤﻀﺮة ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﺗـﻘـﺮﻳـﺒـﺎ ﻗﺒﻞ أن ﻮت ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﺜﻼﺛ zﻣﻦ ﻋﻤﺮه .وﻟﻴﺲ اﻟﻨﻀﺞ اﻟﻌﻘﻠـﻲ ا)ـﺒـﻜـﺮ ﻓﻘﻂ ﻫﻮ اﳋﺎرق ﻟﻠﻤﺄﻟﻮف ﻋﻨﺪ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻘﺎﺋﺪﻳﻦ ،ﺑﻞ ﻫﻮ أﻳﻀﺎ ﺳﺮﻋﺔ ﻏﺰواﺗﻬﻤﺎ. ﻓﺎ)ﻌﺪل اﻟﺬي ﻏﻴﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن وﺟﻪ أورﺑﺎ واﻟﺬي ﺳﻴﻄﺮ ﺑﻪ اﻹﺳﻜﻨﺪر ﻋﻠﻰ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﻫﻮ ﻣﻌﺪل ﻳﻨﺎﻓﺲ ا)ﻌـﺪﻻت اﻹﻧـﺘـﺎﺟـﻴـﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺄي ﻋﺒﻘﺮي ﻣﺒﺪع آﺧﺮ .أﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌـﻠـﻖ ﺑـﻄـﻮل اﻟـﻌـﻤـﺮ اﻹﻧـﺘـﺎﺟـﻲ، ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻠﻘﻲ ﻧﻈﺮة ﻋﻠﻰ أﻣﺜﻠﺔ أﺧﺮى ،ﻏﻴﺮ ﻫﺬﻳـﻦ اﻟـﻘـﺎﺋـﺪﻳـﻦ .وﻣـﻊ ذﻟﻚ ،ورﻏﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻋﻦ ﻗﺼﺮ ﺣﻴﺎة اﻹﺳﻜﻨﺪر ووﺻﻔﻬـﺎ ﺑـﺄﻧـﻬـﺎ اﺷـﺘـﻌـﻠـﺖ ﻛﺎﻟﺸﻬﺎب إﻻ أﻧﻪ ﻗﺪ ﺣﻜﻢ ﻣﻘﺪوﻧـﻴـﺔ ﺣـﻮاﻟـﻲ اﺛـﻨـﺘـﻲ ﻋـﺸـﺮة ﺳـﻨـﺔ ،أي أﻃـﻮل ﺑﺪرﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ ﻣﻌﺪل ﺣﻜﻢ أﺑﺎﻃـﺮة اﻟـﺮوﻣـﺎن ) .(Sorokin, 1926إﻧﻨﺎ ﻣﺎزﻟﻨـﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺸﻒ ﻟﻨﺎ ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎن ﻃﻮل اﻟﻌﻤـﺮ اﻹﻧـﺘـﺎﺟـﻲ ﻟﻠﻘﺎدة ﻟﻪ أﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺮﺗﻬﻢ ﺎﺛﻞ أﺛﺮه ﻋﻠﻰ ا)ﺒﺪﻋ ،zوﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻷﺛﺮ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﳊﺎل ﻓﻲ ﻃﻮل اﻟﻌﻤـﺮ اﻟـﺒـﻴـﻮﻟـﻮﺟـﻲ ،ـﻂ ﻣـﺨـﺘـﻠـﻒ ﻣـﻦ ا)ﻨﺤﻨﻴﺎت ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻘﻴﺎدة. وأﺧﻴﺮا ،ﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﻣﻦ اﶈﺘﻤﻞ ﺎﻣﺎ أن ﻣﺒﺪأ اﻟﻔﺎﺋﺪة ا)ﺘﺮاﻛـﻤـﺔ ﻳـﻨـﻄـﺒـﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎدة ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ اﻹﺑﺪاع .وﺳﻨﺮى ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ أن أﺣـﺪ 139
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻣﺆﺷﺮات اﻟﺘﻨﺒﺆ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ اﻟﺘﻜﺘﻴﻜﻲ ﻓﻲ ﻣﻴﺪان ا)ـﻌـﺎرك ،ﻫـﻮ اﻟـﻜـﺒـﺮ اﻟﻨﺴﺒﻲ ﻟﻌﺪد ا)ﻌﺎرك اﻟﺘﻲ اﻧﺘﺼﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺎﺋﺪا اﳉﻴﺸ zا)ﺘﺤﺎرﺑ .zﻓﺎﻟﻨﺠﺎح اﳊﺮﺑﻲ ﻴﻞ إﻟﻰ أن ﻳﺪﻓﻊ ﻓﻲ اﲡﺎه ﳒﺎﺣﺎت أﺧﺮى ،أﻣﺎ اﻹﺧﻔﺎق ﻓﺘﻠﺤﻘﻪ إﺿﺎﻓﺎت أﺧﺮى .واﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ ﻣﻴﺪان اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻳﺠﻠﺐ اﻟﻘﻮة »وﻳﺼﺒﺢ اﻟﺜﺮي أﻛﺜﺮ ﺛﺮاء ،واﻟﻔﻘﻴﺮ أﻛﺜﺮ ﻓﻘﺮا« ،ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ .وﻣﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﺘﺤﺪث اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﺳﻨﻮات اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳـﺎت ا)ـﺘـﺤـﺪة ﻋـﻦ ا)ﻴﺰة اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﳊﺎﻛﻢ ا)ﺮﺷﺢ ﻟﻮﻻﻳﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺘﺤﺪﻳﻪ. واﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻻ ﻳﺘﻢ إﻻ ﺑﻌﺪ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺠـﺎح ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت )أو ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ( وﻣﻦ اﻟﺘﻘﻠﺐ ﻓﻲ ا)ﻨﺎﺻﺐ .وﻻ ﺑﺪ أن ﻳﺮاﻓﻖ ﻛﻞ ﺧﻄﻮة ﻣﻦ ﻫﺬه اﳋﻄﻮات ﺧﺎﺳﺮون ﻳﺴﻘﻄﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻳﺎﺋﺴـ .zأي أن »أﺛﺮ ﻣﺘﻰ« ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻘـﺎدة اﻟـﺒـﺎرزﻳـﻦ ،وﻫـﺬا ﻳﻌﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﻴﺎدة ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﳉﻬﻮد اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ أن ﻧﺨﺒﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﲡﻤﻊ ﻗﺪرا ﻣﺘﺰاﻳﺪا ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻮذ واﻟﻘﻮة ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻨﻘﺴﻢ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ إﻟﻰ ا)ﺸﺎﻫﻴـﺮ ،وإﻟـﻰ ﻣﻦ ﺳﻘﻄﻮا ﻋﻠﻰ درب اﻟﺸﻬﺮة ،وإﻟﻰ اﻟﻜﺜﺮة اﻟﻜﺎﺛﺮة ﻣﻦ اﻟﻨﺎس اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺴﻤﻊ ﺑﻬﻢ أﺣﺪ.
140
اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ واﻟﻨﻔﻮذ
اﳊﻮاﺷﻲ )× (١اﻟﺘﻮزﻳﻊ ا)ﻠﺘﻮي ﻫﻮ ﺗﻮزﻳﻊ ﻻ ﻳﺨﻀﻊ ﳋﺼﺎﺋﺺ ا)ﻨﺤﻨﻰ اﻻﻋﺘﺪاﻟﻲ ،ﻓﻔﻲ ا)ﻨـﺤـﻨـﻰ اﻻﻋـﺘـﺪاﻟـﻲ ﺗﺘﻮزع اﳋﺼﺎﺋﺺ واﻟﺼﻔﺎت )ﻛﺎﻟﺬﻛﺎء ﻣﺜﻼ( ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﲡﻌﻞ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﻓﺮاد ا)ﺘﻮﺳﻄ zﻳﻘﻌـﻮن ﻋـﻨـﺪ ا)ﺴﺘﻮى اﻷوﺳﻂ ﻣﻦ ا)ﻨﺤﻨﻰ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻘﻊ ﻓﺌﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة ،وﻓﺌﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ا)ﺘﺨﻠﻔ zﻋﻘﻠﻴﺎ ﻋﻨﺪ ﻧﻬﺎﻳﺘﻲ ا)ﻨﺤﻨﻰ ،أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻮزﻳﻊ ا)ﻠﺘﻮي ﻓﻴﺘﺰاﻳﺪ ﻋﺪد ﻣﻦ ﻳﻮﺟﻮدون ﻋﻨﺪ أﺣﺪ اﻟﻄﺮﻓ zوﻳﻘﻞ ﻋـﺪد ﻣﻦ ﻳﻘﻌﻮن ﻓﻲ ا)ﻨﺘﺼﻒ) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٢ﺣﻴﺚ ن = ﻋﺪد اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻣﺤﺪد ،ﻛﻌﺪد ا)ﻘﺎﻻت ا)ﻨﺸﻮرة ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔـﺲ ﻣﺜﻼ) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٣ﻗﺎم ﺳﺎ ﻨ )ﻣﺆﻟﻒ اﻟﻜﺘﺎب اﳊﺎﻟﻲ( ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ اﺳﺘﻔﺎدﺗﻪ ﻣﻦ ﻮذج ﻛﺎﻣﺒﻞ ﻫﺬا ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻛﺘﺎب ﺻﺪر ﺣﺪﻳﺜﺎ ﺑﻌﻨﻮان» :اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ« Scientific Geniusوﻗﺪ ﺻﺪر ﻋﺎم ) .١٩٨٨ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٤اﻟﺒﻮزﻳﺘﺮون :ﺟﺴﻢ ﻣﻮﺟﺐ ذو ﻛﺘﻠﺔ ﺗﻌﺎدل ﻛﺘﻠﺔ اﻹﻟﻜﺘﺮون) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٥ﻗﺪﻳﺴﺔ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ وﺑﻄﻠﺔ ﺣﺮﺑﻴﺔ ﺧﻼل ﺣﺮب ا)ﺎﺋﺔ ﻋﺎم ﻋﺎﺷﺖ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ،١٤٣١-١٤١٢وﻗﺎدت ﺟﻴﻮش ا)ﻠﻚ ﺗﺸﺎرﻟﺰ اﻟﺴﺎﺑﻊ ،وﻛﺴﺒﺖ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺑﺎﺗﺎي ﺛﻢ أﺳﺮﻫﺎ اﻟﺒﻮرﺟﺎﻧﺪﻳﻮن وأﺣﺮﻗﺖ ﻋﻠﻰ اﳋﺎزوق ﻋﺎم .١٤٣١وﻗﺪ ﺿﻤﺖ إﻟﻰ ﻃﺎﺋﻔﺔ اﻟﻘﺪﻳﺴ zﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻋﺎم ) .١٩٢٠ا)ﺘﺮﺟﻢ(.
141
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
142
اﻟﻌﻤﺮ واﻹﳒﺎز
6اﻟﻌﻤﺮ واﻹﳒﺎز ﻛﺎن ﺷـﻜـﺴـﺒـﻴـﺮ ﻓـﻲ أواﺧـﺮ اﻟـﺜـﻼﺛـﻴـﻨـﺎت وأواﺋـﻞ اﻷرﺑﻌﻴﻨﺎت ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺘﺐ »ﻫﺎﻣﻠﺖ« و»ا)ﻠﻚ ﻟﻴﺮ« و»ﻋﻄﻴﻞ« و »ﻣﺎﻛﺒﺚ« ،وﻛﺎن ﺗﻮﻟﺴﺘﻮي ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ واﻟﺜﻼﺛ zﺣﻴـﻨـﻤـﺎ ﻧـﺸـﺮ »اﳊـﺮب واﻟـﺴـﻼم« وأﻛـﻤـﻞ ﻣﺎﻳﻜﻞ أﳒﻠﻮ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺳﺴﺘ zﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ واﻟﺜﻼﺛz ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ،وﻛﺘﺐ ﻧﻴﻮﺗﻦ »ا)ﺒﺎد Principia «£وﻫﻮ ﻓﻲ اﳋﺎﻣﺴﺔ واﻷرﺑﻌ ،zوﻛﺘﺐ ﺑﻴﺘﻬـﻮﻓـﻦ اﻟـﺴـﻴـﻤـﻔـﻮﻧـﻴـﺔ اﳋﺎﻣﺴﺔ وﻫﻮ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ واﻟﺜﻼﺛ .zوﻗﺪ أدت أﻣﺜﻠﺔ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺒﻴﻞ ﺑﺒﻌﺾ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺴﻠﻮك ﻷن ﻳﻈﻨﻮا أن ﺳﻦ اﻷرﺑﻌ zﻫﻲ ﻋﻼﻣﺔ اﳊﺪ اﻷﻋﻠﻰ )ﺑﺎﻟﻼﺗـﻴـﻨـﻴـﺔ Flokuitاﻹزدﻫـﺎر وﺑـﺎﻟـﻴـﻮﻧــﺎﻧ ـﻴــﺔ Acmeاﻟـﺬروة( ﻣـﻦ اﻟﺴﻴﺮة اﻹﺑﺪاﻋﻴـﺔ .وﻣـﻊ ذﻟـﻚ ﻓـﺈﻧـﻪ ﻣـﻦ اﻟـﺴـﻬـﻞ أن ﻧﺬﻛـﺮ ﻣـﺒـﺪﻋـ zﺳـﺒـﻖ أوج ﻋـﻤـﺮﻫـﻢ اﻹﻧـﺘـﺎﺟـﻲ ﺳـﻦ اﻷرﺑﻌ zﺑﻜﺜﻴﺮ أو ﺗﺄﺧﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﻜﺜﻴﺮ .ﻓﻘﺪ ﻛﺎن آﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﺎدﺳﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺸﺮ ﻣﻘﺎﻻﺗﻪ اﻟﺜﻮرﻳﺔ ا)ﺒﻜﺮة ﺣﻮل اﻷﺛﺮ اﻟﻜﻬﺮﺑﻲ اﻟﻀﻮﺋﻲ وﺣﻮل ﻧـﻈـﺮﻳـﺔ اﻟـﻨـﺴـﺒـﻴـﺔ اﳋـﺎﺻـﺔ .وﻛـﺎن روﺳـﻴـﻨــﻲ ﻓــﻲ اﻟ ـﺜــﺎﻟ ـﺜــﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺘـﺐ ﻣـﺎ ﻗـﺪ ﻳـﻌـﺪ أروع اﻷوﺑﺮات اﻟﻜـﻮﻣـﻴـﺪﻳـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻛـﺘـﺒـﺖ ﺣـﺘـﻰ اﻵن وﻫـﻲ »ﺣﻼق إﺷﺒﻴﻠﻴﺔ« .وﻧﺸﺮ ﻛﺎﻧﺖ »ﻧﻘﺪ اﻟﻌﻘﻞ اﳋﺎﻟﺺ« ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ واﳋﻤﺴ ،zوﻫﻮ ﻧﻔﺲ اﻟﻌﻤﺮ 143
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ اﻟﺬي أﻛﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﻛﻮﺑﺮ ﻧﻴﻜﺲ »دوران اﻷﺟﺮام اﻟﺴﻤﺎوﻳﺔ« Revolution of .The Heavenly Spheresإن ﻫﺪﻓﻲ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻫﻮ اﻟﺬﻫﺎب إﻟﻰ ﻣـﺎ وراء ﻣﺠﺮد اﻻﺳﺘﺸﻬﺎد ﺑﺄﻣﺜﻠﺔ وأﻣﺜﻠﺔ ﻣﻀﺎدة ،ﻣﻦ أﺟﻞ اﻛﺘﺸﺎف أﻳﺔ ﻣﺒﺎد £ﻧﺎﻣﻮﺳﻴﺔ ﺗﻨﻈﻢ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zاﻟﻌﻤﺮ وذروة اﻹﳒﺎز .وﺳﺄﺑﺪأ ﺑﻌـﺮض ﺗـﻔـﺎﺻـﻴـﻞ اﻟـﻨـﺘـﺎﺋـﺞ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ ا)ﻮﺟﻮدة ﺣﻮل اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﺑ zاﻟـﻌـﻤـﺮ واﻹﳒـﺎز ،وﺑـﻌـﺪ ذﻟـﻚ ﺳﺄﻗﻮم ﺮاﺟﻌﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮات اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻜﻦ ﻃـﺮﺣـﻬـﺎ ﺣـﻮل ﺗـﻠـﻚ اﻟﻌﻼﻗﺎت ا)ﻼﺣﻈﺔ.
اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻷﻣﺒﻴﺮﻳﻘﻴﺔ
ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﺸﻜﻞ ﻛﺘﺎب ﻫﺎرﻓﻲ ﻟﻴﻤﺎن » H. C. Lehmenاﻟﻌﻤﺮ واﻹﳒﺎز« Age (١٩٥٣) and Achievementﻧﻘﻄﺔ اﻟﺒﺪاﻳـﺔ ﻷﻳـﺔ ﻣـﻌـﺎﳉـﺔ ﺧـﺎﺻـﺔ ﺑـﺎﻟـﺘـﺬﺑـﺬﺑـﺎت اﻟﻄﻮﻟﻴـﺔ)× Longitudinal (١ﻓﻲ اﻹﺑﺪاع .ﻟﻘﺪ وﺿﻊ ﻟﻴﻤﺎن ﺛﻤـﺎر ﻣـﺎ ﻳـﻘـﺮب ﻣـﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ اﳉﻬﺪ اﻷﻣﺒﻴﺮﻳﻘﻲ ،ﻓﻲ ﺳـﻠـﺔ واﺣـﺪة .وﻟـﻢ ﻳـﻘـﺪم اﻟـﻨـﺘـﺎﺋـﺞ اﻷﻣﺒﻴﺮﻳﻘﻴﺔ اﳉﻮﻫﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس راﺳﺦ ﻓﻘﻂ ،ﻟﻜﻨﻪ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ ،ﻗﺎم ﺑﻄﺮح اﻟﺘﺴﺎؤﻻت اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﻐﻠﺖ اﻟﺒﺎﺣﺜ zاﻟـﺘـﺎﻟـ zﻟـﻪ .وﻣـﻦ ﺛـﻢ ﻓـﺈن ﻣﺮاﺟﻌﺘﻲ ﻟﻠﻨﺘﺎﺋﺞ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zاﻟﻌﻤﺮ واﻹﳒﺎز ﺳﺘﺘﺒﻊ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻧﻔﺲ اﻟﻨﻘﺎط اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﻟﻴﻤﺎن ﺑﺘﺘﺒﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ وذﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ ﲢﺪﻳﺚ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻛﺘﺎب ﻟﻴﻤﺎن .وﺳﺄﺑﺪأ ﺑﻔﺤﺺ ا)ﻨﺤﻨﻰ اﳋﺎص ﺑﺎﻟﻌﻤﺮ اﻟـﺬي ـﻴـﺰ اﻹﺳـﻬـﺎم اﻹﺑﺪاﻋﻲ ،ﺛﻢ أﻗﻮم ﺑﻔﺤﺺ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﻨﺎﰋ اﻹﺑﺪاﻋﻲ ﻋﺒﺮ اﻟﺴﻨﻮات وﻛﻤﻴﺘﻪ ..وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أﻗﻮم ﻨﺎﻗﺸﺔ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻐﻴﺮ داﻟﺔ اﻟﻌﻤﺮ ﻣﻦ ﻓـﺮع ﻣـﻌـﺮﻓـﻲ إﻟﻰ ﻓﺮع آﺧﺮ ،وﻫﻮ ﻣﻮﺿﻮع ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻷﺧﻴﺮة اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺘﻨﺎﺳﺐ اﻟﻌﻤﺮ ﻣﻊ اﻹﳒﺎز ﻟﺪى اﻟﻘﺎدة.
ﻣﻨﺤﻨﻰ اﻟﻌﻤﺮ
درس ﺟﻮرج ﺑﻴﺮد ) G. Beard (١٨٧٤ﺳﻴﺮ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ أﻟﻒ ﻣﻦ ا)ﺸﺎﻫﻴﺮ ﻛﻲ ﻳﺘﺜﺒﺖ ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎر اﻟﺘﻲ ﻗﺪم ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺆﻻء اﻷﺷﺨﺎص إﺳﻬﺎﻣﺎﺗﻬﻢ اﻟﻜﺒﻴـﺮة ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ .وأﻋﻄﻰ ﺑﻴﺮد ﻣﺴﻤﻴﺎت ﻣﺠﺎزﻳﺔ ﻟﻠـﻌـﻘـﻮد اﺨﻤﻟـﺘـﻠـﻔـﺔ ﻓـﻲ اﳊـﻴـﺎة. ﻓﺎﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ﺳﻦ اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺣﺘﻰ اﻟﺜﻼﺛ zﻫﻲ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺒﺮوﻧﺰي ،وﻣﻦ اﻟﺜﻼﺛz إﻟﻰ اﻷرﺑﻌ zﻫﻲ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺬﻫﺒﻲ ،وﻣﻦ اﻷرﺑﻌـ zإﻟـﻰ اﳋـﻤـﺴـ zﻫـﻲ اﻟـﻌـﻘـﺪ 144
اﻟﻌﻤﺮ واﻹﳒﺎز
اﻟﻔﻀﻲ ،وﻣﻦ اﳋﻤﺴ zإﻟﻰ اﻟﺴﺘ zﻫﻲ اﻟﻌﻘﺪ اﳊﺪﻳﺪي ،وﻣﻦ اﻟﺴﺘ zإﻟﻰ اﻟﺴﺒﻌ zﻫﻲ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻘﺼﺪﻳﺮي ،وﻣـﻦ اﻟـﺴـﺒـﻌـ zإﻟـﻰ اﻟـﺜـﻤـﺎﻧـ zﻫـﻲ اﻟـﻌـﻘـﺪ اﳋﺸﺒﻲ. ووﺟﺪ ﺑﻴﺮد أن %٧٠ﻣﻦ أروع اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻌﺎ)ﻴﺔ ،ﻗﺪ أﳒﺰﻫﺎ أﺷﺨﺎص ﺗﻘﻞ أﻋﻤﺎرﻫﻢ ﻋﻦ اﳋﺎﻣﺴﺔ واﻷرﺑﻌ ،zوأن %٨٠ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷﻋﻤﺎل أﳒﺰﻫﺎ أﺷﺨﺎص ﺗﻘﻞ أﻋﻤﺎرﻫﻢ ﻋﻦ اﳋﻤﺴ .zوﻓﺘﺮة اﻟﺬروة ا)ﻄﻠﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة ا)ﻬﻨﻴﺔ ،ﻳﺒﺪو أﻧﻬﺎ ﺗﻘﻊ ﻣﺎ ﺑ zاﻟﺜﻼﺛ zواﳋﺎﻣﺴﺔ واﻷرﺑﻌ zرﻏﻢ أن ﺳﻨﻮات ﻧﺼﻒ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑ zاﳋﺎﻣﺴﺔ واﻟﺜﻼﺛ zواﻷرﺑﻌ ،zﻫﻲ ﺳﻨﻮات أﻛﺜـﺮ إﻧـﺘـﺎﺟـﻴـﺔ ﻣﻦ ﺳﻨﻮات ﻧﺼﻒ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑ zاﻷرﺑﻌ zواﳋﺎﻣﺴﺔ واﻷرﺑﻌ .zﺛﻢ إن اﻟﻌﻘﺪﻳﻦ اﻷﺧﻴﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﳊﻴﺎة ﻴـﻼن إﻟـﻰ أن ﻳـﻀـﻤـﺤـﻞ اﻹﻧـﺘـﺎج ﻓـﻴـﻬـﻤـﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم .وﻫﻜﺬا ﻓﺈن اﻹﳒﺎز ﻴﻞ ،وﻓﻘﺎ ﻟﺒﻴﺮد ،ﻷن ﻳﺘﺰاﻳﺪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ذروﺗﻪ ﻗﺒﻞ ﺳﻦ اﻷرﺑﻌ ،zﺛﻢ ﻳﺘﻨﺎﻗﺺ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺪرﻳﺠﻲ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻨﻪ ﺷﻲء ﻋﻨﺪ ﺳﻦ اﻟﺜﻤﺎﻧ.z وﻗﺪ ﻧﺸﺮ ﻟﻴﻤﺎن ) (١٩٥٣ﺑﻌﺪ ﺣﻮاﻟﻲ ﺛﻤﺎﻧ zﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﻇﻬﻮر دراﺳﺔ ﺑﻴـﺮد اﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎﺗﻪ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎ)ﻮﺿﻮع ،وﻫﻲ اﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت ﻗﺎﻣﺖ ﻫﺬه ا)ﺮة ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺎول أﺷﺪ اﻧﺘﻈﺎﻣﺎ وﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ا)ﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ اﳋﻴﺮ وأﻛﺜﺮ اﻋﺘﻤﺎدا ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻜﻤﻲ .وﻋﺮض ﻟﻴﻤﺎن ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﺜﻴﺮة ﻟﻺﻋﺠﺎب ﻣﻦ اﳉﺪاول أﻋﻄﻰ ﻓﻴﻬﺎ إﺣﺼﺎﺋﻴﺎت ﻟﻌﺪد اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ اﻟﻜﺒﻴـﺮة ﻛـﺪاﻟـﺔ ﻟـﻠـﻌـﻤـﺮ .وﻋـﻠـﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا)ﺜﺎل ﻧﻈﺮ ﻟﻴﻤﺎن ﻓﻲ اﻷﻋﻤﺎر اﻟﺘﻲ أﻧﺘﺞ ﻓﻴﻬﺎ أﻋﻈﻢ ﻓﻼﺳـﻔـﺔ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ إﺳﻬﺎﻣﺎﺗﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﻳﺸﺎر ﻟﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ،ﻓﻮﺟﺪ أن ﺳﻨﻮات اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻴﻞ إﻟﻰ أن ﺗﻘﻊ ﻓﻴﻤﺎ ﺑ zاﳋﺎﻣﺴﺔ واﻟﺜﻼﺛ zواﻟﺘﺎﺳﻌﺔ واﻟﺜﻼﺛ .zﻛـﻤـﺎ أن ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﻌﻤﺮ اﳋﺎص ﺑﺈﻧﺘﺎج ﻛﺒﺮﻳﺎت اﻷﻋـﻤـﺎل اﻟـﻔـﻠـﺴـﻔـﻴـﺔ ﻳـﻘـﻊ ﻓـﻲ أواﺋـﻞ اﻷرﺑﻌﻴﻨﺎت .ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﻣﻨﺤﻨﻴﺎت اﻟﻌﻤﺮ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن اﻹﺑﺪاع اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻳﺰداد ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑ zاﳋﺎﻣﺴﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ واﻷرﺑﻌ ،zﺛﻢ ﻳﺨﺒﻮ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ. واﳊﻘﻴﻘﺔ أن داﻻت اﻟﻌﻤﺮ ﺗﻜﺎد ﺗﺘﻄﺎﺑﻖ ﻓﻲ ﺷﻜـﻠـﻬـﺎ ﻣـﻊ ﻣـﺎ ﻫـﻮ ﻣـﻮﺟـﻮد ﻓـﻲ اﻟﺸﻜﻞ رﻗﻢ ) (٤ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ .وﻗﺪ وﺟﺪ ﻟﻴﻤﺎن ﻣﻨﺤﻨﻴﺎت Yﺎﺛﻠﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم واﻟﻄﺐ ،وا)ﻮﺳﻴﻘﻰ واﻟﻔﻦ اﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻲ واﻷدب ،وﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﻴﺎدﻳﻦ اﻹﳒﺎز اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﻷﺧﺮى ،وﺑﺬا أﻳﺪ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺑﻴﺮد .ﻓﻔﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ذروة اﻟﻌﻤﺮ اﻹﻧﺘﺎﺟﻲ ﺗﻘﻊ ﺣﻮل ﺳﻦ اﻷرﺑﻌ ،zﻣﻊ زﻳﺎدة أو ﻧﻘﺺ ﻣﻘﺪارﻫﻤﺎ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات 145
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﺣﻮل ﻫﺬا اﻟﻌﻤﺮ .وا)ﺒﺪع ﻳﺼﻌﺪ ﻧﺤﻮ ﻫﺬه اﻟﻘﻤﺔ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺑﺪءا ﻣﻦ ﻣﻨﺘـﺼـﻒ اﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎت .وﺑﻌﺪ أن ﻳﺼﻞ إﻟﻴﻬﺎ ﻳﻬﺒﻂ ﺑﺸـﻜـﻞ ﺗـﺪرﻳـﺠـﻲ ﺑـﺤـﻴـﺚ أن ﺣـﻮاﻟـﻲ ﻧﺼﻒ إﺟﻤﺎﻟﻲ اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت اﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎ)ﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻦ إﻧﺘﺎج ﻣﺒﺪﻋz ﻛﺎﻧﻮا ﻓﻲ اﻷرﺑﻌ zﻣﻦ أﻋﻤﺎرﻫﻢ ،أو أﻗﻞ ﻣﻦ ذﻟﻚ. ﻟﻘﺪ ﺣﺼﻞ ﺑﺎﺣﺜﻮن آﺧﺮون ﻋﻠﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ Yﺎﺛﻠﺔ .وﻗﺪ وﺟﺪت ﺧﻼل ﻓﺤﺺ ﻟﻸﻋﻤﺎر اﻟﺘﻲ أﻧﺘﺞ ﻓﻴﻬﺎ ٦٩٦ﻣﺆﻟﻔﺎ ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﻲ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ أﳊﺎﻧﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺰف أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ،أن اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﻴﻤﺎ ﺑ zﺳﻦ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﺜﻼﺛz واﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻷرﺑﻌ zﻫﻮ ﻓﺘﺮة اﻟﺬروة اﻹﻧﺘﺎﺟﻴـﺔ ) .(Simonton, 1977 bوﻗﺪ ﺗﺒz ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ ﻣﺮارا أن ذروة اﻟﻌﻤﺮ اﻹﻧﺘﺎﺟﻲ ﻟﻸﻋﻤﺎل ا)ﺆﺛﺮة ،ﺗﻘﻊ ﻓﻴﻤﺎ ﺑz اﳋﺎﻣﺴﺔ واﻟﺜﻼﺛ zواﻟﺘﺎﺳﻌﺔ واﻟﺜﻼﺛLehman, 1966; Lyons, 1968; Zusne,) z (1976وﻣﻨﺬ أن ﻗﺪم ﻟﻴﻤﺎن دراﺳﺘﻪ ،أﻛﺪ ﻋﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜ zاﳋﻄﻮط اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ )ﻨﺤﻨﻰ اﻟﻌﻤﺮ ،ﻋﻠﻰ اﻣﺘﺪاد اﳊﻴﺎة .(Davis, 1954; Zusne, 1976) ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﻤﺖ ﺑﻔﺤﺺ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺄﻋﻈﻢ ﻋﺸﺮة ﻣﺆﻟﻔ zﻟﻠﻤﻮﺳـﻴـﻘـﻰ اﻟـﻜـﻼﺳـﻴـﻜـﻴـﺔ ﻣﺜﻼ ،وﺟﺪت أن داﻟﺔ اﻟﻌﻤﺮ ا)ﻨﺤﻨﻴﺔ ﺗﻔﺴﺮ ﺣﻮاﻟﻲ ﺛﻠﺚ اﻟﺘﺬﺑﺬﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻨﺎﰋ اﻹﺑﺪاﻋﻲ وا)ﺮﺗﺒﻄـﺔ ﺑـﺎﻟـﻌـﻤـﺮ ) (Simonton, 1977 aوﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻳﺒـﺪو أن ﻫـﻨـﺎك اﺳﺘﺜﻨﺎء ﺑﺴﻴﻄﺎ ﻟﻬﺬا اﻟﻨﻤﻂ :ﻓﻬﻨﺎك ﺣﺎﻻت ﻧﺎدرة ﻜﻦ أن ﻧﻼﺣﻆ ﻓﻴﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذروة إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ واﺣﺪة ﻓﻲ داﻻت اﻟﻌﻤﺮ .ﻓﻘﺪ ﻻﺣﻆ ﻫﻴﻔﻴﻞ (١٩٦٢) Haefele ﻣﺜﻼ أن اﻟﻘﻮة اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﺗﻌﻮد ﻟﻠﻈﻬﻮر ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﺎ ﺑ zﺳﻦ اﻟﺜﻤﺎﻧ zواﳋﺎﻣﺴﺔ واﻟﺜﻤﺎﻧ ،zوﻗﺪ أرﺟﻊ ذﻟﻚ إﻟﻰ ﺗﺬﻛﺮ أﻳﺎم اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ .وﻻﺣﻆ دﻧﺲ ) (١٩٦٦أﻳﻀﺎ ﺗﺪﻓﻘﺎ Yﺎﺛﻼ ﻓﻲ اﻟﻨﺸﺎط اﻹﺑﺪاﻋﻲ ،ﻟﺪى ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت ﻓﻲ ﺳﺘﻴﻨﺎت ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ،وﻫﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ أﻛﺪﻫﺎ ﻛﻮل (١٩٦٢) Cole إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ .ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻻﻧﺤﺮاﻓﺎت ﻋﻦ اﻟﺸﻜﻞ اﻹﺟﻤـﺎﻟـﻲ )ـﻨـﺤـﻨـﻰ اﻟـﻌـﻤـﺮ ﺿﺌﻴﻠﺔ اﳊﺠﻢ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ،ﻓﻲ واﻗﻊ اﻷﻣﺮ .وﻗﺪ ﺑﻴﻨـﺖ ﻓـﻲ اﳊـﻘـﻴـﻘـﺔ ،أن داﻟﺔ اﻟﻌﻤﺮ ذات اﻟﺬروة اﻟﻮاﺣﺪة )واﻟﺘﻲ ﺳﺄﻧﺎﻗﺸﻬﺎ ﻋﻤﺎ ﻗﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ( ﻜﻦ اﻟﺘﻨﺒﻮء ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺑﺄﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ %٩٠ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ اﻟﻄﻮﻟﻲ ﻓﻲ اﻹﻧﺘـﺎﺟـﻴـﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﳉﺪاول اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﻟﻴﻤﺎن ) (١٩٥٣ودﻧﻴﺲ ) (١٩٦٦وﻛﻮل )(١٩٧٩ وﺗﺴﻮ ﻛﺮﻣﺎن ) .(Simonton, 1983 a) (١٩٧٧إن إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻮﺻﻞ ﻹﻧﺘﺎﺟﺎت إﺑﺪاﻋﻴﺔ ﺟﺪﻳﺮة ﺑﺎﻟﺘﻨﻮﻳﻪ ﻴﻞ إﻟﻰ اﻻﻧﺨﻔﺎض ﻣﻊ ﻋﺒﻮر ا)ﺒﺪع ﻟﻠﺬروة اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻟﺘـﻲ ﺗﻘﻊ ﺣﻮل ﺳﻦ اﻷرﺑﻌ.z 146
اﻟﻌﻤﺮ واﻹﳒﺎز
اﻟﻜﻴﻒ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻜﻢ
وﺟﻬﺖ اﻧﺘﻘﺎدات إﻟﻰ ﻟﻴﻤﺎن ﻷﻧﻪ أﻗﺎم ﲢﻠﻴﻠﻪ ﻓﻲ ﺿﻮء أﺑﺮز ﻣﺎ أﻧﺘﺠﻪ ﻛﻞ ﻣﺒﺪع وأﻫﻤﻞ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﰋ اﻟﻜﻠﻲ ﻟﻠﻤﺒﺪﻋ .zوﻳﺒﺪو ﻟﻠﻮﻫﻠﺔ اﻷوﻟﻰ أن ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻟﻴﻤﺎن ﻳﺘﺴﻖ ﺎﻣﺎ ﻣﻊ أﻫﺪاﻓﻲ اﳊﺎﻟﻴﺔ ،وأن اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﻬﻴﺮة ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﻬﺮة ا)ﺒﺪع ،ﻓﻤﻜﺎﻧﺔ ﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ ﺑ zرواد اﳊﻔﻼت ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ وا)ﻘﺘﻨ zﻷﻋﻤﺎﻟﻪ ا)ﺴﺠﻠﺔ ﻻ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ا)ﻘﻄﻮﻋـﺎت ا)ـﻮﺳـﻴـﻘـﻴـﺔ اﺠﻤﻟـﻬـﻮﻟـﺔ وﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ وﺿﻌﻬﺎ )ﻨﺎﺳﺒﺎت ﺧﺎﺻﺔ ،وأﳒﺰﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ أو ﻣﻦ أﺟﻞ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﻘﻮد .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮن ﻓﻲ وﺿﻊ ﻛﻞ أﻋﻤﺎل ا)ﺒﺪع ،وﻟﻴﺲ أﻋﻤﺎﻟﻪ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻓﻘﻂ ،ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﺑﻌﺾ اﻟﻔﺎﺋﺪة. ﻟﻘﺪ ﻗـﺎم وﻳـﻦ دﻧـﻴـﺲ ) (١٩٦٦ﺑﺒﺤﺚ اﺷﺘـﻤـﻞ ﻋـﻠـﻰ ﻓـﺤـﺺ اﻟـﻨـﺎﰋ اﻟـﻜـﻠـﻲ ﻟﻠﻤﺒﺪﻋ zدون اﻋﺘﺒﺎر )ﻨﺰﻟﺔ اﻷﻋﻤﺎل ﻟﺪى اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ،وﻗﺎم ،ﻣﺜﻞ ﻟﻴﻤﺎن، ﺑﺪراﺳﺔ ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻨﻮن واﻟﻌﻠﻮم ،ﻓﻮﺟﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم أن اﻟﻜﻢ اﻹﺑﺪاﻋﻲ ﻻ ﻳﻨﺨﻔﺾ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺴﺮﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺨﻔـﺾ ﺑـﻬـﺎ اﻟﻜﻴﻒ اﻹﺑﺪاﻋﻲ .ﻓﺎ)ﺒﺪﻋﻮن ﻓﻲ ﺳﺘﻴﻨﺎت ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻻ ﻳﻘﻞ إﻧﺘﺎﺟﻬﻢ ﻋﺎدة ﻋـﻦ إﻧﺘﺎج ا)ﺒﺪﻋ zﻓﻲ ﻋﺸﺮﻳﻨﺎت ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ،ﻛﻤﺎ أن ﻧﺴﺒﺔ ﺗـﺘـﺮاوح ﻣـﺎ ﺑـ %٦ zإﻟﻰ %٢٠ﻣﻦ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﻜﻠﻲ ﻟﻠﻤﺒﺪع ﻗﺪ ﺗﻨﺘﺞ ﻓﻲ ﺳﺒﻌﻴﻨﺎت اﻟﻌﻤﺮ .واﻷرﻗﺎم اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮوع ا)ﻌﺮﻓﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﻓﺤﺼﻬﺎ .ﻓﺎﻻﻧﺨﻔﺎض اﻹﻧﺘﺎﺟﻲ أﺷﺪ ﻓﻲ ا)ﺸﺮوﻋﺎت اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﻴﺔ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ا)ﺸﺮوﻋﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ أو اﻟﺒـﺤـﺜـﻴـﺔ، وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻓﺈن دﻧﻴﺲ أﻇﻬﺮ أن اﻻﻧـﺨـﻔـﺎض ﻓـﻲ اﻹﻧـﺘـﺎﺟـﻴـﺔ ـﻜـﻦ أن ﻳـﻜـﻮن ﺿﺌﻴﻼ أﻳﻀﺎ .وﻗﺪ اﺷﺘﺪ ﺑﺎﺣﺜﻮن آﺧﺮون اﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت دﻧﻴﺲ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ. ﻓﻘﺪ ﻓﺤﺺ ﻛﻮل ) ،(١٩٧٩ﻛﻤﺜﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ،ﻛﻤﻴﺔ اﻟﻨﺎﰋ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺒﺪﻋz ﻓﻲ ﺳﺘﺔ ﻓﺮوع ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ،واﺳﺘﻨﺘﺞ أن اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﺗﺘﺰاﻳﺪ ﺗﺪرﻳﺠﻴـﺎ ﺣـﺘـﻰ ﺳﻦ اﳋﺎﻣﺴﺔ واﻷرﺑﻌ zﺛﻢ ﺗﺘﻨﺎﻗﺺ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺪرﻳﺠﻲ .وﻗﺪ وﺟﺪ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﻫﺬه اﺠﻤﻟﺎﻻت اﻟﺴﺘﺔ اﻟﺘﻲ درﺳﻬﺎ أن اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻮق ﺳـﻦ اﻟـﺴـﺘـ ،zﻛـﺎن إﻧﺘﺎﺟﻬﻢ Yﺎﺛﻼ ،ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ )ﺎ ﻳﻨﺘﺠﻪ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﲢﺖ ﺳﻦ اﳋﺎﻣﺴﺔ واﻟﺜﻼﺛ .zوﻗﺪ ﺗﻮﺻﻠﺖ دراﺳﺔ ﺗـﻮﻛـﺮﻣـﺎن ) (١٩٧٧ﻋﻦ اﳊﺎﺋﺰﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺟـﺎﺋـﺰة ﻧﻮﺑﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم إﻟﻰ اﻻﺳﺘﻨﺘﺎج ﻧﻔﺴﻪ ،ﻓﺬروة اﻟﻌﻤﺮ اﻹﻧﺘﺎﺟﻲ ﻟﻬﺆﻻء اﻟﻌﻠﻤـﺎء ا)ﺘﻤﻴﺰﻳﻦ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ اﻷرﺑﻌﻴﻨﺎت ،وأي اﺿﻤﺤـﻼل ﻳـﺤـﺪث ﺑـﻌـﺪ ذﻟـﻚ ﺿـﺌـﻴـﻞ ﻻ أﻫﻤﻴﺔ ﻟﻪ. 147
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻟﻘﺪ ﺗﺼﺪى ﻟﻴﻤﺎن ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻜﻴﻒ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻜﻢ ،وﻛﺎﻧﺖ اﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎﺗﻪ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ ﻣﻊ اﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت دﻧﻴﺲ .ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﺪﺧﻞ ا)ﻨﺘـﺠـﺎت اﻷﻗـﻞ ﺟـﺪارة ﻓـﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﳉﺪوﻟﺔ ،ﻓﺈن اﺿﻤﺤﻼل اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﺘﻘﺪم ﻓﻲ اﻟﺴﻦ ﻳﺒﺪو ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ أﻛﺜﺮ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ .ﻛﺬﻟﻚ وﺟﺪ ﻛﻞ ﻫﺆﻻء اﻟﺒﺎﺣﺜ zأن اﻟﻌﻘﺪ اﻷﺧﺼـﺐ ﻣـﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻜﻢ ،ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻫﻮ اﻷرﺑﻌﻴﻨﺎت وﻟﻴﺲ اﻟﺜﻼﺛﻴﻨﺎت .وﻳﺒﺪو أن أﺳﻠﻢ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﻜﻨﻨﺎ ا)ﻐﺎﻣﺮة ﺑﻪ ﻫﻮ أن ذروة اﻟﻌﻤﺮ اﻹﺑﺪاﻋﻲ ﺗﻜﻮن ﺣﻮاﻟﻲ ﺳـﻦ اﻷرﺑـﻌـ،z وأن اﻷﻋﻤﺎل اﻷﻋﻈﻢ ﻗﺪ ﺗﻈـﻬـﺮ ﻗـﺒـﻞ اﻷرﺑـﻌـ zﺑـﻘـﻠـﻴـﻞ ،وأن اﻷﻋـﻤـﺎل اﻷﻗـﻞ أﻫﻤﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻈﻬﺮ ﺑﻌﺪ اﻷرﺑﻌ zﺑﻘﻠﻴﻞ .ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻨﻈﺮ أي ﻣﻦ اﻟﺒـﺎﺣـﺜـ zﻟـﺴـﻮء اﳊﻆ إﻟﻰ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻮاﻗﻊ ﻣﺎ ﺑ zاﳋﺎﻣﺴﺔ واﻟﺜﻼﺛـ zواﳋـﺎﻣـﺴـﺔ واﻷرﺑـﻌـ،z وﻫﻲ ﻓﺘﺮة اﻟﺬروة اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﶈﺘﻤﻠﺔ .ﻛﻴﻔﺎ وﻛﻤﺎ .وﺑﺪﻻ ﻣـﻦ ذﻟـﻚ ،ﻓـﺈن ﺳـﻦ اﻷرﺑﻌ ،zوﻫﻲ اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﻤﻞ أن ﺗـﺼـﻞ اﻹﻧـﺘـﺎﺟـﻴـﺔ ﻓـﻴـﻬـﺎ ﻣـﺪاﻫـﺎ ،ﻗـﺪ اﺧﺘﻴﺮت ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ اﳊﺪ اﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑ zاﻟﺜﻼﺛﻴﻨﺎت واﻷرﺑﻌـﻴـﻨـﺎتY ،ـﺎ ﺷـﻄـﺮ اﻟﻌﻘﺪ اﻷﻛﺜﺮ أﻫﻤﻴﺔ وﺣﺴﻤﺎ إﻟﻰ ﺷﻄﺮﻳﻦ. ﺗﺜﻴﺮ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﻣﺎ ﺑ zﻛـﻢ اﻟـﻨـﺎﰋ اﻹﺑـﺪاﻋـﻲ وﻛﻴﻔﻪ .ﻓﻬﻞ ﺗﻜﻮن ﻧﺴﺒﺔ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻜﺒﺮى ﻟﻸﻋﻤﺎل اﻟـﺼـﻐـﺮى ﻓـﻲ ﻛـﻞ وﺣـﺪة زﻣﻨﻴﺔ ﻣﺘﺰاﻳﺪة .أم ﻣﺘﻨﺎﻗﺼﺔ ،أم ﺛـﺎﺑـﺘـﺔ ﻣـﻊ ﺗـﻘـﺪم ا)ـﺒـﺪع ﻓـﻲ اﻟـﺴـﻦ? إن ﻛـﻞ اﺣﺘﻤﺎل ﻣﻦ ﻫﺬه اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت ﻜﻦ دﻋﻤﻪ ﺑﻨﻘﺎش ﻧﻈﺮي ﻣـﻌـﻘـﻮل .ﻓـﺈذا ﻛـﺎن ا)ﺒﺪﻋﻮن ﻳﺴﺘﻔﻴﺪون ﻣﻦ اﳋﺒﺮة ا)ﺎﺿﻴﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻌﺮﻓﻮن ﻣﺎ ﻜـﻦ أن ﻳـﻨـﺠـﺢ وﻣﺎ ﻻ ﻜﻨﻪ أن ﻳﻨﺠﺢ ﻓﺈن ﻧﺴﺒﺔ اﻹﺑﺪاﻋﺎت ا)ﻮﻓﻘﺔ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺰداد ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻦ .و ﻜﻦ أن ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ اﺳﻢ ﻮذج اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ Learning .Modelأو ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻷﻣﺮ ﻫﻮ أن اﻟﻮﻣﻀﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ وﻗﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺒﺎب ،وأن اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺮوﺗﻴﻨﻲ اﻟﻌﺎدي ﻫﻮ اﻟﻠﻌﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮاﻓﻖ اﻟﺘﻘﺪم ﻓﻲ اﻟﺴﻦ .ور ﺎ ﻛﺎن ﻃﻤﻮح اﻟﺸﺒﺎب ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺪﻓﻊ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻧﺤﻮ اﻹﳒﺎزات اﻟﻌـﻠـﻴـﺎ وﺑـﻌـﺪ ذﻟﻚ ﻳﺨﻠﻲ ﻫﺬا اﻟﻄﻤﻮح ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻷﻫﺪاف ﻋﻤﻠﻴﺔ أﻛﺜﺮ وﻟﻜـﻨـﻬـﺎ ﻓـﻘـﺪت ﺻـﻔـﺔ اﳉﺴﺎرة .وﻳﺘﻨﺒﺄ ﻮذج »اﻟﺸﺒﺎب اﳉﺴﻮر« ﻫﺬا ﺑﺄن أﻋﻈﻢ ا)ﻨﺘﺠﺎت اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﺗﺄﺛﻴﺮا ،ﻳﺤﺘﻤﻞ أن ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺒﺪع. واﻟﻨﻤﻮذج اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﺒﺪﻳﻞ ﻫﻮ ﺻﻴﻐﺔ ﻃﻮﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻮذج »اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻟﻠﻨﺠﺎح« Constant Probability of Successاﻟﺬي ﺗﻨﺎوﻟﻪ اﻟﻔﺼﻞ اﳋﺎﻣﺲ ،وﻳﺰﻋﻢ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮذج أن ﻧﺴﺒﺔ ا)ﻨﺘﺠﺎت ﻋﺎﻟﻴﺔ اﻟﻘﻴﻤﺔ ﺗﻈﻞ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﻋﺒﺮ اﻟﺴﻴﺮة 148
اﻟﻌﻤﺮ واﻹﳒﺎز
اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺒﺪع .و ﺎ أن ﻛﻴﻒ ا)ﻨﺘﺞ اﻹﺑﺪاﻋﻲ ﻫﻮ داﻟﺔ ﻟﻜـﻤـﻴـﺔ اﻟـﻨـﺎﰋ ،ﻓـﺈن اﻟﻔﺘﺮات اﻷﻏﺰر ﻓﻲ ﺣﻴﺎة ا)ﺒﺪع ﺳﺘﺸﻬﺪ أﻋﻤﺎﻻ ﺟﻴﺪة أﻛﺜﺮ وأﻋـﻤـﺎﻻ ﺳـﻴـﺌـﺔ أﻛﺜﺮ .وﻛﺎن دﻧﻴـﺲ ) (١٩٦٦ﻫﻮ أول ﻣﻦ ﻃﺮح ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة ﻟﻴﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ﻣﻮﻗـﻔـﻪ اﻟﻨﻈﺮي ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﻮﻗﻒ ﻟﻴﻤﺎن .وﺗﺘﻔﻖ ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ ﻣﻊ ـﻮذج اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ اﻷﻋﻤﻰ واﻻﺣﺘﻔﺎظ اﻻﻧﺘﻘﺎﺋﻲ ﻟﺪى ﻛـﺎﻣـﺒـﻞ ) (١٩٦٦وﻛﻨﺎ ﻗﺪ ﳋﺼﻨـﺎه ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﳋﺎﻣﺲ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب. ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﺑﺤﻮث إﻣﺒﻴﺮﻳﻘﻴﺔ ﺗﺬﻛﺮ ﺣﻮل اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻜﻢ إﻟﻰ اﻟﻜﻴﻒ .وﻷﺳﺒﺎب ﻋﺪﻳﺪة ،ﻓﺈن اﳉﺪاول اﻟﺘـﻲ ﻋـﺮﺿـﻬـﺎ اﻟـﺒـﺎﺣـﺜـﻮن اﻟﺴﺎﺑﻘﻮن ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺪﻳﺔ .وﻛﻤﺜﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﺈن ا)ﻼﺣﻈﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﺤﻮاﻫـﺎ أن ﻛﻢ ا)ﻨﺘﺞ ﻳﻀﻤﺤﻞ ﺑﺸﻜﻞ أﻛﺜﺮ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﻴﻒ ا)ﻨﺘﺞ ،ﻻ ﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴـﺮﻫـﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﺼﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻮذج »اﻟﺸﺒﺎب اﳉﺴﻮر« .ﻓﺎ)ﻘﺎرﻧﺎت ا)ﺘﻮاﻓﺮة ﻫﻨﺎ ﺗﺘﻨﺎول ﻣﺒﺪﻋ zﻣﺨﺘﻠﻔ ،zﻛﻤـﺎ أن ﻃـﺮق ﲡـﻤـﻴـﻊ اﻟـﺒـﻴـﺎﻧـﺎت ﲡـﻌـﻞ اﳉـﺪاول ا)ﺸﺘﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻜﺒﺮى أﺑﺮز ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎول اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ اﻟﻜﻠﻴﺔ .إن ا)ﻄﻠﻮب ﻫﻮ دراﺳﺔ اﻟﺘﻘﻠﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﲢﺪث ﻓﻲ اﻹﻧـﺘـﺎﺟـﻴـﺔ اﻟـﻜـﻠـﻴـﺔ وﻓﻲ إﻧﺘﺎج اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺒﺎرزة ﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ ا)ﺒﺪﻋ zﻧﻔﺴﻬﺎ وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ارﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﻦ. ﻟﻘﺪ ﻗﻤﺖ ﺑـﻬـﺬه اﻟـﺪراﺳـﺔ ) ،(Simonton, 1977 aﻓﺪرﺳﺖ اﻟﺴﻴﺮ اﻟﻌـﻠـﻤـﻴـﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﻌﺸﺮة ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﻲ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ اﻟﺬﻳﻦ رﺗﺒﻬﻢ أﻋﻀﺎء اﳉﻤﻌﻴﺔ ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﻢ أﻋﻠﻰ ا)ﻮﺳﻴﻘﻴ zﻣﻨﺰﻟـﺔ .وﻗـﺴـﻤـﺖ ﺣـﻴـﺎﺗـﻬـﻢ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ إﻟﻰ ﻓﺘﺮات ﻃﻮل ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات ،ووﺿﻌﺖ ﻣﺆﺷﺮﻳﻦ ﻣﺴﺘﻘﻠz ﻟﻺﻧﺘﺎﺟﻴﺔ وﻓﻘﺎ ﻻﲡﺎه اﻟﻌﻤﺮ ،اﻷول ﻫﻮ ﻋﺪد اﻷﳊﺎن اﻟﺘـﻲ أﻟّﻔﻬﺎ ا)ﻮﺳﻴﻘـﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻓﺘﺮة ﻋﻤﺮﻳﺔ )ﻃﻮﻟﻬﺎ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات( وذﻛﺮﻫﺎ ﻗﺎﻣﻮس ﻣﻌﺘﻤﺪ ﻟﻸﳊﺎن ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ .أﻣﺎ ا)ﺆﺷﺮ اﻟﺜﺎﻧـﻲ ﻓـﺎﺷـﺘـﻤـﻞ ﻋـﻠـﻰ ﺟـﺪوﻟـﺔ ﻣـﻮزوﻧـﺔ ذات درﺟـﺎت ﻣﺤﺪدة ﻟﻜﻞ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ أﻧﺘﺠﻬﺎ ا)ﻮﺳﻴﻘﻲ ،ﻗﺪرت ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻨﺰﻟـﺘـﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻛﺘﺎﻟﻮﺟﺎت اﻷﻋﻤﺎل ا)ﻨﺸﻮرة ﻟﻠﻤﺆﻟﻔ .zوﻗﺪ وﺿـﻊ ﻫـﺬا اﺨﻤﻟـﻄـﻂ اﻟـﻌـﺎم ﻓـﻲ اﻋﺘﺒﺎره اﳉﻬﺪ ا)ﺘﻨﻮع اﻟﺬي ﺗﺘﻄﻠﺒﻪ اﻷﺷﻜﺎل ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ :ﻓﻤﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻘـﺪاس Massesﺣﺪدت ﻟﻬﺎ درﺟـﺔ ٥٠واﻟﺴﻤﻔﻮﻧـﻴـﺎت ٤٠واﻟﻜﻮﻧﺸـﺮﺗـﺎت ٣٠ واﻟﺴﻮﻧﺎﺗﺎت ١٥واﻟﻘﻄﻊ ا)ﻜﺘﻮﺑﺔ ﻵﻻت ﻣﻨﻔﺮدة ،٥ﻛﻤﺎ وﺿﻌﺖ أوزان )درﺟﺎت( ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻸﺷﻜﺎل ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻷﺧﺮى .و ﺜﻠﺖ اﳋﻄﻮة اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﺴﻤﺔ ﻛﻞ 149
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻣﺆﺷﺮ ﻣﻦ ﻣﺆﺷﺮي اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻫﺬﻳﻦ إﻟﻰ ﻗﺴﻤ ،zﻳﺘﻜﻮن اﻷول ﻣـﻦ اﻷﻋـﻤـﺎل اﻟﻜﺒﺮى واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺼﻐﺮى .واﺷﺘﺮﻃﺖ أن ﻳـﻜـﻮن اﻟـﻌـﻤـﻞ اﻟـﻜـﺒـﻴـﺮ ﻣﺬﻛﻮرا ﻓﻲ ﻣﺼﺪرﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ ١٥ﻣﺼﺪرا ﻣﻦ ا)ﺼﺎدر ﻣﺜﻞ :ﻧﺼـﻮص اﻟﺘﺬوق ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ واﻟﺘﺴﺠﻴﻼت اﺨﻤﻟﺘﺎرة ،وﻛﺘﻴﺒﺎت اﳊﻔﻼت ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ،وﻣـﺎ ﺷﺎﺑﻪ ذﻟﻚ .وﻗﺪ أﻣﻜﻦ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﻣﺆﺷﺮ اﻷﳊﺎن ا)ﻌـﺮوﻓـﺔ ﻧـﺘـﻴـﺠـﺔ ﻟـﺬﻟـﻚ ،إﻟـﻰ ﻣﺆﺷﺮﻳﻦ ﻓﺮﻋﻴ zﺧﺎﺻ zﺑﺎﻷﳊﺎن اﻟﻜﺒﺮى واﻷﳊﺎن اﻟﺼﻐـﺮى ،ﻛـﻤـﺎ أﻣـﻜـﻦ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﻣﺆﺷﺮ اﻹﻧﺘﺎج اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ اﻟﻨﺤﻮ .ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻣﻦ ا)ﻤﻜﻦ ﺣﺴﺐ ﻫﺬا ا)ﻌﻴﺎر اﻋﺘﺒﺎر %٨٠ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻤﺔ ا)ﺆﻟﻔﺎت اﻟﻜﻠﻴﺔ أﳊﺎﻧﺎ ﻛﺒﻴﺮة ،ﺑﻴﻨﻤﺎ أﻣﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎر % ٣٥ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل ا)ﻮﺿﻮﻋﺔ ﻓﻲ ﺟﺪاول ﻣﻮزوﻧﺔ)× ،(٢أﻋﻤﺎﻻ ﻛﺒﻴﺮة .ﺛﻢ إﻧﻨﻲ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻫﺬﻳﻦ ا)ﺆﺷﺮﻳﻦ اﻟﺬﻳـﻦ ﺗـﻘـﺴـﻴـﻤـﻬـﻤـﺎ ﻣـﻦ أﺟـﻞ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻣﻘﻴﺎﺳ zﻃﻮﻟﻴ zﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻧـﺴـﺒـﺔ اﻟـﻜـﻴـﻔـﻴـﺔ )أو اﻟـﻨـﻮﻋـﻴـﺔ( اﻹﺑـﺪاﻋـﻴـﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻧﺴﺒﺔ اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت اﻟـﻜـﺒـﻴـﺮة )اﻷﻋـﻤـﺎل أو اﻷﳊﺎن( إﻟﻰ اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻛﻜﻞ ،ﻛﻤﺎ ﻗﻤﺖ أﻳﻀﺎ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﻋﻤﺮ ا)ﺆﻟﻒ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻓﺘﺮة ﻣﻦ ﻓﺘﺮات اﻟﺴﻨﻮات اﳋـﻤـﺲ ،وﻛـﺬﻟـﻚ اﻟـﻌـﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ ﻣـﺘـﻐـﻴـﺮات ﺿﺒﻂ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت. ﻟﻘﺪ وﺟﺪت ارﺗﺒﺎﻃﺎت ﺟﺪﻳﺮة ﺑﺎﻻﻫﺘﻤﺎم ﻣﺎ ﺑ zاﻷﻋﻤﺎل اﻟﻜﺒﺮى واﻷﻋﻤﺎل اﻟﺼﻐﺮى )ر = (٠٫٣٥وﻓﻴﻤﺎ ﺑ zاﻷﳊﺎن اﻟﻜﺒﺮى واﻷﳊﺎن اﻟﺼﻐﺮى )ر=.(٠٫٥٦ وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻔﺘﺮات اﻟﺘﻲ أﺑﺪع ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺆﻻء ا)ﺆﻟﻔﻮن اﻟﻌﺸﺮة ﻣﺆﻟﻔﺎﺗـﻬـﻢ اﻟـﻔـﺬة ﻴﻞ إﻟﻰ أن ﺗﻜﻮن ﻫﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻔﺘﺮات اﻟﺘﻲ أﺑﺪﻋﻮا ﻓﻴﻬﺎ أﻗﻞ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻬﻢ ﺷﻬﺮة. وﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺿﺒﻂ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ا)ﺘﻐﻴﺮات اﻟﺪﺧﻴﻠﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ داﻻت اﻟﻌﻤﺮ ا)ﺴﺘﻘﻴﻤﺔ وا)ﻨﺤﻨﻴﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺗـﻈـﻞ ﻣـﺮﺗـﻔـﻌـﺔ ) ٠٬٣٢ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﻋـﻤـﺎل، ٠٬٤٥ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﳊﺎن( .وﻻ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻫﺬا اﻻﲡﺎه اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ اﳊﻴﺎة اﻟﻌﻤﻠـﻴـﺔ ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ ﻓﻘﻂ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻨﻄﺒﻖ أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺬﺑﺬﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﲢﺪث ﻣﻦ ﻓﺘﺮة ﻋﻤﺮﻳﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى .ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﻧﺴﺒﺔ اﻷﻋﻤﺎل ذات اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻌﺎﻟـﻴـﺔ ،ووﻓـﻘـﺎ )ـﺆﺷـﺮي اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ،ﻫﻲ ﻧﺴﺒﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣـﻦ .وﻣـﻊ أن ﺑـﻌـﺾ اﻟﻔﺘﺮات اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﺸﻬﺪ إﻧﺘﺎج ﻧﺴﺒﺔ أﻋﻠﻰ ﻣﻦ ا)ﺆﻟﻔﺎت ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ، وأن ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻵﺧﺮ ﻗﺪ ﻳﺸﻬﺪ ﻧﺴﺒﺔ أﻗﻞ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷﻋﻤﺎل إﻻ أن ﻧﺴﺐ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﻻ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﺑﺄﻳﺔ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﻣﻊ ﺗﺰاﻳﺪ ﻧﻀﺞ ا)ﺆﻟﻒ .وﺣـﺘـﻰ ﻋـﻨـﺪ ﻋﻤﺮ اﻟﺬروة اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻓﺈن ﻧﺴﺒﺔ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺗﻜﻮن ﻫﻲ ﺗﻘـﺮﻳـﺒـﺎ ﻧـﻔـﺲ 150
اﻟﻌﻤﺮ واﻹﳒﺎز
ﻧﺴﺒﺘﻬﺎ ﻋﻨﺪ ا)ﺮاﺣﻞ ا)ﺒﻜﺮة أو ا)ﺘﺄﺧﺮة ﻣﻦ ﺳﻴﺮة ا)ﺆﻟﻒ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ. واﻟﻔﺘﺮات اﻟﺬﻫﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪ ﻣﻴﻼد اﻟﺮواﺋﻊ ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺸـﻬـﺪ أﻳـﻀـﺎ أﻋﻤﺎﻻ ﺗﻜﻮن ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺳﺮﻳﻌﺔ اﻟﺰوال. وﻫﻨﺎك ﺷﻲء ﻣﺜﻴﺮ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎم ﺗﺘـﻀـﻤـﻨـﻪ ﻫـﺬه اﻟـﻨـﺘـﻴـﺠـﺔ وﻫـﻮ أن ا)ـﺆﻟـﻔـz ا)ﻮﺳﻴﻘﻴ zأﻧﻔﺴﻬﻢ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮن أي أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻫﻲ أﻓﻀﻠﻬﺎ .إن ﺳﻴﻤﻔﻮﻧﻴﺘﻲ ﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ ا)ﻔﻀﻠﺘ ،zاﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ،ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻫﻤﺎ اﻟﺴﻴﻤﻔﻮﻧﻴـﺘـﺎن ا)ﻔﻀﻠﺘﺎن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻋﺎت ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﳒﺪ أن ﻣﻘﻄﻮﻋﺘz ﻟﻠﺒﻴﺎﻧﻮ ﻻ ﻞ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻋﺰﻓﻬﻤﺎ ﻫﻤﺎ» :ﺳﻮﻧﺎﺗﺎ ﺿﻮء اﻟﻘﻤﺮ« وﻣﻘﻄﻮﻋﺔ »ﻣﻦ أﺟﻞ إﻟﻴﺰا« Fur Eliseﻛﺎﻧﺘﺎ ﻣﻮﺿﻌﺎ ﻻزدراء ا)ﺆﻟﻒ )ﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ( ﻧﻔﺴﻪ .ﻓـﻠـﻴـﺲ ﻣﻦ اﶈﺘﻤﻞ أن ﻳﺮى ا)ﺒﺪﻋﻮن أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻌﻴﻮن اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻈﺮ ﺑﻬﺎ ا)ﺘﺬوﻗﻮن ﻓﻲ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ إﻟﻰ ﻫﺬه اﻷﻋﻤﺎل)×.(٣ ﻟﻜﻦ ﺎ أن ﻮذج اﺣﺘـﻤـﺎﻟـﻴـﺔ اﻟـﻨـﺠـﺎح اﻟـﺜـﺎﺑـﺘـﺔ ﻳـﺘـﻌـﺎرض ﻣـﻊ ﻋـﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ اﻟﺘﺼﻮرات ا)ﺴﺒﻘﺔ ﺣﻮل اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ،ﻓﻤﻦ اﻟﻀﺮوري اﻟﺘﺄﻛﻴـﺪ ﺑـﺄﻧـﻨـﻲ ﻛﺮرت اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺮة ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻨﻔﺲ ا)ﺸﻬﻮرﻳﻦ )Simonton, Y (1983ﺎ أدى إﻟﻰ إﻟﻘﺎء ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺘﻘﺎد اﻟﺴﺎﺋﺪ اﻟﺬي ﻣﺆداه أن ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺘﻘﺪم اﻟﺜﻮرﻳﺔ اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻢ ،ﻫﻲ ﻧﺘﺎج ﻟﻠﺸﺒﺎب .ﻓﻘﺪ ﺻﺎغ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻔﻴﺰﻳﺎء ب .أ .م دﻳﺮاك P. A. M. Diracﻣﻌﺎدﻻﺗﻪ ﺣﻮل ا)ﻮﺟﺔ اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ Relativistic Wave Equationsﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ اﳋﺎﻣﺴﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳـﻦ ﻣـﻦ ﻋـﻤـﺮه ﻓﻘﻂ وﺣﺼﻞ ﻟﻘﺎء ﻫﺬا اﻹﳒﺎز ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة ﻧﻮﺑﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﻠﻎ اﳊﺎدﻳﺔ واﻟﺜﻼﺛz ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ،وﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﻛﺜﺮة ﻋﻠﻤﺎء ﻋﻠﻢ ﻃﺒﻴـﻌـﺔ اﻟـﻜـﻢ اﻷواﺋـﻞ اﻟـﺬﻳـﻦ ﻛـﺎﻧـﻮا ﻓـﻲ ﻋﺸﺮﻳﻨﺎت ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ أن اﺠﻤﻟﺎل أﺻﺒﺢ ﻳﻌـﺮف ﺑـﺎﺳـﻢ) Knabenphysiks :أي ﻋﻠـﻢ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺸﺎب( وﻟﺬا ﻓﻼ ﻏﺮاﺑﺔ أن دﻳﺮاك وﺿﻊ اﻷﺑﻴﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ )ﻧﻘﻼ ﻋﻦ: :(Zukerman, 1977 p. 164 ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﳊﺎل ،ﻓﺈن اﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﻗﺸﻌﺮﻳـﺮة ﺣـﻤـﻰ ﻻ ﺑــﺪ أن ﻳ ـﺨ ــﺎف ﻛ ــﻞ ﻋ ــﺎﻟ ــﻢ ﻃـ ـﺒـ ـﻴـ ـﻌ ــﺔ ﻣـ ـﻨـ ـﻬ ــﺎ وﻣﻦ اﻷﻓﻀﻞ ﻟﻪ أن \ﻮت ﺑﺪﻻ ﻣﻦ أن ﻳـﻈـﻞ ﺣـﻴـﺎ ﻋ ـ ـ ـﻨـ ـ ــﺪﻣـ ـ ــﺎ ﻳ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـﺠ ـ ـ ــﺎوز ﺳ ـ ـ ــﻦ اﻟـ ـ ـ ـﺜ ـ ـ ــﻼﺛ ـ ـ ــN ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺷﻬﺎدة دﻳﺮاك ،ﻓﺈن اﻟﺸﻮاﻫﺪ ﻻ ﺗﺆﻳﺪ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ إن اﻟﻜﻴﻒ ﻳﺴﺒﻖ اﻟﻜﻢ ﻛﺜﻴﺮا ﻓﻲ ﻣـﺠـﺎل اﻹﺑـﺪاع اﻟـﻌـﻠـﻤـﻲ ﻟـﺪى ﺗـﻮزﻳـﻌـﻪ ﻋـﻠـﻰ 151
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﺳﻨﻮات اﻟﻌﻤﺮ .ﻓﻘﺪ أﻇﻬﺮت ﺗﺴﻮﻛﺮﻣﺎن ) (١٩٧٧أن ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﻌﻤﺮ اﻟﺬي ﻳﺒﺪع ﻓﻴﻪ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي ﻳﺘﻠﻘﻮن ﻋﻨﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺟﺎﺋﺰة ﻧﻮﺑﻞ ﻫﻮ ﺣﻮاﻟﻲ ﺳﻦ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ واﻟﺜﻼﺛ .zوﻫﻮ ﻋﻤﺮ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ اﻟﺬروة اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻨﺎﰋ اﻟﻜﻠﻲ ،وﻟﻘﺪ ﻗﻤﺖ ،ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎد .ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﻧﺘﺎﺟﻴـﺔ وﻣـﻌـﺪﻻت اﻟﺬﻛﺮ أو اﻻﺳﺘﺸﻬﺎد ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﻬـﺎ ﻛـﻮل ) (١٩٧٩ﺣﻮل ﻋﻠﻤﺎء ﻓﻲ ﺳﺘـﺔ ﻣﻴﺎدﻳﻦ ،ﺑﺤﺴـﺎب ارﺗـﺒـﺎط وﺻـﻞ إﻟـﻰ ٠٬٧٧ﻣﺎ ﺑ zاﻟﻜﻢ واﻟﻜـﻴـﻒ .وﺗـﺒـ zأن اﻟﻔﺘﺮات اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺧﻼل ﺳﻴﺮﺗﻪ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﻘﺎﻻت أﻛﺜﺮ ﻴﻞ إﻟﻰ أن ﺗﺸﻬﺪ أﻳﻀﺎ ﻧﺸﺮ ا)ﻘﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺸﻬﺪ ﺑﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ .ﻟﻘﺪ ﻛﺸﻔﺖ ﲢﻠﻴﻼﺗﻲ ﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻛﻮل ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﻋﻦ أن ﻧـﺴـﺒـﺔ اﻻﺳـﺘـﺸـﻬـﺎدات إﻟـﻰ ا)ﻮاد ا)ﻨﺸﻮرة ﺗﻈﻞ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻋﺒﺮ اﻟﺴﻴﺮة ا)ﻬﻨﻴﺔ ﻟﻠـﻌـﺎﻟـﻢ-وﻫـﻲ اﻟـﻨـﺘـﻴـﺠـﺔ ذاﺗﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻠﺖ ﻟﻬﺎ دراﺳﺘﺎي اﳋﺎﺻﺘﺎن ﺑﺎ)ﺆﻟﻔ zا)ـﻮﺳـﻴـﻘـﻴـ zاﻟـﻌـﺸـﺮة وﻋﻠﻤﺎء اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻌﺸﺮة. ﻛﻴﻒ ﻜﻨﻨﺎ إذن أن ﻧﻔﺴﺮ ﻣﻴﻞ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺜﻮرﻳ zإﻟﻰ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﺷﺒﺎﺑﺎ? إن اﻹﺟﺎﺑﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺪروس اﻷﺳﺎﺳـﻴـﺔ ا)ـﺴـﺘـﺨـﻠـﺼـﺔ ﻣـﻦ اﻟـﻔـﺼـﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ :ﻓﻌﺒﺎﻗﺮة اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﻄﺮاز اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﻷﻋﻠﻰ ﻴﻠﻮن ،ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ،إﻟﻰ أن ﻳﺒﺪؤوا ﺳﻴﺮﺗﻬﻢ ا)ﻬﻨﻴﺔ ﻓﻲ أﻋـﻤـﺎر ﻣـﺒـﻜـﺮة .وﻣـﻊ ذﻟـﻚ ﻓـﺈن ﻫـﺬه اﻟـﻌـﻘـﻮل اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﺰﻣﺎﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺗﻘﺪ إﺳﻬﺎﻣﺎﺗﻬﺎ ﺠﺮد ﻗﻴﺎﻣﻬﺎ ﺑﻬﺰ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻌﻠﻢ ا)ﺄﻟﻮﻓﺔ .وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ذﻟـﻚ ،ﻓـﺈن ﺟـﻬـﻮدﻫـﺎ اﻟـﻬـﺎدﻓـﺔ إﻟـﻰ إﺻـﻼح ﻣﺴﺎر اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﺗﺴﺘﻤﺮ دون ﻛﻠﻞ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﺣـﺘـﻰ اﻟـﺴـﻨـﻮات اﻷﺧـﻴـﺮة ﻣـﻦ اﳊﻴﺎة ..وﻣﺎ ﻳﻘﺪﻣﻪ أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺎت إﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻣﺘﺄﺧﺮة ﻗﺪ ﻻ ﻳﻨﻈﺮ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﻲ إﻟﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ ﲡﺪﻳﺪ .ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﻈﺮة ﻗﺪ ﻻ ﺗﻜﻮن ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻨﻬﺎ إﻻ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﻮﻫﻢ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ا)ﻘﺎرﻧﺔ. وﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻷﻣﺮ ﻫﻮ أن اﳉﻬﻮد ا)ﺒﻜﺮة ﻗﻠﺒﺖ اﳊﻘﻞ اﻟﻌﻠﻤﻲ رأﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺐ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺒﺪو اﻷﻋﻤﺎل ا)ﺘﺄﺧﺮة ،اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺿﻮء اﻟﺴﻴﺎق اﳉﺪﻳﺪ، ﻣﻔﺘﻘﺮة ﳋﺎﺻﻴﺔ اﻟﺜﻮرﻳﺔ .ﻟﻘﺪ وﺿﻊ آﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ اﳋﺎﺻﺔ ﺣﻮل اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺴﺎدﺳﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ﻓﻘﻂ وﻧﻈﺮﻳﺘﻪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﻮﻟـﻬـﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﻘﺪ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﺎن ،وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ إﺳﻬﺎﻣﺎ ﻻ ﻳﻘـﻞ ﺛﻮرﻳﺔ ﺑﺄﻳﺔ ﺣﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال ﻋﻦ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﳋﺎﺻﺔ ،إذا وﺿﻌﻨﺎ ﻧﻘﻄﺔ اﻷﺳﺎس، أو اﻟﺒﺪاﻳﺔ ،ا)ﺘﻐﻴﺮة ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒـﺎر ﻋـﻨـﺪ ا)ـﻘـﺎرﻧـﺔ .إذ ﺑـﺎﻟـﻨـﻈـﺮ إﻟـﻰ أن إﺳـﻬـﺎم 152
اﻟﻌﻤﺮ واﻹﳒﺎز
آﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ اﳋﺎص ﺑﻌﺎم ١٩٠٥ﻗﺪ ﻏﻴﺮ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻳﻨﻈﺮون ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻓﺎن إﺳﻬﺎﻣﻪ اﻟﺬي ﻗﺪﻣﻪ ﻋـﺎم ١٩١٦ﻗﺪ ﻳﺒﺪو أﻗﻞ أﻫﻤﻴﺔ Yﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ.
اﻟﺘﻘﺎﺑﻼت ﺑﲔ ﻓﺮوع اﳌﻌﺮﻓﺔ
ﻟﻢ ﻧﻔﺼﻞ اﻟﻘﻮل ﻓﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻔﻈﺎت اﻟﺘﻲ أﶈﻨﺎ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺴﻤz اﻟﺴﺎﺑﻘ .zوﺗﻨﺒﻌﺚ ﻫﺬه اﻟﺘﺤﻔﻈﺎت ﻣﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ أن ﻛﻼ ﻣﻦ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﻌﺮﻳﺾ أو اﻟﻌﺎم )ﻨﺤﻨﻲ اﻟﻌﻤﺮ وﻛﺬﻟﻚ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﺬروة اﶈﺪد ﻳﺨﺘﻠﻔﺎن ﻣﻦ ﻓﺮع إﺑﺪاﻋـﻲ إﻟﻰ آﺧﺮ .وﻗﺪ أﺛﺒﺖ دﻧﻴـﺲ ) (١٩٦٦أن اﻟﺬروة اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت ﺑﺤﺜﻴـﺔ ﻛﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻻ ﻳﺘﻢ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻬﺎ إﻻ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺴﺘﻴﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ، وأن ﻣﺎ ﻳﻨﺘﺠﻪ ا)ﺒﺪع ﻓﻲ ﺳﻨﺔ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﻘﺼﻮى ﺗﻠﻚ ﻻ ﻳﻜـﺎد ﻳـﺘـﻔـﻮق ﻋـﻠـﻰ ﻣـﺎ ﻳﻨﺘﺠﻪ ﻓﻲ ﻣﺮاﺣﻞ اﻷرﺑﻌﻴﻨﺎت واﳋﻤﺴﻴﻨﺎت واﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎت ﺗﻔﻮﻗﺎ ﻛﺒﻴﺮا .أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ ،ﻛﺎ)ﻮﺳﻴﻘﻰ واﻟﺸﻌﺮ واﻟﺪراﻣﺎ ،ﻓﺈن اﻟﺬروة ﺗﺼﻞ ﻋﺎدة ﻗﺒﻞ ﻋﺪة ﻋﻘﻮد ﻣﻦ ﻫﺬا ،أي ﻓﻲ اﻟﺜﻼﺛﻴﻨﺎت أو اﻷرﺑﻌﻴﻨﺎت ،ﺛﻢ ﻳﻨﺨﻔﺾ اﻟﻨﺎﰋ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺸﻜﻞ ﺣﺎد .ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻜﻦ أن ﻳﻈﻬﺮ ﻣﺎ ﻧﺴﺒـﺘـﻪ Y %٢٠ﺎ ﻳﻨﺘﺠﻪ اﻟﺒﺎﺣـﺚ ﻓﻲ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎت ،ﻓﺈن أﻗﻞ ﻣﻦ %١٠ﻣﻦ إﺳﻬﺎﻣﺎت ا)ﺒﺪع اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻜﻦ أن ﺗﻨﺴﺐ إﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﻌﻘﺪ ا)ﺘﺄﺧﺮ .أﻣﺎ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻴﻘﻌﻮن ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ ﺑ zﻫﺬﻳﻦ اﻟﻄﺮﻓ.z ﻓﺎﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻣﺜﻞ اﻟﻔﻨﺎﻧ zأﻣﻴﻞ إﻟﻰ أن ﺗﻈﻬﺮ ﻧﻘﻄـﺔ اﻟـﺬروة ﻋـﻨـﺪﻫـﻢ ﻓـﻲ اﻷرﺑﻌﻴﻨﺎت ،وﻫﻢ أﻳﻀﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﺒـﺎﺣـﺜـ zاﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﻴـ ،zـﻴـﻠـﻮن إﻟـﻰ اﻻﺣـﺘـﻔـﺎظ ﻌﺪﻻت اﻹﻧﺘﺎج ﻟﻔﺘﺮة أﻃﻮل ﻟﺪرﺟﺔ أن ﺣـﻮاﻟـﻲ %١٥ﻣﻦ إﺳﻬﺎﻣﺎﺗﻬﻢ اﻟﻜﻠـﻴـﺔ ﻗﺪ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎت. ورﻏﻢ أن ﻟﻴﻤﺎن ) (١٩٥٣رﻛﺰ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺎﺟﺎت ذات اﻷﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﰋ اﻟﻜﻠﻲ ،ﻓﺈن ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ ﺗﺆﻳﺪ ﻧﺘﺎﺋﺞ دﻧﻴﺲ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻮﻫﺮي ،ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪا أن ﻧﻘﺎط اﻟﺬروة ﲢﺪث ﻟﺪى ﻟﻴﻤﺎن أﺑﻜﺮ ﻗﻠﻴﻼ .وإﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ ،ﻓﺈن ﻟﻴﻤﺎن ﻗﺪ ﺑ zأﻧﻪ ﺣﺘﻰ داﺧﻞ اﻟﻔﺮع ا)ﻌﺮﻓﻲ اﻟﻮاﺣﺪ ،ﻓﺈن داﻻت اﻟﻌﻤﺮ ﻜﻦ أن ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺜﻴﺮ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻨﻤﻂ اﳋﺎص ﻣﻦ اﻹﺑﺪاع اﻟﺬي ﻳﺤﺎول ا)ﺒﺪع اﻟﻘﻴـﺎم ﺑـﻪ. ﻓﻔﻲ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﻣﺜﻼ ،ﲢﺪث اﻟﺬروة ﻓﻲ إﻧﺘﺎج ا)ﺆﻟﻔﺎت اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ اﺨﻤﻟﺼﺼﺔ ﻟﻶﻻت اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑ zاﳋﺎﻣﺴﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ واﻟﺘﺎﺳﻌﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ، وﻓﻲ إﻧﺘﺎج اﻟﺴﻴﻤﻔﻮﻧﻴﺎت ﻣﺎ ﺑـ zاﻟـﺜـﻼﺛـ zواﻟـﺮاﺑـﻌـﺔ واﻟـﺜـﻼﺛـ ،zوﻓـﻲ إﻧـﺘـﺎج 153
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﺑ zاﳋﺎﻣﺴﺔ واﻟﺜﻼﺛ zواﻟﺘﺎﺳﻌﺔ واﻟﺜﻼﺛ ،zوﻓﻲ إﻧﺘـﺎج اﻷوﺑﺮا اﳋﻔﻴﻔﺔ Light Operaأو اﻟﻜﻮﻣﻴﺪﻳﺎ ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺑ zاﻷرﺑﻌ zواﻟﺮاﺑـﻌـﺔ واﻷرﺑﻌ .zﻛﺬﻟﻚ ﻻﺣﻆ دﻧﻴﺲ أن ﻋﻘﺪ اﻟﺬروة ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻹﻧﺘﺎج ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﻫﻮ اﻟﺜﻼﺛﻴﻨﺎت ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﻘﺪ اﻟﺬروة ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻹﻧﺘﺎج اﻷوﺑﺮات ﻫﻮ اﻷرﺑﻌﻴﻨﺎت. وﻗﺪ ﻛﺸﻔﺖ دراﺳﺘﻲ ﻟﻌﺸﺮة ﻣﻦ أﻋﻈﻢ ا)ﺆﻟﻔ zا)ﻮﺳﻴﻘﻴ zﻋـﻦ أن اﻷﳊـﺎن اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻜﺮر ﺳﻤﺎﻋﻬﺎ ﻋﺒﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴـﺮﻫـﺎ ـﻴـﻞ إﻟـﻰ أن ﺗﻜﻮن ﻗﺪ أﺑﺪﻋﻬﺎ ﻣﺆﻟﻔﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﻴﻨﺎت أﻋﻤﺎرﻫﻢ ا)ﺒﻜﺮة ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻴﻞ إﻧﺘـﺎج اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻀﺨﻤﺔ ﻣﺜﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻜﻨﺘﺎﺗﺔ)× Contatas (٤وا)ﻮﺷﺤﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ)×(٥ Oratoriosوﻣﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻘﺪاس واﻷوﺑﺮات ﻷن ﻳﺒﻠﻎ ﺣﺪه اﻷﻗﺼﻰ ﻓﻲ اﻷرﺑﻌﻴﻨﺎت ا)ﺘﺄﺧﺮة. ﻟﻘﺪ ﻗﻤﺖ ﺑﺘﺼﻤﻴﻢ أﺣﺪ اﻟﺒﺤﻮث ﻛﻲ أﻋﺮف ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﺾ اﳉﻮاﻧﺐ ا)ﺘﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﺮ اﻟﺬروة اﻹﻧﺘﺎﺟﻲ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻋـﺒـﺮ اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﺎت ،وﻋـﺒـﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﺒﺎد £ﻧﺎﻣﻮﺳﻴﺔ ،ﻜﻦ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﻬﺎ ﺣﻮل اﻟﺴﻠﻮك اﻹﺑﺪاﻋﻲ اﻹﻧﺴﺎﻧـﻲ ) .(Simonton, 1975 aوﻛﺎﻧﺖ ﺑﺆرة اﻻﻫﺘﻤﺎم اﳋﺎﺻﺔ ﻓـﻲ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﻣﺮﻛﺰة ﺣﻮل اﻟﻔﺮوق ﺑ zاﻟﺸﻌﺮاء وﻣﺆﻟﻔﻲ اﻟﻨﺜﺮ ﻓﻲ اﻷدب اﻟﻌﺎ)ﻲ. ﻓﺎﻧﺘﻤﺎء اﻟﺸﻌﺮاء إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺸﺒﺎب أﻣﺮ ﻳﺘﻨﺎﻗﻠﻪ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺟﻴﻞ إﻟﻰ ﺟﻴﻞ. ﻓﻘﺪ أﻟﻒ ﺑـﻠـﻴـﻚ »أﻏـﻨـﻴـﺎت اﻟـﺒـﺮاءة«)× Songs of Innocence (٦ﻋﻨﺪﻣـﺎ ﻛـﺎن ﻓـﻲ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ،ﻫﺬا رﻏﻢ أﻧﻪ ﻋﺎش ﺣـﺘـﻰ اﻟـﺴـﺒـﻌـ .zوﻛـﺘـﺐ ﻛـﻮﻟـﺮج اﻟﺬي ﻋﺎش ﺣﺘﻰ اﻟﺜﺎﻧـﻴـﺔ واﻟـﺜـﻤـﺎﻧـ (٧×)zا)ﻮاوﻳﻞ اﻟﻐـﻨـﺎﺋـﻴـﺔ Lyrical Balladsو »اﻟﺸـﻴـﺦ ا)ـﻼح« The Ancient Marinerﻓﻲ ﻋﺸﺮﻳﻨـﺎت ﺣـﻴـﺎﺗـﻪ .أﻣـﺎ اﻟـﺮواﻳـﺎت اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺬﻟﻚ ،ﻓﻬﻲ ﻧﺘﺎج ﻋـﻘـﻮد أﻛـﺜـﺮ ﻧـﻀـﺠـﺎ :ﻓـﻘـﺪ ﻇـﻬـﺮت رواﻳـﺔ »اﻟﺒـﺆﺳـﺎء« ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻛـﺎن ﻓـﻜـﺘـﻮر ﻫـﻮﻏـﻮ ﻓـﻲ ﺳـﻦ اﻟـﺴـﺘـ ،zوﻇـﻬـﺮت »اﻷﺧـﻮة ﻛﺎراﻣﺎزوف« ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن دﺳﺘﻮﻳﻔﺴﻜﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ واﳋﻤﺴ .zوﻗﺪ اﻛﺘﺸﻔﺖ ﻟﻴﻤﺎن ) (١٩٥٣أن ﻋﻤﺮ اﻟﺬروة ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻗﺪ ﻳﺴﺒﻖ ﻋﻤﺮ اﻟﺬروة اﳋﺎص ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﻌﻈﻴﻤـﺔ ﺑـﻌـﻘـﺪ ﻣـﻦ اﻟـﺰﻣـﺎن أو ﻧـﺤـﻮ ذﻟـﻚ، وﻫﺬا ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗﺬﻫﺐ إﻟﻴﻪ ﻫﺬه اﻷﻣﺜﻠﺔ .ﻛﻤﺎ ﻻﺣﻆ دﻧـﻴـﺲ ) (١٩٦٦أﻳﻀـﺎ ﻓﺠﻮة ﻋﻤﺮﻳﺔ واﺿﺤﺔ ﻣﺎ ﺑ zأﻓﻀﻞ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ أﻧﺘﺠﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﻳﻦ اﳉﻨﺴz اﻷدﺑﻴ .zوﻣﻦ أﺟﻞ اﺧﺘﺒﺎر ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺎرض اﻟﻌﻤﺮي ،أﺧﺬت ﻋﻴﻨﺔ ﺗـﺘـﻜـﻮن ﻣـﻦ ٤٢٠ﻣﺒﺪﻋﺎ أدﺑﻴﺎ ـﺜـﻠـﻮن ٢٥ﻗﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻷدب اﻟﻌﺎ)ﻲ ،وﺣـﺪدت اﻟـﻌـﻤـﺮ 154
اﻟﻌﻤﺮ واﻹﳒﺎز
اﻟﺬي ﻗﺪﻣﺖ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺒﺎرزة إﺳﻬﺎﻣﻬﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮ ،ﻛﻤﺎ ﺣﺪدت اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ا)ﺘﻐﻴﺮات اﻟﻀﺎﺑﻄﺔ أﻳﻀﺎ ،ﻣﺜﻞ ﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ ،وﻣﺪى ﺷﻬﺮة اﻹﺳﻬﺎم ﻣﺜﻼ ،وﻗﺪ اﺗﻀﺢ أن ﻋﻤﺮ اﻟﺬروة ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﻨﺜﺮ اﻷدﺑﻲ ،ﺳﻮاء ﻛﺎن ﻧﺜﺮا ﻗﺼﺼﻴﺎ أو ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ أﺷﻜـﺎل اﻟـﻨـﺜـﺮ ،ﻫـﻮ ﺣـﻮاﻟـﻲ ﺳـﻦ اﻟـﺜـﺎﻟـﺜـﺔ واﻷرﺑﻌ ،zﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﻤﺮ اﻟﺬروة ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺮواﺋﻊ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻳﻘﻊ ﺣﻮاﻟﻲ ﺳﻦ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ واﻟﺜﻼﺛ) zرﻏﻢ وﺟﻮد ﻣﺒﺮر ﻟﻼﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن اﻟﺸﻌﺮ ا)ﻠﺤﻤﻲ ﻳـﺘـﻢ إﻧﺘﺎﺟﻪ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﺎﻟﻴﺔ ﻟﺬﻟﻚ( .وﻗﺪ ﻻ ﻳﻌﺪ ﻓﺎرق اﻷرﺑﻊ ﺳﻨﻮات ﻫﺬا ﻓﺎرﻗﺎ ﻫﺎﻣﺎ .ورﻏﻢ ذﻟﻚ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﺪرﺟﺔ ﺗﻜﻔﻲ ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﺴـﺒـﺐ اﻟـﺬي ﻣـﻦ أﺟـﻠـﻪ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺷﻬﺮة اﻟﺸﻌﺮاء ﺣﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻣﺎﺗﻮا ﻓﻲ أﻋﻤﺎر ﻣﺒﻜﺮة ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﺮواﺋﻴz أو ا)ﺆرﺧ ،zﻓﺎﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﻨﺘﺞ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة اﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎت ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﺎ ﻳﻌﺎدل ﺿﻌﻒ ﻣﺎ ﻳﻨﺘﺠﻪ ﺧﻼل ﺑﻘﻴﺔ ﺣﻴﺎﺗـﻪ ،وﻛـﺬﻟـﻚ اﻷﻣـﺮ ﻓـﻲ ﺣـﺎﻟـﺔ اﻟـﺮواﺋـﻴـ zأﻳـﻀـﺎ)×(٨ ).(Dennis, 1966 إن اﻟﻔﺮوق ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺮ ﺑ zﻓﺮوع ا)ﻌﺮﻓﺔ اﻷﺧﺮى ﻗﺪ ﺜﻞ أﻳﻀﺎ ﺧﺼﺎﺋﺺ Yﻴﺰة ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮر اﻹﺑﺪاﻋﻲ .وﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا)ﺜﺎل ﻓﺈن اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﺤﻮاﻫﺎ أن اﻹﺑﺪاع ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت ﻴﻞ إﻟﻰ ﺑﻠـﻮغ ذروﺗـﻪ ﻓـﻲ وﻗـﺖ أﺑـﻜـﺮ ﻣـﻦ اﻹﺑﺪاع ﻓﻲ اﳉﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻣﺜـﻼ ) (Lehman, 1953; Dennis, 1966; Cole, 1979ﻗﺪ ﻳﺜﺒﺖ أﻧﻬﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋﺎﻣﺔ أو ﺷﺎﻣﻠﺔ .ﻓﻤﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻔﺮوق ﻓﻲ ﻋﻤﺮ اﻟﺬروة اﻹﻧﺘﺎﺟﻲ ﻻ ﻜﻦ أن ﺗﻨﺴﺐ ﺑﺸﻜﻞ آﻟﻲ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺣﻀﺎرﺗﻨﺎ ا)ﻌﺎﺻﺮة .أﻣـﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﺑﺪاع اﻷدﺑﻲ ،ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺷﻲء داﺧﻠﻲ أﺻﻴﻞ وﻣﻼزم )ﻀﻤﻮن اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻷدﺑﻲ وﺷﻜﻠﻪ .وﻫﺬا اﻟﺸﻲء ﻳﺠﻌﻞ اﻟﺸﻌﺮ ﻧﺸﺎﻃﺎ أﻟﺼﻖ ﺑﺎﻟﺸﺒﺎب ﻣﻦ ﺗﺄﻟﻴﻒ اﻟﻨﺜﺮ اﻷدﺑﻲ .ﻛﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺑﻌﺾ اﳋﺼﺎﺋﺺ ﻓﻲ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت ﲡﻌﻞ ﻣﻦ ا)ﻤﻜﻦ ﺣﺪوث ذروة اﻹﻧﺘﺎج ﻓﻲ وﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺎج ﻓﻲ ا)ﻴﺎدﻳﻦ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻷﺧﺮى .وﻫﺬا اﻟﺘﻼزم ﺑ zاﻹﺑﺪاع اﻟـﺸـﻌـﺮي واﻟـﺮﻳـﺎﺿـﻲ واﻟـﺸـﺒـﺎب ﺟﻌﻞ ﻣﻦ ا)ﻤﻜﻦ وﺟﻮد ﺷﻌﺮاء أو ﻋﻠﻤﺎء رﻳﺎﺿﻴﺎت ﻣﺎﺗﻮا ﻓﻲ ﻋﻨﻔﻮان اﻟﺸﺒﺎب واﺣﺘﻠﻮا ﻣﻊ ذﻟﻚ ﻣﻮﺿﻌﺎ ﻓﻲ ﺣﻮﻟﻴﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺦ .ﻟﻘﺪ أﻧﺘﺞ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻹﳒﻠﻴـﺰي ﺗﻮﻣﺎس ﺗﺸﺎﺗﺮﺗﻮن T. Chattertonﺷﻌﺮا ﺑﻪ ﻣﻼﻣﺢ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ رﻏﻢ أﻧﻪ ﻣﺎت ﻓﻲ ﺳﻦ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮة ،وﻗﺪم ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ إﻳﻔﺎرﻳـﺴـﺖ ﻏـﺎﻟـﻮا E. Galoisإﺳﻬﺎﻣﺎت ﻫﺎﻣﺔ ﻟﻠﻔﻜﺮ اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ ﻗﺒﻞ أن ﻮت ﻓـﻲ ﻣـﺒـﺎرزة وﻫـﻮ ﻓـﻲ اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮه .وﻻ أﻋﺮف أي ﻣﺒﺪﻋ zآﺧﺮﻳﻦ ،ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت ﻏﻴﺮ اﻟﺸﻌﺮ 155
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
واﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت ﻣﺎﺗﻮا ﺻﻐﺎر اﻟﺴﻦ وأﳒﺰوا ،رﻏﻢ ذﻟﻚ ،ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﺘﺨﻠﻴﺪ أﺳﻤﺎﺋﻬﻢ.
اﻟﻌﻤﺮ واﻟﻘﻴﺎدة
ﻗﺪ ﻳﺰودﻧﺎ ﻓﺤﺺ ﻣﺘﻮﺳﻄﺎت اﻟﻌﻤﺮ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﺮﺷﺪ أو دﻟﻴـﻞ أوﻟـﻰ ﻋـﻦ داﻟﺔ اﻟﻌﻤﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎدة .ﻓﻨﻈﺮة إﻟﻰ ﻣـﺘـﻮﺳـﻂ أﻋـﻤـﺎر ٣٠١ﻣﻦ ا)ﺸﺎﻫﻴـﺮ اﻟﺬﻳﻦ درﺳﺘﻬﻢ ﻛﻮﻛﺲ ) (١٩٢٦ﺳﻮف ﺗﺜﻴﺮ اﻻﻧﺘﺒﺎه .ﻓﻤﻦ اﻟﻐﺮﻳﺐ أن اﻟﻘﺎدة ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻌﻴﻨﺔ ﻳﻈﻬﺮون أﻋﻠﻰ ﻣﺘﻮﺳﻄﺎت اﻷﻋﻤﺎر وأدﻧﺎﻫﺎ .ﻓﺒﺎ)ﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻣﻌﺪل اﻟﻌﻤﺮ اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ )ﻟﺪى ﻋﻴﻨﺔ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﻛﻜﻞ( وﻫﻮ ٦٥٫٨ﺳﻨﺔ ﻛﺎن ﻣﺘﻮﺳﻂ أﻋﻤﺎر رﺟﺎل ا)ﺸﺎﻫﻴﺮ ﻫﻮ ٧٠ﺳﻨﺔ .وﻗﺪ ﻋﺎش %٣٠ﻣﻨﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﺳﻦ اﻟﺜﻤﺎﻧz أو ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ وﻋﺎش %٥ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻘﻂ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ أﻗﻞ ﻣﻦ ﺳﻦ اﳋﻤﺴ .zوﻓـﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ذﻟﻚ ،ﻓﺈن اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﺤﻴﺎة أﻃﻮل ﺑﺸﻜﻞ ﻻﻓﺖ ﻟﻼﻧﺘﺒﺎه ﺑ zﻛﻞ ا)ﺒﺪﻋ zﻓﻲ ﻋﻴﻨﺔ ﻛﻮﻛﺲ ،و ﺘﻮﺳﻂ ﻗﺪره ،٦٨٫٤وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﺷﻮا ﺣﺘﻰ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻛـﺎﻧـﺖ أﻗـﻞ ﻣـﻦ .%١٤إن ﺳﻦ اﻟﺮاﺑﻌﺔ واﻟﺜﻤﺎﻧ zاﻟﺘﻲ ﺑﻠﻐﻬﺎ ﺑﻨﻴﺎﻣ zﻓﺮاﻧﻜﻠ zوﺳﻦ اﳊﺎدﻳﺔ واﻟﺘﺴﻌ zاﻟﺘـﻲ ﺑـﻠـﻐـﻬـﺎ ﺟﻮن آدﻣﺰ ﻟﻴﺴﺎ ﺷﺎذﺗ zﺑ zرﺟﺎل اﻟﺪوﻟﺔ .وﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ذﻟﻚ ﻓﺈن ذوي اﻟﻨﺰﻋﺎت اﻟﺜﻮرﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺔ ﻛﻮﻛﺲ ﻛﺎن ﻣﺘـﻮﺳـﻂ أﻋـﻤـﺎرﻫـﻢ ﻫـﻮ ٥١٬٤ﺳﻨﺔ ﻓﻘـﻂ .وﻟـﻢ ﻳﻌﺶ أﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻠﻎ اﻟﺜﻤﺎﻧ ،zوﻣﺎت %٤٤ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺼﻠﻮا إﻟﻰ ﺳﻦ اﳋﻤﺴ .zأﻣﺎ ﺑ zا)ﺒﺪﻋ ،zﻓﺈن اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ ذات ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﻌﻤﺮ اﻷدﻧﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ا)ﻮﺳﻴﻘﻴ zﺘﻮﺳﻂ ﺑﻠﻎ ٦١٬٨ﺳﻨﺔ .وﻣﻊ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺼﻞ أﺣﺪ ﻣﻦ ا)ﻮﺳﻴﻘﻴ zﻓﻲ ﻋﻴﻨﺔ ﻛﻮﻛﺲ إﻟﻰ ﺳﻦ اﻟﺜﻤﺎﻧ ،zﻓﺈن ﺣﻮاﻟﻲ % ٢٨ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻘﻂ ﻣﺎﺗﻮا ﻗﺒﻞ أن ﻳﺼﻠﻮا إﻟـﻰ ﻋـﻼﻣـﺔ ﻧـﺼـﻒ اﻟـﻘـﺮن .وﻫـﻜـﺬا ﻓـﺈن ذوي اﻟـﻨـﺰﻋـﺔ اﻟﺜﻮرﻳﺔ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﺣﻴﺎة أﻗﺼﺮ ﻣﻦ ا)ﺄﻟﻮف ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﺸـﺨـﺼـﻴـﺎت اﻟـﺘـﺎرﻳـﺨـﻴـﺔ اﻷﺧﺮى ،ﺳﻮاء أﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ا)ﺒﺪﻋ zأو اﻟﻘﺎدة .ﻓﺎﻟﺜﻮرة ﻛﺎﻟﺸﻌﺮ واﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت، ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻐﻞ اﻟـﺸـﺒـﺎب .ﻟـﻘـﺪ ﻛـﺎﻧـﺖ أﻋـﻤـﺎر ﻧـﺼـﻒ ﻣـﺠـﻤـﻮع اﻟـﺜـﻮار ا)ﺸﻬﻮرﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ درﺳﻬﻢ رﻳﺠﺎي (١٩٧٩) Rejaiأﻗﻞ ﻣﻦ ٣٥ﺳﻨﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪؤوا ﻳﺸﻐﻠﻮن أﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻗﺮاﺑﺔ %٨٠ﻣﻨﻬﻢ أﻗﻞ ﻣﻦ ﺳﻦ اﳋﺎﻣﺴﺔ واﻷرﺑﻌ .zﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﺗﻮﻣﺎس ﺟﻔﺮﺳـﻦ ﻓـﻲ اﻟـﺜـﺎﻟـﺜـﺔ واﻟـﺜـﻼﺛـ zﻋـﺎم ،١٧٧٦وﻛﺎن ﻓﻴﺪل ﻛﺎﺳﺘﺮو ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ واﻟﺜﻼﺛ zﻋﺎم .١٩٥٩ﻟﻜﻦ ﺣﻮاﻟﻲ %١٣ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻗﺎدة اﻟﻌﺎﻟﻢ وﺻﻠﻮا إﻟﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻗﺒﻞ ﺳﻦ اﻷرﺑﻌ.(Blondel, 1980) z 156
اﻟﻌﻤﺮ واﻹﳒﺎز
واﻟﻘﺎدة اﻟﻮﺣﻴﺪون اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺘﺮﺑﻮن ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ اﻟﺜﻮار ﻓﻲ ﺷﺒﺎﺑﻬﻢ ﻫﻢ اﶈﺎرﺑﻮن ا)ﺸﻬﻮرون ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺔ ﻛﻮﻛﺲ ،إذ إن ﺣﻮاﻟﻲ %٨ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻘﻂ ﻋﺎﺷﻮا ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻐﻮا ﺳﻦ اﻟﺜﻤﺎﻧ ،zوﺣﻮاﻟﻲ %١٨ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺎﺗﻮا ﻗﺒﻞ ﺳﻦ اﳋﻤﺴ .zوﻟﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﻫﺆﻻء اﶈﺎرﺑ zﻛﺎن ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﻌﻤﺮ اﳋـﺎص ﺑـﻬـﻢ أﻃـﻮل ـﺎ ﻣـﻘـﺪاره ١١ﺳﻨﺔ ﻣـﻦ ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﻌﻤﺮ ﻟﺪى اﻟﺜﻮار. ﻟﻘﺪ أﺷﺎر ﻟﻴﻤﺎن إﻟﻰ أن اﻟﺜﻮرﻳ zاﻟﺪﻳﻨﻴ zاﻟﻌﻈﻤﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ اﻟﺪﻳﺎﻧﺎت وا)ﺬاﻫﺐ واﳉﻤﺎﻋﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴـﺔ ـﻴـﻠـﻮن إﻟـﻰ أن ﻳـﺒـﺪؤوا ﺣـﺮﻛـﺎﺗـﻬـﻢ واﻟﺘﺮوﻳﺞ ﻟﻬﺎ وﻫﻢ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﻴﻨﺎت أﻋﻤﺎرﻫﻢ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻴﻞ زﻋﻤﺎء ا)ﻨﻈﻤﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﺮاﺳﺨﺔ ،إﻟـﻰ أن ﻳـﻜـﻮﻧـﻮا ﻣـﻦ »اﻟـﺸـﻴـﻮخ« .إن %٩٧ﻣﻦ اﻟﺒـﺎﺑـﺎوات ﻛـﺎﻧـﻮا ﻓـﻲ اﳋﻤﺴ zﻣﻦ أﻋﻤﺎرﻫﻢ ،أو أﻛﺒﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﻠﻤﻮا ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ ﻣﻨﺎﺻﺒﻬﻢ. وﻛﺎﻧﺖ أﻋﻤﺎر %٦٥ﻣﻨﻬﻢ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ اﳋﺎﻣﺴﺔ واﻟﺴﺘ .zأﻣﺎ ﻣﻌﺎرض اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﺒﺎﺑﻮﻳﺔ ﻣﺎرﺗﻦ ﻟﻮﺛﺮ ﻓﻜﺎن ،ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻓﻲ أواﺋﻞ اﻟﺜﻼﺛـﻴـﻨـﺎت ﻣـﻦ ﻋﻤﺮه ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻟﺼﻖ أﻓﻜﺎره ا)ﺬﻫﺒﻴﺔ اﻟﺜﻮرﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﺎب اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم .١٥١٧ ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎن ﺟﻮن ﻛﺎﻟﻔﻦ)× (٩ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺸﺮ ﻛﺘﺎﺑﻪ »ا)ﺆﺳﺴﺔ ا) ـﺴ ـﻴ ـﺤ ـﻴــﺔ« .Institution Chrétienneوﺑـﺪأ ﺟــﻮرج ﻓــﻮﻛــﺲ ﻳ ـﺒ ـﺸــﺮ ـﺒــﺎد£ اﻟﻜﻮﻳﻜﺮز)×) (١٠اﻷﺻﺤﺎب( Quakerismﻓﻲ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ،وﻛﺎن ﺟﻮن وﻳﺴﻠﻲ ﻓﻲ اﳋﺎﻣﺴﺔ واﻟﺜﻼﺛ zﻋﻨﺪﻣﺎ أﺳﺲ ا)ﻨﻬﺠـﻴـﺔ)×) (١١ا)ﻴﺜﻮدﻳﺔ( .Methodismوﻛﺎن ﺟﻮزﻳﻒ ﺳﻤﻴﺚ ﻓﻲ اﳋﺎﻣﺴﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺸﺮ »ﻛﺘﺎب ا)ﻮرﻣـﻮن«)× Book of Mormon (١٢وﻛﺎن ﻣﺤﻤﺪ )ﺻﻠﻰ اﻟـﻠـﻪ ﻋـﻠـﻴـﻪ وﺳـﻠـﻢ( ﻓـﻲ اﻷرﺑﻌ zﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪأ ﻳﺒﻠﻎ رﺳﺎﻟﺘﻪ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ .وﺑﺪأ ﺑﻮذا ﺗﻌﺎﻟـﻴـﻤـﻪ ﻓـﻲ اﳋـﺎﻣـﺴـﺔ واﻟﺜﻼﺛ ،zوﻛﺎن ا)ﺴﻴﺢ )ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم( ﻣﺎزال ﻓﻲ ﺛﻼﺛﻴﻨﺎت ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﺬﻳﺒﻪ .إن ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻫﻨﺎ أﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﲢﻮﻳﻞ اﻟﻜﺎرزﻣﺎ إﻟﻰ ﻃـﻘـﻮس ،وﻫـﺬا اﻷﻣـﺮ اﻟﺬي ﻧﺎﻗﺸﻪ ﻣﺎﻛﺲ ﻓﻴـﺒـﺮ .(Eisenstadt, 1968) ،ﻓﺎﻟﻘﺎدة اﻟﻜﺎرزﻣﻴﻮن اﻟﺸـﺒـﺎب ﻳﺆﺳﺴﻮن ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺟﺪﻳﺪة ،ﺛﻢ ﻳﺨﻠﻔﻬﻢ ﺷﻴﻮخ ﻳﻀﻌﻮن اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺮوﺗﻴﻨﻴﺔ ﻟﻠﺪﻳﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻣﻨﻈﻤﺔ رﺳﻤﻴﺔ راﺳﺨﺔ ،وﻳﺤﻠﻮن اﻟﻄﻘﻮس اﻟﻨﺎﺿﺠﺔ ا)ﻨﻈﻤﺔ واﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻣﺤﻞ اﻟﻮﺣﻲ ا)ﻠﻬﻢ .ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ُﻋْﻤُﺮ ﺑﺮﻏﻢ ﻳﻨﻎ Brigham Youngﺿﻌـﻒ ﻋﻤﺮ ﺳﻤﻴﺚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﻟﻰ إﻣﺮة ﻛﻨﻴﺴﺔ ا)ـﻮرﻣـﻮن ،وﻛـﺎن ﻗـﺎدة ﻫـﺬه اﻟـﻜـﻨـﻴـﺴـﺔ اﻟﺘﺎﻟ zأﻛﺒﺮ ﺳﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ذﻟﻚ .ﻟﻘﺪ ﻋﺒﺮ ﻏﺮاﻧﻔﻴﻞ ﺳﺘـﺎﻧـﻠـﻲ ﻫـﻮل ﻋـﻦ ذﻟـﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب »اﻟﺘﻘﺪم ﻓﻲ اﻟﺴﻦ :اﻟﻨﺼﻒ اﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻤـﺮ« Senescence: 157
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
)» The Last Hall of Life (1922ﺟﺎء اﻟﺸﺒﺎب ﺑﺎﻟﺪﻳﺎﻧﺎت اﻟﻌﻈﻤﻰ وﺟﻌﻠﻬﺎ اﻟﺸﻴﻮخ ﺗﺴﻮد«)ص .(٤٢٠ إن ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻜﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺪد ﻣﻦ اﺠﻤﻟﺎﻻت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴـﺔ ﻛـﻤـﺎ أوﺿﺢ ﻟﻴﻤﺎن ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ .ﻓﺄﻋﻀﺎء ﻣـﺠـﻠـﺲ اﻟـﻨـﻮاب وﻣـﺠـﻠـﺲ اﻟـﺸـﻴـﻮخ ﻓـﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة ﻏﺪوا أﻛﺒﺮ ﺳﻨﺎ ،ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ،ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻦ .وﻗـﻞ ﻣـﺜـﻞ ذﻟـﻚ ﻋﻦ زﻋﻤﺎء اﺠﻤﻟﻠﺲ واﻟﻮزراء وﻗﻀﺎة اﶈﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ واﻟﺴﻔﺮاء وﻗﺎدة اﳉﻴﺶ. إن اﻟﻔﺮوق اﻟﻌﻤﺮﻳﺔ ﻟﻴﺴـﺖ ﺻـﻐـﻴـﺮة ،ﻓـﻬـﻲ ﺗـﺘـﺮاوح ﻣـﺎ ﺑـ ١٠ zإﻟـﻰ ٢٠ﺳﻨـﺔ. واﻷﻣﺮ اﻟﻮاﺿﺢ أن اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﻜﺎرزﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺖ اﻟﻘﻮة اﻟﺪاﻓﻌﺔ ﻟﻠﺜﻮرة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﲢﻮﻟﺖ ﺑﺎﻟﺘﺪرﻳﺞ إﻟﻰ روﺗ zﺑﺤﻴـﺚ أﺻـﺒـﺢ ﻗـﺎدة ا)ـﺆﺳـﺴـﺎت اﻟـﻔـﺪراﻟـﻴـﺔ ﻫـﻢ ﺣﺮاس اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺮاﻫﻦ ،ﺑﺪﻻ ﻣﻦ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا دﻋﺎة )ﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ اﻟﺜﻮرﻳﺔ. وﻓﻲ اﻻﲢﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ،اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻜﻤـﻞ ﻋـﻤـﺮه اﻟـﻘـﺮن ،ﻛـﺎن ﻣـﺘـﻮﺳـﻂ ﻋـﻤـﺮ أﻋﻀﺎء ا)ﻜﺘﺐ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ )اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻟﻠﺤﺰب اﻟﺸﻴـﻮﻋـﻲ اﳊـﺎﻟـﻲ( ﻫـﻮ أﻋﻠﻰ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﻟـﻴـﻨـ zﻋـﻨـﺪﻣـﺎ أﺳـﺲ اﻟـﺪوﻟـﺔ اﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ .ﻋﻠﻰ أن ﻫﻨﺎك ﻣﻴﻼ ﻛﺒﻴﺮا ﻷن ﻳﻨﻌﻜﺲ ﻫﺬا اﻻﲡﺎه اﻟﻌﺎم ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮاﺟﻪ اﻷﻣﺔ اﺿﻄﺮاﺑﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻛﺒﻴﺮا أو ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻠـﺘـﻬـﺪﻳـﺪ .ﻓـﻔـﻲ ﻣـﺜـﻞ ﻫـﺬه اﻷوﻗﺎت ،ﻳﺘﻘﺪم اﻟﻘﺎدة اﻷﺻﻐﺮ ﺳﻨﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى إﻟﻰ اﻷﻣﺎم. واﻟﺴﺆال اﳉﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻫﻮ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك أﻳﺔ ﻋﻼﻗـﺔ ﺑـ zاﻟـﻌـﻤـﺮ واﻟﻨﺠﺎح اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻟﻘﻮة أو اﻟﻨﻔﻮذ .ﻟﻘﺪ ﺣﺬر ﻣﻜﻴﺎﻓﻠﻲ ﻣﻦ أن إﻟﻬـﺔ اﳊـﻆ ا)ﺘﻘﻠﺒﺔ »ﻋﺎﺷﻘﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎب ﻷﻧﻬﻢ أﻗﻞ ﺣﺬرا ،وأﻛﺜﺮ ﻋﻨﻔﺎ ،وﻳﺼﺪرون ﻟﻬﺎ اﻷواﻣﺮ ﺑﺠﺮأة أﺷﺪ« .إن اﻟﺒﺤﻮث ا)ﻮﺟﻮدة ﺣﻮل ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﺮ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎح اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻫﻲ ﺑﺤﻮث ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺑﺪرﺟﺔ ﺗﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻫﺸﺔ .وﻗﺪ ﻗﺪم ﻟﻴﻤـﺎن رﺳـﻮﻣـﺎت ﺑـﻴـﺎﻧـﻴـﺔ وﺟﺪاول ﻋﻦ اﻟﻘﺎدة Yﺎﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺷﻜﻠﻬﺎ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺮﺳﻮﻣﺎت واﳉﺪاول اﳋـﺎﺻـﺔ ﺑﺎ)ﺒﺪﻋ ،zﻟﻜﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ ﺎﻣﺎ ،ﻓﺮﺳﻮﻣﻪ اﻟـﺒـﻴـﺎﻧـﻴـﺔ اﳋـﺎﺻـﺔ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎر اﻟﺘﻲ ﻜﻦ أن ﺗﺰداد ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺪرﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮة اﺣﺘﻤﺎﻻت ﻗﻴﺎم اﳉﻨﺮاﻻت ﺑﻘﻴﺎدة اﳉﻴﻮش إﻟﻰ ا)ﻌﺮﻛﺔ-ﻣﺜﻼ-ﻫﻲ رﺳﻮم ﺑﻴﺎﻧﻴﺔ ﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟـﻬـﺎ .وذﻟـﻚ ﻷن ﻟﻴﻤﺎن وﺿﻊ اﻟﻘﺎدة ا)ﻨﺘﺼﺮﻳﻦ وا)ﻬﺰوﻣ zﻣﻌﺎ دون ﻴﻴﺰ .إن ﲢﺪﻳﺪ اﻟﻌﻤـﺮ اﻟﺬي ﻳﺄﺧﺬ ﻓﻴﻪ أﺣﺪ اﻷﺷﺨﺎص ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ اﻟﻘﻴﺎم ﺑـﺪور ﻗـﻴـﺎدي ﻣـﻌـ zﻫـﻮ ﺷﻲء ،وإﻇﻬﺎر أن ﻋﻤﺮا ﻣﻌﻴﻨﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺄﻗﺼﻰ درﺟﺎت اﻟﻨﺠﺎح ﻫﻮ ﺷﻲء آﺧﺮ. وأﻛﺜﺮ ﻣﺎ اﻗﺘﺮب ﻟﻴﻤﺎن ﻣﻦ اﻟﺼﻮاب ﻓﻲ ﻓﻬﻤﻪ ﻟﺪور اﻟﻌﻤﺮ ﻓﻲ اﻛﺘﺴﺎب اﻟﻘﻮة 158
اﻟﻌﻤﺮ واﻹﳒﺎز
أو اﻟﻨﻔﻮذ ،ﻛﺎن ﻓﻲ ﲢﻠﻴﻠﻪ ﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ .ﻓﻤﺮﺷﺤﻮ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﻔﺎﺋﺰون ﻋﺎدة ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻧﻮن ﻓﻲ أواﺧﺮ اﳋﻤﺴﻴﻨﺎت ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻐﻠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﺧﺼﻮﻣﻬﻢ اﻟﻔﺎﺷﻠﻮن إﻣﺎ أﺻﻐﺮ أو أﻛﺒﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺳﻨﺎ ،ﻣﻊ ﻧـﺰﻋـﺔ واﺿـﺤـﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﻟﺪى ﻣﻦ ﻳﺨﺴﺮون اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻷن ﻳﻜـﻮﻧـﻮا Yـﻦ ﺑـﻠـﻐـﻮا اﻟـﻌـﻘـﺪ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣﻦ أﻋﻤﺎرﻫﻢ .واﻟﻌﻤﺮ ا)ﺜﺎﻟﻲ ﻟﻬﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜﺴﺒﻮن اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻤﺎ ﺑ zاﳋﺎﻣﺴﺔ واﳋﻤﺴ zواﻟﺴﺘ .zوﻓﻲ ﺣـﻘـﻴـﻘـﺔ اﻷﻣـﺮ، ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎل ،ﻓﺈن ﻣﻌﻈﻢ ا)ﺮﺷﺤ zاﳋﺎﺳﺮﻳﻦ ﻳﻘﻌﻮن أﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا ا)ﺪى اﻟﻌﻤﺮي ،وﻟﻮ أن ﻧﺴﺒﺘﻬﻢ ا)ﺌﻮﻳﺔ ﻫﻲ أﻗﻞ ﻣﻦ اﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ اﳋـﺎﺻـﺔ ﺑـﺎﻟـﻔـﺎﺋـﺰﻳـﻦ، و ـﻴـﻞ ﻣـﺮﺷـﺤـﻮ اﻟـﺮﺋـﺎﺳـﺔ ،أﻳـﺎ ﻛـﺎﻧـﺖ درﺟـﺔ ﳒـﺎﺣـﻬـﻢ ،إﻟـﻰ أن ﻳـﻜـﻮﻧـﻮا ﻓـﻲ اﳋﻤﺴﻴﻨﺎت ا)ﺘﺄﺧﺮة ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ .ﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﺑﺪ أن ﻧﻌﺘﺮف ﺑﺄن اﻟﻨﺠﺎح اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻲ ﻻ ﻳﻌﺎدل ﺑﺎﻟﻀﺮورة اﻟﻘﺪرة اﻟﻘﻴﺎدﻳﺔ .ﻓﺎﻟﺮﺋـﻴـﺲ ﻗـﺪ ﻳـﻨـﺠـﺢ ﻓـﻲ اﻻﻧـﺘـﺨـﺎﺑـﺎت ﳒﺎﺣﺎ ﺳﺎﺣﻘﺎ ،ﻟﻴﺤﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻣﺘﺪن ﺑﺼﻔﺘﻪ ﻗﺎﺋﺪا. ﻟﻘﺪ ﻗﻤﺖ ،ﻣﻦ أﺟﻞ ﻓﻬﻢ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zاﻟﻌﻤﺮ واﻟﻘـﻴـﺎدة ،ﺑـﻔـﺤـﺺ ٢٥ﻣﻠﻜـﺎ ﺗﻮﻟﻰ اﻟﻌﺮش ﺑﺎﻟﻮراﺛﺔ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ا)ﻠﻜـﻴـﺔ ا)ـﻄـﻠـﻘـﺔ ) .(Simonton, 1984 aوﻛﺎن ﻟﻬﺬا اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻟﻸﻓﺮاد ا)ﻤﺜﻠ ،zﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺎﺋﺪة ،وﻣﻦ ﺣﻘﺒﺔ ﻋﺘﻴﻘﺔ، ﻣﺒﺮرات ﻣﻨﻄﻘﻴﺎت :أوﻟﻬﻤﺎ أن ﺗﻘﺪﻳﺮ داﻟﺔ اﻟﻌـﻤـﺮ ﻳـﺘـﻄـﻠـﺐ اﻟـﻨـﻈـﺮ ﻓـﻲ ﺳـﻴـﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ،وﻻ ﻳﻮﺟﺪ أي ﻣﻨﺼﺐ ﺳﻴﺎﺳﻲ آﺧﺮ ﻳﺪوم ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻓﻴﻪ، ﻛﻤﺎ ﻳﺪوم ﻓﻲ ا)ﻠﻜﻴﺎت اﻟﻮراﺛﻴﺔ .وﺛﺎﻧﻴﻬﻤﺎ أن ا)ﻠﻮك ا)ﻄﻠﻘـ zـﺘـﻠـﻜـﻮن ﻗـﻮة أﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺘﻠﻜﻬﺎ رؤﺳﺎء اﻟﻮزارات ،أو رؤﺳﺎء اﳉﻤﻬﻮرﻳﺎت ،اﻟﺬﻳـﻦ ﻳﺨﻀﻌﻮن ﻟﻠﺪﺳﺘﻮر .ﻓﺈن ﻛﻨﺎ ﻧﺮﻳﺪ أن ﻧﺤﺪد ﻛﻴﻔﻴﺔ ارﺗـﺒـﺎط اﻟـﻌـﻤـﺮ ﺑـﺎﻹﳒـﺎز اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﺪﻳﻨﺎ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻟـﺘـﻤـﻌـﻦ ﻓـﻲ ﺣـﺎل اﳊـﻜـﺎم اﻟـﺬﻳـﻦ ﻛﺎﻧﺖ إرادﺗﻬﻢ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻔﻌﻠﻲ .ﻓﻔﻲ ﻣﺜﻞ اﳊﺎﻻت اﻻﺧﺘﺒﺎرﻳﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﻫﺬه ،ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺣﺎﻻت اﻻزدﻫﺎر واﻻﻧﺤﺪار ﻓـﻲ ا)ـﺼـﺎﺋـﺮ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ ﻷﻣﺔ ﻣﺎ ،ﺑﺸﻜﻞ وﺛﻴﻖ ،ﺑﺎﻟﺘﻄﻮرات اﻟﺘﻲ ﺮ ﺑﻬﺎ زﻋﻴﻢ اﻟﺪوﻟﺔ. ﻟﻘﺪ أﺧﺬت ﻋﻴﻨﺔ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ ٢٥ﻣﻦ ا)ﻠﻮك اﻟﺬﻳﻦ دام ﺣﻜﻤﻬﻢ ا)ﻄﻠﻖ أﻃﻮل ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ا)ﻠﻜﻴﺎت اﻟﻮراﺛﻴﺔ اﻷورﺑﻴﺔ :ﻣﻦ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ ﺣﺘﻰ اﳊﻘﺒﺔ )×(١٣ اﻟﻨﺎﺑﻠﻴﻮﻧﻴﺔ ،وﺿـﻤـﺖ ﻫـﺬه اﺠﻤﻟـﻤـﻮﻋـﺔ إﺿـﺎﻓـﺔ إﻟـﻰ ﻟـﻮﻳـﺲ اﻟـﺮاﺑـﻊ ﻋـﺸـﺮ ( ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻣﺜﻞ ﻓﺮدرﻳﻚ اﻟﻌﻈﻴﻢ)× (١٤ﻣﻦ ﺑﺮوﺳﻴﺎ ،وﺳﻠﻴﻤﺎن اﻟﻌﻈﻴﻢ)× ١٥ﻣﻦ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴـﺔ ،واﻹﻣـﺒـﺮاﻃـﻮر ﺗـﺸـﺎرﻟـﺰ اﳋـﺎﻣـﺲ)× (١٦ﻓﻲ أﺳﺒـﺎﻧـﻴـﺎ 159
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
إﻗﻄﺎﻋﻴﺎت ﻫﺎﺑﺴﺒﻮرج ،وإﻳﻔﺎن اﻟﺮﻫﻴﺐ)× ،(١٧وﺑﻄﺮس اﻷﻛﺐ)× (١٨ﻣﻦ روﺳﻴﺎ. ﻛﻤﺎ اﺷﺘﻤﻠﺖ اﻟﻌﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻼث ﻣﻠـﻜـﺎت :اﻟـﻴـﺰاﺑـﻴـﺚ اﻷوﻟـﻰ)× (١٩ﻣﻦ إﳒﻠﺘـﺮا، وﻣﺎرﻳﺎ ﺗﻴﺮﻳﺰ)× (٢٠ﻣﻦ اﻟﻨﻤﺴﺎ ،وﻣﺮﺟﺮﻳﺖ)× (٢١ﻣﻠﻜﺔ اﺳﻜﻨﺪﻧﺎﻓﻴﺎ. وﻗﺪ ﺣـﻜـﻢ ﻛـﻞ ﻣـﻠـﻚ ﻣـﻦ ﻫـﺆﻻء ا)ـﻠـﻮك ٣٦ﺳـﻨـﺔ أو أﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ ذﻟـﻚ وﺑـﻠـﻎ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻓﺘﺮة اﳊﻜﻢ ﻟﻬﺬه اﻟﻌﻴﻨﺔ ٤٣ﺳﻨﺔ. وﻗﺪ ﻗﻤﺖ ﺑﺘﻘﺴﻴﻢ ﻛﻞ ﻋﻬﺪ إﻟﻰ ﻓـﺘـﺮات ﻃـﻮل ﻛـﻞ ﻣـﻨـﻬـﺎ ﺧـﻤـﺲ ﺳـﻨـﻮات ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺎ اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ اﻟﺬي اﺳﺘﺨﺪﻣﺘﻪ ﻓﻲ دراﺳـﺘـﻲ ﻋـﻦ ﻣـﺆﻟـﻔـﻲ ا)ـﻮﺳـﻴـﻘـﻰ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ .وﻗﺪ وﻓﺮت وﺣﺪات اﻟﺰﻣﻦ ﻫﺬه اﻷﺳﺎس ا)ﻨﺎﺳﺐ ﳉﺪوﻟﺔ ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﺎﺳﺎت اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎ)ﻨـﺠـﺰات واﻟـﻨـﻜـﺴـﺎت اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ ،ﻛـﺎﻟـﻨـﺼـﺮ اﻟﻌﺴﻜﺮي أو اﻟﻬﺰ ﺔ ،واﻻﺳﺘﻘﺮار أو اﻟﻨـﺰاع اﻟـﺪاﺧـﻠـﻲ .ﻛـﺬﻟـﻚ اﺳـﺘـﺨـﺪﻣـﺖ ﻋﺪدا ﻛﺒﻴﺮا ﻣﻦ ا)ﺘﻐﻴﺮات ﻣﻦ أﺟﻞ ﺿﺒﻂ ﻛﻞ آﺛﺎر اﳉﻮاﻧﺐ ا)ﻨﻬﺠﻴﺔ ا)ﺼﻄﻨﻌﺔ ا)ﻤﻜﻨﺔ .وﻗﺪ أﺷﺎرت ﺣﺼﻴﻠﺔ اﺳﺘﺨﺪام أﺳﻠﻮب ﲢﻠﻴﻞ اﲡﺎه اﻟﻌـﻤـﺮ ﻣـﺘـﻌـﺪد ا)ﺘﻐﻴﺮات Multivariate Age Trend Analysisإﻟﻰ أن ﻋﻤﺮ اﳊﺎﻛﻢ ﻟﻪ أﺛﺮة اﳉﺪﻳﺮ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎر ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻷﻣﺔ .ﻓﻤﻊ ﺗﻘﺪم ا)ﻠﻚ ا)ﻨﻔﺮد ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺮ ،ﻳﻘﻞ اﺣﺘﻤﺎل أن ﺗﻘﻮم اﻷﻣﺔ ﺑﻐﺰو ﻗﻄﺮ آﺧﺮ ،أو أن ﲢﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﺳﺐ إﻗﻠﻴﻤﻴـﺔ إذا ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺎﻟﻐﺰو .ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻞ اﺣﺘﻤﺎل أن ﲢﺮز ﺟﻴﻮﺷﻬﺎ اﻻﻧﺘﺼﺎرات ﻓﻲ ﻣﻴﺎدﻳﻦ ا)ﻌﺎرك ،ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎن اﳉﻴﺶ ﲢﺖ اﻹﻣﺮة ا)ﺒﺎﺷﺮة ﻟﻠﻤﻠﻚ .أﻣﺎ ﻋﻠﻰ ا)ﺴﺘﻮى اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ،ﻓﺈن ﺗﻘﺪم اﻟﻌﻤﺮ ﻳﻌﻨﻲ اﻧﺨﻔﺎﺿﺎ ﻓﻲ ﻋﺪد ا)ﻌﺎﻫﺪات اﻟﺘﻲ ﻳﺘـﻢ اﻟﺘﻔﺎوض ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺑﻨـﺠـﺎح .وﻓـﻲ اﺠﻤﻟـﺎل اﻟـﺪاﺧـﻠـﻲ ﺗـﺼـﺒـﺢ اﻻﺿـﻄـﺮاﺑـﺎت ﺑـz اﳉﻤﺎﻫﻴﺮ وﻛﺬﻟﻚ ﺑ zأﻋﻀﺎء اﻷﺳﺮة اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﺗﻜﺮارا ،ﺧـﺎﺻـﺔ ﻓﻲ ﺳﻨﻮات اﳊﺎﻛﻢ اﻷﺧﻴﺮة. إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻫﺬه اﻟﺪاﻻت ا)ﺴﺘﻘﻴﻤﺔ اﳋﺎﺻـﺔ ﺑـﺎﻟـﻌـﻤـﺮ ،ﺗـﻈـﻬـﺮ ﻋـﻼﻗـﺎت أﺧﺮى ﻣﻨﺤﻨﻴﺔ ﻛﺬﻟﻚ ،وﺗﺸﻴﺮ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺎت إﻟﻰ وﺟﻮد ﻋﻤﺮ ﻣﻌ zﻟﺬروة اﻟﻘﻮة ،ﻣﺸﺎﺑﻪ ﻟﻌﻤﺮ اﻟﺬروة اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻟﺬي وﺟﺪﻧﺎه ﻟﺪى ا)ﺒﺪﻋ zا)ﺸﻬﻮرﻳﻦ. ﻓﻔﻲ اﻟﺸﺆون اﳊﺮﺑﻴﺔ ،ﺗﻘﻞ اﺣﺘﻤﺎﻻت ﻫﺰ ﺔ ا)ﻠﻮك ﻓﻲ ﻣﻴﺪان ا)ﻌﺎرك إﻟﻰ أﻗﺼﻰ درﺟﺔ ﻋﻨﺪ ﺣﻮاﻟﻲ ﻋﻤﺮ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ واﻷرﺑﻌ .zوﻋﻨﺪ ﻫﺬا اﻟﻌـﻤـﺮ ا)ـﺜـﺎﻟـﻲ )إﺣﺼﺎﺋﻴﺎ( ﻳﻘﻞ اﺣﺘﻤﺎل أن ﻳﻔﻘﺪ ا)ﻠﻚ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻃﻌﺎت ﺑﻼده ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻷﻗﻄﺎر اﺠﻤﻟﺎورة ﺳﻮاء ﻣﻦ ﺧﻼل ا)ﻔﺎوﺿﺎت أو ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻘﻮة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ. وﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻷﻣﻮر ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻠﻬﺎ ،ﻓﺈن اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺗﺒ zأن رﻓﺎﻫﻴﺔ اﻷﻣﺔ ﺗـﻌـﺘـﻤـﺪ 160
اﻟﻌﻤﺮ واﻹﳒﺎز
ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺮ ﺣﺎﻛﻤﻬﺎ .ﻓﻴﻤﺎ أن ﺗﺘﺪﻫﻮر ﺣﺎﻟﺔ اﻷﻣﺔ ﻣﻊ ﺗﻘﺪم ﻣﻠﻜﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺮ ،أو أن ﺗﻌﻘﺐ اﻟﺼﻌﻮد إﻟﻰ ذروة اﻟﻘﻮة ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻷﻓﻮل اﻟﺴﺮﻳـﻊ .وﻟـﻴـﺲ ﻣـﻦ ﺑـz ﻫﺬه اﻟﻘﻴﺎﺳﺎت ﻣﺎ ﻳﻈﻬﺮ أن اﻷﻣﻮر اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺘﺤﺴﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘـﺴـﻖ ،ﻣـﺎدام اﳊﺎﻛﻢ ﻳﺘﻘﺪم ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺮ. ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﳊﺎل أن ﻧﻨﺪﻓﻊ ﻧﺤﻮ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋـﺞ ﻋـﻠـﻰ اﻟﻘﺎدة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴ zﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ا)ﻌﺎﺻﺮ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻓﺈن ﻫﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻟﻬﺎ دﻻﻻﺗﻬﺎ، ﺧﺎﺻﺔ ﻷن ﻋﻤﺮ اﻟﺬروة اﳋﺎص ﺑﺎﻟﻨﺠﺎح اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻘﺮب ﻣﻦ اﻻزدﻫﺎر ﻋﻨﺪ ﺳﻦ اﻷرﺑﻌ zاﻟﺬي ﻳﺤﺪث ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ .واﻹﺑﺪاع ﻗﺪ ﻻ ﻳﻘﻞ أﻫﻤﻴﺔ ﻓﻲ إﳒﺎز اﻟﻘﺎﺋﺪ ا)ﺸﻬﻮر ﻋﻦ أﻫﻤﻴﺘﻪ ﻟﻠﻤﺒﺪع ا)ﺸﻬﻮر-ﻫﺬا إذا ﻛﻨﺎ ﻧﻌﻨﻲ ﺑﺎﻹﺑﺪاع ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻌﻴﻨﺎ ﻣﻦ اﳋﻴﺎل ا)ﺮن .وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈن ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﺮ ﺑﻨﺠﺎح اﻟﻘﺎدة ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﻬﻤﺔ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻨﺠﺎح ا)ﺒﺪﻋ.z
ﺗﻔﺴﻴﺮات ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ
ﻋﻠﻰ أن اﻟﻀﻌﻒ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺟﻬﺪ ﻟﻴﻤﺎن اﻹﻣﺒﻴﺮﻳﻘﻲ ﺣﻮل اﻟﻌﻤﺮ واﻹﳒﺎز ﻳﻜﻤﻦ ﻋﻨﺪي ﻓﻲ ﺿﺂﻟﺔ اﻟﻨﻘﺎش اﻟﻨﻈﺮي ﻟﺪﻳﻪ .ﻛﺬﻟـﻚ ﻓـﺈن ﻣـﻌـﻈـﻢ اﻟـﺒـﺤـﻮث اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻨﻴﺔ ﺑﺪﺣﺾ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻟﻴﻤﺎن اﻹﻣﺒﻴﺮﻳﻘﻴﺔ ،أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻫﺘﻤﺎﻣﻬـﺎ ﺑﺈﺣﺪاث ﺗﻘﺪم ﻓﻲ ﻓﻬﻤﻨﺎ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻈﺎﻫﺮة .وﻟﻬﺬا ﻓﺈن ﻋﺮﺿﻲ ﻟﻠﺘﻔﺴـﻴـﺮات ا)ﻤﻜﻨﺔ ﻻ ﻳﺪﻋﻲ أﻧﻪ ﻳﺤﺴﻢ اﻟﻘﻀﻴﺔ .ﻟﻜﻦ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﻜﺎﻣﻨـﺔ ﺧـﻠـﻒ ﻣـﻨـﺤـﻨـﻰ اﻟﻌﻤﺮ ﻫﻲ-ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ-إﻣﺎ ﻗﻴﻮد ﺧﺎرﺟﻴﺔ-أي ﻣﺆﺛﺮات ﻣﻦ اﳋﺎرج ﺗﺆﺛﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻮك ا)ﺒﺪع-أو ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﻄﻮرﻳﺔ داﺧﻠﻴﺔ.
اﻟﻘﻴﻮد اﳋﺎرﺟﻴﺔ
إن اﻷﺳﺒﺎب اﳋﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ وراء ﺗﺬﺑﺬب اﻹﺑـﺪاع أﺳـﺒـﺎب ﻋـﺪﻳـﺪة، اﺟﺘﺬب اﺛﻨﺎن ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺤﻮﺛﺎ إﻣﺒﻴﺮﻳﻘﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮة ﻣﺒﺎﺷﺮة .وﻗﺪ اﻗﺘﺮح ﻟﻴﻤﺎن أن أﺣﺪ اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت اﻟﻮاﺿﺤﺔ ﻫﻮ أن ﻣﻨﺤﻨﻰ اﻟﻌﻤﺮ ﻳﺘﻮازى ﻣﻊ ا)ﺴﺎر اﻟﻄﻮﻟﻲ ﻟﻠﻘﻮة اﳉﺴﻤﺎﻧﻴﺔ.ﻓﻤﻦ ا)ﺆﻛﺪ أن اﳊﻴﻮﻳﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﲢﺘﺎج ﻟﺪرﺟﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ .وﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا)ﺜﺎل ،ﻓﺈن إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ،ﻗﺪ أﻋﺎﻗﺘﻬﺎ اﻋﺘﻼﻻﺗﻪ اﳉﺴﺪﻳﺔ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﻗﻠﻬﺎ ﺻﻤﻤﻪ ا)ﺘﻌﺎﻇﻢ ﻣﻊ ﻣﺮ اﻷﻳﺎم .وﻟﻜﻦ رﻏﻢ ا)ﻌﻘﻮﻟﻴﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻟﻬﺬا اﻻﻗـﺘـﺮاح ،ﻓـﺈﻧـﻪ ﻻ 161
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻘﺪم ﻟﻨﺎ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﻜﺎﻓـﻲ .ﻓـﻔـﻲ ا)ـﻘـﺎم اﻷول ،ﻗـﺪ ﺗـﻈـﻬـﺮ ذروة اﻟﺼﺤﺔ اﳉﺴﻤﻴﺔ ﻓﻲ وﻗﺖ أﺑﻜﺮ ﻣﻦ أن ﺗﻔﺴﺮ ذروة اﻟﻨﺸـﺎط اﻟـﻌـﻘـﻠـﻲ .وﻗـﺪ وﺟﺪ ﻟﻴﻤﺎن أن أﳒﺢ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴ ،zﻣﺤﻄﻤـﻲ اﻷرﻗـﺎم اﻟـﻘـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ ،واﻟـﻼﻋـﺒـz اﶈﺘﺮﻓ zﻓﻲ اﻟﻔﺮق اﻟـﺮﻳـﺎﺿـﻴـﺔ ،وأﺑـﻄـﺎل اﻟـﺮﻳـﺎﺿـﺔ -ـﻴـﻠـﻮن إﻟـﻰ أن ﺗـﻜـﻮن أﻋﻤﺎرﻫﻢ ﻓﻲ أواﺧﺮ اﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎت وأواﺋﻞ اﻟﺜﻼﺛـﻴـﻨـﺎت .ﻓـﺈذا أﺧـﺬﻧـﺎ ﳒـﺎﺣـﻬـﻢ ﻛﻤﺆﺷﺮ ﻟﻌﻤﺮ اﻟﺬروة ﻓﻲ اﻟﻘﻮة اﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ،ﻓﺈن ﻫﺬا اﻟﻨﺠﺎح ﻳـﺤـﺪث ﻗـﺒـﻞ ﻋـﻘـﺪ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻦ اﻻزدﻫﺎر اﻹﺑﺪاﻋﻲ اﻟﺬي ﻳﺤﺪث ﻋـﻨـﺪ ﺳـﻦ اﻷرﺑـﻌـ .zﻟـﻘـﺪ ﻗـﺪرت دراﺳﺘﻲ ﻟﻠﻤﺆﻟﻔ zا)ﻮﺳﻴـﻘـﻴـ zاﻟـﻌـﺸـﺮة أﺛـﺮ ا)ـﺮض اﳉـﺴـﻤـﻲ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻨـﺎﰋ اﻹﺑـﺪاﻋـﻲ ،ﻟـﻜـﻨـﻬـﺎ ﻟـﻢ ﲡـﺪ أي دﻟـﻴـﻞ ﻋـﻠـﻰ ﺳـﻴـﻄـﺮة اﳉـﺴــﻢ ﻋ ـﻠــﻰ اﻟ ـﻌ ـﻘــﻞ ) .(Simonton,1977 aﻓﺮﻏﻢ أن ﺻﺤﺔ ا)ﺆﻟﻔ zا)ﻮﺳﻴﻘﻴ zﻣﺎﻟﺖ إﻟﻰ اﻟﺘﺪﻫﻮر ﻣﻊ ﺗﻘﺪم اﻟﺴﻦ ،ورﻏﻢ أن ﻫﺬا اﻟﺘـﺪﻫـﻮر ﻛـﺎﻧـﺖ ﻟـﻪ آﺛـﺎر ﺳـﻠـﺒـﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻣـﻌـﺪل اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ،ﻓﺈن ﻣﻨﺤﻨﻰ اﻟﻌﻤﺮ ﻇﻞ ﺛﺎﺑﺘﺎ ،ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺤﻜﻢ اﻹﺣﺼﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻣﻞ اﳋﺎرﺟﻲ .وﻟﻘﺪ ﻳﺠﻌﻞ اﻓﺘﻘﺎد اﻟﻠﻴﺎﻗﺔ اﻟﺒﻴﻮﻟـﻮﺟـﻴـﺔ اﻟـﺘـﺪﻫـﻮر اﻷﺧـﻴـﺮ أﺳﺮع Yﺎ ﻟﻮ ﻇﻠﺖ اﻟﺼﺤﺔ ﺟﻴﺪة ،ﻟﻜﻦ اﻟﺘﺪﻫﻮر ﺣﺎدث ﺑﺼﺮف اﻟـﻨـﻈـﺮ ﻋـﻦ اﻟﺼﺤﺔ. ﻟﻘﺪ ﻃﺮح ﻣﺒﺪأ اﻟﻔﺎﺋﺪة ا)ﺘﺮاﻛﻤﺔ ،اﻟﺬي ﻋﺮﺿﻨﺎه ﻓـﻲ اﻟـﻔـﺼـﻞ اﻟـﺴـﺎﺑـﻖ، أﻳﻀﺎ ،ﻛﺘﻔـﺴـﻴـﺮ Yـﻜـﻦ ) (Allison and Stewart, 1974; Cole, 1979ﻓﺎ)ﻜـﺎﻓـﺂت، وﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺘﻜﺮ واﳊﻔﺎوة ،وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣـﻦ اﻷﺣـﺪاث اﻹﻳـﺠـﺎﺑـﻴـﺔ ﻗـﺪ ﺗـﺪﻋـﻢ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎح اﻟﺒﺎﻫﺮ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻄﻤﺲ اﻓﺘﻘﺎد ﻣـﺜـﻞ ﻫـﺬه ا)ﻜﺎﻓﺂت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺴﻠﻮك ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺨـﻴـﻴـﺐ آﻣـﺎل ا)ـﺒـﺪع أو اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻄﻤﻮح وﺗﺜﺒﻴﻂ ﻫﻤﺘﻪ .وﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻟﻬﺬه اﳊﺠﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻘﻮﻟﻴﺔ ﻇﺎﻫﺮة، ﻓﺈن اﳊﺠﺔ ا)ﻨﺎﻗﻀﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ أﻳﻀﺎ ،ﻓﺎﻻﻋﺘﺮاف اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﺸﻬﺮة ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻧﺎن ﻫﺪﻓ zأﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻬﻤﺎ داﻋﻤ zﻟﻠﺴﻠﻮك .ﻓﻘﺪ ﻳﻜﺎﻓﺢ ا)ﺒﺪع ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻔﻮز ﺑﺠﺎﺋﺰة ﻧﻮﺑﻞ ،ﻣﺜﻼ ،وﻣﺎ أن ﻳﺘﻢ اﻟﻮﺻﻮل ﻟﻬﺬا اﻟﻬـﺪف ،ﺣـﺘـﻰ ﻳـﻀـﻌـﻒ اﻟﺪاﻓﻊ اﻟﺬي دﻓﻊ ﺑﻪ ﻧﺤﻮ اﻟﻘﻤﺔ ﺿﻌﻔﺎ ﻛﺒﻴﺮا .ﻛﺬﻟﻚ ،ﻓـﺈن اﻟـﺸـﻬـﺮة واﳊـﻆ اﻟﺴﻌﻴﺪ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺠﻠﺒﺎن ﻣﺴﺆوﻟﻴﺎت وﻣﻄﺎﻟﺐ ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﻣﺘﺰاﻳﺪة ﺗﺴﺘﻬﻠﻚ ﺑﺪورﻫﺎ ﻣﻘﺎدﻳﺮ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ وﻗﺖ ا)ﺒﺪع ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻨﺨﻔﺾ اﻟﻨﺎﰋ اﻟﻌﻘﻠﻲ ﻟﻪ ).(Roe, 1972 وإذن ﺗﻜﻮن ا)ﻜﺎﻓﺂت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﻳﺨﺘﻠﻂ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﺸﺠﻴﻊ وﺗﺜﺒﻴﻂ اﻟﻬﻤﻢ. ﻟﻘﺪ ﻻﺣﻈﺖ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮ ا)ﺪﻋﻤﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ، 162
اﻟﻌﻤﺮ واﻹﳒﺎز
وﻟﻢ أﺟﺪ ﺗﺄﺛﻴﺮا ﻳﺬﻛﺮ .ﻓﻔﻲ اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺘﻲ أﺟﺮﻳﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ا)ﺆﻟﻔ zا)ﻮﺳﻴﻘﻴz اﻟﻌﺸﺮة ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ )ﻈﺎﻫﺮ اﻟﺘﻜﺮ واﻻﺣﺘﻔﺎء أي ﺗـﺄﺛـﻴـﺮ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻨـﺎﰋ ا)ـﺆﻟـﻒ. ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻻﺣﻈﺖ ﺗﻮزﻋﺎ ﻳﺜﻴﺮ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﻟﻠﻤﻜﺎﻓﺂت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﻣـﻊ اﻟـﺘـﻘـﺪم ﻓـﻲ اﻟﺴﻦ ،ﻓﻬﻲ ﺗﺘﻮرع ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﻨﺤﻨﻰ ﻳـﺄﺧـﺬ ﺷـﻜـﻞ اﳊـﺮف .Jأي أن ﻣﻌﻈـﻢ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻜﺮ ﻫﺬه ﺗﺄﺗﻲ إﻣﺎ ﻣﺒﻜﺮة ﺟﺪا ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة ا)ﻬﻨـﻴـﺔ ،أو ﻣـﺘـﺄﺧـﺮة ﺟﺪا ﻗﺮب ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻫﺬه اﻟﺴﻴﺮة ،وﲢﻈﻰ اﻟﻔﺘﺮة اﻷﺧﻴﺮة ﺑﺄﻛﺒﺮ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺮة واﺠﻤﻟﺪ .وا)ﻜﺎﻓﺂت ا)ﺒﻜﺮة ﺗﻌﻄﻰ )ﻦ أﻇﻬﺮوا إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻣﺒﻜﺮة ،ﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﺗـﻌـﻄـﻰ ا)ﻜﺎﻓﺂت ا)ﺘﺄﺧﺮة )ﻦ أﻛﻤﻠﻮا ﺣـﻴـﺎة ﻣـﻠـﻴـﺌـﺔ ﺑـﺎﻹﻧـﺘـﺎج اﻹﺑـﺪاﻋـﻲ ،وYـﺎ ﲡـﺪر ﻣﻼﺣﻈﺘﻪ أن ﻫﺬا ا)ﻨﺤﻨﻰ ﻳﻜﺎد ﻳﺘﻄﺎﺑﻖ وﻣﻨﺤﻨﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zاﻟﺸﻬﺮة وﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ .وﻛﻤﺎ ﻻﺣﻈﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﳋﺎﻣﺲ ،ﻓﺎن ﻣﻌﻈـﻢ ﻣـﺸـﺎﻫـﻴـﺮ ا)ـﺒـﺪﻋـz واﻟﻘﺎدة ﻴﻠﻮن إﻣﺎ إﻟﻰ أن ﻳﻌﻴﺸﻮا ﺣﻴﺎة ﻣﺄﺳﺎوﻳﺔ ﻓﻲ ﻗﺼﺮﻫﺎ ،أو ﺣﻴﺎة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺟﺪا )اﻧﻈﺮ اﻟﺸﻜﻞ رﻗﻢ .(٣وا)ﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻷوﻟﻰ ﻮﺗﻮن ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻓﺘﺮة اﻟﺬروة اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ ا)ﻜﺎﻓﺂت اﻻﺟﺘـﻤـﺎﻋـﻴـﺔ ،ﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ـﻮت ا)ـﻨـﺘـﻤـﻮن إﻟـﻰ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة اﻟﺬروة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .وﻓﻲ اﳊﺎﻟﺘـ zﻓـﺈﻧـﻬـﻢ ﻳـﺘـﺮﻛـﻮن اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻫﻢ ﻋﻨﺪ ﻗﻤﺔ اﻋﺘﺮاف ﻣﻌﺎﺻﺮﻳﻬﻢ ﺑﻬﻢ ،وﻫﻮ اﺗﻔﺎق ﻓﻲ اﻟـﺮأي ﻗـﺪ ﻻ ﺗﻨﺴﺎه اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﻬﻢ .أﻣﺎ اﻷﻓﺮاد اﻟﺬﻳﻦ ﻮﺗﻮن ﻓـﻲ ﻣـﻨـﺘـﺼـﻒ اﻟـﻌـﻤـﺮ ﻓﻘﺪ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻧﺨﻔﺎض ﻓﻲ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﺮﺳﻤﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﻠﻘﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺻﺮﻳﻬﻢY ،ﺎ ﻗﺪ ﻳﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒﻴﺎ ﻋﻠﻰ أﺣﻜﺎم اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﻬﻢ .وﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ أن ا)ﻜﺎﻓﺂت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ا)ﻌﺎﺻﺮة ﻗﺪ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠـﻰ اﻟـﺘـﻘـﺪﻳـﺮ اﻟﺬي ﺤﻨﻪ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﻔﺮد ﻣﻌ zﺗﺄﺛﻴﺮا ﻛﺒﻴﺮا. وﻣﻦ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮات ا)ﻤﻜﻨﺔ )ﻨﺤﻨﻰ اﻟﻌﻤﺮ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺑﻮﺳـﻌـﻨـﺎ أن ﻧـﺴـﻘـﻄـﻪ ﻣـﻦ ﺣﺴﺎﺑﻨﺎ ،ﻣﺆداه أن أي اﻛﺘﻤﺎل أو ﺗﻀﺎؤل ﻓﻲ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ أو اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﺒﺮ ﺗﻘـﺪم اﻟﺴﻦ ﻻ ﻜﻦ ﻋﺰوﻫﻤﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻌﻘﻮل إﻟـﻰ اﻟـﺰﻳـﺎدة أو اﻟـﻨـﻘـﺺ ﻓـﻲ اﻟـﺬﻛـﺎء. ﻓﺮﻏﻢ أن اﻟﺬﻛﺎء أﺣﺪ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺠﺎح اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻟﻠﻔﺮد ﺣـﻘـﺎ ،إﻻ أن اﻟﺘﺬﺑﺬﺑﺎت ﻓﻲ ذﻛﺎء اﻟﻔﺮد ﻣﻊ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻦ ﻻ ﺗﻨﺨﻔﺾ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﺮﻳـﻊ وﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻔﻲ ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﺘﻲ ﲢﺪث ﻣﻊ اﻟﺘﻘﺪم ﻓﻲ اﻟﺴﻦ ﻓﻲ اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ أو اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .ﻓﻔﻴﻤﺎ ﻋﺪا ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﳋﺮف اﻟﻮاﺿﺤﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻬﺒﻮط ﻓﻲ رﺑﻮة اﻟﻌﺒﻘـﺮﻳـﺔ اﻟـﻔـﻜـﺮﻳـﺔ إﻟـﻰ ﻣـﻮﺿـﻊ اﻟـﺸـﺨـﺺ اﻟﻌﺎدي ﻓﻲ ﻗﺪراﺗﻪ أﻣﺮ ﻟـﻢ ﻧـﺴـﻤـﻊ ﺑـﻪ ﻣـﻦ ﻗـﺒـﻞ ،ﻛـﺬﻟـﻚ ﻓـﺈن اﻻﲡـﺎه اﻟـﻜـﻠـﻲ 163
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻟﻨﻤﻮذج اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻟﻠﻨﺠﺎح ﻳﺘﻌﺎرض واﻻﻓﺘﺮاض اﳋﺎص ﺑﺎﻻﺿﻤﺤﻼل اﻟﻌﻘﻠﻲ .و ﺎ أن اﻟﻨﺎﰋ اﻹﺑﺪاﻋﻲ اﻟﻨﺎﺷﺊ ﻓـﻲ اﻟـﺴـﻨـﻮات ا)ـﺘـﺄﺧـﺮة ﻟـﻪ ﻧـﻔـﺲ ﻓﺮص اﻟﻨﺠﺎح اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﻨﺎﰋ اﻟﺬي أﻧﺘﺞ ﺧﻼل ﻋﻤﺮ اﻟﺬروة اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ا)ﻘﺘﺮح ،ﻓﺈن اﻻﻧﺨﻔﺎض اﻟﻌﻘﻠﻲ ﻻ ﻓﺎﺋـﺪة ﻣـﻨـﻪ ﻟـﺘـﻔـﺴـﻴـﺮ ا)ـﻨـﺤـﻨـﻰ ا)ﺬﻛﻮر .ﻟﻘﺪ أﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﻗﺎل ،ﻓﻲ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ »ﺟﻌﺠﻌﺔ ﺑﻼ ﻃﺤﻦ«)اﻟﺘﻲ ﻛـﺘـﺒـﻬـﺎ ﺷﻜﺴﺒﻴﺮ وﻫﻮ ﻓﻲ اﻟﺮاﺑﻌﺔ واﻟﺜﻼﺛ» :(zﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﻣﻦ اﻟـﺒـﺎب ﻳﺨﺮج اﻟﻌﻘﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﻓﺬة«.
اﳌﺆﺛﺮات اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ
ﻳﺸﻴﺮ ا)ﻘﺪار اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث اﻹﻣﺒﻴﺮﻳﻘﻴﺔ إﻟﻰ أن ﻣﻨﺤﻨﻰ اﻟﻌﻤﺮ اﳋﺎص ﺑﺎﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ،ﻻ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺑـﺎﻷﺣـﺪاث اﳋـﺎرﺟـﻴـﺔ )Blackburn, Behymer, .(and Hall, 1978; Simonton 1978 aﻛﻤﺎ ﺗﻔﺴﺮ داﻟﺔ اﻟﻌﻤﺮ ا)ﻨـﺤـﻨـﻴـﺔ وﺑـﺸـﻜـﻞ ﺛﺎﺑﺖ ﻗﺪرا أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﰋ اﻟﺸﺨﺼﻲ ،أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي ﻋﺎﻣﻞ ﺧﺎرﺟﻲ آﺧﺮ .وﻫﻜﺬا ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻧﻘﺒﻞ اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ إن ﻗﻮة داﺧﻠﻴـﺔ ﻣـﻌـﻴـﻨـﺔ، ﺷﻴﺌﺎ ﻳﻼزم اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ،ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ اﻻﲡﺎﻫﺎت اﻟﺘﻄﻮرﻳﺔ ا)ﻼﺣﻈﺔ. وﻗﺪ اﻗﺘﺮح ﺑﻴﺮد ) (١٨٧٤ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻛﻬﺬه ﻓﻌﻼ ،وﺗﺮى ﻫﺬه اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ أن اﻹﺑﺪاع ﻫﻮ داﻟﺔ )ﺘﻐﻴـﺮﻳـﻦ أﺳـﺎﺳـﻴـ zﻫـﻤـﺎ :اﳊـﻤـﺎس Enthusiasmواﳋﺒـﺮة .Experience ﻓﺎﳊﻤﺎس ﻳﺰود ا)ﺒﺪع ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻗـﺔ اﻟـﺪاﻓـﻌـﺔ )ـﻮاﺻـﻠـﺔ اﳉـﻬـﺪ .ﻟـﻜـﻦ اﳊﻤﺎس وﺣﺪه ﻟﻦ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ أي ﺷﻲء أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﻷﺻﻴﻞ ،أﻣـﺎ اﳋـﺒـﺮة ﻓﻬﻲ اﻟﺘﻲ ﻨﺢ ا)ﺒﺪع اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﻴﻴﺰ اﻟﻐﺚ ﻣﻦ اﻟﺴﻤ zﻣﻦ اﻷﻓﻜﺎر ،ﻛﻤﺎ ﺗﺴﺎﻋﺪه ﻋﻠﻰ ﺻﻴﺎﻏﺔ اﻷﻓﻜﺎر اﻷﺻﻴﻠﺔ ﺑﻜﻔﺎءة ﻋﺎﻟﻴﺔ .ﻟﻜﻦ اﳋﺒﺮة دون ﺣﻤﺎس ﺗﺆدي إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺮوﺗﻴﻨﻲ ا)ﺘﻜﺮر .أﻣﺎ اﻹﺑﺪاع اﳊﻘﻴﻘﻲ ﻓﻴﺘﻄﻠﺐ اﻟﻘﺪر اﻟﻜﺎﻓﻲ ﻣﻦ اﳊﻤﺎس واﳋﺒﺮة ﻣﻌﺎ .ﻏﻴﺮ أن ﻮذج ﺑﻴﺮد ﻫﺬا ﻳﺮى أن ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻌﺎﻣﻠz ﻳﻜﺸﻔﺎن ﻋﻦ ﺗﻮزﻳﻌﺎت ﻣﺘﻌﺎرﺿﺔ ﻣﻊ ﺗﻘﺪم اﻟﺴﻦ ،ﻓﺎﳊﻤﺎس ﻴﻞ إﻟﻰ أن ﻳﺒﻠﻎ ذروﺗﻪ ﻓﻲ وﻗﺖ أﺑﻜﺮ ﻣﻦ اﳊﻴﺎة ،ﺛﻢ ﻳﺬﺑـﻞ ﺑـﻌـﺪ ذﻟـﻚ ﺑـﺸـﻜـﻞ ﻣـﻄـﺮد ،ﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﺗﺘﺰاﻳﺪ اﳋﺒﺮة ﺑﺎﻟﺘﺪرﻳﺞ ﻣﻊ ﺗﻘﺪم اﻟﺴﻦ .وﻳﺮى ﺑﻴﺮد أن اﻟﺘﻮازن ا)ﻨﺎﺳﺐ ﺑz ﻫﺎﺗ zاﻟﻘﻮﺗ zﻻ ﻳﺤﺼﻞ إﻻ ﻓﻴﻤﺎ ﺑ zاﻟﺜﺎﻣﻨﺔ واﻟﺜﻼﺛـ zواﻷرﺑـﻌـ .zﺑـﺤـﻴـﺚ ﻳﻜﻮن ﻧﺎﰋ ا)ﺒﺪع ﻗﺒﻞ ﻓﺘﺮة اﻟﺬروة ﻫﺬه أﺻﻴﻼ ﺑﺪرﺟﺔ ﻛﺒﻴـﺮة أﻣـﺎ ﺑـﻌـﺪ ذﻟـﻚ ﻓﻴﻜﻮن رﺗﻴﺒﺎ وﻫﻜﺬا ﻓﺈن اﻹزدﻫﺎر اﻟﺬي ﻳﺄﺗﻲ ﻣـﻊ ﺳـﻦ اﻷرﺑـﻌـ zﻫـﻮ ﻧـﺘـﻴـﺠـﺔ 164
اﻟﻌﻤﺮ واﻹﳒﺎز
ﻣﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺘﺠﺎور ا)ﺘﻮازن اﻟﻔﺮﻳﺪ ﻣﺎ ﺑ zﺑﻬﺠﺔ اﻟﺸـﺒـﺎب ،وﺣـﺼـﺎﻓـﺔ اﻟﻨﻀﺞ. ﻳﺘﺴﻢ ﻮذج ﺑﻴﺮد رﻏﻢ ﺑﺴﺎﻃﺘﻪ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻘﻮة اﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ،ﻓﻬﻮ ﻳﻔﺴﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا)ﺜﺎل) ،ﺎذا ﻳﺼﻞ اﻹﺑﺪاع إﻟﻰ ذروﺗﻪ ﻓﻲ أﻋﻤـﺎر ﻣـﺨـﺘـﻠـﻔـﺔ ﻓـﻲ اﻟـﻔـﺮوع ا)ﻌﺮﻓﻴﺔ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ إذا اﻓﺘﺮﺿﻨﺎ أن ﺑﻌﺾ أ ﺎط اﻟﻨـﻮاﰋ اﻹﺑـﺪاﻋـﻴـﺔ ﺗـﺘـﻄـﻠـﺐ ﺣﻤﺎﺳﺎ أﻛﺒﺮ ،وأن ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻵﺧﺮ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺧﺒﺮة أﻛﺜﺮ .وﻟﻨﺄﺧﺬ ﻣﺜﻼ ذﻟﻚ اﻟﺘﻌﺎرض اﻟﻌﻤﺮي اﻟﺮاﺳﺦ ﻣﺎ ﺑ zاﻷدب اﻟﺸﻌﺮي واﻷدب اﻟﻨﺜﺮي .إن اﻟﺸﻌﺮ ﻳﺒـﺪو أﻧـﻪ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺣﻤﺎﺳﺎ أﻛﺜﺮ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺘﻄﻠﺐ اﻟﺮواﻳﺎت ﺧﺒﺮة أﻛﺜﺮ .وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﺼﻞ اﻟﺸﻌﺮاء إﻟﻰ اﻟﺬروة ﻗﺒﻞ اﻟﺮواﺋﻴ zوﺗﺘﻄﻠﺐ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﻓﻲ اﻷﻣﻮر اﻟﺜـﻘـﺎﻓـﻴـﺔ ﻧﺴﺒﺔ أﻋﻠـﻰ ﻣـﻦ اﳋـﺒـﺮةY ،ـﺎ ﺗـﺘـﻄـﻠـﺒـﻪ ﻣـﻦ اﳊـﻤـﺎس ،وﻫـﺬا ﻳـﻔـﺴـﺮ ﻏـﻴـﺎب اﻻﻧﺨﻔﺎض ﻓﻲ ﻧﺸﺎﻃﺎت ﻣﺜﻞ اﻟﺘﺄرﻳﺦ ﻣﻊ اﻟﺘﻘﺪم ﻓﻲ اﻟﺴﻦ .وإذا ﻛﺎن اﻹﺑﺪاع اﻟﻔﻨﻲ ﻴﻞ ،ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ،إﻟﻰ أن ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ذروﺗﻪ ﻓﻲ وﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻠﻰ اﻹﺑﺪاع اﻟﻌﻠﻤﻲ ،ﻓﺈن اﻟﺪرﺟﺎت اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﳊﻤﺎس واﳋﺒﺮة ،داﺧﻞ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻨﺸﺎﻃ ،zﻗﺪ ﺗﻘﺪم ﻟﻨﺎ اﻟﺴﺒﺐ اﳋﻔﻲ اﻟﺬي ﻳﻘﻒ وراء ذﻟﻚ. وﻗﺪ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴـﺎدة أﻳـﻀـﺎ .ﻓـﺎﳊـﻤـﺎس ﻗـﺪ ﻳـﻜـﻮن ﻫـﻮ اﻟﺸﺮط اﻷول ا)ﺴﺒﻖ ﻷن ﻳﺼﺒﺢ ا)ﺮء ﺛﻮرﻳﺎ ،ﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﻗـﺪ ﻳـﻌـﺘـﻤـﺪ ﳒـﺎح ا)ـﺮء ﻛﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻧﻈﺎم ﻣﺴﺘﻘﺮ ﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﳋﺒﺮة .ﻛﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﻳـﻔـﺴـﺮ اﻟـﺘـﻌـﺎرض اﻟﻌﻤﺮي ﻣﺎ ﺑ zﻣﺆﺳﺴﻲ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ وﺑـ zاﶈـﺎﻓـﻈـ zوا)ـﺪاﻓـﻌـ zﻋـﻦ ا)ﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﺮاﺳﺨﺔ ،ﻋﻠﻰ أﻧـﻪ ﺗـﻘـﺎﺑـﻞ ﻣـﺎ ﺑـ zاﻟـﻮﺟـﺪ اﻟـﺪﻳـﻨـﻲ وﺑـz اﳋﺒﺮة أو ا)ﻌﺮﻓﺔ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ اﻟﻮاﺳﻌﺔ .وإذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﻴﺎدة ﻴﻞ إﻟﻰ أن ﺗﺒـﻠـﻎ ذروﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﺮ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻋﻦ اﻹﺑﺪاع ،ﻓﺈن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻣﺎ ﺑ zاﳊﻤﺎس واﳋﺒﺮة ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻫﻲ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﳊﺎﺳﻢ .ﻟﻘﺪ اﺷﺘﻬﺮ ﺑﻨﻴـﺎﻣـ zﻓـﺮاﻧـﻜـﻠـ zأوﻻ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﻋﺎ)ﺎ ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ .وﻛﺘﺐ دزراﺋﻴﻠﻲ أﻋﻈﻢ رواﻳﺎﺗﻪ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺼﺒﺢ رﺋﻴﺴﺎ ﻟﻠﻮزراء .وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ ،ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ،أن ﻮذج ﺑﻴﺮد ا)ـﺸـﺘـﻤـﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻣﻠ zﻟﻪ ﻗﺪر ﻣﺪﻫﺶ ﻣﻦ اﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو. وأﻳﺎ ﻛﺎن ﳒﺎح ﻮذج ﺑﻴﺮد ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ،ﻓﺈن دﻗﺘﻪ اﻟﺘﻨﺒﺌﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺿﻴﺔ. ﻓـﻬـﺬا اﻟـﻨـﻤــﻮذج ــﻮذج ﺗ ـﺼــﻮري Conceptualأﻛـﺜـﺮ ﻣـﻨـﻪ ـﻮذﺟــﺎ رﻳــﺎﺿ ـﻴــﺎ Mathematicalوﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻤﻦ اﻟﺼﻌﺐ إﺧﻀﺎﻋﻪ ﻟﻼﺧﺘﺒﺎر .وﻗﺪ اﻗﺘﺮﺣﺖ ﻮذﺟﺎ رﻳﺎﺿﻴﺎ ﺣﻮل اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ،ﻳﺘﻔﺎدى ﻫﺬا اﻟﻨﻘﺺ ).(Simonton, 1983 a 165
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
وﻳﺒﺪأ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮذج ﺑﺎﻓﺘﺮاض ﺑﺴﻴﻂ ﻣﺆداه أن ﻛﻞ ﻣﺒﺪع ﻳﺒﺪأ ﻘـﺪار ﻣـﻌـz ﻣﻦ اﻟﻘﺪرة اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻳﺤﺪدﻫﺎ اﻟﻌـﺪد اﻟـﻜـﻠـﻲ ﻣـﻦ اﻹﺳـﻬـﺎﻣـﺎت اﻟـﺘـﻲ ﺳﻴﻜﻮن ا)ﺒﺪع ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ إﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﻴﺪ .وﺗﺘﺒﺎﻳﻦ ﻫﺬه اﻟﻘـﺪرة اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑ zا)ﺒﺪﻋ) .zوﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﺼﺒﺢ اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﺪﻗﻴﻖ اﻟﺬي ﻳﻜﻤﻦ ﲢﺖ اﻟﻔﺮوق اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﺗﻮزﻳﻌﺎ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻪ( .وﻳـﺴـﺘـﺨـﺪم ﻛـﻞ ﻣـﺒـﺪع ﻫـﺬا اﺨﻤﻟﺰون ﻣﻦ اﻟﻘﺪرة اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﺧﻼل ﺳﻴﺮﺗﻪ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﲢﻮﻳـﻠـﻪ إﻟـﻰ إﺳﻬﺎﻣﺎت ﻓﻌﻠﻴﺔ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻫﺬه اﻟﻘﺪرة اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ اﻟﻜـﺎﻣـﻨـﺔ إﻟـﻰ أﻋﻤﺎل ﻓﻌﻠﻴﺔ إﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻻ ﻳﺤﺪث ﻣﺮة واﺣﺪة .وﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ اﻓﺘﺮﺿﺖ أن اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺧﻄﻮﺗ zﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ،ﺗﺸﺘﻤﻞ اﻷوﻟﻰ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﲢﻮﻳﻞ اﻟﻘﺪرة ا)ﻤﻜﻨﺔ إﻟﻰ ﺗـﺼـﻮرات )أو ﺗـﺨـﻴـﻼت( ،أي إﻟـﻰ أﻓـﻜـﺎر ﺧـﺎﺻـﺔ ﺸﺮوﻋﺎت إﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻓﻌﻠﻴﺔ .أﻣﺎ ﻓﻲ ا)ﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻴﺘﻢ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر وﲢﻮﻳﻠﻬﺎ إﻟﻰ إﺳﻬﺎﻣﺎت إﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻓﻌﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﲡﻌﻠﻬـﺎ ﺗـﻌـﻠـﻦ ﻋـﻠـﻰ ا)ﻸ .واﳋﻄﻮة اﻷوﻟﻰ ﻜﻦ أن ﺗﺴﻤﻰ ﺧﻠﻖ اﻷﻓﻜﺎر Ideationواﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻜﻦ أن ﺗﺴﻤﻰ ﺗﻔﺼﻴﻞ اﻷﻓﻜـﺎر .Elaborationﻓﺈذا اﻓﺘﺮﺿﻨﺎ أن ا)ﻌﺪل اﻟﺬي ﺗﻨﺘـﺞ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ اﻷﻓﻜﺎر ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﻟﻘﺪرة اﻟﻜﺎﻣـﻨـﺔ ،وأن ا)ـﻌـﺪل اﻟـﺬي ﻳـﺘـﻢ ﻓـﻴـﻪ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر ،ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻣﻨﺘﺠﺎت ﻣﻨﺠﺰة أو ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ ،ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻋﺪد اﻷﻓﻜﺎر ﻓﻲ اﻷﻋﻤﺎل ،أﻣﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻌﻴﺪ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ا)ﺸﺘﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﺗ zاﳋﻄﻮﺗ ،zﺑﺤﻴﺚ ﺗﺘﺨﺬ ﺷﻜﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﺎدﻻت اﻟﺘﻔﺎﺿﻞ اﳋﻄﻴﺔ Linear Differential Equationsﺗﺼﻒ اﻟﺘﺤﻮﻳﻼت ا)ﻌﺮﻓﻴﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻦ. إن ﺣﻞ ﻣﻌﺎدﻻت اﻟﺘﻔﺎﺿﻞ ﻫﺬه ،ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﺟﺪﻳﺪة ،ﺗﺘﻨﺒﺄ ﺑﺎﻟـﻜـﻴـﻔـﻴـﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻣﻊ اﺧـﺘـﻼف اﻟـﻌـﻤـﺮ اﻟـﻌـﻠـﻤـﻲ أو اﻟـﺴـﻴـﺮة اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺒﺪع. -at -bt واﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻫﻲP(t) = C (e - e ) : ﺣﻴﺚ Pﻫﻲ ﻋﺪد اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ ،tوﺣﻴﺚ ﻳﺘﻢ ﺣﺴﺎب tﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺒﺪع ،أﻣـﺎ eﻓﻬﻲ اﻟﺜﺎﺑﺖ اﻷﺳـﻲ Exponential Constantاﻟﺬي ﻣﻘـﺪاره .٢٫٧١٨وإﺿﺎﻓﺔ إﻟـﻰ ذﻟـﻚ ،ﻓـﺈن aﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﻣـﻌـﺪل إﻧﺘﺎج اﻷﻓﻜﺎر ،و bﲢﺪد ﻣﻌﺪل اﻟﺘﻔﺼﻴﻞ اﻟﺬي ﺣﺪث ﻓﻲ ﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر وﺣﻴﺚ aأﺻﻐﺮ ﻣﻦ bﺑﻴﻨﻤﺎ cﺗﺴﻤﺢ ﺑﻮﺿﻊ اﻟﻔﺮوق ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر .وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻔﺘﺮض أن ﻣﻌﺪل إﻧﺘﺎج اﻷﻓﻜﺎر » «aس وﻣﻌﺪل اﻟﺘﻔﺼﻴﻞ 166
اﻟﻌﻤﺮ واﻹﳒﺎز
اﳋﺎص ﺑﻬﺎ » «bس ،ﻫﻤﺎ ﻣﻦ اﳋﺼﺎﺋﺺ ا)ﻤﻴﺰة ﻟﻺﺑﺪاع ﻓﻲ ﻓﺮع ﻣﻌ zﻣﻦ ﻓﺮوع ا)ﻌﺮﻓـﺔ ،ﻓـﺈن Cﻫﻲ ،ﺑﺪرﺟﺔ أﻛﺒﺮ ،داﻟﺔ ﻟﻠـﻔـﺮوق اﻟـﻔـﺮدﻳـﺔ ﻓـﻲ اﻟـﻘـﺪرة ا)ﻤﻜﻨﺔ اﻷوﻟﻰ .وﻫﻜﺬا ،ﻓﺈن اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﺜﻮاﺑﺖ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﺳﺘـﺨـﺘـﻠـﻒ ﻣﻦ ﻓﺮع ﻣﻌﺮﻓﻲ إﻟﻰ ﻓﺮع ﻣﻌﺮﻓﻲ آﺧﺮ )ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ (b ،aوﻣﻦ ﺷﺨﺺ إﻟﻰ آﺧﺮ )ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ .(Cﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎل ﻓﺈن اﻟﻘﻴﻢ اﻟﻨﻤﻮذﺟﻴﺔ ﻫﻨﺎ ﻫﻲ: )(Simonton, 1983a 61 = c 05= b 04 = a أﻣﺎ اﻟﺮﺳﻢ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ اﳋﺎص ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ا)ﻮﺟﻮدة أﻋﻼه ،وا)ﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺬه اﻟﻘﻴﻢ ﻓﻴﻌﺮﺿﻪ ﻟﻨﺎ اﻟﺸﻜﻞ رﻗﻢ ).(٤ dp =0 dt
اﻻﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ
d2p = 0 d t2
)p = SI (e-0.04t - e-0.05t
t
ﺷﻜﻞ )(٤ وﻳﻮﺿﺢ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zاﻟﻌﻤﺮ واﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ وﻓﻘﺎً ﻟﻨﻤﻮذج ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺧﻄﻮﺗ zإﺑﺪاﻋﻴﺘ) zﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﺳﺎ ﻨ (1983a ﺗﻜﺎد ﻫﺬه اﻟﺪاﻟﺔ أن ﺗﺘﻨﺒﺄ ﺑﺸﻜﻞ دﻗﻴﻖ ﺑﺎ)ﺴﺎر ا)ﻼﺣﻆ ﻟﻺﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﻌﻤﺮ ،ﻓﺎﻻرﺗﺒﺎط ﺑ zاﻟﻘﻴﻢ ا)ﺘﻨﺒﺄ ﺑﻬﺎ واﻟﻘﻴﻢ ا)ﻼﺣﻈﺔ ﻳﻘﻊ ﻋﻨـﺪ ﻗـﻴـﻢ اﻟـﻰ ٠٫٩٠اﻟﻌـﻠـﻴـﺎ ) .(Simonton, 1983 aوﻣﻦ ﻣـﺰاﻳـﺎ ﻫـﺬا اﻟـﻨـﻤـﻮذج أﻳـﻀـﺎ أﻧـﻪ ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ﻣﻨﺤﻨﻴﺎت اﻟﻌﻤﺮ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﻧﻈﻤﺔ ا)ﻌﺮﻓﻴﺔ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ .ﻓﻔﻲ 167
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﺑﻌﺾ اﺠﻤﻟﺎﻻت ﻳﻜﻮن ا)ﻌﺪل اﻟﺬي ﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺗﺮﻛﻴﺐ اﻟﻔﻜﺮة اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ، ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻧﺎﰋ ﻣﻜﺘﻤﻞ-أي ﻣﻌﺪل اﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ) (bﻣﻌﺪﻻ ﺑﻄﻴﺌﺎ ﺟﺪا .ﻓﻔﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺄرﻳﺦ ،ﻣﺜﻼ ،ﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑ zاﻟﺘﺼﻮر واﻟﻨﺸﺮ ﻛﺒﻴﺮة ﺟﺪا .ﻓﻘﺪ اﺳﺘﻐﺮق ﻏ ¥أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﺛﻨﺘﻲ ﻋﺸﺮة ﺳﻨﺔ ،ﻛﻲ ﻳﻜﺘﺐ »اﺿﻤﺤﻼل اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ وﺳﻘﻮﻃﻬﺎ« .وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺗﻌﺪﻳﻞ اﳊﺪ ا)ﻨﺎﺳﺐ ﻓﻲ ا)ﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ وﺿﻊ ﻫﺬه اﻟﺜﻐﺮة اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ،وﻫﻲ اﻟﺜﻐﺮة اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﳋﻄﻮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻨﻤﻮذج ﻳﺘﻨﺒﺄ ﻨﺤﻨﻰ ﻋﻤﺮي ﺷﺪﻳﺪ اﻻﺳﺘﻮاء ،ﻓﻲ)×(٢٢ ﻣﺠﺎل اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺘﺄرﻳﺨﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ا)ﺆرخ ،ﻣﻊ ﺣﺪ أدﻧﻲ ﻣﻦ اﻻﻧﺨﻔﺎض ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻨﺸﺎط .أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺸﻌﺮ ،ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ذﻟﻚ، ﻓﺈن اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑ zاﻟﻔﻜﺮة وﺗﻮﺻﻴﻠﻬﺎ ﻫﻲ ﻓﺘﺮة ﻗﺼﻴﺮة ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳـﺘـﻨـﺒـﺄ اﻟﻨﻤﻮذج ﻫﻨﺎ ،ﺑﺎﻧﺨﻔﺎض ﺳﺮﻳﻊ ﻓﻲ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ اﻟﺸﻌﺮي ﻓﻲ ﺳﻨﻮات اﻟﻌﻤﺮ اﻷﺧﻴﺮة. ﻜﻦ ﻟﻬﺬا اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﺘﻌﺎﻣـﻞ أﻳـﻀـﺎ ﻣـﻊ اﻟـﻌـﻤـﺮ اﳋـﺎص ـﻮﺿـﻊ اﻟـﺬروة اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ .واﳊﺪ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺪل ﺧـﻠـﻖ اﻷﻓـﻜـﺎر ) ،(aاﻟﺬي ﻳﺮﺗﺒـﻂ ﺑﺎﳋﻄﻮة اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﻨﻤﻮذج .ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻻت ﻣﺜﻞ اﻟﺸﻌﺮ أو اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت ،ﺣﻴﺚ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﻌﺪل اﻹﻟﻬﺎم ﻣﺮﺗﻔﻌﺎ ﺎﻣﺎ ،ﻜﻦ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﻮﺟﻮد اﻟﺬروة ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ أﺑﻜﺮ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت ﻣﺜﻞ اﳉﻴﻮﻟﻮﺟـﻴـﺎ )ﻋـﻠـﻢ ﻃـﺒـﻘـﺎت اﻷرض( أو اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ )ﻋﻠﻢ اﻷﺣﻴﺎء( .وﺣﻴﺚ أن ﻣﻌﺪل ﺧﻠـﻖ اﻷﻓـﻜـﺎر ﻫـﺬا ـﺜـﻞ أﻳـﻀـﺎ اﻟﺴﺮﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺑﻬﺎ اﺳﺘﻬﻼك اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ; وﺣﻴﺚ أن اﺳﺘﻬﻼك ﻫﺬه اﻟﻄـﺎﻗـﺔ ﻳـﺄﺧـﺬ ﻧـﻔـﺲ اﻟـﺸـﻜـﻞ اﻟـﺬي ﺗـﺄﺧـﺬه ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻨـﺎﻗـﺺ اﻷﺳـﻲ Exponential Decayاﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ اﻟﺬي ﻳﺤﺪث ﻟـﻠـﻤـﻮاد ا)ـﺸـﻌـﺔ ،ﻓـﺈﻧـﻨـﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺘﺤﺪث ،ﺑﺸﻜﻞ ﻟﻪ ﻣﻌﻨﺎه ،ﻫﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﻌـﻤـﺮ اﻟـﻨـﺼـﻔـﻲ)× (٢٣ﻟﻠﻔـﺮوع ا)ﻌﺮﻓﻴﺔ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ .واﻟﻌﻤﺮ اﻟﻨﺼﻔﻲ ﻫﻮ ﻣﻘﺪار اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻐـﺮﻗـﻪ ﻣـﺒـﺪع ﻟﻴﺤﻮل %٥٠ﻣﻦ ﻃﺎﻗﺘﻪ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ إﻟﻰ أﻋﻤﺎل ﻓﻲ ﻃﻮر اﻹﻧﺘﺎج وأﺧﺮى ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ .وﻗﺪ ﺗﺒ zﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻲ اﳋﺎﺻﺔ أن اﻟﻌﻤﺮ اﻟﻨﺼﻔﻲ ﻟﻠﻨﺸﺎﻃﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا)ﺜﺎل ﻫـﻮ ١٣٬٩ﺳﻨﺔ ،وﻟﻠﻨﺸﺎﻃﺎت اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﻓـﻲ اﺠﻤﻟـﺎﻻت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ٣٤٫٦ﺳﻨﺔ .وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ﻧﺼﻒ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ اﻟﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠﻔﻨﺎن ﺳﻴﻜﻮن ﻗﺪ اﺳﺘﻬﻠﻚ ﺑﻌﺪ ١٤ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺑﺪء ﺳﻴﺮﺗﻪ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ .ﻓﺈذا ﺑﺪأت اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺳﻦ اﳋﺎﻣﺴﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ،ﻓﺈن ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻄﺮﻳﻖ، ﺳﺘﻜﻮن ﻋﻨﺪ ﺳﻦ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ واﻟﺜﻼﺛ .zأﻣﺎ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﺴـﻮف ﻳـﺼـﻞ إﻟـﻰ ﻧـﻘـﻄـﺔ 168
اﻟﻌﻤﺮ واﻹﳒﺎز
ا)ﻨﺘﺼﻒ ﻣﻦ ﺳﻴﺮﺗﻪ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﺑـﻌـﺪ ٣٥ﺳﻨﺔ ،أي ﻋﻨﺪ ﻋﻤﺮ اﻟﺴﺘ zإذا ﻛـﺎﻧـﺖ ﺑﺪاﻳﺘﻪ ﻋﻨﺪ ﺳﻦ اﳋﺎﻣﺴﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ. ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻌﻨﻲ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮذج أن اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻻ ﺗﻨﻀﺐ ﺎﻣﺎ، ﻓﺎﻹﺑﺪاع ،ﻛﺎﻟﻨﺸﺎط اﻹﺷﻌﺎﻋﻲ ،ﻳﻘﺘﺮب ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺮ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺼﻞ إﻟﻴﻪ .وﻣـﻊ أن ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ ﻳﻘﻮل إن ﻫﺬا اﻻﻧﺨﻔﺎض ﻓﻲ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻫﻮ أﻣﺮ ﻣﻦ ﺻﻠﺐ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻹﺑـﺪاﻋـﻴـﺔ ،إﻻ أﻧـﻪ ﻳـﺮى أﻳـﻀـﺎ أن اﻟـﻄـﺎﻗـﺔ اﻹﺑـﺪاﻋـﻴـﺔ ﻗـﺪ ﻻ ﺗﺨﺘﻔﻲ أﺑﺪا .واﳊﻘﻴﻘﺔ أن ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮذج ﻳﺸﻴﺮ ﺿﻤﻨﺎ إﻟﻰ أﻧﻪ ﺣـﺘـﻰ ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﺗﻘﻊ ﻓﺘﺮة اﻟﺬروة اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻧﺤﻮ ﺳﻦ اﻷرﺑﻌ ،zﻛﻤﺎ ﻳﺘﺒ zﻣﻦ اﻟﺸﻜﻞ رﻗﻢ )(٤ ﻓﺈن ا)ﺒﺪﻋ zﻓﻲ ﺳﺒﻌﻴﻨﺎت ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺳﻴﻜﻮﻧﻮن أﻏﺰز إﻧﺘﺎﺟﺎ ﻋﻤﺎ ﻛﺎﻧـﻮا ﻋـﻠـﻴـﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎت ﻣﻨﻬﺎ .ﻛﺬﻟﻚ ﺣﺘﻰ ا)ﺒﺪع اﻟﺬي ﺑﻠﻎ اﻟﺜﻤﺎﻧ zﻣﻦ ﻋﻤﺮه ﺳﺘﻈﻞ ﻟﺪﻳﻪ ﻧﺴﺒﺔ %٢٦ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺘﻐﻼل .وﻣﻊ أن ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮذج ﻳﻔﺘﺮض أن اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻻ ﻜﻦ ﲡـﺪﻳـﺪﻫـﺎ ،إﻻ أﻧـﻪ ﻳـﺮى ﻣـﻊ ذﻟﻚ ،أن ﻣﻌﻈﻢ ا)ﺒﺪﻋ zﻮﺗﻮن ،وﻗﺪ ﺣﺒﺲ داﺧﻞ رؤوﺳﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺘﺮاوح ﺑـz رﺑﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﻄﺎﻗﺔ وﺛﻠﺜﻬﺎ .إن اﻟﻘﺪرة اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟـﺒـﻘـﺎء ،وﻟـﻴـﺲ ا)ـﻘـﺪرة اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ،ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻊ اﻟﻘﻴﺪ اﻷﻛﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﰋ اﳊﻴﺎة اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ. وﻫﻨﺎك ﻣﻴﺰة أﺧﺮى ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮذج ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﻧﺘـﺎﺟـﻴـﺔ اﻹﺑـﺪاﻋـﻴـﺔ ﻋـﺒـﺮ ا)ﺒﺪﻋ ،zوﻟﻴﺲ داﺧﻞ اﻟﺴﻴﺮة ا)ﻬﻨﻴـﺔ ﻟـﻜـﻞ ﻣـﺒـﺪع .ﻟـﻨـﺘـﺬﻛـﺮ أن اﻟـﻔـﺮوق ﻓـﻲ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﺑ zاﻷﻓﺮاد ﺗﻨﻌﻜﺲ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﺑـﺖ .cﻓﺎﻟﺸﺨـﺺ ذو اﻟﻄﺎﻗﺔ ا)ﺮﺗﻔﻌﺔ ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻘﺪار Cﻟﺪﻳﻪ ﻓﻲ ا)ﻌﺎدﻟﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﻪ ﻛﺒﻴﺮا .ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻳﻮﺟﺪ ﻟﺪﻳﻪ ﻗﺪر ﺿﺌﻴﻞ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻄﺎﻗﺔ ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻘﺪار ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻦ Cﺿﺌﻴﻼ أﻳﻀﺎ .ﻓﺈذا اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ا)ﻌﺎدﻟﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﲢﺪﻳﺪ اﻟﺘـﻮزﻳـﻊ اﻹﺣﺘﻤﺎﻟﻲ ﻟﻺﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ،ﻛﺪاﻟﺔ ﻟﻠﻌﻤﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺒﺪع ،ﻓﺈن ا)ﺒﺪﻋ zأﺻﺤﺎب اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ا)ﺮﺗﻔﻌﺔ أﺻﻼ ،ﻜﻦ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺄﻧﻬـﻢ ﺳـﻴـﺒـﺪؤون اﻹﻧـﺘـﺎﺟـﻴـﺔ أﺑﻜﺮ ﻣﻦ ﺳﻮاﻫﻢ .وأﻧﻬﻢ ﺳﻴﻨﺘﺠﻮن ﻌﺪﻻت أﻋﻠﻰ ﺳـﻨـﻮﻳـﺎ ،وأﻧـﻬـﻢ ﺳـﻴـﻨـﻬـﻮن اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ،وأﻧﻬﻢ ﺳﻴﻜﻮن ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻧﺎﰋ أﻛﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ .وﻫﺬا ﻳﻌﻨـﻰ أﻧـﻪ إذا ﻛـﺎن ﻫـﺬا اﻟـﻨـﻤـﻮذج اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ ﻣﻌﻘﻮﻻ ﺎﻣﺎ ،ﻓﺈن اﻻرﺗﺒﺎط ا)ﻼﺣﻆ )اﻟﺬي وﺻﻔﻨﺎه ﻓﻲ اﻟﻔـﺼـﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ( ﻣﺎ ﺑ zﻣﺘﻐﻴﺮات اﻟﻨﻀﺞ اﻟﻌﻘﻠﻲ ا)ﺒﻜـﺮ ،وﻣـﻌـﺪل اﻹﻧـﺘـﺎﺟـﻴـﺔ ،وﻃـﻮل اﻟﻌﻤﺮ ،وﺣﺼﻴﻠﺔ اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ،ﻳﺼﺒﺢ ﻻزﻣﺔ رﻳﺎﺿﻴﺔ .ﺑﺪﻻ ﻣـﻦ ﻛـﻮﻧـﻪ 169
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻣﺠﺮد ﺻﺪﻓﺔ ﻣﺸﺎﻫﺪة. ﻣﺎ ﺗﺰال ا)ﻌﺎﳉﺘﺎن اﻟﻨﻈﺮﻳﺘﺎن اﻟﻮﺣﻴﺪﺗﺎن ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑ zاﻟﻌﻤﺮ واﻹﻧﺘﺎﺟـﻴـﺔ ﻫﻤﺎ ﻮذج اﻟﻌﺎﻣﻠﻴْﻦ اﻟﺬي اﻗﺘﺮﺣﻪ ﺑﻴﺮد و ﻮذج اﳋﻄﻮﺗ zاﻟﺬي وﺿﻌﺘﻪ أﻧﺎ. وﻛﻼ اﻟﻨﻤﻮذﺟ zﻳﻨﺒﻐﻲ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻮذج ﻣﺆﻗﺖ أو ﻏﻴﺮ ﻧﻬﺎﺋﻲ ،ﻟﻜﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﻨﺠﺎح اﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ واﻟﺘﻨﺒﺌﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﻬﻤﺎ ﺗﺸﻴﺮ ﺿﻤﻨﺎ إﻟﻰ أن اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﻣﻌﻈﻢ ا)ﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﻓﻲ إﻧﺘﺎج ﻣﻨﺤﻨﻰ اﻟﻌﻤـﺮ .وﻫـﺬا ﻻ ﻳـﻌـﻄـﻲ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻟﻴﻤﺎن ﺣﻮل ﺷﻜﻞ ا)ﻨﺤﻨﻰ وﻋﻤﺮ اﻟﺬروة اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ دﻋﻤﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻓـﻘـﻂ، ﺑﻞ ﻳﺰود ﻋﻤﻠﻪ ﺑﺒﻌﺾ اﻷﺳﺲ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ أﻳﻀﺎ .وﻳﺒﺪو ﻟﻨﺎ أن اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ،ﺧﻼل اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﺗﺘﺬﺑﺬب ﺑﺸﻜﻞ ﻜﻦ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑـﻪ ،وذﻟـﻚ ﻷن ﻫـﺬه اﻹﻧـﺘـﺎﺟـﻴـﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ أﻛﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ وﺷﺮوﻃﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ أﻛﺜـﺮ ﻣـﻦ اﻋﺘﻤﺎدﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﻮد وﻋﻮاﻣﻞ اﻟﻀﻐﻂ اﳋﺎرﺟﻴﺔ.
170
اﻟﻌﻤﺮ واﻹﳒﺎز
اﳊﻮاﺷﻲ )× (١أي اﻟﺘﺬﺑﺬﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﲢﺪث ﻋﺒﺮ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﻌﻤﺮ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﻟﺪى ا)ﺒﺪع) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٢أي اﻟﺘﻲ إﻋﻄﺎء درﺟﺎت وﺗﻘﺪﻳﺮات ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺒﺎﺣﺚ أو ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻣﺤﻜﻤ zآﺧﺮﻳﻦ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٣ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ ﺎﻣﺎ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ا)ﺆﻟﻒ ﻳﺆﻣﻦ ﻓﻌﻼ ﺑﻨﺘﺎﺋﺞ إﺣﺼﺎءاﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮل أن ﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ ﻛﺎن ﻣﺨﻄﺌﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر ﺳﻤﻔﻮﻧﻴﺘﻴﻪ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﺘﺎﺳﻌﺔ أﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺳﻮﻧﺎﺗﺎ »ﺿﻮء اﻟﻘﻤﺮ« وﻣﻘﻄﻮﻋـﺔ »إﻟـﻰ إﻟﻴﺰا« ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺪل ﻣﻦ اﻟﻔﻘﺮة .ﻓﺈن ﺻﺪق ﻫﺬا اﻻﺳﺘﺪﻻل ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺜﻴﺮ اﻟﺸﻚ اﻟﻌﻤﻴﻖ ﻓﻲ ﻗﻴﻤﺔ ﻫﺬا ا)ﻨﻬﺞ اﻟﺪراﺳﻲ ﻛﻠﻪ! )ا)ﺮاﺟﻊ(. )× (٤اﻟﻜﻨﺘﺎﺗﺔ :ﻗﺼﺔ ﺗﻨﺸﺪﻫﺎ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻐﺎم ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺜﻴﻞ) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٥ا)ﻮﺷﺤﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ :ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ذات ﻣﻮﺿﻮع دﻳﻨﻲ) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٦اﻟﺼﺤﻴﺢ أن اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﻫﺬه اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ﺣﻴﺎة ﺑﻠﻴﻚ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ا)ﻌـﻨـﻮﻧـﺔ Poetical Sketchesوﻟﻴﺴﺖ Songs of Innocenceاﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﻓﺘﺮة ﻻﺣﻘﺔ) .ا)ﺮاﺟﻊ(. )× (٧اﻟﺼﺤﻴﺢ أﻧﻪ ﻋﺎش ٦٢ﻋﺎﻣﺎ ﻓﻘﻂ ،ﻓﻘﺪ وﻟﺪ ﺳﻨﺔ ١٧٧٢وﺗﻮﻓﻰ ﺳﻨﺔ .١٨٣٤وﻫﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺐLyr ical- Balladsﺑﻞ ﺷﺎرك ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺪﻳﻮان اﻟﺬي ﻛﺘﺐ وردزورث ﻣﻌﻈﻢ ﻗﺼﺎﺋﺪه .وﻗﺼﻴﺪة »اﻟﺸﻴﺦ ا)ﻼح« ﻫﻲ إﺣﺪى ﻗﺼﺎﺋﺪ ﻫﺬا اﻟﺪﻳﻮان) .ا)ﺮاﺟﻊ(. )× (٨ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء ا)ﻌﺮوﻓﺔ ﻋﻦ اﻟﺮواﺋﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﳒﻴﺐ ﻣﺤﻔﻮظ اﳊﺎﺋﺰ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة ﻧﻮﺑﻞ ﻓـﻲ اﻷدب ﻋﺎم ١٩٨٨أﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﺤﺘﻔﻆ ﻓﻲ ﺻﺪر ﺷﺒﺎﺑﻪ ﺨﻄﻮﻃﺎت ﻟﺘﺴﻊ ﻋـﺸـﺮة رواﻳـﺔ ﻳـﻨـﻮي ﻛـﺘـﺎﺑـﺘـﻬـﺎ ،وﻗـﺪ أﳒﺰﻫﺎ وزﻳﺎدة ﻓﻲ ﺳﻨﻮات ﻋﻤﺮه اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ وﻟﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﺎ ﻳﻘﺼﺪه ا)ﺆﻟﻒ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺮواﺋﻴﺔ وﻟﻴﺲ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ إﳒﺎزﻫﺎ ،ﻛﻤﺎ أن ﻗﻴﻤﺔ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺮواﺋﻴﺔ واﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﺨﻤﻟﺘﻠـﻔـﺔ ﻋـﺒـﺮ اﻟﻌﻤﺮ ،ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﻮﺿﻊ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر أﻳﻀﺎ) .ا)ﺘﺮﺟﻢ( .أﻣﺎ ا)ﺮاﺟﻊ ﻓﻴﺮى أن اﳉﻤﻠﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﺳﻴﺌﺔ اﻟﺼﻴﺎﻏﺔ وأن ا)ﻘﺼﻮد ﻫﻮ أن اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة اﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎت ﻗﺪرا ﻳﻜﻔﻲ ﻣـﻦ اﻟـﺸـﻌـﺮ ﻟﻜﻲ ﻳﺬﻛﺮ ﺑﻪ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻳﻜﻮن اﻟﺮواﺋﻲ ﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﺷﻴﺌﺎ ذا ﺑﺎل ﺑﻌﺪ ،وذﻟﻚ ﻷن اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﻓﻲ ﺳﻦ ﻣﺘﺄﺧﺮة. )× (٩ﻣﺼﻠﺢ دﻳﺘﻲ ﻓﺮﻧﺴﻲ ﻣﺘﺸﺎﺋﻢ ﻛﺎن أﻗﺮب إﻟﻰ اﻟﺒﺮوﺗﺴﺘﺎﻧﺘﻴﺔ ﻣﻊ ﻧﺰﻋﺔ ﻗﺪرﻳﺔ ﻋﺎش ﻓﻲ اﻟﻔـﺘـﺮة ﻣﻦ ١٥٠٩ﺣﺘﻰ ) .١٥٦٤ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١٠ﻣﺼﻠﺢ دﻳﻨﻲ إﳒﻠﻴﺰي ﻋﺎش ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣـﻦ ١٦٢٤ﺣﺘـﻰ ،١٦٩١ﻛﺎن ﻣﻌﺎرﺿﺎ ﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﻜﻨﻴﺴـﺔ اﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ )ا )ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١١ا)ﺬﻫﺐ اﻟﺪﻳﻨﻲ ا)ﺴﻴﺤـﻲ اﻟـﺬي أﺳـﺴـﻪ ﺟـﻮن وﻳـﺴـﻠـﻲ ) (١٧٩١-١٧٠٣وﻧﺸﺮه ﻓﻲ إﳒـﻠـﺘـﺮا ﻓـﻲ أرﺑﻌﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ وﻋﺎرض ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ اﻟﻄﻘﻮس اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ وﺳﻤﺢ ﻓﻴﻪ ﻟﻐﻴﺮ رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻮﻋﻆ ﻓﻲ اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ واﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﳋﺪﻣﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١٢ا)ﻮرﻣﻮن ﻃﺎﺋﻔﺔ دﻳﻨﻴﺔ ﻣﺴﻴﺤﻴﺔ أﻧﺸﺄﻫﺎ ﺟﻮزﻳﻒ ﺳﻤﺚ ﻋﺎم ١٨٣٠وﻗﺪ أﺑﺎﺣﺖ ﺗﻌﺪد اﻟﺰوﺟﺎت ﻓﺘﺮة ﺛﻢ ﺣﻈﺮﺗﻪ) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١٣ﻣﻠﻚ ﻓﺮﻧﺴـﺎ ﻣـﺎ ﺑـ ١٧١٥-١٦٤٣ zم وﻟﻘﺐ ﻠﻚ اﻟﺸﻤﺲ ﻧﻈﺮا ﻟﻸﻣـﺠـﺎد اﻟـﺘـﻲ ﺣـﺪﺛـﺖ ﺧـﻼل
171
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة ﺣﻜﻤﻪ اﻟﻄﻮﻳﻞ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١٤ﻋﺎش ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣـﻦ ١٧١٢ﺣﺘﻰ ١٧٨٦وﻛﺜﺮت اﻹﳒﺎزات ﻓﻲ ﻋﺼﺮه .ﻛﺎن رﺟﻞ ﺣﺮب وﺳـﻠـﻢ وﻓﻜﺮ أﻳﻀﺎ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١٥ﺣﻜﻢ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ اﻟﻌـﺜـﻤـﺎﻧـﻴـﺔ ﻓـﻲ اﻟـﻔـﺘـﺮة ﻣـﻦ ١٥٦٦-١٥٢٠وﻗﺎم ﺑﻔﺘﻮﺣـﺎت ﻛـﺜـﻴـﺮة ﻓـﻲ أورﺑـﺎ وأﻓﺮﻳﻘﻴﺎ )ا)ﺘﺮﺟﻢ( .واﺳﻤﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب ﻫﻮ ﺳﻠﻴﻤﺎن اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ )ا)ﺮاﺟﻊ(. )× (١٦ﺣﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ١٥٥٥-١٥١٧واﻣﺘﺪت إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺘﻪ إﻟﻰ أﻣﺮﻳﻜﺎ اﳉﻨﻮﺑﻴﺔ وا)ﻜﺴﻴﻚ وا)ﺸﺮق )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١٧ﺣﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ١٥٨٤-١٥٤٤ورﻏﻢ ﻋﻨﻔﻪ ازدﻫﺮت اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﻔﻨﻮن ﻓﻲ ﻋﺼﺮه )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١٨ﻗﻴﺼﺮ روﺳـﻴـﺎ ﻓـﻲ اﻟـﻔـﺘـﺮة ﻣـﻦ ١٧٢٥-١٦٨٩رﺟﻞ ﺣﺮب وﺑﻨﺎء ،ﺑـﻨـﻲ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ اﻟـﻘـﺪﻳـﺲ ﺑـﻄـﺮس )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١٩ﻣﻠﻜﺔ إﳒﻠﺘﺮا ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣـﻦ ١٦٠٣-١٥٥٨ﺣﻘﻘﺖ ﻹﳒﻠﺘﺮا ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ أورﺑﺎ ﻓﻲ ﻋﻬـﺪﻫـﺎ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٢٠إﻣﺒﺮاﻃﻮرة اﻟﻨﻤﺴﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ١٧٨٠-١٧٤٠ﺣﺪﺛﺖ ﺧﻼل ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺣﺮب اﻟﻮراﺛﺔ اﻟﻨﻤﺴﺎوﻳـﺔ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٢١ﻣﻠﻜﺔ اﻟﺪا ﺎرك واﻟﻨﺮوﻳﺞ واﻟﺴﻮﻳـﺪ ﻓـﻴـﻤـﺎ ﺑـ zﻋـﺎﻣـﻲ ١٤١٢-١٣٥٣أﻃﺎﺣﺖ ﻋـﺎم ١٣٨٩ﺑﺎ)ـﻠـﻚ اﻟﺴﻮﻳﺪي أﻟﺒﺮت وﻛﻮﻧﺖ وﺣﺪة ﺑ zاﻟﺪول اﻹﺳﻜﻨﺪﻧﺎﻓﻴﺔ وﺗﺮﻛﺰت اﻟﺴﻠـﻄـﺔ ﻓـﻲ ﻳـﺪﻫـﺎ أﻳـﻀـﺎ ﺧـﻼل ﺗﻮﻟﻲ اﺑﻨﻬﺎ إﻳﺮك اﻟﺴﺎدس اﳊﻜﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑ zﻋﺎﻣﻲ ) ١٤٢٩-١٣٨٩ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٢٢ﻌﻨﻰ أﻧﻪ ﻳﻜﻮن ﻣﻨﺤﻨﻰ ﻣﺴﺘﻤﺮا ﻋﻠﻰ وﺗﻴﺮة واﺣﺪة ﻻ ﲢﺪث ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎت ارﺗﻔﺎع أو اﻧﺨﻔﺎض ﻛﺒﻴﺮة) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٢٣اﻟﻌﻤﺮ اﻟﻨﺼﻔﻲ :اﻟﺰﻣﻦ اﻟﻀﺮوري ﻟﺘﻔﻜﻚ ﻧﺼﻒ ذرات ﻣﺎدة ذات ﻧﺸﺎط إﺷﻌﺎﻋﻲ) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(.
172
اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﺎ واﻟﻜﺎرزﻣﺎ
7اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﺎ واﻟﻜﺎرزﻣﺎ ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻞ ﻗﻄﻌﺔ أدﺑﻴﺔ أو ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺗﻌـﺮف ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺮواﺋﻊ اﻟﻔﻨﻴﺔ? ﻣﺎ اﻟﺬي ﻜﻦ اﻟﻘﺎﺋﺪ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺌﺜﺎر ﺑﻮﻻء اﳉﻤﻬﻮر ،وﻣﻦ أن ﻳﻌﺮف ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺑﻮﺻﻔﻪ أﺣﺪ اﻟﻌﻈﻤﺎء? إن اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺆال اﻷول ﻫﻲ ﻣـﻦ أﻣـﻮر ﻋـﻠـﻢ اﳉـﻤـﺎل)× ،(١أﻣﺎ اﻹﺟـﺎﺑـﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻟﺴﺆال اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﺘﺘﻌﻠـﻖ ﺑـﺘـﻠـﻚ اﳋـﺎﺻـﻴـﺔ اﻟـﻐـﺎﻣـﻀـﺔ ا) ـﺴ ـﻤــﺎة »ﺳ ـﺤــﺮ اﻟ ـﺸ ـﺨ ـﺼ ـﻴ ــﺔ« أو »اﻟـ ـﻜ ــﺎرزﻣ ــﺎ« .(٢×)Charismaواﻷﺣـﻜـﺎم اﻻﺳـﺘـﻄـﻴـﻘـﻴـﺔ واﻟـﻜـﺎرزﻣــﺎ ﻳﺸﺘﺮﻛﺎن ﻓﻲ ﺧﺎﺻﻴـﺔ واﺣـﺪة وﻫـﻲ أن ﻛـﻼ ﻣـﻨـﻬـﻤـﺎ ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ إﺣﺴﺎس ذاﺗﻲ ﻋﻤﻴﻖ ،ﻓﻜـﻼﻫـﻤـﺎ ﻳـﻌـﺘـﻤـﺪ ﻋـﻠـﻰ ﻗـﺪرة اﻟـﻌـﺒـﻘـﺮي ﻋ ـﻠــﻰ اﻻﺳ ـﺘ ـﺜــﺎرة ا) ـﺒــﺎﺷــﺮة ﻟﻼﻧﻔﻌﺎﻻت .وﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬه اﳋﺎﺻﻴﺔ اﻟﻼﻋﻘﻼﻧﻴﺔ ،ﻓﺈن ﻫﺎﺗ zاﻟﻈﺎﻫﺮﺗ zﻻ ﺗﺬﻋﻨﺎن ﺎﻣﺎ ﻟﺘﻄﺒﻴـﻖ ا)ـﻨـﻬـﺞ اﻟﻌﻠﻤﻲ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺒﺤﻮث ﺣﻮل اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﺎ واﻟـﻜـﺎرزﻣـﺎ ذات ﻃـﺎﺑـﻊ أوﻟـﻲ وﻣـﺆﻗـﺖ .وﻛـﻼ ﻫـﺬﻳــﻦ ا)ﻮﺿﻮﻋ zﻣﻦ اﳊﻘﻮل اﳉﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﻳﺒﺤﺚ ﻓﻴـﻬـﺎ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻋﻦ ﻣﺒﺎد £ﻧﺎﻣﻮﺳﻴﺔ أو ﻋﺎﻣﺔ.
اﻟﻨﺎﰋ اﻹﺑﺪاﻋﻲ
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻻﺳـﺘـﻄـﻴـﻘـﺎ داﺋـﻤـﺎ واﺣـﺪة ﻣـﻦ أﻛـﺜـﺮ ا)ﻮﺿﻮﻋﺎت ﻣﺮاوﻏﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ .وﻟﻢ 173
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻳﺴﺘﻜﻤﻞ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﺎ اﻟﻔﻠﺴـﻔـﻴـﺔ اﻟـﺘـﺄﻣـﻠـﻴـﺔ واﻟـﻨـﻘـﺪ اﻟـﻔـﻨـﻲ ﺑـﺎﻟـﺒـﺤـﻮث اﻷﻣﺒﻴﺮﻳﻘﻴﺔ إﻻ ﻣﺆﺧﺮا ،وﻇﻠﺖ اﻟﺘﺠﺎرب ا)ﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﺣﺘﻰ .اﻵن ﻫﻲ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث .وﻳﻘﺪم اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﻲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﻨﻤﻄﻴﺔ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺒﻴﻞ ﻣﻨﺒﻬﺎت ﻣﺼﻄﻨﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺤﻮﺻ zﻣﺘﻄﻮﻋ zﻟﻠﺘﺜﺒﺖ ﻣﻦ اﻷﺳﺎس اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻴﻪ اﺳﺘﺤﺴﺎﻧﻬﻢ اﻟﻔﻨﻲ أو ﻋﺪﻣﻪ) .اﻧﻈﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا)ﺜﺎل.(Berlyne, 1971 : وﻟﻬﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﻣﺰاﻳﺎه ،ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻣﻨﻪ ﺑﻘﻮة اﻻﺳﺘﻨﺘﺎج اﻟﺴﺒﺒﻲ اﻟﺬي ﻻ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻟﻨﺎ إﻻ اﻟﺘﺠﺎرب ا)ﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﻘﻂ ،.ﻟﻜﻦ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ )ﻨﺒﻬﺎت ﻣﻔﺘﻌـﻠـﺔ ﻓـﻲ »ﻛﺸﻚ« ﺟﺎﻣﻌﻲ ﺑﻌﻴﺪة ﻛﻞ اﻟﺒﻌﺪ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﳊﺎل ﻋﻦ ﺗﺬوق اﻷﺷﻴﺎء اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﻴﺔ اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎرض اﻟﻔﻦ أو ﻗﺎﻋﺎت ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ أو ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻘﺮاءة .إن اﻟﻬـﺪف اﻟﻬﺎم ﻷي اﺳﺘﻄﻴﻘﺎ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻨﺼﺐ ﻋﻠﻰ ﺗﺒ zﺗﻠﻚ اﳋﺼﺎﺋﺺ اﻟﺘﻲ ﲡﻌﻞ ﺳﻴﻤﻔﻮﻧﻴﺔ ﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ اﳋﺎﻣﺴﺔ أو ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ »ﻫﺎﻣـﻠـﺖ« ﻟـﺸـﻜـﺴـﺒـﻴـﺮ ﻣـﻦ اﻟﺮواﺋﻊ اﻟﻔﻨﻴﺔ .وﻳﺒﺪو ﻟﻲ أن اﻟﻄﺮﻳﻖ ا)ﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﻬﺪف إ ﺎ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﻔﺤﺺ ا)ﺒﺎﺷﺮ ،ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﻛﻤﻲ ،ﻟﺮواﺋـﻊ اﻷﻋـﻤـﺎل اﻟـﻔـﻌـﻠـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ أﻧﺘﺠﻬﺎ أﻋﻈﻢ ﻣﺒﺪﻋﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺟﻤﺎﻟﻴﺎ ،وﻓﻲ ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﻓﺎزت ﺑﺎﳋﻠﻮد ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺘﺮك وراءﻫﺎ أﺛﺮا ﻳﺬﻛﺮ. وﻣﺜﻠﻤﺎ ﻧﻘﻮم ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﺸﻬﺮة اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻟﻸﻓﺮاد ا)ﺒﺪﻋ ،zـﻜـﻨـﻨـﺎ ﺗـﻘـﺪﻳـﺮ اﻟﺸﻬﺮة ،أو اﻷﺛﺮ اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﻲ ا)ﻔﺘﺮض ﻟﻸﻋﻤﺎل ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ،واﻟﻔﻨﻴﺔ ،واﻷدﺑﻴﺔ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ .وﺗﻜﻤﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻫﺬه اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﳒﺎﺣﻬﺎ. وﻫﺬه اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ دﻓﻌﺖ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻨﻔﺲ ﻧﺤﻮ اﻟﺘﺠﺮﻳﺐ ،ﻣﻊ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ا)ﺘﻐﻴﺮات ا)ﻤﻜﻨﺔ ،وﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻣﻨﺒﻬﺎت ﻣﺼﻄﻨـﻌـﺔ وﻣـﺒـﺴـﻄـﺔ .ﻟـﻜـﻦ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ )ﻮاﺟﻬﺔ ﻫﺬه ا)ﺸﻜﻠﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻻﺳـﺘـﻔـﺎدة ﻣـﻦ اﻷﺳـﺎﻟـﻴـﺐ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﲢﺖ اﻟﻌﻨﻮان اﻟﺸﺎﻣﻞ »ﲢﻠﻴﻞ ا)ﻀﻤﻮن« .وﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﲢﻠﻴـﻞ ا)ﻀﻤﻮن أداة ﻗﻮﻳﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ،ﻫﻮ ﻗﺎﺑﻠﻴﺘﻪ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻄﺒﻴـﻘـﺎت ﻣـﻌـﻴـﻨـﺔ، ﻟﻠﺘﻨﺎول ﻣﻦ ﺧﻼل أﺟﻬﺰة اﳊﺎﺳﻮب. ﻓﻘﺪ ﺻﻤﻢ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﺑﺮاﻣﺞ اﳊـﺎﺳـﻮب اﳉـﺎﻫـﺰة ﻣـﻦ أﺟـﻞ ﲢﻠﻴﻞ ﻣﺤﺘﻮى اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ .Messagesورﻏﻢ أن ﻣﻌﻈﻢ ﻫﺬه اﻟﺒﺮاﻣﺞ ﻗﺪ أﻋﺪ ﻛﻲ ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻣﻊ ﻧﺺ ﻣﻜﺘﻮب ،ﻓﺈن أﺷﻜﺎﻻ أﺧﺮى ﻣﻦ اﻻﺗﺼﺎل ،ﺧﺎﺻﺔ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ، ﻜﻦ ﺗﻜﻴﻴﻔﻬﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟـﻨـﻮع ﻣـﻦ اﻟـﺘـﺤـﻠـﻴـﻞ .واﻟـﺘـﺤـﻠـﻴـﻞ 174
اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﺎ واﻟﻜﺎرزﻣﺎ
ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﳊﺎﺳﻮب ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ا)ﻤﻜﻦ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﻟﻌﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ اﳋﺼﺎﺋﺺ اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﻴﺔ ا)ﻤﻴﺰة ،ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻌﺎ ،وﺑﺪرﺟﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻣﻦ ا)ﻮﺛﻮﻗﻴﺔ ،ﻛﻤـﺎ أﻧﻪ ﻳﺴﻤﺢ أﻳﻀﺎ ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ ﻋﺪ ﻫﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﻷﻋﻤـﺎل اﻹﺑـﺪاﻋـﻴـﺔ ،وﻣـﻦ ﺛـﻢ ﻳـﺴـﻤـﻊ ﺑﺘﻮﺳﻴﻊ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﻠﻌﻴﻨﺔ ا)ﺴﺘﺨﺪﻣﺔ. وﻣﻦ اﻟﺘﻄﺒـﻴـﻘـﺎت اﻟـﺮاﺋـﻌـﺔ ﻟـﺘـﺤـﻠـﻴـﻞ ا)ـﻀـﻤـﻮن اﶈـﻮﺳـﺐ ﻋـﻠـﻰ ا)ـﺴـﺎﺋـﻞ اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﻴﺔ ﻛﺘﺎب ﻛﻮﻟﻦ ﻣﺎرﺗـﻨـﺪﻳـﻞ ،C. Martindaleاﻟﺘﻘﺪم اﻟﺮوﻣﺎﻧﺴﻲ :ﻋـﻠـﻢ ﻧﻔﺲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻷدﺑﻲ( ) .(١٩٧٥ﻓﻘﺪ اﺧﺘﺒﺮ ﻣﺎرﺗﻨﺪﻳﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺼﻮرات اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﺑﺪاع اﻟﺸﻌﺮي ﻣﻦ ﺧﻼل ﲢﻠﻴﻠـﻪ ﶈـﺘـﻮى ﻗـﺼـﺎﺋـﺪ ﻟــ ٢١ﺷﺎﻋﺮا إﳒﻠﻴﺰﻳﺎ ،و ٢١ﺷﺎﻋﺮا ﻓﺮﻧﺴﻴﺎ .وﺣﺎول أن ﻳﻜﺘﺸﻒ اﻟﺼﻼت ﺑ zﺑﻌﺾ ا)ﺘﻐﻴﺮات ﻣﺜﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻷوﻟﻴﺔ وﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻔﻜﻴـﺮ اﻟـﺜـﺎﻧـﻮﻳـﺔ)× ،(٣اﻻﻧﻔﻌﺎل ،ا)ﻌﺮﻓـﺔ اﻟﻨﻜـﻮﺻـﻴـﺔ)× Regressive Cognition (٤وﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺘﺠﺎور ﻏـﻴـﺮ ا)ـﺘـﺠـﺎﻧـﺴـﺔ)×(٥ .Incongvuous Juxtapositionوﺑﻮﺿﻊ ﻫﺬه ا)ﻘﺎﻳﻴﺲ واﻹﺟﺮاءات ﻓﻲ اﻋﺘﺒـﺎره، ﻗﺎم ﻣﺎرﺗﻨﺪﻳﻞ ﺑﺎﻗﺘﻔﺎء آﺛﺎر اﻟﺘﻐﻴﺮات ﻓﻲ ا)ـﻀـﻤـﻮن اﻟـﺸـﻌـﺮي ،ﻋـﺒـﺮ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ اﳋﺎص ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻷدﺑﻲ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻫﺎﺗ zاﻷﻣﺘ ،zﻣﻊ اﻟﺘـﺮﻛـﻴـﺰ ﺑـﺸـﻜـﻞ ﺧـﺎص ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮاﺋﻖ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬـﺎ اﻟـﺸـﻌـﺮاء ﻟـﻠـﻀـﻐـﻂ ا)ـﺘـﻮاﺻـﻞ ﻷن ﻳﻜﻮﻧﻮا أﺻﻼء داﺋﻤﺎ. ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ا)ﻤﻜﻦ ﻫﻨﺎ أن ﻧﻌﻄﻲ ﺛﺮاء ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺎرﺗﻨﺪﻳـﻞ ﺣـﻘـﻪ ﻣـﻦ اﻟـﺘـﻘـﺪﻳـﺮ. وﺷﻜﻮاي اﻟﻮﺣﻴﺪة ﺣﻴﺎل ﻣﺸﺮوﻋﻪ اﻟﻄﻤﻮح ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪة اﻟﺘﻲ اﺧﺘﺎرﻫﺎ أﺳﺎﺳﺎ ﻟﺘﺤﻠﻴﻼﺗﻪ .ﻓﺒﺪﻻ ﻣﻦ أن ﻳﺨﺘﺎر اﻟﻘﺼﻴﺪة ا)ﻔﺮدة وﺣﺪة ﲢﻠﻴﻠﻴﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ اﺧﺘﺎر اﻟﺸﺎﻋﺮ ا)ﻔﺮد ،ﺑﻞ ﻗﺎم ﻓﻲ أﻏﻠﺐ اﻷﺣﻴﺎن ﺑﺘﺠﻤﻴﻊ اﻟﺸﻌﺮاء ﻓﻲ وﺣﺪات ﺟﻴﻠﻴﺔ ﻃﻮل ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﺸﺮون ﺳﻨﺔ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻫﺬا اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻣﻔﻴﺪا ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺘﻪ ﻟﻔﻬﻢ ﻣﺴﺎر اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻷدﺑﻲ ،ﻟﻜﻦ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺘﻲ اﺧﺘﺎرﻫﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ -ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ دراﺳﺘﻲ ﻫﺬه -ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﻄﻮل. ﻓﺤﺘﻰ أﻋﻈﻢ اﻟﺸﻌﺮاء ﻳﺆﻟﻔﻮن ﺑﻌﺾ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻟﺮدﻳﺌﺔ ،وﻗﺪ ﻳﺼـﺎدف أن ﺗﻈﻬﺮ ﻗﺼﻴﺪة ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻓﻲ أﻋﻤﺎل ﺷﺎﻋﺮ ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﻘﻴﻤﺔ .وﻗﺪ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻷﻓﻀﻞ أن ﻳﺠﺮى اﻛﺘﺸﺎف اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻲ ﲢﺪد اﻟﻔﺎرق ا)ﻤﻴـﺰ ﻟـﻜـﻞ ﻗـﺼـﻴـﺪة أوﻻ ﺛـﻢ ﻳﺴﺄل ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎن أﺷﻬﺮ اﻟﺸﻌﺮاء ﻫﻢ ﻣﻦ أﻧﺘﺠﻮا ﻧﺴﺒﺔ أﻋﻠـﻰ ﻣـﻦ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﳉﺪﻳﺮة ﺑﺎﻻﻫﺘﻤﺎم .وﺳﻮف أﺳﻴـﺮ ﻋـﻠـﻰ ﻫـﺪى ﻫـﺬا اﻷﺳـﻠـﻮب ﻓـﻲ اﻟﻘﺴﻤ zاﻟﺘﺎﻟﻴ zﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ،ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺎ أﻣﺜﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺪراﻣﺎ وا)ﻮﺳﻴﻘﻰ. 175
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
اﳌﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ
)ﺎذا ﺗﻌﻠﻖ ﺑﻌﺾ ا)ﻘﻄﻮﻋﺎت ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺑﺄذﻫﺎﻧﻨﺎ ،وﻧﻘﻮم ﺑﺘﺼﻔﻴﺮﻫﺎ أﺛﻨﺎء ﻣﺸﻴﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺘﻼﺷﻰ ﻣﻘـﻄـﻮﻋـﺎت أﺧـﺮى ﻣـﻦ اﻟـﺬاﻛـﺮة ﺑـﺴـﺮﻋـﺔ ﺠﺮد اﻧﺘﻬﺎء اﻟﻨﻐﻤﺎت اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻨﻬﺎ? .إن اﻟﻘﻮل ﺑﺄن ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﳊﻦ ﻣﻌ zﻟﻠﺘﺬﻛﺮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮه ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﺮار إذاﻋﺘﻪ ﻋﻠـﻰ ﻣـﻮﺟـﺎت اﻷﺛـﻴـﺮ أو ﻋـﺰﻓـﻪ ﻓـﻲ ﻗﺎﻋﺎت ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ ،ﻫﻮ ﻣﻦ ﻧﻮع ا)ﺼﺎدرة ﻋﻠﻰ ا)ﻄﻠﻮب ،ﻓﻔﻲ ا)ﻘﺎم اﻷول )ﺎذا ﻳﺠﺮى ﻋﺰف ﺑﻌﺾ ا)ﺆﻟﻔﺎت أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ? وﻳﻔﺘﺮض أن اﻹﺟﺎﺑﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﻓﺎرق اﳉﻤﺎل ،أو اﻟﻘﻮة اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ا)ﻤﻴﺰة ﻟﻸﳊﺎن اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ،ﻓﺎﻷﳊﺎن اﻟﺘـﻲ ﺘﻠﻚ أﻋﻈﻢ أﺛﺮ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن اﺣﺘﻤﺎل ﺳـﻤـﺎﻋـﻬـﺎ وﻣـﻦ ﺛـﻢ ﺗـﺬﻛـﺮﻫـﺎ أﻛـﺒـﺮ. واﻟﺴﺆال اﻟﺬي ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻃﺮﺣﻪ اﻵن ﻫﻮ :ﻣﺎ ﻫﻲ ﻫﺬه اﳋﺼﺎﺋﺺ اﻟـﺘـﻲ ﲡـﻌـﻞ اﻟﻌﻤﻞ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ ﺟﻤﻴﻼ أو ﻗﻮﻳﺎ ﻻ ﻳﻨﺴﻰ? ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺴﺆال ﻗﺎم ﺑﺮﻟ (١٩٧١) Berlyne zوﻫﻮ واﺣﺪ ﻣﻦ رواد اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﺎ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ،ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ ﻮذج »اﻻﺳﺘﺜﺎرة ا)ـﺜـﺎﻟـﻴـﺔ« Optimal Arousal .Modelووﻓﻘﺎ ﻟﻬﺬا اﻟﻨﻤﻮذج ،ﻓﺈن اﳋﺒﺮات اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﻴﺔ ﺗﺴﺘﺜﻴﺮ اﻟﻌﻘﻞ ،وﺗﺮﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮى اﻻﺳﺘﺜﺎرة اﳊﺴﻴﺔ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﺳﺎر ﻣﻌ .zوﺗﻨﺸﺄ إﻣﻜﺎﻧﻴـﺔ اﻟـﺘـﻨـﺒـﻴـﻪ ﺑﻔﻌﻞ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﺘﻌﻘﻴﺪ Complexityواﳉﺪة Noveltyواﻹدﻫﺎش Surprisingness واﻟﻐﻤﻮض Ambiguityوﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﳋﺼﺎﺋﺺ ا)ﻤﻴﺰة ﻟﻠﻤﺜﻴﺮ اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﻲ. ﻓﺎﻷﻋﻤﺎل اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺟﺪا ،وا)ﺒﺘﺬﻟـﺔ ،أو اﻟـﻌـﺎدﻳـﺔ ﻫـﻲ أﻋـﻤـﺎل ﻻ ﺗـﺜـﻴـﺮ اﻻﻫﺘﻤﺎم .أﻣﺎ اﻷﻋﻤﺎل اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻌﻦ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻘﻴﺪات وﺗـﺴـﺮف ﻓـﻲ ا)ﻔﺎﺟﺂت ﻏﻴﺮ ا)ﺘﻮﻗﻌﺔ وﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ أﺻﺎﻟﺘﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﺘﺤﺪى ﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺴﻌﻮن ﻟﺘﺬوﻗﻬﺎ ﻓﺄﻏﻠﺐ اﻟﻈﻦ أﻧﻬﺎ ﺳﺘﺴﺘﺜﻴﺮ رد ﻓﻌﻞ ﻣﻌﺎﻛﺲ .واﻷﻣﺮ ا)ﺜﺎﻟـﻲ ،ﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ ﻷي ﻋﻤﻞ اﺳﺘﻄﻴﻘﻲ ﻛﺎ)ﺆﻟﻒ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ ،ﻫﻮ أن ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻤﺎ ﺑ zﻫﺬﻳﻦ اﻟﻨﻘﻴﻀ.z ﻟﻘﺪ أﻳﺪت اﻟﺘﺠﺎرب ا)ﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑـﺸـﻜـﻞ ﻋـﺎم ـﻮذج ﺑـﺮﻟـ) zاﻧـﻈـﺮ Heyduk, (1975وﻟﻜﻦ ﺎ أن ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺎت اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻣﻨﺒﻬﺎت ﻣﺼﻄﻨﻌﺔ ،ﻓـﺈﻧـﻨـﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﻌﺮف ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻘﻴﻨﻲ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮذج ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ا)ﻮاﻗﻒ اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ اﳊﻴﺎة اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ أم ﻻ-ﻫﺬا رﻏﻢ أن واﺣﺪا ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ ﻗﺪ ﻃﺮح ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗﺘﻔﻖ وﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮذج ) .(Meyer, 1956وﻣﺎ ﻧﺤﺘﺎﺟﻪ ﻫﻮ ﻓﺤﺺ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻟﻠﻤﺆﻟﻔﺎت ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻓﻲ دراﺳﺔ ﺣﺪﻳـﺜـﺔ .(Simonton, 1980 d) ،وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ وﺣﺪة اﻟﺘﺤـﻠـﻴـﻞ ﻫـﻲ اﻟـﻠـﺤـﻦ 176
اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﺎ واﻟﻜﺎرزﻣﺎ
اﻟﻮاﺣﺪ أو اﻟﺜﻴﻤﺔ .وﻗﺪ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ذﺧﺎﺋﺮ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴـﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺮدد ﻓﻲ اﳊﻔﻼت ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ .وﺗﻜﻮﻧﺖ اﻟﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ١٥ ٦١٨ﺛﻴﻤﺔ ﻗﺪﻣﻬﺎ ٤٧٩ﻣﺆﻟﻔﺎ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺎ .وﻟﻢ أﺳﺘﺒﻌﺪ أي ﻣﺆﻟﻒ ﻣﻮﺳـﻴـﻘـﻰ ﻛـﺒـﻴـﺮ ،وﻻ ﺣـﺘـﻰ أﻳـﺔ ﻣﻘﻄﻮﻋﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﺑﺘﺬﻟﺖ ﻟﻜﺜﺮة ﺗﻜﺮارﻫـﺎ .وﻗـﻤـﺖ ﻣـﻦ ﺧـﻼل اﺳـﺘـﺨـﺪاﻣـﻲ ﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﺬوق ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ ،وأدﻟﺔ ﺑﻴﻊ اﻷﺳﻄﻮاﻧﺎت ،وﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺎت ا)ـﻘـﺘـﻄـﻔـﺎت اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ،وﻛﺘﺐ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،واﻟﻘﻮاﻣﻴﺲ اﻟﺜﻴﻤﻴﺔ ،وأدﻟﺔ ا)ﻜﺘﺒﺎت، ﻗﻤﺖ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﺜﻴﻤﺎت ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﻋﺒﺮ ﻣﻘﻴﺎس ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ ٣٢ﻧﻘﻄﺔ ﻳﺒﺪأ ﻣﻦ أﻗﻠﻬﺎ إﻟﻰ أﻛﺜﺮﻫﺎ .وﻗﺪ أﻇﻬﺮ ﻣﻘﻴﺎس »اﻟﺸﻬﺮة اﻟﺜﻴﻤﻴﺔ« ﻫﺬا أﻧﻪ ﻳﺮﺗﺒـﻂ ﻣﻊ اﻟﺘﻜﺮار اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻌﺰف ﻫﺬه اﻷﳊﺎن ﻓﻲ اﳊﻔﻼت ا)ﻮﺳﻴﻘﻴـﺔ )Simonton, .(1983 c ﻛﺎﻧﺖ ا)ﻬﻤﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻫﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺛﻴﻤﺔ .ﻓﺎﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﲢﻠﻴﻞ ا)ﻀﻤﻮن اﶈﻮﺳﺐ ﳊﺴﺎب اﺣﺘﻤﺎﻻت اﻻﻧﺘﻘﺎل ﺑ zﻧﻐـﻤـﺘـ zﻓـﻲ ﻛـﻞ ﳊﻦ داﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺬﺧﻴﺮة اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ اﻷﳊﺎن .ﻓﻔﻲ ﻣﻘﺎم Cﻣﺜﻼ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﻘﻠﺘﺎن ﻣﻦ Cإﻟﻰ Cوﻣﻦ Cإﻟـﻰ Gﺷﺎﺋﻌﺘ zﺎﻣﺎ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﻘﻠﺘـﺎن ﻣـﻦ Cإﻟﻰ Dsharpوﻣﻦ Cإﻟﻰ Gflatأﻧﺪر ﺑﻜﺜﻴﺮ .وﻗﺪ اﺳﺘﻄﻌﺖ ﻣﻦ ﺧﻼل أﺧﺬ اﻟﻨﻐﻤﺎت اﻟﺴﺖ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺛﻴﻤﺔ وﺣﺴﺎب اﺣﺘﻤﺎﻻت اﻻﻧﺘﻘﺎل اﳋﻤﺲ ا)ﻤﻜﻨﺔ ﺑـz ﻛﻞ ﻧﻐﻤﺘ zﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﻐﻤﺎت اﻟﺴﺖ أن أﺣﺪد اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨـﻴـﺔ ﻟـﻠـﺜـﻴـﻤـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺬﺧﻴﺮة ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻋﺪم اﺣﺘﻤﺎل ﻇﻬﻮر اﻟﺜﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺳﻴﺎق ﻛﻞ اﻷﳊﺎن اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺸﻜﻞ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺘﺮاث اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ ﻣﻨﺬ ﻋﺼﺮ اﻟﻨﻬﻀﺔ .وﻗﺪ اﻋﺘﺒﺮت اﻷﳊﺎن ﻋـﺎﻟـﻴـﺔ اﻟـﻜـﺮوﻣـﺎﺗـﻴـﺔ)× Highly Chromatic Melodies (٦ا)ـﺸـﺘـﻤـﻠـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻧـﻮﺗـﺎت ﻋﺎرﺿﺔ)× Accidentals (٧ﻛﺜﻴﺮة أﺷﺪ أﺻﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺘﺰم ﺑﺎﻟﻨﻮﺗﺎت اﻟﺴﺒﻊ ﻟﻠﺴﻠﻢ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ .ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻷﳊﺎن اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻔﺰ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻨﻮﺗﺎت ا)ﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻗﻔﺰات ﻏﻴﺮ ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ أو ﻏﻴﺮ ﻋﺎدﻳﺔ ،ﻫﻲ أﻛﺜﺮ أﺻﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻷﳊﺎن اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻘﺪم ﺑﺸﻜـﻞ ﺛﻠﺜـﻲ ،by Thirdsورﻏﻢ أﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺒﺪو ﻣﻦ ا)ﺮﻏﻮب ﻓﻴﻪ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻧـﻘـﻼت ﻣـﻦ ﻣـﺴـﺘـﻮى أﻋـﻠـﻰ إﻻ أﻧـﻪ ﻇـﻬـﺮ أن ﻫـﺬا ﻏـﻴـﺮ ﺿـﺮوري ،إذ وﺟـﺪﻧـﺎ أن درﺟـﺎت اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﻦ اﺣﺘﻤﺎﻻت اﻟﻨﻘـﻼت ﺑـ zﺛـﻼث ﻧﻐﻤﺎت ،ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺪرﺟﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﺑﺪرﺟﺎت اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﻘـﻮم ﻋـﻠـﻰ أﺳﺎس اﻟﻨﻘﻼت ﺑ zﻧﻐﻤﺘ) zر= .(٠٬٨١واﻟﻨﻮع اﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﻘﻼت اﻟﻨﻐﻤﻴﺔ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺣﺴﺎﺑﻪ أﻗﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ .وﻗﺪ ﻳﺘﺸﻜﻚ اﻣﺮؤ ﻣﻦ إﻣﻜـﺎﻧـﻴـﺔ اﳊـﺼـﻮل ﻋـﻠـﻰ 177
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻛﺜﻴﺮة ﺣﻮل ﳊﻦ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﻐﻤـﺎﺗـﻪ اﻟـﺴـﺖ اﻷوﻟـﻰ ﻓـﻘـﻂ .ﻟـﻜـﻦ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﻛﺘﺸﻔﺖ أﻧﻪ ،ﺣﺘﻰ اﻟﻨﻐﻤﺎت اﻷرﺑﻊ اﻷوﻟﻰ ﺗﻜﻔﻲ ﻋﺎدة ﻟﻜﺸﻒ أﺳﻠﻮب ا)ﺆﻟﻒ ا)ﻮﺳﻴﻘﻲ ) .(Paisley, 1964ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﻐﻤﺎت اﻷرﺑﻊ اﻷوﻟـﻰ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻫﻮﻳﺔ ا)ﺆﻟﻒ ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻨﻐﻤﺎت اﻟﺴﺖ اﻷوﻟﻰ ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﻜﻔﻲ ﻟﺘﺨﺒﺮﻧﺎ ﺑﺸﻲء ﻋﻦ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺜﻴﻤﺔ. ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﻫﺬان ا)ﻘﻴﺎﺳﺎن ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﺑ zﺷﻬﺮة اﻟﺜﻴـﻤـﺔ وﺑ zاﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ .ﻓﺎﻟﺸﻬﺮة داﻟﺔ ﻟﻬﺎ ﺷﻜﻞ )ا)ﻌﻜﻮﺳﺔ )اﻧﻈﺮ اﻟﺸﻜﻞ رﻗﻢ ،(٥ﻓﻤﻊ ﺗﺰاﻳﺪ اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻳﺘﺰاﻳﺪ ﺗﻜﺮار ﻋﺰف اﻟﺜﻴﻤﺔ إﻟﻰ اﳊﺪ اﻷﻗﺼﻰ، ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﺷﻬﺮة اﻟﺜﻴﻤﻴﺔ ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ
ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ
ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ
ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ
اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ
ﺷﻜﻞ )(٥ ﻳﺒ zاﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zﺷﻬﺮة اﻟﺜﻴﻤﺔ وﺑ zاﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑـ ١٥٬٦١٨ﺛﻴﻤﺔ ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ذﺧﻴﺮة اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ )ﻧﻘﻼ ﻋﻦ :ﺳﺎ ﻨ (١٩٨٣ 178
اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﺎ واﻟﻜﺎرزﻣﺎ
ﺛﻢ ﻳﻨﺨﻔﺾ ﻣﻌﺪل ﺗﻜﺮاره و ﻴﻞ أﻗﻞ اﻟﺜﻴﻤﺎت ﺷﻌﺒﻴﺔ إﻟﻰ أن ﺗـﻜـﻮن أﺷـﺪﻫـﺎ أﺻﺎﻟﺔ ،ﻓﺠﻤﻬﻮر ا)ﺴﺘﻤﻌ zﻳﻔﻀﻞ اﻟﻨﻐﻤﺎت ا)ﺒﺘﺬﻟﺔ أو اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﳊﺎن اﻟﻼﻣﻘﺎﻣﻴﺔ Atonalأو اﳉﻤﻞ ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻮﺗﺎت ا)ﺴﻠﺴﻠﺔ .Serial وﻗﺪ اﻛﺘﺸﻔﺖ ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ ا)ﻨﺤﻨﻴﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣـﻦ اﻟـﻌـﻮاﻣـﻞ اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻴﺔ ا)ﻤﻜﻨﺔ .ﻓﺒﻤﺎ أن اﻷﳊﺎن ا)ﺆداة ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻵﻻت ﻴﻞ إﻟـﻰ أن ﺗﻜﻮن أﺷﻬﺮ ﻣﻦ اﻷﳊﺎن ا)ﻐﻨﺎة-ﻣﺜﻼ-و ﺎ أن ﻣﻘﻄﻮﻋﺎت اﳊﻔﻼت ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻴﻞ إﻟﻰ أن ﺗﻜﻮن أﻛﺜﺮ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻘﻄﻮﻋﺎت اﻟﻐﺮﻓﺔ Chamberوا)ﺴﺮح ،أو اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺰف ﻓﻲ اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻻﺑـﺪ ﻣـﻦ أﺧـﺬ ذﻟـﻚ اﻟـﺘـﻔـﻀـﻴـﻞ ا)ﺸﺎر إﻟﻴﻪ ﺿﻤﻨﺎ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﻰ اﻷورﻛﺴﺘﺮاﻟﻴﺔ-ﻓﻲ اﳊﺴﺒﺎن. ﻛﻤﺎ أدﺧﻠﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﻀﻮاﺑﻂ أﻳﻀﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻜﻮن ﺷﻬﺮة اﻟﺜﻴﻤﺎت أﻋﻈﻢ، ﻓﻲ ا)ﺘﻮﺳﻂ ،ﻛﻠﻤﺎ ﻗﺮب ﺗﺎرﻳﺦ وﺿﻌﻬﺎ ﻣﻨﺎ ،وﻛﻠﻤﺎ ﻛـﺎﻧـﺖ اﻷﳊـﺎن ﺟـﺰءا ﻣـﻦ ﻣﺆﻟﻔﺎت أﻛﺒﺮ ﻛﺎﻟﺴﻤﻔﻮﻧﻴﺎت واﻷوﺑﺮات ،وﻟﻴﺴـﺖ ﺟـﺰءا ﻣـﻦ ﻣـﺆﻟـﻔـﺎت أﺻـﻐـﺮ ﻛﻤﻘﻄﻮﻋﺎت اﻟﺒﻴﺎﻧﻮ أو اﻷﻏﻨﻴﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ .وﻳﻘﺪم ﻟﻨﺎ ﺗﻀﻤ zاﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺘﻐﻴﺮات اﻟﻀﺒﻂ ﻓﻲ ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻻﻧﺤﺪار ا)ﺘﻌﺪد اﻟﺘﻲ اﺷـﺘـﻤـﻠـﺖ ﻋـﻠـﻰ ٣٥ﻣﺘﻐﻴﺮا ﺑـﻌـﺾ اﻟﻀﻤﺎن ﺣﻮل دﻗﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ا)ﻨﺤﻨﻴﺔ ﺑ zاﻟﺸﻬﺮة واﻷﺻﺎﻟﺔ .ﻟﻘﺪ ﺑـﻴـﻨـﺖ ﻫـﺬه اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘـﺎرﻳـﺨـﻲ أن ذﻟـﻚ اﻟـﻨـﻤـﻮذج اﻟـﺬي ﻃـﻮر ﻓـﻲ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ :أي ﻮذج ﺑﺮﻟ zﺣﻮل اﻹﺛﺎرة ا)ـﺜـﺎﻟـﻴـﺔ-ﻫـﻮ ـﻮذج ﻗـﺎﺑـﻞ ﻟﻠﺘﻌﻤﻴﻢ ﺣﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺘﺬوق اﻟﻔﻨﻲ اﻟﻮاﻗﻌﻲ. ﻟﻴﺴﺖ اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ،ﺑﻄﺒﻴﻌـﺔ اﳊـﺎل ،ﻫـﻲ اﶈـﺪد اﻟـﻮﺣـﻴـﺪ ﻟـﻠـﺸـﻬـﺮة اﻟﺜﻴﻤﻴﺔ ،وﻛﻤﺎ ﻜﻦ أن ﻳﺘﻨﺒﺄ ﻮذج اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻟﻠﻨﺠﺎح ،ﻓﺈن اﻷﳊﺎن ذات ا)ﻜﺎﻧﺔ اﻟﺒﺎرزة ﻴﻞ إﻟﻰ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺆﻟﻔﻮﻫﺎ أﻏﺰر ا)ﻮﺳﻴﻘﻴ zﻓﻲ إﻧﺘﺎﺟﻴﺘﻬﻢ، ﺧﺎﺻﺔ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة اﻟﺬروة اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻟﺪى ا)ﺆﻟﻒ ،أي ﺣﻮاﻟـﻲ ﺳـﻦ اﻟـﺘـﺎﺳـﻌـﺔ واﻟﺜﻼﺛ) zﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎﻣﻨﺎ ﺑﻀﺒﻂ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ا)ﻨﺎﻓﺴﺔ(. وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻨﺒﺌﻴﺔ اﻹﺿﺎﻓﻴﺔ ﻓﺈن اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟـﻠـﺤـﻨـﻴـﺔ ﺗﻠﻌﺐ دورا ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﲢﺪﻳﺪ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﻲ ﻟﻠﺜﻴﻤﺔ .و ﻜﻨﻨﺎ ذﻛﺮ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻟﺜـﻴـﻤـﺔ ﻣـﻌـﻴـﻨـﺔ داﺧـﻞ ذﺧـﻴـﺮة اﻷﻋﻤﺎل ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ .ﻓﺄوﻻ ،ﺗﻌﺪ اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻓـﻲ ﺟـﺎﻧـﺐ ﻣـﻨـﻬـﺎ داﻟـﺔ ﻣـﻦ دوال واﺳﻄﺔ ﻇﻬﻮر اﻟﻠﺤﻦ واﻟﺸﻜﻞ اﻟﺬي ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ .وﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻣﺤﺪودﻳﺔ اﻟﺼﻮت اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ وإﻟﻰ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﻨﺺ ا)ﻜﺘـﻮب ،ﻓـﺈن اﻷﳊـﺎن ا)ـﻐـﻨـﺎة أﻗـﻞ 179
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
أﺻﺎﻟﺔ-ﻓﻲ ا)ﺘﻮﺳﻂ-ﻣﻦ اﻷﳊﺎن ا)ﻜﺘﻮﺑﺔ ﻟﻶﻻت ﻓﻘﻂ .ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻷﳊـﺎن ا)ﺄﺧﻮذة ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻐﺮﻓﺔ ،أو اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺘﻠﻚ ا)ﺄﺧﻮذة ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ اﳊﻔﻼت ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻫﻲ اﻷﻛﺜﺮ أﺻﺎﻟﺔ ،أﻣﺎ ﺗﻠﻚ ا)ﺄﺧﻮذة ﻣﻦ ا)ﺴﺮح )اﻟﺒﺎﻟﻴﺔ أو اﻷوﺑﺮا( ﻓﻬﻲ أﻗﻞ أﺻﺎﻟﺔ .واﻷﻛﺜﺮ دﻻﻟﺔ ﻫﻨﺎ أن اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻫﻲ أﻳﻀﺎ داﻟﺔ ﻣﻨﺤﻨﻴﺔ ﺷﻜﻠﻬﺎ ﺷﻜﻞ jﻣﻌﻜﻮﺳﺔ اﻻﲡﺎه ﻟﻌﻤﺮ ا)ﺆﻟﻒ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ .ﻓﻜﻠﻤـﺎ ﺗﻘﺪم ا)ﺆﻟﻔﻮن ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﻮن ﻓﻲ اﻟﺴﻦ ارﺗﻔﻊ ﻋﺪم إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺎ ﺳـﺘـﻜـﻮن ﻋﻠﻴﻪ أﳊﺎﻧﻬﻢ إﻟﻰ ذروة ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺛﻢ ﻳﺒﺪأ ﺑـﺎﻻﻧـﺨـﻔـﺎض .ﻫـﺬا رﻏـﻢ أن اﻷﳊـﺎن اﻟﺘﻲ ﻳﺆﻟﻔﻮﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻨﻮات ﻋﻤﺮﻫﻢ اﻷﺧﻴﺮة ﺗﻈﻞ أﻛﺜﺮ أﺻﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻷﳊﺎن اﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻧﻮن ﻗﺪ أﻟﻔﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﺳﻨﻮات ﺷﺒﺎﺑﻬﻢ .واﻟﻮاﻗﻊ أن ذروة اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻻ ﺗﻘﻊ ﻋﻨﺪ ﻋﻤﺮ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ واﻟﺜﻼﺛ ،zﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﳊﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺸﻬﺮة اﻟﺜﻴﻤﻴﺔ ﺑﻞ ﺗﻘﻊ ،ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻋﻨﺪ ﻋﻤﺮ اﻟﺴﺎدﺳـﺔ واﳋـﻤـﺴـ .zوﻻ ﻳـﻈـﻬـﺮ اﻧـﺨـﻔـﺎض ﻣﻠﻤﻮس ﻓﻲ اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﻟﻒ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ إﻻ ﺑﻌﺪ ﺳﻦ اﻟﺴﺘ) .zﻗﺎرن .(Porter and Suedfeld, 1981واﻷﻣﺮ ا)ﺜﻴﺮ ﻟﻼﻧﺘﺒﺎه أن ﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ ﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﺴﺎدﺳﺔ واﳋﻤﺴ ،zوأﻧﻪ أﻟﻒ رﺑﺎﻋﻴﺎﺗﻪ اﻟﻮﺗﺮﻳﺔ اﻟﺴﺖ ،اﻟﺘﻲ ﻳﻀﻌﻬﺎ ﻋﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺎد )وﻳﻌﺪوﻧﻬﺎ ا)ﻮﺳﻴﻘﻴ zوﻣﺴﺘﻤﻌﻲ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ أﺻﺎﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺸﻜﻞ، ّ ﻣﻦ ﺑ zأﻋﻈﻢ اﻟﺮﺑﺎﻋﻴﺎت ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻌﺼﻮر( ،ﻓـﻴـﻤـﺎ ﺑـ zاﻟـﺜـﺎﻟـﺜـﺔ واﳋـﻤـﺴـz واﻟﺴﺎدﺳﺔ واﳋﻤﺴ-zأي ﺧﻼل ﻓﺘﺮة اﻟﺬروة ﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ ﻟـﻸﺻـﺎﻟـﺔ اﻟـﻠـﺤـﻨـﻴـﺔ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ. ﻫﻨﺎك ﻣﺤﺪد آﺧﺮ ﻟﻸﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟﺘﻨﻮﻳﻪ ﺑﻪ ،ﻓﺈﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻨـﺒـﺆ ﺑﺎﻟﺜﻴﻤﺎت اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ،ﻴﻞ إﻟﻰ أن ﺗﻨﺨﻔﺾ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺑﺪءا ﻣﻦ ا)ﺆﻟﻔﺎت اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ )أو ا)ﺘﻮاﻟﻴﺔ( ﻓﻲ ﻋﺼﺮ اﻟﻨﻬﻀﺔ واﻧﺘﻬﺎء ﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻨﻮﺗﺔ ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ،اﻟﻼﻣﻘﺎﻣﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ،وا)ﺘﺴﻠﺴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﳒﺪﻫﺎ ﻓﻲ اﻟـﻘـﺮن اﻟـﻌـﺸـﺮﻳـﻦ وﻫﺬا اﻻﲡﺎه اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﻣﺎ ذﻛﺮ ﻣـﺎرﺗـﻨـﺪﻳـﻞ ) (١٩٧٥أﻧﻪ ﻳﺪﻓﻊ ﻣﺴـﺎر اﻹﺑﺪاع اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﻲ .ﻓﻜﻞ ﺟﻴﻞ ﻣﻦ ا)ﺆﻟﻔ zا)ﻮﺳﻴـﻘـﻴـ zﻳـﻜـﻮن واﻗـﻌـﺎ ﲢـﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺿﻐﻂ ﻗﻮى ﻛﻲ ﻳﺘﻔﻮق ﻋﻠﻰ أﺳﻼﻓﻪ ﻓﻲ اﻷﺻﺎﻟﺔY ،ﺎ ﻳﺪﻓﻊ ا)ﺒﺪﻋـz إﻟﻰ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺄﻋﻤﺎل ﺗﺄﻟﻴﻔﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﻓﻲ ﺟﺮأﺗﻬﺎ. ﺗﻌﺒﺮ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ أﻳﻀﺎ ﻋﻦ اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ .وﻟﻘﺪ ﺗﻌﻜﺲ ﺑﻨﻴﺔ اﻟﻠﺤﻦ ﺷﻜﻞ ﺣﺎﻻﺗﻨﺎ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺣﻘﺎ .ﻓﻘﺪ ﻗـﻴـﻞ ﻣـﺜـﻼ إن اﻟـﻜـﺮوﻣـﺎﺗـﻴـﺔ Chromaticismأو اﺳﺘﺨﺪام ﻧﻮﺗﺎت ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺗﻘﻊ ﺧﺎرج اﻟﺴﻠﻢ اﻟﺪﻳﺎﺗﻮﻧـﻲ ،Diatonic Scaleوﻳﺘـﻢ 180
اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﺎ واﻟﻜﺎرزﻣﺎ
ﲢﺪﻳﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل دﻟﻴﻞ ا)ﻘﺎم ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ ،ﻗﻴﻞ إﻧﻬﺎ ﺗﻨﻘﻞ إﺣﺴﺎﺳﺎت اﻟﻜﺮب واﻷﺳﻰ .أﻣﺎ اﻟﻨﻐﻤﺎت ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺷﺒﺔ اﻟﻜﺮوﻣﺎﺗﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ اﳉﺎز واﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ اﻟﻨﻐﻤﺎت اﻟﺰرﻗـﺎء ،Blue Notesﻓﺘﺮﻣﺰ إﻟﻰ اﳊﺎﻟﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ اﳋﺎﺻـﺔ ﺑﺎﻟﻜﺂﺑﺔ .ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻘﻔﺰ ﺑ zﻧﻐﻤﺔ وأﺧﺮى أو اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻔﻮاﺻﻞ ﻏﻴﺮ ا)ﺄﻟﻮﻓﺔ ﺑ zاﻟﻨﻐﻤﺎت ،ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻔﺴﺮ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ رﻣﻮز ﻟﻼﻧﻔﻌﺎل اﻟﻌﻨﻴـﻒ وا)ـﻀـﻄـﺮب ).(Larue, 1970 و ﺎ أن ﻛﻼ ﻣﻦ اﻟﻜﺮوﻣﺎﺗﻴﺔ ،واﻟﻨﻘﻼت ﻏﻴﺮ ا)ﺄﻟﻮﻓﺔ ﺑ zاﻟﻔﻮاﺻﻞ ﻳﺪﺧﻼن ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻲ ﻟﻸﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤـﻨـﻴـﺔ ،ﻓـﺈن ﻣـﻦ ا)ـﻤـﻜـﻦ أن ﺗـﻌـﻮد أﺷـﺪ اﻷﳊﺎن أﺻﺎﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﻔﺘﺮات اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ا)ﺆﻟﻒ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ أﺷﺪ ﻣﺸﻘﺎت ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وﻃﺄة .ﻟﻘﺪ ﺻﻤـﻤـﺖ دراﺳـﺔ ﻟـﻘـﻴـﺎس ﻛـﻤـﻴـﺔ ا)ـﺸـﻘـﺔ اﻟﻨﻔـﺴـﻴـﺔ Stressﻓﻲ ﻓﺘﺮات ﻋـﻤـﺮﻳـﺔ ﻣـﻘـﺪارﻫـﺎ ٥ﺳﻨﻮات ﻷرى ﻣـﺎ إذا ﻛـﺎﻧـﺖ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ا)ﺴﺒﺒﺔ ﻟﻠﻤﺸﻘﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻗﺪ أﺛﺮت ﻋﻠﻰ ﻃـﺒـﻴـﻌـﺔ اﻟـﺘـﺄﻟـﻴـﻒ اﻟـﻠـﺤـﻨـﻲ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ ) .(Simonton, 1980 cوﻛﻤﺎ ذﻛﺮت ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب، ﻓﺎن ﻗﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﻤﺸﻘﺔ ﻗﺪ أﳒﺰ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﻘﻴﺎس ﺗـﻐـﻴـﺮ اﳊـﻴـﺎة Life- change Scaleاﻟﺬي ﺻﻤﻢ ﻣﻦ أﺟﻞ إﺟﺮاء اﻟﺒﺤﻮث ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻷﻣﺮاض اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﳉﺴﻤﻴﺔ )اﻟﺴﻴﻜﻮﺳﻮﻣـﺎﺗـﻴـﺔ( ) (Holwes and Rahe, 1967ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺎﻧﺎت اﳊـﻴـﺎة اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ا)ﻨﺎﺳﺒﺔ .وﻗﺪ اﺧﺘﺮت ،ﻹﺟﺮاء ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ أﺑﺮز ﻋﺸﺮة ﻣﺆﻟﻔz ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ .وﻗﺪ أﺑﺪع ﻫـﺆﻻء ا)ـﺆﻟـﻔـﻮن اﻟـﻌـﺸـﺮة أﺷـﺪ أﳊـﺎﻧـﻬـﻢ أﺻﺎﻟﺔ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮات اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻮاﺟﻬﻮن ﻓﻴﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﲢﺪﻳﺎت ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺷﺪة: ﻣﻮت أﻋﻀﺎء ﻓﻲ اﻷﺳﺮة ،ﺗﻐﻴﺮات اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ،ﺗﻐﻴﻴـﺮ أﻣـﺎﻛـﻦ اﻹﻗـﺎﻣـﺔ ،اﻟـﺰواج، ا)ﺸﺎﺣﻨﺎت وا)ﺸﻜﻼت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ،وﻣﺎ ﺷﺎﺑﻪ ذﻟﻚ .وﺗﻘﺪم ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ دﻟﻴﻼ ﻣﺒﺎﺷﺮا ﻋﻠﻰ أن ﺑﻨﻴﺔ اﻟﻠﺤﻦ ﻗﺪ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﳊﺎﻻت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﻟﻠﻤﺆﻟﻒ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ .و ﺎ أن ا)ﺸﻘﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺗـﺆﺛـﺮ ﻋـﻠـﻰ اﻷﺻـﺎﻟـﺔ واﻷﺻـﺎﻟـﺔ ﺗـﺮﺗـﺒـﻂ ﺑﺎﻟﺸﻬﺮة ﻓﺈن اﻟﺸﻬﺮة اﻟﺜﻴﻤﻴﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺟﺰﺋﻴﺎ وﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﻓﻜﺎك ﻣﻨﻪ ﺑﺤﻴﺎة ا)ﺒﺪع. ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ ﻫﺬه اﻟﺒﺤﻮث أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﺪش اﻟﺴﻄﺢ اﻟﺬي ﻳﺨﻔﻲ ﲢﺘـﻪ اﻟـﺴـﺮ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻞ اﻟﻌﻤﻞ ا)ﻮﺳﻴﻘﻲ ﻣﻦ اﻟﺮواﺋﻊ .ﻓﺎﻟﻠﺤﻦ ﻫﻮ ﺟﺎﻧﺐ واﺣﺪ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺟﻮاﻧﺐ ﳒﺎح ا)ﺆﻟﻒ ﻣﻊ ﻣﺴﺘﻤﻌﻴﻪ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻓﺈن اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﺒﺪأ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﻣﺎ ،واﻟﻠﺤﻦ ا)ﻔﺮد ﺑﻮﺻﻔﻪ وﺣﺪة ﺑﻨﺎء ﺗﺄﻟﻴـﻔـﻴـﺔ ،ﻫـﻮ ﻣـﻮﺿـﻊ ﺟﻴﺪ ﻟﻬﺬه اﻟﺒﺪاﻳﺎت. 181
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
اﻟﺪراﻣﺎ
ﺗﻌﺪ »ﻫﺎﻣﻠﺖ« و»أودﻳﺐ ﻣﻠﻜﺎ« ﻣﻦ رواﺋﻊ اﻷﻋﻤﺎل ا)ﻌﺘﺮف ﺑﻬﺎ ،ﻓﻬﻤﺎ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﺗﻘﺮآن ،وﺗﻨﺎﻗﺸﺎن ،وﺗﻘﺪﻣﺎن ﻟﻠﺠﻤﻬﻮر ،وﻳﺴﺘﺸﻬﺪ ﺑﻬﻤﺎ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﻛﻼ ﻣﻦ ﺷﻜﺴﺒﻴﺮ وﺳﻮﻓﻮﻛﻠﻴﺲ ،أﻧﺘﺞ أﻳﻀﺎ أﻋﻤﺎﻻ دراﻣﻴﺔ أﻗﻞ ﻣﺮﺗﺒﺔ .ﻓﻜـﻢ ﻣـﺮة ﻗﺪﻣﺖ »ﺗﺎﻳﺘﺲ أﻧﺪروﻧﻴﻜـﻮس« Titus Andronicusﻟﻠﺠﻤﻬﻮر? وﻣﻦ ﻳﻘﺮأ »ﺑـﻨـﺎت ﺗﺮاﺧﻴﺲ«)× (٨اﻵن? ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن ﻫﻨﺎك ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ أﻛﺜﺮ رﻫﺎﻓﺔ وﻣﺮاوﻏﺔ ﻣﻦ اﺳﻢ ا)ﺆﻟﻒ ا)ﻮﺟﻮد ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺔ اﻟﻌﻨﻮان ،ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺼﻒ ﻣﺴﺮﺣﻴﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ أﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ وﻧﻮدع ﻣﺴﺮﺣﻴﺎت أﺧﺮى ﻓﻲ ﻏﻴﺎﻫﺐ اﻹﻫﻤﺎل. ﻟﻘﺪ ﺗﺼﺪﻳﺖ )ﺴﺄﻟﺔ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺟﻌﻞ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺮواﺋﻊ ،ﻓﻘﻤﺖ ﺑﻔﺤﺺ ٨١ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ أﺑﺪﻋﻬﺎ ﺧﻤﺴﺔ ﻣﻦ أﺷﻬﺮ ﻣﺆﻟﻔﻲ اﻟﺪراﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ :ﻣﻨﻬﺎ ٧ﻣﺴﺮﺣﻴﺎت ﻷﻳﺴﺨﻴﻠﻮس ،و ٧ﻣﺴﺮﺣﻴﺎت ﻟﺴﻮﻓﻮﻛﻠﻴﺲ ،و١٩ ﻟﻴﻮرﻳﺒﺪﻳﺲ و ١١ﻷرﺳﺘﻮﻓﺎﻧﻴﺲ ،و ٣٧ﻟﺸﻜﺴﺒﻴﺮ .وﻫﻨﺎك ﲢﻠﻴﻞ ﻣﻀﻤﻮﻧﻲ ﻣﻔﻀﻞ ﻟﻜﻞ ﻫﺬه ا)ﺴﺮﺣﻴﺎت ﻣﻮﺟﻮد ﻓﻲ ﻛﺘﺎب واﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻐﺮﺑﻲ( ) .The Greol Books of the Western World (Hutchins, 1952وﻗــﺪ ﺣــﺪدت ﻣــﻦ ﻫﺬا ا)ﺮﺟﻊ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺜﻴﻤﺎت اﻻﺛﻨﺘ zواﻷرﺑﻌ zاﻟﻜﺒﺮى ﻟﻬﺬه اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺪراﻣﻴﺔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ :وﻋﺰﻓﺖ اﻟﺜﻴﻤﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﻮﺿﻮع ﻧﺎﻗﺸﻪ ا)ﺆﻟﻔﻮن اﳋﻤﺴﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ واﺣﺪة ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻢ .وﻳـﺸـﻜـﻞ ﻣـﻮﺿـﻮع »اﻟـﺼـﺮاع ﺑـz اﳊﺐ واﻟﻮاﺟﺐ« ﻣﺜﺎﻻ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ .وﻗﺪ ﻗﻤﺖ ﺑﺤﺴﺎب اﻟﻨﺴﺒﺔ ا)ﻜـﺮﺳـﺔ ﻟـﻜـﻞ ﻗﻀﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ،ﺛﻢ ﻗﻤﺖ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺈﺟﺮاء اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻌـﺎﻣـﻠـﻲ ﻟـﺪﻣـﺞ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻓﻲ ١٩ﻗﻀﻴﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ .واﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻫﺬه اﻟﻌﻮاﻣﻞ ا)ﻀﻤﻮﻧـﻴـﺔ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ اﻹﺟﺮاﺋﻲ »ﻟﺜﺮاء اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ« Issue Richnessاﻟﺘﻲ ﺗﺜﻴﺮﻫﺎ ﻛﻞ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ :أي ﻋﺪد اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ أو ا)ﺸﻜﻼت اﻷﺳﺎﺳﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺘـﻨـﺎوﻟـﻬـﺎ ﻛـﻞ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ .وﻗﻤﺖ ،ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻋﻈﻤﺔ ا)ﺴﺮﺣﻴﺔ ،ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻌﺎﻣﻠﻲ ﳋﻤﺴﺔ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻟﻼﺳﺘﺸﻬﺎد ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ :ﺗﻜﺮار اﻟﻈﻬﻮر ﻓـﻲ اﺨﻤﻟـﺘـﺎرات ،وا)ـﻠـﺨـﺼـﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ،وﻣﻠﺨﺼﺎت اﳊﺒﻜﺎت وﺗﻮارﻳﺦ اﻷدب .وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻣﻘﻴﺎﺳﺎ ﻟﻠﻌﻈﻤﺔ اﻟﺪراﻣﻴﺔ ﻟﻪ درﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ا)ﻮﺛﻮﻗﻴﺔ )ﻣﻌﺎﻣﻞ اﻟﻔﺎ .(٠٬٨٢و ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺧﺼﺎﺋﺺ أﺧﺮى ﻋﺪﻳﺪة ﻟﻠﻤﺴﺮﺣﻴﺎت ،ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﺪى ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ا)ﺴﺮﺣﻴﺔ ﻟﻼﺳﺘﺸﻬﺎد ﺑﻬﺎ، Play’s Quotabilityوﻋﺪد أﺑﻴﺎت ا)ﺴﺮﺣﻴﺔ اﻟﺒﺎرزة أو اﳉﺪﻳﺮة ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻓـﻴـﻬـﺎ. وﻗﺪ وﺿﻌﺖ ﻓﻲ اﻋﺘﺒﺎري أﻳﻀﺎ ﻋﻤﺮ ا)ﺆﻟﻒ ا)ﺴﺮﺣﻲ ﻋﻨﺪ ﺗﺄﻟﻴﻔﻪ ﻟﻠﻤﺴﺮﺣﻴﺔ، 182
اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﺎ واﻟﻜﺎرزﻣﺎ
وﻛﺬﻟﻚ ﻣﺘﻐﻴﺮات ﻋﺪﻳﺪة ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎق اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ا)ﻌﺎﺻﺮ ﻟﻪ ،ﻣﻦ أﺟﻞ إﻟﻘﺎء اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺘﻄﻮرﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻺﺑﺪاع ا)ﺴﺮﺣﻲ .وأﺧﻴﺮا أدﺧﻠﺖ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺘﻐﻴﺮات اﻟﻀﺒﻂ ا)ﻨﺎﺳﺒﺔ. ﻟﻘﺪ ﺗﺒ zأن أﺷﻬﺮ ﻣﺴﺮﺣﻴﺎت ﻫﺆﻻء ا)ﺆﻟﻔ zاﻟﺪراﻣﻴ zاﳋﻤﺴﺔ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ا)ﻘﻄﻮﻋـﺎت اﻟـﺘـﻲ ﻳـﻜـﺜـﺮ اﻻﺳـﺘـﺸـﻬـﺎد ﺑـﻬـﺎ )ر= (٠٬٣٩وأﻧﻬـﺎ ﲢﻴﻂ ﺑﻌﺪد أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻜـﺒـﺮى )ر= (٠٬٢٦ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﺬي ﲢﻴﻂ ﺑﻪ أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ا)ﺴﺮﺣﻴﺔ اﻷﻗﻞ ﺷﻬﺮة .وﻗﺪ ﻛﺸﻒ ﲢﻠﻴﻞ ا)ﺴﺎر (٩×)Path Analysis أن ﺛﺮاء اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺠـﺎح ا)ـﺴـﺘـﻤـﺮ ﻟـﻠـﻤـﺴـﺮﺣـﻴـﺔ، وﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻓﺈن ﻫﺬه اﻟﺴﻤﺔ ا)ﻀﻤﻮﻧﻴﺔ ﲡﻌﻞ أﺛﺮﻫﺎ ﻣﺤﺴﻮﺳﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل أﺛﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ا)ﺴﺮﺣﻴﺔ ﻷن ﻳﺴﺘﺸﻬﺪ ﺑﻬﺎ .وﻛﻠﻤﺎ اﺗـﺴـﻊ ﻣـﺪى اﻟـﻘـﻀـﺎﻳـﺎ اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ اﳉﻮﻫﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺮﺣﻬﺎ ا)ﺴﺮﺣﻴﺔ زاد ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻣﻦ أﻗﻮال ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ﺟﺪﻳﺮة ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ واﻻﺳﺘﻈﻬﺎر .واﻟﺸﻲء ا)ﺜﻴﺮ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎم أن ا)ﻨﺎﻇﺮات اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻼﻗﻔﻬﺎ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ﻓﻲ ا)ـﺴـﺮﺣـﻴـﺔ ﻻ ﻋـﻼﻗـﺔ ﻟـﻬـﺎ ﺑـﻨـﺠـﺎح ا)ﺴﺮﺣﻴﺔ ﻟﺪى ا)ﺸﺎﻫﺪﻳﻦ ،ﻓﺎ)ﺴﺮﺣﻴﺎت اﻟﻌـﻈـﻴـﻤـﺔ ﻻ ـﻜـﻦ ـﻴـﻴـﺰﻫـﺎ ﻋـﻦ ا)ﻐﻤﻮرة ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺜﻴﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎوﻟﻬﺎ .إذ ﻻ ﻜﻦ ﻟﻘﺼﺔ اﳊﺐ ﻣﺜﻼ أن ﺗﻨﻘﺬ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ردﻳﺌﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺸﻞ أﻛﺜﺮ Yﺎ ﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﻨـﻘـﺬ ﻓـﻠـﻤـﺎ ردﻳـﺌـﺎ .إن ﻋﺪد اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﳉﻬﺎ ا)ﺴﺮﺣﻴﺔ )أي ﺛﺮاءﻫﺎ( ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐـﻲ أن ﻳـﻮﺿـﻊ ﻓﻲ اﳊﺴﺒﺎن ﺑﺸﺮط أن ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺑﻠﻐﺔ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺬاﻛﺮة. ﻟﻢ ﺗﻘﻢ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ أﺳﻠﻮب ﲢﻠﻴﻞ ا)ﻀﻤﻮن ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﺪش ﺳﻄﺢ اﻟﺴﺆال اﻟﺘﺎﻟﻲ :ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻞ ﺑﻌﺾ ا)ﺴﺮﺣﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﺮواﺋﻊ?. ـﺪم ﻟﻨﺎ ﻣﺜﺎﻻ ﻣﻮﺿـﺤـﺎ ﻋـﻦ وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﻫﺬا اﻻﺳﺘﻘﺼﺎء اﻟـﺘـﻤـﻬـﻴـﺪي ﻗـﺪ ﻗ ّ اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ اﺧﺘﺒﺎر ﻋﻈـﻤـﺔ ا)ـﺒـﺪﻋـﺎت اﻷدﺑـﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺿـﻮء ﺧﺼﺎﺋﺺ اﶈﺘﻮى .وﻻ ﺷﻚ أن ﺑﺤـﻮث ا)ـﺴـﺘـﻘـﺒـﻞ ﺳـﺘـﻘـﺮﺑـﻨـﺎ ﻣـﻦ اﻛـﺘـﺸـﺎف اﳋﺼﺎﺋﺺ اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺞ ﻣﻌﺎ ﻣﺎ ﻧﺴﻤﻴﻪ ﺑﺎﻟﻌﻈﻤﺔ.
اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻜﻒء
ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻫﻲ اﻟﺴﻤﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﺎﻫﻲ اﻟﻜﺎرزﻣﺎ ﻓﻲ ﺻﻌﻮﺑﺔ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﺪﻗﻴﻖ .ﻓﺄن ﺗﻜﻮن ﻛﺎرزﻣﻴﺎ ﻣﻌﻨﺎه أن ﺘﻠﻚ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﻏﺎﻣﻀﺔ ﺗﺰودك ﺑﺎﻷﺳﺎس اﻟﻘﻮي ﻟﻠﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﻔﺬ ،ﺳﻮاء أ ﻫﺬا ﻓﻲ اﻟﺼﻼت اﻟﺸـﺨـﺼـﻴـﺔ اﳊـﻤـﻴـﻤـﺔ ،أو 183
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
أﻣﺎم اﳊﺸﻮد اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ .وﻣﻦ اﻷﺳﻬﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ أن ﻧﻘﺪم أﻣﺜﻠﺔ ﻣﻮﺿﺤﺔ ﻟﻬﺬا ا)ﻮﻗﻒ ﻣﻦ أن ﻧﻌﺮّﻓﻪ إﺟﺮاﺋﻴﺎ ﺑﺄي ﺷﻜﻞ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن ﻗﺎﺋﺪا ﻛﺎرزﻣﻴﺎ ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎن ﻫﺘﻠﺮ ،وﻟﻜﻦ ﻣﺎ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻬﻤﺎ ﻛﺬﻟﻚ? ﻛﺎن اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي أﺣﺮز ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻘﺪم ﻓﻲ اﲡﺎه ﺗﻘﺪﻳﺮ ا)ﺴﺘﻮﻳﺎت اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺎرزﻣﺎ اﻟﺘﻲ أﻇﻬﺮﻫﺎ زﻋﻤﺎء ﻋﺪﻳﺪون ﻟﻠﺪول ﻫﻮ ﺗﺸـﺎرﻟـﺰ ﺳـﻞ ) .C. Cell (١٩٧٤ﻓﻘﺪ اﺑﺘﻜﺮ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺮﻛـﻴـﺰه ﻋـﻠـﻰ زﻋـﻤـﺎء اﻟـﺪول اﻟـﺬﻛـﻮر، ﻣﻘﻴﺎﺳﺎ ﻳﺤﺘﻮى ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺷﺮات وﺛﻴﻘﺔ اﻟﺼﻠﺔ ﺑﺎ)ﻮﺿﻮع :ﻓﺎﻟﻘﺎﺋﺪ ﺗﺘﺮاﻛﻢ ﻋـﻨـﻪ ﻧﻘﺎط ﲡﻌﻠﻪ ﺷﺨﺼﺎ ﻛﺎرزﻣﻴﺎ إذا أﻟﺼﻘﺖ ﺻﻮرﺗـﻪ اﻟـﺸـﺨـﺼـﻴـﺔ ،أو وﺿـﻌـﺖ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺑﺎرزة ،ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻌﺎﻣـﺔ وا)ـﻨـﺎزل ،وإذا ﻇـﻬـﺮ ـﺜـﺎل ﻟـﻠـﺰﻋـﻴـﻢ ﻓـﻲ ﻋﺎﺻﻤﺔ اﻷﻣﺔ ﺧﻼل ﺗﻮﻟﻴﻪ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ اﳊﻜﻢ ،وإذا اﻋـﺘـﺒـﺮ ﻣـﻮﺣـﺪا ﻟـﻠـﺪوﻟـﺔ ﻓـﻲ اﲡﺎه ﻫﺪف ﻋﻈﻴﻢ ،وﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻳﻘﻮدﻫﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﻨﺼﺮ اﻟﻌﺴـﻜـﺮي ﺿـﺪ اﻷﻋـﺪاء اﳋﻄﺮﻳﻦ ،وإذا ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﻘﺎﺋﺪ ﻳﻠﻘﻲ ﺑﺨﻄﺐ ﻃﻮﻳﻠﺔ ،وﻻ ﻳﺒﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺗـﻘـﺪﻳـﺮه ﻟﻸﻣﻮر اﻻﻗﺘﺼـﺎدﻳـﺔ اﻷﺳـﺎﺳـﻴـﺔ ،وإذا ﻛـﺎن ﻟـﺪى اﻟـﻨـﺎس اﻟـﺮﻏـﺒـﺔ ﻓـﻲ اﻟـﻘـﻴـﺎم ﺑﺘﻀﺤﻴﺎت ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﻦ أﺟﻠﻪ ،وإذا ﻛﺎن ﻳﺘﺼﻒ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻔـﺤـﻮﻟـﺔ .وﻗـﺪ ﻗـﺎم ﺳﻞ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﻗﻴﺎﺳـﺔ ا)ـﻜـﻮّن ﻣﻦ ١١ﻧﻘﻄﺔ ﺣﻮل اﻟﻜﺎرزﻣﺎ ﻋـﻠـﻰ ٣٤ﻣﻦ زﻋﻤـﺎء دول اﻟﻌﺎﻟﻢ ا)ﻌﺎﺻﺮﻳﻦ .وﻛﺎن اﻟﺰﻋﻤﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﺣﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺮ ﻧﻘﺎط ،وﻫﻲ ﺗﻘﻊ ﻋﻨﺪ ﻗﻤﺔ ﻫﺬا ا)ﻘﻴﺎس ،ﻫﻢ ﻫﺘﻠﺮ وﻛﻴﻨﻴﺎﺗﺎ وﻣﻮﺳﻮﻟـﻴـﻨـﻲ وأﺗـﺎﺗـﻮرك? أﻣـﺎ ﻋﻨﺪ ﻗﺎع ا)ﻘﻴﺎس ،وﻋﻨﺪ اﻟﻨﻘﻄﺔ ﺻـﻔـﺮ ﻓـﻘـﺪ وﺟـﺪت ﺷـﺨـﺼـﻴـﺎت ﻣـﺜـﻞ :ﺑـﻦ ﻏﻮرﻳﻮن ،وﻓﺮي (١٠×)Freiوأدﻳﻨﺎور ،وﻓﻴﻤﺎ ﺑ zاﻟﻘﻤﺔ واﻟﻘﺎع وﺟﺪت ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻣﺜﻞ :ﺳﻮﻛﺎرﻧﻮ وﺣﺼﻞ ﻋـﻠـﻰ ٩ﻧﻘﺎط ،وﻣﺎو وﺣﺼﻞ ﻋـﻠـﻰ ٨ﻧﻘﺎط ،وﻛﺎﺳﺘـﺮو وﺣﺼﻞ ﻋﻠـﻰ ٧ﻧﻘﺎط ،ودﻳﻐﻮل وﺣﺼﻞ ﻋﻠـﻰ ٥ﻧﻘﺎط ،وﻟﻴﻨ zوﺣﺼﻞ ﻋﻠـﻰ ٤ ﻧﻘﺎط ،وﺣﺼﻞ ﻧﻴﺮﻳﺮي ﻋﻠﻰ ٣ﻧﻘﺎط ،وﺗﺸﺮﺗﺸﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻄﺘ .zأﻣﺎ ﺧﺮوﺗﺸﻮف ﻓﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻄﺔ واﺣﺪة .وﻗﺪ ﻛﺎن اﻟﺮﺋﻴﺴﺎن اﻷﻣـﺮﻳـﻜـﻴـﺎن اﻟـﻮﺣـﻴـﺪان ﺑـz ﻫﺆﻻء اﻟﺰﻋﻤـﺎء اﻟــ ٣٤ﻫﻤﺎ ﻓﺮاﻧﻜﻠ zروزﻓﻠﺖ وﺣـﺼـﻞ ﻋـﻠـﻰ ٦ﻧﻘﺎط ،وﺟـﻮن ﻛﻨﺪي وﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ٤ﻧﻘﺎط. إن ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺳﻞ ﻫﺬه ﳉﻌﻞ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻜﺎرزﻣﺎ ﻣﻔﻬﻮﻣﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺎ ،ﻫﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻏﻴﺮ ﻋﺎدﻳﺔ ،ﻓﻤﻌﻈﻢ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻬﺬا ا)ﻮﺿﻮع ﻟﻢ ﲢـﺎول ﺣـﺘـﻰ أن ﺗﻘﻴﺲ اﻟﻜﺎرزﻣﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ،رﻏﻢ أن ﻫﺬه اﻟﺴﻤﺔ ﻛﺎﻧـﺖ داﺋـﻤـﺎ ﺗـﻜـﻤـﻦ ﻓـﻲ 184
اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﺎ واﻟﻜﺎرزﻣﺎ
اﳋﻠﻔﻴﺔ .ﻓﻘﺪ اﻧﺤﺼﺮ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋـﺎدة ﻓـﻲ ﺟـﻮاﻧـﺐ اﻟـﻘـﻴـﺎدة اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺒـﺪو أﻛـﺜـﺮ ﻣﻄﺎوﻋﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎس اﻟﻌﻠﻤﻲ .وﺳﺄﻗﻮم ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺑﺎﺳﺘﻜﺸﺎف ﻫﺬه اﻟﺒﺪاﺋﻞ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﻏﻴﺮ ا)ﺒﺎﺷﺮة ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠـﻰ ﻓـﺌـﺔ ﻓـﺮﻋـﻴـﺔ ﻣـﻦ اﻟـﻘـﺎدة ،ﻫـﻢ رؤﺳـﺎء اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ .وﺳﺄﻧﻈﺮ أوﻻ ﻓﻲ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺒﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ ،وﻋﻠﻰ ﳒﺎﺣﻪ ﻓﻲ اﻻﻧﺘـﺨـﺎﺑـﺎت ،ﻷدرس ﺑـﻌـﺪ ذﻟـﻚ ﻣـﺤـﺪدات اﻷداء واﻟﻌﻈﻤﺔ اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ.
اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ
أﺻﺒﺢ اﻟﻘﺎﺋﻤﻮن ﺑﺎﺳﺘﻄﻼﻋﺎت اﻟﺮأي اﻟﻌـﺎم ﻣـﻨـﺬ رﺋـﺎﺳـﺔ ﻫـﺎري ﺗـﺮوﻣـﺎن ﻣﻐﺮﻣ zﺑﺴﺆال اﳉﻤﻬﻮر اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻋﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪه ﺣﻮل أداء اﻟﺮﺋﻴﺲ اﳊﺎﻟـﻲ. و ﺎ أن اﺳﺘﻄﻼﻋﺎت اﻟﺮأي ﻫﺬه ﺗﻈﻬﺮ ﺗـﺬﺑـﺬﺑـﺎت ﻣـﻠـﺤـﻮﻇـﺔ ﻓـﻲ ﺗـﻘـﺪﻳـﺮات ا)ﻮاﻓﻘﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻦ ،ﺳﻮاء ﻋﺒﺮ اﻟﺮﺋﺎﺳﺎت أو أﺛﻨﺎء اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ،ﻓﺈﻧـﻬـﺎ ﺗﻘﺪم ﻣﺆﺷﺮا ﻣﻔﻴﺪا ﺣﻮل اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻏﻴﺮ ﺑﻬﺎ اﻟﺸﻌـﺐ اﻷﻣـﺮﻳـﻜـﻲ ﻧـﻈـﺮاﺗـﻪ ﻧﺤﻮ زﻋﻴﻢ اﻟﺪوﻟﺔ .وﻣﻦ أواﺋﻞ ﻣﻦ ﺑﺪؤوا اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﻫﺬه ا)ﻌﻠﻮﻣﺎت ﺟـﻮن ﻣﻮﻳـﻠـﺮ (١٩٧٣) J. Muellerاﻟﺬي اﻧﻄﻠﻖ ﻛﻲ ﻳـﻜـﺘـﺸـﻒ اﻟـﻌـﻮاﻣـﻞ ا)ـﺴـﺆوﻟـﺔ ﻋـﻦ ﺗﺬﺑﺬب ﺷﻌﺒﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﺪءا ﻣﻦ ﺗﺮوﻣﺎن واﻧﺘﻬﺎء ﺑﺠﻮﻧﺴﻮن .وﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻌﻮاﻣﻞ ﻗﻴﻞ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﳋﺎص ﺑﺎ)ﻮاﻓﻘﺔ أو اﻟﻘﺒﻮل إﻟﻰ اﻻﻧﺤﻔﺎض ﺧﻼل ﻓـﺘـﺮة ﺣـﻜـﻢ اﻟﺮﺋﻴﺲ ،ﺑﺪءا ﻣﻦ ﺷﻬﺮ اﻟﻌﺴﻞ اﻟﺬي ﻳﻌﻘﺐ اﻧﺘﺨﺎﺑﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮة ،إﻟﻰ ﻓﺘﻮر ا)ﺸﺎﻋﺮ أو رﻛﻮدﻫﺎ ﻧﺤﻮه ﺑﻌﺪ ﺣﻮاﻟﻲ أرﺑﻊ ﺳﻨﻮات .ﻓﺈذا ﻣﺎ أﻋﻴﺪ اﻧﺘﺨﺎﺑﻪ ﻓﺈن ﺷﻌﺒﻴﺘﻪ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻊ ﺧﻄﺎب اﻓﺘﺘﺎح وﻻﻳﺘﻪ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻌﻮد ﻟﻠﻬـﺒـﻮط ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .وﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺛﺒﺎت ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻂ أن ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺴﻴﺎﺳﻴ zﻳﻘﺘﺮﺣﻮن أن ﺗﻘﺪﻳﺮات اﻟﻘﺒﻮل ﻗﺪ ﻻ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﻷداء اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠـﺮﺋـﻴـﺲ ﺧـﻼل ﺗﻮﻟﻴﻪ ﻣﻬﺎم ﻣﻨﺼﺒﻪ ).(Stimson, 1976 واﻟﻌﺎﻣﻞ اﻵﺧﺮ ﻫﻮ أﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺣﺪﺛﺖ أزﻣﺔ دوﻟﻴﺔ ،ﻓﺈن ا)ﻴﻞ ﻟﻼﻟﺘﻔﺎف ﺣﻮل اﻟﻌﻠﻢ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺗﺪﻋﻴﻢ ﺷﻌﺒﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ .وﻋﻠـﻰ ﺳـﺒـﻴـﻞ ا)ـﺜـﺎل ،ﻓـﺈن اﻹﺧـﻔـﺎق اﻟﺘﺎم ﻓﻲ ﺧﻠﻴﺞ اﳋﻨﺎزﻳﺮ)× (١١ﻋﺎم ،١٩٦٢اﻟﺬي ﺣﺎول ﻓﻴﻪ ا)ﻨﻔﻴﻮن اﻟﻜﻮﺑﻴﻮن- ﺑﺪﻋﻢ أﻣﺮﻳﻜﻲ-اﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﻔﻴﺪﻳﻞ ﻛﺎﺳﺘﺮو اﳊﺼ ،zرﻓﻊ ﻓﻌﻼ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻛﻨﺪي أﻣﺎم اﻟﺸﻌﺐ .وﻋﻠﻰ اﳉﺎﻧﺐ اﻟﺴﻠﺒﻲ ،ﻓﺈن ﺷﻌﺒﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺗﺘﻀﺮر ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﻮء اﳊﺎﻟﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ أو ﺗﺘﺰاﻳﺪ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ .أﻣﺎ اﻷﻣﺮ ا)ﺜﻴﺮ ﻟﻠﺪﻫﺸﺔ ﻓﻬﻮ أﻧﻪ 185
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
رﻏﻢ أن اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻳﻼم ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻻت اﻟﺮﻛﻮد اﻻﻗﺘﺼﺎدي ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺤﻈﻰ ﺑﺎﻟﻌﺮﻓﺎن ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺰدﻫـﺮ اﻻﻗـﺘـﺼـﺎد ﺧـﻼل ﻋـﻬـﺪه )اﻧـﻈـﺮ أﻳـﻀـﺎ ;Bloom & Price, 1975 .(Kenski, 1977وأﺧﻴﺮا ﻓﺈن اﳊﺮب ﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺷـﻌـﺒـﻴـﺔ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ. ﻓﻘﺪ ﺗﺪﻫﻮرت ﺗﻘﺪﻳﺮات ا)ﻮاﻓﻘﺔ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺗﺮوﻣﺎن ﻧﺘـﻴـﺠـﺔ ﻟـﺘـﻮرﻳـﻄـﻪ ﻟـﻠـﻘـﻮات اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻓﻲ اﳊﺮب اﻟﻜﻮرﻳﺔ. ﻟﻘﺪ ﺗﻌﺮض ﺑﺤﺚ ﻣﻮﻳﻠﺮ اﻟﺮاﺋﺪ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻨـﻘـﺪ .ﻓـﻘـﺪ رأى ﻛـﻴـﺮﻧـﻞ Kernell ) (١٩٧٨أن اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻻ ﺗﻨﺨﻔﺾ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﺨﺎب أو ﺑﻌﺪ إﻋﺎدة اﻻﻧﺘﺨﺎب. وﻟﻜﻦ اﻷﻣﺮ ،ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻫﻮ أن ﻫﺬا اﻻﻧﺤﺪار اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﻜﻦ أن ﻳﻌﺰى إﻟﻰ وﻗﺎﺋﻊ أو أﺣﺪاث ﻣﻌﻴﻨﺔ ،وﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ إﻟﻰ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ا)ﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠـﻰ ﻗﺮارات وﻧﺸﺎﻃﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ اﻟﺮﺋﻴﺲ .وﻟﻜﻦ اﻷﻣﺮ اﻷﻛﺜﺮ ﺣﺴﻤﺎ ﻫﻮ أن ﻛﻴﺮﻧﻞ أﺛﺒﺖ أن ﺗﻘﺪﻳﺮ ا)ﻮاﻓﻘﺔ وﻓﻘﺎ ﻷﺣﺪ اﺳﺘﻄﻼﻋﺎت اﻟﺮأي ،ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ارﺗﺒﺎط ذاﺗﻲ Auto-Correlationإﻳﺠﺎﺑﻲ ﻣﻊ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ا)ﺴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻄﻼع اﻟﺴﺎﺑﻖ ،وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ﻫﻨﺎك ﻗﺼﻮرا ذاﺗﻴﺎ ﻣﻌﻴﻨﺎ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺮأي اﻟـﻌـﺎم ﺣﻮل ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻗﻴﺎم اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻬﺎﻣﻪ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة وﻻﻳﺘﻪ ،وﻫﻮ رأى ﻜﻦ أن ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺪرﻳﺠﻲ ﻓﻘﻂ .ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣـﻮﻳـﻠـﺮ وﻣـﻨـﺘـﻘـﺪوه ﻫـﻮ أن ﺷـﻌـﺒـﻴـﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺗﺘﺠﺎذﺑﻬﺎ اﻟﺘﻘﻠﺒﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .ﻓﻤﻦ ﺑ zاﻟﺮؤﺳﺎء اﳋﻤﺴﺔ اﻟﺬﻳﻦ وﻗﻊ ﺣﻜﻤﻬﻢ ﻣﺎ ﺑ zرﺋﺎﺳﺔ ﺗﺮوﻣﺎن ورﺋﺎﺳﺔ ﻧﻜﺴﻦ ﻳﺒﺪو أن ﺷﻌﺒﻴﺔ آﻳﺰﻧﻬﺎور ﻓﻘﻂ ﻟﻢ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻬﺬه ا)ﺆﺛﺮات اﳋﺎرﺟﻴﺔ.
اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت
ﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﻼﻗﺔ وﺛﻴﻘﺔ ﺑﻨﺘﺎﺋﺞ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ).(Singleman, 1979 ﻓﺎﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻗﺪ ﻳﺒﺪو ﻣﺆﺷﺮا ﻣﻔﻴﺪا ﻓﻲ اﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎدة ،ور ﺎ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎرزﻣﺎ .ﻓﻤﻦ ا)ﺄﻟﻮف اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑـﺄن اﻟـﻨـﺠـﺎح ﻓـﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﻬﺎرة ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ اﺟﺘﺬاب اﻧﺘﺒﺎه اﻟﻨﺎﺧﺒ zوإﻋﺠﺎﺑﻬﻢ ،وﻟﻜﻦ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ أﺣﺴﻦ ﺣﺎﻻﺗﻬﺎ ،إﻻ ﻣﺠﺮد ﻣﺆﺷﺮات ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻤﻬﺎرات اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑ zاﻷﺷﺨـﺎص .ﻓـﻜـﺜـﻴـﺮا ﻣـﺎ ﲢـﻞ اﻻﻋﺘﺒﺎرات اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺤﻞ اﻻﻋﺘﺒﺎرات اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ اﻻﻗﺘﺮاع ،ﻛﻤـﺎ أن اﻟﻔﻮز ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﻘﻮل أﺷﻴـﺎء ﻛـﺜـﻴـﺮة ﻋـﻦ ﻧـﻘـﺎﺋـﺺ ا)ـﺮﺷـﺢ اﳋﺎص ،وﻋﻦ ﻣﺰاﻳﺎ ا)ﺮﺷﺢ ا)ﻨﺘﺼﺮ .ﻓﺎﻟﻬﺰ ﺔ ا)ﺪوﻳﺔ ﳉﻮرج ﻣـﻐـﻔـﺮن ﻓـﻲ 186
اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﺎ واﻟﻜﺎرزﻣﺎ
ﻋﺎم ١٩٧٢ﻗﺪ ﺗﻘﻮل أﻛﺜﺮ ﺣﻮل رد ﻓﻌﻞ اﳉﻤﻬﻮر ﻧﺤﻮ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺴﻼم ا)ﻌﺎرﺿﺔ ﳊﺮب ﻓﻴﺘﻨﺎم Yﺎ ﻜﻦ أن ﺗﻘﻮﻟﻪ ﺣﻮل أي اﻓﺘﺘﺎن ﺑﺮﺗﺸﺮد ﻧﻜﺴﻦ. وﺗﺸﻴﺮ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺖ ﺣﻮل اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت إﻟﻰ اﻟﺪﻻﻟﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻟﻠﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ أو ﺳﻴـﺎق ﻣـﺎ .ﻓـﻘـﺪ درس ﻏـﺮوش ﻋـﻠـﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا)ﺜـﺎل ) (Grush, 1980ﻣﺤﺪدات اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻷوﻟـﻴـﺔ اﻟﺘﻲ أﺟـﺮاﻫـﺎ اﳊـﺰب اﻟـﺪ ـﻘـﺮاﻃـﻲ ﻋـﺎم ،١٩٧٦ووﺟـﺪ أن %٨٠ﺗﻘـﺮﻳـﺒـﺎ ﻣـﻦ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻜﻦ إرﺟﺎﻋﻪ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺘﻐﻴﺮات ﺗﻨﺒﺌﻴﺔ .ﻓﺄوﻻ :ﻳﺘﻤﺘﻊ ا)ﺮﺷﺤﻮن ا)ﻌﺮوﻓﻮن ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻘﻬﻢ اﶈﻠﻴﺔ ،أي ﺗﻘﻠﺪوا ﺑﻌﺾ ا)ﻨﺎﺻﺐ اﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻣﺜﻞ ﻣﻨﺼﺐ اﻟﺴﻨﺎﺗﻮر أو ﺣﺎﻛﻢ اﻟﻮﻻﻳﺔ ،ﻓﻌﺮﻓﻮا ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻧﺎﺧﺒﻲ ا)ﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﲢﺪث ﻓﻴﻬﺎ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻷوﻟﻴﺔ ،إن ﻫﺆﻻء ﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﺒﻌـﺾ اﻷﻓـﻀـﻠـﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻏﻴﺮﻫﻢ .وﺛﺎﻧﻴﺎ :ﻳﺆدي اﻷﺛﺮ اﳋﺎص ﺑــ »ﻋـﺮﺑـﺔ ا)ـﻮﺳـﻴـﻘـﻰ«)× (١٢ﻓﻌﻠﻪ ﺑﺤـﻴـﺚ ﻳﺆدي اﻟﻔﻮز ﻓﻲ أﺣﺪ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻷوﻟﻴﺔ إﻟﻰ ﲢﺴ zﻓﺮص اﻟﻔﻮز ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎب اﻷوﻟﻲ اﻟﺘﺎﻟﻲ .وﻛﻤﺎ ﻜﻦ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﻣﻦ ﺧﻼل أﺛﺮ ﻣﺘﻰ )اﻧﻈﺮ اﻟﻔﺼﻞ اﳋﺎﻣﺲ( ﻓﺈن اﻟﻐﻨﻲ ﻳﺼﺒﺢ أﻛﺜﺮ ﻏﻨﻰ ،واﻟﻔﻘﻴﺮ ﻳﺼﺒﺢ أﻛﺜﺮ ﻓﻘﺮا ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺘﺴﻊ ا)ﺴﺎﻓﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻣﺎ ﺑ zا)ﺮﺷﺤ zا)ﻨﺘﺼﺮﻳﻦ وا)ﻬﺰوﻣ ،zوﻳﺘﻨﺎﻗﺺ ﻋﺪد ا)ﺮﺷﺤz ﺑﺪرﺟﺔ واﺿﺤﺔ ﻋﻨﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳊﻤﻠﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳـﻴـﺔ .أﻣـﺎ ﻧـﺘـﻴـﺠـﺔ ﻏـﺮوش اﻟـﺜـﺎﻟـﺜـﺔ ﻓﺘﻘﻮل إن ﻣﻌﺪﻻت اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﳊﻤﻠـﺔ ﺗـﺆﺛـﺮ ﺑـﺸـﻜـﻞ ﺟـﻮﻫـﺮي ﻋـﻠـﻰ ﻧـﺘـﺎﺋـﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻷوﻟﻴﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺴﺒﺎق ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟـﺘـﺮﺷـﻴـﺢ .ذﻟـﻚ أن ﻋـﺮض ا)ـﺮﺷـﺢ ﻋـﻠـﻰ ﺟـﻤـﻬـﻮر اﻟـﻨـﺎﺧـﺒـ zﻣـﻦ ﺧـﻼل اﻟـﺼـﺤـﻒ واﻹﻋـﻼﻧــﺎت واﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن ،أو اﻟﺮادﻳﻮ ،ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ أﻣﻮال ،ﺑﻞ إﻟﻰ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ .وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺤﻘﻖ اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺮاﻋﺎت اﻷوﻟﻴﺔ ،وﻳﻘﻮى اﻟﺰﺧﻢ اﶈﺮك ،ﻜﻦ أن ﺗﻘﻞ اﻷﻣﻮال اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺮف ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻷوﻟﻴﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻷن أﺛﺮ »ﻋﺮﺑﺔ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ« أو أﺛﺮ اﻟﻔﺎﺋﺪة ا)ﺘﺮاﻛﻤﺔ ﺳﻮف ﻳﺘﻮﻟﻰ ا)ﻬﻤﺔ. ﻟﻜﻦ اﻋﺘﻤﺎد اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻷوﻟﻴﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺸـﻬـﺮة اﶈﻠﻴﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻣﻌﺪﻻت اﻻﺗﻔﺎق ﺧﻼل اﳊﻤﻠﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ،ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،أو ﺣﺘﻰ اﻟﻜﺎرزﻣﺎ ،ﻻ ﺗﻠﻌﺐ دورا ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ .ﻓﻬﺬه اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻗﺪ ﺗﺆدي وﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﳋﺼﺎﺋـﺺ ﻓﺮدﻳﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﲢﺘﻬﺎ ،ﻓﻤﺎداﻣﺖ اﻟﺸﻬﺮة اﶈﻠﻴﺔ ﻣﺜﻼ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻟﻲ ا)ﺮﺷﺢ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ ﻣﻨﺼﺐ ﻣﺎ ،ﻣﺜﻞ ﻣﻨﺼﺐ اﳊﺎﻛﻢ أو اﻟﺴﻨﺎﺗﻮر أو ا)ﻤﺜﻞ اﻟﻨﻴﺎﺑـﻲ ،ﻓـﺈن 187
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻫﺬا ا)ﺮﺷﺢ ﻻ ﺑﺪ وأن ﻳﻜﻮن ﻗﺪ أﺛﺒﺖ ﻓﻌﻼ اﻣﺘﻼﻛﻪ ﻟﺒﻌﺾ ﻣﻬﺎرات اﻟﻘﻴﺎدة. ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻔﺘﺮض ﻧﻔﻘﺎت اﳊﻤﻠﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ،ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ا)ﺮﺷﺢ ﺛﺮﻳﺎ ﺟﺪا ،ﺗﻮﻓﺮ اﻟﺘﺒﺮﻋﺎت ا)ﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﻋﺪاد ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ ا)ﺆﻳﺪﻳﻦ .وﻫـﺬه اﻟـﺘـﺒـﺮﻋـﺎت ﻗـﺪ ﺗﻜﻮن ﻫﻲ اﻟﺪﻻﻟﺔ اﻟﻜﻤﻴﺔ ا)ﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﳋﺼﺎﺋﺺ اﻟﻜﺎرزﻣﻴﺔ ا)ﻤﻴﺰة ﻟﻠﻤﺮﺷﺢ. وﻳﺒﺪو أن ﻇﺎﻫﺮة »ﻋﺮﺑﺔ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ« ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺑ zا)ﺆﺷﺮات اﻟﺘﻨﺒﺌﻴﺔ اﻟﺜﻼﺛـﺔ ﻫﻲ ا)ﺆﺷﺮ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﳋﺎﻟﻲ ﺎﻣﺎ ﻣﻦ اﶈﺘـﻮى اﻟـﺸـﺨـﺼـﻲ .ﻓـﺎﻟـﺘـﻔـﺎوت ﻓـﻲ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻷوﻟﻴﺔ ﻗﺪ ﻳﺒﺪأ ﻓﻲ اﻟﻈﻬﻮر وﻛﺄﻧﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻻﺧﺘﻼف اﻟﻘﺪرات اﻟﻘﻴﺎدﻳﺔ ﻟﺪى ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ا)ﺮﺷـﺤـ ،zوﻟـﻜـﻦ اﻟـﻌـﺎﺋـﺪ ا)ـﺘـﺮاﻛـﻢ ﻳـﺠـﻌـﻞ ﺳـﻠـﺴـﻠـﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺘﻤﻬﻴﺪﻳﺔ ،ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺗﻀﺨﻢ ﺣﺠﻢ أي ﺗﻔﺎوت أوﻟﻰ. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻔﻮز ﻣﺮﺷﺢ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﺑﺘﺮﺷﻴﺢ ﺣﺰﺑﻪ ﻟﻪ ﺗﻜﻮن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺎ ﺗﺰال ﺑﺎﻧﺘﻈﺎره .وﺧﺮوج ا)ﺮﺷﺢ ﻣﻨﺘـﺼـﺮا ﻣـﻦ ﻫـﺬه اﳊـﻤـﻠـﺔ ﻟـﻴـﺲ ﺑـﺎﻷﻣـﺮ اﻟﺴﻬﻞ .وYﺎ ﻳﻠﻔﺖ اﻟﻨﻈﺮ أن ﳒﺎح ﻣﺮﺷـﺢ اﻟـﺮﺋـﺎﺳـﺔ ﻻ ﻳـﺨـﺘـﻠـﻒ ﻋـﻦ ﳒـﺎح اﻟﺜﻮري .ﻟﻘﺪ ﻧﺎﻗﺸﺖ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟـﺜـﺎﻟـﺚ اﻟـﺘـﺤـﻮل ﻓـﻲ اﻟـﺘـﺮﻛـﻴـﺐ اﻟـﺘـﺼـﻮري Conceptual Complexityﻟﺪى اﻟﺜﻮرﻳ zﺑ zﻣﺮﺣﻠـﺘـﻲ ﻣـﺎ ﻗـﺒـﻞ اﻋـﺘـﻼء ﺻـﻬـﻮة اﳊﻜﻢ وﻣﺎ ﺑـﻌـﺪﻫـﺎ .وﻗـﺪ أﻇـﻬـﺮ ﺗـﺘـﻠـﻮك ) Tetlock (1981 bأن ﲢﻮﻻ Yـﺎﺛـﻼ ﻳﺤﺪث ﻟﺪى ﻣﺮﺷﺤﻲ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﻨﺎﺟﺤ zﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻘﻠـﺪون ﻣـﻬـﺎم ﻣـﻨـﺼـﺒـﻬـﻢ. ﻓﺨﻼل اﳊﻤﻠﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﺗﻜﻮن ﻟﻐﺔ ا)ﺮﺷﺢ ﺗﺒﺴﻴـﻄـﻴـﺔ ﺟـﺪا ،ﻓـﺘـﺮاه ﻳـﻘـﺘـﺮح اﳊﻠﻮل اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ اﻟﺴﻬـﻠـﺔ ﻟـﻠـﻤـﺸـﻜـﻼت ا)ـﻌـﻘـﺪة اﻟـﺼـﻌـﺒـﺔ وﻳـﻌـﺮض اﻷﻓـﻜـﺎر اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﻧﺴﺒﻲ ﺗﻘﺴﻢ ﻓﻴﻪ اﻷﻣﻮر إﻟﻰ أﺑﻴﺾ وأﺳﻮد ﻓﻘﻂ .وﻟﻜﻦ ﻣﺎ أن ﻳﺘﻘﻠﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﻬﺎم ﻣﻨﺼﺒﻪ وﻳﺸﻜﻞ إدارة ﺗﺘﻮﻟﻰ اﻷﻣﻮر ﺣﺘﻰ ﺗﻈﻬﺮ ﻟﻐﺘﻪ ﲢﻮﻻ ﻳﻨﺎﺳﺐ وﺿﻌﻪ اﳉﺪﻳﺪ .وﻫﺬا اﻟﺘﻐﻴﺮ اﻟﺬي ﻳﺤﺪث ﻓﻲ ﺷﻜﻞ اﻟﺘﺮﻛﻴـﺐ ا)ﺘﻜﺎﻣﻞ ﻗﺪ ﻳﻌﻜﺲ ﺗﻮاﻓﻖ اﻟﺮﺋﻴﺲ ا)ﻌﺮﻓﻲ ﻣﻊ ا)ـﺴـﺎﺋـﻞ اﻟـﻮاﻗـﻌـﻴـﺔ اﳋـﺎﺻـﺔ ﺑﺎﳊﻜﻢ .ﻟﻜﻦ ﺗﺘﻠﻮك ﻗﺪ أﻇﻬﺮ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ .ﻓﺒﺴﺎﻃﺔ ﻟﻐﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ أو ﺗﻌﻘﺪﻫﺎ ﻫﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ أﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺨﻠـﻖ اﻻﻧـﻄـﺒـﺎع ﻟـﺪى اﻵﺧـﺮﻳـﻦ .وﻗـﺪ وﺟـﺪ ﺗﺘﻠﻮك أن اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﻻ ﺗﺼﺒﺢ أﻛﺜﺮ ﺗﺮﻛﻴﺒﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺪرﻳﺠـﻲ ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﻮﻗﺖ ﻋﻠﻴﻪ وﻫﻮ ﺎرس ﻣﻬﺎﻣﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﺼﺒﻪ ،ﺑﻞ ﻳﺤﺪث ﻫﺬا اﻟﺘﻐﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ،ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﻌﺪ ﺧﻄﺎب اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻻﻓـﺘـﺘـﺎﺣـﻲ ،وﻫـﻮ ﺗﻐﻴﺮ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺣﺪﺗﻪ أﻧﻪ ﻻ ﺗﻔﺴﺮه ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻟﺒﻄﻴﺌﺔ .واﳊـﻘـﻴـﻘـﺔ اﻷﻛـﺜـﺮ دﻻﻟﺔ ﻫﻲ أﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﻌﻰ ﻣﻦ أﺟﻞ إﻋﺎدة اﻧﺘﺨﺎﺑﻪ ،ﻓﺈن ﺑﻴﺎﻧﺎﺗﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴـﺔ، 188
اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﺎ واﻟﻜﺎرزﻣﺎ
ﺗﻌﻮد ﻣﺮة أﺧﺮى إﻟﻰ اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺎدت ﺧﻄـﺎﺑـﺎﺗـﻪ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ ﻗـﺒـﻞ أرﺑـﻊ ﺳﻨﻮات .أﻣﺎ أن اﳉﻤﻬﻮر ﻳﻨﺨﺪع ﺑﻬﺬا اﻟﺘﺬﺑﺬب ﺑ zاﳋﻄﺎﺑﺔ اﻟﺘﺒﺴﻴﻄﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻮد اﳊﻤﻼت اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ،وﺑ zاﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻷﻋﺬار اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘـﺪﻣـﻬـﺎ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻓﻬﻲ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﺪ ﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ.
أداء اﻟﺮﺋﻴﺲ وﻋﻈﻤﺘﻪ
ﺣﺎول اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ أن ﻳﺘﻮﺻﻠﻮا ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺄي اﻟﻄﺎﻣﺤ) zﻨﺼﺐ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﺳﻴﻜﻮن اﻟﺮﺋﻴـﺲ اﻷﻛـﻔـﺄ ،آﺧـﺬﻳـﻦ ﺑﻌ zاﻻﻋﺘﺒﺎر ﺛﺮوة ا)ﻌﻠﻮﻣﺎت ا)ﺘﺎﺣـﺔ ﻋـﻦ ﺧـﻠـﻔـﻴـﺔ ﻛـﻞ ﻣـﺮﺷـﺢ وﻋـﻦ ﺧـﺒـﺮﺗـﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﶈﺎوﻻت ﻟﻢ ﺗـﻜـﻦ ﻧـﺎﺟـﺤـﺔ ـﺎﻣـﺎ ﻣـﻊ اﻷﺳـﻒ .وﻋـﻠـﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا)ﺜﺎل ،ﻓﻘﺪ ﻗﻤﺖ ﺑﺪراﺳﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻋﻦ رؤﺳﺎء اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة اﻟﺜﻤﺎﻧﻰ واﻟﺜﻼﺛ zﻣﻨﺬ واﺷﻨـﻄـﻦ ﺣـﺘـﻰ ﻛـﺎرﺗـﺮ .(Simonton, 1981 c) ،وﻗﻤﺖ ﺑﺘـﺤـﺪﻳـﺪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘ zﻣﻦ ا)ﺘﻐﻴﺮات .اﺷﺘﻤﻠﺖ اﻷوﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﻛـﺒـﻴـﺮ ﻣـﻦ ا)ـﺘـﻐـﻴـﺮات، واﺷﺘﻤﻠﺖ اﻷوﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ا)ﺘﻐﻴﺮات اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺮة ﻋﻦ ﻓﺘﺮة ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ،و اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻹﺟﺮاﺋﻲ ﻟﻬﺬه ا)ﺘﻐﻴﺮات ﻟﺘﻜﻮن ﻣﺆﺷﺮات ﺗﻨﺒﺌﻴﺔ Yﻜﻨﺔ .وﻗﺪ اﺷﺘﻤﻠﺖ ﻫﺬه ا)ﺘﻐﻴﺮات اﳋﻠﻔﻴﺔ اﻷﺳﺮﻳﺔ ،واﻟﺘﻌـﻠـﻴـﻢ اﻟـﺮﺳـﻤـﻲ، واﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳋﺼﺎﺋﺺ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ )ﻣﺜﻞ اﻟﻌﻤﺮ ﻋﻨﺪ ﺗﺴﻠﻢ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﻘﺎﻟـﻴـﺪ ﻣﻨﺼﺒﻪ اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ( وا)ﻬﻨﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،واﳋﺒﺮة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ .أﻣﺎ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ا)ﺘﻐﻴﺮات ﻓﻘﺪ ﲢﺪﻳﺪﻫﺎ إﺟﺮاﺋﻴﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻸداء اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ اﻟﻔﻌﻠﻲ .وﻗﺪ اﺷﺘﻤﻠﺖ ﻫﺬه ا)ﻌﺎﻳﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﻮاﻧﺐ ﻋﺪﻳﺪة ﻣـﻦ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ واﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ،ﻣﺜﻞ اﺳﺘﺨﺪام ﺣﻖ اﻟﻔﻴﺘﻮ أو اﻻﻋﺘﺮاض، وا)ﻔﺎوﺿﺎت ﻟﻌﻘﺪ ا)ﻌﺎﻫﺪات ،وﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﺘﻌﻴﻴﻨﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﶈﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ وﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء .وﻗﺪ ﻛﺎن ﻋﺪد ﻫﺬه ا)ﺘﻐﻴﺮات وﻣـﺪاﻫـﺎ Yـﺎﺛـﻠـz ﺑﺪرﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻟﻌﺪد ا)ﺘﻐﻴﺮات اﻟﺘﻨﺒﺌﻴﺔ وﻣﺪاﻫﺎ. وﻗﺪ ﺗﺒ zأن ﻫﻨﺎك ﻣﺘﻐﻴﺮا واﺣﺪا ﻣﻦ ﻣﺘﻐﻴﺮات اﻟـﺴـﻴـﺮة اﻟـﺴـﺎﺑـﻘـﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻟﻪ ﻓﺎﺋﺪة ﺗﻨﺒﺌﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷداء اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ اﻟﺬي ﻗﻴﺲ ﻗﻴﺎﺳﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺎ :ﻓﺎﻟﺮؤﺳﺎء اﻟﺬﻳﻦ وﺻﻠﻮا إﻟﻰ ﻣﻨﺼﺐ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻣـﻦ ﻣـﻮاﻗـﻌـﻬـﻢ ﻓـﻲ ﻧﻴﺎﺑﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ ،ﻋﻘﺐ وﻓﺎة اﻟﺮؤﺳﺎء اﻟﺴﺎﺑﻘ zو اﺳﺘـﻘـﺎﻟـﺘـﻬـﻢ ﺛـﺒـﺖ أﻧـﻬـﻢ أﻗـﻞ ﳒﺎﺣﺎ ﻣﻦ اﻟﺮؤﺳﺎء اﻵﺧﺮﻳﻦ .ﻓﻬﺆﻻء اﻟﺮؤﺳﺎء ﻏﻴﺮ ا)ﻨﺘﺨﺒ zﻴﻠﻮن إﻟﻰ أن 189
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﲢﺪث ﺧﻼل ﺣﻜﻤﻬﻢ ،اﺳﺘﻘﺎﻻت أﻛﺜـﺮ ﻣـﻦ ﻣـﺠـﻠـﺲ اﻟـﻮزراء إﻟـﻰ أن ﻳـﺮﻓـﺾ ﻣﺮﺷﺤﻮﻫﻢ ﻟﻠﺘﻌﻴ zﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء أو اﶈﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻴﻮخ ،وأن ﻳﺮد اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﻢ ﻟﻠﻔﻴـﺘـﻮ أﻛـﺜـﺮ ،ﻣـﻦ ﻗـﺒـﻞ اﻟـﻜـﻮﻧـﻐـﺮس)× ،(١٣وأن ﻳﺮﻓﺾ ﺣﺰﺑﻬﻢ ﺗﺮﺷﻴﺤﻬﻢ ﻟﻠﺠﻮﻟﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻣﻦ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ .ﻓـﻤـﻦ ﺑـz ﻧﻮاب اﻟﺮؤﺳﺎء اﻟﺘﺴﻌﺔ اﻟﺬﻳﻦ أﺻﺒﺤﻮا رؤﺳﺎء ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻊ ،وﻫﻢ ﺗﺎﻳـﻠـﺮ وﻓﻴﻠﻤﻮر وأﻧﺪرو ﺟﻮﻧﺴﻮن أرﺛﺮ وﺗﻴﻮدور روزﻓﻠﺖ وﻛﻮﻟﺞ وﺗﺮوﻣﺎن وﻟﻨﺪن ﺟﻮﻧﺴﻮن وﻓﻮرد ،ﻟﻢ ﻳﻨﺘﺨﺐ إﻻ أرﺑﻌﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻔﺘﺮة ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﳊﻜﻢ .وﺑﺎ)ﻘـﺎرﻧـﺔ ﺑـﺬﻟـﻚ، ﻓﺈن ٨ﻓﻘﻂ ﻣـﻦ ٣٠رﺋﻴﺴﺎ اﻧﺘﺨﺎﺑﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻫﺰﻣﻮا ﺧﻼل ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ إﻋﺎدة اﻟﺘﺮﺷﻴﺢ أو إﻋﺎدة اﻻﻧﺘﺨﺎب وﻫﻢ :ﺟﻮن آدﻣﺰ وﺟـﻮن ﻛـﻮﻳـﻨـﺴـﻲ آدﻣـﺰ، وﻓﺎن ﺑﻴﻮرن ،وﻛﻠﻴﻔﻼﻧﺪ ،وﺑﻨﻴﺎﻣ zﻫﺎرﻳﺴﻮن وﺗﺎﻓﺖ وﻫﻮﻓﺮ وﻛﺎرﺗﺮ ،وﻻ ﻳﻜﺎد ﻛﻠﻴﻔﻼﻧﺪ ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟﻀﻢ إﻟﻰ ﻫﺬه اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻷﻧﻪ ﺧﺴﺮ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺿﺪ ﻫﺎرﻳﺴﻮن رﻏﻢ أﻧﻪ ﻗﺪ ﻛـﺴـﺐ أﻏـﻠـﺒـﻴـﺔ اﻷﺻـﻮات اﻟـﺸـﻌـﺒـﻴـﺔ وﻷﻧـﻪ ﻫـﺰم ﻫـﺎرﻳـﺴـﻮن ﻓـﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻓﺄﺻﺒﺢ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﺤﻜﻢ ﻓﺘﺮﺗ zﻏﻴﺮ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺘ..z وﻫﻜﺬا ،ﻓﺈن اﺣﺘﻤﺎﻻت ﻫﺰ ﺔ اﻟﺮؤﺳﺎء ﻏﻴﺮ ا)ﻨﺘﺨﺒ zﻓﻲ ﻣﺴﻌﺎﻫـﻢ ﻹﻋـﺎدة اﻧﺘﺨﺎﺑﻬﻢ ﺗﺰﻳﺪ ﻘﺪار اﻟﻀﻌﻒ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ،ﻋﻨﺪ ﻣﻘﺎرﻧﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺮؤﺳﺎء ا)ﻨﺘﺨﺒـ.z وإذا ﻣﺎ أﺧﺬﻧﺎ أداءﻫﻢ اﻟﻀﻌﻴﻒ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ،ﻓﺈن ﻫﺬه اﻟﻔﺮوق ﻻ ﺗﺜﻴﺮ اﻟﻌﺠﺐ .ﻟﻜﻦ )ﺎذا ﻳﻜﻮن أداء ﻫﺆﻻء اﻟﺮؤﺳﺎء أﺳﻮأ ﻣﻦ أﻗﺮاﻧﻬﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﺟـﺎءوا إﻟﻰ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻻﻧﺘﺨﺎب? ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻷﻣﺮ -ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ -ﻫﻮ أن اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺬي ﳒﺢ ﻓﻲ اﻟﻮﺻﻮل إﻟـﻰ ﻣﻨﺼﺐ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ دون اﻧﺘﺨﺎب ﻻ ﻳﻌﺪ ﻗﺎﺋﺪا ﺷﺮﻋﻴﺎ .ﻓﻬﺬا اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻏﻴﺮ ا)ﺘﻮﻗﻊ ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﻮاﺟﻪ اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس ا)ﺘﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﺷﻴﻮخ وﻧﻮاب ﻜﻨﻬﻢ اﻻدﻋﺎء ﺑﻮﺟﻮد ﻧﺎﺧﺒ zﻳﻘﻔﻮن ﺧﻠﻔﻬﻢ .وﻫﺬا اﻟﻔﺎرق اﻟﻮاﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻗﺪ ﻳﺠﻌﻞ اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس ﻏﻴﺮ ﻣﻬﻴﺄ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎف ﻟﻠﻤﻮاﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻴﻴﻨﺎت اﻟﺮﺋـﻴـﺲ ﻓـﻲ ﻣـﺠـﻠـﺲ اﻟـﻮزراء وﻓﻲ اﶈﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ،وأن ﻳﻜﻮن أﻣﻴﻞ ﻟﺮد ﳉﻮﺋﻪ ﳊﻖ اﻟﻨـﻘـﺾ .وﻣـﻦ ﻧـﺎﺣـﻴـﺔ أﺧﺮى ،ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ اﶈﺘﻤﻞ ﺑﺪرﺟﺔ Yﺎﺛﻠﺔ أن ﻫﺬه اﻟﻬﺰاﺋﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻓﺘﻘﺎر ﻫﺆﻻء اﻟﺮؤﺳﺎء )ﻬﺎرات اﻟﻘﻴﺎدة .ﻓﺎﻟﺮﺋﻴﺲ ﻏﻴﺮ ا)ﻨﺘﺨﺐ ﻗﺪ ﻳﺤﺎول أن ﻳﻌ zأﺷﺨﺎﺻﺎ ﻏﻴﺮ أﻛﻔﺎء ،أو ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮﻟ zﻷﺳﺒﺎب أﺧﺮى ﻓﻲ ا)ﺮاﻛﺰ اﻟﻌﻠﻴﺎ، ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻔﺘﻘﺮ إﻟﻰ اﻟﻜﺎرزﻣﺎ أو اﻟﻔﻄﻨﺔ ا)ﻄﻠﻮﺑﺔ ﻹﻗﻨﺎع اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس ﺑﺘﺄﻳﻴﺪ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﳊﻖ اﻟﻔﻴﺘﻮ .وﻟﻨﺘﺬﻛﺮ أﻳﻀـﺎ أن ا)ـﺮﺷـﺢ )ـﻨـﺼـﺐ ﻧـﺎﺋـﺐ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ 190
اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﺎ واﻟﻜﺎرزﻣﺎ
ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺨﺘﺎر ﻣﻦ أﺟﻞ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮازن ﺑ zﻣﺮﺷﺤﻲ اﳊﺰب أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ أو ﺟﻐﺮاﻓﻴﺎ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﺿﻤﺎن ﺑﺄن اﻟﺼﻔﺎت اﻟﻘﻴﺎدﻳﺔ ﺳﺘﻜﻮن ﻫﻲ ﻣﺎ ﺗﺘﻮﺧﺎه ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ. ور ﺎ ﻛﺎن ﺳﺒﺐ ﻓﺸﻠﻨﺎ ﻓﻲ اﻛﺘﺸﺎف ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﺘﻨـﺒـﺄ ﺑﺄداء اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻫﻮ أن ا)ﺘﻐﻴﺮات ا)ـﻌـﻴـﺎرﻳـﺔ اﻟـﺘـﻲ اﺳـﺘـﺨـﺪﻣـﻨـﺎﻫـﺎ ﻛـﺎﻧـﺖ أﺷـﺪ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ Yﺎ ﻳﺠﺐ .ﻓﺮﻓﺾ ا)ﺮﺷﺤ zﻟﻠﺘﻌﻴ zﻓﻲ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء أو اﶈﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ،ﻟﻴﺲ أﻛﺜﺮ ﻣـﻦ ﻇـﺎﻫـﺮة ﺳـﻄـﺤـﻴـﺔ ،أي ﻣـﺠـﺮد ﻣـﻈـﻬـﺮ ﻣـﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﻘﺼﻮر اﻷﻋﻤﻖ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﺸﺨﺼﻲ ﻟـﻠـﺮﺋـﻴـﺲ .وﻣـﺜـﻞ ﻫـﺬه ا)ﻘﺎﻳﻴﺲ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﺑﻌﻴﺪة ﺎﻣﺎ ﻋﻦ ا)ﻮﺿﻮع اﻷﺻﻠﻲ ﻟﺪراﺳﺘﻨﺎ اﳊﺎﻟﻴﺔ :أي اﻟﻜﺎرزﻣﺎ اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ .وﻗﺪ ﻧﻨﺠﺢ أﻛﺜﺮ إذا ﻣﺎ ﳉﺄﻧﺎ إﻟﻰ ﻣﻌﻴﺎر أﺷﺪ ذاﺗﻴﺔ ،.وﻗﺪ ذﻛﺮت ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻮل اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﻪ ﻣﺎراﻧﻞ ) (١٩٧٠اﻟﺬي ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ٥٧١ﻣﺆرﺧﺎ أن ﻳﻘـﺪروا ٣٣رﺋﻴﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻌﺔ أﺑﻌﺎد ﻟﻠﻘﻴـﺎدة .وﻗـﺪ أﺧـﺬت ﺗﻘﺪﻳﺮات ﻣﺎراﻧﻞ ﻫﺬه وﻗﻤﺖ ﺑﺪﻣﺠﻬﺎ ،ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻌﺎﻣﻠﻲ ،ﻓﻲ ﺑﻌﺪ واﺣﺪ أﻃﻠﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﺳﻢ اﻟﻌﻈﻤﺔ اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ) .(Simonton, 1981 cواﻧﻈﺮ أﻳﻀﺎ: ) .(Wendt & Lighi, 1967واﻋﺘﺒﺮت أﻋﻈﻢ اﻟﺮؤﺳﺎء ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺼﻠﻮن ﻋـﻠـﻰ درﺟﺎت أﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ :ا)ﻜﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻗﻮة اﻟﻔـﻌـﻞ ،واﻟـﻨـﺸـﺎط اﻟـﺮﺋـﺎﺳـﻲ وإﳒﺎزات إدارﺗﻪ ،وﻫﻲ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺗﺒﺪو أﻗﺮب ﻟﻠﻜﺎرزﻣـﺎ ﻟـﻠـﻮﻫـﻠـﺔ اﻷوﻟـﻰ ﻣـﻦ اﻟﻌﺪ اﻟﺒﺴﻴﻂ ﻟﻌﺪد ا)ﺮات اﻟﺘﻲ رد اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻴﺘـﻮ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ ،أو ﻋـﺪد اﻟﺘﺮﺷﻴﺤﺎت ا)ﺮﻓﻮﺿﺔ .وأﻋﻈﻢ رﺋﻴﺲ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻬﺬا ا)ﻘﻴﺎس ﻫﻮ ﻓﺮاﻧﻜﻠ zروزﻓﻠﺖ اﻟﺬي ﻛﺎن ﺗﻘﺪﻳﺮه ﻣﺮﺗﻔﻌﺎ أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻴـﺎس اﻟﻜﺎرزﻣﺎ اﻟﺬي ﻗﺪﻣﻪ ﺳﻞ .وﻗﺪ ارﺗﺒﻂ ﻣﻘﻴﺎس اﻟﻌﻈﻤﺔ ﻫﺬا ارﺗﺒﺎﻃﺎ ﻋﺎﻟﻴﺎ ﻣﻊ ﺗﻘﺪﻳﺮات أﺧﺮى ﻟﻠﺮؤﺳﺎء اﻷﻣﺮﻳﻜﻴ ،zوﻣﻊ ا)ﺘﻐﻴﺮات اﻟﺘﻲ اﻋﺘﺒﺮﻫﺎ ﺳﻞ ﺷﻮاﻫﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﻜﺎرزﻣﻴﺔ ر وﻃﺒﻘﺎ ﻟﻬﺬا ا)ﻘﻴﺎس ﻳـﺰداد اﺣـﺘـﻤـﺎل وﺟـﻮد ﻧـﺼـﺐ ﺗﺬﻛﺎرﻳﺔ ﺑﻨﻴﺖ ﻟﺘﺨﻠﻴﺪ ذﻛﺮى اﻟﺮؤﺳﺎء اﻟﻌﻈـﻤـﺎء ﻓـﻲ ﻋـﺎﺻـﻤـﺔ اﻷﻣـﺔ ،ووﺟـﻮد ﺣﺎﺿﺮة إﻗﻠﻴﻢ أو ﻋﺎﺻﻤﺔ وﻻﻳﺔ ﺳﻤﻴﺖ ﺑـﺄﺳـﻤـﺎﺋـﻬـﻢ ،وﻇـﻬـﻮر ﺻـﻮرﻫـﻢ ﻋـﻠـﻰ أوراق اﻟﻌﻤﻠﺔ اﻟﻮرﻗﻴﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة ،وﻣﺎ ﺷﺎﺑﻪ ذﻟﻚ .وﻫـﻜـﺬا ﻓـﺈن ﻫـﺬا ا)ـﻘـﻴـﺎس ﺰج ﻣﺎ ﺑ zاﻹﺟﻤﺎع اﻷﻛﺎد ﻲ ،واﻹﺟﻤﺎع اﻟﺸﻌﺒﻲ. ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ »ﲢﻠﻴﻞ اﻻﻧﺤﺪار ا)ﺘﻌﺪد« ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ أﻓﻀﻞ ا)ﺆﺷﺮات ﻟﻠﺘﻨﺒﺆ ﺑﺎﻟﻌﻈﻤﺔ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻫﺬا ا)ﻌﻴﺎر اﻷﻛﺜﺮ ذاﺗﻴﺔ .وﻗﺪ أﻣﻜﻦ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺤﻮاﻟـﻲ 191
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
% ٧٥ﻣﻦ ﻓﺮوق اﻟﻌﻈﻤﺔ ﻟــ ٣٣رﺋﻴﺴﺎ ﻣﻦ رؤﺳﺎء اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴـﺔ ﺑﻨﺠﺎح .وﻛﺎﻧﺖ أﻫﻢ أرﺑﻌﺔ ﻣﺆﺷﺮات ﺗـﻨـﺒـﺌـﻴـﺔ ﻫـﻲ ﻣـﺎ ﻳـﻠـﻲ :أوﻻ :أن اﻟـﺮؤﺳـﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﺣﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ أﺳﻮأ ﺗﻘﺪﻳﺮات ﻛﺎﻧﻮا ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ أﺻﺎب ﺣﻜﻮﻣﺎﺗـﻬـﻢ وﺑـﺎل اﻟﻔﻀﺎﺋﺢ اﻟﻜﺒﻴـﺮة )ﺑـﻴـﺘـﺎ = .(٠٬٢٠-واﻟﺮؤﺳﺎء ﻏﺮاﻧﺖ وﻫﺎردﻧﻎ وﻧـﻜـﺴـﻦ ﻫـﻢ رؤﺳﺎء اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪون اﻟـﺬﻳـﻦ وﻗـﻌـﺖ ﺧـﻼل رﺋـﺎﺳـﺘـﻬـﻢ ﻓﻀﺎﺋﺢ وﺻﻠﺖ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء .ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﻴﻞ اﻟﺮؤﺳﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﺮﺿﻮا ﶈﺎوﻻت اﻏﺘﻴﺎل ﻏﻴﺮ ﻧﺎﺟﺤﺔ إﻟﻰ أن ﻳﻌﺘﺒﺮوا أﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺆرﺧﻲ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﻼﺣﻘﺔ )ﺑﻴﺘـﺎ = .(٠٬٣٠وﺗﺮوﻣﺎن ﻫﻮ أﺣﺪ اﻟﺮؤﺳﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺘﺐ ﻟﻬـﻢ اﻟـﺒـﻘـﺎء ﺑﻌﺪ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻏﺘﻴﺎل ﺧﻄﻴﺮة .ﻟﻜﻦ اﻷﻣﺮ اﻟﻼﻓﺖ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻫﻮ أن اﻟﺮؤﺳﺎء اﻟﺬﻳﻦ وﻗﻌﻮا ﺿﺤﺎﻳﺎ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻏﺘﻴﺎل ،ﻣﺜﻞ ﻟﻨﻜﻠﻦ أو ﻛﻨـﺪي ،ﻟـﻢ ﺗـﺮﺗـﻔـﻊ ﺗـﻘـﺪﻳـﺮاﺗـﻬـﻢ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﻈﻤﺔ ﺑﺸﻜﻞ Yﺎﺛﻞ .ﺛﺎﻟﺜﺎ :أن اﻟﺮؤﺳﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘـﺪﻳـﺮاﺗـﻬـﻢ ﻫﻲ اﻷﻋﻠﻰ ﻴﻠﻮن إﻟﻰ أن ﺗﻜﻮن ﻓﺘﺮات ﺣﻜﻤﻬﻢ أﻃﻮل )ﺑﻴـﺘـﺎ = .(٠٬٢٤ﻓﻘﺪ ﺣﺼﻞ ﻓﺮاﻧﻜﻠ zروزﻓﻠﺖ اﻟﺬي ﻋﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ ١٢ﺳﻨﺔ و ٣٩ﻳﻮﻣﺎ ﻋﻠﻰ أﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻟﻠﻌﻈﻤﺔ .أﻣﺎ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺮؤﺳﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﺣﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮات ﺿﻌﻴﻔﺔ أﻣﺜﺎل ﺗﺎﻳﻠﺮ وأﻧﺪرو ﺟﻮﻧﺴﻮن ،وآرﺛﺮ ،وﻫﺎردﻧﻎ .ﻓﻘﺪ ﻋﻤﻠﻮا إﻣﺎ أﻗﻞ ﻣﻦ ﻓﺘﺮة رﺋﺎﺳﻴﺔ ،،أو ﻓﺘﺮة رﺋﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ واﺣﺪة .وﺗﻮﺣﻲ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺑﺄن ﺗﻘـﺪﻳـﺮات ا)ﺆرﺧ zﻴﻞ إﻟﻰ أن ﺗﻜﻮن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺗﻔﺎق ﺗﻘﺮﻳﺒﻲ ﻣﻊ ﺗﻘﺪﻳﺮات ا)ﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﻟﻠﺮؤﺳﺎء ،اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻓﻀﻮن اﻧﺘﺨﺎب اﻟﺮؤﺳﺎء اﻷﻗﻞ ﻛﻔﺎءة ﻟﻔﺘﺮة ﺛﺎﻧﻴﺔ. أﻣﺎ ا)ﺆﺷﺮ اﻟﺘﻨﺒﺌﻲ اﻟﺮاﺑﻊ ﻓﻴﺒﺪو ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺎ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺻﺢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺸﻌﺒﻴﺔ. ﻓﺮﻏﻢ أن ﺗﻘﺪﻳﺮات ا)ﻮاﻓﻘﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﻦ ﺗﺮوﻣـﺎن وﺟـﻮﻧـﺴـﻮن ﺗـﺪﻫـﻮرت ﺑﺘﺄﺛﻴﺮ اﳊﺮب اﻟﻜﻮرﻳﺔ وﺣﺮب ﻓﻴﺘﻨﺎم ،ﻓﻘﺪ ﻇﻬﺮ أن اﻟﻌﻈﻤﺔ اﻟﺮﺋﺎﺳـﻴـﺔ إﻧـﻬـﺎ ﺗﺮﺗﺒﻂ إﻳﺠﺎﺑﻴﺎ ﻣﻊ ﻛﻮن اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻗﺎﺋﺪا وﻗﺖ اﳊﺮب )ﺑﻴﺘﺎ = .(٠٬٣٦ﻓﺎﻟﻘﺎﺋﺪ اﻷﻋﻈﻢ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﻘﻮد اﻷﻣﺔ ﺧﻼل ﺳﻨﻮات أﻃﻮل ﻣﻦ اﳊﺮب .ﻓﻜﻞ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺘﻲ ﻗﻀﺎﻫﺎ ﻟﻨﻜﻠﻦ ﻓﻲ اﳊﻜﻢ وﻣﻘﺪارﻫـﺎ ٤ﺳﻨﻮات و ٤٢ﻳﻮﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ Yﻠﻮءة ﺑﺎﳊﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ ،وﻛﺮس روزﻓﻠﺖ وﻗﺘﺎ Yﺎﺛﻼ ﻓﻲ ﻃﻮﻟﻪ ﻟﻜﺴﺐ اﳊﺮب اﻟﻌﺎ)ﻴﺔ ـﺪ ﻟﻨﻜﻠﻦ وروزﻓﻠﺖ ﻣﻦ اﻟﻌﻈﻤـﺎء اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .ور ﺎ ﻛﺎن اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺬي ﻣﻦ أﺟﻠـﻪ ﻋ ّ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻓﻘﺪ ﺗﺮوﻣﺎن وﺟﻮﻧﺴﻮن ﺷﻌﺒﻴﺘﻬﻤﺎ ﻫﻮ أن ﻟـﻨـﻜـﻠـﻦ وروزﻓـﻠـﺖ ﻗـﺪ ﻛـﺴـﺒـﺎ ﺣﺮﺑﻴﻬﻤﺎ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻇﻞ ﺗﺮوﻣﺎن وﺟﻮﻧﺴﻮن ﻳـﺤـﺎرﺑـﺎن ﺣـﺮﺑـﺎ ﻟـﻢ ﲢـﺴـﻢ-ﻫـﺬا إذا ﺗﻌﺬر اﻟﻘﻮل إﻧﻬﻤﺎ ﺧﺴﺮاﻫﺎ .ﻏﻴﺮ أﻧﻨﻲ أﺧﺸﻰ أن ا)ﺆرﺧ zﻳﺤﺒﻮن اﳊـﺮوب 192
اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﺎ واﻟﻜﺎرزﻣﺎ
أﻛﺜﺮ Yﺎ ﻳﺤﺒﻬﺎ ﻣﻌﺎﺻﺮوﻫﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﺨﻮﺿﻮﻫﺎ وﻳﺘﺤﻤﻠﻮا ﺗﻜـﻠـﻴـﻔـﻬـﺎ. ﻓﻨﺤﻦ ﻴﻞ ﻷن ﻧﻨﺴـﻰ أن ﺣـﺮب ﻋـﺎم ١٨١٢ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﺑﺎ ﻏﻴﺮ ﺷﻌﺒﻴـﺔ ﺑـﺪرﺟـﺔ ﻛﺒﻴﺮة .وأن اﻷﻣﺮﻳﻜﻴ zﻓﻲ ﻧﻴﻮ إﳒﻠﻨﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ،ﺳﺎﻋﺪوا اﻟﺒﺮﻳﻄـﺎﻧـﻴـz أﺣﻴﺎﻧﺎ .واﻷﺳﻮأ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،أن اﳊﺮب ﻟﻢ ﺗﻜﺴﺐ ﻓﻌﻼ ،وﻟﻢ ﲢـﺴـﻢ ﻣـﻌـﺎﻫـﺪة ﻏﻨـﺖ (١٤×)The Treaty of Ghentأي ﺷﻲء ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟـﺘـﻲ أﺿـﺮﻣـﺖ ﻧـﻴـﺮان اﳊﺮب ﻣﻦ أﺟﻠﻬﺎ .ﻛﻤﺎ أن اﻟﻨﺼﺮ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﳊﺎﺳﻢ ﻟﻸﻣﺮﻳﻜﻴ ،zاﻟﺬي ﺣﻘﻘﻪ أﻧﺪرو ﺟﺎﻛﺴﻮن ﻓﻲ ﻧﻴﻮأورﻟﻴﺎﻧﺰ ﻻ ﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎره ﻣﻌﻮﺿﺎ ﻋﻦ إﺣﺮاق ﻋﺎﺻﻤﺔ اﻷﻣﺔ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻓﺈن اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺎدﻳﺴﻮن اﻟﺬي ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺘﺤﻤﻞ ﺗـﺴـﻤـﻴـﺔ ﻫﺬا اﻟﺼﺮاع ﻏﻴﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ» ،ﺑﺤﺮب ﻣﺎدﻳﺴﻮن« ،ﻟﻢ ﻳﻌﺎن ﻣﻦ اﻻﻧﺨﻔـﺎض ﻓـﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻋﻈﻤﺘﻪ ﻣﺎ ﻳﻌﺎدل ﻣﺎ ﻋﺎﻧﺎه ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﺮوﻣﺎن وﺟﻮﻧﺴﻮن ﻣﻦ ﻓﻘﺪان اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ. وﻫﻜﺬا ﻓﺎن ﺗﺮوﻣﺎن وﺟﻮﻧﺴﻮن ﻗﺪ ﻳﺰداد ﻗﺪرﻫﻤﺎ أﻣﺎم ﻋـﻴـﻮن اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ ﻋـﻠـﻰ ا)ﺪى اﻟﺒﻌﻴﺪ ،ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻮرﻃﺎﺗﻬﻤﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ. إن أﺣﺪ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮات ا)ﻤﻜﻨـﺔ ﻟـﻘـﺪرة ﻫـﺬه اﻟـﻌـﻮاﻣـﻞ اﻷرﺑـﻌـﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺘـﻨـﺒـﺆ ﺑﺎﻟﻌﻈﻤﺔ ،ﻫﻮ أن ﻋﻈﻤﺔ أﺣﺪ اﻟﺮؤﺳﺎء ﻻ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻛﺜﻴﺮا ﻋﻠﻰ ﺳﻤﺎﺗـﻪ اﻟـﻔـﺮدﻳـﺔ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ا)ﻮﻗﻒ اﻟﺬي وﺟﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻴﻪ .وﻟﻨﺄﺧـﺬ ﻣـﺜـﻼ اﻟـﻨـﺘـﻴـﺠـﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﻮﺟﻮد ﻣﻴﻞ ﻷن ﻳﻨـﻈـﺮ إﻟـﻰ رؤﺳـﺎء زﻣـﻦ اﳊـﺮب ﻋـﻠـﻰ أﻧـﻬـﻢ أﻋـﻈـﻢ. ﻓﺎﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻟﻪ دﻻﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن ﻫﻮ أن ﻋﺪد ﺳﻨﻮات اﳊﺮب اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﻮات ا)ﺴﻠﺤﺔ ﻫﻮ ا)ﺆﺷﺮ اﻟﺬي ﻳﺘﻨـﺒـﺄ ﺑـﺸـﻜـﻞ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻏﻴﺮه ﺑﺎﻟﻌﻈﻤﺔ ا)ﻘﺪرة .ﻓﺎﻟﺮﺋﻴﺲ ﻻ ﺳﻴﻄﺮة ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺘﻲ ﻜﻦ أن ﺗﻘﻀﻴﻬﺎ اﻷﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﺮب .وYﺎ ﻻ رﻳﺐ ﻓﻴﻪ أن اﻟﺮﺋﻴـﺲ ﻜﻨﻪ أن ﻳﺴﻠﻢ رﺳﺎﻟﺔ ﺣﺮب إﻟـﻰ اﻟـﻜـﻮﻧـﻐـﺮس ،وﻟـﻜـﻦ ﻫـﺬا اﻟـﺴـﻠـﻮك ﻣـﺆﺷـﺮ ﺿﻌﻴﻒ ﻟﻠﻌﻈﻤﺔ ،ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻌﺪد اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻟﻠﺤـﺮب ،أو ﺣـﺘـﻰ ـﻮاﻓـﻘـﺔ اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس ﻋﻠﻰ إﻋﻼن اﳊﺮب .وﻗﺪ اﻧﺰﻟﻖ ﻋﺪﻳﺪ ﻣـﻦ اﻟـﺮؤﺳـﺎء إﻟـﻰ ﺣـﺮوب ﺣﺎوﻟﻮا ﺟﺎﻫﺪﻳﻦ أن ﻳﺘﺠﻨﺒﻮﻫﺎ .ﻓﻘﺪ دﻓﻊ ﻣﻜﻨﻠﻲ دﻓﻌﺎ إﻟﻰ اﳊﺮب اﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ- اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ،واﺿﻄﺮ وﻟﺴﻦ إﻟﻰ اﻻﺷﺘﺮاك ﻓﻲ اﳊﺮب اﻟﻌـﺎ)ـﻴـﺔ اﻷوﻟـﻰ ﲢـﺖ ﺿﻐﻂ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم .وﻳﻌﺪ ﺑﻮﻟﻚ Polkاﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي أﺿﺮم ﻧﻴﺮان أﺣﺪ اﳊﺮوب، ﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﺣـﺎول ﻓـﺮاﻧـﻜـﻠـ zروزﻓـﻠـﺖ أن ﻳـﻮرط اﻟـﻮﻻﻳـﺎت ا)ـﺘـﺤـﺪة ﻓـﻲ اﳊــﺮب اﻷورﺑﻴﺔ)× (١٥اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺤﻘﻖ ﻫﺪﻓﻪ ﺣﺘﻰ ﻫﺎﺟﻢ اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﻮن ﺑﻴﺮل ﻫﺎرﺑﺮ. واﻟﻈﺎﻫﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم أن ﻃﻮل ﻓﺘﺮة ﺑﻘﺎء اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻗﺎﺋﺪا أﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﻮات ا)ﺴﻠﺤﺔ 193
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﺧﻼل زﻣﻦ اﳊﺮب أﻣﺮ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻈﺮوف أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻋﺘﻤﺎده ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺎﺗـﻪ اﻟﻔﺮدﻳﺔ. ﻛﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ا)ﺆﺷﺮات اﻟﺘﻨﺒﺌﻴﺔ اﻷﺧﺮى ﻣﻮﻗﻔﻴﺔ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ .ﻓﺤﺪوث ﻓﻀﻴﺤﺔ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ،أو ﺣﺪوث ﻣﺤﺎوﻟـﺔ اﻏـﺘـﻴـﺎل ،ﻟـﻴـﺲ ﺷـﻴـﺌـﺎ ـﻜـﻦ أن ﻳﺘﺤﻜﻢ ﺑﻪ اﻟﺮﺋﻴﺲ ،ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﻧﺘﺠﺖ ﻫﺬه اﻷﺣﺪاث ﻋﻦ إﻫـﻤـﺎل ﻓـﻲ ا)ـﻌـﺎﻳـﻴـﺮ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ أو ﻓﻲ اﻷﻣﻦ .وﻣﻦ ا)ﺆﻛﺪ أﻳﻀﺎ أن ﻃﻮل ﻓﺘﺮة ﺑﻘـﺎء اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ ﻓـﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ ﻟﻴﺲ أﻣﺮا ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟﺘﺤﻜﻤﻪ اﻟﺸﺨﺼﻲ ﻛﻠﻴﺔ .ﻓﺎ)ﺴﺄﻟﺔ ﻟﻴﺴـﺖ ﻣﺠﺮد اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت أو اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴـﺔ اﻟـﺜـﺎﻧـﻴـﺔ، وذﻟﻚ ﻷن ﻃﻮل ﻓﺘﺮة اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ اﳊﻜﻢ ﻗﺪ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻇﺮوف ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻠﺼﺪﻓﺔ، ﻣﺜﻞ ﻣﻮت اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،أو ﻣﻮت اﻟﺮﺋﻴﺲ اﳊﺎﻟﻲ ﻧﻔﺴﻪ .ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﻣﺘﻐﻴﺮات اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،وﻣﺘﻐﻴﺮات اﻟﺴﻴﺮة ،ﻻ ﺗﺘﻨﺒﺄ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﺑﻄﻮل ﻓﺘﺮة ﺑﻘﺎء اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻓﻲ ﻣﻨﺼﺒﻪ .وYﺎ ﻟﻪ دﻻﻟﺘﻪ أن ا)ﺆﺷﺮات اﻟﺘﻨﺒﺌﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎء اﻟﻄﻮﻳـﻞ ﻓـﻲ اﻟـﺒـﻴـﺖ اﻷﺑـﻴـﺾ ﻫـﻲ :ﻣـﺎ إذا ﻛـﺎن اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ ﻗـﺪ ﻛـﺎن )ﻣـﺮﺷـﺢ اﳊـﺼــﺎن اﻷﺳﻮد()×) (١٦ﺑﻴﺘﺎ = (٠٬٤٦-وﻣﺎ إذا ﻛﺎن واﻟﺪه ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ أﻳﻀﺎ )ﺑﻴﺘﺎ = (٠٬٤٤ وﻣﺎ إذا ﻛﺎن د ﻘﺮاﻃﻴﺎ )ﺑﻴﺘﺎ = ،(٠٬٢٨وﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺣﺰﺑﻪ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب ،وﻫﻮ ذﻟﻚ اﻟﻘﺴﻢ ﻣﻦ اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس اﻟﺬي ﻳﻌﻜﺲ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم ﺑﺸﻜﻞ أﻛﺜﺮ دﻗﺔ )ﺑﻴﺘﺎ= (٠٫٤١وﻫﺬه ا)ﺆﺷﺮات اﻟﺘﻨﺒﺌﻴﺔ ،ر ﺎ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ا)ﺆﺷﺮﻳﻦ اﻟﺘﻨﺒﺌﻴz اﻷوﻟ ،zﻫﻲ ﻣﺆﺷﺮات ذات اﲡﺎه ﻣﻮﻗﻔﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ ذات اﲡﺎه ﻓﺮدي ،ﺻﺤﻴﺢ أن اﻟﺒﻘﺎء اﻟﻄﻮﻳﻞ ﻓﻲ اﳊﻜﻢ ﻳﺮﺗﺒﻂ أﻳﻀﺎ ﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺣـﺪاث اﻷﺧـﺮى اﻟﺘﻲ ﲡﻌﻞ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻳﺒﺪو ﻧﺸﻴﻄﺎ وﻓﻌﺎﻻ ،ﻣﺜﻞ :زﻳﺎدة ﻋﺪد اﻟﻘﻮاﻧ zاﻟﺘﻲ واﻓﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻧﻘـﻀـﻬـﺎ .وﻋـﺪد ا)ـﻌـﺎﻫـﺪات اﻟـﺘـﻲ ﺗـﻔـﺎوض ﺣـﻮﻟـﻬـﺎ وﻋـﺪد اﻟﺘﻌﻴﻴﻨﺎت واﻻﺳﺘﻘﺎﻻت ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء ،واﻟﺘﻌﻴﻴﻨﺎت ﻓﻲ اﶈﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠـﻴـﺎ، واﻟﺘﺪﺧﻼت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ )ﻓﻲ ﺷﺆون ﺑﻠـﺪان أﺧـﺮى( ،وإﻋـﻼﻧـﺎت اﳊـﺮب .ﻟـﻜـﻦ ﻫﺬه اﻷﺣﺪاث ﻻ ﺗﻜﻮن ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻌﻈﻤﺔ اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ إذا اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﺑﻘﺎء إدارﺗﻪ ﻓﻲ اﳊﻜﻢ .واﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻣﻔﺮ ﻣـﻦ ﻗـﻮﻟـﻬـﺎ ،ﻫـﻲ أن اﻟـﻌـﻈـﻤـﺔ اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ،ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺷﺄن اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ،ﻫﻲ ،ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ،ﻧﺘﺎج وﻗﺎﺋـﻊ ﻻ ﻳﺘﺤﻜﻢ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻛﺜﻴﺮا ﻓﻴﻬﺎ .وﻗﺪ ﻳﺘﻔﻖ ﻋﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺮؤﺳﺎء ﻣﻊ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻪ ﻟﻨﻜﻠـﻦ ﻓﻲ ﺧﻄﺎب ﻟﻪ ﻋـﺎم ١٨٦٤ﻗﺎل ﻓﻴﻪ» :ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أدﻋﻲ أﻧﻨﻲ ﲢﻜـﻤـﺖ ﻓـﻲ اﻷﺣﺪاث ،وﻟﻜﻨﻨﻲ أﻋﺘﺮف ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺑﺄن اﻷﺣﺪاث ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﲢﻜﻤﺖ ﻓﻲّ«. 194
اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﺎ واﻟﻜﺎرزﻣﺎ
ﻗﺪ ﻳﻌﺘﺮض أﺣﺪ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻠﻤﻮن ﺑﺎﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ )ﺘﻐﻴﺮات اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺑﺄن اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ا)ﻮﻗﻔﻴﺔ ﻟﻠﻌﻈﻤﺔ اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﻗﺪ ﺑﻮﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ .ور ﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ ا)ﻮﻗﻔﻴﺔ أو اﻟﺴﻴﺎﻗﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺑﺪاﺋﻞ ﻇﺎﻫﺮﻳﺔ ﻟﻠﺘﻜﻮﻳﻨﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ .ﻟﻘﺪ ﻛﺸﻔﺖ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻨﺎ ﻟﺪاﻓﻊ اﻟﻘﻮة ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜـﺎﻟـﺚ ﻣـﻦ ﻫـﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻦ أن ﺣﺎﺟﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻟﻠﻘﻮة ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻣﻊ اﺳﺘﻌﺪاده ﻟﺘـﻮرﻳـﻂ اﻟـﻮﻻﻳـﺎت ا)ﺘﺤﺪة ﻓﻲ ﻧﺸﺎﻃﺎت ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ،وﺣﺘﻰ ﻣﻊ ﺗﻌـﺮﺿـﻪ ﳋـﻄـﺮ اﻻﻏـﺘـﻴـﺎل ،ﺳـﻮاء ﳒﺤﺖ اﶈﺎوﻟﺔ أم ﻓﺸﻠﺖ ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻷﻣﺮ ﻫـﻮ أن ﻫـﺬه اﻷﺣـﺪاث ﻫـﻲ ﻣﺆﺷﺮات ﻟﺪاﻓﻌﻴﺔ اﻟﻘﻮة ﻟﺪى اﻟﺮﺋﻴﺲ ،وأن ا)ﺆﺷﺮات اﻟﺘﻨﺒﺌﻴﺔ ا)ـﻮﻗـﻔـﻴـﺔ ﻓـﻲ ا)ﻈﺎﻫﺮ ﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﺑﺪاﺋﻞ ﻋﻦ اﻟﺒﻌﺪ اﻟﺸﺨﺼﻲ اﻟﺬي ﻳﺴﺒـﺐ اﻷﺣـﺪاث. وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻓﺈن اﳊﺎﺟﺔ ﻟﻠﻘﻮة ﻛﻤﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺧﻄﺎب ﺗﻮﻟﻲ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﻌﻈﻤﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ إذا ﺿﺒﻂ ا)ﺘﻐﻴﺮ اﳋﺎص ﺑﺴﻨﻮات اﳊﺮب وﻏﻴـﺮه ﻣﻦ ا)ﺘﻐـﻴـﺮات ) .(Simonton, 1981 cﺛﻢ إن ﻫﻨﺎك ﺷﻮاﻫﺪ أﺧﺮى ﻛﺜـﻴـﺮة ﻳـﺒـﺪو أﻧﻬﺎ ﲢﻞ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻓﻲ اﶈﻞ اﻟﺜـﺎﻧـﻲ ﺑـﻌـﺪ اﻟـﻌـﻮاﻣـﻞ ا)ـﻮﻗـﻔـﻴـﺔ ،وﻫـﻲ ﺷﻮاﻫﺪ ﺳﺄﺗﻨﺎوﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﻟﻲ. ﻛﻨﺖ ﻗﺪ أﺷﺮت ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ إﻟﻰ أن اﳉﻤﻮد اﻟﻔﻜﺮي ﻋﻨﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ أو ﻋﺪم ا)ﺮوﻧﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺜﻠﻪ اﻟﻌـﻠـﻴـﺎ ﻻ ﻳـﺮﺗـﺒـﻂ ﺑـﺎﳋـﺼـﺎل اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺸـﻜـﻞ ﻋﻈﻤﺔ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ .ﻓﺎﻟﺮﺋﻴﺲ اﳉﻴﺪ ﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﺟـﺎﻣـﺪا ﻓـﻜـﺮﻳـﺎ ﻣـﺜـﻠـﻪ ﻣـﺜـﻞ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﻴﺊ ،ﻓﺎﻷﻫﻢ ﻫﻮ ﻣﺎﻫﻴﺔ ا)ﺜﻞ اﻟﻌﻠﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﺴﻚ ﺑﻬﺎ ،وﻟﻴﺲ درﺟﺔ ﺴﻜﻪ ﺑﻬﺎ .وﺟﻤﻮد اﻟﺮؤﺳﺎء اﻷﻣﺮﻳﻜﻴ zﻴﻞ إﻟﻰ أن ﻳﺘﺬﺑﺬب ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ، ﻓﺎﻻرﺗﺒﺎط اﻟﺬاﺗﻲ ارﺗﺒﺎط ﺳﻠﺒﻲY ،ﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن اﻟﺮؤﺳﺎء اﳉﺎﻣﺪﻳﻦ ﻴﻠﻮن إﻟﻰ اﺠﻤﻟﻲء ﻋﻘﺐ اﻟﺮؤﺳﺎء ﻏﻴﺮ اﳉﺎﻣﺪﻳﻦ ،واﻟﻌﻜﺲ ﺻﺤﻴﺢ; ﻓﺎﻟﺮﺋﻴﺲ ﻟﻨﻜﻠﻦ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻣﺮﻧﺎ إﻟﻰ ﺣﺪ ﺑﻌﻴﺪ ،ﺟﺎء ﺑﻌﺪه أﻧﺪرو ﺟﻮﻧﺴﻮن ﻏﻴﺮ اﻟﻌﻤﻠـﻲ وﻏﻴﺮ ا)ﺮن ،وﺟﺎء ﺑﻌﺪ وﻟﺴﻦ ا)ﺘـﺮﻓـﻊ ﻓـﻲ ﺑـﺮﺟـﻪ اﻟـﻌـﺎﺟـﻲ ﻫـﺎردﻧـﻎ اﻷﻟـﻴـﻒ. وﻳﻮﺣﻲ ﻫﺬا اﻟﺘﺄرﺟﺢ اﻟﺸﺒﻴﻪ ﺑﺤﺮﻛﺔ اﻟﺒﻨﺪول ﺑﺄن اﻟﻨﺎﺧﺒ zاﻷﻣﺮﻳﻜﻴ zﻴﻠﻮن إﻟﻰ أن ﻳﻜﻮن رد ﻓﻌﻠﻬﻢ ﲡﺎه واﺣﺪ ﻣﻦ أ ﺎط اﻟﺮﺋﺎﺳـﺔ ﻓـﻲ ﺻـﻮرة اﻧـﺘـﺨـﺎب ﻂ آﺧﺮ ،وذﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ .وﻳﻮﺣﻲ ﻫﺬا اﻟﺘﺄرﺟﺢ أﻳﻀﺎ ﺑﺄن ﻣﺮﺷﺤﻲ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ا)ﻨﺘﻤ zإﻟﻰ اﳊﺰب ﻧﻔﺴﻪ )أي اﻟﺮﺋﻴﺲ وﻧﺎﺋﺒﻪ( ﻴﻼن إﻟﻰ ﻣﻮازﻧﺔ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ أﻳﻀﺎ .وﻳﺒﺪو أن اﳉﻤﻮد اﻟﻔﻜﺮي ،ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ أﺣﺪ ﻣﺘﻐﻴﺮات اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ا)ﺸﻜﻠﺔ ﻟﻸﺣﺪاث اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ،ﻳﺆدي دور ا)ﻌﻴﺎر 195
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ا)ﻮﻗﻔﻲ اﻟﺬي ﻳﺨﺘﺎر اﻟﻨﺎﺧﺒﻮن ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ رﺋﻴﺴﻬﻢ اﻟﺘﺎﻟﻲ. ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻨـﺎ اﳉـﺪول رﻗـﻢ ) (١اﻟﺪرﺟﺎت اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬـﺎ اﻟـﺮؤﺳـﺎء ﻋـﻠـﻰ ﻣﻘﻴﺎس اﻟﻌﻈﻤﺔ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻟﺪرﺟﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺒﺄت ﺑﻬﺎ ا)ﻌﺎدﻟـﺔ )ﺑـﺎﺳـﺘـﺨـﺪام ا)ﺆﺷﺮات اﻟﺘﻨﺒﺌﻴﺔ اﻟﺘﻲ ذﻛﺮت ﺳﺎﺑﻘﺎ ،وﻫﻲ :اﻟﻔﻀﺎﺋﺢ ،وﻣﺤﺎوﻻت اﻻﻏﺘﻴﺎل، وﻣﺪة اﻟﻮﻻﻳﺔ ،وﺳﻨﻮات اﳊﺮب( ،وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻔﺮق ﺑ zاﻟﺪرﺟﺎت اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ واﻟﺪرﺟﺎت ا)ﺘﻨﺒﺄ ﺑﻬﺎ .وﻳﻘﺪم ﻟﻨﺎ ﻫﺬا اﳉﺪول ﻧﻈﺮات ﻣﻔﻴﺪة ﺣﻮل اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ. وﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ اﻟﺮﺋﻴﺴﺎن ﻫﺎرﻳﺴﻮن وﻏﺎرﻓﻴﻠﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮات وذﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻘﺼﺮ ﻏﻴﺮ اﻟﻌﺎدي ﻟﻔﺘﺮة ﺗﻮﻟﻴﻬﻤﺎ اﳊﻜﻢ .وﻟﻢ ﺗﻮﺿﻊ ﺗﻘﺪﻳﺮات ﻟﻨﻜﺴﻦ وﻓﻮرد وﻛﺎرﺗﺮ وذﻟﻚ ﻷن ﻛﺘﺎب ﻣﺎراﻧﻞ اﻟﺬي اﻋﺘﻤﺪت ﻋﻠﻴﻪ ﺻﺪر ﻋﺎم .١٩٧٠ﻟﻘﺪ ﻛﺎن أﻋﻈﻢ ﺛﻼﺛﺔ رؤﺳﺎء ﻣﻦ ﺑ zاﻟﺮؤﺳﺎء إﻟﻰ ٣٣اﻟﺬﻳﻦ وﺿﻌﺖ ﺗﻘﺪﻳﺮات ﻟﻬﻢ ،ﻫﻢ روزﻓﻠﺖ (١٧×)F. D. Rooseveltوﻟﻨﻜﻠﻦ وروزﻓﻠﺖ ) (١٨×)T. Rooseveltﺑﻬﺬا اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ( ،وﻛﺎن " ! ) (1 # $% & ' * + ,- .$ / 0 3824 5 6 ; 0
<
)*(19
7 9 , 0 :
1
1797 1789
5,69
0,66
6,53
2
.
1801 1797
1,99
0,38
1,61
3
1809 1801
5,98
4,71
1,27
4
!
1817 1809
0,43
2,75
2,32
5
"
1825 1817
0,09
0,66
0,57
6
.# .
1829 1825
0,43
0,18
0,25
7
$
1837 1829
5,66
2,78
2,88
8
' & %
1841 1837
1,97
2,99
1,02
9
!% ( .
1841
3,45
10
* !)
1845 1841
4,15
2,99
1,16
11
& +-
1849 1845
1,68
0,04
1,72
12
* ) %
1850 1849
4,91
3,92
0,99
13
')% /
1853 1850
6,69
2,99
3,50
14
&;:
1857 1853
6,89
2,99
3,90
15
& " $
1861 1857
5,85
2,01
3,84
196
â&#x20AC;«Ø§ï»»ïº³ïº&#x2DC;ï»&#x201E;ï»´ï»&#x2DC;ïº&#x17D; Ù&#x2C6;اï»&#x;ï»&#x153;ïº&#x17D;رزﻣïº&#x17D;â&#x20AC;¬ (1)
! "#$
% &' * + ,$ - ./ 0& 2 3 385 6 7
$9 : . 3 ; $
< 3
=
1,50
6,76
8,26
1865 1861
2,04
2,99
0,95
1869 1865
.
16 17
0,53
5,13
5,66
1877 1869
18
0,73
2,99
3,72
1881 1877
3,92
1881
0,74
2,99
3,73
1885 1881
1,58
1,13
0,45
1897 93 + 1889 1885
19
!
20
" #
21
$ !
22
2,20
2,99
5,19
1893 1889
% .&
23
0,96
0,61
1,57
1901 1897
' ( )
24
2,26
8,87
6,61
1909 1901
*- ./
25
1,75
2,05
0,30
1913 1909
:
26
0,89
5,05
5,94
1921 1913
-
27
0,53
7,45
6,92
1923 1921
; <
28
3,51
1,59
5,10
1929 1923
= (
29
1,07
1,58
0,51
1933 1929
30
2,84
11,88
9,04
1945 1933
- .<.>
31
0,71
4,74
5,45
1953 1945
)- :
32
1,13
0,32
0,81
1961 1953
- ? %
33
5,02
1,11
3,91
1963 1961
@$ (
34
0,32
3,78
4,10
1969 1963
.&.A
35
0,68
1974 1969
36
1,39
1977 1974
<
37
2,25
1981 1977
: (
38
(Simonton, 1981 c : $D ) . N F) 571 O P (1970) Q ) RT U V W ) X Y I Z J L / %$ : U : : [ \ ) :Q]) / ^_ ) I Z QJ `: a <$L $bd < L) X Y I Z J L / %$ U :/ ^_ ef " $V- Mg hj - .k !d /d- l- M& p / Y Mq p r O s k u J L < vT w j 'x
J L ) M xY V q % a J L T F / yF) Qh ' . F GH IJ % K ) - . J L <- M
197
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻷﺳﻮأ ﻫﻢ ﻫﺎردﻧﻎ وﺑﻴﺮس وﻓﻠﻤﻮر .وﻛﺎﻧﺖ درﺟﺎت اﻟﻌﻈﻤﺔ ا)ﺘﻨﺒﺄ ﺑﻬﺎ ﻣﺘﻔﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻣﻊ ﻫﺬه اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات :وﻛﺎن اﻻرﺗﺒﺎط ﺑ zاﻟﺪرﺟﺎت اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ واﻟﺪرﺟﺎت ا)ﺘـﻨـﺒـﺄ ﺑـﻬـﺎ ﻫـﻮ ٠٬٨٧ﻓﺸﺠﻌﺘـﻨـﻲ درﺟـﺔ اﻻرﺗـﺒـﺎط اﻟـﻌـﺎﻟـﻴـﺔ ﻫـﺬه ﻓﺎﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ا)ﻌﺎدﻟﺔ ﻟﻠﺘﻨﺒﺆ ﺑﺪرﺟﺎت ﻟﻠﺮؤﺳﺎء اﳋﻤﺴﺔ اﻟﺬﻳـﻦ ﻟـﻢ ﺗـﻌـﻂ ﻟـﻬـﻢ ﺗﻘﺪﻳﺮات .ﻓﺠﺎءت درﺟﺎت ﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﺎرﻳﺴﻮن W. Harrisonوﻏﺎرﻓﻴﻠﺪ أﻗﻞ ﻣﻦ ا)ﻌﺪل ا)ﺘﻮﺳﻂ ﺑﻜﺜﻴﺮ .وﻣﻦ اﶈﺘﻤـﻞ أن ﻫـﺬه اﻟـﺪرﺟـﺎت ا)ـﻨـﺨـﻔـﻀـﺔ ﻛـﺎﻧـﺖ ﺳﺘﺜﺒﺖ أﻳﻀﺎ ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﺣﻜﻢ ﻫﺬان اﻟﺮﺋﻴﺴﺎن ﻓﺘﺮة اﳊﻜﻢ اﻟـﻘـﺎﻧـﻮﻧـﻴـﺔ ﻛـﻠـﻬـﺎ، وذﻟﻚ ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻳﺴﺘﺪل ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات ا)ﻨﺨﻔﻀﺔ ﻟﻠﺮﺋﻴﺴ zﺗﺎﻳﻠﺮ وآرﺛﺮ اﻟﻠﺬﻳﻦ ﺣﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻇﺮوف Yﺎﺛﻠﺔ ﻟﻠﻈﺮوف اﻟﺘﻲ ﺣﻜﻢ أﺛﻨﺎءﻫﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﺎرﻳﺴـﻮن وﻏﺎرﻓﻴﻠﺪ .واﻟﻔﺎرق اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻫﻮ أن ﻏﺎرﻓﻴﻠﺪ ﻛﺎن ﺳﻴﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ درﺟﺔ أﻋﻠﻰ، ﻟﻮ أﻧﻪ ﻇﻞ ﺣﻴﺎ وﻟﻢ ﻳﻔﺎرق اﳊﻴﺎة ﺑﺘﺄﺛﻴﺮ رﺻﺎﺻﺔ أﻃﻠﻘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻐﺘـﺎﻟـﻪ .أﻣـﺎ اﻟﺮؤﺳﺎء اﻟﺜﻼﺛﺔ ا)ﻌﺎﺻﺮون اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮات ﻓﺈن اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ أﻳﻀﺎ .ﻻﺣﻆ أن ﻧﻜﺴﻦ ﺣﺼﻞ ﻋﻠـﻰ ﺗـﻘـﺪﻳـﺮات أﻗـﻞ ﻣـﻦ ﺧـﻠـﻴـﻔـﺘـﻪ ﻓﻮرد .وﺗﻘﻮم ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺘ ،zأوﻻﻫﻤﺎ :أن ﻓﻮرد ﺗﻌـﺮض ﻣـﺮﺗـz ﶈﺎوﻟﺘﻲ اﻏﺘﻴﺎل ﻏﻴﺮ ﻧﺎﺟﺤﺘ ،zوﺛﺎﻧﻴﻬﻤﺎ :أن ﻧﻜﺴﻦ ﻗﺪ دﻓﻊ ﺛﻤﻦ أﻛﺜﺮ اﻟﻔﻀﺎﺋﺢ اﳊﻜﻮﻣﻴﺔ ﺧﺰﻳﺎ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة وأﺻﺒﺢ أول رﺋﻴـﺲ ﻳـﺠـﺒـﺮ ﻋـﻠـﻰ اﻻﺳﺘﻘﺎﻟﺔ .ﻳﻌﺮض اﻟﻌﻤﻮد اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ اﳉﺪول اﻷﺧﻄﺎء ا)ﺘﺒﻘﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻨﺒﺆ .ﻻﺣﻆ أن ﻫﻨﺎك أرﺑﻌﺔ رؤﺳﺎء ﻳﺒﺪو أن ا)ﺆرﺧ zأﻋﻄﻮﻫـﻢ ﺗـﻘـﺪﻳـﺮات أﻗﻞ Yﺎ ﻳﺴﺘﺤﻘﻮن ،وﻫﻢ اﻟﺮؤﺳﺎء :ﻓﻠﻤﻮر ،وﺑﻴﺮس ،وﺑﻴﻮﻛﺎﻧﻦ ،وﻛﻮﻟﺞ .ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﲡﺪر ﻣﻼﺣﻈﺘﻪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺪرﺟﺎت ا)ﺘﺒﻘﻴﺔ اﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ،ﻫﻮ ﺗﻠﻚ اﻟﺪرﺟﺎت اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ا)ﺘﺒﻘﻴﺔ ا)ﻮﺟﺒﺔ ﻋﻨﺪ ﻛـﻞ ﻣـﻦ واﺷـﻨـﻄـﻦ وﻛـﻨـﺪيY ،ـﺎ ﻳـﺸـﻴـﺮ إﻟـﻰ أن ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺮﺋﻴﺴ zر ﺎ ﺣﺼﻼ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳـﺮات أﻋـﻠـﻰ Yـﺎ ﻳـﺴـﺘـﺤـﻘـﺎن .ور ـﺎ ﺣﺼﻞ واﺷﻨﻄﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﻀﻊ ﻧﻘﺎط إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻷﻧﻪ ﻛﺎن »أب اﻷﻣﺔ« ،أي ﻹﳒﺎزات ﺣﻘﻘﻬﺎ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺼﺒﺢ أول رﺋﻴﺲ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة .وﻗﺪ ﻧﻌﺰو اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ا)ﺮﺗﻔﻊ اﻟﺬي ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻨﺪي إﻟﻰ »ﺳﺤﺮ ﻛﻨﺪي« ،Kennedy Mystiqueأي إﻟﻰ اﻟﻜﺎرزﻣﺎ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺴﺒﻬﺎ اﻟﻨﺎس ﻓﻴﻪ .وﻫﻮ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻗﺪ ﻳﺘﻨﺎﻗﺺ ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻦ ﺣﺘـﻰ ﻳـﺴـﺘـﻘـﺮ ﻛﻨﺪي ﻋﻨﺪ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳـﺮ ﻣـﺎﻛـﻨـﻠـﻲ .وأﻳـﺎ ﻛـﺎن اﻟـﺘـﻔـﺴـﻴـﺮ ،ﻓـﺈن ﻣـﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن ا)ﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ا)ﺆرﺧﻮن ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ واﺷﻨﻄﻦ وﻛﻨﺪي ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺔ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺨﺪﻣﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺮؤﺳﺎء. 198
اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﺎ واﻟﻜﺎرزﻣﺎ
ﺗﻌﻄﻲ ﻟﻨﺎ ﻣـﻨـﺎﻗـﺸـﺔ اﳉـﺪول رﻗـﻢ ) (١أﻳﻀﺎ ﺑﻌﺾ ا)ﺆﺷـﺮات ﻋـﻦ ﻗـﻴـﻤـﺔ ﺗﻄﺒﻴﻖ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨـﻲ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻘـﻴـﺎدة اﻟـﺮﺋـﺎﺳـﻴـﺔ .ورﻏـﻢ أن ﻫـﺬا اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻣﺎزال ﻓﻲ ﻣﻬﺪه ،ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ا)ﻤﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻻ أن ﻧﺘﻨـﺒـﺄ ﺑﺎﻟﻌﻈﻤﺔ ﻓﻘﻂ ،وﻟﻜﻦ أن ﻧﻠﻘﻲ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﺟﻮاﻧﺐ أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﻘﻴﺎدة أﻳﻀﺎ، ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ وﺿﻊ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻸداء اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ ﻣﺜﻼ .وﻗﺪ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ اﻷﺳﺎس اﻟﻨﻈﺮي )ﻌﺎدﻻت اﻟﺘﻨﺒﺆ ،وﻣﻦ ﺧﻼل دﻣﺞ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺮة ﻣﻊ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟـﺸـﺨـﺼـﻴـﺔ ،أن ﻧـﻔـﻬـﻢ أي اﳋﺼﺎﺋﺺ ا)ﻤﻴﺰة ﲢﺪﻳﺪا ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻨﻊ اﻟﻘﻴﺎدة اﳉﻴﺪة أو اﻟﺴﻴﺌـﺔ ﻟـﺪى ا)ﺴﺆول اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي اﻷول ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ.
اﳋﻼﺻﺔ:
ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺄن دراﺳﺎت اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨـﻲ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﻨـﺎوﻟـﻬـﺎ ﻫـﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻫﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﺟﻬﻮد أوﻟﻴﺔ .ورﻏﻢ ﻫﺬا ﻓﺈن اﳉﻬﺪ اﻟﻘﻠﻴﻞ اﻟﺬي ﺑﺬل ﺣﻮل اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﺎ واﻟﻜﺎرزﻣﺎ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﻷﺷﻴﺎء ﺣﻮل اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﺑﻬﺎ اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت ﻋﻠﻰ أﺣﻜﺎم اﻟﺘﺎرﻳﺦ .ﻓﻘﺪ رأﻳﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟـﺔ اﻟـﻔـﻨـﻮن ﻛـﻴـﻒ أن أﺣـﺪ اﻷﻫﺪاف اﻟﻈﺎﻫﺮة ﻟﻠﺘﺄﻟﻴﻒ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ ﻫﻮ إﺛﺎرة ا)ﺴﺘﻮى ا)ﻨﺎﺳﺐ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺜﺎرة اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺪى ا)ﺴﺘﻤﻊ .ﻛﺬﻟﻚ ﺜﻞ اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻟﺪ ﻫﺬه اﻻﺳﺘﺜﺎرة، ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻨﻬﺎ ،اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ا)ﺆﻟﻒ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ ﻷزﻣﺎت ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ وﺗﻘﻠﺒﺎﺗﻬﺎ. وﺗﻜﺘﺴﺐ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺪراﻣﻴﺔ أﻳﻀﺎ ﻗﻮﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﻘﻠﻬﺎ ﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ ﺧﺼﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺜﻴﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎول اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﺟﻮد اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ .وﻫﻲ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام أﻛﺒـﺮ ﻋـﺪد Yـﻜـﻦ ﻣـﻦ اﻷﻗـﻮال اﻟـﺘـﻲ ﻻ ﺗـﺒـﺮح اﻟـﺬاﻛـﺮة .أﻣـﺎ اﻟﺪراﺳﺎت اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎرزﻣﺎ ﻓﻘﺪ اﻋﺘﻤﺪت اﻷﺳﻠﻮب ﻏﻴﺮ ا)ﺒـﺎﺷـﺮ ،وﻟـﻜـﻦ، ﻳﺒﺪو أﻧﻬﺎ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن ﺷﻌﺒﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ وﺗﻘﺪﻳﺮات اﻟﻌﻈﻤﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﻪ ﺗﻌﻜﺲ درﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻼﻋﻘﻼﻧﻴﺔ .ﻓﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘـﻲ ﺗـﺆﺛـﺮ ﺑـﻬـﺎ اﳊـﺮب ﻋـﻠـﻰ ﻫـﺬه اﻷﺣﻜﺎم ،وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻏﻴﺮ ا)ﺘﺠﺎﻧﺲ ﻟﻠﻜﺴﺎد اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻻزدﻫﺎر أو اﻟﺮﺧﺎء ،وأﺻﺪاء ﻣﺤﺎوﻻت اﻻﻏﺘﻴﺎل ،واﻷزﻣﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ،ﻛﻠﻬﺎ ﺗـﺸـﻴـﺮ إﻟـﻰ أﺣﻜﺎم ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ،ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ا)ﺆرﺧ zواﳉﻤﻬﻮر ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء .وﺳﻴﻜﻮن ﻣﻦ ا)ﻔﻴﺪ ﻟﻠﺒﺤﻮث ﻓﻲ ا)ﺴﺘﻘﺒﻞ أن ﺗﻐﻮص ﺑﺸﻜﻞ أﻋﻤﻖ ﻓﻲ اﻷﺳﺲ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ اﻟﻜﺎرزﻣﺎ واﻷﻋﻤﺎل اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﻴﺔ. 199
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
اﳊﻮاﺷﻲ )× (١ﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﻟﻜﻠﻤـﺔ ،aestheticsﻟﻜﻦ اﳉﻤﺎل ﻫﻮ أﺣﺪ اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﻳﺪرﺳﻬﺎ ﻋـﻠـﻢ اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﺎ ،وﻟﺬا ﻓﺴﻨﻌﻮد إﻟﻰ ا)ﺼﻄﻠﺢ اﻷﺻﻠﻲ »اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﺎ« ،ﻛﻤﺎ ﻋﺎد ا)ﺘﺮﺟﻢ إﻟﻰ »ﻛﺎرزﻣﺎ« ﻟﻌﺪم اﻗﺘﻨﺎﻋﻪ ﺑﺎ)ﻘﺎﺑﻼت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻬﺬا ا)ﺼﻄﻠﺢ )ا)ﺮاﺟﻊ(. )× (٢ﻳﺘﺮﺟﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺎﺣﺜ zاﻟﻌﺮب ﻛﻠﻤـﺔ Charismaﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ »ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﻠﻬﻤﺔ« وﻳﺘﺮﺟﻤﻬـﺎ آﺧـﺮون ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ »ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺳﺎﺣﺮة« ،وﺑﺴﺒﺐ ﺗﻠﻚ اﻟﻈﻼل واﻹﻳﺤﺎءات اﻟﺪﻻﻟﻴﺔ ا)ﺮﺗﺒﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻔﺎﻫﻴﻢ »اﻹﻟﻬﺎم« و »اﻟﺴﺤﺮ« ،ﺳﻨﻘﻮم ﺧﻼل ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺑﻌﻤﻠﻴـﺔ ﻧـﻘـﻞ ﺣـﺮﻓـﻴـﺔ Translationﻟﻬﺬا ا)ﺼﻄـﻠـﺢ، ﺣﻴﺚ أﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻟﺘﺮﺟﻤﺔ Translationا)ﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻪ .و ﻜﻦ أن ﻧﻘﺘﺮح ﺗﺮﺟﻤﺎت أﺧﺮى ﻟﻬﺬا ا)ﺼﻄﻠﺢ ﻣﺜﻞ »اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻵﺳﺮة« و »اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ا)ﺴﺘﺤﻮذة ﻋﻠﻰ اﻻﻧـﺘـﺒـﺎه« وﻣـﺎ ﺷـﺎﺑـﻪ ذﻟـﻚ، وﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﻈﻞ أﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﺼﻄﻠﺢ دﻗﻴﻖ وﺑﺴﻴﻂ) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٣ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﺗﺸﻴﺮ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻷوﻟﻴﺔ إﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎت »اﻟﺴﻬﻮ« اﻟﺘﻲ ﺗﺨـﻀـﻊ )ـﺒـﺪأ اﻟﻠﺬة واﻟﺘﻲ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻻ ﺷﻌﻮرﻳﺔ وﻻ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ وﻻ ﺗـﻀـﻊ ﺣـﺴـﺎﺑـﺎ ﻟـﻘـﻴـﻮد اﻟـﺰﻣـﺎن وا)ـﻜـﺎن وﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺒﺪأ اﻟﻠﺬة ،أﻣﺎ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻓﻬﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ا)ﻨﻄﻘﻴﺔ واﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻮاﻋﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻷﻧﺎ واﻟﺘﻲ ﺗﺨﻀﻊ )ﺒﺪأ اﻟﻮاﻗﻊ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٤ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻫﻲ ا)ﻌﺮﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺮﺟﻮع اﻟﻮاﻋﻲ أو اﻟﻼواﻋﻲ إﻟﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺒﻜﺮة ﻣﻦ اﻟﻨﻤﻮ اﻟﻨﻔﺴﻲ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٥أي اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ وﺿﻊ ﻋﻨﺼﺮﻳﻦ ﻣﻌﺮﻓﻴ zأو ﺻﻮرﺗ zﻋﻘﻠﻴﺘ zﻣﻌﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل رواﺑﻂ ﺑﺪاﺋﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ أو ﻏﻴﺮ ﻣﺪرﻛﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٦ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻟﻪ ﻣﻌﺎن ﻋﺪﻳﺪة ﻓﻲ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ واﻟـﻔـﻦ اﻟـﺘـﺸـﻜـﻴـﻠـﻲ ،وﻫـﻮ ﻣـﺸـﺘـﻖ ﻣـﻦ ﻛـﻠـﻤـﺔ Chromos اﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ »ﻟﻮن« ،وﻛﺎﻧﺖ »اﻟﻜﺮوﻣﺎﺗﻴﺔ« إﺣﺪى اﻟﺘﺼﻨﻴﻔﺎت اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻟﻠﺴﻠﻢ ا)ﻮﺳﻴﻘـﻰ ﻟـﺪى اﻹﻏﺮﻳﻖ ،وﻓﻲ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻳﺸﻴﺮ ا)ﺼﻄﻠﺢ إﻟﻰ اﻟﻨﻐﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﻟﻠﺴﻠﻢ »اﻟﺪﻳﺎﺗﻮن« أو اﻟﻘﻮي .وﻳﺘﻜﻮن ا)ﻘﺎﻳﺲ اﻟﻜﺮوﻣﺎﺗـﻲ ﻣـﻦ » ١٢ﻧﺼﻒ ﻧﻐﻤﺔ« semitonesﺻﺎﻋﺪة أو ﺧﻔﻴﻀﺔ أو ﻧﺎزﻟـﺔ. )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٧ﺗﻠﻮن ﻫﺬه اﻟﻨﻮﺗﺎت ﻧﻮﺗﺎت اﻟﻠﺤﻦ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣﻘﺎﻣﻬﺎ ﻋﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ إﻟﻰ sharpأو platﻣﺜﻼ )ا)ﺮاﺟﻊ(. )× (٨إﺣﺪى ﻣﺴﺮﺣﻴﺎت ﺳﻮﻓﻮﻛﻠﻴﺲ ،وﻗﺪ ﺗﺮﺟﻤﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮر أﺣﻤﺪ ﻋﺜﻤﺎن وﺻﺪرت ﻓـﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ا)ﺴﺮح اﻟﻌﺎ)ﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﻋﻦ وزارة اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻜﻮﻳﺖ )ﻳﻮﻧﻴﻮ ) (١٩٩٠ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٩أﺳﻠﻮب إﺣﺼﺎﺋﻲ وﺿﺢ ا)ﺆﻟﻒ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ا)ﻠﺤﻖ )ﺟـ( ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١٠رﺋﻴﺲ ﺷﻴﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ،١٩٧٠-١٩٦٤وﻣﺆﺳﺲ اﳊﺰب اﻟﺪ ﻘﺮاﻃﻲ ا)ﺴﻴﺤﻲ ﻫﻨﺎك ﻋـﺎم ،١٩٥٧وﻗﺪ ﻗﺎم-ﻛﺮﺋﻴﺲ ﻟﻠﺪوﻟﺔ-ﺑﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﺪ ﻘﺮاﻃﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١١ﻏﺰو ﻏﻴﺮ ﻧﺎﺟﺢ ﻟﻜﻮﺑﺎ ﻗﺎﻣﺖ وﻛﺎﻟﺔ اﺨﻤﻟﺎﺑﺮات اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ CIAﺑﺘﺪﻋﻴﻤﻪ ﻋﺎم ١٩٦١ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﻴﺠﺘﻪ إﺧﻔﺎﻗﺎ ﺗﺎﻣﺎ ﻟﻠﻘﻮات اﻟﻐﺎزﻳﺔ) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١٢اﻟﻌﺮﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﲢﻤﻞ ﻓﺮﻗﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ اﺳﺘـﻌـﺮاﺿـﺎت اﻟـﺴـﻴـﺮك أو ﻓـﻲ اﺣـﺘـﻔـﺎﻻت اﻷﺣـﺰاب
200
اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﺎ واﻟﻜﺎرزﻣﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ )ا)ﺘﺮﺟﻢ( .وأن ﺗﻜﻮن ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﻌﺮﺑﺔ ﻳﻌﻨﻲ أن ﺗﻜﻮن ﻋﻠﻰ اﳉﺎﻧﺐ اﻟﺮاﺑﺢ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت )ا)ﺮاﺟﻊ(. )× (١٣إذا أﺻﺪر اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس ﺗﺸﺮﻳﻌﺎ ﻣﺎ واﺳﺘﺨﺪم اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺣﻖ اﻟﻨﻘﺾ ﺿﺪه ﻓﺈن ﻟﻠﻜﻮﻧﻐﺮس أن ﻳﺮد ﻧﻘﺾ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﺈﻋﺎدة إﺻﺪار اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺑﺄﻏﻠﺒﻴﺔ اﻟﺜﻠﺜY ،zﺎ ﻳﺠﻌﻞ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻧﺎﻓﺬا ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ رأي اﻟﺮﺋﻴﺲ )ا)ﺮاﺟﻊ(. )× (١٤ﻣﻌﺎﻫـﺪة ـﺖ ﻋـﺎم ١٨١٤ﺑ zاﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة وﺑﺮﻳـﻄـﺎﻧـﻴـﺎ ﻹﻧـﻬـﺎء ﺣـﺮب ﻋـﺎم ١٨١٢ﺑﻴﻨـﻬـﻤـﺎ، و ﻘﺘﻀﻰ ﻫﺬه ا)ﻌﺎﻫﺪة اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎء اﻟﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘﻮازن اﻟﻜـﺒـﻴـﺮ ﺑـz ﻗﻮﺗﻲ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ .وﻟﻢ ﻳﺘﻢ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ إﻻ ﻋﺎم .١٨٥٦و ﻘﺘﻀﻲ ﻫﺬه ا)ﻌﺎﻫﺪة أﻳﻀﺎ ﺣﻞ ﺑﺒﻌﺾ ﻧﺰاﻋﺎت اﳊﺪود ﺑ zﻛﻨﺪا واﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة و أﻳﻀﺎ اﻻﺗﻔﺎق ﺑ zإﳒﻠﺘﺮا واﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺪء ﺑﺘﺤﺮ ﲡﺎرة اﻟﺮق) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١٥ﻳﻘﺼﺪ ا)ﺆﻟﻒ ﺑﺬﻟﻚ ،اﳊﺮب اﻟﻌﺎ)ﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١٦ﻫﻮ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ا)ﺮﺷﺢ اﻟﺬي ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺷﻴﺢ ﺣﺰﺑﻪ ﻟﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻊ ﻷن ﺗﺮﺷﻴﺤﻪ ﺣﻞ وﺳﻂ ﻳﺮﺿﻰ ا)ﺘﻨﺎﻓﺴ zاﻵﺧﺮﻳﻦ .واﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻣﺄﺧﻮذ ﻣﻦ ﺳﺒﺎق اﳋﻴﻞ اﻟﺬي ﻳﻔﻮز ﻓﻴـﻪ ﺣﺼﺎن ﻻ ﻳﺘﻮﻗﻊ أﺣﺪ ﻟﻪ أن ﻳﻔﻮز )ا)ﺮاﺟﻊ(. )× (١٧أي ﻓﺮاﻧﻜﻠ zروزﻓﻠﺖ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١٨أي ﺛﻴﻮدور روزﻓﻠﺖ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١٩ﻫﺬه اﳋﺎﻧﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب اﻷﺻﻠﻲ وﻗﺪ أﺿﻔﻨﺎﻫﺎ ﳉﻌﻞ اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت ا)ﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﻬﺬا اﳉﺪول أﻛﺜﺮ وﺿﻮﺣﺎ) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(.
201
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
202
روح اﻟﻌﺼﺮ
8روح اﻟﻌﺼﺮ ﺗﻮاﻛﺐ ﻇﻬﻮر أﺷﻬﺮ ا)ﻔـﻜـﺮﻳـﻦ ﻓـﻲ اﻟـﻌـﻠـﻢ ﺧـﻼل ﻣﺴﺎر اﳊﻀـﺎرة اﻟـﻐـﺮﺑـﻴـﺔ ﻣـﻊ ﻇـﻬـﻮر ا)ـﺒـﺪﻋـ zﻓـﻲ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ واﻷدب وا)ﻮﺳﻴـﻘـﻰ .ﻓـﻘـﺪ ﺷـﻬـﺪت أ)ـﺎﻧـﻴـﺎ ﺣﻮاﻟﻲ ﻋـﺎم ١٨٠٠ﻇﻬﻮر ﻛﻞ ﻣﻦ ا)ﺒﺪﻋ zأﻟﻜـﺰاﻧـﺪر ﻓﻮن ﻫﻤﺒﻮﻟﺖ وﻫﻴﻐﻞ وﺷﻠﺮ وﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ .وﻛﻠﻬﻢ وﻟﺪوا ﺧﻼل ﻋﻘﺪ واﺣﺪ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ وﺻﺒﻐﻮا أ)ﺎﻧﻴﺎ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﺒﺮﻳﻖ اﻟﺬي ﺗﺘﺼﻒ ﺑﻪ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻜﻼﺳﻴـﻜـﻴـﺔ .وﻗـﺪ أﻃـﻠـﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻄﺮاز ﻣﻦ ﲡﻤﻊ ا)ﻮاﻫﺐ ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻟﻜﻮﻛﺒﺔ اﻟـﻔـﻜـﺮﻳـﺔ .أﻣـﺎ ﻣـﺸـﺎﻫـﻴــﺮ ا) ـﺼــﻮرﻳــﻦ واﻟ ـﻨ ـﺤــﺎﺗــz وا)ﻌﻤﺎرﻳ zﻓﻴﺆﻟﻔﻮن ﻣﻌﺎ ﻛﻮﻛﺒﺔ أﺧﺮى ﻫﻲ اﻟﻜﻮﻛﺒـﺔ اﻟﻌﺎرﺿﺔ )أي اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮض إﺑﺪاﻋﺎﺗﻬﺎ ﻷﻋ zاﻟﻨﺎس(. ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ا)ﺼﻮر اﻹﻏﺮﻳﻘﻲ اﻟﺸﻬﻴﺮ ﺑﻮﻟﻴﻐﻨﻮﺗـﺲ ﻣـﻦ ﺛﺎﺳﻮس ﻣﻌﺎﺻﺮا أﻛﺒﺮ ﻟﻔﻴﺪﻳﺎس اﻟﺬي زﻳﻦ اﻟﺒﺎرﺛﻨﻮن ﺑﺎ)ﻨﺤﻮﺗﺎت ،وﻫﻮ ﻣﺒﻨﻰ ﺿﺨﻢ ﺑﻨﺎه ا)ﻌﻤﺎرﻳﺎن إﻛﺘﺎﻳﻨﺲ وﻛﺎﻟﻴﻜﺮﺗﻴﺰ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺑﺮﻛﻠﻴﺰ .واﻟﻼﻓﺖ ﻟﻠﻨﻈﺮ أن ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻨﻤﻄ zﻣﻦ اﻟﺘﺠﻤﻌﺎت ﻻ ﻳﺮﺗﺒﻂ أﺣﺪﻫﻤﺎ ﺑﺎﻵﺧﺮ. ﻓﺎزدﻫﺎر اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺒﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ أﺛﻴﻨﺎ ﻟﻢ ﻳﺮاﻓﻘﻪ ﺗﺪﻓﻖ إﺑﺪاﻋﻲ Yﺎﺛﻞ ﻓﻲ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻟﻔﻜـﺮﻳـﺔ .ﻓـﻘـﺪ ﺟـﺎء ﻛﻞ ﻣﻦ أﻓﻼﻃﻮن وأرﺳﻄﻮ وﻳـﻮرﻳـﺒـﺪﻳـﺲ ﺑـﻌـﺪ ذﻟـﻚ. وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن أ ﺎط اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻻ ﺗﺰدﻫﺮ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔـﺴـﻪ ﺑـﺎﻟـﻀـﺮورة .وﻟـﻜـﻦ ﻻ ـﻜـﻦ 203
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
إﻧﻜﺎر أن ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﺗﺘﺠﻤﻊ ﻣﻌﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺪو ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﺎﻣﻀﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ أﻳﻀﺎ.(Simonton 1975b) ، وﻳﺒﺪو أن ﻫﺬه اﻟﺘﺰاﻣﻨﺎت اﻟﺒﻴﻨﺔ ﻻ ﺗﺘﺮك ﻟﻠﻌﺒﻘﺮي اﻟﻔﺮد ﺳﻴـﻄـﺮة ﻛـﺒـﻴـﺮة ﻋﻠﻰ أي اﻷزﻣﻨﺔ أﻧﺴﺐ ﻟﻈﻬﻮر إﺳﻬﺎم إﺑﺪاﻋﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻣﻦ اﺠﻤﻟﺎﻻت .ﻓﺄﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﻜﻮن اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﺴﺘﻌﺪا ﻻﺳﺘﻘﺒﺎل اﻛﺘﺸﺎف ﻋﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻔﻴﺰﻳﺎء ،أو ﺑﺤﺚ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ،وﻗﺪ ﻻ ﺗﻜﻮن اﻟﻈﺮوف ﻣﻮاﺗﻴﺔ ﻟـﺬﻟـﻚ ﻓـﻲ أوﻗـﺎت أﺧﺮى ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﺮﺣﺐ ﺑﺎﲡﺎه ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺒﺼﺮﻳﺔ .وﻟـﺮ ـﺎ ﻛـﺎﻧـﺖ روح اﻟﻌﺼﺮ Zeitgeistﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﲢﺪد اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺸﻒ ﺑﻬﺎ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ .ور ﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﻈﻤﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻨﺢ ﻷوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﺠﻴﺒﻮن ﻟﺘﻮﻗﻌﺎت اﻟﻌﺼﺮ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻟﻘﺪ ﻃﺮح ﻫﻴﻐﻞ ﻫﺬه اﻟﺪﻋﻮى ﻓﻲ »ﻓﻠﺴﻔﺔ اﳊﻖ« ﺣ zﻗﺎل» :إن اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﻣﺎ ﻫﻮ ذﻟﻚ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺻﻴﺎﻏﺔ إرادة ﻋﺼﺮه ،وﻳﺨﺒﺮ ﻋﺼﺮه ﻋﻤﺎ ﻫﻲ وﻳﺤـﻘـﻘـﻬـﺎ .وﻣـﺎ ﻳـﻘـﻮم ﺑـﻪ ﻫـﻮ ﺻـﻤـﻴـﻢ ﻋﺼﺮه وﺟﻮﻫﺮه إﻧﻪ ﻳﺤﻘﻖ ﻋﺼﺮه« .وﻗﺎل ﻏﻮﺗﻪ ﻓﻲ »ﻓﺎوﺳﺖ«. إن ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻴﻪ »روح اﻟﻌﺼﻮر« ﻟﻴﺲ إﻻ روح ﻫﺆﻻء اﳊﻜﻤﺎء اﻟﺘﻲ ﻳﻜﺸﻒ اﻟﻌﺼﺮ ا$ﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﺮآﺗﻬﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ واﻟﻘﻴﺎدة أﻳﻀﺎ ﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﻨﺪﻓﻊ ﻓﻲ ﻣﺴﺎرات ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل روح اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ أو اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ» .ﻓﻤﻦ ﻳﻮﺟﻪ ﻧﺸﺎﻃﺎﺗـﻪ وﻓـﻘـﺎ ﻟـﺮوح اﻟـﻌـﺼـﺮ ﻳـﻨـﺠـﺢ« ﺣﺴﺐ رأي ﻣﻜﻴﺎﻓﻠﻲ .وﻗﺪ اﺗﻔﻖ ﺗﻮﻟﺴﺘﻮي ،اﻟﺬي ﺗﻨﺎول اﻟـﻘـﻴـﺎدة اﻟـﻌـﺴـﻜـﺮﻳـﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﺮأي .ﻓﻘﺪ داﻓﻊ ﻓﻲ »اﳊﺮب واﻟﺴﻼم«، ﺑﻌﺪ ﲢﻠﻴﻞ ﺳﻴﺮة ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﻋﻦ اﻟﺮأي اﻟﻘﺎﺋﻞ إن اﻟﻘﺎدة ﻻ ﻳـﻘـﻮدون ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق ﺑﻞ ﻳﺘﺒﻌﻮن أﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ» :ﺣﺴﺒﻨﺎ أن ﻧﺘﻌـﻤـﻖ ﻓـﻲ ﺟـﻮﻫـﺮ أﻳـﺔ ﺣﺎدﺛﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ،ﻫﺬا اﳉﻮﻫﺮ اﻟﺬي ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﻧﺸﺎط اﳉﻤﺎﻫﻴﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺎرك ﻓﻴﻬﺎ ،ﻛﻲ ﻧﻘﺘﻨﻊ ﺑﺄن إرادة اﻟﺒﻄﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻻ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻧﺸﺎط اﳉﻤﺎﻫـﻴـﺮ، ﺑﻞ ﺗﺨﻀﻊ ﻫﻲ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة اﻟﺪاﺋﻤﺔ« ).(1865-1869, p. 563 ﺳﺄﺑﺪأ اﻵن ﺑﺈﻟﻘﺎء ﻧﻈﺮة ﻋﻠﻰ اﻻﲡﺎﻫﺎت اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻓﻜﺮة اﻟﺰﻣﻦ وﻋﻠﻰ اﻟﻨﻤﺎذج اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ا)ﺘﻔﻘﻪ ﻣﻌﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻒ ﻛﻴﻒ ﺗﺘﻐﻴﺮ روح اﻟﻌﺼﺮ ﻋﺒﺮ ﻣﺴﺎر اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﺜﺒﺖ ﻣﻦ ﺻﺪق اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ إن روح اﻟﻌﺼﺮ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ. 204
روح اﻟﻌﺼﺮ
اﻻﲡﺎﻫﺎت اﳌﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮة اﻟﺰﻣﻦ
ﻫﻨﺎك اﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن روح اﻟﻌﺼﺮ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬـﺎ ﻓـﻲ أ ـﺎط أو دورات ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﺗﻈﻬﺮﻫﺎ اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻦ .وﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﻌﺾ ا)ﻔﻜﺮﻳﻦ أن ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺗﺴﻴﺮ إﻟﻰ اﻷﻣﺎم ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺮى ﻣﻔﻜﺮون آﺧﺮون أن اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻲ دورات .ﻓﻔﻲ ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻋﻨﺪ ﻫﻴﻐﻞ ،ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا)ﺜﺎل ،ﻳﺸﻜﻞ ﻣﺴﺎر اﻷﺣﺪاث اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﲡﺎﻫﺎ ﻣﺤﺪدا ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻪ روح اﻟﻌﺼﺮ .واﻟﻨـﺘـﻴـﺠـﺔ ﻫـﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻳﺘﺤﺴﻦ ﺑﺎﻃﺮاد ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﻄﻮر اﳊﺮﻳﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ .وﻳﻌﺘﻘﺪ ﻣﺎرﻛﺲ أﻳﻀﺎ أن أ ﺎط اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺗﺒﺮﻫﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﺪم .وﻳﺆدي اﻟﺘﻘﺪم ﻓـﻲ ﻫـﺬه اﳊـﺎﻟـﺔ إﻟـﻰ ﺳﻴﻄﺮة اﻟﻌﻤﺎل ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻧﺘﺎج .ﻟﻜﻦ ﻓﻴﻠﺴﻮﻓﺎ آﺧـﺮ ﻣـﻦ اﻟـﻘـﺮن اﻟـﺘـﺎﺳـﻊ ﻋﺸﺮ ﻫﻮ ﻫﺮﺑﺮت ﺳﺒﻨﺴﺮ ﺳﻠﻚ ﻣﻨﺤﻰ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﻛﻞ اﻻﺧﺘﻼف .وﻗﺪ ﺗﻄﻮر ﻫﺬا ا)ﻨﺤﻲ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺢ ﻫﻮ ا)ﻘﺎﺑﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﻤﺘﻐﻴﺮات ﻓـﻲ اﻷﻧﺴﺎق اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻛﻤﺎ رﺻﺪﻫﺎ ﺗﺸﺎرﻟﺰ دارون .ﻓﺎﺠﻤﻟﺘﻤـﻌـﺎت ،ﻣـﺜـﻠـﻬـﺎ ﻣـﺜـﻞ اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت اﳊﻴﺔ ،ﺗﺘﻄﻮر ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻦ ،ﻣﺪﻓﻮﻋﺔ ﺑﺎﳊﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ اﻟﺒﻴﺌﺔ. وﻗﺪ ﻛﺎن ﺳﺒﻨﺴﺮ ﻓﻲ اﳊﻘﻴﻘﺔ ﻫﻮ اﻟﺬي ﺻﺎغ ﻣﺼﻄﻠﺢ »اﻟﺒﻘﺎء ﻟﻸﺻﻠﺢ« ﻟﻜﻲ ﻳﺼﻒ ﻗﻮة ﻫﺬه اﻟﻀﻐﻮط اﻻﻧﺘﻘﺎﺋﻴﺔ .وﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻄﻮرﻳﺔ ﻳﻈﻦ أﻧﻬﺎ ﺗﻀﻤﻦ ﻋﺪم ﺗﻮﻗﻒ ﻫﺬه اﺠﻤﻟﺘﻤﻌﺎت ﻋﻦ اﻟﺘﻐﻴﺮ ﻧﺤﻮ اﻷﻓﻀﻞ» .ﻓﺎﻟﺘﻘﺪم ،إذن ،ﻟـﻴـﺲ ﺻﺪﻓﺔ ،ﺑﻞ ﺿﺮورة«-ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﺳﺒﻨﺴﺮ. ﻋﻠﻰ أن ﻫﺆﻻء اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ zﻟﻢ ﻳﺠﻤﻌﻮا ﺑﻴﺎﻧﺎت وﺛﻴﻘـﺔ اﻟـﺼـﻠـﺔ ﺑﺎ)ﻮﺿﻮع ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﻈﻢ ،ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ إﺧﻀﺎع اﻟﺒﻴـﺎﻧـﺎت ﻟـﻠـﺘـﺤـﻘـﻖ ا)ـﻮﺿـﻮﻋـﻲ واﻟﻜﻤﻲ .و ﻴﻞ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ أﺟﺮﻳﺖ ﺣﻮل ﻫﺬا ا)ﻮﺿﻮع إﻟﻰ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻴﺎرات اﻷﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻮ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﺘﻜـﻨـﻮﻟـﻮﺟـﻴـﺎ ﺑـﺪﻻ ﻣـﻦ اﻟـﺘـﺮﻛـﻴـﺰ ﻋـﻠـﻰ ا)ـﺆﺷـﺮات ا)ـﺒـﺎﺷـﺮة ﻟـﻠـﺘـﻘـﺪم ا)ـﺎدي .وﻣـﻦ أﺑـﺮز ﻫـﺬه اﶈـﺎوﻻت ﻣـﺎ ﻗـﺎم ﺑـﻪ ﺑﺮاﻳﺲ (١٩٦٣) Priceاﻟﺬي ﻓﺤﺺ اﻟﻨﻤﻮ اﻷﺳﻲ)× (١ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻣﻨﺬ ﻋﺼﺮ اﻟﻨﻬﻀﺔ، ﻓﻼﺣﻆ وﺟﻮد زﻳﺎدة ﺗﻔﻮﻗﺖ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ اﻟـﻨـﻤـﻮ اﻷﺳـﻲ ﻟـﻠـﻤـﻜـﺎن ﻋـﺒـﺮ اﻟـﻔـﺘـﺮة ﻧﻔﺴﻬﺎ .ﻛﻤﺎ أﺷﺎر ﺗﺎﻏﺎﺑﻴﺮا ) (Taagapera, 1979إﻟﻰ أن اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﲢﺖ اﻟﺘﺰاﻳﺪات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﺑﻄﺮﻳﻘـﺔ أﺷﺪ ﺧﻔﺎء .ﻓﺈﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ أن اﻟﺘﻘﺪم اﻟـﻌـﻠـﻤـﻲ ﻻ ﺑـﺪ أن ﻳـﻌـﺘـﻤـﺪ ﻋـﻠـﻰ اﻟﺬﺧﻴﺮة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ا)ﺒﺘﻜﺮﻳﻦ اﻟﺬﻳـﻦ ﻳـﺤـﺘـﻤـﻞ ﻇـﻬـﻮرﻫـﻢ ﻣـﻦ ﺑـz اﳉﻤﻬﻮر اﻟﻌﺎم ،ﻓﺈن ﻮ اﻟﺴﻜﺎن ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪة ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ 205
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻣﻌﺰزة ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺰراﻋﺔ واﻟﻨﻘﻞ واﻻﺗﺼﺎل واﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ،وﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘـﺪم ﻓـﻲ اﻟﺘﺸﺨﻴﺺ واﻟﻌﻼج اﻟﻄﺒﻴ .zوﻗﺪ ﺑ zﺗﺎﻏﺎﺑﻴﺮا ﻛﻴﻒ أن اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺑ zاﻟﺘﻘﺪم اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ وﲢﺴﻦ أوﺿﺎع اﻟﺴﻜﺎن ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﺰﻳﺎدات ا)ﻠﺤﻮﻇﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻜﺎن ﻋﺒﺮ اﻟﻘﺮون اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ا)ﺎﺿﻴﺔ. ﻋﻠﻰ أﻧﻨﺎ ﳒﺪ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻧﺪرة اﻟﺒﺤﻮث اﳉﻴﺪة ﺣﻮل اﻟﺘﻐﻴﺮ اﻟﺘﻘﺪﻣﻲ ﻓﻴﻀـﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث ا)ﻜﺮﺳﺔ ﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﺪورﻳﺔ ﻓﻲ روح اﻟﻌﺼﺮ .ﻓﻘﺪ ﺧﻠﺒﺖ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ وﺟﻮد دورات ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ أﻟﺒﺎب اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ zواﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺴﻠﻮﻛﻴ .zوﻗﺪ ﻓﺴﺮ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻟﺼﻴﻨﻴﻮن اﻟﻘﺪﻣﺎء اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻓﻲ ﺿﻮء اﻟﺘﺬﺑﺬب ﺑ zاﻟ Yin zواﻟﻴﺎﻧﻎ ،Yangﺑ zاﻟﺴﻠﺒﻴﺔ واﻟﺴﻜﻮن ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ واﻟﻜﻔﺎح. واﺳﺘﺨﻠﺺ ا)ﺆرخ ا)ﺴﻠﻢ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﻓﻲ اﻟـﻌـﺼـﻮر اﻟـﻮﺳـﻄـﻰ إﻳـﻘـﺎﻋـﺎ دورﻳـﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ ازدﻫﺎر اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﺳﻘﻮﻃﻬـﺎ .وﺗـﻨـﺒـﻪ ﻓـﻴـﻠـﺴـﻮف اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ اﻹﻳﻄﺎﻟﻲ ﺟﺎﻣﺒﺎﺗﻴـﺴـﺘـﺎ ﻓـﻴـﻜـﻮ إﻟـﻰ وﺟـﻮد دورات ﺗـﻌـﺎود اﳊـﺪوث ﻓـﻲ ﺗـﺎرﻳـﺦ اﳊﻀﺎرة اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ واﳊﻀﺎرة اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﳊـﺪﻳـﺜـﺔ .وﻫـﺬه اﻟـﺪورات اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ-إذا أﻣﻜﻦ إﺛﺒﺎت وﺟﻮدﻫﺎ-ﺗﺘﻨﺎﻗﺾ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒـﺪو ،ﻣـﻊ ﻓـﻜـﺮة اﻟـﺘـﻘـﺪم ا)ﺘﺪﻓﻖ إﻟﻰ اﻷﻣﺎم دون ﻋﺎﺋﻖ ﻳﻌﻴﻘﻪ .ﻓﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻜﻦ أن ﻳﺘﺮاﺟﻊ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻜﻦ أن ﻳﺘﻘﺪم. أﻣﺎ اﳊﻘﻴﻘﺔ ﻓﻬﻲ أن اﻟﺘﻔﺴﻴﺮات ا)ﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﺪم ا)ﻄﺮد وﺗﻠـﻚ اﻟـﺘـﻲ ﺗﺮى أن اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻲ دورات ﻜﻦ أن ﺗﻜﻤﻞ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺘﻌﺎرﺿﺔ .ﻓـﻬـﺬا ﻛـﻮن ﻣـﺜـﻼ ) (Kuhn, 1970ﻳﺮى ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻳﺘـﻪ ﻋـﻦ ﺑـﻨـﻴـﺔ اﻟﺜﻮرات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ أن أ ﻮذﺟﺎ ﻧﻈﺮﻳﺎ وﻣﻨﻬﺠﻴﺎ ﻣﻌﻴﻨﺎ ﻳﺒﺪأ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺼﺎرات اﻷﻣﺒﻴﺮﻳﻘﻴﺔ اﻟﺒﺎرزة ،ﺛﻢ ﻣﺎ ﻳﻠﺒﺚ أن ﻳﺘﻌﺜﺮ ﻋﻨﺪ اﻛﺘﺸﺎف ﻇﻮاﻫﺮ ﺟﺪﻳﺪة ﻻ ﺗﺘﻔﻖ وﺗﻮﻗﻌﺎت ﻫﺬا اﻷ ﻮذج .وﻛﻠـﻤـﺎ ﺗـﺰاﻳـﺪ ﻋـﺪد ﻫـﺬه اﻟـﻈـﻮاﻫـﺮ اﻟﺸﺎذة ﺗﺰاﻳﺪ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺄن اﻟﻌﻠﻢ ﻏﻴﺮ ﺗﺮاﻛﻤﻲ وﺑﺄﻧﻪ ﺧﻼﻓﻲ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺴﻴﺮ إﻟﻰ اﻷﻣﺎم وﻳﺸﻜﻞ وﺣﺪة ﻣﺘﺮاﺿﺔ ﻣﺘﻤﺎﺳﻜﺔ .أﺧـﻴـﺮا ﻳـﺼـﻞ أﺣـﺪ ﺛﻮار اﻟﻌﻠﻢ ﻟﻴﻘﺪم ﺗﺼﻮرا ﺗﺮﻛﻴﺒﻴﺎ أﺷﻤﻞ ﻳﺰود اﻟﻨﺎس ﺑﺈﻃﺎر )ﺮﺣﻠﺔ أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺪم اﻟﻌﻠﻤﻲ ا)ﺸﺤﻮن ﺑﺎﳊﻤﺎس ،ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﺸﺎذة اﻟﺘﻲ ﺜﻞ ﲢﺪﻳﺎ أﻣﺎم اﻷ ﻮذج اﳉﺪﻳﺪ .أي أن ﻣﺨﻄﻂ ﻛﻮن ﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﻌﻠﻢ ﻳﺘﻘﺪم ﻓﻲ ﻫﺒﺎت ﻏﻴﺮ ﻣﻨـﺘـﻈـﻤـﺔ ﻣـﻦ ﺧـﻼل دورات ﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻌﻠﻢ ﺮﺣﻠﺔ ﺛﻮرﻳـﺔ ،ﻓـﻤـﺮﺣـﻠـﺔ ﻋـﺎدﻳـﺔ ،ﻓـﻤـﺮﺣـﻠـﺔ ﺷـﺎذة أو 206
روح اﻟﻌﺼﺮ
ﻏﺮﻳﺒﺔ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﻻﲡﺎه اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ﻫﻮ ﻧﺤﻮ ﺗﺮاﻛﻢ ا)ﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ا)ﻨﻈﻤﺔ. ﻟﻘﺪ ﺣﺎوﻟﺖ اﻟﺒﺤﻮث اﳊﺪﻳﺜﺔ ﺗﻘﺪ ﺷﻮاﻫﺪ إﻣﺒﻴـﺮﻳـﻘـﻴـﺔ ﺣـﻮل اﻟـﺪورات اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ،ﻓﻤﻴﺰت ﺑ zﺗﺼﻮرات ﻣﺨﺘﻠﻔـﺔ ﻟـﻠـﺪورات ﻋـﺒـﺮ ﺛـﻼﺛـﺔ أﺑـﻌـﺎد ،ﻳـﺮى اﻟﺒﻌﺪ اﻷول ﻣﻨﻬﺎ أن ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺪورﻳﺔ ﲢﺪث ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻧﺴﺒـﻴـﺎ ،ﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﻳﺴﺘﻐﺮق ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻵﺧﺮ ﻋﺪة ﻗﺮون .ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻮن ﺗﻘﻠﺒﺎت اﻻﻛﺘـﺸـﺎف واﻻﺑـﺘـﻜـﺎر اﻟﻌﻠﻤﻴ zﺳﺮﻳﻌﺔ ﻻ ﻳﺮﻛﻦ إﻟﻴﻬـﺎ ) ،(Rainoff, 1929ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻜﻮن دورات اﻷﻧﻈﻤـﺔ اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ أو دورات ﻇﻬﻮر اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة ا)ﺒﺪﻋ zأﺑﻄﺄ ﻣـﻦ ﻫـﺬا ،وﺗـﺴـﺘـﻐـﺮق ﺑﻀﻌﺔ ﻗﺮون ،ور ﺎ آﻻف اﻟﺴﻨ.(Sorokin, 1937-1941; Kroeber, 1944 ) z أﻣﺎ اﻟﺒﻌﺪ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻴﺮى أن اﳊﻠﻘﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ذات ﻃﺎﺑﻊ دوري ﻓﻌﻠﻲ ،وذات ﻣﻮﺟﺔ ﻣﺤﺪدة اﻟﻄﻮل ،أو ﻗﺪ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﻌﺪم اﻻﻧﺘﻈﺎم .واﳊﻘﻴﻘﺔ ﻫﻲ أن أﻛﺜﺮ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن ﺣﻠﻘﺎت اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ ذات ﻃﺎﺑﻊ ﻏﻴﺮ دوري أو أﻧﻬﺎ ﺷﺒﻪ دورﻳﺔ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ .وﻻ ﺗﻌﺘﻨﻖ إﻻ ﺣﻔﻨﺔ ﻗﻠﻴـﻠـﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜ zرأﻳﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ )دﻳﻮي ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا)ﺜﺎل .(Dewey, 1970 :وﻗﺪ ﺗﺪوم ﺗﺸﻜﻴﻼت ﻛﺮوﻳﺒﺮ ) (١٩٤٤اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﻣﺒﺪﻋ zﲡﻤﻌﻮا ﻓﻲ أﺟﻴﺎل ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ أﻗﻞ ﻣﻦ ﻗﺮن أو ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ أﻟﻒ ﻋﺎم ،ﻣﻊ وﺟﻮد ﻓﺘﺮات ﻓﺎﺻﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﻛﻮد اﻹﺑﺪاﻋﻲY ،ﺎﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﺮﻫﺎ .وﻗﺪ أﺷﺮﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ إﻟﻰ أن ﻋﺪد ا)ﺒﺪﻋ zﻓﻲ اﳉﻴﻞ )ج( ﻫﻮ داﻟﺔ ﻟﻌﺪدﻫـﻢ ﻓـﻲ اﳉـﻴـﻠـ) zج (١-و)ج،(٢- وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ﺗﻮزﻳﻊ ا)ﺒﺪﻋ zﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻦ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ـﻂ ﺗـﺸـﻜـﻴـﻠـﻲ ﺷـﺒـﻪ دوري ،وﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﻄﺎ أو ﺷﻜﻼ ﺣﺘﻤﻴﺎ اﻟﺒﺘـﺔ .وﻣـﺠـﻤـﻞ اﻷﻣـﺮ أن اﳊـﻠـﻘـﺎت ﻣﺘﻐﻴﺮة اﻟﺸﺪة واﻻﲡﺎه اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺎﻫﺪ ﻓﻲ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ وﻛﺬﻟﻚ اﻹﻳﻘﺎﻋﺎت اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺎﻫﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﺎﺛﻠﻬﺎ ﺎﻣﺎ ﻓﻲ ا)ﻴﺪان اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. أﻣﺎ اﻟﺒﻌﺪ اﻟﺜﺎﻟﺚ-أﺧﻴﺮا-ﻓﻴﻘـﻮل إن ﻫـﺬه اﻟـﺪورات ﻗـﺪ ﺗـﻨـﺘـﺞ ﻋـﻦ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ داﺧﻠﻴﺔ ،أو ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺒﻌﺾ اﻷﺳﺒﺎب اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﺪث اﺗﻔﺎﻗﺎ أﻧﻬﺎ اﺗﺴﻤﺖ ﺑﻄﺎﺑﻊ ﺷﺒﻪ دوري ،أو ﻛﺎن ﻟﻬﺎ ﺗﻮزﻳﻊ زﻣﻨﻲ دوري ﻓﻌـﻼ .وﻗـﺪ اﻗـﺘـﺮح ﻏﺮي ) Gray (1958, 1961, 1966ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻣﻨﻪ ﻟﺘﻘﺪ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻧﻈﺮي ﻟﺘﺸﻜﻴﻼت ﻛﺮوﻳﺒﺮ ،ﻮذﺟﺎ »ﺗـﺪاوﻳـﺮﻳـﺎ«)× (٢ﻃﺮﻳﻔﺎ ﻟﻠﺘﻄﻮر اﻟﺜﻘﺎﻓـﻲ .واﻹﺑـﺪاع ﻓـﻲ ﻫـﺬا اﻟﻨﻤﻮذج داﻟﺔ ﳊﻠﻘﺎت ﻏـﻴـﺮ دورﻳـﺔ ﻓـﻲ اﻟـﻈـﺮوف اﻻﻗـﺘـﺼـﺎدﻳـﺔ واﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ .وﻗﺪ اﻗﺘﺮح رﻳﻨﻮف ،ﻓﻲ ﻣﺜﺎل أﻛـﺜـﺮ واﻗـﻌـﻴـﺔ ﻟـﻠـﻨـﻤـﻮذج اﳋـﺎرﺟـﻲ، 207
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
أﺳﺎﺳﺎ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ ﻟﻠﺘﺬﺑﺬب ﻓﻲ اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻻﺑﺘﻜﺎرات اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ. وﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮذج ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻫﺬه اﻟﺪورات اﻟﻌﻠﻤـﻴـﺔ ﻣـﺸـﻜـﻠـﺔ ﻓـﻲ ﻣـﺠـﺎل اﻻﻗﺘﺼﺎد ،ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻹﺑﺪاع .وﻗﺪ اﻫﺘﻢ ﺷﻠﺪن )Sheldon, (1980ﺑﺸﻜﻞ Yﺎﺛﻞ ﺑﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﺘﻘﻠﺐ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﰋ اﻟﻌﻠﻤﻲ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻧﻈﺮ إﻟﻰ أﺷﺒﺎه اﻟﺪورات ﻫﺬه ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺴﺒﺒﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎت داﺧﻠﻴﺔ ،واﻋﺘﻘﺪ ﺷﻠﺪن ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص أن ا)ﺆﺛﺮات اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻻﻗﺘﺪاء واﺟﺘﺬاب اﻟﻌﻠﻤﺎء ،وﻫﻲ ا)ﺆﺛﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﻔﻌﻞ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﻋﺒﺮ أﺟﻴﺎل ﻣﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ،ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﻂ ﻣﺮﻛﺐ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻨﺘﻈﻢ زﻣﻨﻴﺎ. وﻣﻦ ا)ﻬﻢ أن ﻧﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺎرق ﺑ zاﻷﺳﺒﺎب اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﳋﺎرﺟﻴﺔ ﻟﻠﺪورات، وﻟﻜﻦ ر ﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ اﶈﺘﻤﻞ أن اﳊﻠﻘﺎت ﺷﺒﻪ اﻟﺪورﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻓﻌﻼ ﻣﻦ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻨﻤﻄ zﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ .وﻗﺪ ﺑﻴﻨﺖ ،ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا)ﺜﺎل ،أن ﺗﺸﻜﻴﻼت ﻛﺮوﻳﺒﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ إ ﺎ ﺗﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻵﻟﻴﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻻﻗﺘﺪاء ﻋﺒﺮ اﻷﺟﻴﺎل ،وﻛﺬﻟﻚ ﻋﻦ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﳋﺎرﺟﻲ اﳋﺎص ﺑﺎﻟﺘﻴﺎرات اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﻣﻌ zﲢﺖ ﻇﺮوف ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ).(Simonton, 1975 c ﻣﺎ ﻳﺰال أﺷﺪ أﺑﺤﺎث اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻃﻤﻮﺣﺎ ﺣﻮل اﻟﺪورات اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻫﻮ ﺑﺤﺚ ﺑﺘﺮ ﺳﻮروﻛﻦ ا)ﺴﻤﻲ »اﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ« )-١٩٣٧ .(١٩٤٢ﻟﻘﺪ اﻋﺘﻘﺪ ﺳﻮروﻛﻦ أن اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺑﺘﺄرﺟﺢ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺎت ﺑﻨﺪوﻟﻴﺔ ﺑﻄـﻴـﺌـﺔ ﺑ zﻧﻈﺎﻣ zأﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴ zﻛﺒﻴﺮﻳﻦ أﻃﻠﻖ ﺳﻮروﻛﻦ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ اﺳﻤﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﳊﺴﻲ Sensate Systemواﻟﻨﻈﺎم اﻟﺘﺼﻮري . Ideational Systemوﻳﺘﻤﻴﺰ اﻟﻨﻈﺎم اﳊﺴﻲ ﺑﺎﻹﻣﺒﻴﺮﻳﻘﻴﺔ واﻻﺳﻤﻴﺔ)× ،(٣وﻳﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎ)ﺎدة ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ اﻷﺳﺎس اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻮاﻗﻊ ﻳﻜـﻮن ﻓـﻲ ﺣـﺎﻟـﺔ ﲢـﻮل ﻣـﺴـﺘـﻤـﺮ ،ﻫـﻮ ﻣـﻊ ذﻟـﻚ ﺣـﺘـﻤـﻲ )ا)ـﺎدﻳـﺔ ،واﻟـﺰﻣـﺎﻧـﻴـﺔ ،(٤×)Temporalismواﳊﺘﻤﻴﺔ( ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻤﺴﻚ ﻫﺬا اﻟﻨﻈـﺎم ﺑـﺎﻟـﻔـﻜـﺮة اﻟـﻘـﺎﺋـﻠـﺔ إن اﻟﻔﺮد ﻫﻮ اﻟﻮﺣﺪة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻷوﻟﻴﺔ )اﻟﻔﺮداﻧﻴﺔ ،(Singularismوأن ﻫﺬا اﻟﻔﺮد ﺗﻮﺟﻬﻪ اﻷﺧﻼﻗﻴـﺔ اﻟـﻠـﺬﻳّـﺔ Hedonisticأو اﻟﻨﻔﻌﻴﺔ )أﺧﻼﻗﻴـﺎت اﻟـﺴـﻌـﺎدة( .أﻣـﺎ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺘﺼﻮري ﻓﻴﻨﻈﺮ ،ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،إﻟﻰ اﻟﻌﻘﻞ )اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ(، وﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻮﺣﻲ )اﻟﺘﺄﻣﻞ واﻟﺘﺼﻮف( ،ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ا)ﺼﺪر اﻷوﻟﻲ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﻌﺎﻟﻢ ﻳﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ اﳉﻮﻫﺮ اﻟﺮوﺣﻲ )ا)ﺜﺎﻟﻴﺔ( اﻟﺬي ﻫﻮ ﺛﺎﺑﺖ وﺧـﺎﻟـﺪ )اﻷزﻟﻴﺔ( .وﻟﻸﻓﻜﺎر اﺠﻤﻟﺮدة ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ وﺟﻮدﻫـﺎ اﻟـﻮاﻗـﻌـﻲ )اﻟـﻮاﻗـﻌـﻴـﺔ(. و ـﻨـﺢ ﻫـﺬا اﻟـﻨـﻈـﺎم ﻟـﻠـﻔـﺮد إرادة ﺣـﺮة )اﻟـﻼﺣـﺘـﻤـﻴـﺔ( داﺧـﻞ ﺣـﺪود اﻟـﻨـﻈـﺎم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﻤﺘﻊ ﻜﺎﻧﺔ أﺳﻤﻰ ﻣﻦ اﻟﻔﺮد) .اﻟﻌـﺎ)ـﻴـﺔ أو اﻟـﺸـﻤـﻮﻟـﻴـﺔ(، 208
روح اﻟﻌﺼﺮ
وﻛﺬﻟﻚ داﺧﻞ ﺣﺪود اﻟﻘﻴﻮد اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﶈﻤﻮﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻓﻜﺎر اﺠﻤﻟﺮدة واﻹﻳﺜﺎر أو اﻟﻐﻴﺮﻳﺔ )أﺧﻼﻗﻴﺎت ا)ﺒﺎد £أو أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳊﺐ( .وﻳﺮى ﺳﻮروﻛﻦ أن روح اﻟﻌﺼﺮ ا)ﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﳊﺴﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺄﺷﻜﺎل اﻟﻔﻦ اﻟﻮاﻗﻌﻲ واﻟﺪﻧﻴﻮي، أﻣﺎ روح اﻟﻌﺼﺮ ا)ﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺘﺼﻮري ﻓﺘﺮﺗﺒﻂ ﺑﺄﺳﺎﻟـﻴـﺐ اﻟـﺘـﻌـﺒـﻴـﺮ اﻹﺳﺘﻄﻴﻘﻴﺔ اﻷﻳﻘﻮﻧﻴﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ .ﻛﻤﺎ أن ﻟﻜﻞ ﻧﻈﺎم ﻣﻼﻣﺤﺔ اﳋﺎﺻﺔ ا)ﻤﻴﺰة ﻷﺑﻨﻴﺘﻪ اﻟﺴﻴـﺎﺳـﻴـﺔ واﻟـﻘـﺎﻧـﻮﻧـﻴـﺔ واﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻴـﺔ .واﻹﺑـﺪاع اﻟـﻌـﻠـﻤـﻲ واﳊـﻨـﻜـﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﻧﻮاﰋ اﻟﺮوح اﳊﺴﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻧـﻮاﰋ اﻟـﺮوح اﻟﺘﺼﻮرﻳﺔ .وﻫﻜﺬا ﻓﺈن اﻟﻨﻈﺎﻣ zاﳊﺴﻲ واﻟﺘﺼﻮري ﻳﺸﻜﻼن ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﺳﻮروﻛﻦ ﻃﺮﻳﻘﺘ zﺷﺎﻣﻠﺘ zﻟﺘﺤﺪﻳﺪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ا)ﻨﻮاﻟﻴﺔ أو اﻟﻌﻘﻠﻴـﺎت اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻴـﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ا)ﻔﻀﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﻀﺎرة ﻣﻌﻴﻨﺔ ،ﻓﻲ ﳊﻈﺔ ﻣﻦ ﳊﻈﺎت ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ. ﻟﻘﺪ أﻛﺪ ﺳﻮروﻛﻦ أن اﻟﻨﻈﺎﻣ zاﳊﺴﻲ واﻟﺘﺼـﻮري ﺗـﻨـﺎوﺑـﺎ اﻷدوار ﻋـﺒـﺮ ﻣﺴﺎر ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻐﺮب ،ﻓﺴﻴﻄﺮت روح اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺴﻴﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻋـﺎﻟـﻢ ا)ـﻴـﻨـﻮﻧـﻴـz وا)ﺴﻴﻨﻴـ (٥×)zواﻟﻴﻮﻧﺎن)× (٦اﻟﻬﻠﻴﻨﻴ ،zوﻋﻠﻰ ﻋﺎﻟﻢ روﻣﺎ اﳉﻤﻬﻮرﻳﺔ ،وﻛـﺬﻟـﻚ ﻋﻠﻰ أورﺑﺎ)× (٧اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﺼﺮ اﻟﻨﻬﻀﺔ .أﻣﺎ روح اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺘﺼﻮرﻳﺔ ﻓـﻘـﺪ ﺳﺎدت اﻟﻴﻮﻧﺎن ﺧﻼل اﻟﻌﺼﻮر ا)ﻈﻠﻤﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﻐﺰوات اﻟﺪورﻳﺔ ،Dorianوﻛﺬﻟﻚ ﺧﻼل اﻟﻌﺼﻮر ا)ﻈﻠﻤﺔ ﻓﻲ أورﺑﺎ.وﻗﺪ اﻓﺘﺮض ﺳﻮروﻛﻦ أن اﳊﺮﻛﺔ اﻟﺒﻨﺪوﻟﻴﺔ ﻣﺎ ﺑ zاﻟﻌﻮاﻟﻢ اﳊﺴﻴﺔ واﻟﻌﻮاﻟﻢ اﻟﺘﺼﻮرﻳﺔ ﻣﺘﺄﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻔﻜﺮ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، Yﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻐﻴﺮ وﺷﻴﻚ اﻟـﻮﻗـﻮع داﺋـﻤـﺎ .وﻻ ﻳـﻌـﺪ أﺣـﺪ اﻟـﻨـﻈـﺎﻣـz ﻔﺮده ﻛﺎﻓﻴﺎ ﺎﻣﺎ ﻟﻠﻮﻓﺎء ﺑﺎﳊﺎﺟﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈن ﺳﻴﻄـﺮة أﺣـﺪ اﻟﻨﻈﺎﻣ zﺗﻮﻟﺪ اﻟﺴﺨﻂ ورد اﻟﻔﻌﻞ ا)ﻀﺎد ،ﺛﻢ ﺗﺆدي ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳـﺔ إﻟـﻰ ﻇـﻬـﻮر اﻟﻨﻈﺎم ا)ﻌﺎرض ﻟﻪ ﺎﻣﺎ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻧﺘﺼﺎر ا)ﺴﻴـﺤـﻴـﺔ ﻣـﺜـﻼ ﻫـﻮ ـﺜـﺎﺑـﺔ رد اﻟﻔﻌﻞ إزاء اﻟﻨﻘﺎﺋﺺ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ا)ﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﻨـﺰﻋـﺎت اﻟـﺒـﺮاﻏـﻤـﺎﺗـﻴـﺔ اﻟـﻠـﺬﻳـﺔ، وا)ﺎدﻳﺔ ،واﻟﻔﺮدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺎدت اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ. ﻟﻘﺪ ﺟﻤﻊ ﺳﻮروﻛﻦ ﻛﻤﻴﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻟـﺪﻋـﻢ ﻓـﻜـﺮﺗـﻪ ،وﺗـﺒـﺪو ﻫـﺬه اﻟﺸﻮاﻫﺪ ﻣﺜﻴﺮة ﻟﻺﻋﺠﺎب واﻟﺪﻫﺸﺔ ﺣﻘﺎ .ﻟﻜﻨﻨﻲ وﺟﺪت ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﻠﻠﺖ ﻫـﺬه اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت إﺣﺼﺎﺋﻴﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﺪﺣﺾ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ ﻓﻲ واﻗﻊ اﻷﻣﺮ ).(Simonton, 1976 c ﻓﻘﺪ ﺗﺒ zأن اﻟﻔﻠﺴﻔﺘ zاﳊﺴﻴﺔ واﻟﺘﺼﻮرﻳـﺔ ﻟـﻴـﺴـﺘـﺎ ﻧـﻈـﺎﻣـ zﻣـﺘـﻌـﺎرﺿـ.z ﻓﻔﺘﺮات اﳊﻀﺎرة اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻓﺮزت أﻛﺜﺮ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺗﺄﻛﻴﺪا ﻋﻠﻰ اﳊﺴﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﻔﺘﺮات اﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮ ﻓـﻴـﻬـﺎ أﻛـﺒـﺮ ﻋـﺪد ﻣـﻦ اﻟـﻔـﻼﺳـﻔـﺔ أﺻـﺤـﺎب اﻟـﻨـﺰﻋـﺔ 209
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
اﻟﺘﺼﻮرﻳﺔ .واﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﺰﻣﻨﻲ )ﺆﻳﺪي ﻫﺬﻳـﻦ اﻟـﻨـﻈـﺎﻣـ zﻳـﻜـﺎد ﻳـﺘـﻄـﺎﺑـﻖ ـﺎﻣـﺎ )ر= .(٠٫٩٨ﻓﻤﻨﺬ ﻋﺎم ٥٤٠ﻗﺒﻞ ا)ﻴﻼد )وﻫﻮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺬي ﺗﺒﺪأ ﻋﻨﺪه ﺑﻴﺎﻧﺎت ﺳﻮروﻛﻦ( أﺧﺬ اﻟﻌﺪد اﻟﻜﻠﻲ ﻟﻠﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ،ﺣﺴﻴ zوﺗﺼﻮرﻳ ،zﺑﺎﻟﺘﺰاﻳﺪ إﻟﻰ أن وﺻﻞ إﻟﻰ ذروة أوﻟﻴﺔ ﺧﻼل اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬﻫﺒﻲ ﻟﻠﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ .ﺛﻢ اﻧﺤﺪر ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﻊ وﺟﻮد ﻧﻘﺎط ﺻﻐﻴﺮة ﺗﺪل ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎت إﺣـﻴـﺎء ﻣـﺘـﻘـﻄـﻌـﺔ .واﺳـﺘـﻤـﺮ اﻻﻧﺤﺪار إﻟﻰ أن أﺧﻠﺖ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ اﻟﺴﺒﻴﻞ ﻟﻠﻌـﺼـﻮر ا)ـﻈـﻠـﻤـﺔ. وﻋﻨﺪﻣﺎ ازدﻫﺮت اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﺴﻜﻮﻻﺳﺘﻴﺔ)× (٨أو ا)ﺪرﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﺘﻬﺖ ﺑﺎﺷﺘﻌﺎل ﻓﺘﻴﻞ ﻋﺼﺮ اﻟﻨﻬﻀﺔ ،ﻋﺎد اﻻﲡﺎه اﻟﺼـﺎﻋـﺪ ﺛـﺎﻧـﻴـﺔ واﺳـﺘـﻤـﺮ ﺣـﺘـﻰ اﻵن .أﻣـﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑ zروح اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺴﺎﺋﺪة واﻹﺑﺪاع اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻼ ﺷﻚ أن اﺣﺘﻤﺎل ﻇﻬﻮر اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻳﺘﺰاﻳﺪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺘﻌﺶ اﻷﻓﻜﺎر اﳊﺴﻴﺔ-ﺧﺎﺻﺔ اﻷﻓﻜﺎر اﻹﻣﺒﻴﺮﻳﻘﻴﺔ وا)ﺎدﻳﺔ واﳊﺘﻤـﻴـﺔ-ﻟـﻜـﻦ اﻧـﺘـﻌـﺎش اﻷﻓـﻜـﺎر اﻟـﺘـﺼـﻮرﻳـﺔ ﻻ ﻳـﺤـﻜـﻢ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻋﻠﻰ آﻣﺎل اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻬﻼك اﶈﺘﻮم .وﺷﺒﻴﻪ ﺑﺬﻟﻚ أﻳﻀﺎ أﻧﻪ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻇﻬﻮر اﻟﻘﺎدة اﻟﺪﻳﻨﻴ zﻳﺮﺗﺒﻂ إﻳﺠﺎﺑﻴﺎ ﺑﺮوح اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺘﺼﻮرﻳﺔ ،إﻻ أن روح اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺴﻴﺔ ﻻ ﺗﺘﻀﻤﻦ وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ ،أﻳﺎ ﻛﺎﻧﺖ ،إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ أو ﺳﻠﺒـﻴـﺔ، ﺑﺎﻟﻨﺸﺎط اﻟﺪﻳﻨﻲ ،ﻓﺎﻟﺪﻳﻦ واﻟﻌﻠﻢ ﻧﻈﺎﻣﺎن ﻣﺘﻌـﺎﻣـﺪان (٩×)orthogonalأﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻬﻤﺎ ﻧﻈﺎﻣ zﻣﺘﻌﺎرﺿ.z إن زﻋﻢ ﺳﻮروﻛﻦ أن اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﳊﺴﻴﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﻣـﻦ ﺧـﻼل ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ ﺟـﺪﻟـﻴـﺔ داﺧﻠﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ رد ﻓﻌﻞ إزاء اﻟﻨﻘﺎﺋﺺ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻓﻲ روح اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺘﺼﻮرﻳﺔ ﺗﻘﻮض أﺳﺎﺳﻪ اﻟﻨﻈﺮي ﺑﺸﻮاﻫﺪ أﺣﺪث ،ﺟﻮﻫﺮﻫﺎ أن اﻟﻘﻮى اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﻨﺘﺞ روح ﻋﺼﺮ ﺣﺴﻴﺔ .وﺳـﻨـﺮى ﺑـﻌـﺪ ﻗـﻠـﻴـﻞ ﻓـﻲ ﻫـﺬا اﻟـﻔـﺼـﻞ أن ا)ـﻨـﺎخ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ا)ﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺘﺸﻈﻲ أو اﻟﺘﻔﺘﺖ ﻫﻮ ﺷﺮط ﺳﺒﺒﻲ ﺳﺎﺑﻖ ﻟﻈﻬﻮر ا)ﻌﺘﻘﺪات أو اﻷﻓﻜﺎر اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ا)ﻮﺟﻬﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ اﻟﻌﻘـﻠـﻴـﺔ اﳊـﺴـﻴـﺔ .وﺳـﺄﺷـﻴـﺮ ﻓـﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻘﺎدم إﻟﻰ أن اﳊﺮب ﻗﺪ ﺗﻜﻒ ﻇﻬﻮر اﻟﺘﻮﺟﻪ اﳊﺴﻲ ،وﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﺷﻮاﻫﺪ ﺣﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ أن روح اﻟﻌﺼﺮ ﺗﺘﺬﺑﺬب ﻣﺎ ﺑ zاﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎت اﳊﺴﻴﺔ واﻟﺘﺼﻮرﻳﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺟﺪﻟﻴﺔ ﻣﺤـﻀـﺔ ﺿـﺪ اﻟـﻘـﻮى اﳋـﺎرﺟـﻴـﺔ .واﻟـﻮاﻗـﻊ أﻧـﻨـﻲ اﻛﺘﺸﻔﺖ ﺧﻼل ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻲ ﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﺳﻮروﻛﻦ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ أن اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﳊﺴﻴﺔ ﻻ ﺗﻘﻒ أﺑﺪا ﻔﺮدﻫﺎ ،ﺑﻞ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﻌﻬﺎ داﺋﻤﺎ أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺗﺼﻮرﻳـﺔ ﻣـﺤـﺘـﻤـﻠـﺔ رﻏﻢ أن روح اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺘﺼﻮرﻳﺔ اﳋﺎﻟﺼﺔ أﻣـﺮ Yـﻜـﻦ .ﻓـﻘـﺪ ﻛـﺎﻧـﺖ اﻟـﻌـﻘـﻠـﻴـﺔ اﳊﺴﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻴﻮﻧﺎن ﻗﺒﻞ اﳊﺮوب اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺳـﺒـﻴـﻞ ا)ـﺜـﺎل ﺗـﺸـﻜـﻞ %٢١ 210
روح اﻟﻌﺼﺮ
ﻓﻘﻂ ﻣﻦ روح اﻟﻌﺼﺮ .وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈن اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺎدت ذﻟﻚ اﻟﻌﺼﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﺘﺼﻮرﻳﺔ .وﻗﺪ وﺻﻠﺖ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﳊﺴﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﺠﻲء اﳉﻴﻞ اﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ )×(١٠ اﻟﻘﺮن اﳋﺎﻣﺲ ﻗﺒﻞ ا)ﻴﻼد ،وﻣﻊ اﺷﺘﺪاد وﻃﻴﺲ اﳊﺮوب اﻟﺒﻴﻠﻮﺑﻮﻧﻴﺰﻳﺔ إﻟﻰ ذروة ﺜﻞ %٧٠ﻣﻦ روح اﻟﻌﺼﺮ ،ﻣﻊ اﺣﺘﻔﺎظ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﻟﺘﺼﻮرﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﺒﺎﻗﻴﺔ وﻣـﻘـﺪارﻫـﺎ ،%٣٠وﻧﺴﺒﺔ إﻟـﻰ %٣٠ﻫﺬه ﻫﻲ أﻗﻞ ﻧﺴﺒﺔ وﺻﻠـﺖ إﻟـﻴـﻬـﺎ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﻟﺘﺼﻮرﻳﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﻘﺮون اﳋﻤﺴﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻌﺮﺿﻬﺎ ﺳﻮروﻛﻦ. وﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪا ذﻟﻚ اﻻﻧﺒﻌﺎث ا)ﺆﻗـﺖ اﻟـﺬي وﺻـﻞ إﻟـﻰ ﻧـﺴـﺒـﺔ %٦٧ﻓﻲ اﻟﻨـﺼـﻒ اﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻗﺒﻞ ا)ﻴﻼد ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻌﺼﺮ اﻟـﻬـﻠـﻴـﻨـﺴـﺘـﻲ-ﻓـﺈن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﳊﺴﻴﺔ اﻧﺤﺪرت ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﺬي اﺳﺘﻤﺮ ﻃﻮال اﻟﻌﺼﺮ ،ﺛـﻢ ﻓﻘﺪت أي ارﺗﻔﺎع ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻣﻊ ﺑﺪاﻳﺔ ﻋﺼﻮر اﻟﻈﻼم. ﻛﺎﻧﺖ روح اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﺧﻼل اﻟﻘﺮون اﳋﻤﺴﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ روﺣﺎ ﺗﺼﻮرﻳﺔ ﺎﻣﺎ ،وﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ أي ﻣﻔﻜﺮ ﺣﺴﻲ واﺣﺪ .ﺛﻢ ﺑﺪأت اﻷﻓﻜﺎر اﳊﺴﻴﺔ ﺑﺎﻻﻧﺒﻌﺎث ﻧﺤﻮ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﳊﺎدي ﻋﺸﺮ ووﺻﻠﺖ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﳊﺴﻴﺔ ﻣﻊ ﻋﺼﺮ اﻟﺘـﻨـﻮﻳـﺮ إﻟﻰ ذروة ﺟﺪﻳﺪة .وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﺬروة ﺣﺴﻴﺔ اﻟﻄﺎﺑﻊ ﺑﻨﺴﺒﺔ %٥٥ ﻓﻘﻂ .أﻣﺎ اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺼﻮرﻳﺔ اﻟـﻄـﺎﺑـﻊ .ﺛـﻢ اﻧـﺤـﺪرت اﻟـﻔـﻠـﺴـﻔـﺔ اﳊﺴﻴﺔ ﺧﻼل اﳊﻘﺒﺔ اﻟﺮوﻣﺎﻧﺘﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻨـﺼـﻒ اﻷول ﻣـﻦ اﻟـﻘـﺮن اﻟـﺘـﺎﺳـﻊ ﻋﺸﺮ إﻟﻰ أﻗﻞ ﻣﻦ %٣٠ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘﺪﻓﻖ اﳉﺎرف ﻟﻠﻤﺜﺎﻟﻴ zاﻷ)ﺎن .وﻣﺎ أن ﺣﻞ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮون ﺣﺘﻰ ﺗﺴﺎوى اﻟﻨﻈﺎﻣﺎن ﻓﻲ ﻧﺼﻴﺒﻬﻤﺎ ﻣﻦ روح اﻟﻌﺼﺮ .وﻟـﺬا ﻓﺈن اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺴﻲ اﳋﺎﻟﺺ ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ ﻣـﻄـﻠـﻘـﺎ ﻓـﻲ ﺗـﺎرﻳـﺦ اﻟـﻐـﺮب ،ﻛـﻤـﺎ أن اﻧﻔﺮاد اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺘﺼﻮري ﺑﺎﻟﻮﺟﻮد ﺧﻼل ﻋﺼﻮر اﻟـﻈـﻼم ﻫـﻮ ﻣـﻮﺿـﻊ ﻟـﻠـﺸـﻚ. ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻋﺪد ا)ﻔﻜﺮﻳﻦ ﺧﻼل ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﺻـﻐـﻴـﺮا ﺟـﺪا ،إذ اﻧـﺘـﺸـﺮ أرﺑـﻌـﻮن ﻓﻴﻠﺴﻮﻓـﺎ ﻓـﻘـﻂ ﻋـﺒـﺮ ٢٥ﺟﻴﻼ ،واﻷﻣﺮ اﻟﻮاﺿﺢ ﻫـﻮ أن ﺳـﺒـﺐ ﻛـﻮن اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﺔ اﻟﺘﺼﻮرﻳﺔ »ﺧﺎﻟﺼﺔ« ﻫﻮ أن ﻋـﺪد اﻟـﻔـﻼﺳـﻔـﺔ ﻛـﺎن ﻗـﻠـﻴـﻼ ﺟـﺪا .واﻟـﻔـﻼﺳـﻔـﺔ اﳊﺴﻴﻮن ﻳﻠﺤﻘﻮن ﺑﺎﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻟﺘﺼﻮرﻳ zﺠﺮد ﻇﻬﻮر ﻋﺪد أﻛﺒﺮ ﻣﻦ ا)ﻔﻜﺮﻳﻦ. ﻳﺒﺪأ ﺗﺒـﺮﻳـﺮي اﻟـﻨـﻈـﺮي اﳋـﺎص ﻟـﻬـﺬه اﳊـﺮﻛـﺎت اﻷﻳـﺪﻳـﻮﻟـﻮﺟـﻴـﺔ ﺑـﺜـﻼﺛـﺔ اﻓﺘﺮاﺿﺎت ،أوﻟﻬﺎ أن ﺑﻌﺾ اﻟﺒﻴﺌﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﺴﺎﻧﺪ ﻇﻬﻮر ا)ﻔﻜﺮﻳﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ; وﺛﺎﻧﻴﻬﺎ أن ﻋﺪد ا)ﺪارس أو ا)ﺬاﻫﺐ ﻳﺘﺰاﻳﺪ ﻣﻊ ﺗﺰاﻳﺪ ﻋﺪد اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ; وﺛﺎﻟﺜﻬﺎ أن اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻟﺘـﺼـﻮرﻳـ zﻗـﺎدرون ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺒـﻘـﺎء ﻓـﻲ ﻇـﻞ ﻇﺮوف اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻌﺎﻛﺴﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺤﺘﺎج اﻟﻔﻼﺳﻔـﺔ اﳊـﺴـﻴـﻮن إﻟـﻰ 211
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
وﺿﻊ ﻣﺴﺎﻧﺪ ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﻓﻴﻪ اﳊﺮﻳﺔ واﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ .وﻳﺘﺴﻖ ﻫﺬا اﻻﻓﺘﺮاض اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻊ ﺗﻮﻛﻴﺪ ﺳﻮروﻛﻦ ﻋﻠﻰ أن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت ا)ﺴﻤﺎة ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻟﺒﺪاﺋﻴﺔ ﻫﻲ ﺛﻘﺎﻓﺎت ﺗﺼﻮرﻳﺔ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ .ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺰدﻫﺮ اﻷﻳﺪﻳـﻮﻟـﻮﺟـﻴـﺎت اﳊـﺴـﻴـﺔ ﺑﻘﻮة ﻓﻲ اﺠﻤﻟﺘﻤﻌﺎت اﻷﻛﺜﺮ ﻮا ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺘ zاﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .وﲡﻌﻞ ﻫﺬه اﻻﻓﺘﺮاﺿﺎت اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻣﻦ وﺟﻮد ﻮذج ذي ﻣﻨﺸﺄ ﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻠﺘﻐﻴﺮات ﻓـﻲ روح اﻟﻌﺼﺮ أﻣﺮا Yﻜﻨﺎ .ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ا)ﻨﺎخ اﻟﺴﺎﺋﺪ ﻏﻴﺮ ﻣﻬﻴﺄ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﻟﻺﺑﺪاع اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ وﻳﻜﻮن ا)ﻔﻜﺮون ﻧﺎدرﻳﻦ ،ﻓﺈن اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻟﻘﻼﺋﻞ ا)ﻮﺟﻮدﻳﻦ ﺳﻴﻜﻮﻧﻮن أﻛﺜﺮ ﺴﻜﺎ واﻟﺘﺰاﻣﺎ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﺼﻮرﻳﺔ .ﻟﻜﻦ اﳉﺪل اﻟﻔـﻠـﺴـﻔـﻲ ﻳﻌﻤﻞ ،ﻣﻊ ﲢﺴﻦ اﻟﺒﻴﺌﺔ وﻇﻬﻮر ﻋﺪد أﻛﺒﺮ ﻣﻦ ا)ﻔﻜﺮﻳﻦ ،ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻼد ﻣﺪارس ﻣﺘﻨﺎﻓﺴﺔ ﻳﻜﻮن ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺣﺴﻴﺎ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻬﻪ .وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ا)ﻨﺎخ اﻟﻌـﺎم Yـﻬـﺪا أﻛﺜﺮ ﻟﻼﺧﺘﻤﺎر اﻟﻌﻘﻠﻲ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﻣﺮ ،ﻓﺈن اﻟﺬﺧﻴﺮة اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﺳﺘﻜﻮن Yﺜﻠﺔ. وﻫﻜﺬا ﻓﺈن اﻹﻣﺒﻴﺮﻳﻘﻴﺔ ﺳﺘﺘﻮاﺟﺪ ﻣﻊ ا)ﺎدﻳﺔ وا)ﺜﺎﻟﻴﺔ ،واﻟﺰﻣﺎﻧﻴﺔ ﻣﻊ اﻷزﻟﻴﺔ، واﻻﺳﻤﺎﻧﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ ،واﻟﻔﺮداﻧﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ،واﳊﺘﻤﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﻼﺣﺘﻤﻴﺔ، وأﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﺴﻌﺎدة ﻣﻊ أﺧﻼﻗﻴﺎت ا)ﺒﺎد £أو اﳊﺐ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺤﺪث اﻵن ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ا)ﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﺼﺮاع اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ .وﻳﻔﺴﺮ ﻫﺬا اﻟﺘﺄوﻳﻞ )ﺎذا ﻛﺎن اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻟﺘﺼﻮرﻳﻮن Yﺜﻠ zداﺋﻤﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ ﻓﻲ اﻟﻌـﺼـﻮر ا)ـﻔـﺘـﺮض أﻧـﻬـﺎ ﺣـﺴـﻴـﺔ. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻜﻦ أن ﺗﻮﺟﺪ روح اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺘـﺼـﻮرﻳـﺔ ﺑـﺸـﻜـﻞ ﺧـﺎﻟـﺺ .وﻳـﻌـﺎﻟـﺞ ﻫـﺬا اﻟﺘﺄوﻳﻞ أﻳﻀﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻬﻮﻳﺔ ا)ﺘﻘﺎرﺑﺔ ﻟﻠﺘﻴﺎرات اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺘ.z ﻓﺎ)ﻨﺎخ اﻟﻌﺎم ا)ﺴﺎﻧﺪ ﻟﻠﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﺳﻴﻮﻟﺪ ﻛﻼ اﻟﻌﻘﻠ zاﳊﺴﻲ واﻟﺘﺼﻮري .وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻈﻬﺮ اﻻﻧﺤﺪار اﻹﺑﺪاﻋﻲ ﻟﻠﻌﻴﺎن ﻓﻲ ﻛﻠﺘﺎ اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺘ zﻓﺈﻧﻪ ﺳﻮف ﻳـﻔـﻘـﺪ Yﺜﻠﻴﻪ ،وذﻟﻚ رﻏﻢ أن اﻻﻧﺤﺪار ﻓﻲ اﻟﻨﺰﻋـﺔ اﻟـﺘـﺼـﻮرﻳـﺔ ﻏـﺎﻟـﺒـﺎ ﻣـﺎ ﻳـﻜـﻮن ذا ﻣﻌﺪﻻت أﺑﻄﺄ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻜﻮن اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺗﺼﻮرﻳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻣـﻔـﻜـﺮ أو ﻣﻔﻜﺮان ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺟﻴﻞ.
اﻟﺸﺮوط اﳌﺎدﻳﺔ:
ﻛﺎن ﻛﺎرل ﻣﺎرﻛﺲ ﻟﺴﻨﻮات ﻋﺪﻳﺪة ﺣﻮارﻳﺎ ﻣﻦ ﺣﻮاري ﻫﻴﻐﻞ .ﻟﻜﻦ ﺑﻴـﻨـﻤـﺎ ﻛﺎن ﻫﻴﻐﻞ ﻣﺜﺎﻟﻴﺎ ﻣﺒﺮزا ﻛﺎن ﻣﺎرﻛﺲ ﻣﺎدﻳﺎ ﺣﺘﻰ اﻟﻨﺨﺎع .وﻳﺮى ﻣﺆﺳﺲ ا)ﺎدﻳﺔ اﳉﺪﻟﻴﺔ أن اﻷﻓﻜﺎر أﺻﺪاء ﻟﻠﻈﺮوف اﻟﺴﺎﺋﺪة ،ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻘـﻮى اﻻﻗـﺘـﺼـﺎدﻳـﺔ، 212
روح اﻟﻌﺼﺮ
ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﻫﻴﻐﻞ اﻟﺬي رأى أن اﻟﺮوح أو اﻟﻔﻜﺮة ﺗﻘﺪم اﻟﺰﺧﻢ اﻟﺬي ﻳﻘﻒ ﺧﻠﻒ اﻟﺘﻐﻴﺮات ا)ﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ .وا)ﺎرﻛﺴﻴﺔ ﺗﺮى أن ﺻﺮاع اﻟﻄﺒﻘﺎت وﻟﻴﺲ ﺻﺮاع اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎت ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﻮﺟﻪ ﻣﺴﺎر اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ.
اﳌﻨﺎخ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻌﺎم:
ﻳﺮى اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ا)ﺆرﺧ zأن اﻟﺮﺧﺎء اﻻﻗﺘﺼـﺎدي ﻫـﻮ أﺳـﺎس اﻹﳒـﺎزات اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬﻫﺒﻲ ﳊﻀﺎرة ﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬي ﻳﺤﺪث ﻓﻴﻪ ذﻟﻚ اﻟﺮﺧﺎء .إﻧﻪ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬي ﻳﺸﺘﺮي ﻓﻴﻪ اﻟﺬﻫﺐ اﻟﻔﺮاغ ﻟﻠﻌﻈﻤﺔ .وﻗﺪ ﻛﺎن ﺑﻴﺮﻛﻠﻴﺰ ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ ﺗﺰﻳ zاﻻﻛﺮوﺑﻮل ﺑﺎﻟﺒﺎرﺛﻴﻨﻮن ﻷﻧﻪ ﻛﺎن ـﺘـﻠـﻚ ﲢـﺖ إﻣﺮﺗﻪ أﻣﻮاﻻ أودﻋﻬﺎ ﺣﻠﻔﺎء أﺛﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﻠﻒ دﻳﻠﻮس)× (١١ﻓﻲ اﳋﺰاﺋﻦ اﻷﺛﻴﻨﻴﺔ. وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﻫﻨﺎك أﻣﺜﻠﺔ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻋﻦ اﻟﺜﺮوة اﻟﻄﺎﺋﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺰاﻣﻨﺖ ﻣﻊ ﻧـﺪرة اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴﻮن أﻛﺜﺮ ﺛﺮاء ﻣﻦ اﻷﺛﻴﻨﻴ ،zوﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻼ ﻜﻦ ﻣﻘﺎرﻧﺔ إﳒﺎزات ﻫﺆﻻء اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴ zا)ﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﺑﺈﳒﺎزات أﺳﻼﻓـﻬـﻢ ﻓـﻲ ﻋﺼﺮﻫﻢ اﻟﺬﻫﺒﻲ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﻣﻴﺪان اﻟﻌﻤﺎرة واﻟﻔﺴﻴﻔﺴﺎء. ﻟﻘﺪ ﻇﻠﺖ دراﺳﺎت اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﻟﺘﻲ ﺣﺎوﻟﺖ اﺧﺘﺒﺎر اﻟﻔﺮض اﻟﻘﺎﺋﻞ إن اﻟﺮﺧﺎء ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻹﺑﺪاع ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺟﺪا .وﺣﺘﻰ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻘﻠـﻴـﻠـﺔ ـﻴـﻞ إﻟﻰ اﺧﺘﺒﺎر ﻫﺬا اﻟﻔﺮض ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻓﻘﻂ .ﻓﻘﺪ ﺣﺎول أﺣﺪ اﻟﺒﺎﺣﺜz ﻣﺜﻼ أن ﻳﺒ zأن اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ا)ﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﻮث اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ اﻻﺑﺘﻜﺎر اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺒ zﻣﻦ ﻋﺪد ﺑﺮاءات اﻻﺧﺘﺮاع ).(Schmookler, 1966 ﻟﻜﻦ ﻇﻬﺮت أﻳﻀﺎ ﺑﻀﻌﺔ دراﺳﺎت ﻣﺜﻴﺮة ﺣﻮل اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺆﺛﺮ ﺑﻬﺎ اﻟﺮﺧﺎء أو اﻟﻜﺴﺎد اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳ zﻋﻠﻰ اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎت اﻟﺴﺎﺋﺪة .وﻳﺒﺪو ،ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص، أن اﻟﻨﺸـﺎط اﻟـﺪﻳـﻨـﻲ ﻳـﺮﺗـﺒـﻂ ﺑـﺎﻟـﺘـﺪﻫـﻮر اﻻﻗـﺘـﺼـﺎدي ،ﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ـﻴـﻞ اﻟـﺮﺧـﺎء اﻻﻗﺘﺼﺎدي إﻟﻰ دﻓﻊ اﻟﻨﺎس ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻟﻌﺒﺎدة ،ﺳﻌﻴﺎ وراء ا)ـﺼـﺎﻟـﺢ ا)ـﺎدﻳـﺔ. وﻗﺪ ﻛﺎن ﺳﻮروﻛـﻦ ) (١٩٤٧أول ﻣﺸﺘﻐﻞ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ أﺛﺒـﺖ ﻫـﺬا ا)ـﺒـﺪأ اﻟﻌﺎم .ﻓﻘﺪ أﺣﺼﻰ ﺗﻜﺮار ﻇﻬﻮر اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺪﻳـﻨـﻴـﺔ اﻟـﻜـﺒـﻴـﺮة ﻓـﻲ ﻣـﻘـﺎﺑـﻞ ﺗﻜﺮار ﻇﻬﻮر رﺟﺎل اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺒﺎرزﻳﻦ ﻋﺒﺮ ﻣﺴﺎر ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻐﺮب ،واﺳـﺘـﻨـﺘـﺞ أن اﻹﺑﺪاع ﻓﻲ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺘﺼﻮرﻳﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ واﻹﺑﺪاع ﻓﻲ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﳊﺴﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺪﻧﻴﺎ اﻷﻋﻤﺎل ﻻ ﻳﺘﻮاﻓﻘﺎن. وﻗﺪ أﺷﺎر ﺳﻴﻠـﺰ ) (Sales, 1972إﻟﻰ أن ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﺑ zاﻟﺮﺧـﺎء 213
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻟﺪﻳﻦ ﻻ ﺗﺼﺪق ﻋﻠﻰ ا)ﺸﺎﻫﻴـﺮ ﻓـﻘـﻂ ،ﺑـﻞ ﻋـﻠـﻰ ﻋـﺎﻣـﺔ اﻟـﻨـﺎس أﻳﻀﺎ .ﻓﻘﺪ درس ا)ﻌﺪﻻت اﻟﺘﻲ ﲢﺪث ﺑﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺤـﻮل إﻟـﻰ اﻟـﻜـﻨـﺎﺋـﺲ اﻟﺘﺴﻠﻄﻴﺔ وﻏﻴﺮ اﻟﺘﺴﻠﻄﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ داﻟﺔ ﻣﻦ دوال اﻟﺸـﺮوط اﻻﻗـﺘـﺼـﺎدﻳـﺔ. واﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﺘﺴﻠﻄﻴﺔ ﻫﻲ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺗﺘﻄﻠﺐ اﻟﻄﺎﻋﺔ ا)ﻄﻠﻘﺔ .وﻗﺪ ﺗﻠﺠﺄ إﻟﻰ إداﻧﺔ ﻣﻦ ﺗﺰﻋﻢ أﻧﻬﻢ ﻫﺮاﻃﻘﺔ و ﺎرس اﳊﺮﻣﺎن اﻟﻜﻨﺴﻲ ﻋﻠﻰ ا)ﺘﻤﺮد أو اﻟﻌﺎﺻﻲ. أﻣﺎ اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﻏﻴﺮ اﻟﺘﺴﻠﻄﻴﺔ ﻓﺘﺴﻤﺢ ﻷﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﺑﻘﺪر أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺸﺎط وﻓﻘﺎ )ﺎ ﻠﻴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺿﻤﻴﺮﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻴﺪة واﻟﺴﻠﻮك .وﻗﺪ درس ﺳﻴﻠـﺰ ﻣـﻌـﺪﻻت اﻟﺘﺤﻮل ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة ﻛﻠﻬﺎ ﺑﺪءا ﻣﻦ ﻋﺎم ١٩٢٠وﺣﺘﻰ ﻋﺎم ١٩٣٩وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﻴﺎﺗﻞ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺴﺘﻴﻨـﺎت ،واﺳـﺘـﺨـﺪام اﻟـﺪﺧـﻞ اﻟـﻔـﺮدي ﻣـﺆﺷـﺮا ﻟﻠﻈﺮوف اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة وإﺣﺼﺎﺋﻴﺎت اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻣﺆﺷﺮا ﻟﻬﺬه اﻟﻈﺮوف ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﻴﺎﺗﻞ .ﻓﻮﺟﺪ أن أوﻗﺎت اﻟﺮﺧﺎء ﲡﻠﺐ ﻣﻌﻬـﺎ زﻳـﺎدة ﻓـﻲ ﻣﻌﺪل اﻟﺘﺤﻮل ﻟﻠﻜﻨﺎﺋﺲ ﻏﻴﺮ اﻟﺘﺴﻠﻄﻴﺔ ،ﺑﻴﻨﻤـﺎ ﲡـﻠـﺐ اﻷﺣـﻮال اﻻﻗـﺘـﺼـﺎدﻳـﺔ اﻟﻌﺼﻴﺒﺔ ﻣﻌﻬﺎ زﻳﺎدة ﻓﻲ ﻣﻌﺪﻻت
اﻟﺘﺤﻮل ﻟﻠﻜﻨﺎﺋﺲ اﻟﺘﺴﻠﻄﻴﺔ.
وﻗﺪ اﻛﺘﺸﻔﺖ دراﺳﺔ أﺣﺪث ﺗﻨـﺎوﻟـﺖ أ)ـﺎﻧـﻴـﺎ ﻓـﻲ ﻓـﺘـﺮة ﻣـﺎ ﺑـ zاﳊـﺮﺑـz وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ Yﺎﺛﻠﺔ ﺑ zاﻟﻜﺴﺎد اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﺑ zﺷﻴﻮع اﻟﺘﻨﺠﻴﻢ واﻟﻐﻴﺒﻴﺎت ) (Padgett and Jorgenson, 1982ووﺟﺪت دراﺳﺔ أﺧﺮى أن درﺟﺔ اﻟﺘﺴﻠﻄﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳـﺎت ا)ـﺘـﺤـﺪة ﻣـﺎ ﺑـ zﻋـﺎﻣـﻲ ١٩٥٠و ١٩٧٤ﺗﺮﺗﺒـﻂ ﺑﺸﻜﻞ دال ﻣﻊ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻻﻗﺘﺼـﺎدﻳـﺔ ﻓـﻲ ﻫـﺬه اﻟـﻔـﺘـﺮة ).(Jargenson, 1975 وﻗﺪ اﺳﺘﺠﺎﺑﺖ أ© ﻛﺜﻴﺮة ﻟﻠﻜﺴﺎد اﻟﻜﺒﻴﺮ)× (١٢ﺑﺎﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺘﺴﻠﻄﻴﺔ. وﺣﺘﻰ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة أﻋﻄﻲ ﻓﺮاﻧﻜﻠﻦ روزﻓﻠﺖ ﺳﻠﻄﺎت ﻟﻢ ﺗﻌﻂ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻷي رﺋﻴﺲ ﺧﻼل أوﻗﺎت اﻟﺴﻠﻢ .وﻳﺒﺪو أن اﻟﻨﺎس ﻓﻲ أوﻗﺎت ﻋﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻳﺤﺘﺎﺟﻮن إﻟﻰ ﺷﻲء ﻣﺤﺪد ﻛﻲ ﻳﻌﺘﻘﺪوا ﺑﻪ ،ﺳﻮاء أﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺸﻲء دﻳﺎﻧﺔ ﻣﺘﺰﻣﺘﺔ ،أو ﺧﺮاﻓﺔ ﻻ ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ ،أو ﻗﺎﺋﺪا ﻣﺘﺴﻠﻄﺎ ﻗﻮﻳﺎ. وﻫﻨﺎك اﻋﺘﺒﺎر آﺧﺮ أﻛﺜﺮ ﺗﻐﻠﻐﻼ وﺳﻴﻄﺮة ﻣﻦ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ واﻟﺪﺧـﻞ اﻟـﻔـﺮدي، أﻻ وﻫﻮ ﻧﻈﺎم اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،وﻫﻲ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘـﻤـﻊ ﲡـﻤـﻊ ﻣـﺎ ﺑـz اﻟﻘﻮة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﻘﻮة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴـﺔ .،إذ ﻳـﻜـﻮن ﻧـﻈـﺎم اﻟـﻄـﺒـﻘـﺎت ﻋـﻨـﺪ ﺣـﺪه اﻷدﻧﻰ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷزﻣﻨﺔ واﻷﻣﻜﻨﺔ ،ﻓﻴﻌﺰز أﻧﻈـﻤـﺔ ﺗـﺆﻣـﻦ ﺑـﺎ)ـﺴـﺎواة ﻧـﺴـﺒـﻴـﺎ، 214
روح اﻟﻌﺼﺮ
وﺗﺘﻮاﻓﺮ ﻟﻠﺠﻤـﻴـﻊ ﻓـﻴـﻬـﺎ ﻓـﺮص اﻻﺳـﺘـﻤـﺘـﺎع ﺑـﺎ)ـﻮارد اﻻﻗـﺘـﺼـﺎدﻳـﺔ واﻟـﻮﺳـﺎﺋـﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،أﻣﺎ اﺠﻤﻟﺘﻤﻌﺎت اﻷﺧﺮى ﻓﺘﻜﻮن أﻗﻞ د ﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻨﻬﺎ ،ﻓﺘﺘﺤﻜﻢ ﺻﻔﻮة ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﻳﺘﻨﺎﺳـﺐ ﻣـﻊ ﻋـﺪدﻫـﺎ ﻓـﻲ ا)ـﺼـﺎﻟـﺢ ا)ـﺎدﻳـﺔ واﻟـﺴـﻠـﻄـﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .وﻗﺪ وﺟﺪ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن أن ﻧﻈﺎم اﻟﻄﺒـﻘـﺎت اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻴـﺔ ﻟـﻪ ﺗـﺄﺛـﻴـﺮه اﻟﻮاﺿﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻦ ا)ﻨﺘﺞ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺎ .ﻓﻘﺪ ﻗﺎم درﺳﻠـﺮ وروﺑـﻨـﺰ )Dressler (and Robbins, 1975ﻣﺜﻼ ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ ﻣﻔﺼﻞ ﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ اﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ا)ﺮﺳﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ أواﻧﻲ اﻟـﺰﻫـﻮر ﻓـﻲ ﺑـﻼد اﻟـﻴـﻮﻧـﺎن ﻣـﻨـﺬ ﻋـﺎم ١٠٠٠ﺣﺘـﻰ ﻋـﺎم ٤٥٠ق .م. ووﺟﺪا أﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻌﻘﺪ ﻧﻈﺎم اﻟﻄﺒﻘﺎت ﻓﻲ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ اﻷﺛﻴﻨﻲ أﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﺪ اﻷﺳﻠﻮب وازدادت اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻟﻔﺮاﻏﺎت ا)ﺘﺎﺣﺔ ،وازداد ﻣﻌﻬﺎ ﺣﺼﺮ اﻟﺸﺨﺼـﻴـﺎت ﻓﻲ ﺑﻘﻊ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ .وﺗﻌـﻜـﺲ ﻫـﺬه اﳋـﺼـﺎﺋـﺺ ا)ـﻤـﻴـﺰة ﻟـﻠـﺘـﺼـﻤـﻴـﻢ اﻟـﺒـﻨـﻴـﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ا)ﺘﺰاﻣﻨﺔ ﻣﻌﻬﺎ .ﻓﺎﺠﻤﻟﺘﻤﻊ اﻟﻄﺒﻘﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ أﺷﺪ ﺗﺮﻛﻴﺒﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻴﻞ اﻟﺼﻔﻮة اﻟﻘﺎﺑﻀﺔ ﻋﻠﻰ زﻣﺎم اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻴﻪ ﻷن ﺗﻜﻮن ﻣﻌﺰوﻟﺔ ﻋـﻦ اﻟـﻌـﺎﻣـﺔ ﻣـﻦ ﺧﻼل رﻣﻮز ﻋﺪﻳﺪة ﺗﺪل ﻋﻠﻰ ا)ﻜﺎﻧﺔ ا)ﺘﻤﻴﺰة .وﻫﻜﺬا ﻓﺈن ﺗﺼﻤﻴﻢ اﻟـﺰﻫـﺮﻳـﺔ ﻳﻨﻘﻞ ﻋﻦ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ اﻟﺬي ﻋﺎش ﻓﻴﻪ اﻟﺮﺳﺎم ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻟﻠﻨﺎﻇﺮ ﻣﻬـﻤـﺎ ﺑـﺪا ﻋـﻠـﻰ اﻟﺰﺧﺮﻓﺔ ا)ﻮﺟﻮدة ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ أﻧﻬﺎ زﻳﻨﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ.
اﻟﺘﻔﺘﺖ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻴﻮﻧﺎن اﻟﻘﺪ ﺔ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻫﺎ اﻟﺬﻫﺒﻲ ﻣﻔﺘﺘﺔ إﻟﻰ ﻋﺪﻳﺪ ﻣﻦ دوﻳﻼت وﺣﺪ اﻹﺳﻜﻨﺪر اﻷﻛﺒﺮ اﻟـﺪوﻳـﻼت ا)ﺪن ا)ﺴﺘﻘﻠﺔ ،ﻣﺜﻞ أﺛﻴﻨﺎ وإﺳﺒﺮﻃـﺔ ،وﻗـﺪ ّ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻓﻲ وﺣﺪة ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ واﺣﺪة .ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺎة ﻫﺬه اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳـﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺼﻴﺮة ،وﺗﻮاﺻﻞ اﻟﺘـﻔـﺘـﺖ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻲ اﻟـﻜـﺒـﻴـﺮ ﻫـﻨـﺎك ﺧـﻼل اﻟـﻌـﺼـﻮر اﻟﻬﻠﻴﻨﺴﺘﻴﺔ ،ﺛﻢ ﺟﺎء اﻟﻐﺰو اﻟﺮوﻣﺎﻧﻲ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،وأﻋﻘﺒﻪ ﲢﻮل اﻹﻣﺒـﺮاﻃـﻮرﻳـﺔ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ إﻟﻰ إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ ﻳﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺑﻴﺰﻧﻄﻴﺔ ﲢﻮﻻ ﻛﺎﻣﻼ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﻫﺬا اﻻﻧﺒﻌﺎث اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﻴﻮﻧﺎن ﻟﻢ ﻳﺄت ﺑﻨﻬﻀﺔ ﻓـﻲ اﻹﺑـﺪاع اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﻲ. ﻓﻘﺪ ﺣﻠﺖ دوﻟﺔ ﻛﺒﻴﺮة ذات ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﺤﺪدة ﻣﺤـﻞ ذﻟـﻚ اﻟـﺘـﻨـﻮع اﻟـﻮاﻓـﺮ ﻣـﻦ اﻟﺪوﻳﻼت .و ﻜﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪة ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻂ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ أﻳﻀﺎ .ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ اﻟﻨﻬﻀﺔ ﻣﻨﻘﺴﻤﺔ أﻳﻀﺎ إﻟﻰ وﺣﺪات ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺖ ا)ﺮاﻛﺰ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﺸﺎط اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ .وﻗﺪ أﻧﺘﺠﺖ ﻫﺬه اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ا)ﻔﺘﺘﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻋﺒﺎﻗﺮة أﻣﺜﺎل ﻟﻴﻮﻧﺎردو وﻣﺎﻳﻜﻞ أﳒﻠﻮ وراﻓﺎﺋﻴﻞ وداﻧﺘﻲ وﺑﺘﺮارك 215
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
وﺑﻮﻛﺎﺷﻴﻮ وﻣﻜﻴﺎﻓﻠﻲ ،وﻳﺒﺪو أن اﻟﺘﻔﺘﺖ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ Yﻬﺪ ﻟﻼرﺗﻔـﺎع اﻹﺑـﺪاﻋـﻲ ا)ﻔﺎﺟﺊ ﻓﻲ اﳊﻀﺎرات ﻏﻴﺮ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻛﺬﻟﻚ :ﻓﻘﺪ وﺟﺪ أﺣﺪ ﻣﺆرﺧﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻣﺜﻼ ،أن اﻹﺑﺪاع ﻗﺪ اﻧﺘﻌﺶ ﺧﻼل ﺣﻘﺒﺔ اﻹﻣـﺎرات ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻛـﺎن اﳋﻠﻔﺎء ﺿﻌﻔﺎء وﻛﺎن اﻷﻣﺮاء ﻳﺤﺎرﺑﻮن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ ) .(Armajani, 1970وإذا ﻣﺎ اﻧﺘﻘﻠﻨﺎ إﻟﻰ أوﻗﺎت أﻗﺮب ﻣﻨﺎ وﺟﺪﻧﺎ أن ﻛﻼ ﻣـﻦ ﻫـﻴـﻐـﻞ وﻣـﺎرﻛـﺲ وﻏـﻮﺗـﻪ وﺷﻠﺮ وﻣﻮزارت وﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ وﻟﺪوا ﻓﻲ أ)ﺎﻧﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﻋﺪد ﻛـﺒـﻴـﺮ ﻣﻦ اﻟﺪوﻳﻼت وﲢﺮرت ﻣﻦ ﺳﻴﻄﺮة اﳊﻜﻢ ا)ـﻄـﻠـﻖ ﻟـﻺﻣـﺒـﺮاﻃـﻮر اﻟـﺮوﻣـﺎﻧـﻲ ا)ﻘﺪس .وﻋﻨﺪﻣﺎ وﺣﺪ ﺑﺴﻤﺎرك أ)ﺎﻧﻴﺎ ﲢﺖ ﺣﻜﻢ اﻟﻘﻴﺼﺮ ﻓﺈﻧﻪ ر ﺎ ﻛﺎن ﻗﺪ دق ﻧﺎﻗﻮس ا)ﻮت ﻟﻠﻌﺼﺮ اﻟﺬﻫﺒﻲ ﻟﻺﺑـﺪاع اﻷ)ـﺎﻧـﻲ .ور ـﺎ ﻛـﺎن ﻏـﻼدﺳـﺘـﻮن ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﺣ zﻗﺎل ﻋﻦ ﺑﺴﻤﺎرك» :ﻟﻘﺪ ﺟﻌﻞ أ)ﺎﻧﻴﺎ ﻛﺒﻴﺮة واﻷ)ﺎن ﺻﻐﺎرا«. ﻫﻞ ﻜﻦ أن ﻧﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬا درﺳﺎ ﻧﺎﻣﻮﺳﻴﺎ ﻣﻦ دروس اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ? ﻫﻞ ﻳﺰداد اﺣﺘﻤﺎل ﻇﻬﻮر ا)ﺒﺪﻋ zا)ﺸﺎﻫﻴﺮ ﻓﻲ اﳊﻀﺎرات ا)ﻔﺘـﺘـﺔ ﻓـﻲ أﻗـﺴـﺎم ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺻﻐﻴﺮة ? ﻫﻞ ﻳﺆدي ﺗﻮﺣﻴﺪ ﻫﺬه اﻷﻗﺴﺎم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟـﺼـﻐـﻴـﺮة ﻓـﻲ إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺎت ﻛﺒﻴﺮة إﻟﻰ ﻓﻨﺎء ﻣﺎﺣﻖ ﻟﻠﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ا)ﺒﺪﻋﺔ? ﻟﻘﺪ ﺣﺎول ﺑﺤﺚ راﺋﺪ أﺟﺮي ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﻘﺪ ﻣﻦ اﻟﺰﻣـﺎن)× (١٣أن ﻳﺘﻨﺎول ﻫﺬه ا)ﺴﺄﻟـﺔ )Naroll et .(al., 1971ﻓﻘﺪ أﺣﺼﻰ ﻧﺎرول وﺗﻼﻣﻴﺬه ،ﺑﺎﺳﺘﺨـﺪام ﻗـﻮاﺋـﻢ ا)ـﺒـﺪﻋـ zاﻟـﺘـﻲ ﺿﻤﻬﺎ ﻋﻤﻞ ﻛﺮوﻳﺒﺮ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜـﻲ ) ،(١٩٤٤ﻋﺪد ا)ﺒﺪﻋ zاﻟﻨﺸﻄ zﺧﻼل ﻛﻞ ﻗﺮن ﻓﻲ اﳊﻀﺎرات اﻷرﺑﻊ اﻟﻜﺒـﺮى وﻫـﻲ اﳊـﻀـﺎرات اﻟـﺼـﻴـﻨـﻴـﺔ واﻟـﻬـﻨـﺪﻳـﺔ واﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻷورﺑﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺣﻮاﻟﻲ ﻋﺎم ٥٠٠ﻗﺒﻞ ا)ﻴﻼد ﺣﺘﻰ ﻋﺎم ١٨٩٩ﻣﻴﻼدﻳﺔ، وأﺣﺼﻮا أﻳﻀﺎ ﻋﺪد اﻟﺪول ا)ﺴﺘﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﻀﺎرة وﻓﻲ ﻛﻞ ﻗﺮن .ﻓﺘﺒ zأن اﻟﺘﻔﺘﺖ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻟﻨﺸﺎط اﻹﺑﺪاﻋﻲ ﻳﺮﺗﺒﻄﺎن ارﺗﺒﺎﻃﺎ إﻳﺠﺎﺑﻴﺎ )ر=.(١٤×)(٠٬٢٩ وأﻣﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺣﻮاﻟﻲ %٩ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ اﳋﺎص ﺑﻌﺪد ا)ﺒﺪﻋ zﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬا اﻻرﺗﺒﺎط .وﻗﺪ ﻗﺎم ﻫﺆﻻء اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ دراﺳﺔ اﻟﺘﻔﺘﺖ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻲ، ﺑﻔﺤﺺ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺜﺮوة ،واﻻﻣﺘﺪاد اﳉﻐﺮاﻓﻲ ،وﻣﺮﻛﺰﻳﺔ اﳊﻜﻢ ،واﳊﺮب ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎن اﻟﺘﻔﺘﺖ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻫﻮ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻛﺸﻒ ﻋﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻣﻬﻢ. ﻟﻜﻦ ﺎ أن ﻧﺎرول اﺳﺘﺨﺪم اﻟﻘﺮن وﺣﺪة زﻣﻨﻴﺔ ﻓﺈن ﲢﻠﻴﻠﻪ ر ﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺎﺳﻚ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ﻓﻜﺮة دﻗﻴﻘﺔ ﻋﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺘﻔﺘﺖ اﻟﺴﻴـﺎﺳـﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﺑﺪاع ،وﻗﺪ أﺟﺮﻳﺖ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮات ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ دراﺳﺔ ﻧﺎرول دراﺳﺔ Yﺎﺛﻠﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻓﺘﺮات ﻃﻮل ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﺸﺮون ﺳﻨﺔ ) ،(Simonton, 1975 cﻓﺎﺳﺘﻌﺮﺿﺖ 216
روح اﻟﻌﺼﺮ
اﳊﻀﺎرة اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻨـﺬ ﻋـﺎم ٧٠٠ﻗﺒﻞ ا)ﻴﻼد ﺣﺘـﻰ ﻋـﺎم ،١٨٣٩وﻗﺴﻤـﺖ ﻫـﺬه اﻟﻔﺘﺮة إﻟﻰ ١٢٧وﺣﺪة ،ﻣﻘﺪار ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ٢٥ﺳﻨﺔ ،وﻗﺪ ﻇﻬﺮ أن اﻟﺘﻔﺘﺖ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻫﻮ أﻓﻀﻞ ﻣﺆﺷﺮ ﻟﻺﺑﺪاع .ﻛﻤﺎ وﺟﺪت ﻣﺎ ﻳﺒﺮر اﻟﻈﻦ .ﺑﺄن اﻟﺘﻔﺘﺖ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻤﻮ أو اﻟﺘﻄﻮر ،أي أن اﻟﻨﺸﺄة ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻮﺟـﻮد ﻋـﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ اﻟﺪول ا)ﺴﺘﻘﻠﺔ ﻴﻞ إﻟﻰ زﻳﺎدة اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ،ﺛﻢ ﺗﺘﺤـﻘـﻖ ﻫـﺬه اﻟـﻄـﺎﻗـﺔ ﻓﻌﻼ ﺧﻼل ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺮﺷﺪ ،ﺑﺼﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋـﻤـﺎ ﻳـﻜـﻤـﻦ أن ﻳـﻜـﻮن ﻗـﺪ ﺣـﺪث ﻟﻠﻤﻮﻗﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ .وﻗﺪ ﻳﺴﺒﺐ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻧﺤﺪارا أو اﻧﺨﻔﺎﺿﺎ ﻓﻲ اﻹﺑﺪاع ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺣﺪوث ﻫﺬا اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ .ﻟﻜﻦ ا)ﺮاﺣﻞ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ ﺑﻨﺎء اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ ﻗﺪ ﺘﺎز ﺑﻮﺟﻮد ﻣﺒﺪﻋ zﻓﻴﻬﺎ ﻮا ﻓﻲ ﻇﻞ ﻇﺮوف ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﺗﻔﺘﺘﺎ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن أرﺳﻄﻮ ﻣﻌﻠﻤﺎ ﻟﻺﺳﻜﻨﺪر اﻷﻛﺒﺮ ،ﻟﻜـﻦ أﺛـﻴـﻨـﺎ اﻟـﺼـﻐـﻴـﺮة وﻟﻴﺲ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ ا)ﻘﺪوﻧﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻔﺨﺮ ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ ﻋﻘﻞ أرﺳﻄﻮ. ﻳﺒﺪو أن اﻟﺘﻄﻮر اﻹﺑﺪاﻋﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺮض ﻟﻠﺘﻨﻮع اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ .ﻟﻜﻦ ﺗﺸﻴﻴﺪ إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺮاﻓﻘﻪ ﺿﻐﻮط ﺑﺎﲡﺎه اﻟﺘﺠﺎﻧﺲ واﻟﺘﻤﺎﺛﻞ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴ.z ﻟﻘﺪ ﺣﺎول اﻹﺳﻜﻨﺪر ﺗﻮﺣﻴـﺪ اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﺘـ zاﻟـﻔـﺎرﺳـﻴـﺔ واﻟـﻴـﻮﻧـﺎﻧـﻴـﺔ ﻓـﻲ ﻣـﺮﻛـﺐ ﻳﺘﺠﺎوزﻫﻤﺎ .ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻓﺸﻞ ﻓﻴﻪ اﻹﺳﻜﻨﺪر ﳒﺤﺖ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ،ﻓﻨﺸﺮت ﻟﻐﺔ واﺣﺪة ،وﻧـﻈـﺎﻣـﺎ ﻗـﺎﻧـﻮﻧـﻴـﺎ واﺣـﺪا ،وﺛـﻘـﺎﻓـﺔ واﺣﺪة ﻋﺒﺮ اﳉﺰء اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ أورﺑﺎ واﻟﺸﺮق اﻷدﻧـﻰ .و ـﺎﺛـﻞ ذﻟـﻚ ﻣـﺎ ﻓـﻌـﻠـﻪ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮر اﻟﺼﻴﻨﻲ ﺷﻲ ﻫـﻮاﻧـﻎ ﺗـﻲ)× (١٥اﻟﺬي وﺣﺪ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﺼﻴـﻨـﻴـﺔ ﻓـﻲ دوﻟﺔ واﺣﺪة ﺗﻌﺮف ﺑﺎﻟﺼ .zوأﻣﺮ ﺑﺘﻮﺣﻴﺪ ﻛﻞ ﺷﻲء ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ،ﻣﺜﻞ ﺧﻂ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ، واﻷوزان وا)ﻘﺎﻳﻴﺲ ،ﺑﻞ وﺣﺘﻰ اﺗﺴﺎع ﻣﺤﺎور ﻋﺠﻼت ﻋـﺮﺑـﺎت اﻟـﻨـﻘـﻞ .وأﻣـﺮ ﺼﺎدرة أي ﻛﺘﺎب ﻓﻲ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ ﻻ ﻳﻌﺠﺒﻪ وﺣﺮﻗﻪ .وﻗﺪ ﺷﻤﻞ ذﻟـﻚ ﻛـﻞ ﻛﺘﺐ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺦ .وﻗﺪ وﺟﺪت ﺗﺄﻳﻴﺪا إﺿﺎﻓﻴﺎ ﻟﻸﺛﺮ اﻟﺬي ﻳﺘﺮﻛﻪ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﻮع اﻟﺜﻘﺎﻓـﻲ ﻓـﻲ دراﺳـﺔ ﻗـﺴـﺖ ﻓـﻴـﻬـﺎ ﻣـﺆﺷـﺮا واﺣـﺪا ﻣـﻦ ﻣﺆﺷﺮات اﻟﺘﻐﺎﻳﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ،أﻻ وﻫﻮ ﻋﺪد ا)ﺪارس اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ا)ﺘﻨﺎﻓﺴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ اﻟﻐﺮﺑﻲ .ﻓﺘﺒ zﻟﻲ أن اﻟﺘﻨﺎﻗﺺ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺘﺖ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻳـﻌـﻘـﺒـﻪ ﺑـﻌـﺪ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ اﻧﺨﻔﺎض ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻮع اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ) ،(Simonton, 1976dوﺗﺨﺘﻔﻲ ا)ﺪارس ا)ﺘﻨﺎﻓﺴﺔ ﻣﻊ ﺗﻼﺷﻲ ﺣﻜﻢ اﻟﺪول اﻟﺼﻐﻴﺮة ،إﻟﻰ أن ﻳﺨﺘﻔـﻲ اﻟـﺘـﻨـﻮع اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺎت اﻟﻜﺒﻴﺮة. ﻣﺎ اﻟﺬي ﻜﻦ ﻋﻤﻠﻪ ﻟﺘﻘﻠﻴﻞ اﻟﺘﺄﺛـﻴـﺮ اﳋـﺎﻧـﻖ اﻟـﻨـﺎﰋ ﻋـﻦ اﻟـﺘـﻤـﺎﺛـﻞ اﻟـﺬي 217
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﺗﺴﻌﻲ اﻟﺪول ا)ﻮﺣﺪة اﻟﻜﺒﻴﺮة إﻟﻰ ﺧﻠﻘﻪ? إن اﻹﺟﺎﺑﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺟﺪا .اﻟـﺘـﻤـﺮد! ﻓﺤﺮﻛﺎت اﻟﺘﻤﺮد ﺿﺪ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎرﻳﺔ ﻴﻞ إﻟﻰ أن ﺗـﺴـﺘـﺤـﻀـﺮ ﻣـﻌـﻬـﺎ ﻧﻬﻀﺔ ﻓﻲ اﺠﻤﻟﺎل اﻹﺑﺪاﻋﻲ-ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻓﻲ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻛﺎﻟﻌﻠﻢ واﻟﻔﻠﺴﻔﺔ واﻷدب وا)ﻮﺳﻴﻘﻰ-ﺑﻌﺪ ﺣﻮاﻟﻲ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺣﺪوث اﻟﺘﻤﺮدSimonton,) . .(1975 dوﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت ا)ﺪﻧﻴـﺔ ﺗـﺬﻛـﺮ ﺑـﺄن ﻫـﻨـﺎك وﺟﻬﺎت ﻧﻈﺮ أﺧﺮى ﻣﻮﺟﻮدة إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ وﺟﻬﺔ اﻟﻨﻈﺮ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎرﻳﺔ ا)ﻬﻴﻤـﻨـﺔ. وﺗﺮﺗﺒﻂ اﻟﺜﻮرات ﺿﺪ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎرﻳﺔ ارﺗﺒﺎﻃﺎ وﺛﻴﻘﺎ ﺑـﺎﻧـﺘـﻌـﺎش اﻟـﺘـﻨـﻮع اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ )ر=.(Simonton, 1976 d)(٠٫٤١ ﻟﻘﺪ أﺣﺲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ zوا)ﺆرﺧ zﺑﻮﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ ﺑz اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ واﻹﺑﺪاع .ﻓﻮﺟﺪ ﺗﻮﻳﻨﺒﻲ ﻣﺜـﻼ ) (١٩٤٦ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺎﻟﺒﺔ ﺑ zﻮ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ واﻣﺘﺪادﻫﺎ وﺑ zاﻟﻨﺸﺎط اﻹﺑﺪاﻋﻲ ﻓﻲ ﺣﻀﺎرة ﻣﺎ .وﻻﺣـﻆ ﻛﺮوﻳﺒـﺮ ) (١٩٤٤ﻧﺪرة اﻹﳒﺎزات اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ ﻟﺪى اﻷ© اﳋﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻘـﻤـﻊ .وﻗـﺎل ﺳﻮروﻛـﻦ ) (١٩٤٧إن اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷ© ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ذروة إﺑﺪاﻋﻬﺎ ﻓـﻲ ﻣـﺠـﺎﻻت ﻛﺜﻴﺮة ﺑﻌﺪ ﲢﺮرﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻄﺮة اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ .وﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻫﻲ »اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻗﻮاﻧ zدﻳﻨﺎﻣﻴﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ« ﻟﺪى اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ وﻣﺆرخ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ داﻧﻴﻠﻔﺴﻜﻲ .وﻓﺤﻮى ﻫﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن »إن اﳉﻤﺎﻋﺔ اﻟﺘـﻲ ﺗـﻜـﻤـﻦ ﻓـﻴـﻬـﺎ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻹﺑﺪاع ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﻜﻮن ﻫﻲ وﻓﺮوﻋﻬﺎ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﺣﺘﻰ ﻜﻦ ﺗﺼﻮر ﺑﺪﺋﻬﺎ ﺑﺤﻀﺎرة ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ وﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ« )ﻋﻦ ﺳﻮروﻛﻦ.(p. 343 ،١٩٤٧ ، إن ﻟﻠﺘﻔﺘﺖ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺗﺄﺛﻴﺮا ﺣﺎﺳﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﻳﺦ اﻷﻓﻜﺎر .ﻓﻔﻀـﻼ ﻋـﻦ أن اﻹﺑﺪاع اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻳﻨﻤﻮ ﻓﻲ ﺗﺮﺑﺔ اﻟﺘﻨﻮع اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﳋـﺼـﺒـﺔ ،ﻓـﺈن وﺟـﻮد أ© ﻋﺪﻳﺪة ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﻇﻬﻮر ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﺤﺪدة ﺎﻣﺎ ﻣﻦ ا)ﻌﺘﻘﺪات اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ. إذ ﻳﻈﻬﺮ ،ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻣـﻦ ﺣـﺪوث زﻳـﺎدة ﻓـﻲ اﻟـﺘـﻔـﺘـﺖ ،ﻓـﻼﺳـﻔـﺔ أﻛـﺜـﺮ ﻳﺘﺒﻨﻮن وﺟﻬﺎت اﻟﻨﻈﺮ اﳊﺴﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﻣﺒﻴﺮﻳﻘﻴﺔ واﻟﺘﺸﻜﻜﻴﺔ واﻹ ﺎﻧﻴـﺔ وا)ﺎدﻳﺔ واﻟﺰﻣﺎﻧﻴﺔ واﻻﺳﻤﺎﻧﻴﺔ واﻟﻔﺮداﻧﻴﺔ وأﺧﻼﻗـﻴـﺎت اﻟـﺴـﻌـﺎدة )Simonton, .(1967 dوﺗﻨﺘﻤﻲ ﻫﺬه اﻻﲡﺎﻫﺎت إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷﻋﺮاض أو ا)ﻈﺎﻫﺮ اﻷﻛﺒﺮ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻔﺮدﻳﺔ اﳊﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻜﻦ أن ﻻ ﺗﺰدﻫﺮ إﻻ ﻓﻲ ﺣﻀﺎرة ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ أﺣﺠﺎم ﺻﻐﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻮﺣﺪات اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ا)ﺴﺘﻘﻠﺔ .وأﻳﺔ ﻧﺰﻋﺎت إﻣﺒﻴﺮﻳﻘﻴﺔ أو ﻧﻔﻌﻴﺔ-ﻟﺬﻳﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎت ﺗﺸﻜﻜﻴﺔ أو ﻣﺎدﻳﺔ أو زﻣﺎﻧﻴﺔ أو إﺳﻤﺎﻧﻴﺔ أو ﻓﺮداﻧﻴﺔ أو ّ ﻣﻜﻴﺎﻓﻠﻲ أو ﻣﺎرﻛﺲ ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﺛﻤﺮة ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﺮوح اﻟﻌﺼﺮ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ 218
روح اﻟﻌﺼﺮ
ﺗﻠﻘﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻘﻼﻫﻤﺎ ﺗﻐﺬﻳﺘﻬﻤﺎ اﻟﻀﺮورﻳﺔ .وﻣﺜﻠﻤﺎ ﻜﻦ أن ﺗـﻌـﻜـﺲ زﺧـﺎرف اﻟﺰﻫﺮﻳﺔ اﻷﺛﻴﻨﻴﺔ ﻧﻈﺎم اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻷﺛﻴﻨﻴﺔ ،ﻛﺬﻟﻚ ﻜﻦ أن ﻳﻌﻜﺲ ﻛﺘﺎب »اﻷﻣﻴﺮ« )ﻜﻴﺎﻓﻠﻲ أو »رأس ا)ﺎل« ﻟﻜﺎرل ﻣﺎرﻛﺲ اﻻﺿﻄﺮاب اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺣﻀﺎرة ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ.
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ روح اﻟﻌﺼﺮ :دراﺳﺎت ﳋﻤﺲ ﺣﺎﻻت
ﻳﺒﺪو أن اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺘﻲ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ إﻟﻰ اﻵن ﻫﻲ أن روح اﻟـﻌـﺼـﺮ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ .ﻓﺮوح اﻟﻌﺼﺮ ﺗـﻘـﺮر ﻛـﻼ ﻣـﻦ ﻛـﻤـﻴـﺔ اﻟـﻨـﺸـﺎط اﻹﺑﺪاﻋﻲ وﻃﺎﺑﻌﻪ .واﻟﻌﺒﻘﺮي اﻟﺸﻬﻴﺮ ﻟﻴﺲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻟﺴﺎن ﺣﺎل ﻋﺼﺮه ،أو ﻫﻮ ﺑﻮﺗﻘﺔ ﺗﻨﺼﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ا)ﺘﻨﻮﻋﺔ .وﻟﺴﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﻮل إن اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪارﺳ zﻗﺪ ﻳﻌﺘﺮﺿﻮن ﻋﻠﻰ إﺧﻀﺎع اﻟﻔﺮد ﻟﻠﻤﻮﻗﻒ. إذ ﻳﻌﺘﻘﺪون أن اﻟﻌﺒﻘﺮي ﻋﻨﺼﺮ ﻓﻌﺎل ﻳﻌﻠﻮ ﻋﻠﻰ ﻋﺼﺮه وﻳﻐﻴﺮ ﻃﺒﻴﻌﺘـﻪ .وﻗـﺪ أﻋﻠﻦ ﻛﺎرﻻﻳﻞ وﺟﻬﺔ اﻟﻨﻈﺮ ﻫﺬه ﻋﺎم ١٨٤١ﺣ zﻗﺎل» :إن ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﺎ أﳒﺰه اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻫﻮ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺮﺟﺎل اﻟﻌﻈﻤﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻋﻤﻠﻮا ﻫﻨﺎ« .وﺳﺄﺗﻨﺎول ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﻦ ا)ﺘﻌﺎرﺿ zﻟﻠﺴﻠﻮك اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل دراﺳﺔ ﳋﻤﺲ ﺣﺎﻻت ﻣﻦ ﺣﺎﻻت اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺑ zاﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ وروح اﻟﻌﺼﺮ .وﺗﺘﻌﻠﻖ ﻫﺬه اﳊﺎﻻت اﳋﻤﺲ ﺑﺎﻟﻌﻈﻤﺔ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ واﻟـﻨـﺠـﺎح اﻟﻌﺴﻜﺮي واﻟﺸﻬﺮة اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ واﻷﺻﺎﻟﺔ ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ واﻻﻛﺘﺸﺎف اﻟﻌﻠﻤﻲ.
اﻟﻘﺎدة ﳝﻨﺤﻮن أﺳﻤﺎءﻫﻢ ﻟﻌﺼﻮرﻫﻢ
وﺟﺪ ﺳﻮروﻛـﻦ ) (١٩٢٦ ٬١٩٢٥ﻓﻲ دراﺳﺔ ﻣﻄﻮﻟﺔ ﺣﻮل اﳊـﻜـﺎم ﻋـﻠـﻰ ﻣـﺮ اﻟﻌﺼﻮر أن ا)ﻠﻮك اﻟﻌﻈﻤﺎء ﻳﻌﻴﺸﻮن وﻗﺘﺎ أﻃﻮل ﻣﻦ ا)ﻠﻮك ﻣﺘﻮﺳﻄﻲ اﻟﻘﻴﻤﺔ. وإذا ﻣﺎ أﺧﺬﻧﺎ ا)ﻠﻮك وا)ﻠﻜﺎت اﻟﺬﻳﻦ ﻣﺎﺗﻮا ﻣﻴﺘﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﻘﻂ ﻓﺈن ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻋﻤﺮ أﺷﻬﺮ ٧٨ﻣﻨﻬﻢ ﻫﻮ ٦٢ﻋﺎﻣﺎ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻋﻤﺮ أﻧﺪادﻫﻢ ا)ﻐﻤﻮرﻳﻦ ٥٤ﻋﺎﻣﺎ ﻓﻘﻂ .ﻟﻘﺪ ﻋﺎﺷﺖ أﻟﻴﺰاﺑﺚ اﻷوﻟﻰ ﻣﻠﻜﺔ إﳒﻠﺘﺮا ﺳﺒﻌ zﺳﻨﺔ ،وﻋﺎش ﻓﺮدرﻳﻚ اﻟﻌﻈﻴﻢ ،ﺣﺎﻛﻢ ﺑﺮوﺳﻴﺎ ،أرﺑﻌﺎ وﺳﺒﻌ zﺳﻨـﺔ ،ووﺻـﻞ ﻟـﻮﻳـﺲ اﻟـﺮاﺑـﻊ ﻋﺸﺮ اﻟﺬي ﻜﻦ اﻟﻘﻮل إﻧﻪ أﺷﻬﺮ ﻣﻠﻮك اﻷﺳﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻮارﺛﺖ ا)ﻠﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ أورﺑﺎ إﻟﻰ ﺳﻦ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ واﻟﺴﺒﻌ .zﻓﻠﻤﺎذا ﻳﻜـﻮن ا)ـﻠـﻮك اﻟـﻌـﻈـﺎم ﻫـﻢ ا)ـﻠـﻮك ﻳﻌﻤﺮون ﻃﻮﻳﻼ? إن أﺣﺪ اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت ﻫﻮ أن اﳊﻜﺎم ﻃﻮال اﻟﻌﻤﺮ ﻨﺤﻮن اﻟﺬﻳﻦ ّ 219
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
اﻟﺘﺎرﻳﺦ أﺳﻤﺎءﻫﻢ ،وﻫﻲ اﻷﺳﻤﺎء ا)ﻌﺮوﻓﺔ ﻟﻌﻬﻮد اﻟﺘﺎرﻳﺦ .ﻓﻔﻲ ﻋﺎﻟﻢ ا)ـﻠـﻮك اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﺛﻮن اﻟﻌﺮوش ،ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﳊﻴﺎة اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻣﺮادﻓﺔ ﻓﻌـﻼ ﻟـﻠـﺤـﻜـﻢ اﻟﻄﻮﻳﻞ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻟﻮﻳﺲ اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻣﻠﻜﺎ إﺳﻤﻴﺎ ﻟﻔﺮﻧﺴﺎ ﻣﺪة ٧٢ﺳﻨﺔ ،وﺣﻜﻢ ﻓﻌﻼ ﻣـﺪة ٥٤ﺳﻨﺔ إذا أﺳﻘﻄﻨﺎ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺬي ﻗﻀـﺎه ﻓـﻲ ﻇـﻞ اﻟـﻮﺻـﺎﻳـﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻟﻌﺮش .وﻫﺬا اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻄﻮﻳﻞ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻟﻮﻳﺲ ﻋﻨﻮاﻧﺎ ﺑـﺎﻟـﻎ اﳉـﻮدة ﻷﺣـﺪاث اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻷورﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ ،وﻟﻠﻌﻘﺪ اﻷول أو ﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ .واﻟﺘﻌﺒﻴﺮ »ﻋﺼﺮ ﻟﻮﻳﺲ اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ« ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ اﺳﻤﺎ ﻟﻠﺤﻘﺒﺔ ﻛﻠﻬﺎ ،وﻫﻮ ﻟﻴﺲ اﺳﻤﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﺛﻘﺎﻓﻲ أﻳﻀﺎ. ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻬﺮة اﳊﻜﺎم ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﺪرﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺢ أﺳﻤﺎﺋﻬﻢ ﻟﻠﻌﻬـﻮد اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ،وﻫﻲ ﻗﺪرة ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺑﺪورﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل ﻋﻬﻮد ﻫﺆﻻء اﳊﻜﺎم ﻓﻼ ﺑﺪ أﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺘﺤﻜﻤﻮن ﻓﻲ ﻣﺪى اﻟﺸﻬﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺮزوﻧﻬﺎ .وﻋـﻠـﻰ ﻧـﻈـﺮﻳـﺔ »اﻟـﻘـﺪرة ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺢ اﻻﺳﻢ ﻟﻠﺤﻘﺒﺔ« أن ﺗﺴﻠﻢ ﻣﻊ ﺗﻮﻟﺴﺘﻮي ﺑﺄن »ا)ﻠﻚ ﻋﺒـﺪ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ... ـﻤﻲ اﻷﺣﺪاث ،وﻋﻼﻗـﺔ ـﻤﻮن ﺑﺎﻟﺮﺟﺎل اﻟﻌﻈﻤﺎء ﻫﻢ ﻣﺠـﺮد أﻟـﻘـﺎب ﺗـﺴ ّ ﻣﻦ ﻳﺴ ّ ﻫﺆﻻء اﻟﺮﺟﺎل ﺑﺎﻷﺣﺪاث ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ اﻷﺳﻤﺎء ﺴﻤﻴﺎﺗﻬﺎ .وﻛﻞ ﻓﻌـﻞ ﻣﻦ أﻓﻌﺎﻟﻬﻢ ﻗﺪ ﻳﺒﺪو ﻟﻬﻢ ﻓﻌﻼ أﻧﻪ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ إرادﺗﻬﻢ اﳋﺎﺻﺔ ،وﻟﻜﻨﻪ ﺑﺎ)ﻌﻨﻰ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻓﻌﻞ ﻻ إرادي ،ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎ)ﺴﺎر اﻟﻜﻠﻲ اﻟﺬي ﲢﺪد ﻣﻨﺬ اﻷزل« )1965- .(1969, pp. 343-344 وﻳﺒﺪو أن اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺘﻲ ﻃﺮﺣﻨﺎﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺣﻮل اﻟﻌﻈـﻤـﺔ ﺑـz رؤﺳﺎء اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺗﺆﻳﺪ ﻓﻜﺮة ﺗﻮﻟﺴﺘـﻮي ﺣـﻮل ﻣـﻦ ـﻨـﺤـﻮن اﻟﻌﺼﻮر أﺳﻤﺎءﻫﻢ .ﻓﺎ)ﺆﺷﺮ اﻟﺘﻨﺒﺌﻲ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻌﻈﻤـﺔ اﻟـﺮﺋـﺎﺳـﻴـﺔ ،أﻻ وﻫـﻮ ﻃﻮل ﻓﺘﺮة اﳊﻜﻢ ،ﻗﺪ ﺗﻜﻮن أﺳﺒﺎﺑﻪ ﻣﻮﻗﻔﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺮدﻳﺔ .ﻟـﻜـﻦ اﺧـﺘـﺒـﺎر ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻣﺴﻤﻰ اﻟﻌﺼﻮر ﻋﻠﻰ اﻟﺮؤﺳﺎء اﻷﻣﺮﻳﻜﻴ zﻳﻮاﺟﻪ اﻟﻌﺎﺋﻖ ا)ﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ أن ﻃﻮل ﻓﺘﺮة اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻗﺪ ﻳﻌﺘﻤﺪ ،إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ،ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﺸﺨﺼﻲ ،أي ﻋﻠﻰ ﻗﺪرة اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻛﺴﺐ اﻟﺘﺮﺷﻴﺢ ﺛﺎﻧﻴﺔ وﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮز ﺑﺎﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺛﺎﻧﻴﺔ .ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻟﻮ اﺧﺘﺮﻧﺎ ا)ﻠﻮك ﻹﺟﺮاء اﻟﺒﺤﺚ ﻟﺮ ﺎ ﺗﻮﺻﻠﻨﺎ إﻟﻰ ﻓﺤﺺ ﺗﻜﻮن ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ أﺛﺒﺖ ﺑﺸﺄن ﻫﺬه اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻷن ا)ﻠﻮك اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺘﻠﻮن اﻟـﻌـﺮوش أو ﻳـﺘـﻨـﺤـﻮن ﻋـﻨـﻬـﺎ ﻻ ﻳﻔﻌﻠﻮن ذﻟﻚ إﻻ ﻷﺳﺒﺎب ﻣﻮﻗﻔﻴﺔ. ﻟﻘﺪ ﻧﺘﺞ ﻋﻦ دراﺳﺔ أﺟﺮﻳﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ٣٤٢ﻣﻠﻜﺎ أورﺑﻴﺎ ﻣﻄﻠﻖ اﳊﻜﻢ ﲢﺪﺛﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻠ zاﻟﺜﺎﻧﻲ واﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘـﺎب ،ﺑـﻌـﺾ اﻟـﺘـﺄﻳـﻴـﺪ ﻟـﻮﺟـﻬـﺔ 220
روح اﻟﻌﺼﺮ
اﻟﻨﻈﺮ اﳋﺎﺻﺔ ـﺴـﻤـﻰ اﻟـﻌـﺼـﻮر ) .(Simonton, 1984 bإذ ﻜـﻦ إرﺟـﺎع ﻣـﺎ ﻳﺘﺮاوح ﺑـ zﺧُﻤﺴـﻲْ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﺸﻬﺮة اﳋﺎﺻﺔ ﺑﻬﺆﻻء ا)ﻠـﻮك وﺛـﻠـﺜـﻴـﻪ إﻟـﻰ ﻋﺪد اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ا)ﻬﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﺧﻼل ﻣﻠﻜﻬﻢ .ﻓﻜـﻠـﻤـﺎ زاد ﻋـﺪد ا)ﻌﺎرك واﻟﺘﻤﺮدات واﻟﺜﻮرات واﻹﺻﻼﺣﺎت واﻟﻘﻮاﻧ zوﻣﺎ ﺷﺎﺑﻪ ذﻟﻚ ،زادت ﻗﻴﻤﺔ إﻃﻼق اﺳﻢ اﳊﺎﻛﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﺼﺮه ،وﻣﻦ ﺛﻢ ازداد ﻴﺰه .وﻫﺬا اﻟﺜﺮاء ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻫﻮ ،دون ﺷﻚ ،ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻟﻄﻮل اﻟﻌﻬﺪ ،وﻃﻮل اﻟﻌـﻤـﺮ وﻫﻮ اﶈﺪد اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻄﻮل اﻟﻌﻬﺪ ﻃﺒﻌﺎ .ﻓﺎ)ﻠﻮك اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮن أﻃﻮل ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻳﺤﻜﻤﻮن ﻓﺘﺮة أﻃﻮل ،وﻃﻮل ﻓﺘﺮة اﳊﻜﻢ ﻳﺤﺪد ﻣﻘﺪار اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة اﳊﻜﻢ ،وﻫﺬا اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺮوز اﺳﻢ ا)ﻠﻚ اﺳﻤﺎ ﻟﻠﻌﺼﺮ ،أي )ﺎ ﻧﺪﻋﻮه ﺑﺎﻟﺸﻬﺮة. ﻫﻨﺎك ﻧﺘﻴﺠﺘﺎن أﺧﺮﻳﺎن ﲡﻌﻼن ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗﺴﻤﻴﺔ اﻟﻌﺼﺮ ﺑﺎﺳﻢ اﳊﺎﻛﻢ ﻣﻘﻨﻌﺔ ﺣﺘﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ .إذ ﻻ ﻳﻬﻢ ،ﺑﺎد £ذي ﺑﺪء ،ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻷﺣﺪاث إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ أم ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻣﺎداﻣﺖ ﻫﺬه اﻷﺣﺪاث ﻣﺴﺠﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﻮﻟﻴﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺦ .وﻋﺪد ا)ﻌﺎرك اﻟﺘﻲ ﺧﺴﺮﺗﻬﺎ ﻗﻮات اﻟﺪوﻟﺔ ﺧﻼل ﻋﻬﺪ ا)ﻠﻚ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺷﻬﺮﺗﻪ ﻗﺪر ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ا)ﻌﺎرك اﻟﺘﻲ ﻛﺴﺒﺘﻬﺎ .ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻋﺪد ا)ﻘﺎﻃﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﻓﻘﺪت ﻗﺪر ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﻋﺪد ا)ﻘﺎﻃﻌﺎت اﻟﺘﻲ اﻛﺘﺴﺒﺖ ،وﺗﺴﺎﻫﻢ اﻟﻐﺰوات اﻟﺘﻲ ﺷﻨﺘﻬﺎ أ© أﺧﺮى ﻋﻠﻰ اﻟﺪوﻟﺔ ﻗﺪر ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ اﻟﻐﺰوات اﻟﺘﻲ ﺷﻨﺘﻬﺎ اﻟﺪوﻟﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺿﺪ ﻏﻴﺮﻫـﺎ .ﻛـﻤـﺎ ﺗﺴﺎﻫﻢ وﻗﺎﺋﻊ ﻣﺜﻞ اﺠﻤﻟﺎﻋﺎت وا)ﺬاﺑﺢ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺐ اﻟـﻨـﺸـﺎط اﻟـﺘـﺎرﻳـﺨـﻲ اﻟـﺬي ﻳﻘﻒ ﺧﻠﻔﻪ ﻋﻈﻤﺔ ا)ﻠﻚ ا)ﻘﺪرة .ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺤﻜﻢ ا)ﻠﻚ ﻓﻴﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﺑﺼﻔﺘﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻣﺴﺎﻫﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﲢﺪﻳﺪ اﻟﺸﻬﺮة. ﻓﺎ)ﻌﺎرك اﻟﺘﻲ ﺷﻨﺖ ﺧﻼل ﻋﻬﺪ ا)ﻠﻚ ﻜﻦ ﺗﻘﺴﻴﻤﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﻌﺎرك ﻛﺎن اﳉﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ ﲢﺖ إﻣﺮﺗﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ وﻣﻌﺎرك ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ .ﻟـﻜـﻦ ﻫـﺬا اﻟـﺘـﻤـﻴـﻴـﺰ ﻻ ﻳﻘﺪم ﻣﺜﻘﺎل ذرة ﻣﻦ اﻟﻔﺮق .ﻓﻜﻤﻴﺔ اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ وﻟﻴﺲ ﻃﺒﻴﻌﺔ ا)ﺰاج أو ا)ﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﺬي ﻳﻘﻒ ﺧﻠﻒ ﺷﻬﺮة ا)ﻠﻚ. ﻟﻘﺪ ﻋﺮﺿﺖ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺳـﺎﺑـﻖ ﺑـﻌـﺾ اﻟـﺸـﻮاﻫـﺪ ﺣـﻮل أﺛـﺮ اﳋـﺼـﺎﺋـﺺ اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺮة ا)ﻠﻮك .وﺑﻴﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ أن ﺷﻬﺮة اﻟﻘـﺎﺋـﺪ ﻫـﻲ داﻟﺔ ﺗﺄﺧﺬ ﺷﻜﻞ ﺣﺮف Uﻣﻊ اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ وداﻟﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﺬﻛـﺎء ،وأن اﻟﺬﻛﺎء ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺮة ا)ﻠﻚ وﻋﻠﻰ ﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ أﻳﻀـﺎ ،وﻫـﻤـﺎ ﻣـﺤـﺪدان ﻏـﻴـﺮ 221
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻣﺒﺎﺷﺮﻳﻦ ﻟﻌﻈﻤﺔ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺬي ﻳﻌﻄﻲ ﻋﺼﺮه اﺳﻤﻪ .ﻛﻤﺎ أﻇﻬـﺮت أﻳـﻀـﺎ ،أن اﻟﺬﻛﺎء ﻳﺮﺗﺒﻂ إﻳﺠﺎﺑﻴﺎ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎدة ذات ا)ﺮﺗﺒﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ .ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﺧﺼﻮﺑﺔ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻣﻌ zداﻟﺔ ﻣﻨﺤﻨﻴﺔ ﺗﺄﺧﺬ ﺷﻜﻞ اﳊﺮف Uﻟﻠﻨﺰﻋﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻟﺪى اﻟﻘﺎﺋﺪ .ﻓﺎ)ﻠﻮك اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻋﻬﺪﻫﻢ ﺑﺄﻛﺒﺮ ﻋﺪد Yـﻜـﻦ ﻣـﻦ اﻷﺣـﺪاث ﻴﻠﻮن إﻟﻰ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا إﻣﺎ ﻋﺪ ﻲ اﻷﺧﻼق ﺎﻣﺎ أو ﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﺎﻟﻔﻀﻴﻠﺔ اﻟﺘﺎﻣﺔ. وﻳﺰداد اﺣﺘﻤﺎل ﻗﻴﺎم ا)ﻠﻮك اﻟﻈﺎ) zﺑﺸﻦ ﺣﻤﻼت ﻋﺪواﻧﻴﺔ ﺧﺎرج ﺑﻼدﻫﻢ أو ﺑﺎﻟﻘﻤﻊ داﺧﻞ اﻟﺒﻼدY ،ﺎ ﻳﺴﺘﺜﻴﺮ اﻟﻌﺼﻴﺎن وا)ﺼﺎﻋﺐ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ .أﻣﺎ ا)ﻠﻮك اﻷﻛﺜﺮ ورﻋﺎ ﻓﻘﺪ ﻳﺴﻌﻮن إﻟﻰ ﺷﻦ ﺣﺮوب ﻣﻘﺪﺳﺔ ﻓﻲ أراض أﺟﻨﺒﻴﺔ أو ﻟﺒﺪء إﺻﻼﺣﺎت داﺧﻠﻴﺔ ﺿﺪ اﻟﻔﺴﺎد واﻟﺮﺷﻮة ،وﻫﻲ ﺗﺪﺧﻼت ﻗﺪ ﺗﻌﻤﻞ ﻫﻲ اﻷﺧﺮى ﻋﻠﻰ زﻋﺰﻋﺔ ا)ﻮﻗﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ .أﻣﺎ ا)ـﻠـﻮك اﻟـﺬﻳـﻦ ﻻ ﺗـﺸـﻐـﻠـﻬـﻢ اﻻﻋـﺘـﺒـﺎرات اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ إﻟﻰ ﻫﺬا اﳊﺪ ،وﻛﺬﻟﻚ ا)ﻠﻮك اﻷﻗﻞ أﻧﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﻼ ﻳﻔﻌـﻠـﻮن اﻟـﻜـﺜـﻴـﺮ Yﺎ ﻜﻦ أن ﻳﻬﺰ ﻗﺎرب اﻟﺪوﻟﺔ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧـﻬـﻢ ﻻ ﻳـﺘـﺮﻛـﻮن أﺛـﺮا ﻳـﺬﻛـﺮ ﻋـﻠـﻰ ﻣﺴﻴﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺦ. ﻫﻨﺎك ﺧﺎﺻﻴﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ Yﻴﺰة أﺧﺮى ﻳﺒﺪو أﻧﻬﺎ وﺛﻴﻘﺔ اﻟﺼﻠـﺔ ـﻮﺿـﻮع اﻟﻌﻈﻤﺔ .ﻓﻄﻮل ﻓﺘﺮة اﻟﻌﻬﺪ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻣﺘﻼك ﺧﺼﺎﺋـﺺ اﻟـﻘـﻴـﺎدة .وﻟـﻘـﺪ ﻗـﺎم وودز ) (١٩١٣ﻣﻨﺬ وﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﻗﺪرات اﻟﻘﻴـﺎدة ﻟـﺪى ﻣـﻠـﻮك أورﺑـﺎ ﻓـﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻣﻨﻪ ﻹﺛﺒﺎت أن ﻣﺜﻞ ﻫﺬا ا)ﺘﻐـﻴـﺮ اﻟـﻔـﺮدي ﻳـﺮﺗـﺒـﻂ ﺑـﺎزدﻫـﺎر اﻷﺣـﻮال اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،وﺣﺘﻰ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ ﻟـﺪى اﻷﻣـﺔ .وﻗـﺪ وﺟـﺪ ﻓﻌﻼ أن ا)ﻠﻮك »اﻷﻗﻮﻳﺎء وا)ﺘﻮﺳﻄ zواﻟﻀﻌـﻔـﺎء ﻳـﺮﺗـﺒـﻄـﻮن ﺑـﻔـﺘـﺮات ﻗـﻮﻳـﺔ، وﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ،وﺿﻌﻴﻔﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ« .وﺗﺮاوﺣﺖ اﻻرﺗﺒﺎﻃﺎت ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﺛﻨﺘﻲ ﻋﺸﺮة أﻣﺔ ﻣﺎ ﺑ ٠٬٦٠ zو .٠٬٧٠وأﻳﺎ ﻛﺎن ﻗﺪر ﺗﺸﻜﻜﻨﺎ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ وودز ﻻزدﻫﺎر ﺣﺎل اﻷﻣﺔ ،وﻫﻮ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺮة اﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ،ﻓﺈن ﺗﻘﺪﻳﺮاﺗﻪ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﻮﺛﻮﻗﻴﺔ ﻋﺎﻟـﻴـﺔ ) .(Simonton, 1983 bواﻷﻫﻢ ﻫﻮ أن ﺗﻘﺪﻳﺮات اﻟﻘـﻴـﺎدة ﻫـﺬه ﻫﻲ واﺣﺪة ﻣﻦ ا)ﺆﺷﺮات اﻟﺘﻨﺒﺌﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻄﻮل اﻟﻌﻤﺮ. إن ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻔﺮدﻳﺔ ا)ﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺬﻛﺎء واﻟﻨﺰﻋﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ واﻟﻘﻴﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻬﺮة ،وﻫﻮ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻳﺤﺼﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮة وﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺆﺷﺮات اﻟﺸﻬﺮة ا)ﻠﻜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺒﺊ ﺑﺎﻛﺘﺴﺎب اﻟﻌﺼﺮ ﻻﺳﻢ اﳊﺎﻛﻢ ،ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﻌﺒﻘﺮي ﻗﺪ ﻳﻠﻌﺐ دورا ﻻ ﺗﻘﻞ أﻫﻤﻴﺘﻪ ﻋﻦ اﻟﺪور اﻟﺬي ﺗﻠﻌﺒﻪ روح اﻟﻌﺼﺮ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ .وﻳﻠﺨﺺ اﻟﺸﻜﻞ رﻗـﻢ ) (٦اﻹﺳﻬﺎم اﻟﻨﺴﺒﻲ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﺒﻘﺮي وروح اﻟﻌﺼﺮ ﻓﻲ ﺗﻜـﻮﻳـﻦ 222
روح اﻟﻌﺼﺮ
اﻟﺼﻮرة اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ .ﻻﺣﻆ أن ﻫﺬا اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺘﺨﻄﻴﻄﻲ ﻳﻀﻢ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻔﺮدﻳﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ )اﻟﺬﻛﺎء واﻟﻨﺰﻋﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ واﻟﻘﻴﺎدة( وا)ﺘﻐﻴﺮات اﻷرﺑﻌﺔ ا)ﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﺴﻠﺴﻠﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﲡﻌﻞ اﻟﻌﺼﺮ ﻳﻜﺘﺴﺐ اﺳﻢ اﳊﺎﻛﻢ )ﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ وﻓﺘﺮة اﳊﻜﻢ واﻟﻨﺸﺎط اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ وﺷﻬﺮ اﻟﻘﺎﺋﺪ( ﻻﺣﻆ أن ﻫﺬا اﻟﺸﻜﻞ ﻳﻀﻢ أﻳﻀﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻮاﻣﻞ ﻣﻮﻗﻔﻴﺔ .ﻓﺎﻟﺰﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻳﺆﺛﺮ ﻋـﻠـﻰ ﻛـﻞ ﻣـﻦ ﻛـﻤـﻴـﺔ اﻟـﻨـﺸـﺎط اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻣﻌ zوﻋﻠﻰ ﻃﻮل ﻫﺬا اﻟﻌﻬﺪ .و ﻴﻞ ﻗﺎدة اﻟﻌﻬﻮد ا)ﺘﺄﺧﺮة إﻟﻰ اﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﻔﺘﺮات ﺣﻜﻢ أﻃﻮل ﺗﻜﻮن ﻣﻠﻴﺌﺔ أﻛﺜﺮ ﺑﺎﻷﺣﺪاث .وﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺰﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺮﺗﺒﺔ داﺧﻞ اﻟﺴﻼﻟﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ،أو ﻣﻮﻗﻊ ا)ﻠﻚ ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﳊﻜﺎم ا)ﺘﺘﺎﺑﻌ zﻓﻲ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ .ﻓﺎﳊﻜﺎم ا)ﺒﻜﺮون ﻓﻲ اﻟﺴﻼﻟﺔ ﻴﻠﻮن إﻟﻰ أن ﺗﻜﻮن ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ أﻗﺼﺮ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﺤﻜﻤﻮن أﻳﻀﺎ ﻓﺘﺮة أﻃﻮل ،وﻫﻲ ﻣﻔﺎرﻗﺔ ﻜـﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ﺑﺎﳊﻘﻴﻘﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ إن أﻓﺮاد اﻟﺴﻼﻟﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻜﻦ أن ﻳﻌﺘﻠﻮا اﻟﻌﺮش وﻫﻢ أﺻﻐﺮ ﺳﻨﺎ دون اﳋﻮف ﻣﻦ اﻏﺘﺼﺎب اﻟﻌﺮش ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﺳﺦ أﻗﺪام ﻫﺬه اﻟﺴﻼﻟﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﻮﺟﺐ أن ﻳﻜﻮن اﳊﻜﺎم ﻓﻲ ا)ﺮﺣﻠﺔ ا)ﺒﻜﺮة ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺴﻼﻟﺔ أﻧﻀﺞ ،أي أﻛﺒﺮ ﺳﻨﺎ ،وأﻗﻞ ﺑﻘﺎء ﻓﻲ اﳊﻜﻢ ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﻌﺮش ﺿﺪ ا)ﺰاﺣﻤz ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ )اﻧﻈﺮ .(Sorokin, 1925, 1926 أﻣﺎ اﻟﻌﺎﻣﻞ ا)ﻮﻗﻔﻲ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻴﺘﻌﻠﻖ ﺑﻜﻮن اﻟﻘﺎﺋﺪ ﻣﻠﻜﺎ ﻓﻌﻼ أو وﺻﻴﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮش ﺣﻜﻢ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻮرﻳﺚ اﻟﺸﺮﻋﻲ ﻣﺎ ﻳﺰال ﻗﺎﺻﺮا. واﻷوﺻﻴﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮوش ﻴﻞ ﻋﻬﻮدﻫﻢ إﻟﻰ اﻟﻘﺼﺮ ،ﻟﻜﻦ أﻋﻤﺎرﻫﻢ ﻴﻞ إﻟﻰ اﻟﻄﻮل-ر ﺎ ﻷن وﺿﻌﻬﻢ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻬﺪد ا)ﻠﻚ ﻳﺤﻤﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺤﺎوﻻت اﻻﻏﺘﻴﺎل ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﻢ ﻳﺘﻮﻟﻮن ا)ﻨﺼﺐ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺆﻗﺖ. ﻟﻘﺪ أﺷﺮت إﻟﻰ ﻣﻘﺪار اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ اﻟﺬي ﻳﻔﺴﺮه ﻛﻞ ﻣﺘﻐﻴﺮ ﺗﻨﺒﺌﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﻜـﻞ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻨﺴﺐ ا)ﺌﻮﻳﺔ ا)ﻮﺟﻮدة إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻷﺳﻬﻢ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ .وﺗﻌﺪ اﻟﻌﻮاﻣـﻞ اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻣﺴﺆوﻟﺔ ﻓﻲ اﻷﻏﻠﺐ اﻷﻋﻢ ﻋﻦ أﻗﻞ ﻧﺴﺐ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ،وﻛﺎن اﻟﺬﻛﺎء أﻓﻀﻞ ﻫﺬه اﻟﻌﻮاﻣﻞ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎن إﺳﻬﺎم اﻟﻨﺰﻋـﺔ اﻷﺧـﻼﻗـﻴـﺔ أﻗـﻠـﻬـﺎ أﻫـﻤـﻴـﺔ .واﻟـﺬﻛـﺎء ﻳﻔﺴﺮ %٤ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ اﳋﺎص ﺑﻄﻮل اﻟﻌﻤﺮ و %٥ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ اﳋﺎص ﺑﺎﻟﺸﻬﺮة، أﻣﺎ اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻓﺘـﻔـﺴـﺮ أﻗـﻞ ﻣـﻦ %١ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣـﻦ اﻟـﺸـﻬـﺮة واﻟﻨﺸﺎط اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ .وﺗﻔﺴﺮ اﻟـﻘـﻴـﺎدة ﺣـﻮاﻟـﻲ %٢ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ اﳋﺎص ﺑـﻄـﻮل اﻟﻌﻬﺪ. أﻣﺎ اﻟﻌﻮاﻣﻞ ا)ﻮﻗﻔﻴﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻓﺘﻔﺴﺮ ﺗﺒﺎﻳﻨﺎ أﻛﺜﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم .ﻟﻜﻦ ا)ﻘﺪار 223
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
اﻷﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﺗﺘﻮﻻه اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻛﺘﺴﺎب اﻟﻌﺼﺮ ﻻﺳﻢ اﳊﺎﻛﻢ .إذ ﻜﻦ إرﺟﺎع ﺣﻮاﻟﻲ %٣٩ﻣﻦ ﺷﻬﺮة اﻟﻘﺎﺋﺪ إﻟﻰ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻓﻘـﻂ ،و %١٨إﻟﻰ ﻃﻮل اﻟﻌﻬﺪ ،أﻣﺎ ﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ ﻓـﻴـﻔـﺴـﺮ %٢٢ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺎﻳـﻦ ﻓـﻲ ﻃﻮل اﻟﻌﻬﺪ ،وﻗﺪ ﺣﺴﺒﺖ ﻫﺬه اﻟﻨﺴﺐ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل إﻃﺎر ﻣﺘﻌﺪد ا)ﺘﻐﻴﺮات Multivariateﲢﻜﻢ ﺑﺎﻟﻄﺮق ﻏﻴﺮ ا)ﺄﻟﻮﻓﺔ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻠﻰ ﺑﻬﺎ ا)ﻠﻚ أو ا)ﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮش أو ﺗﺨﻠﻴﺎ ﻋﻨﻪ .وﺗﺆﻳﺪ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺻﻴﻐﺔ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﻳـﺔ اﻛـﺘـﺴـﺎب اﻟﻌﺼﺮ ﻻﺳﻢ اﳊﺎﻛﻢ ،وﻫﻲ ﺻﻴﻐﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﺒـﻌـﺾ اﳋـﺼـﺎﺋـﺺ اﻟـﻔـﺮدﻳـﺔ ﻷن ـﺪم ﻟﻮﻳﺲ اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ اﺳﻤﺎ ﻣﻼﺋﻤـﺎ ﻟـﻌـﺼـﺮه ﺑـﺴـﺒـﺐ ﺗﺆدي دورﻫﺎ .ﻓﺮ ـﺎ ﻗ ّ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ وﻋﻬﺪه ا)ﺪﻳﺪ اﻟﻐﻨﻲ ﺑﺎﻷﺣﺪاث اﻟﺒﺎرزة ،ﻟﻜﻦ ﻣﻮاﻫﺒﻪ اﻟﻌﻘﻠـﻴـﺔ واﻟﻘﻴﺎدﻳﺔ ور ﺎ ﻧﺰﻋﺘﻪ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ أﺛﺮت ﻫﻲ أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﺴـﻠـﺔ اﻟـﺴـﺒـﺒـﻴـﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻛﺘﺴﺎب اﻟﻌﺼﺮ ﻻﺳﻢ اﳊﺎﻛﻢ .وﻣﻦ ﺛﻢ ﻜﻨﻨﺎ اﻟﻘﻮل إن ﻋﺒﻘﺮﻳﺘـﻪ اﻟﻔﺮﻳﺪة ﻗﺪ أﻋﻄﺖ ﻟﻌﺼﺮه ﻣﺬاﻗﻪ اﳋﺎص. اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻻﺧﻼﻗﻴﺔ
اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻔﺮدﻳﺔ
اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺬﻛﺎء ﺷﻬﺮة اﻟﻘﺎﺋﺪ
اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ
Relationship a=U-curve b=J-curve c=negative linear all others Positive linear
ﻃﻮل اﻟﻌﻬﺪ
ﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ
اﻟﻮﺻﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮش اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ
رﺗﺒﺔ اﻟﺴﻼﻟﺔ اﳊﺎﻛﻤﺔ
اﻟﻌﻮاﻣﻞ ا)ﻮﻗﻔﻴﺔ
اﻟﺸﻜﻞ رﻗﻢ )(٦ ﻣﻠﺨﺺ اﶈﺪدات اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ا)ﺒﺎﺷﺮة وﻏﻴﺮ ا)ﺒﺎﺷﺮة ﻟﺸﻬﺮة اﻟﻘﺎدة. وﻳﻈﻬﺮ ﻫﺬا اﻟﺸﻜﻞ ﺷﻜﻞ اﻟﻨﺴﺒﺔ ا)ﺌﻮﻳﺔ ﻟﻠﺘﺒﺎﻳﻦ أو اﻹﺳﻬﺎم ا)ﻔﺴﺮ ووﻇﻴﻔﺘﻬﺎ )ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﺳﺎ ﻨ .(1984b 224
روح اﻟﻌﺼﺮ
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ :ﻛﺎرﻻﻳﻞ أم ﺗﻮﻟﺴﺘﻮي؟
ﻣﻦ ا)ﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ا)ﻌﺎرك ﻧﻘﺎط ﲢﻮل ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ .ﻓﻘﺪ ﺗﻘﺮر ﻣﻌـﺮﻛـﺔ واﺣﺪة ﳒﺎح ﺮد أو ﻓﺸﻠﻪ ،ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻫﺰ ﺔ ﻟﻲ Leeﻓﻲ ﻏﻴﺘﺴﺒﺮغ .أو ﺗﻘﺮر ﺑﻘﺎء أﻣﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻧﺘﺼﺎر اﻹﳒﻠﻴﺰ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻄﻮل اﻹﺳﺒﺎﻧﻲ )اﻷرﻣﺎدا()×،(١٦ أو ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻗﺎﺋﺪ ،ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻫﺰ ﺔ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن ﻓﻲ ووﺗﺮﻟﻮ .وﻳﺮى ﺑﻌﺾ ا)ﺆرﺧ zﻫﺬه ا)ﻮاﺟﻬﺎت ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ اﻟﻠﺤﻈﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻮد ﻓﻴﻬﺎ إرادة اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة ﺳﻴﺎدة ﻣﻄﻠﻘﺔ. وﻫﻨﺎ ﻳﺒﺮز ﺗﻮﻣﺎس ﻛﺎرﻻﻳﻞ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺑ zﻫﺆﻻء ا)ﺆرﺧ zأﺻﺤﺎب ﻣﺬﻫﺐ ﻋﺒـﺎدة اﻟﺒﻄﻞ .وﻟﻢ ﻳﻜﻦ وﺿﻊ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن ﺿﻤﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ا)ﻘﺘﺼﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة ﺻﻨﺎع اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺘﻲ ﻧﺎﻗﺸﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﻜﻼﺳﻴـﻜـﻲ »ﺣـﻮل اﻷﺑـﻄـﺎل« On Heroesﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ا)ﺼﺎدﻓﺔ وﻟﻴﺲ ﻛﺎرﻻﻳﻞ ﻫﻮ ا)ﺆرخ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﻀﻊ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه ا)ﻨﺰﻟﺔ اﻟﺮﻓﻴﻌﺔ .ﻓﻨﺎﺑﻠﻴﻮن ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺷﻬﺮة ﺑ zﻛﻞ اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة اﻟـ ٣٠١ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺔ ﻛﻮﻛﺲ ) .(١٩٢٦وﻗﺪ ﻗﺎل اﻟﺪوق وﻟﻨﻐ ﺑﻌﺪ ﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮة ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﻫﺰ ﺔ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن ﻓﻲ ووﺗﺮﻟﻮ» :ﻛﻨﺖ أﻗﻮل ﻋﻨﻪ إن وﺟﻮده ﻓﻲ ا)ﻴﺪان ﻳﻌﺎدل ﻣﺎ ﻣﻘﺪاره أرﺑﻌﻮن أﻟﻒ رﺟﻞ«. ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ا)ﺆرﺧ zاﻵﺧﺮﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳـﻌـﺎرﺿـﻮن إﻋـﻄـﺎء ﻣـﺜـﻞ ﻫﺬه اﻷﻫﻤﻴﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻟﺸﺨﺺ ﻓﺮد .وﻣﻦ ﺑ zﻫﺆﻻء ﻟﻴﻮ ﺗﻮﻟﺴﺘﻮي اﻟﺬي ﻜﻦ أن ﺗﻘﺮأ رواﻳﺘﻪ »اﳊﺮب واﻟﺴﻼم« ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﺧﻄﺒﺔ ﻻذﻋﺔ ﺿﺪ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ وﻋﺒﻘﺮﻳﺔ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن ﺑﻮﺟﻪ ﺧﺎص .ﻓﻘﺪ ﻗﺎل ﺗﻮﻟﺴﺘﻮي ﺑﻌﺪ أن وﺻﻒ ا)ﻌﺮﻛﺔ ا)ﻠﺤﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻮرودﻳﻨﻮ» :ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن ﻫﻮ اﻟﺬي وﺟﻪ ﻣﺴﺎر ا)ﻌﺮﻛﺔ ﻷن أﻳﺎ ﻣﻦ أواﻣﺮه ﻟﻢ ﻳﻨﻔﺬ ،ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﺮف ﺧﻼل ا)ﻌﺮﻛﺔ ﻣﺎذا ﻳﺤﺪث أﻣﺎﻣﻪ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈن اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺘﻞ ﺑﻬﺎ ﻫﺆﻻء اﻟﻨﺎس ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ ﻟﻢ ﺗﻘﺮرﻫﺎ إرادة ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن ،ﺑﻞ ﺣﺪﺛﺖ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻨﻪ .و ﺎ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ إرادة ﻣﺌﺎت اﻵﻻف ﻣﻦ اﻟﻨﺎس اﻟﺬﻳﻦ ﺷﺎرﻛﻮا ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ ا)ﺸﺘﺮك« )1865-1868, .(p. 448 ﻣﻦ ا)ﺼﻴﺐ? ﻫﻞ أﺻﺎب ﻛﺎرﻻﻳﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺿﻊ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن ﺑ zﳒﻮم اﻟﺘﺎرﻳﺦ? أم أن ﺗﻮﻟﺴﺘﻮي ﻫﻮ اﻟﺬي أﺻﺎب ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺧﻀﻊ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن ﻟﻠﺤﺮﻛﺎت اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻏﻴﺮ ا)ﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻓﻲ ﻋﺼﺮه? ﻟﻘﺪ درﺳﺖ ﺳﻴﺮة ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن ووﺟﺪت أن ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ا)ﻮﻗﻔ zﻣﺎ ﻳﺒﺮره .(Simonton, 1979 b) .ﻓﻤﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻳﺼﻞ ﻣﻌﺪل ﳒﺎح ﻧﺎﺑﻠﻴـﻮن إﻟـﻰ ﻣـﺎ ﻳـﻘـﺎرب ﺿـﻌـﻒ ﻣـﻌـﺪل ﳒـﺎح زﻣـﻼﺋـﻪ ﻣـﻦ اﳉـﻨـﺮاﻻت 225
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
اﻟﻔﺮﻧﺴﻴ zاﻟﺬﻳﻦ ﺣﺎرﺑﻮا ﻋﺒﺮ اﻟﺴﻨﻮات ﻧﻔﺴﻬﺎ .وﻛﺎن ﻣﻌﺪل اﻧﺘﺼﺎر ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن ﺧﻼل اﻟﺜﻮرة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ واﳊﺮوب اﻟﻨﺎﺑﻠﻴﻮﻧﻴﺔ ،%٨٥ﺑﻴﻨﻤﺎ وﺻﻞ ﻣﻌﺪل اﻧﺘﺼﺎرات زﻣﻼﺋﻪ إﻟﻰ ﺣﻮاﻟﻲ ،%٤٧وﻳﻌﻨﻲ ﻫﺬا اﻟﺘﻔﺎوت ﻓﻲ اﻟﻜﻔﺎءة أن ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن ﻣﺴﺆول ﻋﻦ %٩ﻣﻦ ﺣﺠﻢ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﻨﺠﺎح اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻣﺎ ﺑ zﻋﺎﻣﻲ ١٧٩٦ و .١٨١٥ﻟﻜﻦ ﻓﺤﺺ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﻨﺼﺮ ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻦ ﺳﻨﺔ ﺑﺴﻨﺔ ،ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى. ﻳﻌﻄﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﻟﻠﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﺬي ﻃﺮﺣﻪ ﺗﻮﻟﺴﺘﻮي .ﻓﻘﺪ ﻛﺎن اﻻرﺗﺒﺎط ﺑz ﻣﻌﺪل ﳒﺎﺣﻪ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ وﻣـﻌـﺪل ﳒـﺎح زﻣـﻼﺋـﻪ ﻣـﺮﺗـﻔـﻌـﺎ ﺟـﺪا )ر= (٠٬٥٠ﻋﺒـﺮ اﻟﺴﻨﻮات اﻷرﺑﻊ ﻋﺸﺮة اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن ﻓﻴـﻬـﺎ ﻧـﺸـﻄـﺎ ﻓـﻲ ﻣـﻴـﺪان ا)ـﻌـﺎرك. وﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺗﺸﻴﺮ إﺷﺎرة ﻗﻮﻳﺔ إﻟﻰ أن ﻛﻞ اﳉﻨﺮاﻻت اﻟﻔﺮﻧﺴﻴ zﳒﺤﻮا أو ﻓﺸﻠﻮا اﻋﺘﻤﺎدا ﻋﻠﻰ ﻗﻮة آﻟﺔ اﳊﺮب اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ أو ﺿﻌﻔﻬﺎ .وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﺗﻮﻟﺴﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﻓﻲ إرﺟﺎﻋـﻪ ﻫـﺬه اﻟـﻘـﻮة إﻟـﻰ اﻟـﺮوح اﳉـﻤـﺎﻋـﻴـﺔ ﻟـﺪى ﻋـﺎﻣـﺔ أﻓـﺮاد اﳉﻴﺶ ،أو ﻓﻲ أن اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻠﻌﺐ دورا رﺋﻴﺴﻴﺎ. وأﻳﺎ ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ،ﻓﺈن روح اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ وﻓﺮت اﻟﺸﺮوط اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﻻﻧﺘﺼﺎر ﻓﺮﻧﺴﺎ أو ﻫﺰ ﺘﻬﺎ .وﻗﺪ ﻜﻦ إرﺟﺎع %٢٥ﻣﻦ اﻟﺘﺬﺑﺬﺑﺎت ﻋﺒﺮ اﻟﺴﻨﻮات ﻓﻴﻤﺎ أﺻﺎب اﻟﻔﺮﻧﺴﻴ zﻣﻦ ﺣﻆ ﺳﻌﻴﺪ أو ﻋﺎﺛﺮ إﻟـﻰ اﻟـﻌـﻮاﻣـﻞ اﻟـﻨـﺸـﻄـﺔ ﻓـﻲ روح اﻟﻌﺼﺮ .ر ﺎ ﻛﺎن ﻛﺎرﻻﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ،ﻟﻜﻦ ﺗﻮﻟﺴﺘﻮي ر ﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﺣﻖ أﻛـﺜـﺮ ﻣﻨﻪ. ﻏﻴﺮ أن ﺣﺴﻢ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﺑﺪراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ واﺣﺪة ﻣﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﳉﻨﺮال واﺣﺪ ﻗﺪ ﻳﻌﺪ أﻣـﺮا ﻣـﺘـﻌـﺠـﻼ .ﻟـﺬا ﲡـﺎوزت ﻓـﻲ دراﺳـﺔ أﺧـﺮى ﻣـﻦ دراﺳﺎت اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﳊﻘﺒﺔ اﻟﻨﺎﺑﻠﻴﻮﻧﻴﺔ ) .(Simonton, 1980 aوﺣﺪدت أوﻻ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘ zﻣﻦ ا)ﺆﺷﺮات اﻟﺘﻨﺒﺌﻴﺔ ا)ﻤﻜﻨﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎح اﻟﻌﺴﻜـﺮي، ﺗﺮﻛﺰ أوﻟﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﳋﺼﺎﺋﺺ اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻟﺪى ﻗﺎدة اﳉﻴـﻮش ا)ـﺘـﺼـﺎرﻋـﺔ .أﻣـﺎ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ا)ﺆﺷﺮات اﻟﺘﻨﺒﺌﻴﺔ ﻓﺘﻜﻮﻧﺖ ﻣـﻦ اﳋـﺼـﺎﺋـﺺ ا)ـﻮﻗـﻔـﻴـﺔ ا)ﻤﻴﺰة ﻟﻠﺠﻴﻮش ا)ﺘﺼﺎرﻋﺔ .وﻗﺪ ﻛﺎن اﻟﻌﻤﺮ اﻟﻨﺴﺒﻲ ،وﻛﺬﻟﻚ ﺧﺒﺮة ﻛﻞ ﻗﺎﺋﺪﻳﻦ ﻣﺘﺼﺎرﻋ ،zﻣﻦ ﺑ zاﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻔﺮدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻫﺎ ،ﺑﻴﻨـﻤـﺎ ﻛـﺎن ﻣـﻦ ﺑـz اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻮاﻣﻞ ا)ﻮﻗﻔﻴﺔ :اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﻮﻃﻦ ،وﺣﺠﻢ اﳉﻴـﺶ ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﻴﺶ اﻵﺧﺮ .ﺛـﻢ ﺣـﺴـﺒـﺖ اﻟـﻨـﺠـﺎح ﻓـﻲ ﻣـﻴـﺪان ا)ـﻌـﺎرك ﺑـﻄـﺮﻳـﻘـﺘـz ﻣﺨﺘﻠﻔﺘ :zاﻟﻨﺼﺮ اﻟﺘﻜﺘﻴﻜﻲ اﻟﻔﻌﻠﻲ واﻟﻌﺪد اﻟﻨﺴﺒـﻲ ﻟـﻠـﺨـﺴـﺎﺋـﺮ ﻣـﻦ اﻟـﻘـﺘـﻠـﻰ واﳉﺮﺣﻰ وا)ﻔﻘﻮدﻳﻦ ﻓﻲ ا)ﻌﺮﻛﺔ .وﻗﺪ أﻣﻜﻦ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ 226
روح اﻟﻌﺼﺮ
ﻋﻦ ٣٢٦ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻣﻌﻴﺎر اﻟﻨﺼﺮ اﻟﺘﻜﺘـﻴـﻜـﻲ و ٢٠٥ﻣﻌﺎرك ﺑﺎﺳﺘﺨـﺪام ﻣﻌﻴﺎر اﳋﺴﺎﺋﺮ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ. ﻜﻦ ﲢﺪﻳﺪ اﻟﻈﺎﻓﺮ ﺗﻜﺘﻴﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﻴﺪان ا)ﻌﺎرك ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺤﻴﺢ وﺑﻨﺴﺒـﺔ %٧٠ﻣﻦ ا)ﺮات ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام أرﺑﻌﺔ ﻣﺘﻐﻴﺮات ﻓﻘﻂ .ﻓﺄوﻻ :ﻳﻜﻮن ﻟﺪى اﳉﻨﺮال ا)ﻨﺘﺼﺮ ﺳﻨﻮات ﻣﻦ اﳋﺒﺮة أﻛﺜﺮ Yﺎ ﻳﺘﻮاﻓﺮ ﻟﻐﺮ ﺔ .وﺛﺎﻧﻴﺎ :إن اﻟﻘﺎﺋﺪ ا)ﻈﻔﺮ ﻳﺄﺗﻲ إﻟﻰ ا)ﻌﺮﻛﺔ وﺧﻠﻔﻪ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺼﺎرات ﻳﺒﻠﻎ ﻃﻮﻟـﻬـﺎ ﺗـﺴـﻌـﺔ أﺿﻌﺎف ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻧﺘﺼﺎرات ﻏﺮ ﺔ .وﺗﺘﻔﻖ ﻫﺬه اﻟﻨﺘـﻴـﺠـﺔ ﻣـﻊ ﻣـﺒـﺪأ اﻟـﻔـﺎﺋـﺪة ا)ﺘﺮاﻛﻤﺔ اﻟﺬي ﻧﺎﻗﺸﻨﺎه ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﳋﺎﻣﺲ) .واﳊﻘﻴﻘﺔ أن ﻃﻮل اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ا)ﺘﺼﻠﺔ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺼﺎرات ﻟﺪى ﺟﻨﺮال ﻣﻌ zﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ ارﺗﻔﺎع درﺟﺔ ارﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﻣﻊ اﳋﺒﺮة اﻟﻘﺘﺎﻟﻴﺔ اﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺔ أن ﻫﺬﻳﻦ ا)ﺘﻐﻴﺮﻳﻦ ﻣﺘﻜﺎﻓﺌـﺎن ﺗـﻘـﺮﻳـﺒـﺎ :ر= :(%٩٨ ﻓﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﳉﻨﺮال ﻓﻴﻬﺎ أن ﻳﺨـﻮض ﻣـﻌـﺎرك ﻋـﺪﻳـﺪة ﻫﻲ أن ﻳﻜﺴﺐ ﻫﺬه ا)ﻌﺎرك ﻷن اﳋﺎﺳﺮﻳﻦ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺒﺪﻟﻮن .وا)ـﺆﺷـﺮ اﻟﺘﻨﺒﺆي اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻫﻮ ﻣﺪى اﺳﺘﻌﺪاد اﻟﻘﺎﺋﺪ ﻟﻠﻤﺒﺎدأة ﺑﺎﻟﻬﺠﻮم .ﻓﺎﻟﻘﺎدة ا)ﻨﺘﺼﺮون ﻫﻢ ﻏﺎﻟﺒﺎ اﻟﻘﺎدة اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻬﺎﺟﻤﻮن أوﻻ ،إذ ﻳﺠﺒﺮ ﻫﺬا اﻟﻘﺎﺋﺪ ﺧﺼﻤﻪ ،ﺑﺎﻣﺘﻼك زﻣﺎم ا)ﺒﺎدرة ،ﻋﻠﻰ أن ﻳﺘﺨﺬ ﻣﻮﻗﻔﺎ ﻣﺪاﻓﻌﺎ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻻﺳﻜﻨﺪر اﻷﻛﺒﺮ وﻳﻮﻟﻴﻮس ﻗﻴﺼﺮ وﺟﻨﻜﻴﺰ ﺧﺎن وﻓﺮدرﻳﻚ اﻟﻌﻈﻴﻢ وﻧﺎﺑﻠﻴﻮن ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻣﻴﺎﻟ zداﺋﻤﺎ ﻟﻠﻬﺠﻮم أوﻻ. إن ﻫﺬه ا)ﺆﺷﺮات اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺒﺄ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ اﻟﺘﻜﺘﻴﻜﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﺧﺼﺎﺋﺺ Yﻴﺰة ﻟﻠﺠﻨﺮال ذاﺗﻪ .أﻣﺎ ا)ﺆﺷﺮ اﻟﺮاﺑﻊ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻣﻮﻗﻔﻴﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ ،وﻫﻮ اﻟﻘﻴﺎدة ا)ﺘﻌﺪدة .ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺪﻣﺞ ﺟﻴﺸﺎن أو أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أ© ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﻗﻮة واﺣﺪة ﻣﺘﺤﺎﻟﻔﺔ ﻓﺈن اﻟﻘﺎدة اﻵﻣﺮﻳﻦ ا)ﺴﺘﻘﻠ zﻗﺪ ﻳﻜﻮﻧﻮن ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺷﺮاﻛﺔ أﻧﺪاد ﻻ ﻳﺨﻀﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﺒﻌﺾ ..وﻣﻦ اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﺸﻬﻴﺮة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﺜﻨﺎﺋﻲ اﻟﺬي ﺗﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺪوق ﻣﺎرﻟﺒﻮرو واﻷﻣﻴﺮ ﻳﻮﺟ zأﻣﻴﺮ ﺳﺎﻓﻮي ﻟﻘﻴﺎدة اﻟﻘﻮات اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ واﻟﻬﻮﻟﻨﺪﻳﺔ واﻟﻨﻤﺴﻮﻳﺔ ﺿﺪ ﺟﻴﻮش ﻟﻮﻳﺲ اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ. وﻗﺪ أدى ﻫـﺬا اﻻﻧـﺪﻣـﺎج إﻟـﻰ اﻟـﻨـﺼـﺮ وإﻟـﻰ ﻛـﺎرﺛـﺔ ﻧـﺰﻟـﺖ ﺑـﻄـﻤـﻮﺣـﺎت ا)ـﻠـﻚ اﻟﺸﻤﺲ)× (١٧ﻓﻲ أورﺑﺎ .وﻫﺬه ا)ﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻈﺎﻓﺮة ﺗﻮﺿﺢ ﻧﺰﻋﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ: ﻓﺎﳉﻴﻮش اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻀﻊ ﻹﻣﺮة اﺛﻨ zأو أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﳉﻨﺮاﻻت ا)ﺘﻌـﺎوﻧـ zـﻴـﻞ إﻟﻰ أن ﺗﻜﺴﺐ ا)ﻌﺎرك .وﻫﺬا اﻟﻌﺎﻣﻞ ا)ﻮﻗﻔﻲ وﺣﺪه ﻣﺴـﺆول ﻋـﻦ %١٤ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻗﻮة ا)ﺆﺷﺮ اﻟﺘﻨﺒﺌﻲ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻔﺮدﻳﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻷﺧﺮى ﻣﺴﺆوﻟﺔ 227
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻋﻦ %٨٦ﻣﻦ اﻟﺘﻨﺒﺆ اﻟﻌﺎم .وﻫﻜﺬا ﻳﺒﺪو ﻣﻦ ﻣﻌﻴﺎر اﻟﺒﺮاﻋـﺔ اﳊـﺮﺑـﻴـﺔ ﻫـﺬا أن ﻛﺎرﻻﻳﻞ ﻗﺪ اﻧﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻟﺴﺘﻮي. واﻟﻐﺮﻳﺐ أن اﳊﺠﻢ اﻟﻨﺴﺒﻲ ﻟﻠﺠﻴﺶ ﻟﻴﺲ ﻣﺆﺷﺮا ﺣﺎﺳﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎح اﻟﺘﻜﺘﻴﻜﻲ .وﻗﺪ ﻛﺎن ﻓﻮﻟﺘﻴﺮ ﻣﺨﻄﺌﺎ ﺣ zﻗﺎل» :إن اﻟﻠﻪ ﻳﺴﺎﻧﺪ اﻟﻜﺘﺎﺋﺐ اﻟﻜﺒﻴﺮة داﺋﻤﺎ« .وأﺣﺪ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﲡﻌﻞ ﺣﺠﻢ اﳉﻴﺶ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻠﺘﻨﺒﺆ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ ﻫﻮ أن أﺣﺠﺎم اﻟﻘﻮات ا)ﺘﻌﺎرﻛﺔ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ .واﻻرﺗﺒﺎط ﻣـﺎ ﺑ zأﺣﺠﺎم اﳉﻴﻮش اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﻀﺎ ﻫﻮ .% ٧٤وﺗﻮﺟﺪ أﻣﺜﻠﺔ ﻛﺜﻴﺮة ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻋﻠﻰ ﻗﺎدة ﺟﺴﻮرﻳﻦ ﻗﺎدوا رﺟﺎﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻗﻮات ﻣﺘﻔﻮﻗﺔ ﻋﻠﻴﻬـﻢ ﻋﺪدﻳﺎ ﺑﺪرﺟﺔ ﻣﺨﻴﻔﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﺣﺎل اﻻﺳﻜﻨﺪر ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬـﺔ ﻗـﻮات دارﻳـﻮس ﻓﻲ إﻳﺴﻮس ،وﻳﻮﻟﻴﻮس ﻗﻴﺼﺮ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻓﻴـﺮﺳـﻨـﺠـﺘـﻮ رﻳـﻜـﺲ ﻓـﻲ أﻟـﻴـﺰﻳـﺎ، وﺗﺸﺎرﻟﺰ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ ﺿﺪ ﺑﻄﺮس اﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﻧﺎرﻓﺎ ،وﻓـﺮدرﻳـﻚ اﻷﻛـﺒـﺮ ﺿـﺪ اﻷﻣﻴﺮ ﺗﺸﺎرﻟﺰ ﻓﻲ ﻟﻴﻮﺛ .zﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻫﻲ ﻣﺠﺮد اﺳﺘـﺜـﻨـﺎءات ﺗـﻮﻓـﺮت ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﻘﻮة اﻷﺻﻐﺮ ﺑﻌﺾ ا)ﺰاﻳﺎ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟـﻴـﺔ أو اﳉـﻐـﺮاﻓـﻴـﺔ أو اﻟـﺘـﻮﻗـﻴـﺘـﻴـﺔ ﻋﻮﺿﺖ ﻋﻦ اﻟﺘﻔﺎوت ﻓﻲ اﳊﺠﻢ. و ﺎ أن اﻻرﺗﺒﺎط ﺑ zاﳊﺠﻢ اﻟﻨﺴﺒﻲ ﻟﻘﻮات اﳉﻨﺮال وﺑ zﻧﺰوﻋﻪ ﻟﻠﻤﺒﺎدرة ﺑﺎﻟﻬﺠﻮم ﻫﻮ ارﺗﺒﺎط ﻣﻨﺨﻔﺾ )ر= (٠٬١٦ﻓﺈن ﻋﺪد اﳉﻨﻮد ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ اﳉﺎﻧﺒ zا)ﺘﺤﺎرﺑ zﻳﺆﺛﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮا ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺠﺎح اﻟﻌﺴﻜﺮي .واﻟﻘﺎدة اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺮﻓﻮن أن ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺗﻔﻮﻗﺎ ﻓﻲ ﺣﺠﻢ اﻟﻘﻮات ﻳﻜﻮﻧﻮن أﻣﻴﻞ ﻟﺸﻦ اﻟﻬﺠﻮم أوﻻ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﺗﻈﻞ اﳊﻘـﻴـﻘـﺔ ﻫـﻲ أن اﻟـﺘـﻔـﻮق اﻟـﻌـﺪدي ﻟـﻴـﺲ ﻟـﻪ أي ﺗـﺄﺛـﻴـﺮ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺘﻴﺠﺔ ا)ﻌﺮﻛﺔ. وإذا ﻣﺎ ﻗﻴﺲ اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ ا)ـﻌـﺮﻛـﺔ ﺣـﺴـﺐ ا)ـﻌـﻴـﺎر اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ ،أي ﻗـﻠـﺔ ﻋـﺪد اﳋﺴﺎﺋﺮ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﻲ ا)ﻌﺮﻛﺔ ﻓﺈن ﺣﺠﻢ اﳉﻴﺶ اﻟﻨﺴﺒﻲ ﺳﻴﻤـﺪﻧـﺎ ﺑـﺄﻓـﻀـﻞ ﻣﻌﻴﺎر ﺗﻨﺒﺌﻲ ﻟﻠﻨﺠﺎح اﻟﻌﺴﻜﺮي )ﺑﻴﺘﺎ = .(٠٬٢٧وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﳋﺴﺎﺋﺮ اﻟﺘﻲ ﻳﺒﺘﻠﻲ ﺑﻬﺎ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ ﻴﻞ إﻟﻰ اﻻرﺗﺒﺎط ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺮﺗﻔﻊ )ر = (٠٫٧٤ﻓﺈن اﳉﺎﻧﺐ ا)ﻨﺘﺼﺮ ﻳﻜﻮن ﻓﻲ وﺿﻊ أﻓﻀﻞ :ﻓﻤﻌﺪل ﻋﺪد اﻟﻘﺘﻠﻰ واﳉﺮﺣﻰ وا)ـﻔـﻘـﻮدﻳـﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻨﺘﺼﺮ ﻛﺎن ٥٣٢٦ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﻫﺬا اﻟﻌﺪد ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻬﺰوم ،٨٨٤١أي ﻣﺎ ﻧﺴﺒﺘﻪ %١٤ﻟﻠﺠﺎﻧﺐ ا)ﻨﺘﺼﺮ و %٢٣ﻣﻦ اﳉﺎﻧﺐ ا)ﻬﺰوم .واﳊﻘﻴﻘﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ إن ﺣﺠﻢ اﳉﻴﺶ ﻳﺘﻨﺒﺄ ﻴﺰة ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻋﺪد اﳋﺴﺎﺋﺮ ﻻ ﺗﺘﻨﺎﻗﺾ واﳊﻘﻴﻘﺔ ا)ﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ اﻟﺘﻜﺘﻴﻜﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺣﺠﻢ اﳉﻴﺶ- 228
روح اﻟﻌﺼﺮ
ﻣﻊ أن ﻗﻠﺔ ﻋﺪد اﳋﺴﺎﺋﺮ ﻣﻌﻴﺎر ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺘﻨﺒﺆ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ .واﻟﻮاﻗﻊ أن اﻻرﺗﺒﺎط ﺑ zاﻟﻮﺿﻊ اﻷﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻋﺪد اﳋﺴﺎﺋﺮ واﻟﻨﺼﺮ ﻫﻮ ارﺗﺒﺎط ﺑﻌﻴﺪ ﺎم اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﻜﻤﺎل )ر= .(٠٬٥١ﻓﺒﻌﺾ اﻟﻈﺎﻓﺮﻳﻦ ﻳﻜﺴﺒﻮن ﻣﻌﺎرﻛﻬﻢ ﺑﺎﺳﺘﻌﺪادﻫﻢ ﻟﺘﺤﻤﻞ أﻋﺪاد ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺑﻌﺾ اﳋﺎﺳﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﲡﻨﺐ اﳋﺴﺎرة اﻟﻔﺎدﺣﺔ ﻓﻲ اﻷرواح ﺑﺎﻻﻧﺴﺤﺎب اﻟﺴﺮﻳﻊ. ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻌﻈﻢ ا)ﺆﺷﺮات اﻟﺘﻨﺒﺌﻴﺔ ا)ﺘﺒﻘﻴﺔ ا)ﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄﻓﻀﻠـﻴـﺔ اﻟـﻮﺿـﻊ ﻣـﻦ ﺣﻴﺚ ﻋﺪد اﳋﺴﺎﺋﺮ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ا)ﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ اﻟﺘﻜﺘـﻴـﻜـﻲ .وا)ـﺆﺷـﺮ اﻟـﻮﺣـﻴـﺪ ا)ﺸﺘﺮك ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺆﺷﺮ اﻟﻘﻴﺎدة ا)ﺸﺘﺮﻛﺔ .ﻓﺄﻓﻀﻠﻴﺔ اﻟﻮﺿﻊ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻋﺪد اﳋﺴﺎﺋﺮ ﺗﻜﻮن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﻴﺎب ﻫﺬا ا)ﺆﺷﺮ داﻟﺔ )ﺆﺷﺮﻳﻦ ﺗﻨـﺒـﺌـﻴـ zآﺧـﺮﻳـﻦ، أﺣﺪﻫﻤﺎ ﻣﻮﻗﻔﻲ واﻵﺧﺮ ﻓﺮدي ،وا)ﺘﻐﻴﺮ ا)ﻮﻗﻔﻲ ا)ﺘﺒﻘﻲ ﻫﻮ ﺗـﺎرﻳـﺦ ا)ـﻌـﺮﻛـﺔ ﻓﻔﻲ اﻷزﻣﻨﺔ اﻟﻘﺪ ﺔ ﻛﺎن اﻟﺘﻔﺎوت ﻓﻲ ﻋﺪد اﳋﺴﺎﺋﺮ اﻟﺘﻲ ﲢﻴﻖ ﺑﻜﻞ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﺒﻴﺮا ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ،ﻷن اﳉﻴﺶ ا)ﻨﺘﺼﺮ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺘﻌﻘﺐ اﳉﻴـﺶ ا)ـﻬـﺰوم وذﺑﺤﻪ .ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﻬﺰاﺋﻢ ا)ﻨﻜﺮة أﺻﺒﺤﺖ ﻣﻊ ﻇﻬﻮر ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻷﺳﻠﺤﺔ اﳊﺪﻳﺜﺔ واﳊﺮوب اﻟﻀﺨﻤﺔ واﻻﻧﻀﺒﺎط اﻟﻌﺴﻜﺮي ا)ﺘﻨﺎﻣﻲ أﻧﺪر ﺑﻜﺜﻴﺮ .ﻓﺎﳉـﻴـﺸـﺎن أﺻﺒﺤﺎ اﻵن ﻳﻌﺮﻓﺎن ﻣﻌﻨﻰ اﻹﺑﺎدة ا)ﺘﺒﺎدﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻗـﺪ ﻳـﺘـﻜـﺒـﺪ ا)ـﻨـﺘـﺼـﺮ ﻓـﻴـﻬـﺎ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﺗﻜﺎد ﺎﺛﻞ ﺧﺴﺎﺋﺮ ا)ﻬﺰوم. ﺗﺘﻨﺒﺄ اﻟﻌﻮاﻣﻞ ا)ﻮﻗﻔﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺤﺠﻢ اﳉﻴﺶ ،واﻟﻘﻴﺎدة ا)ﺸﺘﺮﻛﺔ ،وﺗﺎرﻳﺦ ا)ﻌﺮﻛﺔ ﺑﺤـﻮاﻟـﻲ %٨٣ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ اﻟﻘﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﻔﺴـﻴـﺮ ﻓـﻲ اﻟـﻮﺿـﻊ اﻷﻓـﻀـﻞ ﻣـﻦ ﺣﻴﺚ ﻋﺪد اﳋﺴﺎﺋﺮ .أﻣـﺎ ا)ـﺆﺷـﺮ اﻟـﺒـﺎﻗـﻲ ﻓـﻬـﻮ ﻣـﺆﺷـﺮ ﻓـﺮدي ﻳـﺘـﻌـﻠـﻖ ﺑـﻌـﺪد اﻻﻧﺘﺼﺎرات ا)ﺘﻼﺣﻘﺔ ﻟﺪى اﻟﻘﺎدة ا)ﺘﺤﺎرﺑ .zﻓﺎﻟﻘـﺎﺋـﺪ اﻟـﺬي ﻛـﺴـﺐ اﻟـﻌـﺪد اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ا)ﻌﺎرك ﻓﻲ ا)ﺎﺿﻲ ﺳﻴﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺧـﺴـﺎﺋـﺮ أﻗـﻞ .ﻛـﺬﻟـﻚ ﻓـﺈن ﻋـﺪد اﻻﻧﺘﺼﺎرات اﻟﺘﻲ ﺣﻘﻘﻬﺎ اﻟﻘﺎﺋﺪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺣﺘﻰ وﻗﺖ ا)ﻌﺮﻛﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﺳﺘﻌﺪاده ﻟﻠﻤﺒﺎدرة ﺑﺎﻟﻬﺠﻮم )ر= .(٠٬٢٥وﻣﻦ اﶈﺘﻤﻞ ﺟﺪا أن ﺣﺰم اﻟﻘﺎﺋﺪ ﻓﻲ ا)ﻌﺮﻛـﺔ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻋﺪد اﳋﺴﺎﺋﺮ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻜﻨﻨﺎ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﻌﺮﻓﺔ ا)ﻨﺘﺼﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺒﺎد £ﺑﺎﻟﻌﺪوان .إذ أن ﻣﻌﻈﻢ اﳋﺴﺎﺋﺮ ﲢﺪث ﺑـﻌـﺪ أن ﲢﺴﻢ ا)ﻌﺮﻛﺔ .أﻣﺎ اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻛﻮن ا)ﺒﺎدرة ﺑﺎﻟﻬﺠﻮم ﻻ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻣﺆﺷﺮ ﻓﺮدي ﻳﺘﻨﺒﺄ ﺑﻮﺿﻊ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻋﺪد اﳋﺴﺎﺋﺮ ﻓﻬﻮ أن ا)ﺒﺎدرة ﻻ ﲢﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ اﻷﻧﻔﺲ إﻻ إذا ﳒﺢ اﻟﻬﺠﻮم .و ﺎ أن ﻣـﺆﺷـﺮ اﻻﻧـﺘـﺼـﺎرات ا)ـﺘـﻼﺣـﻘـﺔ ﻳﺸﻜﻞ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻣﻦ ﺑ zا)ﺆﺷﺮات اﻟﺘﻨﺒﺌﻴﺔ اﻷرﺑﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺴﺮ ﻣﻌﺎ %١٨ 229
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ اﻟﻜﻠﻲ ﻓﻲ أﻓﻀﻠﻴﺔ اﻟﻮﺿﻊ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻋﺪد اﳋﺴﺎﺋﺮ ﻓـﻲ ا)ـﻌـﺎرك ﻓﺈن ﺗﻮﻟﺴﺘﻮي ،وﻓﻘﺎ ﻟﻬﺬا ا)ﻌﻴﺎر اﳋﺎص ﺑﺎﻟﻨﺠﺎح اﻟﻌﺴﻜﺮي ،ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ﻫـﺰم ﻛﺎرﻻﻳﻞ .أي أن ا)ﻮﻗﻒ ﻟﻪ اﻟﻴﺪ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮد ﻓﻲ ﲢﺪﻳﺪ أي ﺟـﺎﻧـﺐ ﻣـﻦ اﳉﺎﻧﺒ zﻫﻮ اﻟﺬي ﺳﻴﺘﻜﺒﺪ ﺧﺴﺎﺋﺮ أﻛﺜﺮ ﻓﻲ ا)ﻌﺮﻛﺔ. ﻋﻠﻰ أن ﻣﺎ ﻳﺜﻴﺮ اﻟﺪﻫﺸﺔ ﻓﻲ ﺿﻮء ا)ﻨﺎﻗﺸﺔ ا)ﻄﺮوﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻫﻮ أن ﻋﻤﺮ اﻟﻘﺎﺋﺪﻳﻦ ا)ﺘﺤﺎرﺑ zﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﻟـﻠـﺘـﻨـﺒـﺆ ﺑـﺎﻟـﻨـﺠـﺎح اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻣﻦ ﺧﻼل أي ﻣﻦ ا)ﻌﻴﺎرﻳﻦ ا)ﻄﺮوﺣ zﻓﻲ ا)ﻨﺎﻗﺸﺔ اﳊﺎﻟﻴﺔ .ﻟﻜﻦ ﻟﻠﻌﻤﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻏﻴﺮ ا)ﺒﺎﺷﺮ ﻋﻠﻰ اﻹﳒﺎز اﻟﻌﺴﻜﺮي .ﻓﻜﻠﻤﺎ اﻗﺘﺮب اﻟﻘﺎﺋﺪ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ اﻟﺬروة اﻟﻮاﺿﺢ ،وﻫﻮ اﳋﺎﻣﺴـﺔ واﻷرﺑـﻌـﻮن ،زادت ﺧـﺒـﺮﺗـﻪ وﻃـﺎﻟـﺖ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻜﺎﺳﺒﻪ واﻟﻮاﻗﻊ أن اﻟﻨﺰوع ﻧﺤﻮ اﻟﺒﺪء ﺑﺸﻦ اﻟﻬﺠﻮم ﻓﻲ ا)ـﻌـﺮﻛـﺔ ﻫـﻮ داﻟﺔ ﺳﺎﻟﺒﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻟﻠﻌﻤﺮ )ر = .(٠٬١٤ﻓﺎﻟﻘﺎدة اﻷﻛﺒﺮ ﺳﻨﺎ ﻳﻘﻞ اﺣﺘﻤﺎل ﻗﻴﺎﻣﻬﻢ ﺑﺎ)ﺒﺎدأة ﺑﺎﻟﻬﺠﻮم إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ .وﻫﻜﺬا ﻓﺈن ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻌﻤﺮ ﻳﻘﺪم ﺑﻌـﺾ اﻟـﺘـﺄﻳـﻴـﺪ ﻟﻜﺎرﻻﻳﻞ .ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﺗﺄﻳﻴﺪا ﻛﺎﻓﻴﺎ ﻟﺪﺣﺾ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺗﻮﻟﺴﺘﻮي .وواﻗﻊ اﻷﻣﺮ أﻋﻘﺪ ﻣﻦ أن ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺘﺴﻠﻴﻢ راﻳﺔ اﻟﻨﺼﺮ ﻷي ﻣﻦ ﻫﺬﻳﻦ ا)ﻔﻜﺮﻳﻦ .ﻟﻘﺪ وﺻﻞ ﻛﺎرﻻﻳﻞ وﺗﻮﻟﺴﺘﻮي إﻟﻰ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺘﻌﺎدل ﻋﻠﻰ أرض ا)ﻌﺮﻛﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ،ﺣﻴﺚ ﻻ ﻏﺎﻟﺐ وﻻ ﻣﻐﻠﻮب ،وﻟﻢ ﻳﻨﺠﺢ أي ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﺟﺘﻴﺎح ا)ﻴﺎدﻳﻦ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﳋﺼﻤﻪ.
اﻟﺸﻬﺮة اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ :ﻋﺼﺮ ﻓﻮﻟﺘﻴﺮ؟
ﻛﺎن ﻓﻮﻟﺘﻴﺮ واﺣﺪا ﻣﻦ أﺑﻠﻎ Yﺜﻠﻲ ﻋﺼﺮ اﻟﺘﻨﻮﻳﺮ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ وأﺑﻌﺪﻫﻢ أﺛﺮا. وﻛﺎن ﻏﺰﻳﺮ اﻹﻧﺘﺎج ﻓﻲ ﻣﻴﺎدﻳﻦ ﻋﺪﻳﺪة ﺘـﺪ ﻣـﻦ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ إﻟـﻰ اﻟـﺸـﻌـﺮ ،وﻣـﻦ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﳋﻔﻴﻔﺔ إﻟﻰ اﻟﻬﺠﺎء اﻟﺴﺎﺧﺮ ا)ﺸﺎﻛﺲ .ﻓﺴﻴﻄﺮ ﻓﻮﻟﺘﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺼﺮه. ورﻏﻢ أﻧﻪ ﻧﻔﻲ ﻋﻦ وﻃﻨﻪ اﻷﺻﻠﻲ ﻓﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ إﻻ أﻧﻪ ﻋﺎد ﻣﻈﻔﺮا إﻟﻰ ﺑﺎرﻳﺲ وﻫﻮ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﺜﻤﺎﻧ ،zوﻣﺎت ﻫﻮ ﻓﻲ ﻗﻤﺔ ﻋﻈﻤﺘﻪ .وﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎوز ﻓﻮﻟﺘﻴﺮ ﻣﻦ ﺑ zﻋﺒﺎﻗﺮة ﻛﻮﻛﺲ اﻟﺜﻼﺛﻤﺎﺋﺔ واﻟﻮاﺣﺪ إﻻ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن ﻓﻲ ﻣﺮﺗﺒﺔ اﻟـﺸـﻬـﺮة ،وﻗـﺪ ﻳﻜﻤﻦ ﻣﺼﺪر ﻫﺬا اﻟﺒﺮوز ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻓﻮﻟﺘﻴﺮ ﺑﻌﺼﺮه .ﻓﺎﺳﻤﻪ دﻟﻴﻞ ﻗﻴﻢ ﻟﻌﺼﺮ اﻟﺘﻨﻮﻳﺮ .وﻫﻮ ﻳﺤﺘﻞ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﺛﺎﺑﺘﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻟﺴﺎن ﺣﺎل ﻋﺼﺮه وا)ﻤﺜـﻞ ﻟﻪ .ﻓﻬﻞ ﺗﻌﺪ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﻮﻟﺘﻴﺮ ﺣﺎﻟﺔ ﻄﻴﺔ? وﻫﻞ ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻟﻌﻈﻤﺎء اﻵﺧﺮون أﻗﻞ ﺻﻼﺣﻴﺔ ﻟﺘﻤﺜﻴﻞ روح اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻓﻲ ﺣﻴـﺎﺗـﻬـﻢ? ﻟـﻘـﺪ ﻃـﺮﺣـﺖ ﻫـﺬا 230
روح اﻟﻌﺼﺮ
اﻟﺴﺆال وﻣﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻪ ﻣﻦ أﺳﺌﻠﺔ ﻓﻲ دراﺳـﺔ أﺟـﺮﻳـﺘـﻬـﺎ ﻋـﻠـﻰ ٢٠١٢ﻓﻴﻠﺴـﻮﻓـﺎ أورﺑﻴﺎ ﻣﻨﺬ أﻳﺎم اﻟﻴﻮﻧﺎن اﻟﻘﺪ ﺔ وﺣﺘﻰ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ).(Simonton, 1976 f ودرﺳﺖ ﻛﻞ ﻣﻔﻜﺮ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻓﺮدا ﻣﺒﺪﻋﺎ وﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻋﻀﻮا ﻓﻲ ﺟﻴﻞ ﻟﻪ ﺧﺼﺎﺋﺼﻪ اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ وﺳﻤﺎﺗﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ا)ﻤﻴﺰة ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧـﻔـﺴـﻪ .وﻛـﺎن ﻗـﺪ ﺟـﺮى ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻣﻌﺘﻘﺪات ﻛﻞ ﻫﺆﻻء ا)ﻔـﻜـﺮﻳـﻦ ﻓـﻌـﻼ ﺑـﻮاﺳـﻄـﺔ ﻓـﺮﻳـﻖ ﻣـﻦ اﻟـﻔـﻼﺳـﻔـﺔ اﶈﺘﺮﻓ ،zأو ا)ﺸﺘﻐﻠ zﺑﺎﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ،ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ ﻣﻦ ﺳﻮروﻛﻦ ) ،(١٩٤١-١٩٣٧وأﻣﻜﻨﺖ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات ﻟﻠﻤﻌﺘﻘﺪات اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘـﻌـﺮﻳـﻒ اﻹﺟـﺮاﺋـﻲ ﻟﺮوح اﻟﻌﺼﺮ اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﻟﺪى ﻛﻞ ﺟﻴﻞ أﻳﻀﺎ .أي أن روح اﻟﻌﺼﺮ ﲢﺪدت، ﺑﻜﻠﻤﺎت أﺑﺴﻂ ،ﻓﻲ ﺿﻮء ا)ﻌﺘﻘﺪات اﻟﺘﻲ ﺗﺆﻳﺪﻫﺎ أﻏﻠﺒﻴـﺔ ا)ـﻔـﻜـﺮﻳـﻦ ﻓـﻲ ﻛـﻞ ﺟﻴﻞ .ﻓﺎﻟﻌﻘﺪان اﻷوّﻻن ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺮن ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻮدﻫﻤﺎ ،ﺣﺴﺐ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ، اﻹﻣﺒﻴﺮﻳﻘﻴﺔ واﻻﺳﻤﺎﻧﻴﺔ واﳊﺘﻤﻴﺔ وأﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﺴﻌﺎدة ،ﻣﻦ ﺑـ zﻣـﻌـﺘـﻘـﺪات أﺧﺮى .وﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﻗﻴﺎس روح اﻟﻌﺼﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻓﺘﺮة ﻃﻮﻟﻬﺎ ﻋـﺸـﺮون ﺳـﻨـﺔ ﻣـﻦ ا)ﻤﻜﻦ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﺪى ﻛﻮن ا)ﻔﻜﺮ Yﺜﻼ ﻟﻌﺼﺮه ،وﻛﺬﻟﻚ ا)ﺪى اﻟﺬي ﻛﺎن ﻋﻨﺪه ا)ﻔﻜﺮ ﻣﺘﺨﻠﻔﺎ ﻋﻦ ﻋـﺼـﺮه أو ﻣـﺘـﻘـﺪﻣـﺎ ﻋـﻠـﻴـﻪ ،ﺑـﻞ وﲢـﺪﻳـﺪ درﺟـﺔ اﳊـﺪاﺛـﺔ اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺴﻖ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻋﻨﺪه .وﻗﺪ اﺳﺘﻨﺒﻄﺖ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟـﻚ، ﻣﻘﻴﺎﺳﺎ واﺣﺪا ﻟﻠﺸﻬﺮة اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﺗﻮﻓﺮ ﻟﻪ ﻗﺪر ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻣﻦ ا)ﻮﺛﻮﻗﻴﺔ واﻟﺼﺪق اﻟﻈﺎﻫﺮي. وﻗﺪ ﺗﺒ-zﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﻣﺜﺎل ﻓﻮﻟﺘﻴﺮ-أن أﻋﻈﻢ ﻣﻔﻜﺮي اﻟـﺘـﺮاث اﻟـﻔـﻠـﺴـﻔـﻲ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻻ ﺜﻠﻮن ﻋﺼﻮرﻫﻢ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن زﻣﻼؤﻫﻢ اﻷﻗﻞ ﻴﺰا ﻫﻢ ،ﻓﻲ اﳊﻘﻴﻘﺔ، ﻣﻦ ﺗﻨﺎﻏﻤﻮا ﺑﺸﻜﻞ أدق ﻣﻊ أرواح ﻋﺼﻮرﻫـﻢ .أﻣـﺎ ا)ـﻔـﻜـﺮون اﻟـﺬﻳـﻦ ﻳـﺜـﻴـﺮون اﻹﻋﺠﺎب ﺣﻘﺎ ﻓﻴﺘﺴﻤﻮن ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﺼﺎرم ﻋﻤﺎ ﻠﻴـﻪ روح اﻟـﻌـﺼـﺮ ﻋـﻠـﻰ ﺟﻴﻠﻬﻢ .واﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻣﻦ وزن أرﺳﻄﻮ ودﻳﻜﺎرت ﻟﻴﺴﻮا ﻣﺠﺮد ﻧﺎﻃﻘz ﺑﻠﺴﺎن ﻋﺼﻮرﻫﻢ ،ﺑﻞ ﻳﺴﺘﻜﺸﻔﻮن ﻋﺎ)ﺎ ﺟﺪﻳﺪا ﺧﺎﺻﺎ ﺑﻬﻢ. ﻓﺈن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﻌﻘﻮل اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ أﺳﻴﺮة ﻋﺼﺮﻫـﺎ ،ﻓـﻬـﻞ ﺗـﺮاﻫـﺎ ﺗـﺒـﺸـﺮ ﺑـﺮوح اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬي ﺳﻴﻌﻴﺸﻪ اﳉﻴﻞ اﻟﺘﺎﻟﻲ? إن ﻣﺎ ﻳﺜﻴﺮ اﻟﺪﻫﺸـﺔ ﻫـﻮ أن اﻟـﺘـﺤـﻠـﻴـﻞ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ اﻟﻌﻜﺲ ﺎﻣﺎ :ﻓﺒﺪﻻ ﻣﻦ أن ﻳﻜﻮن ا)ﻔﻜﺮون ا)ﺸﻬـﻮرون ﻣـﺒـﺸـﺮﻳـﻦ ﺑﻌﺼﺮ أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻨـﻈـﺮون إﻟـﻰ اﻟـﻮراء ﻓـﻲ أﻓـﻜـﺎرﻫـﻢ ﺑـﺸـﻜـﻞ ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻰ اﻻﺳﺘﻐﺮاب ،و ﺜﻠﻮن اﻹﺟﻤﺎع اﻷﻳﺪﻳـﻮﻟـﻮﺟـﻲ ﻓـﻲ اﳉـﻴـﻞ اﻟـﺴـﺎﺑـﻖ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺜﻴﻠﻬﻢ ﳉﻴﻠﻬﻢ أو اﳉﻴﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻬﻢ ،ﻓﺎﻟﻌﻘﻮل اﳉﺒﺎرة ﺗﻜﺎﻓـﺢ ﻣـﻦ 231
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
أﺟﻞ دﻣﺞ أﻓﻜﺎر ا)ﺎﺿﻲ اﻟﻘﺮﻳﺐ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺐ ﻛﺒﻴﺮ ﺷـﺎﻣـﻞ .وﻗـﺪ ﻛـﺎن أرﺳـﻄـﻮ أﺣﺪ ﻫﺆﻻء ا)ﺮﻛﺒ ،zوﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎن ﺗﻮﻣﺎ اﻹﻛﻮﻳﻨﻲ .وﻗﺪ ﺣﺎول اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف اﻷﺧﻴﺮ، ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا)ﺜﺎل ،أن ﻳﻮﻓﻖ ﺑ zﻣﺬاﻫﺐ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ا)ﺴﻴﺤﻴﺔ وﺑ zذﻟﻚ اﻻﻓﺘﺘﺎن اﳉﺪﻳﺪ ﺑﺄرﺳﻄﻮ ،ﻓﺎﺑﺘﻜﺮ ﻧﻈﺎﻣﺎ ﺷﺎﻣﻼ أﺻﺒﺢ اﻷﺳـﺎس ﻟـﻌـﻘـﻴـﺪة اﻟـﻜـﻨـﻴـﺴـﺔ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ)×.(١٨ إن اﻟﺼﻮرة اﻟﻨﻤﻄﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻋﻘﻼ ﻳﺴﺒﻖ ﻋﺼﺮه ﺻﻮرة ﻣﻀﻠﻠﺔ ﺎﻣﺎ .وﻳﺒﺪو أن ﻣﺒﺮر ذﻟﻚ ﻫﻮ أن أﺷﻬﺮ ا)ﻔﻜﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳـﺦ اﻟـﻔـﻜـﺮ اﻷورﺑﻲ ﻣﺎﻟﻮا أﻳﻀﺎ إﻟﻰ اﻋﺘﻨﺎق أﻛﺜﺮ اﻷﻓﻜﺎر ﻋﺼﺮﻳﺔ .أي أن اﻟﺼﻴﺖ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻫﻮ داﻟﺔ ﻟﻼﺗﻔﺎق اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻊ روح اﻟﻌﺼﺮ .وﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺗﻌﻜﺲ ﻴﺰا ﻗﻮﻳﺎ ﻣﺘﻤﺮﻛﺰا ﺣﻮل ﺣﻘﺒﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ .وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻐﻴﺮ اﻟﺮوح ﺗﺘﻐﻴﺮ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات ا)ﻌﻄﺎة )ﻔﻜﺮي ا)ﺎﺿﻲ. وﻫﻜﺬا ﻳﻜﻮن أﺷﻬﺮ ا)ﻔﻜﺮﻳﻦ ﻧﺘﺎج روح اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺘﻲ ﺳﺎدت اﳉﻴﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ أو اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪة ﻓﻲ ﺷﺒﺎﺑﻬﻢ .وﻟﺴﺒﺐ ﻣﺎ ،ﻳﺆﺛﺮ ا)ـﻨـﺎخ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻲ اﻟـﻌـﺎم اﻟﺬي ﻳﻄﻮر ﻓﻴﻪ ا)ﻔﻜﺮون إﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻬﻢ اﻹﺑﺪاﻋـﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ اﺣـﺘـﻤـﺎﻻت إﺣـﺮازﻫـﻢ )ﻜﺎﻧﺔ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ .وﻳﻐﻠﺐ أن ﻳﺘﺮﻋﺮع أﺷﻬﺮ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻓﻲ ﻓﺘﺮات اﻟﺘﻔﺘﺖ اﻟﺴﻴﺎﻟﻲ ﻣﺜﻼ ،وﻳﻘﻞ اﺣﺘﻤﺎل ﺗﻄﻮرﻫﻢ ﺧﻼل ﻓﺘﺮات ﻋﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ا)ﻌﻄﻞ ﻟﻠﻄﺎﻗﺎت أو ﺧﻼل ﻓﺘﺮات اﻟﻔﻮﺿﻰ .ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﻟﻮﺟﻮد أﻧﺎس ﻳﺤﺘﺬى ﺑﻬﻢ ﻓﻲ اﳉﻴﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺳﺎﻟﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮر ا)ﻔﻜﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﻄﺮاز اﻷول. ﻓﺎﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻟﻌﻈﻤﺎء ﻳﻈﻬﺮون ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻟﺮﻛﻮد اﻟﻌﻘﻠﻲ اﻟﻨﺴﺒـﻲ اﻟـﺘـﻲ ﻳـﺘـﺒـﻊ زﻣﻼؤﻫﻢ ﻏﻴﺮ ا)ﺘﻤﻴﺰﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻄﻰ ﺟﻴﻞ ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻀﻴﻒ ﺷﻴﺌﺎ ﺟﺪﻳﺪا .وﺗﺒﺪو ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ،ﻟﻠﻮﻫﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻔـﻘـﺔ ﻣـﻊ اﻟـﻘـﺎﻋـﺪة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻠﻨﺎ إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ،واﻟﺘﻲ ﻓﺤﻮاﻫﺎ أن ﻋﺪد اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻓﻲ اﳉﻴﻞ )ج( ﻫﻮ داﻟﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﻌﺪد اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻓﻲ اﳉﻴﻞ )ج .(١-ﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ اﻟﻈﺎﻫﺮي ﻳﻨﺤﻞ ﻋﻨﺪ ﻓﺤﺺ ا)ﻮﺿﻮع ﻋﻦ ﻛﺜﺐ .إذ ﺗﺘﻌﺰز اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ إذا ﻛﺎن اﳉﻴﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻧﺸﻄﺎ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﺑﺴﺒﺐ اﻹﻗﺘﺪاء .ﻟﻜﻦ اﻹﺑﺪاع ﻣﻦ اﻟﻄﺮاز اﻷرﻗﻰ ﻻ ﺑﺪ أﻧﻪ ﻳﻨﻀﺞ ﻓﻲ ﻓﺮاغ ﻓﻠﺴﻔـﻲ ﻧﺴﺒﻲ .إذ ﻳﺤﺘﻤﻞ ،ﻣﻊ اﻟﻮﻓﺮة ﻓﻲ اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﻘﺎﺑـﻠـﺔ ﻟـﻼﻗـﺘـﺪاء ﺑـﻬـﺎ ،أن ﻳـﺼـﺒـﺢ اﻟﻌﺒﻘﺮي ا)ﻤﻜﻦ ﺗﻠﻤﻴﺬا ﻷﺣﺪ ا)ﻔﻜﺮﻳﻦ اﻟﺒﺎرزﻳﻦ ﻓﻲ اﳉﻴﻞ اﻟﺴﺎﺑـﻖ .أﻣـﺎ إذا ﺷﺢ ا)ﻔﻜﺮون اﻟﺬﻳﻦ ﻜﻦ اﻻﻗﺘﺪاء ﺑﻬﻢ ﻓﺈن ا)ﻔﻜﺮ ﻳﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻀﻄﺮا ﻷن 232
روح اﻟﻌﺼﺮ
ﻳﺴﻠﻚ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﻪ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻪ ﻋﻦ ﻏﻴﺮه .وﻗﺪ وﺟﺪ أن ذﻟﻚ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋـﻠـﻰ ﻣﺆﻟﻔﻲ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻜﻮن إﻧﺘﺎﺟﻴﺘﻬﻢ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ داﻟﺔ ﺳـﺎﻟـﺒـﺔ )ﺪى ﺗﻮاﻓﺮ اﻟﻨﻤﺎذج اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﻗﺘﺪاء ﺑﻬﺎ-ﻫـﺬا إذا أﺧـﺬﻧـﺎ ﺑـﻌـ zاﻻﻋـﺘـﺒـﺎر أن ﺗﻮاﻓﺮ اﻟﻘﺪرات ﻳﺆﺛﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮا إﻳﺠﺎﺑﻴﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻀﺞ اﻹﺑﺪاﻋﻲ ا)ﺒﻜﺮ )Simonton, .(1977 cوﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﳒﺪ ﻓﻲ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ أﻳﻀﺎ أن ﻋﺪد ا)ﺆﻟﻔz ا)ﻮﺳﻴﻘﻴ zﻓﻲ اﳉﻴﻞ )ج( ﻫﻮ ﻧﺘﻴﺠﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻣﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ا)ﺒﺪﻋ zﻓﻲ اﳉﻴﻞ )ج .(١-وﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺐ أن ﻴﺰ ﻫﻨﺎ ﻣﺤﺪدات اﻟﺸﻬﺮة اﻟﻔﺎرﻗﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎ)ﺒﺪﻋ zاﻷﻓﺮاد ﻋﻦ ﻣﺤﺪدات اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﺑ zﻣﺠﻤﻮع ا)ﺒﺪﻋ zﻋﺒﺮ اﻷﺟﻴﺎل. ﻓﺎﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﺟﻌـﻠـﺖ أرﺳـﻄـﻮ أﺷـﻬـﺮ ﻣـﻦ زﻳـﻨـﻮﻗـﺮاط Xenocratesﻻ ﺗﺘـﻄـﺎﺑـﻖ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻣﻊ اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻓ zﻳﺒﺮزان ﻣﻌﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻘﺮن اﻟﺮاﺑﻊ ﻗﺒﻞ ا)ﻴﻼد. ﻋﻠﻰ أن ﺑﻌﺾ اﳋﺼﺎﺋﺺ اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﺗﻴﺴﺮ أﻳﻀﺎ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻤﻴﺰ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮات اﻟﻨﺎﲡﺔ ﻋﻦ ا)ﻨﺎخ اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ واﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌﺎم .وﺗﺘﻌﻠﻖ ﻫﺬه اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﺑﺒﻨﻴﺔ ا)ﻌﺘﻘﺪات ا)ﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﻨـﺴـﻖ اﻟـﻔـﻠـﺴـﻔـﻲ ﻟـﺪى اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف .ﻓﺄﺷﻬﺮ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻫﻢ ،أوﻻ وﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء ،أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﺗـﺘـﺴـﻊ أﻧﺴﺎﻗﻬﻢ اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ .وﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﻗـﺪ ﻳـﻜـﺮس ا)ﻔﻜﺮون اﻷﻗﻞ ﺣﻈﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺮة ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ )ﻨﺎﻗﺸﺔ اﻷﺧﻼق أو ﻧﻈﺮﻳﺔ ا)ﻌﺮﻓﺔ أو ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻮﺟﻮد ﻓﻘﻂ ﻓﺈن رﻓﺎﻗﻬﻢ اﻟﻼﻣﻌ zﻳﺤﺎوﻟـﻮن ﻣـﻌـﺎﳉـﺔ ﻛـﻞ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﻧﻈﺎم ﻓﺨﻴﻢ .وﻳﺸﻜﻞ ﻛـﻞ ﻣـﻦ أرﺳـﻄـﻮ وﺗـﻮﻣـﺎ اﻹﻛـﻮﻳـﻨـﻲ وﻛﺎﻧﺖ أﻣﺜﻠﺔ ﻣﻮﺿﺤﺔ ﻟﻠﻤﺪى اﻟﺬي ﻳﺼﻞ إﻟﻴﻪ أﺑﺮز ا)ـﻔـﻜـﺮﻳـﻦ .ﺛـﺎﻧـﻴـﺎ :ـﻴـﻞ ا)ﻔﻜﺮون ﻏﻴﺮ ا)ﺘﻤﻴﺰﻳﻦ إﻟﻰ اﺗﺨﺎذ ﻣﻮاﻗﻒ ﻣﻌﺘﺪﻟﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺰداد اﺣﺘﻤـﺎل أن ﻳﺪاﻓﻊ ا)ﻔﻜﺮون اﳊﻘﻴﻘﻴﻮن ﻋﻦ وﺟﻬﺎت ﻧـﻈـﺮ ﻣـﺘـﻄـﺮﻓـﺔ .وﻗـﺪ ﺗـﻘـﺪم أﺷـﻬـﺮ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺑﺄﻓﻜﺎر اﻋﺘﻨﻘﻬﺎ أﻗـﻞ ﻣـﻦ %١٠ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮع ا)ﻔﻜﺮﻳـﻦ إﻟـﻰ ٢٠٠٠ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ اﻟﻐﺮﺑﻲ .ﺛﺎﻟﺜﺎ :ﻳﻀﻊ ا)ﻔﻜﺮون ا)ﺸﻬﻮرون أﻓﻜﺎرﻫﻢ ﺑﺄﺷﻜﺎل ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪة .أي أن أﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻣﻨـﺰﻟـﺔ ﻳـﺪﻣـﺠـﻮن وﺟـﻬـﺎت ﻧﻈﺮ ﺗﺮى ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ا)ﻔﻜﺮﻳﻦ ،ﺿﻤﻨﺎ ،أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ. ﻫﺬه اﳋﺼﺎل اﻟﺜﻼث :اﻟﺴﻌﺔ ،واﻟﺘـﻄـﺮف .واﻷﺻـﺎﻟـﺔ اﻟـﺘـﺮﻛـﻴـﺒـﻴـﺔ ،وﻫـﻲ اﳋﺼﺎل ا)ﻤﻴﺰة ﻟﻸﻧﺴﺎق اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻻﻫﺘﻤﺎم واﻟﺘﻨﻮﻳﻪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ،ﲡﻌﻞ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻳﺒﺪو ﻛﺄﻧـﻪ ﻓـﻨـﺎن ﻳـﺴـﻌـﻰ وراء ﻛـﻞ ﻣـﺎ 233
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻳﺴﺘﻔﺰ أو ﻳﺜﻴﺮ .و ﻜﻨﻨﺎ ،ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻫﺬه اﻟﺴﻤﺎت ،ﻓﻲ ﺿﻮء اﳊﻘﻴﻘﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ أن اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻟﻌﻈﻤﺎء ﻻ ﺜﻠﻮن ﻋﺼﺮﻫﻢ ،أن ﻧﺪرك ذﻟﻚ ا)ﺪى اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻌﺒﻘﺮي أن ﻳﻌﻠﻮ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت روح اﻟﻌﺼﺮ .ﻓـﺎﻟـﻔـﻴـﻠـﺴـﻮف اﻟـﻌـﺒـﻘـﺮي ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﺘﻮﺣﺪة ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻷﻓﻜﺎر ،وﻫﻮ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻋﻦ اﻹﺟﻤﺎع ا)ﻌﺎﺻﺮ ﻟﻪ، ﻳﺠﺮؤ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ اﻟﻔﻜﺮ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺑﻬـﺎ ﻳـﻘـﺪﻣـﻪ ﻣـﻦ إﳒـﺎزات ﻣـﺮﻛـﺒـﺔ ﺑـﺄﺻـﺎﻟـﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ،إﳒﺎزات ذات ﻣﺪى رﺣﻴﺐ.
اﻷﺻﺎﻟﺔ اﳌﻮﺳﻴﻘﻴﺔ :ﻫﻞ ﻫﻲ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻋﺼﺮ آﺧﺮ؟
ﺨﻀﺖ إﺣﺪى اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﺎ وﻧﺎﻗﺸﻨﺎﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗﺘﻔﻖ ﺎﻣﺎ ﻣﻊ ﺻﻮرة ا)ﻔﻜﺮ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره إﻧﺴﺎﻧﺎ ﻳﺴﺘﺜﻴﺮ وﻳﻨﺒﻪ ﺑﺈﻋﻼﻧﻪ ﻷﻧﻈﻤﺔ ﻣﻦ ا)ﻌﺘﻘﺪات ﺗﺘﺴـﻢ ﺑـﺎﻟـﺴـﻌـﺔ واﻟـﺘـﻄـﺮف واﻟـﺘـﻌـﺎرض اﻟﻈﺎﻫﺮي .وﺗﻨﺎوﻟﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺸﻬﺮة ا)ﻤﻴﺰة ﻟــ ١٥٦١٨ﺛﻴﻤﺔ ﻗﺪﻣﻬﺎ ٤٧٩ ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﻲ ا)ﻮﺳﻴﻘﻲ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴـﺔ ) (Simonton 1980 dوﻗﺪ ﺣﺴﺒﺖ »اﻷﺻﺎﻟـﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺬﺧﻴﺮة«)× (١٩ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﺣﺘﻤﺎﻻت اﻻﻧﺘﻘﺎل ﺑ zﻧﻐﻤﺘ ،zوذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻨﻐﻤﺎت اﻟﺴﺖ اﻷوﻟﻰ .وﻗﺪ ﺗﺒ zأن ﻫﺬا ا)ﺘﻐﻴﺮ ﻳﺘﻨـﺒـﺄ ﺑـﺸـﻬـﺮة ﻛـﻞ ﺛﻴﻤﺔ ،وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻨﺤﻨﻴﺔ ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﻮذج اﻹﺛﺎرة ا)ﺜﺎﻟﻴﺔ اﳋﺎص ﺑﺎﻟﺘﺬوق اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﻲ .ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺒ zأن اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺛﻴﻤـﺔ ﻣـﺎ ﻫـﻲ-ﻓـﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻨﻬﺎ-رد ﻓﻌﻞ ﻟﻠﻮﻗﺎﺋﻊ اﻟﻌﺼﻴﺒﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة ا)ﺆﻟﻒ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ ،وﺗﻮﺣﻲ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻧﻀﻊ ﺳﻴﺮ ﺣﻴﺎة ا)ﺆﻟﻒ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ ﻓﻲ اﻋﺘﺒﺎرﻧﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘﺪر ﻧﻮاﰋ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ .ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺘﺼﻒ ﺑﻌﺾ ﻓـﺘـﺮات اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ ﺑـﻘـﺪر أﻛـﺒـﺮ ﻣـﻦ اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﻓﺘﺮات أﺧﺮى .وﻛﻤﺎ ﻻﺣﻈﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﺈن أﺻﺎﻟﺔ اﻟﺜﻴﻤﺎت ﻗﺪ ﺗﺰاﻳﺪت ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻣﻨﺬ ﻋﺼﺮ اﻟﻨﻬﻀﺔ ،وﻫﻮ اﲡـﺎه ﻗـﺪ ﻳـﻮﺣـﻲ ﺑـﺄن روح اﻟﻌﺼﺮ ﻗﺪ ﺗﺸﻜﻞ ﺧﻠﻔﻴﺔ أﻓﻀﻞ ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ إﺑﺪاع ا)ﺆﻟﻒ ا)ﻮﺳـﻴـﻘـﻰ ﻣـﻦ ﺳـﻴـﺮة ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ. ﻟﻜﻦ رﻏﻢ أن اﻻﲡﺎه اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ زﻳﺎدة ﻓﻲ اﻷﺻﺎﻟﺔ ،ﻓﺈن ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻫﺬا اﻻﲡﺎه ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ وﺟﻮد دورات ﺗﻘﻊ ﻓﻮق ذﻟﻚ اﻻﲡﺎه اﻟﻌﺮﻳﺾ .وﻗـﺪ أﺟﺮﻳﺖ ﲢﻠﻴﻼ ﻟﻼﲡﺎه اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺜﻴﻤﺎت وﺣﺼـﻠـﺖ ﻋـﻠـﻰ اﻟﺪاﻟﺔ ا)ﺮﺳﻮﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﻜﻞ رﻗـﻢ ) .(٧إذ ﺗﺒﺪأ اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺰﻳـﺎدة، ﺑﺪءا ﻣﻦ اﻟﻨﻘﻄﺔ ا)ﻨﺨﻔﻀﺔ ﻓﻲ اﻷﳊﺎن اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ ﻋـﺼـﺮ اﻟـﻨـﻬـﻀـﺔ ﺣـﺘـﻰ 234
روح اﻟﻌﺼﺮ
ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ذروة ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ .ﻓﺜﻴﻤﺎت ﻣـﻮﻧـﺘـﻔـﻴـﺮدي أﻋﻘﺪ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﳊﺎن ﺟﻮﺳﻜﺎن دي ﺑﺮي اﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮت ﻗﺒﻞ ﻣﻮﻧﺘﻔﻴﺮدي ﺑﺤﻮاﻟﻲ ﻗﺮن .ﺛﻢ ﺑﺪأت اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻫﺬه اﻟﺬروة ﺑﺎﻻﻧﺨﻔﺎض ،إذ ﺣﻠﺖ ﻣﺼﺎدر ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻺﺛﺎرة اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﻴﺔ ،وﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠـﻖ ﻣـﻨـﻬـﺎ ﺑـﺘـﻄـﻮر ﺷـﻜـﻠـﻲ اﻟﻔﻮﺟﺔ واﻟﺴﻮﻧﺎﺗـﺔ)× (٢٠وﺑﺘﻄـﻮر)× (٢١اﻟﺼﻮت اﻷورﻛﺴﺘﺮاﻟﻲ-ﺣﻠﺖ ﻓﻲ ا)ـﻜـﺎن اﻷول ﻗﺒﻞ اﻟﻠﺤﻦ .وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ ﻧﺤﻮ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ وﺻﻠﺖ اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ إﻟﻰ أدﻧﻲ ﻣﺴﺘﻮى .ﻓﺜﻴﻤﺎت ﺳﻤﻔﻮﻧﻴـﺎت ﺑـﻴـﺘـﻬـﻮﻓـﻦ ﻫـﻲ ﻣـﻦ أﺑﺴﻂ اﻟﺜﻴﻤﺎت اﻟﺘﻲ أﻧﺘﺠﻬﺎ ﻋﻈﻤﺎء ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ .وﺗﻌﺪ اﻓﺘﺘﺎﺣـﻴـﺔ ﺳﻤﻔﻮﻧﻴﺘﻪ اﳋﺎﻣﺴﺔ اﻟﺸﻬﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﺑﺤﻴﺚ اﻋﺘﻘﺪ أﻋﻀﺎء إﺣﺪى ﻓﺮق اﻷورﻛﺴﺘﺮا اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺘﺪرﺑﻮن ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﺘﻬﺎ أن ا)ﺆﻟﻒ ﻛﺎن ﺰح .ﻟﻜﻦ رﻏﻢ أن اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻫﺒﻄﺖ ﻫﺒﻮﻃﺎ ﺷﺪﻳﺪا أﺛﻨﺎء اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻇﻠﺖ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮى أﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮاﻫﺎ إﺑﺎن ﻋﺼﺮ اﻟﻨﻬﻀﺔ .وﻗﺪ أﺧﺬت اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﺗﺼﻌﺪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ،ﺑﻌﺪ ﻫﺬا اﻻﻧﺨﻔﺎض اﻟﺸﺪﻳﺪ ،ﻃﻮال اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ .وﻏﺪت اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ واﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺷﻮﻳﺎن ،ﺛﻢ ﺻﺎرت إﺣـﺪى اﻟﺘﺎرﻳﺦ
اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ
ﺷﻮﺑﻨﺒﺮج ﺑﺮاﻣﺰ ﻓﺎﺟﻨﺮ ﻣﻮﻧﺘﻔﻴﺮدي ﻓﻴﺮدي ﺷﻮﻣﺎن ﺑﺎخ ﺷﻮﺑﺎن ﺑﺎﻟﻴﺴﺘﺮﻳﻨﺎ ﻫﺎﻧﺪل ﻫﺎﻳﺪن ﺷﻮﺳﺘﺎﻛﻮﻓﻴﺘﺶ ﻣﻮزارت ﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ ﻣﻮزارت ﺷﻮﺑﺮت دﻛﺒﺮي
ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ
ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ
ﺷﻜﻞ رﻗﻢ )(٧ اﻻﲡﺎه اﻟﻌﺎم ﺨﻤﻟﺰون اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟـ ٦١٨و، ١٥ﻗﺪﻣﻬﺎ ٤٧٩ﻣﺆﻟﻔﺎ ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﻲ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ )ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﺳﺎ ﻨ (1980d : 235
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت »ا)ﻮﺳﻴﻘﻲ اﳉﺪﻳﺪة« اﻟﺘﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ ﻓﺎﻏﻨﺮ .وﺗﺼﻞ ﻫﺬه اﻟﻨﺰﻋﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻨﺒﺆ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات ا)ﺒﻜﺮة ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ إﻟﻰ ذروة ﺟﺪﻳﺪة ،ذروة ﻛﺎﻧﺖ أﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮاﻫﺎ ﻣﻦ ا)ﺴﺘﻮى اﻷﻗﺼﻰ اﻟﺬي وﺻﻠﺖ إﻟﻴﻪ ﺣﻮاﻟﻲ ﻋﺎم .١٦٥٠وﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ ا)ﺮﺗﻔﻌﺔ ﻫﻲ اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮت ﻋﻨﺪﻫﺎ ا)ﻮﺳﻴﻘﻲ اﻟﻼﻣﻘﺎﻣﻴﺔ ،(٢٣×)Atonalوا)ﻮﺳﻴﻘﻰ ا)ﺘﺴﻠﺴﻠﺔ .وﻗﺪ ﻛﺘﺒﺖ ﻣﻘﻄﻮﻋﺔ ﺷﻮﻳﻨﺒﺮغ اﻟﺜﻮرﻳﺔ اﻟﻼﻣﻘﺎﻣﻴﺔ ا)ﺴﻤﺎة Pierrot Lunaireﻋﺎم ١٩١٢ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ واﻟﺜﻼﺛ zﻣﻦ ﻋﻤﺮه.أﻣﺎ »ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﺛﻨﺘﻲ ﻋﺸﺮة ﻧﻐﻤﺔ« ﻓﻘﺪ ﻛﺘﺒﺖ ﺑﻌﺪ ﻋﻘﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﺘﺎرﻳﺦ .وﻗﺪ أﺧﺬت اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاﺟـﻊ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺷﺪﻳﺪة ﺑﻌﺪ ﻫﺬا اﳊﺪ ا)ﺮﺗﻔﻊ إﻟﻰ درﺟﺔ أﻧﻪ ﻣﻊ اﻧﺘﺼﺎف ﻫﺬا اﻟﻘﺮن ﻋﺎدت اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ إﻟﻰ ا)ﺴﺘﻮى اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻣـﻨـﺘـﺼـﻒ اﻟـﻘـﺮن اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ وﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ .وﻳﺸﻜﻞ ﻫﺬا ا)ـﻨـﺤـﻨـﻰ اﻟـﺪوري وﺻﻔﺎ واﺿﺤﺎ ﻟﺮوح اﻟﻌﺼﺮ ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ،وذﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑـﺈﻣـﻜـﺎﻧـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻨـﺒـﺆ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ. وﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﺎن أﺷﻬﺮ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﺜﻠﻮن ﻋﺼﻮرﻫﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺨﺘﻠﻒ اﻷﳊﺎن ا)ﺘﻤﻴﺰة ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﺎﻣﺎ ﻋﻦ ﺗﻮﻗﻌـﺎت اﳊـﻘـﺒـﺔ اﻟـﺘـﻲ أﻟـﻔـﺖ ﻓـﻴـﻬـﺎ. وﻳﺰﻳﺪ اﻻﺧﺘﻼف ﻫﺬا ﻓﻲ اﻻﲡﺎﻫ zاﻹﻳﺠﺎﺑﻲ واﻟﺴﻠﺒﻲ-أي ﻓﻲ اﲡﺎه ا)ﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺻﺎﻟﺔ أو ﻧﺤﻮ ﻗﺪر أﻗﻞ ﻣﻨﻬﺎ-ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻓﺮص اﻟﻨﺠﺎح رﻏﻢ وﺟـﻮد ﻣـﻴـﻞ أﻗﻮى ﻟﻸﳊﺎن اﻟﺘﻲ ﻫﻲ أﺷﺪ أﺻﺎﻟﺔ ﻣﻦ ا)ﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ ﻫـﺬه اﻟـﻔـﺘـﺮة .ور ـﺎ ﻓﺴﺮ ﻫﺬا اﻻﺳﺘﻌﺪاد اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﻲ اﻻﲡﺎه اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨـﻴـﺔ ّ ﻧﺤﻮ اﻻرﺗﻔﺎع ا)ﺴﺘﻤﺮ .وﻫﺬا اﻟﺘﻔﺎوت ﺑ zاﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻜﻦ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل روح اﻟﻌﺼﺮ وﺑ zاﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺸﻒ ﻋـﻨـﻬـﺎ اﻟﺜﻴﻤﺔ ﻜﻦ أن ﻧﺴﻤﻴﻪ اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺜﻴﻤﺔ ﻧﺴﺒﺔ ﻟﺮوح اﻟﻌﺼﺮ. ﻛﻴﻒ ﺗﺘﻐﻴﺮ اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺛﻴﻤﺎت ﻣﺆﻟﻒ ﻣﻌ zﻧﺴﺒﺔ ﻟﺮوح اﻟﻌﺼـﺮ ﻋﺒﺮ ﺣﻴﺎة ﻫﺬا ا)ﺆﻟﻒ? ﻟﻨﺘﺬﻛﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس أن أﺷﻬﺮ اﻷﳊﺎن ﻋﻠـﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻴﻞ إﻟﻰ أن ﺗﻜﻮن ﻗﺪ أﻧﺘﺠﻬﺎ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﻮن ﺗﻘﻊ أﻋﻤﺎرﻫﻢ ﻣﺎ ﺑz اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﺜﻼﺛ zواﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻷرﺑﻌ.z وﻟﻨﺘﺬﻛﺮ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ أن أﺷﻬـﺮ اﻟـﺜـﻴـﻤـﺎت ﺗـﺼـﻞ اﺣـﺘـﻤـﺎﻻت ﻇﻬﻮرﻫﺎ أﻗﺼﻰ درﺟﺎﺗﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺒﻠﻎ ا)ﺆﻟﻒ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ ﺳﻦ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ واﻟﺜﻼﺛ،z وأن أﺻﺎﻟﺔ ﻫﺬه اﻟﺜﻴﻤﺎت ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻠﺬﺧﻴﺮة ﻻ ﺗﺼﻞ ذروﺗﻬﺎ ﻣﻊ ذﻟﻚ إﻻ ﻋﻨﺪ ﺳﻦ 236
روح اﻟﻌﺼﺮ
اﻟﺴﺎدﺳﺔ واﳋﻤﺴ .zﻟﻘﺪ ﻧﺘﺞ ﻋﻦ ذﻟﻚ أن اﻟﻨﺎﰋ ا)ﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴـﺔ ا)ﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺮوح اﻟﻌﺼﺮ ﻟﺪى ﻣﺆﻟﻒ ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ داﻟﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻣﺴـﺘـﻘـﻴـﻤـﺔ ﻟﻌﻤﺮ ﻫﺬا ا)ﺆﻟﻒ اﻟﺰﻣﻨﻲ .ﻓﺎﻟﺘﻘﺪم ﻓﻲ اﻟﺴﻦ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻌﻪ داﺋﻤﺎ ﺑﺎﺳﺘﻘﻼل أﻛﺒﺮ ﻋﻦ روح اﻟﻌﺼﺮ .و ﻜﻦ اﻗﺘﻔﺎء أﺛﺮ ﻫﺬا اﻻﲡﺎه اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻛﻮﻧﺸﺮﺗﺎت اﻟﺒﻴﺎﻧﻮ )ﻮﺗﺴﺎرت وﻓﻲ ﺳﻤﻔﻮﻧﻴﺎﺗﻪ ﻣﺜﻼ أو ﻓﻲ أوﺑﺮات ﻓﺎﻏﻨﺮ .وﻗﺪ أﻧﻬﻰ ﺑﺎخ ﺳﻴﺮﺗﻪ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﺄﻋﻤﺎل ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ »ﻓﻦ اﻟﻔﻮﺟﺔ« Art of the Fugueو»ﻋﺮض ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ« ،Musical Offeringوﻫﻲ أﻋﻤﺎل ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻦ ا)ﺆﻟﻔﺎت ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ )ﻌﺎﺻﺮﻳﻪ ،وﻟﻌﻞ أﻓﻀﻞ ﻣﺜﺎل ﻳﻮﺿﺢ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﺮر اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ ﻣﻦ ﻗﻴﻮد اﻟﻌﺼﺮ ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻣﺎ ﳒﺪه ﻓﻲ أﻋﻤﺎل اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﺳﻴﺮة ﺣﻴﺎة ﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺄﻋﻤﺎل اﻟﻔﺘﺮة اﻷوﻟﻰ ﻣﻨﻬﺎ .إن اﻟﺴﻴﺮة اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺗﺒﺪأ ﺑﺮوح اﻟﻌﺼﺮ وﺗﺨﺘﺘﻢ ﺑﺎﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ.
اﻻﻛﺘﺸﺎف واﻻﺧﺘﺮاع اﳌﺘﻌﺪدان :ﻫﻞ اﻟﺘﻘﺪم اﻟﻌﻠﻤﻲ أﻣﺮ ﺣﺘﻤﻲ؟
ﻛﺎن ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻔﻠﻚ اﻹﳒﻠﻴﺰي آدﻣﺰ J. C. Adansﻓﻲ ﻋﺎم ١٨٤٥وﻋﺎﻟﻢ اﻟﻔﻠﻚ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻟﻴﻔـﺮﻳـﻴـﻪ U. J. J. Leverrierﻓﻲ ﻋـﺎم ١٨٤٦ﻳﻌﻤﻼن ،ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤـﺎ ﻋـﻠـﻰ ﺣﺪة .وﻟﻢ ﻳﻜﻦ أي ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﻮﺟﻮد اﻵﺧﺮ .وﻗﺪ اﺳﺘﻔﺎد ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤـﺎ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﻓﻠﻚ اﳉﺎذﺑﻴﺔ ﻟﺪى ﻧﻴﻮﺗﻦ ﻓـﻲ اﻟـﺘـﻨـﺒـﺆ ﺑـﻮﺟـﻮد ﻛـﻮﻛـﺐ وراء اﻟـﻜـﻮﻛـﺐ أوراﻧﻮس ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺛﺒﺖ ﺑﻌﺪ ﻣﺪة وﺟﻴﺰة ﺑﺎﻛﺘﺸﺎف اﻟﻜﻮﻛﺐ ﻧﺒﺘـﻮن .وﻗـﺪ أﺑـﻠـﻎ إﻻﻳﺸﺎ ﻏﺮي ﻣﻜﺘﺐ ﺑﺮاءات اﻻﺧﺘﺮاع ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳـﺎت ا)ـﺘـﺤـﺪة ﻋـﻦ رﻏـﺒـﺘـﻪ ﻓـﻲ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺷﻬﺎدة ﺑﺮاءة ﺑﺎﺧﺘﺮاﻋﻪ ﻟﻠﺘﻠﻔﻮن ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﻛﺎن أﻟﻜﺰاﻧﺪر ﻏﺮﻳﻬﺎم ﺑﻞ ﻗﺪ اﻧﺘﻬﻰ ﻓﻴﻪ ﺗﻮا ﻣﻦ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻣـﺜـﻞ ﻫـﺬه اﻟـﺸـﻬـﺎدة ،ﺑـﺎدﺋـﺎ ﺑـﺬﻟـﻚ ﻣـﻌـﺮﻛـﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻣﺮﻳﺮة ﻹﺛﺒﺎت ﺣﻘﻪ .واﻋﺘﻘﺪ ﻧﻴﻮﺗﻦ أن ﻻﻳﺒﻨﺘﺲ ﻗﺪ ﺳﺮق ﻓﻜﺮﺗﻪ ﻋﻦ ﺣﺴﺎب اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ واﻟﺘﻔﺎﺿﻞ ،وﺷﺠﺐ ﺳﻠﻮﻛﻪ ،واﺻﻔﺎ إﻳﺎه ﺑﺎ)ﻨﺘﺤﻞ اﻟﻜﺬاب ،ﻣﻊ أﻧﻨﺎ ﻧﻌﺮف اﻵن أن ﻻ ﻳﺒﻨﺘﺲ ﻃﻮر ﻓﻜﺮة اﻟﺘـﻜـﺎﻣـﻞ واﻟـﺘـﻔـﺎﺿـﻞ ﻣـﺴـﺘـﻘـﻼ ﻋـﻦ ﻧﻴﻮﺗﻦ .وﻗﺪ ﻧﺸﺄ ﻣﻮﻗﻒ ،أﻛﺜﺮ ﺳﻼﻣﺎ وودا ﻣـﻦ ﻫـﺬا ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻋـﺮف ﺗـﺸـﺎرﻟـﺰ دارون ﻋﺎم ،١٨٥٨ﺑﻌﺪ أن ﻋﻤﻞ ﻋﻤﻼ ﻣﺘﻮاﺻﻼ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﻪ »أﺻﻞ اﻷﻧﻮاع« ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ،١٨٤٤أن أﻟﻔﻴﺮد رﺳﻞ واﻻس ﻗﺪم ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻳﻌﻠﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺒﺪأ اﻟﺘﻄﻮر ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﺧﺘﻴﺎر اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ .وﺗﺪﺧﻞ ﺑﻌﺾ اﻷﺻﺪﻗﺎء وﻧﻈﻤﻮا اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻘﺮأ ﻣﻘﺎﻟﺔ واﻻس وﻣﻌﻬﺎ ﻣﻠﺨـﺺ ﻛـﺘـﺎب دارون ا)ـﻮﺷـﻚ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺼـﺪور ﻓـﻲ 237
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
اﻟﻠﻘﺎء اﻟﺬي ﻋﻘﺪﺗﻪ »ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻳﺘﻴﻮس«)×.(٢٤ ﻗﺪ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﺗﻜﺮار ﺣﺪوث اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ا)ﺴﺘﻘﻠﺔ ا)ﺘﺰاﻣﻨﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻷﻫﻤﻴﺔ اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﻟﺮوح اﻟﻌﺼﺮ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ اﻟـﻔـﺮدﻳـﺔ ﻓـﻲ ﻣـﻴـﺪان اﻹﺑﺪاع اﻟﻌﻠﻤﻲ .وﻗﺪ ذﻛﺮ أوﻏﺒﺮن وﺗﻮﻣﺎس ) (١٩٢٢ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺗﻀﻢ ﺣﻮاﻟﻲ ١٥٠ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺒﻴﻞ ﻟﻴﺠﻴﺒﺎ ﺑﺎﻹﻳﺠﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺆال» :ﻫﻞ اﻻﺧﺘﺮاﻋﺎت ﺣﺘـﻤـﻴـﺔ?« وﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﻀﺞ اﻟﻌﺼﺮ وﻳﻜﻮن ﻣﺴﺘﻌﺪا ﻟﻈﻬﻮر اﻛﺘﺸـﺎف أو اﺧـﺘـﺮاع ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻟﻬﺬا اﻻﻛﺘﺸﺎف أو اﻻﺧﺘﺮاع ﻣﻦ اﻟﻈﻬﻮر .وﻗﺪ ﻛﺎن أﺣﺪ ا)ﻤﺜﻠz اﻟﺒﺎرزﻳﻦ اﳉﺪد ﻟﻮﺟﻬﺔ اﻟـﻨـﻈـﺮ ﻫـﺬه واﺣـﺪا ﻣـﻦ ﺗـﻼﻣـﺬة ﺳـﻮروﻛـﻦ ،أﻻ وﻫـﻮ روﺑﺮت ﻣﻴﺮﺗﻦ ،ﻣﻜﺘﺸﻒ أﺛﺮ ﻣﺘﻰ .ﻓﻘﺪ ﺟﻤﻊ ﻣﻴﺮﺗﻦ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺗﻀﻢ ٢٦٤اﻛﺘﺸﺎﻓﺎ ﻣـﺘـﻌـﺪدا)× (٢٥ﻟﻴﺜـﺒـﺖ ﻓـﻜـﺮﺗـﻪ ،ﺛـﻢ ﻗـﺎل ﻣـﺆﻛـﺪا» :إن اﻻﻛـﺘـﺸـﺎﻓـﺎت ا)ـﻔـﺮدة-أي اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﻣﺮة واﺣﺪة ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻌﻠﻢ-ﻫﻲ اﳊﺎﻻت ا)ﺘﺒﻘـﻴـﺔ، وﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺗﻔﺴﻴﺮا ﺧﺎﺻﺎ« ).(1961, p. 477 ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺘﻘﺪم اﻟﻌﻠﻤﻲ أﻣﻮرا ﺣﺘﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻛـﻞ اﻷﺣـﻮال ﻓـﻠـﻴـﺲ اﻷﻓﺮاد ا)ﺒﺪﻋﻮن ﺳﻮى ﻋﻮاﻣﻞ ﻜﻦ إﺣﻼل اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺤﻞ اﻵﺧﺮ .ﻟﻜـﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﳋﺎﺻﺔ ﺑﻬﺬه ا)ﺴﺄﻟﺔ ﲢﺘﺎج إﻟﻰ ﻓﺤﺺ أدق .إذ ﺗﻌﺪ اﻻﻛﺘﺸﺎﻓـﺎت ا)ﺘﻌﺪدة أﻧﺪر-ﻓﻲ ا)ﻘﺎم اﻷولY-ﺎ ﻗﺪ ﺗﻮﺣﻲ ﺑﻪ اﻟﻘﻮاﺋﻢ ا)ﻘﺪﻣﺔ )اﻧﻈﺮ ١٩٧٨, .(Constantﻓﺤﺴﺎب اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ واﻟﺘﻔﺎﺿﻞ ﻟﺪى ﻧﻴﻮﺗﻦ ﻟﻢ ﻳـﻜـﻦ ﻣـﻄـﺎﺑـﻘـﺎ ـﺎﻣـﺎ ﳊﺴﺎب اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ واﻟﺘﻔﺎﺿﻞ ﻟﺪى ﻻﻳﺒﻨﺘﺲ .وﻟﻢ ﻳﺘﻘﺪم آدﻣﺰ وﻟﻴﻔﺮﻳﻴﻪ ﺑﺎﻟﺘﻨﺒﺆات ﻧﻔﺴﻬﺎ وذﻟﻚ ﻷن ا)ﺪارﻳﻦ اﶈﺴﻮﺑ zﻟﻠﻜﻮﻛﺐ ا)ﻮﺟﻮد وراء اﻟﻜﻮﻛﺐ أوراﻧﻮس ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﻣﺘﻄﺎﺑﻘ zوﻳﺘﻄﻠﺐ اﻷﻣﺮ درﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺮﻳﺪ ﻟـﻨـﺴـﺘـﺪل ﻋـﻠـﻰ ﺣﺪوث اﻛﺘﺸﺎف ﻣﺘﻌﺪد .واﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت ا)ﺴﺘـﻘـﻠـﺔ ﻻ ـﻜـﻦ اﻟـﻘـﻮل إﻧﻬﺎ إﺳﻬﺎﻣﺎت ﻣﺘﺰاﻣﻨﺔ ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘﺒﻞ اﻟﺘﺠـﺮﻳـﺪ اﻟـﻜـﺎﻓـﻲ ﻟـﻀـﻤـﺎن وﺟـﻮد ﺑﻌﺾ اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ا)ﺘﻌﺪدة اﻟﺼﺎدﻗﺔ .ﻓﻘﺪ ﺳﺒﻖ ﻧﻴﻮﺗﻦ ﻻﻳﺒﻨﺘﺲ ﺑﺤﻮاﻟﻲ ﻧﺼﻒ ﻋﻘﺪ ﻣـﻦ اﻟـﺰﻣـﺎن .وﻗـﺪ ذﻛـﺮ ﻣـﻴـﺮﺗـﻦ ) (١٩٦١أن %٣٤ﻣﻦ ﺣـﺎﻻت اﻻﻛـﺘـﺸـﺎف ا)ﺘﻌﺪد اﻟﺘﻲ درﺳﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﺼﻞ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮات أو أﻛﺜﺮ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺣﺪث ﻣﺎ ﻧﺴﺒﺘﻪ % ١٨ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻼل ﻣﺪى زﻣﻨﻲ ﻗﺪره ﻋﺎﻣﺎن .ﻟﻜﻦ )ﺎذا ﻳﺤﺪث ﻛﺜﻴﺮا أن ﻳﺴﺘﻐﺮق ﻗﺒﻮل اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ وﻗﺘـﺎ ﻃـﻮﻳـﻼ إذا ﻛـﺎﻧـﺖ ﻫـﺬه اﻹﺳـﻬـﺎﻣـﺎت ﻧﻮاﰋ ﻟﻌﺼﻮرﻫﺎ? إن ﻫﺬا اﻟﺒﻂء ﻳﺪل ﺑﻘﻮة ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌـﺎﻟـﻢ ﻗـﺪ ﻳـﺘـﻮﺻـﻞ إﻟـﻰ أﻓﻜﺎر ﺗﺴﺒﻖ ﻋﺼﺮه ﺎﻣﺎ وأن ﻗﺒﻮل ﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر ﻏﻴﺮ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻗﺪ ﻳﺘﻄﻠـﺐ 238
روح اﻟﻌﺼﺮ
اﻻﻧﺘﻈﺎر ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻐﻴﺮ روح اﻟﻌﺼﺮ .ﻟﻘﺪ ﺣﺎوﻟﺖ ﺗﻘﻴﻴﻢ وﺟﻬﺔ اﻟﻨﻈﺮ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄن روح اﻟﻌﺼﺮ ،ﻻ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ ،ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﲢﺪد اﻻﻛﺘﺸﺎف اﻟﻌﻠﻤﻲ ،وذﻟﻚ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ،ﻓﺄﺧﻀﻌﺖ اﻻﻓﺘﺮاض اﳋﺎص ﺑﺮوح اﻟﻌﺼﺮ ﻷرﺑﻌﺔ اﺧﺘﺒﺎرات ﻋﻤﻠﻴﺔ ) .(Simonton, 1978 b, 1979 aوﻗﺪ ﺗﻌﻠﻖ اﻻﺧﺘﺒﺎر اﻷول ﺑﺎﳊﻘﻴﻘﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ إن اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ا)ﺘﻌﺪدة ﻧﺎدرا ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﺘﺰاﻣﻨﺔ .إذ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺷﻚ-ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة-ﺣﻮل ﻣﻦ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻰ اﻻﻛـﺘـﺸـﺎف أوﻻ .وﻗـﺪ ﻛـﺎن ﻋـﻠـﻰ ﻫﺬا اﻻﺧﺘﺒﺎر أن ﻳﻜﺸﻒ ﻛﻴﻔﻴﺔ اﺧﺘﻼف اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻮﺻﻠﻮا إﻟﻰ اﻻﻛﺘﺸﺎف أوﻻ ﻋﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻮﺻﻠﻮا إﻟﻴﻪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ .واﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﻘﻮة اﻟﻌﺒﻘـﺮﻳـﺔ ﻗـﺪ ﻳﻮﺣﻲ ﻟﻠﻤﺮء ﺑﺄن اﻟﻌﻘﻠﻴﺎت اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻓﻌﻼ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻌﻠﻢ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺘـﻮﺻـﻞ ﻌﻨﻲ ﻓﻲ اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ا)ﺘﻌﺪدة ﻛﺸﻒ ﻟﻲ أن اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ اﻻﻛﺘﺸﺎف أوﻻ .ﻟﻜﻦ ﱡ اﻷﺷﻬﺮ ﻳﻘﻞ اﺣﺘﻤﺎل ﺗﻮﺻﻠﻬﻢ ﻟﻼﻛﺘﺸﺎف ﻗﺒﻞ زﻣﻼﺋﻬﻢ اﻟﺬﻳـﻦ ﻳـﻘـﻠـﻮن ﻋـﻨـﻬـﻢ ﺷﻬﺮة ) .(Simonton, 1979 aوﻳﺒﺪو أن ﻫﺬه اﻟﺮاﺑﻄﺔ ﺑ zاﻟﺸﻬﺮة واﻟﺴﺒﻖ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﺗﻮﺻﻠﺖ إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻔﻼﺳﻔﺔ .ﻓﻤﺜﻠﻤﺎ ﻣﺎل أﻛﺜﺮ ا)ﻔﻜﺮﻳﻦ ﻧﺒﺎﻫﺔ ﻷن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﺘﺨﻠﻔـ zﻋـﻦ أزﻣـﻨـﺘـﻬـﻢ ،ﻳـﻌـﻤـﻠـﻮن ﻋـﻠـﻰ ﺗـﻜـﺮﻳـﺲ اﻹﳒﺎزات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻜﻮن اﻟﻌﻠﻤﺎء ذوو ا)ﻨﺰﻟﺔ اﻷرﻓﻊ ﻣﺸﻐﻮﻟ zﺑﺘﺮﻛﻴﺐ ا)ﻌﺮﻓﺔ ا)ﺘﻮاﻓﺮة .ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻗﺪ ﻳﺘﻮﺻﻠﻮن ﺧﻼل ﻗﻴﺎﻣﻬﻢ ﺑﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻫـﺬه إﻟﻰ أﻓﻜﺎر ﻛﺎن ﻗﺪ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻌﻼ ﻋﻠﻤﺎء ﻳﻘﻠﻮن ﻋﻨﻬﻢ ﺷﻬﺮة .وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻘﺪ ﻳﺴﺘﻮﻟﻲ أﺻﺤﺎب ﻫﺬه اﻟﻌﻘﻮل اﻷﻋﻠﻰ ﻋـﻠـﻰ اﳊـﻖ اﻟـﻮاﺟـﺐ إﻋـﻄـﺎؤه ﻟـﻬـﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﻖ ﻟﻬﻢ أن ﻳﺪﻋﻮا ﺳﺒﻘﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﺮف ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎف. أﻣﺎ اﻻﺧﺘﺒﺎر اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻤﺴﺘﻤﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ إن أﺷﻬﺮ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﻨﺼﺎﻋ zﻟﺮوح اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻓﻲ ﻋﺼﻮرﻫﻢ .أﻻ ﻜﻦ أن ﺗﺼﺪق ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠﻤﺎء أﻳﻀﺎ? ﻓﺈذا ﻛـﺎﻧـﺖ اﻻﻛـﺘـﺸـﺎﻓـﺎت ا)ـﺘـﻌـﺪدة ﺑﺮﻫﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ أن روح اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ روح ﻧﺸﻄﺔ ،وأن أﻛﺜﺮ اﻟﻌﻘﻮل ﻴﺰا ﻴﻞ إﻟﻰ أن ﻻ ﺗﻨﺼﺎع ﻟﻬﺬه اﻟﺮوح اﻟﺴﺎﺋﺪة ،ﻓﺈن ﻣﺜﻞ ﻫﺆﻻء اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺳﺘﻘﻞ اﺣﺘﻤﺎﻻت ﻣﺸﺎرﻛﺘﻬﻢ ﻓﻲ اﻻﻛﺘﺸﺎف ا)ﺘﻌﺪد .ﻟﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻓـﻜـﺮة روح اﻟﻌﺼﺮ ﻗﺪ ﻳﺘﻨﺒﺄ ،ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ذﻟﻚ ،ﺑﺄن ﺗﺮﺗﺒﻂ اﻟﺸﻬﺮة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ارﺗﺒﺎﻃﺎ إﻳﺠﺎﺑﻴﺎ ﻣﻊ ا)ﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻻﻛﺘﺸـﺎﻓـﺎت ا)ـﺘـﻌـﺪدة وذﻟـﻚ ﻷن أﺷـﻬـﺮ اﻟـﻌـﻠـﻤـﺎء ـﻨـﺤـﻮن أﺳﻤﺎءﻫﻢ ﻟﻌﺼﻮرﻫﻢ وﻳﺸﻜﻠﻮن رﻣﻮزا ﻟﻬﺎ .وﻗﺪ أﻳﺪت اﻻﺧﺘﺒﺎرات اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﻲ واﻗﻊ اﻷﻣﺮ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻓﻜﺮة روح اﻟﻌﺼﺮ :ﻓﺄﺷﻬـﺮ اﻟـﻌـﻠـﻤـﺎء 239
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻳﺰﻳﺪ اﺣﺘﻤﺎل ﻣﺸﺎرﻛﺘﻬﻢ ﻓﻲ اﻛﺘﺸﺎﻓﺎت واﺧﺘـﺮاﻋـﺎت ﻣـﺴـﺘـﻘـﻠـﺔ ﻋـﻦ ﻏـﻴـﺮﻫـﻢ زﻳﺎدة ﺑﻴّﻨﺔ .(Simonton, 1979 a) ،وﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ذﻟﻚ أن اﻟﻌﻠﻤﺎء أﺷﺪ اﻋﺘﻤﺎد ﻣﻦ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﺎﻏﻢ ﻣﻊ روح ﻋﺼﺮﻫﻢ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺠﺎح اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ. وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻻ ﻜﻦ ﻗﺒﻮﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻮاﻫﻨﻬﺎ .ﻓﻬﻨﺎك وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺑﺪﻳﻠﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠـﻴـﺔ اﻟـﻘـﻴـﺎس .وﻗـﺪ أﺛـﺒـﺖ اﻟـﻔـﺼـﻞ اﳋﺎﻣﺲ ﺑﺸﻜﻞ ﻗﺎﻃﻊ أن ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﻨﺎﰋ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺑﺸﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻤﻴﺔ .ﻟﺬا ﻓﺈن اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺰﻳﺪ إﻧﺘﺎﺟﻬﻢ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﺗﺰﻳﺪ اﺣﺘﻤﺎﻻت ﺗـﻮﺻـﻠـﻬـﻢ إﻟـﻰ اﻛﺘﺸﺎف ﻣﺘﻌﺪد .واﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ-وﻓﻘﺎ )ﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻣﻴﺮﺗﻦ»-ﻫﻲ ﺗـﻠـﻚ اﻟﺘﻲ ﺷﺎرﻛﺖ ﻣﺮارا ﻓﻲ اﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ﻣﺘﻌﺪدة ﻷن اﻟﻌﺒﻘﺮي ﺳﻴﻜـﻮن ﻗـﺪ ﺗـﻮﺻـﻞ إﻟﻰ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻟﻌﻠﻤـﻴـﺔ« ) .(1961, p. 484وﺗﺮﺗﺒﻂ ﺷﻬﺮة اﻟﻌﺎﻟـﻢ ارﺗﺒﺎﻃﺎ ﻣﻘـﺪاره ٠٬٢٥ﻣﻊ ﻋﺪد اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ا)ﺘﻌﺪدة اﻟﺘﻲ ﺷﺎرك ﻓﻴﻬﺎ ،ﻟﻜـﻦ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﺗﺮﺗﺒـﻂ ارﺗـﺒـﺎﻃـﺎ ﻣـﻘـﺪاره ٠٬٣٢ﻣﻊ اﻟﺸـﻬـﺮة و ٠٬٤٢ﻣـﻊ ﻋﺪد اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ا)ﺘﻌﺪدة ) .(Simonton, 1979 aوﻫﻜﺬا ﻓﺈن ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻀﺒﻂ ﻣﺘﻐﻴﺮ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻟﻨﺘﺤﺎﺷﻰ ﺗﺸﻮﻳﺶ ﻧﺘﺎﺋﺠﻨﺎ .ﻓﺎﺳﺘـﺒـﻌـﺎد اﻟـﻌـﻨـﺼـﺮ اﳋﺎص ﺑﺎﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻳﺨﻔﺾ اﻻرﺗﺒﺎط ﺑ zاﻟﺸﻬـﺮة وا)ـﺸـﺎرﻛـﺔ ﻓـﻲ اﻻﻛﺘﺸﺎﻓـﺎت ا)ـﺘـﻌـﺪدة إﻟـﻰ Y ،٠٬١٤ﺎ ﻳﺸـﻴـﺮ إﻟـﻰ أن %٢ﻓـﻘـﻂ ) ٢(٠٬١٤ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ اﳋﺎص ﺑﺎﻟﺸﻬﺮة واﻻﻛﺘﺸﺎف ا)ﺘﻌﺪد ﻫﻮ ﻣﺎ ﻜﻦ أن ﻧﻌﺘﺒـﺮه ﺗـﺒـﺎﻳـﻨـﺎ ﻣﺸﺘﺮﻛﺎ .وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،ﻓﺈن اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﺗﻔﺴﺮ ﻣﺎ ﻳﻌﺎدل ﺿﻌﻒ ﻣﺎ ﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮه ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ روح اﻟﻌﻤﺮ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ا)ﺘﻌﺪدة .و ﺎ أن ﻫﺬه اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻫﻲ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻓﺈن اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﻔﺮدي ﻜﻦ اﻟﻘﻮل إﻧﻪ ﺣﺎﺳﻢ ﻓﻲ ﻇﻬﻮر اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ا)ﺘﻌﺪدة .وﻗﺪ ﻳﺸﺎرك أﺷﻬﺮ اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة ﻓـﻲ اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ا)ﺘﻌﺪدة ﺟﺰﺋﻴﺎ ﻷﻧﻬﻢ ﻣﺘﻮاﻓﻘﻮن ﻣﻊ ﻋﺼﺮﻫﻢ .وﻟﻜﻦ ﻜﻦ ﻋـﺰو ﻣﻌﻈﻢ ﻫﺬه ا)ﺸﺎرﻛﺔ إﻟﻰ ﻛﺜﺮة إﻧﺘﺎﺟﻬﻢ ،وﻫﻮ اﻟﻨﺎﰋ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﺣﺘﻤﺎل اﻟﺘﻜﺮار اﻹﺑﺪاﻋﻲ اﺣﺘﻤﺎﻻ أﻋﻠﻰ ﺑﻜﺜﻴﺮ. ﻳﺮﻛﺰ اﻻﺧﺘﺒﺎر اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻔﺎرﻗﺔ ﻟﻈﻬﻮر اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ا)ﺘﻌﺪدة اﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﻓﺮوع ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ا)ﻌﺮﻓـﺔ .ﻓـﻔـﻲ ﻣـﺠـﺎل اﻟـﻌـﻠـﻢ ﺗـﺘـﺸـﻜـﻞ روح اﻟﻌﺼـﺮ إﻟـﻰ ﺣـﺪ ﻣـﺎ Yـﺎ ﺳـﻤـﺎه ﻛـﻮن ) (١٩٧٠ﺑﺎﻷ ـﻮذج ،وﻫـﻮ ﺑـﻨـﻴـﺎن ﺣـﺴـﻦ اﻟﺘﺤﺪﻳـﺪ رﻏـﻢ أﻧـﻪ ﻛـﺜـﻴـﺮا ﻣـﺎ ﻳـﻜـﻮن ﺑـﻨـﻴـﺎﻧـﺎ ﺿـﻤـﻨـﻴـﺎ ﻣـﻦ ا)ـﻨـﺎﺣـﻲ اﻟـﻨـﻈـﺮﻳـﺔ 240
روح اﻟﻌﺼﺮ
واﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت ا)ﻨﻬﺠﻴﺔ .ﻓﺒﻌﺾ ا)ﺸﺮوﻋﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ أﻗﺮب إﻟﻰ ﻫﺬا اﻷ ﻮذج ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ .وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻫﺬا اﻷ ﻮذج ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺮاﺳﺨﺔ ﻛﺎﻟﻜﻴﻤﻴﺎء أو اﻟﻔﻴﺰﻳﺎء أﻗﻮى ﻣﻨﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﺮوع ا)ﻌﺮﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻞ ﻋﻨﻬﺎ رﺳﻮﺧﺎ ﻛﻌﻠﻢ اﻷﺣﻴﺎء. وﻫﻜﺬا ﻓﺈن اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﺣﺪوث اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ا)ﺘﻌﺪدة ﻓﻲ اﻟﻔﺮوع ا)ﻌﺮﻓﻴﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎ وﺗﻨﺴﻴﻘﺎ أﻋﻠﻰ أم ﻻ .ﻟﻘﺪ درﺳﺖ اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ ﻋﺪة ﻋﻠﻮم ﻓﻮﺟﺪت ،ﺎ ﻳﺘﻔﻖ اﺗﻔﺎﻗﺎ ﺗﻘﺮﻳﺒﻴﺎ ﻣﻊ اﻟﺘﻮﻗﻊ ،أن %١٦ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺘﻘﺪم ﻓﻲ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت و %٨ﻓﻲ اﻟﻔﻠﻚ و %٨ﻓﻲ اﻟﻔﻴﺰﻳﺎء و %٣ﻓﻲ اﻟﻜﻴﻤﻴﺎء و %٢ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻷﺣﻴـﺎء و %١٤ﻓﻲ اﻟﻄﺐ و %٢ﻓﻲ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ أدى إﻟﻴﻬﺎ اﻛﺘﺸﺎف أو اﺧﺘﺮاع ﻣﺘﻌﺪد ) .(Somonton, 1979 aﻟﻜﻨﻨﻲ أﻟﻘﻴﺖ ،ﺑﻌﺪ أن أﺟﺮﻳﺖ ﲢﻠﻴﻼ رﻳﺎﺿﻴﺎ ﻣﺴﺘﻘﺼﻴﺎ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع ،ﺑﺒﻌﺾ اﻟﺸﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ إن اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻻﻛﺘﺸﺎف ا)ﺘﻌﺪدة ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ إﻟﻰ آﺧﺮ )Simonton, 1978 b, .(1979 aوﺗﺒ zﻟﻲ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ أن اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ﻗﺪ ﺗﺘﻮرع ﺑﺸﻜﻞ ﻋـﺸـﻮاﺋـﻲ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻋﺒﺮ اﻟﻔﺮوع ا)ﻌﺮﻓﻴﺔ وﻓﻘﺎ ﻵﻟﻴﺔ اﻟﺼﺪﻓﺔ ،وأن اﻟﺼﺪﻓـﺔ ،وﻟـﻴـﺲ روح اﻟﻌﺼﺮ ،ﻫﻲ ﻣﺎ ﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ا)ﺘﻐﻴﺮ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮي اﻷﺳﺎﺳـﻲ ﻓـﻲ اﻻﻛـﺘـﺸـﺎف واﻻﺧﺘﺮاع ا)ﺘﻌﺪدﻳﻦ. أﻣﺎ اﻻﺧﺘﺒﺎر اﻟﺮاﺑﻊ ﻓﻴﺘﻨﺎول اﳊﻘﻴﻘﺔ اﻟﻘﺎﺋـﻠـﺔ إن اﻻﻛـﺘـﺸـﺎﻓـﺎت ا)ـﺘـﻌـﺪدة ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ا)ﺮﺗﺒﺔ .ﻓﺒﻌﻀﻬﺎ اﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﺗﻮﺻﻞ ﻟﻬﺎ ﻋﺎ)ﺎن أو ﻣﺨﺘﺮﻋﺎن ﻣﺴﺘﻘﻼن ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ،وﺑﻌﻀﻬﺎ اﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ﺛﻼﺛﻴﺔ ،وﻫﻜﺬا .وﻛﻠﻤـﺎ ارﺗـﻔـﻌـﺖ ا)ﺮﺗﺒﺔ أو اﻟﺪرﺟﺔ ﻗﻞ ﺗﻜﺮار اﳊﺪوث .وﻗﺪ ﺣﺼﺮ ﻣﻴﺮﺗﻦ ﻣﺜـﻼ ﻓـﻲ دراﺳـﺘـﻪ ) ٢٦٤ (١٩٦١اﻛﺘﺸﺎﻓﺎ ﻣﺘﻌﺪدا ﻣﻨﻬـﺎ ١٧٩اﻛﺘﺸﺎﻓﺎ ﺛﻨﺎﺋـﻴـﺎ ،و ٥١اﻛﺘﺸﺎﻓﺎ ﺛﻼﺛﻴـﺎ، و ١٧اﻛﺘﺸﺎﻓﺎ رﺑﺎﻋﻴﺎ ،و ٦اﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ﺧﻤﺎﺳﻴﺔ و ٨اﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ﺳﺪاﺳﻴﺔ ،واﻛﺘﺸﺎف ﺳﺒﺎﻋﻲ واﺣﺪ ) .واﻛﺘﺸﺎﻓﺎن ﺗﺴﺎﻋﻴﺎن اﺛﻨﺎن .وﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺔ دراﺳﺘـﻲ ٤٤٩اﻛﺘﺸﺎﻓﺎ ﺛﻨﺎﺋﻴﺎ .و ١٠٤اﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ﺛﻼﺛﻴﺔ ١٨ ،اﻛﺘﺸﺎﻓﺎ رﺑﺎﻋﻴﺎ ،و ٧اﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ﺧﻤﺎﺳﻴﺔ واﻛﺘﺸﺎف ﺛﻤﺎﻧﻲ واﺣﺪ ) .(Simonton, 1979 aوﻛﺎن ﺑﺮاﻳﺲ ) (١٩٦٣ﻫﻮ أول ﻣﻦ اﻗﺘﺮح أن ﻫﺬا اﻟﺘﻮزﻳﻊ ا)ﻠﺘﻮي ﻳﺘﺒﻊ ﻣﺎ ﻜﻦ أن ﻧﺘﻮﻗﻌﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ اﺻﻄﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ »ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺑﻮاﺳﻮن اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ« .Poisson Probability Process وﻗﺪ أﺛﺒﺘﺖ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﺻﺪق ﻫﺬا اﻟﺘﺨﻤ .(Simonton, 1978 b, 1979 a) zوﻳﺼﺢ ﻮذج ﺑﻮاﺳﻮن ﻫﺬا ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﺗﻘﺴﻴﻢ ﻫﺬه اﻟـﺘـﻮزﻳـﻌـﺎت اﻟـﺘـﻜـﺮارﻳـﺔ اﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮوع اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ا)ﺘﻨﻮﻋﺔ .ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺔ أو ﻏـﺒـﺮن 241
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
وﺗﻮﻣﺎس ) (١٩٢٢ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا)ﺜﺎل ١١اﻛﺘﺸﺎﻓﺎ ﺛﻨﺎﺋﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻠﻚ ،و ٤اﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ﺛﻼﺛﻴﺔ واﻛﺘﺸﺎف ﺧﻤﺎﺳﻲ واﺣﺪ-وﻫﺬا ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﺎ ﻜﻨـﻨـﺎ أن ﻧـﺘـﻨـﺒـﺄ ﺑـﻪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺑﻮاﺳﻮن .وﻳﻌﺪ ﻫﺬا اﻻﺗﻔﺎق ﻣﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻬﺔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻷن ﻮذج ﺑﻮاﺳﻮن ﻳﻄﺒﻖ ﻋﺎدة ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺪﻻت وﻗﻮع اﻷﺣﺪاث اﻟﻨﺎدرة .ﻓﻬﻮ ﻳﺘﻨـﺒـﺄ ﻣﺜﻼ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ ﺑﻌﺪد ﺿﺒﺎط اﳉﻴﺶ اﻟﺒﺮوﺳﻴ zاﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻮا ﻓﻲ أي وﻗـﺖ ﻧﺨﺘـﺎره ﻣـﻦ اﻟـﻘـﺮن اﻟـﺘـﺎﺳـﻊ ﻋـﺸـﺮ ﺑـﻮاﺳـﻄـﺔ رﻛـﻠـﺔ ﺣـﺼـﺎن .وﻫـﺬا ﻳـﻌـﻨـﻲ أن اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ا)ﺘﻌﺪدة ﻗﺪ ﺗﻜﻮن أﺣﺪاﺛﺎ ﻧﺎدرة اﻟﻮﻗﻮع ﺟﺪا ،وأﻧﻬﺎ ﲢﺪث ﻣﺼﺎدﻓﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺣﺪوﺛﻬﺎ ﺑﻔﻌﻞ أﻳﺔ ﻗـﻮة ﺳـﺎﺋـﺪة ﻓـﻲ روح اﻟـﻌـﺼـﺮ .أﻣـﺎ اﻻﻛـﺘـﺸـﺎﻓـﺎت ا)ﻔﺮدة وﻓﻖ ﻮذج ﺑﻮاﺳﻮن ﻓﻴﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﺷﺎﺋﻌﺔ ﺷﻴﻮﻋﺎ أﻛﺒﺮ ﺑـﻜـﺜـﻴـﺮ ﻣـﻦ اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ا)ﺘﻌﺪدة ،وﻫﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ .واﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ا)ﺘـﻌـﺪدة ﻫـﻲ-ﻋـﻠـﻰ ﻋﻜﺲ ﻣﺎ زﻋﻢ ﻣﻴﺮﺗﻦ-اﻷﺣﺪاث اﳋﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻢ ،أﻣﺎ اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻓﻬﻲ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻌﺎﻣﺔ. ﻟﻘﺪ ﳉﺄ ﻣﻴﺮﺗﻦ إﻟﻰ اﳊﺠﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ إن ﻋﺪد اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ا)ـﺘـﻌـﺪدة أﻛـﺒـﺮ ﺻﺤﺖ-ﻻ ﺗﻄﻴﺢ ﺑﻨﻤﻮذج ﺑﻜﺜﻴﺮ Yﺎ ﻳﻈﻦ .ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﳊﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ذاﺗﻬﺎ-ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ّ ﺑﻮاﺳﻮن ﻣﺎ داﻣﺖ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺮاﺗﺐ أو اﻟﺪرﺟﺎت اﺨﻤﻟﺘـﻠـﻔـﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ .ﻟﻘﺪ أﺟﺮﻳﺖ ﺑﺤﺜﺎ ﻣﻔﺼﻼ ﻋﻠﻰ أﺳـﺎس ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ ﺑـﻮاﺳـﻮن ،واﻓـﺘـﺮﺿـﺖ وﺟﻮد ﻋﺪد ﻫﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ا)ﺘﻌﺪدة اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ اﻟﻨﺎس ﺑﻬﺎ ﻣـﻦ ﻗـﺒـﻞ ) .(Simonton, 1978 bوﻳﺆﻳﺪ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮذج اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻲ دﻋﻮى ﻣﻴﺮﺗﻦ ﻓﻌﻼ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻨﻜﺮ ،ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،أن ﻫﺬه اﻻﻛﺘﺸـﺎﻓـﺎت ا)ـﺘـﻌـﺪدة اﳋـﻔـﻴـﺔ ﲡـﻌـﻞ روح اﻟﻌﺼﺮ ﻫﻮ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﳊﺎﺳﻢ .وﻳﻮﺣﻲ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻧﻔﺴﻪ أﻳﻀﺎ ﺑﺄن اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﺗﺘﻜﺮر أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ا)ﺘﻌﺪدة ،وأن اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻟﺼﻔﺮﻳﺔ-وﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻷﺳﻮأ-أﺷﻴﻊ إﻟﻰ ﺣﺪ ﺑﻌﻴـﺪ ﻣـﻦ اﻻﻛـﺘـﺸـﺎﻓـﺎت اﻟـﺜـﻨـﺎﺋـﻴـﺔ .واﻻﻛـﺘـﺸـﺎف اﻟﺼﻔﺮي ﻫﻮ »ﻻ اﻛﺘﺸﺎف« أو »ﻻ اﺧﺘﺮاع« ،ﻫﻮ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻺﺳﻬﺎم ﻟﻢ ﺗﺮ اﻟﻨﻮر أﺑﺪا ،وذﻟﻚ ﻷن اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻛﺘﺸﺎف ﺑﺎﻟـﻐـﺔ اﻟـﻀـﺂﻟـﺔ .ﻓـﺤـﺘـﻰ ﻟـﻮ ﻋﻤﻞ ﻋﺸﺮات ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﻌﺎ ﺳﻌﻴﺎ وراء اﻟﻬﺪف ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﻻ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮن ﻣﻦ ﺗﻄﻮﻳﺮ أﻳﺔ ﻓﻜﺮة ﻣﺤﺪدة .وﻳﺘﻔﻖ وﺟﻮد ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎت ﻏﻴﺮ ا)ﺘﺤﻘﻘﺔ ﻣﻊ ا)ﻘﺘﺮح اﻟﺬي ﻗﺪﻣﻪ ﻣﺤﻠﻠﻮن آﺧﺮون )ﻣـﺜـﻼ ،(Schmookler, 1966 :وﻓﺤـﻮاه أن ﺣﺪوث اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ا)ﺘﻌﺪدة ﻟﻴﺲ دﻟﻴـﻼ ﻻ ﺷـﺒـﻬـﺔ ﻓـﻴـﻪ ﻋـﻠـﻰ أن اﻟـﺘـﻘـﺪم اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ واﻟﻌﻠﻤﻲ أﻣﺮ ﺣﺘﻤﻲ .ﻓﻬﻨﺎك ﻗﺪر ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﺪم اﻟﻴﻘ zﺣﻮل أﺛﺮ 242
روح اﻟﻌﺼﺮ
ﻛﻞ ﻣﻦ روح اﻟﻌﺼﺮ واﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ .إن ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ دورا ﻳﺆدﻳﻪ ،ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻟﻴﺲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﻀﻮﻳﻦ ﻳﺆدﻳﺎن دورﻳﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ إﺑﺪاﻋﻴﺔ ﺗﻠﻌﺐ اﻟﺼـﺪﻓـﺔ ﻓﻴﻬﺎ دور اﻟﺒﻄﻞ.
اﳌﻨﻈﻮر اﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻲ
ﻟﻘﺪ ﻋﺮﺿﺖ ﺷﻮاﻫﺪ ﻛﺜﻴﺮة ﺗﺪل ﻋﻠﻰ أن ﻛﻼ ﻣﻦ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ وروح اﻟﻌـﺼـﺮ ﻳﺴﺎﻫﻤﺎن ﻣﻌﺎ ﻓﻲ اﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة .إذ ﺗﺸﺎرك روح اﻟﻌﺼﺮ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ اﲡﺎﻫﺎ ﺧﻄﻴﺎ أو دورﻳﺎ ،أو ﻇﺮوﻓﺎ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ أو ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ،أو ﺳـﺘـﺎرة ﺧـﻠـﻔـﻴـﺔ )ـﺴـﺮح اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﻲ ﲢﺪد اﻟﻌﻼﻣﺎت ا)ﻤﻴﺰة اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟـﻌـﺼـﺮ ،أو ﲢـﺪد ﻣـﺪى اﻟﻨﺠﺎح اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﻘﺎﺋﺪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ أو اﻟﻌﺴﻜﺮي أو اﻟـﻔـﻠـﺴـﻔـﻲ أو اﻻﺳﺘﻄﻴﻘﻲ أو اﻟﻌﻠﻤﻲ .ﻋﻠﻰ أن اﻟﺴﺒﺎق ا)ﻮﻗﻔﻲ ﻳﺘﺄﺛﺮ أﻳﻀﺎ ﺑﺒﻌﺾ اﳋﺼﺎل اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻛﺎﻟﺬﻛﺎء ،واﻻﲡﺎه اﻷﺧﻼﻗﻲ ،وﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﻘﻴﺎدة ،واﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ،واﻟﻌﻤﺮ، وﺑﻨﻴﺔ ا)ﻌﺘﻘﺪات ،وذﻟﻚ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺠﺎل اﻟﻨﻮﻋﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﺸﺎط .وﻛـﻮن اﻟـﺸـﺨـﺺ ﻫﻮ اﻟﺸﺨﺺ ا)ﻨﺎﺳﺐ ﻳﻜﺎد أن ﻳﻌﺎدل ﻓﻲ اﻷﻫﻤﻴﺔ وﺟﻮده ﻓﻲ ا)ﻜﺎن واﻟﺰﻣﺎن ا)ﻨﺎﺳﺒ .zﻟﻜﻨﻨﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠـﺖ إﻟـﻰ اﻵن ﻣـﻊ ﻫـﺬا اﳉـﺪل اﻟـﺬي ﻳـﻀـﻊ اﻟـﻌـﺒـﻘـﺮﻳـﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ روح اﻟﻌﺼﺮ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻪ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺑﺴﻴﻄـﺔ ﻫـﺪﻓـﻬـﺎ اﻟـﺘـﺜـﺒـﺖ ﻣـﻦ اﻟـﺘـﺄﺛـﻴـﺮ اﻟﻨﺴﺒﻲ ﻟﻠﻤﺆﺛﺮات اﻟﻔﺮدﻳﺔ وا)ﺆﺛﺮات اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺜﻘـﺎﻓـﻴـﺔ .ﻟـﻜـﻦ ﻣـﺜـﻞ ﻫـﺬا اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮات اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑـﺎﻟـﺘـﺄﺛـﻴـﺮات اﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻟﻠﻔﺮد-ﻓﻲ-ا)ﻮﻗﻒ )إذا اﺳﺘﺨﺪﻣﻨﺎ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ا)ﺴﻤﺎة ﲢﻠﻴﻞ اﻟﺘﺒﺎﻳـﻦ( .أي أن ا)ـﺴـﺄﻟـﺔ ﻗـﺪ ﺗـﻜـﻮن ،ﻫـﻲ أن ﻳـﻜـﻮن ا)ـﺮء ﻫـﻮ »اﻟﺸﺨﺺ ا)ﻨﺎﺳﺐ ﻓﻲ ا)ﻜـﺎن ا)ـﻨـﺎﺳـﺐ ﻓـﻲ اﻟـﺰﻣـﺎن ا)ـﻨـﺎﺳـﺐ« .وﻗـﺪ ﺗـﻜـﻮن اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻹﳒﺎز ﻟﺪى ﻃﺮاز ﻣﻌـ zﻣـﻦ اﻟـﻌـﺒـﺎﻗـﺮة أﻋـﻠـﻰ ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﺗـﺄﺧـﺬ روح اﻟﻌﺼﺮ ﺷﻜﻼ ﻣﻌﻴﻨﺎ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻃﺮاز آﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳـﺔ إذا ﲢـﻮﻟـﺖ روح اﻟﻌﺼﺮ إﻟﻰ ﺷﻜﻞ آﺧﺮ. وﺗﺘﺠﻠﻰ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻓﻲ دراﺳﺔ ﻃﺮﻳﻔﺔ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ ﺳﺘﻴﻮارت )(١٩٧٧ ﺣﻮل اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zﺗﺮﺗﻴﺐ ا)ﻴﻼد وروح اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ .ﻓﺎﻷﺷﺨﺎص ا)ﻮﻟﻮدون أوﻻ-ﻛﻤﺎ ذﻛﺮﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب-ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻓﺮص ﳒﺎﺣﻬـﻢ أرﺟﺢ ،ﻣﻊ وﺟﻮد ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن اﻷﻃﻔﺎل اﻷواﺳﻂ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻧﻮن أﻛﺜﺮ اﺳﺘﻌﺪادا ﻟﻠﻘﻴﺎدة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،واﻷﻃﻔﺎل اﻷواﺧﺮ أﻛﺜﺮ اﺳﺘﻌﺪادا ﻟﻠﺜﻮرة .وﻗﺪ ﺗﺴﺘﺜﺎر ﻣﺜﻞ 243
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻫﺬه اﻟﻨﺰﻋﺎت اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ أ ﺎط اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑ zاﻷﺧﻮة واﻷﺧﻮات .وﻗﺪ ﻓﻀﻞ ﺳﺘﻴﻮارت اﻟﻘﻮل ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ ﺑﻔﺤﺺ اﳋﺒﺮات اﻟﺘﻄﻮرﻳﺔ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﻟﺪى اﻟﻄﻔﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ واﻻﺑﻦ اﻟـﺒـﻜـﺮ واﻻﺑـﻦ اﻷوﺳـﻂ واﻻﺑـﻦ اﻷﺧـﻴـﺮ ،وﻛـﺬﻟـﻚ ﺑﻮﺻﻒ اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺆدى ﺑﻬﺎ ﻫﺬه اﳋﺒﺮات اﺨﻤﻟـﺘـﻠـﻔـﺔ إﻟـﻰ إﻋـﺪاد اﻟـﻘـﺎﺋـﺪ اﻟﺮاﺷﺪ ﻟﻈﺮوف ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺘﻌﺎرﺿﺔ .ﻓﺎﻟﻄﻔﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻳﺰداد اﺣﺘﻤﺎل ﺻﻌﻮده إﻟﻰ اﻟﻘﻤﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﻬﺎر اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﻳﻨﺪﻟﻊ اﻟﺼﺮاع اﻟﺪاﺧﻠﻲ .أﻣﺎ اﻻﺑﻦ اﻟﺒﻜﺮ ﻓﻴﺼﻌﺪ ﻟﻠﻘﻤﺔ ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻷزﻣﺎت واﳊﺮوب اﻟﺪوﻟﻴـﺔ .وﻳـﺮﺗـﻘـﻲ اﻻﺑﻦ اﻷوﺳﻂ ﻟﻠﻘﻤﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﻌﻢ اﻷﻣﺔ ﺑﺎﻟﺴﻼم وﺗﻨﻬﻤﻚ ﻓﻲ ﺧـﻠـﻖ اﻟـﺘـﻮاﻓـﻖ اﻟﺪﻗﻴﻖ ﻓﻲ ﺷﺆوﻧﻬﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ .أﻣﺎ اﻻﺑﻦ اﻷﺧﻴﺮ ﻓﻴﻜﻮن ﻓﻲ اﻟﻄﻠﻴﻌﺔ ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﺜﻮرة ﻫﻲ اﳊﺎﻟﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻟﻨﻜﻠﻦ اﺑﻨﺎ وﺣﻴﺪا اﻧﺘﺨﺎﺑﻪ ﺧﻼل اﻷزﻣﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ أدت ﻣﺒﺎﺷﺮة إﻟﻰ اﳊﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ .ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺟﻔﺮﺳﻦ دﻳﻔﺲ اﻻﺑﻦ اﻷﺻﻐﺮ ﻣﻦ ﺑ zﻋﺸﺮة أﻃﻔﺎل .أﻣﺎ وﻧﺴ ﺗﺸﺮﺗـﺸـﻞ ﻓـﻘـﺪ ﻛـﺎن اﻻﺑـﻦ اﻟﺒﻜﺮ ا)ﺴﺘﻘﻞ ﺑﺬاﺗﻪ ﻗﺒﻞ اﳊﺮب اﻟﻌﺎ)ﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﺛﻢ أﺻﺒـﺢ رﺋـﻴـﺴـﺎ ﻟـﻠـﻮزراء ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺣﺘﺎج وﻃﻨﻪ ﻟﺸﺨﺺ ﻳﺼﻠﺢ ﻷن ﻳﻜﻮن ﻟﻪ وزن ﻳﻮازي ﻣﺨﻄﻄﺎت ﻫﺘﻠﺮ، وﻫﻲ ﻣﺨﻄﻄﺎت ﺷﺠﻌﺘﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳـﺎت اﻟـﺴـﻠـﻤـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ أﺑـﺪﺗـﻬـﺎ وزارة ﻧـﻴـﻔـﻴـﻞ ﺗﺸﻴﻤﺒﺮﻟﻦ ﻓﻲ زﻣﻦ اﻟﺴﻠﻢ ،وﻛﺎن ﺗﺮﺗﻴﺐ ﻣﻮﻟﺪه اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑ zاﻟﺬﻛـﻮر ،واﻟـﺜـﺎﻟـﺚ ﺑ zأﺧﻮﺗﻪ اﻟﺴﺘﺔ ﻣﻦ اﻟﺬﻛﻮر واﻹﻧﺎث .ورﻏﻢ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺗﺒﺪو ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬه اﻟﺘﻮﻛﻴﺪات ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ،إﻻ أن ﺳﺘﻴﻮارت ﻓﺤﺺ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ ﻫﺬه ﺑﺎﻧﺘﻈﺎم وﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ،وﻃﺒﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ رؤﺳﺎء اﳉﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻓﻲ اﻟـﻮﻻﻳـﺎت ا)ـﺘـﺤـﺪة اﻷﻣـﺮﻳـﻜـﻴـﺔ ،ورؤﺳـﺎء اﻟـﻮزراء اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴ ،zوﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﺜﻴﺮة ﻟﻠﺪﻫﺸﺔ .ﻓﻘﺪ أوﺿﺢ ﺳﺘﻴﻮارت ﻣـﺜـﻼ أن ا)ﺮﺷﺤ zاﻟﺮﺋﻴﺴﻴ zﻟﻠﺮﺋﺎﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة ﺧﻼل أي ﺳﻨﺔ اﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻣﺤﺪدة ﻴﻠﻮن ﻷن ﻳﺤﺘﻠﻮا ا)ﻮاﺿﻊ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴـﺚ ﺗـﺮﺗـﻴـﺐ ﻣـﻴـﻼدﻫـﻢ ﺑـz أﻓﺮاد أﺳﺮﻫﻢ .وﻳﻮﺿﺢ ﺑﺤﺚ ﺳﺘﻴﻮارت ﻫﺬا ﻛﻴﻒ ﻜﻦ أن ﺗﺘﻔﺎﻋﻞ اﳋﺼﺎﺋﺺ ا)ﻤﻴﺰة ﻟﻠﻔﺮد واﳋﺼﺎﺋﺺ ا)ﻤﻴﺰة ﻟﻠﻤﻮﻗﻒ ﻣﻌﺎ ،ﺧﻼل اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﻈﻬﻮر اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ .وﻳﻌﺘﺒﺮ ﻋﻤﻠﻪ ﻫﺬا ﻣﺜﺎﻻ ﻷﺣﺪ اﻻﲡﺎﻫﺎت اﻟـﺘـﻲ ﻳـﻨـﺒـﻐـﻲ ﻟﺒﺤﻮث اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ أن ﺗﺴﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ.
244
روح اﻟﻌﺼﺮ
اﳊﻮاﺷﻲ )× (١اﻟﻨﻤﻮ اﻷﺳﻲ ﻣﺼﻄﻠﺢ رﻳﺎﺿﻲ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺪﻻﻻت اﻷﺳﻴﺔ ﻣﺜﻞ ص= ٢س وﻫﻲ دﻻﻻت ﺗﺘﻨﺎﻣﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻴﻢ ص ﺑﺎﻃﺮاد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻊ زﻳﺎدة ﻗﻴﻢ س زﻳﺎدة ﺑﺴﻴﻄﺔ )ا)ﺮاﺟﻊ(. )× (٢ﻫﺬا ا)ﺼﻄﻠﺢ ﻣﺄﺧﻮذ ﻣﻦ ﻧﻈﺎم اﻟﺘﺮوس اﻟﺘﺪاوﻳﺮي اﻟﺬي ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺮوس ﺗﺪور ﻣﺤﺎورﻫﺎ ﺣﻮل ﻣﺮﻛﺰ ﻣﺸﺘﺮك) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٣أو اﻻﺳﻤﺎﻧﻴﺔ :ﻣﺬﻫﺐ ﻓﻠﺴﻔﻲ ﻇﻬﺮ ﻓﻲ أواﺧﺮ اﻟﻘﺮون اﻟﻮﺳﻄﻰ ،ﻣﻔﺎده أن ا)ﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﻜﻠﻴﺔ اﺠﻤﻟﺮدة ﻫﻲ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎت اﻟﻔﻜﺮ أو اﻟﻠﻐﺔ ،وﻻ وﺟﻮد ﻟﻬﺎ ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ أﺳﻤﺎء ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻮازﻳﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻮاﻗﻊ) .ا)ﺮاﺟﻊ(. )× (٤ﻣﺬﻫﺐ ﻓﻠﺴﻔﻲ ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ واﻗﻌﻴﺔ اﻟﺰﻣﺎن اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ واﻷﺷﻴﺎء ا)ﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﺰﻣﺎن ،ﻋﻠﻰ ﻋﻜـﺲ ﻣﺬﻫﺐ اﻷزﻟﻴﺔ اﻟﺬي ﻳﺮى أن ا)ﻮﺟﻮد ﻓﻲ اﻟﺰﻣﺎن ﻣﺎ ﻫﻮ إﻻ ﺗﺒﺪ ﻟﻸﺷﻴﺎء اﻷزﻟﻴﺔ .وﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻣﺬﻫﺐ اﻟﺪﻫﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ-اﻹﺳﻼﻣﻲ) .ا)ﺮاﺟﻊ(. )× (٥ﻣﻴﻨﻮى :ﺣﻀﺎرة ﺟﺰﻳﺮة اﻗﺮﻳﻄﺶ )ﻛﺮﻳﺖ() ١١٠٠-٣٠٠٠ق .م ) .(٠ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٦ﻣﺴﻴﻨﻲ :ﻧﺴﺒﺔ إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺴﻴﻨﻲ اﻟﻘﺪ ﺔ ﻓﻲ ﺟﻨﻮب اﻟﻴﻮﻧﺎن أو إﻟﻰ ﺷﻌﺐ ﻏﺰا ﺑﻼد اﻟﻴﻮﻧـﺎن ﺣﻮاﻟﻲ اﻟﻘﺮن ١٢ق .م) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٧ﻣﻦ ﺣﻮاﻟﻲ ٤٧٦م إﻟﻰ ﺣﻮاﻟﻲ ١٠٠٠م ،وﻫﻲ ﻣﺎ ﻳﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻘﺮون اﻟﻮﺳﻄﻰ. )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٨ﻫﻲ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻓﻲ اﻟﻘﺮون اﻟﻮﺳﻄﻰ وأواﺋﻞ ﻋﺼﺮ اﻟﻨﻬﻀﺔ .وﻗﺪ ﺑﻨﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻖ أرﺳﻄﻮ وﻣﻔﻬﻮﻣﻪ )ﺎ وراء اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ .وﻟﻜﻨﻬﺎ اﺗﺴﻤﺖ ﻓﻲ أورﺑﺎ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺈﺧﻀﺎع اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻟﻼﻫﻮت .وﻣﻦ أﺑﺮز رﺟﺎﻟﻬﺎ ﺗﻮﻣﺎ اﻹﻛﻮﻳﻨﻲ اﻟﺬي ﺣﺎول أن ﻳﻘﻴﻢ ﺻﻠﺔ ﻋﻘـﻼﻧـﻴـﺔ ﺑـ zاﻟـﻌـﻘـﻞ واﻟـﺪﻳـﻦ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٩ﻳﻌﻨﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﺪ ﻫﻨﺎ وﺟﻮد ﺳﻤﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ ﺳﻤﺔ-أو ﺳﻤﺎت-أﺧﺮى ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻜﻮن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻻرﺗﺒﺎﻃﻴﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺻﻔﺮﻳﺔ .وﻣﺎ ﻳﻘﺼﺪه ا)ﺆﻟﻒ ﻫﻨﺎ أن اﻟﺪﻳﻦ واﻟﻌﻠﻢ ﻣﺴﺘﻘﻼن ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ اﻟﺒﻌﺾ وﻳﺠﺐ ﻋﺪم اﳋﻠﻂ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١٠اﻋﺘﺒﺮ ﺑﻌﺾ ا)ﺆرﺧ zاﳊﺮوب اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺒﺖ ﺑ zﻋﺎﻣﻲ ٤٢١-٤٣١ق .م) .اﳊﺮوب اﻷرﺧﻴﺪاﻣﻴﺔ( وﻛﺬﻟﻚ ﺑ zﻋﺎﻣﻲ ٤٠٤-٤١٤ق .م) .اﳊﺮوب اﻹﻳﻮﻧﻴﺔ( ﺣﺮﺑﺎ واﺣﺪة أﻃﻠﻘﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ اﳊﺮب اﻟﺒﻴﻠﻮﺑﻮﻧﻴﺰﻳﺔ. وﻗﺪ ﻧﺸﺒﺖ ﻫﺬه اﳊﺮوب ﺑﺴﺒﺐ وﺟﻮد ﻧﻈﺎﻣ zﻛﺒﻴﺮﻳﻦ ﻟﺘﺤﺎﻟﻔ zﻣﺘﻨﺎﻓﺴ zﻓﻲ ﺑﻼد اﻟﻴﻮﻧﺎن وﺑﻌﺾ أﺟﺰاء أورﺑﺎ اﻷﺧﺮى .وﻛﺎن أي ﻧﺰاع ﺻﻐﻴﺮ ﻳﺸﻤﻞ ﻫﺬه ا)ﻨﺎﻃﻖ ﻛﻠﻬﺎ .وﻗﺪ ﻧﺸﺒﺖ ﻫﺬه اﳊﺮوب ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻨﻴﻒ ﻋﺎم ٤٣١ق .م .وﺣﺘﻰ ﻋﺎم ٤٠٤ق .م .ﺑ zإﺳﺒﺮﻃﺔ وأﺛﻴﻨﺎ ﺑﻮﺟﻪ ﺧﺎص )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١١ﺣﻠﻒ أﺑﺮم ﺑ zا)ﺪن اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺣﻮاﻟﻲ ﻋﺎم ٤٧٨ق .م) .ﻮاﺟﻬﺔ ﻏﺰو اﻟﻴﻮﻧﺎن ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ .وﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﻘﻴﺎدة وﺧﺰاﺋﻦ اﻷﻣﻮال اﳋﺎﺻﺔ ﺑﻬﺬا اﳊﻠﻒ ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮة دﻳﻠﻮس، واﺣﺘﻔﻈﺖ أﺛﻴﻨﺎ ﺑﻘﻴﺎدة اﳊﻠﻒ .وﲢﻮل ﻫﺬا اﳊﻠﻒ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﻤﻲ ﺑﺎﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ اﻷﺛﻴﻨﻴﺔ. )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١٢أو ﻣﺎ ﺳﻘﻲ ﺑﺄزﻣﺔ اﻟﺜﻼﺛﻴﻨﺎت ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺮن) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(.
245
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة )× (١٣ﻧﺴﺒﺔ إﻟﻰ ﺗﺎرﻳﺦ ﻧﺸﺮ اﻟﻜﺘﺎب ﻋﺎم ) ١٩٨٤,ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١٤ﻻ ﻜﻦ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻻرﺗﺒﺎط ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ارﺗﺒﺎط ﻛﺒﻴﺮ ﻳﺒﺮر ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻄﺮﺣﻬﺎ ا)ﺆﻟﻒ ﺑ zاﻟﺘﻔﺘﺖ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻹﺑﺪاع )ا)ﺘﺮﺟﻢ( .وﻫﺬا اﻟﻘﻮل ﻣﺜﺎل ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﻘﻴﺪة ﺗﺼﻨﻊ اﻹﺣﺼﺎءات وﻟﻜﻦ اﻹﺣﺼﺎءات ﻻ ﺗﺼﻨﻊ اﻟﻌﻘﻴﺪة) .ا)ﺮاﺟﻊ(. )× (١٥إﻣﺒﺮاﻃﻮر ﺻﻴﻨﻲ ﻣﻦ ﺳﻼﻟﺔ ﺗﺸ .zوﻗﺪ ﺣﻜﻢ اﻟﺼ zﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ٢١٠-٢٤٦ق .م .وﻫﻮ اﻟﺬي ﺷﻴﺪ ﺳﻮر اﻟﺼ zاﻟﻌﻈﻴﻢ ﺑﺈﺟﺒﺎر اﻟﻔﻼﺣ zواﻟﺴﺠﻨﺎء اﻟﺴﻴﺎﺳﻴ zﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١٦اﻷرﻣﺎدا :أﺳﻄﻮل ﺣﺮﺑﻲ وﺟﻬﺘﻪ أﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻋﺎم ) ١٥٨٨ﻘﺎﺑﻠﺔ اﻹﳒﻠﻴﺰ ﻓﺪﻣﺮت اﻟﻌﻮاﺻﻒ واﻷﺳﻄﻮل اﻹﳒﻠﻴﺰي ﻣﻌﻈﻤﻪ) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١٧أﺣﺪ اﻷﻟﻘﺎب اﻟﺸﻬﻴﺮة اﻟﺘﻲ أﻃﻠﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﻳﺲ اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١٨ﻳﻼﺣﻆ أن ﻫﺬا اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف ﺗﺄﺛﺮ ﺗﺄﺛﺮا ﻛﺎﻣﻼ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ ﺑﺎﻟﻔﻴﻠﺴـﻮف اﻹﺳـﻼﻣـﻲ اﺑـﻦ رﺷـﺪ. وﻗﺪ ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﻔﺮض ﻣﻮﺿﻮع دراﺳﺔ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﻮد ﻗﺎﺳﻢ ﺑﻌﻨﻮان »ﻧﻈﺮﻳﺔ ا)ﻌﺮﻓﺔ ﺑ zاﺑﻦ رﺷﺪ وﺗﻮﻣﺎس اﻹﻛﻮﻳﻨﻲ«) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (١٩اﻟﺬﺧﻴﺮة ﻫﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷﳊﺎن ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻜﺮر ﻋﺰﻓﻬﺎ ﻓﻲ اﳊﻔﻼت ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٢٠اﻟﻔﻮﺟﺔ ﻫﻲ إﺣﺪى أﺷﻜﺎل ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﺒﻮﻟﻴﻔﻮﻧﻴﺔ ،أي اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺪد ﻓﻴﻬﺎ اﻷﺻﻮات ،ﻟﻜﻦ ﺻﻮﺗﺎ واﺣﺪا ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻜﻮن ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺻﻮات اﻷﺻﻮات اﻷﺧﺮى ،وﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﻟﺼﻮت اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻫﻮ ا)ﻤﺜﻞ اﻷﻛﺒﺮ ﻟﻠﺜﻴﻤﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٢١اﻟﺴﻮﻧﺎﺗﺔ ﻫﻲ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻵﻟﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻣﻨﻔﺮدة أو أﻛﺜﺮ ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﻋﺪة ﺣﺮﻛﺎت ) ٣إﻟﻰ ٤ﻋﺎدة( ﺗﺘﺒﺎﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻣﺎﺗﻬﺎ وﻓﻲ ا)ﺸﺎﻋﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺒـﺮ ﻋـﻨـﻬـﺎ; وﺗـﻌـﺘـﺒـﺮ اﻟـﺴـﻮﻧـﺎﺗـﺎ اﻷﺳـﺎس اﻟـﺒـﻨـﺎﺋـﻲ ﻟﻠﺴﻤﻔﻮﻧﻴﺔ) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٢٢ﻫﻨﺎك ﺛﻼث ﻓﺘﺮات ،ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ،ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ ا)ﻮﺳﻴﻘﻲ ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻣﺼﻄﻠﺢ ا)ﻮﺳﻴﻘـﻰ اﳉـﺪﻳـﺪة ﻟﻺﺷﺎرة ﻟﻬﺎ; ﺣﻮاﻟﻲ ﻋﺎم ،١٣٠٠وﺣﻮاﻟﻲ ١٦٠٠م ،ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﻋﺎم ١٨٥٠م ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺧﺬت ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ ﲡﺴﺪ ا)ﺒﺎد £اﻟﺜﻮرﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻟﻴﺴﺖ وﻓﺎﻏﻨﺮ .وﺗﺴﻤﻰ اﻟﻔﺘﺮة اﻷﺧﻴﺮة ﻋﺎدة ﺑﺎﺳﻢ »ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ ا)ﺴﺘﻘﺒﻞ«. )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٢٣ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻼﻣﻘﺎﻣﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ ﺷﻮﻳﻨﺒﺮغ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻫﻲ ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻨﻐﻤﺔ واﺣﺪة أوﻟﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻐﻤﺎت اﻷﺧﺮى .وﻫﺬا اﻟﻠﻮن ﻣﻦ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻼﻣﻘـﺎﻣـﻴـﺔ ﺗـﻌـﻮزه ﺑـﺎﻟـﻄـﺒـﻊ »اﳋﺘﺎﻣﻴﺔ« ﺑﺎ)ﻌﻨﻰ ا)ﻘﺎﻣﻲ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻌﻮد واﻟﺘﺪرﻳﺐ )أي اﻷﻟﻔﺔ( ﺗﺼﺒﺢ ﻋﻨﺪ اﻟﺒـﻌـﺾ ﺳﺎرة وﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ،وﺗﻬﻴﺊ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻹﺟﻬﺎد واﻟﺘﻮﺗﺮ .وﻗﺪ ﻳﺮﺟﻊ ﻫﺬا إﻟﻰ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﳉﻮﻫﺮﻳﺔ ﻟﻠﺤﻦ اﻟﺘﻲ ﲡﻌﻠﻪ ﻳﺒﺪو ﻛﺄﻧﻪ »وﺣﺪة ﻛﻠﻴﺔ إﺟﻤﺎﻟﻴﺔ« )اﻧﻈﺮ »ﻟﻐﺔ ا)ﻮﺳﻴﻘﻲ :دراﺳﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻠﻐﻮي وﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ« ،ﺗﺄﻟﻴﻒ د .آﻣﻞ أﺣﻤﺪ ﻣﺨﺘﺎر ﺻﺎدق ،اﻟﻘﺎﻫﺮة :ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ وا)ﻌﻠﻮﻣﺎت ،١٩٨٨ ،ص ) .١١٤ا)ﺘﺮﺟﻢ(. ﺗﻀﻢ أﻋﻀﺎء ﻣﺘﺨﺼﺼ zﻓﻲ ﻋﻠﻮم اﻟﻨﺒﺎت واﻟﻴﻮان واﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ )× (٢٤ﺗﺄﺳﺴﺖ ﻫﺬه اﳉﻤﻌﻴﺔ اﻟﺘﻲ ّ ﻋﺎم .١٧٨٨وﻫﻲ ﺘﻠﻚ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻟﻨﻴﻮس اﻟﻨﺎدرة ﻣﻦ اﳊﻴﻮاﻧﺎت واﻟﻨﺒﺎﺗﺎت .وﻟﻨﻴﻮس ﻫﺬا ﻫﻮ ﻛﺎرﻟﻮس ﻟﻨﻴـﻮس ) (١٧٧٨-١٧٠٧ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻨﺒﺎت وا)ﻜﺘﺸﻒ اﻟﺴﻮﻳﺪي اﻟﺬي ﻛﺎن أول ﻣـﻦ وﺿـﻊ ا)ـﺒـﺎد £اﳋـﺎﺻـﺔ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ أﻧﻮاع اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت اﳊﻴﺔ وﺳﻼﻻﺗﻬﺎ) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. ﻳﺘﻌﺪد ﻣﻜﺘﺸﻔﻮه) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. اﻟﻮاﺣﺪ اﻻﻛﺘﺸﺎف )× (٢٥ﻳﻘﺼﺪ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻏﻴﺮ اﻟﺪﻗﻴﻖ أن ّ
246
اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
9اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻗﺎل ﻏ» ¥إن اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻟﻴﺲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺠﻞ ﳉﺮاﺋﻢ ﺑﻨﻲ اﻟﺒﺸﺮ وﺣﻤﺎﻗﺎﺗﻬﻢ وﻣﺼﺎﺋﺒﻬﻢ« .وواﻓﻖ ﻓﻮﻟﺘـﻴـﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ أن »اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻟﻴﺲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺻﻮرة ﻟﻠﺠﺮاﺋﻢ واﶈﻦ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ« .وﻟﻮ ﻋﺪدﻧﺎ ﻫﺬه اﳉﺮاﺋﻢ واﶈﻦ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﺖ أﻛﺒﺮ اﻷﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺠﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻓﺈن اﳊﺮب ﺳﺘﻜﻮن ،دون ﺷﻚ ،ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻘـﺎﺋـﻤـﺔ .ﻓـﺎﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ، أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي ﺷﻲء آﺧﺮ ،ﻫﻮ ﻗﺼﺔ اﻟﻐﺰوات وا)ﺆاﻣﺮات وا)ﻌﺎرك واﻟﺜﻮرات .وﻳﺒﺪو ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أن ﻧﺘﻮﻗﻊ أن ﻳﺴﺘﻐﻞ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﺠﻞ ﻟﻴﺠﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﳊﺎﺳﻤﺔ ا)ﺘﻌﻠﻘﺔ ﻮﺿﻊ ا)ﺒﺪﻋz واﻟﻘﺎدة ﻓـﻲ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ .وﺗـﺒـﺪو دﻻﺋـﻞ ﻫـﺬا اﻟـﺘـﻄـﺒـﻴـﻖ ﻟﻠﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳـﺨـﻲ واﻋـﺪة ﺑـﺸـﻜـﻞ ﺧـﺎص ﻓـﻲ ﺿـﻮء اﻟﻨﺠﺎح اﻟﺬي ﺣﻘﻘﺘﻪ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ إﻟﻰ اﻵن .ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ا)ﻬﻢ أن ﻧﺨﺘﺎر أﺳﺌﻠﺔ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﻜﻦ إﺧﻀﺎﻋﻬﺎ ﻟﻠﺒﺤﺚ اﻟﻘﻴﺎﺳﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ،واﻟﺴﺆال اﻟﺬي ﺳﺄﻃﺮﺣﻪ ﻫﻨﺎ ﻫـﻮ :ﻣـﺎ اﻟـﺸـﺮوط اﻟـﺴـﺎﺑـﻘـﺔ ﻟـﻠـﻌـﻨـﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻟﻨﺘـﺎﺋـﺞ ا)ـﺘـﺮﺗـﺒـﺔ ﻋـﻠـﻴـﻪ? ﻣـﺎ ا)ـﺘـﻐـﻴـﺮات ا)ﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻦ اﻟﺼﺮاﻋﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﳊﺮوب اﻟﻌﺎ)ﻴﺔ? ﻣﺎ ا)ﻀﺎﻋﻔﺎت ا)ﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﺪﻻع ﻣﻮﺟﺎت اﻟﻌـﻨـﻒ اﳉﻤﺎﻋﻲ ﻫﺬه? إن ﻣﺮاﺟﻌﺘﻲ ﻟﻠﺒﺤﻮث ا)ﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺬا ا)ﻮﺿﻮع ﻻ ﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﺴﺘﻮﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻜﻦ أن ﻳﻘﺎل 247
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ـﻲ أن أﺣﺪد ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻲ ﺑﺎﻟﻨـﺘـﺎﺋـﺞ ا)ـﺘـﺼـﻠـﺔ ﺣﻮل ﻫﺬا ا)ﻮﺿـﻮع ،وذﻟـﻚ ﻷن ﻋـﻠ ّ ﻮﺿﻮﻋﻲ اﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة .ﻓﻤﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻳﻮﻟﺪ ﻓﺮﺻﺎ ﻓﺮﻳﺪة ﻟﻈﻬﻮر اﻟﻘﺎدة اﻟﺒﺎرزﻳﻦ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻜﻮن واﺿﺤﺎ أن اﻟﻌﺒﻘﺮي ا)ﺒﺪع ﻳﺘﺄﺛﺮ ﻫﻮ أﻳﻀﺎ ،إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ،ﺑﺨﺒﺮة اﳊﺮب.
اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﳌﺪﻧﻴﺔ
ﻳﺼﻞ اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻋﻠﻰ ا)ﺴﺘﻮى اﶈﻠﻲ أﺣﻴـﺎﻧـﺎ ،إﻟـﻰ درﺟـﺔ اﻟـﺜـﻮرة اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻼﻻت اﳊﺎﻛﻤﺔ واﻟﻄﻐﺎة أو اﻟﺪ ﻮﻗﺮاﻃﻴـﺎت ،وﻳـﺼـﻐـﺮ ﻓﻲ أوﻗﺎت أﺧﺮى إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺸﻐﺐ اﶈﻠﻲ ﻓﻲ ا)ﺪﻳﻨـﺔ ،أو ﻳـﻘـﺘـﺼـﺮ ﻋـﻠـﻰ ﻣﺆاﻣﺮة ﻓﻲ اﻟﻘﺼﺮ .واﻷﺳﺒﺎب واﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ا)ﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ أﺳﺒﺎب وﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻟﻢ ﺗﻔﻬﻢ إﻻ ﻓﻬﻤﺎ ﺟﺰﺋﻴﺎ إﻟﻰ اﻵن .ﻟﻜﻦ ﺑﺤﻮث اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ أﻟﻘﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة.
ﺑﻌﺾ ﻣﺤﺪدات اﻟﺸﻐﺐ واﻟﺘﻤﺮد
ﻟﻨﺘﺬﻛﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ أن اﻟﺜﻮرﻳ zﻣﻦ وزن ﻟﻴﻨ zﻴﻠﻮن ﻷن ﻳﻜﻮﻧـﻮا ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل ا)ﻮﻟﻮدﻳﻦ ﺑﻌﺪ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﺧﻮة ﻓﻲ أﺳﺮ ﻛﺒﻴﺮة اﻟﻌـﺪد .وﺗـﺮﺗـﺒـﻂ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺑﺎﻟﻨﻤﻮذج اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﺜﻮرة اﻟﺬي ﻃﻮره ﻣﺎﺗﻮﺳﻴﺎن وﺷﻴﻔﺮ ).(١٩٧٧ و ﻜﻦ ﺗﻠﺨﻴﺺ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮذج ﻓﻲ اﻟﻨـﻘـﺎط اﻷرﺑـﻊ اﻟـﺘـﺎﻟـﻴـﺔ :أوﻻ ،إن اﻟـﺸـﺮط اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻻﻧﺪﻻع اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﺪاﺧـﻠـﻴـﺔ ﻫـﻮ زﻳـﺎدة ﻣـﻔـﺎﺟـﺌـﺔ ﻏـﻴـﺮ ﻋﺎدﻳﺔ ﻓﻲ ﺿﻐﻂ اﻟﺴﻜﺎن زﻳﺎدة ﺗﺘﺠﺎوز اﻟﺰﻳﺎدة اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻧﻈﺎم اﺟﺘﻤﺎﻋـﻲ اﻗﺘﺼﺎدي ﻣﻌ zﻣﻦ اﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻈﺮوف اﻟﻌﺎدﻳﺔ .وﺗﻌﺪ ﻇﺎﻫﺮة زﻳﺎدة ﻣﻌﺪﻻت إﳒﺎب اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة ﺑﻌﺪ اﳊﺮب اﻟﻌﺎ)ﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﺜﺎﻻ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﺰﻳﺎدة ا)ﻔﺎﺟﺌﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻜﺎن .وﻗﺪ ﻻ ﺗﻜﻮن ﻣﺼﺎدﻓﺔ أن ﺟﻴﻞ أوﻟﺌﻚ اﻷﻃﻔﺎل ﻫﻮ اﻟﺬي ﻗﺎد ﺮد اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﺴﺘﻴﻨﺎت .ﺛﺎﻧـﻴـﺎ ،ﻳـﻌـﺪ أﻫـﻢ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﺟﻮاﻧﺐ ﺗﻠﻚ اﻟﺰﻳﺎدة ﻓﻲ ﻋﺪد اﻟﺴﻜﺎن ﺗﻠﻚ اﻟﺰﻳﺎدة اﳊﺎدة ﻓﻲ ﻧﺴﺒﺔ ﺻﻐﺎر اﻟﺮاﺷﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺬﻛﻮر .وﻳﻌﻤﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﺪﻓﻖ ا)ﻔﺎﺟﺊ ﻣﻦ اﻟﺬﻛﻮر اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻌﺮون ﺑﺎﻻﻏﺘﺮاب ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ﻣﻦ اﻟﺜﻮرﻳ zا)ﻤـﻜـﻨـ ،zوذﻟـﻚ ﻷن اﻟﺬﻛﻮر ﻳﻬﻴﻤﻨﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻮرة ﻫﻴﻤﻨﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﳊﺮب ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ .ﺛﺎﻟﺜﺎ ،ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﻀﻐﻂ اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ ﻣﺴﺆوﻻ ﻋﻦ وﺟﻮد ﻗﺪر أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﺪاوة ﺑ zاﻷب واﻻﺑﻦ ،وﻛﺬﻟـﻚ 248
اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﺑ zاﻷﺧﻮة ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻌﺰز اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺑ zاﻷم واﻻﺑـﻦ .وﺗـﺆدي ﻣـﻌـﺪﻻت اﳋﺼﻮﺑﺔ ا)ﺮﺗﻔﻌﺔ إﻟﻰ وﺟﻮد أﺳﺮ ﻛﺒﻴﺮة وﺗﻜﻮن ﻫﺬه اﻟﺒﻴﻮت ا)ﻜﺘﻈﺔ ﺑﺎﻟﺴﻜﺎن ﺗﺮﺑﺔ ﺧﺼﺒﺔ ﻟﺜﻮار ا)ﺴﺘﻘﺒﻞ .راﺑﻌﺎ ،ﺗﺒﻠﻎ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑ zﺿﻐﻂ اﻟﺴﻜﺎن وﺑ zاﻟﻌﻨﻒ اﻟﺴﻴـﺎﺳـﻲ اﻟـﺪاﺧـﻠـﻲ ﺣـﻮاﻟـﻲ ٢٥ﺳﻨﺔ-ﻣﻊ وﺟﻮد زﻳـﺎدة أو ﻧـﻘـﺺ ﻣﻘﺪاره ٤ﺳﻨﻮات-أو ﻣﺎ ﻣﻘﺪاره ﺟﻴﻞ واﺣﺪ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ .إن ﺻﻐﺎر اﻟﺬﻛﻮر اﻟـﺬﻳـﻦ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮن ﻟﻌﻼﻗﺎت ﻻ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺘﺂﻟﻒ أو اﻻﻧﺴﺠﺎم ﻣﻊ آﺑﺎﺋﻬﻢ وأﺧﻮاﺗﻬﻢ ﺗﻨﻤﻮ ﻓﻴﻬﻢ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﺘﻤﺮدة ﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻣﺠﻲء ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺮﺷﺪ ا)ﺒﻜﺮة ﻟﺘﻌـﺒـﺮ ﺑﻌﻨﻒ ﻋﻦ ﺳﺨﻄﻬﺎ ﺿﺪ ﻣﻦ ﻳﺤﻜﻤﻮن اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ. وﻗﺪ اﺧﺘﺒﺮ ﻣﺎﺗﻮﺳﻴﺎن وﺷﻴﻔﺮ ﻮذﺟﻬﻤﺎ ﻫﺬا ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ .ﻓﺪﻣﺠﺎ اﻟﻌﻴﻨﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ وا)ﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﻧـﺎﺣـﻴـﺔ ،وا)ـﻌـﻠـﻮﻣـﺎت اﳋـﺎﺻـﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺎت اﻷﺳﺮﻳﺔ ا)ﺴﺘﻘﺎة ﻣﻦ ﺳﻴﺮ ﺷﺨﺼﻴﺎت اﻷدﺑﺎء اﻟﻔﺮﻧﺴﻴ zواﻹﳒﻠﻴﺰ. وﻗﺪ اﺧﺘﻴﺮت اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ﻫﺬه ﺑﺴﺒﺐ وﻓﺮة ا)ﻌﻠﻮﻣﺎت ا)ﺘﺎﺣـﺔ ﺣـﻮل اﳊﻴﺎة ا)ﺒﻜﺮة ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻢ .وﻧﺤﻦ ﻟﺴﻨﺎ ﻣﻠﺰﻣ zﻟﺪى اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ا)ﻌﻠﻮﻣﺎت ا)ﺄﺧﻮذة ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺮة ﺑﺄن ﻧﻔﺘﺮض أن درﺟﺔ اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻷﺳﺮي ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺒﺪﻋﻲ اﻷدب ﺗﺴﺎوي درﺟﺔ اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻷﺳﺮي ﻟﺪى اﻟﺜﻮرﻳ .zوﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻔﺘﺮض أن ﺗﻘﻠﺒﺎت اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻷﺳﺮي ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺗﺴﻴﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻮاز ﻟﺪى ﻫﺎﺗ zاﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺘ.z ﻓﺈذا ﻗﺒﻠﻨﺎ ﻫﺬا اﻻﻓﺘﺮاض ﻓﺈن اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ا)ﺘﺎﺣﺔ ﺗﺪﻋﻢ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻓﺮﺿﻴﺔ ﻣﺎﺗﻮﺳﻴﺎن وﺷﻴـﻔـﺮ .ﻓـﻘـﺪ ﺟـﺎءت ﺛـﻮرات اﻷﻋـﻮام ١٨٣٠و ١٨٤٨و ١٨٧١ﻛﻠـﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻣﺜﻼ ﻋﻘﺐ زﻳﺎدات ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ ﻓﻲ اﻟﻀﻐﻮط اﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ أوﻗﺎت ﺳﺒﻘﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺜﻮرات ﺑﺜﻼث وﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ،وﺳﺖ وﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ، وﺗﺴﻊ وﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ .ﻛـﻤـﺎ ﻇـﻬـﺮ أن اﻟـﺘـﻮﺗـﺮات اﻷﺳـﺮﻳـﺔ ﺗـﻘـﺪم اﻟﺮاﺑﻄﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻂ ﻣﺎ ﺑ zﺗﻠﻚ اﻻﻧﻔﺠﺎرات اﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ واﻟﺜﻮرات. ﻟﻘﺪ ﻗﺪم ﻣﺎﺗﻮﺳﻴﺎن وﺷﻴﻔﺮ ﺑﻌﺾ ا)ﻼﺣﻈﺎت ا)ﺜﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻂ ﻮذﺟﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻷﺧﺮى ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ .ﻓﻘﺪ زﻋﻤـﺎ ،ﻣـﺜـﻼ ،أن ـﻮذﺟـﻬـﻤـﺎ ﻳﺘﻔﻖ واﻟﻔﻜﺮة اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ إن اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻳﻨﺸﺄ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﳋﻴﺒﺔ اﻵﻣﺎل .وا)ﺜﺎل ا)ﻌﺎﺻﺮ اﻟﺬي ﻜﻦ ﺗﻘﺪ ﻪ ﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺠﻴﻞ »زﻳﺎدة ﻣﻌﺪﻻت إﳒﺎب اﻷﻃﻔﺎل« اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ،وﻫﻮ ﺟﻴﻞ ﻋﺎش ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﻣﻦ اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت ا)ﺘﺰاﻳﺪة وﻣﻦ اﻟﺘﻮﺳﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ا)ﻤﺎﺛﻞ ﻟﻠﺘﻔﺠﺮ ا)ﻔﺎﺟﺊ ﻓﻲ اﳋﺼﻮﺑﺔ .وﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺻﻞ أﺑﻨﺎء ﻫﺬا اﳉﻴﻞ ا)ﺘﻔﺎﺋﻞ إﻟﻰ ﺳﻦ ا)ﺮاﻫﻘﺔ وإﻟﻰ ﻋﺸﺮﻳﻨﺎت أﻋﻤﺎرﻫـﻢ 249
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
أﺻﺒﺤﺖ ﻣﻼﻣﺢ اﻟﻮاﻗﻊ أﻗـﺴـﻰ ،واﻧـﺤـﺪرت اﻵﻣـﺎل ﺑـﺸـﻜـﻞ ﻋـﻨـﻴـﻒ ،ﻣـﺤـﺪﺛـﺔ اﻹﺣﺒﺎط .وﻫﺬه اﻟﺰﻣﺮة ﺗﻜﻮن-وﻓﻘﺎ )ﺎ ذﻛﺮه ﻣﺎﺗﻮﺳﻴﺎن وﺷﻴﻔﺮ-أﻣﻴﻞ ﻟـﻠـﻌـﻨـﻒ ﻋﻨﺪ ﺳﻦ اﳋﺎﻣﺴﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ )زد أو ﻧﻘﺺ أرﺑﻊ ﺳـﻨـﻮات(-أي ﻟـﻠـﺘـﻤـﺮد ﺿـﺪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ا)ﻤﺜﻠﺔ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ .ﻟﻘﺪ ﺷﻬﺪت أﻣﺮﻳﻜﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺘـﻴـﻨـﺎت ﺻـﺮاﻋـﺎت ﺜﻠﺖ ﻓﻲ ﺗﻮﻟﻲ اﻟﻄﻼب ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ اﻷﻣـﻮر ﻓـﻲ ﺟـﺎﻣـﻌـﺎت ﻛـﻮﻟـﻮﻣـﺒـﻴـﺎ وﻫـﺎرﻓـﺮد وﺑﻴﺮﻛﻠﻲ ،ﻛﻤﺎ ﺷﻬﺪت ا)ﻈﺎﻫﺮات اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ ﺷﻴﻜﺎﻏﻮ أﺛﻨﺎء اﻧﻌﻘﺎد ﻣﺆ ﺮ ﻛﻨﺖ اﳊﻜﻮﻣﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻏﺰو ﻛﻤﺒﻮدﻳﺎ اﳊﺰب اﻟﺪ ﻘﺮاﻃﻲ ﻋﺎم ١٩٦٨وﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ْ ﻋـﺎم .١٩٧٠و ـﻜـﻦ أن ﺗـﻌـﻜـﺲ ﻫـﺬه اﻷﺣـﺪاث ﻛـﻠـﻬـﺎ أﺷـﻜـﺎﻻ ﺷـﺨـﺼـﻴـﺔ ﻣــﻦ اﻟﺼﺮاﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺪور داﺧﻞ اﻷﻓﺮاد ،وﻫﻲ ﺻﺮاﻋﺎت ﺗﻨﺸﺄ ﻣﻦ اﻷﺳﺮ اﻟـﺘـﻲ ﺗﺮﻋﺮﻋﻮا ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ وﺻﻠﻮا ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺒﻠﻮغ. ﻻ ﺷﻚ أن أﺣﺪاث اﻟﺸﻐﺐ واﻟﺜﻮرات أﺣﺪاث ذات أﺳﺒﺎب ﻣﺘﻌﺪدة ﻳﺸﻜﻞ اﻟﻨﻤﻮ اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﺠﺎوز اﳊﺪود ﻣﺠﺮد ﻋﺎﻣﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ .وﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻗﻴﺖ اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻋﺎﻣﻞ ﺣﺮارة اﳉﻮ. ﻓﺎﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﺻﻠﺔ وﺛﻴﻘﺔ ﺑﺎﻷﺷﻬﺮ اﳊـﺎرة ﻣـﻦ اﻟـﺴـﻨـﺔ .ﻓـﻔـﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣﺜﻼ ﺣﺪث اﻻﻧﺪﻓﺎع اﳉﻤﺎﻫﻴﺮي اﻟﻌﺎﺻﻒ ﻧﺤﻮ ﺳﺠﻦ اﻟﺒﺎﺳﺘﻴﻞ ﻓـﻲ ١٤ﻳﻮﻟﻴﻮ /ﻮز ،١٧٨٩وﻫﻮ اﻧﺪﻓﺎع ﺑﺪأ -رﻣﺰﻳﺎ -ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺛﻮرات اﻟﺼﻴﻒ اﻟﻌﺪﻳﺪة ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ ،وﻫﻲ اﻟﺜﻮرات اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ ﺛﻮرة ﻳـﻮﻟـﻴـﻮ /ـﻮز ١٨٣٠وأﻳﺎم اﳊﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻳﻮﻧـﻴـﻮ /ﺣـﺰﻳـﺮان ﺧـﻼل ﺛـﻮرة .١٨٤٨وﻻ رﻳﺐ أن اﻟـﻨـﺰاع اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻟﻴﺲ داﺋﻤﺎ ﻣﻦ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺼﻴﻔﻴﺔ .ﻓﻘﺪ ﺣﺪﺛﺖ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺜﻮرة اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﻋﺎم ١٩١١واﻟﺜﻮرة اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﻋﺎم ١٩١٧ﻓﻲ أﻛﺘﻮﺑﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻷول .ﻟﻜﻦ ﺑﺤﻮث اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﺣﻮل ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن اﻻﺿﻄـﺮاﺑـﺎت اﻟـﺪاﺧـﻠـﻴـﺔ ﻳﺰداد اﺣﺘﻤﺎل وﻗﻮﻋﻬﺎ ﺧﻼل اﻷﺷﻬﺮ اﳊﺎرة ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ )Baron and Ransberger, (1978; Carlsmith & Anderson, 1979ﻓﻠﻢ ﺗﺸﻬﺪ ﺳﺘﻴﻨﺎت ﻫﺬا اﻟﻘﺮن ﻓﺘﺮة ﻣﻦ ﺛﻮرة اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﺷﻬﺪت أﻳﻀﺎ ذروة ﺮد اﻟﺴﻮد ﻓﻲ ا)ﺪن اﻟﺪاﺧـﻠـﻴـﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ .وﻗﺪ ﺣﺪا ﻫﺬا ا)ﻴﻞ اﻟﻌﺎم ﳊﺪوث ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻤﺮد واﻟﺸﻐﺐ ﻫﺬه ﺧﻼل اﻷﻳﺎم اﻷﻛﺜﺮ ﺣﺮارة ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻷن ﻳﻌﺰوا ذﻟﻚ ﻷﺛﺮ »اﻟﺼﻴﻒ اﻟﻄﻮﻳﻞ اﳊﺎر« .ورﻏﻢ وﺟﻮد ﺑﻌﺾ اﻻﺧﺘﻼف ﺣﻮل اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺪﻗﻴﻖ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﺑ zدرﺟﺔ اﳊﺮارة اﶈﻴﻄﺔ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎن وﺑ zاﻟﻌﻨﻒ اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻓﺈن اﻟﻜﻔﺔ اﻟﺮاﺟﺤﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻮاﻫﺪ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن اﺣﺘﻤﺎل ﺣﺪوث اﻟـﻌـﻨـﻒ ﻓـﻲ 250
اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ا)ﺪن ﻳﺮﺗﻔﻊ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﻞ درﺟﺔ اﳊﺮارة إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻻ ﻜﻦ ﲢﻤﻠﻪ .أي أن درﺟﺔ اﳊﺮارة ﻗﺪ ﺗﻠﻌﺐ دورا ﻣﺴﺎﻋﺪا ﻓﻲ ﺗﻮﻗﻴﺖ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﻌﻨﻴﻒ ﻋﻦ اﻟﺴﺨﻂ اﻟﺸﻌﺒﻲ .ﻟﻘﺪ ﻛـﺎن اﻟـﻈـﻠـﻢ اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻲ واﻹﺣـﺒـﺎط اﻻﻗـﺘـﺼـﺎدي واﻻﻏـﺘـﺮاب اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﻦ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﺰﻣﻨﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ »اﳉﻴـﺘـﻮ« اﳋـﺎص ﺑﺎﻟﺴﻮد ﻓﻲ واﺗﺲ ﺑﻠﻮس أﳒﻠﻮس ،واﺣﺘﺎج ﻫﺬا اﳊﺎل إﻟﻰ ﻟﻴﻠﺔ ﺻﻴﻔﻴﺔ ﺣﺎرة ﻣﻦ ﺷﻬﺮ أﻏﺴﻄﺲ /آب ﻋﺎم ١٩٦٥ﻟﺘﺸﻌﻞ اﻻﻧﻔﺠﺎر اﻟﺬي أﻃﻠﻖ آﻻف اﻷﻓﺮاد، ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺬﻛﻮر ،اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎن ﻣﺘﻮﺳﻂ أﻋﻤﺎرﻫﻢ ﺧﻤﺲ وﻋﺸﺮون ﺳﻨﺔ )زد أو ﻧﻘﺺ ٤ﺳﻨﻮات( ﻓﻲ ﻫﻴﺎج اﺳﺘﻤﺮ ﺳﺘﺔ أﻳﺎم ﻣﻦ اﻟﻨﻬﺐ واﳊﺮق.
ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﳌﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ
ﻗﺪ ﻳﺘﺄﺧﺮ اﻧﺪﻻع اﻟﻌﻨﻒ اﶈﻠﻲ ﺣﻮاﻟﻲ ﺟﻴﻞ واﺣﺪ ﺑـﻌـﺪ ﺣـﺪوث اﻟـﺰﻳـﺎدة ﻓﻲ اﻟﻀﻐﻂ اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﺪ ﲢﺘﺎج اﻵﺛﺎر اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻻﻧﻔﺠﺎر إﻟﻰ ﺟﻴﻞ آﺧﺮ ﻟﺘﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ .وﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﻟﺘﻮﺗﺮات داﺧﻞ اﻷﺳﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﺷﺮوﻃﺎ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻈﻬﻮر اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ا)ﺘﻤﺮدة ،ﻛﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﺗﺸﻜﻞ ﻧﺸﺎﻃﺎت ﻫﺆﻻء ا)ﺘﻤﺮدﻳﻦ ﺧﺒﺮات ﺗﻄﻮرﻳﺔ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺟﻴﻞ آﺧﺮ ذات ﻳﻮم .ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ آﺛﺎر »اﳉﻴﻞ اﻟﻌﻨﻴﺪ ا)ﺘﻤﺮد« )ﺑﻜﻠﻤﺎت اﻟﻜﺘﺎب .ا)ﻘﺪس( ﻋﻠﻰ اﳉـﻴـﻞ اﻟـﺘـﺎﻟـﻲ ﻟﻪ? ﻟﻘﺪ ﻻﺣﻈﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ أن ﻫﻨـﺎك اﺣـﺘـﻤـﺎﻻ ﻣـﺘـﺰاﻳـﺪا ﻷن ﺗـﻐـﺬي اﻟـﺜـﻮرات ا)ـﻮﺟـﻬـﺔ ﺿـﺪ ﻣـﺤـﺎوﻻت إﺣـﺪاث اﻟـﺘـﺠـﺎﻧــﺲ ﺑــ zاﻟــﺪول ا) ـﻜــﻮﻧــﺔ ﻟﻺﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺎت اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻇﻬﻮر اﻟﻌﺒﻘﺮي ا)ﺒﺪع ﺑﻌﺪ ﺟـﻴـﻞ ﻣـﻦ ﺣـﺪوث ﻫﺬه اﻟﺜﻮرات .واﻧـﻬـﻴـﺎر أدوات اﻟـﺴـﻴـﻄـﺮة واﻟـﺘـﺤـﻜـﻢ ﺧـﻼل ﻓـﺘـﺮات اﻟـﻐـﻠـﻴـﺎن اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﻳﻔﺘﺢ اﻟﻄﺮﻳﻖ أﻣﺎم اﻻﺑﺘﻜﺎر ) (Barnett, 1953ﻟﻜﻦ اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻴﺲ داﺋﻤﺎ إﻳﺠﺎﺑﻴﺎ ﻓﻲ ﺗﺄﺛﻴﺮاﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻹﺑﺪاع .ﻟﻨﺘﺬﻛﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﺼـﻞ اﻷول ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب أن ﻋﺪد ا)ﺒﺪﻋ zﻓﻲ اﺠﻤﻟﺎﻻت اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ،أي ا)ﺒﺪﻋz ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻔﻠﺴﻔﺔ واﻷدب وا)ﻮﺳﻴﻘﻰ ،ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ واﻟﻨﺤﺖ واﻟﻌﻤﺎرة، وﻫﻲ اﺠﻤﻟﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮض ﻣﺒﺘﻜﺮاﺗﻬﺎ ﻋﺮﺿﺎ ،ﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﻟـﻌـﺪد ﻓـﻲ اﳉـﻴـﻞ )ج( داﻟﺔ ﺳﺎﻟﺒﺔ )ﺪى ﺷﺪة اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﳉﻴﻞ )جSimonton,) (١- .(1975 c أﻋﺮﻓﻪ ﻫﻨﺎ ،ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻔﻮﺿﻰ ﺑ zﻗﺎدة اﻷﻣﺔ: إن اﻻﺿﻄﺮاب اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻛﻤﺎ ّ اﻧﻘﻼﺑﺎت ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﺻﺮاﻋﺎت ﺑ zاﻷﻋﻀﺎء ا)ﺘﻨﺎﻓﺴـ zﻓـﻲ اﻟـﺒـﻴـﺖ ا)ـﻠـﻜـﻲ، 251
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
اﻏﺘﻴﺎﻻت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻮارﺛ zاﻟﺸﺮﻋﻴ zﻟﻠﻌـﺮش أو ﻟـﻠـﺤـﻜـﺎم ،وﻏـﻴـﺮ ذﻟـﻚ ﻣـﻦ ا)ﺆﺷﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ اﳋﺼﻮﻣﺎت اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﺑ zاﻟﻨﺨﺒﺔ اﻟﻘﺎﺑﻀﺔ ﻋﻠﻰ زﻣﺎم اﻟـﺴـﻠـﻄـﺔ .وﻻ ﺑـﺪ ﻟـﻨـﺎ ﻣـﻦ أن ـﻴـﺰ ﻫـﻨـﺎ ﺑـ zاﻻﺿـﻄـﺮاب اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻲ وﺑــz اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت ا)ﺪﻧﻴﺔ أو اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﳉﻤﺎﻫﻴﺮ ،وﻟﻴـﺲ اﻟﻨﺨﺒﺔ ﻓﻘﻂ .إن اﻟﺼﺮاﻋﺎت ﺑ zرﺟﺎل اﻟﺴﻠﻄﺔ ﲡﻨـﺪ اﳉـﻤـﺎﻫـﻴـﺮ أﺣـﻴـﺎﻧـﺎ. وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻳﺤﺘﻠﻮن ا)ﻮاﻗﻊ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺮرون ﻣﺠﺮى اﻷﺣﺪاث ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻻﺿﻄﺮاب اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ .ﻓﺎﻟﻔﻮﺿﻰ ﻓﻲ ﻗﻴﺎدة اﻷﻣﺔ ﻫﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺑz اﻷﻗﻮﻳﺎء .أﻣﺎ اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت ا)ﺪﻧﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺻﺮاع ﺑ zاﻷﻗﻮﻳﺎء واﻟﻀﻌﻔﺎء. واﻻﺿﻄﺮاب اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻳﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒﻴﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﺑﺪاع اﻟﻔﻜﺮي ﻓﻘﻂ وﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ اﻹﺑﺪاع اﻟﺬي ﻳﻌﺘﻤﺪ أﺳﻠﻮب اﻟﻌﺮض .وﻳﻨﺤـﺼـﺮ ﺗـﺄﺛـﻴـﺮه اﻟـﺴـﻠـﺒـﻲ ذاك ﻋـﻠـﻰ ﻓﺮص ﻇﻬﻮر ا)ﺒﺪﻋ zذوي اﻟﻘﺪرات اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ .وﻗﺪ ﺑﻴﻨﺖ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻔﺮوع ا)ﻌﺮﻓﻴﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ وﻫﻮ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ أن ﺷﻬﺮة ا)ﺒﺪع اﻟﻔﺮد اﻟﻨﺎﺷﻂ ﻓﻲ ﺟﻴﻞ ﻣﻌ) zج( ﺗﻜﻮن داﻟﺔ ﺳﺎﻟﺒﺔ )ﻘﺪار اﻻﺿﻄﺮاب اﻟﺴﻴـﺎﺳـﻲ اﻟـﺴـﺎﺋـﺪ ﻓـﻲ اﳉـﻴـﻞ )ج .(Simonton, 1976 F) (١-واﻟـﻈـﺎﻫـﺮ أن اﻻﺿـﻄـﺮاب اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻲ ﻻ ﻳﺆدي ﻓﻘﻂ إﻟﻰ ﺧﻔﺾ اﻟﻌﺪد اﻟﻜﻠﻲ ﻟﻠﻌﻘﻮل اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺑﻞ إﻟﻰ ﺧﻔﺾ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة اﻟﻌﻈﺎم إﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﻘﻠﻮن ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻲ ا)ﻮﻫﺒﺔ .ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻻﺿﻄﺮاب اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻳﺘﺮك وﻫﺬا اﻷﺛﺮ ﺧـﻼل ﻓـﺘـﺮة ﺗـﻄـﻮر ا)ـﺒـﺪع ،ﻟـﻜـﻨـﻪ ﻻ ﻳـﺆﺛـﺮ ﻋـﻠـﻰ ا)ﺒﺪﻋ zاﻟﺮاﺷﺪﻳﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﻤﻮس. واﻟﻔﺎرق ﺑ zﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﻔﻜﺮي وﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮض ﻓﺎرق ﻫﺎم ﻟﻔﻬﻢ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ .ﻓﺎﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ا)ﻨﻄﻖ واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻠﻐﻮي ا)ﻨﺘﻈﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺻﻴﻎ ﻣﺘﺴﻠﺴﻠﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﺎن. أﻣﺎ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮض ﻓﺘﺴﺘﻠﺰم أﻓﻜـﺎرا ﺑـﺼـﺮﻳـﺔ ﺗـﻌـﺘـﻤـﺪ ﻋـﻠـﻰ اﻟﺘﺠﺎور ﻳﺘﻢ ﺗﺸﻜﻴﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺻﻴﻎ ﻣﺘﺰاﻣﻨﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ا)ﻜﺎن .وﺗﻘﺪم اﻷﻓﻜﺎر ﻓﻲ اﻷﻋﻤﺎل اﻷدﺑﻴﺔ واﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ واﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺳﻠﺴﻠﺔ زﻣﻨﻴﺔ وﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻨﻄﻖ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺎﻣﺎ ﻋﻦ ذﻟﻚ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺬي ﻳﻌﺮض اﻷﻓﻜﺎر ﻛـﻠـﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟـﺘـﻮ واﻟﻠﺤﻈﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﳊﺎل ﻓﻲ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ أو اﻟﻨﺤﺖ أو اﻟﻌﻤﺎرة .وا)ﻮﺳﻴﻘﻰ ﻫﻲ أﻳﻀﺎ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺗﺘﺎﺑﻊ أﻓﻘﻲ ﻟﻠﻨﻐﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺆدي ﺗﺴﻠﺴﻠﻬﺎ اﳋﻄﻲ إﻟﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﳊﻦ ﻳﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮض اﻷﻓﻘﻲ ا)ﺘﺰاﻣﻦ ﻟﻠﻨﻐﻤﺎت اﶈﺪدة ﻟﻠﻬﺎرﻣﻮﻧﻲ .وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ ﺿﻤﻦ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﻌﺎﻟﻢ واﻟﻔﻴﻠﺴﻮف واﻟﻜﺎﺗﺐ وا)ﺆﻟﻒ ا)ﻮﺳﻴﻘﻲ ﻳﺘﺤﻜﻤﻮن 252
اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
أﻛﺜﺮ ﻓﻲ اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻴﺴﺘﻮﻋﺐ ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎر £أو ا)ﺴﺘﻤﻊ ا)ﻌﻠـﻮﻣـﺎت اﻟـﻮاردة إﻟﻴﻪ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﺮك ا)ﺼﻮر واﻟﻨﺤﺎت وا)ﻌﻤﺎري ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻻﺳـﺘـﻴـﻌـﺎب اﳊﺴﻲ ﻟﻠﻨﺎﻇﺮ. ﻗﺪ ﻳﺘﻌﺬر أن ﺗﺘﻄﻮر اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻤﻦ ﺧﻠﻒ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻣﻨﺎخ ﻳﺄﺗﻲ ﻓﻴﻪ ﻧﻈﺎم ﺣﻜﻮﻣﻲ ﻋﻘﺐ ﻧﻈﺎم آﺧﺮ دون ﺳﺒﺐ ﻣﻌﻘﻮل .وﻗﺪ ﻳﺘﻮﻟﺪ ﻟﺪى اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻴﻬـﻢ ﻋـﺒـﻘـﺮﻳـﺔ Yـﻜـﻨـﺔ وﻳـﻨـﺸـﺆون ﻓـﻲ ﻇـﻞ ﻇﺮوف ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻔﻮﺿﻰ إﺣﺴﺎس ﺑﺄن اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻄﻘﻴﺎ أو ﻣﻌﻘﻮﻻ ﺑﺤﻴﺚ ﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮء أن ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻮاﻧ zاﻟﻄـﺒـﻴـﻌـﺔ أو اﺠﻤﻟـﺘـﻤـﻊ أو أن ﻳﺘﺤﻜﻢ ﺼﻴﺮه ﺑﻨﻔﺴﻪ .ﻓﺎﻹﺑﺪاع اﻟﻔﻜﺮي ﻳﻌﺘﻤﺪ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم وﻓﻲ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ اﳉﻬﺪ اﻟﺸﺨﺼﻲ وذﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺼﻮر اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺴﻼﺳﻞ ا)ﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﻣﻮز ا)ﻨﻄﻘﻴﺔ-اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ واﻟﻔـﻠـﺴـﻔـﺔ واﻷدب وا)ـﻮﺳـﻴـﻘـﻰ، وﻫﻲ ﺳﻼﺳﻞ ﲢﺎﻛﻲ اﻟﺴﻼﺳﻞ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ اﻟﺘـﻲ ﻳـﺆدي ﻓـﻴـﻬـﺎ ﺷـﻲء ﻣـﻌـ zإﻟـﻰ ﺷﻲء آﺧﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ .وﻟﺬا ﻓﺈن اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻇﻬﻮر ﻣﺒﺪع ﻓﻜـﺮي ﻋـﻈـﻴـﻢ ﻓﻲ أزﻣﻨﺔ اﻟﻔﻮﺿﻰ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ا)ﺴﺘﻔﺤﻠﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ. ﺗﺆﺛﺮ اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت ا)ﺪﻧﻴﺔ-أي اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺬي ﺗﺸﺎرك ﺑﻪ اﳉﻤﺎﻫﻴﺮ- ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻄﻮر اﻹﺑﺪاﻋﻲ أﻳﻀﺎ .وﺗﺮﺗﺒﻂ ﺷﺪة اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت ا)ﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﳉﻴﻞ )ج( ارﺗﺒﺎﻃﺎ ﺳﺒﺒﻴﺎ ﻘﺪار اﻟﺘﻔﺘﺖ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﳉﻴﻞ )ج Simonton,) (١ + .(1976gوﻫﺬا اﻷﺛﺮ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﻷن اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﺮاﻋﺎت ا)ﺪﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﲢـﺪث ﻫﻲ ﺛﻮرات ﻗﻮﻣﻴﺔ .و ﺎ أن اﻟﺘﻔﺘﺖ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻛﻤﺎ ﻻﺣﻈﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ، ﻳﺸﺠﻊ اﻟﺘﻄﻮر اﻹﺑﺪاﻋﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺴﻠﻮك ﻓﺈن اﻟﺜﻮرة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻜﻦ أن ﻳﻘﺎل إﻧﻬﺎ ﺗﺆﺛﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮا ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮر اﻟﻌﺒﻘﺮي ا)ﺒـﺪع ﺑـﻌـﺪ ﻓـﺘـﺮة ﻃﻮﻟﻬﺎ ﺟﻴﻼن .أﻣﺎ أﺛﺮ اﻟﻘﻼﻗﻞ ا)ﺪﻧـﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻣـﺤـﺘـﻮى اﻹﺑـﺪاع ،ﺧـﺎﺻـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ،ﻓﻬﻮ أﻛﺜﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﻜﺜﻴﺮ .وﻗﺪ ﻃﺮح ﺳﻮروﻛﻦ أﺣﺪ ﻣﺒﺎد £اﻟﻘﻴﺎﺳﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑـﻘـﺎﻧـﻮن اﻻﺳـﺘـﻘـﻄـﺎب ،Law of Polariration وزﻋﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ أن اﻟﺜﻮرات ﻟﻬﺎ آﺛﺎر ﻣﺘﻌﺎرﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﺨﻤﻟﺘـﻠـﻔـﺔ ﻣـﻦ اﻟﺴﻜﺎن »ﻓﺎﻷﻏﻠﺒﻴﺔ اﻟﺴﺎﺣﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺎن ﻻ ﺗﺘﺴﻢ ﻓﻲ اﻷوﻗﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻟﺸﺮ اﻟﻮاﺿﺢ أو اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ اﻟﺒﻴﻨﺔ وﻻ ﻳﻬﻤﻬﺎ أﻣﺮ اﺠﻤﻟـﺘـﻤـﻊ ﻛـﺜـﻴـﺮا ،وﻻ ﺗـﻌـﻤـﻞ ﺿـﺪه ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻄﺮف ،وﻻ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﺘﺪﻳﻦ ا)ﻠﺤﻮظ أو ﻋﺪم اﻟﺘﺪﻳﻦ اﻟﺒﺎﻟﻎ .ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻏﻴﺮ ا)ﺒﺎﻟﻴﺔ ﻴﻞ ﻟﻼﻧﻘﺴﺎم ﺑـﺤـﻴـﺚ ﻳـﻨـﺪرج ﻗـﺴـﻤـﺎﻫـﺎ إﻟـﻰ ﻗـﻄـﺒـz 253
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻣﺘﻌﺎرﺿ ،zﻓﺘﻔﺮز ﻋﺪدا أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﳋﻄﺎة واﻟﻘـﺪﻳـﺴـ ،zﻣـﻦ ذوي اﻟـﻨـﺰﻋـﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻹﻳﺜﺎرﻳﺔ وﻣﻦ أﻋﺪاء اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ اﻷﻧﺎﻧﻴ ،zﻣﻦ ا)ﺆﻣﻨ zاﻷﺗﻘﻴﺎء وﻣﻦ ا)ﻠﺤﺪﻳﻦ ا)ﻨﺎﺟﺰﻳﻦ .و ﻴﻞ »اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ا)ﺘﻮازﻧﺔ« »ﻟﻼﺿﻤﺤﻼل ﻟـﺼـﺎﻟـﺢ ﻓـﺮق ﺷﻘﺎﻗﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻄﺒﺔ ﻓﻲ اﺠﻤﻟﺎﻻت اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ .وﻳﻨﺸﺄ ﻫﺬا اﻻﺳﺘﻘﻄﺎب ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺜﻮرات ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺠﺎﻻت اﳊﻴﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ« ).(1947, p. 487 وﻗﺪ اﺧﺘﺒﺮت زﻋﻢ ﺳﻮروﻛﻦ ﻓﻲ دراﺳﺔ ﺗﺎﺑﻌﺖ ا)ﻮﺿﻮع درﺳﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺪى ﺷﻴﻮع ﻣﻌﺘﻘﺪات ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ واﻟﺘﺬﺑﺬﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﻓﻲ اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت ا)ﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ أورﺑﺎ ﻋﺒﺮ ١٢٢ﻓﺘﺮة ﺟﻴﻠﻴﺔ ﻣﻘﺪار ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﺸﺮون ﺳﻨﺔ ،ﺑﺪءا ﻣﻦ ﻋﺎم ٥٤٠ﻗﺒﻞ ا)ﻴﻼد إﻟﻰ ﻋﺎم ١٩٠٠م ) .(Simonton, 1976 gووﺟﺪت ،ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام أﺳﻠﻮب اﻻرﺗﺒﺎط ا)ﺮﺟﺄ ﻋﺒﺮ اﻟﻔﺘﺮات ،أن اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت أﻳﺪت اﺳﺘﻨﺘﺎج ﺳﻮروﻛـﻦ ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﺳﻲ .إذ ﻳﻈﻬﺮ ،ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ اﻧﺪﻻع ﺛﻮرة ﺷﻌﺒـﻴـﺔ ﻛـﺒـﻴـﺮة، اﺳﺘﻘﻄﺎب ﺑﺎرز ﻓﻌﻼ ﻓﻲ اﳉﺪال اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺣﻮل ﻛﻞ ﻗﻀﻴﺔ ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻷﻓﻜﺎر .وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ﻋﺒﺎﻗﺮة اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ا)ﻤﻜﻨ zاﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮن ﻟﻠﺼﺮاﻋﺎت ا)ﺪﻧﻴﺔ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة ﻮﻫﻢ ﻳﺘﺨﺬون ،ﺧﻼل ا)ﺮﺣﻠﺔ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺣﻮاﻟﻲ ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺮض ،ﻣﻮاﻗﻒ ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ ﺣﻮل اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻔﻠﺴﻔـﻴـﺔ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ .ﺳﻴﻘﻮﻟﻮن ﻣﺜـﻼ إن أﻋـﻀـﺎء اﳊـﺲ وﺣـﺪﻫـﺎ ﻫـﻲ اﻟـﺘـﻲ ـﻜـﻨـﻬـﺎ أن ﺗﺰودﻧﺎ ﺑﺎ)ﻌﺮﻓﺔ أو أن ا)ﻌﺮﻓﺔ ا)ﻮﺛﻮق ﺑﻬﺎ ﻻ ﻜـﻦ اﳊـﺼـﻮل ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ إﻻ ﻣـﻦ ﺧﻼل اﻟﻌﻘـﻞ اﳋـﺎﻟـﺺ ،ﺑـﻞ وﺣـﺘـﻰ اﻹﻟـﻬـﺎم ،وأن ا)ـﺎدة ﻫـﻲ اﳉـﻮﻫـﺮ اﻷوﻟـﻲ ﻟﻠﻮاﻗﻊ ،أو أن أﺳﺎس اﻟﻮاﻗﻊ أﺳﺎس روﺣﺎﻧﻲ ﻛﻠﻴﺔ ،وأن اﻟﻮاﻗﻊ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﺘﺤﻮﻻت ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ ،أو أن ﻫﻨﺎك ﺛﺒﺎﺗﺎ ﺳﺮﻣﺪﻳﺎ ﺟﻮﻫﺮﻳﺎ ﻳﻘﻒ ﺧﻠﻒ ﻫﺬه ا)ﻈﺎﻫﺮ اﻟﻌﺎﺑﺮة ا)ﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﻪ ،وأن ا)ﻔﺎﻫﻴﻢ اﺠﻤﻟﺮدة ﻫﻲ ﻣﺠﺮد أﺳﻤﺎء ﻟـﻸﺷـﻴـﺎء ،أو أن ﻣـﺜـﻞ ﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻌﻼ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ أﻓﻼﻃﻮﻧﻲ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻤﺎ وراء اﻟﺘﺠﻠﻴﺎت ا)ﺎدﻳﺔ ﻟﻬﺬه اﻷﻓﻜﺎر ،وأن اﻟﻔﺮد ﻫﻮ اﻟﻮﺣﺪة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ،أو أن اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﻟﻪ أﺳﺒﻘﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻓﻌﺎل واﻻﺳﺘﻌﺪادات اﻟﻔﺮدﻳﺔ; وأن اﻷﺣﺪاث ﻣﺤﺘﻮﻣﺔ ـﺎﻣـﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﺪر آﻟﻲ ،أو أن إرادة اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﻘﻒ ﻣﺘﺤﺮرة ﻣﻦ ﻗـﻴـﻮد اﻟﺴﻼﺳﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻂ ﺑ zاﻟﺴﺒﺐ واﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ،وأن اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻻﺑﺪ أﻧﻬﺎ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺒﺪأ اﻟﺴﺮور ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻟﺬﻳﺔ أو ﻧﻔﻌﻴﺔ ،أو أن ا)ﺒﺎد £اﻟﻌﻠﻴـﺎ وﻋﻤﻠﻴﺎت اﻻﻟﺘﺰام اﻟﻐﻴﺮﻳﺔ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر اﻟﻔﺮد اﻷﺧﻼﻗﻲ .أي أن ﻛﻼ ﻣﻦ 254
اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﳊﺴﻴﺔ واﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺘﺼﻮرﻳﺔ ﲡﻨﺪ أﺗﺒﺎﻋﺎ ﺷﺪﻳﺪي اﻟﺘﺤﺰب ﻟﻬﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮة ﻃﻮﻟﻬﺎ ﺟﻴﻼن ﻣﻦ ﺣﺪوث اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت ا)ﺪﻧﻴﺔ. ﻟﻦ ﻧﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ اﻟﻘﻮل ﻣﻬﻤﺎ أﻛﺪﻧﺎ أن ﻗﺎﻧﻮن اﻻﺳﺘﻘﻄﺎب ﻳﺘﻀﻤﻦ أﺛﺮا ﺗﻔﺎﻋﻠﻴﺎ ﺑ zاﻷﺟﻴﺎل .ﻓﺎﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت ا)ﺪﻧﻴﺔ ﺗﺴﺘﻘﻄﺐ ا)ﻌﺘﻘﺪات ﻓﻲ اﳉﻴﻞ اﻟـﺘـﺎﻟـﻲ ﻟﻬﺎ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﳉﻴﻞ ا)ﻌﺎﺻﺮ ﳊﺪوﺛﻬﺎ .واﻟـﺼـﺮاﻋـﺎت اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ ﻟـﺪى أﺣـﺪ اﻷﺟﻴﺎل ﺗﻐﺪو ﺻﺮاﻋﺎت ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﻟﺪى اﳉﻴﻞ اﻟـﺘـﺎﻟـﻲ .وYـﺎ ﻻ رﻳـﺐ ﻓـﻴـﻪ أن اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت ا)ﺪﻧﻴﺔ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻜﻴﺮ ا)ﻮاﻃﻨ zاﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﺰﻣﻬﻢ أن ﻳﺘـﺤـﻤـﻠـﻮا ﻫﺬه اﻟﺼﺪﻣﺎت ﺑﻮﺻﻔﻬﻢ ﺑﺎﻟﻐ .zوﻗﺪ ﻛﻨﺖ وﺟﺪت ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺎﻗﺸﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺣﻮل ﻣﺴﺮﺣﻴﺎت أﺳﺨﻴﻠﻮس وﺳﻮﻓﻮﻛﻠﻴﺲ وﻳﻮرﺑﺪﻳﺲ وأرﺳﺘﻮﻓﺎﻧﺲ وﺷﻴﻜﺴﺒﻴﺮ أن ا)ﺴﺮﺣﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﺖ ﺧﻼل أوﻗﺎت اﻟﻐﻠﻴﺎن اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻴﻞ إﻟﻰ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﺜﻞ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻔﺮد ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﳉﻤﺎﻋﺔ ،واﻟﺼﺮاع ﺑ zاﻟﻮاﺟﺐ واﻟﺮﻏﺒﺔ ،وﺑ zﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﻮﻻء وﻣﺸﺎﻋﺮ اﳊﺐ ) .(Simonton, 1983bوﻗﺪ أﻇﻬﺮ ﺑﺤﺚ آﺧﺮ أن اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ اﻟﺘﻜﺎﻣﻠﻲ ﻟﻸﻓﻜﺎر ا)ﻌﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ رﺳﺎﺋﻞ ﻛﺒﺎر اﻟﺮواﺋﻴ zاﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴ zﻴﻞ إﻟﻰ اﻟﺘﺰاﻳﺪ ﺧﻼل أوﻗﺎت اﻻﺿﻄـﺮاﺑـﺎت ا)ـﺪﻧـﻴـﺔ ) .(Porter and Suedfeld, 1981وﻣـﻊ ذﻟـﻚ ﺗﻈﻞ ﻫﺬه اﻵﺛﺎر ا)ﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت آﺛﺎرا ﻣﺆﻗﺘﺔ .ﻓﺒﻌﺪ أن ﻳﻌﻮد اﻟﻨﻈﺎم ا)ﺪﻧﻲ إﻟﻰ اﻟﻈﻬﻮر ﻣﺮة أﺧﺮى ﻳـﻌـﻮد ﻛـﺘـﺎب ا)ـﺴـﺮح واﻟـﺮواﺋـﻴـﻮن إﻟـﻰ ا)ـﻮﺿـﻮﻋـﺎت واﻷﺳـﺎﻟـﻴـﺐ ا)ـﻌـﻬـﻮدة .أﻣـﺎ ﺗـﺄﺛـﻴـﺮ اﻻﺳـﺘـﻘـﻄـﺎب اﻟـﺬي ﺗـﺴـﺒـﺒـﻪ اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت ا)ﺪﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺒﺎب اﳉﻴﻞ اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻴﺘﻌﺬر ﻣﺤﻮه .و ﻂ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺬي ﺳﻴﺤﺪد اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﺗﺸﻜﻠﻪ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳـﻴـﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن ﻗﺪ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻄﻮر ا)ﺒﻜﺮ.
اﳊﺮب اﻟﺪوﻟﻴﺔ
ﺗﻌﺪ اﳊﺮوب ﺑ zاﻷ© أﺳﻮأ اﻟﻜﻮارث ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻷرض .وﻟﻬﺎ آﺛﺎر أﺑﻌﺪ ﻓﻲ ﻣﺪاﻫﺎ ﻋﺎدة ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻳﺨﻠﻔﻬﺎ اﻟﻌﻨﻒ داﺧﻞ اﻷﻣﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ،وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺈن اﳊﺎﺟﺔ ﻟﺪراﺳﺔ أﺳﺒﺎﺑﻬﺎ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ.
ﺑﻌﺾ ﻣﺤﺪدات اﳊﺮب اﻟﺪوﻟﻴﺔ
أﺑﺪى ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﻣﻠﺤﻮﻇﺎ ﺑﻔﺤﺺ ﻣﺴﺒﺒﺎت اﳊﺮب ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ 255
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻛﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ،و ﻜﻨﻨﺎ أن ﳒﺪ ﺑﻌﺾ اﶈﺎوﻻت اﻟﺮاﺋﺪة ﻓﻲ ﻫﺬا اﺠﻤﻟﺎل ﻓﻲ ﻛﺘﺎب ﻋﻨﻮاﻧﻪ »اﻟﺴﻠﻢ واﳊﺮب واﻷرﻗﺎم« Russett, 1972, Peace, War and Numbersو ﻴﻞ ﻫﺬه اﻟﺒﺤﻮث إﻟﻰ أن ﺗﻀﻊ ﻧﺼﺐ أﻋﻴﻨﻬﺎ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﺠﻤﻟﺮدة وا)ﻨﺘﻈﻤﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎ ،وﻋﻨﺪ ﻣﺴﺘﻮى ﲢﻠﻴﻠﻲ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺚ ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﻘﺪر ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺗﺪﺧﻞ اﻷﻓﺮاد .وﻣﻦ ﺑ zا)ﺘﻐﻴﺮات اﻟﺘﻲ ﺟﺮى ﻓﺤﺼﻬﺎ اﺳﺘﻘﻄﺎب ﻧﻈﺎم اﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ إﻟﻰ ﻣﻌﺴﻜﺮﻳﻦ ،واﻟﻘﺪرات اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻟﻸ© ا)ﺘﺤﺎرﺑﺔ، وا)ﻮﻗﻊ اﳉﻐﺮاﻓﻲ .ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﺒﺢ اﻟﺰﻣﺮة ا)ﺘﺤﺎﻟﻔﺔ أﻛﺜﺮ ﲢﺪﻳﺪا وﺛﺒﺎﺗﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا)ﺜﺎل ﺗﺰاد اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﺣﺪوث اﳊﺮوب واﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﺳﺘﻤﺮارﻫﺎ )Buero de .(Mesquita, 1978وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻘﺪ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻣﻞ ا)ﻮﻗﻔﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻳﻔﺮض ﻗﻴﻮدا ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ أو اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ. ﻏﻴﺮ أﻧﻨﺎ ﻴﻞ إﻟﻰ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن اﳊﺮوب ﻧﺘﺎج ﺧـﺒـﻴـﺚ ﻷﺣـﺪ »اﻟـﻌـﺒـﺎﻗـﺮة اﻷﺷﺮار« .وﻗﺪ ﻗﻴﻞ إن ﻟﻮﻳﺲ اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻛﺎن ﻫـﻮ اﶈـﺮض ﻋـﻠـﻰ اﳊـﺮوب اﻟﻬﻮﻟﻨﺪﻳﺔ ،وﺣﺮب ﺣﻠﻒ أوﻏﺰﺑﺮغ ،وﺣﺮب وراﺛﺔ اﻟﻌﺮش اﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ .وإن ﻓﺮﻳﺪرك اﻷﻛﺒﺮ ﻫﻮ ا)ﺴﺆول ﻋﻦ اﳊﺮوب اﻟـﺴـﺎﻳـﻠـﻴـﺴـﻴـﺔ)× (١وأن ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن اﻟـﺸـﺮﻳـﺮ ﻫـﻮ ﺳﺒﺐ اﳊﺮوب اﻟﻨﺎﺑﻠﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻤﻴﺖ ﺑﺎﺳﻤﻪ .وأن اﻟـﺘـﺤـﺎﻟـﻒ اﻟـﺜـﻼﺛـﻲ ﺑـz ﻫﺘﻠﺮ وﻣﻮﺳﻮﻟﻴﻨﻲ وﺗﻮﺟﻮ)× (٢ﻫﻮ اﻟﺬي أﺷﻌﻞ ﻧﺎر اﳊﺮب اﻟﻌﺎ)ﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .ﻟﻜﻦ اﳊﺮوب ﻻ ﲢﺪث ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ .ﻓﺮﻏﻢ أن ﻣﻌﺎﻫـﺪة ﻓـﺮﺳـﺎي ﺗﺮى ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﻧﺮى إﻻ أن اﳊﺮب اﻟﻌﺎ)ﻴﺔ اﻷوﻟﻰ ﻻ ﻳـﻜـﻤـﻦ ﺧـﻠـﻔـﻬـﺎ ﻋـﺒـﻘـﺮي ﺷـﺮﻳـﺮ واﺣـﺪ .ﻓـﻘـﺪ ﻛـﺎن ﻗـﺎدة اﻷﻃـﺮاف ا)ـﺘـﺼـﺎرﻋـﺔ ﻣـﻦ ﻏـﻴـﺮ ا)ـﺘـﻤـﻴــﺰﻳــﻦ، وﻳﻔﺘﻘﺮون إﻟﻰ اﻟﻔﻄﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﲡﻨﺐ اﳊﺮب .إذ اﳒﺮوا إﻟﻰ ﺗﺸﻜﻴﻼت ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎت .ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺿﻴﻘﻬﺎ وﺣﺴﺎﺳﻴﺘﻬﺎ أن ﺣﺎدﺛﺔ ﻛﺎن ﻜﻦ اﻋﺘـﺒـﺎرﻫـﺎ ﻏﻴﺮ ﻫﺎﻣﺔ ﻧﺴﺒﻴـﺎ ﻓـﻲ ﺷـﺒـﻜـﺔ اﻟـﻌـﻼﻗـﺎت اﻟـﺪوﻟـﻴـﺔ ،أﻻ وﻫـﻲ ﺣـﺎدﺛـﺔ اﻏـﺘـﻴـﺎل اﻷرﺷﻴﺪوق ﻓﺮدﻳﻨﺎﻧﺪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ اﻟﻘﻮﻣﻴ zاﻟﺼﺮﺑﻴ ،zﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻹﺷﻌﺎل ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻷﺣﺪاث ا)ﺮوﻋﺔ. ﻟﻜﻦ ﳒﺎح ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻜﻤﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺴﺒﺒﺎت اﳊﺮب ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺆﺛﺮا ﻣﻊ اﻷﺳﻒ .ﻓﺤﺘﻰ ج .دﻳﻔﺪ ﺳﻨﺠﺮ ) (Singer, 1981ﻣﺪﻳﺮ ا)ﺸﺮوع اﻟﻄﻤﻮح ﻋﻦ ﻣﺘﻌﻠﻘﺎت اﳊﺮب Correlates of warﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺘﺸﻐﻦ ﻻﺣﻆ أن اﻟﻜﺜﻴـﺮ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎول ﻫﺬا ا)ﻮﺿﻮع ﺗﻔﺘﻘﺮ إﻟﻰ اﻻﺗـﺴـﺎق واﻟـﻮﺿـﻮح ،ﻓـﻼ ﻳﻜﺎد ﻳﺮى .ﻓﻴﻬﺎ اﻻﲡﺎه ﻧﺤـﻮ ﺗـﺸـﻜـﻴـﻞ ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺔ ﻣـﺘـﺮاﻛـﻤـﺔ ﻣـﻦ ا)ـﻌـﺎرف أو 256
اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ا)ﻌﻠﻮﻣﺎت .وﺗﺒ zأن ﻗﻮاﻧ zاﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﺻﻌﺒﺔ ا)ﻨﺎل .ور ـﺎ ﻛـﺎن ﻣـﻦ اﻟﻮاﺟﺐ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻗﺪر أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺒﺎه إﻟﻰ ا)ﺘـﻐـﻴـﺮات اﻟـﻨـﻔـﺴـﻴـﺔ .وأﺣـﺪ ﻫـﺬه ا)ﺘﻐﻴﺮات ﻫﻮ ﻣﺘﻐﻴﺮ اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ اﻟﺘﻜﺎﻣـﻠـﻲ )أو اﻟـﺘـﺼـﻮري( اﻟـﺬي ﻧـﺎﻗـﺸـﻨـﺎه ﻓـﻲ اﻟﻔﺼﻠ zاﻟﺜﺎﻟﺚ واﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب .ﺗﺬﻛﺮ أن ﻗﺪرة اﻟﺜﻮار ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﺳﺪة اﳊﻜﻢ وﻣﺴﺆوﻟﻴﺎﺗﻪ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻮل ﻣﻦ ﻂ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻟﺘﺒﺴﻴﻄﻲ اﻟﺬي ﻳﺼﻨـﻒ اﻷﻣـﻮر إﻟﻰ أﺑﻴﺾ وأﺳﻮد إﻟﻰ ﻂ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ أﻛﺜﺮ ﺗﺮﻛﻴـﺒـﺎ ،وﻧـﺴـﺒـﻴـﺔ وﺗـﻌـﺪدا ﻓـﻲ أﺑﻌﺎده ) (Suedfeld and Rank, 1976وﻗﺪ ﺑﻴﻨﺖ ﺑﺤﻮث أﺧﺮى أن ﻫﺬه اﻟﻮﻇﻴﻔـﺔ ا)ﻌﺮﻓﻴﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن وﺛﻴﻘﺔ اﻟﺼﻠﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﻦ اﻋﺘﺒﺎرات اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﳋﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﲡﻬﺰ ﺧﻠﻔﻴﺔ ا)ﺴﺮح ﻟﻸﺣﺪاث اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ا)ﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﳊﺮب ،وﻛـﺬﻟـﻚ ﺑﻌﻤﻠﻴﺎت ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻘﺮار اﻟﺬي ﻳﺆدي ﻣﺒﺎﺷﺮة إﻟﻰ اﻧـﻔـﺠـﺎر اﳊـﺮب اﻟـﺪوﻟـﻴـﺔ. وﻗﺪ أﺷﺎر ﺗﺘـﻠـﻮك ) (1981 aﻣﺜﻼ إﻟﻰ أن دﻋﻮة أﻋﻀﺎء ﻣـﺠـﻠـﺲ اﻟـﺸـﻴـﻮخ ﻓـﻲ اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس اﻟﺜﺎﻧﻲ واﻟﺜﻤﺎﻧ zﻷن ﺗﺘﺒﻊ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺧﺎرﺟﻴﺔ ،اﻧﻌﺰاﻟﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ اﻟﺘﻜﺎﻣﻠﻲ ﻟﺪى ﻫﺆﻻء اﻷﻋﻀﺎء. ﻓﻘﺪ ﻣﺎل اﻷﻋﻀﺎء اﻻﻧﻌﺰاﻟﻴﻮن ﻣﻦ أﻣﺜﺎل دﻳـﺮﻛـﺴـﻦ وﻣـﻜـﺎرﺛـﻲ إﻟـﻰ رؤﻳـﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻄﺮاﺋﻖ ﺗﺒﺴﻴﻄﻴﺔ اﺳﺘﻘﻄﺎﺑﻴﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺸﻒ أﻋﻀﺎء آﺧﺮون ﻟﻴﺴﻮا ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺪرﺟﺔ ﻣﻦ اﻹﻧﻌﺰاﻟﻴﺔ ،أﻣﺜﺎل ﻫﻤﻔﺮي وﻛﻴﻔﻮﻓﺮ وﻓﻠﺒﺮاﻳﺖ ﻋﻦ وﺟﻬﺎت ﻧﻈﺮ أﻛﺜﺮ ﺗﻔﺼﻴﻼ و ﺎﻳﺰا ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺸﺆون اﳋﺎرﺟﻴﺔ. وﻣﺎل اﻻﻧﻌﺰاﻟﻴﻮن أﻳﻀﺎ إﻟﻰ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﲡﺎﻫﺎت أﻛﺜﺮ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌـﻠـﻖ ﺑﺎﻟﺪاﺧﻞ وأﻛﺜﺮ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳋﺎرج ،ﻓﺎﻋﺘﻘﺪوا ﺑﺄن اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘـﺤـﺪة ﻋﻠﻰ ﺻﻮاب داﺋﻤﺎ وأن اﻻﲢﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺄ داﺋﻤﺎ .وﻗﺪ أﺷﺮت ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ إﻟﻰ أن اﻟﺘﻮﺻﻴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺴﺘﺸﺎري اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻊ أﺳﺎﻟﻴﺒﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺒﻌﻮﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﻢ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ. وﻗﺪ ﻳﺨﺘﺎر ﻣﺼﺪر ﻣﻬﻢ آﺧﺮ ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر ا)ﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻌﺐ دورا ﻓﻲ اﺗﺨﺎذ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﳋﺎرﺟﻴﺔ ،أي أﻋﻀﺎء ﻣﺠﻠـﺲ اﻟـﺸـﻴـﻮخ ،ﻗـﺪ ﻳـﺨـﺘـﺎر ﻫـﺬا ا)ـﺼـﺪر ا)ﻮاﻗﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻄﺮاﺋﻖ اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﺎول ا)ﻌﻠﻮﻣﺎت وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ ﻻ ﻜﻦ إﻧﻜﺎر دور اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﳋﺎرﺟﻴﺔ. وﻳﻌﺪ ﻣﺘﻐﻴﺮ اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ اﻟﺘﻜﺎﻣﻠﻲ أﻫﻢ ﺣﺘﻰ ﻣـﻦ ذﻟـﻚ ﻓـﻲ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺎت اﺗـﺨـﺎذ اﻟﻘﺮار اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ ﺧﻠﻒ اﻧﺪﻻع اﳊﺮب .وﻗﺪ وﺿﻊ ﺳﻮﻳﺪﻓﻠﺪ وﺗﺘﻠﻮك )(١٩٧٧ 257
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
درﺟﺎت ﻟﻠﺘﺮﻛﻴﺐ اﻟﺘﻜﺎﻣﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ا)ﺘﺒﺎدﻟﺔ ﺧﻼل اﻷزﻣﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ .وﻗﺪ أدت ﻫﺬه اﻷزﻣﺎت ﻓـﻲ ﺣـﺎﻟـﺘـ zإﻟـﻰ ﻧـﺸـﻮب اﳊـﺮب :اﳊـﺮب اﻟﻌﺎ)ﻴﺔ اﻷوﻟـﻰ ﻋـﺎم ١٩١٤واﳊﺮب اﻟﻜﻮرﻳـﺔ ﻋـﺎم .١٩٥٠أﻣﺎ ا)ﻮاﻗﻒ اﻟـﺜـﻼث ا)ﺘﺒﻘﻴﺔ ،وﻫﻲ اﻷزﻣﺔ ا)ـﻐـﺮﺑـﻴـﺔ ﻋـﺎم ،١٩١١وﺣﺼﺎر ﺑﺮﻟـ zﻋـﺎم ،١٩٤٨وأزﻣﺔ اﻟﺼﻮارﻳﺦ اﻟﻜﻮﺑﻴﺔ ﻋﺎم ١٩٦٢ﻓﻘﺪ ﺣﻠﺖ دون إراﻗﺔ ﻟﻠﺪﻣﺎء .ﻓﻘﺪ ﻣﺎﻟﺖ اﻷﻃﺮاف ا)ﺸﺘﺮﻛﺔ ﻓﻲ اﻷزﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺣﻠﺖ ﺳﻠﻤﻴﺎ إﻟﻰ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت أﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻓﻲ رﺳﺎﺋﻠﻬﺎ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ أﻇﻬﺮت اﻷﻃﺮاف ا)ﻨﻐﻤﺴﺔ ﻓﻲ أزﻣﺎت أدت إﻟﻰ اﳊﺮب درﺟﺔ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﻠﺐ واﳉﻤﻮد اﻟﻔﻜﺮي .ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﺸﻮاﻫﺪ ﺗﻮﺣﻲ ﺑﺄن ﺗﺮﻛﻴﺐ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ أو ﺗﻌﻘﺪه ﻟﺪى ﻗﺎدة اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺘﺰاﻳﺪ ﻋﻨﺪﻣـﺎ ﲢـﻞ اﻷزﻣـﺎت ﺳﻠﻤﻴﺎ .أﻣﺎ اﻷزﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﲢﺴﻢ إﻻ ﺑﺎﻟﺴﻼح ﻓﻘﺪ ﺷـﻬـﺪت ﺗـﻨـﺎﻗـﺼـﺎ ﻓـﻲ اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ اﻟﺬي ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻨﻪ اﻟﻘﺎدة اﻟﺬﻳﻦ أﺻﺪروا اﻟﻘﺮارات اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ. وﻟﻘﺪ أﺻﺒﺤﺖ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة واﻻﲢﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ﺧﻼل أزﻣﺔ اﻟﺼﻮارﻳﺦ اﻟﻜﻮﺑﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﺣﻨﻜﺔ وأﻗﻞ ﻣﻴـﻼ ﻻﺳـﺘـﺨـﺪام ﻟـﻐـﺔ اﻟـﺪﻋـﺎﻳـﺔ ﻓـﻲ ﻣـﺮاﺳـﻼﺗـﻬـﻤـﺎ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ا)ﺘﺒﺎدﻟﺔ .أﻣﺎ ا)ﺮاﺳﻼت اﻟﺘﻲ ﺟﺮت ﻋﻘﺐ اﻏﺘﻴـﺎل اﻻرﺷـﻴـﺪوق ﻓﺮدﻳﻨﺎﻧـﺪ ﻋـﺎم ١٩١٤ﻓﻘﺪ ﻣﺎل ﺗﺮﻛﻴﺒﻬﺎ اﻟﺘﻜﺎﻣﻠﻲ إﻟﻰ اﻻﻧﺨـﻔـﺎض ،ﻓـﺎﻧـﻌـﻜـﺲ اﻟﻀﻴﻖ ا)ﺘﺰاﻳﺪ ﻓﻲ ﺑﻨﻰ اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻋﻠﻰ ﺿﻴﻖ اﻷﻓﻖ ا)ﺘﺰاﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ. وﻗﺪ دﻋﻤﺖ دراﺳﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺮﻛﻴﺰﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ اﻟﺬي ﺷﻬﺪ أرﺑﻊ ﺣﺮوب ﻣﻨﺬ إﻧﺸﺎء دوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋﺎم ١٩٤٨, ) .(Suedfeld, Tetlock and Ramirez, 1977وأﻋﻄﻴـﺖ ﻓـﻲ ﻫـﺬه اﳊـﺎﻟـﺔ درﺟـﺎت ﻟﻠﺘﺮﻛﻴﺐ اﻟﺘﻜﺎﻣﻠﻲ ﻓﻲ اﳋﻄﺎﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻘﻰ أﻣﺎم اﳉﻤﻌﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸ© ا)ﺘﺤﺪة .وﻗﺪ ﻛﺸﻔﺖ ﻛﻞ اﻷ© ﺑﺸﻜـﻞ ﻣـﺒـﺎﺷـﺮ أو ﻏـﻴـﺮ ﻣـﺒـﺎﺷـﺮ ،ﻓـﻴـﻤـﺎ ﻋـﺪا اﻻﲢﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ،ﻋﻦ اﻧﺨﻔﺎض ﻣﻠﺤﻮظ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻓﻲ ﺗﻨﺎول ا)ﻌﻠﻮﻣـﺎت ﻗﺒﻴﻞ ﻧﺸﻮب اﳊﺮب .واﻷﻣﺮ ا)ﺜﻴﺮ ﻟﻼﻧﺘﺒﺎه أن اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ـﺘـﺤـﺪة وإﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ اﻟﻠﺘ zأﻇﻬﺮﺗﺎ أﻋﻠﻰ ﺧﻄ zﻗﺎﻋﺪﻳ (٣×)Base lines zﻓﻲ اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻓﻲ ﻇﺮوف اﻟﺴﻠﻢ ﻗﺪ ﻛﺸﻔﺘﺎ ﻋﻦ أﻛﺒﺮ اﻧﺨﻔﺎﺿY zﻜﻨ zﻓﻲ اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻗﺒﻞ اﻧﺪﻻع اﳊﺮب ﻣﺒﺎﺷﺮة. ﻫﻞ ﻳﺘﺴﺒﺐ اﻻﻧﺨﻔﺎض اﳊﺎد ﻓﻲ اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ اﻟﺘﻜـﺎﻣـﻠـﻲ ﻓـﻲ أن ﻳـﻨـﺠـﻢ ﻋـﻦ أزﻣﺔ ﻣﺎ اﻧﺪﻻع ﻟﻠﺤﺮب أم أن ﻫﺬا اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ اﻟﺘﻜﺎﻣﻠﻲ ﻫﻮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ أزﻣﺔ ﻣﻔﻀﻴﺔ إﻟﻰ اﳊﺮب ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ? ﻟﻴﺴﺖ ﻫـﻨـﺎك أدﻟـﺔ ﻛـﺎﻓـﻴـﺔ 258
اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺬه اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ .ﻟﻜﻦ دراﺳﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ أﻇﻬﺮت أن اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ اﻟﺘﻜﺎﻣﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺧﻤﺴﺔ ﻣﻦ ﻛﺒﺎر ﻛﺘﺎب اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴz ﻳﺘـﻨـﺎﻗـﺺ ﺧـﻼل أوﻗـﺎت اﳊـﺮب ) (Porter and Suedfeld, 1981و ـﺎ أن ﻫـﺆﻻء اﻟﺮواﺋﻴ zﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻳﺼﺪرون أﻳﺔ ﻗﺮارات ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺣﺎﺳﻤﺔ ،و ﺎ أن درﺟﺎت اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ اﻟﺘﻜﺎﻣﻠﻲ اﻟﺘﻲ أﻋﻄﻴﺖ ﻟﻬﻢ ﺟﺮت ﻓﻲ ﻣﺮاﺳﻼت ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒـﺪو ﻟﻨﺎ أن اﳊﺮب ﻗﺪ ﺗﻄﺒﻊ اﻟﺬﻫﻦ ﺑﻘﺪر ﻣﻦ اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﺎول ا)ﻌﻠﻮﻣﺎت ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺸﺎرﻛﻮن ﺑﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ .وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈن ا)ﺴﺄﻟﺔ ﺗﺒﺪو ﻣﺴﺄﻟﺔ أزﻣﺔ ﻣﻔﻀﻴﺔ إﻟﻰ اﳊﺮب ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻏﺮس ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻟﺒﺴﻴﻄـﺔ داﺧـﻞ ﻋﻘﻞ اﻟﻘﺎدة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴ zأﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻣـﺴـﺄﻟـﺔ ﻗـﺎدة ﻳـﻨـﺰﻟـﻘـﻮن إﻟـﻰ اﳊـﺮب ﺑﺴﺒﺐ اﻓﺘﻘﺎدﻫﻢ ﻟﻠﺘﺮﻛﻴﺐ اﻟﺘﺼﻮري ﻓﻲ اﻟﺸﺆون اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﳊﺮج. وﻫﻨﺎك ﻣﺆﺛﺮات أﺧﺮى ﻗﺪ ﺗﺆﺛﺮ أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮﻛﻴـﺐ اﻟـﺘـﻜـﺎﻣـﻠـﻲ ﻟـﻠـﻘـﺎدة. وأﺣﺪ ﻫﺬه ا)ﺆﺛﺮات ﻫﻮ ﻋﺎﻣﻞ »اﻟـﺮأي اﳉـﻤـﺎﻋـﻲ« (٤×)Groupthinkاﻟﺬي ﻗـﺪ ﻳﺪﻓﻊ ﻣﻦ ﻫﻢ ﻋﺎدة ﻣﻔﻜﺮون ﺑﻌﻴﺪو اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ا)ﺒﺴﻂ. وﻗﺪ ﻃﺒﻖ ﺗﺘﻠﻮك ) (١٩٧٩أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻟﻴﺪرس ﻣﺪى ﻣﺸﺎرﻛﺔ »اﻟﺮأي اﳉﻤﺎﻋﻲ« ﻓﻲ اﻟﻘﺮارات اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﻬﺎﻣﺔ .وﻳﻌﺪ ﻗﺮار اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻛﻨﺪي اﳋﺎص ﺑﺘﺄﻳﻴﺪ ﻏﺰو ﺧﻠﻴﺞ اﳋﻨﺎزﻳﺮ ﻋﺎم ،١٩٦١وﻫﻮ اﻟﻐﺰو اﻟﺬي اﻧﺘﻬﻰ ﺑﺈﺧﻔﺎق ﻣﺤﺮج ،ﻣﺜﺎﻻ ﻛﻼﺳﻴﻜﻴﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ .وﻳﺤﺪث اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﳉﻤﺎﻋﻲ ﻟﺪى اﳉﻤﺎﻋﺎت ذات اﻟﺮواﺑﻂ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﺻﻨﺎع اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻮاﺛﻘ zﻣﻦ أﻧﻔﺴﻬﻢ واﺨﻤﻟﻠـﺼـz ﻟﻠﻘﺎﺋﺪ .وﻗﺪ ﺗﻄﻐﻰ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻈﺮوف اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻹﺟﻤﺎع ﻋﻠﻰ رأي ﻋﻠﻰ اﳊﺎﺟﺔ ﻟﻠﺘﺮوي اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ .وﻣﻦ ﺣﻘﺎﺋﻖ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ا)ﺒﻬﺠﺔ أن ﻛﻨﺪي ﺗﻌﻠﻢ درﺳﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳋﻄﺄ واﺗﺨﺬ ﺗﺪاﺑﻴﺮ ﲡﻨﺐ ﺑﻮاﺳﻄﺘﻬﺎ دﻳﻨﺎﻣﻴﺎت اﻟﺮأي اﳉـﻤـﺎﻋـﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺛﺎرت أزﻣﺔ اﻟﺼﻮارﻳـﺦ اﻟـﻜـﻮﺑـﻴـﺔ ،إذ ﲢـﻮل اﻟـﺘـﺮﻛـﻴـﺰ ﺧـﻼل ا)ـﻨـﺎﻗـﺸـﺔ اﳉﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻹﺟﻤﺎع إﻟﻰ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺣﻞ ا)ﺸﻜﻠﺔ. وﻫﻨﺎك ﻋﺎﻣﻞ ﺳﺒﺒﻲ آﺧﺮ ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ .ﻓﻘﺪ أﺷﺮﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺴـﺎﺑـﻖ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ إﻟﻰ أن اﻷﺣﺪاث اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﲢﺪد ﺑـﺪرﺟـﺔ ﻣـﺎ روح اﻟـﻌـﺼـﺮ اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ .وﻫﻨﺎك ﻣﺒﺮر ﻟﻼﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﲢﺪث أﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﺎﻟﻌﻜـﺲ: أي أن ﺳﻴﺎﻗﺎ أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻣﻌﻴﻨﺎ ﻗﺪ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ زﻳﺎدة اﺣﺘﻤﺎﻻت ﻧﺸﻮب اﳊﺮب ) (Simonton, 1976gﻓﺎﳊﺮب اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻳﺰداد اﺣﺘﻤﺎل ﻧﺸﻮﺑﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺣﻮاﻟﻲ ﺟﻴﻞ ﻣﻦ ﻫﻴﻤﻨﺔ ا)ﻌﺘﻘﺪات ا)ﺎدﻳﺔ واﻟﺘﺸﻜﻜﻴﺔ ﻋﻠﻰ روح اﻟﻌﺼﺮ )اﻻرﺗﺒﺎﻃﺎن اﳉﺰﺋﻴﺎن 259
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻫﻤﺎ ٠٬٢٦و ٠٬٢٠ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ( .وﻗﺪ ﻳﺴﺎﻫﻢ اﻟﺘﺮﻋﺮع ﻓﻲ ﻇﻞ ﻧﺰﻋﺎت ﻣﺎدﻳﺔ وﺗﺸﻜﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﲢـﺠـﻢ ﻋﻦ ﻧﺸﺮ اﻟﻘﻮة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻌﺜﺮ اﳉﻬﻮد اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ.
ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﳌﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﳊﺮب اﻟﺪوﻟﻴﺔ
إن اﻵﺛﺎر اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺤﺮب آﺛﺎر ﺿﺨﻤﺔ وﻣﺮﻛﺒﺔ وﻗﺪ درﺳﻬﺎ ا)ﺆرﺧﻮن ﻛﺜﻴﺮا ،ﻟﺬا ﻓﺈﻧﻨﻲ ﻟﻦ أﺗﻌﺮض ﻟﻠﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻵﺛﺎر ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق. ﻟﻜﻨﻨﻲ اﻛﺘﺸﻔﺖ أﺛﺮا ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻳﺨﻠﻔﻪ اﻟﺼﺮاع اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﻌﻨﻴﻒ ،وﻟﻢ ﻳﺤﻆ ﻫﺬا اﻷﺛﺮ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ا)ﻨﺎﻗﺸﺔ وﻫﻮ أن ﻣﻘﺪار اﳊﺮب ﻓﻲ اﳉﻴﻞ )ج( ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺸﺪة اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت ا)ﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﳉﻴﻞ اﻟﺘﺎﻟﻲ )ج.(Simonton, 1976g) (١ + وﻫﻜﺬا ﻓﺈن اﻟﻌﻮاﺻﻒ ا)ﺪﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﺟﺘﺎﺣﺖ اﻟﻜﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ﺧﻼل اﻟﺴﺘﻴﻨﺎت ﻣﺜﻼ ،ﺑﺪءا ﻣﻦ اﳉﺎﻣﻌﺎت اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ واﻷورﺑﻴﺔ واﻧﺘﻬﺎء ﺑﺸﻮارع ﺑﻜ zوﻃﻮﻛﻴﻮ، ﻗﺪ ﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺗﺄﺧﺮت ﺟﻴﻼ واﺣﺪا )ﺎ أﺣﺪﺛﺘﻪ اﳊﺮب اﻟﻌﺎ)ﻴﺔ اﻟـﺜـﺎﻧـﻴـﺔ .وﻟـﻴـﺲ ﻣـﻦ اﻟـﻮاﺿـﺢ ـﺎﻣـﺎ )ـﺎذا ﻳـﺮﺗـﺒـﻂ ﻫـﺬان اﻟـﺸـﻜـﻼن اﻷﺳﺎﺳﻴﺎن ﻣﻦ أﺷﻜﺎل اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ )وﻣﻦ ﺛﻢ ﻫﺬان اﻟﻨﻮﻋﺎن ﻣﻦ اﻟﻘﻴﺎدة( ﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ .وﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أﻳﻀﺎ )ﺎذا ﻳﺘﺠﻪ اﻟﺴﻬﻢ اﻟﺴﺒﺒﻲ ﻣﺘﺤﺮﻛﺎ ﻣﻦ اﺠﻤﻟﺎل اﳋﺎرﺟﻲ إﻟﻰ اﺠﻤﻟﺎل اﻟﺪاﺧﻠﻲ )وﻣﻦ ﺛﻢ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻌﺴﻜﺮي إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮري( .وﻗﺪ ﻳﺰودﻧﺎ ﻮذج ﻣﺎﺗﻮﺳﻴﺎن وﺷﻴﻔﺮ اﻟﺬي ﻧﺎﻗﺸﻨﺎه ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺳﺎﺑﻖ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﺑﻌﻼﻣﺔ ﻫﺎدﻳﺔ .إذ ر ﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺰﻳﺎدة اﻟﺴﺮﻳﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺪﻻت اﳋﺼﻮﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﲢﺪث ﺑﻌﺪ أي ﺗﺴﺮﻳﺢ ﻟﻠﺠﻨﻮد ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﳊﺮب ﻫﻲ ﻣﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ زﻳﺎدة اﻟﻀﻐﻂ اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ ا)ﻄﻠﻮب ﻟﺰﻋﺰﻋﺔ اﺳﺘﻘﺮار اﻟﺒﻴﺌﺔ ا)ﺪﻧﻴﺔ .إذ ﻳﻌﻮد اﻟﺮﺟﺎل ﻣﻦ ﺟﺒﻬﺔ اﻟﻘﺘﺎل ﺑﻌﺪ اﳊﺮب إﻟﻰ أوﻃـﺎﻧـﻬـﻢ. وﲢﻤﻞ اﻟﻨﺴﺎء ﻼﻳ zاﻷﻃﻔﺎل .وﺑﻌﺪ ﺣﻮاﻟﻲ ﺟﻴﻞ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻳﺸﻌﺮ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺑﻮﻃﺄة ﻛﻞ ذﻟﻚ .ور ﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ا)ﺼﺎدﻓﺔ أن اﻻﺿﻄﺮاﺑـﺎت ا)ـﺪﻧـﻴـﺔ اﻟﺘﻲ اﺟﺘﺎﺣﺖ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮه ﻗﺪ ﺟﺎءت ﺧﻼل اﻟﺴﺘﻴﻨﺎت ،أي ﺑﻌﺪ ﺟﻴﻞ ﺎﻣﺎ ﻣﻦ أول ﺻﺮاع ﻋﺴﻜﺮي اﺟﺘﺎح اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮه ﺣﻘﺎ. ﻫﻨﺎك ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﳊﺎل آﺛﺎر أﺧﺮى ﻟﻠﺤﺮب ﻻ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺣﺘﻰ ﺮ ﺟﻴـﻞ ﻛـﺎﻣـﻞ ﻟﺘﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ .ﻓﺎﻟﻌﻨﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺪوﻟﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﻗﺪ ﻳﺆﺛﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮا ﻣﺒﺎﺷﺮا ﻋﻠﻰ اﻹﺑﺪاع .وﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ اﻋﺘﻘﺪ اﻟﻨﺎس ﺑﺄن اﳊﺮب ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺠﻴﻞ 260
اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ،وﻳﺴﺘﺸﻬﺪون ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺑﺘﺰاﻣﻦ ﻋﺼﺮ ﺑﻴﺮﻛـﻠـﻴـﺰ ﻓﻲ أﺛﻴﻨﺎ ﻣﻊ اﳊﺮوب اﻟﺒﻴﻠﻮﺑﻮﻧﻴﺰﻳﺔ .وﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪو أن اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﻋﻜﺲ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﳊﺎﻻت :أي أن اﳊﺮب ﺗﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒﻴﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺸﺎط اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﻲ واﻟﻌﻘﻠﻲ .ﻓﺄﻋﻈﻢ ﻣﺴﺮﺣﻴﺎت ﺷﻜﺴﺒﻴﺮ وأﺳﺨﻴﻠﻮس وﺳﻮﻓﻮﻛﻠﻴﺲ وﻳﻮرﺑﺪﻳﺲ وأرﺳﺘﻮﻓﺎﻧﺲ ﻣﺜﻼ ﻇﻬﺮ أﻏﻠﺒﻬﺎ ﺧﻼل أوﻗﺎت اﻟﺴﻠﻢ ،ﺑﻴﻨﻤـﺎ ﻇـﻬـﺮت ﻏـﺎﻟـﺒـﻴـﺔ ﻣﺴﺮﺣﻴﺎﺗﻬﻢ اﻷﻗﻞ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺧﻼل أوﻗـﺎت اﳊـﺮب ) .(Simonton, 1983aﻟﻘﺪ ﺗﺄﻟﻴﻒ »أﻧﺘﻴﻐﻮﻧﻲ« و»ا)ﻠﻚ أودﻳﺐ« و»ﻣﻴﺪﻳﺎ« ﺧﻼل ﻓﺘﺮة ﻣﻦ اﻟﻬﺪوء اﻟﻘﺼﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺼﺮاع اﻟﺬي دار ﺑ zأﺛﻴﻨﺎ وإﺳﺒﺮﻃﺔ .وﻇﻬﺮت »ﻫﺎﻣﻠـﺖ« و»ا)ـﻠـﻚ ﻟـﻴـﺮ« ﺑﻌﺪ أن أﻏﻤﺪت إﳒﻠﺘﺮا وإﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﺳﻴﻮﻓﻬﻤﺎ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ ﺑﻌﺪ ﺣﺮب اﺳﺘﻤﺮت اﺛﻨﺘﻲ ﻋﺸﺮة ﺳﻨﺔ. ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎن ﺗـﺄﺛـﻴـﺮ اﻟـﻌـﻨـﻒ اﻟـﺪوﻟـﻲ ﻋـﻠـﻰ اﻻﻛـﺘـﺸـﺎف اﻟـﻌـﻠـﻤـﻲ واﻻﺧـﺘـﺮاع اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻓﻲ أورﺑﺎ ،ﻣﻨﺬ ﻋﺼﺮ اﻟﻨﻬﻀﺔ ،ﺳﻴﺌﺎ ) .(Simonton, 1980bو ﻜﻦ ﻋﺰو ﺣﻮاﻟـﻲ %٥ﻣﻦ اﻟﺘﺬﺑﺬﺑﺎت اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ إﻟـﻰ ﺗـﺄﺛـﻴـﺮ اﳊﺮب ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﺿﺒﻂ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ ا)ﺼﻄﻨﻌﺔ ا)ﻤﻜﻨﺔ )ﺑﻴﺘﺎ=.(٠٫١٢ ﻻ ﺑﻞ إن ا)ﻌﺮﻓﺔ اﻟﻄﺒـﻴـﺔ ﻫـﻲ اﻷﺧـﺮى ﻻ ﺗـﺘـﻘـﺪم ﺑـﺴـﺒـﺐ اﳊـﺮب .ﻓـﺎﳊـﺮب ﲡﺘﺬب اﻟﺒﺎﺣﺜ zا)ﻤﻜﻨ zﻓﻲ اﺠﻤﻟﺎﻻت اﻟﻄﺒﻴﺔ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ ا)ﻌﺎﻣﻞ )اﺨﻤﻟﺘﺒﺮات( ﻧﺤﻮ ﻣﻴﺎدﻳﻦ اﻟﻘﺘﺎل وا)ﺴﺘﺸﻔﻴﺎت .وا)ﻘﺪار اﻟﻀﺌﻴﻞ ﻣﻦ ا)ﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻜﻦ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻓﺤﺺ اﳉﺴﺪ اﻹﻧـﺴـﺎﻧـﻲ ا)ـﺸـﻮه-ﻛـﻤـﺎ ﻓـﻲ ﺣـﺎﻟـﺔ ﺗﺨﻤ zﻣﻮﺿﻊ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻼﺣﻈﺔ آﺛﺎر اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺗﻠﻒ ﺑﻌﺾ اﻷﺟﺰاء ﻣﻦ ا)ﺦ-ﻻ ﻳﻌﻮض أﺑﺪا ﻋﻦ اﻟﺒﺤﻮث اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ واﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ذات اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎ ،وﻫﻲ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺘﻲ ﺿﺎﻋﺖ ﻓـﺮص إﺟﺮاﺋﻬﺎ .واﳊﻘﻴﻘﺔ أن أﺣﺪ دروس اﻟﻘﻴـﺎس اﻟـﺘـﺎرﻳـﺨـﻲ ﻳـﻘـﻮل إن اﳋـﺴـﺎﺋـﺮ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ إﺣﺼﺎؤﻫﺎ ﻓﻲ اﳊﺮب ﻗﺪ ارﺗﺒﻄﺖ ارﺗﺒﺎﻃﺎ ﺳﺎﻟﺒﺎ ﻣﻊ ﻋﺪد اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮت ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺰﻣـﻨـﻴـﺔ ﻧـﻔـﺴـﻬـﺎ )Simonton, .(1976e ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺰام اﳊﻴﻄﺔ واﳊﺬر ﺧﻼل دراﺳﺔ اﻵﺛﺎر اﻟﻀﺎرة ﻟﻠﺤﺮب ﻋﻠﻰ اﻹﺑﺪاع .ﻓﻘﺪ ﻓﺸﻞ ﻋﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜ zاﻷواﺋﻞ ﻓﻲ ﻫﺬا اﺠﻤﻟﺎل ﺑﺴﺒﺐ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﻘﺼﻮر ا)ﻨﻬﺠﻴﺔ ﻓﻲ إﺛﺒﺎت ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻷﺛﺮ )اﻧﻈﺮNarrol et al., 1971; Simonton, , .(1975c, 1976b, 1977aوﻣﻦ ا)ﻬﻢ أن ﻴﺰ ﺑ zأ ﺎط ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﳊـﺮوب: 261
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻓﺎﳊﺮوب ﺑ zاﻷ© اﻷورﺑﻴﺔ ،واﳊﺮوب اﻟﺪﻓﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ داﻓﻌﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻌﻮب اﳊﻀﺎرة اﻷوروﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺿﺪ ﻫﺠﻤﺎت ﺷﻌﻮب ﻏﻴﺮ أورﺑﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ أﺛـﺮت ﺗﺄﺛﻴﺮا ﺳﻠﺒﻴﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﰋ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻷورﺑﻲ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻠﺤﺮوب اﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ أورﺑﺎ وﻛﺬﻟﻚ اﳊﺮوب اﻻﺳﺘﻌﻤﺎرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﻨﺘﻬﺎ اﻷ© اﻷورﺑﻴﺔ ﺿﺪ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت ﻏﻴﺮ اﻷورﺑﻴﺔ أي أﺛﺮ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎن ) .(Simonton, 1980bوأﺣﺪ اﻷﺳﺒﺎب اﶈﺘﻤﻠﺔ ﻟﻬﺬا اﻻﺧﺘﻼف ﻫﻮ ﻣﺪى ﺗﻮرط اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ اﳊﺮب وﻣـﺎ ﻳـﺸـﺘـﻤـﻞ ﻋـﻠـﻴـﻪ ﻫـﺬا اﻟﺘﻮرط ﻣﻦ اﳋﺴـﺎﺋـﺮ اﻟـﺒـﺸـﺮﻳـﺔ .ﻛـﺬﻟـﻚ ﺗـﺘـﺼـﻒ وﺣـﺪة اﻟـﺘـﺤـﻠـﻴـﻞ اﻟـﺰﻣـﻨـﻴـﺔ ا)ﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺔ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ .ﻓﺘﺄﺛﻴﺮ اﳊﺮب ﺳﺮﻳﻊ اﻟﺰوال إﻟـﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ-أﺳﺮع ﻣﻦ أن ﻳﻜﺸﻒ ﻋـﻦ ﻧـﻔـﺴـﻪ ﻓـﻲ دراﺳـﺎت ﺗـﺴـﺘـﺨـﺪم وﺣـﺪات زﻣﻨﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻛﺎﳉﻴﻞ. وﻗﺪ ﻳﻌﻤﻞ اﻧﺪﻻع اﳊﺮب ﻋﻠﻰ إﺧﻤﺎد اﻹﺑﺪاع ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ ،ﻟـﻜـﻦ ﻋـﻮدة ﻫﺬا اﻹﺑﺪاع إﻟﻰ وﺿﻌﻪ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺗﻜﻮن ﺳﺮﻳﻌﺔ ،وﻓـﻲ ﺑـﻌـﺾ اﳊـﺎﻻت ﺗـﻌـﻮض ﻫﺬه اﻟﻌﻮدة ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﳋﺴﺎﺋﺮ اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﺧﻼل اﳊﺮب .وﻗﺪ ﲡﺒﺮ اﳊﺮوب اﻟﻘﺼﻴﺮة ا)ﺒﺪﻋ zﻋﻠﻰ إﻋﺎدة ﺗﻮزﻳﻊ ﻧﺎﲡﻬﻢ اﻹﺑﺪاﻋﻲ ﻋﺒﺮ ﻣﺴﺎر ﺳـﻴـﺮﺗـﻬـﻢ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ،ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻈﻬﺮ رواﺋﻌﻬﻢ ﺧﻼل اﻷوﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻌﻢ ﺑﻬﺪوء أﻛـﺒـﺮ .وﻻ ﻳﻔﻘﺪ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺟﻴﻼ ﻛـﺎﻣـﻼ ﻣـﻦ اﻟـﻌـﺒـﺎﻗـﺮة إﻻ إذا ﻃـﺎﻟـﺖ اﳊـﺮب ﻃـﻮﻻ ﻳـﻜـﻔـﻲ ﻹﺧﻤﺎد ﻓﺘﺮة اﻟﺬروة اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ .ﻟﻜﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﳊﺮوب ﻧﺎدرة ﳊﺴﻦ اﳊﻆ. ﻟﻘﺪ أﺷﺎرت اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﻤﺖ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﺷﻜـﺴـﺒـﻴـﺮ وأرﺑـﻌـﺔ ﻣـﻦ ﻣـﺆﻟـﻔـﻲ اﻟﺪراﻣﺎ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴ (Simonton, 1983a) zإﻟﻰ أن اﳊﺮب ﻗﺪ ﺗﻜﻮن أﻛﺜﺮ ﺗﺪﻣﻴﺮا ﻟﻺﺑﺪاع إذا ﺣﺪﺛﺖ ﺧﻼل ﻋﺼﺮ اﻟﺬروة اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎة ا)ـﺒـﺪع ﻣـﻨـﻬـﺎ إذا ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺳﻴﺮﺗﻪ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ أو ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺘﻬﺎ .ﻓﻘﺪ ﻣﺎﻟﺖ اﳊﺮوب ﻟﻠﺤﺪوث ﺧﻼل ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺴﻴﺮ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﻬﺆﻻء ا)ﺒﺪﻋ zاﳋﻤﺴﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺎب ا)ﺴﺮح اﻟﻌﻈﻤﺎء أو ﻧﻬﺎﻳﺘﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻴﻠﻬﺎ ﻟﻠﺤﺪوث ﺧﻼل اﻟﺜﻼﺛﻴﻨﺎت أو اﻷرﺑﻌﻴﻨـﺎت ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ .وا)ﺒﺪع اﻟﺬي ﻳﺨﻮض وﻃﻨﻪ ﺣﺮﺑﺎ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة ﻛﺎن ﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن أﺧﺼﺐ ﻓﺘﺮاﺗﻪ إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻗﺪ ﻳﻔﻘﺪ ﻓﺮﺻﺎ ﻻ ﻜﻦ اﺳﺘﻌﺎدﺗﻬﺎ ﻟﻺﳒﺎز. ﻛﺬﻟﻚ ﻜﻦ ﻟﻠﺤﺮب أن ﺗﺘﺮك آﺛﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺘﻮى اﻹﺑﺪاع اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ .وأﺣﺪ اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﺘﻲ أﻣﻜﻦ ﺛﻮﺛﻴﻘﻬﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻈﻬﻮر ﺷﺨﺼﻴﺔ دون ﺟﻮان ﻓﻲ أدب أﻣﺔ ﻣﻦ اﻷ© .ﻓﻘـﺪ درس وﻧـﺘـﺮ ) ، (١٩٧٣اﻟﺬي ﻧﺎﻗـﺸـﻨـﺎ ﻋـﻤـﻠـﻪ ﻋـﻦ داﻓـﻊ اﻟـﻘـﻮة ﻓـﻲ 262
اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ،دون ﺟﻮان ﺑﺎﻋﺘﺒـﺎره ـﻄـﺎ أوﻟـﻴـﺎ (٥×)archetypeﻟﻠﺤﺎﺟـﺔ إﻟـﻰ اﻟﻘﻮة .وأﺳﻄﻮرة دون ﺟﻮان ﻏﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺼﻮر ا)ﻌﺒـﺮة ﻋـﻦ اﻟـﻘـﻮة .واﻟـﺸـﺨـﺼـﻴـﺔ اﶈﻮرﻳﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻷﺳﻄﻮرة ﺗﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﺳﻼﻟﺔ ﻋﺮﻳﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺎﲢ.z ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺗﺴﺘﻌﻴﺾ ﻋﻦ اﻟﻘﻮة اﻟﻌﺴﻜـﺮﻳـﺔ ﺑـﺎﻟـﻘـﻮة اﳉـﻨـﺴـﻴـﺔ. ورﻏﻢ أن ﺷﺨﺼﻴﺔ دون ﺟﻮان ﻇﻬﺮت أوﻻ ﻓﻲ اﳊﻜﺎﻳﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ا)ﻤﺘـﺰﺟـﺔ ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ ،إﻻ أﻧﻬﺎ اﻛﺘﺴﺒﺖ ﺷﻜﻠﻬﺎ اﻷدﺑـﻲ ﻷول ﻣـﺮة ﻋـﺎم ١٦٣٠ﻓﻲ ﻣﺴﺮﺣﻴـﺔ ﺗﻨﺴﺐ إﻟﻰ ﻣﺆﻟﻒ اﻟﺪراﻣﺎ اﻹﺳﺒﺎﻧﻲ ﺗﻴﺮﺳﻮ دي ﻣﻮﻟﻴﻨﺎ .ﺛﻢ دﺧﻠﺖ ﺻﻴﻎ ﻣﻌﺪﻟﺔ ﻋﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﻓـﻲ ﻛـﺜـﻴـﺮ ﻣـﻦ اﻵداب اﻟـﻌـﺎ)ـﻴـﺔ واﻷﺟﻨﺎس اﻷدﺑﻴﺔ .وﻗﺪ أﺗﺎﺣﺖ اﻟﺒﻴﺒﻠﻴﻮﻏﺮاﻓﻴﺎ اﻟﺸﺎﻣـﻠـﺔ ا)ـﻮﺟـﻮدة ﻋـﻦ ﻫـﺬه اﻟﻘﺼﺔ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻮﻧﺘﺮ ﻷن ﻳﺮى ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻇﻬﻮر ﺻﻴﻐﺔ ﻣﻌﺪﻟـﺔ ﺟـﺪﻳـﺪة ﻣـﻦ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺔ ﻫﻮ أﺣﺪ دوال ا)ﻨﺎخ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ،ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻣـﻦ ﻫـﺬا ا)ﻨﺎخ ﺑﺎﻟﻔﺘﻮﺣﺎت اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ .وﻗﺪ وﺟﺪ وﻧﺘﺮ أن ﺿﻢ إﳒﻠﺘﺮا وﻓﺮﻧﺴـﺎ )ـﻨـﺎﻃـﻖ اﺳﺘﻌﻤﺎرﻳﺔ أو ﻓﻘﺪﻫﻤﺎ )ﺜﻞ ﻫﺬه ا)ﻨﺎﻃﻖ ﻛﺎن ﻳﻌﻘﺒﻪ ﺑﻌﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﺎن ﻧﺸﺮ ﺻﻴﻎ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ أﺳﻄﻮرة دون ﺟﻮان ﻓﻲ اﻷدب اﻟﻘﻮﻣﻲ .ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻴﻨﺎ أﻛﺜﺮ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ أن اﺷـﺘـﺮاك ١٥أﻣﺔ أورﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﳊـﺮب ﺑـ zﻋـﺎﻣـﻲ ١٨٣٠و ١٩٥٩ﻗـﺪ ارﺗﺒﻂ ﺑﺈﺑﺪاع ﻗﺼﺺ ﺗﺪور ﺣﻮل دون ﺟﻮان ﺑﻌﺪ ﺣﻮاﻟﻲ ﻋﻘﺪ ﻣﻦ ﻫﺬه اﳊﺮوب. ﻟﻘﺪ ﻇﻬﺮت ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ﺗﻴﺮﺳﻮ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻋﻦ دون ﺟﻮان ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺣﻮاﻟﻲ ﻋﻘﺪ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﺎن ﻣﻦ دﺧﻮل إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ا)ﺘﺴﺮع ﻓﻲ ﺣﺮب اﻟﺜﻼﺛـ zﻋـﺎﻣـﺎ ﻓـﻲ أ)ـﺎﻧـﻴـﺎ وﻛﺬﻟﻚ دﺧﻮﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺮب ﻃﺎﺋﺸﺔ Yﺎﺛﻠﺔ ﻣﻊ ﻫﻮﻟﻨـﺪا .وﻳـﺒـﺪو أن ا)ـﻐـﺎﻣـﺮات اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎرﻳﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ داﻓﻊ اﻟﻘﻮة اﻟﺬي ﺜـﻠـﻪ ﺷـﺨـﺼـﻴـﺔ دون ﺟﻮان. واﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ،ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﺜﻞ اﻷدب ،ﺗﺘﺄﺛﺮ ﻫﻲ اﻷﺧﺮى ﺑﺎﳊﺮب اﻟﺪوﻟﻴﺔ .ﻓﺸﺪة ﺣﺮب أورﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﳉﻴﻞ )ج( ﻳـﻜـﻮن ﻟـﻬـﺎ ﺗـﺄﺛـﻴـﺮﻫـﺎ اﶈـﺪد ﻋـﻠـﻰ روح اﻟـﻌـﺼـﺮ اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴـﺔ ﻓـﻲ اﳉـﻴـﻞ )ج (Simonton, 1976g) (١+ﻓﺒﻌﺪ ﺣﻮاﻟﻲ ﻋـﺸـﺮﻳـﻦ ﺳﻨﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ ﺣﺪوث ﺣﺮب ﻛﺒﻴﺮة ﻳﺘﻀﺎءل ﻋﺪد اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻟﺬﻳـﻦ ﻳـﺆﻳـﺪون وﺟﻬﺎت اﻟﻨﻈﺮ اﳊﺴﻴﺔ اﻟﺘـﻲ ﺗـﺆﻣـﻦ ﺑـﺎﻹﻣـﺒـﻴـﺮﻳـﻘـﻴـﺔ واﻟـﺰﻣـﺎﻧـﻴـﺔ واﻻﺳـﻤـﺎﻳـﻨـﺔ واﻟﻔﺮداﻧﻴﺔ وأﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﺴﻌﺎدة .ﻓﻬﻨﺎك ﺷﻲء ﻣﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﺘﻌـﺮض ﻟـﻠـﺼـﺮاع اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﻌﻨﻴﻒ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة ا)ﺮاﻫﻘﺔ أو اﻟﺮﺷﺪ ا)ﺒﻜﺮ ﻳﺠﻌﻞ ا)ـﻔـﻜـﺮ ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻨﻀﺞ أﻗﻞ ﻣﻴﻼ ﻷن ﻳﻔﺘﺮض أن ا)ﺪﺧﻞ اﳊﺴﻲ ﻫﻮ ا)ﺼﺪر 263
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ ،أو أن اﻟﻮاﻗﻊ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﺘﻐﻴﺮ داﺋﻢ ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻦ ،أو أن اﻷﻓﻜﺎر ا)ﻮﺟﻮدة ﻟﻴﺴﺖ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أﺳﻤﺎء اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻴﻬـﺎ ،أو أن اﻷﻓـﺮاد ﻓـﻘـﻂ ﻫـﻢ ا)ﻮﺟﻮدون )وﻟﻴﺲ اﺠﻤﻟﺘﻤﻌﺎت( ،أو أن ﻣﺒﺪأ اﻟﻠﺬة ﻫﻮ ا)ﻌﻴﺎر اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺼﻮاب اﻷﺧﻼﻗﻲ .ور ﺎ ﻛﺎن ﻣﺎ ﻳﻌﻜﺴﻪ ﻫﺬا اﻟﺘﺸﻜﻴﻞ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻫﻮ آﺛﺎر ﻓﺘﺮة اﻟﺘﻄﻮر ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ا)ﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮدة وﻗﺖ اﳊﺮب واﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﲢﺎول أن ﺗﺪﻋﻢ اﻹ ﺎن اﻷﻋﻤﻰ ﺑﻮﺟـﻮد ﻛـﻴـﺎن ﺳـﻴـﺎﺳـﻲ داﺋـﻢ ،ﻟـﻴـﺲ رﻣـﺰﻳـﺎ وﻟﻜﻨﻪ واﻗﻌﻲ ،ﻳﺘﻄﻠﺐ ،ﻣﻦ أﺟﻞ ﺑﻘﺎﺋﻪ واﺳﺘﻤﺮاره اﳉﻤﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ اﳊﻴﺎة، ﺗﻀﺤﻴﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺬات وﺧﻀﻮﻋﺎ ﻟﻺرادة اﻟﻌﺎﻣﺔ. واﻷﻣﺮ اﻟﻼﻓﺖ ﻟﻼﻧﺘﺒﺎه ﻫﻮ أن أﺛﺮ اﳊﺮب ﻋﻠﻰ روح اﻟﻌﺼﺮ اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻓﻲ اﳉﻴﻞ اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻬﺎ ﻫﻮ ﻋﻜﺲ اﻷﺛﺮ اﻟﺬي ﺗﻜـﺸـﻒ ﻋـﻨـﻪ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺎت اﻟـﺘـﻔـﺘـﺖ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺘﻲ ﲢﺪﺛﻨﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ .وﻳﺒـﺪو أن ﻫـﻴـﻤـﻨـﺔ اﻷﻓـﻜـﺎر اﳊﺴﻴﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺘﺖ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،وﺗـﻘـﻞ ﺑـﻌـﺪ ﻋـﺸـﺮﻳـﻦ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ اﳊﺮب اﻟﺪوﻟﻴﺔ. إن اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪ ا)ﻮت واﻟﺘﺸﻮﻳﻪ ﺑ zأﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺗﺘﻠﻮﻫـﺎ أﺟـﻴـﺎل ﺗـﻨـﻌـﻢ ﺑﺎﻟﺴﻼم ﺣﺴﺐ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺘﺬﺑﺬب ﻓﻲ أرﻗﺎم اﳋﺴﺎﺋﺮ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ )وﻟﻴﺲ ﺣﺴﺐ ﻣﻌﺪﻻت ﺗﻜﺮار اﳊﺮوب( .وﺗﻜﺸﻒ أرﻗﺎم اﳋﺴﺎﺋﺮ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻋﺒﺮ اﻷﺟﻴﺎل ﻋﻦ وﺟﻮد ارﺗﺒﺎط ذاﺗﻲ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﻘﺪاره ،٠٬٣٠وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن اﳋﺴﺎﺋﺮ ﻛﻠﻤﺎ زادت ﻓﻲ ﺟﻴﻞ ﻣﻌ zﻗﻠﺖ ﻣﻌﺪﻻﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﳉﻴﻞ اﻟﺘﺎﻟﻲ .ور ﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﺧﺒﺮة اﳊـﺮب ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮر ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﺤﺒﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﻟﻠﺴﻼم .أو ر ﺎ ﺗﻌﻠﻘﺖ ا)ﺴﺄﻟﺔ ﺑﻨﺪرة اﻷﺟﺴﺎم اﻟﺴﻠﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﺰود ﺣﻤﻠﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ أﺧﺮى ﺑﺎﻟﺮﺟﺎل .وﻓﻲ اﳊﺎﻟﺘ،z ﻓﻘﺪ ﻏﺪت أﻳﺎم اﻟﺴﻠﻢ أﺑﻘﻰ وأﻛﻤﻞ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻏﺪت اﳊﺮوب أﻓﻈﻊ وأﻓﺘﻚ. ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻦ ا)ﺒﻬﺞ ﺣﻘﺎ أن ﻧﻌﺘﻘﺪ أن ا)ﻼﻳ zاﳋﻤﺴ zأو ﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ﻣـﻦ اﻟﺒﺸﺮ اﻟﺬﻳﻦ ﻓﻘﺪوا ﺧﻼل اﳊﺮب اﻟﻌﺎ)ﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺟﻌﻠﻮا اﺣﺘﻤﺎل ﻗﻴﺎم ﺣﺮب ﺷﺎﻣﻠﺔ أﺧﺮى اﺣﺘﻤﺎﻻ ﺿﻌﻴﻔﺎ .ور ﺎ أﻣﻜﻨﻨﺎ ﺣﻘﺎ أن ﻧﻌﺘﺒﺮ ﺣﻘﺒﺘﻨﺎ ﻫﺬه ﺣﻘﺒﺔ »اﳊﺮب اﶈﺪودة« اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺪث اﻟﻘﺘﺎل ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻂ اﳊﺮوب »ﻏﻴﺮ ا)ﺆذﻳﺔ« ﻧﺴﺒﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ :ﻓﺎﳊـﺮب اﻷﺧـﻴـﺮة اﻟـﺘـﻲ ﻗـﺎدﻫـﺎ ﻓﺮﻳﺪرك اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻣﻠﻚ ﺑﺮوﺳﻴﺎ ،وﻫﻲ ﺣﺮب اﻟﻮراﺛﺔ اﻟﺒﺎﻓﺎرﻳﺔ )ا)ﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﺣﺮب اﻟﺒﻄﺎﻃﺲ)× (٦ﻣﺎ ﺑ zﻋﺎﻣﻲ ١٧٧٨و (١٧٧٩ﻟﻢ ﺗﺸﻬﺪ أي ﻣﻮاﺟﻬﺔ دﻣﻮﻳﺔ واﺣﺪة. 264
اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﻓﺈن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ أﻫﻮال ﺣﺮوب اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ا)ﺮﻋﺒﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ اﻵن )ﻨﻊ ﺣﺮب ﻋﺎ)ﻴﺔ وﻛﺎن ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺣﺪوث ﻣﺎ ﻻ ﻜﻦ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓـﻴـﻪ وﻣـﻦ اﻧـﺪﻻع اﳊـﺮب اﻟﻨﻮوﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎق واﺳﻊ ﻓﺈن ﻣﻌﺪﻻت ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻫﺬا اﳉﻴﻞ ﺗﻌﺲ اﳊﻆ ﺳﺘﺘﺠﺎوز اﳊﺼﺮ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻳﺠﻌﻞ اﻟﺴﻼم ﻳـﻬـﻴـﻤـﻦ ﺑـﻌـﺪ ذﻟـﻚ ﻟـﻌـﺪة أﺟـﻴـﺎل-إن ﻟـﻢ ﻳـﻜـﻦ ﻟﻸﺑﺪ.
265
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
اﳊﻮاﺷﻲ )× (١ﺣﺮب ﺣﺪﺛﺖ ﺑ zﻋﺎﻣﻲ ١٧٤٠٬١٧٤٢ﺛﻢ ﺑ zﻋﺎﻣﻲ ١٧٤٤و ١٧٤٥ﺑ zﺑﺮوﺳﻴﺎ واﻟﻨﻤﺴﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻣﺘﻼك ﺳﺎﻳﻠﻴﺴﻴﺎ .وﻗﺪ اﻧﺘﻬﺖ اﳊﺮب اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﻘﺪ ﺣﻠﻒ درﺳﺪن ﺑ zاﻟﻨﻤﺴﺎ وﺑﺮوﺳﻴﺎ .و ﻘﺘﻀﻰ ﻫﺬا اﳊﻠﻒ اﺣﺘﻔﻆ ﻓﺮﻳﺪرﻳﻚ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻠﻚ ﺑﺮوﺳﻴﺎ ﻠﻜﻴﺔ ﻫﺬه ا)ﻨﻄﻘﺔ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٢ﻫﻮ ﻫﺪﻳﻜﻲ ﺗﻮﺟﻮ ) ،(١٩٤٨-١٨٨٤ﻗﺎﺋﺪ ﻳﺎﺑﺎﻧﻲ ورﺋﻴﺲ وزراء اﻟﻴﺎﺑﺎن زﻣﻦ اﳊﺮب اﻟﻌﺎ)ﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ. ﺣﺮض ﻋﻠﻰ ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ ﺑﻴﺮل ﻫﺎرﺑﺮ وﺗﺪﻣـﻴـﺮ اﻷﺳـﻄـﻮل اﻷﻣـﺮﻳـﻜـﻲ ﻫـﻨـﺎك ﻋـﺎم ،١٩٤١وﻗﺎد ﻧﺸـﺎﻃـﺎت اﻟﻴﺎﺑﺎن اﻟﻌﺴـﻜـﺮﻳـﺔ ﺣـﺘـﻰ ﻋـﺎم .١٩٤٤وﻗﺪ ﻧﻔﺬ ﻓﻴﻪ ﺣﻜﻢ اﻹﻋـﺪام ﺑـﻮﺻـﻔـﻪ ﻣـﺠـﺮم ﺣـﺮب ﺑـﻌـﺪ ذﻟـﻚ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٣اﳋﻂ اﻟﻘﺎﻋﺪي ﻫﻮ ﺧﻂ رﺋﻴﺴﻲ ﻳﺘﺨﺬ ﻗﺎﻋﺪة أو أﺳﺎﺳﺎ أو ﻧﻘﻄﺔ ﺑﺪاﻳﺔ ﻟﺸﻲء ﻣﺎ أو ﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٤ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻗﺪﻣﻪ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻨﻔﺲ ارﻓﻨﻎ ﺟﺎﻧﺐ Janisﻋﺎم ١٩٧٢ﻟﻴﺸﻴﺮ ﺑﻪ إﻟﻰ ا)ﻴﻞ اﻟﺬي ﻳﻨﺸﺄ ﻟﺪى اﳉﻤﺎﻋﺎت ،ﺧﺎﺻﺔ ﺟﻤﺎﻋﺎت اﻟﻀﻐﻂ واﻟﺼﻔﻮة اﳊﺎﻛﻤﺔ ،ﻧﺤﻮ ﲢﻘﻴﻖ اﻹﺟﻤﺎع ﻋﻠﻰ رأي ﻣـﻌـ zأو ﻋﻠﻰ ﻗﺮار ﻣﻌ ،zوﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻬﻮ ﻳﺨﺘـﻠـﻒ ﻋـﻦ »اﻟـﺮأي اﻟـﻌـﺎم« اﻟـﺬي ﻫـﻮ رأي اﳉـﻤـﺎﻫـﻴـﺮ ﺑـﻘـﻄـﺎﻋـﺎﺗـﻬـﺎ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ .ﻫﺬا اﻟﺮأي أو اﻻﻋﺘﻘﺎد اﳉﻤﺎﻋﻲ ﻗﺪ ﻳﺨـﻔـﺾ ﻗـﺪرة ﻫـﺬه اﳉـﻤـﺎﻋـﺎت ﻋـﻠـﻰ اﻻﺳـﺘـﺨـﺪام اﻟﻜﻒء ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ا)ﺘﺎﺣﺔ ،وﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﻹﺟﻤﺎع ﺿﺮورﻳﺎ ﻓﻲ رأي ﻫﺬه اﳉﻤﺎﻋﺎت )ﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻜﻮارث اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺪﻳﺚ ﺧﺎﺻﺔ .وﻫﻨﺎك ﺗﻀﻤ zﻓﻲ ﻫﺬا ا)ﺼﻄﻠﺢ ﺑﺄن ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ وا)ﺴﺘﻤﺮة وا)ﻤﻴﺰة ﻟﻸﻓﺮاد ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﻣﺴﺎرﻫﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ،وﻳﻈﻬﺮ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺣـﺬف ا)ﻘﻄﻊ -ingﻣﻦ ا)ﺼﻄﻠﺢ اﳋﺎص ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ .thinkingوﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻈﻞ ﻧﺎﰋ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ »رأي« أو »اﻋﺘﻘﺎد« أو »ﻇﻦ« ﻓﻘﻂ .وﻳﺨﺘﻠﻒ ﻫﺬا ا)ﺼﻄﻠﺢ ﻋﻦ ﻣﺼﻄﻠﺢ »اﻟﻌـﻘـﻞ اﳉـﻤـﻌـﻲ« Gronp mindاﻟﺬي ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ اﻟﺮوح أو اﻟﻮﻋﻲ اﳉﻤﻌﻲ ا)ﻔﺘﺮض واﻟﺬي اﻓﺘﺮض ﺑﻌﺾ ا)ﻔﻜﺮﻳـﻦ أﻧـﻪ ـﻴـﺰ اﳉﻤﺎﻋﺔ أو اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ .وﻗﺪ ﻇﻬﺮت ﻓﻜﺮة »اﻟﻌﻘﻞ اﳉﻤﻌﻲ« ﻓﻲ ﻣﻮاﺿﻊ ﻋﺪﻳﺪة ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻜﺮ ،ﺑﺪءا ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت ا)ﺒﻜﺮة ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ،وﻣﺮورا ﺑﻌﻠﻤﺎء اﻟﻨﻔﺲ ﻣﺜﻞ ﻣﻜﺪوﻏﻞ وﺑﻌﺾ ﻋﻠﻤﺎء اﻻﻳﺜﻮﻟﻮﺟﻴﺎ )ﻋﻠﻢ دراﺳﺔ اﻟﺘﺸﺎﺑﻬﺎت ﺑ zﺳﻠﻮك اﳊﻴﻮان واﻹﻧﺴﺎن( ا)ﻌﺎﺻﺮﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪون ﺑﺄن ﺑﻌﺾ اﻷﻧﻮاع اﳊﻴﻮاﻧﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻛﺎﻟﻨﺤﻞ واﻟﻨﻤﻞ ﺗﻘﻮم ﺑﻮﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻞ اﳉﻤﻌﻲ ﻧﻔﺴﻪ .وﻗﺪ اﻓﺘﺮض أن ﻫﺬا اﻟﻌﻘﻞ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺴﺘﻘﻼ ﻋﻦ أي ﻛﺎﺋﻦ ﻓﺮد ،وأﻧﻪ ﻳﻨﺒﻌﺚ ﺑﻮﺻﻔﻪ إﺑﺪاﻋﺎ أو ﻣﺮﻛﺒﺎ ﻣﺆﻟﻔﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﻞ ﺎﺳﻚ اﳉﻤﺎﻋﺔ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﻌ zﻣﻦ اﻟﺘﺠﻤﻊ واﻟﺘﻨﻈﻴﻢ .وﻳﺨﺘﻠـﻒ ﻫـﺬا أﻳـﻀـﺎ ﻋـﻤـﺎ ﺳـﻤـﻲ ﺑﺎﻟﻼﺷﻌﻮر أو »اﻟﻼوﻋﻲ اﳉﻤﻌﻲ« اﻟﺬي اﺳﺘﺨﺪﻣﻪ اﶈﻠﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻳﻮﻧﻎ ﻟﻴﺸﻴﺮ ﺑﻪ إﻟﻰ ذﻟﻚ اﳉﺎﻧﺐ ﻣﻦ اﻟﻼﺷﻌﻮر اﻟﺬي ﻳﺸﺎرك ﻓﻴﻪ اﻟﺒﺸﺮ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ .وﻗﺪ اﻓﺘﺮض ﻳﻮﻧﻎ أن اﻟﻼوﻋﻲ اﳉﻤﻌﻲ ﻣﻮروث وﻣﻨﺘﻘﻞ ﻋﺒﺮ اﻷﺟﻴﺎل ،وأﻧﻪ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﳋﺒﺮات اﻟﻘﺪ ﺔ ا)ﺘﺮاﻛﻤﺔ ﻣﻨﺬ آﻻف اﻟﺴﻨ ،zوأن ﻣﺎدﺗﻪ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ اﻷ ﺎط اﻷوﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺻﻮر وأﻓﻜﺎر ﻏﺮﻳﺰﻳﺔ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﺳﺘﺠﺎﺑﺎت اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻐﺮﻳﺰﻳﺔ ﲡﺎه اﻟﻜﻮن واﳊﻴﺎة وﺗﻀﻢ أﻓﻜﺎرا وﺻﻮرا ﻋﻦ اﳋﻴﺮ واﻟﺸﺮ واﻟﺸﻴﻄﺎن وﻣﺎ ﺷﺎﺑﻪ ذﻟﻚ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٥اﻟﻨﻤﻂ اﻷوﻟﻰ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻳﻌﻨﻲ ﺣﺮﻓﻴﺎ اﻟﻨـﻤـﻮذج اﻷﺻـﻠـﻲ اﻟـﺬي ﺗـﺸـﻜـﻴـﻠـﻪ أوﻻ .وﻳـﺸـﻴـﺮ ﻫـﺬا
266
اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ا)ﺼﻄﻠﺢ ﻓﻲ ﲢﺪﻳﺪ ﻳﻮﻧﻎ ﻟﻠﻨﻔﺲ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ إﻟﻰ اﻷﻓﻜﺎر واﻟﺼﻮر اﻟﻼﺷﻌﻮرﻳﺔ ا)ـﻮروﺛـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺸـﻜـﻞ ا)ﻜﻮﻧﺎت اﳉﻮﻫﺮﻳﺔ ﻟﻠﻌﻘﻞ اﳉﻤﻌﻲ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٦ﺣﺮب اﻟﺒﻄﺎﻃﺲ أو ﺣﺮب اﻟﻮراﺛﺔ اﻟﺒﺎﻓﺎرﻳﺔ ﻫﻲ ﻧﺰاع ﻣﺤﺪود ﻣﻨﻌﺖ ﺧﻼﻟﻪ ﺑﺮوﺳﻴﺎ اﻟﻨﻤﺴﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻷراﺿﻲ اﻟﺒﺎﻓﺎرﻳﺔ .وﻗﺪ ﺑﺪأ اﻟـﻨـﺰاع ﺑـﺘـﺨـﻠـﻲ ﺗـﺸـﺎرﻟـﺰ ﺛـﻴـﻮدور ﻋـﻦ ﺑـﻌـﺾ اﻷراﺿـﻲ اﻟﺒﺎﻓﺎرﻳﺔ ﻟﻺﻣﺒﺮاﻃﻮر اﻟﺮوﻣﺎﻧﻲ ا)ﻘﺪس ﺟﻮزﻳﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ .وﺧﺎف ﻓﺮﻳﺪرك اﻟﺜﺎﻧﻲ )اﻟﻌﻈﻴﻢ( ﻣﻦ زﻳﺎدة اﻟﻨﻔﻮذ اﻟﻨﻤﺴﺎوي ﻓﻲ ﺟﻨﻮب أ)ﺎﻧﻴﺎ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻗﺎم ،ﺸﺎرﻛﺔ ﺳﻜﺴﻮﻧﻴﺎ ،ﻓﻲ رﻓﻊ ﺣﺎﻻت اﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ﻟﻠﺤﺮب ﺿﺪ اﻟﻨﻤﺴﺎ .وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻣﻌﺎرك ﻛﺒﻴﺮة ،ﺑﻞ ﻣﻨﺎوﺷﺎت ﻣﺤﺪودة اﻧﺘﻬﺖ ﺑﻌﻘﺪ ﺣﻠﻒ ﺗﺸﻦ ﻋﺎم ١٧٧٩ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(.
267
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
268
ﻗﻮاﻧ :اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ
10ﻗﻮاﻧﲔ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻟﻘﺪ ﻛﺸﻒ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﻗﺪر ﻛﺒـﻴـﺮ ﻣﻦ ا)ﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺺ ﻣﺸﺎﻫﻴﺮ ا)ﺒﺪﻋ zواﻟﻘﺎدة. ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻌﺮف أن ﺑﻌﺾ اﳋﺒﺮات اﻟﺘﻄﻮرﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﻮﻻدة داﺧـﻞ اﻷﺳـﺮة ،وﺗـﻮاﻓـﺮ أﺷـﺨـﺎص ﻳـﺘـﺨـﺬون ﻗﺪوة ،ﺗﺴﺎﻫﻢ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻇﻬﻮر ﺷﺨﺼﻴﺎت ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ وﻣﻴﻮﻟﻬﺎ .وﻣﻦ ا)ﻔﺘـﺮض أن ﺗـﻜـﻮن ﻫـﺬه ا)ـﺆﺛـﺮات اﻟـﺘـﻄـﻮرﻳـﺔ ﻣـﺴـﺆوﻟـﺔ ﻋــﻦ ﺑ ـﻌــﺾ ﻋــﻮاﻣــﻞ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻘﻮة اﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ،واﻟﺘﺮﻛﻴﺐ اﻟﺘﺼﻮري ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ وداﻓﻌﻴﺔ اﻹﳒﺎز واﻟﻘﻮة ،وأﺳﻠﻮب اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ا)ﺘﺒﺎدﻟﺔ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ )ﺧﺎﺻﺔ اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻧﺤﻮ اﻟﺴﻴﻄﺮة واﻻﻧﺒﺴﺎط( ،وا)ﻌﻴﺎر اﻷﺧﻼﻗﻲ-وﻫﻲ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻌﺐ دورا ﻓﻲ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﺴﺎر اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ .وا)ﺘﻐﻴﺮ واﻟﺘﻄﻮري اﻵﺧﺮ ،وﻫﻮ اﻟﺘﻌـﻠـﻴـﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ ،ﺘﺪ ﺗﺄﺛﻴﺮه إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﺳـﻦ اﻟﺮﺷﺪ .ﻓﻘﺪ اﺗﻔﻘـﺖ ﺛـﻼث دراﺳـﺎت ﻣـﺴـﺘـﻘـﻠـﺔ ﻋـﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻷﻛﺎد ﻲ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻨﺤﻨﻴﺔ )أي ﻏﻴﺮ ﺗﺼﺎﻋﺪﻳﺔ( ﻣﻊ اﻟﻨﺎﰋ اﻹﺑﺪاﻋﻲ. إن اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻋﻨﺪ ا)ﺒـﺪع أو اﻟـﻘـﺎﺋـﺪ ﺗـﻜـﺎد ﺗﻜﻮن ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ا)ﺮاﻫﻘﺔ واﻟﺮﺷـﺪ ا)ـﺒـﻜـﺮ، وﺗﻜﻮن ﺑﻘﻴﺔ ﺣﻴﺎة ا)ﺮء ﻣﻜﺮﺳﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬه اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ا)ﻤﻜﻨﺔ .وﺗﺸﻴﺮ ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﻘـﻴـﺎس اﻟـﺘـﺎرﻳـﺨـﻲ إﻟـﻰ أن 269
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﺑﻌﺾ ﻏﺰﻳﺮي اﻹﻧﺘﺎج ﻣﺴﺆوﻟﻮن ﻋﻦ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻹﳒﺎزات ﻳﻔﺮق اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ أي ﻣﺠﺎل ﻣﻦ ﻣـﺠـﺎﻻت اﻟـﻨـﺸـﺎط ،وأن ﻫـﺬا اﻟـﻜـﻢ ﻣـﻦ اﻟـﻨـﺎﰋ اﻹﺑـﺪاﻋـﻲ ﻳﺮﺗﺒﻂ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺎ ﺑﻨﻮﻋﻴﺔ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ أو اﻟﺸﻬﺮة .وﻳﻌﺪ ﻣﺒﺪأ اﻟﻔﺎﺋﺪة ا)ﺘﺮاﻛﻤﺔ أﺣﺪ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ا)ﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻦ اﻟﻔﺮوق ا)ﺘﺠﺎوزة ﻟﻠﺤﺪود اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑ zاﻷﻓﺮاد ﻓﻲ اﻟﺸﻬﺮة أو اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ .وﻟﻬﺬا ا)ﺒﺪأ ﻋﻼﻗﺔ أﻳﻀﺎ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ا)ﻨﺤﻨﻴﺔ ﺑ zاﻟﻌﻤﺮ اﻟﺸﺨﺼﻲ واﻹﳒﺎز اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ .ورﻏﻢ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو ﻣﻦ وﺟﻮد ذروة إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻣﺤﺪدة ﻓﺈن ﻮذج اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻟﻠﻨﺠﺎح ﻳﺼﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ا)ﺴﺘﻌﺮﺿﺔ واﻟﻄﻮﻟﻴﺔ ﻣﻌﺎY ،ﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أن اﺣﺘﻤﺎل أن ﻳﺼﻞ ﻣﺒﺪع ﻣﺎ إﻟﻰ ﻧﺎﰋ إﺑﺪاﻋﻲ ﻟﻪ ﻗﻴﻤﺘﻪ اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻃﺮدﻳﺎ ﻣﻊ ﻛﻤﻴﺔ إﻧﺘﺎﺟﻪ ،ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ا)ﺒﺪع. أﻣﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺻﻔﺎت ﻣﺎ ﺗﻨﺘﺠﻪ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻓﺈن اﺧﺘﻴﺎر ﻣـﺎ ﻳـﻨـﺎل اﻹﻋـﺠـﺎب ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣﻦ اﻟﺮواﺋﻊ ﻟﻴﺲ أﻣﺮا ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟﻠﻨﺰوات .ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ ا)ﺴﺮﺣﻲ أو ا)ﻮﺳﻴﻘﻲ اﻟﺮاﺋﻊ ﻟﻪ ﺻﻔﺎت ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﲡﻌﻠﻪ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻹﺑﺪاﻋﺎت ﻏﻴﺮ ا)ﺘﻤﻴﺰة .وﻗﺪ ﺗﻨﺸﺄ ﻫﺬه اﻟﺼﻔﺎت ا)ﻔﻴﺪة ﺑﺪورﻫﺎ ﻋﻦ أﺣﺪاث أو ﻇﺮوف ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﻴﺎة ا)ﺒﺪع اﳋﺎﺻﺔ ،ﻣﺜﻞ أزﻣﺎت اﳊﻴﺎة أو اﻟﺴﻦ .أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎدة ﻓﺈن اﻟﻜﺜﻴﺮ Yـﺎ ﻳﺆدي إﻟﻰ اﻟﻨﺠﺎح ،ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ذﻟـﻚ ،ﻳـﻘـﻊ ﺧـﺎرج ﺳـﻴـﻄـﺮة اﻟـﻔـﺮد .ﻓـﻘـﺪ ﺗﺸﺘﻤﻞ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ا)ﻌﺎﺻﺮة ،ودرﺟﺔ اﻟﻌﻈﻤﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ا)ﻘﺪرة ،وﺣﺘﻰ أﺷﻜﺎل اﻷداء اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ا)ﻠﻤﻮﺳﺔ ﻟﺪى أﺣﺪ رؤﺳﺎء اﳉﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴ zﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ ا)ﻮﻗﻔﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻻ ﺗـﻌـﻤـﻞ ا)ـﻴـﻮل اﻟـﻔـﺮدﻳـﺔ إﻻ ﻋـﻠـﻰ إﺣـﺪاث اﻟﺘﻨﺎﻏﻢ ا)ﺮﻫﻒ ﺑﻴﻨﻬﺎ .وﺗﻔﺎﻋﻞ روح اﻟﻌﺼﺮ ﻣﻊ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺆون اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﻣﺮﻛﺐ ،ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻨﺖ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ أﺟﺮﻳﺖ ﺣـﻮل اﻟـﻘـﻴـﺎدة اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ واﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،وﺣﻮل اﻹﺑﺪاع اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ واﻻﺳﺘﻄﻴﻘﻲ واﻟﻌﻠﻤﻲ .ﻓﻼ روح اﻟﻌﺼﺮ وﻻ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﺷﻲء ﻜﻦ وﺻﻔﻪ ﺑﻌﺪم اﻷﻫﻤﻴﺔ ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻌﺎﻣﻠ zﻻ ﺑﺪ أن ﻳﺘﺮﻛﺎ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﺼﺪﻓﺔ ﻛﺬﻟﻚ. إن ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺎﺿﺪ ﺑ zﻋﺎﻣﻠﻲ ا)ﻮﻗﻒ واﻟـﻔـﺮد ﺣـﺎﺳـﻢ أﻳـﻀـﺎ ﻓـﻲ ﲢـﺪﻳـﺪ اﳊﺮب واﻟﺜﻮرة .وﻳﺴﺘﺤﻖ أﺛﺮ اﻟﻀﻐﻂ اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار ا)ﺪﻧﻲ وأﺛﺮ اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ اﻟﺘﻜﺎﻣﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮارات اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺠﻢ ﻋﻨـﻬـﺎ اﳊـﺮوب اﻟﺪوﻟﻴﺔ ،ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻛﻼﻫﻤﺎ أﻋﻠﻰ درﺟﺎت اﻻﻫﺘﻤﺎم .أﻣﺎ اﻵﺛـﺎر اﻷﻳـﺪﻳـﻮﻟـﻮﺟـﻴـﺔ ا)ﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻛﻤﺎ ﺗﺘﺠﻠـﻰ ﻓـﻲ ﻗـﺎﻧـﻮن اﻻﺳـﺘـﻘـﻄـﺎب ﻓـﻴـﺠـﺐ إﺿﺎﻓﺘﻬﺎ إﻟﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻵﺛﺎر اﻟﻼﺣﻘﺔ ﻻﻧﺪﻻع اﻟﺼﺮاع وا)ﻌﺎرك .وﻣﻦ اﻟﺪروس 270
ﻗﻮاﻧ :اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ
اﻟﻬﺎﻣﺔ ﻫﻨﺎ أن اﻵﺛﺎر ا)ﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎدﺛﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﻣـﺮور ﺑـﻀـﻌـﺔ أﺟﻴﺎل ﺣﺘﻰ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻣﺸﺎﻫﻴﺮ اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة ﺗﺒﺮز ﻋﻤﻠﻴﺎت وﻗﻀﺎﻳﺎ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ Yﺎﺛﻠﺔ ﺎﻣﺎ ﺧﻼل ﻣﻌﺎﳉﺘﻨﺎ ﻟﻺﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة ،ﻓﻜﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﺼﺢ اﻟﻘﻔﺰ ﺟﻴﺌﺔ وذﻫﺎﺑﺎ ﺑ zا)ﺒﺎد £اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ا)ﺒﺪﻋ zوا)ﺒﺎد £ا)ﻨﺎﻇﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎدة .واﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺄﺛﺮ ﻣﺘﻰ ،وﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻌﻤﺮ ،ودور اﻟـﺬﻛـﺎء ،وأﺛـﺮ روح اﻟﻌﺼﺮ ﻫﻲ ﻣﺠﺮد أﻣﺜﻠﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن. وﻫﺬه ا)ﺒﺎد £اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺨﻠﺼﻨﺎﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘـﺎرﻳـﺨـﻴـﺔ ﻟـﻬـﺎ ﻣـﻨـﺰﻟـﺘـﻬـﺎ اﻟﻨﺎﻣﻮﺳﻴﺔ اﳉﺪﻳﺮة ﺑﺎﻻﺣﺘﺮام ،ﻓﺎ)ﺒﺎد £اﻟﻌﺎﻣﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺂﺛﺎر ﺗﺮﺗﻴﺐ ا)ﻴﻼد، وﺗﻠﻚ ا)ﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺘﺪاء وﻋﻠﻰ أﺛﺮ ﻣﺘﻰ ،وﻣﺒﺪأ اﻟﻔﺎﺋﺪة ا)ﺘﺮاﻛﻤﺔ وﻗﺎﻧﻮن ﺑﺮاﻳﺲ وﻟﻮﺗﻜﺔ ،وﻣﺒﺪأ ﺑﻼﻧﻚ ،وﻗﺎﻧﻮن اﻻﺳﺘﻘﻄﺎب ،واﻟﻌﻼﻗﺎت ا)ﻨﺤﻨﻴﺔ ﺑـz اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻹﳒﺎز وﺑ zاﻟﻌﻤﺮ واﻹﳒﺎز وﺑ zاﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ واﻟﻨﺠﺎح اﻟﺜﻴﻤﻲ ﻫﻲ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻧﺎﻣﻮﺳﻴﺔ واﺿﺤﺔ .وﻫﻲ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت وﻋﺒـﺮ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﻈﺮوف ا)ﻌﻴﻨﺔ .وﻻ رﻳﺐ أن اﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ أﻗﻞ ﻋﺪدا ﻣﻦ اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻠﺖ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ واﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ اﲡﺎﻫﺎت اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻗـﻮاﻧـ .zﻟـﻜـﻦ اﻟـﻘـﻴـﺎس اﻟـﺘـﺎرﻳـﺨـﻲ ﻣﺎزال ﻋﻠﻤﺎ أﺻﻐﺮ ﻋﻤﺮا ﻣﻦ أي ﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻠﻮم ا)ﺴﻤﺎة ﺑﺎﻟﻌﻠﻮم اﻟﺮاﺳﺨﺔ. ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻌﻠﻢ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻣﻦ أن ﻳﻌﺎﻟﺞ ﻗﻀﺎﻳﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﺮاوﻏﺔ ﺳﻮاء ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﺎدﺗﻬﺎ أو ﻣﻨﻬﺞ ﺑﺤﺜﻬﺎ .وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻹﻧﺼﺎف ﻳﺘﻄﻠﺐ أﻻ ﻧﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ا)ﺴﺘﻮى ا)ﻄﻠﻖ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ،ﺑﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺰﻳﺎدة اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻓﻲ ا)ﻌﺮﻓﺔ ا)ﻮﺿﻮﻋﻴﺔ وا)ﻌﺮﻓﺔ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ .وإذا ﻣﺎ اﺳﺘﻌﻤﻠﻨﺎ ﻟﻐﺔ اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ واﻟﺘﻔـﺎﺿـﻞ ﻗـﻠـﻨـﺎ إن ﻗـﻴـﻤـﺔ ا)ﺸﺘﻘﺔ)× (١اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ وﺿﻌﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻫﻲ ا)ﻌﻴﺎر ا)ﻨﺼﻒ .ﻓﺎﻹﺳﻬﺎم ﻳﻨﺒﻐﻲ اﳊﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻗﻪ ا)ﻨﺎﺳﺐ. ﻟﻘﺪ اﻋﺘﺎد اﻟﻌﻠﻤﺎء ،ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﳊﺎل ،اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺬﻟﻚ ﺑﺪرﺟﺔ ﻣﺎ .ﻓﺎ)ﺸﺮوﻋﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة ،ﻣﺜـﻞ ﻋـﻠـﻢ ﻃـﺒـﻘـﺎت اﻷرض ،وﻋـﻠـﻢ اﻹﺣـﺎﺛـﺔ)× (٢وﻋﻠﻢ اﻵﺛـﺎر ﻣﺘﻐﻴﺮه ا)ﺴﺘﻘﺒﻞ ،أي ا)ﺘﻐﻴﺮ ا)ﺴﺆول اﻟﺘﻐﻴﺮ اﻟﻠﺤﻈﻲ ﻻﻗﺘﺮان ﻣﺎ ﻧﺴﺒﺔ إﻟﻰ )× (١ا)ﺸﺘﻘﺔ ﻫﻲ ﻣﻌﺪل ّ ّ ﻋﻦ إﺣﺪاث اﻟﺘﻐﻴﺮ) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× :Paleontology (٢ﻋﻠﻢ ﻳﺒﺤﺚ ﻓﻲ أﺷﻜﺎل اﳊﻴﺎة ﻓﻲ اﻟﻌﺼﻮر اﳉﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺴﺎﻟـﻔـﺔ ،ﻛـﻤـﺎ ـﺜـﻠـﻬـﺎ ا)ﺘﺤﺠﺮات أو اﻻﺣﺎﺛﺎت اﳊﻴﻮاﻧﻴﺔ واﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ) .ا)ﺘﺮﺟﻢ(
271
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻣﺜﻼ ،ﻫﻲ ﻣﺸﺮوﻋﺎت ﻣﺤﺘﺮﻣﺔ داﺧﻞ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤـﻲ ﻛـﻠـﻪ وذﻟـﻚ رﻏـﻢ ﻋـﺪم ﻣﻮﺛﻮﻗﻴﺔ اﻟﺴﺠﻼت اﳉﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ واﻹﺣﺎﺛﻴﺔ واﻵﺛﺎرﻳﺔ .أﻣﺎ اﻟﺴﺠﻞ اﻟﺘﺎرﻳـﺨـﻲ ﻓﻬﻮ أﻛﺜﺮ اﻛﺘﻤﺎﻻ وﻣﻮﺛﻮﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﺳﺠﻼت-ﻫﺬه اﻟﻌﻠﻮم .ﻛﻤﺎ أن ﻣﻘﺎﺻﺪ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﺑﺸﻜﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻧﺤﻮ اﺧﺘﺒﺎر ﻓـﺮوض ﻧـﺎﻣـﻮﺳـﻴـﺔ ﻛـﻠـﻴـﻪ. وﺑﻴﻨﻤﺎ-ﻗﺪ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﺎﻟﻢ اﳉﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺧﺎص ،وﻋﺎﻟﻢ اﻹﺣـﺎﺛـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﺳﻼﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،وﻋﺎﻟﻢ اﻵﺛﺎر ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻊ ﻣﻌ ،zﻓﺈن ا)ﺘﺨﺼﺺ ﻓـﻲ اﻟـﻘـﻴـﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻗﺪ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺴﻠﻮك اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ-ﻣﺜﻼ- ﺧﻠﻖ اﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة ﻋﻨﺪ ا)ﺴﺘﻮى اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻷﻛﺒﺮ. واﻷﻫﺪاف اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻷي ﻧﺸﺎط ﻋﻠﻤﻲ ﻫﻲ أن ﺗﻔﺴﺮ وﺗﺘﻨﺒـﺄ وﺗـﺘـﺤـﻜـﻢ ﻓـﻲ ﻣﺴﺎر اﻷﺣﺪاث .وﻳﺘﺤﺮك اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﺳﻌﻴﺎ وراء اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ واﻟﺘﻨﺒﺆ واﻟﺘﺤﻜﻢ .وﻗﺪ ﻗﺪﻣﺖ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت ﻋﺪﻳﺪة ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟـﻜـﺘـﺎب أﻣـﺜـﻠـﺔ ﺗـﻮﺿـﺢ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ا)ﻤﻜﻨﺔ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﻨﺎﻣﻮﺳﻴﺔ .وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻗﻮاﻧz اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻫﺬه ﺼﻄﻠﺤﺎت رﻳﺎﺿﻴﺔ دﻗﻴﻘﺔ دﻗﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺴﺘﺨﺪم ﻫﺬه ا)ﻌﺎدﻻت ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺒﻌﺾ اﻟﺘﻨﺒﺆات ،ﻛﻤﺎ ﺣﺪث ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺳﺘﻔﺪت ﻣﻦ ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻻﻧﺤﺪار ا)ﺘﻌﺪد ﻓﻲ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮات اﻟﻌﻈﻤﺔ ﻟﺪى رؤﺳﺎء اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ،أو ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺒﺄت ﺑﺎﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﻮات اﻷﻓﺮاد .وﻫﻜﺬا ﻓﺈن ﻋﻠﻢ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﻟﻨﺎﺷﺊ ﻗـﺪ ﺧـﻄـﺎ ﺧـﻄـﻮات واﺳـﻌـﺔ ﻓـﻲ اﻻﲡـﺎه ا)ﺆدي إﻟﻰ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﻜﻒء واﻟﺘﻨﺒﺆ اﻟﺪﻗﻴﻖ. أﻣﺎ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﺮوغ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺘﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺪوام .ﻓﺮﻏﻢ رﻏﺒﺘﻲ اﻟﺸﺪﻳـﺪة ﻓـﻲ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ وﺻﻠﻨﺎ إﻟﻴﻬﺎ ﻋﻦ اﳊﺮب ﻗﺪ ﻜﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻟﺘﻘﻠﻴﻞ اﺣﺘﻤﺎﻻت ا)ﺬاﺑﺢ اﳉﻤﺎﻋﻴﺔ .ا)ﻨﻈﻤﺔ-،إﻻ أن ﻣﺜﻞ ﻫـﺬه اﻟـﺘـﻄـﺒـﻴـﻘـﺎت اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﺎ ﺗﺰال ﺑﻌﻴﺪة ا)ﻨﺎل .ﻟﻜﻦ اﻟﻔﺠﻮة اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑ zاﻻﻛﺘﺸـﺎف اﻟـﻌـﻠـﻤـﻲ واﻟﺘﻄﺒﻴﻖ اﻟﻌﻤﻠﻲ أو اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻫﻲ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻓﺠـﻮة ﻫـﺎﺋـﻠـﺔ .واﻷﺧـﻄـﺮ ﻫـﻮ أن ﺣﺠﻢ اﻟﺸﺆون اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻀـﺨـﺎﻣـﺔ ﺣـﺪا ﻳـﺠـﻌـﻞ ﺗـﺪﺧـﻠـﻨـﺎ ﻹﺣـﺪاث ﻧﺘﺎﺋﺞ-ﻣﺮﻏﻮب ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﻌﺎﺟﺰﻳﻦ ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﻬﺬه-اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻘﻮاﻧ zاﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ .وﻋﻠﻤﺎء اﻟﻔﻠﻚ ﻻ ﻳﺴﺘﻄـﻴـﻌـﻮن ﻓﺮض إرادﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺎﻗﺐ اﻷﺣﺪاث اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻈﻞ ﻋﻠﻤﺎء اﻷرﺻﺎد ﻗﺎﻧﻌ zﺑﻜﻮﻧﻬﻢ ﻗﺎدرﻳﻦ ﻋﻠﻰ إﺧﻄﺎر اﻟﻨﺎس ﺘﻰ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ارﺗﺪاء ﻣﻌﺎﻃﻔﻬﻢ اﻟﻮاﻗﻴﺔ ﻣﻦ ا)ﻄﺮ .أﻣﺎ ﻋﻠﻤﺎء اﳉﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻓﻠﻴﺲ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﻢ اﻵن اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺄﻛﺜﺮ 272
ﻗﻮاﻧ :اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ
ﻣﻦ اﻟﺪﻋﺎء ﻷن ﻳﺘﻤﻜﻨﻮا ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ ﻣﻦ أن ﻳﺄﻣﺮوا ﺑﺜﻘﺔ ﺑﺈﺧﻼء ا)ﺪن ﻓﻲ اﻟـﻴـﻮم اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠﻰ ﺣﺪوث اﻟﺰﻟﺰال .وﻟﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺑﻘﻴﻨﺎ ﻋﺎﺟﺰﻳﻦ ﻋﻦ اﻟﺘﺤﻜـﻢ ﻓـﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﳋﺎرﺟﻲ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻗﺪ ﻧﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺰاء اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻗﺪرﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ اﻟﺒﻌﺪ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ ،وﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﻪ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ا)ﺒﺮر اﻷﺻﻠﻲ ﻟﻈﻬﻮر ﻋﻠﻢ اﻟﻔﻠﻚ ﻫﻮ أن ﻳﺠﻌﻞ ﻧﺸﺎط اﻷﺟﺮام اﻟﺴﻤﺎوﻳﺔ أﻛﺜﺮ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﺒﺆ ﺑﻪ ،وﻣﻦ ﺛﻢ أﻗﻞ إﺛﺎرة ﻟﻠﺨﻮف .ﻓﺎﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﻜـﺴـﻮف اﻟـﺸـﻤـﺲ ﻣﻌﻨﺎه ﺣﺮﻣﺎﻧﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ إﺧﺎﻓﺘﻨﺎ .وﻗﻴﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻗﻊ اﻧﻔﺠﺎر اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻻ ﻳﻔﻮﻗﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﺷﻲء إﻻ اﻟﻘـﺪرة ﻋـﻠـﻰ ﻣﻨﻌﻪ. إن ﻋﻤﺮ اﳊﻀﺎرة اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻫﻮ أرﺑﻌﺔ آﻻف ﺳﻨﺔ ﻓﻘﻂ .وﻻ ﺗﺮﺟﻊ ﺳﺠﻼت اﻟﺘﺎرﻳﺦ ا)ﻮﺛﻮق ﺑﻬﺎ ﺣﻘﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ أﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﻫﺬه ا)ﺪة .ﻟﻜﻦ ﻓﺘﺮة ﻣﻦ أﻟﻒ ﻋﺎم ﻘﻴﺎس اﻟﺰﻣﻦ اﳉﻴﻮﻟﻮﺟﻲ وزﻣﻦ ﻋـﻠـﻢ اﻹﺣـﺎﺛـﺔ وﺣـﺘـﻰ زﻣـﻦ ﻋـﻠـﻢ اﻵﺛﺎر اﻟﻘﺪ ﺔ ﻓﺘﺮة ﻗﺼﻴـﺮة ﺟـﺪا .ﻓـﺈذا اﻓـﺘـﺮﺿـﻨـﺎ أن ﻣـﻼﻳـ zاﻟـﺴـﻨـ zﻣـﻦ ﺣﻀﺎرة اﻹﻧﺴﺎن ﺗﻨﺘﻈﺮﻧﺎ ﻓﺈن اﻟﻀﺮورة ا)ﻠﺤﺔ ﻻﺳﺘﺨﺪام ا)ﻨﺤﻰ اﻟﻨﺎﻣﻮﺳـﻲ ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﺴﺠﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ا)ﺘﺮاﻛﻢ ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﻜﻮن ﺿﺮورة واﺿﺤﺔ .ﻓﻜﻠﻤﺎ اﻧﻘﻀﻰ ﻋﺎم ﺗﺰاﻳﺪ ﺛﺮاء ا)ﺎدة اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ا)ﻮدﻋﺔ ﻓﻲ اﻷرﺷﻴﻒ .وﻫﻜﺬا ﻓﺈﻧـﻪ ﺳﻴﻜﻮن ﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎول أﺣﻔﺎدﻧﺎ ﺑﻌﺪ آﻻف اﻷﻋﻮام ﻣﻦ أﻳﺎﻣﻨﺎ ﻫﺬه وﺳـﺎﺋـﻞ أﻛـﺜـﺮ ﻻﻛﺘﺸﺎف ﻗﻮاﻧ zاﻟﺘﺎرﻳﺦ .وﻗﺪ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﻌﺎدﻻت اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳـﺨـﻲ ﻓـﻲ ذﻟـﻚ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺒﻌﻴﺪ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺎﻷﺣﺪاث ﺑﺪرﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺜﻘـﺔ اﻟـﻘـﺎﺋـﻤـﺔ ﺑﺪورﻫﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﻮﻗﻒ ﻧﻈﺮي اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻨﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ-ﻻ ﺑﻞ إن ﻣﺴﺎر اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻗﺪ ﻳﺨﻀﻊ ﺟﺰﺋﻴﺎ ﻟﺘﺤﻜﻢ اﳉﻨﺲ اﻟﺒﺸﺮي .ﻟﻘﺪ ﻻﺣﻆ ﻫﻴﻐﻞ أن »ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻤﻨﺎ إﻳﺎه اﳋﺒﺮة واﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻫﻮ أن اﻟﺸﻌﻮب واﳊﻜﻮﻣﺎت ﻟـﻢ ﺗـﺘـﻌـﻠـﻢ أﺑـﺪا أي ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﻠﻚ اﻟﺒﺘﺔ وﻓﻘﺎ ﻷﻳﺔ ﻣﺒﺎد £ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻣﻨﻬﺎ .ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺤﺎول ﺑﻜﻞ ﻗﻮﺗﻨﺎ أن ﻧﺒﺮﻫﻦ ﻋﻠﻰ أن ﻫﻴﻐﻞ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺄ .ﻓﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻛﻤﺎ ﻧﺒﻬﻨﺎ ﻫـ .ج .وﻳﻠﺰ-أﺻﺒﺢ ،ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺘﺰاﻳﺪ ،ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﺒـﺎق ﻣﺎ ﺑ zاﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﻜﺎرﺛﺔ«.
273
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
274
اﺧﺘﺒﺎرات اﻟﺪﻻﻟﺔ واﻟﻌﻴﻨﺎت اﻟﺪاﻟﺔ
ا ﻠﺤﻖ )أ(
اﺧﺘﺒﺎرات اﻟﺪﻻﻟﺔ واﻟﻌﻴﻨﺎت اﻟﺪاﻟﺔ ﻜﻨﻨﺎ أن ﳒﺪ ﻓﻲ ﻛﻞ دراﺳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ-ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ-ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﻋﺒﺎرات ﻣـﺜـﻞ »ﻛـﺎن ﻫـﺬا اﻻرﺗـﺒـﺎط داﻻ إﺣـﺼـﺎﺋـﻴـﺎ« .واﻟـﺪﻻﻟـﺔ اﻹﺣ ـﺼــﺎﺋ ـﻴــﺔ ) ـﻘ ـﻴــﺎس اﻻرﺗﺒﺎط ،ﺳﻮاء أﻛﺎن ﺛﻨﺎﺋﻲ ا)ﺘﻐﻴﺮات أم ﻣﺘﻌﺪدﻫـﺎ، ﻳـﻌـﺒـﺮ ﻋـﻨـﻬـﺎ ﻋـﺎدة ـﺼـﻄـﻠـﺤـﺎت ﺗـﺪل ﻋـﻠـﻰ درﺟــﺔ اﻻﺣ ـﺘ ـﻤ ــﺎل ،ﻣـ ـﺜ ــﻞ ح > ] (١×)٠٫٠٥أي أن اﻟــﺪﻻﻟ ــﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋـﻴـﺔ ﺗـﻘـﻊ ﻋـﻨـﺪ ﻣـﺴـﺘـﻮى [٠٬٠٥أو ح=٠٫٠١ ]وﻫﻲ ﺗﻌﻨﻲ أن ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻳﻘﻊ ﻋﻨـﺪ ﻣﺴﺘﻮى .[٠٫٠١ وﻳﻔﺘﺮض أن ﻣﺜﻞ ﻫﺬه ا)ﺴﺘﻮﻳﺎت ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺔ ﺗﺨﺒﺮﻧﺎ ﺑﺎﺣﺘﻤﺎل ﺣﺼﻮﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺘﺎﺋﺠﻨﺎ ﺤـﺾ اﻟـﺼـﺪﻓـﺔ. وﻫﻜﺬا ﻓﺈن »ح > «٠٫٠٥ﺗﻌﻨﻲ أن اﺣﺘﻤﺎل اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻧﺘﻴﺠﺔ إﺣﺼﺎﺋﻴـﺔ ذات ﺣـﺠـﻢ ﻣـﻌـ zﻣـﻦ ﺧـﻼل اﻟﺼﺪﻓﺔ أو اﳊﻆ ﻓﻘﻂ ﻫﻮ اﺣـﺘـﻤـﺎل أﻗـﻞ ﻣـﻦ .%٥ وﻫﺬه اﻟﺘﻌﺒﻴﺮات اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ أﺷﻜﺎل اﻹﺣﺼﺎء اﻻﺳﺘﺪﻻﻟﻲ Inferentialﻣﺜﻞ ﻛﺎChi-square ٢ أو »ت« أو اﺧﺘﺒﺎر »ف« .F Testواﻹﺣﺼﺎء اﻻﺳﺘﺪﻻﻟﻲ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣﻦ ا)ﻤﻜﻦ أن ﻧﺴﺘﺪل ﻋـﻠـﻰ ﻋـﻼﻗـﺎت أو ﺧـﺼـﺎﺋـﺺ ﻣـﻌـﻴـﻨـﺔ ﻣـﻮﺟـﻮدة ﻓــﻲ 275
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
اﳉﻤﻬﻮر اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ،وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻴﻨﺘﻨﺎ اﻟﺼﻐﻴﺮة .ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮم أﺣﺪ ﻋﻠﻤﺎء ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﺜﻼ ﺑﺈﺟﺮاء ﲡﺮﺑﺔ ﻣﻌﻤﻠﻴﺔ ﺣﻮل ﻛﻴﻔﻴـﺔ ﻇﻬﻮر اﻟﻘﻴﺎدة ﻓﻲ اﳉﻤﺎﻋﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻓﺈن ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﻗﺪ ﺗﺸـﺘـﻤـﻞ ﻋـﻠـﻰ ﺧﻤﺴ zﺷﺨﺼﺎ ﻓﻘﻂ .وﻳﺴﻤﺢ اﻹﺣﺼﺎء اﻻﺳﺘﺪﻻﻟـﻲ ﻟـﻠـﻤـﺠـﺮب ﺑـﺄن ﻳـﻘـﺮر اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﺗﻌﻤﻴﻢ أﻳﺔ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻳﺠﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻌﻴﻨﺔ اﻟﺼﻐـﻴـﺮة ﻋـﻠـﻰ اﳉـﻤـﻬـﻮر اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﻷﻛﺒﺮ. ورﻏﻢ أن اﺧﺘﺒﺎرات اﻟﺪﻻﻟﺔ ﺗﻠﻌﺐ ﻣﺜﻞ ﻫـﺬا اﻟـﺪور اﻟـﻜـﺒـﻴـﺮ ﻓـﻲ اﻟـﺒـﺤـﻮث اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ،وﺣﺘﻰ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﻮث ا)ﺴﺤﻴﺔ ،(٢×)Survey Researchﻓﺈﻧﻨﻲ ﻧﺎدرا ﻣﺎ ﺳﺠﻠﺖ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺪﻻﻟﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب .ﻓﻘﺪ اﻧﺼﺐ اﻫﺘﻤﺎﻣﻲ ﻫـﻨـﺎ ﻋـﻠـﻰ اﻹﺣﺼﺎءات اﻟﻮﺻﻔﻴﺔ Descriptive Statishesﻻ ﻋﻠﻰ اﻹﺣﺼﺎءات اﻻﺳﺘﺪﻻﻟﻴﺔ. واﻹﺣﺼﺎء اﻟﻮﺻﻔﻲ إﺣﺼﺎء ﻳﻘﻮم ﺑﻮﺻﻒ اﳋﺼﺎﺋﺺ اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ا)ﻤﻴﺰة ﻟﻌﻴـﻨـﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ .وﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻋﺮﺿﺖ ﻣﻌﺎﻣﻼت ارﺗﺒﺎﻃﻴﺔ )ر( وﻣﻌﺎﻣﻼت اﻧﺤﺪار ﺟﺰﺋﻴﺔ ﻣﻌﻴﺎرﻳﺔ )ﺑﻴﺘﺎ( وﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻹﺣﺼﺎءات إﺣﺼـﺎءات زاﺧـﺮة ﺑـﺎ)ـﻌـﻠـﻮﻣـﺎت إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ،وذﻟﻚ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺰودﻧﺎ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮات ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺣﻮل ﺣﺠﻢ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑz ﻣﺘﻐﻴﺮﻳﻦ داﺧﻞ ﻋﻴﻨﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﺣﺪات اﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ .أﻣﺎ اﻹﺣﺼﺎء اﻻﺳﺘﺪﻻﻟﻲ ﻓﻼ ﻳﻌﻄﻰ-ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ذﻟﻚ-أﻳﺔ ﺗﺄﻛﻴﺪات ﺣﻮل ﺣﺠﻢ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﻌـﻴـﻨـﺔ ﻗـﺪ ﻧﺘﻮﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ. واﺣﺘﻤﺎل أن ﺗﻜﻮن اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺟـﺎءت ﻋـﻦ ﻃـﺮﻳـﻖ اﻟـﺼـﺪﻓـﺔ ﻫـﻮ داﻟـﺔ ﳊـﺠـﻢ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺣﺠﻢ اﻟﻌﻴﻨﺔ .وﻫﻜﺬا ﻓﺈن ﺣﺠﻢ ﻣﻌﺎﻣﻞ اﻻرﺗﺒﺎط اﻟﺼﻐﻴﺮ ﺟﺪا ﻗﺪ ﻳﻜﻮن »داﻻ« ﺑﺪرﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮة إذا ﻛﺎن ﺣﺠﻢ اﻟﻌﻴﻨﺔ ﻛﺒﻴﺮا ﺑﺪرﺟﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ. ﻓﺎﻟﻌﻴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺰﻳﺪ ﺣﺠﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻟﻒ ﻣﻦ اﳊﺎﻻت ﲢﺘﺎج إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻣﻞ ارﺗﺒﺎط ﻗﺪره ٠٫٠٦ﻓﻘﻂ ﻛﻲ ﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﻻرﺗﺒﺎط داﻻ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺘﻮى ،٠٫٠٥وذﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻫﺬا اﻻرﺗﺒﺎط ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن ﺣﻮاﻟﻲ ﺛﻠﺚ اﻟﻮاﺣﺪ ﻓﻲ ا)ﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ اﳋﺎص ﺑﺎ)ﺘﻐﻴﺮﻳﻦ ﻫﻮ ﻓﻘﻂ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ا)ﺸﺘﺮك ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ .وﻣـﻊ ذﻟـﻚ ﻓـﺈن ﺑـﻌـﺾ اﻟﺒﺎﺣﺜ zﻳﻘﺪﻣﻮن ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮ ا)ﺴﺘﻮﻳﺎت اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻘﻂ دون اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻨﺸﺮ أﺣﺠﺎم اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ا)ﺘﻔﻘﺔ ﻣﻌﻬﺎ .وﻟﻜﻦ رﻏﻢ أﻧﻨﻲ أﻗﻮم ﺑﻌﻜﺲ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﺎﻣﺎ ﻓﻼ أذﻛﺮ اﻟﻘﻴﻢ اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﻓﺈن ﻫﺬا ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻨﻲ ﻟﻢ أﺣﺴﺐ اﺧﺘﺒﺎرات اﻟﺪﻻﻟـﺔ ا)ﻄﻠﻮﺑﺔ وأن اﻹﺣﺼﺎءات اﻟﻮﺻـﻔـﻴـﺔ ا)ـﺬﻛـﻮرة ﺗـﻘـﻊ دون ﻣـﺴـﺘـﻮﻳـﺎت اﻟـﺪﻻﻟـﺔ اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ا)ﻌﻬﻮدة ﻓﻲ ﻫﺬا اﺠﻤﻟﺎل .ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻋﻠـﻰ ﻋـﻜـﺲ ذﻟـﻚ ـﺎﻣـﺎ .وﻛـﻞ 276
اﺧﺘﺒﺎرات اﻟﺪﻻﻟﺔ واﻟﻌﻴﻨﺎت اﻟﺪاﻟﺔ
ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻧﺎﻗﺸﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻫﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ داﻟﺔ ﻓﻌﻼ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺘﻮى ،٠٬٠٥وﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ وﻗﻌﺖ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺘﻮى ٠٬٠١أو ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﻌﻼ .ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ أﻧﻨﻲ ﲡﻨﺒﺖ ﻋﺮض اﻷرﻗﺎم اﻟﺘﻲ ﻜـﻦ أن ﺗـﻜـﻮن ﻣـﻀـﻠـﻠـﺔ ـﺎﻣـﺎ، ﺧﺎﺻﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺨﺒﺮﻧﺎ ﺑﺸﻲء ذي ﻣﻌﻨﻰ ﺣﻮل ﺣﺠﻢ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟـﺴـﺒـﺒـﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻹﻃﻼق. ﻏﻴﺮ أن اﻋﺘﺮاﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﺣﺼـﺎءات اﻻﺳـﺘـﺪﻻﻟـﻴـﺔ أﻋـﻤـﻖ ﻏـﻮرا )اﻧـﻈـﺮ: .(Morrison & Henkel, 1970ﻓﺎﺧﺘﺒﺎرات اﻟﺪﻻﻟﺔ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﻓﺘﺮاﺿﺎت أﺳﺎﺳﻴﺔ أﺟﺪﻫﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﺎﻣﺎ ،ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻓﻲ اﻟـﺪراﺳـﺔ اﻟـﻘـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺨـﻴـﺔ ﻟﻠﻌﺒﻘﺮﻳﺔ .ﻓﻔﻲ ا)ﻘﺎم اﻷول ،ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴـﻨـﺎ ﻋـﺎدة أن ﻧـﻔـﺘـﺮض ،ﻻﺧـﺘـﺒـﺎر دﻻﻟـﺔ ﻣﻌﺎﻣﻞ ارﺗﺒﺎط ﻣﺎ ،أن اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﳋﺎص ﺑﻜﻞ ﻣﺘﻐﻴﺮ ﻣﻦ ا)ﺘﻐﻴﺮﻳﻦ اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻧﺮﻳﺪ ﺣﺴﺎب اﻻرﺗﺒﺎط ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻫﻮ ﺗﻮزﻳﻊ ﻳﺨﻀﻊ ﳋﺼﺎﺋﺺ ا)ﻨﺤﻨﻰ اﻻﻋﺘﺪاﻟـﻲ أو اﳉﺮﺳﻲ .(٣×)Bell-shaped curv وﻫﺬه ﻓﺮﺿﻴﺔ ﺗﻜﺎد ﲡﺎﻓﻲ ا)ﻨﻄﻖ .ﻓﺎﻟﻌـﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ ا)ـﺘـﻐـﻴـﺮات اﻷﺳـﺎﺳـﻴـﺔ ا)ﻼزﻣﺔ ﻟﻺﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻮزﻳﻌﺎت ﺷﺪﻳﺪة اﻻﻟﺘﻮاء ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﻛﺜﻴﺮا ﻋﻦ اﻟﺸﻜﻞ ا)ﻄﻠﻮب ﻫﻨﺎ .ﺻﺤﻴﺢ أﻧﻪ ﻜﻨﻨﺎ اﺳﺘـﺨـﺪام ﺑـﻌـﺾ أ ـﺎط اﻹﺣﺼﺎء اﻟﻼﺑﺎراﻣـﺘـﺮي non-parametricاﻟﺬي ﻻ ﻳﻔﺘﺮض اﻋﺘﺪاﻟﻴﺔ اﻟـﺘـﻮزﻳـﻊ. ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻻ ﺗﻨـﺎﺳـﺐ اﻟـﺘـﺤـﻠـﻴـﻼت ﻣـﺘـﻌـﺪدة ا)ـﺘـﻐـﻴـﺮات واﻟﺘﺼﻤﻴﻤﺎت ﺷﺒﻪ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ،وﻫﻲ اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت واﻟﺘﺼﻤﻴﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻌﺐ دورا ﻛﺒﻴﺮا ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﺳﺘﺪﻻل اﻟﺴﺒﺒﻲ ﻓﻲ ﺑﺤﻮث اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳـﺨـﻲ .و ـﺎ أن ﻣﻌﺎﻣﻞ اﻻرﺗﺒﺎط واﻻﻧﺤﺪار ا)ﺘﻌﺪد ﻻ ﻳﻘﻮﻣﺎن ﻋﻠﻰ أي اﻓﺘﺮاض ﻣﺴﺒﻖ ﺧﺎص ﺑﺎﻟﺘﻮزﻳﻊ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﻤﺎ ﻳﺼﻔﺎن اﻟﻌﻼﻗﺎت ا)ﻼﺣﻈﺔ داﺧﻞ ﻋﻴﻨﺔ ﻣﻌﻴﻨـﺔ ﻓـﺈﻧـﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ أي ﻣﺒﺮر ﻨﻊ اﺳﺘﺨﺪام ﻫﺎﺗ zاﻷداﺗ zاﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺘ zﻣﻊ أﻳﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋـﺔ ﻣﻦ ا)ﺘﻐﻴﺮات ﺑﺼﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻣﺪى ﺷﺬوذ ﺗﻮزﻳﻌﺎﺗﻬﺎ ﻋﻦ ا)ﻨﺤﻨﻰ اﻻﻋﺘﺪاﻟﻲ. ﺗﻔﺘﺮض اﺧﺘﺒﺎرات اﻟﺪﻻﻟﺔ ﻛﺬﻟﻚ أن ﻋﻴﻨـﺔ ﻣـﺎ ﻗـﺪ أﺧـﺬت ﻋـﺸـﻮاﺋـﻴـﺎ ﻣـﻦ ﺟﻤﻬﻮر ﻫﺎﺋﻞ اﳊﺠﻢ .وأﻧﺎ أﻋﺘﻘﺪ أن ﻫﺬا اﻻﻓﺘﺮاض ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،وﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ أﺑﺪا ﻓﻲ ﺑﺤﻮث اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳـﺨـﻲ .ﻓـﻠـﻴـﺲ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﻧﻔﺲ ﲡﺮﻳﺒﻲ ﻳﺄﺧﺬ ﻋﻴﻨﺘﻪ ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺑ zﺑﻼﻳ zاﻟﻜﺎﺋﻨﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ اﳊﻴﺔ ،وﻻ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻀﺮب ﺑﻬﺎ ا)ﺜﻞ)× (٤ﻣﻦ ﻃﻼب اﻟﺼﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﻠﻴﺎت ،واﻟﺘﻲ ﺗﺪرس ﻣﻘﺮرا ﻬﻴﺪﻳـﺎ ﻓـﻲ ﻋـﻠـﻢ اﻟـﻨـﻔـﺲ. 277
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
واﻟﻮﺿﻊ أﺳﻮأ ﻓﻲ دراﺳﺎت اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ .ﻓـﺎﺧـﺘـﻴـﺎر ﻋـﻴـﻨـﺔ ﻣـﻦ اﻷﻓـﺮاد ﺣﺴﺐ ﻣﻌﻴﺎر اﻟﺸﻬﺮة ﻟﻴﺲ اﺧﺘﺒﺎرا ﻋﺸﻮاﺋﻴﺎ أﺑﺪا .وﻳﻔﺘﺮض ﻣﻌـﻴـﺎر اﻟـﺸـﻬـﺮة ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ذﻟﻚ أن اﻟﻌﻴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺨﻀﻌﻬﺎ ﻟﻠﻔﺤﺺ واﻟﺘﻤﺤﻴﺺ ﺘﻠﻚ أﻋﻈﻢ ﻗﻴﻤﺔ داﺧﻠﻴﺔ Yﻜﻨﺔ .وﻋﻴﻨﺔ ﻣﻦ أﺷﻬﺮ ا)ﺒﺪﻋ zأو اﻟﻘـﺎدة ﻓـﻲ ﻣـﺠـﺎل ﻣـﻌـz ر ﺎ ﻛﺎﻧﺖ أﻛﺜﺮ إﺛﺎرة ﻟﻼﻫﺘﻤﺎم ،ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻌـﻤـﻠـﻴـﺔ ،ﺑـﺎﻋـﺘـﺒـﺎرﻫـﺎ ﻣـﺼـﺪرا ﻟﻠﻤﺒﺎد £اﻟﻨﺎﻣﻮﺳﻴﺔ ،ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﻳﻄﻮﻳﻬﺎ اﻟﻨﺴﻴﺎن .ﻓﺮﻏﻢ أن ﻋﺪة ﻣﺌﺎت ﻣﻦ ا)ﺆﻟﻔ zا)ﻮﺳﻴﻘﻴ zﻫﻢ ا)ـﺴـﺆوﻟـﻮن ﻋـﻦ ا)ـﻮﺳـﻴـﻘـﻰ اﻟـﺘـﻲ ﻣﺎزاﻟﺖ ﺣﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺬﺧﻴﺮة اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﻣﺜﻼ ،ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ا)ﺒﺮر أﺣﻴﺎﻧﺎ أن ﻧﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ أﺷﻬﺮ ﻋﺸﺮة ﻣﻦ ﻫﺆﻻء ا)ﺆﻟﻔ ،zإذ إن ﻫﺆﻻء اﻟﻌﺸﺮة اﻟﻜﺒﺎر ﻣﺴﺆوﻟﻮن ﻋـﻦ %٣٩ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﻘﻄﻊ ا)ﻮﺳﻴﻘﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﻌـﺰف ﻓـﻲ ﻗـﺎﻋـﺎت ا)ـﻮﺳـﻴـﻘـﻰ ﻓـﻲ اﺳﺘﻮدﻳﻮﻫﺎت اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ. ﻏﻴﺮ أن ﻣﻌﻈﻢ دراﺳﺎت اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﺪرﺟـﺔ ﻣـﻦ اﻻﻧﺘﻘﺎﺋﻴﺔ-ﻃﺒﻌﺎ-ﻋﻨﺪ اﺧﺘﻴﺎر ﻋﻴﻨﺎﺗﻬﺎ .ﻓﻘﺪ اﺷﺘﻤﻠﺖ ﻋﻴﻨﺔ أﺧﺬﺗﻬﺎ ﻓﻲ دراﺳﺔ أﺧﺮى ﻋﻠـﻰ ٧٠٠ﻣﺆﻟﻒ ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ ﻳﻌﺪون ﻣﺴﺆوﻟ zﻣﻌﺎ ﻓـﻲ اﻟـﻮاﻗـﻊ ﻋـﻦ%١٠٠ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻊ ﻓـﻲ اﳊـﻔـﻼت ا)ـﻮﺳـﻴـﻘـﻴـﺔ وﻓﻲ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺴﺘﻴﺮﻳﻮ ا)ﻨﺰﻟﻴﺔ .واﻟﻮاﻗﻊ إن أﺣﺪ ﻣﺼﺎدر اﻟـﻘـﻮة ﻓـﻲ دراﺳـﺎت اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻫﻮ ﻫﺬه اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﻬﺬا اﳉﻤﻬـﻮر اﻟـﺬي ﻳـﺸـﺪ اﻻﻧﺘﺒﺎه ﺑﺤﺪ ذاﺗﻪ .ﻓﻠﻢ ﺗﺴﺘﺒﻌﺪ دراﺳﺘﻲ اﻟﺘﻲ أﺟﺮﻳﺘـﻬـﺎ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻔـﻼﺳـﻔـﺔ أي ﻣﺒﺪع ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟﺬﻛﺮ )ﺴﺎﻫﻤﺔ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻷﻓﻜﺎر ﺑﺪءا ﻣﻦ ﻃﺎﻟﻴﺲ وﺣﺘﻰ ﻧﻴﺘﺸﻪ .وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺴﻴﻜﻮن Yﺎ ﻳﺜﻴﺮ اﻟﺴﺨـﺮﻳـﺔ أن ﻧـﺘـﺴـﺎءل ﻋـﻤـﺎ إذا ﻛـﺎن ﻣـﻦ ا)ﻤﻜﻦ أن ﻧﻌﻤﻢ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻌﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ »اﳉﻤﻬـﻮر اﻷﻛـﺒـﺮ« .ﻛـﺬﻟـﻚ ﻓـﺈن ﺣـﺠـﻢ اﻟﻌﻴﻨﺔ ﻳﺠﻌﻞ اﻹﺣﺼﺎءات اﻟﻮﺻﻔﻴﺔ ذات دﻻﻟﺔ ﻻ ﲢﺘﺎج إﻟﻰ ﺑﻴﺎن .وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﺘﺴﺎؤل ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻠﻨﺎ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻷﻫـﻤـﻴـﺔ ﻣـﺎ ﻳـﺠـﻌـﻠـﻬـﺎ ﺟﺪﻳﺮة ﺑﺎﻻﻫﺘﻤﺎم ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻨﺎﻣﻮﺳﻴﺔ أﻓﻴﺪ ﻣﻦ اﻟـﺘـﺴـﺎؤل ﻋـﻤـﺎ إذا ﻛـﺎﻧـﺖ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺗﻨﺴﺤﺐ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻬﻮر آﺧﺮ ﻣﻔﺘﺮض. ﺗﺨﺒﺮﻧﺎ اﻹﺣﺼﺎءات اﻟﻮﺻﻔﻴﺔ إذن ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ا)ﻌﻠﻮﻣﺎت ﺣﻮل ﻣﺎ ﻧﺮﻳﺪ أن ﻧﻌﺮﻓﻪ ﻓﻌﻼ دون اﻟﻠﺠﻮء إﻻ ﻷﻗﻞ ﻋﺪد Yﻜﻦ ﻣـﻦ اﻻﻓـﺘـﺮاﺿـﺎت .ﻟـﻜـﻦ ﻟـﻴـﺲ ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬا أن ﻫﺬه اﻹﺣﺼﺎءات ﻻ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻓﺘﺮاﺿﺎت ﻣﺴـﺒـﻘـﺔ ﺧـﺎﺻـﺔ ﺑﻬﺎ .إذ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻣﻌﺎﻣﻞ اﻻرﺗﺒﺎط ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص-وﻫﻮ ﺣﺠﺮ اﻟﺒﻨﺎء اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ 278
اﺧﺘﺒﺎرات اﻟﺪﻻﻟﺔ واﻟﻌﻴﻨﺎت اﻟﺪاﻟﺔ
ﲢﻠﻴﻞ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت-ﻣﺴﻠﻤﺔ ﻓﺤﻮاﻫﺎ أن اﻷﻓﺮاد اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﺘﻠﻔﻮن أﻛﺜﺮ ﻋﻦ ا)ﻌـﺪل ا)ﺘﻮﺳﻂ ﻳﺆﺛﺮون ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد اﻟﻘﺮﻳﺒ zﻣﻨﻪ .وا)ﺒﺪأ اﳋﺎص ﺑﺄﻗﻞ ا)ﺮﺑـﻌـﺎت The least squaresاﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳـﻪ ﻛـﻞ ﻣـﻦ اﻻﻧـﺤـﺪار ا)ﺘﻌﺪد واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻻرﺗﺒﺎﻃﻲ-ﻫﺬا ا)ﺒﺪأ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ اﻷﻓﺮاد اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴ zﺣﻘﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻴﺰه ﻋﻠﻰ اﻷﻓﺮاد اﻟﻘﺮﻳﺒ zﻣﻦ ا)ﻌﺪل ا)ﺘﻮﺳﻂ .وﻫـﺬا اﻟـﺘـﺮﻛـﻴـﺰ ﻋﻠﻰ اﳊﺎﻻت اﻟﺒﺎرزة ﻳﻨﺎﺳﺐ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻘﻮاﻧ zاﻟﻨﺎﻣﻮﺳﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة .وﻫﻮ ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻨﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺪرس اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻓﺈن أﺷﻬﺮ ا)ﻔﻜﺮﻳﻦ-أي ﻣﻦ ﻫﻢ ﻣﻦ وزن أﻓﻼﻃﻮن وأرﺳﻄﻮ وﻟﻮﻗﺮﻳﻄﺲ وﺗﻮﻣﺎ اﻻﻛﻮﻳﻨﻲ ودﻳﻜﺎرت وﻛﺎﻧﺖ- ﺳﻴـﺆﺛـﺮون ﻋـﻠـﻰ إﺣـﺼـﺎءات اﻻرﺗـﺒـﺎط ﺗـﺄﺛـﻴـﺮا ﻳـﻔـﻮق اﻟـﺘـﺄﺛـﻴـﺮ اﻟـﺬي ﻳـﺤـﺪﺛـﻪ ﻣﻌﺎﺻﺮوﻫﻢ ا)ﻐﻤﻮرون ﻛﺜﻴﺮا .وﺗﺘﻮرع درﺟﺎت اﻟﺸﻬﺮة ﻋﺎدة ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣـﻠـﺘـﻮﻳـﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻜﻮن اﻷﻗﻞ ﺷﻬﺮة أﻗﺮب إﻟﻰ ا)ﺴﺘﻮى ا)ﺘﻮﺳﻂ ﻟﻠﺸﻬﺮة Yﻦ ﻳﻔﻮﻗﻮﻧﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺸﻬﺮة .وﻟﺬا ﻓﺈن ﲢﻴﺰ إﺣﺼﺎءات اﻻرﺗﺒﺎط ﺑﺎﲡﺎه اﻷﻃـﺮاف اﻟـﺒـﻌـﻴـﺪة ﻋﻦ ا)ﺘﻮﺳﻂ ﻫﻮ ﲢﻴﺰ ﺑﺎﲡﺎه اﻟﻄﺮف اﻷﻛﺜﺮ ﻓﺎﺋﺪة .ﻓﻜﻠﻤﺎ زاد ﻴﺰ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ أﺛﺮت ﻋﻠﻰ اﺷﺘﻘﺎق اﻟﻘﻮاﻧ zاﻟﻨﺎﻣﻮﺳﻴﺔ ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ أﻛﺜﺮ .وﻳﺘﻔـﻖ ﻫـﺬا اﻷﺛﺮ ا)ﻌﺰز ﺎﻣﺎ ﻣﻊ اﻟﻬﺪف اﻟﺴﺎﻋﻲ إﻟﻰ اﻛﺘﺸﺎف اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺬي ﺟﻌﻞ ﻟﺒﻌﺾ ﻫﺆﻻء اﻷﻓﺮاد ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻷﺛﺮ اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎر اﻟﺘﺎرﻳﺦ .إﻧﻨﺎ ﻧﺮﻳﺪ ﻣﻦ إﺣﺼﺎءاﺗﻨﺎ أن ﺗﻌﻄﻲ وزﻧﺎ أﻛﺒﺮ ﻟﻬﺘﻠﺮ أو آﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ Yﺎ ﺗﻌﻄﻴﻪ ﻷرﻧﺴﺖ روم (٥×)Rohmأو ﻓﺮﻳﺪرﻳﻚ ﻫﺎزن إﻳﺮل (٦×)Hasenöhrlﻣﺜﻼ.
279
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
اﳊﻮاﺷﻲ )× (١ﺣﻴﺚ ح= اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ .وﺗﻌﻨﻲ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ أﻧﻨﺎ ﻟﻮ ﻗﻤﻨﺎ ﺑﺪراﺳـﺔ ﻣـﺎ أو ﲡـﺮﺑـﺔ ﻣـﻌـﻴـﻨـﺔ ووﺻﻠﻨﺎ إﻟﻰ ﻧﺴﺒﺔ ﺛﻘﺔ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﺗﻘﻊ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺘﻮى ٠٬٠٥ﻟﻜﺎن ﻣﻌﻨﻰ ذﻟﻚ أﻧﻨﺎ ﻟﻮ ﻛﺮرﻧﺎ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ أو اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮة ﻓﺈن اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﺳﻨﺘﻮﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ ﺳﺘﺼﺪق ﺑﻨﺴﺒﺔ ،%٩٥وﺳﺘﺒﻠﻎ ﻧﺴﺒﺔ ﻋﺪم اﻟﺼﺪق ) .%٥ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٢اﻟﺒﺤﺚ ا)ﺴﺤﻲ ﻫﻮ ﺑﺤﺚ ﻳﺼﻤﻢ ﳉﻤﻊ ا)ﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ اﻻﲡﺎﻫﺎت أو ﻧﻮﻋﻴﺎت اﻷداء اﻟﻌﺎﻣﺔ أو ا)ﻴﻮل ا)ﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﻌ zأو ﻓﻲ ﻗﻄﺎع ﻣﻨﻪ ﻧﺤﻮ ﻣﻮﺿﻮع أو ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ﻣﺎ .وﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﻫﺬا ا)ﺼﻄﻠﺢ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﺳﺘﺨﺪام اﻻﺳﺘﺒﺎﻧﺎت وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ أدوات اﻟﺒﺤﺚ ا)ﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺗـﻌـﺘـﻤـﺪ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺌﻠﺔ واﻷﺟﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮ اﲡﺎﻫﺎت اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم ﻧﺤﻮ ﻣﻮﺿﻮع ﻣﻌ) zا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٣ا)ﻨﺤﻨﻰ اﻻﻋﺘﺪاﻟﻲ أو ا)ﻨﺤﻨﻰ اﻟﺸﺒﻴﻪ ﺑﺸﻜﻞ اﳉﺮس ﻫﻮ ﻣﻨﺤـﻨـﻰ ﻳـﺼـﻒ اﺣـﺘـﻤـﺎﻟـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻮزﻳـﻊ ا)ﺘﻮﻗﻊ ﻧﻈﺮﻳﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺆﺧﺬ اﻟﻌﻴﻨﺎت ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﻛﺒﻴﺮة ﺟﺪا .وﻳﻔﺘﺮض ﻣﺜﻼ ،وﻓﻘـﺎ ﻟـﻬـﺬا ا)ـﻨـﺤـﻨـﻰ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻛﺜﻴﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻮاﻗﻊ ،أﻧﻪ إذا أﺧﺬﻧﺎ ﻋﺪدا ﻛﺒﻴﺮا ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد ووزﻋﻨﺎﻫﻢ وﻓﻘﺎ )ﺴﺘﻮﻳﺎت ذﻛﺎﺋﻬﻢ ﻓﺈن ﻋﺪدا ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻨﻬﻢ ﺳﻴﻜﻮن ﻋﻨﺪ اﻟﻄﺮف اﳋﺎص ﺑﺎ)ﺴﺘﻮى اﻷدﻧﻰ ،وﻫﻮ ﻣﺴﺘﻮى ا)ﺘﺨﻠﻔ zﻋﻘﻠﻴﺎ ،وﺳﻴﻜﻮن ﻋﺪد ا)ﻮﺟﻮدﻳﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﻄﺮف اﻷﻋﻠﻰ ﻗﻠﻴﻼ أﻳﻀﺎ ،وﻫﻮ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﻊ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﻘﺴﻢ اﳋﺎص ﺘﻮﺳﻄﻲ اﻟﺬﻛﺎء أو اﻟﻌﺎدﻳ) zا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٤ا)ﻘﺼﻮد ﻫﻨﺎ أن ﻣﺜﻞ ﻫﺆﻻء اﻷﻓﺮاد ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻮﺻﻔﻬﻢ ﻋﻴﻨﺎت ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٥أرﻧﺴﺖ روم ) :(١٩٣٤-١٨٨٧ﻣﺤﺎرب أ)ﺎﻧﻲ أﺳﺲ ﻓﺮﻗﺔ »اﻟﻘﻤﺼﺎن اﻟﺒﻨﻴﺔ« ﻓﻲ أ)ﺎﻧﻴﺎ ﻋﺎم ،١٩٢١ وأﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﻣﺆﻳﺪي ﻫﺘﻠﺮ ﻓﻲ »ﺣﺰب اﻟﻌﻤﺎل اﻻﺷﺘﺮاﻛﻲ اﻟﻘﻮﻣﻲ« .وﻟﻌﺐ دورا ﺑﺎرزا ﻓﻲ اﻧﻘﻼب ﺳﻨﺔ ١٩٢٣ﻓﻲ ﻣﻴﻮﻧﺦ ،وﺳﺠﻦ ﻓﺘﺮة ﻗﺼﻴﺮة ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣﺤﺪﺛﺎ ﻟﻠﻔﺘﻨﺔ واﻻﻧﻘﺴﺎم .ﺛـﻢ ﻗـﺎد ﺑـﻌـﺪ ذﻟـﻚ ﻓـﺮﻗـﺔ »اﻟﻘﻤﺼﺎن اﻟﺒﻨﻴﺔ« ﻓﺮﻗﺔ »اﻟﻘﻤﺼﺎن اﻟﺴﻮداء« ﻓﻲ أ)ﺎﻧﻴﺎ ﻋﺎم ،١٩٣١وﻗﺎد ﺛﻮرة ﻗﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﻓﺎرﻳﺎ ﻋﺎم ١٩٣٣وأﺻﺒﺢ ﻣﻔﻮﺿﺎ ورﺋﻴﺴﺎ ﻟﻮزراﺋﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ﻧﻔﺴﻪ .ﻟﻜﻨﻪ اﺗﻬﻢ ﺑﺘﺪﺑﻴﺮ ﻣﺆاﻣﺮة ﻟﻺﻃﺎﺣﺔ ﺑـﻬـﺘـﻠـﺮ وأﻋﺪم ﻋﺎم ١٩٣٤دون ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٦ﻋﺎﻟﻢ ﻓﻴﺰﻳﺎء ﺴﺎوي ) (١٩١٥-١٨٧٤اﺷﺘﻬﺮ ﺑﻜﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ﺣﻮل اﻹﺷﻌﺎع اﻟﻜﻬﺮﺑﻲ ا)ﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(.
280
اﻟﻌﻼﻗﺎت ا ﻨﺤﻨﻴﺔ وﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ا ﺴﺎﻓﺔ
ا ﻠﺤﻖ )ب(
اﻟﻌﻼﻗﺎت اﳌﻨﺤﻨﻴﺔ وﻣﻘﺎﻳﻴﺲ اﳌﺴﺎﻓﺔ أﺷﺮت ﻋﺪة ﻣﺮات ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ إﻟﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ ا)ﻨﺤﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺧﺬ ﺷﻜﻞ اﳊﺮف Uأو اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺧﺬ ﺷـﻜـﻞ ﺣـﺮف Jا)ﻘﻠﻮب ﺑ zﻣﺴﺘـﻮى اﻟـﺘـﻌـﻠـﻴـﻢ واﻹﳒﺎز .واﻵن ﻓﻠﻨﺮﺟﻊ إﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ وﺟﺪﻧﺎﻫﺎ ﺑ zاﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ واﻟﺸﻬﺮة ا)ﺘﺤﻘﻘﺔ ﻛﻤﺎ ﲡﻠﺖ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺔ ﻛﻮﻛﺲ ﻣﻦ ا)ﺒﺪﻋ zﻷﺧﺬ ﻓﻜﺮة ﻋﻦ اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﲡﻌﻞ ﻟﻬﺬه اﻟﻌﺒﺎرات ﻣﺎ ﻳـﺒـﺮرﻫـﺎ. و ﻜﻦ وﺿﻊ ا)ﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺘﻲ اﻋـﺘـﻤـﺪت ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ ﻟـﺮﺳـﻢ ا)ﻨﺤﻨﻰ اﻷدﻧﻰ ﻣﻦ ﺑـ zا)ـﻨـﺤـﻨـﻴـ zا)ـﻮﺟـﻮدﻳـﻦ ﻓـﻲ اﻟﺸﻜﻞ رﻗﻢ ) (١ﻓﻲ اﻟﺼﻴﻐﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: E = 94.81 + 44.34F - 11.96F2 ﺣﻴﺚ Eﻫﻲ رﺗﺒﺔ اﻟﺸﻬﺮة و Fﻫﻲ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻛﻤﺎ ﺣﺪد ﺳﺎﺑﻘﺎ .وﺗﺼﻒ ﻫﺬه ا)ﻌﺎدﻟﺔ أﺣﺪ ا)ﻨﺤﻨﻴﺎت ﻓﻲ ﻧﺴﻖ اﻹﺣﺪاﺛﻴﺎت اﻟﺪﻳﻜﺎرﺗﻴﺔ)×( اﻟﺬي ﺗﻘﻊ ﻓﻴﻪ رﺗﺒﺔ اﻟﺸﻬـﺮة ﻋـﻠـﻰ اﶈـﻮر اﻟـﺮأﺳـﻲ ،وﻳـﻘـﻊ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟـﺮﺳـﻤـﻲ ﻋـﻠـﻰ اﶈـﻮر اﻷﻓـﻘـﻲ ﻓـﻲ اﻟـﺮﺳـﻢ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ .أي أن ﻫﺬه ا)ﻌﺎدﻟﺔ-ﺑﻜﻠﻤﺎت أدق-ﻻ ﺗﺼـﻒ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻌـﻼﻗـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺄﺧـﺬ ﺷـﻜـﻞ Uا)ﻘـﻠـﻮب، )×( وﻫﻮ اﻟﻨﺴﻖ اﳋﺎص ﺠـﻤـﻮﻋـﺔ اﻷﻋـﺪاد اﻟـﺘـﻲ ﲢـﺪد ﻣـﻮاﺿـﻊ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﶈﻮرﻳﻦ ﻣﺘﻌﺎﻣﺪﻳﻦ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(.
281
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺼﻒ ،ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻣﻨﺤﻨﻰ ﻣﻘﻌﺮا ﻗـﻄـﻌـﻴـﺎ ﻣـﻜـﺎﻓـﺌـﺎ ﻧـﺎزﻻ .و ـﺜـﻞ ا)ﻨﺤﻨﻴﺎت اﻟﻘﻄﻌﻴﺔ ا)ﻜﺎﻓﺌﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل دوال رﺑﺎﻋﻴﺔ ،أي ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻌـﺎدﻻت ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﳊﺪﻳﻦ :اﳋﻄﻲ Fواﻟﺮﺑﺎﻋﻲ أو ا)ﺮﺑﻊ .F2 ﻓﺈذا ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻫﺬه ا)ﻌﺎدﻟﺔ ،ﻓﻜﻴﻒ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﻌﺮف أﻳﻦ ﺗﻘﻊ ذروة ا)ﻨﺤﻨﻰ? إﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺸﺘﻖ ا)ﻌﺎدﻟﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﺣﺴﺎب اﻟﺘﻔﺎﺿﻞ واﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ ،وأن ﳒﻌﻞ ا)ﺸﺘﻘﺔ اﻷوﻟﻰ ﺗﺴﺎوي ﺻﻔﺮا ،ﺛﻢ ﳒﺮي اﳊﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟـ ،Fﻓﺘﻜﻮن اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻫﻲ ،١٬٨٥أو ﻗﺪرا ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﳉﺎﻣﻌﻲ ﻳﻘﻊ ﺎﻣﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ درﺟﺔ اﻟﺒﻜﺎﻟﻮرﻳﻮس .وﻗﺪ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ اﻟﻨﻘﺎط اﻟﻌﻈﻤﻰ أو ا)ﺜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺤﺜﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟـﺮاﺑـﻊ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﺣﺴﺎب اﻟﺘﻔﺎﺿﻞ واﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗـﺼـﻒ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﺑ zاﻟﺘﻌﻠﻢ واﻹﺑﺪاع أو اﻟﻘﻴﺎدة. ﻟﻢ أﻗﻞ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻛﻴﻒ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه ا)ﻌـﺎدﻟـﺔ أﺻـﻼ .إن ا)ـﻌـﺎﻣـﻠـz اﻟﺜﺎﺑﺘ zاﻟﻠـﺬﻳـﻦ ﻳـﻘـﻌـﺎن ﻗـﺒـﻞ Fو F2ﻫﻤﺎ ﻣﻌﺎﻣﻼن ﻣـﻦ ﻣـﻌـﺎﻣـﻼت اﻻﻧـﺤـﺪار ا)ﺘﻌﺪد ﻏﻴﺮ ا)ﻌﻴﺎرﻳﺔ .أﻣﺎ اﻟﺮﻗﻢ ا)ﻮﺟﻮد ﻔﺮده ،وﻫﻮ اﻟﺮﻗﻢ اﻟـﺬي ﻳـﻀـﺎف إﻟﻴﻪ ﺣﺎﺻﻼ اﻟﻀﺮﺑ zﻫﺬﻳﻦ ،ﻓﻬﻮ ﺜﺎﺑﺔ اﻟﻘﺎﻃﻊ Interceptا)ﺄﺧﻮذ ﻣﻦ ﲢﻠﻴﻞ اﻻﻧﺤﺪار ا)ﺘﻌﺪد .ﻓﺘﺤﻠﻴﻞ اﻻﻧﺤﺪار ﻳﻘﻮم ﻼءﻣﺔ ا)ﻨﺤﻨﻰ ﻣﻊ اﻟﻨﻘﺎط اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺒﻴﺎﻧﺎت إﻟﻰ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺗﻘﻠﻴﻞ أﺧﻄﺎء اﻟﺘﻨﺒﺆ إﻟﻰ أﻗﺼﻰ ﺣﺪ Yﻜﻦ .و ﻜﻨﻨﺎ ﻗﻮل اﻟﺸﻲء ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أﺧﺮى ﺑﺄن ﻧـﻼﺣـﻆ أن ﻫـﺬه ا)ﻌﺎدﻟﺔ ﺗﻔﺴﺮ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﺸﻬﺮة ا)ﺘﺤﻘﻘﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻔﻮق ﻣـﺎ ﺗـﺴـﺘـﻄـﻴـﻌـﻪ أﻳـﺔ ﻣﻌﺎدﻟﺔ أﺧﺮى .وﺑﺼﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻤﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ ﻣﻦ ﺗﻼﻋﺐ ﻓﻲ ﻫـﺬه اﳊﺪود ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻣﻌﺎدﻟﺔ أﺧﺮى ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺎﻟﻔﺮوق ا)ﻼﺣﻈﺔ ﻓﻲ اﻹﺑﺪاع اﻟﺬي ﲢﻘﻘﺖ ﻟﻪ اﻟﺸﻬﺮة ﻣـﻦ ﺧـﻼل اﻟـﻔـﺮوق ا)ـﻮﺟـﻮدة ﻓـﻲ ﻣـﺴـﺘـﻮى اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺘﻔﻮق ﻋﻠﻰ ﻫﺬه ا)ﻌﺎدﻟﺔ .وﻣﺎ ﻳﺤـﺪث ﻓـﻌـﻼ ﻫـﻮ أﻧـﻨـﺎ ﻻ ﻧـﻘـﻠـﻞ أﺧﻄﺎء اﻟﺪرﺟﺎت اﻷﺻﻠﻴﺔ ﺑﻞ ﻧﻘﻠﻞ اﻷﺧﻄﺎء ا)ﺮﺑﻌﺔ .Squared errorsو ﺎ أن اﻟﻌﺪد اﻷﻛﺒﺮ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﺘﻐﻴﺮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻷﺻﻐﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﺘﺮﺑﻴﻊ ﻓﺈن ﺗﻘﻠﻴﻠﻨﺎ ﻣﻦ اﻷﺧﻄﺎء ا)ﺮﺑﻌﺔ ﻳﻌﻨﻲ أن ﻣﺎ ﻳﻬﻤﻨﺎ ﻫﻮ اﻷﺧﻄﺎء اﻟﻔـﺎدﺣـﺔ ﻓـﻲ ﺗـﻨـﺒـﺆاﺗـﻨـﺎ، وﻟﻴﺲ اﻟﻬﻔﻮات اﻟﺼﻐﻴﺮة. ﻟﻘﺪ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻫﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ اﻟﻌﻼﻗﺎت ا)ﻨﺤﻨﻴﺔ ﻣﺮارا ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب .ﻏﻴﺮ أن اﺳﺘﺨﺪام اﻻﻧﺤﺪار ا)ﺘﻌﺪد ﻫﺬا ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻓﺘﺮاض 282
اﻟﻌﻼﻗﺎت ا ﻨﺤﻨﻴﺔ وﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ا ﺴﺎﻓﺔ
ﺧﺎص ،وﻫﻮ أن ا)ﺘﻐﻴﺮات ﻗﺪ ﻗﻴﺴﺖ » ﻘﻴﺎس ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺔ« ،أي ﻣﻘﻴﺎس ﺗﻜـﻮن إﺿﺎﻓﺔ ﻧﻘﻄﺔ واﺣﺪة ﻋﻨﺪ إﺣﺪى ﻧﻬﺎﻳﺘﻴﻪ ﻣﺴﺎوﻳﺔ ﻹﺿﺎﻓﺔ ﻧﻘﻄـﺔ واﺣـﺪة ﻓـﻲ أي ﻣﻮﺿﻊ آﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا ا)ﻘﻴﺎس .ﻓﻘﺪ اﻓﺘﺮﺿﺖ ﻋﻨﺪ وﺿﻊ ا)ﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﺜﻼ أن اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ ﺷﻬﺎدة ا)ﺪرﺳﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ إﻟﻰ درﺟﺔ اﻟﺒﻜﺎﻟﻮرﻳﻮس ﻳـﺆدي إﻟﻰ اﻟﻘﺪر ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ اﻟﺬي ﻳـﺆدي إﻟـﻴـﻪ اﻻﻧـﺘـﻘـﺎل ﻣـﻦ درﺟـﺔ ا)ﺎﺟﺴﺘﻴﺮ إﻟﻰ درﺟﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراه .وﻻ رﻳﺐ أن ﻫﺬا اﻻﻓﺘﺮاض ﻫﻮ ﻣﺠﺮد ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﻴﺔ .وﻟﻢ أﻛﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﺘﺴﻘﺎ داﺋﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌـﻠـﻖ ﺑـﺎ)ـﺴـﺎﻓـﺎت اﶈـﺪدة ﻓـﻲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺜﻼث اﻟﺘﻲ راﺟﻌﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ. ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻳﻌﻨﻲ ﻋﺪم اﻻﺗﺴﺎق ﻫـﺬا أن اﻧـﺘـﻬـﺎﻛـﺎ ﺧـﻄـﻴـﺮا ﻟـﻠـﺸـﺮط ا)ـﺴـﺒـﻖ اﻟﻀﺮوري ﻻﺳﺘﺨﺪام ﲢﻠﻴﻞ اﻻﻧﺤﺪار ﻗﺪ ﺣﺪث? إن اﻹﺟـﺎﺑـﺔ ﻫـﻲ ﺑـﺎﻟـﻨـﻔـﻲ. ﺗﺨﻴﻞ -ﻣﻊ اﻟﺘﻤﻌﻦ ﻓﻲ اﻟﺸﻜﻠ (١) zو) -(٢ﻣﺎ ﻜﻦ أن ﻳﺤﺪث ﻟﻮ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﺑﻌﺾ ا)ﺴﺎﻓﺎت أﺿﻴﻖ وﺑﻌﻀﻬﺎ أوﺳﻊ Yﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ )ر ﺎ ﻟﺘﺤﺴ zﺜﻴﻠﻬﺎ )ﺎ ﻧﺮى أﻧﻪ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﺰﻳﺎدة ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻤﻲ( .وﺑﺼﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻣﺪى ا)ﻮاءﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻨﻜﻮن ﻗﺪ أﺣﺪﺛﻨﺎﻫﺎ ﻓﻲ ا)ﺴﺎﻓﺎت ،ﻓﺈن اﻟﺪوال ﺳﺘﻈﻞ ﺗﺄﺧﺬ ﺷﻜﻞ ا)ﻨﺤﻨﻰ ا)ﻘﻌﺮ اﻟﻨﺎزل ،وﺳﻴﻨﺠﻢ ﻋـﻦ ذﻟـﻚ ﻣـﺴـﺘـﻮى ذروة ﻳـﺼـﻮر اﳊـﺪ ا)ﺜﺎﻟﻲ اﻷﻋﻠﻰ .ﻏﻴﺮ أن ﺗﺮﺗﻴﺐ ا)ﺴﺘﻮﻳﺎت اﻷﻛﺎد ﻴﺔ ﻓﻲ رﺗﺐ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻳﻌﻄﻴﻬﺎ وزﻧﺎ أﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﻮزن اﻟﺬي ﺗﻌﻄﻴﻪ إﻳﺎﻫﺎ ا)ﺴﺎﻓﺎت اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑ zﻫﺬه اﻟﺮﺗﺐ. وﻟﻮ زﻋﻢ اﻣﺮؤ أن اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺗﻌﻠﻴﻢ رﺳﻤﻲ أﻛﺜﺮ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ درﺟﺔ اﻟﺒﻜﺎﻟﻮرﻳﻮس Yﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻪ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ا)ﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﻟﺘﺰﻋﺰﻋﺖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻠﺖ إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟـﺮاﺑـﻊ .ﻟـﻜـﻦ ﻫـﺬا اﻟـﺰﻋـﻢ ﻳـﺠـﺎﻓـﻲ ا)ﻨﻄﻖ .ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن ا)ﻼﻣﺢ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﻨﺤﻨﻴﺎت ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻣﺎدام اﻟﺘﺴﻠﺴﻞ اﻟﺮﺗﺒﻲ ﺻﺤﻴﺤﺎ. ﻻ ﺷﻚ أن ﻧﻈﺮﻳﺘﻲ ﻗﺪ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ دﻋﻢ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺘﺤـﻮل ا)ﻌﻴﻨﺔ ﻓﻲ ا)ﻨﺤﻨﻴﺎت ،وذﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﻜﺒـﻴـﺮة ﻓـﻲ ا)ـﺴـﺎﻓـﺎت ﺗﻌﻨﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻧﻘﺎط اﳊﺪ اﻷﻗﺼﻰ أو ﻧـﻘـﺎط اﳊـﺪ اﻷدﻧـﻰ ﺑـﺪرﺟـﺔ ﻣـﺎ .ور ـﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪرﺟﺔ ٨٥٫١ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺷﻜﺎل اﻟﺪاﻟﺔ ا)ﻌﻄﺎة ﻣﻌﺒﺮة ﻋﻦ ﻓﺠﺎﺟﺔ ا)ﻘﻴﺎس ا)ﺴﺘﺨﺪم .ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﻌﺮف ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﻴﻘ zأن اﻟﺬروة ﻓﻲ اﻟﺸﻜﻞ )(١ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ ﺑ zا)ﺪرﺳﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ واﻟﺘﺨﺮج ﻣﻦ اﳉﺎﻣﻌﺔ ،وﻟﻴﺲ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ أو ﺑﻌﺪه .أﺿﻒ إﻟﻰ ذﻟﻚ أن اﻟﺪراﺳـﺘـ zاﻷﺧـﺮﻳـ zﺗـﺪﻋـﻤـﺎن ﻫـﺬا اﻟـﺘـﻘـﺪﻳـﺮ 283
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
اﻷوﻟﻲ رﻏﻢ اﺧﺘﻼف ﻫﺬه ا)ﺴﺎﻓﺎت .وﻫﻜﺬا ﻓﺈن ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ ﻻ ﺑﺪ أﻧـﻪ ﻳـﺤـﺪث ﻓﻴﻤﺎ ﺑ zاﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺳﻨﻮات اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﳉﺎﻣﻌﻲ ﻣﺎداﻣـﺖ ﻫـﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎت ا)ﺘﻐﻴﺮة ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺔ. ﻟﻘﺪ ﺑﻮﻟﻎ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﻜﻮى ﻣﻦ ﻧﺪرة ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ا)ﺴﺎﻓﺔ اﻟﺘـﻲ ﻻ ﻣـﻄـﻌـﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .وﻻ ﺷﻚ أن ا)ﻘﺎرﻧﺔ ﺑ zا)ﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﺒﺪاﺋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وأدوات اﻟﻘﻴﺎس ا)ﻌﻘﺪة اﶈﻜﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺗﺜﻴﺮ ﻓﻴﻨﺎ ﻗﺪرا ﻛﺒﻴﺮا ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﳋﺠﻞ .ﻟﻜﻦ ﻋﻤﺮ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻄﺒﻴﻌﻴـﺔ ﻳـﺒـﻠـﻎ آﻻف اﻟﺴﻨ ،zﺑﻴﻨﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﺨﻠﺺ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ إﻻ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻘﺮن .وإذا ﻛﻨﺎ ﻧﺮﻳﺪ إﺟﺮاء ا)ﻘﺎرﻧﺎت ﻓﺈن ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻨﻈﺮ ﺑﻌﻴﺪا إﻟﻰ ا)ﺎﺿﻲ. ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ أراد ﻏﺎﻟﻴﻠﻴﻮ ﻣﺜﻼ أن ﻳﺪرس ﻗﻮاﻧ zاﻹﳒﺴﺎم اﻟﺴﺎﻗﻄﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎوﻟﻪ أﻳﺔ ﺳﺎﻋﺔ إﻳﻘﺎف .وﻟﺬا ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻧﺒﻀﺎت ﻳـﺪه رﻏـﻢ أن وﺳﻴﻠﺔ ﻗﻴﺎس اﻟﺰﻣﻦ ﻫﺬه ﻟﻢ ﺗﻌﻂ ﻣﺴﺎﻓﺎت زﻣﻨﻴﺔ ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ ﺑـ zاﻟـﻨـﺒـﻀـﺎت. وﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺟﺪ ﻏﺎﻟﻴﻠﻴﻮ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻧﺒﻀـﺎﺗـﻪ أن ﺗـﺄرﺟـﺢ اﻟـﺒـﻨـﺪول ﻳـﻘـﻴـﺲ ﻣﺴﺎﻓﺎت زﻣﻨﻴﺔ ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ ﻓﺈن ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﻘﻴﺎس ﻫﺬه ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻗﺪ ﺣﻠﺖ ﺑﻌﺪ .وﻗﺪ ﺗﻄﻠﺐ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﺳﺎﻋﺔ ﺑﻨﺪوﻟﻴﺔ دﻗﻴﻘﺔ ،اﻻﻧﺘﻈﺎر ﺣﺘﻰ ﻳـﻜـﺸـﻒ ﻫـﻮﻳـﺠـﻨـﺰ Huygensﻋﻦ أن ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺒﻨﺪول ﻟﻦ ﺗﻜﻮن ﻣﺘﻤﺎﺛـﻠـﺔ ﻓـﻲ اﻟـﺰﻣـﻦ إﻻ إذا ﺧـﻀـﻊ ﻣﺴﺎرﻫﺎ ﻟﻠﻤﻨﺤﻨﻰ اﻟﺪاﺋﺮي .وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ أن ﻏﺎﻟﻴﻠـﻴـﻮ ﻟـﻢ ﻳـﻜـﻦ ﻗـﺎدرا ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎس اﻟﺰﻣﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻘﻴﺎس ﺛﺎﺑﺖ ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺔ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻢ ﻨﻊ ﻏﺎﻟﻴﻠﻴﻮ ﻣﻦ اﻛﺘﺸﺎف ﻗﻮاﻧ zاﻹﳒﺴﺎم اﻟﺴﺎﻗﻄﺔ .ﻟﻘﺪ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﲡﺎرﺑﻪ اﻟﺒﺪاﺋﻴﺔ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﺑﺪرﺟﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻈﻮاﻫﺮ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﻔﺤﺺ ﺑﺤﻴﺚ ﻜﻨﺖ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت ﻣﻦ أﺧﺬ زﻣﺎم اﻷﻣﻮر .وأﻋﻄﺖ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت ﺑﻌـﺪ ذﻟـﻚ أﺷـﻜـﺎﻟـﻬـﺎ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ اﺠﻤﻟﺮدة اﻟﺘﻲ ﻧﺎﺳﺒﺖ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ا)ﺘﺠﻤﻌﺔ ﺑﺄﻗﺮب ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺪﻗﺔ. ﻟﻘﺪ ﺑﺪأت ﻛﻞ ا)ﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑـﺎﻟـﻌـﻠـﻮم اﻟـﺪﻗـﻴـﻘـﺔ ﺑـﻬـﺬا اﻟﻘﺪر ﻣﻦ ﻋﺪم اﻟﺪﻗﺔ .وﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ أن ﻳﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺖ.
284
اﺳﺘﺨﺪام Eﻮذج ا ﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ
ا ﻠﺤﻖ )ﺟـ(
اﺳﺘﺨﺪام ﳕﻮذج اﳌﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ ﻟﻘﺪ درﺳﺖ ٦٩٦ﻣﺆﻟﻔﺎ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺎ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ ﺗﺮاث ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﺻـﻞ إﻟـﻰ ﻣـﺤـﺪدات اﻟـﺸـﻬـﺮة اﻟﻔﺎرﻗﺔ ،وﻓﻴﻬﺎ ﺷﻜﻞ ا)ﺆﻟﻒ اﻟﻔﺮد وﺣﺪة اﻟـﺘـﺤـﻠـﻴـﻞ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ) .(Simonton, 1977bوﻗﺪ ﻓﺤﺼﺖ ﺳﺒـﻌـﺔ ﻣﺘﻐﻴﺮات اﻋﺘﺒﺮﺗﻬﺎ اﻟﺸﺮوط اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻦ اﻟﻌﻈﻤﺔ ا)ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ،وﻫﺬه اﻟﺸﺮوط ﻫﻲ :ﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ اﻹﺑﺪاﻋﻲ ،أو ﻃﻮل اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟـﻠـﻤـﺆﻟـﻒ ا)ـﻮﺳـﻴـﻘـﻰ ،وﻃـﻮل اﻟـﻌـﻤــﺮ ،واﻹﻧ ـﺘــﺎﺟ ـﻴــﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ،أو اﻟﻌﺪد اﻟﻜﻠﻲ ﻟﻠﺜﻴﻤﺎت اﳉﺪﻳﺮة ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ اﻟﺘﻲ أﺑﺪﻋﻬﺎ ا)ﺆﻟﻒ ،واﻟﻨﻀﺞ اﻹﺑﺪاﻋـﻲ ا)ـﺒـﻜـﺮ ،أو اﻟﻌﻤﺮ اﻟﺬي ﺑﺪأ ﻓـﻴـﻪ ا)ـﺆﻟـﻒ إﻧـﺘـﺎﺟـﻴـﺘـﻪ اﻹﺑـﺪاﻋـﻴـﺔ )وﺣﺪد ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻋﻤﺮا ﺳﺎﻟﺒﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ إﻋﻄﺎﺋﻪ ﻋﻼﻗﺔ إﻳـﺠـﺎﺑـﻴـﺔ ﺑـﺒـﻌـﺾ ا)ـﺘـﻐـﻴـﺮات اﻟـﺮﺋـﻴـﺴـﻴـﺔ اﻷﺧـﺮى(، واﻟﻬﺎﻣﺸﻴﺔ اﳉﻐﺮاﻓﻴﺔ ،أو ﻣﺪى ﺑﻌﺪ ا)ﻜﺎن اﻟﺬي وﻟﺪ ﻓﻴﻪ ا)ﺆﻟﻒ ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺎط ا)ﻮﺳﻴﻘﻲ ﻓﻲ ﺟﻴﻠـﻪ، وﻣﺪى ﺗﻮاﻓﺮ اﻟﻘﺪوات ،أو ﻋﺪد ا)ﺆﻟﻔ zاﻟﻨﺸﻴـﻄـz ﻓﻲ اﳉﻴﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﻞ ا)ﺆﻟﻒ ،وأﺧﻴﺮا ،ﺳـﻨـﺔ ا)ﻴﻼد .وﻗﺪ ذﻛﺮت اﻹﺣﺼﺎءات اﻟﻮﺻﻔﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﻫﺬه ا)ﺘﻐﻴﺮات ﻓﻲ اﳉﺰء اﻷﺳﻔﻞ ﲢﺖ اﳋﻂ 285
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
اﻟﻘﻄﺮي )ا)ﺎﺋﻞ( ﻓﻲ اﳉﺪول رﻗﻢ )أ.(١- !"# $% &' (1 ) *) ,- . /0 9 :9 !; < => ?> => 696 AB C D E FG %H I J H ' K ?#
1
1 2
2
3
4
5
6
7
8
0,00
0,00
0,02
0,03
0,00
0,04
0,03
0,00
0,00
00 0
0,00
0,00
0,00
03 0
0,06
0,01
0,04
0,03
0,00
0,01
0,00
0,02
0,01
0,00
0,00
0,01
0,03
0,85
3
0,45
0,48
! 4
0,23
0,24
0,08
" #$ 5
0,02
0,02
0,07
0,32
%& ' ( 6
0,06
0,18
0,14
0,24
0,05
%& ' ( 7
0,09
0,03
0,4
0,40
0,51
0,15
) * 8
0,01
0,19
0,19
0,14
0,26
0,71
0,71
0,56
1796
4,14
2,38
33
24
63
10
10
112
0,57
1,08
9
74
14
12
22
. Simonton, 1977c : / >[: \ ( >? ]G^ \ #V? B .U _ HI +` B ) " U `@ a b ( : L : +-. /: 0,062 ;< = >? & +@ AB CD .> FG HI J " # (1 B) M-> + N OP % Q R . S +TG UP > #V W 0,05 X #W A F
)*(1
ﺗﺪﻟﻨﺎ ا)ﺘﻮﺳﻄﺎت ا)ﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﻫﺬا اﳉﺪول ﻋﻠﻰ أن ا)ﺆﻟﻒ اﻟﻨـﻤـﻮذﺟـﻲ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻌﻴﻨـﺔ ﻗـﺪ وﻟـﺪ ﻋـﺎم ،١٧٩٦وﺑﺪأ إﻧﺘﺎﺟﻪ اﻹﺑﺪاﻋﻲ ﻓﻲ ﺳـﻦ اﻟـﺜـﺎﻟـﺜـﺔ واﻟﺜﻼﺛ ،zوأﻧـﺘـﺞ ٢٤ﺛﻴﻤﺔ رﺋﻴﺴﻴﺔ ،وﻋﺎش ﺣﺘﻰ ﺑـﻠـﻎ اﻟـﺜـﺎﻟـﺜـﺔ واﻟـﺴـﺘـ ،zوأن ﺳﻴﺮﺗﻪ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ اﻣﺘﺪت ﻋﻘﺪا واﺣﺪا .وﺗﻌﻄﻴﻨﺎ اﻻرﺗﺒﺎﻃﺎت ﺑ zﻛﻞ ﻫﺬه ا)ﺘﻐﻴﺮات اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻣﺆﺷﺮا ﻣﻌﻴﻨﺎ ﻋﻦ اﶈﺪدات اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ اﶈﺘﻤﻠﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺸﻬﺮة اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ .وﻗﺪ ارﺗﺒﻄﺖ اﻟﺸﻬﺮة ارﺗﺒﺎﻃﺎ ﻣﺮﺗﻔﻌﺎ ﺎﻣﺎ ﻣﻊ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﻮﻗﻊ .وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن أﻛﺜﺮ ا)ﺆﻟﻔ zا)ـﻮﺳـﻴـﻘـﻴـ zـﻴـﺰا ﻣﺴﺆوﻟﻮن ﻋﻦ أﻛﺜﺮ اﻷﳊﺎن اﳉﺪﻳﺮة ﺑﺎﻹﺷﺎدة واﻟﺘﻨﻮﻳﻪ داﺧﻞ ذﺧﻴﺮة ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ .و ﺎ أن ﺷﻬﺮة ﻫﺬه اﻟﺜﻴﻤﺎت ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ أﺻﺎﻟﺘﻬﺎ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ،و ﺎ أن ﻫﺬه اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺸـﺨـﺼـﻴـﺔ ﻣـﺜـﻞ اﻟﻌﻤﺮ وا)ﺸﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗـﻌ ّـﺮض ﻟﻬﺎ ا)ﺆﻟﻒ ﺧﻼل ﺣﻴﺎﺗﻪ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻜـﻮن ﺑـﺬﻟـﻚ ﻗـﺪ أﻛﻤﻠﻨﺎ ﺑﻨﺎء اﳉﺴـﺮ اﻟـﻮاﺻـﻞ ﺑـ zاﻷﺣـﺪاث اﻟـﺸـﺨـﺼـﻴـﺔ واﻟـﻨـﺠـﺎح اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﻲ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺮﺗﺒﻂ اﻟﺸﻬﺮة ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ارﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺑﺎﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ، ارﺗﺒﺎﻃﺎ اﻳﺠﺎﺑﻴﺎ ﺑﻄﻮل اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺒﺪع وﺑﺎﻟـﻨـﻀـﺞ اﻹﺑـﺪاﻋـﻲ ا)ـﺒـﻜـﺮ، 286
اﺳﺘﺨﺪام Eﻮذج ا ﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ
وﺳﻠﺒﻴﺎ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻌﻮاﻣﻞ ا)ﻮﻗﻔﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺳﻨﺔ ا)ﻴﻼد وﻣﺪى ﺗﻮاﻓﺮ اﻟﻘﺪوات اﻟﺘﻲ ﻜﻦ أن ﲢﺘﺬى واﻟﻬﺎﻣﺸﻴﺔ اﳉﻐﺮاﻓـﻴـﺔ ،وﻟـﻮ أن ﻫـﺬه اﻻرﺗـﺒـﺎﻃـﺎت اﻟـﺜـﻼﺛـﺔ اﻷﺧﻴﺮة ارﺗﺒﺎﻃﺎت ﺗﻘﻞ ﺑﺪرﺟـﺔ واﺿـﺤـﺔ ﻋـﻦ اﻻرﺗـﺒـﺎﻃـﺎت اﻷﺧـﺮى .وأﺷـﻬـﺮ ﻣﺆﻟﻔﻲ ا)ﻮﺳﻴﻘﻰ ﻳﺒﺪأون اﻹﻧﺘﺎج ﻣﺒﻜﺮا ،وﻳﺘﺴﻤﻮن ﺑﺎﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ اﻹﺑﺪاﻋـﻴـﺔ، وﻳﻮﻟﺪون ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ا)ﺮﻛﺰ اﳉﻐﺮاﻓﻲ ﻟﻠﻨﺸﺎط ا)ﻮﺳﻴﻘﻲ ،وﻳـﻜـﻮن ﻋـﺪد ﻣـﻦ ﻜﻦ أن ﻳﺘﺨﺬوا ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺪوات ﻟﻬﻢ أﻗﻞ ،ﻛﻤﺎ أﻧﻬﻢ ﻴﻠﻮن إﻟﻰ اﻻﻧـﺘـﻤـﺎء إﻟـﻰ ﻋﻬﺪ ﻣﻀﻰ ﻣﻨﺬ وﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ،ﻻ إﻟﻰ ﻋﻬﺪ ﺣﺪﻳﺚ .وﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ ﻣﻦ ﺑ zﻫﺬه ا)ﺘﻨﺒﺌﺎت اﻟﺴﺒﻌﺔ ﻫﻮ ا)ﺘﻨﺒﻰء اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺘﻀﻤﻦ أي ﻋﻼﻗﺔ ﺧﻄﻴﺔ ﻣـﻊ اﻟﺸﻬﺮة. ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺘﺴﺎءل اﻵن ﻋﻤـﺎ إذا ﻛـﺎﻧـﺖ ﻫـﺬه اﻻرﺗـﺒـﺎﻃـﺎت اﻟـﺴـﺘـﺔ ﻣـﻊ اﻟﺸﻬﺮة ﻫﻲ أﺳﺒﺎب ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻟﻬﺎ ،أم أن ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﺜﺎﺑﺔ اﻷﺳﺒﺎب ﻏﻴﺮ ا)ﺒﺎﺷﺮة ،أو ﺣﺘﻰ ﺜﺎﺑﺔ اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻏﻴﺮ اﳊﻘﻴـﻘـﻴـﺔ .وﻳـﺠـﺐ أن ﻧﺬﻫﺐ إﻟﻰ ﻣﺎ وراء ﻫﺬه اﻻرﺗﺒﺎﻃﺎت ﻟﺘﻮﺿﻴﺢ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺑz ﻫﺬه ا)ﺘﻐﻴﺮات اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ا)ﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﳉﺪول )أ .(١-وﻳﺠﺐ-ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص-أن ﻧﻄﺒﻖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ا)ﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﲢﻠﻴﻞ ا)ﺴﺎر أو اﺳﺘـﺨـﺪام ـﻮذج ا)ﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ .وﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب-ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺘﻨﺎ اﻟﺮاﻫﻨـﺔ-اﺳـﺘـﺨـﺪام ﲢﻠﻴﻞ اﻻﻧﺤﺪار ا)ﺘﻌﺪد ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻣﻌﺎﻣﻼت ا)ﺴﺎر أو اﳊﺪود اﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺠﻞ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ أو اﻟﺘﺄﺛﻴﺮات اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺷﺒﻜﺔ ﺳﺒـﺒـﻴـﺔ ﻣـﺮﻛـﺒـﺔ. وﻣﺤﺼﻠﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻣﻌﺮوﺿﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﻜﻞ )أ (١-اﻟﺬي ﻳﻮﺿﺢ ا)ﻌﺎدﻻت اﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ اﻟﻨﺎﲡﺔ. ﺜﻞ اﻟﺴﻬﺎم اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻂ ﺑ zا)ﺘﻐﻴﺮات اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ اﻻﲡﺎه ا)ﻔﺘﺮض ﻟﻠﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﺴﺒﺒﻲ .وﻗﺪ اﻓﺘﺮﺿﺖ اﻟﺪراﺳﺔ أن ﻛﻞ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ا)ﻮﺟﻮدة ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺎت ﻣﺘﻜﺮرة ،أي أن اﻷﺳﺒﺎب ﺗﺘﺤﺮك ﺑﺎﲡﺎه واﺣـﺪ ﻓـﻘـﻂ دون وﺟﻮد أﻳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﺒﺒﻴﺔ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ اﻻﲡﺎه أو ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑﺎﻟﺪواﺋﺮ ا)ﻘﻔﻠﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎﺋﺪ أو ا)ﺮدود(٢×)Feedback . وﻫﻜﺬا ﻧﻘﻮل إن اﻟﺸﻬﺮة ﻫﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺳﺒﺒﻴﺔ ﻣﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ،وﻟﻴﺲ اﻟﻌﻜﺲ .وإذا ﻟﻢ ﻳﺮﺑﻂ أي ﺳﻬﻢ ﺑ zﻣﺘﻐﻴﺮﻳﻦ ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺒﺒﻴﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ .وﻫﻜﺬا ﻧﺮى أن ﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ ﻻ ﻳﺆﺛﺮ ﻣﺒـﺎﺷـﺮة ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺸـﻬـﺮة ،وأن أي ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻗﺪ ﻳﺘﺮﻛﻪ ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﺘﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ اﻹﺑﺪاﻋﻲ. 287
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة ﺳﻨﺔ ا)ﻮﻟﺪ
ﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ
اﻟﻬﺎﻣﺸﻴﺔ اﳉﻐﺮاﻓﻴﺔ
ﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ اﻻﺑﺪاﻋﻲ اﻟﺸﻬﺮة
اﻻﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻻﺑﺪاﻋﻴﺔ
ﺗﻮاﻓﺮ اﻟﻘﺪوات
اﻟﺸﻜﻞ رﻗﻢ )أ (١ - ﻮذج ا)ﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ ا)ﺘﻌﻠﻖ ﺤﺪدات اﻟﺸﻬﺮة اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺴﺖ وﺗﺴﻌz وﺗﺴﻌﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﻰ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ )ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﺳﺎ ﻨ .(1977bوﺗﻈﻬﺮ ﻣﻌﺎﻣﻼت ا)ﺴﺎر Pathدرﺟﺔ ا)ﺆﺛﺮ اﻟﺴﺒﺒﻲ واﲡﺎﻫﻪ. أﻣﺎ اﻟﻜﺴﻮر اﻟﻌﺸﺮﻳﺔ ا)ﻮﺟﻮدة ﻋﻠﻰ ﻃﻮل ﻛﻞ ﺳﻬﻢ ﻓﻬﻲ ا)ﻌﺎﻣﻼت اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺒﺮﻧﺎ ﺑﺎﻹﺳﻬﺎم اﻟﻨﺴﺒﻲ ﻟﻜﻞ ﺳﺒﺐ ﻓﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ .وﻫﺬه ا)ﻌﺎﻣﻼت ﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻣﻌﺎﻣﻼت اﻧﺤﺪار ﻣﺘﻌﺪد ﻣﻌﻴﺎرﻳﺔ )أو ﺑﻴﺘﺎ( .وﻫﻲ ﺗﻘﺪر ﺗﺄﺛﻴﺮ واﺣﺪ ﻣﻦ ا)ﺘﻐﻴﺮات ا)ﺴﺘﻘﻠﺔ ﻣﻊ ﺗﺜﺒﻴﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮات ا)ﺘﻐﻴﺮات اﻷﺧـﺮى ا)ـﺒـﺎﺷـﺮة .وﻫـﻜـﺬا ﻓﺈن ﻣﻌﺎﻣﻞ ا)ﺴﺎر اﻟﺬي ﻣـﻘـﺪاره ٠٬٥٦ﺑ zاﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ واﻟﺸﻬﺮة ﻳﺒ zﻟﻨـﺎ ﻗـﻮة ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺿﺒﻂ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺳﻨﺔ ا)ﻴﻼد وﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ اﻹﺑﺪاﻋﻲ .و ﻜﻨﻨﺎ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه ا)ﻌﺎﻣﻼت ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻔﺴﺮ ﺑﻬﺎ ﻣﻌﺎﻣﻞ اﻻرﺗﺒﺎط .ﻓﻬﻲ ﻴﻞ إﻟﻰ أن ﺗـﺘـﺮاوح ﻣـﺎ ﺑـ ١+ zو ،١-ﺣﻴﺚ ﺗﺪل اﻟﻘﻴـﻤـﺔ اﻟـﺴـﺎﻟـﺒـﺔ ﻋـﻠـﻰ أن اﻟﺰﻳﺎدات ﻓﻲ ا)ﺘﻐﻴﺮ ا)ﺴﺒﺐ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﺗﻨﺎﻗـﺺ ﻓـﻲ ا)ـﺘـﻐـﻴـﺮ ا)ـﺴـﺒـﺐ ،أو اﻟﻨﺎﰋ .ﻻﺣﻆ أن ﺑﻌﺾ ا)ﻌﺎﻣﻼت اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌـﻠـﻖ ﺑـﺸـﻜـﻞ وﺛـﻴـﻖ ﺑـﺄﺣـﺪ ا)ﺘﻐﻴﺮات اﻟﻨﺎﲡﺔ ا)ﻮﺟﻮدة ﺗﺒﺪو ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺟﺎءت ﻣﻦ ﻣﻜﺎن ﻣﺠﻬﻮل. وﻫﺬه ا)ﻌﺎﻣﻼت ﺗﺴﺠﻞ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻛﻞ اﻷﺳـﺒـﺎب اﻟـﺘـﻲ ﻟـﻢ ﻳـﺠـﺮ ﻗـﻴـﺎﺳـﻬـﺎ ﻓـﻲ 288
اﺳﺘﺨﺪام Eﻮذج ا ﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ
ﺷﺒﻜﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻮﻗﻊ اﻻﻫﺘﻤـﺎم .وﻣـﻦ ﻧـﺎﻓـﻠـﺔ اﻟـﻘـﻮل أن ﻧـﺸـﻴـﺮ إﻟـﻰ أن ﻫـﺬه اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ أﻏﻔﻠﺖ ﻴﻞ ﻷن ﺎرس اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻷﻛﺒﺮ ﻋﻠﻰ أي ﻣﺘﻐﻴﺮ ﻳـﻜـﻮن ﻣﻮﺿﻌﺎ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎم .وإذا ﻃﺮح ﻣﺮﺑﻊ ﻫﺬا ا)ﻌﺎﻣﻞ ﻣﻦ واﺣﺪ ﺻﺤﻴﺢ ﻓﺈن اﻟﻔﺮق ﺳﻴﻜﻮن Yﺜﻼ ﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻓﻲ ﻫﺬا ا)ﺘﻐﻴﺮ اﻟﺘﺎﺑﻊ ،وﻫﻲ اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻛﻞ ا)ﺘﻐﻴﺮات اﻟﺘﺎﺑﻌـﺔ اﻟـﻮاﺿـﺤـﺔ ا)ـﻮﺿـﻮﻋـﺔ ﻣـﻌـﺎ .وﻓـﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺘﻐﻴﺮ اﻟﺸﻬﺮة ﻣﺜﻼ ﻓﺈن %٦٠ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺮة اﻟﻔﺎرﻗﺔ اﳋﺎﺻـﺔ ب ٦٩٦ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﻲ ا)ﻮﺳﻴـﻘـﻰ ) (٠٫٦٣٢ - ١ = ٠٫٦٠ﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺿﻮء اﻹﻧﺘـﺎﺟـﻴـﺔ وﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ اﻹﺑﺪاﻋﻲ وﺳﻨﺔ ا)ﻴﻼد. وﻟﻠﺠﻮاﻧﺐ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎ)ﺘﻐﻴﺮات ا)ﻼﺣﻈﺔ ﻓﺎﺋﺪة ﺗﻨﺒﺌﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺨﺒﺮﻧﺎ ﺑﻌﺪد اﻻﻧـﺤـﺮاﻓـﺎت ا)ـﻌـﻴـﺎرﻳـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺳـﻴـﻮﺟـﺪ ﻋـﻨـﺪﻫـﺎ أﺣـﺪ ا)ـﺆﻟـﻔـz ا)ﻮﺳﻴﻘﻴ ،zارﺗﻔﺎﻋﺎ أو اﻧﺨﻔﺎﺿﺎ ﻋﻦ ا)ﺘﻮﺳﻂ ﻧﺴﺒﺔ )ﺘﻐﻴـﺮ اﻟـﻨـﺎﰋ إذا وﻗـﻊ ﻫﺬا ا)ﺆﻟﻒ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻋﺪة اﻧﺤﺮاﻓﺎت ﻣﻌﻴﺎرﻳﺔ-ارﺗﻔﺎﻋﺎ أو اﻧﺨﻔﺎﺿﺎ-ﻋﻦ ﻣﺘﻐﻴﺮ اﻟﺴﺒﺐ) .واﻻﻧﺤﺮاف ا)ﻌﻴﺎري ﻫﻮ اﳉﺬر اﻟﺘﺮﺑﻴﻌﻲ ﻟﻠﺘﺒﺎﻳﻦ( ﻓﺈذا أﺧﺬﻧﺎ ا)ﻌﺎﻣﻞ ٠٬٤٢اﻟﺬي ﻳﻘﻊ ﺑ zاﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ وﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ اﻹﺑﺪاﻋﻲ ﻓﺈن ﻫﺬه اﻟﻘﻴﻤـﺔ ﺗـﺪل ﻋﻠﻰ أن ا)ﺆﻟﻒ اﻟﺬي ﻳﻜﻮن-ﻣﺜﻼ-ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺘﻮى اﻧﺤﺮاف ﻣـﻌـﻴـﺎري واﺣـﺪ ﻓـﻮق ا)ﺘﻮﺳﻂ ﻓﻲ إﻧﺘﺎج اﻷﳊـﺎن ) (٣×)(٩٨ = ٧٤ + ٢٤ﺳﺘﺼﻞ اﻧﺤﺮاﻓﺎﺗﻪ ا)ﻌﻴﺎرﻳـﺔ إﻟﻰ ٠٬٤٢ﻓﻮق ا)ﺘﻮﺳﻂ وذﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻄﻮل اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،أي ١٥ﺳﻨﺔ وﻟﻴﺲ ١٠ﺳﻨﻮات ) .(١٠ + [١٢ x ٠٫٣٣] = ١٥وﻟﻜﻦ ﻣﺎذا ﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻘﻮل ﺑﺸﺄن أﺛﺮ اﻟﻨﻀﺞ اﻹﺑﺪاﻋﻲ ا)ﺒﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ اﻹﺑﺪاﻋﻲ? ﻗﺪ ﻧﺒﺪأ ﻓﻨـﻘـﻮل إن اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺗﻜﻮن أﻃﻮل ﺎ ﻳﻌﺎدل اﻟﺜﻠﺚ ﻛﻠﻤﺎ ﺑـﺪأت اﻟـﺴـﻴـﺮة اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﺎﻧﺤﺮاف ﻣﻌﻴﺎري واﺣﺪ ﻗﺒﻞ ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﺴﻦ. ﻓﺈذا ﺑﺪأت اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ-ﻣﺜﻼ-ﻋﻨﺪ ﻋﻤﺮ اﻟﺮاﺑﻌﺔ واﻟـﻌـﺸـﺮﻳـﻦ ﺑـﺪﻻ ﻣـﻦ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﺜﻼﺛ zأﻣﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺘﻮﻗﻊ أن ﻫﺬه اﻟﺴﻴﺮة ﺳﻴﻜﻮن ﻃﻮﻟﻬﺎ ﺣـﻮاﻟـﻲ ١٤ ﺳﻨﺔ ).(١٠ + [١٢ x ٠٫٣٣] = ١٤ ﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺧﺎﻃﺊ ﻷﻧﻪ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ا)ﺒﺎﺷﺮ ﻟﻠﻨﻀﺞ اﻹﺑﺪاﻋﻲ ا)ﺒﻜﺮ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ اﻹﺑﺪاﻋﻲ ،وﻳﺘﻐﺎﺿﻰ ﻋﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮﻳﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮﻳﻦ ﻳﺤﺪث أﺣﺪﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ واﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ. ﻓﺎ)ﺒﺪﻋﻮن اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﺪؤون إﻧﺘﺎﺟﻬﻢ ﻣﺒﻜﺮا ﻴﻠﻮن ﻷن ﻳـﻜـﻮﻧـﻮا أﻏـﺰر إﻧـﺘـﺎﺟـﺎ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻴﻠﻮن أﻳﻀﺎ إﻟﻰ ا)ﻮت ا)ﺒﻜﺮ .وﻟﻬﺬا ﻓﺈن ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻀﻴﻒ إﻟـﻰ ذﻟـﻚ 289
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ا)ﺒﺎﺷﺮ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮﻳﻦ ﻏﻴﺮ ا)ﺒﺎﺷﺮﻳﻦ .و ﻜﻨﻨﺎ ﻋـﻤـﻞ ذﻟـﻚ ﺑـﻮﺿـﻊ ﻧﻮاﰋ ﺿﺮب ﻣﻌﺎﻣﻼت ا)ﺴﺎر ا)ﻨﺎﺳﺒﺔ ﻓﻲ اﻋﺘﺒﺎرﻧﺎ .ﻓﺎﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻏـﻴـﺮ ا)ـﺒـﺎﺷـﺮ ﻟﻠﻨﻀﺞ اﻹﺑﺪاﻋﻲ ا)ﺒﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ اﻹﺑﺪاﻋﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ا)ﺘﻐﻴﺮ اﻟﻮﺳﻴﻂ اﳋﺎص ﺑﺎﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻳﺴﺎوي ) ،(٠٬٤٢ x ٠٬٣٤ = ٠٫١٤ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜﻮن اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻏﻴﺮ ا)ﺒﺎﺷﺮ اﻟﺬي ﻳﺤﺪث ﻣﻦ ﺧﻼل ﻃﻮل اﻟـﻌـﻤـﺮ ﻫـﻮ ).(٠٬٢٢ x ٠٬٣٠- = ٠٬٠٦- وﻳﻜﻮن اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﻜﻠﻲ ﻟﻠﻨﻀﺞ اﻹﺑﺪاﻋـﻲ ا)ـﺒـﻜـﺮ ﻋـﻠـﻰ ﻃـﻮل اﻟـﻌـﻤـﺮ اﻹﺑـﺪاﻋـﻲ ﻣﺴﺎوﻳﺎ ﺠﻤﻟﻤﻮع اﻟﺘﺄﺛﻴﺮات ا)ﺒﺎﺷﺮة واﻟﺘﺄﺛﻴﺮات ﻏﻴﺮ ا)ﺒﺎﺷﺮة ،أو ٠٬٤١و ﻌﻨﻰ آﺧﺮ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺤﺴﺐ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻌﻘﺪ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺑ zاﻟﻨﻀﺞ اﻹﺑﺪاﻋﻲ ا)ﺒﻜﺮ وﺑ zﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ اﻹﺑﺪاﻋﻲ ﻓﺈن ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺳﻨﻮات اﻟﺘﺄﺧﺮ ﻓﻲ اﻟﺒﺪء ﺑﺎﻟﺴﻴﺮة اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﺪى أﺣﺪ ا)ﺒﺪﻋ zﺗﺆدي إﻟﻰ ﺗﻘﺼﻴﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻴﺮة ﺑﺤﻮاﻟﻲ ٢٠٠ﻳﻮم. ﻻ ﺣﻆ أن ا)ﻌﺎﻣﻞ اﻟﻨـﺎﰋ اﻟـﺬي ﻗـﻴـﻤـﺘـﻪ ٠٬٤١ﻫﻮ ﻣﻌﺎﻣﻞ ﻗـﺮﻳـﺐ ﺑـﺪرﺟـﺔ واﺿﺤﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻣﻞ اﻻرﺗﺒﺎط اﻟﺬي ﻗﻴﻤﺘﻪ ٠٬٤٠وﻟﻴﺲ ﻫﺬا اﻟﺘﻄﺎﺑﻖ اﻟﻘﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ا)ﺼﺎدﻓﺔ .ﻓﻤﺎ ﻗﻤﻨﺎ ﺑﻪ ﻫﻮ أﻧﻨﺎ ﻓﻜﻜﻨﺎ اﻻرﺗﺒﺎط اﻟﺜﻨﺎﺋﻲ ﺑ zﻣﺘﻐﻴﺮﻳﻦ- ﻫﻤﺎ ﻫﻨﺎ ا)ﺘﻐﻴﺮات اﳋﺎﺻﺎن ﺑﺎﻟﻨﻀﺞ اﻹﺑﺪاﻋﻲ ا)ﺒﻜﺮ وﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ اﻹﺑﺪاﻋﻲ- إﻟﻰ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎرﻳﻦ ﺳﺒﺒ zﻣﻨﻔﺼﻠ ،zأﺣﺪﻫﻤﺎ ﻣﺒﺎﺷـﺮ واﻵﺧـﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ .وﺗﻌﺪ ﻫﺬه اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﻓﻚ إﺣﺪى اﻟﻌﻼﻗﺎت إﻟﻰ ﻣﻜﺆﻧﺎﺗﻬﺎ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ إﺣﺪى اﳋﺼﺎﺋﺺ ا)ﻤﻴﺰة ﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ا)ﺴﺎر ،ﺧﺎﺻﺔ ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ـﻜـﻨـﻨـﺎ ذﻟـﻚ ﻣـﻦ ﲡﻨﺐ اﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت اﳋﺎﻃﺌﺔ .ﻓﺎﻟﻔﺤﺺ اﻟـﺒـﺴـﻴـﻂ ﻟـﻠـﺠـﺪول )أ (١-ﻣﺜﻼ ﻗﺪ ﻳﺆدي إﻟﻰ اﻟﻈﻦ أن ﺗﻮاﻓﺮ اﻟﻘﺪوات ﻓﻲ وﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ ﻣﻦ اﳊﻴﺎة ﻻ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ أﺛﻨﺎء ﻓﺘﺮة اﻟﻨﻀﺞ .ﻟﻜـﻦ ﻫـﺬا اﻻﺳـﺘـﻨـﺘـﺎج زاﺋـﻒ ـﺎﻣـﺎ. ﻓﻜﻤﺎ ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ اﻟﺸﻜﻞ )أ (١-ﻓﺈن وﺟﻮد اﻟﻘﺪوة ﻳﺆﺛﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮا ﻣﺒﺎﺷﺮا أو ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ .وﻳﺤﺪث اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻏﻴﺮ ا)ﺒﺎﺷﺮ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺘﻐﻴﺮ اﻟﻨﻀﺞ اﻹﺑﺪاﻋﻲ ا)ﺒﻜﺮ .ﻓﻜﻠﻤﺎ زاد ﻋﺪد ﻣﻦ ﻜﻦ أن ﻳﺘﺨﺬﻫﻢ ا)ﺮء ﻗﺪوة ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة اﻟﺘﻄﻮر اﻹﺑﺪاﻋﻲ ﻣﺎل ا)ﺒﺎع ﻷن ﻳﺒﻜﺮ ﻓﻲ ﺗﺄﻟﻴﻒ اﻷﳊﺎن اﳋﺎﻟﺪة. ﻏﻴﺮ أن اﻟﻮﻓﺮة اﻟﺰاﺋﺪة ﻓﻲ وﺟﻮد ﻫﺬه اﻟﻘﺪوات ﻗﺪ ﻳﻘﻠـﻞ ﻣـﻦ اﻟـﻌـﺪد اﻟـﻜـﻠـﻲ ﻟﻸﳊﺎن اﻷﺻﻴﻠﺔ ،ر ﺎ ﻷن ﺗﻮاﻓﺮ اﻟﻘﺪوات ﻗـﺪ ﻳـﺸـﺠـﻊ اﶈـﺎﻛـﺎة أﻛـﺜـﺮ Yـﺎ ﻳﺠﺐ .وﻫﻜﺬا ﻳﻮﺷﻚ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻏﻴـﺮ ا)ـﺒـﺎﺷـﺮ أن ﻳـﻠـﻐـﻲ دور اﻟـﺘـﺄﺛـﻴـﺮ اﻟﺴﻠﺒﻲ ا)ﺒﺎﺷﺮ .وﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ إﺿﺎﻓﺔ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮﻳﻦ إﻟـﻰ ﺑـﻌـﻀـﻬـﻤـﺎ اﻟـﺒـﻌـﺾ 290
اﺳﺘﺨﺪام Eﻮذج ا ﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ
ارﺗﺒﺎط ﻻ ﻜﻦ أن ﻧﻌﺘﺒﺮه ارﺗﺒﺎﻃﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ﻣﻮﺟﻮدا ﻓﻲ اﻷﻣﺮ اﻟﻮاﻗﻊ ،وذﻟﻚ ﻷن ﻗﻴﻤﺘﻪ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠـﻰ ٠٬٠٢-واﻷﻣﺮ اﻟﻮاﺿﺢ ﻫﻮ أن ﻏﻴﺎب اﻻرﺗﺒﺎط ﻳﻌﻨـﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة أن ﻫﺬﻳﻦ ا)ﺘﻐﻴﺮﻳﻦ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻘﺎن ﺑﺒﻌﻀﻬﻤﺎ ﺳﺒﺒﻴﺎ .ﻓﺎﻻرﺗﺒﺎط اﻟﺼﻔﺮي ﻳﺠﺐ أن ﻳﻔﻜﺮ داﺋﻤﺎ ﻓﻲ ﺿﻮء ﺷﺒﻜﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ اﻟﻜﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺎﺛﻞ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻨﻬﺎ اﻟﺸﺒﻜﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺮﺿﻬﺎ ﻟﻨﺎ اﻟﺸﻜـﻞ )أ .(١-إن ﲢﻠﻴﻞ ا)ﺴﺎر ﻳﺠﻌـﻞ ﻣﻦ ا)ﻤﻜﻦ ﻓﻚ اﻻرﺗﺒﺎط اﻟﺼﻔﺮي إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮع ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ا)ﺴﺎرات اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ا)ﺒﺎﺷﺮة وﻏﻴﺮ ا)ﺒﺎﺷﺮة. وإذا أردﻧﺎ ﺣﺴﺎب ا)ﻘﺪار اﻟﺬي ﻳﻜﻮن ﻋﻨﺪه ارﺗﺒﺎط ﻣﺎ ﺑ zﻣﺘﻐﻴﺮﻳـﻦ ﻫـﻮ ﺜﺎﺑﺔ اﻟﻨﺘﺎج اﻟﺰاﺋﻒ اﻟﻨﺎﰋ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻣـﺸـﺘـﺮك ﺑـﻴـﻨـﻬـﻤـﺎ ﻓـﻤـﺎ ﻋـﻠـﻴـﻨـﺎ إﻻ أن ﻧﺤﺴﺐ ﻣﺠﻤﻮع اﻟﺘﺄﺛﻴﺮات ا)ﺒﺎﺷﺮة وﻏﻴﺮ ا)ﺒﺎﺷﺮة وﻧﻄﺮﺣـﻬـﺎ ﻣـﻦ اﻻرﺗـﺒـﺎط اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ﺑﻴﻨﻬﺎ .ﻓﻤﺜﻼ ،ﻳﺮﺟﻊ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zﻃـﻮل اﻟـﻌـﻤـﺮ اﻹﺑـﺪاﻋـﻲ واﻟﺸﻬﺮة إﻟﻰ اﻋﺘﻤﺎدﻫﻤﺎ ا)ﺘﺒﺎدل ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ وﺳﻨﺔ ا)ﻴﻼد .ﻓﺈذا وﺿﻌـﻨـﺎ ﻓﻲ اﻋﺘﺒﺎرﻧﺎ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ا)ﺒﺎﺷﺮ ﻟﻄﻮل اﻟـﻌـﻤـﺮ اﻹﺑـﺪاﻋـﻲ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺸـﻬـﺮة )وﻟـﻴـﺲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻓﻲ ﻫﺬه اﳊﺎﻟﺔ( ،ﺛﻢ ﻗﻤﻨﺎ ﺑﻄﺮح ﻫﺬا اﻟﺘـﺄﺛـﻴـﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻣﻞ اﻻرﺗﺒﺎط ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺳﻨـﺤـﺼـﻞ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺪرﺟـﺔ .(٠٬٣٠ - ٠٬٥٦=) ٠٬٢٦ وﻣﻌﻈﻢ ﻫﺬا اﻷﺛﺮ اﻟﺰاﺋﻒ ـﻜـﻦ أن ﻳـﻨـﺴـﺐ إﻟـﻰ اﻹﻧـﺘـﺎﺟـﻴـﺔ )x ٠٫٤٢=٠٫٢٤ ،(٠٫٥٦وﻣﺎ ﻳﺘﺒﻘﻰ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻜﻦ أن ﻳـﻨـﺴـﺐ إﻟـﻰ اﻟـﻨـﺘـﺎﺋـﺞ ا)ـﺒـﺎﺷـﺮة وﻏـﻴـﺮ ا)ﺒﺎﺷﺮة ا)ﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻨﺔ ا)ﻴﻼد .وﺗﻜﺸﻒ ﻟﻨﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓﻚ اﻻرﺗﺒـﺎﻃـﺎت ﻋـﻦ اﻟﺘﻌﻘﺪ اﻟﺴﺒﺒﻲ اﳋﺼﺐ اﻟﺬي ﻳﺤﺘﻔﻲ ﺧﻠﻒ ﻣﺼﻔﻮﻓـﺔ اﻻرﺗـﺒـﺎط .وﻳـﺸـﺘـﻤـﻞ ﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺘﻔﻜﻴﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺰة أﺧﺮى .ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻧﻌﺮف ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻔﻜﻴﻚ أﺣﺪ اﻻرﺗﺒﺎﻃﺎت ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻮذج ﺑﻨﻴﻮي ﻣﻌ zوﻳﺘﻮاﻓﺮ ﻟﺪﻳـﻨـﺎ ﺗـﻘـﺪﻳـﺮ ﻟـﻠـﺤـﺪود اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ،ﻜﻨﻨﺎ ﺣﻴﻨﺌﺬ أن ﻧﻘﺎرن اﻻرﺗﺒﺎﻃﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻨﺒﺄ ﺑﻬﺎ اﻟﻨـﻤـﻮذج ﺑـﺘـﻠـﻚ اﻟﺘﻲ ﻧﻼﺣﻈﻬﺎ ﻓﻌﻼ .و ﻜﻨﻨﺎ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻀﻊ اﻟﻔﺮق ﺑ zاﻟﻘﻴﻢ ا)ﺘﻨﺒﺄ ﺑﻬﺎ واﻟﻘﻴﻢ ا)ﻼﺣﻈﺔ ﻓﻲ اﻋﺘﺒﺎرﻧﺎ ،أن ﻧﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﻧﺮاﻫﺎ ﻓﻮق اﳋﻂ اﻟﻘﻄﺮي ﻓـﻲ اﳉـﺪول )أ .(١-واﻟﺸﻲء اﻟﻮاﺿﺢ ﻫـﻮ أن أﺧـﻄـﺎء اﻟـﺘـﻨـﺒـﺆ ﻫـﻲ أﺧـﻄـﺎء ﻻ ﺗﺬﻛﺮ ،أي أﻧﻬﺎ ﺟﺪﻳﺮة ﺑﺎﻹﻫﻤﺎل .واﻟﺘﻔﺎوت اﻟﻮﺣﻴﺪ اﳉﺪﻳﺮ ﺑﺎﻻﻧﺘﺒﺎه ﻫﻮ اﻟﺘﻔﺎوت ا)ﻮﺟﻮد ﺑ zاﻟﻬﺎﻣﺸﻴﺔ اﳉﻐﺮاﻓﻴﺔ واﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ .ﻓﻬﻨﺎك ﻣﻴﻞ ﻣـﺘـﺒـﻖ- ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻀﻤﻦ ﻓﻲ اﻟﺸﻜﻞ )أ-(١-ﻷن ﻳﻘﻞ إﻧﺘﺎج ا)ﺆﻟﻔ zا)ﻮﺳﻴﻘﻴ zاﻟﺬﻳﻦ وﻟﺪوا ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺎط ا)ﻮﺳﻴﻘﻲ .ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ا)ﻴـﻞ ﻟـﻴـﺲ ﻣـﻦ اﻟـﻘـﻮة ﺑـﺤـﻴـﺚ 291
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﻳﺘﻄﻠﺐ وﺟﻮد ﺳﻬﻢ آﺧﺮ ﺧﺎص ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﺒﻨﻴﻮي ا)ﻌﺮوض. ﻟﻴﺲ اﺳﺘﺨﺪام ﻮذج ا)ﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ ﺑﺎﻟﺒﺴﺎﻃﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺒﺪو ﻓﻲ ﻫﺬا ا)ﺜﺎل .ﻛﻤﺎ أن اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﺴﺒﺒﻲ ا)ـﻮﺟـﻮد ﻓـﻲ اﻟـﺸـﻜـﻞ )أ (١-ﻻ ﺜﻞ ﺣﺼﻴـﻠـﺔ ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ ﻣﻨﺘﻬﻴﺔ .ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻘﺎرﺑﺔ أوﻟﻰ .ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺜﺎل ﻳﻮﺿﺢ أﺳﺎﻟﻴـﺐ اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮذج .وﻫﺬه اﻟﻨﻤﺎذج ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺜﻴﻞ أﺷﻜﺎل اﻟﺘـﺮﻛـﻴـﺐ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺒﻜﺎت اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ وﻓﻲ ا)ﻮاﻗـﻊ اﺨﻤﻟـﺘـﻠـﻔـﺔ ﻣـﻦ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ اﻟـﻮاﻗـﻌـﻲ ﺜﻴﻼ ﺻﺎدﻗﺎ .ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﲡﻌﻞ ﻣﻦ ا)ﻤﻜﻦ ﻃﺮح ﺗﻨﺒﺆات ﻣـﻌـﻴـﻨـﺔ ﻋـﻠـﻰ درﺟـﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﺪﻗﺔ واﻟﻔﻬﻢ .وﻗﺪ ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ا)ﻄﺎف ﻣﻦ ﺗﻠﺨﻴﺺ ﻛﻞ ﺑﺤﻮث اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﻟﺘﻲ أﺟﺮﻳﺖ ﻋﻠﻰ اﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة ﻌﺎدﻻت ﺑﻨﻴﻮﻳﺔ ﲢﺪد اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ا)ﺒﺎﺷﺮة ،وﻏـﻴـﺮ ا)ـﺒـﺎﺷـﺮة ،واﻟـﺰاﺋـﻔـﺔ ﺑـ zﻛـﻞ ا)ـﺘـﻐـﻴـﺮات اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن ﻣﻮﺿﻌﺎ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎم اﻟﻨﻈﺮي واﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ.
292
اﺳﺘﺨﺪام Eﻮذج ا ﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ
اﳊﻮاﺷﻲ )× (١ﺜﻞ اﻟﺸﻜﻞ ا)ﺮﺳﻮم ﺟﺎﻧﺒﺎ اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻋﻴﻨﺔ ﻋﺸﻮاﺋﻴـﺔ ،ﻓـﻴـﻪ ﻋﺒﺮ اﻟﻨﻘﻄﺔ )م( ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻗﻴﻢ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت. واﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﻮاﻗﻌﺔ إﻟﻰ ﻳﺴﺎر )م( ﺗﻘﻞ ﻋﻦ ا)ﺘﻮﺳﻂ واﻟﻮاﻗﻌﺔ إﻟﻰ ﻳﺴﺎر )م( م ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻨﻪ وﻫﻨﺎك أﺳﻠﻮب ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻳﺴﻤﻰ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ذا اﻟﺬﻳـﻠـ zﻧـﺪرس ﻓﻴﻪ ﻗﺮب ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻗﻴﻢ ﻋﻴﻨﺔ ﻣﺤﺪدة ﺗﻬﻤﻨﺎ أو ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻋﻦ ا)ﺘﻮﺳﻂ اﻻﻓﺘﺮاﺿﻲ اﻟﻌﺎم ا)ﻘﺒﻮل ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺧﺒﺮات ﺳﺎﺑﻘﺔ .وﻳﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻫﺬا اﻟﻘﺮب أو اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻠﻰ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮارات .أﻣﺎ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ذو اﻟﺬﻳﻞ اﻟﻮاﺣﺪ ﻓﻴﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ اﳊﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﻬﻤﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ا)ﺘﻮﺳﻂ ﻟﻌﻴﻨـﺔ ﻣـﺎ أﻛـﺒـﺮ ﻣـﻦ ا)ـﺘـﻮﺳـﻂ اﻻﻓﺘﺮاﺿﻲ ا)ﻘﺒﻮل وﻻ ﻳﻬﻤﻨﺎ أن ﻧﻌﺮف ﻣﺎ إذا ﻛﺎن أﻗﻞ ﻣﻨﻪ .واﻟﻌﻜﺲ ﺟﺎﺋﺰ ،أي ﻗﺪ ﻳﻬﻤﻨﺎ أن ﻧﻌﺮف ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﻌﻴﻨﺔ أﻗﻞ ﻣﻦ ا)ﺘﻮﺳﻂ اﻻﻓﺘﺮاﺿﻲ دون اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺎ إذا ﻛﺎن أﻛﺒﺮ ﻣﻨﻪ .وﻣﻦ اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ذي اﻟﺬﻳﻞ اﻟﻮاﺣﺪ دراﺳﺔ ﻗﺪ ﻳﺠﺮﻳﻬﺎ ﻣﻌﻠﻢ ﻳﺮﻳـﺪ أن ﻳـﻌـﺮف إذا ﻛـﺎن ﻣـﺘـﻮﺳـﻂ ﻋﻼﻣﺎت اﻟﻄﻼب ﻓﻲ ﺻﻒ ﻣﺎ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ ا)ﺘﻮﺳﻂ ا)ﻌﺘﺎد ﻟﻴﻜﺜﻒ ا)ﻨﻬﺎج اﻟﺪراﺳﻲ ،وﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻬﻤﻪ أن ﻳﻌﺮف ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﻌﻼﻣﺎت أﻗﻞ ﻣﻦ ا)ﺘﻮﺳﻂ ا)ﻌﺘﺎد ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﻮي أن ﻳﺘﺴﺎﻫﻞ ﻣﻊ اﻟﻄﻼب )ا)ﺮاﺟﻊ(. )× (٢اﺳﺘﺨﺪم ا)ﺼﻄﻠﺢ أﺻﻼ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻬﻨـﺪﺳـﺔ ﻟـﻺﺷـﺎرة إﻟـﻰ ا)ـﻌـﻠـﻮﻣـﺎت اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺮد ﻓـﻲ ﺷـﻜـﻞ إﺷﺎرات ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﺎ ﲢﺪث ﻓﻲ ﻧﻈﺎم ﻣﻌ zﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻧﻈﺎم اﻟﺴﺮﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎرة ﺧﻼل ﺳـﺎﻋـﺔ زﻣﻨﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ .واﻧﺘﻘﻞ ا)ﺼﻄﻠﺢ إﻟﻰ ﻋﻠﻢ اﻟﺴﺒﺮﻧﻄﻴﻘﺎ ﻟﻴﺸﻴﺮ إﻟﻰ اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت واﻟﺘﻮاﻓﻘﺎت اﻟﺘﻲ ﲢﺪث ﻓﻲ أﻧﻈﻤﺔ اﻻﺗﺼﺎﻻت وا)ﻌﻠﻮﻣﺎت وﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ ﻫﻨﺎك اﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت ﻛﺜﻴﺮة ﻟﻠﻤﺼﻄﻠﺢ ،ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺜﻼ ورود ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻦ أﻧﻈﻤﺔ اﻻﺳﺘﻘﺒﺎل اﳊﻲ إﻟﻰ اﳉﻬﺎز اﻟﻌﺼﺒﻲ ﻟﺘـﻮﺟـﻴـﻪ اﳊـﺮﻛـﺎت اﳋـﺎرﺟـﻴـﺔ أو اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ .وﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮد ﺑﻬﺎ اﻵﺧﺮون ﻋﻠﻰ اﺑﺘﺴﺎﻣﻨﺎ ﻟﻬﻢ ﺗﺴﻤﻰ ﺑﺎ)ﺮدود أو اﻟﻌﺎﺋﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(. )× (٣وﻫﻲ ﻗﻴﻢ ا)ﺘﻮﺳﻂ +اﻻﻧﺤﺮاف ا)ﻌﻴﺎري اﳋﺎﺻﺔ ﺘﻐﻴﺮ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ )ا)ﺘﺮﺟﻢ(.
293
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
294
ﺗﻘﺪﻳﺮ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺼﺪﻓﺔ
ا ﻠﺤﻖ )د(
ﺗﻘﺪﻳﺮ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺼﺪﻓﺔ اﺳـﺘـﻨـﺘـﺠـﺖ ﻓــﻲ اﻟ ـﻘ ـﺴــﻢ اﳋــﺎص ﺑــﺎﻻﺧ ـﺘــﺮاع واﻻﻛﺘﺸﺎف ا)ﺘﻌﺪدﻳﻦ ﻣﻦ اﻟـﻔـﺼـﻞ اﻟـﺜـﺎﻣـﻦ أن ﻫـﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻻﺧﺘﺮاﻋﺎت واﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ﻳﺨﻀﻊ ﻟﻠﺼﺪﻓﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي ﺷﻲء آﺧﺮ ،ﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ روح اﻟـﻌـﺼـﺮ. وﻗﻠﺖ ،ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻫﺬا اﻻﺳﺘﻨﺘﺎج ،إن اﻟﺘﻘﺪم اﻟﻌﻠﻤﻲ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮن أﻣﺮا ﺣﺘﻤﻴـﺎ .وﻳـﺜـﻴـﺮ ﻫـﺬا اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻘﺪر ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳـﺦ اﻟﺬي ﻫـﻮ ﻧـﺘـﺎج اﻟـﺘـﺴـﻠـﺴـﻞ اﻟـﻌـﺸـﻮاﺋـﻲ اﶈـﺾ ﻣـﻦ اﻷﺣﺪاث .ﻟﻘﺪ أﻛﺪ ﻣﻜﻴﺎﻓﻠﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »اﻷﻣﻴﺮ« ﻣﺮارا أن »إﻟﻬﺔ اﳊﻆ ﻣﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻦ ﻧﺼﻒ أﻓﻌﺎﻟﻨﺎ ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗـﺘـﺮك ﻟـﻨـﺎ أﻣـﺮ ﺗـﻮﺟـﻴـﻪ اﻟ ـﻨ ـﺼــﻒ اﻵﺧــﺮ ﻣــﻦ ﻫــﺬه اﻟﻨـﺸـﺎﻃـﺎت ،ور ـﺎ أﻗـﻞ ﻗـﻠـﻴـﻼ ﻣـﻦ اﻟـﻨـﺼـﻒ« .أﻣـﺎ ﺗﻮﻟﺴﺘﻮي ،ا)ﺪاﻓﻊ اﻟﺼﻠﺐ ﻋﻦ ﺗﻔﺴـﻴـﺮ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ ﻣـﻦ ﺧﻼل روح اﻟﻌﺼﺮ ،ﻓﻘﺪ ﻗﺪم ﻟﻨﺎ ﻓﻲ رواﻳﺘﻪ »اﳊﺮب واﻟﺴـﻼم« ) ،١٨٦٩-١٨٦٥ص (٦٤٦اﳊﻮار اﻟـﺘـﻬـﻜـﻤـﻲ اﻟﺘﺎﻟﻲ: )ﺎذا ﺣﺪث اﻷﻣﺮ ﺑﻬﺬه اﻟـﻄـﺮﻳـﻘـﺔ وﻟـﻢ ﻳـﺤـﺪثﺑﺄي ﻃﺮﻳﻘﺔ أﺧﺮى? ﻷﻧﻪ ﺣﺪث ﻫﻜﺬا! واﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻳﻘﻮل :ﻻ اﻟﺼﺪﻓـﺔﺗﺨﻠﻖ ا)ﻮﻗﻒ واﻟﻌﺒﻘﺮي ﻳﺴﺘﻐﻠﻪ«. وﻟﻜﻦ ﻛﻠﻤﺘﻲ »اﻟﺼﺪﻓﺔ« و »اﻟﻌﺒﻘﺮي« ﻻ ﺗﺸﻴﺮان 295
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
إﻟﻰ أي ﺷﻲء ﻣﻮﺟﻮد ﻓﻌﻼ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻼ ﻜﻦ ﺗﻌﺮﻳﻔﻬﻤﺎ .وﻻ ﺗﺸﻴﺮ أﻣﺜﺎل ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺎت إﻻ إﻟﻰ ﺣﺎﻻت ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﻬﻢ اﻟﺒﺸﺮي ﻟﻠﻈﻮاﻫﺮ. إن أﺣﺪ اﻷﻫﺪاف اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳـﺨـﻲ ﻫـﻮ ﺗـﻘـﺪ ﺗـﻘـﺪﻳـﺮ ﻛـﻤـﻲ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﻟﺮوح اﻟﻌﺼﺮ واﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻟﺼﺪﻓﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫـﺎ ﻋـﻮاﻣـﻞ ﺗـﻔـﺴـﻴـﺮﻳـﺔ. وﻗﺪ أﺣﺮزت دراﺳﺎت اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻘﺪم ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﻮزن اﻟﻨﺴﺒﻲ ﻟﻬﺬه اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺜﻼﺛﺔ .ﻓﻘﺪ ﻻﺣﻈﺖ ﻓﻲ دراﺳﺘﻲ ﻟﻠﻌـﺒـﻘـﺮﻳـﺔ اﻟـﻌـﺴـﻜـﺮﻳـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ أن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﻨﺠﺎح ﻓﻲ %٧١ﻣﻦ ا)ﺮات ﺑﺤﺎﻻت اﻟﻨﺼﺮ اﻟﺘﻜﺘﻴﻜﻲ ﻓﻲ ﻣﻴﺪان ا)ﻌﺎرك ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺮﻛﺐ ﻣﺆﻟﻒ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ا)ﺘﻐﻴﺮات اﻟﻔﺮدﻳﺔ وا)ﺘﻐﻴﺮات ا)ﻮﻗﻔﻴﺔ .وﻛﻤﺎ ﻫﻮ واﺿﺢ ،ﻓﺈن %٧١ﻫﻲ ﻧﺴﺒﺔ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻣﻌﺪل ﳒـﺎح ﻣـﻘـﺪاره %٥٠ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس رﻣﻲ ﻗﻄﻌـﺔ ﻧـﻘـﻮد ﻣـﻌـﺪﻧـﻴـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻬﻮاء واﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﺴﻔﺮ ﻋﻨﻪ ﻋﻨﺪ ﺳﻘﻮﻃﻬﺎ .ﻟﻜﻦ إﻟﻰ أي ﺣﺪ ﻫﻲ أﻓﻀﻞ? ﻟﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ أن ﺣﻮاﻟﻲ %٢٠ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ اﳋﺎص ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ اﻟﺘﻜﺘﻴﻜﻲ ﻓﻲ ا)ﻌﺎرك ﻫﻮ ﻣﺎ ﻜﻦ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﻪ ﻓﻌﻼ .أﻣﺎ اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﺒﺎﻗﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻘﺪارﻫﺎ %٨٠ ﻓﺘﻈﻞ رﻫﻦ اﻟﺼﺪﻓﺔ .وﻗﺪ ﺗﻜﺸﻒ دراﺳﺎت ﺗﺎﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﺘﻐﻴﺮات أﺧﺮى ﻜﻦ أن ﻧﺪرﺟﻬﺎ ﻓﻲ ا)ﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺘﻨﺒﺌﻴﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﻛﻤﻴﺔ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻏﻴﺮ ا)ﻔﻜﺮ .ﻟﻘﺪ أﺻﺎب ﺗﻮﻟﺴﺘﻮي إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ :ﻓﺘﻘﺪﻳﺮ إﺳﻬﺎم اﻟﺼﺪﻓﺔ ﻳﻌﺎدل ﻣـﻘـﺪار ﺟـﻬـﻠـﻨـﺎ اﻟﺮاﻫﻦ. ﻟﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎر ﻫﺬه اﻟﻘﺴﻤﺔ إﻟﻰ ﺗﺒﺎﻳﻦ ﻣﻔﺴﺮ وآﺧﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﻜﺮ ﻫﻮ ﻣﺤﺎوﻟـﺔ أوﻟﻰ ﻟﻼﻗﺘﺮاب ﻣﻦ اﳊﻘﻴﻘﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺘﺠﺰﺋﺔ اﻟﺘـﺒـﺎﻳـﻦ ا)ـﻔـﺴـﺮ إﻟـﻰ ﺗـﺒـﺎﻳـﻦ ﻜﻦ أن ﻳﻨﺴﺐ إﻟﻰ ا)ﺆﺷﺮات اﻟﺘﻨﺒﺌﻴﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ )ﺗﻜﺮار اﻻﻧﺘﺼﺎرات، واﳋﺒﺮة ،وا)ﺒﺎدرة ﺑﺎﻟﻬﺠﻮم( وإﻟﻰ ﺗﺒﺎﻳﻦ ﻜﻦ أن ﻳـﻌـﺰى إﻟـﻰ ﻣـﺆﺷـﺮ ﺗـﻨـﺒـﺌـﻲ ﻣﻮﻗﻔﻲ واﺣﺪ )ﺗﻌﺪد اﻟﻘﻴﺎدات( .وﻗﺪ ﺗﺒـ zﻓـﻲ اﻟـﻔـﺼـﻞ اﻟـﺜـﺎﻣـﻦ أن %٨٦ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﺘﻨﺒﺌﻴﺔ ﻓﻲ ا)ﻌﺎدﻟﺔ ﻫﻲ ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺐ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟـﻔـﺮدﻳـﺔ .أﻣـﺎ إﻟـﻰ %١٤ ا)ﺘﺒﻘﻴﺔ ﻓﻴﻤﻜﻦ إرﺟﺎﻋﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺘﻐﻴﺮ ا)ﻮﻗﻒ .وﻟﺬا ﻜﻨﻨﺎ اﻟﻘﻮل ﻗﻮﻻ ﻻ ﺗﺰﻋﻢ أﻧﻪ ﻧﻬﺎﺋﻲ إن ﻧﺴﺒـﺔ %٨٠ﻣﻦ اﻟﻨﺼﺮ اﻟﺘﻜﺘﻴﻜﻲ ﻓﻲ ﻣﻴﺪان ا)ﻌﺎرك ﺗﺮﺟـﻊ إﻟـﻰ اﻟﺼﺪﻓﺔ وإن %١٧ﻣﻨﻪ ﺗﺮﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ و %٣إﻟﻰ روح اﻟﻌﺼﺮ .وﻳﻮﺿﺢ ﻟﻨﺎ ﻫﺬا اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﻲ ﻏﻴﺮ اﻟﻨﺎﺿﺞ ﻛﻴﻒ ﻜﻦ أن ﻳﺒﺪأ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻓﻲ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺴﺆال اﳊﺎﺳﻢ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ. ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﺳﺒﻴﻞ آﺧﺮ ﻜﻦ اﺗﺒﺎﻋﻪ .ﻓﺒﺪﻻ ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪام ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺘﻨﺒﺆ 296
ﺗﻘﺪﻳﺮ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺼﺪﻓﺔ
ﻟﺘﻘﺴﻴﻢ اﻟﺸﻄﻴﺮة اﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ إﻟﻰ ﺛﻼث ﻗﻄﻊ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ اﻻﺳﺘﻘﺮاء ﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺸﺮع ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ اﲡﺎه آﺧﺮ وذﻟﻚ ﺑﺈﺧﻀﺎع اﺳﺘﻨﺒﺎﻃﺎﺗﻨﺎ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﻼﺧﺘﺒﺎر اﻷﻣﺒﻴﺮﻗﻲ .وﺳﺄﺻﻮغ ﺑﺎﻟﻌﻮدة إﻟﻰ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت واﻻﺧﺘﺮاﻋﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻮذﺟﺎ ﺑﺴﻴﻄﺎ ﺣﻮل ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة ﻜﻨﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﻌﻴ zﻛﻴﻔﻴﺔ ﻗﻴﺎم روح اﻟﻌﺼﺮ واﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻟﺼﺪﻓﺔ ﺑﺘﻮﺟﻴﻬﻨﺎ ﻧﺤﻮ ﺗﻮﻗﻌﺎت أﻣﺒﻴﺮﻳﻘﻴﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻤﻴﻴﺰ ) .(Simonton, 1979aوﻟﻨﺒﺪأ ﺑﻔﺮض ﻳﻘـﻮل إن أي اﺧـﺘـﺮاع أو اﻛـﺘـﺸـﺎف ـﻜـﻦ ﻟﻌﺪد ﻣـﻘـﺪاره ) nاﳊﺮف اﻷول ﻣﻦ ﻛﻠـﻤـﺔ (numberﻣﻦ اﻷﻓﺮاد أن ﻳﺘـﻮﺻـﻠـﻮا إﻟـﻴـﻪ ،وأن اﺣـﺘـﻤـﺎل ﳒـﺎح أي ﻣ ـﻨ ـﻬــﻢ ﻣ ـﻘــﺪاره ) Pاﳊـﺮف اﻷول ﻣـﻦ ﻛ ـﻠ ـﻤــﺔ ،(Probabilityﺣﻴﺚ n :ﻫﻲ أﺻﻐﺮ ﻣﻦ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﺼﺤﻴﺢ أو ﺗﺴﺎوﻳﻪ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻜﻮن pأﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺻﻔﺮ وأﺻﻐﺮ ﻣﻦ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﺼﺤﻴﺢ أو ﺗﺴﺎوﻳﻪ .ﻜﻨﻨﺎ ﺣﻴﻨﺌﺬ أن ﻧﺴﺘﺨﺪم اﻟﻨـﻈـﺮﻳـﺔ ذات اﳊـﺪﻳـﻦ binomial theoremﳊﺴﺎب ﻧـﺴـﺒـﺔ اﻷﻋـﺪاد اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ،أو درﺟﺎت اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت واﻻﺧﺘﺮاﻋﺎت ا)ﺘﻌﺪدة. وﻟﻨﺄﺧﺬ ﻧﻈﺮﻳﺔ روح اﻟﻌﺼﺮ ﻧﻘﻄﺔ ﺑﺪاﻳﺔ ﻟﻨـﺎ .ﻓـﺈذا ﻛـﺎﻧـﺖ ﻫـﺬه اﻟـﻨـﻈـﺮﻳـﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻓﺈن ﻋﺪد ا)ﺒﺪﻋ zاﻟﺬﻳﻦ ﻜﻦ أن ﻳﻘﻮﻣﻮا ﺑﺈﺳﻬﺎم Yﻜﻦ ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﻜﻮن ﻛﺒﻴﺮا .ﻟﻜﻦ اﺣﺘﻤﺎل ﳒﺎح ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻜﻮن ﺻـﻐـﻴـﺮا ﺑـﺤـﻴـﺚ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻟﻠﻌﺒﻘﺮﻳﺔ أي دور ﺗﺆدﻳﻪ .و ﺎ أن اﻟـﺪرﺟـﺔ اﻟـﻘـﺼـﻮى ﻟـﻺﺳـﻬـﺎم ﻫـﻲ ،٩ ﻓﻠﻨﺤﻄﻂ أﻛﺜﺮ وﻟﻨﻘﻞ إن أي إﺳﻬﺎم Yـﻜـﻦ ﻳـﻌـﻤـﻞ ﻋـﻠـﻰ إﺑـﺪاﻋـﻪ ﻋـﺸـﺮة ﻣـﻦ ا)ﺒﺪﻋـ ،zأي أن .١٠ = nوﻟﻨﻔﺘﺮض أﻳﻀﺎ أن ﻛﻞ ﻣﺒـﺪع ﻟـﺪﻳـﻪ ﻓـﺮﺻـﺔ ﳒـﺎح ﺗﻌﺎدل %٥٠ﻓﻘﻂ .أي أن اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻫﻲ .٠٬٥ﻓﺈذا ﻣﺎ ﺣﺼﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺒﺎراﻣﺘﺮﻳـﺔ)×( ﺣﺼﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮزﻳﻊ ذي اﳊﺪﻳﻦ ا)ﻮﺟﻮد ﻓﻲ اﻟﻘﺴـﻢ اﻷﻋـﻠـﻰ ﻣﻦ اﻟﺸﻜﻞ )أ .(٢-وﻫﻨﺎ ﳒﺪ أن ﻣﻀﺎﻋﻔﺎت اﻟﺪرﺟﺔ ٥ﻫﻲ اﻷﺷﻴﻊ وأﻧﻬﺎ ﺗﻔﺴﺮ ﻣﺎ ﻣﻘﺪاره رﺑﻊ اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت ا)ﺘﻌﺪدة ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ .وﺗﻌﺎدل ﻫﺬه اﻟﻘﻴﻤﺔ ا)ﻨﻮاﻟﻴﺔ ﻗﻴﻤﺔ ا)ﺘﻮﺳﻂ اﳋﺎص ﺑﺎﻟﺘﻮزﻳﻊ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﻮﺿﺤـﻪ ا)ـﻌـﺎدﻟـﺔ .u = np = 10 x 0.5 = 5 وﺳﺘﻜﻮن اﻟﺪرﺟﺎت ا)ﺮﺗﻔﻌﺔ أو ا)ﻨﺨﻔﻀﺔ ﻋﻦ ٥أﻧﺪر ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺼﺒﺢ اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت اﻷﺣﺎدﻳﺔ ﻧﺎدرة ﺎﻣﺎ واﻹﺳﻬﺎﻣﺎت اﻟﺼﻔﺮﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻤﻮع ﺑﻬﺎ ﻓﻌﻼ .واﳊﻘﻴﻘﺔ أن %٩٩ﻣﻦ اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺳﻴﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﺛﻨﺎن أو أﻛﺜﺮ ﻣﻦ )×( اﻟﺒﺎراﻣﺘﺮ أو اﻟﻮﺳﻴﻂ ﻫﻮ ﺛﺎﺑﺖ أو ﻣﺘﻐﻴﺮ ﻳﻜﻮن ﻓﻲ ﻋﺒﺎرة ﺟﺒﺮﻳﺔ ،وﻛﻠﻤﺎ أﻋﻄﻲ ﻗﻴﻤﺔ ﻣـﺎ ﲢـﺪد ﻟﻠﻌﺒﺎرة اﳉﺒﺮﻳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺣﺎﻻﺗﻬﺎ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ )ا)ﺮاﺟﻊ :ﻧﻘﻼ ﻋﻦ »ﻣﻌﺠـﻢ اﻟـﺮﻳـﺎﺿـﻴـﺎت« اﻟـﺬي ﻧﺸﺮﺗﻪ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻟﺒﻨﺎن(.
297
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ا)ﺒﺪﻋ zا)ﺴﺘﻘﻠ zﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ .وﻻ ﻳﺼﺒﺢ اﻟﺘﻘـﺪم اﻟـﻌـﻠـﻤـﻲ ﻓـﻲ ﺿـﻮء ﻫـﺬا اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺗﻘﺪﻣﺎ ﺣﺘﻤﻴﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻳﺼﺒﺢ ﺗﻘﺪﻣﺎ ﻣﺘﻜﺮرا )أي أن ﻣﺎ ﻳﻜـﺘـﺸـﻔـﻪ ﻋﺎﻟﻢ ﻫﻨﺎ ﻳﻜﺘﺸﻔﻪ ﻋﺎﻟﻢ آﺧﺮ ﻫﻨﺎك( .وﻫﺬا اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺄن اﻹﺳﻬﺎﻣـﺎت اﻟـﻌـﻠـﻤـﻴـﺔ ا)ﺘﻌﺪدة ﺳﺘﺘﺠﺎوز ﻓﻲ ﻋﺪدﻫﺎ اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت اﻷﺣﺎدﻳﺔ ،وأن اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت ا)ﺘﻌﺪدة ﻣﻦ ا)ﺮاﺗﺐ اﻷﻋﻠﻰ ﺳﺘﻔﻮق اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت ا)ﺘﻌﺪدة ﻣﻦ ا)ﺮاﺗﺐ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻌﺪد ﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻢ ﺑﺎراﻣﺘﺮﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﺧﺘﻴﺮت ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻮﺿﻴﺢ .وﻣﺎ داﻣﺖ npﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﺼﺤﻴﺢ زﻳﺎدة ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟـﻠـﻤـﻼﺣـﻈـﺔ ﻓـﺈن اﻟـﺼـﻮرة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺳﺘﺒﻘﻰ .وإذا أﺑﻘﻴﻨـﺎ ﻗـﻴـﻤـﺔ nﻣﺴﺎوﻳﺔ ﻟــ ١٠وﺟﻌﻠﻨﺎ اﺣﺘﻤﺎﻟـﻴـﺔ روح اﻟﻌﻤﺮ P=5 n = 10 u=5
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ P =1 n=1 u=1
روح اﻟﻌﻤﺮ P = 0.01 n = 100 u=1
ﻋﺪد ﻣﺮات اﻟﻨﺠﺎح )ﻣﺮﺗﺒﺔ اﻻﻛﺘﺸﺎف ا)ﺘﻌﺪد(
ﺷﻜﻞ )أ (٢ - وﻳﺒ zاﻟﺘﻮزﻳﻌﺎت اﻻﺣﺘﻴﻤﺎﻟﻴﺔ ا)ﺘﻨﺒﺄ ﺑﻬﺎ اﻟﺘﻲ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻔﺴﻴﺮات اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﺜﻼث اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﺣﻮل أﺳﺒﺎب اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ا)ﺘﻌﺪدة ،وﻓﻲ ﺿﻮء اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﺜﻨﺎﺋﻲ اﳊﺪﻳﻦ وأﻳﻀﺎ اﻟﻘﻴﻢ اﺨﻤﻟﺘﻠﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪد اﶈﺎوﻻت ) (Nواﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻨﺠﺎح ).(P )ﻧﻘﻼ ﻋﻦ.(Simonton, 1980a :
298
ﺗﻘﺪﻳﺮ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺼﺪﻓﺔ
اﻟﻨﺠﺎح أﻣﻴﻞ إﻟﻰ اﻟﻌﻠﻮ أي إﻟﻰ أن ﺗﺼﺒـﺢ ٠٫٩ = pﻓﺈن اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت ا)ﺘﻌـﺪدة ﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺔ اﻷﻋﻠﻰ ﺳﺘﻜﻮن أﺷﻴﻊ ،وﺳﺘﺼﺒﺢ اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ا)ﺘﻌﺪدة ﻣﻦ ا)ﺮﺗﺒﺔ اﻷدﻧﻰ ﻧﺎدرة ﺎﻣﺎ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻜﻮن اﻟﺘﻘﺪم اﻟﻌﻠﻤﻲ أﻣﺮا ﺣﺘﻤﻴﺎ. واﻵن دﻋﻨﺎ ﻧﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ وﺟﻬﺔ اﻟﻨﻈﺮ ا)ﺘﻄﺮﻓﺔ اﻷﺧـﺮى .ﻓـﺎﻟـﻨـﻈـﺮﻳـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗﻌﻄﻲ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ اﻟﺪور اﻷﻛﺒﺮ ﻓـﻲ اﻻﺧـﺘـﺮاع واﻻﻛـﺘـﺸـﺎف ﺳـﺘـﻘـﻮل ﻓـﻲ أﻧـﻘـﻰ أﺷﻜﺎﻟﻬﺎ إن ﻫﻨﺎك ﻟﻜﻞ إﺳﻬﺎم Yﻜﻦ ﻣﺒﺪﻋﺎ واﺣﺪا ﻓﻘﻂ ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ ﺗـﻘـﺪ ذﻟﻚ اﻹﺳﻬﺎم .وﺳﺘﻘﻮل أﻳﻀﺎ إن ﻫﺬا ا)ﺒﺪع اﻟﻔﺮد ﺗﺒﻠﻎ ﻓﺮص ﳒﺎﺣﻪ .%١٠٠ ﻓﺈذا ﻣﺎ ﺳﻠﻤﻨﺎ ﺑﻮﺟﻮد ﻫﺬه اﳊﺎﻟﺔ ا)ﺜﺎﻟﻴﺔ ﻓﻤﺎن ،P = ١٫٠وﻛﺬﻟﻚ Y ،n = ١ﺎ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ اﻟﺘﻮزﻳﻊ ا)ﺘﻼﺷﻲ اﻟﺬي ﳒﺪه ﻓﻲ وﺳﻂ اﻟﺸﻜﻞ )أ .(١-وﻫﻨﺎ ﳒـﺪ أن ا)ﺘﻮﺳﻂ واﻟﺪرﺟﺔ ا)ﻨﻮاﻟﻴـﺔ ﻳـﺴـﺎوﻳـﺎن اﻟـﻮاﺣـﺪ اﻟـﺼـﺤـﻴـﺢ )أي ،(np = ١ :ﻣﻊ ﺗﺒﺎﻳﻦ ﻣﻘﺪاره ﺻﻔﺮ .وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺛﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻀﺎﻋﻔﺎت أو أﺻﻔﺎر ،ﺑﻞ أﺣﺎد .وﻻ ﲢﺼﻞ اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ا)ﺘﻌﺪدة ﻷن ﻋﺒﻘﺮﻳﺎ واﺣﺪا ﻓﻘﻂ ﻫـﻮ اﻟـﻘـﺎدر ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪ اﻹﺳﻬﺎم ،وﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ أﺻﻔﺎر ﻷن ﻛﻞ ﻋﺒﻘﺮي ﻠﻚ ﻛﻞ ﻓﺮص اﻟﻨﺠﺎح .ﻏﻴﺮ أن ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أﻻ ﻳﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﻈﺮة ﻛﺜﻴﺮون ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺿﺪي اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ .ﻓﻘـﺪ ﻳـﻌـﻄـﻮن nﻗﻴﻤﺔ ﻣﻘـﺪارﻫـﺎ ٢أو .٣وﻗﺪ ﻳﺠﻌـﻠـﻮن pﺗﻘﻞ ﻋـﻦ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﺼﺤﻴﺢ .ﻟﻜﻦ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺑﺎﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﻌﻨﻲ ،ﻣﻊ ﻛﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﺴﺎﻫﻞ، أن اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ا)ﻔﺮدة أﺷﺪ اﺣﺘﻤﺎﻻ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ا)ﺘﻌﺪدة أو اﻟﺼﻔﺮﻳﺔ. أﻣﺎ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺼﺪﻓﺔ ﻓﺘﻌﻄﻲ ﻗﻴﻤﺎ ﻣﺨﺘﻠـﻔـﺔ ـﺎﻣـﺎ ﻟـﻠـﺤـﺪﻳـﻦ اﻟـﺮﺋـﻴـﺴـﻴـz ا)ﻮﺟﻮدﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﺘﻮزﻳﻊ ذي اﳊﺪﻳـﻦ .اﻓـﺮض أن ﻋـﺪد اﶈـﺎوﻻت ﻋـﺪد ﻛـﺒـﻴـﺮ ﺟﺪا ،ﻟﻜﻦ اﺣﺘﻤﺎل ﳒﺎح ﻛﻞ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺻﻐﻴﺮ ﺟﺪا .واﺟﻌﻞ-ﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﻴﺔ أي اﻛﺘﺸﺎف أو اﺧﺘﺮاع ﻳﺸﻐﻞ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎﻟﻢ أو ﻣﺨﺘﺮع، ،p = 0.01 ،n = 100أي أن ﱠ ﻟﻜﻦ ﻓﺮﺻﺔ ﳒﺎح ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺻﺔ واﺣـﺪة ﻓـﻲ ا)ـﺎﺋـﺔ .ﺳـﻴـﻜـﻮن ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻨﺎﰋ ذي اﳊﺪﻳﻦ ﻫﻮ واﺣﺪ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺮة أﺧـﺮى )،(np = ١ ﻟﻜﻦ ﺷﻜﻠﻪ ﺳﻴﻜﻮن ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﻛﻤﺎ ﻧﻼﺣﻆ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﻦ اﻟﻘﺴﻢ اﻷﺳﻔﻞ ﻣﻦ اﻟﺸﻜﻞ )أ .(٢-واﶈﺎوﻻت اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻨﺠﻢ ﻋﻨﻬﺎ اﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ﻣﺘﻌﺪدة ﻓﻲ ﺿﻮء ﻫﺬه اﳊﺪود ﺳﺘﻘﻞ ﻋﻦ اﻟﺜﻠﺚ .أﻣﺎ اﻟﺜﻠﺜﺎن اﻟﺒﺎﻗﻴﺎن ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻓـﻴـﺘـﻮزﻋـﺎن ﺑـﺎﻟـﺘـﺴـﺎوي ﻣـﺎ ﺑـz اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت اﻟﻔﺮدﻳﺔ واﻹﺳﻬﺎﻣﺎت اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ .ﻻﺣﻆ أﻳﻀﺎ أﻧـﻪ ﻛـﻠـﻤـﺎ ﺗـﺰاﻳـﺪت ﻣﺮﺗﺒﺔ اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت ا)ﺘﻌﺪدة ﺗﻘﻠﺼﺖ اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺈﺳﻬﺎﻣﺎت ﻫﺬه ا)ﺮﺗﺒﺔ. وﺳﺘﻜﻮن ﻫﻨﺎك إﺳﻬﺎﻣﺎت ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ أﻗﻞ ﻣﻦ اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت اﻟﻔﺮدﻳﺔ وإﺳﻬﺎﻣﺎت ﺛﻼﺛﻴﺔ 299
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
أﻗﻞ ﻣﻦ اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت اﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ،وﻫﻜﺬا ﺗﺬﻛﺮ أﻳﻀﺎ أن ﻫﺬا اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺘﻮزﻳﻌﻲ ﻫﻮ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺬي ﻻﺣﻈﻨﺎه واﻗﻌﻴﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﺎت اﻹﺳﻬـﺎﻣـﺎت ا)ـﺘـﻌـﺪدة اﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﻨﺎﻫﺎ .واﳊﻘﻴﻘﺔ ﻫﻲ أن اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﺛﻨﺎﺋﻲ اﳊﺪ ﺳـﻴـﻘـﺘـﺮب ﻣـﻦ ﺗـﻮزﻳـﻊ ﺑﻮاﺳﻮن ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﺣﺎﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ أو ﻣﺤﺪدة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻻﺣﺘـﻤـﺎﻟـﻴـﺔ ﺻـﻐـﻴـﺮة ﺟﺪا واﻟﻌﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﺟﺪا .وﻗﺪ ﺛﺒﺖ أن ﺗﻮزﻳﻊ ﺑﻮاﺳﻮن ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﺎم اﻟﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ا)ﻮﺟﻮدة ،وﻓﻴﻪ ﻻ ﺗﻜﻮن اﻟﻔﺮوق ﺑ zاﻟﻘﻴﻢ اﻟﻨﺎﲡﺔ واﻟﻘﻴﻢ ا)ﺘﻨﺒﺄ ﺑﻬﺎ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﺮوق اﻟﺘﻲ ﻜﻦ ﺗﻮﻗﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﳋﻄﺄ اﻟﻨﺎﰋ ﻋﻦ اﻻﺧﺘﻴـﺎر اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ ﻟﻠﻌﻴـﻨـﺎت ) (Simonton, 1978b, 1979aﻛﺬﻟﻚ أﻣﻜﻦ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﺘـﻮﺳـﻂ ﺗﻮزﻳﻊ ﺑﻮاﺳﻮن إﻣﺒﻴﺮﻳﻘﻴﺎ ﻓﻮﺟﺪ أﻧﻪ ﻗﺮﻳﺐ ﻗﺮﺑﺎ ﻣﻌﻘﻮﻻ ﻣﻦ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﺼﺤﻴﺢ. وﻟﺬﻟﻚ ﻜﻦ أن ﻳﻘﺎل ﻋﻦ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟـﺘـﻮزﻳـﻊ اﻟـﺘـﻲ ﻳـﻮﺿـﺤـﻬـﺎ اﻟـﺸـﻜـﻞ )أ(٢- ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻨﻤﻮذج اﻟﺼﺪﻓﺔ إﻧﻬﺎ ﻮذﺟﻴﺔ أﻳﻀﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟـﺘـﻮزﻳـﻊ اﻟـﻔـﻌـﻠـﻲ ا)ﻼﺣﻆ .وﻳﺒﺪو أن ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﺗﺪﻋﻢ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ا)ﺆﻳﺪ ﳊﺪوث اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت ا)ﺘﻌﺪدة ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺼﺪﻓﺔ .ﻓﻘﻴـﻤـﺔ اﳊـﺪود ،ﺧـﺎﺻـﺔ ﻣـﻨـﻬـﺎ ﻣـﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻟـ ،Pﺳﺘﺠﻌﻞ اﻧﻄﺒﺎق ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺑﻮاﺳﻮن ﻋﻠﻰ اﻷﺣﺪاث اﻟﻨﺎدرة أﻛﺜﺮ ﻣﺴﺄﻟﺔ واﺿﺤﺔ ﺑﺬاﺗﻬﺎ. ﻣﻦ ا)ﻤﻜﻦ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺗﺼﻮرﻧﺎ ﻟﻬﺬا اﻟﻨﻤﻮذج ﺑﺤﻴﺚ ﳒﻌـﻠـﻪ أﻛـﺜـﺮ ﺗـﻮاﻓـﻘـﺎ ﻣـﻊ ﻧﻈﺮﻳﺘﻲ روح اﻟﻌﺼﺮ واﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻛﻠﺘﻴﻬﻤﺎ ،ﺑﻴﻨـﻤـﺎ ﻧـﺤـﺘـﻔـﻆ ﺑـﺎﻟـﺴـﻴـﺎدة اﻟـﻜـﻔـﻴـﺔ ﻟﻠﺼﺪﻓﺔ .(Simonton, 1979a) ،وﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻣﺒﺮر ﻧﻈﺮي أو ﻋﻤﻠﻲ ﻳﺠﻌﻠـﻨـﺎ ﻻ ﻧﻔﺘﺮض أن اﳊﺪﻳﻦ اﳊﻘﻴﻘﻴ zﻟﻠﻨﻤﻮذج ذي اﳊﺪﻳﻦ ﻫﻤﺎ.n = ١٠ ،p = ٠٫١ : وﺗﻈﻞ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻘﻴﻢ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻟﻴﺪ ﺗﻮزﻳﻊ ﺷﺒﻴﻪ ﺑﺘﻮزﻳﻊ ﺑﻮاﺳﻮن ﻟﻪ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻣﻘﺪاره واﺣﺪ ﺻﺤﻴـﺢY ،ـﺎ ﻳـﺪﻋـﻢ ﺻـﺤـﺔ ا)ـﻌـﺘـﻘـﺪات اﻷﺳـﺎﺳـﻴـﺔ اﳋـﺎﺻـﺔ ﺑﺎﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺼﺪﻓﺔ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻘﻮل ﺑﻮﺟﻮد ﺣﻔﻨﺔ ﻣﻦ ا)ﺒﺪﻋz Yﻦ ﻳﺘﻤﻴﺰون ﺑﻐﺰارة اﻹﻧﺘﺎج إﻟﻰ ﺣـﺪ ﻳـﺠـﻌـﻠـﻬـﻢ ﻗـﺎدرﻳـﻦ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻮﺻـﻮل ﻷي اﻛﺘﺸﺎف أو اﺧﺘﺮاع-ﻫﺬا اﻟﻘﻮل ﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﻳﺆﻳﺪ اﻟﺮأي اﻟﺬي ﻳﺘﻤﺴﻚ ﺑﻪ أﺻﺤﺎب وﺟﻬﺔ اﻟﻨﻈﺮ ا)ﺆﻳﺪة ﻟﺮوح اﻟﻌﺼﺮ ،واﻟﺬي ﻣﻔﺎده أن اﻟﺘﻘﺪم اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ اﻟﺒﺘﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﺮد واﺣﺪ ،ﻋﺒﻘﺮﻳﺎ ﻛﺎن أم ﻟﻢ ﻳﻜﻦ .ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻌﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ وﺟﻮد اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت اﻟﺼﻔﺮﻳﺔ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻳﻔﻮق ﻣﺎ ﺗـﺘـﻀـﻤـﻨـﻪ وﺟـﻬـﺔ اﻟـﻨـﻈـﺮ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺮوح اﻟﻌﺼﺮ ﻓﺈن ﻛﻮن ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﻫﻮ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﻛﻞ إﺳﻬﺎم ﺻﻔﺮي ﻳﻘﺎﺑﻠﻪ إﺳﻬﺎم ﻣﺘﻌﺪد ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻜﻮن ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻋﺪد ا)ﺮات 300
ﺗﻘﺪﻳﺮ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺼﺪﻓﺔ
اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﻋﻨﺪﻫﺎ إدراك ﻓﻜﺮة ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﺴﺎوﻳﺎ ﻟﻠﻮاﺣﺪ اﻟﺼﺤﻴﺢ .وﻟﻴﺲ ﺛﻤﺔ-ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ-ﻣﺎ ﻳﻨﺎﻗﺾ وﺟﻬﺔ اﻟﻨﻈﺮ ا)ﺆﻳﺪة ﻟﻠﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻗـﻮﻟـﻨـﺎ إن ﻋـﺸـﺮة ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻫﻢ ﻣﻦ ﻜﻦ أن ﻳﺒﺘﻜﺮوا ﻓﻜﺮة ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ .وﻣﺠﻤﻞ اﻷﻣﺮ ﻫﻮ أن ﻣﻦ ا)ﻤﻜﻦ أن ﻧﻌﻴﺪ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻮذج اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺒﺴﻴﻂ ذا اﳊﺪﻳﻦ ﻫﺬا ﺑﺤﻴﺚ ﳒﻌﻠﻪ ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ ﻣﻮاءﻣﺔ ﻛﻞ وﺟﻬﺎت اﻟﻨﻈﺮ اﻟﺜﻼث ﻫﺬه ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب وﺟﻬﺘﻲ اﻟﻨﻈﺮ ا)ﺴﺎﻧﺪﺗ zﻟﻠﻌﺒﻘﺮﻳﺔ وروح اﻟﻌﻤﺮ. ﻏﻴﺮ أن ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮذج ﻮذج ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺘﺒﺴﻴﻂ رﻏﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﺪرات ﺗﻔﺴﻴﺮﻳﺔ وﺗﻨﺒﺌﻴﺔ .ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﻛﻮن ﺑﻌﺾ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻌﻠـﻤـﻴـﺔ ﺷـﺮوﻃـﺎ ﻣﺴﺒﻘﺔ ﻻزﻣﺔ ﻷﻓﻜﺎر أﺧﺮى .ﻓﻤﻦ ا)ﺴﺘﺤﻴـﻞ ﺗـﺼـﻮر ﻃـﺒـﻴـﻌـﻴـﺎت ﻧـﻴـﻮﺗـﻦ دون ﻗﻮاﻧ zﻛﺒﻠﺮ ورﻳﺎﺿﻴﺎت ﻏﺎﻟﻴﻠﻴﻮ وﻋﻠﻢ اﳉﺒﺮ اﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ اﻟﺪﻳﻜﺎرﺗﻲ .ﻟـﻘـﺪ ﻛـﺎن ﻛﺒﻠﺮ وﻏﺎﻟﻴﻠﻴﻮ ودﻳﻜﺎرت ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺎﻟﻘﺔ اﻟﺬﻳﻦ وﻗﻒ ﻧﻴﻮﺗﻦ ﻋﻠﻰ أﻛﺘﺎﻓـﻬـﻢ ﻟﻴﺴﺘﻜﺸﻒ اﻟﻜﻮن .ﻟﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن ﻓﻜﺮة ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺿﺮورﻳﺔ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻘـﻮل ﺑـﺄن ﺗﻠﻚ اﻟﻔﻜﺮة ﺳﺒﺐ ﻛﺎﻓﻲ ﻟﻔﻜﺮة أﺧﺮى .وإذا ﻛﺎﻧﺖ أﻓﻜﺎر ﻣﻌﻴﻨﺔ أﻓﻜﺎرا ﺿﺮورﻳﺔ دون أن ﺗﻜﻮن ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻓﺈن ﻣﺎ ﻳﺘﺤﺪد ﻫﻨﺎ ﻫﻮ ﻧﻈﺎم اﻟﺘﻘﺪم اﻟﻌﻠﻤﻲ وﻟﻴﺲ ﺗﻮﻗﻴﺘﻪ. ﻓﻘﺪ ﺣﺪث اﻛﺘﺸﺎف ﻏﺎﻟﻴﻠﻴﻮ ﻷﻗﻤﺎر ا)ﺸﺘﺮي ﺑﻌﺪ ﻋﺎم واﺣﺪ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﺧﺘﺮاع اﻟﺘﻠﺴﻜﻮب ،وﻛﺎن ﻫﺬا اﻻﺧﺘﺮاع ﻫﻮ اﻟﺸﺮط ا)ﺴﺒﻖ اﻟﻀﺮوري .ﻟﻜﻦ اﻛﺘﺸﺎف ﻟﻴﻔﻨﻬﻚ ﻟﻠﺒﻜﺘﻴﺮﻳﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث إﻻ ﺑﻌﺪ ﻗﺮﻧ zﻣﻦ اﺧﺘﺮاع ا)ﻴﻜﺮوﺳﻜﻮب. ﻳﺒﺪو أن وﺟﻮد اﻛﺘﺸﺎﻓﺎت واﺧﺘﺮاﻋﺎت ﻋﺪﻳﺪة ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ وﻣﺘﺰاﻣﻨﺔ ﻳﺜﺒﺖ أن اﻟﺘﻘﺪم اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻴﺲ وﻟﻴﺪ اﻟﺼﺪﻓﺔ إﻟﻰ ﻫﺬا اﳊﺪ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﻣﻦ ا)ﻤﻜﻦ أن ﻧﺼﻤﻢ ﻮذﺟﺎ ﻟﻠﺼﺪﻓﺔ ﻜﻨﻪ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺤﺪوث اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت ا)ﺘﺰاﻣـﻨـﺔ دون اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﺤﻮاﻫﺎ أن ﺣﺪوث ﻫﺬه اﻻﻛـﺘـﺸـﺎﻓـﺎت وﻟﻴﺪ اﻟﺼﺪﻓﺔ اﶈﻀﺔ .وﻛﻞ ﻣﺎ ﻧﺤﺘﺎﺟﻪ ﻫﻮ أن ﻧﺪﺧﻞ آﻟﻴﺔ »اﻟﻌﺪوى« Contagion إﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮذج اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻲ .اﻓﺮض أن اﻹﻋﻼن ﻋﻦ اﻛﺘﺸﺎف ﻣـﺎ ﺳـﻴـﺠـﻌـﻞ ا)ﺒﺪﻋ zاﻵﺧﺮﻳﻦ ﻳﻌﺮﺿﻮن ﻋﻦ ﺗﻜﺮار ﻣﺎ ﺳﺒـﻖ إﳒـﺎزه ،و ـﻀـﻮن ﺑـﺪﻻ ﻣـﻦ ذﻟﻚ ﻮ ﺷﻲء آﺧﺮ .إن اﻧﺘﺸﺎر ا)ﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻳﺤﺘﺎج ﺑـﻄـﺒـﻴـﻌـﺔ اﳊـﺎل إﻟـﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ ﻛﻲ ﻳﺤﺪث .وﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﻟﺘﺄﺧﺮ أﻛﺒﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻰ ا)ﻌﻠﻮﻣﺎت أن ﺗﻌﺒﺮ اﳊﺪود اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ .ﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ﻜﻦ ﺗﻀﻤﻴﻨﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﺗﻌﺪﻳﻼ إﺿﺎﻓﻴﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻤﻮذج .ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻳـﺼـﺒـﺢ اﻻﻛـﺘـﺸـﺎف ا)ـﺘـﺰاﻣـﻦ اﻛﺘﺸﺎﻓﺎ ﺷﺎﺋﻌﺎ ﻓﻌﻼ ﺣﺘﻰ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻹﺳﻬﺎﻣﺎت ا)ﺘﻌﺪدة ﻏﻴﺮ ا)ﺘﺰاﻣـﻨـﺔ اﻟـﺘـﻲ 301
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﺗﻜﻮن ﻣﻊ ذﻟﻚ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ .ﻓﻘﻴﺎم أﺣﺪ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﺎﻛﺘﺸﺎف ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻴﻖ ﻋـﺎ)ـﺎ آﺧـﺮ ﻋﻦ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻻﻛﺘﺸﺎف ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻘﺐ ﺗﻮﺻﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻷول إﻟﻴﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ. ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﺰﻣﻦ واﻧﺘﺸﺎر ا)ﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻻﻛﺘﺸﺎف اﻷول ﺗﺘﺰاﻳﺪ أﻋﺪاد اﻟﺒﺎﺣﺜz ا)ﺴﺘﻘﻠ zاﻟﺬﻳﻦ ﺗﻨﺘﺎﺑﻬﻢ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻹﺣﺒﺎط ﻓﻲ ﺳﻌﻴﻬﻢ ﻧـﺤـﻮ اﻟـﻬـﺪف ﻧـﻔـﺴـﻪ. و ﺎ أن زﻣﻦ اﻧﺘﺸﺎر ا)ﻌﺮﻓﺔ ﻳﻜﻮن أﻃﻮل ﻋﺒﺮ اﳊﺪود اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﺈن اﻹﺳﻬﺎم ا)ﺘﻌﺪد اﻟﺬي ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻫﻤﺎت ﺗﻔﺼﻞ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﺪد زﻣﻨﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻳﺄﺗﻲ ﻓﻲ اﻷﻏﻠﺐ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻫﻤ zﻣﻦ أ© ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ. واﻟﻔﻜﺮة اﳉﻮﻫﺮﻳﺔ ﻫﻲ أن ﻮذج اﻟﺼﺪﻓﺔ اﻟﺬي ﻳﺴﻤﺢ ﺑﻮﺟﻮد اﺣﺘﻤﺎﻻت ﻏﻴﺮ ﺛﺎﺑﺘﺔ راﺟﻌﺔ إﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ »اﻟﻌﺪوى« ﻫﻮ ﻮذج ﻜﻨﻪ أن ﻳﺴﻘـﻢ ﺑـﺴـﻬـﻮﻟـﺔ ﺑﻮﺟﻮد إﺳﻬﺎﻣﺎت ﻣﺘﻌﺪدة دون أن ﻳﻔﺘﺮض ﻣﺴﺒﻘﺎ أن روح اﻟﻌـﺼـﺮ ﻫـﻲ اﻟـﺘـﻲ ﺗﺨﺒﺮ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﺘﻰ ﻜﻨﻬﻢ اﻻﻧﻬﻤﺎك ﻓﻲ ﻣﺸﺮوع ﻋﻠﻤﻲ ﻣﻌ .zوإذا ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮذج أﻛﺜﺮ واﻗﻌﻴﺔ ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻹﺳﻬـﺎﻣـﺎت ا)ﻤﻜﻨﺔ )أي ﺑﺎﻓﺘﺮاض إن ﺣﺪوث أﺣﺪ اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻟﻀﺮورﻳﺔ ا)ﺴﺒﻘﺔ ﻳﺮﻓﻊ اﺣﺘﻤﺎل اﻟﺘﻮﺻﻞ ا)ﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ أﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺮ( ﻓﺈن دﻗﺔ اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﺘﻨﺒﺌﻴﺔ ﺗﺼﺒﺢ أﻛﺜﺮ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ دون اﻟﺘﺨﻠﻲ إﻃﻼﻗﺎ ﻋﻦ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﻋﺎﻣﻞ اﻟﺼﺪﻓﺔ. ﻟﻢ ﺗﺜﺒﺖ ﻫﺬه ا)ﻨﺎﻗﺸﺔ أن اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺑﺎﻟﺼﺪﻓﺔ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ .ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺪﻋﻮ أﻧﺼﺎر ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﺘﻘـﺪم اﻟـﻌـﻠـﻤـﻲ ﺑـﻌـﺰوه إﻟـﻰ روح اﻟـﻌـﺼـﺮ ﻷن ﻳـﻘـﺪﻣـﻮا ﺑـﻌـﺾ اﻻﺧﺘﺒﺎرات اﳊﺎﺳﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﺜﺒﺖ أن روح اﻟﻌﺼﺮ ﺗﻠﻌﺐ دورا أﻛـﺒـﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ اﻟﺰﻣﻨﻲ اﻟﻀﻌﻴﻒ ﻷﺣﺪاث ﻣﻌﻴﻨﺔ وﻣﻦ اﻟـﺰﻣـﻦ اﻟـﺬي ﺗـﺴـﺘـﻐـﺮﻗـﻪ ا)ﻌﺮﻓﺔ ﻟﻜﻲ ﺗﻨﺘﺸﺮ.
302
ﲢﻠﻴﻞ ﺳﻼﺳﻞ اﻟﺰﻣﻦ اﳉﻴﻠﻴﺔ
ا ﻠﺤﻖ )ﻫـ(
ﲢﻠﻴﻞ ﺳﻼﺳﻞ اﻟﺰﻣﻦ اﳉﻴﻠﻴﺔ اﺳـﺘـﻌـﻨـﺖ ﻓـﻲ ﻫـﺬا اﻟـﻜـﺘـﺎب ﻣــﺮارا ﺑــﺎﻷﺳ ـﻠــﻮب ا)ـﻌـﺮوف ﺑـﺎﺳـﻢ ﲢـﻠـﻴـﻞ ﺳـﻼﺳـﻞ اﻟـﺰﻣـﻦ اﳉـﻴـﻠـﻴـﺔ. واﻟﺘﺤﻠﻴﻼت اﳉﻴﻠﻴﺔ ﺗﺒﺪأ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ وﺣﺪة اﻟﺘـﺤـﻠـﻴـﻞ، وﺗﻜـﻮن اﳋـﻄـﻮة اﻷوﻟـﻰ ﻫـﻲ ﲢـﺪﻳـﺪ اﻟـﻮﺣـﺪة ﻋـﻠـﻰ أﺳﺎس ﻣﻘﻄﻊ ﻋﺮﺿﻲ Yﺘﺪ ﻓﻲ ا)ﻜﺎن :ﻓﻬـﻞ ﻧـﺤـﻦ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ أﺟﻴﺎل ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ أﻣﺔ ﻣﻔﺮدة أم ﻣﻊ أﺟﻴﺎل ﻣﻦ ﺣﻀﺎرة ﻛﺎﻣﻠﺔ? إن اﻻﺧـﺘـﻴـﺎر ﻫـﻨـﺎ ﻳـﻌـﺘـﻤـﺪ ﻋـﻠـﻰ اﻟﻔﺮوض اﻟﻨﺎﻣﻮﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻨﺨﺘﺒﺮﻫﺎ ،ﻓﺎﻟﺘﻌﻤﻴـﻤـﺎت ا)ﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﺬﺑﺬب اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ اﻷدﺑﻴﺔ ﻋﺒﺮ اﻷﺟﻴﺎل ﻣﺜﻼ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻷﻓﻀﻞ ﺗﻨﺎوﻟﻬﺎ ﻣـﻦ ﺧـﻼل اﻟـﻮﺣـﺪات اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،وذﻟﻚ ﻷن اﻟﺘﻘﺎﻟـﻴـﺪ اﻷدﺑـﻴـﺔ ـﻴـﻞ إﻟـﻰ أن ﺗﻜﻮن ﺷﺪﻳﺪة اﻟﺘﻌﻠﻖ ﻓﻲ ﺟﻮﻫﺮﻫﺎ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻷﻣﺔ .أﻣﺎ اﳋﻄﻮة اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﻴ zﺣﺪود اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺰﻣﻨﻴـﺔ. وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﻮﺣﺪة ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت اﳉﻴﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ذﻛﺮت ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ. ﻛﺎﻧﺖ اﳋﺎﺻﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ا)ﻤﻴﺰة ﻟﻠﺘﺤﻠﻴﻞ اﳉﻴﻠﻲ ا)ﺘﻀﻤﻦ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻫـﻲ أن اﻟـﻌـﺒـﺎﻗـﺮة وزﻋـﻮا ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺮات اﻷﻋﻮام اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﻔـﻠـﻮن ﻓـﻴـﻬـﺎ ﺑﻌﻴﺪ ﻣﻴﻼدﻫﻢ اﻷرﺑﻌ ،zوذﻟﻚ اﺳﺘﻨﺎدا إﻟﻰ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ إن ﻫﺬا اﻟﻌﻤﺮ ﺜﻞ اﻟﺘﻘﺪﻳـﺮ ا)ـﻨـﺎﺳـﺐ ﻟـﻜـﻞ اﻷﻏﺮاض ﻓﻲ ﲢﺪﻳﺪ اﻟﺬروة اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻴـﺮة 303
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻷي ﻣﺒﺪع .وﻟﻨﺄﺧﺬ ﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ ﻛﻤﺜﺎل ﻳﻮﺿﺢ ﻫﺬه اﻹﺟﺮاءات .ﻓﻘﺪ وﻟﺪ ﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ ﻋﺎم ١٧٧٠ .وﺑﻠﻎ اﻷرﺑﻌ zﻋﺎم ،١٨١٠وﻫﺬا ﻳﻀﻌﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻓﻲ اﳉﻴﻞ اﻟﺬي ﻳﻘﻊ ﻣﺎ ﺑ zﻋـﺎﻣـﻲ .١٨١٩-١٨٠٠ﻓﻠﻨﺸﺮ إﻟﻰ ﻫﺬه اﻟﻔﺘﺮة ﺑﺘﻌـﺒـﻴـﺮ اﳉـﻴـﻞ )ج( ،و ﻀﻲ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ )ﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺤﺪث ﻟﺒﻴﺘﻬﻮﻓﻦ ﻓﻲ اﳉﻴﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ )ج- .(١وﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن ﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ ﻛﺎن ﻓﻲ ذﻟﻚ اﳉﻴﻞ أﺻـﻐـﺮ ـﻘـﺪار ﻋـﺸـﺮﻳـﻦ ﺳﻨﺔ ،أي ﻛﺎن ﺷﺎﺑﺎ ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟﻠﻤﺆﺛﺮات اﻟﺘﻄﻮرﻳﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﻌﻤﺮه .ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ر ﺎ ﻛﺎن ﻋﺮﺿﺔ ﻟﺘﺄﺛﻴﺮات اﻻﻗﺘﺪاء ،وﺣﺴﺎﺳﺎ إزاء اﻷﺣﺪاث اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،وﻣﺘﺄﺛـﺮا أﻳﻀﺎ ﺑﺎﻷﻓﻜﺎر اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ اﻟﺒﺎﻫﺮة ﻓﻲ ﻋﺼﺮه .واﻟﻄﺎﻗﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﻛﺘﺴﺒﻬﺎ ﺧﻼل أواﺧﺮ ﻣﺮاﻫﻘﺘﻪ وﺑﺪاﻳﺎت اﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎت ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺳﺘﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﻣﻨﺘﺠﺎت إﺑﺪاﻋﻴﺔ ﺧﻼل ﺳﻴﺮﺗﻪ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺄﻟﻴﻔﻴﺔ .وﻻ رﻳﺐ أن ﻗﻮﻟﻨﺎ إن ﺑﻴﺘﻬﻮﻓـﻦ ﻛـﺎن ﻓﻲ اﻷرﺑﻌ zﻓﻲ اﳉﻴﻞ )ج( وﻓﻲ اﻟـﻌـﺸـﺮﻳـﻦ ﻓـﻲ اﳉـﻴـﻞ )ج (١-ﻗﻮل ﺗﻨـﻘـﺼـﻪ اﻟﺪﻗﺔ .ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻋﻤﺮه ﻳﻘﻊ ﺑ zﺳﻦ ٤٩ -٣٠ﻓﻲ اﳉﻴﻞ )ج( وﺑ zﺳﻦ ٢٩-١٠ﻓﻲ اﳉﻴﻞ )ج-أ( .ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻳﻦ اﻻﻣﺘﺪادﻳﻦ اﻟﻌﻤﺮﻳ zﻜﻨﺎﻧﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻜﻼم ﻋﻦ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ﺳﻦ اﻟﺜﻼﺛ zإﻟﻰ ﺳﻦ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ واﻷرﺑﻌ zﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻓﺘﺮة اﻟﺬروة اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻟﺪى ﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ .و ﻜﻨﻨﺎ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎﻛﻠﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﺑـz ﺳﻦ اﻟﻌﺎﺷﺮة وﺳﻦ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻓﺘﺮة ﺗﻄﻮره .وأﻧﺎ أﻗﺮ ﺑﺄﻧﻨﻲ اﺧﺘﺮت ﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ ﻷﻧﻪ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻠﺨﻄﺔ ا)ﻨﻬﺠﻴﺔ ﻣﻊ أﻗﻞ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎء .و ﺎ أن ﻋﻴﺪ ﻣﻴﻼده اﻷرﺑﻌ zﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﳉﻴﻞ ا)ﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﻋﺎم ١٨٠٠ﺣﺘﻰ ﻋﺎم ١٨١٩ﻓﺈن ﻓﺘﺮة ذروﺗﻪ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ-وﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗـﻌـﺮف ﺣـﻘـﻴـﻘـﺔ ﺑـﻔـﺘـﺮﺗـﻪ اﻟـﺜـﺎﻧـﻴـﺔ ا)ﺪﻫﺸﺔ-ﺗﺘﻔﻖ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻣﻊ اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ اﻟﺘﺨﻄﻴﻄﻲ ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ إﻟﻰ ﻓﺘﺮات. أﻣﺎ ﺷﻜﺴﺒﻴﺮ ﻓﻼ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ إﻟﻰ ﻫﺬه اﻟﺪرﺟﺔ .ﻓﻘﺪ وﻟﺪ ﻋﺎم ،١٥٦٤ووﺻﻞ اﻟﺬروة اﳋﺎﺻﺔ ﺑﻌﻤﺮ اﻷرﺑﻌ zﻓﻲ اﳉﻴﻞ اﻟﺬي ﻳﻘﻊ ﻣﺎ ﺑz ﻋﺎﻣﻲ ١٦٠٠و .١٦١٩وﺗﺮﺟﻊ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺮواﺋﻊ ا)ﺴﺮﺣﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻧﺘﺠﻬﺎ ﻣﺜﻞ »ﻫﺎﻣﻠﺖ« و»ﻋﻄﻴﻞ« و»ا)ﻠﻚ ﻟﻴﺮ« و»ﻣﺎﻛﺒﺚ« و»اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ« ،وﻛﺬﻟﻚ ﺳﻮﻧﺎﺗﺎﺗـﻪ اﻟـﻌـﻈـﻴـﻤـﺔ إﻟﻰ ﻫﺬه اﻟﻔﺘﺮة .وﻟﻜﻦ أﻋﻤﺎﻟﻪ اﻷﺧﺮى ﻣﺜﻞ »ﺗﺮوﻳﺾ اﻟﻨﻤﺮة« و»روﻣﻴﻮ وﺟﻮﻟﻴﻴﺖ« و»ﺣﻠﻢ ﻟﻴﻠﺔ ﺻﻴﻒ« و»ﺗﺎﺟﺮ اﻟﺒﻨﺪﻗﻴﺔ« واﻳﻮﻟﻴﻮس ﻗﻴﺼﺮ ﺗﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ١٥٨٠إﻟﻰ .١٥٩٩ﻻ ﺑﻞ إن ﻣﺜﺎل راﻓﺎﺋﻴﻞ أﺷﺪ دﻻﻟﺔ .ﻓﻘﺪ وﻟﺪ ﻋﺎم ،١٤٨٣وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈن ﺗﻘﺴﻴﻤﻨﺎ ﻳﻀﻌﻪ ﻓﻲ اﳉﻴﻞ اﻟﻮاﻗﻊ ﺑ .١٥٣٩-١٥٢٠ zوﻟﻜﻦ وﺿﻌﻪ ﻓﻴﻪ ﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻪ ﻷن ﻛﻞ ﻟﻮﺣﺎﺗﻪ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺗﺮﺟﻊ ﻓﻲ ﺗﻮارﻳﺨﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﻋﺎم .١٥٢٠ 304
ﲢﻠﻴﻞ ﺳﻼﺳﻞ اﻟﺰﻣﻦ اﳉﻴﻠﻴﺔ
واﳊﻘﻴﻘﺔ أن راﻓﺎﺋﻴﻞ ﻣﺎت ﻋﺎم ١٥٢٠وﻟﻢ ﻳﻌﺶ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ﺳﻦ اﻷرﺑﻌ،z وﻟﻢ ﻳﻌﺶ إﻻ ﺑﻀﻌﺔ أﺷﻬﺮ ﻓﻲ اﳉﻴﻞ اﻟﺬي ﻳﻔﺘﺮض ﻣﻨﻬﺠﻨﺎ أﻧﻪ ﻛﺎن أﻧﺸﻂ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻪ. ﻻ ﺑﺪ ﻟﻲ ،ﻟﻼﺳﺘﺠﺎﺑﺔ )ﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت ،ﻣﻦ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﺎط ﺛﻼث. أوﻻ :ﻟﻴﺲ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﳉﻴﻠﻲ ﻣـﻌـﻨـﻴـﺎ ﺑـﺠـﺪوﻟـﺔ اﻟـﻨـﻮاﰋ اﻹﺑـﺪاﻋـﻴـﺔ ،ﺑـﻞ ﺑـﻮﺿـﻊ اﻷﺷﺨﺎص ﻓﻲ أﺟﻴﺎل ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﻘﺪار ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﺸﺮون ﻋﺎﻣﺎ .وﺛﺎﻧﻴﺎ .إن ﻣﺒﺮر اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺬﻟﻚ ﻫﻮ ،ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ،اﺑﺘﻜﺎر ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﺘـﻘـﺪﻳـﺮ اﻟـﺘـﺄﺛـﻴـﺮ اﻟـﺘـﻄـﻮري اﻟـﺬي ﲢﺪﺛﻪ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ أو اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﶈﻴﻄـﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻌـﺒـﻘـﺮي اﻟﻨﺎﺷﺊ .وﺛﺎﻟﺜﺎ :إن ﻫﺬا اﻻﺳﺘﻨﺘﺎج اﻟﺴﺒﺒـﻲ اﻟـﺘـﻄـﻮري ﻻ ﻳـﻘـﻮم ﻋـﻠـﻰ أﺳـﺎس ﺣﻔﻨﺔ ﻗـﻠـﻴـﻠـﺔ ﻣـﻦ اﳊـﺎﻻت اﳋـﺎﺻـﺔ ،ﺑـﻞ ﻋـﻠـﻰ أﺳـﺎس ﻣـﺌـﺎت ،ﺑـﻞ آﻻف ﻣـﻦ اﻷﺷﺨﺎص ا)ﺒﺪﻋ .zﻓﺈذا أﺧﺬﻧﺎ ﻫﺬه اﳉﻮاﻧﺐ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ ا)ﻤﻴـﺰة ﻟـﻸﺳـﻠـﻮب ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ،ﻓﻠﻴﺲ ﻳﻬﻢ أن ﺗﻘﻊ ﻓﺘﺮة اﻟﺬروة اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ أﺣـﻴـﺎﻧـﺎ ﻓـﻲ ﺟـﻴـﻠـ،z وذﻟﻚ ﻷن ﻛﻞ ﻣﺒﺪع ﺑﻠﻎ ﺳﻦ اﻷرﺑﻌـ zﻗـﺮب ﺑـﺪاﻳـﺔ ﻓـﺘـﺮة اﻟـﺴـﻨـ zاﻟـﻌـﺸـﺮﻳـﻦ اﶈﺪدة ﻟﻠﺠﻴﻞ ﻳﻘﺎﺑﻠﻪ ﻣﺒﺪع آﺧﺮ ﻳﺒﻠﻎ اﻷرﺑﻌ zﻗﺮب ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻫﺬه اﻟﻔﺘﺮة .وﻫﻜﺬا ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﻌﻤﺮ ﻓﻲ أي ﺟﻴﻞ ﻣﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ إذا اﺷﺘﻤـﻞ ﻫـﺬا اﳉـﻴـﻞ ﻋـﻠـﻰ ﻋـﻴـﻨـﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد ،ﺳﻴﻈﻞ ﻳﺪور ﺣﻮل ﺳﻦ اﻷرﺑﻌ .zو ﺎ أن اﻟﻌﻴﻨﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﺟﺪا ﻓﻲ ﺣﺠﻤﻬﺎ ﻓﺈن ﺷﺬوذ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺜﻞ ﺣﺎﻟﺔ رﻓﺎﺋﻴﻞ ﻟﻦ ـﺜـﻞ أﻳـﺔ ﻣـﺸـﻜـﻠـﺔ .ﻟـﻘـﺪ ﻋﺎش %١١ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﺔ ﻛﻮﻛﺲ اﻟﺘﻲ اﺷﺘﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ٣٠١ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة أﻗﻞ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﻗﺮن ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻜﻮن ﺗﺸﻮﻳﻪ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺬي ﻳـﺤـﺪﺛـﻪ ا)ـﻮت ا)ـﺒـﻜـﺮ ﺷـﻴـﺌـﺎ ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺘﺠﺎﻫﻞ .وﻟﻴـﺲ ﻣـﻦ اﻟـﻀـﺮوري ﻛـﺬﻟـﻚ أن ﻧـﻔـﺘـﺮض أن راﻓـﺎﺋـﻴـﻞ ﻛـﺎن ﺳﻴﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ إﻧﺘﺎج اﻟﺮواﺋﻊ ﻟﻮ أﻧﻪ ﻋﺎش أﻃﻮل ﻋﺎش .وﻛﻮن ا)ﺒﺪﻋ zأﺣـﻴـﺎء ﻓﻲ ﺟﻴﻞ اﻟﻔﺘﺮة اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ أﻗﻞ أﻫﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻬﻢ ﺗﺮﻋﺮﻋﻮا ﻓﻲ ﺟﻴﻞ ﺗﻄﻮرﻫﻢ، وذﻟﻚ ﻷﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬه ا)ﺮﺣﻠﺔ ﻓﻲ إﻛﺴﺎﺑﻬﻢ اﻟﺸﻬﺮة أﺻﻼ. وا)ﺒﺮر اﻷﻓﻀﻞ ﻟﻬﺬا ا)ﻨﺤﻰ اﻟﺘﺨﻄﻴﻄﻲ اﻟﺬي ﻧﺘﺨﺬه ﻓﻲ ﺗﻨﺎوﻟﻨﺎ ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ ﻫﻮ ﻣﺎ أﳒﺰه ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ إﻟﻰ اﻵن. وﻛﻤﺎ ﻻﺣﻈﺖ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﻓﺈن ﺳﻼﺳﻞ اﻟﺰﻣﻦ اﳉﻴﻠﻴﺔ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﺗﺼﻤـﻴـﻤـﺎت ﺷﺒﻪ ﲡﺮﻳﺒﻴﺔ ﻣﺜﻞ أﺳﻠﻮب »ﲢﻠﻴﻞ اﻻرﺗﺒﺎط ا)ﺮﺟﺄ« ،وﻣﺜﻞ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﺘﻌﺪدة ا)ﺘﻐﻴﺮات ﻣﻦ ﻧﻮع أﺳﻠﻮب ﲢﻠﻴﻞ ﺳﻼﺳﻞ اﻟـﺰﻣـﻦ ﺑـﺎﻻﻧـﺤـﺪار ا)ـﺘـﻌـﺪد ،وﻫـﻲ أﺳﺎﻟﻴﺐ وﺷﻌﺖ ﻗﺪرﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻻﺳﺘﻨﺘـﺎج اﻟـﺴـﺒـﺒـﻲ ﻓـﻴـﻤـﺎ ﻳـﺘـﻌـﻠـﻖ 305
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
ﺑﺎ)ﺆﺛﺮات اﻟﺘﻄﻮرﻳﺔ .وﻟﻨﻨﻈﺮ اﻵن إﻟﻰ ﻣﺜﺎل ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎت ،ﺑﺎدﺋ zﺑﺄﺳﻠﻮب اﻻرﺗﺒﺎط ا)ﺮﺟﺄ اﻟﺘﻘﺎﺑـﻠـﻲ .وﻳـﻮﺿـﺢ اﻟـﺸـﻜـﻞ )أ (٣-اﻷﺳﺎس اﻟﺬي ﻗﺎم ﻋـﻠـﻴـﻪ ﺗﻮﻛﻴﺪي أن ا)ﻨﺎخ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻄﻮر اﻹﺑﺪاﻋﻲ ﻟﻠﻔﻼﺳﻔﺔ )Simonton, .(1976gوﻓﻲ ﻫﺬه اﳊﺎﻟﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﺴﻌﺎدة اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﺮﺟﺄة أو ﻻﺣﻘﺔ زﻣﻨﻴﺎ ﻟﻮﻗﻮع اﺿﻄﺮاﺑﺎت ﻣﺪﻧﻴﺔ داﺧﻠﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺟـﻴـﻞ ﺳـﺎﺑـﻖ .وﻫـﻨـﺎك ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻜﻮﻧﺎت رﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺮﺳﻢ اﻟﺘﺨﻄﻴﻄﻲ .ﻓﺄوﻻ :ﻫﻨﺎك ارﺗﺒـﺎﻃـﺎن ذاﺗﻴﺎن ﻳﺸﻴﺮان إﻟﻰ ا)ﺪى اﻟﺬي ﻳﻜﻮن ﻋﻨﺪه ﻣﺴﺘﻮى أﺣﺪ ا)ﺘﻐﻴﺮات ﻓﻲ اﳉﻴﻞ )ج( ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ﺴﺘﻮاه ﻓﻲ اﳉﻴﻞ )ج .(١+ ﻓﺎﻻرﺗﺒﺎط اﻟﺬاﺗﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻼﺿﻄﺮاﺑﺎت ا)ﺪﻧﻴﺔ ﻫﻮ ارﺗﺒﺎط ﺻﻐﻴـﺮ إﻟـﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ )Y ،(٠٬١٧ﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﺣﺪاث ﺗﺘﻮزع ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺸﻮاﺋﻲ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻦ ،ﻣﻊ وﺟﻮد ﻣﻴﻞ ﻃﻔﻴـﻒ ﻟـﺪى ﻋـﻤـﻠـﻴـﺎت اﻟـﺸـﻐـﺐ واﻟـﺘـﻤـﺮد اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻷن ﺗﺘﺠﻤﻊ ﻓﻲ أﺟﻴﺎل ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺔ ﻋﺒﺮ اﻷﺟﻴﺎل اﻻﺛﻨ zواﻟﻌﺸﺮﻳﻦ وا)ﺎﺋﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻷورﺑﻲ .أﻣﺎ اﻟﺘﺬﺑﺬب ﻓﻲ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﻠﺬة وا)ﻨﻔﻌﺔ ﻓﺄﺛﺒﺖ ﺑﻜﺜﻴﺮ إذا ﻣﺎ ﻧﻈﺮﻧﺎ إﻟﻴﻪ ﻣـﻦ ﺧـﻼل اﻻرﺗـﺒـﺎط اﻟـﺬاﺗـﻲ)×( اﻟﺬي وﺻﻠﺖ درﺟـﺘـﻪ إﻟـﻰ ٠٬٧٥ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺘﻐﻴﺮ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ. اﳉﺒﻞ )ج (١ + اﻻﺿﻄﺎراﺑﺎت ا)ﺪﻧﻴﺔ
اﳉﺒﻞ )ج( اﻻﺿﻄﺎراﺑﺎت ا)ﺪﻧﻴﺔ
اﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﺴﻌﺎدة
اﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﺴﻌﺎدة
ﺷﻜﻞ رﻗﻢ )أ (٣ - وﻳﻮﺿﺢ ﲢﻠﻴﻞ اﻻرﺗﺒﺎط ا)ﺮﺟﺄ اﻟﺘﻘﺎﺑﻠﻲ اﳋﺎص ﺑﺎﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﳉﻴﻠﻴﺔ ﺣﻮل اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺑ zاﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت ا)ﺪﻧﻴﺔ وﻇﻬﻮر ﻓﻼﺳﻔﺔ ﻳﻨﺎﺻﺮون اﻷﻧﺴﺎق اﻷﺧـﻼﻗـﻴـﺔ اﻟـﻠـﺬﻳـﺔ أو اﻟـﻨـﻔـﻌـﻴـﺔ. واﻷرﻗﺎم ﺑ zاﻷﺳﻬﻢ ﻫﻲ ﻣﻌﺎﻣﻼت ارﺗﺒﺎط ﺑﻴﺮﺳﻮن ا)ﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﺳﻴﻜﻮن اﻟﻌﺪﻳﺪ اﻟﻠﺬﻳ zأو اﻟﻨﻔﻌﻴz ﻣﻦ أﻋﻀﺎء اﳉﻴﻞ )ج (١ +ﻓﻲ اﳊﻘﻴﻘﺔ ﺗﻼﻣﺬة ﻟﻠﻔﻼﺳﻔﺔ ّ )×( وﻫﻮ اﻻرﺗﺒﺎط ﺑ zا)ﺘﻐﻴﺮ وﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺗ zزﻣﻨﻴﺘ zﻣﺨﺘﻠﻔﺘ) zا)ﺘﺮﺟﻢ(.
306
ﲢﻠﻴﻞ ﺳﻼﺳﻞ اﻟﺰﻣﻦ اﳉﻴﻠﻴﺔ
اﻟﺒﺎرزﻳﻦ ﻓﻲ اﳉﻴﻞ )ج( .أﻣﺎ ا)ﻜﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻬﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ارﺗﺒﺎط ﻣﺘﺰاﻣﻦ ﻣﺎ ﺑ zا)ﻨﺎخ اﻟﺴﻴﺎﻟﻲ وروح اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ،ﻣﻘﺪرﻳﻦ ﻣﻌﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻘﻄﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ .وﻫﺬا اﻻرﺗﺒﺎط إﻳﺠﺎﺑﻲ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺘﻮاﺿﻊ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ Y ،٢٠٬٠ﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت ا)ﺪﻧﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻌﺎﺻﺮﻫﺎ ﺑﺄﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﺴﻌﺎدة .أﻣﺎ ا)ﻐﺰى اﳊﻘﻴﻘﻲ ﻟﻬﺬا اﻻرﺗﺒﺎط ا)ﺘﺰاﻣﻦ ﻓﻼ ﻳﻔﻬﻢ إﻻ إذا ﻗﻮرن ﺑﺎﻻرﺗﺒﺎﻃz ا)ﺮﺟﺄﻳﻦ اﻵﺧﺮﻳﻦ وأﺣﺪ ﻫﺬﻳﻦ اﻻرﺗﺒﺎﻃ zﺧﺎص ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ zﻋﺪد ا)ﻔﻜﺮﻳـﻦ ا)ـﺘـﻮﺟـﻬـz ﻧﺤﻮ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﺴﻌﺎدة ﻓﻲ اﳉﻴﻞ )ج( وﺑ zﺗﻜﺮار اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت ا)ﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﳉﻴﻞ )ج .(١+وﻫﺬا اﻻرﺗﺒﺎط ﻫﻮ ارﺗﺒﺎط ﺻﻔﺮي ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺿﻊ ا)ﺮﺗﺒﺔ اﻟﻌﺸﺮﻳﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .ﻓﻤﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن اﻟﺰﻳﺎدة ا)ـﻔـﺎﺟـﺌـﺔ ﻓـﻲ ﻣـﺜـﻞ ﻫـﺬه اﻷﻓـﻜـﺎر اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻻ ﻜﻦ اﻟﺰﻋﻢ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻦ إﻧﺘﺎج ﺟﻴﻞ ﻣﻦ ا)ﺘﻤﺮدﻳﻦ رﻏﻢ أن ﻫﺬا اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻳﻨﺸﻂ ﻓﻌﻼ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺘﺰاﻣﻨﺔ ﻣﻊ ﻫﺬه اﻷﺧﻼﻗﻴﺎت ،وﻏﺎﻟﺒﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺘﺴﻘﺔ ﻣﻊ اﻻرﺗﺒﺎط ا)ﺘﺰاﻣﻦ. ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺴﻘﻂ اﻻﺣﺘﻤﺎل اﻷﺧﻴـﺮ ﻣـﻦ اﻻﻋـﺘـﺒـﺎر ﻫـﻮ أن اﻻرﺗـﺒـﺎط ا)ﺮﺟﺄ اﻟﺘﻘﺎﺑﻠﻲ اﻵﺧﺮ ﺑـ zﻣـﺆﺷـﺮ ﻋـﺪم اﻻﺳـﺘـﻘـﺮار ا)ـﺪﻧـﻲ ﻓـﻲ اﳉـﻴـﻞ )ج( وﻣﺆﺷﺮ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﺴﻌﺎدة ﻓـﻲ اﳉـﻴـﻞ )ج (١+ﻫﻮ ارﺗﺒﺎط ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻻﻋﺘـﺒـﺎر ﻳﺼﻞ ﻛﻠﻰ ،٠٫٤١أي إﻟﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺿﻌﻒ اﻻرﺗﺒﺎط ا)ﺘﺰاﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ .وﻳـﺪﻋـﻢ ﻫﺬا اﻻرﺗﺒﺎط اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ إن اﻟﺘﻌﺮض ﻟﻼﺿﻄﺮاﺑﺎت ا)ﺪﻧﻴﺔ-ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ا)ﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺳﻨﻮات ا)ﺮاﻫﻘﺔ أو ﺳﻨﻮات اﻟﺮﺷﺪ ا)ﺒﻜﺮة-ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ أن ﻳﺆﻳﺪ ﻫﺬا ا)ﻔﻜﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﻀﺞ ﻧﻈﺮﻳﺎت أﺧـﻼﻗـﻴـﺔ ﺗـﻘـﻮم ﻋـﻠـﻰ أﺳـﺎس ﻣـﺒـﺪأ اﻟﻠﺬة .ﺳﺄﺑﺎدر وأﻗﻮل إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ إن ﻫﺬا اﻟﺮﺳﻢ اﻟﺘﺨﻄﻴﻄﻲ ﻳﺒﺴﻂ اﻷﻣﺮ ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ. وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻳﺆدي وﻇﻴﻔﺘﻪ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﻣﺪﺧﻼ ﻟﻠﺘﺤﻠﻴﻞ اﳉﻴـﻠـﻲ .ﻓـﺎ)ـﻨـﻄـﻖ ﻳﺘﻄﻠﺐ أن ﻧﻌﻄﻲ اﻷﺳﺒﻘﻴﺔ اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺘﻐﻴﺮ اﻟﺴﺒﺒﻲ ا)ﻔﺘﺮض ،وﻫﺬا ﻫـﻮ ﻣـﺎ ﻳﺤﻘﻘﻪ ﲢﻠﻴﻞ اﻻرﺗﺒﺎط ا)ﺮﺟﺄ اﻟﺬي ﻳﻌﺮﺿﻪ ﻟﻨﺎ اﻟﺸﻜﻞ رﻗﻢ )أ.(٣- وﻣﻦ ا)ﻬﻢ أﻳﻀﺎ أن ﻧﺜﺒﺖ ا)ﺼﺎدر اﶈﺘﻤﻠﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻟـﺰاﺋـﻔـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻗـﺪ ﺗﻨﺸﺄ ﻋﻦ ﻣﺘﻐﻴﺮات ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ أو ﻋﻦ أﺳﺒﺎب ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ أﺧﺮى. وﻟﻨﺘﺤﻮل اﻵن إﻟﻰ اﳉﺪول )أ (٢-ﻟﻨﺮى ﻛﻴﻒ ﲡﺮي ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻀﺒﻂ ﻫﺬه. وﻗﺪ أﺧﺬت ﻫﺬا اﳉﺪول ﻣﻦ دراﺳﺔ أﺟﺮﻳﺘﻬـﺎ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻌـﻮاﻣـﻞ ا)ـﺴـﺆوﻟـﺔ ﻋـﻦ 307
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
اﻟﺘﺬﺑﺬﺑﺎت اﳉﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺪد ا)ﺒﺪﻋ zﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻔـﻜـﺮ ).(Simonton, 1975c وﻛﺎن ا)ﺘﻐﻴﺮ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻫﻮ ﻋﺪد اﻟﻌﻠﻤﺎء واﻟﻔﻼﺳﻔﺔ واﻷدﺑﺎء وا)ﻮﺳﻴﻘﻴ zاﻟـﺬﻳـﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻧﺸﻴﻄ zﻓﻲ اﳉﻴﻞ )ج(. وﻗﺪ أﻋﻄﻴﺖ درﺟﺎت ﻣﻮزوﻧﺔ ﻟﻜـﻞ ﻣـﺒـﺪع وﻓـﻘـﺎ ﻟـﺸـﻬـﺮﺗـﻪ .و ـﺎ أن ﻋـﺪد ا)ﺒﺪﻋ zﻓﻲ اﻟﻌﻴﻨﺔ ﺑﻠﻎ اﻵﻻف ﻓﺈن ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻲ أن أؤﻛﺪ ﺑﺜﻘـﺔ أن ﻣـﺘـﻮﺳـﻂ اﻟﻌﻤﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺟﻴﻞ ﻣﻦ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺘﻲ ﺑﻠﻎ ﻋﺪدﻫﺎ ١٢٧ﺟﻴﻼ ﻛﺎن ٤٠ﺳﻨﺔ ،وﻫﻮ ﻋﻤﺮ اﻟﺬروة ا)ﻨﻬﺠﻴﺔ ﻓﻲ أﻳﺔ ﺳﻴﺮة ﻋﻤﻠﻴﺔ .وﻗﺪ ﺗﻀﻤﻨﺖ ا)ﻌﺎدﻟﺔ ﻋﺪة ﻣﺘﻐﻴﺮات ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻣﻨﻬﺎ :ﻛﻤﻴﺔ اﻹﺑﺪاع اﻟﻔﻜﺮي ﻓﻲ اﳉﻴﻞ )ج-أ( واﳉﻴﻞ )ج ،(٢-وﻣﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﺘﻔﺘﺖ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وﻋﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻻﺳﺘﻌﻤﺎري واﻻﺿﻄﺮاب اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﳉﻴـﻞ )ج ;(١-وﻋﻨﻒ اﳊﺮب واﻻﺿﻄﻬﺎد اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋـﻲ ﻓـﻲ اﳉـﻴـﻞ )ج( .ﻛﺬﻟﻚ أدﺧﻠﺖ ﺑﻌﺾ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻀﺒﻂ ا)ﻨﻬﺠﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﻣﺘﻐﻴﺮ اﻟﺰﻣﻦ ﻟﻠﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﻴﺎرات اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ اﳋﻄﻴﺔ )ا)ﺴﺘﻤﺮة( ،وﻛﺬﻟﻚ أرﺑﻌﺔ ﻣﻦ ا)ﺘﻐﻴﺮات اﳉﻴﻠﻴﺔ اﶈﺪودة أو اﻟﻮﻫﻤﻴﺔ وذﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘـﻌـﺎﻣـﻞ ﻣـﻊ اﻟـﺘـﺤـﻴـﺰ ا)ـﻤـﻜـﻦ اﳋـﺎص ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﺗﺎرﻳﺦ اﻷﺣﺪاث. وﻗﺪ أﺟﺮﻳﺖ اﳊﺴﺎﺑﺎت اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ا)ﺘﻐﻴﺮات اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ وا)ﻨﻬﺠﻴﺔ :ﻣﻌﺎﻣﻞ اﻻﻧﺤﺪار اﳉﺰﺋﻲ ﻏﻴﺮ ا)ﻌﻴﺎري ) ،(bواﳋﻄﺄ ا)ﻌﻴﺎري ﻟﻬﺬا ا)ﻌﺎﻣﻞ ﻧﻔﺴﻪ ) ،(SEوﻗﻴﻤﺔ اﺧﺘﺒﺎرات ،(Tواﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻤﺔ ت ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺼﺪﻓﺔ ﻓﻘـﻂ ) .(Pواﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﺘﻔﻘﻮن ﻋﻠﻰ أن ﻗﻴﻤـﺔ ) (Pﻳﺠﺐ أن ﺗﻘﻞ ﻋﻦ ،٠٫٠٥أي أن اﺣﺘﻤﺎﻻت اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺼﺪﻓﺔ اﶈﻀﺔ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻘﻞ ﻋﻦ واﺣﺪ ﻣﻦ ﻛـﻞ ﻋـﺸـﺮﻳـﻦ .وﻣـﻦ ﺛـﻢ ﻓـﺈن ا)ـﺘـﻐـﻴـﺮات اﳋﻤﺴﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳉﺪول ﻫﻲ ا)ﺘﻐﻴﺮات اﻟﻮﺣـﻴـﺪة اﻟـﺘـﻲ ـﻜـﻨـﻬـﺎ أن ﺗﺰودﻧﺎ ﺆﺷﺮات ﺗﻨﺒﺌﻴﺔ داﻟﺔ إﺣﺼﺎﺋﻴﺎ وﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎ)ﺘﻐﻴﺮ اﻟﺘﺎﺑﻊ .ﻛﻤﺎ أن ﻫﺬه ا)ﺘﻐﻴﺮات ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺎﻋﺪا اﻷﺧﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻣـﻌـﺎﻣـﻼت اﻧـﺤـﺪار إﻳـﺠـﺎﺑـﻴـﺔ )و ﺎ أن ﻛﻞ ﻫﺬه ا)ﻌﺎﻣﻼت ﻫﻲ ﻣﻌﺎﻣﻼت ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻴﺎرﻳﺔ ﻓﺈن اﻷﺣﺠﺎم اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﻨﻲ ﺷﻴﺌﺎ(. وﻫﻜﺬا ﻓﺈن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ أن ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ أن ﻋﺪد ا)ﺒﺪﻋ zاﻟﻔﻜﺮﻳ zاﻟﺬﻳﻦ ﺣﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ درﺟﺎت ﺷﻬﺮة ﻓﻲ اﳉﻴﻞ )ج( ﻫﻮ داﻟﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﻌﺪد ا)ﺒﺪﻋ zاﻟﻔﻜﺮﻳz اﻟﺬﻳﻦ ﺣﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ درﺟﺎت ﺷﻬﺮة ﻓﻲ اﳉﻴـﻞ )ج (١-وﻓﻲ اﳉﻴﻞ )ج ،(٢-وﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ داﻟﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﻜﻤﻴﺔ اﻟﺘﻔﺘﺖ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وﻋﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻻﺳـﺘـﻌـﻤـﺎري 308
ﲢﻠﻴﻞ ﺳﻼﺳﻞ اﻟﺰﻣﻦ اﳉﻴﻠﻴﺔ : !"#$ % (2 & ') *+ ,$ (.) / 013 4 56 7$89 ; - ?> ; = <
; +
) (1
0,36335
0,0852
4,266
0,00004
) (2
0,36533
0,0834
4,379
0,00003
) (1
0,01370
0,0056
2,423
0,01701
) (1
0,34403
0,1192
2,887
0,00467
) (1
0,02247
0,0109
2,067
0,04104
) (
0,00068
0,0034
0,205
0,83790
! ) (
0,05524
0,0327
1,688
0,24193
"#$
0,00226
0,0019
1,167
0,24576
* ' & %
0,20855
0,1773
1,176
0,24193
* ' & +
0,00581
0,1780
0,033
0,97401
* ' -
0,05711
0,1767
0,323
0,74716
* ' .# /
0,19033
0,1757
1,083
0,28114
0,6164
0,226
2,729
=(:;< ' * ) -
. (?
#) Simonton, 1975c : AB C(SE) '# B DF B G / ; C (b) B HI B J '# # HK # ' LM N :; * OP : LOQR# ;.T U LU A :RV "# LN # LW X YZ :[A L X #\ L] / (P) L Q _ D`; C ad[ M V e L f ;.0,72 gh (R2) - B B k Ml ']; f; C ad[ e M V LM N LP e p "# Lp 111 q Nr
ﻓﻲ اﳉﻴـﻞ )ج ،(١-وداﻟﺔ ﺳﺎﻟﺒﺔ ﻟﺸﺪة ﻋﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﺴﻴﺎﺳـﻲ ﻓـﻲ اﳉـﻴـﻞ )ج.(١- ﻫﻨﺎك ﺣﻘﻴﻘﺘﺎن ﲡﻌﻼن ﻫﺬا ا)ﺒﺪأ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﻟﻌﺎم ﻣﺒﺪأ ﻳﻮﺛﻖ ﺑﻪ .اﻷوﻟﻰ ﻫﻲ أن اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ا)ﺮﺟﺄ اﻟﺘﻘﺎﺑﻠﻲ أﺟﺮي أوﻻ ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ أن ﻓﺘﺮات اﻹرﺟﺎء ﺑz اﻷﺟﻴﺎل ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺘﺮات ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻓﻌﻼY ،ﺎ أﻋﻄﺎه اﻟﻔـﺎﺋـﺪة ا)ـﺮﺟـﻮّة ﻣﻦ ﻣﻌﻴﺎر اﻷﺳﺒﻘﻴﺔ اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ. واﳊﻘﻴﻘﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ أن ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻛﻞ ﻣﺘﻐﻴﺮ ﺗﻨﺒﺌﻲ ﻓﻲ ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺰﻣﻨﻲ ﻗﺪر ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﺿﺒﻄﺖ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ا)ﺘﻐﻴﺮات اﻷﺧﺮى ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺘﺰاﻣﻨﺔ. ﻗﺪ ّ وﻟﺬﻟﻚ ﻜﻦ اﻟﻘﻮل إن ﻋﺪد اﻟﻌﻠﻤﺎء واﻟﻔﻼﺳﻔﺔ واﻟﻜﺘﺎب وا)ﻮﺳﻴﻘﻴ zا)ﺘﻤﻴﺰﻳﻦ ﺳﻴﺘﻨﺎﻗﺺ ،ﻋﻨﺪ ﺗﺜﺒﻴﺖ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻷﺧﺮى ﻛﻠﻬﺎ ،ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺪرﺟﺔ ﻋﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﳉﻴﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ .ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈن ا)ﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻀﻤﻨﻬﺎ اﻟﺸﻜﻞ رﻗﻢ 309
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة
)أ (٢-ﺗﻔﻜﺮ % ٧٢ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﺘﻐﻴﺮات ﺑ zاﻷﺟﻴﺎل ﻓﻲ اﻹﺑﺪاع اﻟﻔﻜﺮي. وﻳﻌﺰى ﻣﻌﻈﻢ ﻫﺬه اﻟﻘﻮة اﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮات ا)ﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﺗﻮاﻓﺮ اﻟﻘﺪوات. واﳉﺪول )أ (٢-ﻣﺜﻠﻪ ﻣﺜﻞ اﻟﺸﻜﻞ )أ (٢-ﻫﻮ ﻣﺜﺎل ﻣﺒﺴﻂ ،وﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻳﻮﺿﺤﺎن ﻣﻌﺎ ﻣﺰاﻳﺎ ﲢﻠﻴﻞ ﺳﻼﺳﻞ اﻟﺰﻣﻦ اﳉﻴﻠﻴﺔ ،وﻫﻮ أﺣﺪ أﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت ﻗـﻴـﻤـﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻗﻮاﻧ zاﻟﺘﺎرﻳﺦ.
310
ﻣﺮاﺟﻊ اﻟﻜﺘﺎب
ﻣﺮاﺟﻊ اﻟﻜﺘﺎب Adams, B. N. 1972. Birth order: A critical review. Sociometry 35: 411-439. Adorno, T. W., E. Frenkel-Brunswik, D. J. Levinson, and R. N. Sanford, eds. 1950. The authoritarian personality. New York: Harper. Albert, R. S. 1971 cognitive development and parental loss among the gifted, the exceptionally gifted and the creative. Psychological Reports 29: 19-26. ____ 1975. Toward a behavioural definition of genius. American Psychologist 30: 140-151. ____ 1980. Family positions and the attainment of eminence: A study of special family positions and special family experiences. Gifted Child Quarterly 24: 87-95. Allison, P. D. 1980. Estimation and testing for a Markov model of reinforcement. Sociological Methods and Research 8: 434-453. Allison, P. D., and J. A. Stewart. 1974. Productivity differences among scientists: Evidence for accumulative advantage. American Sociological Review 39: 596-606. Armajani, Y. 1970. Middle East past and present. Englewood Cliffs, N. J.: Prentice-Hall. Aronson, E. 1958. The need for achievement as measured by graphic expression. In Motives in fantasy, action and society, ed. J. W. At kinson. Princeton: Van Nostrand. Ashton, S. V., and C. Oppenheim. 1978. A method of predicting No bel prizewinners in chemistry. Social Studies of Science 8: 341-348. Barnett, H. U. 1953. Innovation. New York: McGraw-Hill. Baron, R. A., & V. M. Ransberger. 1978. Ambient temperature and the occurrence of collective violence: The “long, hot summer” revisited. Journal of Personality and Social Psychology 36: 351-360. Barron, F. X. 1963. Creativity and psychological health. Princeton: Van Nostrand. Barron, F. X., and D. M. Harrington,. 1981. Creativity, intelligence, and personality. Annual Review of Psychology 32: 439-476. Beard, G. 1874. Legal responsibility in old age. New York: Russell. Becker, G. 1978. The mad genius controversy. Beverly Hills, Calif.: Sage Publications. Bednar, R. L., and C. A. Parker. 1965. The creative development and growth of exceptional college students. Journal of Educational Research 59: 133-136. Bell, E. T. 1937. Men of Mathematics. New York: Simon and Schuster. Bennett, W. 1980. Providing for posterity. Harvard Magazine 82/83: 13-16. Berlyne, D. E. 1971. A esthetics and psychobiology. New York: Appleton-Century-Crofts. Blackburn, R. 1., C. E. Behymer, and D. E. Hall. 1978. Correlates of faculty publication. Sociology of Education 51: 132-141.
311
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة Blondel, J. 1980. World leaders. Beverly Hills, Calif.: Sage Publications. Bloom, H. S., and H. D. Price. 1975. Voter response to short-run economic conditions: The asymmetric effect of prosperity and recession. American Political Science Review 69: 1240-1254. Bradburn, N. M., and D. E. Berlew, 1961. Need for achievement and English economic growth. Economic Development and Cultural Change 10: 8-20. Bramwell, B. s. 1948. Galton’s “Hereditary Genius” and the three following generations since 1869. Eugenics Review 39: 146-153. Bueno de Mesquita, B. 1978. Systemic polarization and the occurrence and duration of war. Journal of Conflict Resolution 22: 241-267. Campbell, D. T. 1960. Blind variation and selective retention in creative thought as in other knowledge processes. Psychological Review 67: 380-400. Carlsmith, J. M., and C. A. Anderson. 1979. Ambient temperature and the occurrence of collective violence: A new analysis. Journal of Personality and Social Psychology 37: 337-344. Cattell, J. McK. 1903. A statistical study of eminent men. Popular Science Monthly 62: 359-377. Cattell R. B. 1963. The personality and motivation of the researcher from measurements of contemporaries and from biography. In Scientific creativity, ed. C. W. Taylor and F. Barron. New York: Wiley. Cell, C. P. 1974. Charismatic heads of state: The social context. Behaviour Science Research 9: 255305. Clark, K. E. 1957. America’s psychologists. Washington, D.C.: American Psychological Association. Cole, S. 1979. Age and scientific performance. American Journal of Sociology 84: 958-977. Cole, J. R., and S. Cole. 1973. Social stratification in science. Chicago: University of Chicago Press. Constant, E. W., II. 1978. On the diversity of co-evolution of technological multiples: Steam turbines and Pelton water wheels. Social Studies of Science 8: 183-210 Cortés, J. B. 1960. The achievement motive in the Spanish economy between the 13th and 18th centuries. Economic Development and Cultural Change 9: 144-163. Cox, C. 1926. The early mental traits of three hundred geniuses. Stanford, Calif.: Stanford University Press. Crane, D. 1965. Scientists at major and minor universities: A study of productivity and recognition. American Sociological Review 30:699-714. Cronbach, L. J. 1960. Essentials of psychological testing. 2d ed. New York: Harper and Row. Cropper, W. H. 1970. The quantum physicists. New York: Oxford University Press. Davis, H. T. 1941. The Analysis of economic time series. Bloomington, Ind.: Principia Press. Davis, R. A. 1954. Note on age and productive scholarship of a university faculty. Journal of Applied Psychology 38: 318-319. DeCharms, R., and G. H. Moeller. 1962. Values expressed in American childrens readers: 1800-1950. Journal of Abnormal and Social Psychology 64: 136-142.
312
ﻣﺮاﺟﻊ اﻟﻜﺘﺎب Dennis, W. 1954a. Bibliographies of eminent scientists. Scientific Monthly 79: 180-183. ____ 1954b. Predicting scientific productivity in later decades from records of earlier decades. Journal of Gerontology 9: 465-467. ____ 1955. Variations in productivity among creative workers. Scientific Monthly 80: 277-278. ____ 1956. Age and productivity among scientists. Science 123: 724-725. ____ 1966. Creative productivity between the ages of 20 and 80 years. Journal of Gerontology 21: 1- 8. Dewey, E. R. 1970. Cycles. Pittsburgh: Foundation for the Study of Cycles. Dressler, W. W., and M. C. Robbins. 1975. Art styles, social stratification, and cognition: An analysis of Greek vase painting. American Ethnologist 2: 427-434. Eisenman, R. 1970. Creativity change in student nurses: A cross-sectional and longitudinal study. Developmental Psychology 3: 320-325. Eisenstadt, J. M. 1978. Parental loss and genius. American Psychologist 33: 211-223. Eisenstadt, S. N., ed. 1968. Max Weber on charisma and institution building. Chicago. University of Chicago Press. Ellis, H. 1904. A study of British genius. London: Hurst and Blachett. Etheredge, L. S. 1978. Personality effects on American foreign policy, 1898-1968: A test of interpersonal generalization theory. American Political Science Review 78: 434-451. Farnsworth, P. R. 1969. The Social psychology of music. 2d ed. Ames: mowa State University Press. Finison, L. J. 1976. The application of McClelland’s national development model to recent data. Journal of Social Psychology 98: 55-59. Fogel, R. W., and S. L. Engerman. 1974. Time on the cross. BOston: Little, Brown. Galton, F. 1869. Hereditary genius. London: Macmillan. ____ 1874. English men of science. London: Macmillan. Goertzel, V., and M. G. Goertzel. 1962. Cradles of eminence. Boston: Little Brown. Goertzel, M. G., V. Goertzel, and T. G. Goertzel. 1978. Three hundred eminent personalities. San Francisco: Jossey-Bass. Goldstein, E. 1979. Effect of same-sex and cross-sexl role models on the subsequent academic productivity of scholars. American Psychologist 34: 407-410. Gray, C. E. 1958. An Analysis of Graeco-Roman development: The epicyclical evolution of GraecoRoman civilization. American Anthropologist 60: 13-31. ____ 1961. An epicyclical model for Western civilization. American Anthropologist 63: 1014-1037. ____ 1966. A measurement of creativity in Western civilization. American Anthropologist 68: 13841417. Grossman, J. C., and R. Eisenman. 1971. Experimental manipulation of authoritarianism and its effect on creativity. Journal of Consulting and Clinical Psychology 36: 238-244. Grush, J. E. 1980. Impact of candidate expenditures, regionality, and prior outcomes on the 1976 Democratic presidential primaries. Journal of Personality and Social Psychology 38: 337-347.
313
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة Haddon F. A., and H. Lytton. 1968. Teaching approach and divergent thinking abilities. British Journal of Education Psychology 38: 171-180. Haefele, J. W. 1962. Creativity and innovation. New York: Reinhold. Hall, G. S. 1922. Senescence. New York: Appleton. Harmon, L. R. 1961. The high school backgrounds of science doctorates. Science 133: 679-689. Harrington, D. M., and S. M. Anderson. 1981. Creativity, masculinity, feminity, and three models of psychological androgeny. Journal of Personality and Social Psychology 41: 744-757. Helmrejch. R. L.. J. T. Spence. W. E. Beane. G. W. Lucker. and K. A. Matthews. 1980. Making it in academic psychology: Demographic and personality correlates of attainment. Journal of Personality and Social Psychology 39: 896-908. Heyduk, R. G. 1975. Rated preference for musical compositions as it relates to complexity and exposure frequency. Perception and Psychophysics 17: 84-91. Hoffman, B. 1972. Albert Einstein: Creator and rebel. New York: Plume. Hollingworth, L. s. 1926. Gifted children. New York: Macmillan. Holmes, T. s., and R. H. Rahe. 1967. The social readjustment rating scale. Journal of Psychosomatic Research 11: 213-218. Hoyt, D. P. 1965. The relationship between college grades and adult achievement. American College Testing Program, Research Report No. 7, Iowa City. Hudson, L. 1958. Undergraduate academic record of Fellows of the Royal Society. Nature 182: 1326. ____ 1966. Contrary imaginations. Baltimore: Penguin. Hull, D. L., P. D. Tessner, and A. M. Diamond. 1978. Planck’s principle: Do younger scientists accept new scientific ideas with greater alacrity than older scientists? Science 202; 717- 723. Hutchins, R., ed. 1952. Great books of the Western world. 54 vols. Chicago: Encyclopaedia Britannica. Jorgenson, D. 0. 1975. Economic threat and authoritarianism in television programs: 1950-1974. Psychological Reports 37: 1153-1154. Kenski, H. C. 1977. The impact of economic conditions on presidential popularity, Journal of Politics 39: 764-773. Kernell, 5. 1978. Explaining presidential popularity: How ad hoc theorizing, misplaced emphasis, and insufficient care in measuring ones variables refuted common sense and led conventional wisdom down the path of anomalies. American Political Science Review 72: 506-522. Knight, f. 1973. Beethoven and the age of revolution. New York: International Publishers. Koestler, A. 1964. The act of creation. New York: Macmillan. Kroeber, A. L. 1944. Configurations of culture growth. Berkeley: University of California Press. Kuhn, T. 5. 1970. The structure of scientific revolutions. 2d ed. Chicago: University of Chicago Press. Kynerd, T. 1971. An analysis of presidential greatness and president rating. Southern Quarterly 9: 309329. La Rue, J. 1970. Guidelines for style analysis. New York: Norton.
314
ﻣﺮاﺟﻊ اﻟﻜﺘﺎب Leach, P. J. 1967. A critical study of the literature concerning rigidity. British Journal of Social and Clinical Psychology 6: 11-22. Lehman, H. C. 1953. Age and Achievement. Princeton: Princeton University Press. ____ 1966. The psychologists most creative years. American Psychologist 21: 363-369. Lotka, A. J. 1926. The frequency distribution of scientific productivity. Journal of the Washington Academy of Sciences 16: 317-323. Lyons, J. 1968. Chronological age, professional age, and eminence in psychology. American Psychologist 23: 371-374. MacKinnon D. W. 1960. The highly effective individual. Teachers College Record 61: 367-378. Maranell, G. M. 1970. The evaluation of presidents. An extension of schlesinger polls. Journal of American History 57: 104-113. Martindale, C. 1972. Father absence, psychopathology, and poetic eminence. Psychological Reports 31: 843-847. ____ 1975. Romantic progression. Washington, D.C.: Hemisphere. Maslow, A. 1962. Toward a psychology of being. New York: Van Nostrand. Matossian, M. K., and W. D. Schafer, 1977. Family, fertility, and political violence, 1700-1900. Journal of Social History 11: 137-178. Mazur, A., and E. Rosa. 1977. An empirical test of McClelland’s Achieving Society theory. Social Forces 55: 769-774. McClelland, D.C. 1961. The achieving society. New York: Van Nostrand. McNemar, O. 1964. Lost: Our intelligence? Why? American Psychologist 19: 871-882. Merton, R. K. 1961. Singletons and Multiples in scientific discovery: A chapter in the sociology of science. Proceedings of the American Philosophical Society 105: 470-486. ____ 1968. The Matthew effect in science. Science 159: 56-63. Meyer, L. B. 1956. Emotion and meaning in music. Chicago: University of Chicago. Moles, A. 1968. information theory and esthetic perception. Trans. J. E. Cohen, Urbana: University of Illinois Press. (Originally published, 1958.) Morrison, D. E., and R. E. Henkel, eds. 1970. The significance test controversy. Chicago: Aldine. Mueller, J. E. 1973. War, presidents and public opinion. New York: Wiley. Myers, C. R. 1970. Journal citations and scientific eminence in contemporary psychology. American Psychologist 25: 1041-1048. Naroll, R., B. C. Benjamin, F. K. Fohl, M. J. Fried, R. E. Hildreth, and J. M. Schaefer, 1971. Creativity: A cross-historical pilot survey. Journal of Cross-Cultural Psychology 2: 181-188. Ogburn, W. K., and D. Thomas. 1922. Are inventions inevitable? Political Science Quarterly 37: 8393. Over, R. 1982. The durability of scientific reputation. Journal of the History of the Behavioral Sciences 18: 53-61.
315
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة Padgett, V., and D. 0 Jorgenson. 1982. Superstition and economic threat: Germany 1918-1940. Personality and Social Psychology Bulletin 8: 736-741. Paisley, W. J. 1964. Identifying the unknown communicator in painting, literature and music. The significance of minor encoding habits. Journal of Communication 14: 219-237. Porter, C. A., and P. Suedfeld. 1981. Integrative complexity in the correspondence of literary figures: Effects of personal and societal stress. Journal of Personality and Social Psychology 40: 321-330. Price, D. 1963. Little science, big science. New York: Columbia University Press. ____ 1976. A general theory of bibliometric and other cumulative advantage processes. Journal of the American Society for Information Science 27: 292-306. Rainoff, T. J. 1929. Wave-like fluctuations of creative productivity in the development of West-European physics in the eighteenth and nineteenth centuries. Isis 12: 287-319. Raskin, E. A. 1936. Comparison of scientific and literary ability: A biographical study of eminent scientists and men of letters of the nineteenth century. Journal of Abnormal and Social Psychology 31: 20-35. Rejai, M. 1979. Leaders of revolution. Beverly Hills, Calif.: Sage Publications. Richards, J. M., Jr., J. L. Holland, and S. W. Lutz. 1967. Prediction of student accomplishment in college. Journal of Educational Psychology 58: 343-355. Roe, A. 1952. The making of a scientist. New York: Dodd, Mead. ____ 1972. Maintenance of creative output through the years. In Climate for creativity, ed. C. W. Taylor. New York: Pergamon. Rokeach, M. 1960. The Open and closed mind. New York: Basic Books. Russett, B. M., ed. 1972. Peace, war and numbers. Beverly Hills, Calif.: Sage Publications. Sales, S. 1972. Economic threat as a determinant of conversion rates in authoritarian and non-authoritarian churches. Journal of Personality and Social Psychology 23: 420-428. Schaefer, C. B., and A. Anastasi. 1968. A biographical inventory for identifying creativity in adolescent boys. Journal of Applied Psychology 58: 42-48. Schlipp, P. A., ed. 1951. Albert Einstein. New York: Harper. Schmookler, J. 1966. invention and economic growth. Cambridge, Mass.: Harvard University Press. Sheklon, J. C. 1980. A cybernetic theory of physical science professions: The causes of periodic normal and revolutionary science between 1000 and 1870 A.D. Scientometrics 2: 147-167. Sigelman, L. 1979. Presidential popularity and presidential elections. Public Opinion Quarterly 43: 532-534. Simon, H. A. 1955. On a class of skew distribution functions. Biometrica 42: 425-440. Simonton, D. K. 1974. The social psychology of creativity: An archival data analysis. Ph. D. dissertation, Harvard University. ____ 1975a. Age and literary creativity: A cross-cultural and transhistorical survey. Journal of CrossCultural Psychology 6: 259-277.
316
ﻣﺮاﺟﻊ اﻟﻜﺘﺎب ____ 1975b. Interdisciplinary creativity over historical time: A correlational analysis of generational fluctuations. Social Behaviour and Personality 3: 181-188. ____ 1975c. Sociocultural context of individual creativity: A transhistorical time-series analysis. Journal of Personality and Social Psychology 32: 1119-1133. ____ 1976a. Biographical determinants of achieved eminence: A multivariate approach to the Cox data. Journal of Personality and Social Psychology 33: 218-226. ____ 1976b. The causal relation between war and scientific discovery: An exploratory cross-national analysis. Journal of Cross-Cultural Psychology 7: 133-144. ____ 1976c. Does Sorokins data support his theory?: A study of generational fluctuations in philosophical beliefs. Journal for the Scientific Study of Religion 15: 187-198. ____ 1976d. Ideological diversity and creativity: A re-evaluation of a hypothesis. Social Behaviour and Personality 4: 203-207. ____ 1976e. Interdisciplinary and military determinants of scientific productivity: A cross-lagged correlation analysis. Journal of Vocational Behaviour 9: 53-62. ____ 1976f. Philosophical eminence, beliefs, and zeitgeist: An individual-generational analysis. Journal of Personality and Social Psychology 34: 630-640. ____ 1976g. The sociopolitical context of philosophical beliefs: A transhistorical causal analysis. Social Forces 54: 513-528. ____ 1977a. Creative productivity, age, and stress: A biographical time-series analysis of 10 classical composers. Journal of Personality and Social Psychology 35: 791-804. ____ 1977b. Eminence, creativity, and geographic marginality: A recursive structural equation model. Journal of Personality and Social Psychology 35: 805-816. ____ 1977c. Womens fashions and war: A quantitative comment. Social Behaviour and Personality 5: 285-288. ____ 1978a. the eminent genius in history: The critical role of creative development. Gifted Child Quarterly 22: 187-195. ____ 1978b. Independent discovery in science and technology: A closer look at the Poisson distribution. Social Studies in Science 8: 521-532. ____ 1978c. Intergenerational stimulation, reaction, and polarization: A casual analysis of intellectual history. Social Behaviour and Personality 6: 247-252. ____ 1979a. Multiple discovery and invention: Zeitgeist, genius, or chance? Journal of Personality and Social Psychology 37: 1603-1616. ____ 1979b. Was Napoleon a military genius? Score: Carlyle 1. Tolstoy 1. Psychological Reports 44: 21-22. ____ 1980a. Land battles, generals, and armies: Individual and situational determinants of victory and casualties. Journal of Personality and Social Psychology 38: 110-119. ____ 1980b. Techno-scientific activity and war: A yearly time-series analysis, 1500-1903 A.D.
317
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة Scientometrics 2: 251-255. ____ 1980c. Thematic fame, melodic originality: A multivariate computer-content analysis. Journal of Personality 48: 206-219. ____ 1980d. Thematic fame, melodic originality, and musical zeitgeist: A biographical and transhistorical content analysis. Journal of Personality and Social Psychology 39: 972-983. ____ 1981a. Formal education, eminence, and dogmatism: The curvilinear relationship. Davis, Calif.: University of California. ERIC Document Reproduction Service no. ED2O 1 276, abstracted in Resources in Education 16: 89. ____ 1981b. The library laboratory: Archival data in personality and social psychology. In Review of Personality and Social Psychology, vol. 2, ed. L. Wheeler. Beverly Hills, Calif.: Sage Publications. ____ 1981c. Presidential greatness and performance: Can we predict leadership in the White House? Journal of Personality 49: 306-323. ____ 1983a. Creative productivity and age: A mathematical model based on a two-step congnitive process. Developmental Review 3: in press. ____ 1983b. Dramatic greatness and content: A quantitive study of 81 Athenian and Shakespearean plays. Empirical studies of the Arts 1: 109-123. ____ 1983c. Esthetics, biography, and history in musical creativity. In Motivation and creativity: Documentary report on the Ann Arbor symposium on the application of psychology to the teaching and learning of music (Session III). Reston, Va.: Music Educators National Conference. ____ 1983d. Intergenerational transfer or individual differences in hereditary monarchs: Genes, rolemodeling, cohort, or sociocultural effects? Journal of Personality and Social Psychology 44: 354364. ____ l983e. Quality, quantity, and age: The careers of 10 distinguished psychologists. International Journal of Aging and Human Development, in press. ____ 1984a. Leader age and national condition: A longitudinal analysis of 25 European monarchs. Department of Psychology, University of California, Davis. Typescript. ____ 1984b. Leaders as eponyms. Individual and situational determinants of monarchal eminence. Journal of Personality, in press. Singer, J. D. 1981. Accounting for international war: The state of the discipline. Journal of Peace Research 18: 1-18. Sorokin, P. A. 1925. Monarchs and rulers: A comparative statistical study. I. Social Forces 4: 22-35. ____ 1926. Monarchs and rulers: A comparative statistical study. II. Social Forces 6: 28-40. ____ 1937-1941. Social and cultural dynamics. 4 vols. New York: American Book. ____ 1969. Society, culture and personality. New York: Cooper Square. (Originally published, 1947.) Stein, M.I. 1969. Creativity. In Handbook of personality theory and research, ed. E.F. Borgatta and W. W. Lambert. Chicago: Rand McNally. Stewart, L. H. 1977. Birth order and political leadership. In The psychological examination of political
318
ﻣﺮاﺟﻊ اﻟﻜﺘﺎب leaders, ed. M. G. Hermann. New York: Free Press. Stimson, J. A. 1976. Public support for American presidents: A cyclical model. Public Opinion Quarterly 40: 1-21. Stogdill, R. M. 1948. Personal factors associated with leadership: A survey of the literature. Journal of Personality 25: 35-71. Suedfeld, P., and A. D. Rank. 1976. Revolutionary leaders: Longterm success as a function of changes in conceptual complexity. Journal of Personality and Social Psychology 34: 169-178. Suedfeld, P., and P. Tetlock. 1977. Integrative complexity of com munications in international crises. Journal of Conflict Resolution 21: 169-184. Suedfeld. P.. P. Tetlock. and C. Ramirez. 1977. War. peace. and integrative complexity. Journal of Conflict Resolution 21: 427-442. Taagepera, R. 1979. People, skills and resources: An interaction model for world population growth. Technological Forecasting and Social Change 13: 13-30. Tetlock, P. E. 1979. Identifying victims of groupthink from public statements of decision makers. Journal of Personality and Social Psychology 37: 1314-1324. ____ 1981a. Personality and isolationism: Content analysis of Senatorial speeches. Journal of Personality and Social Psychology 41: 737-743. ____ 1981b. Pre-and postelection shifts in presidential rhetoric: Impression management or cognitive adjustment. Journal of Personality and Social Psychology 41: 207-212. Thorndike, E. L. 1936. The relations between intellect and morality in rulers. American Journal of Sociology 42: 321-334. Tolstoy, L. 1865- 1869. War and peace. Trans. L. Maude and A. Maude. Chicago: Encyclopaedia Britannica, 1952. Toynbee, A. J. 1946. A study of history. Abridged by D. C. So merwell. 2 vols. New York. Oxford University Press. Tyndall, J. 1897. Fragments of science. Vol. 2. New York: Appleton. Uhes, M. J., and J. P. Shaver. 1970. Dogmatism and divergent-convergent abilities. Journal of psychology 75: 3-11. Walberg, H. J., S. P. Rasher, and J. Parkerson. 1980. Childhood and eminence. Journal of Creative Behaviour 13: 225-231. Wallach, M. A., and N. Kogan. 1965. Modes of thinking in young children. New York: Holt, Rinehart and Winston. Wendt, H., and P. C. Light. 1976. Measuring greatness in American presidents: Model case for international research on political leadership? European Journal of Social Psychology 6: 105-109. White, R. K. 1931. The versatility of genius. Journal of Social Psychology 2: 460-489. Winter, D. G. 1973. The power motive. New York: Free Press. Woods, F. A. 1906. Mental and moral heredity in royalty. New York: Holt.
319
اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﻘﻴﺎدة ____ 1911. Historimetry as an exact science. Science 33: 568-574. ____ 1913. The influence of monarchs. New York: Macmillan. Zuckerman, H. 1977. Scientific elite. New York: Free Press. Zusne, L. 1976. Age and achievement in psychology: The harmonic mean as a model. American Psychologist 31: 805-807.
320
ا$ﺆﻟﻒ ﻓﻲ ﺳﻄﻮر: دﻳﻦ ﻛﻴﺚ ﺳﺎ\ﻨ[ × أﺳﺘﺎذ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ ﺑﺎﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ. × ﻳﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ ﺑ zدراﺳﺎت اﻹﺑﺪاع ودراﺳﺎت ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وﻟﻪ دراﺳﺎت ﺳﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻟﻠﻤﺘﺨﺼﺼ zﺣﻮل رؤﺳﺎء اﻟﻮﻻﻳﺎت ا)ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ. × ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ: )ﺎذا ﻳﻨﺠﺢ اﻟﺮؤﺳﺎء ? )دراﺳﺔ ﺣـﻮل رؤﺳـﺎء اﳉـﻤـﻬـﻮرﻳـﺔ ﻓـﻲ اﻟـﻮﻻﻳـﺎتا)ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ(.١٩٨٧. اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ١٩٨٨ ،م.ا$ﺘﺮﺟﻢ ﻓﻲ ﺳﻄﻮر: د .ﺷﺎﻛﺮ ﻋﺒﺪاﳊﻤﻴﺪ × ﻣﻦ ﻣـﻮاﻟـﻴـﺪ ﺟـﻤـﻬـﻮرﻳـﺔ ﻣﺼﺮ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﺎم ١٩٥٢م. × دﻛـﺘـﻮراه ﻓـﻲ اﻟـﻔـﻠـﺴـﻔـﺔ وﻋـﻠـﻢ اﻟ ـﻨ ـﻔــﺲ ﻣــﻦ ﺟــﺎﻣ ـﻌــﺔ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻋﺎم ١٩٨٤م. × أﺳﺘﺎذ ﻣـﺴـﺎﻋـﺪ ﺑـﻘـﺴـﻢ ﻋـﻠـﻢ اﻟـﻨـﻔـﺲ ﺑـﻜ ـﻠ ـﻴــﺔ اﻵداب ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫﺮة وﻣﻌﺎر ﺣﺎﻟـﻴـﺎ ﺑﻘﺴﻢ اﻟﺘﺮﺑـﻴـﺔ وﻋـﻠـﻢ اﻟـﻨـﻔـﺲ ﺑ ـﻜ ـﻠ ـﻴــﺔ اﻟ ـﺘــﺮﺑ ـﻴــﺔ واﻟ ـﻌـ ـﻠ ــﻮم اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟـﺴـﻠـﻄـﺎن ﻗﺎﺑﻮس ﺑﺴﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎن. × ﻟﻪ ﻣﺆﻟﻔﺎت وﻣﺘﺮﺟﻤـﺎت ﻋﺪﻳﺪة ،ﻣﻨﻬﺎ: اﻟﻌﻤﻠـﻴـﺔ اﻹﺑـﺪاﻋـﻴـﺔ ﻓـﻲﻓﻦ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ،اﻟﻜﻮﻳﺖ :ﺳﻠﺴﻠﺔ
اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻘﺎدم
اﳌﺬاﻫﺐ اﻷدﺑﻴﺔ واﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻐﺮﺑﻴﲔ ﺗﺄﻟﻴﻒ :ﺷﻜﺮي ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻴﺎد
321
ﻋﺎﻟﻢ ا)ﻌﺮﻓﺔ ،اﻟﻌﺪد )١٩٨٧ ،(١٥٩م. اﻟﺴﻬﻢ واﻟﺸﻬﺎب ،دراﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﺼﺔ واﻟﺮواﻳﺔ ١٩٨٧ ،م. اﻷﺳﻄﻮرة وا)ﻌﻨﻰ ،ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻛﻠﻮدﻟﻴﻔﻲ ﺷﺘﺮاوس) ،ﺗﺮﺟﻤﺔ( ١٩٨٦ ،م. ﺑﺪاﻳﺎت ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﳊﺪﻳﺚ ،ﺗﺄﻟﻴﻒ :أوﻧﻴﻞ) ،ﺗﺮﺟﻤﺔ( ١٩٨٧م. اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ واﻹﺑﺪاع ،ﻋﻦ »اﳉﻤﻌﻴﺔ اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ ﻟﺘﻘﺪم اﻟـﻄـﻔـﻮﻟـﺔ اﻟـﻌـﺮﺑـﻴـﺔ«.وﻗﺪ ﺻﺪر ﻓﻲ ﺧﻤﺴﺔ أﺟﺰاء ﻋﺎم ١٩٨٩م. ا$ﺮاﺟﻊ ﻓﻲ ﺳﻄﻮر: د .ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺼﻔﻮر × دﻛﺘﻮراه ﻓﻲ اﻷدب اﻹﳒﻠﻴﺰي ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ إﻧﺪﻳﺎﻧﺎ، × أﺳﺘﺎذ اﻷدب اﻹﳒﻠﻴﺰي ﻓﻲ اﳉﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﻴﺔ. × رﺋﻴﺲ ﻗﺴﻢ اﻟﻠﻐﺔ اﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ وآداﺑﻬﺎ ).(١٩٨٨-١٩٨٢ × ﺗﺮﺟﻢ ﻋﺪة ﻛﺘﺐ ﻣﻨﻬﺎ: اﻟﺒﺪاﺋﻴﺔ :ﻧﺸﺮ ﻓﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻋﺎﻟﻢ ا)ﻌﺮﻓﺔ ،ﻋﺎم .١٩٨٢ -ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻧﻘﺪﻳﺔ :ﻧﺸﺮ ﻓﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻋﺎﻟﻢ ا)ﻌﺮﻓﺔ ،ﻋﺎم .١٩٨٧
322
de
اﻧﻄﻠﻖ »دﻳﻦ ﻛﻴﺚ ﺳﺎ ﻨ « ،ﻣـﺆﻟـﻒ ﻫـﺬا اﻟـﻜـﺘـﺎب ،ﻣـﻦ ﻣـﺼـﻄـﻠـﺢ »اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳـﺨـﻲ« اﻟـﺬي وﺿـﻌـﻪ ا)ـﺆرخ »ﻓـﺮدرﻳـﻚ وودز« ﻋـﺎم ١٩١١ ﻓﺘﺠﻮل ﻋﺒﺮ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ اﻟﻘـﺪ واﻟـﻮﺳـﻴـﻂ واﳊـﺪﻳـﺚ وا)ـﻌـﺎﺻـﺮ، وﻋﺒﺮ ﻓﺮوع ا)ﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻷدﺑﻴﺔ واﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ واﻟﻔﻨـﻴـﺔ واﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ .وﻛﺎﻧﺖ ﻣﺎدﺗﻪ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﻲ ﺗﺮاث اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﺨﻤﻟﺰون وا)ﺘﺮاﻛﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﻛﺘﺐ ودراﺳﺎت ،وﻣﻮﺳﻮﻋﺎت وﻗﻮاﻣـﻴـﺲ، وﺳﻴﺮ ذاﺗﻴﺔ وﺗﺮاﺟﻢ .وﻗﺪ اﺳﺘﻬﺪف ﻣﻦ وراء ذﻟﻚ اﺳﺘﺨﻼص اﻟﻘﻮاﻧz وا)ﺒﺎد £اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﻮل ﻣﺠﺎﻻت اﻹﺑﺪاع اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ،وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻘﻮاﻧ zاﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎدة .ﻓﺎﻹﺑﺪاع ﻓﻲ رأﻳﻪ ﻫﻮ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل اﻟﻘﻴﺎدة ،ﻛﻤﺎ أن اﻟﻘﻴﺎدة ﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن إﺑﺪاﻋﻴﺔ .وﻗﺪ اﺳﺘﻤﺮ »ﺳﺎ ﻨ « ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻫﺬا اﺠﻤﻟﺎل ﻟﺴﻨﻮات ﻋﺪﻳﺪة ،وﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠـﻪ ﻫـﺬا ﻇـﻬـﻮر ﻫـﺬا ا)ـﺆﻟـﻒ ا)ـﺘـﻤـﻴـﺰ اﻟﺬي ﻳﻌﺪ ﻓﻲ ﺣﺪود ﻋﻠﻤﻨﺎ أول دراﺳﺔ ﻣﺆﻟﻔﺔ ،أو ﻣﺘﺮﺟﻤﺔ ،ﺗﻘﺪم إﻟﻰ ﻗﺮاء اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺣﻮل ذﻟﻚ ا)ﻴﺪان اﳋﺼﺐ وا)ﺘﻨﺎﻣﻲ ا)ﺴﻤﻰ ب »اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ«. ﻟﻘﺪ ﻗﺪم ﻟﻨﺎ ﻣﺆﻟﻒ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ا)ﺒﺎد £اﻟﻌﺎﻣﺔ ا)ﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎدة واﻹﺑﺪاع ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﺠﻤﻟﺎﻻت ﻛﺎﻟﻌﻠﻢ واﻟﻔﻠﺴﻔﺔ واﻷدب وا)ﻮﺳﻴﻘﻰ واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،وﺧﻼل ذﻟﻚ ﻗﺎم ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ﻣﺜﻞ: اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﻄﺎﺑﻊ ،واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ،واﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ واﻟﻨـﻔـﻮذ واﻟـﻌـﻤـﺮ واﻹﳒـﺎز، واﳉﻤﺎﻟﻴﺎت و»اﻟﻜﺎرزﻣﺎ« ،وروح اﻟﻌﺼﺮ ،واﻟﻌﻨﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ ا)ﻮﺿﻮﻋﺎت.