المقدمة : من منا يحلم دوماً بأحالم وآمال عظمية ويراها تتحقق في يوم ما ؟ بطل قصتنا ( بيب ) عاش بآماله العظيمة والكبرى كانت تتحقق يوماً بعد يوم حتى أتى اليوم الموعود النقضاء جميع آماله .. نترككم مع القصة ونتمنى لكم ساعات مليئة بالمتعة والفائدة..
الفصل األول : مقابلة بين المقابر عشت معظم السنوات األولى من حياتي في مقاطعة (( كًنت )) ,ومع ذلك فإن مستنقعاتها الموحشة مازالت تخيفني حتى اآلن ,فقد كنت اسمع أصوات غريبة صادرة من النهر المجاور . وعندما كنت في السابعة من عمري ,في عشية عيد الميالد .ذهبت لزيارة قبر أبي و أمي الذي يقع في ساحة الكنيسة بالقرب من مستنقعات موحشة ,وفي أثناء الزيارة حاولت أن أتذكر أي شي عنهما فلم أستطع ,لذلك انهمرت الدموع من عيني وبدأت بالبكاء ,فجاءه سمعت صوتا مخيفا يصيح بي :توقف عن هذا الضجيج و إال قطعت رقبتك !.. وظهر أمامي رجل عمالق خرج من بين المقابر و أمسكني من ذقني بقبضته الحديدية ,كان يرتدي مالبس رمادية اللون ,ويحيط بقدميه طوق حديدي .كانت مالبسه مبتلة ويرتعش جسمه من شدة البرد .وأخذ يحملق في بعينين يتطاير منهما الشرر ،فقلت وأنا ارتجف من شدة الرعب :ال تقتلني أرجوك! سألني الرجل :ما اسمك؟ ,ومن هم أهلك ؟ ,أجب بسرعة ! فقلت على الفور :اسمي ((بيب)) ووالداي مدفونان في هذه القبور ،وأنا أعيش مع أختي وزوجها الحداد ((جو)) .فقال الرجل وهو ينظر إلى القيد الحديدي بقدمه :هه حداد ؟! وفي لمح البصر ,أمسكني بقوة وقلبني رأسا على عقب ,وافرغ كل ما في جيوبي ,ولم يكن معي شئ ثمين ,ثم أجلسني على شاهد حجري ألحد المقابر وهزني بقوة وقال :أيها الوغد الصغير هل تعرف (( المبرد )) الحديدي ؟ فأومأت إليه برأسي موافقا ،وقال :إذن عليك بإحضار مبرد حديدي وبعض الطعام إلى هنا في صباح الغد .هل تفهم؟ فأخذت أبلع ريقي بصعوبة ,وقلت له في خوف :حاضر يا سيدي !! ثم أكمل ,وإياك أن تخبر أحدا بذلك وإال لقتلناك أنا وصديقي الذي يهوى قتل األوالد وتمزيقهم ,, تذكر هذا جيدا ..هيا انصرف أالن ! و أومأت براسي بالموافقة على كل ما قاله وركضت على الفور باتجاه البيت . ولكن في البيت كانت تنتظرني متاعب أخرى .فعند دخولي إلى المنزل متسلال امسك بي زوج أختي (( جو )) وسألني :أين كنت يا (( بيب )) إن أختك قد خرجت للبحث عنك ! وفي هذه اللحظة دخلت أختي وهي في قمة الغضب وبدون أن تنطق بكلمة واحدة ,انقضت علي وضربتني على رأسي ولكن زوجها ((جو)) وقف حائال بيني وبينه ,,وحاولت هي أن تراوغ زوجها لكي تضربني لكنها لم تستطع ألنني تسمرت خلفه وأصبحت أراوغها معه إلى أن تعبت وذهبت . ذهبنا أنا و (( جو )) للجلوس قرب المدفأة ,و فجاءه سمعت صوت طلقة نارية فسألت ((جو)) :ما هذا الصوت ؟ فقال ((جو)) هذه طلقة تحذير تطلقها سفن السجن وهي تعبر النهر للتحذير من سجين هارب .وهذه هي الطلقة الثانية فأما األولى فقد كانت الليلة الماضية .
ودقت أختي على المائدة بنفاذ صبر وهي تدعونا إلى تناول العشاء ,وأخذت تضع الزبد على الخبز وتناول كل واحد منا نصيبه .وبينما انهمكت أختي في الحديث عن استعداداتها لحفل عيد الميالد ,وضعت نصيبي من الخبز في جيبي ألخذه للسجين الهارب الذي ينتظرني . وبعد انتهاءنا من العشاء ذهبت إلى سريري ,أخذت أتخيل أن سجينا صغيرا يقبع بجوار السرير مستعدا لتمزيق قلبي ,ولهذا احتفظت بقطعة الخبز في يدي لكي يراها وال يقتلني . وفي أول الفجر تسللت من غرفتي إلى المطبخ وبمناسبة العيد فقد وجدت بالمطبخ وبغرفة التخزين طعاما أكثر مما كنت أتوقع ,ولذلك فقد أخذت مزيدا من الخبز وقطعة كبيرة من الجبن وفطيرة كبيرة محشوة باللحم كانت موضوعة على الرف الخلفي ,وبعض ((البراندي)) . ثم تسللت من باب بالمطبخ يؤدي إلى ورشة حدادة ((جو)) وأخذت مبردا ثقيال من أدواته .وخبأت جميع هذه األشياء داخل معطفي ,ثم أسرعت إلى المستنقعات .
الفصل الثاني : السجين الثاني كانت ال تزال هناك مسافة طويلة حتى أصل إلى الحائط المهدم الذي أتوقع أن السجين ينتظرني خلفه ,,ولكن فجاءه رايته من ظهره وهو جالس على حجر قريب ويبدو نائما .اقتربت على حذر وربت على كتفه ,فهب واقفا على الفور واستدار إلي ,,لكنه لم يكن هو نفس الرجل . كان يرتدي نفس ثياب السجين األول ونفس القيد الحديدي في قدمه ولكن المالمح كانت مختلفة ,التفت إلي الرجل وحاول ضربي على رأسي ولكني تفاديت الضربة لكونها ضعيفة تدل على أن الرجل مريض .وأخذ يفر من أمامي و اختفى في الضباب الكثيف .كنت على يقين بأنه صديق السجين األول الذي يمزق قلوب األطفال . وأكملت طريقي إلى الحائط المهدم ووجدت نفس الرجل الذي شاهدته باألمس ,ودون أن انطق بكلمة واحده أخرجت الطعام والمبرد من معطفي ,فاتسعت عيناه فرحا وبدأ يلتهم الطعام بنهم . وبعد أن انتهى من الطعام والشراب مسح فمه بظهر يده وسألني :هل أخبرت أحدا ؟ ,فأجبت :ال يا سيدي لم أخبر أحدا ,لقد سرقت لك الطعام . فأومأ برأسه راضيا ,وأخذ يقضم قطعا كبيرة من فطيرة اللحم حتى كاد ينهيها بأكملها ,فقلت له : إني مسرور يا سيدي ألن الفطيرة أعجبتك ,ولكن ! ألن تحتفظ لصديقك ببعض منها ؟ فقال بخبث ودهاء :تقصد صديقي الذي يمزق قلوب األطفال ؟ و أخذ يضحك وهو يقول :انه ليس بحاجة إلى الطعام .فقلت على الفور :ال أعتقد ذلك يا سيدي , فهو يبدو جائعا وبحاجة ماسة إلى الطعام . عندها هب واقفا وامسكني بقوة و سألني :تقول انه ((بيدو))! هل رأيته ! أين ! ومتى ! فأجبت بسرعة و أنا أشير إلى االتجاه الذي اختفى فيه الرجل الثاني :هناك يا سيدي ,لقد أطلقت سفينة السجن طلقة باألمس لتحذر الناس منه ,ألم تسمعها ؟ ربما سمعتها وربما لم أسمعها ..إن البقاء وحيدا في مثل هذه المستنقعات شيء يدير الرأس ,,ما شكل مالمحه ؟ صفه لي! واستعدت على الفور منظر السجين الثاني في رأسي ..وقلت :رأيت كدمه على خده ! وعندئذ شعر بشيء من االرتياح وقال لي :انه هو ..سوف أصطاده كما تصطاد الكالب ,ولكن أين المبرد ! أعطني المبرد ..كان المبرد على األرض فالتقطته وقدمته إليه ,وبسرعة انحنى وركع على العشب المبتل وبدأ ببرد القيد الحديدي الملتف على قدمه .وخطر ببالي أن أنصرف فتراجعت خطوات إلى الوراء ولكنه لم يهتم بي إطالقا لشدة انهماكه في برد القيد الحديدي . وفي البيت ,كانت أختي منهمكة في أعمالها المنزلية .وتناولت أنا و ((جو)) طعام اإلفطار ونحن واقفين ,ألن أختي لم تجد وقتا كافيا لتقديم اإلفطار على المائدة .وفجأة ,أحسست وكأن قلبي قد توقف عن النبض ..هل كانت فطيرة اللحم معدة لالحتفال بالعيد ؟ لقد شعرت بالفزع من هذه
الفكرة المخيفة ,استدعتني أختي وأخذت تغسل لي وجهي ورأسي ثم ألبستني أنظف ما لدي من المالبس .وكذلك ((جو)) ارتدى أنظف مالبسه ,وجلسنا جميعنا في غرفة الجلوس ,,في انتظار الضيوف ..وعند أول طرقه للباب قمت أنا وفتحت وكانوا ((مستر ووبسل)) كاتب الكنيسة ,ثم حضر بعده صانع العجالت وزوجته وبعدهم عمي ((مستر بامبلشوك)) الحقيقة أنه عم ((جو)) . تمتع الجميع بتناول الطعام فيما عداي ,,فقد كنت ممنوعا من الكالم بأمر من أختي ,ثم بدأ يحدث ما كنت أخشاه و أتوقعه عندما قالت أختي لقد أعدت فطيرة كبيرة محشوة باللحم سأذهب إلحضارها !!..وسمعت كل حركات أختي وهي تبحث عن الفطيرة في كل مكان وتخيلت ما سوف يحدث ,وإذا بها أختي تعود خالية اليدين وهي تقول :يا الهي ال أعرف ماذا حدث لقد اختفت الفطيرة ؟! لم أستطع الصمود أكثر من ذلك ,فاندفعت إلى الباب ألهرب ,وما كدت أفتح الباب حتى صدمت بمنظر لم أتوقعه ..رأيت مجموعة من جنود الشرطة ,وكان قائدهم يمسك في يده بقيدين حديديين ,رفعهما أمام وجهي وهو يقول ,يا فتى !!
الفصل الثالث : القبض واالعتراف تلعثمت وتعثرت خطواتي يا الهي لقد عرفوا أني لص وجاءوا للقبض علي ,وأمسكني ((جو)) من ذراعي قبل أن أهوى إلى األرض ..وعندئذ ,ابتسم لي قائد الشرطة وقال :معذرة سيداتي وسادتي ..أنا ((جاويش)) في خدمة الملك وقد كلفت أنا ورجالي بالقبض على السجناء الهاربين ,ونحن في حاجة عاجلة إلى خدمة من الحداد .فقالت أختي قبل أن ينطق ((جو)) :هذا هو الحداد ,,ماذا تريدون منه في احتفال عيد الميالد ..؟ نريد إصالح هذه القيود الحديدية ألن قفلها ال يعمل ,ونحن بحاجة إليها . أشارت أختي بيدها إلى ((جو)) لكي يبدي رأيه ..فأمسك بتلك القيود وفحصها وقال :ال بد من إشعال فرن الحدادة ,و إصالحها قد يستغرق ساعة كاملة .فوافق قائد الشرطة وقال :ال بأس سوف نستطيع القبض على الهاربين قبل حلول الظالم . ودخل جميع رجال الشرطة إلى البيت ..وارتدى ((جو)) مريلته الجلدية وذهب للورشة وتبعه جميع الجنود بأمر من قائدهم لمساعدته .وبعد أن انتهى ((جو)) من إصالح القيود ,سمح لنا قائد الشرطة بأن نذهب برفقته لمشاهدة عملية القبض على السجناء ,وسمحت لي أختي بصحبتهم ولكن بعدة أن حذرت ((جو)) بصوت مسموع :إذا عدت ورأس الولد مقطوعة ,فال تنتظر مني أن أعيدها إلى مكانها الصحيح !.. وذهبنا جميعا إلى ساحة المقابر خلف الكنيسة ,نفس المكان الذي قابلت فيه السجين األول .وبينما الجنود منهمكون بالبحث و التفتيش ,شعرت بالخوف ,فربما ظن السجين الهارب أني خدعته و أني أبلغت الشرطة عنه . ولكن لم يعثر الجنود على أحد ,فتحركنا في اتجاه أخر ,وبدأ المطر بالسقوط وفجأة سمعنا صرخة عالية تأتي من مكان بعيد ,فأشار الجاويش لرجاله بالتقدم نحو المكان الذي صدرت منه الصرخة وأخذ الجميع يجري حتى وصلنا إلى حفرة واسعة يتناثر منها الماء والطين ,وسمعنا الجاويش يصرخ بقوة :سلما نفسيكما ! أنت وهو !.. ووقف الجنود جميعهم حول الحفرة مصوبين بنادقهم نحو السجينين اللذين كانا منهمكين في عراك شديد ,ولم يستمعا ألمر الجاويش ,لذا نزل الجنود إلى الحفرة وقبضوا على السجينين ,وصاح السجين األول غاضبا وهم يضعون القيود في يديه :تذكروا جيدا ,,أنا الذي قبضت عليه من أجلكم !.. أما السجين الثاني فقد كان يلهث من شدة ما ناله من الضرب وكان غير قادر على الوقوف دون مساعدة ,وتلعثم وهو يقول مشيرا إلى السجين األول :لقد حاول قتلي !... وقال السجين على الفور :أنا لم أحاول قتله ,لقد حرصت على القبض عليه حيا ألسلمه لكم ,انظر يا سيدي الجاويش ليس في قدمي قيد حديدي ,وكان يمكنني أن أذهب إلى حال سبيلي ولكن طاردته ولحقت به حتى أمنعه من الهرب .وعندها صاح الجاويش أمرا :كفى !! . وأشعلت بعض المشاعل كما أطلقت البنادق كإشارة إلى سفينة السجن لكي ترسل قاربا .وعلى ضوء المشاعل لمحني السجين األول ..ونظرت إليه مواسيا ,وحركت يدي حركة خفيفة وهززت
رأسي له كإشارة مني بأني لست مسئوال عن إحضار هؤالء الشرطة للقبض عليه ,وحملق في عيني للحظة ,كما لو كان يريد أن يتبين مدى صدقي .ومشينا جميعا تجاه شاطئ النهر ,حيث وصل القارب ألخذ الجنود والسجينين إلى السفينة .وقبل أن يضع السجين األول قدمه في هذا القارب ,التفت إلى الجاويش وقال بصوت عالي :لقد سرقت بعض الطعام و البراندي من بيت حداد القرية ,لقد سرقت فطيرة محشوة باللحم . فقال ((جو)) على الفور :هذا هو السبب في أن زوجتي لم تعثر على الفطيرة إذن ,,ولكننا مع ذلك ال نبخل بطعامنا على شخص جائع ..أليس كذلك يا ((بيب)) ؟! فأومأت برأسي موافقا ألنني كنت عاجزا عن الكالم .وابتعد القارب متوجها إلى السجن ,أما نحن فذهبنا إلى البيت .
الفصل الرابع : دعوه من اآلنسة هافيشام بعد انقضاء أيام قليله عن حفلة عيد الميالد حدث تغير كبير في حياة بيب فقد أتى العم بامبلشوك قائالً أن السيدة هافيشام تدعوه للقدوم للعب في بيتها " كانت أمراه عجوز واسعة الثراء تعيش حياه كئيبة " بيب لم يرى األنسة هافينشام من قبل ولم يعرف كيف يلعب ولكن من الناحية األخرى كانت أخته " مسسز جو " سعيدة جداً وتأمل بان تعود هذه الدعوة بالنفع لهم وأخذت تجهزه للذهاب إلى منزل اآلنسة هافيشام وعند استعداده ذهب مع العم بامبلشوك إلى منزل األنسة وعند وصولهم بداء العم بالطرق على الجرس ففتحت لهم فتاه جميله في سن بيب تدعى ستيال وقد كان يعلو على وجهها التكبر والتغطرس اذنت لبيب بالدخول إلى المنزل وقد كان المنزل مظلماً أضاءت ستيال شمعه وأرشدت بيب إلى غرفة اآلنسة هافيشام وعندها سمع صوت مبحوحاً يدعوه إلى الدخول وعند دخوله كانت الغرفة واسعة مضاءة بالشموع ووجد فيها اغرب سيده شاهدها في حياته فقد كانت ترتدي مالبس العروس البيضاء وترتدي فردة حذاء بيضاء واحده أما الثانية فقد كانت على منضدة قريبه رغم ذالك كان واضح لبيب ان ثوب العروس الذي كانت ترتديه كان معداً من قبل لعروس شابه عندها قالت اآلنسة لبيب من أنت فأجابها أنا بيب يا سيدة فقد أتى بي العم بامبلشوك لكي العب عندها سالت أتعلم ماذا يوجد هنا داخل صدري ؟ أجابها على الفور قلبك يا سيدتي ابتسمت ابتسامه غريبة وقالت بفخر قلب مكسور عندها أشارت إليه لينظر إلى ساعة متوقفة وقالت أنا متعبه وأريد شيئاً يسليني وعندي ميل شديد ألرى شخصانا وهو يلعب هيا العب وقف بيب بدون حراك فهو ال يعرف ما يلعب وكيف يلعب وبعد أن نفذ صبر اآلنسة صرخت عليه قائله نادي على " ستيال " انك على األقل تستطيع فعل ذلك خرج بيب من الباب ونادي على ستيال وما هي إال لحظات حتى أتت وعندها اقتربت من اآلنسة هافيشام وأخذت اآلنسة هافيشام قطعة مجوهرات ووضعتها على رأس ستيال وبضحكة غريبة قالت لها " في يوم ما ستصبح هذه الجوهرة ملك لك يا عزيزتي ..ستكسبين بها إعجاب الرجال الذين ستحطمين قلوبهم واآلن العبي الورق مع هذا الصبي وأنا سأتفرج عليكم فأجابت ستيال بسخط :العب مع هذا الفتى ؟ انه عامل صغير من أبناء العوام !.. همست لها اآلنسة في أذنها حتى ولو كان كذالك يمكنك تحطيم قلبه أليس كذلك ؟ عندها أطاعتها ستيال وبدءوا باللعب ولكن بيب لم يستطع التركيز باللعب فقد كانت مالحظات ستيال الجارحة واستهزائها به تشتت انتباهه حتى أدى ذلك إلى خسارته في الجولة وعندها انحنت اآلنسة هافينشام من على الكرسي الذي كانت تستلقي عليه قائله لبيب :إن ستيال قالت أمور كثيرة غير طيبه عنك وأنت لم تقل أي شيء ما رأيك اخبرني ؟ عندها همس بيب في أذنها قائالً :إن ستيال فتاه جميله فخوره بنفسها ..ولكنها كثيرة التشاؤم ،هل يمكنني االنصراف اآلن ؟ ولكن اآلنسة (( هافينشام )) لم تسمح له باالنصراف حتى يكمل الجولة الثانية من اللعب على شرط أن يعود بعد 6أيام وبعدها أمرت ستيال أن تقدم الطعام لبيب فقدمت بعض الخبز وقطعه من اللحم بطريقة جعلته يحس انها تقدم الطعام الحد الكالب حزن بيب من سوء المعاملة حتى تساقطت دموعه على خده وعندما لمحت ستيال دموع بيب ارتسمت على وجهها ابتسامه االستمتاع . عاد بيب إلى المنزل فعاملته أخته معامله حسنه باعتبار انه وصل إلى مكان ما في هذا العالم ولكن في حقيقة األمر كان بيب بائساً
فقد شعر بالخجل والعار في منزل اآلنسة هافينشام ولكن كان اللقاء مع ستيال في ذلك اليوم سبباً في تغير حياته كلها .
الفصل الخامس : أول قبله في حياتي !.. بعد ستة أيام عادي بيب إلى منزل اآلنسة هافينشام وكالمعتاد استقبلته ستيال ولكن في هذا المرة استقبلت اآلنسة هافينشام بيب قائله :انك ال تجيد اللعب هل ترغب في العمل ؟ اوماء بيب برأسه موافقاً ف أمرته بان ينتظرها في صالة الطعام وقد كانت صالة الطعام مماثله لغرفة اآلنسة هافينشام فهي مظلمة ومغطاة بالستائر وكانت قطعه األثاث الوحيدة بتلك الغرفة عبارة عن مائدة مستطيله مغطاة بغطاء يعلوه التراب وفي منتصف المائدة حامل فضي فقد بريقه عليه صينيه وفوق الصينية توجد كومه صفراء اللون من شيء لم يستطع بيب التعرف عليه عندها قدمت اآلنسة هافينشام وهي متكئه على عصاه تساعدها على المشي وأشارت بعصاها على الكومة الصفراء التي تغطيها خيوط العنكبوت وقالت :هذه كعكة زفافي !.. ثم استندت على كتف بيب قائله أالن كل ما عليك هو أن استند على كتفك وتدور معي حول الغرفة .. فقد داروا حول الغرفة مرات عديدة وبعدها أمرته بلعب جولة من الكوتشينا مع ستيال تحت مراقبتها وانتهى األمر بتغذية بيب مثل الكالب استمر الحال على هذا المنوال لمدة ثمانية شهور أو أكثر تقدم بيب قليالً في اللعب ولكن مازالت ستيال تقسو عليه بتعليقاتها كلما سنحت لها الفرصة ولكن هذا النظام اختلف في مرتين المرة األولى حدثت عندما كانت ستيال تقود بيب في الصعود إلى السلم حينها قابل رجل ضخم الجسم كبير الرأس سأل ستيال من هذا الفتى ؟ أجابته بعدم اهتمام مجرد فتى عندها سال قائالً هو من الجيران ؟ فأجاب بيب على الفور نعم يا سيدي ..أنا بيب تأمله الرجل للحظه ثم أزاحه عن الطريق أما المرة الثانية حين تركت اآلنسة هافينشام بيب وستيال يلعبون الورق أكثر من المعتاد عندها تأنى بيب في ترتيب األوراق وكسب الجولة فاثنت عليه اآلنسة هافينشام هذا الثناء اثر في نفس ستيال ألنها حين أوصلت بيب إلى البواب استدارة إليه قائله :يمكنك أالن أن تقبلني ..إن كنت راغباً في ذلك ! وعندها قبلها بيب على خدها وقد كان بيب مستعداً أن يضحي بأي شيء مقابل قبله من ستيال ولكن حتى وهي تمنحه هذه القبلة كانت تتحدث معه بطريقة متعالية ومتغطرسة فقد كانت تقلد اآلنسة هافينشام في كل شيء وفي يوم من األيام حينما كانت اآلنسة هافينشام تستند بيدها على كتف بيب في ليقوموا بالجولة المعتادة فقالت :يبدو انك ازددت طوالً يابيب ثم سألته إن كان زوج أخته الحداد مازال متمسكاً به الن يكون صبيه بصفه رسميه حيتها أجاب بيب :أن هذه اعز أمنيه لصديقي جو عندها قالت له :حان الوقت لذلك دعني أرى األوراق الرسمية ذهب بيب إلى مجلس المدينة برفقة أخته وجو والعم بامبلشوك وهناك قاموا بتسجيل اسم بيب ليصبح صبياً عند جو وذهب بيب باألوراق إلى اآلنسة هافينشام لتراها كما طلبت فوافقت اآلنسة وأعطت بيب مبلغاً عظيماً من النقود خمسه وعشرين جنيهاً ذهبيا وقالت :لقد كنت لطفاً وهذه مكافئتك ال تتوقع أكثر من ذلك ..وال تحضر إلى هنا أبدا فقد أصبح جو سيدك وأستاذك وعند عودت بيب إلى المنزل سعدت أخته بالمكافئة.
أما جو كان سعيداً الن بيب أصبح صبياً عنده بالرغم من أن ذلك كان ما يتمناه بيب فيما مضى إال انه أصبح غير راغباً بالوقوف أمام فرن الحداد وان يصبح حداداً فلقائه باآلنسة هافينشام وستيال قد غير مشاعر بيب تماماً .
الفصل السادس : الحزن والخجل ومرت األيام و أنا أعمل كصبي حداد ,وكانت كراهيتي تزداد لهذه المهنة يوما بعد يوم ,فكرت مرة أن أهرب من هذه المهنة ألعمل في البحر ,ولكن خشيت على جو من أن أؤذي مشاعره وأن أشعره بأن مهنته غير جيدة ,لذلك قررت إخفاء مشاعري التعيسة والحزينة عنه ,وإظهار السعادة بدال منها. بعد مرور سنة ,أصبحت أتوق لرؤية ستال واآلنسة هافيشام أكثر من ذي قبل ,وما إن وافق جو على منحي إجازة ليوم واحد حتى وجدت نفسي في الطريق الى بيتهما ,لحسن الحظ سمحت اآلنسة هافيشام بدخولي ,وكان كل شيء بالبيت كما هو ,وقالت لي فور استقبالي :هاه.....أرجو أال تطلب شيئا لنفسك ,فلن أعطيك أي شيء بالمرة ,فأجبت :ال يا آنسة ,فقد جئت ألشكرك ألنك ساعدتني, واآلن أنا أعمل كصبي حداد. فقالت :هذا شيء طيب ,تستطيع زيارتي بين حين وآخر ,الحظت اآلنسة بأنني أبحث عن شيء, فابتسمت ابتسامة ماكرة وهي تقول :هل تبحث عن ستال؟ فقلت على الفور :نعم ,أرجو أن تكون بخير ,فقالت ونفس اإلبتسامة على فمها :إنها بخير ,لقد سافرت إلى خارج البالد ,وهي اآلن تتعلم لكي تصبح سيدة ,هي اآلن أكثر جماال وتحوز اعجاب كل من يشاهدها ,هل تشعر بأنك فقدتها؟ وأطلقت ضحكة حقودة ,لم أجبها بشيء ,وانتهت المقابلة وخرجت من البيت على الفور. كان الظالم قد حل فور اقترابي من بيتنا ,دهشت عندما رأيت أنوار البيت وورشة الحدادة مضاءة, وعدد من الناس مجتمعون عنده ,فركضت نحوه ودخلت إلى المطبخ فرأيت مجموعة أخرى مجتمعة على شكل حلقة ,وكان جو يقف بينهم ومعه طبيب القرية ,وكانت أختي ملقاة على األرض بال حراك وتنزف بغزارة من جرح كبير في رأسها ,فقال لي جو :لقد تسلل شخص شرير وضرب مسز جو على رأسها ,فأردفت قائال :هل مازالت حية ياجو؟ أجاب الطبيب :نعم حية ,ولكن من المحتمل أال تعود الى حالتها الطبيعية .استمر التحقيق ألسابيع طويلة ,دون أن يعرف من الجاني .ظلت أختي حية ,ولكنها فقدت ذاكرتها وأصبحت عاجزة تماما عن الكالم ,وبالتالي تغيرت شخصيتها أصبحت هادئة وصبورة ,في البداية قلق جو على حالتها, ولكنه تدريجيا بدأ يحس بالهدوء والمتعة ,خصوصا بعد أن جاءت بيدي لتعيش معنا وتخدمنا. كانت بيدي فتاة يتيمة من فتيات القرية تربطها عالقة قرابة بعيدة بمستر ووبسل ,كانت ذكية بشكل يثير اإلعجاب ,وقد تقدمت بشكل كبير في القراءة والكتابة بفضل توجيهاتها ,وكانت أيضا طباخة ماهرة ,وعطوفة جدا مع أختي ,فبدأت أثق بها وأفضيت لها بسري الذي لم أبحه ألحد قبلها ,قلت لها أريد أن أصبح جنتلمان يبادي واترك مهنة الحدادة. فرفعت عينيها من القماش وقالت :من أجل ستال؟ وبمنتهى البؤس قلت لها :نعم.
الفصل السابع : اآلمال الكبرى انقضت أربعة سنوات منذ أن عملت صبيا لجو. أمام البيت ظهر مستر جاجزر فعرفته على الفور ,هو نفس الرجل الذي قابلناه أنا وستال في بيت اآلنسة هافيشام منذ سنوات ,نفس الرجل بعينيه الحادة النظرات وحواجبه الكثيفة السوداء. قال وكأنه يتمتع بنفوذ عظيم :أعتقد بأن هذا هو بيت الحداد جوزيف جارجري وصبيه بيب؟ فقال جو :هذا صحيح ,فقال الرجل :اسمي جاجرز وأنا أعمل محاميا في لندن ,وقد جئت إلى هنا بناء على طلب أحد عمالئي ,لقد جئت إلى هنا ألعرض عليك أن تتخلى عن بيب وهذا من أجل مصلحته ,فكم تطلب لكي تعفيه من العمل معك؟ فأجاب جو بال تردد :ال أطلب أي شيء اطالقا ,التفت مستر جاجرز إلي وقال :ستصل إلى عالم الثروة والمال ,ولكن لدي تعليمات سأخبرك بها ,الشخص الذي سيمنحك الثروة يريدك من اآلن أن تكون قادرا على إدارتها ,ويريدك أن تتعلم لتصبح جنتلمان له آمال كبرى بالثراء في المستقبل, فاض بي إحساس عظيم بالسعادة ,فها هو حلمي الخيالي يتحقق أخيرا إلى حقيقة ,واصل مستر جاجرز حديثه :مستر بيب لدي بعض الشروط البد أن تعرفها :أوال :هذا الشخص يريد منك أن تتمسك باسم بيب ,ثانيا :اسم الشخص المتبرع لك يجب أن يظل سرا إلى أن يعلنه هو بنفسه وقتما يريد ,هل قبلت هذه الشروط؟ فأومأت برأسي موافقا, واتبع مستر جاجرز :فقد خصص لك مبلغ يكفي وزيادة لمصاريف التعليم ونفقات المعيشة ,وعليك بصرفه أوال بأول ,لذلك يجب أن تعتبرني وصيا عليك ,حاولت أن أشكره ,فأشار الي بيديه وقال: كال كال ,لقد حصلت على أجر كبير نظير هذه الخدمات,عليك الحضور إلى لندن مباشرة بعد شراء مالبس مناسبة ,وستسكن مع هربرت بوكيت هو جنتلمان صغير بنفس سنك ,تستطيع أن تتعلم منه العادات الحسنة ,و اقترح أن يكون أبوه معلمك الخاص .وناوله عشرين جنيها من الذهب لمصاريف الرحلة ولشراء المالبس ,وترك بطاقة صغيرة بها اسمه وعنوانه في لندن ,وودعنا وخرج ,وظللنا أنا وجو صامتين مدهوشين. في صباح اليوم التالي استيقظت مبكرا ,وذهبت إلى دكان مستر ترامب خياط القرية ,اضطررت إلى انتظاره فترة أوشكت فيها أن افقد صبري ,دعاني أخيرا إلى شقته خلف الدكان وكان يتناول افطاره ولم يكن مباليا بوجودي ,قلت له :أريد منك خدمة عاجلة أن تصنع حلة حديثة تناسبني وأخرجت بعض الجنيهات الذهبية ,وفي لمح البصر نهض و بدأ بممارسة عمله بهمة ونشاط وأمر صبيه بإنزال األقمشة واحدا بعد اآلخر ,وساعدني في اختيار النوع واللون المناسب لي ,وبعد ذلك قام بتوصيلي إلى الخارج وفتح الباب لي بنفسه ,وكانت هذه تجربتي األولى في معرفة مدى تأثير النقود على النفوس ,وبعد اإلنتهاء من صناعة الحلة ارتديتها وذهبت إلى بيت اآلنسة هافيشام ألودعها ,وبعد ذلك ودعت جو فازداد كآبة وحزنا ,وقال لي بتأثر شديد :سأفتقدك يا بيب ,سأفتقد الصبي المطيع والصديق العزيز الذي احببته منذ أن كان طفال ,فنزلت من عيني الدموع ألن شغفي بهذه الرحلة جعلتني أوشك بأن أنسى أعز أصدقائي.
الفصل الثامن : سافرت الى لندن راكبا عربه تجرها أربعه جباد أستغرقت نحو خمس ساعات وكنت أشعر بالرهبه الى أني صدمت حين رأيتها غير نظيفه والشوارع ضيقه وقبيحه الشكل وذهبت مباشره لمكتب (مستر جاجرز ) وأخبرني بحصتي من المال وكان أكثر مما توقعته وأعطاني بطاقات ماليه أستطيع التعامل بها مع أصحاب المحالت األخرى على أن ترسل فواتيري الى مكتبه ليساعده ذلك على مراقبه نفقاتي ويسهل علي حياتي ونادى مستر جاجرز على كاتبه مستروميك فأوصلني الى الحجرات المخصصه ألقامتي مع الشاب الصغير هربرت بوكيت الذي كان قصيرا ونحيفا تتألق عيناه بنظرات حاده وقادني الى مبنى كبير يسمى (خان بارنارد) ثم أتجهنا الى أحد تلك المباني وصعدنا الى حجرات الطابق العلوي فوجدنا على الباب ورقه مكتوب عليها (سأحضر حاال ) فكان الباب مفتوح لذلك دلفنا الى الداخل فودعني مستروميك وشكرته كثيرا فأخذت أفحص حجرات سكني فالحجرات كبيره وغير نظيفه وبعد نحو عشرين دقيقه سمعت وقع خطوات بالصاله فظهر شاب صغير يافع يحمل صندوقا صغير به كميه من ثمار الفراوله فابتسمنا ورحبنا ببعضنا وأعتذر لتأخره فلم يكن يعلم بموعد وصولي كان ذلك اللقاء االول دليل على طيبه وعطفه وفي مطعم بالمبنى المجاور كنا نتناول وجباتنا فحكيت له قصتي بنفسي فأستغرقت ساعه شملت كل التفاصيل وطلبت منه أن يرشدني الى طريقه الحياه اللندنيه وطال علينا الوقت ونحن على المائده فقال لي برقه ولطف من المعتاد هنا أن تضع الشوكه في فمك بدال عن السكين وشكرته لذلك وبعدها أكمل قصه ( هافيثام ) التي ماتت أمها وهي طفله وأهملها أبوها لكنها ورثت عنه ثروه طائله ووقعت في حب رجل أنيق فأعطته مبالغ كبيره أثناء خطبتها وعند قرب موعد زفافهما أرسل رساله يتنصل فيها من هذا الزواج فهززت رأسي آسفا وأنا أقول مسكينه ياأنسه (هافيثام )
الفصل التاسع : وفي اليوم التالي حصل هربرت على أجازه ليصحبني لوالده مستر بوكيت الذي يشبهه الى حد كبير وقدمني أليه وأفهمني أني سأتلقى دروسي من (ستار توب ) الطيب و (بنتلي درامل ) الكريهه والمتعالي مع معظم الناس الذي يشبهه العنكبوت وذكر لي األماكن الهامه ألزورها فأحببت معلمي من البدايه كان ذا شعر رمادي ووجهه ملئ بالحيويه وذا أبتسامه طبيعيه وفي يوم ما قررت أن أغير جميع األثاث وأفاجئ هربرت وبينما كنت أبلغ مستر جاجرز بذلك دخلت أمرأه طويله ذات عينان واسعتان حوالي االربعين سنه كانت غير طبيعيه وذليله وطعامها لذيذا وصرف لي المبلغ فورا وسر هربرت بذلك وهنأني وما أن أنتهيت من تجميل شقتي أخبروني بزائر ينتظرني فلقد كتب لي (بيدي ) أن جو يرغب في الحضور لي الى أني لم أكن أريد ذلك فأنا لم أعد بيب الذي كان يعرفه وفي اليوم الموعود سمعت وقع خطواته وهو يصعد السلم وأخيرا دخل وحاولت أن أخذ قبعته الأعلقها في المكان المناسب لكنه تمسك بها وظل يدور بنظرات عينه متفحصا كل شئ بأعجاب وصمت ووصل هربرت وعندما جلسنا للطعام كان جو كثير السرحان والقلق وسقطت قبعت جو عده مرات وكل مره يعيدها الى الرف فسأله هربرت في أدب ماذا تريد أن تشرب فأجابه أي شئ تختاره بنفسك وعندما أنصرف هربرت بدأ جو حديثه قائال واآلن أصبحنا وحدنا يا سيدي فصحت غاضبا من فضلك يا جو كيف تناديني بياسيدي فأخفض رأسه وتأسف على مجيئه وتصرفه الغبي ومالبسه الغير الئقه وأنتمائه الى ورشه الحداد فودعته وظللت أشعر بالخجل من زيارته وزاد هذا األحساس عندما وصلتني رساله بموت أختي ومرت عده سنوات الى أن بلغت العشرين سنه وفي يوما ما وصلتني أخبار طيبه بأن (ستال) قد عادت أخيرا من فرنسا وتنوي العيش في لندن وأنها تدعوني لمقابلتها "يالها من أخبار عظيمه "
الفصل العاشر : ستال!.. فاضت نفس بيب بالفرح فهاهو ذا سيَّرا ستيال بعد كل هذه الغيبة وقد اعتقد أن هربرت سيُسعد بفرحه فاعترف له بحبه لستيال ولكن هربرت تقبل اعتراف بيب كأمر واقع ومعروف فقال لبيب :اعرف ذلك اندهش بيب وسأله مُتلعثماً كيف عرفت ذلك ؟ فأجاب ببساطه كان مكتوبً في عينيك وأنت تخبرني عن طفولتك وزياراتك لمنزل اآلنسة هافيشام عندها شعر بيب باالرتياح وبداء يحكي له قصة حبه لستيال وان فكرة الزواج بها تعتبر أعظم أمل في حياته وما يجول في ذهنه بان اآلنسة هافيشام تخطط لزواجه من ستيال وإال لماذا جعلت منه جنتل مان فوافقه هربرت في رأيه وقال إن كل أقارب اآلنسة هافيشام يظنون أن األمر كذلك شعر بيب بعدم االرتياح في نضرات هربرت خصوصاً عندما قال اآلن يا عزيزي بيب أريد أن أقول لك شيئا ال يسرك ولكن قبل أن انطق بكلمه أريد أن اعترف لك باني أعيش قصة حب مع فتاة تدعى "كالرا بارلي" وسأرتب لك لقاءً معها لكي تراها بنفسك وأقول هذا لكي ال تظن أن لدي أمل او رغبه في الزواج من ستيال.. ثم قال عندما كان مستر جاجرز يملي عليك الشروط الخاصة بآمالك الكبرى ،هل أمرك بالزواج من ستيال؟ أماء بيب برأسه كال عندها قال هربرت :إذا أنا اطلب منك بمنتهى اإلصرار أن تتخلى عن حبها . اضطرب بيب وسأله لماذا؟ فقال بهدوء تذكر طريقة تربيتها ونشأتها فهي صوره طبق األصل عن اآلنسة هافينشام أحس بيب انه على وشك االنهيار وانهمرت الدموع من عينيه فهو ال يستطيع التخلي عن حبها أبدا كان بيب في ذلك الوقت قد بلغ الحادية والعشرين من عمره أي سن الرشد فأعطاه مستر جاجرز حريت التصرف في أمواله وقد سمح له بالحصول على قروض محدودة وخصص له خمس مئة جنيه سنوياً كما منحه خمس مائه أخرى كهدية من المحسن الكريم الذي يرعاه وبطريقه سرية ساعده مستر وميك بشراء وظيفة لهربرت بحوالي نصف هذا المبلغ في إحدى شركات المالحة الحديثة يمتلكها شاب ذكي وأمين يدعى " كالريكار" وقد قدم له نصف رأس المال على أن يقدم له النصف األخر في الوقت المناسب حتى يصبح هربرت شريكاً كامالً في الشركة . وقد كان هربرت في غاية السعادة وهو يخبر بيب عن العرض الذي قدمه له مستر كالريكار وقد اعتبر بيب هذه السعادة مكافئه له على هذا الجميل وقد رأى هربرت يزداد سعادة في كل يوم يقضيه في عمله الجديد وفي ذلك الوقت كانت ستيال قد بدأت حياتها الجديدة في لندن فقد رتبت لها اآلنسة هافينشام أمر إقامتها مع سيدة أرمله من سيدات المجتمع لها ابنة شابة في عمر ستيال وكانت لهذه العائلة صًالت عديدة في المجتمعات الراقية وقد كانت ستيال دائماً ما تدعو بيب لحفالت الرقص التي تذهب إليها ولكنه لم يشعر بالسعادة بسبب معاملة ستيال له كأخ نصف شقيق لها أو كسكرتير أعمالها بالرغم من أن الشباب المعجبون بها كانوا يحسدونه على ذلك وفي إحدى األمسيات طرحت ستيال سؤاالً على بيب قائله : هل تصدق ما يقال لك بضرورة الحذر مني ؟ فسألها :هل تقصدين الحذر من االنجذاب لك ؟
فأجابته إن كنت ال تعرف ما اقصد فالشك بأنك أعمى ال ترى بالرغم من أن بيب موقن بان الحب أعمى ولكن يعلم أيضا أن ستيال تطيع اآلنسة هافينشام طاعة عمياء لذلك ازدادت أسباب تعاسته وفي نفس أالمسيه أمرت ستيال بيب بان يستعد لمرافقتها لتلبية دعوة اآلنسة هافيشام فهي ال تحب السفر وحيده وبعد تناولهم الطعام على طاولة اآلنسة هافيشام جلسوا بجوار المدفئة ولكن اآلنسة هافيشام لم تستطع رفع ناضريها عن تأمل وجه ستيال وقالت لها بشغف اخبريني بعض من قصص ضحاياك المعجبين اللذين أخضعتهم ،وقد علم بيب أن ستيال كانت دائماً تكتب لها قصص هؤالء الضحايا أول بأول بعد مالحظته بان اآلنسة هافيشام تعرف جميع أسماء هؤالء الضحايا ،ولكن بعد رؤيته لعينا اآلنسة هافيشام وهي تبرقان من شدة استمتاعها تأكد بيب أنها تنتقم من الرجال لتأخذ ثأرها من الرجل الذي تركها في ليلة عرسها عندها جذبت اآلنسة هافيشام يد ستيال إليها ولكن ستيال جذبت يدها بضيق بطريقة أغضبت اآلنسة هافيشام التي صاحت باكيه :ستيال هل تعبتي مني ؟ فأجابت ستيال بهدوء تام لقد تعبت من نفسي. فصرخت فيها المرأة العجوز قائله ما أنت إال تمثال من حجر ال قلب له فأجابتها ستيال بنفس الهدوء :أنتي التي علمتني أن أصبح بال قلب فبكت اآلنسة هافيشام :نعم بال قلب ولكن مع الرجال وليس معي عليك أن تبادليني ما اشعر نحوك من حب عندها هزت ستيال رأسها وهي تقول في آسى :نعم يا أمي بالتبني إني مدينه لك بكل شيء وسأفعل كل ما تطلبين ولكن ال استطيع أن افعل المستحيل لم يستطع بيب مشاهدة بقية المشهد فقد خرج من الحجرة إلى الحديقة ولكن توسالت اآلنسة هافيشام الذليلة تصل إلى مسمعه .
الفصل الحادي عشر : اكتشاف شخصية "المحسن" انقضت عدة شهور بعد انتهاء االحتفال بعيد ميالد بيب الحادي والعشرين وأحس بيب انه عاجز عن التحرر من ديونه فقد كان يرغب بان يعتمد على المبلغ بخمسمائة جنيه التي يهبها له المحسن كل سنه ولكن في الحقيقة كانت ديونه كثيرة باإلضافة إلى التزامه بالمبلغ الكبير الذي اتفق عليه لصالح هربرت وكان أمله الوحيد هو أن يقوم المحسن الذي يرعاه بان يهديه مبلغ من المال في كل عيد ميالد له ليتمكن من تسديد ديونه ويستمر في عيش حياه رغده وعندما وصل سن الثالث والعشرين أصبح يضحك ساخراً من الفتى بيب الصغير الذي اعتقد أن مبلغ بخمسمائة جنيه سنوياً يعتبر ثروة طائلة وان مهنة الحداد هي أفضل وظيفة في العالم . لقد توقف بيب عن تلقي الدروس ولكنه استمر في القراءة لعدة ساعات يومياً وفي إحدى الليالي هبت عاصفة شديدة منعت بيب من الخروج ولزم المنزل واستغرق في القراءة وقد كان وحيداً الن هربرت ذهب في رحلة عمل ..ودقت ساعة "كاتدرائية سان بول" القريبة الحادية عشر قبل منتصف الليل فقطعت حبل أفكار بيب عندها تنبه إلى وقع أقدام في الممر الخارجي أمام الباب ونظراً الن الريح الشديدة أطفئت كل المصابيح التي تضيء الممر فقد حمل بيب مصباح القراء وفتح الباب وما إن سطع ضوء المصباح في الممر حتى توقفت الخطوات فصاح قائالً من هناك؟ وماذا تريد ؟ فجاءه صوت رجل أنا هنا يا سيدي ابحث عن مستر بيب وما إن رأى الرجل بيب تبين على وجهه السرور ..كان يرتدي ثياباً جديدة ولكنها خاليه من الذوق وكان ذا شعر رمادي طويل ويبلغ من العمر حولي الستين إال أن جسمه كان يبدو قوياً وعندما أصبح قريباً من بيب مد يديه ولكن بيب لم يعلم ماذا يفعل فقال له بثبات :أنا بيب ماذا تريد صمت الرجل الغريب لبرهة كأنه يتوقع من بيب أن يدعوه للدخول فقال :أريد أن اشرح لك بعض األمور عندها دعاه بيب للدخول بجفاء وقد كان مندهشاً من فيض إحساس الرجل بالسعادة عندما رآه وما إن وصال إلى عرفة الجلوس ابتسم الرجل ابتسامه راضيه ومد يده مره أخرى حتى شعر بيب انه مجنون فلم يمد يده عندها قال الرجل بتلعثم وهو يشعر باإلحراج :آه لقد فهمت وأنت لست مخطئ ولكن ال تشعرني باليأس بعد أن قطعت رحلة طويلة أللقاك فخلع الرجل قبعته ومعطفه وجلس على المقعد بجوار المدفئة يدفئ يده عندها سئل قائالً أيوجد احد غيرنا في هذا البيت ؟ قال بيب بغضب بأي حق تسألني وأنت رجل غريب اقتحمت منزلي في هذا الوقت المتأخر من الليل ! فهز الرجل رئسه متبسماً وقال :أنت رجل شجاع يا بيب وأنا سعيد ألنك أصبحت رجل شجاع إلى هذا الحد وفي لمح البصر سطعت فكره في ذهن بيب وعرف من هذا الرجل أنه السجين الهارب الذي قابله في صغره بين المقابر في ساحة الكنيسة وعندها شعر الرجل أن بيب عرفه فمد يده مره أخرى فمد بيب يده مستسلماً هذه المرة وفي الحال رفع الرجل يدي بيب ليقبلها معبراً عن االعتراف بالجميل فقال :لقد كنت كريماً ونبيالً معي ولن انسي بيب النبيل أبدا وعندما أوشك على احتضانه مد بيب يده على صدره ودفعه بعيداً عنه وقال بحزم :إن كنت تريد أن تشكرني فال يوجد ضرورة لذلك وان كنت قد ساعدتك في صغري فانا ال استطيع أن أوفر لك اآلن أية حماية
صمت الرجل طويالً واخذ يدور بعينيه في أنحاء الغرفة حتى استقر نضره على زجاجات الشراب فقال له بيب :ال باس في تناول القليل من الشراب ليدفئك قبل أن تنصرف جلس الرجل مره أخرى على الكرسي وقال شكراً لك ..أريد كأسا من الوبسكي . فصب له كأسا وصب لنفسه كأسا أخر وقال له بال اهتمام :كيف كنت تعيش كل تلك السنوات الماضية ؟ فقال الرجل بهدوء :لقد عشت حياة ناجحة في نيوساوث ويلز في استراليا وامتلك مزرعة وقطعانا من الغنم ولكن هل لي أن أسألك عن مجرى حياتك منذ أن تقابلنا ! واضطر مكروها أن يعطيه ملخص وجيزاً عن مجرى حياته وبعد أن انتهى قال الرجل بهدوء: استطيع أن أخمن مقدار دخلك منذ أن بلغت سن الرشد انه مبلغ يقدر بخمسمائة جنيه سنوياً أليس كذلك ؟ وبنظرات ثابتة أكمل قائالً واستطيع أن أخمن انك تحصل على هذا الدخل من رجل يعمل بالوساطة يبدأ اسمه بحرف "ج" أليس كذلك ؟ لم يستطع بيب الكالم وشعر انه سيختنق واستند على طرف المائدة وواصل الرجل حديثه :في الواقع إن اسم الرجل الواسطة هو " جاجرز"واسم كاتبه "وميك" أليس كذلك ؟ واخذ بيب يتهاوى وهو يحاول الجلوس على األريكة وساعده الرجل على الجلوس وركع على إحدى ركبتيه أمامه وهو يقول :نعم يابيب لقد جعلت منك جنتلمان حقيقياً ..أنا الذي فعلت كل هذا من أجلك بداء بيب يرتعد خوفاً كما لو كان قد تحول إلى وحش مفترس ولكن الرجل واصل حديثه بهدوء وفرح :انك اعز علي من ابن حقيقي يا بيب وقد أقسمت على أن اجعل منك جنتلمان وها أنا ذا قد نجحت في ذلك.. واخذ ينظر بفرح إلى السجاجيد واللوحات المعلقة ومالبس بيب األنيقة والى جوهرة الياقوت في الخاتم والى الكتب المرصوصة ولكن بيب لم ينطق بكلمه ربما ألنه كان عاجزاً عن الكالم ..وواصل الرجل حديثه لقد حققت بعض النجاح والشهرة في نيوساوث ويلز رغم أن بعض الناس كانوا يعايروني بالماضي حين كنت سجيناً ولكن لم أكن اهتم بذلك ألني كنت على يقين باني امتلك جنتلمان عظيم مثلك وعلى أمل أن استطيع العودة في يوم ماً لكي أراك وأقابلك وأعرفك على نفسي ووسط كل هذه األحاسيس لم يلحظ الرجل مدى اإلحساس بالرهبة والبؤس والسقاء الذي كان يمزق قلب بيب وهو ينصت لحديثه وأخيرا سال بيب وهو يتثاءب :وأالن يا بني العزيز أين يمكنني أن أنام ..بعد أن قمت بتلك الرحلة الطويلة التي تحيطها المخاطر ؟ استعاد بيب صوته وقدرته على الكالم وقال له يمكنك أن تنام على سرير صديقي الغائب ولكن ماذا تقصد بقولك مخاطر ؟ فأجابه بهدوء وبساطه :إن السلطات ستنفذ حكم اإلعدام شنقاً لو علمت بعودتي إلى لندن وعلى الفور أسدل بيب جميع الستائر وادخله إلى حجرة هربرت وهو يشفق عليه لمجازفته واستعداده للتضحية بحياته لكي يراه وعلى نفسه ألنه لم يستطع أن يشعر نحوه بأي قدر من التعاطف وقبل أن يغادر الغرفة سأله :هل ساعدك شخص أخر في هذه المجازفة ؟ فقال مندهشاً :ال يا بني العزيز لقد قمت بها وحدي وهكذا تبددت جميع أحالم بيب مع ستيال وتبين أن خطة اآلنسة هافيشام بزواجه من ستيال كذبه كبرى اقنع بها نفسه دون أساس وأيقن حقيقة مركزه بالنسبة لستيال وانه لم يكن أكثر من مرافق مفيد لها تلعب بعواطفه وظل يتأمل النار في المدفئة حتى ظهر نور الصباح وهو يشعر بمنتهى البؤس وخيبة األمل .
الفصل الثاني عشر : عاش "بيب" طوال حياته في وهم بأن األنسه "هافيشام" هي التي كانت ُتحسن إليه و ترعاه لكي يتعلم ويُصبح جنتلمان ولكن أخيراً انكشفت الحقيقة من المحامي "مستر جاجرز" بأن المحسن الحقيقي هو "آبيل ماجويتش" السجين الهارب الذي قدم له يوماً ما الطعام والمبرد الحديدي. أرسلت "ستيال" ل"بيب" دعوة حضور حفل زواجها من شخص غني واسع الثراء متجاهلة إعتراض "بيب" على زواجها.
الفصل الثالث عشر : انكسر قلب "بيب" بعد زواج "ستيال" و أخذ يتجول في شوارع لندن يُمزق اليأس قلبه. تدور األحداث ويعرف ” بيب” أن أم "ستيال" تعمل خادمة عند المحامي "مستر جاجرز" الذي كان الوسيط بينه وبين والداها الذي قدم له العون في استكمال تعليمة ولكن ” استال” عاشت طيلة حياتها تجهل امها وابيها .اتهمت ام ” استال” بالقتل فقد قتلت عشيقة والداها ودخلت والسجن وحكم عليها بالبرائة وعملت عند المحامي "مستر جاجرز" الذي ترافع عنها.
الفصل الرابع عشر : افتقدت السيدة ”هافيشام” ” استال” بعد زواجها. كانت ترتدي السيدة ”هافيشام” ثياب العرس بالرغم من إنها عجوز طاعنة في السن وكان لهذا سبب واضح من إنها تم الغدر بها من شخص وعدها بالزواح وخلي بها لذا صارت حزينة واحتفظت بكل مراسم العرس من ثياب حتي الساعة توقفت عند الساعة التي اعلن فيها تركها بعد أن استولي علي أموالها ,بعد ذلك نشبت النار في ثيابها بعد أن اشتعلت غرفتها و فقدت وعيها لكنها كانت التزال حيه .
الفصل الخامس عشر : أسرار من الماضي كنت مازلت أعاني من الصدمة الشديدة بعد أن وصلت الى بيتي في لندن وقام هربوت باعادة ربط جروحي وعلى الرغم من آالمي كان البد عليا ان أقوم ببعض المهام العاجلة وإلصابتي بالحمى الشديدة فقد قام هربوت ببعضها نيابة عني وما إن استعدت قواي حتى ذهبت لمقابلة مستر جاجرز واطلعته على الرسالة التي كتبتها اآلنسة هافيشام فحرر شيكا بمبلغ تسعمائة جينيه لصالح كالريكار وأمر باستدعائه لمقابلتي وبعد أن حضر واستلم مني باقي الحصة وعدني بأن هربوت سيصبح شريكا كامال للشركة بشرط أن يسافر إلى الشرق ويدير الفروع الخارجية ثم انحنى بي جاجزر وقال هامسا يجب أن يرحل الزائر ألن السلطات أوشكت أن تعرف مكانه وما إن وصلت إلى البيت حتى أبلغت هربرت وشعرنا باليأس ألن أربطة يدي ال تسمح لي بإستخدام مجداف القارب ولكن هربرت قال مقترحا علينا أن نطلب المعونة من ستارتوب فوافقت ألنه صديق أمين يمكن اإلعتماد عليه وبحذر شديد قمنا بزيارة ماجويتش إلخباره باإلستعداد للهرب وقد صدم حين رأى األربطة حول يدي وأخذ يهتم باآلمي وجروحي أكثر من اهتمامه بتفاصيل خطة الهرب وقال مواسيا آه ي بني العزيز أنا ال أهتم إال بمصلحتك فقط أنت أعز عندي من ابن حقيقي بل حتى من ابنتي التي فقدتها حين كانت طفلة فقاطعته قائال ولكنك لم تحدثني من قبل بأن لديك طفلة أين هيا اآلن ؟ فتنهد بعمق قائال لقد نشأت دون أن أعرف لنفسي أبوين كنت أعرف فقط أني عشت حياتي بين السجون وفي وقت ما تزوجت من فتاة غجرية وأنجبت طفلة صغيرة ولكن زوجتي كانت حادة الطباع فقامت بخنق إحدى السيدات بعد أن تأكدت بأني معجبا بها وتوقف لبرهة وبدا كأنه يتخيل المرأتين اللتين كانتا يتنافسان على حبه ثم واصل قائال لقد غضبت مني زوجتي وهددتني بأنها ستقتل ابنتي انتقاما مني ثم اختفتا قبل أن أفعل أي شيء وعلمت فيما بعد بالقبض عليها وتقديما للمحاكم اتهاما بقتل امرأة وكان مستر جاجزر هو المحامي الذي قام بالدفاع عنها وكان عليا أن أختفي حتى ال اضطر إلى الشهادة بأن زوجتي قتلت طفلتنا الصغيرة أيضا واآلن يا بيب هل عرفت لماذا اعتبرك ابني الوحيد ؟ ولحسن الحظ فان جروحي قد جعلت وجهي شاحبا لدرجة لم يظهر أثر الشحوب وجعلني غير قادر على النطق بكلمة وقال ماجويتش مواصال ومع كل هذه السنين فمازلت أحمل كراهية تجاه زوجتي ولكني أكره شخصا واحد فقط هو نفسه الذي رأيتني وأنا أضربه في مستنقعات كنت فضغط ع ركبتي ليذكرني بذلك فابتسمت مرغما وواصل ماجويتش قائال لقد استغلني هذا الرجل أسوأ استغالل كان يتظاهر بأنه جنتلمان وكان يضع خطط الجرائم ويطلب مني تنفيذها ليظل آمنا بينما أواجه أنا المخاطر والنتائج وحدي ثم استولى على معظم األموال التي حصلنا عليها وادعى بأنه هوا الذي خطط بعقله للحصول عليها وعندما قبض علينا شهد ضدي في المحاكمة وقد صدقته المحكمة عندما قارنت بين مظهري اإلجرامي الرث ومظهره النظيف المتأنق فحكموا بسجني وأطلقوا سراحه فأقسمت على أن أنتقم منه إنني ال أكره أحدا في الدنيا قدر كراهيتي لكومبايسون وبعد أن خرجنا أنا وهربوت حتى أبلغته بالمعلومات التي حصلت عليها من وميك بخصوص قصة الخادمة موللي وقلت في النهاية إذن ماجويتش هو بعينه والد ستال ولكن مالفائدة من إعالن ذلك ؟ فوافقني هربوت على هذا االستنتاج واقسمنا على أن نحتفظ بهذا السر ألنفسنا وقال هربوت في النهاية كنت أريد أن أقول لك بأن كومبايسون هوا نفسه الشخص الذي أحبته االنسة هافيشام وكان سببا في مأساتها .
ً ً ً
الفصل السادس عشر : التجديف إلى الحرية قررنا تنفيذ خطة الهرب يوم األربعاء واتفقنا مع سفينة مسافرة الى هامبورج بألمانيا وشاهدناها وهي راسية على الرصيف حتى نحفظ شكلها وبينما كنت أنهي إجراءات جواز السفر بمكتب مستر جاجزر تولى هربوت بإبالغ كل من ستارتوب وماجويتش باإلستعداد وفي حقيقة األمر كنا أنا وهربوت في غاية اإلضطراب وكنا نشعر بأننا تحت المراقبة وفي اليوم الموعود ارتدينا مالبس ثقيلة واخذت معي حقيبة متوسطة الحجم بها بعض أدوات الزينة وبعض غيارات المالبس وفي تلك اللحظات لم أكن أدري ماهذا الذي أفعله وال أين أنا ذاهب كنت ال أفكر بأي شيء سوى توفير األمان لماجويتش وكان ستارتوب ينتظرنا بالقارب وبدأنا باإلبحار في الساعة الثامنة والنصف صباحا وكان علينا أن نجدف مع تيار المد حتى الساعة الثالثة عصرا ثم نستمر في التجديف حتى موعد حلول الظالم ثم نقضي الليل في احدى الحانات النائية حتى صباح اليوم التالي فنعود إلى القارب لننتظر الباخرة التي اتفقنا معها وفي الحال وضع ماجويتش ذراعه حول كتفي وقال يابني العزيز لقد تم كل شيء على نحو حسن شكرا لك شكرا لك فضغطت على يده وتلفت يمنه ويسره حتى أتاكد من عدم وجود أحد يراقبه وعندما أرخى الظالم سدوله رسونا بقاربنا قرب خانة فقيرة بها رجل وزوجته قدما إلينا عشاء طيبا تناولناه بالقرب من المدفأة وكان هربوت وستارتوب في غاية التعب لقيامها بالتجديف طول النهار فسرعان ماغطا في نوم عميق أما أنا فقد نمت في نفس الغرفة التي نام بها ماجويتش ونمت نوما متقطعا بالرغم من إحساسي بالتعب واستيقظت فزعا عدة مرات أثناء الليل وسمعت صوت رجلين يتحدثان عند النهر ففتحت النافذة بحذر ورأيت الرجلين يقومان بتفتيش قاربنا ثم انصرفا دون أن يلقيا أي نظرة على الحانة وخمنت بأنهما من مفتشي الجمارك وفي صباح اليوم التالي نهضنا مبكرين وعدنا إلى القارب وجدفنا حتى وصلنا لمنطقة مستترة وتوقفنا النتظار الباخرة وفي الساعة الواحد والنصف ظهر لنا دخان الباخرة قادمة نحونا وفي الحال بدأنا نستعد وحمل كل منا حقيبته وسلمت على ستارتوب وهربوت الذي الحظت بأن عينيه مثلي مغروقتان بالدموع وبدأنا نجدف حتى وصلنا قرب الخط الذي تسير فيه الباخرة وفي نفس الوقت بالضبط بدأ قارب آخر يتجه نفس اإلتجاه حتى اقترب منا تماما ونادى علينا الرجل الذي يمسك بالدفة معكم سجين مطرود من انجلترا وال يجوز له العودة إليها وهنا كان القارب االخر قد سد الطريق أمام قاربنا ومنعه من الحركة حتى سيطر عليه تماما وقد تسبب هذا الموقف في حدوث ارتباك على ظهر الباخرة وأمروا بإيقاف ماكيناتها ومع ذلك ظلت الباخرة تتقدم نحونا وفي هذه اللحظة انحنى الرجل الذي كان يمسك الدفة ومد يده وأمسك بماجويتش من كتفه ولكن ماجويتش انحنى بدوره ومد يده ونزع العباءة عن الرجل الذي كان يصدر األوامر والتوجيهات وكان هو كومبايسون بعينه وتبدى الفزع الشديد على وجه كومبايسون وتراجع إلى الخلف من شدة الخوف ولكن ماجويتش قفز إلى القارب االخر لكي ينقض على كومبايسون ولكن هذه الحركة العنيفة أدت إلى اهتزاز القاربين وفي لحظة انقلب قاربنا بمن فيه وانتشلوني من الماء ورفعوني في القارب اآلخر ثم انتشلوا هربوت ثم ستارتوب ونظرت ملهوفا إلى ماجويتش فرأيته يسبح بضعف شديد ويقاوم الغرق فرفعه الرجال إلى قاربهم وقاموا يتكتيف يديه وقدميه وهكذا باتت خطة الهروب بفشل ذريع .
الفصل السابع عشر : يا بني العزيز!!.. كان " ماجوتيش " قد أصيب بإصاباتً بالغة أثناء محاولتنا للهرب إلى " هامبورج" التي انتهت بالفشل وإلقاء القبض على " ماجويتش " من قبل السلطات ومقتل " كومبايسون " حيث اختفت آثاره ثم وجدت جثته على الشاطئ فيما بعد. ً مليئة ودار حوارً عميق بيني وبين " ماجويتش" قبل يوم المحاكمة ،حيث كنا نتحدث بمشاعر بالتضحية واإلخالص ،ولن أنسى إلى األبد مشاعر الحب الصادق وهو يقول لي :يابني العزيز!!... ولم تستغرق المحاكمة فترة طويلة ،وتولى " مستر جاجرز " الدفاع عنه رغم علمي المسبق بأن األمر ميؤوس منه! ..وقدم " مستر جاجرز " إلى المحكمة شهادة تؤكد براءة " ماجوتيش " وأنه قد تاب عن اإلجرام منذ فترة طويلة ،ولكن ال فائدة من ذلك حيث كان على " ماجوتيش " أن يقف أمام الحقيقة ويواجه عقوبة اإلعدام شنقاً إذا عاد إلى إنجلترا!؟ كنت دائماً أول زائرً يدخل مستشفى السجن قبل كل الزوار اآلخرين.. ًُ وبعد أن صدر الحكم، وأخذت أصلي ألجلي أن يموت " ماجويتش " قبل أن ينفذوا فيه حكم اإلعدام ،كما أخذت أكتب الرسائل و االلتماسات لكل شخص في السلطة يمكنه أن يقدر الموقف ،لكنها كانت دون جدوى سوى أنه أصبح بإمكاني زيارة " ماجويتش “كل يوم في مستشفى السجن. كانت حالة " ماجوتيش " تتدهور يوماً وراء يوم ..وفي زيارتي العاشرة له ..كان يبدو وكأنه مودعاً لي حيث كان يشكرني بشده الهتمامي به ووقوفي إلى جانبه وهنا بدأ صوته يضعف وخارت قواه تماماً ..حتى انتهى وقت الزيارة حين هممت بالنهوض وضع يده على كتفي كإشارة منه أن أبقى بجانبه وال أنصرف ..وفهمت من ذلك أن " ماجوتيش " يحتضر ويعيش لحظاته األخيرة. وعندئذ انحنيت عليه ..وقلت هامساً وأنا أغالب دموعي :يا عزيزي " ماجوتيش " ..أريد أن أخبرك سراً قبل أن تغادر هذه الدنيا ..هل تذكر ابنتك التي كنت تعتقد أنها قتلت ...؟! إنها لم تقتل " يا ماجويتش " ..إنها على قيد الحياة اآلن وإنها من أجمل نساء هذا المجتمع وأنا أحبها من كل قلبي!... وحينئذً سحب يدي بمنتهى الضعف وقبلها ثم أعادها إلى مكانها وكانت هذه آخر حركة قام بها " ماجويتش " في هذا العالم! لم أكن أستطيع فهم نفسي جيداً في تلك اللحظة ..لكني شعرت باالرتياح والهدوء والسالم ،والحت في ذهني فكرة الندم على أني لم أكن مخلصاً للصداقة الحقيقية التي يكنها لي " جو جاجري “!...
الفصل الثامن عشر : تغيرات كثيرة!!... أفقت إلى نفسي أخيراً وكيف حالت إليه ظروفي والتي ازدادت سوءا أكثر من أي وقت مضى ،كان علي أن أقوم بتأجير شقتي ألني أصبحت غير قادرً على اإللمام بجميع تكاليفها خصوصاً بعد أن سافر "هربرت" إلى القاهرة في مصر ليدير فرع شركة "كالريكار". وعلى كل حال فلم أستطع أن اتخاذ أي قرار فيما يخص مستقبلي ألني سقطت أرضا ،فقد كنت أشعر ببوادر المرض تتسلل إلى جسدي إلى أن مات " ماجويتش " فعندئذ بدأ المرض يشتد حتى أصبحت طريح الفراش مرتعشاً غير قادرً على الحركة.. وبين حين وآخر كانت تنتابني نوبات من الهذيان فأذهب متجوالً في الشوارع بال وعي ودون جدوى ..وفي يوم ما تنبهت لوجود شخصين بالقرب مني وبعد اقترابي منهم وسؤالهم عن غايتهم ،تبين لي أنهما جاؤوا للقبض علي بسبب عجزي عن الوفاء بالديون!! فصدرت مني آهة مؤلمة وقلت لهما يائساً :كان بودي أن أذهب معكما ..ولكني مريضً وال أستطيع.. عدت للبيت ورقدت على السرير مستسلماً للمرض وأضغاث الكوابيس ..كنت أتخيل جميع الناس الذين عرفتهم وقابلتهم في حياتي وكأنهم جالسون جوار سريري ..وعندما كانت تختفي كل الوجوه ..ال يبقى إال وجهً واحد دائماً وهو وجه " جو ".. وأفقت في لحظة ،فرأيت أمامي نفس الوجه ..فقلت في ضعف :هل أنت هنا يا " جو "؟ فابتسم بفرح وقال :نعم يا " بيب " ..ياصديقي العجوز !... فانخرطت على الفور في البكاء ..ليس هذياناً هذه المرة ،وإنما هو بكاءً صادق يعبر عن احساسي بالندم تجاه " جو "!.. وأخذ " جو " يرعاني ويمرضني لمدة شهر كامل ،إلى أن بدأت أستعيد قواي بالتدريج، حينها أخبرني " جو " بأن اآلنسة " هافيشام " قد ماتت متأثرةً بحروقها وقد ورثت " ستال " كل أمالكها.. أخبرت " جو " بكل ما جرى في قصة حياتي وانهيار آمالي الكبرى ..واكتشافي حقيقة المحسن الذي تبرع لي بكل أمواله.. وبعد أن اكتمل شفائي ..استيقظت ذات صباح فلم أجد " جو " ..لقد رحل في الصباح الباكر وترك لي رسالةً مليئة باألخطاء اإلمالئية! كانت رسالة وداع رقيقة ..ومرفق بها إيصال بدفع الديون المتراكمة علي ..والحقيقة أن " جو " هو الذي قام بتسديد هذا الدين! وبينما كنت غارقاً في فيض الذكريات ..ال حت في ذهني فكرة هائلة ..لماذا ال أبدأ حياةً جديدة ..ولماذا ال أتزوج من "بيدي"؟! وما ان انقضت ثالثة أيام ،حتى أخذت عربة السفر متجهاً إلى "كنت" ..وعندما اقتربت من البيت ،لم أسمع دقات مطرقة "جو" المعهودة وفوجئت بأن الورشة كانت مغلقة .. فانتابني إحساسً عارمً من الخوف!
أما البيت فلم يكن يبدو مهجوراً ..بل كانت الستائر بيضاء نظيفة تتطاير من خالل النافذة المفتوحة بغرفة الجلوس ..وعندما نظرت إلى الداخل رأيت " بيدي و جو " وهما يلوحان لي مرحبين بحضوري ..حينها قالت "بيدي" :ها أنت ذا يا أعز صديق ،ليتك قد جئت يوم زفافنا أنا و "جو"!! هنأتهما بحرارة وأنا أخفي خيبة أملي ..وقضيت معهم عدة ساعات قبل أن أرحل عائداً إلى لندن.. وبعت كل ممتلكاتي وسويت معظم ديوني وسافرت إلى مصر وعملت موظفاً بفرع شركة "كالريكار" معاوناً "لهربرت" وكان األخير قد تزوج "كالرا" فعشت معهما في نفس البيت.. وبالتدريج ،حققت الكثير من النجاح والتقدم وكنت أكتب الرسائل إلى " جو وبيدي “بين الحين واآلخر.. وفي يوم ما قرر "كالريكار" أن يخبر " هربرت" بالسر الذي بيننا وأني أنا الذي دفعت حصة اشتراكه في رأس مال الشركة وأنا الذي أوصيت عليه ووظفته منذ البداية.. ومن اجل هذا ازداد حب " هربرت " لي وازداد تقديره لصنيعي الجميل..
الفصل التاسع عشر واألخير : وبعد احدى عشرة سنة عدت إلى إنجلترا . وفي يوم من األيام وبعد حلول الظالم دخلت في البيت القديم في مستنقعات (كنت). كان جو يجلس قرب المدفأة وبالقرب منه في نفس المكان الذي كنت اجلس فيه في طفولتي كان يجلس بيب الصغير , قفز جو واندفع نحوي من الفرح يحتضنني ،و جاءت بيدي و اخذت تقبلني و تبكي من الفرح بعودتي , اما بيب فكان يشعر بشيء من الخوف و الدهشة . و بعد مضي أيام قليلة أصبحت انا وبيب الصغير أصدقاء . و عندما حل موعد رحيلي إلى لندن الحظت أن بيب اصبح يحبني ويتمسك بي تماما مثل ما كنت اتمسك بأبيه جو في الماضي . قبل مغادرتي زرت أطالل منزل االنسة هافيشام المحترق الذي لم يبق منه اال الحديقة . جلست أتذكر ذكرياتي و أتذكر ستيال التي كنت قد علمت انها تزوجت و عاشت شقية مع زوجها بنتلي درامل الذي هجرته و انفصلت عنه قبل عامين . بينما كنت أفكر و أتجول وجدت امرأة تقف وحيدة بعيدا اتجهت نحوها فالتفت لي ,و كانت المفاجأة صحت وأنا اتجه نحوها :ستيال ! قالت :بيب هل عرفتني !.. كانت محتفظة بجمالها و في عينيها نظرة حزن هادئة . و أخبرتني انها اول مرة تأتي لهذا المكان بعد حياة طويلة الذي باعته فكان اخر ممتلكاتها . فسألتني :هل ما زات تعيش ف الخارج ؟ فأخبرتها عن نجاحاتي و أنني أصبحت شريكا في شركة( كالريكار) فبدت سعيدة , و أخبرتني انها كانت تفكر بي و تلوم نفسها أنها تجاهلت حبي الصادق أيام غرورها ,و أنها الزالت تحتفظ لي بمكانة عزيزة في قلبها . فأمسكت بيدها و قلت :و أنت كنت دائما في أعز مكانة في قلبي ...
الخاتمة : بطل قصتنا ( بيب ) عاش معظم حياته األولى في أحد مستنقعات ( كنت ) وقضى طفولته في تخيالت مخيفة ,,وعندما كان في السابعة من عمره ذهب لزيارة قبر أمه وأبيه اللذان لم يشاهدهما قط في حياته ,,وبينما هو منهمر في البكاء والدموع تسيل من عينيه ظهر رجل عمالق خرج من بين المقابر وفي لمح البصر أمسكه بقوة وقلبه رأساً على عقب وأمره بإحضار المبرد الحديدي له وبعض من الطعام دون أن يخبر أحداً ,,في هذه األثناء وبينما كانت أخته منهمكة في تجهيز حفل عيد الميالد تسلل إلى الطبخ ليأمِّن حصة الرجل العمالق من الطعام ,,وتسلل مجموعة من جنود الشرطة للبحث عن الحداد ( جو ) رغبة في خدمة عاجلة منه للقبض على السجناء الهاربين ,, وبعد انقضاء أيام قليلة بعد حفل الميالد جاء العم ( بامبلشوك ) بأمر من اآلنسة ( هافيشام ) الستدعاء ( بيب ) للعب في بيتها ,,قابل بيب ( ستال ) ولعب معها ,,بيب الصبي الحداد كره هذه المهنة وفكر في الهرب منها للعمل في البحر ,,وبعد مرور أربع سنوات من العمل ظهر ( مستر جاجزر ) محامي لندن الصطحاب بيب معه ليصبح جنتلمان لديه آمال كبرى في مستقبل مزهر بالثراء ,,وبعد موافقته على تنفيذ الشروط المقدمة له قدم له عشرين جنيهاً من الذهب ليأمن سفره إلى لندن ,,ذهب إلى مستر جاجزر فأخبره بقيمة الحصة المخصصة له من المال والبطاقات المالية ,,وقام ( مستر وميك ) الكاتب لتوصيل بيب إلى حجراته المخصصة له ,,قضى حياته الجديدة مع رفيقه ( هربوت ) الذي ائتمنه على جميع أسراره وكبرا معاً ,,وعرف بيب فيما بعد بأن السجين الهارب ( آبيل ماجويتش ) هو الذي ساعده وأنفق له كل ما يملك ليصبح جنتلمان ,,وأن القاتلة ( موللى ) هيا زوجة ماجويتش وأم ستيال التي حماها ودافع عنها جاجزر ,,وأن السجين اآلخر ( كوبايسون ) عدو ماجويتش هو الذي أحبته هافيشام ولم يتم الزوج بينهما ,,وبعد موت ماجويتش وهافيشام وزواج كل من جو وبيدي وهربوت وستيال مرض بيب مرضاً شديداً اعتنى به صديقه الصدوق .